You are on page 1of 48

‫البطال‬

‫تأليف‪ :‬محمد عبد الحميد خطاب‬

‫إهداء ‪،‬‬

‫إهداء إلي أبي وأمي و أخوتي‬


‫إلي زوجتي وبسنت و بسملة بناتي‬
‫و أول و أخيرا لبطالنا في البوسنة و كوسوفوا‬

‫توثيق ‪:‬‬
‫من أفكار علي عزت بيجوفيتش أول رئيس البوسنة و الهرسك‬
‫‪:‬‬
‫ينبغي للعالم السلمي أن يأخذ من الغرب روح العمل و‬
‫التنظيم و النضباط ‪ ،‬و أساليب البحوث العلمية ‪ ،‬وتطوير‬
‫التقنية ‪ ،‬مع التأكيد علي أن الغرب ليس قدوة فيما يتعلق‬
‫بالنظرة للحياة و الخلق و الحياة السرية ‪ ،‬لن نمط الحياة‬
‫الغربية في معظم هذه المور مثال لما يجب أن نتحاشاه في‬
‫حياتنا(‬
‫و عن وحدة المة ‪:‬‬
‫)لبد أن ينتظم مئات المليين في وحدة جامعة متينة ‪ ،‬لن أمة‬
‫ممزقة ل سيادة لها ‪ ،‬وعلينا اليوم أن نتقدم بخطوات واثقة‬
‫علي طريق العودة إلي سيادة أنفسنا ومستقبلنا ‪ ..‬و إقامة‬
‫مجتمع إسلمي موحد من المغرب لند ونسيا (‬

‫شخصيات المسرحية ‪:‬‬


‫فاضل ‪ :‬الب‬
‫فضيلة ‪ :‬الم‬
‫دينو ‪ :‬البن‬
‫نورا ‪ :‬البنة‬
‫هاما ‪ :‬زوجة دينو ‪ -‬صربية‬
‫باليتش ‪ :‬قائد من صرب البوسنة‬
‫ميكول ‪ :‬عسكري صربي‬
‫زلتكو ‪ :‬عسكري صربي‬

‫‪1‬‬
‫المقاومة البوسنية ‪:‬‬
‫سلمي‬
‫جميلة‬
‫عليه‬
‫راجي‬
‫شاكر‬
‫عامر‬
‫حسناء‬

‫مفتتح‬
‫سلوبودان ‪ -‬كارازديتش ـ توديمان‬
‫سلوبودان ‪ :‬ايه أخبار المذابح عندكم فى البوسنة‬
‫كارازديتش ‪ :‬عال العال ‪ ..‬الولد مش سايبين شبر فى‬
‫البوسنة مادمرهوش ‪..‬‬
‫سلوبودان ‪ :‬هايل‬
‫كارازديتش ‪ :‬ول ارض محروقهاش‬
‫سلوبودان ‪:‬جميل‬
‫كارازديتش ‪ :‬رافعين شعار )الرض المحروقة( اللي سيادتك‬
‫اعلنتوا بحكمه عليهم‬
‫سلوبودان ‪ :‬والنساء والطفال‬
‫كارازديتش ‪ :‬الطفال بنخلص عليهم أول بأول ‪ ..‬أما النساء‬
‫سلوبودان ‪ :‬أوي تكون قتلتهم‬
‫كارازديتش ‪ :‬مش ممكن لن دول اللي هينجبوا لنا أبناء‬
‫صربيين ]يضحكوا [ ليهم نفس حقوق المسلمين‬
‫في الرض‬
‫سلوبودان ‪ :‬وبكده تختفي دولتهم … عاوز دم … لزم الدم‬
‫يوصل من عندك لحدود صربيا‬
‫توديمان ‪ :‬و إحنا إيه اللي نكسبه لما نتعاون معاكم‬
‫سلوبودان ‪ :‬تحفظوا أرواحكم ‪..‬‬
‫توديمان ‪:‬بس‬
‫سلوبودان ‪ :‬وتاخدوا حته من البوسنة يا توديمان ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫توديمان ‪ :‬الشعب الكرواتى متضايق علشان مابنشاركش فى‬
‫حرق الرض ‪ ..‬ول بنرفه مع نساء البوسنة‬
‫المسلمات‬
‫سلوبودان ‪ :‬أبعت له يا كارازديش شوية نسوان من اللى عندك‬
‫‪ ..‬وبالمرة كبريت يحرق الرض اللي يحبها ‪.‬‬
‫الكروات والصرب أولد خاله ‪ } .‬يضحكوا {‬

‫اللوحة الولى‬
‫المكان ‪ :‬منزل فاضل بمدينة روجاتسيا‬
‫الزمن ‪ :‬يوم الغزو‬
‫الديكور ‪) :‬صالة المنزل ‪ ،‬بابان فى العمق يؤديان الى حجرتين‬
‫وسلم فى المواجهة يؤدى للدور الثانى ‪ ،‬شباك فى‬
‫منتصف الحجرة تطل منه مئذنة جامع روجاتسا ‪.‬‬
‫أثاث فاخر ينم عن ثراء ‪ ،‬سجادة حمراء فى وسط‬
‫الصالة ‪ ..‬وبعض الفوتيهات ومنضددة صغيرة عليها‬
‫تليفون ‪ .‬رف فى الحائط فوقه راديو ‪.‬‬
‫) أصوات رصاص ومدفعية ‪ ..‬تزداد وتنخفض طول العرض ‪.‬‬
‫فضيلة تصلى فى خشوع ‪ .‬فاضل يتصفح الجريدة‬
‫فى اهتمام ‪ ،‬بينما تدخل هاما حاملة صنية الشاي‬
‫تبدو عليها آثار الحمل ‪ .‬صوت انفجار عالي ‪ ،‬تقع‬
‫الصينية من يدها وهى تصرخ ‪ ..‬يندفع فاضل نحوها‬
‫للطمئنان عليها‬
‫فاضل ‪ :‬هاما ‪ ..‬حصل حاجة‬
‫ماما ‪ } :‬مفزوعة { ل … أنا بخير … بس الصينية وقعت ‪..‬‬
‫أروح أجيب حاجة أنشف الرض‬
‫فاضل ‪ :‬خليك مرتاحة‬
‫هاما ‪ :‬طب اعمل شاى تانى‬
‫فاضل ‪ :‬اقعدى } صمت { انا ملحظ انك اليومين دول عقلك‬
‫شارد ‪ ..‬زى ما تكون فيه حاجة شاغلك‬
‫فضيلة ‪ } :‬تنتهى صلتها { فيه حاجه مزعلك مننا يابنتى‬
‫هاما ‪ } :‬تبكى { بنتى‬
‫فضيلة ‪ :‬طبعا بنتى … عندك شك فى كده } صمت { انتى لك‬
‫معزه عندى اغلى من معزة اولدى دينو ونورا‬
‫فاضل ‪ :‬حد يلقى ناس بتحبه كده ويبكى } صمت { دينو‬
‫مزعلك … قالك حاجة ضايقتك‬

‫‪3‬‬
‫هاما ‪ :‬ل …‪ .‬بس كل ما افكر فى اللى بيحصل حوالينا …‪.‬‬
‫احس بالحزن والخجل منكم‬
‫فاضل ‪ :‬وانت ذنبك ايه‬
‫هاما ‪ :‬ذنبى انى من الصرب واللى بيقتلوا فيكم بل رحمة‬
‫فضيلة ‪ :‬وانتي ذنبك ايه‬
‫هاما ‪ :‬المفروض انهم اهلى‬
‫فضيلة ‪ :‬بس انتي حاجة مختلفة عنهم ‪ ..‬هما اتغيروا وانتي ل‬
‫هاما ‪ :‬بس‬
‫فضيلة ‪ :‬انتي مرات ابني ‪..‬اللي شايلة حلمنا في الوحدة‬
‫هاما ‪ :‬نفسي اعرف ايه اللي حصل ‪ ..‬ايه اللي غير الدنيا‬
‫حوالينا‬
‫فاضل ‪ :‬للسف لوثه أصابت عقول الصرب …‪ .‬ما عدوش‬
‫بيشوفوا غير اطماعهم حتى انهم دنسوا المقدسات‬
‫وابادوا الطفال والكبار ‪.‬‬
‫فضيلة ‪ :‬اغتصبوا النساء‬
‫فاضل ‪ :‬بقروا بطون الحوامل …… شئ فظيع ‪ .‬لول انى‬
‫كبرت كنت مسكت سلح وحاربت لكن للسف بقيت‬
‫اتحرك بالعافية‬
‫هاما ‪) :‬تنظر لبطنها( قدرك يابنى تتولد فى جو كله كره وحقد‬
‫فاضل ‪:‬ويمكن زي ما قالت فضيلة ‪ ..‬حفيدنا المنتظر ‪ ..‬هو‬
‫اللى يوحد المشاعر بين الصرب والمسلمين‬
‫والكروات ‪ ..‬مين يعرف‬
‫هاما ‪ :‬يارب يا عمي‬
‫فضيلة ‪ } :‬لفاضل { ابني دينو ‪ ..‬مفيش أخبار عنه فى‬
‫الجورنال‬
‫فاضل ‪ } :‬بعطف { تفتكرى أنهم هيكتبوا إخبار ابنك فى‬
‫الجورنال } صمت {‬
‫فضيلة ‪ :‬دايما كاسفني‬
‫فاضل ‪ :‬و انا أقدر ‪ .‬انتي الخير والبركة وعموما دينو كاتب‬
‫تحقيق عن مدينة يزروا هايل‬
‫هاما ‪ :‬كاتب إيه‬
‫فاضل ‪ :‬كلم محزن … الصرب اقتحموا القرية ليلة أمبارح‬
‫وأبادوا سكانها عن آخرهم وهم الن على أبواب‬
‫شيلدوفيتشى } بحزن { اقتربوا مننا كثير‬
‫هاما ‪ :‬مجرمين … مفيش حد قادر يقف فى وشهم‬
‫فضيلة ‪ :‬ازاي يا بنتي وانا معناش سل ندافع عن نفسنا‬
‫} تدخل نورا {‬
‫فاضل ‪ :‬أدى صحفية المستقبل وصلت‬
‫نورا ‪ } :‬تبدو مهمومة { السلم عليكم‬
‫فاضل ‪ :‬وعليكم السلم‬
‫فضيلة ‪ :‬مالك يا بنتي مهمومة كده‬
‫فاضل ‪ :‬حصل حاجة‬

‫‪4‬‬
‫نورا ‪ :‬مسمعتوش الراديو‬
‫} تتجه نورا ناحية الرايو‪ .‬تفتحه {‬
‫ص ‪ .‬الذاعة ‪ :‬اصدر مجلس المن اليوم قرارا يشجب فيه‬
‫العمال العدوانية التى يقوم بها الصرب تجاه شعب‬
‫البوسنة العزل ‪.‬‬
‫فضيلة ‪ :‬أخيرا شجبوا‬
‫نورا ‪ :‬كويس انهم عبرونا‬
‫فاضل ‪ :‬استني يا نورا استني يا فضلية خلونا نسمع‬
‫ص‪ .‬الذاعة ‪ :‬كما أصدر مجلس المن قررا حظر السلح عن‬
‫البوسنة والهرسك‬
‫فاضل ‪ :‬هو ده القرار المهم ‪ ..‬بس حظر السلح عننا ازاي ‪..‬‬
‫هواحنا عندنا سلح‬
‫ص‪ .‬الذاعة ‪ :‬ويبحث المجلس الن مشروع قرار قدمته‬
‫الوليات المتحدة المريكية يقضى بالعتراف بدولة‬
‫البوسنة والهرسك ‪ ،‬وإرسال قوات من المم‬
‫المتحدة لحفظ السلم الى البوسنة والهرسك ‪.‬‬
‫نورا ‪ } :‬باستنكار { ده ظلم …… ازاى يعاملوا الضحية نفس‬
‫معاملة الجاني‬
‫فاضل ‪ :‬استنى يا بنتى خلينا نسمع باقى الخبار ‪.‬‬
‫ص الذاعة ‪ :‬والن إليكم كلمة الرئيس‬
‫ص الرئيس ‪ :‬ان رسالتى للبوسنيين الذى احسوا بخيبة امل اثر‬
‫رفض الغرب التدخل هى الشجاعة واليمان‬
‫بالمستقبل لن الشعب الذى يقاتل من اجل البقاء‬
‫ل يهزم ابدا ‪.‬‬
‫نورا ‪ } :‬بحماس { ايوه ‪ ..‬محدش يقدر يهزمنا‬
‫فضيلة } بقلق { بس ابنى خايفه يكون حصله مكروه } صمت‬
‫{ يارب سترك ‪.‬‬
‫فاضل ‪ :‬انتى مش هامك غير ابنك … والمئات من النساء‬
‫والطفال والشيوخ اللى بيقتلوا كل يوم دون ادنى‬
‫رحمة او شفقة ‪ ..‬تحت سمع وبصر العالم‬
‫} صمت { مش هامك امرهم‬
‫فضيلة ‪ }:‬بحزن { أكيد هاممني مش أهلي وناسي ‪ ..‬وده يمنع‬
‫اني اخاف علي ابني‬
‫فاضل ‪ :‬طبعا حقك ‪ ..‬الظاهر ان الغضب من اللي بيجري‬
‫لينا ‪ ..‬خلني مش قادر افرق بين اللي يتقال واللي‬
‫ميتقالش‬
‫نورا ‪ ) :‬بانفعال ( حتى الدول السلمية معترفتش بينا حتى‬
‫الن ‪ ..‬بالطبع منتظرين اعتراف الدول الكبار بينا‬
‫الول ‪.‬‬
‫فاضل ‪ :‬مش عارفين اننا خرزة فى العقد السلمى ‪ ..‬لو‬
‫سقطنا هتكون البداية لسقوط باقى الدول‬
‫السلمية ‪ ..‬خلص نسيوا التاريخ ‪ ..‬نسيوا التمن‬

‫‪5‬‬
‫اللي دفعته المة السلمية كلها بعد سقوط‬
‫الندلس‬
‫فاضل ‪ :‬ما اتعلموش من التاريخ‬
‫هاما ‪ } :‬بحزن { انا معدتش فاهمة حاجة ‪ ..‬حاسة ان الدنيا‬
‫بتسود فى عينى }تتحدث كانها فى حلم { كنا‬
‫امبارح بنلعب ونمرح مع بعض ‪ ..‬مسلم وصربى‬
‫وكرواتى ‪ ..‬نروح المدرسة والجامعة ايدنا فى ايد‬
‫بعض … كان بيجمعنا الحب … ايه اللى قلب الدنيا‬
‫كده ليه ماعدناش طايقين بعض‬
‫نورا ‪ :‬كانت البوسنة جوهرة أوروبا ‪ ..‬واكبر مثال علي‬
‫التسامح بين الديان‬
‫هاما ‪ }:‬لنورا { فاكره لما كنا فى كلية العلم فى السنة‬
‫الولى واخوكى فى السنة النهائية‬
‫نورا ‪ } :‬بحماس { اول يوم شفت اخويا ‪ ..‬قولتى لى ‪ ..‬انا‬
‫حاسة ان مصيرى ومصير اخوكى واحد ‪ ..‬ساعتها‬
‫لقيت لمعة الحب في عنيكي عرفت قد ايه انتي‬
‫بحبيه‬
‫هاما ورغم رفض اهلي لفكرة ارتباطنا ‪..‬‬
‫نورا ‪ :‬إل انك اصريتى وقاومتى‬
‫هاما ‪ :‬صحيح‬
‫نورا ‪ :‬ونجحتى رغم مقاطعة اهلك ليكي‬
‫هاما ‪ :‬طردوني من البيت وقالوا للجيران اني مت‬
‫نورا ‪ :‬وده مخلكيش تتراجعي عن ارتباطك بدينو‬
‫هاما ‪ :‬مستحيل ولو رجع الزمن برضه هختار دينو‬
‫نورا ‪ :‬يعني مندمتيش‬
‫همام ‪ :‬عمرى ما حسيت بالندم …‪ .‬بالعكس حب دينو وحبكم‬
‫بيزيد فى قلبى كل يوم عن اللى قبله ‪ ..‬دينو هو‬
‫الوطن اللي بعيش فيه ‪.‬‬
‫فضيلة ‪ } :‬تنظر لبطن هاما { خلص فاضل أسبوعين والطفل‬
‫الجميل بيجى‬
‫نورا ‪ :‬وابقي أنا عمته … واتأمر على الولد‬
‫فاضل ‪ :‬ومين بقى اللى ح يسيبك تعملى كده } يضحكوا {‬
‫فضيلة ‪ :‬تفتكر يا فاضل سبب الحرب دى ايه‬
‫} اظلم تدريجى فى المسرح ‪ .‬تركيز الضاءة على فاضل‬
‫ونورا ‪{ .‬‬
‫فاضل ‪ :‬ده مشوار طويل‬
‫نورا ‪ :‬بدات الزمة عام ‪ 1054‬ميلدية‬
‫فاضل ‪ :‬لما انقسمت الكنيسة الثوذكسية والكاثوليكية‬
‫نورا ‪ :‬واعقبتها مذابح بين الصرب اللى اعتنقوا المذهب‬
‫الرثوذكسى والكروات اللى اعتنقوا المذهب‬
‫الكاثوليكى ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فاضل ‪ :‬فى نفس الوقت ظهرت طائفة البوغميل } السعادة‬
‫اللهية {تيار اصلحى داخل الكنيسة الرثوذكسية‬
‫تختلف معها فى القضايا الدينية والفلسفية ‪.‬‬
‫نورا ‪ :‬البوسنيين اصحاب المذهب الدينى البوغميل … ومن هنا‬
‫نشات الكراهية بينهم وبيننا‬
‫فاضل ‪ :‬حاول المبراطور البيزنطى القضاء على الطائفة‬
‫الجديدة ‪ ..‬خصوصا بعد ما اعتنق المذهب الكثير من‬
‫المسيحيين فى جنوبا فرنسا ‪.‬‬
‫نورا ‪ :‬وقامت مذابح ضدهم ‪ ..‬قتل المبراطور البيزنطى اكثر‬
‫من ثلثة مليين انسان وما تبقى منهم جاءوا‬
‫واستوطنوا هنا فى البوسنة ‪.‬‬
‫فاضل ‪ :‬برغم صلبتهم ووقفهم بقوة ضد فرض اى مذهب‬
‫دينى عليهم ال انهم فتحوا ابوابهم للسلم …‬
‫نورا ‪ :‬ولما جه التراك للمنطقة وهزموا الصرب ولقوا البوسنة‬
‫بتفتح ابوابها لهم ‪..‬‬
‫فاضل ‪ :‬كانت في مفاجأة في انتظار التراك‬
‫فضيلة ‪ :‬مفاجأة ايه‬
‫فاضل ‪ :‬لقيوا انا الشعب البوسني تحول للسلم قبل ما‬
‫يحطوا رجليهم في البوسنة‬
‫فضيلة و ازاي عرفوا السلم‬
‫فاضل على يد التجار المغاربة ‪.‬‬
‫نورا ‪ :‬كان لتحطم الحلم الصربى على صخرة التراك‬
‫والبوسنيين المسلمين اثر اصعب من انهم ينسوه ‪..‬‬
‫اثر ظل مترسب فى نفوسهم تحت شعارات الوحدة‬
‫اللى رفعها التحاد اليوجسلفى سنين ‪ ..‬وفشل‬
‫فاضل ‪ :‬ومن هنا كان لزم تقوم الحرب ……‪..‬حرب تطهير‬
‫مثل ما بيطلقوا عليها‬
‫نورا ‪ :‬الحرب القذرة‬
‫} اضاءة جوانب المسرح {‬
‫فضيلة ‪ :‬صحيح الشعوب ممكن تنسى لكنها مش ممكن تغفر‬
‫}صوت انفجار ‪ .‬تصرخ نورا ‪ ..‬تهدئها فضيلة ‪.‬‬
‫هاما ترسم علمة الصليب ‪ ..‬فاضل يستطلع المر‬
‫من النافذة(‬
‫فضيلة ‪ } :‬بفزع { فيه ايه يا فاضل‬
‫} صوت عربات السعاف والمطافى ‪ .‬اصوات‬
‫همهمات من الناس المتجهه لستطلع المر {‬
‫فاضل ‪ :‬مش عارف ‪ ..‬كل اللى شايفة نيران مشتعلة بالمنازل‬
‫المجاورة للجامع ‪ ..‬الظاهر انهم كانوا قاصدين‬
‫الجامع ‪ ..‬بس الحمد لله القذيفة اخطاتها‬
‫نورا ‪ :‬معنى كده انهم قربوا من بيتنا‬
‫هاما ‪ :‬وايه العمل دلوقت‬
‫فاضل ‪ :‬العمل عمل ربنا‬

