Professional Documents
Culture Documents
المؤلفون
2
مدخلل
في التعريف بعلم الفقه ،ومصادره ،وبعض مصطلحاته
معنى الفقه:
إن للفقه معنيين :أحدهما لغوي ،والثاني اصطلحي.
أما المعنى اللغوي :فالفقه معنغغاه :الفهغغم .يقغغال :فقغغه يفقغغه :أي
فهم يفهم.
قغغال تعغغالى :فمغغا لهغغؤلء القغغوم ل يكغغادون يفقهغغون حغغديثا
]النساء .[78:أي ل يفهمون .وقال تعالى:ولكن ل تفقهغغون تسغغبيحهم
] السراء .[44 :أي ل تفهمون تسبيحهم.
ص لَر
ق َ
لو ِ جل ِ ة الّر ُ صللل ِ
ل ّ وقغغال رسغغغغغول اللغغه " :إن طللو َ
ه" )رواه مسلم .(869:أي علمة فهمه. ه ِ ف ْ مئ ِن ّ ٌٌ خطْب َت ِ ِ
ق ِ ن ٍم ْ ة ِ ه َ ُ
وأما المعنى الصطلحي؛ فالفقه يطلق على أمرين:
الول :معرفغغة الحكغغام ا لشغغرعية المتعلقغغة بأعمغغال المكلفيغغن
وأقوالهم ،والمكتسبة من أدلتها التفصغغيلية :وهغغي نصغغوص مغغن القغغرآن
والسنة وما يتفرع عنهما من إجماع واجتهاد.
وذلك مثل معرفتنا أن النية في الوضوء واجبة أخذا ً من قغغوله :
ل ِبالنّيات " )رواه البخاري ،1:ومسلم .(1907 : عما ُ " إّنما ال ْ
وإن النية من الليل شرط في صحة الصوم أخغغذا ً مغغن قغغوله " :
ر فل صلليام للله" )رواه الغغبيهقي: ج ِ ل ال َ
ف ْ قب ْ َم َصَيا َ
ت ال ّ ن َلم يبي ّ ِ م ْ َ
،202 / 4الدارقطني،2/172:وقال :رواته ثقات(.
ن صلة الوتر مندوبة ،أخذا ً مغغن حغغديث العرابغغي الغغذي ومعرفتنا أ ّ
ي غ َي ُْرهغغا؟ قغغال:ل ع َل َغ ّ
سأل النبي عن الفرائض ،ثم قال بعد ذلك :هَغ ْ
َ
ع" ).رواه البخاري/1792:مسلم.(11: و َ ن ت َطَ ّ "ل إل ّ أ ْ
3
وأن الصغغلة بعغغد العصغغر مكروهغغة أخغغذا ً مغغن نهيغغه عليغغه الصغغلة
والسلم عن الصلة بعد العصر حتى تغغغرب الشغغمس ] .رواه البخغغاري:
،561ومسلم.[827:
حوا ْ
سغ ُ وأن مسح بعض الرأس واجب أخذا ً من قغوله تعغغالىَ:وا ْ
م َ
م ] المائدة . [6:فمعرفتنا بهذه الحكغام الشغرعية تسغمى سك ُ ْ ب ُِر ُ
ؤو ِ
فقها ً اصطلحًا.
والثاني :الحكام الشغرعية نفسغها ،وعلغغى هغذا نقغغول :درسغغت
الفقه ،وتعلمته :أي إنك درست الحكام الفقهية الشرعية الموجودة في
كتب الفقه ،والمستمدة من كتاب الله تعغغالى وسغغنة نغغبيه عليغغه الصغغلة
والسلم ،وإجماع علماء المسلمين ،واجتهاداتهم.
وذلك مثل أحكام الوضوء ،وأحكام الصلة ،وأحكام البيع والشغغراء،
وأحكام الزواج والرضاع ،والحرب والجهاد ،وغيرها.
فهذه الحكام الشرعية نفسها تسمى فقها ً اصطلحاً.
والفرق بين المعنيين :أن الول يطلغغق علغغى معرفغغة الحكغغام،
والثاني يطلق على نفس الحكام الشرعية .
ارتباط الفقه بالعقيدة السلمية:
م شغغرعية من خصغغائص الفقغغه السغغلمي – وهغغو كمغغا قلنغغا :أحكغغا ُ
ة لفعال المكلفين وأقوالهم – أنغه مرتبغط ارتباطغا ً وثيقغا ً باليمغان ناظم ُ
بالله تعالى ،ومشغغدود تمامغا ً إلغغى أركغغان العقيغغدة السغغلمية ،ول سغغيما
عقيدة اليمان باليوم الخر.
وذلك لن عقديغة اليمغغان بغغالله تعغغالى هغغي الغغتي تجعغغل المسغغلم
متمسكا ً بأحكام الدين منساقا ً لتطبيقها طوعا ً واختيارًا.
م ،ول يراعغغي ولن من لم يؤمن بالله تعالى ل يتقيد بصلةٍ ول صيا ٍ
في أفعاله حلل ً ول حرامغًا ،فغغالتزام أحكغغام الشغغرع إنمغا هغغو فغغرع ُ عغغن
اليمان بمن أنزلها وشرعها لعباده.
والمثلة في القرآن الكريم التي تبّين ارتباط الفقه باليمان كغغثيرة
جغغدًا .وسغغنكتفي بغغذكر بعضغغها لنغغرى مغغدى هغغذا الرتبغغاط بيغغن الحكغغام
واليمان وبين الشريعة والعقيدة:
-1لقد أمر الله عز وجل بالطهارة وجعل ذلك من لغغوازم اليمغغان
َ
ة
صغغل ِ م إلغغى ال ّ مت ُغ ْن آمنغغوا إذا قُ ْ به سبحانه وتعالى فقال :يا أّيهغغا ال ّغغذي َ
َ
ق] المائدة.[6: مَرافِ ِ م إلى ال َ م وأي ْد ِي َك ُ ْ جوهَك ُ ْ سلوا وُ ُ فاغ ْ ِ
-2ذكر اللغغه الصغغلة والزكغغاة وقغغرن بينهمغغا وبيغغن اليمغغان بغغاليوم
ة هم ِباْل ِ
خَر ِ ن الّز َ
كاة َ وَ ُ صَلة َ وَي ُؤ ُْتو َن ال ّ مو َ قي ُ ن يُ ِ ذي َالخر ،قال تعالى :ال ّ ِ
ن ] النمل.[3: م ُيوقُِنو َ هُ ْ
-3فرض الله الصوم المفضي إلى التقوى ،وربطه باليمغغان ،قغغال
َ
نم ْ
ن ِ ب على اّلذي َ كما ك ُت ِ َ
م َ صيا ُ م ال ّ علي ْك ُ ُب َ ن آمنوا ك ُت ٍِ َ تعالى:يا أّيها اّلذي َ
ن ] البقرة.[183: قو َ م ل َعَل ّك ُ ْ
م ت َت ّ ُ قَب ْل ٍك ُ ْ
4
-4ذكر الله تعالى الصفات الحميدة التي يتحلى بها المسلم وربط
َ
ح ذلك باليمان به تعالى والتي يستحق بها دخول الجنة ،فقال :قَد ْ أفْل َ َ
ن الل ّغْ غ ِ
و م ع َغ ِ ن هُ غ ْ ذي َ ن * َوال ّغ ِ ش غُعو َ خا ِ م َ ص غَلت ِهِ ْ م ِفي َ ن هُ ْ ذي َ ن * ال ّ ِ مُنو َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
ن ظو َ حغغافِ ُ م َ جه ِ ْ فُرو ِ م لِ ُ ن هُ ْ ذي َ ن * َوال ّ ِ عُلو َ كاةِ َفا ِ م ِللّز َ ن هُ ْ ذي َ ن * َوال ّ ِ ضو َ معْرِ ُ ُ
ُ َ َ َ َ َ ّ
ن مغ ِ ن * فَ َ مي َ ملغغو ِ م غ َي ْغُر َ م فَغإ ِن ّهُ ْ مغغان ُهُ ْ ت أي ْ َ ملكغ ْ مغغا َ م أوْ َ جه ِ غ ْ * إ ِل ع َلى أْزَوا ِ
َ ُ
م م وَع َْهغد ِه ِ ْ ماَنغات ِهِ ْ م ِل َ هغ ْ ن ُ ذي َ ن * َواّلغ ِ دو َ م ال َْعغا ُ هغ ُ ك ُ ك فَأوْل َئ ِ َ اب ْت ََغى وََراء ذ َل ِ َ
ن* وارِث ُغغو َ م ال ْ َ ك ه ُغ ُ ن * أ ُوْل َئ ِ َ ظو َ حغغافِ ُ م يُ َ وات ِهِ ْ ص غل َ َ م ع ََلى َ ن هُ ْ ذي َ ن * َوال ّ ِ عو َ َرا ُ
ن ] المؤمنون.[11-1: دو َ خال ِ ُ م ِفيَها َ س هُ ْ فْرد َوْ َ ن ال ْ ِ ن ي َرُِثو َ ذي َ ال ّ ِ
اللغغغو :الباطغغل ومغغا ل فغغائدة فيغغه مغغن قغغول أو فعغغل .لفروجهغغم
حافظون :جميع فرج وهو اسم لعضو التناسل من الذكر والنثى.
وحفظها :صيانتها عن الحرام ومن الوقوع فغغي الزنغغى خاصغغة .مغغا
ملكت أيمانهم :النساء المملوكات وهن الماء .غير ملومين :بوطئهن.
العادون :الظالمون والمجاوزون.
-5أمغغر اللغغه تعغغالى بحسغغن معاملغغة النسغغاء ومهّغغد لغغذلك بنغغداء
م َأن ت َرِث ُغغوا ْ ل ل َك ُغ ْ حغ ّ من ُغغوا ْ ل َ ي َ ِ نآ َ َ
َ
المخاطبين فقال تعالىَ :يا أي ّهَغغا ال ّغ ِ
ذي
ْ َ ن ل ِت َغذ ْهَُبوا ْ ب ِب َعْ غ
ن ن إ ِل ّ أن ي َغأِتي َ مغغوهُ ّ مغغا آت َي ْت ُ ُ ض َ ِ ض غُلوهُ ّ سغغاء ك َْره غا ً وَل َ ت َعْ ُ الن ّ َ
َ
سغغى أن ن فَعَ َ مغغوهُ ّ ف َفغغِإن ك َرِهْت ُ ُ معُْرو ِ ن ِبغغال ْ َ شغغُروهُ ّ عا ِ مب َي َّنغغةٍ وَ َ شغغةٍ ّ ح َ فا ِ بِ َ
خْيرا ً ك َِثيرا ً] النساء[19: ه ِفيهِ َ ل الل ّ ُ جعَ َ شْيئا ً وَي َ ْ هوا ْ َ ت َك َْر ُ
تعضلوهن :تمنعوهن من الزواج .بفاحشة :سوء خلق أو نشغغوز أو
مبينة :واضحة وظاهرة. زنى.
-6أمر المطلقة أن تعتد ّ ثلثة قغغروء وأل تكتغغم مغغا فغغي رحمهغغا إن
كانت حامل ً وعلق ذلك علغى اليمغان بغالله واليغغوم الخغغر ،قغغال تعغالى:
مغغا ن َ مغغ َ ن أن ي َك ْت ُ ْ
ل ل َه َ
ح ّ ُ ّ ة قُُروٍَء وَل َ ي َ ِ ن ث َل َث َ َ سه ِ ّ ف ِ ن ب َِأن ُ ص َ ت ي َت ََرب ّ ْ قا ُ مط َل ّ َ َوال ْ ُ
ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ َ
]البقرة: ر خ ِ م ّ ن ي ُؤ ْ ِ ن ِإن ك ُ ّ مه ِ ّ حا ِ ه ِفي أْر َ خل َقَ الل ّ ُ َ
.[228
-7أمر الله سغغبحانه وتعغغالى باجتنغغاب الخمغغر والميسغغر والنصغغاب
والزلم بعد أن نادى المؤمنين بوصغف اليمغغان ،مشغغعرا َ بغذلك اجتنابهغغا
مغغا ال ْ َ َ
م غُر خ ْ من ُغغوا ْ إ ِن ّ َ نآ َ ذي َ مرتبط بخلوص إيمانهم ،فقال تعالىَ:يا أي َّها ال ّغ ِ
َ َ
م جت َن ُِبوه ُ ل َعَل ّك ُغ ْ ن فَغغا ْ طا ِ شي ْ َ ل ال ّ م ِ ن عَ َ م ْ س ّ ج ٌ م رِ ْ ب َوالْزل َ ُ صا ُ سُر َوالن َ مي ْ ِ َوال ْ َ
ن] المائدة .[90: حو َ فل ِ ُ تُ ْ
-8حّرم الله سبحانه وتعالى الربا وربط بين تركه وتحقيق التقوى
ضغَعافا ً َ ْ َ
من ُغغوا ْ ل َ ت َغأك ُُلوا ْ الّرب َغغا أ ْ نآ َ ذي َ واليمان ،فقغغال تعغغالى :ي َغغا أي ّهَغغا ال ّغ ِ
]آل عمران[130: ن حو َ فل ِ ُ م تُ ْ ه ل َعَل ّك ُ ْ قوا ْ الل ّ َ ة َوات ّ ُ ف ً ضاع َ َ م َ ّ
ْ ّ ْ ْ ّ َ
ن الّرب َغغا ِإن مغ َ ي ِ ما ب َقِ غ َ ه وَذ َُروا َ قوا الل َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ وقالَ :يا أي َّها ال ِ
]البقرة.[278: ن مِني َ مؤ ْ ِ كنُتم ّ ُ
5
ض على العمل وأحاطه بسياج من الشعور بالمراقبة اللهيغغة -9ح ّ
مل َك ُغ ْ
م ه عَ َ س غي ََرى الل ّغ ُ مُلوا ْ فَ َ ل اع ْ َ والشعور بالمسؤولية ،قال تعالى :وَقُ ِ
ش غَهاد َةِ فَي ُن َب ّئ ُك ُغغم ب ِ َ
مغغا ب َوال ّ عال ِم ِ ال ْغَي ْ ِن إ َِلى َ دو َست َُر ّ ن وَ َ مُنو َمؤ ْ ِه َوال ْ ُ سول ُ ُ وََر ُ
ن] التوبة.[105: مُلو َ م ت َعْ َ كنت ُ ُْ
وهكذا فقّلمغغا تجغغد حكمغا ً مغن أحكغغام الغغدين فغي القغغرآن إل وهغغو
مقرون باليمان بالله تعالى ومرتبط بأركغغان العقيغغدة السغغلمية ،وبهغغذا
اكتسب الفقه السلمي قداسة دينية ،وكغغان لغغه سغغلطان روحغغي ،لنهغغا
أحكام شرعية صغغادرة عغغن اللغغه تعغغالى موجبغغة لطغغاعته ورضغغاه ،وفغغي
مخالفتها خطر غضبه وسخطه ،وليست أحكاما ً قانونية مجردة ل يشغغعر
النسان لها برابط يربطها في ضغغميره ،أو يصغغلها بخغغالقه .قغغال تعغغالى:
ن إ ِل َغغى
دو َ س غت َُر ّ ن وَ َ ه َوال ْ ُ
مؤ ْ ِ
مُنو َ سول ُ ُ م وََر ُ مل َك ُ ْه عَ َ سي ََرى الل ّ ُ مُلوا ْ فَ َ ل اع ْ َ وَقُ ِ
ن] النساء.[65: مُلو َ م ت َعْ َ ما ُ
كنت ُ ْ كم ب ِ َ شَهاد َةِ فَي ُن َب ّئ ُ ُب َوال ّ عال ِم ِ ال ْغَي ْ َِ
شمول الفقه السلمي لكل ما يحتاج إليه الناس:
ل شك أن حياة النسغغان متعغغددة الجغغوانب ،وأن سغغعادة النسغغان
مغغا كغغان الفقغغه
تقتضي رعاية هذه الجوانب كلها بغغالتنظيم والتشغغريع ،ول ّ
السغغلمي هغغو عبغغارة عغغن الحكغغام الغغتي شغغرعها اللغغه لعبغغاده رعايغغة
لمصالحهم ودرءا ً للمفاسد عنهم ،جاء هغغذا الفقغغه السغغلمي ملم غا ً بكغغل
هذه الجوانب ،ومنظما ً بأحكامه جميع ما يحتاجه الناي ،وإليك بيان ذلك:
لو نظرنا إلى كتب الفقه التي تضمن الحكام الشرعية المستمدة
من كتاب اللغغه وسغغنة رسغغوله وإجمغغاع علمغغاء المسغغلمين واجتهغغاداتهم،
لوجدناها تنقسم إلى سبع زمر وتشكل بمجموعها القغغانون العغغام لحيغاة
الناس أفرادا ً ومجتمعات :
الزمرة الولى :الحكام المتعلقة بعبادة اللغغه مغغن وضغغوء وصغغلة
وصيام وزكاة وحج وغير ذلك ،وتسمى هذه الحكام :العبادات.
الزمللرة الثانيللة :الحكغغام المتعلقغغة بالسغغرة مغغن زواج وطلق،
ونسب ورضاع ،ونفقة وإرث ،وغيرها ،وتسغغمى هغغذه الحكغغام :الحغغوال
الشخصية.
الزمرة الثالثة :الحكام المتعلقة بأفعال الناس،ومعاملغغة بعضغغهم
بعضا َ من شغغراء ورهغغن وإجغغارة ،ودعغغاوي وبينغغات ،وقضغغاء وغيغغر ذلغغك،
وتسمى هذه الحكام :معاملت.
الزمرة الرابعة :الحكغغام المتعلقغغة بواجبغغات الحغغاكم مغغن إقامغغة
العدل ودفع الظلم وتنفيذ الحكام ،وواجبات المحكغغوم مغغن طاعغغة فغغي
غير معصية وغير ذلك ،وتسغغمى هغغذه الحكغغام :الحكغغام السغغلطانية ،أو
السياسية الشرعية.
الزمرة الخامسة :الحكغغام المتعلقغغة بعقغغاب المجرميغغن وحفغغظ
المن والنظام مثل :عقوبة القاتل والسارق وشارب الخمر وغيغغر ذلغغك،
وتسمى هذه الحكام :العقوبات.
6
الزملللرة السلللابعة :الحكغغغام المتعلقغغغة بغغغالخلق والحشغغغمة،
والمحاسغغن والمسغغاوئ وغيغغر ذلغغك ،وتسغغمى هغغذه الحكغغام :الداب
والخلق.
وهكذا نجد أن الفقه السلمي شامل بأحكامه لكل ما يحتغغاج إليغغه
م بجميع مرافق حياة الفراد والمجتمعات. النسان ،ومل ّ
7
القرآن الكريم:
القرآن :هو كلم الله تعالى :أنزله على سيدنا محمد ليخغغرج النغغاس
مغغن الظلمغغات إلغغى النغغور ،وهغغو المكتغغوب فغغي الصغغحف ،والقغغرآن هغغو
المصدر والمرجع لحكام الفقه السلمي ،فغغإذا عرضغغت مسغغألة رجعنغغا
قبل كل شئ إلى كتاب الله عز وجل لنبحث عن حكمها فيه ،فإن وجدنا
فيه الحكم أخذنا به ،ولم نرجع إلى غيره.
فإذا سئلنا عن حكغغم الخمغغر ،والقمغغار ،وتعظيغغم الحجغغار ،والستقسغغام
بالزلم ،رجعنا إلى كتاب الله عز وجل لنجد قول الله تعغغالى :يغا أ َي َّهغا
َ َ
ل مغ ِ ن عَ َ مغ ْس ّ جغ ٌ م رِ ْ ب َوالْزل َ ُ صغغا ُ سغُر َوالن َ مي ْ ِ مغُر َوال ْ َ خ ْ ما ال ْ َمُنوا ْ إ ِن ّ َ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
ن] المائدة.[90: حو َ فل ِ ُ م تُ ْ جت َن ُِبوه ُ ل َعَل ّك ُ ْن َفا ْ طا ِشي ْ َ ال ّ
وإذا سئلنا عن البيع ،والربا ،وجدنا حكم ذلك في كتاب اللغغه عغغز وجغغل،
َ
م الّرَبا] البقرة.[275: ه ال ْب َي ْعَ وَ َ
حّر َ ل الل ّ ُ ح ّ حيث قال عز من قائل :وَأ َ
ن
دي َ وإذا سئلنا عغغن الحجغغاب وجغغدنا حكمغغه فغغي قغغوله تعغغالى :وََل ي ُب ْغ ِ
ن] النور[31: جُيوب ِهِ ّ ن ع ََلى ُ مرِه ِ ّ خ ُ ن بِ ُضرِب ْ َ من َْها وَل ْي َ ْ ما ظ َهََر ِ ن إ ِّل َ ِزين َت َهُ ّ
بخمرهن :جمع خمار وهو غطغغاء الغغرأس .وجيغغوبهن :جمغغع جيغغب وهغغو
شق الثوب من ناحية الرأس ،والمراد بضرب الخمغغار علغغى الجيغغب :أن
تستر أعالي جسمها مع الرأس.
َ َ
سغغاء ك وَن ِ َ ك وَب ََنات ِغ َجغ َ ي قُغغل ّلْزَوا ِ وكغغذلك فغغي قغغوله تعغغالى:أي ّهَغغا الن ّب ِغ ّ
َ ال ْمؤ ْمِنين يدِنين ع َل َيهن مغغن جَلبيبه غن ذ َل ِغ َ َ
نن فََل ي ُغؤ ْذ َي ْ َ ك أد ْن َغغى أن ي ُعَْرفْ غ َ َ ِ ِِ ّ ِْ ّ ِ ُ ِ َ ُ ْ َ
حيما ] الحزاب.[59: ً ً
فورا ّر ِ ه غَ ُ ن الل ّ ُ كا َ وَ َ
يدنين :يرخين ويغطين وجوههن وأعطافهن .جلبيبهن :جمع جلباب وهو
الرداء الذي يستر كامل البدن أعاليه وأسغغافله .أدنغغى :أقغغرب لن ُتمي ّغغز
ت العفيفات من غيرهن .فل يؤذين :بالتعرض لهن. الشريفا ُ
وهكذا يكون القرآن الكريم هو المصدر الول لحكام الفقغغه السغغلمي.
لكن القرآن الكريم لم يقصد بآياته كل جزئيات المسائل وتبيين أحكامها
والنص عليها ،ولو فعل ذلك لكان يجب أن يكغون أضغغعاف مغا هغغو عليغغه
الن.
ل ،والعبغغادات والمعغغاملت وإنما نص القرآن الكريم على العقغغائد تفصغغي ً
ل ،ورسم الخطوط العامغغة لحيغغاة المسغغلمين وجعغغل تفصغغيل ذلغغك إجما ً
ل :أمر القرآن بالصغغلة ،ولغم يغبين كيفياتهغغا ،ول عغغدد للسنة النبوية .فمث ً
ركعاتها.
وأمر بالزكاة ،ولم يغغبين مقغغدارها ،ول نصغغابها ،ول المغغوال الغغتي تجغغب
تزكيتها .وأمر بالوفاء بالعقود ،ولغغم يغغبين العقغغود الصغغحيحة الغغتي يجغغب
الوفاء بها .وغير ذلك من المسائل كثير.
لذلك كان القرآن مرتبطا َ بالسنة النبويغغة لتغغبيين تلغغك الخطغغوط العامغغة
وتفاصيل ما فيه من المسائل المجملة.
8
السنة الشريفة:
والسّنة هي كل ما نقل عن النبي من قول ،أو فعل ،أو تقرير.
فمثال القول :ما أخرجه البخاري) (48ومسلم) (64عن النبي قال" :
فٌر". ق ،وِقتال ُ ُ
ه كُ ْ سو ٌ ب اْلم ْ
سل ِم ِ فُ ُ سَبا ُ
ِ
ماومثال الفعل :ما رواه البخاري عائشة رضي الله عنها لما سغغئلتَ " :
َ
مهْن َغةِ أهْل َغ ِ
ه، ن فغغي َ
ن َيكو ُ تَ :
كا َ ل الله في بيته ؟ َقال َ ْ سو ُ صن َعُ ر ُ
ن يَ ْ
كا َ َ
م إل َْيها" .
صلة ُ َقا َ ت ال ّ ضَر ِ
ح ََفإذا َ
ن النغغبي رأى رجل ً يصغغلي مهنة التقرير :ما رواه أبغغو داود) (1267أ ّ
بعد صلة الصبح ركعتين ،فقال ":صلة الصبح ركعتغغان" ،فقغغال الرجغغل:
إني لم أكن صليت الركعتين التي قبلهما فصليتهما الن ،فسكت رسول
الله ،فاعتبر سكوته إقرارا ً على مشروعية صلة السغغنة القبليغغة بعغغد
الفرض لمن لم يصّلها قبله.
منزلة السّنة:
والسنة تعد ّ في المنزلة الثانية بعغد القغرآن الكريغم مغن حيغث الرجغوع
إليها :أي إنما نرجع أول ً إلى القرآن ،فإن لم نجد الحكم فيه رجعنغغا إلغغى
السنة ،فإذا وجدناه فيهغغا عملنغغا بغغه كمغغا لغغو كغغان فغغي القغغرآن الكريغغم،
شريطة أن تكون ثابتة عن الرسول بسند صحيح.
وظيفة السنة النبوية:
وظيفة السنة النبوية إنما هي توضح وبيان لما جاء في القرآن الكريغغم،
فالقرآن – كما قلنا – نص على الصغغلة بشغغكل مجمغغل ،فجغغاءت السغغنة
ففصلت كيفيات الصلة القوليغغة والعمليغغة .وصغغح عغغن الرسغغول أنغغه
صّلي") رواه البخاري.(605: ُ َ
موني أ َ صّلوا ك َ َ
ما َرأي ْت ُ ُ قالَ ":
وكغغذلك بينغغت السغغنة أعمغغال الحغغج ومناسغغكه ،وقغغالُ ":
خغغذوا ع َن ّغغي
م" )رواه البخاري(. سك َك ُ ْ
منا ِ
َ
وبينت العقود الجائزة ،والعقود المحّرمة في المعاملت ،وغيرها.
كذلك شرعت السنة بعض ما سكت عنه القرآن ولم يبين حكمغغه؛مثغغل:
تحريم التخّتم بالذهب ولبس الحرير على الرجال.
وخلصة القول :إن السنة هي المصدر الثاني بعد القغغرآن الكريغغم ،وإن
العمل بها واجب ،وهي ضرورية لفهم القرآن والعمل به.
الجماع:
والجماع معناه :اتفاق جميع العلماء المجتهدين من أمغغة سغغيدنا محمغغد
ي ،فإذا اتفق هؤلء العلمغغاء – في عصر من العصور على حكم شرع ّ
سواء كغغانوا فغغي عصغغر الصغغحابة أو بعغغدهم – علغغى حكغغم مغغن الحكغغام
الشرعية كان اتفاقهم هذا إجماعا ً وكان العمل بما أجمعوا عليغغه واجبغغًا.
دليل ذلك أن النغغبي أخغغبر أن علمغغاء المسغغلمين ل يجتمعغغون علغغى
ضللة ،فما اتفقوا عليه كان حقًا.
9
روى أحمد في مسنده ) (6/396عن أبي بصغغرة الغفغغاري رضغغي اللغغه
ُ عنه :أن رسول الله قال " :سأ َل ْت الل ّغه ع َغز وج غ ّ َ
مغغتيم غعَ أ ّ ن ل َ يَ ْ
ج َ لأ ْ ّ َ َ َ َ ُ
ضلل َةٍ فَأ َع ْ َ
طانيها". على ََ
ومثال ذلك :إجماع الصحابة رضي الله عنهم على أن الجد يأخذ سدس
التركة مع الولد الذكر ،عند عدم وجود الب.
منزلة الجماع:
والجماع يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الرجغغوع إليغغه،فغغإذا لغغم نجغغد
الحكم في القرآن ،ول في السنة ،نظرنغغا هغغل أجمغغع علمغغاء المسغغلمين
عليه ،فإن وجدنا ذلك أخذنا وعملنا به.
القياس:
وهو إلحاق أمر ليس فيه حكم شرعي بآخر منصوص على حكمه لتحاد
العلة بينهما ,وهذا القياس نرجع إليه إذا لم نجد نصا ً علغى حكغم مسغألة
من المسائل في القرآن ول في السنة ول في الجماع.
منزلة القياس:
س عليه ،وفرع ٌ مقيس ،وحكغغم الصغغل ل مقي ٌ وأركان القياس أربعة :أص ُ
المنصوص عليه ،وعلة تجمع بين الصل والفرع.
مثال القياس:
إن الله حّرم الخمر بنص القرآن الكريم ،والعلة فغغي تحريمغغه :هغغي أنغغه
مسكر يذهب العقل ،فإذا وجدنا شرابا ً آخر له اسم غير الخمر ،ووجغغدنا
هغغذا الشغغراب مسغغكرا ً حكمنغغا بتحريمغغه قياس غا ً علغغى الخمغغر ،لن علغغة
التحريم -وهي السكار – موجودة في هذا الشراب ،فيكون حراما ً مثغغل
الخمر.
لسغغلمي هذه هي المصادر التشريعية التي ترجغغع إليهغغا أحكغغام الفقغغه ا ٍ
ذكرناها تتميما ً للفائدة ،ومكان تفصيلها كتب أصول الفقه السلمي.
10
دعوا اليمغان ،لن اليمغان فغغي حقيقتغغه هغو وا بالمسلمين أو يغ ّ
أن يتسم ّ
تصديق بالله تعالى ،وبما أنزل في كتابه ،وفي سنة نبيه .
والسلم الحقيقي يعني الطاعة والمتثال لكل مغغا جغغاء بغغه الرسغغول
عن ربه عز وجل مع الذعان والرضا.
وأحكام الفقه السلمي ثابتة ل تتغير ول تتبدل مهما تبدل الزمن وتغير،
ول يباح تركها بحال من الحوال.
أدلة ذلك من القرآن والسنة:
والدلة على وجوب الغغتزام الفقغغه والتمسغغك بأحكغغامه كغغثيرة جغغدا ً فغغي
الكتاب والسنة:
أما في الكتاب:
م وَل َ ت َت ّب ِعُغغوا ْ مغغن ّرب ّك ُغ ْ كم ّ ل إ ِل َي ْ ُ ما ُأنزِ َ فقد قال الله تعالى :ات ّب ُِعوا ْ َ
ى حت ّغ َ ن َ من ُغغو َ دون ِغهِ أ َوْل ِي َغغاء] العغغراف .[3:وقغغال :ل َ وََرب ّغ َ
ك ل َ ي ُؤ ْ ِ مغغن ُ ِ
ً َ ْ ّ
ت ضغي ْ َ مغغا قَ َ م ّ حَرجغا ّ م َ سغهِ ْ ف ِ دوا ِفغي أن ُ ج ُم ل َ يَ ِ م ثُ ّجَر ب َي ْن َهُ ْ ش َ ما َ ك ِفي َ مو َ حك ُ يُ َ
ل سغغو ُ م الّر ُ مغغا آت َغغاك ُ ُ سِليما ً ] النساء .[65 :وقال تعالى :وَ َ موا ْ ت َ ْسل ّ ُ وَي ُ َ
ه َفانت َُهوا] الحشر .[7:وقال تعغغالى :إن ّغغا َأنَزل ْن َغغا م ع َن ْ ُ ما ن ََهاك ُ ْ ذوه ُ وَ َ خ ُ فَ ُ
ه وَل َ ت َك ُغغن ل ّل ْ َ َ
ن خغغآئ ِِني َ ك الل ّغ ُ مغا أَرا َ س بِ َ ن الن ّغغا ِ حك ُ َ
م ب َي ْ َ حقّ ل ِت َ ْ ب ِبال ْ َ ك ال ْك َِتا َ إ ِل َي ْ َ
صيما ً] النساء[105: خ ِ َ
وبناًء على هذه النصوص المرة باتباع ما أنزل الله تعالى وتحكيغغم
الرسول وسنته في كل ما ينشأ من معاملة بين الناس ،والناهية عغغن
كل مخالفة لله ورسوله.
بناًء على ذلك يعغغد مغغن يختغغار مغغن الحكغغام غيغغر مغغا اختغغاره اللغغه
ل ضلل ً بعيدا ً ورسوله ،قد ض ّ
هسغغول ُ ُ ه وََر ُ ضغغى الل ّغ ُ ذا قَ َ من َغةٍ إ ِ َ مؤ ْ ِن وََل ُ م ٍمؤ ْ ِ ن لِ ُ كا َما َ قال تعالى :وَ َ
َ مرا ً َأن ي َ ُ َ
ل ضغغ ّ قد ْ َ ه فَ َ سول َ ُ ه وََر ُ ص الل ّ َ من ي َعْ ِ م وَ َ مرِه ِ ْنأ ْ م ْ خي ََرة ُ ِ م ال ْ ِ ن ل َهُ ُ كو َ أ ْ
مِبينا ً ] الحزاب. [36: ضَلل ً ّ َ
وأما في السنة:
فالحاديث كثيرة أيضًا ،منهغغا :مغغا روى البخغغاري) (2797ومسغغلم )
نمغغ ْ ل الله َ " : ل رسو ُ (1835عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قا َ
ه" .ومنها قغغوله : صى الل ّ َ قد ْ ع َ َ عصاني فَ َ ن َ م ْ ه ،وَ َ طاع َ الل َ قد ْ أ َ َ
عني فَ َ طا َأَ َ
فسي بيده ل َ يؤ ْم َ
ه" جئ ْ ُ
ت بِ ِ واه ُ َتبعا ً َلما ِن هَ َ كو َ حّتى ي َ ُ م َ حد ُك ُ ْ نأ َ ُ ِ ُ َ ِ ِ "َواّلذي ن َ ْ
)ذكره المام النووي في متن الربعين النوويغغة ،41:وقغغال :حغغديث
سنّتي" )رواه أبغغو داود ،4607 :والترمغغذي: م بِ ُ صحيح( .وقوله" :ع َل َي ْك ُ ْ
ب الل ّ ِ
ه ضّلو ب َعْ ِ
دي :ك َِتا َ ن تَ ِ م ب ِهِ ل َ ْ ن أَ َ
خذ ْت ُ ْ ما إ ِ ْ م َ ت ِفيك ُ ْ .(2678وقوله":ت ََرك ْ ُ
سّنتي" )انظر:مسلم،1218:وأبو داود ،1905:والموطأ.(2/899: وَ ُ
هذه الدلة من القرآن والسغنة واضغحة فغي وجغوب إتبغاع الحكغام
التي شرعها الله عز وجل للعباد في كتغغابه ،وعلغى لسغان نغبيه ،قغال
11
فون ع َن أ َمره َأن تصغغيبهم فتن غ ٌ َ
م
صغغيب َهُ ْ
ة أوْ ي ُ ِ ُ ِ َُ ْ ِ َْ ْ ْ ِ ِ خال ِ ُ َ
ن يُ َ حذ َرِ ال ّ ِ
ذي َ تعالى :فَل ْي َ ْ
م] النور.[63: َ عَ َ
ب أِلي ٌ
ذا ٌ
التعريف ببعض المصطلحات الفقهية:
ل بغغد قبغغل البغغدء بغغأبواب الفقغغه ومسغغائله مغغن التعريغغف ببعغغض
المصطلحات الفقهية التي تدور عليها أحكام الفقغغه فغغي جميغغع البغغواب
وهذه المصطلحات هي :
-1الفرض:
الفرض هو ما طلب الشرع فعله طلبا ً جازم غًا ،بحيغغث يغغترتب علغغى
فعله الثواب ،كما يترتب على تركه العقاب.
ومثاله الصوم ،فإن الشرع السلمي طالبنا بفعله مطالبغغة جازمغغة،
م] البقغغرة .[183:أي فغغرض .فغغإذا ص غَيا ُ ب ع َل َي ْك ُغ ُ
م ال ّ قال تعالى :ك ُت ِغ َ
م ترتب على ص ْ
صمنا ترتب على هذا الصيام الثواب في الجنة ،وإذا لم ن َ ُ
ذلك العقاب في النار.
-2الواجب:
والواجب مثغغل الفغغرض تمامغا ً فغغي مغغذهب الشغغافعي رحمغغه اللغغه
تعالى ،ل فرق بينهما أبدا ً إل في باب الحج.
فالواجب في باب الحج:هو ما ل يتوقف عليه صحة الحج ،وبعبغغارة
أخرى :ل يلزم من فوته فوت الحج وبطلنه ،وذلغغك مثغغل رمغغي الجمغغار،
والحرام من الميقات ،وغير ذلك من واجبات الحج ،فإذا لم يأت الحغغاج
بهذه الواجبات صغح حجغغه ،ولكغغن كغان مسغيئًا ،ووجغغب جغبر تغرك هغذه
الواجبات بفدية هي إراقة دم.
وأما الفرض في الحج فهو ما يتوقغغف عليغغه صغغحة الحغغج ،وبعبغغارة
أخرى :يلزم من فوته فوت الحج وبطلنه.
ومثال ذلغغك الوقغغوف بعرفغغة ،وطغغواف الفاضغغة ،وغيغغر ذلغغك مغغن
الفروض فإنه إذا لم يأت بها بطل حجه.
-3الفرض العيني:
هو ما يطلب من كل فرد من أفراد المكلفيغغن طلب غا ً جازم غًا ،مثغغل
الصلة والصيام ،والحج على المستطيع ،فإن هذه العبغادات تجغب علغى
كل مكلف بعينه ،ول يكتفي بقيام بعض المكلفين بها دون الباقين.
-4الفرض الكفائي:
هو ما كان مطالبا ً بفعله مجمغغوع المسغغلمين ،ل كغغل واحغغد منهغغم،
بمعنى :أنه إذا قام به بعضهم كفى ،وسقط الثم عن الخريغغن ،وإذا لغغم
صوا جميعًا.يقم به أحد أثموا وع َ
ومثل ذلك :تجهيز الميت والصلة عليه ،فإن واجب المسغغلمين إذا
مات فيهم ميت أن يغسلوه ويكفنوه ،ويصلوا عليه ،ثم يدفنوه ،فإذا قام
صغغوا
بهذا العمل بعض المسلمين حصل المقصود ،وإذا لم يقم به أحد ع َ
جميعًا ،وأثموا لتركهم هذا الفرض الكفائي.
12
-5الركن:
وهو ما وجب علينا فعله وكان جزءا ً من حقيقة الفعل،وذلغغك مثغغل
قراءة الفاتحة في الصلة ،والركوع ،والسجود فيها ،فهذه المور تسمى
أركانًا.
-6الشرط:
وهي ما وجب فعله ،ولكنه ليس جزءا ً من حقيقغغة الفعغغل ،بغغل هغغو
مغن مقغدماته ،وذلغك مثغل الوضغوء ،ودخغول وقغت الصغلة ،واسغتقبال
القبلة ،فهذه المور كلها خارجة عن حقيقة الصلة ،ومقدمغغة عليهغغا ،ول
بد منها لصحة الصلة ،وتسمى شروطًا.
-7المندوب:
والمندوب هو ما طلب الشرع فعله لكغغن طلبغا ً عيغغر جغغازم ،حيغغث
يترتب الثواب على فعله ،ول يترتب العقاب على تركه.
ومثال ذلك :صلة الضغغحى ،وقيغغام الليغغل ،وصغغيام سغغتة أيغغام مغغن
شوال وغير ذلك ،فهذه العبادات إن فعلناها أثبنا عليهغغا ،وإن لغغم نفعلهغغا
لم نعاقب على تركها.
ويسمى المندوب سنة ،ومستحبًا ،وتطوعًا ،ونف ً
ل.
-8المباح:
وهو ما كان فعله وتركه سواًء ،لن الشرع لم يأمرنغغا بغغتركه ،ولغغم
يأمرنا بفعله ،بل جعل لنا حرية الترك والعمل ،ولغغذلك لغغم يغغترتب علغغى
فعل المباح أو تركه ثواب أو عقغغاب ،ومثغغال ذلغغك قغغوله تعغغالى :فَغإ ِ َ
ذا
ه] الجمعغغة: ل الّلغغ ِ من فَ ْ َْ صَلة ُ َفانت َ ِ قُ ِ
ض ِ ض َواب ْت َُغوا ِ
شُروا ِفي الْر ِ ت ال ّ
ضي َ ِ
.[10
أفادت هذه الية أن العمغغل بعغغد صغغلة الجمعغغة مبغغاح ،فمغغن شغغاء
عمل ،ومن شاء ترك.
-9الحرام:
وهو ما طالبنا الشرع بتركه طلبا ً جازمًا ،بحيث يغغترتب علغغى تركغغه
ب ويترتب على فعله عقاب ،ومثال ذلك :القتل ،قال امتثال ً لمر الله ثوا ٌ
ق] السغغراء: ح ّ م الل ّغ ُ
ه إ ِل ّ ب ِغغال َ س ال ِّتي َ
ح غّر َ قت ُُلوا ْ الن ّ ْ
ف َ الله تعالى :وَل َ ت َ ْ
وال َ ُ َ ْ
كم .[33وأكل أموال النغغاس بالباطغغل ،قغغال تعغغالى :وَل َ ت َغأك ُُلوا ْ أ ْ
مغ َ
ل] البقغغرة .[188:فغغإذا فعغغل النسغغان شغغيئا ً مغغن هغغذه ب َي ْن َك ُغغم ِبال َْباط ِغ ِ
المحّرمات أثم واستحق العذاب ،وإذا تركها تقربا ً إلى الله استحق علغغى
تركها الثواب.
ويسمى الحرام محظورًا ،ومعصية ،وذنبًا.
-10المكروه:
والمكروه قسمان :مكروها ً تحريميًا ،ومكروها ً تنزيهيًا.
13
المكروه تحريميا ً :هو ما طالبنا الشرع بغغتركه طلب غا ً جازم غا ً لكغغن
دون طلب ترك الحرام ،بحيث يترتب على تركه امتثال ً لمر اللغغه تعغغالى
الثواب ،ويترتب على فعله العقاب ،لكن دون عقاب الحرام .ومثال ذلك
صلة النفل المطلق عند طلوع الشمس ،أو عند غروبهغغا .فهغغذه الصغغلة
مكروهة تحريميًا.
المكروه تنزيهيًا :هغو مغا طلغب الشغرع تركغه طلبغا ً غيغر جغازم،
بحيث إذا عرفة للحاج ،فإن ترك الصوم امتثال ً لمغغر الغغدين أثيغغب ،وإن
صام لم يعاقب.
-11الداء:
وهو فعل العبادة في وقتها المحغغدد لهغغا مغغن قبغغل الشغغرع ،وذلغغك
كصيام رمضان في شغهر رمضغغان ،وكصغغلة الظهغغر فغغي وقتهغغا المحغغدد
شرعًا.
-12القضاء:
وهو فعل العبادة التي وجبغغت خغغارج وقتهغغا المحغغدد لهغغا مغغن قبغغل
الشرع ،وذلك كمن صام رمضان في غير رمضغغان بعغغد فغغواته ،أو صغغلى
الظهر في غير وقتها المحدد شرعا ً بعد فواته.
والقضاء واجب ،سواء فاتت العبادة بعغغذر ،أو بغيغغر عغغذر ،والفغغرق
بينهما :أن فوتها بغير عذر موجب للثم ،وفوتها بعذر غير موجب للثم.
ريض غا ً
م ِ من ك َغغا َ
ن َ ه وَ َ
م ُ شهَْر فَل ْي َ ُ
ص ْ منك ُ ُ
م ال ّ شهِد َ ِ من َ قال تعالى ِ :فَ َ
خَر] البقرة . [185:أي من أفطغغر لعغغذر ن أ َّيام ٍ أ ُ َ فرٍ فَعِد ّة ٌ ّ
م ْ س َ َ
أوْ ع ََلى َ
مرض أو سفر ،فعليه قضاء ما فاته بعد رمضان.
-13العادة:
والعادة هي فعل العبادة في وقتها مرة ثانية لزيادة فضيلة ،وذلك
ن لغه إعادتهغا كمن صلى الظهر منفردًا ،ثغم حضغرت جماعغة ،فغإنه ي ُ َ
سغ ّ
تحصيل َ لثواب الجماعة.
***
14
هاَرة أح َ
كام الط َ
معنى الطهارة:
الطهارة لغة :النظافة والتخلص مغغن الدنغغاس حس غّية كغغانت
كغغالنجس ،أو معنويغغة كغغالعيوب .يقغغال تطّهغغر بالمغغاء :أي تنظغغف مغغن
الدنغغس ،وتطهر من الحسد :أي تخلص منه.
والطهارة شرعًا :فعل ما تستباح به الصغغلة – أو مغغا فغغي حكمهغغا-
كالوضوء لمن كغغان غيغغر متوضغغئ ،والغسغغل لمغغن وجغغب عليغغه الغسغغل،
وإزالة النجاسة عن الثوب والبدن والمكان.
عناية السلم بالنظافة والطهارة:
لقد اعتنى السلم بالطهارة والنظافة عناية تامة ،ويظهر ذلك مما
يلي:
-1المر بالوضوء لجل الصلة كغغل يغغوم عغغدت مغغرات .قغغال اللغغه
َ
مجغغوهَك ُ ْ س غُلوا ْ وُ ُ صغغلةِ فاغ ْ ِ م إ ِل َغغى ال ّ مت ُغ ْذا قُ ْ من ُغغوا ْ إ ِ َنآ َ ذي َ تعالىَ:يا أي َّها ال ّغ ِ
ْ جل َك ُغ ْ َ َ حوا ْ ب ُِر ُ َ
نم م إ ِلغغى الك َعَْبي غ ِ م وَأْر ُ س غك ُ ْ
ؤو ِ س ُ م َ ق َوا ْ مَرافِ ِ م إ َِلى ال ْ َ وَأي ْد ِي َك ُ ْ
] المائدة[6:
ض علغغى الغسغغل فغغي كغغثير مغغن المناسغغبات ،قغغال تعغغالى: -2الح ّ
جُنبا ً َفاط ّهُّروا ْ ] المائدة ، [6:وقال رسول الله ِ ": لل ِ
ه م ُ وَِإن ُ
كنت ُ ْ
ْ َ َ
ه
سغ ُ ل ِفي غهِ َرأ ِ سغ ُ وم غا ً ي َغْ ِ سب ْعَةِ أي ّغغام ِ ي َ ْ ل َ ي كُ ّ لف ِ س َ ن ي َغْت َ ِ سل ِم ٍ أ ْ م ْ ل ُ ع ََلى ك ّ
ه"]رواه البخاري ،856:ومسلم.[849: سد َ ُ ج َ وَ َ
-3المر بقص الظفغار ،ونظافغغة السغنان ،وطهغغارة الثيغاب ،قغال
ف داد ،وَْنت غ ُ ح َ س غت ِ ْ
ختغغان ،وال ْ فط ْغَرةِ :ال ْ ِ ن ال ِ م َ س ِ م ٌ خ ْرسول الله َ "َ :
ْ
ب" ]رواه البخغغاري،5550: شغغار ِ ص ال ّ م الظغغاِفر ،وََقغغ ّ قليغغ ُ لبغغط ،وَت َ ْ ِ ا
َ ُ َ َ
ك سغغوا ِ م ِبال ّ مْرت ُهُ ْ متي ل َ على أ ّ شقّ َ نأ ُ ومسلم . [257:وقال " : ل ّوْل َ أ ْ
ة" ] رواه البخاري ،847:ومسغغلم .[252:وفغغي روايغغة عنغغد صل َ ٍ ل َ عن ْد َ ك ّ ِ
] :[6/325 أحمد
"مع كل وضوء".
] الستحداد :هو استعمال الموسى في حلق العانة[.
ك فَط َهّْر] المدثر.[4: وقال تعالى :وَث َِياب َ َ
15
ش غط ُْر اليمغغان" ]أخرجغغه الطهارة نصف اليمان ،فقغغال " : ال ّ
طهغغور َ
مسلم.[223:
حكمة تشريع الطهارة:
لقد شرع السلم الطهارة لحكم ٍ كثيرة نذكر منها ما يلي:
-1أن الطهارة من دواعي الفطرة ،فالنسان يميغغل إلغى النظافغة
بفطرته وينفر بطبعه من الوسغغاخة والقغغذارة ،ولمغغا كغغان السغغلم ديغغن
الفطرة كان طبيعيا ً أن يأمر بالطهارة والمحافظة على النظافة.
-2المحافظغغة علغغى كرامغغة المسغغلم ،وعزتغغه ،فالنغغاس يميلغغون
بطبعهم إلى النظيف ،ويرغبون بالجتماع إليه ،والجلوس معه ،ويكرهون
سخ ،ويحتقرونه ،وينفرونه ،وينفرون منه ،ول يرغبون بالجلوس إليغغه. الو ِ
َ
ولما كان السلم حريصا على كرامغغة المغغؤمن وعزتغغه أمغغره بالنظافغغة،
ليكون بين إخوانه عزيزا ً كريمًا.
-3المحافظغغة علغغى الصغغحة ،فالنظافغغة مغغن أهغغم السغغباب الغغتي
تحفظ النسان من المراض ،لن المراض أكثر مغغا تنتشغغر بيغغن النغغاس
بسبب الوساخ والقذار.
فتنظيف الجسغغم ،وغسغغل الغغوجه ،واليغغدين ،والنغغف ،والرجليغغن –
وهذه العضاء التي تتعرض للوسخ كثيرا ً – عدة مغغرات كغغل يغغوم يجعغغل
الجسم حصينا ً من المراض.
-4الوقوف بين يدي الله طغغاهرا ً نظيفغَا ،لن النسغان فغي صغلته
يخاطب ربه ويناجيه ،فهو حَر أن يكون طغغاهر الظغغاهر والبغغاطن نظيغغف
القلب والجسم ،لن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين.
شاملة :هي علمة في البدن يخالف لونها لون باقيه .والمراد :حتى تكونوا ظاهرين ومتميزين
عن غيركم.
الفحش :القبيح من القول أو الفعل ،والتفحش :تكلف الفحش والمبالغة فيه.
16
] الحل ميتته :أي يؤكل ما مات فيه من سغمك ونحغوه بغدون ذبغح
شرعي[.
الخمسة هم :أبو داود والترمذي والّنسائي وابن مغغاجه وأحمغغد بغغن
حنبل.
****
17
أقسلام الميللاه
وتنقسم المياه إلى أربعة أقسام :طاهر مطهر ،وطاهر مطهغر مكغغروه،
وطاهر غير مطهر ،ومتنجس.
الطاهر المطهر:
وهو الماء المطلق الباقي على وصف خلقته التي خلقه الله عليهغغا ،ول
يخرجه عن كونه ماء مطلق غا ً تغيغغره بطغغول مكغغث ،أو بسغغبب تغغراب ،أو
طحلب غ وهو شيء أخضر يعلو الماء من طول مكث غ أو تغيغره بسغبب
مقّره أو ممّره كوجوده في أرض كبريتية ،أو مروره عليها ،وذلك لتعغغذر
صون المغغاء عغغن ذلغغك والصغغل فغغي طهوريغغة المغغاء المطلغغق :مغغا رواه
البخاري ) (217وغيره :عن أبي هريرة قال :قام أعرابغغي فبغغال فغغي
قغغواهري ُه ،وَ َ المسجد ،فقام إليه الناس ليقعوا به ،فقال النبي " :د َع ُغغو ُ
َ
ن وَل َغ ْ
م ري َس غي ّ ِ ن ماٍء غ َفإّنمغغا ب ُعُث ُت ْغغم ُ
م َ ن ماٍء غ أوْ ذ َُنوبا ً ِ
م ْ جل ً ِ
م ْ س ْعلى َبول ِهِ َ َ
ن". ري َس ِ
معَ ّ ت ُب ْعَُثوا ُ
ل :دلغغوا ً ملى بالمغغاء ،ومثلغغه ]ليقعوا به :ليزجروه بالقول أو الفعل .سج ً
الذنوب[.
فأمر رسول الله بإراقة الماء على مكان البول دليل أنه فيه خاصغية
التطهير.
الطاهر المطهر المكروه:
وهو الماء المشمس الذي سغغخنته الشغغمس ،ويشغغترط لكراهيتغغه ثلثغغة
شروط وهي:
1غ أن يكون ببلد حارة.
2غ أن يكغغون موضغغوعا ً بغغأوان منطبعغغة غيغغر الغغذهب والفضغغة ،كالحديغغد
والنحاس ،وكل معدن قابل للطرق.
3غ أن يكغغون اسغغتعماله فغغي البغغدن لدمغغي ولغغو ميتغا ً أو حيغغوان يلحقغغه
البرص كالخيل.
نقغغل الشغغافعي غغ رحمغغه اللغغه تعغغالى غغ عغغن عمغغر :أنغغه كغغان يكغغره
الغتسال به ،وقال :ول أكره الماء المشغغمس إل مغغن جهغغة الطغغب ،ثغغم
روى :أنه يورث البرص.
وذلك لن الشمس بحدتها تفصل منغغه زهومغغة تعلغغو المغغاء ،فغغأن لقغغت
البدن بسخونتها أمكن أن تضر به ،فتغغورثه الغغبرص ،وهغغو مغغرض يصغغيب
الجلد.
18
الول :هغغو المغغاء القليغغل المسغغتعمل فغغي فغغرض الطهغغارة كالغسغغيل
والوضوء .ودليل كونه طاهرا ً ما رواه البخاري ) (191ومسغغلم )(1616
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال :جاء رسول الله يعغغودني
ل فَتو َ َ
علي. ن َوضوئ ِهِ َم ْب ِ ص ّ
ضأ و َ َق ُ َ َ ّ
وأنا مريض ل أع ْ ِ
]ل أعقل :أي في حالة غيبوبة مغغن شغغدة المغغرض .مغغن وضغغوئه :المغغاء
الذي توضأ به[ ولو كان غير طاهر لم يصبه عليه.
