You are on page 1of 232

‫سم الله الرحمن الرحيم‬

‫ب ْ‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬حمدا ً يوافي ِنعمة ‪،‬‬
‫ويكافئ مزيده ‪ ،‬لك الحمد ‪ ،‬سبحانك ‪ ،‬ل نحصي ثناءً‬
‫ل وسّلم وبارك‬ ‫عليك أنت كما أثنيت على نفسك ‪ .‬ص ّ‬
‫ي الهدى والرحمة ‪،‬‬ ‫على عبدك ونبيك سيدنا محمد نب ّ‬
‫من تبعهم ‪ ،‬وسّلم تسليما ً‬ ‫وعلى آله ‪ ،‬وأصحابه ‪ ،‬و َ‬
‫كثيرا ً دائما ً إلى يوم الدين ‪.‬‬

‫وبعــد ‪،،،‬‬
‫فهذا هو الجزء الخامس في سلسلة‪ :‬الفقه‬
‫المنهجي‪ ،‬على مذهب المام الشافعي‪ ،‬رحمه الله‬
‫تعالى‪ ،‬رسمنا فيه‪ ،‬أحكام الوقف‪ ،‬والوصية‪ ،‬والمواريث‬

‫وقد رغبنا أن يكون ذلك بأسلوب سهل مبسط ‪،‬‬


‫وقفنا فيه عند ٌأمهات الحكام والمسائل من غير‬
‫افتراض ول تطويل ‪.‬‬

‫وقرّنا الحكام بأدلتها ما استطعنا إلى ذلك سبيل ً ‪،‬‬


‫وأرشدنا إلى مواضع تلك الدلة في مصادرها ‪ ،‬تيسيرا ً‬
‫لمن أراد الرجوع إليها ‪ ،‬والوقف عليها ‪ .‬فقد جاء بحمد‬
‫ما ً‬ ‫الله هذا الكتاب – كسابقيه – وافيا ً بما تو ّ‬
‫خينا ‪ ،‬ومل ّ‬
‫بما أردنا ‪.‬‬

‫خْرط‬
‫دعي أننا بلغنا الكمال ‪ ،‬فدون ذلك َ‬ ‫ول ن ّ‬
‫قتاد ‪ ،‬ولكن حسبنا أّنا بذلنا في سبيل ذلك جهدا ً ‪،‬‬ ‫ال َ‬
‫ونسأل الله أن يتقبله مّنا ‪ ،‬ويثبتنا عليه ‪ ،‬وينفع به‬
‫طلب علوم الدين ‪ ،‬وسائر المسلمين ‪.‬‬

‫غير أننا في أبحاث الفرائض ‪ ،‬زدنا في التبسيط ‪،‬‬


‫دنا للحكام بأكثر من أسلوب ‪،‬‬ ‫ع ْ‬
‫وأسهبنا في التعبير ‪ ،‬و ُ‬
‫لن هذا الفن ‪ ،‬لصعوبته ‪ ،‬قد أعرض عنه كثير من‬
‫مة المتف ّ‬
‫قهين ‪،‬‬ ‫المتعلمين ‪ ،‬وأهمله في زماننا عا ّ‬
‫فأردنا بكثرة الردّ تسهيَله ‪ ،‬وبتلوين العبارات تقريبه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وعليه فنحن نستمح القارئين عذرا ً إن وجدوا فيه‬
‫بعض السهاب والتطويل ‪ ،‬وضايقهم كثرة العادة‬
‫م الوكيل ‪،‬‬
‫والتكرار ‪ ،‬فعذرنا ما ذكرنا ‪ .‬والله حسبنا وِنع َ‬
‫ي العظيم ‪.‬‬
‫ول حول ول قوة إل بالله العل ّ‬

‫المؤلفون‬

‫‪3‬‬
‫ف‬ ‫و ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ال َ‬

‫تعريف الوقف ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫الوقف – وُيجمع على وقوف ‪ ،‬وأوقاف ‪ :-‬هو‬
‫في اللغة ‪ :‬الحبس ‪ ،‬تقول ‪ :‬وقفت كذا إذا حبسته ‪ .‬ول‬
‫تقول ‪ :‬أوقفته إل في لغة رديئة ‪ .‬وهذا على عكس‬
‫حبس ‪ ،‬فإن الفصيح فيه أن تقول ‪ :‬أحبست كذا ‪ ،‬ول‬
‫تقول ‪ :‬حبسته إل في لغة رديئة ‪ .‬والوقف شرعا ً ‪:‬‬
‫حبس مال يمكن النتفاع به مع بقاء عينه بقطع‬
‫التصرف في رقبته على مصرف مباح موجود ‪.‬‬

‫وهذه القيود في هذا التعريف سوف تستبين لك‬


‫وأنت تقرأ فقرات هذا البحث إن شاء الله تعالى ‪.‬‬

‫دليل مشروعيته الوقف ‪:‬‬

‫قربة ‪ ،‬وأمر مر ّ‬
‫غب فيه‬ ‫الوقف مشروع ‪ ،‬بل هو ُ‬
‫شرعا ً ‪ ،‬ولقد قامت أدلة الكتاب والسّنة على تقريره ‪،‬‬
‫وبيان مشروعيته ‪:‬‬

‫‪ -‬أما الكتاب ‪ ،‬فقول الله تبارك وتعالى ‪َ { :‬لن‬


‫من‬ ‫قوا ْ ِ‬
‫ف ُ‬
‫ما ُتن ِ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫حّبو َ‬
‫ما ت ُ ِ‬ ‫قوا ْ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ف ُ‬‫حّتى ُتن ِ‬ ‫ت ََناُلوا ْ ال ْب ِّر َ‬
‫م }‪ ] .‬آل عمران ‪. [ 92 :‬‬ ‫عِلي ٌ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه بِ ِ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫َ‬

‫فإن أبا طلحة رضي الله عنه لما سمع هذه الية‬
‫الكريمة رغب في الوقف ‪ ،‬وأتى النبي ‪ r‬يستشيره ‪.‬‬
‫روى البخاري ) ‪ ( 607‬في ) كتاب الوصايا ( ‪ ،‬باب‬
‫دق إلى وكيله ثم ردّ الوكيل إليه ( ‪ ،‬عن أنس‬ ‫من تص ّ‬ ‫) َ‬
‫حّتى‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ما نزلت ‪ { :‬لن ت ََنالوا الب ِّر َ‬ ‫رضي الله عنه قال ‪ :‬ل ّ‬
‫ن ‪ } ..‬جاء أبو طلحة إلى رسول الله ‪r‬‬ ‫حّبو َ‬ ‫ما ت ُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫قوا ْ ِ‬
‫ف ُ‬ ‫ُتن ِ‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬يقول الله تبارك وتعالى في‬
‫ن } ‪ ،‬وإن‬ ‫حّبو َ‬ ‫ما ت ُ ِ‬ ‫قوا ْ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫كتابه ‪َ { :‬لن ت ََناُلوا ْ ال ْب ِّر َ‬
‫حّتى ُتن ِ‬
‫ب أموالي إلى ب َي َْرحاءُ – قال ‪ :‬وكانت حديقة كان‬ ‫أح ّ‬
‫رسول الله ‪ r‬يدخلها ويستظل بها ‪ ،‬ويشرب من مائها‬
‫– فهي إلى الله عز وجل وإلى رسوله ‪ ، r‬أرجو ب ِّر ُ‬
‫ه‬
‫ه ‪ ،‬فقال‬ ‫ك الل ُ‬ ‫حيث أرا َ‬ ‫ل الله َ‬ ‫ي َرسو َ‬ ‫عها أ ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫ف َ‬‫خَرهُ ‪َ ،‬‬ ‫وذُ ْ‬
‫رسول الله ‪ " : r‬بخ أبا طلحة ‪ ،‬وذلك مال رابح ‪ ،‬قبلناه‬
‫ق‬
‫منك ‪ ،‬ورددناه عليك ‪ ،‬فاجعله في القربين " ‪ .‬فتصدّ َ‬

‫‪5‬‬
‫ه ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان منهم ‪ :‬أبي‬
‫م ِ‬
‫ح ِ‬
‫ة على ذوي ر ِ‬
‫به أبو طلح َ‬
‫ن‪.‬‬‫وحسا ُ‬

‫خ ‪ :‬بوزن بل ‪ ،‬كلمة تقال عند المدح والرضا‬ ‫]ب ْ‬


‫خب ْ‬
‫خ ‪ ،‬فإن وصلت‬ ‫بالشئ ‪ ،‬وُتكّرر للمبالغة ‪ ،‬فيقال ‪ :‬ب ْ‬
‫ونت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬بخ بخ [ ‪.‬‬ ‫خفضت ون ّ‬

‫فَلن‬
‫ر َ‬
‫خي ْ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫عُلوا ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫و َ‬‫وكذلك قوله تعالى ‪َ {:‬‬
‫ن } ] آل عمران ‪. [ 115 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫م ِبال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وهُ َ‬ ‫ي ُك ْ َ‬
‫فُر ْ‬

‫ر } عام يشمل وجوه الخير كلها ‪،‬‬ ‫خي ْ ٍ‬


‫ن َ‬
‫م ْ‬‫فلفظ { ِ‬
‫ومنها الوقف ‪.‬‬
‫‪ -‬وأما السّنة ‪ ،‬فأحاديث كثيرة ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫ما رواه مسلم ) ‪ ( 1631‬في ) كتاب الوصية ( ‪،‬‬


‫باب ) ما يلحق النسان من الثواب بعد وفاته ( ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة رضي الله عنه ‪ ،‬أن رسول الله ‪ r‬قال ‪" :‬‬
‫ن انقطع عنه عمله إل من ثلثة ‪ :‬إل من‬ ‫إذا مات النسا ُ‬
‫صدقة جارية أو علم ينتفع به ‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له " ‪.‬‬

‫والصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف‬


‫‪ .‬والولد الصالح ‪ ،‬هو القائم بحقوق الله تعالى ‪،‬‬
‫وحقوق العباد ‪.‬‬

‫ومنها ما رواه البخاري ) ‪ ( 2586‬في ) كتاب‬


‫الشروط ( ‪ ،‬باب‬
‫) الشروط في الوقف ( ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 1632‬في‬
‫) كتاب الوصية ( ‪ ،‬باب‬
‫) الوقف ( ‪ ،‬عن ابن عمر رضي الله عنهما ‪ ،‬أن عمر‬
‫بن الخطاب رضي الله عنه ‪ ،‬أصاب أرضا ً بخيبر ‪ ،‬فأتى‬
‫ي ‪ r‬يستأمره فيها ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إّني‬ ‫النب ّ‬
‫س عندي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ضا بخيبر ‪ ،‬لم أصب مال قط أنف َ‬ ‫ت أْر َ‬‫أصب ُ‬
‫صَلها‬
‫منه ‪ ،‬فما تأمرني به ؟ قال ‪ " :‬إن شْئت حبست أ ْ‬
‫دقت بها " ‪ .‬قال ‪ :‬فتصدق بها عمر ‪ :‬أنه ل ُيبُاع‬ ‫وتص ّ‬
‫ث ‪ ،‬وتصدقَ بها في الفقراء ‪ ،‬وفي‬ ‫ول يوهب ول ُيوَر ُ‬
‫قْربى ‪ ،‬وفي الرقاب ‪ ،‬وفي سبيل الله ‪ ،‬وابن‬ ‫ال ُ‬

‫‪6‬‬
‫ول َِيها أن يأك َ‬
‫ل‬ ‫ح على من َ‬ ‫جنا َ‬
‫السبيل ‪ ،‬والضيف ‪ ،‬ول ُ‬
‫ول ‪.‬‬
‫م غيَر متم ّ‬‫ع َ‬
‫منها بالمعروف ‪ ،‬وُيط َ‬

‫قال ابن سيرين رحمه الله ‪ :‬غير متأثل مال ً ‪.‬‬


‫سم حين‬ ‫] أصاب أرضا ‪ :‬أخذها وصارت إليه بال َ‬
‫ق ْ‬
‫فتحت خيبر ‪ ،‬وقسمت أرضها ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يستأمره ‪ :‬يستشيره ‪.‬‬
‫أنفس ‪ :‬أجود ‪ ،‬والنفيس ‪ :‬الجيد ‪.‬‬
‫حّبست ‪ :‬وقفت ‪.‬‬
‫في الرقاب ‪ :‬تحرير العبيد ‪.‬‬
‫ل جناح ‪ :‬ل إثم ‪.‬‬
‫ها ‪ :‬قام بأمرها ‪.‬‬‫ول ِي َ َ‬
‫غير متمول ‪ :‬غير مدخر للمال ‪.‬‬
‫غير متأثل ‪ :‬غير جامع للمال ‪ .‬وكل شئ له أصل‬
‫قديم ‪ ،‬أو جمع حتى يصير له أصل ‪ ،‬فهو مؤثل [ ‪.‬‬

‫والمشهور أن وقف عمر رضي الله عنه هذا كان‬


‫هو أول وقف في‬
‫السلم ‪.‬‬

‫وقد اشتهر الوقف بين الصحابة وانتشر ‪ ،‬حتى قال‬


‫جابر رضي الله عنه ‪ :‬ما بقى أحد من أصحاب رسول‬
‫الله ‪ r‬له مقدرة إل وقف ‪ .‬وقال الشافعي رحمه الله‬
‫دقوا‬ ‫تعالى ‪ :‬بلغني أن ثمانين صحابيا ً من النصار تص ّ‬
‫بصدقات محرمات ‪ .‬والشافعي رحمه الله يطلق هذا‬
‫التعبير ) صدقات محرمات ( على الوقف ‪.‬‬

‫حكمة مشروعية الوقف ‪:‬‬

‫قلنا فيما سبق ‪ :‬إن الوقف مشروع ‪ ،‬بل هو ُ‬


‫قربة‬
‫ُيثاب عليها المؤمن ‪ ،‬لذلك كان هناك من غير شك‬
‫ح َ‬
‫كم كثيرة لتشريع الوقف ‪ ،‬نلمح منها ‪:‬‬ ‫فوائد و ِ‬

‫فتح باب التقّرب إلى الله تعالى في‬ ‫‪-1‬‬


‫تسبيل المال في سبيل الله وتحصيل المزيد‬
‫ب إلى قلب‬‫من الجر والثواب ‪ ،‬فليس شئ أح ّ‬

‫‪7‬‬
‫المؤمن ‪ ،‬من عمل خير يزلفه إلى الله تعالى ‪،‬‬
‫حبا ً منه ‪.‬‬
‫ويزيده ّ‬
‫‪ -2‬تحقيق رغبة النسان المؤمن ‪ ،‬وهو يبرهن‬
‫على إظهار عبوديته لله تعالى ‪ ،‬وحّبه له ‪،‬‬
‫فمحبة الله تعالى ل تظهر واضحة إل في‬
‫مجال العمل والتطبيق ‪ .‬قال تعالى ‪َ { :‬لن‬
‫ن } ] آل‬ ‫حّبو َ‬
‫ما ت ُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫قوا ْ ِ‬‫ف ُ‬
‫حّتى ُتن ِ‬‫ت ََناُلوا ْ ال ْب ِّر َ‬
‫عمران ‪. [ 92 :‬‬
‫تحقيق رغبة المؤمن أيضا ً في بقاء‬ ‫‪-3‬‬
‫الخير جاريا ً بعد وفاته ‪ ،‬ووصول الثواب منهمرا ً‬
‫إليه ‪ ،‬وهو في قبره ‪ ،‬حين ينقطع عمله من‬
‫الدنيا ‪ ،‬ول يبقى له إل ما حسبه ووقفه في‬
‫سبيل الله حال حياته ‪ ،‬أو كان سببا ً في وجوده‬
‫من ولد صالح ‪ ،‬أو علم ُينتفع به ‪.‬‬
‫تحقيق كثير من المصالح السلمية ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ُ‬
‫فإن أموال الوقاف إذا أحسن التصّرف فيها‬
‫مة في تحقيق كثير‬ ‫كان لها أثر كبير وفوائد ج ّ‬
‫من مصالح المسلمين ‪ :‬كبناء المساجد ‪،‬‬
‫والمدارس ‪ ،‬وإحياء العلم ‪ ،‬وإقامة الشعائر‬
‫مثل الذان والمامة ‪ ،‬وغيرها من المصالح‬
‫والشعائر ‪.‬‬
‫سدّ حاجة كثير من الفقراء والمساكين‬ ‫‪-5‬‬
‫واليتام وأبناء السبيل ‪ ،‬والذين أقعدتهم بعض‬
‫الظروف عن كسب حاجاتهم ‪ .‬فإن في أموال‬
‫الوقاف ما يقوم بسدّ حاجاتهم ‪ ،‬وتطييب‬
‫قلوبهم ‪ .‬والله أعلم ‪..‬‬

‫أركان الوقف ‪:‬‬

‫للوقف أربعة أركان ‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫الواقف ‪ ،‬والموقوف ‪ ،‬والموقوف عليه ‪،‬‬
‫والصيغة ‪ .‬ولكل ركن من هذه الركان الربعة شروط ‪،‬‬
‫فإذا تحققت هذه الشروط ‪ ،‬فإذا تحققت هذه الشروط‬
‫كان الوقف على أكمل وجه ‪ ،‬وهذه هي الشروط كل‬
‫ركن ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -1‬شروط الواقف ‪:‬‬
‫ح وقفه شرعا ً‬ ‫يشترط في الواقف حتى يص ّ‬
‫الشروط التالية ‪:‬‬
‫حرا ً بالغا ً عاقل ً‬ ‫‪ -1‬صحة عبارته ‪ ،‬وذلك بأن يكون ّ‬
‫ح وقف الرقيق ‪ ،‬لنه ل ملك له بل هو‬ ‫‪ ،‬فل يص ّ‬
‫وماله لسيده ‪ ،‬وكذلك ل يصح وقف الصبي‬
‫والمجنون ‪ ،‬ولو كان الوقف بمباشرة أوليائهم ‪،‬‬
‫فلو وقف الصبي – ولو مّيزا ً – شيئا ً ‪ ،‬وكذلك‬
‫المجنون ‪ ،‬كان الوقف باطل ً ‪ ،‬ولو أجاز ذلك‬
‫ولّيهما ‪ ،‬لن الصبي والمجنون ل عبارة لهما‬
‫ي‬ ‫ح الوقف منهما ‪ ،‬ول يجوز للول ّ‬ ‫شرعا ً ‪ ،‬فل يص ّ‬
‫التبّرع بشئ من أموالهما ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهلّية التّبرع ‪ ،‬فل يصح الوقف من المحجور‬
‫عليه بسفه ‪ ،‬أو فلس ‪ ،‬لن هؤلء ممنوعون من‬
‫التصّرف بأموالهم ‪ ،‬فل يصح منهم التبّرع ‪ ،‬ول‬
‫يجوز أن تسّلم إليهم أموالهم ‪.‬‬
‫أما السفيه فلمصلحته ‪ ،‬أما المفلس فلمصلحة‬
‫غرمائه ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫وال َك ُ ُ‬ ‫م َ‬‫هاء أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬‫ؤُتوا ْ ال ّ‬‫ول َ ت ُ ْ‬
‫قال الله تعالى ‪َ { :‬‬
‫قَياما ً } ] النساء ‪. [ 5 :‬‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ع َ‬ ‫ال ِّتي َ‬
‫ج َ‬
‫] السفهاء ‪ :‬جمع سفيه ‪ ،‬وهو هنا من ل يحسن‬
‫فة [ ‪.‬‬ ‫التصّرف في ماله ‪ .‬وأصل السفه الخ ّ‬
‫وقد فسر الشافعي رحمه الله تعالى السفيه‬
‫بالمبذر الذي ينفق ماله في المحّرمات ‪.‬‬
‫قَياما ً‬ ‫م ِ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ع َ‬‫ج َ‬ ‫ومعنى قوله تعالى ‪ { :‬ال ِّتي َ‬
‫ح معاشكم ‪.‬‬ ‫صل َ َ‬ ‫} أي جعل الله في تلك الموال َ‬
‫وأضاف المال إلى الولياء – وإن كانت في‬
‫الحقيقة أموال السفهاء – لنها بأيديهم ‪ ،‬وهم‬
‫الناظرون فيها ‪ .‬والقيام ‪ ،‬والقوام ‪ :‬ما يقيمك ‪.‬‬
‫وام بيته ‪ ،‬أي هو الذي‬ ‫ق َ‬‫يقال ‪ :‬فلن قيام أهله ‪ ،‬و ِ‬
‫يقيم شأنه ‪ ،‬ويصلحه ‪.‬‬
‫روى الحاكم ) ‪ ( 58 / 2‬في ) البيوع ( ‪ ،‬باب‬
‫) الرهن محلوب ومركوب ( ‪ ،‬ورواه الدارقطني‬
‫عليه ‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫وغيره أيضا ً ‪ ،‬عن كعب بن مالك ‪ :‬أن كا َ‬
‫سَباع‬ ‫خمسة أ ْ‬ ‫فقسمه بين غرمائه ‪ ،‬فأصابهم َ‬
‫حقوقهم ‪ ،‬فقال لهم النبي ‪ " : r‬ليس لكم إل ذلك "‬
‫‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ح وقف المكره ‪ ،‬لن الختبار‬‫ج‪ -‬الختيار ‪ ،‬فل يص ّ‬
‫شرط من شروط التكليف‬

‫وقف المريض مرض الموت ‪:‬‬

‫المريض إذا كان في حالة من المرض يغلب فيها‬


‫الهلك ‪ ،‬وُتفضي على الموت غالبا ً ‪ ،‬فإنه ل يجوز‬
‫وقفه فيما زاد على ثلث ماله ‪ ،‬رعاية لحق الورثة في‬
‫التركة ‪ ،‬أما في الثلث فما دونه ‪ ،‬فإنه يجوز وقفه‬
‫رعاية لمصلحته ‪ ،‬في الحصول الجر والثواب له بعد‬
‫ل على ذلك ما رواه البخاري ) ‪ ( 1233‬في‬ ‫موته ‪ .‬د ّ‬
‫ولة ( ‪،‬‬ ‫ي ‪ r‬سعد بن َ‬
‫خ ْ‬ ‫) كتاب الجنائز ( ‪ ،‬باب ) رثي النب ّ‬
‫ومسلم )‪ ( 1628‬في ) كتاب الوصية ( ‪ ،‬باب ) الوصية‬
‫قاص رضي الله عنه‬ ‫بالثلث ( ‪ ،‬عن سعد بن أبي و ّ‬
‫ن‬
‫وداع ‪ ،‬م ْ‬
‫ة ال َ‬
‫ج َ‬‫ح ّ‬
‫دني عام َ‬ ‫ن رسول الله ‪َ r‬يعو ُ‬ ‫قال ‪ :‬كا َ‬
‫جع اشتد بي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إني قد بلغ بي من الوجع ‪،‬‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫دق بثلثي‬ ‫وأنا ذو مال ‪ ،‬ول يرثني إل ابنة ‪ ،‬أفأتص ّ‬
‫مالي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل " ‪ ،‬فقلت ‪ :‬بالشطر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل "‬
‫ث كبير ‪ ،‬أو كثير ‪ ،‬إّنك أن تذر‬ ‫ثم قال ‪ " :‬الثلث ‪ ،‬والثل ُ‬
‫ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس‬
‫"‪.‬‬
‫] الشطر ‪ :‬النصف ‪.‬‬
‫عالة ‪ :‬فقراء ‪.‬‬
‫فهم ‪ ،‬أو يطلبون ما في‬ ‫يتكففون ‪ :‬يسألون بأك ُ ّ‬
‫ف الناس [ ‪.‬‬ ‫أك ّ‬

‫وقف الكافر ‪:‬‬


‫ح وقف الكافر ولو‬ ‫قال علماء الشافعية ‪ :‬يص ّ‬
‫قربة ‪ ،‬اعتبارا ً باعتقادنا ‪،‬‬
‫لمسجد ‪ ،‬وإن لم يعتقده ُ‬
‫ولنه من أهل التّبرع ‪ ،‬ومثل هذه التبرعات ل تحتاج‬
‫في صحتها إلى نّية ‪ ،‬والنّية معلوم أن شرطها‬
‫السلم ‪ .‬والكافر ُيثاب على نفقاته وصدقاته في‬
‫ظ له بشئ من الثواب ‪.‬‬ ‫الدنيا ‪ ،‬أما في الخرة فل ح ّ‬

‫روى مسلم ) ‪ ( 2808‬في ) كتاب صفات‬


‫المنافقين وأحكامهم ( ‪ ،‬باب‬

‫‪10‬‬
‫) جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والخرة وتعجيل‬
‫حسنات الكافر في الدنيا ( ‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي‬
‫م مؤمنا‬‫الله عنه قال ‪ :‬رسول الله ‪ ": r‬إن الله ل َيظل ُ‬
‫ة ‪ ،‬يعطي بها في الدنيا ‪ ،‬وُيجَزى بها في الخرة ‪،‬‬ ‫حسن ً‬‫َ‬
‫وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها الله في الدنيا‬
‫‪ ،‬حتى إذا أفضى إلى الخرة لم يكن له حسنة ُيجزى‬
‫بها " ‪.‬‬
‫] أفضى إلى الخرة ‪ :‬صار إليها [ ‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط الموقوف ‪:‬‬


‫وللموقوف شروط نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ – أن يكون الموقوف عينا ً معّينة ‪ ،‬فل يصح وقف‬
‫المنافع وحدها دون أعيانها ‪ ،‬سواء كانت هذه المنافع‬
‫مؤقتة ‪ ،‬كأن سكنى داره سنة ‪ ،‬أم كانت مؤبدة ‪ ،‬كأن‬
‫وقفها أبدا ً ‪ ،‬وذلك أن الرقبة هي الصل ‪ ،‬والمنفعة‬
‫فرع ‪ ،‬والفرع يتبع الصل ‪ ،‬فما دام الصل باقيا ً على‬
‫ملك الواقف كانت المنفعة كذلك باقية على ملكه ‪ ،‬فل‬
‫تنفصل وحدها بالوقف ‪.‬‬
‫وكذلك ل يصح الوقف إذا لم يكن العين الموقوفة‬
‫معّينة ‪ ،‬فلو أنه وقف إحدى داَرية ‪ ،‬أو إحدى سّيارَتيه‬
‫من غير تعيين للموقوف ‪ ،‬فإن هذا الوقف غير صحيح‬
‫لعدم بيان العين الموقوفة ‪ ،‬وكان قوله هذا أشبه‬
‫بالعبث ‪ ،‬ل بالجدّ ‪.‬‬

‫ب‪-‬أن يكون الموقوف مملوكا ً للواقف ملكا ً يقبل‬


‫النقل ‪ ،‬ويحصل منه فائدة ‪ ،‬أو منفعة ‪.‬‬

‫ح أن يقف النسان شيئا ً ل يملكه‬ ‫وعلى هذا ل يص ّ‬


‫وزة‬ ‫‪ ،‬لن في الوقف نقل ً لملكية الموقوف من َ‬
‫ح ْ‬
‫المالك ‪ .‬وما ل يملكه كيف ُتنقل ملكيته منه ‪ .‬لذلك‬
‫ف ما ل يملك ل غيا ً ‪.‬‬ ‫كان و ْ‬
‫ق ُ‬

‫ومن هذا القبيل عدم صحة أن يقف النسان‬


‫الحّر نفسه ‪ ،‬لن رقبته ليست مملوكة له ‪ ،‬حتى‬
‫يخرجها بالوقف عن ملكه ‪ ،‬بل ملكيتها لله تعالى ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ح وقف حمل الدواب وحدها دون‬ ‫وكذلك ل يص ّ‬
‫ح نقل ملكيته ما دام‬ ‫ُ‬
‫أمهاتها ‪ ،‬لن الحمل وحده ل يص ّ‬
‫ح وقف الحمل‬ ‫لم ص ّ‬‫في بطن ُأمه ‪ ،‬نعم إذا وقفت ا ُ‬
‫ُ‬
‫تبعا ً لها ‪.‬‬

‫وكذلك يجب أن يكون الموقوف ذا منفعة ُترجى‬


‫وفائدة ُتقصد ‪ ،‬فلو أنه وقف أرضا ً ل تصلح لزرع أو‬
‫بناء ‪ ،‬أو ثيابا ً ممزقة ل تنفع في شئ ‪ ،‬فإن هذا‬
‫الوقف غير صحيح ‪ ،‬لن مقصود الوقف حصول‬
‫المنفعة ‪ ،‬وهذا ل فائدة منه ل منفعة فيه ‪.‬‬

‫ج‪ -‬دوام النتفاع بالموقوف ‪ ،‬فل يجوز وقف الطعام‬


‫ما ل تكون فائدته إل باستهلك عينه ‪.‬‬
‫ونحوه م ّ‬

‫والمقصود بدوام النتفاع بالموقوف الدوام‬


‫ح الستئجار‬‫النسبي ل البدي ‪ ،‬أي إنه يبقى مدة يص ّ‬
‫فيها ‪ ،‬أي تقابل تلك المنفعة بُأجرة ‪ ،‬فلو وقف‬
‫ح هذا الوقف وإن كانت السيارة ل‬ ‫سيارة ‪ ،‬أو داّبة ص ّ‬
‫تبقى منفعتها أبدا ً ‪ ،‬بل قد يصيبها التلف والعطب ‪،‬‬
‫وكذلك الدابة ‪ .‬هذا ‪ ،‬ول يشترط النتفاع بالموقوف‬
‫حال ً ‪ ،‬بل ُيكتفى بالنتفاع به ولو مال ً ‪ ،‬فلو وقف‬
‫ح الوقف ‪ ،‬لنه يمكن النتفاع بها في‬ ‫دابة صغيرة ص ّ‬
‫المال ‪.‬‬

‫حرمة فيها ‪،‬‬


‫د‪ -‬أن تكون منفعة الموقوف مباحة ‪ ،‬ل ُ‬
‫ح وقف ما كانت منافعه محّرمة كآلت‬ ‫وعليه فل يص ّ‬
‫قربة والمعصية‬‫اللهو ‪ ،‬وما أشبهها ‪ ،‬لن الوقف ُ‬
‫تنافيه ‪.‬‬

‫وقف إمام المسلمين وخليفتهم‬


‫من بيت مال المسلمين‬

‫ولقد أجاز علماء الشافعية لمام المسلمين‬


‫وخليفتهم أن يقف شيئا ً من أرض بيت مال‬
‫المسلمين ‪ ،‬إذا رأى في ذلك مصلحة لهم ‪ ،‬واستثنوا‬
‫هذا من شرط ملكية الواقف للوقف ‪ ،‬فإن الخلفية ل‬

‫‪12‬‬
‫ححوا‬‫يملك أموال بيت مال المسلمين ‪ ،‬ومع ذلك ص ّ‬
‫وقفه هذا ‪ ،‬واستدلوا لذلك بوقف عمر بن الخطاب‬
‫رضي الله عنه سواد العراق ‪ .‬قال المام النووي رحمه‬
‫الله تعالى في " الروضة " ‪ ) :‬لو رأى المام وقف‬
‫أرض الغنيمة ‪ ،‬كما فعل عمر رضي الله عنه ‪ ،‬جاز إذا‬
‫ض أو‬
‫استطاب قلوب الغانمين في النزول عنها ِبعو َ‬
‫بغيره ( ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وقف العقارات‬

‫يجوز وقف العقارات من أرض ‪ ،‬أو دور ‪ ،‬أو متاجر‬


‫أو آبار ‪ ،‬أو عيون ماء ‪ :‬أي ّا ً كانت تلك الرض ‪ ،‬أو تلك‬
‫الدور ‪ ،‬والمتاجر والبار والعيون ‪ ،‬ما دامت صالحة‬
‫للنتفاع بها حال ً ‪ ،‬أو مآل ً ‪.‬‬

‫ل على ذلك الكتاب والسّنة ‪ ،‬وعمل الصحابة‬ ‫د ّ‬


‫رضي الله عنهم ‪ ،‬فقد سبق أن نقلنا ما قاله جابر‬
‫رضي الله عنه ‪ ) :‬ما بقى أحد من أصحاب رسول الله‬
‫‪ r‬له مقدرة إل وقف ( ‪ ،‬وقول الشافعي رحمه الله‬
‫دقوا‬‫تعالى ‪ ) :‬بلغني أن ثمانين صحابيا ً من النصار تص ّ‬
‫بصدقات محرمات ( ‪ ،‬أي وقفوا أوقافا ً ‪.‬‬

‫ومعلوم أن أكثر ما كانوا يقفونه إنما هو‬


‫الراضي ‪ ،‬والدور ‪ ،‬والبار ‪.‬‬

‫وقف الموال المنقولة‬


‫ح وقف الموال لمنقولة ‪ :‬كالدواب ‪،‬‬ ‫وكذلك يص ّ‬
‫والسيارات ‪ ،‬والت الحرب ‪ ،‬والثياب ‪ ،‬والفرش ‪،‬‬
‫والواني ‪ ،‬والكتب النافعة ‪.‬‬

‫ودليل ذلك ما رواه البخاري ) ‪ ( 2698‬في‬


‫من احتبس فرسا ً ( ‪ ،‬والنسائي ) ‪/6‬‬ ‫) الجهاد ( ‪ ،‬باب ) َ‬
‫‪ ( 225‬في ) الخيل ( ‪ ،‬باب ) علف الخيل ( ‪ ،‬عن أبي‬
‫من‬‫هريرة رضي الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪َ " : r‬‬
‫حتبس فرسا ً في سبيل الله إيمانا ً بالله وتصديقا ً‬ ‫ا ْ‬
‫وثه وبوله في ميزانه يوم‬ ‫ة ورية ور ْ‬ ‫عب َ ُ‬
‫ش َ‬
‫بوعده ‪ ،‬فإن ِ‬
‫القيامة "‪.‬‬
‫] احتبس ‪ :‬وقف [ ‪.‬‬

‫وروى البخاري ) ‪ ( 1399‬في ) كتاب الزكاة ( ‪،‬‬


‫في‬‫و ِ‬‫ب ‪َ ...........‬‬ ‫في الّر َ‬
‫قا ِ‬ ‫و ِ‬
‫باب ) قول الله تعالى ‪َ { :‬‬
‫ه } ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 987‬في ) كتاب الزكاة ( ‪،‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫سِبي ِ‬
‫َ‬

‫‪14‬‬
‫باب ) تقديم الزكاة ومنعها ( ‪ ،‬عن أبي هريرة رضي‬
‫الله عنه ‪ ) :‬وأما خالد ‪ ،‬فإنكم تظلمون خالدا ً ‪ ،‬فقد‬
‫احتبس أدراعه وأعتدة في سبيل الله ( ‪.‬‬

‫] احتبس ‪ :‬وقف ‪ .‬أدراعه ‪ :‬جمع درع ‪ ،‬وهو الزرد ‪.‬‬


‫ده الرجل من السلح‬ ‫أعتده ‪ :‬جمع عتاد ‪ ،‬وهو ما أع ّ‬
‫والدواب ‪ ،‬والت الحرب [ ‪.‬‬

‫وقف المشاع‬

‫المشاع هو الشئ المملوك المختلط بغيره بحيث‬


‫ل يتمّيز بعضه عن بعض‬

‫ح وقفه ‪ ،‬سواء كان من‬ ‫والمشاع أيضا ً يص ّ‬


‫المنقولت ‪ ،‬أم من العقارات ‪ ،‬سواء وقف الشخص‬
‫الواحد جزءا ً شائعا ً ‪ ،‬أم وقف الجماعة أجزاء شائعة ‪ ،‬ل‬
‫فرق بين هذا وذاك ‪ ،‬فكل جائز شرعا ً ‪.‬‬

‫ودليل ذلك ما رواه النسائي ) ‪ ( 231 ،230 /6‬في‬


‫) الحتباس ( ‪ ،‬باب‬
‫) كيف يكتب المحتبس ( ‪ ،‬عن ابن عمر رضي الله‬
‫عنهما ‪ :‬قال عمر رضي الله عنه للنبي ‪ : r‬إن المائة‬
‫السهم التي لي بخيبر لم أصب مال ً قط أعجب إلى‬
‫منها قد أردت أن أتصدق بها ‪ ،‬فقال النبي ‪ " : r‬احبس‬
‫أصلها وسبل ثمرتها " ‪.‬‬

‫وروى البخاري ) ‪ ( 2619‬في ) كتاب الوصايا ( ‪،‬‬


‫باب ) إذا أوقف جماعة أرضا ً مشاعا ً فهو جائز ( ‪ ،‬عن‬
‫أنس رضي الله عنه قال ‪ :‬أمر النبي ‪ r‬ببناء المسجد ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬يا بني النجار ‪ ،‬ثامنوني بحائطكم هذا " ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬ل والله ل نطلب ثمنه إل إلى الله ‪.‬‬

‫] ثامنوني بحائطكم ‪ :‬ساوموني ببستانكم وخذوا‬


‫ثمنه [ ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫شربيني في كتابه " مغنى المحتاج‬‫قال الخطيب ال ّ‬
‫‪ ،‬إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج " للمام النووي‬
‫رحمه الله تعالى ‪ ) :‬واتفقت المة في العصار على‬
‫حصر والقناديل في المساجد من غير نكير ( ‪.‬‬ ‫وقف ال ُ‬

‫‪ -3‬شروط الموقوف عليه ‪:‬‬

‫الموقوف عليه قسمان ‪:‬‬


‫عين ‪ ،‬واحدا ً فأكثر ‪.‬‬‫م ّ‬
‫عين ‪ ،‬كالوقف على الجهات ‪ ،‬كالفقراء‬ ‫غير م ّ‬
‫مثل ً ‪ .‬ولكل قسم منهما شروط ‪.‬‬

‫عين‬
‫شروط الموقوف عليه الم ّ‬

‫إذا كان الموقوف عليه معينا ً ‪ ،‬واحدا ً فأكثر ‪،‬‬


‫اشترط فيه الشرط التالي ‪:‬‬
‫إمكان تمليكه عند الوقف عليه ‪ ،‬وذلك بأن يكون‬
‫موجودا ً في واقع الحال ‪.‬‬

‫ح الوقف على ولد له ‪ ،‬والواقع أنه ليس له‬


‫فل يص ّ‬
‫ولد ‪ .‬وكذلك لو وقف على الفقراء من أولد فلن ‪ ،‬ول‬
‫فقير فيهم عند الوقف ‪ ،‬فإن هذا الوقف غير صحيح ‪.‬‬
‫ح الوقف أيضا ً على جنين ‪ ،‬ول على ميت ‪ ،‬ول‬‫ول يص ّ‬
‫على دابة ‪ ،‬ول على دار ‪ .‬وغير ذلك مما ل يتصور صحة‬
‫تملكهم في حال الوقف عليهم ‪.‬‬

‫ح وقف المصحف وكتب العلم‬ ‫وعليه فل يص ّ‬


‫الشرعية على غير مسلم لعدم جواز تمليكه إّياها ‪ .‬ول‬
‫ح وقف من الواقف على نفسه أصالة ‪ ،‬لعدم‬ ‫يص ُ‬
‫الفائدة في ذلك ‪ ،‬لنه من باب تحصيل الحاصل ‪ ،‬فهو‬
‫ملكه قبل الوقف ‪ ،‬ولم يحدث بعد الوقف شئ جديد ‪.‬‬

‫الوقف على الكافر‬

‫أجاز علماء الشافعية والوقف على كافر إذا كان‬


‫ذميا ً معّينا ً ما دام الواقف ل يقصد بوقفه عليه معصية ‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫مي ‪ ،‬فكذلك الوقف‬
‫وذلك لن الصدقة تجوز على الذ ّ‬
‫جائز عليه ‪.‬‬

‫فإذا لوحظ عند الوقف عليه مراعاة معصية ‪ ،‬كما‬


‫لو وقف على خادم كنيسة لخدمته الكنيسة ‪ ،‬فإن هذا‬
‫الوقف غير صحيح ‪ ،‬وذلك لمنافاة المعصية المشروعية‬
‫الوقف ‪.‬‬

‫هد والمستأمن في صحة الوقف عليهما‬ ‫معا َ‬


‫وال ُ‬
‫ي ‪ ،‬وما داما حال ّْين في ديار المسلمين ‪ ،‬سارية‬‫كالذم ّ‬
‫عليهما عهودهم ‪.‬‬

‫ح الوقف‬ ‫أما الكافر الحربي والمرتد ‪ ،‬فل يص ّ‬


‫عليهما ‪ ،‬لنهما ما داما كذلك ‪ ،‬فل دوام لهما ‪ ،‬ول‬
‫قة جارية فكما ل‬‫صدَ َ‬
‫ُيقّران على كفرهما ‪ ،‬والوقف َ‬
‫ح وقف ما ل دوام له ‪ ،‬ل يصح أيضا ً الوقف على من‬ ‫يص ّ‬
‫ل دوام له ‪ .‬فقد ورد الشرع بقتالهما وقتلهما ‪.‬‬

‫روى البخاري ) ‪ ( 25‬في ) كتاب اليمان ( ‪ ،‬باب‬


‫) فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخّلوا‬
‫سبيلهم ( ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 22‬في ) كتاب اليمان ( ‪ ،‬باب‬
‫) المر بقتال الناس حتى يقولوا ل إله إل الله محمد‬
‫رسول الله ( ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي‬
‫الله عنهما ‪ ،‬قال ‪ :‬رسول الله ‪ " : r‬أمرت أن ُأقات َ‬
‫ل‬
‫محمدا ً‬‫ن ُ‬‫دوا أن ل إله إل الله ‪ ،‬وأ ّ‬
‫حّتى يشه ُ‬‫الناس َ‬
‫ل الله ‪ ،‬وُيقيموا الصلة ‪ ،‬وُيؤُتوا الزكاة ‪ ،‬فإذا‬ ‫رسو ُ‬
‫ق السلم ‪،‬‬ ‫مني دماءهم إل بح ّ‬ ‫موا ّ‬‫ص ُ‬ ‫فعُلوا ذلك َ‬
‫ع َ‬ ‫َ‬
‫وحسابهم على الله " ‪.‬‬

‫] عصموا مني دماءهم ‪ :‬حفظوها وحقنوها ‪ .‬إل‬


‫بحق السلم ‪ :‬أي إل إذا فعلوا ما يستوجب عقوبة‬
‫مالية أو بدّنية في السلم ‪ ،‬فإنهم يؤاخذون بذلك‬
‫قصاصا ً ‪ .‬وحسابهم على الله ‪ :‬أي فيما يتعلق‬
‫بسرائرهم ‪ ،‬وما يضمرون [ ‪.‬‬

‫وروى البخاري ) ‪ ( 2795‬في ) كتاب الجهاد ( ‪،‬‬


‫باب ) ل يع ّ‬
‫ذب بعذاب الله ( ‪ ،‬والترمذي ) ‪ ( 1458‬في )‬

‫‪17‬‬
‫كتاب الحدود ( ‪ ،‬باب ) ما جاء في المرتد ( ‪ ،‬وغيرهما ‪،‬‬
‫عن عكرمة رضي الله عنه ‪ :‬أن النبي ‪ r‬قال ‪َ " :‬‬
‫من‬
‫دل دينه فاقتلوه"‬
‫ب ّ‬

‫شروط الموقوف عليه غير المعين ‪:‬‬

‫يشترط في الموقوف عليه غير المعين ‪:‬‬


‫كالفقراء ‪ ،‬والمساجد والمدارس وغيرها ‪ ،‬حتى يكون‬
‫الوقف عليه صحيحا ً شرعا ً شرط واحد ‪ ،‬وهو ‪:‬‬

‫أن ل يكون في ذلك الوقف وقف على معصية من‬


‫المعاصي ‪ ،‬لن الوقف عندئذ إنما يكون إعانة على‬
‫فعل المعاصي ‪ ،‬وتثبيتا ً لوجودها ‪ ،‬والوقف إنما ُ‬
‫شّرع‬
‫للتقرب إلى الله تعالى ‪ ،‬فهو والمعصية إذا ً ض ّ‬
‫دان ل‬
‫يجتمعان ‪.‬‬

‫ح وقف يكون ريعه‬ ‫وبناءً على ما سبق ‪ ،‬فإنه ل يص ّ‬


‫ع ‪ ،‬ول على خدمتها ‪،‬‬ ‫لمعابد الك ّ‬
‫فار ‪ ،‬كالكنائس والبي ّ‬
‫وفرشها وقناديلها ‪ ،‬ول على تأسيسها أو ترميمها ‪،‬‬
‫وغير ذلك مما يتعلق بها ‪.‬‬

‫ومثل هذا وقف السلح على أصحاب الفتن‬


‫قطاع الطرق ‪ ،‬فإن ذلك ل يجوز أيضا ً ‪ ،‬لن فيه‬ ‫و ّ‬
‫العانة على المعاصي ‪ ،‬كما سبق أن ذكرنا ‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن الوقف على الفقراء ‪ ،‬والعلماء‬
‫والقّراء والمجاهدين ‪ ،‬والكعبة والمساجد والمدارس‬
‫والثغور ‪ ،‬والمستشفيات ‪ ،‬وتكفين الموتى ‪ ،‬كل ذلك‬
‫جائز شرعا ً ‪ ،‬بل هو قربة مستحبة ‪ ،‬دعا الدين إليها ‪،‬‬
‫ووعد بالثواب عليها ‪ ،‬ودليل ذلك عموم تلك الدلة التي‬
‫دّلت على مشروعية الوقف ‪ ،‬والترغيب فيه ‪ ،‬وقد مّر‬
‫ذكرها ‪.‬‬

‫الوقف على الغنياء‬

‫هذا ويجوز شرعا ً الوقف على الغنياء لن الصدقة‬


‫تجوز عليهم ‪ ،‬وليس في الوقف عليهم معصية لله‬

‫‪18‬‬
‫تعالى ‪ ،‬وكذلك فالوقف ‪ ،‬تمليك ‪ ،‬وهم أهل لهذا‬
‫التمليك ‪.‬‬

‫حدّ الفقر والغني ‪:‬‬

‫لو وقف إنسان دارا ً ‪ ،‬وقال فيه ‪ :‬وقفتها ليكون‬


‫من هو الفقير الذي‬ ‫ريعها للفقراء ‪ ،‬أو الغنياء ‪ ،‬ف َ‬
‫يتناوله اللفظ ‪ ،‬ومن هو الغني أيضا ً ؟‬

‫الفقير ‪:‬‬

‫قالوا في تحديد الفقير في الوقف ‪ :‬إنه الفقير‬


‫ح له‬ ‫حت له الزكاة لفقره ‪ ،‬ص ّ‬‫في الزكاة ‪ ،‬فما ص ّ‬
‫الوقف لفقره أيضا ً ‪ ،‬وما ل فل ‪.‬‬
‫وعليه يجوز صرف الوقف على المساكين ‪ ،‬وهم‬
‫أحسن حال ً من الفقراء لجواز صرف الزكاة إليهم ‪ ،‬ول‬
‫ونها‬‫م ْ‬
‫يجوز صرف الوقف إلى زوجة فقيرة لها زوج ي َ ُ‬
‫وينفق عليها ‪ ،‬ول على أولد مكفّيين بنفقة أبيهم ‪،‬‬
‫لن الزكاة ل يجوز صرفها إليهم ‪.‬‬

‫ي‪:‬‬
‫الغن ّ‬
‫من تحرم عليه الزكاة ‪ ،‬إما‬‫قالوا في تحديده ‪ :‬إنه َ‬
‫وته وكسبه ‪ ،‬أو كفايته بنفقة غيره ‪.‬‬ ‫لملكه ‪ ،‬أو لق ّ‬

‫الوقف على سبيل الخير ‪ ،‬أو سبيل الله‬

‫لو قال الواقف في وقفة ‪ :‬وقفت أرضي ليكون‬


‫ريعها في سبيل الّبر أو الخير ‪ ،‬أو الثواب ‪ ،‬فمن‬
‫يستحق ريع هذا الوقف ؟‬

‫وجوابه ‪ :‬أن الذي يستحق ريع هذا الوقف إنما هم‬


‫أقرباء الواقف ‪ ،‬فإن لم يوجدوا ‪ ،‬فأهل الزكاة ما عدا‬
‫العاملين والمؤّلفة قلوبهم ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أما لو قال ‪ :‬في سبيل الله ‪ ،‬فإنما يستحق ذلك الريع‬
‫الغزاة الذين هم " أهل الزكاة‬

‫فإن جمع في وقفه بين سبيل الله وسبيل البر‬


‫وسبيل الثواب ‪ ،‬كان ثلث هذا الوقف للغزاة ‪ ،‬وثلثه‬
‫لقرباء الواقف ‪ ،‬والثلث الخير لصناف الزكاة ماعدا‬
‫العاملين عليها والمؤّلفة قلوبهم ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الوقف على زخرفة المساجد‬
‫وعمارة القبور‬

‫ح الوقف على تزويق المسجد‬ ‫قال الفقهاء ‪ :‬ل يص ّ‬


‫أو نقشه ‪ ،‬ول على عمارة القبور ‪ ،‬لن الموتى‬
‫صائرون إلى البلى فل يليق بهم العمارة ‪ ،‬ول يجوز‬
‫إضاعة المال وإتلفه في غير منفعة ‪.‬‬

‫عوام‬‫أين هذا الذي قاله العلماء ‪ ،‬مما يفعله ّ‬


‫المسلمين اليوم ‪ ،‬وربما أقّرهم على ذلك علماؤهم ‪،‬‬
‫أو سكتوا عليهم ؟ ! ‪.‬‬

‫فكم جمعوا أموال ً ‪ ،‬من الفقراء والغنياء ‪ ،‬ومن‬


‫وقوا مسجدا ً ‪ ،‬أو‬ ‫لت الوقاف ‪ ،‬أو هبات الناس ليز ّ‬ ‫غ ّ‬
‫خموا فيه محرابا ً أو‬ ‫قّبة ‪ ،‬أو يض ّ‬‫ينقشوا فيه جدارا ً أو ُ‬
‫منبرا ً ‪ ،‬جاهلين أو متجاهلين أن ذلك سرف ممقوت ‪،‬‬
‫وإضاعة مال في افتتان قلوب الناس في صلتهم ‪،‬‬
‫وشغل أفكارهم بهذه الزخارف عن عباداتهم !! كأنهم‬
‫ن}‪{1‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫قدْ أ َ ْ‬
‫فل َ َ‬ ‫لم يقرؤوا قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ن ‪ ] ‬المؤمنون ‪-1 :‬‬ ‫عو َ‬
‫ش ُ‬
‫خا ِ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫في َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫صلت ِ ِ‬ ‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫ن ُ‬
‫ذي َ‬
‫‪ . [ 2‬ومن أين يأتي الخشوع ‪ ،‬وبين يدي المصلى وفي‬
‫قبلته وعن يمينه وشماله من الزخارف والنقوش ما‬
‫يأخذ بقلبه ول ُّبه ؟ ول حول ول قوة إل بالله ‪.‬‬

‫سَرف في المساجد السرف أيضا ً في‬ ‫ومثل هذا ال َ‬


‫عمارة القبور ‪ ،‬وتسنيمها وتجصيصها ‪ ،‬وبناء القباب‬
‫والقناطر عليها ‪ ،‬حتى ليخّيل إليك أنها قصور وليست‬
‫بقبور ‪ ،‬وكأن أصحابها أحياء ينعمون بتلك المباني !! ‪.‬‬

‫إن بعض الناس لينفقون من أموالهم على بناء‬


‫قبورهم ‪ ،‬ويوصون أن ُتجعل لهم قبور ضخمة فخمة‬
‫ُيوضعون فيها بعد موتهم ‪ ،‬فهذه وصايا باطلة شرعا ً ‪،‬‬
‫وأوقاف لغية ‪ .‬قال المام النووي رحمه الله تعالى‬
‫في متن " المنهاج " ‪ ) :‬ويكره تجصيص القبور والبناء‬
‫هدم ( ‪.‬‬
‫سّبلة ُ‬
‫م َ‬
‫والكتابة عليه ‪ ،‬ولو بني في مقبرة ُ‬

‫‪21‬‬
‫قال الخطيب الشربيني في " مغني المحتاج " ‪:‬‬
‫) يهدم البناء لنه يضيق على الناس ‪ ،‬ول فرق بين أن‬
‫يبني قبة أو بيتا ً أو مسجدا ً أو غير ذلك ( ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وقف الك ّ‬
‫فار على معابدهم‬
‫قلنا فيما سبق ‪ :‬ل يجوز وقف المسلم مال ً على‬
‫الكنيسة ونحوها ‪ ،‬لوجود المعصية في ذلك ‪.‬‬

‫مي أيضا ً أن يقف لكنيسة‬ ‫وز للذ ّ‬


‫وهنا نقول ‪ :‬ل نج ّ‬
‫أو معبد من معابدهم ‪ ،‬عمل ً بشرعنا واعتقادنا ‪ ،‬هذا‬
‫حين يترافعون إلينا ‪ ،‬ويطلبون مّنا بيان الحكم في ذلك‬
‫‪ ،‬فإننا نقضي ببطلن أوقافهم على تلك الكنائس‬
‫والب َِيع ‪.‬‬

‫أما إذا لم يترافعوا إلينا ‪ ،‬ولم يستفتونا في ذلك‬


‫فإننا ل نتعّرض لهم ‪ ،‬ونتركهم وما يدينون به ‪.‬‬

‫أما ما وقفوه قبل بعثة النبي‪ ‬على كنائسهم‬


‫القديمة ‪ ،‬فل ُنبطله ‪ ،‬بل نقّره حيث نقّرها ‪.‬‬

‫‪ -4‬صيغة الوقف ‪:‬‬


‫) ‪ ( 1‬تعريف الصيغة ‪:‬‬

‫الصيغة ‪ :‬هي اللفظ المشعر بالمقصود ‪ ،‬أما ما‬


‫يقوم مقام اللفظ ‪ ،‬كإشارة الخرس المفهمة ‪ ،‬أو‬
‫كتابته ‪ .‬ول بدّ من الصيغة لصحة الوقف وإنشائه‬

‫) ‪ ( 2‬أقسام الصيغة ‪:‬‬


‫الصيغة قسمان ‪:‬‬

‫أ – صريحة ‪ :‬وهي التي ل تحتمل إل المعنى المراد ‪،‬‬


‫مثل أن يقول وقفت داري على الفقراء ‪ ،‬أو هي‬
‫موقوفة عليهم ‪ ،‬أو يقول ‪ :‬حبستها لهم ‪ ،‬أو سّبلتها‬
‫لهم ‪.‬‬

‫ومثل هذه اللفاظ الصريحة الواضحة في الدللة‬


‫على المقصود ل تحتاج إلى نّية لصحة الوقف ‪ ،‬شأنها‬

‫‪23‬‬
‫شأن كل لفظ صريح في العقود ‪ ،‬بل يكفي فيها‬
‫النطق بها ‪.‬‬

‫كناية ‪ :‬وهي اللفظ الذي يحتمل مع المعنى المراد‬ ‫‪-2‬‬


‫غيره ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬مالي صدقة على الفقراء ‪ ،‬أو‬
‫حرمته لهم ‪ ،‬أو أّبدته عليهم ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬

‫ومن كناية أيضا ً كتابة الناطق ‪.‬‬


‫والكناية ل بدّ فيها من الّنية مع اللفظ ‪ ،‬شأنها‬
‫شأن كل ألفاظ الكناية في العقود ‪ ،‬حتى تنشأ العقود‬
‫صحيحة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬شروط صيغة الوقف ‪:‬‬

‫لصيغة الوقف – صريحة كانت ‪ ،‬أم كناية – شروط‬


‫نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ – أن تكون لفظا ً من ناطق يشعر بالمراد ‪ ،‬أو كتابة‬
‫مفصحة عن المقصود ‪.‬‬ ‫من أخرس ُ‬

‫ب‪-‬أن تكون الصيغة خالية من التوقيف ‪ ،‬فإن قال ‪:‬‬


‫ل الوقف ‪،‬‬ ‫وقفت أرضي على طلب العلم سنة ‪ ،‬ب َطُ َ‬
‫لعدم صحة هذه الصيغة ‪ ،‬لوجود التوقيف فيها ‪،‬‬
‫وذلك لن مقتضى الوقف التأبيد ‪ ،‬والتوقيت ُينافيه ‪.‬‬

‫ما ُيستثنى من شرط التوقيت ‪:‬‬

‫لقد استثنى العلماء من هذا الشرط – شرط‬


‫التوقيت – المساجد ‪ ،‬والُرُبط والمقابر ‪ ،‬وما يجري‬
‫مجراها مما يشبه تحرير الرقاب ‪ ،‬ويضاهيه ‪ ،‬فحكموا‬
‫غوا الشرط ‪ .‬رغبة‬ ‫بصحة الوقف ‪ ،‬على التأبيد ‪ ،‬وأل ْ‬
‫في تصحيح الصيغة ما أمكن ‪ .‬فلو قال ‪ :‬وقفت‬
‫ح‬‫أرضي هذه مسجدا ً ‪ ،‬أو مقبرة أو رباطا ً سنة ‪ ،‬ص ّ‬
‫الوقف مؤبدا ً وُألغي الوقت ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ج‪ -‬بيان مصرف الوقف ‪ ،‬فلو قال وقفت ‪ ،‬أو سّبلت‬
‫كذا ولم يبّين المصرف لم ينعقد الوقف ‪ ،‬لعدم معرفة‬
‫الجهة التي وقف عليها ‪.‬‬

‫د‪ -‬عدم التعليق ‪ ،‬فإن الوقف عقد يقتضي الملك في‬


‫ح تعليقه على شرط ‪.‬‬‫الحال ‪ ،‬فل يص ّ‬

‫فإذا قال ‪ .‬وقفت داري على الفقراء إذا جاء زيد ‪،‬‬
‫وسّبلت سيارتي لهم إن رضيت زوجتي ‪ ،‬فالوقف‬
‫باطل ‪ ،‬لمنافاة مقتضى العقد لمثل هذه الشروط كما‬
‫سبق أن قلنا ‪ .‬ويستثنى من هذا الشرط أيضا ً ما‬
‫يشبه تحرير الرقاب كما سبق وذكرنا ‪ .‬فلو قال إذا‬
‫ح الوقف ‪.‬‬ ‫جاء رمضان فقد وقفت داري مسجدا ً ‪ ،‬وص ّ‬

‫هـ ‪ -‬اللزام ‪ ،‬فل يصح فيه خيار شرط له ‪ ،‬أو لغيره ‪،‬‬
‫وكذلك خيار المجلس ‪ .‬فلو قال ‪ :‬وقفت دابتي على‬
‫خيار بيعها‬
‫الفقراء ‪ ،‬ولي الخيار ثلثة أيام ‪ ،‬أو لي َ‬
‫متى شئت ‪ ،‬بطل هذا الوقف لعدم تنجيز الوقف في‬
‫الحال حسب مقتضى الوقف‪.‬‬

‫عين‬
‫اشتراط قبول الموقوف عليه الم ّ‬
‫الوقف ‪:‬‬
‫إذا كان الوقف على معين ‪ ،‬مثل أن يقف دارا ً‬
‫على خالد مثل ً ‪ ،‬اشترط لصحة هذا الوقف قبول‬
‫الموقوف عليه المعّين الوقف ‪ ،‬ويجب أن يكون هذا‬
‫القبول متصل ً باليجاب ‪ ،‬وهو قول الواقف ‪ :‬وقفت‬
‫داري هذه على خالد ‪ .‬فإذا قبل خالد بهذا الوقف‬
‫ده َبطل ‪.‬‬
‫ح ‪ ،‬وإذا ر ّ‬
‫ص ّ‬

‫أما إذا كان الوقف على غير معين ‪ :‬كالوقف على‬


‫الفقراء ‪ ،‬أو على المسجد ‪ ،‬فل يشترط لصحة هذا‬
‫الوقف القبول ‪ ،‬لتع ّ‬
‫ذر ذلك ‪.‬‬

‫انتفاع الواقف من وقفه ‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫ليس للواقف أن ينتفع بشئ من وقفه – كما سبق‬
‫وقلنا ‪ :‬ليس له أن يقف على نفسه – لن الوقف‬
‫إخراج لملكية الموقوف من ملك الواقف ‪ ،‬وكذلك‬
‫منافعه ‪ ،‬ولكن العلماء است ْث َْنوا من هذا ‪ ،‬ما لو وقف‬
‫ملكه مسجدا ً أو مقبرة ‪ ،‬أو بئرا ً ‪ ،‬فله أن يكون كباقي‬‫ُ‬
‫ح‬
‫المسلمين في النتفاع من هذا الموقوف ‪ .‬وعليه يص ّ‬
‫له أن يصّلي في ذلك المسجد الذي وقفه ‪ ،‬وأن يشب‬
‫من ماء تلك البئر ‪ ،‬وأن ُيدفن في المقبرة أيضا ً ‪.‬‬

‫ودليل هذا حديث عثمان‪ ، ‬قال ‪ :‬إن النبي ‪‬‬


‫قدم المدينة ‪ ،‬وليس بها ماء يستعذب ‪ ،‬غير بئر ُرومة ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬من يشتري بئر رومة فيجعل فيها دلوه مع‬
‫دلء المسلمين بخير له منها في الجنة " فاشتريتها من‬
‫صلب مالي ‪.‬‬

‫رواه الترمذي ) ‪ ( 3704‬بسند حسن ‪ ،‬في‬


‫) المناقف ( ‪ ،‬باب ) مناقب عثمان ( ‪ ،‬ورواه النسائي )‬
‫‪ ( 235 / 6‬في ) الحباس ( ‪ ،‬باب ) وقف المساجد ( ‪،‬‬
‫ورواه البخاري ) ‪ ( 2626‬تعليقا ً في ) كتاب الوصايا ( ‪،‬‬
‫باب ) إذا وقف أرضا ً أو بئرا ً ‪ ،‬أو اشترط لنفسه مثل‬
‫ِدلء المسلمين ( ‪.‬‬

‫وبئر رومة ‪ :‬كانت ليهودي في المدينة يبيع‬


‫ماءها للمسلمين ‪ ،‬كل قربة بدرهم ‪ ،‬فاشتراها عثمان‬
‫‪ ، ‬ووقفها على المسلمين ‪ ،‬على أن له أن يشرب‬
‫منها ‪ ،‬كما يشربون ‪.‬‬

‫لزوم الوقف ‪ ،‬وما يترتب عليه من أحكام ‪:‬‬

‫الوقف من العقود اللزمة ‪ ،‬التي يترتب عليها‬


‫آثارها بمجرد إنشاء العقد الصحيح ‪ ،‬وليس هو‬
‫كالوصية ‪ ،‬فإنها عقد جائز ‪.‬‬

‫ويترتب على لزوم عقد الوقف الحكام‬


‫التالية ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -1‬عدم ثبوت الخيار في عقد الوقف ‪ ،‬فإذا‬
‫وقف صحيحا ً ‪ ،‬فليس له خيار مجلس ‪ ،‬كما أنه‬
‫ليس له خيار شرط أيضا ً ‪.‬‬

‫‪-2‬انتقال ملكية الموقوف إلى الله سبحانه‬


‫وتعالى ‪ ،‬فل يحق للمالك الصلي التصّرف في‬
‫الوقف على سبيل الملكية ل بيع ول هبة ‪ ،‬ول غير‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫ج‪ -‬انتقال حق النتفاع بالوقف إلى الجهة التي كان‬


‫مة ‪.‬‬
‫أو عا ّ‬ ‫صة كانت ‪،‬‬‫لها الوقف ‪ ،‬خا ّ‬

‫ملكية الموقوف ‪:‬‬


‫إذا وقف الواقف عينا ً ‪ ،‬عقارا ً ‪ ،‬أو سيارة ‪ ،‬أو‬
‫ملك رقبة الموقوف إلى‬ ‫سلحا ً ‪ ،‬أو غير ذلك انتقل ُ‬
‫الله تعالى ‪ ،‬فل يكون الموقوف للواقف ‪ ،‬ول‬
‫للموقوف عليه ‪.‬‬

‫منافع الموقوف ‪:‬‬


‫ملك للموقوف عليه إذا‬ ‫منافع العين الموقوفة ُ‬
‫كان الموقوف عليه معّينا ً ‪ ،‬وله أن يستوفي هذه‬
‫المنافع بنفسه ‪ ،‬أو بغيره ‪ ،‬بإعارة وإجارة ‪.‬‬

‫ويملك أيضا ً فوائد الوقف الحاصلة بعده ‪ ،‬كثمر‬


‫الشجار الموقوفة عليه وصوف ولبن وأولد الدواب‬
‫الموقوفة عليه أيضا ً ‪.‬‬

‫أما إذا كان الموقوف عليه غير معين ‪ ،‬وإنما هو‬


‫جهة من الجهات كالفقراء مثل ً ‪ ،‬فإنهم ل يملكون‬
‫منفعة الموقوف ‪ ،‬بل يملكون حق النتفاع بها ‪.‬‬

‫التصّرف بالموقوف ‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫ل يجوز التصّرف برقية العين الموقوفة بيعا ً أو‬
‫شراءً أو إرثا ً ‪ ،‬ل من قبل الواقف ‪ ،‬ول من قبل‬
‫الموقوف عليه ‪ ،‬معينا ً كان الموقوف عليه ‪ ،‬أو غير‬
‫معين ‪ ،‬بل تبقى على ملكية الله تبارك وتعالى ‪،‬‬
‫وقفت عليه ‪ ،‬ويعمل بها ما‬ ‫من ُ‬
‫تصرف منافعها إلى َ‬
‫ص عليه الواقف ‪.‬‬‫أمكن بما ن ّ‬

‫قف عمر بن الخطاب رضي الله‬ ‫ل على ذلك و ْ‬ ‫د ّ‬


‫ص في وقفه ‪:‬‬ ‫عنه فإنه ن ّ‬
‫) أنه ل يباع ول يوهب ول يورث ( رواه البخاري )‬
‫‪ ، ( 2586‬ومسلم‬
‫) ‪. ( 1632‬‬

‫نفقة الموقوف ‪:‬‬

‫إذا كان للموقوف نفقة يحتاجها ‪ :‬كطعام الدواب ‪،‬‬


‫أو ترميم المباني ‪ ،‬أو إصلح اللت ‪ ،‬فإن هذه النفقة‬
‫على الوقف تكون من حيث شرطها الواقف من‬
‫ماله ‪ ،‬أو من مال الوقف ‪ ،‬فإن لم يشترط الواقف‬
‫لت الوقف إن كان له غّلة ‪،‬‬ ‫شيئا ً كانت النفقة من غ ّ‬
‫فإن لم يكن للموقوف غّلة ‪ ،‬أو تع ّ‬
‫طلت منافعه ‪،‬‬
‫ب في بيت مال المسلمين ‪ ،‬لنه مرصود‬ ‫ج ْ‬
‫فالنفقة ت َ ِ‬
‫لمصالحهم ‪ ،‬وفي النفقة على الموقوف مصلحة لهم‬
‫‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫هلك الموقوف والحكام المتعلقة به ‪:‬‬

‫قد يهلك الموقوف ‪ ،‬فتتعلق به عند هلكه أحكام ‪،‬‬


‫تختلف باختلف العين الموقوفة الهالكة ‪ ،‬وباختلف‬
‫نوعية الهلك ‪ ،‬وهذه الحكام هي ‪:‬‬

‫إذا كان الموقوف بهيمة غير مأكولة فماتت‬ ‫‪-1‬‬


‫ص بجلدها الموقوف عليه ‪ ،‬لنه أولى به من‬ ‫اخت ّ‬
‫دبغ الجلد عاد وقفا ً عليه ينتفع به ‪ ،‬ول‬
‫غيره ‪ ،‬فإن ُ‬
‫يجوز له بيعه حفظا ً على مقصد الواقف ما أمكن ‪.‬‬

‫إذا كان الموقوف بهيمة مأكولة ‪ ،‬وقطع‬ ‫‪-2‬‬


‫الموقوف عليه بأنها ستموت من شئ نزل بها جاز‬
‫ذبحها للضرورة ‪ ،‬وُيباع لحمها وُيشترى به دابة من‬
‫جنسها وتوقف مكانها ‪ ،‬وقيل ُيترك أمر لحمها‬
‫للحاكم يفعل فيه ما يراه مصلحة ‪.‬‬

‫متلفها‬ ‫ُ‬
‫ج‪ -‬إذا أتلفت العين الموقوفة ‪ ،‬فإن على ُ‬
‫ديا ً ‪ ،‬لم يملك‬
‫ضمان قيمتها ‪ ،‬وذلك كأن أتلفها أحد تع ّ‬
‫الموقوف عليه قيمة العين الموقوفة التالفة ‪ ،‬بل‬
‫ُيشتري بالقيمة عين مماثلة لها ‪ ،‬وتصبح وقفا ً‬
‫مكانها ‪ ،‬وذلك مراعاة لغرض الواقف من استمرار‬
‫الثواب ‪ ،‬وتعّلق حق البطن الثاني وما بعده بها ‪ ،‬فإن‬
‫ذر شراء عين كاملة ‪ ،‬فبعض عين ‪ ،‬لنه أقرب إلى‬ ‫تع ّ‬
‫ذر شراء البعض ‪ ،‬فإن‬ ‫مقصود الواقف ‪ ،‬فإن تع ّ‬
‫الموقوف يعود إلى أقرب الناس إلى الواقف ‪ ،‬وأما‬
‫إذا تلفت العين الموقوفة من غير ضمان ‪ ،‬أو تلفت‬
‫بنفسها ‪ ،‬فقد انتهى الوقف بزوال العين الموقوفة ‪.‬‬

