You are on page 1of 711

‫‪1‬‬ ‫‪doc.

48314683‬‬

‫تحف العقللول عللن آل الرسللول )صلللى الللله‬


‫عليه وآله(‬

‫تأليف‬
‫الشيخ الثقة الجليل القدم‬
‫أبو محمد الحسن بن علللي بللن الحسللين بللن‬
‫شعبة الحراني )رحمه الله(‬
‫من أعلم القرن الرابع‬

‫مقدمة المؤلف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيللم الحمللد لللله الللذي‬
‫جعل الحمد للله مللن غيللر حاجللة منلله إلللى حمللد‬
‫حامديه طريقا مللن طللرق العللتراف بلهللوتيته‬
‫وصللمدانيته وربللانيته وسللببا إلللى المزيللد مللن‬
‫رحمته ومحجة للطللالب مللن فضللله ومكللن فللي‬
‫إبطللان اللفللظ حقيقللة العللتراف لللبر إنعللامه‬
‫فكان من إنعامه الحمد للله علللى إنعللامه فنللاب‬
‫العتراف له بأنه المنعم عن كللل حمللد بللاللفظ‬
‫‪2‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وإن عظللم‪ .‬وأشللهد أن ل إللله إل الللله وحللده ل‬


‫شللريك للله شللهادة بزغللت عللن إخلص الطللوي‬
‫ونطق اللسان بها عبارة عللن صللدق خفللي إنلله‬
‫الخللالق البللارئ المصللور للله السللماء الحسللنى‬
‫ليس كمثله شيء إذ كللان الشلليء مللن مشلليئته‬
‫وكان ل يشبهه مكونه‪ .‬وأشهد أن محمدا عبللده‬
‫ورسوله استخلصه في القدم على سائر المللم‬
‫على علم منه بانفراده عن التشللاكل والتماثللل‬
‫من أبناء الجنس وانتجبه آمرا وناهيا عنه أقامه‬
‫في سائر عالمه فللي الداء مقللامه إذ ل تللدركه‬
‫البصللار ول تحللويه خللواطر الفكللار ول تمثللله‬
‫غوامض الظنن في السرار ل إله إل هو الملك‬
‫الجبلللار وقلللرن العلللتراف بنبلللوته بلللالعتراف‬
‫بلهوتيته واختصه مللن تكرمتلله بمللا لللم يلحقلله‬
‫فيه أحد من بريته وهو أهل ذلك بخاصته وخلته‬
‫إذ ل يختص من يشللوبه التغييللر ول مللن يلحقلله‬
‫التنظير وأمر بالصلة عليه مزيللدا فللي تكرمتلله‬
‫وتطريقا لعللترته فصلللى الللله عليلله وعلللى آللله‬
‫وكرم وشرف وعظللم مزيللدا ل يلحقلله التنفيللد‬
‫ول ينقطع على التأبيد وإن الله تبارك وتعللالى‬
‫‪3‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اختص لنفسه بعللد نللبيه خاصللة علهللم بتعليتلله‬


‫وسللما بهللم إلللى رتبتلله وجعلهللم إليلله والدلء‬
‫بالرشاد عليه أئمة معصومين فاضلين كللاملين‬
‫وجعلهم الحجج على الورى ودعاة إليلله شللفعاء‬
‫بإذنه ل يسبقونه بالقول وهللم بللأمره يعملللون‬
‫يحكمللون بأحكللامه ويسللتنون بسللنته ويقيمللون‬
‫حدوده ويللؤدون فروضلله ليهلللك مللن هلللك عللن‬
‫بينللة ويحيللا مللن حللي عللن بينللة صلللوات الللله‬
‫والملئكة البرار على محمد وآله الخيار‪ .‬وبعد‬
‫فإني لما تأملت ما وصل إلللي مللن علللوم نبينللا‬
‫ووصيه والئمة من ولدهما صلوات الله عليهللم‬
‫ورحمته وبركاته وأدمت النظر فيه والتللدبر للله‬
‫علمت أنه قليل مما خرج عنهم يسير في جنب‬
‫ما لم يخرج فوجللدته مشللتمل علللى أمللر الللدين‬
‫والدنيا وجامعا لصلح العاجللل والجللل ل يوجللد‬
‫الحق إل معهم ول يؤخذ الصللواب إل عنهللم ول‬
‫يلتمس الصدق إل منهم ورأيت مللن تقللدم مللن‬
‫علمللاء الشلليعة قللد ألفللوا عنهللم فللي الحلل‬
‫والحرام والفرائض والسللنن مللا قللد كتللب الللله‬
‫لهم ثوابه وأغنوا من بعدهم عن مئونة التأليف‬
‫‪4‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وحملللوا عنهللم ثقللل التصللنيف ووقفللت ممللا‬


‫انتهى إلي من علوم السللادة )عليهللم السلللم(‬
‫على حكم بالغة ومواعظ شافية وترغيب فيملللا‬
‫يبقى وتزهيد فيما يفنللى ووعللد ووعيللد وحللض‬
‫عللللى مكلللارم الخلق والفعلللال ونهلللي علللن‬
‫مساويهما وندب إلى الورع وحللث علللى الزهللد‬
‫ووجللدت بعضللهم )عليهللم السلللم( قللد ذكللروا‬
‫جمل من ذلك فيما طال من وصاياهم وخطبهم‬
‫ورسللائلهم وعهللودهم وروي عنهللم فللي مثللل‬
‫هذه المعاني ألفاظ قصللرت وانفللردت معانيهللا‬
‫وكللثرت فائدتهللا ولللم ينتلله إلللي لبعللض علمللاء‬
‫الشيعة في هذه المعاني تأليف أقف عنللده ول‬
‫كتاب أعتمد عليه وأسللتغني بلله يللأتي علللى مللا‬
‫في نفسي منه فجمعت مللا كللانت هللذه سللبيله‬
‫وأضللفت إليلله مللا جانسلله وضللاهاه وشللاكله‬
‫وساواه من خبر غريب أو معنى حسللن متوخيللا‬
‫بذلك وجه الله جل ثناؤه وطالبللا ثللوابه وحللامل‬
‫لنفسي عليه ومؤدبا لها به وحملهللا منلله علللى‬
‫مللا فيلله نجاتهللا شللوق الثللواب وخللوف العقللاب‬
‫ومنبها لي وقت الغفلة ومذكرا حيللن النسلليان‬
‫‪5‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ولعله أن ينظر فيلله مللؤمن مخلللص فمللا علملله‬


‫منلله كللان للله درسللا ومللا لللم يعلملله اسللتفاده‬
‫فيشركني في ثواب مللن علملله وعمللل بلله لمللا‬
‫فيه من أصللول الللدين وفروعلله وجوامللع الحللق‬
‫وفصوله وجملة السنة وآدابها وتوقيللف الئمللة‬
‫وحكمهللا والفللوائد البارعللة والخبللار الرائقللة‬
‫وأتيللت علللى ترتيللب مقامللات الحجللج )عليهللم‬
‫السلم( وأتبعتها بأربع وصللايا شللاكلت الكتللاب‬
‫ووافقللت معنللاه وأسللقطت السللانيد تخفيفللا‬
‫وإيجازا وإن كان أكثره لي سللماعا ولن أكللثره‬
‫آداب وحكللم تشللهد لنفسللها ولللم أجمللع ذلللك‬
‫للمنكللر المخللالف بللل ألفتلله للمسلللم للئمللة‬
‫العارف بحقهللم الراضللي بقللولهم الللراد إليهللم‬
‫وهللذه المعللاني أكللثر مللن أن يحيللط بهللا حصللر‬
‫وأوسع من أن يقع عليها حظللر وفيمللا ذكرنللاه‬
‫مقنع لمن كان له قلب وكاف لمن كان له لب‪.‬‬
‫فتللأملوا معاشللر شلليعة المللؤمنين مللا قللالته‬
‫أئمتكللم )عليهللم السلللم( ونللدبوا إليلله وحضللوا‬
‫عليه وانظللروا إليلله بعيللون قلللوبكم واسللمعوه‬
‫بآذانهللا وعللوه بمللا وهبلله الللله لكللم واحتللج بلله‬
‫‪6‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عليكم من العقول السليمة والفهام الصحيحة‬


‫ول تكونللوا كأنللداكم الللذين يسللمعون الحجللج‬
‫اللزمة والحكم البالغة صللفحا وينظللرون فيهللا‬
‫تصفحا ويستجيدونها قول ويعجبون بهللا لفظللا‬
‫فهللم بالموعظللة ل ينتفعللون ول فيمللا رغبللوا‬
‫يرغبون ول عما حذروا ينزجرون فالحجللة لهللم‬
‫لزمة والحسرة عليهم دائمة بللل خللذوا مللا ورد‬
‫إليكم عمن فرض الله طاعته عليكم وتلقوا مللا‬
‫نقله الثقللات عللن السللادات بالسللمع والطاعللة‬
‫والنتهاء إليه والعمل به وكونللوا مللن التقصللير‬
‫مشفقين وبالعجز مقرين‪ .‬واجتهدوا في طلللب‬
‫مللا لللم تعلمللوا واعملللوا بمللا تعلمللون ليوافللق‬
‫قولكم فعلكللم فبعلللومهم النجللاة وبهللا الحيللاة‬
‫فقللد أقللام الللله بهللم الحجللة وأقللام بمكللانهم‬
‫المحجة وقطع بموضعهم العذر فلم يللدعوا لللله‬
‫طريقا إلى طللاعته ول سللببا إلللى مرضللاته ول‬
‫سبيل إلى جنته إل وقد أمللروا بلله ونللدبوا إليلله‬
‫ودلللوا عليلله وذكللروه وعرفللوه ظللاهرا وباطنللا‬
‫وتعريضللا وتصللريحا ول تركللوا مللا يقللود إلللى‬
‫معصللية الللله ويللدني مللن سللخطه ويقللرب مللن‬
‫‪7‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عذابه إل وقد حذروا منلله ونهللوا عنلله وأشللاروا‬


‫إليه وخوفوا منلله لئل يكللون للنللاس علللى الللله‬
‫حجة فالسعيد من وفقه الللله لتبللاعهم والخللذ‬
‫عنهللم والقبللول منهللم والشللقي مللن خللالفهم‬
‫واتخذ من دونهم وليجة وترك أمرهم رغبة عنه‬
‫إذ كانوا العروة الوثقى وحبل الله الللذي أمرنللا‬
‫رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله( بالعتصللام‬
‫والتمسك به وسفينة النجاة وولة المر الللذين‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عوا‬
‫طي ُ‬ ‫عوا الل ّ َ‬
‫ه وأ ِ‬ ‫طي ُ‬
‫فرض الله طاعتهم فقال أ ِ‬
‫م والصللادقين الللذين‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ل وُأوِلي اْل َ‬
‫سو َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫كوُنللوا‬ ‫قللوا الّللل َ‬
‫ه و ُ‬ ‫أمرنا بالكون معهم فقللال ات ّ ُ‬
‫ن‪ .‬واجتهدوا في العمل بمللا أمللروا‬
‫قي َ‬
‫صاِد ِ‬
‫ع ال ّ‬
‫م َ‬
‫َ‬
‫به صغيرا كان أو كبيرا واحذروا ما حذروا قليل‬
‫كان أو كثيرا فللإنه مللن عمللل بصللغار الطاعللات‬
‫ارتقللى إلللى كبارهللا ومللن لللم يجتنللب قليللل‬
‫الذنوب ارتكب كثيرها‪.‬‬
‫وقد روي اتقوا المحقرات من الذنوب وهللي‬
‫قول العبد ليت ل يكون لي غير هذا الذنب‬
‫وروي ل تنظللر إلللى الللذنب وصللغره ولكللن‬
‫أنظر من تعصي به فإنه الله العلي العظيم‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فللإن الللله إذا علللم مللن عبللده صللحة نيتلله‬


‫وخلوص طللويته فللي طللاعته ومحبتلله لمرضللاته‬
‫وكراهته لسخطه وفقه وأعانه وفتح له مسامع‬
‫قلبه وكللان كللل يللوم فللي مزيللد فللإن العمللال‬
‫بالنيللات‪ .‬وفقنللا الللله وإيللاكم لصللالح العمللال‬
‫وسددنا فللي المقللال وأعاننللا علللى أمللر الللدنيا‬
‫والدين وجعلنا الله وإياكم من الذين إذا أعطوا‬
‫شللللكروا وإذا ابتلللللوا صللللبروا وإذا أسللللاءوا‬
‫اسللتغفروا وجعللل مللا وهبلله لنللا مللن اليمللان‬
‫والتوحيللد للله والئتمللام بالئمللة مسللتقرا غيللر‬
‫مستودع إنه جواد كريم‪.‬‬
‫أبو محمد الحسن بن علللي بللن الحسللين بللن‬
‫شعبة الحراني‬

‫ما روي عللن النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله(‬


‫في طوال هذه المعاني‬
‫وصيته لمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫يللا علللي إن مللن اليقيللن أن ل ترضللي أحللدا‬
‫بسخط الللله ول تحمللد أحللدا بمللا آتللاك الللله ول‬
‫‪9‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تذم أحدا على ما لم يؤتللك الللله فللإن الللرزق ل‬


‫يجره حرص حريص ول تصرفه كراهللة كللاره إن‬
‫الله بحكملله وفضللله جعللل الللروح والفللرح فللي‬
‫اليقين والرضا وجعل الهم والحزن فللي الشللك‬
‫والسخط يا علي إنه ل فقر أشد من الجهل ول‬
‫مللال أعللود مللن العقللل ول وحللدة أوحللش مللن‬
‫العجب ول مظاهرة أحسللن مللن المشللاورة ول‬
‫عقللل كالتللدبير ول حسللب كحسللن الخلللق ول‬
‫عبادة كالتفكر يا علي آفة الحديث الكذب وآفة‬
‫العلللم النسلليان وآفللة العبللادة الفللترة وآفللة‬
‫السللماحة المللن وآفللة الشللجاعة البغللي وآفللة‬
‫الجمللال الخيلء وآفللة الحسللب الفخللر يللا علللي‬
‫عليك بالصدق ول تخرج من فيك كذبللة أبللدا ول‬
‫تجترئن على خيانة أبدا والخوف من الله كأنللك‬
‫تللراه وابللذل مالللك ونفسللك دون دينللك وعليللك‬
‫بمحاسلللن الخلق فاركبهلللا وعليلللك بمسلللاوي‬
‫الخلق فاجتنبها يا علي أحب العمل إلللى الللله‬
‫ثلث خصال من أتى الله بما افترض عليه فهللو‬
‫من أعبد الناس ومن ورع عن محارم الله فهللو‬
‫من أورع الناس ومن قنع بما رزقلله الللله فهللو‬
‫‪10‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مللن أغنللى النللاس يللا علللي ثلث مللن مكللارم‬


‫الخلق تصل مللن قطعللك وتعطللي مللن حرمللك‬
‫وتعفو عمن ظلمك يا علي ثلث منجيللات تكللف‬
‫لسانك وتبكي على خطيئتللك ويسللعك بيتللك يللا‬
‫علي سيد العمال ثلث خصال إنصافك النللاس‬
‫من نفسك ومساواة الخ فللي الللله وذكللر الللله‬
‫على كل حال يا علي ثلثة من حلل الللله رجللل‬
‫زار أخاه المؤمن في الله فهللو زور الللله وحللق‬
‫علللى الللله أن يكللرم زوره ويعطيلله مللا سللأل‬
‫ورجل صلى ثم عقب إلى الصلة الخللرى فهللو‬
‫ضلليف الللله وحللق علللى الللله أن يكللرم ضلليفه‬
‫والحاج والمعتمر فهما وفد الله وحق على الله‬
‫أن يكرم وفده يا علي ثلث ثوابهن فللي الللدنيا‬
‫والخللرة الحللج ينفللي الفقللر والصللدقة تللدفع‬
‫البلية وصلة الرحم تزيد في العمر يا علي ثلث‬
‫من لم يكن فيه لم يقللم للله عمللل ورع يحجللزه‬
‫عن معاصي الله عز وجللل وعلللم يللرد بلله جهللل‬
‫السفيه وعقل يداري به النللاس يللا علللي ثلثللة‬
‫تحت ظل العرش يوم القيامة رجل أحب لخيلله‬
‫ما أحب لنفسه ورجل بلغه أمر فلم يتقدم فيلله‬
‫‪11‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ولم يتأخر حتى يعلم أن ذلك المر لللله رضللا أو‬


‫سخط ورجل لم يعللب أخللاه بعيللب حللتى يصلللح‬
‫ذلللك العيللب مللن نفسلله فللإنه كلمللا أصلللح مللن‬
‫نفسه عيبا بدا له منها آخر وكفللى بللالمرء فللي‬
‫نفسه شغل يا علي ثلث من أبواب الللبر سللخاء‬
‫النفللس وطيللب الكلم والصللبر علللى الذى يللا‬
‫علي في التللوراة أربللع إلللى جنبهللن أربللع مللن‬
‫أصبح على الدنيا حريصا أصللبح وهللو علللى الللله‬
‫ساخط ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنمللا‬
‫يشكو ربه ومن أتى غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا‬
‫دينه ومن دخل النار من هذه المللة فهللو ممللن‬
‫اتخذ آيات الللله هللزوا ولعبللا أربللع إلللى جنبهللن‬
‫أربع من ملك استأثر ومن لم يستشر يندم كما‬
‫تللدين تللدان والفقللر المللوت الكللبر فقيللل للله‬
‫الفقر من الللدينار والللدرهم فقللال الفقللر مللن‬
‫الدين يا علي كللل عيللن باكيللة يللوم القيامللة إل‬
‫ثلث أعين عين سهرت في سللبيل الللله وعيللن‬
‫غضت عن محارم الله وعين فاضت مللن خشللية‬
‫الله يا علي طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي‬
‫على ذنب لم يطلع علللى ذلللك الللذنب أحللد غيللر‬
‫‪12‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله يا علي ثلث موبقات وثلث منجيللات فأمللا‬


‫الموبقللات فهللوى متبللع وشللح مطللاع وإعجللاب‬
‫المرء بنفسه وأما المنجيات فالعدل في الرضا‬
‫والغضب والقصللد فللي الغنللى والفقللر وخللوف‬
‫الله في السر والعلنية كأنك تراه فإن لم تكن‬
‫تللراه فللإنه يللراك يللا علللي ثلث يحسللن فيهللن‬
‫الكللذب المكيللدة فللي الحللرب وعللدتك زوجتللك‬
‫والصلح بين الناس يا علللي ثلث يقبللح فيهللن‬
‫الصدق النميمة وإخبارك الرجللل عللن أهللله بمللا‬
‫يكره وتكذيبك الرجل عللن الخيللر يللا علللي أربللع‬
‫يذهبن ضلل الكللل بعللد الشللبع والسللراج فللي‬
‫القمللر والللزرع فللي الرض السللبخة والصللنيعة‬
‫عند غير أهلها يا علي أربع أسرع شيء عقوبللة‬
‫رجللل أحسللنت إليلله فكافللأك بالحسللان إسللاءة‬
‫ورجل ل تبغللي عليلله وهللو يبغللي عليللك ورجللل‬
‫عاقدته على أمر فمللن أمللرك الوفللاء للله ومللن‬
‫أمره الغدر بك ورجل تصله رحمه ويقطعهللا يللا‬
‫علي أربع من يكللن فيلله كمللل إسلللمه الصللدق‬
‫والشللكر والحيللاء وحسللن الخلللق يللا علللي قلللة‬
‫طلب الحللوائج مللن النللاس هللو الغنللى الحاضللر‬
‫‪13‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وكثرة الحللوائج إلللى النللاس مذلللة وهللو الفقللر‬


‫الحاضر‬
‫وصللية أخللرى إلللى أميللر المللؤمنين )عليلله‬
‫السلم( مختصرة‪.‬‬
‫يللا علللي إن للمللؤمن ثلث علمللات الصلليام‬
‫والصلللة والزكللاة وإن للمتكلللف مللن الرجللال‬
‫ثلث علمات يتملق إذا شللهد ويغتللاب إذا غللاب‬
‫ويشمت بالمصيبة وللظالم ثلث علمات يقهللر‬
‫من دونه بالغلبة ومن فوقه بالمعصية ويظللاهر‬
‫الظلمة للمرائي ثلث علمللات ينشللط إذا كللان‬
‫عنللد النللاس ويكسللل إذا كللان وحللده ويحللب أن‬
‫يحمد في جميع المور وللمنافق ثلث علمللات‬
‫إن حدث كذب وإن اؤتمن خان وإن وعد أخللللف‬
‫وللكسلللن ثلث علمللات يتللوانى حللتى يفللرط‬
‫ويفرط حللتى يضلليع ويضلليع حللتى يللأثم وليللس‬
‫ينبغي للعاقللل أن يكللون شاخصللا إل فللي ثلث‬
‫مرمة لمعاش أو خطوة لمعاد أو لللذة فللي غيللر‬
‫محرم يا علي إنه ل فقللر أشللد مللن الجهللل ول‬
‫مللال أعللود مللن العقللل ول وحللدة أوحللش مللن‬
‫العجللب ول عمللل كالتللدبير ول ورع كللالكف ول‬
‫‪14‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حسللب كحسللن الخلللق إن الكللذب آفللة الحللديث‬


‫وآفة العلللم النسلليان وآفللة السللماحة المللن يللا‬
‫علي إذا رأيت الهلل فكبر ثلثا وقل الحمد لله‬
‫الذي خلقني وخلقك وقدرك منازل وجعلك آيللة‬
‫للعالمين يا علي إذا نظرت في مرآة فكبر ثلثا‬
‫وقل اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي يللا‬
‫علي إذا هالك أمر فقل اللهم بحللق محمللد وآل‬
‫محمد إل فرجت عني قال علي )عليه السلللم(‬
‫ه ك َِلما ٍ‬
‫ت‬ ‫ن َر ب ّ ِ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ف ت َل َ ّ‬
‫قى آدَ ُ‬ ‫قلت يا رسول الله َ‬
‫ما هذه الكلمات قال يا علي إن الله أهبللط آدم‬
‫بالهنللد وأهبللط حللواء بجللدة والحيللة بأصللبهان‬
‫وإبليللس بميسللان ولللم يكللن فللي الجنللة شلليء‬
‫أحسن من الحية والطاوس وكان للحية قللوائم‬
‫كقوائم البعير فللدخل إبليللس جوفهللا فغللر آدم‬
‫وخدعه فغضللب الللله علللى الحيللة وألقللى عنهللا‬
‫قوائمها وقللال جعلللت رزقللك الللتراب وجعلتللك‬
‫تمشللين علللى بطنللك ل رحللم الللله مللن رحمللك‬
‫وغضب على الطاوس لنه كان دل إبليس على‬
‫الشجرة فمسخ منه صللوته ورجليلله فمكللث آدم‬
‫بالهند مللائة سللنة ل يرفللع رأسلله إلللى السللماء‬
‫‪15‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫واضللعا يللده علللى رأسلله يبكللي علللى خطيئتلله‬


‫فبعث الله إليه جبرئيل فقال يللا آدم الللرب عللز‬
‫وجل يقرئك السلم ويقول يا آدم أ لم أخلقللك‬
‫بيدي أ لم أنفخ فيك من روحي أ لم أسللجد لللك‬
‫ملئكتي أ لم أزوجك حللواء أمللتي أ لللم أسللكنك‬
‫جنللتي فمللا هللذا البكللاء يللا آدم تتكلللم بهللذه‬
‫الكلمات فإن الله قابل توبتللك قللل سللبحانك ل‬
‫إله إل أنت عملت سوءا وظلمللت نفسللي فتللب‬
‫علي إنك أنت التواب الرحيم يا علللي إذا رأيللت‬
‫حية فللي رحلللك فل تقتلهللا حللتى تخللرج عليهللا‬
‫ثلثا فإن رأيتها الرابعة فاقتلها فإنها كافرة يا‬
‫علي إذا رأيت حية في طريق فاقتلها فإني قد‬
‫اشللترطت علللى الجللن أل يظهللروا فللي صللورة‬
‫الحيات يا علي أربع خصال مللن الشللقاء جمللود‬
‫العين وقساوة القلب وبعد المل وحللب الللدنيا‬
‫من الشقاء يا علي إذا أثني عليللك فللي وجهللك‬
‫فقل اللهم اجعلنللي خيللرا ممللا يظنللون واغفللر‬
‫لي ما ل يعلمون ول تؤاخللذني بمللا يقولللون يللا‬
‫علي إذا جامعت فقللل بسللم الللله اللهللم جنبنللا‬
‫الشلليطان وجنللب الشلليطان مللا رزقتنللي فللإن‬
‫‪16‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قضى أن يكون بينكما ولد لم يضللره الشلليطان‬


‫أبدا يا علي ابدأ بالملللح واختللم بلله فللإن الملللح‬
‫شفاء مللن سللبعين داء أذلهللا الجنللون والجللذام‬
‫والبرص يا علي ادهن بللالزيت فللإن مللن ادهللن‬
‫بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة يا علللي‬
‫ل تجامع أهلك ليلة النصف ول ليلة الهلل أ ما‬
‫رأيللت المجنللون يصللرع فللي ليلللة الهلل وليلللة‬
‫النصف كثيرا يا علي إذا ولد لك غلم أو جاريللة‬
‫فأذن في أذنه اليمنى وأقم في اليسللرى فللإنه‬
‫ل يضره الشيطان أبدا يا علللي أ ل أنللبئك بشللر‬
‫الناس قلت بلى يا رسول الله قال من ل يغفر‬
‫الذنب ول يقيل العثرة أ ل أنبئك بشر من ذلللك‬
‫قلت بلى يا رسول الله قال من ل يؤمن شللره‬
‫ول يرجى خيره‪.‬‬
‫وصية له أخرى إلى أمير المؤمنين ع‪.‬‬
‫يا علي إياك ودخول الحمام بغيللر مئزر فللإن‬
‫مللن دخللل الحمللام بغيللر مئزر ملعللون النللاظر‬
‫والمنظور إليه يللا علللي ل تتختللم فللي السللبابة‬
‫والوسطى فإنه كللان يتختللم قللوم لللوط فيهمللا‬
‫ول تعر الخنصر يا علي إن الله يعجب من عبده‬
‫‪17‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إذا قال رب اغفر لي فإنه ل يغفللر الللذنوب إل‬


‫أنت يقول يا ملئكتي عبدي هذا قد علم أنلله ل‬
‫يغفر الذنوب غيري اشهدوا أني قد غفللرت للله‬
‫يا علي إياك والكذب فإن الكللذب يسللود الللوجه‬
‫ثللم يكتللب عنللد الللله كللذابا وإن الصللدق يللبيض‬
‫الوجه ويكتب عند الله صادقا واعلم أن الصللدق‬
‫مبللارك والكللذب مشللئوم يللا علللي احللذر الغيبللة‬
‫والنميمللة فللإن الغيبللة تفطللر والنميمللة تللوجب‬
‫عذاب القللبر يللا علللي ل تحلللف بللالله كاذبللا ول‬
‫صادقا من غير ضللرورة ول تجعللل الللله عرضللة‬
‫ليمينك فإن الله ل يرحم ول يرعللى مللن حلللف‬
‫باسمه كاذبا يا علي ل تهتم لرزق غد فللإن كللل‬
‫غد يأتي رزقه يا علي إياك واللجاجة فإن أولها‬
‫جهل وآخرها ندامة يا علي عليك بالسواك فإن‬
‫السواك مطهللرة للفللم ومرضللاة للللرب ومجلة‬
‫للعيلللن والخلل يحببلللك إللللى الملئكلللة فلللإن‬
‫الملئكللة تتللأذى بريللح فللم مللن ل يتخلللل بعللد‬
‫الطعام يا علللي ل تغضللب فللإذا غضللبت فاقعللد‬
‫وتفكر في قدرة الرب على العباد وحلمه عنهم‬
‫وإذا قيللل لللك اتللق الللله فانبللذ غضللبك وراجللع‬
‫‪18‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حلمك يا علي احتسب بمللا تنفللق علللى نفسللك‬


‫تجده عند الله مذخورا يا علي أحسن خلقك مع‬
‫أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس‬
‫تكتب عند الله في الدرجات العلى يللا علللي مللا‬
‫كرهتلله لنفسللك فللاكره لغيللرك ومللا أحببتلله‬
‫لنفسك فأحببه لخيللك تكللن عللادل فللي حكمللك‬
‫مقسللطا فللي عللدلك محبللا فللي أهللل السللماء‬
‫مودودا في صدور أهللل الرض احفللظ وصلليتي‬
‫إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫ومن حكمه )صلى الله عليه وآله( وكلمه‪.‬‬
‫في جملة خبر طويل ومسللائل كللثيرة سللأله‬
‫عنها راهب يعرف بشمعون بن لوي بللن يهللودا‬
‫من حواري عيسى )عليه السلللم( فأجللابه عللن‬
‫جميع ما سأل عنه على كثرته فآمن به وصدقه‬
‫وكتبنللا منلله موضللع الحاجللة إليلله ومنلله قللال‬
‫أخللبرني عللن العقللل مللا هللو وكيللف هللو ومللا‬
‫يتشعب منه وما ل يتشعب وصللف لللي طللوائفه‬
‫كلها فقال رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫إن العقل عقال من الجهل والنفس مثل أخبث‬
‫الدواب فإن لم تعقل حارت فالعقل عقال مللن‬
‫‪19‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجهل وإن الللله خلللق العقللل فقللال للله أقبللل‬


‫فأقبل وقال له أدبللر فللأدبر فقللال الللله تبللارك‬
‫وتعالى وعزتي وجللي ما خلقللت خلقللا أعظللم‬
‫منللك ول أطللوع منللك بللك أبللدأ وبللك أعيللد لللك‬
‫الثللواب وعليللك العقللاب فتشللعب مللن العقللل‬
‫الحلم ومن الحلم العلم ومن العلم الرشد ومن‬
‫الرشللد العفللاف ومللن العفللاف الصلليانة ومللن‬
‫الصيانة الحياء ومن الحياء الرزانة ومن الرزانة‬
‫المداومة على الخير ومن المداومة على الخيللر‬
‫كراهية الشر ومن كراهية الشر طاعللة الناصللح‬
‫فهللذه عشللرة أصللناف مللن أنللواع الخيللر ولكللل‬
‫واحد من هذه العشللرة الصللناف عشللرة أنللواع‬
‫فأما الحلم فمنه ركوب الجميل وصحبة البللرار‬
‫ورفع من الضعة ورفع مللن الخساسللة وتشللهي‬
‫الخيللر وتقللرب صللاحبه مللن معللالي الللدرجات‬
‫والعفو والمهل والمعروف والصللمت فهللذا مللا‬
‫يتشعب للعاقل بحلمه وأما العلم فيتشعب منه‬
‫الغنى وإن كللان فقيللرا والجللود وإن كللان بخيل‬
‫والمهابللة وإن كللان هينللا والسلللمة وإن كللان‬
‫سللقيما والقللرب وإن كللان قصلليا والحيللاء وإن‬
‫‪20‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كان صلفا والرفعة وإن كللان وضلليعا والشللرف‬


‫وإن كللان رذل والحكمللة والحظللوة فهللذا مللا‬
‫يتشعب للعاقل بعلمه فطوبى لمن عقل وعلللم‬
‫وأما الرشد فيتشعب منه السداد والهدى والبر‬
‫والتقوى والمنالة والقصد والقتصاد والصواب‬
‫والكللرم والمعرفللة بللدين الللله فهللذا مللا أصللاب‬
‫العاقللل بالرشللد فطللوبى لمللن أقللام بلله علللى‬
‫منهللاج الطريللق وأمللا العفللاف فيتشللعب منلله‬
‫الرضللا والسللتكانة والحللظ والراحللة والتفقللد‬
‫والخشللوع والتللذكر والتفكللر والجللود والسللخاء‬
‫فهللذا مللا يتشللعب للعاقللل بعفللافه رضللا بللالله‬
‫وبقسمه وأما الصلليانة فيتشللعب منهللا الصلللح‬
‫والتواضلللع واللللورع والنابلللة والفهلللم والدب‬
‫والحسان والتحبب والخير واجتناء البشر فهذا‬
‫ما أصاب العاقل بالصيانة فطوبى لمللن أكرملله‬
‫موله بالصيانة وأما الحياء فيتشعب منه الليللن‬
‫والرأفللة والمراقبللة لللله فللي السللر والعلنيللة‬
‫والسلمة واجتناب الشر والبشاشة والسلللماحة‬
‫والظفر وحسن الثناء علللى المللرء فللي النللاس‬
‫فهذا مللا أصللاب العاقللل بالحيللاء فطللوبى لمللن‬
‫‪21‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قبل نصيحة الله وخاف فضلليحته وأمللا الرزانللة‬


‫فيتشللعب منهللا اللطللف والحللزم وأداء المانللة‬
‫وترك الخيانة وصللدق اللسللان وتحصللين الفللرج‬
‫واستصلح المال والستعداد للعدو والنهي عن‬
‫المنكر وتللرك السللفه فهللذا مللا أصللاب العاقللل‬
‫بالرزانة فطوبى لمن توقر ولمللن لللم تكللن للله‬
‫خفة ول جاهليللة وعفللا وصللفح وأمللا المداومللة‬
‫على الخير فيتشعب منه ترك الفواحش والبعللد‬
‫مللن الطيللش والتحللرج واليقيللن وحللب النجللاة‬
‫وطاعللة الرحمللن وتعظيللم البرهللان واجتنللاب‬
‫الشيطان والجابة للعدل وقول الحق فهللذا مللا‬
‫أصاب العاقل بمداومة الخير فطوبى لمن ذكللر‬
‫أمامه وذكر قيامه واعتبر بالفناء وأمللا كراهيللة‬
‫الشللر فيتشللعب منلله الوقللار والصللبر والنصللر‬
‫والسللتقامة علللى المنهللاج والمداومللة علللى‬
‫الرشاد واليمان بالله والتوفر والخلص وترك‬
‫ما ل يعنيه والمحافظة على ما ينفعه فهللذا مللا‬
‫أصللاب العاقللل بالكراهيللة للشللر فطللوبى لمللن‬
‫أقام بحق الله وتمسك بعرى سللبيل الللله وأمللا‬
‫طاعة الناصح فيتشعب منها الزيادة في العقل‬
‫‪22‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وكمللال اللللب ومحمللدة العللواقب والنجللاة مللن‬


‫اللوم والقبول والمللودة والنشللراح والنصللاف‬
‫والتقدم في المللور والقللوة علللى طاعللة الللله‬
‫فطوبى لمللن سلللم مللن مصللارع الهللوى فهللذه‬
‫الخصال كلها تتشعب من العقل قللال شللمعون‬
‫فأخبرني عن أعلم الجاهل فقال رسللول الللله‬
‫)صلللى الللله عليلله وآللله( إن صللحبته عنللاك وإن‬
‫اعللتزلته شللتمك وإن أعطللاك مللن عليللك وإن‬
‫أعطيته كفرك وإن أسررت إليه خانك وإن أسر‬
‫إليللك اتهمللك وإن اسللتغنى بطللر وكللان فظللا‬
‫غليظا وإن افتقر جحد نعمللة الللله ولللم يتحللرج‬
‫وإن فللرح أسللرف وطغللى وإن حللزن أيللس وإن‬
‫ضحك فهق وإن بكى خار يقللع فللي البللرار ول‬
‫يحب الله ول يراقبه ول يسللتحيي مللن الللله ول‬
‫يذكره إن أرضيته مدحك وقال فيك من الحسنة‬
‫ما ليس فيللك وإن سللخط عليللك ذهبللت مللدحته‬
‫ووقع فيك من السوء ما ليس فيك فهذا مجرى‬
‫الجاهل قال فأخبرني عن علمة السلم فقال‬
‫رسللول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( اليمللان‬
‫والعلم والعمللل قللال فمللا علمللة اليمللان ومللا‬
‫‪23‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫علمة العلللم ومللا علمللة العمللل فقللال رسللول‬


‫الله )صلى الله عليه وآللله( أمللا علمللة اليمللان‬
‫فأربعلللة القلللرار بتوحيلللد اللللله واليملللان بللله‬
‫واليمللان بكتبلله واليمللان برسللله وأمللا علمللة‬
‫العلم فأربعة العلم بالله والعلم بمحبيه والعلم‬
‫بفرائضه والحفظ لها حللتى تللؤدى وأمللا العمللل‬
‫فالصللللة والصلللوم والزكلللاة والخلص قلللال‬
‫فأخبرني عن علمللة الصللادق وعلمللة المللؤمن‬
‫وعلمة الصابر وعلمة التللائب وعلمللة الشللاكر‬
‫وعلمة الخاشع وعلمة الصالح وعلمة الناصللح‬
‫وعلمة الموقن وعلمة المخلص وعلمة الزاهد‬
‫وعلمة البار وعلمللة التقللي وعلمللة المتكلللف‬
‫وعلملللة الظلللالم وعلملللة الملللرائي وعلملللة‬
‫المنللافق وعلمللة الحاسللد وعلمللة المسللرف‬
‫وعلمة الغافل وعلمة الخائن وعلمة الكسلن‬
‫وعلمة الكذاب وعلمة الفاسللق فقللال رسللول‬
‫الله )صلى الله عليه وآله( أمللا علمللة الصللادق‬
‫فأربعللة يصللدق فللي قللوله ويصللدق وعللد الللله‬
‫ووعيللده ويللوفي بالعهللد ويجتنللب الغللدر وأمللا‬
‫علمة المللؤمن فللإنه يللرؤف ويفهللم ويسللتحيي‬
‫‪24‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأما علمة الصابر فأربعة الصبر علللى المكللاره‬


‫والعزم في أعمال البر والتواضع والحلللم وأمللا‬
‫علمة التائب فأربعللة النصلليحة لللله فللي عمللله‬
‫وترك الباطل ولزوم الحق والحرص على الخير‬
‫وأما علمة الشاكر فأربعة الشكر فللي النعمللاء‬
‫والصبر في البلء والقنوع بقسم الله ول يحمد‬
‫ول يعظم إل الله وأمللا علمللة الخاشللع فأربعللة‬
‫مراقبة الله في السر والعلنية وركوب الجميل‬
‫والتفكر ليوم القيامة والمناجاة لله وأما علمة‬
‫الصللالح فأربعللة يصللفي قلبلله ويصلللح عمللله‬
‫ويصلح كسبه ويصلللح أمللوره كلهللا وأمللا علمللة‬
‫الناصح فأربعة يقضي بالحق ويعطي الحق مللن‬
‫نفسلله ويرضللى للنللاس مللا يرضللاه لنفسلله ول‬
‫يعتللدي علللى أحللد وأمللا علمللة المللوقن فسللتة‬
‫أيقن بالله حقا فآمن به وأيقن بأن الموت حق‬
‫فحذره وأيقن بأن البعث حق فخللاف الفضلليحة‬
‫وأيقن بأن الجنة حق فاشتاق إليها وأيقن بللأن‬
‫النار حق فظهر سعيه للنجاة منها وأيقللن بللأن‬
‫الحسلللاب حلللق فحاسلللب نفسللله وأملللا علملللة‬
‫المخلص فأربعللة يسلللم قلبلله وتسلللم جللوارحه‬
‫‪25‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وبللذل خيللره وكللف شللره وأمللا علمللة الزاهللد‬


‫فعشرة يزهد في المحارم ويكف نفسه ويقيللم‬
‫فرائض ربه فللإن كللان مملوكللا أحسللن الطاعللة‬
‫وإن كان مالكا أحسن المملكة وليس للله حميللة‬
‫ول حقد يحسن إلى من أسللاء إليلله وينفللع مللن‬
‫ضللره ويعفللو عمللن ظلملله ويتواضللع لحللق الللله‬
‫وأما علمة البار فعشرة يحب في الله ويبغللض‬
‫في الله ويصاحب فللي الللله ويفللارق فللي الللله‬
‫ويغضب في الله ويرضى في الللله ويعمللل لللله‬
‫ويطلب إليه ويخشع لللله خائفللا مخوفللا طللاهرا‬
‫مخلصا مستحييا مراقبا ويحسن في الللله وأمللا‬
‫علمة التقي فستة يخللاف الللله ويحللذر بطشلله‬
‫ويمسللي ويصللبح كللأنه يللراه ل تهملله الللدنيا ول‬
‫يعظم عليه منها شيء لحسن خلقه وأما علمة‬
‫المتكلف فأربعة الجدال فيمللا ل يعنيلله وينللازع‬
‫من فوقه ويتعاطى ما ل ينال ويجعل همه لمللا‬
‫ل ينجيه وأما علمة الظالم فأربعللة يظلللم مللن‬
‫فللوقه بالمعصللية ويملللك مللن دونلله بالغلبللة‬
‫ويبغلللض الحلللق ويظهلللر الظللللم و أملللا علملللة‬
‫المرائي فأربعة يحرص في العمل لللله إذا كللان‬
‫‪26‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عنده أحد ويكسل إذا كللان وحللده ويحللرص فللي‬


‫كل أمره على المحمدة ويحسللن سللمته بجهللده‬
‫وأما علمة المنافق فأربعة فاجر دخللله يخللالف‬
‫لسللانه قلبلله وقللوله فعللله وسللريرته علنيتلله‬
‫فويل للمنللافق مللن النللار وأمللا علمللة الحاسللد‬
‫فأربعة الغيبة والتملق والشماتة بالمصيبة وأما‬
‫علمة المسرف فأربعة الفخر بالباطللل ويأكللل‬
‫ما ليس عنللده ويزهللد فللي اصللطناع المعللروف‬
‫وينكللر مللن ل ينتفللع بشلليء منلله وأمللا علمللة‬
‫الغافلللل فأربعلللة العملللى والسلللهو واللهلللو‬
‫والنسيان وأما علمة الكسلللن فأربعللة يتللوانى‬
‫حتى يفللرط ويفللرط حللتى يضلليع ويضلليع حللتى‬
‫يضجر ويضللجر حللتى يللأثم وأمللا علمللة الكللذاب‬
‫فأربعللة إن قللال لللم يصللدق وإن قيللل للله لللم‬
‫يصدق والنميمة والبهللت وأمللا علمللة الفاسللق‬
‫فأربعة اللهو واللغللو والعللدوان والبهتللان وأمللا‬
‫علمللة الخللائن فأربعللة عصلليان الرحمللن وأذى‬
‫الجيران وبغض القران والقرب إلللى الطغيللان‬
‫فقللال شللمعون لقللد شللفيتني وبصللرتني مللن‬
‫عماي فعلمني طرائق أهتدي بها فقال رسللول‬
‫‪27‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله )صلى الله عليه وآللله( يللا شللمعون إن لللك‬


‫أعداء يطلبونك ويقاتلونللك ليسلللبوا دينللك مللن‬
‫الجن والنس فأما الذين مللن النللس فقللوم ل‬
‫خلق لهم في الخرة ول رغبة لهللم فيمللا عنللد‬
‫الللله إنمللا همهللم تعييللر النللاس بأعمللالهم ل‬
‫يعيلللرون أنفسلللهم ول يحلللاذرون أعملللالهم إذ‬
‫رأوك صللالحا حسللدوك وقللالوا مللراء وإن رأوك‬
‫فاسدا قالوا ل خير فيه وأما أعداؤك من الجللن‬
‫فإبليس وجنللوده فللإذا أتللاك فقللال مللات ابنللك‬
‫فقل إنما خلق الحيللاء ليموتللوا وتللدخل بضللعة‬
‫مني الجنللة إنلله ليسللرني فللإذا أتللاك وقللال قللد‬
‫ذهب مالك فقل الحمد لله الللذي أعطللى وأخللذ‬
‫وأذهب عنللي الزكللاة فل زكللاة علللي وإذا أتللاك‬
‫وقال لك الناس يظلمونك وأنت ل تظلم فقلللل‬
‫إنما السبيل يوم القيامة على الللذين يظلمللون‬
‫الناس وما على المحسنين من سبيل وإذا أتاك‬
‫وقللال لللك مللا أكللثر إحسللانك يريللد أن يللدخلك‬
‫العجب فقللل إسللاءتي أكللثر مللن إحسللاني وإذا‬
‫أتاك وقللال لللك مللا أكللثر صلللتك فقللل غفلللتي‬
‫أكثر من صلتي وإذا قال لك كم تعطي النللاس‬
‫‪28‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقل ما آخذ أكثر مما أعطللي وإذا قللال لللك مللا‬


‫أكثر مللن يظلمللك فقللل مللن ظلمتلله أكللثر وإذا‬
‫أتاك وقال لك كللم تعمللل فقللل طالمللا عصلليت‬
‫وإذا أتللاك وقللال لللك اشللرب الشللراب فقللل ل‬
‫أرتكب المعصية وإذا أتاك وقال لك‪.‬‬
‫أ ل تحب الدنيا فقل ما أحبها وقد اغللتر بهللا‬
‫غيري يا شمعون خللالط البللرار واتبللع النللبيين‬
‫يعقوب ويوسللف وداود إن الللله تبللارك وتعللالى‬
‫لما خلللق السللفلى فخللرت وزخللرت وقللالت أي‬
‫شلليء يغلبنللي فخلللق الرض فسللطحها علللى‬
‫ظهرها فذلت ثللم إن الرض فخللرت وقللالت أي‬
‫شيء يغلبني فخلق الللله الجبللال فأثبتهللا علللى‬
‫ظهرهللا أوتللادا مللن أن تميللد بمللا عليهللا فللذلت‬
‫الرض واسللتقرت ثللم إن الجبللال فخللرت علللى‬
‫الرض فشللمخت واسللتطالت وقللالت أي شلليء‬
‫يغلبنللي فخلللق الحديللد فقطعهللا فللذلت ثللم إن‬
‫الحديللد فخللر علللى الجبللال وقللال أي شلليء‬
‫يغلبني فخلق النار فأذابت الحديد فذل الحديللد‬
‫ثم إن النار زفرت وشهقت وفخرت وقللالت أي‬
‫شيء يغلبني فخلق المللاء فأطفأهللا فللذلت ثللم‬
‫‪29‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إن المللاء فخللر وزخللر وقللال أي شلليء يغلبنللي‬


‫فخلق الريللح فحركللت أمللواجه وأثللارت مللا فللي‬
‫قعره وحبسته عللن مجللاريه فللذل المللاء ثللم إن‬
‫الريح فخرت وعصفت وقالت أي شيء يغلبنللي‬
‫فخلق النسان فبنى واحتال ما يسللتتر بلله مللن‬
‫الريح وغيرها فذلت الريح ثم إن النسان طغى‬
‫وقال من أشد مني قوة فخلق المللوت فقهللره‬
‫فذل النسللان ثللم إن المللوت فخللر فللي نفسلله‬
‫فقال الله عز وجل ل تفخر فللإني ذابحللك بيللن‬
‫الفريقين أهل الجنة وأهللل النللار ثللم ل أحييللك‬
‫أبللدا فخللاف ثللم قللال والحلللم يغلللب الغضللب‬
‫والرحملللة تغللللب السلللخط والصلللدقة تغللللب‬
‫الخطيئة‪.‬‬
‫وصيته )صلى الله عليه وآله( لمعاذ بن جبللل‬
‫لما بعثه إلى اليمن‪.‬‬
‫يا معللاذ علمهللم كتللاب الللله وأحسللن أدبهللم‬
‫على الخلق الصللالحة وأنللزل النللاس منللازلهم‬
‫خيرهم وشرهم وأنفذ فيهم أمر الله ول تحاش‬
‫في أمره ول ماله أحللدا فإنهللا ليسللت بوليتللك‬
‫ول مالك وأد إليهم المانة في كل قليل وكثير‬
‫‪30‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وعليللك بللالرفق والعفللو فللي غيللر تللرك للحللق‬


‫يقول الجاهل قد تركللت مللن حللق الللله واعتللذر‬
‫إلى أهل عملللك مللن كللل أمللر خشلليت أن يقللع‬
‫إليللك منلله عيللب حللتى يعللذروك وأمللت أمللر‬
‫الجاهليللة إل مللا سللنه السلللم وأظهللر أمللر‬
‫السلم كله صغيره وكبيره وليكللن أكللثر همللك‬
‫الصلة فإنها رأس السلم بعد القللرار بالللدين‬
‫وذكر الناس بالله واليوم الخر واتبع الموعظة‬
‫فإنه أقوى لهم على العمل بمللا يحللب الللله ثللم‬
‫بث فيهم المعلمين واعبد الله الذي إليه ترجللع‬
‫ول تخف في الللله لومللة لئم وأوصلليك بتقللوى‬
‫اللللله وصلللدق الحلللديث والوفلللاء بالعهلللد وأداء‬
‫المانة وترك الخيانة ولين الكلم وبذل السلم‬
‫وحفللظ الجللار ورحمللة اليللتيم وحسللن العمللل‬
‫وقصر المل وحب الخرة والجزع من الحسللاب‬
‫ولللزوم اليمللان والفقلله فللي القللرآن وكظللم‬
‫الغيظ وخفض الجناح وإياك أن تشتم مسلما أو‬
‫تطيع آثما أو تعصي إماما عادل أو تكذب صادقا‬
‫أو تصدق كاذبا واذكر ربك عند كل شجر وحجللر‬
‫وأحدث لكل ذنللب توبللة السللر بالسللر والعلنيللة‬
‫‪31‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالعلنية يا معاذ لو ل أنني أرى أل نلتقي إلللى‬


‫يوم القيامة لقصرت في الوصللية ولكننللي أرى‬
‫أن ل نلتقي أبللدا ثللم اعلللم يللا معللاذ أن أحبكللم‬
‫إلي من يلقاني على مثل الحال التي فللارقني‬
‫عليها‪.‬‬
‫ومن كلمه ص‪.‬‬
‫إن لكل شيء شرفا وإن شرف المجالس مللا‬
‫اسللتقبل بلله القبلللة مللن أحللب أن يكللون أعللز‬
‫الناس فليتق الللله ومللن أحللب أن يكللون أقللوى‬
‫الناس فليتوكل على الله ومللن أحللب أن يكللون‬
‫أغنى الناس فليكن بما في يد الللله أوثللق منلله‬
‫بما في يده ثم قللال أ ل أنللبئكم بشللرار النللاس‬
‫قالوا بلى يا رسول الللله قللال مللن نللزل وحللده‬
‫ومنع رفده وجلد عبده أ ل أنبئكم بشر من ذلك‬
‫قالوا بلى يا رسول الله قال من ل يقيل عثرة‬
‫ول يقبل معذرة ثم قللال أ ل أنللبئكم بشللر مللن‬
‫ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال من ل يرجللى‬
‫خيره ول يؤمن شره ثللم قللال أ ل أنللبئكم بشللر‬
‫من ذلللك قللالوا بلللى يللا رسللول الللله قللال مللن‬
‫يبغلللض النلللاس ويبغضلللونه إن عيسلللى )عليللله‬
‫‪32‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السلم( قام خطيبا في بني إسرائيل فقال يللا‬


‫بني إسللرائيل ل تكلمللوا بالحكمللة عنللد الجهللال‬
‫فتظلموهللا ول تمنعوهللا أهلهللا فتظلمللوهم ول‬
‫تكافئوا ظالما فيبطل فضلكم يا بني إسللرائيل‬
‫المور ثلثة أمر بين رشده فللاتبعوه وأمللر بيللن‬
‫غيه فاجتنبوه وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله‬
‫أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم‬
‫وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم إن المؤمن‬
‫بين مخافتين أجل قللد مضللى ل يللدري مللا الللله‬
‫صانع فيه وبين أجل قد بقي ل يللدري مللا الللله‬
‫قاض فيه فليأخذ العبد لنفسه من نفسلله ومللن‬
‫دنيللاه لخرتلله ومللن الشلليبة قبللل الكللبر ومللن‬
‫الحياة قبل الموت والذي نفسللي بيللده مللا بعللد‬
‫المللوت مللن مسللتعتب ومللا بعللد الللدنيا دار إل‬
‫الجنة والنار‬
‫ذكره )صلى الله عليه وآللله( العلللم والعقللل‬
‫والجهل‬
‫قلللال تعلملللوا العللللم فلللإن تعلمللله حسلللنة‬
‫ومدارسته تسبيح والبحللث عنلله جهللاد وتعليملله‬
‫مللن ل يعلملله صللدقة وبللذله لهللله قربللة لنلله‬
‫‪33‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫معللالم الحلل والحللرام وسللالك بطللالبه سللبل‬


‫الجنة ومؤنس في الوحدة وصاحب فللي الغربللة‬
‫ودليل على السراء وسلح على العللداء وزيللن‬
‫الخلء يرفع الله به أقواما يجعلهم فللي الخيللر‬
‫أئمللة يقتللدى بهللم ترمللق أعمللالهم وتقتبللس‬
‫آثارهم وترغب الملئكة فللي خلتهللم لن العلللم‬
‫حياة القلوب ونللور البصللار مللن العمللى وقللوة‬
‫البدان من الضعف وينللزل الللله حللامله منللازل‬
‫الحبللاء ويمنحلله مجالسللة البللرار فللي الللدنيا‬
‫والخرة بالعلم يطاع الله ويعبد وبالعلم يعللرف‬
‫الله ويوحد وبه توصل الرحللام ويعللرف الحلل‬
‫والحرام والعلم أمام العقل والعقل يلهمه الله‬
‫السعداء ويحرملله الشللقياء وصللفة العاقللل أن‬
‫يحلللم عمللن جهللل عليلله ويتجللاوز عمللن ظلملله‬
‫ويتواضع لمن هو دونه ويسابق من فللوقه فللي‬
‫طلللب الللبر وإذا أراد أن يتكلللم تللدبر فللإن كللان‬
‫خيرا تكلللم فغنللم وإن كللان شللرا سللكت فسلللم‬
‫وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله وأمسك يده‬
‫ولسانه وإذا رأى فضلليلة انتهللز بهللا ل يفللارقه‬
‫الحياء ول يبدو منه الحرص فتلك عشللر خصللال‬
‫‪34‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يعرف بها العاقل وصفة الجاهل أن يظلللم مللن‬


‫خالطه ويتعللدى علللى مللن هللو دونلله ويتطللاول‬
‫على من هو فوقه كلمه بغير تدبر إن تكلم أثم‬
‫وإن سللكت سللها وإن عرضللت للله فتنللة سللارع‬
‫إليهللا فللأردته وإن رأى فضلليلة أعللرض وأبطللأ‬
‫عنها ل يخللاف ذنللوبه القديمللة ول يرتللدع فيمللا‬
‫بقي من عمللره مللن الللذنوب يتللوانى عللن الللبر‬
‫ويبطئ عنه غير مكترث لمللا فللاته مللن ذلللك أو‬
‫ضيعه فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي‬
‫حرم العقل‪.‬‬
‫موعظة‪.‬‬
‫ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من‬
‫الناس حتى كأن المللوت فللي هللذه الللدنيا علللى‬
‫غيرهم كتب وكأن الحق فللي هللذه الللدنيا علللى‬
‫غيرهم وجب وحتى كأن ما يسللمعون مللن خللبر‬
‫الموات قبلهم عندهم كسبيل قوم سللفر عمللا‬
‫قليلللل إليهلللم راجعلللون تبلللوءونهم أجلللداثهم‬
‫وتأكلون تراثهم وأنتم مخلدون بعللدهم هيهللات‬
‫هيهات أ ما يتعللظ آخرهللم بللأولهم لقللد جهلللوا‬
‫ونسوا كل موعظة في كتللاب الللله وأمنللوا شللر‬
‫‪35‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كل عاقبة سللوء ولللم يخللافوا نللزول فادحللة ول‬


‫بوائق كل حادثة‪.‬‬
‫طللوبى لمللن شللغله خللوف الللله عللن خللوف‬
‫الناس‪.‬‬
‫طوبى لمللن طللاب كسللبه وصلللحت سللريرته‬
‫وحسنت علنيته واستقامت خليقته‪.‬‬
‫طوبى لمن أنفق الفضل مللن مللاله وأمسللك‬
‫الفضل من قوله‪.‬‬
‫طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهللد فيمللا‬
‫أحل له من غير رغبة عن سنتي ورفللض زهللرة‬
‫الدنيا من غير تحول عن سللنتي واتبللع الخيللار‬
‫مللن عللترتي مللن بعللدي وخللالط أهللل الفقلله‬
‫والحكمة ورحم أهل المسكنة‪.‬‬
‫طوبى لمن اكتسب من المللؤمنين مللال مللن‬
‫غير معصية وأنفقه في غيللر معصللية وعللاد بلله‬
‫عللللى أهلللل المسلللكنة وجلللانب أهلللل الخيلء‬
‫والتفاخر والرغبة في الللدنيا المبتللدعين خلف‬
‫سنتي العاملين بغير سيرتي‪.‬‬
‫طوبى لمللن حسللن مللع النللاس خلقلله وبللذل‬
‫لهم معونته وعدل عنهم شره‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خطبتلله )صلللى الللله عليلله وآللله( فللي حجللة‬


‫الوداع‪.‬‬
‫الحمللد لللله نحمللده ونسللتعينه ونسللتغفره‬
‫ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن‬
‫سيئات أعمالنا من يهد الله فل مضل للله ومللن‬
‫يظلللل فل هللادي للله وأشللهد أن ل إللله إل الللله‬
‫وحللده ل شللريك للله وأشللهد أن محمللدا عبللده‬
‫ورسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكللم‬
‫على العمل بطللاعته وأسللتفتح الللله بالللذي هللو‬
‫خير أما بعد أيها الناس اسللمعوا منللي مللا أبيللن‬
‫لكم فإني ل أدري لعلللي ل ألقللاكم بعللد عللامي‬
‫هذا في مللوقفي هللذا أيهللا النللاس إن دمللاءكم‬
‫وأعراضللكم عليكللم حللرام إلللى أن تلقللوا ربكللم‬
‫كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا أل هل بلغللت‬
‫اللهم اشهد فمللن كللانت عنللده أمانللة فليؤدهللا‬
‫إلى من ائتمنه عليها وإن ربا الجاهلية موضللوع‬
‫وإن أول ربللا أبللدأ بلله ربللا العبللاس بللن عبللد‬
‫المطلب وإن دماء الجاهلية موضللوعة وإن أول‬
‫دم أبدأ به دم عامر بللن ربيعللة بللن الحللارث بللن‬
‫عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضللوعة غيللر‬
‫‪37‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمللد مللا‬


‫قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير فمللن ازداد‬
‫فهو من الجاهلية أيها الناس إن الشلليطان قللد‬
‫يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي بللأن‬
‫يطللاع فيمللا سللوى ذلللك فيمللا تحتقللرون مللن‬
‫أعمالكم أيها النللاس إنمللا النسلليء زيللادة فللي‬
‫الكفللر يضللل بلله الللذين كفللروا يحلللونه عامللا‬
‫ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الللله وإن‬
‫الزمان قد استدار كهيئته يوم خلللق السللماوات‬
‫والرض وإن عدة الشهور عنللد الللله اثنللا عشللر‬
‫شللهرا فللي كتللاب الللله يللوم خلللق السللماوات‬
‫والرض منها أربعة حرم ثلثللة متواليللة وواحللد‬
‫فرد ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب بين‬
‫جمادى وشعبان أل هل بلغت اللهم اشهد أيهلللا‬
‫الناس إن لنسللائكم عليكللم حقللا ولكللم عليهللن‬
‫حقا حقكم عليهن أن ل يللوطئن أحللدا فرشللكم‬
‫ول يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إل بإذنكم وأل‬
‫يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم‬
‫أن تعضلللللوهن وتهجروهللللن فللللي المضللللاجع‬
‫وتضللربوهن ضللربا غيللر مللبرح فللإذا انتهيللن‬
‫‪38‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‬


‫أخللذتموهن بأمانللة الللله واسللتحللتم فروجهللن‬
‫بكتاب الله فاتقوا الله فللي النسللاء واستوصللوا‬
‫بهن خيرا أيها الناس إنما المؤمنللون إخللوة ول‬
‫يحل لمؤمن مال أخيه إل عن طيب نفللس منلله‬
‫أل هللل بلغللت اللهللم اشللهد فل ترجعللن كفللارا‬
‫يضللرب بعضللكم رقللاب بعللض فللإني قللد تركللت‬
‫فيكللم مللا إن أخللذتم بلله لللن تضلللوا كتللاب الللله‬
‫وعترتي أهل بيتي أل هللل بلغللت اللهللم اشللهد‬
‫أيهللا النللاس إن ربكللم واحللد وإن أبللاكم واحللد‬
‫كلكم لدم وآدم من تراب إن أكرمكم عنللد الللله‬
‫أتقللاكم وليللس لعربللي علللى عجمللي فضللل إل‬
‫بالتقوى أل هل بلغللت قللالوا نعللم قللال فليبلللغ‬
‫الشاهد الغائب أيها الناس إن الللله قسللم لكللل‬
‫وارث نصلليبه مللن الميللراث ول تجللوز لللوارث‬
‫وصللية فللي أكللثر مللن الثلللث والولللد للفللراش‬
‫وللعاهر الحجر من ادعللى إلللى غيللر أبيلله ومللن‬
‫تولى غيللر مللواليه فعليلله لعنللة الللله والملئكللة‬
‫والناس أجمعين ول يقبللل الللله منلله صللرفا ول‬
‫عدل والسلم عليكم ورحمة الله‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وروي عنه )صلى الله عليه وآله( في قصللار‬


‫هذه المعاني‬
‫قال )صلى الللله عليلله وآللله( كفللى بللالموت‬
‫واعظللا وكفللى بللالتقى غنللى وكفللى بالعبللادة‬
‫شغل وكفى بالقيامة موئل وبالله مجازيا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( خصلللتان ليللس‬
‫فوقهما من الللبر شلليء اليمللان بللالله والنفللع‬
‫لعباد الله وخصلللتان ليللس فوقهمللا مللن الشللر‬
‫شيء الشرك بالله والضر لعباد الله‪.‬‬
‫وقال له رجل أوصني بشيء ينفعني الله به‬
‫فقال )صلى الله عليه وآله( أكللثر ذكللر المللوت‬
‫يسلك عن الدنيا وعليك بالشكر فإنه يزيللد فللي‬
‫النعمة وأكللثر مللن الللدعاء فإنللك ل تللدري مللتى‬
‫يستجاب لك وإياك والبغي فإن الله قضللى أنلله‬
‫س‬ ‫لا‬
‫نل‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫لا‬
‫هل‬ ‫ي‬‫من بغي عليه لينصرنه الله وقللال أ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م وإيللاك والمكللر فللإن‬ ‫س لك ُ ْ‬ ‫على أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫غ ي ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫إ ِّنما ب َ ْ‬
‫الله قضى أن ل يحيق المكر السيئ إل بأهله‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( ستحرصللون‬
‫على المللارة ثللم تكللون عليكللم حسللرة وندامللة‬
‫فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة‬
‫‪40‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )صلى الله عليه وآله( لللن يفلللح قللوم‬


‫أسندوا أمرهم إلى امرأة‪.‬‬
‫وقيل له )صلى الله عليه وآله( أي الصحاب‬
‫أفضللل قللال مللن إذا ذكللرت أعانللك وإذا نسلليت‬
‫ذكللرك وقيللل أي النللاس شللر قللال العلمللاء إذا‬
‫فسدوا‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( أوصللاني ربللي‬
‫بتسع أوصللاني بللالخلص فللي السللر والعلنيللة‬
‫والعدل في الرضا والغضب والقصد في الفقر‬
‫والغنى وأن أعفللو عمللن ظلمنللي وأعطللي مللن‬
‫حرمني وأصل مللن قطعنللي وأن يكللون صللمتي‬
‫فكرا ومنطقي ذكرا ونظري عبرا‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( قيللدوا العلللم‬
‫بالكتاب‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إذا سللاد القللوم‬
‫فاسللقهم وكللان زعيللم القللوم أذلهللم وأكللرم‬
‫الرجل الفاسق فلينتظر البلء‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( سللرعة المشللي‬
‫يذهب ببهاء المؤمن‬
‫وقلللال )صللللى اللللله عليللله وآلللله( ل يلللزال‬
‫‪41‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المسروق منه فللي تهمللة مللن هللو بللريء حللتى‬


‫يكون أعظم جرما من السارق‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( إن الللله يحللب‬
‫الجواد في حقه‬
‫وقلللال )صللللى اللللله عليللله وآلللله( إذا كلللان‬
‫أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأمركم‬
‫شورى بينكم فظهر الرض خير لكم من بطنها‬
‫وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلءكم‬
‫وأموركم إلى نسائكم فبطللن الرض خيللر لكللم‬
‫من ظهرها‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أمسللى‬
‫وأصبح وعنده ثلث فقد تمت عليه النعمللة فللي‬
‫الدنيا من أصبح وأمسى معافى فللي بللدنه آمنللا‬
‫في سربه عنللده قللوت يللومه فللإن كللانت عنللده‬
‫الرابعللة فقللد تمللت عليلله النعمللة فللي الللدنيا‬
‫والخرة وهو اليمان‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( ارحمللوا عزيللزا‬
‫ذل وغنيا افتقر وعالما ضاع في زمان جهال‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( خلتان كثير مللن‬
‫الناس فيهما مفتون الصحة والفراغ‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )صلى الله عليه وآله( جبلللت القلللوب‬


‫على حللب مللن أحسللن إليهللا وبغللض مللن أسللاء‬
‫إليها‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إنللا معاشللر‬
‫النبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( ملعللون مللن‬
‫ألقى كله على الناس‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( العبللادة سللبعة‬
‫أجزاء أفضلها طلب الحلل‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إن الله ل يطاع‬
‫جبرا ول يعصى مغلوبللا ولللم يهمللل العبللاد مللن‬
‫المملكة ولكنه القللادر علللى مللا أقللدرهم عليلله‬
‫والمالك لما ملكهم إياه فإن العباد إن ائتمللروا‬
‫بطاعة الله لللم يكللن منهللا مللانع ول عنهللا صللاد‬
‫وإن عملللوا بمعصلليته فشللاء أن يحللول بينهللم‬
‫وبينها فعل وليس مللن إن شللاء أن يحللول بينلله‬
‫وبين شيء فعل ولم يفعللله فأتللاه الللذي فعللله‬
‫كان هو الذي أدخله فيه‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( لبنلله إبراهيللم‬
‫وهللو يجللود بنفسلله لللو ل أن الماضللي فللرط‬
‫‪43‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الباقي وأن الخر لحق بالول لحزنللا عليللك يللا‬


‫إبراهيم ثم دمعت عينه وقال )صلى الللله عليلله‬
‫وآله( تدمع العين ويحللزن القلللب ول نقللول إل‬
‫ما يرضي الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( الجمللال فللي‬
‫اللسان‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ل يقبض العلللم‬
‫انتزاعا من الناس ولكنلله يقبللض العلمللاء حللتى‬
‫إذا لللم يبللق عللالم اتخللذ النللاس رؤسللاء جهللال‬
‫استفتوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( أفضللل جهللاد‬
‫أمتي انتظار الفرج‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( مروءتنللا أهللل‬
‫البيت العفو عمن ظلمنا وإعطاء من حرمنا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( أغبللط أوليللائي‬
‫عندي من أمتي رجل خفيف الحاذ ذو حللظ مللن‬
‫صلة أحسن عبادة ربه في الغيب وكان غامضللا‬
‫في الناس وكان رزقه كفافا فصبر عليه ومات‬
‫قل تراثه وقل بواكيه‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللا أصللاب‬
‫‪44‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المللؤمن مللن نصللب ول وصللب ول حللزن حللتى‬


‫الهم يهمه إل كفر الله به عنه من سيئاته‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أكللل مللا‬
‫يشتهي ولبس ما يشتهي وركب ما يشتهي لللم‬
‫ينظر الله إليه حتى ينزع أو يترك‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( مثللل المللؤمن‬
‫كمثل السنبلة تخر مللرة وتسللتقيم مللرة ومثللل‬
‫الكافر مثل الرزة ل يزال مستقيما ل يشعو‪.‬‬
‫وسئل )صلى الله عليه وآله( من أشد الناس‬
‫بلء في الللدنيا فقللال )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫النبيون ثم الماثللل فالماثللل ويبتلللى المللؤمن‬
‫على قدر إيمانه وحسن عمله فمن صللح إيمللانه‬
‫وحسللن عمللله اشللتد بلؤه ومللن سللخف إيمللانه‬
‫وضعف عمله قل بلؤه‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( لو كللانت الللدنيا‬
‫تعدل عنللد الللله مثللل جنللاح بعوضللة مللا أعطللى‬
‫كافرا ول منافقا منها شيئا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( الدنيا دول فمللا‬
‫كان لك أتاك على ضعفك وما كان منهللا عليللك‬
‫لم تدفعه بقوتك ومن انقطع رجاؤه ممللا فللات‬
‫‪45‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫استراح بدنه ومن رضي بما قسللمه الللله قللرت‬


‫عينه‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إنه والله ما من‬
‫عمللل يقربكللم مللن النللار إل وقللد نبللأتكم بلله‬
‫ونهيتكم عنه وما من عمل يقربكللم مللن الجنللة‬
‫إل وقللد نبللأتكم بلله وأمرتكللم بلله فللإن الللروح‬
‫المين نفث فللي روعللي أنلله لللن تمللوت نفللس‬
‫حتى تستكمل رزقها فللأجملوا فللي الطلللب ول‬
‫يحملنكم استبطاء شيء من الللرزق أن تطلبللوا‬
‫ما عند الله بمعاصيه فإنه ل ينال مللا عنللد الللله‬
‫إل بطاعته‬
‫وقلللال )صللللى اللللله عليللله وآلللله( صلللوتان‬
‫يبغضهما الله إعوال عنللد مصلليبة ومزمللار عنللد‬
‫نعمة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( علمة رضا الللله‬
‫عللن خلقلله رخللص أسللعارهم وعللدل سلللطانهم‬
‫وعلمة غضب الله على خلقلله جللور سلللطانهم‬
‫وغلء أسعارهم‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( أربللع مللن كللن‬
‫فيه كان في نور الله العظم مللن كللان عصللمة‬
‫‪46‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أمره شهادة أن ل إله إل الله وأني رسول الله‬


‫ومن إذا أصابته مصيبة قللال إنللا لللله وإنللا إليلله‬
‫راجعون ومن إذا أصللاب خيللرا قللال الحمللد لللله‬
‫ومن إذا أصاب خطيئة قال أستغفر الله وأتوب‬
‫إليه‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أعطللي‬
‫أربعا لم يحرم أربعا من أعطللي السللتغفار لللم‬
‫يحرم المغفللرة ومللن أعطللي الشللكر لللم يحللرم‬
‫الزيادة ومن أعطللي التوبللة لللم يحللرم القبللول‬
‫ومن أعطي الدعاء لم يحرم الجابة‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( العلللم خللزائن‬
‫ومفاتيحه السؤال فاسللألوا رحمكللم الللله فللإنه‬
‫تلللؤجر أربعلللة السلللائل والمتكللللم والمسلللتمع‬
‫والمحب لهم‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( سائلوا العلمللاء‬
‫وخاطبوا الحكماء وجالسوا الفقراء‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( فضللل العلللم‬
‫أحللب إلللي مللن فضللل العبللادة وأفضللل دينكللم‬
‫الورع‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أفللتى‬
‫‪47‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الناس بغير علم لعنته ملئكة السماء والرض‬


‫وقال )صلى الله عليه وآله( إن عظيم البلء‬
‫يكافللأ بلله عظيللم الجللزاء فللإذا أحللب الللله عبللدا‬
‫ابتله فمللن رضللي قلبلله فللله عنللد الللله الرضللا‬
‫ومن سخط فله السخط‪.‬‬
‫وأتللاه رجللل فقللال يللا رسللول الللله أوصللني‬
‫فقال ل تشرك بللالله شلليئا وإن حرقللت بالنللار‬
‫وإن عذبت إل وقلبك مطمئن باليمان ووالديك‬
‫فأطعهما وبرهما حييللن أو ميللتين فللإن أمللراك‬
‫أن تخرج من أهلك ومالك فافعل فإن ذلك مللن‬
‫اليمان والصلة المفروضللة فل تللدعها متعمللدا‬
‫فإنه من ترك صلللة فريضللة متعمللدا فللإن ذمللة‬
‫الله منه بريئة وإياك وشرب الخمر وكل مسللكر‬
‫فإنهما مفتاحا كل شر‪.‬‬
‫وأتاه رجل من بني تميم يقال للله أبللو أميللة‬
‫فقال إلى م تللدعو النللاس يللا محمللد فقللال للله‬
‫رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله( أدعللو إلللى‬
‫الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وأدعو إلى من‬
‫إذا أصلللابك ضلللر فلللدعوته كشلللفه عنلللك وإن‬
‫اسللتعنت بلله وأنللت مكللروب أعانللك وإن سللألته‬
‫‪48‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأنت مقل أغناك فقال أوصني يا محمد فقللال‬


‫ل تغضب قال زدني قال ارض مللن النللاس بمللا‬
‫ترضى لهم به من نفسك فقال زدني فقللال ل‬
‫تسب الناس فتكتسب العداوة منهم قال زدني‬
‫قال ل تزهد في المعروف عند أهله قال زدني‬
‫قللال تحللب النللاس يحبللوك والللق أخللاك بللوجه‬
‫منبسط ول تضجر فيمنعك الضللجر مللن الخللرة‬
‫والدنيا واتزر إلى نصف الساق وإيللاك وإسللبال‬
‫الزار والقميص فإن ذلك من المخيلة والللله ل‬
‫يحب المخيلة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( إن الللله يبغللض‬
‫الشللليخ الزانلللي والغنلللي الظللللوم والفقيلللر‬
‫المختال والسائل الملحف ويحبط أجر المعطي‬
‫المنان ويمقت البذيخ الجريء الكذاب‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن تفللاقر‬
‫افتقر‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( مللداراة النللاس‬
‫نصف اليمان والرفق بهم نصف العيش‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( رأس العقللل‬
‫بعد اليمان بالله مداراة الناس فللي غيللر تللرك‬
‫‪49‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حق ومن سعادة المرء خفة لحيته‬


‫وقال )صلى الله عليه وآللله( مللا نهيللت عللن‬
‫شيء بعد عبادة الوثان مللا نهيللت عللن ملحللاة‬
‫الرجال‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( ليللس منللا مللن‬
‫غش مسلما أو ضره أو ماكره‪.‬‬
‫وقللام )صلللى الللله عليلله وآللله( فللي مسللجد‬
‫الخيللف فقللال نضللر الللله عبللدا سللمع مقللالتي‬
‫فوعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه‬
‫إلى مللن هللو أفقلله منلله ورب حامللل فقلله غيللر‬
‫فقيلله ثلث ل يغللل عليهللن قلللب امللرئ مسلللم‬
‫إخلص العمل لله والنصلليحة لئمللة المسلللمين‬
‫واللللزوم لجمللاعتهم المؤمنللون إخللوة تتكافللأ‬
‫دمللاؤهم وهللم يللد علللى مللن سللواهم يسللعى‬
‫بذمتهم أدناهم‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إذا بايع المسلم‬
‫الللذمي فليقللل اللهللم خللر لللي عليلله وإذا بللايع‬
‫المسلم فليقل اللهم خر لي وله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( رحم الللله عبللدا‬
‫قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم‬
‫‪50‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( ثلث مللن كللن‬


‫فيه استكمل خصال اليمان الذي إذا رضي للللم‬
‫يدخله رضاه في باطللل وإذا غضللب لللم يخرجلله‬
‫الغضب من الحق وإذا قدر لللم يتعللاط مللا ليللس‬
‫له‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من بلغ حدا في‬
‫غير حق فهو من المعتدين‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( قللراءة القللرآن‬
‫في الصلة أفضل من قراءة القللرآن فللي غيللر‬
‫الصلة وذكر الله أفضل من الصللدقة والصللدقة‬
‫أفضل مللن الصللوم والصللوم حسللنة ثللم قللال ل‬
‫قللول إل بعمللل ول قللول ول عمللل إل بنيللة ول‬
‫قول ول عمل ول نية إل بإصابة السنة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( الناة مللن الللله‬
‫والعجلة من الشيطان‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إن مللن تعلللم‬
‫العلم ليماري به السفهاء أو يباهي بلله العلمللاء‬
‫أو يصرف وجوه الناس إليلله ليعظمللوه فليتبللوأ‬
‫مقعده من النار فإن الرئاسللة ل تصلللح إل لللله‬
‫ولهلهللا ومللن وضللع نفسلله فللي غيللر الموضللع‬
‫‪51‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الذي وضعه الله فيه مقته الللله ومللن دعللا إلللى‬


‫نفسه فقال أنا رئيسللكم وليللس هللو كللذلك لللم‬
‫ينظر الله إليه حتى يرجع عما قال ويتوب إلللى‬
‫الله مما ادعى‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( قال عيسى ابن‬
‫مريم للحواريين تحببوا إلى الله وتقربللوا إليلله‬
‫قللالوا يللا روح الللله بمللا ذا نتحبللب إلللى الللله‬
‫ونتقرب قال ببغللض أهللل المعاصللي والتمسللوا‬
‫رضللا الللله بسللخطهم قللالوا يللا روح الللله فمللن‬
‫نجالس إذا قال من يذكركم الللله رؤيتلله ويزيللد‬
‫في علمكم منطقه ويرغبكم في الخرة عمله‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( أبعللدكم بللي‬
‫شبها البخيل البذيء الفاحش‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( سللوء الخلللق‬
‫شؤم‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إذا رأيتللم‬
‫الرجل ل يبالي مللا قللال أو مللا قيللل فيلله فللإنه‬
‫لبغي أو شيطان‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إن الللله حللرم‬
‫الجنة علللى كللل فللاحش بللذيء قليللل الحيللاء ل‬
‫‪52‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يبالي ما قال وما قيل فيلله أمللا إنلله إن تنسللبه‬


‫لللم تجللده إل لبغللي أو شللرك شلليطان قيللل يللا‬
‫رسول الله وفللي النللاس شللياطين قللال نعللم أ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫فللي اْل ْ‬
‫مللوا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫رك ْ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ومللا تقللرأ قللول الللله وشللا ِ‬
‫ول ِد‬ ‫واْل َ‬
‫ْ‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن تنفعلله‬
‫ينفعك ومن ل يعد الصللبر لنللوائب الللدهر يعجللز‬
‫ومللن قللرض النللاس قرضللوه ومللن تركهللم لللم‬
‫يتركوه قيل فأصنع مللا ذا يللا رسللول الللله قللال‬
‫أقرضهم من عرضك ليوم فقرك‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أ ل أدلكم علللى‬
‫خيللر أخلق الللدنيا والخللرة تصللل مللن قطعللك‬
‫وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك‪.‬‬
‫وخرج )صلللى الللله عليلله وآللله( يومللا وقللوم‬
‫يدحون حجرا فقال أشدكم من ملك نفسه عنللد‬
‫الغضب وأحملكم من عفا بعد المقدرة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( قللال الللله هللذا‬
‫دين أرتضلليه لنفسللي ولللن يصلللحه إل السللخاء‬
‫وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أفضلللكم إيمانللا‬
‫‪53‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أحسنكم أخلقا‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( حسللن الخلللق‬
‫يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم فقيل للله مللا‬
‫أفضل ما أعطي العبد قال حسن الخلق‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( حسللن الخلللق‬
‫يثبت المودة‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( حسللن البشللر‬
‫يذهب بالسخيمة‬
‫وقلللال )صللللى اللللله عليللله وآلللله( خيلللاركم‬
‫أحاسنكم أخلقا الذين يألفون ويؤلفون‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( اليللدي ثلثللة‬
‫سائلة ومنفقة وممسكة وخير اليدي المنفقة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( الحيللاء حيللاءان‬
‫حيللاء عقللل وحيللاء حمللق فحيللاء العقللل العلللم‬
‫وحياء الحمق الجهل‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن ألقللى‬
‫جلباب الحياء ل غيبة له‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من كللان يللؤمن‬
‫بالله واليوم الخر فليف إذا وعد‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( المانللة تجلللب‬
‫‪54‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الرزق والخيانة تجلب الفقر‪.‬‬


‫وقال )صلى الله عليه وآله( نظر الولللد إلللى‬
‫والديه حبا لهما عبادة‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( جهللد البلء أن‬
‫يقدم الرجل فتضرب رقبته صللبرا والسللير مللا‬
‫دام في وثللاق العللدو والرجللل يجللد علللى بطللن‬
‫امرأته رجل‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( العلللم خللدين‬
‫المؤمن والحلم وزيللره والعقللل دليللله والصللبر‬
‫أمير جنوده والرفق والده والبر أخوه والنسللب‬
‫آدم والحسب التقوى والمروءة إصلح المال‪.‬‬
‫وجللاءه رجللل بلبللن وعسللل ليشللربه فقللال‬
‫)صلى الله عليه وآله( شرابان يكتفى بأحللدهما‬
‫عن صاحبه ل أشربه ول أحرمه ولكنللي أتواضللع‬
‫لله فإنه من تواضع لللله رفعلله الللله ومللن تكللبر‬
‫وضعه الله ومن اقتصد في معيشته رزقه الللله‬
‫ومن بذر حرمه الله ومن أكللثر ذكللر الللله آجللره‬
‫الله‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( أقربكللم منللي‬
‫غللدا فللي الموقللف أصللدقكم للحللديث وآداكللم‬
‫‪55‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫للمانلللة وأوفلللاكم بالعهلللد وأحسلللنكم خلقلللا‬


‫وأقربكم من الناس‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إذا مدح الفللاجر‬
‫اهتز العرش وغضب الرب‪.‬‬
‫وقال للله رجللل مللا الحللزم قللال )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( تشاور امرأ ذا رأي ثم تطيعه‪.‬‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( يومللا أيهللا‬
‫الناس مللا الرقللوب فيكللم قللالوا الرجللل يمللوت‬
‫ولم يترك ولدا فقال )صلى الله عليه وآله( بل‬
‫الرقوب حق الرقوب رجل مات ولم يقللدم مللن‬
‫ولده أحدا يحتسللبه عنللد الللله وإن كللانوا كللثيرا‬
‫بعللده ثللم قللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللا‬
‫الصعلوك فيكم قللالوا الرجللل الللذي ل مللال للله‬
‫فقال )صلى الله عليه وآله( بل الصللعلوك حللق‬
‫الصعلوك من لم يقدم من مللاله شلليئا يحتسللبه‬
‫عنللد الللله وإن كللان كللثيرا مللن بعللده ثللم قللال‬
‫)صلى الله عليه وآله( ما الصللرعة فيكللم قللالوا‬
‫الشديد القوي الللذي ل يوضللع جنبلله فقللال بللل‬
‫الصرعة حق الصرعة رجل وكللز الشلليطان فللي‬
‫قلبلله فاشللتد غضللبه وظهللر دملله ثللم ذكللر الللله‬
‫‪56‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فصرع بحلمه غضبه‬


‫وقال )صلى الله عليه وآله( من عمللل علللى‬
‫غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( الجلللوس فللي‬
‫المسجد انتظار الصلة عبادة ما لم يحدث قيللل‬
‫يا رسول الله وما الحدث قال )صلى الله عليلله‬
‫وآله( الغتياب‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( الصللائم فللي‬
‫عبادة وإن كان نائما على فراشه مللا لللم يغتللب‬
‫مسلما‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أذاع‬
‫فاحشة كان كمبدئها ومن عير مؤمنا بشيء لم‬
‫يمت حتى يركبه‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( ثلثللة وإن لللم‬
‫تظلمهم ظلموك السفلة وزوجتك وخادمك‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( أربللع مللن‬
‫علمللات الشللقاء جمللود العيللن وقسللوة القلللب‬
‫وشدة الحرص في طلب الللدنيا والصللرار علللى‬
‫الذنب‪.‬‬
‫وقال رجل أوصني فقللال )صلللى الللله عليلله‬
‫‪57‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وآله( ل تغضب ثم أعاد عليه فقال ل تغضب ثم‬


‫قال ليس الشديد بالصللرعة إنمللا الشللديد الللذي‬
‫يملك نفسه عند الغضب‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إن أكمللل‬
‫المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلقا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ما كللان الرفللق‬
‫في شيء إل زانه ول كان الخرق في شيء إل‬
‫شانه‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( الكسللوة تظهللر‬
‫الغنى والحسان إلى الخادم يكبت العدو‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أمللرت بمللداراة‬
‫الناس كما أمرت بتبليغ الرسالة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( اسللتعينوا علللى‬
‫أموركم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( اليمان نصللفان‬
‫نصف في الصبر ونصف في الشكر‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( حسن العهد من‬
‫اليمان‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( الكللل فللي‬
‫السوق دناءة‬
‫‪58‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( الحللوائج إلللى‬


‫الله وأسللبابها فاطلبوهللا إلللى الللله بهللم فمللن‬
‫أعطاكموها فخذوها عن الله بصبر‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( عجبا للمؤمن ل‬
‫يقضي الله عليه قضاء إل كان خيرا له سره أو‬
‫سللاءه إن ابتله كللان كفللارة لللذنبه وإن أعطللاه‬
‫وأكرمه كان قد حباه‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أصللبح‬
‫وأمسى والخرة أكبر همه جعل الله الغنى في‬
‫قلبه وجمع له أمره ولم يخرج من الللدنيا حللتى‬
‫يستكمل رزقه ومن أصبح وأمسى والدنيا أكللبر‬
‫همه جعل الله الفقر بيللن عينيلله وشللتت عليلله‬
‫أمره ولم ينل من الدنيا إل ما قسم له‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( لرجل سأله عن‬
‫جماعة أمته فقال جماعة أمتي أهل الحللق وإن‬
‫قلوا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من وعللده الللله‬
‫على عمل ثوابا فهو منجز له ومن أوعده علللى‬
‫عمل عقابا فهو بالخيار‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( أ ل أخللبركم‬
‫‪59‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بأشبهكم بي أخلقا قالوا بلللى يللا رسللول الللله‬


‫فقال أحسنكم أخلقا وأعظمكم حلمللا وأبركللم‬
‫بقرابته وأشدكم إنصافا من نفسه في الغضللب‬
‫والرضا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( الطاعم الشاكر‬
‫أفضل من الصائم الصامت‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( ود المللؤمن‬
‫المؤمن في الله من أعظم شعب اليمان ومن‬
‫أحب في الله وأبغض في الله وأعطى في الله‬
‫ومنع في الله فهو من الصفياء‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أحب عبللاد الللله‬
‫إلى الله أنفعهم لعباده وأقومهم بحقلله الللذين‬
‫يحبب إليهم المعروف وفعاله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من أتللى إليكللم‬
‫معروفا فكللافئوه فللإن لللم تجللدوا فللأثنوه فللإن‬
‫الثناء جزاء‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من حرم الرفق‬
‫فقد حرم الخير كله‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( ل تمللار أخللاك‬
‫ول تمازحه ول تعده فتخلفه‬
‫‪60‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )صلى الله عليه وآله( الحرمللات الللتي‬


‫تلللزم كللل مللؤمن رعايتهللا والوفللاء بهللا حرمللة‬
‫الدين وحرمة الدب وحرمة الطعام‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( المللؤمن دعللب‬
‫لعب والمنافق قطب غضب‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( نعم العون على‬
‫تقوى الله الغنى‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( أعجللل الشللر‬
‫عقوبة البغي‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( الهديللة علللى‬
‫ثلثة وجوه هدية مكافأة وهدية مصانعة وهديللة‬
‫لله‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( طللوبى لمللن‬
‫ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من عد غدا مللن‬
‫أجله فقد أساء صحبة الموت‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( كيللف بكللم إذا‬
‫فسللد نسللاؤكم وفسللق شللبانكم ولللم تللأمروا‬
‫بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر قيل له ويكون‬
‫ذلك يللا رسللول الللله قللال نعللم وشللر مللن ذلللك‬
‫‪61‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وكيللف بكللم إذا أمرتللم بللالمنكر ونهيتللم عللن‬


‫المعروف قيل يا رسول الله ويكللون ذلللك قللال‬
‫نعللم وشللر مللن ذلللك وكيللف بكللم إذا رأيتللم‬
‫المعروف منكرا والمنكر معروفا‪.‬‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إذا تطيللرت‬
‫فللامض وإذا ظننللت فل تقللض وإذا حسللدت فل‬
‫تبغ‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( رفع عللن أمللتي‬
‫تسع الخطأ والنسيان وما أكرهللوا عليلله ومللا ل‬
‫يعلمللون ومللا ل يطيقللون ومللا اضللطروا إليلله‬
‫والحسد والطيرة والتفكر فللي الوسوسللة فللي‬
‫الخلق ما لم ينطق بشفة ول لسان‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ل يحزن أحللدكم‬
‫أن ترفع عنه الرؤيللا فللإنه إذا رسللخ فللي العلللم‬
‫رفعت عنه الرؤيا‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( صللنفان مللن‬
‫أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسللدت‬
‫أمتي قيل يا رسول الله ومن هم قال الفقهاء‬
‫والمراء‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( أكمللل النللاس‬
‫‪62‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عقل أخوفهم لله وأطوعهم له وأنقللص النللاس‬


‫عقل أخوفهم للسلطان وأطوعهم له‪.‬‬
‫وقلللال )صللللى اللللله عليللله وآلللله( ثلثلللة‬
‫مجالستهم تميت القلللب الجلللوس مللع النللذال‬
‫والحديث مع النساء والجلوس مع الغنياء‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( إذا غضللب الللله‬
‫علللى أمللة ولللم ينللزل العللذاب عليهللم غلللت‬
‫أسعارها وقصللرت أعمارهللا ولللم تربللح تجارهللا‬
‫ولم تزك ثمارها ولم تغزر أنهارها وحبس عنها‬
‫أمطارها وسلط عليها أشرارها‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إذا كللثر الزنللا‬
‫بعللدي كللثر مللوت الفجللأة وإذا طفللف المكيللال‬
‫أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة‬
‫منعلللت الرض بركاتهلللا ملللن اللللزرع والثملللار‬
‫والمعادن وإذا جاروا في الحكللم تعللاونوا علللى‬
‫الظلم والعدوان وإذا نقضوا العهود سلط الللله‬
‫عليهللم عللدوهم وإذا قطعللوا الرحللام جعلللت‬
‫المللوال فللي أيللدي الشللرار وإذا لللم يللأمروا‬
‫بالمعروف ولم ينهللوا عللن المنكللر ولللم يتبعللوا‬
‫الخيللار مللن أهللل بيللتي سلللط الللله عليهللم‬
‫‪63‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أشرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فل يسللتجاب‬


‫لهم‪.‬‬
‫ع ي ْن َْيلل َ‬
‫ك ِإلللى مللا‬ ‫ن َ‬
‫م لد ّ ّ‬
‫ولمللا نزلللت عليلله ل ت َ ُ‬
‫م ت ّ عنللا ب ل َ‬
‫م إلللى آخللر اليللة قللال‬ ‫هلل ْ‬ ‫ه أ ْزواج لا ً ِ‬
‫منْ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ْ‬
‫)صلى الله عليه وآله( من لم يتعللز بعللزاء الللله‬
‫انقطعت نفسه حسللرات علللى الللدنيا ومللن مللد‬
‫عينيه إلى ما في أيدي الناس من دنياهم طللال‬
‫حزنه وسخط ما قسم الله له من رزقه وتنغص‬
‫عليه عيشه ومن لللم يللر أن لللله عليلله نعمللة إل‬
‫في مطعم أو مشرب فقد جهل وكفر نعم الله‬
‫وضل سعيه ودنا منه عذابه‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ل يللدخل الجنللة‬
‫إل من كان مسلما فقال أبو ذر يا رسللول الللله‬
‫ومللا السلللم فقللال السلللم عريللان ولباسلله‬
‫التقوى وشعاره الهللدى ودثللاره الحيللاء وملكلله‬
‫الللورع وكمللاله الللدين وثمرتلله العمللل الصللالح‬
‫ولكل شيء أساس وأساس السلم حبنللا أهللل‬
‫البيت‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من طلللب رضللا‬
‫مخلوق بسخط الخالق سلط الله عز وجل عليه‬
‫‪64‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلك المخلوق‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إن الللله خلللق‬
‫عبيللدا مللن خلقلله لحللوائج النللاس يرغبللون فللي‬
‫المعللروف ويعللدون الجللود مجللدا والللله يحللب‬
‫مكارم الخلق‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إن لللله عبللادا‬
‫يفللزع إليهللم النللاس فللي حللوائجهم أولئك هللم‬
‫المنون من عذاب الله يوم القيامة‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إن المللؤمن‬
‫يأخذ بأدب الله إذا أوسع الللله عليلله اتسللع وإذا‬
‫أمسك عنه أمسك‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( يللأتي علللى‬
‫الناس زمان ل يبالي الرجل ما تلللف مللن دينلله‬
‫إذا سلمت له دنياه‪.‬‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إن الللله جبللل‬
‫قلوب عباده على حب من أحسن إليهللا وبغللض‬
‫من أساء إليها‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إذا فعلت أمللتي‬
‫خمللس عشللرة خصلللة حللل بهللا البلء قيللل يللا‬
‫رسول الله ما هن قللال إذا أخللذوا المغنللم دول‬
‫‪65‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والمانة مغنمللا والزكللاة مغرمللا وأطللاع الرجللل‬


‫زوجتلله وعللق أملله وبللر صللديقه وجفللا أبللاه‬
‫وارتفعت الصوات في المساجد وأكرم الرجللل‬
‫مخافللة شللره وكللان زعيللم القللوم أرذلهللم وإذا‬
‫لبللس الحريللر وشللربت الخمللر واتخللذ القيللان‬
‫والمعلللازف ولعلللن آخلللر هلللذه الملللة أولهلللا‬
‫فليللترقبوا بعللد ذلللك ثلث خصللال ريحللا حمللراء‬
‫ومسخا وفسخا‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( الللدنيا سللجن‬
‫المؤمن وجنة الكافر‪.‬‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( يللأتي علللى‬
‫الناس زمان يكون النللاس فيلله ذئابللا فمللن لللم‬
‫يكن ذئبا أكلته الذئاب‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( أقللل مللا يكللون‬
‫في آخر الزمان أخ يوثق به أو درهم من حلل‬
‫وقال )صلى الله عليلله وآللله( احترسللوا مللن‬
‫الناس بسوء الظن‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إنمللا يللدرك‬
‫الخير كله بالعقل ول دين لمن ل عقل له‪.‬‬
‫وأثنى قوم بحضرته على رجللل حللتى ذكللروا‬
‫‪66‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جميع خصال الخيللر فقللال رسللول الللله )صلللى‬


‫الله عليه وآللله( كيللف عقللل الرجللل فقللالوا يللا‬
‫رسول الله نخبرك عنلله باجتهللاده فللي العبللادة‬
‫وأصناف الخير تسألنا عن عقللله فقللال )صلللى‬
‫الله عليه وآله( إن الحمق يصيب بحمقه أعظم‬
‫من فجور الفاجر وإنما يرتفللع العبللاد غللدا فللي‬
‫الدرجات وينالون الزلفى من ربهللم علللى قللدر‬
‫عقولهم‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( قسللم الللله‬
‫العقل ثلثة أجللزاء فمللن كللن فيلله كمللل عقللله‬
‫ومن لم يكن فل عقل له حسن المعرفللة بللالله‬
‫وحسللن الطاعللة لللله وحسللن الصللبر علللى أمللر‬
‫الله‪.‬‬
‫وقدم المدينة رجل نصراني من أهل نجللران‬
‫وكان فيه بيان وله وقار وهيبة فقيل يا رسول‬
‫الللله مللا أعقللل هللذا النصللراني فزجللر القللائل‬
‫وقللال ملله إن العاقللل مللن وحللد الللله وعمللل‬
‫بطاعته‪.‬‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( العلللم خليللل‬
‫المؤمن والحلم وزيللره والعقللل دليللله والعمللل‬
‫‪67‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قيمه والصبر أمير جنوده والرفق والللده والللبر‬


‫أخوه والنسب آدم والحسب التقللوى والمللروءة‬
‫إصلح المال‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من تقدمت إليه‬
‫يد كان عليه من الحق أن يكافئ فإن لم يفعللل‬
‫فالثناء فإن لم يفعل فقد كفر النعمة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( تصللافحوا فللإن‬
‫التصافح يذهب السخيمة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( يطبللع المللؤمن‬
‫على كل خصلة ول يطبع على الكللذب ول علللى‬
‫الخيانة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( إن مللن الشللعر‬
‫حكما وروي حكمة وإن من البيان سحرا‪.‬‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( لبللي ذر أي‬
‫عللرى اليمللان أوثللق قللال الللله ورسللوله أعلللم‬
‫فقللال المللوالة فللي الللله والمعللاداة فللي الللله‬
‫والبغض في الله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( من سعادة ابللن‬
‫آدم استخارة الله ورضاه بما قضللى الللله ومللن‬
‫شقوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما‬
‫‪68‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قضى الله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( الندم توبة‪.‬‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ما آمن بالقرآن‬
‫من استحل حرامه‪.‬‬
‫وقال له رجل أوصني فقال )صلى الله عليه‬
‫وآله( احفظ لسانك ثم قال للله يللا رسللول الللله‬
‫أوصللني قللال )صلللى الللله عليلله وآللله( احفللظ‬
‫لسانك ثم قللال يللا رسللول الللله أوصللني فقللال‬
‫ويحللك وهللل يكللب النللاس علللى منللاخرهم فللي‬
‫النار إل حصائد ألسنتهم‬
‫وقلللال )صللللى اللللله عليللله وآلللله( صلللنائع‬
‫المعروف تقي مصارع السوء والصدقة الخفيللة‬
‫تطفئ غضب الله وصلة الرحم زيادة في العمر‬
‫وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الللدنيا‬
‫هم أهللل المعللروف فللي الخللرة وأهللل المنكللر‬
‫في الدنيا هم أهل المنكر في الخرة وأول من‬
‫يدخل الجنة أهل المعروف‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إن الله يحب إذا‬
‫أنعم على عبد أن يرى أثر نعمته عليلله ويبغللض‬
‫البؤس والتبؤس‬
‫‪69‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )صلى الله عليه وآله( حسللن المسللألة‬


‫نصف العلم والرفق نصف العيش‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ويهرم ابللن آدم‬
‫وتشب منه اثنتان الحرص والمل‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( الحيللاء مللن‬
‫اليمان‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( إذا كللان يللوم‬
‫القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربللع‬
‫عللن عمللره فيللم أفنللاه وعللن شللبابه فيللم أبله‬
‫وعمللا اكتسللبه مللن أيللن اكتسللبه وفيللم أنفقلله‬
‫وعن حبنا أهل البيت‪.‬‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن عامللل‬
‫النللاس فلللم يظلمهللم وحللدثهم فلللم يكللذبهم‬
‫ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملللت مروتلله‬
‫وظهر عدالته ووجب أجره وحرمت غيبته‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( المللؤمن حللرام‬
‫كله عرضه وماله ودمه‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( صلللوا أرحللامكم‬
‫ولو بالسلم‬
‫وقال )صلى الللله عليلله وآللله( اليمللان عقللد‬
‫‪70‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالقلب وقول باللسان وعمل بالركان‬


‫وقال )صلى الله عليه وآله( ليس الغنى عن‬
‫كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( تللرك الشللر‬
‫صدقة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أربعة تلزم كللل‬
‫ذي حجى وعقل من أمتي قيل يللا رسللول الللله‬
‫مللا هللن قللال اسللتماع العلللم وحفظلله ونشللره‬
‫والعمل به‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( إن مللن البيللان‬
‫سحرا ومن العلم جهل ومن القول عيا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( السللنة سللنتان‬
‫سنة في فريضة الخذ بعدي بهللا هللدى وتركهللا‬
‫ضللة وسنة في غير فريضة الخذ بهللا فضلليلة‬
‫وتركها غير خطيئة‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أرضللى‬
‫سلطانا بما يسخط الله خرج من دين الله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( خير مللن الخيللر‬
‫معطيه وشر من الشر فاعله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( مللن نقللله الللله‬
‫‪71‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بل مال‬


‫وأعزه بل عشيرة وآنسه بل أنيللس ومللن خللاف‬
‫الله أخاف منه كللل شلليء ومللن لللم يخللف الللله‬
‫أخافه الله من كل شيء ومللن رضللي مللن الللله‬
‫باليسير من الرزق رضي الله منه باليسللير مللن‬
‫العمل ومن لم يسللتحي مللن طلللب الحلل مللن‬
‫المعيشة خفت مئونته ورخي باله ونعللم عيللاله‬
‫ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه‬
‫وأنطق بها لسللانه وبصللره عيللوب الللدنيا داءهللا‬
‫ودواءهللا وأخرجلله مللن الللدنيا سللالما إلللى دار‬
‫القرار‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( أقيلللوا ذوي‬
‫الهناة عثراتهم‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( الزهللد فللي‬
‫الدنيا قصر المل وشكر كل نعمللة والللورع عللن‬
‫كل ما حرم الله‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( ل تعمللل شلليئا‬
‫من الخير رئاء ول تدعه حياء‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( إنما أخاف على‬
‫أمللتي ثلثللا شللحا مطاعللا وهللوى متبعللا وإمامللا‬
‫‪72‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ضلل‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( مللن كللثر هملله‬
‫سقم بدنه ومن سللاء خلقلله عللذب نفسلله ومللن‬
‫لحى الرجال ذهبت مروته وكرامته‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أل إن شر أمتي‬
‫الذين يكرمللون مخافللة شللرهم أل ومللن أكرملله‬
‫الناس اتقاء شره فليس مني‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( مللن أصللبح مللن‬
‫أمتي وهمته غير الله فليس من الللله ومللن لللم‬
‫يهتم بأمور المللؤمنين فليللس منهللم ومللن أقللر‬
‫بالذل طائعا فليس منا أهل البيت‪.‬‬
‫وكتب )صلى الله عليه وآله( إلى معاذ يعزيه‬
‫بابنه من محمد رسول الله إلى معللاذ بللن جبللل‬
‫سلم عليك فإني أحمد الله الذي ل إللله إل هللو‬
‫أما بعللد فقللد بلغنللي جزعللك علللى ولللدك الللذي‬
‫قضى الله عليلله وإنمللا كللان ابنللك مللن مللواهب‬
‫الله الهنيئة وعواريه المستودعة عندك فمتعللك‬
‫الله به إلى أجل وقبضه لوقت معلوم فإنللا لللله‬
‫وإنا إليه راجعون ل يحبطن جزعللك أجللرك ولللو‬
‫قدمت على ثواب مصيبتك لعلمللت أن المصلليبة‬
‫‪73‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قد قصرت لعظيم ما أعد الله عليها من الثواب‬


‫لهل التسليم والصبر واعلللم أن الجللزع ل يللرد‬
‫ميتللا ول يللدفع قللدرا فأحسللن العللزاء وتنجللز‬
‫الموعللود فل يللذهبن أسللفك علللى مللا لزم لللك‬
‫ولجميللع الخلللق نللازل بقللدره والسلللم عليللك‬
‫ورحمة الله وبركاته‬
‫وقال )صلللى الللله عليلله وآللله( مللن أشللراط‬
‫السللاعة كللثرة القللراء وقلللة الفقهللاء وكللثرة‬
‫المراء وقلة المناء وكثرة المطر وقلة النبات‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( أبلغللوني حاجللة‬
‫من ل يسللتطيع إبلغللي حللاجته فللإنه مللن أبلللغ‬
‫سلطانا حاجة من ل يستطيع إبلغها ثبللت الللله‬
‫قدميه على الصراط يوم القيامة‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( غريبتللان كلمللة‬
‫حكللم مللن سللفيه فاقبلوهللا وكلمللة سللفه مللن‬
‫حكيم فاغفروها‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( للكسلللن ثلث‬
‫علمات يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضلليع‬
‫ويضيع حتى يأثم‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( مللن ل يسللتحي‬
‫‪74‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مللن الحلل نفللع نفسلله وخفللت مئونتلله ونفللى‬


‫عنه الكللبر ومللن رضللي مللن الللله باليسللير مللن‬
‫الرزق رضي الله منه بالقليل من العمللل ومللن‬
‫يرغب في الدنيا فطال فيهللا أمللله أعمللى الللله‬
‫قلبلله علللى قللدر رغبتلله فيهللا ومللن زهللد فيهللا‬
‫فقصر فيها أمله أعطاه الللله علمللا بغيللر تعلللم‬
‫وهدى بغير هدايللة فللأذهب عنلله العمللى وجعللله‬
‫بصيرا أل إنه سلليكون بعللدي أقللوام ل يسللتقيم‬
‫لهم الملك إل بالقتل والتجبر ول يستقيم لهللم‬
‫الغنى إل بالبخل ول تستقيم لهم المحبللة فللي‬
‫الناس إل باتباع الهوى والتيسير في الللدين أل‬
‫فمن أدرك ذلك فصبر علللى الفقللر وهللو يقللدر‬
‫على الغنى وصبر علللى الللذل وهللو يقللدر علللى‬
‫العز وصبر على البغضاء في الناس وهللو يقللدر‬
‫على المحبة ل يريد بللذلك إل وجلله الللله والللدار‬
‫الخرة أعطاه الله ثواب خمسين صديقا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( إيللاكم وتخشللع‬
‫النفللاق وهللو أن يللرى الجسللد خاشللعا والقلللب‬
‫ليس بخاشع‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( المحسللن‬
‫‪75‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المذموم مرحوم‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( اقبلللوا الكرامللة‬
‫وأفضللل الكرامللة الطيللب أخفلله حمل وأطيبلله‬
‫ريحا‬
‫وقللال )صلللى الللله عليلله وآللله( إنمللا تكللون‬
‫الصللنيعة إلللى ذي ديللن أو ذي حسللب وجهللاد‬
‫الضللعفاء الحللج وجهللاد المللرأة حسللن التبعللل‬
‫لزوجها والتودد نصف الدين وما عال امرؤ قط‬
‫على اقتصللاد واسللتنزلوا الللرزق بالصللدقة أبللى‬
‫الله أن يجعل رزق عبللاده المللؤمنين مللن حيللث‬
‫يحتسبون‬
‫وقال )صلى الله عليه وآله( ل يبلللغ عبللد أن‬
‫يكون من المتقين حتى يدع ما ل بأس به حذرا‬
‫لما به البأس‪.‬‬

‫ما روي عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‬


‫وروي عن أمير المؤمنين الوصللي المرتضللى‬
‫علي بن أبي طالب )صلى الله عليه وآللله( فللي‬
‫طللوال هللذه المعللاني علللى أننللا لللو اسللتغرقنا‬
‫‪76‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جميللع مللا وصللل إلينللا مللن خطبلله وكلملله فللي‬


‫التوحيد خاصة دون ما سواه من المعاني لكللان‬
‫مثل جميع هللذا الكتللاب ولكننللا ابتللدأنا الروايللة‬
‫عنه بخطبة واحدة في التوحيللد وقللع القتصللار‬
‫عليهللا ثللم ذكرنللا بعللدها مللا اقتضللاه الكتللاب‬
‫مقتصرين مما ورد عنه في هذه المعاني علللى‬
‫مللا غللرب منهللا وأجمللع علللى تفضلليله الخللاص‬
‫والعام وفيه مقنع إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫خطبته )عليه السلم( في إخلص التوحيد‬
‫إن أول عبادة الللله معرفتلله وأصللل معرفتلله‬
‫توحيللده ونظللام توحيللده نفللي الصللفات عنلله‬
‫لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق‬
‫وشهادة كل مخلوق أن للله خالقللا ليللس بصللفة‬
‫ول موصللوف وشللهادة كللل صللفة وموصللوف‬
‫بالقتران وشللهادة القللتران بالحللدث وشللهادة‬
‫الحدث بالمتناع مللن الزل الممتنللع مللن حللدثه‬
‫فليس الله عرف من عرف ذاته ول له وحد من‬
‫نهاه ول به صدق من مثللله ول حقيقتلله أصللاب‬
‫من شبهه ول إياه أراد من تللوهمه ول للله وحللد‬
‫من اكتنهه ول به آمللن مللن جعللل للله نهايللة ول‬
‫‪77‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫صمده من أشار إليه ول إياه عنى من حللده ول‬


‫له تللذلل مللن بعضلله كللل قللائم بنفسلله مصللنوع‬
‫وكللل موجللود فللي سللواه معلللول بصللنع الللله‬
‫يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالفكرة‬
‫تثبت حجته وبآياته احتج على خلقلله خلللق الللله‬
‫الخلق فعلق حجابا بينه وبينهم فبمباينته إياهم‬
‫مفارقته إنيتهم وإيداؤه إيللاهم شللاهد علللى أل‬
‫أداة فيللله لشلللهادة الدوات بفاقلللة الملللؤدين‬
‫وابتداؤه إياهم دليل على أل ابتداء له لعجز كل‬
‫مبتدإ عللن إبللداء غيللره أسللماؤه تعللبير وأفعللاله‬
‫تفهيم وذاته حقيقة وكنهلله تفرقللة بينلله وبيللن‬
‫خلقه قد جهل الله من استوصللفه وتعللداه مللن‬
‫مثله وأخطأه من اكتنهلله فمللن قللال أيللن فقللد‬
‫بوأه ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال إلى م‬
‫فقد نهاه ومن قللال لللم فقللد علللله ومللن قللال‬
‫كيف فقد شبهه ومن قال إذ فقللد وقتلله ومللن‬
‫قال حتى فقد غياه ومن غياه فقد جللزاه ومللن‬
‫جزاه فقد وصفه ومللن وصللفه فقللد ألحللد فيلله‬
‫ومن بعضه فقد عدل عنه ل يتغيللر الللله بتغييللر‬
‫المخلوق كما ل يتحدد بتحديللد المحللدود أحللد ل‬
‫‪78‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بتأويللل عللدد صللمد ل بتبعيللض بللدد بللاطن ل‬


‫بمداخلللة ظللاهر ل بمزايلللة متجللل ل باشللتمال‬
‫رؤيللة لطيللف ل بتجسللم فاعللل ل باضللطراب‬
‫حركللة مقللدر ل بجللول فكللرة مللدبر ل بحركللة‬
‫سميع ل بآلللة بصللير ل بللأداة قريللب ل بمللداناة‬
‫بعيد ل بمسللافة موجللود ل بعللد عللدم ل تصللحبه‬
‫الوقات ول تتضمنه الماكن ول تأخذه السنات‬
‫ول تحلللده الصلللفات ول تقيلللده الدوات سلللبق‬
‫الوقللات كللونه والعللدم وجللوده والبتللداء أزللله‬
‫بتشلللعيره المشلللاعر عللللم أن ل مشلللعر لللله‬
‫وبتجهيلللره الجلللواهر عللللم أن ل جلللوهر لللله‬
‫وبإنشائه البرايا علم أن ل منشئ له وبمضادته‬
‫بين المور عرف أن ل ضد للله وبمقللارنته بيللن‬
‫الشياء علم أن ل قرين له ضاد النور بالظلمللة‬
‫والصرد بالحرور مؤلفا بين متعادياتها متقاربللا‬
‫بيللن متبايناتهللا دالللة بتفريقهللا علللى مفرقهللا‬
‫وبتأليفهللا علللى مؤلفهللا جعلهللا سللبحانه دلئل‬
‫على ربوبيته وشواهد على غيبته ونواطللق عللن‬
‫حكمته إذ ينطق تكللونهن عللن حللدثهن ويخللبرن‬
‫بوجودهن عللن عللدمهن وينللبئن بتنقيلهللن عللن‬
‫‪79‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫زوالهن ويعلن بللأفولهن أن ل أفللول لخللالقهن‬


‫خلَ ْ‬
‫قنللا‬ ‫ء َ‬
‫ي ٍ‬ ‫ل َ‬
‫شلل ْ‬ ‫ن ُ‬
‫كلل ّ‬ ‫ملل ْ‬
‫وذلك قوله جل ثنللاؤه و ِ‬
‫ن ففرق بين هللاتين قبللل‬ ‫ع لّك ُ ْ‬
‫م ت َذَ ك ُّرو َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫جيْ ِ‬
‫و َ‬
‫َز ْ‬
‫وبعللد ليعلللم أن ل قبللل للله ول بعللد شللاهدة‬
‫بغرائزها أن ل غريللزة لمغرزهللا دالللة بتفاوتهللا‬
‫أن ل تفاوت في مفاوتهللا مخللبرة بتوقيتهللا أن‬
‫ل وقت لموقتها حجب بعضها عن بعللض ليعلللم‬
‫أن ل حجاب بينه وبينها ثبت له معنى الربوبيللة‬
‫إذ ل مربوب وحقيقة اللهية ول مألوه وتأويللل‬
‫السللمع ول مسللموع ومعنللى العلللم ول معلللوم‬
‫ووجوب القدرة ول مقدور عليه ليس مللذ خلللق‬
‫الخلق استحق اسم الخللالق ول بإحللداثه البرايللا‬
‫استحق اسم البارئ فرقها ل من شيء وألفها‬
‫ل بشلليء وقللدرها ل باهتمللام ل تقللع الوهللام‬
‫علللى كنهلله ول تحيللط الفهللام بللذاته ل تفللوته‬
‫متى ول تدنيه قد ول تحجبه لعل ول تقارنه مع‬
‫ول تشلللتمله هلللو إنملللا تحلللد الدوات أنفسلللها‬
‫وتشير اللة إلى نظائرهللا وفللي الشللياء توجللد‬
‫أفعالهللا وعللن الفاقللة تخللبر الداة وعللن الضللد‬
‫يخللبر التضللاد وإلللى شللبهه يئول الشللبيه ومللع‬
‫‪80‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحللداث أوقاتهللا وبالسللماء تفللترق صللفاتها‬


‫ومنهللا فصلللت قرائنهللا وإليهللا آلللت أحللداثها‬
‫منعتها مذ القدمللة وحمتهللا قللد الزليللة ونفللت‬
‫عنها لو ل الجبرية افترقت فدلت على مفرقها‬
‫وتباينت فأعربت عن مباينها بها تجلى صللانعها‬
‫للعقول وبها احتجب عن الرؤية وإليهللا تحللاكم‬
‫الوهام وفيها أثبتت العبرة ومنها أنيط الدليل‬
‫بالعقول يعتقد التصديق بالله وبللالقرار يكمللل‬
‫اليمان‪.‬‬
‫ل دين إل بمعرفة ول معرفة إل بتصديق ول‬
‫تصللللديق إل بتجريللللد التوحيللللد ول توحيللللد إل‬
‫بالخلص ول إخلص مع التشللبيه ول نفللي مللع‬
‫إثبات الصفات ول تجريد إل باستقصللاء النفللي‬
‫كللله إثبللات بعللض التشللبيه يللوجب الكللل ول‬
‫يستوجب كل التوحيد ببعللض النفللي دون الكللل‬
‫والقرار نفي النكار ول ينال الخلص بشللليء‬
‫من النكار كل موجود في الخلللق ل يوجللد فللي‬
‫خالقه وكل ما يمكن فيلله يمتنللع فللي صللانعه ل‬
‫تجري عليه الحركة ول يمكللن فيلله التجللزئة ول‬
‫التصال وكيف يجري عليه ما هو أجراه أو يعود‬
‫‪81‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إليه ما هو ابتدأه أو يحدث فيه ما هو أحدثه إذا‬


‫لتفاوتت ذاته ولتجزأ كنهلله ولمتنللع مللن الزل‬
‫معناه ولما كان للزل معنللى إل معنللى الحللدث‬
‫ول للبارئ إل معنللى المللبروء لللو كللان للله وراء‬
‫لكللان للله أمللام ولللو التمللس التمللام إذا لزملله‬
‫النقصللان وكيللف يسللتحق اسللم الزل مللن ل‬
‫يمتنع من الحللدث وكيللف يسللتأهل الللدوام مللن‬
‫تنقله الحوال والعوام وكيللف ينشللئ الشللياء‬
‫من ل يمتنللع مللن الشللياء إذا لقللامت فيلله آلللة‬
‫المصنوع ولتحول دليل بعد أن كان مدلول عليه‬
‫ولقترنت صللفاته بصللفات مللا دونلله ليللس فللي‬
‫محال القول حجة ول في المسألة عنها جللواب‬
‫هذا مختصر منها‬
‫كتابه إلى ابنه الحسن )عليه السلم(‬
‫من الوالد الفان المقر للزمان المدبر العمر‬
‫المستسلم للدهر الذام للدنيا الساكن مسللاكن‬
‫الموتى الظاعن عنها إليهللم غللدا إلللى المولللود‬
‫المؤمل ما ل يدرك السالك سبيل من قللد هلللك‬
‫غرض السقام ورهينة اليام ورميللة المصللائب‬
‫وعبد الدنيا وتاجر الغرور وغريم المنايا وأسير‬
‫‪82‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الموت وحليف الهموم وقرين الحللزان ونصللب‬


‫الفات وصريع الشهوات وخليفللة المللوات أمللا‬
‫بعللد فللإن فيمللا تللبينت مللن إدبللار الللدنيا عنللي‬
‫وجمللوح الللدهر علللي وإقبللال الخللرة إلللي مللا‬
‫يزعنللي عللن ذكللر مللن سللواي والهتمللام بمللا‬
‫ورائي غيللر أنلله حيللث تفللرد بللي دون همللوم‬
‫النللاس هللم نفسللي فصللدفني رأيللي وصللرفني‬
‫هواي وصرح لي محض أمري فأفضى بللي إلللى‬
‫جد ل يكللون فيلله لعللب وصللدق ل يشللوبه كللذب‬
‫ووجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا‬
‫لو أصابك أصابني وكأن الموت لللو أتللاك أتللاني‬
‫فعناني من أمرك مللا يعنينللي مللن أمللر نفسللي‬
‫فكتبت إليللك كتللابي هللذا مسللتظهرا بلله إن أنللا‬
‫بقيت لك أو فنيت فإني أوصيك بتقوى الله أي‬
‫بنلللي وللللزوم أملللره وعملللارة قلبلللك بلللذكره‬
‫والعتصللام بحبللله وأي سللبب أوثللق مللن سللبب‬
‫بينك وبين الللله إن أنللت أخللذت بلله أحللي قلبللك‬
‫بالموعظة وموته بالزهد وقللوه بللاليقين وذلللله‬
‫بللالموت وقللرره بالفنللاء وبصللره فجللائع الللدنيا‬
‫وحللذره صللولة الللدهر وفحللش تقلللب الليللالي‬
‫‪83‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫واليام وأعرض عليه أخبار الماضين وذكره بما‬


‫أصاب من كان قبله وسر في بلدهللم وآثللارهم‬
‫وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعما انتقلللوا فإنللك‬
‫تجللدهم انتقلللوا عللن الحبللة وحلللوا دار الغربللة‬
‫وناد في ديارهم أيتها الديار الخالية أين أهللللك‬
‫ثللم قللف علللى قبللورهم فقللل أيتهللا الجسللاد‬
‫البالية والعضاء المتفرقة كيللف وجللدتم الللدار‬
‫الللتي أنتللم بهللا أي بنللي وكأنللك عللن قليللل قللد‬
‫صرت كأحللدهم فأصلللح مثللواك ول تبللع آخرتللك‬
‫بللدنياك ودع القللول فيمللا ل تعللرف والخطللاب‬
‫فيمللا ل تكلللف وأمسللك عللن طريللق إذا خفللت‬
‫ضلله فإن الكف عللن حيللرة الضللللة خيللر مللن‬
‫ركوب الهوال وأمر بالمعروف تكللن مللن أهللله‬
‫وأنكر المنكللر بلسللانك ويللدك وبللاين مللن فعللله‬
‫بجهدك وجاهد في الله حللق جهللاده ول تأخللذك‬
‫في الله لومة لئم وخللض الغمللرات إلللى الحللق‬
‫حيللث كللان وتفقلله فللي الللدين وعللود نفسللك‬
‫التصللبر وألجللئ نفسللك فللي المللور كلهللا إلللى‬
‫إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيللز‬
‫وأخلص في المسللألة لربللك فللإن بيللده العطللاء‬
‫‪84‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والحرمان وأكثر الستخارة وتفهم وصلليتي ول‬


‫تذهبن عنهللا صللفحا فللإن خيللر القللول مللا نفللع‬
‫واعلم أنه ل خيللر فللي علللم ل ينفللع ول ينتفللع‬
‫بعلم حين ل يقال به أي بني إني لما رأيتك قد‬
‫بلغت سنا ورأيتني أزداد وهنللا بللادرت بوصلليتي‬
‫إياك خصال منهن أن يعجللل بللي أجلللي دون أن‬
‫أفضي إليك بما في نفسي أو أنقص في رأيللي‬
‫كما نقصت في جسمي أو يسبقني إليك بعللض‬
‫غلبللات الهللوى وفتللن الللدنيا فتكللون كالصللعب‬
‫النفور وإنما قلب الحللدث كللالرض الخاليللة مللا‬
‫ألقي فيهللا مللن شلليء قبلتلله فبادرتللك بللالدب‬
‫قبل أن يقسللو قلبللك ويشللتغل لبللك لتسللتقبل‬
‫بجد رأيك من المر ما قد كفاك أهللل التجللارب‬
‫بغيته وتجربته فتكون قد كفيت مئونللة الطلللب‬
‫وعوفيت من علج التجربة فأتللاك مللن ذلللك مللا‬
‫قد كنا نأتيه واسللتبان لللك منلله مللا ربمللا أظلللم‬
‫علينا فيه أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمللر‬
‫مللن كللان قبلللي فقللد نظللرت فللي أعمللالهم‬
‫وفكرت في أخبارهم وسرت في آثللارهم حللتى‬
‫عدت كأحللدهم بللل كللأني بمللا انتهللى إلللي مللن‬
‫‪85‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أمللورهم قللد عمللرت مللع أولهللم إلللى آخرهللم‬


‫فعرفت صفو ذلك من كللدره ونفعلله مللن ضللره‬
‫فاستخلصت لك من كل أمر نخيله وتوخيت لللك‬
‫جميللله وصللرفت عنللك مجهللوله ورأيللت حيللث‬
‫عنللاني مللن أمللرك مللا يعنللي الوالللد الشللفيق‬
‫وأجمعت عليلله مللن أدبللك أن يكللون ذلللك وأنللت‬
‫مقبل بين ذي النقية والنية وأن أبللدأك بتعليللم‬
‫كتاب الللله وتللأويله وشللرائع السلللم وأحكللامه‬
‫وحلله وحرامه ل أجاوز ذلك بك إلى غيللره ثللم‬
‫أشفقت أن يلبسك ما اختلللف النللاس فيلله مللن‬
‫أهوائهم مثل الذي لبسهم وكان إحكام ذلك لك‬
‫على ما كرهت مللن تنبيهللك للله أحللب إلللي مللن‬
‫إسلللمك إلللى أمللر ل آمللن عليللك فيلله الهلكللة‬
‫ورجلللوت أن يوفقلللك اللللله فيللله لرشلللدك وأن‬
‫يهللديك لقصللدك فعهللدت إليللك وصلليتي هللذه‬
‫واعلم مع ذلك أي بني أن أحب ما أنت آخللذ بلله‬
‫إلي من وصيتي تقوى الله والقتصار علللى مللا‬
‫افترض عليك والخذ بمللا مضللى عليلله الولللون‬
‫من آبائك والصالحون من أهل ملتك فإنهم لللم‬
‫يللدعوا أن ينظللروا لنفسللهم كمللا أنللت نللاظر‬
‫‪86‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وفكروا كما أنت مفكر ثم ردهم آخر ذلللك إلللى‬


‫الخذ بما عرفوا والمساك عما لم يكلفوا فللإن‬
‫أبللت نفسللك أن تقبللل ذلللك دون أن تعلللم كمللا‬
‫كانوا علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعللللم ل‬
‫بتورط الشبهات وعلق الخصللومات وابللدأ قبللل‬
‫نظرك في ذلك بالستعانة بإلهك عليه والرغبة‬
‫إليه في توفيقك وترك كل شائبة أدخلت عليك‬
‫شبهة وأسلمتك إلى ضللة وإذا أنت أيقنللت أن‬
‫قد صفا لللك قلبللك فخشللع وتللم رأيللك فللاجتمع‬
‫وكان همك فللي ذلللك همللا واحللدا فللانظر فيمللا‬
‫فسرت لك وإن أنت لم يجتمع لك ما تحللب مللن‬
‫نفسك من فراغ فكرك ونظرك فاعلم أنك إنما‬
‫تخبط خبط العشللواء وليللس طللالب الللدين مللن‬
‫خبط ول خلللط والمسللاك عنللد ذلللك أمثللل وإن‬
‫أول ما أبدأ به من ذلك وآخره أنللي أحمللد إليللك‬
‫إلهي وإلهك وإله آبائك الولين والخرين ورب‬
‫من في السماوات والرضين بما هو أهله وكما‬
‫هو أهله وكما يحب وينبغللي ونسللأله أن يصلللي‬
‫عنا على نبينللا )صلللى الللله عليلله وآللله( وعلللى‬
‫أهل بيته وعلى أنبياء الله ورسله بصلة جميللع‬
‫‪87‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من صلى عليه من خلقلله وأن يتللم نعملله علينللا‬


‫فيما وفقنا للله مللن مسللألته بالجابللة لنللا فللإن‬
‫بنعمته تتم الصالحات فتفهللم أي بنللي وصلليتي‬
‫واعلللم أن مالللك المللوت هللو مالللك الحيللاة وأن‬
‫الخالق هو المميت وأن المفني هو المعيد وأن‬
‫المبتلللي هللو المعللافي وأن الللدنيا لللم تكللن‬
‫لتستقيم إل على ما خلقها الله تبارك وتعلللالى‬
‫عليه من النعماء والبتلء والجللزاء فللي المعللاد‬
‫أو ما شاء مما ل نعلم فإن أشكل عليللك شلليء‬
‫من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنللك أول مللا‬
‫خلقللت خلقللت جللاهل ثللم علمللت ومللا أكللثر مللا‬
‫تجهل من المر ويتحير فيلله رأيللك ويضللل فيلله‬
‫بصللرك ثللم تبصللره بعللد ذلللك فاعتصللم بالللذي‬
‫خلقك ورزقك وسواك وليكن للله تعمللدك وإليلله‬
‫رغبتك ومنه شفقتك واعلم يا بني أن أحدا لللم‬
‫ينبئ عن الله تبارك وتعالى كما أنبأ عنلله نبينللا‬
‫)صلى الللله عليلله وآللله( فللارض بلله رائدا وإلللى‬
‫النجاة قائدا فإني لم آلك نصيحة وإنك لم تبلللغ‬
‫في النظللر لنفسللك وإن اجتهللدت مبلللغ نظللري‬
‫لك واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لتتللك‬
‫‪88‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رسللله ولرأيللت آثللار ملكلله وسلللطانه ولعرفللت‬


‫صفته‪.‬‬
‫وفعاله ولكنه إله واحد كمللا وصللف نفسلله ل‬
‫يضاده في ذلك أحد ول يحللاجه وأنلله خللالق كللل‬
‫شيء وأنه أجل من أن يثبت لربوبيته بالحاطة‬
‫قلب أو بصر وإذا أنت عرفت ذلللك فافعللل كمللا‬
‫ينبغي لمثلك في صللغر خطللرك وقلللة مقللدرتك‬
‫وعظم حاجتك إليلله أن يفعللل مثللله فللي طلللب‬
‫طاعته والرهبة له والشفقة مللن سللخطه فللإنه‬
‫لم يأمرك إل بحسن ولم ينهك إل عن قبيللح أي‬
‫بني إني قد أنبأتك عن الللدنيا وحالهللا وزوالهللا‬
‫وانتقالها بأهلها وأنبأتك عللن الخللرة ومللا أعللد‬
‫لهلها فيهللا وضللربت لللك فيهمللا المثللال إنمللا‬
‫مثل من أبصر الدنيا كمثل قوم سللفر نبللا بهللم‬
‫منزل جدب فللأموا منللزل خصلليبا وجنابللا مريعللا‬
‫فلللاحتملوا وعثلللاء الطريلللق وفلللراق الصلللديق‬
‫وخشللونة السللفر فللي الطعللام والمنللام ليللأتوا‬
‫سللعة دارهللم ومنللزل قرارهللم فليللس يجللدون‬
‫لشيء من ذلك ألما ول يرون نفقللة مغرمللا ول‬
‫شيئا أحب إليهم مما قربهم من منزلهم ومثللل‬
‫‪89‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من اغتر بهللا كمثللل قللوم كللانوا بمنللزل خصللب‬


‫فنبا بهم إلى منللزل جللدب فليللس شلليء اكللره‬
‫إليهم ول أهول لديهم من مفارقة ما هللم فيلله‬
‫إلى ما يهجمون عليه ويصلليرون إليلله وقرعتللك‬
‫بأنواع الجهالت لئل تعد نفسك عالما فللإن ورد‬
‫عليك شيء تعرفه أكبرت ذلك فإن العللالم مللن‬
‫عرف أن ما يعلم فيما ل يعلم قليل فعد نفسه‬
‫بذلك جاهل فازداد بما عرف من ذلك في طلب‬
‫العلم اجتهادا فما يزال للعلم طالبا وفيه راغبا‬
‫وله مسللتفيدا ولهللله خاشللعا مهتمللا وللصللمت‬
‫لزمللا وللخطللإ حللاذرا ومنلله مسللتحييا وإن ورد‬
‫عليلله مللا ل يعللرف لللم ينكللر ذلللك لمللا قللرر بلله‬
‫نفسه من الجهالة وإن الجاهل مللن عللد نفسلله‬
‫بما جهل من معرفة العلم عالما وبرأيه مكتفيا‬
‫فما يزال للعلماء مباعدا وعليهللم زاريللا ولمللن‬
‫خالفه مخطئا ولما لم يعرف من المور مضلللل‬
‫فإذا ورد عليه من المور مللا لللم يعرفلله أنكللره‬
‫وكذب به وقال بجهالته ما أعرف هذا ومللا أراه‬
‫كان وما أظن أن يكون وأنى كان وذلللك لثقتلله‬
‫برأيه وقلة معرفته بجهالته فما ينفك بما يللرى‬
‫‪90‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ممللا يلتبللس عليلله رأيلله ممللا ل يعللرف للجهللل‬


‫مستفيدا وللحللق منكللرا وفللي الجهالللة متحيللرا‬
‫وعللن طلللب العلللم مسللتكبرا أي بنللي تفهللم‬
‫وصيتي واجعل نفسك ميزانا فيمللا بينللك وبيللن‬
‫غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره للله‬
‫ما تكره لنفسك ول تظلم كما ل تحب أن تظلم‬
‫وأحسن كما تحب أن يحسن إليك واستقبح من‬
‫نفسك ما تستقبح من غيرك وارض من النللاس‬
‫لك ما ترضى به لهم منك ول تقل بمللا ل تعلللم‬
‫بل ل تقل كلمللا تعلللم ول تقللل مللا ل تحللب أن‬
‫يقال لك واعلم أن العجاب ضد الصواب وآفلللة‬
‫اللباب فإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع مللا‬
‫تكون لربك واعلم أن أمامللك طريقللا ذا مشللقة‬
‫بعيدة وأهوال شديدة وأنه ل غنى بك فيلله عللن‬
‫حسن الرتياد وقدر بلغك مللن الللزاد مللع خفللة‬
‫الظهللر فل تحملللن علللى ظهللرك فللوق بلغللك‬
‫فيكون ثقل ووبال عليك وإذا وجللدت مللن أهللل‬
‫الحاجة من يحمل لللك زادك فيوافيللك بلله حيللث‬
‫تحتاج إليه فاغتنمه واغتنم من استقرضك فللي‬
‫حللال غنللاك واجعللل وقللت قضللائك فللي يللوم‬
‫‪91‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عسرتك واعلم أن أمامك عقبللة كئودا ل محالللة‬


‫مهبطا بك على جنة أو على نار المخف‪.‬‬
‫فيها أحسن حال من المثقل فارتللد لنفسللك‬
‫قبل نزولك واعلم أن الذي بيده ملكوت خللزائن‬
‫الدنيا والخرة قد أذن بدعائك وتكفللل بإجابتللك‬
‫وأمرك أن تسأله ليعطيك وهو رحيم لللم يجعللل‬
‫بينك وبينه ترجمانا ولم يحجبك عنه ولم يلجئك‬
‫إلى من يشفع إليه لللك ولللم يمنعللك إن أسللأت‬
‫التوبة ولم يعيرك بالنابة ولم يعاجلك بالنقمللة‬
‫ولللم يفضللحك حيللث تعرضللت للفضلليحة ولللم‬
‫يناقشك بالجريمة ولم يؤيسك من الرحمة ولللم‬
‫يشدد عليك في التوبة فجعل النزوع عن الذنب‬
‫حسنة وحسب سلليئتك واحللدة وحسللب حسللنتك‬
‫عشرا وفتح لك باب المتاب والستئناف فمللتى‬
‫شللئت سللمع نللداءك ونجللواك فأفضلليت إليلله‬
‫بحاجتك وأنبأته عللن ذات نفسللك وشللكوت إليلله‬
‫همومللك واسللتعنته علللى أمللورك ونللاجيته بمللا‬
‫تستخفي به من الخلق من سرك ثم جعل بيدك‬
‫مفاتيح خزائنه فألحللح فللي المسللألة يفتللح لللك‬
‫باب الرحمة بما أذن لك فيه من مسألته فمللتى‬
‫‪92‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شئت استفتحت بالللدعاء أبللواب خزائنلله فألحللح‬


‫ول يقنطك إن أبطأت عنك الجابة فإن العطية‬
‫على قدر المسللألة وربمللا أخللرت عنللك الجابللة‬
‫ليكون أطللول للمسللألة وأجللزل للعطيللة وربمللا‬
‫سللألت الشلليء فلللم تؤتللاه وأوتيللت خيللرا منلله‬
‫عللاجل وآجل أو صللرف عنللك لمللا هللو خيللر لللك‬
‫فلرب أمر قد طلبته فيه هلك دينك لللو أوتيتلله‬
‫ولتكللن مسللألتك فيمللا يعنيللك ممللا يبقللى لللك‬
‫جماله أو ينفى عنك وباله والمال ل يبقللى لللك‬
‫ول تبقى له فإنه يوشك أن تللرى عاقبللة أمللرك‬
‫حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم‪.‬‬
‫واعلم أنك خلقت للخرة ل للدنيا وللفناء ل‬
‫للبقاء وللموت ل للحياة وأنك في منللزل قلعللة‬
‫ودار بلغللة وطريللق إلللى الخللرة وأنللك طريللد‬
‫المللوت الللذي ل ينجللو منلله هللاربه ول بللد أنلله‬
‫يدركك يوما فكن منه على حذر أن يدركك على‬
‫حال سيئة قد كنت تحدث نفسللك فيهللا بالتوبللة‬
‫فيحول بينك وبيللن ذلللك فللإذا أنللت قللد أهلكللت‬
‫نفسك أي بني أكثر ذكر الموت وذكر ما تهجللم‬
‫عليه وتفضي بعللد المللوت إليلله واجعللله أمامللك‬
‫‪93‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حتى يأتيك وقللد أخللذت منلله حللذرك ول يأخللذك‬


‫على غرتللك وأكللثر ذكللر الخللرة ومللا فيهللا مللن‬
‫النعيم والعللذاب الليللم فللإن ذلللك يزهللدك فللي‬
‫الللدنيا ويصللغرها عنللدك وقللد نبللأك الللله عنهللا‬
‫ونعت لك نفسها وكشفت عن مسللاويها فإيللاك‬
‫أن تغلللتر بملللا تلللرى ملللن إخلد أهلهلللا إليهلللا‬
‫وتكالبهم عليها وإنما أهلها كلب عاوية وسباع‬
‫ضللارية يهللر بعضللها علللى بعللض يأكللل عزيزهللا‬
‫ذليلها وكبيرها صللغيرها قللد أضلللت أهلهللا عللن‬
‫قصللد السللبيل وسلللكت بهللم طريللق العمللى‬
‫وأخذت بأبصللارهم عللن منهللج الصللواب فتللاهوا‬
‫في حيرتها وغرقوا فللي فتنتهللا واتخللذوها ربللا‬
‫فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما وراءها فإيللاك‬
‫يا بني أن تكللون قللد شللانته كللثرة عيوبهللا نعللم‬
‫معقلة وأخرى مهملة قد أضلت عقولها وركبت‬
‫مجهولها سروح عاهة بواد وعث ليللس لهللا راع‬
‫يقيمها رويدا حتى يسفر الظلم كأن قد وردت‬
‫الظعينة يوشك مللن أسللرع أن يئوب واعلللم أن‬
‫من كانت مطيته الليل والنهللار فللإنه يسللار بلله‬
‫وإن كللان ل يسللير أبللى الللله إل خللراب الللدنيا‬
‫‪94‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وعمارة الخرة أي بني فإن تزهللد فيمللا زهللدك‬


‫الله فيه من الدنيا وتعللزف نفسللك عنهللا فهللي‬
‫أهل ذلللك وإن كنللت غيللر قابللل نصلليحتي إيللاك‬
‫فيها فاعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ولللن تعللدو‬
‫أجلك وأنك في سبيل من كللان قبلللك فللاخفض‬
‫فللي الطلللب وأجمللل فللي المكتسللب فللإنه رب‬
‫طلب قد جر إلى حرب وليللس كللل طللالب بنللاج‬
‫وكل مجمل بمحتاج وأكرم نفسك عن كل دنيللة‬
‫وإن سللاقتك إلللى رغبللة فإنللك لللن تعتللاض بمللا‬
‫تبذل من نفسك عوضا ول تكن عبد غيرك وقللد‬
‫جعلك الله حرا ومللا خيللر خيللر ل ينللال إل بشللر‬
‫ويسللر ل ينللال إل بعسللر وإيللاك أن توجللف بللك‬
‫مطايللا الطمللع فتللوردك مناهللل الهلكللة وإن‬
‫استطعت أن ل يكون بينك وبيللن الللله ذو نعمللة‬
‫فافعل فإنك مللدرك قسللمك وآخللذ سللهمك وإن‬
‫اليسير من الله تبارك وتعالى أكثر وأعظم من‬
‫الكثير من خلقه وإن كان كل منلله ولللو نظللرت‬
‫ولله المثللل العلللى فيمللا تطلللب مللن الملللوك‬
‫ومن دونهللم مللن السللفلة لعرفللت أن لللك فللي‬
‫يسير ما تصيب من الملوك افتخللارا وإن عليللك‬
‫‪95‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في كثير ما تصيب من الدناة عارا فاقتصد في‬


‫أمرك تحمد مغبة عملك إنللك لسللت بائعللا شلليئا‬
‫من دينللك وعرضللك بثمللن والمغبللون مللن غبللن‬
‫نصيبه من الله فخذ من الللدنيا مللا أتللاك واتللرك‬
‫ما تولى فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطلللب‬
‫وإياك ومقاربللة مللن رهبتلله علللى دينللك وباعللد‬
‫السلطان ول تأمن خدع الشيطان وتقول مللتى‬
‫أرى ما أنكر نزعت فإنه كذا هلك من كان قبلك‬
‫من أهل القبلة وقد أيقنوا بالمعاد فلللو سللمت‬
‫بعضهم بيع آخرته بالدنيا لم يطب بللذلك نفسللا‬
‫ثم قللد يتخبللله الشلليطان بخللدعه ومكللره حللتى‬
‫يورطه في هلكته بعرض من الدنيا حقير‬
‫وينقله من شللر إلللى شللر حللتى يؤيسلله مللن‬
‫رحمة الله ويدخله في القنوط فيجد الوجه إلى‬
‫ما خالف السلم وأحكامه فإن أبللت نفسللك إل‬
‫حب الدنيا وقرب السلطان فخالفت مللا نهيتللك‬
‫عنه بما فيه رشدك فاملك عليك لسانك فإنه ل‬
‫ثقة للملوك عند الغضب ول تسأل عن أخبارهم‬
‫ول تنطق عند إسللرارهم ول تللدخل فيمللا بينللك‬
‫وبينهللم وفللي الصللمت السلللمة مللن الندامللة‬
‫‪96‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتلفيك ما فرط من صمتك أيسر مللن إدراكللك‬


‫ما فات من منطقك وحفظ ما في الوعاء بشللد‬
‫الوكاء وحفظ ما في يديك أحب إلي مللن طلللب‬
‫ما في يد غيرك ول تحدث إل عللن ثقللة فتكللون‬
‫كاذبا والكذب ذل وحسللن التللدبير مللع الكفللاف‬
‫أكفى لك من الكثير مع السراف وحزن اليأس‬
‫خير من الطلب إلى الناس والعفة مللع الحرفللة‬
‫خير من سرور مع فجور والمللرء أحفللظ لسللره‬
‫ورب ساع فيما يضره من أكثر أهجر ومن تفكر‬
‫أبصر ومن خير حظ امرئ قريللن صللالح فقللارن‬
‫أهل الخير تكللن منهللم وبللاين أهللل الشللر تبللن‬
‫عنهم ول يغلبن عليك سوء الظللن فللإنه ل يللدع‬
‫بينك وبين خليل صلللحا وقللد يقللال مللن الحللزم‬
‫سلللوء الظلللن بئس الطعلللام الحلللرام وظللللم‬
‫الضللعيف أفحللش الظلللم والفاحشللة كاسللمها‬
‫التصللبر علللى المكللروه نقللص للقلللب ]يعصللم‬
‫القلب[ وإن كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا‬
‫وربما كان الللدواء داء والللداء دواء وربمللا نصللح‬
‫غير الناصح وغش المستنصللح وإيللاك والتكللال‬
‫على المنللى فإنهللا بضللائع النللوكى وتثبللط عللن‬
‫‪97‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خير الخرة والدنيا ذك قلبك بالدب كمللا تللذكى‬


‫النللار بللالحطب ول تكللن كحللاطب الليللل وغثللاء‬
‫السيل وكفر النعمة لؤم وصحبة الجاهللل شللؤم‬
‫والعقللل حفللظ التجللارب وخيللر مللا جربللت مللا‬
‫وعظك ومن الكللرم ليللن الشلليم بللادر الفرصللة‬
‫قبل أن تكون غصة من الحزم العزم من سللبب‬
‫الحرمان التواني ليس كل طالب يصيب ول كل‬
‫راكب يئوب ومللن الفسللاد إضللاعة الللزاد ولكللل‬
‫أمللر عاقبللة رب يسللير أنمللى مللن كللثير سللوف‬
‫يأتيك ما قدر لللك التللاجر مخللاطر ول خيللر فللي‬
‫معين مهين ل تبيتن من أمر على غرر من حلم‬
‫ساد ومن تفهم ازداد ولقاء أهل الخيللر عمللارة‬
‫القلوب ساهل الدهر مللا ذل لللك قعللوده وإيللاك‬
‫أن تجمع بك مطيللة اللجللاج وإن قللارفت سلليئة‬
‫فعجل محوها بالتوبة ول تخن مللن ائتمنللك وإن‬
‫خانك ول تذع سره وإن أذاعه ول تخاطر بشيء‬
‫رجاء أكثر منه واطلب فإنه يأتيك ما قسللم لللك‬
‫خذ بالفضل وأحسن البذل وقللل للنللاس حسللنا‬
‫وأي كلمة حكم جامعة أن تحب للناس مللا تحللب‬
‫لنفسك وتكره لهللم مللا تكللره لهللا إنللك قللل مللا‬
‫‪98‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تسلم ممللن تسللرعت إليلله أن تنللدم أو تتفضللل‬


‫عليلله واعلللم أن مللن الكللرم الوفللاء بالللذمم‬
‫والدفع عن الحرم والصدود آيللة المقللت وكللثرة‬
‫العلل آية البخل ولبعض إمساكك عن أخيك مللع‬
‫لطف خير من بذل مع جنف ومن التكللرم صلللة‬
‫الرحم ومن يرجوك أو يثللق بصلللتك إذا قطعللت‬
‫قرابتك والتحريم وجه القطيعللة احمللل نفسللك‬
‫مع أخيك عند صرمه على الصلللة وعنللد صللدوده‬
‫على اللطف والمسألة وعند جموده على البذل‬
‫وعند تباعده على الدنو وعند شدته على الليللن‬
‫وعند جرمه على العتللذار حللتى كأنللك للله عبللد‬
‫وكأنه ذو نعمة عليك وإيللاك أن تضللع ذلللك فللي‬
‫غير موضعه وأن تفعله بغير أهله ل تتخذن عدو‬
‫صللديقك صللديقا فتعللادي صللديقك ول تعمللل‬
‫بالخديعلللة فإنهلللا خللللق اللئام وامحلللض أخلللاك‬
‫النصيحة حسنة كللانت أو قبيحللة وسللاعده علللى‬
‫كل حال وزل معه حيث زال ول تطلبن مجللازاة‬
‫أخيك ولو حثا‪.‬‬
‫التراب بفيك وخذ على عدوك بالفضل فللإنه‬
‫أحرى للظفر وتسلم من الناس بحسللن الخلللق‬
‫‪99‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتجرع الغيللظ فللإني لللم أر جرعللة أحلللى منهللا‬


‫عاقبللة ول ألللذ مغبللة ول تصللرم أخللاك علللى‬
‫ارتيللاب ول تقطعلله دون اسللتعتاب ولللن لمللن‬
‫غالظللك فللإنه يوشللك أن يليللن لللك مللا أقبللح‬
‫القطيعلللة بعلللد الصللللة والجفلللاء بعلللد الخلللاء‬
‫والعللداوة بعللد المللودة والخيانللة لمللن ائتمنللك‬
‫وخلف الظن لمن ارتجاك والغدر بمن اسللتأمن‬
‫إليك فإن أنت غلبتك قطيعة أخيك فاستبق لها‬
‫من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا ذلك له يومللا‬
‫ما ومن ظن بك خيرا فصللدق ظنلله ول تضلليعن‬
‫حق أخيك اتكال على ما بينك وبينه فللإنه ليللس‬
‫لك بأخ من أضعت حقلله ول يكللن أهلللك أشللقى‬
‫الخلللق بللك ول ترغبللن فيمللن زهللد فيللك ول‬
‫تزهللدن فيمللن رغللب إليللك إذا كللان للخلطللة‬
‫موضعا ول يكونن أخللوك أقللوى علللى قطيعتللك‬
‫منك على صلته ول تكونن على السللاءة أقللوى‬
‫منك على الحسان ول على البخل أقللوى منللك‬
‫على البذل ول على التقصير أقللوى منللك علللى‬
‫الفضل ول يكبرن عليك ظلم مللن ظلمللك فللإنه‬
‫إنما يسعى في مضرته ونفعك وليس جزاء مللن‬
‫‪100‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫سللرك أن تسللوءه والللرزق رزقللان رزق تطلبلله‬


‫ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك واعلللم أي بنللي‬
‫أن الللدهر ذو صللروف فل تكللونن ممللن تشللتد‬
‫لئمته ويقل عند الناس عذره ما أقبح الخضللوع‬
‫عند الحاجة والجفللاء عنللد الغنللى إنمللا لللك مللن‬
‫دنياك ما أصلحت به مثواك فأنفق في حللق ول‬
‫تكللن خازنللا لغيللرك وإن كنللت جازعللا علللى مللا‬
‫تفلت من يديك فاجزع علللى كللل مللا لللم يصللل‬
‫إليك واستدلل على ما لم يكن بمللا كللان فإنمللا‬
‫المللور أشللباه ول تكفللرن ذا نعمللة فللإن كفللر‬
‫النعمة من ألم الكفر واقبللل العللذر ول تكللونن‬
‫ممللن ل ينتفللع مللن العظللة إل بمللا لزملله فللإن‬
‫العاقللل ينتفللع بللالدب والبهللائم ل تتعللظ إل‬
‫بالضرب اعرف الحق لمن عرفه لك رفيعا كللان‬
‫أو وضيعا واطرح عنك واردات الهمللوم بعللزائم‬
‫الصبر وحسن اليقين من ترك القصد جار ونعم‬
‫حظ المرء القناعة ومللن شللر مللا صللحب المللرء‬
‫الحسللد وفللي القنللوط التفريللط والشللح يجلللب‬
‫الملمة والصاحب مناسب والصديق مللن صللدق‬
‫غيبلله والهللوى شللريك العمللى ومللن التوفيللق‬
‫‪101‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الوقوف عند الحيرة ونعللم طللارد الهللم اليقيللن‬


‫وعاقبللة الكللذب الللذم وفللي الصللدق السلللمة‬
‫وعاقبة الكذب شر عاقبللة رب بعيللد أقللرب مللن‬
‫قريب وقريب أبعد مللن بعيللد والغريللب مللن لللم‬
‫يكن له حللبيب ل يعللدمك مللن حللبيب سللوء ظللن‬
‫ومن حمى طنى ومن تعدى الحق ضللاق مللذهبه‬
‫ومللن اقتصللر علللى قللدره كللان أبقللى للله نعللم‬
‫الخلق التكرم وألم اللللؤم البغللي عنللد القللدرة‬
‫والحيللاء سللبب إلللى كللل جميللل وأوثللق العللرى‬
‫التقوى وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبيللن‬
‫الله ومنك مللن أعتبللك والفللراط فللي الململلة‬
‫يشللب نيللران اللجللاج وكللم مللن دنللف قللد نجللا‬
‫وصحيح قد هوى وقللد يكللون اليللأس إدراكللا إذا‬
‫كان الطمع هلكا وليللس كللل عللورة تظهللر ول‬
‫كل فريضة تصاب وربمللا أخطللأ البصللير قصللده‬
‫وأصاب العمى رشده ليس كل من طلللب وجللد‬
‫ول كل من توقى نجا أخر الشر فإنك إذا شللئت‬
‫تعجلتلله وأحسللن إن أحببللت أن يحسللن إليللك‬
‫واحتمللل أخللاك علللى مللا فيلله ول تكللثر العتللاب‬
‫فلللإنه يلللورث الضلللغينة ويجلللر إللللى البغضلللة‬
‫‪102‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫واستعتب من رجللوت إعتللابه وقطيعللة الجاهللل‬