ودليل كونه غير مطهر ما رواه مسلم ) (283وغيره :عن أبي هريرة
أن النبي قال " :ل َ يغْتس ْ َ
و
هغغ َداث ِم ِ غ أي الراكد غ وَ ُ
ماِء ال ّ
م في ال َ ل أحد ُك ُ ْ َ َ ِ
جُنب " فقالوا :يا أبغغا هريغغرة ،كيغغف نفعغغل؟ قغغال :يتنغغاوله تنغغاول ً وحكغغم ُ
الوضوء في هذا حكم الغسل لن المعنى فيهما واحد ،وهو رفع الحدث.
فقد أفاد الحديث :أن الغتسال في الماء يخرجه عن طهوريته ،وإل لغغم
ينه عنه ،وهو محمول على الماء القليل لدلة أخرى.
الثاني :هغغو المغغاء المطلغغق الغغذي خغغالطه شغغيء مغغن الطغغاهرات الغغتي
يستغني عنها المغغاء عغغادة والغغتي ل يمكغغن فصغغلها عنغغه بعغغد المخالطغغة،
فتغيغغر بحيغغث لغغم يعغغد يطلغغق عليغغه أسغغم المغغاء المطلغغق :كالشغغاي
والعرقسوس ،أما إذا كان المخلط الطاهر موافقا للماء في صفاته من
طعم ولون وريح كماء الورد الذي فقد صفاته فإنه يعمد عنغغد ذلغغك إلغغى
التقدير بالمخالف الوسط ،وهو في الطعم عصير الرمغغان ،وفغغي اللغغون
عصير العنب ،وفي الرائحة اللذن ،((1فإن قدر تغيره بمخالطة ذلك صار
الماء طاهرا ً غير مطهر ،وكونه غير مطهر لنه أصبح ل يسمى مغغاء فغغي
هذه الحالة والشارع اشترط التطهر بالماء.
الماء المتنجس:
هو الماء الذي وقعت فيه نجاسة وهو قسمان:
الول قليل :وهو ما كان دون القلتين .وهذا الماء ينجغغس بمجغغرد وقغغوع
النجاسة ،ولو كانت قليلغغة ولغغم يتغيغغر فيغغه شغغيء مغغن أوصغغافه كغغاللون
والريح والطعم .والقلتان :خمسمائة رطل بغدادي وتساوي مائة وأثنيغغن
وتسعين كيلو غراما ً وثمان مائة وسغغبعة وخمسغغين غرام غا ً ) ،857غ 192
كلغ( ،ويساوي بالمكعب ذراعا ً وربعا ً طول ً وعرضا ً وعمقًا.
روى الخمسة عن عبد الله بغن عمغر رضغي اللغه عنهمغا قغال :سغمعت
رسول الله وهو يسأل عن الماء يكون بالفلة من الرض ،وما ينغغوبه
خب َغغث "،
ل ال َ
مغ ِ
ح ِ ن ل َغ ْ
م يَ ْ ّ
ن الماُء قلت َي ْ ِ كا َذا َ من السباع والدواب ،فقال " :إ َ
س ". ج ُ ه ل ي َن ْ ُوفي لفظ أبي أبي داود ) " :(65فَّإن ُ
]بالفلة :الصحراء ونحوها .ينوبه :يغغرد عليغغه .السغغباع :كغغل مغغا لغغه نغغاب
يفترس به من الحيوانات[.
) (1رطوبة تتعلق بشعر المعزى ولحاها إذا رعت نباتا ً يعرف بقلسوس يستعمل للنزلت
والسعال ووجع الذن.
19
ومفهوم الحديث :أنه إذا كان الماء أقل من قلتين بنجس ولو لم يتغيغغر،
ودل على هغغذا المفهغغوم مغغا رواه مسغغلم ) (278عغغن أبغغي هغغري أن
ق َ َ
س ي َغد َه ُ فغغي الن َغغاءِ مهِ فَل َ ي َغْ ِ
م ْ ن َنو ِ
م ْ حد ُك ُ ْ
م ِ ظأ َ ست َي ْ َ
ذا ا ْ النبي قال " :إ َ
ن ب ََاتت يد ُه ُ " .فقد نهى المستيقظ من َ
ه ل َ يد ِْري أي ْ َ لثا ً َفإن ّ ُ
حّتى ي َْغسلها ث َ َ
َ
نومه عن الغمس خشية تلوث يده بالنجاسغغة غيغغر المرئيغغة ،ومعلغغوم أن
النجاسة غير المرئية ل تغير الماء فلول أنها تنجسه بمجغغرد الملقغغاة لغغم
ينهه عن ذلك.
والثاني كثير :وهو ما كان قلغتين أو كغثر ،وهغذا المغاء ل ينجغس بمجغرد
وقغغوع النجاسغغة فيغغه ،وإنمغغا ينجغغس إذا غيغغرت النجاسغغة أحغغد أوصغغافه.
الثلثة :اللون ،أو الطعغغم ،أو الريغغح .ودليلغغه الجمغغاع .قغغال النغغووي فغغي
المجمغوع ) :(1/160قال ابن المنذر :أجمعوا أن الماء القليل أو الكغغثير
إذا وقعت فيه نجاسة ،فغيرت طعما ً أو لونا ً أو ريحًا ،فهو نجس.
ما يصلح منها للتطهير:
وهذه المياه الربعة ليست كلهغا صغغالحة للطهغغارة غغ أي لرفغغع الحغغديث
وإزالة الخبث غ كما علمت ،بل إنمغغا الغغذي يصغغلح منهغغا هغغو النغغوع الول
والثاني ،مع كراهة النوع الثاني في البدن.
أما النوع الثالث :فل يصلح التطهر به ،وإن كان طاهرا ً في ذاته بحيث
يصح استعماله في غير الطهارة كالشرب ،والطبخ وغير ذلك أما النللوع
الرابع :فهو متنجس ل يصلح لشيء.
* * *
20
الوانلي
21
*****
22
أنواع الطهارة
الطهارة نوعان:
أول ً غ طهارة من النجس.
ثانيا ً غ طهارة من الحدث.
الطهارة من النجس:
معنى النجس :النجس لغة :كل مستقذر .وشرعًا :مستقذر يمنغغع صغغحة
الصلة ،كالدم والبول.
العيان النجسة:
والعيان النجسة كثيرة نذكر أهمها في سبعة أشياء:
1غ الخمر وكل مانع مسكر .قال تعالى) :إنما الخمر والميسر والنصاب
والزلم رجس( أي نجغغس ]المغغائدة .[90:وقغغال رسغغول اللغغه " :كغغل
مسكر خمغر ،وكغل خمغغر حغرام" ]رواه مسغلم ،2003 :عغن أبغغن عمغر
رضي الله عنهما[.
2غ الكلب والخنزير :قال رسول الله " :طهغغور إنغغاء أحغغدكم إذا ولغغغ
فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بغغالتراب" ]رواه مسغغلم.[279:
وفي رواية للدارقطني )" :(1/65إحداهن بالبطحاء".
]ولغ :شرب ،البطحاء :صغار الحصى ويقصد به التراب[.
3غ الميتغغة :وهغغي كغغل حيغغوان مغغات بغيغغر زكغغاة شغغرعية ،قغغال تعغغالى:
)حرمغغت عليكغغم الميتغغة( ]المغغائدة .(3 :وتحريمهغغا إنمغغا كغغان مغغن أجغغل
نجاستها.
ويدخل في حكم الميتة ما ذبح على النصاب ،وما ذكر عليغغه غيغغر اسغغم
الله ،قال تعالى) :وما أهل لغير الله به( ]المائدة.[3 :
ما سيتثنى من نجاسة الميتة:
ويستثنى من نجاسة الميتة ثلثة أشياء:
الول -ميتة النسان :قغغال تعغالى):ولقغد كرمنغا بنغي آدم( ]السغغراء:
.[70ومقتضغغى تكريمغغه أن يكغغون النسغغغغان طغغاهرا ً حيغا ً وميتغًا .وقغغال
رسول الله " : سغغبحان اللغغه إن المسغغلم ل ينجغغس" ]رواه البخغغاري:
.[279وقال ابن عباس رضي الله عنهما " المسلم ل ينجس حيا ً وميتًا"
]رواه البخاري تعليقا في الجنائز ،باب غسل الميت ووضوئه[.
والثاني والثالث غ السمك والجراد :قال رسول الله " :أحلت لكم
مغغان ،فأمغغا الميتتغغان فغغالحوت والجغغراد ،وأمغغا الغغدمان فالكبغغد
ميتتان ود ّ
والطحال " ]رواه ابن ماجه[.
4غ الدم السائل ومنه القيح :قال تعالى) :أو دما ً مسفوحا ً أو لحم خنزير
فإنه رجس( ]سورة النعام :الية .[145
ويستثنى من نجاسة الدم :الكبد والطحال للحديث السابق.
5غ بول النسان وغائطه ،وبول الحيوان وفرثه:
23
روى البخاري ) (217ومسلم ) (284أن أعرابيا ً بال في المسجد ،فقال
صّبوا عليه ذنوبا ً من ماء" أي دلوًا ،والمر يصغغب المغغاء رسول الله ًُ :
عليه دليل نجاسته.
6غ كل جزء انفصل من الحيوان حال حياته فإنه نجس .قال رسول اللغغه
" :ما قطع من بهيمة فهو ميتة" ]رواه الحاكم وصححه[.
ويستثنى من ذلك شعر وريش الحيوانات المغغأكول اللحغغم فغغإنه طغغاهر.
قال تعالى) :ومن أصوافها وأوبارهغغا وأشغغعارها أثاثغا ً ومتاعغا ً إلغغى حيغغن(
]سورة النحل.[80:
7غ لبن الحيوان غير مغأكول اللحغغم :كالحمغغار ونحغغوه ،لن لبنغغه كلحمغغه،
ولحمه نجس.
النجاسة العينية والنجاسة الحكمية:
النجاسة العينية :هي كل نجاسة لها جرم مشغغاهد ،أولهغغا صغغفة ظغغاهرة
من لون أو ريح ،كالغائط أو البول أو الدم.
والنجاسة الحكمية :كل نجاسة جفت وذهب أثرها ،ولم يبق لها أثر
من لون أو ريح ،وذلك مثل بول أصاب ثوبا ً ثم جف ،ولم يظهر له أثر.
النجاسة المغلظة والمخففة والمتوسطة:
النجاسة المغلظة :وهي نجاسة الكلب والخنزير ،ودليل تغليظهغغا أنغغه ل
يكفي غسلها بالماء مرة كباقي النجاسغات ،بغل ل بغد مغن غسغلها سغبع
مرات إحداهن بالتراب ،كما مر في حديث "ولوغ الكلب" وقيغغس عليغغه
الخنزير لنه أسوأ حال ً منه.
النجاسة المخففة :وهي بول الصبي الذي لم يأكغغل إل اللبغغن ولغغم يبلغغغ
سنه حولين ،ودليل كونها مخففة أنهغغا يكفغغي رشغغها بالمغغاء ،بحيغغث يعغغم
الرش جميع موضع النجاسة من غير سيلن.
روى البخاري ) ،(2021ومسغغلم ) (287وغيرهمغغا :عغغن أم قيغغس بنغغت
حصن رضي الله عنها :أنها أتت بابن لها صغير لم يأكغغل الطعغغام ،إلغغى م ْ
ِ
رسول الله فبال على ثوبه ،فدعا بماء فنضحه ولم يغسله.
]فنضحه :رشه بحيث عم المحل بالماء وغمره بدون سيلن[..
النجاسة المتوسطة :وهي غير الكلب والخنزير ،وغير بول الصبي الغغذي
لم يطعغغم إل لبغغن ،وذلغغك مثغغل بغغول النسغغان ،وروث الحيغغوان ،والغغدم.
وسميت متوسطة لنها ل تظهر بالرش ،ول يجب فيها تكرار الغسغغل إذا
زالت عينها بغسلة واحدة.
روى البخاري ) (214عن أنس قال :كان النغبي إذا تغبرز لحغاجته
أتيته بماء فيغسل به.
]تبرز لحاجته :خرج إلى البزار وهو الفضاء ،ليقضي حاجته مغغن بغغول أو
غائط[.
24
وروى البخاري ) ،(176ومسلم ) :(303عن علغغى قغغال :كنغغت رجل ً
مذاًء ،فاستحييت أن أسال رسول الله ،فأمرت المقغغداد بغغن السغغود
فسأله ،فقال" :وفيه الوضوء" .ولمسلم "يغسل ذكره ويتوضأ".
]مذاء كثير خروج المذي ،وهو ماء أصفر رقيق يخرج غالب غا ً عنغغد ثغغوران
الشهوة[.
وروى البخاري ) :(155عن عبدالله بن مسعود قغغال :أتغغى النغغبي
الغائط ،فأمرني أن آتية بثلثة أحجار ،فوجدت حجرين والتمست الثغغالث
فلم أجده ،فأخلت روثه فاتيته بها ،فأخذ الحجرين وألقى الروثغغة وقغغال:
"هذا ركس" .والركس :النجس ،والروثة براز الحيوان.
فدلت هذه الحاديث على نجاسة الشياء المذكورة ،وقبس ما لم يغذكر
منها على ما ذكر.
كيفية التطير من النجاسات:
التطهر من النجاسة المغلطة :وهي نجاسة الكلغغب والخنزيغغر ،وهغغذه ل
تطهر إل إذا غسلت سبع مرات إحداهن بالتراب ،سواء كغغانت النجاسغغة
عينية أم حكمية ،وسواء كانت على الجسم ،أو الثوب ،أو المكان.
التطهر من النجاسة المتوسطة :وهي نجاسة ما عدا الكلغغب والخنزيغغر،
والصبي الذي لم يطعم ،وهذه النجاسة إنما تطهر إذا جرى المغغاء عليهغغا
وذهب بأثرها ،فزالت عينها وذهبغغت صغغفاته مغغن لغغون أو طعغغم أو ريغغح،
سغغواء كغغانت عينيغغة أم حكميغغة ،وسغغواء كغغانت علغغى ثغغوب أم جسغغم أم
مكان ،ولكن ل يضر بقاء لون عسر زواله ،كالدم مث ً
ل.
تطهير جلود الميتة غير الكلب والخنزير:
ويطهر جلد الحيوان غير الكلب والخنزير بالدباغ ،والدباغ :نغغزع رطوبغغة
حّريفة ،بحيث لو تقع فغغي المغغاء الجلد التي يفسده إيقاؤها ،بمادة لذعة ِ
بعد إليه النتن والفساد.
قال رسول الله " :إذا دبغ الهغغاب فقغغد طهغغر" ]رواه مسغغلم،[366:
ويجب غسل الجلد بالماء بعد الدبغ لملقاته للدويغغة النجسغغة الغغتي دبغغغ
بها ،أو الدوية التي تنجست بملقاته قبل طهر عينه.
بعض ما يعفى عنه من النجاسات:
السلم دين النظافة ،لذلك أوجب إزالة النجاسة أينمغغا كغغانت ،والتحغغرز
منها ،وجعل الطهارة من النجاسة شرطا ً لصحة الصلة سواء في الثوب
أم البدن أم المكان.
إل أن الدين راعي اليسغغر ،وعغدم الحغرج ،فعفغا عغغن بعغض النجاسغغات
لتعذر إزالتها ،أو مشقة الحتراز عنها ،تسهيل ً على الناس ،ورفعا ً للحغغرج
عنهم ،وإليك بعض هذه المعفوات:
1غ رشاش البول البسيط الغغذي ل يغغدركه الطغغرف المعتغغدل إذا أصغغاب
الثوب أو البدن ،سواء كانت النجاسة مغلظة أم مخففة أم متوسطة.
25
2غ اليسير من الدم ،والقيح ،ودم البراغيث وونيم الذباب أي نجاسته ما
لم يكن ذلك بفعل النسان وتعمده.
ً
3غ دم وقيح الجروح ولو كان كثيرا ،شريطة أن يكون من النسان
نفسه ،وأن ل يكون بفعله وتعمده ،وأن ل يجاوز محلغغه المعتغغاد وصغغوله
إليه.
4غ روث الدواب الذي يصيب الحبوب أثناء دراستها ،وروث النعام
الذي يصيب اللبن أثناء الحلب ما لم يكثر فيغير اللبن.
5غ روث السمك في الماء ما لم يتغير ،وذرق الطيور في المغغاكن
التي تتردد عليها كالحرم الملكي والحرم المدني والجامع الموي ،وذلك
لعموم البلوى ،وعسر الحتراز عنه.
6غ ما يصيب ثوب الجزار من الدم ما لم يكثر.
7غ الدم الذي على اللحم.
8غ فم الطفل المتنجس بالقي ،إذا أخذ ثدي أمه.
9غ ما يصيب النسان من طين الشارع.
10غ الميتة التي ل نفس لها سائلة أي ل دم لهغا مغن نفسغها إذا وقعغت
في مائع :كالذباب ،والنحل ،والنمل ،شريطة أن تقع بنفسها ،ولغغم تغيغغر
المائع الذي وقعت فيه.
روى البخاري ) (5445وغيره :عن أبي هريرة : أن رسغغول اللغغه
قال" :إذا وقع الذباب في إناء أحدكم ،فليغمسه كلغغه ثغغم يطرحغغه ،فغغإن
في أحد جناحيه شفاء وفي الخغغر داء" .ووجغغه السغغتدلل :أنغغه لغغو كغغان
ينجسه لم يأمر بغمسه .وقيس بالذباب كل ما في معناه من كل ميتة ل
يسيل دمها.
*****
26
ستنجاء وآداُبه
ال ْ
معناه :هو إزالة النجاسة أو تخفيفها عن مخغغرج البغغول أو الغغغائط.
مأخوذ من الّنجاء وهو الخلص من الذى ،أو النجوة :وهي المرتفغغع عغغن
حْزء ،أي ما يخرج من الدبر .سمي بذلك شرعًا، الرض ،أو النجو :وهو ال ُ
لن المستنجي يطلب الخلص من الذى ويعمل على إزالته عنه ،وغالبغا ً
ما يستتر وراء مرتفع من الرض ،أو نحوها ،ليقوم بذلك.
حكمه :وهو واجب ،وقد دل علغغى ذلغغك قغغول الرسغغول كمغغا سغغيأتي
خلل البحث.
ما يستنجي به:
يجوز الستنجاء بالماء المطلق ،وهو الصل في التطهيغغر مغغن النجاسغغة
كما يجوز بكل جامد خشن يمكغغن أن يزيغغل النجاسغغة ،كغغالحجر والغغورق
ونحو ذلك.
والفضل أن يستنجي أول ً بالحجر ونحوه ،ثم يستعمل الماء ،لن الحجر
يزيل عين النجاسة والماء بعده يزيل أثرها دون أن يخلطها .وأن أقتصر
على أحدهما فالماء أفضل ،لنه يزيغغل العيغغن والثغغر ،بخلف غيغغره ،وأن
أقتصر على الحجغغر ونحغغوه ،فيشغغترط أن يكغغون المسغغتعمل جافغًا ،وأن
يستعمل قبل أن يجف الخارج مغغن القبغغل أو الغغدبر ،وأل يجغغاوز الخغغارج
صفحة اللية أو حشفة الذكر وما يقابلها من مخغغرج البغغول عنغغد النغغثى،
وأن ل ينتقل عن المحل الذي أصغغابه أثنغغاء خروجغغه .كمغغا يشغغترط أن ل
نقل المسحات عن ثلثة أحجار أو ما ينوب منابها ،فإن لم ينظف المحل
زيد عليها ،ويسن أن يجعل وترًا ،أي منفردة :كخمسة أو سبعة ،ونحوها.
روى البخاري ) ،(149ومسلم) :(271عن أنس بن مالك قال :كغغان
رسول الله يدخل الخلء ،فأحمل أنا وغلم نحوي إدواة من مغاء وعنغغزة،
فيستجني بالماء.
]الخلء :مكان قضاء الحاجة .إداوة :إناء صغير من جلغغد عنغغزة :الحربغغة
القصغغيرة ،تركغغز ليصغغلى إليهغغا كسغغترة .يسغغتنجي :يتخلغغص مغغن أثغغر
النجاسة[.
وروى البخاري ) (155وغيره ،عن ابن مسعود قغغال :أتغغي النغغبي
الغائط فأمرني أن آتيه بثلثة أحجار.
]الغائط :المكان المنخفض من الرض تقضى فيه الحاجة ،ويطلق على
ما يخرج من الدبر[.
وروى أبو داود ) (40وغيره ،عن عائشغغة رضغغي اللغغه عنهغغا :أن رسغغول
الله قال " :إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليغغذهب معغغه بثلثغغة أحجغغار
يستطيب بهن ،فإنها تجزئ عنه ".
]يستطيب :يستنجي ،سمي بذلك لن المسغغتنجي يطيغغب نفسغغه بإزالغغة
الخبث عن المخرج[.
27
وروى أبو داود ) ،(44والترمذي ) ،(3099وابن ماجه ) ،(357عغغن أبغغي
هريرة عن النبي قال " :نزلغغت هغغذه اليغغة فغغي أهغغل قبغغاء) :فيغغه
رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين( ]التوبة.[108 :
قال :كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الية ".
روى مسغغلم ) (2622عغغن سغغلمان عغغن رسغغول اللغغه قغغال " :ل
يستنجي أحدكم بدون ثلثة أحجار".
وروى البخاري ) ،(160ومسلم) (237عن أبغغي هريغغرة : أن رسغغول
الله قال " :ومن استجمر فليوتر ".
]استجمر :مسح بالحجار وهي الحجار الصغيرة[.
ما ل يستنجي به:
ل يصح الستنجاء بما كان نجس العين أو متنجسا ً لنه ربما زاد في أثغغر
النجاسة بدل تخفيفه.
روى البخاري ) (155عن عبدالله بغغن مسغغعود قغغال :أتغغى النغغبي
الغائط فأمرني أن آتيه بثلثة أحجار ،فوجدت حجرين والتمسغغت الثالث
فلم أجدهغن فأخغغذت روثغغة فغغاتيته بهغغا فأخغغذ الحجريغغن وألقغغى الروثغغغة
وقال":هذا ركس ".
] الركس :النجس .روثة :براز الحيوان مأكول اللحم وغيره[.
غ ويحرم الستنجاء بمغغا كغغان مطعوم غا ً لدمغغي كغغالخبز وغيغغره ،أو جنغغي
كالعظم.
روى مسلم ) (450عن مسعود ،عن رسغغول اللغغه قغغال " :أتغغاني
داعي الجن ،فذهبت معه ،فقرات عليهم القرآن " .قال :وسألوه الغغزاد،
فقال " :لكم كل عظم ذكر اسم الله عليغغه ،يقغغع فغغي أيغغديكم أوفغغر مغغا
يكون لحمًا ،وكل بعرة علف لدوابكم " .فقال رسول " :فل تستنجوا
بهما ،فإنهما طعام إخوانكم" وعند الترمذي ) :(18ول تستنجوا بغغالروث
ول بالعظام ،فإنه زاد إخوانكم من الجن".
فيقاس طعام الدمي على غيره من باب أولي.
غ يحرم الستنجاء بكل محترم ،كجزء حيغوان متصغل بغه ،كبغغده ورجلغه،
ومن الدمي من بغاب أولغى ،لنغه يتنغافى مغع تكريمغه ،فغإن كغان جغزء
الحيوان منفصل عنه ،وكان طغغاهرا ً كشغغعر مغغأكول اللحغغم وجلغغد الميتغغة
المدبوغ ،جاز ذلك.
آداب الستنجاء وقضاء الحاجة:
هناك آداب يطلب من المسغغلم أن يراعيهغغا عنغغد القيغغام بقضغغاء حغغاجته
واستنجائه وهي:
1غ مغا يتعلغق بالمكغان الغذي يقضغي فيغه حغاجته :فغإنه يجتنغب التبغول
والتغوط في:
غ طريق الناس أو المكان الذي يجلسون فيه ،لما فيه من الذى لهم.
28
روى مسلم ) (269وغيره ،عن أبغغي هريغغرة : أن النغغبي قغغال" :
اتقوا اللعانين" .قالوا :وما اللعانان؟ قغغال " :الغغذي يتخلغغى فغغي طريغغق
الناس أو في ظلهم".
]اللعين :المرين الجالبين اللعن[.
غ ثقب في الرض أو جدار أو نحغغوه ،لمغغا قغغد ينتغغج عنغغه مغغن أذى ،فقغغد
يكون فيه حيوان ضار كعقرب أو حيه ،فيخرج عليه ويغغؤذيه ،وقغغد يكغغون
فيه حيوان ضعيف فيتأذى.
روى أبو داود ) (29عن عبدالله بن سرجس قال " :نهى رسول الله
أن يبال في الجحر" .وهو الثقب في الرض.
غ تحت الشجرة المثمرة ،صيانة للثمر عن التلغغويث عنغغد وقغغوعه سغغواء
كان مأكول ً أو منتفعا ً به لئل تعافه النفس.
غ الماء الراكد :لما ينتج من تقغغزز النفغغس منغغه إن كغغان كغغثيرا ً ل تغيغغره
النجاسة ،ومن إضاعته إن كانت النجاسة تغيره ،أو كان دون القلتين.
روى مسلم ) (281وغيره ،عن جابر ، عغغن النغغبي : أنغغه نهغغى أن
يبال في الماء الراكد .والتغوط أقبح وأولغغى بغغالنهي ،والنهغغي للكراهغغة،
ونقل المام النووي أنه للتحرم.
]انظر شرح مسلم.[187 /3 :
2غغ مغغا يتعلغغق بالغغدخول إلغغى قضغغاء الحاجغغة والخغغروج منغغه ،فيسغغتحب
لقاضي الحاجة :أن يقدم رجله اليسرى عند الدخول ويمناه عند الخروج
لنه الليق بأماكن القذر والنجس.
ول يحمل الله تعالى ومثله كل اسم معظم.
كما يسغتحب له أنن يقول الذكار والدعيغة التي ثبتت عغن رسغول الله
، قبل دخول الخلء وبعد الخروج منه:
فيقغغول قبغغل الغغدخول" :باسغم اللغغه ،اللهغغم إنغغي أعغوذ بغك مغن الخبغغث
والخبائث" ]رواه البخاري ،142ومسلم.[375 :
]الخبث :جمع خبيث .والخبائث :جمع خبيثغغة ،والمغغراد ذكغغور الشغغياطين
وإنائهم[.
وبعغغد الخغغروج يقغغول" :غفرانغغك ،الحمغغد للغغه الغغذي أذهغغب عنغغي الذى
وعافني ،الحمغغد لله الذي أذاقني لغذته ،وأبقغغى مغغن قغغوته ،ودفغغع عنغغى
أذاه" ]رواه أبو داود ،30:والترمذي 17:وابن ماجه ،301:والطبراني[.
3غ ما يتعلق بالجهة :يحرم علغغى قاضغغي الحاجغغة أن يسغغتقبل القبلغغة أو
يستدبرها ،إن كان في الفضاء ول ساتر مرتفع يستر عورته حغغال قضغغاء
حاجته ،وكذلك إن كان في بناء غيغغر معغغد لقضغغاء الحاجغغة ،ولغغم تتحقغغق
شروط الساتر المذكورة ،ويشترط أل يبعد عنه السغغاتر أكغغثر مغغن ثلثغغة
أذرع بذارع الدمي ،أي ما يساوى 150سم تقريبًا .فإن كان البناء معغغدا ً
لقضاء الحاجة جاز الستقبال والستدبار.
29
روى البخاري ) (381ومسلم ) ،(264عن أبي أيوب النصغغاري عغغن
النبي قال" :إذا أتيتم الغائط فل تستقبلوا القبلة ول تستدبروها ببغغول
أو غائط ،ولكن شرقوا أو غربوا" .
وخص ذلك بالصحراء وما في معناها مغغن المكنغغة الغغتي ل سغغاتر فيهغغا،
ودليل التخصغغيص :مغغا روى البخغغاري) ،(148ومسغغلم ) (266وغيرهمغغا،
عن ابن عمر رضي الله عنهمغغا قغغال :ارتقيغغت فغغوق ظهغغر بيغغت حفصغغة
لبعض حاجتي ،فرأيت النبي ،مسدبر القبلة ،مستقبل الشام .فحمغغل
الول على المكان غير المعد لقضاء الحاجة ،وما في معناه من الماكن
التي ل ساتر فيها ،وحمل الثغغاني علغغى المكغغان المعغغد ومغغا فغغي معنغغاه،
جمعا ً بين الدلة ،ول يخلو المر معه عن كراهة في غير المعد مع وجغغود
الساتر.
4غ ما يتعلق بحال قاضي الحاجة :أن يعتمد على يساره وينصب يمنغغاه.
ول ينظر إلى السماء ول إلى فرجه ول إلى مغا يخغغرج منغه لنغه ل يليغق
بحاله .ويكره القاضي الحاجة الكلم وغيره أثناء قضائها.
روى مسلم ) (370وغيره ،عن ابن عمر رضي الله عنهما :أن رجل م غّر
ورسول الله يبول ،فسلم عليه فلم يرد عليه.
وروى أبو داود) (15وغيره ،عن أبي سغغعيد قغغال :سغغمعت النغغبي
يقول" :ل يخرج الرجلن يضربان الغائط ،كشفين عن عورتهما يتحدثان،
فإن الله عز وجل يمقت على ذلك".
]يضربان :يأتيان .يمقت :يغضب[
ويقاس على الكلم غيره كالكل والشرب والعبث ،ونحو ذلك
5غ الستنجاء باليسار :يستعمل قاضي الحاجة شغغماله لتنظيغغف المحغغل
بالماء اليمنى لهغغذا ،كمغغا يكغغره لغغه أن يمغغس بهغغا ذكغغره .وإن احتغغاج أن
يمسك الذكر لينظفه بالحجر ونحوه من الجامدات ،أمسك الجامغغد بيغغده
اليمنى دون أن يحركها ،وأمسك الذكر باليسرى وحركها لينظف المحل.
روى البخاري ) ،(153ومسلم ) ،(267عن أبي قتادة ،عن النغغبي
قال" :إذا بال أحدكم فل يأخذن ذكره بيمينه ول يستنج بيمينه".
الطهارة من الحدث:
معنى الحدث :الحدث لغة :الشغغيء الحغغادث .وشغغرعًا :هغغو أم اعتبغغاري
يقوم بالعضاء يمنع من صحة الصلة وما في حكمها ،حيغغث ل مرخغغص.
ويطلق الحدث أيضا ً على نواقض الوضوء التي سنتحدث عنا فيمغغا بعغغد،
وعلى موجبات الغسل.
أقسام الحدث:
والحدث يقسم إلى قسمين :حدث أصغر ،وحدث أكبر.
الحدث الصغر :هو أمر اعتباري يقوم بأعضاء النسغغان الربعغغة ،وهغغي:
الوجه ،واليدان ،والرأس ،والرجلن ،فيمنغغع مغن صغغحة الصغغلة ونحوهغغا،
ويرتفع هذا الحدث بالوضوء ،فيصبح النسان مستعدا ً للصلة ونحوها.
30
والحدث الكبر :وهو أمر اعتباري يقوم بالجسم كلغغه فيمنغغع مغغن صغغحة
الصلة وما في حكمها ،ويرتفع هذا الحدث بالغسل فيصبح النسان أهل ً
لما كان ممنوعا ً عنه.
*****
31
ضوء
الو ُ
معناه:
الوضوء لغة :مأخوذة من الوضاءة وهي الحسن والبهجة ،وشرعًا :اسم
للفعل الذي هو استعمال الماء أعضاء معينغغة مغغا النيغغة .والوضغغوء اسغغم
للماء الذي يتوضأ به ،وسمي بذلك لما يضفي على العضاء من وضغغاءة
يغسلها وتنظيفها.
فروض الوضوء:
وفروض الوضوء ستة وهي :النية ،وغسغغل الغغوجه ،وغسغغل اليغغدين ،مغغع
المرفقين ،ومسح بعض الرأس ،وغسل الرجلين مع الكعبين ،والترتيب.
والصل في مشروعية الوضوء وأركانه قوله تعالى) :يا أيها الذين آمنغغوا
إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأمسغغحوا
برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين( ]المائدة.[6:
1غ النية :لن الوضوء عبادة ،وبالنية تتميز العبادة ،قال رسول اللغغه :
"إنمغغا العمغغال بالنيغغات وإنمغغا لكغغل امغرئ مغا نغوى" ]رواه البخغاري،1:
ومسلم .[1907:أي ل تصح العبادة ول يعتد بها شغغرعا ً إل إذا نغغويت ،ول
يحصل للمكلف أجرها إل إذا أخلص فيها.
تعريف النية :والنية معناها لغة :القصد ،وشرعًا :قصغغد الشغغيء مقرونغا ً
بفعله.
محل النية :ومحل النية القلب ،ويسن التلفظ بها باللسان.
كيفية النيغغة :وكيفيتهغغا أن يقغغول بقلبغغه :نغغويت فغغرض الوضغغوء ،أو رفغغع
الحدث ،أو استباحة الصلة.
وقت النية :ووقتها عند غسل أول جزء من الوجه ،لنه أول الوضوء.
2غ غسل جميع الوجه :لقوله تعالى) :فاغسلوا وجوهكم(.وحدود الغغوجه
ل ،ومن الذن إلى الذن عرضًا. من منبت الشعر إلى أسفل الذقن طو ً
ويجب غسل كل ما على الوجه :من حاجب ،وشغغارب ،ولحيغغة ،ظغغاهرة
وباطنا ً لنها من أجزاء الوجه ،إل اللحية الكثيفة غ وهي الغغتي ل يغغرى مغغا
تحتها غ فإنه يكفى غسل ظاهرها دون باطنها.
3غ غسل اليدين مع المرفقين :لقوله تعالى) :وأيغغديكم إلغغى المرافغغق(.
جمع مرفق وهو مجتمع الساعد مع العضد و"إلى" بمعنغغى مغغع ،أي :مغغع
المرافق ،دل على ذلك ما رواه مسلم ) ،(246عن أبي هريرة " :أنه
توضأ فغسل وجهه فاسبغ الوضوء ،ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في
العضد ،ثم يده اليسرى حتى أشغغرع فغغي العضغغد ،ثغغم مسغغح رأسغغه ،ثغغم
غسل رجله اليمنى حتى أشرع فغغي السغغاق ،ثغغم غسغغل رجلغغه اليسغغرى
حتى أشرع في الساق ،ثم قال :هكذا رأيت الرسول يتوضأ".
]أشرع في العضد وأشرع في الساق ،معناه :أدخل الغسل فيهما[.
32
ويجب تعميم جميع الشعر والبشرة بالغسغغل ،فلغغو كغغان تحغغت أظغغافره
وسخ يمنع وصول الماء أو خاتم لم يصغغح الوضغغوء ،لمغغا رواه البخغغاري )
،(161ومسلم ) (241واللفظ له ،عغغن عبغغدالله بغغن عمغغرو رضغغي اللغغه
عنهما قال :رجعنا مع رسول الله من مكة إلى المدينة ،حتى إذا كنغغا
بماء بالطريق تعجل قغغوم عنغغد العصغغر ،فتوضغغأوا وهغغم عجغغال ،فانتهينغغا
إليهغغم وأعقغغابهم تلغغوح لغغم يمسغغها مغغاء ،فقغغال رسغغول اللغغه " :ويغغل
للعقغاب مغن النغار ،أسغبغوا الوضغوء" .أي أتمغوه وأكملغوه باسغتيعاب
العضو بالغسل.
]عجال :مستعجلون[.
وروى مسلم ) : (243أن رجل توضأ فغغترك موضغغع ظفغغر علغغى قغغدمه،
فأبصره النبي ، فقال" :أرجع فأحسن وضوءك" .فرجع ثم صلى.
]فرجع :أي فأتم وضوءه وأحسنه[.
فدل الحديثان :على أنه ل يجزئ الوضوء إذا بقي أدنى جزء من العضغغو
المغسول دون غسل.
4غ مسح بعض الرأس ،ولو شعرة ما دامت فغغي حغغدود الغغرأس ،لقغغوله
تعالى) :وامسحوا برؤوسكم( .وروى المغيرة بن شغغعبة : أن رسغغول
الله توضأ ،ومسح بناصيته ،وعلى عمامته] .رواه مسلم.[279:
ولو غسل رأسه أو بعضه يدل المسغغح جغغاز .والناصغغية :مقغغدم الغغرأس،
وهي جزء منه ،والكتفاء ،بالمسح عليها دليل على ان مسغغح الجغغزء هغغو
المفروض ويحصل بأي جزء كان.
5غ غسل الرجلين مع الكعبين :لقوله تعالى) :وأرجلكغغم إلغغى الكعغغبين(.
الكعبان مثنى الكعب :وهو العظغغم النغغاتئ مغغن كغغل جغغانب عنغغد مفصغغل
الساق مع القدم ،و "إلى" :بمعنى مع ،أي مع الكعغغبين ،دل علغغى ذلغغك:
ما جاء في حديث أبي هريرة السابق وحتى أشرع في الساق".
ويجب تعميم الرجلين بالغسل بحيث ل يبقى منهما ولو موضع ظفر ،أو
تحت شعر لما مر في غسل اليدين.
6غ الترتيب على الشكل الذي ذكرناه:
وهذا مستفاد من الية التي ذكرت فروض الوضغغوء مرتبغغة ،ومغغن فعلغغه
فإنه لم يتوضأ إل مرتبا ً غ كما جاء فغغي اليغغة غ غ ثبغغت ذلغغك بالحغغاديث
الصحيحة منها حديث أبي هريرة السابق ،وفيغغه العطغغف بثغغم ،وهغغي
الترتيب باتفاق .قال النووي في المجموع ) :(484 /1واحتج الصغغحاب
من السنة بالحاديث الصحيحة المستفيضة عن جماعغغات مغغن الصغغحابة
في صفة وضغغوء النغغبي ،وكلهغغم وصغغفوه مرتبغًا ،مغغع كغغثرتهم وكغغثرة
المواطن التي رأوه فيها ،وكثرة اختلفهم في صفاته فغغي مغغرة ومرتيغغن
وثلث وغير ذلك ،ولم يثبت فيه غ مع اختلف أنواعه غ صفة غيغغر مرتبغغة،
وفعله بيان للوضوء المأمور به ،ولغغو جغغاز تغغرك الغغترتيب لغغتركه فغغي
بعض الحوال لبيان الجواز ،كما ترك التكرار في أوقات.
33
سنن الوضوء:
للوضوء سنن كثيرة نذكر أهمها وهي:
1غ التسمية في ابتدائه :روى النسائي ) (1/61بإسغغناد جيغغد ،عغغن أنغغس
قال :طلب بعض أصحاب النغغبي وضغغوءا ً فلغغم يجغغدوا مغغاء ،فقغغال
عليه الصلة والسلم" :هل مع أحد منكم ماء" ،فغغأتي بمغغاء فوضغغع يغغده
في الناء الذي فيه الماء ،ثم قال" :توضأوا بسم اللغغه" أي قغغائلين ذلغغك
عند البتداء به .قال أنس :فرأيت الماء يفور مغن بيغغن أصغابعه ،حغتى
توضأوا من عن آخرهم غ أي جميعهم غ وكانوا نحوا ً من سبعين.
2غغ غسغغل الكفيغغن ثلثغا ً قبغغل إدخالهمغغا النغغاء :روى البخغغاري )،(2183
ومسلم ) ،(235من حديث عبدالله بغغن زيغغد وقغغد سغغئل عغغن وضغغوء
النبي ، فدعا بنور من ماء ،فتوضأ لهم وضغغوء النغغبي فأكفغغأ علغغى
يده من التور ،فغسل يديه ثلثًا ،ثم أدخل يده في الناء."...
]التور :إناء من نحاس .فأكفأ :صب[.
3غغغ اسغغتعمال السغغواك :لمغغا رواه البخغغاري ) ،(847ومسغغلم )،(252
وغيرهما ،عن أبي هريرة عغغن النغغبي قغغال" :لغغول أن أشغغق علغغى
أمتي لمرتهم بالسواك مع كل وضوء" .أي لمرتهغغم أمغغر إيجغغاب ،وهغغذا
دليل الستحباب المؤكد.
4و 5غ المضمضة والستنشاق باليد اليمنى والسغغتنثار باليغغد اليسغغرى،
جاء في حديث عبد الله بن زيد السابق من غرفة واحدة ،وكرر ذلغك
ثلثًا.
]استنثر :أخرج الماء الذي أدخله في أنفه[.
6غ تخليل اللحية الكثة :روى أبو داود ) (145عن أنس كان إذا توضأ
أخذ كفا ً من ماء ،فغغأخله تحغغت حنكغغه ،فخلغغل بغغه لحيتغغه ،وقغغال" :هكغغذا
أمرني ربي عز وجل"
7غ مسح جميع الرأس :جاء فغي حغديث عبغد اللغه بغن زيغد :فمسغح
رأسه بيديه ،فاقبل بهما وأدبر :بدأ بمقغغدم رأسغغه ،ثغغم ذهغغب بهمغغا علغغى
قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه.
8غ تخليل ما بين أصابع اليدين والرجلين بالماء :أمغغا اليغغدين فبالتشغغبيك
بينهما ،وأما الرجلن فبخنصغغر اليغغد اليسغغرى :عغغن لقيغغط بغغن صغغبرة
قلت :يا رسول الله أخبرني عن الوضوء؟ قال" :أسغغبغ الوضغغوء ،وخلغغل
بين الصابع ،وبالغ في الستنشاق ،إل أن تكون صغغائمًا" ]رواه أبغغو داود:
،142وصححه الترمذي ،788:وغيرهما[
]أسبغ :أكمله وأتمه بأركانه وسننه[.
وعن المستورد قال" :رأيت النبي توضأ فخلل أصابع رجليه بخنصره،
]رواه أبن ماجه.[446:
9غ مسح الذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد غير ماء الرأس عن ابغغن
عباس " : أن النبي مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما" ]رواه
34
الترمذي ،36:وصححه[ .وعند النسائي )" :(74 /1مسح برأسه وأذنيغغه،
باطنهما بالمسحتين ،وظاهرهما بإبهاميه" .وقال عبدالله بن زيد" :رأيت
النبي يتوضأ ،فأخذ ماء لذنيه خلف الماء الذي أخغغذه لرأسغغه" ]رواه
الحاكم ،[1/151:وقال عنه الحافظ الذهبي :صحيح.
10غ التثليث في جميع فرائض الوضوء وسننه .روى مسلم )(230
أن عثمان قال :أل أريكم وضوء رسول الله ؟ ثم توضأ ثلثا ً ثلثًا.
11غ تقديم اليمنى على اليسرى ،في اليدين والرجليغغن :عغغن أبغغي
هريرة أن رسول اللغغه قغغال" :إذا توضغغأتم فابغغدءوا بميغغامنكم" ]رواه
ل على ذلك حديثه السابق في فرائض الوضوء. ابن ماجه .[402:ود ّ
12غ الدلك غ وهو إمرار اليد على العضو عند غسله غغغ :روى أحمغغد
في مسنده ) (4/39عن عبدالله بغغن زيغغد أن رسغغول اللغغه توضغغأ،
فجعل يقول هكذا ،يدلك.
]في المصباح :دلكت الشغغيء غغ مغغن بغغاب قتغغل غ غ مرسغغته بيغغدك،
ودلكت النعل بالرض مسغغحتها بهغغا .يقغغول :عغغبر عبغغدالله بغغالقول عغغن
الفعل[.
13غ الموالة :أي غسل العضاء بالتتابع مغغن غيغغر انقطغغاع ،بحيغغث
يغسل العضو الثاني قبل أن يجف الول ،أتباعا ً للنبي ،لمغا مغر معغك
من أحاديث على ذلك.
14غغ إطالغة الغغرة والتحجيغل :والغغرة غسغل جغزء مغن مقغدم الغرأس
والتحجيل غسل ما فوق المرفقين في اليدين ،ومغغا فغغوق الكعغغبين فغغي
الرجليغغن ،قغغال رسغغول اللغغه " :إن أمغغتي يغغدعون يغغوم القيامغغة غغغرا ً
محجلين من آثار الوضوء ،فمن استطاع منكم أن يطيل غرتغغه فليفعغغل"
]رواه البخاري ،136:ومسلم .[246:وفي رواية عنغغد مسغغلم " :فليطغغل
غرته وتحجيله".
]غّر ًًا :جمع أغغغر ،أي ذو غغغرة ،وهغغي بيغغاض فغغي الجبهغغة .محجليغغن :مغغن
التحجيل وهو بياض في اليدين والرجلين ،وهغغذا تشغغبيه لن الصغغل فغغي
الغرة والتحجيل أن يكون في جهة الفغغرس وقوائمهغغا ،والمغغراد بغغه هنغغا:
النور الذي يسطع من المؤمنين يوم القيامة[.
15غ العتدال بالماء دون سرف أو تقتير :فقد روى البخاري )(198
عن أنس :كان النبي يتوضأ بالمد.
]والمد :إناء يساوي مكعبا ً طول حرفه 10سم تقريبًا[.
16غ استقبال القبلة عند الوضوء ،لنها أشرف الجهات.
17غ أن ل يتكلم أثناء الوضوء ،اتباعا ً للرسول .
18غ التشهد عند النتهاء من الوضوء والدعاء ،يقول" :أشغغهد أن ل
إله إل الله وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمدا ً عبغغده ورسغغوله" ]رواه
مسلم".[234:اللهم اجعلنغغي مغغن التغغوابين واجعلنغغي مغغن المتطهريغغن"
]رواه الترمذي" .[55:سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ل إلغغه إل أنغغت
35
أستغفرك وأتوب إليك"] .رواه النسائي في أعمغغال اليغغوم والليلغغة ،كمغغا
قال المام النووي في الذكار[.
مكروهات الوضوء:
ويكره في الوضوء المور التالية:
1غ السراف في الماء ،والتقتير فيغغه :لن ذلغغك خلف السغغنة ،ولعمغغوم
قوله تعالى) :ول تسرفوا إنه ل يحب المسرفين( ]سورة العراف.[31:
والسراف هو التجاوز عن العتدال المعروف والمغغألوف .روى أبغغو داود
) (96أنه قال" :إنه سيكون في هذه المة قوم يعتدون فغغي الطهغغور
والدعاء" .أي يفرطون فيهما ،والفغغراط فغغي الغغدعاء :أن يسغغأل أشغغياء
مخصوصة وبصفة معينة.
2غ تقغغديم اليغغد اليسغغرى علغغى اليمنغغى ،وتقغغديم الرجغغل اليسغغرى علغغى
اليمنى :لن هذا على خلف ما مر من فعله .
3غ التنشيف بمنديل إل لعذر ،كبرد شديد أو حر يغغؤذي معغغه بقغغاء المغغاء
على العضو ،أو خوف نجاسة أو غبارها ،روى البخاري ) ،(256ومسغغلم
) :(317أنه أتي بمنديل فلم يمسه.
4غ ضرب الوجه بالماء ،لن ذلك ينافي تكريمه.
5غ الزيادة على ثلث يقينا ً بالغسل أو في المسح ،أو النقص عنها ،قغغال
رسول الله بعدما توضأ ثلثا ً ثلثًا":هكذا الوضوء ،فمن زاد على هغغذا،
أو نقغغص فقغغد أسغغاء وظلغغم" ]رواه أبغغو داود ،[135:وقغغال النغغووي فغغي
المجموع :إنه صحيح .معناه أن من اعتقغغد أن السغغنة أكغغثر مغغن ثلث أو
أقل منها ،فقد أساء وظلم ،لنه قد خالف السنة التي سنها النبي .
6غ الستعانة بمن يغسل له أعضغغاء مغغن غيغغر عغغذر ،لن فيغغه نوعغا ً مغغن
التكبر المنافي للعبودية.
7غ المبالغة في المضمضة والستنشاق للصائم خشية أن يسغغبقه المغغاء
إلى حلقه فيفسد صومه ،قال رسول الله " :وبالغ في الستنشغغاق إل
أن تكغغون صغغائمًا" ]رواه أبغغو داود .[142:وتقغغاس المضمضغغة علغغى
الستنشاق من باب أولى.
نواقص الوضوء:
وينتقص الوضوء بخمسة أشياء:
1غ كل ما خرج من أحد السبيلين من بول أو غائط أو دم أو ريغغح :قغغال
تعغغالى) :لغغو جغغاء أحغغد منكغغم الغغغائط( ]النسغغاء .[42:أي مكغغان قضغغاء
الحاجغغة ،وقغغد قضغغى حغغاجته مغغن تغغبرز أو تبغغول .والغغغائط هغغو المكغغان
المنخفض ،وفي مثلغه تقضغغى الحاجغة مغغن تغبرز أو تبغغول .والغغغائط هغغو
المكان المنخفض ،وفي مثله نقضى الحاجة غالبا ً وعادة.
36
وروى البخاري ) (135ومسغغلم ) (225عغغن أبغغي هريغغرة قغغال :قغغال
رسول الله " : ول يقبل الله صغغلة أحغغدكم إذا أحغغدث حغغتى يتوضغغأ".
فقال رجل من أهل حضر موت ك ما الحدث يا أبا هريغغرة؟ قغغال فسغغاء
أو ضراط.
وقيس على ما ذكر كل خارج من القبل أو الدبر ،ولو كان طاهرًا.
2غ النوم غير المتمكغغن :والتمكغغن أن يكغغون جالس غا ً ومقعغغدته ملتصغغقة
بالرض ،وغير التمكن أن يكون هناك نجاف بيغغن مقعغغدته والرض ،قغغال
رسول الله " :من نغام فليتوضغأ" ]رواه أبغو داود 203:وغيغره[ .وأمغغا
من نام على هيئة المتمكن فل ينقض وضوؤه ،لنه يشعر بما يخرج منه،
ودل على هذا ما رواه مسلم) (376عن أنس قغغال :أقيمغغت الصغغلة
ل ،فلم يزل يناجيه حتى نام أصحابه ،ثم جاء فصلى والنبي يناجى رج ً
بهم.
]يناجي :يتحدث معه على انفراد بحيث ل يسمعهما أحدًا[.
وعنه أيضا ً قال :كان أصغغحاب رسغغول اللغغه ينغغامون ،ثغغم يصغغلون ول
يتوضأون ]أنظر البخاري.[545 ،544 ،541:
وواضح أنهم ناموا جالسين على هيئة التمكن ،لنهم كانوا في المسغغجد
ينتظرون الصلة ،وعلى أمل أن يقطع حديثه فجأة ويصلي بهم.
3غ زوال العقغغل بسغغكر أو إعمغغاء أو مغغرض ،أو جنغون :لن النسغغان إذا
انتابه شيء من ذلك كان هذا مظنغغة أن يخغغرج منغغه شغغيء مغغن غيغغر ان
يشعر ،وقياسا ً على النوم ،لنه أبلغ منه في معناه.
4غ لمس الرجل زوجته أو المرأة الجنبية من غيغغر حغغائل ،فغغإنه ينتقغغض
وضوؤه ووضوؤها .والجنبية هي كغغل امغغرأة يحغغل لغغه الغغزواج بهغغا .قغغال
تعالى في بيان موجبات الوضوء) :أو لمستم النساء( ]النسغغاء .[42:أي
لمستم كما في قراءة متواترة.
5غ مس الفرج نفسه أو من غيره ،قبل ً أو دبرًا ،بباطن الكغغف والصغغابع
من غير حائل.
37
2غ الطواف حول الكعبة :لن الطواف كالصلة تجب فيه الطهارة ،قال
رسول الله " :الطواف حول الغغبيت مثغغل الصغغلة ،إل أنكغغم تتكلمغغون
فيغغه ،فمغغن تكلغغم فيغغه تل يتكلمغغن إل بخيغغر"] .رواه الترمغغذي،960:
والحاكم ،459 /1:وصححه[.
3غ من المصحف وحمله :قال تعالى) :ل يمسه إل المطهريغغن( ]سغغورة
الواقعة .[79:وقال رسول اللغه " :ل يمغس القغرآن إل طغاهر" ]رواه
الدارقطني.[1/459:
صور كاملة لوضوء النبي بفرائضه ،وسننه
المؤكدة ،وبيان فضله ،وفضل الصلة بعده:
روى البخاري فغغي صغغحيحه) (162عغغن عثمغغان بغغن عفغغان :أنغغه دعغغا
بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسغغلهما ثلث مغغرات ،ثغغم تمضغغمض
واستنشق واستنثر ،ثغغم غسغغل وجهغغه ثلثغا ً ويغغديه إلغغى المرفقيغغن ثلثغًا،
]وفي رواية :ثم غسل يده اليمنى ثلثًا ،ثم غسل رجلغغه اليسغغرى ثلث غًا[.
ثم قال :رأيت النبي يتوضأ نحو وضوئي هذا ،وقال" :مغغن توضغغأ نحغغو
وضوئي هذا ثم صلى ركعتين ل يحغغدث فيهمغغا نفسغغه ،غفغغر اللغغه لغغه مغغا
تقدم من ذنبه".
]بوضوء :هو الماء الذي يتوضأ به .ل يحدث :أي بشيء من أمور الدنيا[.
*****
عَلى ال ٌ
خ ّ
فين ح َ
س ُ
الم َ
تعريفهما:
فان :تثنية خف ،وهما الحذاءان السائران للكعغغبين المصغغنوعان مغغن
خ ّ
ال ُ
جلد.
والكعبان كما مر :هما العظمان الناتئان عند مفصل الساق.
حكم المسح عليهما:
ودليل جوازه فعل النبي ، قال جرير بن عبدالله البجلغغي " :رأيغغت
النغغبي بغغال ،ثغغم توضغغأ ومسغغح علغغى خفيغغه"] .رواه البخغغاري،1478:
ومسلم.[272:
شروط المسح عليهما:
ويشترط لجواز المسح عليهما خمسة شروط:
38
1غ أن ُيلبسا بعد وضوء كامل :عن المغيرة بن شعبة قال :كنغغت مغغع
النبي في سغفر ،فأهويت لنزع خفيه ،فقال " دعهما فإني أدخلتهمغغا
طاهرتين" ،فمسح عليهما].رواه البخاري ،203:ومسلم.[274:
2غ أن يكونا سائرين لجمع محل غسل الفرض مغغن القغغدمين ،لنهمغغا ل
يسميان خفين إل إذا كانا كذلك.
