You are on page 1of 18

‫ المفهوم و التطور‬..

‫تكنولوجيا االتصال‬
-----------------------------------------

‫حسن رضا النجار‬.‫د‬.‫أ‬


‫اجلامعه املستنصريه‬
‫العراق‬

Abstract

The search attempted to seek argumentative between Arab and world


thinkers that communication technology born from society which
discovered and used it ,therefore it become ex trinsic from develo -
ment and Arabic society which have rich civilization and poor in use
of (C.T)

Also the search treatment discuss the big development technology


in communication and information, multimedia which have good
ability to produce and retrieval information in different form.

This advancement and other help to remove the distinguish comm -


nication media and clearly effective in kind and form of news cove -
age, the e last part of the search assign to review the characteristic of
(information technology)

493
‫المستخلص‪:‬‬
‫حياول البحث استجالء اجلدل القائم بني املفكرين يف العامل العربي والعامل من كون‬ ‫ ‬
‫تقنيات االتصال تنبع من قيم اجملتمعات اليت اكتشفتها واستخدمتها وبالتالي فهي تعد غريبة‬
‫يف كثري من األحيان عن اجملتمعات النامية ومنها اجملتمع العربي الغين حبضارته والفقري‬
‫باستدامه لتقنيات االتصال‪.‬‬

‫ويستعرض البحث التطور التكنلوجي اهلائل يف جمال االتصال واملعلومات والوسائط‬ ‫ ‬


‫املتعددة ذات القدرة الفائقة على انتاج املعلومات ومجعها وخزنها ومعاجلتها ونشرها واسرتجاعها‬
‫باسلوب غري مسبوق‪.‬‬

‫ان هذه التطورات وغريها عملت على أزالت الفوارق بني االدوات االتصالية هذه‬ ‫ ‬
‫واملتمثلة بني االدوات السمعية والبصرية واالتصاالت بعيدة املدى واملعلوماتية والتداخل‬
‫املتزايد بني اجهزة االعالم اليت اطلق عليها (نور اومينك) وهذه اثرت بشكل واضح يف نوع‬
‫وشكل التغطية االخبارية يف العامل وخصص اجلزء االخري من البحث يف بيان مسات تكنلوجيا‬
‫املعلومات يف الوقت الراهن‪.‬‬

‫شهدت اخلريطة االتصالية قفزات تكنولوجية وإعالمية هائلة ومتسارعة‪ ،‬فمنذ‬ ‫ ‬


‫منتصف الستينيات عندما وضع اول قمر صناعي لالتصاالت يف مدار قريب من االرض‬
‫والدخول يف االلفية الثالثة فان تكنولوجيا االتصال اصبحت عنصراً مالزماً لكل مظاهر احلياة‬
‫العصرية(‪ )1‬ان االميان باهمية هذه التكنلوجية ال يكفي لتكيف خدمات املعلومات واالعالم‬
‫ملتطلبات العصر‪ ،‬فاملطلوب توفري اخلربة واملعرفة الكافية ملختلف انواع التكنلوجيا من اجل‬
‫اختيار االفضل منها وعلى وفق احلاجة ووضع اخلطط الكفيلة بذلك‪ .‬كما ان “مصطلح تقانة‬
‫االتصال يعين” التقنيات واملؤسسات واالساليب اليت بواسطتها تنتج املعلومات وتعلب وتوزع على‬
‫مستقبلني متفرقني فوق رقعة جغرافية(‪.)2‬‬

‫وميكن تعريف التكنولوجيا بانها‪ :‬جمموعة من النظم والقواعد التطبيقية واساليب‬ ‫ ‬


‫العمل اليت تستقر لتطبيق املعطيات املستحدثة لبحوث او دراسات مبتكرة يف جماالت االنتاج‬
‫واخلدمات كونها التطبيق املنظم للمعرفة واخلربات املكتسبة اليت متثل جمموعات الوسائل‬
‫واالساليب الفنية اليت يستعملها االنسان يف خمتلف نواحي حياته العلمية وبالتالي فهي‬
‫مركب قوامه املعدات واملعرفة االنسانية(‪.)3‬‬

‫كذلك فان التكنولوجيا‪ :‬جمموعة املعارف واخلربات املكتسبة اليت حتقق انتاج سلعة‬ ‫ ‬

‫‪494‬‬
‫او تقديم خدمة ويف اطار نظام اجتماعي واقتصادي معني(‪ .)4‬ومن منظور اتصالي‪ ...‬ميكن‬
‫القول ان تكنولوجيا االتصال‪ :‬هي جمموع التقنيات واالدوات او الوسائل او النظم املختلفة‪،‬‬
‫اليت توظف ملعاجلة املضمون او احملتوى‪ ،‬الذي يراد توصيله بعملية االتصال اجلماهريي او‬
‫الشخصي او التنظيمي او اجلمعي‪ ،‬اليت بها جتمع املعلومات والبيانات املسموعة و املكتوبة و‬
‫املصورة و املرسومة و املسموعة املرئية و املطبوعة او الرقمية عن طريق احلاسبات االلكرتونية‪،‬‬
‫ثم ختزين هذه البيانات واملعلومات‪ ،‬ثم اسرتجاعها يف الوقت املناسب‪ ،‬ثم عملية نشر هذه املواد‬
‫االتصالية او الرسائل او املضامني مسموعة او مرئية او مطبوعة او رقمية‪ ،‬ونقلها من مكان اىل‬
‫اخر‪ ،‬وتبادهلا(‪.)5‬‬

‫اما تكنولوجيا االتصال واملعلومات فهي كل ما ترتب على االندماج بني تكنولوجيا‬ ‫ ‬
‫احلاسب االلكرتوني والتكنولوجيا السلكية والالسلكية وااللكرتونيات الدقيقة والوسائط‬
‫املتعددة من اشكال جديدة لتكنولوجيا ذات قدرات فائقة على انتاج املعلومات ومجعها وختزينها‬
‫ومعاجلتها ونشرها واسرتجاعها باسلوب غري مسبوق يعتمد على النص والصوت والصورة‬
‫واحلركة واللون وغريها من مؤثرات االتصال التفاعلي اجلماهريي والشخصي معا(‪.)6‬‬

‫كما ان تكنولوجيا املعلومات متثل‪ ،‬اقتناء املعلومات واختزانها وجتهيزها يف خمتلف صورها‬
‫واوعية حفظها سواء كانت مطبوعة ام مصورة ام مسموعة ام مرئية ام ممغنطة ام معاجلة‬
‫بالليزر‪ ،‬وبثها باستعمال جمموعة من االوعية االلكرتونية ووسائل اجهزة االتصال عن بعد‪.‬‬
‫وقد مهدت تكنولوجيا االتصال واملعلومات الطريق لالنتقال من اجملتمع الصناعي اىل جمتمع‬
‫املعلومات(‪.)7‬‬

‫ان التطورات التكنولوجية احلديثة قد عملت على ازالة الفوارق بني االدوات االتصالية‬ ‫ ‬
‫هذه واحلدود اليت طاملا فصلت بني وسائل االعالم املختلفة‪ ،‬حتى اواخر السبعينيات‪ ،‬اذ نشأت‬
‫عالقات مل يتوقعها احد او يتصورها‪ ،‬وهي عالقات باتت تربط بني االدوات السمعية والبصرية‬
‫واالتصاالت بعيدة املدى واملعلوماتية والتداخل املتزايد بني اجهزة االعالم اليت اطلق عليها (نور‬
‫اومينك) تسمية (التليماتيك) اليت تعين التزاوج بني االتصاالت بعيدة املدى واملعلوماتية(‪.)8‬‬

‫وقد حقق هذا التزاوج والتفاعل نتائج مهمة على الصعيد االعالمي‪ ،‬وابرز هذه‬ ‫ ‬
‫النتائج التوسع يف التغطية االخبارية وافادة اجملتمع الواضحة من وسائل االتصال واملعلومات‬
‫وعلى وفق ذلك يظهر العامل منقسماً اىل ثالثة اقسام(‪.)9‬‬

‫‪ 1-15٪‬من سكان العامل حيصلون تقربياً على كل االبتكارات التكنولوجية احلديثة‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫‪ 2-50٪‬من سكان العامل قادرون على استيعاب هذه التكنولوجيا استالكاً وانتاجاً‪.‬‬
‫‪3-‬بقية سكان العامل ‪ 35٪‬يعيشون يف حالة انقطاع وعزلة عن هذه التكنولوجيا‪.‬‬

