Professional Documents
Culture Documents
اريدكم في هذه القصه ..ان تحبونهم ..وان تفهموهم ..وان تعذروهم ..
رغم القسوة التي ستلحظونها ..ورغم العذاب الذي ستشاركونهم به ..
لنهم ..بكل هدوء ..مجبورون ..
الجزء الول
كان يوما ككل اليام ..رطب في الصباح ..نوافذ السيارات المصفوفة عند قارع الطريق منداة بقطرات المياه
الباردة ..خرجت كما تخرج كل يوم ..تسير لمحطة الباص ..كي تستقل أحدها للمدرسة ..كانت تسير
والبتسامة على وجهها ..والتسبيح باسم الرحمن بقلبها ..تحاول أن تسترجع أحد أحلمها العديدة التي مرت بها
بليلة المس ..لكن لم يكن هناك إل حلما واحدا واضح المعالم لها ..كانت تبتسم بخجل وهي تتذكره ..وتخفي
فمها بيديها ..وتحظن يديها وجهها المندى ..نقاط العرق تلمع على صفديها وجبينها ولكن ..كانت تمر باحلى
اللحظات..
وقفت كما تقف كل يوم ..وكلتا رفيقتيها بانتظارها تحينها ..
فاتن :تأخرت عليكن
مريم :ل ما شاء الله عليج فاتن دايما على توقيت غر ينتش
فاتن :هههههههه الحمد لله لني رقدت متأخرة امس..
مريم :ليش بالله..
فاتن بابتسامه ساحرة :لو تدرن بس ..
سمية :قولي شصاير؟؟
فاتن بحماسه شديدة :مشعل بيرد من السفر..
مريم :من مشعل؟
فاتن باستغراب من مريم :مشعل!! ما تتذكرنه..
سمية :لحظه لحظه ..ولد جيرانكم ..
فاتن تومئ برأسها المغطى بحجابها..
مريم :ااااااااااه واذا ..خير يا طير..
سمية :افاا مرايم ما تدرين ..هذا حبيب القلب
فاتن :عساني افقد عدوج شنو حبيب القلب ..فال الله ول فالج ..
سمية :عيل ليش شاقه الحلج جذي دامه ما يعني شي لج؟
فاتن بحبور فاتن :ماادري ..احس ان ييته هاذي تحمل اشياء وايد ..
مريم :يعني صوغه؟
فاتن بنظرة مقيتة لغباء صديقتها :مريم ..انتي ليش ما تشغلين مخج؟
مريم :الله يهداج تونا من الصبح للحين ما طافت الساعه 7وربع ..خليني شوي اصخن بعدين تكلمي وياي
سمية بضحك :ههههههههههه ول سيارة ابوي هههههههههه
فاتن :هههههههههههههههههههه
مريم :تضحكن يالخسفات ..لكن اللي يعطيكن اليوم برينغلز
فاتن :اوه اوه نسيت اليوم الثلثاء ..فديتج يالريم انتي اغلى صاحباتي
سمية :احم احم ...نحن هنا يا فاتن
فاتن تميل للثانيه :وانتي بعد .انتن خواتي من بعد المرحومه عالية ..
سمية ومريم تلمان صديقتهما الرائعه بكل حب :يا بعد قلبي فتونه ..
وياتي الباص...
في طريق العودة ..مريم وفاتن وسمية تتسامرن بتوصيل كل واحدة لمنزل الخرى بالقصص والنكات
المتعددة وهن يتناولن من بوظة العم ضاري البقال..
سمية وهي تراقب مريم المستمتعة ببوظها بتلك الظهيرة الملظيه :عدال مريم ل تاكلين يدج ويا البريد..
فاتن تضحك
مريم باحراج خفيف :شعليج انتي ..يوبا بريدج ول بريدي ..انتي ما تشوفين هالحر اللي يسوي البيض على
الرصيف ويا ويهج
سمية :ايه عاد مو جذي ..شوي شوي ..اللحين لو يشوفج احد شبيقول
مريم :الله عاد اللحين لني اكل اسكريم الناس بتتكلم ..
فاتن تكلم سمية :ايه مريم خليها على راحتها والله أنا بعد وايد عاجبني البريد اليوم احلى عن كل يوم
سمية :أي لذيذ مافيها شي ..اهو كل يوم لذيذ..