‫تعدل صلة العاقل ومن الكرم منللع الحللزم مللن‬
‫كابر الزمان عطب ومن ينقللم عليلله غضللب مللا‬
‫أقرب النقمة من أهل البغي وأخلق بمللن غللدر‬
‫أل يوفى له‪.‬‬
‫زلة المتوقي أشد زلة وعلة الكذب أقبح علة‬
‫والفساد يللبير الكللثير والقتصللاد يثمللر اليسللير‬
‫والقلللة ذلللة وبللر الوالللدين مللن كللرم الطبيعللة‬
‫والزلل مع العجل ول خير في لذة تعقللب نللدما‬
‫والعاقللل مللن وعظتلله التجللارب والهللدى يجلللو‬
‫العملللى ولسلللانك ترجملللان عقللللك ليلللس ملللع‬
‫الختلف ائتلف من حسن الجوار تفقللد الجللار‬
‫لن يهلك من اقتصد ولن يفتقللر مللن زهللد بيللن‬
‫علللن املللرئ دخيلللله رب بلللاحث علللن حتفللله ل‬
‫تشترين بثقة رجاء ما كل مللا يخشللى يضللر رب‬
‫هزل عاد جدا من أمن الزمان خانه ومن تعظللم‬
‫عليه أهانه ومن ترغللم عليلله أرغملله ومللن لجللأ‬
‫إليه أسلمه وليس كل من رمى أصللاب إذا تغيللر‬
‫السلطان تغير الزمان وخيللر أهلللك مللن كفللاك‬
‫والمزاح يورث الضغائن وربمللا أكللدى الحريللص‬
‫‪103‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رأس الدين صحة اليقين وتمام الخلص تجنبك‬


‫المعاصللي وخيللر المقللال مللا صللدقه الفعللال‬
‫والسلمة مع الستقامة والدعاء مفتاح الرحمة‬
‫سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجللار قبللل‬
‫الدار وكن من الدنيا على قلعة احمل لمن أدل‬
‫عليك واقبل عذر مللن اعتللذر إليللك وخللذ العفللو‬
‫من الناس ول تبلغ إلى أحد مكروهه أطع أخاك‬
‫وإن عصللاك وصللله وإن جفللاك وعللود نفسللك‬
‫السماح وتخير لهللا مللن كللل خلللق أحسللنه فللإن‬
‫الخير عادة وإياك أن تللذكر مللن الكلم قللذرا أو‬
‫تكللون مضللحكا وإن حكيللت ذلللك عللن غيللرك‬
‫وأنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك وإيللاك‬
‫ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن‬
‫إلى وهن واكفف عليهن من أبصللارهن بحجبللك‬
‫إياهن فإن شدة الحجاب خير لك ولهللن وليللس‬
‫خروجهللن بأشللد مللن إدخالللك مللن ل يوثللق بلله‬
‫عليهلللن وإن اسلللتطعت أن ل يعرفلللن غيلللرك‬
‫فافعللل ول تملللك المللرأة مللن أمرهللا مللا جللاوز‬
‫نفسللها فللإن ذلللك أنعللم لحالهللا وأرخللى لبالهللا‬
‫وأدوم لجمالهللا فللإن المللرأة ريحانللة وليسللت‬
‫‪104‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بقهرمانة ول تعد بكرامتها نفسها ول تطمعهللا‬


‫أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معهللا ول‬
‫تطللل الخلللوة مللع النسللاء فيملنللك أو تملهللن‬
‫واسللتبق مللن نفسللك بقيللة مللن إمسللاكك فللإن‬
‫إمساكك عنهن وهن يرين أنللك ذو اقتللدار خيللر‬
‫ملللن أن يظهلللرن منلللك عللللى انتشلللار وإيلللاك‬
‫والتغاير في غير موضع غيللرة فللإن ذلللك يللدعو‬
‫الصحيحة منهن إلى السقم ولكن أحكم أمرهن‬
‫فللإن رأيللت ذنبللا فعاجللل النكيللر علللى الكللبير‬
‫والصلللغير وإيلللاك أن تعلللاقب فتعظلللم اللللذنب‬
‫وتهون العتب وأحسللن للمماليللك الدب وأقلللل‬
‫الغضللب ول تكللثر العتللب فللي غيللر ذنللب فللإذا‬
‫اسللتحق أحللد منهللم ذنبللا فأحسللن العللذل فللإن‬
‫العذل مع العفو أشد من الضرب لمللن كللان للله‬
‫عقل ول تمسك من ل عقل له وخف القصللاص‬
‫واجعل لكل امللرئ منهللم عمل تأخللذه بلله فللإنه‬
‫أحللرى أن ل يتواكلللوا وأكللرم عشلليرتك فللإنهم‬
‫جناحك الذي به تطير وأصلك الللذي إليلله تصللير‬
‫وبهللم تصللول وهللم العللدة عنللد الشللدة فللأكرم‬
‫كريمهم وعد سقيمهم وأشركهم فللي أمللورهم‬
‫‪105‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتيسر عنللد معسللور لهللم واسللتعن بللالله علللى‬


‫أمورك فللإنه أكفللى معيللن أسللتودع الللله دينللك‬
‫ودنيللاك وأسللأله خيللر القضللاء لللك فللي الللدنيا‬
‫والخرة والسلم عليك ورحمة الله‪.‬‬
‫وصيته لبنه الحسين ع‪.‬‬
‫يللا بنللي أوصلليك بتقللوى الللله فللي الغنللى‬
‫والفقللر وكلمللة الحللق فللي الرضللا والغضللب‬
‫والقصللد فللي الغنللى والفقللر وبالعللدل علللى‬
‫الصديق والعدو وبالعمل في النشللاط والكسللل‬
‫والرضا عن الله في الشدة والرخاء أي بني مللا‬
‫شر بعده الجنة بشر ول خيللر بعللده النللار بخيللر‬
‫وكللل نعيللم دون الجنللة محقللور وكللل بلء دون‬
‫النار عافية واعلم أي بني أنه مللن أبصللر عيللب‬
‫نفسه شللغل عللن عيللب غيللره ومللن تعللرى مللن‬
‫لبللاس التقللوى لللم يسللتتر بشلليء مللن اللبللاس‬
‫ومن رضي بقسم الله لم يحزن علللى مللا فللاته‬
‫ومن سل سيف البغي قتل بلله ومللن حفللر بئرا‬
‫لخيلله وقللع فيهللا ومللن هتللك حجللاب غيللره‬
‫انكشللفت عللورات بيتلله ومللن نسللي خطيئتلله‬
‫استعظم خطيئة غيره ومن كابد المللور عطللب‬
‫‪106‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومن اقتحم الغمرات غللرق ومللن أعجللب برأيلله‬


‫ضل ومن استغنى بعقللله زل ومللن تكللبر علللى‬
‫الناس ذل ومن خالط العلماء وقر ومللن خللالط‬
‫النذال حقر ومن سفه على الناس شتم ومللن‬
‫دخل مداخل السوء اتهم ومن مزح استخف بللله‬
‫ومن أكثر من شيء عرف بلله ومللن كللثر كلملله‬
‫كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل‬
‫حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن‬
‫مللات قلبلله دخللل النللار أي بنللي مللن نظللر فللي‬
‫عيوب الناس ورضي لنفسه بها فللذاك الحمللق‬
‫بعينه ومن تفكر اعتبر ومن اعتبر اعللتزل ومللن‬
‫اعتزل سلم ومن ترك الشهوات كان حرا ومللن‬
‫ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس أي بني‬
‫عز المؤمن غناه عللن النللاس والقناعللة مللال ل‬
‫ينفد ومن أكللثر ذكللر المللوت رضللي مللن الللدنيا‬
‫باليسللير ومللن علللم أن كلملله مللن عمللله قللل‬
‫كلملله إل فيمللا ينفعلله أي بنللي العجللب ممللن‬
‫يخاف العقاب فلم يكف ورجا الثواب فلم يتللب‬
‫ويعمللل أي بنللي الفكللرة تللورث نللورا والغفلللة‬
‫ظلمة والجهالة ضللة والسعيد من وعظ بغيره‬
‫‪107‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والدب خير ميللراث وحسللن الخلللق خيللر قريللن‬


‫ليس مللع قطيعللة الرحللم نمللاء ول مللع الفجللور‬
‫غنى أي بني العافية عشرة أجللزاء تسللعة منهللا‬
‫فللي الصللمت إل بللذكر الللله وواحللد فللي تللرك‬
‫مجالسللة السللفهاء أي بنللي مللن تزيللا بمعاصللي‬
‫الله في المجللالس أورثلله الللله ذل ومللن طلللب‬
‫العلللم علللم يللا بنللي رأس العلللم الرفللق وآفتلله‬
‫الخرق ومن كنوز اليمان الصبر على المصائب‬
‫والعفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى كللثرة‬
‫الزيارة تورث المللة والطمأنينللة قبللل الخللبرة‬
‫ضللد الحللزم وإعجللاب المللرء بنفسلله يللدل علللى‬
‫ضعف عقللله أي بنللي كللم نظللرة جلبللت حسللرة‬
‫وكم من كلمللة سلللبت نعمللة أي بنللي ل شللرف‬
‫أعلى من السلم ول كرم أعز من التقللوى ول‬
‫معقللل أحللرز مللن الللورع ول شللفيع أنجللح مللن‬
‫التوبللة ول لبللاس أجمللل مللن العافيللة ول مللال‬
‫أذهب بالفاقة من الرضا بللالقوت ومللن اقتصللر‬
‫على بلغة الكفللاف تعجللل الراحللة وتبللوأ خفللض‬
‫الدعللة أي بنللي الحللرص مفتللاح التعللب ومطيللة‬
‫النصب وداع إلى التقحم فللي الللذنوب والشللره‬
‫‪108‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جامع لمساوي العيوب وكفاك تأديبا لنفسك ما‬


‫كرهته من غيرك لخيللك عليللك مثللل الللذي لللك‬
‫عليه ومللن تللورط فللي المللور بغيللر نظللر فللي‬
‫العللواقب فقللد تعللرض للنللوائب التللدبير قبللل‬
‫العمل يؤمنك النللدم مللن اسللتقبل وجللوه الراء‬
‫عللرف مواقللع الخطللإ الصللبر جنللة مللن الفاقللة‬
‫البخل جلبللاب المسللكنة الحللرص علمللة الفقللر‬
‫وصول معدم خيللر مللن جللاف مكللثر لكللل شلليء‬
‫قوت وابن آدم قوت الموت‬
‫أي بني ل تؤيس مذنبا فكم من عاكف علللى‬
‫ذنبه ختم له بخير وكللم مللن مقبللل علللى عمللله‬
‫مفسد في آخر عمره صائر إلى النار نعوذ بالله‬
‫منها أي بني كم من عاص نجا وكللم مللن عامللل‬
‫هوى من تحرى الصدق خفت عليلله المللؤن فللي‬
‫خلف النفس رشدها الساعات تنتقص العمللار‬
‫ويل للباغين من أحكم الحاكمين وعللالم ضللمير‬
‫المضللمرين يللا بنللي بئس الللزاد إلللى المعللاد‬
‫العدوان على العباد في كل جرعة شللرق وفللي‬
‫كل أكلة غصص لن تنال نعمة إل بفللراق أخللرى‬
‫ما أقرب الراحة من النصب والبؤس من النعيم‬
‫‪109‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والموت من الحياة والسقم من الصحة فطوبى‬


‫لمللن أخلللص لللله عمللله وعلملله وحبلله وبغضلله‬
‫وأخذه وتركه وكلمه وصمته وفعله وقوله وبللخ‬
‫بخ لعالم عمل فجد وخاف البيات فأعد واستعد‬
‫إن سللئل نصللح وإن تللرك صللمت كلملله صللواب‬
‫وسكوته من غير عي جواب والويللل لمللن بلللي‬
‫بحرمان وخذلن وعصيان فاستحسن لنفسه ما‬
‫يكرهه من غيره وأزرى علللى النللاس بمثللل مللا‬
‫يأتي واعلم أي بني أنه من لنت كلمتلله وجبللت‬
‫محبتلله وفقللك الللله لرشللدك وجعلللك مللن أهللل‬
‫طاعته بقدرته إنه جواد كريم‬
‫خطبتلله المعروفللة بالوسلليلة كتبنللا منلله مللا‬
‫اقتضاه الكتاب دون غيره‪.‬‬
‫الحمد لللله الللذي أعللدم الوهللام أن تنللال إل‬
‫وجوده وحجب العقول أن تخال ذاته لمتناعهللا‬
‫من الشبه والتشللاكل بللل هللو الللذي ل يتفللاوت‬
‫ذاته ول يتبعض بتجزئة العدد في كمللاله فللارق‬
‫الشياء ل باختلف الماكن ويكون فيها ل على‬
‫الممازجة وعلمها ل بأداة ل يكون العلم إل بها‬
‫وليس بينه وبين معلومه علم غيره كللان عالمللا‬
‫‪110‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لمعلللومه إن قيللل كللان فعلللى تأويللل أزليللة‬


‫الوجود وإن قيللل لللم يللزل فعلللى تأويللل نفللي‬
‫العدم فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه‬
‫فاتخذ إلها غيره علوا كبيرا نحمده بالحمد الذي‬
‫ارتضاه من خلقلله وأوجللب قبللوله علللى نفسلله‬
‫أشللهد أن ل إللله إل الللله وحللده ل شللريك للله‬
‫وأشللهد أن محمللدا عبللده ورسللوله شللهادتان‬
‫ترفعللان القللول وتضللعان العمللل خللف ميللزان‬
‫ترفعان منه وثقل ميللزان توضللعان فيلله وبهمللا‬
‫الفوز بالجنة والنجللاة مللن النللار والجللواز علللى‬
‫الصللراط وبالشللهادة تللدخلون الجنللة وبالصلللة‬
‫تنالون الرحمة فأكثروا من الصلة علللى نللبيكم‬
‫َ‬
‫هللا‬ ‫ع َلللى الن ّ ِبلل ّ‬
‫ي يللا أ ي ّ َ‬ ‫ص ّلو َ‬
‫ن َ‬ ‫مل ئ ِك َت َ ُ‬
‫ه يُ َ‬ ‫ه و َ‬‫ن الل ّ َ‬‫إِ ّ‬
‫س لِليما ً أيهللا‬ ‫موا ت َ ْ‬ ‫س لل ّ ُ‬
‫ه و َ‬‫ع ل َي ْ ل ِ‬
‫ص ّلوا َ‬ ‫م ُنوا َ‬ ‫ن آ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫الناس إنه ل شرف أعلى من السلللم ول كللرم‬
‫أعز من التقوى ول معقل أحرز مللن الللورع ول‬
‫شللفيع أنجللح مللن التوبللة ول لبللاس أجللل مللن‬
‫العافية ول وقايللة أمنللع مللن السلللمة ول مللال‬
‫أذهب بالفاقة من الرضا والقنوع ومللن اقتصللر‬
‫على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحللة والرغبللة‬
‫‪111‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مفتاح التعب والحتكار مطية النصللب والحسللد‬


‫آفللة الللدين والحللرص داع إلللى التقحللم فللي‬
‫الذنوب وهو داع إلللى الحرمللان والبغللي سللائق‬
‫إلى الحين والشره جامع لمسللاوي العيللوب رب‬
‫طمللع خللائب وأمللل كللاذب ورجللاء يللؤدي إلللى‬
‫الحرمان وتجارة تئول إلللى الخسللران أل ومللن‬
‫تورط في المور غير ناظر في العللواقب فقللد‬
‫تعلللرض لمفضلللحات النلللوائب وبئسلللت القلدة‬
‫الدين للمؤمن أيها الناس إنه ل كنللز أنفللع مللن‬
‫العلم ول عز أنفللع مللن الحلللم ول حسللب أبلللغ‬
‫من الدب ول نصب أوجع من الغضب ول جمال‬
‫أحسن من العقل ول قرين شر من الجهللل ول‬
‫سوأة أسوء مللن الكللذب ول حللافظ أحفللظ مللن‬
‫الصمت ول غائب أقرب من الموت أيها النللاس‬
‫إنه من نظر في عيللب نفسلله شللغل عللن عيللب‬
‫غيره ومن رضي برزق الله لم يأسف علللى مللا‬
‫في يد غيره ومللن سللل سلليف البغللي قتللل بلله‬
‫ومللن حفللر لخيلله بئرا وقللع فيهللا ومللن هتللك‬
‫حجاب غيره انكشفت عورات بيتلله ومللن نسللي‬
‫زلته استعظم زلل غيره ومن أعجب برأيه ضللل‬
‫‪112‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على النللاس‬


‫ذل ومن سللفه علللى النللاس شللتم ومللن خللالط‬
‫العلماء وقر ومن خالط النذال حقر ومن حمل‬
‫ما ل يطيللق عجللز أيهللا النللاس إنلله ل مللال هللو‬
‫أعود من العقل ول فقر هللو أشللد مللن الجهللل‬
‫ول واعظ هو أبلغ من النصح ول عقل كالتدبير‬
‫ول عبلللادة كلللالتفكر ول مظلللاهرة أوثلللق ملللن‬
‫المشاورة ول وحدة أوحش من العجب ول ورع‬
‫كالكف ول حلم كالصللبر والصللمت أيهللا النللاس‬
‫إن في النسللان عشللر خصللال يظهرهللا لسللانه‬
‫شللاهد يخللبر عللن الضللمير وحللاكم يفصللل بيللن‬
‫الخطاب وناطق يرد بلله الجللواب وشللافع تللدرك‬
‫به الحاجة وواصف تعرف به الشياء وأمير يأمر‬
‫بالحسن وواعظ ينهى عن القبيح ومعز تسللكن‬
‫به الحزان وحامللد تجلللى بلله الضللغائن ومونللق‬
‫يلهللي السللماع أيهللا النللاس إنلله ل خيللر فللي‬
‫الصمت عن الحكم كما إنلله ل خيللر فللي القللول‬
‫بالجهل اعلموا أيهللا النللاس أنلله مللن لللم يملللك‬
‫لسانه يندم ومن ل يتعلم يجهل ومللن ل يتحلللم‬
‫ل يحلم ومن ل يرتللدع ل يعقللل ومللن ل يعقللل‬
‫‪113‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يهللن ومللن يهللن ل يللوقر ومللن يتللق ينللج ومللن‬


‫يكسب مال من غير حقه يصرفه في غير أجره‬
‫ومن ل يللدع وهللو محمللود يللدع وهللو مللذموم‬
‫ومن لم يعط قاعدا منع قائما ومن يطلب العز‬
‫بغير حق يذل ومن عاند الحق لزمه الوهن ومن‬
‫تفقه وقللر ومللن تكللبر حقللر ومللن ل يحسللن ل‬
‫يحمد أيها الناس إن المنية قبل الدنية والتجلللد‬
‫قبل التبلد والحساب قبل العقاب والقللبر خيللر‬
‫مللن الفقللر وعمللى البصللر خيللر مللن كللثير مللن‬
‫النظللر والللدهر يومللان يللوم لللك ويللوم عليللك‬
‫فاصبر فبكليهما تمتحن أيها النللاس أعجللب مللا‬
‫في النسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد‬
‫من خلفها فللإن سللنح للله الرجللاء أذللله الطمللع‬
‫وإن هاج بلله الطمللع أهلكلله الحللرص وإن ملكلله‬
‫اليأس قتله السف وإن عرض له الغضب اشللتد‬
‫به الغيظ وإن أسعد بالرضا نسي التحفلللظ وإن‬
‫نللاله الخللوف شللغله الحللزن وإن اتسللع بللالمن‬
‫استلبته الغرة وإن جددت له نعمة أخذته العللزة‬
‫وإن أفاد مللال أطغللاه الغنللى وإن عضللته فاقللة‬
‫شغله البلء وإن أصللابته مصلليبة فضللحه الجللزع‬
‫‪114‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وإن أجهده الجزع قعللد بلله الضللعف وإن أفللرط‬


‫في الشبع كظته البطنة فكل تقصللير بلله مضللر‬
‫وكل إفراط له مفسد أيها النللاس مللن قللل ذل‬
‫ومن جاد ساد ومللن كللثر مللاله رأس ومللن كللثر‬
‫حلمه نبل ومن فكر في ذات الله تزنللدق ومللن‬
‫أكللثر مللن شلليء عللرف بلله ومللن كللثر مزاحلله‬
‫استخف به ومن كثر ضحكه ذهبللت هيبتلله فسللد‬
‫حسللب مللن ليللس للله أدب إن أفضللل الفعللال‬
‫صيانة العرض بالمال ليس مللن جللالس الجاهللل‬
‫بذي معقول من جالس الجاهل فليستعد لقيللل‬
‫وقال لن ينجو من الموت غني بماله ول فقيللر‬
‫لقلله أيها النللاس إن للقلللوب شللواهد تجللري‬
‫النفس عن مدرجة أهل التفريط فطنة الفهللم‬
‫للمللواعظ ممللا يللدعو النفللس إلللى الحللذر مللن‬
‫الخطإ وللنفوس خواطر للهوى والعقول تزجللر‬
‫وتنهى وفي التجارب علللم مسللتأنف والعتبللار‬
‫يقود إلى الرشاد وكفاك أدبا لنفسك ما تكرهه‬
‫من غيرك عليك لخيك المؤمن مثللل الللذي لللك‬
‫عليه لقد خاطر من استغنى برأيه‪.‬‬
‫والتدبير قبل العمل يؤمنك مللن النللدم ومللن‬
‫‪115‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫استقبل وجوه الراء عرف مواقف الخطإ ومللن‬


‫أمسك عن الفضول عللدلت رأيلله العقللول ومللن‬
‫حصللر شللهوته فقللد صللان قللدره ومللن أمسللك‬
‫لسللانه أمنلله قللومه ونللال حللاجته وفللي تقلللب‬
‫الحوال علم جواهر الرجال واليام توضللح لللك‬
‫السللرائر الكامنللة وليللس فللي الللبرق الخللاطف‬
‫مستمتع لمن يخوض فللي الظلمللة ومللن عللرف‬
‫بالحكملللة لحظتللله العيلللون بالوقلللار والهيبلللة‬
‫وأشرف الغنللى تللرك المنللى والصللبر جنللة مللن‬
‫الفاقة والحرص علمللة الفقللر والبخللل جلبللاب‬
‫المسللكنة والمللودة قرابللة مسللتفادة ووصللول‬
‫معدم خير من جاف مكثر والموعظة كهف لمن‬
‫وعاها ومن أطلق طرفه كثر أسفه ومللن ضللاق‬
‫خلقه مله أهله ومن نال استطال قلما تصدقك‬
‫المنيللة التواضللع يكسللوك المهابللة وفللي سللعة‬
‫الخلق كنللوز الرزاق مللن كسللاه الحيللاء ثللوبه‬
‫خفي على الناس عيبه تحر القصد مللن القللول‬
‫فإنه من تحرى القصد خفللت عليلله المللؤن فللي‬
‫خلف النفس رشدها من عرف اليام لم يغفل‬
‫عللن السللتعداد أل وإن مللع كللل جرعللة شللرقا‬
‫‪116‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وفي كل أكلة غصصللا ل تنللال نعمللة إل بللزوال‬


‫أخرى لكل ذي رمق قوت ولكل حبة آكل وأنلللت‬
‫قوت الموت اعلموا أيها الناس أنلله مللن مشللى‬
‫على وجه الرض فإنه يصير إلى بطنها والليللل‬
‫والنهار يتسارعان في هدم العمار أيها الناس‬
‫كفللر النعمللة لللؤم وصللحبة الجاهللل شللؤم مللن‬
‫الكرم لين الكلم إياك والخديعة فإنها من خلق‬
‫اللئام ليللس كللل طللالب يصلليب ول كللل غللائب‬
‫يئوب ل ترغللب فيمللن زهللد فيللك رب بعيللد هللو‬
‫أقرب من قريب سل عن الرفيق قبل الطريللق‬
‫وعن الجار قبللل الللدار اسللتر عللورة أخيللك لمللا‬
‫تعلملله فيللك اغتفللر زلللة صللديقك ليللوم يركبللك‬
‫عدوك من غضللب علللى مللن ل يقللدر أن يضللره‬
‫طال حزنلله وعللذب نفسلله مللن خللاف ربلله كللف‬
‫ظلملله ومللن لللم يعللرف الخيللر مللن الشللر فهللو‬
‫بمنزلة البهيمة إن من الفساد إضاعة الللزاد مللا‬
‫أصللغر المصلليبة مللع عظللم الفاقللة غللدا ومللا‬
‫تناكرتم إل لما فيكم من المعاصي والذنوب مللا‬
‫أقرب الراحة من التعب والبؤس من التغيير ما‬
‫شر بشر بعده الجنة وما خيللر بخيللر بعللده النللار‬
‫‪117‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وكللل نعيللم دون الجنللة محقللور وكللل بلء دون‬


‫النار عافية عند تصللحيح الضللمائر تبللدو الكبللائر‬
‫تصفية العمل أشد من العمل تخليص النية عللن‬
‫الفساد أشد علللى العللاملين مللن طللول الجهللاد‬
‫هيهات لو ل التقى كنللت أدهللى العللرب عليكللم‬
‫بتقوى الله في الغيب والشللهادة وكلمللة الحللق‬
‫في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقللر‬
‫وبالعللدل علللى العللدو والصللديق وبالعمللل فللي‬
‫النشاط والكسل والرضا عللن الللله فللي الشللدة‬
‫والرخاء ومن كثر كلمه كللثر خطللؤه ومللن كللثر‬
‫خطؤه قل حيللاؤه ومللن قللل حيللاؤه قللل ورعلله‬
‫ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبلله دخللل‬
‫النار ومن تفكر اعتبر ومن اعتبر اعللتزل ومللن‬
‫اعتزل سلم ومن ترك الشهوات كان حرا ومللن‬
‫ترك الحسد كانت له المحبة عند‬
‫الناس عز المؤمن غناه عن النللاس القناعللة‬
‫مال ل ينفد ومن أكللثر ذكللر المللوت رضللي مللن‬
‫الدنيا باليسير ومللن علللم أن كلملله مللن عمللله‬
‫قل كلمه إل فيمللا ينفعلله العجللب ممللن يخللاف‬
‫العقلللاب فل يكللف ويرجللو الثلللواب ول يتللوب‬
‫‪118‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويعمللل الفكللرة تللورث نللورا والغفلللة ظلمللة‬


‫والجهالللة ضللللة والسللعيد مللن وعللظ بغيللره‬
‫والدب خيللر ميللراث حسللن الخلللق خيللر قريللن‬
‫ليس مللع قطيعللة الرحللم نمللاء ول مللع الفجللور‬
‫غنللى العافيللة عشللرة أجللزاء تسللعة منهللا فللي‬
‫الصمت إل بذكر الله وواحد فللي تللرك مجالسللة‬
‫السفهاء رأس العلم الرفق وآفته الخرق ومللن‬
‫كنوز اليمان الصللبر علللى المصللائب والعفللاف‬
‫زينة الفقر والشكر زينللة الغنللى كللثرة الزيللارة‬
‫تللورث المللللة والطمأنينللة قبللل الخللبرة ضللد‬
‫الحزم إعجاب المللرء بنفسلله يللدل علللى ضللعف‬
‫عقله ل تؤيس مذنبا فكم من عاكف على ذنبلله‬
‫ختم له بخير وكم من مقبل على عمللله مفسللد‬
‫في آخر عمره صائر إلى النللار بئس الللزاد إلللى‬
‫المعاد العدوان على العباد طللوبى لمللن أخلللص‬
‫لله عمللله وعلملله وحبلله وبغضلله وأخللذه وتركلله‬
‫وكلمه وصمته وفعله وقللوله ل يكللون المسلللم‬
‫مسلما حتى يكون ورعا ولللن يكللن ورعللا حللتى‬
‫يكون زاهدا ولن يكون زاهدا حتى يكون حازمللا‬
‫ولن يكون حازما حتى يكون عاقل ومللا العاقللل‬
‫‪119‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إل مللن عقللل عللن الللله وعمللل للللدار الخللرة‬


‫وصلى الله على محمد النبي وعلللى أهللل بيتلله‬
‫الطاهرين‪.‬‬
‫آدابه )عليه السلم( لصحابه وهي أربعمللائة‬
‫باب للدين والدنيا‪.‬‬
‫الحجامللة تصللح البللدن وتشللد العقللل أخللذ‬
‫الشارب من النظافللة وهللو مللن السللنة الطيللب‬
‫في الشارب كرامللة للكللاتبين وهللو مللن السللنة‬
‫الدهن يلين البشرة ويزيد في الللدماغ والعقللل‬
‫ويسلللهل موضلللع الطهلللور ويلللذهب بالشلللعث‬
‫ويصفي اللون السواك مرضللاة للللرب ومطيبللة‬
‫للفم وهو من السللنة غسللل الللرأس بللالخطمي‬
‫يلللذهب باللللدرن وينقلللي القلللذار المضمضلللة‬
‫والستنشاق بالماء عنللد الطهللور طهللور للفللم‬
‫والنف السعوط مصحة للللرأس وشللفاء للبللدن‬
‫وسللائر أوجللاع الللرأس النللورة مشللدة للبللدن‬
‫وطهللور للجسللد وتقليللم الظفللار يمنللع الللداء‬
‫العظم ويجلب الرزق ويدره نتف البللط ينفللي‬
‫الرائحة المنكرة وهو طهور وسنة غسل اليدين‬
‫قبللل الطعللام وبعللده زيللادة فللي الللرزق غسللل‬
‫‪120‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العياد طهور لمن أراد طلب الحوائج بين يللدي‬


‫الله عز وجل واتباع السنة قيللام الليللل مصللحة‬
‫للبللدن ورضللا للللرب وتعللرض للرحمللة وتمسللك‬
‫بأخلق النبيين أكل التفاح نضوح للمعدة مضللغ‬
‫اللبان يشللد الضللراس وينفللي البلغللم ويقطللع‬
‫ريللح الفللم الجلللوس فللي المسللجد بعللد طلللوع‬
‫الفجللر إلللى طلللوع الشللمس أسللرع فللي طلللب‬
‫الرزق من الضرب فللي الرض أكللل السللفرجل‬
‫قوة للقلب الضعيف وهو يطيب المعدة ويذكي‬
‫الفؤاد ويشجع الجبان ويحسن الولد أكل إحدى‬
‫وعشرين زبيبة حمراء على الريق في كل يللوم‬
‫تلللدفع الملللراض إل ملللرض الملللوت يسلللتحب‬
‫للمسلم أن يأتي أهله في أول ليلللة مللن شللهر‬
‫م‬ ‫صلليا‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫م ل َي ْ َ‬
‫للل‬ ‫ُ‬
‫كلل‬ ‫ل لَ‬
‫ّ‬ ‫حلل‬
‫ِ‬ ‫رمضللان لقللول الللله أ ُ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫م ل تختموا بغير الفضة فإن‬ ‫ث ِإلى ِنسائ ِك ُ ْ‬ ‫الّر َ‬
‫ف ُ‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآله( قال ما طهر‬
‫الله يدا فيها خاتم حديد من نقش علللى خللاتمه‬
‫اسما من أسماء الللله فليحللوله عللن اليللد الللتي‬
‫يستنجي بها إذا نظر أحدكم إلى المرآة فليقل‬
‫الحملللد للللله اللللذي خلقنلللي فأحسلللن خلقلللي‬
‫‪121‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وصورني فأحسن صورتي وزان منللي مللا شللان‬


‫من غيللري وأكرمنللي بالسلللم ليللتزين أحللدكم‬
‫لخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب اللللذي‬
‫يحب أن يراه في أحسن هيئة صوم ثلثللة أيللام‬
‫في كل شهر وصللوم شللعبان يللذهب بوسللواس‬
‫الصدر وبلبللل القلللب السللتنجاء بالمللاء البللارد‬
‫يقطللع البواسللير غسللل الثيللاب يللذهب بللالهم‬
‫وطهور للصلة ل تنتفوا الشيب فإنه نور ومللن‬
‫شاب شلليبة فللي السلللم كللانت للله نللورا يللوم‬
‫القيامة ل ينام المسلم وهللو جنللب ول ينللام إل‬
‫على طهور فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد‬
‫فللإن روح المللؤمن ترتفللع إلللى الللله عللز وجللل‬
‫فيقبلها ويبارك عليها فإن كان أجلها قد حضللر‬
‫جعلها في صورة حسللنة وإن لللم يحضللر أجلهللا‬
‫بعث بهللا مللع أمنللائه مللن الملئكللة فردهللا فللي‬
‫جسده ل يتفل المسلم فللي القبلللة فللإن فعللل‬
‫ناسلليا فليسللتغفر الللله ل ينفللخ المللرء موضللع‬
‫سجوده ول في طعامه ول في شللرابه ول فللي‬
‫تعويذه ل يتغوطن أحدكم على المحجة ول يبللل‬
‫على سطح في الهواء ول فللي مللاء جللار فمللن‬
‫‪122‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فعل ذلللك فأصللابه شلليء فل يلللومن إل نفسلله‬


‫فللإن للمللاء أهل وللهللواء أهل وإذا بللال أحللدكم‬
‫فل يطمحللن ببللوله ول يسللتقبل بلله الريللح ل‬
‫ينامن مستلقيا علللى ظهللره ل يقللومن الرجللل‬
‫في الصلة متكاسل ول متقاعسللا ليقللل العبللد‬
‫الفكر إذا قام بين يدي الله فإنما له من صلته‬
‫ما أقبل عليه ل تدعوا ذكر الله فللي كللل مكللان‬
‫ول على كل حال ل يلتفتن أحللدكم فللي صلللته‬
‫فإن العبللد إذا التفللت فيهللا قللال الللله للله إلللي‬
‫عبدي خير لك ممن تلتفت إليه كلوا ما يسللقط‬
‫من الخوان فإنه شللفاء مللن كللل داء بللإذن الللله‬
‫لمن أراد أن يستشفي به البسوا ثياب القطللن‬
‫فإنه لباس رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫ولم يكن يلبس الصوف ول الشعر إل مللن علللة‬
‫إذا أكل أحدكم الطعام فمص أصابعه التي أكللل‬
‫بها قال الله عز وجل ذكره بارك الللله فيللك إن‬
‫الله ليحللب الجمللال وأن يللرى أثللر نعمتلله علللى‬
‫عبده صلوا أرحللامكم ولللو بالسلللم لقللول الللله‬
‫َ‬
‫م ول‬ ‫ه واْل ْرحللا َ‬ ‫ذي َتسللائ َُلو َ‬
‫ن ِبلل ِ‬ ‫ه اّللل ِ‬
‫قوا الّللل َ‬
‫وات ّ ُ‬
‫تقطعوا نهاركم بكيت وكيت وفعلنللا كللذا وكللذا‬
‫‪123‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فإن معكم حفظة يحفظون عليكم واذكروا الله‬


‫عز وجل بكل مكان صلوا على النبي وآله صلى‬
‫الله عليه وعليهم فإن الله يتقبل دعاءكم عنللد‬
‫ذكللره ورعللايتكم للله أقللروا الحللار حللتى يللبرد‬
‫ويمكن فإن رسول الله )صلى الله عليلله وآللله(‬
‫قال وقد‬
‫قللرب إليلله طعللام حللار أقللروه حللتى يللبرد‬
‫ويمكن وما كللان الللله ليطعمنللا الحللار والبركللة‬
‫في البارد والحار غير ذي بركة علموا صللبيانكم‬
‫ما ينفعهم الله به ل تغلب عليهم المرجئة‪.‬‬
‫أيها الناس كفوا ألسللنتكم وسلللموا تسللليما‬
‫أدوا المانات ولو إلى قتلة النبياء أكثروا ذكللر‬
‫الله إذا دخلتم السللواق وعنللد اشللتغال النللاس‬
‫بالتجللارات فللإنه كفللارة للللذنوب وزيللادة فللي‬
‫الحسنات ول تكونوا من الغللافلين ليللس للعبللد‬
‫أن يسافر إذا حضللر شللهر رمضللان لقللول الللله‬
‫ه ليللس فللي‬‫م ُ‬ ‫ف ل ْي َ ُ‬
‫صل ْ‬ ‫ه َر َ‬
‫شلل ْ‬ ‫م ن ْك ُل ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ه دَ ِ‬ ‫ن َ‬
‫شل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫شللرب المسللكر والمسللح علللى الخفيللن تقيللة‬
‫إيللاكم والغلللو فينللا قولللوا إنللا عبللاد مربوبللون‬
‫وقولوا في فضلنا ما شئتم من أحبنللا فليعمللل‬
‫‪124‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بعملنا ويستعن بالورع فإنه أفضل مللا يسللتعان‬


‫به في الدنيا والخرة ل تجالسللوا لنللا عائبللا ول‬
‫تمللدحونا معلنيللن عنللد عللدونا فتظهللروا حبنللا‬
‫وتذلوا أنفسكم عنللد سلللطانكم الزمللوا الصللدق‬
‫فللإنه منجللاة ارغبللوا فيمللا عنللد الللله واطلبللوا‬
‫مرضللاته وطللاعته واصللبروا عليهمللا فمللا أقبللح‬
‫بالمؤمن أن يدخل الجنة وهو مهتللوك السللتر ل‬
‫تعيونا فللي طلللب الشللفاعة لكللم يللوم القيامللة‬
‫بسللبب مللا قللدمتم ول تفضللحوا أنفسللكم عنللد‬
‫عدوكم يللوم القيامللة ول تكللذبوا أنفسللكم فللي‬
‫منزلتكم عند الله بللالحقير مللن الللدنيا تمسللكوا‬
‫بما أمركم الللله بلله فمللا بيللن أحللدكم وبيللن أن‬
‫يغتبط ويرى ما يحب إل أن يحضره رسول الللله‬
‫وما عند الله خير وأبقى وتأتيه البشللارة والللله‬
‫فتقر عينه ويحب لقاء الللله ل تحقللروا ضللعفاء‬
‫إخوانكم فإنه من احتقر مؤمنا حقره الله وللللم‬
‫يجمع بينهما يوم القيامة إل أن يتوب ول يكلف‬
‫المرء أخاه الطلب إليه إذا عرف حاجته تزاوروا‬
‫وتعاطفوا وتباذلوا ول تكونوا بمنزلللة المنللافق‬
‫الذي يصف ما ل يفعل تزوجوا فإن رسول الله‬
‫‪125‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫)صلى الله عليه وآله( قللال مللن كللان يحللب أن‬


‫يستن بسنتي فليتزوج فإن من سنتي التزويللج‬
‫اطلبوا الولد فإني مكاثر بكم المم توقوا على‬
‫أولدكم من لبن البغي مللن النسللاء والمجنونللة‬
‫فإن اللبن يعدي تنزهوا عللن أكللل الطيللر الللذي‬
‫ليللس للله قانصللة ول صيصللية ول حوصلللة ول‬
‫كابرة اتقوا أكل كل ذي ناب مللن السللباع وكللل‬
‫ذي مخلب من الطيللر ول تللأكلوا الطحللال فللإنه‬
‫ينبت من الدم الفاسد ول تلبسوا السواد فللإنه‬
‫لبللاس فرعللون اتقللوا الغللدد مللن اللحللم فإنهللا‬
‫تحللرك عللرق الجللذام ل تقيسللوا الللدين فللإنه ل‬
‫يقاس وسيأتي قوم يقيسون الدين هم أعداؤه‬
‫وأول من قاس إبليس ل تتخذوا الملسللن فللإنه‬
‫حذاء فرعون وهو أول من حذا الملسن خالفوا‬
‫أصحاب المسكر وكلللوا التمللر فللإن فيلله شللفاء‬
‫من الدواء اتبعوا قول رسول الله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( فإنه قال من فتح على نفسلله بللاب‬
‫مسلللألة فتلللح اللللله عليللله بلللاب فقلللر أكلللثروا‬
‫السلللتغفار فلللإنه يجللللب اللللرزق قلللدموا ملللا‬
‫اسللتطعتم مللن عمللل الخيللر تجللدوه غللدا إيللاكم‬
‫‪126‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والجدال فإنه يورث الشللك مللن كللانت للله إلللى‬


‫الله حاجللة فليطلبهللا فللي ثلث سللاعات سللاعة‬
‫من يوم الجمعة ساعة الزوال حين تهللب الريللح‬
‫وتفتح أبللواب السللماء وتنللزل الرحمللة وتصللوت‬
‫الطير وساعة في آخر الليل عند طلللوع الفجللر‬
‫فإن ملكين يناديان هل من تللائب فللأتوب عليلله‬
‫هل من سائل فيعطى هل من مستغفر فيغفللر‬
‫له هللل مللن طللالب حاجللة فللأجيبوا داعللي الللله‬
‫واطلبللوا الللرزق فيمللا بيللن طلللوع الفجللر إلللى‬
‫طلوع الشمس فللإنه أسللرع لطلللب الللرزق مللن‬
‫الضرب في الرض وهي السللاعة الللتي يقسللم‬
‫الله جل وعز فيها الرزاق بين عبللاده انتظللروا‬
‫الفللرج ول تيأسللوا مللن روح الللله فللإن أحللب‬
‫المور إلى الله انتظللار الفللرج ومللا داوم عليلله‬
‫المؤمن توكلوا على الله عند ركعتي الفجر بعد‬
‫فراغكم منها ففيها تعطى الرغائب ل تخرجللوا‬
‫بالسلليوف إلللى الحللرم ول يصللل أحللدكم وبيللن‬
‫يديه سيف فإن القبلة أمن ألموا برسللول الللله‬
‫)صلى الله عليلله وآللله( إذا حججتللم فللإن تركلله‬
‫جفاء وبذلك أمرتم ألموا بالقبور التي يلزمكللم‬
‫‪127‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حللق سللكانها وزوروهللا واطلبللوا الللرزق عنللدها‬


‫فإنهم يفرحون بزيارتكم ليطلب الرجل الحاجة‬
‫عنللد قللبر أبيلله وأملله بعللد مللا يللدعو لهمللا ل‬
‫تستصللغروا قليللل الثللم لمللا لللم تقللدروا علللى‬
‫الكبير فإن الصغير يحصللى ويرجللع إلللى الكللبير‬
‫أطيلوا السجود فمن أطاله أطللاع ونجللا أكللثروا‬
‫ذكر الموت ويللوم خروجكللم مللن القبللور ويللوم‬
‫قيامكم بين يدي الله تهن عليكللم المصللائب إذا‬
‫اشللتكى أحللدكم عينلله فليقللرأ آيللة الكرسللي‬
‫وليضمر في نفسلله أنهللا تللبرأ فللإنه يعللافى إن‬
‫شاء الله توقوا الذنوب فما من بليللة ول نقللص‬
‫رزق إل بذنب حتى الخدش والنكبة‬
‫والمصلليبة فللإن الللله جللل ذكللره يقللول مللا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ديك ُ ْ‬
‫ت أ ي ْللل ِ‬ ‫ف ِبمللا ك َ َ‬
‫سلللب َ ْ‬ ‫ة َ‬
‫صللليب َ ٍ‬
‫م ِ‬‫ن ُ‬ ‫ملل ْ‬‫م ِ‬‫أصللاب َك ُ ْ‬
‫ر أكثروا ذكر الله جل وعز على‬ ‫ن ك َِثي ٍ‬
‫ع ْ‬‫فوا َ‬ ‫ع ُ‬
‫وي َ ْ‬
‫الطعام ول تلفظوا فيه فإنه نعمة من نعم الله‬
‫ورزق مللن رزقلله يجللب عليكللم شللكره وحمللده‬
‫أحسنوا صحبة النعم قبللل فواتهللا فإنهللا تللزول‬
‫وتشهد على صاحبها بما عمل فيهللا مللن رضللي‬
‫من الللله باليسللير مللن الللرزق رضللي الللله منلله‬
‫‪128‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫باليسير من العمل إياكم والتفريط فإنه يللورث‬


‫الحسرة حين ل تنفع الحسرة إذا لقيتم عدوكم‬
‫في الحرب فأقلوا الكلم وأكثروا ذكر الله جللل‬
‫وعللللز ول تولللللوا الدبللللار فتسللللخطوا الللللله‬
‫وتسلللتوجبوا غضلللبه إذا رأيتلللم ملللن إخلللوانكم‬
‫المجروح في الحللرب أو مللن قللد نكللل أو طمللع‬
‫علللدوكم فيللله فقلللووه بأنفسلللكم اصلللطنعوا‬
‫المعروف بما قللدرتم عليلله فللإنه تقللي مصللارع‬
‫السوء من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عنللد‬
‫الله فلينظر كيف منزلة الله منلله عنللد الللذنوب‬
‫أفضل ما يتخذ الرجل فللي منزللله الشللاة فمللن‬
‫كانت في منزله شاة قدست عليه الملئكة كللل‬
‫يوم مرة ومن كان عنللده شللاتان قدسللت عليلله‬
‫الملئكللة كللل يللوم مرتيللن وكللذلك فللي الثلث‬
‫ويقللول الللله بللورك فيكللم إذا ضللعف المسلللم‬
‫فليأكللل اللحللم بللاللبن فللإن الللله جعللل القللوة‬
‫فيهما إذا أردتم الحج فتقدموا في شراء بعللض‬
‫حوائجكم بأنفسكم فإن الله تبارك وتعالى قال‬
‫ج َل َ َ‬ ‫ول َ َ‬
‫ع لدّ ةً إذا جلللس‬ ‫دوا ل َ ل ُ‬
‫ه ُ‬ ‫عل ّ‬ ‫دوا ال ْ ُ‬
‫خ لُرو َ‬ ‫و أرا ُ‬
‫ْ‬
‫أحدكم في الشمس فليستدبرها لظهللره فإنهللا‬
‫‪129‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تظهر الداء الدفين إذا حججتللم فللأكثروا النظللر‬


‫إلى بيت الله فإن لله مائة وعشرين رحمة عند‬
‫بيته الحللرام منهللا سللتون للطللائفين وأربعللون‬
‫للمصلين وعشرون للناظرين أقللروا عنللد بيللت‬
‫الله الحرام بما حفظتموه من ذنللوبكم ومللا لللم‬
‫تحفظللوه فقولللوا مللا حفظتلله يللا رب علينللا‬
‫ونسيناه فاغفره لنا فإنه من أقللر بللذنوبه فللي‬
‫ذلك الموضع وعددها وذكرها واستغفر الله جل‬
‫وعز منها كللان حقللا علللى الللله أن يغفرهللا للله‬
‫تقدموا في الدعاء قبل نزول البلء فللإنه تفتللح‬
‫أبللواب السللماء فللي سللتة مواقللف عنللد نللزول‬
‫الغيث وعند الزحللف وعنللد الذان وعنللد قللراءة‬
‫القرآن ومع زوال الشمس وعند طلللوع الفجللر‬
‫من مس جسد ميت بعد مللا يللبرد لزملله الغسللل‬
‫من غسل مؤمنا فليغتسل بعد ما يلبسه أكفانه‬
‫ول يمسلله بعللد ذلللك فيجللب عليلله الغسللل ول‬
‫تجمروا الكفان ول تمسوا موتللاكم الطيللب إل‬
‫الكللافور فللإن الميللت بمنزلللة المحللرم مللروا‬
‫أهاليكم بالقول الحسن عند الميت فإن فاطمة‬
‫بنت رسللول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( لمللا‬
‫‪130‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قبض أبوها )عليه السلم( أشعرها بنات هاشم‬


‫فقالت اتركوا الحداد وعليكم بالللدعاء المسلللم‬
‫مللرآة أخيلله فللإذا رأيتللم مللن أخيكللم هفللوة فل‬
‫تكونوا عليه إلبا وأرشدوه وانصحوا له وترفقوا‬
‫به وإياكم والخلف فإنه مروق وعليكم بالقصد‬
‫تراءفوا وتراحموا من سافر بدابته بللدأ بعلفهللا‬
‫وسقيها ل تضللربوا الللدواب علللى حللر وجوههللا‬
‫فإنها تسبح ربها مللن ضللل منكللم فللي سللفر أو‬
‫خاف على نفسه فلينللاد يللا صللالح أغثنللي فللإن‬
‫في إخوانكم الجن من إذا سللمع الصللوت أجللاب‬
‫وأرشد الضال منكللم وحبللس عليلله دابتلله ومللن‬
‫خاف منكللم السللد علللى نفسلله ودابتلله وغنملله‬
‫فليخط عليهللا خطللة وليقللل اللهللم رب دانيللال‬
‫والجب وكللل أسللد مستأسللد احفظنللي وغنمللي‬
‫سللم ِ الّللل ِ‬
‫ه‬ ‫ومللن خللاف منكللم الغللرق فليقللل ب ِ ْ‬
‫م ومللا‬ ‫حي ل ٌ‬‫فللوٌر َر ِ‬ ‫ن َر ّبللي ل َ َ‬
‫غ ُ‬ ‫م ْرسللاها إ ِ ّ‬‫جراها و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ميع لا ً َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ض لت ُ ُ‬
‫قبْ َ‬ ‫ج ِ‬
‫ض َ‬‫ه واْل ْر ُ‬ ‫ر ِ‬ ‫ق َ‬
‫ق لد ْ ِ‬ ‫حل ّ‬‫ه َ‬‫ق دَ ُروا الل ّ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ميِنلل ِ‬
‫ت ب ِي َ ِ‬
‫و ّيللا ٌ‬‫م طْ ِ‬‫ت َ‬ ‫سللماوا ُ‬ ‫ة وال ّ‬
‫ملل ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قيا َ‬ ‫و َ‬
‫َيلل ْ‬
‫ن ومللن خللاف‬ ‫كو َ‬ ‫ر ُ‬‫شلل ِ‬‫مللا ي ُ ْ‬
‫ع ّ‬‫ه وَتعللالى َ‬ ‫سللْبحان َ ُ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫فللي اْلعللال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ح ِ‬
‫على ُنو ٍ‬
‫م َ‬
‫سل ٌ‬
‫العقرب فليقرأ َ‬
‫‪131‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عباِد َنللا‬
‫ن ِ‬
‫ملل ْ‬
‫ه ِ‬
‫ن إ ِّنلل ُ‬
‫سللِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫زي ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جلل ِ‬ ‫كللذل ِ َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫إ ِّنللا َ‬
‫ن عقوا عن أولدكم في اليوم السللابع‬ ‫م ِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫وتصدقوا إذا حلقتم رءوسللهم بللوزن شللعورهم‬
‫فضة فإنه واجب على كل مسلللم وكللذلك فعللل‬
‫رسللول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( بالحسللن‬
‫والحسين إذا نللاولتم سللائل شلليئا فاسللألوه أن‬
‫يدعو لكم فللإنه يسللتجاب فيكللم ول يجللاب فللي‬
‫نفسه لنهم يكذبون ويرد الذي يناوله يده إلللى‬
‫فيه فليقبلها فإن الله يأخذها قبل أن تقع في‬
‫يللد السللائل قللال الللله تبللارك وتعللالى وي َأ ْ ُ‬
‫خللذُ‬
‫ت تصللدقوا بالليللل فللإن صللدقة الليللل‬
‫دقا ِ‬
‫صلل َ‬
‫ال ّ‬
‫تطفلللئ غضلللب اللللرب احسلللبوا كلمكلللم ملللن‬
‫أعمالكم يقل كلمكم إل في الخير أنفقوا ممللا‬
‫رزقكم الله فإن المنفق فللي بمنزلللة المجاهللد‬
‫فللي سللبيل الللله فمللن أيقللن بللالخلف أنفللق‬
‫وسخت نفسه بذلك من كان على يقين فأصابه‬
‫ما يشك فليمض على يقينه فإن الشك ل يدفع‬
‫اليقين ول ينقضه ول تشهدوا قول الزور‬
‫ول تجلسوا على مائدة يشرب عليهللا الخمللر‬
‫فإن العبد ل يدري متى يؤخذ وإذا جلس أحدكم‬
‫‪132‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫على الطعام فليجلس جلسة العبد ويأكل علللى‬


‫الرض ول يضع إحدى رجليلله علللى الخللرى ول‬
‫يتربع فإنها جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها‬
‫عشاء النبياء بعد العتمة فل تدعوا العشاء فإن‬
‫تركه يخرب البدن الحمللى رائد المللوت وسللجن‬
‫الله في الرض يحبس بها من يشاء مللن عبللاده‬
‫وهي تحت الذنوب كما تحللات الللوبر عللن سللنام‬
‫البعير ليس مللن داء إل وهللو داخللل الجللوف إل‬
‫الجراحة والحمللى فإنهمللا يللردان علللى الجسللد‬
‫ورودا اكسللروا حللر الحمللى بالبنفسللج والمللاء‬
‫البللارد فللإن حرهللا مللن فيللح جهنللم ل يتللداوى‬
‫المسلم حللتى يغلللب مرضلله صللحته الللدعاء يللرد‬
‫القضاء المبرم فأعدوه واستعملوه للوضوء بعد‬
‫الطهر عشر حسنات فتطهللروا إيللاكم والكسللل‬
‫فإنه من كسل لم يؤد حق الللله تنظفللوا بالمللاء‬
‫من الريح المنتنة وتعهللدوا أنفسللكم فللإن الللله‬
‫يبغض من عباده القاذورة الذي يتللأفف بلله مللن‬
‫جلس إليه ل يعبث أحللدكم بلحيتلله فللي الصلللة‬
‫ول بما يشغله عنها بادروا بعمل الخير قبللل أن‬
‫تشغلوا عنه بغيره‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في‬


‫راحة ليكن جل كلمكم ذكر الله احذروا الذنوب‬
‫فللإن العبللد يللذنب الللذنب فيحبللس عنلله الللرزق‬
‫داووا مرضلللاكم بالصلللدقة وحصلللنوا أملللوالكم‬
‫بالزكاة الصلة قربان كل تقي والحج جهاد كل‬
‫ضعيف حسن التبعل جهاد المرأة الفقر الموت‬
‫الكبر قلة العيال أحد اليسارين التقدير نصللف‬
‫المعيشة الهم نصف الهرم ما عال امرؤ اقتصد‬
‫مللا عطللب امللرؤ استشللار ل تصلللح الصللنيعة إل‬
‫عند ذي حسب وديللن لكللل شلليء ثمللرة وثمللرة‬
‫المعروف تعجيل السراح من أيقن بالخلف جللاد‬
‫بالعطية من ضللرب علللى فخللذيه عنللد المصلليبة‬
‫فقد حبط أجللره أفضللل عمللل المللؤمن انتظللار‬
‫الفرج من أحزن والديه فقللد عقهمللا اسللتنزلوا‬
‫الللرزق بالصللدقة ادفعللوا أنللواع البلء بالللدعاء‬
‫عليكم به قبل نزول البلء فو الذي فلق الحبللة‬
‫وبللرأ النسللمة للبلء أسللرع إلللى المللؤمن مللن‬
‫السيل مللن أعلللى التلعللة إلللى أسللفلها أو مللن‬
‫ركض الللبراذين سلللوا العافيللة مللن جهللد البلء‬
‫فإن جهد البلء ذهاب الدين السللعيد مللن وعللظ‬
‫‪134‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بغيللره واتعللظ روضللوا أنفسللكم علللى الخلق‬


‫الحسنة فإن العبد المللؤمن يبلللغ بحسللن خلقلله‬
‫درجة الصائم القائم من شرب الخمر وهو يعلم‬
‫أنها خمر سقاه الله من طينة الخبال وإن كللان‬
‫مغفللورا للله ل نللذر فللي معصللية ول يميللن فللي‬
‫قطيعلللة اللللداعي بل عملللل كلللالرامي بل وتلللر‬
‫لتطيللب المللرأة لزوجهللا المقتللول دون مللاله‬
‫شللهيد المغبللون ل محمللود ول محللاور ل يميللن‬
‫للولد مع والده ول للمرأة مع زوجهللا ل صللمت‬
‫إلى الليل إل في ذكر الله ل تعرب بعد الهجرة‬
‫ول هجرة بعد الفتح تعرضوا لمللا عنللد الللله عللز‬
‫وجل فإن فيه غنى عما في أيللدي النللاس الللله‬
‫يحب المحترف المين ليس من عمل أحب إلللى‬
‫الله من الصلة ل تشغلنكم عللن أوقاتهللا أمللور‬
‫الدنيا فإن الللله ذم أقوامللا اسللتهانوا بأوقاتهللا‬
‫ن يعنللي‬‫هو َ‬
‫م سللا ُ‬
‫ه ْ‬
‫صللل ت ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫عل ْ‬
‫م َ‬
‫هل ْ‬
‫ن ُ‬ ‫فقال ال ّ ل ِ‬
‫ذي َ‬
‫غلللافلين اعلملللوا أن صلللالحي علللدوكم يلللرائي‬
‫بعضللهم مللن بعللض وذلللك أن الللله عللز وجللل ل‬
‫يوفقهم ول يقبل إل مللا كللان للله الللبر ل يبلللى‬
‫وا‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫قلل ْ‬ ‫ع اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ملل َ‬ ‫ن الّللل َ‬
‫ه َ‬ ‫والللذنب ل ينسللى إ ِ ّ‬
‫‪135‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ن المؤمن ل يعيللر أخللاه ول‬


‫س ُنو َ‬
‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫ن ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫يخونه ول يتهمه ول يخذله ول يتبرأ منلله اقبللل‬
‫عذر أخيك فللإن لللم يكللن للله عللذر فللالتمس للله‬
‫عذرا مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملللك‬
‫ض ل ِّللل ِ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ن اْل َ‬‫ص لب ُِروا إ ِ ّ‬ ‫عيُنوا ِبالل ّ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ه وا ْ‬ ‫ستَ ِ‬‫مؤجل ا ْ‬
‫ن‬‫قيلل َ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫متّ ِ‬ ‫ه واْلعا ِ‬
‫قبَ ُ‬ ‫عباِد ِ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َيشاءُ ِ‬ ‫م ْ‬‫ر ُثها َ‬
‫ُيو ِ‬
‫ل تعجلوا المر قبل بلوغه فتندموا ول يطللولن‬
‫عليكم المد فتقسو قلوبكم ارحموا ضللعفاءكم‬
‫واطلبللوا الرحمللة مللن الللله عللز وجللل إيللاكم‬
‫والغيبة فإن المسلم ل يغتللاب أخللاه وقللد نهللى‬
‫ن ي َأ ْك ُل َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ح لد ُ ك ُ ْ‬
‫م أ ْ‬
‫َ‬
‫ب أ َ‬ ‫الله عللن ذلللك فقللال أ َ ي ُ ِ‬
‫حل ّ‬
‫مللوهُ ل يجمللع المللؤمن‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫يت‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫خي‬
‫ِ‬ ‫ل َ ح لم أ َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬
‫يديه في الصلة وهو قائم يتشللبه بأهللل الكفللر‬
‫ل يشرب أحدكم الماء قائما فللإنه يللورث الللداء‬
‫الللذي ل دواء للله إل أن يعللافي الللله إذا أصللاب‬
‫أحللدكم فللي الصلللة الدابللة فليللدفنها أو يتفللل‬
‫عليهلللا أو يضلللمها فلللي ثلللوبه حلللتى ينصلللرف‬
‫واللتفات الفاحش يقطع الصلة ومن فعل‬
‫فعليه البتداء بالذان والقامة والتكبير مللن‬
‫قرأ قل هللو الللله أحللد إلللى أن تطلللع الشللمس‬
‫‪136‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عشر مرات ومثلها إنا أنزلناه فللي ليلللة القللدر‬


‫ومثلها آية الكرسي منع ماله ممللا يخللاف عليلله‬
‫ومن قرأ قل هو الله أحد وإنا أنزلناه في ليلللة‬
‫القدر قبل طلوع الشللمس لللم يصللب ذنبللا وإن‬
‫اجتهد فيه إبليس استعيذوا بالله عز وجللل مللن‬
‫غلبة الدين مثللل أهللل الللبيت سللفينة نللوح مللن‬
‫تخلف عنها هلك تشمير الثيللاب طهللور للصلللة‬
‫هللْر أي فشللمر لعللق‬ ‫ف طَ ّ‬‫ك َ‬‫قال الله تعالى وِثياب َ َ‬
‫ن بُ ُ‬
‫طوِنهللا‬ ‫ملل ْ‬
‫ج ِ‬
‫خللُر ُ‬
‫العسللل شللفاء قللال الللله ي َ ْ‬
‫س ابللدءوا‬ ‫نا‬ ‫لل‬ ‫ء‬ ‫شفا‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫لوا‬ ‫ف أَ‬
‫خ ت َل ِ ٌ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب ُ‬
‫شرا ٌ‬
‫بالملح في أول طعامكم واختموا به فلللو يعلللم‬
‫الناس ما في الملح لختاروه على الدرياق مللن‬
‫ابتدأ طعامه بلله أذهللب الللله عنلله سللبعين داء ل‬
‫يعلمه إل الله صوموا ثلثة أيللام مللن كللل شللهر‬
‫فهي تعدل صوم الدهر ونحن نصللوم خميسللين‬
‫وأربعاء بينهما لن الله خلق جهنم يوم الربعاء‬
‫فتعللوذوا بللالله جللل وعللز منهللا إذا أراد أحللدكم‬
‫الحاجة فليبكر فيها يوم الخميللس فللإن رسللول‬
‫الله )صلى الللله عليلله وآللله( قللال اللهللم بللارك‬
‫لمتي في بكرتها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج‬
‫‪137‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ض‬ ‫ر‬ ‫ت واْل َ‬


‫سلللماوا ِ‬ ‫فلللي َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خ لللل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مللن بيتلله إ ِ ّ‬
‫ف‬ ‫خلِ ُ‬ ‫ك ل تُ ْ‬ ‫ر إلى قوله إ ِن ّ َ‬ ‫ل والّنها ِ‬‫ف الل ّ ي ْ ِ‬
‫خ ِتل ِ‬
‫وا ْ‬
‫ال ْ ِ‬
‫ميعللادَ وآيللة الكرسللي وإنللا أنزلنللاه فللي ليلللة‬
‫القدر وأم الكتاب فإن فيها قضاء حوائج الللدنيا‬
‫والخرة عليكم بالصفيق مللن الثيللاب فللإنه مللن‬
‫رق ثوبه رق دينلله ل يقللومن أحللدكم بيللن يللدي‬
‫ربه جل وعز وعليه ثوب يصفه توبوا إلللى الللله‬
‫وادخلللوا فللي محبتلله فللإن الللله يحللب التللوابين‬
‫ويحب المتطهريللن والمللؤمن منيللب وتللواب إذا‬
‫قال المؤمن لخيلله أف انقطللع مللا بينهمللا وإذا‬
‫قال له أنت كافر كفر أحدهما ول ينبغي للله أن‬
‫يتهمه فللإن اتهملله انمللاث اليمللان بينهمللا كمللا‬
‫ينماث الملح في الماء باب التوبة مفتللوح لمللن‬
‫أرادها فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم‬
‫أن يكفللر عنكللم سلليئاتكم أوفللوا بللالعهود إذا‬
‫عاهدتم فما زالت نعمة عن قللوم ول عيللش إل‬
‫بللذنوب اجترحوهللا إن الللله ليللس بظلم للعبيللد‬
‫ولو استقبلوا ذلك بالدعاء لم تزل ولو أنهم إذا‬
‫نزلت بهم النقم أو زالللت عنهللم النعللم فزعللوا‬
‫إلى الله عز وجل بصدق من نياتهم ولللم يهنللوا‬
‫‪138‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ولم يسرفوا لصلح لهم كل فاسللد ورد عليهللم‬


‫كللل ضللائع إذا ضللاق المسلللم فل يشللكون ربلله‬
‫ولكللن يشللكو إليلله فللإن بيللده مقاليللد المللور‬
‫وتدبيرها في السماوات والرضللين ومللا فيهللن‬
‫وهلللو رب العلللرش العظيلللم والحملللد للللله رب‬
‫العالمين وإذا جلس العبد من نومه فليقل قبل‬
‫أن يقوم حسبي الللرب مللن العبللاد حسللبي هللو‬
‫حسبي ونعم الوكيل وإذا قام أحدكم من الليللل‬
‫ق‬ ‫في َ ْ‬
‫خل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ إ ِ ّ‬
‫ر‬ ‫للا‬‫ل‬ ‫نه‬ ‫وال‬ ‫ل‬ ‫لل‬‫ل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫تل‬ ‫خ‬ ‫وا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ت واْل َ‬
‫سلللماوا ِ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ميعللادَ الطلع فللي بئر‬ ‫ف ال ْ ِ‬
‫خ ِللل ُ‬
‫إلللى قللوله ل ت ُ ْ‬
‫زمزم يذهب بالداء فاشربوا من مائها مما يلللي‬
‫الركن الذي فيه الحجر السود أربعة أنهار مللن‬
‫الجنة الفرات والنيللل وسلليحان وجيحللان وهمللا‬
‫نهران ل يخرج المسلم فللي الجهللاد مللع مللن ل‬
‫يؤمن على الحكم ول ينفذ في الفيء أمر الللله‬
‫جل وعز وإن مات في ذلللك كللان معينللا لعللدونا‬
‫في حبس حقنا والشاطة بدمائنا وميتتلله ميتللة‬
‫جاهليللة ذكرنللا أهللل الللبيت شللفاء مللن الوغللل‬
‫والسقام ووسواس‬
‫‪139‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الريللب وحبنللا رضللا الللرب والخللذ بأمرنللا‬


‫وطريقتنللا ومللذهبنا معنللا غللدا فللي حظيللرة‬
‫الفردوس والمنتظللر لمرنللا كالمتشللحط بللدمه‬
‫في سبيل الللله مللن شللهدنا فللي حربنللا وسللمع‬
‫واعيتنا فلم ينصرنا أكبه الله على منخريه فللي‬
‫النار نحن باب الجنة إذا بعثوا وضاقت المذاهب‬
‫ونحن باب حطة وهو السلم من دخله نجا ومللن‬
‫تخلف عنلله هللوى بنللا فتللح الللله جللل وعللز وبنللا‬
‫يختم الله وبنا يمحو الللله مللا يشللاء وبنللا يللدفع‬
‫الله الزمان الكلب وبنا ينزل الغيث ول يغرنكللم‬
‫بالله الغرور لو قد قام قائمنا لنزلللت السللماء‬
‫قطرهللللا ولخرجللللت الرض نباتهللللا وذهبللللت‬
‫الشحناء من قلللوب العبللاد واصللطلحت السللباع‬
‫والبهللائم حللتى تمشللي المللرأة بيللن العللراق‬
‫والشللام ل تضللع قللدميها إل علللى نبللات وعلللى‬
‫رأسللها زنبيلهللا ل يهيجهللا سللبع ول تخللافه لللو‬
‫تعلمون ما في مقامكم بيللن عللدوكم وصللبركم‬
‫على ما تسمعون مللن الذى لقللرت أعينكللم لللو‬
‫قللد فقللدتموني لرأيتللم بعللدي أشللياء يتمنللى‬
‫أحدكم الموت ممللا يللرى مللن الجللور والعللدوان‬
‫‪140‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والثرة والستخفاف بحق الللله والخللوف علللى‬


‫نفسلله فللإذا كللان ذلللك فاعتصللموا بحبللل الللله‬
‫جميعللا ول تفرقللوا وعليكللم بالصللبر والصلللة‬
‫والتقية واعلموا أن الللله عللز وجللل يبغللض مللن‬
‫عباده التلون ل تزولللوا عللن الحللق وأهللله فللإن‬
‫من استبدل بنا هلك وفاتته الللدنيا وخللرج منهللا‬
‫آثما إذا دخل أحدكم منزله فليسلللم علللى أهللله‬
‫فإن لم يكن له أهل فليقللل السلللم علينللا مللن‬
‫ربنا ويقرأ قل هو الله أحللد حيللن يللدخل منزللله‬
‫فللإنه ينفللي الفقللر علمللوا صللبيانكم الصلللة‬
‫وخذوهم بها إذا بلغوا ثماني سنين تنزهوا عللن‬
‫قرب الكلب فمللن أصللابه كلللب جللاف فلينضللح‬
‫ثوبه بالماء وإن كان الكلب رطبللا فليغسللله إذا‬
‫سمعتم من حديثنا ما ل تعرفللونه فللردوه إلينللا‬
‫وقفوا عنللده وسلللموا إذا تللبين لكللم الحللق ول‬
‫تكونوا مذائيع عجلى فإلينا يرجللع الغللالي وبنللا‬
‫يلحق المقصر من تمسك بنا لحللق ومللن تخلللف‬
‫عنا محق مللن اتبللع أمرنللا لحللق مللن سلللك غيللر‬
‫طريقتنا سحق لمحبينا أفللواج مللن رحمللة الللله‬
‫ولمبغضينا أفواج من سخط الله طريقنا القصد‬
‫‪141‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأمرنا الرشد ل يجوز السهو في خمللس الللوتر‬


‫والركعللتين الولييللن مللن كللل صلللة مفروضللة‬
‫التي تكللون فيهمللا القللراءة والصللبح والمغللرب‬
‫وكل ثنائية مفروضة وإن كانت سفرا ول يقللرأ‬
‫العاقل القللرآن إذا كللان علللى غيللر طهللر حللتى‬
‫يتطهر له أعطوا كل سورة حقهللا مللن الركللوع‬
‫والسجود إذا كنتم في الصلة ل يصلللي الرجللل‬
‫في قميللص متوشللحا بلله فللإنه مللن فعللال أهللل‬
‫لوط تجزي للرجل الصلة في ثوب واحللد يعقللد‬
‫طرفيه على عنقه وفي القميص الصفين يزره‬
‫عليلله ل يسللجد الرجللل علللى صللورة ول علللى‬
‫بساط هي فيه ويجوز أن تكللون الصللورة تحللت‬
‫قللدميه أو يطللرح عليهللا مللا يواريهللا ول يعقللد‬
‫الرجل الدرهم الذي فيه الصورة في ثوبه وهللو‬
‫يصلي‬
‫ويجوز أن يكون الدرهم فللي هميللان أو فللي‬
‫ثوب إن كان ظاهرا ل يسجد الرجل على كدس‬
‫حنطة ول على شعير ول على شيء مما يؤكللل‬
‫ول علللى الخللبز إذا أراد أحللدكم الخلء فليقللل‬
‫بسم الله اللهم أمللط عنللي الذى وأعللذني مللن‬
‫‪142‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الشيطان الرجيم وليقللل إذا جلللس اللهللم كمللا‬


‫أطعمتنيه طيبا وسللوغتنيه فللاكفنيه فللإذا نظللر‬
‫إلللى حللدثه بعللد فراغلله فليقللل اللهللم ارزقنللي‬
‫الحلل وجنبني الحرام فإن رسول الللله )صلللى‬
‫الله عليه وآله( قال ما مللن عبللد إل وقللد وكللل‬
‫الله به ملكا يلوي عنقلله إذا أحللدث حللتى ينظللر‬
‫إليه فعند ذلك ينبغي للله أن يسللأل الللله الحلل‬
‫فإن الملك يقللول يللا ابللن آدم هللذا مللا حرصللت‬
‫عليه انظر من أيللن أخللذته وإلللى مللا ذا صللار ل‬
‫يتوضأ الرجل حتى يسمي قبل أن يمللس المللاء‬
‫يقول بسللم الللله اللهللم اجعلنللي مللن التللوابين‬
‫واجعلني من المتطهرين فإذا فرغ من طهللوره‬
‫قال أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شللريك للله‬
‫وأن محمللدا عبللده ورسللوله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( فعندها يستحق المغفرة من أتللى الصلللة‬
‫عارفللا بحقهللا غفللر الللله للله ول يصللل الرجللل‬
‫نافلة في وقت فريضة ول يتركها إل مللن عللذر‬
‫وليقض بعد ذلك إذا أمكنه القضاء فإن الله عللز‬
‫ن‬
‫مللو َ‬
‫م دائ ِ ُ‬
‫ه ْ‬
‫صللل ت ِ ِ‬
‫علللى َ‬
‫م َ‬
‫هل ْ‬
‫ن ُ‬ ‫وجل يقول اّللل ِ‬
‫ذي َ‬
‫هم الذين يقضون ما فاتهم مللن الليللل بالنهللار‬
‫‪143‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومن النهار بالليل ل تقضوا النافلة فللي وقللت‬


‫الفريضة ولكن ابدءوا بالفريضة ثم صلوا ما بدا‬
‫لكم الصلة في الحرمين تعدل ألف صلة درهم‬
‫ينفقلله الرجللل فللي الحللج يعللدل ألللف درهللم‬
‫ليخشع الرجل في صلللته فللإنه مللن خشللع لللله‬
‫في الركعة فل يعبث بشيء في صلللة القنللوت‬
‫في كل صلة ثنائيللة قبللل الركللوع فللي الركعللة‬
‫الثانية إل الجمعللة فللإن فيهللا قنللوتين أحللدهما‬
‫قبل الركوع فللي الركعللة الولللى والخللر بعللده‬
‫في الركعة الثانية والقللراءة فللي الجمعللة فللي‬
‫الركعللة الولللى بسللورة الجمعللة بعللد فاتحللة‬
‫الكتاب وإذا جاءك المنافقون‪.‬‬
‫اجلسوا بعد السجدتين حتى تسكن جوارحكم‬
‫ثم قوموا فإن ذلك من فعلنا إذا افتتللح أحللدكم‬
‫الصلللة فليرفللع يللديه بحللذاء صللدره إذا قللام‬
‫أحدكم بين يدي الله فليتجوز وليقللم صلللبه ول‬
‫ينحني إذا فرغ أحدكم من الصلة فليرفع يللديه‬
‫إلى السماء فللي الللدعاء ولينتصللب فقللال ابللن‬
‫سبإ يا أمير المللؤمنين أ ليللس الللله بكللل مكللان‬
‫قال بلللى قللال فلللم نرفللع أيللدينا إلللى السللماء‬
‫‪144‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قك ُ ْ‬
‫م وما‬ ‫ر ْز ُ‬
‫ء ِ‬
‫سما ِ‬
‫في ال ّ‬
‫فقال ويحك أ ما تقرأ و ِ‬
‫ن فمن أين نطلب الرزق إل من موضللعه‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬
‫ُتو َ‬
‫وهو ما وعد الله في السماء ل تقبللل مللن عبللد‬
‫صلة حتى يسأل الللله الجنللة ويسللتجير بلله مللن‬
‫النللار ويسللأله أن يزوجلله مللن الحللور العيللن إذا‬
‫قام أحدكم إلى الصلة فليصللل صلللة مللودع ل‬
‫يقطع الصلللة التبسللم وتقطعهللا القهقهللة إذا‬
‫خللالط النللوم القلللب فقللد وجللب الوضللوء إذا‬
‫غلبتك عينك وأنت فللي الصلللة فاقطعهللا ونللم‬
‫فإنك ل تدري لعلك أن تللدعو علللى نفسللك مللن‬
‫أحبنا بقلبه وأعاننللا بلسللانه وقاتللل معنللا بيللده‬
‫فهو معنللا فللي الجنللة فللي درجتنللا ومللن أحبنللا‬
‫بقلبه ولم يعنا بلسللانه ولللم يقاتللل معنللا فهللو‬
‫أسفل من ذلك بدرجللة ومللن أحبنللا بقلبلله ولللم‬
‫يعنا بلسانه ول بيده فهو معنا في الجنللة ومللن‬
‫أبغضنا بقلبه وأعللان علينللا بلسللانه ويللده فهللو‬
‫في أسفل درك مللن النللار ومللن أبغضللنا بقلبلله‬
‫وأعان علينا بلسانه ولم يعللن علينللا بيللده فهللو‬
‫فوق ذلك بدرجة ومن أبغضللنا بقلبلله ولللم يعللن‬
‫علينا بلسللانه ول يللده فهللو فللي النللار إن أهللل‬
‫‪145‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجنة لينظرون إلى منللازل شلليعتنا كمللا ينظللر‬


‫النسللان إلللى الكللواكب الللتي فللي السللماء إذا‬
‫قرأتللم مللن المسللبحات شلليئا فقولللوا سللبحان‬
‫مل ئ ِك ََتلل ُ‬
‫ه‬ ‫ن الل ّللل َ‬
‫ه و َ‬ ‫ربللي العلللى وإذا قرأتللم إ ِ ّ‬
‫ي فصلللوا عليلله فللي الصلللة‬ ‫ع َلى الن ّ ِبلل ّ‬ ‫ص ّلو َ‬
‫ن َ‬ ‫يُ َ‬
‫كثيرا وفي غيرها ليس فللي البللدن أقللل شللكرا‬
‫من العيللن فل تعطوهللا سللؤلها فتشللغلكم عللن‬
‫ذكر الله جل وعز إذا قرأتم والتين فقولوا في‬
‫آخرها ونحن على ذلك من الشاهدين إذا قرأتم‬
‫ه فقولوا آمنا بالله حتى تبلغللوا‬ ‫م ّنا ِبالل ّ ِ‬
‫قوُلوا آ َ‬
‫ُ‬
‫ن إذا قال العبد في‬ ‫مو َ‬
‫سلِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫إلى قوله ون َ ْ‬
‫التشهد الخير من الصلة المكتوبة أشهد أن ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له وأن محمدا عبللده‬
‫ورسوله وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الله‬
‫يبعث من في القبور ثم أحدث حدثا فقللد تمللت‬
‫صلته ما عبد الله جل وعز بشيء هو أشد مللن‬
‫المشي إلى الصلللة اطلبللوا الخيللر فللي أعنللاق‬
‫البل وأخفافها صادرة وواردة إنما سمي نبيللذ‬
‫السقاية لن رسول الله )صلى الله عليه وآله(‬
‫أتي بزبيب من الطللائف فللأمر أن ينبللذ ويطللرح‬
‫‪146‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في ماء زمزم لنه مر فأراد أن تسللكن مرارتلله‬


‫فل تشربوا إذا أعتق إذا تعرى الرجل نظر إليلله‬
‫الشيطان فطمع فيه فاستتروا ليس للرجل أن‬
‫يكشف ثيابه عن فخذه ويجلس بيللن يللدي قللوم‬
‫من أكل شيئا من المؤذيات فل يقربن المسجد‬
‫ليرفع السللاجد مللؤخره فللي الصلللة إذا أراد‬
‫أحدكم الغسللل فليبللدأ بللذراعيه فليغسلللهما إذا‬
‫صليت وحدك فأسمع نفسللك القللراءة والتكللبير‬
‫والتسبيح إذا انفتلللت مللن صلللتك فعللن يمينللك‬
‫تللزودوا مللن الللدنيا التقللوى فإنهللا خيللر مللا‬
‫تزودتموه منها من كتم وجعا أصابه ثلثللة أيللام‬
‫من الناس وشكا إلى الله كللان حقللا علللى الللله‬
‫أن يعافيه منه أبعد ما يكون العبد مللن الللله إذا‬
‫كانت همته بطنه وفرجلله ل يخللرج الرجللل فللي‬
‫سفر يخاف على دينه منلله أعللط السللمع أربعللة‬
‫في الدعاء الصلة على النبي وآله والطلب من‬
‫ربللك الجنللة والتعللوذ مللن النللار وسللؤالك إيللاه‬
‫الحور العين إذا فرغ الرجل من صلللته فليصللل‬
‫على النبي )صلى الله عليه وآله( وليسأل الللله‬
‫الجنة ويستجير به من النار ويسللأله أن يزوجلله‬
‫‪147‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحللور العيللن فللإنه مللن لللم يصللل علللى النللبي‬


‫رجعللت دعللوته ومللن سللأل الللله الجنللة سللمعت‬
‫الجنة فقالت يا رب أعط عبدك مللا سللأل ومللن‬
‫اسللتجار بلله مللن النللار قللالت النللار يللا رب أجللر‬
‫عبدك مما استجار منه ومن سأل الحللور العيللن‬
‫سمعت الحور العين فقالت أعط عبدك ما سأل‬
‫الغناء نللوح إبليللس علللى الجنللة إذا أراد أحللدكم‬
‫النللوم فليضللع يللده اليمنللى تحللت خللده اليمللن‬
‫وليقل بسم الله وضللعت جنللبي لللله علللى ملللة‬
‫إبراهيم ودين محمللد ووليللة مللن افللترض الللله‬
‫طاعته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن من‬
‫قال ذلك عنللد منللامه حفللظ مللن اللللص المغيللر‬
‫والهدم واستغفرت له الملئكة حتى ينتبه ومن‬
‫قرأ قل هو الله أحللد حيللن يأخللذ مضللجعه وكللل‬
‫الله به خمسين ألللف ملللك يحرسللونه ليلتلله إذا‬
‫نام أحللدكم فل يضللعن جنبلله حللتى يقللول أعيللذ‬
‫نفسي وأهلي وديني ومللالي وولللدي وخللواتيم‬
‫عملللي ومللا خللولني ربللي ورزقنللي بعللزة الللله‬
‫وعظمللة الللله وجللبروت الللله وسلللطان الللله‬
‫ورحمة الله ورأفة الله وغفران الله وقوة الله‬
‫‪148‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقدرة الله ول إله إل الله وأركللان الللله وصللنع‬


‫الله وجمع الله وبرسول الله )صلى الللله عليلله‬
‫وآله( وبقدرته على ما يشللاء مللن شللر السللامة‬
‫والهامة ومن شر الجللن والنللس ومللن شللر مللا‬
‫ذرأ فللي الرض ومللا يخللرج منهللا ومللن شللر مللا‬
‫ينزل من السماء وما يعرج فيها ومللن شللر كللل‬
‫دابة أنللت آخللذ بناصلليتها إن ربللي علللى صللراط‬
‫مستقيم وهو على كل شيء قدير ول حول ول‬
‫قوة إل بالله فإن رسول الله )صلى الللله عليلله‬
‫وآله( كان يعللوذ الحسللن والحسللين بهللا وبللذلك‬
‫أمرنا رسللول الللله صلللى الللله عليهللم أجمعيللن‬
‫نحن الخزان لدين الله ونحن مصابيح العلللم إذا‬
‫مضى منا علم بدا علللم ل يضللل مللن اتبعنللا ول‬
‫يهتللدي مللن أنكرنللا ول ينجللو مللن أعللان علينللا‬
‫عدونا ول يعان من أسلمنا ول يخلو عنللا بطمللع‬
‫في حطام الدنيا الزائلة عنه فإنه من آثر الدنيا‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫علينا عظمت حسرته غللدا وذلللك قللول الللله أ ْ‬
‫فللي‬‫ت ِ‬‫ف ّر طْ ل ُ‬
‫علللى مللا َ‬
‫س لَرتى َ‬
‫ح ْ‬
‫س يا َ‬ ‫ل نَ ْ‬
‫ف ٌ‬ ‫تَ ُ‬
‫قو َ‬
‫ن اغسلللوا‬ ‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫سللا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ت لَ ِ‬
‫ملل َ‬ ‫ن ك ُْنلل ُ‬ ‫ب الل ّ ِ‬
‫ه وإ ِ ْ‬ ‫جنْ ِ‬
‫َ‬
‫صبيانكم من الغمر فإن الشلليطان يشللم الغمللر‬
‫‪149‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فيفزع الصبي في رقللاده ويتللأذى بلله الكاتبللان‬


‫لكم من النساء أول نظرة فل تتبعوها واحذروا‬
‫الفتنة مدمن الخمر يلقى الللله عللز وجللل حيللن‬
‫يلقاه كعابد وثن فقال له حجر بن عدي يا أمير‬
‫المؤمنين من المدمن للخمر‬
‫قللال الللذي إذا وجللدها شللربها مللن شللرب‬
‫مسكرا لم تقبل صلللته أربعيللن ليلللة مللن قللال‬
‫لمسلم قول يريد به انتقاص مروته حبسه الللله‬
‫في طينة خبال حتى يأتي ممللا قللال بمخللرج ل‬
‫ينم الرجل مع الرجل في ثوب واحد ول المرأة‬
‫مع المرأة في ثوب واحد ومن فعل ذلللك وجللب‬
‫عليه الدب وهو التعزير كلوا الللدباء فللإنه يزيللد‬
‫في الدماغ وكان يعجب النبي )صلى الله عليلله‬
‫وآله( كلوا الترج قبل الطعللام وبعللده فللإن آل‬
‫محمد )صلى الله عليه وآله( يللأكلونه الكمللثرى‬
‫يجلو القلب ويسكن أوجاعه بإذن الللله إذا قللام‬
‫الرجللل فللي الصلللة أقبللل إبليللس ينظللر إليلله‬
‫حسدا لما يرى من رحمة الله التي تغشللاه شللر‬
‫المور محدثاتها خيللر المللور مللا كللان لللله جللل‬
‫وعز رضا من عبللد الللدنيا وآثرهللا علللى الخللرة‬
‫‪150‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫استوخم العاقبة لو يعلم المصلي ما يغشاه من‬


‫رحمة الله ما انفتللل ول سللره أن يرفللع رأسلله‬
‫من السجدة إياكم والتسويف في العمل بادروا‬
‫به إذا أمكنكم ما كان لكللم مللن رزق فسلليأتيكم‬
‫على ضعفكم وما كان عليكم فلن تقدروا علللى‬
‫دفعه بحيلة مروا بالمعروف وانهوا عن المنكللر‬
‫ذي‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫س ْبحا َ‬
‫إذا وضع الرجل في الركاب يقال ُ‬
‫ن وإ ِّنا ِإلى َر ّبنللا‬
‫ر ِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ق ِ‬ ‫خ َر َلنا هذا وما ك ُّنا ل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫س ّ‬‫َ‬
‫ن وإذا خرج أحللدكم فللي سللفر فليقللل‬ ‫ق ل ُِبو َ‬ ‫لَ ُ‬
‫منْ َ‬
‫اللهم أنت الصاحب في السللفر والحامللل علللى‬
‫الظهر والخليفة في الهل والمال والولللد وإذا‬
‫نزلتم فقولوا اللهم أنزلنا منللزل مباركللا وأنللت‬
‫خيلللر المنزليلللن إذا دخلتلللم السلللواق لحاجلللة‬
‫فقولوا أشهد أن ل إله إل الله وحللده ل شللريك‬
‫له وأن محمدا عبده ورسوله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( اللهم إني أعللوذ بللك مللن صللفقة خاسللرة‬
‫ويمين فاجرة وأعوذ بك من بوار اليم المنتظر‬
‫وقت الصلة بعد العصر زائر لله وحق على الله‬
‫جل وعز أن يكرم زائره ويعطيه ما سأل الحللاج‬
‫والمعتمر وفللد الللله وحللق علللى الللله أن يكللرم‬
‫‪151‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وفده ويحبوه بالمغفرة من سقى صبيا مسللكرا‬


‫وهو ل يعقل حبسه الله في طينللة خبللال حللتى‬
‫يللأتي ممللا فعللل بمخللرج الصللدقة جنللة عظيمللة‬
‫وحجاب للمؤمن من النللار ووقايللة للكللافر مللن‬
‫تلف المال ويعجل له الخلف ويدفع السقم عن‬
‫بدنه وما للله فللي الخللرة مللن نصلليب باللسللان‬
‫يكب أهل النار فللي النللار وباللسللان يسللتوجب‬
‫أهل القبور النور فاحفظوا ألسنتكم وأشغلوها‬
‫بللذكر الللله مللن عمللل الصللور سللئل عنهللا يللوم‬
‫القيامة إذا أخذت من أحدكم قذاة فليقل أماط‬
‫الله عنك ما تكره إذا خرج أحللدكم مللن الحمللام‬
‫فقال له أخوه طاب حميمك فليقللل أنعللم الللله‬
‫بالك وإذا قال للله حيللاك الللله بالسلللم فليقللل‬
‫وأنت فحياك الللله بالسلللم وأحلللك دار المقللام‬
‫السللؤال بعللد المللدح فامللدحوا الللله ثللم سلللوه‬
‫الحللوائج وأثنللوا عليلله قبللل طلبهللا يللا صللاحب‬
‫الدعاء ل تسأل ما ل يكللون ول يحللل إذا هنللأتم‬
‫الرجل من مولود ذكر فقولوا بارك الله لك في‬
‫هبته وبلغ أشللده ورزقللت بللره إذا قللدم أحللدكم‬
‫من مكة فقبل عينيه وفملله الللذي قبللل الحجللر‬
‫‪152‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السود الذي قبله رسول الله )صلى الله عليلله‬


‫وآلللله( وقبلللل موضلللع سلللجوده وجبهتللله وإذا‬
‫هنأتموه فقولوا قبل الله نسكك وشكر سلللعيك‬
‫وأخلف عليك نفقتك ول جعله آخر عهدك بللبيته‬
‫الحرام احذروا السللفلة فللإن السللفلة ل يخللاف‬
‫الله جل وعز إن الله اطلع فاختارنا واختار لنللا‬
‫شيعتنا ينصللروننا ويفرحللون بفرحنللا ويحزنللون‬
‫بحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسللهم فينللا أولئك‬
‫منللا وإلينللا مللا مللن شلليعتنا أحللد يقللارف أمللرا‬
‫نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها‬
‫ذنوبه إما في مال أو ولد وإما في نفسه‬
‫حللتى يلقللى الللله محبنللا ومللا للله ذنللب وإنلله‬
‫ليبقى عليه شيء من ذنوبه فيشللدد عليلله عنللد‬
‫الموت فيمحص ذنوبه الميت من شيعتنا صللديق‬
‫شهيد صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا يريد‬
‫بذلك وجه الللله مؤمنللا بللالله ورسللوله مللن أذاع‬
‫سرنا أذاقه الللله بللأس الحديللد اختنللوا أولدكللم‬
‫يوم السابع ول يمنعكم حر ول بللرد فللإنه طهللر‬
‫للجسللد وإن الرض لتضللج إلللى الللله مللن بللول‬
‫القلللف أصللناف السللكر أربعللة سللكر الشللباب‬
‫‪153‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وسكر المال وسكر النللوم وسللكر الملللك أحللب‬


‫للمؤمن أن يطلي فللي كللل خمسللة عشللر يومللا‬
‫مرة بللالنورة أقلللوا أكللل الحيتللان فإنهللا تللذيب‬
‫البللدن وتكللثر البلغللم وتغلللظ النفللس الحسللو‬
‫باللبن شفاء من كل داء إل الموت كلوا الرمان‬
‫بشحمه فإنه دباغ للمعدة وحياة للقلب ويللذهب‬
‫بوسواس الشيطان كلوا الهندباء فللإنه مللا مللن‬
‫صباح إل وعليه قطرة من قطر الجنللة اشللربوا‬
‫ماء السماء فإنه طهور للبدن ويللدفع السللقام‬
‫ء‬
‫سللما ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ملل َ‬‫م ِ‬ ‫ع ل َي ْ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ل َ‬‫قال الله جل وعز وي َُنللّز ُ‬
‫ن‬ ‫ج َز ال ّ‬
‫شللْيطا ِ‬ ‫ر ْ‬‫م ِ‬ ‫ع ن ْك ُ ْ‬
‫ب َ‬ ‫ه و ي ُ ذْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ماءً ل ِي ُطَ ّ‬
‫ه َر ك ُ ْ‬
‫الحبة السوداء ما من داء إل وفيهللا منلله شللفاء‬
‫إل السام لحوم البقر داء وألبانها شفاء وكذلك‬
‫أسللمانها مللا تأكللل الحامللل شلليئا ول تبللدأ بلله‬

‫جللذْ ِ‬
‫ع‬ ‫ه ّزي إ ِل َْيلل ِ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫أفضل من الرطب قال الله و ُ‬
‫ج ن ِّيا حنكوا أولدكم‬ ‫طبا ً َ‬
‫ك ُر َ‬
‫ع ل َي ْ ِ‬ ‫ق ْ‬
‫ط َ‬ ‫خلَ ِ‬
‫ة ُتسا ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫بالتمر فهكذا فعل رسول الله )صلى الله عليلله‬
‫وآللله( بالحسللن والحسللين إذا أراد أحللدكم أن‬
‫يأتي أهله فل يعاجلنها وليمكث يكن منها مثللل‬
‫الللذي يكللون منلله إذا رأى أحللدكم امللرأة تعجبلله‬
‫‪154‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فليلللق أهللله فللإن عنللدها مثللل الللذي رأى ول‬


‫يجعللل للشلليطان علللى قلبلله سللبيل وليصللرف‬
‫بصللره عنهللا فللإن لللم تكللن للله زوجللة فليصللل‬
‫ركعلللتين ويحملللد اللللله كلللثيرا إذا أراد أحلللدكم‬
‫غشيان زوجتلله فليقللل الكلم فللإن الكلم عنللد‬
‫ذلك يورث الخرس ل ينظرن أحدكم إلى بللاطن‬
‫فرج المرأة فإنه يورث البرص وإذا أتى أحللدكم‬
‫زوجتلله فليقللل اللهللم إنللي اسللتحللت فرجهللا‬
‫بأمرك وقبلتها بأمانك فللإن قضلليت منهللا ولللدا‬
‫فللاجعله ذكللرا سللويا ول تجعللل للشلليطان فيلله‬
‫شركا ونصلليبا الحقنللة مللن الربعللة الللتي قللال‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآله( فيها ما قللال‬
‫وأفضللل مللا تللداويتم بلله الحقنللة وهللي تعظللم‬
‫البطلللن وتنقلللي داء الجلللوف وتقلللوي الجسلللد‬
‫استعطوا بالبنفسج فإن رسول الله )صلى الله‬
‫عليه وآله( قال لو يعلم الناس ما في البنفسج‬
‫لحسلللوه حسلللوا إذا أراد أحلللدكم إتيلللان أهلللله‬
‫فليتوق الهلة وأنصاف الشهور فإن الشلليطان‬
‫يطلب الولد في هذين الوقتين توقوا الحجامللة‬
‫يوم الربعاء ويوم الجمعة فللإن الربعللاء نحللس‬
‫‪155‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مستمر وفيه خلقت جهنللم وفللي يللوم الجمعللة‬


‫ساعة ل يحتجم فيه أحد إل مات‬
‫عهده )عليه السلم( إلللى الشللتر حيللن وله‬
‫مصر وأعمالها‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به عبد‬
‫الللله علللي أميللر المللؤمنين مالللك بللن الحللارث‬
‫الشتر في عهللده إليلله حيللن وله مصللر جبايللة‬
‫خراجهللا ومجاهللدة عللدوها واستصلللح أهلهللا‬
‫وعمارة بلدها أمره بتقوى الللله وإيثللار طللاعته‬
‫واتباع ما أمر الللله بلله فللي كتللابه مللن فرائضلله‬
‫وسلللننه اللللتي ل يسلللعد أحلللد إل باتباعهلللا ول‬
‫يشقى إل مع جحودها وإضاعتها وأن ينصر الله‬
‫بيده وقلبه ولسانه فللإنه قللد تكفللل بنصللر مللن‬
‫نصره إنه قوي عزيز وأمره أن يكسر من نفسه‬
‫عند الشهوات فإن النفس أمارة بالسوء إل مللا‬
‫رحم ربي إن ربي غفور رحيم وأن يعتمد كتاب‬
‫الله عند الشللبهات فللإن فيلله تبيللان كللل شلليء‬
‫وهدى ورحمة لقوم يؤمنللون وأن يتحللرى رضللا‬
‫الله ول يتعرض لسخطه ول يصر على معصلليته‬
‫فإنه ل ملجأ من الله إل إليه ثم اعلللم يللا مالللك‬
‫‪156‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أني وجهتك إلى بلد قد جرت عليها دول قبلك‬


‫من عدل وجور وأن الناس ينظرون من أمللورك‬
‫في مثل ما كنللت تنظللر فيلله مللن أمللور الللولة‬
‫قبلك ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم وإنمللا‬
‫يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على‬
‫ألسن عباده فليكن أحللب الللذخائر إليللك ذخيللرة‬
‫العمل الصالح بالقصد فيما تجمع وما ترعى به‬
‫رعيتك فاملك هواك وشح بنفسك عمللا ل يحللل‬
‫لللك فللإن الشللح بللالنفس النصللاف منهللا فيمللا‬
‫أحببت وكرهللت وأشللعر قلبللك الرحمللة للرعيللة‬
‫والمحبللة لهللم واللطللف بالحسللان إليهللم ول‬
‫تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهللم فللإنهم‬
‫صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك فللي‬
‫الخلق تفرط منهم الزلللل وتعللرض لهللم العلللل‬
‫ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ فأعطهم‬
‫من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيللك‬
‫الله من عفوه فإنك فوقهم ووالي المر عليك‬
‫فوقللك والللله فللوق مللن ولك بمللا عرفللك مللن‬
‫كتابه وبصرك من سنن نللبيه )صلللى الللله عليلله‬
‫وآللله( عليللك بمللا كتبنللا لللك فللي عهللدنا هللذا ل‬
‫‪157‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تنصبن نفسك لحرب الله فإنه ل يد لك بنقمتلله‬


‫ول غنى بك عن عفوه ورحمته فل تندمن على‬
‫عفو ول تبجحن بعقوبة ول تسرعن إلللى بللادرة‬
‫وجدت عنها مندوحة ول تقولن إني مللؤمر آمللر‬
‫فأطللاع فللإن ذلللك إدغللال فللي القلللب ومنهكللة‬
‫للدين وتقرب من الفتن فتعوذ بللالله مللن درك‬
‫الشقاء وإذا أعجبك ما أنللت فيلله مللن سلللطانك‬
‫فحدثت لك به أبهة أو مخيلة فانظر إلللى عظللم‬
‫ملك الله فوقك وقدرته منك علللى مللا ل تقللدر‬
‫عليه مللن نفسللك فللإن ذلللك يطللأمن إليللك مللن‬
‫طماحك ويكف عنك من غربك ويفيء إليللك مللا‬
‫عزب من عقلك وإياك ومسللاماته فللي عظمتلله‬
‫أو التشبه به فللي جللبروته فللإن الللله يللذل كللل‬
‫جبللار ويهيللن كللل مختللال فخللور أنصللف الللله‬
‫وأنصف الناس من نفسللك ومللن خاصللتك ومللن‬
‫أهلك ومن لك فيه هوى‬
‫مللن رعيتللك فإنللك إن ل تفعللل تظلللم ومللن‬
‫ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ومن‬
‫خاصمه الله أدحض حجته وكان لللله حربللا حللتى‬
‫ينزع ويتوب وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة‬
‫‪158‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من إقامللة علللى ظلللم فللإن الللله يسللمع دعللوة‬


‫المظلومين وهو للظالمين بمرصللاد ومللن يكللن‬
‫كللذلك فهللو رهيللن هلك فللي الللدنيا والخللرة‬
‫وليكن أحللب المللور إليللك أوسللطها فللي الحللق‬
‫وأعمها في العدل وأجمعها للرعية فإن سللخط‬
‫العامة يجحف برضا الخاصة وإن سخط الخاصللة‬
‫يغتفر مع رضا العامللة وليللس أحللد مللن الرعيللة‬
‫أثقل على الوالي مئونة فللي الرخللاء وأقللل للله‬
‫معونلللة فلللي البلء وأكلللره للنصلللاف وأسلللأل‬
‫باللحاف وأقل شكرا عند العطاء وأبطأ عللذرا‬
‫عند المنع وأضعف صبرا عند ملمات المور من‬
‫الخاصة وإنما عمللود الللدين وجمللاع المسلللمين‬
‫والعدة للعللداء أهللل العامللة مللن المللة فليكللن‬
‫لهم صغوك واعمد لعم المور منفعللة وخيرهللا‬
‫عاقبة ول قوة إل بالله وليكن أبعد رعيتك منك‬
‫وأشنأهم عندك أطلبهم لعيوب الناس فإن في‬
‫النللاس عيوبللا الللوالي أحللق مللن سللترها فل‬
‫تكشللفن مللا غللاب عنللك واسللتر العللورة مللا‬
‫استطعت يستر الللله منللك مللا تحللب سللتره مللن‬
‫رعيتك وأطلق عن الناس عقد كل حقد واقطع‬
‫‪159‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عنك سبب كل وتر واقبللل العللذر وادرأ الحللدود‬


‫بالشبهات وتغللاب عللن كللل مللا ل يضللح لللك ول‬
‫تعجلن إلللى تصللديق سللاع فللإن السللاعي غللاش‬
‫وإن تشبه بالناصللحين ل تللدخلن فللي مشللورتك‬
‫بخيل يخللذلك عللن الفضللل ويعللدك الفقللر ول‬
‫جبانا يضعف عليك المور ول حريصا يزيللن لللك‬
‫الشللره بللالجور فللإن البخللل والجللور والحللرص‬
‫غرائز شتى يجمعها سللوء الظللن بللالله كمونهللا‬
‫فللي الشللرار أيقللن أن شللر وزرائك مللن كللان‬
‫للشرار وزيرا ومن شللركهم فللي الثللام وقللام‬
‫بأمورهم في عبللاد الللله فل يكللونن لللك بطانللة‬
‫تشركهم في أمانتك كما شللركوا فللي سلللطان‬
‫غيرك فأردوهم وأوردوهللم مصللارع السللوء ول‬
‫يعجبنك شاهد مللا يحضللرونك بلله فللإنهم أعللوان‬
‫الثمة وإخوان الظلمة وعباب كل طمللع ودغللل‬
‫وأنللت واجللد منهللم خيللر الخلللف ممللن للله مثللل‬
‫أدبهم ونفاذهم ممن قد تصللفح المللور فعللرف‬
‫مسللاوئها بمللا جللرى عليلله منهللا فللأولئك أخللف‬
‫عليك مئونة وأحسللن لللك معونللة وأحنللى عليللك‬
‫عطفا وأقل لغيرك إلفا لم يعاون ظالمللا علللى‬
‫‪160‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ظلمه ول آثما على إثمه ولم يكن مع غيرك للله‬


‫سيرة أجحفت بالمسلللمين والمعاهللدين فاتخللذ‬
‫أولئك خاصة لخلوتللك وملئك ثللم ليكللن آثرهللم‬
‫عنللدك أقللولهم بمللر الحللق وأحللوطهم علللى‬
‫الضعفاء بالنصاف وأقلهللم لللك منللاظرة فيمللا‬
‫يكون منك مما كره الله لوليائه واقعا ذلك من‬
‫هواك حيللث وقللع فللإنهم يقفونللك علللى الحللق‬
‫ويبصرونك ما يعللود عليللك نفعلله والصللق بأهللل‬
‫الللورع والصللدق وذوي العقللول والحسللاب ثللم‬
‫رضهم على أن ل يطللروك ول يبجحللوك بباطللل‬
‫لللم تفعللله فللإن كللثرة الطللراء تحللدث الزهللو‬
‫وتدني من الغرة والقرار بذلك يللوجب المقللت‬
‫من الللله ل يكللونن المحسللن والمسلليء عنللدك‬
‫بمنزلة سواء فللإن ذلللك تزهيللد لهللل الحسللان‬
‫فللي الحسللان وتللدريب لهللل السللاءة علللى‬
‫الساءة فللألزم كل منهللم مللا ألللزم نفسلله أدبللا‬
‫منك ينفعك الله به وتنفع به أعوانللك ثللم اعلللم‬
‫أنه ليس شيء بأدعى لحسن ظللن وال برعيتلله‬
‫من إحسانه إليهللم وتخفيفلله المئونللات عليهللم‬
‫وقلة استكراهه إياهم على ما ليللس للله قبلهللم‬
‫‪161‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فليكن في ذلك أمر يجتمع لك بلله حسللن ظنللك‬


‫برعيتللك فللإن حسللن الظللن يقطللع عنللك نصللبا‬
‫طويل وإن أحق من حسن ظنك به لمللن حسللن‬
‫بلؤك عنده وأحق من ساء ظنللك بلله لمللن سللاء‬
‫بلؤك عنده فللاعرف هللذه المنزلللة لللك وعليللك‬
‫لتزدك بصيرة في حسن الصنع واستكثار حسن‬
‫البلء عند العامة مع ما يوجب الله بها لللك فللي‬
‫المعاد ول تنقض سنة صالحة عمللل بهللا صللدور‬
‫هذه المة واجتمعت بها اللفة وصلحت‬
‫عليها الرعيللة ول تحللدثن سللنة تضللر بشلليء‬
‫مما مضى من تلك السللنن فيكللون الجللر لمللن‬
‫سللنها والللوزر عليللك بمللا نقضللت منهللا وأكللثر‬
‫مدارسة العلماء ومثافنة الحكماء في تثبيت مللا‬
‫صلح عليلله أهللل بلدك وإقامللة مللا اسللتقام بلله‬
‫الناس من قبلك فللإن ذلللك يحللق الحللق ويللدفع‬
‫الباطللل ويكتفللى بلله دليل ومثللال لن السللنن‬
‫الصالحة هي السبيل إلى طاعة الللله ثللم اعلللم‬
‫أن الرعية طبقات ل يصلح بعضها إل ببعض ول‬
‫غنى ببعضها عن بعض فمنها جنود الللله ومنهللا‬
‫كتللاب العامللة والخاصللة ومنهللا قضللاة العللدل‬
‫‪162‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومنهللا عمللال النصللاف والرفللق ومنهللا أهللل‬


‫الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة النللاس‬
‫ومنهللا التجللار وأهللل الصللناعات ومنهللا طبقللة‬
‫السفلى مللن ذوي الحاجللة والمسللكنة وكل قللد‬
‫سمى الله سهمه ووضع على حد فريضللته فللي‬
‫كتابه أو سنة نبيه )صلى الله عليه وآله( وعهدا‬
‫عنللدنا محفوظللا فللالجنود بللإذن الللله حصللون‬
‫الرعية وزين الولة وعللز الللدين وسللبيل المللن‬
‫والخفللض وليللس تقللوم الرعيللة إل بهللم ثللم ل‬
‫قوام للجنود إل بما يخرج الله لهم من الخللراج‬
‫الذي يصلون به إلللى جهللاد عللدوهم ويعتمللدون‬
‫عليلله ويكللون مللن وراء حاجللاتهم ثللم ل بقللاء‬
‫لهذين الصنفين إل بالصنف الثالث من القضاة‬
‫والعمللال والكتللاب لمللا يحكمللون مللن المللور‬
‫ويظهرون من النصاف ويجمعون مللن المنللافع‬
‫ويؤمنون عليه من خواص المللور وعوامهللا ول‬
‫قوام لهللم جميعللا إل بالتجللار وذوي الصللناعات‬
‫فيمللا يجمعللون مللن مرافقهللم ويقيمللون مللن‬
‫أسواقهم ويكفونهم من الترفق بأيديهم مما ل‬
‫يبلغه رفق غيرهم ثم الطبقة السفلى من أهل‬
‫‪163‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحاجللة والمسللكنة الللذين يحللق رفللدهم وفللي‬


‫فيء الللله لكللل سللعة ولكللل علللى الللوالي حللق‬
‫بقدر يصلحه وليس يخرج الوالي من حقيقة ما‬
‫ألزمه الللله مللن ذلللك إل بالهتمللام والسللتعانة‬
‫بالله وتوطين نفسه على لللزوم الحللق والصللبر‬
‫فيما خف عليه وثقل فول من جنودك أنصحهم‬
‫فللي نفسللك لللله ولرسللوله ولمامللك وأنقللاهم‬
‫جيبا وأفضلهم حلمللا وأجمعهللم علمللا وسياسللة‬
‫ممللن يبطللئ عللن الغضللب ويسللرع إلللى العللذر‬
‫ويرأف بالضعفاء وينبللو علللى القويللاء ممللن ل‬
‫يللثيره العنللف ول يقعللد بلله الضللعف ثللم الصللق‬
‫بلللذوي الحسلللاب وأهلللل البيوتلللات الصلللالحة‬
‫والسوابق الحسنة ثللم أهللل النجللدة والشللجاعة‬
‫والسللخاء والسللماحة فللإنهم جمللاع مللن الكللرم‬
‫وشعب مللن العللرف يهللدون إلللى حسللن الظللن‬
‫بللالله واليمللان بقللدره ثللم تفقللد أمللورهم بمللا‬
‫يتفقد الوالد من ولده ول يتفاقمن في نفسك‬
‫شيء قويتهم به ول تحقرن لطفا تعاهدتهم به‬
‫وإن قللل فللإنه داعيللة لهللم إلللى بللذل النصلليحة‬
‫وحسن الظن بك فل تدع تفقد لطيف أمللورهم‬
‫‪164‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اتكال علللى جسلليمها فللإن لليسللير مللن لطفللك‬


‫موضلللعا ينتفعلللون بللله وللجسللليم موقعلللا ل‬
‫يسللتغنون عنلله وليكللن آثللر رءوس جنللودك مللن‬
‫واساهم في معونته وأفضللل عليهللم فللي بللذله‬
‫ممن يسعهم ويسللع مللن ورائهللم مللن الخلللوف‬
‫من أهلهم حتى يكللون همهللم همللا واحللدا فللي‬
‫جهاد العدو ثم واتللر إعلمهللم ذات نفسللك فللي‬
‫إيثللارهم والتكرمللة لهللم والرصللاد بالتوسللعة‬
‫وحقق ذلك بحسن الفعال والثر والعطف فإن‬
‫عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك وإن أفضل‬
‫قرة العيون للولة استفاضة العللدل فللي البلد‬
‫وظهور مودة الرعية لنه ل تظهللر مللودتهم إل‬
‫بسلللللمة صللللدورهم ول تصللللح نصلللليحتهم إل‬
‫بحللوطتهم علللى ولة أمللورهم وقلللة اسللتثقال‬
‫دولتهم وتللرك اسللتبطاء انقطللاع مللدتهم ثللم ل‬
‫تكلن جنودك إلى مغنم وزعته بينهم بل أحللدث‬
‫لهم مع كل مغنم بدل مما سواه مما أفللاء الللله‬
‫عليهم تستنصر بهم به ويكون داعية لهللم إلللى‬
‫العودة لنصر الله ولدينه واخصص أهللل النجللدة‬
‫في أملهم إلى منتهى غاية آمالك من النصيحة‬
‫‪165‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالبذل وحسن الثناء عليهم ولطيف التعهد لهم‬


‫رجل رجل وما أبلى في كللل مشللهد فللإن كللثرة‬
‫الذكر منك لحسن فعالهم تهز الشجاع وتحرض‬
‫الناكل إن شاء الله ثم ل تدع أن يكون لك‬
‫عليهم عيون من أهل المانة والقول بللالحق‬
‫عند الناس فيثبتون بلء كل ذي بلء منهم ليثق‬
‫أولئك بعلمللك ببلئهللم ثللم اعللرف لكللل امللرئ‬
‫منهم ما أبلى ول تضمن بلء امللرئ إلللى غيللره‬
‫ول تقصرن به دون غاية بلئه وكاف كل منهللم‬
‫بما كان منه واخصصلله منللك بهللزه ول يللدعونك‬
‫شرف امللرئ إلللى أن تعظللم مللن بلئه مللا كللان‬
‫صغيرا ول ضعة امرئ على أن تصللغر مللن بلئه‬
‫ما كان عظيما ول يفسدن امللرأ عنللدك علللة إن‬
‫عرضت له ول نبوة حديث له قللد كللان للله فيهللا‬
‫حسللن بلء فللإن العللزة لللله يللؤتيه مللن يشللاء‬
‫والعاقبة للمتقين‪.‬‬
‫وإن استشهد أحد من جنودك وأهللل النكايللة‬
‫في عللدوك فللاخلفه فللي عيللاله بمللا يخلللف بلله‬
‫الوصي الشفيق الموثق به حتى ل يرى عليهللم‬
‫أثر فقده فإن ذلك يعطف عليك قلوب شلليعتك‬
‫‪166‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويستشللعرون بلله طاعتللك ويسلسللون لركللوب‬


‫معاريض التلف الشديد في وليتللك وقللد كللانت‬
‫من رسول الله )صلللى الللله عليلله وآللله( سللنن‬
‫في المشركين ومنا بعللده سللنن قللد جللرت بهللا‬
‫سنن وأمثال في الظالمين ومللن تللوجه قبلتنللا‬
‫وتسللمى بللديننا وقللد قللال الللله لقللوم أحللب‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫للل‬ ‫ال‬ ‫لوا‬ ‫عل‬ ‫طي‬ ‫إرشللادهم يللا أ َي هللا اّلللذين آم ُنللوا أ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬
‫فللإ ِ ْ‬ ‫منْ ُ‬ ‫ل وُأوِلللي اْل َ‬
‫َ‬ ‫وأ َ‬
‫كلل ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملل‬
‫ْ‬ ‫سللو‬‫ُ‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫عللوا‬
‫ُ‬ ‫طي‬
‫ِ‬
‫ل‬ ‫سللو ِ‬ ‫ه والّر ُ‬ ‫دوهُ إ َِلى الّللل ِ‬ ‫ف ُر ّ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫عتُ ْ‬ ‫َتناَز ْ‬
‫خ ي ْ لٌر‬ ‫ك َ‬ ‫ر ذل ِل َ‬ ‫خ ِ‬ ‫و م ِ اْل ِ‬ ‫ه وال ْي َ ْ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫وأ َح س ن ت َأ ْ‬
‫ل‬ ‫سللو ِ‬ ‫دوهُ إ ِل َللى الّر ُ‬ ‫و َر ّ‬ ‫ويًل وقللال ول َل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫لللل‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫مللل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫هللل‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫مللل‬ ‫وإللللى ُأوِللللي اْل َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ع ل َ ي ْ ك ُل ْ‬‫ه َ‬ ‫ل الّللل ِ‬ ‫ضل ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫و ل َ‬ ‫م ول َل ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫منْ ُ‬‫ه ِ‬‫طون َ ُ‬ ‫س لت َ ن ْ ب ِ ُ‬
‫يَ ْ‬
‫ق ِليًل فالرد إلللى‬
‫ن إ ِّل َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ش ْيطا َ‬ ‫ه َل ت ّ ب َ ْ‬
‫عتُ ُ‬ ‫متُ ُ‬
‫ح َ‬
‫وَر ْ‬
‫الللله الخللذ بمحكللم كتللابه والللرد إلللى الرسللول‬
‫الخذ بسنته الجامعة غير المتفرقة ونحن أهللل‬
‫رسول الله الذين نسللتنبط المحكللم مللن كتللابه‬
‫ونميز المتشابه منه ونعرف الناسللخ ممللا نسللخ‬
‫الله ووضللع إصللره فسللر فللي عللدوك بمثللل مللا‬
‫شاهدت منا في مثلهم من العداء وواتللر إلينللا‬
‫‪167‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الكتب بالخبار بكللل حللدث يأتللك منللا أمللر عللام‬


‫والله المستعان ثم انظر في أمر الحكللام بيللن‬
‫النللاس بنيللة صللالحة فللإن الحكللم فللي إنصللاف‬
‫المظلللوم مللن الظللالم والخللذ للضللعيف مللن‬
‫القوي وإقامة حدود الله على سنتها ومنهاجها‬
‫مما يصلح عباد الللله وبلده فللاختر للحكللم بيللن‬
‫النللاس أفضللل رعيتللك فللي نفسللك وأنفسللهم‬
‫للعلم والحلم والورع والسخاء ممن ل تضيق به‬
‫المللور ول تمحكلله الخصللوم ول يتمللادى فللي‬
‫إثبات الزلة ول يحصر من الفيء إلى الحللق إذا‬
‫عرفه ول تشرف نفسه علللى طمللع ول يكتفللي‬
‫بأدنى فهم دون أقصاه وأوقفهم في الشبهات‬
‫وآخلللذهم بالحجلللج وأقلهلللم تبرملللا بمراجعلللة‬
‫الخصلللوم وأصلللبرهم عللللى تكشلللف الملللور‬
‫وأصرمهم عنللد اتضللاح الحكللم ممللن ل يزدهيلله‬
‫إطراء ول يسللتميله إغللراق ول يصللغي للتبليللغ‬
‫فول قضاءك من كان كذلك وهم قليل ثم أكللثر‬
‫تعهد قضائه وافتح له في البذل ما يزيللح علتلله‬
‫ويسللتعين بلله وتقللل معلله حللاجته إلللى النللاس‬
‫وأعطه من المنزلة لديك ما ل يطمع فيه غيللره‬
‫‪168‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من خاصللتك ليللأمن بللذلك اغتيللال الرجللال إيللاه‬


‫عندك وأحسن توقيره في صحبتك وقربلله فللي‬
‫مجلسللك وأمللض قضللاءه وأنفللذ حكملله واشللدد‬
‫عضللده واجعللل أعللوانه خيللار مللن ترضللى مللن‬
‫نظرائه من الفقهاء وأهل الورع والنصيحة لللله‬
‫ولعباد الله ليناظرهم فيما شبه عليلله ويلطللف‬
‫عليهم لعلم ما غاب عنه ويكونون شهداء علللى‬
‫قضائه بين الناس إن شاء الله ثم حملة الخبار‬
‫لطرافك قضاة تجتهد فيهم نفسه ل يختلفون‬
‫ول يتدابرون في حكم الله وسللنة رسللول الللله‬
‫)صلللى الللله عليلله وآللله( فللإن الختلف فللي‬
‫الحكم إضاعة للعدل وغللرة فللي الللدين وسللبب‬
‫من الفرقة وقد بين الله ما يأتون وما ينفقون‬
‫وأمر برد ما ل يعلمون إلى مللن اسللتودعه الللله‬
‫علم كتابه واستحفظه الحكم فيه فإنما اختلف‬
‫القضاة في دخللول البغللي بينهللم واكتفللاء كللل‬
‫امرئ منهم برأيلله دون مللن فللرض الللله وليتلله‬
‫ليللس يصلللح الللدين ول أهللل الللدين علللى ذلللك‬
‫ولكن على الحاكم أن يحكم بما عنده من الثللر‬
‫والسنة فإذا أعياه ذلك رد الحكم إلى أهله فإن‬
‫‪169‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫غلللاب أهلللله عنللله نلللاظر غيلللره ملللن فقهلللاء‬


‫المسلمين ليس له ترك ذلك إلللى غيللره وليللس‬
‫لقاضيين من أهل الملة أن يقيما علللى اختلف‬
‫في الحكم دون مللا رفللع ذلللك إلللى ولللي المللر‬
‫فيكللم فيكللون هللو الحللاكم بمللا علملله الللله ثللم‬
‫يجتمعان على حكمه فيما وافقهما أو خالفهما‬
‫فانظر في ذلك نظرا بليغا فإن هللذا الللدين قللد‬
‫كان أسيرا بأيللدي الشللرار يعمللل فيلله بللالهوى‬
‫وتطلللب بلله الللدنيا واكتللب إلللى قضللاة بلللدانك‬
‫فليرفعللوا إليللك كللل حكللم اختلفللوا فيلله علللى‬
‫حقوقه ثم تصفح تلك الحكام فما وافق كتللاب‬
‫الللله وسللنة نللبيه والثللر مللن إمامللك فأمضلله‬
‫واحملهللم عليلله ومللا اشللتبه عليللك فللاجمع للله‬
‫الفقهاء‬
‫بحضرتك فناظرهم فيه ثم أمللض مللا يجتمللع‬
‫عليه أقاويل الفقهاء بحضرتك مللن المسلللمين‬
‫فإن كل أمللر اختلللف فيلله الرعيللة مللردود إلللى‬
‫حكللم المللام وعلللى المللام السللتعانة بللالله‬
‫والجتهاد في إقامة الحدود وجبر الرعية علللى‬
‫أمللره ول قللوة إل بللالله ثللم انظللر إلللى أمللور‬
‫‪170‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عمالك واسللتعملهم اختبللارا ول تللولهم أمللورك‬


‫محاباة وأثرة فإن المحاباة والثرة جماع الجور‬
‫والخيانة وإدخال الضرورة على الناس وليسللت‬
‫تصلح المور بالدغال فاصطف لوليللة أعمالللك‬
‫أهل الورع والعلم والسياسة وتوخ منهللم أهللل‬
‫التجربللة والحيللاء مللن أهللل البيوتللات الصللالحة‬
‫والقدم في السلم فإنهم أكرم أخلقللا وأصللح‬
‫أعراضا وأقل في المطامع إشللرافا وأبلللغ فللي‬
‫عللواقب المللور نظللرا مللن غيرهللم فليكونللوا‬
‫أعوانك على مللا تقلللدت ثللم أسللبغ عليهللم فللي‬
‫العمالت ووسع عليهللم فللي الرزاق فللإن فللي‬
‫ذلك قوة لهم علللى استصلللح أنفسللهم وغنللى‬
‫عللن تنللاول مللا تحللت أيللديهم وحجللة عليهللم إن‬
‫خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك ثم تفقد أعمالهم‬
‫وابعث العيون عليهم من أهل الصللدق والوفللاء‬
‫فإن تعهدك في السر أمورهم حدوة لهم علللى‬
‫استعمال المانة والرفق بالرعيللة وتحفللظ مللن‬
‫العوان فإن أحد منهللم بسللط يللده إلللى خيانللة‬
‫اجتمعت بها أخبار عيونك اكتفيت بذلك شللاهدا‬
‫فبسطت عليه العقوبللة فللي بللدنه وأخللذته بمللا‬
‫‪171‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أصللاب مللن عمللله ثللم نصللبته بمقللام المذلللة‬


‫فوسمته بالخيانة وقلدته عار التهمة وتفقد مللا‬
‫يصلح أهل الخراج فللإن فللي صلللحه وصلللحهم‬
‫صلحا لمن سواهم ول صلللح لمللن سللواهم إل‬
‫بهم لن الناس كلهم عيال على الخراج وأهلللله‬
‫فليكن نظرك في عمارة الرض أبلغ من نظرك‬
‫في استجلب الخللراج فللإن الجلللب ل يللدرك إل‬
‫بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمللارة أخللرب‬
‫البلد وأهلللك العبللاد ولللم يسللتقم للله أمللره إل‬
‫قليل فاجمع إليك أهل الخراج مللن كللل بلللدانك‬
‫ومرهلللم فليعلملللوك حلللال بلدهلللم وملللا فيللله‬
‫صلحهم ورخاء جبايتهم ثم سل عما يرفع إليك‬
‫أهل العلم به من غيرهم فإن كانوا شللكوا ثقل‬
‫أو عللللة ملللن انقطلللاع شلللرب أو إحاللللة أرض‬
‫اغتمرها غللرق أو أجحللف بهللم العطللش أو آفللة‬
‫خففت عنهم ما ترجو أن يصلح الله بلله أمرهللم‬
‫وإن سألوا معونة على إصلح ما يقدرون عليلله‬
‫بللأموالهم فللاكفهم مئونتلله فللإن فللي عاقبللة‬
‫كفايتللك إيللاهم صلللحا فل يثقلللن عليللك شلليء‬
‫خففت به عنهم المئونات فإنه ذخر يعودون به‬
‫‪172‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عليك لعمارة بلدك وتزيين وليتك مع اقتنللائك‬


‫مودتهم وحسن نيللاتهم واستفاضللة الخيللر ومللا‬
‫يسللهل الللله بلله مللن جلبهللم فللإن الخللراج ل‬
‫يستخرج بالكللد والتعللاب مللع أنهللا عقللد تعتمللد‬
‫عليها إن حدث حدث كنت عليهم معتمدا لفضل‬
‫قوتهم بمللا ذخللرت عنهللم مللن الجمللام والثقللة‬
‫منهلللم بملللا علللودتهم ملللن علللدلك ورفقلللك‬
‫ومعرفتهم بعذرك فيما حللدث مللن المللر الللذي‬
‫اتكلت به عليهم فاحتملوه بطيب أنفسهم فإن‬
‫العمران محتمل ما حملتلله وإنمللا يللؤتى خللراب‬
‫الرض لعواز أهلها وإنما يعوز أهلها لسللراف‬
‫الللولة وسللوء ظنهللم بالبقللاء وقلللة انتفللاعهم‬
‫بالعبر فاعمللل فيمللا وليللت عمللل مللن يحللب أن‬
‫يدخر حسن الثناء من الرعية والمثوبة من الللله‬
‫والرضا من المام ول قللوة إل بللالله ثللم انظللر‬
‫في حال كتابك فاعرف حللال كللل امللرئ منهللم‬
‫فيما يحتاج إليه منهم فاجعل لهم منازل ورتبللا‬
‫فللول علللى أمللورك خيرهللم واخصللص رسللائلك‬
‫التي تدخل فيها‬
‫مكيللدتك وأسللرارك بللأجمعهم لوجللوه صللالح‬
‫‪173‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الدب ممن يصلح للمناظرة فللي جلئل المللور‬


‫من ذوي الرأي والنصيحة والذهن أطواهم عنك‬
‫لمكنون السرار كشحا ممن ل تبطللره الكرامللة‬
‫ول تمحق به الدالة فيجترئ بها عليك فللي خلء‬
‫أو يلتمللس إظهارهللا فللي ملء ول تقصللر بلله‬
‫الغفلة عن إيراد كتب الطللراف عليللك وإصللدار‬
‫جواباتك على الصواب عنك وفيما يأخذ ويعطي‬
‫منك ول يضعف عقدا اعتقده لك ول يعجللز عللن‬
‫إطلق ما عقد عليك ول يجهل مبلغ قدر نفسه‬
‫في المور فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر‬
‫غيللره أجهللل وول مللا دون ذلللك مللن رسللائلك‬
‫وجماعات كتب خرجللك ودواويللن جنللودك قومللا‬
‫تجتهد نفسك في اختيارهم فإنها رءوس أمرك‬
‫أجمعها لنفعك وأعمها لنفع رعيتك ثللم ل يكللن‬
‫اختيلللارك إيلللاهم عللللى فراسلللتك واسلللتنامتك‬
‫وحسلللن الظلللن بهلللم فلللإن الرجلللال يعرفلللون‬
‫فراسات الولة بتصنعهم وخدمتهم وليس وراء‬
‫ذلك من النصيحة والمانة ولكللن اختللبرهم بمللا‬
‫ولوا للصالحين قبلك فاعمد لحسنهم كان في‬
‫العامة أثرا وأعرفهم فيها بالنبل والمانة فللإن‬
‫‪174‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلك دليل على نصيحتك لله ولمللن وليللت أمللره‬


‫ثم مرهم بحسن الوليللة وليللن الكلمللة واجعللل‬
‫لرأس كل أمر من أمورك رأسا منهم ل يقهللره‬
‫كبيرها ول يتشللتت عليلله كثيرهللا ثللم تفقللد مللا‬
‫غاب عنك مللن حللالتهم وأمللور مللن يللرد عليللك‬
‫رسله وذوي الحاجللة وكيللف وليتهللم وقبللولهم‬
‫وليهم وحجتهم فإن التبرم والعز والنخللوة مللن‬
‫كثير من الكتاب إل من عصم الله وليس للناس‬
‫بد من طلب حاجللاتهم ومهمللا كللان فللي كتابللك‬
‫من عيب فتغابيت عنلله ألزمتلله أو فضللل نسللب‬
‫إليك مع ما لك عنللد الللله فللي ذلللك مللن حسللن‬
‫الثللواب ثللم التجللار وذوي الصللناعات فاسللتوص‬
‫وأوص بهللم خيللرا المقيللم منهللم والمضللطرب‬
‫بمللاله والمللترفق بيللده فللإنهم مللواد للمنللافع‬
‫وجلبهللا فللي البلد فللي بللرك وبحللرك وسللهلك‬
‫وجبلللك وحيللث ل يلللتئم النللاس لمواضللعها ول‬
‫يجللترءون عليهللا مللن بلد أعللدائك مللن أهللل‬
‫الصناعات التي أجللرى الللله الرفللق منهللا علللى‬
‫أيديهم فاحفظ حرمتهم وآمن سبلهم وخذ لهم‬
‫بحقوقهم فإنهم سلم ل تخاف بائقته وصلللح ل‬
‫‪175‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تحذر غائلته أحب المور إليهللم أجمعهللا للمللن‬


‫وأجمعهللا للسلللطان فتفقللد أمللورهم بحضللرتك‬
‫وفللي حواشللي بلدك واعلللم مللع ذلللك أن فللي‬
‫كثير منهم ضيقا فاحشا وشحا قبيحا واحتكللارا‬
‫للمنافع وتحكما في البياعات وذلك باب مضللرة‬
‫للعامة وعيب على الولة فللامنع الحتكللار فللإن‬
‫رسول الله )صلللى الللله عليلله وآللله( نهللى عنلله‬
‫وليكن البيع والشراء بيعا سمحا بموازين عللدل‬
‫وأسلللعار ل تجحلللف بلللالفريقين ملللن البلللائع‬
‫والمبتاع فمللن قللارف حكللرة بعللد نهيللك فنكللل‬
‫وعللاقب فللي غيللر إسللراف فللإن رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( فعل ذلللك ثللم الللله الللله‬
‫في الطبقة السللفلى مللن الللذين ل حيلللة لهللم‬
‫والمساكين والمحتاجين وذوي البؤس والزمنى‬
‫فإن فللي هللذه الطبقللة قانعللا ومعللترا فللاحفظ‬
‫الله ما استحفظك من حقه فيهللا واجعللل لهللم‬
‫قسما من غلت صوافي السلللم فللي كللل بلللد‬
‫فإن للقصى منهم مثل الللذي للدنللى وكل قللد‬
‫استرعيت حقه فل يشغلنك عنهم نظر فإنللك ل‬
‫تعذر بتضييع الصغير لحكامك الكثير المهم فل‬
‫‪176‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تشلللخص هملللك عنهلللم ول تصلللعر خلللدك لهلللم‬


‫وتواضللع لللله يرفعللك الللله واخفللض جناحللك‬
‫للضعفاء وأر بهم إلى ذلللك منللك حاجللة وتفقللد‬
‫مللن أمللورهم مللا ل يصللل إليللك منهللم ممللن‬
‫تقتحمه العيون وتحقره الرجللال ففللرغ لولئك‬
‫ثقتك من أهل الخشية والتواضع فليرفللع إليللك‬
‫أمورهم ثم اعمل فيهم بالعذار إلى الللله يللوم‬
‫تلقللاه فللإن هللؤلء أحللوج إلللى النصللاف مللن‬
‫غيرهم وكل فأعللذر إلللى الللله فللي تأديللة حقلله‬
‫إليلله وتعهللد أهللل اليتللم والزمانللة والرقللة فللي‬
‫السن ممن ل‬
‫حيلة له ول ينصب للمسألة نفسه فأجر لهم‬
‫أرزاقللا فللإنهم عبللاد الللله فتقللرب إلللى الللله‬
‫بتخلصللهم ووضللعهم مواضللعهم فللي أقللواتهم‬
‫وحقوقهم فإن العمللال تخلللص بصللدق النيللات‬
‫ثم إنه ل تسكن نفوس النللاس أو بعضللهم إلللى‬
‫أنللك قللد قضلليت حقللوقهم بظهللر الغيللب دون‬
‫مشافهتك بالحاجللات وذلللك علللى الللولة ثقيللل‬
‫والحق كله ثقيل وقد يخففه الللله علللى أقللوام‬
‫طلبوا العاقبة فصبروا نفوسهم ووثقوا بصللدق‬
‫‪177‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫موعللود الللله لمللن صللبر واحتسللب فكللن منهللم‬


‫واسللتعن بللالله واجعللل لللذوي الحاجللات منللك‬
‫قسما تفرغ لهم فيه شخصللك وذهنللك مللن كللل‬
‫شغل ثم تأذن لهم عليك وتجلللس لهللم مجلسللا‬
‫تتواضع فيه لله الذي رفعك وتقعد عنهم جندك‬
‫وأعوانللك مللن أحراسللك وشللرطك تخفللض لهللم‬
‫في مجلسك ذلك جناحك وتلين لهم كنفك فللي‬
‫مراجعتك ووجهللك حللتى يكلمللك متكلمهللم غيللر‬
‫متعتع فللإني سللمعت رسللول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( يقول فللي غيللر مللوطن لللن تقللدس‬
‫أمة ل يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غيللر‬
‫متعتع ثم احتمل الخرق منهم والعي ونللح عنللك‬
‫الضيق والنف يبسط الله عليك أكنللاف رحمتلله‬
‫ويوجب لك ثواب أهل طاعته فأعط ما أعطيللت‬
‫هنيئا وامنع في إجمال وإعللذار وتواضللع هنللاك‬
‫فإن الله يحب المتواضعين وليكن أكرم أعوانك‬
‫عليك ألينهم جانبا وأحسنهم مراجعة وألطفهم‬
‫بالضعفاء إن شاء الله‪.‬‬
‫ثللم إن أمللورا مللن أمللورك ل بللد لللك مللن‬
‫مباشرتها منها إجابة عمالك ما يعيا عنه كتابللك‬
‫‪178‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومنها إصدار حاجات الناس في قصصهم ومنها‬


‫معرفة ما يصل إلى الكتاب والخزان ممللا تحللت‬
‫أيديهم فل تتوان فيما هنالك ول تغتنم تللأخيره‬
‫واجعللل لكللل أمللر منهللا مللن ينللاظر فيلله ولتلله‬
‫بتفريللغ لقلبللك وهمللك فكلمللا أمضلليت أمللرا‬
‫فأمضه بعد التروية ومراجعة نفسللك ومشللاورة‬
‫ولي ذلك بغير احتشام ول رأي يكسب به عليك‬
‫نقيضه ثم أمض لكل يوم عمللله فللإن لكللل يللوم‬
‫ما فيه واجعللل لنفسللك فيمللا بينللك وبيللن الللله‬
‫أفضل تلك المواقيت وأجزل تلك القسللام وإن‬
‫كانت كلها لللله إذا صللحت فيهللا النيللة وسلللمت‬
‫منها الرعية وليكن في خاص ما تخلص لللله بلله‬
‫دينك إقامة فرائضه التي هي له خاصللة فللأعط‬
‫الله من بدنك في ليلك ونهللارك مللا يجللب فللإن‬
‫الله جعل النافلة لنبيه خاصة دون خلقه فقللال‬
‫َ‬ ‫ة َللل َ‬
‫ف َللل ً‬
‫ن‬
‫عسللى أ ْ‬
‫ك َ‬ ‫ه نا ِ‬
‫جللدْ ِبلل ِ‬
‫ه ّ‬ ‫ل َ‬
‫فتَ َ‬ ‫ن الل ّ ْيلل ِ‬‫ملل َ‬‫و ِ‬
‫مللودا ً فللذلك أمللر اختللص‬ ‫ح ُ‬ ‫مقام لا ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َ‬‫ك َر ب ّ َ‬ ‫عثَ َ‬‫ي َب ْ َ‬
‫الله به نبيه وأكرمه به ليللس لحللد سللواه وهللو‬
‫خ ي ْللرا ً‬
‫ع َ‬ ‫ن ت َط َ ل ّ‬
‫و َ‬ ‫م ْ‬
‫لمن سواه تطوع فإنه يقول و َ‬
‫م فوفر ما تقربللت بلله إلللى‬ ‫ع ِلي ٌ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه شاك ٌِر َ‬ ‫َ‬
‫فإ ِ ّ‬
‫‪179‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله وكرملله وأد فرائضلله إلللى الللله كللامل غيللر‬


‫مثلوب ول منقوص بالغا ذلك من بدنك مللا بلللغ‬
‫فإذا قمت فللي صلللتك بالنللاس فل تطللولن ول‬
‫تكونن منفرا ول مضيعا فإن في الناس من بلله‬
‫العلة وله الحاجة وقد سألت رسول الله )صلى‬
‫الله عليه وآله( حين وجهني إلللى اليمللن كيللف‬
‫نصلي بهللم فقللال صللل بهللم كصلللة أضللعفهم‬
‫وكن بللالمؤمنين رحيمللا وبعللد هللذا فل تطللولن‬
‫احتجابك عن رعيتللك فللإن احتجللاب الللولة عللن‬
‫الرعيللة شللعبة مللن الضلليق وقلللة علللم بللالمور‬
‫والحتجاب يقطع عنهم علم مللا احتجبللوا دونلله‬
‫فيصغر عنللدهم الكللبير ويعظللم الصللغير ويقبللح‬
‫الحسن ويحسن القبيح ويشاب الحللق بالباطللل‬
‫وإنمللا الللوالي بشللر ل يعللرف مللا تللوارى عنلله‬
‫النللاس بلله مللن المللور وليسللت علللى القللول‬
‫سمات يعرف بهللا الصللدق مللن الكللذب فتحصللن‬
‫من الدخال في الحقللوق بليللن الحجللاب فإنمللا‬
‫أنت أحد رجلين إما امرؤ سخت نفسللك بالبللذل‬
‫في الحق ففيم احتجابك من واجب حق تعطيلله‬
‫أو خلق كريم تسللديه وإمللا مبتلللى بللالمنع فمللا‬
‫‪180‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أسرع كف النللاس عللن مسللألتك إذا أيسللوا مللن‬


‫بللذلك مللع أن أكللثر حاجللات النللاس إليللك مللا ل‬
‫مئونة عليك فيلله مللن شللكاية مظلمللة أو طلللب‬
‫إنصاف فللانتفع بمللا وصللفت لللك واقتصللر فيلله‬
‫على حظك ورشدك إن شاء الله ثم إن للملللوك‬
‫خاصللة وبطانللة فيهللم اسللتئثار وتطللاول وقلللة‬
‫إنصاف فاحسم مادة أولئك بقطع أسللباب تلللك‬
‫الشياء ول تقطعن لحد من حشمك ول حامتك‬
‫قطيعة ول تعتمدن في اعتقاد عقدة تضر بمللن‬
‫يليها مللن النللاس فللي شللرب أو عمللل مشللترك‬
‫يحملون مئونتهم على غيرهم فيكون مهنأ ذلك‬
‫لهللم دونللك وعيبلله عليللك فللي الللدنيا والخللرة‬
‫عليك بالعدل في حكمك إذا انتهت المور إليللك‬
‫وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد وكللن‬
‫في ذلك صابرا محتسللبا وافعللل ذلللك بقرابتللك‬
‫حيث وقع وابتغ عاقبته بما يثقل عليه منه فإن‬
‫مغبة ذلك محمودة وإن ظنت الرعيللة بللك حيفللا‬
‫فأصللحر لهللم بعللذرك واعللدل عنللك ظنللونهم‬
‫بإصحارك فللإن فللي تلللك رياضللة منللك لنفسللك‬
‫ورفقا منك برعيتك وإعللذارا تبلللغ فيلله حاجتللك‬
‫‪181‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من تقويمهم على الحق في خفللض وإجمللال ل‬


‫تدفعن صلحا دعاك إليه عللدوك فيلله رضللا فللإن‬
‫في الصلللح دعللة لجنللودك وراحللة مللن همومللك‬
‫وأمنا لبلدك ولكن الحذر كل الحذر من مقاربة‬
‫عدوك في طلب الصلح فإن العللدو ربمللا قللارب‬
‫ليتغفل فخذ بالحزم وتحصن كل مخللوف تللؤتى‬
‫منه وبالله الثقللة فللي جميللع المللور وإن لجللت‬
‫بينك وبين عدوك قضية عقدت له بها صلللحا أو‬
‫ألبسللته منللك ذمللة فحللط عهللدك بالوفللاء وارع‬
‫ذمتك بالمانة واجعللل نفسللك جنللة دونلله فللإنه‬
‫ليس شيء من فللرائض الللله جللل وعللز النللاس‬
‫أشد عليه‬
‫اجتماعلللا فلللي تفريلللق أهلللوائهم وتشلللتيت‬
‫أديانهم من تعظيللم الوفللاء بللالعهود وقللد لللزم‬
‫ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما‬
‫استوبلوا من الغللدر والخللتر فل تغللدرن بللذمتك‬
‫ول تخفللر بعهللدك ول تختلللن عللدوك فللإنه ل‬
‫يجترئ على الله إل جاهل وقد جعل الله عهده‬
‫وذمته أمنا أفضاه بيللن العبللاد برحمتلله وحريمللا‬
‫يسكنون إلى منعته ويستفيضون به إلى جواره‬
‫‪182‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فل خلللداع ول مدالسلللة ول إدغلللال فيللله فل‬


‫يدعونك ضيق أمللر لزمللك فيلله عهللد الللله علللى‬
‫طلب انفسللاخه فللإن صللبرك علللى ضلليق ترجللو‬
‫انفراجه وفضللل عللاقبته خيللر مللن غللدر تخللاف‬
‫تبعته وأن تحيط بك من الله طلبة ول تسللتقيل‬
‫فيها دنياك ول آخرتك وإياك والللدماء وسللفكها‬
‫بغير حلهللا فللإنه ليللس شلليء أدعللى لنقمللة ول‬
‫أعظم لتبعللة ول أحللرى لللزوال نعمللة وانقطللاع‬
‫مدة من سفك الدماء بغير الحللق والللله مبتللدئ‬
‫بالحكم بين العباد فيما يتسللافكون مللن الللدماء‬
‫فل تصونن سلطانك بسفك دم حرام فإن ذلللك‬
‫يخلقه ويزيله فإياك والتعرض لسخط الله فللإن‬
‫الله قد جعل لولي مللن قتللل مظلومللا سلللطانا‬
‫ه‬ ‫ع ْلنللا ِللل َ‬
‫و ل ِي ّ ِ‬ ‫ج َ‬‫ق دْ َ‬ ‫ف َ‬‫م ظْ ُلوما ً َ‬
‫ل َ‬‫قتِ َ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬
‫قال الله و َ‬
‫ن‬‫ه كلللا َ‬ ‫ل إ ِن ّللل ُ‬ ‫فلللي ال ْ َ‬
‫ق ت ْللل ِ‬ ‫ف ِ‬‫ر ْ‬‫سللل ِ‬
‫فل ي ُ ْ‬ ‫سلللْلطانا ً َ‬
‫ُ‬
‫صورا ً ول عللذر لللك عنللد الللله ول عنللدي فللي‬
‫منْ ُ‬
‫َ‬
‫قتللل العمللد لن فيلله قللود البللدن فللإن ابتليللت‬
‫بخطإ وأفرط عليه سوطك أو يدك لعقوبة فللإن‬
‫في الوكزة فما فوقها مقتلللة فل تطمحللن بللك‬
‫نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أهل المقتللول‬
‫‪183‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حقهم دية مسلمة يتقرب بها إلللى الللله زلفللى‬


‫إياك والعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منهللا‬
‫وحللب الطللراء فللإن ذلللك مللن أوثللق فللرص‬
‫الشلليطان فللي نفسلله ليمحللق مللا يكللون مللن‬
‫إحسللان المحسللن إيللاك والمللن علللى رعيتللك‬
‫بإحسللان أو التزيللد فيمللا كللان مللن فعلللك أو‬
‫تعدهم فتتبللع موعللدك بخلفللك أو التسللرع إلللى‬
‫الرعيللة بلسللانك فللإن المللن يبطللل الحسللان‬
‫والخلف يوجب المقت وقد قال الله جل ثنللاؤه‬
‫ع ْنللد الّللل َ‬
‫ع ُلللو َ‬
‫ن‬ ‫قو ُلللوا مللا ل ت َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫ه أ ْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫قتا ً ِ‬ ‫ك َب َُر َ‬
‫م ْ‬
‫إياك والعجلللة بللالمور قبللل أوانهللا والتسللاقط‬
‫فيهللا عنللد زمانهللا واللجاجللة فيهللا إذا تنكللرت‬
‫والوهن فيها إذا أوضحت فضع كل أمر موضللعه‬
‫وأوقع كل عمل مللوقعه وإيللاك والسللتئثار بمللا‬
‫للنللاس فيلله السللوة والعللتراض فيمللا يعنيللك‬
‫والتغابي عمللا يعنللى بلله ممللا قللد وضللح لعيللون‬
‫الناظرين فإنه مأخوذ منك لغيللرك وعمللا قليللل‬
‫تكشلللف عنلللك أغطيلللة الملللور ويلللبرز الجبلللار‬
‫بعظمته فينتصف المظلومون من الظالمين ثم‬
‫املك حمية أنفك وسللورة حللدتك وسللطوة يللدك‬
‫‪184‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وغرب لسانك واحترس كللل ذلللك بكللف البللادرة‬


‫وتأخير السطوة وارفع بصرك إلى السماء عنللد‬
‫مللا يحضللرك منلله حللتى يسللكن غضللبك فتملللك‬
‫الختيار ولن تحكم ذلك من نفسللك حللتى تكللثر‬
‫همومك بذكر المعاد ثم اعلللم أنلله قللد جمللع مللا‬
‫في هذا العهد من صنوف ما لم آلك فيه رشللدا‬
‫إن أحب الللله إرشللادك وتوفيقللك أن تتللذكر مللا‬
‫كان من كل ما شاهدت منا فتكون وليتك هللذه‬
‫من حكومللة عادلللة أو سللنة فاضلللة أو أثللر عللن‬
‫نبيللك )صلللى الللله عليلله وآللله( أو فريضللة فللي‬
‫كتاب الله فتقتدي بما شللاهدت ممللا عملنللا بلله‬
‫منها وتجتهد نفسك في اتبللاع مللا عهللدت إليللك‬
‫في عهدي واستوثقت من الحجة لنفسللي لكيل‬
‫تكون لللك علللة عنللد تسللرع نفسللك إلللى هواهللا‬
‫فليللس يعصللم مللن السللوء ول يوفللق للخيللر إل‬
‫الله جل ثناؤه وقد كان ممللا عهللد إلللي رسللول‬
‫الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( فللي وصللايته‬
‫تحضيضللا علللى الصلللة والزكللاة ومللا ملكللت‬
‫أيمانكم فبذلك أختم لك ما عهدت ول حللول ول‬
‫قوة إل بللالله العلللي العظيللم وأنللا أسللأل الللله‬
‫‪185‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫سللعة رحمتلله وعظيللم مللواهبه وقللدرته علللى‬


‫إعطاء كللل رغبللة أن يللوفقني وإيللاك لمللا فيلله‬
‫رضاه من القامة على العذر الواضح إليه وإلى‬
‫خلقه مع حسن الثناء في العبللاد وحسللن الثللر‬
‫في البلد وتمام النعمة وتضللعيف الكرامللة وأن‬
‫يختم لللي ولللك بالسللعادة والشللهادة وإنللا إليلله‬
‫راغبون والسلم علللى رسللول الللله وعلللى آللله‬
‫الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا‪.‬‬
‫خطبته )عليه السلم( المعروفة بالديباج‪.‬‬
‫الحمللد لللله فللاطر الخلللق وخللالق الصللباح‬
‫ومنشر الموتى وباعث من في القبللور وأشللهد‬
‫أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأن محمللدا‬
‫عبده ورسوله )صلى الله عليه وآله( عبللاد الللله‬
‫إن أفضل ما توسللل بلله المتوسلللون إلللى الللله‬
‫جل ذكره اليمان بالله وبرسللله ومللا جللاءت بلله‬
‫من عنللد الللله والجهللاد فللي سللبيله فللإنه ذروة‬
‫السلم وكلمة الخلص فإنها الفطرة وإقامللة‬
‫الصلة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنهللا فريضللة‬
‫وصللوم شللهر رمضللان فللإنه جنللة حصللينة وحللج‬
‫البيت والعمرة فإنهما ينفيان الفقللر ويكفللران‬
‫‪186‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الذنب ويوجبان الجنة وصلة الرحم فإنهللا ثللروة‬


‫في المللال ومنسللأة فللي الجللل وتكللثير للعللدد‬
‫والصدقة في السر فإنها تكفر الخطللإ وتطفللئ‬
‫غضللب الللرب تبللارك وتعللالى والصللدقة فللي‬
‫العلنيللة فإنهللا تللدفع ميتللة السللوء وصللنائع‬
‫المعروف فإنها تقللي مصللارع السللوء وأفيضللوا‬
‫في ذكر الله جل ذكره فإنه أحسن الللذكر وهللو‬
‫أمللان مللن النفللاق وبللراءة مللن النللار وتللذكير‬
‫لصاحبه عند كل خير يقسمه الله جل وعز ولللله‬
‫دوي تحت العرش وارغبوا فيما وعللد المتقللون‬
‫فإن وعد الله أصدق الوعد وكللل مللا وعللد فهللو‬
‫آت كما وعد فاقتدوا بهدي رسللول الللله )صلللى‬
‫الله عليلله وآللله( فللإنه أفضللل الهللدي واسللتنوا‬
‫بسنته فإنها أشرف السنن وتعلموا كتللاب الللله‬
‫تبللارك وتعللالى فللإنه أحسللن الحللديث وأبلللغ‬
‫الموعظللة وتفقهللوا فيلله فللإنه ربيللع القلللوب‬
‫واستشفوا بنوره فإنه شفاء لمللا فللي الصللدور‬
‫ر َ‬
‫ئ‬ ‫ق ِ‬‫وأحسنوا تلوته فإنه أحسن القصص وِإذا ُ‬
‫علّ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫كلل ْ‬ ‫صللُتوا ل َ َ‬ ‫عوا َللل ُ‬
‫ه وأ ن ْ ِ‬ ‫م ُ‬
‫سللت َ ِ‬ ‫ن َ‬
‫فا ْ‬ ‫عليكم ال ْ ُ‬
‫ق ْرآ ُ‬
‫ن وإذا هديتم لعلمه فاعملوا بما علمتللم‬
‫مو َ‬
‫ح ُ‬
‫ت ُْر َ‬
‫‪187‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫منلله لعلكللم تفلحللون فللاعلموا عبللاد الللله أن‬


‫العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الللذي‬
‫ل يستفيق مللن جهللله بللل الحجللة عليلله أعظللم‬
‫وهو عنللد الللله ألللوم والحسللرة أدوم علللى هللذا‬
‫العالم المنسلللخ مللن علملله مثللل مللا علللى هللذا‬
‫الجاهل المتحير في جهللله وكلهمللا حللائر بللائر‬
‫مضل مفتون مبتور ما هم فيه وباطل ما كانوا‬
‫يعملون عباد الله ل ترتابوا فتشكوا ول تشللكوا‬
‫فتكفلللروا ول تكفلللروا فتنلللدموا ول ترخصلللوا‬
‫لنفسكم فتدهنوا وتذهب بكم الرخللص مللذاهب‬
‫الظلمة فتهلكوا ول تداهنوا فللي الحللق إذا ورد‬
‫عليكم وعرفتموه فتخسروا خسرانا مبينا عبللاد‬
‫الللله إن مللن الحللزم أن تتقللوا الللله وإن مللن‬
‫العصللمة أل تغللتروا بللالله عبللاد الللله إن أنصللح‬
‫الناس لنفسه أطوعهم لربلله وأغشللهم لنفسلله‬
‫أعصاهم له عباد الله إنلله مللن يطللع الللله يللأمن‬
‫ويستبشللر ومللن يعصلله يخللب وينللدم ول يسلللم‬
‫عباد الله سلوا الله اليقيللن فللإن اليقيللن رأس‬
‫الللدين وارغبللوا إليلله فللي العافيللة فللإن أعظللم‬
‫النعملللة العافيلللة فاغتنموهلللا لللللدنيا والخلللرة‬
‫‪188‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وارغبللوا إليلله فللي التوفيللق فللإنه أس وثيللق‬