‫‪7‬‬
‫هاما ‪ } :‬بقلق { ياربى ‪ ..‬دينو اتاخر قوى‬
‫فضيلة ‪ :‬تفتكرى انهم اصابوه ‪ .‬وال } تكمم فيها بيدها {‬
‫هاما ‪ :‬ل …‪ .‬دينو ح يرجع علشان ابنه اللى لزم يرج للدنيا‬
‫يلقى ابوه قدامه‬
‫فاضل ‪ } :‬يفتح الذاعة { استنوا يا جماعة‬
‫ص الذاعة ‪ :‬بعد ان استولى الصرب على قرية يزروا ‪..‬‬
‫شيلدوفيتشى تحت‬ ‫سقطت منذ قيل قرية‬
‫وطاة الضربات العنيفة للجيش الصربى المسلح‬
‫بأحداث العتاد والسحلة وما زالت عمليات القتل‬
‫والسلب والحرق مستمرة داخل القرية من ناحية‬
‫اخرى تحاصر قوات الصرب مدينة روجاتسيا ‪..‬‬
‫استعداد لجتياحها ‪ } .‬يغلق فاضل الراديو {‬
‫فاضل ‪ :‬هونوا عليكم ‪ ..‬واتذكروا الية الكريمة } بسم الله‬
‫الرحمن الرحيم " قل لن يصيبنا ال ما كتب الله لنا ‪.‬‬
‫صدق الله العظيم {‪..‬‬
‫)الجميع يصدق وراءه ‪ .‬صمت ‪ .‬يستمعون فى‬
‫خشوع الى ابتهالت الشيخ عصمت فى جامع‬
‫روجاتسيا‬
‫المجموعة ‪ :‬يا رسول الله يانبى …‪ ..‬يا رسول الله يا نبى‬
‫المام ‪ } :‬يرد بصوت عذب { يا رسول الله يا نبى ‪ ..‬يارسول‬
‫الله يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬يارسول الله يا نبى‬
‫المام ‪ :‬يا نبى‬
‫المجموعة ‪ } :‬بصوت يبدا فى الرتفاع تدريجيا { يارسول‬
‫الله يا نبى‬
‫المام ‪ :‬يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬مشتاق لنور النبى والنبى مشتاق ‪ ..‬والنبى‬
‫مشتاق‬
‫المام ‪ :‬مشتاق يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬شفيعى يوم ا لقيامة والشفيع فيه عزاء‬
‫المام ‪ :‬مشتاق يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬طه محمد حبيبى للقلوب ترياق ‪ ..‬للقلوب ترياق‬
‫المام ‪ :‬مشتاق لنور النبى ‪ ..‬والنبى مشتاق ‪ ..‬والنبى مشتاق‬
‫المجموعة ‪ :‬يار سول الله يا نبى … يا رسول الله يا نبى‬
‫المام ‪ :‬يا رسول الله يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬يا رسول الله يا نبى‬
‫المام ‪ :‬يا بنى …‪ .‬يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬اشوف حمام الحمى بيحوم فى كل مكان‬
‫المام ‪ :‬مشتاق يا نبى‬
‫المجموعة ‪ :‬هو اللى يوم مولده فجر النبوة بان … فجر النبوة‬
‫بان‬
‫المام ‪ :‬مشتاق لنور النبى … والنبى مشتاق ‪ ..‬والنبى مشتاق‬

‫‪8‬‬
‫المجموعة ‪ :‬يا رسول ‪ ..‬يا‬
‫} ينقطع الصوت وسط انفجار مدوى واضواء‬
‫مبهرة تبدو بجلء من خلل الشباك يضئ المسرح‬
‫اضاءة متفاوته بين القوة والخفوت يجرى جميع‬
‫افراد السرة فى كل مكان فى فزع وصراخ ‪.‬‬
‫تخفت النار تدريجيا ويضئ المسرح مرة اخرى هاما‬
‫تقف بجانب الشباك تستطلع الموقف ‪ .‬فضيلة‬
‫مغمى عليها على احد المقاعد ونورا من وراء احد‬
‫المقاعد تهرع الى فضيلة‬
‫نورا ‪ } :‬بفزع { امى ‪ ..‬فوقى يا امى‬
‫} تسرع هاما الى احدى الحجرات وتاتى بكوب ماء‪.‬‬
‫ترش نورا قليل على وجه امها حتى تفيق ‪ .‬فاضل‬
‫يخرج لستطلع المر ‪ .‬اصوات عربات السعاف…{‬
‫فضيلة ‪ } :‬فى حالة هيستريا { ابنى …ابنى ‪ ..‬هاتو لى ابنى‬
‫هاما ‪ :‬ان شاء الله ‪ ..‬ح يرجع لينا بالسلمة‬
‫فضيلة ‪ :‬يارب ارفع مقتك وغضبك عنا ‪ ..‬يا كريم‬
‫فاضل ‪ } :‬يدخل وهو فى حالة وجوم { ل حول ول قوة ال‬
‫بالله‬
‫نورا ‪ :‬شفت ايه يا ولدى‬
‫فاضل ‪ } :‬بحزن { منظر فظيع ‪ ..‬حتى المقدسات ما سلمتش‬
‫من ايديهم ‪ ..‬حولوا الجامع لثر بعدين ‪ ..‬اختفى‬
‫كل اللى فيه ‪ ..‬معدش فيه مكان آمن بعد اليوم‬
‫} دقات عنيفة على الباب ‪ ..‬الجميع فى حالة ذعر {‬
‫نورا ‪ :‬امى انا خايفه يعتقلونا ويعذبونا ‪ ..‬ويـ } لسانها يعجز‬
‫عن الكلم {‬
‫فضيلة ‪ :‬متخافيش يا حبيبتي ‪ ..‬ربنا عمره ما ينسي عبيده‬
‫فاضل ‪ :‬اهدى يا بنتى‬
‫فضيلة ‪ } :‬تفتح الباب ‪ ..‬يدخل دينو مرتديا ملبس عسكرية {‬
‫دينو ابني‬
‫دينو ‪ } :‬بفرحة { أمي‬
‫} يقبل الم ونورا ‪ .‬يمسك بيد هاما يتاملها‬
‫باعجاب {‬
‫دينو ‪ :‬هاما حبيبتى‬
‫} تحضنه ويضع اذنه على بطنها ‪ .‬طمنينى ابننا عامل ايه‬
‫فى الظروف الصعبة دى {‬
‫هاما ‪ :‬سعيد انه له اب بطل‬
‫دينو ‪ :‬مال وشك مخطوف كده ليه‬
‫هاما ‪ :‬من الخوف عليك } فاضل يحمحم ‪ ..‬هاما تخجل { أسفه‬
‫ياعمى اخذت دينو منكم‬
‫فاضل ‪ :‬ل خدوا راحتكم ‪ ..‬بس بعد ما نفهم الول عن اللى‬
‫بيحصل حوالينا‬
‫فضيلة ‪ } :‬بلهفة { كنت فين يا ابنى ‪ ..‬كده تقلقنا عليك‬

‫‪9‬‬
‫فاضل ‪ :‬امك من ساعة ما مشيت ‪ ..‬وهيه معيشانا فى قلق‬
‫عليك ‪..‬‬
‫نورا ‪ :‬وهاما كانت عاملة اضراب عن الكل ‪.‬‬
‫دينو ‪ :‬بقى انا غيابى سبب لكم القلق ده كله‬
‫فاضل ‪ :‬ارتاح الول يا ابنى الول‬
‫دينو ‪ :‬ارتاح ازاى بعد المذابح اللى شفتها فى شيلدوفيتشى ‪..‬‬
‫شئ رهيب ‪ ..‬رهيب‬
‫فاضل ‪ :‬هو مش لسه الصرب داخلها‬
‫دينو ‪ :‬الصرب كان في قلب القرية من امبارح ‪ ..‬وارتكبوا‬
‫مجازر رهيبة‬
‫نورا ‪ :‬احكى لينا كل حاجة شفتها‬
‫دينو ‪ :‬كنت باغطى احداث الحرب ‪ ..‬زى ما كلفتنا جريدة صوت‬
‫البوسنة } صمت {‬
‫نورا ‪ } :‬بالحاح { كمل …‬
‫دينو ‪ :‬وصلت قوات الشيتينك الصربية مشارف القرية وبدأوا‬
‫يطلقوا قذائف مدفعيتهم علي المباني و البيوت‬
‫الهلة بالسكان‬
‫فضيلة يا ساتر‬
‫نورا ‪ :‬كمل‬
‫دينو ‪ :‬حرقوا البيوت وقتلوا الطفال ‪ ..‬و اغتصبوا النساء ‪..‬‬
‫قتلوا ‪ 400‬طفل وامراة ورجل قدام عينى ودفنوهم‬
‫فى مقبرة جماعية بدون رحمة او شفقة ‪..‬‬
‫} هاما تنسحب جانبا دون ان يدرى بها احد {‬
‫نورا ‪ :‬ووثقت الكلم ده‬
‫دينو ‪ :‬طبعا مسجل الحداث اللي قدرت أسجلها فيديو‬
‫نورا ‪ :‬وريني‬
‫دينو ‪ :‬ل دي مناظر صعبة قوي‬
‫نورا ‪ :‬معلش وريني‬
‫دينو ‪ :‬مش ممكن ‪ ..‬مش ممكن‬
‫فضيلة ‪ :‬اسمعي كلم أخوكي‬
‫نورا ‪ :‬حاضر‬
‫فاضل ‪ } :‬مشير لملبس دينو { انت انضميت للجيش البوسنى‬
‫دينو ‪ :‬انضميت للفدائيين‬
‫فضيلة ‪ } :‬بلهفة { وحاربت‬
‫دينو ‪ } :‬بفخر { زى اى وطنى مخلص بيحارب‬
‫نورا ‪ :‬احكى لينا ازاى حاربت ‪ ..‬وازاى نفدت منهم بعد ما‬
‫استولوا على القرية‬
‫دينو ‪ :‬حاربنا بكل حاجة وصلتها ايدينا ‪ ..‬انابيب الغاز وبنادق‬
‫الصيد ‪ ..‬وسكاكين ومطاوى وعصى وحجارة ‪..‬‬
‫نورا ‪ :‬ياه‬

‫‪10‬‬
‫دينو ‪ :‬قاومنا رغم عدم تكافؤ القوة بينا وبينهم ‪ ..‬قاومنا رغم‬
‫استشهاد كثير مننا ‪ ..‬لكنهم ماتوا وابتسامة الرضى‬
‫على وجوههم لنهم ادوا ادوارهم بكل بسالة ‪..‬‬
‫فضيلة ‪ :‬وبعدين‬
‫دينو ‪ :‬قدرنا نستغل ثغرة فى صفوفهم هربنا منها ‪ ..‬وجيت‬
‫علشان اخدكم لمكان بعيد عن هنا ‪ ..‬يكون أمان ‪..‬‬
‫استعدوا كلكم لزم نمشي من هنا‬
‫نورا ‪ } :‬بقلق { هما قربوا كثير‬
‫دينو ‪ :‬قربوا ‪ ..‬بس انا عارف طريق مختصر نخرج منه لمكان‬
‫امن‬
‫فاضل ‪ } :‬بسخط { جه اليوم اللى نسيب فيه بيتنا ونهرب زى‬
‫الفيران المذعورة قدام شوية لصوص ‪ ..‬حسبي الله‬
‫ونعم الوكيل‬
‫فضيلة ‪ :‬ازاى نسيب البيت اللى اسسناه انا وانت طوبه‬
‫طوبه ‪ ..‬البيت اللى ياما شفنا فيه لحظات واوقات‬
‫جميلة ‪ ..‬وجيراننا ازاى نعوضهم ‪ ..‬صعب …‬
‫فاضل ‪ :‬حاسس لوسيبت البيت ح اموت‬
‫دينو ‪ :‬لو قعدنا ح نموت برضه ‪ ..‬بس بعد ما يتلذذوا بتعذيبنا ‪..‬‬
‫أشكال وألوان ‪..‬‬
‫فضيلة ‪ :‬مقدرش اسيب بيتي‬
‫دينو ‪ :‬ارجوكى يا امى انا شفتهم بيعملوا ايه فى السر اللى‬
‫بياسروها ‪ ..‬ده حتى الطفال مبيسلموش من‬
‫ايدهم ‪ ..‬خلينا نسيب المكان ده احسن ‪ ..‬وخلى كل‬
‫حاجة زى ما هية‬
‫فضيلة ‪ :‬بس يا ابني‬
‫فاضل ‪ :‬خلص يا فضيلة ‪ ..‬المر لله من قبل ومن بعد جهزى‬
‫هدمتين ومتنسيش الدهب ‪ ..‬الرحلة طويلة ومصاريفها كتير ‪..‬‬
‫جه اليوم اللي كنت خايف منه‬
‫دينو ‪ :‬ياريت كان بايدنا ‪ ..‬ومكناش سيبنا ديارنا‬
‫فضيلة ‪ } :‬وهى تصعد السلم { تعالى معايا يا نورا نجهز‬
‫حالنا ‪ ..‬حسبى الله ونعم الوكيل‬
‫دينو ‪ } :‬لهاما { واقفه بعيد ليه } صمت { الكلم خدنى‬
‫ونسيت } هاما تبكى { وينسحب فاضل خارجا ‪..‬‬
‫مالك ‪ ..‬حبيبتي اللي مزعلك ده قدر ومكتوب ‪ ..‬ردي‬
‫يا قمر‬
‫هاما ‪ :‬مفيش‬
‫دينو ‪ :‬مش اتفقنا ان دموعك غالية عليا … ول انتى ناوية‬
‫تزعلينا ‪.‬‬
‫هاما ‪ :‬ما اقدرش على زعلك‬
‫دينو ‪ :‬امال بتبكى ليه ‪ ..‬عاوزه ابننا يطلع كشرى } تبتسم‬
‫هاما { الله ‪ ..‬اجمل ابتسامة‬

‫‪11‬‬
‫هاما ‪ :‬وحشتنى قوى } صمت { وكل ما أفكر أنى ممكن‬
‫أتحرم منك فى اى لحظة باحس بتعاسة ‪ ..‬دينو أنا‬
‫مقدرش أستغني عنك أبدا‬
‫دينو ‪ :‬ده اللى مزعلك‬
‫هاما ‪ :‬وهو البعد عنك شوية … دا الموت بعينه‬
‫دينو ‪ :‬للدرجة دي بتحبيني‬
‫هاما ‪ :‬قوي و ده اللي مخوفني‬
‫دينو ‪ :‬خايفة من ايه‬
‫هاما ‪ :‬للزمن يغدر بيه ويفرقنا عن بعض‬
‫دينو ‪ :‬عشان كده لزم نهرب بحبنا من وسط الجحيم ده‬
‫هاما ‪ :‬أنا مستعدة اروح أي مكان في الدنيا معاك‬
‫دينو ‪ :‬عمري ما هبعد عنك ابدا } صمت { وعموما هواديكم‬
‫مكان امان‬
‫هاما ‪ } :‬متراجعه فى شك { هتودينا … هو انت مش ح تكون‬
‫معانا‬
‫دينو ‪ } :‬بحنان { انتى عارفه يا حبيبتى انى ضمن مجموعة من‬
‫الفــدائيين ‪ ..‬ومــا اقــدرش اتخلــى عنهــم ول عــن‬
‫الــواجب المقــدس لزم ارجــع لهــم ‪ ..‬ايــد علــي ايــد‬
‫نحرر بلدنا من طاغوت العصر‬
‫هاما ‪ :‬يعنى ح نفترق تانى‬
‫دينو ‪ :‬لزم نحرر الوطن ‪ ..‬لجل ابننا يتولد حر ابن احرار ‪..‬‬
‫عشان ابننا لما ييجي يلقي دنيا ماليها الحب ‪ ..‬مش‬
‫الكره العمي و العصبية البغيضة‬
‫هاما ‪ } :‬فى شرود { هارجع اعد الساعات والدقائق والثوانى‬
‫فى انتظارك‬
‫دينو ‪ :‬لزم نضحى‬
‫هاما ‪ :‬النتظار مر } تحاول الجلوس بصعوبة { حاسة بجسمى‬
‫بيتنقل‬
‫دينو ‪ } :‬يسندها { ارتاحى يا حبيبتى } يدخل فاضل وفضيلة‬
‫ونورا {‬
‫دينو ‪ :‬فين حاجاتكم‬
‫فاضل ‪ :‬احنا قررنا نفضل فى بيتنا‬
‫نورا ‪ :‬مش لزم نسيبهم ياخدوا كل حاجة على الجاهز‬
‫فضيلة ‪ :‬لو كلنا هربنا يابنى ‪ ..‬هاتختفى دولتنا من الوجود‬
‫نورا ‪ :‬وهو ده اللى هما عاوزينه ‪ ..‬ارض بل شعب‬
‫دينو ‪ :‬لكن وجودكم هنا ‪..‬هو الموت بعينية‬
‫فاضل ‪ :‬الموت ح يصيبنا فى كل مكان‬
‫نورا ‪ :‬يبقى نواجهه هنا‬
‫هاما ‪ :‬وانا معاكم‬
‫فاضل ‪ } :‬باشفاق { بس انتى حامل يا بنتى و …‪.‬‬
‫هاما ‪ } :‬مقاطعه { ابنى لزم يتولد فى بيته‬

‫‪12‬‬
‫دينو ‪ :‬انا فخور بيكم ‪ ..‬حبى ليكم عمانى عن حاجات كثيرة ‪..‬‬
‫فعل مش لزم نتخلى عن اى شبر من ارضنا ‪.‬‬
‫الجميع ‪ :‬نقعد ونواجه‬
‫} صمت ‪ .‬يجلسوا ‪ .‬اصوات الرصاص والنفجارات‬
‫تقترب ‪ .‬فضيلة تمسك بمصحف وتقرأ بصوت‬
‫هامس ‪ .‬يقوم دينو يفتح الرايو {‬
‫ص الذاعة ‪ } :‬جاءنا هذا النبا العاجل ‪ .‬اعترف مجلس المن‬
‫فى ساعة متاخرة من صباح اليوم بجمهورية‬
‫البوسنه والهرسك ‪ ..‬كما شجبت العمال الوحشية‬
‫من جانب الصرب وطالبت جميع الطراف بضبط‬
‫النفس {‬
‫فاضل ‪ :‬الله اكبر‬
‫فضيلة ‪ :‬الحمد لله‬
‫نورا ‪ :‬اخيرا اعترفوا بدولتنا‬
‫فاضل ‪ :‬المهم يتدخلوا قبل ما قوات الصرب تبيد شعبنا‬
‫هاما ‪ :‬يارب يجعل السلم على ارضنا وبلدنا } ترسم علمة‬
‫الصليب { ويعود الحب والوئام‬
‫الجميع ‪ :‬امين‬
‫} اصوات خطوات اسفل المنزل ‪ ..‬واناس‬
‫بيهمهمون {‬
‫فاضل ‪ } :‬لدينو { اقفل الراديو } لنورا { اطفى جميع النوار‬
‫‪.‬‬
‫)الجميع جالسون فى حالة من الرتباك ‪ .‬ضوء ضعيف‬
‫يكاد يبين وجوههم ‪ .‬صوت دقات قلوبهم (‬
‫صوت ‪ :‬انت اطلع من هنا … وانت خليك هنا ‪ ..‬وانتو تعالوا‬
‫معايا‬
‫صوت اخر ‪ :‬تفتكر ان ده البيت اللى جات لينا معلومات عن‬
‫وجود ارهابى عندهم‬
‫الصوت الول ‪ :‬هو بعينه ‪ ..‬وبعدين هو مش هو ‪ ..‬لزم نفتشه‬
‫علشان نحصى الغنائم‬
‫}خبطات عنيفة على الباب ‪ ..‬رعب يسيطر على السرة‬
‫{‬
‫صوت ‪ } :‬زاعقا { اكسر الباب } يفتح الباب تحت وطاة‬
‫الضربات { يدخل الجنود يتقدمهم ضابط يبدو عليه‬
‫العصبية والقسوة ‪ .‬يضئ الجنود النور ‪ .‬يقف افراد‬
‫السرة ‪.‬‬
‫باليتش ‪ } :‬بسخرية { يعنىانتوا موجودين فى البيت ‪ ..‬طب‬
‫مش لما يجى ضيوف عندكم يخبطوا على الباب‬
‫تفتحوا لهم ‪ ..‬كنتوا فاكرين اننا ح نزهق ونمشى‬
‫ها … ها ‪ ..‬ها‬
‫باليتش ‪ } :‬الجنود يضحكون { يظهر احنا هنتقل عليكم شوية‬

