You are on page 1of 26

‫فتاوى العلماء الكبار في"العمليات‬

‫النتحارية"‬
‫الشيخ عبد العزيز بن باز‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟‬


‫الجواب‪ :‬الذي أرى وقد نبهنا غير مرة أن هذا ل يصح‪ ،‬لنه قتل للنفس‪،‬‬
‫وال يقول‪)) :‬ول تقتلوا أنفسكم((‪ ،‬ويقول النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪:-‬‬
‫))من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة((‪ ،‬يسعى في هدايتهم‪ ،‬وإذا‬
‫شرع الجهاد جاهد مع المسلمين‪ ،‬وإن قتل فالحمد ل‪ ،‬أما أنه يقتل نفسه‬
‫يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم! هذا غلط ل يجوز‪ ،‬أو يطعن نفسه‬
‫معهم! ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين‪ ،‬أما عمل أبناء‬
‫فلسطين هذا غلط ما يصح‪ ،‬إنما الواجب عليهم الدعوة إلى ال‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫والرشاد‪ ،‬والنصيحة‪ ،‬من دون هذا العمل( اهـ‬
‫كتاب الفتاوى الشرعية للحصين‪ ،‬ص ‪166‬‬

‫الشيخ محمد ناصر الدين اللباني‬


‫)والجواب أن العمليات النتحارية هذه لها صورتان‪:‬‬
‫الصورة التي تجوز ل وجود لها اليوم في اعتقادي إل أن يكون شيء ل‬
‫نعلمه‪ ،‬وهو أن يكون المنتحر أقَدَم على النتحار بطريقة ما لصابة أكبر‬
‫عدد ممكن من أعداء ال‪ ،‬أن يكون انطلقه إلى هذه العملية النتحارية‬
‫تنفيًذا لمر قائد العداء الذي يعرف ما تحتاجه المة المسلمة من الفداء‪،‬‬
‫هذا يجوز أما أن ُيْقِدم المسلم على عملية انتحارية بمحض رأيه واجتهاده‬
‫فهذا ل يجوز‪ ،‬واضح الجواب؟( اهـ‬
‫سلسلة الهدى والنور رقم ‪273‬‬

‫======================================‬

‫السؤال الثالث‪ :‬هل يجوز ركوب سيارة مفخخة بالمتفجرات والدخول بها‬
‫وسط العداء وهو ما يسمى الن بالعمليات النتحارية؟ مع الدليل‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬قلنا مراًرا وتكراًرا عن مثل هذا السؤال بأنه في هذا الزمان ل‬
‫يجوز‪ ،‬لنها إما أن تكون تصرفات شخصية فردية ل يتمكن الفرد عادًة من‬
‫تغليب المصلحة على المفسدة أو المفسدة على المصلحة‪ ،‬أو إذا لم يكن‬
‫المر تصرًفا فردًيا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة‬
‫ضا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية‬ ‫أي ً‬
‫إسلمية‪ ،‬فحينئذ ُيعتبر هذا انتحاًرا‪ ،‬أما الدليل فمعروف! فيه أحاديث كثيرة‬
‫حر نفسه بأي آلة فهو في جهنم يعذب‬ ‫ن من َن َ‬
‫في الصحيحين وغيرهما‪ ،‬أ ّ‬
‫بمثلها‪ ،‬إنما يجوز مثل هذه العملية النتحارية ‪-‬كما يقولون اليوم‪ -‬فيما إذا‬
‫كان هناك حكم إسلمي‪ ،‬وعلى هذا الحكم حاكم مسلم‪ ،‬يحكم بما أنزل ال‪،‬‬
‫ويطبق شريعة ال في كل شئون الحياة‪ ،‬منها‪ :‬نظام الجيش‪ ،‬ونظام‬
‫ضا في حدود الشرع‪ ،‬فإذا رأى الحاكم العلى ‪-‬وبالتالي‬ ‫العسكر‪ ،‬يكون أي ً‬
‫ن ِمن مصلحة المسلمين إجراء‬ ‫يمثله القائد العلى للجيش‪ -‬إذا رأى أ ّ‬
‫عملية انتحارية في سبيل تحقيق مصلحة شرعية هو هذا الحاكم المسلم‬
‫هو الذي ُيَقّدرها مستعيًنا بأهل الشورى في مجلسه‪ ،‬ففي هذه الحالة فقط‬
‫يجوز مثل هذه العملية النتحارية‪ ،‬أما سوى ذلك فل يجوز( اهـ‬
‫سلسلة الهدى والنور ‪451‬‬

‫======================================‬

‫)يقول السائل‪ :‬يعني أوًل ما يتعلق بموضوع فلسطين والجهاد هناك‪،‬‬


‫بعض الجماعات ُتِقر الجهاد الفردي مستدلة بموقف الصحابي أبي بصير‪،‬‬
‫وتقوم بما يسمى "عمليات استشهادية" ‪-‬ل أقول انتحارية!‪ -‬فالسؤال‬
‫يقول‪ :‬فما حكم هذه العمليات؟‬
‫الشيخ‪ :‬هنشوف الحكم‪] ،‬كام سنة صار لهم[؟‬
‫أحد الحاضرين‪ :‬أربع سنوات‪.‬‬
‫الشيخ‪ [...] :‬من ثمارهم تعرفونها ‪...‬‬
‫السائل‪ :‬استدللهم بموقف أبي بصير‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬شو عمل أبو بصير؟! عمل مثل ما عملوا الجماعة الن؟! ول‬
‫خرج؟!‬
‫السائل‪ :‬خرج‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬رجعنا إلى حيث كنا‪ ،‬هل هم خرجوا؟!‬
‫السائل‪ :‬نعم هم يقومون بعمليات من الخارج‪ ،‬من خارج فلسطين إلى داخل‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫الشيخ‪ [...] :‬هذا بسؤالك‪ ،‬فما باله إذا سمع الجواب؟! هههه( اهـ‬
‫سلسلة الهدى والنور ‪527‬‬

‫======================================‬

‫سِئلت عنها مراًرا‪ ،‬وهو‬ ‫)هذه مسألة تربطني بمسألة أخرى تقع اليوم‪ ،‬و ُ‬
‫الذي يمسى بـ‪ ..‬شو بيسموها تبع الـ تفجير نفسه؟! ها؟ العمليات‬
‫النتحارية هذه‪ ،‬هل يجوز هذا؟ هذا واقع‪ ،‬ول بد لي من جواب عليه‪،‬‬
‫أقول‪ :‬هذا يجوز ول يجوز‪ ،‬ما يقع اليوم ل يجوز لنها تصرفات فردية‪،‬‬
‫ومنطلقة من عواطف جامحة‪ ،‬ل ُيقيدها شرع ول عقل‪ ،‬ول فرق بين هذا‬
‫المسلم ينتحر وذاك الشيوعي أو الياباني كما وقع يوم ما وقعت المعركة‬
‫بينهم وبين المريكان‪ ،‬فهذا وهذا سواء‪ ،‬لنه هذا ل ينطلق عن دينه‪،‬‬
‫وعن فتوى من أهل العلم‪ ،‬فل يجوز‪ ،‬أما لو كان هناك حاكم مسلم‪،‬‬
‫وبالتالي قائد للجيش مسلم‪ ،‬وفقيه‪ ،‬فيدرس الناحية العسكرية‪ ،‬وساحة‬
‫المعركة‪ ،‬وإلى آخره‪ُ ،‬يَقّدر المرابح والخسائر‪ ،‬بيعمل ]‪ [...‬المعادلة بين‬
‫ن الربح في هذه العملية النتحارية تفوق‬ ‫الربح وبين الخسارة‪ ،‬ثم يجد أ ّ‬
‫خسارة هذا الشباب المسلم‪ ،‬فحينئذ نقول‪ :‬يجوز‪ ،‬لنه مثل هذا وقع في‬
‫ل‪ ،‬الشام ‪ ..‬بلد‬‫بعض المعارك السلمية الولى‪ ،‬مثل‪ :‬فتح دمشق مث ً‬
‫الشام‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وقعت بعض العمليات النتحارية‪ ،‬كان الجندي يستأذن‬
‫قائده‪ ،‬ويقول بأنه يريد أن يموت شهيًدا ويهجم على الكردوس هذا يعني‬
‫جماعة الروم وأمثالهم‪ ،‬ويظل يقتلهم حتى يقتلوه‪ ،‬فيسمح له القائد‪ ،‬وفع ً‬
‫ل‬
‫يكون نهايته أنه يستشهد في سبيل ال تعالى‪ ،‬فإًذا فلنتفقه في معرفة‬
‫الحكام لما يقع‪ ،‬ونؤجل البحث في أمور لم تقع( اهـ‬
‫سلسلة الهدى والنور ‪533‬‬

‫======================================‬
‫السائل‪ :‬العمليات اللي بتقوم بيها ‪ ..‬العمليات الستشهادية أي النتحارية‪،‬‬
‫تجوز ول ل؟‬
‫الشيخ‪ ،‬ل‪ ،‬ما يجوز‪.‬‬
‫سلسلة الهدى والنور ‪678‬‬