‫طلت منفعة العين الموقوفة بسبب غير‬ ‫د‪ -‬إذا تع ّ‬


‫فت ‪ ،‬أو قلعها الريح‬‫مضمون ‪ ،‬كأن وقف أشجارا ً فج ّ‬
‫سْيل ‪ ،‬ولم يمكن إعادتها إلى مغرسها قبل‬ ‫أو ال ّ‬
‫جفافها ‪ ،‬لم ينقطع الوقف ‪ ،‬بل تبقى موقوفة ينتفع‬
‫بها جذوعا ً بإجارة ونحوها ‪ ،‬إدامة للوقف في عينها ‪،‬‬
‫ول ُتباع ول ُتوهب ‪ ،‬فإن لم يمكن النتفاع بها إل‬

‫‪29‬‬
‫باستهلكها بإحراق ونحوه جاز للوقوف عليه ذلك ‪ ،‬إل‬
‫أنه ل يجوز بيعها ول هبتها ‪.‬‬

‫صر مسجد ونحوها فبليت ‪ ،‬أو‬ ‫ح ُ‬


‫هـ ‪ -‬إذا كان الموقوف ُ‬
‫جذوعا ً فانكسرت ‪ ،‬ولم تصلح إل للحراق جاز بيعها ‪،‬‬
‫لئل تضيع ‪ ،‬أو يضيق المكان بها من غير فائدة ‪،‬‬
‫وتحصيل مال يسير من ثمنها يعود إلى الوقف أولى‬
‫من ضياعها ‪ ،‬وعلى هذا ‪ ،‬فإن ثمنها ُيصرف في‬
‫مصالح المسجد ‪ ،‬ويقدم شراء مثيل للتالف إن أمكن‬
‫أما إذا صلحت لغير الحراق ‪ ،‬لم يجز بيعها ‪،‬‬
‫محافظة على استيفاء عينها ‪ ،‬تمشيا ً مع غرض‬
‫الواقف ‪.‬‬

‫ذرت إعادته لم يجز بيعه‬‫و‪ -‬إذا انهدم مسجد وتع ّ‬


‫بحال ‪ ،‬لمكان إعادته في وقت ما ‪ ،‬فإن كان لهذا‬
‫المسجد غّلة ُتصرف على مصالحه ‪ ،‬فإن توقعنا عوده‬
‫حفظت غّلته ‪ ،‬وإن لم نتوقع عوده جار صرف غّلته‬
‫إلى أقرب المساجد إليه ‪.‬‬

‫ز‪ -‬إذا خيف على مسجد جاز للحاكم نقضه ‪ ،‬وبنى‬


‫بحجارته مسجدا ً آخر ‪ ،‬ول يبني بحجارته وأنقاضه شيئا ً‬
‫آخر مراعاة لغرض الواقف ‪.‬‬
‫وبناؤه قريبا ً من المسجد المنقوض أولى ‪.‬‬

‫ح‪ -‬ولو وقف أحد مال ً على قنطرة منصوبة على واد ‪،‬‬
‫فانخرق الوادي وتعطلت القنطرة ‪ ،‬واحتاج الناس‬
‫إلى قنطرة أخرى ‪ ،‬جاز نقل تلك القنطرة إلى محل‬
‫الحاجة ‪ ،‬استبقاءً لمقصود الواقف ما أمكن ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫موت الموقوف عليه ‪:‬‬

‫إذا مات الموقوف عليه ‪ ،‬فإن عّين الواقف‬ ‫‪-1‬‬


‫مصرفا ً آخر غير ذلك الشخص الذي مات ينتقل إليه‬
‫الوقف عند موته ‪ ،‬انتقل إلى الذي عّينه ‪ ،‬وذلك‬
‫كأن يقول الواقف ‪ :‬وقفت هذه الدار ‪ ،‬أو السيارة‬
‫على ولدي ‪ ،‬ثم على الفقراء ‪ .‬وإن لم يعّين مصرفا ً‬
‫آخر ينتقل إليه الوقف بقي الموقوف وقفا ً ‪،‬‬
‫وصرف إلى أقرب الناس للواقف يوم موت‬
‫الموقوف عليه الول ‪.‬‬

‫إذا وقف على شخصين ‪ ،‬ثم الفقراء ‪ :‬كأن‬ ‫‪-2‬‬


‫قال وقفت أرضي على زيد وعمر ‪ ،‬ثم الفقراء ‪،‬‬
‫فمات أحدهما ذهب نصيبه من الوقف إلى الشخص‬
‫الخر ‪ ،‬لن الواقف شرط انتقال الوقف إلى‬
‫الفقراء بموت الشخصين ‪ ،‬ولم يوجد ذلك ‪.‬‬

‫صل بأن قال ‪ :‬وقفت على‬ ‫ج‪ -‬إذا وقف شخصين ‪ ،‬وف ّ‬
‫كل واحد منهما نصف هذه الدار ‪ ،‬ثم على الفقراء ‪،‬‬
‫فهو وقفان ‪ ،‬فل ينتقل نصيب أحدهما إلى الخر ‪ ،‬بل‬
‫ينتقل إلى الفقراء ‪.‬‬

‫حكم الوقف ابتداءً ودواما ً ‪:‬‬


‫للوقف من حيث البتداء والدوام أحكام متنوعة‬
‫أهمها ‪:‬‬

‫إذا كان الوقف على موجود إل إنه منقطع‬ ‫‪-1‬‬


‫الخر ‪ ،‬وذلك مثل قوله ‪:‬‬
‫وقفت هذه المكتبة على أولدي ‪ ،‬أو على زيد ‪ ،‬ثم‬
‫ح الوقف ‪ ،‬لن مقصود‬ ‫نسله ‪ ،‬ولم يزد على ذلك ‪ ،‬ص ّ‬
‫هل‬‫الوقف القربة والدوام ‪ ،‬فإذا ّبين مصرفه ابتداء س َ‬
‫إدامته على سبيل الخير ‪ ،‬فإذا انقرض المذكور بقي‬
‫وقفا ً ‪ ،‬ويصرف الوقف إلى أقرب الناس للواقف يوم‬
‫انقراض المذكور ‪ ،‬لن الصدقة على القارب من‬
‫أفضل القربات ‪ ،‬فإن الصدقة على القارب ‪ ،‬صدقة‬

‫‪31‬‬
‫وصلة ‪ ،‬كما جاء في حديث ‪ :‬رواه الترمذي ) ‪( 658‬‬
‫بسند حسن في ) كتاب الزكاة ( ‪ ،‬باب ) ما جاء في‬
‫الصدقة على ذي القرابة ( والنسائي ‪ ( 92 / 5 ) 8‬في‬
‫) الزكاة ( ‪ ) ،‬باب الصدقة على القارب ( ‪ ،‬وابن ماجه‬
‫) ‪ ( 1844‬في ) الزكاة ( ‪ ،‬باب ) فضل الصدقة ( ‪،‬‬
‫كلهم عن سلمان بن عامر قال ‪ :‬قال رسول الله ‪: ‬‬
‫" الصدقة على المسكين صدقة ‪ ،‬وعلى ذي الرحم‬
‫ص الوقف عندئذ بفقراء‬ ‫ثنتان ‪ :‬صدقة وصلة " ‪ .‬ويخت ّ‬
‫قرابة الرحم ‪ ،‬ل الرث ‪ ،‬فيقدم ابن بنت على ابن عم‬
‫‪.‬‬

‫إذا كان الوقف منقطع الول ‪ ،‬كأن قال‬ ‫‪-2‬‬


‫من سيولد لي ‪ ،‬ثم على‬ ‫الواقف ‪ :‬هذه الدار على َ‬
‫الفقراء ‪ ،‬بطل هذا الوقف في الول ‪ ،‬لعدم إمكان‬
‫تمليكه في الحال ‪ ،‬كما مّر بيانه ‪ ،‬وبطل في الثاني‬
‫‪ ،‬لنه مرتب على الول ‪.‬‬

‫ج‪ -‬إذا كان الوقف منقطع الوسط ‪ ،‬كأن قال الواقف ‪:‬‬
‫وقفت هذا المتجر على أولد خالد ‪ ،‬ثم على رجل ‪ ،‬ثم‬
‫ح هذا الوقف ‪ ،‬لوجود المصرف في‬ ‫على الفقراء ‪ ،‬ص ّ‬
‫الحال ‪ ،‬والمآل ‪ ،‬ويصرف بعد أولد خالد إلى الفقراء ‪،‬‬
‫ل لقرب الناس إلى الواقف ‪ ،‬لعدم معرفة أمد‬
‫النقطاع ‪.‬‬

‫الولية على الموقوف ‪:‬‬


‫ل بدّ في الوقف من ناظر ينظر في أمره ‪ ،‬ويقوم‬
‫على مصالحه ‪ ،‬والمحافظة عليه ‪ ،‬وإنفاق موارده في‬
‫ص عليها الواقف ‪.‬‬
‫الجهات التي ن ّ‬

‫‪32‬‬
‫ق الناس بالولية على الوقف ‪:‬‬
‫أح ّ‬
‫ق الناس بالولية على الموقوف هو من يعّينه‬ ‫أح ّ‬
‫الواقف نفسه ‪.‬‬
‫فإن شرط النظر على الوقف لنفسه ‪ ،‬كان له‬
‫النظر عليه ‪ ،‬وكان أولى الناس به ‪ ،‬وإن شرطه لغيره‬
‫وض الناظر‬ ‫واحدا ً كان أو أكثر اُتبع شرطه ‪ ،‬سواء ف ّ‬
‫بهذا النظر على الوقف حال حياته ‪ ،‬أم أوصى له به ‪،‬‬
‫لنه المتقّرب إلى الله تعالى بالصدقة ‪ ،‬فيتبع شرطه‬
‫في النظر كما يتبع في المصارف وغيرها ‪ .‬فإن جعل‬
‫الولية لفلن ‪ ،‬فإن مات فلفلن ‪ ،‬جاز تحقيقا ً لرغبته‬
‫في النظر على وقفه ‪.‬‬

‫وقد كان عمر ‪ ‬يلي أمر صدقته ‪ ،‬ثم جعله‬


‫لحفصة بنته رضي الله عنها تليه ما عاشت ‪ ،‬ثم يليه‬
‫أولو الرأي من أهلها ‪ .‬رواه أبو داود ) ‪ ( 2879‬في‬
‫) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) ما جاء في الرجل يوقف الوقف (‬
‫وإن لم يشترط الواقف النظر على الوقف لحد ‪،‬‬
‫فالنظر عندئذ للقاضي ‪ ،‬لن له النظر العام ‪ ،‬فكان‬
‫أولى بالنظر في الوقف ‪.‬‬

‫شروط الوالي على الوقف ‪:‬‬


‫للناظر في الوقف شروط ‪ ،‬حتى يصح أن يكون‬
‫ناظرا ً ‪ ،‬وهذه الشروط‬
‫هي ‪:‬‬

‫العدالة ‪ ،‬وهي الستقامة في أمور الدين ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫وشرطت العدالة في الناظر ‪ ،‬لن النظر ولية ‪،‬‬
‫والولية ل تصح من غير عدل ‪.‬‬

‫الكفاية ‪ ،‬والمراد بها قوة الشخص وقدرته‬ ‫‪-2‬‬


‫على التصرف فيما هو ناظر عليه ‪ ،‬واهتداؤه إلى‬
‫محاسن أوجه التصرف ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ل في الناظر أحد هذين الشرطين نزع‬ ‫فإذا اخت ّ‬
‫من‬
‫الحاكم الوقف منه ‪ ،‬ووليه هو بنفسه ‪ ،‬أو يوليه َ‬
‫أراد ‪.‬‬

‫فإن زال اختلله ‪ ،‬وتحققت فيه شروط الولية‬


‫من جديد عاد إليه النظر على الوقف إن كان‬
‫مشروطا ً نظره في الوقت ‪ ،‬منصوصا ً عليه بعينه من‬
‫قبل الواقف نفسه ‪.‬‬
‫ول يتصرف الناظر إل في وجوه المصلحة ‪،‬‬
‫ي‬
‫والحتياط ‪ ،‬لنه ينظر في مصالح الغير ‪ ،‬فأشبه ول ّ‬
‫اليتيم ‪.‬‬

‫وظيفة الناظر على الوقف ‪:‬‬


‫ملها فيما يلي ‪:‬‬
‫للناظر على الوقف وظيفة ُنج ِ‬

‫القيام بشؤون الوقف من عمارة ‪ ،‬وإجارة‬ ‫‪-1‬‬


‫وتحصيل غلة ‪ ،‬وقسمتها على مستحقيها ‪ ،‬وحفظ‬‫ّ‬
‫لت على الحتياط ‪ ،‬لنه المعهود في‬ ‫الصول والغ ّ‬
‫له الناظر إذا أطلق‬‫مثله ‪ .‬وهذا التصرف إنما يتو ّ‬
‫وضه في جميع المور ‪،‬‬ ‫الواقف له النظر ‪ ،‬أو ف ّ‬
‫وض إليه النظر في بعض هذه المر لم‬ ‫فإذا ف ّ‬
‫ده اتباعا ً لشرط الواقف ‪ ،‬شأنه في ذلك شأن‬ ‫يتع ّ‬
‫و ّ‬
‫كل به ‪.‬‬ ‫الوكيل يتصرف في حدود ما ُ‬
‫إذا شرط الواقف النظر لثنين لم يستقل‬ ‫‪-2‬‬
‫ص‬
‫ص عليه ‪ ،‬فإن ن ّ‬
‫أحدهما بالتصّرف ‪ ،‬ما لم ين ّ‬
‫عليه جاز له التصّرف ‪.‬‬

‫ُأجرة الناظر على الوقف ‪:‬‬


‫إذا شرط الواقف للناظر شيئا ً من الريع جاز ‪،‬‬
‫وكان له أخذه ‪ ،‬فإن لم يذكر الواقف للناظر أجرة ‪ ،‬فل‬
‫أجرة له ‪.‬‬

‫فلو رفع الناظر المور إلى الحاكم ‪ ،‬وطالب أن‬


‫يقّرر له ُأجرة ‪ ،‬جاز للحاكم أن يقّرر له الجرة التي‬

‫‪34‬‬
‫يراها مناسبة لعمله ‪ ،‬وهذا إذا لم يجد متبرعا ً يقوم‬
‫بالنظر على الوقف من غير أجر ‪ ،‬وللناظر أن يأكل من‬
‫ثمرة الموقوف بالمعروف ‪ ،‬كما قال عمر ‪ ) : ‬ل‬
‫من وليها أن يأكل منها بالمعروف ( ‪.‬‬ ‫جناح على َ‬‫ُ‬

‫اختلف الناظر والموقوف عليهم في‬


‫النفقة ‪:‬‬
‫دعى الناظر على الوقف صرف الريع إلى‬ ‫إذا ا ّ‬
‫قيه ‪ ،‬فأنكروا ذلك ‪ ،‬فإن كانوا معّينين ‪ ،‬فالقول‬ ‫مستح ّ‬
‫قولهم ‪ ،‬ولهم مطالبته بالحساب ‪ ،‬وإن كان الموقوف‬
‫عليهم غير معينين ‪ ،‬فللحاكم مطالبته بالحساب ‪،‬‬
‫صدق في قدر ما أنفق عند الحتمال ‪ ،‬فإن اتهمه‬ ‫وي ّ‬
‫الحاكم حّلفه ‪.‬‬

‫عزل الناظر ‪:‬‬


‫ُيعزل الناظر بزوال أهليته كما مّر ‪ ،‬وينعزل أيضا ً‬
‫ح الواقف‬ ‫بالضافة إلى ذلك بعزل الواقف له ‪ ،‬ويص ّ‬
‫ح له عندئذ تولية غيره مكانه ‪ ،‬وذلك أن الناظر‬ ‫له ‪ ،‬ويص ّ‬
‫كل عزل الوكيل متى شاء ‪ ،‬إل أن يشرط‬ ‫وكيل ‪ ،‬وللمو ّ‬
‫الواقف نظره حال الوقف ‪ ،‬فل يجوز له عزله ‪ ،‬ولو‬
‫لمصلحة ‪ ،‬لنه ل تغيير لما شرطه حال العقد ‪ ،‬كما لو‬
‫وقف على أولده الفقراء ‪ ،‬فل يجوز تبديلهم‬
‫بالغنياء ‪ .‬لنه كما قلنا ل تغيير لما شرطه في العقد ‪.‬‬

‫بعض مسائل الوقف ‪:‬‬

‫لو قال الواقف في وقفه ‪ :‬وقفت هذه الدار‬ ‫‪-1‬‬


‫ق الوقف‬
‫على أولدي ‪ ،‬وأولد أولدي ‪ ،‬استح ّ‬
‫جميعهم ‪ ،‬وقسم منافعه بينهم بالسوية ‪ ،‬ل فرق‬
‫بين ذكر وأنثى ‪ ،‬وبين ولد وولد ولد ‪ ،‬لن الواو‬
‫لمطلق الجمع ‪ ،‬ل للترتيب ‪ ،‬كما هو الصحيح عند‬
‫علماء الصول ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -2‬لو قال ‪ :‬وقفت هذه الدار على أولدي ‪ ،‬فإنه ل‬
‫يدخل أولد الولد في الوقف ‪ ،‬لنه ل يقع عليهم‬
‫اسم الولد حقيقة ‪ ،‬هذا إذا كان له أولد ‪ ،‬وأولد‬
‫أولد ‪ ،‬أما إذا لم يكن له إل أولد أولد ‪ ،‬فإنهم‬
‫قون الوقف ‪ ،‬لوجود‬‫يدخلون في اللفظ ‪ ،‬ويستح ّ‬
‫القرينة ‪ ،‬وصيانة لكلم المكّلف عن اللغاء ‪.‬‬

‫قف على ذريتي ‪ ،‬أو‬ ‫و ْ‬


‫‪ -3‬لو قال هذه الحديقة َ‬
‫نسلي ‪ ،‬أو عقبي ‪ :‬دخل فيه أولد البنات ‪ ،‬وأولد‬
‫الولد ‪ ،‬قريبهم وبعيدهم ‪ ،‬وذكرهم وأنثاهم ‪ ،‬لن‬
‫اللفظ يشملهم ‪.‬‬

‫ت أموالي على فقراء قرابتي ‪ ،‬دخل‬ ‫ق ْ‬


‫ف ُ‬ ‫‪ -4‬لو قال ‪ :‬و َ‬
‫كل من اجتمع في النسب مع الواقف ‪ ،‬من فقراء‬
‫قرابته ‪ ،‬سواء كان قريبا ً أم بعيدا ً ‪ ،‬ذَك ََرا ً أم أنثى ‪،‬‬
‫وارثا ً أو غير وارث ‪ ،‬محرما ً أو غير محرم ‪.‬‬

‫‪ -5‬الصفة المتقدمة على جمل معطوفة تعتبر في‬


‫الكل ‪ ،‬كما لو قال ‪ :‬وقفت هذه الرض على‬
‫محتاجي أولدي ‪ ،‬وأحفادي ‪ ،‬وإخوتي ‪ ،‬فصفة‬
‫الحاجة مشروطة فيهم جميعا ً ‪ ،‬وكذلك الصفة‬
‫ت هذه الدار‬ ‫المتأخرة عليها ‪ ،‬كما لو قال ‪ ،‬وق ْ‬
‫ف ُ‬
‫على أولدي ‪ ،‬وأحفادي ‪ ،‬وإخوتي الفقراء ‪.‬‬

‫عرف الوقف على القرابة والولد والحفاد‬‫‪ -6‬لقد ُ‬


‫والذرية بالوقف الذري أو الهلي ‪.‬‬

‫كما عرف الوقف على المصالح والجهات ‪،‬‬


‫كالمساجد والمدارس ‪ ،‬والعلماء والفقراء بالوقف‬
‫الخيري ‪.‬‬

‫الوقف‬
‫من مفاخر المسلمين ومآثرهم الحميدة‬

‫الوقف قربة من القربات ‪ ،‬وعبادة من العبادات ‪،‬‬


‫والوقف يدل على صدق إيمان الواقف ‪ ،‬ورغبته في‬

‫‪36‬‬
‫الخير ‪ ،‬وحرصه على مصالح المسلمين ‪ ،‬وحّبة لهم‬
‫ولجيالهم المتعاقبة ‪ .‬ومنافعهم المتلحقة ‪ .‬ولقد‬
‫ضرب المسلمون منذ عصر النبي ‪ ‬أعظم المثلة في‬
‫ميادين الوقف ‪ ،‬فوقفوا أوقافا ً ل ُتحصى ‪ ،‬وسّبلوا‬
‫أموال ً ل ُتعدّ ‪ ،‬شملت أوقافهم جوانب كثيرة من‬
‫جوانب الخير ‪ ،‬ونواحي المعروف ‪ ،‬ومرافق الحياة ‪:‬‬
‫مدارس ‪ ،‬مساجد ‪ ،‬مشافي ‪ ،‬أراضي ‪ ،‬مباني ‪ ،‬آبار ‪،‬‬
‫مكاتب ‪ ،‬سلح على الذراري ‪ ،‬على الفقراء ‪ ،‬على‬
‫المجاهدين ‪ ،‬على العلماء ‪ ،‬وغير هذا كثير ‪.‬‬

‫فما تركوا ناحية من نواحي الحياة إل وقفوا لها‬


‫وقفا ً ‪ ،‬وما من حاجة من حاجات المجتمع إل حبسوا‬
‫لها أموال ً ‪ ،‬ونظرة سريعة في ربوع العالم السلمي‬
‫تنبئك عن أوقافهم التي وقفوها ‪ ،‬وأموالهم التي‬
‫حبسوها في سبيل الله تبارك وتعالى ‪ ،‬اشترك في‬
‫جارهم‬ ‫وادهم وجنودهم ‪ ،‬ت ّ‬ ‫ذلك حاكمهم ومحكومهم ‪ ،‬ق ّ‬
‫وصّناعهم ‪ ،‬ورجالهم ونساؤهم ‪ ،‬حتى غدا في كل بلد‬
‫در ريعها بمئات المليين‬ ‫من بلدان المسلمين أوقاف يق ّ‬
‫‪ ،‬وأصبح لهذه الوقاف في كل قطر أقطارهم وزارة ‪،‬‬
‫تدير تلك الموال ‪ ،‬وتقوم عليها ‪ ،‬وهناك آلف من‬
‫لتها وهناك‬ ‫لسر تعيش من ثمرات هذه الوقاف وغ ّ‬ ‫ا ُ‬
‫مت‬ ‫أيضا ً مرافق كثيرة ‪ ،‬ومصالح عديدة ‪ ،‬استمرت ون َ َ‬
‫في أحضان هذه الوقاف ‪ ،‬وفي ربوع خيراتها ‪ .‬فجزي‬
‫الله أولئك الصالحين خيرا ً ‪ ،‬وأجزل لهم الجر‬
‫محزن ‪ ،‬أن الرغبة في‬ ‫والمثوبة ‪ .‬والمر المؤسف وال ُ‬
‫أيامنا ‪ ،‬منذ أزمان قريبة قد قلت عند كثير من‬
‫حت نفوس كثيرين منهم‬ ‫المسلمين في الوقف ‪ ،‬وش ّ‬
‫مب َّرات النافعة ‪.‬‬ ‫في مثل هذه الصدقات الجارية ‪ ،‬وال َ‬
‫ل على شئ فإنما يدل‬ ‫محزن ‪ ،‬إن د ّ‬ ‫وهذا مظهر ُ‬
‫على قّلة الرغبة في الجر والثواب ‪ ،‬وضعف اليمان‬
‫بالخرة ونعيمها ‪ ،‬وشدة الحب للدنيا وشهواتها ‪،‬‬
‫وانشغال الناس بهذه الفانية ‪ ،‬وتفضيلها على الخرة‬
‫ن‬
‫ؤث ُِرو َ‬‫ل تُ ْ‬
‫ونعيمها ‪ ،‬حتى صدق فينا قول الله تعالى‪ ‬ب َ ْ‬
‫حَياةَ الدّن َْيا ‪ ] ‬العلى ‪ . [ 16 :‬وكأننا لم نسمع قوله‬ ‫ال ْ َ‬
‫قى ‪ ] ‬العلى ‪ . [ 17 :‬ول‬ ‫وأ َب ْ َ‬
‫خي ٌْر َ‬ ‫واْل ِ‬
‫خَرةُ َ‬ ‫تعالى ‪َ  :‬‬
‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الوصية‬

‫تعريف الوصية ‪:‬‬


‫الوصية في اللغة ‪ :‬اليصال ‪ ،‬مأخوذة من ‪ :‬وصيت‬
‫الشئ أصيه إذا وصلته‬

‫والوصية ‪ ،‬واليصاء في اللغة بمعنى واحد ‪،‬‬


‫تقول ‪ :‬أوصيت لفلن بكذا ‪ ،‬أو أوصيت إلى فلن‬
‫بكذا ‪ ،‬بمعنى عهدت إليه ‪.‬‬

‫موصى به ‪،‬‬ ‫وتكون الوصية اسم مفعول بمعنى ال ُ‬


‫ومنه قول الله تعالى ‪:‬‬
‫ها ‪ ] ‬النساء ‪. [ 12 :‬‬ ‫ن بِ َ‬
‫صو َ‬ ‫ة ُتو ُ‬ ‫صي ّ ٍ‬
‫و ِ‬‫د َ‬‫ع ِ‬
‫من ب َ ْ‬ ‫‪ِ ‬‬
‫وتكون مصدرا ً بمعنى ‪ :‬اليصاء ‪ ،‬ومنه قول الله عز‬
‫ذا ح َ َ‬
‫ن‬
‫حي َ‬‫ت ِ‬‫و ُ‬
‫م ْ‬‫م ال ْ َ‬
‫حدَك ُ ُ‬
‫ضَر أ َ‬ ‫م إِ َ َ‬‫هادَةُ ب َي ْن ِك ُ ْ‬ ‫ش َ‬‫وجل ‪َ  :‬‬
‫ة ‪ ] ‬المائدة ‪. [ 106 :‬‬ ‫صي ّ ِ‬
‫و ِ‬‫ال ْ َ‬

‫لكن الفقهاء فرقوا بين اللفظين ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إن‬


‫معنى أوصيت إليه ‪ :‬عهدت إليه بالشراف على شؤون‬
‫صوا هذا بالوصاية واليصاء ‪.‬‬ ‫القاصرين مثل ً ‪ .‬وخ ّ‬
‫ومعنى أوصيت له ‪ :‬تبّرعت له ومّلكته مال ً وغيره ‪.‬‬
‫صوه بالوصية ‪.‬‬
‫وخ ّ‬

‫والوصية شرعا ً ‪ :‬تبّرع بحق مضاف لما بعد‬


‫موصي قد‬‫الموت ‪ .‬وسمي هذا التبرع بالوصية ‪ ،‬لن ال ُ‬
‫ع ْ‬
‫قباه بخير دنياه ‪.‬‬ ‫وصل به خير ُ‬

‫‪38‬‬
‫الفرق بين الوصية وبين أنواع التمليك‬
‫الخرى ‪:‬‬
‫يتبّين من تعريف الوصية ‪ ،‬وبين غيرها من أنواع‬
‫التمليك الخرى ‪ ،‬إذ إن التمليك في الوصية مضاف إلى‬
‫ما بعد الموت ‪ ،‬بينما هو في العقود الخرى كالهبة مثل ً‬
‫تمليك في حال الحياة ‪.‬‬

‫دليل مشروعية الوصية ‪:‬‬


‫الوصية مشروعة ويدل على مشروعيتها الكتاب‬
‫الكريم ‪ ،‬والسّنة النبوية الشريفة ‪ ،‬وعمل الصحابة‬
‫رضي الله عنهم ‪ ،‬وإجماع علماء المسلمين ‪.‬‬

‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ب َ‬ ‫‪ -‬أما الكتاب فقول الله عز وجل ‪  :‬ك ُت ِ َ‬
‫ذا ح َ َ‬
‫ن‬
‫وال ِدَي ْ ِ‬‫ة ل ِل ْ َ‬‫صي ّ ُ‬ ‫خْيرا ً ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫ك َ‬‫ت ِإن ت ََر َ‬‫و ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫حدَك ُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫إِ َ َ‬
‫ن ‪ ] ‬البقرة ‪:‬‬ ‫قي َ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫قا ً َ‬
‫ح ّ‬‫ف َ‬‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫وال ْ‬
‫قَرِبي َ‬ ‫َ‬
‫‪. [ 180‬‬

‫] كتب ‪ :‬فرض ‪ .‬خيرا ً ‪ :‬مال ً ‪ .‬بالمعروف ‪ :‬بالعدل ‪،‬‬


‫الذي ليس فيه ظلم للورثة [ ‪.‬‬

‫ن‬
‫صي َ‬
‫ة ُيو ِ‬
‫صي ّ ٍ‬
‫و ِ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬ ‫وقوله تبارك وتعالى ‪ِ  :‬‬
‫من ب َ ْ‬
‫ن ‪ ] ‬النساء ‪. [ 11 :‬‬ ‫َ‬
‫و دَي ْ ٍ‬
‫ها أ ْ‬
‫بِ َ‬

‫مُنوا ْ َ‬ ‫َ‬
‫هادَةُ‬
‫ش َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫وقوله عز من قائل ‪ِ  :‬يا أي ّ َ‬
‫ذا ح َ َ‬
‫ن ذَ َ‬
‫وا‬ ‫ة اث َْنا ِ‬
‫صي ّ ِ‬
‫و ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫حي َ‬ ‫ت ِ‬ ‫و ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫حدَك ُ ُ‬
‫ضَر أ َ‬ ‫م إِ َ َ‬ ‫ب َي ْن ِك ُ ْ‬
‫م ‪ ] ‬المائدة ‪. [ 106 :‬‬ ‫منك ُ ْ‬
‫ل ّ‬ ‫عدْ ٍ‬ ‫َ‬

‫دة ‪:‬‬
‫‪ -‬أما السّنة فأحاديث ع ّ‬
‫منها ما رواه البخاري ) ‪ ( 2587‬في كتاب‬
‫) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) الوصايا ‪ ،‬وقول النبي ‪ " : ‬وصية‬
‫الرجل مكتوبة عنده " ( ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 1627‬في أول‬
‫كتاب الوصية ‪ ،‬عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ‪،‬‬
‫أن رسول الله ‪ ‬قال ‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫" ما حق امرئ مسلم ‪ ،‬له شئ يوصى فيه ‪ ،‬يبيت‬
‫ليلتين إل ووصيته مكتوبة عنده " ‪.‬‬

‫] ما حق ‪ :‬ل ينبغي له ‪ ،‬وليس من حقه ‪ .‬إذ الحزم‬


‫والحتياط أن تكون وصيته مكتوبة عنده ‪ ،‬لنه ل يدري‬
‫متى يأتيه الموت ‪ ،‬فيحول بينه وبين ما يريد [ ‪.‬‬

‫ومن السّنة أيضا ً ما رواه ابن ماجه ) ‪ ( 2700‬في )‬


‫الوصايا ( ‪ ،‬باب‬
‫) الحث على الوصية ( ‪ ،‬عن أنس رضي الله عنه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله ‪: ‬‬
‫حرم الوصية " ‪ ،‬وقال عليه الصلة‬ ‫" المحروم من ُ‬
‫سّنة‬
‫ت على وصية مات على سبيل و ُ‬ ‫والسلم ‪ " :‬من ما َ‬
‫ى وشهادة ‪ ،‬ومات مغفورا ً له " رواه ابن‬ ‫ومات على ت ُ َ‬
‫ق ً‬
‫ماجه ) ‪ ( 2701‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) الحث على‬
‫الوصية ( ‪.‬‬

‫‪ -‬أما الصحابة رضي الله عنهم ‪ ،‬فقد كانوا يوصون‬


‫ببعض أموالهم تقربا ً الله تعالى ‪.‬‬

‫أخرج عبد الرزاق بسند صحيح ‪ :‬أن أنسا ً رضي الله‬


‫عنه قال ‪ ) :‬كانوا – أي الصحابة – يكتبون في صدور‬
‫وصاياهم ‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم ‪ :‬هذا ما أوصى به‬
‫فلن بن فلن ‪ ،‬أن يشهد أن ل إله إل الله وحده ل‬
‫شريك له ‪ ،‬ويشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ‪ ،‬وأن‬
‫الساعة آتية ل ريب فيها ‪ ،‬وأن الله يبعث من في‬
‫القبور ‪ ،‬وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا الله‬
‫ويصلحوا ذات بينهم ‪ ،‬ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا‬
‫مؤمنين ‪ ،‬وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب‬
‫وَأنُتم‬
‫ن إ َل ّ َ‬ ‫فل َ ت َ ُ‬
‫موت ُ ّ‬ ‫ن َ‬
‫دي َ‬ ‫فى ل َك ُ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ها ْ‬ ‫‪  :‬إِ ّ‬
‫ن ‪ ] ‬البقرة ‪. [ 132 :‬‬ ‫مو َ‬‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬أما الجماع ‪ ،‬فقد انعقد إجماع فقهاء المسلمين‬
‫منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم على جواز الوصية ‪،‬‬
‫ولم يؤثر عن أحد منهم منعها ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الصدقة في حال الحياة أفضل من‬
‫الوصية ‪:‬‬
‫منجزة في حال الحياة ‪ ،‬أفضل ‪ ،‬وأكثر‬ ‫الصدقة ال ُ‬
‫ثوابا ً ‪ ،‬وأعظم أجرا ً من تلك الصدقة التي يتص ّ‬
‫دق بها‬
‫النسان بعد موته ‪ ،‬وهي الوصية ‪ ،‬لن الصدقة في‬
‫الحياة ‪ ،‬أسبق في تحصيل الجر والثواب ‪ ،‬وأكثر دللة‬
‫على صدق المؤمن في إيمانه ‪ ،‬ورغبته في الخير‬
‫والحسان ‪ ،‬وحبه لهما ‪.‬‬

‫ت ‪ ] ‬المائدة ‪:‬‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫قوا ال َ‬ ‫ست َب ِ ُ‬‫فا ْ‬ ‫قال تعالى ‪َ  :‬‬
‫ما‬
‫من ّ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬‫وَأن ِ‬ ‫‪ ، [ 48‬وقال تبارك وتعالى ‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت ‪‬‬‫و ُ‬‫م ْ‬‫م ال ْ َ‬ ‫حدَك ُ ُ‬
‫يأ َ‬ ‫ل أن ي َأت ِ َ‬ ‫من َ‬
‫قب ْ ِ‬ ‫قَنا ُ‬
‫كم ّ‬ ‫َرَز ْ‬
‫] المنافقون ‪[ 10 :‬‬

‫ي‬
‫روى البخاري ) ‪ ( 1353‬في ) الزكاة ( ‪ ،‬باب ) أ ّ‬
‫الصدقة أفضل ‪ ، ( ..‬ومسلم ) ‪ ( 1032‬في ) الزكاة ( ‪،‬‬
‫باب ) أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح ( ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‪‬‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أي الصدقة أعظم أجرا ً ؟‬
‫قال ‪ " :‬أن تصدق وأنت صحيح شحيح ‪ ،‬تخشى الفقر ‪،‬‬
‫وتأمل الغني ‪ ،‬ول تمهل حتى ‪ ،‬إذا بلغت الحلقوم ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬لفلن كذا ‪ ،‬ولفلن كذا ‪ ،‬وقد كان لفلن " ‪.‬‬

‫] شحيح ‪ :‬أي من شأنك الشح ‪ ،‬وهو البخل مع‬


‫الحرص ‪ .‬بلغت الحلقوم ‪ :‬قاربت الروح الحلق ‪،‬‬
‫والمراد شعرت بقرب الموت ‪ .‬لفلن كذا ‪ :‬أي أخذت‬
‫توصي وتتصدق ‪ .‬وقد كان لفلن ‪ :‬أي أصبح مالك ملكا ً‬
‫لغيرك ‪ ،‬وهم الورثة [ ‪.‬‬

‫وروى الترمذي ) ‪ ( 2124‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب‬


‫) ما جاء في الرجل يتصدق أو يعتق عند الموت ( ‪ ،‬عن‬
‫أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله ‪ ‬يقول ‪" :‬‬
‫مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي ُيهدي إذا شبع "‬
‫‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫حكمة مشروعية الوصية ‪:‬‬
‫مقتضى القواعد الشرعية أن تكون الوصية غير‬
‫جائزة ‪ ،‬لنها مضافة إلى زمن قد انقطع فيه حق‬
‫ملك ‪ ،‬ولكن‬‫مزيل لل ُ‬
‫الموصي في ماله ‪ ،‬إذ الموت ُ‬
‫الشرع الحكيم أجاز الوصية ‪ ،‬لما فيها من مصلحة‬
‫للموصي ‪ ،‬ولقربائه وللمجتمع ‪ ،‬أما مصلحة الموصي ‪،‬‬
‫فهي ما يناله من الجر والثواب على وصيته ‪ ،‬والذكر‬
‫الحسن الجميل بعد مماته ‪.‬‬

‫وأما مصلحة أقربائه فإن الغالب في الوصايا أن‬


‫تكون للقرباء الذين ل يرثون بموجب نظام الرث في‬
‫الشريعة السلمية ‪ ،‬فيستحقون بالوصية قدرا ً من‬
‫المال ‪ ،‬وهم – غالبا ً – م ُ‬
‫من يحتاجون إليه ‪.‬‬

‫وأما مصلحة المجتمع ‪ ،‬فإن الوصية باب من أبواب‬


‫النفاق في وجوه الخير العامة ‪ ،‬كالمساجد والمدارس‬
‫والمكتبات ‪ ،‬والمستشفيات وغيرها ‪ ،‬وفي الجهات‬
‫العامة كذلك كالفقراء ‪ ،‬واليتام والعلماء ‪.‬‬

‫وبهذا كانت الوصية من قوانين التكافل‬


‫الجتماعي في نظام السلم ‪ ،‬ول يخفى ما في ذلك‬
‫من خير وفائدة ‪.‬‬

‫حكم الوصية ‪:‬‬


‫كانت الوصية في أول السلم واجبة بكل المال‬
‫للوالدين والقربين ‪.‬‬
‫ضَر‬ ‫ح َ‬ ‫م إِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫علي ْك ُ ْ‬‫ب َ‬ ‫وذلك بدليل قوله تعالى ‪ ‬ك ُت ِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫قَرِبي َ‬‫وال ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وال ِدَي ْ ِ‬‫ة ل ِل ْ َ‬
‫صي ّ ُ‬ ‫خْيرا ً ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ِإن ت ََر َ‬ ‫و ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫حدَك ُ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ن ‪ ] ‬البقرة ‪. [ 180 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫عَلى ال ْ ُ‬ ‫قا ً َ‬
‫ح ّ‬‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬‫ِبال ْ َ‬
‫] كتب ‪ :‬فرض ‪ .‬خيرا ً ‪ :‬مال ً [ ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫لكن هذا الوجوب نسخ ‪ ،‬بآيات المواريث ‪،‬‬
‫سبة أيضا ً ‪ ،‬وبقي استحبابها في وجوه الخير ‪ ،‬في‬‫وبالن ّ‬
‫الثلث فما دونه لغير الوارث ‪.‬‬

‫روى أبو داود ) ‪ ( 2869‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) ما‬


‫جاء في نسخ الوصية للوالدين والقربين ( ‪ ،‬والترمذي‬
‫) ‪ ( 2118‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب ‪ :‬رقم ‪ ، 2‬عن عبدالله‬
‫خْيرا ً‬ ‫بن عباس رضي الله عنهما قال ‪ِ  :‬إن ت ََر َ‬
‫ك َ‬
‫ن ‪ ‬فكانت الوصية كذلك ‪،‬‬ ‫وال ْ‬
‫قَرِبي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬
‫وال ِدَي ْ ِ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫و ِ‬
‫حتى نسختها آية المواريث ‪.‬‬

‫وروى عمرو بن خارجة رضي الله عنه أن النبي ‪‬‬


‫‪ ،‬خطب على ناقته ‪ ،‬وأنا تحت جَرانها ‪ ،‬وهي تقصع‬
‫بجرتها ‪ ،‬وإن لعابها يسيل بين كتفي ‪ ،‬فسمعته يقول ‪:‬‬
‫" إن الله عز وجل أعطى كل ذي حق حقه ‪ ،‬فل وصية‬
‫لوارث ( ‪ ،‬والولد للفراش ‪ ،‬وللعاهر الحجر " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ) ‪ ( 2122‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) ما جاء‬
‫ل وصية لوارث ( ‪ ،‬ورواه النسائي ) ‪ ( 247 / 6‬في‬
‫) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) إبطال الوصية للوارث ( ‪.‬‬
‫] جرانها ‪ :‬باطن عنقها مما يلي الرض ‪ .‬بجرتها ‪:‬‬
‫ما تخرجه من بطنها لتجتره ‪ .‬تقصع ‪ :‬تمضغه بشدة ‪.‬‬
‫العاهر ‪ :‬الزاني ‪ .‬وإنما قال ‪ :‬له الحجر ‪ ،‬لنه ل شئ له‬
‫في الولد ‪ .‬أو أنه يرجم بالحجر [ ‪.‬‬

‫وروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه ‪ ،‬قال‬


‫سمعت رسول الله ‪ ‬يقول " إن الله قد أعطى كل‬
‫ذي حق حقه ‪ ،‬فل وصية لوارث " ‪.‬‬

‫أخرجه أبو داود ) ‪ ( 2870‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب )ما جاء‬


‫في الوصية للوارث(‬

‫أحكام أخرى للوصية ‪:‬‬


‫قلنا ‪ :‬إن الوصية مندوبة في وجوه الخير ‪ ،‬ولغير‬
‫رجها عن‬ ‫وارث ‪ ،‬لكنها قد يعتريها أحوال أخرى ُتخ ِ‬
‫الندب إلى ‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫أ‪ -‬الوجوب ‪:‬‬
‫فتجنب الوصية فيما إذا كان النسان حق شرعي‬
‫لله تعالى ‪ ،‬كزكاة وحج ‪ ،‬وخشي أن يضيع إن لم يوص‬
‫به ‪ .‬وكذلك حق لدمي ‪ ،‬كوديعة ودين ‪ ،‬إذا لم يعلم‬
‫بذلك من يثبت هذا الحق بقوله ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحرمة ‪:‬‬


‫وتحرم الوصية إذا كانت بما حّرم الشرع فعله ‪،‬‬
‫كالوصية بخمر ‪ ،‬أو إنفاق في مشاريع مؤذية للخلق‬
‫العامة ‪ ،‬وهذه الوصية مع حرمتها باطلة ‪ ،‬ل تنفذ ‪.‬‬

‫ومن الوصية المحرمة ‪ ،‬الوصية بقصد الضرار‬


‫بالورثة ‪ ،‬ومنعهم من أخذ نصيبهم المقدر لهم شرعا ً ‪.‬‬

‫وقد نهى الله تبارك وتعالى عن الضرار بالوصية ‪،‬‬


‫فقال عز من قائل ‪:‬‬
‫م ‪‬‬ ‫حِلي ٌ‬
‫م َ‬
‫عِلي ٌ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫ة ّ‬‫صي ّ ً‬
‫و ِ‬‫ضآّر َ‬
‫م َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫غي َْر ُ‬
‫] النساء ‪. [ 12 :‬‬

‫روى أبو هريرة رضي الله عنه ‪ ،‬أن رسول الله ‪‬‬
‫قال ‪ " :‬إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين‬
‫سنة ‪ ،‬ثم يحضرهما الموت ‪ ،‬فيضاران في الوصية ‪،‬‬
‫ة‬
‫صي ّ ٍ‬
‫و ِ‬‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫من ب َ ْ‬ ‫فتجب لهما النار ‪ ،‬ثم قرأ أبو هريرة ‪ِ  :‬‬
‫َ‬
‫ه ‪ ‬إلى‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ة ّ‬‫صي ّ ً‬‫و ِ‬‫ضآّر َ‬ ‫م َ‬ ‫غي َْر ُ‬‫ن َ‬ ‫و دَي ْ ٍ‬
‫ها أ ْ‬
‫صى ب ِ َ‬
‫ُيو َ‬
‫م ‪."‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬‫وُز ال ْ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫وذَل ِ َ‬‫قوله تعالى ‪َ ‬‬

‫ك‬‫م}‪ {12‬ت ِل ْ َ‬ ‫حِلي ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬‫وتمام اليتين ‪َ  :‬‬


‫ري‬‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ه ي ُدْ ِ‬‫سول َ ُ‬‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬‫ع الل ّ َ‬ ‫من ي ُطِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫دودُ الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ح ُ‬
‫ُ‬
‫م ‪‬‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وذَل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ظي ُ‬‫ع ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ها َ‬‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬‫هاُر َ‬‫ها الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬
‫من ت َ ْ‬ ‫ِ‬
‫]النساء ‪. [ 13 : 12 :‬‬

‫أخرجه أبو داود )‪ (2867‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب‬


‫) الضرار في الوصية(‪.‬‬

‫ج‪ -‬الباحة ‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫وهي الوصية لصديق ‪ ،‬أو لغني لم يوصفا بالعلم‬
‫أو الصلح ‪ ،‬فإن نوى في الوصية إليهما البر والصلة‬
‫كانت الوصية مندوبة ‪ ،‬لما فيها من معنى الطاعة‬

‫د‪ -‬الكراهة ‪:‬‬


‫وتكره الوصية ‪ ،‬إذا كان الموصي قليل المال ‪،‬‬
‫وكان له ورثة فقراء يحتاجون إلى المال ‪ ،‬كما تكره‬
‫لهل الفسق والمعاصي ‪ ،‬إذا غلب على ظن الموصي‬
‫أنهم يستعينون بها على معاصيهم ‪.‬‬

‫أركان الوصية ‪ ،‬وشروط كل ركن ‪:‬‬


‫للوصية أربعة أركان ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫الموصى ‪ ،‬والموصى له ‪ ،‬والموصي به ‪ ،‬الصيغة ‪.‬‬
‫ولكل ركن من هذه الركان شروط ‪ ،‬ل بّد من تحققها ‪ ،‬وإليك بيان ذلك ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫شروط الموصي ‪:‬‬
‫من اجتمعت فيه الشروط التالية ‪:‬‬ ‫ح الوصية م ّ‬
‫تص ّ‬
‫‪ -1‬العقل ‪ ،‬وهو شرط ل بد منه ‪ ،‬وخاصة في‬
‫الهبات والتبرعات ‪ ،‬فل تصح الوصية من مجنون‬
‫ومعتوه ‪ ،‬ول من مغمى عليه ‪ ،‬ول من سكران غير‬
‫متعد بسكره ‪ ،‬لفقد هؤلء العقل الذي هو مناط‬
‫التكليف ‪ ،‬ففقدوا بذلك أهلية التبرع ‪.‬‬

‫ب‪ -‬البلوغ ‪ ،‬وهو مناط التكليف كما قلنا ‪ ،‬وعليه فل‬


‫تصح الوصية من صبي ‪ ،‬ولو كان مميزا ً ‪ ،‬لنه ليس‬
‫أهل ً للتبرع ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الختبار ‪ ،‬فل تصح من مكره ‪ ،‬لن الوصية تبّرع‬


‫بحق ‪ ،‬فل بدّ فيه من رضا المتبرع واختباره ‪.‬‬

‫د – الحرية ‪ ،‬فل تصح وصية من رقيق ‪ ،‬قنا كان ‪ ،‬أم‬


‫مدبرا ً ‪ ،‬أم مكاتبا ً ‪ ،‬لن الرقيق ليس بمالك ‪ ،‬بل هو‬
‫ملك لسيده ‪.‬‬ ‫وما معه ُ‬

‫والشرع جعل الوصية حيث التوارث ‪ ،‬والرقيق ل‬


‫يورث ‪ ،‬فل يدخل في المر بالوصية ‪.‬‬

‫وبناءً على ما ذكر من شروط في الموصي ‪ ،‬فإنه‬


‫تصح وصية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الكافر ‪ ،‬لنه أهل للتبرع ‪.‬‬


‫‪ -2‬المحجور عليه بسفه ‪ ،‬لصحة عبارته ‪،‬‬
‫واحتياجه للثواب بعد موته ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫شروط الموصي له ‪:‬‬
‫الموصي له قسمان ‪ :‬معين ‪ ،‬وغير معين ‪.‬‬
‫ولكل منهما شروط تخصه ‪:‬‬

‫شروط الموصي له المعّين ‪:‬‬


‫يشترط في الموصى له المعين الشروط التالية ‪:‬‬
‫أن يكون ممن يتصور له الملك عند موت‬ ‫‪-1‬‬
‫الموصي ‪ ،‬فل تصح الوصية ليمت ‪ ،‬ول الدابة ‪ ،‬لن‬
‫الميت ليس أهل ً للملك ‪ ،‬وكذلك الدابة ‪ ،‬هذا إذا لم‬
‫صلها ‪ ،‬بأن أوصى‬ ‫يفصل الوصية للدابة ‪ ،‬فلو ف ّ‬
‫بالصرف على علفها صحت الوصية ‪ ،‬وتكون عندئذ‬
‫لمالكها ‪ ،‬لن علفها عليه ‪ ،‬وُيلزم بصرف الوصية‬
‫على علف الدابة ‪ ،‬رعاية لغرض الموصي ‪.‬‬

‫بناءً على ما ذكر ‪ ،‬فإنه تصح الوصية لحمل موجود‬


‫عند الوصية ‪ ،‬وتنفذ إن انفصل عن أمه حيا ً حياة‬
‫مستقرة لقل من ستة أشهر ‪ ،‬لنها أقل مدة الحمل‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدم المعصية ‪ ،‬فل تصح لكافر بعبد مسلم ‪ ،‬ول‬


‫بمصحف أيضا ً ‪ ،‬كما ل تجوز الوصية لهل الحرب بسلح‬
‫أو مال لوجود المعصية في كل ذلك ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أن يكون معينا ً ‪ ،‬فل تصح الوصية لحد هذين‬


‫الرجلين ‪ ،‬لن الموصي له مجهول ‪ ،‬والجهالة تمنع من‬
‫تسليم الموصي به إلى الموصي له ‪ ،‬فل تفيد الوصية ‪.‬‬

‫د‪ -‬أن يكون موجودا ً عند الوصية فل تصح لحمل سيوجد‬


‫‪ ،‬ول لمسجد سيبني ‪.‬‬

‫ومما يلحق بالوصية لمعين الوصية لعمارة مسجد ‪،‬‬


‫إنشاءً وترميما ً ‪ ،‬أو لمصالحه ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وفي معنى المسجد المدرسة ‪ ،‬والرباط ‪،‬‬
‫والمستشفى ‪ ،‬لن في ذلك قربة ‪ ،‬ولهذه الشياء‬
‫شخصية اعتبارية ‪ ،‬فالوصية لها مثل الوقف عليها ‪.‬‬

‫ولو أطلق لفظ الوصية ‪ ،‬بأن قال ‪ :‬أوصيت لهذا‬


‫المسجد ‪ ،‬ولم يذكر عمارة ول غيرها من مصالحه ‪،‬‬
‫صحت الوصية ‪ ،‬وصرفت لمصالح المسجد ‪ ،‬لن العرف‬
‫يقضي بذلك ‪.‬‬

‫ومن خلل ما ذكر من الشروط يتبين أنه تصح‬


‫الوصية للقاتل ‪ ،‬لنها تمليك بعقد فأشبه الهبة ‪.‬‬
‫وكذلك تصح لوارث إن أجاز باقي الورثة ‪ ،‬كما سيأتي‬

‫شروط الموصي له غير المعين ‪:‬‬


‫يشترط في الوصية لغير المعين ‪ ،‬كجهة من‬
‫الجهات العامة مثل الفقراء والعلماء ‪ ،‬والمساجد‬
‫والمدارس ‪ ،‬أن ل تكون الوصية لجهة معصية ‪ ،‬أو‬
‫ح الوصية لقامة معبد لغير المسلمين ‪،‬‬‫مكروه ‪ ،‬فل تص ّ‬
‫أو بناء ملهى تضيع فيه أوقاتهم ‪ ،‬ويتلهون فيه عن‬
‫مصالحهم ‪ ،‬وأداء واجباتهم ‪.‬‬

‫ومن الجهات العامة التي تجوز الوصية لها الجهات‬


‫التالية ‪:‬‬
‫في سبيل الله ‪ ،‬فلو قال ‪ :‬أوصيت بثلث‬ ‫‪-1‬‬
‫حت وصيته ‪ ،‬لن النفقة‬ ‫مالي في سبيل الله ‪ ،‬ص ّ‬
‫في سبيل الله قربة ‪ ،‬وُتصرف هذه الوصية إلى‬
‫الغزاة من أهل الزكاة ‪ ،‬الوارد ذكرهم في قول‬
‫قَراء‬ ‫ف َ‬‫ت ل ِل ْ ُ‬‫قا ُ‬ ‫صدَ َ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫الله تبارك وتعالى ‪  :‬إ ِن ّ َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫قُلوب ُ ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫ف ِ‬‫ؤل ّ َ‬
‫م َ‬‫وال ْ ُ‬
‫ها َ‬‫عل َي ْ َ‬‫ن َ‬‫مِلي َ‬
‫عا ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ن َ‬‫كي ِ‬‫سا ِ‬‫م َ‬‫وال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫في الّر َ‬
‫واب ْ ِ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫و ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬
‫ر ِ‬
‫غا ِ‬
‫وال َ‬ ‫ب َ‬‫قا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ ] ‬التوبة ‪. [ 60 :‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫لن هذا السم قد ثبت لهم في عرف الشرع‬
‫فيحمل عليهم ‪.‬‬
‫العلماء ‪ ،‬فلو أوصى بمائة ألف من ماله إلى‬ ‫‪-2‬‬
‫العلماء ‪ ،‬صحت وصيته أيضا ً ‪ ،‬لن العلماء أهل‬
‫للملك ‪ ،‬والنفقة عليهم قربة في ميزان الشرع ‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫لكن هذه الوصية تصرف إلى علماء الشرع‬
‫السلمي ‪ ،‬من تفسير ‪ ،‬وحديث ‪ ،‬وفقه ‪ ،‬وأصول‬
‫فقه ‪ ،‬وعقيدة ‪ ،‬وغير ذلك من علوم الدين ‪،‬‬
‫لشتهار لفظ العلماء عرفا ً بهؤلء ‪ ،‬فل يعطي من‬
‫هذه الوصية الدباء والمهندسون والطباء ‪،‬‬
‫وأمثالهم من علماء المواد الدنيوية ‪ ،‬عمل ً بالعرف‬
‫كما قلنا ‪ ،‬فإذا تغير العرف ‪ ،‬وأصبحت كلمة ‪:‬‬
‫) العلماء ( يراد بها عند عموم الناس ‪ ،‬كل متعلم‬
‫يحمل إجازة في فن من فنون العلم ‪ ،‬فإن‬
‫الوصية للعلماء تصرف عندئذ لجميع العلماء على‬
‫اختلف علومهم ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الفقراء ‪ ،‬ويدخل معهم المساكين ‪ ،‬وكذلك لو‬


‫أوصى للمساكين ‪ ،‬فإنه يدخل معهم الفقراء ‪،‬‬
‫ويجوز الكتفاء بإعطاء ثلثة منهم ‪ ،‬لنه أقل الجمع ‪.‬‬

‫د‪ -‬آل البيت ‪ ،‬فلو قال أوصيت بثلث مالي لل بيت‬


‫رسول الله ‪ ، ‬فإنه يعطي من الوصية من كان من‬
‫بني هاشم ‪ ،‬وبني المطلب ‪ ،‬ويجوز الكتفاء بإعطاء‬
‫ثلثة منهم أيضا ً ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬القارب ويدخل فيه كل قرابة للموصي من جهة‬


‫الب ‪ ،‬وجهة الم ‪ ،‬ول يدخل معهم من يرث من‬
‫القرابة ‪.‬‬

‫و‪ -‬الحج والعمرة ‪ :‬فلو قال ‪ :‬أوصيت بمائة ألف من‬


‫مالي للحج والعمرة ‪ ،‬فإن الوصية تصح ‪ ،‬لن الحج‬
‫والعمرة قربة ‪ ،‬ويعطي من هذا المال من يحج‬
‫ويعتمر ‪.‬‬

‫وكذلك لو أوصى أن يحج عنه ‪ ،‬فإن وصيته تصح‬


‫ويحج عنه من بلده ‪ ،‬أو من الميقات ‪ ،‬كما قيده‬
‫بوصيته ‪ ،‬فإن أطلق ولم يعين مكانا ً ‪ ،‬فإنه يحج عنه‬
‫من الميقات ‪ ،‬حمل ً على أقل الدرجات ‪ ،‬ولن الغالب‬
‫من عمل الناس الحج من الميقات ‪ ،‬فإذا تغير هذا‬
‫الغالب ‪ ،‬وتبدل هذا العرف ‪ ،‬فإن الحج يكون من بلد‬

‫‪49‬‬
‫الموصي عمل ً بهذا العرف الطارئ ‪ ،‬كما هو الحال‬
‫في أيامنا ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫شروط الموصي به‬


‫وللموصي به شروط إذا تحققت صحت الوصية ‪،‬‬
‫وإذا لم تتحقق ‪ ،‬لغت ‪ ،‬وهذه الشروط هي ‪:‬‬

‫أن يكون الموصي به مما يحل النتفاع به ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫فل تصح الوصية بما يحرم النتفاع به ‪ ،‬كآلة لهو ‪،‬‬
‫وقمار ‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن يكون قابل ً للنقل ‪ ،‬فل يصح الوصية‬


‫بالقصاص ‪ ،‬ول بحق الشفعة ‪ ،‬لنها ل تقبل النقل ‪،‬‬
‫لن مستحقها ل يمكن من نقلها ‪.‬‬

‫وبناءً على الشرطين السابقين ‪ ،‬فإن الوصية تصح‬


‫في المور التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تصح الوصية بالمال المجهول ‪ ،‬كالحمل في‬


‫البطن ‪ ،‬واللبن في الضرع ‪ ،‬والصوف على ظهر‬
‫الغنم ‪ ،‬لن الوارث يخلف المورث في هذه‬
‫الشياء ‪ ،‬فكذلك الموصي له ‪ ،‬ولن الوصية تحتمل‬
‫الجهالة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تصح الوصية بالشئ المعدوم عند الوصية ‪ ،‬كأن‬


‫يوصي بثمرة ستحدث ‪ ،‬أو حمل سيكون ‪ ،‬لن‬
‫الوصية احتمل فيها وجوه من الغرر ‪ ،‬رفقا ً بالناس ‪،‬‬
‫وتوسعة عليهم ‪ ،‬فتصح بالمعدوم ‪ ،‬كما تصح‬
‫بالمجهول ‪ ،‬ولن المعدود يصح تملكه بعقد السلم ‪،‬‬
‫والمساقاة والجارة ‪ ،‬فكذلك الوصية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تصح الوصية بالمبهم ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬أوصيت بأحد‬


‫ثوبي ‪ ،‬لن الوصية تحتمل الجهالة ‪ ،‬فل يؤثر فيها‬
‫البهام ‪ ،‬ويعينه الوارث ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪ -‬تصح الوصية بالمنافع وحدها مؤقتة ومؤبدة ‪،‬‬
‫لنها أموال مقابلة بالعواض ‪ ،‬كالعيان ‪ ،‬كما أنه‬
‫تصح الوصية بالعيان وحدها دون المنافع لمكان‬
‫صيرورة المنافع إلى بإجارة ‪ ،‬أو إعارة ‪ ،‬أو إباحة ‪،‬‬
‫أو نحو ذلك ‪ ،‬وعلى هذا تصح الوصية بالعين لواحد ‪،‬‬
‫وبالمنفعة لخر ‪ .‬كأن يوصي برقبة داره لزيد ‪،‬‬
‫وبسكناها لخالد ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬تصح الوصية بنجاسة يحل النتفاع بها ككلب‬


‫عصرت‬ ‫معلم ‪ ،‬وزبل ‪ ،‬وخمر محترمة ‪ ،‬وهي ما ُ‬
‫بقصد الخلية ‪ ،‬لثبوت الختصاص فيها وانتقالها‬
‫بالرث ‪.‬‬

‫شروط الصيغة ‪:‬‬


‫وللصيغة في الوصية شروط أيضا ً نذكرها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الوصية بلفظ صريح ‪ ،‬أو كناية ‪.‬‬
‫فالصريح ‪ :‬كأوصيت له ألف ‪ ،‬أو ادفعوا له بعد‬
‫موتي ألفا ً ‪ ،‬أو أعطوه بعد موتي ‪ ،‬أو هو له بعد‬
‫موتي ‪ ،‬واللفظ الصريح تنعقد به الوصية وتصح‬
‫بمجرد اللفظ ‪ ،‬ول يقبل قول القائل إنه لم ينو به‬
‫الوصية ‪.‬‬

‫ومثل هذا الشارة المفهومة من الخرس ‪.‬‬


‫والكناية ل بد من النية ‪ ،‬ومع اللفظ ‪ ،‬ل حتمال‬
‫اللفظ غير الوصية ‪ ،‬فيحدد المراد من اللفظ بالنية ‪.‬‬
‫ومن الكناية ‪ :‬كتابي هذا لزيد ‪ .‬والكتابة من الناطق‬
‫كناية تنعقد بها الوصية مع النية ‪ ،‬كما في البيع ‪.‬‬

‫ب‪-‬قبول الموصي له ‪ ،‬إن كانت الوصية لمعين ‪ ،‬فإن‬


‫كانت الوصية لجهة عامة ‪ ،‬كالفقراء ‪ ،‬أو العلماء ‪ ،‬لم‬
‫يشترط القبول ‪ ،‬لتعذره ‪ ،‬وتلزم عندئذ بموت‬
‫الموصي ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ج‪ -‬أن يكون قبول الموصي له بعد موت الموصي ‪ ،‬فل‬
‫ده في حياة الموصي ‪ ،‬إذ ل حق له‬
‫عبرة بقوله أو ر ّ‬
‫قبل الموت ‪ ،‬فأشبه إسقاط حق الشفعة قبل البيع ‪.‬‬

‫وبناءً على هذا ‪ ،‬فإنه يصح للموصي له – إن قبل‬


‫الوصية في الحياة الموصي – الردّ بعد موته ‪ ،‬وكذلك له‬
‫القبول بعد موته ‪ ،‬إن كان ردّ الوصية في حياته ‪ ،‬لن‬
‫العبرة في القبول والرد أن يكون بعد الموت‬
‫الموصي ‪ ،‬كما قدمنا ‪.‬‬

‫وعلى هذا إذا مات الموصي له قبل موت الموصي‬


‫بطلت الوصية ‪ ،‬لنها قبل موت الموصي غير لزمة ‪،‬‬
‫فإن مات الموصي له بعد موت الموصي ‪ ،‬ولكن قبول‬
‫حت الوصية ‪ ،‬وقام ورثته مقامه في‬
‫الوصية ‪ ،‬ص ّ‬
‫القبول ‪ ،‬أو الرد ‪ ،‬لنهم فرعه ‪ ،‬فيقومون مقامه في‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫حدود الوصية ‪:‬‬


‫ينبغي للموصي ‪ ،‬ويطلب منه ندبا ً أل يزيد‬ ‫‪-1‬‬
‫وصيته عن ثلث ماله ‪ ،‬عمل ً بحديث سعد بن أبي‬
‫وقاص رضي الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬عادني رسول الله‬
‫‪ ‬في حجة الوداع ‪ ،‬من وجع أشفيت منه على‬
‫الموت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬بلغني ما ترى من‬
‫الوجع ‪ ،‬وأنا ذو مال ‪ ،‬ول يرثني إل ابنة لي‬
‫واحدة ‪ ،‬أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال ‪ " :‬ل " قلت‬
‫‪ :‬أفأتصدق بشطره ؟ قال ‪ " :‬ل " ‪ ،‬الثلث ‪ ،‬والثلث‬
‫كثير ‪ ،‬إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم‬
‫عالة يتكففون الناس ‪ ،‬ولست تنفق نفقة تبتغي‬
‫بها وجه الله إل أجرت بها ‪ ،‬حتى اللقمة تجعلها‬
‫في في امرأتك " ‪.‬‬
‫هذا لفظ مسلم ) ‪ ( 1628‬في ) كتاب الوصايا ( ‪،‬‬
‫باب ) الوصية بالثلث ( ‪ ،‬ورواه البخاري ) ‪( 2591‬‬
‫بمثله في ) كتاب الوصايا ( ‪ ،‬باب ) أن يترك ورثته‬
‫أغنياء خير من أن يتكففوا الناس ( ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫] أشفيت منه ‪ :‬أشرفت عليه ‪ .‬أن تذر ‪ :‬أن تترك ‪.‬‬
‫يتكففون الناس ‪ :‬يسألون ما بأكف الناس ‪ ،‬أو‬
‫يسألون الناس بأك ّ‬
‫فهم [ ‪.‬‬

‫لكن الموصي لو خالف وصية رسول الله ‪، ‬‬


‫وأوصى بأكثر من ثلث ماله ‪ ،‬فما حكم هذه الوصية ؟‬

‫قال الشافعية ‪ :‬الوصية بأكثر من الثلث مكروهة‬


‫شرعا ً ‪ ،‬ولكنها صحيحة ‪ ،‬بيد أن الزيادة على الثلث ل‬
‫تنفذ إل بإجازة الورثة ‪ ،‬فإن ردوا هذه الزيادة ‪،‬‬
‫بطلت ‪ ،‬بالجماع ‪ ،‬لن هذا القدر الزائد على الثلث‬
‫حقهم ‪ ،‬وإن أجازوه نفذت الوصية ‪ ،‬إمضاء لتصرف‬
‫الموصي بالزيادة ‪.‬‬

‫أما إذا لم يكن للموصي ورثة ‪ ،‬وأوصى بأكثر من‬


‫الثلث ‪ ،‬فالوصية بالزائد على الثلث لغو ‪ ،‬لنه حق‬
‫مجيز له ‪.‬‬‫المسلمين ‪ ،‬فل ُ‬

‫ولذلك قالوا ‪ :‬يستحب أن تنقص الوصية عن الثلث‬


‫المال أخذا ً من قوله عليه الصلة والسلم ‪ ،‬في‬
‫الحديث السابق ‪ " :‬الثلث والثلث كثير " ‪ ،‬وأخذا ً أيضا ً‬
‫من التعليل الوارد فيه ‪ " :‬إنك أن تذر ورثتك أغنياء‬
‫خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس " ‪.‬‬

‫ب‪ -‬يعتبر المال عند الموت الموصي ‪ ،‬ل عند وصيته ‪،‬‬
‫لن الوصية تمليك بعد الموت ‪.‬‬

‫فلو أوصى بألف ليرة ‪ ،‬وكان ماله عند الوصية‬


‫ثلثة آلف ‪ ،‬إل أنه لم يبق معه عند الموت إل ألفان ‪،‬‬
‫ثبتت الوصية في ثلث اللفين ‪ ،‬وتوقف الباقي على‬
‫دوه بطل ‪.‬‬‫إجازة الورثة ‪ ،‬فإن أجازوه نفذ ‪ ،‬وإن ر ّ‬

‫ج‪ -‬يعتبر ثلث المال وفاء الديون المتعلقة بمال‬


‫الميت ‪ ،‬أو بذمته ‪.‬‬
‫فلو أوصى بثلث ماله ‪ ،‬فإنما تنفذ الوصية من ثلث‬
‫ما بقي له بعد وفاء ديونه ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫د‬
‫ع ِ‬ ‫قال الله تعالى في شأن الميراث ‪ِ ‬‬
‫من ب َ ْ‬
‫ن ‪‬‬ ‫َ‬
‫و دَي ْ ٍ‬
‫ها أ ْ‬
‫صي ب ِ َ‬
‫ة ُيو ِ‬
‫صي ّ ٍ‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫دم على الوصية بالجماع‬ ‫] النساء ‪ . [ 11 :‬والدين مق ّ‬
‫‪ .‬فلو كان عليه دين مستغرق كل ماله ‪ ،‬لم تنفذ‬
‫وصيته في شئ من ماله ‪.‬‬

‫إذا كان للموصي وصايا وتبرعات في مرض موته‬


‫تزيد على ثلث ماله ‪ ،‬ولم يجز الورثة الزائد ‪ ،‬روعي‬
‫في إخراجها الترتيب التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان بعض هذه التبرعات منجزا ً ‪ ،‬وبعضها‬


‫معلقا ً ‪ ،‬قدم المنجز على المعلق ‪ ،‬لن المنجز‬
‫لزم ل يمكن الرجوع عنه ‪ ،‬بخلف المعّلق ‪ ،‬فلو‬
‫وقف دارا ً بألف ليرة ‪ ،‬وأوصى بعد موته بألف‬
‫ليرة ‪ ،‬وكانت تركته عند الموت ثلثة آلف ‪ ،‬قدم‬
‫الوقف ‪ ،‬ولغت الوصية ‪ ،‬إل أن يجيزها الورثة ‪،‬‬
‫لن التبرع في مرض الموت يعتبر من ثلث التركة‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت تبرعاته كلها متعلقة بما بعد‬


‫الموت ‪ ،‬وكانت تزيد عن الثلث ‪ ،‬ولم يجز الورثة‬
‫تلك الزيادة ‪ ،‬قسط الثلث بين الجميع على حسب‬
‫مقاديرهم ‪.‬‬

