You are on page 1of 3

‫ي جنـة‬

‫حـق ّ‬
‫الحسني الحسيني بلغنا الله بنفسه القوي ال ّ‬ ‫مولد الشيخ عبد القادر الجيلني رضي الله عنه‬ ‫لد الشيخ عبد القادر الجيلني رضي الله عنه‬
‫المسمى بالجني الداني‬ ‫المسمى‬
‫ف بــدرره‬
‫عقد ُ نظمته من فوائد عمله وقوله لتشـن ّ َ‬
‫القرب والماني و ِ‬
‫داِني في ذكر نبذة من مناقب القطب الرباني‬ ‫ي ال َ‬
‫جـِنـ ّ‬
‫كتاب ال َ‬
‫أسماع الحاضرين عند عمــل مهمــه وحـوله انتخبتـه مـن كلم بعــض‬ ‫الحمد لله الذي فتـح لسـيدنا محمـد ِ صـلى اللـه عليـه‬ ‫السيد الشيخ عبد القادر الجيلني‬
‫رضي الله عنه‬
‫العــارفين أربــاب الطريقــة * ومــن لــه فــي حضــرة الشــيخ عقيــدة‬ ‫م العرانيــن وأراده *‬
‫شــ ّ‬
‫وسلم أبواب السعادة * واختاره من خيار ال ّ‬
‫محكمة ومحبة وثيقــة * كالشــيخ المــام عبــد الوهــاب الشــعراني *‬ ‫وحّلى جـيـد َ رسالته بقلئد الخوارق الباهرة * وأيده بأصحاب ســرا ٍ‬
‫ة‬
‫تأليف العلمة‬
‫الذي لح له الفلح * والسراج الدمشقي صاحب كتاب تفــاح الرواح‬ ‫سرت سرايا أسرارهم الزاهرة * وقفى على آثارهم بجحاجحة أتباع‬
‫جعفر بن الحسين بن عبد الكريم بن السيد محمد بن عبد الرسول‬
‫رغبة في نشــر أحــوال الك ُ ّ‬
‫مــل * وبـث منــاقب الخيــار * واسـتنزال ً‬ ‫رقــوا إلــى أوج المعــارف والحقــائق * وأفــاض عليهــم مــن هاطــل‬ ‫البرزنجي المدني الشاذلي‬
‫المتوفى سنة ‪ 1177‬للهجرة بالمدينة المنورة‬
‫لصــبب الرحمــات والبركــات الغــزار * إذ بــذكرهم تفتــح أبــواب‬ ‫مواهبه اللدنية طرف اللطائف والرقائق * فنشــروا لرشــاد الخلــق‬
‫السماوات العلية * وتنهل مــن حضــيرة القــدس ســحب الفيوضــات‬ ‫بنـودا ً ســارت بهــم إلـى ريـاض هدايــة فينانـ ٍ‬
‫ة وأوردهــم مـن مـوارد‬
‫اللهيــة وفصــلته بوســائط مــن للــي الترضــي عنــه وطلــب المــداد‬ ‫ت الزكية * تهمــي‬
‫مزن تهتانه *دامت سحب الصلوا ِ‬
‫التوحيد مناهل ُ‬
‫بأسراره *فيجهرون بـذلك الحاضـرون عنـد بلـوغ القــاري إليـة فـي‬ ‫على ضريحه المقدس الكريم ونوافــح الرضــوان العنبريــة * تتعاهــد‬ ‫ترجمة مؤلف كتاب الجني الداني المام البرزنجي رحمه الله تعالى‬
‫قال المــؤرخ الديــب الوحــد صــدر الــدين أبــو الفضــل‬
‫أخباره وسميته بالجني الداني فــي ذكــر نبــذة مــن منــاقب القطــب‬ ‫معاهدهم بعرف رضوان ل ينفك ول يريم * وذلل لنا مطايا القتــداء‬
‫السيد محمد خليل المرادي مفتي دمشق الشام فـي الجـزء الثـاني‬
‫الرباني السيد الشيخ عبد القادر الجيلني رضي الله عنه‬ ‫بآثارهم التي أسفر صباحها * ووفقنا للقتباس من مشـكاة أنـوارهم‬
‫من تاريخه) سلك الدرر في أعيان القــرن الثــاني عشــر( عنــد ذكــر‬
‫التي تألق مصباحها * ما عطرت مناقبهم معاطس السماع الواعيــة‬
‫المام ما نصه ‪ :‬هو جعفــر بـن حسـين بــن عبــد الكريــم بــن الســيد‬
‫فأقول هو الشيخ الكامل والجهبذ الواصل خزينة المعارف ومرجع‬ ‫* وتليت فضائلهم فكانت إلى النهوض إلى اللـه تعـالى داعيـة وبعـد‬
‫محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني الشــاذلي الشــيخ الفاضــل‬
‫فيقول المفتقر إلى فضل الكريم المنجي جعفر بن حســن بــن عبــد‬
‫العــالم البــارع الوحــد المتفنــن مفــتي الســادة الشــافعية بالمدينــة‬
‫كل قطب وعارف ذو المقامات العالية والقدم الراسخة والتمكن‬ ‫الكريم البرزنجي مفـتي الشـافعية بالمدينـة المنــورة علـى سـاكنها‬
‫المنورة ولد بها ونشأ نشأة صـالحة وبـرع فـي الخطـب والترسـل ‪.‬‬
‫أفضل الصلة والتحية هذه نبذة من أحوال القطب الرباني والغــوث‬
‫التام والحوال المنيفة الشامخة غوث الثقلين علم الشرق أبو صالح‬ ‫وصــار إمامـا ً وخطيبـا ً ومدرسـا ً بالمســجد النبــوي ‪ .‬وألــف مؤلفــات‬
‫العظــم الصــمداني * ســلطان الوليــاء والعــارفين وإمــام العلمــاء‬
‫وإنشـاءات رائقــة ‪ .‬منهــا رســالة سـماها ) جاليــة الكـرب بأصـحاب‬
‫السيد محيي الدين عبد القادر ابن السيد أبي صالح موسى * ابن‬ ‫والسالكين الناهلين من بحر الحقيقة والغــارفين الســيد الشــريف *‬ ‫العجم والعرب ( وهي في أسماء البدريين والحديين ‪ .‬وكــان فــردا ً‬
‫والسند الغطريف * الحسيب النســيب ذي المقــام العلــى والنــادي‬
‫من أفراد العصر ‪ .‬وكانت وفاته سنة ‪ 1177‬هـ ‪.‬سبه وسبعين ومائة‬
‫السيد عبد الله * ابن السيد يحيى الزاهد * ابن السيد محمد * ابن‬ ‫الرحيب * سيدنا ومولنا الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلني *‬
‫وألف ‪ .‬ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى ‪ ،‬انتهـى ‪ ،‬وقـال فـي التاريـخ‬

