You are on page 1of 99

‫بكر بن عبد ال أبو زيد‬

‫صنِيفُ النّا ِ‬
‫س‬ ‫تَ ْ‬
‫َبيْنَ الظّنّ وَ الَْي ِقيِ‬
‫قال ال تعال ‪:‬‬
‫(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما‬
‫ليس لكم به علم وتسبونه هينا وهو عند‬
‫ال عظيم ) ‪.‬‬
‫[ النور ‪] 15 /‬‬

‫دار العاصمة‬
‫‪5‬‬

‫القدمة‬
‫المببد ل رب العاليبب ‪ :‬اللهببم إياك نعبببد ‪ ,‬وإياك‬
‫ن ستعي ‪ ,‬وعل يك نتو كل ‪ ,‬وإل يك ن سعى ون فد ‪ .‬ون صلي ‪,‬‬
‫ونسلم على خات أنبيائك ورسلك ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فأنتخبب مبن مزدحبم الياة ‪ :‬العلماء الداة فب مثالمب ‪:‬‬
‫العال العامل بعلمه ف خاصة نفسه ‪ ,‬ونصحه ل ‪ ,‬ولرسوله ‪,‬‬
‫ولمامبه ‪ ,‬ولعموم أهبل السبلم ‪ ,‬فمبا أن يذكبر اسبم ذلك‬
‫العال إل وير فع ف العلماء العامل ي ‪ ,‬فعل مه وعمله متلزمان‬
‫أبدا ‪ ,‬كالشاخص والظل سواء ‪ ,‬وال ين على من يشاء ‪.‬‬
‫فأنتصر له حسبة ل ‪ ,‬ل دفاعا عن شخصه فحسب ‪ ,‬بل‬
‫وعن حرمات علماء السلمي ومنهم دعاتم ‪ ,‬ورجال السبة‬
‫فيهم ؛ إذ بدا لقاء ما يملونه من الدى والي والبيان ‪:‬‬
‫اختراق‪ ((:‬ظاهرة التجريح )) لعراضهم بالوقيعة فيهم‪ ,‬وفري‬
‫الراحيب فب أعراضهبم ‪,‬وفب دعوتمب ‪,‬ولاب صبنعه (سبعادة‬
‫الفتنة) من وقائع الفتراء‪ ,‬وإلصاق التهم‪,‬وألوان الذى‪ ,‬ورمي‬
‫‪6‬‬

‫الفتيل هنا وهناك ‪ ,‬ما ل يفي ف كل مكان وصلته أصواتم‬


‫البغيضة ‪.‬‬
‫ولع ظم النا بة على العلماء ‪ ,‬صار من العقود ف أ صول‬
‫العتقاد ‪ (( :‬ومن ذكرهم بسوء فهو على غي سبيل )) ‪.‬‬
‫وعلى نوه كلمات حسان لعدد من علماء المة الداة ف‬
‫العلم والدين‪. 1‬‬
‫لذلك ‪ ,‬ولاب لمب على العامبة والاصبة مبن فضبل فب‬
‫تعليبم الناس اليب ‪ ,‬ونشبر السبنن ‪ ,‬وإماتبة الهواء والبدع ‪,‬‬
‫فهبم قبد أوتوا الكمبة يقضون باب ‪ ,‬ويعلموناب الناس ‪ ,‬ول‬
‫يتخلفوا ف كهوف (( القعدة )) الذين صرفوا وجوههم عن‬
‫آلم أمت هم وقالوا((هذا مغت سل بارد وشراب))‪,‬وكأن ا عنا هم‬
‫شوقي بقوله‪:‬‬
‫وقد يوت كثيا ل تسهم‬
‫كأنم من هوان الطب ما وجدوا‬
‫بل نزلوا ميدان الكفاح ‪ ,‬و ساحة التب صي بالد ين ‪ ,‬و هم‬
‫الذ ين يُنبؤن عن مقياس العظ مة (( الع صامية )) التاري ية ف‬
‫أشباحهم الغمورة ‪ ,‬ل العظمة (( العظامية )) الوهومة ‪ ,‬كما‬
‫لبعض أصحاب الرتب ‪ ,‬والشارات ‪ ,‬الفرغي لنفسهم عن‬
‫‪7‬‬

‫قرن العلم بالعمل ‪.‬‬


‫* إن القيم ‪ ,‬والقدار ‪ ,‬وآثارها السان ‪ ,‬المتدة على‬
‫مسارب الزمن ل تقوم بالاه ‪ ,‬والنصب ‪ ,‬والال ‪ ,‬والشهرة ‪,‬‬
‫وك يل الدائح ‪ ,‬واللقاب ‪ ,‬وإن ا قوام ها وتقوي ها بالف ضل ‪,‬‬
‫والهاد ‪ ,‬وربط العلم بالع مل ‪ ,‬مع نبل ن فس ‪ ,‬وأدب جم ‪,‬‬
‫وحسبن سبت ‪ ,‬فهذه ‪ ,‬وأمثالاب هبي التب توزن باب الرجال‬
‫والعمال ‪.‬‬
‫وإل هذا الطراز البارك تشخص أبصار العال ‪ ,‬ولكل نبأ‬
‫مستقر ‪.‬‬
‫لذا كله ‪ ,‬صار من الوا جب على إخوان م ‪ ,‬الذب عن‬
‫حرماتم وأعراضهم بكلمات تلو صدأ ما أل صقه (النشقون)‬
‫بم من الثرثرة ‪ ,‬وتكتم صدى صياحهم ف وجه الق ‪.‬‬
‫وإيضاح السبيل المن الرشد ‪ ,‬العدل الوسط ‪.‬‬
‫فالن علينا البيان بألفاظ مقدودة على قدودها بل طول ‪,‬‬
‫ول قصر ‪ ,‬وعلينا وعليك النصاف بل وكس ول شطط ‪.‬‬
‫فها أنا‪ 2‬أقول عن هذه الظاهرة (( تصنيف الناس )) ف‬
‫‪8‬‬

‫واقعها‪ ,‬وطرقها‪ ,‬ودوافعها‪ ,‬وآثارها‪ ,‬وسبل علجها‪ ,‬والقضاء‬


‫عليها با لح ل ‪:‬‬
‫* إن كشف الهواء ‪ ,‬والبدع الضلة ‪ ,‬ونقد القالت‬
‫الخال فة للكتاب ‪ ,‬وال سنة ‪ ,‬وتعر ية الدعاة إلي ها ‪ ,‬وهجر هم‬
‫وتذ ير الناس من هم ‪ ,‬وإق صائهم ‪ ,‬والباءة من فعلت م ‪ ,‬سنة‬
‫ماضيبة فب تاريبخ السبلمي فب إطار أهبل السبنة ‪ ,‬معتمديبن‬
‫شرطي النقد ‪ :‬العلم ‪ ,‬وسلمة القصد ‪.‬‬
‫* العلم بثبوت البي نة الشرع ية ‪ ,‬والدلة اليقين ية على‬
‫الدعبى ببه فب مواجهبة أهبل الوى والبدعبة ‪ ,‬ودعاة الضللة‬
‫والفتنة ‪ ,‬وإل كان الناقد من يقفو ما ليس له به علم ‪ .‬وهذا‬
‫عي البهت والث ‪.‬‬
‫* ويرون بالتفاق أن هذا الواجبب مبن تام النصبح ل‬
‫ولر سوله ‪ - -‬ولئ مة ال سلمي ‪ ,‬وعامت هم ‪ .‬وهذا شرط‬
‫القصد لوجه ال تعال ‪ ,‬وغل كان الناقد بنلة من يقاتل حية‬
‫ورياء ‪ .‬وهو من مدرك الشرك ف القصد ‪.‬‬
‫وهذا مبن الوضوح بكان مكيب لنب نظبر فب نصبوص‬
‫الوحيي الشريفي ‪ ,‬وسب الئمة الداة ف العلم والدين ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫وفادة التصنيف‬

‫* ول يلتببس هذا الصبل السبلمي باب تراه مبع بلج‬


‫الصبح ‪ ,‬وف غسق الليل من ظهور ضمي أسود‪ ,‬وافد من كل‬
‫فج استبعد نفوسا بضراوة ‪ ,‬أراه ‪ " :‬تصنيف الناس " وظاهرة‬
‫عجيب نفوذها هي ‪ " :‬رمز الراحي " أو ‪ ":‬مرض التشكيك‬
‫وعدم الثقببة " حله فئام غلظ مببن الناس يعبدون ال على‬
‫حرف ‪ ,‬فألقوا جلباب الياء ‪ ,‬وشغلوا به أغرار الت بس علي هم‬
‫المر فضلوا ‪ ,‬وأضلوا ‪ ,‬فلبس الميع أثواب الرح والتعديل‪,‬‬
‫وتدثروا بشهوة التجر يح ‪ ,‬ون سج الحاد يث ‪ ,‬والتعلق بيوط‬
‫الوهام ‪ ,‬فبهذه الوسبائل ركبوا ثببج التصبنيف للخريبن ؛‬
‫للتشهي ‪ ,‬والتنفي ‪ ,‬والصد عن سواء السبيل ‪.‬‬
‫و من هذا النطلق الوا هي ‪ ,‬غم سوا ألسنتهم ف ركام من‬
‫الوهام والثام ‪ ,‬ثب بسبطوها بإصبدار الحكام عليهبم ‪,‬‬
‫والتشكيك فيهم ‪ ,‬وخدش هم ‪ ,‬وإل صاق الت هم ب م ‪ ,‬وط مس‬
‫ماسنهم ‪ ,‬والتشهي بم ‪ ,‬وتوزيعهم أشتاتا وعزين ‪:‬‬
‫ف عقائدهم ‪ ,‬وسلوكهم ‪ ,‬ودواخل أعمالم ‪ ,‬وخلجات‬
‫قلوبمب ‪ ,‬وتفسبي مقاصبدهم ‪ ,‬ونياتمب ‪ ...‬كبل ذلك‬
‫وأضعاف ذلك ماب هنالك مبن الويلت ‪ ,‬يري على طرفب‪,‬‬
‫التصنيف ‪ :‬الدين ‪ ,‬واللدين ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫فترى وتسمع رمي ذاك ‪ ,‬أو هذا بأنه ‪ :‬خارجي‪ .‬معتزل‪.‬‬


‫أشعري ‪ .‬طرقي ‪ .‬إخوان ‪ .‬تبليغي ‪ .‬مقلد متعصب ‪ .‬متطرف‬
‫‪ .‬متزمت ‪ .‬رجعي ‪ .‬أصول ‪.‬‬
‫وف السلوك ‪ :‬مداهن ‪ .‬مراء ‪ .‬من علماء السلطان ‪ .‬من‬
‫علماء الوضوء والغسل ‪.‬‬
‫ومبن طرف ل دينب ‪ :‬ماسبون ‪ .‬علمانب ‪ .‬شيوعبي ‪.‬‬
‫اشتراكي ‪ .‬بعثي ‪ .‬قومي ‪ .‬عميل ‪.‬‬
‫* وإن نقبوا ف البلد ‪ ,‬وفتشوا عنه العباد ‪ ,‬ول يدوا‬
‫عليبه أي عثرة ‪ ,‬أو زلة ‪ ,‬تصبيدوا له العثرات ‪ ,‬وأوجدوا له‬
‫الزلت ‪ ,‬مبينة على شبه واهية ‪ ,‬وألفاظ متملة ‪.‬‬
‫* أما إن أفلست جهودهم من كل هذا رموه بالخرى‬
‫فقالوا ‪ :‬متستر ‪ .‬مايد ‪.‬‬
‫إل غ ي ذلك من ضروب تطاول سعاة الفت نة والتفرق ‪,‬‬
‫وتزيق الشمل والتقطع ‪.‬‬
‫* وقد جرت هذه الظاهرة إل اللكة ف ظاهرة أخرى من‬
‫كثرة التساؤلت التجنية‪-‬مع بسمة خبيثة‪ -‬عن فلن‪ ,‬وعلن‪,‬‬
‫واليغال بالدخول ف نيته ‪ ,‬وقصده ‪ ,‬فإذا رأوا ((شيخا)) ثن‬
‫ركبتيبه للدرس‪ ,‬ول يدوا عليبه أي ملحبظ‪ ,‬دخلوا فب نيتبه‪,‬‬
‫‪11‬‬

‫وكيفوا حاله ‪ :‬ليب ن نف سه ‪ ,‬ل سان حاله يقول ‪ :‬أ نا ا بن من‬


‫فاعرفون ‪ .‬ليتقمص شخصية الكبار ‪ .‬يترصد الزعامة ‪.‬‬
‫* وإن ترفقوا ‪ ,‬وغلبهم الورع ‪ ,‬قالوا ‪ :‬مترف بالعلم ‪.‬‬
‫* وإن تورع ((الراح)) عن الرح بالعبارة‪ ,‬أو استنفدها‪,‬‬
‫أو أراد مبا هبو أكثبر إيغال بالرح ‪ ,‬سبلك طريبق الرح‬
‫بالشارة ‪ ,‬أو الركة با يكون أخبث ‪ ,‬وأكثر إقذاعا ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬تريك الرأس ‪ ,‬وتعويج الفم ‪ ,‬وصرفه ‪ ,‬والتفاته ‪,‬‬
‫وتميض الوجه ‪ ,‬وتعيد البي ‪ ,‬وتكليح الوجه ‪ ,‬والتغي ‪,‬‬
‫والتضجر ‪.‬‬
‫أو يسأل عنه ‪ ,‬فيشي إل فمه ‪ ,‬أو لسانه معبا عن أنه ‪:‬‬
‫كذاب ‪ ,‬أو بذيء ‪.‬‬
‫ومثل ‪ :‬تقليب اليد ‪ ,‬أو نفضها ‪.‬‬
‫إل غي ذلك من أساليب التوهي بالشارة‪ ,‬أو التحريك‪.‬‬
‫أل شلت تلك اليمي عند الركة التوهي ظلما ‪.‬‬
‫وصدعت تلك البي عن تعيدها للتوهي ظلما ‪.‬‬
‫ويا ليت بنسعة من جلد‪,‬تربط با تلك الشفة عند تعويها‬
‫للتوهي ظلما‪.‬‬
‫ول در أب العباس النميي ‪ ,‬شيخ السلم ابن تيمية‬
‫‪12‬‬

‫‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬إذ وضع النصال على النصال ف كشف‬


‫مكنونات تصرفات الراحي ظلما فقال‪: 3‬‬
‫( ف من الناس من يغتاب مواف قة لل سائه وأ صحابه‬
‫وعشائره مع عل مه أن الغتاب بر يء م ا يقولون أو ف يه ب عض‬
‫ما يقولون لكن يرى انه لو أنكر عليهم قطع الجلس واستثقله‬
‫أهبل الجلس ونفروا عنبه فيى موافقتهبم من حسبن العاشرة‬
‫وطيبب الصباحبة وقبد يغضبون فيغضبب لغضبهبم فيخوض‬
‫معهم ‪.‬‬
‫ومنهبم مبن يرج الغيببة فب قوالب شتب تارة فب قالب‬
‫ديا نة و صلح فيقول ‪ :‬ل يس ل عادة أن أذ كر أحدا إل ب ي‪،‬‬
‫ول أ حب الغي بة ول الكذب وإن ا أ خبكم بأحواله ‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫وال إنه مسكي أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت ‪ .‬وربا‬
‫يقول ‪ :‬دعو نا م نه ال يغ فر ل نا وله وإن ا ق صدهم ا ستنقاصه‬
‫وهضمبا لناببه ‪ .‬ويرجون الغيببة فب قوالب صبلح وديانبة‬
‫يادعون ال بذلك كمبا يادعون ملوقبا وقبد رأينبا منهبم‬
‫ألوانا كثية من هذا وأشباهه ‪.‬‬
‫ومنهم من يرفع غيه رياء فيفع نفسه ‪ ,‬فيقول ‪ :‬لو دعوت‬
‫‪13‬‬

‫البار حة ف صلت لفلن ل ا بل غي ع نه ك يت وك يت ‪ ,‬لي فع‬


‫نف سه ويض عه ع ند من يعتقده ‪ .‬أو يقول ‪ :‬فلن بل يد الذ هن‬
‫قليل الفهم وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه‬
‫‪.‬‬
‫ومن هم من يمله ال سد على الغي بة فيج مع ب ي أمر ين‬
‫قبيحي ‪ :‬الغيبة ‪ ،‬والسد ‪ .‬وإذا أثن على شخص أزال ذلك‬
‫عنه با استطاع من تنقصه ف قالب دين وصلح ‪ ،‬أوف قالب‬
‫حسد وفجور وقدح ‪ ،‬ليسقط ذلك عنه ‪.‬‬
‫ومنهبم مبن يرج الغيببة فب قالب تسبخر ولعبب‬
‫ليضحك غيه باستهزائه وماكاته واستصغار الستهزأ به ‪.‬‬
‫ومنهم من يرج الغيبة ف قالب التعجب ‪،‬فيقول تعجبت‬
‫من فلن كيف ليفعل كيت وكيت؟ومن فلن كيف وقع منه‬
‫ك يت وك يت ‪ ,‬وك يف ف عل ك يت وك يت فيخرج ا سه ف‬
‫معرض تعجبه ‪.‬‬
‫ومنهم من يرج الغتمام ‪ ,‬فيقول مسكي فلن ‪ ،‬غمن ما‬
‫جرى له و ما ت له في ظن من ي سمعه أ نه يغ تم له ويتأ سف ‪,‬‬
‫وقلببه منطبو على تشفبي ببه ولو قدر لزاد على مبا ببه ولرباب‬
‫‪14‬‬

‫يذكره ع نه أعدائه ليتش فى به ‪ .‬هذا وغيه من أع ظم أمراض‬


‫القلوب والخادعات ل وللقه‪.‬‬
‫ومن هم من يظ هر الغي بة ف قالب غ ضب وإنكار من كر‪،‬‬
‫فيظهر ف هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غي ما‬
‫أظهر وال الستعان ) انتهى ‪.‬‬
‫* ومن ألم السالك ما تسرب إل بعض ديار السلم من‬
‫بلد الك فر من ن صب مشا نق التجر يح للش خص الذي يراد‬
‫تطيمه والحباط با يلوث وجه كرامته ‪.‬‬
‫ويري ذلك بواسبطة سبفيه يسبافه عبن غيه متلعبب‬
‫بدينبه قاعبد مَ ْزجَرَ الكلب الناببح سبافل فب خلقبه مسبوخ‬
‫الاطر صفيق الوجه مغبون ف أدبه وخلقه ودينه ‪.‬‬
‫* بل ربا سلكوا شأن أهل الهواء كما يكشفهم ابن القيم‬
‫‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬إذ يقول‪: 4‬‬
‫( وانظبر سبرعة السبتجيبي لدعاة الرافضبة ‪ ,‬والقرامطبة‬
‫الباطنيبة ‪ ,‬والهميبة ‪ ,‬والعتزلة ‪ ,‬وإكرامهبم لدعاتمب وبذل‬
‫أموال م وطاعت هم ل م من غ ي برهان أتو هم به أو آ ية أرو هم‬
‫إيا ها غ ي أن م دعو هم إل تأو يل ت ستغربه النفوس وت ستطرفه‬
‫‪15‬‬