‫======================================‬

‫السائل‪ :‬ذكرت في جلسة سابقة ‪ ..‬ما أجزت العمليات النتحارية‪ ،‬العمليات‬


‫النتحارية ما أجزتها‪] ،‬نريد[ توضيح ‪-‬بارك ال فيك‪ ،-‬وهل يستطيع‬
‫الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعدم سماح والديه له؟‬
‫الشيخ‪ :‬أنا في ظني بالنسبة للعمليات النتحارية تكلمت أكثر من مرة‬
‫جز‪ ،‬تارًة‬‫بشيء من التفصيل‪ ،‬لكن المشكلة أن المجالس تختلف‪ ،‬تارًة نو ِ‬
‫صل‪ ،‬من المعلوم عند العلماء جميًعا دون خلف بينهم أنه ل يجوز‬ ‫ُنَف ّ‬
‫صا من مصائب‪ ،‬من ضيق ذات اليد‪،‬‬ ‫للمسلم أن ينتحر انتحاًرا بمعنى خل ً‬
‫ضا مزمًنا‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬فهذا النتحار‬ ‫من مرض َأّلّم به حتى صار مر ً‬
‫للخلص من مثل هذه المور بل شك أنه حرام‪ ،‬وأن هناك أحاديث صحيحة‬
‫حر نفسه أو نحو ذلك بأنه‬ ‫سّم أو ِبَن ْ‬
‫في البخاري ومسلم أن من قتل نفسه ب ُ‬
‫ل يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة‪ ،‬حتى َفِهم بعض العلماء بأن الذي‬
‫ينتحر يموت كافًرا‪ ،‬لنه ما يفعل ذلك إل وقد َنَقم على ربه ‪-‬عز وجل‪ -‬ما‬
‫فعل به من مصائب لم يصبر عليها‪ ،‬المسلم بل شك ل يصل به المر إلى‬
‫ل عن أن ينفذ فكرة النتحار‪ ،‬ذلك لن المسلم‬ ‫أن يفكر في النتحار‪ ،‬فض ً‬
‫‪-‬وهنا مثال للموضوع السابق أن العلم يجب أن يقترن به العمل‪ ،‬وإذا كان‬
‫ليس هناك علم صحيح فل عمل صحيح‪ ،-‬حينما يعلم المسلم وُيَرّبى المسلم‬
‫على ما جاء في الكتاب والسنة‪ ،‬تختلف ثمراته ‪ ..‬انطلقاته في الحياة‬
‫الدنيا‪ ،‬وتختلف أعماله فيها عن أعمال الخرين الذين ل أقول لم يؤمنوا‬
‫بال ورسوله‪ ،‬ل‪ ،‬ءامنوا بال ورسوله ولكن ما عرفوا ما قال ال‬
‫ورسوله‪ ،‬فمما قال ال ‪-‬عز وجل‪ -‬على لسان نبيه ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫حِمد ال وشكر‬ ‫سّراء َ‬
‫آله وسلم‪)) :-‬عجب أمر المؤمن كله‪ ،‬إن أصابته َ‬
‫ضّراء صبر فكان خيًرا له‪ ،‬فأمر المؤمن كله‬ ‫فكان خيًرا له‪ ،‬وإن أصابته َ‬
‫خير‪ ،‬وليس ذلك إل للمؤمن((‪ ،‬فمن أصابه مرض ُمْزِمن‪ ،‬من أصابه فقر‬
‫ُمْدِقع وهو مؤمن ما تفرق معه‪ ،‬إن كان صحيح الُبْنَية أو كان عليلها‪ ،‬إن‬
‫كان غني المال أو كان فقيره‪ ،‬ما تفرق معه‪ ،‬لنه ‪-‬كما يقال في بعض‬
‫المثال العامية‪ -‬هو كالمنشار‪ ،‬الطالع والنازل هو مأجور يأكل حسنات‪ ،‬إن‬
‫أصابته سّراء شكر ال ‪-‬عز وجل‪ -‬فأثيب خيًرا‪ ،‬وإن أصابته ضّراء صبر‬
‫فكان خيًرا له‪ ،‬فالذي ينتحر هذا في الغالب ل يكون مؤمًنا‪.‬‬
‫لكن يمكن ‪ ..‬نستطيع أن نتصور أن مسلًما ما قادته نوبة فكر انحرف به‬
‫فانتحر‪ ،‬هذا يمكن أن يقع‪ ،‬لهذا المكان ولهذا الحتمال ما نقول نحن يقيًنا‬
‫هذا ليس مؤمًنا‪ ،‬هذا كتارك الصلة الجاحد لشرعيتها‪ ،‬إذا مات مسلم اسمه‬
‫أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلوًما بإنكاره‬
‫للصلة بإنكاره لشرائع السلم‪ ،‬هذا إذا مات ل ُيدفن في مقابر المسلمين‪،‬‬
‫حّل‬ ‫عرف أنه انتحر َنَقم على ال ‪-‬عز وجل‪ -‬ما َأ َ‬ ‫كذلك بالنسبة لمن انتحر و ُ‬
‫به من مصائب‪ ،‬أّما قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر‪،‬‬
‫ن كل من انتحر فهو كافر‪ ،‬ول ُيدفن في مقابر‬ ‫لهذا الحتمال ل نقول نحن أ ّ‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫الن نأتي إلى إيش النتحارية؟ العمليات النتحارية‪ ،‬هذه عرفناها من‬
‫اليابانيين وأمثالهم‪ ،‬حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مث ً‬
‫ل‬
‫بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك‬
‫ل‪.‬‬
‫الباخرة الحربية المريكية مث ً‬
‫نحن نقول‪ :‬العمليات النتحارية في الزمن الحاضر الن كلها غير‬
‫خّلد صاحبه في‬ ‫مشروعة‪ ،‬وكلها محرمة‪ ،‬وقد تكون من النوع الذي ُي َ‬
‫النار‪ ،‬وقد تكون من النوع الذي ل يخلد صاحبه في النار ‪-‬كما شرحت‬
‫آنًفا‪ ،-‬أما أن يكون عملية النتحار ُقربة يتقرب بها إلى ال اليوم إنسان‬
‫يقاتل في سبيل أرضه‪ ،‬في سبيل وطنه‪ ،‬هذه العمليات النتحارية ليست‬
‫إسلمية إطلًقا‪ ،‬بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة السلمية وليس‬
‫الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين‪ ،‬أقول‪ :‬اليوم ل جهاد في‬
‫الرض السلمية إطلًقا‪ ،‬هناك قتال‪ ،‬هناك قتال في كثير من البلد‪ ،‬أما‬
‫الجهاد يكون تحت راية إسلمية‪ ،‬ويقوم على أساس أحكام إسلمية‪ ،‬ومن‬
‫هذه الحكام أن الجندي ل يتصرف برأيه‪ ،‬ل يتصرف باجتهاد من عنده‪،‬‬
‫صب نفسه قائًدا‪،‬‬ ‫وإنما هو يأتمر بأمر قائده‪ ،‬وهذا القائد ليس هو الذي َن َ‬
‫وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين‪ ،‬فأين خليفة المسلمين اليوم؟ أين‬
‫الخليفة بل الحكام الذي رفع راية السلم ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله‬
‫وأن يجاهدوا في سبيل ال ‪-‬عز وجل‪-‬؟ هذا ل وجود له‪ ،‬فما دام أن هذا‬
‫الجهاد السلمي يشترط أن يكون تحت راية إسلمية‪ ،‬هذه الراية‬
‫السلمية ل وجود لها‪ ،‬فإًذا جهاد إسلمي ل وجود له‪ ،‬إًذا انتحار إسلمي‬
‫ل وجود له‪ ،‬أنا أعني انتحاًرا قد كان معروًفا من قبل‪ ،‬في عهد القتال‬
‫بالحراب وبالسيوف وبالسهام‪ ،‬نوع من هذا القتال كان يشبه النتحار‪،‬‬
‫جم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس‪ ،‬على جماعة‬ ‫ل‪ :‬حينما َيْه ُ‬
‫مث ً‬
‫من الكفار المشركين‪ ،‬فيعمل فيهم ضرًبا يميًنا ويساًرا‪ ،‬هذا في النادر قلما‬
‫يسلم‪ ،‬فهل يجوز له أن يفعل ذلك؟ نقول‪ :‬يجوز ول يجوز‪ ،‬إذا كان قائد‬
‫الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول ‪-‬عليه السلم‪ -‬إذا أذن له‬
‫جاز له ذلك‪ ،‬أما أن يتصرف من نفسه فل يجوز له لنها مخاطرة‪،‬‬
‫ومغامرة‪ ،‬إن لم نقل مقامرة‪ ،‬تكون النتيجة خاسرة‪ ،‬ل يجوز إل بإذن‬
‫الحاكم المسلم‪ ،‬أو الخليفة المسلم‪ِ ،‬لَم؟ لن المفروض في هذا الخليفة‬
‫المسلم أنه ُيَقّدر المور حق قدرها‪ ،‬وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مث ً‬
‫ل‬
‫مائة من المسلمين على ألف‪ ،‬أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم‪ ،‬وهو يعلم‬
‫أنه قد ُيقَتل منهم عشرات‪ ،‬لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين‪ ،‬فإذا قائد‬
‫الجيش المسلم الُمَوّلى لهذه القيادة من الخليفة المسلم َأَمَر جندًيا بطريقة‬
‫من طرق النتحار العصرية‪ ،‬يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل ال ‪-‬عز‬
‫ل أفراد‬
‫وجل‪ ،-‬أما انتحار باجتهاد شاب متحمس‪ ،‬كما نسمع اليوم مث ً‬
‫يتسلقون الجبال‪ ،‬ويذهبون إلى جيش من اليهود‪ ،‬وَيقتلون منهم عدًدا‪ ،‬ثم‬
‫ُيقَتلون ما الفائدة من هذه المور؟! هذه تصرفات شخصية ل عاقبة لها في‬
‫صالح الدعوة السلمية إطلًقا‪.‬‬
‫لذلك نحن نقول للشباب المسلم‪ :‬حافظوا على حياتكم‪ ،‬بشرط أن تدرسوا‬
‫حا‪ ،‬وأن تعملوا به في‬ ‫دينكم وإسلمكم‪ ،‬وأن تتعرفوا عليه تعرًفا صحي ً‬
‫حدود استطاعتكم‪ ،‬هذا العمل ولو كان بطيًئا‪ ،‬ولو كان ]‪ [...‬فهو الذي‬
‫سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم‪ ،‬مهما كانت‬
‫الخلفات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم‪ ،‬كلهم متفقون على أن السلم‬
‫يجب أن يكون حاكًما‪ ،‬لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أوًل‪ ،‬وخير‬
‫الُهَدى ُهَدى محمد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ (-‬اهـ‬
‫سلسلة الهدى والنور ‪760‬‬

