Professional Documents
Culture Documents
والصلة والسلم على الرحمة المهداة للعالمين وعلى اله الطيبين الطهار الى يوم الدين
سوسيولوجيا التربية
· تعريف
يمكن اعتبار سوسيولوجيا التربية،بصفة عامة،كفرع من فروع علم الجتماع الذي يدرس
التربية كظاهرة اجتماعية.و تحفل أدبيات سوسيولوجيا التربية بعدة تعاريف نذكرمنها:
-علم اجتماع التربية يدرس العوامل الجتماعية التي تؤثر في الصيرورة المدرسية للفراد:
تنظيم النسق/الجهاز المدرسي ،ميكانيزمات التوجيه ،المستوى السوسيو -ثقافي
للباء،استدماج القيم والمعايير الجتماعية من طرف المتعلمين،مخرجات النسق التعليمي).
.(Pédagogie:dictionnaire des mot clés…1997
-سوسيولوجيا التربية،بصفة عامة ،تعتمد المقاربة السوسيولوجية في دراسة الظواهر
التربوية،لكنه بالمعنى النجلوساكسوني ،وهو السائد،تحصر الظواهر التربوية في أنظمة
التعليم في المستوى الول ،وتأتي دراسة المؤسسات الخرى في سلم اعتباري ثانوي،على
قدر علقتها بالمدرسة والتعليم)سلسلة التكوين التربوي،عدد .(3
-سوسيولوجيا التربية،أو المقاربة السوسيولوجية للتربية...مفادها تحويل النظريات
والقوانين السوسيولوجية على الواقع التربوي والتعليمي،من خلل دراسة وتحليل النماذج
التربوية والطرق والتقنيات والساليب التربوية،والقضايا والمشكلت أو الشكاليات التي
تتكون داخل المؤسسات التعليمية النظامية واللنظامية.وتتم هذه الدراسة السوسيولوجية من
خلل عملية تحليل تفاعل العناصر التربوية والتعليمية داخل نسقها الجتماعي؛ وفي إطار
نظرية شمولية ماكروسكوبية ،تدرك مختلف العلقات القائمة في عملية التفاعل بين مكونات
البنية أو النسق التي توجد ضمنه الظاهرة التربوية)عبد الكريم غريب،2000،بتصرف(.
-هي مقاربة للظاهرة التربوية مقاربة سوسيولوجية تعتمد على القواعد المنهجية
للسوسيولوجيا في دراسة وتحليل الظروف والملبسات الجتماعية المحيطة أو المؤطرة
للموقف التربوي)سلسلة التكوين التربوي،عدد ،1طبعة (98-97
هناك عدة مجالت تشتغل حولها سوسيولوجيا التربية،وهي مجالت متنوعة ومتزايدة
باستمرار،مما يجعل مسألة تحديدها بدقة وشمولية أمرا صعبا.لذا نكتفي بهذا التحديد لهم
:مجالتها
:ونجد فيه ) (les entréesمجال المدخلت 1-
التلميذ :وتنصب الدراسة هنا حول العوامل الفزيقية والنفسية والعقلية والجتماعية ،كالسن -
والجنس ومستوى الذكاء والمنشأ الجتماعي والثقافة...حيث يتعلق المر بسيكولوجية التلميذ
)وبسوسيولوجيا التلميذ)مقاربة سيكو -سوسيولوجية
هيأة التدريس والدارة :يتم التركيز هنا على المتغيرات المهنية والسياسية ،كمستوى -
...التكوين،ونمط الختيار ،والتموقع في البنية الجتماعية ،والتوجهات السياسية والنقابية
ويرتبط بتلقين النظام الخلقي والمعارف ،وبنمط )( les sortiesمجال المخرجات 2-
...البيداغوجيا وقواعد التقييم
تلقين النظام الخلقي والمعارف :هرمية المعارف،تقسيمها الفقي)علوم أو آداب،علوم -
صرفة او علوم تطبيقية(،القواعد الصريحة او الضمنية التي تتحكم في النظام
الخلقي)القيمي( وفي المعارف ،عواقب هذه الهرمية على مستوى تشكيل الهوية المدرسية
.للمتعلمين
نمط البيداغوجيا :يهتم هنا بالكيفية التي تلقن بها المحتويات ،وبتكنولوجيات -
التعليم) الوسائط الديداكتيكية( وباستعمال الزمن الذي يعكس في جزء منه الهمية الجتماعية
..للمواد الدراسية،وبطبيعة العلقات بين المعلم والمتعلمين،وببنية السلطة داخل القسم
.التقويم :ويرتبط بالقواعد الظاهرة أو الكامنة المهتمة باصطفاء وانتقاء الفراد -
وهناك مجالت أخرى اهتمت بها سوسيولوجيا التربوية ،كدراسة النظمة التعليمية
وتحليلها،التنظيم المدرسي وعلقته بسوق العمل ،البحث في الصل الجتماعي للتلميذ
وعلقته بالتحصيل والنجاح المدرسيين ،الفشل المدرسي ،المساواة و تكافؤ الفرص والفشل
...التربوي،الديمقراطية والتعليم
وكمثال ،نجد أن بعض المواضيع السوسيوتربوية التي اهتم بها في فرنسا تتمثل في :المردود
المدرسي في علقته بالمتيازات الثقافية ،العوائق السوسيواقتصادية والثقافية عند الطفل/
المتعلم ،تأثير البيئة الحياتية على لغة التلميذ،التناغم والتنافر بين النظمة التربوية والحاجات
الجتماعية -القتصادية للجماعة ،المنبت/الصل الجتماعي للطلب والرتقاء
الجامعي،الطبقات الجتماعية والبنى الفكرية لجمهور المدرسة ،دمقرطة التعليم والتفاوت بين
القاليم،انعكاسات الوقائع الجتماعية والقتصادية والسياسية على بنى التعليم وعلى المناهج
) والطرائق وإعداد المعلمين).سلسلة التكوين التربوي،عدد 2001 ،3
:المقاربات والتيارات السوسيوتربوية ·
يعرف حقل سوسيولوجيا التربية مقاربات متعددة للظاهر التربوية في بعدها الجتماعي،و
:منها يمكننا التعرف على المقاربات التالية
:المقاربة الوظيفية 1-
تنظر الوظيفية إلى المجتمع باعتباره" نسقا اجتماعيا واحدا،كل عنصر فيه يؤدي وظيفة
محددة" وتؤكد كذلك على"ضرورة تكامل الجزاء في إطار الكل" .وعليه،ترى الوظيفية
المجتمع باعتباره نسقا اجتماعيا متكامل،يقوم كل عنصر من عناصره بوظيفة معينة للحفظ
على اتزان النسق واستقراره،وتوازن المجتمع واستمراره،ومعالجة الخلل دون المساس
بالنظام الجتماعي القائم،من خلل التفاق على معايير التنظيم الجتماعي،التي يجب الخضوع
لها،والشتراك في قيم الحياة الجتماعية،التي يجب اللتزام بها من أجل صيانة
المجتمع،وترسيخ استقراره واستمراره)عادل السكري .(1999،لذلك هناك من صنف
.المدرسة الوظيفية ضمن التجاهات اليديولوجية المحافظة
وتحت تأثير الوظيفية ،تم الهتمام بدراسة العلقات المتبادلة بين المجتمع كبناء ،والتربية
كنظام ،والمدرسة كمؤسسة اجتماعية ترتبط بالمؤسسات الجتماعية الخرى ،وتتفاعل معها
في تحديد وظائفها،وتحقيق أهدافها.وعليه،تم التركيز على العلقة بين المجتمع والتربية
والتعليم والقتصاد،من أجل تكييف عناصر النظام الجتماعي ووظائفه ،حتى يستمر في البقاء
والعمل في انتظام؛فتم الربط بين التربية والبيئة الجتماعية،من خلل انتقاء وتوزيع وتدريب
وإعداد قوى العمل اللزمة لسوق العمل؛وينصب الهتمام ،كذلك ،على رصد كل أنواع الخلل
التي تعوق نظام التعليم عن تأدية وظيفته في تدريب الفراد ،وتصنيفهم وتشكيلهم في مكانتهم
الجتماعية،التي يستحقونها طبقا لقدراتهم العقلية وإنجازاتهم الدراسية .وانطلقا من المقاربة
الوظيفية ،تم الهتمام بمعالجة الخلل في النظام التعليمي من خلل التركيز على دراسة نظام
التعليم ذاته ،او في علقته بالنظم الفرعية الخرى في المجتمع دون أن تشير إلى الخلل القائم
).في النظام الجتماعي العام) عادل السكري1999،
كما نجد أن بعض الدراسات صنفت المقاربات الوظيفية إلى مقاربة وظيفية كلسيكية ومقاربة
وظيفية تكنولوجية؛ حيث قامت المقاربة الوظيفية الكلسيكية على فكرة الفروق الفردية
الوراثية،التي تجعل الفرد يولد ولديه مقدار شبه تابت من الكفاءة والذكاء،لذلك حينما تقوم
التربية المدرسية بوظيفة الصطفاء والترتيب الهرمي للتلميذ حسب إنجازاتهم و تهيئهم لخذ
مراكز اجتماعية متفاوتة،فإن هذه المقاربة تعتبر ذلك أمرا طبيعيا وعاديا ،لن التربية
المدرسية تؤلف عن طريق التنشئة الجتماعية ،التي تساعد الفرد على استضمار قيم ومعايير
المجتمع ككل ،وتفرق عن طريق الصطفاء،لنها تعمل على تطوير الكفاءات والنجازات
الفردية،شريطة أن تكون معايير الصطفاء موضوعية فقط .وقد تميزت فترة ظهور الوظيفية