‫‪13‬‬
‫} يجلس على احد المقاعد فى يده اوراق‬
‫يتصفحها ‪ ..‬يعلق احد الجنود صورة سلوبودان‬
‫مليوفتش وعلم صربيا وصورة كارادويتش زعيم‬
‫صرب البوسنة ‪ .‬باقى الجنود يصوبون اسلحتهم نحو‬
‫اسرة فاضل ‪ .‬باليتش يتصفح الوراق فى يده‬
‫باهتمام {‬
‫باليتش ‪ :‬انت بقى دينو ‪ } ..‬صمت { الرهابى‬
‫دينو ‪ :‬اللى بيدافع عن وطنه ما يبقاش ارهابى‬
‫باليتش ‪ :‬وكمان بتعلى صوتك‬
‫} يضرب احد الجنود دينو بمؤخرة البندقية ‪ .‬يتالم دينو {‬
‫الجندى ‪ :‬الزم ادبك ياحمار‬
‫باليتش ‪ } :‬ينظر لنورا بشهوة { القمورة ده اختك‬
‫فاضل ‪ :‬دى ملهاش ذنب ‪ .‬لو فى حاجه حاسبنى انا عليها‬
‫باليتش ‪ :‬ما هو انت لوكنت راجل ‪ ..‬كنت بعدت ابنك من الول‬
‫عن سكة الرهابيين ‪..‬‬
‫شوية العيال دول اللى فاكرين انهم ممكن يهزموا قوات‬
‫الشتنيك بكل قوتها وجبروتها ‪ .‬فاكرين انهم يقدروا‬
‫يقفوا قدام مشروع صربيا الكبرى هأ هأ‬
‫} الجنود يضحكون {‬
‫فاضل ‪ :‬وايه المطلوب مننا‬
‫باليتش ‪ :‬احنا عاوزين ابنك يتعاون معنا ‪ ..‬اذا كان عاوز ليكم‬
‫الخير‬
‫دينو ‪ } :‬مستربيا { اتعاون ازاى ‪ ..‬اذا كنتم تقصدوا انى ابلغ‬
‫عن زملئى … فده مستحيل‬
‫باليتش ‪ } :‬يتفرس وجه دينو ‪ .‬يقرا الملف الموجود فى يده {‬
‫السم ‪ :‬دينو ‪ ..‬السن ‪ :‬خمس وعشرون عاما ‪..‬‬
‫الزوجة ‪ :‬هاما صربية – المهنة ‪ :‬صحفى } صمت ‪.‬‬
‫يضيف { ارهابى عضو فى خلية ارهابية هدفها‬
‫القضاء على الشعب الصربى } يغلق الملف ‪.‬‬
‫لدينو { انت شاب شجاع وذكى فى ايدك انقاذ‬
‫اسرتك ان اردت ‪ ..‬ساعدنا نساعدك ‪.‬‬
‫دينو ‪ :‬مستعد اساعدكم بس بشرط‬
‫باليتش ‪ } :‬بسخرية { شرط ‪ ..‬قول يا سيدى قول شرطك‬
‫دينو ‪ :‬اسرتى ترحل الول بسلم وبعدها‬
‫باليتش ‪ } :‬مقاطعا { ح يحصل ‪ ..‬بس فى الوقت اللى احنا‬
‫نشوفه مناسب‬
‫دينو ‪ :‬متي‬
‫باليتش ‪ :‬لما تجاوبنى على بعض السئلة البسيطة } مؤكدا‬
‫بصراحة { ‪ ..‬ساعتها اسيبك ترحل لى مكان تحبه‬
‫انت واسرتك ‪ ..‬او تبقى معانا كمواطن صالح ‪.‬‬
‫نرعاك ونحميك ‪ ..‬غير المكافاة اللى ح تاخدها‬

‫‪14‬‬
‫باليتش ‪ } :‬بود { اجلسوا الول ‪ ..‬اول عاوزك تعرف حدود‬
‫قوتنا ‪ ..‬احنا نملك اكبر جيش فى اوروبا ‪ ..‬وانت‬
‫عارف ان القوى دايما بيفرض كلمته على الضعيف‬
‫…‪ .‬يعنى مافيش دولة هتمد ليكم يد العون ‪ ..‬سيبك‬
‫من الكلم الفاضى والثرثرة اللى بتحصل فى المم‬
‫المتحدة ‪ ..‬كل ده تمثيل ‪ ..‬يعنى اعترافهم بدولة‬
‫البوسنة والهرسك مش معناه انكم ح تحكموها ‪..‬‬
‫فاهمنى طبعا ‪..‬‬
‫دينو ‪ :‬طبعا فاهمك‬
‫باليتش ‪ :‬من ناحية تانية الحرب ح نكسبها … ح نكسبها ‪..‬‬
‫وشوية الرهابيين اللى بيسموا نفسهم وطنيين ح‬
‫نفعصهم زى الحشرات ‪ ..‬خليك ذكى واتعاون‬
‫معانا ‪..‬‬
‫دينو ‪ :‬اتعاون معاك ازاي‬
‫باليتش ‪ :‬سهل جدا } صمت { طبعا انت عارف مكان الخلية‬
‫الرهابية اللى كنت منضم ليها‬
‫دينو ‪ } :‬بغضب { احنا مش ارهابيين‬
‫باليتش ‪ :‬واضح انك بتعتبر نفسك جزء منهم ‪ ..‬ده شيء جميل‬
‫} صمت { وعموما نعدل الجملة ‪ ..‬رجالكم الشجعان‬
‫‪ ..‬اللي انت واحد منهم ‪ ..‬ممكن يا حلو تقولى بقى‬
‫موجودين فين‬
‫نورا ‪ } :‬محذرة { متقولش يا دينو‬
‫} يضربها عسكرى بمؤخرة سلحه ‪ .‬تسقط‬
‫مغشيا عليها ‪ .‬فاضل يحاول الدفاع عنها يتراجع‬
‫امام فوهات البنادق المصوبة اليه {‬
‫فضيلة ‪ } :‬تحاول افاقتها { هيه بنتى تستحمل الضرب ده‬
‫كله… منكم لله‬
‫باليتش ‪ } :‬لدينو { وصلنا لحد فين‬
‫هاما ‪ } :‬لدينو { اوعى تبيع وطنك وتقول لهم حاجة‬
‫باليتش ‪ } :‬زاجرا { ‪ ..‬اخرسى ‪ ..‬انا ممكن احاكمك بتهمة‬
‫الخيانة العظمى‬
‫هاما ‪ } :‬بسخرية { خيانة عظمى لمين … لقتلة وسفاكين‬
‫دماء زيكم‬
‫} الجنود الصرب ينزلوا السلح وينتبهون لكلم هاما {‬
‫باليتش ‪ } :‬محذرا { انتى كده بتعيبى فى النظام ‪ ..‬وبتهاجمى‬
‫سياسة دولتنا‬
‫هاما ‪ :‬بكرة يجى اليوم اللى الشعب الصربى يكتشف فيه‬
‫حقيقتكم ويحاكمكم على جرايمكم فى حق البلد ‪..‬‬
‫وحق الدين المسيحى اللى لوثتوه بافعالكم الحقيرة‬
‫ضد شعب اعزل مسالم‬
‫باليتش ‪ :‬احذرى الفيض كال بيا ‪ ..‬ولول انك صربيه كنت خليت‬
‫الجنود‬

‫‪15‬‬
‫هاما ‪ } :‬مقاطعة { يقتلونى ما انتو قتلتوا احلم الشعب‬
‫كله ‪ ..‬يغتصبنى ما انتو اغتصبتوا حقوق الغير فى‬
‫الحياة ‪ ..‬وحقوق شعبنا فى العيش بسلم‬
‫باليتش ‪ } :‬يصفق بسخرية { شئ مؤثر جدا } للجنود { مش‬
‫زاعقا{ انتباه ‪..‬‬ ‫كده} الجنود ما زالو منتبهين ‪.‬‬
‫فيه ايه ‪ ..‬ارفعوا سلحكم يا أغبياء } لدينو { طبعا‬
‫أنت أعقل من انك تسمع لكلمهم‬
‫دينو ‪ :‬أنا‬
‫باليتش ‪ :‬أنت عارف تعاونك مش بس ح ينقذ أسرتك ‪ ..‬ده ح‬
‫يقلل من خسائركم للرواح لننا بعدما نقض على‬
‫الرهابيين ح نصدر عفو عنكم‬
‫فاضل ‪ } :‬ساخرا { عفو …‪ .‬بعد ما قتلوا اللف من شعبنا‬
‫البرئ …‪ .‬بعد ما حرقوا القرى جاى تتكلم عن العفو‬
‫باليتش ‪ } :‬بعنف { اخرس ‪ ..‬مش عاوز صوت هنا يعلى على‬
‫} زاعقا {‬ ‫صوتى ‪ ..‬انا بس اللى اتكلم هنا‬
‫ميكول ‪ ..‬دلوقتي هتشوفوا } يدخل جندي نحيف ‪.‬‬
‫يخرج باليتش سيجارة { انا ح اعرف ازاى اربيكم‬
‫باليتش ‪ :‬ميكول } يسقط ميكول على الرض { قوم يا مصيبة‬
‫ميكول ‪ :‬نعم يا سيدى } ينظر لقدمه { اسف يا سيدى ما‬
‫رفعتش الشراب ‪ ..‬اصلهم ما لقوش شراب على‬
‫مقاسى فى الجيش … تصور بيقولوا رجلى‬
‫نحيفة ‪ ..‬دي نحيفة دي ‪ ..‬طيب أنا راضي زمتك دي‬
‫نحيفة ‪ ..‬يشير لدينو طيب قولي انت رايك ايه ‪..‬‬
‫رجلي دي نحيفة ‪ ....‬طيب ده أنا أول ما دخلت‬
‫الجيش قالولي ان رجلي رجل ضابط ‪ ..‬مش كده يا‬
‫باليو } يضحك {‬
‫باليتش ‪ } :‬متبرما { انت ح تحكى لى قصة حياتك‬
‫ميكول ‪ } :‬ببلهة { متفكرنيش بقصة حياتى ‪ ..‬كلها مآسي‬
‫فاكر يا باليو لما كنا سوا في المدرسة سوا ‪ ..‬كنا‬
‫بننده لك بغبي صربيا ههه كانت ايام ‪ ..‬انت عارف‬
‫باليتش ‪ } :‬مقاطعا { اخرس يا غبى ‪ ..‬اخطر حاجة عملتها‬
‫قوات الشتنيك اعتمادها على حثالة الشعب الصربى‬
‫‪ ..‬من الصلحيات والسجون والعاطلين عن العمل‬
‫أمثالك ‪..‬‬
‫ميكول ‪ :‬أنا قولت كده أول ما عرفت أنك‬
‫دينو ‪ } :‬لميكول { يا حثالة ‪ )..‬يشير لفاضل( شايف الراجل‬
‫ده ‪..‬‬
‫ميكول ‪ :‬طبعا شايفه انت ليه فاكر اني مش شايفه ‪ ..‬تحب‬
‫اوصفه ليك‬
‫باليتش ‪ :‬انت هتجنني‬
‫ميكول ‪ :‬مش هتكون أول واحد في عيلتك اتجنن ‪ ..‬فاكر عمك‬
‫باليتش ‪ :‬خد الراجل ده بره لحد ما اقولك هنعمل فيه ايه‬

‫‪16‬‬
‫ميكول ‪ :‬ليه هو زاحم المكان طيب ده أنا شايف‬
‫باليتش ‪ :‬خده و اخرج‬
‫ميكول ‪ :‬حاضر يا سيدى ‪ } ..‬يتجه نحو فاضيلة { يمسك‬
‫بذراعها يلل بينا ‪ ..‬نفضي مكان للمجنون ده يعملها‬
‫ويقتلك ‪ ..‬اسالني عنه‬
‫} ترتجف فضيلة ‪.‬تنزع زراعها{‬
‫باليتش ‪ :‬بتعمل ايه يا مصيبة‬
‫ميكول ‪ :‬باخد الراجل ده ‪ ..‬حسب الوامر‬
‫باليتش ‪ :‬دى ست ‪ ..‬ياحمار الراجل اهوه قدامك‬
‫ميكول ‪ } :‬يتامل فضيلة { دى ست ها ها … جميلة وجسمها‬
‫بيشع حرارة تدفئ ‪ ..‬ممكن اخدها بدل الراجل ‪..‬‬
‫تونسني بره ‪ ..‬شيء جميل يا ميكول تاخد ست بدال‬
‫الراجل هههههه‬
‫باليتش ‪ :‬نفذ الوامر يا غبى ‪ ..‬والبس نضارتك لحسن تودينا‬
‫فى داهية‬
‫ميكول ‪ :‬سقطت منى فى الحرب ‪ ..‬و انا مستخبي في‬
‫شلديوفيتش امبارح‬
‫باليتش ‪ :‬كمان كنت مستخبي‬
‫ميكول ‪ :‬اصلي بخاف من الرصاص والدمار ‪ ..‬بس أنا عارف‬
‫المكان اللي وقعت فيه النضارة ‪ ..‬اروح أجيبها‬
‫باليتش ‪ :‬غور من وشى وخليهم يعملوا ليك نضاره‬
‫ميكول ‪ } :‬يتحرك بمفرده { راجل عظيم قلبه طيب‬
‫باليتش ‪ :‬استنى يا غبى …‪ ..‬رايح فين‬
‫ميكول ‪ :‬افصل نضارة‬
‫باليتش ‪ :‬بعدين ‪ ..‬دلوقتى خد الراجل ده معاك ‪ ..‬ومتورنيش‬
‫وشك تانى‬
‫ميكول ‪ } :‬ياخذ فاضل ‪ .‬لنفسه وهو خارج { ‪ ..‬راجل غبى‬
‫قاسى ‪ ..‬صدقني ام باليتش كانت دايما تقول كده‬
‫} تحاول نورا منعهم ‪ .‬احد الجنود يدفعها فتسقط‬
‫على الرض {‬
‫نورا ‪ :‬انتو ناوين تعملوا ايه فى بابا‬
‫باليتش ‪ :‬ماتخافيش ‪ ...‬لو تعاونتوا معانا ح يرجعه لكم ‪ ..‬وال‬
‫دينو ‪ :‬هنتعاون ‪..‬‬
‫باليتش ‪ :‬كده هايل } بخبث { مش عارف انت واخد الموضوع‬
‫بحساسية ليه ‪ ..‬دى معلومات بسيطة ‪ ..‬خالص ‪..‬‬
‫كده كده هنعرفها ‪ ..‬بس لو قولتها انت هتختصر‬
‫الوقت‬
‫دينو ‪ :‬ابيع رفقاء السلح‬
‫باليتش ‪ :‬بدل ما تبيع أسرتك كلها ‪ ..‬ذنبه ايه ابوك الراجل‬
‫الكبير يتبهدل ‪ ..‬و أمك في السن ده يفترسها‬
‫أبطال صربيا قدام الخلق كلهم ولل اختك ومراتك‬
‫المل‬

‫‪17‬‬
‫دينو ‪ :‬عاوز مني ايه‬
‫باليتش ‪ :‬زى ما قولت من شوية ‪ ..‬مكان الخلية اللى بتعمل‬
‫معاها في…مصادر تسليحكم ‪ ..‬ازاى بتحصلوا‬
‫عليها ‪ ..‬اسئلة سهلة تجاوب عليها تاخد صك الحرية‬
‫وترحم امك واختك ومراتك ووالدك المسن من‬
‫البهدلة ‪ ..‬فاهمنى طبعا ‪..‬‬
‫فضيلة ‪ :‬ل يا دينو اوعى تخون وطنك } دينو ذاهل ينظر حولة‬
‫حائرا {‬
‫باليتش ‪ :‬لو رفضت امك واختك ومراتك ح نقدمهم طعام‬
‫شهى لجنودنا‬
‫نورا ‪ :‬احنا ممكن نتحمل اى عذاب ال عذاب الخيانة‬
‫باليتش ‪ :‬فكر بايجابية اقولك انا هاساعدك فى التفكير‬
‫} ينادى ميكول {‬
‫ميكول ‪ } :‬يدخل يتعثر فى بنطلونه { اسف يا سيدى البنطلون‬
‫الملعون طويل ‪ ..‬وبيتعمد يوقعنى ‪ ..‬بس ح‬
‫اقصه ‪ ..‬مالك غضبان كده ليه متعاطف معايا‬
‫باليتش ‪ :‬يا غبي هات الراجل اللى بره‬
‫ميكول ‪ :‬حاضر سيدي } ميكول يخرج وياتى بفاضل { الخبرة‬
‫علمتنى ان لما صديق زيك يتعثر فى التفكير ‪..‬‬
‫اساعده بانى } يطلق الرصاص على فاضل { اقتل‬
‫اقرب شخص ليه ‪ ..‬كده‬
‫جندى ‪ :‬تنشين هائل‬
‫} نورا تحاول الوصول لبيها فيمنعوها الجنود ‪ .‬فضيلة تصرخ‬
‫وهاما تبكى ودينو واجما {‬
‫نورا ‪ :‬مجرمين ‪ ..‬اندال ‪ ..‬والدى ‪ ..‬قتلوه غدر الكلب‬
‫ميكول ‪ } :‬بتاثر { قتلت الراجل ده ليه‬
‫باليتش ‪ :‬قتلته زى ما قلت قبل كده وزى ماهـتقتل بعد كده ‪..‬‬
‫عشان نطهر الرض منهم ‪ ..‬انت نسيت ده هدفنا‬
‫من الحرب ‪ ..‬نطهرها من اعدائنا‬
‫جندى ‪ } :‬بفرحه { باحب منظر الجثث وخصوصا اذا كانوا‬
‫مسلمين‬
‫باليتش ‪ } :‬لميكول { وبعدين السرى عبئ علينا ‪ .‬محتاجين‬
‫ياكلوا ويشربوا وليهم حقوق ‪ ..‬وجع دماغ وانت‬
‫عارف انا باكره اسر الرجال ‪ ..‬لكن الستات اه ‪..‬‬
‫معاك لزم نحافظ عليهم‬
‫جندى ‪ :‬علشان الترفيه )يضحكوا(‬
‫باليتش ‪ } :‬ينظر لجثه فاضل { منظر هايل‪ ..‬الموت بيدى‬
‫شكل ملئكى للنسان ‪ } ..‬لميكول{ بص شكله زى‬
‫الطفال ‪ ..‬شايف الدم بيخرج من جسمه بلون أحمر‬
‫‪ ..‬دافيء ‪ ..‬الله ‪ ..‬أنا عاوز آخد صورة جنبه ‪ ..‬وهو‬
‫بينزف )يلتقط له أحد الجنود صورة ‪ .‬يضع باليتش‬