‫فلو أوصى لزيد بمائة ‪ ،‬ولخالد بخمسين ‪ ،‬ولعمرو‬


‫بخمسين وكان ثلث ماله مائة ‪ ،‬أعطى زيد خمسين ‪،‬‬
‫وأعطى خالد خمسا ً وعشرين ‪ ،‬وكذلك عمرو خمسا ً‬
‫وعشرين ‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا اجتمعت في مرض الموت تبرعات‬


‫منجزة ‪ ،‬كوقف ‪ ،‬وصدقة ‪ ،‬وكان مجموعها يزيد‬
‫على ثلث المال ‪ ،‬قدم الول فالول منها ‪ ،‬حتى‬
‫يتم ثلث المال ‪ ،‬وتقديم الول على الثاني ‪،‬‬
‫لقوته ‪ ،‬لنه ل يفتقر إلى إجارة الورثة ‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا اجتمعت تبرعات منجزة في مرض‬


‫الموت ‪ ،‬وكانت دفعة واحدة ‪ ،‬قسط بينها ثلث‬

‫‪54‬‬
‫التركة بالقيمة ‪ ،‬لعدم استحقاق تقديم بعضها‬
‫على بعض‬

‫الوصية للوارث ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الصل في الوصية أن تكون لغير وارث ‪ ،‬لن‬


‫المقصود بها القربة ‪ ،‬وتحصيل الثواب ‪ ،‬واستدراك ما‬
‫فات حال الحياة ‪ ،‬والوارث قد أخذ نصيبه من التركة ‪.‬‬

‫إل أن الموصي ‪ ،‬قد يخالف ذلك ‪ ،‬ويوصي لوارث‬


‫من ورثته ‪ ،‬فما هو حكم هذه الوصية ؟‬

‫الظهر في مذهب الشافعي أن الوصية جائزة ‪،‬‬


‫ولكنها ل تنفذ في حق هذا الوارث ‪ ،‬إل إذا أجازها‬
‫الورثة الخرون ‪ ،‬فتكون إجازتهم تنفيذا ً لوصية‬
‫الموصي‬

‫وهذا الحكم مستفاد من قوله ‪ " : ‬إن الله‬


‫أعطى كل ذي حق حقه ‪ ،‬فل وصية لوارث " ‪.‬‬

‫رواه الترمذي ) ‪ ( 2141‬في ) كتاب الوصايا ( ‪،‬‬


‫باب ) ما جاء ل وصية لوارث ( ‪ ،‬ورواه أبو داود ) ‪2870‬‬
‫( أيضا ً ‪ ،‬كلهما عن أبي أمامة رضي الله عنه ‪.‬‬

‫وروى الدارقطني ) ‪ ( 152 / 4‬عن ابن عباس‬


‫رضي الله عنهما ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : ‬ل‬
‫تجوُز وصية لوارث إل أن يشاء الورثة " ‪.‬‬

‫وكذلك قاسوا الوصية للوارث ‪ ،‬على الوصية‬


‫للجنبي بالزائد على الثلث ‪ .‬وقد قلنا هناك ‪ :‬إن‬
‫الزيادة على الثلث موقوفة على إجارة الورثة ‪ ،‬هنا‬
‫كذلك ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ل عبرة لقبول الورثة وردهم ‪ -‬إذا ما أوصى إلى‬


‫أحد ورثته – في حياة الموصي ‪ ،‬إذ ل استحقاق لهم‬
‫في حياة الموصي بشئ من التركة ‪ .‬كما أنه ل‬
‫استحقاق للموصي له أيضا ً ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫فلمن قبل من الورثة بالوصية للوارث في حال‬
‫حياته ‪ ،‬أن يرجع عن ذلك بعد موت الموصي ‪ ،‬ولمن رد‬
‫في حياته ‪ ،‬أن يقبل بعد موته ‪.‬‬

‫ج‪ -‬العبرة بكون الموصي له وارثا ً وقت الموت ‪ ،‬ل‬


‫وقت الوصية ‪ ،‬فلو أوصى لخيه ‪ ،‬ولم يكن له ولد عند‬
‫الوصية ‪ ،‬ثم ولد له ولد قبل أن يموت ‪ ،‬صحت الوصية‬
‫ونفذت ‪ ،‬لنها تبينت أنها لغير وارث ‪ ،‬لوجود الولد‬
‫للموصي عند الموت ‪ ،‬والولد كما هو معلوم يحجب‬
‫الخوة إذا كان ذكرا ً ‪.‬‬

‫دها بعضهم‬
‫د‪ -‬إذا أجاز الوصية للوارث بعض الورثة ور ّ‬
‫بعد الموت ‪ ،‬كان لكل منهم حكمه ‪ ،‬فتردّ الوصية في‬
‫فذ في حصة من أجاز ‪ ،‬وذلك على‬ ‫حصة من رد ‪ ،‬وتن ّ‬
‫مقدار حصصهم من التركة ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬في معنى الوصية للوارث ‪ ،‬والوقف عليه ‪ ،‬والهبة‬


‫له ‪ ،‬وإبراؤه من دين عليه لمورثة ‪ ،‬فإن ذلك كله يحتاج‬
‫إلى إجازة الورثة ‪ ،‬بعد موت المورث ‪ ،‬إذا كان ذلك‬
‫التصرف من الموصي للوارث إنما تم في مرض الموت‬
‫‪.‬‬

‫الرجوع عن الوصية ‪:‬‬

‫الوصية من العقود الجائزة ‪ ،‬وليست من العقود‬


‫اللزمة ‪ ،‬كعقد البيع ‪ ،‬وعقد النكاح ‪ ،‬وبناءً على هذا ‪،‬‬
‫فإّنه يصح للموصي أن يرجع عن وصيته ‪ ،‬جميعها ‪ ،‬كما‬
‫دل‬‫ح له أن يرجع عن بعضها ‪ ،‬ويحق لع أيضا ً أن يع ّ‬‫يص ّ‬
‫فيها ‪ ،‬ويدخل عليها شروطا ً ‪ ،‬وقيودا ً ‪ ،‬لن المال الذي‬
‫أوصى به ‪ ،‬لم يخرج من ملكه ‪ ،‬ما دام على قيد‬
‫الحياة ‪ ،‬فله حرية التصرف فيه كما يشاء ‪.‬‬

‫كيف يكون الرجوع عن الوصية ؟‬

‫‪56‬‬
‫يصح الرجوع عن الوصية باللفظ الذي يدل على‬
‫ذلك ‪ ،‬مثل أن يقول ‪ :‬نقضت الوصية ‪ ،‬أو أبطلتها ‪ ،‬أو‬
‫رجعت عنها ‪ ،‬أو فسختها ‪ ،‬أو هي لورثتي ‪.‬‬

‫كما يكون الرجوع بالوصية بتصرف في الموصي‬


‫به يشعر بإبطال الوصية ‪ ،‬والعراض عنها ‪ ،‬وذلك ‪ :‬كأن‬
‫يبيع الموصي به ‪ ،‬أو يجعله صداقا ً ‪ ،‬أو يهبه لحد‬
‫ويدفعه إليه ‪ ،‬أو يرهنه بدين ويسلمه للمرَتهن ‪ ،‬كل‬
‫هذه التصرفات في الوصية تعني ‪ ،‬إلغائها ‪ ،‬والرجوع‬
‫عنها ‪ ،‬وذلك لزوال ملكه في بعض هذه التصرفات عن‬
‫عيون الوصية ‪ ،‬وتعريض الموصي به للبيع في البعض‬
‫الخر ‪ ،‬كما في حالة الرهن ‪ ،‬وبناءً على ما سبق‬
‫نقول ‪:‬‬

‫‪ -1‬لو أوصى بحنطة معينة ‪ ،‬ثم خلطها بحنطة‬


‫أخرى ‪ ،‬اعتبر هذا رجوعا ً عن الوصية ‪ ،‬لتعذر‬
‫تسليم الموصي به بعدما أحدَثه من الخلط ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا أوصى بصاع حنطة من صبرة ‪ ،‬ثم خلطها‬
‫بأجود منها ‪ ،‬عد هذا منه رجوعا ً عن الوصية ‪ ،‬لنه‬
‫أحداث بالخلط زيادة ‪ ،‬لم يرض بتسليمها ‪ ،‬ول‬
‫يمكن تسليمها بغير هذه الزيادة ‪.‬‬
‫صبرة ثم خلطها‬ ‫‪ -3‬إذا أوصى بصاع حنطة من ُ‬
‫بمثلها فل ُيعدّ هذا رجوعا ً عن الوصية ‪ ،‬لنه لم‬
‫يحدث تغييرا ً ‪ ،‬وكذلك إذا خلطها بأردأ منها ‪ ،‬لنه‬
‫مثل إحداث عيب في الموصي به ‪ ،‬فل يضّر ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا أوصى بحنطة فطحنها أو بذرها ‪ ،‬أو‬
‫أوصى بدقيق فعجنه ‪ ،‬أو بقطن فغزله ‪ ،‬أو بغزل‬
‫فنسجه ‪ ،‬أو بثياب فخاطها ‪ ،‬أو بعرصة فبناها ‪ ،‬أو‬
‫عدّ جميع ذلك رجوعا ً عن الوصية ‪ ،‬وذلك‬ ‫غرسها ‪ُ ،‬‬
‫لمرين ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬زوال السم قبل استحقاق الموصي له‬


‫الوصية ‪ ،‬فكان كتلف الموصي به ‪.‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬الشعار بالعراض عن الوصية ‪ ،‬في هذه‬
‫التصرفات وأمثالها ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫البصـــــــاء‬

‫تعريف اليصاء ‪:‬‬


‫قلنا فيما سبق عند بحثنا عن تعريف الوصية ‪ ،‬قلنا‬
‫‪ :‬إن الوصية ‪ ،‬واليصاء بمعنى واحد ‪ ،‬لكن الفقهاء‬
‫صوا اليصاء ‪ ،‬بموضوع الشراف على شؤون‬ ‫خ ّ‬
‫القاصرين مثل ً ‪.‬‬

‫وعليه فاليصاء ‪ :‬أن يعهد الرجل قبل موته إلى‬


‫من يثق به بالشراف على أولده ‪ ،‬وتنفيذ وصيته ‪،‬‬ ‫َ‬
‫وقضاء ديونه ‪ ،‬وردّ ودائعه ‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬

‫تعريف الوصي ‪:‬‬


‫ي ‪ ،‬فإنه هو الشخص‬ ‫ومما سبق يتّبين معنى الوص ّ‬
‫الذي يقوم بالشراف على شؤون الولد ‪ ،‬وردّ الودائع‬
‫وقضاء الديون ‪ ،‬نيابة عن الميت ‪ ،‬وذلك بتكليف منه ‪.‬‬

‫حكم اليصاء ‪:‬‬


‫الصل في اليصاء أنه مندوب إليه ‪ ،‬لكنه قد‬
‫يعتريه ما يجعله واجبا ً ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قال الذرعي ‪ ) :‬يظهر أنه يجب على الباء‬
‫الوصية في أمر الطفال – إذا لم يكن لهم جد أهل‬
‫للولية – إلى ثقة كاف وجيه ‪ ،‬إذا وجده ‪ ،‬وغلب على‬
‫ظنه أنه إن ترك الوصية استولى على ماله خائن ‪ ،‬من‬
‫قاض ‪ ،‬أو غيره من الظلمة ‪ ،‬إذ قد يجب عليه حفظ‬
‫مال ولده من الضياع ( ‪.‬‬

‫وقال الباجوري في حاشيته ‪ ) :‬اليصاء المذكور‬


‫سنة ‪ ،‬إل في قضاء حق عجز عنه حال ً ‪ ،‬وليس به‬
‫شهود ‪ ،‬فإنه يجب حينئذ ‪ ،‬لن ترك اليصاء به يؤدي‬
‫إلى ضياعه ( ‪.‬‬

‫مما ذكر يتبين أن اليصاء واجب فيما إذا كان على‬


‫الموصي ‪ ،‬أو له ‪ ،‬حقوق يغلب على الظن أنها تضيع‬
‫إذا لم يعهد بأمر كشفهما ‪ ،‬وإظهار أمرها إلى من‬
‫يقوم مقامه ‪.‬‬

‫وكذلك إذا خيف على الولد الصغار الضياع ‪ ،‬أو‬


‫من‬
‫التعّرض للضرر ‪ ،‬فإنه يجب على أبيهم اليصاء إلى َ‬
‫يثق به لُيشرف على شؤونهم ‪ ،‬ويرعى مصالحهم ‪.‬‬

‫أما إذا لم يكن شئ مما سبق ‪ ،‬فإن اليصاء يبقى‬


‫أمرا ً مندوبا ً ‪ ،‬وعمل ً مستحبا ً ‪.‬‬

‫حكمة مشروعية اليصاء ‪:‬‬


‫الحكمة من تشريع اليصاء ‪ ،‬الحاجة إليه ‪ ،‬وتحقيق‬
‫مصالح للناس فيه ‪.‬‬

‫فقد يشرف النسان على الموت ‪ ،‬وبينه وبين‬


‫الناس علقات مادية ‪ ،‬كودائع ‪ ،‬وعواري ‪ ،‬وقد يكون‬
‫عليه ديون يحتاج لمن يشرف على وفائها بعد موته ‪،‬‬
‫وقد يكون له أولد قاصرون ليس لهم القدرة على‬
‫التصّرف بشؤون المال فاقتضت المصلحة أن ُينصب‬
‫إنسان له كفاية في هذه المور ليشرف على ذلك‬
‫ث‬
‫كله ‪ ،‬فكان من ذلك أن شّرع السلم اليصاء ‪ ،‬وح ّ‬
‫عليه ‪ ،‬ورغب فيه ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫شروط الوصي ‪:‬‬
‫قلنا ‪ :‬إن الموصي هو ذلك النسان الذي ُيعهد إليه‬
‫بثبوت التصّرف بعد وفاة الموصي ‪ ،‬ولكي يستطيع هذا‬
‫الوصي أن يقوم بما ك ُّلف به على أحسن وجه ‪ ،‬كان ل‬
‫بدّ فيه من الشروط التالية ‪:‬‬

‫أن يكون مكلفا ً ‪ :‬أي بالغا ً عاقل ً ‪ ،‬لن غير‬ ‫‪-1‬‬


‫من يلي بأمره ‪ ،‬ويقوم على‬ ‫البالغ العاقل يستحق َ‬
‫ح توليه ‪ ،‬ليلى أمر غيره ؟ !‬ ‫شؤونه ‪ ،‬فكيف يص ّ‬
‫أن يكون حرا ً ‪ ،‬لن الرقيق ل يتصرف في‬ ‫‪-2‬‬
‫مال أبيه ‪ ،‬فل يصلح وصيا ً يتصرف في مال غيره ‪،‬‬
‫ن له سيده ‪.‬‬
‫ولو أذ َ‬
‫ج‪ -‬مسلما ً ‪ ،‬وذلك في الولية على مسلم ‪ ،‬فل َيص ّ‬
‫ح‬
‫اليصاء إلى كافر ‪ ،‬ليلى أمور المسلمين ‪ ،‬لنه مّتهم‬
‫‪ ،‬ولم يجعل الله له ولية عليهم ‪.‬‬

‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ع َ‬ ‫وَلن ي َ ْ‬
‫ج َ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى ‪َ  :‬‬
‫سِبيل ً ‪ ] ‬النساء ‪. [ 141 :‬‬ ‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫ف ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫كا ِ‬

‫مُنوا ْ ل َ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى ‪َ  :‬يا أي ّ َ‬
‫ْ‬
‫خَبال ً ‪ ] ‬آل‬ ‫م َ‬ ‫م ل َ ي َأُلون َك ُ ْ‬
‫دون ِك ُ ْ‬
‫من ُ‬‫ة ّ‬ ‫ذوا ْ ب ِ َ‬
‫طان َ ً‬ ‫خ ُ‬
‫ت َت ّ ِ‬
‫عمران ‪. [ 118 :‬‬

‫] بطانة ‪ :‬أولياء يتدخلون في شؤونكم ‪ .‬وبطانة‬


‫صرون‬‫الرجل ‪ :‬خاصته وأهله ‪ .‬ل يألونكم خبال ً ‪ :‬ل يق ِّ‬
‫في إفسادكم ‪ ،‬والخبال ‪ :‬الفساد [ ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬وكذلك من‬ ‫ي إلى ذم ّ‬ ‫لكن يصح اليصاء من ذم ّ‬
‫ي إلى مسلم ‪.‬‬
‫ذم ّ‬

‫د‪ -‬أن يكون عدل ً ‪ ،‬ل ينغمس في كبائر الذنوب ‪ ،‬ول‬


‫يصّر على صغائرها ‪ ،‬وتكفي فيه العدالة الظاهرة ‪،‬‬
‫ح اليصاء إلى‬
‫أي أن يكون ظاهر حاله هكذا ‪ .‬فل يص ّ‬
‫فاسق ‪ ،‬لن الوصاية ولية وائتمان ‪ ،‬والفاسق غير‬
‫مؤتمن ‪. .‬‬

‫‪60‬‬
‫هـ‪ -‬أهل ً للتصرف بالموصي به ‪ ،‬وقادرا ً عليه فل يصح‬
‫اليصاء إلى سفيه ‪ ،‬أو مريض ‪ ،‬أو هرم ‪ ،‬أو مختل ‪،‬‬
‫أو ذي غفلة ‪ ،‬إذا ل مصلحة في تولية من هذه حاله ‪.‬‬
‫هذا ويؤخذ من الشروط السابقة في الوصي ‪،‬‬
‫أنه يجوز اليصاء إلى ‪:‬‬
‫كن من‬ ‫‪-1‬العمى ‪ ،‬لنه يمكنه التوكيل ‪ ،‬فيما يتم ّ‬
‫معرفته بنفسه ‪.‬‬
‫‪-2‬المرأة ‪ ،‬لنها صالحة للتصّرف ‪.‬‬
‫وقد أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند‬
‫وفاته إلى ابنته حفصة رضي الله عنها ‪ .‬رواه أبو‬
‫داود ) ‪ ( 2789‬في ) الوصايا ( ‪ ،‬باب ) ما جاء في‬
‫الرجل يوقف الوقف ( بل هي أولى من غيرها في‬
‫الوصاية إذا اجتمعت فيها شروط الوصي ‪ ،‬لوفور‬
‫شفقتها على أولدها ‪.‬‬

‫أحكام تتعلق بالوصي واليصاء ‪:‬‬


‫هناك مجموعة من الحكام تتعلق بالوصي واليصاء ‪.‬‬
‫ونذكرها في العجالة التالية ‪:‬‬
‫ليس للوصي إيصاء إلى غيره ‪ ،‬لن الموصي‬ ‫‪-1‬‬
‫اختاره هو ‪ ،‬ولم يرض بتصرف غيره ‪ ،‬وهذا إذا‬
‫ص على عدم التوكيل‬ ‫أطلق الموصي اليصاء ‪ ،‬أو ن ّ‬
‫ن له بذلك ‪ ،‬فإنه ل ُيمنع منه ‪.‬‬ ‫‪ ،‬أما إذا أذ َ‬
‫يجوز في اليصاء التوقيت والتعليق ‪ ،‬فو قال‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ :‬أوصيت إلى فلن إلى بلوغ ابني ‪ ،‬أو إلى قدوم‬
‫ت فقد‬‫أخي ‪ ،‬جاز ذلك ‪ ،‬وكذلك لو قال ‪ :‬إذا م ّ‬
‫أوصيت إليك ‪ ،‬فإنه يجوز ‪ ،‬لن اليصاء يحتمل‬
‫الجهالة والخطار ‪ ،‬كالوصية ‪ ،‬ولن اليصاء مثل‬
‫مر النبي ‪ : ‬زيد بن حارثة رضي‬ ‫المارة ‪ ،‬وقد أ ّ‬
‫الله عنه في غزوة مؤتة وقال ‪ :‬إن أصيب زيد ‪،‬‬
‫فجعفر ‪ ،‬وإن أصيب جعفر ‪ ،‬فعبد الله بن رواحة ‪.‬‬

‫رواه البخاري ) ‪ ( 4013‬في ) المغازي ( ‪ ،‬باب‬


‫) غزوة مؤتة ( ‪.‬‬
‫ج‪ -‬لو أوصى إلى اثنين ‪ ،‬ولم يجعل لكل واحد منهما‬
‫النفراد بالتصّرف ‪ ،‬بل شرط اجتماعهما فيه ‪ ،‬أو‬
‫أطلق ‪ ،‬فقال ‪ :‬أوصيت إلى زيد وعمرو ‪ ،‬لم يكن‬

‫‪61‬‬
‫لحدهما أن ينفرد بالتصّرف وحده ‪ ،‬عمل ً بالشرط‬
‫في الول ‪ ،‬واحتياطا ً في الثاني ‪ ،‬ولكن لو صّرح‬
‫الموصي عند اليصاء بانفراد كل منهما بالتصّرف ‪،‬‬
‫كأن قال ‪ :‬أوصيت على كل منكما ‪ ،‬أو كل واحد‬
‫منكما وصي ‪ ،‬جاز لكل واحد منهما أن يتصرف وحده‬
‫منفردا ً عن صاحبه ‪ ،‬لوجود الذن في ذلك من‬
‫الموصي ‪.‬‬
‫د‪ -‬عقد اليصاء عقد جائز من كل الطرفين ‪،‬‬
‫فللوصي أن يعزل نفسه عن اليصاء متى شاء ‪،‬‬
‫كالوكالة ‪ ،‬إذ هو وكيل عن الموصي ‪ ،‬لكن هذا العزل‬
‫ح إذ لم يتعين عليه القيام بالوصية ‪ ،‬ولم يغلب‬ ‫يص ّ‬
‫على ظنه ‪ ،‬تلف مال الموصي عليهم ‪ ،‬باستيلء‬
‫ظالم من قاض وغيره على مالهم ‪ .‬فإذا خاف شيئا ً‬
‫من ذلك لم يجز له أن يعزل نفسه ‪ ،‬ول ينفذ عزله ‪،‬‬
‫رعاية لمصالح اليتام ‪ ،‬ودفعا ً للخطر عنهم ‪ ،‬أو عن‬
‫أموالهم ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬يشترط في الوصاية بأمر الطفال أن تكون‬
‫ممن له ولية عليهم ‪ ،‬كالب والجد ‪.‬‬

‫ول يجوز للب نصب وصي على الطفال والجدّ‬


‫ي بصفة الولية ‪ ،‬لن وليته ثابتة شرعا ً ‪ ،‬فليس له‬‫ح ّ‬
‫نقل الولية عنه ‪ ،‬كولية التزويج ‪.‬‬

‫و‪ -‬إذا بلغ الطفل ‪ ،‬ونازع الوصي في النفاق ‪،‬‬


‫وادعى أنه أسرف فيه ‪ ،‬صدق الوصي بيمينه ‪ ،‬لنه‬
‫مؤتمن ‪.‬‬

‫دق‬‫ص ّ‬
‫ولو نازعه دفع المال إليه بعد البلوغ ‪ُ ،‬‬
‫ذا‬ ‫الولد بيمينه ‪ ،‬وذلك لمفهوم قوله تعالى ‪َ  :‬‬
‫فإ ِ َ‬
‫فى ِبالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫وك َ َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫دوا ْ َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫م َ‬ ‫وال َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬ ‫عت ُ ْ َ‬
‫م إ ِلي ْ ِ‬ ‫ف ْ‬‫دَ َ‬
‫سيبا ً ‪ ] ‬النساء ‪، [ 6 :‬ولنه ل يشق على الوصي‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫أن يقيم البينة على أداء المال إلى الولد ‪.‬والله أعلم‬
‫‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫علم الفرائــــض‬

‫تعريف علم الفرائض ‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫العلم ‪ :‬هو إدراك الشئ على ما هو عليه في‬
‫الواقع ‪.‬‬
‫ويطلق العلم كذلك على حكم الذهن الجازم‬
‫المطابق للواقع ‪ .‬كما يطلق أيضا ً على القواعد‬
‫ونة ‪ ،‬والفنون المبّينة ‪.‬‬
‫المد ّ‬

‫درة‬
‫الفرائض ‪ :‬جمع فريضة ‪ ،‬بمعنى مفروضة ‪:‬أي مق ّ‬
‫درة شرعا ً‬
‫وذلك لما فيها من السهام المق ّ‬

‫الفرض ‪ :‬لغة التقدير ‪ .‬ومنه قول الله تبارك وتعالى ‪:‬‬


‫م ‪‬‬‫ضت ُ ْ‬ ‫ما َ‬
‫فَر ْ‬ ‫ف َ‬
‫ص ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫فن ِ ْ‬
‫] البقرة ‪ . [ 237 :‬أي نصف ما قدرتم ‪.‬‬
‫والفرض شرعا ً ‪ :‬نصيب مقدر في الشرع للوارث ‪.‬‬

‫وعلم الفرائض ‪ :‬شرعا ً ‪ :‬هو فقه المواريث ‪ ،‬وعلم‬


‫الحساب الموصل لمعرفة ما يخص كل ذي حق من‬
‫التركة ‪ .‬وقيل هو ‪ :‬علم بقواعد فقهية وحسابية يعرف‬
‫بها نصيب كل وارث من التركة ‪.‬‬

‫ويقال لعلم الفرائض ‪ :‬علم المواريث ‪ .‬جمع ميراث ‪،‬‬


‫ويقال ‪ :‬تراث ‪ ،‬وإرث ‪ ،‬وهو اسم لما يورث عن‬
‫الميت ‪ ،‬مأخوذ من قولهم ‪ :‬ورث فلن غيره ‪ ،‬إذا ناله‬
‫شئ من تركته ‪ ،‬أو خلفه في أمر من المور بعد‬
‫ث‬
‫ميَرا ُ‬ ‫ول ِل ّ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫وفاته ‪ ،‬ومنه قول الله تبارك وتعالى ‪َ  :‬‬
‫ض ‪ ] ‬آل عمران ‪ . [ 180 :‬ول شك‬ ‫َ‬
‫والْر ِ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫أن الوارث يخلف المتوفى في ملك أمواله ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫مشروعية الرث ‪:‬‬
‫ل شك أن الرث مشروع في السلم ‪ ،‬ومقرر‬
‫بنص القرآن والسنة ‪ ،‬وإجماع المة ‪ ،‬ول شك أيضا ً أن‬
‫من أنكر مشروعيته فهو كافر مرتد عن السلم ‪ .‬قال‬
‫ن‬‫دا ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬‫م ّ‬‫ب ّ‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬
‫جا ِ‬ ‫الله تعالى ‪ّ  :‬للّر َ‬
‫ن‬ ‫وال َ ْ‬
‫قَرُبو َ‬ ‫ن َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬ ‫ما ت ََر َ‬
‫م ّ‬ ‫ب ّ‬‫صي ٌ‬‫ساء ن َ ِ‬ ‫وِللن ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫قَرُبو َ‬‫وال َ ْ‬‫َ‬
‫ً‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬
‫فُروضا ‪ ] ‬النساء ‪[ 7:‬‬ ‫صيبا ّ‬ ‫و كث َُر ن َ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ق ّ‬
‫ل ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫وآيات المواريث معروفة ‪ ،‬وواضحة في تقرير‬
‫مشروعية الرث ‪.‬‬
‫وأحاديث المصطفى أيضا ً كثيرة في نفس‬
‫الموضوع ‪ ،‬ومنها قوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬ألحقوا‬
‫الفرائض بأهلها ‪ ،‬فما بقى فلولى رجل ذكر " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ) ‪ ( 6351‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب‬
‫) ميراث الولد من أبيه وأمه ( ‪ ،‬ورواه مسلم ) ‪( 1615‬‬
‫في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب ) ألحقوا الفرائض بأهلها ( ‪.‬‬
‫ومنها أيضا ً قوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬تعلموا‬
‫الفرائض وعلموها الناس " رواه الحاكم ) ‪( 333 / 4‬‬
‫في ) كتاب الفرائض ( ‪ ،‬باب ) تعلموا الفرائض وعلموه‬
‫الناس ( ‪.‬‬
‫والجماع منعقد على تشريع الرث ‪ ،‬لم يخالف‬
‫في ذلك أحد من المسلمين‬

‫مكانة علم الفرائض في الدين ‪:‬‬


‫تحتل أحكام المواريث في الشريعة السلمية‬
‫مكانا ً بارزا ً ‪ ،‬لنها جزء كبير من نظام السلم في‬
‫المال ‪ ،‬وتكاد تكون الكثيرة الغالبة من أحكامه واردة‬
‫في القرآن الكريم ‪ .‬حتى قال بعضهم ‪ :‬علم الفرائض‬
‫أفضل العلوم ‪ ،‬أي بعد علم أصول الدين ‪ ،‬وهو علم‬
‫التوحيد ‪ ،‬وما يتعلق به من معرفة العقيدة السلمية ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الترغيب في تعلم علم الفرائض وتعليمه ‪:‬‬
‫لقد حث النبي المصطفى ‪ ‬المسلمين على تعلم‬
‫علم المواريث ‪ ،‬ورغبهم فيه ‪ ،‬وحذر من إهماله‬
‫والعراض عنه ‪.‬‬

‫روى الحاكم ) ‪ ( 333 / 4‬وصححه في ) كتاب‬


‫الفرائض ( ‪ ،‬باب‬
‫) تعلموا الفرائض وعلموه الناس ( من حديث ابن‬
‫مسعود رضي الله عنه ‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال ‪ " :‬تعلموا‬
‫الفرائض وعلموها الناس ‪ ،‬فإني امرؤ مقبوض ‪ ،‬وإن‬
‫ن ‪ ،‬حتى يختلف‬‫هذا العلم سيقبض ‪ ،‬وتظهر الفت ُ‬
‫الرجلن في الفريضة ‪ ،‬فل يجدون من يفصل بينهما‬
‫"‪.‬‬

‫وروى ابن ماجه ) ‪ ( 2719‬بسند حسن في ) كتاب‬


‫الفرائض ( ‪ ،‬باب‬
‫) الحث على تعلم الفرائض ( عن أبي هريرة رضي الله‬
‫عنه ‪ ،‬أن رسول الله ‪ ‬قال ‪ " :‬تعلموا الفرائض فإنها‬
‫من دينكم ‪ ،‬وإنها نصف العلم ‪ ،‬وإنه أول علم ينزع من‬
‫أمتي " ‪.‬‬

‫قيل ‪ :‬إنه نصف العلم ‪ ،‬باعتبار أن للنسان حالتين‬


‫‪:‬‬
‫حالة حياة ‪ ،‬وحالة موت ‪ ،‬فحالة الحياة تتعلق‬
‫بالصلة ‪ ،‬والزكاة وغيرهما ‪ ،‬وحالة الموت تتعلق‬
‫بقسمة التركة ‪ ،‬والوصايا وغيرهما ‪.‬‬

‫عناية الصحابة والفقهاء بعلم المواريث ‪:‬‬


‫لقد تتابعت عناية الصحابة رضوان الله عليهم بعلم‬
‫الفرائض تعّلما ً وتعليما ً ‪ ،‬حتى قال عمر بن الخطاب‬
‫رضي الله عنه ‪ ):‬تعلموا الفرائض فإنها من دينكم (‬

‫وقد اشتهر بين الصحابة رجال أتقنوا هذا العلم ‪،‬‬


‫وفاقوا فيه غيرهم ‪ ،‬كعلي بن أبي طالب ‪ ،‬وعبد الله‬

‫‪66‬‬
‫بن عباس ‪ ،‬عبدالله بن مسعود ‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬رضي‬
‫الله عنهم جميعا ً ‪ ،‬وقد شهد النبي ‪ ‬لزيد بن ثابت‬
‫بالتقدم بهذا العلم ‪ ،‬والتفوق فيه ‪ .‬فقال ‪ ) :‬أفرضكم‬
‫زيد بن ثابت ( رواه الترمذي ) ‪ ( 3794‬في‬
‫) المناقب ( ‪ ،‬ورواه ابن ماجه ) ‪ ( 154‬أيضا ً في‬
‫المقدمة ‪ ،‬باب ) فضائل أصحاب رسول الله ‪، ( ‬‬
‫ورواه أحمد في مسنده ) ‪. ( 281 / 3‬‬

‫وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪ ) :‬من‬


‫يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ( ‪.‬‬

‫وروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه‬


‫قال يوم موت زيد ‪:‬‬
‫) اليوم مات عالم المدينة ( ‪.‬‬

‫ذا التابعون رضي الله عنهم حذو الصحابة في‬ ‫ح َ‬


‫و َ‬
‫إكبار هذا العلم ‪ ،‬والقبال عليه ‪ ،‬وتعلمه وتعليمه ‪،‬‬
‫واشتهر من بينهم الفقهاء السبعة المعروفون رحمهم‬
‫الله تعالى ‪ ،‬وهم ‪ :‬سعيد بن المسيب ‪ ،‬وعروة بن‬
‫الزبير ‪ ،‬والقاسم بن محمد ‪ ،‬وخارجة بن زيد ‪ ،‬وأبو بكر‬
‫بن حارث بن هشام ‪ ،‬وسليمان بن يسار ‪ ،‬وعبيد الله‬
‫بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ‪.‬‬

‫ومن بعد هؤلء كثير من علماء أتباع التابعين ومن‬


‫بعدهم ‪ .‬فرحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جّناته ‪،‬‬
‫ووفقنا للسير على نهجهم ‪ ،‬والخذ بهديهم ‪.‬‬

‫حكمة تشريع الميراث ‪:‬‬


‫إن لتشريع الميراث ‪ ،‬وتوزيع تركة الميت بين‬
‫ورثته حكما ً واضحة جلية ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬
‫إرضاء فطرة النسان ‪ ،‬فلقد فطر النسان ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وخلق فيه حب الولد الذي يرى فيه زينة حياته ‪،‬‬
‫د‬
‫وامتداد عمره ‪ ،‬ومظهر بقائه ‪ ،‬فلذلك تراه يك ّ‬
‫ويتعب من أجل ولده ‪ ،‬وبهذا الجدّ والعمل تنتعش‬
‫الحياة ‪ ،‬ويكثر فيها الخير ‪ ،‬ولو حرم الدين‬
‫الميراث لزوت رغبة العمل في كيان النسان ‪،‬‬

‫‪67‬‬
‫وضاقت نفسه ‪ ،‬وأظلمت حياته ‪ ،‬ورأى أن جهده‬
‫من‬‫ضائع ‪ ،‬وثمرة عمله سوف تذهب – ربما – إلى َ‬
‫ل يحب ‪ .‬وفي هذا ما يناقض فطرته التي فطرة‬
‫الله عليه ‪ ،‬ويذهب بسعادته ‪.‬‬

‫ة الدّن َْيا ‪‬‬ ‫حَيا ِ‬‫ة ال ْ َ‬‫زين َ ُ‬


‫ن ِ‬‫وال ْب َُنو َ‬
‫ل َ‬ ‫ما ُ‬‫قال تعالى ‪ ‬ال ْ َ‬
‫] الكهف ‪ ، [ 46 :‬وقال‬
‫ن ‪‬‬ ‫وال ْب َِني َ‬
‫ساء َ‬ ‫ن الن ّ َ‬‫م َ‬‫ت ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه َ‬
‫ش َ‬‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬
‫س ُ‬ ‫‪ُ ‬زي ّ َ‬
‫ن ِللّنا ِ‬
‫] آل عمران ‪. [ 14 :‬‬

‫‪ -2‬تحقيق التكافل الجتماعي في دائرة‬


‫السرة ‪ ،‬وذلك بما يأتيهم من المال عن طريق‬
‫الميراث ‪ ،‬وفي هذا ما فيه من المصلحة ‪.‬‬

‫ج – صلة الرحم بعد انقطاع أجل المورث ‪ ،‬وذلك بما‬


‫يكون لقرباء الميت كأخيه ‪ ،‬وغيرهما من نصيب في‬
‫المال الموروث ‪.‬‬

‫استمداد علم الفرائض ‪:‬‬


‫يستمد علم الفرائض أصوله ‪ ،‬وأدلته وأحكامه من‬
‫أربعة مصادر ‪ ،‬وهي ‪ :‬القرآن الكريم ‪ ،‬والسنة‬
‫النبوية ‪ ،‬والجماع ‪ ،‬واجتهاد الصحابة رضي الله‬
‫عنهم ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫غاية علم الفرائض ‪:‬‬
‫ص كل‬
‫إن الغاية من علم الفرائض ‪ :‬معرفة ما يخ ّ‬
‫ر َ‬
‫كة ‪.‬‬ ‫وارث من الت َ ِ‬
‫موضوع علم الفرائض ‪:‬‬
‫إن موضوع علم الفرائض هي التركة ‪.‬‬

‫تعريف التركة ‪:‬‬


‫التركة ‪ :‬هي جميع ما يخلفه الميت بعد موته ‪ ،‬من‬
‫أموال منقولة ‪ ،‬كالذهب والفضة وسائر النقود والثاث‬
‫‪ ،‬أو غير منقولة كالراضي والدور وغيرها ‪ .‬فجميع‬
‫ذلك داخل في مفهوم التركة ‪ ،‬ويجب إعطاؤه لمن‬
‫يستحقه ‪.‬‬

‫وجوب العمل بأحكام المواريث ‪:‬‬


‫نظام الميراث نظام شرعي ثابت بنصوص الكتاب‬
‫والسنة وإجماع المة ‪ ،‬شأنه في ذلك شأن أحكام‬
‫الصلة والزكاة ‪ ،‬والمعاملت ‪ ،‬والحدود ‪ .‬يجب‬
‫تطبيقه ‪ ،‬والعمل به ‪ ،‬ول يجوز تغييره ‪ ،‬والخروج‬
‫عليه ‪ ،‬مهما تطاول الزمن ‪ ،‬وامتدت اليام ‪ ،‬فهو‬
‫تشريع من حكيم حميد ‪ ،‬روعي فيه المصلحة الخاصة‬
‫والعامة ‪ .‬ومهما ظن الناس بأفكارهم خيرا ً ‪ ،‬فتشريع‬
‫الله خير لهم ‪ ،‬وأنفع ‪.‬‬

‫ه‬‫ع الل ّ َ‬ ‫من َ ي ُطِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫دودُ الل ّ ِ‬ ‫ح ُ‬


‫ك ُ‬ ‫قال تعالى ‪  :‬ت ِل ْ َ‬
‫ن‬
‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ه ي ُدْ ِ‬‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫سول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ص الل َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك ال َ‬ ‫وذَل ِ َ‬
‫ع ِ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫م}‪َ {13‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬
‫ب ّ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫خاِلدا ً ِ‬ ‫ه َنارا ً َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫دودَهُ ي ُدْ ِ‬ ‫ح ُ‬‫عدّ ُ‬ ‫وي َت َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ما كا َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫] النساء ‪ ، [ 14-13‬وقال جل شأنه ‪َ  :‬‬
‫مرا ً أن ي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ضى الل ّ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ة إِ َ‬ ‫من َ ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٍ‬‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫لِ ُ‬
‫َ‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرةُ ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫مِبينا ً ‪‬‬ ‫ضَلل ً ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫] الحزاب ‪. [ 36 :‬‬

‫‪69‬‬
‫الحقوق المتعلقة بتركة الميت ‪:‬‬
‫يتعلق بتركة الميت خمسة حقوق ‪ ،‬مرتب بعضها‬
‫على بعض ‪ ،‬وهذه الحقوق هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الديون المتعلقة بأعيان من التركة ‪ ،‬قبل‬


‫الوفاة ‪ :‬مثل الرهن ‪ ،‬فمن رهن شيئا ً وسلمه ‪،‬‬
‫ولم يترك غيره ‪ ،‬ثم مات ‪ ،‬فدين المرتهن مقدم‬
‫على كل شئ ‪ ،‬حتى تجهيز الميت وتكفينه ‪.‬‬

‫وكذلك ‪ ،‬من اشترى شيئا ً ‪ ،‬ولم يقبضه ولم يدفع‬


‫ثمنه ‪ ،‬ثم مات ‪ ،‬فالبائع أحق به من تجهيز الميت‬
‫وتكفينه ‪ .‬ومثل البيع والرهن ‪ ،‬حق الزكاة ‪ ،‬أي‬
‫المال الذي وجبت فيه الزكاة ‪ ،‬لنه كالمرهون‬
‫بالزكاة ‪ .‬فيقدم على مؤن التجهيز ‪.‬‬

‫‪ -2‬تجهيز الميت ‪ :‬فإن تجهيزه مقدم على بقية‬


‫الديون ‪ ،‬وعلى إنفاذ الوصية ‪ ،‬وعلى حق الورثة ‪،‬‬
‫لنه من الشياء الضرورية ‪ ،‬التي تتعلق بحق‬
‫الميت كإنسان له كرامته لتحتم مواراته في لحده‬
‫‪.‬‬

‫والتجهيز المطلوب هو كل ما ينفق على الميت‬


‫منذ وفاته إلى أن يوارى في لحده ‪ ،‬من غير سرف ول‬
‫تقتير ‪ ،‬ضمن دائرة المور المشروعة ‪.‬‬

‫وُيلحق بتجهيز الميت ‪ ،‬تجهيز من تلزمه نفقته من‬


‫زوجة وولد ‪ ،‬فلو ماتت زوجته قبل موته بدقائق ‪ ،‬أو‬
‫مات ولده الصغير كذلك ‪ ،‬وجب أن يكفنا ويجهزا من‬
‫ماله ‪ ،‬كما كان يجب أن ينفق عليهما في حال‬
‫حياتهما ‪.‬‬

‫فإن كان الميت فقيرا ً ‪ ،‬ل يملك ما يجهز به ‪،‬‬


‫فنفقة تجهيزه على من عليه نفقته في حال الحياة ‪،‬‬
‫كما قلنا في الصغير ‪ ،‬والزوجة ‪ ،‬فإن تعذر ذلك ‪ ،‬ففي‬
‫بيت مال المسلمين ‪ ،‬فإن تعذر ‪ ،‬فعلى أغنياء‬
‫المسلمين ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -3‬الديون المتعلقة في ذمة الميت ‪ :‬فإنها‬
‫مؤخرة عن مؤن التجهيز‪ ،‬ومقدمة على الوصية ‪،‬‬
‫وحق الورثة ‪ ،‬سواء كانت هذه الديون من حق‬
‫الله تعالى ‪ ،‬كالزكاة ‪ ،‬والنذور والكفارات ‪ ،‬أو‬
‫كانت من حقوق العباد ‪ ،‬مثل القرض ‪ ،‬وغيره ‪.‬‬

‫غير أن حق الله تعالى مقدم في الوفاء على‬


‫حق العباد ‪.‬‬

‫‪ -4‬الوصية من ثلث ما يقي من ماله ‪ :‬وهي‬


‫مؤخرة عن الدين بالجماع ‪ ،‬ومقدمه على حق‬
‫الورثة ‪.‬‬

‫وتقديمها في القرآن ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪ :‬‬


‫ن ‪ ] ‬النساء ‪، [ 11 :‬‬ ‫َ‬
‫و دَي ْ ٍ‬
‫ها أ ْ‬
‫صي ب ِ َ‬
‫ة ُيو ِ‬
‫صي ّ ٍ‬
‫و ِ‬‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫من ب َ ْ‬
‫ِ‬
‫ل يدل على وجوب تقديمها على الدين ‪ ،‬بل قدمت‬
‫للعناية بها ‪ ،‬وحث الورثة على إنفاذها ‪ ،‬لنها مظنة‬
‫التساهل من قبل الورثة ‪ ،‬باعتبارها تبرعا ً من‬
‫مورثهم ‪ ،‬قد يرون فيها مزاحمة لحقهم في‬
‫الميراث ‪.‬‬

‫روى الترمذي ) ‪ ( 2123‬في ) الوصايا( ‪ ،‬باب ) ما‬


‫جاء يبدأ بالدين قبل الوصية ( ‪ ،‬عن علي رضي الله‬
‫عنه ‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قضى بالدين قبل الوصية ‪ ،‬وأنتم‬
‫تقرؤون الوصية قبل الدين ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ - 5‬الرث ‪ :‬وهو آخر الحقوق المتعلقة بالتركة ‪،‬‬
‫ويقسم بين أفراد الورثة حسب أنصبائهم ‪.‬‬

‫شروط الرث ‪:‬‬


‫للرث أربعة شروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقق موت المورث ‪ ،‬أو إلحاقه بالموتى‬
‫تقديرا ً ‪ ،‬وذلك كجنين انفصل ميتا ً في حياة أمه ‪،‬‬
‫أو بعد موتها ‪ ،‬بجناية على أمه ‪ ،‬موجبة للغرة ‪،‬‬
‫فيقدر أن الجنين كان حيا ً قبل الجناية ‪ ،‬ويقدر‬
‫أيضا ً أن الموت قد عرض له بالجنابة على أمه ‪،‬‬
‫لتورث عنه الغرة ‪.‬‬

‫أو إلحاق المورث بالموتى ‪ ،‬حكما ً ‪ ،‬كما في حكم‬


‫القاضي بموت المفقود اجتهادا ً ‪.‬‬

‫] والغرة ‪ :‬عبد ‪ ،‬أو أمه ‪ .‬والغرة في الصل ‪:‬‬


‫بياض في الوجه [ ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقق حياة الوارث بعد موت مورثه ‪ ،‬ولو‬


‫لحظة ‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة إدلء الوارث للميت ‪ ،‬بقرابة ‪ ،‬أو‬
‫النكاح ‪ ،‬أو ولء ‪.‬‬
‫‪ -4‬الجهة المقتضية للرث تفصيل ً ‪ ،‬وهذا يختص‬
‫بالقاضي ‪ ،‬فل تقبل شهادة الرث مطلقا ً ‪ ،‬كقول‬
‫الشاهد للقاضي ‪ :‬هذا وارث ‪ .‬بل ل بد في‬
‫شهادته من بيان الجهة التي اقتضت إرثه منه ‪.‬‬
‫ول يكفي أيضا ً قول الشاهد ‪ :‬هذا ابن عمه ‪ ،‬بل‬
‫ل بد من العلم بالقرب والدرجة التي اجتمعا فيها‬
‫‪.‬‬

‫أركان الرث ‪:‬‬


‫أركان الرث ثلثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الموّرث ‪ ،‬وهو الميت الذي يستحق غيره أن‬
‫يرثه ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫من ينتمي إلى الميت بسبب‬ ‫‪ -2‬الوارث ‪ :‬وهو َ‬
‫من أسباب الرث التي بيانها‬
‫كة التي يخّلفها الميت‬
‫ر َ‬
‫‪ -3‬الموروث ‪ :‬وهي الت ِ‬
‫بعد موته ‪.‬‬

‫أسباب الميراث ‪:‬‬


‫تعريف السبب ‪:‬‬
‫السبب في اللغة ‪ :‬ما يتوصل به إلى غيره ‪،‬‬
‫واصطلحا ً ‪ :‬ما يلزم من وجوده الوجود ‪ ،‬ومن عدم‬
‫العدم لذاته ‪.‬‬

‫تعريف الميراث ‪:‬‬


‫الميراث ‪ ،‬والرث بمعنى واحد ‪ ،‬وهو لغة ‪ :‬البقاء ‪،‬‬
‫وانتقال الشئ من قوم إلى قوم آخرين ‪ ،‬وهو مصدر‬
‫ورث الشئ وراثة ‪ ،‬وميراثا ً ‪ ،‬وإرثا ً ‪.‬‬

‫ويستعمل الرث بمعنى الموروث ‪ ،‬والتراث ‪ ،‬وهو‬


‫لغة ‪ :‬الصل والبقية ‪ ،‬ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬‬
‫ما ً ‪ ] ‬الفجر ‪. [ 19 :‬‬ ‫وت َأ ْك ُُلون الت ّرا َ َ‬
‫ث أك ْل ً ل ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫وقول رسول الله ‪ " : ‬ابقوا على مشاعركم ‪،‬‬


‫فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم " ‪ .‬أي على أصله ‪،‬‬
‫وبقية من دينه ‪.‬‬

‫رواه أبو داود ) ‪ ( 1919‬في ) المناسك ( ‪ ،‬باب‬


‫) موضع الوقوف بعرفة ( ‪ ،‬والترمذي ) ‪ ( 883‬في‬
‫) الحج ( ‪ ،‬باب ) الوقوف بعرفات والدعاء بها ( ‪،‬‬
‫والنسائي ) ‪ ( 255 / 5‬في الحج ‪ ،‬باب ) رفع اليدين‬
‫في الدعاء بعرفة ( ‪ ،‬وابن ماجه ) ‪ ( 3011‬في‬
‫) المناسك ( ‪ ،‬باب ) الموقف بعرفات ( ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫والرث شرعا ً ‪:‬حقا قابل للتجزي يثبت‬
‫لمستحقه بعد موت من كان له ذلك ‪ ،‬لقرابة بينهما ‪ ،‬أو‬
‫نحوها ‪ :‬كالزوجية والولء ‪.‬‬

‫وأسباب الميراث أربعة ‪:‬‬


‫النسب ‪ :‬وهو القرابة ‪ ،‬ويرث به البوان‬ ‫‪-1‬‬
‫ومن أدلى بهما ‪ ،‬كالخوة والخوات ‪ ،‬وبنو‬
‫الخوة الشقاء ‪ ،‬أو لب ‪.‬‬
‫والولد ومن أدلى بهم ‪ :‬كالبنين والبنات ‪،‬‬
‫وأولد البناء الذكور والناث ‪.‬‬

‫النكاح ‪ :‬وهو عقد الزوجية الصحيح ‪ ،‬وإن‬ ‫‪-2‬‬


‫لم يحصل به دخول ‪ ،‬أو خلوة ‪ ،‬ويتوارث به‬
‫الزوجان ‪.‬‬

‫ويتوارثان أيضا ً في عدة الطلق الرجعي ‪.‬‬


‫هذا ول توارث في نكاح فاسد ‪ ،‬ولو أعقبة‬
‫دخول أو خلوة ‪ :‬كالنكاح بغير ولي أو بغير شهود ‪،‬‬
‫وكذلك نكاح المتعة ‪.‬‬

‫الولء ‪ :‬وهو في اللغة القرابة ‪ ،‬والمراد‬ ‫‪-3‬‬


‫هنا ‪ :‬ولء العتاقة ‪ .‬وهو‪ :‬عصوبة سببها نعمة‬
‫المعتق على عتقيه ‪ ،‬ويرث به المعتق ذكرا ً‬
‫كان أو أنثى ‪ ،‬وعصبة المعتق المتعصبون‬
‫بأنفسهم ‪.‬‬
‫قال رسول الله ‪ " : ‬الولء لحمه كلحمة‬
‫النسب " رواه أحمد في المسند ) ‪194 ، 191 / 1‬‬
‫( ‪ .‬هذا ول يرث العتيق من معتقه شيئا ً ‪.‬‬

‫السلم ‪ :‬فتصرف تركة المسلم ‪ ،‬إذا‬ ‫‪-4‬‬


‫مات وليس له وارث بالسباب السابقة ‪ ،‬لبيت‬
‫مال المسلمين إرثا ً ‪ ،‬ودليل ذلك ما رواه أبو‬
‫داود‬
‫) ‪ ( 2956‬بسند صحيح في ) الخراج‬
‫والمارة ( ‪ ،‬باب ) في أرزاق الذرية ( ‪ ،‬وعن‬

‫‪74‬‬
‫المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال النبي ‪ " : ‬من ترك كل فإلي ‪ ،‬ومن ترك‬
‫مال ً فلورثته ‪ ،‬وأنا وارث من ل وارث له ‪،‬‬
‫أعقل عنه وأرثه " ‪.‬‬
‫] كل ‪ :‬عيال ً ‪ .‬أعقل عنه ‪ :‬أعطى عنه الدية ‪،‬‬
‫والعقل ‪ :‬الدية [ ‪.‬‬
‫ً‬
‫ومعلوم أنه ‪ ‬ل يرث لنفسه شيئا ‪ ،‬وإنما‬
‫ينفق ذلك في مصالح المسلمين ‪ ،‬لنهم يعقلون‬
‫عن الميت ‪ ،‬كالعصبة من القرابة ‪ ،‬فيضع المام‬
‫تركة الميت الذي ل وارث له ‪ ،‬في بيت مال‬
‫المسلمين ‪ ،‬أو يخص بها من يشاء ‪ .‬وعلى هذا‬
‫فبيت مال المسلمين ‪ ،‬مقدم على الرد وعلى‬
‫ذوي الرحام ‪.‬‬

‫موقف المتأخرين من علماء الشافعية‬


‫من بيت المال‬
‫أفتى متأخرو الشافعية بعدم توريث بيت المال ‪،‬‬
‫لن الشرط في توريثه أن يكون منتظما ً ‪ ،‬والمراد‬
‫بانتظامه ‪ :‬أن يصرف التركة في مصارفها الشرعية ‪.‬‬

‫وهو الن غير منتظم ‪ ،‬بل إنه ميؤوس من‬


‫انتظامه حتى ينزل عيسى عليه السلم ‪.‬‬

‫ولذلك حكموا بالرد على ذوي الفروض غير‬


‫الزوجين ‪ ،‬فإن لم يكن هناك من يرد عليه من أصحاب‬
‫الفروض ورثوا ذوي الرحام ‪ .‬وبناءً على ذلك لم يذكر‬
‫كثير من علماء الفرائض بيت المال بين أسباب‬
‫الميراث ‪.‬‬

‫يقول المام أبو عبدالله محمد بن على بن محمد‬


‫بن حسين الرحبي ‪ ،‬المعروف ) بابن موفق الدين ( ‪،‬‬
‫حيبة ‪:‬‬
‫ماة بالّر َ‬
‫في منظومته المس ّ‬

‫‪75‬‬
‫كل يفيد‬ ‫أسباب ميراث الورى ثلثة‬
‫‪1‬‬
‫وهي نكاح وولء ونسب‬ ‫ربه الوارثـــه‬
‫ما بعدهن للمواريث سبب‬

‫موانع الرث‬

‫تعريف المانع ‪:‬‬


‫المانع في اللغة ‪ :‬الحائل ‪ .‬واصطلحا ً ‪ :‬ما يلزم‬
‫من وجوده العدم ‪ ،‬ول يلزم من عدمه وجود ول عدم‬
‫لذاته ‪ ،‬ومثاله ‪ :‬الرق ‪ ،‬فأنه يلزم من وجوده في‬
‫الشخص عدم الرث ‪ ،‬ول يلزم من عدمه وجود الرث‬
‫ول عدمه ‪.‬‬

‫وموانع الرث ثلثة ‪:‬‬


‫‪ -1‬الرق بكل أنواعه ‪ ،‬وهو عجز حكمي يقوم‬
‫بالنسان بسبب الكفر ‪.‬‬
‫وهو مانع من الجانبين ‪ ،‬فالرقيق ل يرث ‪ ،‬لنه لو‬
‫ورث لكان ما يرثه لسيده ‪ ،‬وهو أجنبي من المورث ‪.‬‬
‫وهو ل يورث أيضا ً ‪ ،‬لنه ل ملك له ‪ ،‬بل هو وما‬
‫معه ملك لسيده ‪.‬‬

‫عض ‪ ،‬وهو ما بعضه حر ‪ ،‬وبعضه رقيق ‪،‬‬ ‫غير أن المب ّ‬


‫فإنه يورث عنه ما ملكه ببعضه الحر ‪ ،‬ويكون لورثته ‪.‬‬

‫‪ -2‬القتل ‪ :‬فل يرث القاتل من المقتول شيئا ً ‪،‬‬


‫سواء قتله عمدا ً ‪ ،‬أو خطأ ‪ ،‬بحق أو بغير حق ‪ ،‬أو‬
‫حكم بقتله ‪ ،‬أو شهد عليه بما يوجب القتل ‪ ،‬أو‬
‫زكي من شهد عليه ‪ .‬لن القتل ‪ :‬قطع الموالة ‪،‬‬
‫والمولة هي سبب الرث ‪.‬‬

‫روى أبو داود ) ‪ ( 4564‬في ) الديات ( ‪ ،‬باب‬


‫) ديات العضاء ( ‪ ،‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده أن رسول الله ‪ ‬قال ‪ ":‬ليس للقاتل شئ " ‪ .‬أي‬
‫من الميراث ‪ .‬وقال أيضا ً ‪ " :‬ول يرث القاتل " ‪.‬‬

‫‪ 1‬الورى ‪ :‬الخلق ‪ ،‬والمراد هنا ‪ :‬الدميون ‪ .‬ربه ‪ :‬صاحبه ‪ .‬الوارثة ‪ :‬الرث ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫لكن المقتول يرث من قاتله ‪ ،‬كما إذا جرح الولد‬
‫أباه جرحا ً أفضى به إلى الموت ‪ ،‬ثم مات الولد الجارح‬
‫قبل أبيه المجروح ‪ ،‬فأن الب يرث من الولد القاتل ‪،‬‬
‫لنه ل مانع يمنعه من الميراث ‪.‬‬

‫‪ -3‬اختلف الدين بالسلم والكفر ‪ :‬فل يرث‬


‫كافر مسلما ً ‪ ،‬ول يرث مسلم كافرا ً ‪ ،‬ل نقطاع‬
‫الموالة بينهما ‪.‬‬

‫روى البخاري ) ‪ ( 6383‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب‬


‫) ل يرث المسلم الكافر ول الكافر المسلم ( ‪ ،‬ومسلم‬
‫) ‪ ( 1614‬في أول كتاب الفرائض ‪ ،‬أن رسول الله ‪‬‬
‫قال ‪ " :‬ل يرث المسلم الكافر ‪ ،‬ول الكافر المسلم " ‪.‬‬

‫هذا ‪ ،‬والمرتد عن السلم كافر ‪ ،‬ل يرث من أحد‬


‫شيئا ً ‪ ،‬ول يرثه أحد ‪ ،‬بال ماله يكون فيئا ً لبيت مال‬
‫المسلمين ‪ ،‬سواء اكتسب ذلك المال في السلم ‪ ،‬أم‬
‫دة ‪.‬‬
‫في الر ّ‬

‫أما الكفار فيتوارثون على اختلف مللهم ‪ ،‬فيرث‬


‫نصراني من يهودي ‪ ،‬ويهودي من مجوسي ومجوسي‬
‫من وثني ‪ ،‬وكذلك العكس في جميعهم ‪ .‬لن الكفر كله‬
‫ملة واحدة ‪ ،‬في الرث ‪.‬‬

‫ضل َ ُ‬
‫ل‬ ‫ق إ ِل ّ ال ّ‬ ‫عدَ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ما َ‬
‫ذا ب َ ْ‬ ‫قال الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ف َ‬
‫ن ‪ ] ‬يونس ‪. [ 22:‬‬ ‫صَر ُ‬ ‫َ َ‬
‫فو َ‬ ‫فأّنى ت ُ ْ‬

‫لكن الفقهاء استثنوا من التوارث بين الكفار ‪،‬‬


‫والتوارث بين الذمي والحربي ‪ ،‬فقالوا ل توارث بينهما‬
‫‪ ،‬وإن كانا من ملة واحدة كيهوديين مثل ً ‪ ،‬ل نقطاع‬
‫المولة بينهما ‪.‬‬

‫قال الرحبي رحمه الله ‪ ،‬في رحبيته ‪:‬‬


‫واحـدة مـن‬ ‫ويمنع الشخص من الميراث‬
‫‪1‬‬
‫عـلل ثـلث‬
‫‪ 1‬علل ‪ :‬جمع علة ‪ :‬وهي لغة ‪ :‬المرض ‪ ،‬واصطلحًا ‪ :‬ما يورث في الشخص الحرمان من الرث بعد تحقق سببه ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫فافهم فليـس‬ ‫رق وقتل واختـــلف دين‬
‫‪2‬‬
‫الشك كاليقين‬

‫‪:‬‬ ‫الوارثون من الرجال‬


‫الوارثون من الذكور ‪ ،‬بالسباب الثلثة السابقة ‪:‬‬
‫النسب ‪ ،‬والنكاح والولء ‪ ،‬عشرة ‪ ،‬وهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬البن ‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن البن وإن سفل ‪.‬‬
‫‪ -3‬الب ‪.‬‬
‫‪ -4‬الجد أبو الب ‪ ،‬وإن عل ‪.‬‬
‫‪ -5‬الخ ‪ ،‬سواء كان شقيقا ً للميت ‪ ،‬أو كان أخا ً‬
‫له من أبيه فقط ‪ ،‬أو من أمه فقط ‪.‬‬
‫فإن القرآن العظيم قد نزل بتوريث الخوة مطلقا ً‬
‫‪ ،‬وإن اختلف نصيب بعضهم عن بعض باختلف‬
‫جهاتهم ‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن الخ الشقيق ‪ ،‬وابن الخ من الب ‪ ،‬أما‬
‫ابن الخ من الم ‪ ،‬فهو من ذوي الرحام ‪ ،‬فل‬
‫يرث بالفرض ‪.‬‬
‫‪ -7‬العم الشقيق ‪ ،‬والعم من الب ‪ ،‬أما العم من‬
‫جهة الم فهو أيضا ُ من ذوي الرحام ‪.‬‬
‫‪ -8‬ابن العم الشقيق ‪ ،‬وابن العم من الب ‪ .‬أما‬
‫ابن العم من جهة الم فل يرث بالفرض ‪ ،‬بل هو‬
‫من ذوي الرحام ‪.‬‬
‫‪ -9‬الزوج ‪.‬‬
‫‪ -10‬المعتق ‪ ،‬وعصبته المتعصبون بأنفسهم ‪.‬‬
‫ومعلوم أنك لو أردت عد هؤلء على طريقة‬
‫البسط لوجدتهم خمسة عشر‬
‫لن النوع الخامس يشتمل على ثلثة أصناف ‪،‬‬
‫والنوع السادس يشتمل على صنفين ‪ ،‬والنوع‬
‫السابع يشتمل على صنفين ‪ ،‬والنوع الثامن يشتمل‬
‫على صنفين أيضا ً ‪.‬‬
‫قال المام الرحبي ‪ ،‬في الرحيبة ‪:‬‬
‫أسماؤهم معروفة‬ ‫والوارثون من الرجال‬
‫مشتهره‬ ‫عشره‬
‫‪ 2‬الشك ‪ :‬هو التردد بين أمرين ل مزية لحدهما على الخر ‪.‬‬
‫واليقين ‪ :‬هو علم الشئ بحقيقته ‪.‬‬
‫والظن ‪ :‬هو إدراك الطرف الراجح ‪.‬‬
‫والوهم ‪ :‬هو إدراك الطرف المرجوح ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫البن وابن البن مهما نزل والب والجد له وإن عل‬
‫قد أنزل الله به القرآنا‬ ‫والخ من أي الجهات كانا‬
‫‪1‬‬
‫بالمكذب‬ ‫وابن الخ المدلى إليه‬
‫‪2‬‬ ‫بالب‬
‫والتنبيه‬ ‫والعم وابن العم من أبيه‬
‫فجملة الذكور هؤلء‬ ‫والزوج والمعتق ذو الولء‬

‫الوارثات من النساء ‪:‬‬


‫الوارثات من الناث ‪ ،‬بالسباب السابقة ‪ :‬النسب‬
‫والنكاح ‪ ،‬والولء ‪ ،‬سبع بالختصار ‪ ،‬وعشر بالبسط ‪،‬‬
‫وهن ‪:‬‬
‫‪ -1‬البنت ‪.‬‬
‫‪ -2‬بنت البن ‪ ،‬وإن نزل أبوها ‪.‬‬
‫‪ -3‬الم ‪.‬‬
‫‪ -4‬الجدة من قبل الم ‪ ،‬أو الب ‪ ،‬وإن علت ‪.‬‬
‫‪ -5‬الخت ‪ ،‬من أي الجهات كانت ‪ ،‬شقيقة ‪ ،‬أو‬
‫لب ‪ ،‬أو لم ‪.‬‬
‫‪ -6‬الزوجة ‪ ،‬أو الزوجات ‪.‬‬
‫‪ -7‬المعتقة ‪.‬‬

‫قال في الرحبية ‪:‬‬

‫لم يعط أنثى غيرهن‬ ‫والوارثات من النساء سبع‬


‫الشرع‬
‫وزوجة وجدة ومعتقه‬ ‫بنت وبنت ابن وأم‬
‫‪3‬‬ ‫مشفقه‬
‫فهذه عدتهن بانت‬ ‫والخت من أي الجهات‬
‫كانت‬
‫الوارثون من الرجال إذا اجتمعوا جميعا ً ‪:‬‬
‫‪ 1‬المدلى ‪ :‬المنتسب ‪.‬‬
‫ل ‪ :‬قو ً‬
‫ل‬ ‫مقا ً‬
‫‪ 2‬الشكر ‪ :‬عرفان الجميل ‪ ،‬ونشره ‪ ،‬والثناء عل المحسن‬
‫اليجاز‪ :‬الختصار في كل أمر ‪.‬‬
‫التنبيه ‪ :‬اليقاظ ‪.‬‬
‫‪ 3‬بانت ‪ :‬ظهرت ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫إذا اجتمع كل الرجال الذين مر ذكرهم عند فقد‬
‫مورثهم ورث منهم ثلثة فقط ‪ ،‬لنهم ل يحجبون حجب‬
‫حرمان بحال ‪ ،‬وسقط الباقون ‪ ،‬بالجماع ‪ ،‬لنهم‬
‫محجوبون ‪.‬‬
‫وهؤلء الثلثة هم ‪ :‬الب ‪ ،‬والبن ‪ ،‬والزوج ‪.‬‬

‫الوارثات من النساء إذا اجتمعن جميعا ً ‪:‬‬


‫وإذا اجتمع كل النساء ‪ ،‬فالوارثات منهن خمس‬
‫فقط ‪ ،‬وهن ‪ :‬البنت وبنت البن ‪ ،‬والم ‪ ،‬والخت‬
‫الشقيقة ‪ ،‬والزوجة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اجتماع الرجال والنساء ‪:‬‬
‫وإذا اجتمع الصنفان ‪ :‬الذكور والناث عند فقد‬
‫مورثهم ورث خمسة منهم ‪ ،‬وسقط الباقون ‪،‬‬
‫والوارثون هم ‪ :‬البن ‪ ،‬والبنت ‪ ،‬والب ‪ ،‬والم ‪ ،‬وأحد‬
‫الزوجين ‪.‬‬

‫ملحظــة ‪:‬‬
‫قال الفقهاء ‪ :‬كل من انفراد من الذكور حاز‬
‫جميع التركة إل الزوج ‪ ،‬والخ لم ‪.‬‬
‫وكل من انفراد من الناث ل يحوز جميع المال إل‬
‫المعتقة ‪.‬‬

‫أنــواع الرث ‪:‬‬


‫الرث نوعان ‪ :‬إرث بالفرض ‪ ،‬وإرث بالتعصيب ‪.‬‬

‫معنى الفرض لغة واصطلحا ً ‪:‬‬


‫الفرض في اللغة يقال لمعان ‪ :‬منها ‪ :‬الحز ‪،‬‬
‫والقطع ‪ ،‬والتقدير ‪.‬‬
‫والفرض اصطلحا ً ‪ :‬هو النصيب المقدر شرعا ً للوارث ‪،‬‬
‫ول ‪.‬‬
‫ع ْ‬
‫ول يزيد إل بالردّ ‪ ،‬ول ينقص إل بال َ‬
‫الفروض المقدرة في كتاب الله عز وجل ‪:‬‬
‫الفروض المقدرة في كتاب الله عز وجل ستة ‪:‬‬
‫النصف ‪ ،‬والربع ‪ ،‬والثمن ‪ ،‬والثلثان ‪ ،‬والثلث ‪،‬‬
‫والسدس ‪.‬‬
‫ويقال فيها ‪ :‬النصف والثلثان ‪ ،‬ونصفهما ‪ ،‬ونصف‬
‫نصفهما ‪.‬‬
‫ويقال أيضا ً ‪ :‬الربع والثلث ‪ ،‬وضعف كل ‪ ،‬ونصف‬
‫كل ‪ ،‬ويقال غير هذا أيضا ً ‪.‬‬

‫الفرض المقدر في الجتهاد ‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫لقد أثبت العلماء – اجتهادا ً – زيادة على الفروض‬
‫الستة المذكورة في القرآن الكريم ‪ ،‬فرضا ً سابعا ً ‪،‬‬
‫وهو ثلث الباقي ‪ ،‬وذلك في ميراث الجد مع الخوة‬
‫وميراث الم مع الب وأحد الزوجين ‪ ،‬وسيأتي بيان‬
‫ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى ‪.‬‬

‫معنى التعصيب ‪:‬‬


‫التعصيب ‪ :‬مصدر عصب ‪ ،‬يعصب ‪ ،‬فهو عاصب ‪،‬‬
‫ويجمع العاصب على عصبة ‪.‬‬

‫والعصبة لغة ‪ :‬قرابة الرجل لبيه ‪ ،‬سموا بهذا‬


‫السم ‪ ،‬لنهم عصبوا به ‪ ،‬أي أحاطوا به ‪ ،‬وكل مل‬
‫استدار حول شئ فقد عصب به ‪ ،‬ومنه العصائب ‪ ،‬أي‬
‫العمائم ‪.‬‬

‫وقيل سموا عصبة ‪ ،‬لتقوي بعضهم ببعض ‪ ،‬من‬


‫العصب ‪ ،‬وهو الشد والمنع ‪.‬‬

‫والعصبة اصطلحا ً ‪ :‬هو من يأخذ كل المال إذا‬


‫انفرد ‪ ،‬أو يأخذ ما أبقاه أصحاب الفروض إذا لم‬
‫ينفرد ‪ ،‬ويسقط إذا لم يبق له شئ بعد أصحاب‬
‫الفروض‪.‬‬