‫العقول وأوهوهم أنه من وظيفة الاصة الذين ارتفعوا به عن‬


‫طبقة العامة فالصائر إليه معدود ف الواص مفارق للعوام ‪,‬‬

‫بدة ‪,‬‬
‫بب الباطلة ‪ ,‬والراء الفاسب‬ ‫بن الذاهب‬‫بر شيئا مب‬ ‫فلم تب‬
‫السبتخرجة بالتأويبل قوببل الداعبي إليبه التب ببه ‪ ,‬أول‬
‫بالتكذيبب له ‪ ,‬والرد عليبه ‪ ,‬ببل ترى الخدوعيب الغروريبن‬
‫يفلون إليه إجفال ويأتون إليه أرسال ‪ ,‬تؤزهم إليه شياطينهم‬
‫ونفو هم أزا ‪ ,‬وتزعج هم إل يه إزعا جا فيدخلون ف يه أفوا جا ‪,‬‬
‫يتهافتون فيه تافت الفراش ف النار ‪ ،‬ويثوبون إليه مثابة الطي‬
‫إل الوكار‪ ،‬ث من عظيم آفاته‪ ,‬سهولة المر على التأولي ف‬
‫ن قل الدعو ين عن مذاهب هم ‪ ,‬وقب يح اعتقاد هم إلي هم‪ ,‬ون سخ‬
‫الدى مبن صبدورهم ‪ ,‬فإنمب رباب اختاروا للدعوة إليبه رجل‬
‫مشهورا بالديانة والصيانة ‪ ,‬معروفا بالمانة ‪ ,‬حسن الخلق‪,‬‬
‫جيل اليئة ‪ ,‬فصيح اللسان ‪ ,‬صبورا على التقشف ‪ ,‬والتزهد ‪,‬‬
‫مرتا ضا لخاطبة الناس على اختلف طبقاتم ‪ ,‬ويتهيأ لم مع‬
‫ذلك من عيب أهل الق والطعن عليهم والزراء بم ما يظفر‬
‫به الفتش عن العيوب ‪ ,‬فيقولون للمغرور الخدوع ‪:‬وازن بي‬
‫هؤلء وهؤلء‪ ,‬وحكم عقلك‪ ,‬وانظر إل نتيجة الق والباطل‪,‬‬
‫‪16‬‬

‫فيته يأ ل م بذا الداع ما ل يته يأ باليوش و ما ل يط مع ف‬


‫الوصول إليه بدون تلك الهة ) انتهى ‪.‬‬
‫ق ف أهل الفضل والدين ‪ ,‬فعلى شبه‬ ‫* وأما وقيعة الفُسّا ِ‬
‫من قال ال فيهم ‪:‬‬
‫{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف ف وجوه الذين كفروا‬
‫الن كر يكادون ي سطون بالذ ين يتلون علي هم آيات نا ‪} ..‬ال ية‬
‫[ الج ‪. ] 72 :‬‬
‫وا ستخفاف هؤلء بالد ين يمل هم على إشا عة أشياء عن‬
‫العلماء ‪ ,‬والدعاة منهم ‪ ,‬ورجال السبة فيهم بق صد الشناعة‬
‫عليهم ‪.‬‬

‫* ويش به الم يع ف ق صد التشن يع ‪ :‬أهل الهواء على‬


‫اختلف فرقهبم ‪ ,‬وتنوع مشاربمب ‪ ,‬واختلف مدارسبهم ‪,‬‬
‫فإن لم شهوة جامة بالوقيعة ف أهل السنة ‪ ,‬وعلماء المة ‪.‬‬
‫* وإذا كانت هذه شناعات ف مقام التجريح ‪ ,‬فيقابلها‬
‫على ألسبنة شقيبة ‪ :‬مقام الطراء الكاذب ‪ ,‬برفبع أناس فوق‬
‫منلتهم ‪ ,‬وتعديل الجروحي ‪ ,‬والصد عن فعلتم ‪ ,‬وإن فعل‬
‫الواحد منهم فعل ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫وإذا كانت ‪ (( :‬ظاهرة التجريح )) وقيعة بغي حق ‪ ,‬فإن‬


‫(( منح المتياز )) بغي حق ‪ ,‬يفسد الخلق ‪ ,‬ويلب الغرور‬
‫والستعلء ‪ ,‬وي غر الاهلي بن يضرهم ف دينهم ودنياهم ‪.‬‬
‫ولذا ترى العقلء يأنفون من هذه المتيازات السخيفة‬
‫وتأب نفوسهم من هذه اللوثة العجمية الوافدة‪. 5‬‬
‫وهذه أحرف نعترضة ث أقول ‪:‬‬
‫* وهكذا ف سيل متدفق سيال على ألسنة كالسياط ‪,‬‬
‫دأباب الترببص ‪ ,‬فالتوثبب على العراض ‪ ,‬والتمضمبض‬
‫بالعتراض ‪ ,‬م ا يو سع جراح ال مة ‪ ,‬ويل غي الث قة ف علماء‬
‫اللة ‪ ,‬ويغتال الف ضل ب ي أفراد ها ‪ ,‬ويق طع أرحام ها تأ سيسا‬
‫على خيوط من الوهام ‪ ,‬ومنازلت بل برهان ‪ ,‬ت ر إل ف ت‬
‫تدق البواب ‪ ,‬وتضرب الثقة ف قوام المة من خيار العباد ‪.‬‬
‫فبئس النتجبع ‪ ,‬وبئسبت الوايبة ‪ ,‬ويبا ويهبم يوم تبلى‬
‫السرائر يوم القيامة ‪.‬‬
‫********‬
‫واجب دفعها‬
‫والقسبمة كمبا ترى ‪ :‬واحبد ظال لنفسبه مببي ‪ ,‬وآخبر‬
‫مظلوم ‪ .‬ومن قواعد اللة ‪ (( :‬نصر السلم أخاه السلم ظالا أو‬
‫‪18‬‬

‫مظلوما )) ل على مقصد أول من تكلم با ‪ :‬جندب بن العنب‬


‫‪ ,‬إذ أراد با حية الاهلية ‪ ,‬ولكن على مقصد النب ‪ -‬صلى‬
‫ال عليبه وسبلم ‪ -‬إذ أخبذ ‪ -‬صبلى ال عليبه وسبلم ‪-‬‬
‫الصورة ‪ ,‬ونقلها إل معن شريف بعن ‪:‬‬
‫نصبرته ظالاب ‪ ,‬بالخبذ على يده ‪ ,‬وإبداء النصبح له ‪,‬‬
‫وإرشاده وتليصبه مبن بناء الحكام على الظنون والوهام ‪,‬‬
‫وإعمال اليقي مكان الظن ‪ ,‬والبينة مل الوسوسة ‪ ,‬والصمت‬
‫عبن القذف بالباطبل والثب ‪ ,‬ومبدأ حسبن النيبة ‪ ,‬بدل سبوء‬
‫الظن والطوية ‪ ,‬وتذيره من نقمة ال وسخطه ‪.‬‬
‫ونصرته مظلوما ‪ ,‬بردع الظال عنه ‪ ,‬والنصاف له منه ‪,‬‬
‫والد فع عن عر ضه وكرام ته ‪ ,‬وت سليته ‪ ,‬وتذكيه ‪ ,‬باله من‬
‫الجر الزيل ‪ ,‬والثواب العريض ‪ ,‬وأن ال ناصره ‪ -‬بشيئته‬
‫‪ -‬ولو بعد حي ‪.‬‬
‫وهذه النصرة لما من ماسن السلم ‪ ,‬وأبواب الهاد ‪,‬‬
‫وتعلن النذارة لذوي النفوس الشريرة ملة الشقاق والشغبب أن‬
‫على الدرب رجال بالرصاد ‪ ,‬على حد قول ال تعال ‪:‬‬
‫{ فشرد بم من خلفه لعلهم يذكرون } [ النفال ‪. ] 57 :‬‬
‫‪19‬‬

‫فتنقمع نفوسهم وهم يسفون الل ‪ ,‬وينطوي عن الساحة‬


‫الشقاق والش غب ‪ ,‬وتلق ي الناس ال سؤال عن فلن وعلن ‪,‬‬
‫وما يره من تعب من غي أرب ‪.‬‬
‫لذا جرى القلم ف عرض ما هو كائن ف معيار الشرع الطهر‬
‫‪ ,‬عسى أن يكون وسيلة إنقاذ لن أضناه مشوار التجريح‬
‫والتصنيف ‪ ,‬فيلقي عصا التسيار قبل المات ‪.‬‬
‫و سلوة لظلوم مضرج برماح الراح ي ‪ ,‬فتك شف ال ضر ‪,‬‬
‫وتبعد السوء ‪.‬‬
‫وتذيرا لكبل عببد مسبلم ‪ ,‬مبن سببيل مبن احاطبت ببه‬
‫خطيئته ‪.‬‬
‫وعسى أن يكون ف هذه الوراق تطهي لماعة السلمي‬
‫مبن هذه الرواسبب ‪ ,‬وأمبن مبن هذه الخاوف ‪ ,‬ونرفبع باب‬
‫الغطاء عن هذه الحنة الدفينة ؛ لطفاء جذوتا وكتم حلتها ‪,‬‬
‫خشية أن تعمل عملها فتفرق كلمة السلمي ‪ ,‬وتوجد الفروق‬
‫بينهبم ‪ ,‬فيتخطفهبم الناس ‪ ,‬ويبقبى صبوت القب ضئيل ‪,‬‬
‫وحامله ضعيفا ‪.‬‬
‫ومبع هذا فلن تراهبا سبجل للحوادث والواقعات الرة ‪,‬‬
‫فهي كثية ‪ ,‬وصاحبها حامل لسؤليتها { فكل أخذنا بذنبه}‬
‫‪20‬‬

‫من"الية ‪ 40 :‬العنكبوت"‪ .‬لكنها أحرف جريئة ف ورقات‬


‫قليلة ‪ ,‬تقرع جرس النذارة مبن هذه الكيدة‪( :‬تصبنيف الناس)‬
‫اعتداء‪ ,‬و(( تريهم )) بغيا وعدوانا ‪ ,‬فتكشف هذه الظاهرة‬
‫بلء ‪ ,‬وتواجه وجوه الذين يتعاملون معها بنصوص واضحة ‪,‬‬
‫وقوارع من نصوص الوحيي ظاهرة ‪ ,‬فإل فاتة البيان لا ‪:‬‬
‫* إن جارحة اللسان الناطق بالكلم التواطأ عليه ‪ ,‬أساس‬
‫ف الياة والتعايش دينا ودنيا ‪ ,‬فبكلمة التوحيد يدخل الرء ف‬
‫ملة السبلم ‪ ,‬وبنقضهبا يرج منهبا ‪ ,‬وبيب ذلك مراحبل‬
‫انتظمت أبواب الشريعة ‪ ,‬فلو نظرت إل (( الكلم )) وما بن‬
‫عليبه مبن أحكام لوجدت مبن ذلك عجببا فب ‪ :‬الطهارة ‪,‬‬
‫والصبلوات ‪ ,‬وسبائر أركان السبلم ‪ ,‬والهاد ‪ ,‬و البيوع ‪,‬‬
‫والنكاح ‪ ,‬والطلق ‪ ,‬والنايات ‪ ,‬والدود ‪ ,‬والقضاء ‪... ,‬‬
‫ببل أفردت أبواب فب الفقهيات كلهبا لاب تلفبظ ببه هذه‬
‫الداة ‪ (( :‬اللسان )) ‪:‬‬
‫فببب أبواب ‪ :‬القذف ‪ ,‬والردة ‪ ,‬واليان ‪ ,‬والنذور ‪,‬‬
‫والشهادات ‪ ,‬والقرار ‪.‬‬
‫و ف ا صل ال صول ‪ (( :‬التوح يد )) يدور عل يه الب حث‬
‫والتأليف ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫فكم من كلم أوجب ردة فقتل‪ ,‬أو واجب قذفا فجلدا‪,‬‬


‫أو أوجبب كفارات أو نزعبت بسبببه حقوق فردت مظال إل‬
‫أهل ها ‪ .‬أو إقرار أو جب بفرده حك ما ‪ ,‬ولذا قالوا ‪ (( :‬إقرار‬
‫الرء على نفسه أقوى البينات )) ‪.‬‬
‫وهكذا من مناهج الشريعة الباركة الغراء ؛ ولذا تكاثرت‬
‫نصوص الوحيي الشريفي ف تعظيم شأن السان ترغيبا وترهيبا‬
‫‪ ,‬وأفرد العلماء فب جعب غفيب مبن مفرداتبه الؤلفات ففبي‬
‫الترغيب ‪ :‬الدعوة إل ال على بصية ‪ ,‬ونشر العلم بالدرس ‪,‬‬
‫وفضل الصدق ‪ ,‬وكلمة الق ‪...‬‬
‫وف الترهيب ‪ :‬عن الغيبة ‪ ,‬والنميمة ‪ ,‬والكذب ‪ ,‬وآفات‬
‫اللسان الخرى ‪.‬‬
‫وقد جعت ف ذلك (( معجم الناهي اللفظية )) وبسطت‬
‫أصوله الشرعية ف مقدمته ‪.‬‬
‫* وإذا علمت أن النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬قال فيما‬
‫صح ع نه ‪ ":‬من يض من ل ما ب ي لي يه و ما ب ي فخذ يه ‪:‬‬
‫أض من له ال نة"‪.‬عل مت أن هذه(( الضما نة))ل تل عق إل على‬
‫أمر عظيم ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫وهذه بؤداهبا (( رقاببة شرعيبة )) على حفبظ أعراض‬


‫السبلمي وكبف الذى عنهبم فب (( العرض ‪ ,‬والديبن ‪,‬‬
‫والنسب ‪ ,‬والال ‪ ,‬والبدن ‪ ,‬والعقل )) ‪.‬‬
‫‪ -‬ف حجة‬ ‫ولا جع ال شل السلمي أعلنها النب ‪-‬‬
‫الوداع ‪ ,‬فقال ‪ - -‬ف خطبته الامعة على مسمع يزيد عن‬
‫مائة ألف نفس من السلمي ‪:‬‬
‫" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة‬
‫يومكم هذا ف شهركم هذا ف بلدكم هذا أل هل بلغت " ‪.‬‬
‫طرق التصنيف‬
‫شوّ ظاهرة الت صنيف الغل بة ‪,‬وإن إطفاء ها‬
‫وإذا عل مت فُ ُ‬
‫واجب ‪ ,‬فاعلم أن الحترفي لا سلكوا لتنفيذها طرقا منها ‪:‬‬
‫* أنك ترى الراح القصاب ‪ ,‬كلما مر على مل من‬
‫الدعاة اختار من هم ((ذبي حا)) فرماه بقذي فة من هذه اللقاب‬
‫الرة‪,‬ترق من فمه مروق السهم من الرمية‪,‬ث يرميه ف الطريق‪,‬‬
‫ويقول‪ :‬أميطوا الذى عبن الطريبق‪,‬فإن ذلك مبن شعبب‬
‫اليان؟؟؟‬
‫‪23‬‬

‫* وترى دأببه الترببص‪,‬والترصبد‪:‬عيب للترقبب وأذن‬


‫للتجسبس‪,‬كبل هذا للتحريبش‪,‬وإشعال نار الفتب بالصبالي‬
‫وغيهم ‪.‬‬
‫* وترى هذا ((الرمز البغيض)) مهموما بحاضرة الدعاة‬
‫ب سلسلة طو يل ذرع ها‪,‬رد يء متن ها‪ ,‬ت ر أثقال من اللقاب‬
‫النفرة‪ ,‬والتهبم الفاجرة ‪,‬ليسبلكهم فب قطار أهبل الهواء‪،‬‬
‫وضلل أهبل القبلة‪ ,‬وجعلهبم وقود بلبلة ‪ ,‬وحطبب اضطراب‬
‫وبالملة فهذا (( القطيع )) هم أسوأ (( غزاة العراض‬
‫بالمراض )) والعض بالباطل ف غوارب العباد ‪ ,‬والتفكه با ‪,‬‬
‫فهم مقربون بأصفاد ‪ :‬الغل ‪ ,‬والبغضاء ‪ ,‬والسد ‪ ,‬والغيبة ‪,‬‬
‫والنميمة ‪ ,‬والكذب ‪ ,‬والبهت ‪ ,‬والفك ‪ ,‬والمز ‪ ,‬واللمز ‪,‬‬
‫جيعها ف نفاذ واحد ‪.‬‬
‫إن م ب ق ‪ (( :‬ر مز الرادة ال سيئة )) يرتعون في ها بشهوة‬
‫جامة ‪.‬‬
‫نعوذ بال من حالم ‪ ,‬ل رعوا ‪.‬‬
‫آثارها‬
‫‪24‬‬

‫* فيا ل كم لذه ‪ (( :‬الوظيفة البليسية )) من آثار‬


‫موجعة للجراح نفسه؛ إذ سلك غي سبيل الؤمني ‪ .‬فهو لقىً‪,‬‬
‫منبوذ ‪ ,‬آث ‪ ,‬جان على نفسه ‪ ,‬وخلقه ‪ ,‬ودينه ‪ ,‬أمته ‪.‬‬
‫من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب ‪ ,‬فهو يقاسم‬
‫القاذف ‪ ,‬ويقاسبم ‪ :‬البهات ‪ ,‬والقتات ‪ ,‬والنمام ‪ ,‬والغتاب ‪,‬‬
‫ويتصبدر الكذابيب الوضاعيب فب أعبز شيبء يلكبه السبلم ‪:‬‬
‫(( عقيدته وعرضه )) ‪.‬‬
‫قال ال تعال ‪:‬‬
‫{ والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما اكتسبوا فقد‬
‫احتملوا بتانا وإثا مبينا } [ الحزاب ‪. ] 58 :‬‬
‫وهذا البهت قد يوجب ‪ (( :‬ردة )) للقائل نفسه ‪ ,‬كما‬
‫لو قال لنب عمبل بالسبلم ‪ :‬رجعبي ‪ ,‬متخلف ‪ ,‬كمبا ترى‬
‫تقريره ف أبواب الردة من ك تب الشري عة الديث ية والفقه ية ؛‬
‫ولذا ألف اببن قطلوبغبا‪ ,‬رسبالة باسبم‪ ((:‬مبن يكفبر ول‬
‫يشعر))‪.‬‬
‫وهذا أسبوأ أثبر على التفكهيب بذه الظاهرة فضل عبن‬
‫آثارها الخرى عليه‪ :‬منها سقوط الراح من احترام الخرين‪,‬‬
‫وتقويه بأنه خفيف ‪ ,‬طيّاش ‪ ,‬رقيق الديانة ‪ ,‬صاحب هوى‪,‬‬
‫‪25‬‬

‫جره هواه وقصبور نظره عبن تييبز القب مبن الباطبل ‪ ,‬إل‬
‫ماصمة الحق ‪ ,‬والجوم عليه بغي حق ‪.‬‬
‫بل وسوأة عظمى احتساب البتلى هذا السعي بالفساد ‪,‬‬
‫مبن الديبن ‪ ,‬وإظهاره بلباس الشرع التيب ‪ ,‬والتلذذ بذكره ‪,‬‬
‫ونشره ‪.‬‬
‫حقبا لقبد أتعبب التاريبخ ‪ ,‬وأتعبب نفسبه ‪ ,‬وآذى التاريبخ ‪,‬‬
‫وآذى نفسه ‪ ,‬فل هو قال خيا فغنم ‪ ,‬ول سكت فسلم ‪.‬‬
‫فإل قائمبة المقوتيب فب سبجل التاريبخ غيب مأسبوف‬
‫عليهم ‪:‬‬
‫ل يلك الرد له إذا أتى‬ ‫إن الشقي بالشقاء مولع‬