‫واعلموا أن خير ما لزم القلب اليقين وأحسللن‬
‫اليقيللن التقللى وأفضللل أمللور الحللق عزائمهللا‬
‫وشرها محدثاتها وكل محدثة بدعللة وكللل بدعللة‬
‫ضللة وبالبدع هدم السللنن المغبللون مللن غبللن‬
‫دينه والمغبوط من سلم له دينه وحسللن يقينلله‬
‫والسعيد من وعظ بغيللره والشللقي مللن انخللدع‬
‫لهواه عباد الله اعلمللوا أن يسللير الريللاء شللرك‬
‫وأن إخلص العمل اليقيللن والهللوى يقللود إلللى‬
‫النللار ومجالسللة أهللل اللهللو ينسللي القللرآن‬
‫ويحضر الشلليطان والنسلليء زيللادة فللي الكفللر‬
‫وأعمللال العصللاة تللدعو إلللى سللخط الرحمللن‬
‫وسللخط الرحمللن يللدعو إلللى النللار ومحادثللة‬
‫النساء تدعو إلى البلء وتزيغ القلللوب والرمللق‬
‫لهن يخطف نور أبصللار القلللوب ولمللح العيللون‬
‫مصللائد الشلليطان ومجالسللة السلللطان يهيللج‬
‫النيللران عبللاد الللله اصللدقوا فللإن الللله مللع‬
‫الصادقين وجانبوا الكذب فإنه مجللانب لليمللان‬
‫وإن الصلللادق عللللى شلللرف منجلللاة وكراملللة‬
‫والكاذب على شفا مهواة وهلكة وقولوا الحلللق‬
‫‪189‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تعرفوا به واعملللوا بلله تكونللوا مللن أهللله وأدوا‬


‫المانة إلى مللن ائتمنكللم عليهللا وصلللوا أرحللام‬
‫من قطعكم وعودوا بالفضل على مللن حرمكللم‬
‫وإذا عاقدتم فأوفوا وإذا حكمتللم فاعللدلوا وإذا‬
‫ظلمتللم فاصللبروا وإذا أسلليء إليكللم فللاعفوا‬
‫واصلللفحوا كملللا تحبلللون أن يعفلللى عنكلللم ول‬
‫َ‬
‫تفلللاخروا بالبلللاء ول َتنلللاب َُزوا ِباْل ْلقلللا ِ‬
‫ب ب ِئ ْ َ‬
‫س‬
‫ن ول تمللازحوا ول‬ ‫ع لدَ اْل ِ يمللا ِ‬
‫سللوقُ ب َ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫ف ُ‬ ‫س ُ‬
‫اِل ْ‬
‫ض لك ُم ب عض لا ً أ َ‬
‫ع ُ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ب بَ ْ‬ ‫غ ت َل ْ‬
‫تغاضبوا ول تباذخوا ول ي َ ْ‬
‫م ْيتللا ً ول‬ ‫ه‬ ‫خيلل‬‫ِ‬ ‫ل ل َحللم أ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كلل‬ ‫حللب أ َحللد ك ُم أ َن ي أ ْ‬
‫يُ ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫تحاسدوا فإن الحسد يأكل اليمان‬
‫كما تأكل النللار الحطللب ول تباغضللوا فإنهللا‬
‫الحالقللة وأفشللوا السلللم فللي العللالم وردوا‬
‫التحيللة علللى أهلهللا بأحسللن منهللا وارحمللوا‬
‫الرملللة واليللتيم وأعينللوا الضللعيف والمظلللوم‬
‫والغللارمين وفللي سللبيل الللله وابللن السللبيل‬
‫والسائلين وفي الرقاب والمكاتب والمسللاكين‬
‫وانصروا المظلوم وأعطللوا الفللروض وجاهللدوا‬
‫أنفسكم في الله حق جهاده فإنه شديد العقاب‬
‫وجاهلللدوا فللي سلللبيل اللللله وأقلللروا الضللليف‬
‫‪190‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأحسللنوا الوضللوء وحللافظوا علللى الصلللوات‬


‫الخمس في أوقاتها فإنهللا مللن الللله جللل وعللز‬
‫ن الّللل َ‬
‫ه‬ ‫فإ ِ ّ‬‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫خ ي ٌْر‬‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ف ُ‬‫خ ْيرا ً َ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬‫ن ت َط َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫بمكان و َ‬
‫قللوى ول‬ ‫والت ّ ْ‬ ‫ع ل َللى ال ْب ِ لّر‬ ‫و ُنوا َ‬ ‫م َتعللا َ‬ ‫ع ِلي ل ٌ‬ ‫شللاك ٌِر َ‬
‫ق‬
‫حل ّ‬ ‫قللوا الل ّ ل َ‬
‫ه َ‬ ‫ن وات ّ ُ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ع َلى اْل ِ ث ْم ِ وال ْ ُ‬ ‫و ُنوا َ‬ ‫َتعا َ‬
‫َ‬
‫ن واعلمللوا‬ ‫مو َ‬‫س لل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِّل وأ ن ْت ُ ل ْ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫ه ول ت َ ُ‬ ‫ُتقات ِ ِ‬
‫عباد الله أن المل يذهب العقل ويكللذب الوعللد‬
‫ويحللث علللى الغفلللة ويللورث الحسللرة فاكللذبوا‬
‫المل فإنه غللرور وإن صللاحبه مللأزور فللاعملوا‬
‫فللي الرغبللة والرهبللة فللإن نزلللت بكللم رغبللة‬
‫فاشكروا واجمعوا معها رغبة فإن الله قد تأذن‬
‫للمسلمين بالحسنى ولمن شكر بالزيادة فللإني‬
‫لللم أر مثللل الجنللة نللام طالبهللا ول كالنللار نللام‬
‫هاربها ول أكثر مكتسبا ممن كسبه اليوم تذخر‬
‫فيلله الللذخائر وتبلللى فيلله السللرائر وإن مللن ل‬
‫ينفعه الحق يضره الباطل ومللن ل يسللتقيم بلله‬
‫الهللدى تضللره الضللللة ومللن ل ينفعلله اليقيللن‬
‫يضره الشك وإنكم قللد أمرتللم بللالظعن ودللتللم‬
‫على الزاد أل إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنللان‬
‫طللول المللل واتبللاع الهللوى أل وإن الللدنيا قللد‬
‫‪191‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أدبرت وآذنت بانقلع أل وإن الخرة قد أقبلللت‬


‫وآذنت باطلع أل وإن المضمار اليوم والسللباق‬
‫غللدا أل وإن السللبقة الجنللة والغايللة النللار أل‬
‫وإنكللم فللي أيللام مهللل مللن ورائه أجللل يحثلله‬
‫العجل فمن أخلللص لللله عمللله فللي أيللامه قبللل‬
‫حضور أجله نفعه عمله ولللم يضللره أجللله ومللن‬
‫لم يعمل في أيام مهلة ضره أجللله ولللم ينفعلله‬
‫عمله عباد الله افزعوا إلى قوام دينكللم بإقللام‬
‫الصللللة لوقتهلللا وإيتلللاء الزكلللاة فلللي حينهلللا‬
‫والتضرع والخشوع وصلة الرحم وخوف المعللاد‬
‫وإعطللاء السللائل وإكللرام الضللعفة والضللعيف‬
‫وتعلللم القللرآن والعمللل بلله وصللدق الحللديث‬
‫والوفلللاء بالعهلللد وأداء المانلللة إذا اؤتمنتلللم‬
‫وارغبوا في ثواب الله وارهبوا عذابه وجاهللدوا‬
‫في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وتزودوا من‬
‫الدنيا ما تحرزون به أنفسللكم واعملللوا بللالخير‬
‫تجزوا بالخير يوم يفوز بالخير مللن قللدم الخيللر‬
‫أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم‬
‫ومن حكمه )صلى الله عليلله وآللله( وترغيبلله‬
‫وترهيبه ووعظه‪.‬‬
‫‪192‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أمللا بعللد فللإن المكللر والخديعللة فللي النللار‬


‫فكونوا من الله علللى وجللل ومللن صللولته علللى‬
‫حللذر إن الللله ل يرضللى لعبللاده بعللد إعللذاره‬
‫وإنللذاره اسللتطرادا واسللتدراجا مللن حيللث ل‬
‫يعلمون ولهذا يضللل سللعي العبللد حللتى ينسللى‬
‫الوفاء بالعهد ويظللن أنلله قللد أحسللن صللنعا ول‬
‫يزال كذلك في ظللن ورجللاء وغفلللة عمللا جللاءه‬
‫من النبإ يعقد على نفسه العقللد ويهلكهللا بكللل‬
‫جهد وهو في مهلة من الللله علللى عهللد يهللوي‬
‫مع الغافلين ويغدو مللع المللذنبين ويجللادل فللي‬
‫طاعلللة اللللله الملللؤمنين ويستحسلللن تملللويه‬
‫المترفين فهؤلء قوم شرحت قلوبهم بالشبهة‬
‫وتطاولوا علللى غيرهللم بالفريللة وحسللبوا أنهللا‬
‫لله قربة وذلللك لنهللم عملللوا بللالهوى وغيللروا‬
‫كلم الحكماء وحرفوه بجهل وعمى وطلبوا بلله‬
‫السلللمعة والريلللاء بل سلللبل قاصلللدة ول أعلم‬
‫جارية ول منار معلوم إلى أمدهم وإلللى منهللل‬
‫هم واردوه حتى إذا كشف الله لهم عللن ثللواب‬
‫سياسللتهم واسللتخرجهم مللن جلبيللب غفلتهللم‬
‫استقبلوا مدبرا واستدبروا مقبل فلللم ينتفعللوا‬
‫‪193‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بمللا أدركللوا مللن أمنيتهللم ول بمللا نللالوا مللن‬


‫طلبتهم ول ما قضوا مللن وطرهللم وصللار ذلللك‬
‫عليهم وبال فصاروا يهربون مما كانوا يطلبون‬
‫وإني أحذركم هذه المزلة وآمركم بتقللوى الللله‬
‫الللذي ل ينفللع غيللره فلينتفللع بنفسلله إن كللان‬
‫صادقا على ما يجن ضميره فإنمللا البصللير مللن‬
‫سمع وتفكر ونظر وأبصر وانتفع بالعبر وسلللك‬
‫جددا واضحا يتجنب فيلله الصللرعة فللي المهللوى‬
‫ويتنكللب طريللق العمللى ول يعيللن علللى فسللاد‬
‫نفسه الغواة بتعسف فللي حللق أو تحريللف فللي‬
‫نطق أو تغيير في صدق ول قوة إل بالله قولوا‬
‫ما قيل لكم وسلموا لمللا روي لكللم ول تكلفللوا‬
‫ما لم تكلفوا فإنما تبعتلله عليكللم فيمللا كسللبت‬
‫أيديكم ولفظت ألسنتكم أو سبقت إليه غايتكم‬
‫واحذروا الشبهة فإنها وضعت للفتنة واقصللدوا‬
‫السهولة واعملللوا فيمللا بينكللم بللالمعروف مللن‬
‫القول والفعل واستعملوا الخضوع واستشعروا‬
‫الخللوف والسللتكانة لللله واعملللوا فيمللا بينكللم‬
‫بالتواضللع والتناصللف والتبللاذل وكظللم الغيللظ‬
‫فإنها وصللية الللله وإيللاكم والتحاسللد والحقللاد‬
‫‪194‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫س مللا‬‫فل ٌ‬ ‫فإنهما مللن فعللل الجاهليللة ول ْت َن ْظُ لْر ن َ ْ‬


‫خ ِبيللٌر ِبمللا‬‫ه َ‬ ‫ن الّللل َ‬ ‫قللوا الّللل َ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫د وات ّ ُ‬
‫غلل ٍ‬
‫ت لِ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫قللدّ َ‬
‫م ُلو َ‬
‫ن أيها الناس اعلموا علما يقينللا أن الللله‬ ‫ع َ‬
‫تَ ْ‬
‫لم يجعل للعبد وإن اشتد جهده وعظمت حيلتلله‬
‫وكللثرت نكللايته أكللثر ممللا قللدر للله فللي الللذكر‬
‫الحكيم ولم يحل بين المرء علللى ضللعفه وقلللة‬
‫حيلته وبين ما كتب له في الللذكر الحكيللم أيهللا‬
‫الناس إنه لللن يللزداد امللرؤ نقيللرا بحللذقه ولللن‬
‫ينتقص نقيرا بحمقه فالعللالم بهللذا العامللل بلله‬
‫أعظم الناس راحة في منفعة‬
‫والتارك له أكثر الناس شغل في مضللرة رب‬
‫منعم عليه في نفسه مسللتدرج بالحسللان إليلله‬
‫ورب مبتلى عند الناس مصللنوع للله فللأفق أيهللا‬
‫المستمتع من سكرك وانتبه من غفلتك وقصللر‬
‫من عجلتللك وتفكللر فيمللا جللاء عللن الللله تبللارك‬
‫وتعالى فيما ل خلف فيه ول محيص عنه ول بد‬
‫منه ثللم ضللع فخللرك ودع كللبرك وأحضللر ذهنللك‬
‫واذكر قبرك ومنزلللك فللإن عليلله ممللرك وإليلله‬
‫مصيرك وكما تدين تدان وكما تزرع تحصد وكما‬
‫تصنع يصنع بك وما قدمت إليه تقدم عليلله غللدا‬
‫‪195‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ل محالة فلينفعك النظر فيما وعظت به وع ما‬


‫سمعت ووعدت فقد اكتنفك بذلك خصلللتان ول‬
‫بد أن تقوم بأحدهما إما طاعة الللله تقللوم لهللا‬
‫بما سمعت وإما حجة الله تقوم لها بمللا علمللت‬
‫فالحذر الحذر والجللد الجللد فللإنه ل ينللبئك مثللل‬
‫خبير إن من عزائم الله في الذكر الحكيم التي‬
‫لهللا يرضللى ولهللا يسللخط ولهللا يللثيب وعليهللا‬
‫يعاقب أنه ليس بمؤمن وإن حسن قللوله وزيللن‬
‫وصفه وفضله غيره إذا خرج مللن الللدنيا فلقللي‬
‫الللله بخصلللة مللن هللذه الخصللال لللم يتللب منهللا‬
‫الشرك بالله فيما افترض عليلله مللن عبللادته أو‬
‫شفاء غيظ بهلك نفسلله أو يقللر بعمللل فعمللل‬
‫بغيللره أو يسللتنجح حاجللة إلللى النللاس بإظهللار‬
‫بدعة في دينه أو سره أن يحمده الناس بما لللم‬
‫يفعل مللن خيللر أو مشللى فللي النللاس بللوجهين‬
‫ولسانين والتجبر والبهللة واعلللم واعقللل ذلللك‬
‫فإن المثل دليل على شللبهه إن البهللائم همهللا‬
‫بطونها وإن السباع همها التعدي والظللللم وإن‬
‫النساء همهللن زينللة الللدنيا والفسللاد فيهللا وإن‬
‫المؤمنين مشفقون مستكينون خائفون‬
‫‪196‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫موعظته )عليه السلم( ووصفه المقصرين‪.‬‬


‫ل تكن ممن يرجو الخرة بغير عمللل ويرجللو‬
‫التوبللة بطللول المللل يقللول فللي الللدنيا قللول‬
‫الزاهلللدين ويعملللل فيهلللا عملللل الراغلللبين إن‬
‫أعطي منها لم يشبع وإن منللع لللم يقنللع يعجللز‬
‫عن شكر ما أوتللي ويبتغللي الزيللادة فيمللا بقللي‬
‫ينهى الناس ول ينتهي ويأمر الناس ما ل يأتي‬
‫يحللب الصللالحين ول يعمللل بأعمللالهم ويبغللض‬
‫المسلليئين وهللو منهللم ويكللره المللوت لكللثرة‬
‫سيئاته ول يدعها فللي حيللاته يقللول كللم أعمللل‬
‫فأتعنى أ ل أجلس فأتمنى فهو يتمنى المغفرة‬
‫ويدأب في المعصية وقد عمر ما يتذكر فيه من‬
‫تذكر يقول فيما ذهب لو كنللت عملللت ونصللبت‬
‫لكان خيللرا لللي ويضلليعه غيللر مكللترث لهيللا إن‬
‫سقم ندم على التفريللط فللي العمللل وإن صللح‬
‫أمن مغترا يؤخر العمل تعجبه نفسه مللا عللوفي‬
‫ويقنط إذا ابتلي تغلبه نفسه على ما يظللن ول‬
‫يغلبها على ما يستيقن ل يقنع من الللرزق بمللا‬
‫قسم له ول يثق منه بما قد ضمن له ول يعمللل‬
‫من العمل بما فرض عليه فهو مللن نفسلله فللي‬
‫‪197‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شك إن استغنى بطللر وفتللن وإن افتقللر قنللط‬


‫ووهن فهو من الللذنب والنعمللة مللوفر ويبتغللي‬
‫الزيللادة ول يشللكر ويتكلللف مللن النللاس مللا ل‬
‫يعنيه ويصنع من نفسه ما هو أكللثر إن عرضللت‬
‫له شللهوة واقعهللا باتكللال علللى التوبللة وهللو ل‬
‫يدري كيف يكون ذلك ل تغنيه رغبته ول تمنعلله‬
‫رهبته ثم يبالغ في المسألة حين يسأل ويقصر‬
‫في العمل فهو بالقول مدل ومن العمل مقللل‬
‫يرجو نفع عمل ما لم يعمله ويأمن عقاب جللرم‬
‫قد عمله يبادر من الللدنيا إلللى مللا يفنللى ويللدع‬
‫جاهل ما يبقى وهللو يخشللى المللوت ول يخللاف‬
‫الفوت يسللتكثر مللن معصللية غيللره مللا يسللتقل‬
‫أكثر منه مللن نفسلله ويسللتكثر مللن طللاعته مللا‬
‫يحتقر من غيره يخللاف علللى غيللره بللأدنى مللن‬
‫ذنبه ويرجو لنفسه بأدنى من عمللله فهللو علللى‬
‫الناس طاعن ولنفسه مداهن يؤدي المانللة مللا‬
‫عوفي وأرضللي والخيانللة إذا سللخط وابتلللي إذا‬
‫عوفي ظن أنه قد تاب وإن ابتلي ظللن أنلله قللد‬
‫عوقب يؤخر الصوم ويعجل النوم ل يبيت قائما‬
‫ول يصبح صائما يصبح وهمته الصبح ولم يسهر‬
‫‪198‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويمسي وهمته العشاء وهو مفطر يتعوذ بللالله‬


‫ممن هو دونه ول يتعوذ ممن هو فللوقه ينصللب‬
‫الناس لنفسه ول ينصب نفسه لربه النللوم مللع‬
‫الغنيللاء أحللب إليلله مللن الركللوع مللع الضللعفاء‬
‫يغضب من اليسللير ويعصللي فللي الكللثير يعللزف‬
‫لنفسه على غيره ول يعزف عليها لغيللره فهللو‬
‫يحب أن يطاع ول يعصى ويسللتوفي ول يللوفي‬
‫يرشد غيره ويغوي نفسه ويخشللى الخلللق فللي‬
‫غير ربه ول يخشللى ربلله فللي خلقلله يعللرف مللا‬
‫أنكر وينكر ما عللرف ول يحمللد ربلله علللى نعملله‬
‫ول يشكره على مزيللد ول يللأمر بللالمعروف ول‬
‫ينهى عن منكر فهو دهره فللي لبللس إن مللرض‬
‫أخلص وتاب وإن عللوفي قسللا وعللاد فهللو أبللدا‬
‫عليه ول له ل يدري عمللله إلللى مللا يللؤديه إليلله‬
‫حتى متى وإلى متى اللهللم اجعلنللا منللك علللى‬
‫حذر احفظ وع انصرف إذا شئت‬
‫وصفه )عليه السلم( المتقين‪.‬‬
‫قال بعد حمد الله والثناء عليلله إن المتقيللن‬
‫في الدنيا هم أهل الفضائل منطقهم الصللواب‬
‫وملبسهم القتصاد ومشلليهم التواضللع خضللعوا‬
‫‪199‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لله بالطاعة غاضللين أبصللارهم عمللا حللرم الللله‬


‫جل وعز واقفين أسللماعهم علللى العلللم نزلللت‬
‫منهللم أنفسللهم فللي البلء كالللذي نزلللت فللي‬
‫الرخاء رضللا بالقضللاء لللو ل الجللال الللتي كتللب‬
‫الله لهللم لللم تسللتقر أرواحهللم فللي أجسللادهم‬
‫طرفللة عيللن شللوقا إلللى الثللواب وخوفللا مللن‬
‫العقاب عظم الخللالق فللي أنفسللهم فصللغر مللا‬
‫دونه في أعينهللم فهللم والجنللة كمللن قللد رآهللا‬
‫فهم فيها منعمون وهم والنللار كمللن قللد رآهللا‬
‫وهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشللرورهم‬
‫مأمونللة وأجسللادهم نحيفللة وحاجللاتهم خفيفللة‬
‫وأنفسهم عفيفللة ومعللونتهم للسلللم عظيمللة‬
‫صللبروا أيامللا قصللارا فللأعقبتهم راحللة طويلللة‬
‫مربحللة يسللرها لهللم رب كريللم أرادتهللم الللدنيا‬
‫ولللم يريللدوها وطلبتهللم فأعجزوهللا أمللا الليللل‬
‫فصلللافون أقلللدامهم تلللالون لجلللزاء القلللرآن‬
‫يرتلونه ترتيل يحزنون به أنفسهم ويسللتثيرون‬
‫بلله دواء دائهللم وتهيللج أحزانهللم بكللاء علللى‬
‫ذنللوبهم ووجللع كلللومهم وجراحهللم فللإذا مللروا‬
‫بآية فيها تشويق ركنللوا إليهللا طمعللا وتطلعللت‬
‫‪200‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أنفسهم إليها شوقا وظنوا أنها نصللب أعينهللم‬


‫وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع‬
‫قلوبهم وظنوا أن زفيللر جهنللم وشللهيقها فللي‬
‫أصللول آذانهللم فهللم حللانون علللى أوسللاطهم‬
‫ومفترشون جباههم وأكفهم وأطراف القللدام‬
‫يطلبون إلى الله العظيم في فكاك رقابهم أما‬
‫النهار فحكماء علمللاء أبللرار أتقيللاء قللد براهللم‬
‫الخللوف أمثللال القللداح ينظللر إليهللم النللاظر‬
‫فيحسللبهم مرضللى ويقللول قللد خولطللوا وقللد‬
‫خالط القوم أمر عظيللم إذا هللم ذكللروا عظمللة‬
‫الله تعالى وشدة سلطانه مع ما يخالطهم مللن‬
‫ذكر الموت وأهوال القيامة أفزع ذلك قللللوبهم‬
‫وطاشت له أحلمهم وذهلت للله عقللولهم فللإذا‬
‫أشللفقوا مللن ذلللك بللادروا إلللى الللله بالعمللال‬
‫الزاكية ل يرضللون باليسللير ول يسللتكثرون للله‬
‫الكللثير هللم لنفسللهم متهمللون ومللن أعمللالهم‬
‫مشفقون إذا زكي أحللدهم خللاف ممللا يقولللون‬
‫فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلللم‬
‫بلللي منلللي اللهلللم ل تؤاخلللذني بملللا يقوللللون‬
‫واجعلنللي خيللرا ممللا يظنللون واغفللر لللي مللا ل‬
‫‪201‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يعلمون إنك علم الغيللوب فمللن علمللة أحللدهم‬


‫أنللك تللرى للله قللوة فللي ديللن وخوفللا فللي ليللن‬
‫وإيمانا في يقين وحرصا في علم وكيسللا فللي‬
‫رفق وشفقة في نفقة وفهما في فقه وعلمللا‬
‫في حلم وقصدا في غنى وخشوعا فللي عبللادة‬
‫وتجمل فللي فاقللة وصللبرا فللي شللدة ورحمللة‬
‫للمجهود وإعطللاء فللي حللق ورفقللا فللي كسللب‬
‫وطلبا في حلل ونشاطا في هدى وتحرجا عللن‬
‫طمع وبرا في استقامة واعتصللاما عنللد شللهوة‬
‫ل يغللره ثنللاء مللن جهللله ول يللدع إحصللاء عمللله‬
‫مسللتبطئا لنفسلله فللي العمللل يعمللل العمللال‬
‫الصالحة وهو على وجللل يمسللي وهملله الشللكر‬
‫يصللبح وهملله الللذكر يللبيت حللذرا ويصللبح فرحللا‬
‫حذرا لما حذر من الغفلة فرحا بمللا أصللاب مللن‬
‫الفضللل والرحمللة إن استصللعبت عليلله نفسلله‬
‫فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما هللويت فرحلله‬
‫فيما يحذر وقرة عينلله فيمللا ل يللزول وزهللادته‬
‫فيما يفنى يمللزج الحلللم بللالعلم ويمللزج العلللم‬
‫بالعمل تراه بعيللدا كسللله دائمللا نشللاطه قريبللا‬
‫أمله قليل زلله خاشعا قلبه قانعة نفسه متغيبا‬
‫‪202‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جهللله سللهل أمللره حريللزا دينلله ميتللة شللهوته‬


‫مكظوما غيظه صافيا خلقه ل يحللدث الصللدقاء‬
‫بالذي يؤتمن عليه ول يكتللم شللهادة العللداء ل‬
‫يعمل شيئا رئاء ول يتركه اسللتحياء الخيللر منلله‬
‫مأمول والشر منه مأمون إن كان في الغافلين‬
‫كتب في الذاكرين يعفللو عمللن ظلملله ويعطللي‬
‫من حرمه ويصل من قطعه ل يعللزب حلملله ول‬
‫يعجز فيما يزينه بعيدا فحشلله لينللا قللوله غائبللا‬
‫مكره كللثيرا معروفلله حسللنا فعللله مقبل خيللره‬
‫مللدبرا شللره فهللو فللي الللزلزل وقللور وفللي‬
‫المكللاره صللبور وفللي الرخللاء شللكور ل يحيللف‬
‫على من يبغض ول يأثم فيمن يحللب ول يللدعي‬
‫مللا ليللس للله ول يجحللد حقللا هللو عليلله يعللترف‬
‫بالحق قبل أن يشهد عليه ل يضيع ما استحفظ‬
‫ول ينابز باللقاب ل يبغي ول يهم به ول يضار‬
‫بالجار ول‬
‫يشمت بالمصائب سللريع إلللى الصللواب مللؤد‬
‫للمانات بطيء عن المنكرات يللأمر بللالمعروف‬
‫وينهى عن المنكر ل يدخل في الدنيا بجهل ول‬
‫يخرج من الحق إن صمت لم يغمه الصللمت وإن‬
‫‪203‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ضحك لم يعل به الصوت قانع بالذي له ل يجمح‬


‫به الغيظ ول يغلبه الهوى ول يقهره الشللح ول‬
‫يطمللع فيمللا ليللس للله يخللالط النللاس ليعلللم‬
‫ويصمت ليسلم ويسأل ليفهللم ل ينصللت للخيللر‬
‫ليعجز به ول يتكلم به ليتجللبر علللى مللن سللواه‬
‫إن بغي عليه صبر حللتى يكللون الللله جللل ذكللره‬
‫ينتقم له نفسه منه في عناء والناس منلله فللي‬
‫رجللاء أتعللب نفسلله لخرتلله وأراح النللاس مللن‬
‫نفسه بعده عمن تباعد عنه بغض ونزاهة ودنوه‬
‫ممن دنا منه لين ورحمة ليس تباعده تكللبرا ول‬
‫عظمللة ول دنللوه خديعللة ول خلبللة بللل يقتللدي‬
‫بمن كان قبله من أهل الخيللر وهللو إمللام لمللن‬
‫خلفه من أهل البر‪.‬‬
‫خطبتلله )عليلله السلللم( الللتي يللذكر فيهللا‬
‫اليملللان ودعللائمه وشلللعبه والكفلللر ودعلللائمه‬
‫وشعبه‪.‬‬
‫إن الله ابتدأ المور فاصطفى لنفسلله منهللا‬
‫ما شاء واستخلص منها ما أحب فكان مما أحب‬
‫أنه ارتضى اليمان فاشللتقه مللن اسللمه فنحللله‬
‫من أحب من خلقه ثم بينه فسهل شرائعه لمن‬
‫‪204‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ورده وأعز أركانه على مللن جللانبه وجعللله عللزا‬


‫لمن واله وأمنا لمن دخله وهدى لمن ائتللم بلله‬
‫وزينة لمن تحلى به ودينا لمن انتحللله وعصللمة‬
‫لمن اعتصم به وحبل لمن استمسك به وبرهانا‬
‫لمن تكلم به وشللرفا لمللن عرفلله وحكمللة لمللن‬
‫نطللق بلله ونللورا لمللن استضللاء بلله وحجللة لمللن‬
‫خاصم به وفلجا لمن حاج به وعلما لمللن وعللى‬
‫وحديثا لمن روى وحكما لمن قضى وحلما لمن‬
‫حدث ولبا لمن تدبر وفهمللا لمللن تفكللر ويقينللا‬
‫لمن عقل وبصيرة لمن عزم وآيللة لمللن توسللم‬
‫وعبرة لمن اتعظ ونجاة لمن آمن به ومودة من‬
‫الله لمن صلح وزلفى لمن ارتقللب وثقللة لمللن‬
‫توكل وراحللة لمللن فللوض وصللبغة لمللن أحسللن‬
‫وخيرا لمن سارع وجنة لمن صللبر ولباسللا لمللن‬
‫اتقللى وتطهيللرا لمللن رشللد وأمنللة لمللن أسلللم‬
‫وروحا للصادقين فاليمللان أصللل الحللق وأصللل‬
‫الحق سبيله الهللدى وصللفته الحسللنى ومللأثرته‬
‫المجد فهو أبلج المنهاج مشرق المنللار مضلليء‬
‫المصللابيح رفيللع الغايللة يسللير المضللمار جللامع‬
‫الحلبللة متنللافس السللبقة قللديم العللدة كريللم‬
‫‪205‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الفرسللان الصللالحات منللاره والعفللة مصللابيحه‬


‫والموت غايته والدنيا مضماره والقيامة حلبتللله‬
‫والجنللة سللبقته والنللار نقمتلله والتقللوى عللدته‬
‫والمحسللنون فرسللانه فباليمللان يسللتدل علللى‬
‫الصللالحات وبالصللالحات يعمللر الفقلله وبللالفقه‬
‫يرهللب المللوت وبللالموت تختللم الللدنيا وبالللدنيا‬
‫تحللذو الخللرة وبالقيامللة تزلللف الجنللة والجنللة‬
‫حسللرة أهللل النللار والنللار موعظللة التقللوى‬
‫والتقوى سنخ الحسان والتقوى غاية ل يهلللك‬
‫من تبعها ول يندم من يعمللل بهللا لن بللالتقوى‬
‫فللاز الفللائزون وبالمعصللية خسللر الخاسللرون‬
‫فليزدجللر أولللو النهللى وليتللذكر أهللل التقللوى‬
‫فاليمان على أربع دعائم على الصبر واليقيللن‬
‫والعدل والجهاد فالصبر على أربع شللعب علللى‬
‫الشوق والشفق والزهد والترقب فمن اشللتاق‬
‫إلى الجنة سل عن الشهوات ومللن أشللفق مللن‬
‫النار رجع عن الحرمللات ومللن زهللد فللي الللدنيا‬
‫هللانت عليلله المصلليبات ومللن ارتقللب المللوت‬
‫سارع إلى الخيرات واليقيللن علللى أربللع شللعب‬
‫على تبصرة الفطنللة وتللأول الحكمللة وموعظللة‬
‫‪206‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العبرة وسنة الولين فمللن تبصللر فللي الفطنللة‬


‫تأول الحكمة ومن تللأول الحكمللة عللرف العللبرة‬
‫ومللن عللرف العللبرة عللرف السللنة ومللن عللرف‬
‫السنة فكأنما عاش في الوليللن والعللدل علللى‬
‫أربع شللعب علللى غللائص الفهللم وغمللرة العلللم‬
‫وزهرة الحكم وروضة الحلللم فمللن فهللم فسللر‬
‫جميع العلم ومن عللرف الحكللم لللم يضللل ومللن‬
‫حلللم لللم يفللرط أمللره وعللاش بلله فللي النللاس‬
‫حميللدا والجهللاد علللى أربللع شللعب علللى المللر‬
‫بللالمعروف والنهللي عللن المنكللر والصللدق عنللد‬
‫الملللواطن وشلللنآن الفاسلللقين فملللن أملللر‬
‫بالمعروف شللد ظهللر المللؤمن ومللن نهللى عللن‬
‫المنكر أرغللم أنللف الكللافرين ومللن صللدق فللي‬
‫المواطن قضى ما عليلله ومللن شللنأ الفاسللقين‬
‫غضب لله ومن غضب لله غضب الللله للله فللذلك‬
‫اليمللان ودعللائمه وشللعبه والكفللر علللى أربللع‬
‫دعائم على الفسق والغلو والشك والشبهة‪.‬‬
‫فالفسق من ذلك علللى أربللع شللعب الجفللاء‬
‫والعمى والغفلة والعتو فمن جفا حقر المؤمن‬
‫ومقت الفقهاء وأصر على الحنللث ومللن عمللي‬
‫‪207‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫نسي الذكر فبذى خلقه وبارز خالقه وألح عليه‬


‫الشيطان ومن غفل جنى على نفسلله وانقلللب‬
‫على ظهره وحسب غيه رشللدا وغرتلله المللاني‬
‫وأخذته الحسرة إذا انقضى المر وانكشف عنه‬
‫الغطاء وبدا للله مللن الللله مللا لللم يكللن يحتسللب‬
‫ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله‬
‫عليه ثم أذله بسلطانه وصغره بجلله كما فرط‬
‫في حياته واغتر بربه الكريم والغلو على أربلللع‬
‫شعب على التعمق والتنللازع والزيللغ والشللقاق‬
‫فمن تعمللق لللم ينتلله إلللى الحللق ولللم يللزده إل‬
‫غرقللا فللي الغمللرات ل تنحسللر عنلله فتنللة إل‬
‫غشيته أخرى فهو يهللوي فللي أمللر مريللج ومللن‬
‫نازع وخاصم وقع بينهم الفشللل وبلللي أمرهللم‬
‫من طول اللجاج ومن زاغ ساءت عنده الحسللنة‬
‫وحسنت عنده السيئة وسكر سكر الضلل ومللن‬
‫شاق اعورت عليه طرقلله واعللترض عليلله أمللره‬
‫وضاق مخرجه وحري أن ينزع من دينه من اتبع‬
‫غير سبيل المؤمنين والشك علللى أربللع شللعب‬
‫على المرية والهول والتردد والستسلم فبللأي‬
‫آلء ربك يتمارى الممترون ومللن هللاله مللا بيللن‬
‫‪208‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يللديه نكللص علللى عقللبيه ومللن تللردد فللي دينلله‬


‫سبقه الولون وأدركه الخرون ووطئته سنابك‬
‫الشياطين ومن استسلم لهلكة الللدنيا والخللرة‬
‫هلك فيهما ومن نجا من ذلللك فبفضللل اليقيللن‬
‫والشبهة على أربع شعب على العجاب بالزينة‬
‫وتسللويل النفللس وتللأول العللوج ولبللس الحللق‬
‫بالباطللل وذلللك أن الزينللة تصللدف عللن البينللة‬
‫وتسللويل النفللس تقحللم إلللى الشللهوة والعللوج‬
‫يميللل بصللاحبه ميل عظيمللا واللبللس ظلمللات‬
‫بعضها فوق بعض فذلك الكفر ودعائمه وشللعبه‬
‫والنفاق على أربع دعائم على الهوى والهوينللا‬
‫والحفيظة والطمع والهوى من ذلك على أربللع‬
‫شللللعب علللللى البغللللي والعللللدوان والشللللهوة‬
‫والعصيان فمن بغى كثرت غوائله وتخلللى عنلله‬
‫ونصر عليه ومن اعتدى لللم تللؤمن بللوائقه ولللم‬
‫يسلم قلبه ومن لم يعذل نفسه عللن الشللهوات‬
‫خاض في الحسللرات وسللبح فيهللا ومللن عصللى‬
‫ضل عمدا بل عذر ول حجة وأمللا شللعب الهوينللا‬
‫فالهيبللة والغللرة والمماطلللة والمللل وذلللك أن‬
‫الهيبة ترد عن الحق والغترار بالعاجل تفريللط‬
‫‪209‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجللل والمماطلللة مللورط فللي العمللى ولللو ل‬


‫المل علم النسان حساب ما هو فيه ولو علللم‬
‫حسللاب مللا هللو فيلله مللات خفاتللا مللن الهللول‬
‫والوجل وأما شللعب الحفيظللة فللالكبر والفخللر‬
‫والحمية والعصبية فمن استكبر أدبر ومن فخللر‬
‫فجر ومن حمي أصر ومن أخللذته العصللبية جللار‬
‫فبئس المر بين إدبار وفجللور وإصللرار وشللعب‬
‫الطمع الفرح والمرح واللجاجة والتكبر فالفرح‬
‫مكللروه عنللد الللله والمللرح خيلء واللجاجللة بلء‬
‫لمللن اضللطرته إلللى حمللل الثللام والتكللبر لهللو‬
‫ولعب وشغل واستبدال الللذي هللو أدنللى بالللذي‬
‫هو خير فللذلك النفللاق ودعللائمه وشللعبه والللله‬
‫قاهر فوق عباده تعالى ذكره واستوت به مرته‬
‫واشللتدت قللوته وفاضللت بركتلله واستضللاءت‬
‫حكمته وفلجت حجته وخلص دينه وحقت كلمته‬
‫وسللبقت حسللناته وصللفت نسللبته وأقسللطت‬
‫موازينه وبلغت رسللالته وحضللرت حفظتلله ثللم‬
‫جعل السيئة ذنبللا والللذنب فتنللة والفتنللة دنسللا‬
‫وجعللل الحسللنى غنمللا والعتللبى توبللة والتوبللة‬
‫طهورا فمن تاب اهتدى ومن افتتن غوى ما لم‬
‫‪210‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يتب إلى الله ويعترف بذنبه ويصللدق بالحسللنى‬


‫ول يهلللك علللى الللله إل هالللك فللالله الللله مللا‬
‫أوسع ما لللديه مللن التوبللة والرحمللة والبشللرى‬
‫والحلم العظيم وما أنكر مللا لللديه مللن النكللال‬
‫والجحيللم والعللزة والقللدرة والبطللش الشللديد‬
‫فمن ظفر بطاعة الله اختللار كرامتلله ومللن لللم‬
‫يزل في معصية الللله ذاق وبيللل نقمتلله هنالللك‬
‫عقبى الدار‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليه السلللم( لكميللل بللن زيللاد‬
‫بعد أشياء ذكرها‪.‬‬
‫إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ‬
‫عنللي مللا أقللول لللك النللاس ثلثللة عللالم ربللاني‬
‫ومتعلم على سللبيل النجللاة وهمللج رعللاع أتبللاع‬
‫كل نللاعق يميلللون مللع كللل ريللح لللم يستضلليئوا‬
‫بنور العلم فيهتدوا ولم يلجئوا إلى ركللن وثيللق‬
‫فينجوا يا كميللل العلللم خيللر مللن المللال العلللم‬
‫يحرسللك وأنللت تحللرس المللال والمللال تفنيلله‬
‫النفقة والعلم يزكو على النفاق العلللم حللاكم‬
‫والمال محكوم عليلله يللا كميللل بللن زيللاد محبللة‬
‫العالم دين يدان به به يكسب النسللان الطاعللة‬
‫‪211‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في حياته وجميل الحدوثة بعد وفللاته ومنفعللة‬


‫المال تزول بزواللله مللات خللزان المللوال وهللم‬
‫أحياء والعلماء باقون مللا بقللي الللدهر أعيللانهم‬
‫مفقودة وأمثلتهم في القلوب موجللودة هللا إن‬
‫هاهنا لعلما جما وأشار إلى صدره لم أصللب للله‬
‫خزنة بلى أصيب لقنا غير مأمون مسللتعمل آلللة‬
‫الدين في طلب الدنيا يستظهر بحجج الله على‬
‫أوليللائه وبنعمللة الللله علللى معاصلليه أو منقللادا‬
‫لحملللة الحللق ل بصلليرة للله فللي أحنللائه ينقللدح‬
‫الشك في قلبه بأول عارض من شبهة اللهم ل‬
‫ذا ول ذاك أو منهوملللا بالللللذة سللللس القيلللاد‬
‫للشهوة أو مغرمللا بللالجمع والدخللار ليسللا مللن‬
‫رعللاة الللدين ول مللن ذوي البصللائر واليقيللن‬
‫أقرب شبها بهما النعام السائمة كللذلك يمللوت‬
‫العلم بموت حملتلله اللهللم بلللى ل يخلللو الرض‬
‫من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا‬
‫مغمللورا لئل تبطللل حجللج الللله وبينللاته ورواة‬
‫كتابه وأين أولئك هم القلون عددا العظمللون‬
‫قللدرا بهللم يحفللظ الللله حججلله حللتى يللودعه‬
‫نظراءهم ويزرعها فللي قلللوب أشللباههم هجللم‬
‫‪212‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بهم العلم على حقللائق اليمللان فباشللروا روح‬


‫اليقين واسللتلنوا مللا اسللتوعر منلله المللترفون‬
‫واستأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا‬
‫الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل العلى يللا‬
‫كميل أولئك أمناء الله في خلقه وخلفاؤه فللي‬
‫أرضه وسرجه فللي بلده والللدعاة إلللى دينلله وا‬
‫شوقاه إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك‪.‬‬
‫وصلليته )عليلله السلللم( لكميللل بللن زيللاد‬
‫مختصرة‪.‬‬
‫يا كميللل سللم كللل يللوم باسللم الللله وقللل ل‬
‫حول ول قوة إل بالله وتوكل على الله واذكرنا‬
‫وسللم بأسللمائنا وصللل علينللا وأدر بللذلك علللى‬
‫نفسك وما تحوطه عنايتك تكف شر ذلك اليللوم‬
‫إن شاء الله يا كميل إن رسول الله )صلى الله‬
‫عليه وآله( أدبه الله وهو )عليه السلم( أدبنللي‬
‫وأنللا أؤدب المللؤمنين وأورث الداب المكرميللن‬
‫يا كميل ما من علم إل وأنا أفتحه وما من سللر‬
‫إل والقائم )عليه السلم( يختمه يا كميل ذريللة‬
‫بعضها من بعض والله سميع عليللم يللا كميللل ل‬
‫تأخذ إل عنا تكن منا يا كميل مللا مللن حركللة إل‬
‫‪213‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأنت محتاج فيها إلى معرفة يا كميل إذا أكلت‬


‫الطعام فسم باسم الذي ل يضر مللع اسللمه داء‬
‫وفيه شللفاء مللن كللل السللواء يللا كميللل وآكللل‬
‫الطعام ول تبخل عليه فإنللك لللن تللرزق النللاس‬
‫شيئا والله يجزل لك الثواب بذلك أحسللن عليلله‬
‫خلقللك وابسللط جليسللك ول تتهللم خادمللك يللا‬
‫كميل إذا أكلت فطول أكلك ليستوفي من معك‬
‫ويللرزق منلله غيللرك يللا كميللل إذا اسللتوفيت‬
‫طعامك فاحمد الله على ما رزقك وارفع بللذلك‬
‫صللوتك يحمللده سللواك فيعظللم بللذلك أجللرك يللا‬
‫كميل ل توقرن معدتك طعاما ودع فيهللا للمللاء‬
‫موضعا وللريح مجال ول ترفع يدك من الطعللام‬
‫إل وأنلللت تشلللتهيه فلللإن فعللللت ذللللك فلللأنت‬
‫تستمرئه فللإن صللحة الجسللم مللن قلللة الطعللام‬
‫وقلة الماء يا كميل البركللة فللي مللال مللن آتللى‬
‫الزكاة وواسى المللؤمنين ووصللل القربيللن يللا‬
‫كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سللواه‬
‫من المؤمنين وكن بهللم أرأف وعليهللم أعطللف‬
‫وتصدق على المساكين يللا كميللل ل تللرد سللائل‬
‫ولللو مللن شللطر حبللة عنللب أو شللق تمللرة فللإن‬
‫‪214‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الصدقة تنمو عنللد الللله يللا كميللل أحسللن حليللة‬


‫المللؤمن التواضللع وجمللاله التعفللف وشللرفه‬
‫التفقه وعزه ترك القال والقيل يللا كميللل فللي‬
‫كل صنف قوم أرفع من قوم فإيللاك ومنللاظرة‬
‫الخسيس منهم وإن أسمعوك واحتمل وكن من‬
‫ه ُلو َ‬
‫ن‬ ‫م اْلجللا ِ‬ ‫الللذين وصللفهم الللله وِإذا خللاطَ ب َ ُ‬
‫ه ُ‬
‫سلم ا ً يا كميل قل الحللق علللى كللل حللال‬ ‫قاُلوا َ‬
‫وواد المتقيلللن واهجلللر الفاسلللقين وجلللانب‬
‫المنللافقين ول تصللاحب الخللائنين يللا كميللل ل‬
‫تطللللرق أبللللواب الظللللالمين للختلط بهللللم‬
‫والكتسلللاب معهلللم وإيلللاك أن تعظمهلللم وأن‬
‫تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك وإن‬
‫اضللطررت إلللى حضللورهم فللداوم ذكللر الللله‬
‫والتوكللل عليلله واسللتعذ بللالله مللن شللرورهم‬
‫وأطللرق عنهللم وأنكللر بقلبللك فعلهللم واجهللر‬
‫بتعظيم الله تسمعهم فإنللك بهللا تؤيللد وتكفللى‬
‫شرهم يا كميل إن أحب مللا تمتثللله العبللاد إلللى‬
‫الله بعد القرار به وبأوليائه التعفف والتحمللل‬
‫والصطبار يا كميل ل تر الناس إقتارك واصللبر‬
‫عليه احتسابا بعز وتسللتر يللا كميللل ل بللأس أن‬
‫‪215‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تعلللم أخللاك سللرك ومللن أخللوك أخللوك الللذي ل‬


‫يخذلك عند الشديدة ول يقعد عنك عند الجريرة‬
‫ول يدعك حللتى تسللأله ول يللذرك وأمللرك حللتى‬
‫تعلمه فإن كان مميل فأصلحه يا كميل المؤمن‬
‫مرآة المؤمن لنه يتأمله فيسللد فللاقته ويجمللل‬
‫حالته يا كميللل المؤمنللون إخللوة ول شلليء آثللر‬
‫عند كل أخ من أخيه يا كميل إن لم تحب أخللاك‬
‫فلست أخاه إن المؤمن من قللال بقولنللا فمللن‬
‫تخلف عنه قصر عنا ومن قصر عنا لم يلحق بنا‬
‫ومن لم يكللن معنللا ففللي الللدرك السللفل مللن‬
‫النار يا كميل كل مصدور ينفث فمن نفث إليك‬
‫منا بأمر أمرك بستره فإياك‬
‫أن تبديه وليس لك من إبللدائه توبللة وإذا لللم‬
‫يكن توبة فالمصير إلللى لظللى يللا كميللل إذاعللة‬
‫سر آل محمد )صلى الللله عليلله وآللله( ل يقبللل‬
‫منها ول يحتمل أحد عليها وما قللالوه فل تعلللم‬
‫إل مؤمنا موقنا يا كميل قللل عنللد كللل شللدة ل‬
‫حللول ول قللوة إل بللالله تكفهللا وقللل عنللد كللل‬
‫نعمة الحمد لله تزدد منهللا وإذا أبطللأت الرزاق‬
‫عليك فاستغفر الله يوسع عليك فيها يا كميللل‬
‫‪216‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫انج بوليتنا من أن يشركك الشيطان في مالك‬


‫وولدك يا كميل إنلله مسللتقر ومسللتودع فاحللذر‬
‫أن تكللون مللن المسللتودعين وإنمللا يسللتحق أن‬
‫يكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضللحة الللتي‬
‫ل تخرجللك إلللى عللوج ول تزيلللك عللن منهللج يللا‬
‫كميل ل رخصة في فرض ول شدة في نافلة يا‬
‫كميل إن ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر‬
‫من ذكرك ونعم الله عليللك أكللثر مللن عملللك يللا‬
‫كميل إنك ل تخلو من نعم الله عنللدك وعللافيته‬
‫إياك فل تخل مللن تحميللده وتمجيللده وتسللبيحه‬
‫وتقديسه وشكره وذكره على كل حال يا كميل‬
‫سللوا الّللل َ‬
‫ه‬ ‫ل تكللونن مللن الللذين قللال الللله ن َ ُ‬
‫م ونسبهم إلى الفسللق فهللم‬ ‫ه ْ‬‫س ُ‬ ‫م أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ف أ َْنسا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫فاسللقون يللا كميللل ليللس الشللأن أن تصلللي‬
‫وتصوم وتتصدق الشأن أن تكون الصلة بقلللب‬
‫نقللي وعمللل عنللد الللله مرضللي وخشللوع سللوي‬
‫وانظر فيما تصلي وعلى ما تصلي إن لللم يكللن‬
‫مللن وجهلله وحللله فل قبللول يللا كميللل اللسللان‬
‫ينزح من القلب والقلب يقللوم بالغللذاء فللانظر‬
‫فيما تغذي قلبللك وجسللمك فللإن لللم يكللن ذلللك‬
‫‪217‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حلل لم يقبل الله تسبيحك ول شكرك يا كميل‬


‫افهم واعلم أنا ل نرخص في ترك أداء المانلللة‬
‫لحد من الخلق فمن روى عني في ذلك رخصة‬
‫فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كللذب أقسللم‬
‫لسللمعت رسللول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫يقول لي قبل وفاته بساعة مللرارا ثلثللا يللا أبللا‬
‫الحسن أداء المانة إلى البر والفاجر فيما جللل‬
‫وقل حتى الخيط والمخيط يا كميللل ل غللزو إل‬
‫مع إمام عادل ول نفل إل مللن إمللام فاضللل يللا‬
‫كميل لو لم يظهر نبي وكان في الرض مؤمن‬
‫تقي لكان في دعائه إلى الله مخطئا أو مصلليبا‬
‫بل والله مخطئا حتى ينصبه الله لذلك ويللؤهله‬
‫له يا كميل الدين لللله فل يقبللل الللله مللن أحللد‬
‫القيام به إل رسللول أو نبيللا أو وصلليا يللا كميللل‬
‫هي نبوة ورسللالة وإمامللة وليللس بعللد ذلللك إل‬
‫موالين متبعين أو عامهين مبتدعين إنما يتقبل‬
‫الله من المتقين يا كميل إن الللله كريللم حليللم‬
‫عظيم رحيم دلنا على أخلقه وأمرنا بالخذ بها‬
‫وحمل الناس عليها فقد أديناها غيللر متخلفيللن‬
‫وأرسللللناها غيلللر منلللافقين وصلللدقناها غيلللر‬
‫‪218‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مكذبين وقبلناها غير مرتللابين يللا كميللل لسللت‬


‫والللله متملقللا حللتى أطللاع ول ممنيللا حللتى ل‬
‫أعصللى ول مللائل لطعللام العللراب حللتى أنحللل‬
‫إمرة المؤمنين وأدعى بها يا كميل إنمللا حظللي‬
‫من حظللي بللدنيا زائلللة مللدبرة ونحظللى بللآخرة‬
‫باقية ثابتة يا كميللل إن كل يصللير إلللى الخللرة‬
‫والللذي نرغللب فيلله منهللا رضللا الللله والللدرجات‬
‫العلى من الجنة التي يورثها مللن كللان تقيللا يللا‬
‫كميل من ل يسكن الجنللة فبشللره بعللذاب أليللم‬
‫وخللزي مقيللم يللا كميللل أنللا أحمللد الللله علللى‬
‫توفيقه وعلى كل حال إذا شئت فقم‪.‬‬
‫وصيته )عليلله السلللم( محمللد بللن أبللي بكللر‬
‫حين وله مصر‪.‬‬
‫هذا ما عهد عبللد الللله علللي أميللر المللؤمنين‬
‫إلى محمد بللن أبللي بكللر حيللن وله مصللر أمللره‬
‫بتقوى الللله والطاعللة للله فللي السللر والعلنيللة‬
‫وخللوف الللله فللي الغيللب والمشللهد وبللاللين‬
‫للمسلم وبالغلظة على الفللاجر وبالعللدل علللى‬
‫أهل الذمة وبإنصللاف المظلللوم وبالشللدة علللى‬
‫الظللالم وبللالعفو عللن النللاس وبالحسللان مللا‬
‫‪219‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اسلللتطاع واللللله يجلللزي المحسلللنين ويعلللذب‬


‫المجرمين وأمره أن يدعو من قبله إلى الطاعة‬
‫والجماعللة فللإن لهللم فللي ذلللك مللن العافيللة‬
‫وعظيلللم المثوبلللة ملللا ل يقلللدرون قلللدره ول‬
‫يعرفون كنهه وأمره أن يليللن لهللم جنللاحه وأن‬
‫يسللاوي بينهللم فللي مجلسلله ووجهلله ويكللون‬
‫القريب والبعيد عنده في الحق سواء وأمره أن‬
‫يحكم بين الناس بالعدل وأن يقيم بالقسط ول‬
‫يتبع الهوى ول يخاف في الللله لومللة لئم فللإن‬
‫الله مع من اتقاه وآثر طاعته وأمره علللى مللن‬
‫سواه وكتب عبيد الله بن أبي رافع‪.‬‬
‫ثللم كتللب إلللى أهللل مصللر بعللد مسلليره مللا‬
‫اختصرناه‪.‬‬
‫من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى محمللد‬
‫بن أبي بكر وأهل مصللر سلللم عليكللم أمللا بعللد‬
‫فقد وصل إلي كتابللك وفهمللت مللا سللألت عنلله‬
‫وأعجبنللي اهتمامللك بمللا ل بللد لللك منلله ومللا ل‬
‫يصلح المسلمين غيره وظننللت أن الللذي أخللرج‬
‫ذلك منك نية صالحة ورأي غير مدخول أما بعللد‬
‫فعليك بتقوى الله في مقامك ومقعدك وسرك‬
‫‪220‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وعلنيتك وإذا أنت قضيت بين النللاس فللاخفض‬


‫لهللم جناحللك وليللن لهللم جانبللك وابسللط لهللم‬
‫وجهك وآس بينهم في اللحظ والنظللر حللتى ل‬
‫يطمللع العظمللاء فللي حيفللك لهللم ول يللأيس‬
‫الضعفاء من عدلك عليهللم وأن تسللأل المللدعي‬
‫البينة وعلى المدعى عليه اليميللن ومللن صللالح‬
‫أخاه على صلح فأجز صلحه إل أن يكللون صلللحا‬
‫يحرم حلل أو يحلل حراما وآثر الفقهاء وأهللل‬
‫الصللدق والوفللاء والحيللاء والللورع علللى أهللل‬
‫الفجلللور والكلللذب والغلللدر وليكلللن الصلللالحون‬
‫البرار إخوانللك والفللاجرون الغللادرون أعللداءك‬
‫فللإن أحللب إخللواني إلللي أكللثرهم لللله ذكللرا‬
‫وأشدهم منه خوفا وأنللا أرجللو أن تكللون منهللم‬
‫إن شاء الله وإنللي أوصلليكم بتقللوى الللله فيمللا‬
‫أنتم عنلله مسللئولون وعمللا أنتللم إليلله صللائرون‬
‫ت‬ ‫س ِبمللا ك َ َ‬
‫س لب َ ْ‬ ‫فل ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫فإن الله قال في كتابه ك ُ ّ‬
‫ه وإ ِل َللى الل ّ ل ِ‬
‫ه‬ ‫سل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫م الل ّ ل ُ‬‫ح ذّ ُر ك ُ ُ‬‫ة وقال وي ُ َ‬ ‫هين َ ٌ‬‫َر ِ‬
‫َ‬
‫مللا‬
‫ع ّ‬ ‫ن َ‬‫عي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬
‫م أ ْ‬ ‫س ئ َل َن ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬‫و َر ب ّ َ‬‫ف َ‬ ‫صيُر وقال َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن فعليكم بتقوى الله فإنهللا تجمللع‬ ‫م ُلو َ‬
‫ع َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬
‫من الخير مللا ل يجمللع غيرهللا ويللدرك بهللا مللن‬
‫‪221‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخير ما ل يدرك بغيرها مللن خيللر الللدنيا وخيللر‬


‫وا ما ذا أ َْنللَز َ‬
‫ل‬ ‫ق ْ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫قي َ‬ ‫الخرة قال الله و ِ‬
‫َ‬
‫ه الدّ ْنيا‬ ‫ذ ِ‬‫في ه ِ‬ ‫س ُنوا ِ‬ ‫ح َ‬‫ن أ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫خ ْيرا ً ل ِل ّ ِ‬
‫م قاُلوا َ‬‫َر ب ّ ك ُ ْ‬
‫ن‬‫قيلل َ‬‫متّ ِ‬ ‫م داُر ال ْ ُ‬‫علل َ‬ ‫خ ْيللٌر ول َن ِ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫خ َر ِ‬ ‫ة وَلداُر اْل ِ‬‫سنَ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫اعلمللوا عبللاد الللله أن المتقيللن ذهبللوا بعاجللل‬
‫الخير وآجللله شللاركوا أهللل الللدنيا فللي دنيللاهم‬
‫ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم قال الله‬
‫ج‬ ‫ه ال ّ ت ِللي أ َ ْ‬
‫خ لَر َ‬ ‫ة الّللل ِ‬
‫زين َ ل َ‬
‫م ِ‬‫ح لّر َ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫عز وجل ُ‬
‫ق ْ‬
‫ق الية سكنوا الللدنيا‬ ‫ن الّر ْز ِ‬‫م َ‬‫ت ِ‬‫ه والطّ ّيبا ِ‬
‫عباِد ِ‬
‫لِ ِ‬
‫بأحسن مللا سللكنت وأكلوهللا بأحسللن مللا أكلللت‬
‫واعلملللوا عبلللاد اللللله أنكلللم إذا اتقيتلللم اللللله‬
‫وحفظتم نبيكم في أهله فقد عبدتموه بأفضللل‬
‫عبادته وذكرتمللوه بأفضللل مللا ذكللر وشللكرتموه‬
‫بأفضللل مللا شللكر وقللد أخللذتم بأفضللل الصللبر‬
‫والشكر واجتهللدتم بأفضللل الجتهللاد وإن كللان‬
‫غيركم أطول منكللم صلللة وأكللثر منكللم صللياما‬
‫وصدقة إذ كنتم أنتم أوفى لللله وأنصللح لوليللاء‬
‫الله ومن هللو ولللي المللر مللن آل رسللول الللله‬
‫)صلللى الللله عليلله وآللله( واحللذروا عبللاد الللله‬
‫الموت وقربه وكربه وسكراته وأعدوا للله عللدته‬
‫‪222‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فإنه يأتي بأمر عظيم بخيللر ل يكللون معلله شللر‬


‫وبشر ل يكون معه خيللر أبللدا فمللن أقللرب إلللى‬
‫الجنة من عاملها وأقرب إلللى النللار مللن أهلهللا‬
‫فللأكثروا ذكللر المللوت عنللد مللا تنللازعكم إليلله‬
‫أنفسكم فإني سمعت رسول الللله )صلللى الللله‬
‫عليلله وآللله( يقللول أكللثروا ذكللر هللادم اللللذات‬
‫واعلموا أن ما بعد الموت لمن لم يغفر الله له‬
‫ويرحمه أشد من الموت واعلم يللا محمللد أننللي‬
‫وليتللك أعظللم أجنللادي فللي نفسللي أهللل مصللر‬
‫وأنت محقوق‬
‫أن تخاف على نفسللك وأن تحللذر فيلله علللى‬
‫دينللك وإن لللم تكللن إل سللاعة مللن النهللار فللإن‬
‫استطعت أن ل تسخط ربك برضا أحد من خلقه‬
‫فافعل فإن في الللله خلفللا مللن غيللره ول فللي‬
‫شيء خلف من الللله اشللدد علللى الظللالم وخللذ‬
‫علللى يللديه ولللن لهللل الخيللر وقربهللم منللك‬
‫واجعلهللم بطانتللك وإخوانللك ثللم انظللر صلللتك‬
‫كيف هي فإنللك إمللام وليللس مللن إمللام يصلللي‬
‫بقوم فيكون في صلتهم تقصير إل كللان عليلله‬
‫أوزارهللم ول ينتقللص مللن صلللتهم شلليء ول‬
‫‪223‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يتممها إل كان له مثل أجورهم ول ينتقص مللن‬


‫أجورهم شيء وانظر الوضوء فإنه تمام الصلة‬
‫ول صلة لمن ل وضوء له واعلم أن كللل شلليء‬
‫من عملللك تللابع لصلللتك واعلللم أنلله مللن ضلليع‬
‫الصلة فإنه لغيللر الصلللة مللن شللرائع السلللم‬
‫أضلليع وإن اسللتطعتم يللا أهللل مصللر أن يصللدق‬
‫قللولكم فعلكللم وسللركم علنيتكللم ول تخللالف‬
‫ألسنتكم أفعللالكم فللافعلوا وقللال رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( إني ل أخاف على أمللتي‬
‫مؤمنللا ول مشللركا أمللا المللؤمن فيمنعلله الللله‬
‫بإيمللانه وأمللا المشللرك فيخزيلله الللله ويقمعلله‬
‫بشركه ولكنللي أخللاف عليكللم كللل منللافق حلللو‬
‫اللسان يقول مللا تعرفللون ويفعللل مللا تنكللرون‬
‫ليس به خفاء وقد قال النبي )صلى الللله عليلله‬
‫وآله( من سرته حسناته وساءته سلليئاته فللذلك‬
‫المؤمن حقا وكان يقول )صلى الله عليه وآله(‬
‫خصلتان ل يجتمعان فللي منللافق حسللن سللمت‬
‫وفقه في سنة واعلم يا محمد بن أبللي بكللر أن‬
‫أفضللل الفقلله الللورع فللي ديللن الللله والعمللل‬
‫بطاعة الله أعاننا الله وإياك على شكره وذكره‬
‫‪224‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأداء حقه والعمللل بطللاعته إنلله سللميع قريللب‬


‫واعلللم أن الللدنيا دار بلء وفنللاء والخللرة دار‬
‫بقاء وجزاء فللإن اسللتطعت أن تزيللن مللا يبقللى‬
‫على ما يفنى فافعل رزقنا الله بصر ما بصللرنا‬
‫وفهم ما فهمنللا حللتى ل نقصللر عمللا أمرنللا ول‬
‫نتعدى إلللى مللا نهانللا عنلله فللإنه ل بللد لللك مللن‬
‫نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك مللن الخللرة‬
‫أحللوج فللإن عللرض لللك أمللران أحللدهما للخللرة‬
‫والخر للدنيا فابدأ بأمر الخللرة وإن اسللتطعت‬
‫أن تعظم رغبتك في الخير وتحسللن فيلله نيتللك‬
‫فافعل فإن الله يعطي العبد على قدر نيتلله إذا‬
‫أحب الخير وأهله وإن لللم يفعللله كللان إن شللاء‬
‫الله كمن فعله ثم إني أوصيك بتقللوى الللله ثللم‬
‫بسبع خصال هن جوامللع السلللم تخشللى الللله‬
‫ول تخشى الناس في الله فإن خير القللول مللا‬
‫صدقه الفعل ول تقض في أمر واحد بقضللاءين‬
‫فيختلف عليك أمللرك وتللزل عللن الحللق وأحبللب‬
‫لعامة رعيتك ما تحب لنفسك وأهل بيتك واكره‬
‫لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتللك وألللزم الحجللة‬
‫عند الللله وأصلللح رعيتللك وخللض الغمللرات إلللى‬
‫‪225‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحق ول تخف في الله لومة لئم وأقم وجهللك‬


‫وانصللح للمللرء المسلللم إذا استشللارك واجعللل‬
‫نفسك أسوة لقريب المسلمين وبعيدهم وأمللر‬
‫بللالمعروف وانلله عللن المنكللر واصللبر علللى مللا‬
‫أصابك إن ذلك من عزم المور والسلللم عليللك‬
‫ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليلله السلللم( فللي الزهللد وذم‬
‫الدنيا وعاجلها‪.‬‬
‫إني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضللرة حفللت‬
‫بالشهوات وتحببللت بالعاجلللة وعمللرت بالمللال‬
‫وتزينللت بللالغرور ل تللدوم حبرتهللا ول تللؤمن‬
‫فجعتها غرارة ضرارة زائلة نافدة أكالللة غوالللة‬
‫ل تعدو إذا هي تناهت إلللى أمنيللة أهللل الرغبللة‬
‫فيها والرضا بها أن تكون كما قال الله سبحانه‬
‫خ ت َل َ َ‬ ‫كمللا ٍ َ‬
‫ت‬‫ه َنبللا ُ‬‫ط بِل ِ‬ ‫ء َ‬
‫فللا ْ‬ ‫سللما ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ء أ ن َْز ْلنللاهُ ِ‬
‫مل َ‬ ‫َ‬
‫اْل َر ض َ َ‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح وكا َ‬ ‫شيما ً ت َذْ ُروهُ الّريا ُ‬
‫ه ِ‬‫ح َ‬‫صبَ َ‬
‫فأ ْ‬ ‫ْ ِ‬
‫درا ً مللع أن امللرأ لللم يكللن‬ ‫م ْ‬
‫قتَل ِ‬ ‫ء ُ‬
‫ي ٍ‬
‫شل ْ‬ ‫على ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬
‫منها في حبرة إل أعقبته عللبرة ولللم يلللق مللن‬
‫سرائها بطنا إل منحته من ضللرائها ظهللرا ولللم‬
‫تطله فيها ديمة رخاء إل هتفت عليه مزنللة بلء‬
‫‪226‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إذا هي أصبحت منتصللرة أن تمسللي للله منكللرة‬


‫وإن جانب منها اعذوذب لمللرئ واحلللولى أمللر‬
‫عليه جانب منها فللأوبى وإن لبللس امللرؤ منهللا‬
‫في جناح أمن إل أصبح في أخوف خوف غرارة‬
‫غرور ما فيها فانية فان من عليها ل خيللر فللي‬
‫شلليء مللن زادهللا إل التقللوى مللن أقللل منهللا‬
‫استكثر مما يؤمنه ومن استكثر منها لم يدم له‬
‫وزال عمللا قليللل عنلله كللم مللن واثللق بهللا قللد‬
‫فجعته وذي طمأنينة إليها قد صرعته وذي حذر‬
‫قد خدعته وكم ذي أبهة فيها قد صيرته حقيللرا‬
‫وذي نخوة قد ردته جائعللا فقيللرا وكللم ذي تللاج‬
‫قد أكبته لليدين والفللم سلللطانها ذل وعيشللها‬
‫رنق وعللذبها أجللاج وحلوهللا صللبر حيهللا بعللرض‬
‫موت وصللحيحها بعللرض سللقم ومنيعهللا بعللرض‬
‫اهتضللام وملكهللا مسلللوب وعزيزهللا مغلللوب‬
‫وأمنها منكوب وجارها محروب ومللن وراء ذلللك‬
‫سلللكرات الملللوت وزفراتللله وهلللول المطللللع‬
‫والوقوف بين يدي الحاكم العدل ليجزي الللذين‬
‫أسللاءوا بمللا عملللوا ويجللزي الللذين أحسللنوا‬
‫بالحسنى أ لستم في مساكن مللن كللان أطللول‬
‫‪227‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫منكللم أعمللارا وأبيللن آثللارا وأعللد منكللم عديللدا‬


‫وأكثف منكم جنودا وأشللد منكللم عنللودا تعبللدوا‬
‫للدنيا أي تعبد وآثروها أي إيثار ثم ظعنوا عنها‬
‫بالصغار أ فهذه تؤثرون أم على هذه تحرصللون‬
‫د‬
‫ري ل ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ن كللا َ‬ ‫ملل ْ‬ ‫أم إليها تطمئنللون يقللول الللله َ‬
‫م‬ ‫عمللال َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م أَ ْ‬‫هلل ْ‬ ‫و ّ َ‬
‫ف إ ِل ي ْ ِ‬ ‫زين ََتهللا ُنلل َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حيللاةَ ال لدّ ْنيا و ِ‬
‫س‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ئ‬ ‫خ سون ُ‬
‫أول‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فيها ل ي ُب ْ َ ُ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬‫فيها و ُ‬ ‫ِ‬
‫فيها‬‫عوا ِ‬
‫صنَ ُ‬ ‫حبِ َ‬
‫ط ما َ‬ ‫ة إ ِّل الّناُر و َ‬ ‫في اْل ِ‬
‫خ َر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه ْ‬
‫ن فبئست الدار لمن لللم‬ ‫م ُلو َ‬
‫ع َ‬
‫ل ما كاُنوا ي َ ْ‬ ‫وباطِ ٌ‬
‫يتهيبهللا ولللم يكللن فيهللا علللى وجللل واعلمللوا‬
‫وأنتم تعلمون أنكم تاركوها ل بد وإنما هي كما‬
‫م‬ ‫خ ٌر ب َي ْن َ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ة وَتفللا ُ‬
‫زيَنلل ٌ‬ ‫و و ِ‬ ‫ب ول َ ْ‬
‫هلل ٌ‬ ‫نعللت الللله ل َ ِ‬
‫علل ٌ‬
‫ول ِد فللاتعظوا فيهللا‬ ‫فللي اْل َمللوال واْل َ‬ ‫و َتكللاث ٌُر ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫بالللذين كللانوا يبنللون بكللل ريللع آيللة يعبثللون‬
‫ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون وبالللذين قللالوا‬
‫مللن أشللد منللا قللوة واتعظللوا بمللن رأيتللم مللن‬
‫إخوانكم كيف حملوا إلللى قبللورهم ول يللدعون‬
‫ركبانا وأنزلوا ول يللدعون ضلليفانا وجعللل لهللم‬
‫من الضللريح أكنللان ومللن الللتراب أكفللان ومللن‬
‫الرفات جيران فهم جيرة ل يجيبللون داعيللا ول‬
‫‪228‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يمنعون ضيما ل يزورون ول يزارون حلماء قللد‬


‫بللارت أضللغانهم جهلء قللد ذهبللت أحقللادهم ل‬
‫تخشى فجعتهم ول يرجى دفعهم وهم كمن لم‬
‫م‬‫م لَ ْ‬
‫ه ْ‬‫مساك ِن ُ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ف ت ِل ْ َ‬
‫يكن وكما قال الله سبحانه َ‬
‫ن‬
‫ر ِثي َ‬‫ن اْلوا ِ‬ ‫ق ِليًل وك ُّنا ن َ ْ‬
‫ح ُ‬ ‫م إ ِّلل َ‬
‫ه ْ‬
‫د ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫سك َ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫اسللتبدلوا بظهللر الرض بطنللا وبالسللعة ضلليقا‬
‫وبالهللل غربللة وبللالنور ظلمللة جاءوهللا كمللا‬
‫فارقوها حفاة عراة قد ظعنوا منهللا بأعمللالهم‬
‫إلى الحياة الدائمة وإلى خلللود أبللد يقللول الللله‬
‫عللدا ً‬
‫و ْ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫عي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫كما ب د ْأنا أ َ‬ ‫تبارك وتعالى َ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ع ل َْينا إ ِّنا ك ُّنا فا ِ‬
‫ع ِلي َ‬ ‫َ‬
‫خطبته )عليه السلم( عند ما أنكر عليه قوم‬
‫تسويته بين الناس في الفيء‪.‬‬
‫أما بعد أيهللا النللاس فإنللا نحمللد ربنللا وإلهنللا‬
‫وولي النعمة علينا ظللاهره وبللاطنه بغيللر حللول‬
‫منا ول قللوة إل امتنانللا علينللا وفضللل ليبلونللا أ‬
‫نشكر أم نكفر فمن شكر زاده ومن كفر عللذبه‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له أحدا‬
‫صللمدا وأشللهد أن محمللدا عبللده ورسللوله بعثلله‬
‫رحمللة للعبللاد والبلد والبهللائم والنعللام نعمللة‬
‫‪229‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أنعم بها ومنا وفضللل )صلللى الللله عليلله وآللله(‬


‫فأفضللل النللاس أيهللا النللاس عنللد الللله منزلللة‬
‫وأعظمهم عند الله خطللرا أطللوعهم لمللر الللله‬
‫وأعملهم بطاعة الله وأتبعهم لسنة رسول الله‬
‫)صلللى الللله عليلله وآللله( وأحيللاهم لكتللاب الللله‬
‫فليللس لحللد مللن خلللق الللله عنللدنا فضللل إل‬
‫بطاعة الله وطاعة رسوله واتبللاع كتللابه وسللنة‬
‫نبيه )صلى الله عليه وآله( هذا كتاب الللله بيللن‬
‫أظهرنا وعهد نبي الله وسيرته فينللا ل يجهلهللا‬
‫إل جاهل مخالف معاند عن الله عز وجل يقول‬
‫ر وأ ُْنللثى‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬
‫قنا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫نا‬‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫نا‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الله يا أ َ‬
‫فوا إ ن أ َ‬ ‫عوبا ً و َ‬
‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬
‫َ َ ْ‬‫م‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ِ ّ‬ ‫ل ل َِتعاَر ُ‬‫قبائ ِ َ‬ ‫ش ُ‬‫م ُ‬ ‫ع ْلناك ُ ْ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬
‫ع ن ْد الل ّ َ‬
‫م فمن اتقى الله فهو الشللريف‬ ‫ه أ ْتقاك ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬
‫المكللرم المحللب وكللذلك أهللل طللاعته وطاعللة‬
‫م‬‫ن ك ُن ُْتلل ْ‬
‫رسللول الللله يقللول الللله فللي كتللابه إ ِ ْ‬
‫ف ْر ل َك ُل ْ‬
‫م‬ ‫غ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه وي َ ْ‬ ‫ح ب ِب ْك ُ ُ‬
‫عوِني ي ُ ْ‬
‫فات ّ ب ِ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ح ّبو َ‬
‫تُ ِ‬
‫ّ‬ ‫حيم وقللال أ َ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫للل‬ ‫ال‬ ‫لوا‬‫عل‬
‫ُ‬ ‫طي‬
‫ِ‬ ‫فوٌر َر ِ ٌ‬ ‫غ ُ‬‫ه َ‬ ‫م والل ّ ُ‬‫ذُ ُنوب َك ُ ْ‬
‫ب‬ ‫حللل ّ‬‫ه ل يُ ِ‬ ‫ن الّلللل َ‬ ‫وا َ‬
‫فلللإ ِ ّ‬ ‫و ّلللل ْ‬
‫ن تَ َ‬ ‫ل َ‬
‫فلللإ ِ ْ‬ ‫سلللو َ‬‫والّر ُ‬
‫ن ثللم صللاح بللأعلى صللوته يللا معاشللر‬
‫ري َ‬ ‫ا ْلكللا ِ‬
‫ف ِ‬
‫المهاجرين والنصللار ويللا معاشللر المسلللمين أ‬
‫‪230‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تمنون على الله وعلى رسوله بإسلللمكم ولللله‬


‫ولرسوله المن عليكم إن كنتم صادقين ثم قال‬
‫أل إنه من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنللا وشللهد‬
‫أن ل إللله إل الللله وأن محمللدا عبللده ورسللوله‬
‫أجرينللا عليلله أحكللام القللرآن وأقسللام السلللم‬
‫ليللس لحللد علللى أحللد فضللل إل بتقللوى الللله‬
‫وطلللاعته جعلنلللا اللللله وإيلللاكم ملللن المتقيلللن‬
‫وأوليائه وأحبائه الذين ل خوف عليهللم ول هللم‬
‫يحزنون ثم قال أل إن هذه الدنيا التي أصبحتم‬
‫تتمنونهللا وترغبللون فيهللا وأصللبحت تعظكللم‬
‫وترميكلللم ليسلللت بلللداركم ول منزلكلللم اللللذي‬
‫خلقتم له ول الذي دعيتم إليه أل وإنهللا ليسللت‬
‫بباقية لكم ول تبقون عليها فل يغرنكم عاجلها‬
‫فقلللد حلللذرتموها ووصلللفت لكلللم وجربتموهلللا‬
‫فأصبحتم ل تحمدون عاقبتها فسابقوا رحمكللم‬
‫الله إلى منازلكم التي أمرتم أن تعمروها فهي‬
‫العللامرة الللتي ل تخللرب أبللدا والباقيللة الللتي ل‬
‫تنفد رغبكم الله فيها ودعاكم إليها وجعل لكللم‬
‫الثللواب فيهللا فللانظروا يللا معاشللر المهللاجرين‬
‫والنصار وأهللل ديللن الللله مللا وصللفتم بلله فللي‬
‫‪231‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كتاب الله ونزلتللم بلله عنللد رسللول الللله )صلللى‬


‫الله عليه وآله( وجاهدتم عليه فيما فضلللتم بلله‬
‫بالحسب والنسللب أم بعمللل وطاعللة فاسللتتموا‬
‫نعملله عليكللم رحمكللم الللله بالصللبر لنفسللكم‬
‫والمحافظللة علللى مللن اسللتحفظكم الللله مللن‬
‫كتللابه أل وإنلله ل يضللركم تواضللع شلليء مللن‬
‫دنياكم بعللد حفظكللم وصللية الللله والتقللوى ول‬
‫ينفعكم شيء حللافظتم عليلله مللن أمللر دنيللاكم‬
‫بعد تضييع مللا أمرتللم بلله مللن التقللوى فعليكللم‬
‫عبللاد الللله بالتسللليم لمللره والرضللا بقضللائه‬
‫والصبر على بلئه فأما هذا الفيء فليس لحللد‬
‫فيه على أحد أثرة قد فرغ الللله عللز وجللل مللن‬
‫قسلللمه فهلللو ملللال اللللله وأنتلللم عبلللاد اللللله‬
‫المسلمون وهللذا كتللاب الللله بلله أقررنللا وعليلله‬
‫شللهدنا وللله أسلللمنا وعهللد نبينللا بيللن أظهرنللا‬
‫فسلللموا رحمكللم الللله فمللن لللم يللرض بهللذا‬
‫فليتللول كيللف شللاء فللإن العامللل بطاعللة الللله‬
‫والحاكم بحكم الله ل وحشة عليه أولئك الللذين‬
‫ل خللوف عليهللم ول هللم يحزنللون أولئك هللم‬
‫المفلحون ونسأل الللله ربنللا وإلهنللا أن يجعلنللا‬
‫‪232‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وإيللاكم مللن أهللل طللاعته وأن يجعللل رغبتنللا‬


‫ورغبتكم فيما عنده أقول ما سمعتم وأسللتغفر‬
‫الله لي ولكم‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليه السلم( فللي وضللع المللال‬
‫مواضعه‪.‬‬
‫لمللا رأت طائفللة مللن أصللحابه بصللفين مللا‬
‫يفعللله معاويللة بمللن انقطللع إليلله وبللذله لهللم‬
‫المللوال والنللاس أصللحاب دنيللا قللالوا لميللر‬
‫المللؤمنين )عليلله السلللم( أعللط هللذا المللال‬
‫وفضل الشللراف ومللن تخللوف خلفلله وفراقلله‬
‫حتى إذا استتب لك ما تريد عدت إلى أحسن ما‬
‫كنللت عليلله مللن العللدل فللي الرعيللة والقسللم‬
‫بالسللوية فقللال أ تللأمروني أن أطلللب النصللر‬
‫بللالجور فيمللن وليللت عليلله مللن أهللل السلللم‬
‫والله ل أطور به ما سمر به سمير وما أم نجللم‬
‫في السماء نجما ولو كان مالهم مالي لسللويت‬
‫بينهم فكيف وإنما هي أموالهم ثللم أزم طللويل‬
‫ساكتا ثم قال من كان له مال فإيللاه والفسللاد‬
‫فللإن إعطللاءك المللال فللي غيللر وجهلله تبللذير‬
‫وإسللراف وهللو يرفللع ذكللر صللاحبه فللي النللاس‬
‫‪233‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويضعه عند الله ولم يضع امللرؤ مللاله فللي غيللر‬


‫حقه وعند غيللر أهللله إل حرملله شللكرهم وكللان‬
‫خيره لغيره فإن بقي معه منهم من يريلله الللود‬
‫ويظهر له الشكر فإنما هللو ملللق وكللذب وإنمللا‬
‫يقرب لينال من صللاحبه مثللل الللذي كللان يللأتي‬
‫إليه قبل فإن زلت بصاحبه النعللل واحتللاج إلللى‬
‫معللونته ومكافللأته فأشللر خليللل وألم خللدين‬
‫مقالة جهال ما دام عليهم منعما وهو عللن ذات‬
‫الله بخيل فأي حظ أبور وأخس من هللذا الحللظ‬
‫وأي معلللروف أضللليع وأقلللل علللائدة ملللن هلللذا‬
‫المعروف فمللن أتللاه مللال فليصللل بلله القرابللة‬
‫وليحسن به الضيافة وليفك به العاني والسللير‬
‫وليعللن بلله الغللارمين وابللن السللبيل والفقللراء‬
‫والمهلللاجرين وليصلللبر نفسللله عللللى الثلللواب‬
‫والحقوق فإنه يحوز بهذه الخصللال شللرفا فللي‬
‫الدنيا ودرك فضائل الخرة‪.‬‬
‫وصفه )عليه السلم( الدنيا للمتقين‬
‫قال جابر بن عبد الله النصاري كنا مع أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( بالبصرة فلما فرغ من‬
‫قتال مللن قللاتله أشللرف علينللا مللن آخللر الليللل‬
‫‪234‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقال ما أنتم فيه فقلنللا فللي ذم الللدنيا فقللال‬


‫على م تذم الدنيا يا جابر ثللم حمللد الللله وأثنللى‬
‫عليه وقال أما بعد فما بال أقوام يذمون الدنيا‬
‫انتحلللوا الزهللد فيهللا الللدنيا منللزل صللدق لمللن‬
‫صللدقها ومسللكن عافيللة لمللن فهللم عنهللا ودار‬
‫غنى لمن تزود منها مسجد أنبياء الللله ومهبللط‬
‫وحيه ومصلى ملئكتلله ومسللكن أحبللائه ومتجللر‬
‫أوليللائه اكتسللبوا فيهللا الرحمللة وربحللوا منهللا‬
‫الجنة فمللن ذا يللذم الللدنيا يللا جللابر وقللد آذنللت‬
‫ببينها ونادت بانقطاعها ونعت نفسها بللالزوال‬
‫ومثلللت ببلئهللا البلء وشللوقت بسللرورها إلللى‬
‫السرور وراحت بفجيعة وابتكرت بنعمة وعافية‬
‫ترهيبا وترغيبا يذمها قوم عند الندامة خدمتهم‬
‫جميعا فصدقتهم وذكرتهم فللذكروا ووعظتهللم‬
‫فللللاتعظوا وخللللوفتهم فخللللافوا وشللللوقتهم‬
‫فاشتاقوا فأيهللا الللذام للللدنيا المغللتر بغرورهللا‬
‫مللتى اسللتذمت إليللك بللل مللتى غرتللك بنفسللها‬
‫بمصارع آبللائك مللن البلللى أم بمضللاجع أمهاتللك‬
‫مللن الللثرى كللم مرضللت بيللديك وعللللت بكفيللك‬
‫تستوصف لهم الدواء وتطلب لهللم الطبللاء لللم‬
‫‪235‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تدرك فيه طلبتك ولم تسعف فيلله بحاجتللك بللل‬


‫مثلت الللدنيا بلله نفسللك وبحللاله حالللك غللداة ل‬
‫ينفعك أحباؤك ول يغني عنك نداؤك حين يشتد‬
‫ملللن المللوت أعلللالين المللرض وأليللم لوعللات‬
‫المضض حين ل ينفع الليللل ول يللدفع العويللل‬
‫يحفللز بهللا الحيللزوم ويغللص بهللا الحلقللوم ل‬
‫يسللمعه النللداء ول يروعلله الللدعاء فيللا طللول‬
‫الحزن عنللد انقطللاع الجللل ثللم يللراح بلله علللى‬
‫شرجع نقله أكف أربع فيضللجع فللي قللبره فللي‬
‫لبللث وضلليق جللدث فللذهبت الجللدة وانقطعللت‬
‫المللدة ورفضللته العطفللة وقطعتلله اللطفللة ل‬
‫تقاربه الخلء ول يلم به الزوار ول اتسقت بلله‬
‫الدار انقطع دونه الثللر واسللتعجم دونلله الخللبر‬
‫وبكرت ورثته فاقتسمت تركتلله ولحقلله الحللوب‬
‫وأحاطت به الذنوب فإن يكن قللدم خيللرا طللاب‬
‫مكسبه وإن يكن قدم شللرا تللب منقلبلله وكيللف‬
‫ينفللع نفسللا قرارهللا والمللوت قصللارها والقللبر‬
‫مزارها فكفى بهذا واعظا كفى يللا جللابر امللض‬
‫معي فمضيت معه حتى أتينللا القبللور فقللال يللا‬
‫أهل التربة ويا أهللل الغربللة أمللا المنللازل فقللد‬
‫‪236‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫سللكنت وأمللا المللواريث فقللد قسللمت وأمللا‬


‫الزواج فقد نكحت هذا خبر ما عندنا فمللا خللبر‬
‫ما عندكم ثم أمسك عنللي مليللا ثللم رفللع رأسلله‬
‫فقال والذي أقل السماء فعلت وسللطح الرض‬
‫فللدحت لللو أذن للقللوم فللي الكلم لقللالوا إنللا‬
‫وجدنا خير الللزاد التقللوى ثللم قللال يللا جللابر إذا‬
‫شئت فارجع‪.‬‬
‫ذكلللره )عليللله السللللم( اليملللان والرواح‬
‫واختلفها‪.‬‬
‫أتللاه رجللل فقللال للله إن أناسللا يزعمللون أن‬
‫العبد ل يزني وهو مؤمن ول يشرب الخمر وهو‬
‫مؤمن ول يأكل الربا وهو مؤمن ول يسفك دما‬
‫حراما وهو مؤمن فقد كبر هذا علي وحرج منه‬
‫صدري حللتى أزعللم أن هللذا العبللد الللذي يصلللي‬
‫ويواريني وأواريه أخرجه من اليمان مللن أجللل‬
‫ذنب يسير أصابه فقال )عليه السلللم( صللدقك‬
‫أخوك إني سمعت رسول الله )صلى الله عليلله‬
‫وآله( يقول خلق الله الخلق على ثلث طبقللات‬
‫ب‬ ‫فللأنزلهم ثلث منللازل فللذلك قللوله َ َ‬
‫صللحا ُ‬ ‫فأ ْ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْم ي م ن َة ما أ َصحاب ال ْم ي م ن َة وأ َ‬
‫م ِ‬‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ش‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫صحا‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ِ‬
‫‪237‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫َ‬
‫ن‬
‫قو َ‬‫سللاب ِ ُ‬
‫ن ال ّ‬ ‫سللاب ِ ُ‬
‫قو َ‬ ‫ة وال ّ‬ ‫ش لئ َ َ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ َ‬
‫صللحا ُ‬ ‫مللا أ ْ‬
‫ن فأما ما ذكللره الللله جللل وعللز‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق ّر ُبو َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫أول‬
‫من السابقين السابقين فإنهم أنبياء مرسلللون‬
‫وغير مرسلللين جعللل الللله فيهللم خمسللة أرواح‬
‫روح القللدس وروح اليمللان وروح القللوة وروح‬
‫الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء‬
‫مرسللللين وبلللروح اليملللان عبلللدوا اللللله وللللم‬
‫يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهللدوا عللدوهم‬
‫وعالجوا معايشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيلللذ‬
‫المطعم والمشرب ونكحللوا الحلل مللن النسللاء‬
‫وبروح البدن دبوا ودرجوا فهللؤلء مغفللور لهللم‬
‫ضللْلنا‬ ‫ف ّ‬‫ل َ‬ ‫س ُ‬‫ك الّر ُ‬ ‫مصفوح عن ذنبهم ثم قال ت ِل ْ َ‬
‫ع‬
‫فلل َ‬‫ه وَر َ‬ ‫م الّللل ُ‬ ‫ن ك َّللل َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫منْ ُ‬
‫ض ِ‬ ‫ع ٍ‬ ‫على ب َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ض ُ‬‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫م‬‫م ْر ي َللل َ‬
‫ن َ‬ ‫سلللى اب ْللل َ‬ ‫عي َ‬ ‫ت وآت َْينللا ِ‬ ‫م دَ َرجللا ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضللل ُ‬‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫س ثللم قللال فللي‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫دناهُ ب ِ لُروح ال ْ‬ ‫ل‬
‫يل‬ ‫ال ْب ينللات وأ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ّ‬
‫ه يقول أكرمهم بهللا‬ ‫جماعتهم وأ َ‬
‫منْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫وفضلهم على سواهم فهؤلء مغفللور لهللم ثللم‬
‫ذكللر أصللحاب الميمنللة وهللم المؤمنللون حقللا‬
‫بأعيانهم فجعل فيهم أربعة أرواح روح اليمان‬
‫وروح القلللوة وروح الشلللهوة وروح البلللدن فل‬
‫‪238‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يزال العبد مستكمل هذه الرواح الربعللة حللتى‬


‫تأتي عليه حالت فقال وما هذه الحالت فقال‬
‫علي )عليه السلم( أمللا أولهللن فمللا قللال الللله‬
‫وم ن ْك ُم م ن ي ر د إلى أ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫علَ َ‬
‫ر ل ِك َْيل ي َ ْ‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْيئا ً فهذا تنقللص منلله جميللع الرواح‬ ‫ع ل ْم ٍ َ‬
‫د ِ‬
‫ع ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫وليس بالذي يخرج من اليمان لن الله الفاعل‬
‫به ذلللك وراده إلللى أرذل العمللر فهللو ل يعللرف‬
‫للصلللة وقتللا ول يسللتطيع التهجللد بالليللل ول‬
‫الصيام بالنهار فهذا نقصللان مللن روح اليمللان‬
‫وليس بضاره شلليئا إن شللاء الللله وتنقللص منلله‬
‫روح الشهوة فلو مرت بلله أصللبح بنللات آدم مللا‬
‫حن إليها وتبقى فيه روح البدن فهو يللدب بهللا‬
‫ويدرج حتى يأتيه الموت فهللذا بحللال خيللر الللله‬
‫الفاعل به ذلك وقد تأتي عليه حالت في قوته‬
‫وشللبابه يهللم بللالخطيئة فتشللجعه روح القللوة‬
‫وتزين له روح الشهوة وتقوده روح البدن حتى‬
‫توقعه فللي الخطيئة فللإذا لمسللها تفصللى مللن‬
‫اليمان وتفصى اليمان منه فليللس بعللائد أبللدا‬
‫أو يتوب فإن تاب وعرف الولية تاب الله عليلله‬
‫وإن عاد فهو تارك للولية أدخله الله نار جهنم‬
‫‪239‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأما أصحاب المشللأمة فهللم اليهللود والنصللارى‬


‫ب‬‫كتللا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ُ‬‫ن آت َْينللا ُ‬ ‫ذي َ‬‫يقللول الللله سللبحانه اّللل ِ‬
‫ه يعنللي محمللدا والوليللة فللي التللوراة‬ ‫فللون َ ُ‬‫ر ُ‬‫ع ِ‬‫يَ ْ‬
‫م فللي منللازلهم‬ ‫ه ْ‬‫ن أ َْبنللاءَ ُ‬ ‫فللو َ‬ ‫ر ُ‬
‫ع ِ‬ ‫والنجيل َ‬
‫كما ي َ ْ‬
‫ن‬
‫مللو َ‬‫علَ ُ‬ ‫م يَ ْ‬‫ه ْ‬‫ق و ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مو َ‬ ‫م ل َي َك ْت ُ ُ‬‫ه ْ‬ ‫ريقا ً ِ‬
‫منْ ُ‬ ‫ن َ‬
‫ف ِ‬ ‫وإ ِ ّ‬
‫ن فلمللا‬
‫ريل َ‬
‫متَ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫مل َ‬
‫ن ِ‬ ‫فل ت َ ُ‬
‫كون َ ّ‬ ‫ن َر ب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ّ‬
‫جحدوا ما عرفللوا ابتلهللم الللله بللذلك فسلللبهم‬
‫روح اليمان وأسللكن أبللدانهم ثلثللة أرواح روح‬
‫القوة وروح الشهوة وروح البللدن ثللم أضللافهم‬
‫كاْل َْنعللام ِ لن‬
‫م إ ِّل َ‬
‫هلل ْ‬
‫ن ُ‬
‫إلللى النعللام فقللال إ ِ ْ‬
‫الدابة تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة‬
‫وتسللير بللروح البللدن قللال للله السللائل أحييللت‬
‫قلبي‪.‬‬
‫وصيته )عليه السلم( لزياد بللن النضللر حيللن‬
‫أنفذه على مقدمته إلى صفين‪.‬‬
‫اتق الله في كل ممسى ومصبح وخف علللى‬
‫نفسك الغرور ول تأمنها علللى حللال مللن البلء‬
‫واعلم أنللك إن لللم تللزع نفسللك عللن كللثير ممللا‬
‫تحب مخافللة مكروهلله سللمت بللك الهللواء إلللى‬
‫كثير من الضر حتى تظعن فكن لنفسللك مانعللا‬
‫‪240‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وازعا عن الظلم والغي والبغللي والعللدوان قللد‬


‫وليتللك هللذا الجنللد فل تسللتذلنهم ول تسللتطل‬
‫عليهم فإن خيركللم أتقللاكم تعلللم مللن عللالمهم‬
‫وعلم جاهلهم واحلم عن سللفيههم فإنللك إنمللا‬
‫تللدرك الخيللر بللالعلم وكللف الذى والجهللل ثللم‬
‫أردفلله بكتللاب يوصلليه فيلله ويحللذره اعلللم أن‬
‫مقدملللة القلللوم عيلللونهم وعيلللون المقدملللة‬
‫طلئعهم فإذا أنت خرجت من بلدك ودنوت من‬
‫عللدوك فل تسللأم مللن تللوجيه الطلئع فللي كللل‬
‫ناحيللة وفللي بعللض الشللعاب والشللجر والخمللر‬
‫وفي كل جانب حتى ل يغيركم عللدوكم ويكللون‬
‫لكم كمين ول تسير الكتائب والقبائل من لللدن‬
‫الصباح إلى المساء إل تعبئة فللإن دهمكللم أمللر‬
‫أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعللبئة‬
‫وإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم فليكللن معسللكركم‬
‫في إقبللال الشللراف أو فللي سللفاح الجبللال أو‬
‫أثناء النهار كيما يكون لكم ردءا ودونكللم مللردا‬
‫ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد واثنين واجعلللوا‬
‫رقباءكم في صياصي الجبال وبأعلى الشراف‬
‫وبمناكب النهار يللريئون لكللم لئل يللأتيكم عللدو‬
‫‪241‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مللن مكللان مخافللة أو أمللن وإذا نزلتللم فللانزلوا‬


‫جميعا وإذا رحلتم فارحلوا جميعللا وإذا غشلليكم‬
‫الليلللل فنزلتلللم فحفلللوا عسلللكركم بالرملللاح‬
‫والترسة واجعلوا رمللاتكم يلللوون ترسللتكم كيل‬
‫تصاب لكم غرة ول تلقللى لكللم غفلللة واحللرس‬
‫عسللكرك بنفسللك وإيللاك أن ترقللد أو تصللبح إل‬
‫غرارا أو مضمضة ثم ليكللن ذلللك شللأنك ودأبللك‬
‫حللتى تنتهللي إلللى عللدوك وعليللك بالتللأني فللي‬
‫حربللك وإيللاك والعجلللة إل أن تمكنللك فرصللة‬
‫وإياك أن تقاتل إل أن يبللدءوك أو يأتيللك أمللري‬
‫والسلم عليك ورحمة الله‬
‫وصفه )عليه السلم( لنقلة الحديث‪.‬‬
‫قال له سليم بن قيس إني سللمعت سلللمان‬
‫وأبا ذر والمقداد يتحللدثون بأشللياء مللن تفسللير‬
‫القرآن والحاديث والروايات عللن رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( ثم سمعت منللك تصللديق‬
‫ذلك ورأيت في أيدي النللاس أشللياء كللثيرة مللن‬
‫تفسلللير القلللرآن والحلللاديث والروايلللات علللن‬
‫رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله( يخالفونهللا‬
‫فيكللذب النللاس متعمللدين ويفسللرون القللرآن‬
‫‪242‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بآرائهم فقال أميللر المللؤمنين )عليلله السلللم(‬


‫قد سألت فافهم الجواب إن فللي أيللدي النللاس‬
‫حقا وبللاطل وصللدقا وكللذبا وناسللخا ومنسللوخا‬
‫وعاما وخاصا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما‬
‫وقد كذب علللى رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( في حياته كللذبا كللثيرا حللتى قللام خطيبللا‬
‫فقال أيها النللاس قللد كللثر علللي الكذابللة فمللن‬
‫كللذب علللي متعمللدا فليتبللوأ مقعللده مللن النللار‬
‫وكللذلك كللذب عليلله بعللده إنمللا أتللاك بالحللديث‬
‫أربعللة ليللس لهللم خللامس رجللل منللافق يظهللر‬
‫اليمان متصنع بالسلم ل يتأثم ول يتحللرج أن‬
‫يكذب على رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫متعمدا ولو علللم النللاس أنلله منللافق كللذاب لللم‬
‫يقبلللوا منلله ولللم يصللدقوه ولكنهللم قللالوا قللد‬
‫صحب رسول الله )صلى الله عليلله وآللله( ورآه‬
‫وسمع منه فأخذوا منلله وهللم ل يعرفللون حللاله‬
‫وقد أخبر الله جل وعز عن المنافقين بما أخبر‬
‫م‬ ‫َ‬
‫هللل ْ‬ ‫ووصلللفهم بأحسلللن الهيئة فقلللال ِإذا َر أ ي ْت َ ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫قول ُ‬
‫ُ‬ ‫ك أَ‬
‫جبُ َ‬
‫ه ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫لوا‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫جسا‬
‫ْ‬ ‫ع ِ‬
‫تُ ْ‬
‫ثم تفرقوا من بعده وبقللوا واختلفللوا وتقربللوا‬
‫‪243‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إلللى أئمللة الضللللة والللدعاة إلللى النللار بللالزور‬


‫والكللذب فولللوهم العمللال والحكللام والقضللاء‬
‫وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم اللللدنيا‬
‫وقد علمت أن الناس مللع الملللوك أتبللاع الللدنيا‬
‫وهي غايتهم التي يطلبللون إل مللن عصللم الللله‬
‫فهللذا أحللد الربعللة والثللاني رجللل سللمع مللن‬
‫رسول الله شيئا ووهم فيه ولللم يحفظلله علللى‬
‫وجهه ولم يتعمد كذبا فهللو فللي يللده يعمللل بلله‬
‫ويقول أنا سمعته من رسول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( ولو علم الناس أنه وهم لم يقبلللوه‬
‫ولو علم هللو أنلله وهللم لرفضلله ولللم يعمللل بلله‬
‫فهذا الثاني والثالث رجل سمع من رسول الله‬
‫)صلى الله عليه وآله( أشياء أمرها بها ثم نهى‬
‫عنها وهو لم يعلم النهي أو نهى عن شيء ثللم‬
‫أمر بلله ولللم يعلللم المللر حفللظ المنسللوخ ولللم‬
‫يحفللظ الناسللخ فلللو علللم النللاس أنلله منسللوخ‬
‫لرفضه الناس ورفضه هو فهذا الرجللل الثللالث‬
‫والرابع رجل لم يكذب على الله وعلى رسلللوله‬
‫يبغض الكذب خوفا من الللله وتعظيمللا لرسللوله‬
‫)صلى الله عليه وآله( ولم يتوهم ولم ينس بل‬
‫‪244‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حفظ ما سمع فجاء به على وجهه لم يللزد فيلله‬


‫ولللم ينقللص حفللظ الناسللخ وعمللل بلله وعلللم‬
‫المنسوخ ورفضه فإن أمر الرسول )صلى الللله‬
‫عليه وآله( مثل القرآن ناسخ ومنسوخ ومحكللم‬
‫ومتشابه يكون من رسول الله )صلى الله عليه‬
‫وآله( المللر للله وجهللان كلم عللام وكلم خللاص‬
‫مثل القرآن وقد قال الله جللل وعللز مللا آتللاك ُ ُ‬
‫م‬
‫هوا فكللان‬ ‫ه َ‬
‫فان ْت َ ُ‬ ‫عنْ ُ‬ ‫ذوهُ وما َنهاك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل َ‬
‫ف ُ‬ ‫سو ُ‬
‫الّر ُ‬
‫يسمع قوله مللن لللم يعرفلله ومللن لللم يعلللم مللا‬
‫عنى الله به ورسللوله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫ويحفظ ولم يفهم وليللس كللل أصللحاب رسللول‬
‫الله )صلللى الللله عليلله وآللله( كللان يسللأله عللن‬
‫الشيء ويسللتفهمه كللان منهللم مللن يسللأل ول‬
‫يسللتفهم حللتى لقللد كللانوا يحبللون أن يجيء‬
‫العرابللي أو الطللاري أو الللذمي فيسللأل حللتى‬
‫يسمعوا ويفهموا ولقد كنت أنا أدخل كللل يللوم‬
‫دخلة فيخليني معلله أدور فيهللا معلله حيثمللا دار‬
‫علم ذلك أصحابه أنه لم يصنع ذلك بأحللد غيللري‬
‫ولربما أتاني في بيتي وإذا دخلت عليه منللازله‬
‫أخلني وأقام نساءه فل يبقى أحد عنده غيري‬
‫‪245‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كنللت إذا سللألت أجللابني وإذا سللكت وفنيللت‬


‫مسائلي ابتدأني وما نزلت عليلله آيللة فللي ليللل‬
‫ول نهار ول سماء ول أرض ول دنيا وآخللرة ول‬
‫جنللة ول نللار ول سللهل ول جبللل ول ضللياء ول‬
‫ظلمة إل أقرأنيها وأملها علللي فكتبتهللا بيللدي‬
‫وعلمنللللي تأويلهللللا وتفسلللليرها وناسللللخها‬
‫ومنسلللوخها ومحكمهلللا ومتشلللابهها وخاصلللها‬
‫وعامهللا وأيللن نزلللت وفيللم نزلللت إلللى يللوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫كلملله )عليلله السلللم( فللي قواعللد السلللم‬
‫وحقيقة التوبة والستغفار اختصرناه‬
‫قال كميللل بللن زيللاد سللألت أميللر المللؤمنين‬
‫)عليه السلم( عن قواعد السلم ما هي فقال‬
‫قواعد السلم سبعة فأولها العقل وعليه بنللي‬
‫الصللبر والثللاني صللون العللرض وصللدق اللهجللة‬
‫والثالثللة تلوة القللرآن علللى جهتلله والرابعللة‬
‫الحب في الله والبغض في الله والخامسة حللق‬
‫آل محمللد )صلللى الللله عليلله وآللله( ومعرفللة‬
‫وليتهللم والسادسللة حللق الخللوان والمحامللاة‬
‫عليهم والسابعة مجاورة الناس بالحسنى قلللت‬
‫‪246‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يا أمير المؤمنين العبد يصيب الذنب فيسللتغفر‬


‫الله منه فما حللد السللتغفار قللال يللا ابللن زيللاد‬
‫التوبة قلللت بللس قللال ل قلللت فكيللف قللال إن‬
‫العبلللد إذا أصلللاب ذنبلللا يقلللول أسلللتغفر اللللله‬
‫بالتحريللك قلللت ومللا التحريللك قللال الشللفتان‬
‫واللسان يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة قلللت ومللا‬
‫الحقيقة قال تصديق في القلب وإضللمار أن ل‬
‫يعود إلى الذنب الذي استغفر منلله قللال كميللل‬
‫فإذا فعلت ذلك فأنا مللن المسللتغفرين قللال ل‬
‫قال كميل فكيف ذاك قال لنللك لللم تبلللغ إلللى‬
‫الصل بعد قال كميل فأصل الستغفار مللا هللو‬
‫قللال الرجللوع إلللى التوبللة مللن الللذنب الللذي‬
‫استغفرت منه وهي أول درجة العابللدين وتللرك‬
‫الذنب والستغفار اسم واقع لمعان ست أولها‬
‫الندم على ما مضى والثللاني العللزم علللى تللرك‬
‫العود أبدا والثالث أن تؤدي حقوق المخلللوقين‬
‫التي بينك وبينهللم والرابللع أن تللؤدي حللق الللله‬
‫في كل فرض والخامس أن تللذيب اللحللم الللذي‬
‫نبت على السللحت والحللرام حللتى يرجللع الجلللد‬
‫إلى عظمه ثم تنشئ فيمللا بينهمللا لحمللا جديللدا‬
‫‪247‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والسللادس أن تللذيق البللدن ألللم الطاعللات كمللا‬


‫أذقته لذات المعاصي‪.‬‬
‫وصيته إلى ابنه الحسن )عليلله السلللم( لمللا‬
‫حضرته الوفاة كتبنا منها ما اقتضاه الكتاب‪.‬‬
‫هذا ما أوصى به علي بن أبي طللالب أوصللى‬
‫المللؤمنين بشللهادة أن ل إللله إل الللله وحللده ل‬
‫شللريك للله وأن محمللدا عبللده ورسللوله أرسللله‬
‫بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو‬
‫كره المشركون وصلى الله على محمللد وسلللم‬
‫ثم إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب‬
‫العالمين ل شللريك للله وبللذلك أمللرت وأنللا أول‬
‫المسلللمين ثللم إنللي أوصلليك يللا حسللن وجميللع‬
‫ولللدي وأهللل بيللتي ومللن بلغلله كتللابي مللن‬
‫المؤمنين بتقوى الله ربكم ول تموتن إل وأنتم‬
‫مسللللمون واعتصلللموا بحبلللل اللللله جميعلللا ول‬
‫تفرقوا فإني سمعت رسللول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( يقول صلللح ذات الللبين أفضللل مللن‬
‫عاملللة الصللللة والصلللوم وإن الملللبيرة وهلللي‬
‫الحالقللة للللدين فسللاد ذات الللبين ول قللوة إل‬
‫بالله انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله‬
‫‪248‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عليكم الحساب الله الله في اليتللام ل يضلليعوا‬


‫بحضرتكم فقد سمعت رسول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( يقول من عال يتيما حللتى يسللتغني‬
‫أوجب الله له بذلك الجنة كما أوجب لكل مللال‬
‫اليتيم النار الله الله في القرآن فل يسللبقنكم‬
‫إلى العلم به غيركم الله الله في جيرانكم فإن‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآللله( أوصللى بهللم‬
‫ما زال يوصللي بهللم حللتى ظننللا أنلله سلليورثهم‬
‫الللله الللله فللي بيللت ربكللم فل يخلللو منكللم مللا‬
‫بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا وأدنى ما يرجع‬
‫به من أمه أن يغفر له ما سلف الللله الللله فللي‬
‫الصلة فإنها خير العمل إنها عمللاد دينكللم الللله‬
‫الله في الزكاة فإنها تطفئ غضللب ربكللم الللله‬
‫الله في صيام شهر رمضللان فللإن صلليامه جنللة‬
‫من النللار الللله الللله فللي الفقللراء والمسللاكين‬
‫فشاركوهم في معايشكم الله الله في الجهللاد‬
‫بللأموالكم وأنفسللكم وألسللنتكم فإنمللا يجاهللد‬
‫رجلن إمام هدى أو مطيع له مقتد بهللداه الللله‬
‫الله في ذريللة نللبيكم ل تظلمللن بيللن أظهركللم‬
‫وأنتم تقدرون على المنع عنهم الللله الللله فللي‬
‫‪249‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يللؤووا‬


‫محدثا فإن رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫أوصى بهم ولعن المحللدث منهللم ومللن غيرهللم‬
‫والمؤوي للمحدثين الله الللله فللي النسللاء ومللا‬
‫ملكت أيمانكم فإن آخر مللا تكلللم بلله نللبيكم أن‬
‫قللال أوصلليكم بالضللعيفين النسللاء ومللا ملكللت‬
‫أيمانكم الصلللة الصلللة الصلللة ل تخللافوا فللي‬
‫الله لومة لئم يكفكم من أرادكم وبغى عليكللم‬
‫قولوا للناس حسنا كما أمركم الللله ول تللتركوا‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله‬
‫أمركم شللراركم ثللم تللدعون فل يسللتجاب لكللم‬
‫عليهللم عليكللم يللا بنللي بالتواصللل والتبللاذل‬
‫والتبللادر وإيللاكم والتقللاطع والتللدابر والتفللرق‬
‫وتعاونوا على الللبر والتقللوى ول تعللاونوا علللى‬
‫الثللم والعللدوان واتقللوا الللله إن الللله شللديد‬
‫العقاب وحفظكللم الللله مللن أهللل بيللت وحفللظ‬
‫نللبيكم فيكللم أسللتودعكم الللله وأقللرأ عليكللم‬
‫السلم ورحمة الله وبركاته ثم لللم يللزل يقللول‬
‫ل إله إل الله حتى مضى‪.‬‬
‫تفضيله العلم‬
‫‪250‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أيهللا النللاس اعلمللوا أن كمللال الللدين طلللب‬


‫العلم والعمل به وأن طلب العلم أوجب عليكللم‬
‫مللن طلللب المللال إن المللال مقسللوم بينكللم‬
‫مضمون لكللم قللد قسللمه عللادل بينكللم وضللمنه‬
‫سيفي لكم به والعلم مخزون عليكم عنللد أهللله‬
‫قد أمرتللم بطلبلله منهللم فللاطلبوه واعلمللوا أن‬
‫كثرة المال مفسدة للدين مقساة للقلوب وأن‬
‫كثرة العلم والعمللل بلله مصلللحة للللدين وسللبب‬
‫إلى الجنة والنفقات تنقص المال والعلم يزكللو‬
‫على إنفاقه فإنفاقه بثلله إلللى حفظتلله ورواتلله‬
‫واعلموا أن صحبة العلم واتباعه دين يدان الللله‬
‫به وطاعته مكسبة للحسللنات ممحللاة للسلليئات‬
‫وذخيرة للمؤمنين ورفعة فللي حيللاتهم وجميللل‬
‫الحدوثة عنهم بعد موتهم إن العلم ذو فضللائل‬
‫كللثيرة فرأسلله التواضللع وعينلله الللبراءة مللن‬
‫الحسد وأذنلله الفهللم ولسللانه الصللدق وحفظلله‬
‫الفحللص وقلبلله حسللن النيللة وعقللله معرفللة‬
‫السباب بالمور ويده الرحمة وهمتلله السلللمة‬
‫ورجله زيارة العلماء وحكمته الللورع ومسللتقره‬
‫‪251‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫النجاة وقائده العافية ومركبه الوفللاء وسلللحه‬


‫ليللن الكلم وسلليفه الرضللا وقوسلله المللداراة‬
‫وجيشه محاورة العلمللاء ومللاله الدب وذخيرتلله‬
‫اجتنللللاب الللللذنوب وزاده المعللللروف ومللللأواه‬
‫الموادعة ودليله الهدى ورفيقه صحبة الخيار‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قللال )عليلله السلللم( مللن كنللوز الجنللة الللبر‬
‫وإخفللاء العمللل والصللبر علللى الرزايللا وكتمللان‬
‫المصائب‬
‫وقال )عليه السلم( حسن الخلق خير قرين‬
‫وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه‬
‫وقال )عليه السلم( الزاهد فللي الللدنيا مللن‬
‫لللم يغلللب الحللرام صللبره ولللم يشللغل الحلل‬
‫شكره‪.‬‬
‫وكتب إلى عبد الله بن عباس أمللا بعللد فللإن‬
‫المرء يسره درك ما لللم يكللن ليفللوته ويسللوءه‬
‫فوت ما لللم يكللن ليللدركه فليكللن سللرورك بمللا‬
‫نلته من آخرتللك وليكللن أسللفك علللى مللا فاتللك‬
‫منها وما نلته من الدنيا فل تكثرن به فرحا وما‬
‫‪252‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فاتك منها فل تأسفن عليه حزنللا وليكللن همللك‬


‫فيما بعد الموت‬
‫وقللال )عليلله السلللم( فللي ذم الللدنيا أولهللا‬
‫عنللاء وآخرهللا فنللاء فللي حللهللا حسللاب وفللي‬
‫حرامها عقاب من صللح فيهللا أمللن ومللن مللرض‬
‫فيها ندم من اسللتغنى فيهللا فتللن ومللن افتقللر‬
‫فيها حزن من سللاعاها فللاتته ومللن قعللد عنهللا‬
‫أتته ومن نظر إليها أعمته ومن نظر بها بصرته‬
‫وقال )عليه السلم( أحبللب حبيبللك هونللا مللا‬
‫عسى أن يعصيك يوما ما وأبغض بغيضللك هونللا‬
‫ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما‬
‫وقال )عليه السلم( ل غنى مثل العقللل ول‬
‫فقر أشد من الجهل‬
‫وقللال )عليلله السلللم( قيمللة كللل امللرئ مللا‬
‫يحسن‬
‫وقال )عليه السلللم( قرنللت الهيبللة بالخيبللة‬
‫والحيلللاء بالحرملللان والحكملللة ضلللالة الملللؤمن‬
‫فليطلبها ولو في أيدي أهل الشر‬
‫وقللال )عليلله السلللم( لللو أن حملللة العلللم‬
‫حملللوه بحقلله لحبهللم الللله وملئكتلله وأهللل‬
‫‪253‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫طاعته من خلقه ولكنهم حملللوه لطلللب الللدنيا‬


‫فمقتهم الله وهانوا على الناس‬
‫وقال )عليه السلللم( أفضللل العبللادة الصللبر‬
‫والصمت وانتظار الفرج‬
‫وقال )عليه السلم( إن للنكبات غايات ل بد‬
‫أن تنتهللي إليهللا فللإذا حكللم علللى أحللدكم بهللا‬
‫فليطأطأ لهللا ويصللبر حللتى تجللوز فللإن أعمللال‬
‫الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( للشتر يا مالللك احفللظ‬
‫عني هذا الكلم وعه يا مالك بخس مروتلله مللن‬
‫ضعف يقينه وأزرى بنفسه من استشعر الطمع‬
‫ورضي بالذل من كشف عن ضره وهللانت عليلله‬
‫نفسه من اطلللع علللى سللره وأهلكهللا مللن أمللر‬
‫عليه لسانه الشره جزار الخطر من أهللوى إلللى‬
‫متفللاوت خللذلته الرغبللة البخللل عللار والجبللن‬
‫منقصللة والللورع جنللة والشللكر ثللروة والصللبر‬
‫شجاعة والمقل غريب في بلده والفقر يخرس‬
‫الفطن عللن حجتلله ونعللم القريللن الرضللا الدب‬
‫حلل جدد ومرتبة الرجللل عقللله وصللدره خزانللة‬
‫سره والتثبت حزم والفكر مرآة صافية والحلللم‬
‫‪254‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫سللجية فاضلللة والصللدقة دواء منجللح وأعمللال‬


‫القوم في عللاجلهم نصللب أعينهللم فللي آجلهللم‬
‫والعتبار منذر صالح والبشاشة فخ المودة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الصللبر مللن اليمللان‬
‫بمنزلة الرأس مللن الجسللد فمللن ل صللبر للله ل‬
‫إيمان له‬
‫وقللال )عليلله السلللم( أنتللم فللي مهللل مللن‬
‫ورائه أجللل ومعكللم أمللل يعللترض دون العمللل‬
‫فاغتنموا المهل وبادروا الجللل وكللذبوا المللل‬
‫وتزودوا من العمل هل من خلص أو منللاص أو‬
‫فلللرار أو مجلللاز أو معلللاذ أو ملذ أو ل فلللأنى‬
‫تؤفكون‬
‫وقال )عليلله السلللم( أوصلليكم بتقللوى الللله‬
‫فإنهللا غبطللة للطللالب الراجللي وثقللة للهللارب‬
‫اللجلللي استشلللعروا التقلللوى شلللعارا باطنلللا‬
‫واذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة‬
‫وتسلكوا به طرق النجللاة وانظللروا إلللى الللدنيا‬
‫نظللر الزاهللد المفللارق فإنهللا تزيللل الثللاوي‬
‫الساكن وتفجع المترف المن ل يرجى منها ما‬
‫ولى فأدبر ول يدرى ما هو آت منهللا فيسللتنظر‬
‫‪255‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وصللل الرخللاء منهللا بللالبلء والبقللاء منهللا إلللى‬


‫الفناء سللرورها مشللوب بللالحزن والبقللاء منهللا‬
‫إلى الضعف والوهن‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الخيلء مللن التجللبر‬
‫والتجللبر مللن النخللوة والنخللوة مللن التكللبر وإن‬
‫الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل إن المسلم‬
‫أخ المسلم فل تخاذلوا ول تنابزوا فللإن شللرائع‬
‫الدين واحدة وسبله قاصدة فمن أخذ بهللا لحللق‬
‫ومللن فارقهللا محللق ومللن تركهللا مللرق ليللس‬
‫المسلم بالكذوب إذا نطق ول بالمخلف إذا وعد‬
‫ول بالخائن إذا اؤتمن‬
‫وقال )عليه السلللم( العقللل خليللل المللؤمن‬
‫والحلم وزيره والرفق والللده والليللن أخللوه ول‬
‫بد للعاقل من ثلث أن ينظر في شأنه ويحفظ‬
‫لسانه ويعرف زمللانه أل وإن مللن البلء الفاقللة‬
‫وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد مللن مللرض‬
‫البللدن مللرض القلللب أل وإن مللن النعللم سللعة‬
‫المللال وأفضللل مللن سللعة المللال صللحة البللدن‬
‫وأفضل من صحة البدن تقوى القلب‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( إن للملللؤمن ثلث‬
‫‪256‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫سلللاعات فسلللاعة ينلللاجي فيهلللا ربللله وسلللاعة‬


‫يحاسب فيها نفسه وسللاعة يخلللي بيللن نفسلله‬
‫وبين لذاتها فيما يحللل ويجمللل وليللس للعاقللل‬
‫أن يكون شاخصللا إل فللي ثلث مرمللة لمعاشلله‬
‫وخطوة لمعاده أو لذة في غير محرم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( كللم مللن مسللتدرج‬
‫بالحسان إليلله وكللم مللن مغللرور بالسللتر عليلله‬
‫وكم من مفتون بحسن القول فيلله ومللا ابتلللى‬
‫الله عبدا بمثل الملء للله قللال الللله عللز وجللل‬
‫دوا إ ِْثما ً‬
‫م ل ِي َْزدا ُ‬ ‫م ِلي ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫إ ِّنما ن ُ ْ‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ليجتمللع فللي قلبللك‬
‫الفتقار إلللى النللاس والسللتغناء عنهللم يكللون‬
‫افتقارك إليهم في لين كلمللك وحسللن بشللرك‬
‫ويكللون اسللتغناؤك عنهللم فللي نزاهللة عرضللك‬
‫وبقاء عزك‬
‫وقال )عليه السلللم( ل تغضللبوا ول تغضللبوا‬
‫أفشوا السلم وأطيبوا الكلم‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( الكريلللم يليلللن إذا‬
‫استعطف واللئيم يقسو إذا ألطف‬
‫وقللال )عليلله السلللم( أ ل أخللبركم بللالفقيه‬
‫‪257‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حق الفقيه من لم يرخص النللاس فللي معاصللي‬


‫الله ولم يقنطهم من رحمة الللله ولللم يللؤمنهم‬
‫من مكر الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى مللا‬
‫سواه ول خير في عبادة ليللس فيهللا تفقلله ول‬
‫خيللر فللي علللم ليللس فيلله تفكللر ول خيللر فللي‬
‫قراءة ليس فيها تدبر‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله إذا جمع النللاس‬
‫نادى فيهم مناد أيها النللاس إن أقربكللم اليللوم‬
‫من الله أشدكم منه خوفا وإن أحبكم إلى الللله‬
‫أحسللنكم للله عمل وإن أفضلللكم عنللده منصللبا‬
‫أعملكللم فيمللا عنللده رغبللة وإن أكرمكللم عليلله‬
‫أتقاكم‬
‫وقال )عليه السلم( عجبت لقوام يحتمللون‬
‫الطعام مخافة الذى كيللف ل يحتمللون الللذنوب‬
‫مخافللة النللار وعجبللت ممللن يشللتري المماليللك‬
‫بملللاله كيلللف ل يشلللتري الحلللرار بمعروفللله‬
‫فيملكهم ثم قال إن الخير والشر ل يعرفان إل‬
‫بالنللاس فللإذا أردت أن تعللرف الخيللر فاعمللل‬
‫الخيللر تعللرف أهللله وإذا أردت أن تعللرف الشللر‬
‫فاعمل الشر تعرف أهله‬
‫‪258‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( إنمللا أخشللى عليكللم‬


‫اثنللتين طللول المللل واتبللاع الهللوى أمللا طللول‬
‫المل فينسي الخللرة وأمللا اتبللاع الهللوى فللإنه‬
‫يصللد عللن الحللق وسللأله رجللل بالبصللرة عللن‬
‫الخوان فقللال الخللوان صللنفان إخللوان الثقللة‬
‫وإخللوان المكاشللرة فأمللا إخللوان الثقللة فهللم‬
‫الكهف والجناح والهل والمال فللإن كنللت مللن‬
‫أخيللك علللى حللد الثقللة فابللذل للله مالللك ويللدك‬
‫وصاف من صافاه وعاد من عاداه واكتللم سللره‬
‫وعيبه وأظهر منلله الحسللن اعلللم أيهللا السللائل‬
‫أنهللم أقللل مللن الكللبريت الحمللر وأمللا إخللوان‬
‫المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فل تقطعللن‬
‫منهلللم للللذتك ول تطلبلللن ملللا وراء ذللللك ملللن‬
‫ضميرهم وابذل لهم مللا بللذلوا لللك مللن طلقللة‬
‫الوجه وحلوة اللسان‬
‫وقال )عليه السلم( ل تتخذن عللدو صللديقك‬
‫صديقا فتعدي صديقك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل تصللرم أخللاك علللى‬
‫ارتياب ول تقطعه دون استعتاب‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ينبغللي للمسلللم أن‬
‫‪259‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يجتنب مؤاخاة ثلثة الفاجر والحمللق والكللذاب‬


‫فأما الفاجر فيزين لك فعللله ويحللب أنللك مثللله‬
‫ول يعينللك علللى أمللر دينللك ومعللادك فمقللارنته‬
‫جفاء وقسوة ومدخله عار عليللك وأمللا الحمللق‬
‫فللإنه ل يشللير عليللك بخيللر ول يرجللى لصللرف‬
‫السوء عنك ولو جهللد نفسلله وربمللا أراد نفعللك‬
‫فضرك فموته خير من حياته وسكوته خيللر مللن‬
‫نطقه وبعده خير من قربه وأما الكذاب فللإنه ل‬
‫يهنئك معلله عيللش ينقللل حللديثك وينقللل إليللك‬
‫الحديث كلما أفنى أحدوثة مطاها بأخرى مثلها‬
‫حتى أنه يحدث بالصللدق فل يصللدق يغللزي بيللن‬
‫الناس بالعللداوة فينبللت الشللحناء فللي الصللدور‬
‫فاتقوا الله وانظروا لنفسكم‬
‫وقال )عليه السلللم( ل عليللك أن تصللحب ذا‬
‫العقل وإن لم تجمد كرمه ولكللن انتفللع بعقللله‬
‫واحللترس مللن سلليئ أخلقلله ول تللدعن صللحبة‬
‫الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرملله‬
‫بعقلك وافرر الفرار كله من اللئيم الحمق‬
‫وقال )عليه السلم( الصبر ثلثة الصبر على‬
‫المصلليبة والصللبر علللى الطاعللة والصللبر عللن‬
‫‪260‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المعصية‬
‫وقال )عليه السلم( مللن اسللتطاع أن يمنللع‬
‫نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بللأن ل ينللزل‬
‫بلله مكللروه أبللدا قيللل ومللا هللن قللال العجلللة‬
‫واللجاجة والعجب والتواني‬
‫وقال )عليه السلم( العمللال ثلثللة فللرائض‬
‫وفضائل ومعاصللي فأمللا الفللرائض فبللأمر الللله‬
‫ومشيئته وبرضاه وبعلمه وقللدره يعملهللا العبللد‬
‫فينجو من الله بها وأما الفضللائل فليللس بللأمر‬
‫الللله لكللن بمشلليئته وبرضللاه وبعلملله وبقللدره‬
‫يعملها العبد فيثاب عليها وأما المعاصي فليس‬
‫بأمر الللله ول بمشلليئته ول برضللاه لكللن بعلملله‬
‫وبقدره يقدرها لوقتها فيفعلها العبد باختيللاره‬
‫فيعاقبه الله عليها لنه قد نهاه عنها فلم ينته‬
‫وقال )عليه السلم( يللا أيهللا النللاس إن لللله‬
‫في كل نعمللة حقللا فمللن أداه زاده ومللن قصللر‬
‫عنلله خللاطر بللزوال النعمللة وتعجللل العقوبللة‬
‫فليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم ملللن‬
‫الذنوب فرقين‬
‫وقال )عليه السلم( من ضيق عليه في ذات‬
‫‪261‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يده فلم يظن أن ذلك حسن نظللر مللن الللله للله‬


‫فقد ضيع مأمول ومن وسع عليه فللي ذات يللده‬
‫فلم يظن أن ذلك استدراج من الللله فقللد أمللن‬
‫مخوفا‬
‫وقال )عليلله السلللم( يللا أيهللا النللاس سلللوا‬
‫الله اليقين وارغبوا إليه في العافية فإن أجللل‬
‫النعم العافية وخير ما دام فللي القلللب اليقيللن‬
‫والمغبون من غبن دينلله والمغبللوط مللن حسللن‬
‫يقينه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل يجللد رجللل طعللم‬
‫اليمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه‬
‫وما أخطأه لم يكن ليصيبه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللا ابتلللي المللؤمن‬
‫بشيء هو أشد عليلله مللن خصللال ثلث يحرمهللا‬
‫قيللل ومللا هللن قللال المواسللاة فللي ذات يللده‬
‫والنصاف من نفسه وذكر الله كثيرا أما إني ل‬
‫أقول لكم سبحان الله والحمللد لللله ولكللن ذكللر‬
‫الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما حرم عليه‬
‫وقال )عليه السلم( من رضي من الدنيا بما‬
‫يجزيه كان أيسر ما فيه يكفيلله ومللن لللم يللرض‬
‫‪262‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شيء يكفيه‬


‫وقال )عليه السلم( المنية ل الدنية والتجلد‬
‫ل التبلد والدهر يومللان فيللوم لللك ويللوم عليللك‬
‫فإذا كان لك فل تبطر وإذا كان عليك فل تحزن‬
‫فبكليهما ستختبر‬
‫وقال )عليه السلم( أفضل علللى مللن شللئت‬
‫يكن أسيرك‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ليلللس ملللن أخلق‬
‫المؤمن الملق ول الحسد إل في طلب العلم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( أركللان الكفللر أربعللة‬
‫الرغبة والرهبة والسخط والغضب‬
‫وقال )عليلله السلللم( الصللبر مفتللاح الللدرك‬
‫والنجح عقبى من صبر ولكل طالب حاجة وقت‬
‫يحركه القدر‬
‫وقال )عليه السلم( اللسللان معيللار أطاشلله‬
‫الجهل وأرجحه العقل‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن طلللب شللفا غيللظ‬
‫بغير حق أذاقه الله هوانا بحق إن الله عللدو مللا‬
‫كره‬
‫وقال )عليه السلم( ما حار من اسللتخار ول‬
‫‪263‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ندم من استشار‬
‫وقال )عليلله السلللم( عمللرت البلللدان بحللب‬
‫الوطان‬
‫وقال )عليه السلم( ثلث من حللافظ عليهللا‬
‫سعد إذا ظهللرت عليللك نعمللة فاحمللد الللله وإذا‬
‫أبطأ عنللك الللرزق فاسللتغفر الللله وإذا أصللابتك‬
‫شدة فأكثر من قول ل حول ول قوة إل بالله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( العلللم ثلثللة الفقلله‬
‫للديان والطب للبدان والنحو للسان‬
‫وقال )عليه السلللم( حللق الللله فللي العسللر‬
‫الرضا والصبر وحقه في اليسر الحمد والشكر‬
‫وقال )عليه السلم( ترك الخطيئة أيسر من‬
‫طلب التوبة وكم من شللهوة سللاعة قللد أورثللت‬
‫حزنا طويل والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي‬
‫لب فيها فرحا ول لعاقل لذة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( العلللم قللائد والعمللل‬
‫سائق والنفس حرون‬
‫وقال )عليه السلم( كن لما ل ترجللو أرجللى‬
‫منك لما ترجو فإن موسى )عليه السلم( خللرج‬
‫يقتبللس لهللله نللارا فكلملله الللله ورجللع نبيللا‬
‫‪264‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وخرجت ملكة سبإ فأسلمت مع سليمان )عليلله‬


‫السلم( وخرجت سحرة فرعللون يطلبللون العللز‬
‫لفرعون فرجعوا مؤمنين‬
‫وقال )عليه السلم( الناس بللأمرائهم أشللبه‬
‫منهم بآبائهم‬
‫وقال )عليه السلم( أيها الناس اعلمللوا أنلله‬
‫ليس بعاقل من انزعج من قول الللزور فيلله ول‬
‫بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس أبناء‬
‫ما يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن فتكلمللوا‬
‫في العلم تبين أقداركم‬
‫وقال )عليه السلم( رحللم الللله امللرأ راقللب‬
‫ربه وتوكف ذنبلله وكللابر هللواه وكللذب منللاه زم‬
‫نفسه من التقوى بزمللام وألجمهللا مللن خشللية‬
‫ربهللا بلجللام فقادهللا إلللى الطاعللة بزمامهللا‬
‫وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد‬
‫طرفه متوقعا في كللل أوان حتفلله دائم الفكللر‬
‫طويل السهر عزوفا عن الللدنيا كللدوحا لخرتلله‬
‫جعل الصبر مطية نجللاته والتقللوى عللدة وفللاته‬
‫ودواء داء جللواه فللاعتبر وقللاس فللوتر الللدنيا‬
‫والناس يتعلم للتفقلله والسللداد قللد وقللر قلبلله‬
‫‪265‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذكللر المعللاد فطللوى مهللاده وهجللر وسللاده قللد‬


‫عظمللت فيمللا عنللد الللله رغبتلله واشللتدت منلله‬
‫رهبته يظهر دون ما يكتللم ويكتفللي بأقللل ممللا‬
‫يعلم أولئك ودائع الله في بلده المللدفوع بهللم‬
‫عن عباده لو أقسم أحدهم على الله لبره آخر‬
‫دعواهم أن الحمد لله رب العالمين‬
‫وقال )عليلله السلللم( وكللل الللرزق بللالحمق‬
‫ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلء بالصبر‪.‬‬
‫وقال )عليه السلللم( للشللعث يعزيلله بللأخيه‬
‫عبللد الرحمللن إن جزعللت فحللق عبللد الرحمللن‬
‫وفيت وإن صبرت فحق الله أديت على أنللك إن‬
‫صبرت جللرى عليللك القضللاء وأنللت محمللود وإن‬
‫جزعت جرى عليك القضاء وأنت مللذموم فقللال‬
‫الشعث إنا لله وإنا إليلله راجعللون فقللال أميللر‬
‫المللؤمنين )عليلله السلللم( أ تللدري مللا تأويلهللا‬
‫فقال الشعث لنت غاية العلم ومنتهاه فقلللال‬
‫)عليه السلم( أما قولللك إنللا لللله فللإقرار منللك‬
‫بالملك وأما قولللك وإنللا إليلله راجعللون فللإقرار‬
‫منك بالهلك‪.‬‬
‫وركب يوما فمشى معلله قللوم فقللال )عليلله‬
‫‪266‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السلم( لهم أ ما علمتم أن مشي الماشي مللع‬


‫الراكلللب مفسلللدة للراكلللب ومذللللة للماشلللي‬
‫انصرفوا‬
‫وقال )عليه السلم( المللور ثلثللة أمللر بللان‬
‫لك رشده فللاتبعه وأمللر بللان لللك غيلله فللاجتنبه‬
‫وأمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه‪.‬‬
‫وقال للله جللابر يومللا كيللف أصللبحت يللا أميللر‬
‫المؤمنين فقال )عليه السلم( أصبحنا وبنا من‬
‫نعم الله ربنا ما ل نحصيه مللع كللثرة مللا نعصلليه‬
‫فل ندري ما نشكر أ جميل ما ينشر أم قبيح مللا‬
‫يستر‪.‬‬
‫وعزى عبد الله بن عباس عللن مولللود صللغير‬
‫مات له فقال )عليه السلم( لمصيبة في غيرك‬
‫لك أجرهللا أحللب إلللي مللن مصلليبة فيللك لغيللرك‬
‫ثوابها فكان لك الجر ل بك وحسن لللك العللزاء‬
‫ل عنللك وعوضللك الللله عنلله مثللل الللذي عوضلله‬
‫منك‪.‬‬
‫وقيللل للله مللا التوبللة النصللوح فقللال )عليلله‬
‫السللللم( نلللدم بلللالقلب واسلللتغفار باللسلللان‬
‫والقصد على أن ل يعود‬
‫‪267‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( إنكم مخلوقون اقتللدارا‬


‫ومربوبون اقتسارا ومضمنون أجللداثا وكللائنون‬
‫رفاتا ومبعوثون أفرادا ومدينون حسللابا فرحللم‬
‫الله عبدا اقترف فاعترف ووجل فعمللل وحللاذر‬
‫فبادر وعبر فاعتبر وحذر فازدجر وأجاب فأناب‬
‫وراجللع فتللاب واقتللدى فاحتللذى فبللاحث طلبللا‬
‫ونجا هربا وأفاد ذخيرة وأطاب سللريرة وتللأهب‬
‫للمعللاد واسللتظهر بللالزاد ليللوم رحيللله ووجلله‬
‫سبيله وحال حاجته وموطن فاقته فقدم أمامه‬
‫لدار مقامه فمهدوا لنفسكم فهل ينتظر أهللل‬
‫غضارة الشباب إل حواني الهرم وأهل بضاضللة‬
‫الصحة إل نوازل السقم وأهللل مللدة البقللاء إل‬
‫مفاجأة الفناء واقتراب الفوت ودنو الموت‬
‫وقال )عليلله السلللم( اتقللوا الللله تقيللة مللن‬
‫شمر تجريدا وجد تشللميرا وانكمللش فللي مهللل‬
‫وأشللفق فللي وجللل ونظللر فللي كللره المللوئل‬
‫وعاقبللة المصللير ومغبللة المرجللع فكفللى بللالله‬
‫منتقمللا ونصلليرا وكفللى بالجنللة ثوابللا ونللوال‬
‫وكفى بالنار عقابللا ونكللال وكفللى بكتللاب الللله‬
‫حجيجا وخصيما‪.‬‬
‫‪268‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وسللأله رجللل عللن السللنة والبدعللة والفرقللة‬


‫والجماعللة فقللال )عليلله السلللم( أمللا السللنة‬
‫فسنة رسول الله )صلى الله عليلله وآللله( وأمللا‬
‫البدعة فما خالفها وأما الفرقة فأهللل الباطللل‬
‫وإن كثروا وأما الجماعة فأهل الحق وإن قللللوا‬
‫وقال )صلى الله عليه وآللله( ل يرجللو العبللد إل‬
‫ربلله ول يخللاف إل ذنبلله ول يسللتحي العللالم إذا‬
‫سئل عما ل يعلم أن يقول الللله أعلللم والصللبر‬
‫من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد‪.‬‬
‫وقال له رجل أوصني فقال )عليلله السلللم(‬
‫أوصيك أن ل يكللونن لعمللل الخيللر عنللدك غايللة‬
‫فللي الكللثرة ول لعمللل الثللم عنللدك غايللة فللي‬
‫القلة‪.‬‬
‫وقال له آخر أوصني فقال )عليه السلم( ل‬
‫تحدث نفسك بفقر ول طول عمر‬
‫وقال )عليه السلم( إن لهل الدين علمات‬
‫يعرفون بها صدق الحديث وأداء المانللة ووفللاء‬
‫بالعهد وصلللة للرحللام ورحمللة للضللعفاء وقلللة‬
‫مؤاتاة للنساء وبللذل المعللروف وحسللن الخلللق‬
‫وسعة الحلم واتباع العلم وما يقللرب مللن الللله‬
‫‪269‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫زلفى فطوبى لهم وحسن مآب‬


‫وقال )عليه السلم( مللا أطللال العبللد المللل‬
‫إل أنساه العمل‬
‫وقال )عليلله السلللم( ابللن آدم أشللبه شلليء‬
‫بالمعيار إما ناقص بجهل أو راجح بعلم‬
‫وقال )عليه السلللم( سللباب المللؤمن فسللق‬
‫وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ابللذل لخيللك دمللك‬
‫ومالك ولعدوك عدلك وإنصافك وللعامة بشللرك‬
‫وإحسانك سلم على الناس يسلموا عليك‬
‫وقال )عليه السلم( سادة الناس في الللدنيا‬
‫السخياء وفي الخرة التقياء‬
‫وقال )عليه السلم( الشيء شلليئان فشلليء‬
‫لغيري لم أرزقه فيما مضى ول آمله فيما بقي‬
‫وشلليء ل أنللاله دون وقتلله ولللو أجلبللت عليلله‬
‫بقللوة السللماوات والرض فبللأي هللذين أفنللي‬
‫عمري‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن المللؤمن إذا نظللر‬
‫اعتللبر وإذا سللكت تفكللر وإذا تكلللم ذكللر وإذا‬
‫استغنى شكر وإذا أصابته شدة صبر فهو قريب‬
‫‪270‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الرضا بعيد السخط يرضيه عن الله اليسللير ول‬


‫يسخطه الكثير ول يبلغ بنيته إرادته فللي الخيللر‬
‫ينللوي كللثيرا مللن الخيللر ويعمللل بطائفللة منلله‬
‫ويتلهف على ما فاته من الخير كيف لللم يعمللل‬
‫به والمنافق إذا نظر لهللا وإذا سللكت سللها وإذا‬
‫تكلم لغا وإذا اسللتغنى طغللا وإذا أصللابته شللدة‬
‫ضغا فهو قريللب السللخط بعيللد الرضللا يسللخطه‬
‫على الله اليسير ول يرضيه الكثير ينللوي كللثيرا‬
‫من الشر ويعمل بطائفة منه ويتلهف علللى مللا‬
‫فاته من الشر كيف لم يعمل به‬
‫وقال )عليه السلم( الللدنيا والخللرة عللدوان‬
‫متعاديللان وسللبيلن مختلفللان مللن أحللب الللدنيا‬
‫ووالهللا أبغللض الخللرة وعاداهللا مثلهمللا مثللل‬
‫المشللرق والمغللرب والماشللي بينهمللا ل يللزداد‬
‫من أحدهما قربا إل ازداد من الخر بعدا‬
‫وقال )عليه السلم( من خاف الوعيللد قللرب‬
‫عليه البعيد ومن كان من قللوت الللدنيا ل يشللبع‬
‫لم يكفه منها ما يجمع ومن سعى للدنيا فلللاتته‬
‫ومن قعد عنها أتته إنما الدنيا ظل ممدود إلللى‬
‫أجل معدود رحم الله عبللدا سللمع حكمللا فللوعى‬
‫‪271‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ودعي إلى الرشاد فدنا وأخللذ بحجللزة نللاج هللاد‬


‫فنجا قدم خالصللا وعمللل صللالحا قللدم مللذخورا‬
‫واجتنب محذورا رمى غرضا وأحرز عوضا كلللابر‬
‫هللواه وكللذب منللاه جعللل الصللبر مطيللة نجللاته‬
‫والتقللوى عللدة وفللاته لللزم الطريقللة الغللراء‬
‫والمحجة البيضاء واغتنللم المهللل وبللادر الجللل‬
‫وتزود من العمل‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لرجل كيف أنتم فقللال‬
‫نرجللو ونخللاف فقللال )عليلله السلللم( مللن رجللا‬
‫شيئا طلبه ومن خاف شيئا هرب منلله مللا أدري‬
‫ما خوف رجل عرضت له شهوة فلم يدعها لمللا‬
‫خاف منه وما أدري ما رجاء رجللل نللزل بلله بلء‬
‫فلم يصبر عليه لما يرجو‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لعبايللة بللن ربعللي وقللد‬
‫سأله عن الستطاعة التي نقوم ونقعد ونفعل‬
‫إنك سللألت عللن السللتطاعة فهللل تملكهللا مللن‬
‫دون الله أو مللع الللله فسللكت عبايللة فقللال للله‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( إن قلللت تملكهللا‬
‫مللع الللله قتلتللك وإن قلللت تملكهللا دون الللله‬
‫قتلتللك فقللال عبايللة فمللا أقللول قللال )عليلله‬
‫‪272‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السلم( تقول إنك تملكهللا بللالله الللذي يملكهللا‬


‫من دونك فإن ملكك إياها كان ذلك من عطللائه‬
‫وإن سلبكها كان ذلك من بلئه فهو المالك لما‬
‫ملكك والقادر على ما عليه أقدرك‬
‫قال الصبغ بن نباتة سمعت أمير المللؤمنين‬
‫)عليه السلم( يقول أحدثكم بحديث ينبغي لكل‬
‫مسلللم أن يعيلله ثللم أقبللل علينللا فقللال )عليلله‬
‫السلم( ما عللاقب الللله عبللدا مؤمنللا فللي هللذه‬
‫الللدنيا إل كللان أجللود وأمجللد مللن أن يعللود فللي‬
‫عقللابه يللوم القيامللة ول سللتر الللله علللى عبللد‬
‫مؤمن في هذه الدنيا وعفا عنلله إل كللان أمجللد‬
‫وأجللود وأكللرم مللن أن يعللود فللي عفللوه يللوم‬
‫القيامة ثم قال )عليه السلم( وقد يبتلي الللله‬
‫المللؤمن بالبليللة فللي بللدنه أو مللاله أو ولللده أو‬
‫ة َ‬
‫ف ِبما‬ ‫ُ‬ ‫أهله وتل هذه الية ما َ‬
‫صيب َ ٍ‬
‫م ِ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫أصا‬
‫ر وضم يده ثلث‬ ‫ثي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فوا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫دي‬ ‫ي‬‫ك َس ب ت أ َ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ن ك َِثي ٍ‬
‫ر‬ ‫ع ْ‬ ‫ع ُ‬
‫فوا َ‬ ‫مرات ويقول وي َ ْ‬
‫وقال )عليلله السلللم( أول القطيعللة السللجا‬
‫ول تللأس أحللدا إذا كللان ملللول أقبللح المكافللأة‬
‫المجازاة بالساءة‬
‫‪273‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( أول إعجللاب المللرء‬


‫بنفسه فساد عقله من غلب لسانه أمنه من لم‬
‫يصلح خلئقه كثرت بوائقه من ساء خلقلله مللله‬
‫أهله رب كلمة سلبت نعمللة الشللكر عصللمة مللن‬
‫الفتنللة الصلليانة رأس المللروة شللفيع المللذنب‬
‫خضوعه أصل الحزم الوقوف عند الشللبهة فللي‬
‫سعة الخلق كنوز الرزاق‬
‫وقللال )عليلله السلللم( المصللائب بالسللوية‬
‫مقسللومة بيللن البريللة ل تيللأس لللذنبك وبللاب‬
‫التوبة مفتوح الرشد في خلف الشللهوة تاريللخ‬
‫المنى الموت النظر إلى البخيل يقسي القلللب‬
‫النظر إلى الحمق يسخن العين السخاء فطنللة‬
‫واللؤم تغافل‬
‫وقال )عليلله السلللم( الفقللر المللوت الكللبر‬
‫وقلة العيال أحد اليسارين وهللو نصللف العيللش‬
‫والهم نصف الهرم وما عال امللرؤ اقتصللد ومللا‬
‫عطب امرؤ استشار والصنيعة ل تصلللح إل عنللد‬
‫ذي حسللب أو ديللن والسللعيد مللن وعللظ بغيللره‬
‫والمغبللون ل محمللود ول مللأجور الللبر ل يبلللى‬
‫والذنب ل ينسى‬
‫‪274‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( اصللطنعوا المعللروف‬


‫تكسبوا الحمد واستشللعروا الحمللد يللؤنس بكللم‬
‫العقلء ودعلللوا الفضلللول يجلللانبكم السلللفهاء‬
‫وأكرمللوا الجليللس تعمللر نللاديكم وحللاموا عللن‬
‫الخليط يرغب في جواركم وأنصفوا الناس من‬
‫أنفسللكم يوثللق بكللم وعليكللم بمكللارم الخلق‬
‫فإنها رفعة وإياكم والخلق الدنية فإنهللا تضللع‬
‫الشريف وتهدم المجد‬
‫وقال )عليه السلم( اقنع تعز‬
‫وقال )عليه السلم( الصبر جنة مللن الفاقللة‬
‫والحلللرص علملللة الفقلللر والتجملللل اجتنلللاب‬
‫المسكنة والموعظة كهف لمن لجأ إليها‬
‫وقال )عليه السلم( مللن كسللاه العلللم ثللوبه‬
‫اختفى عن الناس عيبه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل عيللش لحسللود ول‬
‫مودة لملول ول مروة لكذوب‬
‫وقال )عليه السلم( تللروح إلللى بقللاء عللزك‬
‫بالوحدة‬
‫وقال )عليه السلم( كللل عزيللز داخللل تحللت‬
‫القدرة فذليل‬
‫‪275‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( أهلللك النللاس اثنللان‬


‫خوف الفقر وطلب الفخر‬
‫وقال )عليه السلم( أيها الناس إياكم وحللب‬
‫الللدنيا فإنهللا رأس كللل خطيئة وبللاب كللل بليللة‬
‫وقران كل فتنة وداعي كل رزية‬
‫وقال )عليلله السلللم( جمللع الخيللر كللله فللي‬
‫ثلث خصال النظر والسكوت والكلم فكل نظر‬
‫ليس فيه اعتبار فهو سللهو وكللل سللكوت ليللس‬
‫فيه فكرة فهو غفلة وكل كلم ليللس فيلله ذكللر‬
‫فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرة وسكوته‬
‫فكرة وكلمه ذكرا وبكللى علللى خطيئتلله وأمللن‬
‫الناس من شره‬
‫وقال )عليه السلم( ما أعجب هللذا النسللان‬
‫مسرور بدرك ما لم يكن ليفللوته محللزون علللى‬
‫فوت ما لم يكللن ليللدركه ولللو أنلله فكللر لبصللر‬
‫وعلم أنه مدبر وأن الرزق عليه مقدر ولقتصر‬
‫على ما تيسر ولم يتعرض لما تعسر‬
‫وقال )عليه السلم( إذا طاف في السللواق‬
‫ووعظهلللم قلللال يلللا معشلللر التجلللار قلللدموا‬
‫السللتخارة وتللبركوا بالسللهولة واقللتربوا مللن‬
‫‪276‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المبتاعين وتزينوا بالحلم وتنللاهوا عللن اليميللن‬


‫وجانبوا الكللذب وتجللافوا عللن الظلللم وأنصللفوا‬
‫المظلللومين ول تقربللوا الربللا وأوفللوا الكيللل‬
‫والميزان ول تبخسوا الناس أشياءهم ول تعثوا‬
‫في الرض مفسدين‪.‬‬
‫وسئل أي شيء مما خلق الله أحسللن فقللال‬
‫)عليه السلم( الكلم فقيل أي شيء مما خلللق‬
‫الله أقبح قال الكلم ثللم قللال بللالكلم ابيضللت‬
‫الوجوه وبالكلم اسودت الوجوه‬
‫وقال )عليه السلم( قولوا الخير تعرفوا بلله‬
‫واعملوا به تكونوا من أهله‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( إذا حضلللرت بليلللة‬
‫فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم وإذا نزلت نازلة‬
‫فلللاجعلوا أنفسلللكم دون دينكلللم واعلملللوا أن‬
‫الهالك من هلك دينه والحريب مللن سلللب دينلله‬
‫أل وإنه ل فقر بعد الجنة ول غنى بعد النار‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل يجللد عبللد طعللم‬
‫اليمان حتى يترك الكذب هزله وجده‬
‫وقال )عليه السلم( ينبغي للرجللل المسلللم‬
‫أن يجتنب مؤاخاة الكذاب إنه يكذب حتى يجيء‬
‫‪277‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالصدق فما يصدق‬


‫وقال )عليه السلم( أعظم الخطايا اقتطللاع‬
‫مال امرئ مسلم بغير حق‬
‫وقال )عليه السلم( من خاف القصاص كف‬
‫عن ظلم الناس‬
‫وقال )عليه السلم( مللا رأيللت ظالمللا أشللبه‬
‫بمظلوم من الحاسد‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( العاملللل بلللالظلم‬
‫والمعين عليه والراضي به شركاء ثلثة‬
‫وقال )عليه السلم( الصبر صبران صبر عند‬
‫المصيبة حسن جميل وأحسن مللن ذلللك الصللبر‬
‫عند ما حرم الله عليك والذكر ذكران ذكللر عنللد‬
‫المصيبة حسن جميل وأفضل من ذلك ذكر الله‬
‫عند ما حرم الله عليك فيكون ذلك حاجزا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( اللهللم ل تجعللل بللي‬
‫حاجة إلى أحد من شرار خلقك وما جعلللت بللي‬
‫ملللن حاجلللة فاجعلهلللا إللللى أحسلللنهم وجهلللا‬
‫وأسللخاهم بهللا نفسللا وأطلقهللم بهللا لسللانا‬
‫وأقلهم علي بها منا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( طللوبى لمللن يللألف‬
‫‪278‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الناس ويألفونه على طاعة الله‬


‫وقال )عليه السلم( إن من حقيقة اليمللان‬
‫أن يؤثر العبد الصدق حتى نفر عن الكذب حيث‬
‫ينفع ول يعد المرء بمقالته علمه‬
‫وقال )عليه السلللم( أدوا المانللة ولللو إلللى‬
‫قاتل ولد النبياء‬
‫وقال )عليه السلم( التقوى سنخ اليمان‬
‫وقال )عليه السلم( أل إن الذل فللي طاعللة‬
‫الله أقرب إلى العز من التعاون بمعصية الله‬
‫وقال )عليه السلللم( المللال والبنللون حللرث‬
‫اللللدنيا والعملللل الصلللالح حلللرث الخلللرة وقلللد‬
‫جمعهما الله لقوام‬
‫وقال )عليه السلم( مكتوب في التوراة في‬
‫صحيفتين إحداهما من أصبح على الللدنيا حزينللا‬
‫فقد أصبح لقضاء الله ساخطا ومللن أصللبح مللن‬
‫المللؤمنين يشللكو مصلليبة نزلللت بلله إلللى مللن‬
‫يخالفه على دينه فإنما يشللكو ربلله إلللى عللدوه‬
‫ومن تواضع لغني طلبا لما عنده ذهب ثلثا دينه‬
‫ومن قرأ القرآن فمات فدخل النار فهللو ممللن‬
‫يتخذ آيات الله هزوا وقال )عليه السلللم( فللي‬
‫‪279‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الصحيفة الخللرى مللن لللم يستشللر ينللدم ومللن‬