‫======================================‬

‫ب رّبنا لرجل ‪-‬أو كما قال‬


‫ج َ‬
‫عِ‬
‫السائل‪ :‬عند أبي داود ‪-‬رضي ال عنه‪َ " :-‬‬
‫ي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬قاتل الجيش‪ ،‬وانهزم الجيش‪ ،‬وعاد وحده‪،‬‬ ‫النب ّ‬
‫وقاتل حتى ُقِتل"‪.‬‬
‫ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو دليل لجواز العمليات ضد اليهود‬
‫الفردية‪ ،‬يعني‪ :‬الشخاص الذين يذهبون ُمَدّربين بالسلح‪ ،‬وجاهزين‬
‫حرمات ال ‪-‬تبارك وتعالى‪ ،-‬جزاك ال خيًرا؟‬ ‫بالسلح‪ ،‬وانتقاًما ل ُ‬
‫الجواب‪ :‬وأنت جزاك ال خيًرا‪ ،‬أما عن الحديث فأنا ل أستحضره الن هل‬
‫هو صحيح أو ضعيف‪ ، -‬وسنن أبي داود ‪-‬كما تعلمون‪ -‬فيه من هذا وفيه‬
‫من هذا‪ ،‬ولكن إذا كان المقصود بالسؤال عن صحة الحديث أو ضعفه هو‬
‫الناحية الفقهية منه‪ ،‬فممكن الوصول إلى الجواب عن الناحية الفقهية‪،‬‬
‫ولو توقفنا الن عن الجواب عن ثبوت الحديث أو ضعفه‪ ،‬لكن لعّل بعض‬
‫إخواننا يذكر شيًئا ‪ ..‬تذكر شيء؟‬
‫المهم‪ ،‬العمليات النتحارية التي تقع اليوم‪ ،‬أنا بقول في مثلها‪ :‬تجوز ول‬
‫تجوز‪ ،‬وتفصيل هذا الكلم المتناقض ظاهًرا‪ :‬تجوز في النظام السلمي‪،‬‬
‫في الجهاد السلمي‪ ،‬الذي يقوم على أحكام السلم‪ ،‬ومن هذه الحكام أل‬
‫ن النب ّ‬
‫ي‬ ‫ي برأيه الشخصي‪ ،‬وإنما يأتمر بأمر أميره‪ ،‬ل ّ‬ ‫يتصرف الجند ُ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وسّلم‪ -‬كان يقول‪" :‬من أطاعني فقد أطاع ال‪ ،‬ومن أطاع‬
‫أميري فقد أطاعني"‪ ،‬فإذا كان هناك ‪-‬ونرجو أن يكون هذا قريًبا‪ -‬جهاد‬
‫ل‪ ،‬إّنما يكون‬‫إسلمي قائم على النظام السلمي‪ ،‬وأميره ل يكون جاه ً‬
‫عاِلًما بالسلم‪ ،‬خاصة الحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل ال‪ ،‬هذا القائد‬
‫أو هذا المير ‪-‬أمير الجيش‪ -‬المفروض أّنه هو الذي يعرف وأخذ مخطط‬
‫ساحة المعركة وتصورها في ذهنه تماًما‪ ،‬فهو يقال في مثله‪" :‬يعرف‬
‫ل إذا كان هناك طائفة من الجيش له نكاية‬ ‫كيف ُتؤكل الَكِتف"‪ ،‬يعرف مث ً‬
‫شديدة في الجيش السلمي‪ ،‬ويرى أن ُيفادي بجنٍد من جنوده ويختار‪،‬‬
‫ت عسكرًيا لكن النسان يستعمل عقله‪ ،-‬كلنا يعلم أ ّ‬
‫ن‬ ‫‪-‬هذا مثال وأنا لس ُ‬
‫الجنود ليسوا في البسالة بنسبٍة واحدة والشجاعة‪ ،‬وليسوا بنسبة واحدة‬
‫في معرفة القتال وأحكام القتال وأصول القتال وإلى آخره‪ ،‬فأنا بتصور إنه‬
‫خّريت هيأخذ رجل من الساَقة‪ ،‬يعني من الذين يصلحون‬ ‫هذا القائد الخبير ال ِ‬
‫للطبخ والنفخ مش يصلحون للقتال! لّنه ل يحسن القتال‪ ،‬وليس عنده‬
‫شجاعة‪ ،‬بيقوله‪ :‬تسلح بالقنابل‪ ،‬واركب الطائرة‪ ،‬وروح ارِم فيها‬
‫هالجماعة اللي موجودين في الرض الفلنية‪ ،‬هذا انتحار يجوز‪ ،‬أّما ييجي‬
‫واحد من الجنود ‪-‬كما يفعلون اليوم‪ -‬أو من غير الجنود أّنه ينتحر في‬
‫سبيل قتل اثنين ثلثة أربعة من الكفار‪ ،‬فهذا ل يجوز‪ ،‬لّنه تصرف‬
‫شخصي ليس صادًرا من أمير الجيش‪ ،‬هذا التفصيل هو معنى قولنا‪:‬‬
‫"يجوز ول يجوز"‪ ،‬ولعّل الجواب واضح إن شاء ال‪ ،‬أما الحديث فأرجو‬
‫أن تتابعني بالسؤال هاتفًيا إذا كان بإمكانك‪ ،‬حتى ُأراجعه‪ ،‬وأستفيد أنا‬
‫أوًل‪ ،‬ثّم نفيد غيرنا ثانًيا‪.‬‬
‫ن ُيفجر نفسه‪ ،‬إّنما هو ُيقاتل بسلحه‪ ،‬فُيقتل‬ ‫السائل‪ :‬القضية ليست هو أ ْ‬
‫بأيدي اليهود‪ ،‬هذه القضية‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬هي نفسها يا أخي! فيه جيش إسلمي ُيجاهد في سبيل ال؟؟ ما‬
‫في!‬
‫السائل‪ :‬الرجل الذي هجم على صف الروم‪ ،‬كما في رواية ‪...‬‬
‫الشيخ‪ :‬أرجوك ما تستعجل‪ ،‬فيه جيش ُيجاهد في سبيل ال فقاتل هذا بهذه‬
‫الطريقة؟؟ الجواب‪ :‬ل‪.‬‬
‫السائل‪ :‬قضية أّنه ُيجرأ المسلمين على ‪...‬‬
‫الشيخ‪ :‬نحن من أين أخذنا التفصيل بارك ال فيك؟ من المعارك التي كانت‬
‫تقع في ]السارية[‪ ،‬كان ييجي الرجل الذي بّدو يقتل جماعة من الكفار‪،‬‬
‫يقول للقائد‪ :‬أنا أريد أن أهجم على كردوس هذا الجماعة كذا‪ ،‬يقول له‪ :‬ي ّ‬
‫ل‬
‫هيا في سبيل ال‪ ،‬فيسمع له ويأذن له‪ ،‬لكن ماذا تقول لو قال له‪ :‬ل‪ ،‬هل‬
‫يجوز له أن يتقدم؟‬
‫السائل‪ :‬في حالة القائد‪ :‬ل‪ ،‬ل يجوز له‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬هذا قصدي‪ ،‬أنا ذكرت لك ما يجوز وما ل يجوز‪ ،‬حينما يكون هناك‬
‫جهاد قائم على الحكام الشرعية‪ ،‬لو قائد هو الذي ُينظم المعارك‪ ،‬وهو‬
‫ن ينتحر فلن في سبيل القضاء على عدد من الكفار‪ ،‬الن هذا‬ ‫الذي يأذن بأ ْ‬
‫جد فيه‬ ‫غير موجود‪ ،‬ولذلك يجب سّد هذا الباب‪ ،‬حتى نهيأ الجو الذي نو ِ‬
‫خليفة أوًل‪ ،‬ونوجد قائد يأتمر بأمر الخليفة‪ ،‬ونوجد جند يأتمرون بأمر‬
‫عَمَلُكْم‬
‫ل َ‬ ‫سَيَرى ا ُّ‬
‫عَمُلوا َف َ‬
‫إيش؟ القائد‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ولذلك ل بّد من‪َ)) :‬وُقِل ا ْ‬
‫سوُلُه((‪.‬‬
‫َوَر ُ‬
‫السائل‪ [...] :‬على الشباب إنه من طرق إحياء هذا العمل إنه هذه العمليات‬
‫هو ما قتل أربعة‪ ،‬ما نظر للقتل‪ ،‬لكن إلى مردودها كبيرة في حماس‬
‫حس بالنفوس‪،‬‬ ‫الشباب‪ ،‬وإقبالهم على السلم‪ ،‬والعزة التي ُتشَعر أو ُت َ‬
‫يعني بعدها فيها أثر طيب‪ ،‬هذه العمليات من هذا الباب يقولوا أّنها طيبة ‪...‬‬
‫الشيخ‪ :‬رغوة صابون‪ ،‬من متى بدأت هذه؟‬
‫السائل‪ :‬من قريب‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬طيب‪ ،‬ماذا تغير المجتمع ‪...‬؟‬
‫السائل‪ :‬يعني على المدى يحسبونها‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬ما يتغير المجتمع السلمي إل بالتصفية والتربية‪ ،‬هؤلء الذين‬
‫ينتحرون ال أعلم بعقيدتهم‪ ،‬ال أعلم بعبادتهم‪ ،‬قد يكون فيهم من ل‬
‫يصلي‪ ،‬قد يكون شيوعًيا‪ ،‬وإلى آخره ‪...‬‬
‫السائل‪ :‬أسأل عن المسلمين‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬يا أخي أنا عارف أنا عارف‪ ،‬أنت تسأل عن مسلم‪ ،‬لكن أنا بحكي‬
‫عن الواقع‪ ،‬أنا بحكي عن الواقع‪ .‬نعم‪.‬‬
‫ن منظمة كـ"حماس" تدعوا إلى السلم‬ ‫السائل‪ :‬يعني لو تصورنا أ ّ‬
‫وتجاهد ]‪ [...‬تجاهد في سبيل ال‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬سبق الجواب يا أستاذ‪.‬‬
‫السائل‪ :‬فإذا كان هناك قادة لهم عسكريون‪ ،‬وأوعدوا إلى بعض الفراد أ ْ‬
‫ن‬
‫ُيهاجموا فئة من اليهود‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬ال يهدينا وإياكم‪ ،‬الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة‬
‫ليست إسلمية‪ ،‬شئتم أو أبيتم‪ ،‬لّنهم لو أرادوا الخروج لعدوا له عدته‪،‬‬
‫وين العدة؟! العالم السلمي كله بيتفرج‪ ،‬ودولي بيتقّتلوا وبيتذّبحوا ذبح‬
‫النعاج والغنام‪ ،‬ثّم نريد أن نبني أحكام كأّنها صادرة من خليفة المسلمين‪،‬‬
‫ومن قائد الجيش الذي أّمره هذا الخليفة‪ ،‬ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة‬
‫"حماس" هذه‪ ،‬نعطيهم الحكام السلمية‪ ،‬ما ينبغي هذا ‪-‬بارك ال فيكم‪!-‬‬
‫ن يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة‪ ،‬مش‬ ‫ن هؤلء الشباب يجب أ ْ‬ ‫نحن نرى أ ّ‬
‫الن‪.‬‬
‫*******************************‬

‫الشيخ محمد بن صالح العثيمين‬


‫‪ - 1‬قال رحمه ال في شرحه لصول التفسير عند قول ال تعالى ))ُلنِذَرُكم‬
‫ِبِه َوَمن َبَلَغ((‪:‬‬
‫)ولما ظهرت قضية الخوان الذين يتصرفون بغير حكمة‪ ،‬ازداد تشويه‬
‫السلم في نظر الغربيين وغير الغربيين‪ ،‬وأعني بهم أولئك الذين يلقون‬
‫المتفجرات في صفوف الناس زعًما منهم أن هذا من الجهاد في سبيل ال‪،‬‬
‫والحقيقة أنهم أساءوا إلى السلم وأهل السلم أكثر بكثير مما أحسنوا‪،‬‬
‫ماذا أنتج هؤلء؟ أسألكم‪ ،‬هل أقبل الكفار على السلم؟ أو ازدادوا نفرة‬
‫سب‬ ‫منه؟ ازدادوا نفرة منه‪ ،‬وأهل السلم يكاد النسان يغطي وجهه لئل ُيْن َ‬
‫إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة‪ ،‬والسلم بريء منها‪ ،‬السلم بريء‬
‫ض الجهاد ما كان الصحابة –رضي ال عنهم‪-‬‬ ‫منها‪ ،‬حتى بعد أن ُفِر َ‬
‫يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم‪ ،‬أبًدا‪ ،‬إل بجهاد له راية من ولي قادر‬
‫على الجهاد‪.‬‬
‫أما هذا الرهاب فهو –وال‪ -‬نقص على المسلمين‪ ،‬أقسم بال! لنا نجد‬
‫نتائجه‪ ،‬ما في نتيجة أبًدا! بل هو بالعكس فيه تشويه السمعة‪ ،‬ولو أننا‬
‫سلكنا الحكمة فاتقينا ال في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أوًل‪ ،‬ثم حاولنا إصلح‬
‫غيرنا بالطرق الشرعية‪ ،‬لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة( ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫الشريط الول من شرح أصول التفسير )‪ 1419‬هـ(‬

‫======================================‬

‫‪ - 2‬وقال رحمه ال في شرحه لـ"رياض الصالحين )‪ "(166–1/165‬عند‬


‫شرحه لحديث الغلم والساحر ‪:‬‬
‫)‪ ...‬أما ما يفعله بعض الناس من النتحار‪ ،‬بحيث يحمل آلت متفجرة‬
‫ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم‪ ،‬فإن هذا من قتل النفس‬
‫والعياذ بال‪ ،‬ومن َقَتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد البدين‪ ،‬كما‬
‫جاء في الحديث عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬لن هذا َقَتل نفسه ل‬
‫في مصلحة السلم‪ ،‬لنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين لم‬
‫ينتفع السلم بذلك‪ ،‬لم ُيسلم الناس‪ ،‬بخلف قصة الغلم‪ ،‬فإن فيها إسلم‬
‫الكثير‪ ،‬كل من حضر ]‪ [...‬أسلم‪ ،‬أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة‬
‫أو مائتين من العدو فهذا ل يقتضي أن ُيسلم الناس‪ ،‬بل ربما يتعنت العدو‬
‫ك بالمسلمين أشد فتك‪ ،‬كما يوجد‬ ‫أكثر‪ ،‬وُيوغر صدره هذا العمل حتى يفِت َ‬
‫من صنع اليهود مع أهل فلسطين‪ ،‬فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم‬
‫بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جّراء ذلك ستين نفًرا أو‬
‫أكثر‪ ،‬فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين‪ ،‬ول انتفاع للذين ُفجرت هذه‬
‫المتفجرات في صفوفهم‪.‬‬
‫ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا النتحار نرى أنه قتل للنفس‬
‫بغير حق‪ ،‬وأنه موجب لدخول النار ‪-‬والعياذ بال‪ ،-‬وأن صاحبه ليس‬
‫بشهيد‪ ،‬لكن إذا فعل النسان هذا متأوًل ظاّنا أنه جائز فإننا نرجو أن يسلم‬
‫من الثم‪ ،‬وأما أن ُتكتب له الشهادة فل! لنه لم يسلك طريق الشهادة‪ ،‬لكنه‬
‫يسلم من الثم لنه متأول‪ ،‬ومن اجتهد فأخطأ فله أجر( اهـ‬