3غ أن يمنعا نفوذ الماء إلى القدمين من غير محل الخرز غ أي الخياطة.
4غ أن يكونا قويين يمكن تتابع المشي عليهما يوما ً وليلغغة للمقيغغم،
وثلثة أيام بلياليهما للمسافر.
5غ أن يكونا طاهرين ،ولو كانا من جلد ميتة قد دبغغغ ،لمغغا مغغر مغغن
أن جلد الميتة يطهر بالدباغ.
مدة المسح عليهما:
مغغدة المسغغح علغغي الخفيغغن :يغوم وليلغغة للمقيغغم ،وثلثغغة أيغام بليغغاليهن
للمسافر،روى مسلم ) (276وغيره ،عغغن شغغريح بغن هغغانئ قغغال :أتيغغت
عائشة رضى الله عنها أسألها عن المسغغح علغغى الخفيغغن ،فقغغالت :ائت
عليا ً فإنه أعلم بهذا مّني ،كان يسافر مع رسول الله ، فسألته فقال:
جعل رسول الله ثلثة أيام ولياليهن للمسافر ،ويوما ً وليلة للمقيم.
هذا ومن بدأ المسح في الحضر ثم سافر مسغغح يومغا ً وليلغغة ،ومغغن بغدأ
المسح بالسفر ثم أقام أتم مسح مقيغغم ،لن الصغغل القامغغة ،والمسغغح
رخصة ،فيؤخذ فيه بالحوط.
متى تبدأ المدة:
وتبدأ مدة المسح مغن الحغدث بعغد لبغس الخفيغن ،فغإذا توضغأ الصغبح،
ولبس خفيه ،ثم أحدث عنغد طلغوع الشغمس ،فغإن المغدة تحسغب مغن
طلوع الشمس.
كيفية المسح عليهما:
((1
الفرض :مسح شيء ولو قل من أعلى الخف ،فل يكفي المسح على
أسفلهما .ويسغغن مسغغح أعله وأسغغفله خطوطغًا ،بغغأن يضغغع أصغغابع يغغده
اليمني مفرقة على مقدمغغة رجلغغه لعلغغى ،وأصغغابع يغغده اليسغغرى علغغى
مؤخرة قدمه من السفل ،ثم يذهب باليمنى إلى الخلف وباليسرى إلغى
المام.
مبطلت المسح:
ويبطل المسح ثلثة أمور:
1غ خلع الخفين أو خلع أحدهما ،أو انخلعهما أو أحدهما.
2غ انقضغغاء مغغدة المسغغح :فغغإذا انقضغغت المغغدة وكغغان متوضغغئا ً نزعهمغغا
وغسل رجليه هم أعادهما ،وإن كان غير متوضئ توضغأ ،ثغم لبسغهما إن
شاء.
) (1روى أبو داود ) (162بإسناد صحصح عن علي بن أبي طالب وكرم الله وجهه أنه قال:
لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولي بالمسح من أعله وقد رأيت رسول الله يمسح
على ظاهر خفيه.
39
3غ حدوث ما يوجب الغسل :فإذا لزمغغه غسغغل خلعهمغغا وغسغغل رجليغغه،
لن المسح عليهما بدل غسل الرجلين في الوضوء ،ل في الغسل.
روى الترمذي ) ،(96والنسائي ) (1/83غ واللفظ له غ عغغن صغغفوان بغغن
عسال قال" :كان رسول الله يأمرنا إذا كنا مسافرين :أن نمسغح
على خفافنا ،ول ننزعها ثلثة أيام ،من غائط وبول ونوم ،إل من جنابغغة".
وهي موجبات الغسل كما سيأتي.
*****
الجبائر والعصائب
الجبائر :جمع جبيرة ،وهي رباط يوضع على العضو المكسور ليجبر.
والعصائب :جمع عصابة ،وهي رباط يوضغغع علغغى الجغغرح ليحفظغغه
من الوساخ حتى يبرا.
ولما كان السلم دين اليسر ،راعى هذه النواحي ،وشغغرع لهغغا الحكغغام
التي تضمن التوفيق بين أداء العبادة والمحافظة على سلمة النسان.
أحكام الجبائر والعصائب:
المريض المصاب بجرح أو كسر ،قد يحتاج إلى وضع ربغغاط ودواء علغغى
الجرح أو الكسر،وقد ل يحتاج.
فان احتاج إلى وضع رباط لزمه في هذه الحالة ثلثة أمور:
1غ أن يغسل الجزء السليم من العضو المصاب.
2غ أن يمسح على نفس الرباط أي الجبيرة ،أو العصابة ،كلها.
3غ أن يتيمم بدل غسل الجزء المريض عند وصوله إليه بالوضوء.
وإن لم يحتج إلى وضع رباط على العضو المكسور أو المجروح ،وجغغب
عليه أن يغسل الصحيح ويتيمم عغغن الجريغغح إذا كغغان ل يسغغتطيع غسغغل
موضع العلة .ويجب إعادة التيمم لصلة كل فغغرض وإن لغغم يحغغدث ،لن
يجب عليه غسل باقي العضاء ،إل إذا أحدث.
دليل مشروعية المسح على الجبائر:
ل على مشروعية المسح على الجبائر ،مغغا رواه أبغغو داود ) (336عغغن د ّ
جابر قال :خرجنا في سفر ،فأصاب رجل ً منا حجر فشجه في رأسه،
ثم احتلم ،فسأل أصحابه :هل تجدون في رخصة في التيمم؟ فقالوا :ما
نجد لك رخصة ،وأنت تقغدر علغى المغاء ،فاغتسغل عمغات ،فلمغا قغدمنا
على النبي أخبر بذلك ،فقغغال" :قتلغغوه قتلهغغم اللغغه ،أل سغغألوا إذ لغغم
يعلموا؟ فإنما شفاء العي السؤال ،إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر غ أو
يعصب غ على جرحه خرقة ،قم يمسح عليها ،ويغسل سائر جسده".
]العي :التحير في الكلم ،وقيل :هو ضد البيان[.
40
مدة المسح على الجيرة والعصبة:
ليس للمسح على الجبيرة أو العصابة مدة معينة ،بل يظل يمسح عليها
ما دام العذر موجودًا ،فإذا زال العذرغ بأن اندمل الجرح ،وانجبر الكسغغر
غ بطل المسح ووجب الغسل ،فإذا كان متوضغغئًا ،وبطغغل مسغغحه ،وجغغب
عليه إصابة العضو الممسوح وما بعده من أعضاء الوضوء ،مسحا ً أو عل
حسب الواجب.
وحكم الجبائر واحد ،سواء كغغانت الطهغغارة مغغن حغغدث أصغغغر أو حغغدث
أكبر ،إل أنه في الحدث الكغغبر ،إذا بطغغل المسغغح ،وجغغب غسغغل موضغغع
العصابة أو الجبيرة فقط ،ول يجب غسل سواها من البدن.
ويجب على واضع الجبيرة القضاء في المواضع التالية:
1غ إذا وضعها على غير طهر وتعذر نزعها.
2غ أو كانت في أعضاء التيمم :الوجه أو اليدين.
3غ إذا أخذت من الصحيح أكثر من قدر الستمساك.
*****
عه
وا ُ
وأن َ
مه َ
حكا ُ
وأ ْ
غسل َ
ال ُ
معناه:
هو في اللغة :سيلن الماء على الشيء ،أيا كان.
وشرعًا :جريان الماء على البدن بنية مخصوصة.
مشروعيته:
الغسغغل مشغغروع ،سغغواء كغغان للنظافغغة ،أم لرفغغع الحغغدث ،سغغواء كغغان
شرطا ً لعبادة أم ل.
ودل على مشروعيته :الكتاب والسنة والجماع.
أما الكتاب:
41
فآيات ،منها قوله تعغالى) :إن اللغه يحغب التغوابين ويحغب المتطهريغن(
]سورة البقرة :الية .[222أي المتنزهين عن الحدث والقغغدار الماديغغة
والمعنوية.
ما السنة:
وأ ّ
فأحاديث ،منها :ما رواه البخاري) ،(85ومسلم )(849عن أبغغي هريغغرة
قال :قال رسول الله " :حق على كل مسلم أن يغتسل فغي كغل
سبعة أيام يومًا ،يغسل فيه رأسه وجسده " .وعند مسلم " :حق الله ".
والمراد بالحق هنا :أنه مما ل يليق بالمسلم تركه ،وحمله العلمغغاء علغغى
غسل يوم الجمعة .وسيأتي مزيد من الدلة في مواضعها من البحث إن
شاء الله.
وأما الجماع:
فلقغغد أجمغغع الئمغغة المجتهغغدون علغغى أن الغسغغل للنظافغغة مسغغتحب،
والغسل لصحة العبادة واجب ،ول يغرف ف هذا مخالف.
حكمة مشروعيته:
للغسل حكم كثيرة وفوائد متعددة ،ومنها:
1ل حصول الثواب:
لن الغسل بالمعنى الشرعي عبادة ،إذ فيه امتثال لمر الشغغرع وعمغغل
بحكمه ،وفي هذا أجر عظيم ،ولذا قال عليه الصلة والسلم " :الطهغغور
شطر اليمان " ]رواه مسلم .[222 :أي نصفه أو جزء منه ،وهو يشمل
الوضوء والغسل.
42
وهو الذي ل تصح العبادة المفتقرة إلى طهر بدونه ،إذا وحدت أسبابه.
أسبابه :الجنابة والحيض والولدة والموت.
) (1الجنلللابة
معناها:
الجنابة :في الصل معناها البعد ،قال تعغالى) :فبصغرب بغه عغن جنغغب(
]سورة القصص :الية .[11أي :عن بعد .وتطلغغق الجنابغغة علغغى المنغغي
المتدفق كما تطلق على الجماع.
وعليه فالجنب هو :غير الطاهر ،من إنزال أو جماع .وسمي بغغذلك لنغغه
بالجنابة بعد عن أداء الصغغلة مغغا دام علغغى هغغذه الحالغغة .والجنغغب لفغغظ
يستوي فيه المذكر جنب ،ويقال للمؤنث جنب ،ويقال للجمع جنب.
أسبابها:
وللجنابة سببان:
الول :نزول المني من الرجل أو المرأة بأي سبب من السباب :سغغواء
كان نزوله بسبب احتلم ،أو ملعبة ،أو فكر.
عن أم سلمة رضي الله عنهما قالت :جاءت أم سليم إلى رسغغول اللغغه
فقالت :يا رسول اللغغه ،إن اللغغه ل يسغغتحيي مغغن الحغغق ،فهغغل علغغى
المرأة غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله " : نعم إذا رأت الماء "
]رواه البخاري ،278 :ومسلم .[313
]احتلمت :رأت في نومها أنها تجامع[.
وروى أبو داود ) (236وغيره عن عائشة رضي اللغغه عنهغغا قغغالت سغغئل
رسول الله عن الرجل يجد البلل ول يذكر احتلم غًا؟ فقغغال " يغتسغغل
" .وعن الرجل يرى أن قد احتلم ول يجد البلل؟ فقال " :ل غسغغل عليغغه
" .فقالت أم سليم :المرأة ترى ذلك ،أعليها غسل؟ قال " نعم " النساء
شقائق الرجال " .أي نظائرهم في الخلق والطبع ،فكغغأنهم شغغققن مغغن
الرجال.
الثاني :الجماع ولو من غير نزول المني.
روى البخاري ) ،(278ومسلم ) ،(348عن أبغغي هريغغرة ،عغغن النغغبي
قال " :إذا جلغغس بيغغن شغغعبها الربغغع ،ثغغم جهغغدها ،فقغغد وجغغب عليغغه
الغسل " .وفي رواية مسلم " :وإن لم ينزل ".
]شعبها :جمغغع شغغعبة ،وهغغي القطعغغة مغغن الشغغيء ،والمغغراد هنغغا فخغغذا
المرأة وساقاها .جهدها :كدها بحركته[.
وفي رواية عند مسلم ) ،(349عن عائشغغة رضغغي اللغغه عنهغغا " :ومغغس
الختان الختان فقد وجب الغسل " أي على الرجل والمرأة ل شتراكهما
في السبب.
43
والختان :موضع الختغغن ،وهغغو عنغغد الصغغبي :الجلغغدة الغغتي تغطغغي رأس
الذكر .والمراد بمماسة الختانين :تحاذيهما ،وهو كناية عن الجماع.
ما يحرم بها:
ويحرم بالجنابة المور التالية:
ل ،لقوله تعالى) :ل تقربوا الصلة وأنتم سغغكارى 1غ الصلة فرضًا ،أو نف ً
حتى تعلموا ما تقولون ول جنبا ً إل عابري سبيل حتى تغتسغغلوا( ]سغغورة
النساء :الية .[43فالمراد بالصغغلة هنغغا مواضغغعها ،لن العبغغور ل يكغغون
في الصلة ،وهو نهي للجنب عن الصلة من باب أولى.
وروى مسلم ) (224وغيره ،عن ابن عمر رضي الله عنهمغغا قغغال :إنغغي
سمعت رسول الله يقول " :ل تقبل صلة بغير طهور " .وهو يشغغمل
طهارة المحدث والجنب ،ويدل على حرمة الصلة منهما.
2غ المكث في المسجد والجلوس فيه ،أما المرور فقط من غير مكغغث
ول تغغردد فل يحغغرم :قغغال تعغغالى ) :ول جنب غا ً إل عغغابري سغغبيل( .أي ل
تقربوا الصلة موضع الصلة غغ وهغغو المسغغجد غغ إذا كنتغغم جنبغا ً إل قغغرب
مرور وعبور سبيل .وقال رسول الله " :ل أجل المسجد لحائض ،ول
لجنب ".
] رواه أبو داود ،[232 :وهو محمول على المكث كما علمت من اليغغة،
ولما سيأتي في الحيض.
ل ،لن الطغغواف بمنزلغغة الصغغلة، 3غ الطواف حول الكعبغغة فرضغًا ،أو نف ً
فيشترط له الطهارة كالصلة ،قال رسول الله ك " الطواف بغغالبيت
صلة ،إل أن الله أحل لكم فيه الكلم ،فمن تكلم فل يتكلم إل بخير "
]رواه الحاكم ،459 /1 :وقال :صحيح السناد[.
4غ قراءة القرآن :قال رسول اللغغه " : ل تقغغرا الحغغائض ،ول الجنغغب
شيئا من القرآن "] .رواه الترمذي ،131:وغيره[.
ملحظة :يجوز للجنب إمرار القرآن على قلبه من غيغغر بلفغغظ بغغه ،كمغغا
يجوز له النظر فغغي المصغغحف .ويجغغوز لغغه قغغراءة أذكغغار القغغرآن بقصغغد
الذكر ،ل يقصد القراءة ،وذلك كأن يقغغول) :ربنغغا أتنغغا فغغي الغغدنيا حسغغنه
وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار(] سورة البقرة :الية .[201بقصغغد
الدعاء .وكأن يقول إذا ركب دابة) :سبحان الذي سخر لنا هغغذا ومغغا كنغغا
له مقرنين( ]الزخرف ،[13 :بقصد الذكر ل بقصد القراءة.
5غ مس المصحف وحمله أو مس ورقه ،أو جلده ،أو حمله في كيس أو
صندوق :قال تعالى):ل يمسه إل المطهرون ( ]الواقعة.[79 :
وقغغال " :ل يمغغس القغغرآن إل طغغاهر "] رواه الغغدارقطني،121 /1 :
ل.[199 /1 : ومالك في الموطأ مرس ً
ملحظة :يجوز للجنب حمل المصحف إذا كان في أمتعة أو ثغغوب ،ولغغم
يقصد حمله بالذاب ،بل كان حمله تبعا ً لحمل المتعغغة مغغن القغغرآن ،لن
فاعل ذلك ل يسمى عرفا ً حامل ً للقرآن.
44
45
) (2الحيلللض
معناه:
حيض في اللغة :السيلن .يقال حاض الوادي إذا سال.
وفي الشرع :دم جبلة غ أي خلقغغة وطبيعغغة غغ تقتضغغيه الطبغغاع السغغليمة
يخرج من أقصى رحم المرأة بعد بلوغها على سبيل الصحة ،في أوقات
معلومة.
دليله:
ودليل أن الحيض يوجب الغسل :القرآن والسنة.
أمغغا القغغرآن :فقغغوله تعغغالى) :ويسغغألونك عغغن المحيغغض قغغل هغغو أذى
فأعتزلوا النساء في المحيض ول تقربوهن حغغتى يطهغغرن فغغإذا تطهغغرن
فأتوهن من حيث أمركم الله (]سورة البقرة :الية .[222
وأما السنة :فقوله لفاطمة بنت أبغغي حغغبيش رضغغي اللغغه عنهمغغا" :
فإذا أقبلغغت الحيضغغة فغغدعي الصغغلة ،وإذا أدبغغرت فاغسغغلي عنغغك الغغدم
وصلي " ]رواه البخاري ،226 :ومسلم .[333
سن البلوغ:
يقصد بالبلوغ السن التي إذا بلغها النسان غ ذكرا ً أو أنثى غغغ أصغغبح أهل ً
لتغغوجه الخطغغاب إليغغه بغغالتكليف الشغغرعية :مغغن صغغلة ،وصغغوم ،وحغغج،
وغيرها.
ويعرف البلوغ بأمور:
الول :الحتلم بخروج المني ،بالنسبة للذكر والنثى.
الثاني :رؤية دم الحيض بالنسبة للنثى .والوقت الذي يمكن أن يحصل
فيه الحتلم ،أو الحيض ،فيكون قغغد تحقغغق البلغغوغ ،هغغو اسغغتكمال تسغغع
سنين قمرية من العمر .ثم التأخر عن هذا الغغوقت أو عغغدم التغغأخر إنمغغا
يتبع طبيعة البلد ،وظروف الحياة.
الثالث :باستكمال الخامسة عشرة مغغن العمغغر ،بالسغغنين القمريغغة ،إذا
لم يحصل الحتلم أو الحيض.
مدة الحيض:
وللحيض مدة دنيا ،ومدى قصوى ،ومدة غالبة:
فالمدة الدنيا غ وهي أقل مدة الحيض غ يوم وليلة.
والمدة القصوى غ وهي أكثر مدة الحيض غ خمسة عشر يوما ً بلياليها.
والمدة الغالبة غ ستة أيام أو سبعة.
ً
وأقل طهر بين الحيضتين خمسة عشر يوما ،ول حد لكثر الطهغغر ،فقغغد
ل تحيغغض المغغرأة سغغنة أو سغغنتين أو سغغنين .وهغغذه التقغغادير مبناهغغا
الستقراء ،أي تتبع الحوادث غ والوجود ،وقد وجدت وقائع أثبتتها.
فإذا رأت المرأة دما ً أقل من مدة الحيض غ أي أقل من يوم وليلغغة غغ أو
رأت الدم بعد مدة أكثر الحيض غ أي أكثر من خمسة عشر يوما ً بلياليهغغا
46
غ ،اعتبر هذا الدم دم استحاضة ،ل دم حيض .وقد تميز دم الحيض عغغن
دم الستحاضة بلونه وشدته.
والستحاضة:
دم علة ومرض يخرج من عرق من أدنى الرحم يقال له العغغاذل ،وهغغذا
الغغدم ينقغغض الوضغغوء ،ول يغغوجب الغسغغل ،ول يغغوجب تغغرك الصغغلة ول
الصوم ،فالمستحاضة تغسل الدم ،وتربط علغغى موضغغعه ،وتتوضغغأ لكغغل
فرض ،وتصلي.
روى أبو داود ) (268وغيره عن فاطمغغة بنغغت أبغغي حغغبيش :أنهغغا كغغانت
تستحاض ،فقغغال لهغغا النغغبي " : إذا كغغان دم الحيضغغة فغغإنه دم أسغغود
يعرف ،فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصغغلة ،فغغإذا كغغان الخغغر فتوضغغئي
وصلي ،فإنما هو غرق".
]يعرف :يغرفه النساء عادة .عرق :أي ينزف .الخر :الذي ليست صفته
كذلك[.
روى البخاري ) (236ومسلم ) (333عن عائشة رضي الله عنها قالت:
جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي وقالت :يا رسول الله ،إنغغي
امرأة استحاض فل أطهر ،أفأدع الصلة؟ فقال رسول اللغغه " ل ،إنمغغا
ذلك عرق وليس بالحيضة ،فإذا أقبلغغت الحيضغغة فغغاتركي الصغغلة ،فغغإذا
ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي".
ما يحرم بالحيض:
1غ الصلة :لحاديث فاطمة بنت أبي حبيش رضغغي اللغغه عنهغغا السغغابقة
في الستحاضة.
2غ قراءة القغغرآن ومغغس المصغغحف وحملغغه لمغغا مغغر ايضغغأ فيمغغا يحغغرم
بالجنابة رقم ).(5 ،4
-3المكث في المسجد ل العبور فيه :لما مّر معك فيما يحغغرم بالجنابغغة
رقم) .(2ومما يدل على أن مجرد العبور ل يحرم ،بالضغغافة لمغغا سغغبق:
ما رواه مسلم) (298وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت:قغغال لغغي
ض،حغغائ ِ ٌ
ت :إن ّغغي َ قل ْغ ُ
د" .فَ ُسج ِ م ْ ن ال َ م َ مَرة ِ خ ْرسول الله َ " : ناوِليني ال ْ ُ
ك" . ت في ي َد ِ ِ س ْ ك ل َي ْ َ
ضت َ ِحي ْ َ
ن َ
فقال ":إ ّ
حغغدانا مإ ْقو ُ
وعن النسائي) (1/147عن ميمونة رضي الله عنها قالت :ت َ ُ
ض.حائ ِ ٌ ي َ طها وه ِ َ س ُ سجد ِ فَت َب ْ ُ م ْ مَرةِ إلى ال َخ ْ
ِبال ُ
] الخمرة :هي السجدة أو الحصير الذي يضعه المصلي ليصغغلي عليغه أو
يسجد[.
مر في الجنابة ،رقم ).(3 -4الطواف :ودل على ذلك ما ّ
وما رواه البخاري) ،(290ومسلم) ،(1211عن عائشة رضي اللغغه عنهغغا
ى
ت ،فغدخل علغ ّ ضغ ُ ح ْ ف ِ سغَر ٍ مغا كّنغا ب َ ج ،فل ّ قالت :خرجنا ل ُنغرى إل ّ الحغ ّ
َ
ت :نعغغم ،قغال": ت؟" قُْلغ ُ سغ ِف ْ ك أن َ ِما ل َ ِ رسول الله وأنا أبكي ،قالَ " :
47
َ
ج ،غير أن ل ضي الحا ّ ق ِ ما ي َ ْ ضي َ م ،فاق ِ ت آد َ على َبنا ِ ه َ
ه الل ُ مُر ك َت َب َ ُ هذا أ ْ ن َ إ ّ
ت" .وفي رواية " حتى ت َط ُْهري". تطوفي بالب َي ْ ِ
]ل نرى :ل نظن أنفسنا إل محرمين بالحج .بسرف :مكان قغغرب مكغغة.
ج من المناسك[ . ت .فاقضي :افعلي ما يفعله الحا ّ ت :أحض ِ أنفس ِ
ويحرم على الحائض زيادة على ذلك أمور أخرى وهي:
-1عبور المسجد والمرور فيه إذا خافت تلويثه ،لن الدم نجس ويحغغرم
ل لها تلويث المسجد بالنجاسة وغيرها من القذار ،فإذا أمنت التلويث ح ّ
المرور كما علمت.
ل ،ودليغغل ذلغغك مغغا ً
-2الصوم :فل يجوز للحائض أن تصغغوم فرضغا ول نف ً
رواه البخاري) ،(298ومسلم) ،(80عن أبي سعيد رضغغي اللغغه عنغغه :أن
رسول الله قال في المرأة وقغغد سغغئل عغغن معنغغى نقصغغان دينهغغا" :
َ
م؟". ص ْ م تَ ُ ل وَل َ ْ ص ّ م تُ َ ت لَ ْ ض ْ حا َ ذا َ سإ َ أل َي ْ َ
وعلى ذلك الجماع.
وتقضي الحائض مغا فاتهغا مغن صغوم الفغرض بعغد طهرهغا ،ول تقضغي
الصلة ،وإذا طهرت -أي انتهى حيضغغها – وجغغب عليهغغا الصغغوم ،ولغغو لغغم
تغتسل.
روى البخغغاري) ،(315ومسغغلم) (335واللفغغظ لغغه ،عغغن معغغاذة قغغالت:
سألت عائشة رضي الله عنها فقلت :ما بال الحائض تقضغي الصغوم ول
تقضي الصلة؟ قالت" :كغغان يصغغيبنا ذلغغك مغغع رسغغول اللغغه ، فنغغؤمر
بقضاء الصوم ،ول نغغؤمر بقضغغاء الصغغلة" .ولعغغل الحكمغغة فغغي ذلغغك أن
الصلة تكثر فيشق قضاؤها بخلف الصوم.
-3الوطء -أي الجمغغاع – والسغغتمتاع والمباشغغرة بمغغا بيغغن السغغرة إلغغى
ذى فَغغاع ْت َزُِلوا ْ ل ه ُ غو َ أ َ ً ض قُ غ ْ ِ حي غ
م ِ ن ال ْ َ ِ ك عَ سأ َُلون َ َالركبة :لقوله تعالى :وَي َ ْ
ْ
نمغ ْ ن ِ ن فَأُتوهُ ّ ذا ت َط َهّْر َ ن فَإ ِ َ ى ي َط ْهُْر َ حت ّ َ ن َ قَرُبوهُ ّ ض وَل َ ت َ ْ حي ِ م ِ ساء ِفي ال ْ َ الن ّ َ
َ ْ ّ ّ َ
ن ري َ مت َطهّ ِ ب ال ُ ح ّ ن وَي ُ ِ واِبي َ ب الت ّ ّ ح ّ ه يُ ِ ن الل َ ه إِ ّ
م الل ُ مَرك ُ ُ ثأ َ حي ْ َُ
ن ترك الوطء. ] البقرة .[ 222:والمراد باعتزاله ّ
وروى أبو داود)(212عن عبدالله بن سعد :أنغغه سغغأل النغغبي : مغغا
مغغا فّغغوقَ ال َِزاِر" .والزار ك َ ض ؟ قغغال" :ل َغ َ ل لي من امرأتي وهي حائ ُ يح ّ
الثوب الذي يستر وسغغط الجسغغم ومغغا دون ،وهغغو مغغا بيغغن السغغرة إلغغى
الركبة غالبًا.
48
) (3اللولدة
الولدة ،وهي وضع الحمل:
قد تكون الولدة ول يعقب خغغروج الولغغد دم ،فحكمهغغا حينئذ حكغغم
الجنابة ،لن الولد منعقد من ماء المرأة وماء الرجل .ول يختلف الحكغغم
مهما اختلف الحمل الموضوع ،أو طريقة وضعه .وإذا أعقب خروج الولد
دم – وهو الغالب – سمى نفاسًا ،به أحكام إليك بيانها.
الّنفلاس
معناه:
النفاس لغغغة :الغغولدة .وشغغرعًا :الغغدم الخغغارج عقغغب الغغولدة .وسغغمي
فساء. نفاسًا ،لنه يخرج عقب خروج النفس ،ويقال للمرأة ن ُ َ
والدم الذي يخرج أثناء الطلق ،أو مع خروج الولغغد ،ل يعتغغبر دم نفغغاس،
لتقدمه على خروج الولد ،بل يعتبر دم فساد ،وعلى ذلغغك تجغغب الصغغلة
أثناء الطلق ولو رأت الدم ،وإذا لم تتمكن من الصلة ،وجب قضاؤها.
مدته:
وأقل مدة النفاس لحظة ،وقد يمتد أيامًا ،وغالبه أربعغغون يوم غا ً وأكغغثره
ستون ،فما زاد عليا فهغو استحاضغغة والصغل فغغي هغغذا السغغتقراء ،كمغا
علمت في مدة الحيض.
ما يحرم بالنفاس:
أجمع العلماء على أن النفاس كالحيض في جميع أحكامه.
رؤية الدم حال الحمل:
إذا رأت الحامل دمًا ،وبلغت مدته أقل مدة الحيض – وهي يوم وليلغغة –
ولم يتجاوز أكثر مدة الحيض – وهي خمسة عشغغر يوم غا ً بلياليهغغا -اعتغغبر
هذا الدم حيضا ً على الظهر ،فتدع الصلة والصوم وكل مغغا يحغغرم علغغى
الحائض .أما إذا كان الدم الذي رأته أقل من مدة الحيغغض ،أو أكغغثر مغن
مدة أكثره ،اعتبر القل والغزائد دم استحاضغة ،وأخغغذ حكمغه مغن حيغث
الصلة وغيرها.
ً
وقيل :الدم الذي تراه المرأة الحامل يعتبر دم استحاضغغة مطلقغا كيغغف
كان ،وليس دم حيض ،لن الحمغغل يسغغد مخغغرج الحيغغض ،وهغغذا الغغغالب
الكثر ،وحيض المرأة أثناء الحمل إن لم يكن ممتنعا ً فهو نادر جدًا.
مدة الحمل:
أقّلها :وأقل مدة الحمل ستة أشهر أخذا ً مغغن اليغغتين الكريمغغتين:
ن] لقمغان . [14:أي فطغغامه عغغن مي ْ ِ
عغا َ صغال ُ ُ
ه فغي َ قوله تعغغالى:وَفِ َ
الرضاع.
فإذا كانت مغغدة مجمغغوع الحمغغل والرضغغاع ثلثيغغن شغغهرًا ،وكغغانت مغغدة
الرضاع وحده عامين ،كانت مدة الحمل ستة أشغغهر ،وهغغي أقغغل مغغدته،
49
فإذا جاءت المرأة بولد بعد الزواج بأقغغل مغغن سغغتة أشغغهر وهغغو حغغي ،ل
يثبت نسبه لبيه.
ً
غالبها :وغالب مدة الحمل تسغغعة أشغغهر ،أخغغذا مغغن واقغغع الحغغال فغغإن
عامة النساء يلدن بعد بدء الحمل بتسعة أشهر ،أو يزيد على ذلك أيامغغا ً
قليلة ،أو ينقص.
أكثرها :وأكثر مدة الحمل عند الشافعي رحمه الله أربغغع سغغنين ،وهغغي
مدة أن لم تكن ممتنعة فيهغغي نغغادرة للغايغغة ،ولكنهغغا تقغغع ،وقغغد وقعغغت
بالفعل ،وعلى وقوعها بني الشافعي رحمه الله تعالى قوله.
) ( 4الملوت
إذا مات المسلم وجب على المسلمين تغسيله ،وهو واجب كفغغائي ،إذا
قام به البعض من أقربائه أو غيرهم سقط الطلب عن الخرين ،وإذا لم
م الجميع .وتجب نية الغسل على الغاسل .هغغذا فغغي غيغغر يقم به أحد أث ِ َ
سل ،وسيأتي تفصغغيل أحكغغام الميغغت فغغي الشهيد ،أما الشهيد فإنه ل يغ ّ
بحر الجنائز.
نودليل وجوب غسل الميت ما رواه ابغغن عغغابس رضغغي اللغغه عنهمغغا :أ ّ
سغُلوه ُ ب ِ َ
مغاٍء ه " :اغ ْ ِ
ه َنغاقَت ُ ُ حغرِم ِ ال ّغغذي وَقَ َ
صغت ْ ُ ل اللهِ قال فغغي ال ُ
م ْ سو َ َر ُ
سد ْرٍ "وَ ِ
]رواه البخاري ،1208:ومسلم.[1206:
]وقصته :رمته وداست عنقه[.
50
وهو تطيب رائحة جسمه ،وإزالة العرق والرائحة الكريهغغة ،لن السغغلم
ن غسغغل الجمعغغة مغغن أجغغل اجتمغغاع النغغاس ،لئل يتغغأذى بعضغهم
إنما سغ ّ
لرائحة كريهة ،لذلك نهى النبي عن أكغغل الثغغوم والبصغغل ،لمغغن يريغغد
حضور الصلوات في المساجد.
-2غسل العيدين:
مشروعيته:
ويسن الغسل يوم عيد الفطر ،ويم عيد الضغغحى ،لمغغن أراد أن يحضغغر
ن الغسل له. الصلة ولمن لم يحضر ،لن يوم العيد يوم زينة ،فس ّ
ودليله :ما رواه مالك في الموطأ) (1/177أن عبدالله بغغن عمغغر رضغغي
صّلى. ل يوم الفط ْر ،قَب َ َ
م َ
دو إلى ال ُ
ن ي َغْ ُ
لأ ْ ْ س ُ َ ْ َ ِ ِ ن ي َغْت َ ِ
الله عنهما كا َ
وقيس بيوم الفطر يوم الضحى.
ضد عمل الصحابي هذا :قياس غسل العيدين علغغى غسغغل الجمعغغة، وي َعْ ُ
لن المعنى فيهما واحد ،وهو التنظف لجتماع الناس.
وروى ابن ماجه ) (1315بسند فيه ضغغعف ،عغغن ابغغن عبغغاس عنهمغغا
قال :كان رسول اللغغه يغتسغغل يغغوم الفطغغر ،ويغغوم الضغغحى ويقغغوي
الحديث ما سبق من عمل الصحابي والقياس.
وقته:
ووقت غسل العيدين يبدأ ينصف الليل من ليلة العيد.
51
ودليله ما رواه الترمذي ) (830عغغن زيغغد بغن ثغابت النصغاري : أنغغه
رأى النبي " تجرد لهلله واغتسل".
]تجرد لهلله :أي نزع ثياب للحرام ،والهلل :رفع الصوت بالتلبية عند
الحرام ،ويطلق على الحرام نفسه[.
)ب( الغسل لدخول مكة :ودليله :أن ابن عمر كغغان ل يقغغدم مكغغة
إل بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ،ثم يدخل مكة نهارًا ،وكان يغغذكر
عن النبي أنه فعله) .رواه البخاري ،1478 :ومسلم ،1259 :واللفظ
له(.
)ج( الغسل للوقوف بعرفة بعد الزوال:
والفضل أن يكون بنمرة قرب عرفات.
ودليله :أن عليا ً كان يغتسل يوم العيدين ويوم الجمعة ،ويوم عرفغغة،
((1
وإذا أراد أن يحرم
وروى مالك في الموطأ ) (1/322عغغن نغغافع :أن عبغغدالله بغغن عمغغر
كان يغتسل لحرامغغه قبغغل أن يحغغرم ،ولغغدخوله مكغغة ،ولوقغغوفه عشغغية
عرفة.
)د( الغسل لرمي الجمار فللي كللل يللوم مللن أيللام التشللريق
الثلثة بعد الزوال:
لثار وردت في ذلك كله ،ولنها مواضع اجتمغغاع النغغاس فأشغغبه الغسغغل
لها غسل الجمعة.
والجمار :هي الواضع الني يرمى فيها الحصى بمنى ،وتطلق أيضا ً علغغى
الحصيات التي يرمى بهن.
)هل( الغسل لدخول المدينة المنورة:
إن تيسر له ذلك ،قياسا ً على استحبابه لدخول مكة ،لن كل ً منهما ببلغغد
محرم ،فإن لغغم يسغغتطع اغتسغغل قبغغل دخغغول مكغغة ،لن كل ً منهمغغا بلغغد
محرم ،فإن لم يستطع اغتسل قبل دخوله مسجد النبي .
الكيفية الواجبة:
هي عبارة عن أمرين ،يعبر عنهما في الفقه بفرائض الغسل:
الول :النية عند البدء يغسل الجسم ،لحديث" :إنما العمال بالنيات".
وكيفيتها :أن يقول بقلبه غ وإذا تلفظ بلسانه كان أفضل غ :نويت فرض
الغسل أو نويت رفع الجنابة ،أو استباحة الصلة ،أو استباحة مفتقر إلى
غسل .
الثاني :غسل جميع ظاهر الجسم بالمغغاء ،بشغغرة وشغغعرًا ،مغغع إيصغغال
الماء إلى باطن الشعر وأصوله.
روى البخاري ) ،(253عن جابر ،وقد سئل عن الغسل ،فقغغال :كغغان
النبي يأخذ ثلثة أكغغف ويفضغغها علغغى رأسغغه ،ثغغم يفيغغض علغغى سغغائر
جسده .
52
]أكف :أي عرفات بكفيه ،كما ورد في رواية عند مسغغلم )" :(329ثلث
حفنات"] .والحفنة :ملء الكفين .يفيضها :يصبها .سائر :باقي[.
وعند مسلم ) (330وغيره ،عن على قال :سغغمعت رسغغول اللغغه
يقول" :من ترك موضع شعره من جنابة لم يصيبها المغغاء فعغل اللغه بغه
كذا وكذا من النار" .قغغال علغغي :فمغغن ثغغم عغغاديت شغغعري .وكغغان يجغغز
شعره أي يحلقه.
الكيفية المسنونة:
ويعبر عنها في الفقه بسنن الغسل ،وهي:
1غ يغسل يده خارج إناء الماء ثم يغسل بيسغغاره فرجغغه علغغى بغغدنه مغغن
قذر ،ثم يدلكها بمنظف.
روى البخاري ) ، (254ومسلم ) ،(317عن ابن عباس قغغال :قغغالت
ميمونة :وضعت للنبي ماء للغسل فغسغغل يغغديه مرتيغغن أو ثلث غا ً ثغغم
أفرغ على شماله ،فغسل مذاكيره ،ثم مسح يديه بالرض.
ل ،وأن أخر رجليه حتى نهاية الغسل فل بأس. 2غ يتوضأ وضوءا ً كام ً
3غ يخلل شعر رأسه بماء ،ثم يغسل رأسه ثلثًا.
4غ يغسل شقه اليمن ثم اليسر.
دل على هغغذه السغغنن مغغا رواه البخغغاري ) ،(245ومسغغلم ) ،(316عغغن
عائشة رضي الله عنها :أن النغغبي كغغان إذا أغتسغغل مغغن الجنابغغة بغغدأ
فغسل يغغديه .وفغغي روايغغة عنغغد مسغغلم :ثغغم يفغغرغ بيمينغغه علغغى شغغماله
فيغسغل فرجغه .وعنغد البخغاري ) (246عغن ميمونغة رضغي اللغه عنهغا:
وغسل فرجه وما أصابه من الذى ،ثغغم يتوضغغأ كمغغا يتوضغغأ للصغغلة ،ثغغم
يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ،ثم يصغغب علغغى رأسغغه
ثلث غرف بيده ثم يفيض الماء على جلده كله.
ودل علغغى اسغغتحباب البغغدء بالشغغق اليمغغن مغغا رواه البخغغاري )،(166
ومسلم ) ،(268عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان النبي يعجبغغه
التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله ].ترجله :تسريح شغغعر
رأسه .طهوره :وضوئه وغسله[.
5غ يدلك جسمه ويولي غ أي بتتابع غغ بيغغن غسغغل العضغغاء ،خروج غا ً مغغن
خلف من أوجب ذلك وهم الملكية.
6غ يتعهد معغغاطفه بالغسغغل ،وذلغغك بغغان يأخغغذ المغغاء فيغسغغل كغغل
موضع من جسمه فيه انعطاف أو التواء ،كالذنين وطيات البطن وداخل
السرة والبط ،وإن غلب على ظنه أن المغغاء ل يصغغل غليهمغغا إل بغغذلك
كان واجبًا.
7غ تثليث أعمال الغسل قياسا ً على الوضوء.
مكروهات الغسل:
53
1غ السراف في الماء لما مر معك في مكروهغغا الوضغغوء ،ولنغغه خلف
فعله .
روى البخاري ) ،(198ومسلم ) ،(325عن أنس قال :كان النبي
يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ،ويتوضأ بالمد.
وروى البخاري ) ،(349ومسغغلم ) ،(327عغغن جغغابر وقغغد سغغئل عغغن
الغسل فقال :يكفيك صاعًا ،فقال رجغغل:مغغا يكفينغغي؟ فقغغال جغغابر كغغان
نكفي من هو أوفي منك شعرا ً وخير منك.
] أوفي :أكثر ،ويعني النبي .والصغغاع :أربعغغة أمغغداد ،والمغغد :يسغغاوي
مكعبا ً طول حرفه 9 ،2سم[.
2غ الغتسال في الماء الراكد :لما رواه مسلم ) ،(283وغيغغره،
عن أبي هريغغرة أن النغغبي قغغال" :ل يغتسغغل أحغغدكم فغغي
الماء الدائم وهو جنب" .فقالوا :يا أبا هريرة .كيف يفعل؟ قغغال:
ل .أي يأخذه بيده ،أو بإناء صغير .وينوي الغتراف إن يتناوله تناو ً
ل ،حغغتى ل يصغغير مسغغتعمل ً بمباشغغرته بجغغزء مغغن كان المغغاء قلي ً
بدنه .أو يأخغغذ قليل ً مغغن المغغاء مغغن الوعغغاء قبغغل أن ينغغوي رفغغع
الجنابة ،ثم ينوي ويغسل به يده ،ثم يتناول بها الماء.
والحكمة من هذا النهي :أن النفس تتقزز من النتفاع بالمغغاء المغتسغغل
فيه بأي وجه ،إلى جانب إضاعة الماء ،بخروجه عغغن صغغلحيته للتطهيغغر،
إن كان أقغغل مغغن قلغغتين ،لنغغه يصغغبح مسغغتعمل ً بمجغغرد الغتسغغال فيغغه،
والناس في الغالب يحتاجون إلى النتفاع بالماء الراكد ،فلذلك نهي عن
الغتسال فيه.
مم
التلي َ ّ
يسر السلم:
علمنا أن الوضوء شغغرط لصغغحة الصغغلة ،والطغغواف ،ومغغس المصغغحف
وحملغغه ،والوضغغوء إنمغغا يكغغون بالمغغاء ،إل أن النسغغان قغغد يتعغغذر عليغغه
استعمال الماء :إما لفقده ،أو بعده ،أو لمرض يمنع من استعماله ،فمن
يسر السلم وسماحته أنغغه شغغرع الغغتيمم بغغالتراب الطغغاهر عوض غا ً عغغن
الوضوء أو الغسل ،حتى ل يحرم المسلم من بركة العبادة.
معنى التيمم:
والتيمم في اللغة :القصد ،يقال :تيممت فلنا ً أي قصدته.
والتيمم في الشرع :إيصال تراب طهور للوجه واليدين بنية ،وعلى وجه
مخصوص.
دليل مشروعيته الكتاب والسنة:
54
أما الكتاب فقوله تعالى) :وإن كنتم مرضى أو علغغى سغغفر أو جغغاء أحغغد
منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا ً طيبًا،
فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه() .سورة المائدة.(6:
وأما السنة فقوله " : وجعلت لنا الرض كلها مسجدًا ،وجعلت تربتها
لنا طهورا ً إذا لم نجد الماء "]رواه مسلم.[522 :
أسباب التيمم
1غ فقد الماء حسًا :كأن كان في سفر ولم يجغغد مغغاء ،أو فقغغده شغغرعًا:
وذلك كأن كان معه ماء ولكنغغه يحتغغاج إليغغه لشغغربه ،قغغال تعغغالى) :فلغغم
تجدوا ماء فتيمموا( .والمحتاج إليغغه لشغغربه ونحغغوه فغغي حكغغم المفقغغود
بالنسبة للطهارة.
-2بعد الماء عنه :فإذا كان بمكان ل ماء فيه ،وبينه وبين المغغاء مسغغافة
فوق نصف فرسخ – أي ما يساوي أكثر من كيلوين متر ونصغغف الكيلغغغو
متر)2.5كم( – فإنه يتيمم ول يجب عليه أن يسعى إلى الماء للمشقة.
-3تعذر استعمال الماء :إما حسًا ،وذلك كأن الماء قريبا ً منه لكنه كغغان
بقربه عدو يخاف منه.
وإما شرعًا :وذلك كغغأن ُيخغغاف مغغن اسغغتعمال المغغاء حغغدوث مغغرض ،أو
زيغغادته ،أو تغغأخر الشغغفاء .ففغغي هغغذه الحغغالت يغغتيمم ول يجغغب عليغغه
ج رأسغغه ثغغم اغتسغغل فمغغات":إّنمغغا استعمال الماء لقوله في الذي ش ّ
ّ
سغغ َ
ل ح ع َل َْيها وَي َغْ ِس َ
م َ جْرحه خرقة ث ُ ّ
م يَ ْ ب على ُص َ
م وَي َعْ ِ
م َ
فيهِ أن ي َت َي َ ّ ن ي َك ْ ِ
كا َ
ه" .
سد ِ ِ
ج َ سائ َِر ََ
]انظر دليل مشروعية المسح على الجبيرة[ .
-4البرد الشديد :الغغذي يخغغاف معغغه اسغغتعمال المغغاء ،ولغغم يقغغدر علغغى
تسخينه ،لن عمرو بن العاص رضي الله عنغغه تيمغغم عغغن جنابغغة لخغغوف
الهلك من البرد ،وأقره النبي ] . رواه أبو داود ،وصححه الحاكم وابن
حبان[ .لكنه يقضي الصلة في هذه الحالة عند وجود الماء.
شرائط التيمم:
-1العلم بدخول الوقت.
-2طلب الماء بعد دخول الوقت.
ص فيه.
ج ّ
-3التراب الطهور الذي ل غبار ول دقيق ول ِ
-4أن يزيل النجاسة أو ً
ل.
-5وأن يجتهد في القبلة قبله.
أركانه:
وأركان التيمم أربعة وهي:
-1النية :ومحلها القلغغب كمغغا علمغغت ،فيقصغغد فغغي قلبغغه فعغغل الغغتيمم،
ويسغغن أن يتلفغغظ بلسغغانه فيقغغول :نغغويت اسغغتباحة الصغغلة ،أو فغغرض
الصلة ،أو نفلها ،ونحو ذلك مما يقصد فعله ،فإذا نوى اسغغتباحة الفغغرض
جاز له فعل النوافل معه.
55
-2مسح وجهه ويديه إلى المرافقين بضربتين وذلك بأن يضغغرب بكفيغغه
على التراب الطاهر الذي له غبار ويمسح بهما جميع وجهه.
ويضرب بيديه ثانيغغة علغغى الغغتراب ،ويمسغغح بهمغغا يغغديه إلغغى المرفقيغغن
ويمسح بيده اليسرى يده اليمنى ،وبيده اليمنى يده اليسرى.
روى الدارقطني) (1/256عن ابن عمر رضي الله عنهما عغغن النغغبي
ة لليدين إلى المرفقين". ة للوجه وضرب ٌن :ضرب ٌضْرَبتا ِ
مم َقال" :التي ّ
ويستوعب العضو بالمسح ،فإذا كغغان فغغي يغغده خغغاتم وجغغب نزعغغه فغغي
الضربة الثانية ،حتى يصل التراب إلى موضعه.
-3الغغترتيب علغغى هغغذا الشغغغكل الغغذي ذكرنغغا :لن الغغتيمم بغغدل عغغن
الوضوء ،والترتيب ركن في الوضوء كما علمت ،فهو ركن في بدله من
ب أولى.با ٍ
سنن التيمم:
-1يسن فيه ما يسن في الوضوء ،من التسمية أولغغه ،وأن يبغغدأ بغغأعلى
الوجه ،ويقغغدم اليغغد اليمنغغى بالمسغغح علغغى اليسغغرى ،كمغغا علمغغت ،وأن
يمسح جزءا ً من الرأس وجزءا ً من العضد ،وأن يوالي بين مسغغح الغغوجه
واليدين ،وأن يتشهد بعده ويدعو بالدعاء المأثور بعد الوضوء.
روى أبغغو داود ) (318عغغن عمغغار بغغن ياسغغر رضغغي اللغغه عنهمغغا :أنهغغم
تمسحوا وهم مع رسول الله بالصعيد لصلة الفجر ،فضغغربوا بغأكفهم
الصعيد مرة أخرى ،فمسحوا بأيغغديهم كلهغغا إلغغى المنغغاكب والبغغاط مغغن
بطون أكفهم.
] المناكب :جمع منكب ،وهو مجتمع العضد مع الكتف،
والباط :جمع إبط ،وهو ما تحت المنكب[.
-2تفريق الصابع عند الضرب علغغى الغغتراب ،إثغغارة للغبغغار ،واسغغتيعاب
الوجه بضربة واحدة ،وكذلك اليدين.
-3تخفيف التراب ،بنفض الكفين أو النفع فيهما ،لما رواه البخاري مغغن
حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه :أن رسول الله قال له ":إّنمغغا
ذا" فضرب بكفيه ضربة علغغى الرض ثغغم نفضغغهما – صن َعَ هَك َ َ كفي َ َ
يَ ْ
نت ْ
كأ ْ
وفي رواية أخرى :ونفخ فيهما – ثم مسح بهما.
التيمم بعد دخول الوقت:
من توفرت فيه أسباب التيمم ليس له أن يتيمم لصلة الفريضة إل بعد
صغغلة ُ فَل ُْيصغ ّ َ دخول وقتها ،لقوله ":فَأ َيما رجل م ُ
ل" ن أمغغتي أد َْرك َت ْغ ُ
ه ال ّ ّ َ ُ ٍ ِ ْ
]رواه البخغغاري [328:وعنغغد أحمغغد )":(2/222أينمغغا أدركتنغغي الصغغلة
تمسحت وصغغليت" أي تيممغغت وصغغليت .فقغغد دلغغت الروايتغغان علغغى أن
التيمم يكون عند إدراك الصلة ،ول يكغغون إدراك الصغغلة إل بعغغد دخغغول
وقتها.
56
ول يصلي بالتيمم إل فرضا ً واحدًا ،ويصلي ما شغغاء مغغن السغغنن وكغغذلك
صلة الجنازة ،فإذا أراد أن يصلي فرضا ً آخر تيمم ،وإن لم يحغغدث بعغغدد
تيممه الول ،وسواء كانت الصلة أداًء أم قضاًء .
روى البيهقي ) (1/221بإسناد صحيح ،عن ابن عمر رضغغي اللغغه عنهمغغا
قال " :يتيمم لكل صلة وإن لم يحدث " .
التيمم بدل الغسل فريضة:
يكون التيمم – عند توفر أسبابه – بدل الغسل لمن كان في حاجة إليه،
كما يكون بدل الوضوء.
قال تعالى :وإن كنتم جنبا ً فاطهروا وأن كنتم مرضغغى أو علغغى سغغفر
أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا مغغاًء فغغتيمموا
] المائدة[6:
] الغائط :مكان قضاء الحاجة .لمستم :لمستم[.
وروى البخاري) ،(341ومسلم ) ،(682عغن عمغران بغن حصغين رضغي
الله عنهما قال:كّنا مع رسول الله في سفر ،فصلى بالناس ،فإذا هو
برجل معتزل ،فقال":مغغا منعغغك أن تصغغلي" ؟ قغغال :أصغغابتني جنابغغة ول
ماء ،قال " :عليك بالصعيد فإنه يكفيك" والصغغعيد :مغغا صغغعد علغغى وجغغه
الرض من التراب.
مبطلته:
يبطل التيمم وينقضه أمور:
-1كل ما يبطل الوضوء من النواقض التي ذكرت في الوضوء.
-2وجود الماء بعد فقده :لن التيمم بدل الماء ،فإذا وجغغد الصغغل
بطل البدل.
روى أبو داود ) (332وغيره ،عن أبي ذر رضي الله عنه :أن رسغغول
قال ":إن الصعيد الطيب طهور المسلم ،وإن لم يجد الماء عشر سنين،
فإذا وجد الماء فليمسه بشرته ،فإن ذلك خير".
] فليمسه بشرته :فليتطهغغر بغغه ،وهغغذا يغغدل علغغى بطلن تيممغغه بوجغغود
الماء[.
حت صغغلته ،وليغغس عليغغه ولوجود المغغاء بعغغد انقضغغاء الصغغلة فقغغد صغ ُ
قضاؤها.
وكذلك لو وجده بعد شروعه في الصلة فإنه يتمها وهغي صغحيحة ،ولغو
قطعها ليتوضأ ويصلي بالوضوء كان أفضل.
ً
-3القدرة على استعمال الماء :كمن كان مريضا فبريء.
-4الردة عن السلم والعياذ بغغالله تعغغالى :لن الغغتيمم للسغغتباحة
وهي منتفية مع الردة ،بخلف الوضوء والغسل فإنهما رفع للحدث.
57
****
صللل َ
لة ال ّ
معنى الصلة:
تطلق كلمة الصلة فغغي اللغغغة العربيغغغة علغغى الغغدعاء بخيغغر .قغغال اللغغه
تعالى :وصل عليهغغم إن صغغلتك سغغكن لهغغم] التوبغغة [103:أي ادع
الله لهم بالمغفرة.
أما في اصغغطلح الفقهغغاء :فتطلغغق كلمغغة الصغغلة علغغى أقغغوال وأفعغغال
مخصوصة ،تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم .سميت صغغلة لنهغغا تشغغتمل
على الدعاء ولنه الجزء الغالب فيها ،إطلقا ً لسم الجزء على الكل.
حكمتها:
م وأسرار كثيرة تلخصها فيما يلي:حك ٌ
للصلة ِ
ل :أن ينتبه النسان إلى هويته الحقيقة ،وعي أنه عبد ٌ مملوك لله عز أو ً
وجل ،ثم أن يظل متذكرا ً لها ،بحيث كلما أنسته مشاغل الدنيا وعلقغغاته
بالخرين هذه الحقيقة جاءت الصلة فذكرته من جديد بأنه عبد مملغغوك
لله عز وجل.
ثانيا ً :أن يستقر في نفس النسان أنه ل يوجد معين ومنعم حقيقغغي إل
الله عز وجل وإن كان يرى في الدنيا وسائط وأسبابا ً كثيرة يبغغدو – فغغي
الظاهر -أنها هي التي تعين وتنعم ،ولكن الحقيقة أن الله سخرها جميعا ً
للنسان .فكلما غفل النسان واسترسل مع الوسائط الدنيوية الظاهرة،
58
جاءت الصغغلة تغغذكرة بغغأن المسغغبب هغغو اللغغه وحغغده المعيغغن والمنعغغم،
والضار والنافع ،والمحيي والمميت.
