Professional Documents
Culture Documents
للقصة بداية مألوفة ومعروفة .إن والدي الطفل المصاب بالتوحد ال يستطيعان إيجاد
برنامج مدرسة عام مناسب لطفلھما .لقد سأال كثيرا وبحثا إلى أن وجدا أخيرا
مدرسة دفعا لھا للتعليم الخاص .إن ھذا الصراع يجلب ضغطا متقلبا لعائلة ال زالت
تعاني للتو من حزن واضطراب التوحد ،والكثير من الفواتير المطلوبة للمقاطعة
التي تستطيع تحملھا على مضض وعدم ارتياح .
Jeffie Muntiferingجيفي منتي فيونغ :من كالفارز كاليفورنيا ،لديھا ابن
اسمه جو ،ھو اآلن في الثامنة عشر من العمر و ھي تتذكر اآلن النزاع حول تعليمه
وغال إلى حد بعيد(.
ٍ المبكر بھذه الطريقة .وتعلق بقولھا)بشع ،مقرف ،مكلف عاطفيا
شخص جو بأنه مصاب بالتوحد وھو في عامه الثالث ،سعت أمه للبحث في عندما ُ
وضع المدرسة العامة الجيدة له .لكنھا أخيرا يئست وبعد قراءتھا لكل ما تستطيع
قراءته عن التوحد أصبحت قادرة على تعليمه في المنزل .وبعد مضي عام آخر
التحق بمعھد لوفاس بمدينة لوس انجلوس وھو أحد المراكز الرئيسية لعالج التوحد
المبكر .وحاول والداه حمل المقاطعة التعليمية على أن يدفعوا تكاليف تعليم ابنھم.
وفي نھاية المطاف ،تم االتفاق مع المقاطعة التعليمية بدفع تعويض للوالدين .وقد
جمع والدا جو التعويض الجزئي ولكن القصة ھنا قد أخذت منعطفا خارقا للعادة؛
فمسؤولوا المدرسة الذين قد عارضوا العائلة منذ البداية استيقظت ضمائرھم .و
فكروا ،يريدون حقيقة تضييع الوقت والمال لمحاربة ھاذين الوالدين ؟ بدال من
االستفادة من مصادرھم لمساعدة األطفال أمثال جو؟ المعلمون – الباحثون و
المحامون من المنظمات والجھات المختلفة المسؤولة عن المعاقين قد تعاونوا معا
على غير العادة و تحالفوا إلنشاء برامج حول التوحد والتقليل منه في المجتمع .و
قاموا بمساعدة أولياء األمور أمثال عائلة فيونغ.
إن مركز جبال الوادي اإلقليمي ھو الوكالة الممولة حكوميا لھذه المنطقة لعالج
اإلعاقات المتطورة تقوم بتنظيم شبكة خدماتھا بالتعاون مع وكاالت التعليم المحلية.
تغطي ھذه الشبكة من الخدمات جميع المقاطعات التعليمية في أمادور ،كالفيراز،
سان جوكوين ،ستانيسلوس و مركز تولمن اإلقليمي.
يقوم المركز اإلقليمي بتقييم األطفال في عيادة تشتمل على :عالم نفساني ومحلل
سلوكي ،ممثلي قطاعات المدرسة ،و ممثلي أولياء األمور من شبكة المصادر
العائلية .يقوم الممولين الخاصين مثل مدرسة كندال التي تحظى باھتمام كبير
ومشروع الوادي الرئيسي للتوحد بإطالق برامج التحليل السلوكي التطبيقي بالتعاقد
مع المركز كما أن ھناك تعاون وثيق مع المدارس العامة .
لتحقيق كل ذلك ،فعلى المسؤولين المحليين تجاوز الحواجز التقليدية بين التعليم العام
والخاص .وبين الخبراء والوالدين واألكثر أھمية بين الحكومات البيروقراطية
والمھتمة بخدمة المعاقين .في كاليفورنيا ،تقوم المراكز اإلقليمية بتمثيل قسم
الخدمات التطويرية لتوفير الخدمات التطويرية محليا ،و تقدم خدمات بشكل نوعي
للمعاقين منذ الوالدة وحتى سن الثالثة ثم من سن ٢٢حتى الموت .أما السنين
المتبقية فتقوم األقسام التعليمية بالمناطق المحلية بتغطيتھا.بالرغم من أن التفاصيل
تختلف من حالة ألخرى ،فإن جميع المراكز لديھا إحساس كبير بالمسؤولية .في
منطقة جبال الوادي يشارك الموظفون بدفع نصف تكاليف عالج الصغار المصابين
بالتوحد تقريبا.
من خالل جھودھم المتمثلة في الدفع لكل األطفال بعد سن الثالثة و بعض األطفال
منھم عند بلوغ السابعة أي ٤سنوات أخرى زيادة عن السن المعتمدة ،فإن المركز
اإلقليمي يؤكد قدرته على تخفيض التكاليف عندما يبلغ ھؤالء األطفال ٢٢ومن
المحتمل أن تكون عندھم المھارات للعيش والعمل باالعتماد على أنفسھم تقول تارا
سيسمور ھيست؛ اختصاصية المركز لخدمات التوحد) :سوف ندخر المال على
المدى البعيد ،بالتدخل المكثف و بسن مبكرة فإن مسؤولي المدرسة يتمنون التقليل
من تكاليف التعليم الخاص في المراحل المتأخرة(.
تقول ساندي كلدت؛ مساعدة مشرفة التعليم الخاص لمكتب مدينة سان جكوين
التعليمية ) :نريد أن نسخر طاقاتنا لمساعدة األطفال الصغار ،إن البحث يبين أنه
حين دمج النصف منھم على األقل سن مبكرة وقدمنا لھم الخدمات المكثفة فسوف
تكون عندنا فرصة جيدة إلحداث تغيير( .تقول سيسمور ھيستر :أن ھناك تقدم
جو ھو طالب في السنة النھائية بمدرسة كارفاس الثانوية ،يلعب كرة االسكواتش و
يمارس المصارعة كما يحب أن يعزف القيثارة و يبلغ معدل درجاته .٣٫٢يخطط
جو لاللتحاق بكلية المجتمع في الخريف القادم و يرغب بدراسة الموسيقى والتاريخ.
تمارس والدته ،و التي قد تدربت كمحاسبة ،العمل كمستشارة للتوحد .و تساعد
أولياء األمور في كاليفورنيا للحصول على الخدمات المقدمة لألطفال وتقول بأنھا لم
تر قط نموذج تعليم مبكر يُقدم لألطفال كما يقدمه مركز جبال الوادي اإلقليمي .إنھا
تعتقد أن الوضع سيتغير حين يدرك المسؤولون والمعلمون أنھم بتطبيق ھذا البرنامج
سيتمكنون خالل فترة وجيزة من مساعدة طفل لتحسين قصة حياته .تقول
)بالماضي ،كان التوحد يبعث على اليأس و لكن القصة تغيرت اليوم ،إنھا ملئا
باألمل .أعطانا األطفال أمثال ابني صورة مختلفة تماما عما يمكن لألطفال
المصابين بالتوحيد تحقيقه(.