Professional Documents
Culture Documents
2
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
3
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
الجنائية تقتضي وجود الجريمة و الجاني معا ،فل تعد جريمة حوادث
القضاء و القدر.
الفرع الثاني :التعريف القانوني للجريمة
اجتهد علماء الجرام في تحديد مفهوم معين للجريمة ،ال انهم لم يتفقوا
على تعريف موحد لها ،اذ ان كل مذهب عرفها بحسب وجهة نظر
المدرسة التى ينتمي اليها،وكذلك الحال بالنسبة لتصنيفات الجريمة
فتعددت بتعدد معايير تصنيفها.
الجريمة بوجه عام هي كل عمل غير مشروع يقع على النسان في
نفسه أو ماله أو عرضه أو على المجتمع ومؤسساته ونظمه السياسية
والقتصادية.
ولقد اهتم العلماء بتعريف الجريمة لتحديد ما ينطبق عليه وصف المجرم
فانشغلوا في التعريف باختلف تخصصهم.
وهكذا يرى علماء النفس بأن الجريمة هي تعارض سلوك الفرد مع سلوك
الجماعة ،ومن ثم يعتبر مجرما الشخص الذي يقدم على ارتكاب فعل
مخالف للمبادئ السلوكية التي تسود في المجتمع الذي ينتمي إليه.
في حين يرى علماء الجتماع بأن الجريمة هي التعدي أو الخروج على
السلوك الجتماعي ومن هنا تعتبر جريمة كل فعل من شأنه أن يصدم
الضمير الجماعي السائد في المجتمع فيسبب ردة فعل اجتماعية.
ومن جهة أخرى يرى علماء الدين بأن الجريمة هي الخروج على طاعة
الله ورسوله الكريم وعدم اللتزام بأوامره ونواهيه.
وما يحول سلوك الشخص الى فعل مرفوض اجتماعيا هو النص
القانوني الذي يحدد عناصر الجريمة والعقوبة المقدرة لها ومنه نصل إلى
تعريف الجريمة في القانون بأنها كل عمل أو امتناع يعاقب عليه القانون
((1
بعقوبة جزائية
وتجدر الشارة أن التشريع الجزائري لم يأت بتعريف للجريمة ،وإذا كانت
التعريفات السابقة تعبر عن موضوع الجريمة في الحياة النسانية
والجتماعية فإنه ينقصها عنصر حاسم يفصل بين الفعل المرفوض
اجتماعيا الذي يسبب عقابا جزائيا.
و قد تلتبس بالجريمة الجزائية ببعض المفاهيم المشابهة لها كالخطأ
المدني والخطأ المهني وهو ما سوف نبينه.
اول :تمييز الجريمة عن الخطأ المدني
) (1د،احسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،دار هومة،الطبعة الثالثة ،الجزائر 2006
ص .25
4
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
تنص المادة 124من القانون المدني الجزائري على أن كل عمل أيا كان
يرتكبه المرء بخطئه ويسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه
بالتعويض ،ويطلق على الفعل الضار المنصوص عليه في المادة المشار
إليها الخطأ المدني ويستوجب التعويض .وتختلف الجريمة عن الخطأ
المدني فيما يلي:
- 1تهدف العقوبة الجزائية إلى حماية مصالح اجتماعية عامة ،وتتحقق
نتيجتها سواء بوقوع ضرر بمصلحة عامة أو خطر يهدد هذه المصلحة ،أما
الخطأ المدني فيهدف إلى حماية مصلحة فردية ،وتعنى بالضرر الشخصي
الذي يصيب الفرد ،فجريمة السرقة مثل تهدف إلى حماية حق الملكية في
المجتمع بصفة عامة وليس حماية مال المجني عليــه بصفة خاصة،
والضرر الناتج عن جريمة السرقة هو ضرر عام يصيب المجتمع في
جملته ،ولهذا يجّرم الشارع مجرد الشروع في السرقة رغم عدم تحقق
العتداء على مال
((1
المجني عليه.