‫======================================‬

‫فضيلة الشيخ ‪-‬عفا ال عنك‪ -‬نسمع في بعض ساحات الجهاد ممن يقوم‬
‫بأعمال جهادية ويسميها البعض "أعماًل انتحارية" بأن يحمل معه أو‬
‫يلغم نفسه بالقنابل‪ ،‬ويلقي بنفسه بين جنود العدو لتتفجر القنابل في‬
‫جب ال منه‬ ‫جسده‪ ،‬فيموت أولهم‪ ،‬فهل يقاس هذا الفعل على العبد الذي َيْع َ‬
‫وهو يقاتل بل درع؟‬
‫الجواب‪ :‬هذه العمال النتحارية التي يذهب النسان إلى عدوه وقد مل‬
‫جسمه من القنابل لتتفجر ويكون هو أول قتيل فيها محرمة‪ ،‬والفاعل لها‬
‫حَمل قنابل وتفجرت به فمات‪ ،‬وقد ثبت‬ ‫قاتل لنفسه‪ ،‬وقتله لنفسه واضح‪َ ،‬‬
‫عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أنه "من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به‬
‫في نار جهنم خالًدا فيها مخلًدا"‪ ،‬لكن إذا كان هذا النسان َفَعل ذلك جاه ً‬
‫ل‬
‫يظن أن هذا من تمام الجهاد‪ ،‬فإن ال ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ل يعذبه بذنبه‪،‬‬
‫ل لنفسه‪ ،‬وقد يورد علينا‬ ‫لنه متأول‪ ،‬وأما من علم بذلك فإنه يعتبر قات ً‬
‫ن البراء بن مالك ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬في غزوة‬ ‫بعض الناس في هذا القول‪ :‬أ ّ‬
‫بني حنيفة أمر أصحابه أن يحملوه ويقذفوا به داخل الباب؛ باب الحَْوطة‪،‬‬
‫من أجل أن يفتح الباب لهم‪ ،‬وهذا ل شك أنه إلقاء بنفسه إلى أمر خطير‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬إن البراء بن مالك ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قد وثق من نفسه أنه سينجو‪،‬‬
‫وفيه احتمال ولو واحد من مائة أنه ينجو‪ ،‬لكن من تقلد بالقنابل التي نعلم‬
‫علم اليقين أنه أول من يموت بها فهذا ليس عنده احتمال ول واحد في‬
‫المائة ول واحد في اللف أنه ينجو‪ ،‬فل يصح قياس هذا على هذا‪ ،‬نعم‬
‫للنسان الشجاع البطل الذي يعرف نفسه أن يخوض غمار العدو ويخرق‬
‫صفوفهم لن النجاة فيها احتمال‪ ،‬وعلى هذا فيكون إيراد مثل هذه القضية‬
‫غير وارد‪ ،‬لن هناك فرًقا بين من يعلم أنه سيموت ومن عنده احتمال أنه‬
‫سينجو‪ (.‬اهـ‬
‫لقاء الباب المفتوح رقم ‪80‬‬

‫======================================‬

‫السؤال‪ :‬استدل بعض الناس بجواز قتل النفس أو ما يسمونه بالعمليات‬


‫النتحارية بحديث ذكره مسلم في صحيحه‪ ،‬حديث قصة غلم أصحاب‬
‫الخدود‪ ،‬فهل استدللهم هذا صحيح؟‬
‫الجواب‪ :‬هذا صحيح في موضعه‪ ،‬هذا صحيح في موضعه‪ ،‬يعني إذا ُوجد‬
‫أن قتل هذا النسان نفسه يحصل به إيمان أمة من الناس فل بأس‪ ،‬لن‬
‫هذا الغلم َلّما قال للملك‪ :‬خذ السهم من كنانتي ثم قل‪" :‬باسم رب هذا‬
‫الغلم"‪ ،‬فإنك سوف تصيبني‪ ،‬وفعل الملك‪ ،‬ماذا صنع مقام الناس؟ آمنوا‬
‫كلهم‪ ،‬هذا ل بأس‪ ،‬لكن النتحاريين اليوم ل يحصل من هذا شيء‪ ،‬بل ضد‬
‫هذا‪ ،‬إذا ]‪ [...‬أنه انتحر أول من يقتل نفسه‪ ،‬ثم قد يقتل واحًدا أو اثنين وقد‬
‫ل يقتل أحًدا‪ ،‬لكن ماذا سيكون انتقام العدو؟ كم يقتل؟ يقتل الضعف أو‬
‫أكثر‪ ،‬ول يحصل ل إيمان ول كف عن القتل‪ ،‬أفهمت؟ هذا الرد عليهم‪،‬‬
‫نقول‪ :‬إذا وجد حالة مثل هذه الحال‪ ،‬فإن النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬لم‬
‫يقصها علينا لنسمعها كأنها أساطير الولين‪ ،‬قصها علينا لنعتبر‪ ،‬إذا وجد‬
‫مثل هذه الحال ل بأس‪ ،‬بعضهم يستدل بقصة البراء بن مالك في غزوة‬
‫اليمامة‪ ،‬حيث حاصروا حديقة مسيلمة‪ ،‬والباب مغلق‪ ،‬وعجزوا‪ ،‬فقال‬
‫البراء‪ :‬ألقوني من وراء السور‪ ،‬وأفتح لكم‪ ،‬فألقوه وفتح‪ ،‬هذا ما فيه‬
‫حِيي وفتح لهم الباب‪ ،‬لكن‬ ‫دليل‪ ،‬ليش؟ لن موته غير مؤكد‪ ،‬ولهذا َ‬
‫المنتحر الذي يربط نفسه بالرصاص والقنابل‪ ،‬ينجو وّل ما ينجو؟ قطًعا ل‬
‫ينجو‪ ،‬ولهذا لول حسن نيتهم لقلنا‪ :‬إنهم في النار ُيعَذبون بما قتلوا به‬
‫أنفسهم( اهـ‬
‫لقاء الباب المفتوح ‪204‬‬

‫======================================‬

‫السؤال‪ :‬فضيلة الشيخ‪ :‬علمت حفظك ال ما حصل في يوم الربعاء من‬


‫حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهوديًا على يد أحد مجاهدي حماس‪،‬‬
‫ف على نفسه‬ ‫وجرح فيه قريبًا من خمسين‪ ،‬وذلك أن هذا المجاهد َل ّ‬
‫متفجرات ودخل في إحدى حافلتهم ففجرها‪ ،‬وهو إنما فعل ذلك‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬لنه هو بنفسه إن لم ُيقَتل اليوم ُقِتَل غًدا؛ لن أشد شيء على اليهود‬
‫الشباب الملتزم‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬أن الحادث الذي َمّر في الخليل يريد أولئك المجاهدون أن ينتقموا من‬
‫اليهود منه‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬أنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم وغيرهم من النصارى على‬
‫القضاء على الحماس الموجود في فلسطين‪ ،‬فهل هذا الفعل منه يعتبر‬
‫انتحار أو يعتبر جهاًدا؟‬
‫وما نصيحتك في مثل هذه الحال‪ ،‬لننا إذا علمنا أن هذا أمًرا محرًما لعلنا‬
‫نبلغه إلى إخواننا هنا‪ ،‬وفقك ال؟‬
‫الجواب‪ :‬هذا الذي وضع على نفسه هذا اللباس الذي يقتل أول من يقتل‬
‫نفس الرجل‪ ،‬ل شك أنه هو الذي تسبب لقتل نفسه‪ ،‬ول يجوز مثل هذه‬
‫الحال إل إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للسلم‪ ،‬ل لقتل أفراد من الناس‪،‬‬
‫ل يمثلون الرؤساء‪ ،‬ول يمثلون القادة لليهود‪ ،‬أما لو كان هناك نفع عظيم‬
‫للسلم لكان ذلك جائًزا‪ ،‬وقد نص شيخ السلم ابن تيمية ‪-‬رحمه ال‪-‬‬
‫ل بقصة الغلم‪ ،‬الغلم المؤمن الذي كان في ُأّمة‬ ‫على ذلك‪ ،‬وضرب لهذا مث ً‬
‫يحكمها رجل مشرك كافر‪ ،‬فأراد أن يقتل هذا ]الغلم[ الحاكُم المشرك‬
‫الكافر‪ ،‬فحاول عدة مرات‪ ،‬مرة ُيلقى من أعلى جبل ‪-‬هذا الرجل‪ ،-‬ومرة‬
‫ُيلقى في البحر‪ ،‬ولكنه كلما فعل ما يهلك به هذا الرجل نجا‪ ،‬فتعجب!‬
‫فتعجب الملك الحاكم‪ ،‬فقال له يوًما من اليام‪ :‬أتريد أن تقتلني؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫وما فعلت هذا إل لقتلك‪ ،‬قال‪ :‬اجمع الناس كلهم‪ ،‬ثم خذ سهًما من ِكنانتي‪،‬‬
‫واجعله في القوس‪ ،‬ثم ارمني به‪ ،‬ولكن قل‪" :‬باسم رب هذا الغلم"؛‬
‫سّموا‪ :‬باسم الملك‪ ،‬لكن قال‪ُ :‬قل‪" :‬باسم رب هذا‬ ‫وكانوا إذا أرادوا أن ُي َ‬
‫ي إل ]‪ [...‬جمع الناس‪ ،‬جمع‬ ‫الغلم"‪ ،‬فجمع الناس‪ ،‬قال‪ :‬سهلة! ليس عل ّ‬
‫الناس‪ ،‬ثم أخذ سهًما من كنانته‪ ،‬وقال ‪ ..‬وضعه في القوس‪ ،‬وقال‪" :‬باسم‬
‫رب هذا الغلم"‪ ،‬وأطلق القوس‪ ،‬فضربه‪ ،‬فهلك‪ ،‬فصاح الناس كلهم‪ :‬الرب‬
‫رب الغلم‪ ،‬الرب رب الغلم‪ ،‬وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك؛ أنكروا‪،‬‬
‫لماذا؟ لنهم قالوا‪ :‬هذا الرجل المشرك ‪-‬الحاكم‪ -‬فعل كل ما يمكن أن يهلك‬
‫به هذا الغلم ولم يهلك‪ ،‬ولما جاءت كلمة واحدة‪" :‬باسم رب هذا الغلم"‪،‬‬
‫هلك‪ ،‬إًذا‪ :‬مدبر الكون هو هذا الحاكم أم ال؟ ال! فآمن الناس‪.‬‬
‫يقول شيخ السلم‪ :‬هذا حصل فيه نفع كبير ‪-‬ول ل؟‪ -‬نفع كبير للسلم‪،‬‬
‫ن المعلوم أن الذي قتل ‪ ..‬أن الذي تسبب في قتل نفسه هو هذا‬ ‫وإل ِم َ‬
‫الرجل ل شك‪ ،‬لكنه حصل فيه نفع كبير‪ ،‬آمنت ُأّمة كاملة‪ ،‬فإذا حصل مثل‬
‫هذا فيقول النسان‪ :‬أنا أفدي نفسي ‪ ..‬بل أنا أفدي ديني بنفسي ول يهمني‪،‬‬
‫أما مجرد أن َيقتل عشرة أو عشرين أو ثلثين‪ ،‬ثم ربما تأخذ اليهود بالثأر‬
‫عقد الصلح والسلم ‪-‬كما‬ ‫فتقتل مئات‪ ،‬ولول ما يحاولون اليوم من َ‬
‫يقولون‪ ،-‬لرأيت ِفَعالهم في النتقام من الفلسطينيين لهذه الِفْعلة التي فعلها‬
‫هذا الرجل( اهـ‬
‫اللقاء الشهري ‪22‬‬

