Professional Documents
Culture Documents
مقدمه
"إذا أردت أن تتحدث عن اليمن فل بد لك أن تذكر الزبيري ..وإذا
أردت أن تتحدث عن الشعر في اليمن فل بد لك أن تذكر الزبيري أيضا..
وإذا تحدثت عن الثورة اليمنية ولم تتحدث عن الزبيري وشعره فإنك لم
تتحدث عن أهم دعائم هذه الثورة؛ فالزبيري شاعر أشعل ثورة اليمن
بشعره ،وقاد مسيرتها بشعره أيضا ،وهو لذلك استحق من مواطنيه أن
يلقب بأبي الحرار وشاعر الثوار" .فمن هو الزبيري الذي قال عنه معجم
الدباء السلميين كل هذا؟
في حي بستان السلطان -في مدينة صنعاء -وفي سنة 1910ميلديا ولد
محمد محمود الزبيري؛ حيث تعيش أسرة الزبيري العريقة التي نبغ فيها
عدد من قضاة وعلماء وشعراء المدينة الكبار ،مثل جده القاضي والشاعر
لطف الباري الزبيري ،والقاضي والشاعر المشهور لطف ال بن محمد
الزبيري أحد كبار علماء صنعاء ،كما كان والده قاضيا مشهورا ،وهو
نفسه كان كثيرا ما يعرف بالقاضي.
وفي مدينة صنعاء أيضا نشأ الزبيري يتيما فتعلم القرآن وحفظه
صغيرا ،وكان الناس يحبون سماعه منه لحلوة صوته ،وتنقل في طلب
العلم بين الكتاب والمدرسة العلمية والجامع الكبير بصنعاء ..وقد مال في
طفولته إلى العزلة والنطواء ،وكان يقضي أوقاته بالمطالعة والتأمل في
الحياة وفيما حوله؛ فنشأ مرهف الحساس والشعور ،فنظم الشعر وهو دون
العشرين.
• النشأة
أ .محمد محمود الزبيري
1
"كنت أحس إحساسًا أسطوريّا بأني قادر بالدب وحده على أن أقوّض ألف
عامٍ من الفساد والظلم والطغيان".
هذا هو الزبيري الذي قال عنه معجم الدباء السلميين :إذا أردت أن
تتحدث عن اليمن فلبد لك أن تذكر الزبيري ،وإذا أردت أن تتحدث عن
الشعر في اليمن فلبد لك أن تذكر الزبيري أيضًا ..وإذا تحدثت عن الثورة
اليمنية ولم تتحدث عن الزبيري وشعره ،فإنك لم تتحدث عن أهم دعائم هذه
الثورة ،فالزبيري شاعر أشعل ثورة اليمن بشعره ،وقاد مسيرتها بشعره
أيضًا ،وهو لذلك استحق من مواطنيه أن يلقب بأبي الحرار وشاعر الثوار.
في حي بستان السلطان -في مدينة صنعاء -وفي سنة 1910م وُلد محمد
محمود الزبيري؛ حيث تعيش أسرة الزبيري العريقة ،التي نبغ فيها عدد من
قضاة وعلماء وشعراء المدينة الكبار ،مثل :جده القاضي والشاعر لطف
الباري الزبيري ،والقاضي والشاعر المشهور لطف ال بن محمد الزبيري
أحد كبار علماء صنعاء ،كما كان والده قاضيّا مشهورًا ،وهو نفسه كان
كثيرًا ما يعرف بالقاضي.
وفي مدينة صنعاء أيضًا نشأ الزبيري يتيمًا ،فتعلم القرآن وحفظه صغيرًا،
وكان الناس يحبون سماعه منه لحلوة صوته ،وتنقل في طلب العلم بين
الكتاب والمدرسة العلمية والجامع الكبير بصنعاء ..وقد مال في طفولته إلى
العزلة والنطواء ،وكان يقضي أوقاته في المطالعة والتأمل في الحياة وفيما
حوله؛ فنشأ مرهف الحساس والشعور ،فنظم الشعر وهو دون العشرين.