‫ويبدو ان الدول الصناعية وهي تدخل ميدان التنافس واالبداع‪ ،‬اخذت تتحسس اجتاهات التطور‬
‫القادم‪ ،‬ولذلك فقد شرعت بوضع اخلطط لتوفري املستلزمات الضرورية لعمليات التحول اليت‬
‫حتدث على حنو متصاعد من ناحية_ ولكنها من ناحية اخرى_ حترص على ان تتبوأ مكانة‬
‫مرقوقة يف اجملتمع الدولي حبيث تستطيع ان تؤثر_ اىل حد كبري_ يف سياسات الدول االخرى‬
‫يف خمتلف القطاعات السياسية او االقتصادية او العسكرية‪ ،‬وباملقابل فان البلدان االقل تطوراً‬
‫من الناحية العلمية سوف تشعر_ على حنو او اخر_ بانها منجذبة اليها حبكم حاجتها اىل‬
‫العون اخلارجي(‪.)10‬‬

‫ولقد استعمل االنسان التقانة‪ ،‬عرب التاريخ كوسيلة لتساعده يف التغلب على البيئة وقهرها‪،‬‬
‫فاالنسان اذا يطور التقانة ويستعملها بناء على احتياجه اليها‪ ،‬ومن الواضح ان تقانة االتصال‬
‫االلكرتونية جبيليها االخريين مل تنتج وتستعمل يف الوطن العربي بناء على حاجة اليها‬
‫حقيقية‪ ،‬فهي غريبة عنا‪ ،‬وعن عقولنا اليت اعتادت عرب القرون املاضية على املادة املكتوبة‬
‫واملطبوعة (كالكتاب والصحيفة) او املادة املروية (كالشعر او احلكاية)‪ ،‬ال عجب بعد هذا‬
‫ان كانت الصحافة اليت استعملها العرب يف القرن املاضي قد اعطت آثاراً اجيابية اكثر من‬
‫غريها اال قنوات االتصال االخرى اليت استعملت يف املرحلتني الالحقتني‪ ،‬النها كانت االقرب‬
‫اىل ثقافتنا وتقاليدنا وطباعنا التارخيية وال عجب بعد هذا ان جند من يصف االتصال واالعالم‬
‫العربي احلديث يف املرحلتني االخريتني بانه اعالم “عاجز وتربيري وضحل وسطحي”(‪.)11‬‬

‫وقد اتضح جليا ان على البلدان النامية والوطن العربي خباصة مواجهة التحديات اليت‬
‫تفرضها عليها التطورات التكنولوجية واالعالمية‪ ،‬هذه التطورات وضعت بلدان العامل النامي‬
‫امام حتديات حقيقية للخوض يف جتربة البث املباشر‪ ،‬فقد اصبح التطور اهلائل يف صناعة‬
‫االتصاالت واستعماهلا معيارا حضاريا مييز بني دولة واخرى يف عاملنا املعاصر متاما‪ ،‬كما‬
‫اصبحت معياراً مييز العصر احلالي من العصور السابقة‪ ،‬وادى ذلك التطور اىل توسع هائل يف‬
‫حجم مرافق وسائل االتصال ونشاطها والذي حصل بفضل ثالث تطورات هي‪:‬‬

‫‪1 .1‬منو نطاق البنى االساسية لوسائل االتصال واتساعه والكفاءة املتزايدة يف تنظيمها وادارتها‪.‬‬
‫‪2 .2‬استعمال اشكال جديدة من الطاقة واالجهزة النتاج الرسائل واستقباهلا‪.‬‬
‫‪3 .3‬التغيري الذي طرأ على االساليب واالشارات املستعملة يف وسائل االتصاالت أي (االشارات‬
‫الرقمية) (‪ )Digital Signal‬مبا يف ذلك التطور يف استعمال االقمار الصناعية الغراض‬

‫‪496‬‬
‫االتصاالت االعالمية عموماً‪.‬‬

‫ان التطورات الراهنة يف تكنولوجيا االتصال افرزت منطاً اتصاليا يتميز بسمات ختتلف عن‬
‫االمنط االتصالية التقليدية السابقة اليت تشمل االتصال الذاتي واالتصال الشخصي واالتصال‬
‫اجلمعي ثم االتصال اجلماهريي‪ ،‬وهذا النمط االتصالي او كما يطلق عليه اسم االتصال‬
‫الوسيطي جيمع كال من مسات االتصال الشخصي املواجهي واالتصال اجلماهريي وله وسائله‬
‫االتصالية اخلاصة به اليت تضم يف داخلها كل اشكال االتصاالت عن بعد وهي االتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية والتلغراف واهلاتف واالذاعة واتصاالت احلاسب االلكرتوني(الربيد‬
‫االلكرتوني) كما يتضمن هذا النمط االتصالي داخله االتصاالت االستطالعية كاالذاعة‬
‫وعمليات مراقبة البيئة والعاب الفيديو واحلاسب االلكرتوني ويطلق على هذه الوسائل‪ ،‬وسائل‬
‫االتصال الوسيطة(‪.)12‬‬

‫ويف ظل انتشار االقمار الصناعية بدأت معامل صياغة جمتمع دولي كبري يتعرف كل شخص‬
‫على ايديولوجيات اخرى وثقافات اخرى واجناس اخرى‪ ،‬وقد اتسع نطاق اخلدمة االخبارية عن‬
‫طريق االعالم املرئي‪ ،‬اذ اصبح يف استطاعة شبكات االعالم الدولية بث احلدث حلظة وقوعه‬
‫ويف موقعه سواء داخل الدولة ام خارجها وميكن االستشهاد بالعديد من االمثلة منها شبكة‬
‫الـ(‪ )CNN‬اليت تغطي ارسلها اكثر من (‪ )150‬دولة‪ ،‬وقناة (‪ )FOX‬االمريكيتني‪ ،‬وشبكة‬
‫اليورنيوز االوربية اليت تبث بست لغات وتشارك فيها (‪ )11‬قناة دولية اوربية وحمطة سكاينيوز‬
‫الربيطانية اليت اتسع نطاق تغطيتها االعالمية ليشمل اوروبا بأسرها وميتلكها روبرت مردوخ‪،‬‬
‫وشبكة الـ(‪ )BBC‬اليت طورت خدماتها العاملية‪ ،‬ويصل إرساهلا اىل مجيع القارات ما عدا اسرتاليا‬
‫وامريكا اجلنوبية(‪.)13‬‬

‫وهذا االتساع االعالمي واالخباري على حنو خاص جاء نتيجة التطور التكنولوجي السريع‬
‫والذي مشل وسائل االتصال وادوات االتصال والتلقي‪ ،‬فالتكنولوجيا بشكل عام‪ ،‬وتكنولوجيا‬
‫االتصال واالعالم بشكل خاص ال تؤدي دوراً حيويا يف السيطرة الثقافية فحسب‪ ،‬ولكنها بالفعل‬
‫جزء من هذه السيطرة(‪ .)14‬وهناك جمموعة من العوامل اليت ادت اىل ضرورة استعمال التطور‬
‫العلمي والتكنولوجي يف صناعة الصحف وانتاجها منها على سبيل املثال ال احلصر مواكبة‬
‫عصر ثورة املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتطوير العملية االنتاجية للصحف‪ ،‬ومواجهة املنافسة‬
‫بني الصحافة والوسائل السمعية والبصرية االخرى‪ ،‬كذلك مواجهة االحتياجات احلالية‬
‫واملستقبلية يف جمال االعالم(‪.)15‬‬

‫وعلى الرغم من هذه التطورات اال ان العامل النامي ظل اسري ازمات ومشكالت خمتلفة بشأن‬

‫‪497‬‬
‫التكنولوجيا وتطورها وكيفية تلقيها من قبل بلدان العامل النامي‪ ،‬اذ تواجه دولة العديد من‬
‫املشكالت يف كيفية اختيار املعدات االتصالية او انتاجها‪ ،‬والتحدي احلقيقي هلذه الدول يكمن‬
‫يف كيفية االستعانة بالتكنولوجيا احلديثة يف جمال االتصال من دون الوقوع يف شرك التبعية‬
‫التكنولوجية للدول املتقدمة‪ ،‬ويف هذا اجملال ميكن مالحظة الظواهر االتية(‪:)16‬‬