‫======================================‬

‫السائل‪ :‬ماذا تقول في العمليات النتحارية في فلسطين؟ هل هم شهداء؟‬


‫الشيخ‪ :‬ما هي العمليات النتحارية؟ ما هي ما هي ؟‬
‫السائل‪ :‬تفجير‪ ،‬تفجير يا شيخ‪ ،‬تفجير أنفسهم مع العداء‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬يعني يفجر نفسه؟‬
‫السائل‪ :‬نعم يا شيخ‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬حتى يموت؟‬
‫السائل‪ :‬نعم‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬هذه سبق الجواب عليها‪ ،‬وقلنا‪ :‬إن هذا الذي يفعل ذلك قد َقَتل‬
‫نفسه‪ ،‬وأنه ُمعّذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالًدا فيها مخلًدا‪ ،‬كما‬
‫ثبت ذلك عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬وأن هذا حرام عليه؛ لن ال‬
‫سُكْم((؛ لكن هؤلء الجهال الذين فعلوا ما فعلوا إذا‬ ‫قال‪َ)) :‬ول َتْقُتُلوا َأْنُف َ‬
‫كانوا جاهلين ويظنون أن هذا يقربهم إلى ال ‪-‬عز وجل‪ ،-‬فإني أرجو أل‬
‫ُيعذبوا بهذا العذاب؛ لكن ليس لهم أجر؛ لن ما فعلوه إثًما لو تعمدوا ذلك‪،‬‬
‫لكن هم متأولون‪ ،‬فُيعفى عنهم‪ ،‬ثم إننا ل نتدخل في النيات‪ ،‬هل هذا لجل‬
‫أن تكون كلمة ال هي العليا‪ ،‬أو انتقاًما لنفسهم فقط؟ ما ندري! هذا شيء‬
‫علمه عند ال؛ لكن يجب أن نعلم ‪ ..‬أن نلحظ الفرق بين من يقاتل العدو‬
‫انتقاًما‪ ،‬وبين من يقاتل لتكون كلمة ال هي العليا‪َ ،‬من الذي في سبيل ال؟‬
‫نعم؟ َمن قاَتل لتكون كلمة ال هي العليا‪ ،‬أما َمن قاتل انتقاًما لنفسه من‬
‫ل في سبيل ال‪ ،‬لذلك يجب علينا أن‬ ‫قوم اعتدوا عليه فهذا ل يكون مقات ً‬
‫نتعقل لئل يفوتنا النصر‪ ،‬فإن فوات النصر للمة السلمية التي تبلغ‬
‫مليين المليين على طغاة من اليهود أو الوثنيين أو غيرهم أسبابها أنهم‬
‫ما مشوا على ما ينبغي‪ ،‬أوًل‪ :‬المعاصي عندهم كثير‪ ،‬والهمال كثير‪ ،‬وتجد‬
‫ل‪ -‬يقاتل العدو لكنه ل يصلي‪ ،‬هو نفسه ل يصلي!‬ ‫الواحد منهم يذهب ‪-‬مث ً‬
‫فل بد أن نجاهد أنفسنا قبل كل شيء‪ ،‬ونصحح مسيرتنا إلى ال ‪-‬عز‬
‫وجل‪ -‬قبل أن نقاتل؛ أن نحاول تصحيح مسيرة غيرنا‪.‬‬
‫على كل حال‪ ،‬الجواب باختصار‪ :‬أن النتحار حرام‪ ،‬وأن من فعله فقد قتل‬
‫عّرض نفسه للعقوبة العظيمة أنه يعذب بما قتل به نفسه في نار‬ ‫نفسه‪ ،‬و َ‬
‫جهنم خالًدا فيها مخلًدا؛ لكن من فعله عن جهل أو تأويل فإننا نرجو من‬
‫ال ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أل يلحقه هذا العقاب( اهـ‬
‫لقاء الباب المفتوح ‪125‬‬

‫======================================‬

‫السؤال‪ :‬يا شيخ بعض العمليات النتحارية التي في فلسطين تنظمها حركة‬
‫حماس‪ ،‬هناك بعض العلماء أفتوا بجوازها‪ ،‬ما رأيكم؟‬
‫الجواب‪ :‬نرى أن العمليات النتحارية التي يتيقن النسان أنه يموت فيها‬
‫حرام‪ ،‬بل هي من كبائر الذنوب؛ لن النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬أخبر‬
‫بأن من َقتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم‪ ،‬ولم يستثن شيًئا‪ ،‬بل‬
‫هو عام‪ ،‬ولن الجهاد في سبيل ال المقصود به حماية السلم‬
‫والمسلمين‪ ،‬وهذا المنتحر ُيَدّمر نفسه‪ ،‬وُيْفَقد بانتحاره عضًوا من أعضاء‬
‫المسلمين‪ ،‬ثم إنه ]يسبب[ ضرًرا على الخرين‪ ،‬لن العدو لن يقتصر على‬
‫قتل واحد‪ ،‬بل يقتل به ُأَمًما إذا أمكن‪ ،‬ولنه يحصل من التضييق على‬
‫المسلمين بسبب هذا النتحار الجزئي الذي قد يقتل عشرة أو عشرين أو‬
‫ثلثين‪ ،‬يحصل ضرر عظيم‪ ،‬كما هو الواقع الن بالنسبة للفلسطينيين مع‬
‫اليهود‪.‬‬
‫وقول من يقول‪" :‬إن هذا جائز" ليس مبنًيا على أصل‪ ،‬إنما هو مبني على‬
‫رأي فاسد في الواقع‪ ،‬لن النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا‪،‬‬
‫ول حجة لهم في قصة البراء بن مالك ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬في غزوة اليمامة‬
‫حيث أمر أصحابه أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب‪ ،‬فإن قصة‬
‫البراء ]ما هي[ هلك مائة في المائة‪ ،‬ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس‪،‬‬
‫فليس فيها حجة‪.‬‬
‫بقي أن ُيقال‪ :‬ماذا نقول في هؤلء المعينين الذين أقدموا على هذا الفعل؟‬
‫نقول‪ :‬هؤلء متأولون‪ ،‬أو مقتدون بهؤلء الذين أفتوهم بغير علم‪ ،‬ول‬
‫يلحقهم العقاب الذي أشرنا إليه؛ لنهم كما قلت لك‪ :‬متأولون‪ ،‬أو مقتدون‬
‫بهذه الفتوى‪ ،‬والثم في الفتوى المخالفة للشريعة على من أفتى( اهـ‬
‫لقاء الباب المفتوح ‪164‬‬

‫======================================‬

‫سؤال‪ :‬ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده‪ ,‬ويفجر نفسه‬
‫بين جموع الكفار نكاية بهم؟ وهل يصح الستدلل بقصة الغلم الذي أمر‬
‫الملك بقتله؟‬
‫الجواب‪ :‬الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في‬
‫مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه‪ ,‬وسيعذب بما قتل به نفسه في نار‬
‫جهنم خالًدا فيها مخلًدا‪ ,‬كما ثبت ذلك عن النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪-‬‬
‫فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم‪.‬‬
‫وعجًبا من هؤلء الذين يقومون بمثل هذه العمليات وهم يقرؤون قول ال‬
‫تعالى‪)) :‬ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما(( ثم يفعلوا ذلك!! هل‬
‫يحصدون شيًئا؟ هل ينهزم العدو؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلء الذين‬
‫يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الن في دولة اليهود‪ ,‬حيث لم‬
‫يزدادوا بمثل هذه الفعال إل تمسًكا بعنجهيتهم‪ ,‬بل إنا نجد أن الدولة‬
‫اليهودية في الستفتاء الخير نجح فيها )اليمينيون( الذين يريدون القضاء‬
‫على العرب‪.‬‬
‫ولكن من فعل هذا مجتهًدا ظاّنا أنه قربة إلى ال ‪-‬عز وجل‪ -‬فنسأل ال‬
‫تعالى أل يؤاخذه‪ ،‬لنه متأول جاهل‪.‬‬
‫وأما الستدلل بقصة الغلم‪ ,‬فقصة الغلم حصل فيها دخول في السلم‪ ,‬ل‬
‫نكاية في العدو‪ ,‬ولذلك َلّما جمع الملك الناس وأخذ سهًما من كنانة الغلم‬
‫وقال‪" :‬باسم ال رب الغلم"‪ ,‬صاح الناس كلهم‪" :‬الرب رب الغلم"‪,‬‬
‫فحصل فيه إسلم أمة عظيمة‪ ,‬فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك‬
‫مجاًل للستدلل‪ ,‬وأن النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬قصها علينا لنعتبر بها‪,‬‬
‫لكن هؤلء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو‬
‫فإن العدو ل يزداد إل حنًقا عليهم وتمسًكا بما هم عليه‪ (.‬اهـ‬