‫السيد داود * ابن السيد موسى * ابن السيد عبد الله * ابن السيد‬ ‫المذكور في الجزء الثالث عند ذكر ترجمة أخيــه ‪ :‬الســيد علــي بــن‬
‫السيد حسن البرزنجي المدني ومولد النبي صلى الله عليــه وســلم‬
‫الحسن المثنى * ابن السيد المام الحسن السبط * ابن سيدنا‬ ‫لخيه السيد جعفر المذكور ‪ ،‬ومولــد الــبرزنجي مــن أشــهر الموالــد‬
‫المعروفة والمقروءة عند المسلمين وهو من الموالد المباركة ‪،‬‬
‫المام الهمام أمير المؤمنين علي بن طالب * وابن فاطمة الزهراء‬

‫البتول * بنت سيدنا ونبينا محمد صلى الله علية وسلم وشرف‬

‫وكرم ومجد وعظم‬

‫نورا ً ومن فلق الصباح‬ ‫ب كأن عليه من شمس الضحى‬


‫* نس ٌ‬

‫عمودا‬

‫منحت ملئـــكة السماء‬ ‫ة‬


‫ب له في وجــــه آدم لمع ٌ‬
‫نســـــــ ٌ‬

‫سجودا‬

‫في مدحه من ذا يروم‬ ‫ة‬


‫ب كتاب الله أوفى حـــج ٍ‬
‫نســـــــ ٌ‬

‫جحودا‬

‫ا‬ ‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬ ‫للهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬ ‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬
‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬ ‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬ ‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬
‫وكان رضي الله عنه * يلبس لباس العلماء *‬ ‫ورافقه الخضر على نبينا وعلية الصلة والسلم أول‬ ‫مولد‬
‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬
‫وأمة رضي الله تعالى عنه * هي السيدة الشريفة‬
‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬ ‫ويتطيلس * ويركب البغلة * وترفع الغاشية بين يديه * وإذا تكلم‬ ‫دخوله إلى العراق * ولم يكن سيدنا الشيخ يعرفه وشرط عليه‬
‫وكان رضي الله عنه * ل يعظم الغنياء ول يقوم لحد‬ ‫والدرة المنيفة الحسينية * أم الخير أمة الجبار فاطمة رضي الله‬
‫جلس على كرسي عال وربما خطا في الهواء على رؤوس الشهاد‬ ‫الخضر أن ل يخالفه والمخالفة سبب الفراق * وقال له الخضر‬
‫من المراء ول أركان الدولة ‪ .‬وكان كثيرا ً ما يرى الخليفة قاصدا ً له‬ ‫عنها بنت السيد عبد الله الصومعي الزاهد * ابن السيد أبي جمال‬
‫* ثم يرجع إلى الكرسي * وكان وقته كله معمورا ً * قال الشيخ‬ ‫اقعد هاهنا فقعد في المكان الذي أشار إليه بالقعود فيه ثلث سنين‬
‫فيدخل الخلوة ثم يخرج على الخليفة بعد وصوله حتى ل يقوم له‬ ‫الدين محمد * ابن السيد محمود * ابن السيد أبي العطا عبد الله *‬
‫الولي العارف بالله أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الهروي‬ ‫يأتيه في كل سنة مرة ويقول له ل تبرح مكانك حتى آتيك * ونام‬
‫إعزازا ً لطريق الفقراء ‪ .‬ول وقف بباب وزير ول سلطان ‪ .‬ول قبل‬ ‫ابن اليد كمال الدين عيسى * ابن السيد المام علي الرضا * ابن‬
‫خادمة ‪ :‬خدمت شيخنا السيد عبد القادر رضي الله عنه * مدة‬ ‫مرة في إيوان كسرى من المدائن في ليلة باردة فاحتلم فذهب‬
‫هدية من الخليفة قط حتى عتب علية مرة على عدم قبول هديته‬ ‫المام موسى الكاظم * بان المام جعفر الصادق * ابن المام‬
‫أربعين سنة فكان يصلي الصبح بوضوء العشاء هذه المدة كلها *‬ ‫إلى الشط واغتسل ثم نام فاحتلم فذهب إلى الشط واغتسل وقع‬
‫فقال له الشيخ أرسل ما بدا لك وأحضر معه ‪ .‬فحضر الخليفة عند‬ ‫محمد الباقر * ابن المام زين العابدين علي ابن المام الهمام سيد‬
‫مكّـن أحدا ً يدخلها معه ول‬
‫وإذا صلى العشاء يدخل خلوته فل ُيـ َ‬ ‫له ذلك في تلك الليلة أربعين مرة وهو يغتسل في كل مرة * ثم‬
‫الشيخ ومعه شي من التفاح ففلق الشيخ التفاح فإذا كل تفاحة‬ ‫الشهداء أبي عبد الله الحسين * ابن المام الهمام أمير المؤمنين‬
‫يفتحها إل عند طلوع الفجر* قال ابن أبي الفتح المذكور ‪ :‬بت ليلة‬ ‫صعد على جدار اليوان خوفا ً من النوم محافظة على الطهارة *‬
‫محشوة دما ً وقيحا ً ‪ .‬فقال للخليفة كيف تلومنا على عدم أكلنا من‬ ‫سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين‬
‫عنده فرأيته يصلي أول الليل يسيرا ً ثم يذكر الله تعالى إلى أن‬ ‫وكان كلما أحدث توضأ ثم صلى ركعتين * ول يجلس على حدث‬
‫و بدماء الناس فاستغفر الخليفة وتاب على يديه‬
‫شـ ّ‬
‫مح ُ‬
‫هذا وكله َ‬ ‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬
‫يمضي الثلث الول ثم يقول المحيط الرب الشهيد الحسيب الفعال‬ ‫قط * ولم يزل الجتهاد دأبه حتى طرقه من الله الحال * وآن إبّـان‬
‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬
‫وكان يأتي فيقف بين يدي الشيخ كآحاد الناس وصحبه إلى أن مات‬
‫الخلق الخالق البارئ المصور * فتتضاءل أي تتصاغر جثته مرة‬ ‫الوصال * وبدت أنوار الجمال * فخرج على وجهه الوجيه ل يعي‬ ‫ولد رضي الله عنة بجيلن * وهي بلد متفرقة وراء‬
‫* وكان سيدنا الشيخ رضي الله عنه * مع جللة قدره وُبعد ِ صيته‬
‫وتعظم مرة ويرتفع في الهواء إلى أن يغيب عن بصري ثم يصلي‬ ‫غير ما هو فيه *ويتظاهر بالتخارس والجنون حتى حمل إلى‬ ‫طبرستان في تسعة من ربيع الخر سنة سبعين وأربع مائة * وكان‬
‫و ذكره يع ّ‬
‫ظم الفقراء ويجالسهم وُيفلي لهم ثيابهم وكان يقول‬ ‫عل ّ‬
‫و ُ‬
‫قائما ً على قدميه يتلو القرآن إلى أن يذهب الثلث الثاني وكان‬ ‫البيمارستان مرات إلى أن اشتهر أمرة وفاق أهل عصره علما ً‬ ‫في طفولته يمتنع من الرضاع في رمضان عناية من الله تعالى به‬
‫* الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر ‪ .‬والفقير الشاكر أفضل‬