مريم :فاتن تذكرين يوم سمية تقط البريد على روحها برحلة المعهد البريطاني
فاتن تضحك على تلك الذكرى المحرجه بالنسبه لسمية وسمية عادت لها الذكريات :هي انتي صج ما فيج خير
ما تذكرين ال السوالف البايخه
فاتن :ههههههههههههههه ذوقي اللي تبين تذوقينها اياه ..علبالج احنا ارفيجات خلص ماكو احراج..
سمية :عاد هاذي السوده
مريم :اللــــه ..السوده انتي ..والله أنا ابيض وحده فيكن وانجبن ..
فاتن :ههههههههههههه مريوم والله انج فاضيه ..
سمية :اقلج )...تنظر لمريم وهي تعود للبوظة( اوهوووو يوبا فجيها عن حلجج
فاتن تستمر بالضحك ال ان وصلت اولهن – سمية -لمنزلها وتوادعت مع كلتا صديقتيها ..فاتن استغلت هذه
الفرصة لكي تصارح صديقتها المقربه مريم على ما حلمت به ليلة البارحه
فاتن :ريموو ..بقلج حلمي امس
مريم وهي تتلذذ ببوظتها :شنو..
فاتن :حلمت اني تزوجت..
مريم اندهشت للخبر :ويه مبرووووووك كللولولولولولولولولولش الف الف مبروك
فاتن :هههههههههههههههههه صبري زين ما قلت لج شي ويببتي ؟
مريم :ويه حبيبتي مو عن شي بس انتي كل يوم عروس يا فاتن يا بعد قلبي
فاتن :تسلمين حياتي وياج
مريم بلهفة :على منو عرستي؟
فاتن :حزري
مريم بتفكير :امممم ...خالد البريكي
فاتن :مالت عليج
مريم :محمود بو شهري
فاتن وقفت وهي تمسك على قلبها :جانـــزين
مريم :بو الجازي راعي البريد
فاتن :مصكه بويهج ..
مريم :عيل
فاتن :حزري
مريم بتوسل :هئ هئ فتوون شدراني أنا ..قوليلي؟؟
فاتن تمسك يدها وبكل شاعرية المراهقات :مشعل.
مريم بشاعرية هي الثانيه :ويــــــــه ..والله خوش حلم ..شصار؟
فاتن تشرح الموقف بكل لهفة :كنت لبسة فستان ابيض حلو ..وكنت امشي..بروحي له ..واهو كان
ينتظرني ..ليما وصلت له ..مسك يدي وباس جبيني ورحت وياه لدرب كله ورود
مريم تمسك عبائتها :يا حسرة قلبي ..شصار بعدين؟؟
فاتن تسير بكل رومانسيه :وبس..
مريم :بس..
فاتن :شبعد؟
مريم :يعني خبرج ..بيبي ..ول انج حامل؟
فاتن باحراج :جبي يا حمارة ..ما عندج ال هالسوالف انتي..؟
مريم :ههههههههههههه سنه الحياه يا الكريهه ..والله انتي ليما تعرسين ما بتييبين عيال؟
فاتن :أي والله ..ابي الف ولد والف بنت ..يالله افضي اللي بقلبي كله
مريم :ااااااه الف بنت والف ولد ..اقول زهبي حالج لضرتج!!
فاتن بغرور :اهو يقدر يعافيني ويتزوج غيري؟
مريم تنظر اليها بفخر :ل ..بس لو كل يوم بطنج منتفخ وكل يوم فيج النسو عليه اكيد بيتزوج عليج وحده ثانيه
فاتن :لو يموووت مااخليه ..شنو ..حللي يوبا واعرسه على غيري؟
مريم تنظر للرض بكل حزن واسف ..فاتن لحظت ان مزاج رفيقتها قد تبدل
فاتن بنعومه الحرير :علمج مريوم ..ليش زعلتي؟؟
مريم :زعلت عليج ..انتي تحلمين بشي يمكن ما يتحقق يا فاتن .اهو وين واحنا وين؟
فاتن حست بالحرقة تجتاحها والمرارة بحلقها ..كلم مريم الواقعي احزنها كثيرا ولكنها لم تتخلى عن المرح
فاتن :عادي مريم ..محد قال الحلم بفلوس ..بالعكس تسد يوع فقير المال مثلي ..وبعدين من يبيني ..أنا
احلمي دايما اهي اللي ترعاني لن محد عندي
مريم :فاتن ل تتكلمين جذي أنا قلبي ما يستحمل
فاتن :ههههههههههههه فديتج انتي والله ..ما اقدر على قلبج احوو عليه ..
مريم وهي تمسح دمعتها الساخنه :اخر مرة تقولين ان ما عندج احد ..أنا وياج يالسباله الكريهه
فاتن :هههههههههههه ان شالله ..
