Professional Documents
Culture Documents
صنِيفُ النّا ِ
س تَ ْ
َبيْنَ الظّنّ وَ الَْي ِقيِ
قال ال تعال :
(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما
ليس لكم به علم وتسبونه هينا وهو عند
ال عظيم ) .
[ النور ] 15 /
دار العاصمة
5
القدمة
المببد ل رب العاليبب :اللهببم إياك نعبببد ,وإياك
ن ستعي ,وعل يك نتو كل ,وإل يك ن سعى ون فد .ون صلي ,
ونسلم على خات أنبيائك ورسلك .
أما بعد :
فأنتخبب مبن مزدحبم الياة :العلماء الداة فب مثالمب :
العال العامل بعلمه ف خاصة نفسه ,ونصحه ل ,ولرسوله ,
ولمامبه ,ولعموم أهبل السبلم ,فمبا أن يذكبر اسبم ذلك
العال إل وير فع ف العلماء العامل ي ,فعل مه وعمله متلزمان
أبدا ,كالشاخص والظل سواء ,وال ين على من يشاء .
فأنتصر له حسبة ل ,ل دفاعا عن شخصه فحسب ,بل
وعن حرمات علماء السلمي ومنهم دعاتم ,ورجال السبة
فيهم ؛ إذ بدا لقاء ما يملونه من الدى والي والبيان :
اختراق ((:ظاهرة التجريح )) لعراضهم بالوقيعة فيهم ,وفري
الراحيب فب أعراضهبم ,وفب دعوتمب ,ولاب صبنعه (سبعادة
الفتنة) من وقائع الفتراء ,وإلصاق التهم,وألوان الذى ,ورمي
6
وفادة التصنيف
بدة ,
بب الباطلة ,والراء الفاسب بن الذاهببر شيئا مب فلم تب
السبتخرجة بالتأويبل قوببل الداعبي إليبه التب ببه ,أول
بالتكذيبب له ,والرد عليبه ,ببل ترى الخدوعيب الغروريبن
يفلون إليه إجفال ويأتون إليه أرسال ,تؤزهم إليه شياطينهم
ونفو هم أزا ,وتزعج هم إل يه إزعا جا فيدخلون ف يه أفوا جا ,
يتهافتون فيه تافت الفراش ف النار ،ويثوبون إليه مثابة الطي
إل الوكار ،ث من عظيم آفاته ,سهولة المر على التأولي ف
ن قل الدعو ين عن مذاهب هم ,وقب يح اعتقاد هم إلي هم ,ون سخ
الدى مبن صبدورهم ,فإنمب رباب اختاروا للدعوة إليبه رجل
مشهورا بالديانة والصيانة ,معروفا بالمانة ,حسن الخلق,
جيل اليئة ,فصيح اللسان ,صبورا على التقشف ,والتزهد ,
مرتا ضا لخاطبة الناس على اختلف طبقاتم ,ويتهيأ لم مع
ذلك من عيب أهل الق والطعن عليهم والزراء بم ما يظفر
به الفتش عن العيوب ,فيقولون للمغرور الخدوع :وازن بي
هؤلء وهؤلء ,وحكم عقلك ,وانظر إل نتيجة الق والباطل,
16
جره هواه وقصبور نظره عبن تييبز القب مبن الباطبل ,إل
ماصمة الحق ,والجوم عليه بغي حق .
بل وسوأة عظمى احتساب البتلى هذا السعي بالفساد ,
مبن الديبن ,وإظهاره بلباس الشرع التيب ,والتلذذ بذكره ,
ونشره .
حقبا لقبد أتعبب التاريبخ ,وأتعبب نفسبه ,وآذى التاريبخ ,
وآذى نفسه ,فل هو قال خيا فغنم ,ول سكت فسلم .
فإل قائمبة المقوتيب فب سبجل التاريبخ غيب مأسبوف
عليهم :
ل يلك الرد له إذا أتى إن الشقي بالشقاء مولع
سندها
* وب عد الشارة إل آثار (( النشق ي )) وغوائل ت صنيفهم
فإنك لو سألت (( :الراح )) عن مستنده ،وبينته على هذا
(( الت صنيف )) الذي ي صك بع العباد صك الندل ،لفلت
يديه ،يقلب كفيه ،متلعثما اليوم با برع به لسانه بالمس ،
ولوجدت ناية ما لديه من بينات هي :
وساوس غامضة ،وانفعالت متوترة ،وحسد قاطع .
وتوظيف لسوء الظن ،والظن أكذب الديث .
