You are on page 1of 33

‫في أذكار الصالة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ين‬
‫اكرِ َ‬‫الذ ِ‬‫كثيرا ‪ ،‬القائل في محكم تنزيله { َو َّ‬ ‫حمدا ً‬ ‫الحمدلله ً‬
‫الل َل ُه ْم َمغْ ِف َرةً َو�أَ ْج��ر ًا َع ِظيم ًا}‬
‫ات �أَ َعدَّ هَّ ُ‬ ‫هَّ َ‬
‫الل َك ِثري ًا َو َّ‬
‫الذ ِ‬
‫اك َر ِ‬
‫االح���زاب ‪ 35‬وال�ص�لاة وال�س�لام على عبده ورس��ول��ه المبعوث‬
‫منيرا‬
‫ً‬ ‫وسراجا‬
‫ً‬ ‫ونذيرا وداع ًيا إلى الله بإذنه‬
‫ً‬ ‫بشيرا‬
‫ً‬ ‫للعالمين‬
‫تطهيرا ‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫ً‬ ‫وآله وصحبه أجمعين المطهرين‬
‫ون �أَذْ ُك ْر ُك ْم َو ْا�ش ُك ُروا يِل َوال ت َْكفُ ُر ِ‬
‫ون}‬ ‫فقد قال تعالى { َفاذْ ُك ُر يِ‬
‫ون} الذاريات‪.‬‬ ‫ِن�س �إِ َّال ِل َي ْع ُبدُ ِ‬ ‫وقال تعالى { َو َما َخ َلقْ ُت جْ ِ‬
‫ال َّن َوالإ َ‬
‫فمن أحوال العبد حال ذكره رب العالمين واشتغاله باألذكار‬
‫الصحيحة الواردة عن رسول الله [ ‪ ..‬وقد صنف العلماء‬
‫في األذكار النبوية وعمل اليوم والليلة ‪ ..‬كت ًبا كثيرة معلومة‬
‫تعين العاملين على معرفة ما ورد ‪.‬‬
‫وقد اطلعت على ما جمعه األخ الفاضل ‪ /‬طارق القطان‬
‫حفظه الله في أذكار الصالة فوجدتها نافعة مذكرة للقارئ‬
‫الراغب في التنويع والتجديد ‪ ..‬نسأل الله تعالى أن ينفع‬
‫بها ‪ .‬وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ‪..‬‬
‫وكتبه‬ ‫ ‬
‫محمد الحمود النجدي‬ ‫ ‬
‫‪3‬‬ ‫‪1423/10/17‬هـ ‪2002/12/21 -‬م‬ ‫ ‬ ‫‪2‬‬
‫كلمة مضيئة‬ ‫حقوق الطبعة غير محفوظة‬
‫ولكل مسلم حق الطبع ملن أراد توزيعه مجان ًا‬
‫الحمد الله وكفى والصالة والسالم على النبي المصطفى‬ ‫بشرط التنويه عن ذكر املصدر‬
‫ين � َآمنُ وا ِمنْ ُك ْم َوا َّل ِذ َ‬
‫ين‬ ‫[‪ ..‬وبعد قال تعالى َ‪َ }:‬ي ْر َف ْع هَّ ُ‬
‫الل ا َّل ِذ َ‬
‫با ت َْع َم ُل َ‬
‫ون َخبِ ٌ‬
‫ري { المجالة (‪)11‬‬ ‫الل مِ َ‬ ‫�أُوتُوا ا ْل ِع ْل َم َد َر َج ٍ‬
‫ات َو هَّ ُ‬

‫قال [‪« :‬من يرد اهلل به خريا يفقه يف الدين» متفق عليه‬
‫واستجابه ل�ه��ذه التوجيهات السماوية ح��رص��ت سلسلة‬
‫العالمتين ابن باز واأللباني أن تتواصل معكم بإصداراتها‬
‫العلمية المتنوعة مساهمة في نشر العلم الشرعي بطريقة‬ ‫الطبعة احلادي عشر‬
‫ميسرة ومختصرة ليسهل على المسلم ما ينبغي معرفته‬ ‫طبعة مصححة ومنقحة‬
‫من أحكام الدين‪.‬‬ ‫‪2009-1430‬م‬
‫وبين يديك أخي القارئ الإ�صدار االول من إصدارات مشروع‬
‫سلسلة العالمتين ابن باز واأللباني الوقفي‪.‬‬
‫فنسأل الله أن يعيننا على تعلم أحكام ديننا إنه ولي ذلك‬
‫والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد [‬
‫جزى الله خير ًا كل من ساهم في نشر هذا الكتاب‬
‫الناشر‬ ‫من غير تعديل أو حذف أو زيادة إال بعد املراجعة‬
‫سلسلة العالمتين‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫ومما يلمسه المرء من نفسه ويسمعه من كثرة المشتكين من‬
‫حوله بشأن قضية الوساوس في الصالة وفقدان الخشوع‪،‬‬ ‫مقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬ال��ذي ق��ال ف��ي كتابه المبين‬
‫تبينت الحاجة إلى الحديث عن التنويع بأذكار الصالة الواردة‬
‫من أقوال المصطفى [‪ ..‬فالتنوع باألذكار يجعلنا نستشعر‬ ‫ين } ‪ ،‬وقال عن الصالة { َو�إِ َّن َها َل َكبِ َ‬
‫ري ٌة �إِ َّال‬ ‫وموا ٌل ّ َلهٌ قّ انٌ تٌ ّ‬ ‫{‪ٍّ $‬ق ٍ‬
‫الصالة ونتدبر ما فيها ‪ ،‬فتارة بهذا الذكر ‪ ،‬وتارة بهذا الذكر‪،‬‬
‫ني} والصالة والسالم على إمام المتقين وسيد‬ ‫ا�ش ِع َ‬ ‫َع َلى خْ َ‬
‫ال ِ‬
‫فنحظى بالخشوع وموافقة لسنة النبي [ ‪.‬‬
‫الخاشعين محمد رسول الله [ وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫فمن فضل الله علينا أن جعل لنا أذكا ًرا كثيرة في الصالة ‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫وذلك باعتقادي لألسباب التالية ‪:‬‬
‫فإن الصالة أعظم أرك��ان الدين العملية ‪ ،‬والخشوع فيها‬
‫‪ - 1‬حتى ال نشعر بالملل ‪.‬‬
‫من المطالب الشرعية ‪ ،‬ولما كان عدو الله إبليس قد أخذ‬
‫‪ - 2‬التجديد دوما ‪.‬‬
‫العهد على نفسه بإضالل بني آدم وفتنتهم فقال {ث َُّم لآ ِت َي َّن ُه ْم‬
‫‪ - 3‬استشعار العبادة ‪.‬‬
‫ِم ْن َبينْ ِ �أَ ْي ِديهِ ْم َو ِم ْن َخ ْل ِفهِ ْم َو َع ْن �أَ مْ َيا ِنهِ ْم َو َع ْن �شَ َما ِئ ِلهِ ْم} صار‬
‫‪ - 4‬حتى ال تصبح عادة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬حصول اللذة والخشوع ‪.‬‬ ‫من أعظم كيده صرف الناس عن الصالة بشتى الوسائل‪،‬‬
‫والوسوسة لهم فيها لحرمانهم ل��ذة ه��ذه العبادة وإضاعة‬
‫‪ - 6‬عدم هجر السنة ‪.‬‬
‫أجرهم وثوابهم ‪ ،‬ولما كان الخشوع أول ما يرفع من األرض‬
‫‪ - 7‬وأعظم من ذلك كله إحياء سنة نبينا [ ‪.‬‬
‫ونحن في آخر الزمان ‪ ،‬انطبق فينا قول حذيفة ] ‪ :‬أول‬
‫وفيما يلي تذكرة لنفسي وإلخواني المسلمين ‪ ،‬أسأل الله‬ ‫ما تفقدون من دينكم الخشوع ‪ ،‬وآخر ما تفقدون من دينكم‬
‫أن ينفع بها وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه سبحانه‬ ‫مصل ال خير فيه ‪ ،‬ويوشك أن تدخل مسجد‬ ‫ٍّ‬ ‫الصالة‪ ،‬و ُر ّب‬
‫وأن يوفقنا لما فيه خير إنه ولي ذلك والقادر عليه ‪ .‬‬
‫الجماعة فال ترى فيهم خاشعا‪ .‬وقال سهل ‪ :‬من خشع قلبه‬
‫أخوكم في الله‬ ‫ ‬ ‫لم يقربه شيطان ‪ .‬المدارج ‪521/1‬‬
‫‪7‬‬ ‫طارق بن محمد القطان‬ ‫ ‬ ‫‪6‬‬
‫قال ابن عثيمين رحمه اهلل عن‬
‫الفصل األول‬ ‫التنويع بالذكر في ال�صالة ‪:‬‬
‫أن ال يستمر اإلنسان على نوع واحد ‪ ،‬فإن‬
‫اإلنسـان إذا استمـر علـى نوع واحد ‪ ،‬صار‬
‫إتيانه بهذا النوع كأنه أمر عادي ‪ ،‬ولذلك‬
‫ل��و غفل وج��د نفسه يقول ه��ذا الذكـر‪،‬‬
‫وإن ك��ـ��ان مـن غيـر قصـد ألن��ه ص��ـ��ار أم��ر ًا‬
‫في �أذكار ال�صالة‬
‫عادي ًا ‪ ،‬فإذا كانت األذك��ار متنوعة وصار‬
‫اإلنسان يأتي أحيـانـ ًا بهذا وأحيـان ًا بهـذا‬
‫صـار ذلك أحضـر لقلبه ‪ ،‬وأدعى لفهـم ما‬
‫يقوله ‪ .‬انتهى كالمه رحمه الله‬

‫مالحظة‪ :‬الأذكار الموجوده لي�ست على �سبيل الح�صر بل ذكرت منها ماتي�سر‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪« - 2‬وجهت وجهي للذي فطر السماوات واألرض حنيفا‬ ‫التكبير‬
‫مسلما وم��ا أن��ا من المشركين‪ ،‬إن صالتي ونسكي‬ ‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫كان النبي [ يستفتح الصالة بقوله «الله أكبر»‬
‫ومحياي ومماتي لله رب العالمين‪ ،‬ال شريك له وبذلك‬
‫‪« - 1‬وكان يرفع يديه تارة مع التكبير» رواه البخاري والنسائي‬
‫أمرت وأنا أول المسلمين ‪ ،‬اللهم أنت الملك ال إله إال‬
‫‪« - 2‬وتارة بعد التكبير» رواه البخاري والنسائي‬
‫أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ‪ ،‬ظلمت‬
‫نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه‬ ‫‪« - 3‬وتارة قبله» رواه البخاري وأبوداود‬
‫ال يغفر الذنوب إال أنت ‪ ،‬واهدني ألحسن األخالق‬ ‫‪« - 4‬كان يجعلهما حذو منكبيه» رواه البخاري والنسائي‬
‫ال يهدي ألحسنها إال أنت‪ ،‬واص��رف عني سيئها ال‬ ‫‪« - 5‬وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه»‬
‫يصرف عني سيئها إال أنت‪ ،‬لبيك وسعديك والخير‬ ‫رواه البخاري وأبوداود‬
‫كله في يديك ‪ ،‬والشر ليس إليك والمهدي من هديت‪،‬‬
‫أنا بك وإليك ال منجا وال ملجأ منك إال إليك تباركت‬ ‫(‪)1‬‬ ‫�أدعية اال�ستفتاح‬
‫وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك» رواه مسلم وأبوداود‬
‫‪« - 3‬سبحانك اللهم وبحمدك وت�ب��ارك اسمك وتعالى‬ ‫كان [ يقرأ تارة بهذا وتارة بهذا فكان يقول ‪:‬‬
‫جدك وال إله غيرك» رواه أبوداود والحاكم وصححه‬ ‫‪« - 1‬اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين‬
‫‪« - 4‬الله أكبر كبيرا ‪ ،‬والحمد لله كثي ًرا ‪ ،‬وسبحان الله‬ ‫المشرق وال�م�غ��رب‪ ،‬اللهم نقني م��ن خطاياي كما‬
‫بكرة وأصي ً‬
‫ال»(‪ )1‬رواه مسلم‬ ‫ينقى الثوب األبيض من الدنس‪ ،‬اللهم اغسلني من‬
‫‪« - 5‬الحمد لله حم ًدا كثي ًرا طيبا مبار ًكا فيه»(‪)2‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫خطاياي بالماء والثلج والبرد» رواه البخاري ومسلم‬