‫يطيل سجوده جدا ً ثم يجلس متوجها ً مراقبا ً مشاهدا ً إلى طلوع‬ ‫وعمل ً وزهدا ً ومعرفة ورياسة وقبول ً *وطار صيته وسار ذكره مسير‬ ‫ولما ترعرع سارع إلى طلب العلوم * وقصد كل مفضال عليم ومد‬
‫ب البلء‬
‫منهما ‪ .‬والفقير الصابر الشاكر أفضل من الكل وما أح ّ‬
‫الفجر ‪ .‬ثم يأخذ في البتهال والدعاء والتذلل ويغشاه نور يكاد‬ ‫الشمس * واجتمع له مائة فقيه من علماء بغداد وجمع كل واحد‬ ‫خطوه إلى الفضائل فكان أسرع من خطو الظليم * وتفقه بأبي‬
‫مْبـلي * وكان يقول * اتبعوا ول تبتدعوا‬
‫وتلذذ به إل من عرف ال ُ‬ ‫يخطف البصار إلى أن يغيب فيه عن النظر ‪ .‬قال وكنت أسمع‬ ‫منهم عدة مسائل * وجاءوا إليه ليمتحنوه * فلما استقروا أطرق‬ ‫الوفا علي بن عقيل * وأبي الخطاب الكلوذاني محفوظ بن أحمد‬
‫وأطيعوا ول تمرقوا واصبروا وتجزعوا وانتظروا الفرج ول تيأسوا‬
‫عنده سلم عليكم سلم عليكم وهو يرد السلم إلى أن يخرج‬ ‫الشيخ رضي الله عنة فظهرت من صدره بارقة من نور فمرت‬ ‫الجليل * وأبي الحسين محمد ابن القاضي أبي يعلى * وغيرهم‬
‫واجتمعوا على ذكر الله ول َتـفرقوا وتطهروا بالتوبة عن الذنوب‬
‫لصلة الفجر ‪ .‬وكان رضي الله عنة * يقول ل ينبغي لفقير أن‬ ‫على صدور المائة الفقيه فمحت ما في قلوبهم وبهتوا واضطربوا‬ ‫ممن تنص لدية عرائس العلوم وتجلى وقرأ * الدب على أبي‬
‫وبها ل تتلطخوا وعن باب مولكم فل تبرحوا *‬
‫يتصدى ويتصدر لرشاد الناس إل أن أعطاه الله علم العلماء‬ ‫وصاحوا صيحة واحدة * وكشفوا رؤوسهم * ومزقوا ثيابهم * ثم‬ ‫زكرياء يحيى بن علي التبريزي واقتبس منة أي اقتباس * وأخذ علم‬
‫وكان يقول ل تختر جلب النعماء ول دفع البلواء فإن النعماء واصلة‬
‫وسياسة الملوك ‪ ،‬وحكمة الحكماء ‪.‬ورفع إلية مرة شخص ادعى‬ ‫صعد على الكرسي * وأجاب عن جميع مسائلهم فاعترفوا بفضله‬ ‫الطريقة عن العارف الشيخ أبي الخير حماد بن مسلم الدباس‬
‫إليك بالقسمة استجلبتها أم ل ‪ .‬والبلوى حالة بك وإن كان كرهتها‬
‫أنة يرى الله تعالى بعيني رأسه فقال له أحق ما يقولون عنك‬ ‫وخضعوا له من ذلك الوقت * وكان رضي الله عنه * ُيـقر ُ‬
‫ئ في‬ ‫ولبس من يد قاضي القضاة أبي سيعد المبارك ابن علي‬
‫فسلم لله في الكل يفعل ما يشاء فإن جاءتك النعماء فاشتغل‬
‫‪.‬فقال نعم فزجره وانتهره وعاهده أن ل يعود إلى ذكر ذلك ‪ ،‬ثم‬ ‫ثلثة عشر علما ً * التفسير والحديث والخلف * والصول * والنحو‬ ‫المخزومي الخرقة الشريفة الصوفية * وتأدب بآدابه الوفية * ولم‬
‫بالذكر والشكر ‪ .‬وان جاءتك البلوى فاشتغل بالصبر والموافقة وإن‬
‫التفت سيدنا الشيخ رضي الله عنه إلى الحاضرين وقال هو محق‬ ‫* والقراءات وغير ذلك * ويفتي على مذهب المام الشافعي‬ ‫يزل ملحوظا ً بالعناية الربانية عارجأ معارج الكمال بهمته البية *‬
‫كنت أعلى من ذلك فالرضا والتلذذ واعلموا أن البلية لم تأت‬
‫في قوله ملتبس عليه * وذلك أنة شهد ببصيرته نور الجمال ‪ ،‬ثم‬ ‫*والمام احمد بن حنبل رضي الله عنهما * وكان علماء العراق‬ ‫آخذا ً نفسه بالجد مشمرأ عن ساعد الجتهاد نابذأ لمألوف السعاف‬
‫المؤمن لتهلكه وإنما أتته لتختبره * وكان رضي الله عنة يقول * ل‬
‫خرق من بصيرته منفذ ‪ ،‬فرأى بصره ببصيرته وشعاعها متصل بنور‬ ‫يتعجبون من فتواه * ويقولون سبحان من أعطاه * ورفع إليه مرة‬ ‫والسعاد * حتى مكث خمسأ وعشرين سنة سائحأ في صحارى‬
‫يصلح لمجالسة الحق تعالى إل المطهرون من رجس الزلت ‪ ,‬ول‬
‫شهوده فظن أن بصره رأى ما شهدته بصيرته وإنما رأى نور‬ ‫سؤال عجز العلماء عن جوابه * في رجل حلف بالطلق الثلث أنة‬ ‫العراق وخراباته * ل يعرف الناس ول يعرفونه * فيعدلونه عن أمرة‬
‫يفتح أبوابه تعالى إل لمن خل عن الدعاوى والهوسات ‪ ,‬ولما كان‬
‫ب العلماء والصوفية من سماع هذا‬‫بصيرته فقط وهو ل يدري فط َرِ َ‬ ‫لبد أن يعبد الله عز وجل عبادة ينفرد بها دون الخلق أجمعين في‬ ‫ويصرفونه * وقاسى في بداية أمره الخطار فما ترك هول إل ركبه‬
‫الغالب على الناس عدم التطهر ابتلهم الله بالمراض كفارة‬
‫الكلم ودهشوا * وذكر رضي الله عنة أنة تراءى له مرة من‬ ‫ذلك الوقت فما خلصه*فقال رضي الله عنه على الفور خلصه أن‬ ‫وفقر منة الفقار * وكان لباسه في سياحته رضي الله عنه * جبة‬
‫وطهورا ً ليصلحوا لقربة ومجالسته شعروا بذلك أم لم يشعروا *‬
‫المرات نور عظيم وبدا له في ذلك النور صورة * قال فنادتني يا‬ ‫يأتي مكة المكرمة ويخلى له المطاف فيطوف أسبوعا ً وحده *‬ ‫ف وعلى رأسه خريقة * يمشي حافيا ً في الشوك والوعر *‬
‫صو ٍ‬
‫وكان يقول * إياكم أن تحبوا أحدا ً وتكرهوه إل بعد عرض أفعاله‬
‫عبد القادر أنا ربك وقد أبحت لك المحرمات * فقلت اخسأ يا ليعين‬ ‫وتنحل يمينه‬ ‫ويقتات ثمر الشجار * وقمامة البقل التي ترمى وورق الخس من‬
‫على الكتاب والسنة ‪ .‬كي ل تحبوه بالهوى وتبغضوه بالهوى‬
‫‪ ،‬فإذا بذلك النور ظلم وإذا بالصورة دخان * ثم صرخ بي يا عبد‬ ‫شاطىء النهر * ول ينام غالبا ً * ول يشرب الماء * وبقي مدة لم‬
‫القادر نجوت مني بعلمك بحكم ربك وفقهك في أحكام منازلتك ‪،‬‬ ‫يأكل فيها طعاما ً فلقيه إنسان فأعطاه صرة دراهم أكراما ً * فأخذ‬
‫ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق ‪ .‬فقيل‬ ‫ببعضها خبزا ً سميدا ً وخبيصا ً وجلس ليأكل وإذا رقعة مكتوب فيها *‬
‫ت لك‬
‫لسيدنا الشيخ بم عرفت أنة شيطان فقال من قوله أبح ٌ‬ ‫إنما جعلت الشهوات لضعفاء عبادي ليستعينوا بها على الطاعات‬
‫المحرمات ‪.‬‬ ‫وأما القوياء فما لهم وللشهوات * فترك الكل وانصرف وفهم أنه‬
‫محفوظ ومعتنى به وعرف‬