5
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن ناحية أخرى ل تخضع الجريمة الدارية لمبدأ الشرعية فلم يحصر
المشرع الخطاء المهنية التي تستوجب المسؤولية الدارية،بل تركها
للسلطة التقديرية للدارة بينما تخضع الجريمة الجزائية لمبدأ الشرعية
بحيث ل جريمة و ل عقوبة إل بنص .
وقد يكون الفعل الواحد جريمة جزائية وجريمة إدارية في آن واحد كما
إذا اختلس موظف مال مسلما إليه بسبب وظيفته ،أو أتلف مستندا أو قبل
رشوة ،ففي هذه الحالت تتحقق الجريمة الجزائية و الجريمة الدارية
6
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ منع السلطة من التحكم في حريات الفراد ،ومنع انتهاك حرياتهم .إذ
يوجب هذا المبدأ بأل يعاقب الفرد على سلوك يأتيه إل إذا كان هذا
السلوك مجرما وقت إتيانه.
2ـ بيان السلوك المعتبر جريمة ،المر الذي يمكن الفراد من معرفة
السلوك الجرامي والسلوك المباح:أي معرفة الوجهة الجتماعية المقبولة
لممارسة نشاطهم في مأمن من المسؤولية الجنائية.
- 1د ,عبد الله سليمان ,شرح القانون العقوبات الجزائري ,الجزء الول ,ديوان المطبوعات
الجامعية ,الجزائر
7
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
8
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
9
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
كان هذا السلوك مجرما بنص سابق على وقوعه .ويفيد هذا المبدأ عدم
جواز تطبيق القانون الجديد على الوقائع التي سبقت صدوره.إل أن هذا
المبدأ ل يؤخر به على إطلقه إذ يكاد يجمع الفقه والقضاء وما يرثهم في
ذلك بعض التشريعات على جواز تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي إذا كان
أصلح للمتهم.وقد نص قانون العقوبات الجزائري في المادة الثانية منه
على ذلك.
ولعل من أهم تطبيقات القانون الصلي للمتهم ما يلي:
1ـ المبدأ الصلي :مبدأ إقليمية القانون :تنص المادة 3من قانون
العقوبات على أن يطبق قانون العقوبات على كافة الجرائم التي ترتكب
في أراضي الجمهورية ،ويعني أراضي الجمهورية ،وإقليم الدولة الجزائرية
وفقا للمبادئ العامة في القانون الدولي العام القليم البري الذي تحدده
الحدود السياسية للدولة،والقليم البحري الذي يشمل المياه القليمية
للدولة ،والقليم الجوي الذي يشمل طبقات الجو الذي يعلو القليمين
البري و البحري للدولة ،وقد تولى قانون الجراءات الجزائية بيان مكان
وقوع الجريمة إستنادا إلى مبدأ إقليمية القانون بأن نص في المادة 586
منه على أن تعد مرتكبة في القليم الجزائري كل جريمة يكون عمل من
10
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ مبدأ عينية النص التجريمي :يقوم هذا المبدأ على وجوب سريان
قانون الدولة على الجرائم التي ترتكب خارج اقليمها ،والتي تشكل
إعتداء على مصالحها بصرف النظر عن جنسية مرتكبها وقد حدد المشرع
الجزائري الحالت التي يطبق عليها قانون العقوبات الجزائري بصرف
النظر عن جنسية مرتكبها ،بأن النص في المادة 588من قانون
الجراءات الجزائية على أن كل أجنبي إرتكب خارج القليم الجزائري
بصفة فاعل أصلي أو بشريك .
في جناية أو جنحة ضد سلمة الدولة الجزائرية أو تزييفا لنقود أو أوراق
مصرفية وطنية متداولة قانون بالجزائر تجوز متابعته ومحاكمته وفقا
لحكام القانون الجزائري إذا ألقي عليه القبض في الجزائر ،أو حصلت
11
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
12
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
13
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
النفس والمال..