‫* وكم أورثت هذه التهم الباطلة من أذى للمكلوم با‬


‫من خفقة ف الصدر ‪ ,‬ودمعة ف العي ‪ ,‬وزفرات تظلم يرتف‬
‫منها بي يدي ربه ف جوف الليل ‪ ,‬لجا بكشفها مادّا يديه‬
‫إل مغيث الظلومي ‪ ,‬كاسر الظالي ‪.‬‬
‫والظال يغط ف نومه ‪ ,‬وسهام الظلومي تتقاذفه من كل‬
‫جانب ‪ ,‬عسى أن تصيب منه مقتل ‪.‬‬
‫فيبا ل ‪ " :‬مبا أعظبم الفرق بيب مبن نام وأعيب الناس‬
‫ساهرة تدعو له ‪ ,‬وبي من نام وأعي الناس تدعو عليه‪. " 6‬‬
‫‪26‬‬

‫* وكم جرت هذه الكيدة من قارعة ف الديار ‪ ,‬بتشويه‬


‫و جه ال ق ‪ ,‬والوقوف ف سبيله ‪ ,‬وضرب للدعوة من حدثاء‬
‫السببنان فبب عظماء الرجال باحتقارهببم وازدرائهببم ‪,‬‬
‫والسبتخفاف بمب وبعلومهبم ‪ ,‬وإطفاء مواهبهبم ‪ ,‬وإثارة‬
‫الشحناء ‪ ,‬والبغضاء بينهم ‪.‬‬
‫ث هضم لقوق السلمي ‪ :‬ف دينهم ‪ ,‬وعرضهبم ‪.‬‬
‫وتجيم لنتشار الدعوة بينهم ‪ ,‬بل صناعة توابيت ‪ ,‬تقب فيها‬
‫أنفاس الدعاة ونفائس دعوتم ؟؟‬
‫انظر ‪ :‬كيف يتهافتون على إطفاء نورها ‪ ,‬فال حسبهم ‪,‬‬

‫وهو حسيبهم ‪.‬‬


‫وهذا مطمبع مؤكبد مبن خطبط أعداء اللة لعدائهبا ‪,‬‬
‫َسبلَة لكيبد السبلمي ‪,‬‬
‫والسبتعداء عليهبا فب منظومتهبم الف ْ‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫أن الكفار تكلموا طعنبا فب راويبة السبلم أبب هريرة‪-‬‬
‫رضي ال عنه‪-‬دون غيه من الصحابة‪-‬رضي ال عنهم‪-‬؛ لنه‬
‫أكثرهم رواية‪ ,‬فإذا استسهل الطعن فيه‪ ,‬تبعه من دونه رواية‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫لذا ف قد أط بق أ هل اللة ال سلمية ‪ ,‬على أن الط عن ف‬


‫واحد من الصحابة ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ : -‬زندقة مكشوفة ‪.‬‬
‫قال أبو زرعة الرازي – رحه ال تعال‪: - 7‬‬
‫" إذا رأيبت الرجبل ينتقبص أحدا مبن أصبحاب رسبول‬
‫ال‪- -‬فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول ال‪- -‬حق‪،‬‬
‫والقرآن حبق‪ ،‬ومبا جاء ببه حبق‪ ،‬وإناب أدى إلينبا ذلك كله‬
‫الصحابة‪ ،‬وهؤلء يريدون أن يرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬والرح بم أول‪ ،‬وهم زنادقة " ‪.‬‬
‫وقبد أجرى العلماء هذا الكبم بنب قدح فب أحبد مبن‬
‫حلة الشرع الطهر ‪ ،‬علماء المة العاملي ؛ لن القبدح‬
‫بالامل يفضي إل القدح با يمله من رسالة البلغ لدين ال‬
‫وشرعبه ؛ ولذا أطببق العلماء – رحهبم ال تعال – على أن‬
‫من أسباب اللاد ‪ ":‬القدح بالعلماء "‪.‬‬
‫قال الدورقي – رحه ال تعال ‪:-‬‬
‫" مبن سبعته يذكبر أحدب ببن حنببل بسبوء فاتمبه على‬
‫السلم " ‪.‬‬
‫وقالاب أحدب – رحهب ال تعال – فب حبق ييب ببن معيب ‪،‬‬
‫وقيلت ف حق أب زرعة ‪ ،‬وعكرمة – رحم ال الميع ‪. -‬‬
‫‪28‬‬

‫" قال سفيان بن وك يع ‪ :‬أح د عند نا م نة ‪ ،‬من عاب‬


‫أحد فهو عندنا فاسق " ‪.‬‬
‫وقال غيه ‪ " :‬احد منة به يعرف السلم من الزنديق " ‪.‬‬
‫وقيل فيه ‪:‬‬
‫أضحى ابن حنبل منة مأمونة‬
‫وبب أحد يعرف التنسك‬
‫وإذا رأيت لحد متنقصا‬
‫فاعلم بأن ستوره ستهتك‬
‫فأ هل ال سنة يت حن بحبت هم فيتم يز أ هل ال سنة بب هم ؛‬
‫وأهل البدعة ببغضهم ‪:‬‬
‫وقال الافظ ابن عساكر – رحه ال تعال ى ‪: -‬‬
‫‪8‬‬

‫" واعلم يا أ خي وفق نا ال وإياك لرضا ته ‪ ،‬وجعل نا م ن‬


‫يشاه ويتق يه حق تقا ته ‪ ،‬أن لوم العلماء – رح ة ال علي هم‬
‫– م سمومة ‪ ،‬وعادة ال ف ه تك أ ستار منتق صيهم معلو مة ؛‬
‫لن الوقع ية في هم مر تع وخ يم ‪ ،‬والختلف على من اختاره‬
‫ال منهم لنعش العلم خلق ذميم …‪. ".‬‬
‫ومازالت ثائرة أهل الهواء ‪ ،‬توظف هذه الكيدة ف ثلب‬
‫علماء المة ‪ .‬فقد لوا ف الط على شيخ السلم ابن تيمية‬
‫‪29‬‬

‫– رحهب ال تعال – لنبه عمدة فب القرون التأخرة لحياء‬


‫منهج السلف ‪.‬‬
‫ونشروا فب العال التشنيبع على دعوة علماء السبلف فب‬
‫قلب الزيرة العربية بالرجوع إل الوحي ي الشريفي ‪ ،‬ونبزهم‬
‫بشت اللقاب للتنفي ‪.‬‬
‫وف عصرنا الاضر يأخذ الدور ف هذه الفتنة دورته ف‬
‫مسلخ من النتسبي إل السنة متلفعي متلفعي برط ينسبونه‬
‫إل السلفية – ظلما لا – فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم‬

‫بة ‪ ،‬واشتغلوا بضللة‬ ‫بج الواهيب‬


‫بة على الجب‬ ‫الفاجرة ‪ ،‬البنيب‬
‫التصنيف ‪.‬‬
‫وهذا بلء عر يض ‪ ،‬وفت نة مضلة ف تقل يص ظل الد ين ‪،‬‬
‫وتشت يت جاع ته ‪ ،‬وزرع البغضاء بين هم ‪ ،‬وإ سقاط حل ته من‬
‫أعيب الرعيبة ‪ ،‬ومبا هنالك مبن العناد ‪ ،‬وجحبد القب تارة ‪،‬‬
‫ورده أخرى ‪.‬‬
‫صببدق الئمببة الداة ‪ :‬إن رمببي العلماء بالنقائص ‪،‬‬
‫وتصنيفهم البائس من البينات ‪ ،‬فتح باب الزندقة ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫* و يا ل كم صدت هذه الفت نة العمياء عن الوقوف ف‬


‫وجبه الدب اللادي ‪ ،‬والدب الطرقبي ‪ ،‬والعببث الخلقبي ‪،‬‬
‫وإعطاء الفرصبة لمب فب اسبتباحة أخلقيات العباد ‪ ،‬وتأجيبج‬
‫سبل الفساد والفساد ‪.‬‬
‫إل آخبر مبا تره هذه الكيدة الهينبة مبن جنايات على‬
‫الدين ‪ ،‬وعلى علمائه ‪ ،‬وعلى المة ‪ ،‬وعلى ولة أمرها ‪.‬‬
‫وبالملة فهبي فتنبة مضلة ‪ ،‬والقائم يهبا (( مفتون )) و‬
‫(( منشق )) عن جاعة السلمي ‪.‬‬
‫*********‬

‫سندها‬
‫* وب عد الشارة إل آثار (( النشق ي )) وغوائل ت صنيفهم‬
‫فإنك لو سألت ‪ (( :‬الراح )) عن مستنده ‪ ،‬وبينته على هذا‬
‫(( الت صنيف )) الذي ي صك بع العباد صك الندل ‪ ،‬لفلت‬
‫يديه ‪ ،‬يقلب كفيه ‪ ،‬متلعثما اليوم با برع به لسانه بالمس ‪،‬‬
‫ولوجدت ناية ما لديه من بينات هي ‪:‬‬
‫وساوس غامضة ‪ ،‬وانفعالت متوترة ‪ ،‬وحسد قاطع ‪.‬‬
‫وتوظيف لسوء الظن ‪ ،‬والظن أكذب الديث ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫وبناء الزعم ‪ ،‬وبئس مطية الرجل زعموا ‪.‬‬


‫فالنشببق يشيببد الحكام على هذه الوهام النهارة ‪،‬‬
‫والظنون الرجوحبة ‪ ،‬ومتب كانبت أسباسا تبنب عليبه‬
‫الحكام‪ 9‬؟؟‬
‫ومن آحادها السخيفة الت يأترون ويتلقون عليها للتصنيف‪:‬‬
‫* فلن يترحم على فلن ‪ ،‬وهو من الفرقة الفلنية ؟‬
‫فانظر كيف يتحرجون رحة ال ‪ ،‬ويقعون ف أقوام لعلهم‬
‫قد حطوا رحالم ف النة ‪ ،‬إضافة إل التصنيف بالث ‪.‬‬
‫* إنه يذكر فلنا بالدرس ‪ ،‬وينقل عنه ‪:‬‬
‫والذي ترر ل أن العلماء ل ينقلون عن أهل الهواء‬
‫الغلظة ‪ ،‬والبدع الكبى – الكفرة ‪ ، -‬ول عن صاحب‬
‫هوى أو بدعة ف بدعته ‪ ،‬ول متظاهر ببدعة متسافه با ‪،‬‬
‫داعية إليها ‪.‬‬
‫ومبا دون ذلك ينقلون عنهبم على الادة أي ‪ :‬سببيل‬
‫العتبار ‪ ،‬كالشأن ف سياق الشواهد والتابعات ف الرويات ‪.‬‬
‫* ومبن مسبتندات (( النشقيب )) الراحيب ‪ :‬تتببع‬
‫العثرات ‪ ،‬وتلمس الزلت ‪ ،‬والفوات ‪.‬‬
‫فيجرح بالطأ ‪ ،‬ويتبع العال بالزلة ‪ ،‬ول تغفر له هفوة ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫وهذا منهج مرد ‪.‬‬


‫فمن ذا الذي سلم من الطأ – غي أنبياء ال ورسله ‪، -‬‬
‫و كم لب عض الشاه ي من العلماء من زلت ‪ ،‬لكن ها مغتفرة‬
‫بانب ما هم عليه ما هم عليه من الق والدى والي الكثي ‪:‬‬
‫ومن له السن فقط‬ ‫من الذي ما ساء قط‬
‫ولو أخذ كل إنسان بذا لا بقي معنا أحد ‪ ،‬ولصرنا مثل دودة‬
‫القز ‪ ،‬تطوي نفسها بنفسها حت توت ‪.‬‬
‫وان ظر ‪ :‬ما ثبت ف (( ال صحيحي )) عن جابر – ر ضي ال‬
‫عنه – " أن رسول ال ‪ - -‬نى أن يطرق الرجل أهله ليل‬
‫يتخونم أو يلتمس عثراتم " ‪.‬‬
‫هذا وهم أهل بيت الرجل وخاصته فكيف بغيهم ؟‬
‫وما شرع أدب الستئذان ‪ ،‬وما يتبعه من تسيس أهل‬
‫البيبت بدخول الداخبل إل للبعبد عبن الوقوع على العثرات‬
‫فكيف بتتيعها ‪.‬‬
‫* ومن طرائقهم ‪:‬‬
‫ترت يب سوء ال ظن ‪ ،‬وح ل الت صرفات قول ‪ ،‬وفعل على‬
‫مامل السوء والشكوك ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫وم نه ‪ :‬التناوش من مكان بع يد ل مل الكلم على ما مل‬


‫السبوء بعبد بذل المب القاطبع للترصبد ‪ ،‬والترببص ‪ ،‬والفرح‬
‫العظيم بأنه وجد على فلن كذا ‪ ،‬وعلى فلن كذا ‪.‬‬
‫ومت صار من دين ال ‪ :‬فرح السلم بفارقة أخيه السلم‬
‫للثام ‪.‬‬
‫أل إن هذا الت صيد ‪ ،‬داء خبيث م ت ما ت كن من ن فس‬
‫أطفبأ مبا فيهبا مبن نور اليان ‪ ،‬وصبي القلب خراببا يباببا ‪،‬‬
‫يستقبل الهواء والشهوات‪ ،‬ويفرزها‪ .‬نعوذ بال من الذلن ‪.‬‬
‫ومن هذا العرض يتبي أن ‪ (( :‬ظاهرة التصنيف )) تسري‬
‫بدون مقومات مقبولة شرعبا ‪ ،‬فهبي مبنيبة على دعوى مردة‬
‫مبن الدليبل ‪ ،‬وإذا كانبت كذلك بطبل الدعاء ‪ ،‬واضمحلت‬
‫الدعوى ‪ ،‬وأصبحت غي مسموعة شرعا ‪ ،‬وآلت حال الدعي‬
‫إل مدعى عليه تقام الدعوى با كذب وافترى وف الديث أن‬
‫النب ‪ - -‬قال ‪:‬‬
‫" لو يعطى الناس بدعواهم … " الديث ‪.‬‬
‫دوافعها‬
‫* حينئذ يأت السؤال ‪ :‬ماهي السباب الداعية إل شهوة‬
‫التجريح بل دليل ؟‬
‫‪34‬‬

‫والواب ‪ :‬أن الدافع ل يلو ‪:‬‬


‫* إمبا أن يكون الدافبع (( عداوة عقديبة فب حسببانه ))‬
‫فهذا لرباب التوجهات الفكر ية ‪ ،‬والعقد ية الخال فة لل سلم‬
‫الصحيح ف إطار السلف ‪.‬‬
‫وهؤلء هم الذين ألقوا بذور هذه الظاهرة ف ناشئتنا ‪.‬‬
‫* أو يكون الدا فع من تلب يس إبل يس ‪ ،‬وتلع به ف ب عض‬
‫العباد بداء الوسواس ‪ ،‬وكثيا ما يكون ف هؤلء الصالي من‬
‫نفث فيهم أهل الهواء نفثة ‪ ،‬فتمكنت من قلوبم ‪ ،‬وحسبوها‬
‫زيادة فب التوقبي الورع ‪ ،‬فطاروا باب كبل مطار حتب أكلت‬
‫أوقاتم ‪ ،‬واستلهمت جهودهم ‪ ،‬وصدتم عما هم باجة إليه‬
‫من التحصيل ‪ ،‬والوقوف على حقائق العلم واليان ‪.‬‬
‫ولذا كثرت أ سئلتهم عن فلن ‪ ،‬وفلن ‪ ،‬ث تنلت ب م‬
‫الال إل الوقوع فيهم ‪.‬‬
‫وكأن ابن القيم – رحه ال تعال – شاهد عيان لا يري‬
‫ف عصرنا إذ يقول‪: 10‬‬
‫" ومن العجب أن النسان يهون عليه التحفظ والحتراز‬
‫من أكل الرام ‪ ،‬والظلم ‪ ،‬والزنا ‪ ،‬والسرقة ‪ ،‬وشرب المر ‪،‬‬
‫ومن النظر الحرم ‪ ،‬وغي ذلك ‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫ويصبعب عليبه التحفبظ مبن حركبة لسبانه ‪ ،‬حتب نرى‬


‫الرجبل يشار إليبه بالديبن ‪ ،‬والزهبد ‪ ،‬والعبادة ‪ ،‬وهبو يتكلم‬
‫بالكلمات مبن سبخط ال ل يلقبي لاب بال ‪ ،‬وينل بالكلمبة‬
‫الواحدة منها أبعد ‪ ،‬بي الشرق والغرب ‪.‬‬
‫وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه‬
‫يفري ف أعراض الحياء والموات ول يبال ما يقول )انتهى ‪.‬‬
‫* أو يكون الدافبع ‪ (( :‬داء السبد والبغبي والغية ))‬
‫وهبي أشبد مبا تكون بيب النتسببي إل اليب والعلم ‪،‬‬
‫فإذا رأى الغبون فب حظبه مبن هبوط منلتبه العتباريبة‬
‫فب قلوب الناس ‪ ،‬وجفولمب لمب عنبه ‪ ،‬بانبب مبببا‬
‫كتبب ال لحبد أقرانبه مبن نعمبة – هبو منهبببببا‬
‫مروم ‪ ، -‬من القبول ف الرض ‪ ،‬وانتشار الذ كر ‪ ،‬والتفاف‬
‫الطلب حوله ‪ ،‬أخبذ بتوهيب حاله ‪ ،‬وذمبه باب يشببه الدح ‪،‬‬
‫فلن كذا إل أنه …‬
‫وقد يسلك – وشتان بي السلكي – صنيع التورعي من‬
‫الحدثيب فب الجروحيب كحركات التوهيب ‪ ،‬وصبيغ الدعاء‬
‫الت تشي إل الؤاخذات ‪ ،‬وال يعلم أنه ل يريد إل التمريض ‪،‬‬
‫‪36‬‬

‫يفعبل هذا كمدا مبن باب الضرب للمحظوظيب بوسباوس‬


‫الحرومي ‪.‬‬
‫وكل هذا من عمل الشيطان ‪.‬‬
‫ومن هنا تبتهج النفس بدقة نظر النقاد ؛ إذ صرفوا النظر‬
‫عما سبيله كذلك من تقادح القران ‪.‬‬
‫ولذا تتاب عت كلمات ال سلف ك ما روى بع ضا من ها ا بن‬
‫عبدالب – رح ه ال تعال – بأ سانيده ف ‪ (( :‬جام عه )) عن‬
‫ابن عباس –ر ضي ال عنهما – ومالك بن دينار ‪ ،‬وابن حازم‬
‫– رحهم ال تعال – ومنها ‪:‬‬
‫بث وجدت ب ‪ ،‬ول تقبلوا قول الفقهاء‬ ‫" خذوا العلم حيب‬
‫بعضهبم على بعبض ‪ ،‬فإنمب يتغايرون تغايبر التيوس فب‬
‫الزريبة " ‪.‬‬
‫وقال أب حازم ‪:‬‬
‫" العلماء كانوا في ما م ضى من الزمان إذا ل قي العال من‬
‫هو فوقه ف العلم كان ذلك يوم غنيمة ‪ ،‬وإذا لقي من هو مثله‬
‫ذاكره ‪ ،‬وإذا لقبي مبن هبو دونبه ل يزه عليبه حتب كان هذا‬
‫الزمان ‪ ،‬فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه‬
‫‪37‬‬