‫‪18‬‬
‫يده علي الدماء و يعلم علي وجهه( شايف دم‬
‫والدك علي جبيني )نورا يغمي عليها(‬
‫ميكول ‪ } :‬لنفسه { انت وغد ‪ ..‬انا مصمم دلوقتى اكثر من‬
‫الول انى ما استعملش السلح تانى فى قتل حد‬
‫باليتش ‪ } :‬يخاطب الجنود { يا حراس احلم الصرب ‪ ..‬اعرفوا‬
‫ان كل ما تقتلوا اكثر تصعدوا فى المناصب العليا‬
‫لجيشنا بسرعة ‪ ..‬افرشوا الرض بماء التراك‬
‫تنقذوا ارواحكم‬
‫دينو ‪ :‬كلب‬
‫باليتش ‪ :‬انا رايح استري شوية } لدينو { وانت ح اسيبك‬
‫دقيقة تفكر وبعدها ح ينفذ صبرى } للجنود {‬
‫خدوا الجثة دى بره ‪ ..‬يلل‬
‫جندى ‪ :‬بس المقبرة اللى عملناها اتملت عن اخرها‬
‫باليتش ‪ :‬اعملوا واحدة تانية وتكون دى } يشير لجثة فاضل {‬
‫اول ضيوفها }يخرجوا الجثة { شوفت يا سيد دينو‬
‫معزتكم عندي قد ايه ‪ ) ..‬يضحك( خلص انا مش‬
‫محتاج راحة ‪ ..‬اسيبكم تتناقشوا شوية ‪ ..‬بس‬
‫بسرعة )يجلس علي كرسي ‪ .‬يدخن ويغني(‬
‫فضيلة ‪ } :‬لدينو { اوعى تتعاون معاهم ‪ ..‬دول مالهموش‬
‫عهود‬
‫هاما ‪ :‬متصدقش كلمهم‬
‫نورا ‪ :‬دم ابوك هيبقى راح هدر‪ ..‬لو اتكلمت‬
‫دينو‪) :‬مقاطعا( قتل والدى بداية بس ‪ ..‬ما تعرفيش ممكن‬
‫يعملوا فيك ايه وفى اختى ومراتى دول ماعندهمش‬
‫ضمير‬
‫هاما ‪ :‬وحالنا مش ح يتغير بتعاونك معاهم … اديك شفت‬
‫اسهل حاجة انهم يقتلوا‬
‫دينو ‪ } :‬لنفسه { يبقى مفيش غير انى احاول الهرب فىاول‬
‫فرصة ‪ .‬لن ضغوطهم على مش هاتنتهى ويمكن‬
‫اسلم اسماء زملئى ليهم ‪ ..‬فى لحظة ضعف‬
‫باليتش ‪ } :‬لدينو { وقت المناقشة انتهى هتتعاون معانا ولل‬
‫دينو ‪ :‬دلوقتى بس‪ ..‬انا مصر على عدم التعاون مع قتلة زيكم‬
‫باليتش ‪ } :‬ميكول { فتش الرهابى ده ذاتيا‬
‫ميكول ‪} :‬باستغراب { ايه‪..‬‬
‫باليتش ‪ :‬فتشوا تفتيش ذاتى‬
‫ميكول ‪ } :‬يدور حول دينو باستغراب ‪ ..‬ينظر للضابط ويهز‬
‫كتفه { مش فاهم‬
‫باليتش ‪ :‬فتشوا } ميكول يفتش دينو ‪ .‬يجد ورقة {‬
‫ميكول ‪ :‬وجدتها ……‪.‬وجدتها‬
‫باليتش ‪ :‬ومستنى ايه …‪ ..‬اقراها‬
‫ميكول ‪ } :‬ميسك الورقة ويقلبها فى حيرة { فين الكتابة‬

‫‪19‬‬
‫باليتش ‪ } :‬ياخد الورقة { كل الكتابة دى مش عجباك } يقرا‬
‫الورقة بهمهمه غير مفهومة { ده اللى كنا عاوزينه‬
‫} ينادى { ايفانوفش } يدخل {‬
‫ايفانوفيش ‪ :‬نعم يا سيدى‬
‫باليتش ‪ :‬فتش الشقة ‪ ..‬واى شئ تلقيه هاته بسرعه قبل ما‬
‫نحرق البيت‬
‫ايفانوفيش ‪ :‬حاضر يا سيدى‬
‫باليتش ‪ :‬تحرك يا غبى‪ ..‬فتش الشقة‬
‫ايفانوفيش ‪ :‬اى شقة ‪ ..‬دى فيل‬
‫باليتش ‪ :‬فتش الفيل … مش عارف اتحدفتوا علي من اى‬
‫مصيبة‬
‫ايفانوفيش ‪ :‬من السجن يا سيدى‬
‫ميكول ‪ :‬اتكلم عن نفسك انا جيت من الصلحية‬
‫باليتش ‪ } :‬يصرخ { اتحركوا‬
‫} يصعد ايفانوفيش ومعه جنديان السلم ‪ .‬بينما يفتش‬
‫اخر باقى حجرات المنزل بالدور الول ‪ .‬زلتكو‬
‫بيصوب سلحه ناحية الجندى {‬
‫باليتش ‪) :‬لزلتكو( انت يا مصيبة موجه سلحك ناحية مين‬
‫زلنكو ‪ :‬ناحية الرهابى } ينظر فى اتجاه ا لسلح ‪ .‬يخجل {‬
‫اسف يا سيدى‬
‫باليتش ‪ :‬اوه انجدنى يارب } لميكول { خذ البنت وامها‬
‫والعروسة دى } بيشير لهاما { تحت ح ناخدهكم‬
‫معانا معسكر سرينا ‪ ..‬جنرال ماكنزى هيزور‬
‫المعسكر اليوم ‪ ..‬ولزم نقدم له حاجه جديدة تفتح‬
‫النفس ‪ ..‬وتسد بقه‬
‫دينو ‪} :‬مندهشا { جنرال ماكنزى ‪ ..‬قائد قوات المم المتحدة‬
‫باليتش ‪ :‬ايوه ‪ ..‬فيه اعتراض‬
‫دينو ‪ :‬انت كداب‬
‫باليتش ‪ } :‬بسخرية { اختك حتروح هناك وتقولك } يضحك {‬
‫طبعا فى الخرة ‪ ..‬او فى الجحيم ‪ ..‬و لل ايه‬
‫} ميكول وزلتكو يحاولن انتزاع نورا وهاما لكنهما‬
‫يقاومان {‬
‫دينو ‪ } :‬يركع تحت قدم باليتش { ارجوك اقتلهم اذبحهم ‪..‬‬
‫بس بلش معسكرات العتقال‬
‫باليتش ‪:‬ممكن نعفو عنكم بشرط تتركوا دينكم البله ‪..‬‬
‫وتدخلوا فى ديننا‬
‫دينو ‪ :‬مش ممكن نتخلى عن ديننا‬
‫باليتش ‪ :‬كنت متوقع ردك ‪ ..‬ولك ردى ‪ ..‬ميكول } اقتل الولد‬
‫ده ‪ ..‬متراجعا { بلش انت لحسن تقتلنى…‪ ..‬زلتكو‬
‫اقتل الولد ده‬

‫‪20‬‬
‫)زلتكو يصوب سلحة لدينو ‪ .‬هاما تقف مواجهة السلح‬
‫لحماية دينو تصيبها الرصاصة تسقط فى حضن دينو‬
‫{‬
‫دينو ‪ :‬هاما )تالم( ايه اللى عملتيه‬
‫} ينزل ايفانوفيش والجنود محملين بالحقائب {‬
‫هاما ‪ :‬دى اسعد لحظة فى حياتى ‪ .‬انى فديتك بروحى يا اغلى‬
‫من الحياة‬
‫دينو ‪ :‬هان عليكى تسبينى لوحدى‬
‫هاما ‪ :‬انا باسيبك لقضية اعظم واهم منى ‪ ..‬وطنك‬
‫دينو ارجوكي يا هاما خليكي جنبي ‪ ..‬محتاجك } تموت ‪.‬‬
‫يبكى {‬
‫ميكول ‪) :‬يبكي( شيء مؤثر جدا‬
‫باليتش ‪ } :‬لزلتكو { برافو … بتنشن كويس‬
‫زلتكو ‪ :‬كتر القتل علمنا التنشين‬
‫صوت انفجار يحدث ارتباك ‪ .‬يهرب دينو من شباك المنزل ‪.‬‬
‫يطلق باليتش الرصاص عليه دون جدوى يخرج فى‬
‫اثره زلتكو وميكول‬
‫باليتش ‪ } :‬من الشباك للجنود بالخارج { امسكوا الولد ده …‪.‬‬
‫اقتلوه … انا ح اعرف ازاى }يدخل ميكول {‬
‫مسكتوه ينظر ميكول للرض ‪ .‬رد ياغبى‬
‫ميكول ‪ :‬هرب يا سيدى ‪ ..‬الولد ده سريع جدا ‪ ..‬عمرى ما‬
‫شفت حد بيجرى زيه ورغم انى } يدخل زلنكو {‬
‫رغم اني مسكته ال انه هرب …‪ .‬وقالى يا غبى‬
‫وجرى‬
‫زلنكو ‪ :‬اللى مسكته ده يبقى انا يا غبى ‪ ..‬يا فندم النفجار‬
‫اللى سببته المقاومه هو السبب‬
‫باليتش ‪ :‬يعنى هرب وسطكم يا اغبياء ‪ ..‬هاتوا اسرته وتعالوا‬
‫ورايا…‪ .‬احرقوا البيت باللى فيه‪ ..‬مش عاوز حاجه‬
‫تفكرنى باليوم السود اللى دخلته فيه‬
‫زلتكو ‪ :‬احلى امر باسمعه من قائدنا‬
‫ايفانوفيش ‪ :‬انا اللى عليه الدور اولع فى البيت‬
‫زلتكو ‪ :‬ل انا‬
‫ايفانوفيش ‪ :‬ل انا ……‪ }.‬يتجادلن بينما يظلم المسرح {‬
‫اظلم‬
‫ةةةةةة ةةةةةةة‬

‫المكان ‪ :‬احد المغارات فى جبال مدينة روجاتسيا‬


‫ديكور ‪ :‬مغارة واسعة ل شئ داخلها سوى مساطب قليلة‬
‫مفروشة بمفارش بسيطة وشموع تنير المكان …‬
‫خريطة كبيرة معلقة على الحائط ‪ ..‬ومدخل فى‬

‫‪21‬‬
‫المواجهة للجمهور ومدخلين جانبيين لحجرتين‪..‬‬
‫صورة على عزت بيجوفيتش معلقة بجوار الخريطة ‪.‬‬
‫} راجى احد رجال المقاومة يرقد على احد المساطب‬
‫وبجواره الراديو يقلب فيه ‪ ..‬والسلح بجوار‬
‫الحائط ‪ ..‬بينما عامر ينظف سلحه ‪ ..‬تبدو على‬
‫عامر آثار المرض {‬
‫صوت الراديو ‪ :‬اتخذ مجلس المن قرار بعمل مناطق منزوعة‬
‫السلح ‪ ..‬تحت إشراف المم المتحدة ‪..‬‬
‫راجي ‪ :‬الله أكبر‬
‫عامر ‪ :‬استني لما نسمع باقي الخبار‬
‫صوت الراديو ‪ :‬من ناحية أخرى أودى قصف المدفعية لحد‬
‫أسواق بسرايفو يودى بحياة أربع وعشرون فردا‬
‫عامر ‪ ) :‬يغلق الراديو ( زودوا من قسوة العمليات ‪..‬‬
‫راجي ‪ :‬عشان يحققوا اكبر مكسب علي الرض وتبقي ورقة‬
‫تفاوض مهمة في ايدهم‬
‫عامر ‪ :‬ويبيدوا أكبر عدد من السكان عشان يغيروا التركيبة‬
‫السكانية‬
‫راجى ‪ :‬مسيرنا نحررك يا بوسنا … مسيرنا نروى أرضك من دم‬
‫أعدائك‬
‫عامر ‪ ) :‬حزينا ( ازاى وهما كل يوم بيكسبوا ارض جديدة‬
‫ويزيدوا قوة وإحنا بنزيد ضعف‬
‫راجى ‪ :‬خليك واثق فى عدالة ربنا ‪ ..‬وفى ارادتنا ‪.‬‬
‫عامر ‪ :‬نفسى اعرف المم المتحدة موقفهم مننا ايه‬
‫بالضبط ‪ ..‬وايه اللى تقصدها بالمحميات دى ‪..‬‬
‫يقصدوا بيها ايه‬
‫راجي ‪ :‬ده مصطلح بنسمعه لما يتكلموا عن الماكن المحمية‬
‫لحيوانات عددها قل أو مكان أثري هام خايفين‬
‫عليه‬
‫عامر ‪ :‬وكأننا حيوانات خايفين عليها من النقراض‬
‫راجى ‪ :‬ل وانت الصادق ‪ ..‬عاوزين يفرضوا المر الواقع‬
‫علينا ‪ ..‬بحجة حمايتنا ‪.‬‬
‫عامر ‪ :‬ل و انت الصادق ‪ ..‬عاوزين يحطونا زى الفراخ جوه‬
‫أقفاص وساعتها نقبل بقراراتهم الظالمه او نواجه‬
‫خطر البادة من الصرب ‪.‬‬
‫راجى ‪ :‬خطة قذرة } يدخل شاكر مبتسما {‬
‫عمر‪) :‬لشاكر( أول مرة أشوفك مبتسم من أول الحرب‬
‫شاكر ‪ :‬جاى ومعايا ضيف قصدى صديق منتظرينه كلنا ‪.‬‬
‫راجى وعامر ‪ } :‬معا { دينو } يدخل دينو يعانقانه {‬
‫عامر ‪ :‬اجمل مفاجاة لنا‬
‫راجى ‪ :‬سعيد بعودتك يا بطل‬
‫عامر ‪ :‬وعرفت تنفد منهم ازاى‬

‫‪22‬‬
‫شاكر ‪ :‬خليه ياخد نفسه الول الراجل له ثلث ايام بيهرب من‬
‫مكان لمكان وعاوز يرتاح‬
‫دينو ‪ :‬و الراحة ح تيجى منين‬
‫عامر ‪:‬ايه اللي حصل‬
‫دينو والدي وزوجتي اتقتلوا‬
‫راجي ‪:‬البقاء لله‬
‫دينو ‪ :‬ونعم بالله‬
‫عامر ‪ :‬طيب و أمك و أختك‬
‫دينو ‪ :‬في السر ‪ ..‬وقعوا في ايد الكلب‬
‫شاكر ‪ :‬يمكن عزاءك وعزائنا ان مش انت بس اللى خسرت‬
‫ناس بتحبهم ‪ ..‬كل بيت بوسنى خسر أب وأم‬
‫وأولد‪..‬‬
‫راجي‪ :‬ارفع راسك وحط ايدك فى ايدنا وتعالى ندافع عن‬
‫وطنا‬
‫دينو ‪ :‬أنا كنت انانى فى احزانى ‪ ..‬وادى ايدى ممدوده اهيه‬
‫} يسقط مغمى عليه {‬
‫شاكر ‪ :‬سبوه يرتاح } ينقله عامر وراجى على إحدى‬
‫المصاطب {‬
‫عامر ‪ :‬باين عليه قاسى كتير ‪ ..‬اليومين اللى فاتوا‬
‫شاكر ‪ :‬الكل بيعانى } لراجي { هم الخوات اللي لقيناهم‬
‫فى الجبال مستخبين أخبارهم إيه‬
‫راجى ‪ :‬حالتهم النفسية عاليه جدا ‪ ..‬وطلبوا تجنيدهم معانا‬
‫عامر ‪ :‬نضمهم لزملءهم من المدافعين عن البوسنة‬
‫شاكر ‪ :‬بعد ما تتأكد من مدى اقتناعهم باشتراكهم فى‬
‫الحرب ‪ ..‬ويكون بإرادتهم‬
‫عامر ‪ :‬طبعا ‪ ..‬طبعا‬
‫راجى ‪ } :‬مداعبا { بعد كده هنعلمهم فرقة لوحدهم } يضحكوا‬
‫{‬
‫شاكر ‪ :‬تعالوا نخطط لعمليتنا الجديدة ‪..‬‬
‫عامر ‪ :‬و دينو‬
‫شاكر ‪:‬سيبه ينام‬
‫} يدخلوا جهة جانبية ‪ .‬اضاءة خافته بالمكان ‪ .‬دينو يتقلب فى‬
‫نومه ‪ ..‬يظهر اسرة دينو {‬
‫دينو ‪ :‬والدى ‪ ..‬امى ‪ ..‬هاما ‪ ..‬نورا ‪ ..‬انتوا لسه عايشين ‪.‬‬
‫فضيلة ‪ :‬احنا بخير‬
‫دينو ‪ :‬أكيد ده حلم‬
‫فاضل ‪ :‬كده برضه يابنى تهرب وتتخلى عن اهلك‬
‫دينو ‪ :‬غصب عنى يا والدى ‪ ..‬وجودى مكنش ح يفدهم ‪..‬‬
‫بالعكس يمكن كنت ضعفت و بوحت بأسرار رجال ‪..‬‬
‫بيفدوا بأرواحهم وطنهم‬
‫فضيلة ‪ :‬دينو أنت بطل ‪ ..‬وأنا فخورة بيك‬
‫نورا ‪ :‬أنقذنا يا دينو ‪ ..‬أنا وأمك محتاجين ليك‬

‫‪23‬‬
‫هاما ‪ :‬دينو ابنك بيرفسنى … الله حتى اسمع‬
‫دينو ‪ } :‬يضع اذنه على بطنها { باين عليه ولد‬
‫هاما ‪ :‬وداعا دينو‬
‫دينو ‪ :‬هاما‬
‫هاما ‪ :‬البوسنة‬
‫دينو ‪ :‬هاما‬
‫هاما ‪ :‬البوسنة‬
‫دينو ‪} :‬يصحو من النوم مفزوعا ‪ .‬يعصر رأسه بيده { يارب‬
‫مين يقدر يتحمل العذاب ده ‪ ..‬يارب الدم لوث‬
‫ارضك ‪ ..‬والظلم بلغ مداه ‪ ..‬وجيوش المسلمين‬
‫تايهة فى ظلم الخلفات ومعادش فيه معتصم ول‬
‫صلح الدين يوحدنا } صارخا {ايدكم فى ايدنا يا‬
‫مسلمين‪..‬الطوفان هيقضى على الكل واسلماه ‪..‬‬
‫واسلماه‬
‫} اضلم ‪ -‬اضاءه خافته ‪ .‬و تأتى حسناء حاملة كوب ماء‪.‬‬
‫توقظه {‬
‫حسناء ‪ :‬يا اخ دينو …‪ .‬قوم … } يقوم مفزوعا { استغفر الله‬
‫… الظاهر انه كابوس‬
‫دينو ‪) :‬ينظر اليها فى استغراب( هو ايه اللي حصل‬
‫حسناء ‪ :‬اللي بيحصل مع كل بوسني نفسه ينام في هدوء‬
‫دينو ‪ :‬كابوس‬
‫حسناء ‪ :‬اتعودنا عليه ‪ ..‬لو مجاش لينا كابوس منعرفش ننام‬
‫)يبتسم( اهو كده‬
‫دينو ‪ :‬انتي مين ‪ ..‬متعرفتش عليكي‬
‫حسناء ‪ :‬انا حسناء اخت مجاهدة ‪ ..‬انضميت للمقاومة جديد‬
‫}يتناول كوب الماء {‬
‫دينو ‪ :‬تشرفت بمعرفتك‬
‫حسناء ‪ :‬انت عارف انا كل ما يجينى كابوس اقوم اصلى‬
‫ركعتين لله ‪ ..‬ارتاح ‪..‬وأجدد نشاطي بالتدريبات‬
‫العسكرية ‪.‬‬
‫دينو ‪ :‬أزعجتكم‬
‫حسناء ‪ :‬ل أبدا‪ ..‬أنا من كتر ما سمعت عنك من الزملء قررت‬
‫أتعرف عليك } صمت { واضح انك عانيت كتير ‪..‬‬
‫بتبص لى كده ليه ‪.‬‬
‫دينو ‪ :‬أصلك جميلة قوى } مستدركا { آسف لجرأتى ‪ ..‬بس‬
‫حسناء ‪ } :‬مقاطعة { ول يهمك ‪ ..‬أنا دايما بسمع الوصف ده ‪..‬‬
‫لحد ما بقى شئ عادى بالنسبة لى } مبتسمة {‬
‫يمكن كنت زعلت لو ملحظتش جمالى‬
‫دينو ‪ :‬فين باقى الزملء ‪..‬‬
‫حسناء ‪ :‬اللى بيتدرب بره } بهمس { والقواد جوه بيخططوا‬
‫للعملية الجديدة‬
‫دينو ‪ :‬وانت بتشاركى فى العمليات اللى بيقوموا بيها‬