‫المصدر‪ :‬فتاوى الئمة في النوازل المدلهمة‬

‫الشيخ عبد العزيز آل الشيخ‬


‫سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ‪-‬حفظه ال‪:-‬‬
‫)تتعرض بعض الدول السلمية لحرب أو احتلل من دول أخرى‪ ،‬فيعمد‬
‫بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المعتدي بالطرق النتحارية‪ ،‬فيقتل‬
‫نفسه‪ ،‬ويقتل غيره من العداء‪ ،‬وربما امتد ذلك لهل بلده أو غيرهم من‬
‫المنين‪ ،‬ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل ال‪ ،‬وأن المنتحر‬
‫شهيد‪ .‬ما رأي سماحتكم في هذا العمل؟‬
‫جّل القربات‪ ،‬وقد‬
‫فأجاب‪ :‬الجهاد في سبيل ال من أفضل العمال‪ ،‬وأ َ‬
‫جاءت في المر به والحث عليه نصوص كثيرة من الكتاب والسنة‪ ،‬حتى‬
‫ل‪ .‬من ذلك قول رسول ال‬ ‫قال بعض العلماء أن جمعها يستوعب مجلًدا كام ً‬
‫‪-‬صلى ال عليه وسلم‪» :-‬لغدوة أو روحة في سبيل ال خير من الدنيا وما‬
‫فيها« متفق عليه‪.‬‬
‫وعن أبي عبس الحارثي ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪ :‬سمعت النبي ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ -‬يقول‪» :‬من اغبرت قدماه في سبيل ال حّرمه ال على النار«‬
‫رواه البخاري وغيره‪.‬‬
‫وله من حديث ابن أبي أوفى أن رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬قال‪:‬‬
‫»إن الجنة تحت ظلل السيوف«‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن سهل بن سعد ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وسلم‪» :-‬رباط يوم في سبيل ال خير من الدنيا وما‬
‫عليها‪ ،‬وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها‪ ،‬والروحة‬
‫يروحها العبد أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها«‪.‬‬
‫جاِهِد‬ ‫ي َ‬‫وقد أمر ال ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بالجهاد‪ ،‬حيث قال‪َ» :‬يا َأّيَها الّنِب ّ‬
‫جَهّنُم ‪.«..‬‬ ‫عَلْيِهْم َوَمْأَواُهْم َ‬‫ظ َ‬ ‫غُل ْ‬
‫ن َوا ْ‬ ‫اْلُكّفاَر َواْلُمَناِفِقي َ‬
‫جاِهُدوْا‬ ‫خَفافًا َوِثَقاًل َو َ‬ ‫وأمر المؤمنين بذلك‪ ،‬فقال –سبحانه‪» :-‬اْنِفُروْا ِ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫سِبيِل ا ّ‬ ‫سُكْم ِفي َ‬ ‫ِبَأْمَواِلُكْم َوَأنُف ِ‬
‫وجعل المجاهدين في سبيل ال أفضل من غيرهم من المؤمنين القاعدين‪،‬‬
‫ضَرِر‬ ‫غْيُر ُأْوِلي ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ن ِم َ‬ ‫عُدو َ‬‫سَتِوي اْلَقا ِ‬ ‫حيث قال سبحانه‪ّ » :‬ل َي ْ‬
‫جاِهِدي َ‬
‫ن‬ ‫ل اْلُم َ‬
‫ضَل ا ّ‬ ‫سِهْم َف ّ‬ ‫ل ِبَأْمَواِلِهْم َوَأنُف ِ‬‫سِبيِل ا ّ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫جاِهُدو َ‬ ‫َواْلُم َ‬
‫سَنى َوَفضَّل ا ّ‬
‫ل‬ ‫ح ْ‬‫ل اْل ُ‬
‫عَد ا ّ‬‫ل َو َ‬ ‫جًة َوُكـ ّ‬‫ن َدَر َ‬ ‫عِدي َ‬‫عَلى اْلَقا ِ‬ ‫سِهْم َ‬ ‫ِبَأْمَواِلِهْم َوَأنُف ِ‬
‫ت ّمْنُه َوَمْغِفَرًة َوَرحَْمًة‬ ‫جا ٍ‬ ‫ظيمًا * َدَر َ‬ ‫عِ‬ ‫جرًا َ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫عِدي َ‬
‫عَلى اْلَقا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جاِهِدي َ‬ ‫اْلُم َ‬
‫حيمًا«‪.‬‬ ‫غُفورًا ّر ِ‬ ‫ل َ‬ ‫نا ّ‬ ‫َوَكا َ‬
‫وغير ذلك كثير من النصوص الدالة على المر بالجهاد وبيان فضله‪،‬‬
‫وذلك لن الجهاد في سبيل ال تتعلق به مصالح دينية وأخرى دنيوية‪،‬‬
‫فمن المصالح الدينية إعلء كلمة ال‪ ،‬ونشر دينه في بقاع الرض‪ ،‬وَكْبت‬
‫من أراد بهذا الدين وأهله سوًءا‪ ،‬وإظهار أهل هذا الدين الحق على غيرهم‬
‫ضا حماية لحوزة المسلمين‪ ،‬ودفاع عن دينهم‪،‬‬ ‫كما أمر ال بذلك‪ ،‬وفيه أي ً‬
‫وبلدهم‪ ،‬وأهليهم‪ ،‬وأموالهم‪ ،‬لذلك قال العلماء أن الجهاد يتعين ‪-‬بمعنى‬
‫أن يكون فرض عين على كل مسلم قادر‪ -‬في ثلث حالت‪:‬‬
‫الولى‪ :‬إذا التقى الزحفان‪ ،‬وتقابل الصفان‪ ،‬حرم على من حضر‬
‫النصراف‪ ،‬وتعين عليه المقام والجهاد‪ ،‬لقوله تعالى‪َ » :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫ل َكِثيًرا«‪ ،‬وقوله‪َ» :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫آَمُنوْا ِإَذا َلِقيُتْم ِفَئًة َفاْثُبُتوْا َواْذُكُروْا ا ّ‬
‫ل ُتَوّلوُهُم اَلْدَباَر«‪ ،‬والتولي يوم الزحف‬ ‫حفًا َف َ‬ ‫ن َكَفُروْا َز ْ‬ ‫آَمُنوْا ِإَذا َلِقيُتُم اّلِذي َ‬
‫قد عده النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬من السبع الموبقات‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهل البلد قتالهم ودفعهم‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬إذا استنفر المام قوًما لزمهم النفير‪ ،‬لقوله تعالى‪َ» :‬يا َأّيَها‬
‫ض«‬ ‫ل اّثاَقْلُتْم ِإَلى اَلْر ِ‬ ‫سِبيِل ا ّ‬ ‫ن آَمُنوْا َما َلُكْم ِإَذا ِقيَل َلُكُم انِفُروْا ِفي َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫صا‬
‫الية‪ ،‬ولحديث »وإذا استنفرتم فانفروا«‪ ،‬ويجب أن يكون الجهاد خال ً‬
‫لوجه ال‪ ،‬كما هو الشأن في سائر العبادات‪ ،‬وكذلك يجب أن يكون وفق ما‬
‫شَرع ال وَبّين رسوله ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬فمن ذلك يجب أن يكون‬ ‫َ‬
‫الجهاد تحت لواء المسلمين‪ ،‬يقوده المام المسلم‪ ،‬وأن يكون أهل السلم‬
‫عندهم العدة الحسية من آلت الحرب‪ ،‬ووجود المحاربين‪ ،‬ول بد من إعداد‬
‫صا العدة المعنوية بتصحيح عقائد المسلمين‬‫هذه العدة‪ ،‬وخصو ً‬
‫وعباداتهم‪ ،‬وغير ذلك من المور المتعلقة بالجهاد الشرعي‪.‬‬
‫أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين العداء أو ما أسميته‬
‫بالطرق النتحارية‪ ،‬فان هذه الطريقة ل أعلم لها وجًها شرعًيا‪ ،‬ول أنها‬
‫من الجهاد في سبيل ال‪ ،‬وأخشى أن تكون من قتل النفس‪ ،‬نعم إثخان‬
‫العدو وقتاله مطلوب‪ ،‬بل ربما يكون متعيًنا‪ ،‬لكن بالطرق التي ل تخالف‬
‫الشرع‪ (.‬اهـ‬
‫المصدر‪ :‬من لقائه مع جريدة الشرق الوسط‪ ،‬العدد بتاريخ ‪،21/4/2001‬‬
‫وانظر "الفتاوى الشرعية" للحصين ص ‪169‬‬

‫الشيخ صالح بن فوزان الفوزان‬


‫السائل‪ :‬في قوله ‪-‬سبحانه وتعالى‪)) :-‬ول تقتلوا أنفسكم(( هذا نص في‬
‫صص لهذه الية للقول بجواز العمليات‬ ‫مسألة قتل النفس‪ ،‬فما هو المخ ّ‬
‫الستشهادية عند من يقول بجوازها؟ مع أن المصلحة ل تقدم على النص‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬يا أخي اللي أفتى بجواز هذا هو اللي ُيسأل! أنا ما أفتيت بهذا! هو‬
‫اللي ُيسأل عن دليله وعن شبهته في فتواه‪ ،‬وتخصيص هذه الية‪)) :‬ول‬
‫تقتلوا أنفسكم((‪ ،‬نعم( اهـ‬

‫السائل‪ :‬هل تجوز العمليات النتحارية وهل هناك شروط لصحة هذا‬
‫العمل؟‬
‫الجواب‪ :‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬ما تبغي الحياة؟! شو تعمل بالنتحار؟!‬
‫حيًما * َوَم ْ‬
‫ن‬ ‫ن ِبُكْم َر ِ‬‫ل َكا َ‬‫ن ا َّ‬
‫سُكْم ِإ ّ‬
‫وال ‪-‬جل وعل‪ -‬يقول‪َ)) :‬ول َتْقُتُلوا َأْنُف َ‬
‫سيًرا(( فل‬‫ل َي ِ‬‫عَلى ا ِّ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َذِل َ‬
‫صِليِه َناًرا َوَكا َ‬‫ف ُن ْ‬ ‫سْو َ‬‫ظْلًما َف َ‬
‫عْدَواًنا َو ُ‬
‫ك ُ‬
‫َيْفَعْل َذِل َ‬
‫يجوز للنسان أن يقتل نفسه‪ ،‬بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة‪ ،‬ول‬
‫يمنع هذا أنه يجاهد في سبيل ال‪ ،‬ويقاتل في سبيل ال‪ ،‬ولو تعرض للقتل‬
‫والستشهاد هذا طيب‪ ،‬أما أنه يتعمد قتل نفسه فهذا ل يجوز‪ ،‬وفي عهد‬
‫النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬في بعض الغزوات‪ ،‬كان واحد من الشجعان‬
‫يقاتل في سبيل ال‪ ،‬مع الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬ثم إنه ُقِتل‪ ،‬فقال‬
‫الناس يثنون عليه‪ :‬ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلن‪ ،‬قال النبي ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪)) :-‬هو في النار((‪ ،‬هذا قبل أن يموت‪ ،‬قالوا ما أبلى منا ‪ ..‬هو‬
‫جرح‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما أبلى أحد منا مثل ما أبلى فلن‪ ،‬فقال النبي ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪)) :-‬هو في النار((‪ ،‬فصعب ذلك على الصحابة‪ ،‬كيف هذا‬
‫النسان الذي يقاتل ول يترك من الكفار أحد إل َتِبعه وقتله يكون في‬
‫جِرح‪ ،‬ثم في النهاية رآه وضع‬ ‫النار؟! فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعد ما ُ‬
‫السيف على الرض ‪ ..‬يعني وضع غمد السيف على الرض‪ ،‬ورفع ُذبابته‬
‫إلى أعلى‪ ،‬ثم تحامل عليه‪ ،‬وَقَتل نفسه‪ ،‬تحامل على السيف ودخل السيف‬
‫من صدره وخرج من ظهره فمات الرجل‪ ،‬فقال هذا الصحابي‪ :‬صدق‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬وعرفوا أن الرسول ل ينطق عن‬
‫الهوى‪ ،‬لماذا دخل النار مع هذا العمل؟ لنه قتل نفسه‪ ،‬ولم يصبر‪.‬‬
‫فل يجوز للنسان إنه يقتل نفسه ]ول يقدم على شيء فيه قتل نفسه؛ إل‬
‫إذا كان ذلك في حال الجهاد مع ولي أمر المسلمين وكانت المصلحة‬
‫راجحة على مفسدة تعريض نفسه للقتل[‪ (.‬اهـ‬
‫ن َأسِئَلِة‬
‫عْ‬
‫الضافة الخيرة بين المعوفتين من كتاب "الجوَبُة الُمِفيَدة َ‬
‫جِديَدة" ص ‪124‬‬‫ج ال َْ‬
‫الْمَناِه ِ‬

‫الشيخ صالح اللحيدان‬

‫من يقتل نفسه ليس شهيداً‬


‫قضاؤنا ل يتعاطف مع موقوفي التفجيرات‬
‫عبدال العريفج )الطائف‪ -‬هاتفيًا(‬

‫حّذر رئيس مجلس القضاء العلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من‬
‫مغبة النتماء لما ُيسمى بتنظيم القاعدة الرهابي‪ ،‬وقال إن من أّيد هذا‬
‫التنظيم أو فكره بعيد عن الخير كله ‪ ...‬ثم سئل‪:‬‬
‫قتل هؤلء لنفسهم انتحاًرا بحزام ناسف أو تفجير خشية وقوعهم في‬
‫قبضة المن‪ ..‬ما حكمه? وهل هذا استشهاد في سبيل ال?‬
‫فقال‪ :‬الستشهاد ليس هكذا! ولكن في أن يقابل الشخص ميادين القتال بين‬
‫المسلمين والكفار في حال حرب‪ ،‬ثم لو أقدم وهو يعرف حتًما أنه سيقتل‬
‫جَزم بأن هذا استشهاد‪ ..‬أن َيقتل النسان نفسه‬‫دون أن يقتل أحًدا ل ُي ْ‬
‫فمهما فعل ل يقول إنسان يعرف دللت الكتاب والسنة أن هذا العمل‬
‫استشهادي‪ ،‬وأن القتيل فيه شهيد! بل إن السنة جاءت صريحة بعظيم إثم‬
‫من يقتل نفسه‪ ,‬ومن يجعل نفسه في حال يفجرها هو أو تتعرض لي‬
‫عارض سيحصل فيه تفجير وقتل فهو داخل في باب قتل النسان نفسه‪(.‬‬
‫اهـ‬