‫يستأثر من الموال يهلك والفقر الموت الكبر‬
‫وقللال )عليلله السلللم( النسللان لبلله لسللانه‬
‫وعقله دينه ومروته حيث يجعل نفسلله والللرزق‬
‫مقسللوم واليللام دول والنللاس إلللى آدم شللرع‬
‫سواء‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لكميل بن زيللاد رويللدك‬
‫ل تشللهر وأخللف شخصللك ل تللذكر تعلللم تعلللم‬
‫واصمت تسلم ل عليك إذا عرفك دينه ل تعللرف‬
‫الناس ول يعرفونك‬
‫وقال )عليه السلللم( ليللس الحكيللم مللن لللم‬
‫يدار من ل يجد بدا من مداراته‬
‫وقال )عليه السلم( أربع لللو ضللربتم فيهللن‬
‫أكباد البل لكان ذلك يسلليرا ل يرجللون أحللد إل‬
‫ربه ول يخافن إل ذنبه ول يستحين أن يقول ل‬
‫أعلم إذا هو لم يعلم ول يستكبرن أن يتعلم إذا‬
‫لم يعلم‪.‬‬
‫وكتللب إلللى عبللد الللله بللن العبللاس أمللا بعللد‬
‫فاطلب ما يعنيك واترك ما ل يعنيللك فللإن فللي‬
‫تللرك مللا ل يعنيللك درك مللا يعنيللك وإنمللا تقللدم‬
‫‪280‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫علللى مللا أسلللفت ل علللى مللا خلفللت وابللن مللا‬


‫تلقاه غدا على ما تلقاه والسلم‬
‫وقال )عليه السلم( إن أحسن مللا يللألف بلله‬
‫النللاس قلللوب أودائهللم ونفللوا بلله الضللغن عللن‬
‫قلللوب أعللدائهم حسللن البشللر عنللد لقللائهم‬
‫والتفقللد فللي غيبتهللم والبشاشللة بهللم عنللد‬
‫حضورهم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل يجللد عبللد طعللم‬
‫اليمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه‬
‫وما أخطأه لم يكن ليصيبه‬
‫وقال )عليه السلم( يا رب ما أشقى جد من‬
‫لم يعظم فللي عينلله وقلبلله مللا رأى مللن ملكللك‬
‫وسلطانك في جنب ما لم تللر عينلله وقلبلله مللن‬
‫ملكك وسلطانك وأشقى منه من لم يصغر في‬
‫عينلله وقلبلله مللا رأى ومللا لللم يللر مللن ملكللك‬
‫وسلطانك في جنب عظمتك وجللللك ل إللله إل‬
‫أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‬
‫وقال )عليه السلم( إنما الللدنيا فنللاء وعنللاء‬
‫وغير وعبر فمن فنائها أنك تللرى الللدهر مللوترا‬
‫قوسه مفوقا نبله ل تخطئ سهامه ول تشللفى‬
‫‪281‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جراحه يرمي الصحيح بالسللقم والحللي بللالموت‬


‫ومن عنائها أن المرء يجمع مللا ل يأكللل ويبنللي‬
‫ما ل يسكن ثم يخرج إلى الله ل مللال حمللل ول‬
‫بنللاء نقللل ومللن غيرهللا أنللك تللرى المغبللوط‬
‫مرحوما والمرحوم مغبوطا ليس بينهم إل نعيم‬
‫زال وبؤس نزل ومن عبرهللا أن المللرء يشللرف‬
‫على أمله فيتخطفه أجللله فل أمللل مللدروك ول‬
‫مؤمل متروك فسللبحان الللله مللا أعللز سللرورها‬
‫وأظمأ ريها وأضحى فيئهللا فكللان مللا كللان مللن‬
‫الدنيا لم يكن وكان ما هللو كللائن قللد كللان وإن‬
‫الدار الخرة هي دار المقام ودار القرار وجنللة‬
‫ونار صار أولياء الله إلللى الجللر بالصللبر وإلللى‬
‫المل بالعمل‬
‫وقال )عليه السلم( مللن أحللب السللبل إلللى‬
‫الله جرعتان جرعللة غيللظ تردهللا بحلللم وجرعللة‬
‫حزن تردها بصبر ومللن أحللب السللبل إلللى الللله‬
‫قطرتان قطرة دموع في جوف الليللل وقطللرة‬
‫دم في سبيل الله ومن أحب السللبل إلللى الللله‬
‫خطوتان خطوة امرئ مسلم يشد بها صفا فللي‬
‫سبيل الله وخطوة في صلة الرحم وهي أفضل‬
‫‪282‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من خطوة يشد بها صفا في سبيل الله‬


‫وقال )عليه السلم( ل يكون الصديق لخيلله‬
‫صديقا حللتى يحفظلله فللي نكبتلله وغيبتلله وبعللد‬
‫وفاته‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن قلللوب الجهللال‬
‫تستفزها الطماع وترهنها المنللى وتسللتعلقها‬
‫الخدائع‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن اسللتحكمت فيلله‬
‫خصلة من خصال الخير اغتفرت مللا سللواها ول‬
‫أغتفر فقللد عقللل ول ديللن لن مفارقللة الللدين‬
‫مفارقة المن ول حياة مع مخافة وفقد العقل‬
‫فقد الحياة ول يقاس إل بالموات‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن عللرض نفسلله‬
‫للتهمة فل يلومن من أساء به الظن ومن كتللم‬
‫سره كانت الخيرة في يده‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن الللله يعللذب سللتة‬
‫بسلللتة العلللرب بالعصلللبية واللللدهاقين بلللالكبر‬
‫والمللراء بللالجور والفقهللاء بالحسللد والتجللار‬
‫بالخيانة وأهل الرستاق بالجهل‬
‫وقال )عليه السلم( أيها النللاس اتقللوا الللله‬
‫‪283‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فإن الصبر على التقوى أهون من الصللبر علللى‬


‫عذاب الله‬
‫وقال )عليه السلم( الزهد في الللدنيا قصللر‬
‫المل وشكر كل نعمة والورع عن كل مللا حللرم‬
‫الله‬
‫وقال )عليه السلم( إن الشياء لما ازدوجت‬
‫ازدوج الكسل والعجز فنتج منهما الفقر‬
‫وقال )عليه السلم( أل إن اليام ثلثللة يللوم‬
‫مضى ل ترجوه ويوم بقي ل بد منه ويوم يأتي‬
‫ل تأمنه فالمس موعظة واليوم غنيمة وغللد ل‬
‫تدري من أهله أمس شاهد مقبول واليوم أمين‬
‫مؤد وغد يعجللل بنفسللك سللريع الظعللن طويللل‬
‫الغيبة أتاك ولم تأته أيها الناس إن البقللاء بعللد‬
‫الفناء ولم تكن إل وقللد ورثنللا مللن كللان قبلنللا‬
‫ولنا وارثون بعدنا فاستصلحوا ما تقدمون عليه‬
‫بمللا تظعنللون عنلله واسلللكوا سللبل الخيللر ول‬
‫تستوحشللوا فيهللا لقلللة أهلهللا واذكللروا حسللن‬
‫صللحبة الللله لكللم فيهللا أل وإن العللواري اليللوم‬
‫والهبات غدا وإنما نحن فروع لصول قد مضت‬
‫فما بقاء الفروع بعد أصولها أيها النللاس إنكللم‬
‫‪284‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إن آثرتم الدنيا علللى الخللرة أسللرعتم إجابتهللا‬


‫إلى العرض الدنى ورحلت مطايللا آمللالكم إلللى‬
‫الغايللة القصللوى تللورد مناهللل عاقبتهللا النللدم‬
‫وتللذيقكم مللا فعلللت بللالمم الخاليللة والقللرون‬
‫الماضية من تغير الحالت وتكون المثلت‬
‫وقال )عليه السلم( الصلة قربان كل تقللي‬
‫والحج جهاد كل ضعيف ولكل شيء زكاة وزكاة‬
‫البدن الصيام وأفضل عمل المرء انتظاره فرج‬
‫الله والللداعي بل عمللل كللالرامي بل وتللر ومللن‬
‫أيقللن بللالخلف جللاد بالعطيللة اسللتنزلوا الللرزق‬
‫بالصللدقة وحصللنوا أمللوالكم بالزكللاة ومللا عللال‬
‫امللرؤ اقتصللد والتقللدير نصللف العيللش والتللودد‬
‫نصف العقل والهم نصف الهللرم وقلللة العيللال‬
‫أحد اليسارين ومن أحزن والللديه عقهمللا ومللن‬
‫ضرب بيده على فخذه عند المصيبة حبط أجللره‬
‫والصنيعة ل تكون صنيعة إل عنللد ذي حسللب أو‬
‫دين والله ينزل الصبر على قدر المصيبة فمللن‬
‫قدر رزقه الله ومللن بللذر حرملله الللله والمانللة‬
‫تجر الرزق والخيانة تجللر الفقللر ولللو أراد الللله‬
‫بالنملة صلحا ما أنبت لها جناحا‬
‫‪285‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( متللاع الللدنيا حطللام‬


‫وتراثها كباب بلغتها أفضل من أثرتها وقلعتهللا‬
‫أركن من طمأنينتها حكم بالفاقة على مكثرهللا‬
‫وأعين بالراحة من رغب عنها من راقه رواؤهللا‬
‫أعقبللت نللاظريه كمهللا ومللن استشللعر شللغفها‬
‫ملت قلبلله أشللجانا لهللن رقللص علللى سللويداء‬
‫قلبه كرقيص الزبدة على أعراض المدرجة هللم‬
‫يحزنه وهللم يشللغله كللذلك حللتى يؤخللذ بكظملله‬
‫ويقطع أبهراه ويلقى هاما للقضاء طريحا هينا‬
‫على الله مداه وعلى البرار ملقاه وإنما ينظللر‬
‫المؤمن إلى الدنيا بعين العتبار ويقتللات منهللا‬
‫ببطن الضطرار ويسمع فيها بإذن النفث‬
‫وقللال )عليلله السلللم( تعلمللوا الحلللم فللإن‬
‫الحلللم خليللل المللؤمن ووزيللره والعلللم دليللله‬
‫والرفللق أخللوه والعقللل رفيقلله والصللبر أميللر‬
‫جنوده‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لرجل تجاوز الحللد فللي‬
‫مللا‬ ‫َ‬
‫التقشف يللا هللذا أ مللا سللمعت قللول الللله وأ ّ‬
‫ث فو الللله لبتللذالك نعللم الللله‬‫ح دّ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ة َر ب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫ب ِن ِ ْ‬
‫بالفعال أحب إليه من ابتذالكها بالمقال‪.‬‬
‫‪286‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال لبنه الحسللن )عليلله السلللم( أوصلليك‬


‫بتقوى الله وإقام الصلة لوقتها وإيتللاء الزكللاة‬
‫عنللد محلهللا وأوصلليك بمغفللرة الللذنب وكظللم‬
‫الغيلللظ وصللللة الرحلللم والحللللم عنلللد الجاهلللل‬
‫والتفقه في الدين والتثبت في المللر والتعهللد‬
‫للقلللرآن وحسلللن الجلللوار والملللر بلللالمعروف‬
‫والنهي عللن المنكللر واجتنللاب الفللواحش كلهللا‬
‫في كل ما عصي الله فيه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( قللوام الللدنيا بأربعللة‬
‫بعالم مسللتعمل لعلملله وبغنللي بللاذل لمعروفلله‬
‫وبجاهللل ل يتكللبر أن يتعلللم وبفقيللر ل يللبيع‬
‫آخرتلله بللدنيا غيللره وإذا عطللل العللالم علملله‬
‫وأمسك الغني معروفه وتكبر الجاهل أن يتعلم‬
‫وباع الفقير آخرته بدنيا غيره فعليهم الثبور‬
‫وقال )عليه السلم( مللن اسللتطاع أن يمنللع‬
‫نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بللأن ل ينللزل‬
‫به مكروه أبدا قيل وما هن يللا أميللر المللؤمنين‬
‫قال العجلة واللجاجة والعجب والتواني‬
‫وقال )عليلله السلللم( اعلمللوا عبللاد الللله أن‬
‫التقوى حصن حصللين والفجللور حصللن ذليللل ل‬
‫‪287‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يمنع أهله ول يحرز من لجللأ إليلله أل وبللالتقوى‬


‫تقطع حمة الخطايا وبالصللبر علللى طاعللة الللله‬
‫ينال ثواب الله وباليقين تدرك الغاية القصللوى‬
‫عباد الله إن الله لم يحظر على أوليائه ما فيلله‬
‫نجاتهم إذ دلهم عليه ولم يقنطهم مللن رحمتلله‬
‫لعصيانهم إياه إن تابوا إليه‬
‫وقلللال الصلللمت حكلللم والسلللكوت سللللمة‬
‫والكتمان طرف من السعادة‬
‫وقال )عليه السلللم( تللذل المللور للمقللدور‬
‫حتى تصير الفة في التدبير‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل تتللم مللروة الرجللل‬
‫حللتى يتفقلله فللي دينلله ويقتصللد فللي معيشللته‬
‫ويصللبر علللى النائبللة إذا نزلللت بلله ويسللتعذب‬
‫مرارة إخوانه‪.‬‬
‫وسئل )عليلله السلللم( مللا المللروة فقللال ل‬
‫تفعل شيئا في السر تستحيي منه في العلنية‬
‫وقال )عليه السلم( الستغفار مع الصللرار‬
‫ذنوب مجددة‬
‫وقال )عليلله السلللم( سللكنوا فللي أنفسللكم‬
‫معرفة ما تعبدون حتى ينفعكم ما تحركون من‬
‫‪288‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجوارح بعبادة من تعرفون‬


‫وقال )عليه السلم( المستأكل بللدينه حظلله‬
‫من دينه ما يأكله‬
‫وقال )عليه السلللم( اليمللان قللول مقبللول‬
‫وعمل معمول وعرفان بالمعقول‬
‫وقللال )عليلله السلللم( اليمللان علللى أربعللة‬
‫أركان التوكل علللى الللله والتفللويض إلللى الللله‬
‫والتسليم لمر الله والرضا بقضاء الله وأركللان‬
‫الكفر أربعة الرغبة والرهبة والغضب والشهوة‬
‫وقال )عليه السلم( من زهد في الدنيا ولم‬
‫يجزع من ذلها ولم ينافس في عزها هداه الللله‬
‫بغيللر هدايللة مللن مخلللوق وعلملله بغيللر تعليللم‬
‫وأثبت الحكمة في صدره وأجراها على لسانه‬
‫وقال )عليه السلللم( إن لللله عبللادا عللاملوه‬
‫بخالص من سره فشكر لهم بخالص من شللكره‬
‫فأولئك تمر صللحفهم يللوم القيامللة فرغللا فللإذا‬
‫وقفوا بين يديه ملها لهم مللن سللر مللا أسللروا‬
‫إليه‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ذلللللوا أخلقكلللم‬
‫بالمحاسللن وقودوهللا إلللى المكللارم وعللودوا‬
‫‪289‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أنفسللكم الحلللم واصللبروا علللى اليثللار علللى‬


‫أنفسكم فيما تجمللدون عنلله ول تللداقوا النللاس‬
‫وزنللا بللوزن وعظمللوا أقللداركم بالتغافللل عللن‬
‫الللدني مللن المللور وأمسللكوا رمللق الضللعيف‬
‫جللاهكم وبالمعونللة للله إن عجزتللم عمللا رجللاه‬
‫عندكم ول تكونوا بحاثين عما غاب عنكم فيكثر‬
‫غائبكم وتحفظللوا مللن الكللذب فللإنه مللن أدنللى‬
‫الخلق قدرا وهو نوع عن الفحش وضرب مللن‬
‫الللدناءة وتكرمللوا بالتعللامي عللن الستقصللاء‬
‫وروي بالتعامس من الستقصاء‬
‫وقال )عليه السلم( كفى بالجل حللرزا إنلله‬
‫ليس أحد من الناس إل ومعه حفظللة مللن الللله‬
‫يحفظللونه أن ل يللتردى فللي بئر ول يقللع عليلله‬
‫حائط ول يصيبه سبع فإذا جاء أجله خلللوا بينلله‬
‫وبين أجله‬

‫وروي عن المام السبط التقللي أبللي محمللد‬


‫الحسن بن علي صلللوات الللله عليهمللا ورحمتلله‬
‫وبركاته في طوال هذه المعاني‬
‫فللي أجللوبته عللن مسللائل سللأله عنهللا أميللر‬
‫‪290‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المللؤمنين )عليلله السلللم( أو غيللره فللي معللان‬


‫مختلفة‪.‬‬
‫قيل له )عليه السلم( ما الزهد قال الرغبللة‬
‫فللي التقللوى والزهللادة فللي الللدنيا قيللل فمللا‬
‫الحلم قال كظم الغيظ وملك النفللس قيللل مللا‬
‫السداد قال دفع المنكللر بللالمعروف قيللل فمللا‬
‫الشرف قال اصطناع العشيرة وحمللل الجريللرة‬
‫قيل فما النجدة قال الللذب عللن الجللار والصللبر‬
‫في المواطن والقدام عند الكريهللة قيللل فمللا‬
‫المجد قال أن تعطي في الغرم وأن تعفو عللن‬
‫الجللرم قيللل فمللا المللروة قللال حفللظ الللدين‬
‫وإعللزاز النفللس وليللن الكنللف وتعهللد الصللنيعة‬
‫وأداء الحقوق والتحبللب إلللى النللاس قيللل فمللا‬
‫الكللرم قللال البتللداء بالعطيللة قبللل المسللألة‬
‫وإطعام الطعام في المحللل قيللل فمللا الللدنيئة‬
‫قال النظر في اليسير ومنع الحقير قيللل فمللا‬
‫اللؤم قال قلللة النللدى وأن ينطللق بالخنللا قيللل‬
‫فما السماح قال البللذل فللي السللراء والضللراء‬
‫قيل فما الشح قال أن ترى ما في يديك شرفا‬
‫وما أنفقته تلفا قيللل فمللا الخللاء قللال الخللاء‬
‫‪291‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في الشدة والرخاء قيل فما الجبن قال الجرأة‬


‫علللى الصللديق والنكللول عللن العللدو قيللل فمللا‬
‫الغنى قال رضا النفس بما قسم لهللا وإن قللل‬
‫قيللل فمللا الفقللر قللال شللره النفللس إلللى كللل‬
‫شيء قيل فما الجود قال بللذل المجهللود قيللل‬
‫فما الكللرم قللال الحفللاظ فللي الشللدة والرخللاء‬
‫قيل فما الجرأة قال موافقة القران قيل فما‬
‫المنعة قال شدة البأس ومنازعة أعللزاء النللاس‬
‫قيل فما الذل قال الفرق عند المصدوقة قيللل‬
‫فمللا الخللرق قللال مناوأتللك أميللرك ومللن يقللدر‬
‫على ضرك قيل فما السناء قال إتيللان الجميللل‬
‫وترك القبيح قيل فما الحزم قال طللول النللاة‬
‫والرفق بللالولة والحللتراس مللن جميللع النللاس‬
‫قيل فما الشرف قال موافقة الخوان وحفللظ‬
‫الجيران قيل فمللا الحرمللان قللال تركللك حظللك‬
‫وقد عرض عليك قيللل فمللا السللفه قللال اتبللاع‬
‫الدناة ومصللاحبة الغللواة قيللل فمللا العللي قللال‬
‫العبث باللحية وكثرة التنحنح عند المنطق قيللل‬
‫فما الشجاعة قال موافقة القران والصبر عند‬
‫الطعان قيل فمللا الكلفللة قللال كلمللك فيمللا ل‬
‫‪292‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يعنيك قيل وما السفاه قال الحمللق فللي مللاله‬


‫المتهاون بعرضه قيللل فمللا اللللؤم قللال إحللراز‬
‫المرء نفسه وإسلمه عرسه‬
‫ومن حكمه ع‪.‬‬
‫أيها الناس إنه من نصح لله وأخذ قللوله دليل‬
‫هللدي للللتي هللي أقللوم ووفقلله الللله للرشللاد‬
‫وسدده للحسنى فللإن جللار الللله آمللن محفللوظ‬
‫وعدوه خائف مخذول فاحترسوا من الله بكثرة‬
‫الذكر واخشوا الله بالتقوى وتقربللوا إلللى الللله‬
‫بالطاعللة فللإنه قريللب مجيللب قللال الللله تبللارك‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتعالى وإذا س أ َ‬
‫ريلل ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ني‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ل‬
‫فل‬ ‫نللي‬ ‫ّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫لا‬
‫عبل‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫جيُبوا ل ِللي‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫دع‬ ‫إذا‬ ‫ع‬ ‫دا‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫جي‬ ‫أُ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ن فاسللتجيبوا لللله‬
‫دو َ‬ ‫م ي َْر ُ‬
‫شلل ُ‬ ‫علّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م ُنوا ِبي ل َ َ‬ ‫و ل ْي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬
‫وآمنوا به فإنه ل ينبغي لمن عرف عظمللة الللله‬
‫أن يتعللاظم فللإن رفعللة الللذين يعلمللون عظمللة‬
‫الله أن يتواضعوا وعز الذين يعرفللون مللا جلل‬
‫الله أن يتذللوا للله وسلللمة الللذين يعلمللون مللا‬
‫قدرة الله أن يستسلموا له ول ينكروا أنفسهم‬
‫بعللد المعرفللة ول يضلللوا بعللد الهللدى واعلمللوا‬
‫علما يقينا أنكم لن تعرفوا التقى حتى تعرفللوا‬
‫‪293‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫صفة الهدى ولن تمسكوا بميثاق الكتللاب حللتى‬


‫تعرفوا الذي نبذه ولن تتلوا الكتاب حللق تلوتلله‬
‫حللتى تعرفللوا الللذي حرفلله فللإذا عرفتللم ذلللك‬
‫عرفتم البدع والتكلف ورأيتم الفرية على الللله‬
‫والتحريللف ورأيتللم كيللف يهللوي مللن يهللوي ول‬
‫يجهلنكم الذين ل يعلمون والتمسللوا ذلللك عنللد‬
‫أهللله فللإنهم خاصللة نللور يستضللاء بهللم وأئمللة‬
‫يقتدى بهم بهم عيش العلم وموت الجهل وهم‬
‫الللذين أخللبركم حلمهللم عللن جهلهللم وحكللم‬
‫منطقهم عن صمتهم وظاهرهم عن باطنهم ل‬
‫يخالفون الحق ول يختلفون فيه وقد خلت لهم‬
‫من الله سنة ومضللى فيهللم مللن الللله حكللم إن‬
‫فلللي ذللللك للللذكرى لللللذاكرين واعقللللوه إذا‬
‫سمعتموه عقل رعاية ول تعقلللوه عقللل روايللة‬
‫فللإن رواة الكتللاب كللثير ورعللاته قليللل والللله‬
‫المستعان‪.‬‬
‫جوابه )عليه السلم( عن مسائل سئل عنهللا‬
‫في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة‪.‬‬
‫بعلللث معاويلللة رجل متنكلللرا يسلللأل أميلللر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( عن مسائل سأله عنها‬
‫‪294‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ملك الللروم فلمللا دخللل الكوفللة وخللاطب أميللر‬


‫المؤمنين )عليه السلم( أنكره فقرره فاعترف‬
‫له بالحال فقال أمير المؤمنين )عليه السلللم(‬
‫قاتل الله ابن آكلة الكباد ما أضله وأضللل مللن‬
‫معه قاتله الله لقد أعتللق جاريللة مللا أحسللن أن‬
‫يتزوجها حكم الله بيني وبين هذه المة قطعوا‬
‫رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضللاعوا أيللامي‬
‫علي بالحسن والحسللين ومحمللد فللدعوا فقللال‬
‫)عليه السلللم( يللا أخللا أهللل الشللام هللذان ابنللا‬
‫رسول الله )صلى الله عليلله وآللله( وهللذا ابنللي‬
‫فاسأل أيهم أحببت فقال الشللامي اسللأل هللذا‬
‫يعني الحسن )عليه السلم( ثللم قللال كللم بيللن‬
‫الحق والباطل وكم بيللن السللماء والرض وكللم‬
‫بين المشرق والمغرب وعللن هللذا المحللو الللذي‬
‫في القمر وعن قوس قزح وعللن هللذه المجللرة‬
‫وعن أول شيء انتضح علللى وجلله الرض وعللن‬
‫أول شيء اهتز عليها وعللن العيللن الللتي تللأوي‬
‫إليهلللا أرواح الملللؤمنين والمشلللركين وعلللن‬
‫المللؤنث وعللن عشللرة أشللياء بعضللها أشللد مللن‬
‫بعض فقال الحسن )عليه السلم( يا أخللا أهللل‬
‫‪295‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الشام بين الحق والباطل أربع أصابع مللا رأيللت‬


‫بعينيللك فهللو الحللق وقللد تسللمع بأذنيللك بللاطل‬
‫كللثيرا وبيللن السللماء والرض دعللوة المظلللوم‬
‫ومد البصللر فمللن قللال غيللر هللذا فكللذبه وبيللن‬
‫المشرق والمغرب يللوم مطللرد للشللمس تنظللر‬
‫إلللى الشللمس حيللن تطلللع وتنظللر إليهللا حيللن‬
‫تغرب من قال غير هذا فكذبه وأما هذه المجرة‬
‫فهي أشراج السماء مهبط الماء المنهمر علللى‬
‫نوح )عليه السلم( وأمللا قللوس قللزح فل تقللل‬
‫قللزح فللإن قللزح شلليطان ولكنهللا قللوس الللله‬
‫وأمان من الغرق وأما المحو الللذي فللي القمللر‬
‫فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه‬
‫ع ْلنللا‬
‫ج َ‬ ‫ة الل ّ ي ْل ِ‬
‫ل و َ‬ ‫ونا آي َ َ‬
‫ح ْ‬
‫م َ‬ ‫الله وقال في كتابه َ‬
‫ف َ‬
‫ص َر ةً وأما أول شيء انتضللح علللى‬
‫مبْ ِ‬
‫ر ُ‬
‫ة الّنها ِ‬
‫آي َ َ‬
‫وجلله الرض فهللو وادي دلللس وأمللا أول شلليء‬
‫اهتز على وجه الرض فهي النخلة وأمللا العيللن‬
‫الللتي تللأوي إليهللا أرواح المللؤمنين فهللي عيللن‬
‫يقال لها سلمى وأما العيللن الللتي تللأوي إليهللا‬
‫أرواح الكافرين فهللي عيللن يقللال لهللا برهللوت‬
‫وأمللا المللؤنث فإنسللان ل يللدرى امللرأة هللو أو‬
‫‪296‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رجل فينتظر به الحلم فللإن كللانت امللرأة بللانت‬


‫ثدياها وإن كان رجل خرجت لحيته وإل قيل للله‬
‫يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو‬
‫رجل وإن نكللص كمللا ينكللص بللول البعيللر فهللي‬
‫امرأة وأما عشرة أشياء بعضها أشد مللن بعللض‬
‫فأشد شيء خلق الله الحجر وأشللد مللن الحجللر‬
‫الحديد وأشد من الحديد النللار وأشللد مللن النللار‬
‫المللاء وأشللد مللن المللاء السللحاب وأشللد مللن‬
‫السحاب الريح وأشد من الريح الملك وأشد من‬
‫الملللك ملللك المللوت وأشللد مللن ملللك المللوت‬
‫الموت وأشد من الموت أمر الله قال الشللامي‬
‫أشهد أنللك ابللن رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآللله( وأن عليللا وصللي محمللد ثللم كتللب هللذا‬
‫الجواب ومضى به إلى معاويللة وأنفللذه معاويللة‬
‫إلى ابن الصفر فلما أتللاه قللال أشللهد أن هللذا‬
‫ليللس مللن عنللد معاويللة ول هللو إل مللن معللدن‬
‫النبوة‬
‫كلمه )عليه السلم( في الستطاعة‪.‬‬
‫كتب الحسن بن أبللي الحسللن البصللري إلللى‬
‫أبي محمد الحسن بن علي )عليه السلللم( أمللا‬
‫‪297‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بعد فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في‬


‫اللجلللج الغلللامرة والعلم النيلللرة الشلللاهرة أو‬
‫كسلللفينة نلللوح )عليللله السللللم( اللللتي نزلهلللا‬
‫المؤمنون ونجا فيها المسلمون كتبللت إليللك يللا‬
‫ابن رسول الله عند اختلفنا في القدر وحيرتنا‬
‫في الستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي‬
‫آبائك )عليه السلم( فإن من علم الللله علمكللم‬
‫وأنتم شهداء على الناس والله الشللاهد عليكللم‬
‫ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم فأجابه‬
‫الحسللن )عليلله السلللم( بسللم الللله الرحمللن‬
‫الرحيم وصل إلي كتابك ولللو ل مللا ذكرتلله مللن‬
‫حيرتك وحيرة من مضللى قبلللك إذا مللا أخبرتللك‬
‫أما بعد فمن لم يؤمن بالقللدر خيللره وشللره أن‬
‫الله يعلمه فقد كفر ومن أحال المعاصي علللى‬
‫الله فقد فجر إن الله لم يطع مكرها ولم يعص‬
‫مغلوبا ولم يهمل العباد سدى من المملكللة بللل‬
‫هو المالك لمللا ملكهللم والقللادر علللى مللا عليلله‬
‫أقدرهم بل أمرهم تخييرا ونهاهم تحللذيرا فللإن‬
‫ائتمللروا بالطاعللة لللم يجللدوا عنهللا صللادا وإن‬
‫انتهوا إلى معصللية فشللاء أن يمللن عليهللم بللأن‬
‫‪298‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يحول بينهم وبينها فعل وإن لللم يفعللل فليللس‬


‫هو الذي حملهم عليها جبرا ول ألزموهللا كرهللا‬
‫بل من عليهم بأن بصللرهم وعرفهللم وحللذرهم‬
‫وأمرهم ونهاهم ل جبل لهم على ما أمرهم بلله‬
‫فيكونوا كالملئكة ول جبرا لهم على ما نهللاهم‬
‫عنلله ولللله الحجللة البالغللة فلللو شللاء لهللداكم‬
‫أجمعين والسلم على من اتبع الهدى‬
‫موعظة‪.‬‬
‫اعلمللوا أن الللله لللم يخلقكللم عبثللا وليللس‬
‫بتللارككم سللدى كتللب آجللالكم وقسللم بينكللم‬
‫معايشللكم ليعللرف كللل ذي لللب منزلتلله وأن مللا‬
‫قدر له أصابه وما صللرف عنلله فلللن يصلليبه قللد‬
‫كفاكم مئونللة الللدنيا وفرغكللم لعبللادته وحثكللم‬
‫على الشللكر وافللترض عليكللم الللذكر وأوصللاكم‬
‫بالتقوى وجعل التقوى منتهى رضللاه والتقللوى‬
‫باب كل توبة ورأس كل حكمة وشرف كل عمل‬
‫بالتقوى فاز مللن فللاز مللن المتقيللن قللال الللله‬
‫جي‬ ‫مفازا ً وقال وي ُن َ ّ‬ ‫ن َ‬‫قي َ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬
‫متّ ِ‬ ‫تبارك وتعالى إ ِ ّ‬
‫سللوءُ‬ ‫م ال ّ‬‫ه ُ‬
‫سلل ُ‬
‫م ّ‬
‫م ل يَ َ‬‫ه ْ‬‫مفاَز ت ِ ِ‬ ‫وا ب ِ َ‬‫ق ْ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن فاتقوا الله عباد الللله واعلمللوا‬
‫ح َز ُنو َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫ول ُ‬
‫‪299‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أنه من يتق الللله يجعللل للله مخرجللا مللن الفتللن‬


‫ويسللدده فللي أمللره ويهيللئ للله رشللده ويفلجلله‬
‫بحجته ويبيض وجهلله ويعطلله رغبتلله مللع الللذين‬
‫أنعللم الللله عليهللم مللن النللبيين والصللديقين‬
‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬
‫خطبته )عليه السلم( حين قللال للله معاويللة‬
‫بعد الصلح اذكر فضلنا‪.‬‬
‫حمللد الللله وأثنللى عليلله وصلللى علللى محمللد‬
‫النبي وآله ثم قللال مللن عرفنللي فقللد عرفنللي‬
‫ومن لم يعرفني فأنا الحسن ابللن رسللول الللله‬
‫أنللا ابللن البشللير النللذير أنللا ابللن المصللطفى‬
‫بالرسالة أنا ابن مللن صلللت عليلله الملئكللة أنللا‬
‫ابللن مللن شللرفت بلله المللة أنللا ابللن مللن كللان‬
‫جبرئيل السفير من الله إليه أنا ابللن مللن بعللث‬
‫رحمة للعالمين صلى الللله عليلله وآللله أجمعيللن‬
‫فلللم يقللدر معاويللة أن يكتللم عللداوته وحسللده‬
‫فقال يا حسن عليك بللالرطب فللانعته لنللا قللال‬
‫نعم يا معاويللة الريللح تلقحلله والشللمس تنفخلله‬
‫والقمر يلونه والحللر ينضللجه والليللل يللبرده ثللم‬
‫أقبل علللى منطقلله فقللال أنللا ابللن المسللتجاب‬
‫‪300‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الدعوة أنا ابن من كان من ربه كقللاب قوسللين‬


‫أو أدنى أنا ابن الشللفيع المطللاع أنللا ابللن مكللة‬
‫ومنى أنا ابن من خضعت للله قريللش رغمللا أنللا‬
‫ابن من سعد تابعه وشقي خللاذله أنللا ابللن مللن‬
‫جعلت الرض له طهورا ومسللجدا أنللا ابللن مللن‬
‫كانت أخبار السماء إليه تترى أنا ابن من أذهب‬
‫الللله عنهللم الرجللس وطهرهللم تطهيللرا فقللال‬
‫معاويللة أظللن نفسللك يللا حسللن تنازعللك إلللى‬
‫الخلفة فقال ويلك يا معاوية إنما الخليفة مللن‬
‫سار بسيرة رسول الله )صلى الله عليلله وآللله(‬
‫وعمل بطاعللة الللله ولعمللري إنللا لعلم الهللدى‬
‫ومنار التقى ولكنك يا معاوية ممن أبار السللنن‬
‫وأحيا البدع واتخللذ عبللاد الللله خللول وديللن الللله‬
‫لعبا فكان قد أخمل ما أنت فيه فعشللت يسلليرا‬
‫وبقيت عليك تبعاته يا معاوية والللله لقللد خلللق‬
‫اللللله ملللدينتين إحلللداهما بالمشلللرق والخلللرى‬
‫بالمغرب اسماهما جابلقا وجابلسا ما بعث الله‬
‫إليهما أحدا غير جدي رسللول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( فقال معاوية يا أبا محمد أخبرنا عن‬
‫ليلة القدر قال نعللم عللن مثللل هللذا فاسللأل إن‬
‫‪301‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الللله خلللق السللماوات سللبعا والرضللين سللبعا‬


‫والجن من سبع والنس من سللبع فتطلللب مللن‬
‫ليلة ثلث وعشرين إلى ليلة سبع وعشرين ثللم‬
‫نهض ع‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قال )عليه السلم( ما تشاور قللوم إل هللدوا‬
‫إلى رشدهم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( اللللؤم أن ل تشللكر‬
‫النعمة‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبعللض ولللده يللا بنللي ل‬
‫تؤاخ أحدا حتى تعللرف مللوارده ومصللادره فللإذا‬
‫استنبطت الخبرة ورضيت العشللرة فللآخه علللى‬
‫إقالة العثرة والمواساة في العسرة‬
‫وقال )عليه السلم( ل تجاهد الطلللب جهللاد‬
‫الغالب ول تتكل على القدر اتكللال المستسلللم‬
‫فإن ابتغاء الفضللل مللن السللنة والجمللال فللي‬
‫الطلب من العفة وليست العفللة بدافعللة رزقللا‬
‫ول الحرص بجالب فضللل فللإن الللرزق مقسللوم‬
‫واستعمال الحرص استعمال المأثم‬
‫‪302‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( القريللب مللن قربتلله‬


‫المللودة وإن بعللد نسللبه والبعيللد مللن باعللدته‬
‫المودة وإن قرب نسبه ل شلليء أقللرب مللن يللد‬
‫إلى جسد وإن اليد تفل فتقطع وتحسم‬
‫وقال )عليه السلم( مللن اتكللل علللى حسللن‬
‫الختيار من الله له لم يتمن أنه في غير الحال‬
‫التي اختارها الله له‬
‫وقال )عليه السلم( العار أهون من النار‬
‫وقال )عليه السلم( الخير الذي ل شللر فيلله‬
‫الشكر مع النعمة والصبر على النازلة‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لرجل أبل مللن علللة إن‬
‫الله قد ذكرك فاذكره وأقالك فاشكره‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( عند صلحه لمعاويللة إنللا‬
‫والللله مللا ثنانللا عللن أهللل الشللام شللك ول نللدم‬
‫وإنما كنا نقاتل أهل الشللام بالسلللمة والصللبر‬
‫فسلللبت السلللمة بالعللداوة والصللبر بللالجزع‬
‫وكنتم في منتللدبكم إلللى صللفين ودينكللم أمللام‬
‫دنياكم وقد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم‬
‫وقال )عليه السلم( ما أعرف أحللدا إل وهللو‬
‫أحمق فيما بينه وبين ربه‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقيل له فيك عظمللة فقللال )عليلله السلللم(‬


‫ه‬
‫سللول ِ ِ‬ ‫ه ال ْ ِ‬
‫ع لّز ةُ ول َِر ُ‬ ‫بل في عللزة قللال الللله ول ِل ّ ل ِ‬
‫ن‬
‫م ِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫وقال )عليه السلم( في وصللف أخ كللان للله‬
‫صالح كان من أعظللم النللاس فللي عينللي وكللان‬
‫رأس ما عظم بلله فللي عينللي صللغر الللدنيا فللي‬
‫عينه كان خارجا مللن سلللطان الجهالللة فل يمللد‬
‫يللدا إل علللى ثقللة لمنفعللة كللان ل يشللتكي ول‬
‫يتسخط ول يتبرم كان أكثر دهللره صللامتا فللإذا‬
‫قال بذ القللائلين كللان ضللعيفا مستضللعفا فللإذا‬
‫جاء الجد فهو الليث عاديا كان إذا جامع العلماء‬
‫على أن يستمع أحرص منه على أن يقول كللان‬
‫إذا غلب علللى الكلم لللم يغلللب علللى السللكوت‬
‫كان ل يقول مللا ل يفعللل ويفعللل مللا ل يقللول‬
‫كان إذا عرض له أمللران ل يللدري أيهمللا أقللرب‬
‫إلى ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه كللان ل‬
‫يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله‬
‫وقال )عليه السلم( من أدام الختلف إلللى‬
‫المسجد أصللاب إحللدى ثمللان آيللة محكمللة وأخللا‬
‫مسللتفادا وعلمللا مسللتطرفا ورحمللة منتظللرة‬
‫‪304‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وكلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى وترك‬


‫الذنوب حياء أو خشية‪.‬‬
‫ورزق غلمللا فللأتته قريللش تهنيلله فقللالوا‬
‫يهنيك الفارس فقال )عليه السلللم( أي شلليء‬
‫هذا القول ولعللله يكللون راجل فقللال للله جللابر‬
‫كيف نقللول يللا ابللن رسللول الللله فقللال )عليلله‬
‫السلم( إذا ولد لحدكم غلم فأتيتموه فقولللوا‬
‫له شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب بلغ‬
‫الله به أشده ورزقك بره‪.‬‬
‫وسئل عن المروة فقال )عليه السلم( شللح‬
‫الرجلللل عللللى دينللله وإصللللحه ملللاله وقيلللامه‬
‫بالحقوق‬
‫وقال )عليلله السلللم( إن أبصللر البصللار مللا‬
‫نفذ في الخير مذهبه وأسمع السماع ما وعللى‬
‫التذكير وانتفع به أسلم القلللوب مللا طهللر مللن‬
‫الشبهات‬
‫وسأله رجللل أن يخيللله قللال )عليلله السلللم(‬
‫إيللاك أن تمللدحني فأنللا أعلللم بنفسللي منللك أو‬
‫تكذبني فللإنه ل رأي لمكللذوب أو تغتللاب عنللدي‬
‫أحدا فقال له الرجللل ائذن لللي فللي النصللراف‬
‫‪305‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقال )عليه السلم( نعم إذا شئت‬


‫وقال )عليه السلللم( إن مللن طلللب العبللادة‬
‫تزكلللى لهلللا إذا أضلللرت النوافلللل بالفريضلللة‬
‫فارفضوها اليقين معاذ للسلمة من تللذكر بعللد‬
‫السللفر اعتللد ول يغللش العاقللل مللن استنصللحه‬
‫بينكم وبين الموعظة حجاب العزة قطللع العلللم‬
‫عذر المتعلمين كل معاجل يسأل النظللرة وكللل‬
‫مؤجل يتعلل بالتسويف‬
‫وقال )عليه السلللم( اتقللوا الللله عبللاد الللله‬
‫وجدوا في الطلب وتجاه الهرب وبادروا العمل‬
‫قبللل مقطعللات النقمللات وهللادم اللللذات فللإن‬
‫الللدنيا ل يللدوم نعيمهللا ول تللؤمن فجيعهللا ول‬
‫تتللوقى مسللاوئها غللرور حللائل وسللناد مللائل‬
‫فللاتعظوا عبللاد الللله بللالعبر واعتللبروا بللالثر‬
‫وازدجروا بللالنعيم وانتفعللوا بللالمواعظ فكفللى‬
‫بالله معتصللما ونصلليرا وكفللى بالكتللاب حجيجللا‬
‫وخصيما وكفى بالجنة ثوابا وكفى بالنار عقابا‬
‫ووبال‬
‫وقال )عليه السلللم( إذا لقللي أحللدكم أخللاه‬
‫فليقبل موضع النور من جبهته‪.‬‬
‫‪306‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومللر )عليلله السلللم( فللي يللوم فطللر بقللوم‬


‫يلعبون ويضحكون فوقف على رءوسهم فقللال‬
‫إن الللله جعللل شللهر رمضللان مضللمارا لخلقلله‬
‫فيستبقون فيلله بطللاعته إلللى مرضللاته فسللبق‬
‫قوم ففازوا وقصر آخرون فخابوا فالعجب كللل‬
‫العجب من ضاحك لعب في اليللوم الللذي يثللاب‬
‫فيه المحسللنون ويخسللر فيلله المبطلللون وايللم‬
‫الللله لللو كشللف الغطللاء لعلمللوا أن المحسللن‬
‫مشغول بإحسللانه والمسلليء مشللغول بإسللاءته‬
‫ثم مضى‬

‫وروي عن المام التقي السبط الشهيد أبللي‬


‫عبد الله الحسين بن علي )عليلله السلللم( فللي‬
‫طوال هذه المعاني‪.‬‬
‫ملللن كلمللله )عليللله السللللم( فلللي الملللر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر ويروى عن أميللر‬
‫المؤمنين‪.‬‬
‫اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أوليللاءه‬
‫و ل‬ ‫مللن سللوء ثنللائه علللى الحبللار إذ يقللول َللل ْ‬
‫م‬ ‫ل‬
‫ثل‬‫ْ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫قل‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫عل‬ ‫ر‬ ‫حبا‬ ‫ن واْل َ‬
‫م الّر ّبان ِّيو َ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ‬
‫ْ ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه ُ‬
‫ي َْنها ُ‬
‫‪307‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ل إلى‬ ‫سراِئي َ‬
‫ن ب َِني إ ِ ْ‬‫م ْ‬
‫ف ُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ع َ‬‫وقال ل ُ ِ‬
‫ن وإنمللا عللاب الللله‬ ‫ع ل ُللو َ‬ ‫س ما كاُنوا ي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫قوله ل َب ِئ ْ َ‬
‫ذلك عليهم لنهم كانوا يرون من الظلمة الذين‬
‫بين أظهرهم المنكر والفساد فل ينهونهم عللن‬
‫ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهللم ورهبللة ممللا‬
‫س‬
‫وا الّنلللا َ‬ ‫شللل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫يحلللذرون واللللله يقلللول َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ضلل ُ‬
‫ع ُ‬‫ت بَ ْ‬ ‫منا ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن وال ْ ُ‬ ‫م ُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن وقال ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫و ِ‬‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫وا ْ‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫رو‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫رو‬ ‫م‬ ‫أ َو ِلياءُ ب ع ض ي لأ ْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ٍ َ‬ ‫ْ‬
‫ر فبدأ الله بالمر بالمعروف والنهي عللن‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ن ْك َ ِ‬
‫المنكللر فريضللة منلله لعلملله بأنهللا إذا أديللت‬
‫وأقيملللت اسلللتقامت الفلللرائض كلهلللا هينهلللا‬
‫وصعبها وذلك أن المر بالمعروف والنهي علللن‬
‫المنكللر دعللاء إلللى السلللم مللع رد المظللالم‬
‫ومخالفة الظالم وقسمة الفيء والغنائم وأخللذ‬
‫الصدقات من مواضعها ووضعها في حقهللا ثللم‬
‫أنتللم أيتهللا العصللابة عصللابة بللالعلم مشللهورة‬
‫وبالخير مذكورة وبالنصيحة معروفة وبالله في‬
‫أنفس الناس مهابة يهابكم الشللريف ويكرمكللم‬
‫الضعيف ويؤثركم من ل فضل لكم عليه ول يللد‬
‫لكم عنده تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من‬
‫‪308‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫طلبهللا وتمشللون فللي الطريللق بهيبللة الملللوك‬


‫وكرامة الكابر أ ليس كل ذلك إنما نلتموه بملللا‬
‫يرجى عندكم مللن القيللام بحللق الللله وإن كنتللم‬
‫عللن أكللثر حقلله تقصللرون فاسللتخففتم بحللق‬
‫الئمة فأما حق الضعفاء فضلليعتم وأمللا حقكللم‬
‫بزعمكللم فطلبتللم فل مللال بللذلتموه ول نفسللا‬
‫خاطرتم بها للذي خلقها ول عشيرة عاديتموها‬
‫فللي ذات الللله أنتللم تتمنللون علللى الللله جنتلله‬
‫ومجاورة رسله وأمانا مللن عللذابه لقللد خشلليت‬
‫عليكم أيها المتمنللون علللى الللله أن تحللل بكللم‬
‫نقمة من نقماته لنكم بلغتللم مللن كرامللة الللله‬
‫منزلة فضلتم بها ومن يعرف بللالله ل تكرمللون‬
‫وأنتم بالله في عباده تكرمون وقد ترون عهود‬
‫الله منقوضللة فل تفزعللون وأنتللم لبعللض ذمللم‬
‫آبائكم تفزعون وذمة رسللول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( محقورة والعمللي والبكللم والزمنللى‬
‫فلللي الملللدائن مهمللللة ل ترحملللون ول فلللي‬
‫منزلتكللم تعملللون ول مللن عمللل فيهللا تعينللون‬
‫وبالدهان والمصانعة عند الظلمللة تللأمنون كللل‬
‫ذلك مما أمركم الللله بلله مللن النهللي والتنللاهي‬
‫‪309‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأنتم عنه غافلون وأنتم أعظم النللاس مصلليبة‬


‫لما غلبتللم عليلله مللن منللازل العلمللاء لللو كنتللم‬
‫تشعرون ذلك بأن مجاري المور والحكام على‬
‫أيدي العلماء بالله المناء علللى حلللله وحراملله‬
‫فأنتم المسلوبون تلك المنزلة وما سلبتم ذلللك‬
‫إل بتفرقكم عن الحللق واختلفكللم فللي السللنة‬
‫بعللد البينللة الواضللحة ولللو صللبرتم علللى الذى‬
‫وتحملتم المئونة في ذات الله كانت أمور الللله‬
‫عليكم ترد وعنكم تصدر وإليكللم ترجللع ولكنكللم‬
‫مكنتم الظلمة من منزلتكللم واستسلللمتم أمللور‬
‫الله في أيديهم يعملللون بالشللبهات ويسلليرون‬
‫في الشهوات سلطهم على ذلللك فراركللم مللن‬
‫الموت وإعجابكم بالحياة الللتي هللي مفللارقتكم‬
‫فأسلللمتم الضللعفاء فللي أيللديهم فمللن بيللن‬
‫مستعبد مقهور وبين مستضعف علللى معيشللته‬
‫مغلللللوب يتقلبللللون فللللي الملللللك بللللآرائهم‬
‫ويستشعرون الخزي بأهوائهم اقتداء بالشللرار‬
‫وجللرأة علللى الجبللار فللي كللل بلللد منهللم علللى‬
‫منللبره خطيللب يصللقع فللالرض لهللم شللاغرة‬
‫وأيديهم فيهللا مبسللوطة والنللاس لهللم خللول ل‬
‫‪310‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يدفعون يللد لمللس فمللن بيللن جبللار عنيللد وذي‬


‫سللطوة علللى الضللعفة شللديد مطللاع ل يعللرف‬
‫المبللدئ المعيللد فيللا عجبللا ومللا لللي ل أعجللب‬
‫والرض مللن غللاش غشللوم ومتصللدق ظلللوم‬
‫وعامل على المللؤمنين بهللم غيللر رحيللم فللالله‬
‫الحاكم فيما فيه تنازعنا والقاضي بحكمه فيما‬
‫شجر بيننا اللهم إنك تعلم أنه لم يكللن مللا كللان‬
‫منا تنافسا في سلطان ول التماسا من فضول‬
‫الحطام ولكن لنرى المعالم مللن دينللك ونظهللر‬
‫الصلللح فللي بلدك ويللأمن المظلومللون مللن‬
‫عبادك ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك فللإن‬
‫لللم تنصللرونا وتنصللفونا قللوي الظلمللة عليكللم‬
‫وعملللوا فللي إطفللاء نللور نللبيكم وحسللبنا الللله‬
‫وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير‪.‬‬
‫موعظة‪.‬‬
‫أوصيكم بتقوى الله وأحللذركم أيللامه وأرفللع‬
‫لكللم أعلملله فكللان المخللوف قللد أفللد بمهللول‬
‫وروده ونكيللر حلللوله وبشللع مللذاقه فللاعتلق‬
‫مهجكم وحال بين العمل وبينكم فبادروا بصحة‬
‫الجسللام فللي مللدة العمللار كللأنكم ببغتللات‬
‫‪311‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫طوارقه فتنقلكم من ظهللر الرض إلللى بطنهللا‬


‫ومللن علوهللا إلللى سللفلها ومللن أنسللها إلللى‬
‫وحشتها ومن روحها وضوئها إلى ظلمتها ومن‬
‫سعتها إلى ضيقها حيث ل يزار حميللم ول يعللاد‬
‫سقيم ول يجاب صريخ أعاننا الله وإيللاكم علللى‬
‫أهللوال ذلللك اليللوم ونجانللا وإيللاكم مللن عقللابه‬
‫وأوجب لنا ولكم الجزيللل مللن ثللوابه عبللاد الللله‬
‫فلو كان ذلك قصر مرماكم ومدى مظعنكم كان‬
‫حسللب العامللل شللغل يسللتفرغ عليلله أحزانلله‬
‫ويذهله عن دنيللاه ويكللثر نصللبه لطلللب الخلص‬
‫منلله فكيللف وهللو بعللد ذلللك مرتهللن باكتسللابه‬
‫مسللتوقف علللى حسللابه ل وزيللر للله يمنعلله ول‬
‫ظهير عنه يدفعه ويومئذ ل ينفع نفسا إيمانهللا‬
‫لم تكن آمنت من قبللل أو كسللبت فللي إيمانهللا‬
‫خيرا قل انتظروا إنا منتظرون أوصيكم بتقوى‬
‫الله فإن الله قللد ضللمن لمللن اتقللاه أن يحللوله‬
‫عما يكللره إلللى مللا يحللب ويرزقلله مللن حيللث ل‬
‫يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد‬
‫من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبلله فللإن الللله‬
‫تبارك وتعللالى ل يخللدع عللن جنتلله ول ينللال مللا‬
‫‪312‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عنده إل بطاعته إن شاء الله‪.‬‬


‫كتابه )عليه السلللم( إلللى أهللل الكوفللة لمللا‬
‫سار ورأى خذلنهم إياه‪.‬‬
‫أما بعد فتبا لكم أيتها الجماعللة وترحللا حيللن‬
‫استصللرختمونا ولهيللن فأصللرخناكم مللوجفين‬
‫سللتم علينا سيفا كان فللي أيماننللا وحششللتم‬
‫علينللا نللارا اقتللدحناها علللى عللدونا وعللدوكم‬
‫فأصبحتم ألبا لفا على أوليائكم ويدا لعللدائكم‬
‫بغير عللدل أفشللوه فيكللم ول لمللل أصللبح لكللم‬
‫فيهم وعن غيللر حللدث كللان منللا ول رأي تفيللل‬
‫عنا فهل لكم الويلت تركتمونا والسيف مشلليم‬
‫والجللأش طللامن والللرأي لللم يستحصللف ولكللن‬
‫استسرعتم إليها كتطاير الدبى وتداعيتم عنهللا‬
‫كتداعي الفراش فسحقا وبعدا لطواغيت المة‬
‫وشذاذ الحزاب ونبذة الكتاب ونفثللة الشلليطان‬
‫ومحرفلللي الكلم ومطفئي السلللنن وملحقلللي‬
‫العهللرة بالنسللب المسللتهزءين الللذين جعلللوا‬
‫القرآن عضين والله إنلله لخللذل فيكللم معللروف‬
‫قد وشجت عليه عروقكم وتوارت عليه أصولكم‬
‫فكنتم أخبث ثمرة شجا للناطر وأكلللة للغاصللب‬
‫‪313‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أل فلعنللة الللله علللى النللاكثين الللذين ينقضللون‬


‫اليمان بعللد توكيللدها وقللد جعلللوا الللله عليهللم‬
‫كفيل أل وإن الدعي ابللن الللدعي قللد ركللز منللا‬
‫بيللن اثنللتين بيللن الملللة والذلللة وهيهللات منللا‬
‫الللدنيئة يللأبى الللله ذلللك ورسللوله والمؤمنللون‬
‫وحجور طابت وأنوف حميللة ونفللوس أبيللة وأن‬
‫نللؤثر طاعللة اللئام علللى مصللارع الكللرام وإنللي‬
‫زاحللف إليهللم بهللذه السللرة علللى كلللب العللدو‬
‫وكثرة العدد وخذلللة الناصللر أل ومللا يلبثللون إل‬
‫كريثما يركب الفرس حتى تللدور رحللى الحللرب‬
‫وتعلللق النحللور عهللد عهللده إلللي أبللي )عليلله‬
‫السللللم( فلللأجمعوا أمركلللم ثلللم كيلللدون فل‬
‫تنظرون إني توكلت على الله ربللي وربكللم مللا‬
‫مللن دابللة إل هللو آخللذ بناصلليتها إن ربللي علللى‬
‫صراط مستقيم‪.‬‬
‫جوابه )عليه السلم( عن مسائل سأله عنهللا‬
‫ملك الروم حين وفد إليه ويزيد بن معاوية في‬
‫خبر طويل اختصرنا منه موضع الحاجة‪.‬‬
‫سأله عن المجرة وعن سللبعة أشللياء خلقهللا‬
‫الله لم تخلق في رحم فضللحك الحسللين )عليلله‬
‫‪314‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السلللم( فقللال للله مللا أضللحكك قللال )عليلله‬


‫السلم( لنك سألتني عللن أشللياء مللا هللي مللن‬
‫منتهى العلم إل كالقذى في عللرض البحللر أمللا‬
‫المجرة فهي قوس الله وسبعة أشياء لم تخلق‬
‫في رحم فأولها آدم ثم حللواء والغللراب وكبللش‬
‫إبراهيللم )عليلله السلللم( وناقللة الللله وعصللا‬
‫موسللى )عليلله السلللم( والطيللر الللذي خلقلله‬
‫عيسى ابن مريم )عليه السلم( ثللم سللأله عللن‬
‫أرزاق العباد فقال )عليه السلم( أرزاق العبللاد‬
‫في السماء الرابعة ينزلها الله بقدر ويبسللطها‬
‫بقدر ثم سأله عن أرواح المؤمنين أيللن تجتمللع‬
‫قللال تجتمللع تحللت صللخرة بيللت المقللدس ليلللة‬
‫الجمعللة وهللو عللرش الللله الدنللى منهللا بسللط‬
‫الرض وإليهلللا يطويهلللا ومنهلللا اسلللتوى إللللى‬
‫السللماء وأمللا أرواح الكفللار فتجتمللع فللي دار‬
‫الللدنيا فللي حضللرموت وراء مدينللة اليمللن ثللم‬
‫يبعث الله نارا من المشرق ونارا مللن المغللرب‬
‫بينهمللا ريحللان فيحشللران النللاس إلللى تلللك‬
‫الصخرة في بيت المقدس فتحبللس فللي يميللن‬
‫الصللخرة وتزلللف الجنللة للمتقيللن وجهنللم فللي‬
‫‪315‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يسار الصخرة في تخوم الرضين وفيها الفلللق‬


‫والسللجين فتفللرق الخلئق مللن عنللد الصللخرة‬
‫فمن وجبت له الجنللة دخلهللا مللن عنللد الصللخرة‬
‫ومن وجبت له النار دخلها من عند الصخرة‪.‬‬
‫وجوه الجهاد‪.‬‬
‫سئل عن الجهاد سنة أو فريضة فقال )عليه‬
‫السلللم( الجهللاد علللى أربعللة أوجلله فجهللادان‬
‫فرض وجهاد سنة ل يقام إل مع فللرض وجهللاد‬
‫سنة فأما أحد الفرضللين فجهللاد الرجللل نفسلله‬
‫عللن معاصللي الللله وهللو مللن أعظللم الجهللاد‬
‫ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فللرض وأمللا‬
‫الجهاد الذي هو سنة ل يقام إل مع فرض فللإن‬
‫مجاهدة العدو فرض على جميع المة لو تركللوا‬
‫الجهاد لتاهم العذاب وهذا هو من عذاب المللة‬
‫وهو سنة على المام وحده أن يأتي العللدو مللع‬
‫المة فيجاهللدهم وأمللا الجهللاد الللذي هللو سللنة‬
‫فكل سنة أقامهللا الرجللل وجاهللد فللي إقامتهللا‬
‫وبلوغها وإحيائها فالعمللل والسللعي فيهللا مللن‬
‫أفضللل العمللال لنهللا إحيللاء سللنة وقللد قللال‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآله( من سن سنة‬
‫‪316‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حسنة فله أجرها وأجر من عمل بهللا إلللى يللوم‬


‫القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا‬
‫توحيد‪.‬‬
‫أيهللا النللاس اتقللوا هللؤلء المارقللة الللذين‬
‫يشبهون الله بأنفسللهم يضللاهئون قللول الللذين‬
‫كفروا من أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثلللله‬
‫شلليء وهللو السللميع البصللير ل تللدركه البصللار‬
‫وهلللو يلللدرك البصلللار وهلللو اللطيلللف الخلللبير‬
‫اسللللتخلص الوحدانيللللة والجللللبروت وأمضللللى‬
‫المشيئة والرادة والقدرة والعلم بما هو كللائن‬
‫ل منازع للله فللي شلليء مللن أمللره ول كفللو للله‬
‫يعادله ول ضد له ينازعه ول سللمي للله يشللابهه‬
‫ول مثل له يشاكله ل تتداوله المور ول تجللري‬
‫عليه الحوال ول تنزل عليه الحللداث ول يقللدر‬
‫الواصفون كنه عظمته ول يخطر على القلللوب‬
‫مبلغ جبروته لنه ليللس للله فللي الشللياء عللديل‬
‫ول تللدركه العلمللاء بألبابهللا ول أهللل التفكيللر‬
‫بتفكيرهللم إل بللالتحقيق إيقانللا بللالغيب لنلله ل‬
‫يوصللف بشلليء مللن صللفات المخلللوقين وهللو‬
‫الواحد الصمد ما تصور في الوهام فهو خلفه‬
‫‪317‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ليس بللرب مللن طللرح تحللت البلغ ومعبللود مللن‬


‫وجد فللي هللواء أو غيللر هللواء هللو فللي الشللياء‬
‫كائن ل كينونة محظور بها عليلله ومللن الشللياء‬
‫بائن ل بينونة غائب عنها ليس بقادر من قارنه‬
‫ضللد أو سللاواه نللد ليللس عللن الللدهر قللدمه ول‬
‫بالناحية أممه احتجب عن العقول كمللا احتجللب‬
‫عن البصار وعمن فللي السللماء احتجللابه كمللن‬
‫في الرض قربه كرامته وبعللده إهللانته ل تحللله‬
‫في ول توقته إذ ول تؤامره إن علللوه مللن غيللر‬
‫توقللل ومجيئه مللن غيللر تنقللل يوجللد المفقللود‬
‫ويفقد الموجود ول تجتمع لغيره الصفتان فللي‬
‫وقللت يصلليب الفكللر منلله اليمللان بلله موجللودا‬
‫ووجلللود اليملللان ل وجلللود صلللفة بللله توصلللف‬
‫الصفات ل بها يوصللف وبلله تعللرف المعللارف ل‬
‫بها يعرف فذلك الله ل سمي له سللبحانه ليللس‬
‫كمثله شيء وهو السميع البصير‪.‬‬
‫وعنللله )عليللله السللللم( فلللي قصلللار هلللذه‬
‫المعاني‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( في مسيره إلى كللربلء‬
‫إن هلللذه اللللدنيا قلللد تغيلللرت وتنكلللرت وأدبلللر‬
‫‪318‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫معروفها فلم يبق منها إل صبابة كصبابة الناء‬


‫وخسيس عيش كالمرعى الوبيللل أ ل تللرون أن‬
‫الحق ل يعمللل بلله وأن الباطللل ل يتنللاهى عنلله‬
‫ليرغب المؤمن فللي لقللاء الللله محقللا فللإني ل‬
‫أرى الموت إل سعادة ول الحياة مللع الظللالمين‬
‫إل برما إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق علللى‬
‫ألسللنتهم يحوطللونه مللا درت معايشللهم فللإذا‬
‫محصوا بالبلء قل الديانون‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لرجل اغتاب عنده رجل‬
‫يا هذا كف عن الغيبة فإنها إدام كلب النار‪.‬‬
‫وقال عنده رجل إن المعروف إذا أسدي إلى‬
‫غير أهله ضاع فقللال الحسللين )عليلله السلللم(‬
‫ليللس كللذلك ولكللن تكللون الصللنيعة مثللل وابللل‬
‫المطر تصيب البر والفاجر‬
‫وقال )عليه السلم( ما أخذ الله طاقللة أحللد‬
‫إل وضللع عنلله طللاعته ول أخللذ قللدرته إل وضللع‬
‫عنه كلفته‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن قومللا عبللدوا الللله‬
‫رغبة فتلك عبادة التجار وإن قومللا عبللدوا الللله‬
‫رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قومللا عبللدوا الللله‬
‫‪319‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شكرا فتلك عبادة الحرار وهي أفضل العبادة‪.‬‬


‫وقال له رجل ابتداء كيللف أنللت عافللاك الللله‬
‫فقللال )عليلله السلللم( للله السلللم قبللل الكلم‬
‫عافاك الللله ثللم قللال )عليلله السلللم( ل تللأذنوا‬
‫لحد حتى يسلم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( السللتدراج مللن الللله‬
‫سللبحانه لعبللده أن يسللبغ عليلله النعللم ويسلللبه‬
‫الشكر‪.‬‬
‫وكتب إلى عبد الله بن العبللاس حيللن سلليره‬
‫عبد الله بن الزبير إلى اليمن أما بعد بلغني أن‬
‫ابن الزبير سيرك إلى الطائف فرفللع الللله لللك‬
‫بللذلك ذكللرا وحللط بلله عنللك وزرا وإنمللا يبتلللى‬
‫الصللالحون ولللو لللم تللؤجر إل فيمللا تحللب لقللل‬
‫الجر عللزم الللله لنللا ولللك بالصللبر عنللد البلللوى‬
‫والشكر عند النعمى ول أشمت بنا ول بك عدوا‬
‫حاسدا أبدا والسلم‪.‬‬
‫وأتاه رجل فسأله فقللال )عليلله السلللم( إن‬
‫المسللألة ل تصلللح إل فللي غللرم فللادح أو فقللر‬
‫مدقع أو حمالة مفظعة فقللال الرجللل مللا جئت‬
‫إل في إحداهن فأمر له بمائة دينار‪.‬‬
‫‪320‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال لبنه علي بن الحسين )عليه السلللم(‬


‫أي بني إياك وظلم من ل يجد عليللك ناصللرا إل‬
‫الله جل وعز‪.‬‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫ما ب ِن ِ ْ‬
‫وسأله رجل عن معنى قول الله وأ ّ‬
‫ث قال )عليه السلم( أمره أن يحللدث‬ ‫ح دّ ْ‬
‫ف َ‬ ‫َر ب ّ َ‬
‫ك َ‬
‫بما أنعم الله به عليه في دينه‪.‬‬
‫وجاءه رجل من النصار يريد أن يسأله حاجة‬
‫فقال )عليه السلم( يا أخا النصار صن وجهللك‬
‫عللن بذلللة المسللألة وارفللع حاجتللك فللي رقعللة‬
‫فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله فكتللب يللا‬
‫أبا عبد الله إن لفلن علي خمسمائة دينار وقد‬
‫ألح بي فكلمه ينظرني إلللى ميسللرة فلمللا قللرأ‬
‫الحسين )عليه السلم( الرقعة دخل إلى منزله‬
‫فللأخرج صللرة فيهللا ألللف دينللار وقللال )عليلله‬
‫السلم( له أما خمسمائة فاقض بها دينك وأمللا‬
‫خمسمائة فاسللتعن بهللا علللى دهللرك ول ترفللع‬
‫حاجتك إل إلى أحد ثلثة إلى ذي ديللن أو مللروة‬
‫أو حسب فأما ذو الدين فيصللون دينلله وأمللا ذو‬
‫المروة فإنه يستحيي لمروته وأمللا ذو الحسللب‬
‫فيعلم أنك لللم تكللرم وجهللك أن تبللذله للله فللي‬
‫‪321‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغيللر قضللاء‬


‫حاجتك‬
‫وقال )عليه السلم( الخوان أربعة فللأخ لللك‬
‫وله وأخ لك وأخ عليك وأخ ل لك ول للله فسللئل‬
‫عن معنى ذلك فقال )عليه السلللم( الخ الللذي‬
‫هو لك وله فهو الخ الللذي يطلللب بإخللائه بقللاء‬
‫الخاء ول يطلب بإخائه مللوت الخللاء فهللذا لللك‬
‫وله لنلله إذا تللم الخللاء طللابت حياتهمللا جميعللا‬
‫وإذا دخل الخاء في حال التناقض بطل جميعللا‬
‫والخ الللذي هللو لللك فهللو الخ الللذي قللد خللرج‬
‫بنفسه عن حال الطمع إلللى حللال الرغبللة فلللم‬
‫يطمللع فللي الللدنيا إذا رغللب فللي الخللاء فهللذا‬
‫موفر عليك بكليته والخ الللذي هللو عليللك فهللو‬
‫الخ الذي يتربص بك الدوائر ويغشللي السللرائر‬
‫ويكذب عليك بين العشللائر وينظللر فللي وجهللك‬
‫نظر الحاسد فعليه لعنللة الواحللد والخ الللذي ل‬
‫لك ول له فهو الذي قد مله الله حمقا فأبعللده‬
‫سحقا فتراه يؤثر نفسه عليك ويطلب شحا مللا‬
‫لديك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن دلئل علمللات‬
‫‪322‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫القبول الجلوس إلى أهل العقول ومن علمات‬


‫أسباب الجهل المماراة لغير أهللل الكفللر ومللن‬
‫دلئل العللالم انتقللاده لحللديثه وعلملله بحقللائق‬
‫فنون النظر‬
‫وقال )عليه السلللم( إن المللؤمن اتخللذ الللله‬
‫عصللمته وقللوله مرآتلله فمللرة ينظللر فللي نعللت‬
‫المؤمنين وتللارة ينظللر فللي وصللف المتجللبرين‬
‫فهو منه في لطائف ومللن نفسلله فللي تعللارف‬
‫ومن فطنته في يقين ومن قدسه على تمكين‬
‫وقال )عليلله السلللم( إيللاك ومللا تعتللذر منلله‬
‫فإن المؤمن ل يسيء ول يعتذر والمنللافق كللل‬
‫يوم يسيء ويعتذر‬
‫وقال )عليه السلم( للسلم سللبعون حسللنة‬
‫تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد‬
‫وقللال )عليلله السلللم( البخيللل مللن بخللل‬
‫بالسلم‬
‫وقال )عليه السلم( من حاول أمرا بمعصية‬
‫الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر‬

‫وروي عللن المللام سلليد العابللدين علللي بللن‬


‫‪323‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحسلللين )عليللله السللللم( فلللي طلللوال هلللذه‬


‫المعاني‬
‫مللوعظته )عليلله السلللم( لسللائر أصللحابه‬
‫وشيعته وتذكيره إياهم كل يوم جمعة‬
‫أيها النللاس اتقللوا الللله واعلمللوا أنكللم إليلله‬
‫راجعون فتجللد كللل نفللس مللا عملللت مللن خيللر‬
‫محضرا وما عملللت مللن سللوء تللود لللو أن بينهللا‬
‫وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه ويحللك يللا‬
‫ابن آدم الغافللل وليللس مغفللول عنلله إن أجلللك‬
‫أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثللا يطلبللك‬
‫ويوشك أن يدركك فكان قد أوفيت أجلللك وقللد‬
‫قبض الملك روحك وصلليرت إلللى قللبرك وحيللدا‬
‫فرد إليللك روحللك واقتحللم عليللك ملكللاك منكللر‬
‫ونكير لمسللاءلتك وشللديد امتحانللك أل وإن أول‬
‫ما يسللألنك عللن ربللك الللذي كنللت تعبللده وعللن‬
‫نبيك الذي أرسل إليللك وعللن دينللك الللذي كنللت‬
‫تللدين بلله وعللن كتابللك الللذي كنللت تتلللوه وعللن‬
‫إمامللك الللذي كنللت تتللوله وعللن عمللرك فيمللا‬
‫أفنيللت وعللن مالللك مللن أيللن اكتسللبته وفيمللا‬
‫أنفقته فخذ حذرك وانظر لنفسك وأعد الجواب‬
‫‪324‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قبللل المتحللان والمسللاءلة والختبللار فللإن تللك‬


‫مؤمنللا عارفللا بللدينك متبعللا للصللادقين مواليللا‬
‫لولياء الللله لقللاك الللله حجتللك وأنطللق لسللانك‬
‫بالصللواب فأحسللنت الجللواب وبشللرت بالجنللة‬
‫والرضوان من الله واستقبلتك الملئكة بالروح‬
‫والريحللان وإن لللم تكللن كللذلك تلجلللج لسللانك‬
‫ودحضللت حجتللك وعييللت عللن الجللواب وبشللرت‬
‫بالنللار واسللتقبلتك ملئكللة العللذاب بنللزل مللن‬
‫حميم وتصلية جحيم واعلللم يللا ابللن آدم أن مللا‬
‫وراء هللذا أعظللم وأفظللع وأوجللع للقلللوب يللوم‬
‫القيامة ذلك يوم مجموع له النللاس وذلللك يللوم‬
‫مشهود يجمع الله فيه الوليللن والخريللن يللوم‬
‫ينفخ في الصور ويبعثر فيلله القبللور ذلللك يللوم‬
‫الزفة إذ القلوب لللدى الحنللاجر كللاظمين ذلللك‬
‫يوم ل تقال فيه عثرة ول تؤخذ مللن أحللد فديللة‬
‫ول تقبل من أحد معذرة ول لحد فيه مستقبل‬
‫توبلللة ليلللس إل الجلللزاء بالحسلللنات والجلللزاء‬
‫بالسيئات فمن كللان مللن المللؤمنين عمللل فللي‬
‫هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كللان‬
‫من المؤمنين عمل في هذه الللدنيا مثقللال ذرة‬
‫‪325‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من شر وجده فاحذروا أيها الناس مللن الللذنوب‬


‫والمعاصي ما قد نهاكم الله عنهللا وحللذركموها‬
‫في الكتاب الصادق والبيان النللاطق ول تللأمنوا‬
‫مكر الله وتللدميره عنللد مللا يللدعوكم الشلليطان‬
‫اللعين إليه من عاجللل الشللهوات واللللذات فللي‬
‫وا ِإذا‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫قلل ْ‬ ‫ن اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫هذه الدنيا فإن الله يقول إ ِ ّ‬
‫م‬‫هلل ْ‬
‫فللِإذا ُ‬ ‫ن َتللذَ ك ُّروا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ش ْيطا ِ‬ ‫م َ‬
‫ف ِ‬
‫م طائ ِ ٌ‬
‫ه ْ‬
‫س ُ‬
‫م ّ‬
‫َ‬
‫ن وأشعروا قلوبكم خوف الله وتللذكروا‬
‫ص ُرو َ‬
‫مبْ ِ‬
‫ُ‬
‫ما قد وعدكم في مرجعكم إليه من حسن ثوابه‬
‫كما قد خوفكم من شديد عقابه فإنه من خللاف‬
‫شيئا حذره ومن حذر شيئا تركه ول تكونوا مللن‬
‫الغللافلين المللائلين إلللى زهللرة الحيللاة الللدنيا‬
‫الذين مكروا السلليئات وقللد قللال الللله تعللالى أ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ف الّللل ُ‬
‫ه‬ ‫سلل َ‬
‫خ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ت أ ْ‬ ‫سللّيئا ِ‬ ‫م ك َُروا ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م َ‬
‫فأ ِ‬
‫ب هللم اْل َر ض أ َو يللأ ْ‬
‫ث ل‬ ‫ح ْيلل ُ‬
‫ن َ‬ ‫ملل ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫عللذا ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫ِ ِ ُ‬
‫م َ‬ ‫قلّ‬ ‫َ‬ ‫شللع رون أ َو ي أ ْ‬
‫م‬‫هلل ْ‬‫فمللا ُ‬ ‫هلل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫فللي‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫خلل‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْ ُ ُ‬
‫ف فاحللذروا مللا‬ ‫َ‬ ‫ب م ع ج زين أ َو ي أ ْ‬
‫و ٍ‬ ‫ّ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫على‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ُ ْ ِ ِ َ‬
‫حذركم الله بمللا فعللل بالظلمللة فللي كتللابه ول‬
‫تأمنوا أن ينزل بكم بعللض مللا توعللد بلله القللوم‬
‫الظالمين في كتابه لقد وعظكللم الللله بغيركللم‬
‫‪326‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وإن السعيد من وعظ بغيره ولقد أسمعكم الله‬


‫في كتابه ما فعل بللالقوم الظللالمين مللن أهللل‬
‫وم لا ً‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫دها‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫شل ْ‬
‫أنا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫القرى قبلكم حيث قللال وأ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ْنهللا‬‫م ِ‬‫هلل ْ‬
‫سللنا ِإذا ُ‬ ‫سوا ب َأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫فلَ ّ‬
‫ما أ َ‬ ‫ن وقال َ‬
‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫آ َ‬
‫ضلللوا‬ ‫ن يعنلللي يهربلللون قلللال ل ت َْر ك ُ ُ‬ ‫ي َْر ك ُ ُ‬
‫ضلللو َ‬
‫وار ج عوا إلى ما أ ُ‬
‫م‬‫ع لّك ُ ْ‬‫م لَ َ‬
‫مساك ِن ِك ُ ْ‬
‫ه و َ‬
‫في ِ‬
‫م ِ‬ ‫ر ْ‬
‫فتُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ُ‬
‫و ي َْلنللا إ ِّنللا‬
‫ن فلما أتاهم العذاب قا ُلوا يللا َ‬ ‫س ئ َُلو َ‬
‫تُ ْ‬
‫ن فإن قلتم أيها الناس إن الله إنمللا‬ ‫ك ُّنا ظال ِ ِ‬
‫مي َ‬
‫عنى بهذا أهل الشرك فكيللف ذاك وهللو يقللول‬
‫فل‬‫ة َ‬‫ملل ِ‬
‫قيا َ‬‫و م ِ ال ْ ِ‬ ‫سلل َ‬
‫ط ل َِيلل ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬‫زي َ‬
‫مللوا ِ‬‫ع ال ْ َ‬ ‫ضلل ُ‬‫ون َ َ‬
‫ن‬
‫مل ْ‬
‫ة ِ‬ ‫حبّل ٍ‬
‫ل َ‬ ‫م ْثقللا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن كللا َ‬ ‫ش لْيئا ً وإ ِ ْ‬‫س َ‬ ‫فل ٌ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ت ُظ ْ ل َ ُ‬
‫ن اعلموا عباد‬ ‫بي‬ ‫س‬ ‫حا‬ ‫بنا‬ ‫كفى‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫بها‬ ‫ينا‬ ‫ت‬‫خردل أ َ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ٍ‬
‫الله أن أهل الشرك ل تنصب لهم الموازين ول‬
‫تنشر لهم الدواوين وإنما يحشرون إلللى جهنللم‬
‫زمرا وإنما تنصللب المللوازين وتنشللر الللدواوين‬
‫لهل السلم فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن‬
‫الللله تعللالى لللم يحللب زهللرة الللدنيا لحللد مللن‬
‫أوليائه ولم يرغبهم فيها وفللي عاجللل زهرتهللا‬
‫وظاهر بهجتها فإنما خلللق الللدنيا وخلللق أهلهللا‬
‫ليبلوهم فيهللا أيهللم أحسللن عمل لخرتلله وايللم‬
‫‪327‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الللله لقللد ضللربت لكللم فيلله المثللال وصللرفت‬


‫اليات لقوم يعقلون فكونوا أيها المؤمنون من‬
‫القلللوم اللللذين يعقللللون ول قلللوة إل بلللالله‬
‫وازهدوا فيما زهدكم الله فيه من عاجل الحياة‬
‫ل‬ ‫مثَل ُ‬ ‫الدنيا فإن الله يقللول وقللوله الحللق إ ِّنمللا َ‬
‫خ ت َل َ َ‬ ‫كما ٍ َ‬
‫ط‬ ‫فا ْ‬ ‫ء َ‬ ‫سما ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ء أ ن َْز ْلناهُ ِ‬ ‫ة الدّ ْنيا َ‬ ‫حيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ّتى‬ ‫ل الّناس واْل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب ه َنبات اْل َر ض م ما ي أ ْ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫نعا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ ِ ِ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ه ُلهللا‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ت وظَ ّ‬ ‫فها واّز ي ّ ن َ ْ‬ ‫خ ُر َ‬ ‫ض ُز ْ‬ ‫ْ ُ‬‫ر‬ ‫ت اْل َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫إذا أ َ‬
‫ِ‬
‫و َنهللارا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ُرنللا ل َي ًْل أ ْ‬ ‫ع ل َْيها أتاهللا أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م قاِد ُرو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫أنّ ُ‬
‫س ك َللذل ِ َ‬ ‫غ لن بللاْل َ‬ ‫َ‬ ‫ف ج ع ْلناها ح صيدا ً ك َأ َ‬
‫ك‬ ‫ْ ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫ن ول تركنللوا إلللى‬‫ف ك ُّرو َ‬
‫و م ٍ ي َت َ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ل اْليا ِ‬
‫ت لِ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫نُ َ‬
‫ف ّ‬
‫الدنيا فإن الله قللال لمحمللد )صلللى الللله عليلله‬
‫سللك ُ ُ‬
‫م‬ ‫م ّ‬
‫فتَ َ‬ ‫ن ظَ ل َ ُ‬
‫مللوا َ‬ ‫وآله( ول ت َْر ك َُنوا إ َِلى اّللل ِ‬
‫ذي َ‬
‫الّناُر ول تركنوا إلى هذه الدنيا وما فيها ركون‬
‫من اتخللذها دار قللرار ومنللزل اسللتيطان فإنهللا‬
‫دار قلعللة ومنللزل بلغللة ودار عمللل فللتزودوا‬
‫العمال الصالحة قبل تفرق أيامها وقبل الذن‬
‫من الللله فللي خرابهللا فكللان قللد أخربهللا الللذي‬
‫عمرهللا أول مللرة وابتللدأها وهللو ولللي ميراثهللا‬
‫وأسأل الله لنا ولكم العون على تللزود التقللوى‬
‫‪328‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والزهللد فللي الللدنيا جعلنللا الللله وإيللاكم مللن‬


‫الزاهدين في عاجل هذه الحياة الدنيا الراغبين‬
‫فللي آجللل ثللواب الخللرة فإنمللا نحللن للله وبلله‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫موعظة وزهد وحكمة‪.‬‬
‫كفانللا الللله وإيللاكم كيللد الظللالمين وبغللي‬
‫الحاسدين وبطش الجبللارين أيهللا المؤمنللون ل‬
‫يفتننكم الطواغيت وأتباعهم مللن أهللل الرغبللة‬
‫فللي الللدنيا المللائلون إليهللا المفتونللون بهللا‬
‫المقبللللون عليهلللا وعللللى حطامهلللا الهاملللد‬
‫وهشيمها البائد غللدا واحللذروا مللا حللذركم الللله‬
‫منها وازهدوا فيما زهللدكم الللله فيلله منهللا ول‬
‫تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون مللن أعللدها‬
‫دارا وقرارا وبالله إن لكم مما فيها عليها دليل‬
‫مللن زينتهللا وتصللريف أيامهللا وتغييللر انقلبهللا‬
‫ومثلتها وتلعبهللا بأهلهللا إنهللا لللترفع الخميللل‬
‫وتضع الشريف وتورد النللار أقوامللا غللدا ففللي‬
‫هذا معتللبر ومختللبر وزاجللر لمنتبلله وإن المللور‬
‫الواردة عليكم في كل يوم وليلة من مظلمللات‬
‫الفتللن وحللوادث البللدع وسللنن الجللور وبللوائق‬
‫‪329‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الزمللان وهيبللة السلللطان ووسوسللة الشلليطان‬


‫لتثبط القلوب عن نيتهللا وتللذهلها عللن موجللود‬
‫الهدى ومعرفة أهل الحق إل قليل ممللن عصللم‬
‫الللله جللل وعللز فليللس يعللرف تصللرف أيامهللا‬
‫وتقلللب حالتهللا وعاقبللة ضللرر فتنتهللا إل مللن‬
‫عصم الللله ونهللج سللبيل الرشللد وسلللك طريللق‬
‫القصللد ثللم اسللتعان علللى ذلللك بالزهللد فكللرر‬
‫الفكر واتعظ بالعبر وازدجللر فزهللد فللي عاجللل‬
‫بهجة الدنيا وتجافى عن لذاتها ورغب في دائم‬
‫نعيم الخرة وسعى لها سللعيها وراقللب المللوت‬
‫وشنأ الحيللاة مللع القللوم الظللالمين فعنللد ذلللك‬
‫نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظللر‬
‫وأبصللر حللوادث الفتللن وضلللل البللدع وجللور‬
‫الملللوك الظلمللة فقللد لعمللري اسللتدبرتم مللن‬
‫المور الماضية في اليللام الخاليللة مللن الفتللن‬
‫المتراكمة والنهماك فيها ما تستدلون به على‬
‫تجنب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد فلللي‬
‫الرض بغير الحق فاستعينوا بالله وارجعوا إلى‬
‫طاعته وطاعة من هو أولى بالطاعة من طاعللة‬
‫من اتبع وأطيع فالحذر الحذر من قبل النداملللة‬
‫‪330‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والحسللرة والقللدوم علللى الللله والوقللوف بيللن‬


‫يديه وتالله ما صدر قوم قط عللن معصللية الللله‬
‫إل إلى عللذابه ومللا آثللر قللوم قللط الللدنيا علللى‬
‫الخرة إل سللاء منقلبهللم وسللاء مصلليرهم ومللا‬
‫العلم بالله والعمل بطاعته إل إلفان مؤتلفللان‬
‫فمن عرف الله خافه فحثه الخوف على العمل‬
‫بطاعة الله وإن أربللاب العلللم وأتبللاعهم الللذين‬
‫عرفوا الله فعملوا للله ورغبللوا إليلله وقللد قللال‬
‫ع َلمللاءُ فل‬
‫ه ال ْ ُ‬
‫عبللاِد ِ‬
‫ن ِ‬
‫ملل ْ‬ ‫شللى الّللل َ‬
‫ه ِ‬ ‫خ َ‬
‫الله إ ِّنما ي َ ْ‬
‫تلتمسللوا شلليئا فللي هللذه الللدنيا بمعصللية الللله‬
‫واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الللله واغتنمللوا‬
‫أيامها واسعوا لما فيه نجللاتكم غللدا مللن عللذاب‬
‫الللله فللإن ذلللك أقللل للتبعللة وأدنللى مللن العللذر‬
‫وأرجى للنجاة فقدموا أمر الله وطاعته وطاعة‬
‫من أوجب الله طاعته بين يدي المور كلهللا ول‬
‫تقللدموا المللور الللواردة عليكللم مللن طاعللة‬
‫الطواغيت وفتنة زهرة الدنيا بين يدي أمر الله‬
‫وطاعته وطاعة أولي المر منكم واعلموا أنكم‬
‫عبيد الله ونحن معكم يحكم علينا وعليكم سلليد‬
‫حللاكم غللدا وهللو مللوقفكم ومسللائلكم فأعللدوا‬
‫‪331‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجواب قبل الوقوف والمساءلة والعرض علللى‬


‫رب العللالمين يللومئذ ل تكلللم نفللس إل بللإذنه‬
‫واعلملللوا أن اللللله ل يصلللدق كاذبلللا ول يكلللذب‬
‫صللادقا ول يللرد عللذر مسللتحق ول يعللذر غيللر‬
‫معللذور بللل لللله الحجللة علللى خلقلله بالرسللل‬
‫والوصياء بعد الرسل فللاتقوا الللله واسللتقبلوا‬
‫من إصلللح أنفسللكم وطاعللة الللله وطاعللة مللن‬
‫تولونه فيها لعل نادما قد ندم على ما قد فرط‬
‫بللالمس فللي جنللب الللله وضلليع مللن حللق الللله‬
‫واستغفروا الله وتوبوا إليه فللإنه يقبللل التوبللة‬
‫ويعفو عن السيئات ويعلم مللا تفعلللون وإيللاكم‬
‫وصحبة العاصللين ومعونللة الظللالمين ومجللاورة‬
‫الفاسلللقين احلللذروا فتنتهلللم وتباعلللدوا ملللن‬
‫سللاحتهم واعلمللوا أنلله مللن خللالف أوليللاء الللله‬
‫ودان بغيللر ديللن الللله واسللتبد بللأمره دون أمللر‬
‫ولي الله في نار تلتهب تأكل أبللدانا قللد غللابت‬
‫عنها أرواحها غلبت عليها شقوتها فهم ملللوتى‬
‫ل يجدون حر النار فللاعتبروا يللا أولللي البصللار‬
‫واحمدوا الله على مللا هللداكم واعلمللوا أنكللم ل‬
‫تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته وسيرى‬
‫‪332‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله عملكم ثم إليه تحشرون فانتفعوا بالعظللة‬


‫وتأدبوا بآداب الصالحين‪.‬‬
‫رسللالته )عليلله السلللم( المعروفللة برسللالة‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫اعلم رحمك الله أن لله عليك حقوقا محيطة‬
‫بك في كل حركة تحركتها أو سكنة سلللكنتها أو‬
‫منزلة نزلتها أو جارحة قلبتها وآلة تصرفت بها‬
‫بعضها أكبر من بعض وأكبر حقللوق الللله عليللك‬
‫ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى مللن حقلله الللذي‬
‫هو أصل الحقوق ومنه تفللرع ثللم أوجبلله عليللك‬
‫لنفسللك مللن قرنللك إلللى قللدمك علللى اختلف‬
‫جوارحك فجعللل لبصللرك عليللك حقللا ولسللمعك‬
‫عليك حقللا وللسللانك عليللك حقللا وليللدك عليللك‬
‫حقللا ولرجلللك عليللك حقللا ولبطنللك عليللك حقللا‬
‫ولفرجك عليك حقا فهذه الجوارح السبع الللتي‬
‫بها تكون الفعال ثللم جعللل عللز وجللل لفعالللك‬
‫عليلللك حقوقلللا فجعلللل لصللللتك عليلللك حقلللا‬
‫ولصللومك عليللك حقللا ولصللدقتك عليللك حقللا‬
‫ولهللديك عليللك حقللا ولفعالللك عليللك حقللا ثللم‬
‫تخلللرج الحقلللوق منلللك إللللى غيلللرك ملللن ذوي‬
‫‪333‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحقوق الواجبللة عليللك وأوجبهللا عليللك حقللوق‬


‫أئمتك ثم حقوق رعيتك ثم حقوق رحمك فهللذه‬
‫حقوق يتشعب منها حقوق فحقوق أئمتك ثلثة‬
‫أوجبهللا عليللك حللق سائسللك بالسلللطان ثللم‬
‫سائسك بالعلم ثللم حللق سائسللك بالملللك وكللل‬
‫سائس إمام وحقوق رعيتك ثلثة أوجبها عليللك‬
‫حق رعيتك بالسلللطان ثللم حللق رعيتللك بللالعلم‬
‫فإن الجاهل رعية العالم وحللق رعيتللك بالملللك‬
‫مللن الزواج ومللا ملكللت مللن اليمللان وحقللوق‬
‫رحمك كثيرة متصلللة بقللدر اتصللال الرحللم فللي‬
‫القرابة فأوجبها عليك حق أمك ثم حق أبيك ثم‬
‫حق ولدك ثم حللق أخيللك ثللم القللرب فللالقرب‬
‫والول فالول ثم حق مولك المنعم عليللك ثللم‬
‫حللق مللولك الجاريللة نعمتللك عليلله ثللم حللق ذي‬
‫المعروف لديك ثم حق مؤذنك بالصلة ثللم حللق‬
‫إمامك في صلتك ثم حق جليسك ثم حق جارك‬
‫ثم حق صاحبك ثم حق شريكك ثم حق مالك ثم‬
‫حق غريمك الذي تطالبه ثم حللق غريمللك الللذي‬
‫يطالبك ثم حق خليطك ثم حق خصمك المدعي‬
‫عليك ثم حق خصمك الذي تدعي عليلله ثللم حللق‬
‫‪334‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مستشلليرك ثللم حللق المشللير عليللك ثللم حللق‬


‫مستنصحك ثم حق الناصح لك ثللم حللق مللن هللو‬
‫أكبر منك ثم حق مللن هللو أصللغر منللك ثللم حللق‬
‫سائلك ثم حق من سألته ثم حق مللن جللرى لللك‬
‫على يديه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بللذلك‬
‫بقول أو فعل عن تعمد منلله أو غيللر تعمللد منلله‬
‫ثم حق أهل ملتك عامة ثم حق أهللل الذمللة ثللم‬
‫الحقوق الجاريللة بقللدر علللل الحللوال وتصللرف‬
‫السباب فطوبى لمن أعانه الله على قضاء مللا‬
‫أوجب عليه مللن حقللوقه ووفقلله وسللدده فأمللا‬
‫حق الله الكبر فإنك تعبللده ل تشللرك بلله شلليئا‬
‫فإذا فعلت ذلك بإخلص جعللل لللك علللى نفسلله‬
‫أن يكفيك أمر الللدنيا والخللرة ويحفللظ لللك مللا‬
‫تحلللب منهلللا وأملللا حلللق نفسلللك عليلللك فلللأن‬
‫تستوفيها في طاعة الللله فتللؤدي إلللى لسللانك‬
‫حقه وإلى سمعك حقه وإلى بصرك حقه وإلللى‬
‫يدك حقها وإلى رجلك حقها وإلى بطنللك حقلله‬
‫وإلللى فرجللك حقلله وتسللتعين بللالله علللى ذلللك‬
‫وأما حق اللسللان فللإكرامه عللن الخنللا وتعويللده‬
‫علللى الخيللر وحمللله علللى الدب وإجمللامه إل‬
‫‪335‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لموضلللع الحاجلللة والمنفعلللة لللللدين واللللدنيا‬


‫وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلللة الفللائدة‬
‫الللتي ل يللؤمن ضللررها مللع قلللة عائدتهللا ويعللد‬
‫شللاهد العقللل والللدليل عليلله وتزيللن العاقللل‬
‫بعقله حسن سيرته في لسانه ول قوة إل بالله‬
‫العلي العظيم وأما حق السمع فتنزيهه عن أن‬
‫تجعله طريقا إلى قلبك إل لفوهة كريمة تحدث‬
‫في قلبك خيرا أو تكسب خلقا كريما فإنه بللاب‬
‫الكلم إلى القلب يللؤدي إليلله ضللروب المعللاني‬
‫على ما فيها من خير أو شللر ول قللوة إل بللالله‬
‫وأما حق بصرك فغضلله عمللا ل يحللل لللك وتللرك‬
‫ابتذاله إل لموضع عبرة تسللتقبل بهللا بصللرا أو‬
‫تستفيد بها علما فإن البصر باب العتبار وأمللا‬
‫حق رجليك فأن ل تمشي بهما إلللى مللا ل يحللل‬
‫لك ول تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة‬
‫بأهلها فيها فإنها حاملتك وسللالكة بللك مسلللك‬
‫الدين والسبق لك ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫يدك فأن ل تبسطها إلى ما ل يحللل لللك فتنللال‬
‫بما تبسطها إليه من الللله العقوبللة فللي الجللل‬
‫ومللن النللاس بلسللان اللئمللة فللي العاجللل ول‬
‫‪336‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تقبضها مما افترض الله عليهللا ولكللن توقرهللا‬


‫بقبضها عن كثير ممللا يحللل لهللا وبسللطها إلللى‬
‫كللثير ممللا ليللس عليهللا فللإذا هللي قللد عقلللت‬
‫وشرفت في العاجللل وجللب لهللا حسللن الثللواب‬
‫في الجل‬
‫وأما حق بطنللك فللأن ل تجعللله وعللاء لقليللل‬
‫من الحرام ول لكثير وأن تقتصد له في الحلل‬
‫ول تخرجه مللن حللد التقويللة إلللى حللد التهللوين‬
‫وذهاب المروة وضبطه إذا هم بللالجوع والظمللأ‬
‫فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة‬
‫ومثبطة ومقطعة عن كل بللر وكللرم وإن الللري‬
‫المنتهي بصاحبه إلى السللكر مسللخفة ومجهلللة‬
‫ومذهبة للمروة وأما حق فرجك فحفظه مما ل‬
‫يحل لك والستعانة عليه بغض البصر فإنه مللن‬
‫أعللون العللوان وكللثرة ذكللر المللوت والتهللدد‬
‫لنفسك بالله والتخويف لها به وبللالله العصللمة‬
‫والتأييد ول حول ول قوة إل به‪.‬‬
‫ثم حقوق الفعال‪.‬‬
‫فأما حق الصلة فأن تعلللم أنهللا وفللادة إلللى‬
‫الله وأنك قائم بها بين يللدي الللله فللإذا علمللت‬
‫‪337‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلك كنت خليقللا أن تقللوم فيهللا مقللام الللذليل‬


‫الراغللب الراهللب الخللائف الراجللي المسللكين‬
‫المتضرع المعظم من قام بيللن يللديه بالسللكون‬
‫والطللراق وخشللوع الطللراف وليللن الجنللاح‬
‫وحسن المناجللاة للله فللي نفسلله والطلللب إليلله‬
‫فللي فكللاك رقبتللك الللتي أحللاطت بلله خطيئتللك‬
‫واستهلكتها ذنوبك ول قوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫الصوم فأن تعلللم أنلله حجللاب ضللربه الللله علللى‬
‫لسلللانك وسلللمعك وبصلللرك وفرجلللك وبطنلللك‬
‫ليسترك به من النللار وهكللذا جللاء فللي الحللديث‬
‫الصوم جنة من النار فإن سكنت أطرافللك فللي‬
‫حجبتهللا رجللوت أن تكللون محجوبللا وإن أنللت‬
‫تركتهللا تضللطرب فللي حجابهللا وترفللع جنبللات‬
‫الحجللاب فتطلللع إلللى مللا ليللس لهللا بللالنظرة‬
‫الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية‬
‫لله لم تأمن أن تخرق الحجللاب وتخللرج منلله ول‬
‫قوة إل بالله وأما حق الصدقة فللأن تعلللم أنهللا‬
‫ذخرك عنللد ربللك ووديعتللك الللتي ل تحتللاج إلللى‬
‫إشهاد فإذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا‬
‫أوثللق بمللا اسللتودعته علنيللة وكنللت جللديرا أن‬
‫‪338‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تكون أسررت إليه أمرا أعلنته وكان المر بينك‬


‫وبينه فيها سرا علللى كللل حللال ولللم تسللتظهر‬
‫عليلله فيمللا اسللتودعته منهللا بإشللهاد السللماع‬
‫والبصار عليلله بهللا كأنهللا أوثللق فللي نفسللك ل‬
‫كأنك ل تثق به في تأدية وديعتللك إليللك ثللم لللم‬
‫تمتن بها على أحد لنها لك فإذا امتننت بها لم‬
‫تأمن أن تكون بها مثل تهجين حالك منهللا إلللى‬
‫من مننت بها عليه لن في ذلك دليل على أنللك‬
‫لم تللرد نفسللك بهللا ولللو أردت نفسللك بهللا لللم‬
‫تمتن بها على أحد ول قوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫الهلللدي فلللأن تخللللص بهلللا الرادة إللللى ربلللك‬
‫والتعلللرض لرحمتللله وقبلللوله ول تريلللد عيلللون‬
‫الناظرين دونه فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفللا‬
‫ول متصنعا وكنت إنما تقصللد إلللى الللله واعلللم‬
‫أن الله يراد باليسير ول يراد بالعسير كمللا أراد‬
‫بخلقه التيسير ولم يللرد بهللم التعسللير وكللذلك‬
‫التللذلل أولللى بللك مللن التللدهقن لن الكلفللة‬
‫والمئونلللة فلللي المتلللدهقنين فأملللا التلللذلل‬
‫والتمسكن فل كلفة فيهمللا ول مئونللة عليهمللا‬
‫لنهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعللة ول‬
‫‪339‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قوة إل بالله‪.‬‬
‫ثم حقوق الئمة‪.‬‬
‫فأما حق سائسك بالسلطان فأن تعلللم أنللك‬
‫جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بمللا جعللله الللله‬
‫للله عليللك مللن السلللطان وأن تخلللص للله فللي‬
‫النصيحة وأن ل تماحكه وقد بسطت يده عليلللك‬
‫فتكلللون سلللبب هلك نفسلللك وهلكللله وتلللذلل‬
‫وتلطف لعطائه من الرضللا مللا يكفلله عنللك ول‬
‫يضر بدينك وتستعين عليلله فللي ذلللك بللالله ول‬
‫تعازه ول تعانللده فإنللك إن فعلللت ذلللك عققتلله‬
‫وعققت نفسللك فعرضللتها لمكروهلله وعرضللته‬
‫للهلكة فيللك وكنللت خليقللا أن تكللون معينللا للله‬
‫على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك ول قللوة‬
‫إل بالله وأما حق سائسك بالعلم فالتعظيم لللله‬
‫والتلللوقير لمجلسللله وحسلللن السلللتماع إليللله‬
‫والقبال عليه والمعونة له على نفسك فيما ل‬
‫غنى بك عنلله مللن العلللم بللأن تفللرغ للله عقلللك‬
‫وتحضللره فهمللك وتزكللي للله قلبللك وتجلللي للله‬
‫بصرك بترك اللذات ونقص الشهوات وأن تعلللم‬
‫أنك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك ملللن‬
‫‪340‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ول‬


‫تخنلله فللي تأديللة رسللالته والقيللام بهللا عنلله إذا‬
‫تقلللدتها ول حللول ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫سائسك بالملك فنحو مللن سائسللك بالسلللطان‬
‫إل أن هذا يملك ما ل يملكه ذاك تلزمك طللاعته‬
‫فيما دق وجل منللك إل أن تخرجللك مللن وجللوب‬
‫حق الله ويحول بينك وبين حقه وحقوق الخلق‬
‫فإذا قضيته رجعت إلى حقلله فتشللاغلت بلله ول‬
‫قوة إل بالله‪.‬‬
‫ثم حقوق الرعية‪.‬‬
‫فأما حقوق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنك‬
‫إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم فإنه إنمللا‬
‫أحلهم محللل الرعيللة لللك ضللعفهم وذلهللم فمللا‬
‫أولى من كفاكه ضللعفه وذللله حللتى صلليره لللك‬
‫رعية وصللير حكمللك عليلله نافللذا ل يمتنللع منللك‬
‫بعزة ول قوة ول يستنصللر فيمللا تعللاظمه منللك‬
‫إل بالله بالرحمة والحياطللة والنللاة ومللا أولك‬
‫إذا عرفت ما أعطاك الله من فضل هذه العلللزة‬
‫والقوة التي قهللرت بهللا أن تكللون لللله شللاكرا‬
‫ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليلله ول قللوة‬
‫‪341‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إل بالله وأما حق رعيتك بللالعلم فللأن تعلللم أن‬


‫الله قد جعلك لهم فيما آتاك مللن العلللم وولك‬
‫من خزانة الحكمة فإن أحسنت فيما ولك الللله‬
‫من ذلك وقمت به لهم مقللام الخللازن الشللفيق‬
‫الناصللح لمللوله فللي عبيللده الصللابر المحتسللب‬
‫الللذي إذا رأى ذا حاجللة أخللرج للله مللن المللوال‬
‫الللتي فللي يللديه كنللت راشللدا وكنللت لللذلك آمل‬
‫معتقللدا وإل كنللت للله خائنللا ولخلقلله ظالمللا‬
‫ولسلبه وعزه متعرضا وأمللا حللق رعيتللك بملللك‬
‫النكلللاح فلللأن تعللللم أن اللللله جعلهلللا سلللكنا‬
‫ومسللتراحا وأنسللا وواقيللة وكللذلك كللل واحللد‬
‫منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ويعلم أن‬
‫ذلك نعمللة منلله عليلله ووجللب أن يحسللن صللحبة‬
‫نعمة الله ويكرمها ويرفق بهللا وإن كللان حقللك‬
‫عليهللا أغلللظ وطاعتللك بهللا ألللزم فيمللا أحببللت‬
‫وكرهت ما لم تكن معصية فإن لها حق الرحمة‬
‫والمؤانسة وموضع السكون إليهللا قضللاء اللللذة‬
‫التي ل بد من قضائها وذلك عظيم ول قللوة إل‬
‫بالله وأما حق رعيتك بملللك اليميللن فللأن تعلللم‬
‫أنه خلق ربك ولحمك ودمك وأنك تملكه ل أنللت‬
‫‪342‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫صنعته دون الله ول خلقت للله سللمعا ول بصللرا‬


‫ول أجريت له رزقا ولكللن الللله كفللاك ذلللك ثللم‬
‫سللخره لللك وائتمنللك عليلله واسللتودعك إيللاه‬
‫لتحفظه فيه وتسير فيه بسيرته فتطعملله ممللا‬
‫تأكل وتلبسه مما تلبس ول تكلفه مللا ل يطيللق‬
‫فإن كرهته خرجت إلى الله منه واسللتبدلت بلله‬
‫ولم تعذب خلق الله ول قوة إل بالله‬
‫وأما حق الرحم‪.‬‬
‫فحللق أمللك فللأن تعلللم أنهللا حملتللك حيللث ل‬
‫يحمل أحد أحدا وأطعمتك من ثمرة قلبها مللا ل‬
‫يطعم أحد أحدا وأنهللا وقتللك بسللمعها وبصللرها‬
‫ويلللدها ورجلهلللا وشلللعرها وبشلللرها وجميلللع‬
‫جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موابلة محتملللة‬
‫لما فيه مكروهها وألمهللا وثقلهللا وغمهللا حللتى‬
‫دفعتها عنك يللد القللدرة وأخرجتللك إلللى الرض‬
‫فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسللوك وتعللرى‬
‫وترويلللك وتظملللأ وتظللللك وتضلللحى وتنعملللك‬
‫ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها للللك‬
‫وعللاء وحجرهللا لللك حللواء وثللديها لللك سللقاء‬
‫ونفسها لك وقاء تباشر حر الللدنيا وبردهللا لللك‬
‫‪343‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ودونك فتشكرها على قدر ذلك ول تقللدر عليلله‬


‫إل بعون الله وتوفيقه وأما حق أبيك فتعلم أنه‬
‫أصلك وأنك فرعه وأنك لللوله لللم تكللن فمهمللا‬
‫رأيت في نفسللك ممللا يعجبللك فللاعلم أن أبللاك‬
‫أصل النعمللة عليللك فيلله واحمللد الللله واشللكره‬
‫على قدر ذلك ول قوة إل بالله وأما حق ولللدك‬
‫فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجللل الللدنيا‬
‫بخيره وشره وأنك مسئول عما وليته من حسن‬
‫الدب والدللللة علللى ربلله والمعونللة للله علللى‬
‫طللاعته فيللك وفللي نفسلله فمثللاب علللى ذلللك‬
‫ومعاقب فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن‬
‫أثره عليلله فللي عاجللل الللدنيا المعللذر إلللى ربلله‬
‫فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والخللذ للله‬
‫منه ول قوة إل بالله وأما حق أخيك فتعلم أنلله‬
‫يدك التي تبسللطها وظهللرك الللذي تلتجللئ إليلله‬
‫وعزك الذي تعتمد عليه وقوتك التي تصول بها‬
‫فل تتخللذه سلللحا علللى معصللية الللله ول عللدة‬
‫للظلم بحللق الللله ول تللدع نصللرته علللى نفسلله‬
‫ومعلللونته عللللى علللدوه والحلللول بينللله وبيلللن‬
‫شياطينه وتأدية النصلليحة إليلله والقبللال عليلله‬
‫‪344‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في الله فإن انقاد لربه وأحسن الجابة له وإل‬


‫فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه وأما حق‬
‫المنعم عليك بالولء فأن تعلم أنلله أنفللق فيللك‬
‫ماله وأخرجك من ذل الللرق ووحشللته إلللى عللز‬
‫الحرية وأنسها وأطلقك من أسر الملكللة وفللك‬
‫عنلللك حللللق العبوديلللة وأوجلللدك رائحلللة العلللز‬
‫وأخرجك من سللجن القهللر ودفللع عنللك العسللر‬
‫وبسط لك لسان النصاف وأباحللك الللدنيا كلهللا‬
‫فملكك نفسك وحل أسرك وفرغك لعبادة ربللك‬
‫واحتمللل بللذلك التقصللير فللي مللاله فتعلللم أنلله‬
‫أولى الخلق بللك بعللد أولللى رحمللك فللي حياتللك‬
‫وموتلللك وأحلللق الخللللق بنصلللرك ومعونتلللك‬
‫ومكانفتك في ذات الله فل تللؤثر عليلله نفسللك‬
‫ما احتاج إليك وأمللا حللق مللولك الجاريللة عليلله‬
‫نعمتك فللأن تعلللم أن الللله جعلللك حاميللة عليلله‬
‫وواقية وناصرا ومعقل وجعله لك وسيلة وسببا‬
‫بينللك وبينلله فبللالحري أن يحجبللك عللن النللار‬
‫فيكون في ذلك ثواب منلله فللي الجللل ويحكللم‬
‫لك بميراثلله فللي العاجللل إذا لللم يكللن للله رحللم‬
‫مكافأة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من‬
‫‪345‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حقه بعد إنفاق مالك فإن لم تقللم بحقلله خيللف‬


‫عليك أن ل يطيب لك ميراثه ول قللوة إل بللالله‬
‫وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر‬
‫معروفه وتنشر له المقالة الحسنة وتخلللص للله‬
‫الدعاء فيما بينك وبيللن الللله سللبحانه فإنللك إذا‬
‫فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلنية ثللم إن‬
‫أمكن مكافأته بالفعل كافأته وإل كنللت مرصللدا‬
‫له موطنا نفسك عليها وأما حللق المللؤذن فللأن‬
‫تعلللم أنلله مللذكرك بربللك وداعيللك إلللى حظللك‬
‫وأفضللل أعوانللك علللى قضللاء الفريضللة الللتي‬
‫افترضها الله عليك فتشكره على ذلللك شللكرك‬
‫للمحسن إليك وإن كنت في بيتك مهتمللا لللذلك‬
‫لم تكن لله في أمره متهما وعلمللت أنلله نعمللة‬
‫من الله عليك ل شك فيها فأحسن صحبة نعمة‬
‫الله بحمد الله عليها على كل حال ول قللوة إل‬
‫بالله وأما حق إمامك في صلتك فأن تعلم أنلله‬
‫قللد تقلللد السللفارة فيمللا بينللك وبيللن الللله‬
‫والوفادة إلى ربك وتكلم عنك ولللم تتكلللم عنلله‬
‫ودعا لك ولم تدع للله وطلللب فيللك ولللم تطلللب‬
‫فيللله وكفلللاك هلللم المقلللام بيلللن يلللدي اللللله‬
‫‪346‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والمساءلة له فيك ولم تكفه ذلك فإن كان في‬


‫شيء من ذلك تقصير كللان بلله دونللك وإن كللان‬
‫آثما لم تكن شريكه فيه ولم‬
‫يكن له عليللك فضللل فللوقى نفسللك بنفسلله‬
‫ووقى صلتك بصلته فتشكر للله علللى ذلللك ول‬
‫حول ول قوة إل بالله وأمللا حللق الجليللس فللأن‬
‫تلين له كنفك وتطيب للله جانبللك وتنصللفه فللي‬
‫مجللاراة اللفللظ ول تغللرق فللي نللزع اللحللظ إذا‬
‫لحظللت وتقصللد فللي اللفللظ إلللى إفهللامه إذا‬
‫لفظت وإن كنت الجليس إليه كنت في القيللام‬
‫عنه بالخيار وإن كان الجالس إليك كان بالخيار‬
‫ول تقوم إل بإذنه ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫الجار فحفظلله غائبللا وكرامتلله شللاهدا ونصللرته‬
‫ومعونته في الحالين جميعا ل تتبع له عورة ول‬
‫تبحث له عن سوءة لتعرفها فللإن عرفتهللا منلله‬
‫عن غير إرادة منك ول تكلللف كنللت لمللا علمللت‬
‫حصنا حصينا وسترا ستيرا لو بحثت السنة عنه‬
‫ضميرا لم تتصل إليه لنطوائه عليلله ل تسللتمع‬
‫عليه من حيث ل يعلم ل تسلمه عند شديدة ول‬
‫تحسده عند نعمة تقيل عللثرته وتغفللر زلتلله ول‬
‫‪347‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تدخر حلمللك عنلله إذا جهللل عليللك ول تخللرج أن‬


‫تكون سلما له ترد عنه لسان الشللتيمة وتبطللل‬
‫فيلله كيللد حامللل النصلليحة وتعاشللره معاشللرة‬
‫كريمللة ول حللول ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫الصاحب فأن تصللحبه بالفضللل مللا وجللدت إليلله‬
‫سللبيل وإل فل أقللل مللن النصللاف وأن تكرملله‬
‫كما يكرمك وتحفظه كمللا يحفظللك ول يسللبقك‬
‫فيما بينك وبينه إلى مكرمة فإن سبقك كافأته‬
‫ول تقصللر بلله عمللا يسللتحق مللن المللودة تلللزم‬
‫نفسك نصيحته وحياطته ومعاضدته على طاعللة‬
‫ربه ومعونته على نفسلله فيمللا ل يهللم بلله مللن‬
‫معصية ربه ثم تكون عليه رحمة ول تكون عليه‬
‫عذابا ول قوة إل بالله وأما حللق الشللريك فللإن‬
‫غاب كفيته وإن حضللر سللاويته ول تعللزم علللى‬
‫حكمللللك دون حكملللله ول تعمللللل برأيللللك دون‬
‫مناظرته وتحفظ عليه ماله وتنفي عنلله خيللانته‬
‫فيما عللز أو هللان فللإنه بلغنللا أن يللد الللله علللى‬
‫الشريكين ما لم يتخاونا ول قوة إل بللالله وأمللا‬
‫حق المال فأن ل تأخذه إل من حللله ول تنفقلله‬
‫إل في حله ول تحرفه عن مواضعه ول تصللرفه‬
‫‪348‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عن حقائقه ول تجعله إذا كان من الله إل إليلله‬


‫وسببا إلى الللله ول تللؤثر بلله علللى نفسللك مللن‬
‫لعله ل يحمللدك وبللالحري أن ل يحسللن خلفتلله‬
‫في تركتك ول يعمل فيلله بطاعللة ربللك فتكللون‬
‫معينللا للله علللى ذلللك أو بمللا أحللدث فللي مالللك‬
‫أحسن نظرا لنفسه فيعمل بطاعة ربه فيللذهب‬
‫بالغنيمة وتبللوء بللالثم والحسللرة والندامللة مللع‬
‫التبعللة ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق الغريللم‬
‫الطالب لك فللإن كنللت موسللرا أوفيتلله وكفيتلله‬
‫وأغنيته ولم تللردده وتمطللله فللإن رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( قللال مطللل الغنللي ظلللم‬
‫وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول وطلبت‬
‫إليه طلبا جميل ورددته عللن نفسللك ردا لطيفللا‬
‫ولم تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته فللإن‬
‫ذلك لؤم ول قوة إل بالله وأما حق الخليط فأن‬
‫ل تغلللره ول تغشللله ول تكلللذبه ول تغفلللله ول‬
‫تخدعه ول تعمل في انتقاضه عمل العدو الللذي‬
‫ل يبقلللى عللللى صلللاحبه وإن اطملللأن إليلللك‬
‫استقصلليت للله علللى نفسللك وعلمللت أن غبللن‬
‫المسترسللل ربللا ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫‪349‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخصم المدعي عليك فإن كان ما يدعي عليللك‬


‫حقا لم تنفسخ في حجته ولم تعمل في إبطال‬
‫دعوته وكنت خصللم نفسللك للله والحللاكم عليهللا‬
‫والشللاهد للله بحقلله دون شللهادة الشللهود فللإن‬
‫ذلك حق الله عليللك وإن كللان مللا يللدعيه بللاطل‬
‫رفقت به وروعته وناشدته بدينه وكسرت حدته‬
‫عنللك بللذكر الللله وألقيللت حشللو الكلم ولغطلله‬
‫الذي ل يرد عنك عاديللة عللدوك بللل تبللوء بللإثمه‬
‫وبلله يشللحذ عليللك سلليف عللداوته لن لفظللة‬
‫السوء تبعث الشر والخير مقمعة للشر ول قوة‬
‫إل بالله وأما حللق الخصللم المللدعى عليلله فللإن‬
‫كان ما تدعيه حقا أجملت في مقللاولته بمخللرج‬
‫الدعوى فإن للدعوى غلظة في سللمع المللدعى‬
‫عليلله وقصللدت قصللد حجتللك بللالرفق وأمهللل‬
‫المهلللة وأبيللن البيللان وألطللف اللطللف ولللم‬
‫تتشاغل عللن حجتللك بمنللازعته بالقيللل والقللال‬
‫فتذهب عنك حجتك ول يكون لك في ذلللك درك‬
‫ول قوة إل بالله‬
‫وأما حق المستشير فإن حضرك له وجه رأي‬
‫جهدت له في النصيحة وأشرت عليه بمللا تعلللم‬
‫‪350‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أنك لو كنت مكانه عملت بلله وذلللك ليكللن منللك‬


‫في رحمة ولين فإن اللين يؤنس الوحشللة وإن‬
‫الغلظ يوحش موضع النس وإن لم يحضرك للله‬
‫رأي وعرفللت للله مللن تثللق برأيلله وترضللى بلله‬
‫لنفسك دللته عليه وأرشدته إليه فكنت لم تأله‬
‫خيللرا ولللم تللدخره نصللحا ول حللول ول قللوة إل‬
‫بالله وأما حق المشير عليك فل تتهمه فيمللا ل‬
‫يوافقك عليلله مللن رأيلله إذا أشللار عليللك فإنمللا‬
‫هللي الراء وتصللرف النللاس فيهللا واختلفهللم‬
‫فكللن عليلله فللي رأيلله بالخيللار إذا اتهمللت رأيلله‬
‫فأما تهمته فل تجللوز لللك إذا كللان عنللدك ممللن‬
‫يستحق المشاورة ول تدع شللكره علللى مللا بللدا‬
‫لك من إشخاص رأيه وحسن وجه مشورته فإذا‬
‫وافقللك حمللدت الللله وقبلللت ذلللك مللن أخيللك‬
‫بالشكر والرصاد بالمكافأة في مثلهللا إن فللزع‬
‫إليك ول قوة إل بالله وأما حق المستنصح فإن‬
‫حقه أن تؤدي إليلله النصلليحة علللى الحللق الللذي‬
‫ترى له أنه يحمللل وتخللرج المخللرج الللذي يليللن‬
‫علللى مسللامعه وتكلملله مللن الكلم بمللا يطيقلله‬
‫عقله فإن لكل عقللل طبقللة مللن الكلم يعرفلله‬
‫‪351‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويجتنبه وليكن مذهبك الرحمة ول قوة إل بالله‬


‫وأمللا حللق الناصللح فللأن تليللن للله جناحللك ثللم‬
‫تشرئب له قلبك وتفتح له سللمعك حللتى تفهللم‬
‫عنه نصيحته ثم تنظر فيها فإن كان وفق فيهللا‬
‫للصللواب حمللدت الللله علللى ذلللك وقبلللت منلله‬
‫وعرفت له نصيحته وإن لم يكن وفق لها فيهلللا‬
‫رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه لم يألك نصحا إل‬
‫أنه أخطأ إل أن يكللون عنللدك مسللتحقا للتهمللة‬
‫فل تعبأ بشيء من أمره على كل حال ول قللوة‬
‫إل بالله وأما حق الكبير فإن حقلله تللوقير سللنه‬
‫وإجلل إسلمه إذا كان مللن أهللل الفضللل فللي‬
‫السلللم بتقللديمه فيلله وتللرك مقللابلته عنللد‬
‫الخصام ول تسللبقه إلللى طريللق ول تللؤمه فللي‬
‫طريللق ول تسللتجهله وإن جهللل عليللك تحملللت‬
‫وأكرمته بحق إسلمه مع سنه فإنما حق السللن‬
‫بقللدر السلللم ول قللوة إل بللالله وأمللا حللق‬
‫الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه والعفللو عنلله‬
‫والستر عليه والرفق بلله والمعونللة للله والسللتر‬
‫على جرائر حداثته فإنه سبب للتوبة والمللداراة‬
‫له وترك مماحكته فإن ذلك أدنللى لرشللده وأمللا‬
‫‪352‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حق السائل فإعطاؤه إذا تيقنت صدقه وقللدرت‬


‫علللى سللد حللاجته والللدعاء للله فيمللا نللزل بلله‬
‫والمعاونللة للله علللى طلبتلله وإن شللككت فللي‬
‫صدقه وسبقت إليه التهمة له ولللم تعللزم علللى‬
‫ذلك لم تأمن أن يكون مللن كيللد الشلليطان أراد‬
‫أن يصدك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب‬
‫إلى ربك فتركته بسللتره ورددتلله ردا جميل وإن‬
‫غلبت نفسك في أمره وأعطيته على ما عللرض‬
‫في نفسك منه فإن ذلك من عزم المللور وأمللا‬
‫حق المسللئول فحقلله إن أعطللى قبللل منلله مللا‬
‫أعطى بالشكر له والمعرفة لفضله وطلب وجه‬
‫العذر في منعه وأحسن به الظن واعلم أنلله إن‬
‫منع فما له منللع وأن ليللس التللثريب فللي مللاله‬
‫وإن كان ظالما فإن النسان لظلوم كفار‬
‫وأما حق من سرك الله به وعلللى يللديه فللإن‬
‫كان تعمدها لك حمدت الله أول ثم شكرته على‬
‫ذلك بقللدره فللي موضللع الجللزاء وكافللأته علللى‬
‫فضللل البتللداء وأرصللدت للله المكافللأة وإن لللم‬
‫يكن تعمدها حمدت الللله وشللكرته وعلمللت أنلله‬
‫منه توحدك بها وأحببت هللذا إذ كللان سللببا مللن‬
‫‪353‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أسباب نعم الله عليك وترجو له بعد ذلللك خيللرا‬


‫فإن أسباب النعم بركة حيث ما كانت وإن كللان‬
‫لم يتعمد ول قوة إل بالله وأما حق مللن سللاءك‬
‫القضللاء علللى يللديه بقللول أو فعللل فللإن كللان‬
‫تعمدها كان العفللو أولللى بللك لمللا فيلله للله مللن‬
‫القمع وحسن الدب مع كثير أمثاله من الخلللق‬
‫ك‬‫ف ُأولئ ِ َ‬
‫ه َ‬ ‫م ِ‬‫ع دَ ظ ُ ل ْ ِ‬ ‫ص َر ب َ ْ‬‫ن ا ن ْت َ َ‬
‫م ِ‬ ‫فإن الله يقول ول َ َ‬
‫عللْز م ِ‬‫ن َ‬ ‫ملل ْ‬‫ل إلللى قللوله ل َ ِ‬ ‫سللِبي ٍ‬‫ن َ‬ ‫ملل ْ‬
‫م ِ‬
‫هلل ْ‬
‫عليْ ِ‬
‫مللا َ َ‬
‫ق ُبوا‬ ‫فعللا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن عللا َ‬ ‫اْل ُ‬
‫ق ب ْت ُ ْ‬ ‫ر وقللال عللز وجللل وإ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مو‬‫ُ‬
‫خ ي ْ لٌر‬
‫و َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫هل َ‬ ‫ص لب َْر ت ُ ْ‬ ‫ه و ل َئ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫م بِل ِ‬
‫ق ب ْت ُ ْ‬
‫عللو ِ‬ ‫مثْ ِ‬
‫ل مللا ُ‬ ‫بِ ِ‬
‫ن هذا في العمد فإن لم يكن عمدا لللم‬
‫ري َ‬
‫صاب ِ ِ‬
‫ِلل ّ‬
‫تظلمه بتعمد النتصار منلله فتكللون قللد كافللأته‬
‫في تعمد على خطإ ورفقت به ورددته بللألطف‬
‫ما تقدر عليه ول قوة إل بللالله وأمللا حللق أهللل‬
‫ملتللك عامللة فإضللمار السلللمة ونشللر جنللاح‬
‫الرحملللللة والرفلللللق بمسللللليئهم وتلللللألفهم‬
‫واستصلللحهم وشللكر محسللنهم إلللى نفسلله‬
‫وإليك فإن إحسانه إلى نفسه إحسانه إليللك إذا‬
‫كللف عنللك أذاه وكفللاك مئونتلله وحبللس عنللك‬
‫نفسه فعمهم جميعا بدعوتك وانصللرهم جميعللا‬
‫‪354‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بنصرتك وأنزلتهم جميعا منك منازلهم كللبيرهم‬


‫بمنزلللللة الوالللللد وصللللغيرهم بمنزلللللة الولللللد‬
‫وأوسللطهم بمنزلللة الخ فمللن أتللاك تعاهللدته‬
‫بلطف ورحمة وصل أخاك بمللا يجللب للخ علللى‬
‫أخيلله وأمللا حللق أهللل الذمللة فللالحكم فيهللم أن‬
‫تقبل منهم ما قبل الله وتفللي بمللا جعللل الللله‬
‫لهم من ذمته وعهده وتكلهم إليه فيمللا طلبللوا‬
‫من أنفسهم وأجللبروا عليلله وتحكللم فيهللم بمللا‬
‫حكللم الللله بلله علللى نفسللك فيمللا جللرى بينللك‬
‫وبينهم من معاملة وليكن بينللك وبيللن ظلمهللم‬
‫من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسول‬
‫الله )صلى الله عليه وآله( حائل فإنه بلغنا أنلله‬
‫قال من ظلم معاهدا كنت خصمه فاتق الله ول‬
‫حللول ول قللوة إل بللالله فهللذه خمسللون حقللا‬
‫محيطا بك ل تخرج منها في حال مللن الحللوال‬
‫يجلللب عليلللك رعايتهلللا والعملللل فلللي تأديتهلللا‬
‫والستعانة بالله جل ثناؤه على ذلللك ول حللول‬
‫ول قوة إل بالله والحمد لله رب العالمين‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليه السلم( في الزهد‪.‬‬
‫إن علمة الزاهدين في الدنيا الراغبين فلللي‬
‫‪355‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخرة تركهم كل خليط وخليللل ورفضللهم كللل‬


‫صاحب ل يريد ما يريدون أل وإن العامل لثواب‬
‫الخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا الخللذ‬
‫للمللوت أهبتلله الحللاث علللى العمللل قبللل فنللاء‬
‫الجل ونزول ما ل بد من لقائه وتقللديم الحللذر‬
‫ح ت ّللى ِإذا‬‫قبل الحين فإن الله عللز وجللل يقللول َ‬
‫ع ّلللي‬ ‫جللاءَ أ َ‬
‫ن لَ َ‬
‫ِ‬ ‫لو‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ج‬ ‫ر‬
‫ْ ِ‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫و‬
‫َ ْ ُ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫ت فلينزلن أحدكم اليوم‬ ‫فيما ت ََر ك ْ ُ‬ ‫ل صاِلحا ً ِ‬ ‫م ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ع َ‬
‫نفسلله فللي هللذه الللدنيا كمنزلللة المكللرور إلللى‬
‫الدنيا النللادم علللى مللا فللرط فيهللا مللن العمللل‬
‫الصالح ليوم فاقته واعلموا عباد الللله أنلله مللن‬
‫خاف البيللات تجللافى عللن الوسللاد وامتنللع مللن‬
‫الرقاد وأمسك عن بعض الطعام والشراب مللن‬
‫خوف سلطان أهل الدنيا فكيللف ويحللك يللا ابللن‬
‫آدم من خوف بيللات سلللطان رب العللزة وأخللذه‬
‫الليللم وبيللاته لهللل المعاصللي والللذنوب مللع‬
‫طللوارق المنايللا بالليللل والنهللار فللذلك البيللات‬
‫الذي ليس منه منجللى ول دونلله ملتجللأ ول منلله‬
‫مهرب فخافوا الله أيها المؤمنللون مللن البيللات‬
‫ن‬
‫مل ْ‬ ‫خوف أهل التقوى فللإن الللله يقللول ذل ِل َ‬
‫ك لِ َ‬
‫‪356‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫د فاحللذروا زهللرة‬
‫عيلل ِ‬
‫و ِ‬
‫ف َ‬
‫مي وخللا َ‬
‫مقللا ِ‬
‫ف َ‬
‫خللا َ‬
‫الحياة الدنيا وغرورها وشرورها وتذكروا ضللرر‬
‫عاقبللة الميللل إليهللا فللإن زينتهللا فتنللة وحبهللا‬
‫خطيئة واعلللم ويحللك يللا ابللن آدم أن قسللوة‬
‫البطنة وكظة الملة وسكر الشبع وغرة الملللك‬
‫ممللا يثبللط ويبطللئ عللن العمللل وينسللي الللذكر‬
‫ويلهي عن اقللتراب الجللل حللتى كللان المبتلللى‬
‫بحللب الللدنيا بلله خبللل مللن سللكر الشللراب وأن‬
‫العاقل عن الله الخائف منه العامل للله ليمللرن‬
‫نفسلله ويعودهللا الجللوع حللتى مللا تشللتاق إلللى‬
‫الشللبع وكللذلك تضللمر الخيللل لسللبق الرهللان‬
‫فللاتقوا الللله عبللاد الللله تقللوى مؤمللل ثللوابه‬
‫وخائف عقابه فقد لله أنتم أعذر وأنذر وشللوق‬
‫وخوف فل أنتم إلى ما شوقكم إليه مللن كريللم‬
‫ثوابه تشتاقون فتعملون ول أنتم ممللا خللوفكم‬
‫بلله مللن شللديد عقللابه وأليللم عللذابه ترهبللون‬
‫ن‬
‫ملل ْ‬
‫ف َ‬‫فتنكلون وقد نبأكم الللله فللي كتللابه أنلله َ‬
‫ن‬‫فللرا َ‬‫فل ك ُ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ٌ‬ ‫مل ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و ُ‬
‫هل َ‬
‫ت و ُ‬
‫صللاِلحا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫مل َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ع َ‬
‫يَ ْ‬
‫ن ثللم ضللرب لكللم المثللال‬ ‫ه وإ ِّنا ل َ ُ‬
‫ه كات ُِبو َ‬ ‫عيِ ِ‬
‫س ْ‬
‫لِ َ‬
‫في كتابه وصرف اليات لتحللذروا عاجللل زهللرة‬
‫‪357‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ول دُ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫مللوال ُك ُ ْ‬
‫م وأ ْ‬ ‫الحيللاة الللدنيا فقللال إ ِّنمللا أ ْ‬
‫ع ن ْ لد ه أ َ‬
‫م فللاتقوا الللله مللا‬ ‫ٌ‬ ‫ل‬ ‫ظي‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ٌ‬ ‫ل‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ة والل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ف ت ْن َ ٌ‬
‫ِ‬
‫اسلللتطعتم واسلللمعوا وأطيعلللوا فلللاتقوا اللللله‬
‫واتعظوا بمواعظ الله وما أعلم إل كثيرا منكللم‬
‫قد نهكته عواقب المعاصي فما حذرها وأضرت‬
‫بدينه فما مقتها أ ما تسمعون النللداء مللن الللله‬
‫ع ل َموا أ َ‬
‫ة‬
‫حيللا ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫بعيبها وتصغيرها حيث قال ا ْ ُ‬
‫م وَتكللاث ٌُر‬ ‫خ ٌر ب َي ْن َك ُل ْ‬‫ة وَتفللا ُ‬ ‫زين َ ٌ‬
‫و و ِ‬ ‫ب ول َ ْ‬
‫ه ٌ‬ ‫ع ٌ‬‫الدّ ْنيا ل َ ِ‬
‫فاَر‬ ‫ب ا ل ْك ُ ّ‬‫ج َ‬ ‫ع َ‬ ‫ث أَ ْ‬‫غيْ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫مثَ ِ‬‫ول ِد ك َ َ‬
‫َ‬
‫ل واْل ْ‬ ‫موا ِ‬
‫َ‬
‫في اْل ْ‬ ‫ِ‬
‫حطامللا ً‬ ‫ن ُ‬ ‫كللو ُ‬ ‫م يَ ُ‬‫ف ّرا ث ُ ّ‬‫ص َ‬
‫م ْ‬ ‫ف َتراهُ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫هي ُ‬ ‫ه ثُ ّ‬
‫م يَ ِ‬ ‫َنبات ُ ُ‬
‫ن الّللل ِ‬
‫ه‬ ‫مل َ‬ ‫ف لَر ةٌ ِ‬
‫غ ِ‬
‫م ْ‬
‫ديدٌ و َ‬ ‫شل ِ‬‫ب َ‬ ‫عللذا ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫في اْل ِ‬
‫خ لَر ِ‬ ‫و ِ‬
‫ر‬ ‫ع ال ْ ُ‬
‫غ لُرو ِ‬ ‫حيللاةُ ال لدّ ْنيا إ ِّل َ‬
‫متللا ُ‬ ‫مللا ال ْ َ‬‫ن و َ‬ ‫ضللوا ٌ‬
‫ر ْ‬‫و ِ‬
‫ضللها‬ ‫ع ْر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ج نّل ٍ‬ ‫م و َ‬ ‫ن َر ب ّ ك ُل ْ‬ ‫مل ْ‬‫ة ِ‬ ‫ف لَر ٍ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬‫قوا ِإلى َ‬ ‫ساب ِ ُ‬
‫م ُنللوا‬ ‫ن آ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ل ِّللل ِ‬ ‫عللدّ ْ‬ ‫ض أُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ء واْل َ‬ ‫سللما ِ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫عللْر ِ‬ ‫كَ َ‬
‫ن َيشللاءُ‬ ‫مل ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ؤ ِتي ِ‬ ‫ل الل ّ ل ِ‬
‫ه ي ُل ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ذل ِ َ‬ ‫سلِ ِ‬ ‫ه وُر ُ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫هللا اّللل ِ‬ ‫ظي م ِ وقال يللا أ ي ّ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ذو ال ْ َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه ُ‬
‫د‬‫غلل ٍ‬
‫ت لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قللدّ َ‬ ‫س مللا َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ه ول ْت َن ْظُ ْر ن َ ْ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫م ُنوا ات ّ ُ‬ ‫آ َ‬
‫ن ول‬ ‫م ُلللو َ‬ ‫ع َ‬
‫خ ِبيللٌر ِبمللا ت َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ن الّللل َ‬‫ه إِ ّ‬‫قللوا الّللل َ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫سلل ُ‬ ‫م أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف أ َْنسللا ُ‬
‫ه َ‬‫سوا الّللل َ‬ ‫ن نَ ُ‬‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬
‫كوُنوا َ‬ ‫تَ ُ‬
‫ُ‬
‫ن فللاتقوا الللله عبللاد الللله‬ ‫قو َ‬ ‫م اْلفا ِ‬
‫سل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫أول‬
‫‪358‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتفكروا واعملوا لما خلقتللم للله فللإن الللله لللم‬


‫يخلقكللم عبثللا ولللم يللترككم سللدى قللد عرفكللم‬
‫نفسه وبعث إليكم رسوله وأنزل عليكللم كتللابه‬
‫فيه حلله وحرامه وحججه وأمثاله فللاتقوا الللله‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫فقد احتج عليكللم ربكللم فقللال أ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫جللدَ ي ْ ِ‬
‫هللدَ ْيناهُ الن ّ ْ‬ ‫ن و َ‬
‫ف ت َي ْ ِ‬ ‫ن وِلسللانا ً و َ‬
‫شلل َ‬ ‫ع ي ْن َْيلل ِ‬
‫َ‬
‫فهذه حجللة عليكللم فللاتقوا الللله مللا اسللتطعتم‬
‫فإنه ل قوة إل بالله ول تكلن إل عليلله وصلللى‬
‫الله على محمد نبيه وآله‪.‬‬
‫كتابه )عليه السلللم( إلللى محمللد بللن مسلللم‬
‫الزهري يعظه‪.‬‬
‫كفانا الله وإياك من الفتن ورحمك من النار‬
‫فقد أصبحت بحللال ينبغللي لمللن عرفللك بهللا أن‬
‫يرحمك فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك‬
‫وأطال من عمرك وقامت عليك حجللج الللله بمللا‬
‫حملك من كتابه وفقهك فيه من دينلله وعرفللك‬
‫من سللنة نللبيه محمللد )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫فرضي لك في كل نعمة أنعم بهللا عليللك وفللي‬
‫كل حجة احتج بها عليك الفرض بما قضى فمللا‬
‫قضللى إل ابتلللى شللكرك فللي ذلللك وأبللدى فيلله‬
‫‪359‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ش ك َر ت ُم َل َ‬
‫م و ل َئ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫زيللدَ ن ّ ك ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ن َ ْ ْ‬ ‫فضله عليك فقال ل َئ ِ ْ‬
‫د‪.‬‬
‫دي ٌ‬
‫ش ِ‬‫عذاِبي ل َ َ‬
‫ن َ‬
‫م إِ ّ‬ ‫كَ َ‬
‫ف ْر ت ُ ْ‬
‫فانظر أي رجللل تكللون غللدا إذا وقفللت بيللن‬
‫يدي الله فسألك عن نعمه عليللك كيللف رعيتهللا‬
‫وعن حججه عليك كيف قضيتها ول تحسبن الله‬
‫قابل منللك بالتعللذير ول راضلليا منللك بالتقصللير‬
‫هيهات هيهات ليس كذلك أخذ على العلماء في‬
‫ه واعلم‬ ‫س ول ت َك ْت ُ ُ‬
‫مون َ ُ‬ ‫كتابه إذ قال ل َت ُب َي ّ ن ُن ّ ُ‬
‫ه ِللّنا ِ‬
‫أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملللت أن آنسللت‬
‫وحشة الظالم وسهلت له طريللق الغللي بللدنوك‬
‫منه حيللن دنللوت وإجابتللك للله حيللن دعيللت فمللا‬
‫أخوفني أن تكون تبوء بإثمللك غللدا مللع الخونللة‬
‫وأن تسللأل عمللا أخللذت بإعانتللك علللى ظلللم‬
‫الظلمة إنك أخللذت مللا ليللس لللك ممللن أعطللاك‬
‫ودنوت ممن لللم يللرد علللى أحللد حقللا ولللم تللرد‬
‫باطل حين أدناك وأحببت من حاد الله أ وليلللس‬
‫بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بللك‬
‫رحللى مظللالمهم وجسللرا يعللبرون عليللك إلللى‬
‫بلياهم وسلما إلى ضللتهم داعيللا إلللى غيهللم‬
‫سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك علللى العلمللاء‬
‫‪360‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويقتادون بك قلللوب الجهللال إليهللم فلللم يبلللغ‬


‫أخص وزرائهللم ول أقللوى أعللوانهم إل دون مللا‬
‫بلغللت مللن إصلللح فسللادهم واختلف الخاصللة‬
‫والعامة إليهم فما أقل ما أعطوك في قدر مللا‬
‫أخذوا منك وما أيسر مللا عمللروا لللك فكيللف مللا‬
‫خربوا عليك فانظر لنفسللك فللإنه ل ينظللر لهللا‬
‫غيرك وحاسللبها حسللاب رجللل مسللئول وانظللر‬
‫كيف شكرك لمللن غللذاك بنعملله صللغيرا وكللبيرا‬
‫فما أخوفني أن تكون كما قال الله فللي كتللابه‬
‫ن‬
‫ذو َ‬ ‫ب ي َأ ْ ُ‬
‫خلل ُ‬ ‫كتا َ‬‫ر ُثوا ال ْ ِ‬
‫و ِ‬
‫ف َ‬‫خلْ ٌ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫د ِ‬‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫خلَ َ‬
‫ف ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ف ُر َلنللا إنللك‬ ‫غ َ‬
‫س لي ُ ْ‬
‫ن َ‬‫قول ُللو َ‬‫دنللى وي َ ُ‬‫ذا اْل َ ْ‬ ‫ض هل َ‬
‫ع َر َ‬
‫َ‬
‫لسللت فللي دار مقللام أنللت فللي دار قللد آذنللت‬
‫برحيل فما بقاء المرء بعد قرنائه طللوبى لمللن‬
‫كان في الدنيا على وجل يا بللؤس لمللن يمللوت‬
‫وتبقى ذنوبه من بعده احللذر فقللد نللبئت وبللادر‬
‫فقد أجلت إنك تعامللل مللن ل يجهللل وإن الللذي‬
‫يحفظ عليك ل يغفل تجهز فقد دنا منللك سللفر‬
‫بعيللد وداو ذنبللك فقللد دخللله سللقم شللديد ول‬
‫تحسللب أنللي أردت توبيخللك وتعنيفللك وتعييللرك‬
‫لكني أردت أن ينعش الله ما قد فات من رأيللك‬
‫‪361‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويرد إليك ما عزب من دينك وذكرت قللول الللله‬


‫ع‬
‫فلل ُ‬ ‫ن الللذّ ْ‬
‫كرى ت َن ْ َ‬ ‫تعللالى فللي كتللابه وذَ ّ‬
‫كللْر َ‬
‫فللإ ِ ّ‬
‫ن أ غفلت ذكر من مضللى مللن أسللنانك‬ ‫م ِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫وأقرانك وبقيت بعدهم كقرن أعضب انظر هل‬
‫ابتلوا بمثل ما ابتليت أم هللل وقعللوا فللي مثللل‬
‫ما وقعت فيه أم هل تراهم ذكرت خيرا أهملوه‬
‫وعلمت شيئا جهلللوه بللل حظيللت بمللا حللل مللن‬
‫حالك في صدور العامة وكلفهللم بللك إذ صللاروا‬
‫يقتدون برأيك ويعملون بأمرك إن أحللت أحلوا‬
‫وإن حرمت‬
‫حرمللوا وليللس ذلللك عنللدك ولكللن أظهرهللم‬
‫عليك رغبتهم فيما لديك ذهاب علمائهم وغلبللة‬
‫الجهللل عليللك وعليهللم وحللب الرئاسللة وطلللب‬
‫الدنيا منك ومنهم أ مللا تللرى مللا أنللت فيلله مللن‬
‫الجهللل والغللرة ومللا النللاس فيلله مللن البلء‬
‫والفتنللة قللد ابتليتهللم وفتنتهللم بالشللغل عللن‬
‫مكاسللبهم ممللا رأوا فتللاقت نفوسللهم إلللى أن‬
‫يبلغوا من العلللم مللا بلغللت أو يللدركوا بلله مثللل‬
‫الللذي أدركللت فوقعللوا منللك فللي بحللر ل يللدرك‬
‫عمقه وفي بلء ل يقللدر قللدره فللالله لنللا ولللك‬
‫‪362‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وهو المستعان أما بعد فأعرض عن كل ما أنللت‬


‫فيه حللتى تلحللق بالصللالحين الللذين دفنللوا فللي‬
‫أسللمالهم لصللقة بطللونهم بظهللورهم ليللس‬
‫بينهم وبين الللله حجللاب ول تفتنهللم الللدنيا ول‬
‫يفتنون بها رغبوا فطلبوا فما لبثللوا أن لحقللوا‬
‫فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلللغ مللع‬
‫كبر سنك ورسوخ علمك وحضللور أجلللك فكيللف‬
‫يسلللم الحللدث فللي سللنه الجاهللل فللي علملله‬
‫المأفون في رأيه المدخول فللي عقللله إنللا لللله‬
‫وإنا إليه راجعون على مللن المعللول وعنللد مللن‬
‫المستعتب نشكو إلى الله بثنللا ومللا نللرى فيللك‬
‫ونحتسب عنللد الللله مصلليبتنا بللك فللانظر كيللف‬
‫شكرك لمن غذاك بنعمه صللغيرا وكللبيرا وكيللف‬
‫إعظامللك لمللن جعلللك بللدينه فللي النللاس جميل‬
‫وكيف صيانتك لكسوة من جعلللك بكسللوته فللي‬
‫الناس ستيرا وكيف قربك أو بعدك ممن أمللرك‬
‫أن تكون منلله قريبللا ذليل مللا لللك ل تنتبلله مللن‬
‫نعستك وتستقيل من عثرتك فتقللول والللله مللا‬
‫قمت لله مقاما واحدا أحييت به له دينا أو أمت‬
‫له فيه بللاطل فهللذا شللكرك مللن اسللتحملك مللا‬
‫‪363‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أخوفني أن تكللون كمللن قللال الللله تعللالى فللي‬


‫ف‬
‫و َ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫هوا‬ ‫ّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫عوا‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ال‬ ‫عوا‬
‫ُ‬ ‫أضا‬‫كتابه َ‬
‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫غ ّيا اسللتحملك كتللابه واسللتودعك علملله‬ ‫ن َ‬‫و َ‬ ‫ي َل ْ َ‬
‫ق ْ‬
‫فأضعتها فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلك به‬
‫والسلم‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قال )عليه السلللم( الرضللا بمكللروه القضللاء‬
‫أرفع درجات اليقين‬
‫وقال )عليه السلم( من كرمت عليلله نفسلله‬
‫هانت عليه الدنيا‪.‬‬
‫وقيللل للله مللن أعظللم النللاس خطللرا فقللال‬
‫)عليه السلم( من لم ير الدنيا خطرا لنفسه‪.‬‬
‫وقال بحضرته رجل اللهم أغنني عن خلقللك‬
‫فقال )عليلله السلللم( ليللس هكللذا إنمللا النللاس‬
‫بالناس ولكن قل اللهم أغنني عن شرار خلقك‬
‫وقال )عليه السلم( من قنع بما قسم اللللله‬
‫له فهو من أغنى الناس‬
‫وقال )عليه السلم( ل يقل عمل مع تقلللوى‬
‫وكيف يقل ما يتقبل‬
‫‪364‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلللم( اتقللوا الكللذب الصللغير‬


‫منه والكبير في كل جد وهللزل فللإن الرجللل إذا‬
‫كذب في الصغير اجترأ على الكبير‬
‫وقال )عليه السلم( كفى بنصر الله لللك أن‬
‫ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الخيللر كللله صلليانة‬
‫النسان نفسه‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبعض بنيلله يللا بنللي إن‬
‫الله رضيني لك ولللم يرضللك لللي فأوصللاك بللي‬
‫ولم يوصني بك عليك بالبر تحفة يسيرة‪.‬‬
‫وقال له رجل ما الزهد فقال )عليه السلم(‬
‫الزهد عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهللد أدنللى‬
‫درجللات الللورع وأعلللى درجللات الللورع أدنللى‬
‫درجللات اليقيللن وأعلللى درجللات اليقيللن أدنللى‬
‫درجات الرضا وإن الزهد في آية من كتاب الللله‬
‫ْ‬
‫حللوا ِبمللا‬
‫ف َر ُ‬ ‫علللى مللا فللات َك ُ ْ‬
‫م ول ت َ ْ‬ ‫وا َ‬ ‫ل ِك َْيل ت َأ َ‬
‫سل ْ‬
‫م‬‫آتاك ُ ْ‬
‫وقللال )عليلله السلللم( طلللب الحللوائج إلللى‬
‫الناس مذلة للحياة ومذهبة للحيللاء واسللتخفاف‬
‫بالوقار وهو الفقر الحاضر وقلة طلب الحوائج‬
‫‪365‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من الناس هو الغنى الحاضر‬


‫وقللال )عليلله السلللم( إن أحبكللم إلللى الللله‬
‫أحسلللنكم عمل وإن أعظمكلللم عنلللد اللللله عمل‬
‫أعظمكم فيما عند الله رغبللة وإن أنجللاكم مللن‬
‫عذاب الله أشدكم خشية لللله وإن أقربكللم مللن‬
‫الللله أوسللعكم خلقللا وإن أرضللاكم عنللد الللله‬
‫أسللبغكم علللى عيللاله وإن أكرمكللم علللى الللله‬
‫أتقاكم لله‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبعض بنيه يا بني انظر‬
‫خمسة فل تصاحبهم ول تحادثهم ول ترافقهللم‬
‫في طريللق فقللال يللا أبللة مللن هللم قللال )عليلله‬
‫السلم( إيللاك ومصللاحبة الكللذاب فللإنه بمنزلللة‬
‫السراب يقللرب لللك البعيللد ويبعللد لللك القريللب‬
‫وإياك ومصاحبة الفاسللق فللإنه بايعللك بأكلللة أو‬
‫أقللل مللن ذلللك وإيللاك ومصللاحبة البخيللل فللإنه‬
‫يخللذلك فللي مللاله أحللوج مللا تكللون إليلله وإيللاك‬
‫ومصاحبة الحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضللرك‬
‫وإياك ومصاحبة القللاطع لرحملله فللإني وجللدته‬
‫ملعونا في كتاب الله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن المعرفللة وكمللال‬
‫‪366‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫دين المسلللم تركلله الكلم فيمللا ل يعنيلله وقلللة‬


‫مرائه وحلمه وصبره وحسن خلقه‬
‫وقال )عليلله السلللم( ابللن آدم إنللك ل تللزال‬
‫بخير ما كان لك واعللظ مللن نفسللك ومللا كللانت‬
‫المحاسبة من همك وما كان الخوف لك شللعارا‬
‫والحذر لللك دثللارا ابللن آدم إنللك ميللت ومبعللوث‬
‫وموقوف بين يدي الله جل وعز فأعد له جوابا‬
‫وقال )عليلله السلللم( ل حسللب لقرشللي ول‬
‫لعربي إل بتواضع ول كرم إل بتقللوى ول عمللل‬
‫إل بنيللة ول عبللادة إل بللالتفقه أل وإن أبغللض‬
‫النللاس إلللى الللله مللن يقتللدي بسللنة إمللام ول‬
‫يقتدي بأعماله‬
‫وقال )عليه السلم( المؤمن من دعائه على‬
‫ثلث إما أن يدخر له وإما أن يعجل للله وإمللا أن‬
‫يدفع عنه بلء يريد أن يصيبه‬
‫وقال )عليه السلللم( إن المنللافق ينهللى ول‬
‫ينتهللي ويللأمر ول يللأتي إذا قللام إلللى الصلللة‬
‫اعترض وإذا ركع ربللض وإذا سللجد نقللر يمسللي‬
‫وهمه العشللاء ولللم يصللم ويصللبح وهملله النللوم‬
‫ولم يسهر والمؤمن خلط عمللله بحلملله يجلللس‬
‫‪367‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ليعللللم وينصلللت ليسللللم ل يحلللدث بالمانلللة‬


‫الصدقاء ول يكتم الشللهادة للبعللداء ول يعمللل‬
‫شلليئا مللن الحللق رئاء ول يللتركه حيللاء إن زكللي‬
‫خاف مما يقولون ويستغفر الله لما ل يعلمللون‬
‫ول يضره جهل من جهله‪.‬‬
‫ورأى )عليلله السلللم( عليل قللد بللرئ فقللال‬
‫)عليه السلم( له يهنللؤك الطهللور مللن الللذنوب‬
‫إن الله قد ذكرك فاذكره وأقالك فاشكره‬
‫وقال )عليه السلم( خمس لو رحلتم فيهللن‬
‫لنضيتموهن وما قدرتم علللى مثلهللن ل يخللاف‬
‫عبللد إل ذنبلله ول يرجللو إل ربلله ول يسللتحيي‬
‫الجاهل إذا سئل عما ل يعلم أن يتعلم والصللبر‬
‫من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد ول إيمان‬
‫لمن ل صبر له‬
‫وقال )عليه السلم( يقول الللله يللا ابللن آدم‬
‫ارض بما آتيتك تكن مللن أزهللد النللاس ابللن آدم‬
‫اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبللد النللاس‬
‫ابن آدم اجتنب مما حرمت عليك تكن مللن أورع‬
‫الناس‬
‫وقال )عليه السلم( كم من مفتللون بحسللن‬
‫‪368‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫القول فيه وكم من مغرور بحسن السللتر عليلله‬