ثالثا ً :أن يتخذ النسان منها ساعة توبة يتوب فيها عمغغا يكغغون قغغد
اقترفه من الثام ،إذ النسان معّرض ،فغغي سغغاعات يغغومه وليلغغه ،لكغغثير
من المعاصي التي قد يشعر بها وقد ل يشعر ،فتكغغون صغغلته المتكغغررة
بين الحين والخر تطهيرا ً لغغه مغغن تلغغك المعاصغغي والوزار .وقغغد أوضغغح
رسول الله ذلك في الحديث الذي رواه مسلم ) ،(668عن جابر بغغن
عبدالله رضغي اللغه عنغه قغال :قغال رسغول اللغه " : مثغل الصغلوات
مغغر علغغى بغاب أحغغدكم ،يغتسغغل منغغه كغغل يغوم الخمس كمثل نهر جار غ َ ْ
خمس مرات" قال :قال الحسن :وما يبقى ذلك من الدرن؟.
]غمر :كثير المياه .الدرن :الوسغغخ ،والمغغراد هنغغا الغغدرن المعنغغوي وهغغو
الذنوب ،ويدل على ذلك رواية أبي هريرة عنغغد مسغغلم أيض غًا):(667
"فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا" [
رابعا ً :أن تكون غذاًء مستمرا ً لعقيدة اليمان بالله تعالى في قلبه.
فإن ملهيات الدنيا ووسغغاوس الشغغيطان مغن شغغأنها أن تنسغى النسغغان
هذه العقيدة وإن كغغانت مغروسغغة فغغي قلبغغه ،فغغإذا اسغغتمر فغغي نسغغيانه
ول النسيان بسبب انصرافه إلى ضجيج الهواء والشهوات والصدقاء تح ّ
إلى جحود وإنكار ،كالشجرة التي قطع عنها الماء تذبل حينا ً من الزمغغن
ثم يتحول الذبول إلى موت وتتحول الشجرة إلغى حطغب يغابس .ولكغن
المسلم إذا ما ثابر علغغى الصغغلة ،كغغانت غغغذاًء ليمغغانه ،ولغغم تعغغد الغغدنيا
وملهياتها قادرة على إضعاف اليمان في قلبه أو أمانته.
تاريخ مشروعيتها:
الصلة من العبغغادات القديمغغة فغغي مشغغروعيتها ،فقغغد قغغال تعغالى عغغن
سيدنا إسماعيل عليغغه السغغغغلم :وكغان يغأمر أهلغغه بالصغلة والزكغاة
وكان عند ربه مرضيا ً] مريم ،[55:فقد عرفتها الحنيفية التي بعث بها
إبراهيم ،وعرفها أتباع موسى عليغغه السغغلم ،وقغغال تعغغالى علغغى لسغغان
عيسغغى عليغغه السغغلم :وأوصغغاني بالصغغلة والزكغغاة مغغا دمغغت حي غا ً
]مريم[31:
وعندما بعغغث نبينغغا محمغغد كغغان يصغغلي ركعغغتين كغغل صغغباح ويصغغلي
ركعتين كل مساء ،قيل :وهما المقصودتان بقول الله تعالى خطابا ً لنبيه
: وسبح بحمد ربك بالعشي والبكار] المؤمن[55:
الصلوات المكتوبة:
وهي الصلوات المفروضة على كل مسلم مكلف وهي :الصبح والظهر
والعصر والمغرب والعشاء .شرعت هذه الصلوات ليلة أسغغريَ برسغغول
الله إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماوات ،فقغغد فغغرض اللغغه
على نبيه وسائر المسغغلمين خمسغغين صغغلة فغغي اليغغوم والليلغغة ،ثغغم
59
س في الداء والفعغغل خففها الله عز وجل إلى خمس صلوات ،فهي خم ٌ
وخمسون في الجر.
جاء في حديث السراء والمعراج الذي رواه البخاري)،(342ومسغغغلم )
،(163أن رسول الله قال" :فرج عن سقف بيتي وأنا بمكغغة ،فنغغزل
جبريل ..ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ...ففرض الله علغغى أمغغتي
خمسين صلة ...فراجعتغه فقغغال :هغي خمغس وهغي خمسغون ل يبغدل
القول لدي" .
والصغغحيح أن حادثغغة السغغراء كغغانت قبغغل هجغغرة النغغبي عليغغه الصغغلة
والسلم إلى المدينة بثمانية عشر شغغهرًا ،وإذا فغغإن الصغغلوات الخمغغس
المكتوبة نسخت الركعتين اللتين كانتا في الصباح والمساء .
دليل مشروعيتها:
ثبتت مشروعية الصلة بآيات كثيرة من كتاب الله ،وبأحاديث كثيرة من
سنة رسول الله .
فمغغن القغغرآن :قغغوله تعغغالى :فسغغبحان اللغغه حيغغن تمسغغون وحيغغن
تصغغبحون*ولغغه الحمغغد فغغي السغغموات والرض وعشغغيا ً وحيغغن تظهغغرون
]الغغروم17:و .[18قغغال ابغغن عبغغاس رضغغي اللغغه عنهمغغا :أراد بقغغوله:
حين تمسون :صلة المغرب والعشاء ،وحين تصغغبحون :صغغلة
الصبح ،وعشيا ً :صلة العصر ،وحين تظهرون صلة الظهر.
وقغغوله تعغغالى :إن الصغغلة كغغانت علغغى المغغؤمنين كتابغغا ً موقوتغغا ً
]النساء .[103:أي محتمة وموقتة بأوقات مخصوصة .
ومغغن السغغنة :حغغديث السغغراء السغغابق :ومغغا رواه البخغغاري) ،(1331
ومسلم ) ،(19عن ابن عباس رضي الله عنهما :أن النبي بعث معاذا ً
إلى اليمن فقال" :ادعهم إلى شهادة أن ل إله إل الله وأنغغي محمغغدا ً
رسول الله ،فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن للغغه قغغد افغغترض عليهغغم
خمس صلوات في كل يوم وليلة"..
وقوله للعرابي الذي سأله عمغغا يجغغب عليغغه مغغن الصغغلة" :خمغغس
صلوات في اليوم والليلة" قال العرابي :هل علغغي غيرهغغا؟ قغغال "ل إل
أن تطوع"" )رواه البخاري ،46:ومسلم.(11:
مكانتها في الدين:
الصلة أفضل العبادات البدنية على الطلق ،فقد جاء رجل يسأل النبي
عن أفضل العمغغال فقغغال لغغه" :الصغغلة" قغغال :ثغغم مغغه؟ قغغال" :ثغغم
الصلة" قال :ثم مه؟ قال" :الصلة" قال :ثلث مرات ).رواه ابن حبان:
. (258
وقغغد ثبغغت فغغي الصغغحيحين أن الصغغلتين يؤديهمغغا المسغغلم أداء سغغليما ً
تكونان كفارة لما بينهما من الغغذنوب ،فعنغغد البخغغاري ) ،(505عغغن أبغغي
هريرة قال :قال رسول الله " : الصلوات الخمس يمحو اللغغه بهغغا
الخطايا".
60
وعند مسلم ) ،(231عن عثمان قال :قال رسول الله " مغغن أتغغم
الوضوء كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن".
كما أن التهاون في الصلة تأخيرا ً أو تركًا ،من شأنه أن يؤدي بصاحبه غ غ
إن هغغو اسغغتمر علغغى ذلغغك غغ إلغغى الكفغغر .إذا الصغغلة هغغي الغغغذاء الول
لليمان كما قد علمت.
دوى المام أحمد ) ،(6/421عن أم أيمغغن رضغغي اللغغه عنهغغا أن رسغغول
الله قال" :ل تتركي الصلة متعمدًا ،فغغإنه مغغن تغغرك الصغغلة متعمغغدا ً
فقد برئت منه ذمه الله ورسوله" .وروي مثله عن معاذ ( (5/238
حكم تارك الصلة:
تارك الصلة إما أن يكون قد تركها كسل ً وتهاونًا ،أو تركهغغا جحغغودا ً لهغغا،
أو استخفا ً بها:
فأما من تركها جاحدا ً لوجوبها ،أو مستهزئا ً بها ،فإنه يكفغغر بغغذلك ويرتغغد
عن السلم ،فيجغغب علغغى الحغغاكم أن يغغأمره بالتوبغغة ،فغغإن تغغاب وأقغغام
الصلة فذاك ،وإل قبل على أنغغه مرتغغد ،ول يجغغوز غسغغله ول تكفينغغه ول
الصلة عليه ،كما ل يجوز دفنه في مقابر المسلمين ،لنه ليس منهم.
ل ،وهو يعتقد وجوبها ،فغغإنه يكلغغف مغغن قبغغل الحغغاكم وأما إن تركها كس ً
بقضائها والتوبة عن معصية الترك .فغغإن لغغم ينهغغض إلغغى قضغغائها وجغغب
قتله حدًا ،أي يعتبر قتله حدا ً من الحدود المشروعة لعصغغاة المسغغلمين،
وعقوبة على تركه فريضة يقاتل عليهغغا .ولكنغغه يعتغغبر مسغغلما ً بعغغد قبلغغه
ويعامل في تجهيزه ودفنه وميراثه معاملة المسلمين لنه منهم.
روى البخاري ) ،(25ومسلم ) ،(22عن ابن عمر رضي الله عنهمغغا :أن
رسول الله قال" :أمرت أن أقاتل الناس حتى يشغغهدوا أن ل إلغغه إل
الله وأن محمدا ً رسول الله ويقيموا الصلة ويؤتغغوا الزكغغاة ،فغغإذا فعلغغوا
ذلك عصموا مني دماءهم وأمغغوالهم إل بحغغق السغغلم ،وحسغغابهم علغغى
الله".
دليل الحديث على أن من أقر بالشغغهادتين بقاتغغل إن لغغم يقغغم الصغغلة،
ولكنه ل يكفر ،بدليل مغا رواه أبغو داود) (1420وغيغغره ،عغن عبغغادة بغن
الصامت قال :سمعت يقول":خمغغس صغغلوات كتبهغغن اللغغه علغغى
العباد ،فمن جاء بهن ،لم يضع منهن ،شغغئ اسغغتخفافا ً بحقهغغن ،كغغان لغغه
عند الله عهد أن يدخله الجنة ،ومن لم يغغأتي بهغغن فليغغس لغغه عنغغد اللغغه
عهد ،إن شاء عذبه ،وإن شاء أدخله الجنة".
فقد دل علغغى أن تغغارك الصغغلة ل يكفغغر ،لنغغه لغغو كفغغر لغغم يغغدخل فغغي
قوله":وإن شاء أدخله الجنة" ،إذ الكغافر ل يغدخل الجنغة قطعغًا ،فحمغغل
ل ،جمعا ً بين الدلة.
على من تركها كس ً
روى مسلم ) (82وغيره ،عن جابر قال:سمعت النبي يقول" :إن
بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلة" .وهو محمول على الغغترك
جحودا ً وإنكارا ً لفريضتها ،أو استهزاء بها واستخفافا ً بشأنها.
61
أوقات الصلوات المفروضة:
الصلوات الخمس ،كل منها لها وقت معيغغن ،ذو بدايغغة ل تصغغح إذا
قدمت عليها ،وذو نهاية ل يجوز تخيرها عنها.
قغغال للغغه تعغغالى :إن الصغغلة كغغانت علغغى المغغؤمنين كتابغغا موقوتغا ً
]النساء.[103:
أي كانت فريضة محددة بأوقات مخصوصغغة .وقغغد ثبغغت فغغي الحغغاديث
الصحيحة أن جبريل عليغغه السغغلم جغغاء إلغغى النغغبي بعغغد أن فرضغغت
الصلوات الخمغغس ،يعرفغغه أوقاتهغغا ،ويضغغبط لغغه وقغغت كغغل منهغغا ابتغغداًء
وانتهاًء.
]أنظر سنن أبي داود كتاب الصلة ،باب ما جاء فغغي المغغواقيت رقغغم )
،(393والترمذي أول كتاب الصلة رقم ).[ (149
كما بين رسول الله ذلك للمسلمين بالقول والفعل.
والحديث الذي يجمع مواقيت الصلوات الخمس ما رواه )مسغغلم:
لشغغعري ، عغغن النغغي : إنغغه أتغغاه (614وغيره ،عن أبي موسغغى ا ِ
ً
سائل يسأله عن مواقيت الصلة فلم يرد عليه شيئا .وفي روايغغة أخغغرى
قغغال" :اشغغهد معنغغى الصغغلة .قغغال :فأقغغام الفجغغر حيغغن أنشغغق الفجغغر،
والناس ل يكاد يعرف بعضهم بعضًا ،ثم أمره فأقام بغغالظهر حيغغن زالغغت
الشمس ،والقائل يقول :قد انتصف النهار وهو كان أعلم منغغه،ثغغم أمغغره
فأقام بالعصر والشمس مرتفعة ثم أمره فأقغغام بغغالمغرب حيغغن وقعغغت
الشمس ،ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق.
خر الفجر من الغغغد ،حغغتى انصغغرف منهغغا والقغغائل يقغغول :قغغد ثم أ ّ
طلعت الشمس أو كادت ،ثغغم أخغغر الظهغغر حغغتى كغغان قريبغا ً مغغن وقغغت
العصر بالمس ،ثم أخر العصر حغغتى أنصغغرف منهغغا والقغغائل يقغغول :قغغد
خر المغرب حتى كان عنغغد سغغقوط الشغغفق ،ثغغم أحمرت الشمس ،ثم أ ّ
أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الول ثم أصغغبح ،فغغدعا السغغائل فقغغال:
"الوقت بين هاذين".
] انشق الفجر :طلع ضوءه .زالت :مالت عن وسغغط السغغماء .الشغغفق:
الحمرة التي تظهر بعض غروب الشمس .سقوط الشفق :غيابه".
وهناك أحاديث بينت بعض ما أجمل فيه ،أو زادت عليه ،كما سترى فغغي
تفصيل وقت كل صلة ،واليك بيانها:
" الفجر":
يدخل وقتغغه ظهغغور الفجغغر الصغغادق ويمتغغد إلغغى طلغغوع الشغغمس ،قغغال
رسول الله ": وقغغت صغغلة الصغغبح مغغن طلغغوع الفجغغر مغغا لغغم تطلغغع
الشمس" )رواه مسلم.(612:
" الظهر":
يبغغدأ وقتغغه بغغانحراف الشغغمس عغغن منتصغغف السغغماء نحغغو الغغغروب غ غ
ويسمونه الزوال غ حيث يظهر للشاخص عندئذ ظل يسير يبدأ بالمتغغداد
62
نحو جهة الشرق -ويسمونه ظغغل الغغزوال– .ويمتغغد وقتغغه إلغغى أن يصغغير
طوال ظل الشئ مثله ،علوة على ظل الزوال الذي كغغان علمغغة علغغى
أول وقت الظهر.
روى مسغغلم ) (612أن رسغغول اللغغه قغغال" :وقغغت الظهغغر إذ زالغغت
الشمس ،وكان ظل الرجل كطوله ،ما لم يحضر العصر".
" العصر":
يبدئ وقته بنهاية وقت الظهر ويستمر حتى تغغغرب الشغغمس ،دل علغغى
ذلك قوله " : ومن أدرك ركعة مغغن العصغغر قبغغل أن تغغغرب الشغغمس
فقد أدرك العصر" )رواه البخاري ،554:ومسلم .(618
ولكن الختيار أن ل يؤخرها المصلي عن مصير ظل الشغغئ مثليغغه علوة
علغغى ظغغل الغغزوال ،لمغغا مغغر معغغك فغغي حغغديث المغغواقيت ،ولقغغول :
"ووقت العصر ما لم تصفر الشمس" )رواه مسلم .(612:وهو محمول
على الوقت المختار.
"المغرب":
يبتدئ وقته بغروب الشمس ،ويمتد حتى يغيب الشفق الحمر ول يبقى
له أثر في جهة الغرب.
والشفق الحمر :وهو بقايغغا مغغن آثغغار ضغغوء الشغغمس ،يظهغغر فغغي
الفق الشرقي عند وقت الغروب ،ثم أن الظلم يطغغارده نحغغو الغغغروب
شيئا َ فشيئًا.
فإذا أطبق الظلم وامتد إلى الفق الغربي ،وزوال أثر الشغغفق الحمغغر،
فذلك يعني انتهاء وقت المغرب ودخول وقت العشاء.
دل علغغى ذلغغك حغغديث المغغواقيت ،مغغع قغغول رسغغول اللغغه " : وقغغت
المغرب ما لم يغب الشفق" )رواه مسلم . (612
"العشاء":
يدخل وقته بانتهاء وقت المغرب ويسغتمر إلغى ظهغور الفجغر الصغادق.
والختيار أل تؤخر عن الثلث الول من الليل.
والمقصود بالفجر الصادق ضياء ينتشر ممتدا ً مع الفغغق الشغغرقي ،وهغغو
انعكاس لضوء الشمس تقبل مغغن بعيغغد .ثغغم إن هغغذا الضغغياء يعلغغو نحغغو
السماء شيئا ً فشيئا ً إلى أن يتكامغغل بطلغغوع الشغغمس .ودل علغغى وقغغت
العشاء ابتداًء وانتهاًء واختيارًا :ما جاء في حديث المواقيت مغغع مغغا رواه
مسلم ) (681وغيره ،عن أبي قتادة إنه قال" :أما أنه ليغغس فغغي
النوم تفريط ،وإنما التفريط على من يصغغل الصغغلة حغغتى يجيغغء وقغغت
الصلة الخرى".
فدل على أن وقت الصلة ل يخرج إل بدخول غيرها وخروج الصغغبح مغغن
هذا العموم.
63
هغغذه هغي أوقغات الصغلة الخمغغس ،ولكغغن ينبغغي أن ل يتعمغد المسغلم
تأخيرها إلى أواخر أوقاتها ،محتجغا ً باتسغغاعها ،إذ ربمغغا تسغغبب عغغن ذلغغك
إخراجها عن وقتها ،بل ربما تسبب عن هذا التهاون تركهغغا ،وإنمغغا يسغغن
تعجيل الصلوات لول الوقت ،وقد سأل النبي عن أفضل العمغغال ؟
فقال" :الصلة على وقتها" ،أي عنغغد أول وقتهغغا) ".رواه البخغغاري،504:
ومسلم(85:
وأعلم أن من وقع بعض صلته في الوقت ،وبعضها خارجه :فإنه إن وقع
ركعة في الوقت كانت الصغغلة أداء ،وإل كغانت قضغاًء ،ودليغل ذلغك مغا
روه )البخاري ،554:ومسلم ،(608:عن أبي هريرة أن رسغغول اللغغه
" : مغغن أدرك أن الصغغبح ركعغغة قبغغل أن تطلغغع الشغغمس فقغغد أدرك
الصبح ،ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغغغرب الشغمس فقغغد أدرك
العصر" .وقوله " : من أدرك ركعغغة مغغن الصغغلة فقغغد أدرك الصغغلة"
)رواه البخاري ،555:ومسلم.(607:
الوقات التي تكره فيها الصلة :
تكره الصلة كراهة التحريم:
-1عند الستواء إل ّ يوم الجمعة ،وبعد صلة الصبح حتى ترتفع الشمس
كرمح في النظر.
-2وبعد صلة العصر حتى تغرب الشمس.
ودليل ذلك ما رواه مسلم ) (831عن عقبغغة بغغن عغغامر قغغال :ثلث
ساعات كان رسول الله ينهانا أن نصلي فيهن ،وأن نقبر موتانا :حين
تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ،وحين يقوم قائم الظهيرة حغغتى تميغغل
الشمس ،وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب.
] بازغة :المغغراد أول ظهغغور قرصغغها .وقغغائم الظهيغغرة :أصغغله أن البعيغغر
يكون باركا ً فيقوم من شدة حر الرض ،فصار يكني به عند شغغدة الحغغر.
تميل :عن وسط السماء .تضيف :تميل مصفرة وتقرب من الغروب[.
وهذه الكراهة إل لم يكن للصلة سبب متقدم ،أو تعمد الدفن فيها .
وأما إذا لم يتعمد فيها الدفن وجاء اتفاقًا ،أو كان للصلة سغغبب متقغغدم
كسنة الوضوء وتحية المسجد وقضاء الفائتة ،فأنه ل كراهة في ذلك .
ويدل على عدم الكراهة :مغغا رواه )البخغغاري،572:ومسغغلم ،(684:عغغن
ل إذا ذكرها ل كفارة لهغغا إل أنس عن النبي :من نسى صلة فليص ّ
إذا :وأقم الصلة لذكري] طه. [14:
فقوله" :إذا ذكرها" :يدل على أن وقتها المشروع ،والمطغغالب بصغغلتها
فيه ،هو وقت الذكر ،وقت يذكرها في أحد الوقات المنهغغي عنهغغا ،فغغدل
على استثناء ذلك من النهي.
وما رواه )البخاري،1176:ومسغغلم ،(834:وعغغن أم سغغلمة رضغغي اللغغه
عنها :إنه : صلى ركعتين بعد العصر ،فسألته عن ذلك فقال" :يا بنت
64
أبي أمية ،سألت عن الركعتين بعغغد العصغر ،وإنغه آتغاني نغاس مغن عبغد
القيس ،فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر ،فهما هاتان" .
وقيس على القضاء غيره مما له سبب متقدم من الصلوات.
ويستثنى من هذا النهي مطلقغا ً حغغرم مكغغة ،لقغغوله " : يغغا بنغغي عبغغد
مناف ل تمنعوا أحدا ً طاف بهذا البيت وصلى أّية ساعة شاء مغن ليغل أو
نهار" )رواه الترمذي ،868:وأبو داود.(1894:
إعادة الصلة المكتوبة وقضاءها :
أما العادة:
فهي أن يؤدي صلة من الصلوات المكتوبة ،ثم يرى فيها نقصا ً أو خلغغ ً
ل
في الداب أو المكملت ،فيعيدها على وجه ل يكون فيها ذلك النقغغص أو
الخلل.
وحكمها :الستحباب .ومثال ذلك أن يكون قد صلى الظهغغر منفغغردًا ،ثغغم
يدرك من يؤدي هذه الصلة جماعغغة ،فيسغغن أن يعيغغدها معغغه .والفغغرض
بالنسبة له هو الصلة الولى ،وتقع الثانية نافلة.
روى الترمذي )، (219إنه صلى الصبح فرأى رجلين لغغم يصغغليا معغغه
فقال ":ما منعكم أن تصليا معنا؟ ( فقال " :يا رسول اللغغه ،إنغغا كنغغا قغغد
صلينا في رحالنا .قغغال " :فل تفعل ،إذا صغغليتما فغغي رحالكمغغا ثغغم أتيتمغغا
مسجد جماعة ،فصليا معهم ،فإنها لكما نافلة".
] رحالنا :منازلنا ومساكننا[.
أما إذا لم يكن فغغي الولغغى خلغغل أو نقغغص ،ولغغم تكغغن الصغغلة أتغغم مغغن
الولى ،فل تسن العادة.
وأما القضاء:
فهو تدارك الصلة بعد خروج وقتها ،أو بعد أن ل يبقغغى مغغن وقتهغغا
ما يسع ركعة فأكثر وإل فهي أداء كما قدمنا سابقًا.
وقد اتفق جمهور العلماء من مختلف المغغذاهب علغغى أن تغغارك الصغغلة
يكلف بقضائها ،سواء تركها نسيانا ً أم عمدًا ،مع الفارق التغغالي :وهغغو أن
التارك لها بعذر كنسغغيان أو نغغوم ل يغغأثم ،ول يجغغب عليغغه المبغغادرة إلغغى
قضائها فورًا ،أما التارك لها بغيغغر عغغذر -أي عمغغدا ً – فيجغغب عليغغه – مغغع
حصول الثم – المبادرة إلى قضائها في أول فرصة تسنح له.
ودليل وجوب القضاء للصلة المتروكة قوله " :من نام عغغن صغغلة أو
نسيها فليصلها إذا ذكرهغغا ،ل كفغغارة لهغغا إل ذلغغك" )رواه البخغغاري،572:
ومسلم ،684:وغيرهما(.
فقوله " :ل كفارة لها إل ذلك" :يدل على أنه ل بد من قضغغاء الفغغرائض
الفائتة ،مهما كثر عددها أو بعد زمانها.
من تجب عليه الصلة ؟
تجب الصلة على كل مسلم ذكرا ً أو أنثى ،بالغ عاقل طاهر.
65
فل تجب على كافر ،وجوب مطالبة بها فغغي الغغدنيا ،لعغغدم صغغحتها منغغه،
لكن تجب عليغغه وجغغوب عقغغاب عليهغغا فغغي الخغغرة ،لتمكنغغه مغغن فعلهغغا
بالسلم ،ودليل ذلك قوله تعالى:ما سلككم في سقر* قغغالوا لغغم نغغك
من المصلين* ولم نك نطعم المسغغكين* وكنغغا نخغغوض مغغع الخائضغغين*
وكنا نكذب بيوم الدين* حتى أتانا اليقين) المدثر.(47-42:
] سغغلككم :أدخلكغغم وحبسغغكم .سغغقر :جهنغغم ،يقغغال :سغغقرته الشغغمس
لغغوحت جلغغده وغيغغرت لغغونه .نخغغوض :نتكلغغم الباطغغل ونفعلغغه .اليقيغغن:
الموت ،أو الطلع على الحقيقة بيوم القيامة[ .
ول تجب على صبي صغير لعدم تكليفه ،ول على مجنون لعغغدم إدراكغغه،
ول على حائض أو نفساء لعدم صغغحتها منهمغغا ،لقيغغام المغغانع منهغغا وهغغو
الحدث فيهما.
وإذا أسلم الكافر فإنه ل يكلغغف قضغغاء مغغا فغغاته ترغيبغا ً لغغه فغغي الغغدين،
ولقوله تعالى :قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفغر لهغم مغا قغغد سغغلف
)النفال.(38:
إل المرتد فيلزمه قضاء ما فاته أيام ردته بعد إسلمه تغليظا ً عليه.
ول يجب قضاء ما فات الحائض والنفساء من الصلة أيغغام الحيغض
والنفاس ،أن في وجوب القضاء مشقة عليهما.
وكذلك ل يجب القضاء على المجنون والمغمى عليه إذا أفاقا مغغن
الجنون والغمغغاء ،ودليغغل ذلغغك قغغوله " : رفغغع القلغغم عغغن ثلثغغة :عغغن
الصبي حغتى يحتلغغم وعغغن النغغائم حغتى يسغغتيقظ ،وعغغن المجنغون حغتى
يعقل" )رواه أبو داود ،4403 :وغيره( ] .يحتلم :يبلغ[.
فالحديث ورد في المجنون ،وقيس عليه كل من زال عقله بسبب عغغذر
فيه ،وإنما وجب القضاء على النائم بالحديث الذي مر سابقًا" :مغغن نغغام
عن صلة أو نسيها فليصلها" .هذا ويجب أن يغغؤمر الصغغبي بالصغغلة بعغغد
استكماله سن السابعة ،ويضرب على تركها إذا بلغ عشر سغغنين تعويغغدا ً
له على الصلة.
قال رسول الله ": مروا الصبي بالصلة إذا بلغ سبع سغغنين وإذا
بلغغغ عشغغرا ً فاضغغربوه عليهغغا")رواه أبغغو داود ،494:والترمغغذي،407:
ولفظه " :علموا الصبي" .وقال :حديث حسن صحيح( .
*****
66
مة
لقلا َ
وا ِ
ن َ ال َ
ذا ُ
الذان:
ذكٌر مخصوص ،شرعه السلم للعلم بدخول وقت الصغغلة أما الذان ف ِ
المفروضة ،ولدعوة المسلمين إلى الجتماع إليها.
حكم الذان:
والذان سنة للصلة الحاضرة والفائتة ،سنة مؤكغغدة علغغى الكفايغغة فغغي
حق الجماعة ،أما بالنسبة للمنفرد فهو سنة عينية .وللذان أهمية كغغبرى
في إظهار شعيرة من شعائر السلم.
دليل تشريعه:
ودليل تشريع الذان القرآن والسّنة:
فأما القرآن :فقوله تعالى :إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسغغعوا
إلى ذكر الله وذروا البيع ) الجمعة.(99:
وأمغغا السغغنة :فقغغوله": إذا حضغغرت الصغغلة فليغغؤذن لكغغم أحغغدكم
)رواه البخاري ،602:ومسلم.(674: وليؤمكم أكبركم".
بدء تشريعه:
كان تشغغريع الذان فغغي السغغنة الولغغى للهجغغرة ،روى البخغغاري )،(579
ومسلم ) ،(377عن ابن عمر رضي الله عنهمغغا قغغال :كغغان المسغغلمون
حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلة ،ليس ينادي لها ،فتكلموا
يوما ً في ذلك ،فقغغال بعضغغهم :اتخغغذوا ناقوسغا ً مثغغل نغغاقوس النصغغارى،
وقال بعضهم :بل بوقا مثل قرن اليهود،فقال عمر : أول ً تبعثون رجل ً
ينادي بالصلة؟ فقال رسول الله " : يا بلل قم فناد بالصلة".
] فيتحينون :من الحين وهغغو الغغوقت والزمغغن ،أي يقغغدرون حينهغغا ليغغأتوا
إليها .قرن :هو البوق الذي له عنق يشبه القرن[.
وصيغة الذان :الله أكبر الله أكبر ،الله أكبر الله أكبر ،أشهد أن ل إله إل
الله ،أشغهد أن ل إله إل الله ،أشغغهد أن محمغغدا ً رسغغول اللغغه ،أشغغهد أن
محمدا َ رسول اللغغه ،حغغي علغغى الصغغلة ،حغغي علغغى الصغغلة ،حغغي علغغى
الفلح ،حي على الفلح ،الله أكبر الله أكبر ،ل إله إل الله.
ونضيف في أذان الفجر :الصلة خير من النوم ،الصلة خير مغغن النغغوم،
بعد قوله :على الفلح الثانية.
وقغغد ثبتغغت هغغذه الصغغيغة بالحغغاديث الصغغحيحة ،عنغغد البخغغاري ومسغغلم
وغيرهما.
شروط صحة الذان:
ويشترط لصحة الذان المور التالية:
-1السلم :فل يصح الذان من كافر لعدم أهليته للعبادة.
-2التمييز :فل يصح من صبي غير مميز لعدم أهليته للعبادة أيضًا،
وعدم ضبطه للوقت.
67
-3الذكورة :فل يصح أذان المغغرأة للرجغغال ،كمغغا ل تصغغح إمامتهغغا
لهم.
-4وترتيب كلمات الذان للتباع في ذلك ،ولن ترك الترتيب يوهم
اللعب ويخل بالعلم.
-5والولء بيغغن كلمغغاته ،بحيغغث ل يقغغوم فاصغغل كغغبير بيغغن الكلمغغة
والخرى.
-6ورفع الصوت إذا كان يؤذن لجماعة ،أما إذا كان يغغؤذن لمنفغغرد
فيسن رفع الصغغوت فغغي غيغغر مسغغجد وقعغغت فيغغه جماعغغة ،أمغغا إذا أذن
لمنفرد في مسجد وقعت فيه جماعة فيسن خفغغض الصغغوت لئل يتغغوهم
السامعون دخول الصلة الخرى .
روى البخغاري) (584أن النغبي قغال لبغي سغعيد الخغدري " :إنغي
أراك تحب الغنم والبادية ،فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلة ،
فارفع صوتك بالنداء ،فإنه ل يسمع مدى صوت المؤذن جن ول إنس ول
شئ إل شهد له يوم القيامة".
أما جماعة النساء:
فل يندب لهن الذان :لن في رفع صوتهن يخشى الفتنغغة ،وينغغدب لهغغن
القامة ،لنها لستنهاض الحاضرين وليس فيها رفع صوت كالذان.
-7دخول الوقت ،لقغغوله " : إذا حضغغرت الصغغلة فيغغؤذن لكغغم
أحغغدكم " ) رواه البخغغاري ،603:ومسغغلم .(674:ول تحضغغر الصغغلة إل
بغغدخول وقتهغغا .ولن الذان للعلم بغغدخول الغغوقت ،فل يصغغغح قبلغغه
صبح ،فإنه يجوز من نصف الليل لما سيأتي في سنن بالجماع ،إل في ال ّ
الذان.
سنن الذان:
ن للذان المور التالية: ويس ّ
-1أن يتغغوجه المغغؤذن إلغغى القبلغغة ،لنهغغا أشغغرف الجهغغات وهغغو
المنقول سلفا ً وخلفًا.
-2وأن يكون طغاهرا ً مغن الحغغدث الصغغغر والكغبر ،فيكغغره الذان
للمحدث ،وأذان الجنب أشد كراهة.
قال رسول الله " : كرهت أن أذكر الله عغز وجغل إل علغى طهغر" أو
قال" :على طهارة" )رواه أبو داود ،17:وغيره(.
-3وأن يؤذن قائمًا ،لقوله " : يا بلل قم فناد للصلة".
صغغلة" ، -4أن يلتفت بعنقه – ل بصدره – يمينا ً في "ح غ ّ
ي علغغى ال ّ
فلح".ي على ال َ ويسارا ً في "ح ّ
68
روى البخاري ) (608أن أبا جحيفة قغغال :رأيغغت بلل ً يغغؤذن ،فجعلغغت
ل :حغغتى علغغى الصغغلة حغغتى علغغى أتتبع فاه هنا وهنا بالذان يمينا ً وشغغما ً
الفلح.
م
-5أن يرّتغغل كلمغغات الذان ،وهغغو التغغأني فيغغه ،لن الذان إعل ٌ
للغائبين ،فكان الترتيل فيه أبلغ في العلم.
ً
-6الترجيع بالذان ،وهو أن يأتي المؤذن بالشهادتين سرا قبغغل أن
يأتي بهما جهغغرًا ،لثبغوت ذلغك فغي حغغديث أبغي محغغذورة الغغذي رواه
مسلم ) (379وفيه" :ثم يعود فيقول :أشهد أن ل إله إل الله".
ي علغغى الفلح: -7التثويب في أذان الصبح ،وهو أن يقول بعغغد ح غ ّ
الصلة خيٌر من النوم مرتين ،لورود ذلك في حديث أبي داود ).(500
-8أن يكون المؤذن صَيتا ً حين الصوت ،ليرقّ قلب السامع ،ويميل
إلى الجابة ،لقوله لعبد الله بن زيد ،الذي رأى الذان فغغي النغغوم:
" فقم مع بلل ،فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ،فإنه أنغغدى صغغوتا ً منغغك"
)رواه أبو داود ،499:وغيره(.
ً
] قال في المصباح :أندى صوتا منه كناية عن قوته وحسنه[.
-9أن يكون المؤذن معروفا ً بين الناس بالخلق والعدالة ،لن ذلك
أدعى لقبول خبره عن الوقات ،ولن خبر الفاسق ل يقبل.
-10عدم التمطيط بالذان ،أي تمديده والتغني به ،بل يكره ذلك.
-11ويسن مؤذنان فغي المسغغجد لذان الفجغغر ،يغؤذن واحغد قبغل
الفجغغر ،والخغغر بعغغده ودليغغل ذلغغك حغغديث البخغغاري ) (592ومسغغلم )
" :(1092إن بلل ً يؤذن بليل ،فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم
مكتوم".
-12ويسن لسامع الذان النصات ،وأن يقول كما يقغغول المغغؤذن،
ودليل ذلغغك فغغي قغغوله " :إذا سغغمعتم النغغداء فقولغغوا مثغغل مغغا يقغغول
المؤذن" )رواه البخاري ،586:ومسلم. (383:
لكن يقول في الحيعلغتين :ل حغول ول قغوة إل بغالله .ودليغل ذلغك
حديث البخاري ) (588ومسلم ) (385واللفظ له" :وإذا قال حغغي علغغى
الصلة ،قال :ل حول ول قوة إل بالله ،وإذا قال حي علغغى الفلح ،قغغال:
ل حول ول قوة إل بالله" وجاء في آخر الحديث أن" :من قال ذلغغك مغغن
قلبه دخل الجنة" .ويسغغن أن يقغغول فغغي التثغغويب :صغغدقت وبغغررت أي
صدقت بالدعوة إلى الطاعة ،وأنها خير من النوم ،وصرت بارًا.
-13الدعاء والصلة على ا لنبي بعد الذان:
ويسن للمؤذن وللسغغامع ،إذا انتهغغى المغغؤذن مغغن أذانغغه أن يصغغليا علغغى
النبي ،ويدعوا له لما ورد عنه وحضنا عليه:
روى مسلم ) (384وغيره ،عن عبدالله بن عمغرو :أنغه سغمع النغغبي
ي، يقول" :إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثغغل مغغا يقغغول ،ثغغم صغغلوا علغ ّ
ي صلة صلى الله بها عليه عشرًا .ثم سغغلوا اللغغه لغغي فإنه من صلى عل ّ
69
الوسيلة ،فإنها منزلة في الجنة ،ل تنبغي إل لعبد ٍ من عبغغاد اللغغه ،وأرجغغو
أن أكون هو ،فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة".
أي استحقها ووجبت له.
ن رسغغول اللغغه وروى البخاري ) (579وغيره عن جابر رضي الله عنه :أ ّ
قال" :من قال حيغغن يسغغمع النغغداء :اللهغغم رب هغغذه الغغدعوة التامغغة
ت سغّيدنا محمغغدا ً الوسغغيلة والفضغغيلة ،وابعثغغه مقامغا ًوالصلة القائمة ،آ ِ
محمودا ً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة".
] الدعوة التامة " دعوة التوحيد التي ل ينالها تغيير ول تبديل[.
الفضيلة :المرتبغغة الغغزائدة علغغى سغغائر الخلئق .مقامغا ً محمغغودًا :يحمغغد
القائم فيه .الذي وعدته :يقول سبحانه :عسى أن يبعثك ربغغك مقامغغا ً
محمودا ً) السراء(22:
ويقول المؤذن الصلة على النبي والدعاء بصوت أخفض مغغن الذان
ومنفصل عنه ،حتى ل يتوهم أنها من ألفاظ الذان.
القامة:
وأما القامة :فهي نفس الذان مع ملحظة الفوارق التالية:
-1الذان مثنى ،والقامة فرادى .ودليل ذلك حغغديث أنغغس عنغغد
البخغغاري )،(580ومسغغلم ) :(378أمغغر بلل أن يشغغفع الذان ،ويغغوتر
القامة ،إل القامة – أي لفظ قد قامت الصلة – فإنها تكرر مرتين.
وصيغة القامة كاملة :الله أكبر الله أكبر ،أشهد أن ل إله إل الله ،أشهد
ي علغغى الفلح ،قغغد قغغامت أن محمدا ً رسول الله ،ح ّ
ي على الصغغلة ،ح غ ّ
الصلة ،قد قامت الصلة ،الله أكبر الله أكبر ،ل إله إل الله.
وقد ثبت ذلك في الحاديث الصحيحة عند البخاري ومسلم وغيرهما.
-2الترسل والتمّهل في الذان ،والسراع في القامة ،لن الذان
للغائبين ،فكان الترتيل فيغغه أبلغغغ ،والقامغغة للحاضغغرين ،فكغغان السغغراع
فيها أنسب.
ذن للولى فقط ،وأقغغام -3من كان عليه فوائت وأراد أن يقضيها أ ّ
لكغغل صغغلة ،ودليغغل ذلغغك أن النغغي ": جمغغع بيغغن المغغغرب والعشغغاء
بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين" )رواه مسلم.(1218:
شروطها:
هي نفس شروط الذان.
سنن القامة:
وسنن القامة هي أيضا ً سنن الذان ،ويزاد استحباب أن يكغغون المغغؤ ّ
ذن
هو المقيم.
ن للسامع أن يقول :أقامها الله وأدامها )رواه أبو داود.(528:
ويس ّ
النداء للصلوات غير المفروضة:
70
ن
الذان والقامة سنة مؤكدة للصلوات المفروضة ،أما غيرها ممغغا تسغغ ّ
فيغغه الجماعغغة كالعيغغدين والكسغغوفين والجنغغازة ،فل يسغغن فيهغغا الذان
والقامة ،وإنما يقول فيها :الصلة جامعة.
روى البخغغاري ) ،(1003ومسغغلم ) ،(910عغغن عبغغدالله بغغن عمغغرو بغغن
العاص رضي الله عنهما قال :لما انكسفت الشمس علغغى عهغغد رسغغول
الله نودي" :الصلة جامعة".
وقيس على صلة الكسوف ما في معناها من الصلوات المسنونة التي
تشرع فيها الجماعة.
*****
71
صللل َ
لة ة ال ّ
ح ِ
ص ّ
شُروط ِ
معنى الشرط:
شرط الشيء كل ما يتوقف عليه وجود ذلك الشيء ،وهغو ليغغس جغزءا ً
منه.
مثاله :النبات :ل بد لوجوده على وجه الرض من المطر ،مع العلم بغغأن
المطر ليس جزءا ً من النبات ،فالمطر إذا ً شرط لوجود النبات.
والن ،ما هغغي شغغروط صغغحة الصغغلة ؟ تتلخغغص شغغروطها عنغغد المغغام
الشافعي رحمه الله تعالى في المور الربعة التالية:
-1الطهارة:
وقد عرفت معنى الطهارة في باب الطهارة وهغغي تنقسغغم إلغغى أنغغواع،
لبد ّ من توفر كل واحد منها لصحة الصلة ،وهي:
محغغدث ل تصغغح صغغلته ،سغغواًء كغغان )أ( طهارة الجسم من الحغغدث :فال ُ
الحدث أصغر – وهو فقد الوضوء -أو أكبر كالجنابغغة ،لقغغول رسغغول اللغغه
فغي الحغديث الصغحيح" :ل تقبغل صغلة بغيغر طهغور" )رواه مسغلم:
.(224
)ب( طهارة البدن من النجاسة :وقد عرفت معنى النجاسة وأنواعها في
باب الطهارة أيضًا .ودليل ذلك قوله في اللذين يعذبان فغغي قبرهمغغا:
"أما أحدهما فكان ل يستبرئ من البول" )رواه البخاري ،215:ومسغغلم:
.(292وفي رواية ل يستتر ،وأخرى :ل يستنزه ،وكلها صحيحة ومعناهغغا:
ل يتجنبه ويتحرز منه.
ومثل البول كل النجاسات المختلفة الخرى ،قال لفاطمة بنت أبغغي
حبيش رضي الله عنها" :فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلة ،فإذا ذهغغب
قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي" )رواه البخاري ،266:ومسلم.(333:
)ج( طهارة الثياب من النجاسة :فل يكفغي أن يكغون الجسغغم نقيغا ً عغغن
النجاسة ،بل ل بد أن تكون الثياب التي يرتديها المصلي نقية أيض غا ً عغغن
جميع النجاسات ،دليل ذلغك قغول اللغه جغل جللغه :وثيابغك فطهغر
]المدثر[4:
وروى أبو داود) ،(365عن أبغي هريغغرة : أن خولغة بنغت يسغار أتغت
النبي فقالت :يا رسول الله ،إنه ليس لي إل ثوب واحد ،وأنغغا أحيغغض
فيه ،فكيف أصنع؟ قال" :إذا طهرت فاغسغليه ثغم صغغلى عليغه" فقغغالت
فإن لم يخرج الدم؟ قال " :يكفيك غسل الدم ،ول يضرك أثره".
)د( طهارة المكان عن النجاسغغة :ويقصغغد بالمكغغان الحي ّغغز الغغذي يشغغغله
المصلي بصلته فيدخل في المكغغان مغغا بيغغن مغغوطئ قغغدمه إلغغى مكغغان
سجوده ،مما يلمس شيئا ً من بدنه أثناء الصلة ،فما ل يلمغغس البغغدن ل
يضر أن يكغغون نجسغًا ،مثغغل المكغغان الغغذي يحغغاذي صغغدره عنغغد الركغغوع
والسجود ،ودليل هذا الشرط أمره بصب المغغاء علغغى المكغغان الغغذي
72
بال فيه العرابي فغغي المسغغجد )رواه البخغغاري ،(217:وقياسغا ً للمكغغان
على الثوب ،لن المكان كالثوب في ملمسة البدن.
-2العلم بدخول الوقت:
وقد عرفت أن لك من الصلوات المكتوبة وقتا ً معينًا ،يجب أن تقع فيه
غير أنه ل يكفي أن تقع الصلة في الوقت ،بل ل بغغد أن يعلغغم المصغغلي
ذلك قبل المباشرة بالصلة ،فل تصح صلة من لغغم يعلغغم دخغغول وقتهغغا،
وإن تبّين له بعد ذلك أنها صادفت وقتها المشروع.
* كيفية معرفة دخول الوقت:
ويعرف دخول وقت الصلة بوسيلة من الوسائل الثلثة التية:
العلم اليقيني :بأن يعتمد على دليغغل محسغغوس ،كرؤيغغة الشغغمس وهغغي
تغرب في البحر.
الجتهاد :بأن يعتمد على أدلة ظنيغغة ذات دللغغة غيغغر مباشغغرة ،كالظغغل،
والقياس بالعمال وطولها.
التقليد :إذا لم يمكن العلم اليقيني أو ا لجتهاد ،كجاهل بأوقغغات الصغغلة
ودلئلها ،فيقلد إمغا العغغالم المعتمغغد علغى دليغل محسغغوس ،أو المجتهغد
المعتمد على الدلة الظنية .
* حكم صلة من صلى خارج الوقت:
إذا تبين للمصلي أن صلته قد وقعت قبغل دخغول الغوقت تعتغبر باطلغة
وتجب إعادتها ،سواء كان معتمدا ً على علم أو اجتهاد أو تقليد.
-3ستر العورة:
هذا هو الشرط الثالث من شغغروط صغغحة الصغغلة ،ول بغغد لمعرفغغة هغغذا
الشرط من بيان المور التالية:
) أ ( معنى العورة:
يقصد بكلمة العورة شرعًا :كل ما يجب ستره أو يحرم النظر إليه.
) ب ( حدود العورة في الصلة:
حدودها بالنسبة للرجل :ما بين السرة والركبة ،فيجب أن ل يبدوا شغغئ
منه في الصلة.
فين ،فيجب أن ل وحدودها بالنسبة للمرأة :كل البدن ما عدا الوجه والك ّ
يبدو شئ مما عدا ذلك في الصلة.
قال الله تعالى :خذوا زينتكم عند كل مسجد] العراف.[31:
قال ابن عباس رضي الله عنهما :المراد به الثياب فغغي الصغغلة )مغنغغي
المحتاج.[184/ 1:
سنه ،عن عائشة رضي الله عنها قالت :قغغال وروى الترمذي ) (277وح ّ
رسول الله ":ل تقبل صلة الحائض إل بخماٍر".
)والحائض :البغغالغ ،لنهغغا بلغغغت سغغن الحيغغض .والخمغغار :مغغا تغطغغي بغغه
المرأة رأسها ،وإذا وجب ستر الرأس فستر سائر البدن أولى[.
73
) ج ( حدود العورة خارج الصلة.
*حدود عورة الرجل ما بين السّرة والركبغغة بالنسغغبة للرجغغال أي ّغا ً كغغانوا،
وبالنسبة لمحارمه من النساء.
((1
أما عند النساء الجنبيات فما عدا الوجه والكفين على المعتمد .
أي ل يجوز للنساء الجنبيات أن ينظرن إلى ماعدا وجه الرجغغل الجنغغبي
وكفيه ،فإن كان النظر بشهوة حرم بالنسبة للوجه أيضًا.
قال الله تعالى :وقغغل للمؤمنغغات يغضضغغن مغغن أبصغغارهن ويحفظغغن
فروجهن] النور.[31:
*وحدود عورة المرأة :عند النساء المسلمات ما بين سرتها وركبتها .أما
عند النساء الكافرات ،فما عدا الغغذي يظهغغر منهغغا لضغغرورة القيغغام إلغغى
عمل ما كخدمة البيت ونحوه.
وأما عند الرجال المحارم لها :فما بين السرة والركبغغة ،أي فيجغغوز لهغغا
أن تبدي سائر أطراف جسمها أمامهم بشرط أمن الفتنغغة وإل فل يجغغوز
ذلك أيضًا.
قال تعالى :ول يبدين زينتهن إل لبعولتهن أو آبغغائهن أو بنغغي أخغغواتهن
أو نسائهن] النور.[31:
وفسرت الزينة بمواضعها فوق السرة أو تحت الركبة.
) بعولتهن :أزواجهن .نسائهن :النساء المسلمات(.
وأما عند الرجال الجانب فجميعها عورة ،فل يجوز لها أن تكشغغف شغغيئا ً
من بدنها أمامهم إل لعذر ،كما ل يجوز لهم أن ينظروا إليهغغا أن كشغغفت
شيئا ً من ذلك.
قغغال تعغغالى :قغغل للمؤمنغغات يغضغغوا مغغن أبصغغارهم ويحفظغغوا
فروجهم ذلك أزكى لهم] النور[30:
وروى البخاري ) ،(365عن عائشغغة رضغغي اللغغه عنهغغا قغغالت :لقغغد كغغان
رسول الله يصلي الفجر ،فيشهد معه نساء من المؤمنات ،ملتفعغات
في مروطهن ،ثم يرجعن إلى بيتهن ،ما يعرفهن أحد".
)ملتفعات في مروطهن :متلففات بأكسيتهن ،واللفاع :ثوب يجلغغل
به الجسد كله (.
أما حالت جواز كشف العورة والنظر إليها لعذر:
-1عند الخطبة لجل النكاح ،فيجوز النظغغر إلغغى الغغوجه والكفيغغن،
وسيأتي في باب النكاح.
-2النظر للشهادة أو المعاملة ،فيجوز النظغغر إلغغى الغغوجه خاصغغة،
إذا كانت هناك حاجة لمعرفة تلك المرأة ،ولم تعرف دون النظر إليها.
) (1ودليله ما روته أم سلمة قالت:
كنت عند رسول الله وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب ،
فقال النبي " : احتجبا منه " ،فقلنا :يا رسول الله أليس أعمى ل يبصرنا ول يعرفنا ؟
فقال النبي ": أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه؟ " )رواه أبو داود ،4112 :والترمذي،2778:
وقال حسن صحيح(.
74
3غ من أجل التطيب والمداواة ،فيجوز كشف العورة والنظر إليهغغا
بقدر الحاجة.
روى مسلم ) ،(2206عن جابر بغغن عبغغد اللغغه " : أن أم سغغلمة
رضي الله عنها استأذنت رسول الله في الحجامة ،فأمر النبي أبا
طيبة أن يحجمها".
ويشترط أن يكون ذلك بوجود محغغرم أو زوج ،وأن ل توجغد امغغرأة
تعالجها ،وإذا وجد المسلم أو المسلمة ل يعدل إلى غيرهما.
كيفية الصلة
عدد ركعاتها:
عندما فرض الله على المسلمين الصلوات المكتوبة ،جغغاء جبريغغل إلغغى
النبي غ كما مر معك غ يضبط للنبي وقت كل منها ابتغغداء وانتهغغاء،
ويوضح له عدد ركعات كل منها ،وهي كما يلي:
75
صلة الفجر:
ركعتان ،بقيامين وتشهد أخير.
صلة الظهر:
أربغغع ركعغات بتشغهدين ،أولهمغا علغى رأس ركعغتين والثغاني فغغي آخغر
الصلة.
صلة العصر:
أربع ركعات كصلة الظهر.
صلة المغرب:
ثلث ركعغغات بتشغغهدين ،أولهمغغا علغغى رأس ركعغغتين والثغغاني فغغي آخغغر
الصلة.
صلة العشاء:
أربع ركعات مثل الظهر والعصر.
*****
صللل َ
لة أر َ
كان ال ّ
معني الركن:
ركن الشيء ما كان جزءا ً أساسيا ً منغغه ،كالجغغدار مغغن الغرفغغة ،فغغأجزاء
الصلة إذا أركانها كالركوع والسجود ونحوهما .ول يتكامل وجود الصغغلة
ول تتوفر صحتها إل بأن يتكامل فيهغغا جميغغع أجزائهغغا بالشغغكل والغغترتيب
الواردين عن رسول الله ، عن جبريل عليغغه السغغلم .ويتلخغغص عغغدد
أركان الصلة في ثلثة عشر ركنًا .نشرح كل واحد منها على حدة:
76
1ل النية:
وهي قصد الشيء مقترنا ً بأول أجزاء فعله ،ومحلها القلب .ودليلها قول
النبي " :إنما العمال بالنيات" )رواه البخاري ،1:ومسلم.(1907:
ول بد لصحتها أن تقترن بتكبيرة الحرام ،بحيث يكون قلبه متنبه غا ً أثنغغاء
التلفظ بالتكبير إلى قصد الصلة ،متذكرا ً نوعها وفرضغغيتها ،ول يشغغترط
تحريك اللسان بها.
2ل القيام مع القدرة في الصلة المفروضة:
دليل هذا الركن ما رواه البخغغاري) (1066عغغن عمغغران بغغن حصغغين
قال :كانت بي بواسغغير ،فسغغألت رسغغول اللغغه عغغن الصغغلة؟ فقغغال:
"صل قائمًا ،فإن لم تستطيع فقاعدًا ،فإن لم تستطع فعلى جنب".
]بواسير :مرض في مخرج الدبر[.
وإنما يعتبر الرجل قائما ً إذا كان منتصب القامة ،فغغإذا انحنغغى دون عغغذر
بحيث أمكن أن تلمس راحة يده ركبته ،بطلت صلته ،لن ركغغن القيغغام
فقد في جزء من صغغلته .وإذا قغغدر المصغغلي علغغى الوقغغوف فغغي بعغغض
صلته وعجز في بعضغغها الخغغر ،وقغغف حيغغث يمكنغغه ذلغغك ،وجلغغس فغغي
سائرها.