31
صنِيفِ
حتَرِفِ التّ ْ إِلَى ُم ْ
ل ْطوِ َم ْوضِ َعهَا
َقدّر لِرِ ْجلِكَ َقْبلَ ا َ
ل زَلَقا َعنْ غِرّةٍ زََلجَا َف َمنْ َع َ
47
48
الوصف البشع " :الظال " كما قال ال تعال (( :ومن يتعد
حدود ال فأولئك هم الظالون )) [ البقرة . ] 229 :
* وما صرة للظلم وأهله ،ف قد جاءت الن صوص ناه ية
عن معاشرة الظال ،والركون إل يه ،وتول يه ،والقعود م عه ،
(( فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالي ))
[ النعام . ] 68 :والنهي عن السكن ف مسكنه ،وياطب
بغي الت هي أحسن ،وأن السبيل عليه (( :إنا السبيل على
الذين يظلمون الناس )) [ الروم . ] 42 :
والظال :ليفلح .ول يس له من أن صار .وال ليبب
الظالي ول يهديهم .وليس للظال من ول ول نصي .ودائما
فب ضلل مببي .وفب زيادة خسبار وتباب .وعليبه اللعنبة .
وللظال سبوء العاقببة ،وقطبع دابره .والظال وإن قوي فإن
القوة ل جيعا .ولعدوان إل على الظالي .
وقد تنوعت عقوبات الظلمة والظالي ف هذه الدنيا :
بزجر من السماء .والخذ بالصاعقة ،وبالطوفان .وتدمي
بيوتم ،وخوائها .وأخذ الظال بعذاب بئيس ،وأن عقوبة
جرمه تعم .وحاله شديدة ف غمرات الوت.
وللظال من الوعيد يوم القيامة :الوعيد بالنار ،وبويل ،
51
ظلْماً
إلى من رُمى بالتصنيف ٌ
قالوا :أل ترى إل علي بن أب طالب ،أنه هلك فيه فتيان :
مُحبب أفرط ،ومبغبض أفرط ،وقبد جاء فب الديبث :أنبه
يهلك فيه رجلن :مب مُط ٍر ،ومبغض مُفت ٍر .
وهذه صفة أ هل النبا هة ،و من بلغ ف الد ين والف ضل الغا ية
وال أعلم )) انتهى .
-2ل تبتئس باب يقولون ،ول تزن باب يفعلون ،وخبذ
بوصبية ال سببحانه لعبده ونببيه نوح -عليبه السبلم -
(( وأوحي إل نوح أنه لن يؤمن من قومك إل من قد آمن فل
تبتئس با كانوا يفعلون )) [ هود . ] 36 :
و من ب عد أو صى ب ا يو سف -عل يه ال سلم -أخاه (( :قال
إن أنا أخوك فل تبتئس با كانوا يعملون ))[ يوسف.] 69 :
-3ول يثنك هذا " الرجبباف " عن موقفك الق ،
وأنبت داع إل ال على بصبية فالثبات الثبات متوكلً على
مولك -وال يتول الصبالي -قال تعال (( :فلعلك تارك
بعبض مايوحبى إليبك وضائق ببه صبدرك أن يقولوا لول أنزل
عليه كن أو جاء م عه ملك إنا أنت نذ ير وال على كل شئ
وكيل )) [ هود . ] 12 :
73
( وإذا جآءهُم أمرٌ مبن المبن أو الوف أذاعوا ببه ولو ردوه
لعلمهب الذيبن يسبتنبطونه
ُ إل الرسبول وإل أول المبر منهبم
منهم ولول فضلُ ال عليكم ورحت ُه لتبعُتمُ الشيطببان إل
قليلً )[ النساء. ] 83 :
قال السيوطي -رحه ال تعال : -
( نزلت ال ية ف جا عة من النافق ي ،أو ف ضعفاء الؤمن ي
بب ،ويتأذى ببف قلوب الؤمنيب كانوا يفعلون ذلك فتضعب
النبُ . -)18 -
-4من تاوزه ا بغ ي حق مُتي قن ف هو خار ٌ
ق حُر مة الشرع
بالنيل ظلما من "عرض أخيه السلم " وهذا " مفتون " .
-5يب أن يكون السلم على جانب كري من سُمُو اللق
وعلو المببة ،وأن ل يكون معبببا تر ُر عليببه الواردات
والُختبلقات .
