Professional Documents
Culture Documents
الكاظمي الشريف
(المقدم من مكتب الديوان)
(التخطيط البيئي)
اعداد طالب الدكتوراه
احسان صباح هادي
الدورة -15-
2009-2010
لق د أك د إعالن المس ابقة على خصوص ية مدين ة الكاظمي ة المقدس ة بنس يجها العم راني التقلي دي
,وامتياز محالت الكاظمية مثل محلة القطانة والدبخانة ومحلة التل ومحلة الشيوخ ,بتخطيط أزقتها
وأبنيتها المتراصة وشوارعها المتداخلة مع عموم النسيج العمراني للمدينة والمنظومة البيئية المميزة
لها وكفاءتها المناخية وتجاوبها مع متطلبات البيئة الطبيعية وتجاوبها مع التقاليد والقيم اإلسالمية
من خالل تحقي ق مب دأ الخصوص ية واألم ان لس كان المنطق ة وزي ادة التفاع ل االجتم اعي فض ال عن
تعزيز هيمنة المرقد الشريف ودوره كنقطة استقطاب بصريا وحركيا إال ان المشروع الفائز لم يأخذ
بنظر االعتبار هذه الخصوصية فعمد الى إزالة النسيج العمراني لهذه المحالت متجاوزا أهم متطلب
من متطلبات المسابقة المعلنة التي بينت ان المحالت السكنية هي من أهم األجزاء المكونة للنسيج
العم راني للمدين ة .فلم يحاف ظ المش روع الف ائز إال على %4.4من ه ذا النس يج ,ب ل وحس ب م ا
ي ذكر المكتب المص مم نفس ه لم يب نى على دراس ة دقيق ة للمن اطق الحفاظي ة ب ل ان الموض وع لم
يدرس أصال من قبلهم بحجة ان الوقت لم يكن كافيا .فلذلك تمت عملية اإلزالة حسب مايتطلبه
البرنامج المساحي للمسابقة ,وهذا تجاوز واضح حتى على متطلبات إعالن المسابقة .
لقد أكد إعالن المسابقة على ضرورة الحفاظ على المحاور األساسية في
ان ه ذه المح اور مح ددة بالنس يج التقلي دي فكي ف س يتم المحافظ ة عليه ا اذا تم ازال ة النس يج التقلي دي
وخاصة محور سوق الفضوة ومحور سوق االسترابادي .
أكد إعالن المسابقة على تفاعل النسيج العمراني التقليدي مع السياق العمراني المجاور له وأهمية
هذا التفاعل إال ان المشروع الفائز لم يقدم اي مؤشر او معلومات عن كيفية التعامل مع مجاورات
المنطق ة المط ورة ب ل ان هن اك انقط اع لكث ير من امت دادات الط رق من خ ارج المنطق ة الى ال داخل
وكأن المنطقة المطورة أصبحت جزيرة معزولة منفصلة عن سياقها الحضري .
قد أكد إعالن المسابقة على المدلوالت الرمزية والحفاظ على الطراز المعماري والبنائي للنسيج
العمراني والمستند على أهمية المرقد الشريف وهيمنة عناصره مثل القباب والمنائر ضمن جميع
الكتل والفضاءات المحيطة .إال إننا نالحظ ان الكثير من التفاصيل العمرانية لألبنية المقترحة ذات
طابع معماري مستنسخ من طرز وعناصر شكلية تستخدم عادة في تصاميم المباني التراثية لإلمارات
العربية المتحدة وبقية دول الخليج وليس هناك من محاكاة للطرز المحلية إال في بعض المعالجات
للمساكن المؤهلة او الجديدة اما تصاميم األبنية العامة فهي مستنسخة بالكامل من أبينة الخور في
دبي او أبنية المدينة المنورة.
أك د إعالن المس ابقة على المس احات الفارغ ة ح ول المرق د الش ريف ويجب إمالئه ا بفج وات
وفراغات تحوي على صحون مكشوفة ومصليات محاطة بأروقة ومظلالت تتناغم مع بعضها ومن
خالل مبدأ (المغلق والمفتوح) والتي تشكل السمة المميزة للعمارة اإلسالمية .إال ان المشروع لم
يقدم في مقترحه اي معالجات من هذا النوع بل ان ثنائية المغلق المفتوح غير موجودة حيث أبقى
الفضاء الوسطي مفتوح فقط وبمساحة شاسعة تصل الى %14.6من مساحة المنطقة المط ورة وهي
مساحة غير متناسبة مع المقياس اإلنساني بل تعزز إحساس االغتراب ضمن الفضاء الحضري .
هناك نقطة مهمة تخص البرنامج في إعالن المسابقة نفسه وهو استحداث مسجد وبمساحة 4000
مص لي اعتق د ان ال حاج ة ل ه م ع وج ود المرق د الش ريف وه و الغاي ة وه و الم راد .وه ل من ص الة
أفضل من صالة تحت قبة الكاظمين او في صحنهما .
من البن ود الرئيس ة في إعالن المس ابقة ه و االل تزام بمب دأ االرتفاع ات ال تي تتض من هيمن ة المرق د
الشريف من جميع المحاور الحركية والبصرية المحيطة به .وهو ضروري في العتبات المقدسة الن
المراقد الشريفة قديمة مرتبطة بتاريخ المدينة المنتمية اليها وقد مجد الشعراء أبنية هذه المراقد في
اشعارهم وكيف انها دليل على خلود أصحاب هذه المراقد .وهنا ال باس من ذكر قول الشاعر في
تمجيد قبة اإلمامين الجوادين (الكاظم والجواد )عند مقارنته بين خلود اإلمامين وبين أفول دولة
الظالمين:
عن ثلتين هما موتى وأحياء هيا بنا لربى الزوراء نسألها
تجاذبتها الثريا فهي شماء ومل الى الكرخ وانظر قبة قد سمقت
وه ذه إش ارة واض حة الى هيمن ة قب ة المرق د الش ريف ع ل خ ط الس ماء ليس فق ط ض من ح دود المنطق ة
المطورة حيث انها تعزز شعور المؤمن عند رؤية القبر من جسر األئمة بالخشوع والتأمل فكيف إذا تم تنفيذ
األبنية حول المرقد باالرتفاعات التي وضعها المصمم وان كانت متدرجة من المرقد الى الخارج على ثالثة
مراحل حسب التصميم الفائز.