‫الشيخ عبيد الجابري‬


‫السؤال‪ :‬ما حكم العمليات النتحارية التي يقوم بها بعض المقاتلين اليوم؟‬
‫الجواب‪ :‬اسٌم على ُمسمى‪ ،‬انتحارية وإن سّماها بعضهم "استشهادية"‪،‬‬
‫فهي قتٌل للنفس أوًل‪ ،‬وقد جاءت النصوص المستفيضة الصحيحة عن‬
‫النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬بأن قاتل نفسه في النار‪ ،‬بشكل عام‪.‬‬
‫المر الثاني‪ :‬ليس فيها ِنكاية للعدو‪ ،‬بل فيها تهييج وتحريض وتحريش‬
‫العدو‪ ،‬وتحريك لما كان يخفيه من قوته على أهل السلم‪.‬‬
‫المر الثالث‪ :‬على أرضية الواقع ‪-‬كما يقولون‪ -‬ماذا صنعت العمليات هذه‬
‫جر‬‫في فلسطين ضد إسرائيل؟ هذا المنتحر ‪-‬أو المستشهد كما ُيسمونه‪ُ -‬يف ّ‬
‫نفسه وسيارة‪ ،‬وُيخّرب منشآت محدودة‪ :‬كمحطة محروقات‪ ،‬أو محطة‬
‫صا‪ ،‬ويجرح آخرين‪ ،‬لكن ماذا‬ ‫سكة حديدية‪ ،‬أو متاجر‪ ،‬وقد يقتل أشخا ً‬
‫تصنع إسرائيل؟ إسرائيل ُتَدّمر جّراء ذلك الخضر واليابس‪ ،‬وُتَدّمر قرى‪،‬‬
‫وُتداهم بيوًتا‪ ،‬وال أعلم ماذا يحصل جّراء هذه المداهمات الكافرة من‬
‫ب وانتهاك أعراض‪ ،‬والواجب على المجاهد أن يسعى في حماية‬ ‫ب ونه ٍ‬ ‫سل ٍ‬
‫بيضة السلم‪ ،‬وأن يتجنب كل ما كان فيه مهلكة للسلم وأهله‪ ،‬لكن‬
‫جّهال‪ ،‬ولم يجدوا راية قوية تحكمهم‪ ،‬وُتحسن سياستهم‪ ،‬وُيعلموهم‬ ‫هؤلء ُ‬
‫الجهاد الصحيح بالرجوع إلى أهل العلم‪ ،‬وإنما هي َنَعَرات‪ ،‬وأحزاب‪ ،‬كل‬
‫جّرب قوته‪ ،‬ويستعرض عضلته‪ ،‬وقبل يوم أو يومين سمعت في‬ ‫حزب ُي َ‬
‫ل عن بعض قوات منظمة جهادية في فلسطين ‪-‬كما يقولون‪-‬‬ ‫الخبار نق ً‬
‫أنها أوقفت أو قررت وقف العمليات الستشهادية ‪-‬كما يقولون‪ ،-‬وهي في‬
‫الحقيقة انتحارية‪ ،‬نعم‪ ،‬وبهذا يستبين أنها ليست من السنة في شيء‪،‬‬
‫وليست من الجهاد الحق الشرعي في شيء‪ ،‬بل هي عمٌل أرعن‪ ،‬أهوج‪،‬‬
‫ُيضر بالسلم وأهله‪ ،‬ويفسد ول يصلح‪ .‬نعم‪.‬‬

‫الشيخ عبد العزيز الراجحي‬


‫يقول السائل‪ :‬ما رأيكم في الحركات الستشهادية الموجودة في الساحة‬
‫الن؟‬
‫)وال أنا ذكرت هذا في الدورة ‪ ..‬دورة شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬سئلت عن‬
‫هذا السؤال‪ ،‬وأجبت في الشبكة‪ :‬أرى أنه ليس بمشروع‪ ،‬الذي ظهر لي‬
‫من الدلة أنه ليس بمشروع‪ ،‬وأنه ليس من جنس المبارزة بين الصفين‬
‫في القتال‪ ،‬وليس من جنس إلقاء الرجل نفسه على الروم‪ ،‬يقولون إن هذا‬
‫من جنسه وهو ليس من جنسه‪ ،‬أوًل‪ :‬أن الحركات اللي بيسموها الحركات‬
‫الستشهادية ليست في صف القتال‪ ،‬ليست في صف القتال‪ ،‬وإنما هو ]‪[...‬‬
‫يأتي إلى ُأناس آمنين ويفجر نفسه بينهم‪ ،‬ما هي في صف القتال‪،‬‬
‫والنصوص التي جاءت أن يكون في صف القتال‪ ،‬المسلمون صف والكفار‬
‫صف‪ ،‬يتقاتلون ثم ُيلقي نفسه المؤمن إلى الكفار‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬أن الذي يلقي بنفسه إلى الكفار ما قتل نفسه! قد ينجو! بخلف الذي‬
‫يفجر نفسه‪ ،‬هذا منتحر‪ ،‬فجر نفسه‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬أنه ثبت في خيبر أن عامر بن الكوع لما ضربه اليهودي ‪-‬هذا في‬
‫صحيح البخاري‪ -‬ارتد إليه ذباب السيف‪ ،‬فأصابه‪ ،‬فأصاب رجله‪ ،‬ثم مات‪،‬‬
‫فتكلم ناس من الصحابة وقالوا‪ :‬إن عامر بن الكوع أبطل جهاده مع‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬فجاء النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬إلى‬
‫أخيه سلمة بن الكوع وإذا هو حزين‪ ،‬فسأله‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول ال إنهم‬
‫يقولون إن عامر بطل جهاده‪ .‬فقال النبي‪" :‬كذب من قال ذلك! إنه لجاهد‬
‫مجاهد قل عربي ]‪ "[...‬فإذا كان الصحابة َأشَكل عليهم كون عامر ارتد‬
‫إليه ذباب السيف بدون اختياره وقالوا بطل جهاده‪ ،‬فكيف بالذي يفجر‬
‫نفسه باختياره؟! واضح الستدلل؟ إذا كان عامر بن الكوع يرتد إليه‬
‫ذباب السيف بدون اختياره لما ضربه اليهودي‪ ،‬ولما أصابه قال الصحابة‬
‫بطل جهاده‪ [...] ،‬لكن أشكل عليهم‪ ،‬هو لم يقتل نفسه ولم يفجر نفسه‪،‬‬
‫وإنما ]ارتد[ ذباب سيفه بدون اختياره‪ ،‬وهو مجاهد‪ ،‬ثم مع ذلك قال‬
‫الصحابة بطل جهاده‪ ،‬فقال النبي‪ :‬كذب من قال ذلك‪ ،‬فكيف بمن يفجر‬
‫نفسه؟! هذا الذي يظهر لي‪ ،‬وهناك بعض طلبة العلم أفتى بأن هذا‬
‫استشهاد لكن ]هذا ما يصح[( اهـ‬

‫يكثر الكلم حول العمليات الستشهادية التي تقام في فلسطين وفي غيرها‪،‬‬
‫فما هو حكم هذه العمليات‪ ،‬وجزاكم ال خيًرا؟‬
‫الجواب‪ :‬هذه العمليات‪ ،‬سمعت شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز‬
‫‪-‬رحمه ال ‪ -‬يفتي بأنها انتحار‪ ،‬أنه ل يجوز للنسان أن يضع على نفسه‬
‫قنابل ويفجرها؛ لن هذا انتحار وقتل‪.‬‬
‫وكتب بعض الناس كتابات في هذا‪ ،‬وبرروا هذه العمليات‪ ،‬وقال‪ :‬إنها‬
‫تشبه ما جاء في بعض الحاديث أو من فعل الصحابة أن بعض الصحابة‬
‫ضا‬‫ُيْقِدمون على الكفار‪ ،‬ويلقي بعضهم بنفسه في جيش الكفار‪ ،‬وكذلك أي ً‬
‫يفتح الحصون وحده‪ ،‬ويتعرض للخطر‪ ،‬ولكن هذا ليس بظاهر؛ لن هذا‬
‫قياس مع الفارق؛ لن الصحابة أو الصحابي الذي يلقي بنفسه أو يبرز‬
‫للكفار‪ ،‬إنما هذا في صف القتال‪ ،‬صف القتال‪ ،‬صف المسلمين‪ ،‬وصف‬
‫الكفرة‪ ،‬فينفذ فيهم‪.‬‬
‫ضا‬‫أما العمليات الستشهادية ما فيه صف قتال أمامكم‪ ،‬ما فيه صف‪ ،‬ثم أي ً‬
‫الذي ألقى بنفسه ما قتل نفسه‪ ،‬ول جعل في نفسه شيًئا‪ ،‬ول عمل شيًئا‪ ،‬ما‬
‫ضرب نفسه‪ ،‬وما قتل نفسه‪ ،‬وهذا قتل نفسه بفعله‪ ،‬هذا عمل شيًئا يقتل‬
‫نفسه‪.‬‬
‫ضا على ذلك ما حصل في غزوة خيبر من أن أخا سلمة بن‬ ‫ومما يدل أي ً‬
‫ل من اليهود‪ ،‬ارتد عليه ذباب سيفه ‪-‬طرف سيفه‪،-‬‬ ‫الكوع لما بارز رج ً‬
‫فأصاب رجله‪ ،‬بدون اختياره‪ ،‬ارتد إليه سيفه ‪-‬طرف سيفه‪ -‬فأصابه‪ ،‬فلما‬
‫أصابه وتوفي‪ ،‬صار الناس يتحدثون ‪ ..‬صار الصحابة يتحدثون أنه قتل‬
‫نفسه‪ ،‬فحزن عليه سلمة بن الكوع‪ ،‬وجاء إلى النبي ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ -‬وقال‪ :‬مالك حزين؟ قال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إنهم يقولون ‪-‬عن أخيه‪:-‬‬
‫إنه قتل نفسه‪ ،‬فقال النبي ‪-‬صلى عليه وسلم‪ :-‬كذب من قال ذلك‪ ،‬إنه‬
‫لجاهد مجاهد‪ ،‬له الجر مرتين‪.‬‬
‫فهذا يدل على أن الصحابة أشكل عليهم هذا المر‪ ،‬وأنه ارتد عليه ذباب‬
‫السيف بدون اختياره‪ ،‬فكيف لو كان قتل نفسه باختياره‪ ،‬وفجر نفسه؟!‬
‫وكل هذا يدل على أنه ل ينبغي للنسان أن يفجر نفسه‪ ،‬ول أن يقتل نفسه؛‬
‫ل نفسه‪ ،‬نعم‪.‬‬
‫لنه يعتبر قات ً‬
‫ول يظهر لي الكتابة التي كتبها بعض الناس‪ ،‬رأيت بعض الكتابات‪ ،‬كتب‬
‫بعض الناس يبررون هذه العمليات‪ ،‬ويرون أنها من الستشهاد‪ ،‬وأنها من‬
‫جنس إلقاء بعض الصحابة نفسه في الروم‪ ،‬أو إلقاء ‪ ..‬فتح حصون وما‬
‫أشبه ذلك‪ ،‬فهي قياس مع الفارق‪ .‬نعم‪ (.‬اهـ‬
‫من شرح كتاب الشرح والبانة "حديث ل يزال العبد مستورا حتى يرى‬
‫قبيحه حسنا" موقع الشيخ الرسمي على النترنت‬