التكنولوجية) (1960-1950بوجود حاجيات جديدة لليد العاملة المؤهلة في المجتمع
الصناعي الغربي ،الذي بدأ يعرف تقدما تكنولوجيا سريعا ونموا اقتصاديا كبيرا .وقد تقاطعت
الوظيفية التكنولوجية مع نظرية الرأسمال النساني في كون التربية استثمار منتج على
المستوى الفردي والجتماعي،لذلك يجب استثمار كفاءات الفرد إلى أقصى حد،وفق ماتسمح
به قدرات وحاجيات المجتمع ،لكي لتهدر الموارد البشرية الثمينة .وقد سادت في هذه الفترة،
كذلك ،قناعتان أساسيتان :الولى سياسية ،تقول بان النفجار والنتشار الكبير للتربية هو
أحسن وسيلة لدولة تريد أن تكون ديمقراطية لكي تحد وتقلل من التمايزات الصارخة،
والفروقات السوسيواقتصادية؛والثانية اقتصادية ،ترى أن التربية تساهم في التنمية
القتصادية وذلك بتأهيل اليد العاملة وإعداد الطر الملئمة )نظرية الرأسمال النساني()سلسلة
).التكوين التربوي،عدد 3
)المقاربة النقدية)الراديكالية والصراعية 2-
تضم هذه المدرسة مختلف التيارات النقدية الراديكالية)في مقابل المحافظة( التي عملت على
نقد الواقع والمعارف الجتماعية القائمة ،من أجل مجتمع أكثر عدل ورقيا ،ومن اجل محاربة
الستلب اليديولوجي والمعرفي .وكرائدة لهذا التيار،اشتهرت مدرسة فرانكفورت،وهي تضم
مجموعة من المثقفين اليساريين ذوي النزعة الماركسية الجديدة،وبدأت نشاطها في أوائل
الثلثينيات من القرن "،20كنظرية نقدية للمجتمع"،بحيث عمل أعضاؤها على الهتمام
بفحص أشكال الحياة الجتماعية ونقدها،والبحث في أصولها وجذورها،والمصالح التي تعبر
عنها،والمعارف التي ترتبط بها ،والمشكلت التي تنشأ فيها ،والزمات التي تعاني منها.كما
حرصوا على كشف ماهو فاسد في الواقع السائد ،والعمل على تغييره ،ورفض القيم التقليدية
البالية والمعايير الجتماعية الجامدة ،والسعي إلى تجاوزها واستبدالها بقيم ومعايير أخرى
أصلح للتغيير .وكانت الرسالة الساسية لمدرسة فرانكفورت هي مواجهة كافة التنظيرات التي
.تنكر أو تغفل ذاتية النسان ووعيه وفعاليته
كما نجد بأن هناك من صنف هذه التيارات النقدية في فئة المقاربات الصراعية ،التي تعتقد بان
المدرسة ل تنتقي من هو أكثر قدرة وإنتاجية وذكاء ،وإنما من هو أكثر مطابقة ومسايرة
لتمثلت وتوقعات الفئة التي تمتلك سلطة وضبط النظام التعليمي،للمحافظة او الزيادة في
امتيازاتها وسلطتها داخل المجتمع).سلسلة التكوين التربوي ،عدد .(3وعليه فإن المدرسة
تستعمل كأداة للصراع الطبقي والسياسي والجتماعي،وقد عمل أصحاب التيار النقدي أو
.الصراعي على تحليل وتوضيح هذا الصراع وآلياته السوسيوتربوية
وقد تم توجيه الهتمام من خلل النظريات التربوية النقدية نحو ربط المعرفة التربوية
بالمصالح الجتماعية والسياسية والقتصادية،وأن المعرفة التي تقدم للمتعلمين بالمدارس إما
أن تكون معرفة تبريرية،تسعى للدفاع عن مصالح معينة،وتبرير أوضاع سياسية محددة،أو
معرفة تحريرية تكشف الوضاع الفاسدة والفكار الزائفة،وتحرير النسان من القهر التربوي
والسياسي ،والستغلل الجتماعي عامة .كما تم طرح السئلة حول إنتاج المعرفة وشرعيتها
وتوزيعها وتقويمها داخل المدرسة،ونوع المصالح التي تدافع عنها ،والفئات التي ترتبط بها
خارج المدرسة،وشكل العلقات والمبادئ التي تأكدها،والسياسات التي تحكمها ،والمؤسسات
التي تتحكم فيها في إطار ثقافة ومجتمع معيين).انظر أطروحات بعض ممثلي هذا التيار ،ك
"كارنوي" و بورديو وبرنستين...في موضوع:سوسيولوجيا المعرفة التربوية ،في هذا
)العدد
المقاربات ذات النموذج المفسر3-
عكس المقاربات النقدية والصراعية التي اهتمت بما يجري داخل النظام المدرسي التربوي
والمدرسي من عمليات إعادة النتاج والتحكم السلطوي واليديولجي في الطبقات الجتماعية،
فإن أصحاب هذه المقاربة ذات النموذج التفسيري ،اهتموا فقط بدراسة المنظومة التربوية من
الخارج ،من خلل دراسة التأثيرات المدرسية التعليمية،معتمدين على ترسانة من الجراءات
الحصائية والوصفية والستدللية ،محاولين بالرقام والحصائيات تبيان محدودية علقة
.المدرسة بالحراك الجتماعي
وهناك عدة أطروحات التي اعتمدت نموذجا معينا للتفسير ،كالنموذج الحصائي لجينكس،
الذي سنحاول Booudon،والنوذج النسقي لسوروكن،والنموذج النسقي-التركيبي لبودون
.التطرق إليه لهميته وشموليته
ينطلق بودون من مبدإ مفاده أن مشكلة الحراك الجتماعي أو عدم تكافؤ الفرص،هي نتيجة
لمجموعة من المحددات التي ليمكن تصورها منعزلة بعضها عن البعض ،وإنما يجب التعامل
معها كمجموعة تشكل نسقا.وانطلقا من معطيات أمبريقية إحصائية،حاول بودون تقديم
نموذج نسقي تفسيري لمسارت التمدرس والتراتبية الجتماعية في المجتمع الصناعي
الليبرالي،انطلقا من متغيرات المنشأ العائلي ومستوى الدراسة والوضع الجتماعي...وقدم
نموذج بودون تفسيرا إجماليا نسقيا لعدد من الظواهر الحصائية)كمنافذ الشغل والدراسة
والمواقع( والمعطيات السوسيولوجية)المرتبطة أساسا بالواليات المولدة لعدم
المساواة(.وكأمثلة لبعض النتائج التي توصل إليها بودون :في مجتمع تراتبي يستعمل نظاما
متنوعا وهرميا من الكفاءات،فإن الدمقرطة تعرف بالضرورة حدودا ليمكن تجاوزها؛عدم
تكافؤ الفرص ينجم بالضرورة عن التقاء نسقين:نسق المواقع الجتماعية ونسق المسارات
الدراسية،حيث نظام اجتماعي تراتبي ونظام تربوي هرمي ل يمكن إل أن ينتج عنهما ل
مساواة وعدم تكافؤ الفرص؛الحراك الجتماعي يتأثر كثيرا بالتركيب بين بنية الهيمنة وبنية
الجدارة والستحقاق،إذ أن بنية الجدارة والستحقاق تعني أن مستوى الدراسة هو الذي يحدد
الموقع الجتماعي للفراد،أما بنية الهيمنة فهي على عكس بنية الستحقاق ،تقلل أو تضعف
من فعل الجدارة أو الستحقاقات،لنها نابعة من كفاءات الفراد ذوي المنشأ الجتماعي
المرتفع ،حيث يهيمنون على أحسن المواقع ،وهكذا يكون الفراد الذين لهم نفس المستوى
الدراسي)نفس الشهادات الدراسية( يحصلون على موقع اجتماعي مرتفع بقدر ما يكون
)مستواهم)موقعهم(الجتماعي مرتفعا).سلسلة التكوين التربوي،عدد ،5،2001 .5بتصرف
التنشئة الجتماعية
تعريف ·
التنشئة الجتماعية هي سيرورة مستمرة ومتغيرة على امتداد الحيللاة ،بحيللث إنهللا تهللدف إلللى
الندماج الجتماعي النسبي والمتر\والي من لدن الفرد ،وباعتبارها ،ملن جهلة أخلرى ،بمثابلة
وسيلة لكتسللاب الشخصللية مللن خل اسللتيعاب طللرائق الحركللة والفعللل اللزمللة) معللايير وقيللم
وتمثل ت اجتماعية (...من أجل تحقيق درجة من التوافق النسبي عبر سياق الحياة الشخصللية
والجتماعية للفرد داخل تلك الحياة المتغيرة باسلتمرار).المصللطفى حديللة،التنشلئة الجتماعيلة
بالوسللط الحضللري بللالمغرب،ترجمللة محمللد بللن الشلليخ،مطبعللة Rabat Maroc net ،
،2006ص (124
ونهدف التنشئة الجتماعية إلللى إكسللاب الفلراد فللي مختلللف مراحللل نمللوهم)طفولللة،مراهقللة،
رشد ،شيخوخة( أساليب سلوكية معينة،تتفق مع معايير الجماعة وقيللم المجتمللع،حللتى يتحقللق
لهؤلء التفاعل والتوافق في الحياة الجتماعية في المجتمع الذي يعيشون فيه.وعملية التنشئة
الجتماعية تتم من خلل عمليات التفاعل الجتماعية ،فيتحول الفرد من كلائن بيولوللوجي إللى
كللائن اجتمللاعي،مكتسللبا الكللثير مللن التجاهللات النفسللية والجتماعيللة عللن طريللق التعلللم
والتقليد،مما يطبع سلوكه بالطابع الجتماعي.