‫وكم من مستدرج بالحسان إليه‬
‫وقال )عليه السلم( يللا سللوأتاه لمللن غلبللت‬
‫إحلللداته عشلللراته يريلللد أن السللليئة بواحلللدة‬
‫والحسنة بعشرة‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الللدنيا قللد ارتحلللت‬
‫مدبرة وإن الخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحد‬
‫منهما بنون فكونوا من أبناء الخرة ول تكونللوا‬
‫من أبناء الدنيا فكونوا من الزاهدين في الللدنيا‬
‫الراغبين في الخرة لن الزاهدين اتخذوا أرض‬
‫الللله بسللاطا والللتراب فراشللا والمللدر وسللادا‬
‫والمللاء طيبللا وقرضللوا المعللاش مللن الللدنيا‬
‫تقريضا اعلموا أنه من اشتاق إلى الجنة سللارع‬
‫إلى الحسنات وسل عن الشهوات ومللن أشللفق‬
‫من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه وراجع‬
‫عن المحارم ومن زهد فللي الللدنيا هللانت عليلله‬
‫مصائبها ولم يكرهها وإن لللله عللز وجللل لعبللادا‬
‫قلوبهم معلقة بالخرة وثوابها وهم كملللن رأى‬
‫أهل الجنة في الجنللة مخلللدين منعميللن وكمللن‬
‫رأى أهللل النللار فللي النللار معللذبين فللأولئك‬
‫‪369‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شرورهم وبوائقهم عللن النللاس مأمونللة وذلللك‬


‫أن قلللوبهم عللن النللاس مشللغولة بخللوف الللله‬
‫فطرفهم عن الحرام مغضوض وحوائجهم إللللى‬
‫النللاس خفيفللة قبلللوا اليسللير مللن الللله فللي‬
‫المعللاش وهللو القللوت فصللبروا أيامللا قصللارا‬
‫لطول الحسرة يوم القيامة‪.‬‬
‫وقللال للله رجللل إنللي لحبللك فللي الللله حبللا‬
‫شديدا فنكللس )عليلله السلللم( رأسلله ثللم قللال‬
‫اللهم إنللي أعللوذ بللك أن أحللب فيللك وأنللت لللي‬
‫مبغض ثم قال له أحبك للذي تحبني فيه‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله ليبغض البخيلللل‬
‫السائل الملحف‬
‫قال )عليه السلم( رب مغرور مفتون يصبح‬
‫لهيا ضاحكا يأكل ويشللرب وهللو ل يللدري لعللله‬
‫قد سبقت له من الللله سللخطة يصلللى بهللا نللار‬
‫جهنم‬
‫وقال )عليه السلم( إن مللن أخلق المللؤمن‬
‫النفاق على قدر القتللار والتوسللع علللى قللدر‬
‫التوسللع وإنصللاف النللاس مللن نفسلله وابتللداؤه‬
‫إياهم بالسلم‬
‫‪370‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( ثلث منجيللات للمللؤمن‬


‫كللف لسللانه عللن النللاس واغتيللابهم وإشللغاله‬
‫نفسه بما ينفعه لخرتلله ودنيللاه وطللول البكللاء‬
‫على خطيئته‬
‫وقال )عليه السلم( نظر المؤمن فللي وجلله‬
‫أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة‬
‫وقال )عليه السلم( ثلث من كللن فيلله مللن‬
‫المؤمنين كان في كنف الللله وأظللله الللله يللوم‬
‫القيامة في ظل عرشه وآمنه مللن فللزع اليللوم‬
‫الكللبر مللن أعطللى النللاس مللن نفسلله مللا هللو‬
‫سائلهم لنفسلله ورجللل لللم يقللدم يللدا ول رجل‬
‫حتى يعلم أنلله فللي طاعللة الللله قللدمها أو فللي‬
‫معصيته ورجل لم يعب أخاه بعيللب حللتى يللترك‬
‫ذلك العيب من نفسه وكفى بالمرء شغل بعيبه‬
‫لنفسه عن عيوب الناس‬
‫وقال )عليه السلم( ما من شيء أحللب إلللى‬
‫الله بعد معرفته من عفة بطن وفللرج ومللا مللن‬
‫شيء أحب إلى الله من أن يسأل‪.‬‬
‫وقال لبنه محمد )عليه السلم( افعل الخير‬
‫إلى كل مللن طلبلله منللك فللإن كللان أهللله فقللد‬
‫‪371‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أصبت موضعه وإن لم يكن بأهل كنت أنت أهله‬


‫وإن شللتمك رجللل عللن يمينللك ثللم تحللول إلللى‬
‫يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مجللالس الصللالحين‬
‫داعيللة إلللى الصلللح وآداب العلمللاء زيللادة فللي‬
‫العقل وطاعة ولة المر تمللام العللز واسللتنماء‬
‫المال تمام المللروة وإرشللاد المستشللير قضللاء‬
‫لحق النعمة وكف الذى من كمال العقل وفيلله‬
‫راحة للبدن عاجل وآجل‪.‬‬
‫وكان علي بللن الحسللين )عليلله السلللم( إذا‬
‫ه ل‬‫ت الّلللل ِ‬
‫مللل َ‬
‫ع َ‬
‫دوا ن ِ ْ‬
‫عللل ّ‬
‫ن تَ ُ‬
‫قلللرأ هلللذه اليلللة وإ ِ ْ‬
‫صوها يقول )عليه السلم( سللبحان مللن لللم‬ ‫ح ُ‬
‫تُ ْ‬
‫يجعل فللي أحللد مللن معرفللة نعملله إل المعرفللة‬
‫بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعللل فللي أحللد‬
‫من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأنه ل يللدركه‬
‫فشكر عز وجل معرفة العارفين بالتقصير عللن‬
‫معرفته وجعل معرفتهللم بالتقصللير شللكرا كمللا‬
‫جعل علم العالمين أنهم ل يدركونه إيمانا علما‬
‫منه أنه قدر وسع العباد فل يجاوزون ذلك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( سللبحان مللن جعللل‬
‫‪372‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العتراف بالنعمللة للله حمللدا سللبحان مللن جعللل‬


‫العتراف بالعجز عن الشكر شكرا‬

‫وروي عن المام الباقر عن علم الللله وعلللم‬


‫رسللوله أبللي جعفللر محمللد بللن علللي )عليلله‬
‫السلم( في طوال هذه المعاني‬
‫وصية )عليه السلم( لجابر بن يزيد الجعفي‬
‫روي عنه )عليه السلم( أنه قال له يللا جللابر‬
‫اغتنم مللن أهللل زمانللك خمسللا إن حضللرت لللم‬
‫تعللرف وإن غبللت لللم تفتقللد وإن شللهدت لللم‬
‫تشاور وإن قلت لم يقبل قولك وإن خطبت لم‬
‫تزوج وأوصيك بخمس إن ظلمت فل تظلم وإن‬
‫خلللانوك فل تخلللن وإن كلللذبت فل تغضلللب وإن‬
‫مللدحت فل تفللرح وإن ذممللت فل تجللزع وفكللر‬
‫فيما قيل فيك فإن عرفت من نفسك مللا قيللل‬
‫فيك فسللقوطك مللن عيللن الللله جللل وعللز عنللد‬
‫غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفللت‬
‫من سقوطك من أعيللن النللاس وإن كنللت علللى‬
‫خلف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غيللر أن‬
‫يتعب بدنك واعلم بأنك ل تكللون لنللا وليللا حللتى‬
‫‪373‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لو اجتمع عليك أهل مصللرك وقللالوا إنللك رجللل‬


‫سوء لم يحزنك ذلك ولو قالوا إنك رجللل صللالح‬
‫لم يسرك ذلك ولكن اعرض نفسك علللى كتللاب‬
‫الله فإن كنت سالكا سبيله زاهدا فللي تزهيللده‬
‫راغبللا فللي ترغيبلله خائفللا مللن تخللويفه فللاثبت‬
‫وأبشر فإنه ل يضللرك مللا قيللل فيللك وإن كنللت‬
‫مباينا للقرآن فما ذا الذي يغرك من نفسللك إن‬
‫المللؤمن معنللي بمجاهللدة نفسلله ليغلبهللا علللى‬
‫هواها فمرة يقيللم أودهللا ويخللالف هواهللا فللي‬
‫محبة الللله ومللرة تصللرعه نفسلله فيتبللع هواهللا‬
‫فينعشلله الللله فينتعللش ويقيللل الللله عللثرته‬
‫فيتللذكر ويفللزع إلللى التوبللة والمخافللة فيللزداد‬
‫بصيرة ومعرفة لما زيد فيه مللن الخللوف وذلللك‬
‫م‬‫ه ْ‬
‫سلل ُ‬
‫م ّ‬‫وا ِإذا َ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫قلل ْ‬ ‫ن اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫بللأن الللله يقللول إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫ص ُرو َ‬ ‫مبْ ِ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬‫ف ِإذا ُ‬ ‫ن ت َذَ ك ُّروا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ش ْيطا ِ‬ ‫م َ‬
‫ف ِ‬‫طائ ِ ٌ‬
‫يا جابر استكثر لنفسك مللن الللله قليللل الللرزق‬
‫تخلصا إلى الشكر واسللتقلل مللن نفسللك كللثير‬
‫الطاعة لله إزراء على النفللس وتعرضللا للعفللو‬
‫وادفع عللن نفسللك حاضللر الشللر بحاضللر العلللم‬
‫واستعمل حاضللر العلللم بخللالص العمللل وتحللرز‬
‫‪374‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فللي خللالص العمللل مللن عظيللم الغفلللة بشللدة‬


‫التيقظ واستجلب شدة الللتيقظ بصللدق الخللوف‬
‫واحللذر خفللي الللتزين بحاضللر الحيللاة وتللوق‬
‫مجازفة الهوى بدللللة العقللل وقللف عنللد غلبللة‬
‫الهوى باسترشاد العلم واستبق خالص العمال‬
‫ليللوم الجللزاء وانللزل سللاحة القناعللة باتقللاء‬
‫الحرص وادفللع عظيللم الحللرص بإيثللار القناعللة‬
‫واستجلب حلوة الزهادة بقصللر المللل واقطللع‬
‫أسباب الطمع ببرد اليأس وسللد سللبيل العجللب‬
‫بمعرفللة النفللس وتخلللص إلللى راحللة النفللس‬
‫بصللحة التفللويض واطلللب راحللة البللدن بإجمللام‬
‫القلب وتخلص إلى إجمام القلللب بقلللة الخطللإ‬
‫وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر فللي الخلللوات‬
‫واستجلب نور القلب بدوام الحزن وتحللرز مللن‬
‫إبليس بالخوف الصادق وإياك والرجللاء الكللاذب‬
‫فإنه يوقعك في الخوف الصادق وتزين لله عللز‬
‫وجل بالصدق في العمال وتحبب إليه بتعجيللل‬
‫النتقال وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيللله‬
‫الهلكللى وإيللاك والغفلللة ففيهللا تكللون قسللاوة‬
‫القلب وإيللاك والتللواني فيمللا ل عللذر لللك فيلله‬
‫‪375‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فإليه يلجأ النادمون واسللترجع سللالف الللذنوب‬


‫بشدة الندم وكثرة الستغفار وتعللرض للرحمللة‬
‫وعفللو الللله بحسللن المراجعللة واسللتعن علللى‬
‫حسن المراجعة بخالص الللدعاء والمناجللاة فللي‬
‫الظلللم وتخلللص إلللى عظيللم الشللكر باسللتكثار‬
‫قليل الرزق واستقلل كثير الطاعة واسللتجلب‬
‫زيادة النعم بعظيم الشكر والتوسل إلى عظيم‬
‫الشللكر بخللوف زوال النعللم واطلللب بقللاء العللز‬
‫بإماتللة الطمللع وادفللع ذل الطمللع بعللز اليللأس‬
‫واسللتجلب عللز اليللأس ببعللد الهمللة وتللزود مللن‬
‫الدنيا بقصللر المللل وبللادر بانتهللاز البغيللة عنللد‬
‫إمكان الفرصللة ول إمكللان كاليللام الخاليللة مللع‬
‫صحة البدان وإياك والثقة بغير المللأمون فللإن‬
‫للشر ضراوة كضراوة الغذاء‪.‬‬
‫واعلم أنه ل علم كطلب السلمة ول سلللمة‬
‫كسلمة القلللب ول عقللل كمخالفللة الهللوى ول‬
‫خوف كخوف حللاجز ول رجللاء كرجللاء معيللن ول‬
‫فقر كفقر القلللب ول غنللى كغنللى النفللس ول‬
‫قللوة كغلبللة الهللوى ول نللور كنللور اليقيللن ول‬
‫يقين كاستصغارك الدنيا ول معرفللة كمعرفتللك‬
‫‪376‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بنفسك ول نعمة كالعافية ول عافية كمسللاعدة‬


‫التوفيق ول شرف كبعد الهمة ول زهللد كقصللر‬
‫المل ول حرص كالمنافسللة فللي الللدرجات ول‬
‫عللدل كالنصللاف ول تعللدي كللالجور ول جللور‬
‫كموافقة الهوى ول طاعللة كللأداء الفللرائض ول‬
‫خوف كالحزن ول مصيبة كعدم العقل ول عللدم‬
‫عقل كقلة اليقين ول قلة يقين كفقد الخللوف‬
‫ول فقد خوف كقلة الحللزن علللى فقللد الخللوف‬
‫ول مصيبة كاستهانتك بالللذنب ورضللاك بالحالللة‬
‫التي أنت عليهللا ول فضلليلة كالجهللاد ول جهللاد‬
‫كمجاهلللدة الهلللوى ول قلللوة كلللرد الغضلللب ول‬
‫معصية كحب البقاء ول ذل كذل الطمللع وإيللاك‬
‫والتفريللط عنللد إمكللان الفرصللة فللإنه ميللدان‬
‫يجري لهله بالخسران‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليه السلم( لجابر أيضا‪.‬‬
‫خرج يوما وهو يقول أصبحت والللله يللا جللابر‬
‫محزونا مشغول القلب فقلت جعلللت فللداك مللا‬
‫حزنك وشغل قلبك كل هذا علللى الللدنيا فقللال‬
‫)عليه السلم( ل يا جابر ولكن حزن هم الخرة‬
‫يا جابر من دخللل قلبلله خللالص حقيقللة اليمللان‬
‫‪377‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شغل عما في الدنيا من زينتهللا إن زينللة زهللرة‬


‫الدنيا إنما هو لعب ولهو وإن الدار الخرة لهي‬
‫الحيللوان يللا جللابر إن المللؤمن ل ينبغللي للله أن‬
‫يركن ويطمئن إلى زهرة الحيللاة الللدنيا واعلللم‬
‫أن أبناء الدنيا هم أهللل غفلللة وغللرور وجهالللة‬
‫وأن أبنلللاء الخلللرة هلللم المؤمنلللون العلللاملون‬
‫الزاهللدون أهللل العلللم والفقلله وأهللل فكللرة‬
‫واعتبار واختبار ل يملون من ذكر الله واعلم يا‬
‫جللابر أن أهللل التقللوى هللم الغنيللاء أغنللاهم‬
‫القليل من الدنيا فمئونتهللم يسلليرة إن نسلليت‬
‫الخيللر ذكللروك وإن عملللت بلله أعللانوك أخللروا‬
‫شهواتهم ولذاتهم خلفهم وقدموا طاعة ربهللم‬
‫أمامهم ونظروا إلى سللبيل الخيللر وإلللى وليللة‬
‫أحباء الله فأحبوهم وتولوهم واتبعوهم فللأنزل‬
‫نفسك من الدنيا كمثل منللزل نزلتلله سللاعة ثللم‬
‫ارتحلت عنه أو كمثل مال استفدته في منامللك‬
‫ففرحللت بلله وسللررت ثللم انتبهللت مللن رقللدتك‬
‫وليس في يدك شيء وإني إنما ضربت لك مثل‬
‫لتعقل وتعمل به إن وفقك الله للله فللاحفظ يللا‬
‫جابر ما أستودعك من دين الله وحكمته وانصللح‬
‫‪378‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لنفسك وانظر ما الله عندك في حياتك فكللذلك‬


‫يكون لك العهد عنده في مرجعللك وانظللر فللإن‬
‫تكللن الللدنيا عنللدك علللى غيللر مللا وصللفت لللك‬
‫فتحول عنها إلللى دار المسللتعتب اليللوم فلللرب‬
‫حريص على أمر من أمور الدنيا قللد نللاله فلمللا‬
‫ناله كان عليه وبال وشقي به ولرب كاره لمللر‬
‫من أمور الخرة قد ناله فسعد به‬
‫ومللن كلملله )عليلله السلللم( فللي أحكللام‬
‫السيوف‪.‬‬
‫سللأله رجللل مللن شلليعته عللن حللروب أميللر‬
‫المؤمنين )صلى الله عليه وآللله( فقللال )عليلله‬
‫السلم( له بعث الله محمللدا )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( بخمسة أسياف ثلثة منها شاهرة ل تغمد‬
‫حتى تضللع الحللرب أوزارهللا ولللن تضللع الحللرب‬
‫أوزارها حتى تطلع الشللمس مللن مغربهللا فللإذا‬
‫طلعت الشمس من مغربهللا أمللن النللاس كلهللم‬
‫ن‬ ‫في ذلك اليوم فيومئذ ل ينفع إيمانها ل َل ْ‬
‫م ت َك ُل ْ‬
‫خ ي ْللرا ً‬ ‫ل أَ‬
‫فللي ِإيماِنهللا َ‬
‫ت ِ‬ ‫و كَ َ‬
‫س لب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن َ‬
‫قبْل ُ‬ ‫مل ْ‬
‫ت ِ‬
‫منَ ْ‬
‫آ َ‬
‫وسيف مكفوف وسيف منها مغمللود سللله إلللى‬
‫غيرنلللا وحكمللله إلينلللا فأملللا السللليوف الثلثلللة‬
‫‪379‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله‬


‫م‬‫ه ْ‬
‫مو ُ‬‫ج لد ْ ت ُ ُ‬
‫و َ‬
‫ث َ‬‫ح ي ْل ُ‬‫ن َ‬‫كي َ‬‫ر ِ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ق ت ُُلوا ال ْ ُ‬
‫فا ْ‬
‫جل وعز َ‬
‫د‬
‫صللل ٍ‬
‫م ْر َ‬‫ل َ‬ ‫م كُ ّ‬
‫ه ْ‬‫دوا ل َ ُ‬
‫ع ُ‬‫ق ُ‬‫م وا ْ‬‫ه ْ‬‫ص ُرو ُ‬‫ح ُ‬ ‫م وا ْ‬‫ه ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذو ُ‬ ‫و ُ‬
‫فإن تابوا أي آمنوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة‬
‫فإخوانكم في الللدين هللؤلء ل يقبللل منهللم إل‬
‫القتل أو الدخول في السلللم وأمللوالهم فيء‬
‫وذراريهم سبي على ما سن رسول الله )صلى‬
‫الله عليه وآله( فإنه سبى وعفللا وقبللل الفللداء‬
‫والسلليف الثللاني علللى أهللل الذمللة قللال الللله‬
‫سنا ً نزلللت هللذه اليللة‬ ‫ح ْ‬‫س ُ‬ ‫سبحانه و ُ ُ‬
‫قولوا ِللّنا ِ‬
‫ن ل‬ ‫في أهل الذمة ونسخها قللوله قللات ُِلوا اّللل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن مللا‬‫مو َ‬ ‫ح ّر ُ‬ ‫ر ول ي ُ َ‬ ‫خ ِ‬‫و م ِ اْل ِ‬
‫ه ول ِبال ْي َ ْ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُنو َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬
‫ن‬
‫ملل َ‬
‫ق ِ‬ ‫حلل ّ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫ن ِدي ل َ‬ ‫ديُنو َ‬
‫ه ول ي َ ِ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه وَر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫ح ّر َ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫د‬
‫ن يَل ٍ‬
‫ع ْ‬
‫ة َ‬ ‫طوا ال ْ ِ‬
‫ج ْز ي َ َ‬ ‫ع ُ‬
‫ح ّتى ي ُ ْ‬
‫ب َ‬ ‫ن أوُتوا ال ْ ِ‬
‫كتا َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن فمن كان منهم في دار السلم‬
‫غ ُرو َ‬
‫م صا ِ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫فلن يقبل منهللم إل الجزيللة أو القتللل ومللالهم‬
‫فيء وذراريهم سبي فللإذا قبلللوا الجزيللة علللى‬
‫أنفسهم حرم علينللا سللبيهم وحرمللت أمللوالهم‬
‫وحلت لنللا منللاكحهم ومللن كللان منهللم فللي دار‬
‫الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ولللم تحللل لنللا‬
‫‪380‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫منلللاكحتهم وللللم يقبلللل منهلللم إل دخلللول دار‬


‫السلللم والجزيللة أو القتللل والسلليف الثللالث‬
‫على مشركي العجللم كللالترك والللديلم والخللزر‬
‫قال الله عز وجل في أول السورة الللتي يللذكر‬
‫فيهللا الللذين كفللروا فقللص قصللتهم ثللم قللال‬
‫دوا‬‫شلل ّ‬ ‫م َ‬
‫ف ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫مللو ُ‬ ‫خ ن ْت ُ ُ‬‫ح ّتللى ِإذا أ َث ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ب الّرقللا ِ‬ ‫ض ْر َ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ضل َ‬‫ح ّتللى ت َ َ‬ ‫فللداءً َ‬ ‫مللا ِ‬ ‫ع لد ُ و إ ِ ّ‬
‫م ن ّللا ب َ ْ‬
‫مللا َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫وثللاقَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عللدُ يعنللي‬ ‫وزاَرها فأما قوله َ‬ ‫ا ل ْح ر ب أ َ‬
‫م ّنا ب َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫فللداءً يعنللي المفللاداة‬
‫مللا ِ‬
‫بعللد السللبي منهللم وإ ِ ّ‬
‫بينهللم وبيللن أهللل السلللم فهللؤلء لللن يقبللل‬
‫منهللم إل القتللل أو الللدخول فللي السلللم ول‬
‫يحل لنا نكاحهم ما داموا فللي دار الحللرب وأمللا‬
‫السلليف المكفللوف فسلليف علللى أهللل البغللي‬
‫ن‬
‫م ِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن طائ ِ َ‬
‫فتا ِ‬ ‫والتأويل قال الله وإ ِ ْ‬
‫فأ َ‬
‫ت‬‫غلل ْ‬ ‫ن بَ َ‬‫فللإ ِ ْ‬ ‫همللا صلللحا َ‬ ‫حوا ب َي ْن َ ُ‬ ‫ق ت َت َُلللوا َ ْ‬
‫صللل ِ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ح ّتى‬ ‫غي َ‬ ‫فقات ُِلوا ال ّ ِتي ت َب ْ ِ‬‫خرى َ‬ ‫ع َلى اْل ُ ْ‬ ‫هما َ‬‫حدا ُ‬‫إِ ْ‬
‫فيءَ إلى أ َ‬
‫ه فلما نزلت هذه اليللة قللال‬ ‫ر الل ّ ِ‬ ‫ْ ِ‬‫م‬ ‫ِ‬ ‫تَ ِ‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآله( إن منكم من‬
‫يقاتللل بعللدي علللى التأويللل كمللا قللاتلت علللى‬
‫التنزيل فسئل النبي )صلى الله عليه وآله( من‬
‫‪381‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫هو فقال خاصف النعللل يعنللي أميللر المللؤمنين‬


‫)عليلله السلللم( وقللال عمللار بللن ياسللر قللاتلت‬
‫بهذه الراية مع رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( ثلثا وهذه الرابعة والله لو ضللربونا حللتى‬
‫يبلغوا بنا السعفات مللن هجللر لعلمنللا أنللا علللى‬
‫الحق وأنهم على الباطل وكانت السيرة فيهللم‬
‫من أمير المؤمنين )عليه السلم( مثل مللا كللان‬
‫من رسول الله )صلى الله عليه وآله( في أهل‬
‫مكة يوم فتحها فإنه لم يسب لهم ذريللة وقللال‬
‫من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلحه فهو‬
‫آمن وكذلك قال أمير المؤمنين )عليه السلللم(‬
‫يوم البصرة نادى فيهم ل تسبوا لهللم ذريللة ول‬
‫تدففوا على جريح ول تتبعوا مدبرا ومن أغللللق‬
‫بابه وألقى سلحه فهو آمن والسيف المغمللود‬
‫فالسيف الذي يقام به القصاص قللال الللله عللز‬
‫ن فسللله‬ ‫ن ب ِللال ْ َ‬
‫عيْ ِ‬ ‫س وال ْ َ‬
‫عيْل َ‬ ‫س ب ِللالن ّ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫وجل الن ّ ْ‬
‫فل َ‬
‫إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا فهذه السيوف‬
‫الللتي بعللث الللله بهللا محمللدا )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( فمن جحدها أو جحد واحدا منهللا أو شلليئا‬
‫من سيرها وأحكامها فقد كفللر بمللا أنللزل الللله‬
‫‪382‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تبارك وتعالى على محمد نبيه ص‬


‫موعظة‪.‬‬
‫وحضلللره ذات يلللوم جماعلللة ملللن الشللليعة‬
‫فلللوعظهم وحلللذرهم وهلللم سلللاهون لهلللون‬
‫فأغاظه ذلك فأطرق مليا ثم رفع رأسلله إليهللم‬
‫فقال إن كلمي لو وقع طللرف منلله فللي قلللب‬
‫أحدكم لصار ميتا أل يا أشباحا بل أرواح وذبابللا‬
‫بل مصباح كأنكم خشب مسندة وأصنام مريدة أ‬
‫ل تأخللذون الللذهب مللن الحجللر أ ل تقتبسللون‬
‫الضياء من النور الزهر أ ل تأخذون اللؤلؤ مللن‬
‫البحر خذوا الكلمة الطيبة ممللن قالهللا وإن لللم‬
‫ن‬
‫عو َ‬ ‫م ُ‬
‫س لت َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫يعمللل بهللا فللإن الللله يقللول اّللل ِ‬
‫م‬‫ه ُ‬
‫هللدا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ك ال ّ ل ِ‬ ‫ه ُأولئ ِ َ‬
‫س لن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫ن أ ْ‬
‫عللو َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ي َت ّ ب ِ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ق ْ‬
‫الل ّ ُ‬
‫ه ويحك يا مغرور أ ل تحمد من تعطيه فانيللا‬
‫ويعطيك باقيا درهم يفنللى بعشللرة تبقللى إلللى‬
‫سبعمائة ضعف مضاعفة من جللواد كريللم آتللاك‬
‫الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك وكاسلليك‬
‫ومعافيك وكافيللك وسللاترك ممللن يراعيللك مللن‬
‫حفظلللك فلللي ليللللك ونهلللارك وأجابلللك عنلللد‬
‫اضطرارك وعزم لك على الرشد فللي اختبللارك‬
‫‪383‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كأنك قد نسيت ليالي أوجاعللك وخوفللك دعللوته‬


‫فاستجاب لك فاستوجب بجميل صللنيعه الشللكر‬
‫فنسيته فيمن ذكر وخالفته فيما أمر ويلك إنما‬
‫أنت لص من لصوص الللذنوب كلمللا عرضللت لللك‬
‫شهوة أو ارتكللاب ذنللب سللارعت إليلله وأقللدمت‬
‫بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعيللن الللله أو‬
‫كان الله ليس لك بالمرصاد يا طالب الجنللة مللا‬
‫أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتللك فلللله‬
‫أنت من طالب ومطلوب ويا هاربا من النار مللا‬
‫أحث مطيتك إليها وما أكسبك لما يوقعك فيهللا‬
‫انظروا إلى هذه القبللور سللطورا بأفنللاء الللدور‬
‫تللدانوا فللي خططهللم وقربللوا فللي مزارهللم‬
‫وبعللدوا فللي لقللائهم عمللروا فخربللوا وآنسللوا‬
‫فأوحشللوا وسللكنوا فللأزعجوا وقطنللوا فرحلللوا‬
‫فمن سللمع بللدان بعيللد وشللاحط قريللب وعللامر‬
‫مخروب وآنس موحش وسللاكن مزعللج وقللاطن‬
‫مرحل غيللر أهللل القبللور يللا ابللن اليللام الثلث‬
‫يومك الذي ولدت فيه ويومك الللذي تنللزل فيلله‬
‫قبرك ويومك الذي تخرج فيه إلى ربللك فيللا للله‬
‫من يوم عظيم يللا ذوي الهيئة المعجبللة والهيللم‬
‫‪384‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المعطنة ما لي أرى أجسامكم عامرة وقلللوبكم‬


‫دامرة أما والله لو عاينتم ما أنتم ملقللوه ومللا‬
‫أنتم إليه صائرون لقلتم يا ليتنا نللرد ول نكللذب‬
‫بآيات ربنا ونكون من المللؤمنين قللال جللل مللن‬
‫ل ول َ ْ‬
‫و‬ ‫قبْ ُ‬‫ن َ‬‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫فو َ‬‫خ ُ‬ ‫م ما كاُنوا ي ُ ْ‬ ‫ل َبدا ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قائل ب َ ْ‬
‫ن‪.‬‬‫م َلكاِذ ُبو َ‬‫ه ْ‬‫ه وإ ِن ّ ُ‬‫عنْ ُ‬
‫هوا َ‬
‫دوا ِلما ن ُ ُ‬ ‫دوا َلعا ُ‬‫ُر ّ‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قال )عليه السلم( صللانع المنللافق بلسللانك‬
‫وأخلللص مودتللك للمللؤمن وإن جالسللك يهللودي‬
‫فأحسن مجالسته‬
‫وقال )عليه السلم( ما شلليب شلليء بشلليء‬
‫أحسن من حلم بعلم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الكمللال كللل الكمللال‬
‫التفقه في الدين والصبر على النائبللة وتقللدير‬
‫المعيشة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( والللله المتكللبر ينللازع‬
‫الله رداءه‬
‫وقال )عليلله السلللم( يومللا لمللن حضللره مللا‬
‫المروة فتكلموا فقال )عليلله السلللم( المللروة‬
‫‪385‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أن ل تطمللع فتللذل وتسللأل فتقللل ول تبخللل‬


‫فتشللتم ول تجهللل فتخصللم فقيللل ومللن يقللدر‬
‫على ذلللك فقللال )عليلله السلللم( مللن أحللب أن‬
‫يكون كالناظر في الحدقة والمسك في الطيب‬
‫وكالخليفة في يومكم هذا في القدر‪.‬‬
‫وقال يوما رجل عنده اللهم أغننا عن جميللع‬
‫خلقك فقال أبو جعفر )عليلله السلللم( ل تقللل‬
‫هكذا ولكن قل اللهللم أغننللا عللن شللرار خلقللك‬
‫فإن المؤمن ل يستغني عن أخيه‬
‫وقال )عليه السلم( قم بالحق واعتزل ما ل‬
‫يعنيلللك وتجنلللب علللدوك واحلللذر صلللديقك ملللن‬
‫القوام إل المين مللن خشللي الللله ول تصللحب‬
‫الفللاجر ول تطلعلله علللى سللرك واستشللر فللي‬
‫أمرك الذين يخشون الله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( صللحبة عشللرين سللنة‬
‫قرابة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن اسللتطعت أن ل‬
‫تعامل أحدا إل ولك الفضل عليه فافعل‬
‫وقال )عليه السلم( ثلثة من مكللارم الللدنيا‬
‫والخللرة أن تعفللو عمللن ظلمللك وتصللل مللن‬
‫‪386‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قطعك وتحلم إذا جهل عليك‬


‫وقللال )عليلله السلللم( الظلللم ثلثللة ظلللم ل‬
‫يغفره الله وظلللم يغفللره الللله وظلللم ل يللدعه‬
‫الله فأما الظلم الللذي ل يغفللره الللله فالشللرك‬
‫بللالله وأمللا الظلللم الللذي يغفللره الللله فظلللم‬
‫الرجل نفسه فيما بينه وبين الللله وأمللا الظلللم‬
‫الذي ل يدعه الله فالمداينة بين العباد‬
‫وقال )عليه السلم( ما من عبللد يمتنللع مللن‬
‫معونة أخيلله المسلللم والسللعي للله فللي حللاجته‬
‫قضيت أو لم تقض إل ابتلي بالسعي في حاجة‬
‫مللن يللأثم عليلله ول يللؤجر ومللا مللن عبللد يبخللل‬
‫بنفقة ينفقها فيما يرضللي الللله إل ابتلللي بللأن‬
‫ينفق أضعافها فيما أسخط الله‬
‫وقال )عليه السلم( في كل قضاء الله خيللر‬
‫للمؤمن‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن الللله كللره إلحللاح‬
‫الناس بعضهم على بعض فللي المسللألة وأحللب‬
‫ذلك لنفسه إن الله جللل ذكللره يحللب أن يسللأل‬
‫ويطلب ما عنده‬
‫وقال )عليه السلم( من لللم يجعللل الللله للله‬
‫‪387‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من نفسه واعظا فإن مواعظ الناس لللن تغنللي‬


‫عنه شيئا‬
‫وقال )عليه السلم( من كللان ظللاهره أرجللح‬
‫من باطنه خف ميزانه‬
‫وقال )عليه السلم( كم من رجللل قللد لقللي‬
‫رجل فقال له كب الله عدوك وما للله مللن عللدو‬
‫إل الله‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ثلثلللة ل يسللللمون‬
‫الماشللي إلللى الجمعللة والماشللي خلللف جنللازة‬
‫وفي بيت الحمام‬
‫وقللال )عليلله السلللم( عللالم ينتفللع بعلملله‬
‫أفضل من سبعين ألف عابد‬
‫وقال )عليلله السلللم( ل يكللون العبللد عالمللا‬
‫حتى ل يكون حاسدا لمن فوقه ول محقرا لمن‬
‫دونه‬
‫وقال )عليه السلم( ما عرف الله من عصاه‬
‫وأنشد‪.‬‬
‫تعصي الله وأنت تظهر حبه هذا لعمرك في‬
‫الفعللال بللديعلو كللان حبللك صللادقا لطعتلله إن‬
‫المحب لمن أحب مطيع‬
‫‪388‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( إنما مثل الحاجللة إلللى‬


‫من أصاب مللاله حللديثا كمثللل الللدرهم فللي فللم‬
‫الفعى أنت إليه محوج وأنت منها على خطر‬
‫وقال )عليلله السلللم( ثلث خصللال ل يمللوت‬
‫صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن البغي وقطيعللة‬
‫الرحللم واليميللن الكاذبللة يبللارز الللله بهللا وإن‬
‫أعجللل الطاعللة ثوابللا لصلللة الرحللم وإن القللوم‬
‫ليكونللون فجللارا فيتواصلللون فتنمللي أمللوالهم‬
‫ويللثرون وإن اليميللن الكاذبللة وقطيعللة الرحللم‬
‫ليذران الديار بلقع من أهلها‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ل يقبلللل عملللل إل‬
‫بمعرفة ول معرفة إل بعمللل ومللن عللرف دلتلله‬
‫معرفته على العمل ومن لم يعرف فل عمل له‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله جعل للمعللروف‬
‫أهل مللن خلقلله حبللب إليهللم المعللروف وحبللب‬
‫إليهللم فعللاله ووجلله لطلب المعللروف الطلللب‬
‫إليهم ويسر لهم قضاءه كما يسر الغيث للرض‬
‫المجدبة ليحييها ويحيللي أهلهللا وإن الللله جعللل‬
‫للمعلللروف أعلللداء ملللن خلقللله بغلللض إليهلللم‬
‫المعللروف وبغللض إليهللم فعللاله وحظللر علللى‬
‫‪389‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫طلب المعللروف التللوجه إليهللم وحظللر عليهللم‬


‫قضاءه كما يحظللر الغيللث عللن الرض المجدبللة‬
‫ليهلكها ويهلك أهلها وما يعفو الله عنه أكثر‬
‫وقال )عليه السلم( اعرف المودة في قلب‬
‫أخيك بما له في قلبك‬
‫وقال )عليه السلم( اليمان حب وبغض‬
‫وقال )عليه السلم( ما شيعتنا إل من اتقى‬
‫الله وأطللاعه ومللا كللانوا يعرفللون إل بالتواضللع‬
‫والتخشع وأداء المانة وكثرة ذكر الله والصللوم‬
‫والصلة والللبر بالوالللدين وتعهللد الجيللران مللن‬
‫الفقللراء وذوي المسللكنة والغللارمين واليتللام‬
‫وصللدق الحللديث وتلوة القللرآن وكللف اللسللن‬
‫عن الناس إل من خير وكللانوا أمنللاء عشللائرهم‬
‫في الشياء‬
‫وقللال )عليلله السلللم( أربللع مللن كنللوز الللبر‬
‫كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمللان الوجللع‬
‫وكتمان المصيبة‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن صللدق لسللانه زكللا‬
‫عمله ومللن حسللنت نيتلله زيللد فللي رزقلله ومللن‬
‫حسن بره بأهله زيد في عمره‬
‫‪390‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( إياك والكسللل والضللجر‬


‫فإنهما مفتاح كل شر مللن كسللل لللم يللؤد حقللا‬
‫ومن ضجر لم يصبر على حق‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن اسللتفاد أخللا فللي‬
‫الللله علللى إيمللان بللالله ووفللاء بإخللائه طلبللا‬
‫لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا مللن نللور الللله‬
‫وأمانللا مللن عللذاب الللله وحجللة يفلللج بهللا يللوم‬
‫القيامة وعزا باقيا وذكرا ناميا لن المؤمن من‬
‫الله عز وجل ل موصللول ول مفصللول قيللل للله‬
‫)عليه السلم( ما معنى ل مفصول ول موصول‬
‫قال ل موصول به أنه هو ول مفصول منلله أنلله‬
‫من غيره‬
‫وقللال )عليلله السلللم( كفللى بللالمرء غشللا‬
‫لنفسه أن يبصر من الناس ما يعمى عليلله مللن‬
‫أمر نفسه أو يعيب غيره بمللا ل يسللتطيع تركلله‬
‫أو يؤذي جليسه بما ل يعنيه‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( التواضلللع الرضلللا‬
‫بللالمجلس دون شللرفه وأن تسلللم علللى مللن‬
‫لقيت وأن تترك المراء وإن كنت محقا‬
‫وقال )عليه السلم( إن المؤمن أخ المللؤمن‬
‫‪391‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ل يشتمه ول يحرمه ول يسيء به الظن‬


‫وقال )عليه السلم( لبنه اصبر نفسك على‬
‫الحق فإنه من منع شيئا فللي حللق أعطللي فللي‬
‫باطل مثليه‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللن قسللم للله الخللرق‬
‫حجب عنه اليمان‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله يبغض الفاحش‬
‫المتفحش‬
‫وقال )عليلله السلللم( إن لللله عقوبللات فللي‬
‫القلوب والبدان ضنك في المعيشة ووهن في‬
‫العبادة وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة‬
‫القلب‬
‫وقال )عليلله السلللم( إذا كللان يللوم القيامللة‬
‫نللادى منللاد أيللن الصللابرون فيقللوم فئام مللن‬
‫الناس ثم ينادي منللاد أيللن المتصللبرون فيقللوم‬
‫فئام من الناس قلت جعلت فداك ما الصابرون‬
‫والمتصبرون فقللال )عليلله السلللم( الصللابرون‬
‫علللى أداء الفللرائض والمتصللبرون علللى تللرك‬
‫المحارم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( يقللول الللله ابللن آدم‬
‫‪392‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس‬


‫وقللال )عليلله السلللم( أفضللل العبللادة عفللة‬
‫البطن والفرج‬
‫وقال )عليه السلم( البشر الحسن وطلقللة‬
‫الوجه مكسبة للمحبة وقربة مللن الللله وعبللوس‬
‫الوجه وسوء البشللر مكسللبة للمقللت وبعللد مللن‬
‫الله‬
‫وقال )عليه السلم( ما تذرع إلي بذريعة ول‬
‫توسل بوسيلة هي أقرب له إلى ما يحب من يد‬
‫سالفة مني إليه أتبعتها أختها لتحسن حفظهللا‬
‫وريهللا لن منللع الواخللر يقطللع لسللان شللكر‬
‫الوائل وما سمحت لي نفسي برد بكر الحوائج‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( الحيلللاء واليملللان‬
‫مقرونللان فللي قللرن فللإذا ذهللب أحللدهما تبعلله‬
‫صاحبه‬
‫وقال )عليه السلم( إن هذه الدنيا تعاطاهللا‬
‫البر والفاجر وإن هذا الللدين ل يعطيلله الللله إل‬
‫أهل خاصته‬
‫وقال )عليه السلللم( اليمللان إقللرار وعمللل‬
‫والسلم إقرار بل عمل‬
‫‪393‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليلله السلللم( اليمللان مللا كللان فللي‬


‫القلللب والسلللم مللا عليلله التناكللح والتللوارث‬
‫وحقنللت بلله الللدماء واليمللان يشللرك السلللم‬
‫والسلم ل يشرك اليمان‬
‫وقال )عليه السلم( من علم باب هدى فللله‬
‫مثللل أجللر مللن عمللل بلله ول ينقللص أولئك مللن‬
‫أجورهم شيئا ومن علم بللاب ضلللل كللان عليلله‬
‫مثل أوزار مللن عمللل بلله ول ينقللص أولئك مللن‬
‫أوزارهم شيئا‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ليلللس ملللن أخلق‬
‫المؤمن الملق والحسد إل في طلب العلم‬
‫وقال )عليلله السلللم( للعللالم إذا سللئل عللن‬
‫شيء وهو ل يعلمه أن يقول الله أعلللم وليللس‬
‫لغير العالم أن يقول ذلك وفي خبر آخر يقللول‬
‫ل أدري لئل يوقع في قلب السائل شكا‬
‫وقال )عليلله السلللم( أول مللن شللق لسللانه‬
‫بالعربية إسماعيل بن إبراهيللم )عليلله السلللم(‬
‫وهو ابن ثلث عشللرة سللنة وكللان لسللانه علللى‬
‫لسان أبيه وأخيه فهو أول مللن نطللق بهللا وهللو‬
‫الذبيح‬
‫‪394‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليلله السلللم( أ ل أنللبئكم بشلليء إذا‬


‫فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم فقال‬
‫أبو حمللزة بلللى أخبرنللا بلله حللتى نفعللله فقللال‬
‫)عليلله السلللم( عليكللم بالصللدقة فبكللروا بهللا‬
‫فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شرة السلللطان‬
‫الظالم عنكم في يللومكم ذلللك وعليكللم بللالحب‬
‫في الله والتودد والموازرة على العمل الصالح‬
‫فإنه يقطع دابرهما يعني السلطان والشيطان‬
‫وألحوا في الستغفار فإنه ممحاة للذنوب‬
‫وقال )عليه السلم( إن هذا اللسللان مفتللاح‬
‫كل خير وشر فينبغللي للمللؤمن أن يختللم علللى‬
‫لسانه كما يختم على ذهبه وفضته فإن رسللول‬
‫الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( قللال رحللم الللله‬
‫مؤمنللا أمسللك لسللانه مللن كللل شللر فللإن ذلللك‬
‫صدقة منه على نفسه ثم قللال )عليلله السلللم(‬
‫ل يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللن الغيبللة أن تقللول‬
‫فللي أخيللك مللا سللتره الللله عليلله فأمللا المللر‬
‫الظاهر منلله مثللل الحللدة والعجلللة فل بللأس أن‬
‫تقوله وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس‬
‫‪395‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فيه‬
‫وقال )عليه السلم( إن أشللد النللاس حسللرة‬
‫يوم القيامللة عبللد وصللف عللدل ثللم خللالفه إلللى‬
‫غيره‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( عليكلللم بلللالورع‬
‫والجتهاد وصدق الحديث وأداء المانة إلى مللن‬
‫ائتمنكم عليها برا كان أو فللاجرا فلللو أن قاتللل‬
‫علي بللن أبللي طللالب )عليلله السلللم( ائتمننللي‬
‫على أمانة لديتها إليه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( صلللة الرحللام تزكللي‬
‫العمال وتنمي الموال وتدفع البلللوى وتيسللر‬
‫الحساب وتنسئ في الجل‬
‫وقال )عليه السلم( أيهللا النللاس إنكللم فللي‬
‫هللذه الللدار أغللراض تنتضللل فيكللم المنايللا لللن‬
‫يستقبل أحللد منكللم يومللا جديللدا مللن عمللره إل‬
‫بانقضاء آخللر مللن أجللله فأيللة أكلللة ليللس فيهللا‬
‫غصص أم أي شربة ليس فيها شرق استصلحوا‬
‫ما تقدمون عليه بما تظعنللون عنلله فللإن اليللوم‬
‫غنيمة وغدا ل تدري لمن هو أهللل الللدنيا سللفر‬
‫يحلون عقد رحالهم فللي غيرهللا قللد خلللت منللا‬
‫‪396‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعللد أصللله‬


‫أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم وأبعد آمال‬
‫أتاك يا ابللن آدم مللا ل تللرده وذهللب عنللك مللا ل‬
‫يعود فل تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لللك منلله‬
‫إل لللذة تزدلللف بللك إلللى حمامللك وتقربللك مللن‬
‫أجللللك فكأنلللك قلللد صلللرت الحلللبيب المفقلللود‬
‫والسواد المخترم فعليك بللذات نفسللك ودع مللا‬
‫سواها واستعن بالله يعنك‬
‫وقال )عليه السلم( من صنع مثللل مللا صللنع‬
‫إليه فقد كافأ ومللن أضللعف كللان شللكورا ومللن‬
‫شكر كان كريما ومن علم أنه ما صنع كان إلللى‬
‫نفسه لللم يسللتبطئ النللاس فللي شللكرهم ولللم‬
‫يستزدهم في مللودتهم فل تلتمللس مللن غيللرك‬
‫شكر ما آتيتلله إلللى نفسللك ووقيللت بلله عرضللك‬
‫واعلم أن طللالب الحاجللة لللم يكللرم وجهلله عللن‬
‫مسألتك فأكرم وجهك عن رده‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن الللله يتعهللد عبللده‬
‫المؤمن بالبلء كما يتعهد الغائب أهللله بالهديللة‬
‫ويحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الللله يعطللي الللدنيا‬
‫‪397‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من يحب ويبغض ول يعطي دينه إل من يحب‬


‫وقال )عليه السلم( إنما شيعه علللي )عليلله‬
‫السلم( المتباذلون في وليتنا المتحابون فللي‬
‫مودتنللا المللتزاورون لحيللاء أمرنللا الللذين إذا‬
‫غضبوا لم يظلموا وإذا رضوا لم يسللرفوا بركللة‬
‫على من جاوروا سلم لمن خالطوا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الكسللل يضللر بالللدين‬
‫والدنيا‬
‫وقال )عليه السلم( لو يعلم السائل ما فللي‬
‫المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلللم المسللئول‬
‫ما في المنع ما منع أحد أحدا‬
‫وقال )عليه السلللم( إن لللله عبللادا ميللامين‬
‫مياسير يعيشون ويعيللش النللاس فللي أكنللافهم‬
‫وهم في عباده مثل القطر ولله عبللاد ملعيللن‬
‫مناكيلللد ل يعيشلللون ول يعيلللش النلللاس فلللي‬
‫أكنافهم وهم في عباده مثل الجللراد ل يقعللون‬
‫على شيء إل أتوا عليه‬
‫وقال )عليه السلم( قولوا للناس أحسن مللا‬
‫تحبون أن يقللال لكللم فللإن الللله يبغللض اللعللان‬
‫السلللباب الطعلللان عللللى الملللؤمنين الفلللاحش‬
‫‪398‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المتفحلللش السلللائل الملحلللف ويحلللب الحيلللي‬


‫الحليم العفيف المتعفف‬
‫وقال )عليلله السلللم( إن الللله يحللب إفشللاء‬
‫السلم‪.‬‬

‫وروي عللن المللام الصللادق أبللي عبللد الللله‬


‫جعفر بللن محمللد )صلللى الللله عليلله وآللله( فللي‬
‫طوال هذه المعاني‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫وصيته )عليه السلم( لعبد الله بن جندب‬
‫روي أنه )عليه السلم( قال يا عبد الله لقللد‬
‫نصب إبليس حبائله في دار الغرور فمللا يقصللد‬
‫فيها إل أولياءنا ولقد جلت الخرة في أعينهللم‬
‫حتى ما يريللدون بهللا بللدل ثللم قللال آه آه علللى‬
‫قلوب حشيت نللورا وإنمللا كللانت الللدنيا عنللدهم‬
‫بمنزلة الشجاع الرقللم والعللدو العجللم أنسللوا‬
‫بالله واستوحشوا ممللا بلله اسللتأنس المللترفون‬
‫أولئك أوليللائي حقللا وبهللم تكشللف كللل فتنللة‬
‫وترفع كللل بليللة يللا ابللن جنللدب حللق علللى كللل‬
‫مسلللم يعرفنللا أن يعللرض عمللله فللي كللل يللوم‬
‫‪399‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وليلة على نفسه فيكللون محاسللب نفسلله فللإن‬


‫رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سيئة استغفر‬
‫منها لئل يخللزى يللوم القيامللة طللوبى لعبللد لللم‬
‫يغبط الخاطئين على ما أوتوا مللن نعيللم الللدنيا‬
‫وزهرتها طوبى لعبد طلب الخللرة وسللعى لهللا‬
‫طوبى لمن لم تلهلله المللاني الكاذبللة ثللم قللال‬
‫)عليه السلللم( رحللم الللله قومللا كللانوا سللراجا‬
‫ومنللارا كللانوا دعللاة إلينللا بأعمللالهم ومجهللود‬
‫طاقتهم ليس كمن يذيع أسرارنا يا ابللن جنللدب‬
‫إنما المؤمنون الذين يخللافون الللله ويشللفقون‬
‫أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى فإذا ذكروا الله‬
‫ونعماءه وجلوا وأشفقوا وإذا تليت عليهم آياته‬
‫زادتهللم إيمانللا ممللا أظهللره مللن نفللاذ قللدرته‬
‫وعلى ربهم يتوكلون يا ابن جندب قللديما عمللر‬
‫الجهل وقوي أساسه وذلك لتخاذهم ديللن الللله‬
‫لعبا حتى لقللد كللان المتقللرب منهللم إلللى الللله‬
‫بعلمه يريد سواه أولئك هللم الظللالمون يللا ابللن‬
‫جنللدب لللو أن شلليعتنا اسللتقاموا لصللافحتهم‬
‫الملئكللة ولظلهللم الغمللام ولشللرقوا نهللارا‬
‫ولكلوا من فللوقهم ومللن تحللت أرجلهللم ولمللا‬
‫‪400‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫سألوا الله شلليئا إل أعطللاهم يللا ابللن جنللدب ل‬


‫تقل في المللذنبين مللن أهللل دعللوتكم إل خيللرا‬
‫واستكينوا إلى الله في توفيقهم وسلوا التوبة‬
‫لهم فكل من قصدنا ووالنللا ولللم يللوال عللدونا‬
‫وقال مللا يعلللم وسللكت عمللا ل يعلللم أو أشللكل‬
‫عليه فهو في الجنة يا ابن جندب يهلك المتكللل‬
‫علللى عمللله ول ينجللو المجللترئ علللى الللذنوب‬
‫الواثق برحمة الله قلت فمن ينجو قللال الللذين‬
‫هللم بيللن الرجللاء والخللوف كللأن قلللوبهم فللي‬
‫مخلللب طللائر شللوقا إلللى الثللواب وخوفللا مللن‬
‫العذاب يا ابن جندب مللن سللره أن يزوجلله الللله‬
‫الحور العين ويتوجه بالنور فليدخل علللى أخيلله‬
‫المؤمن السرور يا ابن جندب أقل النوم بالليل‬
‫والكلم بالنهللار فمللا فللي الجسللد شلليء أقللل‬
‫شللكرا مللن العيللن واللسللان فللإن أم سللليمان‬
‫قللالت لسللليمان )عليلله السلللم( يللا بنللي إيللاك‬
‫والنللوم فللإنه يفقللرك يللوم يحتللاج النللاس إلللى‬
‫أعمللالهم يللا ابللن جنللدب إن للشلليطان مصللائد‬
‫يصطاد بها فتحاموا شللباكه ومصللائده قلللت يللا‬
‫ابن رسول الله وما هي قال أما مصائده فصللد‬
‫‪401‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عن بر الخللوان وأمللا شللباكه فنللوم عللن قضللاء‬


‫الصلوات التي فرضها الله أما إنه ما يعبد الللله‬
‫بمثل نقل القدام إلللى بللر الخللوان وزيللارتهم‬
‫ويللل للسللاهين عللن الصلللوات النللائمين فللي‬
‫الخلوات المستهزءين بالله وآياته في الفترات‬
‫أولئك اللللذين ل خلق لهلللم فلللي الخلللرة ول‬
‫يكلمهللم الللله يللوم القيامللة ول يزكيهللم ولهللم‬
‫عذاب أليللم يللا ابللن جنللدب مللن أصللبح مهمومللا‬
‫لسللوى فكللاك رقبتلله فقللد هللون عليلله الجليللل‬
‫ورغب‬
‫من ربه في الربللح الحقيللر ومللن غللش أخللاه‬
‫وحقره وناوأه جعل الله النار مأواه ومن حسللد‬
‫مؤمنا انماث اليمان في قلبه كما ينماث الملح‬
‫في الماء يا ابن جندب الماشي في حاجة أخيه‬
‫كالساعي بين الصفا والمللروة وقاضللي حللاجته‬
‫كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحللد‬
‫وما عذب الله أمة إل عنللد اسللتهانتهم بحقللوق‬
‫فقراء إخوانهم يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا‬
‫وقل لهللم ل تللذهبن بكللم المللذاهب فللو الللله ل‬
‫تنللال وليتنللا إل بللالورع والجتهللاد فللي الللدنيا‬
‫‪402‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومواساة الخوان في الله وليللس مللن شلليعتنا‬


‫مللن يظلللم النللاس يللا ابللن جنللدب إنمللا شلليعتنا‬
‫يعرفون بخصال شتى بالسخاء والبذل للخوان‬
‫وبللأن يصلللوا الخمسللين ليل ونهللارا شلليعتنا ل‬
‫يهرون هرير الكلب ول يطمعون طمللع الغللراب‬
‫ول يجاورون لنا عللدوا ول يسللألون لنللا مبغضللا‬
‫ولو مللاتوا جوعللا شلليعتنا ل يللأكلون الجللري ول‬
‫يمسحون على الخفين ويحافظون على الزوال‬
‫ول يشربون مسللكرا قلللت جعلللت فللداك فللأين‬
‫أطلبهم قال )عليه السلم( على رءوس الجبال‬
‫وأطراف المدن وإذا دخلت مدينة فسل عمن ل‬
‫يجاورهم ول يجاورونه فللذلك مللؤمن كمللا قللال‬
‫الله وجاءَ م ن أ َ‬
‫سعى والللله‬ ‫ج ٌ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫ة َر ُ‬
‫دين َ ِ‬ ‫صا ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ِ ْ‬
‫لقد كان حبيب النجار وحده يللا ابللن جنللدب كللل‬
‫الذنوب مغفورة سوى عقوق أهل دعوتك وكللل‬
‫البر مقبول إل ما كان رئاء يا ابن جندب أحبللب‬
‫في الله واستمسك بللالعروة الللوثقى واعتصللم‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫ن آ َ‬ ‫بالهدى يقبل عملك فإن الله يقول إ ِّلل َ‬
‫م ْ‬
‫ه َتللدى فل يقبللل إل اليمللان‬ ‫ل صاِلحا ً ث ُ ّ‬
‫م ا ْ‬ ‫م َ‬
‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫ول إيملللان إل بعملللل ول عملللل إل بيقيلللن ول‬
‫‪403‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يقين إل بالخشوع وملكهللا كلهللا الهللدى فمللن‬


‫اهتدى يقبل عمله وصعد إلللى الملكللوت متقبل‬
‫والله يهدي من يشاء إلللى صللراط مسللتقيم يللا‬
‫ابن جندب إن أحببت أن تجاور الجليل في داره‬
‫وتسللكن الفللردوس فللي جللواره فلتهللن عليللك‬
‫الدنيا واجعل الموت نصب عينك ول تدخر شيئا‬
‫لغد واعلم أن لك ما قدمت وعليك ما أخللرت يللا‬
‫ابن جندب من حرم نفسلله كسللبه فإنمللا يجمللع‬
‫لغيره ومن أطاع هواه فقد أطاع عدوه من يثق‬
‫بللالله يكفلله مللا أهملله مللن أمللر دنيللاه وآخرتلله‬
‫ويحفظ له ما غاب عنه وقد عجللز مللن لللم يعللد‬
‫لكل بلء صبرا ولكللل نعمللة شللكرا ولكللل عسللر‬
‫يسرا صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مللال‬
‫أو رزية فإنما يقبض عاريته ويأخللذ هبتلله ليبلللو‬
‫فيهما صبرك وشكرك وارج الله رجاء ل يجريك‬
‫على معصيته وخفه خوفا ل يؤيسك من رحمتلله‬
‫ول تغتر بقول الجاهل ول بمدحه فتكبر وتجللبر‬
‫وتعجللب بعملللك فللإن أفضللل العمللل العبللادة‬
‫والتواضع فل تضيع مالك وتصلح مال غيرك مللا‬
‫خلفته وراء ظهرك واقنع بمللا قسللمه الللله لللك‬
‫‪404‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ول تنظر إل إلى ما عنللدك ول تتمللن مللا لسللت‬


‫تناله فإن من قنع شبع ومن لم يقنع لم يشللبع‬
‫وخذ حظك من آخرتك ول تكن بطرا في الغنللى‬
‫ول جزعا في الفقر ول تكن فظا غليظللا يكللره‬
‫الناس قربك ول تكن واهنا يحقرك مللن عرفللك‬
‫ول تشار من فوقك ول تسللخر بمللن هللو دونللك‬
‫ول تنازع المر أهله ول تطع السفهاء ول تكللن‬
‫مهينا تحت كل أحد ول تتكلن علللى كفايللة أحللد‬
‫وقللف عنللد كللل أمللر حللتى تعللرف مللدخله مللن‬
‫مخرجه قبل أن تقع فيلله فتنللدم واجعللل قلبللك‬
‫قريبا تشاركه واجعل عملك والدا تتبعه واجعللل‬
‫نفسك عدوا تجاهده وعارية تردها‬
‫فإنك قد جعلت طللبيب نفسللك وعرفللت آيللة‬
‫الصللحة وبيللن لللك الللداء ودللللت علللى الللدواء‬
‫فانظر قيامك على نفسك وإن كانت لك يد عند‬
‫إنسللان فل تفسللدها بكللثرة المللن والللذكر لهللا‬
‫ولكن أتبعها بأفضل منها فللإن ذلللك أجمللل بللك‬
‫في أخلقك وأوجب للثواب في آخرتللك وعليللك‬
‫بالصمت تعد حليمللا جللاهل كنللت أو عالمللا فللإن‬
‫الصمت زيللن لللك عنللد العلمللاء وسللتر لللك عنللد‬
‫‪405‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجهللال يللا ابللن جنللدب إن عيسللى ابللن مريللم‬


‫)عليلله السلللم( قللال لصللحابه أ رأيتللم لللو أن‬
‫أحدكم مر بللأخيه فللرأى ثللوبه قللد انكشللف عللن‬
‫بعض عللورته أ كللان كاشللفا عنهللا كلهللا أم يللرد‬
‫عليها ما انكشف منها قالوا بل نرد عليها قللال‬
‫كل بل تكشفون عنهللا كلهللا فعرفللوا أنلله مثللل‬
‫ضربه لهم فقيل يا روح الله وكيللف ذلللك قللال‬
‫الرجل منكم يطلللع علللى العللورة مللن أخيلله فل‬
‫يسللترها بحللق أقللول لكللم إنكللم ل تصلليبون مللا‬
‫تريللدون إل بللترك مللا تشللتهون ول تنللالون مللا‬
‫تللأملون إل بالصللبر علللى مللا تكرهللون إيللاكم‬
‫والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى‬
‫بها لصاحبها فتنة طوبى لمن جعل بصللره فللي‬
‫قلبه ولم يجعل بصره في عينه ل تنظللروا فللي‬
‫عيوب النللاس كالربللاب وانظللروا فللي عيللوبكم‬
‫كهيئة العبيد إنما الناس رجلن مبتلى ومعافى‬
‫فارحموا المبتلى واحمدوا الله على العافية يللا‬
‫ابن جندب صل مللن قطعللك وأعللط مللن حرمللك‬
‫وأحسن إلى مللن أسللاء إليللك وسلللم علللى مللن‬
‫سبك وأنصف من خاصمك واعللف عمللن ظلمللك‬
‫‪406‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كما أنك تحب أن يعفى عنك فاعتبر بعفللو الللله‬


‫عنك أ ل ترى أن شمسه أشللرقت علللى البللرار‬
‫والفجللار وأن مطللره ينللزل علللى الصللالحين‬
‫والخاطئين يا ابن جندب ل تتصللدق علللى أعيللن‬
‫النللاس ليزكللوك فإنللك إن فعلللت ذلللك فقللد‬
‫استوفيت أجرك ولكللن إذا أعطيللت بيمينللك فل‬
‫تطلع عليها شمالك فإن الذي تتصللدق للله سللرا‬
‫يجزيك علنية على رءوس الشللهاد فللي اليللوم‬
‫الذي ل يضرك أن ل يطلع الناس على صللدقتك‬
‫واخفض الصوت إن ربك الذي يعلم مللا تسللرون‬
‫وما تعلنون قد علم ما تريدون قبل أن تسللألوه‬
‫وإذا صمت فل تغتب أحللدا ول تلبسللوا صلليامكم‬
‫بظلم ول تكن كالذي يصوم رئاء النللاس مغللبرة‬
‫وجوههم شعثة رءوسهم يابسة أفللواههم لكللي‬
‫يعلم الناس أنهم صيامى يللا ابللن جنللدب الخيللر‬
‫كللله أمامللك وإن الشللر كللله أمامللك ولللن تللرى‬
‫الخير والشر إل بعد الخرة لن الللله جللل وعللز‬
‫جعل الخير كله في الجنة والشر كله في النللار‬
‫لنهما الباقيان والواجب على من وهب الله له‬
‫الهدى وأكرمه باليمللان وألهملله رشللده وركللب‬
‫‪407‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فيه عقل يتعللرف بلله نعملله وآتللاه علمللا وحكمللا‬


‫يدبر به أمر دينه ودنياه أن يللوجب علللى نفسلله‬
‫أن يشللكر الللله ول يكفللره وأن يللذكر الللله ول‬
‫ينساه وأن يطيع الله ول يعصلليه للقللديم الللذي‬
‫تفرد له بحسن النظر وللحديث الذي أنعم عليه‬
‫بعللد إذ أنشللأه مخلوقللا وللجزيللل الللذي وعللده‬
‫والفضللل الللذي لللم يكلفلله مللن طللاعته فللوق‬
‫طللاقته ومللا يعجللز عللن القيللام بلله وضللمن للله‬
‫العون على تيسير ما حمله من ذلك وندبه إلللى‬
‫الستعانة على قليل ما كلفه وهو معرض عملللا‬
‫أمره وعاجز عنه قد لبس ثوب السللتهانة فيمللا‬
‫بينه وبين ربه متقلدا لهواه ماضيا في شهواته‬
‫مؤثرا لدنياه على آخرته وهو فللي ذلللك يتمنللى‬
‫جنان الفردوس وما ينبغللي لحللد أن يطمللع أن‬
‫ينزل بعمل الفجللار منللازل البللرار أمللا إنلله لللو‬
‫وقعت الواقعة وقامت القيامة وجاءت الطامللة‬
‫ونصب الجبللار المللوازين لفصللل القضللاء وبللرز‬
‫الخلئق ليللوم الحسللاب أيقنللت عنللد ذلللك لمللن‬
‫تكللون الرفعللة والكرامللة وبمللن تحللل الحسللرة‬
‫والندامة فاعمل اليوم في الدنيا بمللا ترجللو بلله‬
‫‪408‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الفوز في الخرة يا ابن جنللدب قللال الللله جللل‬


‫وعز في بعض ما أوحى إنما أقبل الصلة ممللن‬
‫يتواضع لعظمتي ويكللف نفسلله عللن الشللهوات‬
‫من أجلي ويقطع نهاره بذكري ول يتعظم على‬
‫خلقي ويطعللم الجللائع ويكسللو العللاري ويرحللم‬
‫المصاب ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل‬
‫الشللمس أجعللل للله فللي الظلمللة نللورا وفللي‬
‫الجهالة حلما أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملئكتي‬
‫يدعوني فألبيه ويسللألني فللأعطيه فمثللل ذلللك‬
‫العبللد عنللدي كمثللل جنللات الفللردوس ل يسللبق‬
‫أثمارها ول تتغير عن حالها‬
‫يا ابن جندب السلم عريان فلباسلله الحيللاء‬
‫وزينته الوقار ومروءته العمل الصللالح وعمللاده‬
‫الورع ولكل شيء أساس وأساس السلم حبنا‬
‫أهل البيت يا ابن جندب إن لللله تبللارك وتعللالى‬
‫سورا من نور محفوفا بالزبرجد والحرير منجدا‬
‫بالسللندس والللديباج يضللرب هللذا السللور بيللن‬
‫أوليائنا وبين أعدائنا فإذا غلللى الللدماغ وبلغللت‬
‫القلللوب الحنللاجر ونضللجت الكبللاد مللن طللول‬
‫الموقللف أدخللل فللي هللذا السللور أوليللاء الللله‬
‫‪409‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فكللانوا فللي أمللن الللله وحللرزه لهللم فيهللا مللا‬


‫تشتهي النفس وتلللذ العيللن وأعللداء الللله قللد‬
‫ألجمهم العرق وقطعهم الفرق وهللم ينظللرون‬
‫إلى ما أعد الله لهللم فيقولللون مللا لنللا ل نللرى‬
‫رجللال كنللا نعللدهم مللن الشللرار فينظللر إليهللم‬
‫أولياء الللله فيضللحكون منهللم فللذلك قللوله عللز‬
‫م اْل َْبصاُر‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫زا‬ ‫م‬ ‫خ ر يا أ َ‬‫ْ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ذنا‬‫ْ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫وجل أ َ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ر‬ ‫ن ا ل ْك ُ ّ‬
‫فلللا ِ‬ ‫مللل َ‬ ‫م ُنلللوا ِ‬
‫ن آ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م اّلللل ِ‬ ‫فلللال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫وقلللوله َ‬
‫ن فل يبقى أحللد‬ ‫ع َلى اْل َرائ ِ ِ‬
‫ك ي َن ْظُ ُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬
‫كو َ‬ ‫ض َ‬
‫يَ ْ‬
‫ممن أعان مؤمنا من أوليائنللا بكلمللة إل أدخللله‬
‫الله الجنة بغير حساب‪.‬‬
‫وصيته )عليه السلم( لبي جعفر محمللد بللن‬
‫النعمان الحول‬
‫قللال أبللو جعفللر قللال لللي الصللادق )عليلله‬
‫السلللم( إن الللله جللل وعللز عيللر أقوامللا فللي‬
‫القرآن بالذاعة فقلت له جعلت فداك أين قال‬
‫و‬ ‫ه م أ َمللر مللن اْل َمللن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٌ ِ‬ ‫قللال قللوله وِإذا جللاءَ ُ ْ‬
‫ه ثم قللال المللذيع علينللا سللرنا‬ ‫ف َأذا ُ‬
‫عوا ب ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خ ْ‬
‫كالشللاهر بسلليفه علينللا رحللم الللله عبللدا سللمع‬
‫بمكنون علمنا فللدفنه تحللت قللدميه والللله إنللي‬
‫‪410‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لعلم بشراركم من البيطار بالللدواب شللراركم‬


‫الللذين ل يقللرءون القللرآن إل هجللرا ول يللأتون‬
‫الصلة إل دبرا ول يحفظون ألسنتهم اعلللم أن‬
‫الحسللن بللن علللي )عليلله السلللم( لمللا طعللن‬
‫واختلللف النللاس عليلله سلللم المللر لمعاويللة‬
‫فسلمت عليلله الشلليعة عليللك السلللم يللا مللذل‬
‫المؤمنين فقللال )عليلله السلللم( مللا أنللا بمللذل‬
‫المؤمنين ولكني معز المؤمنين إني لما رأيتكم‬
‫ليس بكم عليهم قوة سلللمت المللر لبقللى أنللا‬
‫وأنتم بين أظهرهم كما عللاب العللالم السللفينة‬
‫لتبقى لصحابها وكللذلك نفسللي وأنتللم لنبقللى‬
‫بينهم يا ابن النعمان إني لحدث الرجللل منكللم‬
‫بحديث فيتحدث به عنللي فأسللتحل بللذلك لعنتلله‬
‫والبراءة منه فللإن أبللي كللان يقللول وأي شلليء‬
‫أقر للعين من التقيللة إن التقيللة جنللة المللؤمن‬
‫ولو ل التقية ما عبد الله وقال الله عز وجل ل‬
‫ف رين أ َ‬
‫ن‬
‫ِ‬ ‫دو‬‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ملل‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫ليللا‬‫ِ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ن ا ْلكللا ِ ِ َ‬ ‫م ُنللو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ذ ال ْ ُ‬
‫خلل ِ‬ ‫ي َت ّ ِ‬
‫فللي‬
‫ه ِ‬‫ن الل ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫س ِ‬‫ف ل َي ْ َ‬ ‫ل ذل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن و َ‬ ‫م ِني َ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫م ُتقاةً يا ابللن النعمللان‬ ‫ه ْ‬‫منْ ُ‬
‫قوا ِ‬ ‫ن ت َت ّ ُ‬‫ء إ ِّلل أ ْ‬ ‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫إياك والمراء فإنه يحبط عملك وإيللاك والجللدال‬
‫‪411‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فللإنه يوبقللك وإيللاك وكللثرة الخصللومات فإنهللا‬


‫تبعدك من الله ثم قال إن من كان قبلكم كانوا‬
‫يتعلمللون الصللمت وأنتللم تتعلمللون الكلم كللان‬
‫أحدهما إذا أراد التعبد يتعلم الصمت قبللل ذلللك‬
‫بعشر سنين فإن كان يحسنه ويصبر عليه تعبللد‬
‫وإل قال ما أنا لمللا أروم بأهللل إنمللا ينجللو مللن‬
‫أطال الصللمت عللن الفحشللاء وصللبر فللي دولللة‬
‫الباطللل علللى الذى أولئك النجبللاء الصللفياء‬
‫الولياء حقا وهللم المؤمنللون إن أبغضللكم إلللي‬
‫المتراسلللون المشلللاءون بالنملللائم الحسلللدة‬
‫لخوانهم ليسوا مني ول أنا منهم إنما أوليائي‬
‫الذين سلموا لمرنا واتبعوا آثارنللا واقتللدوا بنللا‬
‫في كل أمورنا ثم قللال والللله لللو قللدم أحللدكم‬
‫ملء الرض ذهبا على الله ثم حسد مؤمنا لكان‬
‫ذلللك الللذهب ممللا يكللوى بلله فللي النللار يللا ابللن‬
‫النعمان إن المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هللو‬
‫أعظم وزرا بل هو أعظللم وزرا بللل هللو أعظللم‬
‫وزرا يا ابن النعمان إنلله مللن روى علينللا حللديثا‬
‫فهو ممن قتلنا عمدا ولللم يقتلنللا خطللأ يللا ابللن‬
‫النعمان إذا كانت دولة الظلم فامش واسللتقبل‬
‫‪412‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من تتقيه بالتحية فإن المتعللرض للدولللة قاتللل‬


‫نفسللله وموبقهلللا إن اللللله يقلللول ول ت ُل ْ ُ‬
‫قلللوا‬
‫َ‬
‫ة يا ابللن النعمللان إنللا أهللل‬ ‫ه ل ُك َ ِ‬
‫م إ َِلى الت ّ ْ‬
‫ديك ُ ْ‬
‫ب ِأ ي ْ ِ‬
‫بيت ل يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منللا‬
‫ول من أهل ديننا فإذا رفعه ونظر إليلله النللاس‬
‫أمره الشيطان فيكذب علينا وكلما ذهللب واحللد‬
‫جاء آخللر يللا ابللن النعمللان مللن سللئل عللن علللم‬
‫فقال ل أدري فقد ناصف العلم والمؤمن يحقد‬
‫ما دام في مجلسه فإذا قام ذهب عنه الحقد يا‬
‫ابن النعمان إن العالم ل يقدر أن يخللبرك بكللل‬
‫ما يعلم لنه سر الله الذي أسللره إلللى جبرئيللل‬
‫)عليه السلم( وأسره جبرئيللل )عليلله السلللم(‬
‫إلى محمد )صلى الله عليه وآله( وأسره محمللد‬
‫)صلى الله عليه وآله( إلى علي )عليه السلللم(‬
‫وأسره علي )عليه السلم( إلى الحسللن )عليلله‬
‫السلللم( وأسللره الحسللن )عليلله السلللم( إلللى‬
‫الحسين )عليه السلم( وأسره الحسللين )عليلله‬
‫السلم( إلى علي )عليه السلم( وأسللره علللي‬
‫)عليلله السلللم( إلللى محمللد )عليلله السلللم(‬
‫وأسره محمد )عليه السلم( إلى من أسللره فل‬
‫‪413‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تعجلوا فو الله لقد قرب هذا المر ثلث مللرات‬


‫فللأذعتموه فللأخره الللله والللله مللا لكللم سللر إل‬
‫وعدوكم أعلم به منكم يا ابن النعمان أبق على‬
‫نفسك فقد عصيتني ل تذع سري فإن المغيللرة‬
‫بن سللعيد كللذب علللى أبللي وأذاع سللره فللأذاقه‬
‫الللله حللر الحديللد وإن أبللا الخطللاب كللذب علللي‬
‫وأذاع سري فأذاقه الله حللر الحديللد ومللن كتللم‬
‫أمرنا زينه الله به في الللدنيا والخللرة وأعطللاه‬
‫حظه ووقاه حر الحديد وضيق المحابس إن بني‬
‫إسرائيل قحطوا حتى هلكت المواشي والنسل‬
‫فدعا الللله موسللى بللن عمللران )عليلله السلللم(‬
‫فقللال يللا موسللى إنهللم أظهللروا الزنللا والربللا‬
‫وعمروا الكنائس وأضاعوا الزكللاة فقللال إلهللي‬
‫تحنن برحمتك عليهم فإنهم‬
‫ل يعقلون فأوحى الله إليه أني مرسل قطر‬
‫السماء ومختللبرهم بعللد أربعيللن يومللا فللأذاعوا‬
‫ذلك وأفشوه فحبس عنهم القطر أربعين سللنة‬
‫وأنتم قد قرب أمركم فأذعتموه في مجالسللكم‬
‫يا أبا جعفر ما لكللم وللنللاس كفللوا عللن النللاس‬
‫ول تدعوا أحدا إلى هللذا المللر فللو الللله لللو أن‬
‫‪414‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أهلللل السلللماوات والرض اجتمعلللوا عللللى أن‬


‫يضلوا عبللدا يريللد الللله هللداه مللا اسللتطاعوا أن‬
‫يضلوه كفوا عن النللاس ول يقللل أحللدكم أخللي‬
‫وعمي وجاري فإن الله جللل وعللز إذا أراد بعبللد‬
‫خيرا طيب روحلله فل يسللمع معروفللا إل عرفلله‬
‫ول منكللرا إل أنكللره ثللم قللذف الللله فللي قلبلله‬
‫كلمة يجمع بها أمره يللا ابللن النعمللان إن أردت‬
‫أن يصفو لك ود أخيك فل تمازحنه ول تمللارينه‬
‫ول تباهينه ول تشللارنه ول تطلللع صللديقك مللن‬
‫سللرك إل علللى مللا لللو اطلللع عليلله عللدوك لللم‬
‫يضرك فإن الصديق قد يكون عدوك يوما يا ابن‬
‫النعمان ل يكون العبد مؤمنللا حللتى يكللون فيلله‬
‫ثلث سللنن سللنة مللن الللله وسللنة مللن رسللوله‬
‫وسنة من المام فأما السنة من الله جللل وعللز‬
‫فهو أن يكون كتومللا للسللرار يقللول الللله جللل‬
‫حللدا ً‬ ‫غ ي بلل َ‬ ‫ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫علللى َ ْ ِ ِ‬
‫ه أ َ‬ ‫هللُر َ‬ ‫ب َ‬
‫فل ي ُظ ِ‬ ‫غيْ ِ‬ ‫ذكره عال ِ ُ‬
‫وأما الللتي مللن رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( فهو أن يداري الناس ويعاملهم بللالخلق‬
‫الحنيفيللة وأمللا الللتي مللن المللام فالصللبر فللي‬
‫البأساء والضراء حتى يأتيه الله بالفرج يللا ابللن‬
‫‪415‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫النعمان ليست البلغة بحدة اللسللان ول بكللثرة‬


‫الهذيان ولكنها إصابة المعنى وقصد الحجة‬
‫يا ابن النعمان من قعد إلى ساب أولياء الله‬
‫فقد عصى الله ومن كظم غيظللا فينللا ل يقللدر‬
‫على إمضائه كان معنا في السنام العلى ومن‬
‫استفتح نهاره بإذاعة سرنا سلط الله عليه حللر‬
‫الحديللد وضلليق المحللابس يللا ابللن النعمللان ل‬
‫تطلب العلم لثلث لترائي به ول لتباهي به ول‬
‫لتملللاري ول تلللدعه لثلث رغبلللة فلللي الجهلللل‬
‫وزهادة في العلم واستحياء من الناس والعلللم‬
‫المصون كالسراج المطبق عليه يا ابن النعمان‬
‫إن الله جل وعللز إذا أراد بعبللد خيللرا نكللت فللي‬
‫قلبه نكتة بيضاء فجال القلب يطلللب الحللق ثللم‬
‫هو إلى أمركم أسرع من الطيللر إلللى وكللره يللا‬
‫ابن النعمان إن حبنا أهل البيت ينزله الللله مللن‬
‫السماء من خزائن تحت العرش كخزائن الذهب‬
‫والفضة ول ينزله إل بقللدر ول يعطيلله إل خيللر‬
‫الخلق وإن له غمامة كغمامة القطللر فللإذا أراد‬
‫الله أن يخص به من أحب مللن خلقلله أذن لتلللك‬
‫الغمامة فتهطلت كما تهطلت السحاب فتصيب‬
‫‪416‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجنين في بطن أمه‪.‬‬


‫رسالته )عليلله السلللم( إلللى جماعللة شلليعته‬
‫وأصحابه‪.‬‬
‫أما بعد فسلوا ربكم العافية وعليكم بالدعللة‬
‫والوقار والسللكينة والحيللاء والتنللزه عمللا تنللزه‬
‫عنلله الصللالحون منكللم وعليكللم بمجاملللة أهللل‬
‫الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم‬
‫دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتللم جالسللتموهم‬
‫وخللالطتموهم ونللازعتموهم الكلم فللإنه ل بللد‬
‫لكللم مللن مجالسللتهم ومخللالطتهم ومنللازعتهم‬
‫بالتقية التي أمركم الله بها فإذا ابتليتللم بللذلك‬
‫منهم فإنهم سيؤذونكم ويعرفون في وجوهكم‬
‫المنكر ولللو ل أن الللله يللدفعهم عنكللم لسللطوا‬
‫بكم وما في صللدورهم مللن العللداوة والبغضللاء‬
‫أكللثر ممللا يبللدون لكللم مجالسللكم ومجالسللهم‬
‫واحدة وإن العبد إذا كان الله خلقه في الصللل‬
‫أصللل الخلللق مؤمنللا لللم يمللت حللتى يكللره إليلله‬
‫الشر ويباعده منلله ومللن كللره الللله إليلله الشللر‬
‫وباعللده منلله عافللاه الللله مللن الكللبر أن يللدخله‬
‫والجبرية فلنت عريكتلله وحسللن خلقلله وطلللق‬
‫‪417‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وجهلله وصللار عليلله وقللار السلللم وسللكينته‬


‫وتخشلللعه وورع علللن محلللارم اللللله واجتنلللب‬
‫مساخطه ورزقه الله مودة النللاس ومجللاملتهم‬
‫وترك مقاطعللة النللاس والخصللومات ولللم يكللن‬
‫منها ول من أهلها في شيء وإن العبد إذا كان‬
‫الله خلقه فللي الصللل أصللل الخلللق كللافرا لللم‬
‫يمت حتى يحبب إليلله الشللر ويقربلله منلله فللإذا‬
‫حبللب إليلله الشللر وقربلله منلله ابتلللي بللالكبر‬
‫والجبرية فقسا قلبه وساء خلقه وغلللظ وجهلله‬
‫وظهر فحشه وقل حيللاؤه وكشللف الللله سللتره‬
‫وركب المحارم فلم ينزع عنها وركللب معاصللي‬
‫الله وأبغض طاعته وأهلها فبعللد مللا بيللن حللال‬
‫المؤمن والكافر فسلوا الله العافية واطلبوهللا‬
‫إليلله ول حللول ول قللوة إل بللالله أكللثروا مللن‬
‫الدعاء فإن الله يحب من عبللاده الللذين يللدعونه‬
‫وقللد وعللد عبللاده المللؤمنين السللتجابة والللله‬
‫مصير دعللاء المللؤمنين يللوم القيامللة لهللم عمل‬
‫يزيللدهم بلله فللي الجنللة وأكللثروا ذكللر الللله مللا‬
‫اسللتطعتم فللي كللل سللاعة مللن سللاعات الليللل‬
‫والنهار فإن الله أمر بكثرة الذكر له والله ذاكر‬
‫‪418‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من ذكره من المؤمنين إن الله لللم يللذكره أحللد‬


‫مللن عبللاده المللؤمنين إل ذكللره بخيللر وعليكللم‬
‫بالمحافظة علللى الصلللوات والصلللة الوسللطى‬
‫وقوموا لله قانتين كما أمر الللله بلله المللؤمنين‬
‫في كتابه من قبلكللم وعليكللم بحللب المسللاكين‬
‫المسلمين فإن من حقرهم وتكبر عليهللم فقللد‬
‫زل عن دين الله والله له حاقر ماقت وقد قال‬
‫أبونا رسول الله )صلى الله عليه وآله( أمرنللي‬
‫ربي بحب المساكين المسلمين منهم واعلمللوا‬
‫أن مللن حقللر أحللدا مللن المسلللمين ألقللى الللله‬
‫عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته النللاس‬
‫أشد مقتا فاتقوا الله في إخللوانكم المسلللمين‬
‫المسللاكين فللإن لهللم عليكللم حقللا أن تحبللوهم‬
‫فإن الله أمر نبيه )صلى الله عليه وآله( بحبهم‬
‫فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله‬
‫ورسوله ومن عصى الله ورسللوله ومللات علللى‬
‫ذلللك مللات وهللو مللن الغللاوين إيللاكم والعظمللة‬
‫والكللبر فللإن الكللبر رداء الللله فمللن نللازع الللله‬
‫رداءه قصمه الله وأذله يللوم القيامللة إيللاكم أن‬
‫يبغللي بعضللكم علللى بعللض فإنهللا ليسللت مللن‬
‫‪419‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خصال الصالحين فإنه من بغى صللير الللله بغيلله‬


‫على نفسه وصارت نصرة الله لمللن بغللي عليلله‬
‫ومن نصره الله غلب وأصللاب الظفللر مللن الللله‬
‫إياكم أن يحسد بعضكم بعضا فإن الكفللر أصللله‬
‫الحسللد إيللاكم أن تعينللوا علللى مسلللم مظلللوم‬
‫يدعو الله عليكم ويستجاب له فيكللم فللإن أبانللا‬
‫رسول الله )صلللى الللله عليلله وآللله( يقللول إن‬
‫دعللوة المسلللم المظلللوم مسللتجابة إيللاكم أن‬
‫تشره نفوسكم إلى شيء مما حرم الله عليكللم‬
‫فإنه من انتهك ما حللرم الللله عليلله هاهنللا فللي‬
‫الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها‬
‫وكرامتهللا القائمللة الدائمللة لهللل الجنللة أبللد‬
‫البدين‪.‬‬
‫ومللن كلملله )عليلله السلللم( سللماه بعللض‬
‫الشيعة نثر الدرر‪.‬‬
‫الستقصاء فرقة النتقاد عداوة قلللة الصللبر‬
‫فضلليحة إفشللاء السللر سللقوط السللخاء فطنللة‬
‫اللوم تغافللل ثلثللة مللن تمسللك بهللن نللال مللن‬
‫الدنيا والخرة بغيته مللن اعتصللم بللالله ورضللي‬
‫بقضاء الله وأحسن الظن بالله ثلثة من فللرط‬
‫‪420‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فيهن كللان محرومللا اسللتماحة جللواد ومصللاحبة‬


‫عللالم واسللتمالة سلللطان ثلثللة تللورث المحبللة‬
‫الدين والتواضع والبذل من برئ من ثلثللة نللال‬
‫ثلثة من برئ من الشر نال العز ومن برئ مللن‬
‫الكبر نال الكرامللة ومللن بللرئ مللن البخللل نللال‬
‫الشرف ثلثة مكسبة للبغضللاء النفللاق والظلللم‬
‫والعجب ومن لم تكن فيه خصلة مللن ثلثللة لللم‬
‫يعد نبيل مللن لللم يكللن للله عقللل يزينلله أو جللدة‬
‫تغنيلله أو عشلليرة تعضللده ثلثللة تللزري بللالمرء‬
‫الحسللد والنميمللة والطيللش ثلثللة ل تعللرف إل‬
‫فللي ثلثللة مللواطن ل يعللرف الحليللم إل عنللد‬
‫الغضللب ول الشللجاع إل عنللد الحللرب ول أخ إل‬
‫عند الحاجة ثلث من كن فيه فهللو منللافق وإن‬
‫صام وصلى من إذا حدث كذب وإذا وعللد أخلللف‬
‫وإذا اؤتمن خان احذر من النللاس ثلثللة الخللائن‬
‫والظلوم والنمام لن من خان لللك خانللك ومللن‬
‫ظلم لك سيظلمك ومن نم إليك سينم عليللك ل‬
‫يكللون الميللن أمينللا حللتى يللؤتمن علللى ثلثللة‬
‫فيؤديها على الموال والسللرار والفللروج وإن‬
‫حفللظ اثنيللن وضلليع واحللدة فليللس بللأمين ل‬
‫‪421‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تشاور أحمق ول تستعن بكذاب ول تثللق بمللودة‬


‫ملول فإن الكذاب يقرب لللك البعيللد ويبعللد لللك‬
‫القريب والحمق يجهد لللك نفسلله ول يبلللغ مللا‬
‫تريد والملول أوثق ما كنت به خذلك وأوصل ما‬
‫كنت له قطعك أربعة ل تشللبع مللن أربعللة أرض‬
‫من مطر وعين من نظر وأنثى من ذكللر وعللالم‬
‫مللن علللم أربعللة تهللرم قبللل أوان الهللرم أكللل‬
‫القديللد والقعللود علللى النللداوة والصللعود فللي‬
‫الدرج ومجامعة العجوز النساء ثلث فواحدة لك‬
‫وواحدة لك وعليللك وواحللدة عليللك ل لللك فأمللا‬
‫التي هي لك فالمرأة العذراء وأما التي هي لك‬
‫وعليك فالثيب وأما التي هي عليك ل لك فهي‬
‫المتبع التي لها ولللد مللن غيللرك ثلث مللن كللن‬
‫فيلله كللان سلليدا كظللم الغيللظ والعفللو عللن‬
‫المسيء والصلللة بللالنفس والمللال ثلثللة ل بللد‬
‫لهم من ثلث ل بد للجللواد مللن كبللوة وللسلليف‬
‫من نبوة وللحليم من هفوة ثلثة فيهن البلغة‬
‫التقللرب مللن معنللى البغيللة والتبعللد مللن حشللو‬
‫الكلم والدللة بالقليل على الكثير النجاة فللي‬
‫ثلث تمسك عليك لسانك ويسللعك بيتللك وتنللدم‬
‫‪422‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫علللى خطيئتللك الجهللل فللي ثلث فللي تبللدل‬


‫الخوان والمنابذة بغير بيان والتجسس عمللا ل‬
‫يعني ثلث من كن فيه كن عليه المكر والنكللث‬
‫ئ‬‫س يّ ُ‬ ‫م ك ُْر ال ّ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫حي ُ‬ ‫والبغي وذلك قول الله ول ي َ ِ‬
‫م أ َّنللا‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫هل‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫َ ِ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫بل‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫عا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫إ ّلل ب أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن وقللال جللل وعللز‬ ‫َ‬ ‫م و َ‬
‫عي ل َ‬ ‫م ِ‬‫ج َ‬
‫م أ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬
‫و َ‬ ‫قلل ْ‬ ‫ه ْ‬‫م ْرنللا ُ‬ ‫دَ ّ‬
‫ه وقللال يللا‬ ‫سلل ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫علللى ن َ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫كلل ُ‬ ‫ف إ ِّنما ي َن ْ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫ن ن َك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫متللا َ‬ ‫م َ‬ ‫س لك ُ ْ‬‫ف ِ‬ ‫علللى أ َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫غ ي ُك ُ ل ْ‬‫س إ ِّنمللا ب َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫لا‬‫نل‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أَ‬

‫ة الللدّ ْنيا ثلث يحجللزن المللرء عللن طلللب‬ ‫حيللا ِ‬ ‫ال ْ َ‬


‫المعالي قصر الهمة وقلة الحيلة وضعف الرأي‬
‫الحزم في ثلثة الستخدام للسلطان والطاعللة‬
‫للوالد والخضوع للمولى النللس فللي ثلث فللي‬
‫الزوجلللة الموافقلللة والوللللد البلللار والصلللديق‬
‫المصافي من رزق ثلثا نللال ثلثللا وهللو الغنللى‬
‫الكللبر القناعللة بمللا أعطللي واليللأس ممللا فللي‬
‫أيللدي النللاس وتللرك الفضللول ل يكللون الجللواد‬
‫جوادا إل بثلثللة يكللون سللخيا بمللاله علللى حللال‬
‫اليسر والعسر وأن يبللذله للمسللتحق ويللرى أن‬
‫الذي أخذه من شكر الذي أسدى إليه أكللثر ممللا‬
‫أعطاه ثلثة ل يعذر المرء فيها مشللاورة ناصللح‬
‫‪423‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومللداراة حاسللد والتحبللب إلللى النللاس ل يعللد‬


‫العاقل عاقل حتى يستكمل ثلثللا إعطللاء الحللق‬
‫مللن نفسلله علللى حللال الرضللا والغضللب وأن‬
‫يرضللى للنللاس مللا يرضللى لنفسلله واسللتعمال‬
‫الحلم عنللد العللثرة ل تللدوم النعللم إل بعللد ثلث‬
‫معرفة بما يلزم لله سبحانه فيها وأداء شللكرها‬
‫والتعللب فيهللا ثلث مللن ابتلللي بواحللدة منهللن‬
‫تمنى الموت فقر متتابع وحرمة فاضحة وعلللدو‬
‫غالب‬
‫من لم يرغب في ثلث ابتلللي بثلث مللن لللم‬
‫يرغب فللي السلللمة ابتلللي بالخللذلن ومللن لللم‬
‫يرغب في المعللروف ابتلللي بالندامللة ومللن لللم‬
‫يرغلللب فلللي السلللتكثار ملللن الخلللوان ابتللللي‬
‫بالخسران ثلث يجب علللى كللل إنسللان تجنبهللا‬
‫مقارنة الشرار ومحادثة النساء ومجالسة أهل‬
‫البدع ثلثة تدل على كللرم المللرء حسللن الخلللق‬
‫وكظم الغيظ وغض الطرف من وثق بثلثة كان‬
‫مغرورا من صدق بما ل يكون وركن إلى مللن ل‬
‫يثللق بلله وطمللع فللي مللا ل يملللك ثلثللة مللن‬
‫اسللتعملها أفسللد دينلله ودنيللاه مللن أسللاء ظنلله‬
‫‪424‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأمكن من سمعه وأعطى قيادة حليلته أفضللل‬


‫الملوك من أعطي ثلث خصال الرأفللة والجللود‬
‫والعدل وليللس يحللب للملللوك أن يفرطللوا فللي‬
‫ثلث في حفظ الثغور وتفقد المظالم واختيللار‬
‫الصللالحين لعمللالهم ثلث خلل تجللب للملللوك‬
‫على أصحابهم ورعيتهم الطاعة لهم والنصيحة‬
‫لهللم فللي المغيللب والمشللهد والللدعاء بالنصللر‬
‫والصلللح ثلثللة تجللب علللى السلللطان للخاصللة‬
‫والعامللة مكافللأة المحسللن بالحسللان ليللزدادوا‬
‫رغبة فيه وتغمد ذنوب المسيء ليتللوب ويرجللع‬
‫عن غيه وتللألفهم جميعللا بالحسللان والنصللاف‬
‫ثلثة أشياء من احتقرها مللن الملللوك وأهملهللا‬
‫تفللاقمت عليلله خامللل قليللل الفضللل شللذ عللن‬
‫الجماعللة وداعيللة إلللى بدعللة جعللل جنتلله المللر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وأهل بلد جعلللوا‬
‫لنفسللهم رئيسللا يمنللع السلللطان مللن إقامللة‬
‫الحكم فيهم العاقل ل يستخف بأحد وأحق مللن‬
‫ل يسلللتخف بللله ثلثلللة العلملللاء والسللللطان‬
‫والخوان لنه من استخف بالعلماء أفسد دينلله‬
‫ومللن اسللتخف بالسلللطان أفسللد دنيللاه ومللن‬
‫‪425‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫استخف بللالخوان أفسللد مروتلله وجللدنا بطانللة‬


‫السلللطان ثلث طبقللات طبقللة موافقللة للخيللر‬
‫وهي بركة عليها وعلى السلطان وعلى الرعية‬
‫وطبقة غايتهللا المحامللاة علللى مللا فللي أيللديها‬
‫فتلك ل محمودة ول مذمومة بل هي إلى الللذم‬
‫أقللرب وطبقللة موافقللة للشللر وهللي مشللئومة‬
‫مذمومللة عليهللا وعلللى السلللطان ثلثللة أشللياء‬
‫يحتاج الناس طرا إليها المن والعدل والخصب‬
‫ثلثللة تكللدر العيللش السلللطان الجللائر والجللار‬
‫السللوء والمللرأة البذيللة ل تطيللب السللكنى إل‬
‫بثلث الهللواء الطيللب والمللاء الغزيللر العللذب‬
‫والرض الخوارة ثلثة تعقللب الندامللة المباهللاة‬
‫والمفاخرة والمعازة ثلثة مركبة فللي بنللي آدم‬
‫الحسد والحرص والشهوة مللن كللانت فيلله خلللة‬
‫مللن ثلثللة انتظمللت فيلله ثلثتهللا فللي تفخيملله‬
‫وهيبته وجماله من كللان للله ورع أو سللماحة أو‬
‫شللجاعة ثلث خصللال مللن رزقهللا كللان كللامل‬
‫العقل والجمللال والفصللاحة ثلثللة تقضللى لهللم‬
‫بالسلمة إلى بلوغ غايتهم المرأة إلللى انقضللاء‬
‫حملها والملك إلى أن ينفد عمره والغائب إلللى‬
‫‪426‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حين إيللابه ثلثللة تللورث الحرمللان اللحللاح فللي‬


‫المسألة والغيبللة والهللزء ثلثللة تعقللب مكروهللا‬
‫حملة البطل في الحللرب فللي غيللر فرصللة وإن‬
‫رزق الظفر وشللرب الللدواء مللن غيللر علللة وإن‬
‫سللللم منللله والتعلللرض للسللللطان وإن ظفلللر‬
‫الطللالب بحللاجته منلله ثلث خلل يقللول كللل‬
‫إنسان أنه على صواب منها دينه الللذي يعتقللده‬
‫وهواه الذي يستعلي عليه وتللدبيره فللي أمللوره‬
‫النللاس كلهللم ثلث طبقللات سللادة مطللاعون‬
‫وأكفاء متكافون وأناس متعللادون قللوام الللدنيا‬
‫بثلثة أشياء النار والملح والماء من طلب ثلثة‬
‫بغير حق حرم ثلثة بحق من طلللب الللدنيا بغيللر‬
‫حق حرم الخرة بحق ومن طلب الرئاسللة بغيللر‬
‫حق حرم الطاعة له بحق ومن طلب المال بغير‬
‫حق حرم بقاءه للله بحللق ثلثللة ل ينبغللي للمللرء‬
‫الحازم أن يتقللدم عليهللا شللرب السللم للتجربللة‬
‫وإن نجا منه وإفشاء السر إلى القرابة الحاسد‬
‫وإن نجا منه وركوب البحر وإن كان الغنى فيلله‬
‫ل يستغني أهل كل بلد عن ثلثللة يفللزع إليهللم‬
‫في أمر دنياهم وآخرتهم فإن عدموا ذلك كانوا‬
‫‪427‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫همجا فقيه عالم ورع وأمير خير مطاع وطبيب‬


‫بصير ثقللة يمتحللن الصللديق بثلث خصللال فللإن‬
‫كان مؤاتيللا فيهللا فهللو الصللديق المصللافي وإل‬
‫كان صديق رخاء ل صديق شدة تبتغي منه مللال‬
‫أو تأمنه على مللال أو تشللاركه فللي مكللروه إن‬
‫يسلللم النللاس مللن ثلثللة أشللياء كللانت سلللمة‬
‫شاملة لسان السوء ويد السوء وفعل السوء‬
‫إذا لللم تكللن فللي المملللوك خصلللة مللن ثلث‬
‫فليس لموله في إمساكه راحة دين يرشللده أو‬
‫أدب يسوسه أو خللوف يردعلله إن المللرء يحتللاج‬
‫في منزله وعياله إلى ثلث خلل يتكلفهلللا وإن‬
‫لم يكن في طبعه ذلللك معاشللرة جميلللة وسللعة‬
‫بتقدير وغيرة بتحصللن كللل ذي صللناعة مضللطر‬
‫إلللى ثلث خلل يجتلللب بهللا المكسللب وهللو أن‬
‫يكون حاذقا بعمله مؤديا للمانللة فيلله مسللتميل‬
‫لمللن اسللتعمله ثلث مللن ابتلللي بواحللدة منهللن‬
‫كان طائح العقللل نعمللة موليللة وزوجللة فاسللدة‬
‫وفجيعللة بحللبيب جبلللت الشللجاعة علللى ثلث‬
‫طبائع لكل واحدة منهن فضيلة ليست للخللرى‬
‫السخاء بالنفس والنفة من الذل وطلب الللذكر‬
‫‪428‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فإن تكاملت في الشللجاع كللان البطللل الللذي ل‬


‫يقام لسبيله والموسللوم بالقللدام فللي عصللره‬
‫وإن تفاضلللت فيلله بعضللها علللى بعللض كللانت‬
‫شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد‬
‫إقداما ويجب للوالدين على الولللد ثلثللة أشللياء‬
‫شكرهما على كل حال وطاعتهما فيما يللأمرانه‬
‫وينهيانه عنه في غير معصية الللله ونصلليحتهما‬
‫في السللر والعلنيللة وتجللب للولللد علللى والللده‬
‫ثلث خصللال اختيللاره لوالللدته وتحسللين اسللمه‬
‫والمبالغة في تأديبه تحتاج الخوة فيمللا بينهللم‬
‫إلى ثلثللة أشللياء فللإن اسللتعملوها وإل تبللاينوا‬
‫وتباغضللوا وهللي التناصللف والللتراحم ونفللي‬
‫الحسد إذا لم تجتمع القرابة علللى ثلثللة أشللياء‬
‫تعرضوا لدخول الوهن عليهم وشللماتة العللداء‬
‫بهم وهي ترك الحسد فيما بينهللم لئل يتحزبللوا‬
‫فيتشتت أمرهللم والتواصللل ليكللون ذلللك حاديللا‬
‫لهم على اللفللة والتعللاون لتشللملهم العللزة ل‬
‫غنى بالزوج عن ثلثللة أشللياء فيمللا بينلله وبيللن‬
‫زوجته وهي الموافقللة ليجتلللب بهللا موافقتهللا‬
‫ومحبتها وهواها وحسن خلقه معها واستعماله‬
‫‪429‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اسللتمالة قلبهللا بللالهيئة الحسللنة فللي عينهللا‬


‫وتوسعته عليهللا ول غنللى بالزوجللة فيمللا بينهللا‬
‫وبين زوجها الموافق لها عن ثلث خصال وهن‬
‫صيانة نفسها عن كل دنس حللتى يطمئن قلبلله‬
‫إلى الثقللة بهللا فللي حللال المحبللوب والمكللروه‬
‫وحيللاطته ليكللون ذلللك عاطفللا عليهللا عنللد زلللة‬
‫تكون منها وإظهار العشق للله بالخلبللة والهيئة‬
‫الحسنة لها في عينه ل يتم المعروف إل بثلث‬
‫خلل تعجيله وتقليل كثيره وتللرك المتنللان بلله‬
‫والسللرور فللي ثلث خلل فللي الوفللاء ورعايللة‬
‫الحقوق والنهللوض فللي النللوائب ثلثللة يسللتدل‬
‫بهللا علللى إصللابة الللرأي حسللن اللقللاء وحسللن‬
‫الستماع وحسن الجللواب الرجللال ثلثللة عاقللل‬
‫وأحمق وفاجر فالعاقل إن كلم أجاب وإن نطق‬
‫أصاب وإن سمع وعى والحمق إن تكلللم عجللل‬
‫وإن حللدث ذهللل وإن حمللل علللى القبيللح فعللل‬
‫والفللاجر إن ائتمنتلله خانللك وإن حللدثته شللانك‬
‫الخوان ثلثة فواحد كالغذاء الللذي يحتللاج إليلله‬
‫كل وقت فهو العاقل والثاني في معنللى الللداء‬
‫وهو الحمللق والثللالث فللي معنللى الللدواء فهللو‬
‫‪430‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اللللبيب ثلثللة أشللياء تللدل علللى عقللل فاعلهللا‬


‫الرسول على قدر من أرسله والهدية على قدر‬
‫مهديها والكتاب على قدر كاتبه العلم ثلثة آيللة‬
‫محكمة وفريضة عادلة وسنة قائمة الناس ثلثة‬
‫جاهللل يللأبى أن يتعلللم وعللالم قللد شللفه علملله‬
‫وعاقل يعمل لدنياه وآخرته ثلثللة ليللس معهللن‬
‫غربة حسن الدب وكللف الذى ومجانبللة الريللب‬
‫اليام ثلثة فيوم مضللى ل يللدرك ويللوم النللاس‬
‫فيه فينبغي أن يغتنموه وغدا إنما فللي أيللديهم‬
‫أمله من لللم تكللن فيلله ثلث خصللال لللم ينفعلله‬
‫اليمان حلم يرد به جهل الجاهل وورع يحجللزه‬
‫عن طلب المحارم وخلق يداري به النللاس ثلث‬
‫من كن فيه استكمل اليمان من إذا غضللب لللم‬
‫يخرجه غضبه من الحللق وإذا رضللي لللم يخرجلله‬
‫رضللاه إلللى الباطللل ومللن إذا قللدر عفللا ثلث‬
‫خصال يحتاج إليها صاحب الدنيا الدعة من غيللر‬
‫توان والسللعة مللع قناعللة والشللجاعة مللن غيللر‬
‫كسل ثلثة أشياء ل ينبغي للعاقل أن ينسللاهن‬
‫علللى كللل حللال فنللاء الللدنيا وتصللرف الحللوال‬
‫والفات التي ل أمان لهللا ثلثللة أشللياء ل تللرى‬
‫‪431‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كاملة في واحد قط اليمان والعقل والجتهللاد‬


‫الخوان ثلثة مواس بنفسه وآخر مواس بمللاله‬
‫وهمللا الصللادقان فللي الخللاء وآخللر يأخللذ منللك‬
‫البلغة ويريدك لبعض اللللذة فل تعللده مللن أهللل‬
‫الثقللة ل يسللتكمل عبللد حقيقللة اليمللان حللتى‬
‫تكون فيه خصال ثلث الفقه في الدين وحسن‬
‫التقدير في المعيشة والصللبر علللى الرزايللا ول‬
‫قوة إل بالله العلي العظيم‬
‫كلملله )عليلله السلللم( فللي وصللف المحبللة‬
‫لهلللل اللللبيت والتوحيلللد واليملللان والسللللم‬
‫والكفر والفسق‪.‬‬
‫دخللل عليلله رجللل فقللال )عليلله السلللم( للله‬
‫ممن الرجل فقال من محبيكم ومواليكم فقال‬
‫له جعفر )عليه السلم( ل يحب الله عبللد حللتى‬
‫يتوله ول يتوله حتى يوجب له الجنة ثللم قللال‬
‫له من أي محبينا أنت فسكت الرجل فقللال للله‬
‫سدير وكم محبوكم يا ابللن رسللول الللله فقللال‬
‫على ثلث طبقللات طبقللة أحبونللا فللي العلنيللة‬
‫ولم يحبونا في السر وطبقة يحبونا فللي السللر‬
‫ولللم يحبونللا فللي العلنيللة وطبقللة يحبونللا فللي‬
‫‪432‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السر والعلنية هم النمللط العلللى شللربوا مللن‬


‫العذب الفللرات وعلمللوا تأويللل الكتللاب وفصللل‬
‫الخطاب وسبب السللباب فهللم النمللط العلللى‬
‫الفقر والفاقة وأنللواع البلء أسللرع إليهللم مللن‬
‫ركض الخيل مستهم البأساء والضللراء وزلزلللوا‬
‫وفتنوا فمن بين مجروح ومذبوح متفرقين في‬
‫كل بلد قاصية بهم يشفي الله السقيم ويغني‬
‫العللديم وبهللم تنصللرون وبهللم تمطللرون وبهللم‬
‫ترزقون وهم القلون عددا العظمون عند الله‬
‫قدرا وخطرا والطبقللة الثانيللة النمللط السللفل‬
‫أحبونللا فللي العلنيللة وسللاروا بسلليرة الملللوك‬
‫فألسللنتهم معنللا وسلليوفهم علينللا والطبقللة‬
‫الثالثة النمط الوسللط أحبونللا فللي السللر ولللم‬
‫يحبونا في العلنية ولعمللري لئن كللانوا أحبونللا‬
‫في السر دون العلنية فهم الصوامون بالنهللار‬
‫القواملللون بالليلللل تللرى أثلللر الرهبانيلللة فلللي‬
‫وجوههم أهل سلللم وانقيللاد قللال الرجللل فأنللا‬
‫مللن محللبيكم فللي السللر والعلنيللة قللال جعفللر‬
‫)عليه السلم( إن لمحبينا فللي السللر والعلنيللة‬
‫علمللات يعرفللون بهللا قللال الرجللل ومللا تلللك‬
‫‪433‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العلمات قال )عليه السلللم( تلللك خلل أولهللا‬


‫أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته وأحكموا علللم‬
‫توحيده واليمان بعد ذلك بما هو وما صفته ثللم‬
‫علملللوا حلللدود اليملللان وحقلللائقه وشلللروطه‬
‫وتللأويله قللال سللدير يللا ابللن رسللول الللله مللا‬
‫سمعتك تصف اليمان بهذه الصفة قال نعم يللا‬
‫سدير ليس للسللائل أن يسللأل عللن اليمللان مللا‬
‫هو حتى يعلم اليمان بمن قللال سللدير يللا ابللن‬
‫رسول الللله إن رأيللت أن تفسللر مللا قلللت قللال‬
‫الصادق )عليه السلم( من زعم أنه يعرف الللله‬
‫بتللوهم القلللوب فهللو مشللرك ومللن زعللم أنلله‬
‫يعللرف الللله بالسللم دون المعنللى فقللد أقللر‬
‫بالطعن لن السم محدث ومن زعللم أنلله يعبللد‬
‫السم والمعنى فقد جعل مع الله شريكا ومللن‬
‫زعم أنه يعبد المعنى بالصفة ل بللالدراك فقللد‬
‫أحال على غللائب ومللن زعللم أنلله يعبللد الصللفة‬
‫والموصوف فقد أبطل التوحيد لن الصفة غير‬
‫الموصوف ومن زعم أنه يضيف الموصوف إلللى‬
‫الصفة فقد صغر بالكبير ومللا قللدروا الللله حللق‬
‫قدره قيل له فكيف سبيل التوحيد قللال )عليلله‬
‫‪434‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السلللم( بللاب البحللث ممكللن وطلللب المخللرج‬


‫موجللود إن معرفللة عيللن الشللاهد قبللل صللفته‬
‫ومعرفة صللفة الغللائب قبللل عينلله قيللل وكيللف‬
‫نعللرف عيللن الشللاهد قبللل صللفته قللال )عليلله‬
‫السلم( تعرفه وتعلم علمه وتعللرف نفسللك بلله‬
‫ول تعرف نفسك بنفسك من نفسك وتعلللم أن‬
‫ما فيه للله وبلله كمللا قللالوا ليوسللف إنللك لنللت‬
‫يوسف قال أنا يوسف وهللذا أخللي فعرفللوه بلله‬
‫ولللم يعرفللوه بغيللره ول أثبتللوه مللن أنفسللهم‬
‫م‬‫ن ل َك ُ ْ‬
‫بتوهم القلوب أ ما ترى الله يقول ما كا َ‬
‫ج َرها يقللول ليللس لكللم أن تنصللبوا‬ ‫ن ت ُن ْب ُِتوا َ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬ ‫أ ْ‬
‫إماما من قبللل أنفسللكم تسللمونه محقللا بهللوى‬
‫أنفسللكم وإرادتكللم ثللم قللال الصللادق )عليلله‬
‫السلم( ثلثة ل يكلمهللم الللله ول ينظللر إليهللم‬
‫يوم القيامة ول يزكيهم ولهم عللذاب أليللم مللن‬
‫أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب إمامللا‬
‫لم ينصبه الله أو جحد من نصبه الله ومن زعللم‬
‫أن لهذين سللهما فللي السلللم وقللد قللال الللله‬
‫م‬ ‫ن لَ ُ‬
‫هلل ُ‬ ‫ختللاُر مللا كللا َ‬ ‫خ ُللل ُ‬
‫ق مللا َيشللاءُ وي َ ْ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫وَر ّبلل َ‬
‫ة‪.‬‬‫خ ي ََر ُ‬‫ال ْ ِ‬
‫‪435‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫صفة اليمان‪.‬‬
‫قللال )عليلله السلللم( معنللى صللفة اليمللان‬
‫القللرار والخضللوع لللله بللذل القللرار والتقللرب‬
‫إليه به والداء له بعلم كل مفروض مللن صللغير‬
‫أو كبير من حد التوحيد فما دونه إلى آخر بللاب‬
‫من أبواب الطاعة أول فأول مقللرون ذلللك كللله‬
‫بعضه إلى بعض موصول بعضه ببعض فللإذا أدى‬
‫العبد ما فرض عليه مما وصل إليلله علللى صللفة‬
‫ما وصفناه فهو مؤمن مستحق لصللفة اليمللان‬
‫مستوجب للثواب وذلك أن معنى جملة اليمللان‬
‫القللرار ومعنللى القللرار التصللديق بالطاعللة‬
‫فلذلك ثبت أن الطاعة كلهللا صللغيرها وكبيرهللا‬
‫مقرونة بعضها إلى بعض فل يخرج المؤمن من‬
‫صفة اليمان إل بترك ما اسللتحق أن يكللون بلله‬
‫مؤمنا وإنمللا اسللتوجب واسللتحق اسللم اليمللان‬
‫ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة وترك كبار‬
‫المعاصللي واجتنابهللا وإن تللرك صللغار الطاعللة‬
‫وارتكللب صللغار المعاصللي فليللس بخللارج مللن‬
‫اليمان ول تارك له ما لم يترك شيئا مللن كبللار‬
‫الطاعة ولم يرتكللب شلليئا مللن كبللار المعاصللي‬
‫‪436‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ن‬
‫فما لم يفعل ذلللك فهللو مللؤمن لقللول الللله إ ِ ْ‬
‫م‬ ‫عنْ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ه ن ُك َ ّ‬
‫فللْر َ‬ ‫ع ْنلل ُ‬
‫ن َ‬
‫و َ‬
‫هلل ْ‬ ‫ج ت َن ُِبللوا َ‬
‫كبللائ َِر مللا ت ُن ْ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ريما ً يعني المغفرة‬
‫خ ًل ك َ ِ‬
‫م دْ َ‬ ‫خ ل ْك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫س ّيئات ِك ُ ْ‬
‫م و ن ُ دْ ِ‬ ‫َ‬
‫ما دون الكبائر فإن هو ارتكب كبيرة من كبللائر‬
‫المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها‬
‫وكبارها معاقبللا عليهللا معللذبا بهللا فهللذه صللفة‬
‫اليمان وصفة المؤمن المستوجب للثواب‪.‬‬
‫صفة السلم‪.‬‬
‫وأما معنى صفة السلم فهو القرار بجميع‬
‫الطاعللة الظللاهر الحكللم والداء للله فللإذا أقللر‬
‫المقللر بجميللع الطاعللة فللي الظللاهر مللن غيللر‬
‫العقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم السلللم‬
‫ومعنللاه واسللتوجب الوليللة الظللاهرة وإجللازة‬
‫شللهادته والمللواريث وصللار للله مللا للمسلللمين‬
‫وعليه ما على المسلمين فهللذه صللفة السلللم‬
‫وفللرق مللا بيللن المسلللم والمللؤمن أن المسلللم‬
‫إنما يكون مؤمنا أن يكون مطيعللا فللي البللاطن‬
‫مع مللا هللو عليلله فللي الظللاهر فللإذا فعللل ذلللك‬
‫بالظاهر كللان مسلللما وإذا فعللل ذلللك بالظللاهر‬
‫والباطن بخضوع وتقرب بعلم كان مؤمنللا فقللد‬
‫‪437‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يكللون العبللد مسلللما ول يكللون مؤمنللا إل وهللو‬


‫مسلم‪.‬‬
‫صفة الخروج من اليمان‪.‬‬
‫وقد يخللرج مللن اليمللان بخمللس جهللات مللن‬
‫الفعلللل كلهلللا متشلللابهات معروفلللات الكفلللر‬
‫والشللرك والضلللل والفسللق وركللوب الكبللائر‬
‫فمعنى الكفر كل معصية عصى الله بهللا بجهللة‬
‫الجحد والنكار والستخفاف والتهاون في كللل‬
‫ما دق وجل وفللاعله كللافر ومعنللاه معنللى كفللر‬
‫من أي ملللة كللان ومللن أي فرقللة كللان بعللد أن‬
‫تكللون منلله معصللية بهللذه الصللفات فهللو كللافر‬
‫ومعنللى الشللرك كللل معصللية عصللى الللله بهللا‬
‫بالتدين فهو مشرك صللغيرة كللانت المعصللية أو‬
‫كبيرة ففاعلها مشرك ومعنللى الضلللل الجهللل‬
‫بللالمفروض وهللو أن يللترك كللبيرة مللن كبللائر‬
‫الطاعة الللتي ل يسللتحق العبللد اليمللان إل بهللا‬
‫بعللد ورود البيللان فيهللا والحتجللاج بهللا فيكللون‬
‫التللارك لهللا تاركللا بغيللر جهللة النكللار والتللدين‬
‫بإنكارها وجحودها ولكن يكون تاركا علللى جهللة‬
‫التواني والغفال والشتغال بغيرها فهو ضللال‬
‫‪438‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫متنكب عن طريق اليمان جاهل بلله خللارج منلله‬


‫مسلللتوجب لسلللم الضلللللة ومعناهلللا ملللا دام‬
‫بالصفة التي وصفناه بهللا فللإن كللان هللو الللذي‬
‫مال بهواه إلى وجه من وجللوه المعصللية بجهللة‬
‫الجحللود والسللتخفاف والتهللاون كفللر وإن هللو‬
‫مال بهواه إلى التدين بجهللة التأويللل والتقليللد‬
‫والتسليم والرضا بقول البللاء والسلللف فقللد‬
‫أشرك وقلما يلبث النسللان علللى ضللللة حللتى‬
‫يميل بهواه إلى بعللض مللا وصللفناه مللن صللفته‬
‫ومعنللى الفسللق فكللل معصللية مللن المعاصللي‬
‫الكبار فعلها فاعللل أو دخللل فيهللا داخللل بجهللة‬
‫اللللذة والشللهوة والشللوق الغللالب فهللو فسللق‬
‫وفاعله فاسق خارج من اليمان بجهللة الفسللق‬
‫فإن دام في ذلك حتى يدخل فللي حللد التهللاون‬
‫والسللتخفاف فقللد وجللب أن يكللون بتهللاونه‬
‫واستخفافه كافرا ومعنى راكللب الكبللائر الللتي‬
‫بها يكون فساد إيمللانه فهللو أن يكللون منهمكللا‬
‫على كبائر المعاصي بغيللر جحللود ول تللدين ول‬
‫لذة ول شهوة ولكن من جهة الحميللة والغضللب‬
‫يكللثر القللذف والسللب والقتللل وأخللذ المللوال‬
‫‪439‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وحبس الحقوق وغير ذلك من المعاصي الكبائر‬


‫التي يأتيها صاحبها بغير جهة اللللذة ومللن ذلللك‬
‫اليمللان الكاذبللة وأخللذ الربللا وغيللر ذلللك الللتي‬
‫يأتيها مللن أتاهللا بغيللر اسللتلذاذ والخمللر والزنللا‬
‫واللهللو ففاعللل هللذه الفعللال كلهللا مفسللد‬
‫لليمان خارج منه من جهة ركوبه الكبيرة علللى‬
‫هللذه الجهللة غيللر مشللرك ول كللافر ول ضللال‬
‫جاهل على ما وصفناه مللن جهللة الجهالللة فللإن‬
‫هو مال بهواه إلى أنللواع مللا وصللفناه مللن حللد‬
‫الفاعلين كان من صنفه‪.‬‬
‫جللوابه )عليلله السلللم( عللن جهللات معللايش‬
‫العباد ووجوه إخراج الموال‪.‬‬
‫سأله سائل فقال كم جهللات معللايش العبللاد‬
‫التي فيها الكتساب أو التعامل بينهللم ووجللوه‬
‫النفقات فقال )عليه السلم( جميللع المعللايش‬
‫كلهللا مللن وجللوه المعللاملت فيمللا بينهللم ممللا‬
‫يكللون لهللم فيلله المكاسللب أربللع جهللات مللن‬
‫المعلللاملت فقلللال لللله أ كلللل هلللؤلء الربعلللة‬
‫الجنللاس حلل أو كلهللا حللرام أو بعضللها حلل‬
‫وبعضها حرام فقال )عليلله السلللم( قللد يكللون‬
‫‪440‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فللي هللؤلء الجنللاس الربعللة حلل مللن جهللة‬


‫حلللرام ملللن جهلللة وهلللذه الجنلللاس مسلللميات‬
‫معروفات الجهات فللأول هللذه الجهللات الربعللة‬
‫الولية وتولية بعضهم على بعض فالول وليللة‬
‫الولة وولة الولة إلى أدناهم بابللا مللن أبللواب‬
‫الولية على من هو وال عليه ثللم التجللارة فللي‬
‫جميللع الللبيع والشللراء بعضللهم مللن بعللض ثللم‬
‫الصناعات في جميع صنوفها ثم الجللارات فللي‬
‫كللل مللا يحتللاج إليلله مللن الجللارات وكللل هللذه‬
‫الصنوف تكون حلل من جهة وحراما مللن جهللة‬
‫والفلللرض ملللن اللللله عللللى العبلللاد فلللي هلللذه‬
‫المعللاملت الللدخول فللي جهللات الحلل منهللا‬
‫والعمللل بللذلك الحلل واجتنللاب جهللات الحللرام‬
‫منها‪.‬‬
‫تفسير معنى الوليات‪.‬‬
‫وهللي جهتللان فإحللدى الجهللتين مللن الوليللة‬
‫وليللة ولة العللدل الللذين أمللر الللله بللوليتهم‬
‫وتوليتهم على الناس وولية ولته وولة ولتلله‬
‫إلى أدناهم بابا من أبواب الولية على مللن هللو‬
‫وال عليه والجهة الخرى من الولية ولية ولة‬
‫‪441‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجور وولة ولته إلى أدناهم بابا مللن البللواب‬


‫التي هللو وال عليلله فللوجه الحلل مللن الوليللة‬
‫ولية الللوالي العللادل الللذي أمللر الللله بمعرفتلله‬
‫ووليتلله والعمللل للله فللي وليتلله ووليللة ولتلله‬
‫وولة ولته بجهة ما أمر الله به الوالي العللادل‬
‫بل زيادة فيما أنزل الله به ول نقصان منلله ول‬
‫تحريف لقللوله ول تعللد لمللره إلللى غيللره فللإذا‬
‫صار الوالي والي عدل بهذه الجهة فالولية للله‬
‫والعمل معه ومعونته في وليته وتقللويته حلل‬
‫محلل وحلل الكسب معهم وذلك أن في وليللة‬
‫والي العدل وولته إحيللاء كللل حللق وكللل عللدل‬
‫وإماتللة كللل ظلللم وجللور وفسللاد فلللذلك كللان‬
‫الساعي في تقوية سلطانه والمعيللن للله علللى‬
‫وليته ساعيا إلى طاعة الله مقويا لللدينه وأمللا‬
‫وجه الحرام من الولية فوليللة الللوالي الجللائر‬
‫وولية ولته الرئيس منهم وأتباع الوالي فمللن‬
‫دونه من ولة الولة إلى أدناهم بابا من أبللواب‬
‫الوليللة علللى مللن هللو وال عليلله والعمللل لهللم‬
‫والكسب معهم بجهة الولية لهم حرام ومحللرم‬
‫معذب من فعل ذلللك علللى قليللل مللن فعللله أو‬
‫‪442‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كثير لن كل شلليء مللن جهللة المعونللة معصللية‬


‫كبيرة من الكبائر وذلللك أن فللي وليللة الللوالي‬
‫الجللائر دوس الحللق كللله وإحيللاء الباطللل كللله‬
‫وإظهار الظلم والجور والفساد وإبطال الكتللب‬
‫وقتلللل النبيلللاء والملللؤمنين وهلللدم المسلللاجد‬
‫وتبديل سنة الله وشرائعه فلللذلك حللرم العمللل‬
‫معهللم ومعللونتهم والكسللب معهللم إل بجهللة‬
‫الضرورة نظير الضرورة إلى الدم والميتة‪.‬‬
‫وأما تفسير التجارات‪.‬‬
‫فللي جميللع الللبيوع ووجللوه الحلل مللن وجلله‬
‫التجارات التي يجوز للبائع أن يبيع مما ل يجوز‬
‫له وكذلك المشتري الذي يجوز له شللراؤه ممللا‬
‫ل يجوز له فكل مأمور به مما هللو غللذاء للعبللاد‬
‫وقوامهم بلله فللي أمللورهم فللي وجللوه الصلللح‬
‫الذي ل يقيمهللم غيللره ممللا يللأكلون ويشللربون‬
‫ويلبسون وينكحون ويملكللون ويسللتعملون مللن‬
‫جهللة ملكهللم ويجللوز لهللم السللتعمال للله مللن‬
‫جميع جهات المنافع التي ل يقيمهم غيرها من‬
‫كل شيء يكون لهم فيه الصلح مللن جهللة مللن‬
‫الجهات فهذا كله حلل بيعه وشراؤه وإمسللاكه‬
‫‪443‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫واستعماله وهبته وعاريته وأمللا وجللوه الحللرام‬


‫من البيع والشراء فكل أمر يكون فيلله الفسللاد‬
‫مما هللو منهللي عنلله مللن جهللة أكللله وشللربه أو‬
‫كسبه أو نكاحه أو ملكه أو إمسللاكه أو هبتلله أو‬
‫عللاريته أو شلليء يكللون فيلله وجلله مللن وجللوه‬
‫الفسللاد نظيللر الللبيع بالربللا لمللا فللي ذلللك مللن‬
‫الفساد أو البيع للميتة أو الدم أو لحم الخنزيللر‬
‫أو لحوم السباع مللن صللنوف سللباع الللوحش أو‬
‫الطير أو جلودها أو الخمر أو شيء مللن وجللوه‬
‫النجس فهذا كللله حللرام ومحللرم لن ذلللك كللله‬
‫منهي عن أكله وشربه ولبسه وملكه وإمسللاكه‬
‫والتقلب فيه بللوجه مللن الوجللوه لمللا فيلله مللن‬
‫الفساد فجميع تقلبه في ذلك حرام وكذلك كل‬
‫بيع ملهو به وكللل منهللي عنلله ممللا يتقللرب بلله‬
‫لغير الله أو يقوى به الكفر والشرك من جميللع‬
‫وجوه المعاصي أو باب مللن البللواب يقللوى بلله‬
‫بللاب مللن أبللواب الضللللة أو بللاب مللن أبللواب‬
‫الباطل أو باب يوهن به الحق فهو حرام محرم‬
‫حللرام بيعلله وشللراؤه وإمسللاكه وملكلله وهبتلله‬
‫وعاريته وجميع التقلب فيه إل في حللال تللدعو‬
‫‪444‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الضرورة فيه إلى ذلك‪.‬‬


‫وأما تفسير الجارات‪.‬‬
‫فإجارة النسان نفسلله أو مللا يملللك أو يلللي‬
‫أمره من قرابته أو دابته أو ثللوبه بللوجه الحلل‬
‫من جهات الجارات أن يللؤجر نفسلله أو داره أو‬
‫أرضه أو شيئا يملكه فيما ينتفع بلله مللن وجللوه‬
‫المنافع أو العمللل بنفسلله وولللده ومملللوكه أو‬
‫أجيره من غير أن يكللون وكيل للللوالي أو واليللا‬
‫للوالي فل بأس أن يكون أجيرا يؤجر نفسلله أو‬
‫ولده أو قرابته أو ملكلله أو وكيللله فللي إجللارته‬
‫لنهم وكلء الجير مللن عنللده ليللس هللم بللولة‬
‫الوالي نظير الحمال الذي يحمللل شلليئا بشلليء‬
‫معلوم إلى موضع معلوم فيحمللل ذلللك الشلليء‬
‫الذي يجوز له حمله بنفسه أو بملكه أو دابته أو‬
‫يؤاجر نفسه في عمل يعمل ذلك العمل بنفسه‬
‫أو بمملوكه أو قرابته أو بأجير من قبللله فهللذه‬
‫وجوه من وجوه الجارات حلل لمللن كللان مللن‬
‫الناس ملكا أو سوقة أو كافرا أو مؤمنللا فحلل‬
‫إجللارته وحلل كسللبه مللن هللذه الوجللوه فأمللا‬
‫وجوه الحرام من وجوه الجارة نظير أن يؤاجر‬
‫‪445‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫نفسه على حمل ما يحرم عليلله أكللله أو شللربه‬


‫أو لبسه أو يؤاجر نفسه في صنعة ذلك الشيء‬
‫أو حفظه أو لبسلله أو يللؤاجر نفسلله فللي هللدم‬
‫المسللاجد ضللرارا أو قتللل النفللس بغيللر حللل أو‬
‫حمل التصاوير والصللنام والمزاميللر والللبرابط‬
‫والخمر والخنازير والميتة والللدم أو شلليء مللن‬
‫وجوه الفساد الذي كان محرمللا عليلله مللن غيللر‬
‫جهة الجارة فيه وكل أمر منهي عنه مللن جهللة‬
‫من الجهات فمحرم على النسان إجارة نفسلله‬
‫فيه أو له أو شلليء منلله أو للله إل لمنفعللة مللن‬
‫اسللتأجرته كالللذي يسللتأجر الجيللر يحمللل للله‬
‫الميتة ينجيها عن أذاه أو أذى غيللره ومللا أشللبه‬
‫ذلك والفرق بيللن معنللى الوليللة والجللارة وإن‬
‫كان كلهما يعملن بللأجر أن معنللى الوليللة أن‬
‫يلي النسان لوالي الولة أو لولة الولة فيلي‬
‫أمر غيره فللي التوليللة عليلله وتسللليطه وجللواز‬
‫أمره ونهيه وقيامه مقام الولي إلى الرئيس أو‬
‫مقللام وكلئه فللي أمللره وتوكيللده فللي معللونته‬
‫وتسديد وليته وإن كان أدناهم ولية فهللو وال‬
‫علللى مللن هللو وال عليلله يجللري مجللرى الللولة‬
‫‪446‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الكبار الذين يلون ولية الناس في قتلهللم مللن‬


‫قتلللوا وإظهللار الجللور والفسللاد وأمللا معنللى‬
‫الجارة فعلللى مللا فسللرنا مللن إجللارة النسللان‬
‫نفسه أو ما يملكه مللن قبللل أن يللؤاجر الشلليء‬
‫مللن غيللره فهللو يملللك يمينلله لنلله ل يلللي أمللر‬
‫نفسه وأمر ما يملك قبل أن يللؤاجره ممللن هللو‬
‫آجره والوالي ل يملك من أمور الناس شيئا إل‬
‫بعد ما يلي أمورهم ويملللك تللوليتهم وكللل مللن‬
‫آجر نفسه أو آجر ما يملك نفسه أو يلللي أمللره‬
‫من كافر أو مؤمن أو ملللك أو سللوقة علللى مللا‬
‫فسللرنا ممللا تجللوز الجللارة فيلله فحلل محلللل‬
‫فعله وكسبه‬

‫وأما تفسير الصناعات‪.‬‬


‫فكل ما يتعلم العباد أو يعلمون غيرهللم مللن‬
‫صلللنوف الصلللناعات مثلللل الكتابلللة والحسلللاب‬
‫والتجارة والصياغة والسراجة والبناء والحياكللة‬
‫والقصارة والخياطة وصللنعة صللنوف التصللاوير‬
‫ما لم يكن مثل الروحاني وأنواع صنوف اللت‬
‫التي يحتللاج إليهللا العبللاد الللتي منهللا منللافعهم‬
‫‪447‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وبهللا قللوامهم وفيهللا بلغللة جميللع حللوائجهم‬


‫فحلل فعله وتعليمه والعمل بلله وفيلله لنفسلله‬
‫أو لغيره وإن كانت تلك الصناعة وتلك اللة قد‬
‫يسلللتعان بهلللا عللللى وجلللوه الفسلللاد ووجلللوه‬
‫المعاصي ويكون معونة على الحق والباطل فل‬
‫بأس بصناعته وتعليمه نظير الكتابللة الللتي هللي‬
‫على وجه من وجوه الفساد مللن تقويللة معونللة‬
‫ولة ولة الجلللور وكلللذلك السلللكين والسللليف‬
‫والرمللح والقللوس وغيللر ذلللك مللن وجللوه اللللة‬
‫الللتي قللد تصللرف إلللى جهللات الصلللح وجهللات‬
‫الفسللاد وتكللون آلللة ومعونللة عليهمللا فل بللأس‬
‫بتعليمه وتعلمه وأخذ الجر عليه وفيه والعملللل‬
‫به وفيه لمن كللان للله فيلله جهللات الصلللح مللن‬
‫جميع الخلئق ومحرم عليهم فيه تصللريفه إلللى‬
‫جهللات الفسللاد والمضللار فليللس علللى العللالم‬
‫والمتعلم إثم ول وزر لما فيه من الرجحان في‬
‫منافع جهللات صلللحهم وقللوامهم بلله وبقللائهم‬
‫وإنمللا الثللم والللوزر علللى المتصللرف بهللا فللي‬
‫وجوه الفسللاد والحللرام وذلللك إنمللا حللرم الللله‬
‫الصناعة التي حرام هي كلها الللتي يجيء منهللا‬
‫‪448‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الفسلللاد محضلللا نظيلللر اللللبرابط والمزاميلللر‬


‫والشطرنج وكل ملهللو بلله والصلللبان والصللنام‬
‫وما أشبهه ذلك مللن صللناعات الشللربة الحللرام‬
‫وما يكون منلله وفيلله الفسللاد محضللا ول يكللون‬
‫فيه ول منلله شلليء مللن وجللوه الصلللح فحللرام‬
‫تعليملله وتعلملله والعمللل بلله وأخللذ الجللر عليلله‬
‫وجميع التقلب فيه مللن جميللع وجللوه الحركللات‬
‫كلها إل أن تكون صناعة قد تنصرف إلى جهات‬
‫الصنائع وإن كان قد يتصرف بهللا ويتنللاول بهللا‬
‫وجه من وجللوه المعاصللي فلعللله لمللا فيلله مللن‬
‫الصلح حل تعلمه وتعليملله والعمللل بلله ويحللرم‬
‫على من صرفه إلللى غيللر وجلله الحللق والصلللح‬
‫فهذا تفسير بيان وجلله اكتسللاب معللاش العبللاد‬
‫وتعليمهم في جميع وجوه اكتسابهم‪.‬‬
‫وجوه إخراج الموال وإنفاقها‪.‬‬
‫أما الوجوه الللتي فيهللا إخللراج المللوال فللي‬
‫جميللع وجللوه الحلل المفللترض عليهللم ووجللوه‬
‫النوافللل كلهللا فأربعللة وعشللرون وجهللا منهللا‬
‫سبعة وجوه على خاصة نفسلله وخمسللة وجللوه‬
‫على من تلزمه نفسه وثلثة وجللوه ممللا تلزملله‬
‫‪449‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فيها من وجوه الدين وخمسة وجوه مما تلزملله‬


‫فيها من وجوه الصلت وأربعة أوجه مما تلزمه‬
‫فيها النفقة من وجوه اصطناع المعروف فأمللا‬
‫الوجوه التي تلزملله فيهللا النفقللة علللى خاصللة‬
‫نفسه فهي مطعمه ومشربه وملبسلله ومنكحلله‬
‫ومخدمه وعطاؤه فيما يحتاج إليلله مللن الجللراء‬
‫على مرمللة متللاعه أو حمللله أو حفظلله وشلليء‬
‫يحتللاج إليلله مللن نحللو منزللله أو آلللة مللن اللت‬
‫يستعين بها على حوائجه وأما الوجوه الخملللس‬
‫التي تجب عليه النفقة لمن تلزمه نفسه فعلى‬
‫ولده ووالللديه وامرأتلله ومملللوكه لزم للله ذلللك‬
‫في حال العسللر واليسللر وأمللا الوجللوه الثلثللة‬
‫المفروضة من وجوه الدين فالزكاة المفروضة‬
‫الواجبة في كل عام والحج المفروض والجهللاد‬
‫فللي إبللانه وزمللانه وأمللا الوجللوه الخمللس مللن‬
‫وجوه الصلت النوافل فصلة مللن فللوقه وصلللة‬
‫القرابللة وصلللة المللؤمنين والتنفللل فللي وجللوه‬
‫الصللدقة والللبر والعتللق وأمللا الوجللوه الربللع‬
‫فقضاء الدين والعارية والقرض وإقراء الضيف‬
‫واجبات في السنة‪.‬‬
‫‪450‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ما يحل للنسان أكله‪.‬‬


‫فأمللا مللا يحللل ويجللوز للنسللان أكللله ممللا‬
‫أخرجت الرض فثلثة صنوف من الغذية صنف‬
‫منهللا جميللع الحللب كللله مللن الحنطللة والشللعير‬
‫والرز والحمص وغيللر ذلللك مللن صللنوف الحللب‬
‫وصنوف السماسم وغيرها كل شيء من الحللب‬
‫مما يكون فيه غذاء النسللان فللي بللدنه وقللوته‬
‫فحلل أكله وكل شيء تكون فيه المضرة على‬
‫النسللان فللي بللدنه فحللرام أكللله إل فللي حللال‬
‫الضرورة والصنف الثللاني ممللا أخرجللت الرض‬
‫من جميع صنوف الثمللار كلهللا ممللا يكللون فيلله‬
‫غذاء النسان ومنفعة له وقوته به فحلل أكللله‬
‫وما كان فيه المضرة علللى النسللان فللي أكللله‬
‫فحللرام أكللله والصللنف الثللالث جميللع صللنوف‬
‫البقول والنبللات وكللل شلليء تنبللت الرض مللن‬
‫البقول كلها مما فيه منافع النسان وغللذاء للله‬
‫فحلل أكله وما كان مللن صللنوف البقللول ممللا‬
‫فيلله المضللرة علللى النسللان فللي أكللله نظيللر‬
‫بقللول السللموم القاتلللة ونظيللر الللدفلى وغيللر‬
‫ذلك من صنوف السم القاتل فحرام أكله‪.‬‬
‫‪451‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأما ما يحل أكله من لحوم الحيوان‪.‬‬


‫فلحوم البقر والغنللم والبللل ومللا يحللل مللن‬
‫لحوم الللوحش وكللل مللا ليللس فيلله نللاب ول للله‬
‫مخلب وما يحل من أكل لحللوم الطيللر كلهللا مللا‬
‫كانت للله قانصللة فحلل أكللله ومللا لللم يكللن للله‬
‫قانصللة فحللرام أكللله ول بللأس بأكللل صللنوف‬
‫الجراد‬
‫وأما ما يجوز أكله من البيض‪.‬‬
‫فكللل مللا اختلللف طرفللاه فحلل أكللله ومللا‬
‫استوى طرفاه فحرام أكله‪.‬‬
‫وما يجوز أكله من صيد البحر‪.‬‬
‫من صنوف السمك ما كان للله قشللور فحلل‬
‫أكله وما لم يكن له قشور فحرام أكله‪.‬‬
‫وما يجوز من الشربة‪.‬‬
‫من جميع صنوفها فما ل يغير العقللل كللثيرة‬
‫فل بأس بشربه وكل شلليء منهللا يغيللر العقللل‬
‫كثيره فالقليل منه حرام‪.‬‬
‫وما يجوز من اللباس‪.‬‬
‫فكلللل ملللا أنبتلللت الرض فل بلللأس بلبسللله‬
‫والصلة فيه وكللل شلليء يحللل لحملله فل بللأس‬
‫‪452‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بلبس جلده الذكي منه وصوفه وشللعره ووبللره‬


‫وإن كان الصوف والشعر والريللش والللوبر مللن‬
‫الميتة وغير الميتللة ذكيللا فل بللأس بلبللس ذلللك‬
‫والصلة فيه وكللل شلليء يكللون غللذاء النسللان‬
‫فلللي مطعمللله ومشلللربه أو ملبسللله فل تجلللوز‬
‫الصلة عليه ول السجود إل مللا كللان مللن نبللات‬
‫الرض من غير ثمر قبل أن يصير مغللزول فللإذا‬
‫صار غزل فل تجللوز الصلللة عليلله إل فللي حللال‬
‫ضرورة‪.‬‬
‫أما ما يجوز من المناكح‪.‬‬
‫فأربعللة وجللوه نكللاح بميللراث ونكللاح بغيللر‬
‫ميراث ونكاح اليمين ونكاح بتحليل من المحلللل‬
‫له من ملك من يملك وأما ما يجللوز مللن الملللك‬
‫والخدمللة فسللتة وجللوه ملللك الغنيمللة وملللك‬
‫الشللراء وملللك الميللراث وملللك الهبللة وملللك‬
‫العارية وملك الجر فهللذه وجللوه مللا يحللل ومللا‬
‫يجللوز للنسللان إنفللاق مللاله وإخراجلله بجهللة‬
‫الحلل فللي وجللوهه ومللا يجللوز فيلله التصللرف‬
‫والتقلب من وجوه الفريضة والنافلة‬
‫رسالته )عليه السلم( في الغنللائم ووجللوب‬
‫‪453‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخمس‪.‬‬
‫فهمت ما ذكرت أنك اهتممت بلله مللن العلللم‬
‫بوجوه مواضع ما لللله فيلله رضللا وكيللف أمسللك‬
‫سهم ذي القربى منه وما سألتني مللن إعلمللك‬
‫ذلك كله فاسمع بقلبك وانظر بعقلك ثللم أعللط‬
‫في جنبك النصف مللن نفسللك فللإنه أسلللم لللك‬
‫غدا عند ربك المتقدم أمره ونهيه إليللك وفقنللا‬
‫الله وإياك اعلم أن الله ربي وربك ما غاب عن‬
‫شيء وما كان ربك نسيا وما فرط في الكتللاب‬
‫من شيء وكل شيء فصله تفصلليل وأنلله ليللس‬
‫ما وضح الله تبارك وتعالى من أخذ ماله بأوضح‬
‫مما أوضح الله من قسمته إياه في سللبله لنلله‬
‫لم يفترض من ذلك شيئا في شيء من القرآن‬
‫إل وقد أتبعه بسبله إياه غير مفرق بينه وبينلله‬
‫يللوجبه لمللن فللرض للله مللا ل يللزول عنلله مللن‬
‫القسم كما يزول ما بقي سواه عمن سمي للله‬
‫لنه يزول عن الشلليخ بكللبره والمسللكين بغنللاه‬
‫وابن السبيل بلحوقه ببلده ومع توكيد الحج مع‬
‫ذلك بالمر به تعليما وبالنهي عمللا ركللب ممللن‬
‫منعه تحرجا فقال الله جل وعز فللي الصللدقات‬
‫‪454‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ملللا‬
‫وكلللانت أول ملللا افلللترض اللللله سلللبله إ ِن ّ َ‬
‫ن‬ ‫ن وا ْلعلللا ِ‬
‫م ِلي َ‬ ‫كي ِ‬‫مسلللا ِ‬ ‫ء وال ْ َ‬‫قلللرا ِ‬‫ف َ‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬ ‫دقا ُ‬
‫صللل َ‬
‫ال ّ‬
‫ب‬‫فلللي الّرقلللا ِ‬ ‫م و ِ‬ ‫ق ُللللوب ُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫فللل ِ‬‫ؤلّ َ‬‫م َ‬ ‫ع ل َْيهلللا وال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫سللِبي ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ل الّللل ِ‬
‫ه واْبلل ِ‬ ‫سللِبي ِ‬
‫فللي َ‬
‫ن و ِ‬
‫مي َ‬ ‫واْلغللا ِ‬
‫ر ِ‬
‫فالله أعلم نبيه )عليه السلم( موضع الصدقات‬
‫وأنهللا ليسللت لغيللر هللؤلء يضللعها حيللث يشللاء‬
‫منهم على ما يشاء ويكف الله جللل جلللله نللبيه‬
‫وأقرباءه عن صدقات الناس وأوسللاخهم فهللذا‬
‫سبيل الصدقات وأما المغانم فإنه لما كان يوم‬
‫بدر قال رسول الله )صلى الله عليه وآله( مللن‬
‫قتل قتيل فله كذا وكذا ومن أسللر أسلليرا فللله‬
‫من غنائم القوم كذا وكذا فإن الله قد وعللدني‬
‫أن يفتللح علللي وأنعمنللي عسللكرهم فلمللا هللزم‬
‫الله المشركين وجمعت غنائمهم قام رجل من‬
‫النصار فقال يا رسول الله إنك أمرتنللا بقتللال‬
‫المشركين وحثثتنا عليه وقلت من أسللر أسلليرا‬
‫فله كذا وكذا من غنائم القوم ومن قتللل قللتيل‬
‫فله كذا وكذا إني قتلت قتيلين لي بذلك البينة‬
‫وأسرت أسيرا فأعطنا ما أوجبللت علللى نفسللك‬
‫يا رسول الله ثم جلس فقللام سللعد بللن عبللادة‬
‫‪455‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقال يا رسول الله ما منعنا أن نصيب مثل مللا‬


‫أصابوا جبن عللن العللدو ول زهللادة فللي الخللرة‬
‫والمغنللم ولكنللا تخوفنللا إن بعللد مكاننللا منللك‬
‫فيميل إليك من جند المشركين أو يصيبوا منك‬
‫ضيعة فيميلوا إليك فيصيبوك بمصيبة وإنللك إن‬
‫تعللط هللؤلء القللوم مللا طلبللوا يرجللع سللائر‬
‫المسلللمين ليللس لهللم مللن الغنيمللة شلليء ثللم‬
‫جلللس فقللام النصللاري فقللال مثللل مقللالته‬
‫الولى ثم جلللس يقللول ذلللك كللل واحللد منهمللا‬
‫ثلث مرات فصد النبي )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫ن‬‫علل ِ‬‫ك َ‬ ‫سللئ َُلون َ َ‬‫بللوجهه فللأنزل الللله عللز وجللل ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ل والنفال اسم جامع لما أصللابوا يللومئذ‬ ‫اْل ْنفا ِ‬
‫َ‬
‫ه ومثل قوله‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫على َر ُ‬ ‫مثل قوله ما أفاءَ الل ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫ه‬ ‫ل اْل َْنفا ُ‬
‫ل ل ِّللل ِ‬ ‫ء ثم قال ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬‫ن َ‬‫م ْ‬‫م ِ‬
‫متُ ْ‬ ‫أ َّنما َ‬
‫غنِ ْ‬
‫ل فاختلجهللا الللله مللن أيللديهم فجعلهللا‬ ‫سو ِ‬ ‫والّر ُ‬
‫َ‬
‫حوا‬ ‫ص لل ِ ُ‬ ‫ه وأ ْ‬ ‫قوا الّللل َ‬ ‫فللات ّ ُ‬‫لله ولرسللوله ثللم قللال َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كللم وأ َ‬
‫م‬‫ْ‬ ‫تلل‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫إ‬
‫ُ ِ‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫سللو‬ ‫ر‬
‫َ ُ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫للل‬ ‫ال‬ ‫عللوا‬
‫ُ‬ ‫طي‬
‫ِ‬ ‫ت ب َي ْن ِ ُ ْ‬
‫ذا َ‬
‫ن فلما قدم رسول الله )صلى الله عليلله‬ ‫م ِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫مللوا أ َّنمللا‬ ‫علَ ُ‬
‫وآللله( المدينللة أنللزل الللله عليلله وا ْ‬
‫ل‬ ‫لو‬‫سل‬ ‫ر‬ ‫لل‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫سل‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫للل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫فللأ َ‬
‫ء َ‬
‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬‫متُ ْ‬‫غنِ ْ‬
‫‪456‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ن‬
‫ن واْبلل ِ‬‫كي ِ‬ ‫مسللا ِ‬ ‫ق ْربللى وال َْيتللامى وال ْ َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫وِللل ِ‬
‫علللى‬ ‫ه ومللا أ َن َْز ْلنللا َ‬ ‫م ِبالل ّ ِ‬
‫م ن ْت ُ ْ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م آ َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫س ِبي ِ‬‫ال ّ‬
‫ن فأمللا‬
‫معللا ِ‬ ‫قى ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫م ا ل ْت َ َ‬
‫و َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫ف ْرقا ِ‬ ‫و َ‬‫دنا ي َ ْ‬‫عبْ ِ‬
‫َ‬
‫ه فكما يقول النسان هو لللله ولللك ول‬ ‫قوله ل ِل ّ ِ‬
‫يقسم لله منه شيء فخمس رسول الله )صلى‬
‫الللله عليلله وآللله( الغنيمللة الللتي قبللض بخمسللة‬
‫أسهم فقبض سهم الله لنفسه يحيي بلله ذكللره‬
‫ويللورث بعللده وسللهما لقرابتلله مللن بنللي عبللد‬
‫المطلب فأنفذ سهما ليتام المسلمين وسللهما‬
‫لمسللللاكينهم وسللللهما لبللللن السللللبيل مللللن‬
‫المسلمين في غير تجارة فهذا يللوم بللدر وهللذا‬
‫سبيل الغنائم التي أخذت بالسيف وأمللا مللا لللم‬
‫يوجلللف عليللله بخيلللل ول ركلللاب فلللإن كلللان‬
‫المهلللاجرون حيلللن قلللدموا المدينلللة أعطتهلللم‬
‫النصلللار نصلللف دورهلللم ونصلللف أملللوالهم‬
‫والمهاجرون يومئذ نحو مائة رجللل فلمللا ظهللر‬
‫رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله( علللى بنللي‬
‫قريظة والنضير وقبض أموالهم قال النبي ص‬
‫للنصللار إن شللئتم أخرجتللم المهللاجرين مللن‬
‫دوركم وأمللوالكم وقسللمت لهللم هللذه المللوال‬
‫‪457‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫دونكللم وإن شللئتم تركتللم أمللوالكم ودوركللم‬


‫وقسمت لكم معهللم قللالت النصللار بللل اقسللم‬
‫لهم دوننللا واتركهللم معنللا فللي دورنللا وأموالنللا‬
‫َ‬
‫علللى‬ ‫ه َ‬ ‫فأنزل الله تبللارك وتعللالى مللا أفللاءَ الل ّ ل ُ‬
‫م‬ ‫تلل‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫فمللا أ َ‬‫م يعني يهود قريظة َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه ْ‬
‫منْ ُ‬
‫ه ِ‬
‫سول ِ ِ‬
‫َر ُ‬
‫ب لنهللم كللانوا معهللم‬
‫ركللا ٍ‬
‫ل ول ِ‬
‫خ ْيلل ٍ‬
‫ن َ‬
‫ملل ْ‬ ‫ع ل َي ْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫بالمدينللة أقللرب مللن أن يوجللف عليهللم بخيللل‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن اّللل ِ‬‫ري َ‬‫ج ِ‬ ‫مهللا ِ‬ ‫ء ال ْ ُ‬ ‫قللرا ِ‬ ‫وركللاب ثللم قللال ل ِل ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫ضللًل‬‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫خ ر جوا م ن ديللار ه م وأ َ‬ ‫أُ‬
‫غللو َ‬ ‫م ي َب ْت َ ُ‬‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫لوا‬ ‫مل‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫سللول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وَر ُ‬ ‫ن الّللل َ‬ ‫صللُرو َ‬ ‫ضللوانا ً وي َن ْ ُ‬ ‫ر ْ‬ ‫ه و ِ‬‫ن الّللل ِ‬‫ملل َ‬‫ِ‬
‫ن فجعلهللا الللله لمللن هللاجر‬ ‫قو َ‬ ‫صاِد ُ‬‫م ال ّ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬‫ُأولئ ِ َ‬
‫من قريش مللع النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫وصللدق وأخللرج أيضللا عنهللم المهللاجرين مللع‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآللله( مللن العللرب‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫لوا‬
‫مل‬ ‫خ ر جللوا مللن ديللار ه م وأ َ‬
‫ْ‬ ‫لقوله اّلللذين أ ُ‬
‫ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬
‫لن قريشللا كللانت تأخللذ ديللار مللن هللاجر منهللا‬
‫وأمللوالهم ولللم تكللن العللرب تفعللل ذلللك بمللن‬
‫هللاجر منهللا ثللم أثنللى علللى المهللاجرين الللذين‬
‫جعلللل لهلللم الخملللس وبرأهلللم ملللن النفلللاق‬
‫ن‬ ‫صللاِد ُ‬ ‫َ‬ ‫بتصديقهم إياه حين قال ُ‬
‫قو َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫أول‬
‫‪458‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ل الكللاذبون ثللم أثنللى علللى النصللار وذكللر مللا‬