‫‪- 1‬استفتح به رجل من الصحابة فقال [ ‪ :‬عجبت لها ! فتحت لها أبـواب السماء‪.‬‬ ‫‪ -1‬الحكمة من ا الستفتاح‪ :‬ليستخضر المصلي عظمة من يقف بين يديه فيخشع‬
‫‪- 2‬استفتح به رجل آخر فقال [ ‪ :‬لقد رأيت اثني عشر ملكً ا يبتدرونها أيهم يرفعه‬ ‫له ويستحي أن يشتغل بقيره‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫قراءته [ في ال�صالة‬ ‫وكان [ يقول في صالة الليل ‪:‬‬
‫‪« - 1‬ال�ل�ه��م رب جبرائيل وميكائيل وإس��راف �ي��ل فاطر‬
‫< سنة الفجر‬ ‫السماوات واألرض عالم الغيب والشهادة ‪ ،‬أنت تحكم‬
‫كانت قراءته [ في ركعتي سنة الفجر خفيفة ج ًدا حتى‬ ‫بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ‪ ،‬اهدني لما‬
‫أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول ‪« :‬هل قرأ فيها بأم‬ ‫اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى‬
‫الكتاب» رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫صراط مستقيم» رواه مسلم‬

‫وكان أحيانا يقرأ بعد الفاتحة في األولى منهما آيه { ُقو ُلوا‬ ‫‪« - 2‬كان يكبر عشراً ‪ ،‬ويحمد عشراً ‪ ،‬ويسبح عشراً ‪،‬‬
‫�الل َو َم��ا ُ�أن��زِ َل �إِ َل ْينَ ا } إلى آخر اآلي��ة ‪ ،‬وفي األخرى‬ ‫� َآم� َّ�ن��ا ِب� هَّ ِ‬ ‫ويهلل عشراً ‪ ،‬ويستغفر عشراً ‪ ،‬ويقول ‪ :‬اللهم اغفر‬
‫اب ت ََعا َل ْوا �إ ىَِل َك ِل َم ٍة َ�س َو ٍاء َب ْينَ نَ ا َو َب ْينَ ُك ْم } إلى‬ ‫{ ُق ْل َيا �أَ ْه َل ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫لي واهدني وارزقني وعافني عشراً ‪ ،‬ويقول ‪ :‬اللهم‬
‫إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشراً» رواه‬
‫يسى ٌمن ًٍه ٍم ًب ٍك ًف ّر }‬ ‫س ٌع ّ‬ ‫آخرها ‪ ،‬وربما قرأ بدلها{ ّفلّ َّما ّأ ّح َّ‬
‫أحمد والطبراني في األوسط بسند صحيح‬
‫إلى آخر اآلية ‪ .‬رواه مسلم‬
‫‪« - 3‬الله أكبر ثالثا ذو الملكوت والجبروت والكبرياء‬
‫ون } في األولى و { ُق ْل ُه َو‬ ‫وأحيانا يقرأ { ُق ْل َيا �أَ ُّي َها ا ْل َك ِاف ُر َ‬
‫والعظمة» رواه الطيالسي وأبوداود بسند صحيح‬
‫الل �أَ َحدٌ } في الثانية‪ ..‬وكان يقول ‪« :‬نعم السورتان هما»‬ ‫هَّ ُ‬
‫رواه ابن ماجه وابن حبان بسند صحيح‬

‫< صالة الفجر‬


‫كان [ يقرأ فيها بـ «الواقعة ‪ -‬الطور ‪ -‬التكوير ‪ -‬الــــــروم‬
‫ي��س ‪ -‬ال�ص��اف��ات ‪ -‬ال�م��ؤم�ن��ون ‪ -‬ال�س�ج��دة ‪ -‬اإلن �س��ان ‪-‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫وج}‬‫ب ِ‬‫ات ا ْل رُ ُ‬
‫اء ذَ ِ‬ ‫الطارِ ِق } و { َو َّ‬
‫ال�س َم ِ‬ ‫اء َو َّ‬ ‫كان يقرأ بـ { َو َّ‬
‫ال�س َم ِ‬ ‫الزلزلة» وبطوال المفصل(‪ ، )1‬وكان يطول في الركعة األولى‬
‫و { َوال َّل ْي ِل �إِذَ ا َيغْ َ�شى } ونحوهما من السور» رواه أبوداود بسند‬ ‫ويقصر في الثانية ‪ ،‬وكان يقرأ نحو ستين آية فأكثر ‪ ،‬قال‬
‫صحيح ‪« ،‬وي�ط��ول في األول��ى ما ال يطول في الثانية» رواه‬ ‫بعض رواته ‪ :‬ال أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما ؟‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫رواه البخاري ومسلم‬

‫و «ك��ان يقرأ [ ف��ي ص�لاة الظهر ف��ي ك��ل ركعة قدر‬


‫(‪)1‬‬ ‫وقرأ مرة { �إِذَ ا ُز ْل��زِ َل� ْ�ت } في الركعتين كلتيهماحتى قال‬
‫ثالثين آية وفي الركعتين األخيرتين أقصر من األوليين قدر‬ ‫الراوي‪ :‬فال أدري أنسي رسول الله [ أم قرأ ذلك عم ًدا‬
‫النصف وربما اقتصر فيهماعلى الفاتحة ‪ ،‬وفي العصر يقرأ‬ ‫(‪ .)2‬رواه أبو داود بسند صحيح‬
‫في كل ركعة ق��در ق��راءة خمس عشرة آي��ة وف��ي الركعتين‬
‫األخيرتين أقصر من األوليين قدر نصفهما» رواه مسلم ‪.‬‬ ‫< صالتي الظهر والعصر‬
‫(‪)3‬‬
‫« كان [ يقرأ في كل من الركعتين قدر ثالثين آية ‪ ،‬وأحياناً‬
‫< صالة المغرب‬ ‫‪ - 1‬المفصل ‪ :‬هو ما يلي المثاني من قصار السور ‪ ،‬سمي بذلك لكثرة الفصول التي‬
‫كان [ يقرأ بقصار السـور أحيـا ًنا ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬وأحيا ًنا‬ ‫بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم ‪ ،‬وأقسامه ثالثة ‪ :‬طواله وأوساطه وقصاره ‪..‬‬
‫فطواله ‪ :‬مـــن ( ق ) أو ( الحجرات ) إلى ( عــم ) أو ( البروج ) ‪ ..‬وأوساطـه ‪ :‬من‬
‫بطـوال المفصل وأوساطه ‪ ..‬وتارة بـ «الطور ‪ -‬المرسالت ‪-‬‬ ‫( عم ) أو ( البروج ) إلى ( الضحى ) أو ( لم يكن ) ‪ ..‬وقصاره ‪ :‬من ( الضحى ) أو‬
‫األعراف» رواه البخاري ‪ ،‬وتارة بـ «األنفال» رواه الطبراني في الكبير‬ ‫( لم يكن ) إلى آخر القرآن ‪ ..‬على خالف في ذلك ‪.‬‬
‫ون } في الركعة‬ ‫بسند صحيح ‪ ،‬وقرأ في سفر { َوالتِّ نيِ َو َّ‬
‫الز ْيتُ ِ‬ ‫‪ - 2‬وقال األلباني رحمه الله ‪ :‬الظاهر أنه فعل ذلك عمدً ا للتشريع ‪.‬أهـ‬
‫سرية ؟ ‪ ..‬الجواب ‪:‬‬ ‫‪ - 3‬فائده ‪ :‬كيف عرفت قراءته [ بالظهر والعصر مع كونهما ً‬
‫الثانية ‪ ..‬رواه أحمد بسند صحيح‬ ‫ذكر أهل العلم أن االسرار في السرية والجهر بالجهرية سنة وليس بواجب ‪ ،‬ويحمل‬
‫فعل الرسول [ هنا على أنه جهر بالسرية وهو محمول على تعليم أصحابه ‪ ،‬ومافعل‬
‫‪ - 1‬وكان [ يسمعهم اآلية أحيان ًا ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫للتعليم فال بأس ‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫وقال حذيفة بن اليمان ]‪« :‬صليت مع النبي [ ذات‬ ‫< سنة المغرب‬
‫ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت‬ ‫ك��ان [ يقـــرأ ف��ي سنة المغرب البعدية { ُق � ْ�ل َي��ا �أَ ُّي َها‬
‫يصلي بها ف��ي ركعتين فمضى فقلت يركع بها ث��م افتتح‬ ‫ون} في األولى و { ُق ْل ُه َو اللَّ ُه أَ َح ٌد } في الثانية ‪.‬‬
‫ا ْل َك ِاف ُر َ‬
‫النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسال‬ ‫رواه النسائي بسند صحيح‬
‫إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر‬
‫بتعوذ تعوذ ثم ركع» رواه مسلم ‪ ..‬وقرأ ليلة وهو مريض بالسبع‬ ‫< صالة العشاء‬
‫الطوال (‪ .. )1‬رواه الحاكم وصححه‬ ‫كان [ يقرأ في الركعتين األوليين من وسط المفصل ‪..‬‬
‫وكان أحيا ًنا يقرأ في كل ركعة بسورة منها‪ .‬رواه أبو داود بسند‬ ‫رواه أحمد بسند صحيح ‪ ،‬وتارة بـ «الشمس وضحاها» وأشباهها‬
‫صحيح وكان يقرأ أحيا ًنا في كل ركعة قدر خمسين آية أو‬ ‫من السور ‪ ..‬رواه أح�م��د بسند ح�س��ن ‪ ،‬وت��ارة بـ «إذا السماء‬
‫أكثر ‪ ،‬وتارة يقرأ قدر{ َيا �أَ ُّي َها مْ ُ‬
‫ال َّز ِّم ُل } ‪ ..‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫انشقت» وكان يسجد فيها ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬وقرأً مر ًة في سفر‬
‫وكان يقرأ في كل ليلة بـ «بني اسرائيل (‪ »)2‬و «الزمر» رواه‬ ‫«والتين والزيتون» في الركعة األولى ‪ ..‬رواه البخاري‬
‫أحمد بسند صحيح‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي الله عنها قالت ‪« :‬ال أعلم أن رسول الله‬ ‫< صالة الليل‬
‫[ قرأ القرآن كله في ليلة وال قام ليلة حتى الصباح وال‬ ‫كان [ ربما يجهر بالقراءة ‪ ،‬وربما أسر ‪ ..‬رواه البخاري‬
‫صام شهرا كامال قط غير رمضان» رواه النسائي‪.‬‬ ‫يقصر القراءة فيها تارة ويطيلها أحيا ًنا ويبالغ في إطالتها‬
‫لذلك كان [ ال يقرأ القرآن في أقل من ثالث‪ .‬رواه ابن سعد‬ ‫حتى قال ابن مسعود ]‪ :‬صليت مع النبي [ ليلة فلم‬
‫«وما كان [ يصلي الليل كله» رواه مسلم‬
‫يزل قائ ًما حتى هممت بأمر سوء ‪ ،‬قيل وما هممت ؟ قال‪:‬‬
‫هممت أن أقعد وأذر النبي [ رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪ - 1‬السبع الطوال في القرآن هي ‪ :‬البقرة ‪ ،‬آل عمران ‪ ،‬النساء ‪ ،‬المائدة ‪ ،‬األنعام‬
‫األعراف‪ ،‬التوبة ‪.‬‬
‫وذلك من شدة قيامه [‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ - 2‬سورة اإلسراء‬ ‫‪16‬‬
‫< صالة العيدين‬ ‫وكان يقول [ ‪« :‬من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين‬
‫كان [ يقرأ أحيا ًنا في األولى { َ�س ِّب ْح ْا�س َم َر ِّب� َ�ك الأَ ْع َلى}‬ ‫ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب‬
‫يث ا ْلغَ ِا�ش َي ِة } رواه مسلم ‪ ..‬وأحيا ًنا‬ ‫َاك َح ِد ُ‬ ‫وفي الثانية { َه ْل �أَت َ‬ ‫من المقنطرين» رواه أبو داود بسند صحيح ‪.‬‬
‫اع ُة‬
‫ال�س َ‬
‫�ت َّ‬ ‫يد } و{ ْاق� رَ َ‬
‫َتر َب� ْ‬ ‫يقرأ فيهما بـ { ق َوا ْل��قُ � ْ�ر� ِآن مْ َ‬
‫ال ِج ِ‬
‫َوان َْ�ش َّق ا ْلقَ َم ُر } رواه مسلم ‪.‬‬ ‫< صالة الوتر‬
‫كان [ يقرأ في الركعة األولى { َ�س ِّب ْح ْا�س َم َر ِّب� َ�ك الأَ ْع َلى}‬
‫ون} وفي الثالثة { ُق ْل ُه َو اللَّ ُه‬ ‫وفي الثانية { ُق ْل َيا �أَ ُّي َها ا ْل َك ِاف ُر َ‬
‫(‪)1‬‬
‫�أذكار الركوع‬ ‫أَ َح ٌد} رواه النسائي بسند صحيح ‪.‬‬
‫أنواعا من األذكار واألدعية ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كان [ يقول في هذا الركن‬ ‫وكان يضيف أحيا ًنا { ُق ْل �أَ ُعوذُ ب َِر ِّب ا ْلفَ َل ِق } و { ُق ْل �أَ ُعوذُ‬
‫تارة بهذا وتارة بهذا ‪:‬‬ ‫ا�س } رواه الترمذي والحاكم وصححه‬ ‫الن ِ‬
‫ب َِر ِّب َّ‬
‫‪« - 1‬سبحان ربي العظيم ثالث مرات» رواه أحمد بسندصحيح‬
‫«ومرة قرأ [ في ركعة الوتر بمائة آية من النساء» رواه‬
‫‪« - 2‬سبحان ربي العظيم وبحمده ثالثا» رواه أبو داود بسندصحيح‬ ‫النسائي بسند صحيح‬
‫«سبوح ُقدوس رب المالئكة والروح» رواه مسلم‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫‪« - 4‬اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت ‪ ،‬أنت ربي‪،‬‬ ‫< صالة الجمعة‬
‫خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي‬ ‫كان [ يقرأ في األول��ى بـ { َ�س ِّب ْح ْا�س َم َر ِّب� َ�ك الأَ ْع� َل��ى} وفي‬
‫وما استقلت به قدمي لله رب العالمين» رواه مسلم‬ ‫�اك َح� ِ�دي� ُ�ث ا ْلغَ ِا�ش َي ِة} رواه مسلم ‪ ..‬وأحيا ًنا‬ ‫الثانية { َه� ْ�ل َ �أ َت � َ‬