ويقوم المجتمع من خلل عملية التنشئة الجتماعية بدور هام في تشجيع وتقوية بعض النماط
السلوكية المرغوب فيها والتي تتوافق مع قيللم المجتمللع وحضللارته...فللي حيللن يقللاوم ويحبللط
أنمللاط أخللرى مللن السلللوك غيللر المرغللوب فيهللا)...د.خليللل ميخائيللل عللوض،علللم النفللس
الجتماعي،دار النشر المغربية،1982،ص (103-101
وغالبلللللا ملللللايتم الخللللللط بيلللللن التنشلللللئة الجتماعيلللللة) (socialisationوالتطلللللبيع)
(conformisationوالخضاع) (soumissionوالتثاقف)،(acculturationوعليه
لرفع اللبس عن تداخل مفهوم التنشئة الجتماعية مع المفاهيم المشللار إليهللا،مللن خلل تللدقيق
تعريف التنشئة الجتماعية حسب المقاربات السوسيولوجة والنفسية والثقافية التالية:
-المقاربة السوسيولوجية:عللرف هللذا المفهللوم)التنشللئة الجتماعيللة( عللدة مقاربللات متفاوتللة
خلل التطور التاريخي للمجتمعات الغربية،وخصوصا الوربيللة؛فللي مرحلللة السللتينيات،مرحلللة
النمو،حيث كانت التطورية تحتل مكانة متميزة ،منخلل التركيز على الفرضية الفيبيريللة)نسللبة
لعللالم الجتمللاع ،(weberالللتي تقللول إن النمللو السياسللي والجتمللاعي والقتصللادي مرتبللط
بالتنشئة الجتماعية،أي،بالقيم والتمثلت المستبطنة من طرف الفللرد.وكللانت أغلللب الدراسللات
ذات النزعة الجتماعية المهتمللة بالتنشلئة الجتماعيلة ،تعتمللد المقاربللة المقارنلة؛كملا ظهلرت
بعض التخصصات في هذا المجال كالتنشئة السياسية التي كانت الموضوع المفضللل للدراسللات
والبحوث.
وفي سنوات السبعينيات،كان اهتمام البحوث منصبا حول منظللور جديللد يعتللبر عمليللة التنشللئة
الجتماعيلللة"كمفتلللاح" للمحافظلللة والصللليانة والسلللتمرارية،ملللن خلل أجيلللال الطبقلللات
المتعاقبة،وبصفة خاصة من خلل الفلوارق الجتماعيلة.ولللذلك انصللبت المقارنلات والدراسللات
حول الجماعات الجتماعية)الطبقات الجتماعية،النماط السوسيو مهنية ،الجنس.(...
بعد ذلك،في العمال الجديدة حول التنشئة الجتماعية،كان هناك توجها لتقطيع مجالت تحليلها
إلللى عللدة مجموعللات صللغرى) (sous-groupeمثللل السللرة،المدرسللة ،السللكن،فضللاء
اللعب...حيث تلم دراسلة تلأثيرات التنشلئة الجتماعيلة حسلب خصوصليات المكنلة أو المكنلة
المؤسساتية،ومللن خلل مصللطلحات الدمللاج والتثللاقف،وترسلليخ التمثلت الذهنيللة والضللوابط
والمعايير الجتماعية.
-المقاربة النفسية :التنشئة هي عملية تعلم الحياة الجتماعية،أي هي الوسيلة التي بواسللطتها
يكتسب الفرد المعايير والمعلارف ونملاذج السللوك والقيللم اللتي تجعللل منله فلاعل فلي مجتملع
محدد.كما تعملل التنشلئة عللى إدمللاج النطلام الجتملاعي مللن طلرف الفللرد وجعلله كجلزء ملن
شخصيته والتعبير عن هويته.
المقاربة الثقافية:يذهب التيار الثقافي إلى ان بنية الشخصية تخضع للثقافة الللتي تميلز مجتمعللا
بللأكمله.والثقافللة تعنللي بصللفة خاصللة نسللق/منظومللة قيللم المجتمللع.فالبنسللبة لكللاردينر)
،(Kardinerكللل نسللق سوسلليو -ثقافيتقللابله شخصللية قاعديللة مللا)personnalité de
.(baseوعموما،بالنسبة للثقافيين،التنشئة الجتماعية هي العمليللة الللتي بواسللطتها ينقللل كللل
مجتمع قيمه للجيال اللحقة ،ويفترضون ان القيم وباقي عناصر النسق الثقللافي تسللتدمج مللن
طرف الفرد،وتشكل نوعا من البرمجة التي تضبط بطريقة ميكانيكية سلللوكهHaddiya El).
(moustafa,socialisation et identité,éd1988,impr.Najah eljadida
• أهداف التنشئة الجتماعية :تهدف إلللى غللرس عوامللل ضللبط داخليللة للسلللوك،تللوفير
الجو الجتماعي الملئم،تحقيق النضللج النفسللي ،تعليللم الفللرد المعللارف والمهللارات والقيللم
التي تمكنه من الندماج في المجتمع.
• آليات التنشئة الجتماعيلة:التقليلد،الملحظلة،التوحلد)وهلو تقليلد لشلعوري للنملوذج
المقلد(،الضبط،الثواب والعقاب)...سامي الخرص ،مجلة العلوم الجتماعية(،
• خصائص التنشئة الجتماعية:
-التنشئة الجتماعية هي عملية نمو :حيث تنمو بنملو الطفلل ،ملن كلائن بيوللوجي يتحكلم فلي
سلوكه وحاجياته الفسيولوجية،إلى فرد ناجح متحرر إلى حد ما من دوافعه،فيصبح متحكما في
انفعالته ونزواته،محاول التوفيق بينها وبين مطالب البيئة الجتماعية.
-هللي عمليللة ديناميللة:لنهللا حركللة وتفاعللل مسللتمران؛تفاعللل بيللن الفللراد،وبيللن الفللراد
والخرينوالجماعللات الللتي يتعامللل معهللا الفللراد.وهللي عمليللة مسللتمرة،فهللي سلسلللة متصلللة
ومتتابعة من التغيرات تنطلق من الطفولة وتستمر إلى المراحل الخرى.
-هي عملية تعلم اجتماعي :حيت تتيح للفرد فرصة التفاعل الجتماعي مللع الخريللن ملن خلل
مواقف وادوار متعددة،فيكتسب الكثير من الخبرات والتجاهات النفسية .ومعه يرى نيوكومب)
(Newcomb,1959أن مصلللطلح التنشلللئة الجتماعيلللة يمكلللن أن يكلللون مرادفلللا للتعللللم
الجتماعي.
كما أن هناك بعض المعطيات التي تؤثر سلبا)معوقات( في التنشئة الجتماعية ومنهللا:الصللراع
بين مكونات الجهاز النفسي للفرد،تجريد الفرد من ادواره الجتماعية ،النعزالية والنطوائيللة،
الطرق التربويلة الخلاطئة ،علدم السلتقرار والتلوازن العلائلي ،الملرض والحلوادث،النفعلالت
الحادة،المناخ والطقس...
أشكال التعلم المؤثرة في التنشئة الجتماعية: ·
ومنها،التعلم المؤثر:حيث النمط السلوكي المتعلم يكون متبوعا بتدعيم،ليكللون موافقللا للمعللايير
والقيللم المرغللوب فيهللا؛ التعلللم المباشللر :وهللو عبللارة عللن تللوجيه مخطللط ومقصللود للسلللوك
وممارسة التدعيم؛التعلم العرضي :وهو نتيجة لتعلم و تدعيم غير مباشرين و مقصودين؛ آثللار
العقاب :استعمال العنف لتلفي أنماط السلوك غير المرغللوب فيهللا؛ التعلللم مللن النمللاذج :وهللو
عبارة عن تقليد ومحاكاة لنماط ونماذج سلوكية معينة؛ التقمللص:وهللو تقليللد لنمللاط سلللوكية
وأدوار اجتماعية معينة .
العوامل والمؤسسات المؤثرة في التنشئة الجتماعية: ·
-الثقافة :تتأثر التنشئة الجتماعية للفرد بالثقافة العامللة للمجتمللع.والثقافللة هللي الللتراث العللام
الذي ينحدر إلينا من أجيللال سللابقة ومتعاقبللة،وتشللمل المعتقللدات والتقاليللد والعللرف،والقواعللد
الخلقية والدينية،والقللوانين والفنللون والعلللوم والمعللارف،والتكنولوجيللا،وسلللوكات ومشللاعر
الفراد والجماعاتوعلئقهم وتمثلتهم...
-السرة :هي أهلم وأقلوى الجماعلات الوليللة وأكثرهلا تللأثيرا فلي تنشللئة الطفللل،وفلي سلللوكه
الجتملللاعي،وبنلللاء شخصللليته.فالسلللرة هلللي اللللتي تهلللذب الطفلللل وتجعلللل سللللوكه مقبلللول
اجتماعيا،وهي التي تغرس في نفس الطفل القيم والتجاهات التي يرتضيها المجتمللع ويتقبلهلا.
وهناك متغيرات أسرية تؤثر في التنشئة الجتماعية للطفل كنوع العلقة بين الوالدين،اتجاهات
الوالللدين نحللو الطفللل ،العلقللة بيللن الخللوة،المكانللة الجتماعيللة والطبقيللة للسللرة،المسللتوى
التعليمي والثقافي للسرة...
-جماعة القران:تأثير الطفال بعضللهم علللى بعللض للله مميزاتلله وفللوائده فللي تشللكيل حيللاتهم
الجتماعي،واكتسابهم الكثير من الخبرات،و في إشللباع حجللاتهم النفسللية،ممللا يسللاعدهم علللى
النمو الجتماعي.
-وسائل العلم :إذ تؤثر في التنشللئة الجتماعيللة مللن خلل الرسللائل السللمعية أو البصللرية او
المكتوبللة،حيللث بواسللطة المعلومللات والخبللار والفكللار والتجاهللات وغيرهللا،تعكللس جللوانب
متعددة من ثقافة المجتمع واتجاهاته وعلقاته الجتماعيللة،فتعمللل،بالتللالي ،علللى تنشللئة الفللرد
على معايير واتجاهات اجتماعية معينة.