‫صللنعوا وحبهللم للمهللاجرين وإيثللارهم إيللاهم‬
‫وأنهللم لللم يجللدوا فللي أنفسللهم حاجللة يقللول‬
‫حللزازة ممللا أوتللوا يعنللي المهللاجرين دونهللم‬
‫داَر‬ ‫ؤا ال ّ‬ ‫و ُ‬ ‫ن ت َب َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫فأحسن الثناء عليهم فقال وال ّ ِ‬
‫م‬ ‫هل ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫واْل ِ يما َ‬
‫ج َر إ ِل ي ْ ِ‬ ‫ن هللا َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ّبللو َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ب ْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬
‫مللا ُأوُتللوا‬ ‫م ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫جلل ً‬ ‫م حا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬
‫دو ِ‬ ‫صلل ُ‬ ‫فللي ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫جلل ُ‬
‫ول ي َ ِ‬
‫ة‬
‫صلل ٌ‬ ‫خصا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫على أ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ؤ ث ُِرو َ‬
‫ن‬‫حللو َ‬ ‫فلِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫هل ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ف لُأولئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫سل ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح نَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ُيوقَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫وقد كان رجال اتبعوا النللبي )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( قللد وترهللم المسلللمون فيمللا أخللذوا مللن‬
‫أموالهم فكانت قلوبهم قد امتلت عليهم فلما‬
‫حسن إسلمهم استغفروا لنفسهم ممللا كللانوا‬
‫عليه من الشرك وسألوا الله أن يذهب بما في‬
‫قلوبهم مللن الغللل لمللن سللبقهم إلللى اليمللان‬
‫واستغفروا لهللم حللتى يحلللل مللا فللي قلللوبهم‬
‫وصللاروا إخوانللا لهللم فللأثنى الللله علللى الللذين‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫د ِ‬‫علل ِ‬
‫بَ ْ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬‫ؤ ِ‬ ‫ن جا ُ‬ ‫قالوا ذلك خاصة فقال وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫قونا‬‫سبَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫خوان َِنا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ف ْر َلنا وِل ِ ْ‬
‫غ ِ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن َر ب ّ َنا ا ْ‬ ‫يَ ُ‬
‫م ُنوا‬
‫ن آ َ‬ ‫غ ّلل ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ق ُلوِبنا ِ‬
‫في ُ‬ ‫ع ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ِباْل ِ يما ِ‬
‫ن ول ت َ ْ‬
‫‪459‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫م فللأعطى رسللول الللله‬ ‫حيلل ٌ‬


‫ف َر ِ‬
‫ؤ ٌ‬ ‫َر ّبنللا إ ِّنلل َ‬
‫ك َر ُ‬
‫)صلى الللله عليلله وآللله( المهللاجرين عامللة مللن‬
‫قريش على قدر حللاجتهم فيمللا يللرى لنهللا لللم‬
‫تخمس فتقسم بالسوية ولم يعللط أحللدا منهللم‬
‫شيئا إل المهاجرين من قريش غير رجلين مللن‬
‫أنصار يقال لحدهما سللهل بللن حنيللف وللخللر‬
‫سللماك بللن خرشللة أبللو دجانللة فللإنه أعطاهمللا‬
‫لشدة حاجة كانت بهما من حقه وأمسك النللبي‬
‫)صلى الله عليه وآله( من أمللوال بنللي قريظللة‬
‫والنضير ما لم يوجف عليه خيل ول ركاب سللبع‬
‫حوائط لنفسه لنه لم يوجللف علللى فللدك خيللل‬
‫أيضا ول ركاب وأما خيللبر فإنهللا كللانت مسلليرة‬
‫ثلثة أيام من المدينة وهي أموال اليهود ولكنه‬
‫أوجف عليهللا خيللل وركللاب وكللانت فيهللا حللرب‬
‫فقسمها على قسمة بدر فقال الللله عللز وجللل‬
‫ه‬‫ف ل ِل ّ ِ‬
‫قرى َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ه ِ‬‫ن أَ ْ‬
‫م ْ‬‫ه ِ‬‫سول ِ ِ‬ ‫على َر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ما أفاءَ الل ّ ُ‬
‫ن‬ ‫كي ِ‬ ‫مسللا ِ‬ ‫ق ْربى وال َْيتامى وال ْ َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل ول ِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫وِللّر ُ‬
‫ء‬
‫غ ِنيللا ِ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫دوَللل ً‬
‫ة ب َْيلل َ‬ ‫ن ُ‬‫كو َ‬ ‫ي ل يَ ُ‬ ‫ل كَ ْ‬ ‫س ِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫واب ْ ِ‬
‫ذوهُ ومللا َنهللاك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خل ُ‬ ‫ل َ‬
‫ف ُ‬ ‫سللو ُ‬ ‫م وما آتللاك ُ ُ‬
‫م الّر ُ‬ ‫م ن ْك ُ ْ‬‫ِ‬
‫هوا فهللذا سللبيل مللا أفللاء الللله علللى‬ ‫ه َ‬
‫فللان ْت َ ُ‬ ‫عنْ ُ‬‫َ‬
‫‪460‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رسوله مما أوجف عليه خيل وركاب وقللد قللال‬


‫علي بن أبي طالب )صلى الللله عليلله وآللله( مللا‬
‫زلنا نقبض سهمنا بهذه الية التي أولها تعليللم‬
‫وآخرها تحرج حتى جاء خمس السللوس وجنللدي‬
‫سللابور إلللى عمللر وأنللا والمسلللمون والعبللاس‬
‫عنده فقال عمر لنللا إنلله قللد تتللابعت لكللم مللن‬
‫الخمس أموال فقبضتموها حللتى ل حاجللة بكللم‬
‫اليللوم وبالمسلللمين حاجللة وخلللل فأسلللفونا‬
‫حقكم من هذا المال حللتى يللأتي الللله بقضللائه‬
‫من أول شلليء يللأتي المسلللمين فكففللت عنلله‬
‫لني لم آمن حين جعله سلفا لللو ألححنللا عليلله‬
‫فيه أن يقول في خمسنا مثل قوله في أعظللم‬
‫منه أعني ميراث نبينا )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫حين ألححنا عليه فيه فقال له العباس ل تغمللز‬
‫في الذي لنللا يللا عمللر فللإن الللله قللد أثبتلله لنللا‬
‫بأثبت مما أثبت به المواريث بيننللا فقللال عمللر‬
‫وأنتللم أحللق مللن أرفللق المسلللمين وشللفعني‬
‫فقبضلله عمللر ثللم قللال ل والللله مللا أتللاهم مللا‬
‫يقبضنا حتى لحق بالله ثم ما قدرنا عليلله بعللده‬
‫ثم قال علي )عليه السلم( إن الله حللرم علللى‬
‫‪461‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رسللول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( الصللدقة‬


‫فعوضه منها سهما من الخمللس وحرمهللا علللى‬
‫أهل بيته خاصة دون قومهم‬
‫وأسهم لصغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم‬
‫وفقيرهللم وشللاهدهم وغللائبهم ولنهللم إنمللا‬
‫أعطوا سللهمهم لنهللم قرابللة نللبيهم والللتي ل‬
‫تزول عنهم الحمد لله الللذي جعللله منللا وجعلنللا‬
‫منلله فلللم يعللط رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآللله( أحللدا مللن الخمللس غيرنللا وغيللر حلفائنللا‬
‫وموالينا لنهللم منللا وأعطللى مللن سللهمه ناسللا‬
‫لحرم كانت بينه وبينهم معونة فللي الللذي كللان‬
‫بينهم فقد أعلمتللك مللا أوضللح الللله مللن سللبيل‬
‫هذه النفال الربعة وما وعللد مللن أمللره فيهللم‬
‫ونوره بشفاء مللن البيللان وضللياء مللن البرهللان‬
‫جاء به الوحي المنزل وعمل به النبي المرسللل‬
‫)صلى الله عليه وآله( فمن حرف كلم اللللله أو‬
‫بللدله بعللد مللا سللمعه وعقللله فإنمللا إثملله عليلله‬
‫والله حجيجه فيه والسلللم عليللك ورحمللة الللله‬
‫وبركاته‪.‬‬
‫احتجاجه )عليه السلللم( علللى الصللوفية لمللا‬
‫‪462‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫دخلوا عليه فيما ينهون عنه من طلب الرزق‪.‬‬


‫دخللل سللفيان الثللوري علللى أبللي عبللد الللله‬
‫)عليه السلللم( فللرأى عليلله ثيابللا بيضللاء كأنهللا‬
‫غرقللئ البيللاض فقللال للله إن هللذا ليللس مللن‬
‫لباسك فقال )عليه السلم( له اسللمع منللي وع‬
‫ما أقول لك فإنه خير لك عللاجل وآجل إن كنللت‬
‫أنت مللت علللى السللنة والحللق ولللم تمللت علللى‬
‫بدعة أخبرك أن رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( كان في زمان مقفر جشللب فللإذا أقبلللت‬
‫الللدنيا فللأحق أهلهللا بهللا أبرارهللا ل فجارهللا‬
‫ومؤمنوهللا ل منافقوهللا ومسلللموها ل كفارهللا‬
‫فما أنكرت يا ثوري فو الله إني لمع ما ترى ما‬
‫أتى علي مذ عقلت صللباح ول مسللاء ولللله فللي‬
‫مالي حق أمرنللي أن أضللعه موضللعا إل وضللعته‬
‫فقال ثم أتاه قوم ممن يظهر التزهد ويللدعون‬
‫النللاس أن يكونللوا معهللم علللى مثللل الللذي هللم‬
‫عليه من التقشف فقالوا إن صاحبنا حصر عللن‬
‫كلمك ولم تحضره حجة فقللال )عليلله السلللم(‬
‫لهم هاتوا حججكم فقالوا إن حججنا مللن كتللاب‬
‫الله قال )عليه السلم( لهم فللأدلوا بهللا فإنهللا‬
‫‪463‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أحق ما اتبع وعمل به فقالوا يقول الله تبللارك‬


‫وتعللالى مخللبرا عللن قللوم مللن أصللحاب النللبي‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫على أ َ‬ ‫)صلى الله عليه وآله( وي ُ ْ‬
‫ه ْ‬
‫ِ‬ ‫سلل‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ؤ ث ُِرو َ‬
‫ه‬
‫سل ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح نَ ْ‬‫شل ّ‬ ‫ن ي ُللوقَ ُ‬‫مل ْ‬ ‫ة و َ‬ ‫صل ٌ‬‫خصا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ن بِ ِ‬
‫و كا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ن فمدح فعلهم وقال في‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬‫َ‬
‫حو َ‬ ‫فلِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫أول‬
‫ه‬‫ح ب ّللل ِ‬
‫علللى ُ‬ ‫م َ‬ ‫طعللا َ‬‫ن ال ّ‬ ‫مللو َ‬ ‫ع ُ‬‫موضللع آخللر وي ُطْ ِ‬
‫سلليرا ً فنحللن نكتفللي بهللذا‬ ‫َ‬
‫كينا ً وي َِتيمللا ً وأ ِ‬
‫سلل ِ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫فقال رجل من الجلساء إنا ما رأيناكم تزهدون‬
‫في الطعمة الطيبة ومع ذلللك تللأمرون النللاس‬
‫بالخروج مللن أمللوالهم حللتى تتمتعللوا أنتللم بهللا‬
‫فقال أبو عبد الله )عليلله السلللم( دعللوا عنكللم‬
‫ما ل ينتفع به أخبروني أيها النفللر أ لكللم علللم‬
‫بناسللخ القللرآن مللن منسللوخه ومحكملله مللن‬
‫متشابهه الذي في مثللله ضللل مللن ضللل وهلللك‬
‫من هلك من هذه المة فقللالوا للله بعضلله فأمللا‬
‫كله فل فقال )عليلله السلللم( لهللم مللن هاهنللا‬
‫أوتيتم وكذلك أحاديث رسول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( وأما ما ذكرتم من إخبللار الللله إيانللا‬
‫في كتابه عن القوم الذين أخللبر عنهللم لحسللن‬
‫فعالهم فقد كان مباحا جائزا ولم يكونللوا نهللوا‬
‫‪464‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عنه وثوابهم منه على الله وذلللك أن الللله جللل‬


‫وتقدس أمر بخلف مللا عملللوا بلله فصللار أمللره‬
‫ناسخا لفعلهم وكان نهى تبارك وتعالى رحمللة‬
‫لمللللؤمنين ونظللللرا لكيل يضللللروا بأنفسللللهم‬
‫وعيللالتهم منهللم الضللعفة الصللغار والولللدان‬
‫والشللليخ الفلللان والعجلللوز الكلللبيرة اللللذين ل‬
‫يصبرون على الجوع فإن تصدقت برغيفللي ول‬
‫رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعللا فمللن ثللم‬
‫قال رسول الله )صلى الله عليلله وآللله( خمللس‬
‫تمللرات أو خمللس قللرص أو دنللانير أو دراهللم‬
‫يملكها النسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلللها‬
‫ما أنفقه النسان على والديه ثم الثانيللة علللى‬
‫نفسه وعياله ثم الثالثة على القرابللة وإخللوانه‬
‫المؤمنين ثم الرابعة على جيرانلله الفقللراء ثللم‬
‫الخامسللة فللي سللبيل الللله وهللو أخسللها أجللرا‬
‫وقال النبي )صلى الللله عليلله وآللله( للنصللاري‬
‫حيث أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق‬
‫ولللم يكللن يملللك غيرهللم وللله أولد صللغار لللو‬
‫أعلمتمللوني أمللره مللا تركتكللم تللدفنونه مللع‬
‫المسلمين ترك صبية صللغارا يتكففللون النللاس‬
‫‪465‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ثم قال حدثني أبي أن النبي )صلى الللله عليلله‬


‫وآله( قال ابدأ بمن تعللول الدنللى فللالدنى ثللم‬
‫هذا ما نطق به الكتاب ردا لقللولكم ونهيللا عنلله‬
‫ن ِإذا‬‫ذي َ‬‫مفروض من الله العزيز الحكيم قال اّللل ِ‬
‫ن ذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫ن ب َي ْ َ‬
‫ق ت ُُروا وكا َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫فوا‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫قوا‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫قواما ً أ فل ترون أن الله تبارك وتعالى عير ما‬ ‫َ‬
‫أراكم تدعون إليه والمسللرفين وفللي غيللر آيللة‬
‫ن‬
‫في َ‬
‫ر ِ‬
‫سل ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫حل ّ‬
‫ه ل يُ ِ‬
‫من كتاب الللله يقللول إ ِّنلل ُ‬
‫فنهاهم عن السراف ونهاهم عن التقتير لكللن‬
‫أمر بيللن أمريللن ل يعطللي جميللع مللا عنللده ثللم‬
‫يدعو الللله أن يرزقلله فل يسللتجيب للله للحللديث‬
‫الذي جاء عن النبي )صلى الللله عليلله وآللله( أن‬
‫أصنافا من أمتي ل يستجاب لهم دعاؤهم رجل‬
‫يدعو على والديه ورجل يدعو على غريم ذهللب‬
‫للله بمللال ولللم يشللهد عليلله ورجللل يللدعو علللى‬
‫امرأته وقد جعل الله‬
‫تخلية سبيلها بيده ورجللل يقعللد فللي الللبيت‬
‫ويقول يا رب ارزقني ول يخللرج يطلللب الللرزق‬
‫فيقول الله جللل وعللز عبللدي أ ولللم أجعللل لللك‬
‫السلللبيل إللللى الطللللب والضلللرب فلللي الرض‬
‫‪466‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بجوارح صحيحة فتكون قللد أعللذرت فيمللا بينللي‬


‫وبينك في الطلب لتباع أمري ولكيل تكللون كل‬
‫على أهلك فإن شئت رزقتك وإن شللئت قللترت‬
‫عليك وأنت معذور عندي ورجل رزقه الله مللال‬
‫كثيرا فللأنفقه ثللم أقبللل يللدعو يللا رب ارزقنللي‬
‫فيقللول الللله أ لللم أرزقللك رزقللا واسللعا أ فل‬
‫اقتصللدت فيلله كمللا أمرتللك ولللم تسللرف وقللد‬
‫نهيتك ورجل يدعو فللي قطيعللة رحللم ثللم علللم‬
‫الله نللبيه )صلللى الللله عليلله وآللله( كيللف ينفللق‬
‫وذلك أنه كللانت عنللده )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫أوقيللة مللن ذهللب فكللره أن تللبيت عنللده شلليء‬
‫فتصدق وأصللبح ليللس عنللده شلليء وجللاءه مللن‬
‫يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه فلملله السللائل‬
‫واغتم هو )صلى الله عليه وآله( حيث لللم يكللن‬
‫عنده ما يعطيه وكان رحيما رفيقللا فللأدب الللله‬
‫نبيه )صلى الله عليه وآله( بأمره إياه فقال ول‬
‫ل‬ ‫س ْ‬
‫طها ك ُ ّ‬ ‫ق َ‬
‫ك ول ت َب ْ ُ‬ ‫عنُ ِ‬
‫ة ِإلى ُ‬ ‫غ ُلول َ ً‬
‫م ْ‬‫ك َ‬ ‫ل ي َ دَ َ‬‫ع ْ‬‫ج َ‬‫تَ ْ‬
‫سورا ً يقول إن الناس‬ ‫ح ُ‬ ‫م ُلوما ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ع دَ َ‬‫ق ُ‬‫فتَ ْ‬
‫ط َ‬ ‫س ِ‬ ‫ا ل ْب َ ْ‬
‫قد يسألونك ول يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما‬
‫عندك كنت قد خسرت من المال فهذه أحللاديث‬
‫‪467‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رسللول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( يصللدقها‬


‫الكتللاب والكتللاب يصللدقه أهللله مللن المللؤمنين‬
‫وقال أبللو بكللر عنللد مللوته حيللث قيللل للله أوص‬
‫فقال أوصي بالخمس والخمس كثير فللإن الللله‬
‫قد رضي بالخمس فأوصى بالخمس وقللد جعللل‬
‫الله عز وجل له الثلث عنللد مللوته ولللو علللم أن‬
‫الثلث خير له أوصى به ثم من قد علمتللم بعللده‬
‫في فضله وزهللده سلللمان وأبللو ذر رضللي الللله‬
‫عنهما فأما سلللمان رضللي الللله عنلله فكللان إذا‬
‫أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حللتى يحضللره‬
‫عطاؤه من قابل فقيل له يا أبا عبللد الللله أنللت‬
‫في زهدك تصنع هذا وإنك ل تدري لعلك تمللوت‬
‫اليوم أو غللدا فكللان جللوابه أن قللال مللا لكللم ل‬
‫ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفنللاء أ ومللا‬
‫علمتم يا جهلة أن النفس تلتاث علللى صللاحبها‬
‫إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمللد عليلله فللإذا‬
‫هللي أحللرزت معيشللتها اطمللأنت فأمللا أبللو ذر‬
‫رضي الله عنلله فكللانت للله نويقللات وشللويهات‬
‫يحلبها ويذبح منهللا إذا اشللتهى أهللله اللحللم أو‬
‫نزل به ضيف أو رأى بأهل الماء الذين هم معه‬
‫‪468‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خصاصة نحر لهم الجللزور أو مللن الشللياه علللى‬


‫قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم فيقسمه بينهم‬
‫ويأخللذ كنصلليب أحللدهم ل يفضللل عليهللم ومللن‬
‫أزهد مللن هللؤلء وقللد قللال فيهللم رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآللله( مللا قللال ولللم يبلللغ مللن‬
‫أمرهمللا أن صللارا ل يملكللان شلليئا البتللة كمللا‬
‫تلللأمرون النلللاس بإلقلللاء أمتعتهلللم وشللليئهم‬
‫ويؤثرون به على أنفسهم وعيللالتهم واعلمللوا‬
‫أيها النفللر أنللي سللمعت أبللي يللروي عللن آبللائه‬
‫)عليه السلم( أن رسول الله )صلى الللله عليلله‬
‫وآله( قال يوما ما عجبت من شيء كعجبي من‬
‫المللؤمن أنلله إن قللرض جسللده فللي دار الللدنيا‬
‫بالمقللاريض كللان خيللرا للله وإن ملللك مللا بيللن‬
‫مشارق الرض ومغاربها كان خيرا له فكللل مللا‬
‫يصللنع الللله عللز وجللل بلله فهللو خيللر للله فليللت‬
‫شعري هل يحيللق فيكللم اليللوم مللا قللد شللرحت‬
‫لكم أم أزيدكم أ وما علمتم أن الله جللل اسللمه‬
‫قللد فللرض علللى المللؤمنين فللي أول المللر أن‬
‫يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ليللس‬
‫للله أن يللولي وجهلله عنهللم ومللن ولهللم يللومئذ‬
‫‪469‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫دبره فقد تبوأ مقعده من النار ثم حللولهم مللن‬


‫حالهم رحمة منه فصار الرجللل منهللم عليلله أن‬
‫يقاتل رجلين من المشركين تخفيفللا مللن الللله‬
‫عز وجل عن المؤمنين فنسخ الرجلن العشللرة‬
‫وأخبروني أيضا عن القضاة أ جور منهللم حيللث‬
‫يفرضون علللى الرجللل منكللم نفقللة امرأتلله إذا‬
‫قال أنا زاهد وإنه ل شيء لي فللإن قلتللم جللور‬
‫ظلمتم أهل السلم وإن‬
‫قلتللم بللل عللدل خصللمتم أنفسللكم وحيللث‬
‫تريدون صدقة من تصدق علللى المسللاكين عنللد‬
‫الموت بأكثر من الثلث أخبروني لو كان الناس‬
‫كلهم كما تريدون زهادا ل حاجة لهم في متللاع‬
‫غيرهم فعلى من كان يتصدق بكفارات اليمان‬
‫والنذور والصدقات من فرض الزكاة من البللل‬
‫والغنم والبقر وغير ذلللك مللن الللذهب والفضللة‬
‫والنخللل والزبيللب وسللائر مللا قللد وجبللت فيلله‬
‫الزكاة إذا كان المر على ما تقولللون ل ينبغللي‬
‫لحد أن يحبس شيئا من عرض الللدنيا إل قللدمه‬
‫وإن كللان بلله خصاصللة فللبئس مللا ذهبتللم إليلله‬
‫وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الللله عللز‬
‫‪470‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وجللل وسللنة نللبيه )صلللى الللله عليلله وآللله(‬


‫وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل أو ردكللم‬
‫إياهللا بجهللالتكم وترككللم النظللر فللي غللرائب‬
‫القللرآن مللن التفسللير بالناسللخ مللن المنسللوخ‬
‫والمحكم والمتشابه والمر والنهللي وأخللبروني‬
‫أنتم عن سليمان بن داود )عليه السلللم( حيللث‬
‫سأل الله ملكا ل ينبغي لحد من بعده فأعطللاه‬
‫الله جل اسمه ذلك وكان )عليه السلم( يقللول‬
‫الحق ويعمل به ثم لم نجد الله عاب ذلللك عليلله‬
‫ول أحللدا مللن المللؤمنين وداود )عليلله السلللم(‬
‫قبله في ملكه وشدة سلطانه ثم يوسف النللبي‬
‫ع ل ْن ِللي‬
‫ج َ‬
‫)عليه السلم( حيث قللال لملللك مصللر ا ْ‬
‫م فكللان‬ ‫في ل ٌ‬ ‫خللزائ ِن اْل َ‬
‫ع ِلي ل ٌ‬
‫ظ َ‬ ‫ح ِ‬
‫ض إ ِّنللي َ‬ ‫ر‬
‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫علللى َ‬
‫َ‬
‫أمره الذي كان اختار مملكة الملك ومللا حولهللا‬
‫إلى اليمن فكانوا يمتللارون الطعللام مللن عنللده‬
‫لمجاعة أصللابتهم وكللان )عليلله السلللم( يقللول‬
‫الحق ويعمل به فلم نجد أحللدا عللاب ذلللك عليلله‬
‫ثم ذو القرنين عبد أحب الللله فللأحبه طللوى للله‬
‫السباب وملكه مشارق الرض ومغاربها وكللان‬
‫يقول بالحق ويعمل به ثللم لللم نجللد أحللدا عللاب‬
‫‪471‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلك عليلله فتللأدبوا أيهللا النفللر بللآداب الللله عللز‬


‫وجل للمؤمنين واقتصروا على أمر الله ونهيلله‬
‫ودعوا عنكم ما اشتبه عليكللم ممللا ل علللم لكللم‬
‫به وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعللذروا عنللد‬
‫الللله تبللارك وتعللالى وكونللوا فللي طلللب علللم‬
‫الناسخ من القرآن من منسللوخه ومحكملله مللن‬
‫متشللابهه ومللا أحللل الللله فيلله ممللا حللرم فللإنه‬
‫أقرب لكم من الله وأبعد لكم من الجهل ودعوا‬
‫الجهالة لهلهللا فللإن أهللل الجهللل كللثير وأهللل‬
‫ل ِذي ِ ْ‬
‫و قَ ك ُل ّ‬ ‫العلم قليل وقد قال الله و َ‬
‫ع ل لم ٍ‬ ‫فل ْ‬
‫م‪.‬‬
‫ع ِلي ٌ‬
‫َ‬
‫كلملله )عليلله السلللم( فللي خلللق النسللان‬
‫وتركيبه‬
‫قال )عليه السلم( عرفان المللرء نفسلله أن‬
‫يعرفها بأربع طبائع وأربع دعائم وأربعة أركان‬
‫فطبائعه الدم والمرة والريح والبلغم ودعللائمه‬
‫العقللل ومللن العقللل الفهللم والحفللظ وأركللانه‬
‫النللور والنللار والللروح والمللاء وصللورته طينتلله‬
‫فأبصللر بللالنور وأكللل وشللرب بالنللار وجللامع‬
‫وتحللرك بللالروح ووجللد طعللم الللذوق والطعللام‬
‫‪472‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالمللاء فهللذا تأسلليس صللورته فللإذا كللان تأييللد‬


‫عقله من النور كللان عالمللا حافظللا ذكيللا فطنللا‬
‫فهمللا وعللرف فيمللا هللو ومللن أيللن يللأتيه ولي‬
‫شلليء هللو هاهنللا وإلللى مللا هللو صللائر بللإخلص‬
‫الوحدانيللة والقللرار بالطاعللة وقللد تجللري فيلله‬
‫النفس وهي حارة وتجري فيه وهي باردة فإذا‬
‫حلللت بلله الحللرارة أشللر وبطللر وارتللاح وقتللل‬
‫وسرق وبهج واستبشر وفجر وزنللى وبللذخ وإذا‬
‫كانت باردة اهتم وحزن واستكان وذبل ونسللي‬
‫فهي العوارض الللتي تكللون منهللا السللقام ول‬
‫يكون أول ذلك إل بخطيئة عملها فيوافللق ذلللك‬
‫من مأكل أو مشرب فللي حللد سللاعات ل تكللون‬
‫تلك الساعة موافقللة لللذلك المأكللل والمشللرب‬
‫بحللال الخطيئة فيسللتوجب اللللم مللن ألللوان‬
‫السقام ثم قال )عليه السلم( بعد ذلللك بكلم‬
‫آخر إنما صللار النسللان يأكللل ويشللرب ويعمللل‬
‫بالنار ويسمع ويشم بالريح ويجللد لللذة الطعللام‬
‫والشراب بالماء ويتحرك بالروح فلو ل أن النار‬
‫في معدته لما هضللمت الطعللام والشللراب فللي‬
‫جوفه ولو ل الريللح مللا التهبللت نللار المعللدة ول‬
‫‪473‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خرج الثفل من بطنلله ولللو ل الللروح ل جللاء ول‬


‫ذهب ولو ل برد الماء لحرقته نار المعللدة ولللو‬
‫ل النللور مللا أبصللر ول عقللل والطيللن صللورته‬
‫والعظم في جسده بمنزلللة الشللجر فللي الرض‬
‫والشللعر فللي جسللده بمنزلللة الحشلليش فللي‬
‫الرض والعصب في جسده بمنزلة اللحاء علللى‬
‫الشللجر والللدم فللي جسللده بمنزلللة المللاء فللي‬
‫الرض ول قلللوام للرض إل بالملللاء ول قلللوام‬
‫لجسللد النسللان إل بالللدم والمللخ دسللم الللدم‬
‫وزبللده فهكللذا النسللان خلللق مللن شللأن الللدنيا‬
‫وشللأن الخللرة فللإذا جمللع الللله بينهمللا صللارت‬
‫حياته في الرض لنلله نللزل مللن شللأن السللماء‬
‫إلى الدنيا فللإذا فللرق الللله بينهمللا صللارت تلللك‬
‫الفرقة الموت يللرد شللأن الخللرة إلللى السللماء‬
‫فالحياة في الرض والموت في السللماء وذلللك‬
‫أنلله يفللرق بيللن الللروح والجسللد فللردت الللروح‬
‫والنور إلى القللدرة الولللى وتللرك الجسللد لنلله‬
‫من شأن الدنيا وإنما فسللد الجسللد فللي الللدنيا‬
‫لن الريح تنشف الماء فييبللس الطيللن فيصللير‬
‫رفاتللا ويبلللى ويللرد كللل إلللى جللوهره الول‬
‫‪474‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتحركت الروح بالنفس والنفللس حركتهللا مللن‬


‫الريح فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد‬
‫بالعقل وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد‬
‫بالنكراء فهذا من صورة ناره وهللذا مللن صللورة‬
‫نوره والمللوت رحمللة مللن الللله لعبللده المللؤمن‬
‫ونقمة على الكافر ولله عقوبتان إحداهما مللن‬
‫الروح والخرى تسليط الناس بعض على بعللض‬
‫فما كان من قبل الللروح فهللو السللقم والفقللر‬
‫وما كان من تسللليط فهللو النقمللة وذلللك قللول‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫ض ال ّ‬
‫ظللال ِ ِ‬ ‫و ّلي ب َ ْ‬
‫عل َ‬ ‫ك نُل َ‬‫الله عللز وجللل وك َللذل ِ َ‬
‫ن من الللذنوب فمللا كللان‬ ‫س ُبو َ‬‫عضا ً ِبما كاُنوا ي َك ْ ِ‬
‫بَ ْ‬
‫من ذنب الروح فعقوبته بللذلك السللقم والفقللر‬
‫وما كللان مللن تسللليط فهللو النقمللة وكللل ذلللك‬
‫عقوبة للمؤمن في الدنيا وعذاب له فيها وأمللا‬
‫الكافر فنقمة عليلله فللي الللدنيا وسللوء العللذاب‬
‫في الخرة ول يكون ذلك إل بذنب والذنب مللن‬
‫الشهوة وهي مللن المللؤمن خطللأ ونسلليان وأن‬
‫يكللون مسللتكرها ومللا ل يطيللق ومللا كللان مللن‬
‫الكافر فعمد وجحود واعتداء وحسد وذلك قللول‬
‫ع ن ْد أ َ‬
‫م‪.‬‬ ‫ه‬
‫ِ ْ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ن ِ ِ‬ ‫سدا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫فارا ً َ‬
‫ح َ‬ ‫الله عز وجل ك ُ ّ‬
‫‪475‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ومن حكمه ع‪.‬‬


‫ل يصلح من ل يعقل ول يعقللل مللن ل يعلللم‬
‫وسللوف ينجللب مللن يفهللم ويظفللر مللن يحلللم‬
‫والعلم جنة والصللدق عللز والجهللل ذل والفهللم‬
‫مجد والجود نجح وحسن الخلللق مجلبللة للمللودة‬
‫والعالم بزمانه ل تهجم عليه اللللوابس والحللزم‬
‫مشكاة الظن والله ولي مللن عرفلله وعللدو مللن‬
‫تكلفه والعاقل غفور والجاهل ختور وإن شئت‬
‫أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن ومللن‬
‫كرم أصله لن قلبه ومللن خشللن عنصللره غلللظ‬
‫كبده ومن فرط تورط ومن خاف العاقبة تثبللت‬
‫فيما ل يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع‬
‫أنف نفسه ومن لللم يعلللم لللم يفهللم ومللن لللم‬
‫يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم‬
‫يكرم تهضم ومن تهضللم كللان ألللوم ومللن كللان‬
‫كذلك كان أحرى أن يندم إن قدرت أن ل تعرف‬
‫فافعل وما عليك إذا لم يثن النللاس عليللك ومللا‬
‫عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند‬
‫الله محمودا إن أمير المؤمنين )عليلله السلللم(‬
‫كان يقول ل خيللر فللي الحيللاة إل لحللد رجليللن‬
‫‪476‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رجل يزداد كل يوم فيها إحسانا ورجل يتللدارك‬


‫منيته بالتوبة إن قللدرت أن ل تخللرج مللن بيتللك‬
‫فافعل وإن عليك في خروجك أن ل تغتللاب ول‬
‫تكذب ول تحسد ول ترائي ول تتصنع ول تداهن‬
‫صومعة المسلم بيته يحبس فيه نفسلله وبصللره‬
‫ولسانه وفرجه إن من عللرف نعمللة الللله بقلبلله‬
‫استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها‬
‫على لسللانه ثللم قللال )عليلله السلللم( كللم مللن‬
‫مغرور بما أنعم الللله عليلله وكللم مللن مسللتدرج‬
‫بستر الله عليه وكم مللن مفتللون بثنللاء النللاس‬
‫عليه إني لرجللو النجللاة لمللن عللرف حقنللا مللن‬
‫هذه المة إل لحد ثلثللة صللاحب سلللطان جللائر‬
‫وصاحب هوى والفاسللق المعلللن الحللب أفضللل‬
‫من الخوف والله ما أحب الله مللن أحللب الللدنيا‬
‫ووالى غيرنا ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحللب‬
‫الله كن ذنبللا ول تكللن رأسللا قللال رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( من خاف كل لسانه‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قال )صلى الله عليه وآله( من أنصف الناس‬
‫‪477‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من نفسه رضي به حكما لغيره‬


‫وقال )عليه السلم( إذا كللان الزمللان زمللان‬
‫جور وأهله أهل غدر فالطمأنينة إلللى كللل أحللد‬
‫عجز‬
‫وقال )عليلله السلللم( إذا أضلليف البلء إلللى‬
‫البلء كان من البلء عافية‬
‫وقال )عليه السلم( إذا أردت أن تعلم صحة‬
‫ما عند أخيك فأغضبه فإن ثبت لك على المودة‬
‫فهو أخوك وإل فل‬
‫وقال )عليه السلم( ل تعتد بمودة أحد حتى‬
‫تغضبه ثلث مرات‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل تثقللن بأخيللك كللل‬
‫الثقة فإن صرعة السترسال ل تستقال‬
‫وقال )عليه السلم( السلم درجة واليمان‬
‫على السلم درجة واليقين على اليمان درجة‬
‫وما أوتي الناس أقل من اليقين‬
‫وقال )عليه السلم( إزالة الجبال أهون مللن‬
‫إزالة قلب عن موضعه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( اليمللان فللي القلللب‬
‫واليقين خطرات‬
‫‪478‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( الرغبة في الدنيا تورث‬


‫الغم والحزن والزهللد فللي الللدنيا راحللة القلللب‬
‫والبدن‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن العيللش دار يكللرى‬
‫وخبز يشرى‪.‬‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( لرجليلللن تخاصلللما‬
‫بحضللرته أمللا إنلله لللم يظفللر بخيللر مللن ظفللر‬
‫بللالظلم ومللن يفعللل السللوء بالنللاس فل ينكللر‬
‫السوء إذا فعل به‬
‫وقال )عليه السلم( التواصل بيللن الخللوان‬
‫فللي الحضللر الللتزاور والتواصللل فللي السللفر‬
‫المكاتبة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل يصلللح المللؤمن إل‬
‫علللى ثلث خصللال التفقلله فللي الللدين وحسللن‬
‫التقدير في المعيشة والصبر على النائبة‬
‫وقال )عليه السلم( المؤمن ل يغلبه فرجلله‬
‫ول يفضحه بطنه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( صللحبة عشللرين سللنة‬
‫قرابة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل تصلللح الصللنيعة إل‬
‫‪479‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عنللد ذي حسللب أو ديللن ومللا أقللل مللن يشللكر‬


‫المعروف‬
‫وقال )عليه السلللم( إنمللا يللؤمر بللالمعروف‬
‫وينهللى عللن المنكللر مللؤمن فيتعللظ أو جاهللل‬
‫فيتعلم فأما صاحب سوط وسيف فل‬
‫وقال )عليلله السلللم( إنمللا يللأمر بللالمعروف‬
‫وينهى عن المنكر مللن كللانت فيلله ثلث خصللال‬
‫عالم بما يأمر عالم بما ينهى عادل فيمللا يللأمر‬
‫عللادل فيمللا ينهللى رفيللق بمللا يللأمر رفيللق بمللا‬
‫ينهى‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللن تعللرض لسلللطان‬
‫جائر فأصللابته منلله بليللة لللم يللؤجر عليهللا ولللم‬
‫يرزق الصبر عليها‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله أنعم على قللوم‬
‫بالمواهب فلم يشللكروه فصللارت عليهللم وبللال‬
‫وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فكللانت عليهللم‬
‫نعمة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( صلللح حللال التعللايش‬
‫والتعاشر ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل‬
‫وقال )عليه السلم( ما أقبح النتقللام بأهللل‬
‫‪480‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫القدار‪.‬‬
‫وقيل له ما المروة فقال )عليلله السلللم( ل‬
‫يللراك الللله حيللث نهللاك ول يفقللدك مللن حيللث‬
‫أمرك‬
‫وقال )عليه السلم( اشللكر مللن أنعللم عليللك‬
‫وأنعم على من شكرك فللإنه ل إزالللة للنعللم إذا‬
‫شكرت ول إقامة لها إذا كفرت والشللكر زيللادة‬
‫في النعم وأمان من الفقر‬
‫وقال )عليه السلم( فوت الحاجللة خيللر مللن‬
‫طلبها من غير أهلها وأشد مللن المصلليبة سللوء‬
‫الخلق منها‪.‬‬
‫وسأله رجل أن يعلمه ما ينال به خيللر الللدنيا‬
‫والخرة ول يطول عليه فقللال )عليلله السلللم(‬
‫ل تكذب‪.‬‬
‫وقيل له ما البلغة فقال )عليه السلم( من‬
‫عرف شيئا قل كلمه فيلله وإنمللا سللمي البليللغ‬
‫لنه يبلغ حاجته بأهون سعيه‬
‫وقال )عليه السلم( الللدين غللم بالليللل وذل‬
‫بالنهار‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إذا صلللح أمللر دنيللاك‬
‫‪481‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فاتهم دينك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( بللروا آبللاءكم يللبركم‬
‫أبناؤكم وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم‬
‫وقال )عليه السلم( من ائتمللن خائنللا علللى‬
‫أمانة لم يكن له على الله ضمان‪.‬‬
‫وقال )عليه السلللم( لحمللران بللن أعيللن يللا‬
‫حمران انظللر مللن هللو دونللك فللي المقللدرة ول‬
‫تنظر إلى من هو فوقك فإن ذلك أقنع لك بمللا‬
‫قسم الله لك وأحرى أن تستوجب الزيللادة منلله‬
‫عز وجل واعلم أن العمل الللدائم القليللل علللى‬
‫اليقين أفضل عند الله من العمل الكللثير علللى‬
‫غير يقيللن واعلللم أنلله ل ورع أنفللع مللن تجنللب‬
‫محلللارم اللللله والكلللف علللن أذى الملللؤمنين‬
‫واغتيابهم ول عيش أهنأ مللن حسللن الخلللق ول‬
‫مللال أنفللع مللن القناعللة باليسللير المجللزئ ول‬
‫جهل أضر من العجب‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الحيللاء علللى وجهيللن‬
‫فمنه ضعف ومنه قوة وإسلم وإيمان‬
‫وقال )عليه السلم( ترك الحقوق مذلة وإن‬
‫الرجل يحتاج إلى أن يتعرض فيها للكذب‬
‫‪482‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( إذا سلللم الرجللل مللن‬


‫الجماعة أجللزأ عنهللم وإذا رد واحللد مللن القللوم‬
‫أجزأ عنهم‬
‫وقال )عليلله السلللم( السلللم تطللوع والللرد‬
‫فريضة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن بللدأ بكلم قبللل‬
‫سلم فل تجيبوه‬
‫وقال )عليه السلم( إن تمام التحية للمقيم‬
‫المصلللافحة وتملللام التسلللليم عللللى المسلللافر‬
‫المعانقة‬
‫وقال )عليه السلم( تصللافحوا فإنهللا تللذهب‬
‫بالسخيمة‬
‫وقال )عليه السلم( اتللق الللله بعللض التقللى‬
‫وإن قل ودع بينك وبينه سترا وإن رق‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن ملللك نفسلله إذا‬
‫غضب وإذا رغللب وإذا رهللب وإذا اشللتهى حللرم‬
‫الله جسده على النار‬
‫وقال )عليه السلللم( العافيللة نعمللة خفيفللة‬
‫إذا وجدت نسيت وإذا عدمت ذكرت‬
‫وقال )عليه السلم( لللله فللي السللراء نعمللة‬
‫‪483‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫التفضل وفي الضراء نعمة التطهر‬


‫وقال )عليه السلم( كم من نعمة لللله علللى‬
‫عبده في غير أمله وكم من مؤمللل أمل الخيللار‬
‫في غيره وكم من ساع إلى حتفه وهللو مبطللئ‬
‫عن حظه‬
‫وقال )عليه السلللم( قللد عجللز مللن لللم يعللد‬
‫لكل بلء صبرا ولكللل نعمللة شللكرا ولكللل عسللر‬
‫يسرا اصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولللد‬
‫أو في مال فإن الله إنما يقبض عللاريته وهبتلله‬
‫ليبلو شكرك وصبرك‬
‫وقال )عليه السلم( ما من شيء إل وله حد‬
‫قيل فما حد اليقين قللال )عليلله السلللم( أن ل‬
‫تخاف شيئا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ينبغللي للمللؤمن أن‬
‫يكللون فيلله ثمللان خصللال وقللور عنللد الهزاهللز‬
‫صبور عنللد البلء شللكور عنللد الرخللاء قللانع بمللا‬
‫رزقه الله ل يظلم العداء ول يتحمل الصدقاء‬
‫بدنه منه في تعب والناس منه في راحة‬
‫وقال )عليه السلم( إن العلم خليل المؤمن‬
‫والحلللم وزيللره والصللبر أميللر جنللوده والرفللق‬
‫‪484‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أخوه واللين والده‬


‫وقللال أبللو عبيللدة ادع الللله لللي أن ل يجعللل‬
‫رزقي على أيدي العبللاد فقللال )عليلله السلللم(‬
‫أبى الله عليللك ذلللك إل أن يجعللل أرزاق العبللاد‬
‫بعضللهم مللن بعللض ولكللن ادع الللله أن يجعللل‬
‫رزقك على أيدي خيار خلقه فإنه مللن السللعادة‬
‫ول يجعللله علللى أيللدي شللرار خلقلله فللإنه مللن‬
‫الشقاوة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( العامللل علللى غيللر‬
‫بصلليرة كالسللائر علللى غيللر طريللق فل تزيللده‬
‫سرعة السير إل بعدا‬
‫وقال )عليه السلم( في قول الله عز وجللل‬
‫ه قللال يطللاع فل يعصللى‬
‫ق ُتقللات ِ ِ‬
‫حل ّ‬ ‫قللوا الل ّ ل َ‬
‫ه َ‬ ‫ات ّ ُ‬
‫ويذكر فل ينسى ويشكر فل يكفر‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن عللرف الللله خللاف‬
‫الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا‬
‫وقال )عليه السلم( الخائف من لم تللدع للله‬
‫الرهبة لسانا ينطق به‪.‬‬
‫وقيللل للله )عليلله السلللم( قللوم يعملللون‬
‫بالمعاصللي ويقولللون نرجللو فل يزالللون كللذلك‬
‫‪485‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حتى يأتيهم الموت فقال )عليه السلم( هللؤلء‬


‫قوم يترجحون في الماني كذبوا ليس يرجللون‬
‫إن من رجا شلليئا طلبلله ومللن خللاف مللن شلليء‬
‫هرب منه‬
‫وقال )عليه السلم( إنا لنحب من كان عاقل‬
‫عالما فهما فقيها حليما مداريا صللبورا صللدوقا‬
‫وفيللا إن الللله خللص النبيللاء )عليهللم السلللم(‬
‫بمكارم الخلق فمللن كللانت فيلله فليحمللد الللله‬
‫على ذلك ومن لم تكن فيه فليتضرع إلللى الللله‬
‫وليسللأله إياهللا قيللل للله ومللا هللي قللال )عليلله‬
‫السللللم( اللللورع والقناعلللة والصلللبر والشلللكر‬
‫والحلللم والحيللاء والسللخاء والشللجاعة والغيللرة‬
‫وصللدق الحللديث والللبر وأداء المانللة واليقيللن‬
‫وحسن الخلق والمروة‬
‫وقال )عليه السلم( من أوثق عرى اليمللان‬
‫أن تحب في الله وتبغض في الله وتعطي فلللي‬
‫الله وتمنع في الله‬
‫وقال )عليه السلم( ل يتبع الرجل بعد موته‬
‫إل ثلث خصال صدقة أجراها الله له في حياته‬
‫فهي تجري له بعد موته وسنة هدى يعمللل بهللا‬
‫‪486‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وولد صالح يدعو له‬


‫وقللال )عليلله السلللم( إن الكذبللة لتنقللض‬
‫الوضوء إذا توضأ الرجل للصلة وتفطر الصلليام‬
‫فقيل له إنا نكذب فقال )عليلله السلللم( ليللس‬
‫هو باللغو ولكنه الكذب على الله وعلى رسللوله‬
‫وعلى الئمة )صلى الله عليه وآله( ثم قللال إن‬
‫الصيام ليس من الطعام ول من الشراب وحده‬
‫إن مريللم )عليلله السلللم( قللالت إنللي نللذرت‬
‫للرحمللن صللوما أي صللمتا فللاحفظوا ألسللنتكم‬
‫وغضوا أبصاركم ول تحاسدوا ول تنازعوا فلللإن‬
‫الحسد يأكل اليمان كما تأكل النار الحطب‬
‫وقال )عليه السلم( مللن أعلللم الللله مللا لللم‬
‫يعلم اهتز له عرشه‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله علللم أن الللذنب‬
‫خير للمؤمن من العجب ولللو ل ذلللك مللا ابتلللى‬
‫الله مؤمنا بذنب أبدا‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن سللاء خلقلله عللذب‬
‫نفسه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( المعللروف كاسللمه‬
‫وليللس شلليء أفضللل مللن المعللروف إل ثللوابه‬
‫‪487‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والمعروف هدية من الله إلى عبده وليللس كللل‬


‫من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصللنعه‬
‫ول كل من رغب فيلله يقللدر عليلله ول كللل مللن‬
‫يقدر عليه يللؤذن للله فيلله فللإذا مللن الللله علللى‬
‫العبد جمع للله الرغبللة فللي المعللروف والقللدرة‬
‫والذن فهناك تمت السعادة والكرامة للطلللالب‬
‫والمطلوب إليه‬
‫وقال )عليه السلم( لم يستزد فللي محبللوب‬
‫بمثل الشكر ولللم يسللتنقص مللن مكللروه بمثللل‬
‫الصبر‬
‫وقال )عليه السلم( ليس لبليس جنللد أشللد‬
‫من النساء والغضب‬
‫وقال )عليلله السلللم( الللدنيا سللجن المللؤمن‬
‫والصبر حصنه والجنة مأواه والدنيا جنة الكللافر‬
‫والقبر سجنه والنار مأواه‬
‫وقال )عليه السلم( ولم يخلق الله يقينللا ل‬
‫شك فيه أشبه بشك ل يقين فيه من الموت‬
‫وقال )عليه السلم( إذا رأيتللم العبللد يتفقللد‬
‫الذنوب من الناس ناسيا لذنبه فاعلموا أنلله قللد‬
‫مكر به‬
‫‪488‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( الطاعم الشاكر له مثل‬


‫أجر الصللائم المحتسللب والمعللافى الشللاكر للله‬
‫مثل أجر المبتلى الصابر‬
‫وقال )عليه السلم( ل ينبغي لمللن لللم يكللن‬
‫عالما أن يعد سعيدا ول لمن لم يكلللن ودودا أن‬
‫يعد حميدا ول لمن لم يكن صبورا أن يعد كامل‬
‫ول لمللن ل يتقللي ململلة العلمللاء وذمهللم أن‬
‫يرجى له خير الدنيا والخرة وينبغي للعاقل أن‬
‫يكللون صللدوقا ليللؤمن علللى حللديثه وشللكورا‬
‫ليستوجب الزيادة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ليللس لللك أن تللأتمن‬
‫الخللائن وقللد جربتلله وليللس لللك أن تتهللم مللن‬
‫ائتمنت‪.‬‬
‫وقيل له من أكللرم الخلللق علللى الللله فقللال‬
‫)عليلله السلللم( أكللثرهم ذكللرا لللله وأعملهللم‬
‫بطاعة الله قلت فمللن أبغللض الخلللق إلللى الللله‬
‫قال )عليه السلللم( مللن يتهللم الللله قلللت أحللد‬
‫يتهم الله قال )عليه السلم( نعم مللن اسللتخار‬
‫الله فجاءته الخيللرة بمللا يكللره فيسللخط فللذلك‬
‫يتهم الله قلت ومن قال يشكو الله قلت وأحللد‬
‫‪489‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يشكوه قال )عليه السلم( نعللم مللن إذا ابتلللي‬


‫شكا بأكثر ممللا أصللابه قلللت ومللن قللال )عليلله‬
‫السلللم( إذا أعطللي لللم يشللكر وإذا ابتلللي لللم‬
‫يصبر قلت فمللن أكللرم الخلللق علللى الللله قللال‬
‫)عليه السلم( من إذا أعطللي شللكر وإذا ابتلللي‬
‫صبر‬
‫وقال )عليه السلم( ليس لملول صللديق ول‬
‫لحسود غنى وكللثرة النظللر فللي الحكمللة تلقللح‬
‫العقل‬
‫وقال )عليه السلم( كفى بخشية الله علمللا‬
‫وكفى بالغترار به جهل‬
‫وقال )عليلله السلللم( أفضللل العبللادة العلللم‬
‫بالله والتواضع له‬
‫وقال )عليه السلم( عللالم أفضللل مللن ألللف‬
‫عابد وألف زاهد وألف مجتهد‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن لكللل شلليء زكللاة‬
‫وزكاة العلم أن يعلمه أهله‬
‫وقال )عليه السلم( القضاة أربعة ثلثة في‬
‫النار وواحد في الجنة رجللل قضللى بجللور وهللو‬
‫يعلم فهو في النار ورجل قضللى بجللور وهللو ل‬
‫‪490‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يعلم فهو في النار ورجللل قضللى بحللق وهللو ل‬


‫يعلم فهللو فللي النللار ورجللل قضللى بحللق وهللو‬
‫يعلم فهو في الجنة‪.‬‬
‫وسئل عللن صللفة العللدل مللن الرجللل فقللال‬
‫)عليلله السلللم( إذا غللض طرفلله عللن المحللارم‬
‫ولسانه عن المآثم وكفه عن المظالم‬
‫وقال )عليه السلم( كل ما حجللب الللله عللن‬
‫العباد فموضوع عنهم حتى يعرفهموه‪.‬‬
‫وقللال )عليلله السلللم( لللداود الرقللي تللدخل‬
‫يدك في فم التنين إلى المرفللق خيللر لللك مللن‬
‫طلب الحوائج إلى من لم يكن له وكان‬
‫وقال )عليه السلم( قضاء الحوائج إلى الللله‬
‫وأسبابها بعللد الللله العبللاد تجللري علللى أيللديهم‬
‫فمللا قضللى الللله مللن ذلللك فللاقبلوا مللن الللله‬
‫بالشكر وما زوى عنكم منها فاقبلوه عللن الللله‬
‫بالرضا والتسليم والصبر فعسى أن يكون ذلللك‬
‫خيرا لكم فإن الله أعلم بما يصلللحكم وأنتللم ل‬
‫تعلمون‬
‫وقال )عليلله السلللم( مسللألة ابللن آدم لبللن‬
‫آدم فتنة إن أعطاه حمد من لم يعطلله وإن رده‬
‫‪491‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذم من لم يمنعه‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الللله قللد جعللل كللل‬
‫خير في التزجية‬
‫وقال )عليه السلم( إياك ومخالطة السللفلة‬
‫فإن مخالطة السفلة ل تؤدي إلى خير‬
‫وقال )عليه السلم( الرجل يجزع مللن الللذل‬
‫الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير‬
‫وقللال )عليلله السلللم( أنفللع الشللياء للمللرء‬
‫سللبقه النللاس إلللى عيللب نفسلله وأشللد شلليء‬
‫مئونلللة إخفلللاء الفاقلللة وأقلللل الشلللياء غنلللاء‬
‫النصلليحة لمللن ل يقبلهللا ومجللاورة الحريللص‬
‫وأروح الروح اليأس مللن النللاس ل تكللن ضللجرا‬
‫ول غلقا وذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن‬
‫هو فوقك ومن له الفضل عليك فإنمللا أقللررت‬
‫للله بفضللله لئل تخللالفه ومللن ل يعللرف لحللد‬
‫الفضل فهللو المعجللب برأيلله واعلللم أنلله ل عللز‬
‫لمن ل يتذلل لله ول رفعة لمن ل يتواضع لله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن مللن السللنة لبللس‬
‫الخاتم‬
‫وقال )عليه السلم( أحب إخللواني إلللي مللن‬
‫‪492‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أهدى إلي عيوبي‬


‫وقللال )عليلله السلللم( ل تكللون الصللداقة إل‬
‫بحدودها فمن كانت فيه هذه الحللدود أو شلليء‬
‫منلله وإل فل تنسللبه إلللى شلليء مللن الصللداقة‬
‫فأولها أن تكللون سللريرته وعلنيتلله لللك واحللدة‬
‫والثانيللة أن يللرى زينللك زينلله وشللينك شللينه‬
‫والثالثلللة أن ل تغيلللره عليلللك وليلللة ول ملللال‬
‫والرابعللللة ل يمنعللللك شلللليئا تنللللاله مقللللدرته‬
‫والخامسللة وهللي تجمللع هللذه الخصللال أن ل‬
‫يسلمك عند النكبات‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مجاملللة النللاس ثلللث‬
‫العقل‬
‫وقال )عليه السلم( ضحك المؤمن تبسم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللا أبللالي إلللى مللن‬
‫ائتمنت خائنا أو مضيعا‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( للمفضل أوصيك بسللت‬
‫خصال تبلغهن شيعتي قلت وما هللن يللا سلليدي‬
‫قال )عليه السلم( أداء المانة إلى من ائتمنك‬
‫وأن ترضى لخيك ما ترضى لنفسك واعلللم أن‬
‫للمللور أواخللر فاحللذر العللواقب وأن للمللور‬
‫‪493‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بغتللات فكللن علللى حللذر وإيللاك ومرتقللى جبللل‬


‫سللهل إذا كللان المنحللدر وعللرا ول تعللدن أخللاك‬
‫وعدا ليس في يدك وفاؤه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ثلث لللم يجعللل الللله‬
‫لحد من الناس فيهن رخصة بر الوالدين بريللن‬
‫كانللا أو فللاجرين ووفللاء بالعهللد للللبر والفللاجر‬
‫وأداء المانة إلى البر والفاجر‬
‫وقال )عليه السلم( إني لرحم ثلثللة وحللق‬
‫لهم أن يرحمللوا عزيللز أصللابته مذلللة بعللد العللز‬
‫وغني أصابته حاجة بعد الغنللى وعللالم يسللتخف‬
‫به أهله والجهلة‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن تعلللق قلبلله بحللب‬
‫الللدنيا تعلللق مللن ضللررها بثلث خصللال هللم ل‬
‫يفنى وأمل ل يدرك ورجاء ل ينال‬
‫وقال )عليه السلم( المللؤمن ل يخلللق علللى‬
‫الكذب ول على الخيانللة وخصلللتان ل يجتمعللان‬
‫في المنافق سمت حسن وفقه في سنة‬
‫وقال )عليه السلللم( النللاس سللواء كأسللنان‬
‫المشط والمرء كثير بأخيه ول خيللر فللي صللحبة‬
‫من لم ير لك مثل الذي يرى لنفسه‬
‫‪494‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( من زين اليمان الفقلله‬


‫ومن زين الفقه الحلم ومن زين الحلللم الرفللق‬
‫ومللن زيللن الرفللق الليللن ومللن زيللن الليللن‬
‫السهولة‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن غضللب عليللك مللن‬
‫إخوانللك ثلث مللرات فلللم يقللل فيللك مكروهللا‬
‫فأعده لنفسك‬
‫وقال )عليه السلم( يأتي على الناس زمللان‬
‫ليس فيه شيء أعز من أخ أنيس وكسب درهللم‬
‫حلل‬
‫وقال )عليه السلم( من وقف نفسه موقف‬
‫التهمة فل يلومن من أساء به الظن ومن كتللم‬
‫سره كانت الخيرة فللي يللده وكللل حللديث جللاوز‬
‫اثنين فللاش وضللع أمللر أخيللك علللى أحسللنه ول‬
‫تطلبن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجللد‬
‫لهللا فللي الخيللر محمل وعليللك بللإخوان الصللدق‬
‫فإنهم عدة عند الرخاء وجنة عند البلء وشلللاور‬
‫في حديثك الذين يخافون الله وأحبب الخللوان‬
‫على قدر التقوى واتق شرار النساء وكللن مللن‬
‫خيللارهن علللى حللذر وإن أمرنكللم بللالمعروف‬
‫‪495‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فخالفوهن حتى ل يطمعن منكم في المنكر‬


‫وقال )عليه السلم( المنللافق إذا حللدث عللن‬
‫الله وعن رسوله كذب وإذا وعللد الللله ورسللوله‬
‫أخلف وإذا ملللك خللان الللله ورسللوله فللي مللاله‬
‫فللي‬‫م ِنفاق لا ً ِ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ف لأ َ‬
‫وذلك قول الله عز وجل َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فللوا الّللل َ‬
‫ه مللا‬ ‫خلَ ُ‬‫ه ِبمللا أ َ ْ‬ ‫ونَ ُ‬ ‫و م ِ ي َل ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫م ِإلى ي َ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ق لوب ِ ِ‬
‫دوا‬ ‫ري ل ُ‬‫ن يُ ِ‬‫ن وقللوله وإ ِ ْ‬ ‫ذ ُبو َ‬‫دوهُ وِبما كاُنوا ي َك ْل ِ‬ ‫ع ُ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫ل َ َ‬
‫م‬‫هلل ْ‬‫منْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫مك َ َ‬‫فأ ْ‬ ‫ن َ‬
‫قبْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ق دْ خاُنوا الل ّ َ‬ ‫ف َ‬
‫ك َ‬ ‫خيان َت َ َ‬‫ِ‬
‫م‬
‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬
‫ع ِلي ٌ‬
‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫وقال )عليه السلللم( كفللى بللالمرء خزيللا أن‬
‫يلبس ثوبا يشهره أو يركب دابة مشهورة قلللت‬
‫ومللا الدابللة المشللهورة قللال )عليلله السلللم(‬
‫البلقاء‬
‫وقال )عليه السلم( ل يبلللغ أحللدكم حقيقللة‬
‫اليمان حتى يحللب أبعللد الخلللق منلله فللي الللله‬
‫ويبغض أقرب الخلق منه في الله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن أنعللم الللله عليلله‬
‫نعمة فعرفها بقلبه وعلم أن المنعم عليه الللله‬
‫فقللد أدى شللكرها وإن لللم يحللرك لسللانه ومللن‬
‫علللم أن المعللاقب علللى الللذنوب الللله فقللد‬
‫‪496‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫دوا‬
‫ن ت ُب ْ ل ُ‬
‫استغفر وإن لم يحرك به لسانه وقرأ إ ِ ْ‬
‫خ ُ‬
‫فوهُ الية‬ ‫و تُ ْ‬ ‫ف س ك ُم أ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫في أ َ‬
‫ما ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫وقللال )عليلله السلللم( خصلللتين مهلكللتين‬
‫تفتي الناس برأيك أو تدين بما ل تعلم‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبي بصير يا أبا محمللد‬
‫ل تفتش الناس عن أديانهم فتبقى بل صديق‬
‫وقال )عليلله السلللم( الصللفح الجميللل أن ل‬
‫تعاقب على الذنب والصبر الجميل الللذي ليللس‬
‫فيه شكوى‬
‫وقال )عليه السلم( أربع من كللن فيلله كللان‬
‫مؤمنللا وإن كللان مللن قرنلله إلللى قللدمه ذنللوب‬
‫الصدق والحياة وحسن الخلق والشكر‬
‫وقال )عليلله السلللم( ل تكللون مؤمنللا حللتى‬
‫تكون خائفا راجيا ول تكون خائفللا راجيللا حللتى‬
‫تكون عامل لما تخاف وترجو‬
‫وقال )عليه السلم( ليس اليمللان بللالتحلي‬
‫ول بالتمني ولكن اليمان ما خلص في القلوب‬
‫وصدقته العمال‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إذا زاد الرجللل علللى‬
‫الثلثين فهو كهل وإذا زاد على الربعيللن فهللو‬
‫‪497‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شيخ‬
‫وقللال )عليلله السلللم( النللاس فللي التوحيللد‬
‫على ثلثة أوجه مثبللت ونللاف ومشللبه فالنللافي‬
‫مبطل والمثبت مؤمن والمشبه مشرك‬
‫وقال )عليه السلللم( اليمللان إقللرار وعمللل‬
‫ونية والسلم إقرار وعمل‬
‫وقال )عليه السلم( ل تذهب الحشمة بينللك‬
‫وبيللن أخيللك وأبللق منهللا فللإن ذهللاب الحشللمة‬
‫ذهاب الحياء وبقاء الحشمة بقاء المودة‬
‫وقال )عليه السلم( من احتشم أخاه حرمت‬
‫وصلته ومن اغتمه سقطت حرمته‪.‬‬
‫وقيللل للله خلللوت بللالعقيق وتعجبللك الوحللدة‬
‫فقال )عليلله السلللم( لللو ذقللت حلوة الوحللدة‬
‫لستوحشت من نفسك ثم قال )عليه السلللم(‬
‫أقللل مللا يجللد العبللد فللي الوحللدة أمللن مللداراة‬
‫الناس‬
‫وقال )عليه السلم( ما فتح الللله علللى عبللد‬
‫بابا من الدنيا إل فتح عليه من الحرص مثليه‬
‫وقللال )عليلله السلللم( المللؤمن فللي الللدنيا‬
‫غريب ل يجزع من ذلها ول يتنافس أهلهللا فللي‬
‫‪498‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عزها‪.‬‬
‫وقيللل للله أيللن طريللق الراحللة فقللال )عليلله‬
‫السلم( في خلف الهوى قيل فمتى يجللد عبللد‬
‫الراحة فقال )عليه السلم( عند أول يوم يصير‬
‫في الجنة‬
‫وقال )عليه السلللم( ل يجمللع الللله لمنللافق‬
‫ول فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق‬
‫أبدا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( طعللم المللاء الحيللاة‬
‫وطعم الخبز القللوة وضللعف البللدن وقللوته مللن‬
‫شحم الكليتين وموضع العقل الدماغ والقسللوة‬
‫والرقة في القلب‬
‫وقال )عليه السلللم( الحسللد حسللدان حسللد‬
‫فتنة وحسد غفلة فأما حسد الغفلة فكما قالت‬
‫ض‬ ‫ر‬‫فللي اْل َ‬‫ل ِ‬‫علل ٌ‬‫الملئكة حين قال الله إ ِّني جا ِ‬
‫ْ ِ‬
‫َ‬
‫فيهللا‬‫سللدُ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ملل ْ‬‫فيهللا َ‬
‫ل ِ‬‫عل ُ‬ ‫ة قللاُلوا أ ت َ ْ‬
‫ج َ‬ ‫خ ِلي َ‬
‫فل ً‬ ‫َ‬
‫س‬
‫قللدّ ُ‬ ‫د َ‬
‫ك ون ُ َ‬ ‫ملل ِ‬
‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬
‫سللب ّ ُ‬
‫ن نُ َ‬
‫ح ُ‬
‫دماءَ ون َ ْ‬ ‫ف ُ‬
‫ك ال ّ‬ ‫س ِ‬
‫وي َ ْ‬
‫ك أي اجعللل ذلللك الخليفللة منللا ولللم يقولللوا‬ ‫َللل َ‬
‫حسللدا لدم مللن جهللة الفتنللة والللرد والجحللود‬
‫والحسد الثاني الذي يصير به العبد إلللى الكفللر‬
‫‪499‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والشرك فهو حسد إبليللس فللي رده علللى الللله‬


‫وإبائه عن السجود لدم ع‬
‫وقال )عليه السلم( الناس في القدرة على‬
‫ثلثة أوجلله رجللل يزعللم أن المللر مفللوض إليلله‬
‫فقد وهن الله في سلطانه فهللو هالللك ورجللل‬
‫يزعللم أن الللله أجللبر العبللاد علللى المعاصللي‬
‫وكلفهللم مللا ل يطيقللون فقللد ظلللم الللله فللي‬
‫حكملله فهللو هالللك ورجللل يزعللم أن الللله كلللف‬
‫العباد ما يطيقونه ولم يكلفهم مللا ل يطيقللونه‬
‫فإذا أحسن حمد الللله وإذا أسللاء اسللتغفر الللله‬
‫فهذا مسلم بالغ‬
‫وقللال )عليلله السلللم( المشللي المسللتعجل‬
‫يذهب ببهاء المؤمن ويطفئ نوره‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الللله يبغللض الغنللي‬
‫الظلوم‬
‫وقال )عليه السلم( الغضللب ممحقللة لقلللب‬
‫الحكيم ومن لم يملك غضبه لم يملك عقله‬
‫وقال الفضيل بن عيللاض قللال لللي أبللو عبللد‬
‫الله )عليه السلم( أ تللدري مللن الشللحيح قلللت‬
‫هو البخيل فقال )عليه السلم( الشح أشد مللن‬
‫‪500‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫البخل إن البخيل يبخل بما فللي يللده والشللحيح‬


‫يشح على ما في أيدي الناس وعلى ما في يده‬
‫حتى ل يرى في أيدي الناس شيئا إل تمنللى أن‬
‫يكون له بالحل والحرام ل يشبع ول ينتفع بملللا‬
‫رزقه الله‬
‫وقال )عليه السلللم( إن البخيللل مللن كسللب‬
‫مال من غير حله وأنفقه في غير حقه‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبعللض شلليعته مللا بللال‬
‫أخيللك يشللكوك فقللال يشللكوني أن استقصلليت‬
‫عليه حقي فجلللس )عليلله السلللم( مغضللبا ثللم‬
‫قال كأنك إذا استقصيت عليه حقك لللم تسللئ أ‬
‫رأيتللك مللا حكللى الللله عللن قللوم يخللافون سللوء‬
‫الحساب أ خافوا أن يجور الله عليهللم ل ولكللن‬
‫خافوا الستقصاء فسللماه الللله سللوء الحسللاب‬
‫فمن استقصى فقد أساء‬
‫وقال )عليلله السلللم( كللثرة السللحت يمحللق‬
‫الرزق‬
‫وقال )عليه السلم( سوء الخلق نكد‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( إن اليملللان فلللوق‬
‫السلم بدرجة والتقللوى فللوق اليمللان بدرجللة‬
‫‪501‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وبعضه من بعض فقد يكون المؤمن في لسللانه‬


‫بعض الشيء الذي لم يعد الله عليه النار وقال‬
‫ه ن ُك َ ّ‬
‫فللْر‬ ‫ع ن ْل ُ‬
‫ن َ‬
‫و َ‬ ‫هل ْ‬
‫كبللائ َِر مللا ت ُن ْ َ‬ ‫ج ت َن ِب ُللوا َ‬
‫ن تَ ْ‬‫الللله إ ِ ْ‬
‫ريمللا ً ويكللون‬ ‫خ ًل ك َ ِ‬ ‫م دْ َ‬‫م ُ‬‫خ ل ْك ُ ْ‬ ‫س ّيئات ِك ُ ْ‬
‫م و ن ُ دْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع ن ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫الخر وهو الفهم لسانا وهو أشد لقاء للللذنوب‬
‫وكلهما مللؤمن واليقيللن فللوق التقللوى بدرجللة‬
‫ولم يقسم بين الناس شلليء أشللد مللن اليقيللن‬
‫إن بعللض النللاس أشللد يقينللا مللن بعللض وهللم‬
‫مؤمنون وبعضهم أصبر من بعض على المصيبة‬
‫وعلى الفقر وعلى المرض وعلى الخوف وذلك‬
‫من اليقين‬
‫وقال )عليه السلم( إن الغنى والعز يجولن‬
‫فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطناه‬
‫وقال )عليه السلم( حسن الخلق من الللدين‬
‫وهو يزيد في الرزق‬
‫وقال )عليه السلم( الخلللق خلقللان أحللدهما‬
‫نية والخر سجية قيل فأيهما أفضل قال )عليه‬
‫السلم( النية لن صاحب السجية مجبول علللى‬
‫أمر ل يستطيع غيره وصاحب النية يتصبر علللى‬
‫الطاعة تصبرا فهذا أفضل‬
‫‪502‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( إن سرعة ائتلف قلوب‬


‫البلللرار إذا التقلللوا وإن للللم يظهلللروا التلللودد‬
‫بألسللنتهم كسللرعة اختلط مللاء السللماء بمللاء‬
‫النهار وإن بعد ائتلف قلوب الفجار إذا التقوا‬
‫وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم مللن‬
‫التعاطف وإن طال اعتلفها على مذود واحد‬
‫وقال )عليه السلللم( السللخي الكريللم الللذي‬
‫ينفق ماله في حق الله‬
‫وقال )عليه السلم( يا أهل اليمللان ومحللل‬
‫الكتمان تفكروا وتذكروا عند غفلة الساهين‬
‫قال المفضل بن عمللر سللألت أبللا عبللد الللله‬
‫)عليللله السللللم( علللن الحسلللب فقلللال )عليللله‬
‫السللللم( الملللال قللللت فلللالكرم قلللال )عليللله‬
‫السلللم( التقللوى قلللت فالسللؤدد قللال )عليلله‬
‫السلم( السللخاء ويحللك أ مللا رأيللت حللاتم طللي‬
‫كيف ساد قومه وما كان بأجودهم موضعا‬
‫وقال )عليه السلم( المللروة مروتللان مللروة‬
‫الحضر ومروة السفر فأما مروة الحضر فتلوة‬
‫القرآن وحضللور المسللاجد وصللحبة أهللل الخيللر‬
‫والنظر في التفقلله وأمللا مللروة السللفر فبللذل‬
‫‪503‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الزاد والمزاح فللي غيللر مللا يسللخط الللله وقلللة‬


‫الخلف على من صحبك وتللرك الروايللة عليهللم‬
‫إذا أنت فارقتهم‬
‫وقال )عليه السلللم( اعلللم أن ضللارب علللي‬
‫)عليلله السلللم( بالسلليف وقللاتله لللو ائتمننللي‬
‫واستنصحني واستشللارني ثللم قبلللت ذلللك منلله‬
‫لديت إليه المانة‬
‫وقللال سللفيان قلللت لبللي عبللد الللله )عليلله‬
‫السلم( يجوز أن يزكي الرجل نفسه قال نعللم‬
‫إذا اضلللطر إليللله أ ملللا سلللمعت قلللول يوسلللف‬
‫م‬ ‫في ل ٌ‬ ‫خزائ ِن اْل َ‬ ‫ع ل ِْني َ‬
‫ع ِلي ل ٌ‬
‫ظ َ‬ ‫ح ِ‬‫ض إ ِن ّللي َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫على َ‬ ‫ج َ‬
‫ا ْ‬
‫ن‬ ‫مي‬ ‫وقول العبد الصالح أ ََنا ل َك ُم ناص ح أ َ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ْ‬
‫وقال )عليلله السلللم( أوحللى الللله إلللى داود‬
‫)عليه السلم( يا داود تريد وأريد فللإن اكتفيللت‬
‫بما أريد مما تريد كفيتك ما تريللد وإن أبيللت إل‬
‫ما تريد أتعبتك فيما تريد وكان ما أريد‬
‫قللال محمللد بللن قيللس سللألت أبللا عبللد الللله‬
‫)عليه السلم( عن الفئتيللن يلتقيللان مللن أهللل‬
‫الباطل أبيعهما السلللح فقللال )عليلله السلللم(‬
‫بعهما ما يكنهما الدرع والخفتان والبيضة ونحو‬
‫‪504‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلك‬
‫وقال )عليه السلم( أربع ل تجزي في أربللع‬
‫الخيانة والغلول والسرقة والربا ل تجللزي فللي‬
‫حج ول عمرة ول جهاد ول صدقة‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الللله يعطللي الللدنيا‬
‫من يحللب ويبغللض ول يعطللي اليمللان إل أهللل‬
‫صفوته من خلقه‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللن دعللا النللاس إلللى‬
‫نفسه وفيهللم مللن هللو أعلللم منلله فهللو مبتللدع‬
‫ضال‪.‬‬
‫قيللل للله مللا كللان فللي وصللية لقمللان فقللال‬
‫)عليه السلم( كان فيهللا العللاجيب وكللان مللن‬
‫أعجب ما فيها أن قال لبنه خف الله خيفة للللو‬
‫جئتلله بللبر الثقليللن لعللذبك وارج الللله رجللاء لللو‬
‫جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثللم قللال أبللو عبللد‬
‫الله )عليه السلم( ما من مؤمن إل وفي قلبلله‬
‫نوران نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يللزد‬
‫على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا‬
‫قللال أبللو بصللير سللألت أبللا عبللد الللله )عليلله‬
‫السلللم( عللن اليمللان فقللال )عليلله السلللم(‬
‫‪505‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اليمان بللالله أن ل يعصللى قلللت فمللا السلللم‬


‫فقللال )عليلله السلللم( مللن نسللك نسللكنا وذبللح‬
‫ذبيحتنا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل يتكلللم أحللد بكلمللة‬
‫هدى فيؤخذ بها إل كان للله مثللل أجللر مللن أخللذ‬
‫بها ول يتكلم بكلمة ضللة فيؤخللذ بهللا إل كللان‬
‫عليه مثل وزر من أخذ بها‪.‬‬
‫وقيلللل لللله إن النصلللارى يقوللللون إن ليللللة‬
‫الميلد في أربعة وعشللرين مللن كللانون فقللال‬
‫)عليلله السلللم( كللذبوا بللل فللي النصللف مللن‬
‫حزيران ويستوي الليل والنهار في النصف من‬
‫آذار‬
‫وقال )عليه السلم( كان إسماعيل أكبر من‬
‫إسحاق بخمس سللنين وكللان الذبيللح إسللماعيل‬
‫)عليه السلم( أ ما تسمع قول إبراهيللم )عليلله‬
‫ن إنمللا سللأل‬
‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ب ِلي ِ‬
‫ه ْ‬
‫ب َ‬
‫السلم( َر ّ‬
‫ربه أن يرزقه غلما مللن الصللالحين فقللال فللي‬
‫ح ِلي لم ٍ يعنللي‬ ‫غل م ٍ َ‬‫بِ ُ‬ ‫شللْرناهُ‬ ‫سللورة الصللافات َ‬
‫فبَ ّ‬
‫ن‬
‫مل َ‬
‫سللحاقَ ن َب ِي ّللا ِ‬ ‫ب ِإ ِ ْ‬ ‫إسماعيل ثم قال وب َ ّ‬
‫ش لْرناهُ‬
‫ن فمللن زعللم أن إسللحاق أكللبر مللن‬
‫حي َ‬
‫صللال ِ ِ‬
‫ال ّ‬
‫‪506‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إسماعيل فقد كذب بما أنزل الله من القرآن‬


‫وقلللال )عليللله السللللم( أربعلللة ملللن أخلق‬
‫النبياء )عليهم السلم( البر والسللخاء والصللبر‬
‫على النائبة والقيام بحق المؤمن‬
‫وقال )عليه السلم( ل تعدن مصيبة أعطيت‬
‫عليها الصبر واستوجبت عليهللا مللن الللله ثوابللا‬
‫بمصيبة إنما المصيبة أن يحللرم صللاحبها أجرهللا‬
‫وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها‬
‫وقال )عليه السلم( إن لله عبادا من خلقلله‬
‫فللي أرضلله يفللزع إليهللم فللي حللوائج الللدنيا‬
‫والخرة أولئك هم المؤمنون حقللا آمنللون يللوم‬
‫القيامة أل وإن أحللب المللؤمنين إلللى الللله مللن‬
‫أعللان المللؤمن الفقيللر مللن الفقللر فللي دنيللاه‬
‫ومعاشه ومن أعان ونفللع ودفللع المكللروه عللن‬
‫المؤمنين‬
‫وقال )عليه السلللم( إن صلللة الرحللم والللبر‬
‫ليهونان الحساب ويعصمان من الذنوب فصلللوا‬
‫إخوانكم وبروا إخوانكم ولو بحسن السلم ورد‬
‫الجواب‬
‫قللال سللفيان الثللوري دخلللت علللى الصللادق‬
‫‪507‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫)عليللله السللللم( فقللللت لللله أوصلللني بوصلللية‬


‫أحفظها من بعدك قال )عليه السلم( وتحفللظ‬
‫يا سفيان قلت أجللل يللا ابللن بنللت رسللول الللله‬
‫قال )عليه السلم( يا سللفيان ل مللروة لكللذوب‬
‫ول راحلللة لحسلللود ول إخلللاء لمللللوك ول خللللة‬
‫لمختال ول سؤدد لسيئ الخلق ثم أمسك )عليه‬
‫السلم( فقلت يا ابن بنللت رسللول الللله زدنللي‬
‫فقال )عليه السلم( يا سللفيان ثللق بللالله تكللن‬
‫عارفا وارض بما قسمه لللك تكللن غنيللا صللاحب‬
‫بمثل ما يصاحبونك به تللزدد إيمانللا ول تصللاحب‬
‫الفاجر فيعلمك من فجوره وشللاور فللي أمللرك‬
‫الذين يخشون الله عز وجللل ثللم أمسللك )عليلله‬
‫السلم( فقلت يا ابن بنللت رسللول الللله زدنللي‬
‫فقال )عليه السلم( يا سفيان من أراد عزا بل‬
‫سللللطان وكلللثرة بل إخلللوان وهيبلللة بل ملللال‬
‫فلينتقل من ذل معاصي الله إلى عز طاعته ثم‬
‫أمسك )عليه السلم( فقلت يا ابن بنت رسللول‬
‫الللله زدنللي فقللال )عليلله السلللم( يللا سللفيان‬
‫أدبني أبللي )عليلله السلللم( بثلث ونهللاني عللن‬
‫ثلث فأما اللواتي أدبني بهن فإنه قال لللي يللا‬
‫‪508‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بني من يصحب صاحب السوء ل يسلللم ومللن ل‬


‫يقيد ألفاظه ينللدم ومللن يللدخل مللداخل السللوء‬
‫يتهم قلت يا ابن بنت رسللول الللله فمللا الثلث‬
‫اللواتي نهاك عنهن قال )عليه السلم( نهللاني‬
‫أن أصللاحب حاسللد نعمللة وشللامتا بمصلليبة أو‬
‫حامل نميمة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( سللتة ل تكللون فللي‬
‫مؤمن العسر والنكد والحسد واللجاجة والكللذب‬
‫والبغي‬
‫وقال )عليه السلم( المؤمن بيللن مخللافتين‬
‫ذنب قد مضى ل يدري ما يصنع الله فيه وعمللر‬
‫قد بقي ل يدري ما يكتسللب فيلله مللن المهالللك‬
‫فهو ل يصبح إل خائفا ول يمسي إل خائفللا ول‬
‫يصلحه إل الخوف‬
‫وقال )عليه السلم( من رضي بالقليللل مللن‬
‫الرزق قبل الله منلله اليسللير مللن العمللل ومللن‬
‫رضي باليسير من الحلل خفت مئونتلله وزكللت‬
‫مكسبته وخرج من حد العجز‬
‫وقال سفيان الثوري دخلللت علللى أبللي عبللد‬
‫الله )عليه السلم( فقلت كيف أصبحت يللا ابللن‬
‫‪509‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رسول الللله فقللال )عليلله السلللم( والللله إنللي‬


‫لمحزون وإني لمشتغل القلللب فقلللت للله ومللا‬
‫أحزنك وما أشغل قلبللك فقللال )عليلله السلللم(‬
‫لي يا ثوري إنه من داخللل قلبلله صللافي خللالص‬
‫دين الله شغله عما سواه يا ثوري ما الدنيا وما‬
‫عسى أن تكون هل الدنيا إل أكل أكلته أو ثوب‬
‫لبسلللته أو مركلللب ركبتللله إن الملللؤمنين للللم‬
‫يطمئنوا في الدنيا ولم يأمنوا قدوم الخرة دار‬
‫اللللدنيا دار زوال ودار الخلللرة دار قلللرار أهلللل‬
‫الدنيا أهللل غفلللة إن أهللل التقللوى أخللف أهللل‬
‫الدنيا مئونة وأكثرهم معونة إن نسلليت ذكللروك‬
‫وإن ذكروك أعلموك فأنزل الدنيا كمنزل نزلتلله‬
‫فللارتحلت عنلله أو كمللال أصللبته فللي منامللك‬
‫فاستيقظت وليس في يدك شيء منه فكم من‬
‫حريص على أمر قد شقي به حين أتاه وكم من‬
‫تارك لمر قد سعد به حين أتاه‪.‬‬
‫وقيل له ما الدليل على الواحد فقال )عليلله‬
‫السلم( ما بالخلق من الحاجة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( لللن تكونللوا مللؤمنين‬
‫حتى تعدوا البلء نعمة والرخاء مصيبة‬
‫‪510‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( المال أربعة آلف واثنللا‬


‫عشر ألف درهم كنز ولم يجتمللع عشللرون ألفللا‬
‫من حلل وصللاحب الثلثيللن ألفللا هالللك وليللس‬
‫من شيعتنا من يملك مائة ألف درهم‬
‫وقال )عليه السلم( من صللحة يقيللن المللرء‬
‫المسلللم أن ل يرضللي النللاس بسللخط الللله ول‬
‫يحمدهم على ما رزق الله ول يلومهم على مللا‬
‫لم يؤته الله فإن رزقه ل يسوقه حرص حريللص‬
‫ول يرده كره كاره ولو أن أحدكم فر من رزقلله‬
‫كما يفر من الموت لدركه رزقه قبل موته كما‬
‫يدركه الموت‬
‫وقال )عليه السلم( من شيعتنا من ل يعللدو‬
‫صوته سمعه ول شحنه أذنه ول يمتدح بنا معلنا‬
‫ول يواصل لنا مبغضللا ول يخاصللم لنللا وليللا ول‬
‫يجالس لنا عائبللا قللال للله مهللزم فكيللف أصللنع‬
‫بهللؤلء المتشلليعة قللال )عليلله السلللم( فيهللم‬
‫التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التنزيللل تللأتي‬
‫عليهلللم سلللنون تفنيهلللم وطلللاعون يقتلهلللم‬
‫واختلف يبددهم شيعتنا من ل يهر هرير الكلب‬
‫ول يطمللع طمللع الغللراب ول يسللأل وإن مللات‬
‫‪511‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جوعللا قلللت فللأين أطلللب هللؤلء قللال )عليلله‬


‫السلللم( اطلبهللم فللي أطللراف الرض أولئك‬
‫الخفيللض عيشللهم المنتقلللة دارهللم الللذين إن‬
‫شهدوا لم يعرفوا وإن غللابوا لللم يفتقللدوا وإن‬
‫مرضوا لم يعادوا وإن خطبللوا لللم يزوجللوا وإن‬
‫رأوا منكرا أنكروا وإن خللاطبهم جاهللل سلللموا‬
‫وإن لجأ إليهللم ذو الحاجللة منهللم رحمللوا وعنللد‬
‫الموت هم ل يحزنون لللم تختلللف قلللوبهم وإن‬
‫رأيتهم اختلفت بهم البلدان‬
‫وقال )عليه السلم( من أراد أن يطول الللله‬
‫عمللره فليقللم أمللره ومللن أراد أن يحللط وزره‬
‫فليرخ ستره ومن أراد أن يرفع ذكللره فليخمللل‬
‫أمره‬
‫وقال )عليه السلللم( ثلث خصللال هللن أشللد‬
‫ما عمل بلله العبللد إنصللاف المللؤمن مللن نفسلله‬
‫ومواساة المرء لخيه وذكر الله على كللل حللال‬
‫قيل له فما معنى ذكر الله على كل حللال قللال‬
‫)عليه السلم( يذكر الله عند كللل معصللية يهللم‬
‫بها فيحول بينه وبين المعصية‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الهمللز زيللادة فللي‬
‫‪512‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫القرآن‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إيللاكم والمللزاح فللإنه‬
‫يجللر السللخيمة ويللورث الضللغينة وهللو السللب‬
‫الصغر‬
‫وقال الحسن بللن راشللد قللال أبللو عبللد الللله‬
‫)عليه السلم( إذا نزلللت بللك نازلللة فل تشللكها‬
‫إلى أحد من أهل الخلف ولكللن اذكرهللا لبعللض‬
‫إخوانك فإنك لن تعدم خصلة مللن أربللع خصللال‬
‫إما كفاية وإما معونة بجللاه أو دعللوة مسللتجابة‬
‫أو مشورة برأي‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل تكللونن دوارا فللي‬
‫السواق ول تكن شراء دقائق الشللياء بنفسللك‬
‫فإنه يكللره للمللرء ذي الحسللب والللدين أن يلللي‬
‫دقائق الشياء بنفسه إل في ثلثة أشياء شراء‬
‫العقار والرقيق والبل‬
‫وقال )عليلله السلللم( ل تكلللم بمللا ل يعنيللك‬
‫ودع كثيرا من الكلم فيما يعنيك حللتى تجللد للله‬
‫موضعا فرب متكلم تكلم بالحق بمللا يعنيلله فللي‬
‫غير موضعه فتعب ول تمارين سفيها ول حليما‬
‫فإن الحليم يغلبك والسفيه يرديك واذكر أخللاك‬
‫‪513‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إذا تغيللب بأحسللن مللا تحللب أن يللذكرك بلله إذا‬


‫تغيبت عنه فإن هذا هو العمل واعمل عمل من‬
‫يعلم أنه مجزي بالحسان مأخوذ بالجرام‪.‬‬
‫وقال له يونس لولئي لكم وما عرفني الللله‬
‫من حقكم أحب إلي من الدنيا بحللذافيرها قللال‬
‫يللونس فتللبينت الغضللب فيلله ثللم قللال )عليلله‬
‫السلم( يا يونس قستنا بغير قيللاس مللا الللدنيا‬
‫وما فيها هل هي إل سللد فللورة أو سللتر عللورة‬
‫وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة‬
‫وقال )عليه السلم( يا شلليعة آل محمللد إنلله‬
‫ليس منا من لم يملك نفسه عنللد الغضللب ولللم‬
‫يحسن صحبة من صللحبه ومرافقللة مللن رافقلله‬
‫ومصالحة مللن صللالحه ومخالفللة مللن خللالفه يللا‬
‫شلليعة آل محمللد اتقللوا الللله مللا اسللتطعتم ول‬
‫حول ول قوة إل بالله‬
‫وقال عبد العلى كنللت فللي حلقللة بالمدينللة‬
‫فذكروا الجود فأكثروا فقال رجللل منهللا يكنللى‬
‫أبا دلين إن جعفرا وإنه لو ل أنه ضم يده فقال‬
‫لي أبو عبللد الللله )عليلله السلللم( تجللالس أهللل‬
‫المدينللة قلللت نعللم قللال )عليلله السلللم( فمللا‬
‫‪514‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حللدثت بلغنللي فقصصللت عليلله الحللديث فقللال‬


‫)عليه السلللم( ويللح أبللا دليللن إنمللا مثللله مثللل‬
‫الريشة تمر بها الريللح فتطيرهللا ثللم قللال قللال‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآله( كللل معللروف‬
‫صدقة وأفضل الصدقة صللدقة عللن ظهللر غنللى‬
‫وابدأ بمن تعول واليد العليا خير مللن السللفلى‬
‫ول يلوم الللله علللى الكفللاف أ تظنللون أن الللله‬
‫بخيل وترون أن شيئا أجود من الللله إن الجللواد‬
‫السيد من وضع حق الله موضعه وليللس الجللواد‬
‫من يأخذ المال مللن غيللر حللله ويضللع فللي غيللر‬
‫حقه أما والله إنللي لرجللو أن ألقللى الللله ولللم‬
‫أتناول ما ل يحل بي وما ورد علي حق الللله إل‬
‫أمضيته وما بت ليلة قط ولله في مالي حق لم‬
‫أؤده‬
‫وقال )عليه السلم( ل رضاع بعد فطللام ول‬
‫وصال في صيام ول يتم بعللد احتلم ول صللمت‬
‫يوم إلى الليل ول تعرب بعد الهجرة ول هجللرة‬
‫بعد الفتح ول طلق قبل النكللاح ول عتللق قبللل‬
‫ملك ول يمين لولد مع والللده ول للمملللوك مللع‬
‫موله ول للمرأة مع زوجها ول نذر في معصية‬
‫‪515‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ول يمين في قطيعة‬


‫وقللال )عليلله السلللم( ليللس مللن أحللد وإن‬
‫ساعدته المور بمستخلص غضارة عيش إل من‬
‫خلل مكللروه ومللن انتظللر بمعاجلللة الفرصللة‬
‫مؤاجلللة الستقصللاء سلللبته اليللام فرصللته لن‬
‫من شأن اليام السلب وسبيل الزمن الفوت‬
‫وقال )عليه السلم( المعللروف زكللاة النعللم‬
‫والشللفاعة زكللاة الجللاه والعلللل زكللاة البللدان‬
‫والعفللو زكللاة الظفللر ومللا أديللت زكللاته فهللو‬
‫مأمون السلب‪.‬‬
‫وكللان )عليلله السلللم( يقللول عنللد المصلليبة‬
‫الحمد لله الذي لللم يجعللل مصلليبتي فللي دينللي‬
‫والحمللد لللله الللذي لللو شللاء أن تكللون مصلليبتي‬
‫أعظم مما كان كللانت والحمللد لللله علللى المللر‬
‫الذي شاء أن يكون وكان‬
‫وقال )عليه السلم( يقول الله من اسللتنقذ‬
‫حيران من حيرته سميته حميدا وأسكنته جنتي‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إذا أقبلللت دنيللا قللوم‬
‫كسلللوا محاسلللن غيرهلللم وإذا أدبلللرت سللللبوا‬
‫محاسن أنفسهم‬
‫‪516‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( البنات حسنات والبنون‬


‫نعللم فالحسللنات تثللاب عليهللن والنعمللة تسللأل‬
‫عنها‪.‬‬

‫وروي علللن الملللام الكلللاظم الميلللن أبلللي‬


‫إبراهيم ويكنى أبللا الحسللن موسللى بللن جعفللر‬
‫)عليه السلم( في طوال هذه المعاني‬
‫وصللليته )عليللله السللللم( لهشلللام وصلللفته‬
‫للعقل‪.‬‬
‫إن الللله تبللارك وتعللالى بشللر أهللل العقللل‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫عبللاِد ال ّ ل ِ‬ ‫ش لْر ِ‬ ‫فبَ ّ‬‫والفهللم فللي كتللابه فقللال َ‬
‫ك‬‫ه ُأولئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫لل‬
‫سل‬‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬
‫ف ي ت ّ ب علللون أ َ‬
‫َ‬ ‫ل َ َ ِ ُ‬ ‫و َ‬
‫قللل ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫سلللت َ ِ‬‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه وُأولئ ِ َ‬
‫ب يللا‬ ‫م أوُلوا اْل ْلبا ِ‬ ‫ه ْ‬‫ك ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬
‫هدا ُ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫هشام بن الحكم إن الله عز وجل أكمل للنللاس‬
‫الحجج بالعقول وأفضى إليهللم بالبيللان ودلهللم‬
‫ح دٌ ل‬ ‫ه وا ِ‬ ‫م ِإل ٌ‬ ‫هك ُ ْ‬ ‫على ربوبيته بالدلء فقال وِإل ُ‬
‫ق‬ ‫فللي َ ْ‬ ‫ه إ ِّلل ُ‬
‫خ للل ِ‬ ‫ن ِ‬‫م إِ ّ‬ ‫حيلل ُ‬
‫ن الّر ِ‬‫حملل ُ‬
‫و الّر ْ‬‫هلل َ‬ ‫ِإللل َ‬
‫ر‬ ‫للا‬
‫ل‬ ‫نه‬ ‫وال‬ ‫ل‬ ‫لل‬
‫ل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫تل‬ ‫خ‬ ‫وا‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫ت واْل َ‬‫سلللماوا ِ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ق ل ُللو َ‬
‫ن يللا هشللام قللد‬ ‫ع ِ‬
‫وم ٍ يَ ْ‬
‫قل ْ‬ ‫إلى قوله َليللا ٍ‬
‫ت لِ َ‬
‫جعل الله عز وجل ذلك دليل على معرفتلله بللأن‬
‫‪517‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ل والّنهللاَر‬ ‫م الل ّ ي ْ ل َ‬‫خ َر ل َك ُل ُ‬‫سل ّ‬ ‫لهم مللدبرا فقللال و َ‬


‫ه‬ ‫خرات ب لأ َ‬ ‫س وال ْ َ‬ ‫وال ّ‬
‫ر ِ‬ ‫م‬
‫ٌ ِ ْ ِ‬ ‫سل ّ‬ ‫م َ‬
‫م ُ‬ ‫جللو ُ‬ ‫م لَر والن ّ ُ‬‫ق َ‬ ‫م َ‬ ‫شل ْ‬
‫ن وقللال حللم‬ ‫ق ل ُللو َ‬‫ع ِ‬
‫وم ٍ يَ ْ‬ ‫قل ْ‬ ‫ك َليللا ٍ‬
‫ت لِ َ‬ ‫في ذل ِل َ‬ ‫ن ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫م‬ ‫علّ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ع َر ب ِّيا ل َ َ‬
‫ق ْرآنا ً َ‬‫ع ْلناهُ ُ‬ ‫ج َ‬‫ن إ ِّنا َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ِبي ِ‬ ‫كتا ِ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫وفلا ً‬ ‫م ال ْب َلْر قَ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ريك ُل ُ‬‫ه يُ ِ‬
‫ن آيللات ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن وقال و ِ‬ ‫ق ُلو َ‬‫ع ِ‬‫تَ ْ‬
‫ه‬‫ح ِيللي ِبلل ِ‬ ‫ء مللاءً َ‬
‫فيُ ْ‬ ‫سللما ِ‬
‫ن ال ّ‬‫ملل َ‬‫ل ِ‬ ‫معللا ً وي َُنللّز ُ‬
‫وطَ َ‬
‫ك َليللا ٍ‬ ‫َ‬
‫وم ٍ‬ ‫ت لِ َ‬
‫قل ْ‬ ‫فللي ذل ِ ل َ‬ ‫ن ِ‬
‫و ِتهللا إ ِ ّ‬
‫م ْ‬
‫ع لدَ َ‬ ‫ض بَ ْ‬‫اْل ْر َ‬
‫ن يا هشام ثم وعظ أهل العقل ورغبهللم‬ ‫ق ُلو َ‬
‫ع ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ب‬ ‫حيللاةُ ال لدّ ْنيا إ ِّلل ل َ ِ‬
‫علل ٌ‬ ‫مللا ال ْ َ‬
‫في الخرة فقللال و َ‬
‫فل‬ ‫ن أَ َ‬‫قللو َ‬‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫خ ْيللٌر ل ِّللل ِ‬ ‫داُر اْل ِ‬
‫خللَر ةُ َ‬ ‫و وَلل ّ‬ ‫ه ٌ‬‫ول َ ْ‬
‫ع‬
‫متللا ُ‬ ‫ء َ‬ ‫َ‬ ‫ق ُلو ن وقللال ومللا ُ‬
‫ف َ‬ ‫ي ٍ‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫تي‬
‫ِ‬ ‫أو‬ ‫َ‬ ‫ع ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫خ ي ٌْر وأ َْبقللى‬
‫ه َ‬ ‫ع ن ْدَ الل ّ ِ‬ ‫زين َُتها وما ِ‬ ‫ة الدّ ْنيا و ِ‬ ‫حيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن يللا هشللام ثللم خللوف الللذين ل‬ ‫ق ُلللو َ‬‫ع ِ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫م ْر َنللا‬ ‫م دَ ّ‬ ‫يعقلللون عللذابه فقللال عللز وجللل ُثلل ّ‬
‫ن‬
‫حي َ‬ ‫صلللب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫هللل ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م ل َت َ ُ‬ ‫ن وإ ِن ّ ك ُللل ْ‬ ‫اْل َ‬
‫عليْ ِ‬ ‫ملللّرو َ‬ ‫ريلل َ‬ ‫خ ِ‬
‫ن يللا هشللام ثللم بيللن أن‬ ‫ق ُلللو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫وِبالل ّ ْيلل ِ‬
‫َ‬
‫ر ُبها‬ ‫ضلل ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫مثللا ُ‬ ‫ك اْل ْ‬ ‫العقل مع العلم فقال وت ِْللل َ‬
‫ن يللا هشللام ثللم‬ ‫مو َ‬ ‫ق ُلها إ ِّل اْلعللال ِ ُ‬ ‫ع ِ‬‫س وما ي َ ْ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫م‬‫هللل ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قيلل َ‬ ‫ذم الللذين ل يعقلللون فقللال وِإذا ِ‬
‫ف ْينللا‬ ‫ع مللا أ َل ْ َ‬ ‫ل ن َت ّ ب ِ ل ُ‬ ‫ه قللاُلوا ب َ ل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ات ّ ب عوا ما أ َ‬
‫ِ ُ‬
‫‪518‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شلللْيئا ً‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ق ُلو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ؤ ُ‬ ‫ن آبا ُ‬ ‫و كا َ‬ ‫ءنا أ ول َ ْ‬ ‫ه آبا َ‬ ‫ع ل َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ع ن ْ لدَ الّللل ِ‬
‫ه‬ ‫ب ِ‬ ‫وا ّ‬ ‫ش لّر ال لدّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن وقللال إ ِ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫هتَل ُ‬ ‫ول ي َ ْ‬
‫ن‬ ‫ن وقللال ول َئ ِ ْ‬ ‫ق ُلللو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ل يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م اّللل ِ‬ ‫كلل ُ‬ ‫م ا ل ْب ُ ْ‬ ‫صلل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قللول ُ ّ‬ ‫ض ل َي َ ُ‬ ‫ت واْل ْر َ‬ ‫سللماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خلَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫س أ ل ْت َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ل أَ‬
‫ن ثللم‬ ‫مللو َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫م دُ ل ِل ّ ِ‬‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ض‬ ‫ر‬ ‫في اْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ذم الكثرة فقال وإ ن ت ُط ع أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫م ل‬ ‫هلل‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ث‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ع ن س بيل الل ّ ه وقال ولك ن أ َ‬ ‫ض ّلو َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ ْ َ ِ ِ‬ ‫يُ ِ‬
‫ن وأكثرهم ل يشعرون يا هشام ثم مللدح‬ ‫علَ ُ‬
‫مو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫شلل ُ‬
‫كوُر وقللال‬ ‫ي ال ّ‬
‫عبللاِد َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫القلة فقال و َ‬
‫ق ِلي ٌ‬
‫ل يللا‬ ‫ه إ ِّلل َ‬
‫ق ِلي ل ٌ‬ ‫عل ُ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫م َ‬
‫م وقال وما آ َ‬
‫ه ْ‬
‫ل ما ُ‬ ‫و َ‬
‫ق ِلي ٌ‬
‫هشللام ثللم ذكللر أولللي اللبللاب بأحسللن الللذكر‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ؤ ِتي ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫وحلهم بأحسن الحلية فقال ي ُ ْ‬
‫خ ْيرا ً ك َِثيللرا ً‬ ‫قد ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ي َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫أو‬ ‫ف َ ْ‬
‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬
‫َيشاءُ و َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب يللا هشللام إن الللله‬ ‫وما ي َذّ ك ُّر إ ِّلل أول ُللوا اْل ْلبللا ِ‬
‫ب‬‫ق ل ْل ٌ‬
‫ه َ‬‫ن ل َل ُ‬‫ن كللا َ‬ ‫مل ْ‬ ‫كرى ل ِ َ‬ ‫ذ ْ‬ ‫ك ل َل ِ‬
‫في ذل ِ َ‬
‫ن ِ‬
‫يقول إ ِ ّ‬
‫ة‬ ‫حك ْ َ‬
‫مل َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬‫قمللا َ‬ ‫ق لدْ آت َْينللا ل ُ ْ‬
‫يعني العقل وقال ول َ َ‬
‫قال الفهم والعقللل يللا هشللام إن لقمللان قللال‬
‫لبنه تواضع للحق تكن أعقل الناس يا بنللي إن‬
‫الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير فلتكن‬
‫سللفينتك فيهللا تقللوى الللله وحشللوها اليمللان‬
‫‪519‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وشراعها التوكل وقيمها العقل ودليلها العللللم‬


‫وسللكانها الصللبر يللا هشللام لكللل شلليء دليللل‬
‫ودليل العاقللل التفكللر ودليللل التفكللر الصللمت‬
‫ولكللل شلليء مطيللة ومطيللة العاقللل التواضللع‬
‫وكفللى بللك جهل أن تركللب مللا نهيللت عنلله يللا‬
‫هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس فللي‬
‫يدك لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة‬
‫ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس إنها جوزة‬
‫ما ضرك وأنللت تعلللم أنهللا لؤلللؤة يللا هشللام مللا‬
‫بعث الله أنبياءه ورسله إلى عبللاده إل ليعقلللوا‬
‫عن الله فأحسللنهم اسللتجابة أحسللنهم معرفللة‬
‫لله وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقل وأعقلهللم‬
‫أرفعهم درجة في الدنيا والخرة يللا هشللام مللا‬
‫من عبد إل وملك آخللذ بناصلليته فل يتواضللع إل‬
‫رفعه الله ول يتعاظم إل وضعه الللله يللا هشللام‬
‫إن لله على الناس حجتين حجللة ظللاهرة وحجللة‬
‫باطنة فأما الظاهرة فالرسل والنبياء والئمللة‬
‫وأمللا الباطنللة فللالعقول يللا هشللام إن العاقللل‬
‫الذي ل يشغل الحلل شللكره ول يغلللب الحللرام‬
‫صللبره يللا هشللام مللن سلللط ثلثللا علللى ثلث‬
‫‪520‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فكأنما أعان هواه على هللدم عقللله مللن أظلللم‬


‫نللور فكللره بطللول أمللله ومحللا طللرائف حكمتلله‬
‫بفضول كلمه وأطفأ نور عبرته بشهوات‬
‫نفسه فكأنما أعللان هللواه علللى هللدم عقللله‬
‫ومللن هللدم عقللله أفسللد عليلله دينلله ودنيللاه يللا‬
‫هشللام كيللف يزكللو عنللد الللله عملللك وأنللت قللد‬
‫شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هللواك علللى‬
‫غلبة عقلك يا هشام الصبر على الوحدة علمللة‬
‫قوة العقل فمن عقل عن الللله تبللارك وتعللالى‬
‫اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ورغللب فيمللا‬
‫عند ربه وكان الله آنسه في الوحشللة وصللاحبه‬
‫في الوحدة وغناه في العيلة ومعللزه فللي غيللر‬
‫عشيرة يا هشام نصللب الخلللق لطاعللة الللله ول‬
‫نجلللاة إل بالطاعلللة والطاعلللة بلللالعلم والعللللم‬
‫بالتعلم والتعلم بالعقل يعتقد ول علللم إل مللن‬
‫عالم رباني ومعرفة العللالم بالعقللل يللا هشللام‬
‫قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف وكللثير‬
‫العمل من أهل الهوى والجهل مردود يا هشللام‬
‫إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مللع الحكمللة‬
‫ولم يرض بالدون من الحكمة مع الللدنيا فلللذلك‬
‫‪521‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ربحللت تجللارتهم يللا هشللام إن كللان يغنيللك مللا‬


‫يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيللك وإن كللان ل‬
‫يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الللدنيا يغنيللك‬
‫يا هشام إن العقلء تركوا فضول الدنيا فكيللف‬
‫الذنوب وترك الدنيا من الفضللل وتللرك الللذنوب‬
‫مللن الفللرض يللا هشللام إن العقلء زهللدوا فللي‬
‫الدنيا ورغبوا في الخرة لنهم علموا أن الدنيا‬
‫طالبة ومطلوبة والخرة طالبة ومطلوبة فمللن‬
‫طلب الخرة طلبته الدنيا حللتى يسللتوفي منهللا‬
‫رزقه ومن طلللب الللدنيا طلبتلله الخللرة فيللأتيه‬
‫الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته يا هشام مللن‬
‫أراد الغنى بل مللال وراحللة القلللب مللن الحسللد‬
‫والسلمة فللي الللدين فليتضللرع إلللى الللله فللي‬
‫مسألته بأن يكمللل عقللله فمللن عقللل قنللع بمللا‬
‫يكفيه ومن قنع بمللا يكفيلله اسللتغنى ومللن لللم‬
‫يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنللى أبللدا يللا هشللام‬
‫إن الله جل وعز حكى عن قللوم صللالحين أنهللم‬
‫ب َلنا‬
‫ه ْ‬ ‫ع دَ إ ِذْ َ‬
‫ه دَ ي َْتنا و َ‬ ‫ق ُلوَبنا ب َ ْ‬
‫غ ُ‬‫ز ْ‬
‫قالوا َر ّبنا ل ت ُ ِ‬
‫ة إنّ َ َ‬
‫ب حيللن علمللوا‬ ‫هللا ُ‬
‫و ّ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫م ً ِ‬‫ح َ‬ ‫ن ل َ دُ ن ْ َ‬
‫ك َر ْ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماهللا ورداهللا إنلله‬
‫‪522‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لم يخف الله من لم يعقللل عللن الللله ومللن لللم‬


‫يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتللة‬
‫يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ول يكون أحلللد‬
‫كذلك إل من كللان قللوله لفعللله مصللدقا وسللره‬
‫لعلنيته موافقا لن الله لم يدل علللى البللاطن‬
‫الخفي من العقل إل بظاهر منه وناطق عنه يا‬
‫هشام كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‬
‫ما من شيء عبد الله به أفضل من العقل ومللا‬
‫تم عقل امللرئ حللتى يكللون فيلله خصللال شللتى‬
‫الكفر والشر منه مأمونان والرشد والخير منلله‬
‫مللأمولن وفضللل مللاله مبللذول وفضللل قللوله‬
‫مكفوف نصيبه من الدنيا القوت ول يشللبع مللن‬
‫العلم دهره الذل أحب إليه مع الله من العز مع‬
‫غيره والتواضع أحب إليه مللن الشللرف يسللتكثر‬
‫قليلللل المعلللروف ملللن غيللره ويسللتقل كلللثير‬
‫المعروف من نفسه ويللرى النللاس كلهللم خيللرا‬
‫منه وأنه شرهم في نفسه وهو تمللام المللر يللا‬
‫هشام من صدق لسانه زكا عمله ومللن حسللنت‬
‫نيته زيللد فللي رزقلله ومللن حسللن بللره بللإخوانه‬
‫وأهله مد في عمره يا هشام ل تمنحوا الجهللال‬
‫‪523‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحكمللللة فتظلموهللللا ول تمنعوهللللا أهلهللللا‬


‫فتظلموهم يللا هشللام كمللا تركللوا لكللم الحكمللة‬
‫فللاتركوا لهللم الللدنيا يللا هشللام ل ديللن لمللن ل‬
‫مروة له ول مروة لمن ل عقللل للله وإن أعظللم‬
‫الناس قدرا الذي ل يللرى الللدنيا لنفسلله خطللرا‬
‫أمللا إن أبللدانكم ليللس لهللا ثمللن إل الجنللة فل‬
‫تبيعوهللا بغيرهللا يللا هشللام إن أميللر المللؤمنين‬
‫)عليه السلم( كان يقللول ل يجلللس فللي صللدر‬
‫المجلللس إل رجللل فيلله ثلث خصللال يجيللب إذا‬
‫سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلم ويشللير‬
‫بالرأي الذي فيه صلح أهله فمن لم يكللن فيلله‬
‫شيء منهن فجلس فهللو أحمللق وقللال الحسللن‬
‫بللن علللي )عليلله السلللم( إذا طلبتللم الحللوائج‬
‫فاطلبوها من أهلهللا قيللل يللا ابللن رسللول الللله‬
‫ومللن أهلهللا قللال الللذين قللص الللله فللي كتللابه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب قللال‬ ‫وذكرهم فقال إ ِّنما ي َت َذَ ك ُّر أوُلللوا اْل ْلبللا ِ‬
‫هم أولو العقول وقال علي بن الحسين )عليلله‬
‫السلم( مجالسة الصالحين داعية إلى‬
‫الصلللح وأدب العلمللاء زيللادة فللي العقللل‬
‫وطاعة ولة العدل تمام العز واسللتثمار المللال‬
‫‪524‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تمللام المللروة وإرشللاد المستشللير قضللاء لحللق‬


‫النعمة وكف الذى من كمال العقل وفيه راحة‬
‫البدن عاجل وآجل يا هشام إن العاقل ل يحدث‬
‫من يخاف تكذيبه ول يسأل من يخاف منعلله ول‬
‫يعد ما ل يقدر عليه ول يرجو ما يعنللف برجللائه‬
‫ول يتقدم على ما يخاف العجز عنه وكان أميللر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( يوصي أصللحابه يقللول‬
‫أوصيكم بالخشية من الله فللي السللر والعلنيللة‬
‫والعللدل فللي الرضللا والغضللب والكتسللاب فللي‬
‫الفقر والغنى وأن تصلوا مللن قطعكللم وتعفللوا‬
‫عمن ظلمكم وتعطفوا على من حرمكم وليكللن‬
‫نظركللم عللبرا وصللمتكم فكللرا وقللولكم ذكللرا‬
‫وطبيعتكم السللخاء فللإنه ل يللدخل الجنللة بخيللل‬
‫ول يدخل النار سخي يللا هشللام رحللم الللله مللن‬
‫استحيا من الله حق الحياء فحفظ الللرأس ومللا‬
‫حوى والبطن ومللا وعللى وذكللر المللوت والبلللى‬
‫وعللللم أن الجنلللة محفوفلللة بالمكلللاره والنلللار‬
‫محفوفة بالشهوات يللا هشللام مللن كللف نفسلله‬
‫عللن أعللراض النللاس أقللاله الللله عللثرته يللوم‬
‫القيامة ومن كف غضللبه عللن النللاس كللف الللله‬
‫‪525‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عنه غضبه يوم القيامة يا هشللام إن العاقللل ل‬


‫يكذب وإن كان فيلله هللواه يللا هشللام وجللد فللي‬
‫ذؤابة سيف رسول الله )صلى الله عليلله وآللله(‬
‫إن أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه‬
‫وقتل غير قاتله ومللن تللولى غيللر مللواليه فهللو‬
‫كافر بما أنزل الله على نبيه محمد )صلى الللله‬
‫عليه وآله( ومن أحدث حللدثا أو آوى محللدثا لللم‬
‫يقبل الله منه يوم القيامللة صللرفا ول عللدل يللا‬
‫هشام أفضل ما يتقرب به العبد إلللى الللله بعللد‬
‫المعرفة به الصلة وبر الوالدين وتللرك الحسللد‬
‫والعجب والفخر يا هشام أصلح أيامك الذي هللو‬
‫أمامك فانظر أي يوم هو وأعد له الجواب فإنك‬
‫موقللوف ومسللئول وخللذ موعظتللك مللن الللدهر‬
‫وأهله فإن الدهر طويله قصلليره فاعمللل كأنللك‬
‫ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك واعقللل‬
‫عن الله وانظر في تصرف الدهر وأحواله فللإن‬
‫ما هو آت من الدنيا كما ولى منها فللاعتبر بهللا‬
‫وقال علي بن الحسين )عليه السلم( إن جميع‬
‫مللا طلعللت عليلله الشللمس فللي مشللارق الرض‬
‫ومغاربهللا بحرهللا وبرهللا وسللهلها وجبلهللا عنللد‬
‫‪526‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ولي من أولياء الله وأهللل المعرفللة بحللق الللله‬


‫كفيء الظلل ثم قال )عليه السلللم( أ ول حللر‬
‫يدع هللذه اللماظللة لهلهللا يعنللي الللدنيا فليللس‬
‫لنفسللكم ثمللن إل الجنللة فل تبيعوهللا بغيرهللا‬
‫فللإنه مللن رضللي مللن الللله بالللدنيا فقللد رضللي‬
‫بالخسيس‬
‫يا هشام إن كل الناس يبصر النجوم ولكن ل‬
‫يهتللدي بهللا إل مللن يعللرف مجاريهللا ومنازلهللا‬
‫وكذلك أنتم تدرسللون الحكمللة ولكللن ل يهتللدي‬
‫بها منكم إل من عمل بها يا هشام إن المسلليح‬
‫)عليه السلم( قال للحللواريين يللا عبيللد السللوء‬
‫يهولكم طول النخلة وتذكرون شللوكها ومئونللة‬
‫مراقيها وتنسون طيب ثمرها ومرافقها كللذلك‬
‫تللذكرون مئونللة عمللل الخللرة فيطللول عليكللم‬
‫أمللده وتنسللون مللا تفضللون إليلله مللن نعيمهللا‬
‫ونورهللا وثمرهللا يللا عبيللد السللوء نقللوا القمللح‬
‫وطيبوه وأدقللوا طحنلله تجللدوا طعملله ويهنئكللم‬
‫أكله كللذلك فأخلصللوا اليمللان وأكملللوه تجللدوا‬
‫حلوته وينفعكم غبه بحق أقول لكم لو وجللدتم‬
‫سللراجا يتوقللد بللالقطران فللي ليلللة مظلمللة‬
‫‪527‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لستضأتم به ولم يمنعكم منه ريللح نتنلله كللذلك‬


‫ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمللة ممللن وجللدتموها‬
‫معه ول يمنعكم منه سوء رغبته فيهللا يللا عبيللد‬
‫الدنيا بحق أقول لكم ل تدركون شللرف الخللرة‬
‫إل بترك ما تحبون فل تنظروا بالتوبة غدا فللإن‬
‫دون غد يومللا وليلللة وقضللاء الللله فيهمللا يغللدو‬
‫ويروح بحق أقول لكم إن مللن ليللس عليلله ديللن‬
‫من الناس أروح وأقللل همللا ممللن عليلله الللدين‬
‫وإن أحسللن القضللاء وكللذلك مللن لللم يعمللل‬
‫الخطيئة أروح هملللا مملللن عملللل الخطيئة وإن‬
‫أخللللص التوبلللة وأنلللاب وإن صلللغار اللللذنوب‬
‫ومحقراتهللا مللن مكايللد إبليللس يحقرهللا لكللم‬
‫ويصغرها فللي أعينكللم فتجتمللع وتكللثر فتحيللط‬
‫بكللم بحللق أقللول لكللم إن النللاس فللي الحكمللة‬
‫رجلن فرجللل أتقنهللا بقللوله وصللدقها بفعللله‬
‫ورجللل أتقنهللا بقللوله وضلليعها بسللوء فعللله‬
‫فشتان بينهما فطللوبى للعلمللاء بالفعللل وويللل‬
‫للعلماء بالقول يا عبيد السللوء اتخللذوا مسللاجد‬
‫ربكللم سللجونا لجسللادكم وجبللاهكم واجعلللوا‬
‫قلوبكم بيوتا للتقوى ول تجعلوا قلوبكم مللأوى‬
‫‪528‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫للشهوات إن أجزعكللم عنللد البلء لشللدكم حبللا‬


‫للللدنيا وإن أصللبركم علللى البلء لزهللدكم فللي‬
‫الدنيا يا عبيد السللوء ل تكونللوا شللبيها بالحللداء‬
‫الخاطفللة ول بالثعللالب الخادعللة ول بالللذئاب‬
‫الغادرة ول بالسد العاتية كما تفعل بالفرائس‬
‫كذلك تفعلون بالناس فريقا تخطفللون وفريقللا‬
‫تخدعون وفريقا تغدرون بهم بحق أقول لكم ل‬
‫يغنللي عللن الجسللد أن يكللون ظللاهره صللحيحا‬
‫وباطنه فاسدا كذلك ل تغني أجسادكم التي قد‬
‫أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم ومللا يغنللي عنكللم‬
‫أن تنقللوا جلللودكم وقلللوبكم دنسللة ل تكونللوا‬
‫كالمنخللل يخللرج منلله الللدقيق الطيللب ويمسللك‬
‫النخاللللة كلللذلك أنتلللم تخرجلللون الحكملللة ملللن‬
‫أفواهكم ويبقللى الغللل فللي صللدوركم يللا عبيللد‬
‫الدنيا إنما مثلكللم مثللل السللراج يضلليء للنللاس‬
‫ويحرق نفسه يا بني إسرائيل زاحمللوا العلمللاء‬
‫في مجالسهم ولو جثوا على الركللب فللإن الللله‬
‫يحيي القلوب الميتللة بنللور الحكمللة كمللا يحيللي‬
‫الرض الميتة بوابللل المطللر يللا هشللام مكتللوب‬
‫فللي النجيللل طللوبى للمللتراحمين أولئك هللم‬
‫‪529‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المرحومون يوم القيامة طوبى للمصلحين بين‬


‫الناس أولئك هم المقربون يوم القيامة طوبى‬
‫للمطهللرة قلللوبهم أولئك هللم المتقللون يللوم‬
‫القيامة طللوبى للمتواضللعين فللي الللدنيا أولئك‬
‫يرتقون منابر الملك يوم القيامة يا هشام قلللة‬
‫المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه دعللة‬
‫حسللنة وقلللة وزر وخفللة مللن الللذنوب فحصللنوا‬
‫باب الحلم فإن بابه الصللبر وإن الللله عللز وجللل‬
‫يبغض الضحاك من غير عجب والمشاء إلى غير‬
‫أرب ويجب علللى الللوالي أن يكللون كللالراعي ل‬
‫يغفل عن رعيته ول يتكبر عليهم فاستحيوا من‬
‫الله في سللرائركم كمللا تسللتحيون مللن النللاس‬
‫في علنيتكم واعلمللوا أن الكلمللة مللن الحكمللة‬
‫ضللالة المللؤمن فعليكللم بللالعلم قبللل أن يرفللع‬
‫ورفعه غيبللة عللالمكم بيللن أظهركللم يللا هشللام‬
‫تعلم من العلللم مللا جهلللت وعلللم الجاهللل ممللا‬
‫علمت عظم العالم لعلملله ودع منللازعته وصللغر‬
‫الجاهل لجهله ول تطرده ولكن قربه وعلمه يللا‬
‫هشام إن كل نعمة عجزت عللن شللكرها بمنزلللة‬
‫سيئة تؤاخذ بهللا وقللال أميللر المللؤمنين )صلللى‬
‫‪530‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله عليه وآللله( إن لللله عبللادا كسللرت قلللوبهم‬


‫خشيته فأسكتتهم عن المنطق وإنهم لفصلللحاء‬
‫عقلء يستبقون إلللى الللله بالعمللال الزكيللة ل‬
‫يسللتكثرون للله الكللثير ول يرضللون لهللم مللن‬
‫أنفسللهم بالقليللل يللرون فللي أنفسللهم أنهللم‬
‫أشرار وإنهم لكياس وأبللرار يللا هشللام الحيللاء‬
‫من اليمللان واليمللان فللي الجنللة والبللذاء مللن‬
‫الجفاء والجفاء في النار يا هشللام المتكلمللون‬
‫ثلثللة فرابللح وسللالم وشللاجب فأمللا الرابللح‬
‫فالللذاكر لللله وأمللا السللالم فالسللاكت وأمللا‬
‫الشللاجب فالللذي يخللوض فللي الباطللل إن الللله‬
‫حرم الجنة على كل فاحش بذيء قليللل الحيللاء‬
‫ل يبالي ما قال ول ما قيل فيه وكان أبو ذر‬
‫رضي الله عنه يقول يا مبتغي العلم إن هذا‬
‫اللسان مفتاح خيللر ومفتللاح شللر فللاختم علللى‬
‫فيك كما تختللم علللى ذهبللك وورقللك يللا هشللام‬
‫بئس العبللد عبللد يكللون ذا وجهيللن وذا لسللانين‬
‫يطري أخاه إذا شاهده ويأكله إذا غللاب عنلله إن‬
‫أعطي حسده وإن ابتلي خذله إن أسللرع الخيللر‬
‫ثوابا البر وأسرع الشر عقوبللة البغللي وإن شللر‬
‫‪531‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عباد الله من تكره مجالسته لفحشه وهل يكللب‬


‫النللاس علللى منللاخرهم فللي النللار إل حصللائد‬
‫ألسنتهم ومن حسللن إسلللم المللرء تللرك مللا ل‬
‫يعنيلله يللا هشللام ل يكللون الرجللل مؤمنللا حللتى‬
‫يكون خائفا راجيا ول يكون خائفللا راجيللا حللتى‬
‫يكون عامل لما يخاف ويرجو يا هشام قال الله‬
‫جل وعللز وعزتللي وجللللي وعظمللتي وقللدرتي‬
‫وبهائي وعلوي في مكللاني ل يللؤثر عبللد هللواي‬
‫على هواه إل جعلللت الغنللى فللي نفسلله وهملله‬
‫في آخرته وكففت عليلله فللي ضلليعته وضللمنت‬
‫السللماوات والرض رزقلله وكنللت للله مللن وراء‬
‫تجارة كل تاجر يا هشللام الغضللب مفتللاح الشللر‬
‫وأكمللل المللؤمنين إيمانللا أحسللنهم خلقللا وإن‬
‫خالطت الناس فإن استطعت أن ل تخالط أحدا‬
‫منهم إل من كانت يدك عليلله العليللا فافعللل يللا‬
‫هشام عليك بالرفق فإن الرفللق يمللن والخللرق‬
‫شللؤم إن الرفللق والللبر وحسللن الخلللق يعمللر‬
‫هلل ْ‬
‫ل‬ ‫الديار ويزيد في الرزق يا هشام قول الله َ‬
‫ن جرت فللي المللؤمن‬ ‫حسا ُ‬‫ن إ ِّل اْل ِ ْ‬ ‫جزاءُ اْل ِ ْ‬
‫حسا ِ‬ ‫َ‬
‫والكافر والبر والفاجر مللن صللنع إليلله معللروف‬
‫‪532‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فعليه أن يكافئ به وليست المكافللأة أن تصللنع‬


‫كما صنع حتى ترى فضلك فإن صنعت كما صنع‬
‫فله الفضل بالبتللداء يللا هشللام إن مثللل الللدنيا‬
‫مثللل الحيللة مسللها ليللن وفللي جوفهللا السللم‬
‫القاتللل يحللذرها الرجللال ذوو العقللول ويهللوي‬
‫إليهللا الصللبيان بأيللديهم يللا هشللام اصللبر علللى‬
‫طاعة الله واصبر عن معاصي الله فإنما الللدنيا‬
‫ساعة فما مضى منها فليس تجد له سرورا ول‬
‫حزنا وما لللم يللأت منهللا فليللس تعرفلله فاصللبر‬
‫على تلك السللاعة الللتي أنللت فيهللا فكأنللك قللد‬
‫اغتبطت يا هشام مثللل الللدنيا مثللل مللاء البحللر‬
‫كلما شللرب منلله العطشللان ازداد عطشللا حللتى‬
‫يقتله يا هشام إياك والكبر فإنه ل يدخل الجنللة‬
‫من كان في قلبلله مثقللال حبللة مللن كللبر الكللبر‬
‫رداء الله فمن نازعه رداءه أكبه الله فللي النللار‬
‫على وجهه يا هشام ليس منا مللن لللم يحاسللب‬
‫نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد منه‬
‫وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتللاب إليلله يللا‬
‫هشام تمثلت الدنيا للمسيح )عليه السلم( في‬
‫صللورة امللرأة زرقللاء فقللال لهللا كللم تزوجللت‬
‫‪533‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقالت كثيرا قال فكل طلقك قللالت ل بللل كل‬


‫قتلللت قللال المسلليح )عليلله السلللم( فويللح‬
‫لزواجك الباقين كيف ل يعتبرون بالماضين يللا‬
‫هشللام إن ضللوء الجسللد فللي عينلله فللإن كللان‬
‫البصللر مضلليئا استضللاء الجسللد كللله وإن ضللوء‬
‫الروح العقل فإذا كان العبد عللاقل كللان عالمللا‬
‫بربه وإذا كان عالما بربه أبصللر دينلله وإن كللان‬
‫جاهل بربه لم يقم له دين وكما ل يقوم الجسد‬
‫إل بللالنفس الحيللة فكللذلك ل يقللوم الللدين إل‬
‫بالنيللة الصللادقة ول تثبللت النيللة الصللادقة إل‬
‫بالعقل يا هشام إن الزرع ينبت في السهل ول‬
‫ينبت في الصفا فكذلك الحكمة تعمر في قلللب‬
‫المتواضع ول تعمللر فللي قلللب المتكللبر الجبللار‬
‫لن الله جعل التواضع آلة العقل وجعل التكللبر‬
‫مللن آلللة الجهللل أ لللم تعلللم أن مللن شللمخ إلللى‬
‫السقف برأسه‬
‫شجه ومن خفض رأسه استظل تحتلله وأكنلله‬
‫وكذلك من لللم يتواضللع لللله خفضلله الللله ومللن‬
‫تواضع لله رفعه يا هشام مللا أقبللح الفقللر بعللد‬
‫الغنى وأقبللح الخطيئة بعللد النسللك وأقبللح مللن‬
‫‪534‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلك العابد لله ثم يترك عبادته يا هشام ل خيللر‬


‫فللي العيللش إل لرجليللن لمسللتمع واع وعللالم‬
‫ناطق يا هشام ما قسم بين العبللاد أفضللل مللن‬
‫العقل نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل وما‬
‫بعث الله نبيا إل عاقل حتى يكون عقله أفضللل‬
‫مللن جميللع جهللد المجتهللدين ومللا أدى العبللد‬
‫فريضللة مللن فللرائض الللله حللتى عقللل عنلله يللا‬
‫هشام قال رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه فإنه يلقي‬
‫الحكمللة والمللؤمن قليللل الكلم كللثير العمللل‬
‫والمنللافق كللثير الكلم قليللل العمللل يللا هشللام‬
‫أوحى الله تعالى إلى داود )عليه السلللم( قللل‬
‫لعبادي ل يجعلللوا بينللي وبينهللم عالمللا مفتونللا‬
‫بالدنيا فيصدهم عن ذكري وعن طريق محبلللتي‬
‫ومناجاتي أولئك قطاع الطريق مللن عبللادي إن‬
‫أدنى ما أنا صللانع بهللم أن أنللزع حلوة محبللتي‬
‫ومناجاتي من قلوبهم يا هشام من تعظللم فللي‬
‫نفسلله لعنتلله ملئكللة السللماء وملئكللة الرض‬
‫ومن تكبر على إخوانه واسللتطال عليهللم فقللد‬
‫ضاد الله ومن ادعى ما ليس له فهو أعني لغير‬
‫‪535‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫رشللده يللا هشللام أوحللى الللله تعللالى إلللى داود‬


‫)عليه السلم( يا داود حذر وأنذر أصللحابك عللن‬
‫حب الشهوات فإن المعلقللة قلللوبهم بشللهوات‬
‫الللدنيا قلللوبهم محجوبللة عنللي يللا هشللام إيللاك‬
‫والكلللبر عللللى أوليلللائي والسلللتطالة بعلملللك‬
‫فيمقتك الللله فل تنفعللك بعللد مقتلله دنيللاك ول‬
‫آخرتك وكن فللي الللدنيا كسللاكن دار ليسللت للله‬
‫إنمللا ينتظللر الرحيللل يللا هشللام مجالسللة أهللل‬
‫الدين شرف الدنيا والخللرة ومشللاورة العاقللل‬
‫الناصح يمن وبركة ورشد وتوفيق من الله فإذا‬
‫أشار عليك العاقل الناصح فإياك والخلف فإن‬
‫في ذلك العطب يا هشام إياك ومخالطة الناس‬
‫والنس بهللم إل أن تجللد منهللم عللاقل ومأمونللا‬
‫فللآنس بلله واهللرب مللن سللائرهم كهربللك مللن‬
‫السباع الضارية وينبغي للعاقللل إذا عمللل عمل‬
‫أن يستحيي مللن الللله وإذا تفللرد للله بللالنعم أن‬
‫يشارك في عمله أحدا غيره وإذا مر بك أمللران‬
‫ل تدري أيهما خير وأصوب فانظر أيهما أقللرب‬
‫إلللى هللواك فخللالفه فللإن كللثير الصللواب فللي‬
‫مخالفة هواك وإياك أن تغلب الحكمللة وتضللعها‬
‫‪536‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في أهل الجهالللة قللال هشللام فقلللت للله فللإن‬


‫وجللدت رجل طالبللا للله غيللر أن عقللله ل يتسللع‬
‫لضللبط مللا ألقللي إليلله قللال )عليلله السلللم(‬
‫فتلطف له فللي النصلليحة فللإن ضللاق قلبلله فل‬
‫تعرضن نفسك للفتنة واحذر رد المتكبرين فإن‬
‫العلللم يللدل علللى أن يملللى علللى مللن ل يفيللق‬
‫قلت فإن لم أجد من يعقل السؤال عنهللا قللال‬
‫)عليه السلم( فاغتنم جهله عن السللؤال حللتى‬
‫تسلم من فتنة القول وعظيم فتنة الرد واعلم‬
‫أن الله لم يرفللع المتواضللعين بقللدر تواضللعهم‬
‫ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجللده ولللم يللؤمن‬
‫الخائفين بقدر خوفهم ولكن آمنهم بقدر كرمه‬
‫وجللوده ولللم يفللرج المحزونيللن بقللدر حزنهللم‬
‫ولكن بقدر رأفته ورحمته فمللا ظنللك بللالرءوف‬
‫الرحيللم الللذي يتللودد إلللى مللن يللؤذيه بأوليللائه‬
‫فكيف بمن يؤذى فيه وما ظنك بالتواب الرحيم‬
‫الذي يتوب على من يعاديه فكيف بمن يترضللاه‬
‫ويختار عداوة الخلق فيه‪.‬‬
‫يا هشام من أحب الدنيا ذهب خللوف الخللرة‬
‫من قلبه وما أوتي عبد علما فازداد للللدنيا حبللا‬
‫‪537‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إل ازداد من الله بعدا وازداد الله عليه غضبا يا‬


‫هشام إن العاقل اللبيب من تللرك مللا ل طاقللة‬
‫له بلله وأكللثر الصللواب فللي خلف الهللوى ومللن‬
‫طال أمله ساء عمله يا هشام لللو رأيللت مسللير‬
‫الجل للهاك عن المل يا هشام إياك والطمللع‬
‫وعليللك باليللأس ممللا فللي أيللدي النللاس وأمللت‬
‫الطمع من المخلوقين فإن الطمع مفتاح للذل‬
‫واختلس العقلللل واختلق الملللروات وتلللدنيس‬
‫العرض والذهاب بالعلم وعليك بالعتصام بربك‬
‫والتوكل عليه وجاهد نفسك لتردها عللن هواهللا‬
‫فللإنه واجللب عليللك كجهللاد عللدوك قللال هشللام‬
‫فقلت للله فللأي العللداء أوجبهللم مجاهللدة قللال‬
‫)عليلله السلللم( أقربهللم إليللك وأعللداهم لللك‬
‫وأضرهم بك وأعظمهم لك عداوة وأخفاهم لك‬
‫شخصا مع دنوه منك ومن يحرض أعداءك عليك‬
‫وهو إبليس الموكل بوسواس من القلوب فلللله‬
‫فلتشتد عداوتك ول يكونن أصبر على مجاهدته‬
‫لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته فإنه أضعف‬
‫منك ركنا في قوته وأقل منك ضررا في كلللثرة‬
‫شره إذا أنت اعتصللمت بللالله فقللد هللديت إلللى‬
‫‪538‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫صراط مستقيم يا هشام من أكرمه الللله بثلث‬


‫فقد لطف له عقللل يكفيلله مئونللة هللواه وعلللم‬
‫يكفيه مئونة جهله وغنى يكفيلله مخافللة الفقللر‬
‫يا هشام احللذر هللذه الللدنيا واحللذر أهلهللا فللإن‬
‫النللاس فيهللا علللى أربعللة أصللناف رجللل مللترد‬
‫معانق لهللواه ومتعلللم مقللرئ كلمللا ازداد علمللا‬
‫ازداد كبرا يستعلي بقراءته وعلمه على من هو‬
‫دونه وعابد جاهل يستصللغر مللن هللو دونلله فللي‬
‫عبادته يحب أن يعظم ويوقر وذي بصيرة عللالم‬
‫عارف بطريق الحق يحب القيام به فهللو عللاجز‬
‫أو مغلوب ول يقدر على القيام بما يعرفه فهو‬
‫محللزون مغمللوم بللذلك فهللو أمثللل أهللل زمللانه‬
‫وأوجههم عقل يا هشام اعللرف العقللل وجنللده‬
‫والجهل وجنده تكن من المهتللدين قللال هشللام‬
‫فقلللت جعلللت فللداك ل نعللرف إل مللا عرفتنللا‬
‫فقال )عليلله السلللم( يللا هشللام إن الللله خلللق‬
‫العقل وهو أول خلق خلقه الله من الروحانيين‬
‫عن يمين العرش من نوره فقال له أدبر فللأدبر‬
‫ثم قال له أقبللل فأقبللل فقللال الللله جللل وعللز‬
‫خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي‬
‫‪539‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ثللم خلللق الجهللل مللن البحللر الجللاج الظلمللاني‬


‫فقال له أدبر فأدبر ثم قال له أقبل فلم يقبل‬
‫فقللال للله اسللتكبرت فلعنلله ثللم جعللل للعقللل‬
‫خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل مللا كللرم‬
‫الله بلله العقللل ومللا أعطللاه أضللمر للله العللداوة‬
‫فقللال الجهللل يللا رب هللذا خلللق مثلللي خلقتلله‬
‫وكرمتلله وقللويته وأنللا ضللده ول قللوة لللي بلله‬
‫أعطني من الجند مثل ما أعطيته فقللال تبللارك‬
‫وتعالى نعللم فللإن عصلليتني بعللد ذلللك أخرجتللك‬
‫وجنللدك مللن جللواري ومللن رحمللتي فقللال قللد‬
‫رضيت فأعطاه الله خمسة وسبعين جندا فكان‬
‫مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين جنللدا‬
‫الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشللر وهللو‬
‫وزير الجهل‪.‬‬
‫جنود العقل والجهل‪.‬‬
‫اليمللان الكفللر التصللديق التكللذيب الخلص‬
‫النفللاق الرجللاء القنللوط العللدل الجللور الرضللا‬
‫السخط الشكر الكفران اليأس الطمللع التوكللل‬
‫الحللرص الرأفللة الغلظللة العلللم الجهللل العفللة‬
‫التهتللك الزهللد الرغبللة الرفللق الخللرق الرهبللة‬
‫‪540‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الجللرأة التواضللع الكللبر التللؤدة العجلللة الحلللم‬


‫السللفه الصللمت الهللذر الستسلللم السللتكبار‬
‫التسليم التجبر العفو الحقللد الرحمللة القسللوة‬
‫اليقيللن الشللك الصللبر الجللزع الصللفح النتقللام‬
‫الغنى الفقللر التفكللر السللهو الحفللظ النسلليان‬
‫التواصللل القطيعللة القناعللة الشللره المواسللاة‬
‫المنللع المللودة العللداوة الوفللاء الغللدر الطاعللة‬
‫المعصلللية الخضلللوع التطلللاول السللللمة البلء‬
‫الفهلللم الغبلللاوة المعرفلللة النكلللار الملللداراة‬
‫المكاشللفة سلللمة الغيللب الممللاكرة الكتمللان‬
‫الفشلللاء اللللبر العقلللوق الحقيقلللة التسلللويف‬
‫المعلللروف المنكلللر التقيلللة الذاعلللة النصلللاف‬
‫الظلللم التقللى الحسللد النظافللة القللذر الحيللاء‬
‫القحة القصد السراف الراحة التعب السللهولة‬
‫الصلللعوبة العافيلللة البللللوى القلللوام المكلللاثرة‬
‫الحكمة الهوى الوقار الخفللة السللعادة الشللقاء‬
‫التوبللة الصللرار المحافظللة التهللاون الللدعاء‬
‫الستنكاف النشاط الكسل الفرح الحزن اللفة‬
‫الفرقة السللخاء البخللل الخشللوع العجللب صللون‬
‫الحديث النميمللة السللتغفار الغللترار الكياسللة‬
‫‪541‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحمق يا هشام ل تجمع هذه الخصال إل لنلللبي‬


‫أو وصللي أو مللؤمن امتحللن الللله قلبلله لليمللان‬
‫وأما سائر ذلللك مللن المللؤمنين فللإن أحللدهم ل‬
‫يخلو من أن يكون فيلله بعللض هللذه الجنللود مللن‬
‫أجناد العقل حتى يستكمل العقل ويتخلص مللن‬
‫جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليللا‬
‫مع النبياء والوصياء )عليهللم السلللم( وفقنللا‬
‫الله وإياكم لطاعته‬
‫ومن حكمه ع‬
‫روي عنلله )عليلله السلللم( أنلله قللال صلللة‬
‫النوافللل قربللان إلللى الللله لكللل مللؤمن والحللج‬
‫جهللاد كللل ضللعيف ولكللل شلليء زكللاة وزكللاة‬
‫الجسللد صلليام النوافللل وأفضللل العبللادة بعللد‬
‫المعرفة انتظللار الفللرج ومللن دعللا قبللل الثنللاء‬
‫على الله والصلة على النبي )صلى الللله عليلله‬
‫وآله( كان كمن رمى بسهم بل وتر ومن أيقلللن‬
‫بللالخلف جللاد بالعطيللة ومللا عللال امللرؤ اقتصللد‬
‫والتدبير نصف العيش والتودد إلى الناس نصف‬
‫العقل وكثرة الهم يللورث الهللرم والعجلللة هللي‬
‫الخرق وقلة العيال أحد اليسللارين ومللن أحللزن‬
‫‪542‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والديه فقد عقهما ومن ضرب بيده على فخللذه‬


‫أو ضللرب بيللده الواحللدة علللى الخللرى عنللد‬
‫المصلليبة فقللد حبللط أجللره والمصلليبة ل تكللون‬
‫مصلليبة يسللتوجب صللاحبها أجرهللا إل بالصللبر‬
‫والسللترجاع عنللد الصللدمة والصللنيعة ل تكللون‬
‫صنيعة إل عنللد ذي ديللن أو حسللب والللله ينللزل‬
‫المعونة على قدر المئونللة وينللزل الصللبر علللى‬
‫قدر المصلليبة ومللن اقتصللد وقنللع بقيللت عليلله‬
‫النعمللة ومللن بللذر وأسللرف زالللت عنلله النعمللة‬
‫وأداء المانة والصدق يجلبللان الللرزق والخيانللة‬
‫والكذب يجلبللان الفقللر والنفللاق وإذا أراد الللله‬
‫بالذرة شرا أنبت لهللا جنللاحين فطللارت فأكلهللا‬
‫الطيللر والصللنيعة ل تتللم صللنيعة عنللد المللؤمن‬
‫لصللاحبها إل بثلثللة أشللياء تصللغيرها وسللترها‬
‫وتعجيلها فمن صغر الصنيعة عند المؤمن فقللد‬
‫عظم أخاه ومن عظم الصنيعة عنده فقد صللغر‬
‫أخاه ومن كتم مللا أوله مللن صللنيعة فقللد كللرم‬
‫فعاله ومن عجل ما وعد فقد هنئ العطية‬
‫ومن كلمه )عليه السلللم( مللع الرشلليد فللي‬
‫خبر طويل ذكرنا موضع الحاجة إليه‪.‬‬
‫‪543‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫دخل إليه وقد عمد على القبض عليه لشياء‬


‫كذبت عليه عنده فأعطللاه طومللارا طللويل فيلله‬
‫مذاهب شنعة نسبها إلى شيعته فقرأه ثم قال‬
‫للله يللا أميللر المللؤمنين نحللن أهللل بيللت منينللا‬
‫بللالتقول علينللا وربنللا غفللور سللتور أبللى أن‬
‫يكشف أسرار عباده إل في وقت محاسبته يوم‬
‫ل ينفع مال ول بنللون إل مللن أتللى الللله بقلللب‬
‫سليم ثم قال حدثني أبللي عللن أبيلله عللن علللي‬
‫عللن النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله( الرحللم إذا‬
‫مسللت الرحللم اضللطربت ثللم سللكنت فللإن رأى‬
‫أميللللر المللللؤمنين أن تمللللس رحمللللي رحملللله‬
‫ويصافحني فعل فتحول عند ذلللك عللن سللريره‬
‫ومد يمينلله إلللى موسللى )عليلله السلللم( فأخللذ‬
‫بيمينه ثم ضمه إلى صدره فاعتنقه وأقعده عن‬
‫يمينلله وقللال أشللهد أنللك صللادق وأبللاك صللادق‬
‫وجللدك صللادق ورسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( صادق ولقد دخلت وأنا أشد الناس عليللك‬
‫حنقا وغضبا لما رقللى إلللي فيللك فلمللا تكلمللت‬
‫بمللا تكلمللت وصللافحتني سللرى عنللي وتحللول‬
‫غضبي عليك رضا وسكت ساعة ثم قال له أريد‬
‫‪544‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أن أسللألك عللن العبللاس وعلللي بللم صللار علللي‬


‫أولللى بميللراث رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآللله( مللن العبللاس والعبللاس عللم رسللول الللله‬
‫)صلى الللله عليلله وآللله( وصللنو أبيلله فقللال للله‬
‫موسللى )عليلله السلللم( اعفنللي قللال والللله ل‬
‫أعفيتك فأجبني قللال فللإن لللم تعفنللي فللآمني‬
‫قللال آمنتللك قللال موسللى )عليلله السلللم( إن‬
‫النبي )صلى الله عليه وآله( لم يورث من قللدر‬
‫على الهجرة فلم يهاجر إن أبللاك العبللاس آمللن‬
‫ولم يهاجر وإن عليا )عليه السلم( آمن وهاجر‬
‫ج ُروا مللا ل َك ُل ْ‬
‫م‬ ‫م ن ُللوا ول َ ل ْ‬
‫م ُيهللا ِ‬ ‫آ َ‬ ‫ن‬ ‫وقال الله ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ج ُروا فللالتمع‬ ‫ح ت ّللى ُيهللا ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ء َ‬
‫ي ٍ‬
‫شل ْ‬
‫ول ي َت ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬‫َ‬
‫لون هارون وتغير وقال ما لكم ل تنسبون إلى‬
‫علللي هللو أبللوكم وتنسللبون إلللى رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( وهو جدكم فقال موسى‬
‫)عليه السلللم( إن الللله نسللب المسلليح عيسللى‬
‫ابن مريم )عليلله السلللم( إلللى خليللله إبراهيللم‬
‫)عليه السلم( بأمه مريم البكر البتول التي لم‬
‫د‬
‫و َ‬ ‫ن ذُ ّر ي ّ ت ِللل ِ‬
‫ه دا ُ‬ ‫مللل ْ‬‫يمسلللها بشلللر فلللي قلللوله و ِ‬
‫ن‬ ‫وس لل َيمان وأ َ‬
‫موسللى وهللاُرو َ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫يو‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫لو‬
‫يل‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫‪545‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حيلللى‬ ‫ن وَز ك َ ِ‬
‫ر ّيلللا وي َ ْ‬ ‫سلللِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫زي ال ْ ُ‬‫جللل ِ‬ ‫وك َلللذل ِ َ‬
‫ك نَ ْ‬
‫ن فنسللبه‬ ‫حي َ‬ ‫صللال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫مل َ‬‫ل ِ‬ ‫س ك ُل ّ‬ ‫عيسللى وإ ِْليللا َ‬ ‫و ِ‬
‫بأمه وحدها إلى خليله إبراهيم )عليلله السلللم(‬
‫كملللا نسلللب داود وسلللليمان وأيلللوب وموسلللى‬
‫وهللارون )عليلله السلللم( بآبللائهم وأمهللاتهم‬
‫فضيلة لعيسى )عليلله السلللم( ومنزلللة رفيعللة‬
‫بأمه وحدها وذلك قوله في قصللة مريللم )عليلله‬
‫ك‬ ‫صل َ‬
‫طفا ِ‬ ‫ك وا ْ‬ ‫ك وطَ ّ‬
‫ه َر ِ‬ ‫ص َ‬
‫طفا ِ‬ ‫ه ا ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫السلم( إ ِ ّ‬
‫ن بالمسلليح مللن غيللر بشللر‬ ‫مي َ‬‫ء ا ْلعللال َ ِ‬‫على ِنسللا ِ‬
‫َ‬
‫وكللذلك اصللطفى ربنللا فاطمللة )عليلله السلللم(‬
‫وطهرها وفضلها على نساء العالمين بالحسللن‬
‫والحسين سلليدي شللباب أهللل الجنللة فقللال للله‬
‫هارون وقد اضطرب وساءه ما سللمع مللن أيللن‬
‫قلتم النسان يدخله الفسللاد مللن قبللل النسللاء‬
‫ومن قبل الباء لحللال الخمللس الللذي لللم يللدفع‬
‫إلى أهللله فقللال موسللى )عليلله السلللم( هللذه‬
‫مسألة ما سأل عنها أحد من السلللطين غيللرك‬
‫يا أمير المؤمنين ول تيم ول عدي ول بنو أميللة‬
‫ول سئل عنها أحد من آبائي فل تكشفني عنها‬
‫قال فإن بلغنللي عنللك كشللف هللذا رجعللت عمللا‬
‫‪546‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫آمنتك فقللال موسللى )عليلله السلللم( لللك ذلللك‬


‫قللال فللإن الزندقللة قللد كللثرت فللي السلللم‬
‫وهللؤلء الزنادقللة الللذين يرفعللون إلينللا فللي‬
‫الخبللار هللم المنسللوبون إليكللم فمللا الزنللديق‬
‫عنلللدكم أهلللل اللللبيت فقلللال )عليللله السللللم(‬
‫الزنديق هو الراد على الله وعلى رسللوله وهللم‬
‫د‬
‫جلل ُ‬
‫الذين يحادون الللله ورسللوله قللال الللله ل ت َ ِ‬
‫ن‬
‫ملل ْ‬‫ن َ‬‫دو َ‬ ‫ر ُيللوا ّ‬ ‫و م ِ اْل ِ‬
‫خ ِ‬ ‫ه وال ْي َ ْ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫وما ً ي ُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫و أ َْبناءَ ُ‬
‫ه ْ‬
‫َ‬
‫م أ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫و كاُنوا آباءَ ُ‬ ‫ه ول َ ْ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وَر ُ‬ ‫حادّ الل ّ َ‬ ‫َ‬
‫م‪.‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫شي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫خوان َه م أ َ‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫أَ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ِ‬
‫إلللى آخللر اليللة وهللم الملحللدون عللدلوا عللن‬
‫التوحيد إلى اللحاد فقال هارون أخللبرني عللن‬
‫أول مللن ألحللد وتزنللدق فقللال موسللى )عليلله‬
‫السلللم( أول مللن ألحللد وتزنللدق فللي السللماء‬
‫إبليس اللعين فاستكبر وافتخر على صفي الله‬
‫ونجيه آدم )عليه السلم( فقال اللعين أنا خيللر‬
‫منه خلقتني من نار وخلقته من طين فعتا عن‬
‫أمر ربه وألحللد فتللوارث اللحللاد ذريتلله إلللى أن‬
‫تقوم الساعة فقال ولبليس ذرية فقال )عليه‬
‫السلللم( نعللم أ لللم تسللمع إلللى قللول الللله إ ِّلل‬
‫‪547‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عللن أ َمللر ر بلله أ َ‬