‫فسمعنا صرختين عظيمتين ‪ .‬ملتا الوادي ورأيناهم‬


‫مذعورين فظننا أن قد جاءهم مثلهم فجاءنا بعضهم وقالوا خذوا‬ ‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬
‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬
‫أموالكم وانظروا ما قد دهمنا فوجدنا المقدمين ميتين وعند كل‬
‫وكان رضي الله عنه * ل يجلس الذباب على ثيابه وراثة له من‬
‫منهما فردة مبتلة بماء فردوا علينا ما أخذوا منا ‪ .‬وقالوا إن لهذا نبأ‬
‫جده صلى الله علية وسلم ‪ .‬فقيل له في ذلك ‪ .‬فقال أي شي‬
‫عظيما ً *ومنها أنه جاءه رجل من أصفهان له مولة تصرع وقد‬
‫يعمل الذباب عندي وليس عندي من دبس الدنيا ول عسل الخرة *‬
‫أعيى المعزمين أمرها فقال سيدنا الشيخ رضي الله عنه هذا مارد‬
‫ومن كراماته ري الله عنه أيضا ً انه جلس مرة يتوضأ فذرق علية‬
‫من وادي سرنديب اسمه حابس * فإذا صرعت فقل في أذنها يا‬
‫عصفور فرفع رأسه إلية فخر العصور ميتا فغسل الثوب ثم تصدق‬
‫حابس عبد القادر المقيم ببغداد يقول ل تعد فتهلك ‪ .‬فغاب الرجل‬
‫به عن العصفور وقال إن كان علينا إثم فذلك كفارته * ومنها أن‬
‫عشر سنين ‪ .‬ثم قدم وأخبر أنه فعل فلم يعد الصرع إليها ‪ .‬وقال‬
‫سلك َ ُ‬
‫ه ‪ .‬فأمره بالمجاهدة فرأته أمه يومأ نحيل ً‬ ‫امرأة أتته بولدها لي ُ َ‬
‫رؤساء التعزيم ببغداد دامت أربعين سنة في حياة سيدنا الشيخ‬
‫مصفرا ً يأكل من قرص شعير ‪ .‬ووجدت بين يدي الشيخ رضي الله‬
‫السيد عبد القادر ل يقع فيها صرع فلما توفى رضي الله عنه وقع‬
‫عنه إناًء فيه عظام دجاجة مسلوقة ‪ .‬فسألته عن المعنى في ذلك‬
‫الصرع * ومنها أن ثلثة من أشياخ جيلن أتوا إلى زيارة سيدنا‬
‫فوضع سيدنا الشيخ رضي الله عنه يده المباركة على العظام وقال‬
‫الشيخ قدس الله سره العزيز فلما دخلوا عليه رأوا البريق موجها ً‬
‫لها قومي بإذن الله الذي يحيي العظام وهي رميم * فقامت دجاجة‬
‫إلى غير القبلة والخادم واقفا ً فنظر بعضهم إلى بعض كالمنكرين‬
‫سوية فقال إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء * أقول ل يستبعد‬
‫فوضع سيدنا الشيخ كتابا ً من يده ونظر إليهم نظرة وإلى الخادم‬
‫ذلك إل كل غبي لنه كل ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون مثله‬
‫أخرى فوقع ميتا ً ‪ .‬وإلى البريق أخرى فدار وحده إلى القبلة *‬
‫كرامة لولي * وهذه القصة ذكرها أئمة فضلء وعلماء أتقياء‬
‫ومنها أن الحسن بين تميم البغدادي التاجر جاء إلى الشيخ حماد‬
‫ن ول يحدون * ومنها أنه مر بمجلسه حدأة‬
‫دو َ‬
‫ومحدثون نبلء ل ي َُع ّ‬
‫الدباس رحمة الله عليهما في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة‬
‫في يوم شديد الريح فشوشت بصياحها * فقال يا ريح خذي‬
‫وقال قد جهزت قافلة إلى الشام فيها بضاعة بسبع مائة دينار فقال‬
‫رأسها ‪ .‬فوقعت لوقتها مقطوعة الرأس فنزل عن الكرسي وأخذها‬
‫إن سافرت في هذه السنة قتلت وأخذ مالك ‪ .‬فخرج مغموما ً‬ ‫في يده وأمر الخرى عليها وقال* بسم الله الرحمن الرحيم *‬
‫‪.‬فوجد سيدنا الشيخ عبد القادر وهو شاب يومئذ فحكا له ‪ .‬فقال‬ ‫فطارت سوية والناس يشاهدون ذلك * ومنها أن أبا عمر‬
‫رضي الله عنه سافر تذهب سالما ً وترجع غانما ً والضمان علي ‪.‬‬ ‫الصريفيني وأبا محمد عبد الحق الّريمي رحمة الله عليهما قال كنا‬
‫فسافر وباعها بألف دينار ‪ .‬ودخل في سقاية جلب لحاجته‪ .‬فنسي‬ ‫بين يدي سيدنا الشيخ السيد عبد القادر بمدرسته في يوم الحد‬
‫اللف على رف فيها وأتى المنزل ‪ .‬فنام فرأى أن العرب انتهبته‬ ‫ثالث صفر سنة خمس وخمسين وخمسمائة فتوضأ في قبقابه ‪.‬‬
‫في قافلة وقتلوهم وضربه أحدهم بحربة فقتلة فانتبه فزعا ً ووجد‬ ‫وصلى ركعتين ‪ .‬ثم صرخ صرخة عظيمة ‪ .‬ورمى بفردة قبقابه في‬
‫أثر الدم في عنقه ‪ ,‬وأحس باللم ‪ ,‬وتذكر اللف فقام مسرعا ً‬ ‫الهواء فغابت عن أبصارنا ‪ .‬ثم فعل ثانية كذلك بالخرى ‪ .‬ثم جلس‬
‫فوجدها سالمة ‪ .‬ورجع إلى بغداد وقال أن بدأت بالشيخ حماد فهو‬ ‫فلم يتجاسر أحد على سؤاله ‪ .‬ثم قدمت قافلة من بلد العجم بعد‬
‫السن وسيدي الشيخ عبد القادر وهو الذي صح كلمه ‪ .‬فلقي‬ ‫ثلث وعشرين يومأ ‪ .‬فقالوا إن معنا لسيدنا الشيخ نذرا ً فاستأذناه ‪.‬‬
‫الشيخ حماد في سوق السلطان ‪ .‬فقال ابدأ بعبد القادر ‪ .‬فإنه‬ ‫فقال خذوه ‪ .‬فأعطونا شيئا من ذهب وثيابا ً من خز والقبقاب بعينه‬
‫محبوب ‪ .‬ولقد سأل الله تعالى فيك سبع عشرة مرة حتى جعل ما‬ ‫فسألناهم ‪ .‬فقالوا بينما نحن سائرون يوم الحد ثالث صفر إذا‬
‫در عليك من قتل مناما ً ‪ .‬وما قدر من الفقر نسيانا ً ‪ .‬فجاء للشيخ‬
‫ُقـ ّ‬ ‫خرجت علينا عرب لهم مقدمان فانتهبوا أموالنا وقتلوا منا ونزلوا‬
‫عبد القدر فابتدأه وقال ‪ :‬قال الشيخ حماد سبع عشرة مرة ‪ .‬وعزة‬ ‫واديا يقتسمون ‪ .‬ونزلنا على شفير الوادي ‪ .‬فقلنا لو ذكرنا سيدنا‬