-المدرسة :المدرسة هي مؤسسة إحدى أهم مؤسسات التنشئة الجتماعية المتخصصة ،حيللث
تعمل على تلقين العلم والمعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيل.وهللي تسللعى إلللى تحقيللق نمللو
التلميذ جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا ،وتربيتلله علللى بعللض القيللم والمعللايير والتجاهللات
الجتماعية،و إعداد ه بشكل يؤهله ليندمج إيجابا في مجتمعه .
ومللن بيللن السللاليب التربويللة والنفسللية والجتماعيللة المسللاعدة علللى التنشللئة الجتماعيللة
اليجابية للمتعلم نذكر:سيادة جو الطمأنينة والشعور بالنجاح،وتحقيق إشلباع العطللف والتقللدير
داخلللل المدرسلللة؛التلللوجيه والرشلللاد والعطلللف المصلللحوب بلللالحزم،وإشلللاعة جلللو الحريلللة
والديمقراطية والتفهم؛ تعليم الطفال الحياة الجتماعية داخل المدرسة مللن خلل حريللة التعليللم
والتللدبير اللذاتي لجماعللة التلميلذ،وتكلوين النديلة والجمعيلات،تعلللم احلترام القللوانين والحللق
والواجب والمسؤولية...انفتاح المدرسة عبى محيطها الجتماعي؛تللوفير المكانيللات والوسللائل
التربوية والمادية والتجهيزية للمدرسة)ملعب،مكتبات،أندية،وسائل ديداكتيكية(...؛إشللباع كللل
حاجيللات المتعلللم النفسللية والجتماعيللة والمعرفيللة)...د.خليللل ميخائيللل معللوض،علللم النفللس
الجتماعي-1982 ،بتصرف.(-
أهم نظريتين للتدريس هما النظرية السلوكية والنظرية البنائية ،نجد أن كليهما يتمتع بتطبيقات
جيدة في التربية ،وشاركت هاتان النظريتان بدفع السيكولوجيين ،أي علماء النفس والتربويين أي
علماء التربية للنظر في تطوير وتحسين التدريس والتعليم في المدارس ،فبينما يعتبر سكنر أشهر
.عالم عمل في النظرية السلوكية ،يعتبر بياجيه أشهر عالم في النظرية البنائية
وللنظرية السلوكية الجرائية تأثير كبير في النظرية السلوكية للتدريس ،بينما المراحل المعرفية
.لبياجيه لها تأثير كبير في النظرية البنائية للتدريس
وهاتين النظريتين تنظر إلى أهداف التعليم ،والخبرات ،وطرائق التدريس من نواح مختلفة،
فالنظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم ،بينما تهتم النظرية البنائية بالعمليات المعرفية
الداخلية للمتعلم ،ومن هنا فإن دور كل من المعلم والطالب مختلف في كل النظريتين ،فدور
المعلم في السلوكية تهيئة بيئة التعلم لتشجيع الطلب من أجل تعلم السلوك المرغوب ،بينما تهيئ
.النظرية البنائية بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته
في المقابل فإن التركيز في النظرية البنائية على الجراءات الداخلية للتفكير ،بينما التعلم في
النظرية السلوكية يرتبط بالتغير في سلوك المتعلم ،كما أن دور كل من المعلم والطالب يختلف
من نظرية إلى أخرى ،فربما يوجد خطوات محددة يجب اتباعها في إحدى الطرق بينما هناك
.توجيهات عامة للطرف الخرى
حيث أن العلج السلوكي استخدام أساليب ووسائل مختلفة تعود في أصولها إلى نظريات التعلم
حيث أن تطبيقها يكون على مبادئ التعلم في تغيير السلوك ليكون الفرد أكثر انسجامًا مع البيئة،
شرط أن يكون الساس تعديل السلوك ،أو علج السلوك وكلها تستخدم في الرشاد والعلج
.النفسي
نظرية جان بياجيه في النمو المعرفي النمو عملية ارتقائية موصولة من التغيرات التي تكشف
عن إمكانات الطفل ،وركز جان بياجيه على أهمية إكساب الطفل الخبرات التعليمية المختلفة
.التي تساعدهم على اكتساب المفاهيم المختلفة خلل طفولتهم
:ان النمو المعرفي عند لطفل هو نتيجة لربعة عوامل رئيسية
النضج البيولوجي الذي يعد من أهم العوامل التي تؤثر في طريقة فهمنا العالم من حولنا ,إذا *
تعد التغيرات البيولوجية التي يمر بها الفرد موروثة بفعل التركيب الجيني الذي يرثه الفرد في
.لحظة التكوين
التوازن :يحدث عندما تتفاعل العوامل البيولوجية مع البيئة الفيزيقية.فكلما نمى الفرد جسديٍا *
كانت قدرته على الحركة والتفاعل مع المحيط الذي حوله أفضل ،ومع التجريب والفحص
والملحظة تتطور عملياتنا العقلية ,وان التغيرات الحقيقة في التفكير تحدث من خلل عملية
.التوازن التي تمثل نزعة الفرد لتحقيق التوازن
الخبرات الجتماعية بالناس:كلما ننمو نتفاعل من الخرين من حولنا وبالتالي يؤثر هذا في *
نمونا المعرفي من خلل التعلم من خبرات الخرين وسلوكياتهم.اتبع بياجيه "الطريقة
الكلينيكية"في البحث السيكولوجي في عالم الطفولة لسبر أغوار نمو الطفالوما يتسمون به في
سياق العملية النمائية من خصائص متميزة وهذه الطريقة اتسمت بالبساطة والصراحة والعلنية،
ويعد بياجيه أن هناك عمليات معينة تكمن وراء العتلم لدى وتعمل على الرتقاء العقلي لديه منها
.عملية التكيف مع البيئة من ناحية وعملية تنظيم الخبرة من ناحية آخرى
وعملية التكيف في نظر بياجيه تبنى على ركيزتين متكاملتين هما عمليتا"الستيعاب أو التمثل"
فالستيعاب هو عملية تلقي المعلومات عن أحداث البيئة فهمها واستخدامها في نشاط معين .في
حين تلعب المواءمة دورا مهما في مجال التكيف لنها ترتكز على تغير الفكار حتى تتسق
وظروف الموقف الجديد أو القدرة على تعديل ظروف البيئة ،ويطلق بياجيه على تتابعات
.الفعال هذه مصطلح المخطط الذي يعد تمثل عقليا
ثالثا:مرحلة العمليات المحسوسة)من سبع سنوات وحتى إحدى عشر سنة) حيث يستطيع الطفل
في هذه المرحلة ممارسة العمليات التي تدل على حدوث التفكير المنطقي أي القدرة على التفكير
.المنظم إل أنه مرتبط على نحو وثيق بالموضوعات والفعال المادية والمحسوسة والملموسة
رابعا:مرحلة العمليات الشكلية المجردة )11سنة وحتى الرشد) التي تعد مرحلة من مراحل النمو
العقلي المعرفي التي حددها بياجيه ،وسميت بمرحلة العمليات الشكلية ،حيث يتمكن الطفل في
هذه المرحلة من تكوين المفاهيم والنظر إلى الشياء من جهات مختلفة ومعالجة عدة أشياء في
وقت واحد
تعريف الذكاء حسب بياجبه :هو القدرة على التفكير التأملي والتجريدي والقدرة على التكيف مع
البيئة
إن نظرية جان بياجيه في اللعب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتفسيره لنمو الذكاء ،ويعتقد بياجيه أن
وجود عمليتي التمثيل والمطابقة ضروريتان لنمو كل كائن عضوي .وأبسط مثل للتمثل هو
الكل ،فالطعام بعد ابتلعه يصبح جزءًا من الكائن الحي بينما تعين المطابقة توافق الكائن الحي
ل ويبدأ اللعب في المرحلة الحسية الحركية ،إذ يرى مع العالم الخارجي كتغيير خط السير مث ً
بياجيه أن الطفل حديث الولدة ل يدرك العالم في حدود الشياء الموجودة في الزمان والمكان،
فإذا بنينا حكمنا على اختلف ردود الفعال عند الطفل فإن الزجاجة الغائبة عن نظره هي
زجاجة مفقودة إلى البد ،أي أنه يؤمن فقط بما يراه ،أو يدرك استمرارية الشياء مما يراه دائمًا،
وحين يأخذ الطفل في المتصاص ل يستجيب لتنبيه فمه وحسب بل يقوم بعملية المص وقت
.خلوه من الطعام
وتضفي نظرية بياجيه على اللعب وظيفة بيولوجية واضحة بوصفه تكرارًا نشطًا وتدريبًا يتمثل
ل عقليًا وتقدم الوصف الملئم لنمو المناشط المتتابعة .المواقف والخبرات الجديدة تمث ً
:لذلك نجد أن نظرية بياجيه في اللعب تقوم على ثلثة افتراضات رئيسية هي
يسير النمو العقلي في تسلسل محدد من الممكن تسريعه أو تأخيره ولكن التجربة وحدها ل 1.
.يمكن أن تغيره وحدها
إن هذا التسلسل ل يكون مستمرًا بل يتألف من مراحل يجب أن تتم كل مرحلة منها قبل أن 2.
.تبدأ المرحلة المعرفية التالية
وهذا التسلسل في النمو العقلي يمكن تفسيره اعتمادًا على نوع العمليات المنطقية التي يشتمل 3.
.عليها
) والدارس المتفحص للسلوب المنهجي الذي اتبعه بياجيه سيلحظ أنه ) منهج عيادي اكلينيكي
على النقيض من السلوب الطبيعي أو السلوكي التجريبي الذي يحصر clinical method .