‫ح ت يرى الناس أ نه ل يس به حا جه إل يه ‪ ،‬ول يذا كر من هو‬


‫مثله ‪ ،‬ويزهى على من هو دونه ‪ ،‬فهلك الناس " ‪.‬‬
‫وصدق النب ‪ - -‬فيما رواه حواري رسول ال ‪- -‬‬
‫وابن عمته ‪ :‬الزبي بن العوام – رضي ال عنه – أن رسول ال‬
‫‪ - -‬قال ‪:‬‬
‫" دب إليكم داء المم قبلكم ‪ :‬السد ‪ ،‬والبغضاء ‪ ،‬البغضاء‬
‫هي الالقة ‪ ،‬ل أقول تلق الشعر ‪ ،‬ولكن تلق الدين ‪ ،‬والذي‬
‫نفسبي بيده ل تدخلوا النبة حتب تؤمنوا ‪ ,‬ول تؤمنوا حتب‬
‫تابوا‪ ،‬أل أنبئكم با يثبت ذلك لكم ‪ :‬أفشوا السلم بينكم "‪.‬‬
‫* أو الدافع ‪ (( :‬عداوة دنيوية )) فكم أثارت من تباغض‬
‫وشحناء ‪ ،‬ونكبد ‪ ،‬ومكابدة ‪ ،‬فهؤلء دائمبا فب غصبة مبن‬
‫حياتم ‪ ،‬وترق على حظوظهم ‪ ،‬ول ينالون شيئا ‪.‬‬

‫" وإنا أهلك الناس الدرهم والدينار " ‪.‬‬


‫واللبيب يعرف شرح ذلك ‪.‬‬
‫وعلى كل حال فإن الوى هو الذي ي مل الفريق ي على‬
‫هذه الوبقات ‪ ،‬وقد يتمع ف النسان أكثر من دافع ‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫وأشدهم طوعا للهوى ‪ ،‬أكثرهم إغراقا ف هذه الدوافع ؛‬


‫إذ إن إصدار أي حكم ل يلو من واحد من مأخذين ل ثالث‬
‫لما ‪:‬‬
‫‪-1‬الشريعة ‪ :‬وهي الستند الق وموئل (( العدل )) ‪ ،‬وماذا‬
‫بعد الق إل الضلل ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوى ‪ :‬وهو الأخذ الواهي الباطل الذموم ‪ ،‬ول يترتب‬
‫عليه حق أبدا ‪.‬‬
‫والوى – نعوذ بال م نه – هو أول فت نة طر قت العال ‪،‬‬
‫وباتباع الوى ضل إبليس ‪ ،‬وبه ضل كثي من المم عن اتباع‬
‫رسلهم وأنبيائهم كما ف قصص القرآن العظيم ؛ ولذا حكم‬
‫ال – وهبو أعدل الاكميب – أنبه ل أحبد أضبل منب اتببع‬
‫هواه ‪ ،‬فقال سبحانه ‪:‬‬
‫{ ومن أضل من اتبع هواه بغي هدى من ال }‬
‫[ القصص ‪] 50 :‬‬
‫وقال تعال‬
‫{ ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال إن الذين يضلون‬
‫عبن سببيل ال لمب عذاب شديبد باب نسبوا يوم السباب }‬
‫[ ص ‪] 66 :‬‬
‫‪39‬‬

‫ولذلك قيل للمائلي عن سبيل القصد ‪ (:‬أهل الهواء ) ؛‬


‫وذلك لتباعهم الوى ‪ ،‬أو لنا توي بأهلها ف النار ‪.‬‬
‫* وإذا كان أ هل الهواء قد نحوا ف نفثت هم الحمو مة‬
‫هذه ‪ ،‬ففتح الغرار با كوة على علمائهم ‪ ،‬فإن اللدينيي قد‬
‫حولوها إل باب مفتوح على مصراعيه ‪ ،‬فألقوا كل نقيصة ‪،‬‬
‫وسبخرية فب كبل متديبن وعببد صبال ‪ ،‬وأمبا العلماء فقبد‬
‫جعلوهم (( وقود البلبلة وحطب الضطراب )) ‪.‬‬
‫الشتقاق با‬
‫* وإذا كانبت هذه الظاهرة مبع شيوعهبا ‪ ،‬وانتشارهبا ‪،‬‬
‫واه ية ال سند ‪ ،‬معدو مة البي نة ‪ ،‬ف من هو الذي تول كب ها ‪،‬‬
‫ونفخ ف كيها ‪ ،‬وسعى ف الرض فسادا بنشرها ‪ ،‬وتريك‬
‫الفت با ‪ ،‬والتحريش بواسطتها ؟؟؟‬
‫والواب ‪ :‬هبم أرباب تلك الدوافبع‪ ،‬ول تبتعبد فتبتئس‬
‫وخل عنك التحذلق والفجور‪ ،‬نعوذ بال من أمراض القلوب ‪.‬‬
‫والن فس ل تتق طع ح سرات ه نا ‪ ،‬فإن من ف قل به نوع‬
‫هوى وبدعبة ‪ ،‬قبد عرفبت هذه الفعلت مبن جادتمب التب‬
‫يتوارثون ا على مدى التار يخ ‪ ،‬وتوال الع صر ‪ ،‬و قد ن به على‬
‫مكايدهم العلماء ‪ ،‬وحذروا الغرار من الغترار …‬
‫‪40‬‬

‫لكن بلية ل لعا لا ‪ ،‬وفتنة وقى ال شرها حي سرت ف‬


‫عصرنا – ظاهرة الشغب هذه إل من شاء ال من النتسبي إل‬
‫السبنة ‪ ,‬ودعوى نصبرتا ‪ ،‬فاتذوا (( التصبنيف بالتجريبح ))‬
‫دينا وديدنا ‪ ،‬فصاروا إلبا على أقرانم من أهل السنة ‪ ،‬وحربا‬
‫على رؤو سهم ‪ ،‬وعظمائ هم ‪ ،‬يلحقون م الو صاف الرذولة ‪،‬‬
‫و ينبزونمب باللقاب السبتشنعة الهزولة ‪ ،‬حتب بلغبت بمب‬
‫الال أن فاهوا بقولت هم عن إخوان م ف العتقاد ‪ ،‬وال سنة ‪،‬‬
‫والثر‪ (:‬هم أضر من اليهود والنصارى ) و ( فلن زنديق )؟؟‬
‫وتعاموا عن كل ما يتاب ديار السلمي‪ ،‬ويترق آفاقهم‪،‬‬
‫ومبن الكفبر ‪ ،‬والشرك ‪ ،‬والزندقبة ‪ ،‬واللاد ‪ ،‬وفتبح سببل‬
‫الفساد والفساد ‪ ،‬وما يفد ف كل صباح ومساء من مغريات‬
‫وشهوات ‪ ،‬وأدواء وشبهات ‪ ،‬تنتج تكفي المة ‪ ،‬وتفسيقها ‪،‬‬
‫وإخراجها نشأ آخر منسلخا من دينه وخلقه ‪.‬‬
‫وهنا ‪ ،‬ومن هذا (( النشقاق )) تشفى الخالف بواسطة‬
‫(( النشقي )) ووصل العدو من طريقهم ‪ ،‬وجندوهم للتفريق‬
‫من ح يث يعلمون أول يعلمون ‪ ،‬وان فض بع ضٌ عن العلماء ‪،‬‬
‫واللتفاف حولم ‪ ،‬ووهنوا حالم ‪ ،‬وزهدوا الناس ف عملهم‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫وبؤلء (( النشق ي )) آل أ مر طلئع ال مة ‪ ،‬وشباب ا إل‬


‫أوزاع ‪ ،‬وأشتات ‪ ،‬وفرق ‪ ،‬وأحزاب‪ ،‬وركض وراء السراب‪،‬‬
‫وضياع فب النهبج ‪ ،‬والقدوة ‪ ،‬ومبا ناب مبن غمرتاب إل مبن‬
‫صحبه التوفيق ‪ ،‬وعمر اليان قلبه ‪.‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال ‪.‬‬
‫وهذا(النشقاق ) ف صف أهل السنة لول مرة– حسبما‬
‫نعلم – يو جد ف النت سبي إلي هم من يشاق هم‪ ،‬وي ند نف سه‬
‫لثافنت هم ‪ ،‬ويتو سد ذراع ال م لطفاء جذوت م‪ ،‬والوقوف ف‬
‫طريق دعوت م‪ ،‬وإطلق العنان لل سان يفري ف أعراض الدعاة‬
‫ويلقي ف طريقهم العوائق ف‪(:‬عصبية طائشة )‪.‬‬
‫فلو رأيت هم – م ساكي ير ثى لال م وضياع هم – و هم‬
‫يتواثبون ‪ ،‬ويقفزون ‪ ،‬وال أعلم باب يوعون ‪ ،‬لدركبت فيهبم‬
‫الفة والطيش ف أحلم طي ‪ .‬وهذا شأن من يفق على غي‬
‫قاعدة ولو حاججت الواحد منهم لا رأيت عنده إل قطعة من‬
‫الماس يتد ثر ب ا على غ ي ب صية ‪ ،‬في صل إل عقول ال سذج‬
‫من باب هذه الظاهرة ‪ :‬الغية ‪ .‬ن صرة ال سنة ‪ .‬وحدة ال مة ‪.‬‬
‫وهم أول من يضع رأس العول لدمها ‪ ،‬وتزيق شلها …‬
‫‪42‬‬

‫لكبن ماب يطمئن أن هذه ‪ (( :‬وعكبة )) مصبيها إل‬


‫الضمحلل و (( لوثة وافدة )) تنطفي عن قريب ‪ ،‬وعودة ((‬
‫النشقي )) إل جاعة السلمي أن تعلم ‪:‬‬
‫* أن هذا التبدد يعيش ف أفراد بل أتباع ‪ ،‬وصدق ال ‪:‬‬
‫{ وما للظالي من أنصار } [ البقرة ‪. ] 270 :‬‬
‫ومن صال الدعاء ‪:‬‬
‫{ رب نا ل تعل نا من القوم الظال ي } [ العراف ‪] 47 :‬‬
‫‪.‬‬
‫وقوله تعال ‪:‬‬
‫{ رب فل تعلن ف القوم الظالي } [ الؤمني ‪] 94 :‬‬
‫* وأن هؤلء الفراد يسيون بل قضية ‪.‬‬
‫* وأن جولنمب ‪ :‬هبو مبن فزع وثببة النشقاق ؛ ولذا‬
‫تلمس فيهم زعارة ‪ ،‬وقلة توفيق ‪.‬‬
‫فل بببد ‪ 0‬بإذن ال تعال – أن تبوا هذه اللوثببة ‪،‬‬
‫ويتقلص ظل ها ‪ ،‬وتنك تم أنفا سها ‪ ،‬ويعود (( الن شق )) تائ با‬
‫إل صف جاعة السلمي ‪ ،‬تاليا قول ال تعال { رب نن من‬
‫القوم الظالي } [ القصص ‪. ] 21 :‬‬
‫تبعة فشوها‬
‫‪43‬‬

‫* ث يأت سؤال ثان ‪:‬‬


‫مبن الذي يمبل تبعبة فشبو (( ظاهرة التصبنيف ))‬
‫فالنشقاق عن (( أهل السنة )) ؟؟‬
‫يتمل تبعتها فريقان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الغافلون عن تنفس التوجهات الفكرية‪ ،‬والعقدية‪،‬‬
‫والادية ‪ ،‬وزرعها ف أفئدة الناشئة ‪.‬‬
‫وأ صله ‪ :‬التفر يط ف الغية على ال ق ‪ ،‬وال مر بالعروف‬
‫والنهبي عبن النكبر ‪ ،‬ومبد بسباط ‪ :‬عسبى ‪ ،‬ولعبل ‪.‬‬
‫الثانب‪ :‬غياب العال القدوة عبن القيام بدوره الهادي التربوي‬
‫‪ -‬بل تذبذب ‪-‬كل با فتح ال عليه حسب وسعه وطاقته ‪.‬‬
‫لذين الثر العظيم ف تنفس هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫العمل لواجهتها‬
‫هذه هبي حقيقبة هذه الظاهرة ‪ ،‬وآثارهبا ‪ ،‬ومسبتندها ‪،‬‬
‫ودوافعها ‪ ،‬ومتول كبها ‪ ،‬وأسباب فشوها ‪ ،‬وتفنيدها ‪.‬‬
‫حينئذ يأت سؤال يفرض نفسه ‪:‬‬
‫ما العمل لواجهتها ‪ ،‬وكف بأسها عن السلمي ؟‬
‫فأقول ‪:‬‬
‫العمل ف أصول إل ثلث فئات ‪:‬‬
‫‪44‬‬

‫‪-1‬إل (( الراح )) التلبس بظاهرة التصنيف ‪.‬‬


‫‪ -2‬إل الذي وجه إليه التصنيف ‪.‬‬
‫‪ -3‬أصول لما‪ ،‬ولكل مسلم يريد ال والدار الخرة‪.‬‬
‫فإل بيانا ‪:‬‬
45
‫‪46‬‬

‫صنِيفِ‬
‫حتَرِفِ التّ ْ‬ ‫إِلَى ُم ْ‬
‫ل ْطوِ َم ْوضِ َعهَا‬
‫َقدّر لِرِ ْجلِكَ َقْبلَ ا َ‬
‫ل زَلَقا َعنْ غِرّةٍ زََلجَا‬ ‫َف َمنْ َع َ‬
47
‫‪48‬‬

‫إلى محترف التصنيف‬

‫كانبت العرب فب جاهليتهبا تعاقبب الشاعبر الجاء بشبد‬


‫ل سانه بن سعة ‪ -‬سي من جلد مفتول ‪ -‬أو يشترون منه ل سانه‬
‫بأن يفعلوا ببه خيا ‪ ،‬فينطلق لسبانه بشكرهبم ‪ ،‬فكأناب رببط‬
‫لسانه بنسعة ‪.‬‬
‫تيمب " ‪ :‬يوم‬
‫قال عببد يغوث ببن الارث لاب أسبرته " ٌ‬
‫الكلب الثان‪: 11‬‬
‫أقول وقد شدوا لسان بنسعة‬
‫أمعشر تيم أطلقوا لسانيا‬
‫وقد أقرت الشريعة هذه العقوبة بالعن الثان ‪ ،‬منذ أن أمر‬
‫‪ -‬فب غزاة حنيب ‪ ،‬يوم توزيبع الغنائم فقال‬ ‫باب النبب ‪-‬‬
‫‪ " - -‬اقطعوا عن لسانه"‪.‬‬
‫وهذه سبنة ال ماضيبة فب مواجهبة مبن يسب الخوة‬
‫السلمية بسوء من القول ‪.‬‬
‫ولذا أنفذها أمي الؤمني عمر بن الطاب ‪ -‬رضي ال‬
‫‪49‬‬

‫عنبه‪-‬فب الطيئة‪ :‬جرول ببن أوس العبسبي التوفب سبنة ‪45‬‬


‫هب‪ .‬لا أكثر من هجاء الزبرقان بن بدر التميمي ‪ -‬رضي ال‬
‫عنبه ‪ -‬فشكاه إل عمبر ‪ -‬رضبي ال عنبه ‪ -‬فسبجنه عمبر‬
‫بالدينبة ‪ ،‬فاسبتعطفه بأبياتبه الشهورة ‪ ،‬فأخرجبه ‪ ،‬وناه عبن‬
‫هجاء الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬إذا توت عيال جوعا ‪ ........‬فاشترى‬
‫ع مر ‪ -‬ر ضي ال ع نه ‪ -‬م نه أعراض ال سلمي بثل ثة آلف‬
‫درهم ‪.‬‬
‫فأوقع عمر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬بالطيئة عقوبتي ‪:‬‬
‫حبس البدان ‪ ،‬وحبس اللسان ‪.‬‬
‫ث ترى هذه ف تاريخ السلمي الطويل ‪ ،‬يبذلون العطاء ‪،‬‬
‫لقطع ألسنة اللسن ‪ ،‬وكف بذاءتم عن اعراض السلمي ‪.‬‬
‫وإذا كانبت هذه عوامبل دفبع للذى ‪ ،‬وتطهيب للسباحة‬
‫السلمية من البذاء ‪ ،‬فقد حفلت الشريعة بنصوص الوعيد لن‬
‫ظلم ‪ ،‬واعتدى ‪ ،‬تنذر بعمومهببا مترفبب التصببنيف ظلما‬
‫وعدوانا ‪ ،‬وظنا وبتانا ‪ ،‬وتريشا وإيذاءً ‪.‬‬
‫فالظال ‪ :‬قد ظلم نفسه ‪ ،‬وخسرها ‪ ،‬متبع لواه ‪ ،‬قد بدل‬
‫القب إل الباطبل ‪ ،‬يول القول إل غيه ‪ ،‬مفتبر ‪ ،‬كذاب ‪،‬‬
‫حجتبه أبدا ‪ :‬الوى ‪ ،‬متعبد لدود ال ‪ ،‬ولذا اسبتحق هذا‬
‫‪50‬‬

‫الوصف البشع ‪ " :‬الظال " كما قال ال تعال ‪ (( :‬ومن يتعد‬
‫حدود ال فأولئك هم الظالون )) [ البقرة ‪. ] 229 :‬‬
‫* وما صرة للظلم وأهله ‪ ،‬ف قد جاءت الن صوص ناه ية‬
‫عن معاشرة الظال ‪ ،‬والركون إل يه ‪ ،‬وتول يه ‪ ،‬والقعود م عه ‪،‬‬
‫(( فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالي ))‬
‫[ النعام ‪ . ] 68 :‬والنهي عن السكن ف مسكنه ‪ ،‬وياطب‬
‫بغي الت هي أحسن ‪ ،‬وأن السبيل عليه ‪ (( :‬إنا السبيل على‬
‫الذين يظلمون الناس )) [ الروم ‪. ] 42 :‬‬
‫والظال ‪ :‬ليفلح ‪ .‬ول يس له من أن صار ‪ .‬وال ليبب‬
‫الظالي ول يهديهم ‪ .‬وليس للظال من ول ول نصي ‪ .‬ودائما‬
‫فب ضلل مببي ‪ .‬وفب زيادة خسبار وتباب ‪ .‬وعليبه اللعنبة ‪.‬‬
‫وللظال سبوء العاقببة ‪ ،‬وقطبع دابره ‪ .‬والظال وإن قوي فإن‬
‫القوة ل جيعا ‪ .‬ولعدوان إل على الظالي ‪.‬‬
‫وقد تنوعت عقوبات الظلمة والظالي ف هذه الدنيا ‪:‬‬
‫بزجر من السماء ‪ .‬والخذ بالصاعقة ‪ ،‬وبالطوفان ‪ .‬وتدمي‬
‫بيوتم ‪ ،‬وخوائها ‪ .‬وأخذ الظال بعذاب بئيس ‪ ،‬وأن عقوبة‬
‫جرمه تعم ‪ .‬وحاله شديدة ف غمرات الوت‪.‬‬
‫وللظال من الوعيد يوم القيامة ‪ :‬الوعيد بالنار ‪ ،‬وبويل ‪،‬‬
‫‪51‬‬