‫المعبود لقد سألت الله تعالى سبع عشرة وسبع عشرة إلى سبعين‬ ‫الشيخ عبد القادر ‪ ,‬فنذرنا له شيئا ً إن سلمنا ‪ .‬فما هو إل أن ذكرناه‬
‫حتى كان ما ذكر* ومنها أن الشيخ عليا ً الهيتي ‪ .‬والشريف أبا‬ ‫‪.‬‬
‫الغنائم الحسيني قدس الله روحيهما دخل دار سيدنا الشيخ السيد‬
‫عبد القادر قدس سره الطاهر ‪ .‬فوجدا إنسانا ً في الدهليز ملقى‬
‫على قفاه ‪ .‬فقال للشيخ علي اشفع في عند سيدي الشيخ عبد‬
‫القادر فلما ذكره له وهبه له ‪ .‬فخرجا إلى الرجل وبشراه فقام‬
‫الرجل من كوة في الدهليز ‪ .‬وطار في الهواء فرجعا إلى سيدنا‬
‫عبد القدر رضي الله عنه وسأله عن حال الرجل فقال إنه مر في‬
‫الهواء وقال ما في بغداد رجل ‪ .‬فسلبته حاله * ولو ل الشيخ علي‬
‫ما رددته له * ومنها أن الشيخ أبا الحسن بن الطنطنة رحمة الله‬
‫تعالى قال *‬
‫عن إحدى وتسعين سنة ‪ .‬ودفن ليل ً لكثرة الزحام‪ .‬فإنه لم يبق‬ ‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬ ‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬ ‫يوم وفاة سيدنا الشيخ السيد عبد القادر قدس الله سره ورضي‬
‫ببغداد أحد إل جاء ليحضر جنازته وامتلت الحلبة والشوارع‬ ‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬ ‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬ ‫الله عنه ‪ :‬كنت أشتغل على سيدي الشيخ عبد القادر وأكثر السهر‬
‫والسواق والدروب فلم ُيتمكن من دفنه بالنهار وصلى علية ولده‬ ‫وكان رضي الله عنه ‪ .‬أسمر اللون‪ .‬مقرون الحاجبين‪.‬‬ ‫وكان رضي الله عنه يقول وهو من باب التحدث‬ ‫لترقب حاجته فخرج ليلة من داره في صفر سنة ثلث وخمسين‬
‫المام المهاب السيد عبد الوهاب في جماعة ممن حضر من أولده‬ ‫وخمسمائة ‪ .‬فناولته إبريقا ً فلم يأخذه وقصد باب المدرسة فانفتح‬
‫ع القامة‪.‬‬
‫عريض اللحية طويلها‪ .‬عريض الصدر‪ .‬نحيف البدن‪ .‬رب َ‬ ‫بالنعم ‪ :‬ما مّر مسلم على باب مدرستي إل خفف الله عنه العذاب‬
‫وأصحابه الكرام ‪.‬ثم دفن بمدرسته بباب الزج ببغداد ولم يفتح باب‬ ‫ثم انغلق ثم باب المدينة كذلك ‪ .‬ثم مشى غير بعيد فإذا نحن ببلد ل‬
‫المدرسة حتى عل النهار وأهرع الناس إلى الصلة على قبره‬ ‫جهوري‪ .‬جهوري الصوت ‪ .‬بهي السمت سريع الدمعة ‪ .‬شديد‬ ‫يوم القيامة ‪ .‬وُأخبر بأن شخصا ً يصيح في قبره‪ .‬فمضى إليه وقال‬ ‫أعرفه ‪ .‬فدخل مكانا ً كالرباط فإذا فيه ستة ‪ .‬فبادروه بالسلم ‪.‬‬
‫وزيارته وكان يوما ً مشهودا ً رضي الله عنه * وقبره ظاهر يزار ‪.‬‬ ‫والتجأت إلي سارية ‪ .‬وسمعت أنينا من جانب ذلك المكان ‪ .‬ثم بعد‬
‫الخشية ‪ .‬كثير الهيبة‪ .‬مجاب الدعوة‪ .‬كريم الخلق ‪ .‬طيب‬ ‫عن هذا زارني مرة ول بد أن يرحمه الله تعالى‪ .‬فلم يسمع بعد‬
‫وعلية لئحة النوار‪ .‬ويقصد من سائر القطار *‬ ‫يسير سكن ‪ .‬ثم دخل رجل وخرج يحمل رجل من ذلك الجانب‬
‫العراق ‪ .‬أبعد الناس عن الفحش وأقربهم إلى الحق ‪ .‬شديد‬ ‫ذلك له صراخ‪ .‬وقال رضي عنه عثر الحلج فلم يكن في زمنه من‬ ‫ودخل شخص مكشوف الرأس طويل الشارب ‪ .‬وجلس بين يدي‬
‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬ ‫سيدي الشيخ فأخذ علية العهد بالشهادتين وقص رأسه وشاربه‬
‫البأس إذا انتهكت محارم الله عز وجل‪ .‬ل يغضب لنفسه ‪ .‬ول‬ ‫يأخذ بيده‪ .‬وأنا لكل من عثر مركوبه من جميع أصحابي ومريديّ‬
‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬ ‫وألبسه طاقية وسماه محمدا ً ‪ .‬وقال للستة أمرت أن يكون هذا‬
‫وحيث انتهى ما أردناه ‪.‬وتم مــا تهممنــا بــه وقصــدناه ‪.‬‬ ‫ينتصر لغير ربه ‪ .‬ول يرد سائل ولو بأحد ثوبيه‪ .‬وكان التوفيق رائده ‪.‬‬ ‫ي إلى يوم القيامة آخذ بيده كلما عثر حيا ً وميتًا‪ .‬فإن فرسي‬
‫ومحب ّ‬ ‫بدل عن الميت فقالوا سمعا ً وطاعة ‪ .‬ثم خرج ومشينا غير بعيد وإذا‬
‫نحن عند باب بغداد ‪ ,‬فانفتح كأول مرة ثم المدرسة كذلك ‪ .‬ثم في‬
‫فلنرفع إلى الله أكف البتهال ‪ .‬ونتوسل به وبنتــائجه أربــاب الذواق‬ ‫والتأييد معاضدة‪ .‬والعلم مهذبه‪ .‬والقرب مؤيده‪ .‬والمحاضرة كنزه ‪.‬‬ ‫ج ورمحي منصوب‪ .‬وسيفي مشهور‪ .‬وقوسي موتور‪ .‬لحفظ‬
‫مسر ٌ‬
‫الغد جلست أقرأ فمنعتني هيبته ‪ .‬فقال أي بني اقرأ ول عليك‬
‫والحـوال ‪ .‬فنقــول اللهـم إنــا نسـألك بأنفـاس هـذا العـارف الكـبر‬ ‫والمعرفة حرزه‪ .‬والخطاب مسيره ‪ .‬واللحظ سفيره‪ .‬والنس‬ ‫مريدي وهو غافل* وقال رضي الله عنه‪ :‬أنا نار الله الموقدة أنا‬ ‫‪,‬فأقسمت عليه أن يبين لي ما رأيت منه بالمس * فقال رضي‬
‫الله عنه * أما البلد فنهاوند وأما الستة فهم البدال النجباء ‪ .‬وأما‬
‫‪.‬والسر الطهـر ‪.‬الـوارث المحمــدي ‪.‬صـاحب الدلل علــى البســاط‬ ‫نديمه‪ .‬والبسط نسيمه ‪.‬والصدق رايته ‪ .‬والفتح بضاعته‪ .‬والعلم‬ ‫سلب الحوال‪ .‬أنا بحر بل ساحل ‪ .‬أنا المتكلم في غيري أنا‬
‫صاحب النين فسابعهم ‪ .‬جئت أحضر وفاته ‪ .‬وأما الذي حملة فأبو‬