وأما الشروط المتطلبة في فعل الدفاع الذي يتمثل في اتيان المعتدى
عليه سلوك لصد الخطرالذي يهدد الحق الذي يحميه النص التجريمي ،وأ،
يكون فعل الدفاع لزما لصد الخطر من جهة ،ومتناسبا معه من جهة
أخرى.
ويكون فعل الدفاع لزما لردء العدوان أو الخطر إذا وجد عدوان وقت
الدفاع ،وكأن هذا الفعل هو الوسيلة الوحيدة لصد العدوان ،ويكون فعل
الدفاع متناسبا مع العدوان إذا كان متناسبا مع جسامته ،ذلك أن ممارسته
ضد الدفاع الشرعي مرهونة بإلتزام حدوده والخراج المدافع عن دائرة
المباح وسقط في دائرة المخطور ويقع على عاتق من يتمسك بالدفاع
الشرعي عبءإقامة الدليل على قيامه.
– - 3الدكتور ,سليمان عبد المنعم ,النظرية العامة لقانون العقوبات ,دار الجامعة الجديدة للنشر
.الطبعة 2000
14
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
باطنية يضمرها الجاني في نفسه .و يتخذ الركن المعنوي صور .فما هي
أهم صور الركن المعنوي ؟
اول :القصد الجنائي كإحدى صور الركن المعنوي :
ل يتضمن قانون العقوبات الجزائري تعريفا للقصد الجنائي ،و قد تعددت
تعريفات الفقه له ،نذكر فيما يلي أهمها .
ـ القصد الجنائي هو " :علم الجاني بأنه يقوم مختارا بارتكاب الفعل
الموصوف جريمة في القانون ،و علمه أنه بذلك يخالف أوامره و نواهيه
".
ـ القصد الجنائي هو " :إرادة النتيجة و شرطه أن تكون لدى الجاني
نية البداء ،فإذا كان البداء لزما كما في الضرب فل حاجة للبحث عن
النية".
ـ القصد الجنائي هو " :توجيه الفعل و المتناع إلى إحداث النتيجة
الصادرة التي تتكون منها الجريمة".
ـ القصد الجنائي هو ":إرادة الخروج على القانون يعمل أو امتناع ،أو
هو إرادة الضرار بمصلحة يحميها القانون الذي يفترض العلم به عند
الفاعل ".
القصد الجنائي هو " :إرادة ارتكاب الجريمة كما حددها القانون و هو علم
الجاني أيضا .بمخالفة نواهي القانون التي يفترض دائما العلم بها ".
و يستخلص من تعريفات القصد الجنائي أنه عبارة عن انصراف إرادة
الجاني إلى ارتكاب الجريمة مع العلم بأركانها التي يتطلبها القانون .و
للقصد الجاني هذا المعنى عناصر يتكون منها ،و صور متعددة تعبر عنه ،
يفرضها ما يلي:
اول :عناصر القصد الجنائي :
يستفاد من تعريف القصد الجنائي " :انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب
الجريمة " و قد أختلف الفقه حول ما إذا يكفي أن تنصرف إرادة الجاني
إلى ارتكاب الجريمة ،أم أنه يلزم أن تنصرف إرادة الجاني إلى ارتكاب
الجريمة و إلى تحقيق النتيجة الضارة أيضا ؟ و قد أدى هذا الختلف إلى
ظهور نظريتين في تحديد القصد ،و هما :
العنصر الول :انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة .
و قد أختلف الفقه حول ما إذا يكفي أن تنصرف إرادة الجاني إلى ارتكاب
الجريمة أم أنه يلزم أن تنصرف إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة و إلى
تحقيق النتيجة الضارة أيضا ؟ و قد أدى هذا الختلف إلى ظهور نظريتين
في تحديد القصد و هما :
* نظرية التصور :
15
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
ن القصد الجنائي يمثل حقائق النفس البشرية ، يرى أنصار هذه النظرية أ ّ
فإرادة النسان هي التي تدفعه إلى إتيان حركة عضلية معينة تمثل
تصميمه الجرامي سواء تحققت النتيجة أو لم تتحقق .فمتى أراد الجاني
ارتكاب الفعل الجرامي فإنه يتوافر لديه القصد الجنائي الكافي لقيام
مسؤولية الجنائية كاملة ،فيسأل عن جريمة عمدية في جميع الحوال ،و
سواء شبع الجاني شعوره الذي دفعه إلى ارتكاب الجريمة أم لم يشبعه .
و ل فرق في نظر أنصار نظرية التصور بين القصد غير المباشر أو القصد
الحتمالي بين الفعل و النتيجة فكلهما كاف لتوافر القصد الجنائي في
الجرائم العمدية .
* نظرية الرادة :
ن القصد الجنائي يستلزم أن تتجه إرادة الجاني يرى أنصار هذه النظرية أ ّ
إلى ارتكاب الفعل الجرامي و أيضا إلى تحقيق النتيجة المطلوبة و عّلة
ن القصد الجنائي يتطلب توافر الرادة لدى الجاني ،فإذا انتقت ذلك أ ّ
الرادة انعدمت المسؤولية الجنائية في جمع الجرائم عمدية كانت أم غير
ما إذا انعدم القصد فينفي المسؤولية الجنائية في الجرائم عمدية .أ ّ
ن الرادة هي أن يتعمد الجاني الفعل أو النشاط المادي ، العمدية ،ذلك أ ّ
ما القصد فهو أن يتعمد الجاني النتيجة المترتبة على هذا الفعل ،وترتيبا أ ّ
ن القصد يستلزم حتما توافر الرادة ،و لكن توافر الرادة ل على ذلك أ ّ
يستلزم حتما توافر القصد ،ففي الجرائم العمدية كالقتل العمدي يتوافر
القصد و الرادة معا ،و في الجرائم غير العمدية كالقتل الخطأ تتوافر
الرادة و يتخلف القصد نحو تحقيق النتيجة
و تعتبر نظرية الرادة النظرية السائدة في معظم القوانين العقابية ،و
منها قانون العقوبات الجزائري الذي ل يسوى في المعاملة الجنائية كأصل
عام بين القصد المباشر الذي يستلزم انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب
الفعل الجرامي و تحقيق النتيجة الضارة و هو حال الجرائم العمدية ،
وبين القصد غير المباشر أو الحتمالي الذي يستلزم انصراف إرادة الجاني
إلى ارتكاب الفعل الجرامي دون تحقيق النتيجة و هو الحال في الجرائم
غير العمدية .
العنصر الثاني :علم الجاني بتوافر أركان الجريمة غير التي
يتطلبها القانون.
ل يكفي لتوافر القصد الجنائي أن تنصرف إرادة الجاني إلى ارتكاب
الجريمة ،بل عن علوة على ذلك ،أن يكون عالما بتوافر أركان الجريمة
التي يتطلبها القانون .و يعني علم الجاني بتوافر أركان الجريمة إدراك
ن أركان الواقعة المور على نحو صحيح مطابق للواقع بأن يعلم الجاني بأ ّ
16
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
17
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
18
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
19
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
20
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
نشاطه الجرامي .و مثاله أن يطلق الجاني النار على تجمع من الّناس
يقصد أن يقتل منهم أي عدد ممكن ،و دون أن يكون لديه تصور محدد
لي عدد من الّناس سيقتل ،أي دون تحديد لموضوع الجريمة ،و بالتالي
يكون قصد الجاني غير محدد.
ن القصد الجنائي المحدد و القصد الجنائي غير المحدود ل فرق و يلحظ أ ّ
بينهما من حيث تقرير المسؤولية الجنائية ،و النتيجة في كليهما واحدة في
ن التفرقة بين هذين النوعين من نظر القانون ،و لذلك يرى بعض الفقه أ ّ
القصد الجنائي هي تفرقة شكلية ل قانونية .