‫‪1 .1‬ان التكنولوجيا تعبري عن الواقع االجتماعي والثقايف الذي تنشأ فيه‪ ،‬وبالتالي فان النماذج‬
‫التكنولوجية اليت تطورت استجابة حلاجات ما‪ ،‬قد ال تصلح‪ -‬يف اغلب االحيان‪ -‬جملتمع آخر له‬
‫ظروف مغايرة‪.‬‬

‫‪2 .2‬ان عملية نقل تكنولوجيا االتصال ليست مقصودة لذاتها‪ ،‬وامنا هي اداة لتحقيق اغراض‬
‫التنمية الوطنية للبلدان النامية يف جمال االتصال‪ ،‬فالتكنولوجيا املالئمة هلذه الدول هي‬
‫اليت تتناسب مع االمكانيات الذاتية لتلك اجملتمعات واليت حتقق االستعمال االمثل ملصادر‬
‫التكنولوجيا املتاحة يف اجملتمع‪ ،‬اليت تعمل على تنمية مصادر التكنولوجيا الوطنية وتطويرها‪.‬‬

‫‪3 .3‬والبد ان ناخذ يف احلسبان تاثري االختيار التكنولوجي عالقة التبعية للدول املتقدمة‪ ،‬ذلك‬
‫ان االختيار التكنولوجي يف جمال االتصال‪ ،‬ليس قضية فنية فحسب‪ ،‬وامنا اختيار سياسي يف‬
‫املقام االول‪.‬‬

‫ويطال فريق من املفكرين والباحثني العرب مبالحقة الدول املتقدمة تقانيا وصناعياً اما‬
‫لتعويض الفجوة احلضارية بني الغرب والعرب‪ ،‬او استجابة للواقع االقتصادي واالجتماعي‬
‫والسكاني يف الوطن العربي‪ ،‬واطالق طاقات االنسان العربي‪ ،‬ويذهب بعض انصار هذا االجتاه‬
‫اىل حد االنبهار بالتقدم التقاني الذي احرز يف جماالت االتصال واالعالم والتبشري بانها حتمل‬
‫اخلالص للعرب وبقية الدول النامية من اوضاع التخلف‪ ،‬وعلى النقيض‪ :‬يرى فريق من‬
‫املفكرين والباحثني العرب‪ ،‬وهم االغلبية‪ ،‬ان اتباع الغرب واالقتداء به يف جماالت التقانة سوف‬
‫يزيد من تبعية العرب للدول الغربية يف شتى اجملاالت‪ ،‬مبا قد يدمر البنى الداخلية للمجتمعات‬
‫العربية‪ .‬وال يتوقف االمر عند حد التبعية‪ ،‬اذ تؤدي التقانة اىل تعميق فجوة عدم الثقة بني‬
‫العامل النامي والدول املتقدمة بينها‪ ،‬عالوة على انها تستعمل للوقيعة بني البلدان النامية(‪.)17‬‬

‫والواقع ان املرء اذا امكنه تصور مساواة عظيمة جدا يف وصول املعلومات اىل عمق اجملتمع الذي‬
‫ينبثق االن‪ ،‬فان ذلك ليس بفعل الشفقة او النقاء السياسي من جانب النخبة الثرية‪ ،‬بل بسبب ما‬
‫ميكن تسميته بقانون احلضور الكلي‪ ،‬هذا القانون يبني ان دوافع جتارية قوية وكذلك سياسة‬
‫تظهر لكي جتعل البنية التحتية االلكرتونية اجلديدة شاملة‪ ،‬اكثر مما هي حصرية(‪.)18‬‬

‫‪498‬‬
‫وتظهر ازمة اجملتمعات النامية من عدم مالءمة الكثري من تكنولوجيا االتصال احلديثة‬
‫الحتياجات ظروف اجملتمعات النامية(‪ .)19‬وكلما حدث تطور (مثري) تقنياً يف تكنولوجيا‬
‫االتصال‪ ،‬وتارخيياً‪ ،‬فان كل اكتشاف يف االتصاالت حيدث هزة ثقافية خاصة‪ ،‬فاكتشاف‬
‫الكتابة اوجد لغة الرموز‪ ،‬واكتشاف الطباعة نقل الثقافة من احلالة الشفوية اىل املكتوب‪،‬‬
‫واكتشاف االذاعة والتلفاز ادخل ثقافة مسعية بصرية‪ ،‬واخريا ادى اكتشاف احلاسوب والشبكات‬
‫املعلوماتية‪ ،‬كاالنرتنت اىل بروز الثقافة التفاعلية(‪ .)20‬ومصطلح (الثقافة التفاعلية) جاء من‬
‫االستجابة املشرتكة بني االطراف املختلفة وال سيما عن طريق االنرتنت الذي سهل الطرائق‬
‫التفاعلية بني مجيع الناس ومن مستويات خمتلفة ومتفاوتة يف الثقافة والوعي واالهتمامات‪،‬‬
‫اذ اصبح املستفيدون من تكنولوجيا املعلومات هم مشاركني يف الوقت نفسه وبذلك مل يعد‬
‫هناك مرسل دائم وال مستقبل دائم للمعلومات‪ ،‬أي ان هناك تغيريا واضحا يف خارطة العملية‬
‫فرمبا يصبح املرسل مستقبال ورمبا خالفه صحيح وهذا ما مسي (بدميقراطية املعلومات) أي‬
‫اتاحتها للتداول لكل القادرين على ذلك‪.‬‬

‫ان دفق التغيريات التقانية راسخ ومستمر وانفاق حنو اربعمائة مليار دوالر سنويا‬ ‫ ‬
‫على البحث والتطوير جيعل هذا التدفق غري قابل للتوقف ‪ .‬انظر اجلدول التالي الذي يبني‬
‫(‪)21‬‬

‫شركات العامل االكثر انفاقا على البحث والتطوير عام ‪ .)22(1996‬بل يف ازدياد مستمر‪ ،‬بينما‬
‫ان ايا من البلدان العربية ال يولي اهمية اولوية ملشروعات البحوث والتطوير يف هذا اجملال(‪.)23‬‬
‫علما ان البلدان العربية ويف سعي حنو التطور يف البحث والدراسة قد خصصت ‪ 750‬مليون‬
‫دوالر امريكي او حنو ‪ 0.2٪‬من امجالي ناجتها الوطين للبحث والتطوير‪ ،‬اما البلدان املصنعة‬
‫اجلديدة فانها ختصص من ‪ 1-3٪‬من امجالي ناجتها الوطين للبحث والتطوير(‪ .)24‬كما ان‬
‫التقديرات تشري اىل ان ‪ 97٪‬من حبوث التطوير يف املعلومات جتري يف البلدان الصناعية(‪.)25‬‬
‫وعلى الرغم من ان العرب ظلوا يف ميدان البحث العلمي على اهلامش اال انهم يشاركون العامل‬
‫يف وصف العصر احلاضر بانه عصر العلم(‪.)26‬‬

‫‪499‬‬
‫جدول يبني شركات العامل االكثر انفاقا على البحث والتطوير ‪1996‬‬

‫االنفاق على‬
‫االنفاق على‬
‫البحث والتطوير‬
‫البحث والتطوير‬ ‫القطاع‬ ‫البلد‬ ‫الشركة‬
‫كنسبة مئوية‬
‫مليون دوالر‬
‫من املبيعات‬
‫‪8.6‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫السيارات‬ ‫جنرال موتورز الواليات املتحدة‬
‫‪5.8‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫السيارات‬ ‫سيارات فورد الواليات املتحدة‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫االلكرتونيات‬ ‫املانيا‬ ‫سيمنس‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫االلكرتونيات‬ ‫اليابان‬ ‫هيتاشي‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫االلكرتونيات‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫أي بي ام‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫السيارات‬ ‫املانيا‬ ‫ديلمر بنز‬
‫‪5.9‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫االلكرتونيات‬ ‫اليابان‬ ‫ماتوشيتا‬
‫‪9.2‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫اهلندسة‬ ‫اليابان‬ ‫فوجيتسو‬
‫تيبون للتغراف‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫اليابان‬
‫والتلفون‬
‫‪10.1‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫الكيمياويات‬ ‫سويسرا‬ ‫توقارتيس‬