.اهتمامه في إطار إحصائي محض
فنهج بياجيه يهتم بدراسة الحالة والمقابلة ،والمناقشة المفصلة وسؤال الطفال عن كثير من
المواقف الكبيرة ،ولقد تركزت أبحاث بياجيه إلى تعريض الطفل لكبر عدد من المهمات
التجريبية النفسية ،ثم تسجيل الملحظات على المشاهدات السلوكية العملية في هذه المواقف ،ثم
توجيه عدد من السئلة إليه ،وتسجيل إجابته ،وعلى أساس البيانات يصل بياجيه إلى استنتاجاته
ونظرياته ،وتستهدف طريقته الى اكتشاف كيفية اكتساب المفاهيم في وقت محدد من عمر الطفل
) .باستخدام طريقة )تحليل الستبطانات الكلمية
ومن هنا أحدث بياجيه ثورة في دراسات الطفولة بابتكاره الطريقة الكلينيكية في الكشف عن
أفكار الطفال وكلمهم وإدراكهم ومنطقهم وغير ذلك من العمليات النفسية ،ويكفي أن نذكر أن
.معظم نظرياته عن الطفل مستمدة من ملحظاته العيادية واحتكاكه المباشر مع الطفال
كما اتخذ بياجيه موقفًا مهمًا من الراء العلمية السائدة ،حيث يرى أن الذكاء ليس مبعثه العالم
الخارجي للطفل ،وليس مبعثه عملية كشف لنظام محدد مسبقا داخل عقل الطفل ،إنما مبعثه
الترابط بين نظام الذكاء من جهة والعالم الخارجي من جهة أخرى ،ويبدأ ذلك بالترابط بين
.النعكاسات والحوافز ،كما وأنه يرى بان النمو العقلي ل تحدده أدوات ثقافية واجتماعية
.تجاربه على النسان
ابتكر بياجيه عددًا من الطرائق لدراسة سلوك الطفل وهي طرائق منظمة ابتكرها في ملحظة
.الطفال
إن الختبارات التي قام بها بياجيه من التعدد والعمق ما يجعلنا ل نستطيع أن نلم بها في مثل هذا
:الجهد المقتضب مما سيضهههههههطرنا إلى ذكر محاورها الرئيسة وهي
.أ -اختبارات المنطق العلئقي
.ب -اختبارات الحتفاظ بالمادة
.ج -اختبارات التصنيف والتسلسل
.د -اختبارات العدد
هه -اختبارات المكان والزمان والمصادفة
:النظرية السلوكية
يرى أصحاب هذه النظرية بأن السلوك النساني عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها
الفرد ويكتسبها أثناء مراحل نموه المختلفة ،ويتحكم في تكوينها قوانين الدماغ وهي قوى الكف
وقوى الستثارة اللتان تسيران مجموعة الستجابات الشرطية ويرجعون ذلك إلى العوامل البيئية
.التي يتعرض لها الفرد
تدور هذه النظرية حول محور عملية التعلم في اكتساب التعلم الجديد أو في إطفائه أو إعادته،
ولذا فإن السلوك النساني مكتسب عن طريق التعلم ،وأن سلوك الفرد قابل للتعديل أو التغيير
بإيجاد ظروف وأجواء تعليمية معينة
في النظرية السلوكية بعض المبادئ والجراءات التي تعتمد عليها ويحتاج المرشد الطلبي
لتطبيقها كلها أو اختيار بعضها في التعامل مع المسترشد من خلل العلقة الرشادية على النحو
:-التالي
:الشراط الجرائي 1-
ويطلق عليه مبادىء التعلم أنه يؤكد على الستجابات التي تؤثر على الفرد ،لذا فإن التعلم يحدث
إذا عقب السلوك حدث في البيئة يؤدي إلى إشباع حاجة الفرد واحتمال تكرار السلوك المشبع في
المستقبل وهكذا تحدث الستجابة ويحدث التعلم أي النتيجة التي تؤدي إلى تعلم السلوك وليس
المثير ،ويرتبط التعلم الجرائي في أسلوب التعزيز الذي يصاحب التعلم وصاحب هذا الجراء
هو الجراء إذا كان وجود النتيجة يتوقف على الستجابة ،ولهذا الجراء استخدامات كثيرة في
مجال التوجيه والرشاد والعلج السلوكي وتعديل سلوك الطفال والراشدين في المدارس
ورياض الطفال والمستشفيات والعيادات ولها استخداماتها في التعليم والتدريب والدارة
.والعلقات العامة
:التعزيز أو التدعيم 2-
ويعتبر هذا المبدأ من أساسيات عملية التعلم الجرائي والرشاد السلوكي ويعد من أهم مبادىء
تعديل السلوك لنه يعمل على تقوية النتائج المرغوبة لذا يطلق عليه أسم مبدأ )الثواب أو
التعزيز( فإذا كان حدث ما )نتيجة( يعقب إتمام استجابة )سلوك( يزداد احتمال حدوث الستجابة
.مرة أخرى يسمى هذا الحدث اللحق معزز أو مدعم
:التعزيز نوعان هما
التعزيز اليجابي :وهو حدث سار كحدث لحق )نتيجة( لستجابة ما )سلوك( إذا كان 2/1
الحدث يؤدي إلى زيادة استمرار قيام السلوك -مثال :طالب يجيب على سؤال أحد المعلمين
.فيشكره المعلم ويثني عليه .فيعاود الطالب الرغبة في الجابة على أسئلة المعلم
التعزيز السلبي :ويتعلق بالمواقف السلبية والبغيضة والمؤلمة فإذا كان استبعاد حدث منفر 2/2
يتلو حدوث سلوك بما يؤدي إلى زيادة حدوث هذا السلوك فإن استبعاد هذا الحدث يطلق عليه
.تدعيم أو تعزيز سلبي
مثال :فرد لديه حالة أرق بدأ يقرأ في صحيفة فاستسلم للنوم نجد أنه فيما بعد يقرأ الصحيفة
.عندما يرغب النوم
:التعليم بالتقليد والملحظة والمحاكاة 3-
وتتركز أهمية هذا المبدأ حيث أن الفرد يتعلم السلوك من خلل الملحظة والتقليد فالطفل يبدأ
بتقليد الكبار يقلد بعضهم بعضًا وعادة يكتسب الفراد سلوكهم من خلل مشاهدة نماذج في البيئة
وقيامهم بتقليدها في العملية الرشادية تغيير السلوك وتعديله إعداد نماذج للسلوك السوي على
أشرطة)كاسيت( أو أشرطة فيديو أو أفلم أو قصص سير هادفة لحياة أشخاص مؤثرين ذوى
أهمية كبيرة على الناشئة وقصص العلماء والحكماء من أهل الرأي والفطنة والدراية ،وكذلك
نماذج من حياتنا المعاصرة فمحاكاة السلوك المرغوب من خلل الملحظة يعتمد على النتباه
والحفظ واستعادة الحركات والهدف أو الحافز ،إذا يجب أن يكون سلوك النماذج أو المثال هدفًا
يرغب فيه المسترشد رغبة شديدة ،فجهد مثل هذا يمثل أهمية كبيرة للمسترشد وذا تأثير قوي
.عليه ،ويمكن استخدام النموذج الجتماعي في الحالت الفردية والرشاد والعلج الجماعي
:العقاب 4-
ويتمثل في الحدث الذي يعقب الستجابة والذي يؤدي إلى أضعاف الستجابة التي تعقب ظهور
:العقوبة ،أو التوقف عن هذه الستجابة وينقسم العقاب إلى قسمين هما
العقاب اليجابي :ويتمثل في ظهور حدث منفر )مؤلم( للفرد بعد استجابة ما يؤدي إلى 4/1:
إضعاف هذه الستجابة أو توقيفها ومن أمثلة ذلك العقاب)العقاب البدني( والتوبيخ بعد قيام الفرد
بسلوك غير مرغوب إذا كان ذلك يؤدي إلى نقص السلوك أو توقفه .ونؤكد بأن أسلوب استخدام
.العقاب البدني محذور على المرشد الطلبي وكذا المعلمين
العقاب السلبي :وهو استبعاد حدث سار للفرد يعقب أي استجابة مما يؤدي إلى إضعافها أو 4/2
:اختفاءها مثال
حرمان البناء من مشاهدة بعض برامج التلفاز وتوجيههم لمذاكرة دروسهم وحل واجباتهم فإن
هذا الجراء يعمل على تقليل السلوك غير المرغوب وهو عدم الستذكار ولكنه يحرمهم من
البرامج المحببة لديهم ،يسمي عقابًا سلبيًا ،ويفضل المرشدون والمعالجون النفسيون أسلوب
.العقاب في معالجة الكثير من الحالت التي يتعاملون بها
:التشكيل 5-
وهي عملية تعلم سلوك مركب وتتطلب تعزيز بعض أنواع السلوك وعدم تعزيز أنواع أخرى
:ويتم من خلل استخدام القوانين التالية
النطفاء أو الطفاء أو الغفال أو المحو :وهو انخفاض السلوك في حال توقف التعزيز 5/1
سواء أكان بشكل مستمر أو منقطع فيحدث المحو النطفاء أو الغفال :وتفيد في تغيير السلوك
وتعديله وتطويره ويتم من خلل إهمال السلوك وتجاهله وعدم النتباه إليه أو عن طريق وضع
:صعوبات أو معوقات أمام الفرد مما يعوق اكتساب السلوك ويعمل على تلشيه مثال ذلك
الطالب الذي تصدر منه أحيانًا كلمات غير مناسبة كالتنابز باللقاب مثل من وسائل التعامل مع
.هذا هو إغفاله وتجاهله تمامًا مما يؤدي إلى الكف عن ممارسة هذا السلوك
التعميم :ويحدث التعميم نتيجة لثر تدعيم السلوك مما يؤدي إلى تعميم المثير على مواقف 5/2
أخرى مثيراتها شبيهة بالمثير الول أو تعميم الستجابة أخرى مشابهة ،ومن أمثلة التعميم،
)مثال على تعميم المثير( .الطفل الذي يتحدث عن أمور معينة في وجود أفراد أسرته )مثير( قد
يتحدث عن هذه المور بنفس الطريق مع ضيوف السرة)مثير( فسلوك الطفل تم تعميمه إلى
مواقف أخرى ،ولذا نجد مثل هذه الحالت في الفصل الدراسي ويمكن تعميم السلوكيات
.المرغوب فيها لبقية زملء الدراسة
مثال على تعميم الستجابة:تتغير استجابة شخص إذا تأثرت استجابات أخرى لديه فلو امتدحنا
هذا الشخص لتبسمه )استجابة( فإنه قد يزيد معدل الضحك والكلم أيضًا لذا فإن في تدعيم
.الستجابة يحدث وجود استجابات أخرى)البتسامة والضحك( عند امتداحة في مواقف أخرى
التميز :ويتم عن طريق تعزيز الستجابة الصحيحة لمثير معين أي تعزيز الموقف المراد5/3:
تعلمه أو تعليمه أو تعديله ومثال ذلك :عندما يتمكن الفرد من إبعاد يديه عن أي شيء ساخن
.كالنار مث ً
ل
) :التخلص من الحساسية أو )التحصين التدريجي 6-
ويتم ذلك في الحالت التي يكون فيها سلوك مثل الخوف أو الشمئزاز والذي ارتبط بحادثة