مريم :احبج فتون
فاتن :وأنا بعد
مريم تحظن رفيقتها بالدرب :يعل عيني ما تبجيج يا فتونه ..
فاتن والدموع تتدحرج على خديها :امين ..
وصلت مريم لمنزلها واكملت فاتن طريقها لوحدها ..تقطع الشارع بهدوء الملئكة ..تسير وهي تفكر
)بمشعل( ..ابن الجيران ..حكايتها معه كلسيكية بكل ما تعنيه الكلمة ..هو ابن الجيران الغني وهي ابنه النجار
الفقير ..كان اللعب مسموح لها و ممنوع عليه ..كانت دائما تراقبه من نافذه غرفته ..او برجه كما كان يحب
ان يسمية ..تسمع عن اخباره المتفرقه من اخيها )جراح( المفتون بصديقه الغني الذي تعرف عليه عندما كلف
اباها بتنجيد الثاث بمنزله ..كانت تحس بان مشعل على الرغم من ثرائه الكبير ال انه فقير الحياه حتى انه لم
يكن يملك العديد من الصدقاء ..عائلته كانت دائما تحوطه بأولد عائلته حتى يكون الصداقات معهم ..ال انه
كان يميل "لولد الشوارع" على حد تعبير والدته المتكبرة المغرورة ..كان دائما يقف بوسط الشارع مع الولد
يتحصل منهم على اخر الخبار التي تحصل بملعب الكرة ..وغرف الدراسه بالمدارس الحكوميه ..يستمع لها
بشغف كبير ..ويضحك على الحركات العادية التي يقومون بها بالمدرسة ..لنه بكل بساطه ..محروم منها ..
هي لم تتعاطى معه ال بالصغر ..عندما تقف سيارة اهله خارج القصر كي يخرجوا جميعهم بايام العطلة..ال
بذلك اليوم ..يوم مغادرته للحي ..كانت هي تبلغ من العمر عشرة اعوام ..واليوم كان صيفيا بنسمة ربيعية..
كانت تلهو باحد دماها ومريم تتسلق احدى الشجيرات مع )جراح( ..اتى ناحيتها ..كانت شبه مغمضه العينين
من شده الشمس..
مشعل بابتسامه :شتسوين.
فاتن تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين :العب..
مشعل :اشوفج ..بس ليش قاعده بالشمس..
فاتن :ما عندنا زراعه ببيتنا واهناك الصبيان يلعبون واخاف اتعور وياهم
مشعل :انزين ليش ما تلعبين وياهم
فاتن تعود لدميتها :ملل ..كله يتطاققون..
مشعل :هههههههههههه وانتي ما تبين تتطاققين وياهم
فاتن تعود وتنظر اليه :ميانين ..
مشعل ينظر إلى اين يلعب الولد :لكنهم عايشين ..على عكسي..
فاتن :ليش ..انت ميت؟
مشعل :ههههههههههههه ...انتي نكته ..شسمج
فاتن :مو شغلك ) ...نهضت وهي تسير عنه(
مشعل :خلج انزين أنا بروح
فاتن :اصل ما ابي اقعد بالشمس..
وسارت فاتن عنه ال انه قطع دربها
مشعل :انزين ل تزعلين
فاتن :اشعليك مني زعلت ول لء؟
مشعل :اووووووف وايد ..ازعل اذا زعلت اختي الصغيرونة
فاتن لتعرف لما احست ان هذا النسان ل يمكن ان يكون اخاها ولكن :ل ما زعلت
يمد يده بقطعه سكاكر :انزين هاج حلو
فاتن تنظر إلى ما بيده :على كاكاو؟
مشعل :ايه ..
اخذت ما بيده وسارت مبتعدة عنه ..ظل مشعل ينظر اليها باستغراب وبحنية عظيمه ..ولكن اتى صوت امه
ليعيده إلى واقعه المرير ..وذهب مشعل ملبيا نداء امه..
التفتت فاتن للولد الذي – ازعجها – على حد تعبيرها ولكنه لم يكن هناك ..اختفى ..هكذا فقط.
عادت للمنزل وجلست على احد المقاعد المهترئه ولكن المريحه ..وهي تسرح شعر دميتها ..وفجاة دخل
اخيها جراح والدموع تتلل بعيونه
جراح :وين امي؟
فاتن :بالمطبخ .ليش؟
لم يعرها جراح انتباها وذهب للمطبخ .فاتن لحقته وسمعت شيئا مما قاله اخوها..