كان أول ظهور للزبيري كشاعر عندما ذهب إلى الحج عام 1938م بصحبة
الشهيد عبدال الوزير ،ووقف أمام الملك عبدالعزيز آل سعود ،وألقى قصيدة
لم تحفظ المصادر إل مطلعها:
وسنا العروبة من جبينك يشرق قلب الجزيرة في يمينك يخفق
• الزبيري والخوان المسلمون
وبقي الزبيري بعدها بمكة المكرمة طالبًا للعلم إلى أن رحل عنها إلى مصر
سنة 1939م؛ حيث التحق بدار العلوم بالقاهرة ،وهناك تعرف على المام
2
حسن البنا والمجاهد الجزائري الفضيل الورتلني ،فانضم إلى جماعة
الخوان المسلمين ،وفي ذلك يقول الستاذ علي ناصر العنسي" :أول تجمع
لنا كان ونحن في القاهرة عندما كنا ندرس في الزهر ،وبدأنا التصال
بالخوان المسلمين ،ومنهم الشيخ حسن البنا ،الذي كان يرى أن اليمن أنسب
البلد لقامة الحكم السلمي الصحيح ،وأن المناخ مناسب للخوان
المسلمين ليعملوا فيها ،فكان يهتم بنا اهتمامًا خاصًا ،ويولي عنايته بشكل
أخص لكل من الزبيري والمسمري ،اللذين كان يعتبرهما شخصيتين
متميزتين ،ومن هنا بدأت الحركة الوطنية بين الطلب اليمنيين".
بداية النضال
كان أول ظهور للزبيري كشاعر عندما ذهب إلى الحج عام 1938م بصحبة
الشهيد عبد ال الوزير ،ووقف أمام الملك عبد العزيز آل سعود ،وألقى
قصيدة لم تحفظ المصادر إل مطلعها:
قلب الجزيرة في يمينك يخفق **** وسنا العروبة من جبينك يشرق
وبقي الزبيري بعدها بمكة المكرمة طالبا للعلم إلى أن رحل عنها إلى مصر
سنة 1939م حيث التحق بدار العلوم بالقاهرة ،وهناك تعرف على المام
حسن البنا والمجاهد الجزائري الفضيل الورتلني فانضم إلى جماعة
الخوان المسلمين ،وفي ذلك يقول الستاذ علي ناصر العنسي" :أول تجمع
لنا كان ونحن في القاهرة عندما كنا ندرس في الزهر ،وبدأنا التصال
بالخوان المسلمين ومنهم الشيخ حسن البنا الذي كان يرى أن اليمن أنسب
البلد لقامة الحكم السلمي الصحيح ،وأن المناخ مناسب للخوان
المسلمين ليعملوا فيها .فكان يهتم بنا اهتماما خاصا ،ويولي عنايته بشكل
أخص لكل من الزبيري والمسمري اللذين كان يعتبرهما شخصيتين
متميزتين ،ومن هنا بدأت الحركة الوطنية بين الطلب اليمنيين".
وقد أسس الزبيري وبعض رفاقه في القاهرة أول حركة منظمة لمعارضة
الحكم المامي في اليمن في سبتمبر عام 1940م تحت اسم "كتيبة الشباب
اليمني"..
وفي سنة 1942قطع الزبيري دراسته عائدا إلى اليمن التي رأى أنها تستحق
منه مجهودا كبيرا لنقاذ البلد من الوضاع المتردية والمأساوية التي كانت
تكتنف اليمن آنذاك تحت حكم الئمة من أسرة حميد الدين ،وقد صور هذه
الحالة قائل:
3
ماذا دهى قحطان في لحظاتهم *** بؤس وفي كلماتــهم آلم؟
جهل وأمراض وظلم فـــــا *** دح ومخافة ومجاعة و"إمام"
وعند قدومه إلى اليمن قدم مذكرة للمام المتوكل يحيى حميد الدين تتضمن
مشروعا لنشاء جمعية المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما ألقى
خطبة في الجامع الكبير بصنعاء؛ وهو ما أغضب المام يحيى؛ فكان جزاؤه
السجن مع عدد من شباب اليمن الحرار في سجن "الهنوم"؛ حيث
انصرف للصلة وتلوة القرآن والذكر والتأمل وكتابة الشعر...
• الزبيري معارضًا
وقد أسس الزبيري وبعض رفاقه في القاهرة أول حركة منظمة لمعارضة
الحكم المامي في اليمن في سبتمبر عام 1940م تحت اسم "كتيبة الشباب
اليمني"..