‫وبالرغم من أن عامل “اجلنوب” يضم ‪ 80٪‬من سكان العامل فال يزيد نصيبه على ‪ 4٪‬اإلنفاق‬
‫العاملي على البحث والتطوير‪ ،‬وال يوجد فيه إال ‪ 5٪‬من احلواسيب املستعملة يف العامل(‪.)27‬‬
‫وال تعد التقنيات احلديثة يف جماالت االتصال واإلعالم ميزة يف كل األحوال بالنسبة اىل‬
‫البلدان العربية اليت مل تتطور بناها االقتصادية واالجتماعية على حنو يتالءم مع إمكانية‬
‫التقنيات احلديثة اليت تتسم آثارها يف بعض األحيان بالغموض‪ ،‬واليت قد جتعل نظم االتصال‬
‫القائمة أقل مرونة أو تضخيم عيوبها على حنو يعقد عملية تكييف التقانة اجلديدة مع هذه‬
‫البنى‬

‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتظهر خطورة هذه النقطة يف أن الوحدات التقانية قد بدأت يف‬
‫الوطن العربي تأخذ مكانها كوحدات مرتاصة‪ ،‬وليس كنظام مرتابط ومتداخل يف اجلسم‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويف معظم بلدان الوطن العربي ما تزال التكنولوجيا أو املمارسات التكنولوجية غري‬
‫متولدة يف البيئة وما تزال حتمل طابع االغرتاب(‪.)28‬‬

‫وحركة االتصال اجلديدة يف العامل إذا كان من قبل ذات حتديات عامة للبلدان النامية فهي‬

‫‪500‬‬
‫_ اليوم _ حتمل حتديات أعمق وادق‪ ،‬ففي عصر األقمار الصناعية ال متتلك الدول النامية‬
‫وبينها الدول العربية سوى عدد حمدود من األقمار‪ ،‬بينما متتلك الدول الكربى عددا كبريا من‬
‫األقمار املدنية وهذا يعين أن العرب هم اليوم يف هذا اجملال خارج العصر إذ هم ال يتحكمون إال‬
‫يف (‪ )0.5٪‬من حجم التدفقات اإلعالمية على هذا املستوى ناهيك عن املستويات األخرى(‪.)29‬‬
‫وهذه النسبة _ كما نالحظ _ تعد سليبة يف اطار التفاعل الثقايف واالعالمي‪ .‬وقد اسفر‬
‫التزاوج بني كل من تكنولوجيا االتصال واملعلومات يف التسعينيات عن ظهور ما يعرف‬
‫باالتصال املتعدد الوسائط (‪ )MULTI-MEDIA‬الذي يركز اىل تطور اجهزة احلاسوب يف‬
‫جليها اخلامس‪ ،‬وتستند الثورة التكنولوجية االتصالية الراهنة اىل عدة ركائز رئيسية تشمل‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية اليت تضم التلغراف واهلاتف والتلكس والطباعة عن بعد والراديو‬
‫والتلفاز واجهزة االستشعار عن بعد واملايكرويف واألقمار الصناعية واحلاسبات اإللكرتونية‬
‫واأللياف البصرية أشعة الليزر ‪ :‬وقد أسفر ذلك التداخل عن ظهور الطريق السريع لالتصال‬
‫واملعلومات من اهلاتف والتلفاز واحلاسوب واألقمار الصناعية واألطباق الالقطة والكابالت‬
‫واملوجات املايكرويف يف منظومة واحدة‪ ،‬أي أمكانية مجع الصوت والصورة والنص يف وعاء‬
‫واحد وهو (‪ )CD‬و (‪ )DVD‬بعد أن اكتشفت أشعة الليزر احلمراء‪ ،‬كذلك وجود براجميات‬
‫متقدمة جعلت من اسرتجاع املعلومات أمراً ممكناً وكذلك يف استعمال نظم الفحص البصري‬
‫(‪ )OCR‬الذي يعد ثورة يف عملية حتويل الصور من منطها التناظري(‪ )Anologe‬إىل النمط‬
‫الرقمي (‪ ) Digitail‬وبالعكس‪ ،‬تكرس خلدمة األفراد واجملتمعات(‪ ،)30‬وقد حصرت جلنة‬
‫ماكربايد اآلثار الضارة املرتتبة على نقل التكنولوجيا اىل الدول النامية يف ما ياتي(‪:)31‬‬

‫‪1 .1‬إن تصدير التكنولوجيا الغربية اليت تعكس الظروف واملمارسات االقتصادية واالجتماعية‬
‫جلزء واحد من أجزاء العامل‪ ،‬يوحي بتجاهل واقع شعوب البلدان النامية واحتياجاتها‪ ،‬تلك‬
‫الشعوب اليت تستورد هذه التكنولوجيا وتعتمد عليها وتعتمد على كثافة رأس املال أكثرمن‬
‫اعتمادها على كثافة العمل واإلنتاج ‪.‬‬

‫‪2 .2‬التبعية لرأس املال األجنيب وملصادر اإلنتاج األجنبية ولالوراق والتوقعات األجنبية‪.‬‬

‫‪3 .3‬االشراف على تصدير التكنولوجيا‪ ،‬توزيعها من الشركات متعددة اجلنسية اليت تواصل‬
‫سيطرتها على الدول النامية عن طريق هذه التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪4 .4‬ال يفيد من التكنولوجيا الغربية سوى مجاعات النخبة وال سيما يف الصحف والتلفاز‬
‫واإلذاعة أكثر مما تفيد القطاعات الشعبية العريضة‪.‬‬
‫‪5 .5‬عدم أسهام نقل التكنولوجيا يف االكتفاء الذاتي أو يف تدعيم التعاون بني الدول النامية ‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫‪6 .6‬مساعدة التكنولوجيا الغربية على هجرة السكان من الريف إىل املدن يف دول البلدان‬
‫النامية‪.‬‬

‫وهناك ثالثة اجتاهات معتدلة تقوم على االفادة من التقانة املتاحة مع مراعاة احملافظ األجيال‬
‫والقيم الوطنية(‪:)32‬‬

‫‪ -‬إذ يرى االجتاه األول أن البلدان النامية ومنها الدول العربية ليسوا متخلفني حضارياً‪ ،‬وأن‬
‫كانوا متخلفني تقانيا‪ ،‬استناداً إىل التفرقة بني احلضارة والتمدن‪ ،‬وأن الواجب إقامة عالقة‬
‫متوازنة بني احلضارة اليت ميلكها العرب والتقانة الوافدة من اخلارج ‪.‬‬
‫‪ -‬ويرى االجتاه الثاني ضرورة أن يبتكر هؤالء الوسائل العلمية والتكنولوجية اجلديدة باالفادة‬
‫من خربات الدول املتقدمة لتعجيل التطوير يف خمتلف مراحله ومستوياته ‪.‬‬
‫‪ -‬ويرى االجتاه الثالث أن اإلعجاب بالتكنولوجيا الغربية يتغلغل يف مجيع زوايا اجملتمع‪ ،‬كما‬
‫يتغلغل يف زوايا اجملتمع الياباني القديم‪ ،‬ومع أن اجملتمع أعطى شرعية كافية هلذا اإلعجاب‪،‬‬
‫مما أدى إىل استرياد التقانة الغربية على نطاق واسع وإىل حماولة استعمال هذه الوسائل‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬إال أن اجملتمع حجب الشرعية عن أألخذ بالقيم الغربية املصاحبة للتكنولوجيا‪.‬‬