الم تحاول تهدئة ابنها الصغير :علمك يمه بسم الله عليك..
جراح والبكاء يخفي صوته :بيروح يمه ..بيسفرونه بره الديرة ..اهو ما يبي ..لكن كله من امه
ام جراح :لكن يا ولدي اهي امه وتعرف لمصلحته
جراح :يمه حرام يسوون فيه جذي ..ما يستاهل..
ام جراح تلم ابنها الحزين :ماعليه ..بيروح وبيرد ما بيظل هناك على طول
جراح :تصدقين يمه على شويه مااشوفه ال انه بقلبي اكثر من سعد وبدر ..وايد اعزه يمه ..ليش؟
ام جراح تبتسم بحنان :لنك طيب يا وليدي ..وتدري انه ما عنده احد ..
لم يتكلم جراح بل غاب بحظن امه الدافئ يخرج ما تجمع بمكنون فؤاده الصغير وفاتن خرجت مسرعة لكي
تعرف من الذي سيرحل ..رأت جميع الولد بالشارع واقفين عند الرصيف الفاصل بين حي القصر وحي
المنازل الحكومية..
وقفت بجانب مريم :شصاير؟
مريم :ارفيج جراح بيسافر
فاتن :من .بدر؟
مريم :ل مشعل..
فاتن باستغراب :من مشعل
مريم :مشعل اللي يعيش في القصر
فاتن بصدمه :اللي يعيش بالقصر اهو مشعل؟
مريم :ايه ..ليش ما تدرين
فاتن لم ترد بل ظلت تنظر للغراض والحقائب التي توضع بالسيارة ..الخدم كانوا اما داخلين او خارجين ..
ينفذون اوامر الب اللي تبدو على ملمحه التعاسه ..فاتن كانت تنتظر ان يخرج مشعل ..لكي تعاتبه على
دموع اخيها العزيز ..واخيرا خرج مشعل ومعه امه ..كان يبلغ من العمر في تلك اللحظه الثالثه عشر ..فتيا..
ولكن طويل القامة ..اطول من جميع صبية الحي ..ويبدو لمن ل يعرفه اكبر من عمره ..قبل ان يدخل
سيارته استوقفه صوت فاتن ..
فاتن وهي تجري بخفه في الشارع :ليش بجيت جراح
مشعل باستغراب وحزن يرقب العينين الزجاجتين :ما سويت له شي..
الم بكل غرور :يالله يمه ادخل
التفت مشعل لمه وعاد بنظراته للطفله امسك يديها واعطاها شيئا :عطيه جراح ..
فاتن لم تجيبه لنه قد دخل السيارة ..وغادر الحي مبتعدا بالسيارة الفخمه ..وعيون الجميع ترقبه ..بعد
اختفائه عاد الولد للعب ..ال طفله واحدة ..ظلت واقفه على قارعة الطريق ..يدق قلبها من باضطراب..
تمسك بيديها ما ل تستطيع ان تعرف ما هو ..لن عيونها التصقت بالسيارة التي غادرت..
اتت مريم لها وهي تجري :شعطاج؟
فاتن تلتفت لها :عطاني هذا..
فتحت قبضه يديها وظهر ما اعطاها اياه ..كانت قطعه زجاج صغيرة الحجم منحوتة على شكل فرس صغير..
بل لجام ول سرج ..يبدو حرا ..كالطيور ..نظرت إليه فاتن بكل إعجاب ومريم شهقت :اللاااااااااااي ..وايد
حلو ..عطاج اياه حقج..؟
فاتن :ل ..حق جراح ..
وركضت فاتن للمنزل وهي تحمل الهدية إلى اخيها الحزين علها تسعده او تريحه قليل ..جراح امسك الهدية
وصعد الدرجات وهو يمسح دموعه ..كانت الهدية غالية عليه جدا ..لدرجه انه كان يصطحبها معه لكل مكان ..
يااااااااااه ..يا للحياة العجيبة ..مرت سبع سنين مذ غادر مشعل لكي يدرس بالوليات المتحدة الميركيه ..وها
هو خبر عودته يعيد الحياة للطريق الذي لم يعرفه إل قليل ..لكن ظله بقي مع الولد ..بكلمهم ..وحكاياتهم ..
وبذكرياتهم القليلة التي احتفظوا فيها إكراما لطيبه مشعل الكبيرة..
كانت فاتن تبتسم وتكمل مسيرتها ..وصلت للحي ..عيناها هامت على الجلبة التي عند قارعه طريق بيتها ..