‫وبعذاب كبي ‪ ،‬وسيعض على يديه ‪ .‬وسيجد ماعمل حاضرا‬


‫وليظلم ربك أحدا ‪.‬‬
‫* وتريح الناس وتصنيفهم بغي حق ‪ ،‬شعبة من شعب‬
‫الظلم ‪ ،‬فهبو مبن كبائر الذنوب والعاصبي ‪ ،‬فاحذر سبلوك‬
‫جادةٍ يسك منها عذاب ‪.‬‬
‫وقد ثبت من حديث اب هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬عن النب‬
‫‪ - -‬أنه قال ‪:‬‬
‫(( لتؤدن القوق يوم القيا مة حت يقاد للشاة اللحاء من‬
‫القرناء )) ‪.‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪.‬‬
‫وعن أب ذر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال ‪:‬‬
‫(( سبألت النبب ‪ -‬صبلى ال عليبه وسبلم ‪ -‬أي العمبل‬
‫أف ضل ؟ قال إيان بال وجهاد ف سبيله ‪ ،‬قلت ‪ :‬فأي الرقاب‬
‫أفضل ؟ قال ‪ :‬أعلها ثنا ‪ ،‬وأنفسها عند أهلها ‪ ،‬قلت ‪ :‬فإن‬
‫ل أفعل ؟ قال ‪ :‬تعي ضائعا ‪ ،‬أو تصنع لخرق )) ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فإن ل أفعل ؟ قال ‪:‬‬
‫تدع الناس من الشر ‪ ،‬فإنا صدقة تصدق با على نفسك))‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه قال ‪:‬‬ ‫وثبت عن النب ‪-‬‬
‫‪52‬‬

‫(( السلم من سلم السلمون من لسانه ويده )) ‪.‬‬


‫وثبت أيضا أن النب ‪ - -‬قال ‪:‬‬
‫(( لتاسدوا ولتناجشوا ول تباغضوا ول تدابروا‪،‬ول يبيع‬
‫بعض كم على ب يع ب عض وكونوا عباد ال إخوانا ال سلم أ خو‬
‫السلم ل يظلمه ول يقره ول يذله التقوى ههنا‪ -‬ويشي إل‬
‫صدره ثلث مرات‪ -‬ب سب امرىء من ال شر أن ي قر أخاه‬
‫السلم كل السلم على السلم حرام دمه وماله وعرضه )) ‪.‬‬
‫وثبت أيضا من حديث أب هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬أن‬
‫النب ‪ - -‬قال ‪:‬‬
‫(( أتدرون ما الفلس ؟ )) قالوا ‪ :‬الفلس فينا من لدرهم‬
‫له ول متاع ‪ .‬فقال ‪ (( :‬إن الفلس من أمتب ‪ ،‬من يأ ت يوم‬
‫القيا مة ب صلةٍ و صيامٍ وزكا ٍة ‪ ،‬ويأ ت و قد ش تم هذا ‪ ،‬وقذف‬
‫هذا ‪ ،‬وأكببل مال هذا ‪ ،‬وسببفك دم هذا ‪ ،‬وضرب هذا‪.‬‬
‫فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ‪ .‬فإن فنيت حسناته‬
‫‪ ،‬قبل أن يقضى ماعليه ‪ ،‬أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ‪.‬‬
‫ث طرح ف النار )) رواه مسببلم‬
‫وساق الافظ ابن حجر ‪ -‬رحه ال تعال‪ -‬ف "الصابة‬
‫"عن أم الغادية ‪-‬رضي ال عنها‪ -‬قالت‪:‬خرجت مع رهط من‬
‫‪53‬‬

‫قومبي إل النبب ‪ - -‬فلمبا أردت النصبراف ‪ ،‬قلت ‪ :‬يبا‬


‫رسول ال أوصن ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(( إياك ومايسوء الذن )) ‪.‬‬
‫رواه ابن منده ‪ ،‬والطيب ف " الؤتلف والختلف " ‪.‬‬
‫وساق أيضا عن عمر ‪ -‬رضي ال عنه ‪: -‬‬
‫(( ل يعجبن كم طن طة الر جل ‪ ،‬ول كن من أدى الما نة ‪،‬‬
‫وكف عن أعراض الناس فهو الرجل )) ‪.‬‬
‫رواه أحد ف "الزهد "‬
‫وساق أيضا من ماسن شعر أب السود الدؤل ‪:‬‬
‫لترسلن مقالة مشهورة‬
‫لتستطيع إذا مضت إدراكها‬
‫لتبدين نيمة نبئتبها‬
‫وتفظبن من الذي أنباكهبا‬
‫والنصبوص الواردة وفيهبا بيان أنواع العقوبات على هذا‬
‫ف الدارين ‪ ،‬أكثر من أن تصر ‪ ،‬وربا يبتلى " الراح " بن‬
‫يشينه بأسوأ ما رمي به غيه ‪ ،‬مع ما يلحقه من سوء الذكر‬
‫حيا وميتا ‪ ،‬فنعوذ بال من سوء النقلب ‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫فيبا مترف الوقيعبة فب أعراض العلماء ‪ ،‬اعلم أنبك بذه‬


‫الشا قة قد خر قت حر مة العتقاد الوا جب ف موالة علماء‬
‫السلم ‪.‬‬
‫قال الطحاوي ‪ -‬رحهب ال تعال ‪ -‬فب بيان معتقبد أهبل‬
‫السنة ف ذلك‪: 12‬‬
‫(( وعلماء السبلف مبن السبابقي ‪ ،‬ومبن بعدهبم مبن‬
‫التابعي ‪ -‬أهل الي والثر ‪ ،‬أهل الفقه والنظر ‪ -‬ليذكرون‬
‫إل بالميل ‪ ،‬ومن ذكرهم بسوء فهبو على غي سبيل ))‬
‫قال شارحه ‪ -‬رحه ال تعال ‪: -‬‬
‫" قال تعال (( و من يشا قق الر سول من ب عد ما تبي له‬
‫الدى ويتببع غيب سببيل الؤمنيب نوله ماتول ونصبله جهنبم‬
‫وساءت مصيا )) [ النساء ‪. ] 115 :‬‬
‫فيجب على كل مسلم بعد موالة ال ‪ ،‬ورسوله ‪ ،‬موالة‬
‫الؤمن ي ‪ ،‬ك ما ن طق به القرآن ‪ ،‬خ صوصا الذ ين هم ور ثة‬
‫النببياء ‪ ،‬الذيبن جعلهبم ال بنلة النجوم ‪ ،‬يهتدي بمب فب‬
‫ظلمات الب والبحبر ‪ ،‬وقبد أجعب السبلمون على هدايتهبم ‪،‬‬
‫‪ -‬علماؤهببا‬ ‫ودرايتهم ‪ ،‬إذ كل أمة قبل مبعث ممد ‪-‬‬
‫‪55‬‬

‫شرار ها ‪ ،‬إل ال سلمي فإن علماء هم خيار هم ‪ ،‬فإن م خلفاء‬


‫الرسبول مبن أمتبه ‪ ،‬والحيون لاب مات مبن سبنته ‪ ،‬فبهبم قام‬
‫الكتاب ‪ ،‬و به قاموا وب م ن طق الكتاب و به نطقوا ‪ ،‬وكل هم‬
‫متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول ‪ - -‬ولكن‬
‫إذا و جد لوا حد من هم قول قد جاء حد يث صحيح بل فه ‪،‬‬
‫فلبد له ف تركه من عذر ‪ -‬ث ذكرها )) انتهى ‪.‬‬
‫وإنب أقول ‪ :‬إن ترك هؤلء الذيبن يولون فب أعراض‬
‫العلماء اليوم سببوف يرون ‪ -‬غدا ‪ -‬شباب المببة إل‬
‫مرحلت هم الثانية‪ :13‬الوقي عة ف أعراض الولة من أهل السنة ‪،‬‬
‫وقد قيل ‪ " :‬الركة ولود ‪ ،‬والسكون عاقر " ‪ .‬وهو أسوأ أثر‬
‫يره النشقون وهذا خرق آخبر لانبب العتقاد الواجبب فب‬
‫موالة ول أمر السلمي منهم ‪ " .‬وسوف يصد الزوبعة من‬
‫حرك الريح " ‪.‬‬
‫قال الطحاوي ‪ -‬رحه ال تعال‪14‬ى ‪: -‬‬
‫((ول نرى الروج على أئمتنبببا وولة أمورنبببا‪،‬‬
‫بببن‬ ‫بببم‪ ،‬ولننع يدا مب‬ ‫وإن جاروا‪ ،‬ول ندعوا عليهب‬
‫طاعتهم‪ ،‬ونرى طاعتهبم مبببببببببببببن‬
‫‪56‬‬

‫طاعة ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فريضة مال يأمروا بعصية ‪.‬‬


‫وند عو ل م بال صلح والعافاة ‪ .‬ونت بع ال سنة والما عة ‪،‬‬
‫ونتجنب الشذوذ ‪ ،‬واللف ‪ ،‬والفرقة )) انتهى ‪.‬‬
‫فاتبق ال أيهبا الراح ‪ ،‬واعلم أن احترافبك التجريبح‬
‫بالتصبنيف متبب ينفبذ منبه الناس باليقيب إل وصبف منبك‬
‫لدخائل نفسك ‪ ،‬وماتمله من ميول ‪ ،‬ودوافع ‪ ،‬فتقيم الشاهد‬
‫عليك من فلتات لسانك ‪ ،‬وإدانة الرء من فيه أقوى ‪ ،‬فأحكم‬
‫‪ -‬رح ك ال ‪ -‬الرقا بة على الل سان ليوردك موارد الل كة ‪،‬‬
‫ول تش براحلة العمر ‪ -‬الوقت ‪ -‬وأنت تثقلها بذه الظاهرة‬
‫الفتاكبة " ظاهرة الدم والتدميب " فتحرق فب غمرتاب ‪:‬‬
‫ال هد ‪ ،‬والنشاط ‪ ،‬وبواك ي الياة ومقت بل الع مر ‪ ،‬بل ورب ا‬
‫خاتته ‪ ،‬أعاذنا ال وإياك من سوء الاتة ‪.‬‬
‫والزم ‪ -‬عافاك ال ‪ -‬تقوى ال ‪ ،‬ومراقبته ‪ ،‬والنابة إليه‪،‬‬
‫واستغفاره ‪ ،‬واحذر صنعة الفاليس هذه ‪ ،‬وتدبر هذه الية ‪:‬‬
‫(( و من يع مل سوءا أو يظلم نف سه ث ي ستغفر ال ي د ال‬
‫غفورا رحيما )) [ النساء ‪. ] 40 :‬‬
‫وقوله تعال ‪ (( :‬فمبن تاب مبن بعبد ظلمبه وأصبلح فإن ال‬
‫يتوب عليه إن ال غفور رحيم )) [ الائدة ‪. ] 39 :‬‬
‫‪57‬‬

‫فبادر ‪ -‬ياعبدال ‪ -‬إل التو بة ‪ ،‬وأداء القوق إل أهل ها‬


‫‪ ،‬والتحلل منهم ‪ ،‬فقد ثبت عن نب الدى ‪ - -‬أنه قال ‪:‬‬
‫(( من كا نت عنده مظل مة لخ يه من عر ضه ‪ ،‬أو ماله ‪،‬‬
‫فليؤدهبا إليبه ‪ ،‬قببل أن يأتب يوم القيامبة ليقببل فيبه دينار‬
‫ولدرهم ‪ )) ............‬الديث ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫ولعلي بذا كما قبال صخر ‪:‬‬
‫لعمري لقد نبهت من كبان نائبما‬
‫وأسعت من كبانت لبه أذنان‬
‫وكل عبد صال يسمع اليبر ‪ ،‬ساع استجابة ‪ ،‬وهذا‬
‫شأن الؤمن أواٌه منيب ‪ ،‬ومن لقه الدبار فأب ‪ ،‬فإليه ‪:‬‬
‫(( إن ال يسمع من يشاء وما أنت بسمعٍ من ف القبور ))‬
‫[ فاطر ‪. ] 22 :‬‬
‫وأنشبد ابن الشجبري ‪:‬‬
‫إذا ني السفبيه جرى إليبه‬
‫وخالف والسفبيه إل خبلف‬
‫وهذا يعا ن ‪ " :‬أز مة ف الضم ي " و " ذب ة ف ال صدر‬
‫" ‪ ،‬إذ ت كن م نه الداء ‪ ،‬وللميؤس أحكام بين ها الفقهاء ‪ ،‬نعوذ‬
‫بال من الشقاء ‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫وما بقي لن أب إل الجر على لسانه لصال الديانة ‪.‬‬


‫أما من كانت وقيعته ظلما فيمن عظم شأنه ف السلمي‬
‫بقب ‪ ،‬فينب غي تغليبظ عقوببة الوا قع ‪ ،‬إضافبة إل الجبر على‬
‫لسبانه ‪ ،‬ولذا نظائر فب الشريعبة ‪ ،‬كوقوع الظلم فب الشهبر‬
‫الربعة الرم ‪ ،‬والرفث والفسوق والدال ف الج ‪ ،‬وتغليظ‬
‫الديبة فب النفبس وفب الراح فب الشهبر الرام ‪ ،‬وفب البلد‬
‫الرام ‪ ،‬وف ذوي الرحم ‪ ،‬كما هو مذهب الشاف عي ‪ ،‬فهذه‬
‫وأمثال ا مرمات على كل مسلم ف كل زمان ومكان ‪ ،‬ل كن‬
‫لا عظم الرم بتعدد جهات النتهاك ‪ ،‬عظم الث ‪ ،‬والزاء ‪.‬‬
‫ولثل هؤلء ‪ -‬كما قال عبد ال بن البارك ‪ -‬رحه ال تعال‬
‫‪ ( : -‬تقشببر العصبي ) ‪.‬‬
‫وال أعلم ‪.‬‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫‪---------‬‬
59
‫‪60‬‬

‫إل مببن رُمبببي بالتصبببنيف ُظلْبببببما‬


61
‫‪62‬‬

‫ظلْماً‬
‫إلى من رُمى بالتصنيف ٌ‬

‫اتل ما أوحي إل نبيك ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪: -‬‬


‫(( ما يقال لك إل ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو‬
‫مغفرة وذو عقاب أليبم )) [ فصلت ‪.] 43 :‬‬
‫والقرآن العظيبم قبد حوى قصبص أنببياء ال ورسبله‬
‫مبع أمهبم وماينالمب مبن الذايبا والبليبا فب سببيل الدعوة‪،‬‬
‫ولذا فقبد وفبق مبن أفرد قصبصهم وشرحهبا‪ ،‬وأحسبن‬
‫كل الحسان من ألف باسم ‪ " :‬دعوة الرسل " ‪.‬‬
‫وهذه سبنة مبن ال ماضيبة لكبل مبن سبلك سببيلهم ‪،‬‬
‫واقتفى أثرهم ‪.‬‬
‫أل تر سي ال صحابة والتابع ي وأتباع هم ف كل ع صر وم صر‬
‫إل عصرنا الزين ‪ ،‬كيف يقاومهم البطلون ‪ ،‬ويشنع عليهم‬
‫البطنون ‪.‬‬
‫وفبب هذا مواقببف ل تصببى ‪ ،‬وقصببص ل تنسببى ‪،‬‬
‫وإذا قرأت كتاب ‪ " :‬مبن أخلق العلماء " رأيبت مبن ذلك‬
‫عجبا ‪.‬‬
‫فكم ف سيهم الشريفة من إمام ضرب بل قتل ‪ ،‬وإمام‬
‫‪63‬‬

‫سجن ‪ ،‬وإمام عزل وأهي ‪ ،‬بل فيهم من جعت له هذه كلها‬


‫أو جلها ‪ ،‬با لبس ف حقهم اللبسون ‪ ،‬وأرجف الرجفون ‪،‬‬
‫وهم منها براء ‪ ،‬والرجفون ف قرارة أنفسهم عليها شهداء ‪.‬‬
‫وخذ أمثلة على هذا فيمن رمي بشناعة وهو منها برئ ‪:‬‬
‫فرمبي جاعبة مبن فحول العلماء بالتشيبع ‪ ،‬وآخرون‬
‫بالنصبب ‪ ،‬وآخرون بالتجهبم ‪ ،‬وغيب ذلك ‪ ،‬وهبم مبن هذه‬
‫النحل الفاسدة براء ‪.‬‬
‫ومنهم ‪ -‬أجزل ال مثوبتهم ‪ -‬من حكي ما وقع له على‬
‫سبيل ما من ال به عليه من لزوم السنة ‪ ،‬ونصرتا ‪ ،‬والدعوة‬
‫إليها ورجاء مضاعفة الجر با يصنعه الضداد البؤساء ‪.‬‬
‫وف حياة المام أحد ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬وهو يعيش بي‬
‫منة الدنيا والدين ‪ ،‬عبة للمعتبين ‪.‬‬
‫و خذ على سبيل الثال ‪ :‬ا بن العر ب الال كي التو ف سنة‬
‫‪ 543‬هب ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬إذ يقول ف فاتة كتابه ‪:‬‬
‫" عارضة الحوذي " ‪:‬‬
‫(( فإن طائ فة من الطلبة عرضوا علي رغبةً صادقة ف صرف‬
‫المة إل شرح كتاب أب عيسى الترمذي‪ ،‬فصادف من تبعادا‬
‫‪64‬‬

‫عن أمثال ذي ‪ ،‬وف علم علم الغيوب أن أحرص الناس على‬


‫أن تكون أوقات مستغرقةً ف باب العلم ‪ ،‬إل أن منيت بسدةٍ‬
‫ليفتنون ؟ ومبتدعة ل يفهمون ‪ ،‬قد قعدوا من مزجر الكلب‬
‫يبصبصون ‪ ،‬وال أعلم با يتربصون ‪:‬‬
‫(( قل هل تربصون بنا إل إحدى السنيي ونن نتربص‬
‫ب كم أن ي صيبكم ال بعذاب من عنده أو بأيدي نا فترب صوا إ نا‬
‫معكم متربصون )) [ التوبة ‪. ] 52 :‬‬
‫بيبد أن المتناع عبن التصبريح بفوائد اللة ‪ ،‬والتببع‬
‫بفوائد الرحلة لعدم النصبف ‪ ،‬أو مافبة التعسبف ‪ ،‬ليبس مبن‬
‫شأن العالي ‪ ،‬أو ل يسمعن قول رب العالي لنبيه الكري ‪:‬‬
‫(( فإن يكفبر باب هؤلء فقبد وكلنبا باب قوما ليسبوا باب‬
‫بكافرين )) [ النعام ‪ )) . ] 89 :‬انتهى ‪.‬‬
‫وحياة ب طل ال صلح الدي ن بالشرق ش يخ ال سلم ا بن‬
‫تيميبة التوفب سبنة ‪728‬هبب ‪ -‬رحهب ال تعال ‪ -‬مثلٌ أعلى‬
‫للعلماء العامليب ‪ ،‬والدعاة الصبلحي مبن أتباع خاتب النببياء‬
‫‪-‬‬ ‫والرسلي ‪-‬‬
‫وهذا عصبريه بالغرب المام الشاطبب التوفب سبنة ‪79‬‬
‫ه ب ‪ -‬رح ه ال تعال ‪ -‬ي كي حاله ل ا قام بن صرة ال سنة ‪،‬‬
‫‪65‬‬