‫إن صورة املستقبل تبشر بآفاق ال حدود هلا لتطور تكنولوجيا االتصال واملعلومات يف‬ ‫ ‬
‫الدول الصناعية املتقدمة‪ ،‬ولكن الوجه اآلخر من الصورة والذي يتعلق بالدول النامية‪ ،‬كئيب‬
‫وحيمل أبعاداً هلا من الشرور‪ ،‬وبرغم ذلك يظل األمل قائماً يف أن تتوصل البشرية إىل تعميم‬
‫فوائد هذا التطور‪ ،‬حبيث ال يظل حكراً على الدول القادرة‪ ،‬يف حني حترم منه الدول األقل‬
‫قدرة‪ ،‬فمن املهم للسالم واألمن الدوليني أن يستغلها التقدم التكنولوجي يف جمال االتصال‬
‫واملعلومات لتحسني التفاهم بني الشعوب‪ ،‬وتعزيز الدميقراطية داخل كل بلد‪ ،‬وفيما بني‬
‫ال من أن يستعمل يف دعم املصاحل اخلاصة على املستوى الوطين أو تكريس‪.‬‬ ‫الدول وبعضها‪ ،‬بد ً‬
‫سيطرة عدد حمدود من الدول على املستوى الدولي(‪ .)33‬وبامكاننا ان نؤشر اخطارا يف االستعمال‬
‫التكنولوجي يف امليدان اإلعالمي وال ينحصر خطر استعمل التكنولوجيا يف ميدان اإلعالم على‬
‫سيطرة الدول املتقدمة على الدول النامية فحسب‪ ،‬بل هناك أخطاراً تنطلق من داخل الدولة‬
‫النامية ذاتها وتسعى إىل تطوير قطاعها اإلعالمي وحتديثه‪ ،‬دون االلتفات إىل أثر هذا التحديث‪،‬‬
‫وارتباطه بالقطاعات أو امليادين األخرى يف اجملتمع‪ ،‬مبعنى عدم اعتماد دراسة علمية شاملة‬
‫(‪.)34‬‬
‫لنتائج عملية التحديث واستعمال التكنولوجيا‬

‫وال يعد التقدم التقاني ظاهرة عامة يف البلدان العربية كلها‪ ،‬فما زالت تقانة األنتاج فبعض‬
‫البلدان العربية دون املستوى املطلوب‪ ،‬كما ال تعد ظاهرة عامة داخل البلد العربي الواحد‪ ،‬فثمة‬

‫‪502‬‬
‫بلدان عربية أدخلت تقانيات حديثة على بعض مرافقها االتصالية دون بعضها اآلخر‪ ،‬ففي‬
‫بعض احلاالت ال يصاحب التطور التقين امتداد نطاق البث ليغطي كل اإلقليم اجلغرايف‪ ،‬أو‬
‫ال يصاحب إدخال تقنيات الطباعة احلديثة توسيع نطاق التوزيع أو تطوير صناعة النشر‪ ،‬أو ال‬
‫يصاحب تقوية البث التلفازي مد اخلدمة الكهربية إىل املناطق النائية(‪.)35‬‬

‫كما متثل قضية نقل التكنولوجيا املستعملة يف وسائل االتصال اجلماهريي أيضا‬ ‫ ‬
‫واحدة من املشكالت اهلامة يف الوضع االتصالي العربي‪ ،‬إذ من احلقائق املؤسفة أن البلدان‬
‫العربية ال متتلك أية صناعة تنتج أدوات وأجهزة االتصال أو تنتج مواد حتتاجها العملية‬
‫االتصالية‪ ،‬ولذلك فأن الدول العربية تستورد‪ ،‬وبدون و عي كبري مجيع األجهزة واألدوات‬
‫واملواد املستعملة يف حتقيق العملية االتصالية وتنفيذها يف خمتلف وسائل اإلعالم اجلماهريي‪.‬‬
‫ومن املؤكد إن التكنولوجيا ليست جمرد آالت ومعدات‪ ،‬بل هي يف جوهرها _ حتمل قيم حياة‬
‫وسلوك اجملتمعات ومنطها وطرازها ومتثلها اليت أنتجتها‪ ،‬ومن املتعذر فصل أو عزل هذه‬
‫القيم عن األجهزة املادية(‪.)36‬‬

‫ويسيطر عدد قليل من الشركات متعددة اجلنسيات على النشاط االبتكاري يف العامل‪ ،‬مما‬
‫يوضح أن معظم التكنولوجيا اليت تتطلبها عملية التنمية فى البلدان النامية خاضعة لرباءات‬
‫اخرتاع متلكها هذه الشركات(‪ .)37‬ولعل تفجر الثورة التكنولوحية والعلمية وتالزمهما من‬
‫أوضح مسات النصف الثاني من القرن العشرين واصدقها متثيال ألوضاعه‪ ،‬إذ أحرزت العلوم‬
‫والتكنولوجيا تقدماً مل حترزه لسنوات السابقة ‪ .‬وهذا التقدم التكنولوجي ادى إىل تطور اجلانب‬
‫اإلعالمي عرب وسائله وأدواته اليت أصبحت متيسرة‪ .‬إذ إن أهمية الشركات متعددة اجلنسية‬
‫قد أرتفع منذ أواسط اخلمسينيات‪ ،‬وحققت حنو عشرة اآلف مؤسسة مركزها يف البالد‬
‫العالية التقنية وغري الشيوعية‪ ،‬إندماجا خارج بلدانها األم‪ ،‬واندجمت أكثر من الفي شركة‬
‫يف ستة أو أكثر من البالد املضيفة ومن بني ( ‪ )982‬شركة صناعية كربى‪ ،‬تبلغ مبيعات‬
‫كل منها بليون دوالر‪ ،‬هناك (‪ )242‬شركة هلا حصة (‪ )25٪‬أو أكثر من السعة األجنبية‬
‫(‪ )Foreign Content‬للمبيعات واملوجودات والصادرات والدخول والعمالة(‪ )38‬لكنه أحدث‬
‫اختال ً‬
‫ال أخباريا كبرياً‪ .‬وقد تقوم الشركة غري القومية بأحباثها يف بلد‪ ،‬وتصنع املواد يف أخر‬
‫وجتمعها يف بلد ثالث‪ ،‬وتبع السلع املصنعة يف رابع‪ ،‬وتودع فائض أرباحها خامس‪ ،‬إذ إنها قد‬
‫تؤدى العمليات االندماجية يف عشرات البلدان (‪.)39‬‬

‫فالتكنولوجيا اجلديدة تذهب إىل حيث تتواجد اإلمكانات املالية أي إىل املدن الكربى‪ ،‬فمدن مثل‬
‫نيويورك ولوس أجنلوس ‪ ،‬وداالس وشيكاغو وغريها من املدن‪ ،‬حتوز قصب السبق يف اللحاق‬
‫بركب طريق املعلومات فائق السرعة(‪ .)40‬والذي كان للشركات متعددة اجلنسية دور مهم‬

‫‪503‬‬
‫يف تعزيزه وتقدمه وبالتالي تطوره اعتماداً على مبدأ التنافس ويكون لنا هنا أن نصف العصر‬
‫بأنه عصر الشركات متعددة اجلنسيات لكونها العامل األهم يف رأس املال العاملي حبسب وصف‬
‫ثومبسون(‪ .)Thompson( )41‬وكما نعلم فأن رأس املال والتمويل هو عنصر مهم يف تطور‬
‫التقنيات اجلديدة ومن مجلة األسباب اليت دعت إىل استعمال التقنية اجلديدة‪ ،‬قدرتها غري‬
‫املنازعة على تغطية االقليم احلديث االستقالل يف تغطية اعالمية شاملة‪ ،‬وموصلة بذلك نفوذ‬
‫احلكومة املركزية اىل االطراف‪ ،‬مهما كانت نائية(‪.)42‬‬

‫ان املقاييس او املعايري اليت حتدد التوازن بني مصاحل الدول الكربى والصغرى ال يقاس بشكل‬
‫عادل او منصف طاملا ان السيطرة واهليمنة العامتني لقمة اهلرم يتحكم فيها االعالم الغربي‪،‬‬
‫وهو االداة املوصلة بني القنوات الرئيسية اليت تعد من اهم املصادر يف تغطيته لالخبار العاملية‬
‫واحمللية للدول االقل تقدما يف (التكنولوجيا) مما جعل لتلك الدول حق التحكم يف توجيه‬
‫املعلومات على وفق الرغبات اليت تتفق مع مصاحلها اخلاصة والعامة(‪ .)43‬انطالقا من مبدأ‬
‫سيطرة املوجه الذي يقدم ما يريده وما يشرتطه على االخرين من معلومات او خدمات اعالمية‬
‫خمتلفة اعتمادا على امكانياتها اليت تفوق بكثري امكانيات الدول النامية وبرغم ذلك فان‬
‫التقنيات املستعملة لدى بعض البلدان العربية هي من احدث ما هو متوفر يف اسواق الدول‬
‫الصناعية‪ ،‬والعرب من اكثر املستهلكني هلا يف العامل حتى غدت بعض احملطات االذاعية‬
‫والتلفازية معارض الحدث ما هو متوفر يف العامل وأضخمه‪ .‬ومع هذا فانها تبقى مستهلكه‬
‫النها تتلقى وال تستطيع ان تصدر او ان تكون طرفا مكافئا للطرف املتقدم‪ ،‬وكلما تزايد تطور‬
‫الوسائل التقنية‪ ،‬زادت الفروقات بني العاملني‪ ،‬انطالقا من مبدأ قوة التاثري االتية من الدول ذات‬
‫القدرات التقنية املتقدمة وبقاء الدول النامية يف قاعها البعيد عن التطور‪.‬‬