‫‪« - 5‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي» رواه البخاري‬ ‫اء َك‬‫يقرأ في األولى بسورة «الجمعة» وفي الثانية { ِ�إذَ ا َج َ‬
‫يث ا ْلغَ ِا�ش َي ِة}‬ ‫النَ ِافقُ ون َ} وتارة يقرأ بدلها { َه ْل �أَت َ‬
‫َاك َح ِد ُ‬ ‫مْ ُ‬
‫تنبية ‪ :‬بعض المصلين إذا رك��ع أرس��ل نظره إل��ى قدميه أو حولهما ‪ ،‬والصحيح أن‬
‫المصلي إذا ركع أرسل نظره إلى موضع سجوده‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫وتارة يضيف إلى ذلك (‪: )1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫االعتدال من الركوع‬
‫‪« - 1‬ملء السماوات وملء األرض وملء ما شئت من شيء‬
‫بعد» رواه مسلم وأبوعوانه‬
‫كان [ يرفع صلبه من الركوع قائال «سمع الله لمن حمده»‬
‫‪« - 2‬ملء السماوات وملء األرض وملء ما شئت من شيء‬ ‫رواه البخاري ومسلم ‪ ..‬ثم يقول ‪:‬‬
‫بعد‪ ،‬أهل الثناء والمجد‪ ،‬أحق مقال العبد‪ ،‬وكلنا لك‬ ‫‪« - 1‬ربنا لك الحمد» رواه البخاري ومسلم‬
‫عبد‪ ،‬اللهم ال مانع لما أعطيت‪ ،‬وال معطي لما منعت‪،‬‬ ‫‪« - 2‬ربنا ولك الحمد» رواه البخاري ومسلم‬
‫وال ينفع ذا الجد منك الجد» رواه مسلم وأبوعوانه‬ ‫‪« - 3‬اللهم ربنا لك الحمد» رواه البخاري‬
‫‪ - 3‬ربا ولك الحمد حمد كثيراً طيبا مبركاً فيه «مباركا‬ ‫‪« - 4‬اللهم ربنا ولك الحمد» رواه البخاري‬
‫عليه كما يحب ربنا ويرضي» رواه البخاري‬ ‫‪ - 1‬فائدة ‪ :‬هل يشرع اإلتيان بأكثر من ذكر في محل أو ركن واحد ؟‬
‫قال ابن القيم في جالء اإلفهام في الصالة والسالم على خير األنام [ ص‪ :190‬إن‬
‫(‪)2‬‬
‫�أذكار ال�سجود‬ ‫شاء فعل هذا مرة ‪ ،‬وهذه مرة ‪ ،‬وكذلك إذا رفع رأسه من الركوع إن شاء قال ( اللهم‬
‫ربنا لك الحمد ) وإن شاء قال ( ربنا لك الحمد ) وإن شاء قال ( ربنا ولك الحمد )‬ ‫[‬
‫واليستحب له أن يجمع بين ذلك كله ‪ .‬أهـ‬
‫مرات» رواه أحمد بسند صحيح‬ ‫‪« - 1‬سبحان ربي األعلى ثالث‬ ‫وقال األلباني في صفة صالة النبي [ ص ‪ :134‬اختلفوا في ذلك وتردد ابن القيم‬
‫‪« - 2‬سبحان ربي األعلى وبحمده ثالثا» رواه أبوداود بسند صحيح‬
‫في الزاد وجزم النووي في األذكار باألول فقال ‪ :‬واألفضل أن يجمع بين هذه األذكار‬ ‫الة‬
‫كلها إن تمكن ‪ ،‬وكذا ينبغي أن يفعل في أذكار جميع األبواب ‪ ،‬وتعقبه أبو الطيب صديق‬
‫«سبوح ُقدوس رب المالئكة والروح» رواه مسلم وأبوعوانه‬ ‫‪ُ -3‬‬ ‫حسن خان في ( نزل األبرار ) ص‪ : 84‬يأتي بهذا مرة وبتلك أخرى ‪ ،‬وال أرى دليال على‬
‫الجمع ‪ ،‬وقد كان رسول الله [ ال يجمعهما في ركن واحد ‪ ،‬بل يقول هذا مرة ‪ ،‬وهذا‬
‫‪« - 4‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي» رواه‬ ‫مرة ‪ ،‬واالتباع خير من االبتداع ‪ .‬أهـ‬
‫وهذا هو الحق إن شاء الله تعالى ‪ ،‬لكن قد ثبت في السنة إطالة هذا الركن وغيره كما‬
‫البخاري ومسلم‬ ‫يأتي بيانه حتى يكون قريبا من القيام ‪ ،‬فإذا أراد المصلي االقتداء به [ في هذه السنة‬
‫فال يمكنه ذلك إال على طريقة الجمع الذي ذهب إليه النووي ‪ ،‬وقد رواه ابن النصر في‬
‫‪ - 1‬بعضهم يقول ( ربنا ولك الحمد والشكر ) وهذا خطأ ألنه لم يثبت عن النبي [‬ ‫«قيام الليل» (‪ )76‬عن ابن جريج عن عطاء ‪ ،‬وإال عن طريقة التكرار المنصوص عليه‬
‫‪ - 2‬يجب تمكين األعضاء السبعة ( الجبهة مع األنف واليدين والركبتين وأطراف‬ ‫في بعض األذكار ‪ ،‬وهذا أقرب إلى السنة والله أعلم ‪.‬‬
‫القدمين ) في السجود كما أمرنا [ أن نسجد على سبعة أعظم ‪ .‬رواه البخاري‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫الأذكار بين ال�سجدتين‬ ‫‪« - 5‬اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت وأنت ربي‪،‬‬
‫سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره وشق‬
‫‪« - 1‬اللهم اغفر لي (‪ )1‬وارحمني واجبرني وارفعني واهدني‬
‫وعافني وارزقني» رواه أبوداود والترمذي بسند صحيح‬ ‫سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين» رواه مسلم‬
‫‪« - 2‬رب اغفر لي ‪ ،‬رب اغفر لي» رواه ابن ماجه بسند حسن‬ ‫وأبوعوانه‬
‫‪« - 6‬اللهم اغفر لي ذنبي كله ‪ ،‬دقه وجله ‪ ،‬وأوله وآخره ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫�صيغ الت�شهد‬ ‫وعالنيته وسره» رواه مسلم وأبوعوانه‬
‫علّم النبي [ أصحابه أدعية كثيرة من صيغ التشهد ‪ ..‬فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪« - 1‬التحيات لله والصلوات والطيبات ‪ ،‬السالم عليك‬ ‫< ما يقال في صالة الليل‬
‫أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى‬ ‫‪ « - 1‬سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمــة»‬
‫عباد الله الصالحين ‪ ،‬أشهد أن ال إله إال الله وأشهد‬
‫أن محم ًدا عبده ورس��ول��ه» يقول اب��ن مسعود‪ :‬وهو‬ ‫رواه أبوداود والنسائي بسند صحيح‬
‫بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السالم على النبي‪ .‬رواه‬ ‫‪« - 2‬سبحانك اللهم وبحمدك ال إله إال أنت»‬
‫البخاري ومسلم‬ ‫رواه مسلم وأبوعوانه‬
‫‪« - 2‬التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله ‪ ،‬السالم‬ ‫‪« - 3‬اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت»‬
‫على النبي ورحمة الله وبركاته ‪ ،‬السالم علينا وعلى‬
‫عباد الله الصالحين ‪ ،‬أشهد أن ال إله إال الله وأشهد‬ ‫رواه النسائي وصححه الحاكم‬
‫أن محم ًدا عبده ورسوله» أخرجه ابن أبي شيبه والبيهقي عن‬ ‫‪« - 4‬اللهم أني أعوذ برضاك من سخطك ‪ ،‬وأعوذ بمعافاتك‬
‫عائشة بسند صحيح‬ ‫من عقوبتك ‪ ،‬وأعوذ بك منك ال أحصي ثنا ًء عليك‬
‫‪ - 1‬وفي لفظ ‪ :‬رب اغفر لي ‪.‬‬ ‫أنت كما أثنيت على نفسك» رواه مسلم وأبوعوانه‬
‫‪ - 2‬إذا أطال اإلمام الجلوس في التشهد األول وأنهى المأموم قراءة التشهد ‪ ،‬فماذا‬
‫يفعل باقي الوقت ؟ قال ابن عثيمين ‪ :‬يستمر في التشهد حتى ولو أكمله فال حرج ‪23 .‬‬ ‫‪22‬‬
‫ال�صالة الإبراهيمية‬ ‫‪« - 3‬التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله‪ ،‬السالم‬
‫‪« - 1‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت‬ ‫عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى‬
‫عباد الله الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال الله وأشهد أن‬
‫على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إن��ك حميد مجيد‬
‫محم ًدا رسول الله (‪ »)1‬رواه مسلم وأبوعوانه عن ابن عباس‬
‫اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت‬
‫‪« - 4‬التحيات لله والصلوات والطيبات ‪ ،‬السالم عليك أيها‬
‫على إبراهيم وآل إبراهيم إن��ك حميد مجيد» رواه‬
‫النبي ورحمة الله وبركاته ‪ ،‬السالم علينا وعلى عباد‬
‫البخاري ومسلم‬
‫الله الصالحين ‪ ،‬أشهد أن ال إل��ه إال الله وح��ده ال‬
‫‪« - 2‬اللهم صل على محمد وعلى أزواج��ه وذريته كما‬ ‫شريك له وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله» رواه أبوداود‬
‫صليت على آل إبراهيم وب��ارك على محمد وعلى‬ ‫والدارقطني وصححه عن ابن عمر‬
‫أزواج ��ه وذري �ت��ه كما ب��ارك��ت على آل إب��راه�ي��م إنك‬ ‫‪« - 5‬التحيات الطيبات والصلوات لله ‪ ،‬السالم عليك أيها‬
‫حميد مجيد» رواه البخاري ومسلم‬ ‫النبي ورحمة الله وبركاته ‪ ،‬السالم علينا وعلى عباده‬
‫‪« - 3‬اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت‬ ‫الصالحين ‪ ،‬أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك‬
‫له وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله» رواه مسلم وأبوعوانه‬
‫على آل إبراهيم وبارك على محمد عبدك ورسولك‬
‫عن أبي موسى األشعري‬
‫وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل‬
‫‪« - 6‬التحيات لله الزاكيات لله الطيبات لله‪ ،‬السالم عليك‬
‫إبراهيم» رواه البخاري‬ ‫أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى‬
‫‪« - 4‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على‬ ‫عباده الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال الله وأشهد أن‬
‫محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم‬ ‫محم ًدا عبده ورسوله» رواه مالك والبيهقي بسند صحيح عن‬
‫وآل إبراهيم إنك حميد مجيد» رواه النسائي بسند صحيح‬ ‫عمر بن الخطاب‬
‫‪« - 5‬اللهم صل على محمد النبي األمي وعلى آل محمد‬ ‫‪ - 1‬وفي رواية « عبده ورسوله» ‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم‬ ‫كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد النبي‬
‫وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة‬ ‫األمي وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم‬
‫الحق والعدل في الغضب والرضا وأسألك القصد‬ ‫في العالمين إنك حميد مجيد» رواه مسلم وأبوعوانه‬
‫في الفقر والغنى وأسألك نعيما ال يبيد وأسألك قرة‬ ‫‪« - 6‬اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه‬
‫عين التنفد والتنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء‬ ‫وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد‪،‬‬
‫وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر‬ ‫وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته‬
‫إلى وجهك‪ ،‬واسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء‬
‫كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» رواه‬
‫مضرة وال فتنة مضلة اللهم زينا بزينة اإليمان واجعلنا‬
‫أحمد والطحاوي بسند صحيح‬
‫هداة مهتدين» رواه النسائي وصححه الحاكم‬
‫‪ - 5‬وعلّم [ أبا بكر ] أن يقول‪« :‬اللهم إني ظلمت‬ ‫الدعاء قبل ال�سالم‬
‫نفسي ظل ًما كثي ًرا‪ ،‬وال يغفر الذنوب إال أنت فاغفر‬
‫ل��ي مغفرة م��ن ع�ن��دك وارح�م�ن��ي إن��ك أن��ت الغفور‬ ‫‪« - 1‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ‪ ،‬ومن عذاب‬
‫الرحيم» رواه البخاري ومسلم‬
‫القبر(‪ ، )1‬ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة‬
‫المسيح الدجال» رواه مسلم‬
‫‪ - 6‬وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقول ‪« :‬اللهم إني‬
‫أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه‬ ‫‪« - 2‬اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم‬
‫أعمل بعد» رواه النسائي بسند صحيح‬
‫وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله‬
‫ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب‬ ‫‪« - 3‬اللهم حاسبني حسا ًبا يسي ًرا» رواه أحمد والحاكم وصححه‬
‫إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب‬ ‫‪« - 4‬اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت‬
‫إليها من قول أو عمل وأسألك من الخير ما سألك‬ ‫‪ - 1‬وفي رواية ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنه المسيح‬
‫عبدك ورسولك محمد [‪ ،‬وأع��وذ بك من شر ما‬ ‫الدجال ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ‪ ،‬اللهم أعوذ بك من المأثم والمغرم)‬
‫‪ 26‬رواه البخاري ومسلم‬
‫‪27‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الت�سليم‬ ‫استعاذك منه عبدك ورسولك محمد [ ‪ ،‬وأسألك‬
‫ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته لي رشدا» رواه‬
‫‪ - 1‬ك��ان [ يسلم ع��ن يمينه «ال �س�لام عليكم ورحمة‬
‫أحمد والبخاري في األدب المفرد‬
‫الله»(‪ )2‬حتى يرى بياض خده األيمن‪ ،‬وعن يساره‬
‫«السالم عليكم ورحمة الله» حتى يرى بياض خده‬ ‫‪« - 7‬اللهم إني أسألك يا الله الواحد األحد الصمد الذي‬
‫األيسر ‪ .‬رواه مسلم‬
‫لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي‬
‫‪ - 2‬يقول عن يمينه «السالم عليكم ورحمة الله وبركاته»‬ ‫ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم» (‪ )1‬رواه أبوداود والنسائي‬
‫حتى يرى بياض خده األيمن ‪ ،‬وعن يساره «السالم‬ ‫وصححه الحاكم‬
‫عليكم ورحمة الله» حتى يرى بياض خده األيسر ‪.‬‬ ‫‪« - 8‬اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ال إله إال أنت وحدك‬
‫رواه أبوداود وابن خزيمة بسند صحيح‬ ‫ال شريك لك ‪ ،‬المنان يا بديع السماوات واألرض‪،‬‬
‫‪ - 3‬كان إذا قال عن يمينه «السالم عليكم ورحمة الله»‬ ‫يا ذا الجالل واإلك��رام‪ ،‬يا حي يا قيوم‪ ،‬إني أسألك‬
‫اقتصر أحيانا على قوله عن يساره «السالم عليكم»‬ ‫الجنة وأع��وذ بك من النار» (‪ )2‬رواه أب ��وداود والنسائي‬
‫رواه النسائي بسند صحيح‬ ‫والبخاري في األدب المفرد‬
‫‪ - 9‬وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم ‪« :‬اللهم‬
‫الأذكار بعد ال�صالة‬ ‫اغفر لي ما قدمت وما أخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪،‬‬
‫إن صيغ التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل الثابتة خمس‬ ‫وما أسرفت وما أنت أعلم به منى‪ ،‬أنت المقدم وأنت‬
‫صيغ ‪ ..‬وهي ‪:‬‬ ‫المؤخر ال إله إال أنت» رواه مسلم وأبوعوانه‬