معينة فيستخدم طريقة التعويد التدريجي المنتظم ويتم التعرف على المثيرات التي تستثير
استجابات شاذة ثم يعرض المسترشد تكرارًا وبالتدريج لهذه المثيرات المحدثة للخوف أو
الشمئزاز في ظروف يحس فيها بأقل درجة من الخوف أو الشمئزاز وهو في حالة استرخاء
بحيث ل تنتج الستجابة الشاذة ثم يستمر التعرض على مستوى متدرج في الشدة حتى يتم
الوصول إلى المستويات العالية من شدة المثير بحيث ل تستثير الستجابة الشاذة السابقة
.وتستخدم هذه الطريقة لمعالجة حالت الخوف والمخاوف المرضية
:الكف المتبادل 7-
ويقوم أساسيًا على وجود أنماط من الستجابات المتنافرة وغير المتوافقة مع بعضها البعض مثل
ل .ويمكن استخدامه في معالجة التبول الليلي حيث أن التبول يحدث لعدم السترخاء والضيق مث ً
الستيقاظ والذهاب إلى دورة المياه ،وإذا فإن الطفل يتبول وهو نائم على فراشه والمطلوب كف
النوم فيحدث الستيقاظ والتبول بشكل طبيعي واكتساب عادة الستيقاظ لذا فإن كف النوم يؤدي
.إلى كف التبول بالتبادل ،لذلك لبد من تهيئة الظروف المناسبة لتعلم هذا السلوك
:الشتراط التجنبي 8-
ويستخدم المرشد أو المعالج النفسي لتعديل السلوك غير المرغوب فيه وقد أستخدم في معالجة
الذكور الذين ينزعون إلى ملبس الجنس الخر والتشبه بهم أو في علج الدمان على الكحول
أو التدخين ،ويتم استخدام مثيرات منفرة كالعقاقير المقيئه والصدمات الكهربائية وأشرطة
.كاسيت تسجل عليها بعض العبارات المنفرة والتي تتناسب مع السلوك الذي يراد تعديله
):التعاقد السلوكي )التفاقية السلوكية 9-
ويقوم هذا السلوب على فكرة أن من الفضل للمسترشد أن يحدد بنفسه التغيير السلوكي
المرغوب ،ويتم من خلل عقد يتم بين طرفين هما المرشد والمسترشد يحصل بمقتضاه كل
واحد منهما على شيء من الخر مقابل ما يعطيه له .ويعتبر العقد امتدادًا لمبادىء التعلم من
خلل إجراء يتعزز بموجبه سلوك معين مقدمًا حيث يحدث تعزيز في شكل مادي ملموس أو
مكافأة اجتماعية فعلى سبيل المثال نجد أن المسترشد على أن يودع الطرف الول مبلغ من المال
لنفرض خمسمائة ريال على أن تعاد إليه كل خمسين ريال إذا نقص وزنه كيلو جراما أو أنه
يفقدها في حالة زيادة وزنه كيلو جراما واحد .ويمكن تطبيق مبدأ التعاقد أو التفاقية السلوكية
أثناء دراسة الحالة الفردية أو في الرشاد الجماعي ويمكن الفادة منها في تناول حالت التأخير
.المدرسي
:كما أن النظرية السلوكية
وهي ،في حقيقتها ،ردود فعل على مدرسة التحليل النفسي التي طرحها فرويد .وصاحب هذه
انطلقت المدرسة السلوكية من دراسة المثير والستجابة ) (Watson).النظرية هو )واطسون
.وتكون العادة ،ويرى واطسن ان السلوك والشعورمتناقضان
وقد تطورت المدرسة السلوكية على يد )واطسن( الذي استفاد من ابحاث بافلوف و)بختريف(
في الفعل المنعكس الشرطي ،فالخوف والغضب والحب هي نماذج لنفعالت أصلية ،ولكل
واحد منها مثيره المرتبط به اصل ،ولكن حينما تقترن تلك المثيرات بمثيرات أخرى شرطية فان
.المثير الشرطي يمكن ان يحل محل المثير الصلي
:التعلم والتدريس
يهتم المتخصصون في التعليم والمهتمون به بتنظير هذا المجال من خلل الطلع على أكبر كم
من النظريات المعنية به ولكنهم أحيانا يقعون في خطا منهجي فادح حيث يطلقون على
النظريات التي تتناول كيف يجب أن يكون المعلم وما هي الساليب التي يجب أن يسلكها من
أجل تحقيق مستوى أعلى وأسرع في إيصال المعلومات إلى المتعلمين،يطلقون عليها نظريات
التعلم وفي الحقيقة هذا خطأ كبير حيث هناك فارق بين نظريات التعلم وما يقصد هؤلء
فالمسمى الصحيح لما يقصده هؤلء هو "نظريات التدريس" أما "نظريات التعلم" فهي شيء
آخر تماما
ويوجد فرق بين نظريات التعلم ونظريات التدريس ،فنظريات التعلم يهتم بها السيكولوجيون،
وتتناول الطرق التي يتعلم الفرد العمليات النفسية في التعليم ،بينما نظريات التدريس فيهتم بها
التربويون ،وتتناول الطرق التي يؤثر بها المعلم على المتعلم .والتربويون في حاجة إلى نظرية
للتدريس وليس لنظرية تعلم .وكل نظرية تدريس لها أهدافها الساسية ونظرتها للمتعلم وذلك ما
يوفر اتجاه عام للنظرية .بعض النظريات مثل النظرية البنائية تركز على أن المتعلم هو العنصر
.الفعال ،والبعض الخر مثل النظرية السلوكية تظهر المتعلم بطابع المستجيب للمؤثرات
وتعتبر النظرية السلوكية والنظرية البنائية هما أهم نظريتين من النظريات التربوية ويعد
"سكنر" أهم علماء النظرية السلوكية بينما يعد "بياجيه" أهم علماء النظرية البنائية ،وقد أفادت
كل النظريتان الباحثين والدارسين السيكولوجيين والتربويين ودفعت الممارسين العمليين إلى
،السعي للستفادة منهما في تطوير الداء التربوي بشكل كبير
فالنظرية السلوكية الجرائية لها تأثير كبير في النظرية السلوكية للتدريس ،بينما المراحل
المعرفية لبياجيه لها تأثير كبير في النظرية البنائية للتدريس ،كل من هاتين النظريتين تنظر إلى
أهداف التعليم ،والخبرات ،وطرائق التدريس من نواح مختلفة .فالنظرية السلوكية تهتم بالسلوك
الظاهر للمتعلم .بينما النظرية البنائية تهتم بالعمليات المعرفية الداخلية للمتعلم .لذلك فإن دور كل
من المعلم والطالب مختلف في كل النظريتين .فدور المعلم في السلوكية هو تهيئة بيئة التعلم
لتشجيع الطلب لتعلم السلوك المرغوب ،بينما في البنائية تهيئ بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني
.معرفته
وبالتالي فإن الخلف بينهما كبير حيث تطالب السلوكية المعلم بان يغرس التصرف والجراء
اللزم للحصول على المعرفة بينما البنائية تطالب المعلم بأن يهيئ البيئة المعرفية اللزمة
.ويترك الطالب يبني سلوكه بنفسه
:النظرية السلوكية**
نظرية المثير و الستجابة و نظرية التعلم
:المفاهيم الساسية للنظرية السلوكية
معظم سلوك النسان متعلم 1-
المثير والستجابة :أن لكل سلوك له مثير وإذا كانت العلقة بين المثير والستجابة سليمة 2-
كان السلوك سويًا
الشخصية :هي تلك الساليب السلوكية المتعلمة والثابتة نسبيًا 3-
الدافع :وهو طاقة كامنة قوية بدرجة كافية تحرك الفرد نحو السلوك والدافع إما وراثي أو 4-
مكتسب
التعزيز :التدعيم عن طريق الثابة ،أي الثواب والمكافأة 5-
النطفاء :وهو ضعف السلوك المتعلم وخموده إذا لم يمارس ويعزز 6-
العادة :وهي رابطة وثيقة بين مثير واستجابة 7-
التعميم :إذا تعلم الفرد استجابة وتكرر الموقف فإن الفرد يعمم الستجابة على استجابات 8-
آخرى مشابهة
التعلم وإعادة التعلم :التعلم هو تغير السلوك نتيجة الخبرة والممارسة وإعادة التعلم تحدث 9-
بعد النطفاء يتعلم سلوك جديد
:النظرية البنائية**
يهتم المتخصصون في التعليم والمهتمون به بتنظير هذا المجال من خلل الطلع على أكبر كم
....من النظريات المعنية به ولكنهم أحيانا يقعون في خطا منهجي فادح
حيث يطلقون على النظريات التي تتناول كيف يجب أن يكون المعلم وما هي الساليب التي
يجب أن يسلكها من أجل تحقيق مستوى أعلى وأسرع في إيصال المعلومات إلى المتعلمين،
بننظريات التعلم وفي الحقيقة هذا خطأ كبير حيث هناك فارق بين نظريات التعلم وما يقصد
هؤلء فالمسمى الصحيح لما يقصده هؤلء هو "نظريات التدريس" أما "نظريات التعلم" فهي
شيء آخر تمامًا ،ويوجد فرق بين نظريات التعلم ونظريات التدريس ،فنظريات التعلم يهتم بها
السيكولوجيون ،وتتناول الطرق التي يتعلم الفرد العمليات النفسية في التعليم ،بينما نظريات
التدريس فيهتم بها التربويون وتتناول الطرق التي يؤثر بها المعلم على المتعلم ،والتربويون في
حاجة إلى نظرية للتدريس وليس لنظرية تعلم ،وكل نظرية تدريس لها أهدافها الساسية
.ونظرتها للمتعلم وذلك ما يوفر اتجاه عام للنظرية
بعض النظريات مثل النظرية البنائية تركز على أن المتعلم هو العنصر الفعال،البعض الخر
.مثل النظرية السلوكية تظهر المتعلم بطابع المستجيب للمؤثرات
وتعتبر النظرية السلوكية والنظرية البنائية هما أهم نظريتين من النظريات التربوية ويعد
"سكنر" أهم علماء النظرية السلوكية ....بينما يعد "بياجيه" أهم علماء النظرية البنائية ،وقد
أفادت كل النظريتان الباحثين والدارسين السيكولوجيين والتربويين ودفعت الممارسين العمليين
إلى السعي للستفادة منهما في تطوير الداء التربوي بشكل كبير ،فالنظرية السلوكية الجرائية
لسكنر ....لها تأثير كبير في النظرية السلوكية للتدريس ،بينما المراحل المعرفية لبياجيه لها
تأثير كبير في النظرية البنائية للتدريس .كل من هاتين النظريتين تنظر إلى أهداف التعليم،
والخبرات ،وطرائق التدريس من نواح مختلفة .فالنظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم.