‫ف جن عل يه الل يل والنهار بقالة ال سوء الظلمة ‪ ،‬فيقول ‪ -‬رح ه‬


‫ال تعال‪: - 15‬‬
‫( فتردد الن ظر ب ي ‪ -‬أن أت بع ال سنة على شرط مال فة ما‬
‫اعتاد الناس فلبد من حصول نو ما حصل لخالفي العوائد ‪،‬‬
‫لسيما إذا دعي أهلها أن ماهم عليه هو السنة ل سواها إل أن‬
‫فب ذلك العببء الثقيبل مافيبه من ال جر الزيبل ‪ -‬وبيب أن‬
‫أتبعهم على شرط مالفة السنة والسلف الصال ‪ ،‬فأدخل تت‬
‫ترجةب الضلل عائذا بال مبن ذلك ‪ ،‬إل أنب أوافبق العتاد ‪،‬‬
‫وأ عد من الؤالف ي ‪ ،‬ل من الخالف ي ‪ ،‬فرأ يت أن اللك ف‬
‫اتباع السبنة هبو النجاة ‪ ،‬وأن الناس لن يغنوا عنب مبن ال‬
‫شيئا ‪ ،‬فأخذت ف ذلك على حكم التدريج ف بعض المور ‪،‬‬
‫فقامت علي القيامة ‪ ،‬وتواترت علي اللمة ‪ ،‬وفوق إل العتاب‬
‫سبهامه ‪ ،‬ونسببت إل البدعبة والضللة ‪ ،‬وأنزلت منلة أهبل‬
‫الغباوة والهالة ‪ ،‬وإنب لو التمسبت لتلك الحدثات مرجا‬
‫لوجدت ‪ ،‬غي أن ضيق العطن ‪ ،‬والبعد عن أهل الفطن ‪ ،‬رقي‬
‫ب مرت قى صعبا‪،‬وض يق علي ما ًل رحبا‪ ،‬و هو كل مٌ يش ي‬
‫بظاهره إل أن اتباع التشابات‪ ،‬لوافقة العادات‪،‬‬
‫‪66‬‬

‫أول من اتببباع الواضحات ‪ ،‬وإن خالفت السلف الول ‪.‬‬


‫ورباب ألوا فب تقبيبح مبا وجهبت إليبه وجهتب باب‬
‫تشمئز منببه القلوب ‪ ،‬أو خرجوا بالنسبببة إل بعببض‬
‫الفرق الار جة عن ال سنة شهادة ستكتب وي سألون عن ها يوم‬
‫القيامة ‪.‬‬
‫فتببار ًة نسببت إل القول بأن الدعاء لينفبع ول فائدة‬
‫فيبه كمبا يعزى إل بعبض الناس ‪ ،‬بسببب أنب ل ألتزم‬
‫الدعاء بيئة الجتماع فبب أدبار الصببلة حالة المامببة ‪.‬‬
‫وسبيأت مافب ذلك مبن الخالفبة للسبنة وللسبلف الصبال‬
‫والعلماء ‪.‬‬
‫وتبار ًة نسبت إل الرفض وبغض الصحابة ‪ -‬رضي ال‬
‫عنهم ‪ ، -‬بسبب أن ل ألتزم ذكر اللفاء الراشدين منهم ف‬
‫الطبة على الصوص ‪ ،‬إذ ل ي كن ذلك من شأن السلف ف‬
‫خطبهبم ‪ ،‬ول ذكره أحبد مبن العلماء العتببين فب أجزاء‬
‫الطب‪.‬‬
‫وقبد سبئل " أصببغ " عبن دعاء الطيبب للخلفاء‬
‫التقدمي‪ 16‬فقال ‪ :‬هو بدعة ول ينبغي العمل به ‪ ،‬وأحسنبه‬
‫أن‬
‫‪67‬‬

‫يدعببو للمسببلمي عامببة ‪ .‬قيببل له ‪ :‬فدعاؤه للغزاة‬


‫والرابطيب ؟ قال ‪ :‬مبا أرى ببه بأسبا عنبد الاجبة إليبه ‪،‬‬
‫وأمبا أن يكون شيئا يصبمد له فب خطبتبه دائما فإنب أكره‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫و نص أيضا عز الد ين بن ع بد ال سلم ‪ :‬على أن الدعاء‬


‫للخلفاء ف الطبة بدعة غي مبوبة ‪.‬‬

‫وتبارة أضيف إل القول بواز القيام على الئمة ‪ ،‬وما‬


‫أضافوه إل مبن عدم ذكري لمب فب الطببة ‪ ،‬وذكرهبم فيهبا‬
‫مدث ل يكن عليه من تقبدم ‪.‬‬

‫وتبارة أحل على التزام الرج والتنطع ف الدين ‪ ،‬وإنا‬


‫حلهم على ذلك أن التزمت ف التكليف والفبتيا المل على‬
‫‪68‬‬

‫مشهور الذهبب اللتزم ل أتعداه ‪ ،‬وهبم يتعدونبه ويفتون باب‬


‫ي سهل على ال سائل ويوا فق هواه ‪ ،‬وإن كان شاذا ف الذ هب‬
‫بل العلم على خلف ذلك‬ ‫بة أهب‬‫اللتزم أو ف ب غيه ‪ .‬وأئمب‬
‫وللمسألة بسط ف كتاب " الوافقات " ‪.‬‬
‫وتببارة نسببت إل معاداة أولياء ال ‪ ،‬وسببب ذلك‬
‫أن عاديت بعض الفقراء البتدعي الخالفي للسنة ‪ ،‬النتصبي‬
‫‪ -‬بزعمهبم ‪ -‬لدايبة اللق ‪ ،‬وتكلمبت للجمهور على جلة‬
‫من أحوال هؤلء الذين نسبوا إل الصوفية ول يتشبهوا بم ‪.‬‬
‫وتبارة نسبت إل مالفة السنة والماعة ‪ ،‬بناء منهم على‬
‫أن الماعبة التب أمبر باتباعهبا ‪ -‬وهبي الناجيبة – مبا عليبه‬
‫العموم ‪ ،‬ول يعلموا أن الماعبة مبا كان عليبه النبب ‪- -‬‬
‫وأصحابه و التابعون لم بإحسان‪.‬وسيأت بيان ذلك بول ال‪،‬‬
‫وكذبوا علي فب جيبع ذلك‪ ،‬أو وهوا‪ ،‬والمبد ل على كبل‬
‫حال ‪.‬‬
‫فكنت على حالة تشبه حالة المام الشهي عبد الرحن بن بطة‬
‫الافظ مع أهل زمانه ‪ ،‬إذ حكي عن نقسه فقال ‪ (( :‬عجبت‬
‫من حال ف سفري وحضري مع القربي من ‪ ،‬والبعدين ‪،‬‬
‫والعارف ي ‪ ،‬والنكر ين ‪ ،‬فإ ن وجدت ب كة ‪ ،‬وخرا سبان ‪،‬‬
‫‪69‬‬

‫وغيه ا من الما كن أك ثر من لق يت ب ا موافقا أو مالفا ‪،‬‬


‫دعا ن إل متابع ته على ما يقوله ‪ ،‬وت صديق قوله والشهادة له‬
‫ب يفعبل‬‫فإن كنبت صبدقته فيمبا يقول وأجزت له ذلك ‪ -‬كم ا‬
‫أهل هذا الزمان ‪ -‬سان موافقا ‪.‬‬
‫وإن وق فت ف حرف من قوله أو ف ش يء من فعله ‪-‬‬
‫سان مالفا ‪.‬‬
‫وإن ذكرت فب واحبد منهبا أن الكتاب والسبنة بلف‬
‫ذلك وارد ‪ ،‬سان خارجيا ‪.‬‬
‫وإن قرأت عليه حديثا ف التوحيد سان مشبها ‪.‬‬
‫وإن كان ف الرؤية سان ساليا ‪.‬‬
‫وإن كان ف اليان سان مرجئيا ‪.‬‬
‫وإن كان ف العمال ‪ ،‬سان قدريا ‪.‬‬
‫وإن كان ف العرفة سان كراميا ‪.‬‬
‫وإن كان ف فضائل أب بكر وعمر ‪ ،‬سان ناصبيا ‪.‬‬
‫وإن كان ف فضائل أهل البيت ‪ ،‬سان رافضيا ‪.‬‬
‫وإن سكتُ عن تفسي آية أو حديث فلم أجب فيهما إل‬
‫بما ‪ ،‬سان ظاهريا ‪.‬‬
‫وإن أجبت بغيها ‪ ،‬سان باطنيا ‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫وإن أجبت بتأويل ‪ ،‬سان أ شعريا ‪.‬‬


‫وإن جحدتما ‪ ،‬سان معتزليا ‪.‬‬
‫وإن كان ف السنن مثل القراءة ‪ ،‬سان شافعيا ‪.‬‬
‫وإن كان ف القنوت ‪ ،‬سان حنفيا ‪.‬‬
‫وإن كان ف القرآن ‪ ،‬سان حنبليا ‪.‬‬
‫وإن ذكرت رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الخيار‬
‫‪-‬إذ‪-‬ليس ف الكم والديث ماباة‪-‬قالوا‪:‬طعن ف تزكيتهم ‪.‬‬
‫ث اع جب من ذلك أن م ي سمونن في ما يقرؤون علي من‬
‫أحاد يث ر سول ال ما يشتهون من هذه ال سامي‪،‬ومه ما‬
‫وافقت بعضهم عادان غيه‪،‬وإن داهنت جاعتهم أسخطت ال‬
‫تبارك وتعال‪،‬ولن يغنوا عنب مبن ال شيئا‪.‬وإنب مسبتمسك‬
‫بالكتاب والسنة‪،‬وأستغفر ال الذي ل اله إل هو الغفور الرحيم‬
‫هذا تام الكايبة فكأنبه رحهب ال تعال تكلم على لسبان‬
‫الميع‪ .‬فقلما تد عالا مشهورا أو فاضلً مذكورا ‪ ،‬إل وقد‬
‫نُ بز بذه المور أو بعض ها ‪ ،‬لن الوى قد يدا خل الخالف ‪،‬‬
‫ببل سببب الروج عبن السبنة ‪ :‬الهبل باب ‪ ،‬والوى التببع‬
‫الغالب على أهببل اللف ‪ ،‬فإذا كان كذلك حُمببل على‬
‫صاحب السنة ‪ ،‬أنه غي صاحبها ‪ ،‬ورُجع بالتشنيع عليببه‬
‫‪71‬‬

‫والتقبيح لقوله وفعله ‪ ،‬حت ينسب هذه الناسب ‪.‬‬


‫و قد ُن قل عن سيد العباد ب عد ال صحابة أو يس القر ن أ نه‬
‫قال ‪ " :‬إن المر بالعروف والنهي عن النكر ل يدعا للمؤمن‬
‫صديقا ‪ ،‬نأمر هم بالعروف فيشتمون أعراض نا ‪ ،‬ويدون ف‬
‫ذلك أعوانا مبن الفاسبقي ‪ ،‬حتب ‪ -‬وال ‪ -‬لقبد رمونب‬
‫بالعظائم ‪ ،‬واي ال ل أدع أن أقوم فيهم بقه " ‪ ) .‬انتهى ‪.‬‬
‫وعليه فألق سعك للنصائح التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬استمسك با أنت عليه من الق البي من أنوار الوحيي‬
‫الشريفيب وسبُبلوك جادة السبلف الصبالي ‪ ،‬ول يركبك‬
‫تيج الرجفي ‪ ،‬وتباين أقوالم فيك عن موقعك فتضل ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫وخذ هذه الشذرة عن الافظ ابن عبدالب ‪ -‬رحه ال تعال‬
‫‪ (( : -‬قال أبو عمر ‪ :‬الذين رووا عن أب حنيفة ‪ ،‬ووثقوه ‪،‬‬
‫وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه ‪.‬‬
‫والذ ين تكلموا ف يه من أ هل الد يث ‪ ،‬أك ثر ما عابوا عل يه‬
‫الغراق ف الرأي ‪ ،‬والقياس ‪ ،‬والرجاء ‪.‬‬
‫وكان يقال ‪ :‬يسبتدل على نباهبة الرجبل مبن الاضيب بتبايبن‬
‫الناس فيه ‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫قالوا ‪ :‬أل ترى إل علي بن أب طالب ‪ ،‬أنه هلك فيه فتيان ‪:‬‬
‫مُحبب أفرط ‪ ،‬ومبغبض أفرط ‪ ،‬وقبد جاء فب الديبث ‪ :‬أنبه‬
‫يهلك فيه رجلن ‪ :‬مب مُط ٍر ‪ ،‬ومبغض مُفت ٍر ‪.‬‬
‫وهذه صفة أ هل النبا هة ‪ ،‬و من بلغ ف الد ين والف ضل الغا ية‬
‫وال أعلم )) انتهى ‪.‬‬
‫‪ -2‬ل تبتئس باب يقولون ‪ ،‬ول تزن باب يفعلون ‪ ،‬وخبذ‬
‫بوصبية ال سببحانه لعبده ونببيه نوح ‪ -‬عليبه السبلم ‪-‬‬
‫(( وأوحي إل نوح أنه لن يؤمن من قومك إل من قد آمن فل‬
‫تبتئس با كانوا يفعلون )) [ هود ‪. ] 36 :‬‬
‫و من ب عد أو صى ب ا يو سف ‪ -‬عل يه ال سلم ‪ -‬أخاه ‪ (( :‬قال‬
‫إن أنا أخوك فل تبتئس با كانوا يعملون ))[ يوسف‪.] 69 :‬‬
‫‪ -3‬ول يثنك هذا " الرجبباف " عن موقفك الق ‪،‬‬
‫وأنبت داع إل ال على بصبية فالثبات الثبات متوكلً على‬
‫مولك ‪ -‬وال يتول الصبالي ‪ -‬قال تعال ‪ (( :‬فلعلك تارك‬
‫بعبض مايوحبى إليبك وضائق ببه صبدرك أن يقولوا لول أنزل‬
‫عليه كن أو جاء م عه ملك إنا أنت نذ ير وال على كل شئ‬
‫وكيل )) [ هود ‪. ] 12 :‬‬
‫‪73‬‬

‫‪ -4‬ليكبن فب سبيتك وسبريرتك مبن النقاء ‪ ،‬والصبفاء ‪،‬‬


‫والشفقبة على اللق ‪ ،‬مبا يملك على اسبتيعاب الخريبن ‪،‬‬
‫وكظبم الغيبظ ‪ ،‬والعراض عبن عرض مبن وقبع فيبك ‪ ،‬ول‬
‫تشغل نفسك بذكره ‪ ،‬واستعمل ‪ " :‬العزلة الشعورية " ‪.‬‬
‫فهذا غاية ف نبل النفس ‪ ،‬وصفاء العدن ‪ ،‬وخلق السلم ‪.‬‬
‫وأنت بذا كأنا تُسف الظال الل ‪.‬‬
‫والمور مرهونة بقائقها ‪ ،‬أما الزبد فيذهب جُبفاء ‪.‬‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫‪----------‬‬
‫‪74‬‬

‫إلبى كببل مبسبببببلم‬


75
‫‪76‬‬
‫ل مُسْلمٍ‬
‫إلَى كُ ّ‬

‫إل كُل مسلم ‪ .‬إل كُل من احترف التصنيف فتاب ‪ .‬إل‬


‫من رُمي بالتصنيف فصب ‪ .‬إل كُل عبد مسلم شحيح بدينه ‪،‬‬
‫يشى ال ‪ ،‬والدار الخرة ‪ .‬إل هؤلء جيعا مسلمي ‪ ،‬قانتي‬
‫‪ ،‬باحثيب عبن القب على منهاج النبوة ‪ ،‬وأنوار الرسبالة ‪-‬‬
‫أسوق التذكي والنصيحة ‪ -‬علما وعملً ‪ -‬بالصول التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصل الشرعي ‪ :‬تري النيل من عرض السلم ‪.‬‬
‫وهذا أمبر معلوم مبن الديبن بالضرورة فب إطار الضروريات‬
‫حفظب‬
‫ُ‬ ‫المبس التب جاءت مبن أجلهبا الشرائع ‪ ،‬ومنهبا ‪" :‬‬
‫العرض " ‪.‬‬
‫فيجبب على كبل مسبلم قدر ال حبق قدره ‪ ،‬وعظبم دينبه‬
‫وشرعه ‪ ،‬أن تعظم ف نفسه حرمة السلم ‪ :‬ف دينه ‪ .‬ودمه ‪.‬‬
‫وماله ‪ .‬ونسبه ‪ .‬وعرضه ‪.‬‬
‫‪ -2‬وال صل بناء حال ال سلم على ال سلمة ‪ ،‬وال ستر ‪ ،‬لن‬
‫اليقي ل يزيله الشك ‪ ،‬وإنا يُزا ُل بيقي مثله ‪.‬‬
‫فاحذر ‪ -‬رحك ال ‪ -‬ظاهرة التصنيف هذه ‪ ،‬واحبببذر‬
‫‪77‬‬

‫التامات الباطلة ‪ ،‬واستسهال الرمي با هنا وهناك ‪ ،‬وانفض‬


‫يدك منها ‪ ،‬يل لك وجه الق ‪ ،‬وأنت به قرير العي ‪ ،‬رضي‬
‫النفس ‪.‬‬
‫‪ -3‬ل يُخر جُ عن هذين الصلي إل بدليل مثل الشمس ف‬
‫رائعة النهار على مثلها فاشهد أو دع ‪ .‬فالتزام واجب "التبي "‬
‫للخبار ‪ ،‬والتثبت منها ‪ ،‬إذ الصل الباءة ‪.‬‬
‫وكم من خب ل يصح أصلً ‪.‬‬
‫و كم من خب صحيح ل كن ح صل عل يه من الضافات مال‬
‫يصح أصلً ‪ ،‬أو حرف ‪ ،‬وغي ‪ ،‬وبدل ‪ .‬وهكذا ‪.‬‬
‫وبالملة فل تُقرر الؤاخذة إل بعببد أن تأذن لك الُجببة ‪،‬‬
‫ويقوم عندك قائم البهان كقائم الظهية ‪.‬‬
‫وقد أمرنا ال تعال بالتبيُن فقال سبحانه ‪:‬‬
‫( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا‬
‫قوما بهالةٍ فت صبحوا على مافعل تم نادم ي ) [ الجرات ‪]6:‬‬
‫‪.‬‬
‫وقال تعال ‪:‬‬
‫‪78‬‬

‫( وإذا جآءهُم أمرٌ مبن المبن أو الوف أذاعوا ببه ولو ردوه‬
‫لعلمهب الذيبن يسبتنبطونه‬
‫ُ‬ ‫إل الرسبول وإل أول المبر منهبم‬
‫منهم ولول فضلُ ال عليكم ورحت ُه لتبعُتمُ الشيطببان إل‬
‫قليلً )[ النساء‪. ] 83 :‬‬
‫قال السيوطي ‪ -‬رحه ال تعال ‪: -‬‬
‫( نزلت ال ية ف جا عة من النافق ي ‪ ،‬أو ف ضعفاء الؤمن ي‬
‫بب ‪ ،‬ويتأذى‬ ‫ببف قلوب الؤمنيب‬ ‫كانوا يفعلون ذلك فتضعب‬
‫النبُ ‪. -)18 -‬‬
‫‪ -4‬من تاوزه ا بغ ي حق مُتي قن ف هو خار ٌ‬
‫ق حُر مة الشرع‬
‫بالنيل ظلما من "عرض أخيه السلم " وهذا " مفتون " ‪.‬‬
‫‪ -5‬يب أن يكون السلم على جانب كري من سُمُو اللق‬
‫وعلو المببة ‪ ،‬وأن ل يكون معبببا تر ُر عليببه الواردات‬
‫والُختبلقات ‪.‬‬
‫‪ - 6‬يوجبد أفراد شُغلهبم الشاغبل ‪ " :‬تطييب الخبار كُل‬
‫مطار " يتلقى لسان عن لسان بل تثبت ول روية ‪ ،‬ث ينشره‬
‫بفمبه ولسبانه بل وعبي ول تعقبل ‪ ،‬فتراه يقذف بالكلم ‪،‬‬
‫ويطي به هنا وهناك ‪ ،‬فاحذر طريقتهم ‪ ،‬وادفع ف وجهها ‪،‬‬
‫واعمل على استصلح حالم ‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫ومن وقع ف حبالم فعليه سل يده من رابطتهم هذه ‪.‬‬