‫‪ - 1‬تنبيه ‪ :‬بعض المصلين إذا سلم يحرك الرأس رفع ًا وخفض ًا عند التسليم عن‬ ‫‪ - 1‬وسمع رجال يقولها في تشهده فقال [ «قد غفر له ‪ ،‬قد غفر له»‬
‫يمينه وشماله ‪ ،‬وهذا لم ينقل عن النبي [ ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وسمع آخر يقولها في تشهده أيضا فقال [ ألصحابه ‪« :‬أت��درون بما دعا ؟‬
‫‪ - 2‬فائدة ‪ :‬قال الشيخ ابن عثيمين ‪ :‬التسليم للصالة مع اإللتفات من حين تبدأ‬ ‫فقالوا ‪ :‬الله ورسوله أعلم ! قال ‪ :‬والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم»‬
‫( السالم عليكم ) التفت حتى يكون التفاتك عند قولك ( عليكم ) ألنك تخاطب‬ ‫وفي رواية ‪( :‬األعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل أعطى»‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫الجماعة ورائك ‪.‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪ - 1‬أن تقول « سبحان الله» ‪ 33‬مرة ‪ ،‬و «الحمدلله» ‪33‬‬
‫مرة ‪ ،‬و «الله أكبر» ‪ 33‬مرة ‪ ،‬وفي المائة تقول «ال إله‬
‫إال الله وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو‬
‫على كل شيء قدير» رواه أحمد ومسلم‬

‫الفصل الثاني‬ ‫‪ - 2‬أن تقول «سبحان الله» ‪ 33‬مرة ‪ ،‬و «الحمدلله» ‪33‬‬
‫مرة ‪ ،‬و «الله أكبر» ‪ 34‬مرة ‪ .‬رواه مسلم‬
‫‪ - 3‬أن تقول «سبحان الله» ‪ 25‬مرة ‪ ،‬و «الحمدلله» ‪25‬‬
‫مرة ‪ ،‬و « ال إله إال الله» ‪ 25‬مرة ‪ ،‬و «الله أكبر» ‪25‬‬

‫م�ســائل‬ ‫مرة ‪ .‬رواه النسائي بسند صحيح‬


‫‪ - 4‬أن تقول «سبحان الله» عش ًرا ‪ ،‬و «الحمدلله» عش ًرا‪،‬‬

‫في ال�صــالة‬
‫و «الله أكبر» عش ًرا ‪ .‬رواه البخاري‬
‫‪ - 5‬أن تقول «سبحان الله» ‪ 11‬مرة ‪ ،‬و «الحمدلله» ‪11‬‬
‫مرة ‪ ،‬و «الله أكبر»‪ 11‬مرة ‪ .‬رواه مسلم (‪)1‬‬

‫‪ - 1‬وه��ذه الصفة من تفسير ال��راوي من طريق آخ��ر وه��و سهيل بن أب��ي صالح ‪..‬‬
‫غير أن اب��ن القيم رحمه الله انكر ه��ذه الصفة أن تكون ثابتة كما ف��ي زاد المعاد‬
‫حيث قال ‪ :‬وال��ذي يظهر في هذه الصفة أنها من تصرف ال��رواة ألن لفظ الحديث‬
‫(يسبحون ويحمدون ويكبرون دبر كل صالة ثالثا وثالثين ) إنما مراده أن يكون الثالث‬
‫والثالثون في كل واحدة من كلمات التسبيح والتحميد والتكبير أي قولوا ( سبحان‬
‫الله والحمدلله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثالث وثالثين ) أهـ‬