بينما النظرية البنائية تهتم بالعمليات المعرفية الداخلية للمتعلم .لذلك فإن دور كل من المعلم
والطالب مختلف في كل النظريتين .فدور المعلم في السلوكية هو تهيئة بيئة التعلم لتشجيع
الطلب لتعلم السلوك المرغوب ،بينما في البنائية تهيئ بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته،
وبالتالي فإن الخلف بينهما كبير حيث تطالب السلوكية المعلم بان يغرس التصرف والجراء
اللزم للحصول على المعرفة بينما البنائية تطالب المعلم بأن يهيئ البيئة المعرفية اللزمة
.ويترك الطالب يبني سلوكه بنفسه
( النظرية السلوكية
Behaviorist Theory):
بدأت النظريات السلوكية بالثورة على علم النفس التقليدي وذلك برفضها لمنهج الستبطان أي
الستنتاج في البحث ،معتمدة على المنهج التجريبي المخبري ،ومن رواد هذه التجاه إيفان
بافلوف صاحب نظرية التعّلم الشرطي الكلسيكي ،ويعتبر بافلوف رائد المدرسة السلوكية
.التقليدية ومنشئها في روسيا
ويعتبر السلوكيون اللغة جزءًا من السلوك النساني ،وقد أجروا الكثير من الدراسات بقصد
تشكيل نظريٍة تتعّلق باكتساب اللغة الولى ،والطريقة السلوكية ترّكز على السلوك اللغوي الذي
يتحدد عن طريق استجابات يمكن ملحظتها بشكل حسي وعلقة هذه الستجابات في العالم
المحيط بها .ولقد سيطرت هذه المدرسة في مجال علم النفس في الخمسينيات واستمرت إلى
السبعينيات من القرن الماضي .وكان لها تأثيرها القوي على جميع النظم التعليمية وعلى جميع
.المختصين والعاملين في الميدان التربوي
:ويمكن إيجاز التطبيقات التربوية المتعلقة بنظرية الّتعّلم الشرطي الكلسيكي بما يأتي
إتقان ما هو متعلم :حيث إن كل تعلم عبارة عن استجابة لمثير أو باعث والستجابات التي يقوم
بها المتعلم هي التي تحدد مدى نجاحه وإتقانه لما تعلمه ،ول يتحقق النجاح إل إذا قام المعلم
بتدوين تلك الستجابات لتحديد مدى التقدم الذي أحرزه المتعلم ،وبيان الصواب من الخطأ
طراد التحسن ،ول يتم ذلك للتلميذ ،وإعلم كل طالب بالتحسن الذي أحرزه ،إذ إن ذلك مدعاة ل ّ
.إل بسلسلة من الجراءات والختبارات والتقويم المستمر
التكرار والتمرين :فالتكرار له دور مهم في حدوث التعلم الشرطي ،حيث يرتبط المثير الشرطي
بالمثير الطبيعي وينتج عن ذلك الستجابة .إن المحاكاة أو التكرار بني عليها في المجال
التطبيقي ما يسمى بتمارين النماط ،والهدف منها تعليم اللغة عن طريق تكوين عادات لغوية
بطريقة ل شعورية ،وهو أسلوب مهم في التعلم خاصة في المراحل الولى ،وليس في المراحل
المتأخرة ،ولكن يجب أن ُيعَلم بأن ليس كل تكرار يؤدي إلى التعلم ،بل التكرار المفيد أو الذي له
معنى ،حيث يلعب دورًا مهما في حدوث التعلم الشرطي ،وكلما كانت مرات التكرار أكثر زادت
قوة المثير الشرطي عند ظهوره بمفرده ،ولكن يجب على المعلم حتى يضمن النجاح أن يحسن
.الختيار وأن يكون ما يختاره من ضمن اهتمامات التلميذ ومن مستواه
استمرار وجود الدوافع :فتوفر الدوافع أمرًا ل مناص منه إذا أردنا تحقيق تعلم فّعال ،وكلما قوي
الدافع تحقق التعلم المرغوب ،وتعود الفائدة المرجوة على التلميذ ،ونجاح المعلم في تحقيق
الهداف المرسومة ،لذلك وجب إحاطة البيئة الصفية بالمثيرات الفعالة حتى نضمن استمرار
التواصل بين المعلم وطلبه ،ونكون بذلك ضمّنا التواصل بين عناصر العملية التعليمية وفي
.نفس الوقت رسخ ما تعلمه التلميذ في أذهانهم ،وبالتالي يصعب النسيان
ضبط عناصر الموقف التعليمي وتحديدها :إن ضبط وتحديد عناصر الموقف التعليمي وتحديده
ت رئيسية أو فرعية وحسب مستوى التلميذ يدعو إلى شّد ب في شكل وحدا ٍ وتقديمه بشكل مناس ٍ
انتباه المتعلم وبذلك يتحقق الهدف بحدوث التعلم من دون إبطاٍء أو تأخير ومن دون الحاجة إلى
التكرار والتمرين وهدر الوقت ،وعلى المدرس أن يدرك بأن تنظيم عناصر المجال الخارجي،
يساعد على تكوين ارتباطات تساعد في إنجاز الستجابات المطلوبة ،كما تجعل موضوع التعلم
في حالة نشاط مستمر .وعلينا أن ندرك بأن كثرة المثيرات ل تعني بالضرورة تحقيق النجاح،
.بل ربما تأتي بنتائج عكسية ول يحدث التعلم المرغوب
ومن وجهة نظر السلوكيين ،فإن عادات اللغة الولى تكون مساعدًا لكتساب عادات اللغة
كما أن تعلم اللغة الثانية يساعد في التغلب )( Positive Transferالثانية ،وهذا ما يطلق عليه
كما يرى السلوكيون (William Little)،على الفروق بين نظام اللغة الولى ونظام اللغة الثانية
ل هو عبارة عن محاكاة المتعلمين لما يسمعونه ،ثم يطورون عاداتهم ن تعّلم اللغة الجنبية مث ً
أّ
في اللغة الجنبية بالتكرار الروتيني ،كما يحاول المتعلمون في هذه النظرية أن يربطوا ما
يعرفونه في لغتهم الولى بما يرغبون في معرفته باللغة الثانية ،فإذا كان هناك تشابٌه أو تقارب
.بين اللغتين فسيتم نقل الخبرة بسهولة
والمشكلة في هذه النظرية أن التقليد والمحاكاة في الحقيقة ل يساعدان المتعلم في الواقع الحياتي،
ل عديدٍة لم يألفها من قبل .كما أن التدريب السابق ليسذلك لن المتعلم يحتاج إلى تشكيل جم ٍ
.كافيًا في سبيل السترسال في الحديث وحتى بتوجيٍه من المعلم
والمشكلة الخرى التي تواجه هذه النظرية أن العديد من الخطاء التي ترتكب من قبل متعلمي
اللغة الثانية تكون ناتجة عن اللغة الم وبالمقابل فإن الخطاء التي تواجه المتعلمين من الطفال
.إبان تعّلم اللغة الم متشابهة
نجح ديوي في هجومه على فلسفة التعليم النمطية التقليدية وساهم في دفع عجلة التعليم إلى مسار
مغاير له حيث نادى بأهمية الخبرة في التعليم وانتقد أسلوب التلقين ،وأنكر العتماد الكلي على
الكتاب المدرسي والمعلم كما شن هجومه على النظام التعليمي الصارم المبني على الطاعة
.التامة للوائح الدارية الجامدة
كما توجه ديوي إلى جعل المدرسة بيئة ثرية بالخبرات حافلة بحركة المتعلمين من أجل تكوين
عقلية علمية راشدة تستطيع حل المشكلت بأسلوب منهجي .من القواعد التي جاهد ديوي من
أجل ترسيخها أن الطفل شمس التربية ونقطة ارتكازية في العملية التعليمية وأّنه لن يتعلم بشكل
ن تعلم السباحة مثل ل يمكن أن يتحقق من دون أن أمثل إل من خلل الخبرات الحياتية فإ ّ
.يمارس المتعلم عملية السباحة داخل الماء وكذلك شأن سائر المهارات العقلية والجتماعية
من جانب آخر فإنه ومن خلل تجاربه ودراساته شدد على أهمية ربط المدرسة بالمجتمع ونادى
بالحياة الديمقراطية وبما أنه من أبرز علماء الفلسفة التقدمية والبراجماتية فإنه حصر التربية
بالمنفعة والمصلحة وأن التعليم يجب أن يخدم الغراض العلمية والهداف الواقعية التي تنفع