‫الشيخ أحمد بن يحيى النجمي‬


‫سؤال ‪ :21‬فضيلة الشيخ‪ ،‬نسمع كثيرا عن ما يسمى بالعمليات‬
‫الستشهادية – النتحارية – وصورتها كالتي ‪:‬‬
‫يقوم الرجل بوضع قنبلة في ملبسه‪ ،‬وعندما يصل إلى منطقة معينة‬
‫محددة من قبل الجهات المنظمة لهذه العملية‪ ،‬فإنه يقوم بتفجير نفسه‬
‫قاضيا معه على كل من وجد في هذه المنطقة‪ ،‬سواء كانت هذه المنطقة‬
‫دكانا أو مطعما أو سوقا أو حديقة يكثر فيه اجتماع الناس أو يقوم بقيادة‬
‫سيارة مليئة بالمتفجرات‪ ،‬وعندما تصطدم السيارة بمكان معين تتفجر‪،‬‬
‫وينفجر معها السائق أو يقوم بقيادة حافلة مليئة بالمتفجرات‪ ،‬ومعه‬
‫مجموعة من الناس كرهائن‪ ،‬سواء كانوا مسلمين أو كفارا أو خليطا من‬
‫المسلمين والكفار‪ ،‬ثم يقوم بتفجير الحافلة‪ ،‬فيموت كل من وجد في هذه‬
‫الحافلة حتى السائق ‪.‬‬
‫والسؤال هو‪ :‬ما حكم من يقوم بهذه العمليات النتحارية‪ ،‬سواء قصد‬
‫النتحار أو لم يقصد‪ ،‬وذلك بهدف إلحاق الضرر بالعدو ؟‬
‫الجواب‪ :‬الحمد ل‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬تسألون عن حكم العمليات النتحارية التي وصفتم‪ ،‬وهذه العمليات‬
‫عمليات محرمة ل يجوز فعلها‪ ،‬لنها مبنية على الخيانة‪ ،‬وعلى أمور‬
‫خفية يكون فيها تستر على الغادرين‪ ،‬والغدر ل يجوز والخيانة محرمة‪،‬‬
‫حتى ولو كان القصد منه إلحاق الضرر بالعدو‪ ،‬وحتى لو كان العدو معتديا‬
‫خَياَنًة َفانِبذْ‬
‫ن ِمن َقْوٍم ِ‬ ‫خاَف ّ‬
‫وظالما‪ ،‬فال سبحانه وتعالى يقول‪َ )) :‬وِإّما َت َ‬
‫ن (( ]النفال‪ .[58 :‬وجاء في‬ ‫خاِئِني َ‬ ‫ب ال َ‬‫ح ّ‬ ‫ل َل ُي ِ‬
‫نا ّ‬ ‫سَواء ِإ ّ‬‫عَلى َ‬ ‫ِإَلْيِهْم َ‬
‫الحديث‪ ] :‬أد المانة إلى من ائتمنك‪ ،‬ول تخن من خانك [ )السلسلة‬
‫الصحيحة برقم ‪ 424‬وفي الرواء برقم ‪ (1544‬فالخيانة منبوذة في‬
‫الشرع السلمي‪ ،‬وممنوعة فيه‪ ،‬وكذلك الغدر أيضا إذ لم يأمر النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم أصحابه أن يغدروا بأحد من قادة الكفر كالوليد بن المغيرة‪،‬‬
‫وأبو جهل‪ ،‬وعتبة بن ربيعة وغيرهم‪ ،‬حتى ولم يكسر أصنامهم في حالة‬
‫الغفلة منهم‪ ،‬ونبي ال موسى صلى ال عليه وسلم يقول لقومه كما أخبر‬
‫ال عنه مع أن العدو يذّبح أبناءهم ويستحيي نساءهم‪ ،‬فإذا ولدت المرأة‬
‫جاء الجلوزة فأخذوه إذا كان ذكرا وذبحوه أمام أبيه وأمه‪ ،‬فشكى قوم‬
‫ن اَلْرضَ ِّ‬
‫ل‬ ‫صِبُروْا ِإ ّ‬
‫ل َوا ْ‬ ‫سَتِعيُنوا ِبا ّ‬ ‫موسى إليه ذلك‪ ،‬فقال لهم‪ )) :‬ا ْ‬
‫ن (( ]العراف‪ ،[128 :‬ولم‬ ‫عَباِدِه َواْلَعاِقَبُة ِلْلُمّتِقي َ‬
‫ن ِ‬
‫شاُء ِم ْ‬‫ُيوِرُثَها َمن َي َ‬
‫يأمرهم بغدر أحد‪ ،‬ول قتل أحد ‪.‬‬
‫والمهم أن هذه العمليات تصدر من قوم جهال يجهلون الشريعة‪ ،‬فيعملون‬
‫أعمال مبنية على العاطفة من دون أن ينظروا هل هي مباحة في الشرع أم‬
‫ل !! فهم يرون ظلم العداء‪ ،‬وعسفهم فيظنون أن ما عملوه له وجه من‬
‫الصواب‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬ولعل هناك من يفتيهم بجواز هذه العمليات ‪.‬‬
‫ثم إن في ذلك جناية على سائر المسلمين‪ ،‬حيث أن العدو يزداد في العداء‬
‫لهم‪ ،‬والظلم والتعسف لهم‪ ،‬فانظروا مثل العمليات التي حصلت في أمريكا‬
‫ماذا ترتب عليها من ظلم للسلم وأهله‪ ،‬واعتداء عليهم !! فالفغان فيها‬
‫المليين من المساكين الذين ظلموا بسبب تلك الحادثة وكذلك الفلسطينيون‬
‫والعراقيون‪ ،‬فنسأل ال أن يبصر المسلمين‪ ،‬ويجنبهم القادة الجاهلين ‪.‬‬
‫أما وصف هذا العمل بأنه استشهاد‪ ،‬فإنه وصف في غير محله‪ ،‬ولما سمع‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم أم العلء وهي تقول لعثمان بن مظعون –‬
‫رضي ال عنهما – حين مرض ومات‪) :‬رحمة ال عليك أبا السائب‪،‬‬
‫فشهادتي عليك لقد أكرمك ال( فقال لي النبي صلى ال عليه وسلم‪ ] :‬وما‬
‫يدريك أن ال أكرمه ! [ فقلت‪ :‬ل أدري بأبي أنت وأمي يا رسول ال‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ] :‬أما عثمان فقد جاءه وال اليقين ‪،‬‬
‫وإني لرجو له الخير‪ ،‬وال ما أدري – وأنا رسول ال – ما يفعل بي [‬
‫قالت‪ :‬فوال ل أزكي أحدا بعده أبدا( رواه البخاري‪ ،‬وقد ورد النهي عن أن‬
‫يقال فلن شهيد‪ ،‬لن الشهادة تترتب على الخلص‪ ،‬والخلص ل يعلمه‬
‫إل ال‪ ،‬فل ينبغي أن نصف المنتحرين بأنهم شهداء‪ ،‬ول أن عملهم‬
‫شهادة‪ ،‬ولكنا نرجو لمن مات على التوحيد إذا كان عمله مشروعا نرجو‬
‫له الشهادة ‪.‬‬
‫أما عمل هؤلء‪ ،‬فإنه عمل جاهلي‪ ،‬ول يصح أن نصف أصحابه بأنهم‬
‫شهداء‪ ،‬وبال التوفيق ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ‬

‫سؤال ‪ :24‬هل يجوز مساعدة الكفار في إلقاء القبض على من يّدعون حقا‬
‫أو باطل أنهم من منظمي هذه العمليات ؟ وما الحكم إذا كان منظمي هذه‬
‫العمليات من المسلمين ؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز التعاون مع الكفار غير المحاربين على أصحاب العمليات‬
‫الرهابية‪ ،‬سواء كانوا من المسلمين أو الكفار‪ ،‬لن السكوت عنهم يلحق‬
‫الضرر بالسلم والمسلمين‪ ،‬فيظن أن السلم دين إرهاب‪ ،‬ودين إفساد أو‬
‫دين خيانة وغدر‪ ،‬والسلم يبرأ من هذا كله‪ ،‬وقد كان النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا أّمر أميرا على جيش أو سرية‪ ،‬أوصاه في خاصته بتقوى‬
‫ال ‪ -‬ومن معه من المسلمين – خيرا‪ ،‬ثم قال‪ ] :‬اغزوا باسم ال‪ ،‬في‬
‫سبيل ال‪ ،‬قاتلوا من كفر بال‪ ،‬اغزوا ول تغلوا‪ ،‬ول تغدروا‪ ،‬ول تمثلوا‪،‬‬
‫ول تقتلوا وليدا [ رواه مسلم‪ .‬فهو كما ترى يوصي المسلمين المجاهدين‬
‫بعدم الغدر‪ ،‬فالغجر ليس له مكان في السلم‪ ،‬والخيانة كذلك‪ ،‬فالسلم‬
‫دين العدل ودين الحق ‪.‬‬
‫وقبل ذلك لبد من معرفة الرهاب ما هو ؟ إنه إخافة المنين‪ ،‬ونشر الذعر‬
‫بين الناس بالعمال السرية التي تبيت في السر‪ ،‬وتكون مبنية على‬
‫الخيانة‪ ،‬والغدر‪ ،‬ول يعلم بها الناس إل بعد أن تنفذ‪ ،‬فهذا هو الرهاب‪،‬‬
‫فالخائف ل يطيب عيشه‪ ،‬ولو كان موفرا له المأكل والمشرب‪ ،‬ولذلك قرن‬
‫جو ٍ‬
‫ع‬ ‫طَعَمُهم ّمن ُ‬
‫ال عز وجل بين هذين المرين في قوله تعالى‪ )) :‬اّلِذي َأ ْ‬
‫ف (( ]قريش‪. [4 :‬‬ ‫خْو ٍ‬
‫ن َ‬
‫َوآَمَنُهم ّم ْ‬
‫وإن ما يعمله اليهود في فلسطين من قتل وجرح المسلمين المنين لهو‬
‫الرهاب بعينه‪ ،‬وإن ما يقارفونه من احتلل للبيوت والراضي‪ ،‬وتجريف‬
‫للمزارع التي يعيش فيها المسلمون لهو الرهاب والفساد بعينه‪ ،‬فأين‬
‫المنصفون ؟! وبال التوفيق ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ‬

‫سؤال ‪ :25‬هل يجوز للمسلم أن يتستر على منظمي هذه العمليات‬


‫النتحارية أو بخططهم إذا كانوا من المسلمين أو كفارا إذا كان الهدف‬
‫واحد وهو إلحاق الضرر بدولة معينة بحجة أن هذه الدولة هي العدو‬
‫المشترك لظلمها ولجورها‪ ،‬ولغتصابها أراضي كان يعيش فيها‬
‫المسلمون والكفار معا كما نسمع عن اجتماع النصارى مع المسلمين في‬
‫فلسطين لمحاربة اليهود‪ ،‬أفيدونا مأجورين ؟‬
‫الجواب‪ :‬ل يجوز التستر على منظمي هذه العمليات النتحارية‪ ،‬ومن تستر‬
‫عليهم فهو يعد منهم ومتعاونا معهم‪ ،‬وقد قال النبي صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫] لعن ال من آوى محِدثا [ رواه مسلم‪ ،‬ومعنى محِدثا‪ :‬يعني كونه يعمل‬
‫عمل إجراميا يأباه السلم‪ ،‬ويرده‪ ،‬فل يجوز التعاون معهم على ذلك‪،‬‬
‫وبال التوفيق‪ ،‬وصلى ال وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬

‫المصدر‪ ) ] :‬الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ( الجزء الثاني )ص‪:‬‬


‫‪ (66 – 59‬لفضيلة الشيخ العلمة أحمد بن يحيى الّنجمي‪ ،‬جمع وتعليق‪:‬‬
‫حسن بن منصور الدغريري‪ ،‬ط‪) .‬دار المنهاج( بالقاهرة – مصر [‬

You might also like