‫‪24‬‬
‫حسناء ‪ :‬واضح انك شايف انى جميلة وبس ‪..‬‬
‫دينو ‪ :‬مقصدش‬
‫حسناء ‪ :‬و ل يهمك ‪ ..‬عموما انا شاركت فى عملية واحدة بس‬
‫‪ ..‬لحد دلوقتى ‪ ..‬ودى كانت فى روجاتسيا مدينتك }‬
‫يبدو الحزن على دينو {‬
‫دينو ‪ :‬روجاتسيا‬
‫حسناء ‪ :‬آسفه انى دوست على جرحك‬
‫دينو ‪ :‬الجرح مفتوح و ح يفضل ينزف لحد ما ارد اعتبارى‬
‫حسناء ‪ :‬غلط‬
‫دينو ‪ :‬ليه‬
‫حسناء ‪ :‬ما تخليش النتقام هو هدفك الساسى ‪ ..‬وإل ح‬
‫يعميك عن قضيتنا الرئيسية وهى الدفاع عن الوطن‬
‫‪ ..‬ده اللي له الولوية دلوقتي‬
‫دينو ‪ :‬غصب عنى ‪ ..‬الجرح كبير قوى ‪.‬‬
‫حسناء ‪ :‬احنا ممكن ننقرض وميبقاش فيه بوسني واحد علي‬
‫وجه الرض ‪ ..‬و ده اللي عاوزه اعدائنا ‪..‬عشان كده‬
‫متاجين لكل بطل زيك يساعدنا مش انا اللي‬
‫نساعده‬
‫دينو ‪ :‬ايوه بس‬
‫حسناء ‪ :‬أتعلم تعيش مع جرحك ‪ ..‬وحاول تشوف حاجة كويسه‬
‫فى وسط الضباب والهلك اللى بيواجهنا ‪ ..‬فاهمني‬
‫دينو ‪ } :‬يبتسم بمرارة { حاجة كويسة‬
‫حسناء ‪ :‬آه ‪..‬حاجة كويسة‬
‫دينو ‪ :‬زي ايه‬
‫حسناء ‪ :‬انا مثل شايفة ان اللى بيحصل لينا ‪ ..‬كان السبب فى‬
‫تقوية إسلمنا ‪ ..‬وان الحرب دى ابتلء من ربنا‬
‫بيختبر بيه صدق عقيدتنا ‪ ..‬مثل لقينا هدف‬
‫يوحدنا ‪ ..‬او الزمة دي عرفتنا عدونا من حبيبنا‬
‫دينو ‪ } :‬باعجاب { انتى مين‬
‫حسناء ‪ :‬قلت لك ‪ ..‬حسناء‬
‫دينو ‪ :‬ل‬
‫حسناء ‪ :‬سلمتك ‪ ..‬أنا حسناء‬
‫دينو ‪ :‬ل انتي مثال للبوسنية الشجاعة ‪ ..‬القائدة‬
‫حسناء ‪ :‬مقدرش اعتبر ده اطراء ‪ ..‬لني حاسه فعل وطموي‬
‫اني اقود البوسنة زي علي عزت بيجوفيتش في‬
‫البوسنة ‪ ..‬أو ابراهيم روجوفا في كوسوفا‬
‫دينو ‪ :‬واضح ان الحرب قوة كل بوسني إل أنا} يدخل شاكر‬
‫وعامر وراجى {‬
‫شاكر ‪ } :‬لدينو { اتعرفت على حسناء ‪ ..‬جميلة الجميلت ‪..‬‬
‫دينو ‪ :‬الحقيقة اني اتفاجأت ببوسنية شجاعة وعبقرية‬
‫حسناء ‪ :‬اشكرك‬

‫‪25‬‬
‫شاكر ‪ :‬هية البطلة اللى فجرت مخزن الذخيرة فى روجاتسيا‬
‫قرب بيتكم‬
‫دينو ‪ :‬مخزن الذخيرة ده هو اللى انقذنى‬
‫راجى ‪ :‬ازاى‬
‫دينو ‪ :‬لن الجنود انشغلوا فى النفجار ‪ ..‬وبكده قدرت اهرب‬
‫منهم‬
‫حسناء ‪ :‬يعنى انت مدين ليه بحياتك‬
‫دينو ‪ :‬ده اكيد‬
‫عامر ‪ :‬واضح انكم تعرفوا ببعض قبل حتي ما تشوفوا بعض‬
‫} يضحكوا {‬
‫شاكر ‪ :‬نظرا لبطولة حسناء ‪ ..‬بقينا نعتمد عليها فى أصعب‬
‫العمليات‬
‫حسناء ‪ :‬دى ثقة غالية يا فندم‬

‫شاكر ‪ :‬انتى تستاهلى يابطلتنا ‪ ..‬ودلوقتى ح نديك يا دينو‬


‫انت وحسناء فكرة عن عمليتنا اللى ح نقوم بيها ‪..‬‬
‫انا عارف انك مجهد‬
‫دينو ‪ :‬يهمني اسمع‬
‫شاكر ‪ :‬اوك ‪ ..‬بصوا يارفقاء الكفاح ‪ ...‬طبعا عارفين المنطقة‬
‫} يشير للخريطة { اللى بيتمركز فيها عدونا وسط‬
‫الشجار وناصبين مدافعهم على الجبال فى مواجهة‬
‫مدينة سربينتشا ‪ ..‬استعدوا لغزوها‬
‫دينو ‪ :‬مش المم المتحدة اعلنتها منزوعة السلح‬
‫شاكر ‪ :‬الصرب ‪ ..‬ما بيحترموش اتفاقيات دولية ‪ ..‬ول محلية ‪.‬‬
‫فى المنطقة دى ) يشير لمكانها على الخريطة (‬
‫فيه مخزن ذخيرة واسلحة ‪ ..‬مهم جدا لمداد‬
‫العصابات الصربية ‪ ..‬يعني لزم نفجره‬
‫عامر ‪ :‬مش دي مخاطرة كبيرة‬
‫راجي ‪ :‬كل شغلنا مخاطرة ‪ ..‬وجودنا علي ارض البوسنة‬
‫مخاطرة ‪ ..‬خايف‬
‫عامر ‪ :‬ل ‪ ..‬خالص‬
‫شاكر ‪ :‬احنا ح نستغل نشوة فرحتهم بالنصر فى روجاتسيا‬
‫واحتفالتهم اللية دى ‪ ..‬و هناجمهم بقوة من ست‬
‫الى ثمانى افراد و ح يكون معايا راجى فى القيادة‬
‫عامر ‪ :‬وانا‬
‫حسناء ‪ :‬وانا‬
‫دينو ‪ :‬وانا‬
‫شاكر ‪ :‬على مهلكم ياجماعة ‪ ..‬لو رحنا كلنا فى عملية‬
‫واحدة ‪ ..‬ول قدر الله فشلنا واستشهدنا … مين‬
‫اللى ح يقود مجموعتنا ‪ ..‬انتوا ح تفضلوا هنا‬
‫وعامر القائد فى غيابى ‪ ..‬تدرب المجموعة‬

‫‪26‬‬
‫وتحضرها وتجهزها لى عملية جديدة ومعاك دينو‬
‫وحسناء ح يساعدوك ‪.‬‬
‫عامر ‪ :‬العملية ح تستغرق قدايه‬
‫شاكر ‪ :‬ربنا وحده يعلم بس اذا ماجيناش فى خلل ساعة‬
‫خطط للعملية الجديدة بمعرفتك ‪ ..‬وربنا يوفقكم‬
‫} لراجى { يلل بينا‬
‫دينو ‪ :‬خد بالك من نفسك‬
‫شاكر ‪ " :‬وما تدرى نفس باى ارض تموت ‪ ..‬صدق الله العظيم‬
‫" }يخرج راجى وشاكر {‬
‫حسناء ‪ :‬لما اخرج اتمم على زملئنا اللى بيتدربوا بره‬
‫) تخرج ‪.‬اظلم (‬

‫تغير المشهد ‪:‬‬


‫) حجرة نصف مضاءة يجلس دكتور زلتان ‪ ..‬و أمامه طفل‬
‫صغير يصرخ والدماء تنزف ‪ ..‬وهو يمسك سكين ‪ ..‬و‬
‫الم مقيدة‬
‫راكان ‪ :‬دكتور زلتان ايه اللي توصلت ليه‬
‫زلتان ‪ :‬القائد العظيم لمجموعة النمور الصربية في‬
‫معملي ‪ ..‬ده شرف كبير‬
‫راكان ‪ :‬سمعت عن تجاربك الهايلة في مجال الحرب‬
‫البيولوجية ‪ ..‬قولت أشوف بنفسي‬
‫زلتان ‪ :‬ده شيء يسعدني‬
‫راكان ‪) :‬يخرج سلحه( الطفل ده صوته مزعج جدا‬
‫زلتان ‪ :‬ل متقتولوش ‪ ..‬ده بيصرخ لني أديته جرعة من سلح‬
‫بيولوجي هيخلص علي مسلمين البوسنة من غير‬
‫نقطة دم‬
‫راكان ‪ :‬هايل ‪ ..‬الجرثومة دي هتتركب علي صاروخ وتترمي‬
‫علي أي قرية بوسنية ‪ ..‬هتخلي شكلهم زي الطفل‬
‫ده‬
‫زلتان ‪ :‬ينزف دم من فمه و أنفه و أذنه و عينيه زي ما انت‬
‫شايف الطفل ده‬
‫راكان ‪ :‬يدور حول الطفل النازف ‪ ..‬منظره هايل ‪ ..‬تحفه فنية‬
‫‪ ..‬بس يا خسارة المم المتحدة ومجلس المن‬
‫فتحوا عينهم علينا ورجليهم هتحط هنا قريب ‪ ..‬لعد‬
‫ما بدأوا ينتشروا بطول البلد وعرضها‬
‫زلتان ‪ :‬من الناحية دي اطمئن‬
‫راكان ‪ :‬ازاي‬
‫زلتان ‪ :‬لن بعد ‪ 24‬ساعة من التعرض ليها بتختفي آثارها من‬
‫الجسم تماما وميبقاش ليها أي أثر‬
‫راكان ‪ :‬لو كلمك صح يبقي أنقذت شعب الصرب المختار من‬
‫البادة علي يد أتراك كلب‬
‫) يعلوا صراخ الطفل ‪ .‬يخرج راكان سلحه ويقتله (‬

‫‪27‬‬
‫زلتان ‪) :‬غاضبا( ايه ده كنت عاوز اشوف المراحل كاملة‬
‫راكان ‪ :‬مراحل ايه‬
‫زلتان ‪ :‬مراحل تطور أثر الفيرس عليه‬
‫راكان ‪ :‬بس كده )ينادي( ميكول‬
‫ميكول ‪ :‬أيوه يا قائد باكان)يسقط علي الرض(‬
‫راكان ‪ :‬قوم يا غبي ‪ ..‬فيه جندي صربي يقع علي الرض‬
‫بالشكل ده‬
‫ميكول ‪ :‬بعتذر لني وقعت بشكل مضحك ‪ ..‬وبعدين ما حضرتك‬
‫وقعت هناك عند التبه في‬
‫راكان ‪ :‬اخرس )يحاول ضربه ‪ .‬يمنعه زلتان(‬
‫زلتان ‪ :‬سيبه يا راكان‬
‫راكان ‪ :‬نادي القائد باليتش‬
‫ميكول ‪ :‬حاضر يا فندم )يخرج(‬
‫راكان ‪ :‬باليتش اللي جاي ده من اشرس المقاتلين ‪ ..‬هيقدر‬
‫يجيب ليك كل اللي تحتاجه )يدخل باليتش وخلفه‬
‫ميكول(‬
‫باليتش ‪ :‬حضرة القائد العظيم راكان ‪ ..‬قائد مجموعة النمور‬
‫الصربية‬
‫راكان ‪ :‬اهل بضابطنا الهمام ‪ ..‬كنا عاوزين المجموعة اللي‬
‫اعتقلتها في روجاتسيا ‪ ..‬دكتور زلتان عنده عجز‬
‫في الشخاص اللي بيعمل عليهم تجارب كيماوية‬
‫باليتش ‪ :‬بس دول راحو للمستشفي الميداني ‪ ..‬عشان ناخد‬
‫أعضائهم لعلج ابناء شعبنا المختار‬
‫زلتان ‪ :‬وفيه مجموعة وديتها لمعسكر سونيا‬
‫باليتش ‪ :‬دول للترفيه عن جنودنا وخدمتهم‬
‫زلتان ‪ :‬وفيه مجموعة اللي اسرتوها في زافيدوفيتش‬
‫راكان ‪ :‬واضح ان دكتورنا الهمام مهتم جدا بعملياتنا‬
‫زلتان ‪ :‬بتابعها يوميا ‪ ..‬أصل ليه مجموعة كونتها من اعتي‬
‫العصابات الجرامية واشدها فتكا مهمتها صيد‬
‫مسلمين البوسنة‬
‫باليتش ‪ :‬فيه مجموعة اللي عايشة من قرية زافيدوفيتش‬
‫بيقوموا بحفر الخنادق لجيوشنا‬
‫راكان ‪ :‬هات عينة من كل مرحلة عمرية للدكتور ‪ ..‬عشان‬
‫ابحاثه مهمة جدا‬
‫ميكول ‪ :‬دكتور زلتان‬
‫زلتان ‪ :‬قول ميكول‬
‫ميكول ‪ :‬ممكن تعمل عليه تجارب‬
‫باليتش ‪ :‬فكرة هايلة‬
‫راكان ‪ :‬ياه للدرجة دي عاوز تخلص من حياتك‬
‫ميكول ‪ :‬هو دكتور زلتان قاتل‬
‫باليتش ‪) :‬يصفع ميكول( اخرس‬
‫ميكول ‪ :‬انت كل شوية تتضربني‬

‫‪28‬‬
‫باليتش ‪ :‬لنك غبي‬
‫زلتان ‪ :‬سيبه ‪ ..‬ميكول حبيبي وميقصدتش اساءة‬
‫ميكول ‪ :‬بكره ابقي ضابط واضربك بالقلم‬
‫)يهم باليتش بصفعه ‪ .‬يمنعه راكان(‬
‫باليتش ‪ :‬شايف قلة أدبه‬
‫زلتان ‪ :‬بص يا ميكول ‪ ..‬أنا قاتل صحيح بس لعدائنا ‪ ..‬يرضيك‬
‫انهم يبيدونا‬
‫ميكول ‪ :‬بس انت دكتور‬
‫زلتان ‪ :‬تجاربي وابحاثي لخدمة شعبنا الحبيب‬
‫ميكول ‪) :‬يشير للطفل( بس انتي قتلت الطفل من غير رحمة‬
‫زلتان ‪ :‬الطفل ده ضحي بحياته من اجل خدمة ابحاثنا‬
‫ميكول ‪ :‬هو اللي طلب ده‬
‫باليتش ‪ :‬وبعدين‬
‫ميكول ‪ :‬هقول للقائد راكان ان دينو هرب منك‬
‫راكان ‪ :‬ايه ‪ ..‬صحيح الكلم ده‬
‫باليتش ‪ :‬صحيح ‪ ..‬بس مسيري امسكه‬
‫راكان ‪ :‬تمسك مين ‪ ..‬انتي متحول للتحقيق‬
‫ميكول ‪ :‬هيه‬
‫راكان ‪) :‬لميكول( و انت كمان‬
‫ميكول ‪ :‬وانا عملت ايه‬
‫راكان ‪ :‬مبلغتش القياده ليه‬
‫باليتش ‪ :‬اديني فرصة يا فندم و أنا امسكه‬
‫راكان ‪ :‬ل انت هتمسك معسكر سونيا ‪ ..‬طبعا بعد ما يتحقق‬
‫معاك ‪ ..‬ومسير دينو يقع في ايدينا ‪..,‬انت خذلتني‬
‫باليتش ‪ :‬يا فندم‬
‫راكان ‪ :‬ول كلمة ‪ ..‬من الواضح ان فكرتي عنك غلط‬
‫باليتش ‪ :‬معسكر سونيا‬
‫راكان ‪ :‬آه‬
‫باليتش ‪ :‬اللي تشوفه يافندم‬
‫راكان ‪ :‬متنساش العينات‬
‫)صوت اطلق نار ‪ .‬يدخل جندي(‬
‫راكان ‪ :‬ايه ده‬
‫جندي ‪ :‬قوة من العدو قربت‬
‫راكان ‪) :‬لباليتش( جم لموتهم‬
‫)اظلم ‪ .‬اطلق نار ‪ .‬يدخل راجي وشاكر (‬
‫شاكر ‪ :‬لقيت حد منهم‬
‫راجي ‪ :‬زي ما يكونوا اتبخروا‬
‫شاكر ‪ :‬ازاي المعلومات أكيدة انهم هنا‬
‫راجي ‪) :‬يشير لجثة الطفل( شايف اللي انا شايفه‬
‫شاكر ‪ :‬ايه الوحشية دي‬
‫راجي ‪ :‬الدم نازف من كل حته في جسمه‬

‫‪29‬‬
‫شاكر ‪ :‬دي تجارب الدكتور زلتان البيولوجية القذرة علي‬
‫ابنائنا‬
‫راجي ‪ :‬دول بشر‬
‫شاكر ‪ :‬ليمكن حتي يكونوا حيوانات‬
‫راجي ‪ :‬يا ما نفسي اعمل علي المجرم زلتان تجارب من‬
‫النوع ده‬
‫شاكر ‪ :‬الكلم مش هيفيد ‪ ..‬يلل ندفن الطفل البريء ده ‪..‬‬
‫ونواصل بحثنا عن المجرمين زلتان وراكان‬
‫راجي ‪) :‬يحمل الطفل( الله يرحمك يا ابني )يخرجوا(‬

‫ةةةة ةةةةةة ‪:‬‬

‫عامر ‪ } :‬لدينو { كنت عاوز اقولك سر بس توعدنى الول ما‬


‫تجبش سيرة لحد‬
‫دينو ‪ :‬اوعدك } صمت { سر ايه‬
‫عامر ‪ :‬انا مريض من فترة)ينظر حوله(عندى تليف‬
‫فىالكبد} دينو بيندهش { وكنت مخبى مرضى‬
‫عشان الزملء مايستبعدونيش من المقاومة ‪ ..‬وانت‬
‫عارف حاجة زى دى لو حصلت انا ممكن اموت قبل‬
‫ميعادى ‪.‬‬
‫دينو ‪ :‬بس اللى بتعملة فيه خطر على حياتك‬
‫عامر ‪ :‬حياتى مالهاش لزمة ‪ ..‬ووطنى محتل ‪ ..‬اسمع يا دينو‬
‫انا مش باقولك كده علشان تدور ليه على حل ‪..‬‬
‫ولل تقولى على اللى اعملة انا باقولك كده علشان‬
‫} يعطيه جواب { تخلى الوصية معاك لو مت فى اى‬
‫وقت ‪ ..‬تديها لبنى‬
‫دينو ‪ :‬عارف مكانه‬
‫عامر ‪ :‬مدينة سربينتسا ‪ ..‬عندى امل انه ح يعيش وانك‬
‫هتلقيه‬
‫دينو ‪ } :‬باستغراب { اوعدك ‪..‬‬
‫} حسناء تدخل ومعها مجموعة من الفتيات‬
‫والفتيان يبدو عليهم اثار السهر والجوع والخوف {‬
‫حسناء ‪ } :‬لدينو { كانوا مستخبين فى الغابات اسبوع كامل‬
‫لحد ما عترنا عليهم بالصدفة وعاوزين ينضموا لينا ‪,‬‬
‫عامر ‪ :‬اهل يا ابطال‬
‫دينو ‪ :‬انتوا بين اهلكوا واخواتكم‬
‫فتى ‪ :‬انتوا عندكم اكل‬
‫فتاة ‪ :‬اصلنا جعانيين لينا ايام ‪ ..‬تعبنا من عدها ‪ ..‬بناكل ورق‬
‫الشجر وبنشرب ل مؤاخذه‬
‫فتى ‪ ) :‬مبررا ( احسن من الموت‬
‫عامر ‪ :‬خلو التفاصيل دى بعدين ‪ ..‬انتو ح تروحوا مع اختكم‬
‫حسناء ‪ ..‬ح توفر ليكم كل حاجة عاوزينها‬