- 6يوجبد أفراد شُغلهبم الشاغبل " :تطييب الخبار كُل
مطار " يتلقى لسان عن لسان بل تثبت ول روية ،ث ينشره
بفمبه ولسبانه بل وعبي ول تعقبل ،فتراه يقذف بالكلم ،
ويطي به هنا وهناك ،فاحذر طريقتهم ،وادفع ف وجهها ،
واعمل على استصلح حالم .
79
- 8احذر " الفتاني " دعاة " الفتنة " الذين يتصيدون
العثرات وسيماهُم :
جعل الدعاة تت مطارق النقد ،وقوارع التصنيف ،موظفي
لذلك :الرص على تصبيد الطبأ ،وحلب الحتملت على
80
فقالوا :
خلت الق صواء ،فقال ال نب (( : - -ماخلت الق صواء
وماذاك لا بلق ولكن حبسها حابس الفيل )) .
الديث
قال الافظ ابن حجر ف فقه هذا الديث :
( جواز ال كم على الش يء ب ا عرف من عاد ته ،وإن جاز
أن يطرأ غيه ،فإذا وقبع مبن شخبص هفوة ل يعهبد منبه
مثل ها ،ل ين سب إلي ها ،ويُرد على من ن سبه إلي ها ،ومعذرة
مبن نسببه إليهبا منب ل يعرف صبورة حاله ،لن خل
القصببواء لول خارق العادة لكان مببا ظنببه الصببحابة :
-على ذلك لعذرهبم فب صبحيحا ،ول يعاتبهبم النبب -
ظنهم ) اهب .
82
وقال ف ترجة إمام الئمة ابن خزية التوف سنة 311هب -
رحه ال تعال :25
( وكتا به :ف التوح يد .ملد كبي .و قد تأول ف ذلك
حديث الصورة .
فليعذر من تأول بعض الصفات ،وأما السلف فما خاضوا ف
التأويل ،بل آمنوا وكفوا ،وفوضوا علم ذلك إل ال ورسوله
،ولو أن كل من أخطأ ف اجتهاده -مع صحة إيانه وتوخيه
لتباع ال ق -أهدرناه وبدعناه ،ل قل من ي سلم من الئ مة
معنا .رحم ال الميع بنه وكرمه ) اهب .
وقال ف ترج ة :با ن مدي نة الزهراء بالندلس :اللك الل قب
بأم ي الؤمن ي ع بد الرح ن بن م مد صاحب الندلس التو ف
سنة 350هب :26
85
به
بر ببسب
تعال ، -ف ب جواب له بإبطال فتوى قضاة مصب
وعقوبته من أجل فتواه بشأن شد الرحل إل القبور: 35
( إ نه لو قدر أن العال الكث ي الفتاوى ،أف ت ف عدة م سائل
بلف سبنة رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم الثابتبة عنبه ،
وخلف مبا عليبه اللفاء الراشدون :ل يزب منعبه مبن الفتيبا
مطلقا ،بل يبي له خطؤه في ما خالف ف يه ،فمازال ف كل
عصر من أعصار الصحابة والتابعي ،ومن بعدهم من علماء
السلمي من هو كذلك ) ......اهب .
وهذا المام الافظ ابن حبان التوف سنة 354هب رحه ال
تعال فاه بقوله :النبوة العلم والعمبل .فهُجبر وحُكبم عليبه
بالزندقة وكتب فيه إل الليفة فكتب بقتله .
89
نصبيحة زياد فيمبا سباقه اببن عببد الب -رحهب ال تعال -
بسنده أن زيادا خطب على منب الكوفة فقال :
" أيها الناس إن بُ تُ ليلت هذه مُهتما بلل ثلث رأيت أن
أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة :
رأيبت إعظام ذوي الشرف ،وإجلل ذوي العلم ،وتوقيب
ذوي السنان .
وال ل أوتى برجل رد على ذي علم ليضع بذلك منببه إل
انتبهبببببى .
1413 / 3 / 8هبب
الاشية
1
أنظرها ( :ص . ) 28 – 26 /
2هبل يقال " :هاأنبا " أو " :هاأنبا ذا " فيبه بثب أنظره فب " التحريبر
والتدوير " . ) 588-586 / 1 ( :لكن ل يظهر ل تاما توجيهه .
3
" مموع الفتاوى " . ) 238 – 237/ 28 ( :
4
" الصواعق الرسلة " . ) 353 / 1 ( :
5
ف رسالت " :تغريب اللقاب العلمية " .زيادة بيان لا .