‫العندي ‪.‬وبالســالكين علـى منهــاجه النــور ‪.‬والمغــترفين مــن منهــل‬ ‫صناعته‪ .‬والذكر وزيره ‪ .‬والفكر سميره ‪ .‬والمكاشفة غذاءه‪.‬‬ ‫وام‪.‬يا ُقوام‪.‬يا أهل الجبال دكت‬
‫ص ّ‬
‫المحفوظ‪ .‬أنا الملحوظ‪ .‬يا ُ‬ ‫العباس الخضر أخذه ليتولى أمرة ‪ .‬وأما الذي أخذت عليه‬
‫الشهادتين فنصراني من القسطنطينية ‪ .‬أمرت أن يكون عوض‬
‫معارفه العذب الدخـر أن تمـدنا بطيـب أنفاسـهم وتـدني لنـا ثمـار‬ ‫والمشاهدة شفاءه ‪ .‬وآداب الشريعة ظاهره‪ .‬وأوصاف الحقيقة‬ ‫جبالكم ‪ .‬يا أهل الصوامع هدمن صوامعكم ‪.‬أقبلوا إلى أمر من أمر‬
‫المتوفى ‪ .‬قال أبو الحسن وأخذ الشيخ علي العهد أن ل أحدث‬
‫حتم يــا قطــب يــا إمامــان ‪.‬يــا‬
‫غراسهم ‪.‬يا أيتها الرواح المقدسة ‪.‬يا ُ‬ ‫سرائره ‪ .‬قدمه التفويض والموافقة مع التبري من الحول والقوة *‬ ‫ي‪ .‬وخذوا البحر‬
‫الله يا رجال ‪ .‬يا أبطال‪ .‬يا أبدال‪ .‬يا أطفال هلموا إل ّ‬ ‫بذلك مادام حيا ً * وذكر الشيخ عبد الله الحسيني الموصلي أن‬
‫المام المستنجد بالله أبا المظفر يوسف جاء إلى سيدنا الشيخ‬
‫أوتاد يا أبدال ‪.‬يا رقباء ‪.‬يا نجباء يا نقباء يا أهل الغيرة يا أهل الخلق‬ ‫وطريقه تجريد التوحيد ‪ .‬وتوحيد التفريد مع الحضور في موقف‬ ‫الذي ل ساحل له‪ .‬يقال لي بين الليل والنهار سبعين مرة ‪ :‬أنا‬
‫السيد عبد القادر قدس الله سره الباهر واستوصاه ووضع بين يديه‬
‫يا أهل السلمة يا أهل العلم يا أهل البسط يا أهل الحنان والعطــف‬ ‫العبودية‪ .‬بشٌر قائم في موقف العبدية ل بشيء ول لشيء * وكانت‬ ‫اخترتك ويقال لي أيضا ً سبعين مرة ولتصنع على عيني يقال لي يا‬ ‫مال ً في عشرة أكياس يحملها عشرة من الخدم فردها سيدنا‬
‫الشيخ فأبى الخليفة إل أن يقبلها وألح على الشيخ ‪ .‬فأخذ الشيخ‬
‫يا أيها الضيفان يا أيها الشخص الجامع يا أهل النفــاس أهــل الغيــب‬ ‫عبوديته مستمدة من كمال الربوبية‪ .‬فهو عبد سما عن مصاحبة‬ ‫عبد القادر تكلم ُيسمع منك‪.‬يا عبد القادر بحقي عليك اشرب‪.‬يا عبد‬
‫كيسين منها في يده وعصرهما فسال دمًا‪ .‬فقال سيدنا الشيخ‬
‫منكم والشهادة ‪.‬يا أهل القوة والعزم ‪,‬يا أهل الهيبة والجلل يا أهــل‬ ‫التفرقة إلى مرافقة الجمع مع لزوم أحكام الشريعة ‪ .‬وفضائله‬ ‫منُتك من الرد‪.‬تجيء‬
‫القادر بحقي عليك كل‪ .‬بحقي عليك تكلم وأ ّ‬ ‫للخليفة أما تستحي من الله تعالى تقابلني بدماء المسلمين‪.‬‬
‫فغشي على الخليفة ‪ .‬فقال الشيخ وعزة المعبود لول حرمة اتصاله‬
‫الفتح ‪.‬يا أهل المعارج الُعلى ‪.‬يا أهل النفس ‪.‬يا أهل المداد ‪.‬يا أهــل‬ ‫رضي الله عنة كثيرة * وأحواله وشرفه أظهر من شمس الظهيرة‪.‬‬ ‫السنة تسلم علي وتخبرني بما يجري فيها‪ .‬وكذا الشهر وكذا‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسلم لتركت الدم يجري إلى منزله‪.‬‬
‫صلصلة الجرس ‪ .‬يا قطــب القــاهر ‪.‬يــا قطــب الرقــائق ‪ .‬يــا قطــب‬ ‫ولما أتاه الموت كان يقول * استعنت بل إله إل لله سبحانه وتعالى‬ ‫السبوع ‪ .‬وكذا اليوم‬ ‫قال عبد الله المذكور ‪ :‬وشهدت الخليفة عنده يوما ً فقال لسيدنا‬
‫الشيخ رضي الله عنه‪ .‬أريد شيئا ً من الكرامات ليطمئن قلبي ‪ .‬قال‬
‫سقط الرفرف من ساقط العرش ‪,‬يـا أهـل الغنـى بـالله ‪.‬يـا قطـب‬ ‫الحي الذي ل يموت‪ .‬ول يخشى الموت ‪ .‬سبحان من تعزز‬
‫وما تريد ‪ .‬قال تفاحا ً ‪.‬ولم يكن أوانه في العراق ‪ .‬فمد سيدنا الشيخ‬
‫الخشية ‪.‬يا أهل عين التحكيم والزوائد يا أيها البدلء ‪.‬يا أهل الجهات‬ ‫بالقدرة ‪ .‬وتفرد بالبقاء ‪ .‬وقهر العباد بالموت ‪ .‬ل اله إل الله محمد‬ ‫يده في الهواء‪ .‬فإذا فيها تفاحتان ‪ .‬فناوله إحداهما وكسر الشيخ‬
‫الست ‪.‬يا ملمية ‪.‬يا فقراء ‪.‬يا صـوفية يـا عبـاد ‪.‬يـا زهـاد ‪ ,‬يـا رجـال‬ ‫رسول الله‪ .‬الله‪ .‬الله‪ .‬الله ثم خرجت روحة الكريمة رضوان الله‬ ‫التي في يده فإذا هي بيضاء تفوح منها رائحة المسك ‪ .‬وكسر‬
‫الخليفة الخرى فإذا فيها دودة ‪ .‬فقال ما هذا‪ .‬فقال سيدنا الشيخ‬
‫الماء يا أفراد ‪.‬يا أمناء ‪.‬يا قراء ‪.‬يا أحبــاب ‪.‬يــا أخلء ‪.‬يــا محــدثون يــا‬ ‫عليه * وكانت وفاته * دامت بركاته‪ .‬صبيحة ليلة السبت في‬ ‫لمستها بد الظالم فدودت ‪ .‬وقد تقدمت قصة التفاح الذي جاء به‬
‫سمراء ‪.‬يا ورثة‪ .‬الظالم لنفسه منكم والمقتصد والسابق بــالخيرات‬ ‫الحادي عشر من شهر ربيع الخر سنة إحدى وستين وخمسمائة ‪.‬‬ ‫الخليفة للشيخ ‪ .‬وكراماته رضي الله عنه أكثر من أن تحصى‬
‫وأعظم من أن تستقصى *‬
‫أيتها الرواح الطاهرة في رجال الغيب والشهادة كونوا لنا عونا ً فــي‬
‫نجــاح الطلبــات وتيســير المــرادات وإنهــاض العزمــات ‪.‬وتــأمين‬
‫المرعونــات‪ .‬وســتر العــورات‪ .‬وقضــاء الــديون‪ .‬وتحقيــق الظنــون‬
‫‪.‬وإزالة الحجب الغياهب ‪ .‬وحسن الخواتيم‪ .‬والعقوبات *‬