‫‪30‬‬
‫حسناء ‪ ) :‬برقة ( يلل بينا‬
‫)يخرجوا معاها (‬
‫دينو ‪ :‬اطفال صغار وبنات فى عمر الزهور ‪ ..‬خطفتهم الحرب‬
‫من حضن البراءة‬
‫عامر ‪ :‬يمكن الحرب فرضت علينا وعلى ابنائنا درس كان لزم‬
‫نتعلمه من زمان‬
‫دينو ‪ :‬اى درس‬
‫عامر ‪ :‬البقاء للقوى ‪ ..‬هو ده الدرس اللى اصبح فرض نعلمه‬
‫لبنائنا ‪ ..‬لكن لو كنا استعدينا للحرب دى من‬
‫بدرى ‪ ..‬وعملنا خليا مقاومة قبل ما نطلب‬
‫النفصال ‪ .‬كان الحال اتغير‬
‫دينو ‪ :‬ومين كان ح يمدنا بالسلح ‪ ..‬دول كانوا قافلين الحدود‬
‫وحرمينا من حقوقنا المدنية ‪ .‬وحتى العسكرية ‪..‬‬
‫اعلى رتبة لمسلم هى ضابط ونادرا ما زادت عن‬
‫كده ‪ .‬يعنى الخبرة العسكرية ‪ .‬غير موجوده ‪ .‬مفيش‬
‫غير اللجوء لتجار السلح والمافيا ‪ ..‬ودى بتطلب‬
‫مبالغ هائلة ‪ ..‬مين ح يمدنا بيها والدول السلمية‬
‫اما خاضعة لنفوذ اجنبى بيحركها زى ما هو عاوز ‪..‬‬
‫او دول فقيرة وضعيفة او ‪ } ..‬تدخل حسناء {‬
‫عامر ‪ :‬مكتوب على امتنا تبقى مداس للكلب والندال } صوت‬
‫انفجار {‬
‫دينو ‪ :‬البطال عملوها الجميع الله اكبر‬
‫حسناء ‪ :‬امتنا عمرها ما ح تبقى مداس لو اعتصمنا بحبل الله‬
‫واتحدنا ‪ ..‬و الدليل على كده وجود مقاتلين انضموا‬
‫لخليا المقاومة المختلفة ‪ ..‬من الدول السلمية‬
‫وبيحاربوا ببسالة‬
‫عامر ‪ :‬فكرتينى فيه دفعه من المقاتلين الجانب هتنضم لينا‬
‫قريب ‪ ..‬و لزم حد يكون فى استقابلهم ‪ .‬بس لزم‬
‫نتاكد من نواياهم الول قبل ما يشتركوا معانا فى‬
‫الحرب‬
‫دينو ‪ :‬امتى جايين‬
‫عامر ‪ :‬بعد يومين } صمت { فى حالة فشل مهمة زملئنا ح‬
‫يستنى حد منكم هنا لستقابلهم‬
‫دينو ‪ :‬انا لزم اشارك‬
‫حسناء ‪ :‬وانا } صمت { وبعدين انت بتفرض ليه السوا ‪..‬‬
‫ابطالنا ح يجوا غانمين ان شاء الله‬
‫عامر ‪ :‬دى امنيتى ‪ ..‬بس فى الحرب توقعى السوا ‪ ..‬واتصرف‬
‫على اساسه‬
‫دينو ‪ :‬خطط بديلة يعنى } صوت طلقات رصاص {‬
‫حسناء ‪ :‬بمناسبة الخطط ‪ ..‬ايه الهدف القادم‬
‫عامر‪ :‬كله متوقف على نجاح زملئنا ‪ } ..‬صمت ‪ .‬لحسناء {‬
‫دخلى عناصر المقاومة اللى ح تشارك معانا فى‬

‫‪31‬‬
‫العملية } مجموعة مسلحة من الشباب والفتيات‬
‫والفتيان ‪ ..‬بيدخلوا فى صف منتظم والتزام‬
‫عسكرى ‪ .‬لدينو { مجموعة من البطال ح‬
‫يشاركونا العملية الجديدة } للجنود { اعرفكم بدينو‬
‫مقاتل اكيد بعضكم يعرفوا ‪ ..‬او شارك فى احد‬
‫العمليات اللى قام بيها‬
‫دينو ‪ :‬انا سعيد بالتعرف عليكم ‪ ..‬واتنمنى التوفيق لينا‬
‫ولزملئنا } مداعبا { وان كنت ملحظ ان عدد‬
‫الفتيات بدا يزيد فى المقاومة ‪ ..‬مش الحرب خطر‬
‫عليكم‬
‫رضوى ‪ } :‬باعتزاز { الحرب ما بتفرقش بين راجل وامرة ‪..‬‬
‫احنا بنتعرض للتعذيب الجسدى والنفسى اكتر‬
‫شيماء ‪ :‬الجيش الصربى بيعتبرنا غنائم حرب ‪ ..‬سبايا ووسائل‬
‫ترفيه‬
‫دينو ‪ :‬انا اسف ‪ .‬مقصدش انى اضايقكم بكلمى } يلتفت‬
‫للفتيان { ياولد انتو مش خايفين‬
‫الفتيان ‪ :‬ل ‪ ..‬احنا ابطال‬
‫دينو ‪ } :‬يتقدم من حميد { انت اسمك ايه‬
‫حميد ‪ :‬انا المقاتل حميد ‪ ..‬شاركت فى عملية فدائية والحمد‬
‫لله اثبت كفاءتى‬
‫دينو ‪ :‬عظيم ‪ ..‬سنك كام‬
‫حميد ‪ :‬ستاشر سنه ‪ ..‬لكن اهزم ستاشر جندى صربى جبان‬
‫دينو ‪ :‬اهل بيكم يا مستقبل البوسنة } لعامر { ما ضاع حقه‬
‫وراءه ابطال مؤمنين به‬
‫عامر ‪ } :‬ينظر فى ساعته { فاضل ساعة وخمس دقائق‬
‫وثلثين ثانية ويصل اخوانا سالمين باذن الله‬
‫} يدخل شاكر وراجى ومجموعة من المقاتلين وقد‬
‫صبغوا وجوههم جميعا { البطال وصلوا‬
‫} الجنود يهللون ‪ .‬زغاريد { حمد الله على سلمتكم‬
‫شاكر ‪ :‬كانت لحظات قاسية‬
‫راجى ‪ } :‬بحماس { بس قدرنا بفضل الله ‪ ..‬ندوقهم مرارة‬
‫الهزيمة‬
‫دينو ‪ :‬الله اكبر } الجميع يرد { الله اكبر‬
‫الجميع ‪ :‬الله اكبر‬
‫شاكر ‪ :‬عامر متهيالى انك تريح نفسك المرة دى كمان لحد ما‬
‫تتعافى‬
‫عامر ‪ } :‬بغضب { ل انا ح شارك ‪..‬ارجوك سيبنى ادى دورى‬
‫نحو وطنى‬
‫شاكر ‪ :‬انت عنيد } يحضنه { بس بطل‬
‫عامر ‪ :‬دمرتوا المعسكر‬
‫شاكر ‪ :‬واسرنا كل اللى تبقى منهم على قيد الحياة‬

‫‪32‬‬
‫راجى ‪ :‬مش بس كده ‪ ..‬احنا قدرنا نحصل على ذخيرة وسلح‬
‫منهم ‪ ..‬تعوض اللى فقدناه فى العمليات اللى‬
‫قومنا بيها‬
‫الجميع ‪ :‬الله اكبر‬
‫شاكر ‪ :‬إقراؤ الفاتحة على روح زملئنا اللى فقدناهم فى‬
‫العملية دى‬
‫} يرفعوا ايديهم ‪ .‬يقرؤا {‬
‫دينو ‪ :‬ما لقتوش حد من اهلى فىالمعسكر الصربى‬
‫شاكر ‪ :‬للسف اول ما هجمنا ‪ ..‬قتلوا السرى ‪ ..‬واللى عاش‬
‫مات اثناء القتال انا اسف }صمت { بس معنا فى‬
‫السرى اتنين كانوا مشاركين فى العمليات‬
‫الجرامية فى شيلدوفيتشى وروجاتسيا ‪ .‬يمكن‬
‫تقدر تتعرف عليهم او يفيدونا بحاجة عنهم‬
‫دينو ‪ } :‬بلهفة { اشوفهم‬
‫شاكر ‪ } :‬لراجى { خليهم يدخلو ا } راجى ياتى بهم ‪ .‬جنديين‬
‫اثار الحرب بادية عليهم ‪ .‬مذعورين (‬
‫اسير ] ‪ : [ 1‬احنا تحت امركم ‪ .‬بس اتركونا نعيش‬
‫اسير ‪ [ 2] :‬ح نقول كل حاجة عاوزين تعرفوها‬
‫دينو ‪ } :‬يتفحص اسير ‪ . 1‬يمسك بتلبيبه { انت كنت مع‬
‫المجموعة اللى هاجمت بيتنا‬
‫اسير]‪ } : [1‬بخوف { هو انت ‪ ..‬انا ماليش دعوة ‪ ..‬انا كنت‬
‫بانفذ الوامر‬
‫دينو ‪ :‬عملتوا ايه فى اهلى } شاكر يخلص السير من دينو {‬
‫شاكر ‪ :‬اهدا ‪ ..‬انا ح اعرف اخليه يقول كل حاجة ‪ ..‬بس اهدا‬
‫} للسير { اسمع لو قلت كل حاجة تعرفها عن اهل‬
‫دينو ح ترجعوا لهلكم بسلم ‪ .‬اما لو ‪..‬‬
‫اسير ] ‪ } : [ 1‬مقاطعا { ح اقول ‪ ..‬والدته واخته لسه على‬
‫قيد الحياة‬
‫دينو ‪ :‬الحمد لله‬
‫شاكر ‪ :‬يعنى ما كانوش فى المعسكر ساعه ما هاجمناه‬
‫اسير ] ‪ : [ 2‬ل‬
‫شاكر ‪ :‬راحو فين } يصمت السير ‪ .‬مهددا { شكلك مش عاوز‬
‫ترجع لهلك‬
‫اسير]‪ : [ 1‬الشكال بتتشابه علينا ‪ ..‬والسرى كتير هنفرق‬
‫بينهم ازاى‬
‫شاكر ‪ :‬ح ترجع للغموض تانى‬
‫اسير]‪ : [1‬انا هاقول لحضرتك ‪ ..‬انا كنت موجود لما هاجمنا‬
‫بيته } يشير لدينو { وجريت وراه لما هرب ‪ ..‬والحق‬
‫انا تعبت من الجرى وراه قلت ارجع للضابط وابلغه‬
‫لكنى خفت‬
‫شاكر ‪ } :‬مقاطعا { من غير تفاصيل كتيره ودتوهم فين‬

‫‪33‬‬
‫اسير ]‪ :[1‬معسكر سونيا } صمت { واحد من الضباط اخدهم‬
‫المعسكر هناك عشان } صمت { انت عارف ان‬
‫باليتش بيكرهك بشكل خاص لن هروبك خلهم‬
‫يوقفوه عن المشاركة فى العمليات الحربية‬
‫دينو ‪ :‬لزم اخلصهم من ايديه‬
‫شاكر ‪ :‬كده من غير خطه‬
‫دينو ‪ :‬كل دقيقة بتمر فيها خطر على اهلى‬
‫اسير] ‪ : [1‬ح تسيبونا نعيش‬
‫اسير ] ‪ :[ 2‬احنا قولنا كل حاجة ‪ ..‬مش كده‬
‫شاكر ‪ } :‬لحد جنوده { خدهم بره دلوقتى‬
‫اسير ‪ } [ 1]:‬وهو خارج { المسلم بيفى بوعده ‪ ..‬مش كده‬
‫شاكر ‪ :‬كده ياعامر انت عارف العملية الجديدة فين‬
‫عامر ‪ :‬معسكر سونيا‬
‫شاكر ‪ :‬صح ‪ ..‬فيه صعوبة فى المعسكر ده‬
‫دينو ‪ :‬مهما كانت الصعوبة ‪ .. ..‬ح اقوم بالعملية دى‬
‫شاكر ‪ :‬ماتخليش العواطف تغلبك ‪ .‬انت لو مت وانت بتحاول‬
‫تنقذ اهلك تبقى ماعملتش حاجة ‪.‬‬
‫حسناء ‪ } :‬لشاكر{ ايه الصعوبة فى العملية‬
‫شاكر ‪ } :‬يتجه للخريطة { دى فى الحقيقة عبارة عن مدرسة‬
‫محاطه بحراسة شديدة اسمع ان هناك عدد هائل‬
‫من المعتقلين ‪ ..‬اللى بيواجهوا اشد انواع‬
‫التعذيب ‪ ..‬والوصول للمعسكر محفوف بالمخاطر ‪..‬‬
‫لذا يجب الحذر الشديد ‪.‬‬
‫عامر ‪ :‬ممكن بالضغط على الولد دول‪ ..‬نعرف منهم نقاط‬
‫الضعف والقوة فى الحراسة حوالين المدرسة‬
‫شاكر ‪ :‬هاتهم حجرة الجتماعات ‪ ..‬عشان نشوف ح نخترق‬
‫المدرسة دى ازاى‬
‫} يخرج شاكر وعامر وراجى ودينو وحسناء {‬
‫رضوى ‪ } :‬لشيماء { انا عوزاك فى كلمة } تنتحى به جانبا {‬
‫انا خايفة‬
‫شيماء ‪ :‬خايفة من ايه‬
‫رضوى ‪ :‬من الموت‬
‫شيماء ‪ :‬خلص خليك هنا ‪ ..‬وبرضه ح تخدمى المقاومة‬
‫رضوى ‪ :‬بس انا عاوزة احارب ‪ ..‬نفسى اشارك فى تحرير‬
‫بلدى‬
‫شيماء ‪ :‬حيرتينى معاك } مطمئنة { عارفه الموت فى عملية‬
‫زى دى معناه ايه‬
‫رضوى ‪ :‬ايه‬
‫شيماء ‪ :‬الشهادة ‪ .‬تدخلى الجنة مع البرار والصالحين بعيد عن‬
‫الحروب والصراعات والحقاد ‪ ..‬فى جو كله حب‬
‫ووئام‬

‫‪34‬‬
‫رضوى ‪ } :‬تردد بسعادة { الشهادة ‪ ..‬نفسى انول الشهادة‬
‫} بتردد { بس فيه نوع من الموت اصعب من الموت‬
‫نفسه‬
‫شيماء ‪ :‬هو الموت بقى انواع‬
‫رضوى ‪ :‬الغتصاب ‪ ..‬انتى عارفه لو وقعنا فى ايديهم هيحصل‬
‫لينا ايه‬
‫} حالة من الوجوم تصيبهم {‬
‫رضوى ‪ :‬عاوزك توعدينى بحاجة‬
‫شيماء ‪ :‬ايه هيه‬
‫رضوى ‪ :‬اوعدينى الول‬
‫شيماء ‪ :‬اوعدك‬
‫رضوى ‪ :‬لو لقتينى وقعت فى ايديهم ‪ ..‬تقتلينى‬
‫شيماء‪ ) :‬باستغراب( اقتلك بس‬
‫رضوى ‪ :‬اوعدينى ‪ ..‬وانا برضه اوعدك انى ح اقتلك } تنظر‬
‫اليها شيماء بتعجب { لو وقعتى فى ايدهم‬
‫حميد ‪ } :‬يقترب من شيماء { انتى فيكى شبه كبير من اختى‬
‫شيماء ‪ :‬أنا يسعدنى أنى أكون أختك‬
‫رضوى ‪ :‬هيه أختك فين دلوقتى‬
‫حميد ‪ :‬ماتت ‪ ..‬او بمعنى اصح اتقتلت‬
‫رضوى ‪ :‬انا اسفة … وارجوك تعتبرنا اخواتك‬
‫حميد ‪ :‬انا راجل ‪ ..‬واختى ماتت شهيدة … واهلى كمان‬
‫رضوى ‪ :‬احنا اهلك‬
‫} يدخل شاكر ودينو وراجى وعامر وحسناء {‬
‫شاكر ‪ } :‬المجموعة { عرفتوا ح تعملوا ايه‬
‫دينو ‪ :‬باذن الله ح نتوفق‬
‫عامر ‪ } :‬للمجموعة { جاهزين‬
‫الجميع ‪ :‬جاهزين } يخرجوا جميعا {‬

‫ةةةةةة ةةةةةةة‬
‫المكان ‪ :‬معسكر سونيا } مدرسة {‬

‫‪35‬‬
‫الديكور ‪ :‬فصل فى مدرسة ‪ ..‬مكشوف للخارج من الشبابيك‬
‫الزجاجية الجانبية تخت متراصة فوق بعضها ‪..‬‬
‫بطاطين ملقاه على الرض ‪ ..‬باب وحيد يؤدى لممر‬
‫خارجى ‪ .‬تسمع دائما خطوات الجنود الصرب فى‬
‫الممر على فترات ‪ .‬واصوات المحتجزات فى‬
‫الحجرات الخرى وهن يتوسلن للجنود الصرب ‪.‬‬
‫)نورا واقفة امام الشباك ‪ ،‬تحاول تتبع الصوت‬
‫القادم من الحجرة الجانبية فضيلة وجميلة وسلوى‬
‫جالسات على الرض ‪ .‬جميلة فتاة صغيرة فى السن‬
‫بالرغم من جسمها ينبئ بغير ذلك اما سلوى فيبدو‬
‫عليها اثار الحمل (‬
‫فضيلة ‪ ) :‬لنورا( خايفة‬
‫نورا ‪ ) :‬بعصبية ( اخاف من ايه ‪ ..‬اخاف ‪ ..‬طبعا اخاف ‪ ..‬لينا‬
‫اسبوع واكيد الكلب مدبرين لنا حاجة كبيرة‬
‫فضيلة ‪ ) :‬ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ( صدق‬
‫الله العظيم‬
‫نورا ‪ :‬صدق الله العظيم ‪ ...‬انتى مش خايفة‬
‫فضيلة ‪ :‬بعد ما فقدت زوجى وابنى ما عدش فيه مجال للخوف‬
‫)يقف جندى امام الشباك ‪ .‬تصرخ نورا‬
‫متراجعة (‬
‫فضيلة ‪ :‬مالك‬
‫) نورا تشير للشباك ‪ .‬فضيلة تبصق على الرض ‪.‬‬
‫الجندى يشير لها اشارات يفهم منها انه يريدها (‬
‫نورا ‪ ) :‬لفضيلة( شايفة بيبص ليه ازاى ‪..‬‬
‫فضيلة ‪ :‬شايفة‬
‫نورا ‪ :‬شايفة ابتسامته الوقحة‬
‫فضيلة ‪ :‬شايفاها‬
‫نورا ‪ :‬أنا خايفة‬
‫فضيلة ‪ :‬اسمعى ) مهدده ( لو استمريت على الضعف ده ‪ ..‬ح‬
‫اقتلك انا بايدى ‪.‬‬
‫نورا ‪ ) :‬مندهشة ( تقتلينى‬
‫فضيلة ‪ :‬أيوه أقتلك‬
‫نورا ‪ :‬تقتلي بنتك ‪ ..‬وبعدين هو انا ناقصة رعب عشان‬
‫تخوفيني من النسانة الوحيدة اللي بحس معاها‬
‫بالمان‬
‫)تأخذها فضيلة في حضنها(‬
‫فضيلة ‪ :‬ل يا حبيبتي ‪ ..‬بعد الشر عليكي ‪ ..‬بس لزم تقاومى‬
‫ضعفك ‪ ..‬وماتديهمش فرصه يتلذذوا بادخال الرعب‬
‫في قلوبنا ‪ .‬توعدينى‬
‫نورا ‪ :‬اوعدك انى ح اقاوم لحد اخر نفس فى حياتى‬
‫} صوت خطوات عالية يفتح الباب جندى صربى يلقى‬
‫بكسرات الخبز الجاف ‪ .‬وابريق ماء ‪ .‬يغلق الباب {‬