‫‪ - 7‬التزم " النصاف الدب " بأن ل تحد ما للنسان من‬

‫فضل ‪ ،‬وإذا أذنب فل تفرح بذنبه ‪ ،‬ول تتخذ الوقائع العارضة‬


‫منه ية لال الش خص ‪ ،‬واتاذ ها ر صيدا يُن فق م نه الراح ف‬
‫الثلب ‪ ،‬والط عن ‪ .‬وأن تد عو له بالدا ية ‪ ،‬أ ما التز يد عل يه ‪،‬‬
‫وأما البحث عن هفواته ‪ ،‬وتصيدها ‪ ،‬فذنوب مضافة أخرى ‪.‬‬
‫والر سوخ ف الن صاف با جة إل قدر كبي من خلق رف يع ‪،‬‬
‫ودين متي ‪.‬‬
‫وعليه فاحذر قلة النصاف ‪:‬‬
‫ول تزل قلة النصاف قاطعة‬
‫بي الرجال وإن كانوا ذوي رحم‬

‫‪ - 8‬احذر " الفتاني " دعاة " الفتنة " الذين يتصيدون‬
‫العثرات وسيماهُم ‪:‬‬
‫جعل الدعاة تت مطارق النقد ‪ ،‬وقوارع التصنيف ‪ ،‬موظفي‬
‫لذلك ‪ :‬الرص على تصبيد الطبأ ‪ ،‬وحلب الحتملت على‬
‫‪80‬‬

‫الؤاخذات ‪ ،‬والفرح بالزلت والعثرات ‪ ،‬ليمسكوا با بالسد‬


‫والثلب ‪ ،‬واتاذها ديدنا ‪.‬‬
‫وهذا من أعظبم التج ن على أعراض السبلمي عا مة ‪ ،‬وعلى‬
‫الدعاة منهم خاصة ‪.‬‬

‫وسيماهم أيضا ‪ :‬توظيف النصوص ف غي مالا ‪ ،‬وإخراجها‬


‫فب غيب براقعهبا ‪ ،‬لتكثيب المبع ‪ ،‬والبحبث عبن النصبار ‪،‬‬
‫وتغرير الناس بذلك ‪.‬‬
‫فإذا رأيبت هذا القطيبع فكبب عليهبم ‪ ،‬وولمب ظهرك ‪ ،‬وإن‬
‫استطعت صد هجومهم وصيالم فهو من دفع الصائل ‪.‬‬
‫‪ - 9‬اعلم أن " تصنيف العال الداعية " ‪ -‬وهو من أهل‬
‫السنة ‪ -‬ورمي هُ بالنقائص ‪ :‬ناقض من نواقض الدعوة وإسهام‬
‫ف تقويض الدعوة ‪ ،‬ونكث الثقة ‪ ،‬وصرف الناس عن الي ‪،‬‬
‫وبقدر هذا الصد ‪ ،‬ينفتح السبيل للزائغي ‪.‬‬
‫فاحذر الوقوع ف ذلك ‪.‬‬
‫و قد عقد تُ ف هذا مبحثا من كتاب " التعال " أ سوقه ه نا‬
‫للحاجة ‪19‬إليه ‪:‬‬
‫‪81‬‬

‫( أسبند البخاري فب ‪ :‬كتاب الشروط مبن صبحيحه‪ :‬قصبة‬


‫الديبية ومسي النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬إليها وفيها‪:20‬‬
‫وسبار النبب ‪ - -‬حتب إذا كان بالثنيبة التب يهببط‬
‫عليهم منها بركت به راحلته ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬حل حل‪ ،‬فألت‬

‫فقالوا ‪:‬‬
‫خلت الق صواء ‪ ،‬فقال ال نب ‪ (( : - -‬ماخلت الق صواء‬
‫وماذاك لا بلق ولكن حبسها حابس الفيل )) ‪.‬‬
‫الديث‬
‫قال الافظ ابن حجر ف فقه هذا الديث ‪:‬‬
‫( جواز ال كم على الش يء ب ا عرف من عاد ته ‪ ،‬وإن جاز‬
‫أن يطرأ غيه ‪ ،‬فإذا وقبع مبن شخبص هفوة ل يعهبد منبه‬
‫مثل ها ‪ ،‬ل ين سب إلي ها ‪ ،‬ويُرد على من ن سبه إلي ها ‪ ،‬ومعذرة‬
‫مبن نسببه إليهبا منب ل يعرف صبورة حاله ‪ ،‬لن خل‬
‫القصببواء لول خارق العادة لكان مببا ظنببه الصببحابة ‪:‬‬
‫‪ -‬على ذلك لعذرهبم فب‬ ‫صبحيحا ‪ ،‬ول يعاتبهبم النبب ‪-‬‬
‫ظنهم ) اهب ‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫فقببد أعذر النببب ‪ - -‬غيبب الكلف مببن الدواب‬


‫باسبتصحاب الصبل ‪ ،‬ومبن قياس الول إذا رأينبا عالا‬
‫ل ‪ ،‬ثب وقعبت منبه هنبة أو هفوة ‪ ،‬فهبو أول بالعذار ‪،‬‬ ‫عام ً‬
‫وعدم نسبته إليها والتشنيع عليه با ‪ -‬استصحابا للصل ‪،‬‬
‫وغمبر مابدر منبه فب برب علمبه وفضله ‪ ،‬وإل كان العنبف‬
‫قاطعا للطريبق ‪ ،‬ردءا للنفبس اللوامبة ‪ ،‬وسبببا فب حرمان‬
‫العال مبن علمبه ‪ ،‬وقبد نُهينبا أن يكون أحدنبا عونا للشيطان‬
‫على أخيبه ‪ .‬فمبا ألطبف هذا السبتدلل وأدق هذا النع ‪،‬‬
‫ورحبم ال الافبظ الكنانب اببن حجبر العسبقلن ‪ ،‬على‬
‫شفوف نظره ‪ ،‬وفقه نفسه ‪ ،‬وتعليقه الكم بدركه ‪.‬‬
‫قال الصنعان ‪ -‬رحه ال تعال‪: - 21‬‬
‫( وليس أحد من أفراد العلماء إل وله نادرة ينبغي أن تغمر ف‬
‫جنب فضله وتتنب ) اهب ‪.‬‬
‫وقال أبوهلل العسكري ‪: 22‬‬
‫( ول ي ضع من العال الذي برع ف عل مه ‪ :‬زلةٌ ‪ ،‬إن كا نت‬
‫على سبيل ال سهو والغفال ‪ ،‬فإ نه ل ي عر من ال طأ إل من‬
‫عصبم ال جبل ذكره ‪ .‬وقبد قالت الكماء ‪ :‬الفاضبل مبن‬
‫‪83‬‬

‫عُدت سبقطاته ‪ ،‬وليتنبا أدركنبا بعبض صبوابم أو كنبا منب‬


‫ييز خطأهم ) اهب ‪.‬‬
‫وقبد تتابعبت كلمبة العلماء فب العتذار عبن الئمبة فيمبا‬
‫بدر منهم ‪ ،‬وأن ما يبدو من العال من هنات ل تكون مانعبة‬

‫للستفادة من علمه وفضله ‪.‬‬


‫فهذا الافظ الذهب ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬يقول ف ترجة كبي‬
‫الف سرين قتادة بن دعا مة ال سدوسي التو ف سنة ‪ 117‬ه ب‬
‫رحه ال تعال بعد أن اعتذر عنه‪: 23‬‬
‫( ث إن ال كبي من أئ مة العلم إذا ك ثر صوابه ‪ ،‬وعلم تر يه‬
‫للحق ‪ ،‬واتسع علمه ‪ ،‬وظهر ذكاؤه ‪ ،‬وعرف صلحه وورعه‬
‫واتباعبه يغفبر له زللة ‪ ،‬ول نضلله ونطرحبه وننسبى ماسبنه ‪،‬‬
‫نعم ‪ :‬لنقتدي به ف بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك )‬
‫اهب ‪.‬‬
‫وقال أيضا ف دفع العتاب عن المام ممد بن نصر الروزي ‪-‬‬
‫رحه ال تعال ‪: -24‬‬
‫‪84‬‬

‫( ولو أنا كلما أخطأ إمام ف اجتهاده ف آحاد السائل خطأ‬


‫مغفورا له ‪ ،‬قمنا عليه ‪ ،‬وبدعناه وهجرناه لا سلم معنا ل ابن‬
‫نصر ول ابن منده ‪ ،‬ول من هو أكب منهما ‪ ،‬وال هو هادي‬
‫اللق إل ال ق ‪ ،‬و هو أر حم الراح ي ‪ ،‬فنعوذ بال من الوى‬
‫والفظاظة ) اهب ‪.‬‬

‫وقال ف ترجة إمام الئمة ابن خزية التوف سنة ‪ 311‬هب ‪-‬‬
‫رحه ال تعال ‪:25‬‬
‫( وكتا به ‪ :‬ف التوح يد ‪ .‬ملد كبي ‪ .‬و قد تأول ف ذلك‬
‫حديث الصورة ‪.‬‬
‫فليعذر من تأول بعض الصفات ‪ ،‬وأما السلف فما خاضوا ف‬
‫التأويل ‪ ،‬بل آمنوا وكفوا ‪ ،‬وفوضوا علم ذلك إل ال ورسوله‬
‫‪ ،‬ولو أن كل من أخطأ ف اجتهاده ‪ -‬مع صحة إيانه وتوخيه‬
‫لتباع ال ق ‪ -‬أهدرناه وبدعناه ‪ ،‬ل قل من ي سلم من الئ مة‬
‫معنا ‪ .‬رحم ال الميع بنه وكرمه ) اهب ‪.‬‬
‫وقال ف ترج ة ‪ :‬با ن مدي نة الزهراء بالندلس ‪ :‬اللك الل قب‬
‫بأم ي الؤمن ي ع بد الرح ن بن م مد صاحب الندلس التو ف‬
‫سنة ‪350‬هب ‪:26‬‬
‫‪85‬‬

‫( وإذا كان الرأس عال المة ف الهاد ‪ ،‬احتملت له هنات ‪،‬‬


‫وحسببابه على ال ‪ ،‬أمببا إذا أمات الهاد ‪ ،‬وظلم العباد ‪،‬‬
‫وللخزائن أباد ‪ ،‬فإن ربك لبالرصاد ) اهب ‪.‬‬
‫وقال ف ترجة ‪ :‬القفال الشاشي الشافعي التوف سنببببة‬

‫‪ 365‬هب ‪ -‬رحه ال تعال‪: - 27‬‬


‫( قال أ بو ال سن ال صفار ‪ :‬سعت أ با سهل ال صعلوكي ‪،‬‬
‫و سُئل عن تف سي أ ب ب كر القفال ‪ ،‬فقال ‪ :‬قد سه من و جه‬
‫ودنسه من وجه ‪ ،‬أي ‪ :‬دنسه من جهة نصره للعتزال ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد مر موته ‪ ،‬والكمال عزيز ‪ ،‬وإنا يدح العال بكثرة‬
‫ماله مبن الفضائل ‪ ،‬فل تدفبن الحاسبن لورطةٍ ‪ ،‬ولعله رجبع‬
‫عنها ‪ .‬وقد يغفر له ف استفراغه الوسع ف طلب الق ولحول‬
‫ول قوة إل بال ) اهب ‪.‬‬
‫وب عد أن ذ كر ب عض الفوات ل ب حا مد الغزال التو ف سنة‬
‫‪ 505‬هب ‪ -‬رحه ال تعال‪ -‬قال‪: 28‬‬
‫به‬
‫بن شرط العال أنب‬
‫با مب‬‫ببي ‪ ،‬ومب‬
‫( قلت ‪ :‬الغزال إمام كب‬
‫ل يطئ ) اهب ‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫وقال أيضا ‪:29‬‬


‫( قلت ‪ :‬مازال الئمبة يالف بعضهبم بعضا ‪ ،‬ويرد هذا على‬
‫هذا ‪ ،‬ولسنا من يذم العال بالوى والهل ) اهب ‪.‬‬

‫وقال ايضا ‪:30‬‬


‫( فر حم ال المام أ با حا مد ‪ ،‬فأ ين مثله ف علو مه وفضائله‬
‫ولكبن لندعبي عصبمته مبن الغلط والطبأ ‪ .‬ولتقليبد فب‬
‫الصول ) اهب ‪.‬‬
‫ونبه على على حال ماهد فقال‪: 31‬‬
‫( قلت ‪ :‬ولجاهببد أ قوال وغرائب فبب العلم والتفسببي‬
‫تُستنكر ) اهب ‪.‬‬
‫وقال ف ترجة ابن عبد الكم ‪:32‬‬
‫( قلت ‪ :‬له تصببانيف كثية ‪ ،‬منهببا ‪ :‬كتاب فبب الرد‬
‫على الشافعببببي ‪ .‬وكتاب أحكام القرآن ‪ .‬وكتاب الرد‬
‫على فقهاء العراق ‪ .‬ومازال العلماء قديا وحديثا يرد بعضهبم‬
‫على بعض ف البحث وف التواليف ‪ ،‬وبثل ذلك يتفقه العال ‪،‬‬
‫‪87‬‬

‫وتتببهن له الشكلت ‪ ،‬ولكبن فب زمننبا قبد يعاقبب‬


‫الفق يه إذا اعت ن بذلك ل سوء ني ته ‪ ،‬ولطل به للظهور والتك ثر ‪،‬‬
‫فيقوم عليه قضاة وأضداد ‪ ،‬نسأل ال حسبببببببن‬

‫الاتة وإخلص العمل ) اهب ‪.‬‬


‫وف ترجة إساعيل التيمي التوف سنة ‪ 535‬هب أنه قال‪: 33‬‬
‫( اخطأ ابن خزية ف حديث الصورة ‪ ،‬ول يطعن عليه بذلك‬
‫بل ل يؤخذ عنه هذا فحسب ‪.‬‬
‫قال أبو موسى ‪ -‬الدين ‪ : -‬أشار بذا إل أنه قل إمام إل وله‬
‫زلة ‪ ،‬فإذا ترك ل جل زل ته ‪ ،‬ترك كث ي من الئ مة ‪ ،‬وهذا ل‬
‫ينبغي أن يفعل ) اهب ‪.‬‬
‫فهذا الذ هب نف سه‪ 34‬قد تكلم رح ه ال تعال ‪ -‬ف أن علوم‬
‫أهل النة تسلب عنهم ف النة ول يبقى لم شعور بشئ منها‬
‫‪ .‬وقد تعقبه العلمة الشوكان ف فتاواه السماة ‪ :‬الفتح الربان‬
‫‪ .‬وذ كر إجاع أ هل ال سلم على أن عقول أ هل ال نة تزداد‬
‫صفاءً وإدراكا ‪ -‬لذهاب ماكان يعتري هم ف الدن يا ‪ .‬و ساق‬
‫‪88‬‬

‫النصوص ف ذلك ‪ .‬منها قوله تعال (( يليت قومي يعلمون با‬


‫غفر ل رب وجعلن من الُكرمي )) ‪.‬‬
‫وقال شيخه شيخ السلم ابن تيمية النميي – رحببمه ال‬

‫به‬
‫بر ببسب‬
‫تعال ‪ ، -‬ف ب جواب له بإبطال فتوى قضاة مصب‬
‫وعقوبته من أجل فتواه بشأن شد الرحل إل القبور‪: 35‬‬
‫( إ نه لو قدر أن العال الكث ي الفتاوى ‪ ،‬أف ت ف عدة م سائل‬
‫بلف سبنة رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم الثابتبة عنبه ‪،‬‬
‫وخلف مبا عليبه اللفاء الراشدون ‪ :‬ل يزب منعبه مبن الفتيبا‬
‫مطلقا ‪ ،‬بل يبي له خطؤه في ما خالف ف يه ‪ ،‬فمازال ف كل‬
‫عصر من أعصار الصحابة والتابعي ‪ ،‬ومن بعدهم من علماء‬
‫السلمي من هو كذلك ‪ ) ......‬اهب ‪.‬‬
‫وهذا المام الافظ ابن حبان التوف سنة ‪ 354‬هب رحه ال‬
‫تعال فاه بقوله ‪ :‬النبوة العلم والعمبل ‪ .‬فهُجبر وحُكبم عليبه‬
‫بالزندقة وكتب فيه إل الليفة فكتب بقتله ‪.‬‬
‫‪89‬‬

‫ل كن أن صفه الحققون من أ هل العلم فوجهوا قوله وا ستفادوا‬


‫مبن علمبه وفضله منهبم ‪ :‬اببن القيم‪ ، 36‬والذهبب ‪ ،37‬واببن‬
‫حجر‪ 38‬ف سواهم من الحققي ‪.‬‬

‫وما قاله الذهب ‪:‬‬


‫( قلت ‪ :‬وهذا أيضا له ممل حسن ‪ ،‬ول يرد حصر البتدأ ف‬
‫الب ‪ .‬ومثله ‪ :‬الج عرفة ‪ ،‬فمعلوم أن الرجل ل يصي حاجا‬
‫بجرد الوقوف بعرفة ‪ ،‬إنا ذكر مهم الج ‪ ،‬ومهم النبوة ‪ ،‬إذ‬
‫أك مل صفات ال نب ‪ :‬العلم والع مل ‪ ،‬ول يكون أ حد نبيا إل‬
‫ل ‪ .‬نعبم النبوة موهببة مبن ال تعال لنب‬‫أن يكون عالا عام ً‬
‫اصطفاه من أول العلم والعمل ل حيلة للبشر ف اكتسابا أبدا‬
‫‪ ،‬وبا يتولد العلم النافع والعمل الصال ‪.‬‬
‫ول ريب أن إطلق ما نقل عن اب حات ‪ :‬ل يسوغ ‪ ،‬وذلك‬
‫نفسٌ فلسفي ) اهب ‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫وهذا العلمة أبو الوليد الباجي الالكي التوف سنة ‪ 474‬هب‬


‫‪-‬‬ ‫بب ‪-‬‬ ‫بة النب‬
‫ب ال تعال افترع القول بارتفاع أميب‬
‫رحهب‬
‫لقصة الديبية فقام عليه أهل عصره حت حكموا بكفره ‪.‬‬
‫وقال بعضهم فيه ‪:‬‬
‫عجبت من شرى دنيا بآخرة‬
‫وقال إن رسول ال قد كتبا‬
‫ث تطامنت الفتنة وأوضح الحققون بأن واقعة الديبيبببة‬
‫ل‬

‫سببيل إل إنكارهبا لثبوتاب لكنهبا ل تنفبي الميبة ‪ ،‬كمبا أن‬


‫النبب ‪ - -‬بُعبث فب العرب وهبم أمبة أميبة ل تكتبب‬
‫ول تسبب ومبع هذا يوجبد فيهبم مبن يكتبب مثبل كتاب‬
‫به‬
‫بة أمتب‬
‫بف هذا أميب‬‫بم على ندرة ول ينب‬
‫بي ‪ -‬لكنهب‬
‫الوحب‬
‫‪ -‬من العرب ‪ .‬حقق ذلك الافظ الذهب رحه ال تعال‬ ‫‪-‬‬
‫ف ترجة الباجي من السي ‪.39‬‬
‫بل‬
‫بي القطري كتاب حافب‬ ‫بر القاضب‬‫بن حجب‬ ‫برينا ابب‬
‫ولعصب‬
‫باسبم ‪ :‬الرد الشا ف الوا فر على من ن فى أم ية سيد الوائل‬
‫والواخر ‪.‬‬
‫‪91‬‬