وخرج بقيد الصلة المفروضة ،الصلوات النافلة ،فإن القيام بها منغغدوب
مطلق غًا ،فلغغه أن يجلغغس فيهغغا سغغواء كغغان قغغادرا ً أم ل .روى البخغغاري )
(1065أن النبي قال " :من صغغلى قائم غا ً فهغغو أفضغغل ،ومغغن صغغلى
قاعدا ً فله نصف أجر القائم ،ومن صغغلى نائم غا ً فلغغه نصغغف أجغغر القاعغغد
"والمارد بالنائم :المضطجع.
3ل تكبيرة الحرام:
دليل ذلك ما رواه الترمذي) (3وأبغغو داود) (61وغيرهغغغغم أنغغه قغغال:
"مفتاح الصلة الطهور ،وتحريمها التكبير ،وتحليلها التسليم".
كيفيتها:
ل بد من لفظة "الله أكبر" ،ول تضر زيادة ل تمنع السم :كغ الله الكبر،
أو الله الجليل أكبر .فلو زاد كلمة ليست من صفات الله تعالى :كقوله:
الله هو الكبر أو غير الصيغة كأن قال :أكبر الله لم يصح التكغغبير .دليغغل
ذلك ضرورة التبغاع لفعغل النغبي ،وقغد كغان ملزمغا ً فغي تكغبيرة
الحرام لهذه الصيغة.
شروطها:
يشترط الصحة تكبيرة الحرام مراعاة المور التالية:
)أ( أن يتلفظ بها وهو قائم ،فلو نطق بها أثنغغاء القيغغام إلغغى الصغغلة لغغم
تصح.
)ب( أن ينطق بها حال استقبال القبلة.
77
)ج( أن تكون باللغة العربية ،لكغغن مغغن عجغغز عنهغغا بالعربيغغة ،ولغغم
يمكنه التعلم في الغغوقت ترجغغم وأتغغى بمغغدلول التكغغبير بغغأي لغغغة شغغاء،
ووجب عليه التعلم إن قدر على ذلك.
)د( أن يسمع نفسه جمع حروفها إن كان صحيح السمع.
)ه( مصاحبتها للنية كما مر ذكره.
4ل قراءة الفاتحة:
وهي ركن في كل ركعة من الصلة ،أيا كان نوعها.
دليل ذلك:
ما رواه البخغغاري) ،(723ومسغغلم) :(394أن النغغبي قغغال" :ل صغغلة
لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
والبسملة آية منها ،فل تصح الفاتحة التي لم يبدأها المصلي ببسم اللغغه
الرحمن الرحيم ،لمغغا روى ابغغن خزيمغغة بإسغغناد صغغحيح ،عغغن أم سغغلمة
رضي الله عنها :أن النبي عد بسم الله الرحمن الرحيم آية.
شروط صحتها:
ول بد في قراءة الفاتحة من مراعاة الشروط التالية:
)أ( أن يسمع القارئ نفسه ،إذا كان معتدل السمع.
)ب( أن يرتب القراءة حسب ترتيبها الوارد ،مراعي غا ً مخغغارج الحغغروف،
دات فيها.
وإبراز الش ّ
ً
)ج( أن ل يلحن فيها لحنغا يغيغغر المعنغغى ،فغغإن لحغغن لحنغغا ل يغغؤثر علغغى
سلمة المعنى لم تبطل.
)د( أن يقرأها بالعربية ،فل تصح ترجمتها ،لن ترجمتها ليست قرآنا.
)ه( أن يقرأها المصلي وهو قائم ،فلو ركع وهو ل يزال يتممهغغا ،بطلغغت
القراءة ووجبت العغغادة .هغغذا وإن عجغغز المصغغلي لعجمغغة ونحوهغغا عغغن
قراءة الفاتحة ،قرأ بدلها سبع آيغغات ممغغا يحفغغظ مغغن القغغرآن ،فغغإن لغغم
يحفظ منه شيئا ً ذكر الله تعالى بمقدار طول الفاتحة ثم ركع.
5ل الركوع:
وهو شرعًا :أن ينحني المصلي قدر ما يمكنه من بلوغ راحغغتيه لركبغغتيه،
هذا أقله ،وأما أكمله :فهو أن ينحني بحيث يستوي ظهره أفقيا.
دليله:
قال الله تعالى:يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا] الحج.[77:
وقول رسول الله لمن علمه الصلة" :ثم اركع حغغتى تطمئن راكع غًا"
)رواه البخاري ،724 :ومسلم.[397 :
وفعله الثابت بأحاديث صحيحة أكثر من أن تحصى.
شروطه:
ل بد لصحة الركوع من التزام المصلي لما يلي:
)أ( النحناء بالقدر المذكور ،وهو بلوغ كفه إلى ركبته.
78
روى البخغغاري) (794عغغن أبغغي حميغغد السغغاعدي ،فغغي صغغفة صغغلة
رسول الله " : وإذا ركع يديه من ركبته".
)ب( أن ل يقصد بانحنائه شيئا ً آخر غير الركوع ،فلغغو انحنغغى خوف غا مغغن
ً
شيء ،ثم استمر منحنيا ً قاصدا ً أن يجعله ركوع غا ً لغغم يصغغح ركغغوعه ،بغغل
يجب أن يعود قائما ثم ينحني بقصد الركوع.
)ج( الطمأنينة ،أي أن يسغغتقر فغغي انحنغغائه قغغدر تسغغبيحة ،وهغغذا أقلهغغا،
ودليغغل ذلغغك قغغوله فيمغغا سغغبق" :حغغتى تطمئن راكع غًا" .روى أحمغغد
والطبراني وغيرهما بسند صحيح أن النبي قال" :أسوأ الناس سرقة
الذي يسرق من صلته" قالوا يا رسول الله ،وكيف يسرق مغغن صغغلته؟
قال" :ل يتم ركوعها ول سجودها".
وروى البخاري) (758عن حذيفة :رأى رجل ً ل يتم الركوع والسغغجود
فقال :ما صليت ،ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمغغدا ً
عليها .أي ما صليت الصلة المطلوبة ،ولو أدركك الموت علغغى هغغذه
الحالة كنت على غير الطريقة الغغتي جغغاء بهغغا يسغغوي ظهغغره مغغع عنقغغه
بشكل أفقي مستقيم غير مقوس ،وأن ينصب ساقيه ،وأن يمسك ركبته
ل" :سغغبحان ربغغي العظيغغم" ثلث بيديه مفرقا ً بين أصابعهما ،ويستقر قائ ً
مرات.
وروى مسلم) (772وغيره ،عن حذيفغغة قغغال :صغغليت مغغع النغغبي
ذات ليلة ...وفيه :ثم ركع ،فجعغغل يقغغول" :سغغبحان ربغغي العظيغغم" ،ثغغم
سجد فقال" :سبحان ربي العلى".
وروى الترمغغذي ) ،(261وأبغغو داود) (886وغيرهمغغا ،عغغن عبغغدالله بغغن
مسعود قال :قال رسول الله " :إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه:
سبحان ربي العظيغغم ،ثلث مغغرات ،تغغم ركغغوعه وذلغغك أدنغغاه" .أي أقغغل
الكمال والتمام.
جاء في حديث أبي حميد السابق " :ثم هصر ظهره " .أي أمغغاله وثنغغاه
إلى الرض.
6ل العتدال بعد الركوع:
وهو وقوف يفصل الركوع عن السجود:
دليله:
ما رواه مسلم) (498عن عائشة رضي اللغغه عنهغغا ،أنهغغا وصغغفت صغغلة
النبي فقالت :فكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي
قائمًا.
وقال لرجل أساء صلته ،فكان يعلمه كيفيتها" :ثم ارفع حتى تعتغغدل
قائما ً )رواه البخاري ،724 :ومسلم.(397 :
شروطه:
)أ( أن يقصد بالعتدال من الركوع شيئا ً آخر عير العبادة.
79
)ب( أن يطمئن في اعتداله قدر تسبيحة.
)ج( أن ل يطيل الوقوف فيه تطويل ً فاحشًا ،بأن يزيد على مغغدة قغغراءة
الفاتحة ،لنه ركن قصير ،ل يجوز تطويله.
7ل السجود مرتين كل ركعة:
وتعريفه شرعًا :مباشرة جبهة المصلي موضع سجوده.
دليله:
قول الله عز وجل :اركعوا واسجدوا] الحج.[77:وقوله للرجغغل
الذي أساء صغغلته فأخغغذ بعلمغغه كيفيتهغغا...." : :ثغغم اسغغجد حغغتى تطمئن
ساجدًا ،ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا ،ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا."...
)انظر دليل الركوع والعتدال(.
شروطه:
يشترط لصحة السجود مراعاة المور التالية:
)أ( كشف الجبهة عند ملمستها الرض.
)ب( أن يكون السجود على سبعة أعضاء ،وهغغي الغغتي عغغدها النغغبي
بقوله" :أمرت أن أسجد على سبعة أعظم :على الجبهة غ غ وأشغغار بيغغده
على أنفه غ واليدين والركبتين وأطراف القدمين"
)رواه البخاري ،779:ومسلم .(490:ولكن ل يجب أن يكشف من هذه
العضاء إل الجبهة.
)ج( أن ترتفع أسافله على أعاليه ،ما أمكن ذلك ،اتباعا ً لفعله .
)د( أن ل يسجد على ثوب متصل به بحيث يتحرك بحركته.
)ه( أن ل يقصد بالسجود شيئا ً آخر غيره كخوف ونحوه.
)ز( أن يطمئن فغغي السغغجود علغغى هغغذه الحغغال بمقغغدار تسغغبيحة علغغى
القل.
وأكمل السجود أن يكبر لهوّيه ،ويضع ركبتيه ،ثم يديه ،ثم جبهته وأنفغغه،
ويضع يديه حذو منكبيه وينشر أصغغابعه مضغغمومة للقبلغغة ،ويفغغرق بطنغغه
عن فخغغذيه ،ومرفقيغغه عغغن الرض وعغغن جنغغبيه ،ويقغغول "سغغبحان ربغغي
العلى" ،ثلثًا.
روى البخاري) ،(770ومسغغلم) ،(292مغغن حغغديث أبغغي هريغغرة فغغي
صفحة صلته " : ثم يقول :الله أكبر ،حين يهوي ساجدًا".
وعنغغد مسغغلم) (494عغغن الغغبراء قغغال :قغغال رسغغول اللغغه " :إذا
سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك".
حينغغة
روى البخاري) ،(383ومسلم) ،(495عن عبد الله بن مالغغك بغغن ب ُ َ
،أن النبي كان إذا صلى فرج بين يديه ،حتى يبدو بياض إبطيه.
حغغى يغغديه وعند أبي داود) ،(734والترمذي) ،(270عن أبي حميد ،ون ّ
عن جنبيه ،ووضع كفيه حذو منكبيه.
روى أبو داود) ،(735عن أبي حميد ،في صفة صلة رسول اللغغه
قال :إذا سجد فرج بين فخذيه ،غير حامل بطنه على شيء من فخغغذيه.
80
وعند أبي داود)،(886والترمذي ) ،(261وغيرهما" :وإذا سجد فقال في
سجوده :سغغبحان ربغغي العلغغى ،ثلث مغغرات ،فقغغد تغغم سغغجوده ،وذلغغك
أدناه" أي أقل الكمال في السجود.
وتخالف المرأة الرجل في بعض ما سبق ،فتضم بعضها إلى بعض أثنغغاء
السجود.
وروى البيهقي) :(223 /2أنه مّر على امرأتيغن تصغليان فقغال" :إذا
سجدتما فضما بعض اللحم إلغغى الرض ،فغغإن المغغرأة ليسغغت فغغي ذلغغك
كالرجل".
8ل الجلوس بين السجدتين:
ويحب أن يكون ذلك في كل ركعة.
دليل ذلك:
قوله في الحديث السابق ذكره....." :ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا"
)انظر دليل السجود(.
شروطه:
يشترط لصحته مراعاة المور التالية:
)أ( أن يقصد بجلوسه العبادة ،ول يحمله عليه شيء آخر كخوف ونحوه.
)ب( أن ل يطوله تطوله يطوله تطويل ً فاحشا ً بحيث يزيد عن مدة أقل
التشهد.
)ج( الطمأنينة بمقدار تسبيحة على القل.
9ل الجلوس الخير:
ويقصد به الجلوس الذي يكون في آخر ركعة من ركعات الصلة بحيغغث
يعقبه السلم.
81
وورد في صيغته روايات عدة كلها صحيحة ،وصغغيغته الكاملغغة المفضغغلة
لدى الشافعي رحمه الله تعالى ما رواه مسغغلم) (403وغيغغره عغغن ابغغن
عباس أنه قال :كان رسول الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة
من القرآن ،فكان يقول :التحيات المباركغغات ،الصغغلوات الطيبغغات للغغه،
السلم عليك أيها النبي ورحمه الله وبركاته ،السغغلم علينغغا وعلغغى عبغغاد
الله الصالحين ،أشهد أن ل إله إل الله ،وأشهد أن محمدا ً رسول الله".
ينبغي في قراءة التشهد مراعاة ما يلي:
)أ( أن يسمع نفسه إذا كان سمعه معتد ً
ل.
)ب( موالة القراءة ،فلو فصغغلها بفاصغغل سغغكوت طويغغل أو ذكغغر آخغغر،
بطلت ووجب أن يعيد.
ً
)ج( أن يقرأ التشهد وهو قاعد ،إل أن يكون معذورا فيجوز قراءته على
الكيفية الممكنة.
)د( أن يكون باللغة العربية ،فإن عجز بالعربية ترجم وأتى به بغغأي لغغغة
شاء ووجب عليه التعلم.
دات ،فلو غّير مخرج حرف ،أو تسغغاهل فغغي )هغ( مراعاة المخارج والش ّ
تشديدة ،أو لحن في كلمة واسغغتلزم ذلغك تغيغر المعنغغى ،بطغل التشغغهد
ووجبت العادة.
)و( ترتيب كلماته حسب النص الوارد.
82
محمد ،كما باركت على إبراهيم وعلى أل إبراهيغغم ،فغغي العغغالمين إنغغك
حميد مجيد.
وقد ثبت هذا بأحاديث صحيحة رواها البخغغاري ومسغغلم وغيرهغغم ،وفغغي
بعض طرقها زيادة على ذلك أو نقص.
]انظر البخاري) ،(1390ومسلم).[(406
شروطها:
يشترط فيها مراعاة المور التالية:
)أ( أن يسمع بها نفسه إذا كان معتدل السمع.
)ب( أن تكون بلفظ "محمد" أو بلفظ :رسول أو النبي .فلو قغغال علغغى
أحمد مثل ً لم تجزيء.
)ج( أن تكون بالعربية .فإن عجز عنها بالعربية ترجم وأتى بمعناهغغا بغغأي
لغة شاء ،ووجب عليه أن يبادر إلى التعلم إن أمكنه ذلك.
)د( الترتيب في صيغة الصلة ،والترتيب بينهغغا وبيغغن التشغغهد ،فل يصغغح
تقديم الصلة على التشهد.
12ل التسليمة الولى:
وهي أن يقول المصلي ملتفتا ً إلى يمينه :السلم عليكم ورحمة الله.
دليلها:
قوله فغغي الحغغديث السغغابق ذكغغره فغغي تكغغبيرة الحغغرام" :تحريمهغغا
التكبير ،وتحليلها التسليم".
وأقل صيغه :السغغلم عليكغغم .مغغرة واحغغدة .وأكملغغه :السغغلم عليكغغم
ورحمة الله مرتين ،الولى عن يمينه عن يمينه والخرى عن شماله.
روى مسلم) ،(582عن سعد قال :كنت أرى رسغغول اللغغه يسغغلم
عن يمينه والخرى عن شماله.
روى مسلم) ،(582عن سعد قال :كنت أرى رسغغول اللغغه يسغغلم
عن يمينه وعن يساره ،حتى أرى بياض خده.
وروى أبو داود) (996وغيره ،عغغن ابغغن مسغغعود : أن النغغبي كغغان
يسلم عن يمينه وعن شماله ،حغغتى يغغرى بيغغاض خغغده" :السغغلم عليكغغم
ورحمة الله ،السلم عليكم ورحمة اللغغه" قغغال الترمغغذي) :(295حغغديث
ابن مسعود حديث حسن صحيح.
13ل ترتيب هذه الركان حسب ورودها:
وذلغغك بغغأن يبغغدأ بالنيغغة وتكغغبيرة الحغغرام ،ثغغم بالفاتحغغة ،ثغغم الركغغوع،
فالعتدال ،فالسجود ....وهكذا.
فإن قدم بعض هذه الركان على محله المشروع فيه ،بطلت صلته إن
تعتمد ذلك .أما إن فعل ذلك غيغغر متعمغغد :بطلغغت صغغلته بغغدءا ً مغغن أول
الركن الذي فعله في غير موضعه ،فيجب عليه أن يعيد ذلك كله.
وعلى هذا ،فإن استمر في صلته بعد أن غير الغغترتيب المطلغغوب ،إلغغى
أن وصل إلى مثل ذلك الموضع من الركعة السابقة ،نزل الصغغحيح مغغن
83
الركعة التالية منزلة الفاسد من الركعة التي قبلهغغا ،فغغوجب عليغغه حينئذ
أن يزيد على صلته ركعة ،بدل ً من الركعة التي فسدت بفسغغاد الغغترتيب
بين أركانها.
*****
84
صلل َ
لة سـَنن ال ّ
سلنة:
ال ّ
هي ما يطلب من النسان فعله علغغى غيغغر سغغبيل الحتغغم ،بحيغغث يثغغاب
المسلم على فعله ول يعاقب على تركه.
وللصلة أركان وشروط ل بد من فعلها علغغى سغغبيل اللغغزام أو الحتغغم،
كي تصح الصلة ،وقد ذكرناها فيما سبق.
وللصلة أيضا ً سنن يطلغغب مغغن المصغغلي فعلهغغا ،ولكغغن ل علغغى سغغبيل
الحتم ،بحيث يزداد ثواب الصغغلة بفعلهغغا ول عقغغاب علغغى تركهغغا .وهغغذه
السنن تؤدى في أثنائها ،وسنن تؤدى عقبها.
)أ( السنن التي تؤدي قبل الصلة:
وهي ل تزيد على المور الثلثة التالية:
الول ل الذان :قد مر تعريفه وبيان دليله وشروطه وما يتعلق بذلك.
الثاني ل القامة :وقد مر أيضا ً تعريفها وبيغغان شغغروطها والفغغرق بينهغغا
وبين الذان.
الثالث غ اتخاذ سترة أمامه :تحول بينه وبين المغغارين ،كجغغدار ،وعمغغوم،
وعصا ،أو كان يبسط أمامه مصلى كسجادة ونحوها .فغغإذ لغغم يجغغد خغغط
خطًا.
روى البخاري ) ،(472ومسغغلم ) ،(501عغغن ابغغن عمغغر : أن رسغغول
الله كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة ،فتوضع بيغغن يغغديه ،فيصغغلي
إليها والناس وراءه ،كان يفعل ذلك في السفر.
]الحربة :رمح قصير عريض النصل .بين يديه :قدامه[.
والفضل أن تكون السترة قريبة من موضع سجوده ،فقد روى البخاري
) ،(474ومسلم ) ،(508عن سهل بن سعد كان بين مصغغلى رسغغول
الله وبين الجذار ممر الشاة .
]مصلى :موضع السجود .ممر الشاة :سعة ما تمر منه الشاة [.
85
ويقصد به التشهد في الجلوس الذي ل يعقبه سلم ،وهو الجلوس الذي
يكون على رأس ركعتين في صلة الظهغغر والعصغغر والمغغغرب والعشغغاء
فيسن التشهد فيه.
جاء في حديث المسيء صلته عند أبغغي داود ) (1173ومسغغلم )(570
أن رسول الله قام في صلة الظهر وعليه جلغغوس فلمغغا أتغغم صغغلته
سغغجد سغغجدتين ) .أي تعويضغغا ً عغغن التشغغهد الول الغغذي تركغغه بغغترك
الجلوس له ،فلو كغغان ركنغا ً لضغغطر إلغغى التيغغان بغغه ،ولغغم ينجغغبر تركغغه
بسجود السهو(.
2ل الصلة على النبي عقب التشهد الول.
هي أيضا سنة يجبر تركها بالسجود.
3ل الجلوس للتشهد الول:
أي فهي إذا ثلث سنن مستقلة :سنة الجلوس ،وسنة التشهد فيغغه ،ثغغم
سنة الصلة على النبي.
4ل الصلة على آل النللبي بعللد التشللهد الخيللر الللذي هللو
ركن:
أي يسن عند أداء ركن التشهد في الجلسة الخيرة ،وركن الصلة على
النبي ، الصلة على آل النبي ، لما مر معك من الصغغيغة الكاملغغة
للصلة على النبي .
5ل القنوت عند العتدال من الركعة الثانية في صلة الفجر،
وفي آخر ركعة من الوتر فللي النصللف الثللاني مللن رمضللان،
وفي اعتدال الركعة الخيلرة ملن أي صللة بالنسلبة لقنلوت
النازلة :روى أحمد وغيره ،عن أنس قال" :ما زال رسغغول اللغغه
يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا".
وروى البخاري ) ،(956ومسلم ) ،(677عن أنس ،قغغد سغغئل :أقنغغت
النبي الصبح؟ قال :نعم ،فقيل له :أوقنغغت قبغغل الركغغوع؟ قغغال :بعغغد
الركوع يسيرًا.
]ينظر البيهقي في الصبح وفي قنوات الوتر[.
وتؤدي سنة القنوت بأن يثني المصغغلي علغغى اللغغه تعغغالى ويغغدعوه بغغأي
لفظ شاء كأن يقول" :اللهم أغفر لي يا غفور" ولكن الكمال في أدائهغغا
يكون بالتزام الدعاء الوارد عن رسول الله في ذلك.
روى أبو داود ) (1425عن الحسن بغغن علغغى قغغال :علمنغغي رسغغول
الله كلمات أقولهن في الوتر" :اللهم اهدني فيمغغن هغغديت ،وعغغافني
فيمن عافيت ،وتولني فيمن توليت ،وبارك في فيما أعطيت ،وقني شغغر
ما قضيت ،إنك تقضي ول يقضي عليك ،وإنه ل يذل من واليغغت ،ول يعغز
من عاديت ،تبغاركت ربنغغا وتعغغاليت" ويسغن للمغام أن يغأتي بغه بصغغيغة
الجمع.
86
قال الترمذي ) :(464هذا حديث حسن وقال :ول نعرف عغغن النغغبي
قي القنوات في الوتر شيئا ً أحسن منه.
وعند أبي داود ) (1428أن أبي بن كعب أمهم غ يعني في رمضان غ غ
وكان يقنت في الصنف الخر من رمضان.
وروى الحاكم عن أبي هريرة أن النبي كغغان إذا رفغغع رأسغغه مغغن
الركوع من صلة الصبح في الركعة الثانية ،رفع يديه يدعو بهذا الغغدعاء:
" اللهم أهدني فيمن هديت ."...
واستحب العلماء أن يزاد فيه :فلك الحمد على مغغا قضغغيت ،نسغغتغفرك
اللهم ربنا ونتوب إليك ،وصلى الله على سيدنا محمد النبي المي وعلى
آله وصحبه وسغغلم .للخبغغار الصغغحيحة فغغي الصغغلة علغغى النغغبي بعغغد
الدعاء والذكر.
]مغني المحتاج ). [(167-1/166
ن أن يرفع يديه أثناء هذا القنوت ،ويجعل بطنها لجهة السماء. ويس ّ
* الهيئات:
وقد ذكرنا أن الهيئات هي :سغغنن الصغغلة الغغتي إن تركهغغا المصغغلي لغغم
ن جبرها بسجود السهو ،بخلف البعاض .والهيئات تتلخص فيما يلي: ُيس ّ
-1رفع اليدين عند تكبيرة الحرام وعند الركوع والرفع منه :وكيفية أداء
هذه السّنة :أن يرفع كفيغغه مسغغتقبل ً بهمغغا القبلغغة ،منشغغورتي الصغغابع،
فاه مكشوفتين. محاذيا ً بإبهاميه لشحمتي الذنين ،على أن تكون ك ّ
روي البخاري ) ،(705ومسلم ) ،(390عن ابن عمر رضغغي اللغغه عنهمغا
قال :رأيت النبي افتتح التكبير فغغي الصغغلة ،فرفغغع يغغديه حيغغن يكغغبر،
حتى يجعلهما حذو منكبيه ،وإذا كبر للركوع فعل مثلغغه ،وإذا قغغال :سغغمع
الله لمن حمده ،فعل مثله وقال :ربنا ولك الحمد ،ول يفعغغل ذلغغك حيغغن
يسجد ،ول حين يرفع رأسه من السجود.
-2وضع يللده اليمنللى علللى ظهللر يللده اليسللرى ،وذلللك فللي
الوقوف:
وكيفية ذلك :أن يضع يغغده اليمنغغى علغغى ظهغغر كغغف ورسغغغ اليسغغرى،
ويقبض على اليسرى بأصبع يده اليمنى ،ويكون محل ذلك تحغغت صغغدره
وفوق سّرته.
جر رضي ا لله عنه :أنغغه رأى النغغبي ح ْلخبر مسلم ) ،(401عن وائل بن ُ
رفغغع يغغديه حيغغن دخغغل فغغي الصغغلة ...ثغغم وضغغع يغغده اليمنغغى علغغى
اليسرى.
وعند النسائي) :(2/126ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ
والساعد.
-3النظر إلى موضع السجود:
فيكره أن يتوزع نظره فيما حوله ،أو أن ينظر إلى العلى أو إلغغى شغغئ
ن أن يجعل نظره الدائم إلى موضغغع أمامه حتى ولو كان الكعبة ،بل ُيس ّ
87
سجوده ،إل عند التشهد ،فليجعل نظره إلى سبابته التي يشير بهغغا عنغغد
التشهد.
دليل ذلك :اتباع فعل النبي .
-4افتتاح الصلة بعد التكبير بقراءة التوجه:
ولفظه ،ما رواه مسلم ) ،(771عن علغغي عغغن رسغغول اللغغه :أنغغه
كان أذا قام إلغغى الصغغلة قغغال" :وجهغغت وجهغغي للغغذي فطغغر السغغموات
والرض حنيف غا ً ومغغا أنغغا مغغن المشغغركين ،إن صغغلتي ونسغغكي ومحيغغاي
وممغغاتي للغغه رب العغغالمين ،ل شغغريك لغغه وبغغذلك أمغغرت وأنغغا مغغن
المسلمين".
]وجهت وجهي :قصدت بعبادتي .فطغغر :ابتغغدأ خلقهغغا .حنيفغًا :مغغائل ً إلغغى
الدين الحق .نسكي :عبادتي وما أتقرب به إلى الله تعالى[.
88
-ما رواه البخاري) ،(739ومسلم ) ،(449من حديث ابن عباس في
حضور الجن واستماعهم القرآن من النبي وفيه :وهو يصلي بأصحابه
صلة الفجر ،فلما سمعوا القرآن استمعوا له.
روى البخاري)(745؛ ومسلم ) ،(451عن أبغغي قتغغادة : أن النغغبي
ن مغغن صغغلة ّ َ
م الكتغغاب وسغغورة معهغغا فغغي الركعغغتين الوْلي َي ْغ ِ كان يقرأ بأ ّ
الظهر وصلة العصر .وفي رواية :وهكذا يفعل في الصبح .مع ما سغغبق
من أحاديث الجهر بالقراءة.
وروى أبو داود)823و (824؛ والنسائي ) (2/141وغيرهمغا ،عغن عبغادة
بن الصامت قال :كنا خلف رسول الله فغغي صغغلة الفجغغر فثقلغغت
عليه القراءة ،فلما انصرف قال" :لعلكم تقرؤون خلغغف إمغغامكم" قغغال:
م القغغرآن ،فغإنه ل قلنا يا رسول الله ،أي واللغه ،قغال" :ل تفعلغوا إل بغأ ّ
صلة لمن لم يقرأ بها" .وفي رواية" :فل تقرؤوا بشيء مغغن القغغرآن إذا
جهرت به إل بأم القرآن" .وفي حال عدم سماعه المغغام تعتغغبر الصغغلة
كأنها سرية في حقه.
فهذه الحاديث تدل على أنه كان يجهر بقراءته بحيغغث يسغغمعها مغغن
حضر.
ذكغغر ،مغغا رواه البخغغاري) ،(713عغغن خب ّغغاب ودل على السر في غير ما ُ
ل اللغغه يقغغرأ فغغي الظهغغر والعصغغر؟ ن رسغغو ُ ،وقد سأله سائ ٌ
ل :أكا َ
ه.
حَيت ِب لِ ْ طرا ِض ِ
م كنتم تعرفون ذلك؟ قال :با ْ قال :نعم ،قلنا :ب َ
روى البخاري )(738؛ ومسلم ) ،(396عن أبي هريرة قال :فغغي كغغل
صلة يقرأ ،فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم وما أخفى عنغغا أخفينغغا
عنكم.
ولم ينقل الصحابي رضي الله عنهم الجهر في غير تلك المواضع.
وستأتي أدلة الصلوات الخاصة في مواضعها.
ويتوسط في النفل المطلق في الليل بين السغغر والجهغغر ،قغغال تعغغالى:
ول تجهر بصلتك ول تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيل ً ]السراء.[10:
والمراد صلة الليل.
-7التأمين عند انتهاء الفاتحة:
وهو أن يتبع قوله تعالى :ول الضالين بكلمة "أمين".
ل في كل صلة ،يجهر بها في الجهرية ،ويسّر بها والتأمين سّنة لكل مص ّ
في السرية ،ويجهغغر بهغغا المغغأموم تبعغا ً للمغغام .ومعنغغى آميغغن :اسغغتجب
يارب.
وروى البخاري ) ،(748ومسلم) ،(410عغغن أبغغي هريغغرة أن رسغغول
الله قال":إذا قال أحدكم – وفغغي روايغغة عنغد مسغلم :فغغي الصغغلة –
آمين ،وقالت الملئكة في السماء :آمين ،فوافقت إحداهما الخرى غفر
له ما تقدم من ذنبه".
89
وروى البخاري)،(747ومسلم) ،(410عن أبي هريرة قال" :إذا أمغغن
المام فأمنوا ،فإن من وافق تأمينه تأمين الملئكة غفر له ما تقدم مغغن
ذنبه".
روى أبو داود) ،(934عن أبي هريرة قغغال :كغغان رسغغول اللغغه إذا
تل :غير المغضوب عليهم ول الضالين قال :آمين ،حتى يسغغمع مغغن
يليه من الصف الول.
وزاد ابن ماجه ) :(853فيرتج بها المسجد.
-8قراءة شئ من القرآن بعد الفاتحة:
وتتحقق السنة بقراءة سورة من القرآن مهما قصرت ،أو بقراءة ثلثغغة
آيات متواليات.
ومكان اسغغغتحبابها الركعتغغان الوليتغغان فقغغط مغغن كغغل صغغلة ،بالنسغغبة
للمام ،والمنفرد مطلقًا .وبالنسبة للمقتدي أيضا ً في الصلة السّرية ،أو
حيث يكون بعيدا ً ل يسمع قراءة المام.
ويسن أن يقرأ في الصغغبح والظهغغر مغغن طغغوال المفصغغل ،كغغالحجرات،
والرحمن ،وفغغي العصغغر والعشغغاء ،مغغن أواسغغطه ،كالشغغمس وضغغحاها،
والليل إذا يغشى ،وفي المغرب من قصاره ،كقل هو الله أحغغد .لحغغديث
النسائي) ،(2/167عن سليمان بن يسار ،عن أبغغي هريغغرة قغغال :مغغا
صليت وراء أحد أشبه صلة برسول الله من فلن ،فصلينا وراء ذلغغك
النسان ،وكان يطيل الولين من الظهر ويخفف في الخرييغغن ،ويخفغغف
في العصر ،ويقغغرأ فغغي المغغغرب بقصغغار المفصغغل ،ويقغغرأ فغغي العشغغاء
بالشمس وضحاها وأشباهها ،ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين.
ن أيضا ً أن يقرأ في صغغبح الجمعغغة :الغغم تنزيغغل السغغجدة فغغي ويس ّ
الركعة الولى ،وهل أتى في الركعة الثانية.
لما روى البخاري ) ،(851ومسلم) ،(880عن أبي هريرة قال :كغغان
النبي يقرأ في الجمعة ،في صلة الفجر :الم تنزيل - السجدة –
و هل أتى على النسان.
ويسن تطويل الركعة الولى على الثانية في جميع الصغغلوات ،لمغغا رواه
البخغغاري) ،(725ومسغغلم) :(451كغغان النغغبي ... يطغغول فغغي الولغغى
ويقصر في الثانية.
-9التكبير عند النتقالت:
عرفنا أن تكبيرة الحرام بالصلة ركن ل تصح بدونه.
ن لك أن تكّبغغر مثلهغغا
ت تكبيرة الحرام ،يس ّ ت في الصلة وكبر َ دخل َفإذا َ
عند كل انتقال من النتقالت ،ما عدا الرفع من الركوع فيسن بغدل ً مغغن
التكبير قول :سمع الله لمن حمده ،ربنا لك الحمغغد ،لمغغا رواه البخغغاري)
،(756ومسلم) ،(392عن أبي هريرة قال :كان رسغغول اللغغه إذا
قام إلى الصلة ،يكبر حين يقوم ويكبر حين يركع ،ثم يقول " :سمع الله
لمن حمده" حين يقيم صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم" :ربنغغا ولغغك
90
الحمد" ثم يكبر حين يهوي للسجود ،ثم يكبر حين يرفع رأسه ،ثغغم يكغغبر
حين يسجد ،ثم يكبر حين يرفع رأسه ،ثم يفعغغل ذلغغك فغغي الصغغلة كلهغغا
حتى يقضيها ،ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس.
-10التسبيح عند الركوع والسجود:
وكيفيغغغة ذلغغغك أن يقغغغول إذا أسغغغتقر راكعغغغًا :سغغغبحان ربغغغي العظيغغغم
وبحمده)ثلث مرات( .وأن يقول إذا استقر ساجدًا :سبحان ربي العلغغى
وبحمده )ثلث مرات( .وهذا أدنى درجات الكمال ،فإن زاد علغغى الثلث
كان أفضل.
]أنظر الركوع في الركان[.
-11وضع اليدين على أول الفخذين في جلستي التشهد:
وكيفية أن يبسط اليسرى ،مع ضغغم الصغغابع إلغغى بعضغغها ،بحيغغث تكغغون
رؤوس الصغغابع مسغغامتة لول الركبغغة ،ويقبغغض يغغده اليمنغغى إل الصغغبع
المسّبحة ،وهي الغغتي تسغغمى السغّبابة ،فغغإنه يمغغدها منخفضغغة عنغغد أول
التشّهد حتى إذا وصل إلى قوله :إل الله ،أشار بها ،إلى التوحيد ورفعها.
ويسن أن تبقى مرفوعة دون أن يحركها إلى آخر الصلة.
روى مسلم ) (580عن ابن عمر رضي الله عنهما -فغغي صغغفة جلوسغغه
- قال :كان إذا جلس فغغي الصغغلة ،وضغغع كفغغه اليمنغغى علغغى فخغغذه
اليمنى ،وقبض أصابعه كلها ،وأشار بإصبعه التي تلي البهام ،ووضع كفه
اليسرى على فخذه اليسرى.
-12التوّرك في الجلسة الخيرة والفتراش في غيرها:
التوّرك :هو أن يجلس المصلي علغغى وركغغه اليسغغر ،وأن ينصغغب رجلغغه
اليمنى ،ويخرج الرجل اليسرى من تحتها .والورك :هو الفخذ.
والفتراش هو أن يجلس المصغغلي علغغى كعغغب رجلغغه اليسغغرى وينصغغب
رجله اليمنى على رؤوس أصابعها.
ميد الساعدي قغغال :أنغغا كنغغت ح َ
روى البخاري) (794من حديث أبي ُ
ن جلغس س في الّرك ْعَت َي ْ ِ جل َ َ ظكم لصلة رسول الله ...وفيه :فإذا َ ف َ
أح َ
دم على رجله اليسرى ،ونصب اليمنى ،وإذا جلس في الركعة الخغغرةِ ق غ ّ
ه.
قعَد َت ِ ِ
رجله اليسرى ،ونصب الخرى ،وقعد على م ْ
]قدم رجله اليسرى :أي من تحت رجله اليمنى منصوبة[.
وعند مسلم) ،(579عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما :كان رسول
الله إذا قعد في الصغغلة جعغغل قغغدمه اليسغغرى بيغغن فخغغذيه وسغغاقه،
وفرض قدمه اليمنى.
-13الصلوات البراهيمية ثم الدعاء بعد التشهد الخير:
عرفت فيما مضى أن الصلة على النغغبي ركغغن فغغي جلسغغة التشغغهد
الخيرة ،ويتأدى الركن بأي صيغة من الصلة على النبي .
صغغها -فسغّنة .فغغإذا أما اختيار الصلوات البراهيمية – وقغغد مضغغى ذكغغر ن ّ
أتمها يسن أن يستعيذ من عذاب القبر ،ومن عذاب النار ،أو من عغغذاب
91
النار ،أو أن يدعو لنفسه بما شغغاء؛ علغغى أن ل يطيغغل ذلغغك قغغدر قغغراءة
التشهد والصلة على النبي .
وروى مسلم ) (558عن أبي هريرة قال :قال رسغغول اللغغه " :إذا
فرغ أحدكم من التشهد الخير فليتعوذ بالله من أربع :من عذاب جهنغغم،
ومغغن عغغذاب القغغبر ،ومغغن فتنغغة المحيغغا والممغغات ،ومغغن شغغر المسغغيح
الدجال".
-14التسليمة الثانية:
ذكرنا أن التسليمة الولى ركن ،وهي التي تكون مع اللتفات إلى جهغغة
اليمين.
ن أن يضغغيف فإذا فعلها فقد انتهت أركان الصلة وواجباتهغغا ،إل أنغغه يسغ ّ
إليها تسليمة أخرى ،ملتفتا ً إلى جهة اليسار.
روى مسلم ) (582عن سعد قال :كنت أرى رسغغول اللغغه يسغّلم
عن يمينه وعن يساره حتى أري بياض خده.
وروى أبغغو داود) (996وغيغغره ،عغغن ابغغن مسغغعود :أن النغغبي كغغان
يسّلم عن يمينه وعن شغغماله حغغتى ي ُغغرى بيغغاض خغغده" :السغغلم عليكغغم
ورحمة الله ،السلم عليكغغم ورحمغغة اللغغه" .قغغال الترمغغذي :حغغديث ابغن
مسعود حديث حسن صحيح.
-15التزام الخشوع في سائر الصلة:
دده اللسغغان مغغن معنغغى الخشغغوع :الخشغغوع يقظغغة القلغغب إلغغى مغغا يغغر ّ
القراءات والذكار والدعية ،بغغأن يتغغدبر كغغل ذلغغك ويتفاعغغل مغغع معغغانيه،
ويشعر أنه يناجي ربه سبحانه وتعالى.
والصحيح أن الخشوع -بهذا المعنى -في جزء من أجزاء الصغغلة أمغغٌر ل
بد منه؛ بحيث إذا كانت الغفلة مطبقة على صغغلته كلهغغا مغغن أولهغغا إلغغى
آخرها ،كانت صلة باطلة.
ملة.أما استمرار الخشوع في سائر أجزاء الصلة فهو سّنة مك ّ
روى مسغغلم) ،(228عغغن عثمغغان قغغال :سغغمعت رسغغول اللغغه
يقول" :ما من امرئ مسغغلم تحضغغره صغغلة مكتوبغغة ،فيحسغغن وضغغوءها
وخشوعها وركوعها ،إل كانت كفارة لما قبلها من الغغذنوب مغغا لغغم يغغؤت
كبيرة ،وذلك الدهر كله".
ً ً
]يؤت :يعمل .كبيرة :ذنبغا كغبيرا كالتعامغل بالربغا وشغرب الخمغر ونحغو
ذلك .وذلك الدهر كله :أي تكفير الذنوب الصغيرة بسبب الصلة مستمر
طوال العمر لتكرر الصلة كل يوم[.
فهذه السنن كلها تسمى هيئات ،فلو ترك المصلي شيئا ً منها لغغم يسغغ ّ
ن
جبره بالسجود للسهو ،بخلف القسم الول وهو ما يسمى أبعاضَا ،فغغإن
وضه بالسجود للسهو. المصلي إذا ترك شيئا ً منه يسن له أن يع ّ
)ج( السنن التي تؤدي عقب كل صلة:
ن عقب الصلة المور التالية: ويس ّ
92
-1الستغفار والذكر والدعاء:
وروى مسلم ) ،(591أن النبي كان إذا انصرف مغن صغلته اسغتغفر
الله ثلثًا ،وقال" :اللهم أنت السلم ومنك السغغلم ،تبغغاركت يغغاذا الجلل
والكرام".
ول مانع مغغن رفغغع الصغغوت بغغذلك للمغغام إذا أراد التعليغغم ،فغغإذا تعلمغغوا
خفض ،فقد روى البخاري)(805؛ ومسلم) ،(583عن ابن عباس رضغغي
اللغغه عنهمغغا أخغغبر :أن رفغغع الصغغوت بالغغذكر حيغغن ينصغغرف النغغاس مغغن
المكتوبة كان على عهد النبي .
وروى مسغغغغلم ) ،(596عغغغغن كعغغغغب بغغغغن عجغغغغرة أن النغغغغبي
قال":معقبغغات ل يخيغغب قغغائلهن دبغغر كغغل صغغلة مكتوبغغة :ثلث وثلثغغون
تسبيحة ،وثلث وثلثون تحميغغدة ،وثلث وثلثغغون تكغغبيرة" .ومغغن حغغديث
أبي هريرة " ((597وكبر الله ثلثا ً وثلثين ،فتلك تسعة وتسعون ،وقال
تمام المائة :ل إله إل الله وحده ل شريك له،له الملك وله الحمغغد ،وهغغو
على كل شئ قدير .غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
]خطاياه :الذنوب الصغيرة .زبد البحغغر :مغغا يعلغغو علغغى وجغغه مغغائه عنغغد
هيجانه وتموجه والمراد :مهما كانت كثيرة[.
وروى الترمذي) (3470أن النبي قال ":من قغغال دبغغر صغغلة الفجغغر
وهو ثان رجله قبل أن يتكلم :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك
وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ،عشر مرات ،كتب لغغه
عشر حسنات ،ومحي عنه عشر سيئات ،ورفع له عشر درجغغات ،وكغغان
في يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان".
ن رسغغول اللغغه أخغغذ وروى أبو داود) ،(1522عن معاذ بن جبغغل :أ ّ
بيده وقال" :يا معاذ ،والله إني أحبك ،فقغغال :أوصغغيك يغغا معغغاذ ل تغغدعن
في دبر كغغل صغغلة تقغغول :اللهغغم أعنغغي علغغى ذكغغرك وشغغكرك وحسغغن
عبادتك".
وهناك أدعية وأذكار كغغثيرة وردت عقغغب الصغغلوات عامغغة ،وعقغغب كغغل
صلة خاصة ،تعرف من كتب السنة وكتب الذكار.
-2أن ينتقل للنفل من موضع فرضه ،لكثر مواضع السجود،
فإنها تشهد له:
والفضل إن صلى في المسجد أن ينتقل إلى بيته ،ودليل ذلغغك مغغا رواه
البخاري)(698؛ ومسلم ) ،(781عن النبي قال" :فصلوا أيها النغغاس
في بيوتكم ،فإن أفضل الصلة صلة المرء في بيته إل المكتوبة".
وروى مسلم ) (778أن النبي قال " :إذا قضغغى أحغغدكم صغغلته فغغي
مسجده ،فليجعل لبيته نصيبا ً مغغن صغغلته ،فغغإن اللغغه جاعغغل مغغن صغغلته
خيرًا".
93
-3وإذا صلوا في المسجد ،وكان وراءهم نسلاء ،فلإنه يسلن
لهم أن يمكثوا في أماكنهم حتى ينصرفن لن الختلط بهن
مظنة الفساد:
روى البخاري) ،(828عن أم سلمة رضي الله عنها :أن النساء في عهد
رسول الله كن إذا سلمن من المكتوبة قمغغن وثبغغت رسغغول اللغغه
ومن صلى مغغن الرجغغال مغغا شغغاء اللغغه ،فغغإذا قغغام رسغغول اللغغه قغغام
الرجال .وفي رواية عنها) (832قالت :كان رسول الله إذا سلم قغغام
النساء حين يقضي تسليمه ،ويمكث هو في مقامه يسيرا ً قبل أن يقغغوم
قال ابن شهاب الزهري أحد الرواة :نرى – والله أعلم – أن ذلغغك كغغان
لينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال.
* * *
94
صلل َ
لة هات ال ّ
مَكرو َ
قاعدة:
كل مخالفغغة لسغغنة مغغن السغغنن الغغتي مضغغى بيانهغغا ،يغغدخل فغغي نطغغاق
المكروه.
ل ،ول يعغغاقب علغغى والمكروه هو :كل ما يثاب المصّلي على تركه امتثا ً
فعله.
لتيان بها سنة ،وترك الفتتغغاح فترك تكبيرات النتقال مثل ً مكروه ،لن ا ِ
بالتوجه أيضا ً مكروه ،لن الفتتاح به سنة.
إل أن ثمة تصرفات خاصغغة أخغغرى يسغغن اجتنابهغغا ،ويكغغره للمصغغلي أن
يتلبس بها ،نذكر منها المور التالية:
-1اللتفات في الصلة بالعنق إل لحاجة:
روى أبو داود) (909وغيره ،أن النبي قال" :ل يغغزال اللغغه عغغز وجغغل
مقبل ً على العبد في صلته ما لم يلتفت ،فإذا التفت انصرف عنه".
وقد بين النبي أن اللتفات إنما ":هو اختلس يختلسه الشيطان مغغن
صغغلة العيغغد" .روى ذلغغك البخغغاري) .(718ولن هغغذا اللتفغغات ينغغافي
الخشوع المطلوب في الصلة.
أما إذا كان هنغغاك داع إلغغى اللتفغغات ،كمراقبغغة عغغدو مثل ً فغغإنه ل يكغغره
ودليغغل ذلغغك مغغا رواه أبغغو داود) (916بإسغغناد صغغحيح :عغغن سغغهل بغغن
الحنظلية قال :ثوب بالصلة – يعني صلة الصبح -فجعل رسول اللغغه
يصلي وهو يلتفت إلى الشعب ،قال أبو داود :وكغغان أرسغغل فارسغا ً إلغغى
الشعب من الليل يحرس.
]ثوب :من التثويب والمراد به هنا إقامة الصلة[.
وله عغغن القبلغغة؛ وهذا إذا كان اللتفات بالعنق ،أما إذا التفت بصدره فح ّ
فغغإنه يبطغغل صغغلته لغغتركه ركغغن السغغتقبال .وأمغغا اللمغغح بغغالعين دون
اللتفات ،فإنه ل بأس به ،فقد ذكر ابغغن حبغغان فغغي صغغحيحه) (500مغغن
حديث علي بن شيبان قال :قدمنا على رسول الله فصغغلينا معغغه،
فلمح بمؤخر عينه رجل ً ل يقيغغم صغغلبه فغغي الركغغوع والسغغجود،فقغغال":ل
صلة لمن ل يقيم صلبه" .أي ل يطمئن في ركوعه.
95
روى البخغغاري)(777؛ ومسغغلم – واللفغغظ لغغه – عغغن النغغبي قغغوله:
"أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ول أكف ثوبا ً ول شعرًا".
والسنة إرسال ثيابه على سجيتها.
-4الصلة عند حضرة طعام تتوق نفسه إليه؛ لنشغال نفسه
به مما يفوت عليه الخضوع في الصلة:
روى البخاري)(642؛ ومسلم) ، (559عن ابن عمغغر رضغغي اللغغه عنهمغغا
قال :قال رسول اللغغه " :إذا وضغغع عشغغاء أحغغدكم وأقيمغغت الصغغلة ،
فابدؤوا بالعشاء ول يعجل حتى يفرغ منه".
-5الصلة عند حصر البول أو الغائط:
لنغغه – والحالغغة هغغذه – ل يمكنغغه إعطغغاء الصغغلة حقهغغا مغغن الخشغغوع
والحضور .قال رسول الله " : ل صلة بحضرة طعام ،ول هغغو يغغدافعه
الخبثان" .أي البول والغغغائط) .رواه مسغغلم ،(560:عغغن عائشغغة رضغغي
الله عنها قالت :قال رسول الله ":إذا نعغغس أحغغدكم – وهغغو يصغغلي –
فليرقد حتى يذهب عنه النوم ،فإن أحدكم إذا صغغلى وهغغو نغغاعس ،لعلغغه
يذهب يستغفر فيسب نفسه".
-7الصلة في الماكن التالية:
مام ،الطريق ،السوق ،المقبرة ،الكنيسة ،المزبلغغة ،وأعطغغان البغغل، الح ّ
وهي مباركها ،لمظ ِّنة وجود النجاسة في بعضغغها ،وانشغغغال القلغغب فغغي
بعضها الخر.
وللنهي عن الصلة في هذه المواضع روى الترمذي) ،(346أن النبي
نهى عن الصلة في المزبلة والمجزرة والمقبرة ،وقارعة الطريق ،وفي
لبل ،وفوق ظهر الغغبيت .وقغغال الترمغغذي :إسغغناد مام ،وفي معاطن ا ِ الح ّ
هذا الحديث ليس بذاك القوي.
]المجزرة :مكان الجزر أي الذبح .قارعة الطريق :أعله ووسطه حيغغث
يمر الناس .البيت :الكعبة[ .
وقغغد صغغح عنغغد ابغغن حبغغان) (338حغغديث" :الرض مسغغجد إل المقغغبرة
والحمام".
عطغغان البغغل" .أي كما صح عنده أيضغًا) (336حغغديث" :ل تصغغلوا فغغي أ ْ
مباركها حول الماء) .رواه الترمذي ،348:وغيره(.
* * *
96
جل
مرأة الر ّ
ها ال َ
ف في َ
أموٌر تخال ِ ُ
رابعًا:
جميع بدن المرأة عورة مغا عغدا وجههغا وكفيهغا ،كمغغا مغغر بيغغانه .لقغوله
تعالى :ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها] النور[31:
والمشهور عند الجمهور :أن المراد بالزينة مواضعها ،وما ظهر منهغغا هغغو
فان )رواه ابن كثير.(3/283:الوجه والك ّ
روى أبو داود) (640وغيره ،عن أم سلمة رضي الله عنها ،إنها سغغألت
النبي :أتصلي المرأة في درع وخمغغار وليغغس عليهغغا إزار؟ قغغال" :إذا
كان الدرع سابغًا ،يغطي ظهور قدميها".
97
]الدرع :قميص المرأة الغغذي يغطغغي بغغدنها ورجليهغغا .خمغغار :مغغا تغطغغي
المرأة به رأسها .سابغ :طويل[.
وواضح :أنه إذا غطى ظهور قدميها حال القيام والركوع ،انسدل أثنغغاء
السجود ،غطى باطن القدمين ،لنضمام بعضها إلى بعض.
]وانظر بحث شروط الصلة[.
أما الرجل فعغغورته مغغا بيغغن سغغرته وركبتغغه ،فلغغو صغغلى والمسغغتور مغغن
جسمه ما بين السرة والركبة فقط صحت صلته.
روى الغغدارقطني )(1/231؛ والغغبيهقي ) ،(2/229مرفوعغغًا" :مغغا فغغوق
الركبتين من العورة ،وما أسفل من السرة من العورة".
وروى البخاري) ،(346عن جابر :أنه صلى فغغي ثغغوب واحغغد ،وقغغال:
رأيت النبي يصلي في ثوب واحغغد .وفغغي روايغغة ) :(345صغغلى جغغابر
في إزارٍ قد عقده من قبل قفاه.
]والزار فغغي الغغغالب ثغغوب يسغغتر وسغغط الجسغغم ،أي مغغا بيغغن السغغرة
والركبة وما قاربهما[.
خامسًا:
ن الذان للمرأة ويسن لها القامة ،فلو أذنت بصوت منخفغغض لغغم ل يس ّ
يكره ،واعتبر لها ذلك من الذكر الذي يثاب عليه ،أمغغا إن رفعغغت صغغوتها
به كره ،فإن خيفت الفتنة حرم.
بخلف الرجغغل فقغغد علمغغت أن الذان س غّنة لغغه عنغغد القيغغام إلغغى كغغل
مكتوبة.
*****
98
صلل َ
لة مبط َ
لت ال ّ ُ
تبطل الصلة إذا تلّبس المصلي بواحد من المور التالية:
-1الكلم العمد:
ويقصد به ما عدا القرآن والذكر والدعاء.
روى البخاري) ،(4260ومسلم) ،(539عن زيد بغغن أرقغغم قغغال :كنغغا
نتكلم في الصلة يكلم أحدنا أخاه فغغي حغغاجته ،حغغتى نزلغغت هغغذه اليغغة:
حافظوا على الصلوات الوسطى وقوموا لله قانتين]البقغغرة،[238:
فأمرنا بالسكوت.
] قانتين :خاشعين[.
سلمي أن النبي قال َ وروى مسلم ) ،(537عن معاوية بن حكم ال ّ
له – وقد سمت عاطسا ً فغغي صغغلته" : -إن هغغذه الصغغلة ل يصغغلح فيهغغا
شئ من كلم الناس ،إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".
وع ُد ّ الكلم الذي تبطل فيه الصلة ،ما كان مؤلفا ً من حرفين فصغغاعداً،
وإن لم يفهم منه معنى ،أو كان يعّبر عنه بحرف واحد إذا كان له معنى،
ف" من الوفاء. ق" أمرا ً من الوقاية ،و"ِع" من الوعي ،و" ِ مثل كلمة " ِ
ً
أما إن تكلم ناسيا أنه في الصلة أو كغغان جغغاهل ً لتحريمغغه لقغغرب عهغغده
بالسلم ،فيعفا عن سير الكلم ،وهو ما لم يزد على ست كلمات.