‫‪36‬‬
‫سلمى ‪ :‬انا جعانة قوى ‪ ) ..‬تاخذ كسرة خبز ‪ .‬وتنظر حولها (‬
‫ما حدش عاوز ياكل ‪ ..‬ده عيش ناشف وده ابريق‬
‫ميه ‪ ) ..‬تشمه بتانف( ريحته وحشه قوى‬
‫فضيلة ‪ ) :‬للجميع ( كلوا علشان نقدر نقاوم‬
‫سلمي ‪ ) :‬تنظر الى بطنها المنتفخة من الحمل ‪ .‬بمرارة (‬
‫نقاوم ‪ ..‬لزم نقاوم‬
‫نورا ‪ ) :‬مشجعة( يلل يا امى يلل يا جميلة خلونا ناكل علشان‬
‫نعيش ‪ ..‬ونواجهم بذهن صافى‬
‫) توزع نورا كسرات الخبز على الجميع ‪ .‬يحاولوا‬
‫الكل بصعوبة ‪ .‬يشربون (‬
‫جميلة ‪ ) :‬لسلمى ( تفتكرى انهم ح يقتلونا‬
‫سلمى ‪ ) :‬تشير لبطنها( فيه حاجات اصعب من القتل‬
‫فضيلة ‪ ) :‬زاجرة ( حاسبى على كلمى ) لجميلة مطمئنة (‬
‫طفلة جميلة زيك ياجميلة مش ممكن حد يفكر‬
‫يقتلها ‪.‬‬
‫سلمى ‪ :‬مسير الدورييجى عليها ‪ ..‬وتعرف كل حاجة‬
‫فضيلة ‪ :‬اياك تتكلمى معاها فى حاجة زى كده‬
‫جميلة ‪ } :‬تبكى { انا عارفه انهم ح يقتلونا زى ما قتلوا اهلى‬
‫كلهم‬
‫فضيلة ‪ :‬انت ح تعيش لنك املنا كلنا فى بكرة‬
‫سلمى ‪ :‬وعلشان كده مش ح يرحمونا ول حيرحمونا ‪ ..‬احنا‬
‫هنا ‪ 300‬واحدة موزعينا حسب القدمية ويعنى‬
‫الدور جاى علينا كلنا ‪.‬‬
‫نورا ‪ :‬ح نقاوم‬
‫سلمى ‪ ) :‬بسخرية( حد يقاوم الموت …‪ .‬ده كاس وداير‬
‫نورا ‪ :‬هما بيعملوا كده ليه‬
‫سلمى ‪ :‬لنهم بيعتبرونا جزء من المعركة ‪ ..‬لزم يثبتوا‬
‫جدارتهم فيه انا عارفه هما مستنين لحد ما اولد‬
‫ويحرمونى من طفلى ويخلوه طفل صربى ‪..‬‬
‫وساعتها يا اما يخلصوا منى او يخلونى لمتعتهم‬
‫جميلة ‪ :‬انا اختى قتلت نفسها ‪ ..‬ولما سالتها ليه قالت لما‬
‫تكبرى ح تفهمى‬
‫سلمى ‪ :‬اختك شجاعة ‪ ..‬بطلة ‪ ..‬ياريتنى اقدر اعمل زيها ‪..‬‬
‫بس انا جبانة‬
‫نورا ‪ :‬عليه اتاخرت خالص ‪ } ..‬صمت { أنا قلقانه عليها‬
‫فضيلة ‪ :‬ربنا يسترها عليها‬
‫نورا ‪ } :‬لسلمى { أنت وقعت في أيدهم ازاى‬
‫سلمى ‪ :‬كنت فى مدينة موستار ‪ ..‬ولما هجم الكروات علينا‬
‫ودمروا المدينة الجميلة ‪ .‬حرقوا وقتلوا باختصار‬
‫حولوها لمدينة أشباح ‪ ..‬أسرونا وفضلوا يعذبونا لحد‬
‫ما الصرب استولوا على المنطقة اللى فيها‬
‫المعتقل ‪ .‬وانتقلت الملكية ليهم ‪ ..‬ل حد خد رأينا‬

‫‪37‬‬
‫ول استشارنا وكأننا قطع أثاث بيتصرفوا فيها زى‬
‫ما هم عاوزين دون رقيب او وازع من ضمير‬
‫)تدخل عليه وقد بدا عليها العياء والنهاك ‪.‬‬
‫تسقط مغشيا عليها نورا وسلوى يأخذانها بجوار‬
‫الحائط (‬
‫نورا ‪ :‬جرى لك ايه يا علية‬
‫} تنظر اليهم بذهول ‪ .‬جميلة تزحف بعيد عنهم‬
‫والرعب بادى عليها(‬
‫فضيلة ‪ } :‬لعلية { ردى عليا يابنتى ‪ ..‬طمنينى ‪ ..‬انت بخير‬
‫سلمى ‪ } :‬ساخطة { الكلب ‪ ..‬اذوها )تخبط بطنها بعنف( احنا‬
‫مالناش مكان فى العالم ده‬
‫نورا ‪ ) :‬تتدخل نورا وتمنعها من خبط بطنها ( هتأذي نفسك‬
‫سلمي ‪ :‬سيبنى‬
‫نورا ‪ :‬أنت بتعملى ايه يا مجنونه ‪ .‬لو حاولتى تسقطى الجنين‬
‫اللى فى بطنك ح تموتى‬
‫سلمى ‪ :‬الموت ارحم } تواصل الخبط { ده ابن حرام‬
‫} باستعطاف { ساعدينى ارجوكى انا عارفه انى‬
‫جبانه لكن انتى قوية عنيكى بتقول كده الولد ده‬
‫مش لزم يتولد ح ياخدوه ويبقى واحد منهم ‪..‬‬
‫وساعتها يملوه بالحقاد على اهله ويبقى زيهم‬
‫نورا ‪ :‬حياتك اهم من انك تبدديها عشان اوهام فى دماغك‬
‫وبعدين انتى عارفه منين ان الزمه دى ح تستمر‬
‫اكثر من كده‬
‫سلمى ‪ :‬ماتخدعيش نفسك … الزمة دى مستمرة وعمرها ما‬
‫ح تنتهى ال بنهايتنا‬
‫فضيلة ‪ } :‬بسعادة { عليه بدات تفوق‬
‫نورا ‪ :‬شكلها صعب قوي‬
‫) تقترب منها سلمى ونورا ‪ .‬جميلة ما زالت‬
‫متكورة على نفسها دون ان يدرى بها احد (‬
‫فضيلة ‪ :‬حمد لله على سلمتك يابنتى‬
‫عليه ‪ } :‬كالمحمومة { قلت لهم ارحمونى ‪ .‬قالوا ادخلى‬
‫دينا ‪ .‬قلت لهم اقتلونى قالوا الموت رحمة ‪ ..‬وانت‬
‫حلوة وصغيرة ازاى تموتى قبل ما تنجبى لنا اولد‬
‫صربيين‬
‫} تبكى ‪ .‬صوت نشيج سلمى ‪ .‬جميلة ترتعد‬
‫خائفة {‬
‫عليه ‪ :‬مارحموش ضعفى ‪ .‬اتكاتروا علي مقدرتش احمى‬
‫نفسى‬
‫فضيلة ‪ :‬ابكى ‪ .‬فرجى عن نفسك ‪ .‬فرج ربنا قريب‬
‫} تتحسس جبهتها { حرارتها مرتفعة لزم تنخفض‬
‫ليها الحرارة باى شكل } لنورا { فيه شوية ميه فى‬
‫البريق } تذهب لحضارها { تقرا اية قرانية ‪ .‬تاخد‬

‫‪38‬‬
‫ابريق الماء من نورا ‪ .‬تخلع طرحتها تبلها بالماء‬
‫وتضعها على جبين عليه ‪ .‬بسم الله الشافى العافى‬
‫نورا ‪ :‬رحمتك يارحيم … عدلك ياعادل‬
‫سلمى ‪ :‬ايه الحكمه فى اللى بيحصل لنا ‪ ..‬الرض بقت خراب‬
‫وال‬
‫نورا ‪ } :‬تقاطعها { اسكتى يا مجنونه‬
‫سلمى ‪ :‬الهات والصرخات والتوسلت والدعوات بتجلجل فى‬
‫بطن السماء كل لحظة ومفيش شعاع امل ‪..‬‬
‫مفيش دليل على وجود عدالة سماوية‬
‫نورا ‪ :‬استغفرى ربك ماتكفريش برحمة ربنا‬
‫سلمى ‪ :‬ماعدتش واثقة‬
‫فضيلة ‪ :‬اخرسى ‪ .‬اوعى تنطقى باى كلمة تانى وال انا ح‬
‫اموتك‬
‫سلمى ‪ } :‬تدرك خطاها { انا قلت ايه ‪ ..‬استغفر الله العظيم‬
‫سلمى ‪ :‬الجراح كترت فى قلبى ‪ .‬مابقتش اعرف غير الكره‬
‫والحقد على الدنيا ‪ ..‬دموعى جفت حتى اله مش‬
‫راضية تطلع‬
‫عليه ‪ } :‬تهذى { ارحمونى …‪ .‬سيبونى‬
‫نورا ‪ :‬عليه‬
‫فضيلة ‪ :‬سيبيها ترتاح ‪ ..‬السخونية بتزيد فى جسمها ‪ .‬وربنا‬
‫يستر‬
‫سلمى ‪ } :‬لفضيلة { تفتكرى ممكن حد يتزوجنى بعد كل اللى‬
‫حصل ليه‬
‫فضيلة ‪ :‬الف الشباب بيتمنوا شابه جميلة زيك واخلقها عاليه‬
‫سلمى ‪ } :‬بحرارة { هيا اللى تحمل سفاح ‪ ..‬يبقى عندها‬
‫اخلق‬
‫فضية ‪ :‬وانتى ذنبك ايه‬
‫عليه ‪ :‬ارحمونى‬
‫سلمى ‪ :‬وحتى لو لقيت شاب مناسب تفتكرى ممكن امر‬
‫بتجربة الزواج تانى ‪ ..‬صعب‬
‫عليه ‪ :‬سيبونى‬
‫نورا ‪ :‬هيه جميله فين } ينظروا جميعا الى جميلة ‪ .‬تنظر اليهم‬
‫مذعورة { يا خبر ازاى نسيناك‬
‫فضيلة ‪ :‬انشغلنا عنك يا بنتى‬
‫} تقترب منها نورا تنكمش اكثر وتهمهم {‬
‫نورا ‪) :‬تحاول طمئنتها ‪ .‬تتشابك اكثر { اهدئي‬
‫فضيلة ‪ :‬أنت لسه صغيرة على الهم ده كله‬
‫نورا ‪ } :‬لنفسها { مش قادرة أطمئنك على نفسك وأقول لك‬
‫محدش ح يلمسك لنى محتاجة حد يصرخ فى وشى‬
‫يقولى أنت في أمان‬
‫جميلة ‪ } :‬تفلت من نورا ‪ .‬تصرخ { رجعونى قريتى ‪ ..‬عاوزه‬
‫أمشى من هنا ‪.‬مش عاوزه حد يقرب منى‬

‫‪39‬‬
‫} حالة وجوم تصيب الجميع ‪ .‬تعود جميلة للجلوس‬
‫على الرض والتكور وتهمهم ‪ .‬صوت الباب يفتح ‪.‬‬
‫تبتعد نورا وسلمى الى نهاية الحجرة بينما تفر‬
‫جميلة بعيدا ‪ .‬يدخل ميكول {‬
‫فضيلة ‪ ) :‬تتجه ناحية ميكول متنمرة ‪ .‬ميكول يتراجع ( تعالى‬
‫ياجبان‬
‫ميكول ‪ } :‬حامل ست صوانى للكل بصعوبة { انا ‪..‬انا … الكل‬
‫‪ ..‬انا الكل ‪..‬‬
‫فضيلة ‪ :‬انت الكل‬
‫ميكول ‪) :‬يضع الصوانى على احد التخت( أنا ما عملتش حاجه‬
‫… أنا حتى عندى عجز ‪ .,.‬اسألوا } متداركا { مش ح‬
‫اقول لكم ‪ .‬عندي ايه ‪ ..‬ده سر …‪ .‬وانا صغير … ل‬
‫…‪ .‬ل … مش هاتكلم‬
‫فضيلة ‪ :‬سر ايه‬
‫سلمى ‪ :‬كلب‬
‫ميكول ‪ :‬دى شتيمة …‪ ..‬ل مش شتيمة …‪ .‬ممكن تكون‬
‫فضيلة ‪ } :‬تفرغ عصبيتها فى ميكول { انتوا ايه ‪ ..‬مفيش‬
‫عندكم رحمة ‪ ..‬فاكرينا عبيد عندكم ح تعملوا فينا‬
‫زى ما نتو عاوزين‬
‫ميكول ‪ :‬انتو مش عبيد‬
‫نورا ‪ :‬أمال انا ايه‬
‫ميكول ‪ :‬انتو عاهرات‬
‫فضيلة ‪) :‬تصفعه( يا كلب وكمان خلتونا عاهرات‬
‫ميكول ‪) :‬يبكي( انا ما قلتش هما الى قالوا … القائد قال‬
‫اقول لكم خبر حلو‬
‫فضيلة ‪ :‬خبر … حلو ……‪ .‬من وشك ياصرصار‬
‫ميكول ‪ } :‬متعجبا {صرصار ‪ ..‬ل ‪ ..‬صرصار صرصار‬
‫فضيلة ‪ :‬أيوه صرصار‬
‫ميكول ‪ :‬خلص صرصار‬
‫فضيلة ‪ :‬ويمكن الصراصير عندها آدمية عنكم‬
‫ميكول ‪ :‬زي ما تحبي‬
‫نورا ‪ :‬خبر ايه‬
‫ميكول ‪ :‬خبر‬
‫نورا مش قلت عندك خبر‬
‫ميكول ‪ :‬آه نسيت‬
‫نورا ‪ :‬نسيت‬
‫ميكول ‪ :‬افتكرت‬
‫نورا ‪) :‬متلهفة( قول‬
‫ميكول ‪ :‬الضابط قال ابلغكم ولل بلش‬
‫فضيلة ‪) :‬تمسكه بعنف( قول‬
‫ميكول ‪ :‬اضر هقول‬
‫فضيلة ‪ :‬الضابط قال ايه‬

‫‪40‬‬
‫ميكول ‪ :‬طيب سيبيني و انا أقول‬
‫نورا سيبيه يا ماما‬
‫فضيلة ‪) :‬تتركه( أديني سيبتك‬
‫ميكول ‪ :‬سمعت انهم ح طلقوا سراحكم انتوا وباقى النساء‬
‫اللى فى المعسكر‬
‫نورا ‪ } :‬بسعادة { صحيح‬
‫ميكول ‪ :‬صحيح‬
‫نورا ‪ :‬متأكد‬
‫ميكول ‪ :‬زي ما أنا متاكد انك قمر‬
‫فضيلة ‪ :‬وبعدين كمل …‬
‫ميكول ‪ :‬بس كده ‪ ..‬مقالش علي حاجة تاني‬
‫فضيلة ‪ :‬ايه المقابل قصاد العمل ده‬
‫ميكول ‪ :‬ح يبادلوكم ‪ ..‬باسرى من جيشنا‬
‫نورا ‪ :‬الظاهر انه بيتكلم جد‬
‫ميكول ‪ :‬طبعا جد } فضيلة { مالك حزينة افتكرت انك ح‬
‫تتبسطى‬
‫فضيلة ‪ :‬ازاى وافق جيشنا على ده ‪ ..‬يطلقوا سراح جنودكم ‪..‬‬
‫وهما عارفين ان الجنود دول ح يرجعوا يحاربونا‬
‫ميكول ‪ :‬على حد علمى ‪ ..‬قائدكم قال ان الرجالة يقدروا‬
‫يتحملوا السر لكن النساء ل‬
‫عليه ‪ :‬سيبونى أوعى حد يقرب منى‬
‫ميكول ‪ :‬مالها‬
‫فضيلة ‪ :‬يعني انت مش عارف‬
‫ميكول ‪ :‬انا حزين للي بيجري‬
‫فضيلة ‪ :‬وهنعمل ايه بحزنك‬
‫ميكول ‪ } :‬لنورا { تعرفى انا بكره الحرب‬
‫نورا ‪ :‬وبتحارب ليه‬
‫ميكول ‪ } :‬بهمس { انا لو رفضت ح يلفقو ليه تهمه‬
‫ويقتلونى ‪ ..‬اقولك سر‬
‫نورا ‪ :‬سر ايه‬
‫ميكول ‪ :‬انا شفت اخوكى لما هرب‬
‫فضيلة ‪ :‬هرب‬
‫نورا ‪ :‬دينو عايش‬
‫فضيلة ‪ :‬صحيح ابنى عايش‬
‫ميكول ‪ :‬هش …‪ .‬ش ‪ ..‬بشويش انتوا عاوزينهم يقتلونى‬
‫فضيلة ‪ :‬حاضر بصوت واطى } بهمس { ابني عايش‬
‫ميكول ‪ :‬أنا شفته وإحنا بنطارده ‪ ..‬كان مخبى نفسه وسط‬
‫بعض الجثث ‪ ..‬سيبته وعملت نفسى مش شايفه‬
‫فضيلة ‪ :‬وايه اللى خلك تعرض نفسك للخطر‬
‫ميكول ‪ } :‬بحزن { كرهت القتل ‪ ..‬كرهت الدم ‪ ..‬متصوريش‬
‫صور الضحايا اللى كنا بنقتلهم بدم بارد ‪ ..‬عمرها ما‬
‫فارقت خيالى ‪ ..‬إحنا بشر برضه ‪..‬‬