‫وهذا عبببد اللك بببن حبببيب رحهبب ال تعال مببن‬


‫بر‬
‫به أشياء ول يُهجب‬
‫بب عليب‬
‫بي ‪ .‬عيب‬
‫به الالكب‬
‫أعلم الفقب‬
‫رحه ال تعال ‪.40‬‬
‫واليانب ‪ :‬أحدبببن ممبد ببن فرج اللغوي الشاعبر ‪ ،‬لقتبه‬
‫منبة لكلمبة عاميبة نطبق باب ‪ ،‬نقلوهبا عنبه ‪ ،‬وكان سبجنه‬
‫بسبببها فب زمبن ‪ :‬الكبم ببن عببد الرحنب الناصبر التوفب‬
‫سنة ‪ 336‬هب ‪.41‬‬

‫وهؤلء الئمبة ‪ :‬اببن الثيب ‪ ،‬واببن خلدون ‪ ،‬والقريزي‬


‫قد صححوا النسب الفاطمي للعبيديي ‪ .‬وقد صاح الحققون‬
‫على القائليب بذا منهبم ‪ :‬اببن تيميبة ‪ ،‬واببن القيبم ‪،‬‬
‫والذهب ‪ ،‬وابن حجر وغيهم ف القدي والديث ‪.‬‬
‫به‬
‫بي بأنب‬‫به اليتمب‬
‫بب عليب‬ ‫بن خلدون أيضا عقب‬ ‫والؤرخ ابب‬
‫لاب ذكبر السبي ببن علي ‪ -‬رضبي ال عنبه ‪ -‬فب تاريهب‬
‫قال ‪: 42‬‬
‫‪92‬‬

‫( قتل بسيف جده ) ‪.‬‬


‫لكبن دافبع الافبظ اببن حجبر عبن اببن خلدون بأن هذه‬
‫الكلمبة ل توجبد فب التاريبخ الوجود الن ولعله ذكرهبا‬
‫ف النسخة الت رجع عنها ‪.‬‬
‫وقبد تتاببع الغلط على اببن خلدون أيضا فب أنبه يطب‬
‫على العرب من أنم أهل ضعن ووبر ل يصلحون لبملك ول‬

‫سياسة ‪ ..........‬وا بن خلدون كل مه هذا ف " العراب "‬


‫ل ف " العرب " فليعلم ‪.‬‬
‫فهذه الراء الغلوطة ل تكن سببا ف الرمان من علوم هؤلء‬
‫الجلة بل مازالت منارات يهتدي با ف أيدي أهل السلم ‪.‬‬
‫وما زال العلماء على هذا الشرع ينبهون على خطأ الئمة مع‬
‫ال ستفادة من علم هم وفضل هم ‪ ،‬ولو سلكوا م سلك ال جر‬
‫لدمبت أصبول وأركان ‪ ،‬ولتقلص ظبل العلم فب السبلم ‪،‬‬
‫وأصبح الختلل واضحا للعيان ‪ .‬وال الستعان ‪.‬‬
‫وكان الش يخ طا هر الزائري التو ف سنة ‪ 1338‬ه ب رح ه‬
‫ال تعال يقول وهو على فراش الوت ‪: 43‬‬
‫‪93‬‬

‫( عدوا رجالكم ‪ ،‬واغفروا لم بعض زلت م ‪ ،‬وعضوا عليهم‬


‫بالنواجذ لتستفيد المة منهم ‪ ،‬ول تُنفروهم ‪ ،‬لئل يزهدوا ف‬
‫خدمتكم ) اهب ‪.‬‬
‫وينتظم ما سلف تقيق بالغ للمام ابن قيم الوزية رحه ال‬
‫تعال ذكره ف مباحث اليل من " إعلم الوقعي "‬
‫( ‪ ) 294-298 /3‬فانظره ‪.‬‬

‫وإنا أتيت على النقول التقدمة مع كثرتا‪ ،‬لعموم البلوى على‬


‫أ هل العلم من ب عض الهال ‪ ...‬إذا ح صل له رأي عن قنا عة‬
‫ودرا ية ف م سألة فقه ية فروع ية ‪ -‬يكادون يُزهقو نه ويهزون‬
‫عليه لتبقى الريادة الوهية لم ‪ ،‬وال الستعان على ما يفعلون ‪.‬‬
‫أما البتدعة فل وال ‪ ،‬فإنا نافهم ونذرهم ‪ ،‬ولواجب البيان‬
‫نُحذ ُرهُم من بدعهم ‪ ،‬فاحذر مالطهم ‪ ،‬والتلقي‬
‫عنهم ‪ ،‬فإن ذلك سم ناقع " انتهى من كتاب ‪" :‬التعال " ‪.‬‬
‫‪ -10‬قد ترى الرجل العظيم يشار إليه بالعلم والدين‪ ،‬وققز‬
‫القنطرة ف أبواب التوحيد على أصول السلم والسنة وجادة‬
‫سبلف المبة ‪ ،‬ثب يصبل منبه هفوة ‪ ،‬أو هفوات‪ ،‬أو زلة‪،‬‬
‫أو زلت ‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫فلتعلم ه نا ‪ :‬أ نه ما كل عال ول داع ية كذلك يؤ خذ بفو ته ‪،‬‬


‫ول يُتبع بزلته ‪ ،‬فلو عُمل ذلك لا بقي معنا داعية قط ‪ ،‬و ُكلٌ‬
‫رادٌ ومردُو ٌد عليه ‪ ،‬والعصمة لنبياء ال ورسله ‪.‬‬
‫نعم ‪ :‬يُنبه على خطئه ‪ ،‬ول يُجرم به ‪ ،‬فيُحر مُ النا سُ من علمه‬
‫ودعوته ‪ ،‬وما يصل على يديه من الي ‪.‬‬
‫ومن جرم الخطئ ف خطئه الصادر عن اجتهاد له فيه مسرحٌ‬

‫شرعا ‪ ،‬فهو صاحب هوى يمل التبعة مرتي ‪:‬‬


‫تب عة التجر ي ‪ ،‬وتب عة حرمان الناس من عل مه ‪ ،‬بل عل يه عدة‬
‫تبعات معلومة لن تأملها ‪.‬‬
‫‪ - 11‬قد ترى الر جل العظ يم ‪ ،‬يشار إل يه بالعلم والد ين ‪،‬‬
‫وقبد ينضاف إل ذلك نزاله فب سباحات الهاد ‪ ،‬وشُهود‬
‫سبنابك الياد ‪ ،‬وبارقبة السبيوف ‪ ،‬ويكون له بانبب ذلك‬
‫هنات وهنات فبب توحيببد العبادة ‪ ،‬أو توحيببد السبباء‬
‫والصفات ‪ ،‬ومع هذا فترى نظراءه من أهل العلم واليان من‬
‫سلم من هذه النات ‪ ،‬يشهدون بفضله ويقرون‬
‫‪95‬‬

‫بعلمه‪ ،‬ويدينون لفقهه ‪ ،‬وعلو كعبه‪ ،‬فيعتمدون كتبه وأقواله‪،‬‬


‫ول يصبرفهم هذا عبن هذا ‪ " :‬وإذا بلغ الاء قُلتيب ل يمبل‬
‫البث " ‪.‬‬
‫ول تن عه ال ستفادة م نه من البيان بل طف ع ما ح صل له من‬
‫عثرات ‪ ،‬بل يبينونا ويسألون ال أن يُقيل عثرته ‪ ،‬وأن يغفرها‬
‫بانب فضله وفضيلته ‪.‬‬
‫و خذ شاهدا ف حال العا صرة ‪ :‬إن شداة اعتقاد ال سلف ‪-‬‬
‫كثر ال جعهم ‪ -‬ي ُكدُون ليلهم ‪ ،‬ونارهم ‪ ،‬ويبذلون وُكدهم‬
‫بل‬‫بن وجوه أهب‬ ‫بة لعدد مب‬ ‫بائل الامعيب‬
‫ف ب تضي ب الرسب‬
‫العلم ف درا سة حيات م ‪ ،‬و سيهم ‪ ،‬وج ع شائل هم ‪ ،‬وتق يق‬
‫كتبهم ‪ ،‬ونشرها بي الناس‪ ،‬ويرون هذا قربة بعلمٍ يُنتبفع به‪.‬‬
‫وتتسابق كلمة علماء العصر بالدح والثناء ‪.‬‬
‫وبذا تعلم أن تلك البادرة " اللعونة " من تكفي الئمة ‪:‬‬
‫النووي ‪ ،‬وابن دقيق العيد ‪ ،‬وابن حجر العسقلن ‪ -‬رحهم‬
‫ال تعال ‪ -‬أو ال ط من أقدار هم ‪ ،‬أو أن م مبتد عة ضلل ‪.‬‬
‫كل هذا من ع مل الشيطان ‪ ،‬وباب ضللة وإضلل ‪ ،‬وف ساد‬
‫وإفسباد ‪ ،‬وإذا جُرح شهود الشرع جُرح الشهود ببه ‪ ،‬لكبن‬
‫الغرار ل يفقهون ول يتثبتون ‪ ،‬فهبل مبن مُنفذٍ فب الواقعيب‬
‫‪96‬‬

‫نصبيحة زياد فيمبا سباقه اببن عببد الب ‪ -‬رحهب ال تعال ‪-‬‬
‫بسنده أن زيادا خطب على منب الكوفة فقال ‪:‬‬
‫" أيها الناس إن بُ تُ ليلت هذه مُهتما بلل ثلث رأيت أن‬
‫أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة ‪:‬‬
‫رأيبت إعظام ذوي الشرف ‪ ،‬وإجلل ذوي العلم ‪ ،‬وتوقيب‬
‫ذوي السنان ‪.‬‬
‫وال ل أوتى برجل رد على ذي علم ليضع بذلك منببه إل‬

‫عاقبته ‪ .......‬إل أن قال ‪:‬‬


‫إنا الناس بأعلمهم ‪ ،‬وعلمائهم ‪ ،‬وذوي أسنانم " ‪.44‬‬
‫‪ - 12‬وإن سألت عن الوقف الشرعي من انشقاق هؤلء‬
‫بظاهرة التجريح ‪ ،‬فأقول ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬احذر هذا النشقاق ل تقبع فب مثله مبع " النشقيب‬
‫الراح ي " البذر ين للو قت وال هد والنشاط ف ق يل وقال ‪،‬‬
‫وكثرة السؤال عن " تصنيف العباد "‪ ،‬وذلك فيما انشقوا فيه‪،‬‬
‫فهو ذنب تلبسوا به ‪ ،‬وبلوى وقعوا فيها ‪ ،‬وادع لم بالعافية‪.‬‬
‫‪97‬‬

‫ب ‪ -‬إذا بُليبت بالذيبن يأتون فب مالسبهم هذا النكبر "‬


‫تصنيف الناس بغي حق " واللهث وراءه ‪ ،‬فبادر بإنفاذ أمر ال‬
‫ف مثل من قال ال فيهم ‪:‬‬
‫(( وإذا رأ يت الذ ين يوضون ف آيات نا فأعرض عن هم ح ت‬
‫يوضوا ف حدي ثٍ غيه وإ ما ين سينك الشيطان فل تق عد ب عد‬
‫[ النعام ‪. ] 68 :‬‬ ‫الذكرى مع القوم الظالي ))‬

‫وف هذا القدر كفاية – إن شاء ال تعال ‪ -‬وفيما كتبت ف ‪:‬‬


‫" حليبة طالب العلم " ‪ ،‬و " التعال " ‪ ،‬و " هجبر البتدع " "‬
‫وحكم النتماء " ‪ ،‬و " الرد على الخالف " أصول نافعة ‪.‬‬

‫وال تعال أعلم ‪.‬‬

‫انتبهبببببى ‪.‬‬

‫بكبببببر بن عبد ال أبو زيبببببببببد‬


‫‪98‬‬

‫‪ 1413 / 3 / 8‬هبب‬

‫الاشية‬
‫‪1‬‬
‫أنظرها ‪ ( :‬ص ‪. ) 28 – 26 /‬‬
‫‪ 2‬هبل يقال ‪ " :‬هاأنبا " أو ‪ " :‬هاأنبا ذا " فيبه بثب أنظره فب " التحريبر‬
‫والتدوير " ‪ . ) 588-586 / 1 ( :‬لكن ل يظهر ل تاما توجيهه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫" مموع الفتاوى " ‪. ) 238 – 237/ 28 ( :‬‬
‫‪4‬‬
‫" الصواعق الرسلة " ‪. ) 353 / 1 ( :‬‬
‫‪5‬‬
‫ف رسالت ‪ " :‬تغريب اللقاب العلمية " ‪ .‬زيادة بيان لا ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫من كلم ابن القيم ‪ -‬رحة ال تعال ‪. -‬‬
‫‪7‬‬
‫" فتح الغيث " ‪.)4/94( :‬‬
‫‪8‬‬
‫" تبي كذب الفترى " ‪( :‬ص‪.)29/‬‬
‫‪9‬‬
‫أنظر ‪ " :‬الفتاوى " ‪.)112 - 13/110( :‬‬
‫‪01‬‬
‫" الداء والدواء" ‪( :‬ص‪.)187/‬‬
‫‪11‬‬
‫" عقوبات العرب على العاصي " لللوسي – رحه ال ‪. -‬‬
‫‪21‬‬
‫" العقيدة الطحاوية مع شرحها" ‪( :‬ص‪.)491/‬‬
‫‪ 31‬وهي نتيجة حتمية لنهجهم ‪ ،‬فلهم بالمس أسلف ف حادثة الرم "‬
‫السوداء " عام ‪ 1400‬هب ‪ ...‬اختلفت الساليب والغاية واحدة‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫" شرح الطاحوية " ‪( :‬ص‪.)382 - 379/‬‬
‫‪51‬‬
‫" العتصام " ‪. ) 22 – 20 /1 ( :‬‬
‫‪ 61‬إن كان يقصد اللفاء الراشدين ‪ :‬أبا بكر‪ ،‬وع مر‪ ،‬وعلي ‪ -‬رضي ال‬
‫عنهم ‪ -‬فل‪ ،‬ومن نظر ف كلم شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحه ال تعال ‪-‬‬
‫فب مواضبع مبن " منهاج السبنة " رأى أن الترضبي عبن اللفاء الربعبة‬
‫الراشدين ف خطبة المعة‪ ،‬من حسنات أهل السنة ف مواجهة أهل الوى‬
‫والبدعة‪ ،‬الذين أنبتوا ف وسط السلمي مقالت الرفض‪ ،‬والنصب‪ ،‬فصار‬
‫ف التر ضي عن هم على منابر ال سلمي‪ ،‬وشهود عامت هم وخا صتهم‪ ،‬تلق ي‬
‫الناس للمعتقد الق‪ ،‬ومنابذة ما سواه ‪ .‬فليعلم‬
‫وأما الدعاء مطلقا لول أمر السلمي منهم فهو من سنن الدي ‪.‬‬
‫أن ظر ‪ " :‬شرح الطحاو ية " ( ‪ ) 379‬و " التأ صيل " ‪) 77 -76 /1 ( :‬‬
‫لراقمه ‪ ،‬وأما ف خطبة المعة ‪ ،‬وداخل الصلة ففيه بث حررته ف كتاب‬
‫‪ " :‬تصحيح الدعاء " ‪.‬؟‬
‫‪71‬‬
‫" جامع بيان العلم وفضله " ‪. ) 439 /2 ( :‬‬
‫‪81‬‬
‫وانظر ف سبيل النول ‪ " :‬صحيح مسلم "‪ ،‬و " تفسي الطبي " ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫( ص ‪. ) 87 – 79 /‬‬
‫‪02‬‬
‫" فتح الباري " ‪. ) 336 – 335 / 5 ( :‬‬
‫‪ 12‬سبل السلم ‪ :‬الزء الول‪ ،‬نقله عنه أبو مدين الشنقيطي ف " الصوارم‬
‫والسنة " ‪ ( :‬ص ‪. ) 12 /‬‬
‫‪22‬‬
‫شرح ما يقع فيه التصحيف ( ص‪. ) 6 /‬‬
‫‪32‬‬
‫" السية " ‪. ) 271 / 5 ( :‬‬
‫‪42‬‬
‫" السية " ‪. ) 40 / 14 ( :‬‬
‫‪52‬‬
‫" السية " ‪. ) 374 / 14 ( :‬‬
‫‪62‬‬
‫" السية " ‪. ) 564 / 15 ( :‬‬
‫‪72‬‬
‫" السية " ‪. ) 285 / 16 ( :‬‬
‫‪82‬‬
‫" السية " ‪. ) 339 / 19 ( :‬‬
‫‪92‬‬
‫" السية " ‪. ) 342 / 19 ( :‬‬
‫‪03‬‬
‫" السية " ‪. ) 346 / 19 ( :‬‬
‫‪13‬‬
‫" السية " ‪. ) 455 / 4 ( :‬‬
‫‪23‬‬
‫" السية " ‪. ) 501 – 500 /12 ( :‬‬
‫‪33‬‬
‫" السية " ‪. ) 88 / 20 ( :‬‬
‫‪43‬‬
‫" أبد العلوم " لصديق خان رحه ال تعال ‪. )20 - 15 / 1 ( :‬‬
‫‪53‬‬
‫" مموع الفتاوى " ‪. ) 311 / 27 ( :‬‬
‫‪63‬‬
‫" مفتاح دار السعادة " ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫" تذكرة الفاظ " ‪. ) 922 / 3 ( :‬‬
‫‪83‬‬
‫( لسان اليزان ) ‪. ) 116 – 113 / 5 ( :‬‬
‫‪93‬‬
‫" السية " ‪. ) 540 / 18 ( :‬‬
‫‪04‬‬
‫" لسان اليزان " ‪. ) 64 / 4 ( :‬‬
‫‪ " 14‬الصلة " لبن بشكوال ‪. ) 5 / 1 ( :‬‬
‫وانظر ‪ :‬ترجة أب حيان التوحيدي ففيها مع فساد معتقد ‪ ،‬أشياء من هذا‬
‫فب ‪ " :‬لسبان اليزان " ‪ . ) 41 – 38 / 7 ( :‬ونوهبا لبب‬ ‫كمبا‬
‫صاحب " قوت القلوب " كما ف ‪ " :‬اليزان " ‪( :‬‬ ‫طالب الكي‬
‫‪. ) 300 / 5 ( :‬‬ ‫‪ ، ) 655 / 3‬و " لسان "‬
‫‪ " 24‬الضوء الل مع " ‪ " ، ) 147 / 3 ( :‬العلن بالتوب يخ " ‪ ( :‬ص ‪/‬‬
‫‪. ) 71‬‬
‫‪34‬‬
‫" كنوز الجداد " ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫" جامع بيان العلم " ‪. ) 64 / 1 ( :‬‬

‫الفهرس‬
‫‪5‬‬ ‫•القدمة ‪....‬‬
‫‪9‬‬ ‫•وفادة التصنيف ‪....‬‬
‫‪17‬‬ ‫•واجب دفعها ‪....‬‬
‫‪22‬‬ ‫•طريق التصنيف ‪....‬‬
‫‪23‬‬ ‫•آثرها ‪....‬‬
‫‪30‬‬ ‫•سندها ‪....‬‬
‫‪33‬‬ ‫•دوافعها ‪....‬‬
‫‪42‬‬ ‫•النشقاق با ‪....‬‬
‫‪45‬‬ ‫•تبعة فشوها ‪....‬‬
‫‪59‬‬ ‫•إل كل مترف التصنيف ‪....‬‬
‫•إل كبل مبن رمبي بالتصبنيف ظلما ‪....‬‬
‫‪73‬‬

You might also like