-2الفعل الكثير:
والمقصود به الفعل المخالف لفعال الصلة ،بشرط أن يكثر ويتغغوالى،
لنه يتنافى مغغع نظغغام الصغغلة ،وضغغابط الكغغثرة ثلث حركغغات فصغغاعدًا،
وضابط الموالة أن تعد ّ العمال متتابعة بالعرف ،فإن الصلة تبطل.
-3ملقاة نجاسة لثوب أو بدن:
والمقصود بالملقاة :أن تصيب النجاسة شيئا ً منهما ثم ل يبادر المصلي
إلى إلقائها فورًا ،فعندئذ تبطل الصلة ،لنه حدث ما يتنغغافى مغغع شغغرط
من شروط الصلة ،وهو طهارة البدن والثوب من النجاسة.
فإن أصابته النجاسة بإلقاء ريح أو نحوه وتمكن من إلقائهغغا عنغغه فغغوراً،
بأن كانت يابسة؛ لم تبطل صلته.
-4انكشاف شيء من العورة:
وقد عرفت حد العورة بالنسبة لكل من المرأة والرجل في الصلة أمغغا
إن انكشفت بدون قصغغده :فغغإن أسغغرع فسغغترها فغغورًا ،لغغم تبطغغل ،وإل
بطلت ،لفقدان شرط من شروطها في جزء من أجزائها.
-5الكل أو الشرب:
لنهما يتنافيان مع هيئة الصلة ونظامها.
وحد المبطل من ذلك للمعتمد؛ أيّ قَد ْرٍ مغغن الطعغغام أو الشغغرب مهمغغا
ل .أمغغا بالنسغغبة لغيغغر المعتمغغد ،فيشغغترط أن يكغغون كغغثيرا ً فغغي
كغغان قلي ً
حمصه ،فلو كغغان العرف .وقد قدر الفقهاء الكثير بما يبلغ مجموعه قدر ُ
99
بين أسنانه بقايا من طعان ل يبلغ هذا القرار فبلعها مع الريق دون قصد
لم تبطل.
ويدخل ف يحد الطعام المبطل للصغغلة :مغغا لغغو كغغان فغغي فمغغه سغغكرة
فذاب شئ منها في فمه ،فبلع ذلك الذوب.
-6الحدث قبل التسليمة الولى:
ل فرق بين أن يكون ذلك عمدا ً أو سغهوًا ،لفقغغدان شغغرط مغن شغروط
الصلة – وهو الطهارة من الحدث – قبل تمام أركانها.
أما إن أحغغدث بعغغد التسغغليمة الولغغى وقبغغل الثانيغغة ،فقغغد تمغغت صغغلته
صحيحة .وهذا محل إجماع عند جميع المسلمين.
ل من ذلك حرفان: -7التنحنح ،والضحك ،والبكاء ،والنين إن ظهر بك ّ
فضابط إبطال هذه المور الربعة للصلة :أن يظهغغر فيغغه حرفغغان ،وأن
ف
ل ،بحيغغث لغغم يسغغمع فيغغه إل حغغر ٌلم يكونا مفهومين .أمغغا إن كغغان قلي ً
واحد ،أو لم يظهر فيه أي حرف لم تبطل .هذا إذا لم يكن مغلوب غا ً علغغى
مد ذلك ،أما إذا غلب عليغغه ،بغغأن فاجغغأه السغغعال أو غلغغب أمره ،بأن تع ّ
عليه الضحك ،لم تبطل صلته.
أما التبسم فل تبطل به الصلة .
وكذلك الذكر والدعاء إذا قصد به مخاطبة الناس ،فإنهغغا تبطغغل ،كمغغا إذا
قال لنسان :يرحمك الله .لنه يعتبر عندئذ من كلم الناس ،والصغغلة ل
تصلح له ،كما علمت.
-8تغير النّية:
ضابط ذلك :أن يعزم على الخروج من الصغغلة ،أو يعل ّغغق خروجغغه منهغغا
على أمر ،كمجيء شخص ونحوه .فإن صلته تبطغل بمجغرد طغروء هغذا
القصد عليه.
وعلة بطلن الصغغلة بغغذلك :أن الصغغلة ل تصغغلح إل بنيغغة جازمغغة ،وهغغذا
القصد أو العزم يتنافى مع النية الجازمة.
-9استدبار القبلة:
مغغد ذلغغك أو
لن استقبالها شرط أساسي من شروط الصغغلة ،سغغواء تع ّ
أداره شخص غصبًا ،إل أنه في حالغغة العمغغد تبطغغل الصغغلة فغغورًا ،وفغغي
لكراه ل تبطل إل إذا استقر مدة وهو مسغغتدبر لهغغا .فغغإن اسغغتدارحالة ا ِ
إلى القبلة بسرعة لم تبطل صلته ،والستقرار وعدمه يحددهما العرف.
*****
100
هو
سل ُ
ود ال ّ
سج ُ
ُ
السهو لغة :نسيان الشيء والغفلة عنه.
والمقصود بالسهو هنا:
خلل يوقعه المصغغلي فغغي صغغلته ،سغغواء كغغان عمغغدا ً أو نسغغيانًا ،ويكغغون
السجود -ومحله في آخر الصلة -جبرا ً لذلك الخلل.
حكم سجود السهو:
هو سّنة عند حدوث سبب مغغن أسغغبابه الغغتي سغغنتحدث عنهغغا ،فغغإن لغغم
يسجد لم تبطل صلته .ولم يكن واجبًا ،لنه لم يشرع لترك واجغغب كمغغا
سنرى.
ودليل مشروعيته ما روه البخاري ) ،(1169عن أبغغي هريغغرة قغغال :
صّلى بنا النبي الظهر أو العصر ،فسّلم ،فقال له ذو اليغغدين :الصغغلة
َ
قو ُ
ل؟" .قغغالوا :نعغغم، يا رسول الله ،أنقصت؟ فقال النبي ":أ َ
حقّ ما ي َ ُ
جد َت َْين.
س ْ
جد َ َ
س َ
م َن ،ث ّ َفصّلى ركعتين أ ُ ْ
خَري َت َي ْ ِ
وأدلة أخرى تأتي فيما يلي:
أسباب سجود السهو:
ً
-1أن يترك المصلي بعضا ملن أبعلاض الصللة اللتي ملّر ذكرهلا
كالتشهد الول والقنوت:
حي ْن َغغة أنغغه
روى البخاري )(1166؛ ومسلم) ،(570عن عبغغدالله بغغن ب ُ َ
قال :صلى لنا رسول اللهَ رك ْعَت َْين من بعض الصغغلوات -وفغغي روايغغة :
قام من اثنتين من الظهر – ثم قام فلم يجلس ،فقان الناس معه ،فلمغغا
قضى صلته ونظرنا تسليمه ،كّبر قبل التسغغليم ،فسغغجد سغغجدتين وهغغو
جالس ،ثم سلم.
] نظرنا :انتظرنا[.
وروى ابن ماجه)(1208؛ وأبو داود) (1036وغيرهما ،عن المغيغغرة بغغن
شعبة ،قال :قال رسول الله " :إذا قام أحدكم من الركعتين ،فلغغم
جد ََتي م قائم غا ً فل يجلغغس ،ويسغغجد َ
سغ ْ م قائما ً فليجلس ،وإذا ا ْ
س غت َت َ ّ ست َت ِ ّ
يَ ْ
سْهو". ال َ
-2الشك في عدد ما أتى به من الركعات:
فيفرض العدد القل ،ويتمم الباقي ثم يسجد للسهو ،جبرا ً لحتمغال أنغغه
قد زاد في صلته .فلو شك هل هو صلى الظهر ثلثا ً أو أربعغغًا ،فليطغغرح
الشك ،وليبن على ما استيقن ،ثم يسجد سجدتين قبغغل أن يسغغلم ،فغغإن
كان صلى خمسا ً شفعن لغه صغلته ،وإن كغان صغغلى إتمامغا ً لربغع كانتغا
ت َْرِغيما ً للشيطان".
] شفعن :جعلنها زوجا ً كما ينبغي أن تكون .ترغيمًا :إغاظة وإذل ً
ل[.
أما لو شك بعد الخروج من الصلة ،فإن هذه الشك ل يؤثر علغى صغحة
صلته وتمامها إل في النية وتكبيرة الحرام ،فتلزمه العادة.
101
وسهو المأموم حال قدوته بالمام – وذلك كان سها عغغن التشغغهد الول
– يحمله المام ،ول يلزمه سجود السهو بعد سغغلم المغغام ،ودليغغل ذلغغك
لمام ضامن" )رواه ابن حبان وصححه.(362: قوله " :ا ِ
-3ارتكاب فعل منهي عنه سهوًا ،إذا كان يبطل عمده الصلة:
كما إذا تكلم بكلمات قليلة أو أتى بركعة زائدة سهوًا ،ثم تنبه إلى وذلك
وهو في الصلة ،فيسجد للسهو.
-4نقل شئ مللن أفعللال الصلللة ركن لا ً كللان أو بعض لَا ،أو سللورة
نقلها إلى غير محلها ،وهو القيام:
مثاله :قرأ الفاتحة في جلوس التشهد ،أو قرأ القنغغوت فغغي الركغغوع ،أو
ن قراءتهغغا بعغغد الفاتحغغة فغغي العتغغدال ،فيسغغن أن
قرأ السورة التي يس ّ
يسجد لذلك سجود سهو في آخر الصلة.
* كيفية السجود ومحله:
سجود السهو سجدتان كسجدات الصغغلة ،ينغغوي بهمغغا المصغغلي سغغجود
السهو ،ومحله آخر صلته قبل السلم؛ فلو سّلم المصلي قبغغل السغغجود
عامدا ً أو ناسيا ً وطال الفصل؛ فات السجود ،وإل بأن قصر الفصغغل فلغغه
أن يتدارك السجود بأن يسجد مرتين بنية السهو ثم يسّلم مرة أخرى.
*****
102
ت الّتلل َ َ
وة دا ُ
سجل َ
َ
ن سجدات التلوة للقارئ داخل الصلة وخارجهغغا ،وللمسغغتمع خغغارج يس ّ
الصلة .
ودليل ذلك ما رواه البخاري) ،(1025عن ابن عمر قال :كان
النبي يقرأ علينا السورة فيها السجدة ،فيسجد ونسجد ،حتى ما يجغغد
أحدنا موضع جبهته.
وروى مسلم) (81عن أبي هريرة عن النبي قغغال " :إذا قغغرأ ابغغن
مَر ابن آدم آدم السجدة فسجد ،اعتزل الشيطان يبكي ،يقول :يا ويل َ ُ
ه ،أ ِ
ْ ُ
بالسجود فسجد فله الجنة ،وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار".
وروى البخغغاري) (1027عغغن عمغغر قغغال " :يغغا أيهغغا النغغاس إنغغا ن َ ُ
م غّر
بالسجود ،فمن سجد فقد أصاب ،ومن لم يسجد فل إثم عليه ".
وفي رواية عن ابن عمر رضي اللغغه عنهمغغا :أن اللغغه لغغم يفغغرض علينغغا
شاء.السجود إل أن ن َ َ
عدد سجدات التلوة:
وسجدات التلوة في القرآن أربع عشر سجدة ،وهي في السور التالية:
سجدة في العراف ،والرعد ،والنحل ،والسراء ،ومريم ،وسجدتان فغغي
الحغغج ،وسغغجدة فغغي الفرقغغان ،والنمغغل ،وألغغم تنزيغغل ،وحغغم السغغجدة،
والنجم ،والنشقاق ،والعلق.
ومن أراد سجود التلوة كّبر للحرام رافعا ً يديه ،ثم كّبر للهوي بل رفغغع،
وسغغجد سغغجدة واحغدة كسغغجدات الصغلة ،ثغغم سغّلم .وتكغغبيرة الحغغرام
والسلم شرطان فيها ،ويشترط فيها أيضا ً ما يشغغترط فغغي الصغغلة مغغن
الطهارة ،واستقبال القبلة ،وغير ذلك.
*****
103
عة
ما َ
ج َ ص َ
لة ال َ َ
تاريخ إقامتها:
أقام النبي الجماعة بعد الهجرة الشريفة ،فلقد مكث مدة مقامه
فغغي مكغغة ثلث عشغغرة سغغنة يصغغلي بغيغغر جماعغغة ،لن الصغغحابة كغغانوا
مقهورين ،يصّلون في بيغغوتهم ،فلمغغا هغغاجر النغغبي إلغغى المدينغغة أقغغام
الجماعة وواظب عليها.
حكمها:
الصغغحيح أنهغغا – فيمغغا عغغدا صغغلة الجمعغغة – فغغرض كفايغغة ،ل تسغغقط
فرضيتها عن أهل البلدة إل حيث يظهر شعارها؛ فإن لم ُتؤد ّ فيها مطلقا ً
لمام قتالهم. أو أديت في خفاء أثم أهل البلدة كلهم ،ووجب على ا ِ
والصل في مشروعيتها قغغوله تعغغالى :وإذا كنغغت فيهغغم فغغأقمت لهغغم
الصغغلة فلتقغغم طائفغغة منهغغم معغغك] النسغغاء .[102:وهغغذا فغغي صغغلة
الخوف ،وإذا ورد المر بإقامة الجماعغغة فغغي الخغغوف كغغانت فغغي المغغن
أولى.
فغذ ّ بسغغبع وعشغغرين وكذلك قوله " :صغغلة الجماعغغة تفضغغل صغغلة ال َ
درجة" )رواه البخاري618:؛ ومسلم.(650:
ححه ابن حبان)(425 وكذلك ما رواه أبو داود) ،(547وص ّ
وغيرهما :أنه قغال " :مغا مغن ثلثغة فغي قريغغة أو بغدو ل تقغام فيهغم
الجماعغغة إل اسغغتحوذ عليهغغم الشغغيطان فعليغغك بالجماعغغة ،فإنمغغا يأكغغل
الذئب القاصية".
ولهم إليه .القاصغغية :الشغغاة ]استحوذ عليهم :غلبهم واستولى عليهم وح ّ
البعيدة عن القطع[.
حكمة مشروعيتها:
إنما ينهض عمود السغغلم علغغى تعغغارف المسغغلمين وتغغآخيهم وتعغغاونهم
لحقاق الحق وإزهاق الباطل؛ ول يتم هذا التعارف والتغغآخي فغغي مجغغال
أفضل مغن مجغال المسغجد عنغدما يتلقغى فيغه المسغلمون لداء صغلة
الجماعة كل يوم خمس مرات.
ومهما فرقت مصالح الدنيا بينهم وأورثت الحقاد في نفوسهم ،فإن في
ثباتهم على التلقي في صغغلوات الجماعغغة مغغا يمغغزق بينهغغم مغغن حجغغب
الفرقة ويذيب من قلوبهم الحقاد والضغان؛ إن كانوا حقا ً مؤمنين بالله
ولم يكونوا منافقين فيما يتظاهرون به مغغن صغغلة وعبغغادة وسغغعي إلغغى
المساجد.
العذار المقبولة في التخلف عن صلة الجماعة:
العذار قسمان :أعذار عامة ،أعذار خاصة.
أما العذار العامة:
فكمطر ،وريح عاصف بليل ،ووحل شديد في الطريق.
104
ذن للصلة في ليلة ذات برد ٍ وريح، روي أن أبن عمر رضي الله عنهما :أ ّ
َ
ل ،ثغغم
حغغا ِ
صلوا في الّر َ )رواه البخاري635:؛ ومسلم ،(697:ثم قال :أل َ َ
ة ذات برد ومطغغر ت ل َي ْل َ ٌ نإ َ
ذا كان َ ْ مؤ َذ ّ َ قال :إن رسول الله كا َ
ن َيأمر ال ُ
أن يقول " :أل صلوا في رحالكم" .أي منازلكم ومساكنكم.
وأنت تعلن أن هذه العذار قلما تتحقق اليغغوم إل فغغي القغغرى ،بغغل فغغي
بعض القرى.
* وأما العذار الخاصة:
فكمرض وجوع وعطش شغغديدين ،وكخغغوف مغغن ظغغالم علغغى نفغغس أو
مغغال ،ومدافعغغة حغغدث مغغن بغغول أو غغغائط .لمغغا رواه البخغغاري)(643؛
شغغاء أحغغدكم وأقيمغغت الصغغلة فابغغدؤوا ضغغعَ ع َ َ
ومسغغلم) " :(559إذا وُ ِ
بالِعشاء ،ول يعجلن حغغتى يفغغرغ منغغه" ،ولخغغبر مسغغلم)" :(560ل صغغلة
بحضرة طعام ،ول هو يدافعه الخبثان" .وكملزمة غريم له إذا خرج إلى
الجماعة وهو معسر ،وأكل ذي ريح كريغغه ،أو يكغغون مرتغغديا ً ثياب غا ً قغغذرة
تؤذي بقغغذارتها أو ريحهغغا .فكغغل واحغغدة مغغن هغغذه الحغغالت تعتغغبر عغغذرا ً
شرعيا َ يسوغ لصاحبه التخلف عن حضور الجماعة.
روى البخاري)(817؛ ومسلم) ،(564عن جغغابر أن النغغبي قغغال":
من أكغغل ثومغا ً – وقيغغس غيغغره مغغن العغغذار عليغغه -فليعغغتزلن ،أو قغغال:
فليعتزل مسجدنا ،وليقعد في بيته".
شروط من يقتدى به:
ل بد فيمن يكون إمامغا ً أن تتغغوفر فيغغه شغغروط معينغغة -أكثرهغغا نسغغبية،
حسب حال المأموم -ونلخصها في المور التالية:
-1أن ل يعلم المقتدي بطلن صلة إمامه أو يعتقد ذلك:
مثاله :أن يجتهد اثنان في جهة القبلة فاعتقد كغغل منهمغا أن القبلغغة فغغي
جهة غير التي اعتقدها الخر ،فل يجوز أن يقتدي أحدهما بغغالخر لن كل ّ
منهما يعتقد أن الخر مخطئ في اتجاهه وأن صلته إلى تلك الجهة غير
صحيحة.
-2أن ل يكون أمي ًّا ،والمقتدي قارئ:
والمقصود بالمي هنا من ل يتقن قغغراءة الفاتحغغة بحيغغث يخغغل بقراءتهغغا
وت حرفا ً أو شدة أو نحغو ذلغك .فغإن كغان المقتغدي مثلغه جغاز إخلل ً يف ّ
اقتداء كل منهما بالخر.
-3أن ل يكون امرأة ،والمقتدي رجل:
ل منهما بالخر لقوله ":ل فإن كان المقتدي أيضا ً امرأة جاز اقتداء ك ّ
ل" )رواه ابن ماجه(.ن امرأة رج ً ت َؤ ُ ّ
م ّ
من الصفات التي يستحب أن يتحلى بها المام:
سن َُّهم. َ َ َ
يجدر أن يكون إمام القوم أفقهم ،وأقرأهم ،وأصلحهم ،وأ َ
لمام كانت الصلة خلفه أفضل وكغغان ومهما تحققت هذه الصفات في ا ِ
الثواب بذلك أرجى.
105
روى مسلم)(613عن ابن مسعود قال رسول الله " :يؤم القوم
أقرأهم لكتاب الله ،فإن كانوا في القراءة سواًء فأعلمهم بالسغغنة ،فغغإن
كانوا في السنة سواًء فأقدمهم هجغغرة ،فغغإن كغغانوا فغغي الهجغغرة سغغواًء
فأقدمهم سنًا".
واعلم أنه ل يجوز اقتداء المتوضغئ بغالمتيمم وبماسغح الخغف ،والقغائم
بالقاعد ،والبالغ بالصبي ،والحر بالعبغغد ،والصغغحيح بالمسغغلس ،والمغغؤدي
بالقاضي ،والمفترض بالمتنفل وبالعكس.
كيفية القتداء:
ل يتحقق القتداء المشروع إل بشروط وكيفيات ينبغي مراعاتها ،وهغغي
كثيرة نلخصها فيما يلي:
-1أن ل يتقدم المأموم على المام في المكان:
دم عليه بطل اقتداؤه ،لقوله عليه الصلة والسلم: فإن تق ّ
" إنما جعل المام ليؤتم به" )رواه البخاري657:؛ ومسلم.(411:
والئتمام التباع ،وهو ل يكون إل حيث يكون التابع متأخرًا ،لكغغن ل تضغغر
مساواته له في الموقف وإن كان ذلك مع الكراهة ،وإنمغغا ينغغدب تخلفغغه
ل ،فإذا تقدم عليه بطلت صغغلته ،والعتبغغار فغغي التقغغدم والتغغأخر عنه قلي ً
بالعقب ،وهو مؤخر القغغدم .فغإن كغان المقتغغدي اثنيغن فغأكثر ،اصغطفوا
ن وقغغف عغغن خلف المام وإن كان واحدا ً وقف عن يمينغغه ،فغغإذا جغاء ثغغا ٍ
يساره ،ثم رجعا أو تقدم المام.
روى مسلم عن جابر قال :صليت خلف رسول الله ،فقمت عغغن
يمينه ،ثم جاء جابر بن صخر فقام عن يساره ،فأخذ بأيدينا جميع غا ً حغغتى
أقامنا خلفه.
((1
ويسن أن ل يزيد ما بين المام والمأموم على ثلثة ،وهكذا بيغغن كغغل
ف الرجال أول ً ثم النساء لمام رجال ونساء ص ّ فين .وإذا صلى خلف ا ِ ص ّ
لمغغام ،والمغغرأة بعدهم ،وإذا صلى رجل وامرأة صف الرجل عن يميغغن ا ِ
خلف الرجل.
أما جماعة النساء ،فتقف إمامتهن وسطهم لثبوت ذلك عن عائشة وأم
سلمة رضي الله عنهما) .رواه البيهقي بإسناد صحيح(.
ويكره وقوف المأموم منفردا ً فغغي صغغف وحغغده ،بغغل يغغدخل الصغغف إن
وجد سعة ،وإن لم يجغد سغعة ،فغإنه ينغدب أن يجغر شخصغا ً واحغدا ً مغن
الصف إليه بعد الحرام ،((2ويندب للمجرور أن يساعده ويرجع إليه لينال
فضيلة المعاونة على البر.
2ل أن يتابعه في انتقالته وسائر أركان الصلة الفعلية:
وذلك بأن يتأخر ابتداء فعغغل المغغأموم عغغن فعغغل المغغام ،ويتقغغدم علغغى
فراعه .فإن تأخر المأموم عن المام قدر ركن كره ذلك ،وإن تأخر عنغغه
106
قدر ركنين طويلين :كأن ركع واعتدل ثم سجد ورفع ول يغغزال المغغأموم
واقفا ً من دون عذر ،بطلت صلته.
وأما إذا كان لتأخره عذر بأن كغغان بطيئا ً فغغي القغغراءة ،فلغغه أن يتخلغغف
عن المام بثلثة أركان ،فإن لم تكلف لمتابعته فيما بعد وجغغب عليغغه أن
يقطع ما هو فيه ويتابع المام ،ثم يتدارك الباقي بعد سلم إمامه.
3ل العلم بانتقالت المام:
وذلك بأن يراه ،أو يرى بعض صف ،أو يسمع مبلغًا.
107
ويدرك المأموم مع المام الركعة إذا أدركه في ركوعها ،وإذا أدركه بعد
الركوع فاتته الركعة ،وكان عليه أن يتداركها أو يتدارك ما فاته ،إن كغغان
أكثر من ركعة بعد سلم المام.
صللة الملسافر
القصر والجمع:
مقدمة:
يقول الله تعالى :وما جعل عليكم في الدين من حرج] الحج.[78:
أي إنه سبحانه وتعالى لم يشرع من أحكام الذين ما يوقعكم في الجهغغد
والعنت ،ويجعلكم في حيرة من أمركم .فحيثما يقع المسلم فغغي ضغغيق
يوسع الله له في أمر دينه ،كي تظل أحكامه مقبولة متحملة.
والسفر قطعة من العذاب ،يفقد فيه النسان استقراره وأسباب اجلغغه،
من أجل ذلك خفف الله تعغغالى عغغن المسغغافر كغغثيرا ً مغغن أحكغغام دينغغه،
وكيفية الستفادة منه.
كيفية تكون صلة المسافر:
خص الله للمسافر في صلته رخصتين: َر ّ
أولهما :اختصار في كمية الركعات ،ويسمى " قصرا ً ".
الثانية :ضم صلتين إلى بعضهما في الداء ،ليكتسغغب المسغغافر أوسغغع
وقت ممكن من الفراغ ،ويسمى "الجمع بين الصلتين".
أو ً
لل القصر:
هو أن تؤدى الصلة الرباعية ،كالظهر والعصغغر والعشغغاء ،ركعغغتين بغغدل ً
من أربع ،كما سنرى فيما يأتي من أدلة.
والصل في مشروعية القصر قغغوله تعغغالى :وإذا ضغغربتم فغغي الرض
فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة] النساء] .[101:ضغغربتم:
سافرتم[.
روى مسلم ) (686وغيره ،عغغن يعلغغى بغغن أميغغة قغغال :قلغغت لعمغغر بغغن
الخطاب : ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتغغم أن
َ
ن الناس؟ فقال :عجبت مما عجبت منغغه، يقتنكم الذين كفروا فقد أ ِ
م َ
فسألت رسول الله عن ذلك ،فقال" :صدقة تصدق الله بهغغا عليكغغم،
فاقبلوا صدقته".
وهذا يدل على أن قصر الصلة ليس خاصا ً بحالة الخوف.
ول بد لصحة القصر من مراعاة الشروط التالية:
1ل أن تتعلق بذمته في السفر ،ويؤديها أيضا ً في السفر:
فخرج بهذا الشرط الصلة التي دخل وقتها قبغغل أن يسغافر ،ثغم سغافر
قبل أن يصليها ،فل يجوز أن يصليها قصرًا ،لنه لغغم يكغغن مسغغافرا ً حيغغن
وجبت عليه وتعلقت بذمته.
108
وخرج أيضا ً الصلة التي دخل وقتها وهو مسافر ،ولكنه لم يصلها حغغتى
رجع إلى بلده ،فل يجوز أن يصليها أيضا ً قصغغرًا ،لنغغه حيغغن أدائهغغا ليغغس
بمسافر ،والقصر للمسافر.
2ل أن يتجاوز سور البلد التي يسللافر منهللا ،أو يتجللاوز عمرانهللا
إن لم يكن لها سور:
لن من كان داخل سور البلد أو عمرانهغغا ليغغس بمسغغافر .أي فالسغغفر
إنما يبدأ من لحظة هذا التجاوز ،كما أنه ينتهي بالوصول رجوعا ً إلى تلك
المنطقة .وإذا فهو ل يقصر من الصلة إل ما تعلق بذمته وفعله وضغغمن
هذه الفترة.
روى البخاري) ،(1039ومسلم) ،(690عن أنس قال :صليت الظهر
مع النبي بالمدينة أربعًا ،والعصر بذي الحليغغف ركعغغتين .وذو الحليفغغة
خارج عمران المدينة.
3ل أن ل ينوي المسلافر إقاملة أربعلة أيلام غيلر يلومي اللدخول
والرجوع ،في المكان الذي يسافر إليه:
فإذا نوى ذلك ،أصبحت البلدة التي يسافر إليها في حكم موطنه ومحل
إقامته ،فلم يعد يجوز له القصر فيها ،ويبقى له حق القصر في الطريغغق
فقط.
أما إذا كان ناويا ً أن يقيم أقل من أربعة أيام ،أو كان ل يعلم مدة بقغغائه
فيها ،لعمل يعالجه ول يدري متى يتمه :وقصغغر فغغي الحالغغة الثانيغغة إلغغى
ثمانية عشر يوما ً غير يومي دخول وخروجه.
روى أبو داود ) ،(1229عن عمغغران بغغن حصغغين قغغال" :غغغزوت مغغع
رسول الله ،وشهدت معه الفتح ،فأقغغام بمكغغة ثمغغاني عشغغر ليلغغة ،ل
يصلي إل ّ ركعتين" .لن النبي أقام هذه المدة بمكة عام الفتح لحرب
هوازن يقتصر الصلة ،ولم يكن يعلم المدة التي سيضطر لبقائها.
4ل أن ل يقتدي بمقيم:
فإن اقتدى به وجب عليه أن يتابعه في التمام ،ولم يجز له القصر.
أما العكس فل مانع من القصر فيه ،وهو أن يؤم المسافر مقيمين ،فله
أن يقصر .ويسغغن لغغه إذا سغغلم علغغى رأس ركعغغتين أن يبغغادر المقتغغدين
فيقول لهم :أتموا صلتكم فإني مسافر.
دليل ذلك ما رواه أحمد بسند صحيح عن ابن عبغغاس أنغغه سغغئل :مغغا
بال المسافر يصلي ركعتين إذا انفرد ،وأربعا ً إذا ائتم بمقيم؟ فقال :تلك
هي السنة.
وجاء في حديث عمران السابق ،ويقول" :يا أهل البلد صغغلوا أربع غًا،
فر".
س َ
م َفإّناَنا قو ٌ
ثانيا ً ل الجمع:
وقد عرفت معناه قبل قليل.
109
روى البخاري ) ،(1056عن ابغغن عبغغاس رضغغي اللغغه عنهمغغا قغغال :كغغان
رسول يجمع بيغغن صغغلة الظهغغر والعصغغر إذا كغغان علغغى ظهغغر سغغير،
ويجمع بين المغرب والعشاء.
]على ظهر سير :أي مسافرًا[.
وروى مسلم ) (705عنغغه :أن النغغبي جمغغع بيغغن الصغغلة فغغي سغغفرة
سغغافرناها فغغي غغغزوة تبغغوك ،فجمغغع بيغغن الظهغغر والعصغغر ،والمغغغرب
والعشاء ،قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى :قلت لبن عبغغاس :مغغا
مَته. ُ
رج أ ّ
ح ِ
حمله على ذلك؟ قال أراد أن ل ي ُ ْ
وينقسم جمع الصلة إلى قسمين:
جمع تقديم ،بأن يقدم المتأخر إلى وقت الولى ،وجمع تأخير ،بأن يؤخر
المتقدمة إلى وقت الثانية.
روى أبو داود )(1208؛ والترمغغذي ) (553وغيرهمغغا ،عغغن معغغاذ :أن
النبي كان في غزوة تبوك ،إذا ارتحل قبغغل أن ترتفغغع الشغغمس أخغغر
الظهر حتى يجمعها إلغغى العصغغر يصغغليهما جميعغًا .وإذا ارتحغغل بعغغد زيغغغ
الشمس صلى الظهر والعصغغر جميع غا ً ثغغم سغغار .وكغغان إذا ارتحغغل قبغغل
المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء ،وإذا ارتحل بعغغد المغغغرب
عجل العشاء ،فصلها مع المغرب.
الصلوات التي يجمع بينها:
علم مما سبق أن الصلوات التي يصلح أن يجمع بينها :هغغي الظهغغر مغغع
العصر ،والمغرب مع العشاء .فل يصح أن يجمع الصغغبح مغغع مغغا قبلغغه أو
بعده ،كما ل يجمع بين العصر والمغرب.
ً
هذا وإن لكل من جمع التقديم والتأخير شروطا ينبغي مراعاتها.
فلنذكر شروط كل منهما.
110
رابعاً :أن يدوم سفره إلى تلبسه إلغغى تلبسغغه بالثانيغغة ،أي فل يضغغر أن
يصل إلى بلده أثناءها.
شروط جمع التأخير:
أولً :أن ينوي جمع الولى تأخيرا ً خلل وقتها الصلي ،فلغغو خغغرج وقغغت
الظهر وهو لم ينو جمعها مع العصر تأخيرًا ،أصبحت متعلقة بذمته علغغى
وجه القضاء ،وأثم في التأخير.
ثانياً :أن يدوم سفره إلى أن يفرغ من الصغغلتين مع غًا ،فلغغو أقغغام قبغغل
الفراغ النهائي منهما أصبحت المؤخرة قضاء.
ول يرد هنا شغغرط الغغترتيب بينهمغغا ،بغغل يبغغدأ بمغغا شغغاء منهمغغا ،كمغغا أن
الموالة بينهما غ هنا غ سنة وليست شرطا ً لصحة الجمع.
شروط السفر الذي يباح فيه القصر والجمع:
الشرط الول :أن يكون السفر طويل ً تبلغ مسغغافته 81كغغم فصغغاعدًا،
فل يعتد بالسفر الذي يكون دون ذلك.
روى البخاري تعليقا ً في )تقصير الصلة ،باب :في كغغم تقصغغر الصغغلة(:
وكان ابن عمر وابن عباس رضغغي اللغغه عنهمغغا يقصغغران ويفطغغران فغغي
أربعة برد ،وهي ستة عشر فرسغغخًا ،وتسغغاوي 81كغغم تقريب غًا .ومثلهمغغا
يفعلن توفيقًا ،أي بعلم عن النبي .
الشرط الثاني :أن يكون السفر إلى جهة معينغغة مقصغغورة بغغذاتها ،فل
يعتد بسفر رجل هائم على وجهه ليست له وجهة معينة ،ول بسغغفر مغغن
يتبع قائده مثل ً وهو ل يغدري أيغن يغذهب بغه .وهغذا قبغل بلغوغه مسغافة
السفر الطويل ،فإن قطعها قصر ،لتيقن طول السفر.
الشللرط الثللالث :أن ل يكغغون الغغغرض مغغن السغغفر الوصغغول إلغغى أي
معصية ،فإن كان كذلك لم يعتد بذلك السفر أيضًا ،كمن يسغغافر ليتغغاجر
بخمر أو لي َُرابغغي أو ليقطغغع طريقغًا ،لن القصغغر رخصغغة ،والرخصغغة إنمغغا
شرعت للمانة ،ولذلك ل تناط بالمعاصي ،أي ل تتعلق بما فيه معصية.
* الجمع بين الصلتين في المطر:
يجوز الجمع بين صلتين تقديما ً في المطر.
روى البخاري ) ،(518ومسلم ) ،(705عن ابن عباس :أن النغغبي
صلى بالمدينة سغغبعا ً وثمانيغًا :الظهغغر والعصغغر ،والمغغغرب والعشغغاء .زاد
مسلم :من غير خوف ول سفر .وعند البخاري :فقال أيوب غغغ أحغغد رواة
سغغى .وعنغغد مسغغلم :قغغال ابغغنالحديث غ :لعله في ليلة مطيرة؟ قال :ع َ َ
رج أحدا ً من أمته. ح ِ
عباس رضي الله عنهما :أراد أن ل ي ُ ْ
ول يجوز جمعهما في وقغغت الثانيغغة ،لنغغه ربمغغا انقطغغع المطغغر ،فيكغغون
أخرج الصلة عن وقتها بغير عذر.
ويشترط لهذا الجمع الشروط التالية:
ً
1غ أن تكون الصلة جماعة بمسجد بعيد عرفا ،يتغغأذى المسغغلم بغغالمطر
في طريقه إليه
111
2غ استدامة المطر أول الصلتين ،وعند السلم من الولى.
*****
خلوف صل َ
لة ال َ َ
معناها والصل في مشروعيتها:
الخوف ضد المن ،والمقصود بصلة الخغغوف :الصغغلة الغغتي تغغؤدي فغغي
ظروف القتال مع العدو ،إذ تختص برخص وتسهيلت غ ل سيما بالنسغغبة
للجماعة غ ل توجد الصلوات الخرى.
والصل في مشروعيتها :آيات وأحاديث تأتي في بيان حالتها وكيفيتها.
حالتها:
لصلة الخوف حالتان حسب حالة القتال:
الحالة الولى:
حالة المرابطة والحراسة وعدم التحام القتال :وفي هغغذه الحالغغة تأخغغذ
الصلة شغغكل ً معينغًا ،ويختلغغف بعغغض الشغغيء عغغن الصغغلة فغغي صغغورتها
العامغة ،بسغبب حغرص المسغلمين علغى أدائهغا جماعغة ،خلغف إمغامهم
العظم أو قائدهم العلى ،أو من ينوب منابه في إدارة القتال.
ل على مشغغروعيتها فغغي هغغذه الحالغغة قغغوله تعغغالى :وإذا كنغغت وقد د ّ
فيهم فأقمت لهم الصلة فلتقم طائفة منهغغم معغغك وليأخغغذوا أسغغلحتهم
فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفغغة أخغغرى لغغم يصغغلوا معغغك
وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لغغو تغفلغغون عغغن أسغغلحتكم
وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ول جناح عليكم إن كان بكغغم أذى
من مطر أو كنتم مرضى أن تضغغعوا أسغغلحتكم وخغغذوا حغغذركم إن اللغغه
أعد للكافرين عذابا مهينا ً ] النساء.[102:
)فغغإذا سغغجدوا :أي أتغغم الغغذين معغغك صغغلتهم ،فليغغذهبوا وليحرسغغوكم.
فيميلون :فيحملون .جناح حرج وإثم(.
ولهذه الصورة التي ذكرتها الية لصلة الخوف كيفيتغغان غغ بينهغغا رسغغول
الله بفعله غ تختلفغان بحسغغب اختلف موقغع العغدو مغن المسغلمين،
وكونه في جهة القبلة أم في غير جهتها.
112
الكيفية الولى:
وهي عندما يكون العدو رابضا ً في جهة القبلة والقتال غير ملتحم :فغغإذا
أراد الجنود أن يصلوا جماعة ،ولم يرغبوا أن يجغغزئوا صغغلتهم إلغغى عغغدة
جماعات ،تحقيقا ً لفضيلة الجماعغغة الواحغغدة الكغغبرى ،فليرتبهغغم إمغغامهم
صفين أو أربعا ً أو أكثر ،ويصلي بهغغم ،فغغإذا سغغجد فليسغغجد معغغه الصغغف
الذي يليه فقط إن كان المصلون صغغفين ،أو الصغغفان اللغغذان يليغغانه إن
كانوا أربعغغة صغغفوف ،وهكغغذا ،وليقغغف البغغاقون يحرسغغون إخغغوانهم مغغن
إمامهم في قيام الركعة الثانية ،فإذا سجد المام لركعة الثانية تبعه مغغن
تخلف في الولى ،وتخلف المتبعون له إذ ذاك ،ثغغم يتلحغغق الجميغغع فغغي
جلوس التشهد ويسلمون جميعًا.
وهذه الكيفية هي التي صلى بهغغا رسغغول اللغغه فغغي غغغزوة مغغن
غزواته ،وهي عزوة عسفان ،فكانت سنة في كل حالة تشبهها.
روى البخاري ) (902عن ابن عباس رضي الله عنهمغغا قغغال :قغغام
س منهغغم ،ثغغمالنبي وقام الناس معه ،فكغغبر وكب ّغغروا معغغه ،وركغغع نغغا ٌ
سغغجد وسغغجدوا منغغه ،ثغغم قغغام للثانيغغة فقغغام الغغذين سغغجدوا وحرسغغوا
لخوانهم ،وأتت الطائفة الخرى ،فركعغغوا وسغغجدوا معغه والنغغاس كلهغغم
في صلة ،ولكن يحرس بعضهم بعضًا.
الكيفية الثانية:
وهي عندما يكون العدو منتشرا ً في غير جهة القبلغغة والقتغغال غيغغر
ملتحم ،والكيفية المندوبة للصلة في هذه الحالة هي:
1غ ينقسم المصلون إلى فرقتين ،تقف واحدة في وجه العدو
ترقبه وتحرس المسلمين ،وتغغذهب الخغغرى لتغغؤدي الصغغلة جماعغغة مغغع
المام.
2غ يصلي المام بهذه الفرقة الثانية ركعة ،فإذا قام للثانية فغغارقته
وأتمت الركعة الثانية بانفراد ،وذهبوا إلى حيث ترابط الفرقة الولى.
3غ تأتي الفرقة الولى فتقتدي بالمام غ غ وينبغغغي أن يطيغغل قيغغامه
في الركعة الثانية ريثما تلحق به هذه الفرقة غ فيصلي بها المام الركعة
الثانية التي هي الولى فغغي حقهغغم ،فغغإذا جلغغس للتشغغهد قغغاموا فغغأتموا
الركعة الثانية ،ثم لحقوا به وهو ل يزال في التشهد ،فيسلم بهم.
وهغغذه الكيفيغغة فغغي صغغفة صغغلة رسغغول اللغغه فغغي غغغزوة ذات
الرقاع.
روى البخاري ) ،(3900مسغغلم ) ،(842وغيرهمغغا ،عغغن صغغالح بغغن
وات عمن شهد رسول الله صلى يوم ذات الرقاع صغغلة الخغغوف: خ ّ
أن طائفة صفت معه ،وطائفة ُوجاه العدو ،فصلى بالتي معه ركعغغة ،ثغغم
ثبت قائمًا ،وأتموا لنفسهم ثم انصغغرفوا ،فصغغفوا وجغغاء العغغدو ،وجغغاءت
الطائفة الخرى فصلى بهغغم الركعغغة الغغتي بقيغغت مغغن صغغلته ،ثغغم ثبغغت
جالسًا ،وأتموا لنفسهم ثم سلم بهم.
113
وأنت ترى أن في أداء الصلة على هاتين الكيفيتين غ والمسغغلمون
في مواجهة العدو غ صورة من صغور المحافظغة علغغى الصغلة بجماعغغة،
والمحافظغغة علغغى حراسغغة المسغغلمين ،والتنبغغه للعغغدو والصغغحو إلغغى
مكايدهم.
ومزيتهغغا الكغغبرى التأسغغي برسغغول اللغغه ،واكتسغغاب أجغغر أداء
الجميع صلتهم في جماعة واحدة ،مع الخليفة أو المام الكبر ،أو القائد
في ميادين القتال.
الحالة الثانية:
وهي عندما يلتحم القتال مع العدو وتتداخل الصفوف ويشتد الخوف.
ول توجد كيفية محددة للصلة في هذه الحالة ،بل يصلي كل منهم على
النحو الذي يستطيع ،راجل ً أو راكبًا ،ماشيا ً أو واقف غًا ،مسغغتقبل ً القبلغغة أو
منحرف غا ً عنهغغا ،ويركغغع ويسغغجد بإيمغغاء ،أي بتحريغغك رأسغغه مشغغيرا ً إلغغى
الركوع والسجود ،ويجعل إيماء السغغجود أبلغغغ مغغن إيمغغاءة الركغغوع .وإن
أمكن اقتداء بعضهم ببعض وصلتهم جماعغغة فهغغو أفضغغل ،وإن اختلفغغت
جهاتهم ،أو تقدم المأموم على المام.
قال تعالى :حافظوا على الصلوات والصغغلة الوسغغطى وقومغغوا
لله قانتين فغغإن خفتغغم فرجغغال ً أو ركبانغا ً فغغإذا أمنتغغم فغغاذكروا اللغغه كمغغا
علمكم ما لم تكونوا تعلمون] البقرة.[238:
]الوسطى :صغغلة العصغغر .قغغانتين :خاشغغعين .كمغغا علمكغغم :أي أعمغغال
الصلة[.
روى البخاري) ،(4261عن ابن عمر رضي الله عنهما ،في وصفه صلة
الخوف وبعد ذكره الكيفيغتين السغابقتين ،قغال :وبعغد فغإن كغان وصغفه
خوف هو أشد مغن ذلغك ،صغلوا رجغال ً قيامغا ً علغى أقغدامهم ،أو ركبانغًا،
مسغغتقبلي القبلغغة ،أو غيغغر مسغغتقبليها .قغغال مالغغك :قغغال نغغافع :ل أرى
عبدالله بن عمر ذكر ذلك إل عن رسول الله . e
ل راكبا ً أو قائما ،تومئ إيماء. وعند مسلم ) :(839فص ً
وبعذر في هذه الحالة في كل ما يقع منه من حركات تستدعيها ظروف
القتال ،إل أنه ل يعذر في الكلم والصياح ،إذ ل ضرورة تسغغتدعي ذلغغك،
وإذا أصابته نجاسة ل يعفا عنها كدم ونحوه ،صحت صغغلته ووجغغب عليغغه
القضاء فيما بعد:
واعلم أن هذه الصلة يرخص فيها بهذا الشكر عند كغغل قتغغال مشغغروع،
وفي كل حالة يكون فيها المكلف في خوف شديد ،كما إذا كان فارا ً من
عدو ،أو حيوان مفترس ،ونحو ذلك.
والمنظور إليه في مشروعية هذه الكيفية هو الحفاظ على أداء الصغغلة
في وقتها المحدد لهغغا ،امتثغغال ً لمغغر الشغغارع حيغغث يقغغول ( :إن الصغغلة
كانت على المؤمنين كتابا ً موقوتا ً) ]النساء .[103
حكمة مشروعية صلة الخوف:
114
والحكمغغة مغغن مشغغروعية هغغذه الكيفيغغات فغغي الصغغلة التيسغغر علغغى
المكلف ،كي يتمكن من أداء هذه الفريضة ،وهغغو أحغغوج مغغا يكغغون إلغغى
الصلة بالله عز وجل ،يستمد منه العون والنصغغرة ،وهغغو يقغغارع الكفغغرة
في ميادين القتال ،فيطمئن قلبه بذكر ربه جل وعل ،وتزداد ثقته بنصره
وتأييده ،وثبت قغغدمه فغغي أرض المعركغغة ،حغغتى ينغغدحر الباطغغل ويكتغغب
لهل الحق الفوز والفلح ،وصدق الله العظيم إذ يقغغول( :يغغا أيهغغا الغغذين
آمنوا إذا لقيتم فئة فأثبتوا واذكروا الله كثيرا ً لعلكغغم تفلحغغون) ]النفغغال:
.[45
ومن الجدير بالذكر أن صلة الخوف ،بكيفياتها السغغابقة تمكغغن الجنغغدي
المسلم من أقامغغة الصغغلة دون حغغرج ،مهمغغا اختلفغغت أسغغاليب القتغغال
وتنغغوعت وسغغائل الحغغرب ،علغغى اختلف الزمغغان والمكغغان ،ول سغغيما
المتقاتلة ،كما هو الحال في كثير من المواقف القتالية الحديثة.
الصلة ل تسقط بأي حال:
يتبين مما سغغبق أن الصغغلة ل تسغغقط بحغغال مغغن الحغغوال مهمغغا اشغغتد
العذر ،ما دام التكليف قائمغًا ،والحيغغاة مسغغتمرة .ولكغغن اللغغه عغغز وجغغل
رخص في تأخيرها كالجمع بين الصلتين أو قصرها كصغغلة المسغغافر ،أو
التسهيل في كيفية أدائها كصلة الخوف وصلة المريغغض ،وذلغغك حسغغب
السباب والظروف.
*****
عة
م َ ص َ
لة الج ُ َ
مشروعيتها: •
صلة الجمعة مشروعة ،وهي من الفضائل التي اختص اللغغه تعغغالى بهغغا
هذه المة التي هديت للفوز بمكرمات هذه اليوم.
روى البخغغاري ) ،(836ومسغغلم) ،(855عغغن أبغغي هريغغرة tأنغغه سغغمع
رسول الله eيقول" :نحن الخغغرون السغابقون يغوم القيامغة ،بيغغد أنهغغم
أوتوا الكتاب من قبلنا ،ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فغغاختلقوا فيغغه،
فهدانا الله ،فالناس لنا فيه تبع :اليهود غدا ً والنصارى بعد غد".
]الخرون :وجودا ً فغغي الغغدنيا .السغغابقون :فغغي الفصغغل والجغغر ودخغغول
الجنة .بيد :غير .الكتاب :الشريعة السغغماوية .هغغذا يغغوم الجمعغغة .فغغرض
عليهم :أن يتقربوا إلى الله تعالى فيه[.
وقد فرضت بمكة قبيل الهجرة ،إل أنها لم تقم في مكة لضغغعف أسغغعد
بن زرارة .tروى ذلك أبو داود ) (1069وغيره ،من كعب بن مالك .t
دليل مشروعيها •
115
ل على مشروعيتها الجمعة ووجوبها قوله تعالى( :يا أيهغا الغغذين آمنغوا د ّ
إذا نودي إلى للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللغغه ودروا الغغبيع
ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ]الجمعة.[9:
وأحاديث كثيرة منها :ما رواه أبو داود ) ،(1067عن طارق بغغن شغغهاب
،tعن النبي eقال" :الجمعة حق واجب على كل مسلم"...
وما رواه مسلم ) (865وغيره ،عن أبي هريرة وابغغن عمغغر رضغغي اللغغه
عنهما ،أنهما سمعا النبي eيقول على أعواد منبره" :لينتهين أقوام عغغن
ودعهغغم الجمعغغات ،أو ليختمغغن اللغغه علغغى قلغغوبهم ،ثغغم ليكغغونن مغغن
الغافلين".
]ودعهم :تركهم[.
الحكمة من مشروعيتها: •
لمشروعية صلة الجمعة حكم وفوائد كثيرة ،ل مجال لستقصغغائها فغغي
هذا المكان ،ومغغن أهمهغغا تلقغغي المسغغلمين علغغى مسغغتوى جميغغع أهغغل
البلدة ،في مكان واحد غ هو المسجد الجامع غ مرة كل أسغغبوع ،يلتقغغون
على نصيحة تجمع شمالهم وتزيدهم وحدة وتضغغامنًا ،كمغغا تزيغغدهم ألفغغة
وتعارفا ً وتعاونًا ،وتجعلهم واعين متنبهين للحداث التي تجد مغغن حغغولهم
كل أسبوع ،وتشغدهم إلغى إمغامهم العظغم الغذي ينبغغي أن يكغون هغو
الخطيب فيهغم ،والغواعظ لهغم .فهغي إذا ً مغؤتمر أسغبوعي يتلقغى فيغه
المسغغلمون صغغفا ً واحغغدًا ،وراء قغغائدهم الغغذي هغغو إمغغامهم وخطيبهغغم
فيه.ولذلك أكثر الشارع من الحث على حضغغورها ،والتحغغذير مغغن تركهغغا
والتهاون في شانها ،وقد مر بك شيء من هذا ،وسيأتي بعض منها فيما
يلي من كلم ،وحسبنا في هذا قوله " : eمن ترك ثلث جمع تهاونا ً طبع
الله على قلبه".
شروط وجوبها: •
تجب صلة الجمعة على من وجدت فيه الشروط السبعة التالية:
الول ل السلم:
فل تجب وجوب مطالبة فغغي الغغدنيا علغغى الكغغافر ،إذ هغغو مطغغالب فيهغغا
بأساس العبادات والطاعات كلها أل وهو السلم ،أمغغا فغغي الخغغرة فهغغو
مطالب بها بمعنى أنه يعاقب عليها.
الثاني ل البلوغ:
فل تجب على الصبي لنه غير مكلف.
الثالث ل العقل:
إذ المجنون غير مكلف أيضًا.
الرابع ل الحرية الكاملة:
فل تجب صلة الجمعة على الرقيق ،لنه مشغول بحق سغغيده ،فكغغان
مانعا ً عن وجوبها في حقه.
الخامس ل الذكورة:
116
فل تجب على النساء ،لنشغالهن في الولد وشؤون البيت ،وحصغغول
المشقة لهن بوجوب الحضور في وقت مخصوص ومكان معين.
السادس ل الصحة الجسمية:
فل تجب على المريض الذي يتألم بحضور المسجد أو بانحباسغغه فيغغه
إلى انقضاء الصلة ،أو الذي يزداد مرضه شدة بحضوره ،أو يزداد طغغول ً
بأن يتأخر برؤه ،ويلحغق بغالمريض الشغخص الغذي مرضغه ويخغدمه ،ول
يوجد من يقوم مقامه خلل ذهابه إلى الصلة ،مع حاجغغة المغغرض إليغغه،
سواء كان الممرض قريبا ً أم ل ،فل تجب عليه صلة الجمعة.
السابع ل القامة بمحل الجمعة:
فل تجب على مسافر سفرا ً مباحا ً ولو قصيرًا ،إذا كان قد بغغدأ سغغفره
قبل فجر يوم الجمعة ،وكان ل يسمع في المكان الغغذي هغغو فيغغه صغغوب
الذان من بلدته التي سافر منها .وكذلك المستوطن في محغغل ل تصغغح
فيه الجمعة ،كقرية ليس فيها أربعون مستوطنون خغغالون مغغن العغغذار،
إذا لم يسمع صوت الذان من الطرف الذي يلي القرية من بلد الجمعغغة
إلى الطرف الذي يقابله من القرية.
ل على هذه الشروط قوله " :eالجمعة حق واجب على كل مسلم ود ّ
في جماعة إل أربعة :عبد مملوك ،أو امرأة ،أو صبي ،أو مريغغض" ]رواه
أبو داود.[1067:
وخبر الدارقطني ) (2/3وغيره ،عن النبي " :eمغغن كغغان يغغؤمن بغغالله
واليوم الخر فعليه الجمعة إل امرأة ومسافر وعبدا ً ومريضًا".
ولحديث أبي داود ) " :(1056الجمعة على كل من سمع النغغداء" .أي
الذان.
شرائط صحتها: •
فإذا توفرت هذه الشروط السبعة ،وجبت صلة الجمعة ،إل أنها ل تصح
إل بشروط أربعة:
الشرط الول:
أن تقام في خطة أبنية ،سواء كانت هذه الخطغغة ضغغمن أبنيغغة بلغغدة ،أو
قرية يستوطنها ما ل يقغغل عغغن أربعيغغن رجل ً ممغغن نجغغب عليهغغم صغغلة
الجمعة.
ض وحاكم ،وكان فيغغه أسغغواق للغغبيع والمقصود بالبلدة :ما اجتمع فيه قا ٍ
والشراء .والمقصود بالقرية :ما لم يوجد فيه ذلك.
فل تصح صلة الجمعة في الصحراء وبين الخيام ،ول في قريغغة ل يوجغغد
فيها أربعون رجل ً تجب في حقهم صلة الجمعة .فإن سمعوا الذان مغغن
البلدة المجاورة لهغغم ،وجغغب عليهغغم الخغغروج إليهغغا لصغغلة الجمعغغة ،وإل
سقطت عنهم ،كما ذكرنا ذلك عند الحدوث فغغي شغغروط وجغغوب صغغلة
الجمعة.