‫ان التقنية احلديثة املتمثلة باستعمال سواتل الفضاء يف البث التلفازي قد وفرت حلرية‬
‫االتصال الدولي جماالت اوسع وقوة اكرب‪ ،‬ووضع اجملتمع العربي قبالة حركة االتصال‬
‫الغربي املستمرة(‪ .)44‬ونتيجة لالرتباط اجلدلي بني العلم والتقنية اليت امثرت عن ثورة‬
‫علمية تقنية فقد اصبح عنوان العصر اجلديد يعرف بعصر املعلوماتية الذي ولد زيادة االنتاج‬
‫الصناعي والتقين يف كل من اوربا وامريكا وخلق يف العامل النامي اسواقاً استهالكية هلذه‬
‫املنتجات ودفع الناس للهيمنة على هذه االسواق اىل املزيد من االخرتاع والتقنيات وخصوصا‬
‫(‪.)45‬‬
‫االتصال واملعلومات حتى اضحى العامل قرية صغرية بني يدي املنتجني‬

‫ويعد التقدم التقين عامال مهما يف تكوين احلضارة وتطور وسائل التكنيك يعرب عن مستوى‬
‫تطور اجملتمع االنساني بدءا من استعمال الربونز ثم احلديد‪ ،‬واملاكنة‪ ،‬والطاقة البخارية‪،‬‬
‫والطاقة الكهربائية‪ ،‬حتى الطاقة النووية يف الوقت احلاضر(‪.)46‬‬

‫‪504‬‬
‫وما زال يتطور وحيقق اجنازات علمية مهمة تقدم للعامل املزيد من اخلدمات املدهشة اليت‬
‫ال يستطيع الفرد مالحقتها ومتابعة مفرداتها املتجددة دائما‪ .‬ويبدو صحيحاـ اىل حد كبريـ‬
‫القول بان التقنية تصنع التاريخ بتاثريها يف طبيعة النظام االجتماعي واالقتصادي الذي تعمل‬
‫فيه‪ ،‬سواء شهد النظام تتابعا معينا ام ال(‪ ،)47‬وسواء كانت هذه اآلثار يف نطاق التحكم البشري‬
‫ام ال‪ .‬وصناعة التاريخ هنا تعين تاشري االحداث واملكتشفات باسلوب اكثر دقة وحفظا يف االت‬
‫ووسائل متقدمة‪ ،‬ولكن مكاسب التقدم التكنولوجي ليست مقسمة بالتساوي بني كل اعضاء‬
‫اجملتمع الدولي‪ .‬وهذا التقسيم هيمن طويال على العامل وسيظل مهيمنا طاملا كانت عجلة‬
‫التقدم مستمرة وطاملا ظل العامل النامي ناميا‪.‬‬

‫وان التكنولوجيا االعالمية تسهم بدور معني يف االختالل االخباري‪ ،‬اذ اسهم يف منو التكنولوجيا‬
‫عامالن اساسيان هلما يف الوقت نفسه دورهما يف منو العملية االعالمية ذاتها‪ ،‬احدهما‪ :‬اهمية‬
‫البحوث واآلخر‪ :‬تراكم راس املال‪ ،‬فضال عن عامل ال يقل اهمية لكنه عامل خارجي يتمثل‬
‫باالسواق الواسعة(‪.)48‬‬

‫ان الدول العربية مل تؤسس اية منظومة للعلم والتقنية ومن ثم مل حتقق سوى فائدة قليلة‬
‫من رامسالي ثابت بلغ (‪ )2000‬مليار دوالر خالل (‪ )15‬سنة امجالي (‪.)49 ()1985-2000‬‬
‫وقد كان جمموع التدفقات املالية العاملية ال يزيد على (‪ )200-250‬مليون دوالر يوميا‪،‬‬
‫ولكنها وصلت حنو (تريليون) و ‪200‬مليون دوالر يوميا‪ ،‬وتتزايد على حنو كبري‪ ،‬والسبب بال‬
‫شك‪ ،‬يعود اىل التطور اهلائل يف تكنولوجيا االتصاالت واحلاسوب(‪ ،)50‬اذ ان التقنية الرقمية اليت‬
‫تعين حتويل مجيع انواع البث الصوتي والصوري اىل الرقمني (‪ )0-1‬هي مفتاح الثورة املتسارعة‬
‫يف املعلومات واالتصال(‪.)51‬‬

‫ويرتبط استرياد التقانة احلديثة باسترياد خربة وعمالة اجنبية الدارتها وتشغيلها‪ ،‬او يرتبط يف‬
‫حاالت اخرى بعدم القدرة على تشغيل النظم التقانية تشغيال اقتصاديا‪ ،‬ومل يتضح يف حاالت‬
‫اخرى توافر القدرة على االفادة الكاملة من امكانات النظام التقاني(‪.)52‬‬

‫كما ان حيازة هذه التقنيات لن تضيق الفجوة االخذة يف االتساع بسبب التطور السريع هلا(‪،)53‬‬
‫هي تزيد يف هذه الفجوة بسبب السرعة اليت يتحلى بها مالكو هذه التقنيات ومنتجوها والبطء‬
‫الذي يهيمن على الدول النامية‪ ،‬وساعد القوى املهيمنة على تيسري تدفق اعالمها التطورات‬
‫التكنولوجية يف جمالي‪ :‬االتصاالت الفضائية واحلاسوب‪ ،‬اذ مل يعد باستطاعة دولة ما راغبة‬
‫يف وقف هذا التدفق الوقوف يف وجهه‪ .‬ان التطور السريع للتكنولوجيا اثر تاثري كبريا يف عمل‬
‫املؤسسات املعلوماتية‪ ،‬فهو ذو ضخامة كبرية كونه ال يعد ثورة واحدة او ثورتني امنا ثورات‬

‫‪505‬‬
‫متزامنة تغذي كل واحدة منها االخرى وعندما تتحد هذه الثورات فانها تكون كاسحة ومؤملة‬
‫مثلما كان حال الثورة الصناعية يف القرن التاسع عشر(‪.)55‬‬

‫لقد توضحت معامل اهتمام الواليات املتحدة من االدارة االمريكية العليا بقيادة املشاريع‬
‫االسرتاتيجية يف جمال االتصال الكوني ومنه مشروع الطرق السيارة (السريعة) لالتصال‬
‫عرب االنرتنت الذي كان قد تكلف به آل غور نائب الرئيس االمريكي السابق بيل كلنتون عام‬
‫‪ 1992‬ولتاكيد اهمية هذا املشروع يقول آل غور يف محلته االنتخابية‪ :‬ان شبكة االتصاالت‬
‫العاملية حبكم كونها شبكة االتصال ستغري اىل االبد طرق عيش سكان الكوكب وطرق‬
‫تعلمهم وعملهم وتواصلهم‪ ،‬هذه الشبكة العاملية متكن اطباء قارة معينة من فحص مرضى‬
‫القارات االخرى ومتكن خمتلف اعضاء العائالت من البقاء على اتصال دائم من قطب الكرة‬
‫الشمالي اىل قطبها اجلنوبي ويلهم خمتلف سكان العامل االحساس العميق مبسؤولياتهم‬
‫اجلماعية كحامني وحمافظني على كوكبنا الصغري(‪.)56‬‬