وفي سنة 1942م قطع الزبيري دراسته عائدًا إلى اليمن التي رأى أنها تستحق
منه مجهودًا كبيرًا لنقاذ البلد من الوضاع المتردية والمأساوية التي كانت
تكتنف اليمن آنذاك تحت حكم الئمة من أسرة حميد الدين ،وقد صور هذه
الحالة قائلً:
ماذا دهى قحطان في لحظاتهم بؤس وفي كلماتهم آلم؟
جهل وأمراض وظلم فادح ومخافة ومجاعة و"إمام"
• سجن الهنوم
وعند قدومه إلى اليمن قدم مذكرة للمام المتوكل يحيى حميد الدين تتضمن
مشروعًا لنشاء جمعية المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما ألقى
خطبة في الجامع الكبير بصنعاء؛ وهو ما أغضب المام يحيى ،فكان جزاؤه
السجن مع عدد من شباب اليمن الحرار في سجن "الهنوم"؛ حيث
انصرف للصلة وتلوة القرآن والذكر والتأمل وكتابة الشعر...
وعند خروجه من السجن الذي لبث فيه قرابة تسعة أشهر صور الزبيري
ذلك الخروج
قائلً:
كما تخرج الُسد من غابها خرجنا من السجن شم النوف
ونأتي المنية من بابها نمر على شفرات السيوف
بعسف الطغاة وإرهابها ونأبى الحياة إذا دنست
4
ولم يجد الزبيري بُدّا من اللتفاف حول ولي العهد أحمد نجل المام يحيى
مع كثير من المثقفين الذين رأوا فيه أملً منقذًا لهم؛ لكنهم سرعان ما أدركوا
وَهْم ما هم فيه ،فخرجوا بدعوتهم الصلحية فارين إلى عدن التي كانت
متنفسًا للحرار.
• مرحلة جديدة والخروج من اليمن
وفي عدن بدأت مرحلة جديدة في الكفاح والنضال؛ حيث أسس الزبيري مع
رفيق كفاحه أحمد محمد نعمان حزب الحرار سنة 1944م ،الذي تحول اسمه
إلى "الجمعية اليمانية الكبرى" عام 1946م ،وأصدر صحيفة "صوت
اليمن" ،وفوضت الجمعية المام حسن البنا في أن يتحدث عنها في كل شأن
من الشئون ،واستمر الكفاح حتى قيام ثورة 1948م؛ حيث قتل المام يحيى
حميد الدين ،ونصب عبدال الوزير إمامًا جديدًا لحكم دستوري شرعي،
وكان للخوان المسلمين والفضيل الورتلني -ممثل المام البنا في اليمن-
الدور الرئيسي في هذه الثورة.
ولكن الثورة سرعان ما فشلت ،فعاد المام أحمد بن يحيى حميد الدين نجل
المام المقتول ليبطش بكل رجالت الثورة ،وليفتح صنعاء أمام القبائل التي
ناصرته للنهب والسلب؛ فغادر الزبيري اليمن ،ولم يكن هناك باب من
أبواب الدول العربية مفتوح له هذه المرة؛ فذهب إلى باكستان ،وهناك التقى
وتعرف على شاعر النفس المؤمنة عمر بهاء الدين الميري ،الذي كان
سفيرًا لسوريا في باكستان ،وما كاد الزبيري يسمع بقيام ثورة يوليو 1952م
بمصر إل وقرر الرحيل إليها؛ حيث بدأ نشاطه مع رفيقه النعمان بتجميع
صفوف الطلب اليمنيين ،وامتد نشاطه إلى اليمنيين في السودان على الرغم
من المضايقات التي تعرض لها من قبل النظام المصري ،وكان الزبيري
يلقي القصائد من خلل إذاعة صوت العرب التي كان له دور في تأسيسها،
وكان لحاديثه وقصائده دور كبير في إنقاذ الحرار داخل المملكة المتوكلية
(اسم عرفت به اليمن قبل قيام الثورة) من الحباط واليأس وعدم إمكانية
التغيير ،خصوصًا بعد سقوط ثورة 1948م ،التي كانت أملً للحرار في
الخلص من ظلم وطغيان المامة ،والنقاذ من الفقر والجهل والمرض.