سيارة فخمة واقفة ..وخدم القصر ينزلون الغراض المحملة فيها ..شباب الحي كلهم متجمهرين واصواتهم
الرجوليه تتزاحم بالكلم ..يبدوا وكان احد اهالي المنطقه عاد من السفر ..توقفت فاتن وهي تفتح عينيها
الزجاجيتين ..ل بد وانه مشعل ..وال لما كل هذه الجلبه والفوضى ..لم تسرع ولم تكن تسير بهدوء كعادتها ..
عيناها معلقتين على الفوضى ولكن سرعان ما انزلتهما عندما التفتت اليها عيون المتجمهرين المستغربة ..انها
فاتن ..اخت جراح ..اجمل واكثر فتيات الحي احتراما ..الكل كان يقدرها ..ويكن لها الحترام ..والعجاب..
لنها كانت بدرجه من الجمال والعفاف تحسدها عليها جميع الفتيات ..سارت بهدوء الملئكه إلى ناحيه منزلها ..
ولكن الفوضى والجلبه الحقيقية كانت بقلبها ..لبد وانه مشعل ..ال اني لم اره ..ولم الحظه ..ول استطيع
اللتفاف لكي ارى ..يا الهي ..
وصلت لنصف مدخل المنزل تتفاجأ بجراح يقفز امامها وهو سعيد جدا ..وبدر معه ..
فاتن بدهشه :جراح ..
جراح :سوري حبيبتي فتون ..وغاب عن عينيها..
بدر بكل هدوء :شلونج اختي
فاتن بمرح لبدر :هل بدر .أنا تمام انت شخبارك؟
بدر :عايشين..
استغلت فاتن وقوف بدر معها :شصاير هناك؟
بدر وقد اشتعلت ملمحه بالفرحه :ما تدرين ..مشعل رد من اميركا..
التفتت فاتن للجمهور :صج ؟؟
بدر يسرع ناحيه التجمهر :واخيرا موو؟؟
غادر بدر وتنهدت المعجبه الصغيرة ... :أي والله ..
وقفت فاتن امام المنزل وهي تراقب ما يجري ..شاب وسيم طويل القامه ياخذ اخاها بالحضان وجراح يحمل
الشاب بين يديه وهو يصرخ عاليا ..الناس كلها كانت غارقه بالضحك على ما يجري بين الشبان ..فاتن لم
تستطع ان تطيل النظر لنها حست بالحرارة تتصاعد في خدودها المتورده ال انها وقفت تامل بأن يلحظها من
وصل من السفر ..وعندما احست باليأس دارت نصف دورة عائدة للمنزل ال وعيون بعيده ترقبها ...توقفت ..
تنظر لمن ينظر اليها ..لم ترى ما كتب بعينيه ..لكن حست وكان الوقت قد توقف ..والشرارات تتصاعد
بالجو ..وهربت مسرعه داخل المنزل بعيدا عن تلك العيون ..وتلك النظرات..صعدت على السلم ولكن عادت
ادراجها لنها لم تحي امها الغالية ..قبلت امها بكل سعاده وطارت لدارها لكي تحتظن وسادتها ..تحس النشوة
والحبور والسعاده الكبيرة التي ل توصف ..ل تعرف لما هي هكذا ..ولكن ..لم تكلف نفسها بالسألة
المتعددة ..بل بقيت تعيش بالعالم الوردي الذي تكاثرت خيوطه الحريرية لتكون عشا صفصافا يهني به كل
طير..
صحت فاتن من القيلوله التي اخذتها وهي تسمع اذان المغرب يأجج الكون باسم خالقه ويذكر المخلوقات
بوقت العبادة ..نهضت فاتن لتغسل وجهها ويديها وتبدأ بالوضوء للصلة ..صلت فرض المغرب وذهبت للطابق
الرضي لكي ترى ماذا يجري بالمنزل..
كانت اختها الصغيرة مناير و اخيها جراح الجالسين مع امهم بالصاله ..
فاتن بمرح :مساء الخير..
الكل :مساء النور
مناير المشاغبة :حشى عليج فتون خلصتي رقاد الديرة
فاتن وهي تجلس بجانب اخيها العزيز :اعوذ بالله منج يالسوسه انتي شعليج .يوبا أنا مارقدت ال بعد ما
خلصت شغلي مو مثل بعض الناس طايحين لي في بيت ام بدر ول كانه عندهم بيت؟
مناير :هو هو كلتني صج بنت امها!!