‫وهذا التطور السحري اذا صح التعبري‪ ،‬يعرب بدقة عن املسار التطوري للتقانة والعلوم اليت ادت‬
‫اىل جعل العامل الة من املمكن االطالع على تفاصيلها بازرار وشاشات ورموز تؤدي اىل فتح‬
‫االبواب والنوافذ واالطاللة الواسعة على كل ما حيتاجه الفرد يف أي مكان‪.‬‬

‫تكنولوجيا الراهن المعلومات في سمات الوقت‪:‬‬


‫متيزت تكنولوجيا املعلومات يف الوقت احلاضر بعدد من السمات اليت افرزتها‬ ‫ ‬
‫تكنولوجيا االتصاالت بامناطها املختلفة اليت ألقت بظالهلا وفرضت تاثرياتها على االتصال‬
‫(‪.)57‬‬
‫االنساني بوسائله احلديثة‪ ،‬ومن ابرزها‬

‫‪1 .1‬التفاعلية‪ :‬من ابرز صفاتها هي تبادل االدوار بني املرسل واملستقبل أي ان هناك ادورا‬
‫مشرتكة بينهما يف العملية االتصالية (‪ )Interactive Communication‬ويطلق على‬
‫القائمني باالتصال لفظ مشاركني بدال من مصادر ومن ذلك جند استعمال مصطلحات‬
‫جديدة يف عملية االتصال مثل املمارسة الثنائية‪ ،‬التبادل‪ ،‬التحكم‪،‬وافضل مثال على ذلك‬
‫استعمال نظام (‪ )Video Text‬الذي يتيح تفاعال واضحا بني املرسل واملستقبل‪ .‬وهذا النظام‬
‫يعد واحدا من انظمة النصوص املتلفزة‪.‬‬
‫‪2 .2‬حتديد املستفيد‪ :‬وتعين هذه السمة ان املعلومات اليت تتبادل سوف تكون حمددة الغرض أي‬
‫ان هناك درجة من التحكم يف معرفة املستفيد احلقيقي من معلومات معينة دون غريها‪ ،‬وهذه‬
‫السمة افرزتها تكنولوجيا االتصاالت املتمثلة باحدى انظمة الربيد االلكرتوني اال وهي (الرزم‬
‫الربيدية اخلادمة) اليت تتيح للمشرتك بها جماال واسعا للتحكم بكمية املعلومات املرغوبة‬

‫‪506‬‬
‫ونوعيتها‪ ،‬ومن الطبيعي ان يقوم بهذه اخلدمة شخص يدعى (املنسق) الذي يقوم برتتيب‬
‫هذه العملية عن طريق معرفة رغبات املستفيدين وحاجاتهم من املعلومات وجتهيزهم بها عن‬
‫طريق (صناديق الربيد االلكرتوني) اخلاص بكل مشرتك لقاء اشرتاك شهري او سنوي يدفع‬
‫لقاء تقديم هذه اخلدمات‪.‬‬

‫‪3 .3‬الالتزامنية‪ :‬وتربز اهمية هذه السمة كونها تسمح بامكانية تراسل املعلومات بني اطراف‬
‫العملية االتصالية من دون شرط تواجدها يف وقت إرساهلا وهذا يعين ان هناك امكانية خلزن‬
‫املعلومات املرسلة عند استقباهلا يف اجلهاز واستعماهلا وقت احلاجة‪ ،‬فمثال يف انظمة الربيد‬
‫االلكرتوني ترسل املعلومات من منتجها اىل املستفيد منها يف أي وقت‪.‬‬

‫‪4 .4‬قابلية التحرك او احلركية‪ :‬وتسمح هذه السمة يف بث املعلومات واستقباهلا من أي مكان‬
‫اىل اخر اثناء حركة منتج ومستقبل املعلومات وذلك باستعمال عدد من االجهزة مثل التلفون‬
‫النقال وهاتف السيارة والتلفاز املدمج يف ساعة اليد‪ ،‬وجهاز الفاكس الذي ميكن استعماله يف‬
‫السيارة وكذلك احلاسب االلكرتوني النقال واملزود بطابعة‪.‬‬

‫‪5 .5‬قابلية التحويل‪ :‬وهي امكانية نقل املعلومات من وعاء آلخر باستعمال تقنيات تسمح بتحويل‬
‫االوعية الورقية اىل مصغرات فلمية وبالعكس‪ ،‬كذلك امكانية حتويل املعلومات املسجلة على‬
‫املصغرات الفلمية (‪ )Microform‬اىل االوعية املمغنطة او الليزرية وكذلك امكانية حتويل‬
‫النصوص من لغة اىل اخرى او ما يسمى بنظام الرتمجة االلية‪.‬‬

‫‪6 .6‬قابلية التوصيل‪ :‬هذه السمة تتمثل بامكانية استعمال االجهزة املصنعة من قبل الشركات‬
‫املختلفة اليت حتكمها معايري معينة يف توحيد صناعة االجزاء املختلفة هلذه االجهزة مما‬
‫يتيح امكانية تناقل املعلومات بني املستفيدين وبغض النظر عن الشركات املصنعة لالجهزة‬
‫املختلفة‪.‬‬

‫‪7 .7‬الشيوع واالنتشار‪ :‬ويتمثل املنهجي لوسائل لالتصال حول العامل ويف الطبقات املختلفة‬
‫للمجتمع‪ ،‬اذ كلما تظهر وسيلة لتناقل املعلومات تعد يف البداية ترفا ولكنها يف النهاية تصبح‬
‫بعد حني تقليدية ميكن استعماهلا من فئات وطبقات خمتلفة يف اجملتمع مثل استعمل التلفون‬
‫او اجهزة الفاكس بل وغريها من التقنيات‪.‬‬

‫‪8 .8‬العاملية او الكونية‪ :‬ونعين امكانية تناقل املعلومات بني املستفيدين على مستوى العامل‬
‫وذلك لتوافر كميات ونوعيات من التقنيات اليت تسمح بذلك وهذه السمة من السعة يف تناقل‬

‫‪507‬‬
‫املعلومات بني البشر تضفي الكثري من املميزات على التواصل العلمي والتقين ويف تناقل اخلربات‬
‫بينهم وبالتالي يكون التواصل عاملياً‪.‬‬

‫المصادر‬
‫(حبث غري‬ ‫‪1 .1‬د‪ .‬حسن رضا النجار‪ ،‬تكنولوجيا االتصاالت واهميتها يف تناقل املعلومات‬
‫منشور)‪.‬‬
‫‪Mody, First world communication technology in the third wold2 .2‬‬
‫‪.contexts, p135‬‬
‫‪3 .3‬د‪ .‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬تكنولوجيا االتصال احلديثة يف عصر املعلومات‪( ،‬القاهرة‪ ،‬الدار‬
‫املصرية اللبنانية‪ ،)1993 ،‬ص‪.96‬‬
‫‪4 .4‬اسامة اخلولي‪ ،‬القرارات التكنولوجية واثرها يف وسائل األعالم‪( ،‬االسكندرية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،)2000 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪5 .5‬د‪ .‬شريف درويس اللبان‪ ،‬تكنولوجيا االتصال‪ ،‬املخاطر والتحديات والتأثريات االجتماعية‪،‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬املكتبة االعالمية‪ ،)2000 ،‬ص‪.102-103‬‬
‫‪6 .6‬عصام سليمان املوسى‪ ،‬ثورة وسائل االتصال وانعكاساتها على مراحل تطور االعالم‪( ،‬اجمللة‬
‫املصرية لبحوث االعالم‪ ،‬العدد‪ ،)2000 ،27‬ص‪.128‬‬
‫‪7 .7‬أي‪ ،‬ار‪ ،‬بوكتان‪ ،‬اآللة قوة وسلطة التكنولوجيا واالنسان منذ القرن السابع عشر حتى الوقت‬
‫احلاضر‪ ،‬ترمجة شوقي جالل‪( ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،)2000 ،‬ص‪69-‬ص‪.72‬‬
‫‪8 .8‬د‪ .‬محيدة مسيسم‪ ،‬نظرية الرأي العام‪( ،‬بغداد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،)1992 ،‬ص‪.271‬‬
‫‪9 .9‬الفني توفلر‪ ،‬حضارة املوجة الثالثة‪ ،‬ترمجة عصام الشيخ قاسم‪( ،‬بنغازي‪ ،‬الدار اجلماهريية‬
‫للنشر والتوزيع واالعالن‪ ،)1990 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪1010‬رينيه ماهو‪ ،‬حضارة االنسان‪ ،‬ترمجة انطوان محصي ومهاة شرشر‪( ،‬دمشق‪،)1986 ،‬‬
‫ص‪.261‬‬
‫‪1111‬عصام سليمان موسى‪ ،‬ثورة وسائل االتصال وانعكاساتها على مراحل تطور االعالم العربي‬
‫القومي‪( ،‬جملة املستقبل العربي‪ ،‬العدد‪ ،)1996 ،205‬ص‪.126‬‬
‫‪1212‬عواطف عبد الرمحن‪ ،‬االعالم العربي يف مواجهة االخرتاق القايف والتبعية االعالمية‪،‬‬
‫(جملة قضايا معاصرة‪ ،)1996 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 1313‬للمزيد انظر‪ ،‬صالح الدين حافظ‪ ،‬قضايا اعالمية معاصرة يف الوطن العربي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،)1994 ،‬ص‪ .54‬وكذلك حممود علم الدين‪ ،‬ثورة املعلومات ووسائل االتصال‬
‫التأثريات السياسية لتكنولوجيا االتصال‪( ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪،)1996 ،124‬‬
‫ص‪.130‬‬
‫‪1414‬د‪ .‬عواطف عبد الرمحن‪ ،‬قضايا التبعية االعالمية والثقافية‪( ،‬سلسلة عامل املعرفة‪،‬‬