وكان الزبيري -رحمه ال -يقول" :كنت أحس إحساسًا أسطوريّا بأنني قادر
بالدب وحده على أن أقوض ألف عام من الفساد والظلم والطغيان" ،وفي
هذا يقول:
قوضت بالقلم الجبار مملكة كانت بأقطابها مشدودة الطنب
5
• العودة إلى الوطن
وحين قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م ،التي أطاحت
بالحكم المامي ،استدعى الضباط الثوار الستاذ الزبيري؛ لعلمهم أن مجيئه
ومشاركته في الحكم يضفيان على الحكم شرعية كانوا بحاجة إليها،
خصوصًا أن الثورة لم تنته من خصومها من الملكيين الذين كان لهم الكثير
من النصار بسبب الصبغة الدينية التي كانوا يضفونها على أنفسهم ،وكانوا
يلقون الدعم من الخارج أيضًا.
فعاد الزبيري إلى صنعاء ،وأُعد له استقبال مهيب لم تحظَ شخصية
جماهيرية بمثله ،وعين وزيرًا للمعارف في حكومة الثورة ،ثم نائبًا لرئيس
الوزراء ،وعضوًا في مجلس الثورة ،حتى استقال عام 1964م؛ حيث إن
التدخلت الخارجية أدخلت اليمن في حرب أهلية ،فسارع الزبيري لصلح
ذات البين بين القبائل ،واشترك في مؤتمرات الصلح بين اليمنيين في
"كرش" و"عمران" ،كما تولى رئاسة مؤتمر "أركويت" بالسودان عام
1964م.
وقد تبين لبي الحرار أنه ينفخ في رماد ،وأنه لبد من حماية الثورة من
خصومها وأصحابها على السواء ،فخرج من صنعاء صبيحة إعلن حالة
الطوارئ في البلد ،وإعلن الحكام العسكرية ،وكان يقول بأنهم بهذه
القوانين يجيزون قتله..
خرج الزبيري وبصحبته بعض رفاقه ،ومنهم الستاذ عبد الملك الطيب،
صاحب كتاب "التاريخ يتكلم" ،الذي أرّخ لتلك الفترة بأمانة علمية ،والشيخ
عبد المجيد الزنداني -الذي استدعاه الزبيري من القاهرة ،وقتل الخير وهو
على مقربة منه -والستاذ محمد الفسيل ،داعيّا إلى إنشاء حزب ال ،هادفًَا
إلى إيجاد صحوة تصحح المفاهيم الخاطئة التي أوجدتها الملكية والثورة
على السواء؛ فقد كان -رحمه ال -يقول" :إن اليمن لن تسترد كرامتها
وعزتها إل يوم يوجد بينها عشرات من المناضلين على القل ،يرضون
بالجوع حتى الموت ،وبالسجن حتى نهاية العمر ،وبخراب البيوت حتى
آخر حجر فيها ،ويتقدمون إلى العمل الوطني على أساس النصر أو
الموت".
• وقتلته يد الحقد
6
وصل الزبيري إلى ربط (شمال صنعاء) ،ومن هناك وجه رسالته إلى شعب
اليمن التي شرح فيها مبادئ حزب ال ،ثم بدأ بدعوة القبائل إلى حزب ال
ولمّ الشمل ،وكانت دعوته عامة للملكيين والجمهوريين ،وعاود الزبيري
ورفاقه إصدار صحيفة "صوت اليمن" كلسان حال حزب ال ،وبدأ الشعب
يعلن ولءه للحزب الجديد بعد الحباط الذي عم المواطنين وخيبة أملهم في
ض مضاجع الملكيين الذين كانوا على مقربة
الثورة ورجالتها؛ وهو ما أق ّ
من الزبيري الذي غزاهم في عقر دارهم ،وأقض مضاجع القيادة في
صنعاء ،فراحت تهاجمه وحزبه في وسائل إعلمها ،إلى أن عاجلته
رصاصات الغدر في إحدى تنقلته؛ فخر شهيدًا وهو يدعو إلى ما آمن به،
وكان ذلك في أول إبريل 1965م.
• آثاره
أصدر شاعرنا ديوانين :الول" :ثورة الشعر" ،والثاني" :صلة في
الجحيم" ،وما نشر في هذين الديوانين هو الجزء القل من شعره ،وما زالت
هناك مجموعات كبيرة من شعره تنتظر من يقوم بطبعها.
وصدر للشاعر الكتب السياسية التالية:
-1دعوة الحرار ووحدة الشعب.
-2المامة وخطرها على وحدة اليمن.
-3الخدعة الكبرى في السياسة العربية.
-4مأساة واق الواق ،تحدث فيه عن مصير جلدي اليمن وعن مصير
الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن اليمن وشعبه متبعًا أسلوب "رسالة الغفران"
للمعري.