ام جراح :منووووور؟؟
مناير تحاول ان تصلح الوضح :قصدي بنت ابوها ..الحنان الرنان
ام جراح :ايا الميهوده
جراح :منور انتي وايد لسانج مطول علينا ..ما تحشمين احد ..
مناير :علمكم انتو just joking ..ما عندكم حس بالنكت
فاتن :ويا ويهج ..ل
جراح :هههههههههههههههههه
مناير تقلد على جملة اختها :ويا ويهج ل ..انتي اصل هاتي ويهي بعدين تكلمي ..فديتني احلى وحده بالصف..
تصدقين يمه؟
ام جراح :ل مااصدقج ..اذا انتي حلوة عيل سماهر شنو..ملكه جمال!!
جراح وفاتن :ههههههههههههههههههههههههه
مناير :افا يمه ..هذا وأنا بنتج ..والله انج خليتي الشك ينقلب ليقين ..
ام جراح :الله والشك...
جراح :وشنو شكج يا عبقريه زمانج..
مناير :لني أنا اسمر عنكم ..واحلى عنكم بعد ..قلت يمكن تبدلت يوم يولدوني ويا سماهر ..اهي بنتكم وأنا
بنت ام بدر؟
ام جراح تجاري بنتها :أي والله ..صدقج يا بنت عبد العزيز ..قصدي يا بنت مشاري ..سماهر اكيد هي بنتي
وبعد انولدت وياج بيوم واحد ..ال اقول لك جراح ..روح ييب لي بنتي ماابي هالشاذية بعدها عني
مناير بدهشه :يمـــه
ام جراح :يمه بعينج ..
مناير :يمه من صجج اللي تقولينه
ام جراح :ماادري عنج ..طايحه لي خبيرة بالنسل والولدات ..مو عاجبج اصلج يالشاذية؟
مناير تحظن امها :يمه تكفين انتي وابوي الخير والبركه أنا اتغشمر ..ل تقولي لي هالكلم مرة ثانيه؟؟
ام جراح بحنيه وعتاب :يعني انتي اللحين حيل صدقتي
مناير تنظر بعيني امها المشابهتين لعيني جراح الحادتين :تبين الصج ..تصلحين ممثله
الم وهي تحاول ان تبعد ابنتها عنها :اقولج قومي عني سوالفج فاضيه مثل ويهج ..
جراح وفاتن :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
جراح :والله البيت ما يسوى بليا لسانج يالسوسه ..ليش كله طايحه لي في بيت بدر؟
مناير :لني أنا وسماهر روح وحده ..ما نقدر نتفارق يا my dear brotherمثل ما مريم ما تقدر تتفارج ويا
الشاذيه هاذي!
فاتن بغرور :احلى عنج يالسوسه
مناير وكانها تبعد خصله شعر :ها ها ها ي ..حلمي ..
جراح :ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ال شخبارها الريم صج
فاتن :ابخير ...تسلم عليك هههههههه
جراح :هههههههههههههههههههههه
صوت عند الباب يعلن قدوم الوالد
مناير برعب :ويه بروح اتخبى بأي مكان اكيد رويتر خبرته اني رسبت بالمتحان والحين بياكلني..
جراح :احترمي نفسج منوور صج انج حمارة بعد عمله وسويتها كلي اللي انرد لج ..والله؟
مناير :تكفى عاد ويا صكتك انت ..اللي يقولون ما قزرها دواويح.
جراح :بس من يوم ما كسر ابوي اللوح على راسي أنا خلص ..كبر مخي وصرت من المتفوقين..
مناير بشهقه :هااااااااااا ..يعني ما بنجح ال بلوح على راسي ..ل يوبا ..خلني كل سنه ساقطه ول يجيس راسي
الجميل شي..
فاتن :ههههههههههههههههههههههههه من صجها هاذي..
مناير :انتي شحارج ويه عليج يالحاقده يالحسوده..
وتذهب مناير لترمي أخيها بموجه من الضحك ..ودخل الوالد
ابو جراح :السلم عليكم ..
جراح يسلم وفاتن تذهب لتاخذ اغراض ابيها عنه :عساك ع القوة يوبا..
بو جراح بابتسامه لبنته الغاليه :الله يقويج يا بنيتي ..شهالزين اليوم ..الخدود متوردات ..شصاير.
مناير من الطابق الثاني :بتعرس على راعي الوانيت الصعيدي
بو جراح يكلم ابنته :تعالي يا ام الشقاوي والشقايل انتي..