ودليل هذا الشرط :أنها لم تقم في عصر النبي . r
117
الشرط الثاني:
أن ل يقل العدد الذي تقام به صلة الجمعة عن أربعيغغن رجل ً مغغن أهغغل
الجمعة ،أي ممن تنعقد بهم ،وهم الذكور البالغون المستوطنون.
لما رواه البيهقي) ،(1/177عن جابر عم عبدالله tقغغال :مضغغت السغغنة
أن في كل أربعين فما فوق ذلك جمعة .وجاء في حديث كعب بن مالك
،tوكانوا يومئذ أربعين.
الشرط الثالث:
أن تقام في وقت الظهر ،فلو ضغغاق وقغغت الظهغغر عنهغغا ،بغغأن لغغم يبغغق
الجمعغغة ،فخغغرج وقغغت الظهغغر وهغغم فيهغغا ،قلوبهغغا ظهغغرا ً وأتموهغغا أربغغع
ركعات.
دل على هذا فعله rلها في هذا الوقت .
روى البخاري) ،(862عن أنس : tأن النبي rكان يصلي الجمعة حيغغن
تميل الشمس .أي إلى الغرب وهو الزوال.
وروى البخاري )(3935؛ ومسلم ) ،(860علن سلمة بن الكوع tقال:
كنا نصلي مع النبي rالجمعة ،ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نسغغتظل
فيه.
وعن سهل بن سغغعد tقغغال :مغا كنغغا نقبغغل ول نتغغغذى إل بعغغد الجمعغغة.
)رواه البخاري897:؛ومسلم. (859 :
] نقبل :من القيلولة وهي النوم عند الظهيرة للستراحة .نتغدى :نتناول
طعام الغداء[.
فالحاديث تدل على أنه rما كان يصليها إل في وقت الظهر ،بل وفغغي
أول الوقت .
الشرط الرابع:
أن ل تعدد الجمعة في بلد واحد طالما كغغان ذلغغك ممكنغًا ،بغغل يجغغب أن
يجتمع أهل البلدة الواحدة فغغي مكغغان واحغغد ،فغغإن كغغثر النغغاس ،وضغغاق
المكان الواحد عن استيعابهم جاز التعدد بقدر الحاجة فقط.
فلو تعددت الجمعات في البلدة الواحدة بدون حاجة ،لم يصغغح منهغغا إل
أسبقها ،والعبرة بالسبق البغغداءة ل النتهغغاء ،فالجمعغغة الغغتي بغغدأ إمامهغغا
ل ،هي الجمعة الصحيحة ،ويعتغغبر أصغغحاب الجمعغغات الخغغرى بالصلة قب ً
مقصرين إذا انفردوا بجمعات متعددة،ولم يلتقوا جميعا ً فغغي أول جمعغغة
بدأت في البلغغدة ،فتكغغون جمعغغاتهم لغغذلك باطلغغة ويصغغلون فغغي مكانهغا
ظهرًا.
فإن لم تعلم الجمعة السابقة فالكل باطغغل ،ويسغغتأنفون جمعغغة جديغغدة
في مكان واحد إن أمكن ذلك واتسع الوقت ،وإل صغغلى الجميغغع ظهغغرًا،
جبرا ً للخلل ،بل تداركا ً للبطلن.
ودليل هذا الشرط:
118
إن الجمعغغة لغغم تقغغم فغغي عصغغر النغغبي rوالخلفغغاء الراشغغدين وعصغغر
التابعين ،إل في موضع واحد من البلغغدة ،فقغغد كغغان فغغي البلغغدة مسغغجد
كبير يسمى المسجد الجامع ،أي الذي تصلى فيه الجمعة ،أما المسغغاجد
الخرى فقد كانت مصليات للوقات الخمسة الخرى.
روى البخاري)(860؛ ومسلم) ،(847عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي...
] ينتابون :يأتون مرة بعد مرة .العوالي :مواضع شرق المدينة.
أقربها على بعد أربعة أميال أو ثلثة من المدينة[.
وروى البخاري ) ،(852عن ابن عباس رضي اللغغه عنهمغغا أنغغه قغغال :إن
أول جمعة جمعغت بعغد جمعغة فغي مسغجد رسغول اللغه rفغي مسغجد
عبدالقيس ،بجواثي من البحرين.
والحكمة من هذا الشغغرط :أن النتصغغار علغغى مكغان واحغغد أفضغغى إلغغى
المقصود ،وهو إظهار شغغعار الجتمغغاع وتوحيغغد الكلمغغة ،بغغل التنغغاثر فغغي
أماكن متفرقة بدون حاجة ربما هيأ أسباب الفرقة والشقاق.
• فرائض الجمعة:
تتكون شعيرة الجمعة من فرضين ،هما أساس هغغذه الركغغن o
السلمي العظيم.
الفريضة الولى – خطبتان ،أولهما شروط هي:
-1أن يقللوم الخطيللب فيهمللا إن اسللتطاع ،ويفصللل بينهمللا
بجلوس:
وذلك لما رواه مسلم في صحيحه عن جغغابر بغغن سغغمرة tأنغغه rكغغان
يخطب خطبتين يجلس بينهما ،وكان يخطب قائمًا.
وروى البخاري)(878ومسلم) (861عغغن ابغغن عمغغر رضغغي اللغغه عنهمغغا
قال :كان النبي rيخطب قائما ً ثم يقعد ،ثم يقوم كما تفعلون الن.
-2أن ل تؤخر عن الصلة:
وذلغغك للتبغغاع المعلغغوم مغغن مجمغغوع الحغغاديث الغغواردة فغغي الجمعغغة،
ولجماع المسلمين على ذلك.
ً
-3أن يكون الخطيب طاهرا من الحدثين الصغر والكللبر ،ومللن
نجاسة غير معفو عنها في ثوبه وبدنه ومكانه ،وأن يكللون سللاتر
العورة:
إذ الخطبة كالصلة ،ولغغذلك كغغانت الخطبتغغان عوض غا ً عغغن ركعغغتين مغغن
فريضة الظهر ،فاشترط لها ما يشترط للصلة من الطهارة ونحوها.
-4أن تتلى أركان الخطبة باللغة العربية:
على الخطيب أن يخطب باللغة العربية وإن لم يفهمها الحاضغغرون فغغإن
لم يكن ثمة من يعلم العربية ،ومضى زمغغن أمكغغن خللغغه تعلمهغغا أثمغغوا
جميعًا ،ول جمعة لهم ،بل يصلونها ظهرًا.
119
أما إذا لم تمض مدة يمكن تعلم العربيغغة خللهغغا ،ترجغغم أركغغان الخطبغغة
باللغة التي يشاء ،وصحت بذلك الجمعة.
-5الموالة بيللن أركللان الخطبللة ،وبيللن الخطبللتين الولللى
والثانية ،وبين الثانية والصلة:
فلو وقع فاصل طويل في العرف بين الخطبغغة الولغغى والثانيغغة ،أو بيغغن
مجموع الخطبتين والصلة ،لم تصح الخطبة ،فإن أمكغغن تغغداركها وجغغب
ذلك ،وإل انقلبت الجمعة ظهرًا.
-6أن يسمع أركان الخطبتين أربعون من تنعقد بهم
الجمعة.
ً
* ثم إن للخطبتين أركانا هي:
-1حمد الله تعالى ،بأي صيغة كان.
-2الصلة على النبي rبأي صيغة من الصلوات.
بشرط أن يذكر اسمه الصريح :كالنبي أو الرسول أو محمغغد ،فل يكفغغي
ذكر الضمير بدل ً من السم الصريح.
-3الوصية بالتقوى ،بأي اللفاظ والساليب كانت:
فهذه الركان الثلثة أركان لكل الخطبتين،ل يصح كل منهما إل بها.
-4قراءة آية من القرآن في إحدى الخطبتين:
ويشترط أن تكون الية مفهمة وواضحة المعنغغى ،فل يكفغغي قغغراءة آيغغة
من الحروف المنقطة أوائل السور.
-5الدعاء للمؤمنين في الخطبللة الثانيللة ،بمللا يقللع عليلله اسللم
الدعاء عرفًا.
120
السبب قبل انتهاء الركعة الولى ،فإن صغغلتهم ل تصغغح جمعغغة ،وتنقلغغب
في حقهم ظهرًا.
ودليل ما سبق ما رواه النسائي وابن ماجه والدارقطني عن ابغغن عمغغر
رضي الله عنهما قال :قال رسول الله " :rمغغن أدرك ركعغغة مغغن صغغلة
الجمعة وغيرها ،فليضف إليها أخرى ،وقد تمت صلته".
آداب الجمعة وهيئاتها: •
ليوم الجمعة وصلتها آداب مسنونة ،ينبغي الهتمام بهغغا والغغدأب عليهغغا،
وهي:
-1الغسل:
لخبر" :إذا جغغاء أحغغدكم إلغغى الجمعغغة فليغتسغغل").رواه البخغغاري387:؛
ومسلم.(844:
وإنما صرف المر هنا عن الوجوب إلى الستحباب للحغغديث الغغذي رواه
الترمذي" :من توضأ يوم الجمعة فبهغغا ونعمغغت ،ومغغن أغتسغغل فالغسغغل
أفضل" .
]فبها ونعمت :أي فبالسنة عمل ،ونعمت السنة[.
-2تنظيللف الجسللد مللن الوسللاخ والللروائح الكريهللة والدهللان
والتطيب:
ولذلك لئل يتأذى به أحد من الناس ،بل ليألفوه ويسروا باللقاء به.
وقد علمت أن من رخص ترك صلة الجمعة أن يكغون قغغد أكغغل ذا ريغغح
كريه يتأذى به الناس.
روى البخاري) ،(843عن سلمان الفارسغغي tقغغال :قغغال النغغبي " : rل
يغتسل رجل يوم الجمعة ،ويتطهر مغغا اسغغتطاع مغغن طهغغر ،ويغغدهن مغغن
دهنه أو يمس من طيب بيته ،ثم يخرج فل يفرق بين اثنين ،ثم يصلي ما
كتب له ،ثم ينصت إذا تكلم المغغام ،إل غفغغر لغغه مغغا بينغغه وبيغغن الجمعغغة
الخرى".
-3لبس أحسن الثياب:
روى أحمد) ،(3/81وغيره ،عنه rقال" :من اغتسغغل يغغوم الجمعغغة ،ثغغم
لبس أحسن ثيابه ،ومس طيبغا ً إن كغغان عنغغده ،ثغغم مشغغى إلغغى الجمعغغة
وعليه السكينة ،ولم يتخط أحدا ً ولغم يغؤذه ،ثغم ركغع مغا قضغي لغه ،ثغم
انتظر حتى ينصرف المام ،غفر له ما بين الجمعتين" ؟
والفضل أن تكون الثياب بيضًا ،لما رواه الترمغغذي) (994وغيغغره،أنغغه r
قال":البسوا مغغن ثيغغابكم البيغغاض ،فإنهغغا مغغن خيغغر ثيغغابكم وكفنغغوا فيهغغا
موتاكم" .
-4أخذ الظفر وتهذيب الشعر:
لخبر البزار في مسغنده :أنغه rكغغان يقلغغم أظغغافره ويقغغص شغاربه يغوم
الجمعة.
-5التبكير إلى المسجد:
121
روى البخاري ) (841ومسلم) ،(850عن أبي هريرة tأن رسغغول اللغغه
rقال":من اغتسل يغوم الجمعغة غسغغل الجنابغة ،ثغغم راح فكأنمغغا قغغرب
بدنة ،ومن راح في الساعة الثانيغغة فكأنمغغا قغغرب بقغغرة ،ومغغن راح فغغي
الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ً أقرن ،ومن راح فغغي السغغاعة الرابعغغة
فكأنما قرب دجاجة ،ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة،
فإذا خرج المام حضرت الملئكة يستمعون الذكر".
]غسل الجنابة :أي كغسل الجنابة من حيث الهيئة .راح :ذهب[.
قرب :تصدق بها تقربا ً إلى الله تعالى .بدنة :هي واحدة البل تهدي إلغغى
بيت الله الحرام .أقرن :له قرنان ،وهو أكمل وأحسن صورة ،وقد ينتفع
بقرنه .خرج المام :صعد المنبر للخطبغغة .الغغذكر :الموعظغغة وفيهغغا مغغن
ذكر الله عز وجل[.
-6صلة ركعتين عند دخول المسجد:
روى مسغغلم) ،(875عغغن جغغابر tقغغال :قغغال رسغغول اللغغه " : rإذا جغغاء
أحدكم يوم الجمعة ،والمام يخطب ،فليركع ركعغغتين ،وليتجغغوز فيهمغغا".
أي يخففهما مع التيان بهما كاملة الركان والسنن والداب.
هغغذا إذا لغغم يبلغغغ الخطيغغب أواخغغر الخطبغغة ،وإل فلينظغغر قيغغام الصغغلة
المكتوبة .وتفوت هاتان الركعتان بجلوسه ،فإن جلس لم يصح منه بعغغد
صلة نافلة ،بل يجب أن يظغغل جالسغا ً ينصغغت إلغغى الخطبغغة حغغتى تقغغام
الصلة.
-7النصات للخطبتين:
روى البخغغاري فغغي صغغحيحه) (892ومسغغلم) (851وغيرهمغغا ،عغغن أبغغي
هريغغرة ،tأن النغغبي rقغغال":إذا قلغغت لصغغاحبك يغغوم الجمعغغة :أنصغغت،
والمام يخطب ،فقد لغوت" .وعند أبي داود ) (1051من رواية علي :t
"ومن لغا فليس له في جمعته تلغغك شغئ" .أي لغغم يحصغغل لغه الفضغغل
المطلوب ،والثواب المرجو.
واللغو :هو ما ل يحسن من الكلم.
آداب عامة ليوم الجمعة:
يوم الجمعة أفضل أيغغام السغغبوع ،ولغغن سغغنن وآداب ،ينبغغغي أن يكغغون
المسلم على بينة منها ،ليبق منها ما يمكنه تطبيقه ،وإليك بعضا ً منها:
أو ً
ل :تسن قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها:
روى النسائي عن أبغغي سغغعيد الخغغدري ، tأن النغغبي rقغغال":مغغن قغغرأ
سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
ثانيًا :يسن الكثار من ا لدعاء يومها وليلتها:
لما روى البخاري) (893ومسغغلم) (852أن النغغبي rذكغغر يغغوم الجمعغغة
فقال " :فيها ساعة ل يوافقها عبد مسلم ،وهو قائم يصلي ،يسغغأل اللغغه
تعالى شيئا ً إل أعطغغاه إيغغاه" .وأشغغار بيغغده يقللهغغا ،أي يغغبين أنهغغا فغغترة
قصيرة من الزمن.
122
ثالثًا :يسن الكثار من الصلة على النبي rفللي يومهللا وليلتهللا:
لحديث" :إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ،فغغأكثروا علغغي مغغن الصغغلة
فيه ،فإن صلتكم معروضة علي").رواه أبو داود1047 :؛ وغيره بأسانيد
صحيحه(.
*****
123
صلة النّ ْ
فلل
124
روى مسلم) ،(881عن أبغي هريغرة tقغال :قغال رسغول اللغه " :eإذا
صلى أحكم الجمعة فليصل بعدها أربعا ً ".
وروى الترمذي ) (523أن ابن مسعود tكان يصلي قبل الجمعغغة أربعغا ً
وبعدها أربعًا .والظاهر أنه توقيف ،أي علمه من فعل النبي .e
غ أربع ركعات قبل فريضة العصر ،لما رواه الترمذي ) (430وغيره ،عن
على : tكغغان النغغبي eيصغغلي قبغغل العصغغر أربغغع ركعغغات يفصغغل بينهغغن
بالتسليم.
غ وركعتان خفيفتان قبل صلة المغرب ،لما رواه البخاري) (599ومسلم
) (837واللفظ له ،عغغن أنغغس tقغغال :كنغغا بالمدينغغة ،فغغإذا أذن المغغؤذن
لصلة المغرب ابتغغدروا السغغواري فيركعغغون ركعغغتين ركعغغتين ،حغغتى أن
الغريب ليدخل فيحسب أن الصلة قد صليت ،من كثرة من يصليهما.
]ابتدروا السواري :جمع سارة وهي الدعامة الغغتي يرفغغع عليهغغا وغيرهغغا
السقف ،وتسمى أسغغطوانة .وابتغغدروها :أي تسغغارعوا إليهغغا ووفغغق كغغل
واحد خلف واحدا منها .ركعتين ركعتين :أي كل واحغغد يصغغلي ركعغغتين ل
يزيد عليهما[.
ومعنى كونها خفيفتين :أنه ل يأتي زيادة على أدنى ما تتحقق به أركغغان
الصلة وسننها وآدابها.
غ ويستحب غ أيضا ً غ أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل صغغلة العشغغاء ،لمغغا
رواه البخاري) (601ومسلم ) ،(838عغن عبغغد اللغغه بغن مغفغغل tقغال:
قال النبي " : eبين كل أذانين صلة ،ثلثا ً لمن شاء " وفي رواية " :بين
كل أذانين صلة ،بين كل أذانين صلة ،ثم قال في الثالثة :لمن شاء ".
]الذانين :الذان والقامة[.
125
روى الترمذي) (453وغيغغره،عغغن علغغي tقغغال :إن الغغوتر ليغغس بحتغغم
ن رسول الله .e كصلتكم المكتوبة ،ولكن س ّ
وعنده وعند أبي داود ) (1416قغغال رسغغول اللغغه " :eيغغا أهغغل القغغرآن
أوتروا ،فإن الله وتر يحب الوتر ".
وقت الوتر :ما بين صلة العشاء وطلغغوع الفجغغر ،والفضغغل أن يؤخرهغغا
إلى آخر صلة الليل .روى أبو داود ) (1418أن النبي eقغغال " :إن اللغغه
عز وجل أمدكم بصغغلة وهغغي خيغغر لكغغم مغغن حمغغر النعغغم ،وهغغي الغغوتر،
فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر" .وروى البخغغاري) (953
ومسلم ) ،(749عن النبي eقال " :إجعلوا آخر صلتكم من الليل وتغغرا ً
".
هذا إن رجا النسان أن يقوم من آخر الليل ،أما من خغغاف أن ل يقغغوم،
فليوتر بعد فريضة العشاء وسنتها.
روى مسلم ) (755عن جابر tقال :قال رسغغول اللغغه " : eمغغن خغغاف
أن ل يقوم آخر الليل فليوتر أوله ،ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخغغر
الليل ،فإن صغغلة آخغغر الليغغل مشغغهودة ،وذلغغك أفضغغل " .مشغغهودة :أي
تحضرها الملئكة.
وروى البخاري ) (1880ومسلم ) (721عن أبي هريرة tقال :أوصاني
خليلي بثلث :صيام ثلثة أيام من كل شهر ،وركعتي الضغغحى ،وأن أوتغغر
قبل أن أرقد .أي أصلي الوتر قبل أن أنام .
وأقل الوتر ركعة ،لكن يكره القتصار عليها ،وأقل الكمال ثلث ركعات:
ركعتان متصلتان ،ثم ركعة منفردة .ومنتهى الكمغغال فيهغغا إحغغدى عشغغر
ركعة ،يسلم على رأس كل ركعتين ،ثم يختم بواحدة:
روى مسلم ) ،(752عن ابن عمر رضي الله عنهمغغا قغغال :قغغال رسغغول
الله " :eالوتر ركعة من آخر الليل ".
وروى البخاري ) (1071ومسلم ) (736وغيرهمغا غغ واللفغظ لغه غغ عغغن
عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله eيصلي ما بين أن يفغغرغ
من صلة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة ،يسلم بين كل ركعتين،
ويوتر بواحدة .فإذا سكت المؤذن مغغن صغغلة الفجغغر ،وتغغبين لغغه الفجغغر،
وجاءه المؤذن ،قام فركغغع ركعغغتين خفيفغغتين ،ثغغم اضغغطجع علغغى شغغقه
اليمان حتى يأتيه المؤذن للقامة.
]ركعتين خفيفتين :هما سنة الفجر[.
وروى أبو داود ) ،(1422عن أبي أيوب tقال :قغغال رسغغول اللغغه " :e
الوتر حق على كل مسلم ،فمن أحغغب أن يغغوتر بخمغغس فليفعغغل ،ومغغن
أحب أن يوتر بثلث فليفعل ،ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل ".
]حق :مشروع ومطلوب[.
3ل قيام الليل:
126
وهغغغو مغغغا يسغغغمى بالتهجغغغد إن فعغغغل بعغغغد النغغغوم ،والتهجغغغد :تغغغرك
الهجود،والهجود :النوم ،أي ترك النوم.
وقيام الليل سنة غير محددة بعدد من الركعات ،تغغؤدى بعغغد السغغتيقاظ
من النوم ،وقبل أذان الفجر.
ودليل مشروعية قيام الليل قوله تعالى ( :ومن الليل فتهجغغد بغغه نافلغغة
لك عسغغى أن يبعثغغك ربغغك مقامغا ً محمغغودا ) سغغورة السغغراء (79:أي
ل واقرأ القرآن. اترك الهجود غ وهو النوم غ وقم َفص ّ
] نافلة لك :زيادة على الفرائض المفروضة عليك خاصة[.
وروى مسلم) (1163وغيره ،عن أبي هريرة tقال :سئل رسول الله e
:أيّ الصلة أفضل بعد المكتوبة؟ قال ":الصلة في جوف الليل".
] المكتوبغغة :المفروضغغة .جغغوف الليغغل :بغغاطنه وسغغاعات التفغغرغ فيغغه
للعبادة[.
-4صلة الضحى:
وأقلها ركعتان ،وأكملها ثماني ركعات.
روى البخاري)(1880؛ ومسلم) ،(721عن أبي هريرة tقغغال :أوصغغاني
ل شهر ،وركعتي الضغغحى ،وأن تغغوتر ث :صيام ثلثة أيام من ك ّخليلي بثل ٍ
قبل أن أرقد.
وروى البخاري)(350؛ ومسلم) (336واللفظ له ،فغغي حغغديث أم هغغاني
رضي الله عنها:أنه لما كان عام الفتح ،أتت رسغغول اللغغه eوهغغو بغغأعلى
مكة ،فقام رسول الله eإلى غسله ،فسترت عليه فاطمة ،ثم أخذ ثوبه
حة الضحى .أي صلة الضحى. سب ْ َوالتحق به ،ثم صلى ثماني ركعات ُ
والفضل أن يفصل بين ركعتين ،لما جغغاء فغغي روايغغة أبغغي داود)(1290
عنها :أن رسول الله eصلى يوم الفتح سغغبحة الضغغحى ثمغغاني ركعغغات،
ويسلم من كل ركعتين.
مضي ربع ووقتها من ارتفاع الشمس حتى الزوال ،والفضل فعلها عند ُ
النهار.
روى مسلم) (784وغيره ،عن زيد بن أرقم tقال :خرج النغغبي eعلغغى
أهغغل قبغغاء وهغغم يصغغلون الضغغحى ،فقغغال ":صغغلة الوابيغغن إذا رمضغغت
الفصال".
] الوابين :جمع أواب ،وهو الراجع إلى اللغغه تعغغالى .رمضغغت الفصغغال:
احترقت مغغن حغغر الرمضغغاء ،أي وجغغدت حغغر الشغغمس ،والرمضغغاء فغغي
الصل الحجارة الحامية من حر الشمس ،والمراد ارتفاع النهار.
والفصال :جمع فصيل ،وهو ولد الناقة [.
-5صلة الستخارة:
ن لمغغن أراد أمغغرا ً
وهي صلة ركعتين في غير الوقات المكروهة .وتس غ ّ
ن بعغغد الفغغراغ
من المور المباحة ،ولم يعلم وجه الخير فغغي ذلغغك ،ويسغ ّ
127
من الصلة أن يدعو بالدعاء المأثور ،فغغإن شغغرح اللغغه صغغدره بعغغد ذلغغك
للمر فعل وإل فل.
روى البخاري ) (1109وغيره ،عن جغغابر بغغن عبغغدالله النصغغاري رضغغي
الله عنهما قال :كان رسول الله eيعلمنغا السغتخارة فغي المغور كلهغا،
كما يعلمنا السورة من القغرآن يقغول " :إذا هغم أحغدكم بغالمر فليركغع
ركعتين من غير الفريضة" ،ثغغم ليقغغل " :اللهغغم إنغغي أسغغتخيرك بعلمغغك،
وأستقدرك بقدرتك ،وأسألك من فضلك العظيم ،فإنغغك تقغغدر ول أقغغدر،
لم الغيوب ،اللهم إن كنغغت تعلغغم أن هغغذا المغغر وتعلم ول أعلم ،وأنت ع ّ
خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ،فأقدره لي ،ويسغغره لغغي ،ثغغم
بارك لي فيغغه ،اللهغغم إن كنغغت تعلغغم أن هغغذا المغغر شغغر لغغي فغغي دينغغي
ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنغغه ،واقغغدر لغغي الخيغغر
حيث كان ،ثم رضني به ،قال :ويسمي حاجته ".
• النوافل المطلقة عن التسمية والوقت:
وهي أن يصلي من النوافل ما شاء في أي وقغغت شغغاء ،إل فغغي أوقغغات
معينة يكره فيها الصلة ،وقد بّيناها فيما مضى.
وروى ابن مغغاجه أن النغغبي eقغغال لبغغي ذر " :tالصغغلة خيغغر موضغغوع،
استكثر أو أقل ".
سم من كل ركعتين ليل ً هذا واعلم أنه يستحب في النفل المطلق أن ي ّ
كان أو نهارًا.
صلة الليل مثنغغى ودليل ذلك حديث البخاري)(946؛ ومسلم )َ " :(749
مثنى" ) أخرجه أبو داود ،1295 :وغيره( .والمراد بالمثنى أن يسلم من
كل ركعتين.
القسم الثاني – وهو الذي يسن فيه الجماعة:
كان ما ذكرنا كله فيما يتعلق بالنوافل التي ل تستحب فيها الجماعة ،أما
النوافل التي تستحب فيها الجماعة ،فهي:
صغغلة العيغغدين ،صغغلة التراويغغح ،صغغلة الكسغغوف والخسغغوف ،صغغلة
الستسقاء .وسنذكر كل واحدةٍ على حدة.
*****
128
ص َ
لة العيللدَْين َ
معنى العيد:
ود ،وذلك إمغغا لتكغغرره كغغل لعغغام ،أو لعغغود السغغرور العيد مشتقّ من العَ ْ
بعوده ،أو لكثرة عوائد الله فيه على العباد.
زمن مشروعيتها والدليل عليها:
شرعت صلة عيد الفطر وعيد الضحى في السنة الثانية للهجرة ،وأول
لة النبي eعيد الفطر من السنة الثانية للهجرة. عيد ٍ ص ّ
أما الصل في مشروعيتها:
فقوله عز وجل خطابا ً لنبيه عليه الصلة والسلم ( :فصل لربك وانحر)
]الكوثر .[2:قالوا :المقصود بالصلة صلة عيد الضحى.
وروى البخاري)(913؛ ومسلم) ،(889عن أبي سغغعيد الخغغدري tقغغال:
كان رسول الله يخرج يوم الفطر والضحى إلغغى المصغغلى ،فغغأول شغغئ
يبدأ به الصلة ،ثم ينصرف ،فيكون مقابل الناس ،والناس جلغغوس علغغى
صفوفهم ،فيعظم ويأمرهم ،فإن كان يريد أن يقطع بعثا ً قطعه ،أو يغغأمر
بشيٍء أمر به ،ثم ينصرف.
] يقطع بعثًا :يفرد جماعة من الناس ليبعثهم إلى الجهاد[.
حكم صلة العيد:
هي سّنة مؤكدة ،لنه eلغم يتركهغا منغذ شغرعت حغتى توّفغاه اللغه عغز
وجل ،وواظب عليها أصحابه رضوان الله تعالى عليهم من بعده.
وتشرع جماعة ،يدل على ذلك حغغديث أبغغي سغغعيد الخغغدري tالسغغابق،
وتصح فرادى.
ويخاطب بها كل مكلف رجل ً كان أو امرأة ،مقيما ً كان أو مسافرًا ،حرا ً
كان أو رقيقًا ،إل للمرأة المتزينة ،أو التي قد تغغثير الفتنغغة ،فتصغغلي فغغي
بيتها.
ل على عدم الوجوب قوله eللسائل عن الصلة المفروضة " خمس ود ّ
صلوات في اليوم والليلة" ،قال :هل على غيرها؟ قال " :إل أن تطوع "
)رواه البخاري46:؛ ومسلم.(11:
وعند أبي داود ) " :(1420خمس صلوات كتبهن الله على العباد ،فمغغن
جاء بهن ،لم يضيع منهن شيئا ً استخفافا ً بحقهن ،كان له عنغغد اللغغه عهغغد
أن يدخله الجنة ،ومن لم يأت بهغغن فليغغس لغغه عنغغد اللغغه عهغغد؛ إن شغغاء
عذبه ،وإن شاء أدخله الجنة".
وروى البخاري)(928؛ ومسلم) ،(890عغغن أم عطيغغة النصغغارية رضغغي
خغغدرها، ؤمُر أن نخُرج يوم الِعيد ،حغغتى ُنخغغرج الب ِك ْغَر مغغن ُ الله عنها:كّنا ن ْ
ف الن ّغغاس فيكغغبرن بتكغغبيرهم ويغغدعون خل غ َ
ن َحغغتى نخغغرج الحيغغض َفيك غ ّ
بدعائهم ،يرجون بركة ذلك اليوم وط ُهَْرَته .وفي رواية قغغالت امغغرأة :يغغا
129
رسول الله ،إحدانا ليس لها جلباب؟ قال " :لتلبسها صاحبتها من جلبابها
".
]البكر :التي لم يسبق لها الزواج .خدرها :ناحية في البيت يغغترك عليهغغا
حي ّغغض :جمغغع حغغائض .خلغغف ستر،كغغانت تجلغغس فغغي البكغغر اسغغتحياًء .ال ُ
حّيغغض عغغن النغغاس :أي غيغغر مكغغان الصغغلة ،وفغغي روايغغة :ويعغغتزل ال ُ
ن .طهرته :مغا فيغغه مغن تكفيغغر الغغذنوب .جلبغغاب :ملحفغة تسغتر مصل ّهُ ّ
البدن أعله أو أسفله .لتلبسها :بأن تعيرها جلبابا ً من جلبيبها[.
ن ول إقامغغة بغغل ينغغادي لهغغا " :الصغغلة جامعغغة " .روى ن لهغغا أذا ٌول يسغ ّ
البخاري )(916؛ ومسلم ) ،(886عن ابن عباس رضي الله عنهمغغا :أنغغه
أرسل إلى ابن الزبير في أول ما بويع له :إنه لم يكن يؤذن بالصلة يوم
الفطر ،وإنما الخطبة بعد الصلة.
وعنغغد البخغغاري )(917؛ ومسغغلم ) ،(886عغغن ابغغن عبغغاس وجغغابر بغغن
عبغغدالله رضغغي اللغغه عنهغغم قغغال :لغغم يكغغن يغغؤذن يغغوم الفطغغر ول يغغوم
الضحى.
وقت صلة العيد:
يبدأ وقتها بطلوع الشمس ،ويستمر إلى زوالها ،يدل على هغغذا مغغا رواه
البخغغاري ) ،(908عغغن الغغبراء tقغغالت :سغغمعت رسغغول اللغغه eيخطغغب
فقال " :إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ."..واليغغوم يبغغدأ بطلغغوع
الفجر ،والوقت مشغغغول ً بصغغلة الفجغغر ،قبغغل طلغغوع الشغمس ،وبصغغلة
الظهر بعد زوالها.
ووقتها المفضل عند ارتفاع الشمس قدر رمح ،لمواظبغة النغبي eعلغى
صلتها في ذلك الوقت.
كيفيتها:
صلة العيد ركعتان ،يبدأهم بتكبيرة الحرام ،ثم يقرأ دعاء الفتتغغاح ،ثغغم
يكبر سبع تكبيرات يرفع عند كل منها يغغده إلغغى محغغاذاة كتفيغغه كتكغغبيرة
الحرام ،يفصل بين كل اثنتين بقدر آية معتدلة ،ويسن أن يقول بينهمغغا:
سبحان الله والحمغغد للغغه ول إلغغه إل اللغغه واللغغه أكغغبر .ثغغم يتعغغوذ ويقغغرأ
الفاتحة ثم يضم إليها سورة أو بعض آيات .فإذا قام إلى الركعغغة الثانيغغة
كبر خمس تكبيرات ،عدا تكبيرة النتقال قبغغل أن يبغغدأ القغغراءة ،وفصغغل
بين كل تكبيرة وأخرى بما ذكرنا.
وهذه التكغغبيرات الغغزائدة علغغى المعتغغاد سغغنة ،فلغغو نسغغيها وشغغرع فغغي
القراءة فاتت وصحت صلته.
والصل فيما سبق :ما رواه النسائي ) (3/111وغيره ،من حديث عمغغر
tقال :صلة الفطر ركعتغغان وصغغلة الضغغحى ركعتغغان..ثغغم قغغال :علغغى
لسان محمد eوعلى هذا الجماع.
وروى عمرو بن عغغوف المزنغغي :tأن النغغبي eكب ّغغر فغغي العيغغدين ،فغغي
الولغى سغبعا ً قبغل القغراءة ،وفغي الخغرة خمسغا ً قبغل القغراءة) .رواه
130
الترمذي .(536:وقال :هو أحسن شيء في هذا الباب عن النبي .e
الخطبة في العيد:
ويسن بعد الفراغ من صلة العيد خطبتان ،نوجز لك كيفيتهما فيما يلي:
1غ ينبغي أن تليا صلة العيغغد ،أي بعكغغس خطبغغة الجمعغغة ،وذلغغك تأسغغيا ً
بالنبي عليه الصلة والسلم.
روى البخاري )(920؛ ومسلم ) ،(888عن ابن عمر رضغغي اللغغه عنهمغغا
قال :كان النبي eوأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبغغل
الخطبة.
وروى البخاري) ،(932عن ابن عباس رضي اللغغه عنهمغغا قغغال :خرجغغت
مع النبي rيوم فطر وأضحى ،فصلى ثم خطب.
فلو قدم الخطبة على الصلة لم تعتد بها.
-2كل ما ذكرنغاه مغن أركغان خطبغتي الجمعغة وسغنتهما ،ينطبغق علغى
خطبة العيد أيضًا.
روى الشافعي رحمه ا لله تعالى ،عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن
مسعود tقال :السنة أن يخطب المام في العيدين خطبغغتين ، ،يفصغغل
بينهما بجلوس.
-3يسن أن يبدأ الخطبة الولى بتسغغع تكغغبيرات ،والخطبغغة الثانيغغة سغغبع
تكبيرات.
روى البيهقي عن عبدالله المذكور سابقا ً قال :السنة أن تفتتح الخطبغغة
بتسع تكبيرات تترى ،والثانية بسبع تكبيرات تترى .أي متتالية.
131
لضغغحى لكغغل مغغن الحغغاج وغيغغره أن يكغغبر عقغغب ثغغم يسغغن فغغي عيغغد ا َ
الصلوات بأنواعها المختلفة بدءا ً من صبح يوم عرفة إلى مغغا بعغغد عصغغر
آخر يغوم مغن أيغام التشغريق ،وهغي اليغام الثلثغة الغتي تلغي يغوم عيغد
الضحى .
أما فغغي عيغغد الضغغحى فل يسغغن التكغغبير عقغغب الصغغلوات ،بغغل ينقطغغع
استحبابه عندما يحرم المام لصلة العيد كما قلنا.
ودليل ذلك كله لتباع لفعل الرسول ،rوما واظب عليه أصحابه رضغغي
الله عنهم .فعن علي وعمار رضي الله عنهما :أم النبي rكان يكبر يوم
عرفة ،صلة الغداة ،ويقطعهغغا صغغلة العصغغر آخغغر أيغغام التشغغريق )رواه
الحاكم ،(1/229:وقال :هذا حديث صحيح السناد ،ول أعلغغم فغغي رواتغغه
منسوبا ً إلى الجرح.
]صلة الغداة :صلة الفجر[.
وكان ابن عمر رضي الله عنهمغغا يكغغبر فغغي قبتغغه بمنغغى ،فسغغمعه أهغغل
المسجد يكبرون ،ويكبر أهل السواق حتى ترتج مني تكبيرًا .وكغغان ابغغن
عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلغغك اليغغام ،وخلغغف الصغغلوات ،وعلغغى
فراشه في فسطاطه ومجلسه وممشاه ،تلك اليغغام جميع غًا) .البخغغاري:
كتاب العيدين ،باب التكبير أيام منى(.
]فسطاطه :الفسطاط البيت المتخذ من شعر ونحوه[.
صيغة التكبير المفضلة:
" الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،ل إله إل الله ،الله أكبر ،الله أكبر ،ولله
الحمد ".
من آداب العيد:
جمعة. -1أن يغتسل ويتطيب ويلبس الجديد من ثيابه ،لما مّر في ال ُ
كر الناس بالحضور إلى المسجد صباح العيد. ن أن ي ُب َ ّ
-2يس ّ
-3يسن في عيد الفطر أن يأكل شيئا ً قبل خروجه إلى الصلة.
ن له أن يمسك عغغن الطعغغام حغغتى يعغغود مغغن ما في عيد الضحى فُيس ّ أ ّ
الصلة.
-4يسن للمصّلي أن يذهب ماشيا ً إلى المصّلى أو المسجد في طريغغق،
وأن يعود في طريق أخرى .روى البخاري ) ،(943عن جابر tقال :كان
النبي rإذا كان يوم عيد خالف الطريق.
-5يكره للمام أن ينتقغل قبغغل صغلة العيغغد ،ول يكغره لغيغغره ذلغك بعغد
طلوع الشمس.
روى البخاري ) ،(945عن ابغغن عبغغاس رضغغي اللغغه عنهمغغا :أن النغغبي r
خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ول بعدهما.
132
*****
133
فل ْ
طر زَكاةُ ال ّ
تعريفها:
هي قدر معين من المال ،يجب إخراجه عند غروب الشغغمس آخغغر يغغوم
من أيام رمضان ،بشروط معينة ،عن كل مكلف ومن تلزمه نفقته.
مشروعيتها:
المشهور في السنة أنها فرضت فغغي السغغنة الثانيغغة مغغن الهجغغرة ،فغغي
العام الذي فرض فيه صوم رمضان.
والصل في وجوبها :ما رواه البخاري )(1433؛ ومسلم ) (984واللفظ
له ،عن ابن عمر رضي الله عنهما :أن رسول الله rفرض زكاة الفطغغر
من رمضان على الناس صاعا ً من تمر أو صاعا ً من شعير ،على كل حر
أو عبد ،ذكر أو أنثى من المسلمين.
شروط وجوبها:
تجب زكاة الفطر بثلثة شروط:
الول – السلم:
فل تجغغب علغغى الكغغافر الصغغلي وجغغوب مطالبغغة فغغي الغغدنيا ،للحغغديث
السابق ذكره عن ابن عمر رضي الله عنهما.
الثاني -غروب شمس آخر يوم من رمضان:
فمن مات بعد غروب ذلك اليوم ،وجبت زكاة الفطر عنغغه ،سغغواء مغغات
بعد أن تمكن من إخراجها ،أم مات قبله ،بخلف من ولد بعده.
ومن مات قبل غروب شمسه لم تجب في حقه ،بخلف من ولد قبله.
الثالث -أن يوجد لديه فضل من المال ،يزيد عن قوته وقوت
عياله ف يللوم العيللد وليلتلله ،وعللن مسللكن ،وخللادم إن كللان
بحاجة إليه:
فلو كان ماله ل يكفي لنفقات يوم العيد وليلته ،بالنسبة له ولمغغن تجغغب
عليه نفقتهم ،لم تلزمه زكاة الفكر ،ولو كان لديه مال يكفي يغغوم العيغغد
وليلته ،ولكنه ل يكفي لما بعد ذلك ،تجب عليه الزكاة ول عبرة بمغغا بعغغد
يوم العيد وليلته.
134
فإذا أيسر بشئ ل يكفي عن جميغغع أقغغاربه الغغذي يكلغغف بنفقتهغغم ،قغغدم
نفسه ،ثم زوجته ،فولده الصغير،فأباه ،فأمه ،فولده الكغبير العغاجز عغن
الكسب.
زكاة الفطر جنسا ً وقدرًا:
زكاة الفطر هي صاع ً من غالب قغغوت البلغغد الغغذي يقيغغم فيغغه المكلغغف،
بدليل حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق .وعند البخاري ) (1439
عن أبي سعيد الخدري tقال :كّنا نخغغرج فغغي عهغغد رسغغول اللغغه rيغغوم
ط والتمر. الفطر صاعا ً من طعام ،وكان طعامنا الشعير والزبيب وال َقِ ُ
والصاع الذي كان يسغتعمله رسغول اللغه rإنمغا هغو عبغارة عغن أربعغة
ل ،وتساوي أمداد ،أي حفنات ،وهذه الحفنات الربع مقدرة بثلثة ألتار كي ً
بالوزن ) (2400غراما ً تقريبًا.
فإذا كان غالب قوت بلدنا اليوم هو الب ُّر .فإن زكاة الفطر عن الشخص
الواحد تساوي ثلثة ألتار من الحنطة .ومغغذهب المغغام الشغغافعي أنغغه ل
تجزئ القيمة ،بل ل بد ّ من إخراجها قوتا ً من غالب أقوات ذلك البلغغد .إل
أنه ل بأس باتباع مذهب المام أبي حنيفة رحمغغه اللغغه تعغغالى فغغي هغغذه
المسألة في هذا العصر ،وهو جواز دفغغع القيمغغة ،ذلغغك لن القيمغغة أنفغغع
للفقير اليوم من الفقير نفسه ،واقرب إلى تحقيق الغاية المرجوة.
وقت إخراج زكاة الفطر:
أما وقت الوجوب ،فقد قلنا إنه يبدأ بغروب شمس آخر أيام رمضان.
وأما الوقت الذي يجوز فيه إخراجها ،فهغغو جميغغع شغغهر رمضغغان واليغغوم
الول من العيد.
ن أداؤها صباح يوم العيد قبل الخغغروج إلغغى الصغغلة .فقغغد جغغاء فغغي يس ّ
حديث ابن عمر رضي الله عنهما ،وفي رواية عند البخغغاري )" :(1432
دي قبل خروج الناس إلى الصلة ". َ
وَأمر بها أن تؤ ّ
ويكره تأخيرها عن صلة العيد إلى نهاية يوم العيد ،فإن أخراها عنه أِثم
ولزمه القضاء.
135
الضلحية
معناها والصل في مشروعيتها:
الضحية :هي ما يذبح من البل أو البقر أو الغنغغم أو المعغغز ،تقربغا ً إلغغى
الله تعالى يوم العيد .والصل في مشروعيتها قغغوله عغغز وجغغل {:فصغغل
لربك وانحر } ]الكوثر ،[2:فإن المقصود بالنحر على أصح القوال نحغغر
الضحايا.
ومغغغا رواه البخغغغاري ) (5245ومسغغغلم ) :(1966أن النغغغبي rضغغغحى
بكبشين أملحين أقرنين ،ذبحهما بيده ،وسمى وكبر ،ووضغغع رجلغغه علغغى
صفاحهما.
]الملح :من الضأن ما كان أبيض اللون أو كان البياض فيه هو الغغغالب،
والقرن :ذو القرنين العظيمين .صغغفاحهما :جمغغع صغغفحة ،وهغغي جغغانب
العنق[.
الحكمة من مشروعيتها:
ينبغي أن تعلم أن الضحية عبادة ،وأن كل ما قد يكغغون لهغغا مغغن حكمغغة
وفائدة يأتي بعد فائدة الخضوع للمعنى التعبغغدي الغغذي فيهغغا ،شغغأن كغغل
عبادة من العبادات.
َ
ثغغم إن مغغن أبغغرز المعغغاني المتعلقغغة بالضغغحية إحيغغاء معنغغى الضغغحية
العظمى التي قام بها إبراهيم عليه الصلة والسلم ،إذ ابتلء الله تعغغالى
بالمر بذبح ابنه ،ثم فداه الله بذبغغح عظيغغم كغغان كبشغا َ أنزلغغه اللغغه إليغغه
وأمره بذبحه ،بعد أن مضى كل من إبراهيم وابنه عليهما السلم ،ساعيا ً
بصدق لتحقيق أمره عز وجل.
أضف إلى ذلغغك :مغغا فيهغغا مغغن المواسغغاة للفقغغراء والمعغغوزين وإدخغغال
الشرور عليهم وعلى الهل والعيال يوم العيد ،ومغغا ينتغغج عغغن ذلغغك مغغن
تمتين روابط الخوة بين أفراد المجتمع المسلم ،وغغغرس روح الجماعغغة
والود في قلوبهم.
حكم الضحية:
هي سنة مؤكدة ،ولكنها قد تجب لسببين اثنين:
الول :أن يشير إلغغى مغغا هغغو داخغغل فغغي ملكغغه مغغن الغغدواب الصغغالحة
ل ،فيجغغب للضحية ،فيقول :هذه أضحيتي ،أو سأضحي بهغغذه الشغغاة ،مث ً
حينئذ أن يضحي بها.
الثاني :أن يلتزم التقرب إلى الله بأضحيته ،كأن يقول :لله تعالى علي
أن أضغغحي ،فيصغغبح ذلغغك واجب غا ً عليغغه ،كمغغا لغغو الغغتزم بغغأي عبغغادة مغغن
العبادات ،إذ تصبح بذلك نذرًا.
136
-2البلوغ والعقل ،إذ من لم يكن بالغا َ عاقل ً سقط عنه التكليف.
-3الستطاعة ،وتتحقق :بأن يملك قيمتها زائدة عغغن نفقتغغه ونفقغغة مغغن
هغغو مسغغؤول عنهغغم ،طعام غا ً وكسغغوة ومسغغكنًا ،خلل يغغوم العيغغد وأيغغام
التشريق.
ما يشرع التضحية به:
لضحية إل أن تكغغون مغغن إبغغل ،أو بقغغر ،أو غنغغم ومنغغه المغغاعز. ل تصح ا َ
لقوله تعالى :ولكغغل أمغغة جعلنغغا منسغغكا ً ليغغذكروا اسغغم اللغغه علغغى مغغا
رزقهغغم مغغن بهيمغغة النعغغام } ]الحغغج ،[34:والنعغغام ل تغغرج عغغن هغغذه
الصناف الثلثة ،ولنه لم ينقل عغغن النغغبي rولعغغن أحغغد مغغن الصغغحابة
التضحية بغيرها.
وأفضلها البل ،ثم البقر ،ثم الغنم.
ويجوز أن يضحي بغغالبعير والبقغغرة الواحغغدة عغغن سغغبعة .روى مسغغلم )
(1318عن جابر tقال :نحرنا مع رسغغول اللغغه rعغغام الحديبيغغة البدنغغة
عن سبعة ،والبقرة عن سبعة.
] البدنة :واحدة البل ذكرا ً أم أنثى[ .
شروطها:
السن :وشرط البل أن يكون قد طعن في السادسة من العمر.
وشرط البقر والمعز أن يكون قد طعن في الثالثة.
أما شرط الضغغأن فهغغو أن يكغغون قغغد طعغغن فغغي الثانيغغة ،أو أجغغدع – أي
سقطت أسنانه المامية -ولو لم يبلغغغ سغغنة ،لمغغا رواه أحمغغد )،(2/245
عن أبي هريرة tقال :سمعت رسول اللغغه rيقغغول " :نعمغغت الضغغحية
الجذع من الضأن ".
السغغلمة :ثغغم يشغغترط بالنسغغبة لهغغذه الصغغناف الثلثغغة كلهغغا :أن تكغغون
سالمة من العيوب التي مغغن شغغأنها أن تسغغبب نقصغغانا ً فغغي اللحغغم :فل
تجزئ شاة عجفاء – وهي التي ذهب مخهغغا مغغن شغغدة هزالهغغا -ول ذات
لما رواه عرج بّين ،أو ذات عورٍ أو مرض ،ول مقطوعة بعد الذن.
الترمذي وصححه) (1497وأبو داود) (2802عن البراء بن عازب tعغغن
لضغغاحي :العغغوراء الغغبين عورهغغا، النغغبي rقغغال " :أربغغع ل تجغغزئ فغغي ا َ
والمريضة البين مرضها ،والعرجاء البين عرجها ،والعجفاء الغغتي ل تنقغغي
".
]ل تنقي :أي ل مغغخ لهغغا ،مغغأخوذة مغغن النقغغي ،بكسغغر النغغون وإسغغكان
القاف ،وهو المخ[.
ويقاس على هغغذه العيغغوب الربعغغة ،كغغل مغغا يشغغبهها فغغي التسغغبب فغغي
الهزال وإنقاص اللحم.
لضحية: وقت ا َ
137
يبتدئ وقتهغغا بعغغد طلغغوع شغغمس يغغوم عيغغد الضغغحى بمقغغدار مغغا يتسغغع
لركعتين وخطبتين ،ثم يستمر وقتها إلى غروب آخر أيام التشريق ،وهي
الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
ضل لذبحها ،بعد الفراغ من صغغلة العيغغد ،لخغغبر البخغغاري ) والوقت المف ّ
(5225ومسلم ) " :(1961أول ما نبدأ به يومنغغا هغغذا تصغغلي ثغغم نرجغغع
فننحر ،فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ،ومن ذبح قبغغل ذلغغك فإنمغغا هغغو
لحم قدمه لهله ليس من النسك في شيء " .ومعنى قوله :ومن ذبغغح
قبل ذلك ،أي قبل دخول صلة العيد ،ومضي الزمن الذي يمكغغن صغغلتها
فيه .وروى ابن حبان ) ،(1008عن جبير بن مطعم tقال :قغغال رسغغول
الله " :rوكل أيام التشريق ذبح " أي وقت للذبح.
ماذا يصنع بالضحية بعد ذبحها:
لضحية واجبة :بأن كانت منذورة أو معينغغة علغغى مغغا أوضغغحنا إن كانت ا َ
لم يجز للمضحي ول لحد مغغن أهلغغه الغغذين تجغغب عليغغه نفقتهغغم ،الكغغل
منها ،فإن أكل أحدهم منها شيئا ً غرم بدله أو قيمته.
لضحية مسنونة :جاز له أن يأكل قليل ً منها للبركة ،ويتصدق وإن كانت ا َ
بالباقي ،وله أن يأكل ثلثها ،ويتصدق بثلثها ،ويتصدق بثلثها على الفقراء،
ن مغا يعطغي للغنغي ويهدي ثلثها لصحابه وجيرانه وإن كانوا أغنياء .إل أ ّ
منها ما يكون على سغغبيل الهديغغة للكغغل ،فليغغس لهغغم أن يبيعوهغغا ،ومغغا
يعطي للفقير يكون على وجه التمليك ،يأكلها أو يتصرف بها كما يشاء.
والصل فيما سبق قوله تعالى { :والبدن جعلناها لكم من شغغعائر اللغغه
لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبهغغا فكلغغوا
منها واطعموا البائس الفقير} ]الحج[36:
]البدن :جمع بدنغة ،وهغي مغا يهغدي المحغرم مغن البغل ،وقيغس عليهغا
الضاحي .شغغعائر اللغغه :علئم دينغغه .صغغواف :قائمغغة علغغى ثلث قغغوائم.
وجبت جنبوها :سقطت على الرض .البائس :شديد الحاجة[.
هذا ،وللمضحي أن يتصدق بجلد أضحيته ،أو ينتفع هو به .ولكن ليس له
ص مغغن الضغغحية أن يبيعه أو أن يعطيه للجزار أجرة ذبحه ،لن ذلغغك نقغ ٌ
يفسدها .ولما رواه البيهقي ) (9/294عن النبي rقال " :مغغن بغغاع جلغغد
أضحيته فل أضحية له ".
سنن وآداب تتعلق بالضحية:
أول ً :إذا دخل عشر ذي الحجة ،وعزم خلله على أن يضحي ،نغغدب لغغه
أن ل يزيل شغغيئا ً مغغن شغغعره وأظغغافره إلغغى أن يضغغحين فليمسغغك عغغن
شعره وأظافره .لما رواه مسلم ) ،(1977عن النبي rقال " :إذا رأيتم
هلل ذي الحجة ،وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شغغعره وأظغافره
".
ثانياً :يسن له أن يتولى ذبحها بنفسغه ،فغغإن لغغم يفعغل لعغغذر أو غيغغره،
فليشهد ذبحها ،لمغغا رواه الحكغغام ) (4/222بإسغغناد صغغحيح :إنغغه rقغغال
138
لفاطمة رضي الله عنها " :قغغومي إلغغى أضغغحيتك فاشغغهديها فغغإنه بغغأول
قطرة من دمها يغفر لك ما سلف من ذنوبك" قالت :يا رسول الله ،هذا
لنا أهل البيت خاصة ،أو لنا المسلمين عامة؟ قال :بغغل لنغغا وللمسغغلمين
عامة ".
ن لحاكم المسلمين أو إمامهم أن يضحي من بيت المال عغغن ثالثا ً :يس ّ
المسلمين ،فقغد روى مسغلم) (1967أنغه rضغحى بكبغش ،وقغال عنغد
ذبحه " :باسم الله ،اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد ".
ويذبحه بالمصلى ،حيث يجتمع النغغاس لصغغلة العيغغد ،وأن ينحغغر أو يذبغغح
بنفسه ،روى البخاري في صغغحيحه ) (5232عغغن ابغغن عمغغر رضغغي اللغغه
عنهما قال :كان رسول الله يذبح وينحر بالمصلي.
*****
139
صَ َ
لة التـراوُيح
وصلة التراويح إنما تشرع فغغي رمضغغان خاصغغة ،وتسغغن فيهغغا الجماعغغة
وتصح فرادى.
وسميت بهذا السم لنهم كانوا يغغتروحون عقغغب كغغل أربغغع ركعغغات ،أي
يستريحون .وتسمى قيام رمضان.