‫‪41‬‬
‫علية ‪) :‬ساخرة( انتوا بشر ‪ .‬امال الحيوانات شكلهم ازاي‬
‫ميكول ‪ :‬طبعا بشر ‪ ..‬بنحس بس تعملى ايه لما الكره والطمع‬
‫يجتمع فى قلوب القواد والجهلء ‪ ..‬لما العصبية‬
‫تبقي هيه الوطن والمذهبية تكون منهج حياة‬
‫ساعتها مبنشوفش اللي حوالينا بشر زينا ل‬
‫بنشوفهم حيوانات لزم تموت ‪ ..‬الحقد بيعمي‬
‫العقول ‪ ..‬تعرفوا ‪.‬‬
‫فضيلة ‪ :‬ايه‬
‫ميكول ‪ :‬طول عمرهم فى الصلحية ‪ .‬بيعلمونا حاجة واحدة ‪..‬‬
‫الكره لكل مسلم ‪ ..‬كنا بنتعاطى الحقد والغل مع‬
‫كل وجبه ‪ ..‬زى المخدرات بالضبط ‪ .‬كانوا بيحطوا‬
‫هيكل لنسان مسلم ‪ ..‬ويخلونا نضرب فيه بالعصى‬
‫بل رحمة ‪..‬‬
‫فضيلة ‪ :‬للدرجة دي‬
‫ميكول ‪ :‬ولنى دايما كنت باظهر قرفى من الى بيجرى كانوا‬
‫دايما بيعايرونى بانى جبان ‪ ..‬ضعيف ‪..‬‬
‫واضطهدونى ‪ ..‬صحيح أنا عارف ان ادراكى للمور‬
‫ضعيف ‪ .‬زى ما تكون فيه سحابه على مخى بتحجب‬
‫عنى أمور الحياه ‪ ..‬ولما رفضت أشارك فى‬
‫الغتصاب بحجة اخترعتها وهى أنى عاجز عن‬
‫ممارسة } صمت { وصمونى بالعار …‪ ..‬وحولونى‬
‫للخدمات المعاونة … افتكروا انهم بيعاقبونى لكن‬
‫كده افضل‬
‫نورا ‪ :‬مش عارفه نصدقك ‪ ..‬بس ازاى نثق فى كلم صربى‬
‫ميكول ‪ :‬مسير اليام تثبت لك ‪ ..‬صدق كلمى } لنفسه { لو‬
‫تعرفى حبك غير فيه قد ايه‬
‫عليه ‪ :‬ارحموني …‪ .‬الجامعة ‪ ..‬الطب‬
‫فضيلة ‪ } :‬تقيس حرارتها { حراراتها فى ارتفاع شديد‬
‫ميكول ‪ :‬أشوف لها الدكتور‬
‫} يدخل باليتش و ايفانوفيتش ومعه الجنود ‪.‬‬
‫نورا وسلمى يقفان جانب جميلة ‪ .‬فضيلة متنمرة‬
‫وهى تضع ضمادة على جبين عليه {‬
‫ميكول ‪) :‬للقائد ( سيدى … ممكن نستدعى الدكتور‬
‫باليتش ‪ :‬دكتور ليه ‪ ..‬نويت تموت وتريحنا‬
‫ميكول ‪ :‬ياريت‬
‫باليتش ‪ :‬وعاوز الدكتور ليه ‪ ..‬يا مصيبتي‬
‫ميكول ‪ :‬اصل ‪ ..‬حد ‪ } ..‬يشير لعليه { عي ‪ ..‬عيانة‬
‫القائد ‪ } :‬يصفعه { انت عار على جيش الصرب …‪ .‬ضعيف‬
‫ميكول ‪ :‬بتضربنى ليه } صمت { أنا بكرهك‬
‫باليتش ‪ :‬أنت نسيت‪ ..‬أول درس أتعلمته فى الحرب‬
‫ميكول ‪ } :‬يبصق على الرض { ده‬
‫باليتش ‪ } :‬صفعة { احترام القائد …‬

‫‪42‬‬
‫ميكول ‪ :‬متضربش‬
‫باليتش ‪ :‬اول درس هو عدم التعاطف مع العدو‬
‫ميكول ‪ :‬بس دول بشر‬
‫باليتش ‪ :‬دول اعداء ‪ ..‬كلب ‪ ..‬لو طالوا ياكلوا لحمنا حي ‪..‬‬
‫هياكلوه ‪ ..‬فاهم‬
‫ميكول ‪) :‬خائفا( فاهم‬
‫باليتش ‪ :‬أنا مبسوط انك فاهم‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬بس الدكتور‬
‫باليتش ‪) :‬مقاطعا( اخرس ‪ ..‬مش كفاية إن زملئى بيشاركوا‬
‫فى تطهير الرض من المسلمين الكلب وأنا واقف‬
‫هنا مع بغل زيك بسمع أخبار الحرب ‪ ..‬وكله بسبب‬
‫هروب ابنها‬
‫باليتش ‪ } :‬لميكول { بالمناسبة انت كنت مستفرد بالبنات‬
‫الحلوة دى ‪ ..‬طبعا مش علشان الترقية} يضحك{ ما‬
‫أنت زيك زيهم‬
‫ميكول ‪) :‬غاضبا(أنا فاهم غرضك ايه ‪ ..‬قولها معدتش بضايق‬
‫منها‬
‫باليتش ‪ :‬يا عاجز ‪ ..‬يا عار علي امتنا الصربية العظيمة‬
‫ميكول ‪ :‬أنا … ان ‪ ..‬أنا راجل ‪ ..‬مش ‪ ..‬ست‬
‫باليتش ‪ :‬ح اقطع لسانك علشان ردك عليه ‪ ..‬تعرف ح وديك‬
‫مستشفى المجانين‬
‫ميكول ‪ :‬يا ريت‬
‫ايفانوفيتش ‪ } :‬لميكول { خذنى معاك‬
‫باليتش ‪ :‬الله … الله … ده تمرد‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬أنا عاوز ارجع السجن ‪ ..‬هناك كنت بعمل حاجة‬
‫مفيدة ‪ ..‬بأعمل أثاثات خشبية ‪ ..‬كراسي ‪..‬‬
‫دواليب ‪ ..‬كنت مبسوط ‪..‬‬
‫باليتش ‪ :‬بقي يا ايفانوفيتش كنت مبسوط وسط المجرمين‬
‫أمثالك‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬كانت اجمل أيام ‪..‬كنت بعرف انام ‪ ..‬أحلم ‪..‬‬
‫كنت انسان مش حيوان مبشوفش غير الدم ‪ ..‬أنا‬
‫بأكره الدم ‪ ..‬ايدى ملوثه بالدم ورائحتها }يشمها {‬
‫ريحة دم ‪ ..‬كرهت اللون الحمر ‪ ..‬نفسي انزعه من‬
‫جسمي‬
‫باليتش ‪ :‬يا عينى على جيش الصرب ‪ ..‬اللى العالم كله‬
‫بترتجف منه ‪ .‬ازاى نحقق حلمنا فى دولة صربيا‬
‫العظمى وعندنا بلوى زيكم ‪ ..‬واحد متخلف والتانى‬
‫اهبل‬
‫ميكول ‪ :‬انا كنت أهبل بس دلوقتي شوفت المور علي قيقتها‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬وأنا كمان‬
‫باليتش ‪ :‬انا ح احولكم لمحكمة عسكرية‬

‫‪43‬‬
‫ميكول ‪ :‬ياريت و أنا هقول علي البلوي اللي شوفتها في‬
‫الحرب ‪ ..‬و خصوصا اللي عملته انته و الضباط في‬
‫ملعب كرة القدم في سراييفوا‬
‫باليتش ‪ :‬عملت ايه‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬لما اغتصبتم ست بالتناوب ولما بكي الرضيع‬
‫قطعت راسه ورميته علي الرض بقسوة‬
‫ميكول ‪ :‬ومخ الطفل اتناثر علي الرض‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬وفاكر لما قطعت اثداء الست دي‬
‫ميكول ‪ :‬و فقأت عينها وسيبتوها تنزف لحد ما ماتت‬
‫علية ‪ ) :‬تصرخ ( كل ده ليه ‪ ..‬يا وحوش‬
‫باليتش ‪ } :‬ينظر لعليه { ها ‪ ..‬جميلة الجميلت‬
‫علية ‪ ) :‬ترتعد ( ابعد عني ‪ ..‬مش هسيبك تلمسني تاني‬
‫باليتش ‪ :‬مالك ‪ ..‬انت نسيتينى بسرعه كده‬
‫فضيلة ‪ :‬ابعد عنها ‪ ..‬إحنا دلوقت معدناش تحت سيطرتك‬
‫باليتش ‪ :‬ازاى يا حلوة‬
‫فضيلة ‪ :‬إحنا عرفنا انكم ح تبادلونا مع اسرى حرب‬
‫باليتش ‪ } :‬ينظر بغضب لميكول { لحقت تبلغهم يا كلب ‪ ..‬يا‬
‫جاسوس‬
‫ميكول ‪ :‬انا ‪ ..‬مش …‪ .‬جاسوس ‪ ..‬والخبر ده كانوا ح يعرفوه‬
‫دلوقت او بعدين‬
‫باليتش ‪ :‬بتسرب اسرار الجيش وبتقول مش جاسوس‬
‫} لفضيلة { لسه فاضل ست ساعات على التبادل ‪..‬‬
‫يعنى قدامنا وقت طويل نقدر نعمل فيه حاجات‬
‫كتير ياحلوة ‪ } ..‬لحد جنوده { هات الست ده ‪..‬‬
‫وتعالى ورايا‬
‫ميكول ‪ } :‬يعترض طريق الجندى { ل …‪..‬‬
‫باليتش ‪ :‬بتقول ايه يا نحس‬
‫ميكول ‪ ] :‬باصرار [باقول سيبهم‬
‫ايفانوفيتش ‪ :‬وانا برضه ‪..‬‬
‫باليتش ‪ :‬ده تمرد بقى ‪ ..‬والتمرد عقابه القتل‬
‫ميكول ‪ :‬مش مهم نموت‬
‫باليتش ‪ } :‬يطلق الرصاص على ميكول وايفانوفيتش ويلتفت‬
‫للجنود { هات الست دى وبنتها ‪ ..‬بينى وبينهم‬
‫حساب طويل‬
‫فضيلة ‪ } :‬تقاوم دون جدوى { مش ح تفلتوا من العقاب‬
‫نورا ‪ :‬مسير العالم يعرف جرايمكم ويحاسبكم عليها } صوت‬
‫طلقات رصاص بالخارج {‬
‫باليتش ‪ :‬ايه الضرب ده ‪ } ..‬للجنود { سيبوهم دلوقتى‬
‫وتعالوا نشوف ايه اللى بيجرى بره }يدخل جندى {‬
‫حصل ايه‬
‫الجندى ‪ :‬إرهابيون مسلمون بيهاجموا معسكرنا‬

‫‪44‬‬
‫باليتش ‪ :‬جم لنا بنفسهم ‪ ..‬يلل بينا نلقنهم درس عمرهم ما‬
‫ينسوه } يخرجوا {‬
‫فضيلة ‪ } :‬بفرحة { مش قلت لكم فرجه قريب‬
‫نورا ‪ :‬يارب وفقهم فى حل أسرنا‬
‫فضيلة ‪ } :‬صوت تبادل اطلق النار يتزايد ويقرب لجميلة {‬
‫خلص ح ترجعى لهلك‬
‫نورا ‪ } :‬تقف جميلة وتجرى الى نورا ‪.‬ترتمى فى حضنها {‬
‫ايوه يا حبيبتى ح تعودى لهلك ولمدرستك وحياتك‬
‫جميلة ‪ :‬بس اهلى ماتوا كلهم‬
‫فضيلة ‪ :‬إحنا اهلك ‪ ..‬أنت ح تيجى تعيشي معانا ‪ ..‬إيه رأيك‬
‫جميلة ‪ :‬موافقة‬
‫فضيلة ‪ :‬تعالوا يا بنات حواليه } يتجمعوا حولها { يلل نقرا‬
‫القرآن‬
‫} يرددوا اليات فى خشوع يدخل باليتش وجنديان‬
‫بملبس ممزقة {‬
‫فضيلة ‪ } :‬للبنات { اقفوا فى الركن هناك‬
‫} ينسحبوا بعيد ‪ .‬تساعد عليه على الوقوف‬
‫تبعدها {‬
‫ص خارجى ‪ :‬استسلموا لنا ‪ ..‬مش عاوزين نستخدم العنف‬
‫باليتش ‪ :‬لو حد قرب حنقتل السرى‬
‫الم ‪ } :‬لنورا لفزعة { الصوت ده صوت ابنى‬
‫} سلمى تاخد السلح منيد نيكول {‬
‫نورا ‪ :‬ايوه صحيح } يسمعهم احد الجنود ‪ .‬يتجه للضابط {‬
‫الجندى ‪ :‬الست اللى هناك بتقول ان الصوت اللى بيتكلم‬
‫صوت ابنها } ويشير لفضيلة {‬
‫باليتش ‪ :‬رائع } للصوت الخارجى { أمك وأختك رهائن فى‬
‫أيدينا ‪ ..‬لو وقفتوا فى طريق هروبنا ‪ .‬ح نقتلهم‬
‫ص خارجى ‪ } :‬بتردد { سيبنا نتشاور ثوانى ‪ .‬بس اوعى تاذى‬
‫حد منهم وال‬
‫باليتش ‪ :‬بسرعه‬
‫سلمى ‪ } :‬لعليه { انا معايا سلح سرقتها منه } تشير‬
‫لميكول {‬
‫عليه ‪ } :‬بهمس { هاتيه‬
‫سلمى ‪ } :‬بشك { ح تعملى بيه ايه‬
‫عليه ‪ :‬هاتى وبعدين اقولك‬
‫سلمى ‪ } :‬تعطيه لها بتوجس { خدى السلح وأوعى تكوني‬
‫ناوية تعملي حاجه في نفسك‬
‫عليه ‪ :‬ما تخافيش } تقرب من باليتش {‬
‫باليتش ‪ } :‬لعلية { ارجعي مكانك } يصوب الجندى السلح‬
‫ناحيتها { تتظاهر بالتراجع ثم تحاول الهجوم على‬
‫باليتش } يقتلها الجندى {‬
‫باليتش ‪ :‬ده مصير اى واحده تعمل نفسها بطله ‪ ..‬يا عاهرات‬

‫‪45‬‬
‫سلمى ‪ } :‬بحزن ‪ .‬لعليه { عملتى كده ليه‬
‫عليه ‪ :‬كان لزم اقتله ‪ .‬وادفعه ثمن جريمته‬
‫} تموت ‪ .‬يضرب باليتش رصاصه لتهديديهم ‪ .‬يقفز‬
‫عامر من الشباك ‪ .‬وقبل إن ينتبهوا يدخل دينو‬
‫وبقية الفراد من الباب ‪ .‬يستسلم الجميع ‪ .‬سلمى‬
‫تاخذ السلح من يد عليه(‬
‫دينو ‪ :‬أمي حبيبتي‬
‫فضيلة ‪ :‬ابني البطل ‪ ..‬الحمد لله على سلمتك‬
‫دينو ‪ :‬حد ازاكم‬
‫نورا ‪ :‬حد يقدر وانا اخت البطل‬
‫} يضحكوا ‪ .‬تخلع حسناء ورضوى وشيماء‬
‫طاقياتهم {‬
‫نورا‪ } :‬باندهاش { معقولة انتو ‪.‬‬
‫حسناء ‪ :‬مقاتلت ‪ ..‬اخواتكم‬
‫فضيلة ‪ :‬ومش خايفين يابنتى لتموتوا‬
‫رضوى ‪ :‬احنا موتنا قبل كده الف مرة وجه الوقت الى نرد لهم‬
‫جزء من اللى عليهم‬
‫عامر ‪ } :‬يتامل سلمى { معقولة ‪ ..‬اننى لسة على قيد‬
‫الحياة‬
‫سلمى ‪ :‬انت مين‬
‫عامر ‪ :‬انا عامر جارك ‪ ..‬مش فاكرانى‬
‫} يقترب منها تتراجع ‪ .‬تمسك بالسلح مهده {‬
‫سلمى ‪ :‬لو قرب منى ح موت نفسى‬
‫نورا ‪ :‬متخافيش يا سلمى ‪ ..‬أنت دلوقتى وسط اهلك ‪ ..‬اليام‬
‫الصعبة عدت ‪ .‬انتى دلوقتى حره ‪ ..‬النهارده يوم‬
‫أتولدنا فيه من جديد‬
‫سلمى ‪ } :‬بمرارة { حرية ‪ ..‬جات متأخرة …‬
‫فضيلة ‪ :‬ل جات في ميعاده ‪ ..‬انتي قدامك الحياة ممتدة‬
‫سلمي ‪ :‬كل حاجة ضاعت ‪ ..‬كل حاجة ضاعت‬
‫دينو ‪ } :‬لسلمى { بكرة قدامنا نعوض فيه كل اللي فاتنا‬
‫سلمى ‪ :‬حتى الشرف‬
‫حسناء ‪ :‬للسف الغتصاب وسيلة كل محتل جبان‬
‫شيماء ‪ :‬بيحاولوا يكسروا روح العزة والكرامة داخلنا ‪ ..‬وبكده‬
‫يزرعوا اليأس في نفوسنا ويستولوا على أراضينا‬
‫رضوى ‪} :‬لسلمى { بدل ما تقتلي نفسك ونخسر مقاتله زيك‬
‫أيدك فى أيدنا تنضمي للمقاومة ونطهر بلدنا منهم‬
‫} سلمى تلقى السلح ‪ .‬وتمد ايدها لرضوى {‬
‫عظيم انت كده بقيتى بطلة مسلمة‬
‫نورا ‪ :‬وانا ح انضم لكم‬
‫فضيلة ‪ :‬وتسيبونى انا لوحدى ‪ ..‬انا كمان ح انضم ليكم‬
‫} جميلة { ومعايا بنتى جميلة‬
‫جميلة ‪ :‬ربنا يخليكي‬

‫‪46‬‬
‫دينو ‪ :‬الحمد لله ‪ .‬روح البطولة عادت للوطن ‪ ..‬وكده رجع‬
‫المل فى تحرير كل حته فى ارضنا‬
‫باليتش ‪ :‬اتراك كلب } عامر يصوب للضابط {‬
‫دينو ‪ :‬ل سيبه ‪ ..‬دى حياته تساوى الكثير لنا } للجنود {‬
‫هاتوهم معانا‬
‫عامر‪ :‬يلل نخرج بسرعة من هنا ‪ ..‬قبل ما قوات الصرب‬
‫تحاصرنا‬
‫} يخرجوا ‪ .‬عامر يتعثر فى خطواته {‬
‫عامر ‪ :‬اه } يعود دينو { الظاهر ان الرحلة انتهت يابطل‬
‫دينو ‪ :‬انت ح تكمل المشوار معانا‬
‫عامر ‪ :‬مفيش داعى للكلم الكثير الوقت ضيق والصرب‬
‫زمانهم بيستعدوا للهجوم على المكان يلل بينا‬
‫دينو ‪ :‬انت ح تيجى معانا‬
‫عامر ‪ :‬ياريت يا صديقي ‪ ..‬كان نفسي أشوف البوسنة وهيه‬
‫بتحرر‬
‫دينو ‪ :‬هتشوفها اكيد‬
‫عامر ‪ :‬الوقت اتأخر قوي ‪ ..‬آه‪ ..‬البوسنة امانه فى ايديكم‬
‫ياصديقى ‪ ..‬النهارده ايه‬
‫دينو ‪ :‬النهارده )يموت عامر(‬
‫) اظلم تدريجى (‬

‫ص ‪ .‬الراديو ‪ :‬توصلت المباحثات اليوم فى دايتون الى التوقيع‬


‫على اتفاقية يتم بموجبها وقف العمليات العسكرية‬
‫خلل اليام القادمة تمهيدا لقامة حكم تكون من‬
‫مجلس رئاسى صربى وبوسنى وكرواتى مشترك ‪.‬‬
‫هذا ومن المقرر ان تنتشر قوات المم المتحدة فى‬
‫جميع انحاء البوسنة والهرسك خلل السابيع‬
‫القادمة ‪.‬‬
‫تكرار للتوشيح ‪ :‬المصلين يا رسول الله يا نبى ‪ .‬يا رسول الله‬
‫يا نبى‬
‫المام ‪ :‬يا رسول الله يا نبى‬
‫المصلين ‪ :‬يا نبى‬
‫انتهت سنة ‪1999‬‬

‫‪47‬‬
‫السم ‪ :‬محمد عبد الحميد خطاب‬
‫كاتب مسرحي‬
‫نشرت مسرحيات ضمن سلسلة مسرحيات‬
‫مصرية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور‬
‫الثقافة‬
‫‪ – 1‬الخروج من السر – العدد الول‬
‫‪ – 2‬لعبة الساتذة – العدد العاشر‬
‫مثلت لي عدة نصوص ‪:‬‬
‫مسرحية لعبة الساتذة مثلتها فرقة موط‬
‫بالداخلة – محافظة الوادي الجديد اخراج رمضان‬
‫خضر‬
‫مسرحية غنوة للسلم – اخراج عبد الرحمن‬
‫خلوي‬
‫والعديد من العروض في المسرح المدرسي‬

‫‪48‬‬

You might also like