.الفرد الحر والمجتمع الديمقراطي
ومما يترتب على الرؤية الفلسفية السابقة جملة من التطبيقات التربوية منها أن التربية تقوم على
مبدأ تفاعل المتعلم مع البيئة المحيطة به والمجتمع الذي يعيش فيه ولذلك فإنه يحتاج إلى تنمية
مهاراته الفكرية والعملية دائمًا ليقوم بحل المشكلت بشكل راشد وأسس علمية ،واستنادًا لهذه
الرؤية فإن العلوم النظرية وتشعيباتها الكثيرة ليست ذات أهمية في المنهاج التعليمي طالما أنها
ل تخدم المتعلم في تصريف شئون حياته ،قام ديوي بتحويل عملية تهذيب النسان من العناية
عرفت بالُمثل العقلية المجردة إلى الهتمام بالنتائج المادية الملموسة ،في ظل هذه الفلسفة التي ُ
باسم البراغماتية والداتية والوظيفية فإن البحث العلمي لحل المشكلت الواقعية أهم أداة في
.الحياة لمعرفة الحقائق ولتربية الفرد ولتكوين المجتمع الديمقراطي
يرى ديوي أن أسلوب المحاضرة من الطرائق القاصرة في التعليم ومنافعها محدودة لنها ل
تتيح الفرصة للمتعلم كي يستكشف الواقع ،ويجمع المعلومات ،ويقيس المور ،ويبحث عن
الحلول .لهذا فإن أسلوب السعي في حل المشكلت القائم على حرية المتعلم أكثر إيجابية وخير
من الدروس التقليدية القائمة على محاضرات المعلم التلقينية .وهكذا فإن جون ديوي ل يتفق مع
طريقة هربرت في توصيل المعلومات عبر خطوات منهجية في عرض الدرس لن الطالب
.سيكون سلبيا فالمعلومات تأتي إليه في الفصل ول ينجذب إليها
ن يقوم " "project methodمن أفكار ديوي التربوية طريقة المشروع ويقصد بها أ ّ
المتعلمون باختيار موضوع واحد ودراسته من عدة جوانب كأن يذهب المتعلمون إلى مزرعة
وفيها يتعلمون كيفية الزراعة ويستمعون إلى تاريخ الزراعة في تلك المنطقة ويتعاون كل فرد
من المجموعة بعمل جزء من المشروع .في عملية تنفيذ المشروع يقوم الطالب بجمع البيانات
المطلوبة من المكتبة أو مقابلة الساتذة .من أهم سمات طريقة المشروع كنشاط شامل أن المتعلم
عادة سيتفاعل معه لنه قد يكون شارك في اختيار الموضوع .طريقة المشروع تشبع حاجة
المتعلم النفسية لنها تراعي الفروق الفردية ،وتدفعه إلى التعلم الجماعي ،وتحرره من قيود
.الكتاب المدرسي
لم يوضح ديوي تفاصيل طريقة المشروع في التدريس ولكن تلميذه كلباترك قام بوضع
:التفاصيل .من أهم خطوات طريقة المشروع للفرد أو للمجموعة
.وجود الغرض
.رسم الخطة
.تنفيذ الخطة
.تقويم الخطة
ُيعّرف جون ديوي الديمقراطية التربوية بأنها طريقة شخصية للحياة ،وهي بالتالي ليست مجرد
شيء خارجي يحيط بنا فهي جملة من التجاهات والمواقف التي تشكل السمات الشخصية للفرد
والتي تحدد ميوله وأهدافه في مجال علقاته الوجودية .ويترتب على هذا التصور ضرورة
المشاركة في إبداء الرأي وصنع القرار ،وتأسيس الحياة المدرسية والسرية على هذه المضامين
الديمقراطية لتنظيم الحياة ،في ظل هذه المنظومة نرى أن الديمقراطية في الحقل التربوي تعني
ممارسات اجتماعية تؤكد قيمة الفرد وكرامته ،وتجسد شخصيته النسانية ،وتقوم على أساس
.مشاركة أعضاء السرة والجماعات في إدارة شؤونها ديمقراطيًا
من الواضح أن كتابات ديوي تحمل في طياتها نقدًا لذعًا للتربية التقليدية السائدة في عصره
وعلى مر العصور .انتقد التربية التي تعتمد على حفظ المعلومات عن ظهر قلب ،وإعداد المتعلم
للمستقبل مع تجاهل الحاضر وتهميش المرحلة التي يعيشها المتعلم .كانت القاعدة هي أن المعلم
هو أساس العملية التربوية وجاء ديوي ليقلب الموازين وينقل الفكر التربوي إلى شمس التربية
.أي إلى المتعلم واحتياجاته
كانت كتابات ديوي دعوة قوية حطمت سيادة السلوب التقليدي الذي ساد التاريخ النساني
لفترات طويلة وفي مقابل ذلك جاء المذهب البراغماتي ليؤكد على دور كل من السرة
والمدرسة والمجتمع في تنمية المتعلم ليعيش حرًا مفكرًا منتجًا .التربية عند ديوي هي الحياة في
ل ثم تهتم بالمستقبل.حاضرها أو ً
في كتابه نظرية الحياة الخلقية تحدث ديوي عن دور القناع العقلي في غرس القيم والخلق
إذ يرى أنه ل يكفي المدح والذم ،والثواب والعقاب ،والتحليل والتحريم .أساس الخلق
ومضمونه هو معرفة أسباب العادات التي نقوم بها لنتأكد من المعايير التي تضمن أنها عادلة…
الذين يضعون القانون ويشاركون في إيجاد العادات المفترض أن تكون ،لديهم رؤية ثاقبة لحقيقة
ن العمى سيقود العمى .تلك السس وإل فإ ّ
في كتابه الحرية والثقافة يناقش الماركسية كفلسفة سياسية واقتصادية ويخالفها من حيث حرية
الفرد ويؤكد على أن البيت أول مكان يتعلم فيه الفرد الديمقراطية ويعتبرها منهج حياة ثم في
نهاية الكتاب يتحدث عن أمريكا كنموذج عالمي يقوم على البحث العلمي والتجربة واليمان
.بالتعددية الثقافية
:من خلل مراجعة كتابات جون ديوي يمكن استخلص فلسفته التربوية في ضوء النقاط التية
ل في ميدان العقيدة التربوية لديوي:أو ً
.كل تربية فاعلة تقوم على مشاركة الفرد في الوعي الجتماعي للجنس البشري1-
:المدرسة مؤسسة اجتماعية بالدرجة الولى وينبغي أن تعكس صورة الحياة الجماعية2-
.الحياة الجتماعية للطفل هي الساس لجميع النشطة التعليمية 3-
.نمط التعلم يجب أن يعتمد على طبيعة نمو قوى الطفل واهتماماته 4-
.التربية هي الطريقة الساسية للتقدم والصلح الجتماعي5-
أعلى ديوي من شأن الخبرة النسانية واعتبرها مصدر العلوم والقيم وبخلف المدرسة المثالية
فإن يرى أن المعرفة والقيم نسبية غير ثابتة فالعقل البشري هو الحاكم الذي يقرر الصواب
.والخطأ
:ثانيًا أهم وظائف المدرسة
.تبسيط وترتيب عناصر ميول الطفل التي يراد إنماؤها1-
.تطهير المتعلم من العادات الجتماعية المذمومة وتهذيبه2-
.تحقيق النفتاح المتوازن للناشئين كي يعيشوا في بيئة مصغرة فيها مشاركة وتآلف وتكاتف3-
المدرسة عند ديوي بيئة ديمقراطية تسعى ليجاد المواطن الديمقراطي والتربية عملية دائمة
.للفرد ليساهم في بناء المجتمع مع مراعاة الفروق الفردية في التدريس ووضع المنهج الدراسي
ن هذه الصفات ل تجتمع ،بالضرورة ،عند نفس الطفل ،بل تشكل أهم جدير بالذكر هنا ،أ ّ
المميزات للضطرابات غير المتجانسة كما تم التطرق اليها بالتعريف .كما وقد تحظى الصفات
التي تميز ذوو الصعوبات التعلمية ،بتسميات عدة في أعمار مختلة .مثلً ،قد يعاني الطفل من
صعوبات في النطق في الطفولة المبكرة ،ويطلق عليها بالتأخر اللغوي؛ بينما يطلق على المشكلة
بصعوبات قرائية في المرحلة البتدائية ،وفي المرحلة الثانوية يطلق عليها بالصعوبات الكتابية )
.(Lerner, 1993