‫اللهم انشر نفحات الرضـوان عليه‬


‫وأمدنا بالسرار التي أودعتها لديه‬
‫اللهم وكما أحضرتنا ختم كتابك الذي أعربت فيه عن‬
‫شرائع أحكامك ووحيك ‪.‬الذي أنزلته على نبيك مفرقا ً بين حللك‬
‫وحرامك ‪.‬وندبتنا للتعرض لثوابه الجسيم ‪.‬وحذرتنا على لسان‬
‫وعيده شديد عذابك الليم ‪.‬فاجعلنا ممن تلين قلوبهم عند سماع‬
‫سلما ً نعرج به‬
‫آياته ‪.‬واجعله نورا ً نسعى به في عرصات القيامة ‪.‬و ُ‬
‫إلى دار المقامة‪ .‬اللهم وسهل علينا كرب السياق ‪.‬إذا دنا الرحيل‬
‫‪.‬وبلغت الروح منا التراق ‪.‬وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب‬
‫الغيوب‪ .‬وقيل من راق‪ .‬والتفت الساق بالساق‪ .‬إلى ربك يومئذ‬
‫المساق ‪.‬وصارت العمال قلئد في العناق * اللهم ل تغل إلى‬
‫العناق أكفا ً تضرعت إليك ‪ ،‬واعتمدت في صلتها راكعة وساجدة‬
‫بين يديك ‪ ،‬ول تقيد بأنكال الجحيم أقداما ً سعت أليك ‪ ،‬وبرزت من‬
‫منازلها إلى المساجد طامعة فيما لديك ول تصم أسماعا ً تلذذت‬
‫بحلوة تلوة كتابك الكريم * ول تطمس بالعمى أعينا بكت في‬
‫ظلم الليالي خوفا ً من عذابك العظيم * اللهم وصل وسلم على‬
‫سيدنا محمد شفيع أرباب الذنوب وعلى اله وأصحابه أطباء القلوب‬
‫‪.‬وعلى أمته الذين كشفت لهم كل محجوب ‪.‬وأنلتهم كل محبوب‬
‫‪.‬ما هبت النفخات السحرية وتعطرت المجالس بعرف أخبار الخيار‬
‫الزكية ‪.‬وسلم تسلميا ً كثيرا ً ‪.‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‬
‫‪.‬وسلم على المرسلين ‪.‬والحمد لله رب العالمين‬