‫قال المام الرحبي في الرحبية ‪:‬‬


‫فرض وتعصيب على ما‬ ‫واعلم بأن الرث نوعان‬
‫قسما‪1‬‬ ‫هما‬
‫البته‬ ‫فالفرض في نص الكتاب‬
‫سته‬
‫نصف وربع ثم نصف الربع والثلث والسدس بنص‬
‫‪2‬الشرع‬
‫والثلثان وهما التمام‬

‫تقديم أصحاب الفروض في الرث ‪:‬‬


‫إذا اجتمع في الورثة عصبات ‪ ،‬وأصحاب فروض ‪،‬‬
‫قدم في الرث أصحاب الفروض على العصبات ‪ ،‬عمل ً‬
‫‪ 1‬البتة ‪ :‬أي قطعًا ‪ .‬والبت ‪ :‬القطع ‪.‬‬
‫‪ 2‬لمام ‪ :‬مقدم على غيره ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫بقوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬الحقوا الفرائض‬
‫بأهلها ‪ ،‬فما بقي فلولى رجل ذكر " رواه البخاري )‬
‫‪ ( 6351‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب ) ميراث الولد مع أبيه‬
‫وأمه ( ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 1651‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب‬
‫) ألحقوا الفرائض بأهلها ( ‪ ،‬كلهما عن ابن عباس‬
‫رضي الله عنه ‪.‬‬
‫] الفرائض ‪ :‬السهام المقدرة ‪ .‬بأهلها ‪:‬‬
‫بأصحابها [ ‪.‬‬

‫أصحاب النصف وشروط إرثهم له ‪:‬‬


‫يرث النصف خمسة من أفراد الورثة ‪ ،‬ولكل واحد‬
‫منهم شروط لرثه النصف ‪ ،‬وهؤلء هم ‪:‬‬
‫‪ -1‬الزوج ‪:‬‬
‫ويشترط لرثه النصف من تركة زوجته شرط واحد‬
‫‪ ،‬وهو أن ل يكون لها ولد ‪ ،‬ول ولد ابن ‪ ،‬سواء كان‬
‫هذا الولد منه ‪ ،‬أو من غيره ‪ ،‬حتى ولو كان الولد من‬
‫ول َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫زنى ‪ .‬ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى ‪َ  :‬‬
‫ول َدٌ ‪‬‬ ‫ف ما ت َر َ َ‬
‫ن َ‬ ‫كن ل ّ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫جك ُ ْ‬
‫وا ُ‬
‫ك أْز َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ َ‬
‫نِ ْ‬
‫] النساء ‪. [ 12 :‬‬

‫وولد البن كالبن إجماعا ً ‪ .‬ولفظ الولد يشمل‬


‫البن وولده ‪ ،‬إعمال ً للفظ في حقيقته ومجازه ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -2‬البنت ‪:‬‬
‫ويشترط حتى ترث البنت النصف شرطان ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون واحدة ‪.‬‬
‫‪-2‬أن ل يكون معها أخ لها يعصبها ‪.‬‬
‫ة‬
‫حدَ ً‬
‫وا ِ‬
‫ت َ‬ ‫وِإن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ودليل ذلك قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ف ‪ ] ‬النساء ‪. [ 11 :‬‬
‫ص ُ‬ ‫فل َ َ‬
‫ها الن ّ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ -3‬بنت البن ‪:‬‬


‫وترث النصف بثلثة شروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون واحدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل يكون معها أخ لها يعصبها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ل يكون معها أحد من ولد الميت ‪ ،‬كابن ‪ ،‬أو‬
‫بنت ‪.‬‬

‫ودليل إرث بنت البن النصف ‪ ،‬عند تحقق‬


‫الشروط السابقة ‪ ،‬الجماع ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إن ولد البن‬
‫ذكرا ً كان أو أنثى قائم مقام الولد في الرث ‪.‬‬

‫‪ -4‬الخت الشقيقة‬
‫وهي ترث النصف بأربعة شروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬عام الفرع الوارث للميت ‪ ،‬كابن أو بنت ‪ ،‬أو‬
‫ابن ابن ‪ ،‬أو بنت ابن ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود الصل الوارث ‪ ،‬كالب ‪ ،‬والجدّ ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون واحدة ‪.‬‬
‫د‪ -‬أن ل يكون معها أخ لها يعصبها ‪.‬‬

‫ن‬‫ودليل إرث الخت النصف قول الله تعالى ‪ ‬إ ِ ِ‬


‫ما ت ََر َ‬
‫ك‬ ‫ف َ‬
‫ص ُ‬ ‫فل َ َ‬
‫ها ن ِ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ه أُ ْ‬
‫خ ٌ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ول َدٌ َ‬ ‫س لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ك ل َي ْ َ‬
‫هل َ َ‬ ‫مُر ٌ‬
‫ؤ َ‬ ‫ا ْ‬
‫‪ ] ‬النساء ‪. [ 176 :‬‬

‫‪ -5‬الخت من الب ‪:‬‬


‫وتستحق النصف بخمسة شروط ‪ :‬الربعة السابقة‬
‫في الخت الشقيقة ‪ ،‬والخامس عدم وجود أخ ‪ ،‬شقيق‬
‫للميت ‪ ،‬أو أخت شقيقة ‪ .‬ودليل إرث الخت من الب‬
‫النصف ‪ ،‬نفس الية التي دلت على توريث الشقيقة‬

‫‪84‬‬
‫النصف ‪ ،‬لن المقصود بالخت في الية ‪ ،‬الشقيقة ‪ ،‬أو‬
‫لب بإجماع العلماء ‪.‬‬

‫قال المام الرحبي في أصحاب النصف ‪:‬‬


‫الزوج والنثى من الولد‬ ‫والنصف فرض خمسة‬
‫أفراد‬
‫وبنت البن عند فقد البنت والخت في مذهب كل‬
‫مفتي‬
‫عند انفرادهن عن معصب‬ ‫وبعدها الخت التي من‬
‫الب‬

‫أصحاب الربع وشروط إرثهم له ‪:‬‬


‫يستحق ربع التركة اثنان من أصناف الورثة ‪ .‬إذا‬
‫تحققت فيهما الشروط المقررة ‪ ،‬وهذان هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬الزوج ‪:‬‬
‫ويشترط لرثه الربع من تركة زوجته ‪ ،‬أن يكون‬
‫لها ولد ‪ ،‬أو ولد ابن ‪ ،‬سواء كان الولد منه ‪ ،‬أم من‬
‫غيره ‪ ،‬وسواء كان ذكرا ً ‪ ،‬أو أنثى ‪.‬‬

‫ن‬ ‫فِإن َ‬
‫كا َ‬ ‫ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى ‪َ  :‬‬
‫ما ت ََرك ْ َ‬
‫ن ‪ ] . ‬النساء ‪. [ 12 :‬‬ ‫م ّ‬
‫ع ِ‬ ‫فل َك ُ ُ‬
‫م الّرب ُ ُ‬ ‫ول َدٌ َ‬
‫ن َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه ّ‬

‫ولقد سبق وقلنا ‪ :‬إن ولد البن ‪ ،‬كالولد ‪ ،‬في‬


‫الرث والحجب والتعصيب‪.‬‬

‫‪ -2‬الزوجة أو الزوجات ‪:‬‬


‫وهي ‪ ،‬أو هن ‪ ،‬تستحق الربع ‪ ،‬إذا لم يكن للزوج‬
‫ولد ‪ ،‬أو ولد ابن ‪ ،‬منها ‪ ،‬أو منهن ‪ ،‬أم من غيرها ‪ ،‬أو‬
‫غيرهن ‪.‬‬
‫ما‬
‫م ّ‬
‫ع ِ‬
‫ن الّرب ُ ُ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫ودليل ذلك قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ول َدٌ ‪ ] ‬النساء ‪. [ 12 :‬‬
‫م َ‬‫كن ل ّك ُ ْ‬ ‫م ِإن ل ّ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ت ََرك ْت ُ ْ‬
‫قال في الرحبية ‪:‬‬
‫من ولد الزوجة من قد‬ ‫والربع فرض الزوج إن‬
‫منعة‬ ‫كان معه‬

‫‪85‬‬
‫من عدم الولد فيما قدرا‬ ‫وهو لكل زوجة أو أكثرا‬
‫حيث اعتمدنا القول في‬ ‫وذكر أولد البنين يعتمد‬
‫ذكر الولد‬

‫‪86‬‬
‫أصحاب الثمن وشروط إرثهم له ‪:‬‬
‫ويرث الثمن من تركة الميت الزوجة فقط ‪ ،‬أو‬
‫الزوجات ‪ ،‬ويشترط لذلك أن يكون للزوج ولد ‪ ،‬أو ولد‬
‫ابن ‪ ،‬ذكرا ً كان ‪ ،‬أو أنثى ‪ ،‬وذلك بإجماع العلماء ‪.‬‬
‫ن‬ ‫فل َ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫ول َدٌ َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫فِإن َ‬
‫كا َ‬ ‫وبدليل قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ما ت ََرك ُْتم ‪ ] ‬النساء ‪. [ 12 :‬‬
‫م ّ‬
‫ن ِ‬ ‫الث ّ ُ‬
‫م ُ‬

‫قال في الرحبية ‪:‬‬


‫مع البنين أو مع البنات‬ ‫والثمن للزوجة والزوجات‬
‫ول تظن الجمع شرطا ً‬ ‫أو مع أولد البنين فاعلم‬
‫فاعلم‬
‫أصحاب الثلثين وشروط إرثهم له ‪:‬‬
‫يرث الثلثين من الورثة أربعة أصناف ‪ ،‬ولكل صنف‬
‫منهم شروط نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬البنتان فأكثر من أولد الميت ‪:‬‬
‫ويشترط لرثهما الثلثين شرط واحد ‪ ،‬وهو عدم‬
‫وجود معصب لهن ‪ ،‬وهو ابن الميت ‪ ،‬ودليل إرثهن‬
‫وقَ اث ْن َت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ساء َ‬
‫ف ْ‬ ‫فِإن ك ُ ّ‬
‫ن نِ َ‬ ‫الثلثين قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ك ‪ ] ‬النساء ‪ [ 11 :‬أي اثنتين فما‬ ‫ن ث ُل َُثا َ‬
‫ما ت ََر َ‬ ‫فل َ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫َ‬
‫فوق ‪.‬‬
‫وقد قضى النبي ‪ ‬لبنتي سعد بالثلثين من تركة‬
‫أبيهما ‪ ،‬أخرجه الترمذي ) ‪ ( 2093‬في ) الفرائض ( ‪،‬‬
‫باب ) ما جاء في ميراث البنات ( ‪ ،‬والحاكم‬
‫) ‪ ( 334 / 4‬في أول الفرائض ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -2‬بنتا البن ‪ ،‬فأكثر ‪:‬‬
‫وترثان الثلثين بشرطين ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم المعصب لهن ‪.‬‬
‫‪-2‬عدم وجود ولد للميت ذكرا ً كان أو أنثى ‪.‬‬

‫ودليل إرث بنات البن الثلثين إنما هو القياس‬


‫على بنات ‪ ،‬أو دخولهما في لفظ البنات ‪ ،‬بناءً على‬
‫أن اللفظ يستعمل في حقيقته ومجازه ‪.‬‬

‫‪ -3‬الختان الشقيقتان فأكثر ‪:‬‬

‫وهما ترثان الثلثين بثلثة شروط ‪:‬‬


‫‪ -1‬عدم المعصب لهن كأخ ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬عدم وجود فرع وارث للميت ذكرا كان أو‬
‫أنثى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدم وجود الصل الوارث للميت من أب أو جدّ ‪.‬‬

‫ودليل إرثهن الثلثين ‪ :‬قول الله تعالى ‪َ  :‬‬


‫فِإن‬
‫ما ت ََر َ‬
‫ك ‪ ] ‬النساء ‪:‬‬ ‫م ّ‬ ‫ما الث ّل َُثا ِ‬
‫ن ِ‬ ‫فل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫كان ََتا اث ْن َت َي ْ ِ‬
‫‪. [ 176‬‬

‫‪ -4‬الختان لب فأكثر ‪:‬‬

‫ويرثان الثلثين بأربعة شروط ‪ ،‬الثلثة السابقة‬


‫في الشقيقتين ‪ ،‬والشرط الرابع عدم وجود أخ شقيق‬
‫للميت أو أخت شقيقة ‪.‬‬

‫ودليل إرث الختين لب الثلثين الجماع ‪ ،‬فإنه‬


‫منعقد على أن الية السابقة ‪ ،‬إنما نزلت في الختين‬
‫الشقيقتين ‪ ،‬والختين لب ‪ ،‬دون الخوات لم ‪.‬‬
‫روى الترمذي ) ‪ ( 2098‬في الفرائض ‪ ،‬باب‬
‫) ميراث الخوات ( ‪ ،‬عن جابر بن عبدالله قال ‪ :‬مرضت‬
‫‪ ،‬فأتاني رسول الله ‪ ‬يعودني ‪ ،‬فوجدني قد أغمى‬
‫على ‪ ،‬فأتى ومعه أبو بكر وعمر ‪ ،‬وهما ماشيان ‪،‬‬

‫‪88‬‬
‫فتوضأ رسول الله ‪ ، ‬فصب علي من وضوئه‬
‫فأفقت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬كيف أقضي في‬
‫مالي ؟ أو كيف أصنع في مالي ؟ فلم يجبني شيئا ً ‪،‬‬
‫وكان له تسع أخوات ‪ ،‬حتى نزلت آية الميراث ‪ ،‬‬
‫ة ‪‬الية ‪،‬‬ ‫في ال ْك َل َل َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فِتيك ُ ْ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫فُتون َ َ‬ ‫ست َ ْ‬‫يَ ْ‬
‫ُ‬
‫ها‬ ‫فل َ َ‬
‫ت َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ول َدٌ َ‬ ‫ه َ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ك ل َي ْ َ‬ ‫هل َ َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫مُر ٌ‬ ‫نا ْ‬ ‫وتمامها ‪ ‬إ ِ ِ‬
‫كان ََتا‬ ‫فِإن َ‬ ‫ولدٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ها َ‬ ‫ّ‬
‫كن ل َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ّ‬
‫ها ِإن ل ْ‬ ‫رث ُ َ‬ ‫و يَ ِ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫نِ ْ‬
‫جال ً‬ ‫وةً ّر َ‬ ‫خ َ‬ ‫كاُنوا ْ إ ِ ْ‬ ‫وِإن َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما ت ََر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما الث ّل َُثا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فل َ ُ‬‫ن َ‬ ‫اث ْن َت َي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م أن‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ن ي ُب َي ّ ُ‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬
‫ل َ ّ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ر ِ‬ ‫فِللذّك َ ِ‬ ‫ساء َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫َ‬
‫م ‪ ] ‬النساء ‪. [ 176 :‬‬ ‫ِ ٌ‬ ‫لي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ب‬
‫ُ ِ‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫لو‬ ‫ّ‬ ‫ض‬ ‫تَ ِ‬

‫قال جابر رضي الله عنه ‪ :‬في نزلت ‪.‬‬


‫قال في الرحبية ‪:‬‬

‫ما زاد عن واحدة فسمعا‬ ‫والثلثان للبنات جمعا‬


‫‪1‬‬
‫الذهن‬ ‫وهو كذاك لبنات البن‬
‫‪2‬‬
‫قضى به الحرار والعبيد‬ ‫وهو للختين فما يزيد‬
‫أو لب فاعمل بهذا تصب‬ ‫هذا إذا كن لم وأب‬

‫‪ 1‬صافي الذهن ‪ :‬خالصة من كدورات الشكوك ‪ ،‬والذهن ‪ :‬الفطنة ‪ ،‬والعقل ‪.‬‬


‫‪ 2‬قضى به ‪ :‬أفتى به ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫أصحاب الثلث صنفان من الورثة ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫وأصحاب الثلث صنفان من الورثة ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬الم ‪:‬‬
‫وترث الم الثلث بشرطين ‪:‬‬
‫عدم وجود الفرع الوارث للميت ‪ ،‬وذكرا ً كان‬ ‫‪-1‬‬
‫أو أنثى ‪ ،‬مثل البن ‪ ،‬أو البنت ‪ ،‬وابن البن ‪،‬‬
‫وبنت البن ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود الخوة ‪ ،‬أو الخوات للميت ‪ ،‬اثنين‬
‫فأكثر ‪ ،‬أشقاء ‪ ،‬أو لب ‪ ،‬أو لم ‪.‬‬

‫ودليل إرث الم الثلث بالشروط السابقة قول‬


‫كن ل ّه ول َد وورث َ َ‬
‫ه‬
‫وا ُ‬
‫ه أب َ َ‬
‫ُ َ ٌ َ َ ِ ُ‬ ‫فِإن ل ّ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫الله عز وجل ‪َ  :‬‬
‫ث ‪ ] ‬النساء ‪. [ 11 :‬‬ ‫ه الث ّل ُ ُ‬
‫م ِ‬ ‫َ ُ‬
‫فل ّ‬

‫‪ -3‬العدد من الخوة لم ‪:‬‬

‫إخوة الميت من أمه يرثون الثلث ‪ ،‬ماداموا أكثر‬


‫من واحد ‪ ،‬سواء كانوا ذكورا ً ‪ ،‬أو إناثا ً ‪ ،‬أو مختلفين ‪،‬‬
‫يقسم الثلث على عدد رؤوسهم بالسوية ‪ ،‬ل فرق بين‬
‫ذكرهم وأنثاهم ‪.‬‬

‫والخوة للم يستحقون الثلث بشرطين ‪:‬‬


‫‪ -1‬عدم وجود الفرع الوارث للميت ‪ :‬كالبن‬
‫والبنت ‪ ،‬وابن البن ‪ ،‬وبنت البن ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود الصل الوارث ‪ ،‬كالب ‪ ،‬والجد ‪.‬‬

‫ودليل إرثهم الثلث قول الله تبارك وتعالى ‪ :‬‬


‫َ‬
‫ث ‪‬‬‫في الث ّل ُ ِ‬ ‫شَر َ‬
‫كاء ِ‬ ‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫ف ُ‬ ‫وا ْ أك ْث ََر ِ‬
‫من ذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫فِإن َ‬
‫كان ُ َ‬ ‫َ‬
‫] النساء ‪ . [ 12 :‬وظاهر التشريك يقتضي التسوية‬
‫بينهم ‪ ،‬كما قلنا ‪.‬‬

‫هذا ‪ ،‬ويرث الجد الثلث في بعض حالته مع‬


‫الخوة ‪ ،‬وسيأتي تفصيل ذلك في باب الجد‬
‫والخوة ‪ ،‬إن شاء الله تعالى ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫قال في الرحبية ‪:‬‬
‫ول من الخوة جمع ذو عدد‬ ‫والثلث فرض الم حيث ل‬
‫ولد‬
‫حكم الذكور فيه كالناث‬ ‫كاثنين أو ثنتين أو ثلث‬
‫ففرضها الثلث كما بينته‬ ‫ول ابن إبن معها أو بنته‬
‫‪1‬‬
‫من ولد الم بغير مين‬ ‫وهو للثنين أو ثنتين‬
‫‪2‬‬
‫فما لهم فيما سواه زاد‬ ‫وهكذا إن كثروا أو زادوا‬
‫‪3‬‬
‫المسطور‬ ‫وتستوي ا ٌ‬
‫لناث والذكور‬

‫‪ 1‬بغير مين ‪ :‬بغير كذب ‪.‬‬


‫‪ 2‬زاد ‪ :‬الزاد ‪ :‬الطعام في السفر ‪ ،‬والمراد هنا ‪ :‬الشئ الزائد ‪.‬‬
‫‪ 3‬المسطور ‪ :‬المكتوب ‪ .‬وهو القرآن الكريم ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أصحاب السدس وشروط إرثهم له ‪:‬‬

‫يرث سدس التركة سبعة أصناف من الورثة ‪،‬‬


‫بشروط في كل صنف منهم ‪:‬‬

‫‪ -1‬الب ‪:‬‬
‫ويرث الب السدس بشرط واحد ‪ ،‬وهو وجود‬
‫الفرع الوارث للميت ‪ :‬كابنه وابنته ‪ ،‬وابن ابنه وبنت‬
‫ابنه ‪.‬‬

‫لكنه مع البنت ‪ ،‬وبنت البن يرث السدس بالفرض‬


‫‪ ،‬وإذا بقي شئ بعد أصحاب الفروض أخذه بالتعصيب ‪،‬‬
‫كما سنبينه إن شاء الله تعالى ‪ ،‬في موضعه‪.‬‬

‫‪ -2‬الم ‪:‬‬
‫وتأخذ السدس بشرطين ‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود الفرع الوارث للميت ‪ ،‬كما قلنا في‬
‫الب ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود عدد من الخوة ‪ ،‬كيف ما كانوا ‪.‬‬

‫ودليل إرث الب والم للسدس بالشروط‬


‫المذكورة قول الله عز وجل ‪:‬‬
‫ك ِإن َ‬
‫ما ت ََر َ‬ ‫ه ل ِك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫م ّ‬
‫س ِ‬
‫سدُ ُ‬
‫ما ال ّ‬
‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬
‫د ّ‬
‫ح ٍ‬
‫وا ِ‬
‫ل َ‬ ‫وي ْ ِ‬
‫ولب َ َ‬‫‪َ ‬‬
‫ول َدٌ ‪ ] ‬النساء ‪[ 11 :‬‬ ‫لَ ُ‬
‫ه َ‬

‫‪ -3‬الجد أبو الب ‪:‬‬


‫ويرث السدس بالشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود الفرع الوارث ‪ ،‬كما قلنا في الب ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود الب ‪ ،‬إذ الب يحجبه لكونه أقرب‬
‫إلى الميت منه ‪.‬‬

‫ويستدل لتوريث الجد السدس بالجماع ‪ ،‬وبالية‬


‫التي دلت على توريث الب السدس ‪ .‬إذ الجد يسمى أبا ً‬
‫‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -4‬الجدة ‪ ،‬أو الجدات الوارثات ‪:‬‬

‫وتستحق الجدة سواء كانت من جهة الب ‪ ،‬أو من‬


‫جهة الم السدس ‪ ،‬بشرط واحد ‪ ،‬وهو أن ل يكون‬
‫دونها أم ‪.‬‬

‫وكذلك تستحق السدس الجدات إذا كن وارثات ‪ :‬فلو‬


‫مات شخص وخلف جدته أم أبيه ‪ ،‬وجدته أم أمه ‪،‬‬
‫استحقت الجدتان السدس ‪ ،‬ويقتسمانه بينهما‬
‫بالسوّية‪.‬‬

‫وتزيد الجدة أم الب أنها يحجبها ابنها ‪ ،‬وهو أبو‬


‫الميت إذا كان حيا ً ‪ ،‬عمل ً بالقاعدة ) من أدلى إلى‬
‫الميت بواسطة حجبته تلك الواسطة ( ‪.‬‬

‫ودليل توريث الجدة أو الجدات السدس ما رواه‬


‫الحاكم ) ‪ ( 340 / 4‬على شرط الشيخين في‬
‫المستدرك ‪ ،‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب ) للجدتين السدس‬
‫بينهما بالسوية ( ‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قضى للجدتين في‬
‫الميراث بالسدس ‪.‬‬

‫وروى الترمذي ) ‪ ( 2102‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب‬


‫) ما جاء في ميراث الجدة ( ‪ ،‬وغيره ‪ ،‬عن قبيصة بن‬
‫ذؤيب قال ‪ :‬جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله ميراثها ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فقال لها ‪ :‬ما لك في كتاب الله شئ ‪ ،‬وما لك‬
‫في سنة رسول الله ‪ ‬شئ ‪ ،‬فارجعي حتى أسأل‬
‫الناس ‪ ،‬فقال المغيرة بن شعبة ‪ :‬حضرت رسول الله‬
‫‪ ، ‬فأعطاها السدس ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬هل معك غيرك‬
‫؟ فقام محمد بن مسلمة النصاري فقال مثل ما قال‬
‫المغيرة بن شعبة ‪ ،‬فأنقذه لها أبو بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم‬
‫جاءت الجدة جاءت الجدة الخرى إلى عمر بن الخطاب‬
‫تسأله ميراثها ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك في كتاب الله شئ ‪،‬‬
‫ولكن هو ذاك السدس ‪ ،‬فإن اجتمعتما فيه ‪ ،‬فهو‬
‫بينكما ‪ ،‬وأّيتكما خلت به فهو لها ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫هذا وقد أجمع العلماء أن للجدة السدس إذا انفردت ‪،‬‬
‫وإذا اجتمعن ‪ ،‬فليس لهن إل السدس أيضا ً ‪.‬‬

‫‪ -5‬بنت البن ‪ ،‬فأكثر ‪:‬‬

‫وترث بنت البن ‪ ،‬أو بنات البن السدس إذا‬


‫توفرت ثلثة شروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون ‪ ،‬أو يكن مع البنت الواحدة ‪ ،‬من‬
‫أولد الميت ‪.‬‬
‫‪-2‬أن ل يكون للميت ولد ذكر ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ل يكون معها أو معهن ابن ابن يعصبها ‪،‬أو‬
‫يعصبهن ‪ ،‬فإذا تحققت هذه الشروط ورثت بنت‬
‫البن ‪ ،‬أو بنات البن السدس تكملة الثلثين ‪.‬‬

‫ودليل ذلك ما رواه البخاري ) ‪ ( 6355‬في ) كتاب‬


‫الفرائض ( ‪ ،‬باب‬
‫) ميراث ابنة ابن مع ابنة ( ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل أبو موسى‬
‫عن ابنة وابنة ابن وأخت ‪ ،‬فقال ‪ :‬للبنة النصف ‪،‬‬
‫وللخت النصف ‪ ،‬وات ابن مسعود فسيتابعني ‪،‬‬
‫فسئل ابن مسعود ‪ ،‬وأخبر بقول أبي موسى ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ‪ ،‬أقضي فيها‬
‫بما قضى النبي ‪ : ‬للبنة النصف ‪ ،‬ولبنت البن‬
‫السدس تكملة الثلثين ‪ ،‬وما بقي فللخت ‪ .‬فأتينا أبا‬
‫موسى ‪ ،‬فأخبرنا بقول ابن مسعود ‪ ،‬فقال ‪ ) :‬ل‬
‫تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم ( ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -6‬الخت من الب فأكثر ‪:‬‬
‫ترث الخت من الب أو الخوات من الب السدس‬
‫بالشروط التالية ‪:‬‬
‫أن ل يكون للميت فرع وارث ‪ ،‬كالبن‬ ‫‪-1‬‬
‫وابن البن ‪ ،‬وبنت البن ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل يكون له أصل وارث ‪ ،‬كالب والجد أبي‬
‫الب ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ل يكون للميت أخ شقيق ‪.‬‬
‫د‪ -‬أن تكون معها شقيقة واحدة ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬أن ل يكون معها أخ لب يعصبها ‪.‬‬

‫فإذا توفرت هذه الشروط ورثت الخت من الب ‪،‬‬


‫أو الخوات من الب السدس ‪ ،‬ودليل هذا الحكم‬
‫الجماع ‪ ،‬والقياس على بنات البن مع البنت الواحدة‬

‫‪ -7‬الخ من الم ‪ ،‬أو الخت من الم ‪:‬‬

‫كذلك يرث الخ لم أو الخت لم السدس‬


‫بشرطين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن ل يوجد معه أو معها من يحجبه أو يحجبها من‬
‫أصل ‪ ،‬أو فرع للميت ‪ .‬ب‪ -‬أن ينفرد وحده ‪ ،‬أو تنفرد‬
‫وحدها ‪ ،‬فإذا تعدد ورث الثلث كما سبق بيانه‬
‫قال تعالى في توريث الخ لم أو الخت لم‬
‫مَرأ َ ٌ‬
‫ة‬ ‫ث ك َل َل َ ً َ‬
‫ة أو ا ْ‬ ‫ل ُيوَر ُ‬‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬‫كا َ‬‫وِإن َ‬‫ن َ‬ ‫السدس َ ‪ ُ :‬دَي ْ ٍ‬
‫س ‪ ] ‬النساء ‪:‬‬ ‫سدُ ُ‬ ‫ما ال ّ‬‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫د ّ‬
‫ح ٍ‬‫وا ِ‬ ‫فل ِك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ت َ‬ ‫خ ٌ‬
‫وأ ْ‬‫خأ ْ‬‫ه أَ ٌ‬
‫ول َ ُ‬
‫َ‬
‫‪[12‬‬

‫‪95‬‬
‫قال المام الرحبي في أصحاب السدس ‪:‬‬
‫أب وأم ثم بنت ابن وجد‬ ‫والسدس فرض سبعة من العدد‬
‫‪1‬‬
‫وولد الم تمام العدة‬ ‫والخت بنت الب ثم الجده‬
‫‪2‬‬
‫وهكذا الم بتنزيل الصمد‬ ‫فالب يستحقه مع الولد‬
‫‪3‬‬
‫ما زال يقفو إثره ويحتذى‬ ‫وهكذا مع ولد البن الذي‬
‫‪4‬‬
‫من إخوة الميت فقس هذين‬ ‫وهو لها أيضا ً مع الثنين‬
‫‪5‬‬
‫في حوز ما يصيبه ومده‬ ‫والجد مثل الب عند فقده‬
‫‪6‬‬
‫كانت مع البنت مثال ً يحتذى‬ ‫وبنت البن تأخذ السدس إذا‬
‫بالبوين يا أخي أدلت‬ ‫وهكذا الخت مع الخت التي‬
‫واحدة كانت لم أو أب‬ ‫والسدس فرض جدة في النسب‬
‫وكن كلهن وارثات‬ ‫وولد تساوي نسب الجدات‬
‫في القسمة العادلة الشرعية‬ ‫فالسدس بينهن بالسوية‬

‫أصحاب ثلث الباقي ‪:‬‬


‫ويأخذ ثلث الباقي من التركة صنفان من الورثة وهما‬
‫‪:‬‬

‫‪ -1‬الجد أبو الب ‪:‬‬


‫وذلك في بعض حالته إذا مع الخوة الشقاء ‪ ،‬أو‬
‫الب ‪ ،‬ذكورا ً كانوا أو إناثا ً ‪.‬‬
‫ويأتي هذا الموضوع مفصل ً في مكانه من هذا‬
‫الكتاب إن شاء الله تعالى ‪.‬‬

‫‪ -2‬الم‬
‫‪ 1‬العدة ‪ :‬مقدار ما يعد ‪ ،‬ومبلغه ‪.‬‬
‫‪ 2‬الصمد ‪ :‬اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬وهو لغة ‪ :‬السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ‪ ،‬أي يقصد ‪.‬‬
‫‪ 3‬يقفو إثره ‪ :‬يتبع حكمه ‪ .‬وجاء في إثره ‪ :‬تبعه عن قرب ‪ .‬ويحتذي ‪ :‬يقتدي به ‪.‬‬
‫‪ 4‬فقس هذين ‪ :‬أي فقس على الثنين من الخوة ما زاد على اثنين ‪.‬‬
‫‪ 5‬في حوز ما يصيبه ‪ :‬في آخذ ما يخصه ‪ .‬ومدة ‪ :‬ورزقه الموسع ‪ .‬فهو مصدر بمعنى اسم المفعول ‪ :‬أي ممدوده ‪.‬‬
‫‪ 6‬يحتذى ‪ :‬يقتدي به ‪ ،‬ويقاس عليه ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫وذلك في المسألتين لعمريتين ‪ ،‬أو الغراويتين‬
‫وسميتا عمرتين ‪ ،‬لقضاء عمر بن الخطاب رضي‬
‫الله عنه فيهما بثلث الباقي للم ‪.‬‬

‫وسميتا غراويتين ‪ ،‬لشهرتهما كالكوكب الغر‬


‫‪.‬‬
‫والمسألتان العمريتان هما ‪:‬‬
‫زوجة‬ ‫زوج‬
‫وأم‬ ‫و‬ ‫وأم‬
‫وأب‬ ‫وأب‬

‫فإن الزوج في المسألة الولى يأخذ النصف ‪،‬‬


‫وتأخذ الم ثلث النصف الباقي ‪ ،‬ويأخذ الب ما بقي ‪.‬‬

‫فإذا كانت التركة ست ليرات مثل ً أخذ الزوج ثلثا ً ‪،‬‬


‫والم ليرة ‪ ،‬والب ليرتين ‪.‬‬
‫أما في المسألة الثانية ‪ ،‬فإن الزوجة تأخذ الربع ‪،‬‬
‫والم ثلث ما بقي ‪ ،‬والب يأخذ الباقي ‪ .‬فلو كانت‬
‫التركة اثنتي عشرة ليرة مثل ً ‪ ،‬أخذت الزوجة ثلث‬
‫ليرات ‪ ،‬والم ثلث ليرات أيضا ً وهي ثلث الباقي ‪،‬‬
‫والب ست ليرات ‪ ،‬وهي الباقية ‪.‬‬

‫ويلحظ أن الم أخذت في المسألة الولى ‪:‬‬


‫السدس ‪ ،‬وفي المسألة الثانية الربع ‪ ،‬ولكن الفقهاء‬
‫عبروا عن ذلك بثلث الباقي تأدبا ً مع القرآن الكريم ‪،‬‬
‫رث َ ُ‬
‫ه‬ ‫و ِ‬ ‫ول َدٌ َ‬
‫و َ‬ ‫كن ل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫فِإن ل ّ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫فإن الله عز وجل قال ‪َ  :‬‬
‫ث ‪ ] ‬النساء ‪. [ 11 :‬‬ ‫ه الث ّل ُ ُ‬
‫م ِ‬ ‫أ َب َواه َ ُ‬
‫فل ّ‬ ‫َ ُ‬

‫والحكمة من إعطاء الم ثلث الباقي في هاتين‬


‫المسألتين ‪ :‬أنها لو أعطيت الثلث كامل ً لزم تفضيلها‬
‫على الب في المسألة الولى ‪ ،‬إذ تأخذ سهمين ‪ ،‬وهو‬
‫الثلث ‪ ،‬ويأخذ الب سهما ً واحدا ً ‪ ،‬وهو الباقي ‪ .‬أما في‬
‫المسألة الثانية فإن الب يفضلها قليل ً ‪،‬إذ تأخذ الم‬
‫أربعة ‪ ،‬وهو ثلث التركة ‪ ،‬ويأخذ الب خمسة أسهم ‪،‬‬
‫وهي الباقي ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫والمعهود في الشريعة أن الرجل والمرأة إذا‬
‫تساويا في الدرجة كان للمرأة في الميراث نصف‬
‫نصيب الرجل غالبا ُ ‪ ،‬كالبنت مع البن ‪ ،‬والخت مع الخ‬
‫‪ ،‬وهكذا ‪ .‬وبناءً عليه ‪ ،‬وتمشيا ً مع هذه القاعدة أعطيت‬
‫الم ثلث الباقي كما قضى عمر رضي الله عنه بذلك ‪،‬‬
‫ووافقه جمهور الصحابة ‪.‬‬

‫قال المام الرحبي في المسألتين العمريتين ‪:‬‬


‫فثلث الباقي لها مرتب‬ ‫وإن يكن زوج وأم وأب‬
‫فل تكن عن العلوم قاعدا ً‬ ‫وهكذا مع زوجة فصاعدا ً‬

‫الرث بالتعصيب ‪:‬‬


‫قلنا فيما سبق عند تعريف العصبة ‪ :‬إن العصبة ‪،‬‬
‫هم قرابة الرجل الذكور ‪ ،‬سموا بذلك لحاطتهم به ‪،‬‬
‫وقوته بهم ‪.‬‬

‫وقلنا أيضا ً ‪ :‬إن العصبة شرعا ً ‪ :‬هو من يستحق‬


‫كل المال إذا انفراد ‪ ،‬ويأخذ ما أبقاه أصحاب الفروض‬
‫بعد أخذهم فروضهم ‪ ،‬وإذا لم يبق شئ بعد أصحاب‬
‫الفروض سقط ولم يستحق شيئا ً ‪.‬‬

‫والعصبة في اللغة ‪ :‬جمع عاصب ‪ ،‬لكن الفقهاء‬


‫أطلقوا هذا اللفظ على الواحد ‪ ،‬لنه يقوم مقام‬
‫الجماعة في إحراز جميع المال ‪.‬‬

‫قال في الرحبية في تعريف العصبة ‪:‬‬


‫من القرابات أو الموالي‬ ‫فكل من أحرز كل مال‬
‫فهو أخو العصوبة‬ ‫أو كان ما يفضل بعد‬
‫المفضلة‬ ‫الفرض له‬
‫مشروعية الرث بالتعصيب ‪:‬‬
‫لقد دل القرآن الكريم ‪ ،‬والسنة الشريفة على‬
‫مشروعية الرث بالتعصيب ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫صيك ُ ُ‬
‫م‬ ‫أما القرآن الكريم فقول الله عز وجل ‪ُ ‬يو ِ‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ] ‬لنساء ‪:‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِللذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫ول َِدك ُ ْ‬
‫في أ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬
‫‪. [ 11‬‬

‫جال ً‬
‫وةً ّر َ‬ ‫كاُنوا ْ إ ِ ْ‬
‫خ َ‬ ‫وِإن َ‬‫وقوله عز من قائل ‪َ  :‬‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬
‫ن ‪ ] ‬النساء ‪. [ 11 :‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫فِللذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫ساء َ‬
‫ون ِ َ‬
‫َ‬

‫دلت اليتان على أن البن ‪ ،‬والخ يرثان‬


‫بالتعصيب ‪ ،‬وأن كل واحد منهما يعصب أخته ‪.‬‬

‫وأما السنة الشريفة ‪ ،‬فما رواه ابن عباس رضي‬


‫الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : ‬ألحقوا‬
‫الفرائض بأهلها ‪ ،‬فما بقي فهو لولى رجل ذكر " ‪.‬‬

‫رواه البخاري ) ‪ ( 6351‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب‬


‫) ميراث الولد مع أبيه وأمه ( ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 1615‬في )‬
‫الفرائض ( ‪ ،‬باب ) ألحقوا الفرائض بأهلها (‬

‫فالحديث يثبت التعصيب لكل قريب من الرجال ‪،‬‬


‫ويدل أيضا ً على أنه إذا تعددت العصبات قدم القرب‬
‫منهم إلى الميت ‪.‬‬

‫أقسام العصبة ‪:‬‬


‫العصبة قسمان‬
‫عصبة نسبية ‪ ،‬وعصبة سببية ‪.‬‬

‫أما العصبة السببية ‪:‬‬


‫فهم المعتق ذكرا ً كان أو أنثى ‪ ،‬وعصبته‬
‫المتعصبون بأنفسهم ‪ ،‬وهم أقرباء المعتق الذكور ‪،‬‬
‫الذين ل يدخل في نسبهم إليه أنثى ‪ .‬ولن نخوض في‬
‫هذا الموضوع ‪ ،‬لنه لم يعد له وجود في مثل أيامنا ‪،‬‬
‫بل أصبح موضوعا ً تاريخيا ً ‪ ،‬ل يحتاج إليه كثير من‬
‫الناس ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫العصبة النسبية ‪:‬‬
‫العصبة بالنسب هم كل الذكور ‪ ،‬الذين مر ذكرهم‬
‫في بحث ) الوارثون من الرجال ( ‪ ،‬ول يستثنى منهم‬
‫إل الزوج ‪ ،‬والخ من الم ‪ ،‬فإنهما من أصحاب الفروض‬
‫فقط ‪ ،‬ول يكونان عصبة ‪.‬‬

‫فالب ‪ ،‬والجد ‪ ،‬والبن ‪ ،‬وابن البن ‪ ،‬والخ‬


‫الشقيق ‪ ،‬ومن الب ‪ ،‬وابن الخ الشقيق ‪ ،‬ومن الب ‪،‬‬
‫والعم الشقيق ‪ ،‬ومن الب ‪ ،‬وابن العم الشقيق ‪ ،‬ومن‬
‫الب ‪ ،‬فهؤلء كلهم عصبات ‪ ،‬يرث كل واحد منهم‬
‫بالتعصيب ‪ ،‬وإن كان بعضهم يأخذ بالفرض أحيانا ً ‪،‬‬
‫كالب والجدّ ‪.‬‬

‫قال في الرحيبة عند تعداد العصبات من النسب‬


‫والسبب ‪:‬‬
‫والبن عند فربه والعبد‬ ‫كالب والجد وجد الجد‬
‫والسيد المعتق ذي النعام‬ ‫والخ وابن الخ والعمام‬
‫فكن لما أذكره سميعا ً‬ ‫وهكذا بنوهم جميعا ً‬

‫أقسام العصبة النسبية ‪:‬‬

‫العصبات من جهة النسب ثلثة أقسام ‪:‬‬


‫العصبة بالنفس ‪.‬‬
‫العصبة بالغير ‪.‬‬
‫العصبة مع الغير ‪.‬‬
‫وسنذكر كل قسم من هذه القسام ببحث مستقل‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬العصبة بالنفس ‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫والعصبة بالنفس ‪ ،‬هم كل ذي نسب ليس بينه‬
‫وبين الميت أنثى ‪ ،‬ومر ذكرهم ‪ ،‬وعددهم نثرا ً ‪ ،‬وشعرا ً‬
‫بقول صاحب الرحبية ‪.‬‬

‫‪ -‬جهات العصبة بالنفس ‪:‬‬

‫وللعصبة بالنفس أربع جهات ‪:‬‬

‫وة ‪ :‬وهم فروع الموّرث ‪ ،‬كالبن‬ ‫‪ -1‬جهة البن ّ‬


‫وابن البن ‪ ،‬وإن نزل ‪.‬‬
‫جهة البوة ‪ :‬وهم أصول المورث ‪ ،‬كالب‬ ‫‪-2‬‬
‫والجد أبي الب ‪.‬‬
‫ج‪ -‬جهة الخوة ‪ :‬وهم فروع أبي الميت الذين ل‬
‫يدخل في نسبهم إلى الميت أنثى ‪ :‬كالخ‬
‫الشقيق والخ لب ‪ ،‬وابن الخ الشقيق وابن الخ‬
‫لب ‪.‬‬
‫د‪ -‬جهة العمومة ‪ :‬وهم فروع جد الميت الذكور‬
‫الذين ل تتوسط بينهم وبين الميت أنثى ‪ :‬كالعم‬
‫الشقيق ‪ ،‬والعم لب ‪ ،‬ابن العم الشقيق ‪ ،‬وابن العم‬
‫لب ‪.‬‬

‫قاعدة توريث العصبة بالنفس ‪:‬‬

‫توريث العصبات بالنفس يرتكز على القواعد‬


‫التالية ‪:‬‬
‫ل يرث فرد من أفراد الجهة المتأخرة ‪ ،‬ما دام‬ ‫‪-1‬‬
‫هناك فرد من أفراد الجهة التي قبله ‪ ،‬فل يرث‬
‫الباء بالتعصيب مع وجود البناء أو أبناء البن ‪ ،‬ول‬
‫يرث الخوة مع وجود الباء ‪ ،‬ول العمام مع وجود‬
‫الخوة ‪.‬‬
‫‪-2‬إذا اّتحدت جهة القرابة ‪ ،‬وكانوا كلهم من جهة‬
‫واحدة ‪ ،‬كالب والجد ‪ ،‬أو البن وابن البن ‪ ،‬أو‬
‫الخ وابن الخ ‪ ،‬أو العم وابن العم ‪ ،‬فل يرث‬
‫البعد مع وجود القرب ‪ ،‬فل يرث الجدّ مع وجود‬

‫‪101‬‬
‫الب ‪ ،‬ول ابن البن مع وجود البن وهكذا ‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى ل يرث من أدلى إلى الميت‬
‫بواسطة مع وجود تلك الواسطة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا اتحدت جهة القرابة ‪ ،‬واستوي العصبة في‬
‫الدرجة ‪ ،‬ولكن اختلفوا في قوة القرابة من الميت ‪،‬‬
‫دم في الرث القوى على الضعف ‪ ،‬فالخ‬ ‫ق ّ‬
‫دم‬‫الشقيق مقدم على الخ لب ‪ ،‬والعم الشقيق مق ّ‬
‫على العم لب ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬

‫وقد ذكر الجعبري رحمه الله هذه القواعد بقوله ‪:‬‬


‫فبالجهة التقديم ثم بقربه وبعدهما التقديم بالقوة‬
‫اجعل‬
‫د‪ -‬إذا اتحد الورثة في الجهة ‪ ،‬والدرجة ‪ ،‬والقوة ‪،‬‬
‫استحقوا جميعا ً الميراث ‪ ،‬واقتسموه بينهم‬
‫بالسوية ‪ :‬كثلثة أبناء ‪ ،‬أو أربعة إخوة ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬

‫قال المام الرحبي ‪:‬‬


‫في الرث من حظ ول‬ ‫وما لذي البعدى مع‬
‫نصيب‬ ‫القريب‬
‫أولى من المدلي بشطر‬ ‫والخ والعم لم وأب‬
‫النسب‬
‫‪ -2‬العصبة بالغير ‪:‬‬

‫العصبة بالغير ‪ ،‬هي كل أثنى ذات فرض إذا وجد‬


‫معها أخوها ‪ ،‬فإنها تصير عصبة به ‪ ،‬كالبنت مع البن ‪،‬‬
‫والخت الشقيقة مع الخ الشقيق ‪ ،‬وهكذا‬

‫ويستثنى من هذه القاعدة أولد الم ‪ ،‬فإن الخ‬


‫منهم ليس عصبة بالنفس ‪ ،‬ول يعصب أخته ‪.‬‬

‫ويشترط في العصبة بالغير ‪ ،‬اتحاد الدرجة وقوة‬


‫القرابة ‪ ،‬فل تكون الخت الشقيقة عصبة مع الخ‬
‫لب ‪ ،‬لنها أقوى منه ‪ ،‬ول تكون البنت عصبة مع من‬
‫ابن البن ‪ ،‬لنها أقرب منه ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫واستثني من قاعدة اتحاد الدرجة بنات البن ‪ ،‬مع‬
‫ابن ابن ابن أنزل منهن ‪ ،‬فإنه يعصبهن ‪ ،‬في حالة‬
‫واحدة ‪ ،‬وهي ما إذا احتجن إليه ‪ ،‬ويكون ذلك فيما إذا‬
‫كان للميت بنتان ‪ ،‬وبنات ابن ‪ ،‬فإن البنتين تأخذان‬
‫الثلثين ‪ ،‬ول شئ لبنات البن ‪ ،‬فإذا وجد في هذه‬
‫الحالة بنات ابن ‪ ،‬وابن ابن ابن فإنه يعصب بنات‬
‫البن ‪ ،‬ويأخذ معهن ما بقي من التركة ‪.‬‬

‫والعصبة بالغير محصورة في أصحاب الثلثين‬


‫والنصف مع إخوتهن ‪ .‬وهن ‪:‬‬
‫‪-1‬البنات مع البن ‪.‬‬
‫‪-2‬بنات البن مع ابن البن ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخوات الشقيقات مع الخ الشقيق ‪.‬‬
‫د‪ -‬الخوات لب مع الخ لب ‪.‬‬

‫دليل العصبة بالغير ‪:‬‬

‫صيك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ودليل هذا التعصيب قول الله تعالى ‪ُ  :‬يو ِ‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ] ‬النساء ‪:‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م ِللذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫ول َِدك ُ ْ‬
‫في أ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬
‫‪. [ 11‬‬

‫ساء‬ ‫جال ً َ‬
‫ون ِ َ‬ ‫وةً ّر َ‬ ‫كاُنوا ْ إ ِ ْ‬
‫خ َ‬ ‫وِإن َ‬‫وقوله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬
‫ن ‪ ] ‬النساء ‪. [ 176 :‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫فِللذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫َ‬

‫وقاسوا بنات البن على البنات ‪ ،‬والخوة رجال ً‬


‫ونساءً ‪ ،‬تشمل الشقاء ‪ ،‬ومن الب ‪.‬‬

‫قال في الرحبية ‪:‬‬


‫يعصبانهن في الميراث‬ ‫والبن والخ مع الناث‬

‫‪ -3‬العصبة مع الغير ‪:‬‬

‫العصبة مع الغير هي الخت الشقيقة ‪ ،‬أو الخت‬


‫من الب ‪ ،‬مع البنت ‪ ،‬أو بنت البن ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫فإذا ترك الميت بنتين ‪ ،‬أختا شقيقة أو لب ‪،‬‬
‫ورثت البنتان الثلثين بالفرض كما سبق ‪ ،‬وأخذت‬
‫الخت الشقيقة ‪ ،‬أو لب ‪ ،‬الثلث الباقي بالتعصيب ‪.‬‬

‫ومثل هذ ‪ 1‬الخوات الشقيقات أو لب مع بنت‬


‫البن أو بنات البن ‪.‬‬
‫ودليل هذا التعصيب حديث ابن مسعود رضي الله‬
‫عنه ‘ فإنه سئل عن بنت ‪ ،‬وبنت ابن ‪ ،‬وأخت فقال ‪،‬‬
‫لقضين فيها بقضاء النبي ‪ : ‬للبنت النصف ‪ ،‬ولبنت‬
‫البن السدس ‪ ،‬وللخت ما بقي ‪ ،‬رواه البخاري )‬
‫‪ ( 6355‬في‬
‫) الفرائض ( ‪ ،‬باب ) ميراث ابنة ابن مع ابنة ( ‪.‬‬

‫قال الرحبي ‪:‬‬


‫فهن معهن معصبات‬ ‫والخوات إن تكن بنات‬

‫حالت الب في الميراث ‪:‬‬

‫ذكرنا الب في الميراث بين أصحاب الفروض ‪،‬‬


‫كما ذكرناه أيضا ً بين العصبات ‪ ،‬لذلك كان له حالت‬
‫في الميراث نذكرها فيما يلي ‪:‬‬

‫الحالة الولى ‪ :‬الرث بالفرض وحده ‪:‬‬

‫وهذا إذا كان للميت فرع وارث من الذكور ‪،‬‬


‫كالبن ‪ ،‬أو ابن البن ‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬الرث بالتعصيب وحده ‪:‬‬

‫وذلك إذا لم يكن للميت فرع وارث أبدا ً ‪ ،‬ذكرا ً كان‬


‫‪ ،‬أو أنثى ‪ ،‬كابن أو بنت ‪ ،‬أو ابن ابن ‪ ،‬أو بنت ابن ‪.‬‬

‫ه‬
‫وي ْ ِ‬ ‫ودليل الحالة الولى قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫ولب َ َ‬ ‫َ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ه َ ٌ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ك ِإن َ‬
‫كا َ‬ ‫ما ت ََر َ‬
‫م ّ‬
‫س ِ‬
‫سدُ ُ‬
‫ما ال ّ‬
‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬
‫د ّ‬
‫ح ٍ‬
‫وا ِ‬ ‫ل ِك ُ ّ‬
‫ل َ‬
‫‪ ]‬النساء ‪. [ 11 :‬‬

‫‪104‬‬
‫ودليل الحالة الثانية قول الله عز وجل ‪َ  :‬‬
‫فِإن‬
‫ه الث ّل ُ ُ‬ ‫كن ل ّه ول َدٌ وورث َه أ َب َواه َ ُ‬
‫ث ‪ ] ‬النساء ‪:‬‬ ‫م ِ‬
‫فل ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ِ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫لّ ْ‬
‫م يَ ُ‬
‫‪. [ 11‬‬

‫أي ولبيه الباقي ‪ ،‬لن القرآن لما سكت عن‬


‫نصيب الب ‪ ،‬تبين أنه يأخذ ما بقي بعد نصيب الم ‪،‬‬
‫وذلك بالتعصيب ‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬الجمع بين الفرض‬


‫والتعصيب ‪:‬‬

‫وذلك إذا كان معه من ولد الميت أنثى وارثة ‪،‬‬


‫كبنت الميت ‪ ،‬أو بنت ابنه ‪ ،‬واحدة كانت ‪ ،‬أو أكثر ‪.‬‬
‫فإنه يأخذ السدس بالفرض أول ‪ ،‬ثم يأخذ الباقي‬
‫بالتعصيب ‪ ،‬إن بقي بعد الفروض شئ ‪.‬‬

‫ودليل ذلك قول النبي ‪ " : ‬ألحقوا الفرائض‬


‫بأهلها ‪ ،‬فما بقي ‪ ،‬فهو لولى رجل ذكر " ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ) ‪ ( 6351‬في ) الفرائض ( ‪ ،‬باب ) ميراث‬
‫الولد مع أبيه وأمه ( ‪ ،‬ومسلم ) ‪ ( 1615‬في‬
‫) الفرائض ( ‪ ،‬باب ) ألحقوا الفرائض بأهلها ( ‪.‬‬

‫الب في مسألتنا أقرب رجل ذكر ‪ ،‬حيث يأخذ‬


‫السدس أول ً بالفرض ‪ ،‬تأخذ النثى من ولد الميت‬
‫نصيبها ‪ ،‬ويأخذ الب ثانية الباقي بالتعصيب ‪.‬‬

‫حالت الجد في الميراث ‪:‬‬

‫ذكرنا أيضا ً الجد بين أصحاب الفروض ‪ ،‬كما ذكرناه‬


‫مع العصبات لذلك كان له نفس حالت الب ‪ ،‬فهو يرث‬
‫بالفرض وحده ‪ ،‬كما يرث بالتعصيب وحده ‪ ،‬ويجمع بين‬
‫الفرض والتعصيب كالب تماما ً ‪ ،‬لكنه يخالف الب في‬
‫بعض الحالت ‪.‬‬
‫الحالت التي يخالف فيها الجد الب ‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫يختلف الجد عن الب في الميراث في الحالت‬
‫الثلث التالية ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬وهي ما إذا كان مع الجد أخوة للميت ‪،‬‬
‫أشقاء ‪ ،‬أو الب ‪ ،‬ذكورا ً ‪ ،‬أم إناثا ً ‪ ،‬فإن الب يحجبهم‬
‫جميعا ً ‪ ،‬أما الجدّ ‪ ،‬فإنه يشاركهم في الميراث ‪ ،‬على‬
‫ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬في المسألتين العمريتين ‪ ،‬فإنه لو كان‬
‫مكان الب جد ‪ ،‬فإن الم تأخذ ثلث المال كامل ً ‪ ،‬ل‬
‫ثلث الباقي ‪ ،‬كما تأخذ مع الب ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬وهي أن الب يحجب أم نفسه ‪ ،‬والجد ل‬
‫يحجبها ‪.‬‬

‫دة هي أم الب ‪ ،‬فإن هذه‬ ‫فلو كان للميت أب ‪ ،‬وج ّ‬


‫دة محجوبة من الميراث بالب ‪ ،‬ول يحجبها الجد ‪،‬‬ ‫الج ّ‬
‫لنها لم تدل به إلى الميت ‪.‬‬

‫نعم هو كالب ‪ ،‬في انه يحجب أم نفسه ‪ ،‬لنها‬


‫تدلى به ‪ ،‬كما أدلت أم الب بالب ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ب‬
‫حجـــ ُ‬
‫ال َ‬
‫تعريف الحجب ‪:‬‬
‫الحجب لغة ‪ :‬المنع ‪ ،‬تقول حجبه إذا منعه من‬
‫الدخول ‪ ،‬ومنه ‪ :‬حاجب الملك ‪ ،‬لمنعه الناس من‬
‫الدخول عليه ‪.‬‬

‫والمحجوب ‪ ،‬والممنوع ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ‪ :‬‬


‫ن ‪ ] ‬المطففين ‪:‬‬ ‫جوُبو َ‬
‫ح ُ‬ ‫ذ لّ َ‬
‫م ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫عن ّرب ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ك َّل إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬
‫‪ . [ 15‬والحجب شرعا ً ‪ :‬منع من قام به سبب الرث‬
‫من الرث بالكلية ‪ ،‬أو من أوفر حظية ‪.‬‬

‫وبناء على هذا التعريف ‪ ،‬فإن منع من لم يقم به‬


‫سبب الرث من الرث ل يسمى حجبا ً اصطلحا ً ‪.‬‬

‫أقسام الحجب ‪:‬‬

‫ينقسم الحجب إلى قسمين ‪ :‬حجب بالوصاف ‪،‬‬


‫وحجب بالشخاص ‪.‬‬

‫‪ -1‬الحجب بالوصاف ‪:‬‬


‫الحجب بالوصاف ‪ ،‬ويعني منع من قام به سبب‬
‫الرث ‪ ،‬من الرث بالكلية ‪ ،‬بسبب وصف قام به‬
‫فمنعه من الرث ‪.‬‬

‫والوصاف التي تمنع من الرث ‪ ،‬وهي تلك‬


‫الوصاف التي مّر ذكرها في بحث موانع الميراث ‪،‬‬
‫وهي ‪ :‬الّرقّ ‪ ،‬والقتل ‪ ،‬والكفر ‪ ،‬وقد سبقت‬
‫مستوفاة بأدلتها ‪ ،‬ويسمى المحجوب بالوصف ‪،‬‬
‫محروما ً ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الحجب بالشخاص ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الحجب بالشخاص يعني شخص من الميراث أو‬


‫من بعضه لقيام شخص أقرب منه إلى الميت ‪.‬‬

‫أقسام الحجب بالشخاص ‪:‬‬

‫الحجب بالشخاص قسمان ‪ :‬حجب حرمان ‪،‬‬


‫وحجب نقصان ‪.‬‬
‫‪ -1‬حجب الحرمان ‪:‬‬
‫حجب الحرمان ‪ :‬هو منع الشخص من الميراث‬
‫بالكلية ‪ ،‬مثل حجب ابن البن بالبن ‪.‬‬
‫‪ -2‬حجب النقصان ‪:‬‬
‫وحجب النقصان ‪ :‬هو منع الشخص من أوفر حظيه‬
‫‪ .‬مثل حجب الزوج من النصف على الربع ‪ ،‬لوجود‬
‫ولد للزوجة ‪.‬‬

‫الشخاص الذين ل يحجبون حجب حرمان ‪:‬‬

‫ل يحجب حجب حرمان ستة من الورثة ‪ ،‬وهم ‪:‬‬


‫الب ‪ ،‬والم ‪ ،‬والبن ‪ ،‬والبنت ‪ ،‬والزوج ‪ ،‬والزوجة ‪.‬‬

‫ومن عدا هؤلء فإنهم يحجبون حجب حرمان ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫من يحجب حجب حرمان من الورثة ؟‬
‫قلنا ‪ :‬إن من عدا الستة الذين ذكرناهم من الورثة‬
‫يحجبون حجب حرمان ‪ ،‬وإليك بيان حجبهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجد ‪ ،‬وهو محجوب عن الميراث بالب مطلقا ً ‪،‬‬
‫أي سواء كان هذا الجد وإرثا ً بالفرض ‪ ،‬أو‬
‫بالتعصيب ‪ ،‬أو بهما ‪ .‬وذلك أن الب أقرب إلى الميت‬
‫‪ ،‬من الجد ‪ ،‬والجد إنما أدلى إلى الميت بالب ‪ ،‬ومن‬
‫أدلى إلى الميت بواسطة حجبته تلك الواسطة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجدة ‪ ،‬فإنها تحجب بالم ‪ ،‬سواء كانت جدة من‬
‫جهة الب ‪ ،‬أو جدة من قبل الم ‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك أن الجدة أم الب تحجب أيضا ً بالب‬


‫‪ ،‬لنها أدلت إلى الميت به ‪.‬‬
‫‪ -3‬الجدة البعيدة من جهة الب ‪ ،‬إذا كان للميت‬
‫جدتان ‪ ،‬وقد اختلف نسبهما من حيث الجهة ‪،‬‬
‫والدرجة ‪ ،‬وذلك بأن كانت إحداهما من جهة الب ‪،‬‬
‫والخرى من جهة الم ‪ ،‬وكانت إحداهما أقرب إلى‬
‫الميت من الخرى ‪ ،‬كأم أم ‪ ،‬وأم أم أب ‪ ،‬فإن‬
‫القريبة من جهة الم تحجب البعيدة من جهة الب‬
‫قطعا ً ‪ ،‬وتأخذ السدس وحدها ‪ ،‬لن لها قوتين ‪ ،‬قرب‬
‫الدرجة ‪ ،‬وكونها من جهة الم ‪ ،‬لن الم هي الصل ‪،‬‬
‫دات فرع لها ‪.‬‬
‫والج ّ‬

‫وإن كانت الجدة من جهة الب ‪ ،‬هي القريبة ‪،‬‬


‫والتي من جهة الم هي بعيدة ‪ :‬كأم أب ‪ ،‬وأم أم‬
‫أم ‪ ،‬فإن الظهر في مذهب الشافعي أنها ل تحجبها‬
‫‪ ،‬بل ترثان معا ً السدس ‪ ،‬لن الب ل يحجبها في‬
‫دة التي تدلي به أولى أن ل‬‫هذه الحالة ‪ ،‬فالج ّ‬
‫تحجبها ‪.‬‬
‫قال في الرحيبة ‪:‬‬
‫أم أب بعدى وسدسا ً‬ ‫وإن تكن قربي لم حجبت‬
‫سلبت‬
‫في كتب أهل العلم‬ ‫وإن تكن بالعكس‬
‫منصوبان‬ ‫فالقولن‬

‫‪109‬‬
‫‪1‬‬
‫ل تسقط البعدى على‬
‫الصحيح‬
‫‪ -4‬ولد البن ‪ ،‬ويحجب أولد البن ذكورا ً كانوا أم‬
‫أناثا ً ‪ ،‬بالبن ‪ ،‬سواء كان أباهم ‪ ،‬أو عما ً لهم ‪ ،‬لدلئهم‬
‫به ‪ ،‬أو لنه عصبة أقرب منهم ‪ .‬وهذا حكم مجمع عليه‬
‫بين العلماء ‪.‬‬

‫وهكذا كل ولد ابن ‪ ،‬يحجب من هو أبعد منه ‪.‬‬


‫وتزيد بنات البن أنهن يحجبن بالبنتين إل إذا كان‬
‫معهن من يعصبهن من أبناء البن سواء كان في‬
‫ن‪.‬‬‫درجتهن ‪ ،‬أو هو أسفل منه ّ‬

‫‪-5‬الخوة والخوات من كل الجهات ‪ ،‬ويحجب الخوة‬


‫والخوات سواء كانوا من البوين ‪ ،‬أو من الب ‪ ،‬أم‬
‫من الم ‪:‬‬
‫‪-1‬بالب ‪.‬‬
‫‪-2‬والبن ‪.‬‬
‫ج‪ -‬وابن البن ‪.‬‬
‫وهذا حكم ثابت بإجماع العلماء ‪ ،‬لن جهة البنوة‬
‫والبوة مقدمة على جهة الخوة ‪.‬‬

‫ويستثنى من هذا الجدّ ‪ ،‬فإنه ل يحجب الخوة‬


‫الشقاء والخوات الشقيقات ‪ ،‬وكذلك الخوة لب‬
‫‪ ،‬والخوات لب ‪ ،‬بل يرث وإياهم ‪ ،‬لكونهم سواء‬
‫في القرب إلى الميت ‪ ،‬وهم أيضا ً لم يدلوا به إلى‬
‫الميت ‪.‬‬

‫وهذا ويزيد الخوة لب ‪ ،‬والخوات لب أنهم‬


‫يحجبون أيضا ً بالخ الشقيق ‪ ،‬وبالخت الشقيقة‬
‫إذا كانت مع البنت أو بنت البن ‪ ،‬لنها تصير‬
‫عصبة مع الغير ‪ ،‬وتصبح كالخ الشقيق ‪.‬‬

‫والخوات لب يحجبن أيضا ً ‪ ،‬بالختين‬


‫الشقيقتين ‪ ،‬إل إذا كان معهن أخ لب ‪ ،‬فإنه‬
‫يعصبهن ويرثن معه ‪.‬‬

‫‪ 1‬الجل ‪ :‬المعظم من أصحاب الشافعي رحمه ال تعالى ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫أما الخ لم ‪ ،‬فإنه يحجب ‪ ،‬إضافة إلى الب ‪،‬‬
‫والبن ‪ ،‬وابن البن‬
‫‪-1‬بالبنت ‪.‬‬
‫‪ -2‬وبنت البن‬
‫ج‪ -‬والجــد ‪.‬‬
‫وكل هذا بالجماع ‪.‬‬

‫أما الم فل تحجب الخ لم ‪ ،‬وإن أدلى بها ‪ ،‬لن‬


‫شرط حجب المدلي بالمدلي به ‪ :‬إما اتحاد جهتهما ‪،‬‬
‫دة مع الم ‪ ،‬أو استحقاق المدلي‬ ‫كجدّ مع الب ‪ ،‬والج ّ‬
‫به كل التركة لو انفرد ‪ ،‬كالخ من الم يرث بالخوة ‪،‬‬
‫والم ل تستحق جميع التركة إذا انفردت ‪ ،‬بل تأخذ‬
‫الثلث فقط ‪.‬‬

‫‪ -6‬أبناء الخوة الشقاء أو الب ‪ ،‬وأبناء الخوة سواء‬


‫كانوا أشقاء ‪ ،‬أو لب فإنهم يحجبون ‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالب ‪ ،‬لنه يحجب آباءهم ‪ ،‬فحجبه لهم أولى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجد ‪ ،‬لنه في درجة آبائهم ‪.‬‬
‫ج‪ -‬البن ‪ ،‬لنه يحجب آباءهم فحجبه لهم أولى ‪.‬‬
‫د‪ -‬ابن البن ‪ ،‬كذلك ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الخ الشقيق ‪ ،‬لكونه أقرب منهم ‪.‬‬
‫و‪ -‬الخ لب ‪ ،‬أيضا ً لكونه أقرب منهم ‪.‬‬
‫وابن الخ لب يزيد على هذا أنه يحجبه ابن الخ‬
‫الشقيق ‪ ،‬لكونه أقوى منه ‪.‬‬
‫أما أولد الخوة من الم ‪ ،‬فإنهم من ذوي‬
‫الرحام ‪ ،‬ل يرثون بالفرض ‪.‬‬

‫‪-7‬العم الشقيق ‪ ،‬أو الب ‪ ،‬والعمام الشقاء أو الب‬


‫يحجبهم ‪:‬‬
‫أ – الب ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجد ‪.‬‬
‫ج‪ -‬البن ‪.‬‬
‫د‪ -‬ابن البن وإن سفل ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الخ الشقيق ‪.‬‬
‫و‪ -‬الخ لب ‪.‬‬
‫ز‪ -‬ابن الخ الشقيق ‪.‬‬
‫ح‪ -‬ابن الخ لب ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ط‪ -‬الخت الشقيقة ‪ ،‬إذا كانت مع البنت أو بنت‬
‫الغير ‪ ،‬بمنزلة الخ‬ ‫البن ‪ ،‬لنها عصبة مع‬
‫الشقيق ‪.‬‬
‫ً‬
‫ي‪ -‬الخت لب ‪ ،‬إذا كانت أيضا مع البنت أو بنت‬
‫البن ‪ ،‬لكونها عصبة مع الغير ‪ ،‬كما قلنا في الخت‬
‫الشقيقة ‪.‬‬

‫‪ -8‬أولد العم أشقاء كانوا أو لب ‪ ،‬فإنهم‬


‫يحجبون بكل من ذكرنا ‪ ،‬وزيارة على ذلك ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العم ‪ ،‬سواء كان شقيقا ً ‪ ،‬أو لب ‪ ،‬وابن العم‬
‫العم الشقيق ‪.‬‬ ‫لب يحجبه أيضا ً ابن‬

‫‪112‬‬
‫قال المام الرحبي في الرحبية ‪:‬‬
‫بالب في أحواله الثلث‬ ‫والجد محجوب عن‬
‫الميراث‬
‫بالم فافهمه وقس ما‬ ‫وتسقط الجدات من كل‬
‫أشبهه‪1‬‬ ‫جهة‬
‫وهكذا ابن البن بالبن فل معدل‬
‫وبالب الدنى كما روينا‬ ‫وتسقط الخوة بالبنينا‬
‫‪2‬‬
‫وببني البنين كيف كانوا‬
‫‪3‬‬
‫ويفضل ابن الم‬
‫بالسقاط‬
‫جمعا ً ووحدانا ً فقل لي‬ ‫وبالبنات وبنات البن‬
‫زدني‬
‫حاز البنات الثلثين يا فتى‬ ‫ثم بنات البن يسقطن‬
‫متى‬
‫من ولد البن على ما‬ ‫إل إذا عصبن الذكر‬
‫ذكروا‬
‫يدلين بالقرب من الجهات‬ ‫ومثلهن الخوات اللتي‬
‫‪4‬‬
‫البواكيا‬ ‫إذا أخذن فرضهن وافيا ً‬
‫عصبهن باطنا ً وظاهرا ً‬ ‫وإن يكن أخ لهن حاضرا ً‬

‫ابن الخ ل يعصب أحدا ً‬

‫ومما ينبغي أن يعلم أن ابن الخ ل يعصب أخته ‪،‬‬


‫سواء كان ابن أخ شقيق ‪ ،‬أو ابن أخ لب ‪ ،‬لن بنت‬
‫الخ ليست من الوارثات بالفرض ‪ ،‬فل ترث أيضا ً‬
‫بالتعصيب ‪ ،‬بل هي من ذوات الرحام ‪.‬‬