وهي عشرون ركعة في كل ليلة من ليالي رمضان ،يصلي كغل ركعغتين
بتسليمة ،ووقتها بين صلة العشاء وصلة الفجر ،وتصلى قبل الوتر.
ولو صلى أربعا ً بتسليمة واحدة لم تصح ،لنه خلف المشروع.
هغذا ول بغد مغن النيغة مغن تعييغن :ركعغتين مغن التراويغح ،أو مغن قيغام
رمضان ،ول تصح بنية النفل المطلق.
والصل في مشروعيتها على ما سبق:
ما رواه البخاري) (37ومسلم) (759وغيرهما،عغغن أبغغي هريغغرة tقغغال:
قال رسول الله " :rمن قام رمضان إيمانا ً واحتسابا ً غفغغر لغغه مغغا تقغغدم
من ذنبه ".
] إيمانًا :تصديقا ً بأنه حق .احتسابًا :إخلصا ً لله تعالى [.
وروى البخاري ) (882ومسلم ) (761واللفظ له عن عائشة رضي الله
عنها:أن النبي rفي المسجد ذات ليلة ،فصلى بصلته .
س ثم صّلى من القابلة فكثر الناس ،ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة -أو نا ٌ
الرابعة – فلم يخرج إليهم رسول الله ، rفلما أصبح قال " :رأيت الذي
صغغنعتم ،فلغغم يمنعنغغي مغغن الخغغروج إليكغغم ،إل أنغغي خشغغيت أن تفغغرض
عليكم" .وذلك في رمضان.
] الذي صنعتم :أي اجتماعكم للصلة وانتظاري [.
وروى البخاري) ،(906عن عبدالرحمن بن عبد القاري قال :خرجت مغغع
عمغغر ابغغن الخطغغاب فغغي رمضغغان إلغغى المسغغجد ،فغغإذا النغغاس أوزاعٌ
متفرقون ،يصلي الرجل لنفسه ،ويصلي الرجل فيصلي بصلته الرهط.
فقال عمر :إني أرى لو جمعت هؤلء على قارئ واحد لكغغان أمثغغل ،ثغغم
ي كعب ،ثم خرجغغت معغغه ليلغغة أخغغرى والنغغاس ُ
عزم فجمعهم على أب ّ
يصلون بصلة قارئهم،فقال عمر :نعمت البدعة هذه ،والتي ينامون عنها
أفضل من التي يقومون .يعني آخر الليل ،وكان الناس يقومون أوله.
] أوزاع :جماعات .الرهط :ما دون العشرة من الرجال .نعمغغت البدعغغة
ل مستحسن هذه :حسن هذا الفعل .والبدعة :ما استحدث على غير مثا ٍ
فيه ،وذميمة مرفوضة إن خالفته ،أو اندرجت تحغغت مسغغتقبح فيغغه ،وإن
لم تخالف الشرع ولم تندرج تحت أصل فيه كانت مباحة[ .
وروى البيهقي وغيره بإسناد صحيح) :(2/496أنهم كانوا يقومغغون علغغى
عهد عمر ابن الخطاب tشهر رمضان بعشرين ركعة .وروى مالك في
الموطأ) :(1/115كان الناس فغغي زمغغن عمغغر يقومغغون فغغي رمضغغان
140
ث وعشرين ركعة .وجمع الغغبيهقي بيغغن الروايغغتين بغغأن الثلث كغغانت
بثل ٍ
وترًا.
*****
141
سوف
والخ ُ
سوف َ صَ َ
لة الك ُ
التعريف بهما وزمن مشروعيتهما:
تطلق كلمة الكسوف لغة على احتجاب ضوء الشمس احتجابا ً جزئيغا ً أو
كليًا ،وتطلق كلمة الخسغغوف علغغى احتجغغاب نغغور القمغغر جزئيغا ً أو كليغًا،
ويجوز إطلق كل من الكلمتين على كل من المعنيين.
وصلة الكسوف والخسوف مغن الصغلوات المشغغروعة لسغبب ،يلتجغئ
فيها المسلم إلى الله عز وجل أن يكشف البلء ويعيد الضياء.
وقغغد شغغرعت صغغلة الكسغغوف فغغي السغغنة الثانيغغة للهجغغرة ،أمغغا صغغلة
خسوف القمر فقد شرعت في السنة الخامسة منها.
حكمها:
هي سغغنة مؤكغغدة ،لقغغوله ،rفيمغغا رواه مسغغلم ) " :(904إن الشغغمس
والقمر من آيات الله ل ينكسفان لموت أحد ول لحياته ،فإذا رأيتم ذلغغك
فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم " ولفعله rلها ،كمغغا سغغيأتي .وإنمغغا
لم يفسر المر في هذا الحديث على وجغغه الوجغغوب ،لخغغبر :إن أعرابي غا ً
ي غيرها؟سأل النبي rعن الصلوات الخمس فقال :هل عل ّ
فقال عليه الصلة والسغغلم " :ل ،إل ّ أن تطغغوع") .البخغغاري46:؛ وتسغغن
فيها الجماعة ،وينادى لها " :الصلة جامعة ".
كيفيتها:
صلة الكسوف والخسوف ركعتان ،ينوي بهما المصلي صلة الكسغغوف
أو الخسوف ،ولها كيفيتان :أدنى ما تصح به ،وأكمل الوجوه في أدائها.
• فأما الكيفية التي تتحقغغق بهغغا أدنغغى درجغغات الصغغحة :فهغغي أن
يكون في كل ركعة قيامان ،وقراءتان ،وركوعان ،كالعادة بدون
تطويل .ويصغغح أن يصغغلها ركعغغتين بقيغغامين وركغغوعين ،كصغغلة
الجمعة ،ويكون تاركا ً للفضيلة ،لمخالفته لفعل النبي .r
• وأما الكيفية الكاملة :فهي أن يكون فغغي كغغل ركعغغة منهمغغا
قيامان يطيل القراءة في كل منهما ،بأن يقرأ في القيغغام الول
من الركعة الولى بعد الفاتحغغة سغغورة البقغغرة أو مقغغدارها مغغن
السور الخرى ،وفي القيام الثاني ما يساوي مغغائتي آيغغة ،وفغغي
القيام الول من الركعة الثانية مقدار مائة وخمسين منها ،وفي
القيام الثاني منها ما يساوي مائة آية من سورة البقرة.
ثم إذا ركع أطال الركوع بما يساوي مائة آية تقريب غًا ،فغغإذا ركغغع الركغغوع
الثاني أطاله بمقدار ثمانين آيغغة ،والثغغالث بمقغغدار سغغبعين آيغغة ،والرابغغع
بمقدار خمسين.
فإذا أتموا الصلة خطب المغغام بعغغد خطبغغتين – كخطبغغتي الجمعغغة فغغي
الركغغان والشغغروط – يحغغث النغغاس فيهمغغا علغغى التوبغغة وفعغغل الخيغغر،
ويحذرهم من الغفلة والغترار.
142
روى الترمذي) (562وقال حسن صحيح ،عن سمرة بن جندب tقغغال:
صلى بنا النبي rفي كسوف ل نسمع له صوتًا.
وروى البخاري) (1016؛) ،(901عن عائشة رضي الله عنها :جهر النبي
rفغغي صغغلة الخسغغوف بقراءاتغغه .فحمغغل الول علغغى صغغلة كسغغوف
الشمس لنها نهارية ،والثاني على خسوف القمر لنها ليلية.
دليل ذلك ما رواه البخاري)(947؛ ومسغغلم) ،(901عغغن عائشغغة رضغغي
الله عنها قالت :خسفت الشمس في حياة النبي ،rفخرج رسغغول اللغغه
rإلى المسجد ،فقام فكبر وصف الناس وراءه ،فغغاقترأ قغغراءة طويلغغة،
" سغغمع اللغغه لمغغن ل ،ثمر رفع رأسه فقال: ثم كبر فركع ركوعا ً طوي ً
حمده ربنا لغك الحمغد" ،ثغغم قغام فغغاقترأ قغغراءة طويلغغة هغي أدنغى مغن
القراءة الولى ثم كبر فركع ركوعا ً هو أدنى من الركوع الول ،ثم قغغال:
" سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد" .ثم سجد – وفغغي روايغغة أخغغرى
فأطال السجود – ثم فعل بالركعة الخرى مثل ذلك حتى استكمل أربغغع
ركعات ...أي أربع ركوعات وأربع سغغجدات ،وانجلغغت الشغغمس قبغغل أن
ينصرف .ثم قام فخطب الناس ،فأثنى على الله بما هو أهله ،ثغغم قغغال:
" إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل ،ل ينخسفان لموت
أحد ول لحياته ،فإذا رأيتموهما فغغافزعوا إلغغى الصغغلة " .وفغغي روايغغة" :
فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبغروا وصلوا وتصدقوا ".
] في حياة ...وافق هذا يغغوم مغغوت ولغغده إبراهيغغم عليغغه السغغلم ،وقغغد
كغغانوا فغغي الجاهليغغة إذا خسغغف القمغغر أو كسغغفت الشغغمس ،ظنغغوا أن
عظيما ً من العظماء قد مات ،فزعموا ذلك لما وافق كسغغوف الشغغمس
موت إبراهيم عليه السلم ،فأبطل لهم رسول الله rهذا الزعم بقغغوله:
" ل ينخسفان لموت أحد ول لحياته " .انجلت :صفت وعاد نورها.
ينصرف :يفزع من الصلة .أربع ركعات :أي أربع ركوعات .
ثم إن كغغانت الصغغلة لكسغغوف الشغغمس أسغغر القغغراءة ،ويحغغذرهم مغغن
الغفلة والغترار.
صلة الكسوف والخسوف ل تقضيان:
إذا فغغات وقغغت صغغلة الكسغغوف والخسغغوف ،بغغأن انجلغغت الشغغمس أو
انجلى القمر ،قبل أن يصغلي ،لغم يشغرع قضغاؤها ،لنهغا مغن الصغلوات
المقرونة بأسبابه ،فإذا ذهب السبب فقد فات موجبها.
الغسل لصلة الكسوف:
ويسغغن الغتسغغال لصغغلة الكسغغوف والخسغغوف ،فيغتسغغل قبلهمغغا كمغغا
يغتسغغل لصغغلة الجمعغغة ،لنهغغا فغغي معناهغغا مغغن حيغغث الجتمغغاع ونغغدب
الجماعة.
143
*****
144
سِتس َ
قاء صَ َ
لة ال ْ
التعريف بها:
هي صلة تشرع عند احتباس مطر أو جفغغاف نبغغع ،وهغغي مسغغنونة عنغغد
ظهور سببها ،وتفوت بزوال السبب ،كأن تنزل المطار ،أو يجري النبع.
كيفيتها:
للستسقاء المندوب ثلث كيفيات:
أدناها :مطلق الدعاء في أي الوقات أحب.
أوسطها :الدعاء بعد ركوع الركعغغة الخيغغرة مغغن الصغغلوات المكتوبغغة،
وخلف الصلوات .
وأكملها - :وهو ما عقغغد بغغاب صغغلة الستسغغقاء لبيغغانه -أن تتغغم علغغى
الكيفية التالية:
ل:أو ً
يبدأ المام أو نائبه فيأمر الناس بما يلي:
) أ ( التوبة الصادقة.
) ب ( الصغغدقة علغغى الفقغغراء ،والخغغروج عغغن المظغغالم ،وإصغغلح ذات
البين.
) ج ( صيام أربعة أيام متتابعة.
واستحبت هذه المور لما لها من أثر في استجابة الدعاء ،كما ثبت فغغي
الحاديث الصحيحة.
ثانيًا:
يخرج المام بهم في اليوم الرابع من أيام صيامهم ،وهم صغغائمون فغغي
ثياب بذلة وخشوع واستكانة ،على الفلة ،فيصغغلي بهغغم المغغام أو نغغائبه
ركعتين كركعتي صلة العيد تمامًا.
روى ابن ماجه ) (1266وغيره ،عن ابن عباس رضي الله عنهمغغا قغغال:
خرج رسول اللغغه rمتواضغغعا ً متبغغذل ً متخشغغعا ً مترسغل ً متضغغرعا ً فصغغلى
ركعتين كما يصلي في العيد.
] متضرعًا :مظهرا ً للضراعة ،وهي التذلل عند طلب الحاجة [.
ثالثًا:
إذا أتموا الصلة خطب المام فيهم خطبغغتين ،كخطبغغتي العيغغد ،غيغغر أن
ينبغي أن يفتحهما بالستغفار تسعا ً في الولى ،وسبعا ً في الثانيغغة ،بغغدل ً
عن التكبير.
لقوله تعالى :استغفروا ربكم إنه كان غفارا ً * يرسل السماء عليكغغم
] نوح [10,11:أي كثيرة الدر ،والمراد المطر الكثير. مدرارا ً }
فإذا بدأ الخطبغغة الثانيغغة ،ومضغغى نحغغو ثلثهغغا ،اسغغتقبل الخطيغغب القبلغغة
واستدبر المصلين ،وحول رداءه بأن يجعل أعله أسغغفله وأسغغفله أعله،
واليمن على اليسر ،واليسر على اليمن ،إظهغغارا ً للمزيغغد مغغن التغغذلل
لله عز وجل.
145
روى ابن ماجه ) ،(1268عن أبي هريغغرة tقغغال :خغغرج رسغغول اللغغه r
يوما ً يستسقي ،فصلى بنا ركعغغتين بل أذان ول إقامغغة ،ثغغم خطبنغغا ودعغغا
الله ،وحول وجهه نحو القبلة رافعا ً يديه ،ثم قلب رداءه :فجعغغل اليمغغن
على ا ليسر واليسر على اليمن.
ويسن أن يفعل الناس مثله.
ويسن للخطيب أن يكثر من الستغفار والدعاء والتوبغغة والتضغغرع ،وأن
يتوسلوا بأهل الصلح والتقوى.
وروى البخغغاري ) (964عغغن أنغغس .tأن عمغغر بغغن الخطغغاب tكغغان إذا
قحطوا استسغغقى بالعبغغاس بغغن عبغغد المطلغغب فقغغال :اللهغغم إنغغا كنغغا
نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ،وإنا نتوسغغل إليغغك بعغغم نبينغغا فاسغغقنا .قغغال:
فيسقون.
رابعا ً :يسن أن يخرجوا معهغغم إلغغى المصغغلى الولد الصغغغار والشغغيوخ
والبهائم لن المصيبة التي يخرجون من أجلها تعمهغغم جميعغًا ،ول ينبغغغي
أن يمنع أهل الذمة من حضورها.
بعض الدعية الواردة في الستسقاء:
اللهم اجعلها سقيا ً رحمة ،ول تجعلها سقيا ً عذاب ،ول محغق ول بلء ،ول
هدم ول غرق .اللهغغم علغغى الظغغراب والكغغام ،ومنغغابت الشغغجر وبطغغون
الودية ،اللهغغم حوالينغغا ول علينغغا .اللهغغم اسغغقنا غيث غا ً مغيث غًا ،هنيئا ً مغغريئا ً
ل ،دائما ً إلى يوم الدين. مريعًا ،سحا ً عاما ً غدقا ً طبقا ً مجل ً
اللهم اسقنا الغيث ول تجعلنا من القانطين ،اللهم إن بالعباد والبلد من
الجهد والجوع والضنك ،ما ل نشكو إل إليك .اللهم أنبت لنغغا الغغزرع وأدّر
لنا الضغغرع ،وأنغغزل علينغغا مغغن بركغغات السغغماء ،وأنبغغت لنغغا مغغن بركغغات
الرض ،واكشف عنا من البلء ما ل يكشفه غيرك ،اللهغغم إنغغا نسغغتغفرك
إنك كنت غفارًا ،فأرسل السماء علينا مدرارًا.
] الظراب :جمع ظرب وهو الجبل الصغير أو الرابيغغة الصغغغيرة .الكغغام:
جمع أكمغغة وهغغي الغغتراب المجتمغغع ،أو الهضغغبة الضغغخمة .غيثغًا :مطغغرًا.
مغيثغًا :منقغغذا ً مغغن الشغغدة .هنيئًا :طيبغا ً ل ينغصغغه شغغئ .مغغريئًا :محمغغود
العاقبة منميًا .مريعًا :مخصبا ً فيه الريع وهو الزيادة .سغغحا ً شغغديد الوقغغع
على الرض .غدقًا :كثيرًا .طبقًا :مستوعبا ً لنواحي الرض.
ل :يجلل الرض ويعمها .دائمًا :مستمرا ً نفعه إلى انتهاء الحاجة إليه. مجل ً
القغغانطين :اليسغغين بتغغأخير المطغغر .الجهغغد :المشغغقة .الضغغنك :الضغغيق
والشدة ،أدر :من الدرار وهو الكثار .الضرع :أضغغرعت الشغغاه أي نغغزل
لبنها قبل النتاج ،أي قبل وضعها حملها[.
) رواه البخاري967:؛ ومسغغلم 897 :؛ وأبغغو داود 1169؛ والشغغافعي":
الم ، "1/222وغيرهم(.
146
*****
147
جَناَزة أح َ
كام ال َ ْ
تذكر الموت:
اعلم أنه يسن لكل إنسان أن يكثر مغغن ذكغغر المغغوت ،لحغغديث " أكغغثروا
من ذكر هاذم اللذات " أي الذي يقطعها بسرعة وهو الموت .
)رواه ابن حبان ،2559 :وغيره( ،وأن يستعد له بالتوبة والستقامة مغغع
الله تعالى ،سواء كان شابا ً أو كهل ً أو شيخا ً مسنًا ،وسواء كغغان صغغحيحا ً
أو مريضًا ،فإن الجل محجوز في غيب الله تعالى ،وليس الموت أقغغرب
إلى الشيخ الكبير من الشاب الصغير ،كما أنه ليس أقرب إلى المريغغض
من الصحيح ،فرب شاب اختطفه الموت بين يوم وآخر.
فإذا نزل المرض بالنسان ،كان تذكر الموت له آكد ،وأخذ الستعداد له
ألزم وأهم.
ما يطلب فعله بالمسلم حين احتضاره:
الحتضار :هو ظهور دلئل المغغوت علغغى المريغغض ،وبغغدء السغغكرات أي
نزع الروح من جسده.
-1فإذا وصل المريض إلى درجة الحتضار،ندب لله أن يضجعونه علغغى
جنبه اليمن متجها ً بوجهه إلى القبلغغة ،فغغإن صغغعب ذلغغك أضغغجعوه علغغى
قفاه وجعلوا وجهه مرفوعا ً قليل ً بحيث يوجه إلى القبلة ،وكذا أخمصغغاه،
وهما أسفل الرجل ،يسن توجيهها إلى القبلة.
-2يسن أن يلقن الشهادة وهي كلمة " ل إلغغه إل اللغغه " بشغغكل رفيغغق
وبدون إلحاح ،وذلك بأن يردد على سمعه كلمغغة ل إلغغه إل اللغغه ،دون أن
يأمره بقولها ،لخير مسلم ) ،916غ " (917لقنوا موتاكم :ل إلغغه إل اللغغه
".
-3يسن أن يقرأ عنده سورة يس لحديث " :اقرءوا على موتاكم يس"
)رواه أبو داود3121 :؛ وابن حبان ،720 :وصححه( ،والمقصود بموتاكم
من قد حصره الموت.
-4يسن للمريض الذي شغغعر بنغغذير المغغوت وسغغكراته ن يحسغغن ظنغغه
بالله تعالى ،وأن يلقي صور آثغغامه ومعاصغغيه وراء ظهغغره ،متصغغورا ً أنغغه
يقبل على رب كريم يغفر له الذنوب كلها ،ما دام محافظا ً علغغى إيمغغانه
وتوحيده ،له ،للحديث الصحيح ":أنا عند ظن عبدي بي" )رواه البخغغاري:
6870؛ ومسلم.(2675 :
148
-2تليين مفاصله ،ورد كل منها إلى مكانه،بأن يليغغن سغغاعده ثغغم يمغغده
إلى عضده وكذلك رجليه وبقية أعضائه.
-3وضع شئ ثقيل على بطنه ،كي ل ينتفخ ،فيقبح منظره ،كمغغا ينغغدب
ستر جميع بدنه بثوب خفيف.
-4يسن نزع جميع ثيغغابه منغغه ،ووضغغعه علغغى سغغريره ونحغغوه ممغغا هغغو
مرتفع عن الرض ،وتوجيهه للقبلة كساعة الحتضار ،وليتول فعغغل ذلغغك
أرفق محارمه به.
ما يجب فعله إذا فارق النسان الحياة وتحقق موته:
يندب المبادرة فورا ً إلى تجهيزه ،أي إلى غسله وتكفينغغه والصغغلة عليغه
ودفنه .وهذه الربعة أجمع المسلمون علغغى أنهغغا فغغروض كفايغغة ،تتعلغغق
بجميع المسلمين من أهل البلدة ،إذا لم يقم أحد منهم بها أثم الجميع.
-1غسل الميت:
وأول أعمال التجهيز هو الغسل وله كيفيتان:
الكيفية الولى:
وهي أقل ما يتحقق به معنى الغسل ويرتفع به الثم ،هي :أن يغغزال مغغا
قد يكون على جسمه من النجاسة ،ثم يعمم سائر بدنه بالماء.
الكيفية الثانية:
وهي أكمل ما تتحقق به السنة ،أن يتبع غاسله ما يلي:
أول ً :يوضع الميغغت فغغي مكغغان خغغال علغغى مرتفغغع كلغغوح ونحغغوه،
وتستر عورته بقميص أو نحوه.
ثانيا ً :يجلسه الغاسل على المغتسل مغغائل ً إلغغى الغغوراء ،ويسغغند رأسغغه
بيده اليمنى ،ويمر بيده اليسرى على بطنه بتحامل وشده ليخرج ما قغغد
يكون فيه ،ثم يلف يده اليسغغرى بخرقغغة أو قفغغاز ويغسغغل سغغوأتيه ،ثغغم
يتعهد فمه ومنخريه فينظفها،ثم يوضئه كما يتوضأ الحي.
ثالثا ً :يغسل رأسغغه ووجهغغه بصغغابون ونحغغوه مغغن المنظفغغات ،ويسغغرح
شعره إن كان له شعر ،فإن نتف منه شئ أعاده إليه ليدفنه معه.
رابعا ً :يغسل كامل شقه اليمن مما يلي وجهه ،ثم شغغقه اليسغغر ممغغا
يلي وجهه أيضًا ،ثم يغسل شقه اليمن مما يلي القفا ثغغم شغغقه اليسغغر
مما يلي القفا أيضًا ،وبذلك يعمم جسمه كله بالماء .فهذه غسلة أولغغى،
ويسن أن يكرر مثل هذه الغسلة مرتين أخريين ،وبذلك يتم غسله ثلث
مرات ،وليمزج بالماء شيئا ً من الكغغافور فغغي الغسغغلة الخيغغرة ،إذا كغغان
الميت غير محرم.
والدليل على ما سبق :ما رواه البخاري)(156؛ ومسلم) ،(939عغغن أم
عطية النصارية رضي الله عنها قالت :دخل علينا رسغغول اللغغه rونحغغن
نغسل ابنته فقال ":اغسلنها ثلثا ً أو خمسا ً أو أكغغثر مغغن ذلغغك إن رأيتغغن،
بماء وسدر ،واجعلغغن فغغي الخغغرة كغغافورًا ،و شغغيئا ً مغغن كغغافور ،وابغغدأن
بميامنها ومواضع الوضوء منها".
149
] صدر :ورق مدقوق لنوع من الشجر يستعمل في التنظيف.
كافور :كمام النخل وهو زهره[ .
فإن كان محرمًا ،غسل كغيره ،دون أن يمس كغغافورا أو غيغغره ممغغا لغغه
ً
رائحة طيبة.
روى البخاري) ،(1208عن ابن عباس رضي الله عنهما :أن رجل ً وقصه
بعيره ،ونحن مغغع النغبي rوهغو محغغرم ،فقغال النغغبي :rواغسغغلوه بمغاء
وسدر وكفنوه في ثوبين ،ولتمسوه طيب غا ً ول تخمغغروا رأسغغه فغغإن اللغغه
يبعثه يوم القيامة ملبدا ً وفي رواية ملبيا ً ".
] وقصه :رواه على الرض وداس عنقه .تخمغغروا :تغطغغوا .ملبغغدًا :مغغن
التلبيد ،والتلبيد :هو أن يجعل فغغي شغغعره شغغيئا ً مغغن صغغمغ ونحغغوه عنغغد
الحرام ،ليلتصق بعض ببعض ،فل يتساقط منه شئ ،ول ينشأ فيغغه شغغئ
من الحشرات كالقمل ونحوه .ملبيًا :أي وهو يلبي كما كان عند موته[.
ويجب أن يغسل الرجل والمرأة ،كما يؤخذ مغغن الحغغاديث السغغابقة ،إل
أن الرجل أن يغسل زوجته ،وللزوجة أن تغسل الرجل إل امرأة أجنغغبيه
سقط الغسل ،واستعيض عنه بالتيمم.
ً ً
واعلغغم أن غسغغل الميغغت إنمغغا شغغرع تكريمغا لغغه وتنظيفغا ،فهغغو واجغغب
بالنسبة لكل ميت مسلم ،إل شهيد المعركة كما ستعلم.
-2التكفين:
ف الميت بثوب يستر جميغغع بغغدنه ،ورأسغغه أقل التكفين المطلوب أن يل ّ
إن كان غير محرم ،والواجب ثوب يستر العورة على الصح.
وأكمله أن ي ُْنظر :فإن كان ذكرًا ،كفن في ثلثة أثواب بيض ،وتكون كلها
لفائف طويلة على قدر طوله :عراضا ً بحيث تلتف كل واحدة منها علغغى
فن بغير البيض كما يكغغره أن يكفغغن بمغغا يشغغبه جميع بدنه .فيكره أن يك ّ
ْ
القميغغص ،أو أن يسغغتر رأسغغه بمغغا يشغغبه العمامغغة .لمغغا رواه البخغغاري)
ن رسغغول (1214؛ ومسلم) ،(941عن عائشة رضي الله عنها قالت :ك ُ ّ
ف َ
ض سحولية ،ليس فيها قميص ول عمامة. ب بي ٍ
الله في ثلثة أثوا ٍ
] سحولية :ثياب بيض نقية ل تكون إل من القطن ،وقيل :منسوبة إلغغى
بلد في اليمن[.
ولمغا رواه الترمغغذي) (994وغيغره :أنغغه قغال " :البسغوا مغن ثيغابكم
البياض ،فإنها خير ثيابكم ،وكفنوا فيها موتاكم ".
وإن كانت أنثى :ندب أن تكفن في خمسة أثواب بيض هغغي :إزار يسغغتر
من سرتها إلى أدنى جسمها ،وخمار يستر رأسها ،وقميص يسغغتر أعلغغى
جسغغمها إلغغى مغغا دون الزار ،ولفافتغغان تحتغغوي كغغل منهمغغا علغغى جميغغع
جسدها.
لما رواه أبو داود ) (3157وغيره :أن النبي أمغغر أن تكفغغن ابنتغغه أم
كلثوم رضي الله عنها في ذلك.
150
وهذا في غير المحرم كما علمت ،فإن كان الميت محرما ً وجب كشغغف
رْأسه ،لما مّر من حديث الذي وقصته ناقته وهو محغغرم ،ووجغغه المغغرأة
المحرمة في هذا كرْأس الرجل.
ويجب أن يكون قماش الكفن من جنس ما يجوز للميت لبسه لغغو كغغان
حيًا ،فل يجوز أن يكفن الذكر بغغالحرير البلغغدي .وينبغغغي أن يجعغغل علغغى
منافذ جسمه وأعضاء سجوده قطن عليه حنوط أو كافور ،وتشغغد خغغرق
ل في القبر. على اللفائف ،ثم تح ّ
151
وذكرنا وأنثانا ،اللهم من أحييته منا فأحيه على السلم ومن تغغوفيته منغغا
فتوفه على اليمان") رواه الترمذي1024:؛ وأبو داود.(3201:
ثم يقول ":اللهم هذا عبدك وابن عبديك ..وإن كانت أنثى قغغال :اللهغغم
هذه أمتك وابنة أمتك ،خرج مغن روح الغدنيا وسغعتها ،ومحبغوبه وأحبغائه
فيها ،إلى ظلمة القبر وما هو لقيه ،كغغان يشغغهد أن ل إلغغه إل اللغغه أنغغت
وحدك وأن محمدا ً عبدك ورسولك ،وأنت أعلم به مّنا .اللهم إنه نزل بك
وأنت خير منزول به ،وأصبح فقيرا ً إلى رحمتك ،وأنت غني عغغن عغغذابه،
وقد جئناك راغبين إليغغك ،شغغفعاء لغغه .اللهغغم إن كغغان محسغغنا ً فغغزد فغغي
إحسانه وإن كان مسيئا ً فتجاوز عنه ،ولقغغه برحمتغغك رضغغاك ،وقغغه فتنغغة
القبر وعغغذابه وأفسغغح لغغه فغغي قغغبره ،وجغغاف الرض عغغن جنغغبيه ،ولقغغه
برحمتك المن من عذابك ،حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين".
فإن كان الميت طفل ً قال بدل ً مغغن هغغذا الغغدعاء الثغغاني ":اللهغغم اجعلغغه
فرطا ً لبويه وسلفا ً وذخرا ً وعظة واعتبارا ً وشفيعًا .وثقغغل بغغه موازينهمغغا
وأفرغ الصبر على قلوبهما ول تفتنهما بعده ول تحرمهما أجره".
وهذه الدعية التقطها الشافعي رحمه الله تعالى مغغن مجمغغوع الخبغغار،
وربما ذكرها بالمعنى ،واستحسنها أصحابه ,وأصح حديث فغغي البغغاب مغغا
رواه مسلم) (963عن عوف بن مالك قغغال :صغغلى رسغغول اللغغه
على جنازة ،فسمعته يقول " :اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه،
وأكرم نزلغغه ووسغغع مغغدخله ،واغسغغله بالمغغاء والثلغغج والغغبرد ،ونقغغه مغغن
الخطايا كما ينقي الثوب البيض من الغغدنس ،وأبغغدل لغغه دارا ً خيغغرا ً مغغن
داره ،وأهل ً خيرا ً من أهله ،وزوجا ً خيرا ً مغغن زوجغغه ،وأدخلغغه الجنغغة وقغغه
فتنة القبر وعذاب النار" .قغال عغغوف :فتمنيغن أن لغو كنغغت أنغا الميغت،
لدعاء الرسول على هذا الميت.
] عافه :خلصه مما يكره[.
-5ثم يكبر التكبيرة الرابعة ويقول بعدها " :اللهم ل تحرمنغغا أجغغره
ول تفتنا بعغغده واغفغغر لنغغا ولغغه" ) .رواه أبغغو داود3201 :؛ عغغن
النبي.(
-6ثم يسلم تسليمتين عن يمينغغه ويسغغاره كغغل تسغغليمة كتسغغليمة
الصلوات الخرى.
روى البيهقي) (4/43بإسناد جيغغد ،عبغغدالله بغغن مسغغعود قغغال :كغغان
النبي يفعل التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلة.
وأنت تلحظ مما ذكرنا أن الصلة على الميت كلها من قيام ،فل ركغغوع
فيها ول سجود ول جلوس.
-4دفن الميت:
أقل ما يجب في دفن الميت أن يدفن فغغي حفغغرة تمنغغع انتشغغار رائحتغغه
وتمنع تسلط السباع عليه ،مستقبل ً فيها القبلة.
وأكمل ذلك أن يتبع فيه ما يلي:
152
-1أن يدفعن في قبر بعمق قدر قامة الرجل المعتدل وبسطة
يديه إلى العلى ،وأن يوسع قدر زراع وشبر.
روى أبغغو داود ) (3215والترمغغذي)(1713وقغغال :حسغغن صغغحيح ،عغغن
هشام بن عامر ،عن رسول اللغه قغال فغي قتلغى أحغد " :احفغروا
وأوسعوا وأحسنوا " .
-2يجب أن يضجع على يمينه وأن يوجه إلى القبلة ،بحيغغث لغغو
لم يوجه إلى القبلة وردم عليه الغتراب ،وجغب نبغش القغبر
وتوجيهه إلى القبلة ،إن لم يقغغدر أنغغه قغغد تغيغغر .وينغغدب أن
يلصق خده بالرض.
-3يسغغن أن يكغغون القغغبر لحغغدا إن كغغانت الرض صغغلبة لخغغبر
مسلم ) (966عن سعد بن أبغغي وقغغاص أنغغه قغغال :فغغي
مرض موته :ألحدوا لي لحدا ً وانصبوا علي اللبن نصبًا ،كمغغا
صنع برسول الله .
واللحد تجويف يفتح في الجدار القبلي للقبر ،بمقغغدار مغغا يسغغع الميغغت،
فيوضع الميت فيه ،ثم يسد ّ فم هذا التجويف بحجارة رقاق كي ل ينهغغال
عليه التراب.
قَا .والمقصغود بغه شغ ّ
ق فإن كانت الرض رخوة ندب أن يكون القبر شغ ً
ن أوفي أسفل أرض القبر بمقدار مغغا يسغغع الميغغت ،ويبنغغي طرفغغاه بلب غ ٍ
نحوه ،فيوضع الميت فيه ،ثم يسقف الشق من فوقه بحجارة رقاق ،ثغغم
يهال فوقه التراب.
ل الميت مغغن قبغغل رأسغغه ،بعغغد أ ،يوضغغع عنغغد ن أن يس ّ -4يس ّ
أسفل القبر ،ويمدد برفق في القبر.
-5روى أبو داود) (3211بإسغناد صغحيح أن عبغدالله بغن يزيغد
ي ، ادخل الحارث القبر من قبل رجلي ي الصحاب ّالخطم ّ
القبر وقال :هذا من السنة.
ويسن أن يدخل القبر لتسويته أقرب الناس إليه من الذكور ،وأن يقول
الذي يلحده " :بسم اللغغه وعلغغى س غّنة رسغغول اللغغه " للتبغغاع .روى أبغغو
سنه :عن ابن عمر رضي عنهمغغا :أن داود) (3213والترمذي) (1046وح ّ
النبي كان إذا وضع الميت في القبر قغغال ":بسغغم اللغغه ،وعلغغى سغغنة
رسول الله".
153
تشييع الجنازة ) آدابها وبدعها (
حكم تشييع الجنازة للرجال والنساء:
اتباع الجنازة وتشييعها إلى القبر مستحب للرجال ،لما رواه الغغبراء بغغن
عغغازب قغغال :أمرنغغا رسغغول اللغغه باتبغغاع الجنغغازة ،وعيغغادة المريغغض،
وتشميت العاطس ،وإجابة الداعغغي ،ونصرة المظلوم ).رواه البخغغاري:
.(1182ويستحب أن ل ينصغغرف عغغائدا ً إل بعغغد أن يغغدفن الميغغت ،روى
البخاري) (1261ومسلم ) (945عن أبي هريغغرة قغغال :قغغال رسغغول
الله ":من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط ،ومن شهد حتى
تدفن كان له قيراطان" .قبل :وما القيراطان؟
قال " :مثل الجبلين العظيمين" .أي من الجر.
أما النساء فل يستحب لهن ذلغك ،بغل هغو خلف السغنة ،وخلف وصغية
رسول الله .
لما رواه البخغغاري ) (1219ومسغغلم ) (938عغغن أم عطيغغة رضغغي اللغغه
عنها قالت :نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعغزم علينغا .أي لغغم يشغدد علينغغا
في النهي ولم يحرم علينا التباع .ولما رواه ابن ماجه عغغن علغغي رضغغي
الله عنه قال :خرج رسول اللغغه ، فغغإذا نسغغوة جلغغوس ،فقغغال " :مغغا
يجلسكن"؟
قلغغن :ننتظغغر الجنغغازة .قغغال " :هغغل تغسغغلن " ؟ قلغغن :ل .قغغال " :هغغل
" هل تدلين فيمن يدلي ؟" – أي هغغل تنزلغغن تحملن"؟ قلن :ل .قال:
الميت في القبر؟ -فلن :ل .قال " :فارجعن مأزورات غير مغغأجورات"
ن الجنازة وحضور الدفن. أي عليكن إثم ،وليس لكن أجر ،في اتباعك ّ
ومن آداب تشييع الجنازة المور التالية:
ب أن يركب في العودة فل بأس. -1أن يشيعها ماشيًا ،فإن أح َ
روى البخاري)(3177عن ثوبان :أن رسول الله أتى بدابغغة ،وهغغو
مع الجنازة ،فأبى أن يركبها .فلما انصرف أتى بدابة فركغغب ،فقيغغل لغغه،
فقال ":إن الملئكة كانت تمشي ،فلما أكن لركب وهم يمشون ،فلمغغا
ذهبوا ركبت".
وحمل هذا على الندب ،لما ثبت عنه أنه ركب في بعض أحيانه.
روى مسلم ) (965عن جابر بن سمرة قال ":صلى رسول اللغغه
على ابن الدحداح ،ثم أتغغى بفغغرس عغغري ،فعقلغغه رجغغل فركبغغه ،فجعغغل
يتوقص به ونحن نتبعه ،نسعى خلفه.
] عري :ل سرج له .فعقله :أمسكه له .يتوقص :يتوثب .نسعى :نمشغغي
بسرعة[.
-2يحغغرم حمغغل الجنغغازة علغغى هيئة مزريغغة أو يخغغاف منهغغا
السقوط ،ويسن ان تحمل فغغي تغغابوت ،ل سغغيما إذا كغغانت
امرأة ،رعاية لتكريم الله تعالى للنسان.
154
ن أن ل يرفع صوته -3يكره اللغط اثناء تشييع الجنازة ،بل يس ّ
بقراءة ول بذكر ول غيرهما ،وليسغغتعض عغغن ذلغغك بغغالتفكر
في الموت والتأمغغل فغغي عاقبغغة أمغغره .لحغغديث أبغغي داود)
(3171عن أبي هريرة ، عغغن النغغبي قغغال " :ل تتبغغع
الجنازة بصوت ول نار".
-4الفضل أن يمشي المشغغيعون أمغغام الجنغغازة علغغى مقربغغة
منهغغا ،لنهغغم شغغفعاء لهغغا عنغغد اللغغه عغغز وجغغل ،فناسغغب أن
يكونوا في مقدمتها .روى أبو داود) (3179وغيره ،عن ابغغن
عمر رضي الله عنهما قال :رأيت النبي وأبا بكغغر وعمغغر
يمشون أمام الجنازة .وروى أيضا ً ) (3180عغغن النغغبي :
الراكب يسير خلف الجنازة ،والماشي خلفها وأمامها ،وعن
يمينها وعن يسارها ،قريبا ً منها.
-5ل مغغانع مغغن أن يشغغيع المسغغلم جنغغازة قريبغغه الكغغافر ،ول
كراهة في ذلك.
-6تسن تعزية أهل الميغغت خلل ثلث أيغغام مغغن المغغوت ،لمغغا
رواه ابن ماجه ) (1601عن النبي قال ":ما من مسغغلم
يعزي أخاه بمصيبة إل مساه اللغغه مغغن حلغغل الكرامغغة يغغوم
القيامة".
] يعزي أخاه :يحثه على الصبر ويواسيه بمثل قوله :أعظم الله أجرك[.
وتكغغره بعغغد ثلثغغة أيغغام إل لمسغغافر ،لن الحغغزن ينتهغغي بهغغا غالبغغا ً فل
يستحسن تجديده.
كما يكره تكرارها ،والولى أن تكون بعغد الغدفن لشغتغال أهغل الميغت
بتجهيزه ،إل إن اشتد حزنهم فتقديمها أولى ،مواساة لهم.
وصيغتها المندوبة " :أعظم الله أجرك ،وأحسن عزاءك ،وغفغغر لميتغغك،
وعوضك الله عن مصيبتك خيرا ً ".
بدع الجنائز:
-1كل ما يخالف آداب التشييع الغتي ذكرناهغا فهغغي بغدعّ
ينبغغغي التحغغرز منهغغا ،كتشغغييع الجنغغازة راكبغًا ،وكرفغغع
الصوات معها.
ة،
ة محرم ٌ -2حمل الكاليل ونحوها مع الجنازة ،فهي بدع ٌ
تسللت إلى المسلمين تقليدا ً لعغغادات الكغغافرين فغغي
مراسيم جنائزهم ،وفيها مغغا فيهغغا مغغن إضغغاعة المغغال
دون فائدة ،والمفاخرة والمباهاة.
-3القبور التي تحفر وتبني بطريقة مخالفغغة لمغغا ذكرنغغاه
من ضابط عمق القبر واتسغاعه ،وأفضغلية اللحغد ثغم
الشقّ .
155
-4يكره تشييد القبور ،داخلها أو ظاهرها ،بكل مغغا دخغغل
فيه النار كالسمنت والجص ونحوهما.
روى مسلم ) ،(970عن جابر قال :نهى رسول الله أن يجصغغص
القبر .وهو أن يوضع عليه الجص ،وهو ما يسغغمى بالجبصغغين ،فغغإن بنغغي
الرخام ونحوه كان حرامًا ،لمخالفته الشديدة لنهي رسول الله ،ولما
في ذلك من إضاعة المال المنهي عنغغه شغغرعًا ،ومغغا فيغغه مغغن المباهغغاة
والمفاخرة المقيتة في دين الله عز وجل .
-5يكره كراهية تحريم تسنيم القبغغور والبنغغاء عليهغغا ،علغغى النحغغو الغغذي
يفعله كثير من الناس اليوم ،والسّنة أن ل يرفع القغغبر عغغن الرض أكغغثر
من شبر واحد ،للنهي عن كل ذلك.
روى مسلم ) (969وغيره ،أن على بن أبي طالي قغغال لبغغي الهيغغاج
السدي :أل أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله " :أن ل تدع تمثال ً
إل طمسته ،ول قبرا ً مشرفا ً إل سويته.
ل :صغغورة ،والمغغراد هنغغا مغغا كغغان لغغذي روح .طمسغغته :محغغوته أو ] تمثا ً
درسته .مشرفًا :مرتفعًا .سويته :مع الرض بارتفاع قليل[.
-6الندب على الميت بتعديل شمائله -كأن يقول :واكهفاه واعظيمغغاه –
والنياحة ،وهي كل فعل أو قول يتضمن إظهغغار الجغغزع ،كضغغرب الصغغدر
وشق الجيب ونحو ذلغغك .فغغذلك كلغغه حغغرام ،نهغغى رسغغول اللغغه عنغغه
بأحغغاديث صغغحيحة وعبغغارات حاسغغمة ،لمغغا فيغغه مغغن منافغغاة للنقيغغاد
والستسلم لقضاء الله تعالى وقدره.
روى مسغغلم ) (935عغغن أبغغي مالغغك الشغغعري أن النغغبي قغغال":
النائحة إذا لم تتب قبغل موتهغا تقغام يغوم القيامغة ،وعليهغا سغربال مغن
قطران ،ودرع من جغغرب " .أي يسغغلط علغغى أعضغغائها الجغغرب والحكغغة
بحيث يغطي بدنها تغطية الغدرع وهغو القميغص .وفغي معنغاه السغربال.
والقطران نوع من صمغ الشجار ،تطلي به البل إذا جربت.
وروى البخاري) (1232عن عبدالله بن مسعود قال :قال النغغبي :
" ليس منا من لطم الخدود ،وشق الجيوب ودعا بدعوى ا لجاهلية ".
] لطم :ضرب .الجيوب :جمع جيب ،وهو فتحة الثوب مغغن جهغغة العنغغق،
أي شق ثيابه من ناحية الجيب .بدعوى الجاهلية :قال ما كان يقوله أهل
الجاهلية ،مثل :واعضداه ،يا سند البيت ،ونحوها[.
ول بأس في البكاء الطبيعي الناشئ عن العاطفة ورقة القلب.
روى البخاري) (1241ومسلم ) :(2315،2316أنه بكى علغغى ولغغده
إبراهيم قبل موته ،لما رآه يجود بنفسه ،وقال " :إن العين تدمع والقلب
يحزن ،ول نقول إل ما يرضي ربنا ،وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وروى مسلم ) (976عن أبي هريغغرة قغغال :زار النغغبي قغغبر أمغغه،
فبكى وأبكى من حوله.
156
-7انشغال أهل الميت بصنع الطعام وجمع الناس عليه ،كما هو المعتاد
في هذا العصر ،بدعة تناقض السنة وتخالفها مخالفة شديدة.
وإنما السنة عكس ذلك ،أي أن يقوم بعض المشيعين بتحضغغير الطعغغام
وإرساله إلى أهل الميت ،أو جمعهم عليه فغغي بيغغت الغغداعي ،ويسغغتحب
أن يكون كثيرا ً بحيث يكفي أهل الميت يومهم وليلتهم .وذلغغك لقغغوله
لما جاء خبر قتل جعفر بن أبي طالب " :اصنعوا لل جعفر طعام غا ً فغغإنه
قغغد جغغاءهم مغغا يشغغغلهم " ) .رواه الترمغغذي998:؛وأبغغو داود3132 :
وغيرهما( .ويحرم تهيئة الطعام للنائحات وأمثالهن ،سواء كان ذلك مغغن
أهل الميت أم غيرهم ،ذلغغك لنغغه إعانغغة علغغى معصغغية ،وتحميغغس علغغى
الستمرار فيها.
ومن البدع ما يفعله أهل الميت من جمع الناس على الطعغغام بمناسغغبة
ما يسمونه بمرور الربعين ونحوه .وإذا كغغانت نفقغة هغذه الطعمغغة مغن
مال الورثة وفيهم قاصرون – أي غير بالغين – كان هذا الفعل من أشغغد
المحرمات؛ لنه أكل لمال اليتيم وإضاعة له في غير مصلحته.
ويشترك في ارتكاب الحرمة كل من الداعي والكل.
-8قراءة القرآن في محافغغل رسغغمية للتعزيغغة ،علغغى النحغغو الغغذي يتغغم
اليوم ،فهي أيضا ً بدعة .وإنما تسن تعزية أهل الميت خلل ثلثة أيام من
موته اتفاقًا ،أي دون أن يعد أقارب الميت العدة لها.
157
فإن جرح في المعركة ،وبقيت فيه حياة مستقرة بعد انتهاء القتال ،ثغغم
ما لم يعتبر شهيدا ً مغغن حيغغث المعاملغغة الدنيويغغة ،وغسغغل وصغغلى عليغغه
كالعادة ،ولو كان موته بالسراية من الجرح.
والحكمة من أن التشهد ل يغسل ول يصغغلى عليغغه :إبقغغاء أثغغر الشغغهادة
عليهم ،والتعظيم لهم باستغنائهم عن دعاء الناس لهم .قال رسول اللغغه
" :والذي نفس محمد بيده ،ما من كلم يكلم في سبيل اللغغه إل جغغاء
كهيئته حين كلم :اللون لون الغغدم والريغغح ريغغح مسغغك" )رواه البخغغاري:
235؛ ومسلم (1876::واللفظ له.
] كلم :جرح .كهيئته :كحالته[.
زيارة القبور:
زيارة القبور التي دفن فيها مسلمون ،مندوبة للرجال بالجمغغاع ،لقغغوله
في الحديث الصحيح " :كنغت نهيتكغم عغن زيغارة القبغور فزوروهغا".
) رواه مسلم ،(977:وعنغغد الترمغغذي ) " :(1054فإنهغغا تغغذكر الخغغرة".
وقد مر معك حديث زيارته قبر أمه .ول يندب لها وقت محدد.
ة للتغغبرج والنغغواح ورفغغع ن زيارتهغغا ،لنهغغا مظن ّغ ٌ
أمغغا النسغغاء فيكغغره له غ ّ
الصغغوات ،روى أبغغو داود) (3236وغيغغره ،عغغن ابغغن عبغغاس رضغغي اللغغه
عنهما قال ) :لعغغن اللغغه زائرات القبغغور( .ولكغغن يسغغن لهغغم زيغغارة قغغبر
رسول الله ،وينبغي أن يلحق بغغذلك قبغغور بقيغغة النبيغغاء والصغغالحين،
شريطة أن ل يكغغون تغغبرج واختلط وازدحغغام والتصغغاق بالرجغغال ،ورفغغع
أصوات ،مما هو مظنة الفتنة ،وما أكثره في زيارتهن!! .
من آداب زيارة القبور:
ل " :السغغلم إذا دخل الزائر المقبرة ،ندب له أن يسلم على الموتى قائ ً
عليكم دار قوم مؤمنين ،وإنا إن شاء الله بكم لحقغغون" ).رواه مسغغلم:
.(249وليقرأ عندهم ما تيسر من القرآن ،فإن الرحمة تنزل حيث ُيقغغرأ
القرآن،ثم ليدع لهم عقب القراءة ،وليهد ِ مثغغل ثغغواب تلوتغغه لرواحهغغم،
لجابة ،وإذا استجيب الدعاء استفاد الميت من ثغغواب فإن الدعاء مرجو ا ِ
القراءة .والله اعلم.
**********
158
الفهرس
159
57 الغولدة 38 سنن الوضوء
57 الّنفغاس 41 مكروهات الوضوء
57 رؤية الدم حال الحمل 41 نواقص الوضوء
58 مدة الحمل
42 المور التي يشترط لها
الوضوء
58 المغوت 44 فين ح ع ََلى ال ٌ
خ ّ س ُ
الم َ
59 الغسل المندوب 44 حكم المسح عليهما
59 غسل الجمعة 44 شروط المسح عليهما
59 غسل العيدين 44 مدة المسح عليهما
60 غسل الكسوفين 45 كيفية المسح عليهما
60 غسل الستسقاء 45 مبطلت المسح
60 الغسل من غسل الميت 46 الجبائر والعصائب
60 46 دليل مشروعية المسح على
الغسال المتعلقة بالحج
الجبائر
63 مكروهات الغسل
47 مدة المسح على الجيرة
والعصبة
64 مم
التغي َ ّ 48 عه
وا ُ
مه َوأن َ
حكا ُ
الُغسل َوأ ْ
64 أسباب التيمم 48 مشروعيته
65 شرائط التيمم 48 حكمة مشروعيته
65 أركانه 49 أقسام الغسل
66 سنن التيمم 49 الجنغغغابة
66 التيمم بعد دخول الوقت 50 أسبابها
67 التيمم لكل فريضة 50 ما يحرم بالجنابة المور
67 مبطلته 53 الحيغغغض
69 صغغغ َ
لة ال ّ 53 سن البلوغ
70 الصلوات المكتوبة 53 مدة الحيض
104 الهيئات 71 دليل مشروعيتها
111 السنن التي تؤدي عقب كل 72 حكم تارك الصلة
صلة
113 صغغ َ 73 أوقات الصلوات
لة هات ال ّ
مكرو َ
َ المفروضة
118 صغغ َ مبط َ الوقات التي تكره فيها
لة لت ال ّ ُ 76
الصلة
121 77 إعادة الصلة المكتوبة
سغُهو
ود ال ّ
سج ُ
ُ وقضاءها
121 أسباب سجود السهو 78 من تجب عليه الصلة
122 كيفية السجود ومحله 80 مة
لقغا َ
ن َوا ِ ال َ
ذا ُ
160
123 ت الّتغل ََوة
دا ُ
سجغ َ
َ 80 حكم الذان
123 عدد سجدات التلوة 81 شروط صحة الذان
124 عة
ما َ
ج َ ص َ
لة ال َ َ 84 القامة
124 حكمة مشروعيتها 84 سنن القامة
125 شروط من يقتدى به
84 النداء للصلوات غير
المفروضة
126 كيفية القتداء 86 صغغغ َ
لة حةِ ال ّ
ص ّ
شُروط ِ
129 صغلة المغسافر 87 كيفية معرفة دخول الوقت
129 القصر والجمع 87 ستر العورة
129 كيفية تكون صلة 89 حالت جواز كشف العورة
المسافر
129 القصر 90 استقبال القبلة
131 الجمع
90 كيفية الستدلل على
القبلة
134 خغوف صغ َ
لة ال َ َ 90 كيفية الصلة
134 حالتها 90 عدد ركعاتها
137 حكمة مشروعية صلة 92 صغغغ َ أر َ
لة كان ال ّ
الخوف
138 مَعة ص َ
لة الج ُ َ 102 صغغ َ
لة سـَنن ال ّ
139 شروط وجوبها
102 السنن التي تؤدي قبل
الصلة
140 103 السنن التي تؤدى أثناء
شرائط صحتها
الصلة
142 فرائض الجمعة 103 البعاض
164 ص َ
لة التـراوُيح َ 145 آداب الجمعة وهيئاتها
164 الصل في مشروعيتها 147 فغلصلة الن ّ ْ
166 سوف لة الك ُ ص َ َ 147 الذي ل يسن فيه
سوف َوالخ ُ الجماعة
166 النوافل المسماة ذات
كيفيتها 149 الوقات المعينة
169 ص َ 152 النوافل المطلقة عن
قاء
سِتس َ
لة ال ْ َ التسمية والوقت
بعض الدعية الواردة في
170 الستسقاء
152 الذي يسن فيه الجماعة
172 جَناَزة ح َ
كام ال َ أ ْ 153 ص َ
لة العيغغد َْين َ
153 زمن مشروعيتها والدليل
173 غسل الميت
عليها
161
175 التكفين 153 حكم صلة العيد
176 الصلة على الميت 154 وقت صلة العيد
177 دفن الميت 154 كيفيتها
179 تشييع الجنازة 155 الخطبة في العيد
179 آداب تشييع الجنازة 156 أين تقام صلة العيد
180 بدع الجنائز 156 التكبير في العيد
183 حكم السقط والشهيد 157 من آداب العيد
183 زيارة القبور 158 طرفغ َْزكاة ُ ال ّ
184 آداب زيارة القبور 158 شروط وجوبها
159 زكاة الفطر جنسا ً وقدرا ً
159 وقت إخراج زكاة الفطر
160 الضغحية
160 حكم الضحية
161 شروطها
162 لضحية وقت ا َ
162 ماذا يصنع بالضحية بعد
ذبحها
163 سنن وآداب تتعلق
بالضحية
162