‫‪30‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الخشوع في الصالة‬

‫�ون (‪ )1‬ا َّل� ِ�ذي� َ�ن ُه� ْ�م فيِ‬ ‫قال الله تعالى ‪َ { :‬ق� ْ�د َ�أ ْف� َل� َ�ح مْ ُ‬
‫ال� ْ�ؤ ِم��نُ � َ‬
‫ون } المؤمنون ‪ ..‬أي خائفون ساكنون‬ ‫َ�صال ِتهِ ْم َخ ِ‬
‫ا�ش ُع َ‬ ‫> عن أنس ] قال ‪ :‬قال رسول الله [ « أول ما يحاسب‬
‫به العبد يوم القيامة الصالة ‪ ،‬ينظر في صالته فإن صلحت‬
‫< معنى الخشوع‬ ‫فقد أفلح ‪ ،‬وإن فسدت خاب وخسر » رواه الطبراني في األوسط‬
‫‪ - 1‬هو السكون والطمأنينة وال�ت��ؤدة وال��وق��ار والتواضع‬ ‫وفي رواية ‪« :‬أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصالة‬
‫والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته‪ .‬تفسير ابن كثير‬ ‫ف��إن صلحت صلح س��ائ��ر عمله ‪ ،‬وإن ف�س��دت فسد سائر‬
‫‪ - 2‬هو قيام القلب بين ي��دي ال��رب بالخضوع وال��ذل ‪.‬‬ ‫عمله»‪.‬‬
‫المدارج ومحل الخشوع القلب وثمرته على الجوارح‪،‬‬ ‫> عن عمار بن ياسر ] قال ‪ :‬سمعت رسول الله [ يقول‬
‫واألعضاء تابعة للقلب فإذا فسد خشوعه بالغفلة‬ ‫«إن العبد ليصلي الصالة ما يكتب له منها إال عشرها ‪،‬‬
‫والوساوس فسدت عبودية األعضاء والجوارح فإن‬ ‫تسعها‪ ،‬ثمنها ‪ ،‬سبعها ‪ ،‬سدسها ‪ ،‬خمسها ‪ ،‬ربعها ‪ ،‬ثلثها ‪،‬‬
‫نصفها» رواه أبو داود والبيهقي وأحمد وابن حبان في صحيحه‬
‫القلب كالملك واألعضاء كالجنود له ‪ ،‬فبه يأتمرون‬
‫وتعطل بفقد‬‫ّ‬ ‫وعن أمره يصدرون فإذا ُعزل الملك‬
‫القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح ‪.‬‬
‫> كان حذيفة ] يقول ‪ :‬إياكم وخشوع النفاق فقيل له‪:‬‬
‫وما خشوع النفاق قال ‪ :‬أن ترى الجسد خاشعا والقلب‬
‫ليس بخاشع‬
‫> وقال الفضيل بن عياض ‪ :‬كان يُكره أن يُري الرجل من‬
‫‪33‬‬
‫الخشوع أكثر مما في قلبه ‪.‬‬ ‫‪32‬‬
‫وحدودها ‪ ،‬واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها‬ ‫> ورأى بعضهم رجال خاشع المنكبين والبدن فقال ‪ :‬يافالن‪،‬‬
‫لئال يضيع شيئا منها ‪ ،‬بل همه كله مصروف إلى إقامتها‬ ‫الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ‪ ،‬الهاهنا وأشار إلى‬
‫كما ينبغي وإكمالها وإتمامها ‪ ،‬قد استغرق قلبه شأن‬ ‫منكبيه ‪ .‬المدارج ‪521/1‬‬
‫الصالة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها ‪.‬‬
‫< مراتب الناس في الخشوع ‪:‬‬
‫> الخامس ‪ :‬من إذا قام إلى الصالة قام إليها كذلك‪ ،‬ولكن‬
‫مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل‪،‬‬ ‫والخاشعون درجات ‪ ،‬والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص‬
‫ناظرا بقلبه إليه‪ ،‬مراقبا له‪ ،‬ممتلئا من محبته وعظمته‪،‬‬ ‫فمنهم من يبلغ خشوعه عنان السماء ومنهم من يخرج من‬
‫ك��أن��ه ي��راه وي �ش��اه��ده‪ ،‬وق��د اضمحلت تلك الوساوس‬ ‫صالته لم يعقل شيئا ‪ ،‬وال�ن��اس في الصالة على مراتب‬
‫والخطرات‪ ،‬وارتفعت حجبها بينه وبين ربه‪ ،‬فهذا بينه‬ ‫خمسة ‪:‬‬
‫وبين غيره في الصالة أعظم مما بين السماء واألرض‪،‬‬ ‫> أحدها ‪ :‬مرتبة الظالم لنفسه المفرط ‪ ،‬وهو الذي انتقص‬
‫وهذا في صالته مشغول بربه عز وجل قرير العين به‪.‬‬ ‫من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها‪.‬‬
‫فالقسم األول معاقب‪ ،‬والثاني محاسب‪ ،‬والثالث مكفّ ر عنه‪،‬‬ ‫> الثاني‪ :‬من يحافظ على مواقيتها وح��دوده��ا وأركانها‬
‫والرابع مثاب‪ ،‬والخامس مق ّرب من ر ّبه‪ ،‬ألن له نصيبا ممن‬ ‫الظاهرة ووضوئها ‪ ،‬لكنــه قد ض ّيع مجاهدة نفسه في‬
‫ُجعلت ق ّرة عينه في الصالة ‪ ،‬فمن ق ّرت عينه بصالته في‬ ‫الوسوسة ‪ ،‬فذهب مع الوساوس واألفكار ‪.‬‬
‫الدنيا‪ ،‬ق ّرت عينه بقربه من ر ّبه عز وجل في اآلخرة ‪ ،‬وق ّرت‬ ‫> الثالث ‪ :‬من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه‬
‫عيـنه أيضا به في الدنيا‪ ،‬ومن قرت عينه بالله ق ّرت به كل‬ ‫في دف��ع ال��وس��اوس واألف�ك��ار ‪ ،‬فهو مشغول بمجاهدة‬
‫عين‪ ،‬ومن لم تق ّر عينه بالله تعالى تقط ّعت نفسه على الدنيا‬ ‫عدوه لئال يسرق صالته ‪ ،‬فهو في صالة وجهاد ‪.‬‬
‫حسرات ‪ .‬الوابل الصيب ص ‪40 :‬‬ ‫> الرابع ‪ :‬من إذا قام إلى الصالة أكمل حقوقها وأركانها‬

‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫يركع ‪ ،‬فيكاد الرخم يقع على ظهره ‪ ،‬ويسجد فكأنه ثوب‬ ‫< أحوال الخاشعين في الصالة‬
‫مطروح‪.‬‬ ‫> قال عمر بن الخطاب ] على المنبر ‪ :‬إن الرجل ليشيب‬
‫إننا نستغرب من ذلك الخشوع وتلك الطمأنينة وما ذاك‬ ‫عارضاه في اإلسالم وما أكمل لله تعالى صالة ‪ ،‬قيل ‪ :‬ال‬
‫إال ألننا ال نرى هذا في واقع حياتنا وإال فإن العنبس بن‬ ‫يُتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عز وجل ‪.‬‬
‫عقبة كان يسجد حتى تقع العصافير على ظهره ‪ ،‬فكأنه‬ ‫ه��ذا ق��ول عمر بن الخطاب في ص��در اإلس�لام ‪ ،‬ماذا‬
‫جذم حائط‪.‬‬ ‫عن واقعنا نحن اليوم ‪ ،‬والكثير ‪ -‬إال من رحم ربي ‪-‬‬
‫> ونسير مع الصالحين ‪ ...‬فهذا أبو بكر بن عياش يقول ‪:‬‬ ‫تذهب به أح��وال الدنيا كل مذهب ‪ ،‬فهو يصلي ببدنه‬
‫رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً ‪ ،‬فلو رأيته قلت ميت ‪،‬‬ ‫ولكنه يذهب بفكره إلى الدنيا وأسواقها ؛ يبيع ويشتري‬
‫يعني من طول السجود ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ويزيد وينقص‪ ...‬وما ذاك إال من الغفلة‪.‬‬
‫> وك��ان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل‬ ‫> وقال الحسن ‪ :‬سمعهم عامر بن عبد قيس وما يذكرون‬
‫على ظهره العصافير‪.‬‬ ‫من ذكر الضيعة في الصالة ‪ ،‬قال ‪ :‬تجدونه ؟ قالوا ‪:‬‬
‫> أما ابن وهب فقد قال‪ :‬رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب‪،‬‬ ‫إلي‬
‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬والله لئن تختلف األسنة في جوفي أحب َّ‬
‫صلى‪ ،‬ثم سجد سجدة‪ ،‬فلم يرفع حتى نودي بالعشاء ‪.‬‬ ‫أن يكون هذا في صالتي‪.‬‬
‫ولم يكن يشغلهم عن الصــالة شاغل ‪ ،‬ولم يكــن بينهم‬ ‫> أخ��ي الحبيب ‪ :‬م��ا بالنا ه�ك��ذا ع��ن ال�ص�لاة معرضين‬
‫وبين الله حائل ‪ ،‬فاالنتباه مقتصر على الصالة والخشوع‬ ‫ولواجباتنا مضيعين ‪ .‬لقد كان عبد الله بن مسعود إذا‬
‫لله والتذلل بين يديه‪.‬‬ ‫قام في الصالة كأنه ثوب ملقى‪ .‬وكان سعيد بن جبير‬
‫> وكان اإلمام البخاري يصلي ذات ليلة‪ ،‬فلسعه الزنبور سبع‬ ‫إذا قام إلى الصالة كأنه وتد‪.‬‬
‫عشرة مرة ‪ ،‬فلما قضى الصالة‪ ،‬قال‪ :‬انظروا أيش آذاني‪.‬‬ ‫> أخي الحبيب ‪ :‬أين نحن من هؤالء؟ هذا عبدالله بن الزبير‬
‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫كما هي تردد اآلية وتبكي وتدعو ‪.‬‬ ‫> وعن ميمون بن حيان قال‪ :‬ما رأيت مسلم بن يسار متلفتاً‬
‫> وعن حاتم األصم ] أنه سئل عن صالته فقال‪ :‬إذا‬ ‫في صالته قط خفيفة وال طويلة ‪ ،‬ولقد انهدمت ناحية‬
‫حانت الصالة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد‬ ‫المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه في المسجد في‬
‫الصالة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ‪ ،‬ثم أقوم‬ ‫صالته فما التفت‪.‬‬
‫إلى صالتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت‬ ‫> وعندما ُسئل خلف ب��ن أي��وب ‪ :‬أال ي��ؤذي��ك ال��ذب��اب في‬
‫قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت‬ ‫صالتك فتطردها ق��ال ‪ :‬ال أُع�� ِّود نفسي شيئاً يفسد‬
‫ورائي أظنها آخر صالتي‪ ،‬ثم أقوم بين الرجاء والخوف‬ ‫علي صالتي ‪ ،‬قيل له ‪ :‬وكيف تصبر على ذلك؟ قال ‪:‬‬
‫وأكبر تكبيراً بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا‬ ‫بلغني أن الفساق يصبرون تحت سياط السلطان فيقال‪:‬‬
‫بتواضع وأس�ج��د س �ج��وداً بتخشع وأق�ع��د على الورك‬ ‫فالن صبور ويفتخرون بذلك ‪ ،‬فأنا قائم بين يدي ربي‬
‫األيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على‬ ‫أفأتحرك لذبابة ؟!!‪.‬‬
‫اإلبهام وأتبعها اإلخالص‪ ،‬ثم ال أدري أقبلت مني أم ال؟‬ ‫> وكان ابن الزبير إذا قام في الصالة كأنه عود من الخشوع‪.‬‬
‫> وه��ذه وصية بكر المزني تنادي بالحرص على الصالة‬ ‫> قال القاسم بن محمد ‪ :‬غ��دوت يوماً وكنت إذا غدوت‬
‫وإتمامها على وجهها الصحيح إذ قال ‪ :‬إذا أردت أن‬ ‫بدأت بعائشة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬أسلِّم عليها ‪ ،‬فغدوت‬
‫تنفعك صالتك ‪ ،‬فقل ‪ :‬ال أصلي غيرها ‪.‬‬ ‫يوماً إليها فإذا هي تصلي الضحى وهي تقرأ رضي الله‬
‫> ورغم تلك العناية بالصالة وشدة المحافظة عليها فإن‬ ‫وم } الطور ‪27‬‬
‫ال�س ُم ِ‬
‫اب َّ‬
‫عنها { َف َم َّن هَّ ُ‬
‫الل َع َل ْينَ ا َو َو َقانَا َع َذ َ‬
‫عثمان بن أبي ده��رش قال ‪ :‬ما صليت صالة قط إال‬ ‫‪ ..‬وتبكي وتدعو وتردد اآلية فقمت حتى مللت وهي كما‬
‫استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها‪.‬‬ ‫هي ‪ ،‬فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت‪ :‬أفرغ من‬
‫إخواني ‪ ...‬لله أقوام امتثلوا ما أمروا ‪ ،‬وزجروا عن الزلل‬ ‫حاجتي ثم أرجع ‪ ،‬ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪ - 7‬صحبة الخاشعين ومسايرتهم ‪.‬‬ ‫فانزجروا ‪ ،‬ج� َّ�ن عليهم الليل فسهروا ‪ ،‬وطالعوا صحف‬
‫> ثاني ًا ‪ :‬أسباب تتعلق بالصالة ‪ ...‬منها ‪:‬‬ ‫الذنوب فانكسروا ‪ ،‬وطرقوا باب المحبوب واعتذروا إني‬
‫جزيتهم اليوم بما صبروا ‪ ..‬ولكن !!‬
‫‪ - 1‬اج �م��ع ن�ف�س��ك وأح �ض��ر ق�ل�ب��ك ق �ب��ل ال ��دخ ��ول في‬
‫الصالة‪.‬‬ ‫< كيف السبيل إلى الخشوع في الصالة ؟ وما هي الوسائل‬
‫‪ - 2‬استشعار عظمة من ستقف أمامه وهو الله عز وجل‪.‬‬ ‫التي تعين على ذلك ؟‬
‫‪ - 3‬الرجاء في الحصول على ثواب الصالة كام ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫�اب يرجى لمن فعلها أن يرزق‬‫هناك أخ��ي المصلي أس�ب� ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ - 4‬إحسان الوضوء وعدم اإلسراف وترك األعقاب ‪.‬‬ ‫الخشوع في الصالة وهي على قسمين ‪:‬‬
‫‪ - 5‬تهيأ قبل الدخول في الصالة لقوله [ «ال صالة‬ ‫> أو ًال‪ :‬أسباب ال تتعلق بالصالة وهي ‪:‬‬
‫بحضرة طعام وال وهو يدافعه األخبثان» رواه مسلم ‪،‬‬ ‫‪ - 1‬توحيد الله عز وجل في ألوهيته وربوبيته وأسمائه‬
‫وليكن المكان مهي ًأ للصالة‬ ‫وصفاته‪.‬‬
‫‪ - 6‬الحذر من التهاون في أداء الصالة مع الجماعة‬ ‫‪ - 2‬تعظيم جناب ال��رب ت�ب��ارك وتعالى واإلخ�ل�اص له‬
‫والسعي لها مبكرا مع األذان ‪.‬‬ ‫ومراقبته في السر والعالنية ‪.‬‬
‫‪ - 7‬ال تدع النوافل وبخاصة الرواتب كالوتر وسنة الفجر‬ ‫‪ - 3‬تجريد االتباع للرسول [ ‪.‬‬
‫وعليك بقيام الليل ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تقوى الله بفعل المأمورات وترك المحظورات ‪.‬‬
‫‪ - 8‬تفكر ف��ي م�ع��ان��ي اآلي� ��ات واألذك � ��ار ال �ت��ي تقرأها‬ ‫‪ - 5‬أكل الحالل الطيب والبعد عن الحرام وتجنب الشبهات‪.‬‬
‫وترددها‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ال��دع��اء وال �ت �ض��رع إل ��ى ال �ل��ه ع��ز وج ��ل ب ��أن يرزقك‬
‫‪ - 1‬االعقاب جمع عقب وهو مؤخرة القدم‬ ‫الخشوع‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬
‫فالخشوع أمره كبير ‪ ،‬وشأنه خطير ‪ ،‬وال يتأتى إال لمن وفقه‬ ‫‪ - 9‬ال تتعجل في صالتك وال تكن الصالة أه��ون شيء‬
‫الله لذلك ‪ ،‬وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة وخطب جلل‬ ‫عندك تؤديها كيفما كان ‪.‬‬
‫ولذلك كان النبي [ يقول في دعائه ‪« :‬اللهم إني أعوذ بك‬ ‫‪ - 10‬التأدب في الصالة بعدم الحركة أو االلتفات أو‬
‫من قلب ال يخشع ‪ »..‬رواه الترمذي بسند صحيح‬ ‫العبث المنهي عنه ‪.‬‬
‫جعل الله لنا من العمل أصوبه وأخلصه ومن األجر أتمه‬ ‫‪ - 11‬التزم بأحكام الصالة وآدابها ‪ ،‬واجعل نظرك في‬
‫وأكمله‪ .‬اللهم إنا نعوذ بك من قلب ال يخشع ومن عين ال‬ ‫موضع س�ج��ودك ‪ ،‬ق��ال [ «ص�ل��وا كما رأيتموني‬
‫تدمع ومن دعاء ال يستجاب له ‪ ،‬اللهم تجاوز عن سيئاتنا‬ ‫أصلي» رواه البخاري‬
‫واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ‪ ....‬اللهم آمين‪.‬‬ ‫‪ - 12‬تابع اإلمام فإنما جعل اإلمام ليؤتم به ‪.‬‬
‫‪ - 13‬فرغ قلبك من شواغل الدنيا ‪ ...‬فهي كلها بما فيها‬
‫من فتن وشواغل ال تساوي عند الله جناح بعوضة ‪.‬‬
‫‪ - 14‬تجنب الصالة في األماكن التي فيها آالت اللهو أو‬
‫التصاوير أو تشويش أو أصوات ولغط ‪.‬‬
‫‪ - 15‬ص ِّل صالة مودع فكل من نعرفهم رحلوا بعد صالة‬
‫مكتوبة وأنت ال بد منهم‪.‬‬
‫> أخي المسلم ‪ ...‬قال [ «ما من ام��رئ مسلم تحضره‬
‫صالة مكتوبة ‪ ،‬فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ‪ ،‬إال‬
‫كانت كفارة من الذنوب ما لم تؤت كبيرة ‪ ،‬وذلك الدهر كله»‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫قال الله‪ :‬هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل‪ ،‬فإذا‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الترغيب في الصالة‬
‫ين �أَن َْع ْم َت‬ ‫ِصا َ‬
‫اط ا َّل ِذ َ‬ ‫قال‪ْ { :‬اه ِدنَا ال���ِّصرِرِّ َ َ‬
‫اط مْ ُ‬
‫ال ْ�ستَ ِق َ‬
‫يم �� رِ َ‬ ‫> الصالة ‪ :‬هي الركن الثاني من أركان اإلسالم ‪ ،‬وهي آكد‬
‫ني} ‪ ،‬قال الله‪:‬‬ ‫وب َع َل ْيهِ ْم َوال َّ‬
‫ال�ضا ِّل َ‬ ‫الغْ ُ�ض ِ‬ ‫َع َل ْيهِ ْم َغيرْ ِ مْ َ‬
‫أركان اإلسالم بعد الشهادتين ‪.‬‬
‫هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» رواه مسلم ‪.‬‬
‫> الصالة ‪ :‬عمود الدين ‪ ،‬قال رسول الله [‪« :‬رأس األمر‬
‫> الصالة ‪ :‬آخ��ر وصية وص��ى بها النبي [ ‪ ،‬فجعل [‬ ‫اإلس�لام وعموده الصالة ‪ ،‬وذروة سنامه الجهاد» رواه‬
‫يوصي أمته وه��و يلفظ أنفاسه األخ�ي��رة عند مفارقة‬ ‫الترمذي بسند صحيح‬
‫الدنيا ‪ ،‬وقبل انتقاله للرفيــــق األعلى‪ ،‬حينما كان يقول‪:‬‬
‫> الصالة ‪ :‬أول ما يحاسب عليها العبد ‪ ،‬قال رسول الله‬
‫«الصالة ‪ ..‬الصالة ‪ ..‬واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم»‬
‫[‪« :‬إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله‬
‫رواه أبوداود بسند صحيح‬
‫الصالة ‪ ،‬فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد‬
‫فلتحرص أخي المسلم كل الحرص على صالتك ‪ ،‬فهي‬ ‫خاب وخسر» رواه الترمذي بسند صحيح‬
‫الفارق ال��ذي بيننا وبين كل من خالف دي��ن اإلس�لام ‪،‬‬
‫> الصالة ‪ :‬صلة بين العبد وبين رب��ه‪ ،‬قال النبي [ «إن‬
‫ولتعلم أن من أقام الصالة فقد أقام الدين ‪ ،‬ومن هدمها‬
‫أحدكم إذا كان في صالته فإنه يناجي ربه» متفق عليه ‪،‬‬
‫فقد هدم الدين ‪ ،‬نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫وقال الله تعالى في الحديث القدسي ‪« :‬قسمت الصالة‬
‫< الترغيب في الصلوات الخمس‪:‬‬ ‫بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما س��أل‪ ،‬ف��إذا قال‬
‫> عن ابن عمر ] عن النبي [ قال ‪« :‬بني اإلسالم على‬ ‫�ين{ ‪ ،‬قال الله‪ :‬حمدني‬ ‫�ال َ‬ ‫ال� ْ�م��دُ للِهَّ ِ َر ِّب ا ْل� َ�ع� مَ ِ‬
‫العبد‪ { :‬حْ َ‬
‫خمس شهادة أن ال إله إال الله وأن محمدا رسول الله‬ ‫يم }‪ ،‬قال الله‪ :‬أثنى‬ ‫الر ِح ِ‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫عبدي‪ ،‬فإذا قال‪َّ { :‬‬
‫وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان»‬ ‫ين } قال الله‪:‬‬ ‫علي عبدي‪ ،‬فإذا قال‪َ { :‬مالك َي� ْ�و ِم الدِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رواه البخاري ومسلم‬ ‫ني}‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مجدني عبـــدي‪ ،‬فإذا قال‪�{ :‬إِ َّي َ‬
‫اك ن َْع ُبدُ َو�إِ َّياك ن َْ�ستَ ع ُ‬
‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟‬ ‫> عن أبي هريرة ] قال ‪ :‬سمعت رسول الله [ يقول ‪:‬‬
‫فيقولون‪ :‬تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون»‬ ‫«أرأيتم لو أن نه ًرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس‬
‫رواه البخاري ومسلم‬ ‫مرات ‪ ،‬هل يبقى من درنه (‪ )1‬شيء ؟ قال ‪ :‬كذلك مثل‬
‫> عن عبادة بن الصامت ] قال سمعت رسـول الله [‬ ‫الصلوات يمحو بهن الخطايا» رواه البخاري ومسلم‬
‫يقول ‪« :‬خمس صلوات كتبهن الله على عباده ‪ ،‬فمن جاء‬ ‫> عن عثمان ] قال‪ :‬والله ألحدثكم حديثا لوال آية في‬
‫بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند‬ ‫كتاب الله ما حدثتكموه‪ ،‬سمعت رسول الله [ يقول‪« :‬ال‬
‫الله عهد أن يدخله الجنة‪ ،‬ومن لم يأت بهن فليس له‬ ‫يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصالة إال غفر‬
‫عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة» رواه‬ ‫له ما بينهما وبين الصالة التي تليها» رواه البخاري ومسلم‬
‫أبوداود بسند صحيح‬ ‫> وعن عثمان ] قال ‪ :‬سمعت رسول الله [ يقول ‪« :‬ما‬
‫من امرئ مسلم تحضره صالة مكتوبة فيحسن وضوءها‬
‫وخشوعها وركوعها إال كانت كفارة لما قبلها من الذنوب‬
‫ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله» رواه مسلم‬
‫> عن أبى أيوب ] أن النبي [ كان يقول ‪« :‬إن كل صالة‬
‫تحط ما بين يديها من خطيئة» رواه أحمد بسند صحيح‬
‫> عن أبي هريرة ] أن رسول الله [ قال‪« :‬يتعاقبون‬
‫فيكم مالئكة الليل وم�لائ�ك��ة ال�ن�ه��ار‪ ،‬ويجتمعون في‬
‫ص�ل�اة ال�ص�ب��ح وص�ل�اة ال�ع�ص��ر ث��م ي�ع��رج ال��ذي��ن باتوا‬
‫‪ - 1‬الدرن هو القذر والوسخ‬

‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫بأن يسامح لهم في تركها ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬وجوب صالة الجماعة‬
‫اق َو ُي ْد َع ْو َن ِ�إ ىَل ُّ‬
‫ال�س ُج ِ‬
‫ود‬ ‫‪ - 3‬قال تعالى ‪ْ { :‬يو َم ُي ْك َ�ش ُ‬
‫ف َع ْن َ�س ٍ‬ ‫األدلة على وجوب صالة الجماعة في المساجد من كتاب‬
‫ا�ش َع ًة �أَ ْب َ�ص ُار ُه ْم ت َْر َهقُ ُه ْم ِذ َّل ٌة َو َق ْد‬
‫ون (‪َ )42‬خ ِ‬ ‫يع َ‬‫َفال َي ْ�ستَ ِط ُ‬ ‫الله وسنة رسوله [ ‪ ،‬وأقوال الصحابة كثيرة جدا ‪ ،‬و هي‬
‫ون } القلم ‪. 43‬‬ ‫ال َ‬ ‫ود َو ُه ْم َ�س مِ ُ‬ ‫َكانُوا ُي ْد َع ْو َن �إ ىَِل ُّ‬
‫ال�س ُج ِ‬ ‫ال تخفى على كثير من الناس ‪ ،‬لذا فسأقتصر على ذكر‬
‫المسيب رحمه الله‪ :‬كانوا يسمعون‬
‫ِ‬ ‫قال سعيد بن‬ ‫بعضها مما تقوم به الحجة إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫(حي على الصالة ‪ ،‬حي على الفالح) فال يجيبون‬ ‫< أوال ‪ :‬من كتاب الله ‪:‬‬
‫وهم أصحاء سالمون ‪ ..‬وقال كعب األحبار‪ :‬والله ما‬ ‫‪ - 1‬ق��ال تعـــالى الله ‪َ { :‬و�أَ ِق �ي� ُ�م��وا ال� َّ���ص�لاةَ َو�آ ُت� ��وا َّ‬
‫الز َكاةَ‬
‫نزلت هذه اآلية إال في الذين تخلفوا عن الجماعة‪.‬‬ ‫ني } البقرة ‪ ، 43‬الشاهد قوله‪:‬‬ ‫اك ِع َ‬
‫الر ِ‬
‫َو ْار َك ُعوا َم َع َّ‬
‫ف��أي وع�ي��د أش��د وأب �ل��غ م��ن ه��ذا لمن ت��رك صالة‬ ‫ني }‪ ،‬وهو نص في وجوب‬ ‫اك ِع َ‬ ‫{ َو ْار َك� ُ�ع��وا َم� َ�ع َّ‬
‫الر ِ‬
‫الجماعة مع القدرة على إتيانها ‪.‬‬ ‫صالة الجماعة ومشاركة المصلين في صالتهم ‪،‬‬
‫ولو كان المقصود إقامتها الكتفى بقوله في أول اآلية‬
‫< ثانيا ‪ :‬من السنة ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ال�صالةَ }‪.‬‬
‫يموا َّ‬ ‫{ َو�أ ِق ُ‬
‫> في الصحيحين عن أبي هـــريرة ] عن النبي [ ‪ ،‬أنه‬ ‫َ‬
‫نت ِفيهِ ْم َف�أ َق ْم َت َل ُه ْم َّ‬
‫ال�صالةَ‬ ‫‪ - 2‬قوله تعالى ‪َ { :‬و�إِذَ ا ُك َ‬
‫قال ‪« :‬لقد هممت أن آمر بالصالة فتقام ‪ ،‬ثم آمر رجال‬
‫فيصلي بالناس ‪ ،‬ثم انطلق برجال معهم حزم من حطب إلى‬ ‫َف ْلتَ قُ ْم َطا ِئفَ ٌة ِمنْ ُه ْم َم َع َك‪ } ..‬النساء ‪ ،102‬وجه الداللة‬
‫م��ن ه ��ذه اآلي���ة أن ال �ل��ه أوج���ب أداء ال �ص�لاة في‬
‫قوم ال يشهدون الصالة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» وال‬ ‫الجماعة في حالة الحرب ‪ ،‬ففي حالة السلم أولى ‪،‬‬
‫يتوعد بحرق بيوتهم بالنار إال على ترك واجب ‪.‬‬ ‫ولو كان أحد يسامح في ترك صالة الجماعة ‪ ،‬لكان‬
‫> وعن ابن عباس ] قال ‪ :‬قال رسول الله [ «من سمع‬ ‫المصافون للعدو ‪ ،‬المهددون بهجومه عليهم أولى‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫> وقال أبو هريرة ]‪ :‬ألن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا‬ ‫المنادي بالصالة فلم يمنعه من اتباعه عذر‪ ،‬لم تقبل منه‬
‫مذابا خير له من أن يسمع النداء و ال يجيب‪.‬‬ ‫الصالة التي صلى ‪ .‬قيل وما العــذر يا رسول الله ؟ قال‪:‬‬
‫وبعد هذه األدلة الواضحة الصريحة ‪ ،‬هل بقي لمتخلف‬ ‫خوف أو مرض» رواه أبوداود وابن ماجة و ابن حبان في صحيحه ‪.‬‬
‫ع��ذر‪ .‬إن هذه األدل��ة حجة على من قرأها أو سمعها‪,‬‬ ‫< ثالثا ‪ :‬من أقوال الصحابة رضي الله عنهم ‪:‬‬
‫سيحاسب عنها يوم القيامة ‪ ،‬والله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫> قال عبد الله بن مسعود ]‪ :‬من سره أن يلقى الله‬
‫< فوائد صالة الجماعة‬ ‫غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى‬
‫لحكم عظيمة ‪،‬‬ ‫شرع الله سبحانه وتعالى صالة الجماعة ِ‬ ‫بهن ‪ ،‬فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى‪ ،‬وإنهن من سنن‬
‫وفوائد جسيمة منها ما يلي ‪:‬‬ ‫ال�ه��دى‪ ،‬ول��و أنكم صليتم ف��ي بيوتكم كما يصلي هذا‬
‫‪ -1‬اختبار العباد وامتحانهم ‪ ،‬ليعلم الله من يمتثل أوامره‬ ‫المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم‪ ،‬ولو تركتم سنة‬
‫ممن يعرض عنها ويتكبر ‪.‬‬ ‫نبيكم لضللتم‪ ،‬وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور‪ ،‬ثم‬
‫‪ -2‬التعارف والتآلف والترابط بين المسلمين ليكونوا‬ ‫يعمد إلى مسجد من هذه المساجد‪ ،‬إال كتب الله له بكل‬
‫كالجسد الواحد وكالبنيان يشد بعضه بعضا ‪ ،‬والذي‬ ‫خطوة يخطوها حسنة ‪ ،‬ويرفعه بها درجة ويحط عنه‬
‫ال يصلي في المسجد ال يعرفه أهل الحي إال من‬ ‫بها سيئة‪ ،‬ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إال منافق معلوم‬
‫كان بينه وبين أحدهم مصلحة دنيوية ‪.‬‬ ‫النفاق‪ ،‬ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين‬
‫‪ -3‬تعليم الجاهل ‪ ..‬وتذكير الغافل ‪ ،‬فالجاهل يرى العالم‬ ‫حتى يقام في الصف ‪.‬‬
‫فيقتدي به ‪ ،‬والغافل يسمع الموعظة فينتفع بها ‪.‬‬ ‫> وقال علي بن أبي طالب ]‪ :‬ال صالة لجار المسجد إال‬
‫‪ -4‬ما يشعر به المصلي في الجماعة من الخشوع والتدبر‬ ‫في المسجد‪ ،‬قيل ‪ :‬ومن جار المسجد ؟ قال من سمع‬
‫واالنتفاع بالصالة ‪ ،‬بخالف من يصلي في بيته فإنه قد‬ ‫األذان‪ .‬رواه أحمد في مسنده ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫< الوعيد لمن تخلف عن صالة الجماعة من غير عذر‪:‬‬ ‫ال يشعر بشيء من ذلك‪ ،‬بل إن الصالة تثقل عليه في‬
‫> عن ابن عباس ] أن النبي [ قال‪« :‬من سمع النداء فلم‬ ‫الغالب فينقرها نقر الديك فال ينتفع منها بشيء‪.‬‬
‫يجب فال صالة له إال بعذر» رواه ابن ماجه وابن حبان بسند صحيح‬ ‫‪ -5‬إغ��اظ��ة أع��داء الله وإره��اب�ه��م وعلى رأس�ه��م إبليس‬
‫> قال بن مسعود ]‪ :‬ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما‬ ‫وجنوده من شياطين اإلنس والجن ‪ ،‬الذين يؤرقهم أن‬
‫يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ‪ ،‬ولو‬ ‫يعود المسلمون إلى المساجد وخاصة الشباب ‪.‬‬
‫تركتم سنة نبيكم لضللتم ‪ .‬رواه مسلم‬ ‫‪ -6‬ما في الخروج إلى المسجد من النشاط والحركة‬
‫> عن أبي هريرة ] أن النبي [ قال ‪« :‬لقد هممت‬ ‫ورياضة البدن بكثرة المشي ذهابا وإيابا ‪ ،‬السيما إن‬
‫أن آم��ر بالصالة فتقام ثم آم��ر رج�لا فيصلي بالناس‬ ‫كان المسجد بعيدا ‪ ،‬بخالف الصالة في البيت وما‬
‫ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم ال‬ ‫يصاحبها في الغالب من الكسل والخمول‪.‬‬
‫يشهدون الصالة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» متفق عليه‬ ‫هذه بعض فوائد الصالة مع الجماعة في المساجد‪،‬‬
‫> عن أب��ي هريرة ] ق��ال ‪« :‬أت��ى رج��ل أعمى فقال يا‬ ‫وال شك أن هناك فوائد أخرى كثيرة ‪ ،‬دينية ودنيوية‪،‬‬
‫رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل‬ ‫ف��اح��رص ـ ي��ا أخ��ي المسلم ـ ع�ل��ى ح�ض��ور صالة‬
‫رسول الله [ أن يرخــص له فيصلي في بيته فرخص‬ ‫الجماعة في المسجد حتى تكتب لك ال�ب��راءة من‬
‫له ‪ ،‬فلما ولى دعاه فقال ‪« :‬هل تســــمع النداء بالصــــــالة‬ ‫النفاق ‪.‬‬
‫؟فقال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فأجب» رواه مسلم‬ ‫عن أنس بن مالك ] قال ‪ :‬قال رسول الله [ «من‬
‫> وعن أبي بردة عن أبيه ‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬قال ‪ :‬قال‬ ‫صلى لله أربعين يوما في جماعة ‪ ،‬يدرك التكبيرة‬
‫رسول الله [ «من ســــمع النداء فارغا صحيحا فلم‬ ‫األولى ‪ ،‬كتب له براءتان ‪ :‬براءة من النار وبراءة من‬
‫يجـــب فال صــالة له» رواه الحاكم وحسنه‬ ‫النفاق» رواه الترمذي بسند حسن‬

‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
‫اموا �إ ىَِل‬
‫اد ُع ُه ْم َو�إِذَ ا َق ُ‬ ‫ون هَّ َ‬
‫الل َو ُه َو َخ ِ‬ ‫اد ُع َ‬‫ني ُي َخ ِ‬‫النَ ِاف ِق َ‬ ‫مْ ُ‬ ‫< فتاوى في وجوب صالة الجماعة ‪:‬‬
‫ا�س َوال َي ْذ ُك ُر َ‬
‫ون‬ ‫الن َ‬ ‫ون َّ‬ ‫اموا ُك َ�س ىَال ُي� َ�ر ُاء َ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫الة َق ُ‬ ‫َّ‬ ‫> سؤال ‪ :‬يتهاون كثير من المسلمين اليوم بالصالة في‬
‫ال ْ } النساء ‪142‬‬ ‫هَّ َ‬
‫الل �إِ َّال َق ِلي ً‬ ‫الجماعة وحتى بعض طلبة العلم ‪ ،‬ويتعللون بأن‬
‫بعض العلماء قال بعدم وجوبها ‪ ،‬فما حكم صالة‬
‫فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله‬ ‫الجماعة ؟ وبماذا تنصحون هؤالء ؟‬
‫جواب ‪ :‬الصالة في الجماعة مع المسلمين في المساجد‬
‫واجبة بال شك في أصح أقوال أهل العلم على‬
‫كل رجل قادر يسمع النداء لقول النبي [ ‪« :‬من‬
‫سمع النداء فلم يأته فال صالة له إال من عذر»‬
‫رواه ابن ماجه وابن حبان ‪.‬‬
‫> سؤال ‪ :‬أكون في بعض األحيان مرهقاً ومتعباً وأنام‬
‫متأخراً ‪ ،‬وال أستطيع صالة الفجر إال في البيت‬
‫فهل يجوز ذلك ؟‬
‫ج��واب ‪ :‬ال��واج��ب على المكلف م��ن ال��رج��ال أن يصلي‬
‫الصلوات الخمس كلها في المسجد مع إخوانه‬
‫المسلمين ‪ ،‬وال ي�ج��وز ل��ه ال�ت�س��اه��ل ف��ي ذلك‬
‫والتخلف ع��ن ذل��ك ف��ي الفجر أو غيرها من‬
‫صفات المنافقين كما قال الله عز وجل { �إ َِّن‬

‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬حكم تارك الصالة‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬حكم صالة المنفرد خلف الصف‬
‫قال رسول الله [ «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك‬ ‫قال رسول الله [ «ال صالة لمنفرد خلف الصف»‬
‫الصالة» رواه مسلم عن جابر‬ ‫رواه أحمد في المسند وابن ماجه وصححه األلباني في االرواء‬
‫وقال [ «العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر»‬ ‫> اختلف العلماء ف��ي ص�لاة المنفرد خلف الصف على‬
‫رواه أحمد والترمذي عن بريده وصححه األلباني في صحيح الجامع ‪4143‬‬ ‫ثالثة أقوال‪:‬‬
‫جحودا ‪ ،‬واختلفوا‬
‫ً‬ ‫> اجمع العلماء على كفر تارك الصالة‬ ‫‪ - 1‬صالته صحيحة ولكنها غير كاملة مثل قوله «ال صالة‬
‫في من تركها تكاسال على أقوال ‪:‬‬ ‫بحضرة طعام» وهو قول األئمة األربعة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬تارك الصالة كافر كف ًرا مخرجا عن الملة سواء كان‬ ‫‪ - 2‬أن صالته باطلة ال تصح بأي حال من األحوال حتى ولو‬
‫جحودا أو تكاسال لحديث ‪« :‬بين الرجل وبين الشرك‬ ‫تم الصف‪ .‬وهو المشهور من مذهب اإلمام احمد‪.‬‬
‫والكفر ترك الصالة» رواه مسلم‬ ‫‪- 3‬وتوسط شيخ اإلسالم ابن تيمية فقال ‪ :‬إن كان الصف‬
‫‪ - 2‬وذه��ب آخ��رون إلى من يترك الصالة تكاسال فإنه‬ ‫تاما فإنه تصح صالة المنفرد خلفه ‪ ،‬ألنه اآلن عاجز‬
‫ال يكفر كف ًرا يخرج عن الملة و إنما يكون فاس ًقا‬ ‫عن المصافة وال يكلف الله نفسا إال وسعها ‪ ،‬وإن‬
‫واستدلوا بحديث البطاقة ‪.‬‬ ‫كان الصف لم يتم فال يصح أن يصلي خلف الصف‬
‫‪ - 3‬والراجح ما توســــط به شــــيخ اإلسالم ابن تيمية في‬ ‫منفر ًدا لعدم العذر‬
‫الفتاوى في مسألة «فيمن يصلى أحياناً ويترك أحياناً»‬ ‫الخالصـــة‪ :‬قال الشيخ بن عثيمين ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬إذا كان‬
‫فقال‪ :‬إن كثي ًرا من الناس ال يكونون محافظين على‬ ‫الصف تاما فص ِّل وحدك‪ ،‬وال تجذب أح ًدا‪ ،‬وال تتقدم للصالة‬
‫الصلوات الخمس وال هم تاركيها بالجملة‪ ،‬بل يصلوا‬ ‫مع اإلمام‪ ..‬هذا هو القول الصحيح والذي نراه أقرب إلى‬
‫أحيانا ويتركونها أحيانا فهؤالء فيهم إيمان ونفاق‬ ‫السنة من القول بالبطالن مطل ًقا أو بالصحة مطل ًقا ‪ .‬أهـ‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫أوال ‪ :‬أنه ال يصح أن يزوج فإن ُعقد له فالنكاح باطل ‪.‬‬ ‫وتجرى عليهم أحكام اإلس�لام الظاهرة فإذا كانت‬
‫ثاني ًا‪ :‬أنه إذا ترك الصالة بعد أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ‪.‬‬ ‫تجري على ابن سلول فغيره من باب أولى ‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أن هذا الرجل الذي ال يصلي إذا ذبح ال تؤكل ذبيحته‪.‬‬ ‫وقال في مكان آخر في الفتاوى ‪ :‬فأما من كان مصرا على‬
‫رابع ًا ‪ :‬أنه ال يحل أن يدخل مكة أو حدود حرمها ‪.‬‬ ‫تركها ال يصلي قط ‪ ،‬ويموت على هذا اإلصرار والترك فهذا‬
‫خامس ًا‪ :‬أنه لو مات أحد أقاربه فال يحق له في الميراث منه‪.‬‬ ‫ال يكون مسل ًما ‪ ،‬لكن أكثر الناس يصلون تارة ‪ ،‬ويتركونها‬
‫س��ادس� ًا ‪ :‬أن��ه إذا م��ات ال يغسل وال يكفن وال يصلى عليه‬ ‫تارة ‪ ،‬فهؤالء ليسوا يحافظون عليها ‪ ،‬وهؤالء تحت الوعيد ‪،‬‬
‫وال يدفن مع المسلمين ونخرج به إلى الصحراء ونحفر لـه‬ ‫وهم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة‬
‫وندفنه بثيابه ألنه ال حرمة له ‪.‬‬ ‫عن النبي [‪« :‬خمس صلوات كتبهن الله على العباد في‬
‫سابع ًا ‪ :‬أنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف‬ ‫اليوم والليلة من حافــظ عليهن كان له عهد عند الله أن‬
‫ـ أئمة الكفر والعياذ بالله ـ وال يدخـــــل الجـــنة ‪ ،‬وال يحل‬ ‫يدخله الجــنة ‪ ،‬ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عهد عند‬
‫ألحد من أهلــــه أن يدعـــو له بالرحمة والمغفرة ؛ ألنه كافر‬ ‫الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له» رواه ابو داود بسند صحيح‬
‫ين � َآمنُ وا �أَ ْن‬ ‫ال يستحقها لقوله تعالى ‪َ { :‬ما َك َ‬
‫ان ِل َّلنبِ ِّي َوا َّل ِذ َ‬ ‫فالمحافظ عليها الذي يصليها في مواقيتها كما أمر الله‬
‫ني َو َل ْو َكانُوا �أُ ْو يِل ُق ْر َبى ِم ْن َب ْع ِد َما ت ََبينَّ َ‬
‫َي ْ�ستَ غْ ِف ُروا ِل ْل ُم�شرْ ِ ِك َ‬ ‫تعالى ‪ ،‬وال��ذي ليس يؤخرها أحيانا عن وقتها أو يترك‬
‫يم } التوبة‪ ، 113:‬انتها كالمه رحمه الله‬ ‫َل ُه ْم �أَ َّن ُه ْم �أَ ْ�ص َح ُ‬
‫اب جْ َ‬
‫ال ِح ِ‬ ‫واجباتها ‪ ،‬فهذا تحت مشيئة الله تعالى ‪ ،‬وقد يكون لهذا‬
‫نوافل يكمل بها فرائضه كما جاء في الحديث ‪ .‬أهـ‬
‫< فالمسألة يا إخواني خطيرة ج��داً ‪ ..‬وم��ع األس��ف فإن‬ ‫< قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ‪ :‬وإذا تبين‬
‫بعض الناس يتهاونــون في هذا األمر ‪ ،‬ويقرون في البيت‬ ‫أن تارك الصالة كافر ُكفر ردة فإنه يترتب على كفره أحكام‬
‫من ال يصلي ‪ ،‬وهذا ال يجوز ‪ ..‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫المرتدين ومنها ‪-:‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬
‫ال «سبحان ربي العظيم» ‪.‬‬ ‫مطمئناً في ركوعه قائ ً‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬صفة صالة النبي [‬
‫> يرفع رأسه من الركوع ‪.‬‬ ‫من عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ إلى كل من يحب أن‬
‫> يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ‪.‬‬ ‫ال بقوله [ «صلوا‬ ‫يصلي كما كان رسول الله [ يصلي عم ً‬
‫> يرفع رأسه مكبراً ‪.‬‬ ‫كما رأيتموني أصلي» ‪ ..‬كان الرسول [ يصلي بالطرق‬
‫> يسجد السجدة الثانية مكبراً ‪.‬‬ ‫التالية ومن السنة أن نفعلها‪:‬‬
‫> يرفع رأسه مكبراً ‪.‬‬ ‫> يسبغ الوضوء ‪.‬‬
‫> إذا كانت الصالة ثنائية يجلس بعد رفعه من السجدة‬ ‫> يتوجه المصلي إلى القبلة ‪.‬‬
‫الثانية ناصباً رجله اليمنى مفترشاً رجله اليسرى‪،‬‬ ‫> يكبر تكبيرة اإلحرام (الله أكبر) ‪.‬‬
‫واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى ‪ ،‬قابضاً أصابعه‬ ‫> يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو حيال أذنيه‪.‬‬
‫كلها إال السبابة فيشير بها إلى التوحيد عند ذكر الله‬ ‫> يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره ‪.‬‬
‫سبحانه وعند الدعاء ‪.‬‬ ‫> يسن أن يقرأ دع��اء االستفتاح وه��و‪« :‬اللهم باعد بيني‬
‫وبين خطاياي كما باعد بين المشرق والمغرب‪ ،‬اللهم‬
‫> إن كانت الصالة ثالثية كالمغرب أو رباعية كالظهر‬
‫نقني من خطاياي كما ينقى الثوب األبيض من الدنس‬
‫والعصر والعشاء ‪ ،‬فإنه يقرأ التشهد آنفا مع الصالة‬ ‫اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد» أو يقول‪:‬‬
‫على النبي [ ‪ ،‬ثم ينهض قائماً معتمداً على ركبتيه‪،‬‬ ‫«سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك‪ ،‬وتعالى جدك‪،‬‬
‫رافعاً يده إلى حذو منكبيه قائ ً‬
‫ال ‪« :‬الله أكبر» ويضعهماـ‬ ‫وال إله غيرك» ‪.‬‬
‫أي يديه ـ على صدره ‪ ،‬ويقرأ الفاتحة فقط ‪ .‬بتصرف من‬
‫> يشرع في ق��راءة الفاتحة لقوله [‪« :‬الص�لاة لمن لم‬
‫كتيب «كيفية صالة النبي» لسماحة الشيخ بن باز‬
‫يقرأة بفاتحة الكتاب» ثم يقرأ سورة أخرى‪.‬‬
‫الذكر بعد الصالة‬ ‫> يركع مكبراً رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه جاع ً‬
‫ال‬
‫من عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ إلى جميع من يراه من‬ ‫رأسه حيال ظهره واضعاً يديه على ركبتيه مفرقاً أصابعه‬

‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬
‫خاتمة‬ ‫المسلمين ‪ :‬من السنة أن يقول المسلم بعد كل فريضة ‪-:‬‬
‫الحمد لله العليم الحكيم الذي وفق عبده الفقير إلعداد‬ ‫> أستغفر الله ‪( ...‬ثالث مرات) ‪.‬‬
‫هذا العمل المتواضع‪ ،‬فله الحمد عدد خلقه ورضى نفسه‬ ‫> ال إله إال الله وحده ال شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد ‪،‬‬
‫وزنة عرشه ومداد كلماته ‪ ،‬وأشكر كل من ساعدني وأفادني‬ ‫وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬ال حول وال قوة إال بالله ‪ ،‬ال‬
‫في إع��داد هذا العمل‪ ..‬وال أدع��ي أن ( التنويع في أذكار‬ ‫إله إال الله ‪ ،‬وال نعبد إال إياه ‪ ،‬له النعمة ‪ ،‬وله الفضل ‪،‬‬
‫الصالة ) من تصنيفي‪ ،‬ولكني أتمثل بقول السعدي رحمه‬ ‫وله الثناء الحسن ‪ ،‬ال إله إال الله مخلصين لـه الدين ولو‬
‫الله تعالى ‪:‬‬ ‫كره الكافرون ‪ ،‬اللهم ال مانع لما أعطيت ‪ ،‬وال معطي‬
‫لما منعت ‪ ،‬وال ينفع ذا الجد منك الجد ‪.‬‬
‫> ويقول بعد صالة الفجر وصالة المغرب مع ما تقدم ‪ :‬ال‬
‫كتب أهل العلم قد حصلتها‬ ‫فهــذه فـــوائـــد جمعتهــا مــن‬ ‫إله إال الله وحده ال شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد ‪،‬‬
‫والعـفــو مـــع غفــرانــه والبـــر‬ ‫جزاهم المولى عظيم األجر‬ ‫يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) ‪.‬‬
‫> ثم يقــــول بعــــد ذلك ‪ :‬سبحان الله ( ‪ 33‬مرة ) والحــمد‬
‫وأسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى‬ ‫لله ( ‪ 33‬م��رة ) ‪ ،‬والله أكبــــر ( ‪ 33‬م��رة ) ويقول تمام‬
‫أن يتقبله ويجعله نافعاً مفيداً لي وإلخواني المسلمين ويعفو‬ ‫المائة ‪ ( :‬ال إله إال الله وحده ال شريك له ‪ ،‬له الملك‬
‫ع ّما حدث فيه من تقصير وخطأ‪ ..‬إنه سميع مجيب‪ .‬وصلى‬ ‫وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ‪.‬‬
‫الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وآله‬ ‫> ثم يقرأ آية الكرسي ‪ ،‬ثم يقرأ سورة اإلخالص والفلق‬
‫وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬والحمد لله‬ ‫والناس ‪ ،‬وبعد صالة الفجر وصالة المغرب يقرأ هذه‬
‫رب العالمين‪.‬‬ ‫السور الثالث ثالث مرات هذا هو األفضل ‪ ...‬وصلى‬
‫طارق بن محمد القطان‬ ‫الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫‪info@3llamteen.com‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬
‫الفهـــر�س‬
‫‪ -‬كلمة الشيخ ‪ /‬محمد الحمود‪3...........................‬‬
‫‪ -‬المقدمة ‪5 ...............................................‬‬
‫‪ -‬التنويع في أذكار الصالة ‪7...............................‬‬
‫‪ -‬مسائل في الصالة ‪27 .................................‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ( الخشوع في الصالة ) ‪29 .........‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ( الترغيب في الصالة ) ‪38.........‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث ( وجوب صالة الجماعة ) ‪41.......‬‬
‫‪ -‬المبحث الرابع (حكم صالة المنفرد خلف الصف)‪48 ...‬‬
‫‪ -‬المبحث الخامس ( حكم تارك الصالة ) ‪49.........‬‬
‫‪ -‬المبحث السادس ( صفة صالة النبي [ ) ‪52 ....‬‬
‫‪ -‬خاتمة ‪55 ................................................‬‬
‫‪64‬‬

You might also like