‫‪508‬‬
‫العدد‪ ،)78‬ص‪84-‬ص‪.52‬‬
‫‪1515‬د‪ .‬عبد اجلواد سعيد حممد ربيع‪ ،‬ادارة املؤسسات الصحفية‪ ،‬دراسة يف الوقائع واملستحدثات‪،‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬دار الفخر للنشر والتوزيع‪ ،)2004 ،‬ص‪.58‬‬
‫‪Fany, lrviag, E, Television news, (N.Y, Hastiog House publishers,1616‬‬
‫‪.)1989‬‬
‫‪ 1717‬راسم حممد اجلمال‪ ،‬االتصال واالعالم يف الوطن العربي ‪ ،‬ط‪( ،2‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،)2001 ،‬ص‪.256‬‬
‫‪1818‬الفني توفلر‪ ،‬حتول السلطة‪ ،‬ترمجة حافظ اجلمالي‪ ،‬اسعد صقر‪( ،‬دمشق‪ ،‬منشورات احتاد‬
‫العرب‪ ،)1991 ،‬ص‪.659‬‬
‫‪1919‬فاروق ابو زيد‪ ،‬انهيار انهري النظام االعالمي اجلديد‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مطابع االخبار‪،)1991 ،‬‬
‫ص‪.174‬‬
‫‪2020‬د‪ .‬عبد الرمحن عزي‪ ،‬دراسات يف نظرية االتصال‪( ،‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪( ،)2003‬سلسلة كتاب املستقبل العربي)‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪2121‬حممد مرياتي‪ ،‬العرب وحتديات العلم والتقانة‪ ،‬تقدم من دون تغري‪( ،‬جملة املستقبل‬
‫العربي‪ ،‬العدد‪ ،)2000 ،564‬ص‪.140‬‬
‫‪ 2222‬عبد سعيد امساعيل‪ ،‬العوملة والعامل االسالمي‪( ،‬جدة‪ ،‬دار االندلس‪ ،)2001 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪2323‬جمموعة من الباحثني‪ ،‬العرب واالعالم الفضائي‪( ،‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪ ،)2004‬ص‪.53‬‬
‫‪ 2424‬انطوان زحالن‪ ،‬العوملة والتطور الثقايف‪.‬‬
‫‪2525‬عبد سعيد امساعيل‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪2626‬د‪ .‬هادي نعمان اهلييت‪ ،‬اشكالية املستقبل يف الوعي العربي‪( ،‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،)2003 ،‬ص‪.43‬‬
‫‪2727‬د‪ .‬برهان غليون‪ ،‬الوطن العربي امام القرن الواحد والعشرين‪ ،‬حتديات وهم صغري‪( ،‬جملة‬
‫املستقبل العربي‪ ،‬العدد‪ ،)1998 ،232‬ص‪.12‬‬
‫‪2828‬د‪ .‬راسم حممد اجلمال‪ ،‬االتصال والعالم يف الوطن العربي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.261‬‬
‫‪ 2929‬د‪ .‬هادي نعمان اهلييت‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫‪3030‬حممود عامل الدين‪ ،‬تكنولوجيا االتصال يف الوطن العربي‪( ،‬جملة عامل الفكر‪ ،‬العدد‪،23‬‬
‫‪ ،)1994‬ص‪.118‬‬
‫‪3131‬د‪ .‬عواطف عبد الرمحن‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.67-68‬‬
‫‪ 3232‬د‪ .‬راسم حممد اجلمال‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.257-258‬‬
‫‪ 3333‬د‪ .‬فاروق ابو زيد‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪3434‬رضوان مولوي‪ ،‬االعالم والتحديات التكنولوجيا‪( ،‬االحتاد العام للصحفيني العرب‪ ،)1981 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪509‬‬
‫‪3535‬د‪ .‬راسم حممد اجلمال‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫‪3636‬اديب خضور‪ ،‬االعالم العربي على ابواب القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ط‪( ،2‬القاهرة‪ ،‬املركز‬
‫العربي للدراسات االسرتاتيجية‪ ،)1997 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪3737‬عبد سعيد عبد امساعيل‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ 3838‬الفني توفلر‪ ،‬حضارة املوجه الثالثة‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.352‬‬
‫‪3939‬املصدر السابق نفسه‪ ،‬ص‪.352‬‬
‫‪ 4040‬فرانك كيلش‪ ،‬ثورة االنفو ميديا‪ ،‬الوسائط املعلوماتية وكيف تغري‪ ،‬ط‪( ،2‬القاهرة‪،‬‬
‫املركز العربي للدراسات ‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة ‪ ،)2000 ،253‬ص‪.494‬‬
‫‪4141‬عبد سعيد عبد امساعيل‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪4242‬عصام سليمان موسى‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪4343‬د‪ .‬غازي زين عوض اهلل‪ ،‬ضيغة اخلطاب االعالمي العربي االسالمي املوحد املوجه لالخرين‪،‬‬
‫(جملة االذاعات العربية‪ ،‬العدد‪ ،)2002 ،2‬ص‪.99‬‬
‫‪ 4444‬د‪ .‬هادي نعمان اهلييت‪ ،‬خالد حبيب الراوي‪ ،‬نظرة يف االتصال الثقايف الدولي والعوامل امليسرة‬
‫لسريانه من الغرب اىل العرب‪( ،‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،)1997 ،‬ص‪.267‬‬
‫‪4545‬د‪ .‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬االعالم والعوملة‪( ،‬عمان‪ ،‬دار املكتبة الرائد العلمية‪،)2004 ،‬‬
‫ص‪.25‬‬
‫‪4646‬رنييه ماهو‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫‪4747‬مي العبد اهلل سنو‪ ،‬العرب يف مواجهة تكنولوجيا االعالم واالتصال‪( ،‬جملة املستقبل العربي‪،‬‬
‫العدد‪ ،)1998 ،230‬ص‪.34‬‬
‫‪4848‬د‪.‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ 4949‬انطوان زحالن‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪ 5050‬عبد سعيد عبد امساعيل‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪5151‬حممد عارف‪ ،‬تاثري تكنولوجيا الفضاء والكمبيوتر على اجهزة االعالم العربية‪( ،‬االمارات‪،‬‬
‫سلسلة حماضرات‪ ،)1993 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪5252‬د‪ .‬راسم حممد اجلمال‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫‪5353‬مي العبد اهلل سنو‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪5454‬د‪ .‬فارس اشيت‪ ،‬االعالم العاملي‪ ،‬مؤسساته‪ ،‬طريقة عمله وقضاياه‪( ،‬بريوت‪ ،‬دار االمواج‬
‫للطباعة‪ ،)1996 ،‬ص‪.124‬‬
‫‪5555‬د‪ .‬حسن رضا النجار‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ 5656‬د‪.‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ 5757‬د‪ .‬حسن رضا النجار‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬

‫‪510‬‬

You might also like