مناير تهرب بعيدا وجراح يضحك عليها..
بو جراح :وانت ..شاق الحلج ..عسى ما شر.؟
جراح يقوم لكي يجلس والده :الشر ما اييك بس مشعل ولد النهيدي رد من السفر
بو جراح بدهشه :والله ..حمد لله على سلمته ..والله انه صبي خلوق ..كمل دراسته؟
جراح :ل باجي له سنتين بس يكملهن بالكويت ..مل من اميركا ..تخيل يوبا؟
بو جراح :ما يحتاج اتخيل أنا لو اعيش هناك يوم واحد بعيد عنكم مو بس امل ال تطق جبدي.
جراح :بس يوبا هذي اميركا يعني كل يوم شي يديد..
بو جراح :والله ما ادري عنك ..خلك بديرتك احسن لك ..شوف اللي طلعوا من الديرة شصار فيهم اللحين
..يموتون ويردون لها لكن لي فات الفوت ما ينفع الصوت ..
فاتن :صح كلمك يوبا ..أنا ايدك 100بال 100
بو جراح :وانتي يالغل ..شخبارج اليوم؟
فاتن لم تعرف ماذا تجيب اباها ..هل ترقص امامه من فرط السعادة ..ام تكتفي باسقاط عينيها خجل من الذي
سيحصل بعودة المسافر ..اااه يا والدي ..ل تسالني عن احوالي ..فاحوال الناس اوضح منها...
فاتن :الحمد لله تمام ..ال ان ريمووو اليوم قالت لي ان ابوها يبيك بشغله ..ماادري كانه حق تاثيث
جراح انزل راسه لنه ل يحب ان يطلب من والده العمل في بيوت اصدقائه ولكن ليس باليد حيله
بو جراح :ان شالله ..أنا باجر بروح اشوف بو مساعد ..وينها امكم؟
فاتن :بالمطبخ
بو جراح وهو ينهض :بروح اغير هدومي وارتاح لي شوي ..يوبا فاتن شيلي اغراضي وحطيها بالغراج ..
فاتن :ان شالله ..
بو جراح :الله يخليج يا بنتي ..
وذهب الوالد ...
جراح بحزن :فاتن ..ليش قلتي لبوي عن بو مساعد
فاتن باستغراب :شنو ؟؟
جراح :عن هذا انهم يبونه يشتغل في بيتهم ..ما تدرين ان لؤي ارفيجي؟
فاتن بحيرة :شفيها يعني لو ابوي اشتغل هناك ..؟
جراح :شفيها؟ ..شما فيها ..يعني مو كفاية انه ينجر في المكاتب والمدارس وكل مكان بعد تبينه ينجر ببيوت
ربعي؟
فاتن تحس بمدى حقارة كلم اخيها وردت عليه :السموحه يا جراح لكن أنا ما اشوف فيها شي ان ابوي يشتغل
بشرف بين الناس ..شفيها لو اشتغل في بيت الناس؟ ..اهو ل يرتكب جريمه ول فاحشه والعياذ بالله ..احسن
عن ابهات ربعك هاذولي اللي معور راسنا وياهم ..الخمار والزمار واللي ما عنده مذهب ول دين ..
جراح :بل طواله لسان فاهمه
فاتن :وانت بعد ..ل تنسى اصلك وانت ولد من ..ابونا نجار ..خير ونعمه ...نبينا نوح عليه السلم نجار ..ما
اشوف نزل مقامه امبين الناس ول ربنا ما رسله نبي للعالم؟
جراح باستخفاف :الله عليج يالشاطرة ..حافظه درسج ..قلبي ويهج يالله ..
فاتن :ما يحتاج تقول لي ..أنا بروح عنك اصل..
حملت فاتن متاع والدها وادخلتها للكراج ..بقيت هناك قليل وهي تحس بالغضب من كلم اخيها ..لم قال ما
قاله؟ ..لم تكلم بهذه الحقارة عن مهنة والدهم؟ ..هو يتعب ويشقى كل يوم من اجلنا واخوتي ليسوا
بشاكرين ..ما بها لو كان نجارا؟ ..فهو بكل طرقه مسمار يبني عالما جديدا ..سقطت دمعه قهر من عينيها
وهي تردد :عساك ع القوة يوبا ..ول انحرم منك ..
مسحت دمعتها بصوت امها المنادي ودخلت للمنزل..
فاتن بالمطبخ :هل يمه
ام جراح :يمه مريم بالتلفون تبيج
فاتن ذهبت للتلفون ورأت جراح جالس على الكرسي يصغي للمحادثه..