ن القصد الجنائي المحدود و القصد الجنائي غير المحدود و يلحظ أيضا أ ّ
صورتان للقصد الجنائي العام ،ول صلة لهما بالقصد الجنائي غير
المباشر ،و هما صورتان ل تكونا إل ّ في الجرائم العمدية.
21
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
22
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
تتعدد صور الخطأ في قانون العقوبات لستوعاب الخطأ الذي يحدث في
الحياة اليومية غالبا تتمثل صور الخطأ في الهمال أو الرعونة أو عدم
النتباه أو عدم الحتياط ،أو عدم مراعاة النظمة .فكل صورة من هذه
الصور يتحقق بها الخطأ الموجب لقيام المسؤولية الجنائية عن الجريمة
غير العمدية .و
يبدو من هذا التنظيم القانون للخطأ أنه يوجب لقيام الجريمة وجود فعل
ناتج عن وعي و إرادة دون أن يكون هناك قصد في تحقيق النتيجة .و
نبين فيما يلي باختصار معنى كل صورة من هذه الصور :
4
*الهمال و عدم النتباه (1) :
ينصرف معنى الهمال و عدم النتباه لتقاربهما في المعنى إلى الخطأ
الذي ينطوي عليه نشاط سلبي ترك أو امتناع يتمثل في إغفال الفاعل
اتخاذ الحيطة التي يوجبها الحذر ،و الذي لو أتخذه لما وقعت النتيجة .
كأن يتسبب الشخص في قتل إنسان أو جرحه بإهماله.
* الرعونة :
يقصد بالرعونة سوء التقدير ،وقد تتجسد الرعونة في واقعة مادية تنطوي
على خفة و سوء تصرف كأن يطلق الشخص النار ليصيد طير فيصيب أحد
المارة ،وقد يتجسد في واقعة معنوية تنطوي على جهل و عدم كفاءة
كالخطأ في تصميم بناء يرتكبه مهندس ،فيتسبب في سقوط البناء و
موت شخص.
* عدم الحتياط :
و يقصد به الخطأ الذي ينطوي على نشاط إيجابي من الجاني بدل عدم
التبصر بالعواقب ،و هذا الخطأ الذي يدرك فيه الجاني طبيعة عمله و ما
قد يترتب عليه من نتائج ضارة ،كقيادة السيارة بسرعة زائدة في شارع
مزدحم بالمارة يفضى إلى قتل أو جرح أحدهم .
* عدم مراعاة النظمة :
يقصد به عدم تنصيب النظمة المقررة على النحو المطلوب ،أي مخالفة
كل ما تصدره جهات الدارة المختلفة من تعليمات لحفظ النظام و المن
و الصحة في صورة قوانين أو لوائح أو منشورات.
ن القصد الجنائي منعدم تماما في و يتبين من صور الخطأ المتقدمة أ ّ
ن الجاني في هذا النوع من الجرائم يرغب الجرائم غير العمدية .ذلك أ ّ
في ارتكاب الفعل الجرامي و لكن دون نية تحقق النتيجة الضارة خلفا
للجرائم العمدية التي يريد فيها الجاني ارتكاب الفعل الجرامي و أيضا
- 4الدكتور ,منصور رحماني ,الوجيز في القانون الجزائي العام ,دار العلوم للنشر ,الجزائر ,
2006
23
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ الجريمة الوقتية :تعتبر الجريمة وقتية إذا كان ركنها المادي ل يمتد
فترة زمنية :أي الجريمة التي ل يستغرق وقوعها فترة زمنية ،و مثالها :
جريمة القتل التي تتم بمجرد إزهاق الروح ،و جريمة السرقة التي تتم
بمجرد حصول فعل الختلس ،و جريمة الضرب التي تتم بمجرد حصول
فعل الضرب.