‫قال في الرحبية ‪:‬‬


‫من مثله أو فوقه بالنسب‬ ‫وليس ابن الخ بالمعصب‬

‫الشخاص الذين يحجبون حجب نقصان ‪:‬‬


‫حجب النقصان يصيب كل الورثة ‪:‬‬
‫‪ 1‬معد ً‬
‫ل ‪ :‬ميلً‬
‫‪ 2‬سيان ‪ :‬سواء‬
‫‪ 3‬احتياط ‪ :‬تثبيت ‪.‬‬
‫‪ 4‬وافيًا ‪ :‬كام ً‬
‫ل‬

‫‪113‬‬
‫فالزوج يحجب من النصف إلى الربع لوجود الولد ‪.‬‬
‫والزوجة تحجب من الربع إلى الثمن لوجود الولد‬
‫أيضا ً ‪ ،‬والم تحجب من الثلث إلى السدس لوجود الولد‬
‫‪ ،‬أو العدد من الخوة ‪.‬‬

‫وبنت البن تحجب مع البنت من النصف إلى‬


‫السدس ‪ ،‬والخت لب تحجب من النصف إلى السدس‬
‫مع الخت الشقيقة ‪ ،‬والبن يحجب نقصانا ً بمزاحمة‬
‫ابن آخر له ‪ ،‬وهكذا باقي الورثة ‪.‬‬

‫المحجوب حجب حرمان يحجب غيره‬


‫نقصانا ً ‪:‬‬
‫ومما ينبغي أن ُيعلم أن المحجوب حجب حرمان‬
‫يعد بالنسبة لغيره كأنه موجود ‪ ،‬ويحجب غيره حجب‬
‫نقصان ‪ .‬فلو ترك الميت جدا ً ‪ ،‬وأما ً ‪ ،‬وأخوين لم فإن‬
‫الخوين لم محجوبان بالجد ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإنهما‬
‫يحجبان الم من الثلث إلى السدس ‪.‬‬

‫ومثل ذلك لو مات عن أخ شقيق ‪ ،‬وأخ لب وأم ‪،‬‬


‫فإن الم تأخذ السدس ‪ ،‬لوجود عدد من الخوة ‪ ،‬ولو‬
‫كان الخ لب محجوبا ً بالخ الشقيق ‪.‬‬

‫المحجوب بالوصف وجوده كعدمه ‪:‬‬


‫أما المحجوب بالوصف ‪ ،‬كالقاتل ‪ ،‬أو الكافر ‪ ،‬أو‬
‫الرقيق ‪ ،‬فإنه ل يحجب أحدا ً حجب حرمان ‪ ،‬ول حجب‬
‫نقصان ‪ ،‬بل وجوده وعدم وجوده سواء ‪.‬‬

‫فلو كان للميت ابن قاتل وأم ‪ ،‬فإن الم تأخذ‬


‫الثلث ‪ ،‬مع وجود هذا البن القاتل ‪ ،‬لنه محروم من‬
‫الميراث ‪ ،‬ولذلك ل يحجب أحدا ً ‪.‬‬

‫المسألة المشّركة‬

‫‪114‬‬
‫المشركة بفتح الراء ‪ ،‬وقيل بكسرها ‪ ،‬وقيل فيها‬
‫المشتركة ‪.‬‬
‫سميت بهذا السم ‪ ،‬لما فيها من التشريك بين‬
‫الخوة الشقاء والخوة للم في فرض واحد ‪ ،‬وهو‬
‫الثلث ‪ ،‬كما سيأتي بيانه ‪.‬‬

‫وأركان هذه المسألة ‪ :‬أربعة ‪:‬‬


‫زوج ‪ ،‬أم – أو جدة ‪ ،-‬أخوة لم – اثنان فأكثر ‪،‬‬
‫ذكور ‪ ،‬أو إناث ‪ ،‬أو مختلفون – أخ شقيق ‪ ،‬فأكثر ‪ ،‬ولو‬
‫كان معه أخت شقيقة ‪ ،‬أو أكثر ‪ .‬ومقتضى القواعد‬
‫التي مر ذكرها ‪ ،‬في بحث أصحاب الفروض ‪ ،‬وفي‬
‫بحث العصبات ‪:‬‬

‫أن يأخذ الزوج نصف التركة ‪.‬‬


‫وتأخذ الم سدس التركة ‪.‬‬
‫ويأخذ أولد الم ثلث التركة ‪.‬‬
‫والخ الشقيق عصبة حسب القواعد المعروفة ‪.‬‬

‫وواضح أن أصحاب الفروض قد استغرقوا التركة‬


‫بفروضهم ‪ ،‬ولم يبق للشقيق شئ من التركة ‪،‬‬
‫يستحقه بالتعصيب ‪ .‬فالقاعدة أنه يسقط ‪ ،‬لنه لم يبق‬
‫شئ من التركة ‪ ،‬ولقد مر وذكرنا في تعريف العصبة ‪:‬‬
‫أنه يأخذ كل المال إذا انفراد ‪ ،‬ويأخذ ما أبقت الفروض‬
‫إذا لم ينفرد ‪ ،‬وإذا لم يبق شئ بعد أصحاب الفروض‬
‫سقط ‪ ،‬وبهذا قضى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪،‬‬
‫لما عرضت عليه هذه المسألة ‪.‬‬

‫لكن الورثة راجعوا معترضين ‪ ،‬وقالوا له ‪ :‬يا أمير‬


‫ب أن أبانا كان حجرا ً ملقى في اليم ‪،‬‬
‫المؤمنين ه ْ‬
‫أليست أمنا نحن الخوة واحدة ‪ .‬وقيل إن الذي قال‬
‫ذلك لعمر رضي الله عنه هو زيد بن ثابت رضي الله‬
‫عنه ‪ ،‬فقنع عمر بهذا القول ‪ ،‬وقضى بالتشريك بين‬
‫الخوة الشقاء ‪ ،‬والخوة للم في ثلث التركة ‪،‬‬
‫وقسمة عليهم بالسوية كأنهم جميعا ً إخوة لم فقط ‪.‬‬
‫ووافق عمر رضي الله عنه جماعة من الصحابة ‪ ،‬منهم‬
‫زيد بن ثابت رضي الله عنه وبهذا المذهب أخذ المام‬

‫‪115‬‬
‫الشافعي رضي الله عنه ‪ ،‬وهو كما ترى مذهب مقبول‬
‫يقول به العقل ‪ ،‬وتقتضيه العدالة ‪.‬‬

‫ولقد أطلق على هذه المسألة اسم اليمية‬


‫والحجرية أيضا ً ‪ ،‬لقول الورثة ‪ :‬هب أن أبانا كان حجرا ً‬
‫ملقى في اليم ‪.‬‬
‫قال في الرحبية ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وإخوة للم حازوا الثلثا‬ ‫وإن تجد زوجا ً وأما ورثا‬
‫‪2‬‬
‫النصب‬ ‫وإخوة أيضا ً لم وأب‬
‫‪3‬‬
‫اليم‬ ‫فاجعلهم كلهم لم‬
‫فهذه المسألة المشتركة‬ ‫واقسم على الخوة ثلث‬
‫التركة‬
‫ميراث الجد والخوة ‪:‬‬

‫لقد مر معنا سابقا ً حكم الجد ‪ ،‬إذا كان منفردا ً عن‬


‫الخوة الشقاء ‪ ،‬والخوات الشقيقات ‪ ،‬وعن الخوة‬
‫من الب ‪ ،‬والخوات من الب ‪.‬‬
‫كما مر معنا أيضا ً حكم الخوة ‪ ،‬إذا لم يكن معهم‬
‫الجد ‪.‬‬
‫وهنا نذكر حكم الجد والخوة في الميراث ‪ ،‬في‬
‫حالة الجتماع ‪.‬‬
‫إن الجد والخوة ‪ ،‬مجتمعين لم يرد في حكمهم‬
‫نص من الكتاب ‪ ،‬ول من السنة ‪ .‬وإنما ثبت حكمهم‬
‫باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم ‪.‬‬

‫لذلك اختلفت أقوال الصحابة فيهم ‪ ،‬وتبعهم في‬


‫هذا الخلف أصحاب المذاهب رحمهم الله ‪.‬‬

‫ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتهيبون الفتيا‬


‫في ميراث الجد والخوة ‪ ،‬ويتوقون القول فيه ‪.‬‬

‫‪ 1‬حازوا ‪ :‬ضموا وأخذوا ‪.‬‬


‫‪ 2‬النصب ‪ :‬جمع نصيب ‪ .‬أي بالنصيب المفروض لهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬اليم ‪ :‬البحر ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ‪ ،‬أنه‬
‫قال ‪ ) :‬من سره أن يقتحم جراثيم جهنم ‪ ،‬فليقض‬
‫بين الجد والخوة ( ‪.‬‬

‫]يقتحم ‪ :‬يدخل ‪ .‬جراثيم جهنم ‪ :‬أصول جهنم ‪،‬‬


‫وجرثومة الشئ ‪:‬أصله[ ‪.‬‬

‫وروي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه‬


‫قال ‪ ) :‬سلونا عن عضلكم ‪ ،‬واتركونا من الجد ‪ ،‬ل حياة‬
‫الله ول بياه ( ‪.‬‬
‫] عضلكم ‪ :‬مشكلت أموركم ‪ ،‬جمع عضلة ‪ .‬ل حياة‬
‫الله ‪ :‬ل ملكه ل بياه ‪ :‬ل أبقاء ‪ ،‬ول اعتمده [ ‪.‬‬

‫والغرض من ذلك ‪ :‬التضجر من صعوبة حكمه ‪ ،‬ل‬


‫حقيقة الدعاء عليه ‪.‬‬

‫وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال‬


‫‪ :‬بعد أن طعنه أبو لؤلؤة ‪ ،‬وحضرته الوفاة ‪ ) :‬أحفظوا‬
‫عني ثلثة أشياء ‪ :‬ل أقول في الجد شيئا ً ‪ ،‬ول أقول‬
‫في الكللة شيئا ً ‪ ،‬ول أولي عليكم أحدا ً ( ‪.‬‬

‫وأما نحن فلن نخوض في حكم الجد والخوة‬


‫مجتهدين ‪ ،‬ول مقتحمين ‪ ،‬وإنما نقول ذلك ‪ ،‬متبعين‬
‫مذهب المام الشافعي رحمة الله تعالى عليه ‪ ،‬وما‬
‫تقرر عند علماء مذهبه رحمهم الله تعالى أجمعين ‪.‬‬

‫فنقول وبالله التوفيق ‪:‬‬

‫حالت الجد مع الخوة في الميراث ‪:‬‬

‫للجد مع الخوة الشقاء ‪ ،‬أو لب ‪ ،‬ذكورا ً كانوا أو‬


‫إناثا ً حالتان ‪:‬‬
‫الحالة الولى ‪:‬‬
‫أن ل يكون معه ومعهم صاحب فرض ‪ ،‬كزوجة ‪،‬‬
‫وبنت ‪ ،‬أو زوج ‪ ،‬وجدة ‪ ،‬مثل ً ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫أن يكون معهم صاحب فرض ‪ ،‬كزوجة ‪ ،‬وبنت ‪،‬‬
‫ونحوهما ‪.‬‬
‫أحكام الحالة الولى ‪:‬‬
‫للجد في هذه الحالة ‪ ،‬مع الخوة حكمان ‪ ،‬يأخذ‬
‫بالفضل له منهما ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬ثلث جميع التركة ‪ ،‬إذا كان خيرا ً له ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬المقاسمة ‪ ،‬إذا كان ذلك خيرا ً له من ثلث‬
‫المال‬
‫والجد يقاسم الخوة ‪ ،‬كأخ ذكر ‪ ،‬ويأخذ معهم مثل‬
‫حظ النثيين ‪ .‬وهذا إذا كانوا أشقاء ‪ ،‬أو لب ‪ ،‬ذكروا ‪،‬‬
‫أو إناثا ً ‪.‬‬

‫أما الخوة من الم فل حظ لهم مع الجد في‬


‫الميراث ‪ ،‬بل يحجبهم ‪ ،‬وقد مر بيان ذلك في موضوع‬
‫الحجب ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أفضلية المقاسمة للجد ‪:‬‬
‫وتكون المقاسمة أفضل للجد ‪ ،‬وأنفع له من‬
‫الثلث ‪ ،‬وذلك فيما إذا كان الخوة أقل من مثليه ‪،‬‬
‫ويصدق هذا في صور ‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫جد ‪ ،‬وأخ ‪ ،‬فنصب المال له ‪ :‬ونصفه للخ‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.‬‬
‫‪ -2‬جد وأخت ‪ :‬له الثلثان ‪ ،‬ولها الثلث ‪.‬‬
‫‪ -3‬جد وأختان ‪ :‬له النصف ‪ ،‬وللختين‬
‫النصف ‪.‬‬
‫‪ -4‬جد وثلث أخوات ‪ :‬له خمسان ‪ ،‬ولكل‬
‫واحدة من الخوات خمس‬
‫‪ -5‬جد وأخ وأخت ‪ :‬للجد سهمان ‪ ،‬وللخ‬
‫سهمان ‪ ،‬وللخت سهم واحد ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫أفضلية الثلث للجدّ ‪:‬‬
‫ويكون ثلث التركة أفضل للجد ‪ ،‬وأنفع له من‬
‫المقاسمة ‪ ،‬إذا كان الخوة أكثر من مثليه ‪.‬‬

‫ولهذا الحالة صور كثيرة منها ‪:‬‬


‫‪ -1‬جد ‪ ،‬وثلثة إخوة ‪ ،‬فلو أخذ بالمقاسمة ‪،‬‬
‫لكن حظه ربع التركة ‪ ،‬وهو أقل من الثلث ‪،‬‬
‫فيأخذ الثلث ‪ ،‬لنه أنفع له ‪.‬‬
‫‪ -2‬جد وأخ وثلث أخوات ‪ ،‬وكذلك في هذه‬
‫الصورة يكون الثلث أنفع له ‪ ،‬لنه لو أخذ‬
‫بالمقاسمة لكان له سبعان من التركة ‪،‬‬
‫والثلث أكثر منهما ‪.‬‬
‫‪ -3‬جد وخمس أخوات ‪ ،‬فالثلث هنا أيضا ً‬
‫أنفع من المقاسمة ‪.‬‬
‫والصور في هذا الحكم كثيرة غير منحصرة ‪.‬‬

‫استواء المقاسمة وثلث التركة ‪:‬‬


‫وهذا إنما يكون حيثما يكون الخوة مثلي الجد ‪،‬‬
‫ويصح هذا في ثلث صور فقط ‪:‬‬
‫‪ -1‬جد وأخوان ‪ ،‬فلو أخذ بالقاسمة لكان له‬
‫ثلث التركة ‪ ،‬ولو أخذ بالفرض لخذ الثلث‬
‫أيضا ً ‪.‬‬
‫‪ -2‬جد وأربع أخوات ‪ ،‬أيضا ً في هذه الصورة‬
‫يستوي ثلث المال مع المقاسمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬جد وأخ وأختان ‪ ،‬للجد في المقاسمة‬
‫سهمان ‪ ،‬وثلث المال سهمان أيضا ً ‪،‬‬
‫فالمقاسمة إذا وثلث المال سيان ‪.‬‬

‫وحين يستوي ثلث المال مع المقاسمة ‪ ،‬فالولى‬


‫أن يأخذ الثلث بالفرض ‪ ،‬لقوة الفرض وتقديمه على‬
‫العصبة في الميراث ‪ .‬وقيل يرث بالمقاسمة ‪ ،‬وقيل‬
‫يتخير المفتي فيورثه بأيهما شاء ‪.‬‬

‫أحكام الحالة الثانية ‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫وهي كما قلنا إذا كان مع الجد والخوة صاحب‬
‫فرض ‪ ،‬وللجد في هذه الحالة ‪ :‬ثلثة أحكام ‪ ،‬يأخذ منها‬
‫بالفضل له ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬المقاسمة ‪ ،‬إذا كانت أنفع له ‪.‬‬


‫الثاني ‪ :‬ثلث الباقي بعد فرض صاحب الفرض وذلك‬
‫إذا كان أنفع له ‪.‬‬
‫الثلث ‪ :‬سدس التركة ‪ ،‬إذا كان أفضل له من‬
‫المقاسمة وثلث الباقي ‪ .‬ول ينزل نصيب الجد عن‬
‫السدس ولو اسما ً ‪ ،‬ل حقيقة ‪.‬‬

‫صورة المقاسمة ‪:‬‬


‫زوج ‪ ،‬وجد ‪ ،‬وأخ ‪.‬‬
‫فللزوج النصف ‪ ،‬ويبقى بعده نصف التركة ‪،‬‬
‫فيأخذه الخ والجد بالتساوي ‪ ،‬ويكون نصيب كل واحد‬
‫منهما ربع التركة ‪ ،‬ومعلوم في هذه الصورة أن‬
‫المقاسمة أنفع للجد من ثلث الباقي بعد فرض الزوج ‪،‬‬
‫وأنفع أيضا ً من سدس جميع التركة ‪.‬‬

‫ولو كان مكان الزوج ‪ ،‬زوجة ‪ ،‬ومكان الخ أختين ‪،‬‬


‫لكانت المقاسمة أنفع للجد أيضا ًُ من ثلث الباقي ‪،‬‬
‫ومن سدس المال ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫صورة ثلث الباقي ‪:‬‬
‫أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬خمسة إخوة ‪.‬‬
‫وفي هذه المسألة يتضح أن ثلث الباقي بعد‬
‫فرض الم أنفع للجد ‪ ،‬لن الم إذا أخذت سدسا ً ‪ ،‬وهو‬
‫فرضها ‪ ،‬أي سهم واحد ‪ ،‬لبقي خمسة أسهم ‪ ،‬فلو أخذ‬
‫الجد بالمقاسمة لكان له أقل من سهم ‪ ،‬ولو أخذ‬
‫السدس ‪ ،‬كان له سهم واحد ‪ ،‬لكنه إذا أخذ ثلث الباقي‬
‫كان له سهم وثلثا ً سهم ‪ ،‬وواضح أنه أنفع للج ّ‬
‫د‬
‫وأحسن ‪.‬‬

‫صورة السدس ‪:‬‬

‫زوج ‪ ،‬أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخوان ‪.‬‬


‫ومعلوم هنا في هذه الصورة أن سدس التركة‬
‫أنفع للجد وأكثر من المقاسمة ‪ ،‬ومن ثلث الباقي ‪.‬‬

‫فالزوج له في هذه الصورة نصف التركة ‪ ،‬والم‬


‫لها السدس ‪ ،‬والباقي بعد فرض الزوج والم هو‬
‫الثلث ‪ ،‬فلو ورث الجد بالمقاسمة لكان له ثلث الثلث ‪،‬‬
‫ولو ورث ثلث الباقي لكان له أيضا ً ثلث الثلث ‪ ،‬ونصيبه‬
‫في الحالتين يكون أقل من السدس ‪ ،‬ولذلك يفرض له‬
‫السدس ‪ ،‬ويبقى السدس الباقي بين الخوين لكل‬
‫واحد منهما نصف السدس ‪.‬‬

‫صورة استواء المقاسمة وثلث الباقي ‪:‬‬


‫بالضافة إلى الصورة السابقة ‪ ،‬يمكن أن تستوي‬
‫بالنسبة للجد المقاسمة وثلث الباقي في الصورة‬
‫التالية أيضا ً ‪ ،‬وهي ‪ :‬أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخوان ‪.‬‬
‫فللم السدس ‪ ،‬وللجد ثلث الباقي ‪ ،‬وللخوين الباقي ‪.‬‬
‫فلو فرضنا التركة ثمانية عشر ‪ ،‬لكان نصيب الم ثلثة‬
‫أسهم ‪ ،‬والباقي خمسة عشر سهما ً ‪ ،‬فلو أعطينا الجد‬
‫ثلثها لكان نصيبه خمسة أسهم ‪ ،‬ولو أعطيناه‬

‫‪122‬‬
‫بالمقاسمة لكان أيضا ً خمسة أسهم ‪ ،‬فهنا إذا ً يستوي‬
‫في هذه الصورة بالنسبة للجد المقاسمة وثلث الباقي‬

‫صورة استواء المقاسمة والسدس ‪:‬‬


‫زوج ‪ ،‬جدة ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخ ‪.‬‬
‫فللزوج النصف ‪ ،‬وللجدة السدس ‪ ،‬والباقي بعد‬
‫فرضهما ثلث التركة ‪ ،‬وهو سهمان من ستة أسهم ‪،‬‬
‫فلو أعطيناه بالمقاسمة ‪ ،‬لكان نصيبه سهما ً وللخ‬
‫سهم ‪ ،‬ولو أعطيناه سدس التركة ‪ ،‬لكان نصيبه سهما ً‬
‫أيضا ً ‪ ،‬فاستوي إذا السدس والمقاسمة ‪.‬‬

‫صورة استواء السدس وثلث الباقي ‪:‬‬


‫زوج ‪ ،‬جد ‪ ،‬ثلثة أخوة ‪.‬‬
‫فللزوج النصف ‪ ،‬والباقي بعد فرضه النصف ‪ ،‬فلو‬
‫فرضنا المسألة من ستة ‪ ،‬كان نصيب الزوج ثلثة ‪،‬‬
‫والباقي ثلثة ‪ ،‬فلو أعطينا الجد السدس ‪ ،‬لكان نصيبه‬
‫واحدا ً ‪ ،‬ولو أعطيناه ثلث الباقي ‪ ،‬لكان نصيبه واحدا ً‬
‫أيضا ً ‪ ،‬فاستوي بالنسبة له في هذه الصورة السدس‬
‫وثلث الباقي كما هو واضح ‪.‬‬

‫صورة استواء السدس وثلث الباقي‬


‫والمقاسمة ‪:‬‬
‫زوج ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخوان ‪.‬‬

‫فللزوج النصف ‪ ،‬وللجد من الخوين النصف‬


‫الخر ‪ ،‬فلو أعطينا الجد بالمقاسمة لكان نصيبه واحدا ُ ‪،‬‬
‫لو فرضنا المسألة من ستة أسهم ‪ ،‬ولو أعطيناه‬
‫السدس لكان نصيبه أيضا ً واحدا ً ‪ ،‬ولو أعطيناه ثلث‬
‫الباقي لخذ واحدا ً أيضا ً ‪.‬‬
‫الجد ل ينزل عن السدس ‪:‬‬
‫لقد قلنا سابقا ً إن الجد مع الخوة ل ينزل نصيبه‬
‫عن السدس ‪ ،‬فلو أنه لم يبق بعد أصحاب الفروض إل‬
‫السدس لخذه الجد ‪ ،‬وسقط الخوة ‪ .‬وصورة ذلك ‪:‬‬
‫بنتان ‪ ،‬أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخ ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ففي هذه الصورة تأخذ البنتان الثلثين ‪ ،‬وتأخذ‬
‫الم السدس ‪ ،‬ويأخذ الجد السدس الباقي ‪ ،‬ويسقط‬
‫الخ ‪.‬‬

‫ولو بقي بعد أصحاب الفروض أقل من السدس ‪،‬‬


‫أخذ الجد أيضا ً السدس اسما ً ‪ ،‬وتعول المسألة ‪ ،‬وصورة‬
‫ذلك ‪:‬‬

‫زوج ‪ ،‬بنتان ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخ ‪.‬‬


‫فللزوج الربع ‪ ،‬وللبنتين الثلثان ‪ ،‬ويبقى بعدهما‬
‫أقل من السدس ‪ ،‬فيأخذ الجد سدسه عائل ً ‪ ،‬كما يأخذ‬
‫كل واحد من أصحاب الفروض فرضه عائل ً ‪ .‬والعول‬
‫سيأتي معنا إن شاء الله تعالى ‪.‬‬

‫وهو زيادة في سهام أصل المسألة ‪ ،‬ولكن يلزم‬


‫منه نقص في نصيب كل وارث ‪.‬‬

‫فإذا لم يبق شئ من التركة بعد أصحاب الفروض ‪،‬‬


‫فرض أيضا ً للجد سدس التركة ‪ ،‬وتعول المسألة ‪،‬‬
‫ويسقط الخ ‪.‬‬

‫وصورة ذلك ‪ :‬بنتان ‪ ،‬زوج ‪ ،‬أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخ ‪.‬‬


‫وللبنتين الثلثان ‪ ،‬وللزوج الربع ‪ ،‬وللم السدس ‪،‬‬
‫مسألة أيضا ً عائلة‬ ‫وللجد السدس ‪ ،‬وليس للخ شئ ‪ ،‬وال ٍ‬
‫‪ ،‬فيأخذ كل وارث نصيبه من المسألة عائل ً أيضا ً ‪.‬‬
‫اختلف الجد عن الخوة ‪:‬‬
‫قلنا فيما سبق ‪ :‬إن الجد مع الخوة أشقاء أو الب‬
‫ذكورا ً وإناثا ً يعتبر كأخ في الحكم ‪ ،‬ويعصب الناث ‪،‬‬
‫ويأخذ مثل حظ الثنيين إذا كان ذلك خيرا ً له ‪ .‬لكنه‬
‫يخالف الخوة في حالة واحدة ‪ ،‬وهي ما إذا كان معه‬
‫أم وأخ ‪ ،‬فإن الم هذه الصورة تأخذ ثلث التركة ‪ ،‬ل‬
‫سدسها ‪ ،‬كما لو كان بدل الجد أخ ‪.‬‬

‫فالخوان يحجبان الم من الثلث إلى السدس ‪ ،‬ول‬


‫يحجبها من الثلث إلى السدس جد وأخ ‪ ،‬فالجد إذا في‬
‫هذه الصورة ‪ ،‬ل يشبه الخ ‪ ،‬بل يختلف عنه ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫وكذلك ‪ :‬زوجة ‪ ،‬وأم ‪ ،‬وجد ‪ ،‬وأخت ‪.‬‬

‫تأخذ الزوجة الربع ‪ ،‬والم الثلث كامل ً ‪ ،‬والباقي‬


‫يأخذه الجد والخت مقاسمة للذكر مثل حظ الثنيين ‪.‬‬

‫اجتماع الخوة الشقاء والخوة لب مع‬


‫الجد ‪:‬‬
‫قد يجتمع في المسألة مع الجد ‪ ،‬أخوة أشقاء ‪،‬‬
‫وأخوة لب ‪ ،‬سواء كان معهم صاحب فرض ‪ ،‬أو لم يكن‬
‫‪ .‬فالحكم في هذه الحالة ‪ :‬أن يعد الخوة الشقاء إلى‬
‫جانبهم الخوة لب ‪ ،‬لينقصوا بذلك نصيب الجد ‪ ،‬ثم‬
‫يعود الشقاء إلى الخوة لب ‪ ،‬فيحجبونهم ‪ ،‬كما لو لما‬
‫يكن معهم جد ‪ ،‬وتسمى هذه المسائل ‪ ،‬بمسائل‬
‫المعادة ‪.‬‬

‫ومثال ذلك ‪ :‬جد ‪ ،‬أخ شقيق ‪ ،‬أخ لب ‪.‬‬


‫فالخ الشقيق ‪ ،‬يعد إلى جانبه الخ الب ‪ ،‬فينقص‬
‫بذلك نصيب الجد من النصف بالمقاسمة إلى الثلث ‪.‬‬
‫ثم يحجب الخ الشقيق الخ لب ‪ ،‬لقوته ويأخذ نصيبه ‪.‬‬

‫ومثل تلك الصورة ‪ ،‬صورة ما إذا كان في المسألة‬


‫مع الجد والخوة صاحب فرض ‪ ،‬وصورة ذلك ‪ :‬جد ‪،‬‬
‫وزوجة ‪ ،‬وأخ شقيق ‪ ،‬وأخ لب ‪.‬‬

‫فللزوجة الربع ‪ ،‬ويعد الخ الشقيق الخ لب على‬


‫الجد ‪ ،‬فيأخذ الجد ثلث الباقي ‪ ،‬ل ستوائه مع‬
‫المقاسمة ‪ ،‬ويأخذ الباقي الخ الشقيق ‪ ،‬ول شئ للخ‬
‫لب‬

‫وإذا كان مع الجد أخت شقيقة ‪ ،‬أو أخوات‬


‫شقيقات ‪ ،‬أخوة أو أخوات لب ‪ ،‬فالحكم كذلك ‪ ،‬أن‬
‫الشقيقة ‪ ،‬أو الشقيقات ‪ ،‬وتعد الخوة والخوات لب‬
‫على الجد ‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫لكن المر يختلف هنا عما سبق أن الخت‬
‫الشقيقة تأخذ إلى النصف ‪ ،‬والخوات الشقيقات‬
‫يأخذن إلى الثلثين ‪ ،‬فإن بقي بعد ذلك شئ أخذه‬
‫الخوة لب ‪ ،‬وإذا لم يبق سقط الخوة لب ‪ ،‬سواء‬
‫كانوا ذكورا ً ‪ ،‬أو إناثا ً ‪.‬‬

‫مثال ما إذا لم يبق بعد الشقيقات شئ للخوة لب‬


‫‪ :‬جد ‪ ،‬أختان شقيقتان ‪ ،‬أخ لب ‪.‬‬

‫للجد في هذه المسألة ثلث المال ‪ ،‬وهو يستوي‬


‫مع المقاسمة ‪ ،‬ويبقى الثلثان ‪ ،‬تأخذهما الشقيقتان ‪،‬‬
‫ويسقط الخ للب ‪ ،‬لنه لم يبق له شئ ‪.‬‬

‫مثال آخر ‪ :‬زوجة ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخت شقيقة ‪ ،‬أخوان‬


‫لب ‪.‬‬
‫وللزوجة في هذه المسألة الربع ‪ ،‬والحظ للجد‬
‫فيها ثلث الباقي ‪ ،‬فيبقى بعد الربع وثلث الباقي نصف‬
‫المال ‪ ،‬فتأخذه الشقيقة ‪ ،‬ول شئ للخوين للب ‪.‬‬

‫وإذا بقي للشقيقة بعد نصيب الجد ‪ ،‬أقل من‬


‫نصف التركة ‪ ،‬أخذته ‪ ،‬ول شئ لها ‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪ :‬زوج ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخت شقيقة ‪ ،‬أخوان لب ‪.‬‬

‫للزوج هنا النصف ‪ ،‬وإذا عدت الخت الشقيقة‬


‫الخوين لب على الجد ‪ ،‬كان الحظ للجد السدس ‪ ،‬أو‬
‫ثلث الباقي ‪ ،‬ويبقى بعد النصف ‪ ،‬والسدس ثلث المال‬
‫‪ ،‬فتأخذه الشقيقة ‪ ،‬وهو اقل من النصف ‪ ،‬أما الخوان‬
‫لب ‪ ،‬فيسقطان ‪ ،‬لنه لم يبق لهما شئ من التركة ‪.‬‬

‫هذا ‪ ،‬وقد يبقى للخوة للب شئ ‪ ،‬بعد نصيب‬


‫الشقيقة ‪ ،‬أو الشقيقات ‪ ،‬فيأخذونه ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬الزيديات الربع نسبة لزيد بن ثابت‬
‫رضي الله عنه ‪ :‬وهي ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬وتسمي المسألة العشرية ‪ ،‬لصحتها من‬
‫عشرة ‪:‬‬
‫جد ‪ ،‬أخت شقيقة ‪ ،‬أخ لب ‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫والحظ للجد في هذه المسألة المقاسمة ‪ ،‬فيأخذ‬
‫سهمين ‪ ،‬والخ للب يأخذ أيضا ً سهمين ‪ ،‬وتأخذ‬
‫الشقيقة سهما ً ‪ ،‬لكن الشقيقة ترجع إلى الخ لب ‪،‬‬
‫وتسلبه نصيبه بعد أن عدته على الجد ‪ ،‬ول تبقي له‬
‫منه إل ما فضل عن نصف التركة ‪.‬‬

‫فإذا فرضنا التركة عشرة ‪ ،‬أخذ الجد أربعة أسهم ‪،‬‬


‫والشقيقة خمسة أسهم ‪ ،‬وهي النصف ‪ ،‬وبقي للخ‬
‫لب سهم واحد ‪ ،‬بعد نصف الشقيقة ‪ ،‬فيأخذه ‪.‬‬

‫‪ :‬المسألة العشرينية ‪ ،‬لصحتها من عشرين ‪.‬‬ ‫الثانية‬


‫وهي ‪:‬‬
‫جد ‪ ،‬وأخت شقيقة ‪ ،‬وأختان لب ‪.‬‬

‫وفي هذه المسألة ‪ ،‬المقاسمة خير للجد ‪ ،‬فيأخذ‬


‫به ‪ .‬والخت الشقيقة بعد عد الختين لب على الجد‬
‫تأخذ النصف والباقي للختين للب ‪ ،‬فلو فرضنا‬
‫المسألة من عشرين ‪ ،‬لكان نصيب الجد ثمانية أسهم ‪،‬‬
‫ونصيب الشقيقة عشرة أسهم ‪ ،‬ويبقى سهمان ‪ ،‬لكل‬
‫أخت من الب سهم واحد ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬وتسمى مختصرة زيد ‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخت شقيقة ‪ ،‬أخ لب ‪ ،‬أخت لب ‪.‬‬

‫فالم تأخذ سدس المال ‪ ،‬لوجود عدد من الخوة ‪،‬‬


‫والجد يستوي في حقه المقاسمة ‪ ،‬وثلث الباقي بعد‬
‫نصيب الم ‪ ،‬فيأخذ ثلث الباقي ‪ ،‬وتعد الشقيقة الخ‬
‫والخت للب على الجد ‪ ،‬ثم تأخذ النصف ‪ ،‬والباقي‬
‫للخ والخت للب ‪ :‬للذكر مثل حظ النثيين ‪.‬‬

‫فلو فرضا المسألة ) ‪ ( 54‬سهما ً ‪ ،‬لكان نصيب‬


‫الم ) ‪ ( 9‬أسهم ‪ ،‬وهي السدس ‪ ،‬ونصيب الجد ) ‪( 15‬‬
‫سهما ً ‪ ،‬وهي ثلث الباقي ‪ ،‬ونصيب الشقيقة بعد عد‬
‫الخ لب والخت لب ) ‪ ( 27‬سهما ً هي نصف التركة ‪،‬‬
‫ويبقى بعد نصيب الم ‪ ،‬والجد ‪ ،‬والشقيقة ‪( 3 ) ،‬‬
‫أسهم ‪ ،‬للخ لب سهمان ‪ ،‬وللخت لب سهم واحد ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫وتسمى تسعينية زيد ‪ ،‬لصحتها من تسعين ‪،‬‬ ‫الرابعة ‪:‬‬
‫وهي ‪:‬‬
‫أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬أخت شقيقة ‪ ،‬أخوان لب ‪ ،‬أخت‬
‫لب ‪.‬‬
‫وللم السدس ‪ ،‬وللجد ثلث الباقي بعد فرض‬
‫الم ‪ ،‬فهو أحظ له من المقاسمة ومن السدس ‪ .‬وتعد‬
‫الخت الشقيقة الخوة لب إلى جانبها ‪ ،‬كما قلنا ‪ ،‬ثم‬
‫تأخذ النصف ‪ ،‬وتترك الباقي للخوة للب ‪ ،‬فلو فرضنا‬
‫المسألة ) ‪ ( 90‬سهما ً ‪ ،‬لكان نصيب الم ) ‪ ( 15‬سهما ً ‪،‬‬
‫وهي السدس ‪ ،‬ونصيب الجد ) ‪ ( 25‬سهما ً هي الثلث‬
‫الباقي بعد نصيب الم ‪ ،‬ونصيب الخت الشقيقة )‬
‫‪ ( 45‬سهما ً ‪ ،‬هي نصف التركة ‪ ،‬والباقي خمسة‬
‫أسهم ‪ ،‬يأخذ كل أخ لب سهمين ‪ ،‬وتأخذ الخت لب‬
‫سهما ً واحدا ً ‪.‬‬

‫قال المام الرحبي رحمه الله تعالى في الجد‬


‫والخوة ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫واعلم بأن الجد ذو أحوال أنبيك عنهن على التوالي‬
‫‪2‬‬
‫يقاسم الخوة فيهن إذا‬
‫إن كان بالقسمة عنه نازل‬ ‫فتارة يأخذ ثلثا ً كامل ً‬
‫إن لم يكن هناك ذو سهام فاقنع بإيضاحي عن‬
‫استفهام‬
‫هذا إذا ما كانت المقاسمة تنقصه عن ذاك بالمزاحمه‬
‫‪3‬‬
‫والرزاق‬ ‫وتارة يأخذ ثلث الباقي‬
‫وليس عنه نازل ً بحال‬ ‫وتارة يأخذ سدس المال‬
‫وهو مع الناث عند القسم مثل أخ في سهمه والحكم‬
‫بل ثلث المال لها يصحبها‬ ‫إل مع الم فل يحجبها‬
‫‪4‬‬
‫الجداد‬ ‫واحسب بني الب مع‬
‫العداد‬
‫حكمك فيهم عند فقد الجد‬ ‫واحكم على الخوة بعد‬
‫العد‬
‫‪ 1‬أنبيك ‪ :‬أخبرك ‪.‬‬
‫‪ 2‬بالذى ‪ :‬بالنقص ‪.‬‬
‫‪ 3‬الرزاق ‪ :‬جمع رزق ‪ ،‬وهو ما ينتفع به ‪.‬‬
‫‪ 4‬وارفض ‪ :‬واترك ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫المسألة الكدرية‬
‫قال العلماء ‪ :‬إن الخت ‪ ،‬شقيقة كانت أم لب ‪ ،‬ل‬
‫يفرض لها مع الجد في غير مسائل المعادة التي سبق‬
‫ذكرها ‪ ،‬إل في المسألة الكدرية ‪.‬‬

‫مسألة ‪ :‬هي ‪:‬‬ ‫وصورة هذه ال ٍ‬


‫زوج ‪ ،‬أم ‪ ،‬أخت ‪ - ،‬شقيقة ‪ ،‬أم لب ‪ ، -‬جد ‪.‬‬
‫وسميت هذه المسألة بهذا السم ‪ ،‬قيل ‪ :‬لنها‬
‫كدرت على زيد بن ثابت رضي الله عنه مذهبه ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫لن الميتة كانت من أكدر ‪ .‬والله اعلم ‪.‬‬

‫مسألة ‪ ،‬يأخذ الزوج النصف ‪ ،‬وهو‬ ‫ففي هذه ال ٍ‬


‫فرضه ‪ ،‬وتأخذ الم الثلث ‪ ،‬وهو فرضها أيضا ً ‪ ،‬ويبقى‬
‫بعد فرض الزوج ‪ ،‬والم ‪ ،‬السدس ‪ ،‬فينبغي أن يأخذه‬
‫الجد ‪ ،‬لنه – كما قلنا سابقا ً – ل ينزل عن السدس ‪.‬‬

‫وكان القياس بعد هذا أن تسقط الخت ‪ ،‬لنها لم‬


‫يبق لها شئ ‪ ،‬شأنها في ذلك شأن الشقيق ‪ ،‬لو كان‬
‫مكان الخت الشقيقة ‪.‬‬

‫لكن علماء الشافعية ‪ ،‬فرضوا للخت في المسألة‬


‫النصف ‪ ،‬لنها بطلت عصوبتها بالجد ‪ ،‬ول حاجب‬
‫يحجبها ‪ ،‬غير أنهم رأوا بعد هذا أن يضموا نصيبها إلى‬
‫نصيب الجد ‪ ،‬ثم يقسموا النصيبين بينهما ‪ ،‬لها ‪،‬‬
‫الثلث ‪ ،‬وله الثلثان ‪ .‬عمل ً بمبدأ التعصيب بينهما ‪ .‬وإنما‬
‫حكموا بهذا كي ل تأخذ الخت ثلثة أمثال الجد ‪ .‬وهذا‬
‫أمر ممتنع ‪ ،‬لنهما في درجة واحدة بالنسبة للميت ‪،‬‬
‫فعلوا ذلك رعاية للجانبين ‪.‬‬

‫وعلى هذا ‪ ،‬يأخذ الزوج النصف ‪ ،‬والم الثلث ‪،‬‬


‫والجد السدس ‪ ،‬والخت النصف ‪ ،‬وبهذه الفروض تعول‬
‫المسألة ‪ ،‬ويزاد في سهامها ‪.‬‬

‫فالنصف للزوج ثلثة أسهم ‪ ،‬والثلث للم‬


‫سهمان ‪ ،‬والسدس للجد سهم واحد ‪ ،‬والنصف للخت‬
‫ثلثة أسهم ‪ ،‬وبهذا تبلغ السهم تسعة ‪ .‬ثم يعود الجد‬

‫‪129‬‬
‫والخت إلى المقاسمة ‪ ،‬فيقتسمان الربعة أسهم‬
‫بينهما للذكر مثل حظ النثيين ‪ .‬فإذا صححنا المسالة‬
‫من سبعة وعشرين ‪ ،‬كان نصيب الزوج نصفا ً عائل ً ‪،‬‬
‫وهو تسعة أسهم ‪ ،‬وللم ثلث عائل ‪ ،‬وهو ستة أسهم ‪،‬‬
‫والباقي اثنا عشر سهما ً ‪ ،‬أربعة للخت ‪ ،‬وثمانية للجد ‪،‬‬
‫عمل ً بمبدأ التعصيب ‪ ،‬وهو أصل ميراث الخت مع‬
‫الجد ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬

‫قال في الرحبية ‪:‬‬


‫فيما عدا مسالة كملها‬ ‫والخت ل فرض مع الجد‬
‫‪1‬‬ ‫لها‬
‫فاعلم فخير أمة علمها‬ ‫زوج وأم وهما تمامها‬
‫‪2‬‬
‫وهي بأن تعرفها حرية‬ ‫تعرف يا صاح بالكدريه‬
‫‪3‬‬
‫المجمله‬ ‫فيفرض النصف لها‬
‫والسدس له‬
‫كما مضى فاحفظة واشكر‬ ‫ثم يعودان إلى المقاسمة‬
‫ناظمه‬

‫ميراث الخنثى المشكل‬

‫تعريف الخنثى المشكل ‪:‬‬


‫الخنثى لغة مأخوذ من النخناث ‪ ،‬وهو ‪ :‬التثني‬
‫والتكسر ‪ ،‬أو من ‪ :‬خنث الطعام إذا اشتبه أمره ‪ ،‬فلم‬
‫يخلص طعمه ‪.‬‬

‫والمشكل ‪ :‬مأخوذ من شكل المر شكول ً ‪ ،‬وأشكل‬


‫‪ :‬إذا التبس ‪.‬‬
‫والخنثى المشكل اصطلحا ً ‪ :‬هو آدمي له ألة‬
‫ذكورة ‪ ،‬وألة أنوثة ‪ ،‬أو له ثقبة ل تشبه واحدة منهما ‪،‬‬
‫يخرج منها البول ‪.‬‬

‫‪ 1‬خير أمة ‪ :‬أكمل جماعة ‪ .‬علمها ‪ :‬أعلمها ‪.‬‬


‫‪ 2‬يا صاح ‪ :‬يا صحبي ‪ .‬حرية ‪ :‬حقيقة وجديرة ‪.‬‬
‫‪ 3‬المجملة ‪ :‬المجتمعة ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أقسام الخنثى ‪:‬‬
‫الخنثى ‪ :‬قسمان ‪ :‬خنثى مشكل ‪ ،‬خنثى غير‬
‫مشكل ‪.‬‬
‫الخنثى غير المشكل هو من ترجحت فيه صفة‬
‫الذكورة ‪ ،‬أو صفة النوثة ‪ ،‬وذلك كأن تزوج فولد له‬
‫ولد ‪ ،‬فهذا رجل قطعا ً ‪ ،‬أو تزوج فحملت ‪ ،‬فهي أنثى‬
‫قطعا ً ‪.‬‬

‫أما الخنثى المشكل فهو الذي لم تتضح ذكورته ‪،‬‬


‫من أنوثته ‪ .‬والفقهاء يذكرون في الخنثى علمات‬
‫يترجح بها ذكورته ‪ ،‬أو أنوثته ‪ ،‬ولو كان ذلك بعد‬
‫البلوغ ‪.‬‬
‫فإذا أمنى مثل ً تبين أنه ذكر ‪ ،‬وإذا حاض علم أنه‬
‫أنثى ‪ .‬وإن ظهر ميله للنساء ‪ ،‬ترجح أنه ذكر ‪ ،‬وإن‬
‫غلب ميله إلى الرجال ‪ ،‬كان أنثى غالبا ً ‪.‬‬

‫واليوم وبعد أن تقدم الطب ‪ ،‬قل احتمالت أن‬


‫يبقى أحد خنثى مشكل ً ‪ ،‬وأصبح باستطاعة الطب غالبا ً‬
‫أن يكشف أمره ‪.‬‬
‫لكن لنفرض أن الخنثى كان من الشكال بحيث‬
‫أعجز الطباء ‪ ،‬فهذا إذا هو الخنثى المشكل ‪.‬‬

‫حكم الخنثى المشكل في الميراث ‪:‬‬


‫والخنثى ما دام مشكل ً ل يكون أبا ً ول أما ً ‪ ،‬ول جدا ً‬
‫ول جدة ‪ ،‬لنه لو كان واحدا ً من هؤلء ‪ ،‬لكان واضحا ً ‪،‬‬
‫ونحن نفرض أنه مشكل ‪.‬‬

‫وكذلك ل يكون زوجا ً ول زوجة ‪ ،‬لنه ل تصح‬


‫مناكحته ما دام مشكل ً ‪.‬‬
‫فالخنثى المشكل إذا ً منحصر في أربع جهات ‪ :‬هي‬
‫‪:‬‬
‫البنوة ‪ ،‬والخوة ‪ ،‬والعمومة ‪ ،‬والولء ‪.‬‬
‫وإليك بيان ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬الخنثى المشكل إن كان ل يختلف نصيبه‬
‫من الميراث على اعتبار ذكورته ‪ ،‬وأنوثته ‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫ول يختلف أيضا ً نصيب الورثة معه على كل‬
‫العتبارين ‪ ،‬فإن التركة تجري قسمتها على‬
‫طبيعتها ‪ ،‬كما مر معنا ‪.‬‬

‫وصورة ذلك ‪ :‬أن يكون الورثة ‪:‬‬


‫أما ‪ ،‬أخا ً شقيقا ً ن أخا لم خنثى ‪.‬‬

‫ففي هذه الصورة يجري تقسيم التركة ‪ ،‬كأن‬


‫لم يكن فيها خنثى ‪ ،‬لن الخنثى ‪ ،‬ل يختلف‬
‫نصيبه ‪ ،‬سواء كان ذكرا ً ‪ ،‬أو أنثى ‪ .‬فيأخذ‬
‫السدس على كل حال ‪ ،‬لن ولد الم له السدس‬
‫‪ ،‬سواء كان ذكرا ً أو أنثى ‪.‬‬

‫وتأخذ الم السدس ‪ ،‬لوجود عدد من الخوة ‪،‬‬


‫ويأخذ الخ الشقيق الباقي بالتعصيب ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإذا كان الخنثى يرث على فرض ذكورته‬
‫‪ ،‬أو أنوثته ‪ ،‬ول يرث على الفرض الخر ‪،‬‬
‫فإنه والحالة هذه ل يعطى من التركة شيئا ً‬
‫حتى يستبين حاله ‪ ،‬أو يتصالح مع الورثة ‪.‬‬

‫وكذلك إذا كان بعض الورثة يرث على فرض دون‬


‫فرض ‪ ،‬فإنه أيضا ً ل يعطي شيئا ً من التركة ‪.‬‬
‫فلو ترك الميت ‪ :‬زوجة ‪ ،‬وعما ً ‪ ،‬وولد أخ خنثى ‪.‬‬
‫ففي هذه المسألة تأخذ الزوجة الربع ‪ ،‬وهي في‬
‫نصيبها هذا ل تتأثر فالخنثى كيفما كان حاله ‪.‬‬
‫أما العم ‪ ،‬فل يعطي شيئا ً الن ‪ ،‬لحتمال أن يكون‬
‫ولد الخ ذكرا ً ‪ ،‬فيحجب العم ‪.‬‬
‫ول يعطى ولد الخ الخنثى شيئا ً أيضا ً لحتمال أن‬
‫يكون أنثى ‪ ،‬فل ترث ‪ ،‬لن بنت الخ ساقطة ‪.‬‬
‫وهكذا يتضح أنه يوقف في هذه المسألة ثلثة‬
‫أرباع التركة ‪ ،‬فإن ظهر الخنثى ذكرا ً أخذه ‪ ،‬وإن ظهر‬
‫أنثى أخذه العم ‪.‬‬
‫وإذا اختلف نصيب الخنثى بين الذكورة‬ ‫‪-3‬‬
‫والنوثة ‪ ،‬وكذلك أيضا ً اختلف نصيب الورثة معه‬
‫‪ ،‬وعلى كل التقديرين ‪ ،‬فالحكم أن يعامل‬
‫الخنثى ‪ ،‬ومن معه من الورثة بالضر ‪ ،‬والقل‬
‫من ذكورة الخنثى وأنوثته ‪ ،‬فيعطى كل واحد‬

‫‪132‬‬
‫القل المتيقن ‪ ،‬عمل ً باليقين ‪ ،‬ويوقف‬
‫الباقي ‪ ،‬إلى أن يتضح حال الخنثى المشكل ‪،‬‬
‫فيعمل بحسبه ‪ ،‬أو إلى أن يصطلح هو والورثة ‪.‬‬
‫فلو مات شخص عن ‪ ،‬ابن ‪ ،‬وولد خنثى مشكل ‪.‬‬

‫فإنه بتقدير ذكورة الخنثى ‪ ،‬يكون المال بينه‬


‫وبين البن بالسوية ‪ ،‬لكل واحد منهما نصف‬
‫المال لنهما أخوان ذكران ‪ ،‬وبتقدير أنوثته ‪،‬‬
‫يكون للخنثى الثلث ‪ ،‬وللبن الثلثان ‪ ،‬فيقدر‬
‫الخنثى أنثى في حق نفسه ‪ ،‬فيأخذ الثلث فقط‬
‫‪ ،‬ويقدر ذكرا ً في حق البن ‪ ،‬فيأخذ البن‬
‫النصف ‪ ،‬لنه متيقن به ‪ ،‬ويوقف السدس‬
‫الباقي بينهما حتى يتضح حال الخنثى‬
‫المشكل ‪ ،‬فإن ظهر ذكرا ً أخذه ‪ ،‬وإن ظهر أنه‬
‫أنثى أخذه البن ‪ ،‬وإن لم يظهر أمره اصطلح‬
‫هو والبن عليه ‪.‬‬

‫قال صاحب الرحبية رحمه الله تعالى ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫وإن يكن في مستحق‬
‫‪2‬‬ ‫المال‬
‫تحظ بالقسمة والتبيين‬ ‫فاقسم على القل‬
‫واليقين‬
‫المفـــــقـود‬

‫تعريف المفقود ‪:‬‬


‫المفقود في اللغة ‪ :‬مأخوذ من ‪ :‬فقدت الشئ ‪،‬‬
‫إذا عدمته ‪ .‬وهو في الصطلح ‪ :‬من غاب عن وطنه ‪،‬‬
‫وطالت غيبته ‪ ،‬وانقطع خبره ‪ ،‬وجهل حاله ‪ ،‬فل يعرف‬
‫أحي هو ‪ ،‬أو ميت ؟‬

‫أحكام المفقود ‪:‬‬

‫‪ 1‬بين ‪ :‬ظاهر ‪ .‬الشكال ‪ :‬اللتباس ‪ ،‬وأشكل المر ‪ :‬التبس ‪.‬‬


‫‪ 2‬اليقين ‪ :‬المتيقن ‪ ،‬وهو القل ‪ .‬تحظ ‪ :‬تنل ‪ .‬والتبيين ‪ :‬التوضيح ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫للمفقود أحكام مختلفة بحسب النواحي المتعلقة‬
‫به ‪:‬‬

‫الناحية الولى ‪ :‬بالنسبة لزوجته ‪.‬‬


‫الناحية الثانية ‪ :‬بالنسبة لمواله الثابتة له ‪.‬‬
‫الناحية الثالثة ‪ :‬بالنسبة لرثه من غيره ‪.‬‬
‫أما الناحية الولى ‪ :‬فإنه ليس لزوجة المفقود أن‬
‫تنكح غيره ‪ ،‬حتى يتيقن موته ‪ ،‬لن الصل بقاء حياته ‪،‬‬
‫ول يصار إلى غيره إل بيقين ‪.‬‬
‫روى الشافعي رحمه الله عن على رضي الله عنه‬
‫قال ‪ ) :‬امرأة المفقود ابتليت فلتصبر ‪ ،‬ول تنكح حتى‬
‫يأتيها ( يعني موته ‪.‬‬
‫ومثل هذا ل يقال إل عن توقيف ‪.‬‬
‫أما الناحية الثانية ‪ :‬وهي بالنسبة لمواله الثابتة‬
‫له قبل غيابه أو ما جد أثناء ذلك ‪.‬‬
‫فالحكم أنه ل يقسم شئ من ماله حتى تقوم بينة‬
‫بموته ‪ ،‬أو تمضي مدة ‪ ،‬يعلم أو يغلب على الظن أن‬
‫المفقود ل يعيش فوقها ‪ ،‬وهي مدة ليست مقدرة‬
‫بأمد معين ‪ ،‬وعندها يجتهد القاضي ‪ ،‬ويحكم بموته‬
‫اجتهادا ً ‪.‬‬
‫أما قبل ذلك ‪ ،‬فل يصح التصرف بشئ من ماله ‪،‬‬
‫لن الصل بقاء الحياة ‪ ،‬فل يورث إل بيقين ‪.‬‬
‫فإذا حكم القاضي بموته ‪ ،‬فإنه يعطي ماله إلى‬
‫من يرثه عند إقامة البينة بموته ‪ ،‬أو عند الحكم بموته ‪،‬‬
‫فمن مات من أقربائه قبل ذلك ‪ ،‬ولو بلحظة لم يرث‬
‫منه شيئا ً ‪ ،‬لجواز موته في تلك اللحظة ‪.‬‬

‫أما الناحية الثالثة ‪ :‬فهي المقصودة في أبحاث‬


‫الفرائض ‪ ،‬وهي ما يتعلق بإرثه من غيره ‪ ،‬ممن يموت‬
‫أثناء غيابه ‪.‬‬

‫أحكام المفقود في الميراث ‪:‬‬

‫إن المفقود يعتبر حيا ً ‪ ،‬ما لم تقم بينة على‬


‫موته ‪ ،‬أو يقض قاض بموته ‪ ،‬بعد مرور وقت يغلب‬

‫‪134‬‬
‫على الظن موته فيه ‪ ،‬وبناءً على ذلك ‪ ،‬يفرز له نصيبه‬
‫من تركة مورثه ‪ ،‬حتى يتبين خلف ذلك ‪.‬‬

‫وأحكام المفقود في الميراث ‪ ،‬ومن حيث إرثه ‪،‬‬


‫وإرث من معه من ورثة الميت تشبه إلى حد كبير‬
‫أحكام الخنثى المشكل ‪.‬‬
‫‪ -1‬فمن كان من الورثة ‪ ،‬يرث بكل من تقديري‬
‫حياة المفقود ‪ ،‬وموته ‪ ،‬ول يتأثر نصيبه أيضا ً‬
‫بحياته ‪ ،‬أو موته ‪ ،‬أعطى نصيبه كامل ً ‪ ،‬بقطع‬
‫النظر عن حكم المفقود ‪.‬‬

‫فلو ترك الميت ‪ :‬زوجة ‪ ،‬وأبا ً ‪ ،‬وابنا ً ‪ ،‬وأخا ً‬


‫مفقودا ً ‪.‬‬
‫فإن الورثة يأخذون أنصباءهم ‪ ،‬لن المفقود هنا‬
‫محجوب بالب والبن ‪ ،‬ول يتأثر أحد من الورثة به‬
‫حيا ً ‪ ،‬أو ميتا ً ‪.‬‬
‫فتأخذ الزوجة الثمن ‪ ،‬والب السدس ‪ ،‬ويأخذ‬
‫البن ما بقي تعصيبا ً ‪.‬‬
‫ولو مات عن ‪ :‬زوجة ‪ ،‬ابن ‪ ،‬وابن مفقود ‪.‬‬
‫فإن الزوجة تأخذ نصيبها ‪ ،‬وهو الثمن ‪ ،‬لنها ل‬
‫تتجاوزه سواء كان المفقود حيا ً ‪ ،‬أو ميتا ً ‪ ،‬لوجود‬
‫ابن آخر للميت ‪ ،‬أما البن فيأخذ نصف الباقي بعد‬
‫الزوجة ‪ ،‬ويوقف للمفقود النصف الخر منه ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن كان في الورثة من ل يرث في أحد‬
‫التقديرين ‪ ،‬فإنه ل يعطى شيئا ً ‪ ،‬لحتمال كون‬
‫المفقود حيا ً ‪.‬‬

‫ومثال ذلك ‪ ،‬ما لو مات أحد عن ‪ :‬عم ‪ ،‬ابن مفقود‬


‫‪.‬‬
‫فإن العم في هذه الصور ‪ ،‬ل يرث ‪ ،‬بتقدير حياة‬
‫المفقود ‪ ،‬لنه محجوب به ‪ ،‬ويوقف المال حتى‬
‫يظهر الحال ‪ .‬وكذلك لو ترك الميت ‪:‬‬

‫بنتين ‪ ،‬وبنت ابن ‪ ،‬وابن ابن مفقود ‪.‬‬

‫فإن بنت البن ل تعطى شيئا ً ‪ ،‬ل حتمال أن يكون‬


‫المفقود ميتا ً ‪ ،‬فتحجب بنت البن بالبنتين ‪ ،‬فتأخذ‬

‫‪135‬‬
‫البنتان الثلثين ‪ ،‬ويبقى الثلث موقوفا ً ‪ ،‬حتى يتبين‬
‫الحال ‪.‬‬

‫‪ -3‬ومن كان يختلف نصيبه من الورثة باعتبار‬


‫حياة المفقود وموته ‪ ،‬فإنه يعطي القل عمل ً‬
‫بالحوط ‪ .‬وصورة ذلك ‪ ،‬ما لو مات شخص عن ‪:‬‬
‫أم ‪ ،‬أخ حاضر ‪ ،‬أخ مفقود ‪.‬‬

‫فإن الم في هذه الصورة تعطى السدس ‪،‬‬


‫لحتمال أن يكون الخ المفقود حيا ً ‪.‬‬

‫فلو فرضنا التركة ستة أسهم ‪ ،‬فإن الم تأخذ‬


‫سهما ً واحدا ً ‪ ،‬عمل ً بالحوط ‪ ،‬وهو القل في حقها ‪،‬‬
‫ويأخذ الخ الحاضر سهمين ‪ ،‬وهو القل في حقه‬
‫أيضا ً ‪ ،‬ويوقف ثلثة أسهم ‪ ،‬فإن ظهر أنه ميت ‪،‬‬
‫أخذت الم سهما ً آخر ‪ ،‬وأخذ الخ الحاضر سهمين‬
‫آخرين ‪ ،‬وإن ظهر أنه حي ‪ ،‬لم يأخذ الم شيئا ً زائدا ً‬
‫على السهم الذي أخذته ‪ ،‬وإنما يأخذ الخ الحاضر ‪،‬‬
‫نصف سهم ‪ ،‬ويأخذ المفقود سهمين ‪ ،‬ونصف‬
‫السهم ‪.‬‬
‫قال في الرحبية ‪:‬‬
‫واحكم على المفقود حكم إن ذكرا ً كان أو هو أنثى‬
‫الخنثى‬
‫ميـراث الحمل‬

‫إن الميت إذا كان من ورثته حمل ‪ ،‬فل شك أنه‬


‫يحسب حسابه في الميراث ‪ ،‬فيوقف له نصيبه من‬
‫التركة حتى يظهر حاله ‪ ،‬لنفصاله حيا ً ‪ ،‬أو ميتا ً ويعامل‬
‫الورثة بالضر ‪ ،‬من تقادير وجود الحمل ‪ ،‬وعدم‬
‫وجوده ‪ ،‬وموته وحياته ‪ ،‬وذكورته وأنوثته ‪ ،‬وإفراده‬
‫وتعدده ‪ ،‬فيعطى كل واحد من الورثة المتقين من‬
‫نصيبه ‪ ،‬ويوقف الباقي إلى ظهور حال الحمل ‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪ ،‬ما لو خلف الميت ‪ :‬زوجة حامل ً ‪.‬‬


‫فلها بتقدير عدم الحمل ‪ ،‬وانفصاله ميتا ً الربع ‪،‬‬
‫ولها بتقدير انفصاله حيا ً ‪ ،‬سواء كان ذكرا ً أو أنثى ‪،‬‬

‫‪136‬‬
‫واحدا ً أو متعددا ً ‪ ،‬الثمن ‪ ،‬فتعطى الزوجة الثمن ‪ ،‬لنه‬
‫المتقين أنه لها ‪ ،‬ويوقف الباقي إلى ظهور حال‬
‫الحمل ‪.‬‬

‫فإن ظهر الحمل ذكرا ً ‪ ،‬أخذ الباقي ‪ ،‬بالتعصيب ‪.‬‬


‫وإن ظهر أنه أنثى أخذت النصف ‪ ،‬ورد عليها الباقي إن‬
‫لم يكن بيت المال منتظما ً ‪ ،‬وإن كان منتظما ً ورث بيت‬
‫المال الباقي بعد فرضها وفرض الزوجة ‪ ،‬وإن ظهر‬
‫الحمل ذكرا ً أو أنثى ‪ ،‬استحقا الباقي مثل حظ النثيين‬
‫‪.‬‬

‫وفي كل هذه الحتمالت ‪ ،‬ل يتغير نصيب‬


‫الزوجة ‪ ،‬حيث تظل على ثمن التركة ‪ ،‬ما دام الحمل‬
‫قد انفصل عن أمه ‪ ،‬وبه حياة مستقرة فإن ظهر أن‬
‫الحمل ميت ‪ ،‬أو مات قبل تمام انفصاله ‪ ،‬أو انفصل‬
‫وفيه حياة غير مستقرة ‪ ،‬لم يرث الحمل شيئا ً ‪ ،‬لن‬
‫من شرط إرثه ‪ ،‬أن ينفصل حيا ً ‪ ،‬حياة مستقرة ‪،‬‬
‫وعندئذ يكمل للزوجة نصيبها ‪ ،‬وهو الربع ‪ ،‬لعدم وجود‬
‫الفرع الوارث للميت ‪ ،‬ويكون الباقي لذوي الرحام إن‬
‫كان بيت المال غير منتظم أو يكون الباقي بعد فرض‬
‫الزوجة لبيت المال إن كان منتظما ً ‪.‬‬
‫ولو خلف ‪ :‬زوجة حامل ً ‪ ،‬وأبا ً ‪ ،‬وأما ً ‪.‬‬
‫فالضر في حق لزوجة والبوين أن يكون الحمل‬
‫عددا ً من الناث ‪ ،‬حتى يدخل عليهم العول ‪ ،‬فتنقص‬
‫فروضهم بسبب هذا العول ‪ ،‬فتنقص فروضهم بسبب‬
‫هذا العول ‪ ،‬فتعطى الزوجة ثمنا ً عائل ً ‪ ،‬وهو ثلثة‬
‫أسهم من سبعة وعشرين سهما ً ‪ ،‬ويعطي الب سدسا ً‬
‫عائل ً ‪ ،‬وهو أربعة أسهم ‪ ،‬ومن سبعة وعشرين سهما ً ‪،‬‬
‫وتعطي الم مثل الب ‪.‬‬
‫ً‬
‫ويبقى ستة عشر سهما إلى ظهور الحمل ‪.‬‬
‫قال في الرحبية ‪:‬‬
‫فابن على اليقين والقل‬ ‫وهكذا حكم ذوات الحمل‬

‫ميراث الغرقى ونحوهم‬

‫‪137‬‬
‫إذا مات متوارثان ‪ ،‬فأكثر ‪ ،‬بحادث مفاجئ ‪ ،‬كهدم‬
‫أو غرق ‪ ،‬أو حرق ‪ ،‬أو حرب ‪ ،‬أو غير ذلك ‪ ،‬ولم يعلم‬
‫عين السابق منهما موتا ً ‪ ،‬فل توارث بينهما ‪ ،‬بل‬
‫يعاملون في الميراث كأنهم أجانب ‪ ،‬ل قرابة بينهم ‪،‬‬
‫ول توارث ‪ ،‬وإنما يرث كل واحد منهم باقي ورثته ‪،‬‬
‫لن شرط الرث تحقق حياة الوارث بعد موت المورث ‪،‬‬
‫ولم يوجد هذا الشرط ‪ ،‬في هؤلء الذين ماتوا في مثل‬
‫تلك الحوادث ‪.‬‬

‫فلو مات أخوان شقيقان غرقا ً ‪ ،‬أو تحت هدم ‪،‬‬


‫ولم يعلم أيهما مات أول ً ‪ ،‬وترك أحدهما ‪ :‬زوجة ‪ ،‬وبنتا ً‬
‫ما ً ‪.‬‬
‫‪ ،‬وع ّ‬

‫وترك الخر ‪ :‬بنتين ‪ ،‬وعما ‪ ،‬هو نفسه في‬


‫المسألة السابقة ‪.‬‬
‫فل يرث أحد الخوين من الخر شيئا ً ‪ ،‬بل تقسم‬
‫تركة الول على ورثته ‪ ،‬فتعطى زوجته الثمن ‪ ،‬وبنته‬
‫النصف ‪ ،‬ويعطى عمه الباقي ‪.‬‬
‫وتقسم تركة الخ الثاني بين ورثته أيضا ً ‪ ،‬فتعطى‬
‫لبنتيه الثلثين ‪ ،‬ولعمه الباقي ‪.‬‬

‫هذا الحكم إنما هو فيمن ماتوا ‪ ،‬ولم يعلم السابق‬


‫منهم ‪ ،‬أو علم – أنهم ماتوا معا ً ‪ .‬أو علم سبق أحدهما‬
‫ل بعينه ‪.‬‬

‫أما إذا علم عين السابق موتا ً منهما ‪ ،‬ثم نسي ‪،‬‬
‫فإن المال يوقف ‪ ،‬ول تقسم التركة حتى تذكر عين‬
‫السابق ‪ ،‬لن ذلك ممكن ‪ ،‬وليس ميؤوسا ً من تذكره ‪،‬‬
‫أو يوقف المال إلى أن يتم التصالح بين الورثة ‪.‬‬

‫قال في الرحبية ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫كالحرق‬ ‫وإن يمت قوم بهدم أو‬
‫‪2‬‬ ‫غرق‬
‫ولم يكن يعلم عين السابق‬

‫‪ 1‬الهدم ‪ :‬بفتح فسكون ‪ ،‬السقوط ‪ .‬تقول ‪ :‬هدمت البنتان هدمًا ‪ :‬أسقطته ‪ .‬وبفتح الدال ‪ :‬اسم للبناء المهدوم ‪ .‬الغرق ‪ :‬الهلك بالماء ‪ .‬يقال‬
‫غرق في الماء غرقًا ‪ .‬الحرق ‪ :‬النار ‪.‬‬
‫‪ 2‬زاهقًا ‪ :‬ذاهبًا وهالكًا ‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪3‬‬
‫الصائب‬ ‫وعدهم كأنهم أجانب‬

‫‪ 3‬السديد ‪ :‬الصواب ‪ .‬الصائب ‪ :‬المصيب ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ميراث ولد الزنى‬

‫العلماء متفقون على أن ولد الزنى يثبت نسبه‬


‫من أمه قطعا ً ‪ ،‬ول يثبت نسبه من أبيه الزاني ‪ ،‬لن‬
‫نسبه منه غير مقطوع به ‪ ،‬ولن الشرع الحنيف ‪ ،‬لم‬
‫يعتبر الزنى طريقا ً مشروعا ً لتصال الرجل بالمرأة ‪،‬‬
‫وثبوت النسب إليه ‪.‬‬
‫وعلى هذا فل توارث بين ولد الزنى وبين أبيه ‪ ،‬وقرابة‬
‫أبيه ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمه ‪ ،‬فقد ذهب جمهور العلماء إلى‬
‫ثبوت التوارث بينه وبينها ‪ ،‬وكذلك بينه ‪ ،‬وبين قرابة‬
‫أمه ‪.‬‬

‫فإذا مات ولد الزنى ‪ ،‬ورثته أمه ‪ ،‬وأقرباؤها ‪ ،‬وهو‬


‫أيضا ًً يرث من أمه ومن أقربائها ‪ ،‬لن صلته بأمه مؤكدة‬
‫‪ ،‬لشك فيها ‪ ،‬والمومة – ولو كانت غير مشروعة –‬
‫تثبت الجزئية بين الم وولدها ‪ ،‬وثبوت الجزئية يؤدى‬
‫إلى ثبوت التوارث ‪.‬‬

‫إرث ولد اللعان‬

‫اللعان ‪ :‬بالنسبة للولد أن ينفي الزوج نسب ولد‬


‫زوجته منه ‪ ،‬باليمان المعروفة ‪.‬‬

‫وهي أن يقول أربع مرات ‪ :‬أشهد بالله إني لمن‬


‫الصادقين فيما رميت به زوجتي هذه من الزنى ‪ ،‬وإن‬
‫هذا الولد الذي ولدته هو من الزنى ‪ ،‬وليس مني ‪.‬‬