‫انتهى كتاب الجني الداني في مناقب القطب الجيلني رضي الله‬

‫عنه‬
‫محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واله‬ ‫الملئكة‬ ‫الواجب في حق الرسل و المستحيل و الجائز‬ ‫متن عقيدة العوام ‪ -‬للسيد احمد المرزوقي المالكي المكي‬
‫والـمـلك الـذي بـل أب وأم * ل أكـل ل شـرب ول نوم لهم‬
‫تـفـضـيل عشر منهم جبريل * مـيـكـال إسـرافيل عزرائيل‬ ‫أرسـل أنبيا ذوي فـطـانـه * بالـصـدق والـتـبليغ والمانة‬
‫وكـل مـا أتى بـه الـرسول * فـحـقـه الـتـسـلـيم والقبول‬ ‫ن * وبـالـرحـيـم دائـم الحـسان‬‫أبــدأ بسم الله والـرحـم ِ‬
‫إيـمـانـنا بـيـوم أخر وجب * وكـل مـا كـان بـه من العجب‬ ‫مـنـكر نـكـير ورقيب وكذا * عـتـيـد مالك ورضوان احتذى‬ ‫وجـائـز في حقهم من عرض * بغـيـر نـقـص كخفيف المرض‬ ‫فالـحـمـد لله الـقديم الول * والخـر الـبـاقـي بل تـحـول‬
‫عـصـمـتهم كسائر الملئكة * واجـبـة وفـاضلوا الـمـلئكة‬ ‫ثـم الـصلة والسلم سرمدا * عـلـى الـنبي خير من قد وحدا‬
‫الصحف والكتب المنزلة‬ ‫هم أدم إدريس نوح هود مع * صـالـح وإبـراهـيـم كل متبع‬ ‫وآله وصـحبه ومـــن تبع * سـبـيـل دين الحق غير مبتدع‬
‫نـبـيـنـا مـحمد قـد أرسل * للـعـالـمـيـن رحـمة وفضل‬
‫أربـعـة مـن الكتب تفصيلها * تـوارة مـوسـى بالهدى تنزيلها‬ ‫لوط وإسـماعيل إسحاق كذا * يـعـقوب يوسف وأيوب احتذى‬ ‫ق‬
‫فـالله مـوجـود قـديـم باقي * مخـالـف للـخـلق بالطل ِ‬
‫أبـوه عـبـد الله عـبد المطلـب * وهـاشـم عبـد مـناف ينتسب‬
‫زبـور داود وإنـجـيـل على * عـيـسى وفرقان على خير المل‬ ‫شعيب هارون وموسى واليسع * ذو الـكـفـل داود سليمان اتبع‬ ‫ي‬
‫وقـائم غـنـي وواحـد وحي * قـادر مـريـد عـالم بكل ش ْ‬
‫وأمـه آمـنـة الـزهـريــة * مرضـعته حـليـمـة السعدية‬
‫وصـحـف الـخـليل والكليم * فـيـهـا كـلم الـحـكم العليم‬ ‫إلـيـاس يونس زكريا يحيى * عـيـسـى وطـه خاتم دعه غيا‬ ‫سـمـيـع البـصـير والمتكلـم * لـه صـفـات سـبـعـة تنتظم‬
‫مـولـده بـمـكـة الميـنـة * وفـاتـه بـطـيـبة الـمـدينة‬
‫عـلـيـهـم الصلة والسلم * وآلـهـم مـادامـــت اليــام‬ ‫فـقـدرة إرادة سـمـع بـصر * حـيـاة الـعـلـم كـلم استمر‬
‫أتـم قـبـل الـوحي أربـعينا * وعـمـره قـد جـاوز الـستينا‬
‫وجـائـز بـفـضـله وعدله * تـرك لـكـل مـمـكـن كفعله‬

‫خاتمة‬ ‫أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم واله‬ ‫أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم واله‬

‫وهــذه عـقـيـدة مـخـتصره * ولـلـعـوام سـهـلة ميسره‬ ‫عـن تـسـع نسوة وفاة المصطفى * خـيـرن فاخترن النبي المقتفى‬ ‫وسـبـعة أولده فـمـنـهـم * ثـلثـة مـن الـذكـور تـفهم‬
‫نـاظـم تـلـك أحـمد المرزوقي * مـن ينتمي للصادق المصدوق‬ ‫عـائـشـة وحـفـصة وسـوده * صـفـيـة مـيـمـونة ورمله‬ ‫قـاسـم وعـبد الله وهو الطيب * وطـاهـر بـذيـن ذا يـلـقب‬
‫و الـحـمـد لله وصـلـى سـلما * علـى النبي خير من قد علما‬ ‫هـنـد وزيـنـب كـذا جويرية * لـلـمـومنين أمـهات مرضية‬ ‫أتـاه إبـراهـيـم من سـريه * فأمه مـاريـة الـقـبـطـيـه‬
‫والل والـصـحـب وكـل مرشد * وكـل مـن بخير هدى يقتدي‬ ‫وغـيـر إبـراهيم من خديجة * هـم سـتـة فـخـذ بـهم وليجه‬
‫وأسـال الـكـريم إخـلص العمل * ونـفـع كل من بها قد اشتغل‬ ‫وأربع مـن النـاث تـذكـر * رضـوان ربـي للـجـمـيع يذكر‬
‫سلف رسول الله صلى الله عليه وسلم واله‬
‫فـاطـمـة الزهراء بعلها علي * وابـنـاهما السبطان فضلهم جلي‬
‫فـزيـنـب وبـعـدهـا رقـيـة * وأم كـلـثـوم زكـت رضيه‬
‫حـمـزة عـمـه وعـبـاس كذا * عـمـتـه صـفية ذات احتذا‬

‫السراء والمعراج‬

‫وقـبـل هـجـرة الـنبي السرا * مـن مـكـة ليل لقدس يدرى‬


‫ي ربا كلما‬
‫وبـعـد إسـراء عـروج للـسما * حـتى رأى الـنـبـ ُ‬
‫من غير كيف وانحصار وافترض * عـلـيه خمسا بعد خمسين فرض‬
‫وبــلـغ المــة بـالسـراء * وفـرض خـمـسة بل امتراء‬
‫ق بتـصديق له * بـالـعروج الصدق وافى أهله‬
‫قـد فـاز صـدي ٌ‬

You might also like