24
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
جـ ـ الجريمة البسيطة :تعتبر الجريمة بسيطة إذا كان يكتفي فيها
بحصول الواقعة المادية مرة واحدة مع سائر العناصر الخرى لتمام
الجريمة ،و قيام المسؤولية الجنائية ،و مثالها :جريمة القتل و جريمة
السرقة .
و مثالها :جريمة التسول ،و جريمة تحريض القصر على الفسق .
ن الجريمة المتتابعة الفعال تقوم على عدة أفعال ،يشكل و يعني هذا أ ّ
كل فعل منها في حد ذاته و استقلل جريمة تامة بحيث لو اكتفى الجاني
بهذا الفعل دون تكراره لكان مسؤول .و على الرغم من تكرار هذه
ن من شأن تعددها أن ينصب على الفعال فإنها تعد بمثابة فعل واحد ،ل ّ
مصلحة واحدة ،تجمع بينها وحدة الهدف الجرامي .
أ ـ الجريمة العمدية :تعتبر الجريمة عمدية إذا توافر القصد الجنائي ،
لدى مقترفها :أي اتجاه إرادته إلى تحقيق النتيجة التي يتوقعها ،و مثالها :
جريمة القتل العمد.
25
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
تقسم الجرائم اعتمادا على الركن الشرعي للجريمة إلى جريمة سياسية
و جريمة عسكرية .
26
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
تعتبر الجريمة عسكرية إذا أخل الفاعل بالقواعد التي يفرضها قانون
العقوبات العسكري ،أو ما يسمى في الجزائر تعاون القضاء العسكري.
ن قانون القضاء العسكري يطبق فقط على العسكريين ،و على من في
أ ّ
حكمهم.
ن قانون القضاء العسكري يتضمن عقوبات ل يتضمنها قانون العقوبات ، ـأ ّ
فقانون القضاء العسكري قانون تأديبي يستوجب أن يتضمن عقوبات إلى
جانب العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات.
27
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
28
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
29
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
حولها و اختلفت الراء و نبين فيما يلي أثر التخفيف و التشديد على نوع
الجريمة.
اول :اثر الظروف المخففة
الظروف المخففة لمعناها التوابع إما أن تكون ظروفا قضائية يقدرها
القاضي في كل حالة على حدة و يترخص في أعمالها أو إغفالها و إما أن
تكون ظروفا يقدرها المشرع ذاته و يرتب عليها آثارها .و يطلق على النوع
الخير انم العذار القانونية المادة ، 53المادة ، 288المادة . 361ق ع )
7
(2
ثانيا :اثر الظروف المشددة
تقترن الظروف المشددة )كالمخففة( بجريمة استكملت أركانها و يترتب
عليها تشديد العقوبة وجوبا أو جوازا و ليس في القانون ظروف مشتركة
عامة تؤدي إلى الحكم بعقوبة الجناية من أجل فعل يقرر له القانون في
الحوال العادية عقوبة الجنحة و لكن في القانون مع ذلك ظروف خاصة
ببعض الجرائم يترتب عليها تشديد العقوبة و منها جرائم القتل و الضرب و
الرقة و النصب و خيانة المانة.
و الرأي متفق على أنه إذا كان التشديد وجوبي فان الجريمة تقدر جناية
لن الظرف المشدد يغير من طبيعتها فتزيدها خطرا و جسامة و ل يملك
القاضي في هذه الحالة إل أن يوقع على الجاني عقوبة الجناية.
المادة 351:المادة290:
إن الجرائم على العموم بعض النظر عن تقسيمها تها تبقى جرائم و أفعال
تهدد استقرار المن الداخلي.
إن مختلف هذه التقسيمات تأخذ بها معظم التشريعات في العالم حيث
كان الهدف منها هو تحديد العقوبة فهذه الخيرة ترمي إلى أكثر من
8
تفاقمها و جسامتها(3).
30
الفصل التمهيدي :ماهية الجريمة ــــــــــــــــــــــــــــــ
31