‫ويقول في الخامسة ‪ :‬إن لعنة الله عليه إن كان‬


‫من الكاذبين فيما رماها به من الزنى ‪ ،‬وفي نفيه الولد‬
‫عن نفسه ‪.‬‬

‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ودليل هذا اللعان ‪ ،‬قول الله تعالى ‪َ  :‬‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫داء إ ِّل َأن ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ه َ‬‫ش َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫كن ل ّ ُ‬ ‫م يَ ُ‬‫ول َ ْ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬‫ج ُ‬‫وا َ‬
‫َ‬
‫ن أْز َ‬
‫مو َ‬‫ي َْر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‬
‫قي َ‬‫صاِد ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ه لَ ِ‬ ‫ت ِبالل ّ ِ‬
‫ه إ ِن ّ ُ‬ ‫دا ٍ‬ ‫ها َ‬
‫ش َ‬ ‫ع َ‬‫م أْرب َ ُ‬‫ه ْ‬‫د ِ‬‫ح ِ‬
‫هادَةُ أ َ‬
‫ش َ‬‫ف َ‬‫َ‬

‫‪140‬‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫خامس ُ َ‬
‫ن‬
‫كاِذِبي َ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫كا َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ِإن َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫عن َ َ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫وال ْ َ ِ َ‬
‫‪َ {6‬‬
‫‪ ] ‬النور ‪. [ 7-6 :‬‬

‫وإذا تم اللعان ‪ ،‬ونفي الولد ‪ ،‬فقد انقطع نسب‬


‫هذا الولد من هذا الزوج ‪.‬‬

‫فل توارث بينهما ‪ ،‬وحكمه في ذلك حكم ولد‬


‫الزنى ‪.‬‬

‫أما نسبه من أمه ‪ ،‬فثابت قطعا ً ‪ .‬وحكم إرثه‬


‫منها ‪ ،‬ومن أقربائها حكم ولد الزنى ‪ ،‬فلو ماتت‬
‫ورثها ‪ ،‬وإذا مات ‪ ،‬ورثت منه هي وأقاربها ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫علم الحساب في الفرائض‬
‫قلنا في أول بحث الفرائض‪ :‬إن تعريف الفرائض اصطلحًا‪ :‬هو‬
‫فقه المواريث‪ ،‬وعلم الحساب الموصل لمعرفة ما يخص كل ذي‬
‫حق من التركة‪ .‬وكان كل ما سبق من أبحاثنا في هذا العلم إنما‬
‫هو في فقه المواريث؛ من أصحاب الفروض‪ ،‬والعصبات‪،‬‬
‫والحجب وغير ذلك من المباحث التي مرت في هذا العلم‪.‬‬
‫أما الن‪ ،‬فإننا سننتقل إلى الجزء الثاني من التعريف‪ ،‬وعلم‬
‫الحساب الذي نتوصل به لمعرفة ما يخص كل ذي حق من‬
‫التركة‪.‬‬
‫تعريف الحساب‪:‬‬
‫الحساب في اللغة‪ :‬مصدر حسب يحسب‪ ،‬بفتح السين بالماضي‪،‬‬
‫وضمها بالمضارع‪ ،‬تقول‪ :‬حسب الشيء يحسبه إذا عده‪ ،‬ويأتي‬
‫مصدره على وزن فعلن‪ :‬كحسبان‪ .‬ومنه قوله تعالى‪ :‬‬
‫ن‪ ] ‬الرحمن‪ [5 :‬أي‪ :‬بحساب دقيق‪.‬‬ ‫سَبا ٍ‬
‫ح ْ‬‫مُر ب ِ ُ‬ ‫س َوال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫م ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ش ْ‬
‫والعاد هو الحاسب‪ ،‬والمعدود‪ :‬هو المحسوب‪ .‬وأما حسب‬
‫يحسب‪ ،‬بكسر السين في الماضي‪ ،‬وكسرها وفتحها في‬
‫المضارع‪ ،‬فهو بمعنى ظن‪.‬‬
‫والحساب اصطلحًا‪ :‬علم بأصول يتوصل بها إلى استخراج‬
‫المجهولت العددية‪.‬‬
‫والمراد بالحساب في علم الفرائض‪ :‬معرفة تأصيل المسائل‬
‫وتصحيحها‪ ،‬ومعرفة قسمة التركة بين الورثة‪.‬‬
‫وأصل كل مسألة؛ هو أقل عدد يصح منه فرضها‪ ،‬أو فروضها‪.‬‬
‫وتصحيح كل مسألة؛ هو أقل عدد يتأتى منه نصيب كل واحد من‬
‫الورثة صحيحا ً من غير كسر‪.‬‬
‫أصول المسائل‪:‬‬
‫علمت فيما مضى أن الفروض المقدرة في كتاب الله تعالى‪،‬‬
‫ستة‪ ،‬وهي قسمان‪:‬‬
‫‪ -4‬الثلثان‬ ‫‪ -1‬النصف‬
‫‪ -5‬الثلث‬ ‫‪ -2‬الربع‬
‫‪ -6‬السدس‪.‬‬ ‫‪ -3‬الثمن‬
‫ومخرج كل فرض من هذه الفروض سميه‪:‬‬
‫‪3:‬‬ ‫فمخرج الثلث‬
‫‪6:‬‬ ‫ومخرج الربع‬
‫‪4:‬‬ ‫ومخرج الربع‬
‫‪8:‬‬ ‫ومخرج الثمن‬
‫‪2:‬‬ ‫إل النصف فمخرجه‬

‫‪142‬‬
‫ونبحث الن؛ بعد هذا التقديم‪ ،‬في أصول المسائل‪ ،‬لمعرفة سهام‬
‫كل وارث‪ ،‬من التركة من غير كسر‪.‬‬
‫قلنا فيما سبق‪ :‬إن أصل كل مسألة‪ ،‬هو أقل عدد يصح منه‬
‫فرضها‪ ،‬أو فروضها‪.‬‬
‫هذا إذا كان في المسألة صاحب فرض‪ ،‬أو أصحاب فروض‪.‬‬
‫أما إذا تمحضوا ذكورًا‪ ،‬وكانوا كلهم عصبات‪ ،‬قسم المال بينهم‬
‫بالسوية‪ ،‬وكانت المسألة من عدد رؤوسهم‪ ،‬وإذا اجتمعوا ذكورا ً‬
‫وإناثًا‪ :‬كابنين وبنتين‪ ،‬قدر كل ذكر أنثيين‪ ،‬وعدد رؤوسهم بعد هذا‬
‫التقدير هو أصل مسألتهم‪ ،‬وعلى هذا المبدأ يقسم المال بينهم‪،‬‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِفي‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫للذكر مثل حظ النثيين‪ ،‬عمل ً بقوله تعالى‪ُ  :‬يو ِ‬
‫ل َ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫حظ النث َي َي ْ ِ‬
‫ن‪ ] ‬النساء ‪.[11 :‬‬ ‫م ِللذ ّك َرِ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫أوْل َد ِك ُ ْ‬
‫نقول بعد هذا‪ :‬إن أصول المسائل المتفق عليها في الفرائض‬
‫سبعة‪ :‬هي‪ :‬اثنان‪ ،‬ثلثة‪ ،‬أربعة‪ ،‬ستة‪ ،‬ثمانية‪ ،‬اثنا عشر‪ ،‬أربعة‬
‫وعشرون‪.‬‬
‫‪ -‬فكل مسألة فيها سدس )‪ (6/1‬وما بقي‪ :‬أصلها ستة‪ ،‬مثال هذا‪:‬‬

‫فالم فرضها السدس‪ ،‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬فتأخذ سهما ً واحدا ً‬


‫من ستة‪.‬‬
‫والبن عصبة يأخذ الباقي وهو خمسة أسهم من ستة‪.‬‬
‫ومعلوم أن علماء الفرائض يرمزون للعصبة بحرف العين )ع(‪.‬‬
‫ومثال آخر‪:‬‬

‫وشرح هذه المسألة كسابقتها‪.‬‬


‫وإذا كان مع السدس )‪ :(6/1‬نصف )‪ ،(2/1‬أو ثلث )‪ ،(3/1‬أو‬
‫ثلثان )‪ (3/2‬كان أصلها كذلك ستة‪ ،‬وصورتها‪:‬‬

‫‪143‬‬
‫فالم لها السدس‪ ،‬وهو واحد من ستة‪ ،‬والبنت لها النصف‪ ،‬وهو‬
‫ثلثة من ستة‪ ،‬والعم يأخذ الباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو اثنان‪.‬‬
‫مثال آخر‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪6/1‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫بنتان‬ ‫أخوان لم‬
‫‪3/2‬‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪ -‬وكذلك إذا كان‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‪3‬‬ ‫ععم‬ ‫ع‬
‫في المسألة‬
‫نصف‪ ،‬وثلث‪ ،‬فهي أيضا ً أصلها من ستة‪ ،‬مثالها‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬

‫هذه المسائل الستة أصلها كلها ستة‪ ،‬كما رأيت‪ .‬فكل مسألة إذا‬
‫فيها سدس‪ ،‬أو سدس ونصف‪ ،‬أو سدس وثلث‪ ،‬أو سدس وثلثان‪،‬‬
‫أو سدس ونصف وثلث أصلها ستة‪.‬‬
‫‪ -‬وكل مسألة فيها ربع )‪ ،(4/1‬وسدس )‪ ،(6/1‬فأصلها من اثني‬
‫عشر )‪ .(12‬وصورة ذلك‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪7‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬ ‫الزوج أخذ الربع لوجود‬
‫الفرع الوارث للميت‪،‬‬
‫والربع‪ (3) :‬أسهم من )‪ (12‬سهما ً أصل المسألة‪ ،‬وأخذت الم‬
‫السدس‪ ،‬سهمين‪ ،‬وأخذ البن الباقي بالتعصيب‪ ،‬وهو )‪ (7‬أسهم‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك إذا كان مع الربع ثلث‪ ،‬أو ثلثان‪ ،‬فأصلها من اثني عشر‪.‬‬
‫مثال الثلث مع الربع‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1144‬‬
‫‪5‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫ومثال الثلثين مع الربع‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬ ‫نصيب الزوج في هذه‬
‫المسألة الربع لوجود‬
‫البنتين‪ ،‬ونصيب البنتين الثلثان‪ ،‬والعم يأخذ الباقي بالتعصيب‪.‬‬
‫‪ -‬وكل مسألة فيها ثمن )‪ ،(8/1‬وسدس )‪ ،(6/1‬فأصلها من أربعة‬
‫وعشرين )‪ .(24‬وصورة ذلك‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪17‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬ ‫وكل مسألة فيها‬ ‫‪-‬‬
‫نصف‪ ،‬وما بقي‪،‬‬
‫فأصلها اثنان‪ ،‬مثالها‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬ ‫وكذلك إذا كان فيها‪ ،‬نصف‪،‬‬
‫ونصف‪ ،‬فأصلها اثنان‪،‬‬
‫مثالها‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫أخت‬ ‫‪ -‬وكل مسألة فيها ثلث‪ ،‬وما‬
‫‪1‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫شقيقة‬ ‫بقي‪ ،‬فأصلها ثلثة‪ ،‬مثالها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬

‫‪145‬‬
‫أو فيها ثلثان‪ ،‬وما بقي‪ ،‬فأصلها أيضا ً ثلثة‪ ،‬وصورة ذلك‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫أو فيها ثلث‪ ،‬وثلثان‪ ،‬فأصلها‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫ثلثة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫أختان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫أختان‬ ‫‪ -‬وكل مسألة فيها ربع )‬
‫‪2‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫لب‬ ‫‪ ،(4/1‬وما بقي فأصلها من‬
‫أربعة‪ ،‬ومثالها‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬ ‫أو فيها ربع ونصف‪ ،‬فهي‬
‫أيضا ً من أربعة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬

‫‪146‬‬
‫‪ -‬وكل مسألة فيها ثمن )‪ ،(8/1‬وما بقي‪ ،‬فأصلها من ثمانية‪ ،‬مثال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪7‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬ ‫أو فيها ثمن )‪ ،(8/1‬ونصف‬
‫)‪ ،(2/1‬وما بقي‪ ،‬فأصلها‬
‫أيضا ً ثمانية‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬ ‫أقسام أصول‬
‫المسائل‪:‬‬
‫ينقسم أصول المسائل السبعة التي عرفتها إلى قسمين‪:‬‬
‫الول‪ :‬يطرأ عليه العول‪.‬‬
‫والصول التي تعول هي‪.(24) (12) ،(6) :‬‬
‫والثاني‪ :‬ل يدخله عول أبدًا‪.‬‬
‫والصول التي ل تعول هي‪.(8) ،(4) ،(3) ،(2) :‬‬
‫ودليل عول تلك‪ ،‬وعدم عول هذه إنما هو استقراء المسائل‪ ،‬فبعد‬
‫استقراء العلماء لمسائل الفرائض تبين لهم ذلك‪ ،‬فحكموا به‪.‬‬
‫تعريف العول‪:‬‬
‫العول في اللغة‪ ،‬يأتي بمعنى الرتفاع‪ ،‬والزيادة‪ ،‬كما يأتي بمعنى‬
‫الميل والجور‪ ،‬وتجاوز الحد‪ ،‬ومنه قول الله تبارك وتعالى‪:‬ذ َل ِ َ‬
‫ك‬
‫أ َد َْنى أ َل ّ ت َُعوُلوا ْ ‪ ] ‬النساء ‪ .[3 :‬أي أقرب إلى عدم الجور والظلم‪.‬‬
‫والعول اصطلحًا‪ :‬زيادة مجموع السهام عن أصل المسألة‪ ،‬ويلزم‬
‫منه نقصان من مقادير أنصباء الورثة من التركة‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫دليل مشروعية العول‪:‬‬
‫لم يقع العول في مسائل الفرائض في زمان النبي‪ ،‬ول في‬
‫زمان أبي بكر‪.‬‬
‫وأول من قال بالعول‪ ،‬ووقع في زمانه‪ ،‬عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫فقد وقعت في عهده مسألة ضاق أصلها عن فروضها‪ ،‬فشاور ‪-‬‬
‫‪ - ‬الصحابة فيها‪ ،‬فأشار عليه زيد بن ثابت ‪ ‬بالعول فوافق‬
‫ذلك رأي عمر ‪ ،‬وقال‪ ) :‬والله ما أدري أيكم قدم الله‪ ،‬وأيكم‬
‫أخر‪ ،‬وما أجد شيئا ً هو أوسع لي أن أقسم المال عليكم‬
‫بالحصص(‪.‬‬
‫فأدخل على كل ذي حق ما دخل عليه من عول الفريضة‪ ،‬وقد‬
‫وافقه الصحابة رضي الله عنهم‪ ،‬وبه أخذ جمهور العلماء‪ ،‬ومنهم‬
‫الشافعي رحمه الله تعالى‪ ،‬وسيأتي كثير من صور المسائل التي‬
‫فيها عول إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫الصول التي تعول‪ ،‬ومدى عولها‪:‬‬
‫قلنا‪ :‬إن أصول المسائل التي تعول هي‪.24 ،12 ،6 :‬‬
‫عول الستة‪:‬‬
‫تعول الستة‪ ،‬إلى )‪.(10 ،9 ،8 ،7‬‬
‫مثال عولها إلى سبعة‪:‬‬
‫‪ 7‬عول‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫أختان‬ ‫فالزوج له النصف‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫شقيقتان‬ ‫والشقيقتان لهما الثلثان‪،‬‬
‫فأصل المسألة ستة‪ ،‬وتعول إلى سبعة‪.‬‬
‫ومثال عولها إلى ثمانية‪:‬‬
‫‪ 8‬عول‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫شقيقتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫للزوج النصف ثلثة‪،‬‬
‫وللشقيقتين الثلثان أربعة‪ ،‬وللم السدس واحد‪.‬‬
‫فأصل المسألة ستة‪ ،‬وقد عالت فروضها إلى ثمانية‪.‬‬
‫ومثال عولها إلى تسعة‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ 9‬عول‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أختان لب‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪2‬‬ ‫أختان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫للزوج النصف ثلثة‪،‬‬
‫وللختين لب الثلثان أربعة‪ ،‬وللختين لم الثلث اثنان‪ ،‬فأصل‬
‫المسألة من ستة‪ ،‬وتعول إلى تسعة‪.‬‬
‫مثال عولها إلى عشرة‪:‬‬
‫‪ 10‬عول‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫شقيقتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪2‬‬ ‫أختان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬ ‫للزوج النصف‪ ،‬وللشقيقتين‬
‫الثلثان‪ ،‬وللختين لم الثلث‪،‬‬
‫وللم السدس‪ ،‬فأصل المسألة ستة‪ ،‬وتعول إلى عشرة‪.‬‬
‫عول الثنى عشر‪:‬‬ ‫•‬
‫ويعول الصل الثنا عشر إلى )‪.(17-15-13‬‬
‫ومثال عولها إلى )‪:(13‬‬
‫‪ 13‬عول‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪8‬‬ ‫شقيقتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخت لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫للزوجة الربع‪ ،‬وللشقيقتين الثلثان‪ ،‬وللخت لم السدس‪ ،‬أصل‬
‫المسألة )‪ ،(12‬وتعول إلى )‪.(13‬‬
‫مثال عولها إلى )‪:(15‬‬
‫‪ 15‬عول‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪8‬‬ ‫شقيقتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أختان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪149‬‬
‫مثال عولها إلى )‪:(17‬‬
‫‪ 17‬عول‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪8‬‬ ‫شقيقتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخوان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬

‫للزوجة الربع )‪ ،(3‬وللشقيقتين الثلثان)‪ ،(8‬وللخوين لم الثلث )‬


‫‪ ،(4‬وللم السدس )‪ .(2‬وأصل المسألة )‪ ،(12‬وتعول إلى )‪.(17‬‬

‫‪150‬‬
‫عول الربعة والعشرين‪:‬‬ ‫•‬
‫ويعول هذا الصل إلى )‪ (27‬فقط‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27‬عول‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪16‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬

‫للزوجة الثمن )‪ ،(3‬وللبنتين الثلثان )‪ ،(16‬وللب السدس )‪،(4‬‬


‫وللم السدس )‪ ،(4‬فأصل المسألة )‪ ،(24‬وقد عالت إلى )‪.(27‬‬
‫القاعدة في استخراج أصول المسائل‪:‬‬
‫الطريقة العملية لستخراج أصول المسائل إنما تتم‪ ،‬وفق‬
‫الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون المخارج في المسألة متماثلة‪ ،‬مثل )‪، 6/1‬‬
‫‪ (6/1‬كأب‪ ،‬وأم‪ ،‬وابن‪.‬‬
‫فيؤخذ أحد المتماثلت‪ ،‬ويجعل أصل ً للمسألة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬

‫‪ -2‬أن تكون المخارج في المسألة متداخلة‪ ،‬وذلك‪ ،‬بأن يكون‬


‫بعضها أكبر من بعض‪ ،‬ويكون الكبر منها ينقسم على الصغر‪،‬‬
‫مثل )‪ ،(6/1-2/1-3/1‬فإن الثلثة‪ ،‬والثنين‪ ،‬تدخلن في الستة‪.‬‬
‫وكذلك مثل )‪ ،(8/1- 2/1‬فإن الثنين تدخل في الثمانية‪.‬‬
‫ففي حالة التداخل‪ ،‬يؤخذ المخرج الكبر‪ ،‬ويجعل أصل ً للمسألة‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪38/1 2‬‬ ‫أخوان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخت لب‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫عم‬ ‫‪ 1‬ع‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪151‬‬
‫أن تكون المخارج في المسألة متوافقة‪ ،‬وذلك بأن تكون تقبل‬
‫القسمة على عدد معين مثل‪ ،6/1، 8/1:‬بينهما توافق بالنصف‪،‬‬
‫لن كل ً منهما يقبل القسمة على اثنين‪.‬‬
‫ففي حالة التوافق يؤخذ وفق أحد المخرجين‪ ،‬وهو نصفه مثل ً في‬
‫المثال السابق‪ ،‬ويضرب بكامل المخرج الخر‪ ،‬ويكون الحاصل هو‬
‫أصل المسألة‪ ،‬ففي مثالنا السابق يضرب نصف الثمانية بكامل‬
‫الستة‪ ،‬أو نصف الستة بكامل الثمانية‪ ،‬والحاصل وهو‪(24) :‬‬
‫يكون أثل المسألة‪ ،‬وصورة ذلك‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪12‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪5‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫فالمخرج اثنان يدخل في كل من الستة‪ ،‬والثمانية‪ ،‬فنتركه‪ ،‬ونأخذ‬
‫الكبر منه‪.‬‬
‫والمخرج ستة وثمانية ليسا متداخلين‪ ،‬بل هما متوافقان‪،‬‬
‫بالنصف‪ ،‬فيؤخذ نصف أحدهما ويضرب به كامل الخر‪ ،‬فيكون‬
‫الناتج هو أصل المسألة‪ ،‬كما هو موضح في صورة المسألة‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون المخارج متباينة‪ ،‬وذلك بأن تكون غير متماثلة‪ ،‬ول‬
‫متداخلة‪ ،‬ول متوافقة‪ ،‬مثل )‪ ،(3/1-4/1‬فبين المخرجين ‪4-3‬‬
‫تباين‪ ،‬لنهما غير متماثلين‪ ،‬ول يقبل أحدهما القسمة على الخر‪،‬‬
‫ول يقبلن القسمة على عدد واحد‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة يضرب كامل أحدهما بكامل الخر‪ ،‬ويكون‬
‫الحاصل هو أصل المسألة‪ .‬وصورة هذا‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪5‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬

‫‪152‬‬
‫فبين الربع نصيب الزوجة‪ ،‬وبين الثل نصيب الم تباين‪ ،‬فيضرب‬
‫أحدهما بالخر‪ ،‬ويكون الحاصل أصل المسألة‪ ،‬كما هو مبين في‬
‫صورة المسألة السابقة‪.‬‬
‫تصحيح المسائل‪ ،‬وطريقة ذلك‪:‬‬
‫قلنا فيما سبق‪ :‬إن تصحيح المسألة‪ :‬هو أقل عدد يتأتى منه‬
‫نصيب كل واحد من الورثة صحيحا ً دون كسر‪.‬‬
‫وهنا نقول‪ :‬إذا كانت المسألة تصح من أصلها‪ ،‬وذلك بأن كان‬
‫نصيب كل فريق من الورثة منقسما ً على عدد رؤوسهم‪ ،‬فإنه‬
‫والحالة هذه‪ ،‬يقتصر في القسمة على أصل المسألة‪ ،‬ول تحتاج‬
‫إلى تصحيح‪ ،‬بل يعطى كل وارث سهمه كامل ً من أصل المسألة‪،‬‬
‫إن لم تكن المسألة عائلة‪ ،‬أ‪ ,‬يعطي نصيبه من عولها‪ ،‬إذا كانت‬
‫عائلة‪.‬‬
‫فلو كان لدينا مثل ً مسألة فيها‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫ثلث‬
‫‪3‬‬ ‫‪4/1‬‬
‫زوجات‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫خمسة‬
‫‪5‬‬ ‫ع‬
‫أعمام‬
‫فأصل هذه المسألة )‪ ،(12‬وذلك بضرب مخرج الربع بمخرج‬
‫الثلث‪ ،‬لنهما متباينان‪ ،‬فيضرب ثلثة في أربعة‪ ،‬فيتحصل اثنا‬
‫عشر‪ ،‬هو أصل المسألة‪ ،‬وهذه المسألة‪ ،‬تصح من أصلها‪ ،‬إذ‬
‫ينقسم نصيب كل فريق من الورثة على عدد رؤوسهم من غير‬
‫كسر‪.‬‬
‫فتأخذ الزوجات الربع ثلثة أسهم‪ ،‬وهي منقسمة عليهم‪ ،‬إذ لكل‬
‫زوجة سهم‪.‬‬
‫وتأخذ الم الثلث‪ ،‬أربعة أسهم‪.‬‬
‫ويأخذ العمام الباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو خمسة أسهم‪ ،‬وهي منقسمة‬
‫عليهم‪ ،‬إذ يأخذ كل عم سهما ً واحدًا‪.‬‬
‫وهكذا كل مسألة تصح من أصلها‪ ،‬ل تحتاج إلى تصحيح‪ ،‬لن‬
‫التصحيح عندئذ تطويل من غير فائدة‪ .‬وكذلك إذا عالت المسألة‪،‬‬
‫وانقسم عولها على الورثة‪ ،‬فإنها ل تحتاج إلى تصحيح أيضًا‪.‬‬
‫وصورة ذلك‪:‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ 17‬عول‬
‫‪12‬‬
‫‪2‬‬ ‫جدتان‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫ثلث زوجات‬ ‫‪4/1‬‬
‫أربع أخوات‬
‫‪4‬‬ ‫‪3/1‬‬
‫لم‬
‫ثمان أخوات‬ ‫فهذه المسألة أصلها من )‬
‫‪8‬‬
‫لب‬
‫‪3/2‬‬ ‫‪ (12‬أخذا ً من ضرب نصف‬
‫مخرج الربع‪ ،‬وهو اثنان‪،‬‬
‫بكامل مخرج السدس‪ ،‬وهو ستة‪ ،‬لن بين المخرجين توافقا ً في‬
‫النصف‪ ،‬وتعول المسألة إلى سبعة عشر‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وهو سهمان من سبعة عشر سهمًا‪،‬‬ ‫فتأخذ الجدتان السدس عائ ً‬
‫لكل جدة سهم‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وهو ثلثة أسهم من سبعة عشر‬ ‫وتأخذ الزوجات الربع عائ ً‬
‫سهمًا‪ ،‬لكل زوجة سهم‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وهو أربعة أسهم من سبعة عشر‬ ‫وتأخذ الخوات لم الثلث عائ ً‬
‫سهمًا‪ ،‬لكل أخت سهم‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وهو ثمانية أسهم من سبعة‬ ‫وتأخذ الخوات لب الثلثين عائ ً‬
‫عشر سهمًا‪ ،‬لكل واحدة منهن سهم‪ .‬وتعرف هذه المسألة في‬
‫الفرائض‪ ) :‬بأم الرامل(‪.‬‬
‫أما إذا كانت سهام كل فريق من أصل المسألة‪ ،‬أو من عولها‪ ،‬ل‬
‫تنقسم على عدد رؤوسهم قسمة صحيحة من غير كسر‪ ،‬فإن‬
‫المسألة – والحالة هذه – يجب تصحيحها‪ ،‬وذلك برفع أصلها إلى‬
‫أقل عدد يتأتى منه نصيب كل فريق من الورثة صحيحا ً من غير‬
‫كسر‪.‬‬
‫وتصحيح المسألة إنما يتم وفق الترتيب التالي‪:‬‬
‫أن يكون النكسار في المسألة على فريق واحد من‬ ‫‪-1‬‬
‫الورثة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×3‬‬
‫‪6‬‬
‫‪18‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫ثلثة‬
‫‪12‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ع‬
‫أبناء‬

‫‪154‬‬
‫فإن المسألة من ستة‪ ،‬لتماثل مخرجيها‪ ،‬للب السدس واحد‪،‬‬
‫وللم السدس واحد‪ ،‬والباقي للبناء‪ ،‬وهو أربعة أسهم وهي غير‬
‫منقسمة على ثلثة أبناء قسمة صحيحة من غير كسر‪ ،‬وعندئذ‬
‫نحتاج إلى تصحيح المسألة‪ ،‬وذلك بأن ننظر بين سهام هذا‬
‫الفريق‪ ،‬وعدد رؤوسهم‪ .‬فإما أن يكون بين عدد الرؤوس‬
‫والسهام تباين‪ ،‬أو توافق‪ .‬ول اعتبار هنا للتداخل‪ ،‬والتماثل‪ ،‬لن‬
‫السهام عندئذ تكن منقسمة‪.‬‬
‫فإذا كان بين عدد الرؤوس والسهام تباين‪ ،‬فإننا نضرب أصل‬
‫المسألة بعدد الرؤوس‪ ،‬وحاصل الضرب يكون هو تصحيح‬
‫المسألة‪ ،‬كما في المسألة السابقة‪ ،‬ضربنا أصل المسألة )‪(6‬‬
‫بعدد رؤوس البناء الثلثة )‪ = (18=3×6‬هو تصحيح المسألة‪.‬‬
‫ويسمى عدد الرؤوس جزء السهم‪.‬‬
‫ثم نضرب بجزء السهم هذا نصيب كل فريق من الورثة‪ ،‬ومنه‬
‫ينقسم نصيب ذلك الفريق على عدد رؤوسه‪.‬‬
‫فلما كان نصيب البناء الثلثة في المسألة )‪ (4‬وهي غير منقسمة‬
‫عليهم‪ ،‬فإننا نضربها بجزء السهم‪ ،‬وهو ثلثة عدد الرؤوس‪،‬‬
‫وحاصل الضرب‪ ،‬يساوي )‪ (12‬وهي منقسمة عليهم‪ ،‬إذ يكون‬
‫نصيب كل ابن )‪ (4‬أسهم‪.‬‬
‫أما إذا كان بين عدد الرؤوس‪ ،‬وبين السهام توافق فإننا نأخذ وفق‬
‫الرؤوس‪ ،‬ونضرب به أصل المسألة‪ ،‬فمنه تصح المسألة‪.‬‬
‫ثم نضرب بذلك الوفق نصيب كل فريق من الورثة‪ ،‬فينقسم على‬
‫عدد رؤوسهم‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×2‬‬
‫‪6‬‬
‫‪12‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جدة‬ ‫‪6/1‬‬
‫أربعة‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫أعمام‬
‫ففي هذا المثال كان أصل‬
‫المسألة )‪ (6‬لن بين مخرجي النصف والسدس تداخ ً‬
‫ل‪ ،‬فنأخذ‬
‫المخرج الكبر وهو )‪ (6‬ونجعله أصل المسألة‪.‬‬
‫ونصيب الزوج )‪ (3‬أسهم من ستة‪ ،‬وهي النصف‪ ،‬ونصيب الجدة‬
‫السدس‪ ،‬وهو سهم واحد‪ ،‬ونصيب العمام السهمان الباقيان‪،‬‬
‫تعصيبًا‪ ،‬وهما غير منقسمين على رؤوس العمام الربعة‪ ،‬لذلك‬

‫‪155‬‬
‫صححنا المسألة‪ ،‬بضربها بوفق رؤوس العمام )‪(2‬؛ إذ بين‬
‫الرؤوس وبين السهام توافق ضربنا بجزء السهم‪ ،‬وهو وفق‬
‫الرؤوس‪ ،‬نصيب كل فريق من الورثة‪ ،‬فانقسمت بذلك السهام‬
‫على عدد الرؤوس‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون النكسار في المسألة على أكثر من فريق أي على‬
‫فريقين من الورثة‪ ،‬أو ثلثة‪ ،‬أو أربعة‪ ،‬ول يكون النكسار في‬
‫مسائل الفرائض على أكثر من ذلك‪.‬‬
‫وهنا من أجل تصحيح المسألة‪ ،‬لبد من النظر بين رؤوس كل‬
‫فريق‪ ،‬وسهامه‪ .‬ثم نحفظ رؤوس كل فريق عند المباينة‪ ،‬أو‬
‫وفقها عند الموافقة‪.‬‬
‫ثم بعد هذا ننظر بين هذه المحفوظات بالنسب الربع‪ :‬التماثل‪،‬‬
‫والتداخل‪ ،‬والتوافق‪ ،‬والتباين‪ ،‬فإن تماثلت أخذنا مثل ً واحدًا‪،‬‬
‫وضربنا به أصل المسألة وإن تداخلت أخذنا الكبر منها‪ ،‬وضربنا‬
‫به أصل المسألة‪.‬‬
‫وإن توافقت‪ ،‬أخذنا الوفق وضربنا به كامل العدد الخر‪ ،‬وضربنا‬
‫بالحاصل أصل المسألة‪.‬‬
‫وإذا تباينت ضربنا الرؤوس بعضها ببعض‪ ،‬ثم ضربنا بالحاصل‬
‫أصل المسألة‪ ،‬ومنه تصح تلك المسألة‪.‬‬
‫ونذكر لهذه الصور أمثلة توضحها‪:‬‬
‫المثال الول‪ :‬تماثل عدد الرؤوس‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪30‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫خمسة أخوة‬
‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لم‬
‫‪3/1‬‬
‫خمسة‬
‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ع‬
‫أعمام‬ ‫ففي هذه المسألة‪ ،‬كان‬
‫النكسار على فريقين‪ :‬الخوة لم‪ ،‬والعمام‪.‬‬
‫أصل المسألة من ستة‪ ،‬وذلك لتداخل مخرجيها )‪– 3/1‬‬
‫‪.(6/1‬نصيب الم السدس )‪ ،(1‬ونصيب الخوة لم الثلث )‪ (2‬وهو‬
‫غير منقسم عليهم‪ ،‬ونصيب العمام الباقي تعصيبًا)‪ (3‬وهو أيضا ً‬
‫غير منقسم عليهم‪.‬‬
‫وبعد هذا ننظر بين سهام الخوة لم‪ ،‬وبين عدد رؤوسهم‪ ،‬وظاهر‬
‫أن بينهما تباينًا‪ .‬فنأخذ عدد الرؤوس‪ ،‬وهي خمسة‪ ،‬ونحفظها‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫ثم ننظر أيضا ً بين عدد رؤوس العمام وبين سهامهم‪ ،‬وبينهما‬
‫أيضا ً تباين‪ ،‬فنحفظ عدد الرؤوس‪.‬‬
‫ثم ننظر بين عدد الرؤوس المحفوظة‪ ،‬وبينها كما هو واضح‬
‫تماثل‪ ،‬إذ الخوة لم خمسة‪ ،‬والعمام خمسة أيضًا‪.‬‬
‫فنأخذ مثل ً واحدًا‪ ،‬ونضرب به أصل المسألة )‪ ،(12‬فيكون‬
‫الحاصل )‪ (30‬وهو تصحيح المسألة‪.‬‬
‫ثم نضرب بذلك المثل‪ ،‬وهو عدد الرؤوس‪ ،‬وهو ما نسميه جزء‬
‫السهم – كما قلنا من قبل – نصيب كل فريق من الورثة‪ ،‬وبذلك‬
‫تنقسم سهام كل فريق على عدد رؤوسهم‪ ،‬كما هو موضح في‬
‫صورة المسألة السابقة‪.‬‬
‫المثال الثاني ‪ :‬تداخل عدد الرؤوس‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×4‬‬
‫‪6‬‬
‫‪24‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫أربعة أخوة‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3/1‬‬
‫لم‬
‫أربعة‬
‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ع‬
‫أعمام‬ ‫أصل هذه المسألة )‪(6‬‬
‫لتداخل مخرجيها ‪.(3/1- 6/1) :‬‬
‫ونصيب الم منها السدس )‪ ،(1‬ونصيب الخوة لم الثلث‪ ،‬وهو‬
‫سهمان‪ ،‬وهما غير منقسمين عليهم‪ ،‬لكن بين السهام وعدد‬
‫الرؤوس توافق بالنصف‪ ،‬فنأخذ وفق الرؤوس )‪ (2‬ونحفظها‪.‬‬
‫ونصيب العمام الباقي‪ ،‬تعصيبًا‪ ،‬وهو )‪ (3‬أسهم وهي غير‬
‫منقسمة على العمام الربعة‪ ،‬وبينهما تباين فنحفظ عدد‬
‫الرؤوس‪ ،‬وهي أربعة‪.‬‬
‫ثم ننظر بين رؤوس العمام )‪ ،(4‬وبين وفق رؤوس الخوة لم )‬
‫‪ ،(2‬فنجد بينهما تداخ ً‬
‫ل‪ ،‬إذ العدد )‪ (2‬يدخل في العدد )‪.(4‬‬
‫فنأخذ العدد الكبر‪ ،‬وهو )‪ (4‬ونضرب به أصل المسألة السابقة )‬
‫‪ ،(6‬فيكون الناتج )‪ (24‬وهو تصحيح المسألة‪ .‬ثم نضرب بجزء‬
‫السهم‪ ،‬وهو الربعة‪ ،‬عدد رؤوس العمام‪ ،‬سهام كل فرق‪ ،‬فيكون‬
‫الناتج منقسما ً على عدد رؤوس كل فريق‪.‬‬
‫كما هو موضح في صورة المسألة السابقة‪.‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬ ‫المثال الثالث‪ :‬توافق‬
‫)أصل(‬ ‫الرؤوس‪:‬‬
‫(‬ ‫‪×30‬‬
‫‪6‬‬
‫‪180‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 15 157‬أخ لم‬‫‪3/1‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 10‬أعمام‬ ‫ع‬
‫أصل هذه المسألة )‪ .(6‬نصيب الم سهم واحد‪ ،‬ونصيب الخوة‬
‫لم سهمان‪ ،‬وهي غير منقسمة على عدد رؤوس الخوة الخمسة‬
‫عشر‪ ،‬وبين السهام وعد الرؤوس تباين‪ ،‬فنحفظ عدد الرؤوس )‬
‫‪ ،(15‬ونصيب العمام الباقي‪ ،‬تعصيبا ً وهي ثلثة أسهم‪ ،‬وهي غير‬
‫منقسمة على العمام العشرة‪ ،‬وبين السهام وبين عدد الرؤوس‬
‫تباين أيضًا‪ ،‬فنحفظ عدد الرؤوس )‪.(10‬‬
‫ثم ننظر بين رؤوس الخوة لم الخمسة وبين رؤوس العمام‬
‫العشرة‪ ،‬فنجد بينها توافقا ً في الخمس‪ ،‬فنأخذ وفق رؤوس‬
‫أحدهما‪ ،‬ونضرب به كامل عدد الرؤوس الخر‪ ،‬والحاصل نضرب‬
‫به أصل المسألة فما بلغ فهو تصحيح المسألة‪:‬‬
‫أي نضرب أصل المسألة )‪ (6‬بحاصل ضرب )‪،(30=15×2‬‬
‫والبالغ )‪ (180‬هو تصحيح المسألة‪ .‬ثم نضرب بجزء السهم )‪(30‬‬
‫نصيب كل وارث‪ ،‬فيكون الحاصل لكل فريق‪ ،‬منقسما ً على عدد‬
‫رؤوسهم‪ ،‬وهذا موضح في صورة المسألة السابقة‪.‬‬
‫المثال الرابع ‪ :‬تباين الرؤوس‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×6‬‬
‫‪6‬‬
‫‪36‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬أخوة لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 2‬عمان‬ ‫ع‬

‫أصل المسألة ستة‪.‬‬


‫نصيب الم سهم واحد‪ ،‬ونصيب الخوة لم سهمان‪ ،‬وهما غير‬
‫منقسمين على الخوة لم الثلثة‪ ،‬وبين الرؤوس والسهام تباين‪،‬‬
‫فنحفظ عدد الرؤوس )‪ ،(3‬ونصيب العمين‪ ،‬ثلثة أسهم‪ ،‬وهي غير‬
‫منقسمة على العمين‪ ،‬وبين الرؤوس والسهام تباين‪ ،‬فنحفظ عدد‬
‫الرؤوس )‪ ،(2‬ثم ننظر بين الرؤوس )‪ (3 ، 2‬فنجد بينها تباينا ً‬
‫فنضرب كامل بعضها بكامل البعض الخر )‪ ،(6=3×2‬وحاصل‬

‫‪158‬‬
‫الضرب‪ ،‬وهو )‪ ،(6‬يكون جزء السهم‪ ،‬نضرب به أصل المسألة )‬
‫‪ ،(36=6×6‬وهذا هو تصحيح المسألة‪.‬‬
‫ثم نضرب بجزء السهم )‪ (6‬نصيب كل فريق من الورثة ويكون‬
‫حاصل ضرب سهام كل فريق منقسما ً على عدد رؤوسهم‪ ،‬كما‬
‫هو مبين في المسألة السابقة‪.‬‬
‫قال المام الرحبي في )باب الحساب(‪:‬‬
‫لتهتدي فيه إلى‬ ‫وإن ترد معرفة الحساب‬
‫الصواب‬
‫وتعلم التصحيح‬ ‫وتعرف القسمة والتفصيل‬
‫والتأصيل‬
‫ول تكن عن حفظها‬ ‫فاستخرج الصول في المسائل‬
‫‪((1‬‬
‫بذاهل‬
‫ثلثة منهن قد تعول‬ ‫فإنهن سبعة أصول‬
‫ل عول يعروها ول‬ ‫وبعدها أربعة تمام‬
‫‪((2‬‬
‫انثلم‬
‫والسدس‬ ‫فالسدس من ستة أسهم يرى‬
‫والربع من اثنى عشرا‬
‫فأصله الصادق فيه‬ ‫والثمن إن ضم إليه السدس‬
‫‪((3‬‬
‫الحدس‬
‫يعرفها الحساب‬ ‫أربعة يتبعها عشرونا‬
‫أجمعونا‬
‫إن كثرت فروضها‬ ‫فهذه الثلثة الصول‬
‫تعول‬
‫في صورة معروفة‬ ‫فتبلغ الستة عقد العشرة‬
‫بالعول‬ ‫مشتهره وتلحق التي تليها في الثر‬
‫إفرادا ً إلى سبع عشر‬
‫بثمنه فاعمل بما أقول‬ ‫والعدد الثالث قد يعول‬
‫أصلهما في حكمهم‬ ‫والنصف والباقي أو النصفان‬
‫إثنان‬
‫والربع من أربعة مسنون‬ ‫والثلث من ثلثة يكون‬
‫فهذه هي الصول‬ ‫والثمن إن كان فمن ثمانية‬
‫الثانيه‬
‫ثم اسلك التصحيح‬ ‫ل يدخل العول عليها فاعلم‬
‫فيها تسلم‬
‫فترك تطويل‬ ‫وإن تكن من أصلها تصح‬
‫)‪(1‬‬
‫بذاهل‪ :‬متشاغل‪ :‬تقول‪ :‬ذهلت عن الشيء‪ :‬تناسيته‪ ،‬وشغلت عنه‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫يعروها ‪ :‬يغشاها وينزل بها‪ .‬ول انثلم‪ :‬كسر وخلل‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الحدس‪ :‬الظن والتخمين‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الحساب ربح‬
‫مكمل ً أو عائل ً من‬ ‫فأعط كل ً سهمه من أصلها‬
‫عولها‬
‫على ذوي‬ ‫وإن تر السهام ليست تنقسم‬
‫الميراث فاتبع ما رسم‬
‫بالوفق‬ ‫واطلب طريق الختصار في العمل‬
‫‪((4‬‬
‫والضرب يجانبك الزلل‬
‫واضربه في‬ ‫واردد إلى الوفق الذي يوافق‬
‫‪((5‬‬
‫الصل فأنت الحاذق‬
‫فاحفظ ودع عنك‬ ‫إن كان جنسا ً واحدا فأكثرا‬
‫ً‬
‫‪((6‬‬
‫الجدال والمرا‬
‫فإنها في الحكم‬ ‫وإن تر الكسر على أجناس‬
‫عند الناس‬
‫يعرفها الماهر في‬ ‫تحصر في أربعة أقسام‬
‫‪((1‬‬
‫الحكام‬
‫وبعده موافق‬ ‫مماثل من بعده مناسب‬
‫مصاحب‬
‫ينبيك عن تفصيلهن‬ ‫والرابع المباين المخالف‬
‫العارف‬
‫وخذ من المناسبين‬ ‫فخذ من المماثلين واحدا ً‬
‫الزائدا‬
‫واسلك بذاك أنهج‬ ‫واضرب جميع الوفق بالموافق‬
‫‪((2‬‬
‫الطرائق‬
‫واضربه في الثاني‬ ‫وخذ جميع العدد المباين‬
‫‪((3‬‬
‫ول تداهن‬
‫واحذر هديت أن‬ ‫فذاك جزء السهم فاعلمنه‬
‫تضل عنه‬
‫وأحص ما انضم وما‬ ‫واضربه في الصل الذي تأصل‬
‫ً‪((4‬‬
‫تحصل‬
‫يعرفه العجم‬ ‫واقسمه فالقسم إذا ً صحيح‬
‫‪((5‬‬
‫والفصيح‬
‫يأتي على مثالهن‬ ‫فهذه من الحساب جمل‬
‫)‪(4‬‬
‫الزلل ‪ :‬الخطأ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫الحاذق ‪ :‬العارف‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫المرا ‪ :‬الجدال والمخاصمة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الماهر ‪ :‬الحاذق‬
‫)‪(2‬‬
‫أنهج الطرائق‪ :‬أوضح الطرق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ل تداهن‪ :‬ل تصانع‪ .‬والمداهنة‪ :‬المصانعة‪ ،‬وهي نوع من النفاق‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫تأصل‪ :‬تأكد‪ .‬وأحص‪ :‬واضبط‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ل‪ ،‬والذي ل يفصح ول يبين كلمه‪ ،‬والذي في لسانه عجمة‪ .‬والفصيح ‪ :‬البليغ‪.‬‬‫العجم‪ :‬الذي ل يقدر على الكلم أص ً‬

‫‪160‬‬
‫‪((6‬‬
‫العمل‬
‫‪((7‬‬
‫فاقنع بما بين فهو‬ ‫من غير تطويل ول اعتساف‬
‫كاف‬

‫)‪(6‬‬
‫جمل ‪ :‬جمع جملة‪ ،‬وهي الكلم‪.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫اعتساف‪ :‬الخذ على غير الطريق المستقيم‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫د‬
‫الــــّر ّ‬
‫تعريف الرد‪:‬‬
‫الرد في اللغة‪ :‬يطلق على معان؛ منها‪ :‬الرجوع‪ ،‬والصرف‪ ،‬وعدم‬
‫القبول‪.‬‬
‫تقول‪ :‬رد إليه جوابًا‪ :‬أي رجع‪.‬‬
‫ورده عن وجهه‪:‬أي صرفه‪.‬‬
‫ورد عليه الشيء‪ ،‬إذا لم يقبله‪.‬‬
‫والرد اصطلحًا‪ :‬نقصان في سهام المسألة‪ ،‬وزيادة في أنصباء‬
‫الورثة‪ :‬فهو إذا ضد العول‪.‬‬
‫فإذا أخذ ذوو الفروض حقوقهم‪ ،‬وبقي شيء من السهام‪ ،‬ل‬
‫مستحق له‪ ،‬فإنه يرد على جميع ذوي الفروض بقدر حقوقهم‪ ،‬إل‬
‫الزوجين‪ ،‬فإنه ل يرد عليهما‪.‬‬
‫حكم الرد شرعًا‪:‬‬
‫قلنا سابقًا‪ :‬إذا كان بيت المال منتظما ً بحيث يؤدي الحقوق إلى‬
‫أصحابها‪ ،‬ويصرف التركة في وجوهها‪ ،‬فإنه ل يرد على أحد من‬
‫أصحاب الفروض‪ ،‬بل يورث بيت المال‪ ،‬ويقدم على الرد‪ ،‬وعلى‬
‫ذوي الرحام‪ ،‬عمل ً بقول النبي ‪ " : ‬من ترك كل ً فإلي‪ ،‬ومن‬
‫ترك مال ً فلورثته‪ ،‬وأنا وارث من ل وارث له‪ ،‬أعقل عنه وأرثه"‬
‫رواه أبو داود )‪ (2956‬بسند صحيح في ) الخراج والمارة(‪ ،‬باب‬
‫) في أرزاق الذرية( عن المقدام بن معدي كرب ‪.‬‬
‫ومعلوم أنه ‪ ‬ل يرث لنفسه شيئًا‪ ،‬وإنما ينفق ذلك في مصالح‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫ومن هنا أفتوا بتوريث بيت المال‪ ،‬وجعلوا مرتبته بعد أصحاب‬
‫الفروض والعصبات‪ .‬فإذا لم يكن عصبة‪ ،‬ولم يكن صاحب فرض‪،‬‬
‫أو لم يستغرق أصحاب الفروض بسهامهم جميع التركة‪ ،‬كانت‬
‫التركة‪ ،‬أو ما فضل منها‪ ،‬من نصيب بيت المال‪ ،‬عمل ً بالقاعدة‬
‫المعروفة‪) :‬الغُْرم بالغُْنم(‪.‬‬
‫أما إذا كان بيت المال غير منتظم‪ ،‬فإنه ل حق له في الميراث‪.‬‬
‫وعندئذ يعمل بالرد على أصحاب الفروض‪ ،‬فإن لم يكونوا‪ ،‬ورث‬
‫ذوو الرحام تركة الميت‪.‬‬
‫هذا وقد أفتى المتأخرون من العلماء‪ ،‬بعدم انتظام بيت المال‪،‬‬
‫بل قالوا‪ :‬إنه ميئوس من انتظامه حتى ينزل عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫دليل مشروعية الرد‪:‬‬
‫يستدل على مشروعية الرد – بالجملة – بعموم الولوية‪ ،‬في‬
‫الدلة التي قضت بولية الرحام بعضهم لبعض‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫ب الل ّهِ ‪ ] ‬النفال‪.[75 :‬‬
‫ض ِفي ك َِتا ِ‬ ‫ضه ُ ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وَأوُْلوا ْ ال َْر َ‬
‫م أوْلى ب ِب َعْ ٍ‬ ‫حام ِ ب َعْ ُ‬

‫‪162‬‬
‫ولذلك لم يردوا على الزوجين‪ ،‬لنهما ليسا من ذوي الرحام ن‬
‫حيث الزوجية‪ ،‬لن وصلتهما سببية‪ ،‬وقد انقطعت بالموت‪.‬‬
‫ومن الدلة أيضا ً في توريث ذوي الرحام‪ ،‬حديث سعد بن أبي‬
‫وقاص ‪ ،‬لما أراد أن يوصي بثلثي ماله‪ ،‬فرده النبي ‪ ‬إلى‬
‫الثلث وقال له‪ ":‬إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة‬
‫يتكففون الناس" أخرجه البخاري )‪ (1233‬في )الجنائز(‪ ،‬باب‬
‫) رثى النبي سعد بن خولة(؛ ومسلم )‪ (1628‬في )الوصية(‪ ،‬باب‬
‫) الوصية بالثلث(‪ .‬وقد أخبر سعد ‪ ‬النبي ‪ ‬أنه ل يرثه إل ابنة‬
‫له‪ ،‬والبنت فرضها النصف‪ ،‬كما هو معلوم‪.‬‬
‫فدل ذلك على أن لها حقا ً في المال‪ ،‬فيما فوق الفرض‪ ،‬حين ل‬
‫يوجد معها من يزاحمها‪ ،‬ول يكون ذلك إل بالرد‪.‬‬
‫شروط الرد‪:‬‬
‫يشترط في الرد‪ ،‬ثلثة شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود صاحب فرض من ورثة الميت‪ ،‬غير الزوجين‪.‬‬
‫‪ -2‬بقاء شيء من التركة‪ ،‬بعد أصحاب الفروض‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم وجود عصبة بين الورثة‪ ،‬لن العصبة يستحق‪ ،‬كل‬
‫المال بالتعصيب إذا انفرد‪ ،‬أو يأخذ كل ما أبقاه أصحاب‬
‫الفروض‪ ،‬فل يتصور الرد مع وجوده‪.‬‬
‫قاعدة الرد‪:‬‬
‫ل يخلو حال أصحاب الفروض من أن ل يكون معهم أحد‬
‫الزوجين‪ ،‬أو أن يكون معهم أحد الزوجين‪ ،‬وإذا فإن موضوع الرد‬
‫ينقسم إلى حالتين‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن ل يكون مع من يرد عليه أحد الزوجين‪:‬‬
‫وفي هذه الحالة نقول‪:‬‬
‫‪ (1‬إذا كان من يرد عليه شخصا ً واحدًا‪ ،‬كأن مات وخلف بنتا ً‬
‫فقط‪ ،‬فلها كل المال فرضًا‪ ،‬وردًا‪.‬‬
‫‪ (2‬إذا كان من يرد عليه أكثر من واحد‪ ،‬وكانوا صنفا ً واحدًا‪،‬‬
‫كأن مات‪ ،‬وخلف خمس بنات‪ ،‬فإن المسألة تكون من عدد‬
‫رؤوسهن‪ ،‬ويقتسمن المال بالسوية‪.‬‬
‫‪ (3‬إذا كان الورثة الذين يرد عليهم صنفين‪ ،‬فأكثر‪ ،‬كان أصل‬
‫المسألة من مجموع سهامهم‪.‬‬
‫وذلك كأن مات شخص‪ ،‬وخلف‪:‬‬

‫)رد(‬ ‫)أصل(‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أما ً‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫شقيقة‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪163‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أختا ً لب‬ ‫‪6/1‬‬
‫فإن أصل هذه المسألة من ستة‪ ،‬لتداخل مخارجها‪ ،‬لكن مجموع‬
‫سهام الورثة خمسة‪ ،‬فترد المسألة إلى خمسة‪ ،‬ويأخذ كل وارث‬
‫سهامه من خمسة‪ ،‬فرضا ً وردًا‪ ،‬كما هو مرسوم في المسألة‬
‫السابقة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون مع من يرد عليه أحد الزوجين‪:‬‬
‫وفي هذه الحالة نقول‪:‬‬
‫نبدأ أول ً بإعطاء الزوج‪ ،‬أو الزوجة فرضه‪ ،‬ونجعل المسألة من‬
‫مخرج فرض الزوج‪ ،‬أو الزوجة‪ ،‬وهو ‪ :‬اثنان‪ ،‬أو أربعة‪ ،‬أو ثمانية‪.‬‬
‫ثم يقسم الباقي على من يرد عليه‪ ،‬وفق الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان من يرد عليه شخصا ً واحدًا‪ ،‬كان الباقي بعد فرض‬
‫الزوجية له‪ .‬مثاله‪ ،‬ما له خلف شخص‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 8/1‬زوجة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 2/1‬بنتا ً‬
‫‪ -2‬إذا كان من يرد عليه شخصين‪ ،‬فأكثر‪،‬‬
‫وكانوا من صنف واحد‪.‬‬
‫فالمسألة كذلك‪ ،‬تكون من مخرج فرض الزوجية‪ ،‬ثم إن انقسم‬
‫الباقي بعد فرض الزوجية‪ ،‬ثم إن انقسم الباقي بعد فرض‬
‫الزوجية عليهم فذاك كمن خلفت‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجا ً‬ ‫‪4/1‬‬
‫ثلث‬
‫‪3‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫بنات‬
‫فأصل المسألة من أربعة‪ ،‬مخرج فرض الزوج‪ ،‬فيأخذ الزوج‬
‫سهما ً واحدًا‪ ،‬ويبقى ثلثة أسهم للبنات‪ ،‬لكل واحدة سهم فرضا ً‬
‫وردًا‪.‬‬
‫أما إذا لم ينقسم الباقي بعد فرض الزوجية على من يرد عليهم‪،‬‬
‫فلبد والحالة هذه من تصحيح المسألة‪ ،‬وفق القواعد السابقة في‬
‫التصحيح‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫فيضرب أصل المسألة بعدد الرؤوس‪ ،‬إذا كان بين الرؤوس‬
‫والسهام تباين‪.‬‬
‫أو يضرب أصل المسألة بوفق الرؤوس إذا كان بين الرؤوس‬
‫والسهام توافق‪.‬‬
‫مثال الول‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×3‬‬
‫‪8‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ثلث بنات‬ ‫‪3/2‬‬

‫فأصل هذه المسألة ثمانية‪ ،‬مخرج فرض الزوجة‪ ،‬للزوجة الثمن‪،‬‬


‫وهو سهم واحد‪ ،‬وللبنات الباقي فرضا ً وردًا‪ ،‬وهو سبعة أسهم‪،‬‬
‫وهي غير منقسمة على البنات الثلث‪.‬‬
‫فيضرب أصل المسألة بعدد رؤوس البنات‪ ،‬ثلثة لتباينها مع‬
‫سهامهن‪ ،‬فتصبح المسألة من )‪ (24‬ثم يضرب نصيب كل وارث‪،‬‬
‫بجزء السهم‪ ،‬وهو ثلثة‪ ،‬عدد رؤوس البنات‪ ،‬والحاصل يكون‬
‫منقسما ً على عدد الرؤوس‪ ،‬كما هو مبين في المسألة السابقة‪.‬‬
‫مثال التوافق‪:‬‬
‫)تصحيح‬ ‫)جزء السهم(‬
‫)أصل(‬
‫(‬ ‫‪×2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪8‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ست بنات‬ ‫‪3/2‬‬
‫أصل هذه المسألة )‪،(4‬‬
‫مخرج فرض الزوج‪ ،‬للزوج الربع‪ ،‬سهم واحد‪ ،‬وللبنات الباقي‪،‬‬
‫ثلثة أسهم‪ ،‬فرضا ً وردًا‪ ،‬وهو غير منقسم عليهن‪ ،‬ولكن بينه وبين‬
‫عدد رؤوسهن توافق في الثلث‪ ،‬فيؤخذ وفق الرؤوس‪ ،‬وهو اثنان‪،‬‬
‫ويضرب به أصل المسألة‪ ،‬فتصح من ثمانية‪ ،‬ثم يضرب بجزء‬
‫السهم نصيب كل وارث‪ ،‬فيكون الحاصل منقسما ً على عدد‬
‫الرؤوس‪ .‬كما بيناه في المسألة السابقة‪.‬‬
‫إذا كان من يرد عليه أكثر من صنف واحد‪ ،‬فإن كان الباقي‬ ‫‪-3‬‬
‫بعد فرض الزوجية منقسما ً على من يرد عليهن‪ ،‬فذاك‪ ،‬وتصح‬
‫المسألة من مخرج فرض الزوجية‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ ،‬ما لو مات شخص عن‪:‬‬

‫‪165‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫وأم‬ ‫‪6/1‬‬
‫وأخوين‬
‫‪2‬‬ ‫‪3/1‬‬
‫لم‬
‫فالمسألة من أربعة‪ ،‬مخرج فرض من ل يرد عليه‪ ،‬وهي الزوجة‪،‬‬
‫ونصيبها سهم واحد‪.‬‬
‫ويبقى بعد هذا ثلثة أسهم‪ ،‬للم سهم‪ ،‬وللخوين لم سهمان‪ ،‬لكل‬
‫واحد منهما سهم واحد‪.‬‬
‫أما إذا كان الباقي بعد فرض الزوجية ل ينقسم على من يرد‬
‫عليهم‪ ،‬فإننا والحالة هذه‪ ،‬نجعل لمن يرد عليهم مسألة مستقلة‪،‬‬
‫ثم ننظر بين مسألتهم‪ ،‬وبين سهامهم من المسألة الولى‪ ،‬فإن‬
‫تباينت‪ ،‬ضربنا مسألة الرد‪ ،‬بمسألة الزوجية‪ ،‬فما بلغ فهو الجامعة‬
‫للمسألتين‪ ،‬ثم نضرب سهام الزوجية بجزء السهم‪ ،‬وهو مسألة‬
‫الرد‪ ،‬ونضرب سهام من يرد عليهم بجزء السهم‪ ،‬الذي هو نصيب‬
‫من يرد عليهم من مسألة الزوجية‪.‬‬
‫ل‪ :‬مات شخص عن‪:‬‬ ‫ولنضرب لذلك كله مث ً‬
‫جزء‬ ‫جزء‬
‫السهم‬ ‫السهم‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫الجامعة‬ ‫مسألة‬ ‫مسألة‬
‫الرد‬ ‫الزوجية‬
‫‪16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫شقيقة‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت لب‬ ‫‪6/1‬‬

‫واضح في هذه المسألة أننا ضربنا مسألة الزوجية بمسألة الرد‪،‬‬


‫فكانت الجامعة )‪.(16‬‬
‫ثم ضربنا نصيب الزوجة‪ ،‬بجزء السهم‪ ،‬وهو مسألة الرد‪.‬‬
‫ثم ضربنا نصيب من يرد عليهم بجزء السهم )‪ (3‬وهو نصيبهم من‬
‫مسألة الزوجية‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫هذا كله إذا بين مسألة من يرد عليهم وبين نصيبهم من مسألة‬
‫الزوجية تباين‪.‬‬
‫أما إذا كان بين مسألتهم‪ ،‬ونصيبهم تماثل‪ ،‬فإن مسألة الزوجية‬
‫هي الجامعة للمسألتين‪ ،‬لن نصيب من يرد عليهم من مسألة‬
‫الزوجية ينقسم عليهم‪ .‬مثال ذلك‪ :‬مات رجل عن‪:‬‬
‫مسألة‬ ‫مسألة‬
‫الجامعة‬
‫الرد‬ ‫الزوجية‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3/1‬أختين لم‬ ‫وقد تحتاج مسألة‬
‫الرد إلى تصحيح‪ ،‬فيجري تصحيحها‪ ،‬ثم يجري بعد التصحيح ما‬
‫سبق وذكرناه‪ .‬مثال ذلك‪ :‬مات شخص عن‪:‬‬
‫)جزء السهم(‬
‫)‪(3‬‬
‫التصحي‬ ‫الجامع‬ ‫مسألة مسألة‬
‫ح‬ ‫ة‬ ‫الرد‬ ‫الزوجية‬
‫‪12‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫واضح في‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ثلث أخوات‬ ‫‪3/‬‬
‫المسألة‬
‫‪6‬‬ ‫لم‬ ‫‪1‬‬
‫أن نصيب‬
‫من يرد عليهم من مسألة الزوجية منقسم عليهم‪ ،‬لذلك جعلنا‬
‫الجامعة هي مسألة الزوجية‪.‬‬
‫لكن نصيب الخوات لم‪ ،‬وهو )‪ (2‬من الجامعة غير منقسم على‬
‫عدد رؤوسهن‪ ،‬وهو )‪ ،(3‬فصححنا الجامعة‪ ،‬وذلك بضرب الجامعة‬
‫بعدد رؤوس الخوات لم‪ ،‬لن نصيبهن‪ ،‬وهو )‪ (2‬يباين عدد‬
‫رؤوسهن‪ ،‬فكان نصيبهن بعد التصحيح منقسما ً عليهن‪ ،‬وهو لكل‬
‫أخت سهمان‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫المناسخات‬
‫تعريف المناسخات‪:‬‬
‫المناسخات في اللغة‪ :‬جمع مناسخة‪ ،‬ومناسخة مصدر‪ ،‬وإنما جمع‬
‫لختلف أنواع المناسخة‪ ،‬والصل في المصدر‪ ،‬انه ل يثني‪ ،‬ول‬
‫يجمع‪.‬‬
‫والمناسخة مأخوذة من النسخ‪.‬‬
‫والنسخ لغة يطبق على معان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الزالة‪ ،‬تقول‪ :‬نسخت الشمس الظل‪ ،‬وانتسخته‪ :‬أي إزالته‪.‬‬
‫والتغيير‪ ،‬يقال‪ :‬نسخت الريح آثار الديار‪ ،‬إذا غيرتها‪.‬‬
‫والنقل‪ ،‬تقول‪ :‬نسخت الكتاب‪ ،‬وانتسخته‪ ،‬واستنسخته إذا نقلت‬
‫ما فيه باللفظ والمعنى نقل ً صحيحًا‪.‬‬
‫والنسخ شرعًا‪ :‬رفع حكم شرعي‪ ،‬فإثبات حكم آخر مكانه‪ ،‬كنسخ‬
‫استقبال بيت المقدس في الصلة‪ ،‬باستقبال الكعبة‪.‬‬
‫والمناسخة في اصطلح علم الفرائض‪ :‬أن يموت من ورثة الميت‬
‫الول واحد‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬قبل قسمة التركة‪ ،‬سميت مناسخة‪ ،‬لن‬
‫المسألة الولى‪ ،‬انتسخت بالثانية‪ ،‬أو لن المال ينتقل فيها من‬
‫وارث إلى وارث‪.‬‬
‫ومن هنا يظهر لك مناسبة المعنى الصطلحي‪ ،‬للمعنى اللغوي‪.‬‬
‫تقسيم التركة في مسائل المناسخات‪:‬‬
‫إذا مات شخص‪ ،‬ثم مات من ورثته شخص آخر قبل قسمة‬
‫تركته‪ ،‬لزم اتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬يجعل للميت الول مسألة مستقلة‪ ،‬يحصى فيها ورثته‪،‬‬
‫ونصيب كل وارث منهم‪ ،‬حسب ما تقدم في عمل المسائل‪.‬‬
‫‪ (2‬تصحيح مسألة الميت الول‪ ،‬إن احتاجت إلى تصحيح‪ ،‬وفق‬
‫القواعد السابقة في تصحيح المسائل‪.‬‬
‫‪ (3‬يجعل للميت الثاني مسألة مستقلة‪ ،‬يحصى فيها ورثته‪،‬‬
‫سواء كانوا من ورثة الميت الول‪ ،‬أو من غيرهم‪ ،‬ويحصى‬
‫نصيب كل واحد منهم من تركة الميت الثاني‪.‬‬
‫‪ (4‬تصحيح مسألة الميت الثاني إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬
‫‪ (5‬النظر بين سهام الميت الثاني التي ورثها من الميت الول‪،‬‬
‫وبين أصل مسألته‪ ،‬أو تصحيحها‪.‬‬
‫• فإن ما ثلث سهامه أصل مسألته‪ ،‬أو تصحيحها‪ ،‬صحت‬
‫الجامعة للمسألتين مما صحت منه المسألة الولى‪.‬‬
‫• وإن وافقت سهامه التي ورثها من المسألة الولى أصل‬
‫مسألته‪ ،‬أو تصحيحها‪ ،‬أخذنا وفق مسألته وضربنا به أصل‬
‫المسألة الولى‪ ،‬أو تصحيحها‪ ،‬فما بلغ فهو الجامعة للمسألتين‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫• وإذا باينت سهام الميت الثاني أصل مسألته‪ ،‬أو تصحيحها‪،‬‬
‫ضربنا أصل المسألة الولى‪ ،‬أو تصحيحها‪ ،‬بأصل المسألة‬
‫الثانية أو تصحيحها‪ ،‬وكان هذا الضرب هو الجامعة للمسألتين‪.‬‬
‫‪ (6‬النظر إلى الورثة في المسألتين‪:‬‬
‫• فمن ورث منهم من المسألة الولى فقط‪ ،‬أخذ نصيبه مضروبا ً‬
‫بوفق المسألة الثانية‪ ،‬عند التوافق‪ ،‬أو بكاملها عند التباين‪.‬‬
‫• ومن ورث منهم من المسألة الثانية فقط‪ ،‬أخذ نصيبه مضروبا ً ‪،‬‬
‫بوفق سهام الميت الثاني عند التوافق‪ ،‬أو بكاملها عند‬
‫التباين‪.‬‬
‫• ومن ورث منهم من المسألتين‪ ،‬أخذه مضروبا ً في الولى بوفق‬
‫الثانية عند التوافق‪ ،‬أو بكاملها عند التباين‪ ،‬وأخذ نصيبه من‬
‫الثانية‪،‬مضروبا ً بوفق سهام الميت الثاني عند الموافقة‪ ،‬أو‬
‫بكاملها عند التباين‪ ،‬ثم يجمع له النصيبان‪ ،‬ويأخذهما من‬
‫الجامعة‪.‬‬
‫وإليك المثلة الموضحة لهذه القواعد‬
‫المثال الول‪ :‬إذا كانت سهام الميت الثاني مماثلة لمسألته‪:‬‬
‫ماتت امرأة عن زوج‪ ،‬وأم‪ ،‬وعم‪ ،‬ثم مات الزوج قبل قسمة‬
‫التركة عن ثلثة أبناء‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫أصل‬ ‫أصل‬
‫المسألة‬ ‫المسألة‬
‫الثانية‬ ‫الولى‬
‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬
‫ت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 2/1‬زوج‬
‫غريبة‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫غريب‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫ع ثلثة‬
‫أبناء‬
‫واضح في هذه المسألة أن الزوج ورث من زوجته النصف لعدم‬
‫وجود الفرع الوارث لها‪ ،‬وأن الم ورثت الثلث لعدم الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬وعدم العدد من الخوة‪ ،‬وأن العم ورث الباقي‬
‫بالتعصيب‪.‬‬
‫وواضح أيضا ً أن أصل المسألة )‪ (6‬لن مخرجيها‪2) :‬و ‪(3‬‬
‫متباينان‪ ،‬فضرب أحدهما بالخر‪ ،‬فكان أصل المسألة‪ ،‬وهو )‪.(6‬‬
‫وعليه فإن نصيب الزوج )‪ (3‬أسهم‪ ،‬ونصيب الم )‪ (2‬ونصيب‬
‫العم )‪.(1‬‬

‫‪169‬‬
‫أما المسألة الثانية‪ ،‬فإن الميت إنما هو الزوج‪ ،‬وقد خلف ثلثة‬
‫بنين‪ .‬هم ورثته بالتعصيب‪ ،‬وأصل مسألتهم )‪ (3‬من عدد‬
‫رؤوسهم‪.‬‬
‫ولما نظرنا بين مسألة الميت الثاني وهو الزوج وبين سهامه التي‬
‫ورثها من الميت الول رأينا بينهما تماث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وعليه فقد صححنا الجامعة من أصل المسألة الولى وأعطينا كل‬
‫وارث نصيبه منها‪ ،‬كما هو موضح في المسألة السابقة‪.‬‬
‫مثال آخر‪:‬‬
‫ماتت امرأة عن زوج وأختين لب‪ ،‬ثم ماتت إحدى الختين‪ ،‬عمن‬
‫ذكر‪ ،‬وعن بني‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫أصل‬ ‫أصل‬
‫الجام‬
‫المسألة‬ ‫المسألة‬
‫عة‬ ‫الثانية‬ ‫الولى‬
‫‪) 7‬عول(‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫أخت‬ ‫‪2‬‬ ‫أخت لب‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫لب‬ ‫‪3/2‬‬
‫ت‬ ‫‪2‬‬ ‫أخت لب‬
‫‪2/‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬
‫هذه المسألة مثل سابقتها‪ ،‬كانت سهام الميت الثاني‪ ،‬وهي‬
‫الخت‪ ،‬مماثلة لمسألتها‪ ،‬فصحت الجامعة مما صحت منه‬
‫المسألة الولى‪.‬‬
‫غير أن هذه المسألة فيها عول‪ ،‬وأن إحدى الختين ورثت من‬
‫أختها الولى‪ ،‬ومن أختها الثانية‪.‬‬
‫ومعلوم أن الخت مع البنت تعتبر عصبة مع الغير‪ ،‬كما هو مبين‬
‫في المسألة الثانية‪.‬‬
‫المثال الثاني‪ :‬إذا كانت سهام الميت الثاني موافقة لمسألته‪:‬‬
‫ماتت امرأة عن زوج‪ ،‬وأم‪ ،‬وعم‪ ،‬ثم مات الزوج عن أم‪ ،‬وأخوين‬
‫لم‪ ،‬وأخ لب‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬

‫الجام‬ ‫المسألة‬ ‫المسألة‬


‫عة‬ ‫الثانية‬ ‫الولى‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪170‬‬
‫ت‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫غريبة‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫غريب‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫‪6/‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪1‬‬
‫أخوان‬ ‫‪3/‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫لم‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخ لب‬ ‫ع‬
‫لقد قسمنا سهام المسألة الولى على ورثتها‪ ،‬وقسمنا سهم‬
‫المسألة الثانية أيضا ً على ورثتها‪ ،‬ثم نظرنا بين سهام الميت‬
‫الثاني‪ ،‬وهو الزوج‪ ،‬وبين مسألته‪ ،‬فإذا هما متوافقان في الثلث‪،‬‬
‫فأخذنا ثلث المسألة الثانية )‪ ،(2‬وهو وفقها‪ ،‬وضربنا به كامل‬
‫المسألة الولى )‪ (6‬فكانت الجامعة )‪ ،(12‬ثم من ورث من‬
‫المسألة الولى‪ ،‬ضربنا نصيبه بوفق الثانية‪ ،‬فكان نصيب الم )‬
‫‪ ،(4=2×2‬ونصيب العم )‪ ،(2=2×1‬ووضعنا ذلك تحت الجامعة‪.‬‬
‫ومن ورث من المسألة الثانية ضربنا نصيبه بوفق سهام الميت‪،‬‬
‫وهو)‪ ،(1‬فكان نصيب الم في المسألة الثانية )‪،(1=1×1‬‬
‫ونصيب الخوين لم ) ‪ ،(2=1×2‬ونصيب الخ لب )‪،(3=1×3‬‬
‫ووضعنا ذلك تحت الجامعة أيضًا‪ ،‬ولو جمعنا سهام الورثة في‬
‫الجامعة‪ ،‬لوجدناها مساوية للجامعة‪ ،‬وهذا دليل صحة عملنا‪.‬‬
‫مثال آخر‪:‬‬
‫مات رجل عن أب‪ ،‬وأم‪ ،‬وبنت‪ ،‬وابن‪ ،‬ثم مات البن قبل قسمة‬
‫التركة عن المذكورين وعن زوجة‪ ،‬وابن‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬

‫‪171‬‬
‫الجام‬ ‫المسألة‬
‫تصحيح‬ ‫أصل‬
‫عة‬ ‫الثانية‬
‫‪54‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪6/‬‬ ‫أب‬
‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جد‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪6/‬‬ ‫أم‬
‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جدة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫شقيقة‬ ‫م‬ ‫‪4‬‬ ‫بنت‬
‫‪4‬‬ ‫ع‬
‫ت‬ ‫‪8‬‬ ‫ابن‬
‫‪8/‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬
‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫في هذه المسألة‪ ،‬نجد أن الب ورث من المسألة الولى‬
‫السدس‪ ،‬والم ورثت أيضا ً السدس‪ ،‬وورث البن والبنت الباقي‬
‫تعصيبًا‪ ،‬فكان أصل المسألة )‪ (6‬لتماثل مخرج فرض الب والم‪،‬‬
‫للب سهم واحد‪ ،‬وللم سهم‪ ،‬وللبنت والبن الباقي وهو أربعة‬
‫أسهم‪ ،‬للذكر مثل حظ النثيين‪ ،‬صرنا إلى تصحيح المسألة‪.‬‬
‫ولما كان بين عدد الرؤوس والسهام تباين المسألة )‪ (6‬بعدد‬
‫الرؤوس )‪ (3‬فكان تصحيح المسألة )‪ .(18‬أما المسألة الثانية‪،‬‬
‫فقد أصبح الب فيها جدًا‪ ،‬وأصبحت الم جدة‪ ،‬والبنت أختا ً‬
‫شقيقة‪ ،‬ثم ورث الجد السدس‪ ،‬والجدة السدس‪ ،‬والخت‬
‫الشقيقة محجوبة بالبن‪ ،‬والزوجة ورثت الثمن‪ ،‬والبن أخذ الباقي‬
‫بالتعصيب‪.‬‬
‫وأصل المسألة الثانية )‪ (24‬لن بين مخرج فرض الزوجة‪،‬‬
‫ومخرج فرض الب‪ ،‬أو الم توافقا ً بالنصف‪ ،‬فضربنا وفق أحدهما‬
‫بكامل الجر‪ (24=6×4) :‬فكان أصل المسألة‪.‬‬
‫للجد )‪ (4‬أسهم‪ ،‬وللجدة )‪ (4‬أسهم‪ ،‬وللزوجة )‪ (3‬أسهم‪ ،‬وللبن )‬
‫‪ (13‬سهمًا‪.‬‬
‫ثم بعد كل هذا يأتي دور الجامعة للمسألتين وهنا يجب أن ننظر‬
‫بين سهام الميت الثاني التي ورثها من الميت الول‪ ،‬وبين‬
‫مسألته‪ ،‬وعندئذ سنجدهما متوافقين في الثمن‪.‬‬
‫فإذا أخذنا ثمن المسألة الثانية‪ ،‬وضربنا به تصحيح المسألة‬
‫الولى‪،‬‬
‫كان الحاصل )‪ (54‬هو الجامعة‪.(54=3×15) :‬‬
‫ثم نأخذ وفق المسألة الثانية‪ ،‬ونجعله جزء سهم عند الولى‬
‫لنضرب به نصيب كل وارث من المسألة الولى ونأخذ وفق‬

‫‪172‬‬
‫سهام الميت الثاني ونجعله جزء سهم عند المسألة الثانية‪،‬‬
‫لنضرب به نصيب كل وارث من المسألة الثانية‪ ،‬ومن ورث من‬
‫المسألتين جمعنا له نصيبه منهما‪ ،‬ووضعناه تحت الجامعة‪.‬‬
‫وبهذا نكون قد وصلنا إلى حل لهذه المسألة‪ ،‬وأخذ كل وارث‬
‫نصيبه‪ ،‬كما هو مبين في المسألة‪.‬‬
‫المثال الثالث‪ :‬إذا كانت سهام الميت الثاني مباينة لمسألته‪:‬‬
‫ماتت امرأة عن زوج‪ ،‬وأم‪ ،‬وعم‪ ،‬ثم مات الزوج عن بنت‪،‬‬
‫وخمسة أشقاء‪.‬‬
‫الجامع‬ ‫تصحيح‬ ‫المسألة‬ ‫المسألة‬
‫ة‬ ‫الثانية‬ ‫الثانية‬ ‫الولى‬
‫‪60‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫ت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 2/1‬زوج‬
‫‪20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3/1‬أم‬
‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫‪2/‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫أشقاء‬
‫يتضح لنا في هذه المسألة‪ ،‬أن بين سهام الميت الثاني من‬
‫المسألة الولى‪ ،‬وهي )‪ (3‬وبين مسألته‪ ،‬وهي )‪ ،(10‬تباينًا‪ ،‬لذلك‬
‫ضربنا أصل المسألة الولى بتصحيح المسألة الثانية‪ ،‬فكانت‬
‫الجامعة‪.(60=10×6 ) :‬‬
‫ويلحظ في المسألة الثانية أننا قد أجرينا فيها تصحيحًا‪ ،‬وذلك لن‬
‫سهام الخوة ل تنقسم عليهم‪ ،‬وبين سهامهم ورؤوسهم تباين‪،‬‬
‫فضربنا أصل المسألة )‪ (2‬بعدد الرؤوس )‪ (5‬فكان التصحيح )‬
‫‪ ،(10‬ثم إنه من كان له نصيب في المسألة الولى أخذه مضروبا ً‬
‫بتصحيح المسألة الثانية‪ ،‬فنصيب الم )‪ ،(20=10×2‬ونصيب‬
‫العم )‪ ،(10=10×1‬فوضعناه تحت الجامعة‪ .‬ومن كان له نصيب‬
‫في المسألة الثانية أخذه مضروبا ً بسهام الميت الثاني التي ورثها‬
‫من الميت الول‪ ،‬فكان نصيب البنت )‪ ،(15=3×5‬ونصيب‬
‫الشقاء ) ‪ ،(15=3×5‬فوضعنا ذلك تحت الجامعة أيضًا‪.‬‬
‫وعند مراجعة السهام كلها في الجامعة‪ ،‬وجمعها مع بعضها‬
‫وجدناها مساوية للجامعة‪ ،‬وهذا دليل صحة التقسيم في هذه‬
‫المسألة‪.‬‬
‫مثال آخر‪:‬‬
‫مات رجل عن زوجة‪ ،‬وثلثة أبناء‪ ،‬وبنت‪ ،‬ثم ماتت البنت‪ ،‬عن‬
‫الورثة في المسألة السابقة‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الجامع‬ ‫تصحيح‬ ‫المسألة‬ ‫المسألة‬
‫ة‬ ‫الثانية‬ ‫الثانية‬ ‫الولى‬
‫‪144‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪6/‬‬ ‫زوج‬
‫‪21‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫ة‬
‫‪41‬‬ ‫‪5‬‬ ‫شقيق‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪41‬‬ ‫‪5‬‬ ‫شقيق‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪5‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫‪41‬‬ ‫‪5‬‬ ‫شقيق‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫ت‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫واضح من حل هذه المسألة أن الولى صحت من )‪ (8‬والثانية‬
‫من )‪ ،(18‬ونصيب الميت الثاني من المسألة الولى سهم واحد‪،‬‬
‫وهو يباين مسألته‪ ،‬فنضرب المسألة الثانية في الولى‪ ،‬فتبلغ )‬
‫‪ (144‬هي الجامعة للمسألتين‪.‬‬
‫للزوجة من المسألة الولى )‪ (1‬يضرب في )‪ (18‬يساوي )‪،(18‬‬
‫ولها من الثانية‪ ،‬باعتبارها أمًا‪ (3) ،‬تضرب بواحد‪ ،‬وهو نصيب‬
‫الميت الثاني من الولى‪ ،‬يساوي ثلثة‪ .‬ولكل ابن من المسألة‬
‫الولى سهمان‪ ،‬يضربان بـ )‪ (18‬فيحصل لكل واحد )‪ (36‬سهما ً‬
‫من الولى‪ ،‬ولكل واحد منهم باعتبارهم أخوة أشقاء من المسألة‬
‫الثانية )‪ (5‬أسهم تضرب بواحد‪ ،‬تساوي خمسة‪ ،‬ثم يجمع نصيب‬
‫كل واحد من المسألتين‪ ،‬فيكون الناتج هكذا‪:‬‬
‫الم‪(21 = 3 + 18) :‬‬
‫البن‪(41 = 5 + 36 ) :‬‬
‫البن‪(41 = 5 + 36 ) :‬‬
‫البن‪(41 = 5 + 36 ) :‬‬
‫كما هو مبين في المسألة السابقة‪.‬‬
‫كان ما مر في المناسخات كله إنما هو فيما إذا مات من ورثة‬
‫الميت الول شخص واحد‪.‬‬
‫فإذا مات شخص ثان قبل قسمة التركة‪ ،‬فإن العمل أن نجعل‬
‫الجامعة الولى كمسألة أولى‪ ،‬ونجعل للميت الثالث مسألة‬
‫جديدة وتطبق بين مسألة الميت الثالث والجامعة نفس القواعد‬
‫التي مر ذكرها في الميت الول والثاني‪ ،‬فل حاجة لعادتها‪.‬‬
‫هذا ومما ينبغي أن يعلم أنه إذا كان ل يرث الميت الثاني إل‬
‫الباقون من ورثة الميت الول‪ ،‬وكان إرثهم من الميت الثاني‬
‫كإرثهم من الميت الول‪ ،‬جعل كأن الميت الثاني لم يكن من‬

‫‪174‬‬
‫ورثة الميت الول‪ ،‬وقسم المال المتروك بين الباقين من الورثة‪،‬‬
‫لنه صار إليهم بطريق واحد‪.‬‬
‫مثال هذا‪:‬‬
‫ما لو مات شخص عن أربعة إخوة أشقاء‪ ،‬ثم مات واحد منهم‬
‫عن الباقين من الخوة‪ ،‬ثم مات ثالث عن الباقين أنفسهم‪ ،‬فإننا‬
‫نعتبر الذين ماتوا بعد الول كأنهم لم يكونوا‪ ،‬وتقسم التركة على‬
‫الباقين منهم‪.‬‬
‫قال المام الرحبي رحمه الله تعالى‪ ،‬في ) المناسخات(‪:‬‬
‫فصحح الحساب‬ ‫وإن يمت آخر قبل القسمة‬
‫واعرف سهمه‬
‫قد بين التفصيل‬ ‫واجعل له مسالة أخرى كما‬
‫فيما قدما‬
‫فارجع إلى‬ ‫وإن تكن ليست عليها تنقسم‬
‫الوفق بهذا قد حكم‬
‫فخذ هديت وفقها‬ ‫وانظر فإن وافقت السهاما‬
‫‪((1‬‬
‫تماما‬
‫إن لم تكن بينهما‬ ‫واضربه أو جميعها في السابقة‬
‫موافقة‬
‫يضرب أو في وفقها‬ ‫وكل سهم في جميع الثانية‬
‫‪((2‬‬
‫علنية‬
‫تضرب أو في وفقها‬ ‫وأسهم الخرى ففي السهام‬
‫تمام‬
‫فارق بها رتبة‬ ‫فهذه طريقة المناسخة‬
‫‪((3‬‬
‫فضل شامخة‬

‫)‪(1‬‬
‫هديت جملة دعائية‪ .‬والهداية‪ :‬الدللة على الخير‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫علنية ‪ :‬جهرًا‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫شامخة‪ :‬مرتفعة عالية‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫توريث ذوي الرحام‬
‫تعريف ذوي الرحام‪:‬‬
‫الرحام‪ :‬جمع رحم‪ ،‬والرحم لغة‪ :‬القرابة‪ ،‬وذو الرحام‪ :‬أصحاب‬
‫القرابات‪.‬‬
‫وذوو الرحام في اصطلح علم الفرائض هم ‪ :‬كل قريب ل يرث‬
‫بفرض‪ ،‬ول تعصيب‪ ،‬أي هم من عدا القارب المجمع على‬
‫توريثهم‪ ،‬ممن سبق ذكرهم في هذا الكتاب‪.‬‬
‫شروط توريث ذوي الرحام‪:‬‬
‫يشترط في إرث ذوي الرحام الشروط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن ل يوجد للميت وارث بفرض أو تعصيب‪ ،‬ما عدا الزوجين‪.‬‬
‫فإذا كان له وارث من أصحاب الفروض‪ ،‬أو العصبات‪ ،‬فهو مقدم‬
‫على ذوي الرحام‪ ،‬بالفرض‪ ،‬والتعصيب والرد‪.‬‬
‫أما وجود أحد الزوجين‪ ،‬فل يمنع من توريث ذوي الرحام‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن وارث غيره‪ ،‬لنه ل يرد على الزوجين‪ ،‬كما سبق بيانه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ل يكون بيت المال منتظمًا‪ ،‬فإذا كان بيت المال منتظمًا‪،‬‬
‫فإنه مقدم على ذوي الرحام في الميراث‪ ،‬كما هو مقدم على‬
‫الرد على ذوي الفروض‪ ،‬وقد سبق بيان ذلك‪.‬‬
‫دليل عدم توريثهم إذا كان بيت المال منتظمًا‪:‬‬
‫استدل الشافعي رحمه الله تعالى على عدم توريثهم أنه لم يرد‬
‫لهم نصيب معين من الميراث‪ ،‬في القرآن ول في السنة‪ ،‬ولو‬
‫كان لهم حق في التركة لبينه الله عز وجل‪ ،‬ورسوله عليه الصلة‬
‫والسلم‪ ،‬كما هو الشأن في أصحاب الفروض‪ ،‬والعصبات‪.‬‬
‫وأيضا ً فإن النبي ‪ ‬قال‪ " :‬إن الله عز وجل أعطى كل ذي حق‬
‫حقه فل وصية لوارث" رواه الترمذي )‪ (2122‬في )الوصايا(‪ ،‬باب‬
‫) ما جاء ل وصية لوارث(؛ ورواه النسائي ) ‪ (6/247‬في‬
‫)الوصايا(‪ ،‬باب ) إبطال الوصية للوارث(‪ ،‬كلهما عن عمرو بن‬
‫خارجة ‪ ،‬فلو كان لهم شيء من التركة لعطاهم الله إياه‪.‬‬
‫لكن المتأخرين من الشافعية رحمهم الله‪ ،‬قد أفتوا بتوريث ذويي‬
‫الرحام‪ ،‬وذلك منذ القرن الرابع الهجري‪ ،‬انطلقا ً من أن بيت‬
‫المال لم يعد منتظمًا‪ ،‬ولم يعد يصل لذوي الحقوق منه حقوقهم‪،‬‬
‫فلن يرجع مال الميت لرحامه‪ ،‬وغير الوارثين من أقاربه‪ ،‬أولى‬
‫من أن يذهب إلى غير ذي حق من الباعد‪.‬‬
‫أصناف ذوي الرحام‪:‬‬
‫يمكن حصر ذوي الرحام في أربعة أصناف هي‪:‬‬
‫الول‪ :‬من ينتمي إلى الميت‪ ،‬لكون الميت أصل ً له‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫أولد البنات‪ ،‬مهما نزلوا‪.‬‬ ‫•‬

‫‪176‬‬
‫أولد بنات البن‪ ،‬وإن نزلوا أيضًا‪.‬‬ ‫•‬
‫الثاني‪ :‬من ينتمي إليهم الميت لكونهم أصول ً له‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫• الجداد والجدات الرحميون‪ ،‬الذين هم غير من سبق ذكرهم‪.‬‬
‫فالجد الرحمي‪ :‬هو كل من توسطت بينه وبين الميت أنثى‪،‬‬
‫كالجد أبي الم‪ ،‬وأبوه‪ ،‬وإن عل‪.‬‬
‫• والجدة الرحمية‪ :‬هي أيضا ً من توسط بينها وبين الميت جد‬
‫رحمي‪ ،‬كأم أبي الم‪ ،‬وأمها‪ ،‬وإن علت‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬من ينتمي إلى أبوي الميت‪ ،‬لكونهما أصل ً جامعا ً له‬
‫وللميت‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫• أولد الخوات مطلقًا‪ ،‬أي ذكورا ً كانوا أم إناثُا‪ ،‬سواء كانت‬
‫الخوات شقيقات أم لب‪ ،‬أم لم‪.‬‬
‫• بنات الخوة الشقاء‪ ،‬أو لب‪ ،‬أو لم‪.‬‬
‫• أولد الخوة لم‪ ،‬ذكورا ً كانوا أم إناثًا‪.‬‬
‫• وكل من يدلي إلى الميت بواحد من هؤلء‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬من ينتمي إلى أجداد الميت وجداته‪ ،‬لكون هؤلء الجداد‬
‫والجدات أصل ً جامعا ً له وللميت‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫العمام للم‪ ،‬والعمات مطلقًا‪ ،‬وبنات العمام مطلقًا‪.‬‬ ‫•‬
‫الخوال والخالت مطلقًا‪ ،‬وإن تباعدوا‪ ،‬وأولدهم وإن‬ ‫•‬
‫تنازلوا‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫كيفية توريث ذوي الرحام‪:‬‬
‫قلنا‪ :‬عن ذوي الرحام يرثون حين ل يوجد من يرث بفرض‪ -‬غير‬
‫الزوجين – أو بتعصيب‪ ،‬فإذا لم يوجد أحد من الورثة‪ ،‬كان‬
‫الميراث جميعه لذوي الرحام‪.‬‬
‫وإن وجد أحد الزوجين‪ ،‬كان ما بقي‪ ،‬بعد فرضه‪ ،‬لهم‪.‬‬
‫فإن انفرد واحد من ذوي الرحام‪ ،‬كان المال جميعه له‪ :‬كمن‬
‫خلف بنت‪ ،‬استحق كل التركة‪.‬وإن اجتمع أكثر من واحد من ذوي‬
‫الرحام‪ ،‬كان توريثهم على النحو التالي‪:‬‬
‫ينزل كل واحد من ذوي الرحام‪ -‬ما عدا‬ ‫‪-1‬‬
‫الخوال والخالت‪ ،‬والعمام لم والعمات‪ -‬منزلة من يدلي به إلى‬
‫الميت‪.‬‬
‫فينزل كل فرع منزلة أصله‪ ،‬وأصله منزلة أصله‪ ،‬وهكذا درجة درجة‬
‫إلى أن تصل إلى أصل وارث‪ .‬وكل من نزل منزلة شخص يأخذ ما‬
‫كان يأخذه ذلك الشخص‪ ،‬فيفرض موت ذلك الشخص‪ ،‬وأن هذا‬
‫المنزل منزلته وارثه‪ ،‬كابن البنت فإنه ينزل منزلة أمه‪ ،‬وهي البنت‪،‬‬
‫وبنت الخ تنزل منزلة أبيها‪ ،‬وهو الخ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وهذا – كما قلنا‪ -‬في غير الخوال والخالت‪ ،‬والعمام لم‪ ،‬والعمات‪.‬‬
‫فالخوال والخالت ينزلون منزلة الم‪ ،‬فما يثبت لها‪ ،‬من كل المال‬
‫عند النفراد‪ ،‬أو ثلثه‪ ،‬أو سدسه عند عدم النفراد‪ ،‬يثبت لهم‪.‬‬
‫أما العمام لم‪ ،‬والعمات‪ ،‬فإنهم ينزلون منزلة الب‪ ،‬ويرثون ما كان‬
‫يرثه هو‪.‬‬
‫‪ -2‬بعد أن ينزل كل واحد من ذوي الرحام منزلته – على النحو‬
‫السابق – يقدم من سبق إلى وارث‪ ،‬سواء قربت رجته إلى الميت‪،‬‬
‫أم بعدت‪.‬‬
‫فلو اجتمع‪ :‬بنت بنت البنت‪ ،‬وبنت بنت ابن البن‪:‬‬
‫كان المال كله‪ ،‬للثانية‪ ،‬وهي بنت بنت ابن البن‪ ،‬وإن كانت الولى‪،‬‬
‫وهي بنت بنت البنت أقرب إلى الميت منها‪ ،‬لن الثانية سبقت الولى‬
‫إلى وارث‪ ،‬إذ الثانية ليس بينها وبين من أدلت به أحد غير وارث‪.‬‬
‫بينما الولى بينها وبين من أدلت به من الوارثين شخص غير وارث‪،‬‬
‫وهو بين البنت‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا استوى الموجودون من ذوي الرحام في الدلء‪ ،‬فرض أن‬
‫الميت خلف الوارثين الذين ينتسب إليهم ذوو الرحام‪ ،‬وقسم المال –‬
‫أو الباقي بعد فرض أحد الزوجين – بين هؤلء المفروضين‪ ،‬كأنهم‬
‫موجودون‪ ،‬فمن يحجب منهم ل شيء لمن يدلي به‪ ،‬وما أصاب كل‬
‫واحد منهم قسم على من نزل منزلته‪ ،‬كأنه مات وخلفهم وصورة‬
‫ذلك‪ :‬أن يموت شخص ويخلف‪:‬‬

‫‪178‬‬
‫‪7‬‬
‫)عول(‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أبا أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 3/1‬بنتي أختين لم‬
‫بنت أخت‬
‫‪3‬‬ ‫‪2/1‬‬ ‫لبي الم السدس‪ ،‬لنه ينزل‬
‫شقيقة‬
‫منزلة الم التي أدلى بها‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 6/1‬بنت أخت لب‬ ‫لبنتي الختين لم الثلث‪،‬‬
‫لنهما بمنزلة الختين لم اللتين أدلتا بهما‪.‬‬
‫لبنت الخت الشقيقة النصف‪ ،‬لنها بمنزلة الخت الشقيقة التي‬
‫أدلت بها‪.‬‬
‫ولبنت الخت لب السدس‪ ،‬لنها بمنزلة الخت لب مع الشقيقة‪.‬‬
‫ويجب أن يلحظ هنا أن العول ل يصيب نصيب الزوج‪ ،‬أو الزوجة‪،‬‬
‫فيما لو وجد أحدهما مع ذوي الرحام‪ ،‬بل يعطي أحد الزوجين‬
‫ل‪ ،‬ثم يوزع ما بقي على ذوي الرحام‪.‬‬ ‫نصيبه أو ً‬
‫فلو ماتت امرأة وخلفت‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجا ً‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وبنتي أختين‬ ‫ع‬ ‫لكان للزوج النصف‪ ،‬واحد من‬
‫اثنين‪ ،‬ويبقى واحد لبنتي‬
‫الختين‪ ،‬لكل واحدة نصفه‪ ،‬ولما كان الواحد ل ينقسم عليهما‪،‬‬
‫فسوف نصير إلى تصحيح المسألة‪ ،‬وعندها نأخذ عدد الرؤوس‬
‫لتباينها مع السهام‪ ،‬ويضرب به أصل المسألة‪ ،‬فما بلغ فمنه تصح‪:‬‬
‫)‪.(4=2×2‬‬
‫فيأخذ الزوج نصيبه مضروبا ً باثنين)‪ ،(2=2×1‬وتأخذ بنتي الختين‬
‫نصيبهما مضروبًا)‪ (2=2×1‬لكل واحد منهما سهم من أربعة‬
‫أسهم‪.‬‬
‫ولو كان بدل بنتي الختين أختان‪ ،‬لكان لهما الثلثان‪ ،‬لعالت‬
‫المسألة بسهامها على الختين‪ ،‬وعلى الزوج‪ ،‬ولم يبق للزوج‬
‫نصف سالم‪ ،‬بل يكون له ثلثة أسهم من سبعة‪ ،‬بخلف ما لو كان‬
‫مع ذوي الرحام‪ .‬فإنه يأخذه نصفا ً سالمًا‪.‬‬
‫ويستثنى من الضابط السابق – وهو أن ما يصيب كل واحد من‬
‫المفروضين يقسم على من نزل منزلته كأنه مات وخلفهم‪ -،‬ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪179‬‬
‫أ‪ -‬أولد الخوة لم‪ ،‬فيقسم بينهم ما يصيب من يدلون به‪ -‬وهو‬
‫الخ لم‪ -‬بالسوية‪ ،‬دون تفريق بين ذكورهم وإناثهم‪ ،‬كما يرث‬
‫مورثهم كذلك‪.‬‬
‫مع أن الخ لم‪ ،‬أو الخت لم‪ ،‬لو مات أحدها وخلف أولدًا‪ ،‬ذكورا ً‬
‫وإناثًا‪ ،‬قسم ميراثه بينهم‪ ،‬للذكر مثل حظ النثيين‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخوال والخالت الذين من جهة الم‪ ،‬يقسم بينهم ما يصيب‬
‫من ينزلون منزلته – وهو الم‪ -‬للذكر مثل حظ النثيين‪.‬‬
‫مع أنه لو مات من ينزلون منزلته‪ -‬وهو الم – وخلفتهم كانوا‬
‫إخوة لم‪ ،‬وكان الميراث بينهم بالسوية‪.‬‬
‫قسمة التركة‬
‫إن قسمة التركة بين الورثة‪ ،‬هي الثمرة المقصودة بالذات من‬
‫علم الفرائض‪ ،‬وما تقدم كله وسيلة لها‪ .‬ولتقسيم التركة عدة‬
‫طرق‪ ،‬وأبسط هذه الطرق أن تقسم التركة على أصل المسألة‪،‬‬
‫ثم يضرب الناتج بسهام كل وارث‪ .‬مثال ذلك‪ :‬مات رجل عن‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪16‬‬ ‫بنتين‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬ ‫واضح أن المسألة من أربعة‬
‫وعشرين لتوافق مخرجي‬
‫الثمن والسدس‪ .‬فللزوجة الثمن )‪ ،(3‬وللبنتين الثلثان )‪ (16‬لكل‬
‫بنت )‪ ،(8‬وللم السدس )‪ ،(4‬وللخ الشقيق الباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو‬
‫سهم واحد‪.‬‬
‫ل‪ ،‬فالعمل أن تقسم التركة‬ ‫فإذا كانت التركة‪ (4800) :‬ليرة مث ً‬
‫على أصل المسألة‪ ،‬ثم نضرب الناتج بنصيب كل وارث‪:‬‬
‫‪ 200=24÷4800‬ليرة قيمة السهم الواحد‪.‬‬
‫فللزوجة إذا ً = ‪ 600=3×200‬ليرة‪.‬‬
‫= ‪ 3200=16×200‬ليرة‪.‬‬ ‫للبنين‬
‫= ‪ 800 =4×200‬ليرة‪.‬‬ ‫للم‬
‫= ‪ 200 =1×200‬ليرة‪.‬ويكون المجموع ‪ 4800‬ليرة‪،‬‬ ‫للخ‬
‫وهو قيمة التركة‪.‬‬
‫وهناك طريقة أخرى‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أن نضرب نصيب كل وارث بالتركة‪ ،‬ثم نقسم الحاصل على أصل‬
‫المسألةز‬
‫مثال ذلك‪ :‬مات رجل عن‪:‬‬

‫‪180‬‬
‫‪12‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫المسألة من )‪ (12‬لتباين‬
‫‪5‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬ ‫مخرجي فرض الم‬
‫والزوجة‪ ،‬للم أربعة‪ ،‬وهي‬
‫الثلث‪ ،‬وللزوجة الربع ثلثة‪ ،‬والباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو خمسة‪.‬‬
‫فلو فرضنا أن التركة كانت )‪ (100‬دينار‪،‬‬
‫‪4 × 100‬‬
‫= ‪.33 3/1‬‬ ‫فيكون نصيب الم ‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫=‪.25‬‬ ‫فيكون نصيب الزوجة‪3 × 100:‬‬
‫‪12‬‬
‫= ‪.41 3/2‬‬ ‫ويكون نصيب العم‪5 × 100:‬‬
‫عن‪:‬‬
‫مثال آخر‪ :‬ماتت امرأة ‪12‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪2/1‬‬ ‫للزوج الربع )‪ ،(1‬وللبنت‬
‫النصف )‪ ،(2‬وللخت‬
‫الشقيقة الباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو )‪ ،(1‬لنها عصبة مع الغير‪.‬‬
‫وأصل المسألة من أربعة‪ ،‬لتداخل مخرج فرض البنت بمخرج‬
‫فرض الزوج‪ .‬فلو فرضنا أن التركة كانت )‪ (44‬ألف ليرة‪:‬‬
‫= ‪ 11‬ألف ليرة‪.‬‬ ‫‪1 ×444‬‬ ‫لكان نصيب الزوج‪:‬‬
‫= ‪ 11‬ألف ليرة‪.‬‬ ‫‪1 × 44‬‬ ‫نصيب الشقيقة ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫= ‪ 22‬ألف ليرة‬ ‫‪2 × 44‬‬ ‫نصيب البنت ‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫‪181‬‬
‫المسائل المشهورة في المواريث‬
‫لقد اشتهر في المواريث مسائل أخذت ألقابا ً معينة‪ ،‬عرفت بها‬
‫بين علماء الفرائض‪:‬‬
‫إما لحدوث خلف فيها‪ ،‬وإما نسبة إلى من سئل عنها‪ ،‬أو قضى‬
‫فيها‪.‬‬
‫ولقد مر بعضها أثناء أبحاثنا‪ ،‬في قواعد هذا العلم‪ ،‬وفي ثنايا‬
‫أحكامه‪.‬‬
‫وها نحن نذكر تحت هذا العنوان أشهر هذه المسائل‪ ،‬ليعرفها من‬
‫يدرس هذا الكتاب‪ ،‬ويطلع عليها من لم يتح له أن يرجع إلى‬
‫المطولت من أمهات كتب هذا الفن العظيم‪.‬‬
‫‪ -1‬المشركة‪.‬‬
‫وتسمى أيضا ً المشتركة‪ ،‬والحمارية‪.‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫وقد مرت معنا في بحث الخوة‪ ،‬وهي كما تعلم‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخوان لم فأكثر‬
‫‪2‬‬ ‫‪3/1‬‬
‫وعرفت أن عمر بن‬
‫‪2‬‬ ‫أخ شقيق‪ ،‬فأكثر‬
‫الخطاب ‪ ‬قضى‬
‫ل‪ ،‬فأسقط الخوة الشقاء‪ ،‬لكونهم عصبة‪ ،‬ولم يبق لهم‬ ‫فيها أو ً‬
‫شيء بعد الفروض‪.‬‬
‫ثم عاد ثانيا ُ وقضى بالتشريك بين الشقاء والخوة لم‪ ،‬فألغى‬
‫الب‪ ،‬وجعلهم جميعا ً إخوة لم‪.‬‬
‫‪ -2‬العمريتان‪.‬‬
‫سمينا بذلك لقضاء عمر ‪ ‬فيهما‪ ،‬كما مر معنا‪ ،‬وعرفت أنه‬
‫أعطى الم فيهما ثلث الباقي بعد فرض أحد الزوجين‪ .‬وهما‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫با‬
‫‪2‬‬ ‫أب‬ ‫ع‬

‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪3/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫أم‬ ‫‪182‬‬
‫با‬
‫‪6‬‬ ‫أب‬ ‫ع‬
‫‪ -3‬المباهلة‪ .‬وهي‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫) عول (‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬ ‫للزوج النصف )‪ (3‬وللم‬
‫‪3‬‬ ‫الثلث )‪ ،(2‬وللخت الشقيقة ‪ 2/1‬أخت شقيقة‬
‫النصف )‪ .(3‬وأصل المسألة‬
‫من )‪ (6‬وقد عالت إلى )‪ .(8‬وهي أول مسألة عالت في السلم‪.‬‬
‫وقد مرت معنا أيضًا‪ ،‬من غير أن نطلق عليها هذا اللقب في‬
‫حينها‪.‬‬
‫وقد وقعت هذه المسألة في صدر خلفة عمر ‪ ،‬فاستشار‬
‫الصحابة فيها فأشار العباس ‪ ،‬أن يقسم عليهم بقدر سهامهم‪،‬‬
‫فصاروا إلى ذلك‪.‬‬
‫وفي رواية أن عمر قال لهؤلء الورثة‪ ) :‬ل أجد فرضا ً في كتاب‬
‫الله‪ ،‬ول أدري من قدمه الله تعالى‪ ،‬فأقدمه‪ ،‬ول من أخره‬
‫فأؤخره‪ ،‬ولكن رأيت رأيًا‪ ،‬فإن كان صوابا ً فمن الله‪ ،‬وإن كان‬
‫خطأ فمني‪ ،‬أرى أن أدخل النقص على الكل(‪ ،‬فقسم بالعول‪،‬‬
‫ولم يخالفه أحد‪ ،‬على أن ولي الخلفة عثمان ‪ .‬فأظهر عبدالله‬
‫بن عباس رضي الله عنهما مخالفته لما فعل عمر‪ ،‬وقال‪ :‬لو‬
‫قدموا من قدمه الله‪ ،‬وأخروا من أخره الله‪ ،‬ما عالت فريضة‬
‫قط‪ ،‬فقيل له‪ :‬من قدمه الله‪ ،‬ومن أخره؟ قال‪ :‬الزوج والزوجة‬
‫والم والجدة ممن قدمه الله‪ ،‬أما من أخره الله‪ ،‬فالبنات‪ ،‬وبنات‬
‫البن‪ ،‬والخوات لب وأم‪ ،‬والخوات لب‪ ،‬فتارة يفرض لهن‪،‬‬
‫وتارة يكن عصبة‪ ،‬ويدخل النقص على هؤلء الربع‪.‬‬
‫فلما ناقشوه في هذا الرأي‪ ،‬قال من شاء باهلته‪ ،‬إن الذي أحصى‬
‫رمل عالج لم يجعل في المال نصفًا‪ ،‬ونصفًا‪ ،‬وثلثا‪ ،‬فقيل له‪ :‬هل‬
‫ذكرت ذلك في زمن عمر؟ فقال‪ :‬كان مهيبا ً فهبته‪.‬‬
‫] عالج‪ :‬موضع في البادية كثير الرمل‪ .‬وقوله باهلته‪ :‬هو من قول‬
‫ق ْ‬
‫ل‬ ‫ن ال ْعِل ْم ِ فَ ُ‬
‫م َ‬ ‫ك ِ‬‫جاء َ‬ ‫ما َ‬ ‫من ب َعْد ِ َ‬ ‫ك ِفيهِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫حآ ّ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫الله تعالى‪ :‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫سَنا وأن ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ساءك ُ ْ‬
‫م وَأن ُ‬ ‫ساءَنا وَن ِ َ‬ ‫م وَن ِ َ‬‫ت ََعال َوْا ْ ن َد ْع ُ أب َْناءَنا وَأب َْناءك ُ ْ‬
‫ن‪ ] ‬آل عمران ‪.[61 :‬‬ ‫ة الل ّهِ ع ََلى ال ْ َ‬
‫كاذ ِِبي َ‬ ‫جَعل ل ّعْن َ َ‬‫ل فَن َ ْ‬ ‫ن َب ْت َهِ ْ‬
‫ومن هنا سميت هذه المسألة بالمباهلة‪.‬‬
‫‪ -4‬المنبرية‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫‪) 27‬عول‬
‫(‬ ‫وهي‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬ ‫المسألة من )‪ (24‬لوجود‬
‫‪16‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬ ‫التوافق بين مخرجي الثمن‬
‫والسدس‪ ،‬وقد عالت إلى )‬
‫‪.(27‬‬
‫للزوجة الثمن )‪ ،(3‬وللب السدس)‪ ،(4‬وللم السدس )‪،(4‬‬
‫وللبنتين الثلثان )‪.(16‬‬
‫وسميت هذه المسألة بالمنبرية‪ ،‬لن عليا ً ‪ ‬كان يخطب على‬
‫المنبر‪ ،‬وكان قد بدأ خطابه بقوله‪ :‬الحمد لله الذي يجزي كل‬
‫نفس بما تسعى‪ ،‬ثم سئل عن هذه المسألة‪ ،‬فأجاب على الفور؛‬
‫والمرأة قد صار ثمنها تسعًا‪ ،‬ثم استمر في خطبته‪،‬فكان ذلك من‬
‫نباهته‪ ،‬وحضور بديهته‪.‬‬
‫‪ -5‬الخرقاء‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وهي‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جد‬ ‫ع‬
‫أخت‬ ‫للم الثلث‪ ،‬والباقي للجد‬
‫‪2‬‬ ‫والخت مقاسمة للذكر مثل حظ‬
‫شقيقة‬
‫النثيين‪.‬‬
‫المسألة من ثلثة‪ ،‬وتصح من تسعة‪ ،‬للم )‪ ،(3‬وللجد )‪،(4‬‬
‫وللخت)‪.(2‬‬
‫وسميت هذه المسألة الخرقاء‪ ،‬كأن أقوال الصحابة خرقتها‪ ،‬أو‬
‫أنها خرقت اتفاقهم‪ ،‬فقد اختلفوا فيها على سبعة أقوال‪ ،‬وما‬
‫ذكرناه هو مذهبنا‪.‬‬
‫‪ -6‬الكدرية‪.‬‬
‫وقد مرت معنا‬ ‫‪9‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫‪27‬‬ ‫)عول(‬
‫‪6‬‬
‫‪2/‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬
‫‪1‬‬
‫‪3/‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6/‬‬
‫‪8‬‬ ‫جد‬
‫‪184‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 2/‬أخت شقيقة‪ ،‬أو‬
‫‪4‬‬
‫لب‬ ‫‪1‬‬
‫ل‪ ،‬وللجد السدس عائ ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬وللم الثلث عائ ً‬
‫للزوج النصف عائ ً‬
‫ل‪ .‬فالمسألة من ستة‪ ،‬وتعول إلى تسعة‪ .‬ثم‬ ‫وللخت النصف عائ ً‬
‫بعد هذا يعود الجد إلى الخت فيقاسمها الفريضة‪ ،‬ويأخذ معها‬
‫للذكر مثل حظ النثيين‪ ،‬ولما كان نصيبه‪ ،‬وهو )‪ (1‬من تسعة‪،‬‬
‫ونصيبها )‪ (3‬من تسعة ل ينقسمان عليهما للذكر مثل حظ‬
‫النثيين أخذنا عدد الرؤوس‪ ،‬لتباينها مع السهام‪ ،‬وضربنا بها أصل‬
‫المسألة‪ ،‬فكان تصحيح المسألة من )‪ ،(27‬للزوج )‪ ،(9‬وللم )‪،(6‬‬
‫وللجد )‪ ،(8‬وللخت )‪ .(4‬وسميت هذه المسألة بالكدرية‪ ،‬لنها‬
‫كدرت على زيد بن ثابت مذهبه من ثلثة أوجه‪ ،‬أعال بالجد‪،‬‬
‫وفرض للخت‪ ،‬وجمع سهام الفرض وقسمها على التعصيب‪.‬‬
‫وإنما فرض للخت‪ ،‬ولما يجعلها عصبة‪ ،‬لنه لم يبق لها شيء‪ ،‬ول‬
‫وجه إلى القسمة‪ ،‬لنه ينقص نصيب الجد عن السدس‪.‬‬
‫‪ -7‬اليتيمتان‪.‬‬
‫الثانية‬ ‫الولى‪:‬‬ ‫وهما مسألتان‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬‫زوج ‪12/1‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫أخت ‪ 12/1‬أخت لب ‪1‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫ففي هاتين المسألتين يأخذ الزوج‬ ‫شقيقة‬
‫النصف‪ ،‬والخت النصف‪ ،‬وليس في الفرائض كلها‬
‫مسألة يورث فيها المال بفريضتين‪ ،‬متساويتين‪ ،‬إل في هاتين‬
‫المسألتين‪ ،‬ولذلك سميتا اليتيمتين‪.‬‬
‫‪ -8‬أم الفروخ‪ .‬وهي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫)عول(‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫للزوج النصف‪ ،‬وللم‬ ‫‪2‬‬ ‫أختان لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫السدس‪ ،‬وللختين للم‬ ‫أختان‬
‫الثلث‪ ،‬وللختين للبوين‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫لبوين‬
‫الثلثان‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ ،(6‬وتعول إلى )‪.(10‬‬

‫‪185‬‬
‫وسميت هذه المسألة بأم الفروخ‪ ،‬لنها أكثر المسائل عو ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فشبهت الربعة الزوائد بالفروخ‪ ،‬وتسمى أيضا ً الشريحية‪ ،‬لن‬
‫القاضي شريحا ً أول من قضى فيها‪.‬‬
‫‪ -9‬أم الرامل‪.‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫)عول(‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫ثلث زوجات‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫جدتان‬ ‫‪6/1‬‬
‫للزوجات الربع)‪ ،(3‬لكل زوجة سهم‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أربع أخوات لم‬ ‫‪3/1‬‬
‫وللجدتين السدس )‪ ،(2‬لكل جدة )‪،(1‬‬ ‫ثمان أخوات‬
‫‪8‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫وللخوات لم الثلث )‪ ،(4‬لكل أخت )‬ ‫شقيقات‬
‫‪ ،(1‬وللخوات الشقيقات الثلثان )‪،(8‬‬
‫لكل أخت )‪ .(1‬أصل المسألة )‪ (12‬وتعول إلى )‪ (17‬سميت أم‬
‫الرامل‪ ،‬لن الورثة فيها كلهن إناث‪ .‬وفي هذه المسألة يلغز‪،‬‬
‫أيضًا‪ ،‬فيقال‪ :‬رجل مات وترك سبعة عشر دينارًا‪ ،‬وسبع عشرة‬
‫امرأة‪ ،‬أصاب كل امرأة دينار واحد‪.‬‬
‫‪ -10‬المروانية‪.‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪) 9‬عول(‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫أختان‬
‫‪4‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫شقيقتان‬
‫للزوج النصف عائل ً )‪،(3‬‬ ‫أختان لب‬ ‫م‬
‫وللختين لبوين الثلثان‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3/1‬أختان لم‬
‫عائل ً )‪ ،(4‬والختان لب‬
‫محجوبتان بالختين الشقيقتين‪ ،‬لستغراقهما الثلثين‪ .‬وللختين لم‬
‫الثلث عائل ً )‪.(2‬‬
‫أصل المسألة من )‪ (6‬وتعول إلى )‪.(9‬‬
‫سميت مروانية‪ ،‬لوقوعها في زمن مروان بن الحكم‪.‬‬
‫وتسمى الغراء‪ ،‬لشتهارها بين العلماء‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -11‬الحمزية‪:‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪6‬‬
‫ثلث جدات‬ ‫‪6/‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1‬‬
‫متحاذيات‬ ‫‪1‬‬
‫‪30‬‬ ‫جد‬
‫‪30‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫ع‬
‫هذه المسألة على‬ ‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫أخت لب‬
‫مذهب الشافعي‬
‫من مسائل‬ ‫‪0‬‬ ‫أخت لم‬ ‫م‬
‫المعادة‪ ،‬فإن‬
‫الشقيقة‪ ،‬تعد الخت لب على الجد‪ ،‬ثم تأخذ نصيبها‪.‬‬
‫هذه المسألة من )‪ ،(6‬للجدات السدس )‪ ،(1‬وللجد والختين‬
‫الباقي )‪ ،(5‬والخت لم محجوبة بالجد‪.‬‬
‫ونصيب الجدات‪ ،‬ل ينقسم عليهن‪ ،‬وبين عدد رؤوسهن وسهامهن‬
‫تباين‪ ،‬فنحفظ عدد الرؤوس‪.‬‬
‫ونصيب الجد والختين )‪ (5‬وعدد رؤوسهن أربعة‪ ،‬باعتبار الجد يعد‬
‫كأختين‪ ،‬فبين الرؤوس وبين السهام أيضا ً تباين‪ ،‬فنحفظ عدد‬
‫الرؤوس‪ ،‬ثم ننظر بين عدد رؤوس الجدات )‪ (3‬وبين عدد رؤوس‬
‫الجد والختين )‪ (4‬فنجد أنهما متباينان‪ ،‬فنضرب عدد الرؤوس‬
‫ببعضهما )‪ ،(12=4×3‬ونضرب بالحاصل أصل المسألة )‪×6‬‬
‫‪ .(72=12‬للجدات )‪ ،(12=12×1‬لكل جدة )‪ (4‬أسهم‪ ،‬للجد‬
‫والختين )‪ ،(60=12×5‬للجد نصفها )‪ ،(30‬وللخت الشقيقة‬
‫نصفها )‪ (30‬أيضًا‪ ،‬وهو نصيبها ونصيب الخت لب‪.‬‬
‫وسميت هذه المسألة بهذا السم‪ ،‬لن حمزة الزيات سئل عنها‬
‫فأجاب بهذا الجواب‪.‬‬
‫‪ -12‬الدينارية‪:‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫)‪(25‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪8/‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬
‫‪1‬‬
‫‪6/‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جدة‬
‫‪1‬‬
‫‪3/‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪16‬‬ ‫بنتان‬
‫‪2‬‬
‫اثنا عشر أخأ‬ ‫ع‬
‫‪24‬‬ ‫‪187‬‬
‫‪1‬‬ ‫لب‬
‫‪1‬‬ ‫أخت لب‬
‫والتركة في هذه المسألة كانت )‪ (600‬دينار‪ .‬المسألة من أربعة‬
‫وعشرين‪ ،‬وتصح‪ ،‬من ستمائة‪ ،‬لن بين نصيب الخوة والخت‪،‬‬
‫وعدد رؤوسهن تباينًا‪ :‬فنضرب أصل المسألة‪ ،‬بعدد الرؤوس )‬
‫‪ (600=25×24‬فيخرج تصحيح المسألة‪ .‬للزوجة الثمن )‪(75‬‬
‫دينارًا‪ ،‬وللجدة السدس )‪ (100‬دينار‪ ،‬وللبنتين الثلثان )‪(400‬‬
‫دينار‪ ،‬وللخوة لب والخت لب الباقي )‪ (25‬دينارًا‪ ،‬لكل اخ‬
‫ديناران‪ ،‬وللخت دينار واحد‪.‬‬
‫ولهذا سميت هذه المسألة بالدينارية‪ ،‬وفيها يلغز‪ ،‬فيقال‪ :‬رجل‬
‫خلف ستمائة دينار‪ ،‬وسبعة عشر وارثا ً ذكورا ً وإناثًا‪ ،‬فأصاب‬
‫أحدهم دينار واحد‪.‬‬
‫)‪(1260‬‬
‫‪ -13‬المتحان‪.‬‬
‫تصحيح‬ ‫وهي‪:‬‬
‫أصل‬
‫‪3024‬‬
‫‪24‬‬
‫‪0‬‬
‫‪8/‬‬
‫‪3780‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 4‬زوجات‬
‫‪1‬‬
‫‪6/‬‬
‫‪5040‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 5‬جدات‬
‫‪1‬‬
‫هذه المسألة تصح من )‬
‫‪2016‬‬ ‫‪3/‬‬
‫‪ ،(24‬للزوجات الثمن )‬
‫‪16‬‬ ‫‪7‬بنات‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ،(3‬وللجدات السدس )‬
‫‪1260‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 9‬أخوات لب‬ ‫ع‬ ‫‪ ،(4‬وللبنات الثلثان )‬
‫‪ ،(16‬وللخوات الباقي‬
‫بالتعصيب )‪ ،(1‬فإن الخوات مع البنات عصبات مع الغير‪.‬وسهام‬
‫كل فريق من الورثة ل ينقسم على عدد رؤوسهم‪ ،‬وبين كل‬
‫فريق وسهامهم تباين‪ ،‬لذلك نضرب الرؤوس بعضها ببعض‪،‬‬
‫وحاصل الضرب‪ ،‬وهو )‪ ،(1260‬هو جزء السهم‪ ،‬يضرب به أصل‬
‫المسألة‪ ،‬فيكون الناتج تصحيح المسألة‪.(30240=1260×24) :‬‬
‫ثم نضرب نصيب كل وارث بجزء السهم‪ ،‬هكذا‪:‬‬
‫الزوجات ‪(03780) = (1260 × 3) :‬‬
‫الجدات ‪(05040) = (1260 × 4) :‬‬
‫البنات ‪(20160) = (1260 × 16) :‬‬
‫الخوات ‪(01260) = (1260 × 1) :‬‬
‫) ‪(30240‬‬
‫وفي هذه المسألة يلغز ويمتحن‪ ،‬فيقال‪ :‬رجل خلف أصنافا ً عدد‬
‫كل صنف أقل من عشرة‪ ،‬ول تصح المسألة إل مما يزيد على‬
‫ثلثين ألفًا‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫مسـائل محـلولة في شتى أبـواب الفرائـض‬
‫لقد سردنا معظم أحكام الفرائض قبل أبحاث الحساب‪ ،‬عارية عن‬
‫رسم مسائل حسابية‪ ،‬اصطلح علماء الفرائض أن يرسموها في كل‬
‫باب من أبواب المواريث‪ ،‬تقريرا ً لحكامه‪ ،‬وتبيانا ً لطرقه في توزيع‬
‫الشركة على أصحابها‪.‬‬
‫والذي حملنا على تأخير ذكر تلك المسائل‪ ،‬إلى ما بعد أبحاث‬
‫الحساب‪ ،‬إنما هو خوفنا أن يكون عملنا مبينا ً على قواعد مجهولة‬
‫غالبا ً للدارسين لهذا الفن‪ ،‬قبل أن يصلوا إلى قواعد الحساب‪ ،‬وحل‬
‫المسائل‪.‬‬
‫أما الن‪ ،‬وبعد دراستنا لمسائل الحساب‪ ،‬يبدو ذكرنا لتلك المسائل‬
‫ل‪ ،‬بل هو لزم وضروري‪.‬‬ ‫أمرا ً معقول ً ومقبو ً‬
‫وها نحن نذكر‪ -‬إضافة لما مر معنا – نماذج من المسائل المحلولة‪،‬‬
‫والمشروحة في شتى أبواب المواريث‪ ،‬زيادة في اليضاح‪ ،‬وتقريبا ً‬
‫لقواعد هذا العلم‪ ،‬وأحكامه ومسائله‪ ،‬إلى أذهان الراغبين في‬
‫معرفته‪ ،‬والمحبين لدراسته‪ ،‬سائلين المولى عز وجل النفع لنا ولهم‪،‬‬
‫والهداية إلى سواء السبيل‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫الطريقة العامة التي اصطلح عليها العلماء في حل‬
‫مسائل هذا الفن‪:‬‬
‫هناك خطوات ينبغي معرفتها‪ ،‬والسير عليها في حل المسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬كتابة الورثة بشكل عامودي‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع استحقاق كل وارث من فرض أو تعصيب أو حجب إلى‬
‫جانب الورثة على يمين العامود الخاص بهم‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع أصل المسألة على يسار عامود الورثة في العلى‪ .‬وقد مر‬
‫بك – في بحث الحساب‪ -‬طريقة استخراج أصول المسائل‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع العول إذا ما عالت المسألة فوق أصلها‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع تصحيح المسألة إذا احتاجت إلى تصحيح على يسار عامود‬
‫أصل المسألة في العلى‪ ،‬وقد مر بك طريقة تصحيح المسائل‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع سهام كل وارث في مساواته تحت أصل المسألة‪ ،‬ووضع‬
‫سهامه من تصحيحها تحت تصحيحيها أيضًا‪.‬‬
‫‪ -7‬وضع جزء السهم في العلى على يمين أصل المسألة‪.‬‬
‫‪ -8‬يشير علماء الفرائض كثيرا ً إلى العصبة بحرف )ع(‪ ،‬وإلى‬
‫الشخص المحجوب بحرف )م(‪.‬‬
‫مسـائل في أصحـاب الفروض والعصبــات‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫أخ ‪189‬‬
‫شقيق‬
‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫الشرح‪:‬‬
‫يستحق الزوج في هذه المسألة نصف التركة )‪ ،(2/1‬لعدم وجود‬
‫فرع وارث للميت‪ ،‬كما تستحق الم ثلثها )‪ ،(3/1‬لعدم وجود الفرع‬
‫الوارث أيضًا‪ ،‬ولعدم وجود عدد من الخوة‪ ،‬أما الشقيق‪ ،‬فيأخذ ما‬
‫بقي تعصيبًا‪ ،‬لنه أولى رجل ذكر في هذه المسألة‪ ،‬ولنه ل يوجد من‬
‫يحجبه‪.‬‬
‫وأصل هذه المسألة من )‪ (6‬حاصل ضرب مخرج النصف بمخرج‬
‫الثلث‪ ،‬لن المخرجين متباينان‪ .‬فمجموع سهام التركة إذا ً )‪ (6‬موزعة‬
‫كما هو مبين في المسألة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪24‬‬
‫‪12‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬

‫‪ 3‬الشرح‪:‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬


‫ع أخ شقيق ‪ 5‬نصيب البنت في هذه المسألة النصف )‪ ،(2/1‬لكونها‬
‫وحدها‪ ،‬ول يوجد من يعصبها‪ ،‬ونصيب الم السدس )‬
‫‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث للميت‪ ،‬وهي البنت‪ ،‬ونصيب الزوجة‬
‫الثمن )‪ ،(8/1‬لوجود الفرع الوارث أيضًا‪ ،‬أما الخ الشقيق‪،‬‬
‫فيستحق الباقي بالتعصيب‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ ،(24‬لتوافق مخرجي الثمن والسدس‪ ،‬بالنصف‪،‬‬
‫فيضرب نصف أحدها بكامل الخر‪ ،‬والحاصل هو أصل المسألة‪.‬‬
‫أما مخرج النصف‪ ،‬فإنه يدخل في مخرجي الثمن والسدس‪ ،‬فيترك‪.‬‬
‫فمجموع سهام التركة كما هو واضح )‪ (24‬وتوزيعها مبين في‬
‫المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪6‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬

‫الشرح‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬


‫‪1‬‬ ‫أخ لب‬ ‫ع‬

‫‪190‬‬
‫لبنت البن النصف )‪ ،(2/1‬لعدم وجود ولد للميت‪ ،‬ولنفرادها عن‬
‫معصب‪ ،‬وللزوج الربع )‪ ،(4/1‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللم السدس )‬
‫‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث أيضًا‪ ،‬وللخ لب الباقي تعصيبًا‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (12‬لتوافق مخرجي الربع والسدس‪ ،‬بالنصف‪،‬‬
‫فيضرب نصف أحدهما بكامل الخر‪ ،‬فما حصل فهو أصل المسألة‪.‬‬
‫وسهام المسألة إذا ً )‪ ،(12‬وتوزيعها واضح في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫أخت‬
‫‪6‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫شقيقة‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪ 2‬الشرح‪:‬‬ ‫أخ لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫تستحق الشقيقة في هذه المسألة نصف التركة )‬ ‫ابن أخ‬
‫‪ (2/1 1‬لكونها وحدها‪ ،‬فل حاجب‪ ،‬ول معصب لها‪.‬‬ ‫شقيق‬
‫ع‬
‫وتستحق الزوجة الربع )‪ (4/1‬لعدم وجود فرع وارث‬
‫للميت‪ ،‬وتستحق الم السدس )‪ (6/1‬لوجود عدد من الخوة‪.‬‬
‫أما ابن الخ الشقيق فهو عصبة‪ ،‬يستحق الباقي من التركة‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (12‬لوجود التوافق بين مخرجي الربع والسدس‪،‬‬
‫فيضرب نصف أحدها بكامل الخر‪ ،‬والحاصل هو أصل‬
‫المسألة‪.‬مجموع سهام التركة )‪ (12‬موزعة كما هو مبين في‬
‫المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 2/1‬أخت لب‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫عم شقيق ‪ 1‬الشرح‪:‬‬ ‫ع‬
‫للخت لب النصف )‪ ،(2/1‬لنفرادها‪ ،‬وعدم وجود من‬
‫يحجبها أو يعصبها‪ ،‬وللم السدس )‪ ،(6/1‬لوجود عدد من الخوة‪،‬‬

‫‪191‬‬
‫وللخت لم السدس )‪ (6/1‬لكونها وحدها‪ ،‬ولعدم وجود من يحجبها‪،‬‬
‫أما العم الشقيق‪ ،‬فله الباقي تعصيبًا‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬أحد مخرجي فرض الم والخت لم‪ ،‬لن‬
‫المخرجين متماثلن‪ ،‬ودخول مخرج النصف‪ ،‬وهو نصيب الخت فيه‪.‬‬
‫فمجموع سهام التركة إذا ً ستة‪ ،‬موزعة كما هو مبين في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪7‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫الشرح‪:‬‬
‫‪ 2‬للزوج في هذه المسألة ربع التركة )‪ ،(4/1‬لوجود‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫الفرع الوارث للميت‪ ،‬وللب السدس )‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث‬
‫المذكر‪ ،‬والباقي للبن يستحقه بالتعصيب‪ ،‬أصل المسألة )‪(12‬‬
‫لتوافق مخرجي الربع والسدس‪ ،‬بالنصف‪ ،‬فيضرب نصف أحدهما‬
‫بكامل الخر‪ ،‬وسهام هذه المسألة إذا ً )‪ ،(12‬وتوزيعها على الورثة‬
‫ل يخفى عليك‪ ،‬وهو واضح في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬

‫أخت لم ‪ 2‬الشرح‪:‬‬ ‫‪6/1‬‬


‫أخ شقيق ‪ 5‬الزوجة لها من هذه المسألة ربع التركة)‪ ،(4/1‬لعدم‬ ‫ع‬
‫وجود الفرع الوارث‪ ،‬أما الم فتستحق السدس )‬
‫‪ ،(6/1‬لوجود عدد من الخوة‪ ،‬وللخت لم السدس )‪ ،(6/1‬لنها‬
‫واحدة‪ ،‬ولعدم وجود من يحجبها‪ .‬أما الخ الشقيق فيستحق الباقي‬
‫بالتعصيب‪ .‬وأصل المسألة )‪ (12‬لتوافق مخرجي السدس والربع‪.‬‬
‫ومجموع سهام التركة إذا ً )‪ ،(12‬وتوزيعها على الورثة واضح‪ ،‬كما‬
‫هم مبين في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪6‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪192‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ لب‬ ‫ع‬
‫الشرح‪:‬‬
‫للزوج الربع )‪ ،(4/1‬لوجود الفرع الوارث وهو البنت‪ ،‬وللبنت‬
‫النصف )‪ ،(2/1‬لكونها وحدها وليس معها معصب‪ ،‬وللم السدس‪،‬‬
‫لوجود الفرع الوارث‪ ،‬والخ لب عصبة يستحق الباقي من التركة‬
‫بعد أصحاب الفروض‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (12‬لتوافق مخرجي الربع والسدس‪ ،‬فيضرب‬
‫نصف أحدهما بكامل الخر‪ ،‬والحاصل هو أصل المسألة‪ ،‬ومجموع‬
‫سهام التركة )‪ (12‬كما هو واضح‪ ،‬وتوزيعها على الورثة بين‪ ،‬ل‬
‫يحتاج إلى توضيح‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪ 2‬الشرح‪:‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪ 1‬للزوج الربع )‪ ،(4/1‬لوجود الفرع الوارث للميت‪ ،‬وهو‬ ‫ابن أخ‬
‫ع‬
‫بنت البن‪ ،‬ولبنت البن النصف )‪ ،(2/1‬لعدم وجود‬ ‫شقيق‬
‫من يعصبها‪ ،‬أو يحجبها‪ ،‬ولبن الخ الشقيق الباقي‪ ،‬لنه عصبة‪.‬‬
‫أصل المسألة من )‪ ،(4‬لتداخل مخرجي الربع والنصف‪ ،‬فتأخذ‬
‫المخرج الكبر‪ ،‬وندع الصغر‪.‬‬
‫فسهام المسألة إذا ً )‪ ،(4‬وتوزيعها واضح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪5‬‬ ‫ابن ابن‬ ‫ع‬
‫‪ 2‬الشرح‪:‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪ 2‬للزوج الربع )‪ ،(4/1‬لوجود الفرع الوارث للميت‪،‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫وللم السدس )‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث أيضًا‪،‬‬
‫وللب السدس )‪ ،(6/1‬لنفس السبب‪ ،‬أما ابن البن فهو عصبة‬
‫يستحق الباقي‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫وأصل المسألة )‪ (12‬لتوافق مخرجي السدس والربع‪ .‬فيضرب‬
‫نصف أحدهما بكامل الخر‪ ،‬والحاصل أصل المسألة‪ .‬ومجموع‬
‫سهامها )‪ (12‬وتوزيعها معروف كما في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪13‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫‪ 4‬للزوجة الثمن )‪ ،(8/1‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللب‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫السدس )‪ (6/1‬لوجود الفرع الوارث المذكر‪ ،‬وللم السدس أيضا ً‬
‫لنفس السبب‪ ،‬والبن له الباقي تعصيبًا‪.‬‬
‫أصل المسألة من )‪ (24‬لوجود التوافق بين مخرجي الثمن‬
‫والسدس‪ ،‬وحاصل ضرب وفق أحدهما الخر‪ ،‬يساوي )‪ (24‬هو‬
‫سهام المسألة‪ .‬وتوزيعها على الورثة واضح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪12‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫‪4+1‬‬ ‫‪+6/1‬‬
‫أب‬ ‫ترث الزوجة في‬
‫=‪5‬‬ ‫ع‬
‫هذه المسألة‬
‫الثمن )‪ (8/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وترث البنت‬
‫النصف )‪ (2/1‬اثني عشر سهمًا‪ ،‬لكونها وحدها‪ ،‬ولم يوجد لها‬
‫معصب‪ ،‬وتأخذ الم السدس )‪ (6/1‬أربعة أسهم‪ ،‬أم الب‪ ،‬فيرث‬
‫السدس )‪ (6/1‬فرضًا‪ ،‬ويأخذ الباقي بالتعصيب‪ ،‬لوجوده مع‬
‫البنت‪ ،‬فيكون نصيبه ) ‪.(5=1+4‬‬
‫‪ 24‬أصل المسألة من أربعة وعشرين )‪ (24‬لتوافق‬
‫مخرجي الثمن والسدس‬ ‫ثلث‬ ‫‪8/‬‬
‫‪3‬‬
‫‪‬‬ ‫زوجات‬ ‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫ابن ابن‬ ‫ع‬
‫‪6/‬‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬
‫‪194‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪6/‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬
‫‪1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫للزوجات الثلث الثمن )‪ ،(8/1‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللب‬
‫السدس )‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث المذكر‪ ،‬وللم السدس )‬
‫‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولبن البن الباقي تعصيبًا‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (24‬حاصل ضرب نصف مخرج الثمن بكامل‬
‫مخرج السدس ‪ ،‬وهي سهام الترك‪ ،‬وتوزيعها على الورثة واضح‬
‫في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪ 1‬الشرح‪:‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫للبنتين الثلثان )‪ ،(3/2‬لتعددهن وعدم وجود من‬
‫يعصبهن‪ ،‬ولكل واحد من البوين السدس ‪ ،(06/1‬لوجود الفرع‬
‫الوارث‪.‬‬
‫وسهام المسألة )‪ (6‬لتداخل مخرجي الثلثين‪ ،‬والسدس‪ ،‬فنأخذ‬
‫الكبر‪ ،‬وندع الصغر‪ .‬وتوزيعها على الورثة واضح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬
‫‪16‬‬ ‫بنتا ابن‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫‪ 1‬لبنتي البن الثلثان )‪ (3/2‬لتعددهن وعدم وجود من‬ ‫أخ لب‬ ‫ع‬
‫يحجبهن أو يعصبهن‪ ،‬وللم السدس )‪ ،(6/1‬لوجود الفرع الوارث‪،‬‬
‫وللزوجة الثمن )‪ ،(8/1‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللخ للب الباقي‬
‫تعصيبًا‪ ،‬لعدم وجود من يحجبه‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫أصل المسألة )‪ ،(24‬لدخول الثلثة مخرج الثلثين في الستة‪،‬‬
‫مخرج السدس‪ ،‬وبين الستة والثمانية توافق بالنصف‪ ،‬فيضرب‬
‫نصف أحدهما وتوزيعها على الورثة واضح‪ ،‬كما هو مبين في‬
‫المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫أختان‬ ‫‪3/‬‬
‫‪4‬‬
‫شقيقتان‬ ‫‪2‬‬
‫‪6/‬‬
‫‪ 1‬الشرح‪:‬‬ ‫أم‬
‫‪1‬‬
‫للشقيقتين الثلثان )‬ ‫‪6/‬‬
‫‪ ،(3/2 1‬لتعددهن‬ ‫أخت لم‬
‫‪1‬‬
‫وعدم وجود ن‬
‫يحجبهن أو يعصبهن‪ ،‬وللم السدس )‪ ،(6/1‬لوجود العدد من‬
‫الخوات‪ ،‬وللخت لم السدس )‪ (6/1‬لنفرادها عن مثيلتها وعدم‬
‫وجود من يحجبها‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ ،(6‬لدخول مخرج الثلثين‪ ،‬في الستة مخرج‬
‫السدس‪ ،‬ولتماثل مخرجي فرضي الم والخت لم‪ ،‬فيكون‬
‫أحدهما وهو الستة مجموع سهام المسألة‪.‬‬
‫للشقيقتين الثلثان )‪ ،(4‬وللم السدس )‪ ،(1‬وللخت لم السدس‬
‫)‪.(1‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫أختان‬
‫‪4‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫لب‬
‫‪1‬‬ ‫جدة‬ ‫‪6/1‬‬
‫المسألة من )‪ (6‬لتماثل فرضي الجدة والخ لم‪،‬‬
‫‪ 1‬ودخول مخرج الثلين فيهما‪.‬‬ ‫أخ لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫للختين لب الثلثان )‪ (3/2‬أربعة أسهم‪ ،‬وللجدة‬
‫السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬وللخ لم السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‬
‫أيضًا‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪196‬‬
‫‪12‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫أخ شقيق ‪ 5‬الشرح‪:‬‬ ‫ع‬
‫أصل المسألة )‪ (12‬حاصل ضرب مخرج الثلث‬
‫بمخرج الربع‪ ،‬لنهما متباينان‪.‬‬
‫للم الثلث )‪ (3/1‬أربعة أسهم‪ ،‬لعدم وجود الفرع الوارث والعدد‬
‫من الخوة‪ ،‬وللزوجة الربع)‪ (4/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬لعدم وجود الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬وللخ الشقيق الباقي تعصيبًا‪ ،‬وخمسة أسهم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪2‬‬ ‫أختان لم‬
‫أخوان‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬
‫لم‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪ 3‬الشرح‪:‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫أصل المسألة )‪ (12‬حاصل ضرب نصف الربعة‬
‫أخ شقيق ‪ 3‬بكامل الستة‪ ،‬لتوافق مخرجي السدس والربع‬ ‫ع‬
‫بالنصف‪ ،‬أما مخرج الثلث‪ ،‬فهو داخل في مخرج السدس‪.‬‬
‫يأخذ الخوان لم‪ ،‬والختان لم ثلث التركة )‪ (3/1‬أربعة أسهم‪،‬‬
‫لكل واحد منهم سهم واحد‪ ،‬لنهم يرثون بالتساوي‪.‬‬
‫وللم السدس )‪ (6/1‬وهو سهمان‪ ،‬لوجود العدد من الخوة‬
‫والخوات‪ ،‬وللزوجة الربع)‪ (4/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬لعدم وجود الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬وللخ الشقيق الباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو ثلثة أسهم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جدة‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪197‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬لتماثل مخارج السدس‪ ،‬ودخول مخرج‬
‫النصف فيها‪.‬‬
‫للجد السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللجدة‬
‫السدس )‪ (6/1‬أيضا ً سهم واحد‪ ،‬وللبنت النصف )‪ (2/1‬ثلثة‬
‫أسهم‪ ،‬لنفرادها وعدم وجود من يعصبها‪ ،‬ولبنت البن السدس )‬
‫‪ (6/1‬سهم واحد لوجودها مع البنت وعدم وجود من يعصبها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫شقيقة‬ ‫‪2/1‬‬
‫أخت لب ‪1‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫‪ 1‬أصل المسألة )‪ (6‬لتساوي مخارج فروض الم‬ ‫أخت لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫والخت لب والخت لم‪ ،‬ودخول مخرج فرض النصف بمخرج‬
‫فرض السدس‪.‬‬
‫للم السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬لوجود العدد من الخوات‪،‬‬
‫وللخت الشقيقة النصف )‪ (2/1‬وهو ثلثة أسهم لنفرادها وعدم‬
‫وجود من يحجبها أو يعصبها‪ ،‬وللخت لب السدس )‪ (6/1‬سهم‬
‫واحد‪ ،‬تكملة الثلثين‪ ،‬لعدم وجود من يحجبها أو يعصبها‪ ،‬وللخت‬
‫لم السدس )‪ (6/1‬لنفرادها وعدم وجود من يحجبها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪0‬‬ ‫جد‬ ‫م‬
‫‪17‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬

‫الشرح‪:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ابن ابن‬ ‫م‬


‫أصل المسألة )‪ (24‬حاصل ضرب نصف مخرج‬ ‫جدة‪ :‬أم‬
‫‪0‬‬ ‫م‬
‫السدس بكامل مخرج الثمن‪ ،‬لتوافقهما في النصف‪.‬‬ ‫أب‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬

‫‪198‬‬
‫يستحق الب سدس التركة )‪ (6/1‬أربعة أسهم‪ ،‬لوجود الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬وتستحق الزوجة الثمن )‪ (8/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬ويأخذ البن‬
‫الباقي بالتعصيب‪ ،‬وهو )‪ (17‬سهمًا‪ ،‬أما الجد فهو محجوب عن‬
‫الميراث بالب‪ ،‬لنه أقرب منه إلى الميت‪ ،‬ولنه أدلى به إليه‬
‫ومن أدلى بواسطة حجبته تلك الواسطة‪.‬‬
‫وابن البن محجوب بالبن‪ ،‬لكونه أقرب منه إلى الميت‪.‬‬
‫والجدة أم الب محجوبة بالب‪ ،‬لنها أدلت به إلى الميت‪ ،‬ومن‬
‫أدلى إلى الميت بواسطة حجبته تلك الواسطة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫‪ 0‬أصل المسألة )‪ (6‬لتماثل مخرجي فرضي الب والم‪،‬‬ ‫بنتا ً ابن‬ ‫م‬
‫ودخول مخرج فرض البنتين فيهما‪.‬‬
‫للب سدس التركة )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬لوجود الفرع الوارث‪،‬‬
‫وللم السدس )‪ (6/1‬أيضا ً سهم واحد‪ ،‬لنفس السبب السابق‪،‬‬
‫وللبنتين الثلثان )‪ (3/2‬أربعة أسهم‪ ،‬لكل بنت سهمان من التركة‪،‬‬
‫لعدم وجود من يعصبهما‪.‬‬
‫أما بنتا البن فمحجوبتان‪ ،‬لنه لم يبق لهما من الثلثين شيء‪ .‬إذ‬
‫الثلثان نصيب البنات‪ ،‬فإن فضل منه شيء أخذه أولد البن‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬
‫‪0‬‬ ‫أخ لب‬ ‫م‬
‫‪0‬‬ ‫أخ لم‬ ‫م‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة )‪ (2‬مخرج فرض البنت‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫تأخذ البنت النصف )‪ (2/1‬سهم واحد‪ ،‬لنفرادها عن معصب‪،‬‬
‫ويأخذ الخ الشقيق الباقي بالتعصيب‪ ،‬وهو سهم واحد‪ ،‬أما الخ‬
‫لب‪ ،‬فهو محجوب بالخ الشقيق‪ ،‬لن الخ الشقيق أقوى منه‪،‬‬
‫لدلئه إلى الميت بالب والم‪ ،‬بينما يدلي الخ لب إليه بالب‬
‫فقط‪.‬‬
‫أما الخ لم فهو محجوب بالبنت‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫أخت‬
‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫شقيقة‬
‫‪0‬‬ ‫أخ لب‬ ‫م‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المسألة من )‪ (2‬مخرج فرض البنت‪.‬‬
‫للبنت النصف )‪ (2/1‬سهم واحد‪ ،‬لنفرادها عن ابن يعصبها‪،‬‬
‫والخت الشقيقة عصبة مع الغير‪ ،‬تأخذ الباقي وهو سهم واحد‪،‬‬
‫عمل ً بالقاعدة المعروفة‪ ) :‬الخوات مع البنات عصبات(‪.‬‬
‫أم الخ لب‪ ،‬فهو محجوب بالخت الشقيقة‪ ،‬لنها لما صارت‬
‫عصبة مع الغير‪ ،‬صارت في قوة الخ الشقيق‪ ،‬فحجبت الخ لب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫ابن أخ‬
‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫شقيق‬
‫‪1‬‬ ‫أخ لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪0‬‬ ‫عم‬ ‫م‬
‫أخت‬
‫‪3‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬ ‫شقيقة‬
‫أصل المسألة)‪ ،(6‬لتداخل مخرجي النصف والسدس‪.‬‬
‫للخ لم السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬وللخت الشقيقة النصف )‬
‫‪ (2/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬والباقي لبن الخ الشقيق‪ ،‬لنه أقرب ذكر‬
‫للميت‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫أما العم‪ ،‬فهو محجوب من الميراث بابن الخ الشقيق‪ ،‬لن جهة‬
‫الخوة مقدمة – كما عملت – على جهة العمومة في الميراث‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫جدة‬ ‫‪6/1‬‬
‫أختان‬
‫‪4‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫شقيقتان‬
‫‪0‬‬ ‫أختان لب‬ ‫م‬
‫‪1‬‬ ‫أخت لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬مخرج السدس‪.‬‬
‫للجدة السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬للختين الشقيقتين الثلثان )‬
‫‪ (3/2‬أربعة أسهم‪ ،‬للخت لم السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪.‬‬
‫أما الخت لب فهي محجوبة بالختين الشقيقتين‪ ،‬لستغراقهما‬
‫الثلثين نصيب الخوات‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪6/1‬‬
‫أخت‬
‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫شقيقة‬
‫‪0‬‬ ‫أخ لب‬ ‫م‬
‫‪0‬‬ ‫عم‬ ‫م‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬لتداخل مخرجي فرضي البنت وبنت البن‪.‬‬
‫للبنت النصف )‪ (2/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬ولبنت البن السدس )‪(6/1‬‬
‫سهم واحد تكملة الثلثين‪ ،‬وللشقيقة الباقي‪ ،‬لنها عصبة مع الغير‪،‬‬
‫عمل ً بالقاعدة المشهورة‪ ) :‬الخوات مع البنات عصبات(‪.‬‬
‫أما الخ لب والعم‪ ،‬فهما محجوبان بالخت الشقيقة‪ ،‬لنها لما‬
‫صارت عصبة مع الغير صارت بقوة الخ الشقيق‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪201‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪0‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫م‬
‫‪4‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪0‬‬ ‫بنت ابن‬
‫ع‬
‫‪0‬‬ ‫ابن ابن‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬لتماثل مخرجي فرضي الب والم‪ ،‬ودخول‬
‫مخرج الثلثين فيهما‪.‬‬
‫للب السدس )‪ (6/1‬سهم واحد لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللم‬
‫السدس )‪ (6/1‬سهم واحد لنفس السبب السابق‪ .‬والخ الشقيق‬
‫محجوب بالب‪ ،‬وابن البن‪.‬‬
‫وللبنتين الثلثان )‪ (3/2‬أربعة أسهم‪ ،‬لتعددهما وانفرادهما عن‬
‫معصب‪ ،‬أما بنت البن‪،‬وابن ابن‪ ،‬فهما عصبة‪ ،‬وقد سقطا لعدم بقاء‬
‫شيء لهما بعد أصحاب الفروض‪ ،‬وهذا هو حكم العصبة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬
‫‪16‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫ثلث بنات‬
‫‪3‬‬
‫ابن‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫ابن ابن ابن‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪0‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫م‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة )‪ (24‬حاصل ضرب مخرج الثلثين بمخرج الثمن‬
‫لتباينهما‪.‬‬
‫للبنتين الثلثان )‪ (3/2‬ستة عشر سهمًا‪ ،‬لتعددهما وانفرادهما عن‬
‫معصب‪ ،‬وللزوجة الثمن )‪ (8/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬لوجود الفرع الوارث‪،‬‬
‫وبنات البن مع ابن ابن البن عصبة‪ ،‬وإنما عصبهما – مع انه أنزل‬
‫منهما درجة‪ -‬لحتياجهن إليه‪ ،‬إذا لول تعصيبه لهن‪ ،‬لكن سقطن‪،‬‬
‫لستغراق البنات فرض الثلثين‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫أما الخ الشقيق‪ ،‬فهو محجوب عن الميراث بابن ابن البن‪ ،‬لكون‬
‫جهته مقدمة في الميراث على جهة الخوة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪ 3/1‬با‬
‫‪2‬‬ ‫أب‬ ‫ع‬

‫الشرح‪:‬‬
‫هذه المسألة إحدى العمريتين‪.‬‬
‫أصلها من ستة )‪ (6‬للزوج النصف ثلثة أسهم‪ ،‬وللم ثلث الباقي‬
‫سهم واحدة‪ ،‬وللب الباقي بالتعصيب‪ ،‬سهمان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫أم‬ ‫‪ 3/1‬با‬
‫‪9‬‬ ‫أب‬ ‫ع‬

‫الشرح‪:‬‬
‫المسألة من )‪ (12‬حاصل ضرب مخرج فرض الزوجة بمخرج‬
‫فرض الم لتباينهما‪.‬‬
‫للزوجة الربع )‪ (4/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬وللم ثلث الباقي )‪ (3‬أسهم‪،‬‬
‫وللب الباقي تعصيبًا‪ ،‬وهو ستة أسهم‪ .‬وهذه المسألة هي العمرية‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخوان لم‬
‫‪203‬‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخ شقيق‬
‫الشرح‪:‬‬
‫هذه المسألة هي التي تسمى بالمشركة‪.‬‬
‫وأصلها من )‪ (6‬لتداخل مخارجها في مخرج فرض الم‪.‬‬
‫للزوج النصف )‪ (2/1‬ثلثة‪ ،‬وللم السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪.‬‬
‫وكان مقتضى قواعد التعصيب أن يأخذ الخوان لم الثلث‪،‬‬
‫ويسقط الخ الشقيق لكونه عصبة‪.‬‬
‫لكن سيدنا عمر ‪ ‬قضى أن يشترك الخ الشقيق مع الخوة لم‬
‫في الثلث يقتسمونه بينهم بالسوية‪.‬‬
‫ولما كان ثلث التركة يساوي سهمين‪ ،‬والرؤوس ثلثة احتجنا إلى‬
‫تصحيح المسألة‪ .‬فأخذنا عدد الرؤوس لتباينهم مع سهامهم‪،‬‬
‫وضربنا به أصل المسألة فصحت من )‪ (18‬حاصل ضرب )‪×3‬‬
‫‪.(18=6‬‬
‫ثم ضربنا بالثلثة‪ ،‬التي نسميها جزء السهم‪ ،‬نصيب كل وارث‪.‬‬
‫فأصاب الزوج )‪ (9‬أسهم‪ ،‬والم )‪ (3‬أسهم‪ ،‬والخوين لم)‪(4‬‬
‫أسهم‪ ،‬والخ الشقيق )‪ (2‬سهمين‪.‬‬
‫مســائــل الجــد مع الخوة‬
‫المراد بالخوة هنا الشقاء‪ ،‬ولب ذكورا ً وإناثًا‪.‬‬
‫أما الخوة لم ذكورا ً وإناثُا‪ ،‬فإن الجد يحجبهم ول يرثون معه‪.‬‬
‫لقد ذكرنا أحكام الجد مع الخوة بالتفصيل في مكانها من هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬ومثلنا بأمثلة مشروحة‪ ،‬لكنها غير محلولة بشكلها‬
‫الحسابي المعروف‪.‬‬
‫وها نحن نعود إليها تارة أخرى لنذكرها محلولة بشكلها‬
‫الصطلحي‪ ،‬مع شيء من الشرح والتعليق‪ ،‬رغبة في زيادة‬
‫اليضاح والتبيين‪.‬‬
‫أول ً‪ :‬إذا لم يكن مع الجد والخوة صاحب‬
‫فرض‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫جد‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫ع‬
‫أختأخ ‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫شقيقة‬
‫شقيق‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫جد‬
‫جد‬ ‫ع‬
‫ثلث‬ ‫ع‬
‫‪9‬‬
‫‪2‬‬ ‫أختان‬
‫أخوات‬
‫‪204‬‬
‫شقيقتان‬
‫‪5‬‬
‫‪2‬‬ ‫جد‬
‫أخ‬
‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫شقيق‬
‫أخت‬
‫‪ 1‬هذه المسائل الخمس يقاسم الجد فيها الخوة‬
‫شقيقة‬
‫والخوات‪ ،‬لن المقاسمة أفضل له‪ ،‬ويرث كما يرث‬
‫أخ ذكر‪ ،‬أي مثل نصيب أختين‪.‬‬
‫ويكون أصل المسألة فيها كلها من عدد الرؤوس‪ ،‬مع عد كل ذكر‬
‫بأنثيين‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫ثلثة‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫أخوة‬
‫)‪(5‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخ‬
‫‪2‬‬ ‫ثلث‬ ‫ع‬
‫‪6‬‬ ‫أخوات‬

‫)‪(5‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫خمس‬
‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخوات‬
‫‪3/2‬‬
‫في هذه المسائل الثلث يأخذ الجد ثلث التركة‪ ،‬لنها أنفع له من‬
‫المقاسمة‪ .‬ويأخذ الخوة الباقي‪.‬‬
‫وأصل هذه المسائل )‪ (3‬مخرج فرض الجد‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫غير أن نصيب الخوة ل ينقسم على عدد رؤوسهم‪ ،‬فنأخذ عدد‬
‫الرؤوس‪ ،‬لتباينها مع سهامها‪ ،‬ونضرب بها أصل المسائل‪ ،‬فما بلغ‬
‫فمنه تصح هذه المسائل‪ ،‬ثم نضرب بجزء السهم ذاك نصيب كل‬
‫وارث‪ ،‬ليكون الناتج منقسما ً على ورثته‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫أربع‬ ‫‪2‬‬ ‫أخوان‬ ‫ع‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3/2‬‬
‫أخوات‬
‫)‪(2‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخ‬
‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫أختان‬

‫في هذه المسائل الثلث‪ ،‬يستوي بالنسبة للجد المقاسمة مع‬


‫الثلث فيأخذ الثلث‪ ،‬ويترك الباقي للخوة والخوات‪ ،‬للذكر مثل‬
‫حظ النثيين‪.‬‬
‫وأصل هذه المسائل )‪ (3‬مخرج فرض الجد‪ ،‬فيأخذ هو الثلث‬
‫والباقي للخوة‪.‬‬
‫وواضح أن المسألة الثانية والثالثة‪ ،‬ل ينقسم فيهما نصب الخوة‬
‫على عدد رؤوسهم‪ ،‬فنحتاج عندئذ إلى التصحيح‪.‬‬
‫وواضح أن بين الرؤوس والسهام في المسألتين توافق بالنصف‪،‬‬
‫فضربنا أصل المسألة بوفق الرؤوس لتصح المسألة فيهما من )‬
‫‪ ،(6‬ثم ضربنا نصيب كل وارث بجزء السهم )‪ ،(2‬فما بلغ فهو‬
‫منقسم على الورثة‪ ،‬كما هو بين في المسائل‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬إذا كان مع الجد والخوة صاحب فرض‪:‬‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪16 4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪6‬‬ ‫جد‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬
‫‪3‬‬ ‫ع‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫‪6‬‬ ‫أختان‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ‬

‫في هاتين المسألتين يأخذ الجد بالمقاسمة لنه أنفع له‪.‬‬


‫أصل المسألة الولى )‪ (2‬مخرج فرض الزوج‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫يأخذ الزوج سهما ً واحدًا‪ ،‬ويبقى سهم بين الجد والخ‪ ،‬وهو غير‬
‫منقسم عليهما‪ ،‬فنضرب أصل المسألة بعدد الرؤوس )‪ ،(2‬فتبلغ‬
‫)‪ (4‬تصحيح المسألة‪ ،‬ثم نضرب كل وارث بجزء السهم )‪،(2‬‬
‫فيكون الناتج منقسما ً على الورثة‪.‬‬
‫أما المسألة الثانية‪ ،‬فأصلها )‪ (4‬مخرج فرض الزوجة‪.‬‬
‫تأخذ الزوجة سهما ً واحدًا‪ ،‬والباقي )‪ (3‬للجد والختين‪ ،‬وهو غير‬
‫منقسم عليهما‪ ،‬فتصح المسألة من )‪ ،(16‬وذلك بضرب أصلها‬
‫بعدد رؤوس الجد والختين‪ ،‬لتباين الرؤوس مع السهام‪.‬‬
‫ثم نضرب نصيب كل وارث بجزء السهم )‪ ،(4‬والناتج منقسم‬
‫على الورثة‪ ،‬كما هو مبين في المسألتين‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪3‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3/1‬‬
‫‪5‬‬ ‫جد‬
‫با‬
‫خمسة‬
‫‪10‬‬ ‫ع‬
‫أخوة‬
‫أصل هذه المسألة )‪ (18‬حاصل ضرب مخرج‬
‫السدس‪ ،‬بمخرج ثلث الباقي‪.‬‬
‫للم السدس )‪ (6/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬وللجد ثلث الباقي )‪ 3/1‬با(‬
‫خمسة أسهم‪ ،‬لنه انفع له من المقاسمة‪ ،‬ومن السدسن والباقي‬
‫للخوة بالتعصيب‪ ،‬وهو )‪ (10‬أسهم‪ ،‬لكل أخ سهمان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪18‬‬
‫‪3‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪3/1‬‬
‫‪5‬‬ ‫جد‬
‫في هذه المسألة تستوي المقاسمة مع ثلث الباقي‬ ‫با‬
‫‪ 10‬بالنسبة للجد‪ ،‬فيأخذ ثلث الباقي‪.‬‬ ‫أخوان‬ ‫ع‬
‫أصل المسألة من )‪ (18‬حاصل ضرب مخرج السدس‬
‫بمخرج ثلث الباقي‪.‬‬
‫للم السدس ‪ (06/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬وللجد ثلث الباقي )‪3/1‬با(‬
‫خمسة أسهم‪ ،‬والباقي للخوين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جدة‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬
‫‪207‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫في هذه المسألة يستوي بالنسبة للجد السدس مع المقاسمة‪،‬‬
‫فأعطيناه السدس‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬مخرج السدس‪.‬‬
‫للزوج النصف )‪ (2/1‬ثلثة‪ ،‬وللجدة السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬وللجد‬
‫السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬والباقي بالتعصيب‪ ،‬وهو سهم واحد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫في هذه‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ثلثة أخوة‬ ‫ع‬
‫المسألة يستوي‬
‫بالنسبة للجد السدس وثلث الباقي‪ ،‬فأعطيناه السدس‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬مخرج فرض الجد‪ ،‬وتصح من )‪ (18‬حاصل ضرب‬
‫أصل المسألة بعدد رؤوس الخوة لوجود التباين بين الرؤوس‬
‫والسهام‪ .‬وتوزيع التركة بعد هذا واضح‪ ،‬كما هو مبين في المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫في هذه المسألة نجد‬
‫‪2‬‬ ‫أخوان‬ ‫ع‬
‫أن ثلث الباقي‪،‬‬
‫والسدس‪ ،‬والمقاسمة سواء بالنسبة للجد‪ ،‬فأعطيناه السدس‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬مخرج فرض الجد‪ ،‬ومخرج فرض الزوج يدخل‬
‫فيه‪.‬‬
‫للزوج النصف )‪ (2/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬وللجد السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪،‬‬
‫وللخوين الباقي بالتعصيب‪ ،‬وهو سهمان‪ ،‬لكل واحد سهم واحد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬
‫‪208‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪0‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫هذه المسألة أصلها )‪ (6‬مخرج فرض الم‪ ،‬أو الجد‪ ،‬لتماثلهما‪،‬‬
‫ومخرج فرض البنتين داخل فيهما‪.‬‬
‫للبنتين الثلثان )‪ (3/2‬أربعة أسهم‪ ،‬وللم السدس )‪ (6/1‬سهم‬
‫واحد‪ ،‬وللجد السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪.‬‬
‫ولم يبق للخ شيء من التركة‪ ،‬فسقط‪ ،‬ولم يقاسم الجد‪ ،‬لن‬
‫الجد ل ينزل مع الخوة عن السدس‪ ،‬ولو اسمًا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪13‬‬
‫)عول(‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫أصل المسألة )‬ ‫‪2‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪ (12‬وقد عالت‬ ‫‪0‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫بفروضها إلى )‬
‫‪.(13‬‬
‫وقد سقط الخ فيها‪ ،‬لنه لم يبق له شيء بعد أصحاب الفروض‪،‬‬
‫وأخذ الجد سدسه عائ ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪15‬‬
‫)عول(‬
‫‪12‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫هذه المسألة‬
‫كسابقتها‪ ،‬أصلها‬ ‫‪2‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫)‪ (12‬وعالت‬ ‫‪0‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫بفروضها إلى )‬

‫‪209‬‬
‫‪ ،(15‬ولم يبق للخ بعد أصحاب الفروض شيء‪ ،‬وأخذ الجد‬
‫ل‪ ،‬كما أخذ كل وارث نصيبه عائ َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫سدسه عائ ً‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫في هذه‬
‫المسألة سقط‬ ‫‪0‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫الخ أيضًا‪ ،‬لنه‬
‫لم يبق له شيء بعد أصحاب الفروض‪.‬‬
‫وتختلف هذه المسألة عن سابقتها أن الجد مع الخ لم يحجب‬
‫الم من الثلث إلى السدس بل أخذت الم معهما ثلثا ً كام ً‬
‫ل‪ .‬كما‬
‫هو مبين في حل المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫في هذه‬ ‫‪2‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬
‫المسألة عد ّ الخ‬ ‫‪0‬‬ ‫أخ لب‬ ‫م‬
‫الشقيق معه‬
‫الخ لب على الجد‪ ،‬ثم حجبه وأخذ نصيبه‪ ،‬وبذلك أنقص نصيب‬
‫الجد من النصف إلى الثلث‪ .‬المسألة من ثلثة مخرج فرض الجد‪.‬‬
‫واحد للجد‪ ،‬وسهمان للخ الشقيق‪ ،‬ول شيء للخ لب‪ ،‬لنه‬
‫محجوب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫جد‬
‫با‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫‪6‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬
‫‪0‬‬ ‫أخ لب‬ ‫م‬

‫‪210‬‬
‫المسألة من )‪ (12‬حاصل ضرب مخرج فرض الجد بمخرج فرض‬
‫الزوجة‪.‬‬
‫للجد ثلث الباقي )‪ 3/1‬با( ثلثة أسهم‪ ،‬لستوائه مع المقاسمة‪،‬‬
‫وللزوجة الربع )‪ (4/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬والباقي للخ الشقيق‪ ،‬وأخذ‬
‫ده على الجد‪.‬‬‫نصيبه ونصيب الخ لب بعد أن ع ّ‬
‫والخ لب محجوب بالخ الشقيق لنه أقوى منه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬‬
‫أختان‬
‫‪2‬‬ ‫شقيقتان‬
‫‪3/2‬‬
‫المسألة من )‬
‫‪ (3‬مخرج فرض‬ ‫‪0‬‬ ‫أخ لب‬ ‫م‬
‫الجد‪.‬‬
‫للجد الثلث )‪ (3/1‬سهم واحد‪ ،‬وهو يستوي مع المقاسمة‪ ،‬للختين‬
‫الشقيقتين الباقي‪ ،‬وهو الثلثان )‪ .(3/2‬وسقط الخ لب‪ ،‬لنه لم‬
‫يبق له شيء‪ .‬وقد عدت الختان الشقيقتان الخ لب على الجد‪،‬‬
‫فأنقصتا نصيبه من النصف إلى الثلث‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫أخت‬
‫‪2‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫أصل المسألة )‬ ‫شقيقة‬
‫‪ (6‬مخرج فرض‬ ‫أخوان‬
‫‪0‬‬ ‫ع‬
‫د‪ ،‬ومخرج‬‫الج ّ‬ ‫لب‬
‫فرض النصف داخل قيه‪.‬‬
‫للزوج النصف )‪ (2/1‬ثلثة أسهم‪.‬‬
‫وإذا عدت الخت الشقيقة الخوين لب على الجد كان الحظ له‬
‫السدس‪ ،‬وهو يستوي مع ثلث الباقي‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫ويبقى بعد النصف والسدس ثلث سهام المسألة فتأخذه الخت‬
‫الشقيقة‪ ،‬وهو أقل من النصف‪.‬‬
‫أما الخوان لب فيسقطان‪ ،‬لنه لم يبق لهما شيء من التركة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫جد‬
‫أخت‬
‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫شقيقة‬ ‫هذه المسألة‬
‫‪1‬‬ ‫أخ لب‬ ‫تسمى عشرية‬
‫زيد لصحتها من‬
‫عشرة؛ وتفصيلها‪ :‬أن الحظ للجد هنا المقاسمة‪ ،‬فيأخذ نصيبه به‪.‬‬
‫والشقيقة تعد الخ لب معها على الجد‪ ،‬ثم تعود وتأخذ من نصيب‬
‫الخ لب ما يكمل لها نصف التركة‪ ،‬والباقي يبقى للخ لب‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (2‬مخرج فرض الخت الشقيقة المقدر لها ذهنا‪ً،‬‬
‫وهو غير منقسم على الورثة‪ ،‬فتصحح المسألة إلى )‪ (10‬حاصل‬
‫ضرب عدد الرؤوس‪ ،‬وهم بعد عد ّ كل ذكر أنثيين‪.‬‬
‫فيكون للجد أربعة أسهم من عشرة‪ ،‬وللخت الشقيقة خمسة‬
‫أسهم‪ ،‬ويبقى للخ لب سهم واحد‪.‬‬

‫‪‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جد‬
‫أخت‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ع‬
‫شقيقة‬ ‫هذه المسألة‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أختان‬ ‫أيضا ً تسمى‬
‫لب‬ ‫العشرينية‪،‬‬
‫لصحتها من عشرين‪.‬‬
‫لقد قدرنا أنها من عشرة‪ :‬حاصل ضرب الرؤوس بمخرج النصف‬
‫المقدر ذهنا ً للخت الشقيقة‪ .‬ثم صحت من عشرين حاصل ضرب‬
‫رؤوس الختين لب بأصل المسألة‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫للجد ثمانية لسهم من عشرين‪ ،‬وللشقيقة النصف وهو عشرة‬
‫أسهم من عشرين سهمًا‪ .‬ويبقى سهمان لكل أخت لب سهم‬
‫واحد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬با‬
‫أخت‬
‫‪27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫شقيقة‬
‫‪2‬‬ ‫أخ لب‬ ‫هذه المسألة‬
‫‪1‬‬ ‫أخت‬ ‫تسمى مختصرة الباقي‬
‫‪1‬‬ ‫زيد‪.‬‬
‫لب‬
‫المسألة من )‬
‫‪ (18‬حاصل ضرب مخرج فرض السدس بمخرج فرض ثلث‬
‫الباقي‪.‬‬
‫تأخذ الم السدس )‪ (6/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬لوجود عدد من الخوة‪،‬‬
‫ويأخذ الجد ثلث الباقي )‪3/1‬با( خمسة أسهم‪ ،‬وهو يستوي مع‬
‫المقاسمة‪ ،‬ثم تأخذ الشقيقة‪ ،‬بعد أن تعد الخ لب والخت لب‬
‫على الجد‪ ،‬النصف )‪ (2/1‬تسعة أسهم‪ ،‬والباقي سهم واحد‪ ،‬للخ‬
‫لب والخت لب‪ ،‬ل ينقسم عليهما‪ ،‬وبينه وبين الرؤوس تباين‪،‬‬
‫فنأخذ عدد الرؤوس ثلثة – وذلك بجعل الذكر مثل أنثيين –‬
‫فيكون تصحيح المسألة )‪.(54‬‬
‫ثم نضرب بجزء السهم )‪ (3‬نصيب كل وارث‪ ،‬كما هو مبين في‬
‫المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جد‬ ‫‪3/1‬با‬
‫أخت‬
‫‪45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫شقيقة‬
‫أخوان‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫لب‬ ‫الباقي‬
‫‪1‬‬ ‫أخ لب‬

‫‪213‬‬
‫أصل المسألة من )‪ ،(18‬وتصح من )‪.(90‬‬
‫وذلك واضح من صورة حلها‪ ،‬وبالله التوفيق‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)عول(‬
‫‪9‬‬
‫‪27‬‬
‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪8‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬
‫هذه المسألة‬
‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخت‬ ‫‪2/1‬‬ ‫هي التي تسمى‬
‫الكدرية‪ ،‬وقد‬
‫مرت معنا في بحث الجد والخوة‪.‬‬
‫أصلها من )‪ (6‬مخرج فرض السدس‪ ،‬وما عداه داخل به‪ ،‬وتعول‬
‫بفروضها إلى )‪.(9‬‬
‫للزوج النصف )‪ (2/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬لعدم وجود فرع وارث‪ ،‬وللم‬
‫الثلث )‪ (3/1‬سهمان‪ ،‬لعدم وجود فرع وارث وعدد من الخوة‪،‬‬
‫والجد يفرض له السدس )‪ (6/1‬سهم واحد‪ ،‬ويفرض للخت‬
‫النصف )‪ (2/1‬ثلثة أسهم‪.‬‬
‫وا بعد هذا أن يعود الجد إلى الخت‪ ،‬فيضم نصيبه‬ ‫ض ْ‬
‫لكن العلماء ق َ‬
‫إلى نصيبها‪ ،‬ويقاسمها النصيبين‪ ،‬للذكر مثل حظ النثيين‪.‬‬
‫ولما كان نصيبه ونصيبها )‪ (4‬أسهم‪ ،‬ل تنقسم عليهما للذكر مثل‬
‫حظ النثيين‪ ،‬أخذنا عدد الرؤوس )‪ (3‬لتباينها مع السهام )‪،(4‬‬
‫وضربنا بها أصل المسألة‪ ،‬فكان حاصل الضرب )‪ (27‬هو تصحيح‬
‫المسألة‪ ،‬ثم ضربنا بجزء السهم )‪ (3‬نصيب كل وارث‪ ،‬فكان‬
‫الحاصل منقسما ً على عدد الرؤوس‪ ،‬كمما هو مبين في أصل‬
‫المسألة‪.‬‬
‫مسـألة في المنـاسخـات‬
‫الجام‬ ‫أص‬ ‫الجام‬ ‫أص‬
‫الجام‬ ‫أصل‬
‫أص‬ ‫عة‬ ‫ل‬ ‫عة‬ ‫ل‬
‫عة‬ ‫الول‬
‫ل‬ ‫الثاني‬ ‫الثال‬ ‫الول‬ ‫الثان‬
‫الثالثة‬ ‫ى‬
‫ة‬ ‫ثة‬ ‫ى‬ ‫ية‬
‫‪60‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 2/1‬زوج‬
‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غريبة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3/1‬أم‬
‫ت‬ ‫‪10‬‬ ‫غريب‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غريب‬ ‫‪1‬‬ ‫ع عم‬
‫‪30‬‬ ‫غرباء‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غرباء‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ع‪5‬‬

‫‪214‬‬
‫أبناء‬
‫ع ‪4‬إخوة‬
‫‪20‬‬ ‫غرباء‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لب‬
‫ع ‪10‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫أبناء‬
‫الشرح‪:‬‬
‫هذه مناسخة مات فيها عدد من الشخاص‪ ،‬كما هو مبين في‬
‫الصورة‪.‬‬
‫للزوج في الولى النصف لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬وللم الثلث‪،‬‬
‫لعدم وجود الفرع الوارث والعدد من الخوة‪ ،‬والعم عصبة بنفسه‪،‬‬
‫ول يوجد من يحجبه‪ ،‬فله الباقي‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ ،(6‬للزوج النصف )‪ (3‬أسهم‪ ،‬وللم الثلث )‪(2‬‬
‫سهمان‪ ،‬وللعم الباقي وهو سهم واحد‪.‬‬
‫مات الزوج عن خمسة أبناء‪ ،‬فنعمل له مسألة مستقلة أصلها )‪(5‬‬
‫عدد رؤوس البناء‪ ،‬لكل منهم سهم واحد‪.‬‬
‫ثم ننظر بين سهام الزوج من المسألة الولى وهي )‪ ،(3‬وبين‬
‫أصل مسألته )‪ (5‬فنجدهما متباينين‪.‬‬
‫فنضرب أصل المسألة الولى )‪ (6‬بأصل المسألة الثانية )‪(5‬‬
‫فتكون الجامعة )‪ ،(30‬وهي مسألة المناسخة الولى‪.‬‬
‫للم منها )‪ (10‬حاصل ضرب سهمها من المسألة الولى )‪(2‬‬
‫بأصل المسالة الثانية )‪ ،(5‬وللعم منها )‪ (5‬حاصل ضرب سهمه‬
‫في الولى )‪ (1‬بأصل الثانية)‪ ،(5‬وللبناء )‪ (15‬حاصل ضرب‬
‫سهمهم في الثانية )‪ (5‬بسهام ميتهم من الولى )‪.(3‬‬
‫ثم ماتت الم من ورثة الميت الول عن أربعة إخوة لب‪ ،‬فنعمل‬
‫مسألتها‪ .‬وأصلها )‪ (4‬عدد رؤوس الخوة لب‪ ،‬لكل واحد منهم‬
‫سهم واحد‪.‬‬
‫ننظر الن بين سهام الميت الثالث – وهو الم – من مسألة‬
‫المناسخة الجامعة الولى‪ ،‬وهي )‪ ،(10‬وبين أصل مسألته )‪(4‬‬
‫فنجدهما متوافقين بالنصف‪ ،‬لن كل ً منهما يقبل القسمة على‬
‫اثنين‪ ،‬فنضرب المسألة الجامعة الولى بـ )‪ (2‬نصف سهام‬
‫مسألة الميت الثالث وهو وفقها‪ ،‬فتكون سهام مسألة المناسخة‬
‫الجامعة الثانية )‪.(60‬‬
‫للعم في مسألة الميت الول منها )‪ (10‬حاصل ضرب سهمه في‬
‫الجامعة الولى )‪ (5‬باثنين‪.‬‬
‫وللبناء في مسألة الميت الثاني منها )‪(30‬حاصل ضرب سهمهم‬
‫في الجامعة الولى )‪ (15‬بـ )‪.(2‬‬

‫‪215‬‬
‫وللخوة لب في مسألة الميت الثالث )‪ (20‬حاصل ضرب‬
‫سهمهم في مسألتهم )‪ (4‬بوفق سهام ميتهم في المسألة‬
‫الجامعة الثانية‪ ،‬وهو نصف العشرة )‪.(5‬‬
‫ثم مات العم من ورثة الميت الول عن )‪ (10‬أبناء‪ ،‬فتعمل‬
‫مسألته‪ ،‬وأصلها )‪ (10‬مجموع رؤوسهم‪ ،‬لكل واحد منهم سهم‬
‫واحد‪.‬‬
‫ننظر الن بين سهام الميت الرابع في مسألة المناسخة الثانية‪،‬‬
‫وهي )‪ ،(10‬وبين أصل مسألته‪ ،‬فنجدها متماثلة معها‪ ،‬ومنقسمة‬
‫عليها‪ ،‬فيكون أصل المسألة المناسخة الجامعة الثالثة هو أصل‬
‫الجامعة الثانية )‪.(60‬‬
‫للبناء في مسألة الميت الثاني منها )‪ (30‬مجموع سهامهم‬
‫السابقة‪ ،‬لكل منهم ستة أسهم‪ ،‬وللخوة لب في مسألة الميت‬
‫الثالث منها )‪ (20‬مجموع سهامهم في المناسخة السابقة‪ ،‬لكل‬
‫منهم خمسة أسهم‪ ،‬وللبناء في مسألة الميت الرابع )‪(10‬‬
‫مجموع سهام ميتهم من المناسخة الثانية السابقة‪ ،‬لكل منهم‬
‫سهمان‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪216‬‬
‫مسـائل في الخـنثى‬
‫)‪(23‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫ولد خنثى ‪/‬‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪/‬أنثى‬ ‫ذكر‬
‫يوقف )‪(1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫قدرنا في المسألة الولى أن الخنثى ذكر‪ ،‬فيكون مساويا ً للبن‪،‬‬
‫وهما وحدهما الورثة‪ ،‬فالتركة بينهما‪ ،‬وأصل المسألة )‪ (2‬عدد‬
‫رؤوسهما‪ ،‬لكل واحد منهما سهم واحد‪ .‬وفي المسالة الثانية‬
‫قدرنا أن الحنثى أنثى‪ ،‬فتكون المسالة من )‪ (3‬عدد رؤوسهما‪،‬‬
‫للذكر مثل حظ النثيين‪ ،‬للبن سهمان‪ ،‬وللخنثى سهم واحد‪.‬‬
‫بين أصل المسألتين تباين‪ ،‬فنضرب كل ً منهما بأصل الخرى‪،‬‬
‫ويكون الحاصل هو الجامعة للمسألتين )‪ ،(6‬يعطى منها لكل من‬
‫الخنثى وأخيه القل على الفرضين‪.‬‬
‫فعلى تقدير أن الخنثى ذكر‪ ،‬يكون للبن ثلثة أسهم‪ ،‬وهي سهمه‬
‫من المسألة الولى مضروبا ً بأصل الثانية‪.‬‬
‫ويكون للخنثى ثلثة‪ ،‬لما سبق‪.‬‬
‫وعلى تقدير أنوثة الخنثى يكون للبن )‪ (4‬أسهم‪ ،‬هي سهمه من‬
‫الثانية مضروبا ً بأصل المسألة الولى‪.‬‬
‫ويكون للخنثى )‪ ،(2‬هي سهمه من الثانية مضروبا ً بأصل الولى‪.‬‬
‫فيعطى البن )‪ ،(3‬وهو القل‪ ،‬ويعطى الخنثى )‪ ،(2‬وهو القل‬
‫أيضًا‪ ،‬ويوقف سهم واحد‪ ،‬إلى أن يتبين حال الخنثى‪ ،‬أو يصطلح‬
‫مع أخيه عليه‪ ،‬فإن ظهر الخنثى ذكرا ً أخذ ذلك السهم‪ ،‬وإن ظهر‬
‫أنثى‪ ،‬أخذه أخوه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫أخ شقيق‪/‬‬ ‫الشرح‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫خنثى‬ ‫تأخذ البنت‬
‫ً‬
‫النصف‪ ،‬لنه نصيبها‪ ،‬والخنثى يأخذ الباقي تعصيبا‪ ،‬على كل حال‪،‬‬
‫لنه إن كان ذكرًا‪ ،‬فهو عصبة بنفسه‪ ،‬وإن كان أنثى‪ ،‬فهو عصبة‬
‫مع غيره‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫ول يوقف في هذه المسألة شيء‪ ،‬لن البنت والخنثى ل يختلف‬
‫نصيبهما على تقدير أنوثة الخنثى وذكورته‪.‬‬
‫فأصل المسألة )‪ (2‬مخرج فرض النصف‪ ،‬لكل سهم واحد منها‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪×2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪48 24‬‬
‫‪4‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ابن‬
‫‪17‬‬ ‫ولد خنثى ‪/‬‬ ‫ع‬
‫‪34‬‬ ‫‪ / 17‬أنثى ‪17‬‬
‫ذكر‬
‫يوقف )‪(17‬‬ ‫الشرح‪:‬‬
‫للزوجة في هذه المسألة الثمن )‪ ،(8/1‬لوجود الفرع الوارث‬
‫للميت‪ ،‬وللم السدس )‪ (6/1‬لنفس ذلك السبب‪.‬‬
‫والخنثى إن كان ذكرا ً فهو عصبة بنفسه‪ ،‬وإن كان أنثى فهو‬
‫عصبة بالبن‪ ،‬الذي هو عصبة بنفسه‪ ،‬وعلى كل فإنهما يرثان‬
‫الباقي بالتعصيب‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ ،(24‬حاصل ضرب وفق مخرج السدس بكامل‬
‫مخرج الثمن‪ ،‬لنهما متوافقان بالنصف‪.‬‬
‫للزوجة )‪ (3‬أسهم هي الثمن‪ ،‬وللم )‪ (4‬أسهم هي السدس‪.‬‬
‫ويبقى )‪ (17‬سهما ً للعصبة‪ :‬البن والخنثى‪ ،‬ل تنقسم عليهما‪ .‬فإن‬
‫كان الخنثى ذكرا ً صحت المسألة بضربها باثنين فتصبح )‪) – (48‬‬
‫‪ :-(48=2×24‬للزوجة منها )‪ ،(6‬وللم )‪ ،(8‬وللخنثى )‪،(17‬‬
‫وللبن )‪.(17‬‬
‫وإن فرض الخنثى أنثى‪ ،‬صحت المسألة بضربها بثلثة‪ ،‬فتصبح )‬
‫‪ :-(72=3×24) -(72‬للزوجة منها)‪ ،(9‬وللم )‪ ،(12‬وللخنثى )‬
‫‪.(34) ،(17‬‬
‫ثم ننظر بين أصل المسألتين‪ ،‬فنجد أن بينهما توافقا ً بثلث الثمن‪،‬‬
‫لن ثمن )‪ :(48‬ستة‪ ،‬وثلث الستة‪ ،(2) :‬وثمن )‪ :(72‬تسعة‪،‬‬
‫وثلث التسعة‪ ،(3) :‬فتصبح المسألة الجامعة )‪ ،(144‬حاصل‬
‫ضرب )‪ (48‬بـ )‪ (3‬جزء سهم مسألة الذكورة‪ ،‬أو )‪ (72‬بـ )‪(2‬‬
‫جزء سهم النوثة‪.‬‬
‫للزوجة منها )‪ (18‬تعطاها‪ ،‬لنها ل يختلف نصيبها في الحالين‪،‬‬
‫وللم )‪ ،(24‬تعطاها أيضًا‪ ،‬لن نصيبها ل يختلف على كل‬
‫التقديرين‪ ،‬وللخنثى )‪ (34‬على فرض أنه انثى‪ ،‬لنها القل‪ ،‬وللبن‬
‫)‪ (51‬على فرض أن الخنثى ذكر‪ ،‬لنها القل أيضًا‪.‬‬
‫ويوقف )‪ (17‬سهما ً حتى يتبين الحال‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫فإن تبينت أنوثته‪ ،‬أعطيت للبن‪ ،‬وإن تبينت ذكورته أعطيت له‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 2/1‬أنثى‬ ‫ولد خنثى‪ /‬ذكر ‪1‬‬ ‫ع‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫‪0‬‬ ‫عم‬ ‫م‬
‫يوقف )‪(1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫على تقدير أن الخنثى ذكر‪ ،‬فهو ابن‪ ،‬وهو عصبة بنفسه‪ ،‬وهو‬
‫أقرب من العم‪ ،‬فيحجبه‪ ،‬ويكون المال كله له‪.‬‬
‫وعلى تقدير أنه أنثى‪ ،‬فهو بنت‪ ،‬فلها نصف التركة‪ ،‬لنفرادها عن‬
‫مثيلتها‪ ،‬وعدم وجود من يعصبها‪ .‬والعم على هذا التقدير عصبة‬
‫بنفسه ول يوجد من يحجبه‪.‬‬
‫فأصل المسألة الولى )‪ ،(1‬وأصل الثانية )‪ ،(2‬والجامعة )‪(2‬‬
‫حاصل ضرب المسألتين بعضهما‪ ،‬لنهما متباينان‪.‬‬
‫فيعطى الخنثى من الجامعة )‪ (1‬على فرض أنه أنثى‪ ،‬لنه القل‬
‫المتيقن في حق نفسه‪.‬‬
‫ول ييعطى العم شيئًا‪ ،‬لحتمال أن يكون الخنثى ذكرًا‪ ،‬ويوقف )‪(1‬‬
‫إلى أن يظهر حال الخنثى‪ .‬فإن ظهر ذكرًا‪ ،‬أخذه‪ ،‬وإن ظهر أنثى‪،‬‬
‫أخذه العم‪ ،‬وإن لم يظهر حاله تصالح عليه هو والعم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫ولد أخ خنثى ‪/‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫رحم انثى‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫ذكر‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫‪0‬‬ ‫عم‬ ‫م‬
‫يوقف)‪(1‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المسألة الولى من )‪ (2‬مخرج فرض الزوج‪ ،‬والمسألة الثانية‬
‫كذلك‪ ،‬والجامعة أيضا ً من )‪ (2‬لتوافق المسألتين بالنصف‪×2) ،‬‬
‫‪.(2=1‬‬
‫للزوج النصف على كل حال‪ ،‬لنه ل يوجد للميت فرع وارث‪ ،‬ثم‬
‫إن ُفرض الخنثى ذكرا ً كان ولد أخ يرث الباقي بالتعصيب وحجب‬
‫العم‪ ،‬لنه أقرب منه‪.‬‬
‫وإن فرض انه أنثى كان من ذوي الرحام‪ ،‬وأخذ العم الباقي‬
‫بالتعصيب‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫وعمل ً بالحوط‪ ،‬والقل في حق الخنثى والعم‪ ،‬فإن كل ً منهما ل‬
‫يعطى شيئا ً ويوقف نصف التركة حتى يتبين حال الخنثى‪ ،‬فإن‬
‫ظهر ذكرا ً أخذه‪ ،‬وإن ظهر أنثى أخذه العم‪ ،‬أو يتصالحا عليه إن‬
‫لم يظهر حاله‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫مسـائل فـيها مفقــود‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3/1‬للم‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ لم‬ ‫‪6/1‬‬
‫أخ شقيق‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ /‬ميت‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬
‫مفقود ‪ /‬حي‬
‫الموقوف )‪(1‬‬ ‫الشرح‪:‬‬
‫للزوج النصف‪ ،‬لعدم وجود الفرع الوارث للميت‪ ،‬وللم السدس‬
‫ي‪ ،‬وللخ لم‬‫لوجود عدد من الخوة‪ ،‬على تقدير أن المفقود ح ّ‬
‫السدس‪ ،‬والشقيق عصبة يأخذ الباقي‪ ،‬وهو سهم واحد‪.‬‬
‫المسألة الولى من )‪ (6‬مخرج فرض السدس‪ ،‬ومخرج النصف‬
‫يوقف)‪(1‬‬
‫يدخل فيه‪ .‬ثلثة للزوج‪ ،‬وواحد للم‪ ،‬وواحد للخ لم‪ ،‬وواحد‬
‫للشقيق باعتباره حيًا‪.‬‬
‫أما المسألة الثانية‪ ،‬فنقدر أن المفقود ميت‪ ،‬فيأخذ الزوج‬
‫النصف‪ ،‬والم الثلث‪ ،‬والخ لم السدس‪.‬‬
‫أصل المسألة )‪ (6‬مخرج فرض السدس‪.‬‬
‫للزوج ثلثة‪ ،‬وللم اثنان‪ ،‬وللخ لم سهم واحد‪ ،‬ول شيء للشقيق‪،‬‬
‫على اعتباره ميتًا‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إلى أصل المسألتين وجدناهما متماثلتين‪ ،‬فتكون‬
‫ل)‪.(6‬‬ ‫الجامعة أيض ً‬
‫للزوج )‪ (3‬أسهم‪ ،‬وللخ لم سهم واحد‪ ،‬وهما ل يختلف نصيبهما‪،‬‬
‫سواء كان المفقود حيًا‪ ،‬أم ميتًا‪ .‬أم الم‪ ،‬فيفرض لها السدس‪،‬‬
‫سهم واحد‪ ،‬لنه القل‪ ،‬ويبقى سهم واحد‪ ،‬موقوفًا‪ ،‬ليتبين حال‬
‫الشقيق المفقود‪ ،‬فإن ظهر أنه حي أخذه‪ ،‬وإن ظهر أنه ميت‪،‬‬
‫أخذته الم‪.‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1) (3‬‬
‫‪72 24‬‬ ‫‪72 24‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪4+‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 12 4‬ع ‪6/1 +‬‬ ‫أب‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪12 4‬‬ ‫‪12 4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬
‫‪13 12‬‬ ‫‪2/1‬‬ ‫‪13 13‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ميت‬ ‫‪26‬‬ ‫ابن‬
‫مفقود ‪/‬‬

‫‪221‬‬
‫حي‬
‫الموقوف )‪(26‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أصل المسألة الولى‪ ،‬التي قدرنا فيها المفقود‪ (24) ،‬حاصل‬
‫ضرب وفق مخرج الثمن بكامل مخرج السدس‪ ،‬لتوافقهما‬
‫بالنصف‪.‬‬
‫للزوجة منها الثمن )‪ (8/1‬ثلثة أسهم‪ ،‬وللب السدس )‪(6/1‬‬
‫أربعة أسهم‪ ،‬وللم السدس )‪ (6/1‬أربعة أسهم‪.‬‬
‫والباقي )‪ (13‬سهمًا‪ :‬للبنت والبن المفقود للذكر مثل حظ‬
‫النثيين‪.‬‬
‫ولما كان نصيبهما ل ينقسم عليهما من غير كسر‪ ،‬فإننا نصحح‬
‫المسألة‪ ،‬فتصح من )‪ (72‬حاصل ضرب أصل المسألة بعدد‬
‫الرؤوس‪ ،‬لوجود التباين بينهما‪.‬‬
‫فيكون للزوج )‪ (9‬أسهم‪ ،‬وللب )‪ ،(12‬وللم )‪ ،(12‬وللبنت )‪،(13‬‬
‫وللبن المفقود )‪.(26‬‬
‫أما المسألة الثانية‪ ،‬وهي تقدير المفقود ميتًا‪ ،‬فهي أيضا ً من )‪(24‬‬
‫كالتي قبلها‪.‬‬
‫للزوجة )‪ (3‬أسهم‪ ،‬وللم )‪ (4‬أسهم‪ ،‬ونصيب الزوجة والم ل‬
‫يختلف على كل التقديرين‪ ،‬وللبنت )‪ ،(12‬وللب )‪ ،(5‬أربعة‬
‫بالفرض وسهم بالتعصيب‪ .‬ول شيء للبن المفقود على اعتباره‬
‫ميتًا‪.‬‬
‫بقي أن ننظر في أصل المسألتين‪ ،‬كي نصل إلى الجامعة لهما‪،‬‬
‫وواضح أن الجامعة تصح من )‪ ،(72‬لن تصحيح المسألة الولى‬
‫من )‪ (72‬وأصل الثانية )‪ (24‬وكل ً منهما ينقسم على أربعة‬
‫وعشرين‪ ،‬فتكون الجامعة )‪ (72‬حاصل ضرب المسألة الولى‬
‫بواحد‪ ،‬ثم نقسم‪ ،‬فنعطى كل وارث القل‪ ،‬لنه الحوط‪ ،‬ونحفظ‬
‫الباقي‪.‬‬
‫فالزوج والم ل يختلف نصيبهما‪ ،‬فيأخذانه كام ً‬
‫ل‪.‬‬
‫أما الب فيأخذ القل‪ (12) ،‬سهمًا‪.‬‬
‫والبنت تأخذ القل )‪ (13‬سهمًا‪.‬‬
‫والباقي )‪ (26‬سهما ً تبقى موقوفة حتى يظهر حال المفقود‪ ،‬فإن‬
‫ظهر انه حي أخذها‪ ،‬وإن ظهر انه ميت رد منها إلى الب )‪،(3‬‬
‫وإلى البنت )‪ .(23‬والله أعلم‪.‬‬
‫لقد تم ما وفقنا الله لوضعه في هذا الكتاب‪ ،‬والحمد لله أول ً‬
‫وآخرًا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫الفــهــــــرس‬
‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫الوقف‬
‫‪5‬‬ ‫تعريف الوقف‬
‫‪5‬‬ ‫دليل مشروعية الوقف‬
‫‪8‬‬ ‫حكمة مشروعية الوقف‬
‫‪9‬‬ ‫أركان الوقف‬
‫‪9‬‬ ‫شروط الوقف‬
‫‪10‬‬ ‫وقف المريض مرض الموت‬
‫‪11‬‬ ‫وقف الكافر‬
‫‪11‬‬ ‫شروط الموقوف‬
‫‪13‬‬ ‫وقف إمام المسلمين وخليفتهم من بيت مال المسلمين‬
‫‪14‬‬ ‫وقف العقارات‬
‫‪14‬‬ ‫وقف الموال المنقولة‬
‫‪15‬‬ ‫وقف المشاع‬
‫‪16‬‬ ‫شروط الموقوف عليه‬
‫‪16‬‬ ‫شروط الموقوف عليه المعين‬
‫‪17‬‬ ‫الوقف على الكافر‬
‫‪18‬‬ ‫شروط الموقوف عليه غير المعين‬
‫‪19‬‬ ‫الوقف على الغنياء‬
‫‪19‬‬ ‫حد الفقر والغنى‬
‫‪20‬‬ ‫الوقف على سبيل الخير‪ ،‬أو سبيل الله‬
‫‪21‬‬ ‫الوقف على زخرفة المساجد وعمارة القبور‬
‫‪23‬‬ ‫وقف الكفار على معابدهم‬
‫‪23‬‬ ‫صيغة الوقف – تعريف الصيغة‬
‫‪23‬‬ ‫أقسام الصيغة – صريحة – وكناية‬
‫‪24‬‬ ‫شروط صيغة الوقف‬
‫‪24‬‬ ‫ما يستثنى من شرط التوقيت‬
‫‪25‬‬ ‫اشتراط قبول الموقوف عليه المعين الوقف‬
‫‪26‬‬ ‫انتفاع الواقف من وقفه‬
‫‪27‬‬ ‫لزوم الوقف وما يترتب عليه من أحكام‬
‫‪28‬‬ ‫ملكية الموقوف‬
‫‪27‬‬ ‫منافع الموقوف‬
‫‪28‬‬ ‫التصرف بالموقوف‬
‫‪28‬‬ ‫نفقة الموقوف‬
‫‪29‬‬ ‫هلك الموقوف والحكام المتعلقة به‬
‫‪31‬‬ ‫موت الموقوف عليه‬

‫‪223‬‬
‫‪31‬‬ ‫حكم الوقف ابتداء ودواما‬
‫‪32‬‬ ‫الولية على الموقوف‬
‫‪33‬‬ ‫أحق الناس بالولية على الوقف‬
‫‪33‬‬ ‫شروط الوالي على الوقف‬
‫‪34‬‬ ‫وظيفة الناظر على الوقف‬
‫‪35‬‬ ‫أجرة الناظر على الوقف‬
‫‪35‬‬ ‫اختلف الناظر والموقوف عليهم في النفقة‬
‫‪35‬‬ ‫عزل الناظر‬
‫‪36‬‬ ‫بعض مسائل الوقف‬
‫‪37‬‬ ‫• الوقف من مفاخر المسلمين ومآثرهم الحميدة‬
‫‪39‬‬ ‫• الوصية‬
‫‪39‬‬ ‫تعريف الوصية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرق بين الوصية وبين أنواع التمليك الخرى‬
‫‪40‬‬ ‫دليل مشروعية الوصية‬
‫‪42‬‬ ‫الصدقة في حال الحياة أفضل من الوصية‬
‫‪44‬‬ ‫حكم الوصية‬
‫‪45‬‬ ‫أحكام أخرى للوصية‬
‫‪46‬‬ ‫أركان الوصية‬
‫‪47‬‬ ‫شروط الموصي‬
‫‪48‬‬ ‫شروط الموصي له‬
‫‪48‬‬ ‫شروط الموصي له المعين‬
‫‪49‬‬ ‫شروط الموصي له غير المعين‬
‫‪51‬‬ ‫شروط الموصي به‬
‫‪52‬‬ ‫شروط الصيغة‬
‫‪53‬‬ ‫حدود الوصية‬
‫‪56‬‬ ‫الوصية للوارث‬
‫‪58‬‬ ‫الرجوع عن الوصية‬
‫‪58‬‬ ‫كيف يكون الرجوع عن الوصية؟‬
‫‪60‬‬ ‫• اليصاء – تعريف اليصاء‬
‫‪60‬‬ ‫تعريف الوصي‬
‫‪60‬‬ ‫حكم اليصاء‬
‫‪61‬‬ ‫حكمة مشروعية اليصاء‬
‫‪62‬‬ ‫شروط الوصي‬
‫‪63‬‬ ‫أحكام تتعلق بالوصي واليصاء‬
‫‪65‬‬ ‫• الفرائض‬
‫‪66‬‬ ‫علم الفرائض‬
‫‪66‬‬ ‫تعريف العلم‪ ،‬والفرائض‬

‫‪224‬‬
‫‪67‬‬ ‫مشروعية الرث‬
‫‪67‬‬ ‫مكانة علم الفرائض في الدين‬
‫‪68‬‬ ‫الترغيب في تعلم علم الفرائض وتعليمه‬
‫‪68‬‬ ‫عناية الصحابة والفقهاء بعلم المواريث‬
‫‪69‬‬ ‫حكمة تشريع الميراث‬
‫‪70‬‬ ‫استمداد علم الفرائض‬
‫‪71‬‬ ‫غاية علم الفرائض‬
‫‪71‬‬ ‫موضوع علم الفرائض‬
‫‪71‬‬ ‫تعريف التركة‬
‫‪71‬‬ ‫وجوب العمل بأحكام المواريث‬
‫‪72‬‬ ‫الحقوق المتعلقة بتركة الميت‬
‫‪74‬‬ ‫شروط الرث‬
‫‪74‬‬ ‫أركان الرث‬
‫‪75‬‬ ‫أسباب الميراث‬
‫‪75‬‬ ‫تعريف السبب‬
‫‪75‬‬ ‫تعريف الميراث‬
‫‪76‬‬ ‫تعريف الرث شرعا ً‬
‫‪76‬‬ ‫أسباب الميراث الربعة‬
‫‪77‬‬ ‫موقف المتأخرين من علماء الشافعية من بيت المال‬
‫‪78‬‬ ‫موانع الرث – تعريف المانع‬
‫‪80‬‬ ‫الوارثون من الرجال‬
‫‪81‬‬ ‫الوارثات من النساء‬
‫‪82‬‬ ‫الوارثون من الرجال إذا اجتمعوا جميعا ً‬
‫‪82‬‬ ‫الوارثات من النساء إذا اجتمعن جميعا ً‬
‫‪83‬‬ ‫اجتماع الرجال والنساء‬
‫‪83‬‬ ‫ملحظة‬
‫‪83‬‬ ‫أنواع الرث‬
‫‪83‬‬ ‫معنى الفرض لغة واصطلحا ً‬
‫‪83‬‬ ‫الفروض المقدرة في كتاب الله عز وجل‬
‫‪84‬‬ ‫الفرض المقدر في الجتهاد‬
‫‪84‬‬ ‫معنى التعصيب‬
‫‪85‬‬ ‫تقديم أصحاب الفروض في الرث‬
‫‪85‬‬ ‫أصحاب النصف وشروط إرثهم له‬
‫‪87‬‬ ‫أصحاب الربع وشروط إرثهم له‬
‫‪89‬‬ ‫أصحاب الثمن وشروط إرثهم له‬
‫‪89‬‬ ‫أصحاب الثلثين وشروط إرثهم له‬
‫‪92‬‬ ‫أصحاب الثلث وشروط إرثهم له‬

‫‪225‬‬
‫‪94‬‬ ‫أصحاب السدس وشروط إرثهم له‬
‫‪98‬‬ ‫أصحاب ثلث الباقي‬
‫‪10‬‬ ‫الرث بالتعصيب‬
‫‪0‬‬
‫‪10‬‬ ‫مشروعية الرث بالتعصيب‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫أقسام العصبة‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫العصبة السببية‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫العصبة النسبية‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫أقسام العصبة النسبية‬
‫‪3‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1‬العصبة بالنفس‬
‫‪3‬‬
‫‪10‬‬ ‫جهات العصبة بالنفس‬
‫‪3‬‬
‫‪10‬‬ ‫قاعدة توريث العصبة بالنفس‬
‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2‬العصبة بالغير‬
‫‪5‬‬
‫‪10‬‬ ‫دليل العصبة بالغير‬
‫‪6‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -3‬العصبة مع الغير‬
‫‪6‬‬
‫‪10‬‬ ‫حالت الب في الميراث‬
‫‪7‬‬
‫‪10‬‬ ‫حالت الجد في الميراث‬
‫‪8‬‬
‫‪10‬‬ ‫الحالت التي يخالف فيها الجد الب‬
‫‪9‬‬
‫‪11‬‬ ‫الحجب – تعريف الحجب‬
‫‪0‬‬
‫‪11‬‬ ‫أقسام الحجب‬
‫‪0‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬الحجب بالوصاف‬

‫‪226‬‬
‫‪0‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -2‬الحجب بالشخاص‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫أقسام الحجب بالشخاص‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬حجب الحرمان‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -2‬حجب النقصان‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫الشخاص الذين ل يحجبون حجب حرمان‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫من يحجب حجب حرمان من الورثة‬
‫‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫ابن الخ ل يعصب أحدا ً‬
‫‪6‬‬
‫‪11‬‬ ‫الشخاص الذين يحجبون حجب نقصان‬
‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫المحجوب حجب حرمان يحجب غيره نقصانا ً‬
‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫المحجوب بالوصف وجوده كعدمه‬
‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫المسألة المشركة‬
‫‪8‬‬
‫‪11‬‬ ‫ميراث الجد والخوة‬
‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫حالت الجد مع الخوة في الميراث‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫الحالة الولى‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫الحالة الثانية‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫أحكام الحالة الولى‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫أفضلية المقاسمة للجد‬
‫‪2‬‬
‫‪12‬‬ ‫أفضلية الثلث للجد‬
‫‪3‬‬

‫‪227‬‬
‫‪12‬‬ ‫استواء المقاسمة وثلث التركة‬
‫‪3‬‬
‫‪12‬‬ ‫أحكام الحالة الثانية‬
‫‪4‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة المقاسمة‬
‫‪4‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة ثلث الباقي‬
‫‪5‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة السدس‬
‫‪5‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة استواء المقاسمة وثلث الباقي‬
‫‪5‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة استواء المقاسمة والسدس‬
‫‪6‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة استواء السدس وثلث الباقي‬
‫‪6‬‬
‫‪12‬‬ ‫صورة استواء السدس وثلث الباقي والمقاسمة‬
‫‪6‬‬
‫‪12‬‬ ‫الجد ل ينزل عن السدس‬
‫‪7‬‬
‫‪12‬‬ ‫اختلف الجد عن الخوة‬
‫‪8‬‬
‫‪12‬‬ ‫اجتماع الخوة الشقاء والخوة لب مع الجد‬
‫‪8‬‬
‫‪13‬‬ ‫الزيديات الربع‬
‫‪0‬‬
‫‪13‬‬ ‫الولى‪ -‬المسألة العشرية‬
‫‪0‬‬
‫‪13‬‬ ‫الثانية – المسألة العشرينية‬
‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫الثالثة‪ -‬مختصرة زيد‬
‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫الرابعة‪ -‬تسعينية زيد‬
‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫المسألة الكدرية‬
‫‪2‬‬
‫‪13‬‬ ‫ميراث الخنثى المشكل‬

‫‪228‬‬
‫‪4‬‬
‫‪13‬‬ ‫تعريف الخنثى المشكل‬
‫‪4‬‬
‫‪13‬‬ ‫أقسام الخنثى‬
‫‪5‬‬
‫‪13‬‬ ‫حكم الخنثى المشكل في الميراث‬
‫‪5‬‬
‫‪13‬‬ ‫المفقود‬
‫‪8‬‬
‫‪13‬‬ ‫تعريف المفقود‬
‫‪8‬‬
‫‪13‬‬ ‫أحكام المفقود‬
‫‪8‬‬
‫‪13‬‬ ‫أحكام المفقود في الميراث‬
‫‪9‬‬
‫‪14‬‬ ‫ميراث الحمل‬
‫‪1‬‬
‫‪14‬‬ ‫ميراث الغرقى ونحوهم‬
‫‪2‬‬
‫‪14‬‬ ‫ميراث ولد الزنى‬
‫‪4‬‬
‫‪14‬‬ ‫إرث ولد اللعان‬
‫‪4‬‬
‫‪14‬‬ ‫علم الحساب في الفرائض‬
‫‪6‬‬
‫‪14‬‬ ‫تعريف الحساب‬
‫‪6‬‬
‫‪14‬‬ ‫أصول المسائل‬
‫‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫أقسام أصول المسائل‬
‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫دليل عول المسائل التي تعول‪ ،‬والتي ل تعول‬
‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫تعريف العول‬
‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫دليل مشروعية العول‬
‫‪3‬‬

‫‪229‬‬
‫‪15‬‬ ‫الصول التي تعول‪ ،‬ومدى عولها‬
‫‪3‬‬
‫‪15‬‬ ‫عول الستة‬
‫‪3‬‬
‫‪15‬‬ ‫عول الثنى عشر‬
‫‪4‬‬
‫‪15‬‬ ‫عول الربعة والعشرين‬
‫‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫القاعدة في استخراج أصول المسائل‬
‫‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫تصحيح المسائل‪ ،‬وطريقة ذلك‬
‫‪8‬‬
‫‪16‬‬ ‫الرد – تعريف الرد‬
‫‪8‬‬
‫‪16‬‬ ‫حكم الرد شرعا ً‬
‫‪8‬‬
‫‪16‬‬ ‫دليل مشروعية الرد‬
‫‪9‬‬
‫‪16‬‬ ‫شروط الرد‬
‫‪9‬‬
‫‪16‬‬ ‫قاعدة الرد‬
‫‪9‬‬
‫‪17‬‬ ‫المناسخات – تعريف المناسخات‬
‫‪6‬‬
‫‪17‬‬ ‫تقسيم التركة في مسائل المناسخات‬
‫‪6‬‬
‫‪18‬‬ ‫توريث ذوي الرحام – تعريف ذوي الرحام‬
‫‪6‬‬
‫‪18‬‬ ‫شروط توريث ذوي الرحام‬
‫‪6‬‬
‫‪18‬‬ ‫دليل عدم توريثهم إذا كان ببيت المال منتظما ً‬
‫‪6‬‬
‫‪18‬‬ ‫أصناف ذوي الرحام‬
‫‪7‬‬
‫‪18‬‬ ‫كيفية توريث ذوي الرحام‬
‫‪8‬‬
‫‪19‬‬ ‫قسمة التركة‬

‫‪230‬‬
‫‪0‬‬
‫‪19‬‬ ‫المسائل المشهورة في المواريث‬
‫‪3‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1‬المشركة‬
‫‪3‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -2‬العمريتان‬
‫‪3‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -3‬المباهلة‬
‫‪5‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -4‬المنبرية‬
‫‪6‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -5‬الخرقاء‬
‫‪6‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -6‬الكدرية‬
‫‪7‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -7‬اليتيمتان‬
‫‪7‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -8‬أم الفروخ‬
‫‪8‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -9‬أم الرامل‬
‫‪8‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 10‬المروانية‬
‫‪9‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -11‬الحمزية‬
‫‪9‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -12‬الدينارية‬
‫‪0‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -13‬المتحان‬
‫‪1‬‬
‫‪20‬‬ ‫مسائل محلولة في شتى أبواب الفرائض‬
‫‪3‬‬
‫‪20‬‬ ‫الطريقة العامة التي اصطلح عليها العلماء في حل مسائل‬
‫‪3‬‬ ‫هذا الفن‬
‫‪20‬‬ ‫مسائل في أصحاب الفروض والعصبات‬
‫‪4‬‬
‫‪22‬‬ ‫مسائل الجد مع الخوة‬
‫‪2‬‬

‫‪231‬‬
‫‪23‬‬ ‫مسألة في المناسخات‬
‫‪4‬‬
‫‪23‬‬ ‫مسائل في الخنثى‬
‫‪7‬‬
‫‪24‬‬ ‫مسائل فيها مفقود‬
‫‪1‬‬
‫‪24‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪4‬‬

‫‪232‬‬

You might also like