6
من كلم ابن القيم -رحة ال تعال . -
7
" فتح الغيث " .)4/94( :
8
" تبي كذب الفترى " ( :ص.)29/
9
أنظر " :الفتاوى " .)112 - 13/110( :
01
" الداء والدواء" ( :ص.)187/
11
" عقوبات العرب على العاصي " لللوسي – رحه ال . -
21
" العقيدة الطحاوية مع شرحها" ( :ص.)491/
31وهي نتيجة حتمية لنهجهم ،فلهم بالمس أسلف ف حادثة الرم "
السوداء " عام 1400هب ...اختلفت الساليب والغاية واحدة.
41
" شرح الطاحوية " ( :ص.)382 - 379/
51
" العتصام " . ) 22 – 20 /1 ( :
61إن كان يقصد اللفاء الراشدين :أبا بكر ،وع مر ،وعلي -رضي ال
عنهم -فل ،ومن نظر ف كلم شيخ السلم ابن تيمية -رحه ال تعال -
فب مواضبع مبن " منهاج السبنة " رأى أن الترضبي عبن اللفاء الربعبة
الراشدين ف خطبة المعة ،من حسنات أهل السنة ف مواجهة أهل الوى
والبدعة ،الذين أنبتوا ف وسط السلمي مقالت الرفض ،والنصب ،فصار
ف التر ضي عن هم على منابر ال سلمي ،وشهود عامت هم وخا صتهم ،تلق ي
الناس للمعتقد الق ،ومنابذة ما سواه .فليعلم
وأما الدعاء مطلقا لول أمر السلمي منهم فهو من سنن الدي .
أن ظر " :شرح الطحاو ية " ( ) 379و " التأ صيل " ) 77 -76 /1 ( :
لراقمه ،وأما ف خطبة المعة ،وداخل الصلة ففيه بث حررته ف كتاب
" :تصحيح الدعاء " .؟
71
" جامع بيان العلم وفضله " . ) 439 /2 ( :
81
وانظر ف سبيل النول " :صحيح مسلم " ،و " تفسي الطبي " .
91
( ص . ) 87 – 79 /
02
" فتح الباري " . ) 336 – 335 / 5 ( :
12سبل السلم :الزء الول ،نقله عنه أبو مدين الشنقيطي ف " الصوارم
والسنة " ( :ص . ) 12 /
22
شرح ما يقع فيه التصحيف ( ص. ) 6 /
32
" السية " . ) 271 / 5 ( :
42
" السية " . ) 40 / 14 ( :
52
" السية " . ) 374 / 14 ( :
62
" السية " . ) 564 / 15 ( :
72
" السية " . ) 285 / 16 ( :
82
" السية " . ) 339 / 19 ( :
92
" السية " . ) 342 / 19 ( :
03
" السية " . ) 346 / 19 ( :
13
" السية " . ) 455 / 4 ( :
23
" السية " . ) 501 – 500 /12 ( :
33
" السية " . ) 88 / 20 ( :
43
" أبد العلوم " لصديق خان رحه ال تعال . )20 - 15 / 1 ( :
53
" مموع الفتاوى " . ) 311 / 27 ( :
63
" مفتاح دار السعادة " .
73
" تذكرة الفاظ " . ) 922 / 3 ( :
83
( لسان اليزان ) . ) 116 – 113 / 5 ( :
93
" السية " . ) 540 / 18 ( :
04
" لسان اليزان " . ) 64 / 4 ( :
" 14الصلة " لبن بشكوال . ) 5 / 1 ( :
وانظر :ترجة أب حيان التوحيدي ففيها مع فساد معتقد ،أشياء من هذا
فب " :لسبان اليزان " . ) 41 – 38 / 7 ( :ونوهبا لبب كمبا
صاحب " قوت القلوب " كما ف " :اليزان " ( : طالب الكي
. ) 300 / 5 ( : ، ) 655 / 3و " لسان "
" 24الضوء الل مع " " ، ) 147 / 3 ( :العلن بالتوب يخ " ( :ص /
. ) 71
34
" كنوز الجداد " .
44
" جامع بيان العلم " . ) 64 / 1 ( :
الفهرس
5 •القدمة ....
9 •وفادة التصنيف ....
17 •واجب دفعها ....
22 •طريق التصنيف ....
23 •آثرها ....
30 •سندها ....
33 •دوافعها ....
42 •النشقاق با ....
45 •تبعة فشوها ....
59 •إل كل مترف التصنيف ....
•إل كبل مبن رمبي بالتصبنيف ظلما ....
73