وله إلى جانب هذه المؤلفات مجموعات من مقالته وبحوثه السياسية
والدبية تقع في عدة مجلدات ،ول يفوتنا هنا أن نسجل بأن جميع مؤلفات
الزبيري والغالبية العظمى من شعره تدور حول مأساة الشعب اليمني الذي
أفنى عمره في سبيل قضيته ،وسقط شهيدًا وهو ينادي بحريته.
• نماذج من شعره
أشجاني وآلمي
من جوها هذه النسام والسحر من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
هذي اللحون ومن تاريخها الذكر من صدرها هذه الهات من فمها
ظللها هذه الطياف والصور من "السعيدة" هذي الغنيات ومن
من الترانيم تشدو حولها زمر أطيافها حول مسرى خاطري زمر
7
من خاطر "اليمن" الخضرا ومهجتها هذي الغاريد والصداء والفكر
وسحرها وصباها الغيد النضر هذا القصيد أغانيها ودمعتها
يفوح من كل حرف جوها العطر يكاد من طول ما غنى خمائلها
يرف من وجنتيها الورد والزهر يكاد من كثر ما ضمته أغصنها
يلح منها البكا الدامي وينحدر كأنه من تشكي جرحها مقل
منك الفتون ومني العشق والسهر يا أمي اليمن الخضرا وفاتنتي
شعر "تعنقده" الذكرى وتعتصر ها أنت في كل ذراتي وملء دمي
تطل منه وحيناً فيه تستتر وأنت في حضن هذا الشعر فاتنة
عن اللقا -أنه يهوى ويدكر وحسب شاعرها منها -إذا احتجبت
وأنها في دجاه اللهو والسمر وأنها في مآقي شعره حلم
حسنًا وطبع الحسان الكبر والخفر فل تلم كبرياها فهي غانية
ومن رياضها هذه النغام تنتثر من هذه الرض هذي الغنيات
وحيث تعتنق النسام والشجر من هذه الرض حيث الضوء يلثمها
من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر ما ذلك الشدو؟ من شاديه؟ إنهما
أنا الغريب
آتيه في الدنيا ولست أفقد أنا الغريب الضائع المشرد
يوم ول عند آتيه غد وجئت للدهر وما لي عنده
رءوسهم بجانبي واستشهدوا آتي على أحبتي فانتشرت
إل أنا والنار حولي توقد ويخرق الدنيا ولم يبق بها
وقمنا لنخلع ثوب الكفن صحونا برغمك يا طاغية
فقد سحق الليل زحف الزمن ولم تبعد عن أعين غافية
جرائم شاخصة في وثن ظهرت بصورتك العادية
وأظهرت من أمرها ما بطن وأعلنت أسرارك الخافية
• قالوا عن الزبيري
الستاذ عبد الرحمن بعكر الديب المؤرخ :الزبيري كان جزءًا غاليّا من
عمر اليمن الزبيري ،الحاسة الشعبية المبصرة ،والضمير الوطني الحي،
عاش 47عامًا ،أولها يُتْم وآخرها استشهاد ،ووسطها علم وعمل ومشروع
وطني ،شكّل مرحلة تحولية كبرى في تاريخ اليمن المعاصر.
الستاذ علي بن عبدال الواسعي :ماذا أقول عن أبي الحرار الشهيد محمد
محمود الزبيري -رحمه ال -عندما ننظر إلى سلوكه وتعامله مع الناس ،ل
نملك إل أن نقول :ما هذا بشرًا إن هذا إل ملك كريم ،رجل كله فضيلة،
8
وهب حياته حتى آخر لحظة لشعبه ليخرجه من الظلمات إلى النور ،ومن
العبودية إلى الحرية ،وعاش عيشة الزهاد ،فلم يكسب شيئًا ،وكان إذا
عرضت له الدنيا أعرض عنها حقيقة ل مبالغة ،لقد حرك بشعره قلوب
المستضعفين ،وألهب جلود الظالمين.
الشيخ الزنداني :لقد كان معروفًا بحكمته وقدرته على تجميع الناس على
مختلف انتماءاتهم الحزبية أو القبلية؛ يبش في وجوههم ،ويستمع إلى
آرائهم؛ حتى إن بعض من عرفوه يقولون إنه من رجالت عصره ،قلما تجد
له نظيرًا أحبه خصومه وأصدقاؤه.
المراجع
9