‫ق َ ْ ْ ِ َ ّ ِ‬ ‫سلل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬
‫س كا َ‬ ‫إ ِب ِْلي َ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫كل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫هل‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫لي‬ ‫نل‬
‫ِ‬ ‫دو‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫ليا‬
‫ِ‬ ‫و‬‫ذون َه وذُ ر ي ت َه أ َ‬ ‫خ ُ‬
‫ف ت َت ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ّ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ق‬‫خ ل ْل َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه دْ ت ُ ُ‬
‫شل َ‬ ‫ن ب َلدَ ًل مللا أ َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫س ِللظّللال ِ ِ‬ ‫و ب ِئ ْ َ‬‫ع دُ ّ‬ ‫َ‬
‫خ ل ْق أ َ‬ ‫ت واْل َ‬
‫ت‬ ‫م وما ك ُن ْ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ضدا ً لنهللم يضلللون ذريللة آدم‬
‫ع ُ‬ ‫ض ّلي َ‬
‫ن َ‬ ‫خ ذَ ا ل ْ ُ‬
‫م ِ‬ ‫متّ ِ‬
‫ُ‬
‫بزخارفهم وكذبهم ويشهدون أن ل إله إل الللله‬
‫ن‬ ‫ملل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫كما وصفهم الله في قوله ول َئ ِن سللأ َ‬
‫ُ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت واْل َ‬
‫ل‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قلل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫للل‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫قللو‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ر‬
‫ْ َ‬ ‫سللماوا ِ‬ ‫خ َللل َ‬
‫ق ال ّ‬ ‫َ‬
‫ن أي إنهللم ل‬ ‫علَ ُ‬
‫مللو َ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫ل أ َك ْث َُر ُ‬
‫هل ْ‬ ‫م دُ ل ِل ّ ِ‬
‫ه بَل ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ْ‬
‫يقولون ذلك إل تلقينا وتأديبا وتسمية ومن لم‬
‫يعلم وإن شهد كان شاكا حاسدا معاندا ولللذلك‬
‫قالت العرب من جهللل أمللرا عللاداه ومللن قصللر‬
‫عنه عابه وألحد فيه لنه جاهل غير عالم وكللان‬
‫له )عليه السلم( مع أبي يوسف القاضي كلم‬
‫طويل ليس هنا موضعه ثللم قللال الرشلليد بحللق‬
‫آبائك لما اختصرت كلمات جامعة لمللا تجارينللاه‬
‫فقلللال )عليللله السللللم( نعلللم وأتلللي بلللدواة‬
‫وقرطللاس فكتللب بسللم الللله الرحمللن الرحيللم‬
‫جميع أمللور الديللان أربعللة أمللر ل اختلف فيلله‬
‫وهو إجماع المة على الضرورة التي يضطرون‬
‫‪548‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إليهللا والخبللار المجمللع عليهللا وهللي الغايللة‬


‫المعروض عليهللا كللل شللبهة والمسللتنبط منهللا‬
‫كل حادثة وهو إجماع المة وأمر يحتمل الشللك‬
‫والنكار فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجللة‬
‫من كتاب الله مجمع على تأويلها وسللنة مجمللع‬
‫عليها ل اختلف فيها أو قياس تعللرف العقللول‬
‫عدله ول يسع خاصة المة وعامتها الشللك فيلله‬
‫والنكار له وهذان المران من أمر التوحيد فما‬
‫دونه وأرش الخدش فما فوقه فهذا المعللروض‬
‫الللذي يعللرض عليلله أمللر الللدين فمللا ثبللت لللك‬
‫برهانه اصطفيته وما غمض عليك صوابه نفيته‬
‫فمن أورد واحدة من هللذه الثلث فهللي الحجللة‬
‫ف ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل َ‬
‫ق ْ‬‫البالغة التي بينها الله في قوله لنبيه ُ‬
‫َ‬
‫ن يبلللغ‬ ‫عي ل َ‬
‫م ِ‬
‫ج َ‬
‫م أ ْ‬ ‫و شاءَ ل َ َ‬
‫هللداك ُ ْ‬ ‫فلَ ْ‬
‫ة َ‬ ‫ة اْلبال ِ َ‬
‫غ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ح ّ‬
‫الحجللة البالغللة الجاهللل فيعلمهللا بجهللله كمللا‬
‫يعلمه العالم بعلمه لن الله عدل ل يجور يحتللج‬
‫علللى خلقلله بمللا يعلمللون ويللدعوهم إلللى مللا‬
‫يعرفون ل إلللى مللا يجهلللون وينكللرون فأجللازه‬
‫الرشيد ورده والخبر طويل‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫‪549‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المعاني‬
‫قال )عليه السلللم( ينبغللي لمللن عقللل عللن‬
‫الله أن ل يستبطئه فللي رزقلله ول يتهملله فللي‬
‫قضائه‬
‫وقال رجل سألته عللن اليقيللن فقللال )عليلله‬
‫السلم( يتوكل على الللله ويسلللم لللله ويرضللى‬
‫بقضاء الله ويفوض إلى الله‬
‫وقال عبد الله بن يحيى كتبت إليه في دعاء‬
‫الحمد لله منتهى علمه فكتب )عليه السلم( ل‬
‫تقولن منتهى علمه فللإنه ليللس لعلملله منتهللى‬
‫ولكن قل منتهى رضاه‪.‬‬
‫وسأله رجل عن الجواد فقال )عليه السلم(‬
‫إن لكلملللك وجهيلللن فلللإن كنلللت تسلللأل علللن‬
‫المخلوقين فإن الجواد الذي يللؤدي مللا افللترض‬
‫الله عليه والبخيل مللن بخللل بمللا افللترض الللله‬
‫وإن كنت تعني الخالق فهللو الجللواد إن أعطللى‬
‫وهو الجواد إن منع لنه إن أعطاك أعطللاك مللا‬
‫ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك‪.‬‬
‫وقال لبعض شيعته أي فلن اتللق الللله وقللل‬
‫الحق وإن كان فيه هلكك فللإن فيلله نجاتللك أي‬
‫‪550‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فلن اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتللك‬


‫فإن فيه هلكك‪.‬‬
‫وقال له وكيله والله ما خنتللك فقللال )عليلله‬
‫السلم( له خيانتك وتضييعك علي مللالي سللواء‬
‫والخيانة شرهما عليك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إيللاك أن تمنللع فللي‬
‫طاعة الله فتنفق مثليه في معصية الله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( المللؤمن مثللل كفللتي‬
‫الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلئه‪.‬‬
‫وقللال )عليلله السلللم( عنللد قللبر حضللره إن‬
‫شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهللد فللي أوللله وإن‬
‫شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره‬
‫وقال )عليه السلم( من تكلم في الله هلللك‬
‫ومللن طلللب الرئاسللة هلللك ومللن دخللله العجللب‬
‫هلك‬
‫وقال )عليلله السلللم( اشللتدت مئونللة الللدنيا‬
‫والدين فأما مئونة الدنيا فإنك ل تمد يدك إلللى‬
‫شلليء منهللا إل وجللدت فللاجرا قللد سللبقك إليلله‬
‫وأما مئونة الخرة فإنك ل تجد أعوانللا يعينونللك‬
‫عليه‬
‫‪551‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلللم( أربعللة مللن الوسللواس‬


‫أكللل الطيللن وفللت الطيللن وتقليللم الظفللار‬
‫بالسللنان وأكللل اللحيللة وثلث يجليللن البصللر‬
‫النظر إلى الخضرة والنظر إلللى المللاء الجللاري‬
‫والنظر إلى الوجه الحسن‬
‫وقال )عليه السلم( ليس حسن الجوار كللف‬
‫الذى ولكن حسن الجوار الصبر على الذى‬
‫وقال )عليه السلم( ل تذهب الحشمة بينللك‬
‫وبيللن أخيللك وأبللق منهللا فللإن ذهابهللا ذهللاب‬
‫الحياء‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبعض ولده يا بني إياك‬
‫أن يراك الله في معصية نهاك عنهللا وإيللاك أن‬
‫يفقدك الله عند طاعة أمرك بها وعليللك بالجللد‬
‫ول تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الللله‬
‫وطللاعته فللإن الللله ل يعبللد حللق عبللادته وإيللاك‬
‫والمللزاح فللإنه يللذهب بنللور إيمانللك ويسللتخف‬
‫مروتك وإياك والضجر والكسل فإنهمللا يمنعللان‬
‫حظك من الدنيا والخرة‬
‫وقال )عليلله السلللم( إذا كللان الجللور أغلللب‬
‫من الحق لم يحل لحد أن يظن بأحد خيرا حتى‬
‫‪552‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يعرف ذلك منه‬


‫وقال )عليه السلم( ليس القبلة على الفللم‬
‫إل للزوجة والولد الصغير‬
‫وقال )عليه السلم( اجتهدوا فللي أن يكللون‬
‫زمانكم أربع ساعات ساعة لمناجاة الله وساعة‬
‫لملللر المعلللاش وسلللاعة لمعاشلللرة الخلللوان‬
‫والثقات الللذين يعرفللونكم عيللوبكم ويخلصللون‬
‫لكم في الباطن وسللاعة تخلللون فيهللا للللذاتكم‬
‫في غير محللرم وبهللذه السللاعة تقللدرون علللى‬
‫الثلث سللاعات ل تحللدثوا أنفسللكم بفقللر ول‬
‫بطول عمر فإنه من حدث نفسلله بللالفقر بخللل‬
‫وملللن حلللدثها بطلللول العملللر يحلللرص اجعللللوا‬
‫لنفسكم حظا من الدنيا بإعطائهللا مللا تشللتهي‬
‫من الحلل ومللا ل يثلللم المللروة ومللا ل سللرف‬
‫فيلله واسللتعينوا بللذلك علللى أمللور الللدين فللإنه‬
‫روي ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينلله‬
‫لدنياه‬
‫وقال )عليه السلم( تفقهوا فللي ديللن الللله‬
‫فللإن الفقلله مفتللاح البصلليرة وتمللام العبللادة‬
‫والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتللب الجليلللة‬
‫‪553‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫في الدين والدنيا وفضللل الفقيلله علللى العابللد‬


‫كفضل الشمس على الكواكب ومن لللم يتفقلله‬
‫في دينه لم يرض الله له عمل‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لعلي بن يقطين كفارة‬
‫عمل السلطان الحسان إلى الخوان‬
‫وقال )عليه السلم( كلما أحدث النللاس مللن‬
‫الذنوب ما لم يكونوا يعملللون أحللدث الللله لهللم‬
‫من البلء ما لم يكونوا يعدون‬
‫وقال )عليلله السلللم( إذا كللان المللام عللادل‬
‫كان له الجر وعليك الشكر وإذا كان جائرا كان‬
‫عليه الوزر وعليك الصبر‬
‫وقال أبو حنيفة حججت فللي أيللام أبللي عبللد‬
‫الله الصادق )عليه السلم( فلما أتيللت المدينللة‬
‫دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنلله إذ‬
‫خللرج صللبي يللدرج فقلللت يللا غلم أيللن يضللع‬
‫الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلللك ثللم‬
‫جلس مستندا إلى الحائط ثم قال توق شطوط‬
‫النهلللار ومسلللاقط الثملللار وأفنيلللة المسلللاجد‬
‫وقارعة الطريق وتوار خلف جللدار وشللل ثوبللك‬
‫ول تسللتقبل القبلللة ول تسللتدبرها وضللع حيللث‬
‫‪554‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫شئت فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له‬


‫ما اسمك فقال أنا موسى بن جعفر بللن محمللد‬
‫بن علي بن الحسين بللن علللي بللن أبللي طللالب‬
‫فقلت له يا غلم ممللن المعصللية فقللال )عليلله‬
‫السلللم( إن السلليئات ل تخلللو مللن إحللدى ثلث‬
‫إما أن تكون مللن الللله وليسللت منلله فل ينبغللي‬
‫للرب أن يعذب العبد على ما ل يرتكب وإمللا أن‬
‫تكون منه ومن العبد وليسللت كللذلك فل ينبغللي‬
‫للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف وإما‬
‫أن تكون من العبد وهي منه فإن عفللا فبكرملله‬
‫وجوده وإن عاقب فبذنب العبللد وجريرتلله قللال‬
‫أبللو حنيفللة فانصللرفت ولللم ألللق أبللا عبللد الللله‬
‫)عليه السلم( واستغنيت بما سمعت‪.‬‬
‫وقال له أبو أحمللد الخراسللاني الكفللر أقللدم‬
‫أم الشرك فقال )عليه السلم( له ما لك ولهذا‬
‫ما عهدي بك تكلم النللاس قلللت أمرنللي هشللام‬
‫بن الحكم أن أسألك فقال قل له الكفللر أقللدم‬
‫أول من كفر إبليللس أبللى واسللتكبر وكللان مللن‬
‫الكافرين والكفللر شلليء واحللد والشللرك يثبللت‬
‫واحدا ويشرك معه غيره‪.‬‬
‫‪555‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ورأى رجلين يتسابان فقال )عليلله السلللم(‬


‫البادئ أظلم ووزره ووزر صللاحبه عليلله مللا لللم‬
‫يعتد المظلوم‬
‫وقال )عليه السلم( ينادي مناد يوم القيامة‬
‫أل من كان له على الله أجللر فليقللم فل يقللوم‬
‫إل من عفا وأصلح فأجره على الله‬
‫وقال )عليه السلم( السخي الحسللن الخلللق‬
‫في كنف الله ل يتخلللى الللله عنلله حللتى يللدخله‬
‫الجنة وما بعث الله نبيا إل سخيا ومللا زال أبللي‬
‫يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى‪.‬‬
‫وقال السندي بن شللاهك وكللان الللذي وكللله‬
‫الرشلليد بحبللس موسللى )عليلله السلللم( لمللا‬
‫حضللرته الوفللاة دعنللي أكفنللك فقللال )عليلله‬
‫السلللم( إنللا أهللل بيللت حللج صللرورتنا ومهللور‬
‫نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا‬
‫وقال )عليه السلم( لفضل بللن يللونس أبلللغ‬
‫خيرا وقل خيرا ول تكن إمعة قلت ومللا المعللة‬
‫قللال ل تقللل أنللا مللع النللاس وأنللا كواحللد مللن‬
‫الناس إن رسول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫قال يا أيها النللاس إنمللا همللا نجللدان نجللد خيللر‬
‫‪556‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ونجد شر فل يكن نجللد الشللر أحللب إليكللم مللن‬


‫نجد الخير‬
‫وروي أنه مر برجل مللن أهللل السللواد دميللم‬
‫المنظر فسلم عليه ونزل عنده وحللادثه طللويل‬
‫ثم عرض )عليه السلم( عليه نفسه في القيام‬
‫بحاجة إن عرضت له فقيللل للله يللا ابللن رسللول‬
‫الله أ تنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو‬
‫إليك أحوج فقال )عليه السلم( عبللد مللن عبيللد‬
‫الللله وأخ فللي كتللاب الللله وجللار فللي بلد الللله‬
‫يجمعنللا وإيللاه خيللر البللاء آدم )عليلله السلللم(‬
‫وأفضل الديان السلم ولعللل الللدهر يللرد مللن‬
‫حاجاتنا إليه فيرانا بعد الزهو عليلله متواضللعين‬
‫بين يديه ثم قال ع‪.‬‬
‫نواصللل مللن ل يسللتحق وصللالنا مخافللة أن‬
‫نبقى بغير صديق‬
‫وقال )عليلله السلللم( ل تصلللح المسللألة إل‬
‫فللي ثلثللة فللي دم منقطللع أو غللرم مثقللل أو‬
‫حاجة مدقعة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( عونللك للضللعيف مللن‬
‫أفضل الصدقة‬
‫‪557‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( تعجللب الجاهللل مللن‬


‫العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل‬
‫وقال )عليه السلم( المصيبة للصابر واحللدة‬
‫وللجازع اثنتان‬
‫وقال )عليه السلم( يعرف شدة الجللور مللن‬
‫حكم به عليه‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫وروي عن المام الهمام أبللي الحسللن علللي‬


‫بن موسللى الرضللا )عليلله السلللم( فللي طللوال‬
‫هذه المعاني‬
‫جوابه )عليه السلللم( للمللأمون فللي جوامللع‬
‫الشريعة لما سأله جمع ذلك‬
‫روي أن المأمون بعث الفضللل بللن سللهل ذا‬
‫الرئاستين إلى الرضا )عليه السلم( فقللال للله‬
‫إنللي أحللب أن تجمللع لللي مللن الحلل والحللرام‬
‫والفرائض والسنن فإنك حجة الله علللى خلقلله‬
‫ومعدن العلم فدعا الرضا )عليه السلم( بللدواة‬
‫وقرطاس وقال )عليه السلللم( للفضللل اكتللب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم حسللبنا شللهادة أن ل‬
‫‪558‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إله إل الله أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ول ولللدا‬


‫قيومللا سللميعا بصلليرا قويللا قائمللا باقيللا نللورا‬
‫عالما ل يجهل قادرا ل يعجز غنيا ل يحتاج عدل‬
‫ل يجور خلللق كللل شلليء ليللس كمثللله شلليء ل‬
‫شللبه للله ول ضللد ول نللد ول كفللو وأن محمللدا‬
‫عبده ورسوله وأمينه وصفوته مللن خلقلله سلليد‬
‫المرسلين وخاتم النللبيين وأفضللل العللالمين ل‬
‫نبي بعده ول تبديل لملته ول تغييللر وأن جميللع‬
‫ما جاء به محمد )صلى الله عليه وآله( أنلله هللو‬
‫الحق المبين نصدق به وبجميع من مضللى قبللله‬
‫من رسل الله وأنبيائه وحججلله ونصللدق بكتللابه‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ول‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬
‫لبا‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫تي‬
‫ِ‬ ‫الصادق ل ي أ ْ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫د وأنلله كتللابه‬ ‫ميلل ٍ‬
‫ح ِ‬ ‫كيللم ٍ َ‬
‫ح ِ‬‫ن َ‬ ‫ملل ْ‬‫ل ِ‬‫زيلل ٌ‬ ‫ه ت َن ْ ِ‬ ‫خلْ ِ‬
‫فلل ِ‬ ‫َ‬
‫المهيمن على الكتب كلها وأنه حق من فللاتحته‬
‫إلى خاتمته نللؤمن بمحكملله ومتشللابهه وخاصلله‬
‫وعللامه ووعللده ووعيللده وناسللخه ومنسللوخه‬
‫وأخباره ل يقدر واحد من المخلللوقين أن يللأتي‬
‫بمثللله وأن الللدليل والحجللة مللن بعللده علللى‬
‫المؤمنين والقللائم بللأمور المسلللمين والنللاطق‬
‫عللن القللرآن والعللالم بأحكللامه أخللوه وخليفتلله‬
‫‪559‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ووصلليه والللذي كللان منلله بمنزلللة هللارون مللن‬


‫موسى علي بن أبي طالب )عليه السلم( أمير‬
‫المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجليللن‬
‫يعسوب المؤمنين وأفضل الوصيين بعد النبيين‬
‫وبعده الحسن والحسين )عليلله السلللم( واحللدا‬
‫بعللد واحللد إلللى يومنللا هللذا عللترة الرسللول‬
‫وأعلمهللم بالكتللاب والسللنة وأعللدلهم بالقضللية‬
‫وأولهم بالمامة في كل عصللر وزمللان وأنهللم‬
‫العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهللل‬
‫الدنيا حتى يرث الللله الرض ومللن عليهللا وهللو‬
‫خير الوارثين وأن كل من خالفهم ضللال مضللل‬
‫تللارك للحللق والهللدى وأنهللم المعللبرون عللن‬
‫القللرآن النللاطقون عللن الرسللول بالبيللان مللن‬
‫مات ل يعرفهم ول يتولهم بأسمائهم وأسللماء‬
‫آبائهم مات ميتة جاهلية وأن من دينهللم الللورع‬
‫والعفلللة والصلللدق والصللللح والجتهلللاد وأداء‬
‫المانللة إلللى الللبر والفللاجر وطللول السللجود‬
‫والقيللام بالليللل واجتنللاب المحللارم وانتظللار‬
‫الفرج بالصبر وحسللن الصللحبة وحسللن الجللوار‬
‫وبللذل المعللروف وكللف الذى وبسللط الللوجه‬
‫‪560‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والنصيحة والرحمة للمؤمنين والوضوء كما أمر‬


‫الللله فللي كتللابه غسللل الللوجه واليللدين ومسللح‬
‫الرأس والرجلين واحللد فريضللة واثنللان إسللباغ‬
‫ومن زاد أثم ولم يللؤجر ول ينقللض الوضللوء إل‬
‫الريح والبللول والغللائط والنللوم والجنابللة ومللن‬
‫مسح‬
‫علللى الخفيللن فقللد خللالف الللله ورسللوله‬
‫وكتللابه ولللم يجللز عنلله وضللوءه وذلللك أن عليللا‬
‫)عليه السلم( خالف القللوم فللي المسللح علللى‬
‫الخفين فقال له عمر رأيت النللبي )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( يمسللح فقللال علللي )عليلله السلللم(‬
‫قبل نزول سورة المائدة أو بعدها قال ل أدري‬
‫قال علي )عليه السلم( لكني أدري أن رسللول‬
‫الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( لللم يمسللح علللى‬
‫خفيه مذ نزلت سورة المللائدة والغتسللال مللن‬
‫الجنابللة والحتلم والحيللض وغسللل مللن غسللل‬
‫الميت فللرض والغسللل يللوم الجمعللة والعيللدين‬
‫ودخول مكة والمدينللة وغسللل الزيللارة وغسللل‬
‫الحللرام ويللوم عرفللة وأول ليلللة مللن شللهر‬
‫رمضان وليلة تسع عشرة منه وإحدى وعشرين‬
‫‪561‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وثلث وعشللرين منلله سللنة وصلللة الفريضللة‬


‫الظهللر أربللع ركعللات والعصللر أربللع ركعللات‬
‫والمغللرب ثلث ركعللات والعشللاء الخللرة أربللع‬
‫ركعات والفجر ركعتان فذلك سبع عشرة ركعة‬
‫والسللنة أربللع وثلثللون ركعللة منهللا ثمللان قبللل‬
‫الظهلللر وثملللان بعلللدها وأربلللع بعلللد المغلللرب‬
‫وركعتان مللن جلللوس بعللد العشللاء الخللرة تعللد‬
‫بواحدة وثمان في السحر والللوتر ثلث ركعللات‬
‫وركعتان بعد الوتر والصلللة فللي أول الوقللات‬
‫وفضل الجماعة علللى الفللرد كللل ركعللة بللألفي‬
‫ركعة ول تصل خلف فاجر ول تقتللدي إل بأهللل‬
‫الوليللة ول تصللل فللي جلللود الميتللة ول جلللود‬
‫السباع والتقصير في أربع فراسللخ بريللد ذاهبللا‬
‫وبريد جائيا اثنا عشر ميل وإذا قصرت أفطللرت‬
‫والقنوت في أربع صلوات في الغداة والمغرب‬
‫والعتمللة ويللوم الجمعللة وصلللة الظهللر وكللل‬
‫القنللوت قبللل الركللوع وبعللد القللراءة والصلللة‬
‫على الميت خمللس تكللبيرات وليللس فللي صلللة‬
‫الجنلللائز تسلللليم لن التسلللليم فلللي الركلللوع‬
‫والسجود وليس لصلة الجنازة ركوع ول سجود‬
‫‪562‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫س لم ِ‬
‫ويربع قللبر الميللت ول يسللنم والجهللر ب ب ِ ْ‬
‫حيلم ِ فللي الصلللة مللع فاتحللة‬
‫ن الّر ِ‬
‫حمل ِ‬ ‫الل ّ ل ِ‬
‫ه الّر ْ‬
‫الكتاب والزكاة المفروضة من كل مائتي درهم‬
‫خمسة دراهم ول تجب في مللا دون ذلللك وفللي‬
‫ما زاد في كل أربعيللن درهمللا درهللم ول تجللب‬
‫فللي مللا دون الربعينللات شلليء ول تجللب حللتى‬
‫يحلللول الحلللول ول تعطلللى إل أهلللل الوليلللة‬
‫والمعرفة وفي كل عشرين دينارا نصللف دينللار‬
‫والخمس من جميع المال مللرة واحللدة والعشللر‬
‫مللن الحنطللة والشللعير والتمللر والزبيللب وكللل‬
‫شيء يخرج مللن الرض مللن الحبللوب إذا بلغللت‬
‫خمسللة أوسللق ففيلله العشللر إن كللان يسللقى‬
‫سيحا وإن كللان يسللقى بالللدوالي ففيلله نصللف‬
‫العشر للمعسر والموسللر وتخللرج مللن الحبللوب‬
‫القبضة والقبضتان لن الله ل يكلللف نفسللا إل‬
‫وسعها ول يكلف العبللد فللوق طللاقته والوسللق‬
‫ستون صاعا والصللاع سللتة أرطللال وهللو أربعللة‬
‫أمداد والمد رطلن وربع برطل العراقي وقللال‬
‫الصللادق )عليلله السلللم( هللو تسللعة أرطللال‬
‫بالعراقي وستة أرطال بالمدني وزكللاة الفطللر‬
‫‪563‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فريضة على رأس كل صغير أو كبير حر أو عبد‬


‫من الحنطللة نصللف صللاع ومللن التمللر والزبيللب‬
‫صاع ول يجوز أن تعطى غير أهل الولية لنهللا‬
‫فريضة وأكثر الحيض عشللرة أيللام وأقللله ثلثللة‬
‫أيللام والمستحاضللة تغتسللل وتصلللي والحللائض‬
‫تترك الصلة ول تقضي وتترك الصيام وتقضيه‬
‫ويصام شهر رمضان لرؤيته ويفطر لرؤيتلله ول‬
‫يجوز التراويح في جماعة وصوم ثلثة أيام في‬
‫كل شهر سنة من كل عشرة أيام يللوم خميللس‬
‫من العشر الول والربعاء من العشر الوسللط‬
‫والخميللس مللن العشللر الخللر وصللوم شللعبان‬
‫حسن وهو سنة وقال رسول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( شعبان شهري وشهر رمضان شللهر‬
‫الله وإن قضلليت فللائت شللهر رمضللان متفرقللا‬
‫أجللزأك وحللج الللبيت مللن اسللتطاع إليلله سللبيل‬
‫والسبيل زاد وراحلة ول يجوز الحللج إل متمتعللا‬
‫ول يجوز الفراد والقللران الللذي تعمللله العامللة‬
‫والحلللرام دون الميقلللات ل يجلللوز قلللال اللللله‬
‫َ‬
‫ه ول يجوز في النسللك‬ ‫م َر ةَ ل ِل ّ ِ‬ ‫ج وال ْ ُ‬
‫ع ْ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وأ ت ِ ّ‬
‫الخصي لنه ناقص ويجوز الموجوء والجهاد مللع‬
‫‪564‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إمام عادل ومن قاتل فقتللل دون مللاله ورحللله‬


‫ونفسه فهو شهيد ول يحل‬
‫قتل أحد من الكفار في دار التقية إل قاتللل‬
‫أو باغ وذلك إذا لم تحذر علللى نفسللك ول أكللل‬
‫أموال الناس من المخالفين وغيرهللم والتقيللة‬
‫في دار التقية واجبة ول حنث علللى مللن حلللف‬
‫تقيللة يللدفع بهللا ظلمللا عللن نفسلله والطلق‬
‫بالسنة على ما ذكر الله جللل وعللز وسللنة نللبيه‬
‫)صلللى الللله عليلله وآللله( ول يكللون طلق بغيللر‬
‫سنة وكللل طلق يخللالف الكتللاب فليللس بطلق‬
‫وكل نكاح يخالف السنة فليس بنكاح ول تجمللع‬
‫بين أكثر مللن أربللع حللرائر وإذا طلقللت المللرأة‬
‫ثلث مرات للسنة لم تحل له حللتى تنكللح زوجللا‬
‫غيره وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( اتقوا‬
‫المطلقللات ثلثللا فللإنهن ذوات أزواج والصلللة‬
‫علللى النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله( فللي كللل‬
‫المواطن عند الرياح والعطاس وغير ذلك وحب‬
‫أولياء الله وأوليللائهم وبغللض أعللدائه والللبراءة‬
‫منهللم ومللن أئمتهللم وبللر الوالللدين وإن كانللا‬
‫مشللركين فل تطعهمللا وصللاحبهما فللي الللدنيا‬
‫‪565‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ش لك ُْر ل ِللي وِلوال ِ لدَ ي ْ َ‬


‫ك‬ ‫معروفللا لن الللله يقللول ا ْ‬
‫على أ َ‬
‫ك ِبللي‬ ‫ر َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫شلل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫هدا َ‬
‫ك َ‬ ‫ن جا َ‬
‫صيُر وإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬‫ي ال ْ َ‬‫إ ِل َ ّ‬
‫همللا قللال أميللر‬ ‫ع ُ‬ ‫فل ت ُطِ ْ‬‫م َ‬‫علْل ٌ‬
‫ه ِ‬ ‫س لَل َ‬
‫ك بِل ِ‬ ‫ما ل َي ْ ل َ‬
‫المللؤمنين )عليلله السلللم( مللا صللاموا لهللم ول‬
‫صلوا ولكن أمروهللم بمعصللية الللله فأطللاعوهم‬
‫ثم قال سمعت رسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( يقول من أطاع مخلوقللا فللي غيللر طاعللة‬
‫الله جل وعز فقد كفر واتخذ إلها من دون الله‬
‫وذكاة الجنين ذكاة أملله وذنللوب النبيللاء صللغار‬
‫موهوبة لهللم بللالنبوة والفللرائض علللى مللا أمللر‬
‫الله ل عول فيها ول يرث مع الوالللدين والولللد‬
‫أحد إل الزوج والمرأة وذو السهم أحق ممللن ل‬
‫سهم له وليست العصبة من دين الله والعقيقة‬
‫عن المولود الذكر والنثى يوم السللابع ويحلللق‬
‫رأسه يوم السابع ويسمى يوم السابع ويتصدق‬
‫بللوزن شللعره ذهبللا أو فضللة يللوم السللابع وأن‬
‫أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير ل خلق تكوين‬
‫ول تقل بالجبر ول بالتفويض ول يأخذ الله عللز‬
‫وجللل الللبريء بجللرم السللقيم ول يعللذب الللله‬
‫البناء والطفللال بللذنوب البللاء وإنلله قللال ول‬
‫‪566‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ن إ ِّل ما‬ ‫َ‬ ‫و ْز َر أ ُ ْ‬


‫س ل ِْل ِْنسا ِ‬
‫ن ل َي ْ َ‬
‫خرى وأ ْ‬ ‫ز َر ةٌ ِ‬
‫ز ُر وا ِ‬
‫تَ ِ‬
‫سللعى والللله يغفللر ول يظلللم ول يفللرض الللله‬ ‫َ‬
‫علللى العبللاد طاعللة مللن يعلللم أنلله يظلمهللم‬
‫ويغللويهم ول يختللار لرسللالته ويصللطفي مللن‬
‫عباده من يعلم أنه يكفللر ويعبللد الشلليطان مللن‬
‫دونلله وأن السلللم غيللر اليمللان وكللل مللؤمن‬
‫مسللللم وليلللس كلللل مسللللم مؤمنلللا ل يسلللرق‬
‫السللارق حيللن يسللرق وهللو مللؤمن ول يشللرب‬
‫الشللارب حيللن يشللرب الخمللر وهللو مللؤمن ول‬
‫يقتل النفس التي حللرم الللله بغيللر الحللق وهللو‬
‫مللللؤمن وأصللللحاب الحللللدود ل بمللللؤمنين ول‬
‫بكللافرين وأن الللله ل يللدخل النللار مؤمنللا وقللد‬
‫وعده الجنة والخلود فيها ومن وجبت للله النللار‬
‫بنفاق أو فسق أو كبيرة من الكبللائر لللم يبعللث‬
‫مللع المللؤمنين ول منهللم ول تحيللط جهنللم إل‬
‫بالكافرين وكل إثم دخل صللاحبه بلزوملله النللار‬
‫فهو فاسق ومن أشرك أو كفر أو نافق أو أتى‬
‫كللللبيرة مللللن الكبللللائر والشللللفاعة جللللائزة‬
‫للمستشفعين والمللر بللالمعروف والنهللي عللن‬
‫المنكر باللسان واجب‬
‫‪567‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫واليمللان أداء الفللرائض واجتنللاب المحللارم‬


‫واليمان هللو معرفللة بللالقلب وإقللرار باللسللان‬
‫وعمللل بالركللان والتكللبير فللي الضللحى خلللف‬
‫عشر صلوات يبتدأ مللن صلللة الظهللر مللن يللوم‬
‫النحللر وفللي الفطللر فللي خمللس صلللوات يبتللدأ‬
‫بصلة المغرب من ليلة الفطر والنفسللاء تقعللد‬
‫عشرين يوما ل أكثر منها فإن طهرت قبل ذلك‬
‫صلللت وإل فللإلى عشللرين يومللا ثللم تغتسللل‬
‫وتصلي وتعمل عمل المستحاضة ويؤمن بعذاب‬
‫القلللبر ومنكلللر ونكيلللر والبعلللث بعلللد الملللوت‬
‫والحسللاب والميللزان والصللراط والللبراءة مللن‬
‫أئمة الضلل وأتبللاعهم والمللوالة لوليللاء الللله‬
‫وتحريم الخمر قليلها وكثيرها وكل مسكر خمر‬
‫وكل ما أسكر كثيره فقليله حرام والمضللطر ل‬
‫يشرب الخمر فإنها تقتله وتحريم كللل ذي نللاب‬
‫من السباع وكل ذي مخلب من الطيللر وتحريللم‬
‫الطحلللللال فلللللإنه دم والجلللللري والطلللللافي‬
‫والمارماهي والزميللر وكللل شلليء ل يكللون للله‬
‫قشور ومن الطير ما ل تكون للله قانصللة ومللن‬
‫البيض كل ما اختلللف طرفللاه فحلل أكللله ومللا‬
‫‪568‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫استوى طرفللاه فحللرام أكللله واجتنللاب الكبللائر‬


‫وهي قتل النفس التي حرم الله وشرب الخمر‬
‫وعقللوق الوالللدين والفللرار مللن الزحللف وأكللل‬
‫مال اليتامى ظلمللا وأكللل الميتللة والللدم ولحللم‬
‫الخنزير وما أهل به لغير الله من غيللر ضللرورة‬
‫به وأكللل الربللا والسللحت بعللد البينللة والميسللر‬
‫والبخلللس فلللي الميلللزان والمكيلللال وقلللذف‬
‫المحصنات والزنللا واللللواط والشللهادات الللزور‬
‫واليللأس مللن روح الللله والمللن مللن مكللر الللله‬
‫والقنللوط مللن رحمللة الللله ومعاونللة الظللالمين‬
‫والركلللون إليهلللم واليميلللن الغملللوس وحبلللس‬
‫الحقلللوق ملللن غيلللر عسلللر والكلللبر والكفلللر‬
‫والسراف والتبذير والخيانة وكتمللان الشللهادة‬
‫والملهي التي تصد عن ذكللر الللله مثللل الغنللاء‬
‫وضللرب الوتللار والصللرار علللى الصللغائر مللن‬
‫الللذنوب فهللذا أصللول الللدين والحمللد لللله رب‬
‫العللالمين وصلللى الللله علللى نللبيه وآللله وسلللم‬
‫تسليما‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليه السلم( في التوحيد‪.‬‬
‫سأله عمران الصابي في مجلس كللبير جمللع‬
‫‪569‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لللله الملللأمون فيللله متكلملللي المللللل كلهلللم‬


‫المخللالفين للسلللم فخصللم جميعهللم والخللبر‬
‫طويل والمجلس مشهور ذكرنا منه مللا اقتضللاه‬
‫الكتاب قال له عمللران الصللابي أخللبرني نوحللد‬
‫الله بحقيقة أم نوحده بوصف فقال للله الرضللا‬
‫)عليه السلم( إن النور البللديء الواحللد الكللون‬
‫الول واحد ل شريك له ول شلليء معلله فللرد ل‬
‫ثاني معه ول معلوم ول مجهللول ول محكللم ول‬
‫متشللابه ول مللذكور ول منسللى ول شلليء يقللع‬
‫عليه اسم شيء من الشياء كلها فكان البللديء‬
‫قائما بنفسه نور غني مستغن عن غيره ل مللن‬
‫وقت كان ول إلى وقللت يكللون ول علللى شلليء‬
‫قام ول إلى شيء استتر ول في شيء اسللتكن‬
‫ول يدرك القائل مقال إذا خطللر ببللاله ضللوء أو‬
‫مثال أو شبح أو ظل وذلك كله قبل الخلق فللي‬
‫الحال التي ل شلليء فيهللا غيللره والحللال أيضللا‬
‫فللي هللذا الموضللع فإنمللا هللي صللفات محدثللة‬
‫وترجمة من متوهم ليفهم أ فهمللت يللا عمللران‬
‫قال نعم قللال الرضللا )عليلله السلللم( اعلللم أن‬
‫التللللوهم والمشلللليئة والرادة معناهللللا واحللللد‬
‫‪570‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وأسللماؤها ثلثللة وكللان أول تللوهمه وإرادتلله‬


‫ومشيئته الحروف التي جعلها أصل لكللل شلليء‬
‫وفاصللل لكللل مشللكل ولللم يجعللل فللي تللوهمه‬
‫معنللى غيللر أنفسللها متنللاهي ول وجللود لنهللا‬
‫متوهمة بالتوهم والله سابق التوهم لنه ليللس‬
‫قبله شيء ول كان معه شلليء والتللوهم سللابق‬
‫للحروف فكانت الحروف محدثة بالتوهم وكللان‬
‫التوهم وليس قبللل الللله مللذهب والتللوهم مللن‬
‫الله غير الله ولذلك صار فعل كل شلليء غيللره‬
‫وحللد كللل شلليء غيللره وصللفة كللل شلليء غيللر‬
‫الموصوف وحد كل شلليء غيللر المحللدود وذلللك‬
‫لن الحروف إنما هي مقطعة قائمللة برءوسللها‬
‫ل تدل غير نفوسها فإذا ألفتهللا وجمعللت منهللا‬
‫أحرفللا كللانت تللدل علللى غيرهللا مللن أسللماء‬
‫وصفات واعلم أنه ل يكون صفة لغير موصللوف‬
‫ول اسلللم لغيلللر معنلللى ول حلللد لغيلللر محلللدود‬
‫والسللماء والصللفات كلهللا تللدل علللى الكمللال‬
‫والوجود ول تدل على الحاطة كمللا تللدل علللى‬
‫الوجود الذي هو التربيع والتدوير والتثليللث لن‬
‫اللللله يلللدرك بالسلللماء والصلللفات ول يلللدرك‬
‫‪571‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالتحديد فليس ينزل بالله شيء من ذلك حللتى‬


‫يعرفلله خلقلله معرفتهللم لنفسللهم ولللو كللانت‬
‫صللفاته ل تللدل عليلله وأسللماؤه ل تللدعو إليلله‬
‫لكانت العبادة من الخلق لسمائه وصفاته دون‬
‫معناه ولو كان كذلك لكان المعبود الواحللد غيللر‬
‫الله لن صفاته غيره قللال للله عمللران أخللبرني‬
‫عن التوهم خلق هللو أم غيللر خلللق قللال الرضللا‬
‫)عليللله السللللم( بلللل خللللق سلللاكن ل يلللدرك‬
‫بالسكون وإنمللا صللار خلقللا لنلله شلليء محللدث‬
‫الله الذي أحدثه فلمللا سللمي شلليئا صللار خلقللا‬
‫وإنما هو الله وخلقه ل ثالث غيرهما وقد يكون‬
‫الخللللق سلللاكنا ومتحركلللا ومختلفلللا ومؤتلفلللا‬
‫ومعلومللا ومتشللابها وكللل مللا وقللع عليلله اسللم‬
‫شيء فهو خلق‪.‬‬
‫ومن كلمه )عليه السلم( في الصطفاء‪.‬‬
‫لما حضللر علللي بللن موسللى )عليلله السلللم(‬
‫مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعللة علمللاء‬
‫أهل العراق وخراسان فقال المأمون أخبروني‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ب اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫و َر ث َْنللا ال ْ ِ‬
‫كتللا َ‬ ‫عن معنى هذه الية ُثلل ّ‬
‫م أ ْ‬
‫عباِدنا الية فقللالت العلمللاء أراد‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫ص طَ َ‬
‫ف ْينا ِ‬ ‫ا ْ‬
‫‪572‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله المة كلها فقال المأمون ما تقللول يللا أبللا‬


‫الحسن فقللال الرضللا )عليلله السلللم( ل أقللول‬
‫كما قالوا ولكن أقول أراد الللله تبللارك وتعللالى‬
‫بللذلك العللترة الطللاهرة )عليلله السلللم( فقللال‬
‫المأمون وكيف عنللى العللترة دون المللة فقللال‬
‫الرضللا )عليلله السلللم( لللو أراد المللة لكللانت‬
‫م‬
‫م ظللال ِ ٌ‬ ‫هلل ْ‬
‫منْ ُ‬
‫ف ِ‬‫بأجمعها في الجنللة لقللول الللله َ‬
‫ت‬‫خ ْيرا ِ‬‫ق ِبال ْ َ‬‫م ساب ِ ٌ‬ ‫ه ْ‬
‫منْ ُ‬
‫ص دٌ و ِ‬ ‫م ْ‬
‫قتَ ِ‬ ‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫منْ ُ‬
‫ه و ِ‬
‫س ِ‬ ‫ل ِن َ ْ‬
‫ف ِ‬
‫ل ال ْك َِبي لُر ثللم جعلهللم‬
‫ضل ُ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫هل َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه ذل ِ َ‬ ‫ب ِإ ِذْ ِ‬
‫ن‬
‫ع لد ْ ٍ‬
‫ت َ‬
‫ج ّنللا ُ‬
‫كلهم في الجنللة فقللال عللز وجللل َ‬
‫خ ُلوَنها فصللارت الوراثللة للعللترة الطللاهرة ل‬
‫ي َ دْ ُ‬
‫لغيرهم ثم قال الرضا )عليه السلم( هم الذين‬
‫ري لدُ الّللل ُ‬
‫ه‬ ‫وصفهم الله في كتللابه فقللال إ ِّنمللا ي ُ ِ‬
‫م‬‫كلل ْ‬ ‫ت و ي ُط َ ّ‬
‫ه َر ُ‬ ‫ل ال ْب َْيلل ِ‬ ‫س أَ ْ‬
‫هلل َ‬ ‫جلل َ‬ ‫ع ن ْك ُ ُ‬
‫م الّر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ِ ي ُ ذْ ِ‬
‫ه َ‬
‫هيرا ً وهم الذين قال رسول الله )صلى الله‬ ‫ْ‬
‫ت َط ِ‬
‫عليه وآله( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله‬
‫وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حللتى يللردا علللي‬
‫الحوض انظروا كيف تخلفللوني فيهمللا يللا أيهللا‬
‫النللاس ل تعلمللوهم فللإنهم أعلللم منكللم قللالت‬
‫العلماء أخبرنا يللا أبللا الحسللن عللن العللترة هللم‬
‫‪573‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الل أو غير الل فقللال الرضللا )عليلله السلللم(‬


‫هم الل فقالت العلماء فهذا رسول الللله يللؤثر‬
‫عنه أنه قال أمتي آلي وهؤلء أصحابه يقولللون‬
‫بللالخبر المسللتفيض الللذي ل يمكللن دفعلله آل‬
‫محملللد أمتللله فقلللال الرضلللا )عليللله السللللم(‬
‫أخللبروني هللل تحللرم الصللدقة علللى آل محمللد‬
‫قللالوا نعللم قللال )عليلله السلللم( فتحللرم علللى‬
‫المة قالوا ل قال )عليه السلم( هذا فرق بين‬
‫الل وبيللن المللة ويحكللم أيللن يللذهب بكللم أ‬
‫صلللرفتم علللن اللللذكر صلللفحا أم أنتلللم قلللوم‬
‫مسرفون أ ما علمتم أنمللا وقعللت الروايللة فللي‬
‫الظلللاهر عللللى المصلللطفين المهتلللدين دون‬
‫سائرهم قالوا من أين قلت يا أبا الحسللن قللال‬
‫س لْلنا ُنوح لا ً‬ ‫َ‬ ‫)عليه السلم( من قول الله ل َ َ‬
‫ق دْ أ ْر َ‬
‫ب‬ ‫كتللا َ‬‫و ةَ وال ْ ِ‬
‫ما الن ّ ب ُ ّ‬ ‫في ذُ ّر ي ّ ت ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ع ْلنا ِ‬ ‫ج َ‬‫م و َ‬ ‫هي َ‬‫وإ ِْبرا ِ‬
‫ن فصللارت‬ ‫قو َ‬ ‫سلل ُ‬ ‫م فا ِ‬ ‫هلل ْ‬ ‫منْ ُ‬ ‫د وك َِثي لٌر ِ‬‫هتَ ٍ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫منْ ُ‬
‫ف ِ‬‫َ‬
‫وراثلللة النبلللوة والكتلللاب فلللي المهتلللدين دون‬
‫الفاسقين أ ما علمتم أن نوحا سأل ربه َ‬
‫فقللا َ‬
‫ل‬
‫ق وذلللك‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ع دَ َ‬
‫و ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ه ِلي وإ ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫ن اب ِْني ِ‬
‫ب إِ ّ‬
‫َر ّ‬
‫أن الله وعللده أن ينجيلله وأهللله فقللال للله ربلله‬
‫‪574‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مل ٌ‬
‫ل‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬‫ك إ ِّنلل ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ه لِل َ‬ ‫مل ْ‬‫س ِ‬ ‫ه ل َي ْ ل َ‬‫تبارك وتعالى إ ِّنلل ُ‬
‫علْ ٌ‬
‫م إ ِّنللي‬ ‫ه ِ‬ ‫ك بِ ِ‬‫س لَ َ‬ ‫ن ما ل َي ْ َ‬ ‫فل ت َ ْ ْ‬
‫س ئ َل ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫غ ي ُْر صال ِ ٍ‬
‫ع ظُ َ َ‬‫أَ ِ‬
‫ن فقللال المللأمون‬ ‫ه ِلي َ‬‫ن اْلجا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫ك أ ْ‬
‫فهل فضل الله العترة على سائر الناس فقال‬
‫الرضللا )عليلله السلللم( إن الللله العزيللز الجبللار‬
‫فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه‬
‫قللال المللأمون أيللن ذلللك مللن كتللاب الللله قللال‬
‫ن الّللل َ‬
‫ه‬ ‫الرضا )عليه السلم( في قوله تعللالى إ ِ ّ‬
‫ن‬‫مللرا َ‬‫ع ْ‬‫ل ِ‬ ‫م وآ َ‬
‫هيلل َ‬ ‫م وُنوحا ً وآ َ‬
‫ل إ ِْبرا ِ‬ ‫ص َ‬
‫طفى آدَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ض وقللال‬
‫عل ٍ‬‫ن بَ ْ‬
‫مل ْ‬
‫ضللها ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ة بَ ْ‬‫ن ذُ ّر ي ّ ل ً‬ ‫ع َلى ا ْلعللال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫َ‬
‫علللى‬
‫س َ‬ ‫َ‬
‫ن الّنللا َ‬‫دو َ‬‫سلل ُ‬
‫ح ُ‬‫م يَ ْ‬ ‫الله في موضع آخر أ ْ‬
‫م‬
‫هيلل َ‬
‫ل إ ِْبرا ِ‬ ‫ف َ‬
‫ق دْ آت َْينا آ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ضلِ ِ‬
‫ف ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬
‫ما آتا ُ‬
‫ظيم لا ً ثللم رد‬ ‫م ْلك لا ً َ‬
‫ع ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬
‫ة وآت َْينا ُ‬‫م َ‬‫حك ْ َ‬ ‫ب وال ْ ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫كتا َ‬
‫المخاطبللة فللي أثللر هللذا إلللى سللائر المللؤمنين‬
‫عوا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فقال يا أ َي ها ال ّ ذين آم ُنوا أ َ‬
‫طي ُ‬
‫ه وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫عوا‬‫ُ‬ ‫طي‬‫ِ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫م يعنللي الللذين‬ ‫منْ ُ‬ ‫ل وُأوِلللي اْل َ‬ ‫سللو َ‬
‫كلل ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملل‬‫ْ‬ ‫الّر ُ‬
‫أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليهما بقوله‬
‫أَ‬
‫ن‬‫مل ْ‬‫ه ِ‬‫م الّللل ُ‬
‫ه ُ‬‫علللى مللا آتللا ُ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫لا‬‫نل‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫دو‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬
‫ة‬ ‫حك ْ َ‬
‫مل َ‬ ‫ب وال ْ ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫كتللا َ‬ ‫هي ل َ‬
‫ل إ ِْبرا ِ‬ ‫ف َ‬
‫ق دْ آت َْينا آ َ‬ ‫ه َ‬‫ضلِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫ظيمللللا ً يعنللللي الطاعللللة‬ ‫م ْلكللللا ً َ‬
‫ع ِ‬ ‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫وآت َْينللللا ُ‬
‫‪575‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫للمصطفين الطللاهرين والملللك هاهنللا الطاعللة‬


‫لهللم قللالت العلمللاء هللل فسللر الللله تعللالى‬
‫الصللطفاء فللي الكتللاب فقللال الرضللا )عليلله‬
‫السلللم( فسللر الصللطفاء فللي الظللاهر سللوى‬
‫الباطن في اثني عشر موضعا فأول ذلك قللول‬
‫ن ورهطلللك‬ ‫ك اْل َ ْ‬
‫شللليَر ت َ َ‬ ‫َ‬
‫ق َر ِبيللل َ‬ ‫ع ِ‬
‫ذ ْر َ‬
‫اللللله وأ ْنللل ِ‬
‫المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعللب وهللي‬
‫ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود فلما أمر‬
‫عثمان‬
‫زيد بللن ثللابت أن يجمللع القللرآن خنللس هللذه‬
‫الية وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشلللرف‬
‫عال حين عنى الله عز وجللل بللذلك الل فهللذه‬
‫واحدة والية الثانية في الصللطفاء قللول الللله‬
‫س أَ ْ‬
‫هلل َ‬
‫ل‬ ‫جلل َ‬
‫م الّر ْ‬ ‫عنْ ُ‬
‫كلل ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ه ل ُِيللذْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ريللدُ الّللل ُ‬ ‫إ ِّنمللا ي ُ ِ‬
‫هيرا ً وهذا الفضل الللذي ل‬ ‫ْ‬
‫م ت َط ِ‬ ‫ت و ي ُط َ ّ‬
‫ه َر ك ُ ْ‬ ‫ا ل ْب َي ْ ِ‬
‫يجحده معاند لنه فضل بين والية الثالثة حيللن‬
‫ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه فللي آيللة‬
‫ع أ َْبنا َ‬
‫ءنا‬ ‫وا ن َدْ ُ‬ ‫ل يا محمد َتعال َ ْ‬ ‫ق ْ‬‫ف ُ‬ ‫البتهال فقال َ‬
‫سللللنا‬ ‫ف َ‬ ‫م وأ َن ْ ُ‬‫ءنا وِنسللللاءَ ك ُ ْ‬ ‫م وِنسللللا َ‬ ‫َ‬
‫وأ ْبنللللاءَ ك ُ ْ‬
‫ع ل َللى‬ ‫وأ َ‬
‫ه َ‬ ‫ت الّللل ِ‬ ‫ع نَل َ‬ ‫ل لَ ْ‬
‫عل ْ‬
‫ج َ‬ ‫ل َ‬
‫فنَ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫‪576‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اْلكاِذ ِبي َ‬
‫ن فأبرز النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫عليلللا والحسلللن والحسلللين وفاطملللة )عليللله‬
‫السلم( فقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما‬
‫سللك ُ ْ‬
‫م قللالت العلمللاء‬ ‫سنا وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫معنى قوله وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫عنى به نفسه قال أبو الحسن )عليلله السلللم(‬
‫غلطتم إنما عنى به عليا )عليلله السلللم( وممللا‬
‫يدل علللى ذلللك قللول النللبي )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( حين قللال لينتهيللن بنللو وليعللة أو لبعثللن‬
‫إليهم رجل كنفسي يعني عليللا )عليلله السلللم(‬
‫فهلللذه خصوصلللية ل يتقلللدمها أحلللد وفضلللل ل‬
‫يختلف فيه بشر وشرف ل يسبقه إليه خلللق إذ‬
‫جعل نفس علي )عليه السلللم( كنفسلله فهللذه‬
‫الثالثللة وأمللا الرابعللة فللإخراجه النللاس مللن‬
‫مسجده مللا خل العللترة حيللن تكلللم النللاس فللي‬
‫ذلك وتكلم العباس فقال يا رسول الللله تركللت‬
‫عليا وأخرجتنا فقللال رسللول الللله )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( ما أنا تركتلله وأخرجتكللم ولكللن الللله‬
‫تركلله وأخرجكللم وفللي هللذا بيللان قللوله لعلللي‬
‫)عليه السلللم( أنللت منللي بمنزلللة هللارون مللن‬
‫موسى قالت العلماء فأين هذا من القرآن قال‬
‫‪577‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أبو الحسن )عليلله السلللم( أوجللدكم فللي ذلللك‬


‫قرآنللا أقللرؤه عليكللم قللالوا هللات قللال )عليلله‬
‫ح ْينللا ِإلللى‬ ‫السلللم( قللول الللله عللز وجللل وأ َ‬
‫و َ‬
‫ْ‬
‫صللَر ب ُُيوت لا ً‬ ‫م ُ‬ ‫وءا ل ِ َ‬ ‫خي َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫كمللا ب ِ ِ‬ ‫و ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ن ت َب َ ّ‬
‫ه أ ْ‬
‫موسى وأ ِ ِ‬
‫ُ‬
‫ق ب ْل َ ل ً‬
‫ة ففللي هللذه اليللة منزلللة‬ ‫ع ُلوا ب ُُيوت َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ج َ‬
‫وا ْ‬
‫هللارون مللن موسللى وفيهللا أيضللا منزلللة علللي‬
‫)عليه السلم( من رسول الله )صلى الله عليلله‬
‫وآله( ومع هللذا دليللل ظللاهر فللي قللول رسللول‬
‫الله )صلى الله عليلله وآللله( حيللن قللال إن هللذا‬
‫المسللجد ل يحللل لجنللب ول لحللائض إل لمحمللد‬
‫وآل محمللد فقللالت العلمللاء هللذا الشللرح وهللذا‬
‫البيللان ل يوجللد إل عنللدكم معشللر أهللل بيللت‬
‫رسول الللله )صلللى الللله عليلله وآللله( قللال أبللو‬
‫الحسللن )عليلله السلللم( ومللن ينكللر لنللا ذلللك‬
‫ورسول الله )صلى الله عليلله وآللله( يقللول أنللا‬
‫مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلللم‬
‫فليأتها من بابها ففيمللا أوضللحنا وشللرحنا مللن‬
‫الفضللللل والشللللرف والتقدمللللة والصللللطفاء‬
‫والطهارة ما ل ينكره إل معاند ولللله عللز وجللل‬
‫الحمد على ذلك فهللذه الرابعللة وأمللا الخامسللة‬
‫‪578‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ه‬ ‫ح ّ‬
‫قلل ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫ق ْربللى َ‬ ‫ت َ‬
‫فقللول الللله عللز وجللل وآ ِ‬
‫خصوصلللية خصلللهم اللللله العزيلللز الجبلللار بهلللا‬
‫واصطفاهم على المة فلمللا نزلللت هللذه اليللة‬
‫على رسول الله )صلللى الللله عليلله وآللله( قللال‬
‫ادعوا لي فاطمة فدعوها له فقللال يللا فاطمللة‬
‫قالت لبيك يللا رسللول الللله فقللال إن فللدك لللم‬
‫يوجف عليها بخيل ول ركللاب وهللي لللي خاصللة‬
‫دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الللله‬
‫به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة‬
‫ل ل‬‫قل ْ‬‫وأما السادسة فقللول الللله عللز وجللل ُ‬
‫فللي ال ْ ُ‬ ‫ع ل َيلل َ‬ ‫َ‬
‫ق ْربللى‬ ‫و دّ ةَ ِ‬ ‫جللرا ً إ ِّل ال ْ َ‬
‫ملل َ‬ ‫ه أ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫سللئ َل ُك ُ ْ‬
‫أ ْ‬
‫فهذه خصوصية للنبي )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫دون النبياء وخصوصية للل دون غيرهم وذلك‬
‫أن الله حكى عن النبياء فللي ذكللر نللوح )عليلله‬
‫ع ل َي ه ماًل إ ن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قوم ل أ َ‬
‫ي‬
‫ِ َ‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫أج‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫السلم( يا َ ْ ِ‬
‫ع َلى الل ّ ه وما أ َ‬
‫م‬ ‫هل ْ‬
‫م ن ُللوا إ ِن ّ ُ‬ ‫ن آ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر ِد ال ّ ل ِ‬ ‫ِ‬ ‫بطا‬ ‫ِ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ ِّلل َ‬
‫قللوا ر ب هللم ولك ّنللي َ‬
‫ن‬‫ه ُلللو َ‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وملل‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫كلل‬‫ُ‬ ‫أرا‬ ‫ِ‬ ‫َ ّ ِ ْ‬ ‫مل ُ‬‫ُ‬
‫وحكللى عللن هللود )عليلله السلللم( قللال‪ ...‬ل‬
‫ع ل َي له أ َجللرا ً إ ن أ َ‬ ‫أَ‬
‫ذي‬ ‫ع ل َللى ال ّ ل ِ‬
‫ي إ ِّلل َ‬
‫ر َ‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ْ‬
‫ن وقال لنللبيه )صلللى الللله‬ ‫ق ُلو َ‬ ‫ع ِ‬
‫فل ت َ ْ‬‫ف طَ َر ِني أ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪579‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جللرا ً إ ِّل‬ ‫ع ل َيلل َ‬ ‫َ‬


‫ه أ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫سللئ َل ُك ُ ْ‬ ‫قلل ْ‬
‫ل ل أ ْ‬ ‫عليلله وآللله( ُ‬
‫ق ْربى ولللم يفللرض الللله مللودتهم‬ ‫في ال ْ ُ‬
‫و دّ ةَ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫إل وقد علم أنهم ل يرتدون عن الدين أبللدا ول‬
‫يرجعللون إلللى ضللللة أبللدا وأخللرى أن يكللون‬
‫الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عللدوا‬
‫له فل يسلم قلب فأحب الللله أن ل يكللون فللي‬
‫قلب رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله( علللى‬
‫المللؤمنين شلليء إذ فللرض عليهللم مللودة ذي‬
‫القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله )صلللى‬
‫الله عليه وآله( وأحب أهل بيته )عليه السلللم(‬
‫لم يستطع رسول الللله أن يبغضلله ومللن تركهللا‬
‫ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيت نبيه )صلى الللله‬
‫عليه وآله( فعلى رسول الله )صلى الللله عليلله‬
‫وآللله( أن يبغضلله لنلله قللد تللرك فريضللة مللن‬
‫فرائض الله وأي فضيلة وأي شرف يتقدم هللذا‬
‫ولما أنزل الله هذه الية على نبيه )صلللى الللله‬
‫جللرا ً إ ِّل‬ ‫ع ل َيلل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ل أَ‬
‫قلل ْ‬‫عليلله وآللله( ُ‬
‫ه أ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ئ‬ ‫سلل‬
‫ْ‬
‫ق ْربللى قللام رسللول الللله )صلللى‬ ‫فللي ال ْ ُ‬
‫و دّ ةَ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫الله عليه وآله( في أصحابه فحمللد الللله وأثنللى‬
‫عليه وقال أيها الناس إن الله قد فرض عليكللم‬
‫‪580‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فرضا فهل أنتم مللؤدوه فلللم يجبلله أحللد فقللام‬


‫فيهم يوما ثانيا فقال مثل ذلك فلم يجبلله أحللد‬
‫فقام فيهم يوم الثللالث فقللال أيهللا النللاس إن‬
‫الله قد فرض عليكم فرضللا فهللل أنتللم مللؤدوه‬
‫فلم يجبه أحد فقال أيها الناس إنه ليللس ذهبللا‬
‫ول فضة ول مأكول ول مشروبا قالوا‬
‫فهات إذا فتل عليهم هذه اليللة فقللالوا أمللا‬
‫هذا فنعم فمللا وفللى بلله أكللثرهم ثللم قللال أبللو‬
‫الحسن )عليه السلللم( حللدثني أبللي عللن جللدي‬
‫عن آبائه عن الحسين بن علللي )عليلله السلللم(‬
‫قال اجتمع المهللاجرون والنصللار إلللى رسللول‬
‫الله )صلى الللله عليلله وآللله( فقللالوا إن لللك يللا‬
‫رسول الله مئونة في نفقتك وفيمن يأتيك من‬
‫الوفود وهللذه أموالنللا مللع دمائنللا فللاحكم فيهللا‬
‫بارا مأجورا أعط ما شئت وأمسك ما شئت مللن‬
‫غيللر حللرج فللأنزل الللله عللز وجللل عليلله الللروح‬
‫ل ل أَ‬
‫ع ل َي ْ ل ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫الميللن فقللال يللا محمللد ُ‬
‫قل ْ‬
‫ق ْربللى ل تللؤذوا قرابللتي‬ ‫في ال ْ ُ‬
‫و دّ ةَ ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫جر‬ ‫أَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫من بعدي فخرجوا فقال أناس منهللم مللا حمللل‬
‫رسول الله على ترك ما عرضنا عليه إل ليحثنللا‬
‫‪581‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫على قرابته من بعللده إن هللو إل شلليء افللتراه‬


‫فللي مجلسلله وكللان ذلللك مللن قللولهم عظيمللا‬
‫َ‬
‫ل‬‫قلل ْ‬‫ف َتللراهُ ُ‬ ‫ن ا ْ‬ ‫قوُلللو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫فأنزل الله هذه اليللة أ ْ‬
‫و‬
‫هلل َ‬‫شللْيئا ً ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِلي ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ملِ ُ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ا ْ‬
‫ف ت ََر ي ْت ُ ُ‬ ‫إِ ِ‬
‫هيدا ً ب َي ْن ِللي‬ ‫ل‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫لى‬ ‫ل‬ ‫كف‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫في‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ضو‬ ‫ُ‬ ‫في‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫بما‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬
‫م فبعث إليهم النبي‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬ ‫غ ُ‬‫و ال ْ َ‬‫ه َ‬ ‫م و ُ‬ ‫و ب َي ْ ن َ ك ُ ْ‬
‫)صلى الللله عليلله وآللله( فقللال هللل مللن حللدث‬
‫فقالوا إي والله يا رسول الله لقد تكلم بعضللنا‬
‫كلما عظيما فكرهناه فتل عليهللم رسللول الللله‬
‫و‬
‫هلل َ‬
‫فبكوا واشتد بكاؤهم فللأنزل الللله تعللالى و ُ‬
‫ن‬‫علل ِ‬ ‫ع ُ‬
‫فللوا َ‬ ‫ه وي َ ْ‬
‫عبللاِد ِ‬
‫ن ِ‬ ‫علل ْ‬‫ة َ‬ ‫و َبلل َ‬
‫ل الت ّ ْ‬ ‫ق َبلل ُ‬ ‫اّللل ِ‬
‫ذي ي َ ْ‬
‫ن فهللذه السادسللة‬ ‫ع ل ُللو َ‬ ‫م مللا ت َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ع ل َل ُ‬
‫ت وي َ ْ‬ ‫س لّيئا ِ‬‫ال ّ‬
‫مل ئ ِك َت َل ُ‬
‫ه‬ ‫ن الّللل َ‬
‫ه و َ‬ ‫وأمللا السللابعة فيقللول الللله إ ِ ّ‬
‫صللّلوا‬ ‫َ‬
‫م ُنللوا َ‬‫ن آ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها اّللل ِ‬ ‫ع َلى الن ّ ب ِ ّ‬
‫ي يا أ ي ّ َ‬ ‫ص ّلو َ‬
‫ن َ‬ ‫يُ َ‬
‫سللِليما ً وقللد علللم المعانللدون‬ ‫سللل ّ ُ‬
‫موا ت َ ْ‬ ‫ع ل َْيلل ِ‬
‫ه و َ‬ ‫َ‬
‫منهم أنه لما نزلت هللذه اليللة قيللل يللا رسللول‬
‫الله قللد عرفنللا التسللليم عليللك فكيللف الصلللة‬
‫عليك فقال تقولون اللهم صل على محمد وآل‬
‫محمد كمللا صللليت علللى إبراهيللم وآل إبراهيللم‬
‫إنك حميد مجيد وهل بينكم معاشر النللاس فللي‬
‫‪582‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫هذا اختلف قالوا ل فقال المللأمون هللذا مللا ل‬


‫اختلف فيه أصللل وعليلله الجمللاع فهللل عنللدك‬
‫في الل شيء أوضح من هذا في القرآن قللال‬
‫أبو الحسن )عليه السلم( أخللبروني عللن قللول‬
‫ن‬
‫سللِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْر َ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫م َ‬ ‫كيم ِ إ ِن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ق ْرآ ِ‬‫الله يس وال ْ ُ‬
‫قيم ٍ فمللن عنللى بقللوله يللس‬ ‫س لت َ ِ‬
‫م ْ‬‫ط ُ‬ ‫صللرا ٍ‬
‫على ِ‬‫َ‬
‫قال العلماء يس محمد ليس فيه شك قللال أبللو‬
‫الحسن )عليه السلم( أعطى الللله محمللدا وآل‬
‫محمد من ذلك فضل لللم يبلللغ أحللد كنلله وصللفه‬
‫لمن عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحللد إل‬
‫علللى النبيللاء )صلللى الللله عليلله وآللله( فقللال‬
‫ن‬ ‫فللي اْلعللال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ح ِ‬
‫علللى ن ُللو ٍ‬ ‫م َ‬ ‫سللل ٌ‬
‫تبارك وتعالى َ‬
‫علللى‬‫م َ‬ ‫سللل ٌ‬‫م وقللال َ‬ ‫هي ل َ‬
‫علللى إ ِْبرا ِ‬
‫م َ‬
‫سللل ٌ‬
‫وقال َ‬
‫ن ولم يقللل سلللم علللى آل نللوح‬
‫موسى وهاُرو َ‬
‫ُ‬
‫ولم يقل سلم على آل إبراهيم ول قال سلللم‬
‫م‬
‫سللل ٌ‬
‫على آل موسى وهارون وقال عز وجللل َ‬
‫ن يعني آل محمللد فقللال المللأمون‬ ‫على إ ِْليا ِ‬
‫سي َ‬ ‫َ‬
‫لقللد علمللت أن فللي معللدن النبللوة شللرح هللذا‬
‫وبيانه فهذه السابعة وأما الثامنللة فقللول الللله‬
‫ن‬ ‫ء َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ل َموا أ َ‬
‫فللأ ّ‬ ‫ي ٍ‬
‫ْ‬ ‫شلل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ملل‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ْ ْ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫نما‬
‫ّ‬ ‫عز وجل وا ْ ُ‬
‫‪583‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذي ال ْ ُ‬
‫ق ْربللى فقللرن‬ ‫ل ول ِ ل ِ‬
‫سللو ِ‬
‫ه وِللّر ُ‬
‫سل ُ‬
‫م َ‬
‫خ ُ‬ ‫ل ِّللل ِ‬
‫ه ُ‬
‫سللهم ذي القربللى مللع سللهمه وسللهم رسللوله‬
‫)صلى الللله عليلله وآللله( فهللذا فصللل بيللن الل‬
‫والمة لن الله جعلهم في حيللز وجعللل النللاس‬
‫كلهم في حيز دون‬
‫ذللللك ورضلللي لهلللم ملللا رضلللي لنفسللله‬
‫واصطفاهم فيه وابتدأ بنفسه ثم ثنى برسللوله‬
‫ثم بللذي القربللى فللي كللل مللا كللان مللن الفيء‬
‫والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسلله‬
‫مللوا أ َّنمللا‬
‫علَ ُ‬
‫ورضيه لهم فقال وقللوله الحللق وا ْ‬
‫ء َ َ‬
‫ل‬
‫سللو ِ‬ ‫ه وِللّر ُ‬ ‫سلل ُ‬
‫م َ‬
‫خ ُ‬ ‫ن ل ِّللل ِ‬
‫ه ُ‬ ‫فللأ ّ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫متُ ْ‬ ‫َ‬
‫غنِ ْ‬
‫ذي ال ْ ُ‬
‫ق ْربى فهذا توكيد مؤكد وأمر دائم لهم‬ ‫ول ِ ِ‬
‫إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي ل‬
‫ه‬ ‫خلْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه ا ْ‬ ‫يللأ ْ‬
‫فلل ِ‬ ‫ن َ‬‫ملل ْ‬
‫ه ول ِ‬
‫ن َيللدَ ي ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫يلل‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ملل‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫طلل‬
‫ِ‬ ‫لبا‬ ‫ِ‬ ‫تي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫د وأمللا قللوله وال َْيتللامى‬ ‫مي ل ٍ‬ ‫ح ِ‬‫كي لم ٍ َ‬
‫ح ِ‬‫ن َ‬ ‫مل ْ‬‫ل ِ‬ ‫زي ٌ‬ ‫ت َن ْ ِ‬
‫ن فإن اليللتيم إذا انقطللع يتملله خللرج‬ ‫كي ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مسا ِ‬
‫ملللن المغلللانم وللللم يكلللن لللله نصللليب وكلللذلك‬
‫المسللكين إذا انقطعللت مسللكنته لللم يكللن للله‬
‫نصيب في المغنم ول يحل له أخذه وسللهم ذي‬
‫القربى إلللى يللوم القيامللة قللائم فيهللم للغنللي‬
‫‪584‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والفقيللر لنلله ل أحللد أغنللى مللن الللله ول مللن‬


‫رسوله )صلى الللله عليلله وآللله( فجعللل لنفسلله‬
‫منها سهما ولرسللوله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫سهما فما رضي لنفسلله ولرسللوله رضلليه لهللم‬
‫وكذلك الفيء ما رضلليه لنفسلله ولنللبيه )صلللى‬
‫الله عليه وآللله( رضلليه لللذي القربللى كمللا جللاز‬
‫لهم في الغنيمة فبدأ بنفسه ثم برسوله )صلى‬
‫الله عليه وآله( ثم بهم وقللرن سللهمهم بسللهم‬
‫الللله وسللهم رسللوله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ها اّللل ِ‬‫وكذلك في الطاعة قال عز وجل يا أ ي ّ َ‬
‫ل وُأوِلللي‬ ‫سللو َ‬ ‫عللوا الّر ُ‬
‫طي ُ‬
‫َ‬
‫عللوا الّللل َ‬
‫ه وأ ِ‬ ‫طي ُ‬
‫َ‬
‫م ُنوا أ ِ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫م فبدأ بنفسه ثم برسوله )صلى الله‬ ‫م ن ْك ُ ْ‬
‫ر ِ‬ ‫اْل ْ‬
‫م ِ‬
‫عليه وآله( ثللم بأهللل بيتلله وكللذلك آيللة الوليللة‬
‫م ُنللوا فجعللل‬
‫ن آ َ‬ ‫ه وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه وَر ُ‬ ‫و ل ِي ّ ك ُ ُ‬
‫إ ِّنما َ‬
‫وليتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما‬
‫جعلللل سلللهمه ملللع سلللهم الرسلللول مقرونلللا‬
‫بأسهمهم في الغنيمة والفيء فتبارك الللله مللا‬
‫أعظم نعمته على أهل هذا الللبيت فلمللا جللاءت‬
‫قصة الصدقة نزه نفسه عز ذكره ونزه رسللوله‬
‫)صلى الللله عليلله وآللله( ونللزه أهللل بيتلله عنهللا‬
‫‪585‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ن‬
‫كي ِ‬
‫مسللا ِ‬ ‫ء وال ْ َ‬‫قللرا ِ‬‫ف َ‬‫ت ل ِل ْ ُ‬ ‫دقا ُ‬‫صلل َ‬
‫مللا ال ّ‬ ‫فقللال إ ِن ّ َ‬
‫فللي‬ ‫م و ِ‬
‫ه ْ‬‫ق ُلللوب ُ ُ‬
‫ة ُ‬ ‫ؤلّ َ‬
‫فلل ِ‬ ‫ع ل َْيهللا وال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫م ِلي َ‬ ‫واْلعللا ِ‬
‫ن‬ ‫ل الّللل ِ‬
‫ه واْبلل ِ‬ ‫سللِبي ِ‬
‫فللي َ‬‫ن و ِ‬ ‫مي َ‬‫ر ِ‬‫ب وا ْلغللا ِ‬‫الّرقللا ِ‬
‫ه فهللل تجللد فللي شلليء‬ ‫ن الل ّ ِ‬‫م َ‬‫ة ِ‬ ‫ض ً‬
‫ري َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ِ‬ ‫س ِبي ِ‬
‫ال ّ‬
‫مللن ذلللك أنلله جعللل لنفسلله سللهما أو لرسللوله‬
‫)صلى الله عليه وآله( أو لذي القربى لنلله لمللا‬
‫نزههم عللن الصللدقة نللزه نفسلله ونللزه رسللوله‬
‫ونزه أهل بيته ل بل حللرم عليهللم لن الصللدقة‬
‫محرمللة علللى محمللد وأهللل بيتلله وهللي أوسللاخ‬
‫الناس ل تحل لهم لنهم طهروا من كللل دنللس‬
‫ووسخ فلما طهرهم واصطفاهم رضي لهم مللا‬
‫رضي لنفسه وكره لهللم مللا كللره لنفسلله وأمللا‬
‫التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الللله فللي‬
‫ف س لئ َُلوا أ َ‬
‫م ل‬‫ن ك ُن ْت ُل ْ‬
‫ر إِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫محكللم كتللابه َ ْ‬
‫ن قللال العلمللاء إنمللا عنللى بللذلك اليهللود‬ ‫مو َ‬‫علَ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫والنصارى قال أبو الحسن )عليه السلم( وهل‬
‫يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهللم ويقولللون إنلله‬
‫أفضل من دين السلللم فقللال المللأمون فهللل‬
‫عندك في ذلللك شللرح يخللالف مللا قللالوا يللا أبللا‬
‫الحسن قال نعم الذكر رسول الله ونحللن أهللله‬
‫‪586‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وذلللك بيللن فللي كتللاب الللله بقللوله فللي سللورة‬


‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫للل‬‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫ْ‬
‫لب‬ ‫قوا الّللله يللا ُأوِلللي اْل َ‬ ‫فللات ّ ُ‬
‫الطلق َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫سللوًل ي َت ْل ُللوا‬
‫م ِذ ك ْللرا ً َر ُ‬
‫ه إ ِل َي ْك ُل ْ‬ ‫ق دْ أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ل ُ‬ ‫م ُنوا َ‬
‫آ َ‬
‫ت فالللذكر رسللول الللله‬
‫م ب َّينللا ٍ‬ ‫ت الل ّ ل ِ‬
‫ه ُ‬ ‫ع ل َي ْك ُ ْ‬
‫م آيا ِ‬ ‫َ‬
‫ونحن أهله فهذه التاسعة وأما العاشرة فقللول‬
‫م‬ ‫ع ل َي ْ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ت َ‬
‫ملل ْ‬
‫ح ّر َ‬
‫الله عز وجل في آيللة التحريللم ُ‬
‫م إللللى آخرهلللا‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫خلللوا‬
‫َ‬ ‫أ ُمهلللات ُك ُم وبنلللات ُك ُم وأ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫أخبروني هل تصلللح ابنللتي أو ابنللة ابنللي أو مللا‬
‫تناسل من صلبي لرسول الللله أن يتزوجهللا لللو‬
‫كان حيا قالوا ل قال )عليه السلم( فأخبروني‬
‫هللل كللانت ابنللة أحللدكم تصلللح للله أن يتزوجهللا‬
‫قالوا بلى قال فقال )عليه السلم( ففللي هللذا‬
‫بيان أنا من آله ولستم من آللله ولللو كنتللم مللن‬
‫آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بنللاتي‬
‫لنا من آله وأنتم من أمته فهذا فرق بيللن الل‬
‫والمللة لن الل منلله والمللة إذا لللم تكللن الل‬
‫فليست منه فهذه العاشرة‬
‫وأما الحادية عشر فقوله في سورة المؤمن‬
‫ل‬‫ن آ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ُ‬‫ج ٌ‬‫ل َر ُ‬ ‫حكاية عن قول رجل وقا َ‬
‫َ‬ ‫ه أ َ تَ ْ‬
‫قللو َ‬
‫ل‬ ‫ج ًل أ ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫ن َر ُ‬‫ق ت ُل ُللو َ‬ ‫ن ي َك ْت ُ ُ‬
‫م ِإيمللان َ ُ‬ ‫و َ‬
‫ع ْ‬
‫ف ْر َ‬
‫ِ‬
‫‪587‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ن َر ب ّ ك ُل ْ‬
‫م اليللة‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال ْب َّينا ِ‬
‫ت ِ‬ ‫ق دْ جاءَ ك ُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه و َ‬ ‫َر ب ّ َ‬
‫وكللان ابللن خللال فرعللون فنسللبه إلللى فرعللون‬
‫بنسبه ولللم يضللفه إليلله بللدينه وكللذلك خصصللنا‬
‫نحن إذ كنا من آل رسول الله )صلى الله عليلله‬
‫وآله( بولدتنا منه وعممنللا النللاس بللدينه فهللذا‬
‫فرق ما بيللن الل والمللة فهللذه الحاديللة عشللر‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأما الثانية عشر فقللوله وأ ْم لر أ َ‬
‫صللل ِ‬
‫ّ‬ ‫بال‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫ع ل َْيهللا فخصللنا بهللذه الخصوصللية إذ‬ ‫صللطَ ب ِْر َ‬
‫وا ْ‬
‫أمرنللا مللع أمللره ثللم خصللنا دون المللة فكللان‬
‫رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله( يجيء إلللى‬
‫باب علللي وفاطمللة )عليلله السلللم( بعللد نللزول‬
‫هذه الية تسعة أشهر في كل يوم عنللد حضللور‬
‫كل صلة خمس مرات فيقول الصلللة يرحمكللم‬
‫الللله ومللا أكللرم الللله أحللدا مللن ذراري النبيللاء‬
‫بهذه الكرامة التي أكرمنا الله بها وخصللنا مللن‬
‫جميع أهل بيته فهذا فرق مللا بيللن الل والمللة‬
‫والحمللد لللله رب العللالمين وصلللى الللله علللى‬
‫محمد نبيه‪.‬‬
‫وصلللفه )عليللله السللللم( الماملللة والملللام‬
‫ومنزلته‬
‫‪588‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قال عبللد العزيللز بللن مسلللم كنللا مللع الرضللا‬


‫)عليلله السلللم( بمللرو فاجتمعنللا فللي المسللجد‬
‫الجللامع بهللا فللأدار النللاس بينهللم أمللر المامللة‬
‫فللذكروا كللثرة الختلف فيهللا فللدخلت علللى‬
‫سيدي ومولي الرضا )عليلله السلللم( فللأعلمته‬
‫بما خاض الناس فيه فتبسم )عليه السلم( ثللم‬
‫قال )عليه السلم( يا عبد العزيللز جهللل القللوم‬
‫وخدعوا عن أديانهم إن الله جل وعز لم يقبض‬
‫نبيه )صلى الله عليه وآله( حتى أكمل له الدين‬
‫وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كللل شلليء وبيللن‬
‫فيه الحلل والحرام والحدود والحكللام وجميللع‬
‫فللي‬
‫طنا ِ‬‫ف ّر ْ‬
‫ما يحتاج إليه الناس كمل فقال ما َ‬
‫ء وأنزل عليه في حجللة الللوداع‬
‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫كتا ِ‬
‫م‬ ‫وهي آخر عمره )صلى الللله عليلله وآللله( ال ْي َل ْ‬
‫و َ‬
‫م ِتللي‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫كلل‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ملل‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ت‬‫كللم وأ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫كلل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫للل‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ك‬‫أَ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ِدينلا ً وأمللر المامللة مللن‬ ‫م اْل ِ ْ‬
‫سللل َ‬ ‫ت ل َك ُل ُ‬
‫ضي ُ‬
‫وَر ِ‬
‫كمال الدين ولم يمض )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫حتى بين لمته معالم دينه وأوضح لهم سللبلهم‬
‫وتركهم على قصد الحق وأقام لهم عليا )عليه‬
‫السلم( علما وإماما وما ترك شيئا ممللا تحتللاج‬
‫‪589‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إليه المة إل وقد بينلله فمللن زعللم أن الللله لللم‬


‫يكمل دينلله فقللد رد كتللاب الللله ومللن رد كتللاب‬
‫الله فقد كفر هل يعرفون قدر المامة ومحلها‬
‫مللن المللة فيجللوز فيهللا اختيللارهم إن المامللة‬
‫خص الله بهللا إبراهيللم الخليللل )عليلله السلللم(‬
‫بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثللة وفضلليلة شللرفه‬
‫بها وأشاد بها ذكره فقال جللل وعللز وإ ِِذ اب َْتلللى‬
‫ع ل ُل َ‬
‫ك‬ ‫ل إ ِّني جا ِ‬ ‫ن قا َ‬ ‫إ براهيم ر ب ه ب ك َِلمات َ َ‬
‫ه ّ‬
‫م ُ‬
‫فأتَ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َ َ ّ ُ ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫ن‬
‫ملل ْ‬
‫ل الخليللل سللرورا بهللا و ِ‬ ‫س ِإمام لا ً قللا َ‬
‫ِللّنللا ِ‬
‫ن فللأبطلت‬ ‫مي َ‬ ‫دي ال ّ‬
‫ظللال ِ ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ع ْ‬
‫ل َ‬‫ل ل َينا ُ‬ ‫ذُ ّر ي ّ ِتي قا َ‬
‫هذه الية إمامللة كللل ظللالم إلللى يللوم القيامللة‬
‫وصارت في الصفوة ثم أكرمها الله بأن جعلهللا‬
‫ه ْبنللا‬
‫و َ‬
‫في ذرية أهل الصفوة والطهارة فقال و َ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫ع ْلنا صللال ِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ة وك ُّل َ‬ ‫فلَ ً‬
‫ب نا ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫سحاقَ وي َ ْ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬ ‫ة ي ه دون ب أ َم رنللا وأ َ‬ ‫هم أ َ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ِ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫ين‬
‫ْ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ع ْلنا ُ ْ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬
‫ة‬
‫ة وِإيتللاءَ الّزكللا ِ‬ ‫صللل ِ‬‫م ال ّ‬ ‫ت وِإقللا َ‬ ‫خ ْيللرا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫علل َ‬‫ف ْ‬‫ِ‬
‫ن فلم تزل ترثها ذريتلله )عليلله‬ ‫وكاُنوا َلنا عاب ِ ِ‬
‫دي َ‬
‫السلم( بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها‬
‫ن‬
‫النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله( فقللال الللله إ ِ ّ‬
‫أَ‬
‫عللوهُ وهلل َ‬
‫ذا‬ ‫ن ات ّب َ ُ‬ ‫م ل َّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬ ‫هي‬
‫ِ‬ ‫برا‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫بلل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫س‬ ‫نللا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫لللى‬ ‫و‬
‫ْ‬
‫‪590‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫م ُنوا فكانت لهم خاصة فقلللدها‬ ‫ن آ َ‬ ‫ي وال ّ ِ‬


‫ذي َ‬ ‫الن ّ ب ِ ّ‬
‫النللبي )صلللى الللله عليلله وآللله( عليللا )عليلله‬
‫السلللم( فصللارت فللي ذريتلله الصللفياء الللذين‬
‫آتاهم الله العلللم واليمللان وذلللك قللوله وقللا َ‬
‫ل‬
‫فللي‬ ‫م ِ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫د‬‫ل‬ ‫َ‬
‫قل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫يم‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لوا‬
‫تل‬‫ُ‬ ‫أو‬‫ال ّ ذين ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬
‫ث‬ ‫م ا ل ْب َ ْ‬
‫عل ِ‬ ‫و ُ‬ ‫فهللذا ي َل ْ‬ ‫ث َ‬ ‫عل ِ‬‫و م ِ ا ل ْب َ ْ‬‫ه ِإلللى ي َل ْ‬ ‫ب الل ّ ِ‬‫كتا ِ‬
‫ِ‬
‫ن علللى رسللم مللا جللرى‬ ‫علَ ُ‬
‫مللو َ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ل تَ ْ‬ ‫ولك ِن ّ ك ُ ْ‬
‫وما فرضه الله في ولده إلى يوم القيامة إذ ل‬
‫نبي بعد محمد )صلى الله عليه وآله( فمن أيللن‬
‫يختار هذه الجهال المامة بللآرائهم إن المامللة‬
‫منزلة النبياء وإرث الوصياء إن المامة خلفة‬
‫الللله وخلفللة رسللوله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫ومقام أمير المؤمنين )عليلله السلللم( وخلفللة‬
‫الحسللن والحسللين )عليلله السلللم( إن المللام‬
‫زمللام الللدين ونظللام المسلللمين وصلللح الللدنيا‬
‫وعللز المللؤمنين المللام أس السلللم النللامي‬
‫وفرعه السامي بالمللام تمللام الصلللة والزكللاة‬
‫والصلللليام والحللللج والجهللللاد وتللللوفير الفيء‬
‫والصللدقات وإمضللاء الحللدود والحكللام ومنللع‬
‫الثغلللور والطلللراف الملللام يحللللل حلل اللللله‬
‫‪591‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويحرم حرامه ويقيم حدود الله ويذب عن ديللن‬


‫الله ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظللة‬
‫الحسلللنة والحجلللة البالغلللة الملللام كالشلللمس‬
‫الطالعللة المجللللة بنورهللا للعللالم وهللو بللالفق‬
‫حيث ل تناله البصللار ول اليللدي المللام البللدر‬
‫المنير والسراج الزاهر والنللور الطللالع والنجللم‬
‫الهادي في غيابات الدجى والدليل على الهدى‬
‫والمنجي من الردى‬
‫المام النار على اليفاع الحار لمللن اصللطلى‬
‫والدليل في المهالك من فارقه فهالللك المللام‬
‫السللحاب المللاطر والغيللث الهاطللل والسللماء‬
‫الظليللللة والرض البسللليطة والعيلللن الغزيلللرة‬
‫والغدير والروضة المام المين الرفيق والولللد‬
‫الشللفيق والخ الشللقيق وكللالم الللبرة بالولللد‬
‫الصغير ومفللزع العبللاد المللام أميللن الللله فللي‬
‫أرضه وخلقه وحجته على عبللاده وخليفتلله فللي‬
‫بلده والداعي إلى الله والذاب عن حريللم الللله‬
‫المللام مطهللر مللن الللذنوب مللبرأ مللن العيللوب‬
‫مخصوص بالعلم موسللوم بللالحلم نظللام الللدين‬
‫وعلللز المسللللمين وغيلللظ المنلللافقين وبلللوار‬
‫‪592‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الكافرين المام واحللد دهللره ل يللدانيه أحللد ول‬


‫يعادله عالم ول يوجللد للله بللدل ول للله مثللل ول‬
‫نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منلله‬
‫ول اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهللاب‬
‫فمللن ذا يبلللغ معرفللة المللام أو كنلله وصللفه‬
‫هيهات هيهللات ضلللت العقللول وتللاهت الحلللوم‬
‫وحلللارت اللبلللاب وحصلللرت الخطبلللاء وكللللت‬
‫الشعراء وعجزت الدباء وعييت البلغاء وفحمت‬
‫العلماء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من‬
‫فضائله فأقرت بالعجز والتقصير فكيف يوصف‬
‫بكليتلله أو ينعللت بكيفيتلله أو يوجللد مللن يقللوم‬
‫مقامه أو يغني غنللاه وأنللى وهللو بحيللث النجللم‬
‫علللن أيلللدي المتنلللاولين ووصلللف الواصلللفين أ‬
‫يظنون أنه يوجد ذلك في غيللر آل رسللول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآله( كللذبتهم والللله أنفسللهم‬
‫ومنتهلللم الباطيلللل إذ ارتقلللوا مرتقلللى صلللعبا‬
‫ومنزل دحضا زلت بهم إلى الحضلليض أقللدامهم‬
‫إذ راموا إقامة إمام بآرائهم وكيف لهم باختيار‬
‫إمام والمام عالم ل يجهل وراع ل يمكر معدن‬
‫النبوة ل يغمز فيه بنسب ول يللدانيه ذو حسللب‬
‫‪593‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فالبيت من قريش والذروة من هاشم والعللترة‬


‫مللن الرسللول )صلللى الللله عليلله وآللله( شللرف‬
‫الشراف والفرع عللن عبللد منللاف نللامي العلللم‬
‫كامللل الحلللم مضللطلع بللالمر عللالم بالسياسللة‬
‫مستحق للرئاسللة مفللترض الطاعللة قللائم بللأمر‬
‫الللله ناصللح لعبللاد الللله إن النبيللاء والوصللياء‬
‫)صلى الله عليه وآله( يوفقهم الللله ويسللددهم‬
‫ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمته مللا ل يللؤتيه‬
‫غيرهم يكون علمهللم فللوق علللم أهللل زمللانهم‬
‫ق‬ ‫ل‬
‫حل‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫لى‬ ‫إ‬ ‫دي‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫وقد قال الله جل وعز أ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫أ َح ق أ َن ي ت ّ ب ع أ َ‬
‫فمللا‬ ‫هللدى َ‬ ‫ن يُ ْ‬‫دي إ ِّل أ ْ‬ ‫هل ّ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫مل‬‫ّ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ ّ‬
‫ن وقللال تعللالى فللي قصللة‬ ‫حك ُ ُ‬
‫مللو َ‬ ‫ف تَ ْ‬‫م ك َْيلل َ‬ ‫لَ ُ‬
‫كلل ْ‬
‫سللطَ ً‬
‫ة‬ ‫م وزادَ هُ ب َ ْ‬ ‫ع ل َي ْ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫طفاهُ َ‬‫ص َ‬
‫ه ا ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫طالوت إ ِ ّ‬
‫ن َيشاءُ‬‫م ْ‬‫ه َ‬‫م ل ْك َ ُ‬
‫ؤ ِتي ُ‬ ‫س م ِ والل ّ ُ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫ع ل ْم ِ وال ْ ِ‬
‫ج ْ‬ ‫في ال ْ ِ‬
‫ِ‬
‫د‬
‫و ُ‬ ‫قتَ َ‬
‫ل دا ُ‬ ‫وقال في قصة داود )عليه السلم( و َ‬
‫مللا‬
‫م ّ‬ ‫ه ِ‬‫ملل ُ‬ ‫علّ َ‬
‫ة و َ‬‫م َ‬‫حك ْ َ‬‫ك وال ْ ِ‬ ‫ملْ َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬‫ت وآتاهُ الل ّ ُ‬ ‫جاُلو َ‬
‫َيشاءُ وقال لنبيه )صلى الله عليه وآله( وأ َْنللَز َ‬
‫ل‬
‫ن‬ ‫م تَ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ك ما ل َ ْ‬ ‫م َ‬‫علّ َ‬ ‫ة و َ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ب وال ْ ِ‬ ‫كتا َ‬ ‫ك ال ْ ِ‬
‫ع ل َي ْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫ظيما ً وقال فلللي‬‫ع ِ‬
‫ك َ‬‫ع ل َي ْ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن َ‬
‫ف ْ‬ ‫علَ ُ‬
‫م وكا َ‬ ‫تَ ْ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫الئملللة ملللن أهلللل بيتللله وعلللترته وذريتللله أ ْ‬
‫‪594‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ه‬
‫ضللل ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ه ُ‬
‫على ما آتا ُ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا َ‬‫دو َ‬‫س ُ‬
‫ح ُ‬
‫يَ ْ‬
‫عيرا ً وإن العبللد إذا اختللاره الللله‬ ‫سلل ِ‬
‫إلللى قللوله َ‬
‫لمللور عبللاده شللرح صللدره لللذلك وأودع قلبلله‬
‫ينابيع الحكمللة وأطلللق علللى لسللانه فلللم يعللي‬
‫بعللده بجللواب ولللم تجللد فيلله غيللر صللواب فهللو‬
‫موفق مسدد مؤيد قد أمن مللن الخطللإ والزلللل‬
‫خصه بذلك ليكون ذلك حجة على خلقلله شللاهدا‬
‫علللى عبللاده فهللل يقللدرون علللى مثللل هللذا‬
‫فيختارونه فيكون مختارهم بهذه الصفة‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قال الرضا )عليه السلللم( ل يكللون المللؤمن‬
‫مؤمنا حتى تكون فيه ثلث خصال سنة من ربه‬
‫وسنة من نبيه )صلى الله عليه وآله( وسنة من‬
‫وليلله )عليلله السلللم( فأمللا السللنة مللن ربلله‬
‫فكتمان السر وأما السنة من نللبيه )صلللى الللله‬
‫عليه وآله( فمداراة الناس وأما السنة من وليه‬
‫)عليه السلم( فالصبر في البأساء والضراء‬
‫وقال )عليه السلم( صاحب النعمة يجللب أن‬
‫يوسع على عياله‬
‫‪595‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( ليسللت العبللادة كللثرة‬


‫الصيام والصلة وإنما العبادة كثرة التفكر فللي‬
‫أمر الله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن أخلق النبيللاء‬
‫التنظف‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ثلث ملللن سلللنن‬
‫المرسللللين العطلللر وإحفلللاء الشلللعر وكلللثرة‬
‫الطروقة‬
‫وقال )عليه السلم( لم يخنك الميللن ولكللن‬
‫ائتمنت الخائن‬
‫وقال )عليه السلم( إذا أراد الله أمرا سلللب‬
‫العباد عقولهم فأنفذ أمره وتمللت إرادتلله فللإذا‬
‫أنفذ أمره رد إلى كللل ذي عقللل عقللله فيقللول‬
‫كيف ذا ومن أين ذا‬
‫وقال )عليه السلم( الصمت باب من أبللواب‬
‫الحكمللة إن الصللمت يكسللب المحبللة إنلله دليللل‬
‫على كل خير‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللا مللن شلليء مللن‬
‫الفضول إل وهو يحتاج إلى الفضول من الكلم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( الخ الكللبر بمنزلللة‬
‫‪596‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الب‪.‬‬
‫وسئل )عليه السلم( عن السفلة فقال مللن‬
‫كان له شيء يلهيه عن الله‬
‫وكان )عليه السلم( يترب الكتاب ويقللول ل‬
‫بأس به وكان إذا أراد أن يكتب تذكرات حوائجه‬
‫كتب بسم الللله الرحمللن الرحيللم أذكللر أن شللاء‬
‫الله ثم يكتب ما يريد‬
‫وقال )عليه السلم( إذا ذكللرت الرجللل وهللو‬
‫حاضر فكنه وإذا كان غائبا فسمه‬
‫وقال )عليه السلم( صديق كل امللرئ عقللله‬
‫وعدوه جهله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( التللودد إلللى النللاس‬
‫نصف العقل‬
‫وقال )عليه السلللم( إن الللله يبغللض القيللل‬
‫والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل يتللم عقللل امللرئ‬
‫مسلم حتى تكون فيه عشر خصللال الخيللر منلله‬
‫مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليللل الخيللر‬
‫مللن غيللره ويسللتقل كللثير الخيللر مللن نفسلله ل‬
‫يسأم من طلب الحوائج إليه ول يمل من طلللب‬
‫‪597‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العلم طول دهره الفقر في الله أحب إليه مللن‬


‫الغنى والذل في الله أحب إليلله مللن العللز فللي‬
‫عدوه والخمول أشهى إليه من الشهرة ثم قال‬
‫)عليه السلم( العاشرة وما العاشرة قيل له ما‬
‫هي قال )عليه السلم( ل يرى أحدا إل قال هو‬
‫خير مني وأتقى إنما النللاس رجلن رجللل خيللر‬
‫منه وأتقى ورجللل شللر منلله وأدنللى فللإذا لقللي‬
‫الذي شر منه وأدنى قال لعل خيللر هللذا بللاطن‬
‫وهو خير له وخيللري ظللاهر وهللو شللر لللي وإذا‬
‫رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحلللق‬
‫به فإذا فعل ذلك فقد عل مجللده وطللاب خيللره‬
‫وحسن ذكره وساد أهل زمانه‪.‬‬
‫ع ل َللى‬ ‫وك ّ ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫م ْ‬
‫وسأله رجل عن قول الله و َ‬
‫ه فقال )عليلله السلللم( التوكللل‬ ‫سبُ ُ‬
‫ح ْ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬
‫ف ُ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫درجات منها أن تثللق بلله فللي أمللرك كللله فيمللا‬
‫فعل بك فما فعل بك كنت راضيا وتعلم أنه لللم‬
‫يألك خيرا ونظرا وتعلم أن الحكم في ذلللك للله‬
‫فتتوكللل عليلله بتفللويض ذلللك إليلله ومللن ذلللك‬
‫اليمان بغيوب الله الللتي لللم يحللط علمللك بهللا‬
‫فوكلت علمها إليه وإلى أمنللائه عليهللا ووثقللت‬
‫‪598‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫به فيها وفي غيرها‬


‫وسأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسللد‬
‫العمللل فقللال )عليلله السلللم( العجللب درجللات‬
‫منها أن يزيللن للعبللد سللوء عمللله فيللراه حسللنا‬
‫فيعجبلله ويحسللب أنلله يحسللن صللنعا ومنهللا أن‬
‫يؤمن العبد بربه فيمللن علللى الللله ولللله المنللة‬
‫عليه فيه‬
‫قال الفضل قلت لبي الحسن الرضا )عليلله‬
‫السلللم( يللونس بللن عبللد الرحمللن يزعللم أن‬
‫المعرفة إنما هي اكتساب قال )عليلله السلللم(‬
‫ل ما أصاب إن الله يعطي من يشاء فمنهم من‬
‫يجعله مستقرا فيه ومنهم من يجعله مسللتودعا‬
‫عنده فأما المستقر فالذي ل يسلللب الللله ذلللك‬
‫أبدا وأما المسللتودع فالللذي يعطللاه الرجللل ثللم‬
‫يسلبه إياه‬
‫وقال صفوان بن يحيى سألت الرضللا )عليلله‬
‫السلم( عن المعرفة هل للعباد فيها صنع قال‬
‫)عليه السلم( ل قلت لهم فيها أجر قال )عليه‬
‫السلم( نعم تطللول عليهللم بالمعرفللة وتطللول‬
‫عليهم بالصواب‬
‫‪599‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال الفضيل بن يسار سألت الرضللا )عليلله‬


‫السلم( عن أفاعيل العباد مخلوقة هي أم غير‬
‫مخلوقة قال )عليه السلم( هي والله مخلوقللة‬
‫أراد خلق تقدير ل خلق تكللوين ثللم قللال )عليلله‬
‫السلم( إن اليمان أفضل من السلللم بدرجللة‬
‫والتقوى أفضل من اليمللان بدرجللة ولللم يعللط‬
‫بنو آدم أفضل من اليقين‪.‬‬
‫وسئل عن خيار العباد فقال )عليه السلللم(‬
‫اللللذين إذا أحسلللنوا استبشلللروا وإذا أسلللاءوا‬
‫استغفروا وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا‬
‫وإذا غضبوا عفوا‪.‬‬
‫وسئل )عليه السلم( عن حد التوكللل فقللال‬
‫)عليه السلم( أن ل تخاف أحدا إل الله‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن السللنة إطعللام‬
‫الطعام عند التزويج‬
‫وقال )عليه السلللم( اليمللان أربعللة أركللان‬
‫التوكل على الله والرضا بقضاء الله والتسللليم‬
‫لمر الله والتفويض إلى الله قال العبد الصالح‬
‫فو ض أ َ‬ ‫وأ ُ‬
‫ت ملللا‬
‫س ّيئا ِ‬ ‫وقاهُ الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ف َ‬ ‫ري إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م ك َُروا‬‫َ‬
‫‪600‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( صل رحمك ولو بشللربة‬


‫من ماء وأفضل ما توصل به الرحللم كللف الذى‬
‫دقات ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عنها وقال في كتاب الله ل ت ُب ْطِ ُلللوا َ‬
‫صل َ‬
‫ن واْل َذى‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫م ّ‬
‫وقال )عليه السلم( إن من علمللات الفقلله‬
‫الحلم والعلم والصمت باب من أبللواب الحكمللة‬
‫إن الصمت يكسب المحبللة إنلله دليللل علللى كللل‬
‫خير‬
‫وقللال )عليلله السلللم( إن الللذي يطلللب مللن‬
‫فضل يكف به عياله أعظللم أجللرا مللن المجاهللد‬
‫في سبيل الله‬
‫وقيل له كيف أصبحت فقال )عليه السلللم(‬
‫أصبحت بأجل منقوص وعمل محفوظ والملللوت‬
‫في رقابنا والنار من ورائنا ول ندري ما يفعللل‬
‫بنا‬
‫وقال )عليه السلم( خمس من لم تكن فيلله‬
‫فل ترجوه لشلليء مللن الللدنيا والخللرة مللن لللم‬
‫تعرف الوثاقة في أرومته والكللرم فللي طبللاعه‬
‫والرصلللانة فلللي خلقللله والنبلللل فلللي نفسللله‬
‫والمخافة لربه‬
‫‪601‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( ما التقت فئتان قط إل‬


‫نصر أعظمهما عفوا‬
‫وقال )عليه السلم( السخي يأكل من طعام‬
‫الناس ليأكلوا من طعامه والبخيل ل يأكللل مللن‬
‫طعام الناس لئل يأكلوا من طعامه‬
‫وقال )عليه السلم( إنا أهل بيت نرى وعدنا‬
‫علينا دينا كما صنع رسول الله ص‬
‫وقال )عليه السلم( يأتي على الناس زمللان‬
‫تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها فللي‬
‫اعتزال الناس وواحد في الصمت‪.‬‬
‫وقال للله معمللر بللن خلد عجللل الللله فرجللك‬
‫فقال )عليه السلم( يا معمر ذاك فرجكم أنتللم‬
‫فأما أنا فو الله ما هو إل مزود فيه كف سويق‬
‫مختوم بخاتم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( عونللك للضللعيف مللن‬
‫أفضل الصدقة‬
‫وقال )عليه السلم( ل يستكمل عبد حقيقللة‬
‫اليمان حتى تكون فيه خصال ثلث التفقه في‬
‫الللدين وحسللن التقللدير فللي المعيشللة والصللبر‬
‫على الرزايا‪.‬‬
‫‪602‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليلله السلللم( لبللي هاشللم داود بللن‬


‫القاسم الجعفللري يللا داود إن لنللا عليكللم حقللا‬
‫برسول الله )صلللى الللله عليلله وآللله( وإن لكللم‬
‫علينا حقا فمن عرف حقنا وجب حقه ومن لللم‬
‫يعرف حقنا فل حق له‪.‬‬
‫وحضر )عليه السلم( يوما مجلللس المللأمون‬
‫وذو الرئاستين حاضر فتللذاكروا الليللل والنهللار‬
‫وأيهما خلق قبل صللاحبه فسللأل ذو الرئاسللتين‬
‫الرضللا )عليلله السلللم( عللن ذلللك فقللال )عليلله‬
‫السلم( له تحب أن أعطيك الجللواب مللن كتللاب‬
‫الله أم حسابك فقال أريللده أول مللن الحسللاب‬
‫فقال )عليه السلم( أ ليللس تقولللون إن طللالع‬
‫اللللدنيا السلللرطان وإن الكلللواكب كلللانت فلللي‬
‫أشللرافها قللال نعللم قللال فزحللل فللي الميللزان‬
‫والمشتري في السرطان والمريخ فللي الجللدي‬
‫والزهلللرة فلللي الحلللوت والقملللر فلللي الثلللور‬
‫والشمس في وسط السماء فللي الحمللل وهللذا‬
‫ل يكون إل نهارا قال نعم قال فمن كتاب الللله‬
‫غي َلها‬
‫س ي َ ن ْب َ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬‫قال )عليه السلم( قوله َل ال ّ‬
‫ر أي إن‬ ‫لا‬ ‫ل‬ ‫نه‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪603‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫النهار سبقه‬
‫قال علي بن شعيب دخلت على أبي الحسن‬
‫الرضا )عليلله السلللم( فقللال لللي يللا علللي مللن‬
‫أحسن الناس معاشا قلت أنت يللا سلليدي أعلللم‬
‫به مني فقال )عليه السلم( يا علي من حسللن‬
‫معللاش غيللره فللي معاشلله يللا علللي مللن أسللوأ‬
‫الناس معاشا قلت أنت أعلم قال من لم يعللش‬
‫غيره في معاشه يا علللي أحسللنوا جللوار النعللم‬
‫فإنها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهللم يللا‬
‫علي إن شر الناس من منع رفده وأكللل وحللده‬
‫وجلد عبده‪.‬‬
‫وقللال للله )عليلله السلللم( رجللل فللي يللوم‬
‫الفطللر إنللي أفطللرت اليللوم علللى تمللر وطيللن‬
‫القللبر فقللال )عليلله السلللم( جمعللت السللنة‬
‫والبركة‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لبللي هاشللم الجعفللري‬
‫يا أبا هاشم العقل حباء من الللله والدب كلفللة‬
‫فمن تكلف الدب قدر عليه ومن تكلللف العقللل‬
‫لم يزدد بذلك إل جهل‬
‫وقال أحمد بن عمر والحسين بن يزيد دخلنا‬
‫‪604‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫على الرضا )عليه السلللم( فقلنللا إنللا كنللا فللي‬


‫سعة من الرزق وغضللارة مللن العيللش فتغيللرت‬
‫الحال بعض التغير فادع الله أن يللرد ذلللك إلينللا‬
‫فقال )عليه السلم( أي شيء تريدون تكونللون‬
‫ملوكا أ يسركم أن تكونوا مثللل طللاهر وهرثمللة‬
‫وإنكم على خلف ما أنتم عليه فقلللت ل والللله‬
‫ما سرني أن لي الللدنيا بمللا فيهللا ذهبللا وفضللة‬
‫وإنللي علللى خلف مللا أنللا عليلله فقللال )عليلله‬
‫كرا ً‬
‫شلل ْ‬
‫و دَ ُ‬ ‫م ُلللوا آ َ‬
‫ل دا ُ‬ ‫ع َ‬
‫السلم( إن الله يقللول ا ْ‬
‫كوُر أحسللن الظللن بللالله‬ ‫ش ُ‬
‫ي ال ّ‬
‫عباِد َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫و َ‬
‫ق ِلي ٌ‬
‫فإن من حسن ظنلله بللالله كللان الللله عنللد ظنلله‬
‫ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير‬
‫مللن العمللل ومللن رضللي باليسللير مللن الحلل‬
‫خفت مئونته ونعم أهله وبصره الللله داء الللدنيا‬
‫ودواءها وأخرجه منها سالما إلى دار السلم‬
‫وقال له ابن السكيت ما الحجة علللى الخلللق‬
‫اليوم فقللال )عليلله السلللم( العقللل يعللرف بلله‬
‫الصادق على الله فيصدقه والكللاذب علللى الللله‬
‫فيكللذبه فقللال ابللن السللكيت هللذا والللله هللو‬
‫الجواب‬
‫‪605‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقللال )عليلله السلللم( ل يقبللل الرجللل يللد‬


‫الرجل فإن قبلة يده كالصلة له‬
‫وقال )عليلله السلللم( قبلللة الم علللى الفللم‬
‫وقبلة الخت على الخد وقبلة المام بين عينيه‬
‫وقال )عليه السلم( ليللس لبخيللل راحللة ول‬
‫لحسود لذة ول لملول وفاء ول لكذوب مروة‬

‫وروي عن المام الناصح الهادي أبللي جعفللر‬


‫محمد بن علي )عليه السلم( فللي طللوال هللذه‬
‫المعاني‬
‫جوابه )عليه السلم( في محرم قتل صيدا‬
‫لمللا عللزم المللأمون علللى أن يللزوج ابنتلله أم‬
‫الفضل أبا جعفر محمد بللن علللي الرضللا )عليلله‬
‫السلللم( اجتمللع إليلله أهللل بيتلله الدنللون منلله‬
‫فقالوا له يا أمير المؤمنين ناشللدناك أن تخللرج‬
‫عنا أمرا قد ملكناه وتنزع عنللا عللزا قللد لبسللناه‬
‫وتعلم المللر الللذي بيننللا وبيللن آل علللي قللديما‬
‫وحديثا فقال المأمون أمسللكوا والللله ل قبلللت‬
‫مللن واحللد منكللم فللي أمللره فقللالوا يللا أميللر‬
‫‪606‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المؤمنين أ تزوج ابنتللك وقللرة عينللك صللبيا لللم‬


‫يتفقه في دين الله ول يعرف حلله من حرامه‬
‫ول فرضا من سنة ولبي جعفر )عليه السلللم(‬
‫إذ ذاك تسع سنين فلو صللبرت للله حللتى يتللأدب‬
‫ويقرأ القرآن ويعرف الحلل من الحرام فقللال‬
‫المأمون إنه لفقه منكم وأعلم بللالله ورسللوله‬
‫وسنته وأحكامه وأقرأ لكتاب الله منكللم وأعلللم‬
‫بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره‬
‫وباطنه وخاصه وعللامه وتنزيللله وتللأويله منكللم‬
‫فاسللألوه فللإن كللان المللر كمللا وصللفتم قبلللت‬
‫منكم وإن كان المر على ما وصفت علمللت أن‬
‫الرجل خلف منكللم فخرجللوا مللن عنللده وبعثللوا‬
‫إلى يحيى بن أكثم وهو يللومئذ قاضللي القضللاة‬
‫فجعلوا حاجتهم إليه وأطمعوه في هللدايا علللى‬
‫أن يحتللال علللى أبللي جعفللر )عليلله السلللم(‬
‫بمسألة فللي الفقلله ل يللدري مللا الجللواب فيهللا‬
‫فلما حضروا وحضر أبللو جعفللر )عليلله السلللم(‬
‫قالوا يا أمير المؤمنين هللذا القاضللي إن أذنللت‬
‫له أن يسأل فقال المللأمون يللا يحيللى سللل أبللا‬
‫جعفر عن مسألة في الفقه لتنظر كيف فقهلله‬
‫‪607‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقال يحيى يا أبا جعفر أصلحك الله مللا تقللول‬


‫في محرم قتل صلليدا فقللال أبللو جعفللر )عليلله‬
‫السلم( قتله في حل أم حللرم عالمللا أو جللاهل‬
‫عمدا أو خطأ عبدا أو حرا صغيرا أو كبيرا مبدئا‬
‫أو معيدا مللن ذوات الطيللر أو غيللره مللن صللغار‬
‫الطيللر أو كبللاره مصللرا أو نادمللا بالليللل فللي‬
‫أوكارهلللا أو بالنهلللار وعيانلللا محرملللا للحلللج أو‬
‫للعمرة قال فانقطع يحيى انقطاعللا لللم يخللف‬
‫على أحللد مللن أهللل المجلللس انقطللاعه وتحيللر‬
‫النللاس عجبللا مللن جللواب أبللي جعفللر )عليلله‬
‫السلم( فقال المأمون أخطب أبا جعفر فقللال‬
‫)عليه السلللم( نعللم يللا أميللر المللؤمنين فقللال‬
‫الحمد لله إقرارا بنعمته ول إللله إل الللله إجلل‬
‫لعظمته وصلى الله على محمد وآله عنللد ذكللره‬
‫أما بعد فقد كان من قضاء الله على النللام أن‬
‫أغنللاهم بللالحلل عللن الحللرام فقللال جللل وعللز‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫عبا‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫حي‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫صا‬ ‫وال‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يامى‬ ‫حوا اْل َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫وأ َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ملل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الّللل ُ‬ ‫هلل ُ‬‫غنِ ِ‬ ‫ف َ‬
‫قللراءَ ي ُ ْ‬ ‫كوُنللوا ُ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫م إِ ْ‬ ‫وِإمللائ ِك ُ ْ‬
‫م ثم إن محمد بللن علللي‬
‫ع ِلي ٌ‬
‫ع َ‬
‫س ٌ‬ ‫ه والل ّ ُ‬
‫ه وا ِ‬ ‫ضلِ ِ‬ ‫َ‬
‫ف ْ‬
‫خطب أم الفضل ابنة عبد الله وقد بذل لها من‬
‫‪608‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الصللداق خمسللمائة درهللم فقللد زوجتلله فهللل‬


‫قبلت يللا أبللا جعفللر فقللال )عليلله السلللم( قللد‬
‫قبلت هذا التزويج بهذا الصداق فأولم المأمون‬
‫وأجاز الناس على مراتبهم أهل الخاصللة وأهللل‬
‫العامللة والشللراف والعمللال وأوصللل إلللى كللل‬
‫طبقة برا علللى مللا يسللتحقه فلمللا تفللرق أكللثر‬
‫الناس قال المأمون يللا أبللا جعفللر إن رأيللت أن‬
‫تعرفنللا مللا يجللب علللى كللل صللنف مللن هللذه‬
‫الصناف في قتل الصيد فقال )عليلله السلللم(‬
‫إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل وكان الصيد‬
‫من ذوات الطير مللن كبارهللا فعليلله شللاة فللإن‬
‫أصابه فللي الحللرم فعليلله الجللزاء مضللاعفا وإن‬
‫قتللل فرخللا فللي الحللل فعليلله حمللل قللد فطللم‬
‫فليست عليه القيمة لنه ليس في الحللرم وإذا‬
‫قتله فللي الحللرم فعليلله الحمللل وقيمللة الفللرخ‬
‫وإن كان من الوحش‬
‫فعليلله فللي حمللار الللوحش بقللرة وإن كللان‬
‫نعامة فعليه بدنة فإن لم يقدر فإطعللام سللتين‬
‫مسكينا فإن لم يقدر فليصم ثمانية عشر يومللا‬
‫وإن كللان بقللرة فعليلله بقللرة فللإن لللم يقللدر‬
‫‪609‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فليطعم ثلثين مسكينا فللإن لللم يقللدر فليصللم‬


‫تسعة أيام وإن كان ظبيا فعليلله شللاة فللإن لللم‬
‫يقللدر فليطعللم عشللرة مسللاكين فللإن لللم يجللد‬
‫فليصم ثلثة أيام وإن أصابه في الحللرم فعليلله‬
‫ة حقا واجبللا أن‬ ‫غ ا ل ْك َ ْ‬
‫عبَ ِ‬ ‫ديا ً بال ِ َ‬
‫ه ْ‬
‫الجزاء مضاعفا َ‬
‫ينحره إن كان في حج بمنى حيث ينحللر النللاس‬
‫وإن كللان فللي عمللرة ينحللره بمكللة فللي فنللاء‬
‫الكعبة ويتصدق بمثل ثمنه حتى يكون مضللاعفا‬
‫وكللذلك إذا أصللاب أرنبللا أو ثعلبللا فعليلله شللاة‬
‫ويتصدق بمثل ثمن شللاة وإن قتللل حمامللا مللن‬
‫حمام الحللرم فعليلله درهللم يتصللدق بلله ودرهللم‬
‫يشللتري بلله علفللا لحمللام الحللرم وفللي الفللرخ‬
‫نصف درهم وفي البيضللة ربللع درهللم وكللل مللا‬
‫أتى به المحرم بجهالة أو خطإ فل شلليء عليلله‬
‫إل الصيد فإن عليه فيه الفداء بجهالللة كللان أم‬
‫بعلم بخطإ كان أم بعمد وكل ما أتللى بلله العبللد‬
‫فكفارته على صاحبه مثل ما يلزم صاحبه وكللل‬
‫ما أتى به الصللغير الللذي ليللس ببللالغ فل شلليء‬
‫عليه فإن عاد فهللو ممللن ينتقللم الللله منلله وإن‬
‫دل على الصيد وهو محرم وقتل الصلليد فعليلله‬
‫‪610‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فيلله الفللداء والمصللر عليلله يلزملله بعللد الفللداء‬


‫العقوبة في الخرة والنادم ل شلليء عليلله بعللد‬
‫الفداء في الخرة وإن أصابه ليل أوكارها خطأ‬
‫فل شيء عليه إل أن يتصيد فإن تصيد بليللل أو‬
‫نهللار فعليلله فيلله الفللداء والمحللرم للحللج ينحللر‬
‫الفداء بمكة قال فأمر أن يكتب ذلللك عللن أبللي‬
‫جعفر )عليه السلم( ثم التفت إلللى أهللل بيتلله‬
‫الذين أنكروا تزويجه فقال هل فيكم من يجيب‬
‫بهذا الجواب قالوا ل والله ول القاضي فقللالوا‬
‫يللا أميللر المللؤمنين كنللت أعلللم بلله منللا فقللال‬
‫ويحكم أ ما علمتللم أن أهللل هللذا الللبيت ليسللوا‬
‫خلقا من هذا الخلق أ ما علمتم أن رسول الللله‬
‫)صلى الله عليه وآللله( بللايع الحسللن والحسللين‬
‫)عليه السلم( وهما صبيان ولم يبللايع غيرهمللا‬
‫طفليللن أ ولللم تعلمللوا أن أبللاهم عليللا )عليلله‬
‫السلللم( آمللن برسللول الللله )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( وهو ابن تسع سنين فقبل الللله ورسللوله‬
‫إيمللانه ولللم يقبللل مللن طفللل غيللره ول دعللا‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآله( طفل غيره أ‬
‫ولم تعلموا أنها ذرية بعضللها مللن بعللض يجللري‬
‫‪611‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لخرهم ما يجري لولهم‬


‫مسألة غريبة‪.‬‬
‫قال المأمون ليحيللى بللن أكثللم اطللرح علللى‬
‫أبللي جعفللر محمللد بللن الرضللا )عليلله السلللم(‬
‫مسألة تقطعه فيها فقال يا أبا جعفر ما تقول‬
‫في رجل نكح امرأة على زنا أ يحل أن يتزوجها‬
‫فقال )عليه السلم( يدعها حتى يستبرئها مللن‬
‫نطفته ونطفة غيره إذ ل يؤمن منهللا أن تكللون‬
‫قد أحدثت مع غيره حللدثا كمللا أحللدثت معلله ثللم‬
‫يتزوج بها إن أراد فإنما مثلها مثللل نخلللة أكللل‬
‫رجل منها حراما ثم اشتراها فأكللل منهللا حلل‬
‫فللانقطع يحيللى فقللال للله أبللو جعفللر )عليلله‬
‫السلم( يا أبا محمد ما تقول في رجللل حرمللت‬
‫عليلله امللرأة بالغللداة وحلللت للله ارتفللاع النهللار‬
‫وحرمت عليه نصف النهار ثللم حلللت للله الظهللر‬
‫ثم حرمت عليه العصر ثم حلت للله المغللرب ثللم‬
‫حرمت عليه نصف الليل ثم حلت له الفجللر ثللم‬
‫حرمت عليه ارتفاع النهللار ثللم حلللت للله نصللف‬
‫النهار فبقي يحيى والفقهاء بلسا خرسا فقال‬
‫المأمون يا أبا جعفللر أعللزك الللله بيللن لنللا هللذا‬
‫‪612‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قال )عليه السلم( هذا رجل نظر إلى مملوكللة‬


‫ل تحللل للله اشللتراها فحلللت للله ثللم أعتقهللا‬
‫فحرمت عليه ثم تزوجها فحلت له فظاهر منها‬
‫فحرمللت عليلله فكفللر الظهللار فحلللت للله ثللم‬
‫طلقها تطليقة فحرمت عليه ثم راجعها فحلللت‬
‫له فارتد عن السلم فحرمت عليه فتاب ورجع‬
‫إلى السلم فحلت للله بالنكللاح الول كمللا أقللر‬
‫رسول الله )صلى الله عليه وآللله( نكللاح زينللب‬
‫مللع أبللي العللاص بللن الربيللع حيللث أسلللم علللى‬
‫النكاح الول‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‪.‬‬
‫قال للله رجللل أوصللني قللال )عليلله السلللم(‬
‫وتقبللل قللال نعللم قللال توسللد الصللبر واعتنللق‬
‫الفقر وارفض الشهوات وخالف الهوى واعلللم‬
‫أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون‬
‫وقال )عليه السلم( أوحللى الللله إلللى بعللض‬
‫النبياء أما زهللدك فللي الللدنيا فتعجلللك الراحللة‬
‫وأمللا انقطاعللك إلللي فيعللززك بللي ولكللن هللل‬
‫عاديت لي عدوا وواليت لي وليا‪.‬‬
‫‪613‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وروي أنه حمل له حمل بللز للله قيمللة كللثيرة‬


‫فسللل فللي الطريللق فكتللب إليلله الللذي حمللله‬
‫يعرفه الخبر فوقع بخطلله إن أنفسللنا وأموالنللا‬
‫من مللواهب الللله الهنيئة وعللواريه المسللتودعة‬
‫يمتع بما متع منها في سرور وغبطة ويأخذ مللا‬
‫أخذ منها فللي أجللر وحسللبة فمللن غلللب جزعلله‬
‫على صبره حبط أجره ونعوذ بالله من ذلك‬
‫وقال )عليه السلم( من شللهد أمللرا فكرهلله‬
‫كان كمن غاب عنه ومن غاب عللن أمللر فرضلليه‬
‫كان كمن شهده‬
‫وقال )عليه السلم( من أصللغى إلللى نللاطق‬
‫فقد عبده فإن كان الناطق عن الللله فقللد عبللد‬
‫الله وإن كان الناطق ينطق عللن لسللان إبليللس‬
‫فقد عبد إبليس‬
‫وقللال داود بللن القاسللم سللألته عللن الصللمد‬
‫فقللال )عليلله السلللم( الللذي ل سللرة للله قلللت‬
‫فللإنهم يقولللون إنلله الللذي ل جللوف للله فقللال‬
‫)عليه السلم( كل ذي جوف له سرة‪.‬‬
‫فقال له أبو هاشم الجعفري في يوم تللزوج‬
‫أم الفضل ابنة المأمون يا مولي لقللد عظمللت‬
‫‪614‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫علينا بركة هذا اليوم فقللال )عليلله السلللم( يللا‬


‫أبا هاشم عظمت بركات الللله علينللا فيلله قلللت‬
‫نعم يا مولي فما أقول فللي اليللوم فقللال قللل‬
‫فيه خيرا فإنه يصيبك قلت يا مولي أفعل هللذا‬
‫ول أخللالفه قللال )عليلله السلللم( إذا ترشللد ول‬
‫ترى إل خيرا‪.‬‬
‫وكتب إلى بعض أوليائه أما هللذه الللدنيا فإنللا‬
‫فيهللا مغللترفون ولكللن مللن كللان هللواه هللوى‬
‫صاحبه ودان بدينه فهو معه حيث كان والخللرة‬
‫هي دار القرار‬
‫وقال )عليلله السلللم( تللأخير التوبللة اغللترار‬
‫وطللول التسللويف حيللرة والعتلل علللى الللله‬
‫هلكة والصرار على الذنب أمن لمكللر الللله َ‬
‫فل‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫م اْلخا ِ‬
‫س ُرو َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه إ ِّل ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫م ك َْر الل ّ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ُ‬
‫ي َأ َ‬
‫وروي أن جملللال حملللله ملللن المدينلللة إللللى‬
‫الكوفة فكلمه في صلللته وقللد كللان أبللو جعفللر‬
‫)عليلله السلللم( وصللله بأربعمللائة دينللار فقللال‬
‫)عليه السلم( سللبحان الللله أ مللا علمللت أنلله ل‬
‫ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر مللن‬
‫العباد‬
‫‪615‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليلله السلللم( كللانت مبايعللة رسللول‬


‫الله )صلى الله عليلله وآللله( النسللاء أن يغمللس‬
‫يللده فللي إنللاء فيلله مللاء ثللم يخرجهللا وتغمللس‬
‫النسلللاء بأيلللديهن فلللي ذللللك النلللاء بلللالقرار‬
‫واليمان بالله والتصديق برسوله على مللا أخللذ‬
‫عليهن‬
‫وقال )عليه السلم( إظهار الشيء قبللل أن‬
‫يستحكم مفسدة له‬

‫وقللال )عليلله السلللم( المللؤمن يحتللاج إلللى‬


‫توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممللن‬
‫ينصحه‬

‫وروي عن المام الراشد الصابر أبي الحسن‬


‫علي بن محمد )عليه السلم( فللي طللوال هللذه‬
‫المعاني‬
‫رسالته )عليه السلم( فللي الللرد علللى أهللل‬
‫الجبر والتفويض وإثبللات العللدل والمنزلللة بيللن‬
‫المنزلتين‬
‫‪616‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫من علي بن محمد سلللم عليكللم وعلللى مللن‬


‫اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته فإنه ورد علللي‬
‫كتابكم وفهمت مللا ذكرتللم مللن اختلفكللم فللي‬
‫دينكم وخوضكم في القللدر ومقالللة مللن يقللول‬
‫منكم بالجبر ومللن يقللول بللالتفويض وتفرقكللم‬
‫فللي ذلللك وتقللاطعكم ومللا ظهللر مللن العللداوة‬
‫بينكم ثم سألتموني عنلله وبيللانه لكللم وفهمللت‬
‫ذلك كللله اعلمللوا رحمكللم الللله أنللا نظرنللا فللي‬
‫الثار وكثرة ما جاءت به الخبار فوجدناها عنللد‬
‫جميع من ينتحل السلم ممن يعقللل عللن الللله‬
‫جل وعز ل تخلو من معنيين إما حق فيتبع وإما‬
‫باطللل فيجتنللب وقللد اجتمعللت المللة قاطبللة ل‬
‫اختلف بينهم أن القرآن حق ل ريللب فيلله عنللد‬
‫جميع أهل الفرق وفي حال اجتماعهم مقللرون‬
‫بتصللديق الكتللاب وتحقيقلله مصلليبون مهتللدون‬
‫وذلك بقول رسول الله )صلى الله عليلله وآللله(‬
‫ل تجتمع أمتي على ضللة فللأخبر أن جميللع مللا‬
‫اجتمعت عليه المة كلها حق هذا إذا لم يخللالف‬
‫بعضها بعضا والقرآن حق ل اختلف بينهم فللي‬
‫تنزيله وتصديقه فإذا شهد القرآن بتصديق خبر‬
‫‪617‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتحقيقه وأنكر الخبر طائفة من المللة لزمهللم‬


‫القرار به ضللرورة حيللن اجتمعللت فللي الصللل‬
‫على تصديق الكتاب فللإن هللي جحللدت وأنكللرت‬
‫لزمهللا الخللروج مللن الملللة فللأول خللبر يعللرف‬
‫تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته‬
‫عليه خبر ورد عن رسول الله )صلى الله عليللله‬
‫وآله( ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه بحيللث ل‬
‫تخالفه أقاويلهم حيث قللال إنللي مخلللف فيكللم‬
‫الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا‬
‫ما تمسكتم بهما وإنهما لن يفترقللا حللتى يللردا‬
‫علي الحوض فلما وجللدنا شللواهد هللذا الحللديث‬
‫في كتاب الله نصللا مثللل قللوله جللل وعللز إ ِّنمللا‬
‫ن‬ ‫م ُنللوا اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن آ َ‬ ‫ه واّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سللول ُ ُ‬ ‫م الّللل ُ‬
‫ه وَر ُ‬ ‫و ل ِي ّ ُ‬
‫كلل ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫عللو َ‬ ‫م راك ِ ُ‬ ‫هل ْ‬
‫ن الّزكللاةَ و ُ‬ ‫صل ةَ وي ُ ْ‬
‫ؤ ُتو َ‬ ‫ن ال ّ‬‫مو َ‬ ‫قي ُ‬‫يُ ِ‬
‫ن‬ ‫م ن ُللوا َ‬
‫ف لإ ِ ّ‬ ‫ن آ َ‬ ‫ه وال ّ ل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سللول َ ُ‬
‫ه وَر ُ‬ ‫ل الل ّ ل َ‬‫و ّ‬
‫ن ي َت َ ل َ‬‫م ْ‬
‫و َ‬
‫م اْلغال ُِبو َ‬
‫ن وروت العامة في ذلللك‬ ‫ه ُ‬ ‫ب الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫ح ْز َ‬
‫ِ‬
‫أخبللارا لميللر المللؤمنين )عليلله السلللم( أنلله‬
‫تصدق بخاتمه وهللو راكللع فشللكر الللله ذلللك للله‬
‫وأنزل الية فيه فوجدنا رسول الله )صلى الله‬
‫عليه وآله( قد أتى بقوله من كنت موله فعلي‬
‫‪618‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مللوله وبقللوله أنللت منللي بمنزلللة هللارون مللن‬


‫موسى إل أنه ل نبي بعدي ووجدناه يقول علي‬
‫يقضللي دينللي وينجللز موعللدي وهللو خليفللتي‬
‫عليكم من بعدي فالخبر الول الذي اسلللتنبطت‬
‫منلله هللذه الخبللار خللبر صللحيح مجمللع عليلله ل‬
‫اختلف فيه عندهم وهللو أيضللا موافللق للكتللاب‬
‫فلملللا شلللهد الكتلللاب بتصلللديق الخلللبر وهلللذه‬
‫الشللواهد الخللر لللزم علللى المللة القللرار بهللا‬
‫ضللرورة إذ كللانت هللذه الخبللار شللواهدها مللن‬
‫القلللرآن ناطقلللة ووافقلللت القلللرآن والقلللرآن‬
‫وافقها ثللم وردت حقللائق الخبللار مللن رسللول‬
‫الله )صلى الله عليه وآله( عن الصادقين )عليه‬
‫السلم( ونقلهللا قللوم ثقللات معروفللون فصللار‬
‫القتللداء بهللذه الخبللار فرضللا واجبللا علللى كللل‬
‫مؤمن ومؤمنة ل يتعداه إل أهل العناد وذلك أن‬
‫أقاويل آل رسول الله )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫متصلة بقول الله وذلك مثللل قللوله فللي محكللم‬
‫م‬‫هلل ُ‬
‫عنَ ُ‬‫ه لَ َ‬ ‫سللول َ ُ‬
‫ه وَر ُ‬ ‫ن الّللل َ‬‫ذو َ‬ ‫ن ُيلل ْ‬
‫ؤ ُ‬ ‫ن اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كتابه إ ِ ّ‬
‫م هينللا ً‬ ‫عذابا ً‬ ‫ع دّ ل َ‬ ‫خ ر ة وأ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في الدّ ْنيا واْل ِ َ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬
‫ووجدنا نظير هذه الية قول رسول الله )صلى‬
‫‪619‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الله عليه وآله( من آذى عليا فقللد آذانللي ومللن‬


‫آذاني فقد آذى الللله ومللن آذى الللله يوشللك أن‬
‫ينتقم منه وكذلك قوله )صلى الله عليلله وآللله(‬
‫من أحللب عليللا فقللد أحبنللي ومللن أحبنللي فقللد‬
‫أحب الله ومثل قللوله )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫في بني وليعة لبعثن إليهم رجل كنفسي يحب‬
‫الله ورسوله ويحبه الله ورسللوله قللم يللا علللي‬
‫فسر إليهم وقوله )صلى الله عليلله وآللله( يللوم‬
‫خيبر لبعثن إليهم غدا رجل يحب الله ورسللوله‬
‫ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار ل يرجع‬
‫حللتى يفتللح الللله عليلله فقضللى رسللول الللله‬
‫)صلللى الللله عليلله وآللله( بالفتللح قبللل التللوجيه‬
‫فاستشرف لكلمه أصحاب رسللول الللله )صلللى‬
‫الله عليه وآله( فلمللا كللان مللن الغللد دعللا عليللا‬
‫)عليلله السلللم( فبعثلله إليهللم فاصللطفاه بهللذه‬
‫المنقبة وسماه كللرارا غيللر فللرار فسللماه الللله‬
‫محبللا لللله ولرسللوله فللأخبر أن الللله ورسللوله‬
‫يحبانه وإنمللا قللدمنا هللذا الشللرح والبيللان دليل‬
‫على ما أردنا وقوة لمللا نحللن مللبينوه مللن أمللر‬
‫الجللبر والتفللويض والمنزلللة بيللن المنزلللتين‬
‫‪620‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وبالله العون والقوة وعليلله نتوكللل فللي جميللع‬


‫أمورنا فإنا نبدأ من ذلك بقللول الصللادق )عليلله‬
‫السلم( ل جللبر ول تفللويض ولكللن منزلللة بيللن‬
‫المنزلتين وهي صللحة الخلقللة وتخليللة السللرب‬
‫والمهلللة فللي الللوقت والللزاد مثللل الراحلللة‬
‫والسللبب المهيللج للفاعللل علللى فعللله فهللذه‬
‫خمسة أشياء جمع بلله الصللادق )عليلله السلللم(‬
‫جوامع الفضل فإذا نقص العبد منهللا خلللة كللان‬
‫العمللل عنلله مطروحللا بحسللبه فللأخبر الصللادق‬
‫)عليه السلم( بأصل ما يجب علللى النللاس مللن‬
‫طلب معرفته ونطللق الكتللاب بتصللديقه فشللهد‬
‫بذلك محكمات آيات رسوله لن الرسول )صلى‬
‫الله عليه وآله( وآللله )عليلله السلللم( ل يعللدون‬
‫شيئا من قوله وأقللاويلهم حللدود القللرآن فللإذا‬
‫وردت حقائق الخبار والتمسللت شللواهدها مللن‬
‫التنزيللل فوجللد لهللا موافقللا وعليهللا دليل كللان‬
‫القتداء بها فرضا ل يتعداه إل أهل العنللاد كمللا‬
‫ذكرنا في أول الكتاب ولما التمسنا تحقيللق مللا‬
‫قاله الصادق )عليه السلللم( مللن المنزلللة بيللن‬
‫المنزلللتين وإنكللاره الجللبر والتفللويض وجللدنا‬
‫‪621‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الكتللاب قللد شللهد للله وصللدق مقللالته فللي هللذا‬


‫وخبر عنه أيضا موافق لهللذا أن الصللادق )عليلله‬
‫السلللم( سللئل هللل أجللبر الللله العبللاد علللى‬
‫المعاصللي فقللال الصللادق )عليلله السلللم( هللو‬
‫أعللدل مللن ذلللك فقيللل للله فهللل فللوض إليهللم‬
‫فقال )عليه السلم( هو أعللز وأقهللر لهللم مللن‬
‫ذلك وروي عنه أنه قال الناس في القدر علللى‬
‫ثلثة أوجلله رجللل يزعللم أن المللر مفللوض إليلله‬
‫فقد وهن الله في سلطانه فهللو هالللك ورجللل‬
‫يزعللم أن الللله جللل وعللز أجللبر العبللاد علللى‬
‫المعاصي وكلفهم ما ل يطيقون فقد ظلم الله‬
‫في حكمه فهو هالك ورجل يزعم أن الله كلللف‬
‫العباد ما يطيقون ولم يكلفهللم مللا ل يطيقللون‬
‫فإذا أحسن حمد الللله وإذا أسللاء اسللتغفر الللله‬
‫فهذا مسلم بالغ فأخبر )عليه السلللم( أن مللن‬
‫تقلللد الجللبر والتفللويض ودان بهمللا فهللو علللى‬
‫خلف الحق فقد شرحت الجبر الذي من دان به‬
‫يلزمه الخطأ وأن الذي يتقلللد التفللويض يلزملله‬
‫الباطل فصارت المنزلة بين المنزلللتين بينهمللا‬
‫ثم قال )عليه السلللم( وأضللرب لكللل بللاب مللن‬
‫‪622‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫هلللذه البلللواب مثل يقلللرب المعنلللى للطلللالب‬


‫ويسهل له البحث عن شرحه تشهد به محكمات‬
‫آيات الكتاب وتحقق تصديقه عنللد ذوي اللبللاب‬
‫وبالله التوفيق والعصمة فأما الجبر الذي يلللزم‬
‫من دان به الخطأ فهو قللول مللن زعللم أن الللله‬
‫جل وعز أجبر العباد علللى المعاصللي وعللاقبهم‬
‫عليها ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله في‬
‫ك‬ ‫م َر ّبلل َ‬ ‫حكملله وكللذبه ورد عليلله قللوله ول ي َظْ ل ِ ل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ ل َ‬
‫ه‬ ‫ك وأ ّ‬ ‫ت ي َللدا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِبمللا َ‬
‫ق لد ّ َ‬ ‫حللدا ً وقللوله ذل ِل َ‬ ‫أ َ‬
‫م‬ ‫ه ل ي َظْ ِللل ُ‬ ‫ن الّللل َ‬ ‫د وقللوله إ ِ ّ‬ ‫س ب ِظَ ّل م ٍ ل ِل ْ َ‬
‫ع ِبيلل ِ‬ ‫ل َْيلل َ‬
‫ن‬‫مللو َ‬ ‫م ي َظ ْ ل ِ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫سلل ُ‬
‫ف َ‬ ‫س أ َن ْ ُ‬ ‫ن الّنللا َ‬ ‫كلل ّ‬‫ش ْيئا ً ول ِ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا َ‬
‫مع آي كثيرة في ذكر هذا فمن زعم أنلله مجللبر‬
‫على المعاصي فقد أحال بذنبه على الللله وقللد‬
‫ظلمه في عقوبته ومللن ظلللم الللله فقللد كللذب‬
‫كتابه ومن كذب كتابه فقد لزمه الكفر باجتماع‬
‫المة ومثل ذلك مثل رجل ملك عبدا مملوكللا ل‬
‫يملك نفسه ول يملك عرضللا مللن عللرض الللدنيا‬
‫ويعلم مللوله ذلللك منلله فللأمره علللى علللم منلله‬
‫بالمصللير إلللى السللوق لحاجللة يللأتيه بهللا ولللم‬
‫يملكه ثمن ما يأتيه به من حاجته وعلم المالللك‬
‫‪623‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أن على الحاجة رقيبا ل يطمع أحد فللي أخللذها‬


‫منه إل بمللا يرضللى بلله مللن الثمللن وقللد وصللف‬
‫مالك هذا العبد نفسه بالعدل والنصفة وإظهار‬
‫الحكمة ونفي الجللور وأوعللد عبللده إن لللم يللأته‬
‫بحاجته أن يعاقبه على علم منه بالرقيب الللذي‬
‫على حاجته أنه سلليمنعه وعلللم أن المملللوك ل‬
‫يملك ثمنها ولم يملكه ذلك فلما صار العبد إلى‬
‫السوق وجاء ليأخللذ حللاجته الللتي بعثلله المللولى‬
‫لها وجد عليها مانعا يمنع منها إل بشراء وليس‬
‫يملك العبد ثمنها فانصرف إلى موله‬
‫خائبا بغير قضاء حللاجته فاغتللاظ مللوله مللن‬
‫ذلك وعاقبه عليه أ ليس يجب في عدله وحكمه‬
‫أن ل يعاقبه وهو يعلم أن عبده ل يملك عرضللا‬
‫من عروض الدنيا ولم يملكه ثمللن حللاجته فللإن‬
‫عللاقبه عللاقبه ظالمللا متعللديا عليلله مبطل لمللا‬
‫وصللف مللن عللدله وحكمتلله ونصللفته وإن لللم‬
‫يعاقبه كذب نفسه في وعيده إياه حيللن أوعللده‬
‫بالكذب والظلم اللذين ينفيان العللدل والحكمللة‬
‫تعالى عما يقولون علوا كبيرا فمن دان بالجبر‬
‫أو بما يدعو إلى الجبر فقللد ظلللم الللله ونسللبه‬
‫‪624‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إلى الجور والعدوان إذ أوجب علللى مللن أجللبره‬


‫العقوبة ومللن زعللم أن الللله أجللبر العبللاد فقللد‬
‫أوجب علللى قيللاس قللوله إن الللله يللدفع عنهللم‬
‫العقوبللة ومللن زعللم أن الللله يللدفع عللن أهللل‬
‫المعاصي العللذاب فقللد كللذب الللله فللي وعيللده‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ة وأحللاطَ ْ‬
‫ت ِبلل ِ‬ ‫سللي ّ ئ َ ً‬‫ب َ‬ ‫س َ‬‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حيث يقول َبلى َ‬
‫ك أَ‬ ‫َ‬ ‫فللل ُ‬
‫ه َ‬
‫فيهلللا‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫للا‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫للحا‬ ‫ل‬ ‫ص‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫أول‬ ‫طيئ َت ُللل ُ‬
‫خ ِ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ملللوا َ‬‫ن أ ْ‬ ‫ن َيلللأ ك ُُلو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّلللل ِ‬ ‫ن وقلللوله إ ِ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫خاِلللل ُ‬
‫م نللارا ً‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫طللو‬ ‫فللي ب ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫لو‬‫ال َْيتامى ظُ ْلما ً إ ِّنما ي َأ ْك ُ ُ‬
‫ِ‬
‫فللُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّللل ِ‬ ‫عيرا ً وقللوله إ ِ ّ‬ ‫سلل ِ‬‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫صللل َ ْ‬‫سيَ ْ‬
‫و َ‬
‫ت‬‫ج ْ‬‫ضللل َ‬ ‫م نلللارا ً ك ُّلملللا ن َ ِ‬ ‫ه ْ‬‫صلللِلي ِ‬‫ف نُ ْ‬ ‫و َ‬‫سللل ْ‬ ‫ِبآياِتنلللا َ‬
‫ب‬ ‫عذا َ‬‫قوا ال ْ َ‬ ‫ذو ُ‬ ‫ج ُلودا ً َ‬
‫غ ي َْرها ل ِي َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م ب َدّ ْلنا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ج ُلودُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫كيم لا ً مللع آي كللثيرة فللي‬ ‫زيللزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫ع ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه كا َ‬ ‫إِ ّ‬
‫هذا الفللن ممللن كللذب وعيللد الللله ويلزملله فللي‬
‫تكذيبه آية من كتاب الله الكفر وهو ممللن قللال‬
‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫رو‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫كتا‬ ‫ع ض ال ْ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫نو‬‫ُ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫الله أ َ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫فللي‬ ‫ي ِ‬ ‫م إ ِّل ِ‬
‫خللْز ٌ‬ ‫كلل ْ‬‫منْ ُ‬‫ك ِ‬ ‫ل ذِللل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬‫جزاءُ َ‬ ‫فما َ‬ ‫َ‬
‫د‬ ‫ن ِإلللى أ َ َ‬
‫شلل ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ة ُيللَر ّ‬ ‫ملل ِ‬‫قيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ة الدّ ْنيا وي َ ْ‬ ‫حيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن بل نقللول‬ ‫م ُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬‫ع ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ه ِبغا ِ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫ب و َ‬ ‫عذا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫إن الله جللل وعللز جللازى العبللاد علللى أعمللالهم‬
‫‪625‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويعللاقبهم علللى أفعللالهم بالسللتطاعة الللتي‬


‫ملكهللم إياهللا فللأمرهم ونهللاهم بللذلك ونطللق‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ملل ْ‬‫مثاِلها و َ‬ ‫ش ُر أ ْ‬ ‫ع ْ‬
‫ه َ‬ ‫فلَ ُ‬
‫ة َ‬
‫سنَ ِ‬ ‫ن جاءَ ِبال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫كتابه َ‬
‫م ل‬ ‫م ث َْلهلللا و ُ‬
‫هللل ْ‬ ‫جلللزى إ ِّل ِ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سلللي ّ ئ َ ِ‬
‫جلللاءَ ِبال ّ‬
‫س ما‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ج دُ ك ُ ّ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫و َ‬
‫ن وقال جل ذكره ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُظ ْ ل َ ُ‬
‫ء‬
‫سللو ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫مل ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ل َل ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ضللرا ً ومللا َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫ر ُ‬
‫خيْ ٍ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ملَ ْ‬ ‫ع ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لد‬
‫ل‬ ‫عي‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لد‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ت َو د ل َلو أ َن ب ي َنهللا وب ي ن َله أ َ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ‬
‫س ِبمللا‬ ‫فلل ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫كلل ّ‬‫جللزى ُ‬ ‫م تُ ْ‬‫و َ‬ ‫ه وقال ال ْي َ ْ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م فهللذه آيللات محكمللات‬ ‫م ال َْيلل ْ‬
‫و َ‬ ‫ت ل ظُ ْللل َ‬ ‫كَ َ‬
‫سللب َ ْ‬
‫تنفي الجبر ومللن دان بلله ومثلهللا فللي القللرآن‬
‫كللثير اختصللرنا ذلللك لئل يطللول الكتللاب وبللالله‬
‫التوفيللق وأمللا التفللويض الللذي أبطللله الصللادق‬
‫)عليه السلم( وأخطأ من دان به وتقلللده فهللو‬
‫قول القائل إن الله جل ذكره فوض إلى العباد‬
‫اختيللار أمللره ونهيلله وأهملهللم وفللي هللذا كلم‬
‫دقيق لمن يذهب إلى تحريره ودقته وإلللى هللذا‬
‫ذهبت الئمة المهتدية من عترة الرسول )صلى‬
‫الله عليه وآله( فللإنهم قللالوا لللو فللوض إليهللم‬
‫علللى جهللة الهمللال لكللان لزمللا للله رضللا مللا‬
‫اختللاروه واسللتوجبوا منلله الثللواب ولللم يكللن‬
‫‪626‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عليهللم فيمللا جنللوه العقللاب إذا كللان الهمللال‬


‫واقعا وتنصرف هذه المقالة علللى معنييللن إمللا‬
‫أن يكون العباد تظاهروا عليلله فللألزموه قبللول‬
‫اختيللارهم بللآرائهم ضللرورة كللره ذلللك أم أحللب‬
‫فقد لزمه الوهن أو يكللون جللل وعللز عجللز عللن‬
‫تعبدهم بللالمر والنهللي علللى إرادتلله كرهللوا أو‬
‫أحبوا ففوض أمره ونهيه إليهم وأجراهما على‬
‫محبتهللم إذ عجللز عللن تعبللدهم بللإرادته فجعللل‬
‫الختيار إليهم في الكفر واليمللان ومثللل ذلللك‬
‫مثل رجل ملك عبدا ابتاعه ليخللدمه ويعللرف للله‬
‫فضل وليتلله ويقللف عنللد أمللره ونهيلله وادعللى‬
‫مالك العبد أنلله قللاهر عزيللز حكيللم فللأمر عبللده‬
‫ونهاه ووعده علللى اتبللاع أمللره عظيللم الثللواب‬
‫وأوعللده علللى معصلليته أليللم العقللاب فخللالف‬
‫العبد إرادة مالكه ولللم يقللف عنللد أمللره ونهيلله‬
‫فأي أمللر أمللره أو أي نهللي نهللاه عنلله لللم يللأته‬
‫علللى إرادة المللولى بللل كللان العبللد يتبللع إرادة‬
‫نفسه واتباع هواه ول يطيللق المللولى أن يللرده‬
‫إلى اتباع أمللره ونهيلله والوقللوف علللى إرادتلله‬
‫ففوض اختيار أمره ونهيه إليه ورضي منه بكل‬
‫‪627‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ما فعله على إرادة العبد ل علللى إرادة المالللك‬


‫وبعثلله فللي بعللض حللوائجه وسللمى للله الحاجللة‬
‫فخالف على موله وقصللد لرادة نفسلله واتبللع‬
‫هواه فلما رجع إلى موله نظر إلى ما أتللاه بلله‬
‫فإذا هو خلف ما أمره به فقال للله لللم أتيتنللي‬
‫بخلف مللا أمرتللك فقللال العبللد اتكلللت علللى‬
‫تفويضك المر إلي فاتبعت هواي وإرادتللي لن‬
‫المفللوض إليلله غيللر محظللور عليلله فاسللتحال‬
‫التفويض‬

‫أ وليس يجب على هذا السبب إما أن يكللون‬


‫المالللك للعبللد قللادرا يللأمر عبللده باتبللاع أمللره‬
‫ونهيه على إرادته ل علللى إرادة العبللد ويملكلله‬
‫من الطاقة بقدر ما يأمره به وينهاه عنلله فللإذا‬
‫أمللره بللأمر ونهللاه عللن نهللي عرفلله الثللواب‬
‫والعقللاب عليهمللا وحللذره ورغبلله بصللفة ثللوابه‬
‫وعقابه ليعرف العبد قدرة موله بما ملكلله مللن‬
‫الطاقة لمره ونهيه وترغيبلله وترهيبلله فيكللون‬
‫عدله وإنصافه شامل للله وحجتلله واضللحة عليلله‬
‫للعللذار والنللذار فللإذا اتبللع العبللد أمللر مللوله‬
‫‪628‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫جازاه وإذا لم يزدجر عن نهيلله عللاقبه أو يكللون‬


‫عاجزا غير قللادر ففللوض أمللره إليلله أحسللن أم‬
‫أساء أطللاع أم عصللى عللاجز عللن عقللوبته ورده‬
‫إلى اتباع أمره وفي إثبات العجز نفللي القللدرة‬
‫والتأله وإبطال المر والنهي والثواب والعقاب‬
‫ه‬‫عبللاِد ِ‬ ‫ومخالفللة الكتللاب إذ يقللول ول ي َْرضللى ل ِ ِ‬
‫م وقوله عز وجللل‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬‫ض ُ‬ ‫ش ك ُُروا ي َْر َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ف َر وإ ِ ْ‬ ‫ا ل ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن إ ِّل وأ ن ُْتلل ْ‬ ‫مللوت ُ ّ‬ ‫ه ول ت َ ُ‬ ‫ق ُتقللات ِ ِ‬ ‫حلل ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قللوا الّللل َ‬ ‫ات ّ ُ‬
‫س إ ِّل‬ ‫ن واْل ِ ْنلل َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جلل ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خلَ ْ‬ ‫ن وقوله وما َ‬ ‫مو َ‬ ‫سلِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ل ِي ع ب دون ما أ ُريد م ن ْه م مللن ر ز ق ومللا أ ُ‬
‫ريللدُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ ِ ُ ْ ِ ْ ِ ْ ٍ‬ ‫َ ْ ُ ُ ِ‬
‫ه‬
‫كوا ِبلل ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫شلل ِ‬ ‫ه ول ت ُ ْ‬ ‫دوا الّللل َ‬ ‫ع ُبلل ُ‬‫ن وقللوله ا ْ‬ ‫مو ِ‬ ‫ع ُ‬‫ي ُط ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ش يئا ً وقللوله أ َ‬
‫وا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫لل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ول‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫لو‬‫سل‬
‫َ ُ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫للل‬ ‫ال‬ ‫لوا‬ ‫عل‬
‫ُ‬ ‫طي‬
‫ِ‬ ‫َ ْ‬
‫ن فمن زعللم أن الللله تعللالى‬ ‫َ‬
‫عو َ‬ ‫م ُ‬‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ه و أ ن ْت ُ ْ‬ ‫عنْ ُ‬ ‫َ‬
‫فوض أمره ونهيه إلى عبللاده فقللد أثبللت عليلله‬
‫العجز وأوجب عليه قبول كل ما عملوا من خير‬
‫وشر وأبطل أمللر الللله ونهيلله ووعللده ووعيللده‬
‫لعلة ما زعم أن الله فوضها إليه لن المفللوض‬
‫إليه يعمل بمشيئته فإن شاء الكفللر أو اليمللان‬
‫كللان غيللر مللردود عليلله ول محظللور فمللن دان‬
‫بالتفويض على هذا المعنى فقللد أبطللل جميللع‬
‫‪629‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ما ذكرنا من وعده ووعيده وأمللره ونهيلله وهللو‬


‫ب‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫كت‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ل‬
‫عل‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫لو‬‫نل‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫من أهل هذه اليللة أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل ذِللل َ‬
‫ك‬ ‫علل ُ‬ ‫ف َ‬‫ن يَ ْ‬ ‫ملل ْ‬ ‫جللزاءُ َ‬ ‫فمللا َ‬ ‫ض َ‬
‫عل ٍ‬‫ن ب ِب َ ْ‬ ‫و ت َك ْ ُ‬
‫ف لُرو َ‬
‫ة‬
‫ملل ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قيا َ‬ ‫و َ‬
‫ة الدّ ْنيا وي َ ْ‬
‫حيا ِ‬‫في ال ْ َ‬ ‫ي ِ‬ ‫خ ْز ٌ‬‫م إ ِّلل ِ‬
‫م ن ْك ُ ْ‬
‫ِ‬
‫مللا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫فل‬
‫ِ‬ ‫بغا‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫للل‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫عذا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ي ر دون إلى أ َ‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ّ َ ِ‬
‫م ُلو َ‬
‫ن تعالى الله عما يدين به أهل التفللويض‬ ‫ع َ‬
‫تَ ْ‬
‫علوا كبيرا لكن نقللول إن الللله جللل وعللز خلللق‬
‫الخلق بقدرته وملكهللم اسللتطاعة تعبللدهم بهللا‬
‫فللأمرهم ونهللاهم بمللا أراد فقبللل منهللم اتبللاع‬
‫أمره ورضي بللذلك لهللم ونهللاهم عللن معصلليته‬
‫وذم من عصاه وعاقبه عليها ولله الخيللرة فللي‬
‫المر والنهي يختار مللا يريللد ويللأمر بلله وينهللى‬
‫عمللا يكللره ويعللاقب عليلله بالسللتطاعة الللتي‬
‫ملكها عباده لتباع أمره واجتناب معاصلليه لنلله‬
‫ظللاهر العللدل والنصللفة والحكمللة البالغللة بللالغ‬
‫الحجة بالعذار والنذار وإليه الصفوة يصطفي‬
‫من عباده من يشللاء لتبليللغ رسللالته واحتجللاجه‬
‫على عباده اصللطفى محمللدا )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( وبعثه برسالته إلى خلقه فقال من قال‬
‫ل ه َ‬
‫ذا‬ ‫من كفار قومه حسدا واستكبارا ل َ ْ‬
‫و ل ن ُّز َ‬
‫‪630‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ظي لم ٍ يعنللي‬
‫ع ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ق ْر ي َت َي ْ ل ِ‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬
‫ج ٍ‬
‫على َر ُ‬
‫ن َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ق ْرآ ُ‬
‫بذلك أمية بن أبي الصلت وأبا مسعود الثقفللي‬
‫فأبطل الللله اختيللارهم ولللم يجللز لهللم آراءهللم‬
‫ن‬
‫حل ُ‬ ‫ت َر ّبلل َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ملل َ‬‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬‫مو َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ق ِ‬‫م يَ ْ‬‫ه ْ‬‫حيث يقول أ َ ُ‬
‫ة الللدّ ْنيا‬‫حيللا ِ‬ ‫فللي ال ْ َ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬
‫شللت َ ُ‬‫عي َ‬‫م ِ‬
‫م َ‬ ‫هلل ْ‬‫منا ب َي ْن َ ُ‬
‫سلل ْ‬ ‫َ‬
‫ق َ‬
‫خلل َ‬
‫ذ‬ ‫ت ل ِي َت ّ ِ‬
‫ض دَ َرجللا ٍ‬ ‫علل ٍ‬ ‫و قَ ب َ ْ‬
‫فلل ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ضلل ُ‬
‫ع َ‬
‫عنللا ب َ ْ‬‫ف ْ‬‫وَر َ‬
‫مللا‬
‫م ّ‬‫خ ي ْلٌر ِ‬ ‫ك َ‬‫ت َر ب ّ ل َ‬‫مل ُ‬
‫ح َ‬‫ر ّيا وَر ْ‬ ‫خ ِ‬‫سل ْ‬‫عضا ً ُ‬ ‫م بَ ْ‬‫ه ْ‬
‫ض ُ‬‫ع ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن ولذلك اختار من المور ما أحب ونهى‬
‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫ج َ‬
‫يَ ْ‬
‫عما كره فمن أطاعه أثللابه ومللن عصللاه عللاقبه‬
‫ولو فوض اختيار أمره إلى عباده لجاز لقريش‬
‫اختيللار أميللة بللن أبللي الصلللت وأبللي مسللعود‬
‫الثقفي إذ كانا عندهم أفضل من محمد )صلللى‬
‫الله عليه وآله( فلما أدب الله المؤمنين بقللوله‬
‫ضللى الّللل ُ‬
‫ه‬ ‫ق َ‬‫ة ِإذا َ‬‫م َنلل ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ول ُ‬ ‫م ٍ‬
‫ؤ ِ‬‫ملل ْ‬ ‫ن لِ ُ‬
‫ومللا كللا َ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫م‬‫خ ي ر ةُ م ن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫كو‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ور سول ُه أ َمرا ً أ َ‬
‫ِ‬
‫ْ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫فلللم يجللز لهللم الختيللار بللأهوائهم ولللم يقبللل‬
‫منهم إل اتباع أمللره واجتنللاب نهيلله علللى يللدي‬
‫من اصطفاه فمن أطاعه رشد ومن عصاه ضل‬
‫وغوى ولزمته الحجة بما ملكه مللن السللتطاعة‬
‫لتباع أمره واجتناب نهيه فمن أجل ذلك حرملله‬
‫‪631‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ثوابه وأنزل به عقابه وهذا القول بين القولين‬


‫ليلللس بجلللبر ول تفلللويض وبلللذلك أخلللبر أميلللر‬
‫المللؤمنين )صلللى الللله عليلله وآللله( عبايللة بللن‬
‫ربعي السدي حين سأله عن السللتطاعة الللتي‬
‫بها يقوم ويقعد ويفعل‬
‫فقللال للله أميللر المللؤمنين )عليلله السلللم(‬
‫سألت عن الستطاعة تملكها مللن دون الللله أو‬
‫مع الله فسكت عباية فقال له أميللر المللؤمنين‬
‫)عليه السلم( قل يا عباية قال وما أقول قال‬
‫)عليه السلللم( إن قلللت إنللك تملكهللا مللع الللله‬
‫قتلتك وإن قلت تملكهللا دون الللله قتلتللك قللال‬
‫عباية فما أقول يا أميللر المللؤمنين قللال )عليلله‬
‫السلم( تقول إنك تملكهللا بللالله الللذي يملكهللا‬
‫من دونك فإن يملكها إياك كان ذلك من عطائه‬
‫وإن يسلبكها كان ذلك من بلئه هو المالك لمللا‬
‫ملكك والقادر على ما عليه أقدرك أ ما سمعت‬
‫الناس يسألون الحول والقوة حيللن يقولللون ل‬
‫حول ول قوة إل بالله قال عباية وما تأويلها يا‬
‫أمير المؤمنين قال )عليه السلم( ل حول عللن‬
‫معاصي الله إل بعصمة الللله ول قللوة لنللا علللى‬
‫‪632‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫طاعللة الللله إل بعللون الللله قللال فللوثب عبايللة‬


‫فقبل يديه ورجليلله وروي عللن أميللر المللؤمنين‬
‫)عليلله السلللم( حيللن أتللاه نجللدة يسللأله عللن‬
‫معرفة الله قال يا أمير المؤمنين بما ذا عرفت‬
‫ربك قال )عليه السلم( بالتمييز الللذي خللولني‬
‫والعقل الذي دلني قللال أ فمجبللول أنللت عليلله‬
‫قللال لللو كنللت مجبللول مللا كنللت محمللودا علللى‬
‫إحسان ول مذموما على إساءة وكان المحسللن‬
‫أولللى باللئمللة مللن المسلليء فعلمللت أن الللله‬
‫قللائم بللاق ومللا دونلله حللدث حللائل زائل وليللس‬
‫القديم الباقي كالحدث الزائل قال نجدة أجدك‬
‫أصبحت حكيما يا أمير المللؤمنين قللال أصللبحت‬
‫مخيرا فإن أتيللت السلليئة بمكللان الحسللنة فأنللا‬
‫المعاقب عليها وروي عن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( أنه قال لرجل سأله بعد انصللرافه مللن‬
‫الشللام فقللال يللا أميللر المللؤمنين أخبرنللا عللن‬
‫خروجنا إلللى الشللام بقضللاء وقللدر قللال )عليلله‬
‫السلم( نعم يا شيخ ما علوتم تلعة ول هبطتللم‬
‫واديا إل بقضاء وقدر من الله فقال الشيخ عند‬
‫الله أحتسللب عنللائي يللا أميللر المللؤمنين فقللال‬
‫‪633‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫)عليه السلم( مه يا شيخ فللإن الللله قللد عظللم‬


‫أجركللم فللي مسلليركم وأنتللم سللائرون وفللي‬
‫مقامكم وأنتم مقيمون وفي انصللرافكم وأنتللم‬
‫منصرفون ولم تكونوا فللي شلليء مللن أمللوركم‬
‫مكرهيللن ول إليلله مضللطرين لعلللك ظننللت أنلله‬
‫قضاء حتم وقدر لزم لو كان ذلك كذلك لبطللل‬
‫الثواب والعقاب ولسقط الوعللد والوعيللد ولمللا‬
‫ألزمت الشياء أهلها على الحقائق ذلك مقاللللة‬
‫عبللدة الوثللان وأوليللاء الشلليطان إن الللله جللل‬
‫وعز أمر تخييرا ونهى تحذيرا ولم يطللع مكرهللا‬
‫ولم يعص مغلوبا ولم يخلق السللماوات والرض‬
‫وما بينهما باطل ذلك ظن الذين كفللروا فويللل‬
‫للذين كفروا من النار فقام الشيخ فقبل رأس‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( وأنشأ يقول‪.‬‬
‫أنت المام الذي نرجللو بطللاعته يللوم النجللاة‬
‫من الرحمن غفراناأوضحت مللن ديننللا مللا كللان‬
‫ملتبسا جزاك ربك عنا فيه رضوانافليس معذرة‬
‫في فعل فاحشة قد كنت راكبها ظلما وعصيانا‬
‫فقد دل أمير المؤمنين )عليه السلم( علللى‬
‫موافقة الكتاب ونفي الجبر والتفويض اللللذين‬
‫‪634‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫يلزمان من دان بهما وتقلدهما الباطل والكفللر‬


‫وتكذيب الكتاب ونعوذ بالله من الضللة والكفر‬
‫ولسنا ندين بجبر ول تفويض لكنا نقول بمنزلة‬
‫بيلللن المنزللللتين وهلللو المتحلللان والختبلللار‬
‫بالستطاعة التي ملكنا الله وتعبللدنا بهللا علللى‬
‫ما شهد به الكتاب ودان بلله الئمللة البللرار مللن‬
‫آل الرسللول )صلللى الللله عليلله وآللله( ومثللل‬
‫الختبار بالستطاعة مثل رجل ملك عبدا وملك‬
‫مال كثيرا أحب أن يختبر عبللده علللى علللم منلله‬
‫بما يئول إليه فملكلله مللن مللاله بعللض مللا أحللب‬
‫ووقفلله علللى أمللور عرفهللا العبللد فللأمره أن‬
‫يصرف ذلك المال فيها ونهللاه عللن أسللباب لللم‬
‫يحبها وتقدم إليه أن يجتنبها ول ينفق من ماله‬
‫فيها والمال يتصرف في أي الللوجهين فصللرف‬
‫المال أحللدهما فللي اتبللاع أمللر المللولى ورضللاه‬
‫والخر صرفه في اتباع نهيه وسللخطه وأسللكنه‬
‫دار اختبار أعلمه أنه غير دائم له السللكنى فللي‬
‫الدار وأن له دارا غيرها وهو مخرجه إليها فيها‬
‫ثواب وعقللاب دائمللان فللإن أنفللذ العبللد المللال‬
‫الذي ملكه موله في الوجه الذي أمره به جعللل‬
‫‪635‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫له ذلك الثواب الدائم في تلك الدار التي أعلمه‬


‫أنه مخرجه إليهللا وإن أنفللق المللال فللي الللوجه‬
‫الذي نهاه عن إنفاقه فيه جعل له ذلك العقللاب‬
‫الدائم في دار الخلود وقد حد المولى في ذلك‬
‫حللدا معروفللا وهللو المسللكن الللذي أسللكنه فللي‬
‫الدار الولللى فللإذا بلللغ الحللد اسللتبدل المللولى‬
‫بالمال وبالعبد على أنلله لللم يللزل مالكللا للمللال‬
‫والعبللد فللي الوقللات كلهللا إل أنلله وعللد أن ل‬
‫يسلبه ذلك المال ما كان في تلك الدار الولللى‬
‫إلى أن يستتم سكناه فيها‬
‫فللوفى للله لن مللن صللفات المللولى العللدل‬
‫والوفللاء والنصللفة والحكمللة أ وليللس يجللب إن‬
‫كان ذلك العبللد صللرف ذلللك المللال فللي الللوجه‬
‫المأمور به أن يفي للله بمللا وعللده مللن الثللواب‬
‫وتفضل عليه بأن استعمله في دار فانية وأثابه‬
‫على طللاعته فيهللا نعيمللا دائمللا فللي دار باقيللة‬
‫دائمة وإن صرف العبد المال الذي ملكه مللوله‬
‫أيللام سللكناه تلللك الللدار الولللى فللي الللوجه‬
‫المنهي عنه وخالف أمر موله كذلك تجب عليه‬
‫العقوبة الدائمة التي حذره إياها غير ظللالم للله‬
‫‪636‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لما تقدم إليه وأعلمه وعرفه وأوجب له الوفاء‬


‫بوعده ووعيده بذلك يوصف القادر القاهر وأما‬
‫المولى فهو الله جل وعز وأما العبد فهللو ابللن‬
‫آدم المخللللوق والملللال قلللدرة اللللله الواسلللعة‬
‫ومحنته إظهاره الحكمة والقدرة والدار الفانية‬
‫هي الدنيا وبعض المال الللذي ملكلله مللوله هللو‬
‫الستطاعة الللتي ملللك ابللن آدم والمللور الللتي‬
‫أمر الللله بصللرف المللال إليهللا هللو السللتطاعة‬
‫لتباع النبياء والقرار بما أوردوه عن الله جل‬
‫وعللز واجتنللاب السللباب الللتي نهللى عنهللا هللي‬
‫طرق إبليس وأما وعللده فللالنعيم الللدائم وهللي‬
‫الجنة وأما الدار الفانية فهي الدنيا وأمللا الللدار‬
‫الخلللرى فهلللي اللللدار الباقيلللة وهلللي الخلللرة‬
‫والقللول بيللن الجللبر والتفللويض هللو الختبللار‬
‫والمتحللان والبلللوى بالسللتطاعة الللتي ملللك‬
‫العبد وشرحها في الخمسة المثال التي ذكرها‬
‫الصللادق )عليلله السلللم( أنهللا جمعللت جوامللع‬
‫الفضللل وأنللا مفسللرها بشللواهد مللن القللرآن‬
‫والبيان إن شاء الله تفسللير صللحة الخلقللة أمللا‬
‫قول الصادق )عليه السلم( فللإن معنللاه كمللال‬
‫‪637‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخلق للنسان وكمال الحللواس وثبللات العقللل‬


‫والتمييز وإطلق اللسللان بللالنطق وذلللك قللول‬
‫فللي ال َْبللّر‬
‫م ِ‬ ‫م ْلنا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م و َ‬
‫منا ب َِني آدَ َ‬ ‫الله ول َ َ‬
‫ق دْ ك َّر ْ‬
‫م‬ ‫ضللْلنا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ف ّ‬‫ت و َ‬ ‫ن الطّ ّيبللا ِ‬‫ملل َ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫قنللا ُ‬‫ر وَر َز ْ‬ ‫وال ْب َ ْ‬
‫حلل ِ‬
‫ضلليًل فقللد أخللبر عللز‬ ‫خلَ ْ‬
‫قنللا ت َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫على ك َِثي ٍ‬
‫ر ِ‬ ‫َ‬
‫وجل عن تفضيله بني آدم على سائر خلقه من‬
‫البهائم والسباع ودواب البحر والطير وكللل ذي‬
‫حركللة تللدركه حللواس بنللي آدم بتمييللز العقللل‬
‫فللي‬‫ن ِ‬‫ق ن َللا اْل ِ ْنسللا َ‬
‫خلَ ْ‬‫ق لدْ َ‬ ‫والنطق وذلك قللوله ل َ َ‬
‫َ‬ ‫أَ‬
‫غللّر َ‬
‫ك‬ ‫ن مللا َ‬ ‫ها اْل ِ ْنسا ُ‬ ‫ويم ٍ وقوله يا أ ي ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬
‫فلللي‬‫ك ِ‬‫ع دَ ل َ َ‬
‫ف َ‬ ‫وا َ‬
‫ك َ‬ ‫س ّ‬‫ف َ‬‫ك َ‬ ‫ق َ‬ ‫خلَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ريم ِ ال ّ ِ‬‫ك ا ل ْك َ ِ‬ ‫ب َِر ب ّ َ‬
‫ك وفي آيات كثيرة فأول‬ ‫ة ما شاءَ َر ك ّب َ َ‬ ‫أَ‬
‫صوَر ٍ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ي‬
‫نعمة الله على النسللان صللحة عقللله وتفضلليله‬
‫علللى كللثير مللن خلقلله بكمللال العقللل وتمييللز‬
‫البيللان وذلللك أن كللل ذي حركللة علللى بسلليط‬
‫الرض هو قائم بنفسه بحواسه مسللتكمل فللي‬
‫ذاته ففضل بنللي آدم بللالنطق الللذي ليللس فللي‬
‫غيره من الخلق المللدرك بللالحواس فمللن أجللل‬
‫النطق ملك الله ابن آدم غيره من الخلق حلللتى‬
‫صار آمرا ناهيا وغيره مسخر له كمللا قللال الللله‬
‫‪638‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫م‬‫هداك ُ ْ‬ ‫على ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ل ِت ُك َب ّ ُروا الل ّ َ‬‫خ َرها ل َك ُ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬


‫كذل ِ َ‬
‫حمللا ً‬ ‫خ ر ا ل ْب ح ر ل ِ ت َأ ْ‬
‫ه لَ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ ْ َ‬ ‫س ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫و ال ّ ِ‬
‫ه َ‬‫وقال و ُ‬
‫سللو َنها وقللال‬ ‫ة ت َل ْب َ ُ‬ ‫ح ل ْي َ ل ً‬
‫ه ِ‬ ‫م نْل ُ‬‫جوا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫ر ّيا وت َ ْ‬ ‫طَ ِ‬
‫َ‬
‫م ْنهللا‬‫ع و ِ‬ ‫ف ُ‬‫منللا ِ‬ ‫ف ءٌ و َ‬ ‫فيها ِد ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قها ل َك ُ ْ‬ ‫خلَ َ‬ ‫م َ‬ ‫واْل ْنعا َ‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫حيلل َ‬ ‫ن و ِ‬ ‫حللو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫جما‬ ‫َ‬ ‫فيها‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫لو‬ ‫ك‬
‫ت َس ر حون وت َح م ُ َ‬
‫كوُنللوا‬ ‫م تَ ُ‬‫د َللل ْ‬‫م ِإلى ب ََللل ٍ‬ ‫ل أ ْثقال َك ُ ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫س فمللن أجللل ذلللك دعللا‬
‫فل ِ‬‫ق اْل َن ْ ُ‬ ‫ه إ ِّل ب ِ ِ‬
‫شل ّ‬ ‫غي ِ‬
‫بال ِ ِ‬
‫الللله النسللان إلللى اتبللاع أمللره وإلللى طللاعته‬
‫بتفضلليله إيللاه باسللتواء الخلللق وكمللال النطللق‬
‫والمعرفللة بعللد أن ملكهللم اسللتطاعة مللا كللان‬
‫م‬ ‫س لت َ ط َ ْ‬
‫عتُ ْ‬ ‫مللا ا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الّللل َ‬ ‫فللات ّ ُ‬
‫تعبدهم بلله بقللوله َ‬
‫فس لا ً‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫وقوله‬ ‫عوا‬ ‫طي‬ ‫واس م عوا وأ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫فس لا ً إ ِّل مللا‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الّللل ُ‬ ‫عها وقللوله ل ي ُك َّللل ُ‬ ‫س َ‬‫و ْ‬‫إ ِّلل ُ‬
‫آتاها وفللي آيللات كللثيرة فللإذا سلللب مللن العبللد‬
‫حاسللة مللن حواسلله رفللع العمللل عنلله بحاسللته‬
‫ع َلللى‬
‫ج ول َ‬
‫حللَر ٌ‬ ‫ع َلللى اْل َ ْ‬
‫عمللى َ‬ ‫كقللوله ل َْيلل َ‬
‫س َ‬
‫ج الية فقد رفع عللن كللل مللن كللان‬ ‫ح َر ٌ‬‫ج َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ع َر ِ‬
‫بهللذه الصللفة الجهللاد وجميللع العمللال الللتي ل‬
‫يقوم بها وكذلك أوجب علللى ذي اليسللار الحللج‬
‫والزكاة لما ملكه من استطاعة ذلك ولم يوجب‬
‫‪639‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ع ل َللى‬
‫ه َ‬‫علللى الفقيللر الزكللاة والحللج قللوله ول ِّللل ِ‬
‫سللِبيًل‬‫ه َ‬ ‫ع إ ِل َْيلل ِ‬
‫سللَتطا َ‬
‫ن ا ْ‬
‫ملل ِ‬ ‫ج ال ْب َْيلل ِ‬
‫ت َ‬ ‫حلل ّ‬
‫س ِ‬
‫الّنللا ِ‬
‫وقوله‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ن ِنسللائ ِ ِ‬
‫ملل ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ه ُرو َ‬
‫ن ُيظا ِ‬ ‫في الظهار وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ة إلللى قللوله‬ ‫ريُر َر َ‬
‫قبَ ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِلما قاُلوا َ‬
‫فتَ ْ‬ ‫دو َ‬
‫عو ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫م يَ ُ‬
‫كينا ً كللل‬
‫سل ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫س لّتي َ‬
‫م ِ‬ ‫فإ ِ ْ‬
‫طعللا ُ‬ ‫ع َ‬
‫س ت َط ِ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫ذلك دليل على أن الله تبارك وتعالى لم يكلللف‬
‫عباده إل ما ملكهم استطاعته بقوة العمللل بلله‬
‫ونهاهم عن مثل ذلك فهذه صحة الخلقللة وأمللا‬
‫قوله تخلية السرب فهو الذي ليس عليه رقيللب‬
‫يحظر عليلله ويمنعلله العمللل بمللا أمللره الللله بلله‬
‫وذلك قوله فيمن استضعف وحظر عليه العمللل‬
‫فلم يجد حيلة ول يهتدي سللبيل كمللا قللال الللله‬
‫ء‬
‫ل والّنسللا ِ‬ ‫ن الّرجللا ِ‬ ‫ملل َ‬‫ن ِ‬
‫في َ‬ ‫ع ِ‬
‫ض َ‬
‫ستَ ْ‬‫م ْ‬‫تعالى إ ِّلل ال ْ ُ‬
‫ن‬‫دو َ‬‫ه ت َللل ُ‬
‫ة ول ي َ ْ‬ ‫حيل َللل ً‬
‫ن ِ‬ ‫عو َ‬‫طي ُ‬
‫سلللت َ ِ‬
‫ن ل يَ ْ‬ ‫و ل ْلللدا ِ‬
‫وال ْ ِ‬
‫س لِبيًل فللأخبر أن المستضللعف لللم يخللل سللربه‬
‫َ‬
‫وليس عليه من القللول شلليء إذا كللان مطمئن‬
‫القلب باليمان وأما المهلللة فللي الللوقت فهللو‬
‫العمر الذي يمتع النسان من حد ما تجب عليلله‬
‫المعرفللة إلللى أجللل الللوقت وذلللك مللن وقللت‬
‫‪640‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تمييزه وبلوغ الحلللم إلللى أن يللأتيه أجللله فمللن‬


‫مات على طلللب الحللق ولللم يللدرك كمللاله فهللو‬
‫ه‬
‫ن ب َي ْ ت ِ ل ِ‬
‫مل ْ‬
‫ج ِ‬
‫خ لُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مل ْ‬‫علللى خيللر وذلللك قللوله و َ‬
‫ه اليللة وإن كللان لللم‬ ‫سللول ِ ِ‬ ‫جرا ً إ َِلى الّللل ِ‬
‫ه وَر ُ‬ ‫مها ِ‬
‫ُ‬
‫يعمل بكمال شللرائعه لعلللة مللا لللم يمهللله فللي‬
‫الللوقت إلللى اسللتتمام أمللره وقللد حظللر علللى‬
‫البالغ ما لللم يحظللر علللى الطفللل إذا لللم يبلللغ‬
‫ن‬
‫مل ْ‬‫ن ِ‬
‫ضل َ‬
‫ض ْ‬
‫غ ُ‬
‫ت يَ ْ‬
‫منللا ِ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫الحلم في قوله و ُ‬
‫ق ْ‬
‫ن الية فلللم يجعللل عليهللن حرجللا فللي‬ ‫أَ‬
‫ه ّ‬
‫ر ِ‬
‫ِ‬ ‫بصا‬
‫ْ‬
‫إبللداء الزينللة للطفللل وكللذلك ل تجللري عليلله‬
‫الحكام وأما قوله الزاد فمعناه الجللدة والبلغللة‬
‫التي يستعين بها العبد علللى مللا أمللره الللله بلله‬
‫ل اليللة‬
‫س ِبي ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫س ِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫ع َلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫وذلك قوله ما َ‬
‫أ ل ترى أنلله قبللل عللذر مللن لللم يجللد مللا ينفللق‬
‫وألزم الحجة كللل مللن أمكنتلله البلغللة والراحلللة‬
‫للحج والجهللاد وأشللباه ذلللك وكللذلك قبللل عللذر‬
‫الفقللراء وأوجللب لهللم حقللا فللي مللال الغنيللاء‬
‫ء ال ّ ذين أ ُ‬
‫ل الّللل ِ‬
‫ه‬ ‫بي‬
‫ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫في‬
‫ِ‬ ‫روا‬
‫ُ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫قرا ِ‬ ‫بقوله ل ِل ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫الية فأمر بإعفائهم ولم يكلفهم العداد لما ل‬
‫يستطيعون ول يملكون وأما قوله فللي السللبب‬
‫‪641‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المهيج فهو النية التي هي داعية النسان إلللى‬


‫جميع الفعال وحاستها القلب فمن فعللل فعل‬
‫وكان بدين لم يعقد قلبلله علللى ذلللك لللم يقبللل‬
‫الله منه عمل إل بصدق النية ولللذلك أخللبر عللن‬
‫س‬ ‫ل‬
‫يل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫فوا‬ ‫ْ‬ ‫قوُلون بللأ َ‬ ‫المنافقين بقوله ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ن ثللم أنللزل‬ ‫مللو َ‬ ‫م ِبما ي َك ْت ُ ُ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫علَ ُ‬ ‫م والل ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ُ ُ‬
‫ق لوب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫علللى نللبيه )صلللى الللله عليلله وآللله( توبيخللا‬
‫َ‬
‫ن مللا ل‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫م ُنوا ل ِ َ‬ ‫ن آ َ‬‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫للمؤمنين يا أ ي ّ َ‬
‫ن الية فإذا قال الرجل قول واعتقد في‬ ‫ع ُلو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ف َ‬
‫قوله دعتلله النيللة إلللى تصللديق القللول بإظهللار‬
‫الفعل وإذا لم يعتقد القول لم تتللبين حقيقتلله‬
‫وقد أجاز الله صدق النية وإن كان الفعللل غيللر‬
‫موافق لها لعلة مانع يمنللع إظهللار الفعللل فللي‬
‫قللوله إ ّلل مللن أ ُ‬
‫ن ِباْل ِ يمللا ِ‬
‫ن‬ ‫م طْ َ‬
‫مئِ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ق ل ُْبلل ُ‬
‫ر هَ و َ‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫كلل‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬
‫فللي أ َ‬ ‫ه ب ِللالل ّ ْ‬
‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫يم‬
‫ْ‬ ‫و ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫م الّللل ُ‬
‫خ لذ ُ ك ُ ُ‬ ‫وقللوله ل ُيؤا ِ‬
‫فدل القرآن وأخبار الرسول )صلللى الللله عليلله‬
‫وآله( أن القلللب مالللك لجميللع الحللواس يصللحح‬
‫أفعالها ول يبطل ما يصحح القلللب شلليئا فهللذا‬
‫شللرح جميللع الخمسللة المثللال الللتي ذكرهللا‬
‫الصادق )عليه السلم( أنها تجمع المنزلللة بيللن‬
‫‪642‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المنزلتين وهما الجللبر والتفللويض فللإذا اجتمللع‬


‫في النسان كمال هذه الخمسة المثللال وجللب‬
‫عليلله العمللل كمل لمللا أمللر الللله عللز وجللل بلله‬
‫ورسوله وإذا نقص العبد منها خلة كللان العمللل‬
‫عنها مطروحا بحسب ذلك‬
‫فأما شواهد القرآن علللى الختبللار والبلللوى‬
‫بالستطاعة الللتي تجمللع القللول بيللن القللولين‬
‫م‬‫علَل َ‬‫ح ّتللى ن َ ْ‬‫م َ‬ ‫و نّك ُ ْ‬ ‫فكثيرة ومن ذلللك قللوله ل َن َب ْل ُ ل َ‬
‫خبللاَر ك ُ ْ‬
‫م‬ ‫وا أ َ ْ‬‫ن و ن َ ب ْل ُ ل َ‬‫ري َ‬ ‫صللاب ِ ِ‬ ‫م ن ْك ُ ْ‬
‫م وال ّ‬ ‫ن ِ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مجا ِ‬
‫ن وقللال‬ ‫مو َ‬ ‫علَ ُ‬‫ث ل يَ ْ‬ ‫حيْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ج ُ‬
‫ر ُ‬
‫س ت َ دْ ِ‬‫سنَ ْ‬‫وقال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قول ُللوا آ َ‬
‫م ن ّللا‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ن ي ُت َْر ك ُللوا أ ْ‬
‫س أ ْ‬ ‫ب الّنا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬‫الم أ َ‬
‫ن وقال في الفتللن الللتي معناهللا‬ ‫م ل يُ ْ‬
‫ف ت َُنو َ‬ ‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ن اليللة وقللال فللي‬‫سللل َْيما َ‬ ‫الختبار ول َ َ‬
‫ق دْ َ‬
‫ف ت َّنللا ُ‬
‫قللدْ َ‬
‫ف ت َّنللا‬ ‫ف إ ِّنللا َ‬
‫قصللة موسللى )عليلله السلللم( َ‬
‫ي وقللول‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫لا‬ ‫سل‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ك وأ َ‬
‫د َ‬ ‫ملل َ‬ ‫َ‬
‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫علل ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫ملل ْ‬
‫ك ِ‬ ‫و َ‬
‫ق ْ‬
‫ي إ ِّلل ِ‬
‫ف ت ْن َت ُ ل َ‬
‫ك أي اختبللارك فهللذه‬ ‫هل َ‬
‫ن ِ‬
‫موسللى إ ِ ْ‬
‫اليللات يقللاس بعضللها ببعللض ويشللهد بعضللها‬
‫لبعض وأما آيات البلوى بمعنللى الختبللار قللوله‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫عنْ ُ‬
‫م َ‬ ‫فك ُ ْ‬‫ص َر َ‬‫م َ‬ ‫م وقوله ث ُ ّ‬ ‫في ما آتاك ُ ْ‬ ‫م ِ‬‫وك ُ ْ‬ ‫ل ِ ي َ ب ْل ُ َ‬
‫كما ب ل َونللا أ َ‬
‫ب‬‫صللحا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫م وقوله إ ِّنا ب َل َ ْ‬
‫ونا ُ‬ ‫ل ِ ي َ ب ْت َ ل ِ ي َ ك ُ ْ‬
‫‪643‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫م‬ ‫وك ُ ْ‬‫حيللاةَ ل ِي َب ُْللل َ‬ ‫ت وال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ق ال ْ َ‬


‫ملل ْ‬ ‫خ َللل َ‬‫ة وقللوله َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ج ّنلل ِ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫هي‬ ‫برا‬ ‫إ‬ ‫لى‬ ‫ل‬ ‫تل‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫لوله‬ ‫ل‬ ‫وق‬ ‫ً‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫أ َي ك ُلم أ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ه َل ن ْت َ َ‬
‫صللَر‬ ‫و َيشللاءُ الّللل ُ‬ ‫ت وقللوله وَللل ْ‬ ‫ه ب ِك َِلمللا ٍ‬‫َر ّبلل ُ‬
‫ض وكل مللا فللي‬ ‫ع ٍ‬ ‫م ب ِب َ ْ‬‫ضك ُ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن ل ِي َ ب ْ ل ُ َ‬
‫وا ب َ ْ‬ ‫م ولك ِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫منْ ُ‬‫ِ‬
‫القرآن من بلوى هذه اليات التي شللرح أولهللا‬
‫فهي اختبار وأمثالها في القللرآن كللثيرة فهللي‬
‫إثبات الختبللار والبلللوى إن الللله جللل وعللز لللم‬
‫يخلق الخلق عبثا ول أهملهللم سللدى ول أظهللر‬
‫م‬
‫سللب ْت ُ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫حكمته لعبا وبذلك أخللبر فللي قللوله أ َ َ‬
‫ف َ‬
‫ع َبث ا ً فإن قللال قللائل فلللم يعلللم‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬
‫قنا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫نما‬
‫ّ‬ ‫أَ‬
‫ْ‬
‫الله ما يكون من العباد حتى اختبرهم قلنا بلى‬
‫قد علم ما يكون منهم قبللل كللونه وذلللك قللوله‬
‫ه وإنمللا اختللبرهم‬
‫ع ْنلل ُ‬
‫هوا َ‬ ‫دوا َلعا ُ‬
‫دوا ِلما ن ُ ُ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و ُر ّ‬
‫ليعلمهم عدله ول يعذبهم إل بحجة بعللد الفعللل‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وقد أخبر بقوله ول َو أ َّنا أ َ‬
‫مل ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لذا‬ ‫عل‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫كن‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سللوًل‬ ‫َ‬
‫ت إ ِل َْينللا َر ُ‬
‫س لل ْ َ‬
‫و ل أ ْر َ‬ ‫ه َلقللاُلوا َر ّبنللا ل َل ْ‬ ‫َ‬
‫ق ب ْل ِ ل ِ‬
‫سللوًل‬
‫ث َر ُ‬
‫علل َ‬
‫ح ّتللى ن َب ْ َ‬‫ن َ‬ ‫عللذّ ِبي َ‬ ‫وقللوله ومللا ك ُّنللا ُ‬
‫م َ‬
‫ن فالختبللار مللن‬ ‫ري َ‬ ‫ذ ِ‬
‫منْ ِ‬‫ن و ُ‬ ‫ري َ‬ ‫مبَ ّ‬
‫ش ِ‬ ‫س ًل ُ‬
‫وقوله ُر ُ‬
‫الله بالستطاعة التي ملكها عبده وهللو القللول‬
‫بيللن الجللبر والتفللويض وبهللذا نطللق القللرآن‬
‫‪644‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وجللرت الخبللار عللن الئمللة مللن آل الرسللول‬


‫)صلى الله عليه وآله( فإن قالوا ما الحجة فللي‬
‫ن َيشاءُ ومللا‬
‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬
‫ن َيشاءُ وي َ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫قول الله ي ُ ِ‬
‫أشللبهها قيللل مجللاز هللذه اليللات كلهللا علللى‬
‫معنيين أما أحدهما فإخبللار عللن قللدرته أي إنلله‬
‫قادر على هدايللة مللن يشللاء وضلللل مللن يشللاء‬
‫وإذا أجبرهم بقدرته على أحدهما لم يجب لهللم‬
‫ثواب ول عليهم عقاب على نحو ما شرحنا في‬
‫الكتاب والمعنى الخر أن الهدايللة منلله تعريفلله‬
‫م أي عرفنللاهم‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ينا‬ ‫د‬ ‫هلل‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫د‬ ‫مللو‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫للا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫كقللوله وأ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫هللدى فلللو أجللبرهم‬ ‫ع َلللى ال ْ ُ‬ ‫عمللى َ‬ ‫ح ّبوا ال ْ َ‬ ‫سللت َ َ‬ ‫َ‬
‫فا ْ‬
‫على الهدى لم يقللدروا أن يضلللوا وليللس كلمللا‬
‫وردت آية مشتبهة كانت الية حجة على محكللم‬
‫اليات اللواتي أمرنا بالخذ بها مللن ذلللك قللوله‬
‫خلللُر‬‫ب وأ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫كتللا‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ّ‬
‫هلللن أ ُ‬
‫ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫كمللا ٌ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬ ‫ت ُ‬‫ه آيللا ٌ‬
‫م ن ْللل ُ‬
‫ِ‬
‫غ‬
‫م َز ْيلل ٌ‬ ‫ق ُ‬‫ُ‬ ‫ملللا ال ّ‬ ‫فأ َ‬
‫ت َ‬
‫ه ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫لللو‬ ‫فللي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ذي‬
‫ِ‬ ‫لل‬
‫ل‬ ‫ّ‬ ‫م َتشللاِبها ٌ‬ ‫ُ‬
‫ة واب ِْتغللاءَ‬ ‫ه اب ِْتغللاءَ ال ْ ِ‬
‫ف ت َْنلل ِ‬ ‫منْ ُ‬
‫ه ِ‬
‫ن ما َتشاب َ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ف ي َت ّ ب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ت َأ ْ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫عباِد ال ّللل ِ‬ ‫ش ْر ِ‬ ‫م الية وقال َ‬
‫فبَ ّ‬ ‫علَ ُ‬
‫ه وما ي َ ْ‬‫ويل ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ه أي أحكملله‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫سللن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ن أ ْ‬ ‫عللو َ‬ ‫ف ي َت ّ ب ِ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫ستَ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ه م الّللله و ُ‬
‫أول‬ ‫ُ‬ ‫هدا‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫وأشرحه ُ‬
‫أول‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫‪645‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫أوُلوا اْل ْلبا ِ‬
‫ب وفقنللا الللله وإيللاكم إلللى القللول‬
‫والعمللل لمللا يحللب ويرضللى وجنبنللا وإيللاكم‬
‫معاصيه بمنه وفضله والحمد لله كثيرا كمللا هللو‬
‫أهللله وصلللى الللله علللى محمللد وآللله الطيللبين‬
‫وحسبنا الله ونعم الوكيل‬
‫أجوبته )عليه السلم( ليحيللى بللن أكثللم عللن‬
‫مسائله‬
‫قال موسى بن محمد بن الرضا لقيت يحيللى‬
‫بن أكثم في دار العامللة فسللألني عللن مسللائل‬
‫فجئت إلى أخي علي بن محمد )عليلله السلللم(‬
‫فللدار بينللي وبينلله مللن المللواعظ مللا حملنللي‬
‫وبصرني طاعته فقلت له جعلت فللداك إن ابللن‬
‫أكثللم كتللب يسللألني عللن مسللائل لفللتيه فيهللا‬
‫فضللحك )عليلله السلللم( ثللم قللال فهللل أفللتيته‬
‫قلت ل لم أعرفها قال )عليه السلم( وما هللي‬
‫ذي‬ ‫ل اّللل ِ‬ ‫قلت كتب يسللألني عللن قللول الللله قللا َ‬
‫قب َ َ‬ ‫ب أ ََنا آِتي َ‬
‫ن ي َْر ت َدّ‬ ‫ل أ ْ‬ ‫ه َ ْ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫كتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫علْ ٌ‬ ‫ع ن ْ دَ هُ ِ‬
‫ِ‬
‫ك نللبي الللله كللان محتاجللا إلللى علللم‬ ‫ك طَ ْر ُ‬
‫ف َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ع ل َللى ال ْ‬ ‫ف لع أ َ‬
‫ش‬‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫آصللف وعللن قللوله وَر َ َ‬
‫جدا ً سللجد يعقللوب وولللده ليوسللف‬ ‫س ّ‬
‫ه ُ‬ ‫خ ّروا ل َ ُ‬‫و َ‬
‫‪646‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مللا‬
‫م ّ‬
‫ك ِ‬‫شلل ّ‬
‫في َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫وهم أنبياء وعن قوله َ‬
‫فإ ِ ْ‬
‫أَ‬
‫ب مللن‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫كتللا َ‬ ‫ؤ َ‬‫ق لَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬‫َ‬ ‫ذي‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫لل‬‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ْ ِ‬ ‫ئ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ْ‬
‫لنا‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫المخللاطب باليللة فللإن كللان المخللاطب النللبي‬
‫)صلى الله عليه وآله( فقد شك وإن المخللاطب‬
‫غيره فعلى من إذا أنزل الكتاب وعن قوله ول َ ْ‬
‫و‬
‫حللُر‬ ‫م وال ْب َ ْ‬ ‫قل ٌ‬ ‫ة أَ ْ‬ ‫ج َر ٍ‬
‫شلل َ‬‫ن َ‬ ‫ملل ْ‬‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫فللي اْل َ‬ ‫ِ‬ ‫مللا‬ ‫ن‬
‫ّ‬
‫أَ‬

‫ت‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫لم‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ب‬‫ة أَ‬
‫ع ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫س لب ْ َ‬
‫ه َ‬ ‫د ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬‫م دّ هُ ِ‬‫يَ ُ‬
‫فيهللا‬
‫ه ما هذه البحر وأين هي وعن قوله و ِ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ن فاشللتهت‬ ‫س وت ََلللذّ اْل َ ْ‬
‫ع ُيلل ُ‬ ‫ه اْل َن ْ ُ‬
‫فلل ُ‬ ‫هي ِ‬ ‫مللا ت َ ْ‬
‫شللت َ ِ‬
‫نفللس آدم )عليلله السلللم( أكللل الللبر فأكللل‬
‫وأطعم وفيها ما تشتهي النفس فكيف عوقب‬
‫كرانا ً وِإناثا ً يزوج الللله‬
‫م ذُ ْ‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫وعن قوله أ َ‬
‫ُ‬
‫ّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عبللاده الللذكران وقللد عللاقب قومللا فعلللوا ذلللك‬
‫وعن شهادة المرأة جازت وحدها وقد قال الله‬
‫م وعن الخنللثى وقللول‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫دوا‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫وأ َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫علي )عليلله السلللم( يللورث مللن المبللال فمللن‬
‫ينظر إذا بال إليه مع أنه عسى أن يكون امللرأة‬
‫وقد نظر إليها الرجال أو عسى أن يكللون رجل‬
‫وقللد نظللرت إليلله النسللاء وهللذا مللا ل يحللل‬
‫وشهادة الجار إلى نفسلله ل تقبللل وعللن رجللل‬
‫‪647‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أتى إلى قطيع غنم فللرأى الراعللي ينللزو علللى‬


‫شللاة منهللا فلمللا بصللر بصللاحبها خلللى سللبيلها‬
‫فدخلت بين الغنم كيف تذبح وهل يجللوز أكلهللا‬
‫أم ل وعن صلة الفجر لم يجهر فيها بللالقراءة‬
‫وهي من صلللة النهللار وإنمللا يجهللر فللي صلللة‬
‫الليللل وعللن قللول علللي )عليلله السلللم( لبللن‬
‫جرموز بشر قاتل ابن صفية بالنار فلللم يقتللله‬
‫وهو إمام وأخبرني عن علي )عليه السلم( لللم‬
‫قتل أهل صفين وأمر بللذلك مقبليللن ومللدبرين‬
‫وأجاز على الجرحى وكان حكمه يوم الجمل أنه‬
‫لم يقتل موليا ولم يجز علللى جريللح ولللم يللأمر‬
‫بذلك وقال من دخل داره فهو آمن ومن ألقللى‬
‫سلحه فهو آمن لم فعل ذلك فإن كان الحكم‬
‫الول صللوابا فالثللاني خطللأ وأخللبرني عللن‬
‫رجل أقر باللواط على نفسه أ يحد أم يدرأ عنه‬
‫الحد قال )عليه السلم( اكتللب إليلله قلللت ومللا‬
‫أكتللب قللال )عليلله السلللم( اكتللب بسللم الللله‬
‫الرحمللن الرحيللم وأنللت فألهمللك الللله الرشللد‬
‫أتاني كتابك فامتحنتنا به من تعنتللك لتجللد إلللى‬
‫الطعللن سللبيل إن قصللرنا فيهللا والللله يكافيللك‬
‫‪648‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫على نيتللك وقللد شللرحنا مسللائلك فأصللغ إليهللا‬


‫سمعك وذلل لها فهمك وأشغل بها قلبك فقلللد‬
‫لزمتك الحجة والسلم سألت عن قول الله جل‬
‫ب فهللو‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫كتللا ِ‬ ‫مل َ‬ ‫ع لْل ٌ‬
‫م ِ‬ ‫ع ن ْ لد َ ه ُ ِ‬ ‫ل اّللل ِ‬
‫ذي ِ‬ ‫وعز قللا َ‬
‫آصللف بللن برخيللا ولللم يعجللز سللليمان )عليلله‬
‫السلم( عن معرفة ما عرف آصف لكنه )صلللى‬
‫الله عليه وآله( أحب أن يعرف أمتلله مللن الجللن‬
‫والنس أنلله الحجللة مللن بعللده وذلللك مللن علللم‬
‫سليمان )عليه السلم( أودعه عنللد آصللف بللأمر‬
‫الله ففهمه ذلك لئل يختلللف عليلله فللي إمللامته‬
‫ودللته كما فهم سللليمان )عليلله السلللم( فللي‬
‫حياة داود )عليه السلم( لتعرف نبوته وإمللامته‬
‫من بعده لتأكد الحجة على الخلللق وأمللا سللجود‬
‫يعقوب )عليه السلم( وولده فكللان طاعللة لللله‬
‫ومحبة ليوسف )عليه السلم( كمللا أن السللجود‬
‫من الملئكة لدم )عليه السلللم( لللم يكللن لدم‬
‫)عليه السلم( وإنما كان ذلك طاعة لله ومحبة‬
‫منهللم لدم )عليلله السلللم( فسللجود يعقللوب‬
‫)عليه السلم( وولده ويوسللف )عليلله السلللم(‬
‫معهم كان شكرا لله باجتماع شملهم أ لللم تللره‬
‫‪649‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ب َ‬
‫ق لدْ آت َي ْت َن ِللي‬ ‫يقول في شللكره ذلللك الللوقت َر ّ‬
‫ع ل ّ م ت َِني م ن ت َأ ْ‬
‫ث إلللى‬ ‫ل اْل َحللاِدي ِ‬ ‫وي‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ك و َ ْ‬ ‫ملْ ِ‬
‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬
‫ِ‬
‫مللا‬
‫م ّ‬ ‫شل ّ‬
‫ك ِ‬ ‫فللي َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ك ُن ْ ل َ‬ ‫آخر الية وأما قوله َ‬
‫ف لإ ِ ْ‬
‫ب فللإن‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫كتللا َ‬ ‫ق لَر ُ‬
‫ؤ َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫سئَ ِ‬
‫ف ْ‬ ‫أ َن َْز ْلنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ك َ‬
‫المخاطب به رسول الله )صلى الله عليه وآله(‬
‫ولم يكن في شك مما أنللزل إليلله ولكللن قللالت‬
‫الجهلة كيف لم يبعث الله نبيا مللن الملئكللة إذ‬
‫لم يفرق بيللن نللبيه وبيننللا فللي السللتغناء عللن‬
‫المآكللل والمشللارب والمشللي فللي السللواق‬
‫ن‬
‫ؤ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫قللَر ُ‬ ‫ل اّللل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سللئ َ ِ‬ ‫فأوحى الللله إلللى نللبيه َ‬
‫ف ْ‬
‫ب بمحضللر الجهلللة هللل بعللث الللله رسللول‬ ‫ال ْ ِ‬
‫كتا َ‬
‫قبلللك إل وهللو يأكللل الطعللام ويمشللي فللي‬
‫ت‬ ‫ن ك ُن ْل َ‬ ‫السواق ولك بهم أسوة وإنما قللال َ‬
‫ف لإ ِ ْ‬
‫ك ولم يكن شك ولكن للنصفة كما قللال‬ ‫ش ّ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ءنا وأ َ‬ ‫ع أَ‬
‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫نس‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ءنا‬‫َ‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫نس‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫بنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بنا‬‫ْ‬ ‫وا ن َدْ ُ‬‫َتعال َ ْ‬
‫ف سنا وأ َ‬ ‫وأ َ‬
‫ت‬ ‫ع نَل َ‬ ‫ل لَ ْ‬‫عل ْ‬ ‫ج َ‬
‫فنَ ْ‬‫ل َ‬ ‫هل ْ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫ع َلى اْلكاِذ ِبي َ‬
‫ن ولو قال عليكللم لللم يجيبللوا‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫إلى المباهلة وقد علم الله أن نللبيه يللؤدي عنلله‬
‫رسللالته ومللا هللو مللن الكللاذبين فكللذلك عللرف‬
‫النللبي أنلله صللادق فيمللا يقللول ولكللن أحللب أن‬
‫‪650‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فللي‬ ‫ن مللا ِ‬ ‫ينصف من نفسلله وأمللا قللوله وَللل َ‬


‫و أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫شجرة أ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ه‬
‫د ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ ُ‬‫ّ‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫قل‬ ‫ن َ َ َ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ال ْر ِ‬
‫ة أَ‬
‫ه فهو كذلك لو‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫ت ك َِلما ُ‬ ‫ف دَ ْ‬‫ر ما ن َ ِ‬
‫ٍ‬ ‫ح‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ع ُ‬
‫سبْ َ‬‫َ‬
‫أن أشجار الدنيا أقلم والبحر يمده سبعة أبحللر‬
‫وانفجللرت الرض عيونللا لنفللدت قبللل أن تنفللد‬
‫كلمات الللله وهللي عيللن الكللبريت وعيللن النمللر‬
‫وعين البرهوت وعيللن طبريللة وحمللة ماسللبذان‬
‫وحمللة إفريقيللة يللدعى لسللنان وعيللن بحللرون‬
‫ونحللن كلمللات الللله الللتي ل تنفللد ول تللدرك‬
‫فضللائلنا وأمللا الجنللة فللإن فيهللا مللن المآكللل‬
‫والمشارب والملهي ما تشتهي النفللس وتلللذ‬
‫العين وأباح الله ذلك كله لدم )عليه السلللم(‬
‫والشللجرة الللتي نهللى الللله عنهللا آدم )عليلله‬
‫السلم( وزوجته أن يللأكل منهللا شللجرة الحسللد‬
‫عهللد إليهمللا أن ل ينظللرا إلللى مللن فضللل الللله‬
‫على خلئقه بعين الحسللد فنسللي ونظللر بعيللن‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫الحسد ولم يجد له عزما وأما قوله أ َ‬
‫ُ‬
‫ّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫كرانا ً وِإناثا ً أي يولد له ذكللور ويولللد للله إنللاث‬
‫ذُ ْ‬
‫يقللال لكللل اثنيللن مقرنيللن زوجللان كللل واحللد‬
‫منهما زوج ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل ما‬
‫‪651‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫لبست به على نفسك تطلللب الرخللص لرتكللاب‬


‫َ‬ ‫ً‬ ‫ك ي ل ْلق َ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫يض‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫أثام‬ ‫َ‬ ‫ل ذل ِ َ َ‬ ‫ع ْ‬
‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫المآثم و َ‬
‫مهان لا ً إن لللم‬ ‫ه ُ‬ ‫في ل ِ‬‫خ ُلللدْ ِ‬‫ة وي َ ْ‬
‫م ِ‬
‫قيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬‫و َ‬
‫ب يَ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عذا ُ‬
‫يتللب وأمللا شللهادة المللرأة وحللدها الللتي جللازت‬
‫فهي القابلة جازت شهادتها مع الرضا فإن لللم‬
‫يكن رضا فل أقل من امرأتين تقللوم المرأتللان‬
‫بدل الرجل للضرورة لن الرجل‬
‫ل يمكنه أن يقوم مقامها فإن كانت وحللدها‬
‫قبل قولها مللع يمينهللا وأمللا قللول علللي )عليلله‬
‫السلم( في الخنثى فهي كما قال ينظللر قللوم‬
‫عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة وتقوم الخنثى‬
‫خلفهم عريانة وينظللرون فللي المرايللا فيللرون‬
‫الشبح فيحكمون عليه وأما الرجل النللاظر إلللى‬
‫الراعي وقد نزا على شللاة فللإن عرفهللا ذبحهللا‬
‫وأحرقها وإن لم يعرفهللا قسللم الغنللم نصللفين‬
‫وساهم بينهما فللإذا وقللع علللى أحللد النصللفين‬
‫فقد نجا النصف الخر ثم يفرق النصللف الخللر‬
‫فل يللزال كللذلك حللتى تبقللى شللاتان فيقللرع‬
‫بينهما فأيتها وقع السهم بها ذبحللت وأحرقللت‬
‫ونجا سائر الغنم وأما صلة الفجر فالجهر فيها‬
‫‪652‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالقراءة لن النبي )صلى الله عليه وآله( كللان‬


‫يغلس بها فقراءتها من الليل وأمللا قللول علللي‬
‫)عليه السلم( بشر قاتل ابن صفية بالنار فهو‬
‫لقول رسول الله )صلى الله عليه وآللله( وكللان‬
‫ممللن خللرج يللوم النهللروان فلللم يقتللله أميللر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( بالبصرة لنه علم أنلله‬
‫يقتل في فتنة النهللروان وأمللا قولللك إن عليللا‬
‫)عليلله السلللم( قتللل أهللل الصللفين مقبليللن‬
‫ومدبرين وأجاز على جريحهم وإنه يوم الجمللل‬
‫لم يتبع موليا ولم يجز على جريللح ومللن ألقللى‬
‫سلللحه آمنلله ومللن دخللل داره آمنلله فللإن أهللل‬
‫الجمل قتل إمامهم ولم تكن لهم فئة يرجعللون‬
‫إليهللا وإنمللا رجللع القللوم إلللى منللازلهم غيللر‬
‫محاربين ول مخالفين ول منابذين رضوا بالكف‬
‫عنهم فكان الحكللم فيهللم رفللع السلليف عنهللم‬
‫والكف عللن أذاهللم إذ لللم يطلبللوا عليلله أعوانللا‬
‫وأهل صفين كانوا يرجعللون إلللى فئة مسللتعدة‬
‫وإمللام يجمللع لهللم السلللح الللدروع والرمللاح‬
‫والسلليوف ويسللني لهللم العطللاء يهيللئ لهللم‬
‫النلللزال ويعلللود مريضلللهم ويجلللبر كسللليرهم‬
‫‪653‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ويلللداوي جريحهلللم ويحملللل راجلهلللم ويكسلللو‬


‫حاسللرهم ويردهللم فيرجعللون إلللى محللاربتهم‬
‫وقتالهم فلم يساو بين الفريقيللن فللي الحكللم‬
‫لما عرف مللن الحكللم فللي قتللال أهللل التوحيللد‬
‫لكنه شللرح ذلللك لهللم فمللن رغللب عللرض علللى‬
‫السلليف أو يتللوب مللن ذلللك وأمللا الرجللل الللذي‬
‫اعترف باللواط فإنه لم تقللم عليلله بينللة وإنمللا‬
‫تطوع بالقرار من نفسه وإذا كان للمام الذي‬
‫من الله أن يعاقب عن الله كان له أن يمن عن‬
‫عطا ُ‬
‫ؤنا الية قد‬ ‫الله أ ما سمعت قول الله هذا َ‬
‫أنبأناك بجميع ما سألتنا عنه فاعلم ذلك‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‪.‬‬
‫قال )عليه السلم( لبعض مواليه عاتب فلنا‬
‫وقل للله إن الللله إذا أراد بعبللد خيللرا إذا عللوتب‬
‫قبل‪.‬‬
‫وكان المتوكل نذر أن يتصدق بمال كللثير إن‬
‫عافاه الله من علته فلما عللوفي سللأل العلمللاء‬
‫عللن حللد المللال الكللثير فللاختلفوا ولللم يصلليبوا‬
‫المعنى فسأل أبا الحسللن )عليلله السلللم( عللن‬
‫‪654‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫ذلللك فقللال )عليلله السلللم( يتصللدق بثمللانين‬


‫درهما فسأل عن علة ذلك فقللال إن الللله قللال‬
‫م الّللل ُ‬
‫ه‬ ‫صللَر ك ُ ُ‬ ‫لنبيه )صلى الله عليه وآله( ل َ َ‬
‫قللدْ ن َ َ‬
‫ة فعددنا مواطن رسللول الللله‬ ‫ن ك َِثيَر ٍ‬
‫مواطِ َ‬
‫في َ‬
‫ِ‬
‫)صلى الله عليلله وآللله( فبلغللت ثمللانين موطنللا‬
‫وسماها الله كثيرة فسر المتوكل بذلك وصللدق‬
‫بثمانين درهما‬
‫وقال )عليه السلم( إن لللله بقاعللا يحللب أن‬
‫يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحير منها‬
‫وقال )عليه السلللم( مللن اتقللى الللله يتقللى‬
‫ومن أطاع الللله يطللاع ومللن أطللاع الخللالق لللم‬
‫يبللال سللخط المخلللوقين ومللن أسللخط الخللالق‬
‫فلييقن أن يحل به سخط المخلوقين‬
‫وقال )عليلله السلللم( إن الللله ل يوصللف إل‬
‫بما وصف به نفسلله وأنللى يوصللف الللذي تعجللز‬
‫الحللللواس أن تللللدركه والوهللللام أن تنللللاله‬
‫والخطرات أن تحده والبصار عللن الحاطللة بلله‬
‫نأى في قربه وقرب في نأيه كيف الكيف بغيللر‬
‫أن يقال كيف وأين الين بل أن يقال أيللن هللو‬
‫منقطع الكيفية والينية الواحد الحد جل جلله‬
‫‪655‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وتقدست أسماؤه‬
‫وقال الحسن بللن مسللعود دخلللت علللى أبللي‬
‫الحسللن علللي بللن محمللد )عليلله السلللم( وقللد‬
‫نكبللت إصللبعي وتلقللاني راكللب وصللدم كتفللي‬
‫ودخلت في زحمللة فخرقللوا علللي بعللض ثيللابي‬
‫فقلت كفاني الله شرك من يللوم فمللا أيشللمك‬
‫فقال )عليه السلللم( لللي يللا حسللن هللذا وأنللت‬
‫تغشانا ترمي بذنبك من ل ذنب له قال الحسللن‬
‫فأثللاب إلللي عقلللي وتللبينت خطئي فقلللت يللا‬
‫مولي أسللتغفر الللله فقللال يللا حسللن مللا ذنللب‬
‫اليللام حللتى صللرتم تتشللأمون بهللا إذا جللوزيتم‬
‫بأعمالكم فيها قللال الحسللن أنللا أسللتغفر الللله‬
‫أبدا وهي توبتي يا ابن رسول الله قللال )عليلله‬
‫السلم( والله ما ينفعكللم ولكللن الللله يعللاقبكم‬
‫بذمها على ما ل ذم عليهللا فيلله أ مللا علمللت يللا‬
‫حسن أن الله هو المثيب والمعاقب والمجللازي‬
‫بالعمال عاجل وآجل قلت بلى يللا مللولي قللال‬
‫)عليه السلم( ل تعد ول تجعل لليام صنعا في‬
‫حكم الله قال الحسن بلى يا مولي‬
‫وقال )عليه السلم( من أمن مكر الله وأليم‬
‫‪656‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أخذه تكبر حللتى يحللل بلله قضللاؤه ونافللذ أمللره‬


‫ومن كان على بينة من ربه هانت عليه مصللائب‬
‫الدنيا ولو قرض ونشر‬
‫وقال داود الصللرمي أمرنللي سلليدي بحللوائج‬
‫كثيرة فقال )عليه السلم( لي قل كيف تقللول‬
‫فلم أحفظ مثل ما قال لي فمد الللدواة وكتللب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيللم أذكللره إن شللاء الللله‬
‫والمر بيد الله فتبسمت فقال )عليلله السلللم(‬
‫ما لللك قلللت خيللر فقللال أخللبرني قلللت جعلللت‬
‫فداك ذكرت حديثا حدثني به رجل من أصللحابنا‬
‫عن جدك الرضا )عليه السلللم( إذا أمللر بحاجللة‬
‫كتب بسم الللله الرحمللن الرحيللم أذكللر إن شللاء‬
‫الله فتبسمت فقال )عليه السلم( لي يللا داود‬
‫ولو قلت إن تارك التقية كتللارك الصلللة لكنللت‬
‫صادقا‪.‬‬
‫وقال )عليه السلللم( يومللا إن أكللل البطيللخ‬
‫يورث الجذام فقيل له أ ليس قد أمللن المللؤمن‬
‫إذا أتى عليه أربعون سنة من الجنون والجلللذام‬
‫والللبرص قللال )عليلله السلللم( نعللم ولكللن إذا‬
‫خالف المؤمن ما أمر به ممن آمنه لم يللأمن أن‬
‫‪657‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تصيبه عقوبة الخلف‬


‫وقال )عليه السلم( الشللاكر أسللعد بالشللكر‬
‫منه بالنعمة التي أوجبت الشكر لن النعم متاع‬
‫والشكر نعم وعقبى‬
‫وقال )عليه السلم( إن الله جعل الللدنيا دار‬
‫بلللوى والخللرة دار عقللبى وجعللل بلللوى الللدنيا‬
‫لثواب الخللرة سللببا وثللواب الخللرة مللن بلللوى‬
‫الدنيا عوضا‬
‫وقال )عليه السلم( إن الظالم الحالم يكللاد‬
‫أن يعفلللى عللللى ظلمللله بحلمللله وإن المحلللق‬
‫السفيه يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه‬
‫وقال )عليه السلم( من جمع لك وده ورأيلله‬
‫فاجمع له طاعتك‬
‫وقال )عليه السلم( من هللانت عليلله نفسلله‬
‫فل تأمن شره‬
‫وقال )عليه السلم( الدنيا سللوق ربللح فيهللا‬
‫قوم وخسر آخرون‬

‫وروي عن المام الخالص الهادي أبي محمللد‬


‫‪658‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحسن بن علي )عليه السلم( في طوال هللذه‬


‫المعاني‬
‫كتلللابه )عليللله السللللم( إللللى إسلللحاق بلللن‬
‫إسماعيل النيسابوري‬
‫سترنا الله وإياك بستره وتللولك فللي جميللع‬
‫أمورك بصنعه فهمت كتابك يرحمك الله ونحللن‬
‫بحمد الله ونعمته أهل بيت نللرق علللى أوليائنللا‬
‫ونسر بتتابع إحسان الله إليهللم وفضللله لللديهم‬
‫ونعتللد بكللل نعمللة ينعمهللا الللله تبللارك وتعللالى‬
‫عليهم فأتم الللله عليللك يللا إسللحاق وعلللى مللن‬
‫كان مثلك ممن قد رحمه الله وبصللره بصلليرتك‬
‫نعمته وقدر تمام نعمته دخول الجنة وليس من‬
‫نعمة وإن جل أمرها وعظم خطرها إل والحمللد‬
‫لله تقدسللت أسللماؤه عليهللا مللؤد شللكرها وأنللا‬
‫أقول الحمد لله أفضل ما حمده حامده إلى أبللد‬
‫البد بما من الله عليك من رحمتلله ونجللاك مللن‬
‫الهلكة وسهل سللبيلك علللى العقبللة وايللم الللله‬
‫إنهللا لعقبللة كئود شللديد أمرهللا صللعب مسلللكها‬
‫عظيم بلؤهللا قللديم فللي الزبللر الولللى ذكرهللا‬
‫ولقللد كللانت منكللم فللي أيللام الماضللي )عليلله‬
‫‪659‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫السلم( إلى أن مضى لسبيله وفي أيامي هذه‬


‫أمور كنتم فيها عندي غير محمللودي الللرأي ول‬
‫مسددي التوفيق فاعلم يقينا يا إسحاق أنه من‬
‫خرج مللن هللذه الللدنيا أعمللى فهللو فللي الخللرة‬
‫أعمللى وأضللل سللبيل يللا إسللحاق ليللس تعمللى‬
‫البصار ولكن تعمى القلوب التي فللي الصللدور‬
‫وذلك قللول الللله فللي محكللم كتللابه حكايللة عللن‬
‫د‬ ‫عمللى و َ‬
‫قلل ْ‬ ‫شللْر ت َِني أ َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫الظالم إذ يقول َر ّ‬
‫سلليَتها‬ ‫ك آياُتنللا َ‬
‫فنَ ِ‬ ‫ك أ َت َت ْل َ‬‫ل ك َللذل ِ َ‬ ‫صلليرا ً قللا َ‬ ‫ك ُن ْ ُ‬
‫ت بَ ِ‬
‫م ت ُْنسى وأي آيللة أعظللم مللن حجللة‬ ‫ك ا ل ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫و َ‬
‫كذل ِ َ‬
‫الله على خلقه وأمينه في بلده وشهيده علللى‬
‫عبللاده مللن بعللد مللن سلللف مللن آبللائه الوليللن‬
‫النبيين وآبائه الخرين الوصيين عليهم أجمعين‬
‫السلللم ورحمللة الللله وبركللاته فللأين يتللاه بكللم‬
‫وأين تذهبون كالنعام على وجوهكم عن الحللق‬
‫تصلللدفون وبالباطلللل تؤمنلللون وبنعملللة اللللله‬
‫تكفرون أو تكونون ممللن يللؤمن ببعللض الكتللاب‬
‫ويكفر ببعض فما جللزاء مللن يفعللل ذلللك منكللم‬
‫ومن غيركم إل خزي في الحيللاة الللدنيا وطللول‬
‫عذاب في الخللرة الباقيللة وذلللك والللله الخللزي‬
‫‪660‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العظيم إن الله بمنه ورحمته لما فرض عليكلللم‬


‫الفللرائض لللم يفللرض ذلللك عليكللم لحاجللة منلله‬
‫إليكم بل برحمة منه ل إله إل هو عليكم ليميللز‬
‫الخبيث من الطيب وليبتلللي مللا فللي صللدوركم‬
‫وليمحص ما في قلوبكم لتسللابقوا إلللى رحمللة‬
‫الللله ولتتفاضللل منللازلكم فللي جنتلله ففللرض‬
‫عليكللم الحللج والعمللرة وإقللام الصلللة وإيتللاء‬
‫الزكلللاة والصلللوم والوليلللة وجعلللل لكلللم بابلللا‬
‫تستفتحون بلله أبللواب الفللرائض ومفتاحللا إلللى‬
‫سللبيله لللو ل محمللد )صلللى الللله عليلله وآللله(‬
‫والوصياء من ولللده لكنتللم حيللارى كالبهللائم ل‬
‫تعرفون فرضا من الفرائض وهل تللدخل مدينللة‬
‫إل من بابها فلمللا مللن عليكللم بإقامللة الوليللاء‬
‫َ‬
‫ت‬‫م ل ْل ُ‬‫م أك ْ َ‬ ‫بعد نبيكم قللال الللله فللي كتللابه ال ْي َل ْ‬
‫و َ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل َك ُلم دين َك ُلم وأ َ‬
‫ضللي ُ‬ ‫م ت ِللي وَر ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫م‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬
‫م ِدينللا ً ففللرض عليكللم لوليللائه‬ ‫م اْل ِ ْ‬
‫سللل َ‬ ‫لَ ُ‬
‫كلل ُ‬
‫حقوقللا أمركللم بأدائهللا ليحللل لكللم مللا وراء‬
‫ظهللوركم مللن أزواجكللم وأمللوالكم ومللآكلكم‬
‫جللرا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ل َي ْ ِ‬
‫ه أ ْ‬ ‫س ئ َل ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ومشاربكم قال الله ُ‬
‫ق ْ‬
‫ل ل أ ْ‬
‫ق ْربى واعلمللوا أن مللن يبخللل‬ ‫في ال ْ ُ‬
‫و دّ ةَ ِ‬ ‫إ ِّلل ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫‪661‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فإنمللا يبخللل عللن نفسلله والللله الغنللي وأنتللم‬


‫الفقراء ل إللله إل هللو ولقللد طللالت المخاطبللة‬
‫فيما هو لكم وعليكم ولو ل مللا يحللب الللله مللن‬
‫تمام النعمة من الله عليكم لما رأيتم لي خطللا‬
‫ول سمعتم مني حرفا من بعللد مضللي الماضللي‬
‫)عليلله السلللم( وأنتللم فللي غفلللة ممللا إليلله‬
‫معادكم ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة‬
‫وكتللابي الللذي حمللله إليكللم محمللد بللن موسللى‬
‫النيسللابوري والللله المسللتعان علللى كللل حللال‬
‫وإياكم أن تفرطوا في جنب الللله فتكونللوا مللن‬
‫الخاسرين فبعدا وسحقا لمن رغب عللن طاعللة‬
‫الله ولم يقبل مواعظ أوليائه فقد أمركم الللله‬
‫بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي المر رحم‬
‫الله ضللعفكم وغفلتكللم وصللبركم علللى أمركللم‬
‫فما أغر النسان بربه الكريم ولو فهمت الصم‬
‫الصلب بعض ما هو في هللذا الكتللاب لتصللدعت‬
‫قلقا وخوفا من خشية الله ورجوعا إلى طاعللة‬
‫م‬ ‫ملَ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ع َ‬ ‫سللي ََرى الّللل ُ‬
‫ه َ‬ ‫ف َ‬‫الللله اعملللوا مللا شللئتم َ‬

‫ن ِإلللى عللال ِم ِ‬ ‫دو َ‬


‫سللت َُر ّ‬
‫ن و َ‬
‫م ُنللو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ه وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سللول ُ ُ‬
‫وَر ُ‬
‫م ُلللو َ‬
‫ن‬ ‫ع َ‬ ‫م ِبمللا ك ُن ُْتلل ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ف ي ُن َب ّ ئ ُ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ب وال ّ‬
‫شهادَ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫غيْ ِ‬
‫‪662‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والحمللد لللله رب العللالمين وصلللى الللله علللى‬


‫محمد وآله أجمعين‪.‬‬
‫وروي عنه )عليلله السلللم( فللي قصللار هللذه‬
‫المعاني‬
‫قال )عليه السلللم( ل تمللار فيللذهب بهللاؤك‬
‫ول تمازح فيجترأ عليك‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( ملللن رضلللي بلللدون‬
‫الشللرف مللن المجلللس لللم يللزل الللله وملئكتلله‬
‫يصلون عليه حتى يقوم‪.‬‬
‫وكتب )عليه السلللم( إلللى رجللل سللأله دليل‬
‫من سأل آية أو برهانا فأعطي ما سأل ثم رجع‬
‫عمن طلب منه الية عذب ضللعف العللذاب ومللن‬
‫صبر أعطي التأييد من الللله والنللاس مجبولللون‬
‫علللى حيلللة إيثللار الكتللب المنشللرة نسللأل الللله‬
‫السللداد فإنمللا هللو التسللليم أو العطللب ولللله‬
‫عاقبة المور‪.‬‬
‫وكتللب إليلله بعللض شللليعته يعرفللله اختلف‬
‫الشيعة فكتب )عليه السلم( إنمللا خللاطب الللله‬
‫العاقل والنللاس فللي علللى طبقللات المستبصللر‬
‫على سبيل نجاة متمسللك بللالحق متعلللق بفللرع‬
‫‪663‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الصل غير شاك ول مرتللاب ل يجللد عنللي ملجللأ‬


‫وطبقة لم تأخذ الحللق مللن أهللله فهللم كراكللب‬
‫البحللر يمللوج عنللد مللوجه ويسللكن عنللد سللكونه‬
‫وطبقة استحوذ عليهم الشلليطان شللأنهم الللرد‬
‫على أهل الحق ودفع الحق بالباطل حسدا مللن‬
‫عند أنفسهم فدع من ذهب يمينا وشللمال فللإن‬
‫الراعي إذا أراد أن يجمع غنملله جمعهللا بللأهون‬
‫سعي وإياك والذاعللة وطلللب الرئاسللة فإنهمللا‬
‫يدعوان إلى الهلكة‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن الللذنوب الللتي ل‬
‫تغفر ليتنللي ل أؤاخللذ إل بهللذا ثللم قللال )عليلله‬
‫السلم( الشراك في الناس أخفللى مللن دبيللب‬
‫النمل على المسح السود في الليلة المظلمة‬
‫ن‬
‫حملل ِ‬ ‫سللم ِ الّللل ِ‬
‫ه الّر ْ‬ ‫وقللال )عليلله السلللم( ب ِ ْ‬
‫حيم ِ أقرب إلى اسم الله العظم من سللواد‬ ‫الّر ِ‬
‫العين إلى بياضها‪.‬‬
‫وخرج في بعض توقيعاته )عليه السلم( عند‬
‫اختلف قوم من شيعته في أمره ما منللي أحللد‬
‫مللن آبللائي بمثللل مللا منيللت بلله مللن شللك هللذه‬
‫العصلللابة فلللي فلللإن كلللان هلللذا الملللر أملللرا‬
‫‪664‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫اعتقللدتموه ودنتللم بلله إلللى وقللت ثللم ينقطللع‬


‫فللشك موضع وإن كان متصل ما اتصلت أمللور‬
‫الله فما معنى هذا الشك‬
‫وقللال )عليلله السلللم( حللب البللرار للبللرار‬
‫ثللواب للبللرار وحللب الفجللار للبللرار فضلليلة‬
‫للبللرار وبغللض الفجللار للبللرار زيللن للبللرار‬
‫وبغض البرار للفجار خزي على الفجار‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللن التواضللع السلللم‬
‫علللى كللل مللن تمللر بلله والجلللوس دون شللرف‬
‫المجلس‬
‫وقال )عليه السلم( من الجهل الضحك مللن‬
‫غير عجب‬
‫وقللال )عليلله السلللم( مللن الفللواقر الللتي‬
‫تقصم الظهر جللار إن رأى حسللنة أطفأهللا وإن‬
‫رأى سيئة أفشاها‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لشيعته أوصيكم بتقوى‬
‫الله والورع فللي دينكللم والجتهللاد لللله وصللدق‬
‫الحديث وأداء المانة إلى من ائتمنكم من بر أو‬
‫فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جللاء‬
‫محمللد )صلللى الللله عليلله وآللله( صلللوا فللي‬
‫‪665‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضللاهم‬


‫وأدوا حقوقهم فإن الرجللل منكللم إذا ورع فللي‬
‫دينلله وصللدق فللي حللديثه وأدى المانللة وحسللن‬
‫خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلللك‬
‫اتقوا الله وكونللوا زينللا ول تكونللوا شللينا جللروا‬
‫إلينا كل مودة وادفعوا عنللا كللل قبيللح فللإنه مللا‬
‫قيل فينا من حسن فنحن أهله ومللا قيللل فينللا‬
‫من سوء فما نحن كذلك لنا حق في كتاب الللله‬
‫وقرابللة مللن رسللول الللله وتطهيللر مللن الللله ل‬
‫يدعيه أحد غيرنا إل كذاب أكثروا ذكر الله وذكر‬
‫المللوت وتلوة القللرآن والصلللة علللى النللبي‬
‫)صلى الله عليه وآله( فإن الصلة على رسللول‬
‫الللله عشللر حسللنات احفظللوا مللا وصلليتكم بلله‬
‫وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلم‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ليسللت العبللادة كللثرة‬
‫الصيام والصلة وإنما العبادة كثرة التفكر فللي‬
‫أمر الله‬
‫وقال )عليه السلم( بئس العبد عبد يكون ذا‬
‫وجهين وذا لسانين يطري أخاه شللاهدا ويللأكله‬
‫غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله‬
‫‪666‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وقال )عليه السلم( الغضب مفتاح كل شر‪.‬‬


‫وقال )عليه السلم( لشيعته في سنة ستين‬
‫ومللائتين أمرنللاكم بللالتختم فللي اليميللن ونحللن‬
‫بيللن ظهرانيكللم والن نللأمركم بللالتختم فللي‬
‫الشمال لغيبتنا عنكم إلى أن يظهر الللله أمرنللا‬
‫وأمركم فإنه من أدل دليل عليكللم فللي وليتنللا‬
‫أهل البيت فخلعوا خواتيمهم من أيمللانهم بيللن‬
‫يللديه ولبسللوها فللي شللمائلهم وقللال )عليلله‬
‫السلم( لهم حدثوا بهذا شيعتنا‬
‫وقللال )عليلله السلللم( أقللل النللاس راحللة‬
‫الحقود‬
‫وقال )عليه السلم( أورع الناس مللن وقللف‬
‫عنللد الشللبهة أعبللد النللاس مللن أقللام علللى‬
‫الفللرائض أزهللد النللاس مللن تللرك الحللرام أشللد‬
‫الناس اجتهادا من ترك الذنوب‬
‫وقلللال )عليللله السللللم( إنكلللم فلللي آجلللال‬
‫منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتللة مللن‬
‫يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يللزرع شللرا يحصللد‬
‫ندامة لكل زارع ما زرع ل يسللبق بطيء بحظلله‬
‫ول يدرك حريص ما لم يقدر له من أعطي خيرا‬
‫‪667‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه‬


‫وقللال )عليلله السلللم( المللؤمن بركللة علللى‬
‫المؤمن وحجة على الكافر‬
‫وقال )عليه السلم( قلب الحمق فللي فملله‬
‫وفم الحكيم في قلبه‬
‫وقال )عليه السلم( ل يشغلك رزق مضمون‬
‫عن عمل مفروض‬
‫وقال )عليه السلم( من تعدى فللي طهللوره‬
‫كان كناقضه‬
‫وقال )عليه السلم( ما ترك الحللق عزيللز إل‬
‫ذل ول أخذ به ذليل إل عز‬
‫وقال )عليه السلم( صديق الجاهل تعب‬
‫وقال )عليه السلم( خصلتان ليللس فوقهمللا‬
‫شيء اليمان بالله ونفع الخوان‬
‫وقال )عليه السلم( جرأة الولد علللى والللده‬
‫في صغره تدعو إلى العقوق في كبره‬
‫وقال )عليه السلم( ليس مللن الدب إظهللار‬
‫الفرح عند المحزون‬
‫وقال )عليه السلم( خير مللن الحيللاة مللا إذا‬
‫فقدته أبغضت الحياة وشللر مللن المللوت مللا إذا‬
‫‪668‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫نزل بك أحببت الموت‬


‫وقللال )عليلله السلللم( رياضللة الجاهللل ورد‬
‫المعتاد عن عادته كالمعجز‬
‫وقال )عليه السلم( التواضع نعمة ل يحسللد‬
‫عليها‬
‫وقللال )عليلله السلللم( ل تكللرم الرجللل بمللا‬
‫يشق عليه‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللن وعللظ أخللاه سللرا‬
‫فقد زانه ومن وعظه علنية فقد شانه‬
‫وقال )عليلله السلللم( مللا مللن بليللة إل ولللله‬
‫فيها نعمة تحيط بها‬
‫وقال )عليه السلللم( مللا أقبللح بللالمؤمن أن‬
‫تكون له رغبة تذله‪.‬‬
‫تم ما انتهى إلينا مللن أخبللار النللبي والئمللة‬
‫الطاهرين )عليلله السلللم( فللي المعللاني الللتي‬
‫ذكرناهللا والثللار الللتي اشللترطناها ولللم نللذكر‬
‫شيئا من توقيعات صللاحب زماننللا والحجللة فللي‬
‫عصرنا على تواترها في الشلليعة المستبصللرين‬
‫واستفاضللتها فيهللم لنلله لللم يصللل إلينللا مللا‬
‫اقتضاه كتابنا وضللاهاه تأليفنللا والعتقللاد فيلله‬
‫‪669‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مثللله فيمللن سلللف مللن آبللائه الماضللين الئمللة‬


‫الراشدين عليهم السلم أجمعين وأتبعللت ذلللك‬
‫بما جانسلله وشللاكله لللتزاد الفللوائد وتتضللاعف‬
‫المواعظ والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعللم‬
‫الوكيل‪.‬‬

‫مناجاة الللله عللز وجللل لموسللى بللن عمللران‬


‫)عليه السلم(‬
‫يا موسى ل تطل فللي الللدنيا أملللك فيقسللو‬
‫قلبللك وقاسللي القلللب منللي بعيللد أمللت قلبللك‬
‫بالخشية وكن خلق الثياب جديللد القلللب تخفللى‬
‫على أهل الرض وتعرف بين أهل السماء وصح‬
‫إلي من كثرة الذنوب صياح الهللارب مللن عللدوه‬
‫واستعن بي على ذلك فإني نعللم المسللتعان يللا‬
‫موسى إني أنا فوق العباد والعباد دونللي وكللل‬
‫لللي داخللرون فللاتهم نفسللك علللى نفسللك ول‬
‫تأتمن ولدك على دينك إل أن يكون ولدك مثلك‬
‫يحللب الصللالحين يللا موسللى اغسللل واغتسللل‬
‫واقترب مللن عبللادي الصللالحين يللا موسللى كللن‬
‫إمامهم في صلتهم وفيما يتشللاجرون واحكللم‬
‫‪670‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بينهم بالحق بما أنزلت عليك فقد أنزلته حكمللا‬


‫بينا وبرهانا نيرا ونورا ينطق بمللا فللي الوليللن‬
‫وبما هو كائن في الخريللن يللا موسللى أوصلليك‬
‫وصية الشللفيق المشللفق بللابن البتللول عيسللى‬
‫ابللن مريللم صللاحب التللان والللبرنس والزيللت‬
‫والزيتون والمحراب ومن بعده بصللاحب الجمللل‬
‫الحمللر الطيللب الطللاهر المطهللر فمثللله فللي‬
‫كتابك أنه مؤمن مهيمن على الكتب وأنه راكللع‬
‫ساجد راغب راهب إخوانه المسللاكين وأنصللاره‬
‫قوم آخللرون وسلليكون فللي زمللانه أزل وزلزل‬
‫وقتل اسمه أحمد ومحمد الميللن مللن البللاقين‬
‫الوليللن يللؤمن بللالكتب كلهللا ويصللدق جميللع‬
‫المرسلين أمته مرحومللة مباركللة لهللم سللاعات‬
‫موقتات يؤذنون فيها بالصلوات فبه صدق فإنه‬
‫أخللوك يللا موسللى إنلله أمينللي وهللو عبللد صللدق‬
‫مبارك له فيما وضع يده نبارك عليه كذلك كللان‬
‫فللي علمللي وكللذلك خلقتلله بلله أفتللح السللاعة‬
‫وبللأمته أختللم مفاتيللح الللدنيا فمللر ظلمللة بنللي‬
‫إسرائيل أن ل يدرسوا اسمه ول يخذلوه وإنهم‬
‫لفاعلون وحبلله لللي حسللنة وأنللا معلله وأنللا مللن‬
‫‪671‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حزبه وهو من حزبي وحزبللي هللم الغللالبون يللا‬


‫موسى أنت عبدي وأنا إلهك ل تسللتذل الحقيللر‬
‫الفقير ول تغبط الغني وكن عند ذكري خاشللعا‬
‫وعند تلوته برحمللتي طامعللا فأسللمعني لللذاذة‬
‫التوراة بصوت خاشع حزين اطمئن عنللد ذكللري‬
‫واعبدني ول تشرك بي إنللي أنللا السلليد الكللبير‬
‫إني خلقتك من نطفة من ماء مهين مللن طينللة‬
‫أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة فكانت بشللرا‬
‫فأنللا صللانعها خلقللا فتبللارك وجهللي وتقللدس‬
‫صنعي ليس كمثلي شيء وأنللا الحللي الللدائم ل‬
‫أزول يا موسى كن إذا دعوتني خائفللا مشللفقا‬
‫وجل وناجني حيللن تنللاجيني بخشللية مللن قلللب‬
‫وجلللل وأحلللي بتلللوراتي أيلللام الحيلللاة وعللللم‬
‫الجاهلين محامدي وذكرهم آلئي ونعمي وقللل‬
‫لهم ل يتمادون في غي ما هم فيه فإن أخللذي‬
‫لهم شديد يا موسى إن انقطع حبلللك منللي لللم‬
‫يتصللل بحبللل غيللري فاعبللدني وقللم بيللن يللدي‬
‫مقام العبد الحقير ذم نفسك وهي أولى بالذم‬
‫ول تتطاول على بني إسللرائيل بكتللابي فكفللى‬
‫بهلللذا واعظلللا لقلبلللك منيلللرا وهلللو كلم رب‬
‫‪672‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العالمين جل وتعالى يا موسى متى ما دعوتني‬


‫وجدتني فإني سللأغفر لللك علللى مللا كللان منللك‬
‫السماء تسبح لي وجل والملئكللة مللن مخللافتي‬
‫مشفقون والرض تسبح لي طمعا وكل الخلللق‬
‫يسبحون لي داخرين ثللم عليللك بالصلللة فإنهللا‬
‫مني بمكان ولها عندي عهد وثيق وألحق بها ما‬
‫هللو منهللا ذكللاة القربللان مللن طيللب المللال‬
‫والطعللام فللإني ل أقبللل إل الطيللب يللراد بلله‬
‫وجهي اقرن مللع ذلللك صلللة الرحللام فللإني أنللا‬
‫الرحمن الرحيم والرحم أنا خلقتهللا فضللل مللن‬
‫رحمتي ليتعاطف بها العباد ولها عندي سلطان‬
‫في معاد الخرة وأنا قاطع من قطعها وواصل‬
‫من وصلللها وكللذلك أفعللل بمللن ضلليع أمللري يللا‬
‫موسللى أكللرم السللائل إذا أتللاك بللرد جميللل أو‬
‫إعطاء يسللير فللإنه يأتيللك مللن ليللس بللإنس ول‬
‫جان ملئكللة الرحمللن يبلونللك كيللف أنللت صللانع‬
‫فيمللا أوليتللك وكيللف مواسللاتك فيمللا خولتللك‬
‫فاخشللع لللي بالتضللرع واهتللف بولولللة الكتللاب‬
‫واعلم أني أدعوك‬
‫دعاء السيد مملوكه لتبلغ به شللرف المنللازل‬
‫‪673‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وذلك من فضلي عليك وعلى آبائك الوليللن يللا‬


‫موسى ل تنسني على كل حال ول تفرح بكثرة‬
‫المال فإن نسياني يقسي القلللوب ومللع كللثرة‬
‫المللال كللثرة الللذنوب الرض مطيعللة والسللماء‬
‫مطيعة والبحار مطيعة فمن عصاني شقي فأنا‬
‫الرحمن الرحيم رحمان كل زمان آتللي بالشللدة‬
‫بعد الرخاء وبالرخاء بعد الشللدة وبللالملوك بعللد‬
‫الملوك وملكللي دائم قللائم ل يللزول ول يخفللى‬
‫علي شيء في الرض ول فللي السللماء وكيللف‬
‫يخفللى علللي مللا منللي مبتللدؤه وكيللف ل يكللون‬
‫همك فيما عندي وإلي ترجع ل محالة يا موسى‬
‫اجعلني حرزك وضع عندي كنزك من الصالحات‬
‫وخفني ول تخف غيري إلي المصير يللا موسللى‬
‫عجل التوبة وأخر الذنب وتأن في المكللث بيللن‬
‫يدي فللي الصلللة ول تللرج غيللري اتخللذني جنللة‬
‫للشللدائد وحصللنا لململلات المللور يللا موسللى‬
‫نافس في الخير أهله فللإن الخيللر كاسللمه ودع‬
‫الشر لكل مفتون يا موسى اجعللل لسللانك مللن‬
‫وراء قلبك تسلم وأكللثر ذكللري بالليللل والنهللار‬
‫تغنللم ول تتبللع الخطايللا فتنللدم فللإن الخطايللا‬
‫‪674‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫موعللدها النللار يللا موسللى أطللب الكلم لهللل‬


‫الترك للذنوب وكن لهم جليسا واتخذهم لغيبك‬
‫إخوانا وجد معهللم يجللدون معللك يللا موسللى مللا‬
‫أريد به وجهي فكثير قليله وما أريللد بلله غيللري‬
‫فقليللل كللثيره وإن أصلللح أيامللك الللذي أمامللك‬
‫فللانظر أي يللوم هللو فأعللد للله الجللواب فإنللك‬
‫موقللوف ومسللئول وخللذ موعظتللك مللن الللدهر‬
‫وأهله فإن الدهر طويله قصير وقصيره طويللل‬
‫وكل شيء فان فاعمل كأنك ترى ثللواب عملللك‬
‫لكي يكون أطمع لك في الخرة ل محالللة فللإن‬
‫ما بقي من الدنيا كمللا ولللى منهللا وكللل عامللل‬
‫يعمل على بصيرة ومثال فكللن مرتللادا لنفسللك‬
‫يا ابللن عمللران لعلللك تفللوز غللدا يللوم السللؤال‬
‫وهنالك يخسر المبطلون يا موسى طللب نفسللا‬
‫عن الدنيا وانطو عنها فإنها ليست لللك ولسللت‬
‫لهللا مللا لللك ولللدار الظللالمين إل لعامللل فيهللا‬
‫بللالخير فإنهللا للله نعللم الللدار يللا موسللى الللدنيا‬
‫وأهلها فتن بعضها لبعض فكل مزين له ما هللو‬
‫فيه والمؤمن زينت له الخرة فهو ينظللر إليهللا‬
‫مللا يفللتر قللد حللالت شللهوتها بينلله وبيللن لللذة‬
‫‪675‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫العيلللش فلللأدلجته بالسلللحار كفعلللل الراكلللب‬


‫السابق إلى غللايته يظللل كئيبللا ويمسللي حزينللا‬
‫فطوبى له أما لو قد كشف الغطاء ما ذا يعاين‬
‫من السللرور يللا موسللى إذا رأيللت الغنللى مقبل‬
‫فقللل ذنللب عجلللت عقللوبته وإذا رأيللت الفقللر‬
‫مقبل فقللل مرحبللا بشللعار الصللالحين ول تكللن‬
‫جبارا ظلوما ول تكن للظالمين قرينا يا موسى‬
‫ما عمر وإن طال يذم آخره وما ضللرك مللا زوي‬
‫عنك إذا حمدت مغبته يللا موسللى صللرح الكتللاب‬
‫صراحا بما أنت إليه صائر فكيف ترقد على هذا‬
‫العيللون أم كيللف يجللد قللوم لللذة العيللش لللو ل‬
‫التمللادي فللي الغفلللة والتتللابع فللي الشللهوات‬
‫ومن دون هذا جللزع الصللديقون يللا موسللى مللر‬
‫عبادي يدعوني على ما كانوا بعد أن يقروا بللي‬
‫أني أرحم الراحمين أجيب المضطرين وأكشللف‬
‫السللوء وأبللدل الزمللان وآتللي بالرخللاء وأشللكر‬
‫اليسللير وأثيللب بللالكثير وأغنللي الفقيللر وأنللا‬
‫الدائم العزيز القدير فمللن لجللأ إليللك وانضللوى‬
‫إليك مللن الخللاطئين فقللل أهل وسللهل بللأرحب‬
‫الفناء نزلت بفناء رب العالمين واسللتغفر لهللم‬
‫‪676‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وكن لهم كأحدهم ول تسللتطل عليهللم بمللا أنللا‬


‫أعطيتك فضله وقل لهم فيسألوني من فضلي‬
‫ورحمللتي فللإنه ل يملكهللا أحللد غيللري وأنللا ذو‬
‫الفضلللل العظيلللم كهلللف الخلللاطئين وجليلللس‬
‫المضللطرين ومسللتغفر للمللذنبين إنللك منللي‬
‫بالمكلللان الرضلللي فلللادعني بلللالقلب النقلللي‬
‫واللسان الصادق وكن كمللا أمرتللك أطللع أمللري‬
‫ول تستطل على عبادي بما ليس منللك مبتللدؤه‬
‫وتقرب إلي فإني منك قريب فإني لللم أسللألك‬
‫ملللا يؤذيلللك ثقلللله ول حملللله إنملللا سلللألتك أن‬
‫تللدعوني فأجيبللك وأن تسللألني فأعطيللك وأن‬
‫تتقللرب بمللا منللي أخللذت تللأويله وعلللي تمللام‬
‫تنزيله يا موسللى انظللر إلللى الرض فإنهللا عللن‬
‫قريب قبرك وارفع عينيك إلى السماء فإن‬
‫فوقك فيها ملكا عظيما وابللك علللى نفسللك‬
‫ما كنت فللي الللدنيا وتخللوف العطللب والمهالللك‬
‫ول تغرنلللك زينلللة اللللدنيا وزهرتهلللا ول تلللرض‬
‫بالظلم ول تكللن ظالمللا فللإني للظللالم بمرصللد‬
‫حتى أديل منه المظلوم يا موسللى إن الحسللنة‬
‫عشرة أضعاف ومن السيئة الواحللدة الهلك ول‬
‫‪677‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تشللرك بللي ل يحللل لللك أن تشللرك بللي قللارب‬


‫وسدد ادع دعاء الراغب فيما عندي النادم على‬
‫ما قدمت يداه فإن سواد الليللل يمحللوه النهللار‬
‫كذلك السلليئة تمحوهللا الحسللنة وعشللوة الليللل‬
‫تللأتي علللى ضللوء النهللار فكللذلك السلليئة تللأتي‬
‫على الحسنة فتسودها‪.‬‬

‫مناجللاة الللله جللل ثنللاؤه لعيسللى ابللن مريللم‬


‫)عليه السلم(‬
‫يا عيسى أنا ربللك ورب آبللائك اسللمي واحللد‬
‫وأنا الحد المتفرد بخلق كل شيء وكللل شلليء‬
‫من صنعي وكللل إلللي راجعللون يللا عيسللى أنللت‬
‫المسيح بأمري وأنت تخلللق مللن الطيللن بللإذني‬
‫وأنت تحيللي المللوتى بكلمللي فكللن إلللي راغبللا‬
‫ومنللي راهبللا ولللن تجللد منللي ملجللأ إل إلللي يللا‬
‫عيسى أوصيك وصللية المتحنللن عليللك بالرحمللة‬
‫حللتى حقللت لللك منللي الوليللة بتحريللك منللي‬
‫المسرة فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيث ما‬
‫كنت أشللهد أنللك عبللدي مللن أمللتي تقللرب إلللي‬
‫‪678‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالنوافللل وتوكللل علللي أكفللك ول تللول غيللري‬


‫فأخللذلك يللا عيسللى اصللبر علللى البلء وارض‬
‫بالقضاء وكن كمسرتي فيللك فللإن مسللرتي أن‬
‫أطاع فل أعصى يا عيسى أحي ذكللري بلسللانك‬
‫وليكللن ودي فللي قلبللك يللا عيسللى تيقللظ فللي‬
‫ساعات الغفلللة وأحكللم لللي لطيللف الحكمللة يللا‬
‫عيسى كن راغبا راهبا وأمت قلبك بالخشية يللا‬
‫عيسى راع الليل لتحري مسرتي واظمأ نهللارك‬
‫ليللوم حاجتللك يللا عيسللى إنللك مسللئول فللارحم‬
‫الضللعيف كرحمللتي إيللاك ول تقهللر اليللتيم يللا‬
‫عيسى ابك علللى نفسللك فللي الخلللوات وانقللل‬
‫قدميك إلى مواقيت الصلوات وأسمعني للللذاذة‬
‫نطقللك بللذكري فللإن صللنيعي إليللك حسللن يللا‬
‫عيسى كم من أمة قللد أهلكتهللا بسللالف ذنللوب‬
‫قللد عصللمتك منهللا يللا عيسللى ارفللق بالضللعيف‬
‫وارفللع طرفللك الكليللل إلللى السللماء وادعنللي‬
‫فإني منك قريب ول تللذكرني إل متضللرعا إلللي‬
‫وهمك واحد فإنك متى دعوتني كذلك أجبللك يللا‬
‫عيسى ل يغرك المتمللرد علللي بالعصلليان يأكللل‬
‫رزقللي ويعبللد غيللري ثللم يللدعوني عنللد الكللرب‬
‫‪679‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فأجيبه ثم يرجع إلى ما كان عليه فعلي يتمللرد‬


‫أم بسخطي يتعرض وبللي حلفللت لخللذنه أخللذة‬
‫ليس له منها منجى ول دوني ملجأ أيللن يهللرب‬
‫من سمائي وأرضي يا عيسى قللل لظلمللة بنللي‬
‫إسرائيل ل تللدعوني والسللحت تحللت أحضللانكم‬
‫والصنام في بيوتكم فإني آليت أن أجيللب مللن‬
‫دعللاني وأن أجعللل إجللابتي إيللاهم لعنللا عليهللم‬
‫حتى يتفرقوا يا عيسى ما خيللر لللذاذة ل تللدوم‬
‫وعيش عن صاحبه يزول يللا ابللن مريللم لللو رأت‬
‫عينك ما أعددت لوليائي الصللالحين ذاب قلبللك‬
‫وزهقت نفسك‬
‫شللوقا إليلله فليللس كللدار الخللرة دار تجللاور‬
‫فيهللا الطيبللون وتللدخل عليهللم فيهللا الملئكللة‬
‫المقربللون وهللم ممللا يللأتي يللوم القيامللة مللن‬
‫أهوالهللا آمنللون دار ل يتغيللر فيهللا النعيللم ول‬
‫يزول عن أهلها يا ابللن مريللم نللافس فيهللا مللع‬
‫المتنافسللين فإنهللا أمنيللة المتمكنيللن حسللنة‬
‫المنظر طوبى لك يا ابن مريم إن كنت لها من‬
‫العللالمين مللع آبللائك آدم وإبراهيللم فللي جنللات‬
‫ونعيم ل تبغي بها بدل ول تحللويل كللذلك أفعللل‬
‫‪680‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بالمتقين يا عيسى اهللرب إلللي مللع مللن يهللرب‬


‫مللن نللار ذات لهللب ونللار ذات أغلل وأنكللال ل‬
‫يللدخلها روح ول يخللرج منهللا غللم أبللدا قطللع‬
‫كقطع الليل المظلم من ينج منها يفز هللي دار‬
‫الجبارين والعتاة الظالمين وكل فللظ غليللظ يللا‬
‫عيسللى بئسللت الللدار لمللن ركللن إليهللا وبئس‬
‫القرار دار الظالمين إني أحللذرك نفسللك فكللن‬
‫بي خبيرا يا عيسى كن حيث ما كنت مراقبا لي‬
‫واشللهد علللي أنللي خلقتللك وأنللك عبللدي وأنللي‬
‫صورتك وإلى الرض أهبطتك يا عيسللى افطللم‬
‫نفسللك عللن الشللهوات الموبقللات وكللل شللهوة‬
‫تباعدك مني فاهجرها واعلم أنللك منللي بمكللان‬
‫الرسول المين فكن مني على حذر يللا عيسللى‬
‫كنللت خلقتللك بكلمللي ولللدتك مريللم بللأمري‬
‫المرسللل إليهللا روحللي جبرئيللل الميللن مللن‬
‫ملئكللتي حللتى قمللت علللى الرض حيللا تمشللي‬
‫وكل ذلك في سابق علمي يا عيسى إن غضبت‬
‫عليك لللم ينفعللك مللن رضللي عنللك وإن رضلليت‬
‫عنللك لللم يضللرك غضللب المتغضللبين عليللك يللا‬
‫عيسى اذكرني في نفسك واذكرنللي فللي ملك‬
‫‪681‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أذكللرك فللي مل خيللر مللن الدمييللن يللا عيسللى‬


‫ادعني دعللاء الغريللق الللذي ليللس للله مغيللث يللا‬
‫عيسى ل تحلف بي كاذبا فيهللتز عرشللي غضللبا‬
‫الدنيا قصيرة العمللر طويلللة المللل وعنللدي دار‬
‫خير مما يجمعون يا عيسى كيف أنتللم صللانعون‬
‫إذا أخرجللت لكللم كتابللا ينطللق بللالحق وأنتللم‬
‫تشهدون بسرائر قللد كتمتموهللا وأعمللال كنتللم‬
‫بها عاملين يا عيسى قل لظلمة بني إسللرائيل‬
‫غسلتم وجوهكم ودنستم قلوبكم أ بي تغللترون‬
‫أم علي تجترءون تطيبون بالطيب لهللل الللدنيا‬
‫وأجوافكم عندي بمنزلة الجيللف المنتنللة كللأنكم‬
‫أقلللوام ميتلللون يلللا عيسلللى قلللل لهلللم قلملللوا‬
‫أظفاركم من كسب الحرام وأصللموا أسللماعكم‬
‫مللن ذكللر الخنللا وأقبلللوا علللي بقلللوبكم فللإني‬
‫لست أريللد صللوركم يللا عيسللى افللرح بالحسللنة‬
‫فإنها لي رضا وابك علللى السلليئة فإنهللا شللين‬
‫وما ل تحب أن يصنع بك فل تصنعه بغيللرك وإن‬
‫لطم أحد خدك اليمن فللأعطه اليسللر وتقللرب‬
‫إلي بالمودة جهللدك وأعللرض عللن الجللاهلين يللا‬
‫عيسى دل لهل الحسنة وشاركهم فيهللا وكللن‬
‫‪682‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫عليهللم شللهيدا وقللل لظلمللة بنللي إسللرائيل يللا‬


‫أخللدان السللوء إن لللم تنتهللوا أمسللخكم قللردة‬
‫وخنازير يللا عيسللى قللل لظلمللة بنللي إسللرائيل‬
‫الحكملللة تبكلللي فرقلللا منلللي وأنتلللم بالضلللحك‬
‫تهجللرون أتتكللم براءتللي أم لللديكم أمللان مللن‬
‫علللذابي أم تعرضلللون لعقوبلللتي فلللبي حلفلللت‬
‫لتركنكم مثل للغابرين ثم أوصيك يا ابن مريللم‬
‫البكر البتللول بسلليد المرسلللين وحبيللبي أحمللد‬
‫صاحب الجمل الحمر والوجه الزهللر المشللرق‬
‫بللالنور الطللاهر القلللب الشللديد البللأس الحيللي‬
‫المتكرم فللإنه رحمللة للعللالمين وسلليد ولللد آدم‬
‫يللوم يلقللاني أكللرم السللابقين علللي وأقللرب‬
‫المسلمين منللي العربللي المللي الللديان بللديني‬
‫الصابر في ذاتي المجاهد للمشركين بللذبه عللن‬
‫ديني وأن تخبر بلله بنللي إسللرائيل وتللأمرهم أن‬
‫يصدقوه وأن يؤمنللوا بلله وأن يتبعللوه وينصللروه‬
‫قال إلهي من هو حتى أرضيه ذلك الرضللا قللال‬
‫هو محمد رسول الله إلى الناس كافة وأقربهم‬
‫مني منزلة وأحضللرهم شللفاعة طللوبى للله مللن‬
‫نبي وطوبى لمته‬
‫‪683‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إنهم لقوني على سبيله يحمده أهلللل الرض‬


‫ويستغفر له أهل السللماء أميللن ميمللون طيللب‬
‫خير الباقين عندي يكللون فللي آخللر الزمللان إذا‬
‫خللرج أرخللت السللماء عزاليهللا وأخرجللت الرض‬
‫زهرتهللا حللتى يللروا البركللة وأبللارك لهللم فيمللا‬
‫وضللع يللده عليلله كللثير الزواج قليللل الولد يللا‬
‫عيسى كل ما يقربك مني قد دللتك عليه وكللل‬
‫ما يباعدك مني قد نهيتك عنه فارتد لنفسك يللا‬
‫عيسللى الللدنيا حلللوة وإنمللا اسللتعملتك فيهللا‬
‫فجانب منها ما حذرتك وخللذ منهللا مللا أعطيتللك‬
‫عفوا يللا عيسللى انظللر فللي عملللك نظللر العبللد‬
‫المذنب الخاطئ ول تنظر في عمل غيللرك كللن‬
‫فيها زاهدا ول ترهب فيها فتعطللب يللا عيسللى‬
‫اعقل وتفكر وانظللر فللي نللواحي الرض كيللف‬
‫كان عاقبة الظالمين يا عيسى كل وصللفي لللك‬
‫نصيحة وكل قولي لللك حللق وأنللا الحللق المللبين‬
‫فحقا أقول لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك مللا‬
‫لللك مللن دونللي ولللي ول نصللير يللا عيسللى أدب‬
‫قلبك بالخشية وانظر إلى من أسللفل منللك ول‬
‫تنظللر إلللى مللن فوقللك واعلللم أن رأس كللل‬
‫‪684‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خطيئة وذنب هو حب الدنيا فل تحبهللا فللإني ل‬


‫أحبها يا عيسى أطللب لللي قلبللك وأكللثر ذكللري‬
‫فللي الخلللوات واعلللم أن سللروري أن تبصللبص‬
‫إلي كن في ذلك حيا ول تكن ميتا يللا عيسللى ل‬
‫تشرك بي وكن مني على حذر ول تغتر بالصحة‬
‫ول تغبللط نفسللك فللإن الللدنيا كفيء زائل ومللا‬
‫أقبللل منهللا كمللا أدبللر فنللافس فللي الصللالحات‬
‫جهللدك وكللن مللع الحللق وإن قطعللت وأحرقللت‬
‫بالنار فل تكفر بللي بعللد المعرفللة ول تكللن مللع‬
‫الجللاهلين فللإن الشلليء يكللون مللع الشلليء يللا‬
‫عيسللى صللب لللي الللدموع مللن عينيللك واخشللع‬
‫بقلبك يا عيسى اسللتغث لللي فللي حللال الشللدة‬
‫فإني أغيث المكروبين وأجيب المضطرين وأنللا‬
‫أرحم الراحمين‪.‬‬

‫مواعظ المسيح )عليه السلم( فللي النجيللل‬


‫وغيره ومن حكمه‬
‫طللوبى للمللتراحمين أولئك هللم المرحومللون‬
‫يللوم القيامللة طللوبى للمصلللحين بيللن النللاس‬
‫‪685‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أولئك هلللم المقربلللون يلللوم القياملللة طلللوبى‬


‫للمطهللرة قلللوبهم أولئك يللزورون الللله يللوم‬
‫القيامة طللوبى للمتواضللعين فللي الللدنيا أولئك‬
‫يرثلللون منلللابر المللللك يلللوم القياملللة طلللوبى‬
‫للمسلللاكين ولهلللم ملكلللوت السلللماء طلللوبى‬
‫للمحزونيللن هللم الللذين يسللرون طللوبى للللذين‬
‫يجوعون ويظمئون خشوعا هم الللذين يسللقون‬
‫طوبى للذين يعملون الخير أصفياء الله يدعون‬
‫طوبى للمسبوبين من أجل الطهارة فللإن لهللم‬
‫ملكوت السماء طوبى لكم إذا حسدتم وشتمتم‬
‫وقيللل فيكللم كللل كلمللة قبيحللة كاذبللة حينئذ‬
‫فللافرحوا وابتهجللوا فللإن أجركللم قللد كللثر فللي‬
‫السماء وقللال يللا عبيللد السللوء تلومللون النللاس‬
‫على الظن ول تلومون أنفسكم على اليقين يا‬
‫عبيد الدنيا تحبون أن يقال فيكم ما ليس فيكم‬
‫وأن يشلللار إليكلللم بالصلللابع يلللا عبيلللد اللللدنيا‬
‫تحلقون رءوسكم وتقصرون قمصكم وتنكسون‬
‫رءوسكم ول تنزعون الغل من قلوبكم يللا عبيللد‬
‫الللدنيا مثلكللم كمثللل القبللور المشلليدة يعجللب‬
‫الناظر ظهرها وداخلها عظام المللوتى مملللوءة‬
‫‪686‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫خطايا يا عبيد الدنيا إنما مثلكم كمثللل السللراج‬


‫يضيء للناس ويحللرق نفسلله يللا بنللي إسللرائيل‬
‫زاحموا العلماء في مجالسللهم ولللو حبللوا علللى‬
‫الركللب فللإن الللله يحيللي القلللوب الميتللة بنللور‬
‫الحكمة كما يحيي الرض الميتللة بوابللل المطللر‬
‫يللا بنللي إسللرائيل قلللة المنطللق حكللم عظيللم‬
‫فعليكللم بالصللمت فللإنه دعللة حسللنة وقلللة وزر‬
‫وخفة من الذنوب فحصنوا باب العلم فإن بللابه‬
‫الصبر وإن الله يبغض الضحاك مللن غيللر عجللب‬
‫والمشللاء إلللى غيللر أدب ويحللب الللوالي الللذي‬
‫يكون كالراعي ل يغفللل عللن رعيتلله فاسللتحيوا‬
‫الله في سللرائركم كمللا تسللتحيون النللاس فللي‬
‫علنيتكلللم واعلملللوا أن كلملللة الحكملللة ضلللالة‬
‫المؤمن فعليكم بها قبللل أن ترفللع ورفعهللا أن‬
‫تذهب رواتهللا يللا صللاحب العلللم عظللم العلمللاء‬
‫لعلمهم ودع منازعتهم وصغر الجهللال لجهلهللم‬
‫ول تطردهم ولكن قربهللم وعلمهللم يللا صللاحب‬
‫العلم اعلللم أن كللل نعمللة عجللزت عللن شللكرها‬
‫بمنزلة سيئة تؤاخذ عليها يا صاحب العلم اعلللم‬
‫أن كل معصية عجزت عن توبتها بمنزلة عقوبة‬
‫‪687‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تعاقب بها يا صاحب العلم كللرب ل تللدري مللتى‬


‫تغشاك فاستعد لها قبل أن تفجأك‪.‬‬
‫وقال )عليه السلم( لصحابه أ رأيتللم لللو أن‬
‫أحللدا مللر بللأخيه فللرأى ثللوبه قللد انكشللف عللن‬
‫عللورته أ كللان كاشللفا عنهللا أم يللرد علللى مللا‬
‫انكشف منهللا قللالوا بللل يللرد علللى مللا انكشللف‬
‫منها قال كل بللل تكشللفون عنهللا فعرفللوا أنلله‬
‫مثل ضربه لهم فقالوا يا روح الللله وكيللف ذاك‬
‫قال ذاك الرجل منكم يطلللع علللى العللورة مللن‬
‫أخيلله فل يسللترها بحللق أقللول لكللم أعلمكللم‬
‫لتعلموا ول أعلمكم لتعجبوا بأنفسكم إنكم لللن‬
‫تنللالوا مللا تريللدون إل بللترك مللا تشللتهون ولللن‬
‫تظفروا بما تأملون إل بالصبر على ما تكرهون‬
‫إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلوب الشهوة‬
‫وكفللى بهللا لصللاحبها فتنللة طللوبى لمللن جعللل‬
‫بصره في قلبه ولم يجعل قلبه في نظللر عينلله‬
‫ل تنظروا في عيوب الناس كالربللاب وانظللروا‬
‫فللي عيللوبهم كهيئة عبيللد النللاس إنمللا النللاس‬
‫رجلن مبتللللى ومعلللافى فلللارحموا المبتللللى‬
‫واحمدوا الله على العافية يا بني إسرائيل أ ما‬
‫‪688‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تستحيون من الله إن أحدكم ل يسوغ له شرابه‬


‫حللتى يصللفيه مللن القللذى ول يبللالي أن يبلللغ‬
‫أمثال الفيلة من الحرام أ لم تسمعوا أنلله قيللل‬
‫لكللم فللي التللوراة صلللوا أرحللامكم وكللافئوا‬
‫أرحللامكم وأنللا أقللول لكللم صلللوا مللن قطعكللم‬
‫وأعطللوا مللن منعكللم وأحسللنوا إلللى مللن أسللاء‬
‫إليكم وسلللموا علللى مللن سللبكم وأنصللفوا مللن‬
‫خاصمكم واعفوا عمن ظلمكم كما أنكم تحبون‬
‫أن يعفللى عللن إسللاءتكم فللاعتبروا بعفللو الللله‬
‫عنكم أ ل ترون أن شمسه أشرقت على البرار‬
‫والفجار منكم وأن مطره ينزل على الصللالحين‬
‫والخاطئين منكللم فللإن كنتللم ل تحبللون إل مللن‬
‫أحبكم ول تحسنون إل إلللى مللن أحسللن إليكللم‬
‫ول تكللافئون إل مللن أعطللاكم فمللا فضلللكم إذا‬
‫علللى غيركللم وقللد يصللنع هللذا السللفهاء الللذين‬
‫ليست عندهم فضللول ول لهللم أحلم ولكللن إن‬
‫أردتللم أن تكونللوا أحبللاء الللله وأصللفياء الللله‬
‫فأحسللنوا إلللى مللن أسللاء إليكللم واعفللوا عمللن‬
‫ظلمكم وسلموا على من أعرض عنكم اسللمعوا‬
‫قولي واحفظللوا وصلليتي وارعللوا عهللدي كيمللا‬
‫‪689‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تكونوا علماء فقهاء بحق أقول لكم إن قلوبكم‬


‫بحيللث تكللون كنللوزكم ولللذلك النللاس يحبللون‬
‫أموالهم وتتوق إليها أنفسهم فضللعوا كنللوزكم‬
‫في السماء حيث ل يأكلهللا السللوس ول ينالهللا‬
‫اللصوص بحق أقول لكم إن العبد ل يقدر علللى‬
‫أن يخدم ربين ول محالة أنه يؤثر أحدهما علللى‬
‫الخر وإن جهد كللذلك ل يجتمللع لكللم حللب الللله‬
‫وحللب الللدنيا بحللق أقللول لكللم إن شللر النللاس‬
‫لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها وطلبها‬
‫وجهد عليها حتى لو اسللتطاع أن يجعللل النللاس‬
‫في حيرة لفعل وما ذا يغني عن العمللى سللعة‬
‫نور الشمس وهو ل يبصرها كذلك ل يغني عللن‬
‫العالم علمه إذ هو لم يعمللل بلله مللا أكللثر ثمللار‬
‫الشللجر وليللس كلهللا ينفللع ويؤكللل ومللا أكللثر‬
‫العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم ومللا أوسللع‬
‫الرض وليس كلها تسكن وما أكللثر المتكلميللن‬
‫وليللس كللل كلمهللم يصللدق فللاحتفظوا مللن‬
‫العلمللاء الكذبللة الللذين عليهللم ثيللاب الصللوف‬
‫منكسلللي رءوسلللهم إللللى الرض يلللزورون بللله‬
‫الخطايا يرمقون من تحت حواجبهم كما ترمللق‬
‫‪690‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الذئاب وقولهم يخالف فعلهم وهل يجتنى مللن‬


‫العوسج العنب ومللن الحنظللل الللتين وكللذلك ل‬
‫يؤثر قول العالم الكاذب إل زورا وليس كل من‬
‫يقول يصدق‪.‬‬
‫بحق أقول لكم إن الزرع ينبللت فللي السللهل‬
‫ول ينبت في الصفا وكذلك الحكمللة تعمللر فللي‬
‫قلللب المتواضللع ول تعمللر فللي قلللب المتكللبر‬
‫الجبار أ لم تعلمللوا أنلله مللن شللمخ برأسلله إلللى‬
‫السقف شجه ومن خفض برأسلله عنلله اسللتظل‬
‫تحته وأكنه وكذلك من لللم يتواضللع لللله خفضلله‬
‫ومن تواضع لله رفعه إنه ليللس علللى كللل حللال‬
‫يصلح العسل في الزقاق وكذلك القلللوب ليللس‬
‫على كل حال تعمر الحكمة فيها إن الزق ما لم‬
‫ينخرق أو يقحل أو يتفل فسوف يكون للعسللل‬
‫وعاء وكذلك القلوب ما لللم تخرقهللا الشللهوات‬
‫ويدنسها الطمع ويقسها النعيم فسللوف تكللون‬
‫أوعية للحكمة بحق أقول لكم إن الحريق ليقللع‬
‫في البيت الواحد فل يزال ينتقل من بيت إلللى‬
‫بيت حتى تحللترق بيللوت كللثيرة إل أن يسللتدرك‬
‫البيت الول فيهدم مللن قواعللده فل تجللد فيلله‬
‫‪691‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫النار معمل وكذلك الظالم الول لو يؤخذ علللى‬


‫يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم فيللأتمون بلله‬
‫كما لللو لللم تجللد النللار فللي الللبيت الول خشللبا‬
‫وألواحا لم تحرق شيئا بحق أقول لكم من نظر‬
‫إلى الحية تؤم أخللاه لتلللدغه ولللم يحللذره حللتى‬
‫قتلتلله فل يللأمن أن يكللون قللد شللرك فللي دملله‬
‫وكذلك من نظر إلى أخيلله يعمللل الخطيئة ولللم‬
‫يحذره عاقبتهللا حللتى أحللاطت بلله فل يللأمن أن‬
‫يكون قد شللرك فللي إثملله ومللن قللدر علللى أن‬
‫يغير الظالم ثم لم يغيللره فهللو كفللاعله وكيللف‬
‫يهاب الظالم وقد أمللن بيللن أظهركللم ل ينهللى‬
‫ول يغير عليلله ول يؤخللذ علللى يللديه فمللن أيللن‬
‫يقصر الظالمون أم كيف ل يغترون فحسب أن‬
‫يقول أحدكم ل أظلم ومن شاء فليظلللم ويللرى‬
‫الظلللم فل يغيللره فلللو كللان المللر علللى مللا‬
‫تقولللون لللم تعللاقبوا مللع الظللالمين الللذين لللم‬
‫تعملوا بأعمللالهم حيللن تنللزل بهللم العللثرة فللي‬
‫الدنيا ويلكللم يللا عبيللد السللوء كيللف ترجللون أن‬
‫يللؤمنكم الللله مللن فللزع يللوم القيامللة وأنتللم‬
‫تخافون الناس في طاعة الله وتطيعونهم فللي‬
‫‪692‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫معصيته وتفللون لهللم بللالعهود الناقضللة لعهللده‬


‫بحللق أقللول لكللم ل يللؤمن الللله مللن فللزع ذلللك‬
‫اليوم من اتخذ العباد أربابا من دونه ويلكللم يللا‬
‫عبيد السوء مللن أجللل دنيللا دنيللة وشللهوة رديللة‬
‫تفرطون فللي ملللك الجنللة وتنسللون هللول يللوم‬
‫القيامة ويلكللم يللا عبيللد الللدنيا مللن أجللل نعمللة‬
‫زائلة وحياة منقطعة تفرون من الله وتكرهون‬
‫لقاءه فكيف يحب الله لقللاءكم وأنتللم تكرهللون‬
‫لقاءه فإنمللا يحللب الللله لقللاء مللن يحللب لقللاءه‬
‫ويكللره لقللاء مللن يكللره لقللاءه وكيللف تزعمللون‬
‫أنكم أولياء الله من دون النللاس وأنتللم تفللرون‬
‫من الموت وتعتصمون بالدنيا فما ذا يغني عللن‬
‫الميت‬
‫طيب ريح حنوطه وبياض أكفللانه وكللل ذلللك‬
‫يكون فللي الللتراب كللذلك ل يغنللي عنكللم بهجللة‬
‫دنياكم التي زينللت لكللم وكللل ذلللك إلللى سلللب‬
‫وزوال ما ذا يغني عنكم نقاء أجسادكم وصللفاء‬
‫ألللوانكم وإلللى المللوت تصلليرون وفللي الللتراب‬
‫تنسون وفللي ظلمللة القللبر تغمللرون ويلكللم يللا‬
‫عبيد الدنيا تحملون السراج في ضللوء الشللمس‬
‫‪693‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وضللوؤها كللان يكفيكللم وتللدعون أن تستضلليئوا‬


‫بهللا فللي الظلللم ومللن أجللل ذلللك سللخرت لكللم‬
‫كللذلك استضللأتم بنللور العلللم لمللر الللدنيا وقللد‬
‫كفيتموه وتركتم أن تستضيئوا به لمللر الخللرة‬
‫ومن أجل ذلللك أعطيتمللوه تقولللون إن الخللرة‬
‫حق وأنتم تمهدون الللدنيا وتقولللون إن المللوت‬
‫حق وأنتم تفرون منه وتقولون إن الللله يسللمع‬
‫ويلللرى ول تخلللافون إحصلللاءه عليكلللم وكيلللف‬
‫يصدقكم من سمعكم فللإن مللن كللذب مللن غيللر‬
‫علم أعذر ممن كذب على علم وإن كان ل عللذر‬
‫في شيء من الكذب بحق أقول لكللم إن الدابللة‬
‫إذا لم ترتكللب ولللم تمتهللن وتسللتعمل لتصللعب‬
‫ويتغير خلقها وكذلك القلوب إذا لم ترفق بذكر‬
‫الموت وتتعبها دءوب العبادة تقسو وتغلللظ مللا‬
‫ذا يغني عن الللبيت المظلللم أن يوضللع السللراج‬
‫فوق ظهره وجوفه وحش مظلم كذلك ل يغنللي‬
‫عنكم أن يكون نور العلم بللأفواهكم وأجللوافكم‬
‫منلله وحشللة معطلللة فأسللرعوا إلللى بيللوتكم‬
‫المظلمللة فللأنيروا فيهللا كللذلك فأسللرعوا إلللى‬
‫قلوبكم القاسية بالحكمة قبللل أن تريللن عليهللا‬
‫‪694‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخطايا فتكون أقسى من الحجارة كيف يطيق‬


‫حمللل الثقللال مللن ل يسللتعين علللى حملهللا أم‬
‫كيف تحط أوزار مللن ل يسللتغفر الللله منهللا أم‬
‫كيف تنقى ثياب من ل يغسلها وكيف يللبرأ مللن‬
‫الخطايا من ل يكفرها أم كيف ينجللو مللن غللرق‬
‫البحر من يعللبر بغيللر سللفينة وكيللف ينجللو مللن‬
‫فتللن الللدنيا مللن لللم يللداوها بالجللد والجتهللاد‬
‫وكيف يبلغ من يسافر بغير دليللل وكيللف يصللير‬
‫إلى الجنة من ل يبصر معالم الدين وكيف ينال‬
‫مرضاة الللله مللن ل يطيعلله وكيللف يبصللر عيللب‬
‫وجهه من ل ينظر في المللرآة وكيللف يسللتكمل‬
‫حب خليله من ل يبذل له بعض ما عنللده وكيللف‬
‫يستكمل حب ربه من ل يقرضه بعض مللا رزقلله‬
‫بحللق أقللول لكللم إنلله كمللا ل ينقللص البحللر أن‬
‫تغرق فيه السفينة ول يضره ذلك شيئا كذلك ل‬
‫تنقصون الله بمعاصيكم شلليئا ول تضللرونه بللل‬
‫أنفسكم تضرون وإياها تنقصون وكما ل تنقص‬
‫نور الشمس كثرة من يتقلب فيها بل به يعيش‬
‫ويحيى كذلك ل ينقللص الللله كللثرة مللا يعطيكللم‬
‫ويرزقكم بل برزقه تعيشون وبلله تحيللون يزيللد‬
‫‪695‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مللن شللكره إنلله شللاكر عليللم ويلكللم يللا أجللراء‬


‫السلللوء الجلللر تسلللتوفون واللللرزق تلللأكلون‬
‫والكسوة تلبسون والمنازل تبنللون وعمللل مللن‬
‫استأجركم تفسدون يوشك رب هللذا العمللل أن‬
‫يطالبكم فينظر في عمله الذي أفسدتم فينزل‬
‫بكللم مللا يخزيكللم ويللأمر برقللابكم فتجللذ مللن‬
‫أصولها ويأمر بأيديكم فتقطع من مفاصلها ثم‬
‫يأمر بجثثكللم فتجللر علللى بطونهللا حللتى توضللع‬
‫على قوارع الطريق حتى تكونوا عظة للمتقين‬
‫ونكللال للظللالمين ويلكللم يللا علمللاء السللوء ل‬
‫تحدثوا أنفسكم أن آجالكم تستأخر من أجل أن‬
‫المللوت لللم ينللزل بكللم فكللأنه قللد حللل بكللم‬
‫فلللأظعنكم فملللن الن فلللاجعلوا اللللدعوة فلللي‬
‫آذانكم ومن الن فنوحللوا علللى أنفسللكم ومللن‬
‫الن فابكوا على خطاياكم ومن الن فتجهلللزوا‬
‫وخذوا أهبتكم وبادروا التوبللة إلللى ربكللم بحللق‬
‫أقول لكم إنلله كمللا ينظللر المريللض إلللى طيللب‬
‫الطعام فل يلتذه مع ما يجده مللن شللدة الوجللع‬
‫كللذلك صللاحب الللدنيا ل يلتللذ بالعبللادة ول يجللد‬
‫حلوتها مع ما يجد مللن حللب المللال وكمللا يلتللذ‬
‫‪696‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫المريض نعت الطبيب العالم بما يرجو فيه مللن‬


‫الشللفاء فللإذا ذكللر مللرارة الللدواء وطعملله كللدر‬
‫عليه الشفاء كذلك أهل الدنيا يلتللذون ببهجتهللا‬
‫وأنواع ما فيها فإذا ذكروا فجأة المللوت كللدرها‬
‫عليهم وأفسدها بحق أقول لكم إن كل النلللاس‬
‫يبصر النجوم ولكن ل يهتدي بها إل مللن يعللرف‬
‫مجاريهللا ومنازلهللا وكللذلك تدرسللون الحكمللة‬
‫ولكللن ل يهتللدي لهللا منكللم إل مللن عمللل بهللا‬
‫ويلكللم يللا عبيللد الللدنيا نقللوا القمللح وطيبللوه‬
‫وأدقوا طحنه تجدوا طعمه يهنئكم‬
‫أكله كذلك فأخلصللوا اليمللان تجللدوا حلوتلله‬
‫وينفعكم غبه بحق أقول لكم لو وجدتم سللراجا‬
‫يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لستضأتم به‬
‫ولم يمنعكم منه ريح قطرانه كذلك ينبغي لكللم‬
‫أن تأخللذوا الحكمللة ممللن وجللدتموها معلله ول‬
‫يمنعكم منه سللوء رغبتلله فيهللا ويلكللم يللا عبيللد‬
‫الدنيا ل كحكماء تعقلللون ول كحلمللاء تفقهللون‬
‫ول كعلماء تعلمون ول كعبيد أتقياء ول كأحرار‬
‫كللرام توشللك الللدنيا أن تقتلعكللم مللن أصللولكم‬
‫فتقلبكلللم عللللى وجلللوهكم ثلللم تكبكلللم عللللى‬
‫‪697‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫مناخركم ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم ويدفعكم‬


‫العلم مللن خلفكللم حللتى يسلللماكم إلللى الملللك‬
‫الديان عللراة فللرادى فيجزيكللم بسللوء أعمللالكم‬
‫ويلكللم يللا عبيللد الللدنيا أ ليللس بللالعلم أعطيتللم‬
‫السلللطان علللى جميللع الخلئق فنبللذتموه فلللم‬
‫تعملوا به وأقبلتللم علللى الللدنيا فبهللا تحكمللون‬
‫ولها تمهدون وإياها تللؤثرون وتعمللرون فحللتى‬
‫متى أنتللم للللدنيا ليللس لللله فيكللم نصلليب بحللق‬
‫أقول لكم ل تدركون شرف الخرة إل بترك مللا‬
‫تحبون فل تنتظروا بالتوبللة غللدا فللإن دون غللد‬
‫يوما وليلة قضاء الله فيهما يغللدو ويللروح بحللق‬
‫أقول لكم إن صللغار الخطايللا ومحقراتهللا لمللن‬
‫مكايد إبليس يحقرها لكم ويصغرها في أعينكم‬
‫فتجتمع فتكثر وتحيط بكم بحللق أقللول لكللم إن‬
‫المدحة بالكذب والتزكية في الللدين لمللن رأس‬
‫الشللرور المعلومللة وإن حللب الللدنيا لللرأس كللل‬
‫خطيئة بحق أقللول لكللم ليللس شلليء أبلللغ فللي‬
‫شرف الخرة وأعللون علللى حللوادث الللدنيا مللن‬
‫الصلة الدائمة وليس شيء أقرب إلى الرحمن‬
‫منها فدوموا عليها واستكثروا منها وكل عمللل‬
‫‪698‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫صالح يقرب إلى الله فالصلة أقرب إليلله وآثللر‬


‫عنده بحللق أقللول لكللم إن كللل عمللل المظلللوم‬
‫الذي لم ينتصر بقول ول فعل ول حقد هو في‬
‫ملكللوت السللماء عظيللم أيكللم رأى نللورا اسللمه‬
‫ظلمللة أو ظلمللة اسللمها نللور كللذلك ل يجتمللع‬
‫للعبد أن يكللون مؤمنللا كللافرا ول مللؤثرا للللدنيا‬
‫راغبا في الخرة وهل زارع شعير يحصد قمحللا‬
‫أو زارع قمح يحصد شعيرا كذلك يحصد كل عبد‬
‫في الخرة ما زرع ويجزى بما عمل بحق أقللول‬
‫لكم إن الناس في الحكمة رجلن فرجل أتقنها‬
‫بقوله وضيعها بسوء فعله ورجل أتقنها بقللوله‬
‫وصدقها بفعله وشتان بينهما فطللوبى للعلمللاء‬
‫بالفعل وويل للعلماء بالقول بحللق أقللول لكللم‬
‫من ل ينقي من زرعه الحشيش يكثر فيه حللتى‬
‫يغمره فيفسده وكذلك مللن ل يخللرج مللن قلبلله‬
‫حللب الللدنيا يغمللره حللتى ل يجللد لحللب الخللرة‬
‫طعما ويلكم يا عبيد الدنيا اتخذوا مساجد ربكم‬
‫سلللجونا لجسلللادكم واجعللللوا قللللوبكم بيوتلللا‬
‫للتقللوى ول تجعلللوا قلللوبكم مللأوى للشللهوات‬
‫بحق أقول لكم إن أجزعكم على البلء لشدكم‬
‫‪699‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫حبللا للللدنيا وإن أصللبركم علللى البلء لزهللدكم‬


‫في الدنيا ويلكم يا علمللاء السللوء أ لللم تكونللوا‬
‫أمواتا فأحياكم فلما أحيللاكم متللم ويلكللم أ لللم‬
‫تكونللوا أمييللن فعلمكللم فلمللا علمكللم نسلليتم‬
‫ويلكم أ لللم تكونللوا جفللاة ففقهكللم الللله فلمللا‬
‫فقهكلللم جهلتلللم ويلكلللم أ للللم تكونلللوا ضللللل‬
‫فهداكم فلما هداكم ضللتم ويلكم أ لللم تكونللوا‬
‫عميا فبصركم فلما بصركم عميتم ويلكللم أ لللم‬
‫تكونوا صما فأسمعكم فلمللا أسللمعكم صللممتم‬
‫ويلكم أ لم تكونوا بكما فأنطقكم فلما أنطقكم‬
‫بكمتم ويلكللم أ لللم تسللتفتحوا فلمللا فتللح لكللم‬
‫نكصتم على أعقابكم ويلكللم أ لللم تكونللوا أذلللة‬
‫فأعزكم فلما عززتم قهرتم واعتديتم وعصيتم‬
‫ويلكللم أ لللم تكونللوا مستضللعفين فللي الرض‬
‫تخافون أن يتخطفكم الناس فنصللركم وأيللدكم‬
‫فلما نصركم استكبرتم وتجبرتم فيا ويلكم مللن‬
‫ذل يللوم القيامللة كيللف يهينكللم ويصللغركم ويللا‬
‫ويلكللم يللا علمللاء السللوء إنكللم لتعملللون عمللل‬
‫الملحللدين وتللأملون أمللل الللوارثين وتطمئنللون‬
‫بطمأنينللة المنيللن وليللس أمللر الللله علللى مللا‬
‫‪700‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫تتمنلللون وتتخيلللرون بلللل للملللوت تتواللللدون‬


‫وللخراب تبنون وتعمللرون وللللوارثين تمهللدون‬
‫بحق أقول لكم إن موسى )عليه السلللم( كللان‬
‫يأمركم أن ل تحلفوا بالله صادقين ول كللاذبين‬
‫ولكن قولللوا ل ونعللم يللا بنللي إسللرائيل عليكللم‬
‫بالبقل البري وخبز الشعير وإياكم‬
‫وخبز البر فإني أخللاف عليكللم أن ل تقومللوا‬
‫بشللكره بحللق أقللول لكللم إن النللاس معللافى‬
‫ومبتلى فاحمللدوا الللله علللى العافيللة وارحمللوا‬
‫أهل البلء بحق أقول لكللم إن كللل كلمللة سلليئة‬
‫تقولون بها تعطون جوابها يوم القيامة يا عبيد‬
‫السوء إذا قرب أحدكم قربانه ليذبحه فللذكر أن‬
‫أخاه واجد عليلله فليللترك قربللانه وليللذهب إلللى‬
‫أخيه فليرضه ثم ليرجع إلى قربانه فليذبحه يللا‬
‫عبيد السوء إن أخذ قميص أحدكم فليعط رداءه‬
‫معه ومللن لطللم خللده منكللم فليمكللن مللن خللده‬
‫الخر ومن سخر منكللم ميل فليللذهب ميل آخللر‬
‫معه بحق أقول لكم ما ذا يغني عللن الجسللد إذا‬
‫كان ظاهره صحيحا وبللاطنه فاسللدا ومللا تغنللي‬
‫عنكلللم أجسلللادكم إذا أعجبتكلللم وقلللد فسلللدت‬
‫‪701‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫قلللوبكم ومللا يغنللي عنكللم أن تنقللوا جلللودكم‬


‫وقلللوبكم دنسللة بحللق أقللول لكللم ل تكونللوا‬
‫كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالللة‬
‫كللذلك أنتللم تخرجللون الحكمللة مللن أفللواهكم‬
‫ويبقللى الغللل فللي صللدوركم بحللق أقللول لكللم‬
‫ابدءوا بالشر فاتركوه ثم اطلبوا الخير ينفعكللم‬
‫فإنكم إذا جمعتم الخيللر مللع الشللر لللم ينفعكللم‬
‫الخير بحق أقول لكم إن الذي يخللوض النهللر ل‬
‫بد أن يصيب ثوبه المللاء وإن جهللد أن ل يصلليبه‬
‫كذلك من يحب الدنيا ل ينجو من الخطايللا بحللق‬
‫أقول لكللم طللوبى للللذين يتهجللدون مللن الليللل‬
‫أولئك الذين يرثون النور الدائم من أجللل أنهللم‬
‫قللاموا فللي ظلمللة الليللل علللى أرجلهللم فللي‬
‫مسلللاجدهم يتضلللرعون إللللى ربهلللم رجلللاء أن‬
‫ينجيهللم فللي الشللدة غللدا بحللق أقللول لكللم إن‬
‫الدنيا خلقللت مزرعللة تللزرع فيهللا العبللاد الحلللو‬
‫والمر والشر‬
‫والخير والخير له مغبة نافعللة يللوم الحسللاب‬
‫والشر له عناء وشقاء يوم الحصاد بحللق أقللول‬
‫لكم إن الحكيم يعتبر بالجاهللل والجاهللل يعتللبر‬
‫‪702‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫بهلللواه أوصللليكم أن تختملللوا عللللى أفلللواهكم‬


‫بالصمت حتى ل يخرج منها ما ل يحل لكم بحق‬
‫أقول لكم إنكم ل تدركون ما تأملون إل بالصبر‬
‫علللى مللا تكرهللون ول تبتغللون مللا تريللدون إل‬
‫بترك ما تشتهون بحق أقول لكم يا عبيد الللدنيا‬
‫كيف يللدرك الخللرة مللن ل تنقللص شللهوته مللن‬
‫الدنيا ول تنقطع منها رغبته بحق أقول لكم يللا‬
‫عبيد الدنيا ما الدنيا تحبون ول الخللرة ترجللون‬
‫لو كنتم تحبون الدنيا أكرمتللم العمللل الللذي بلله‬
‫أدركتموهللا ولللو كنتللم تريللدون الخللرة عملتللم‬
‫عمل من يرجوها بحق أقول لكم يا عبيد الللدنيا‬
‫إن أحدكم يبغض صاحبه على الظللن ول يبغللض‬
‫نفسه على اليقين بحق أقللول لكللم إن أحللدكم‬
‫ليغضب إذا ذكر له بعض عيوبه وهي حق ويفرح‬
‫إذا مدح بما ليس فيه بحق أقول لكللم إن أرواح‬
‫الشياطين ما عمرت في شيء مللا عمللرت فللي‬
‫قلوبكم فإنما أعطاكم الله الدنيا لتعملوا فيهللا‬
‫للخرة ولللم يعطكموهللا لتشللغلكم عللن الخللرة‬
‫وإنما بسطها لكم لتعلموا أنه أعانكم بها عللللى‬
‫العبللادة ولللم يعنكللم بهللا علللى الخطايللا وإنمللا‬
‫‪703‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫أمركم فيها بطاعته ولم يأمركم فيها بمعصيته‬


‫وإنما أعانكم بها على الحلل ولم يحل لكم بها‬
‫الحرام وإنما وسعها لكللم لتواصلللوا فيهللا ولللم‬
‫يوسعها لكم لتقاطعوا فيها بحق أقول لكللم إن‬
‫الجر محروص عليه ول يدركه إل من عمللل للله‬
‫بحق أقول لكم إن الشللجرة ل تكمللل إل بثمللرة‬
‫طيبللة كللذلك ل يكمللل الللدين إل بللالتحرج عللن‬
‫المحارم بحق أقول لكللم إن الللزرع ل يصلللح إل‬
‫بالماء والتراب كذلك اليمان ل يصلح إل بالعلم‬
‫والعمل بحق أقول لكللم إن المللاء يطفللئ النللار‬
‫كذلك الحلم يطفئ الغضب بحللق أقللول لكللم ل‬
‫يجتمللع المللاء والنللار فللي إنللاء واحللد كللذلك ل‬
‫يجتمللع الفقلله والعمللى فللي قلللب واحللد بحللق‬
‫أقول لكم إنه ل يكون مطر بغير سللحاب كللذلك‬
‫ل يكون عمل في مرضاة الرب إل بقلللب نقللي‬
‫بحق أقول لكم إن الشمس نور كللل شلليء وإن‬
‫الحكمة نور كل قلب والتقوى رأس كللل حكمللة‬
‫والحق باب كل خير ورحمة الللله بللاب كللل حللق‬
‫ومفاتيح ذلك الللدعاء والتضللرع والعمللل وكيللف‬
‫يفتح باب بغير مفتاح بحق أقول لكم إن الرجل‬
‫‪704‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الحكيم ل يغرس شللجرة إل شللجرة يرضللاها ول‬


‫يحمل على خيله إل فرسا يرضاه كذلك المؤمن‬
‫العالم ل يعمل إل عمل يرضاه ربه بحللق أقللول‬
‫لكم إن الصللقالة تصلللح السلليف وتجلللوه كللذلك‬
‫الحكمة للقلب تصقله وتجلوه وهللي فللي قلللب‬
‫الحكيم مثل الماء في الرض الميتة تحيي قلبه‬
‫كما يحيي الماء الرض الميتة وهللي فللي قلللب‬
‫الحكيم مثل النور في الظلمة يمشللي بهللا فللي‬
‫الناس بحللق أقللول لكللم إن نقللل الحجللارة مللن‬
‫رءوس الجبال أفضل من أن تحدث من ل يعقل‬
‫عنك حديثك كمثللل الللذي ينقللع الحجللارة لتليللن‬
‫وكمثل الذي يصنع الطعام لهل القبور طللوبى‬
‫لمن حبس الفضل من قوله الللذي يخللاف عليلله‬
‫المقت من ربلله ول يحللدث حللديثا إل يفهللم ول‬
‫يغبط امللرأ فللي قللوله حللتى يسللتبين للله فعللله‬
‫طوبى لمن تعلللم مللن العلمللاء مللا جهللل وعلللم‬
‫الجاهللل ممللا علللم طللوبى لمللن عظللم العلمللاء‬
‫لعلمهم وترك منازعتهم وصغر الجهال لجهلهم‬
‫ول يطردهم ولكن يقربهم ويعلمهم بحق أقول‬
‫لكم يا معشر الحواريين إنكم اليوم في النللاس‬
‫‪705‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫كالحياء من الموتى فل تموتوا بموت الحياء‬


‫وقللال المسلليح يقللول الللله تبللارك وتعللالى‬
‫يحزن عبدي المؤمن أن أصرف عنه الدنيا وذلك‬
‫أحب ما يكون إلي وأقرب ما يكون مني ويفرح‬
‫أن أوسع عليه في الدنيا وذلك أبغض مللا يكللون‬
‫إلي وأبعد ما يكون مني‪.‬‬
‫والحمد لله رب العللالمين وصلللى الللله علللى‬
‫محمد وآله وسلم تسليما‬

‫وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة‬


‫أوصلليكم بتقللوى الللله وحللده ل شللريك للله‬
‫وشللهادة أن ل إللله إل الللله وأن محمللدا عبللده‬
‫ورسللوله اتقللوا الللله وقولللوا قللول معروفللا‬
‫وابتغوا رضوان الله واخشوا سللخطه وحللافظوا‬
‫على سنة الللله ول تتعللدوا حللدود الللله وراقبللوا‬
‫الله في جميع أمللوركم وارضللوا بقضللائه فيمللا‬
‫لكللم وعليكللم أل وعليكللم بللالمر بللالمعروف‬
‫والنهللي عللن المنكللر أل ومللن أحسللن إليكللم‬
‫فزيللدوه إحسللانا واعفللوا عمللن أسللاء إليكللم‬
‫‪706‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫وافعلوا بالناس مللا تحبللون أن يفعلللوه بكللم أل‬


‫وخللالطوهم بأحسللن مللا تقللدرون عليلله وإنكللم‬
‫أحرى أن ل تجعلوا عليكم سبيل عليكم بللالفقه‬
‫فللي ديللن الللله والللورع عللن محللارمه وحسللن‬
‫الصللحابة لمللن صللحبكم بللرا كللان أو فللاجرا أل‬
‫وعليكم بالورع الشديد فإن ملك الللدين الللورع‬
‫صلوا الصلوات لمواقيتها وأدوا الفللرائض علللى‬
‫حدودها أل ول تقصروا فيما فرض الله عليكللم‬
‫وبما يرضى عنكللم فللإني سللمعت أبللا عبللد الللله‬
‫)عليه السلم( يقول تفقهوا في ديللن الللله ول‬
‫تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في ديللن الللله‬
‫لم ينظر الله إليه يوم القيامة وعليكم بالقصللد‬
‫في الغنى والفقر واستعينوا ببعض الدنيا على‬
‫الخرة فإني سمعت أبا عبد الله )عليه السلم(‬
‫يقول استعينوا ببعض هذه على هذه ول تكونوا‬
‫كل عللللى النلللاس عليكلللم بلللالبر بجميلللع ملللن‬
‫خالطتموه وحسن الصنيع إليه‬
‫أل وإياكم والبغي فإن أبللا عبللد الللله )عليلله‬
‫السلللم( كللان يقللول إن أسللرع الشللر عقوبللة‬
‫البغي أدوا ما افترض الللله عليكللم مللن الصلللة‬
‫‪707‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫والصلللوم وسلللائر فلللرائض اللللله وأدوا الزكلللاة‬


‫المفروضة إلى أهلها فإن أبللا عبللد الللله )عليلله‬
‫السلم( قال يا مفضللل قللل لصللحابك يضللعون‬
‫الزكاة في أهلها وإنللي ضللامن لمللا ذهللب لهللم‬
‫عليكم بولية آل محمد )صلى الللله عليلله وآللله(‬
‫أصلللحوا ذات بينكللم ول يغتللب بعضللكم بعضللا‬
‫تللزاوروا وتحللابوا وليحسللن بعضللكم إلللى بعللض‬
‫وتلقوا وتحدثوا ول يبطنللن بعضللكم عللن بعللض‬
‫وإيللاكم والتصللارم وإيللاكم والهجللران فللإني‬
‫سمعت أبا عبد الله )عليه السلم( يقول والللله‬
‫ل يفترق رجلن من شلليعتنا علللى الهجللران إل‬
‫برئت من أحدهما ولعنته وأكللثر مللا أفعللل ذلللك‬
‫بكليهمللا فقللال للله معتللب جعلللت فللداك هللذا‬
‫الظالم فمللا بللال المظلللوم قللال لنلله ل يللدعو‬
‫أخللاه إلللى صلللته سللمعت أبللي وهللو يقللول إذا‬
‫تنازع اثنان من شلليعتنا ففللارق أحللدهما الخللر‬
‫فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول للله يللا‬
‫أخي أنللا الظللالم حللتى ينقطللع الهجللران فيمللا‬
‫بينهما إن الله تبارك وتعللالى حكللم عللدل يأخللذ‬
‫للمظلللوم مللن الظللالم ل تحقللروا ول تجفللوا‬
‫‪708‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫فقللللراء شلللليعة آل محمللللد )عليلللله السلللللم(‬


‫وألطفوهم وأعطوهم من الحق الذي جعله الله‬
‫لهللم فللي أمللوالكم وأحسللنوا إليهللم ل تللأكلوا‬
‫الناس بللآل محمللد فللإني سللمعت أبللا عبللد الللله‬
‫)عليه السلم( يقول افللترق النللاس فينللا علللى‬
‫ثلث فرق فرقة أحبونا انتظار قائمنللا ليصلليبوا‬
‫من دنيانا فقالوا وحفظوا كلمنا وقصللروا عللن‬
‫فعلنا فسيحشرهم الله إلى النار وفرقة أحبونا‬
‫وسلللمعوا كلمنلللا وللللم يقصلللروا علللن فعلنلللا‬
‫ليستأكلوا الناس بنللا فيمل الللله بطللونهم نللارا‬
‫يسلط عليهم الجللوع والعطللش وفرقللة أحبونللا‬
‫وحفظللوا قولنللا وأطللاعوا أمرنللا ولللم يخللالفوا‬
‫فعلنا فأولئك منا ونحللن منهللم ول تللدعوا صلللة‬
‫آل محمد )عليهم السلم( من أموالكم من كان‬
‫غنيا فبقدر غناه ومن كان فقيرا فبقدر فقللره‬
‫فمن أراد أن يقضي الله له أهللم الحللوائج إليلله‬
‫فليصل آل محمد وشيعتهم‬
‫بأحوج ما يكون إليه من ماله ل تغضللبوا مللن‬
‫الحق إذا قيللل لكللم ول تبغضللوا أهللل الحللق إذا‬
‫صدعوكم به فإن المللؤمن ل يغضللب مللن الحللق‬
‫‪709‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫إذا صدع به وقال أبو عبد الللله )عليلله السلللم(‬


‫مرة وأنللا معلله يللا مفضللل كللم أصللحابك فقلللت‬
‫قليل فلما انصرفت إلللى الكوفللة أقبلللت علللى‬
‫الشلليعة فمزقللوني كللل ممللزق يللأكلون لحمللي‬
‫ويشتمون عرضي حللتى إن بعضللهم اسللتقبلني‬
‫فوثب في وجهي وبعضهم قعد لللي فللي سللكك‬
‫الكوفة يريد ضربي ورمللوني بكللل بهتللان حللتى‬
‫بلغ ذلك أبا عبد الله )عليه السلم( فلما رجعت‬
‫إليه في السنة الثانية كللان أول مللا اسللتقبلني‬
‫به بعد تسليمه علي أن قال يا مفضللل مللا هللذا‬
‫الذي بلغني أن هؤلء يقولون لللك وفيللك قلللت‬
‫وما علي من قولهم قال أجل بل ذلك عليهللم أ‬
‫يغضبون بؤسا لهم إنك قلت إن أصحابك قليللل‬
‫ل والله ما هم لنا شيعة ولو كانوا لنا شيعة مللا‬
‫غضبوا من قولك وما اشمأزوا منه لقللد وصللف‬
‫الله شيعتنا بغير ما هم عليه وما شلليعة جعفللر‬
‫إل من كف لسانه وعمللل لخللالقه ورجللا سلليده‬
‫وخاف الله حق خيفته ويحهللم أ فيهللم مللن قللد‬
‫صللار كالحنايللا مللن كللثرة الصلللة أو قللد صللار‬
‫كالتللائه مللن شللدة الخللوف أو كالضللرير مللن‬
‫‪710‬‬ ‫‪doc.48314683‬‬

‫الخشوع أو كالضللني مللن الصلليام أو كللالخرس‬


‫من طول الصمت والسكوت أو هللل فيهللم مللن‬
‫قد أدأب ليله من طول القيام وأدأب نهاره من‬
‫الصيام أو منع نفسه لذات الدنيا ونعيمها خوفا‬
‫من الله وشوقا إلينا أهللل الللبيت أنللى يكونللون‬
‫لنا شيعة وإنهللم ليخاصللمون عللدونا فينللا حللتى‬
‫يزيللدوهم عللداوة وإنهللم ليهللرون هريللر الكلللب‬
‫ويطمعون طمع الغللراب وأمللا إنللي لللو ل أننللي‬
‫أتخوف عليهم أن أغريهم بك لمرتك أن تللدخل‬
‫بيتك وتغلق بابك ثللم ل تنظللر إليهللم مللا بقيللت‬
‫ولكللن إن جللاءوك فاقبللل منهللم فللإن الللله قللد‬
‫جعلهم حجللة علللى أنفسللهم واحتللج بهللم علللى‬
‫غيرهم ل تغرنكللم الللدنيا ومللا تللرون فيهللا مللن‬
‫نعيمها وزهرتها وبهجتها وملكها فإنها ل تصلح‬
‫لكم فو الله ما صلحت لهلها‪.‬‬
‫والحمد لله رب العللالمين وصلللى الللله علللى‬
‫سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين‪ .‬تللم الكتللاب‬
‫بعون الملك الوهاب والحمد لله الذي من علللي‬
‫فضل منه بتصحيح هذا السفر القيللم والتعليللق‬
‫عليه ووفقني لتمامه وذلك من فضله ومنه‪.‬‬
711 doc.48314683

You might also like