فاتن :شهالحركات بعد
جراح بهمس :اوووص ..تعالي
فاتن بهمس :شصاير..
جراح :مريم تغني ..ويه عليها الشاذيه..
التقطت فاتن السماعة وجلست وهي تسمع صديقتها تدندن بما هو اشبه بالغاني ..وعندما انتهت الغنيه
صفقت لها فاتن
مريم :علمج ..عندج عرس؟
فاتن :ههههههههههههههههه أنا ول انتي ..طايحه علينا ..يا انتظاري خلص انساني ..ههههههه
مريم :أيــــــــــه على وعسى احد يسمعني ويفهم اللي اقوله
فاتن :جبي زين ) ..عرفت فااتن ان مريم تعني بالكلم حبيب طفولتها جراح ( ما عندج سوالف يالفاضية..
ليش متصلة؟
مريم :أنا فاضيه ..اوريج ..مو قايله لج شي انزيــــن؟
فاتن :ال تخسين تقولين وريلج على رقبتج ..
مريم :ل والله ..وايد شايفه روحج يا بنت الياسي..
فاتن :اكيد ..مو ابوي عبدالله الياسي؟
مريم :يالله انزين ..اقلج ..ناهد العيميه عازمتنا على قعده في بيتها ..شرايج؟
فاتن تمط شفتيها ..ل تستلطف ناهد كثيرا :لزم انروح يعني؟
مريم بقلة اهتمام :عندج واحد من الثنين ..يا نروح ونغثث روحنا بها ..ويا اتيين بيتنا ونقعد نطالع شريط عرس
فوز اختي.؟
فاتن :شريط فوز ابرك لي ..وصراحة أنا ما احب ناهد لهناك ..صج طيبة بس ماارتاح لها..
مريم :ويه ..شهالكلم ..والله انه شويه عليها ..ال قولي تلوع الجبد وتزهق الروح منها مفوشريه وشايفه
حالها ويازعم زقرتيه.
فاتن :اعوذ بالله من لسانج ..صج انه يجيس الميت والحي..
مريم :اعوذ بالله منج انتي يالنحسه ..قولي ل اله ال الله..
فاتن :ل اله ال الله..
مريم :أي جذي أنا أتطمن على نفسي ..ادري فيج حاقدة ..وينها حبيبتي منوور..؟
فاتن :متخبية بدارها ..تخاف ل ابوي يطقها على الدواويح
مريم بخوف :وييييييه ذكرتيني ..مساعدو السبال متحذف فيني من الزين ..والله انه حاله ..ان رسبت
بالسلميات خلص ..بيلعن خيري..
فاتن :ليش زين ..اااااااه ..اهو متدين ؟؟
مريم :أي والله ..أنا من معذبني بحياتي غيره ..الله يعرسه ويفكني منه ..
فاتن :يعرسج انتي ويفكح منه ..تصدقين ..أنا عمري ما شفت مساعد يعني ..بس يوم كنا صغار.
مريم :شتبين تشوفين فيه ..انسان ميت هذا ..ماكو حياة ..تصدقين انه يقعد بالساعات بالصالة ول يتكلم ال
لما يتكلمون وياه ..ولين تقوم فوضى التوأم بالبيت ..يعطيهم بس نظرة ويدب الرعب..
فاتن :ههههههههههههههههههههههههههههه حرام عليج تتكلمين جذي عن اخوج ..مهما كان اخوج..
مريم :انزين ماا اعطلج ..بروح ازهب العشا ويا امي ..
فاتن :وأنا بعد ...اشوفج باجر بالمدرسه ..
مريم :ويه صج صج ..باجر بتاخر ..بروح المستشفى موعد للسنان
فاتن :اوكيه ..أنا وسموي بننتظرج ..
مريم :اوووووكيك ..يالله باي..
فاتن :بايات حبيبتي ..
اغلقت فاتن عن مريم وبقيت بالصاله ..هي ايضا تحس بالخوف من امتحان اللغه النجليزية ..لنها ليست
بذلك المستوى فيها ..ولكنها تتمنى ان تنجح بنسبه بالسبعين او الثمانون حتى ل يتاثر معدلها إلى تلك الدرجه
بحيث يمنعها من الحصول على المنحه الدراسيه او العفاء ..الله كريم ..
دخلت المطبخ إلى امها والجلبة على الباب ..لبست حجابها وهي تكلم امها :شصاير يمه؟
ام جراح :اخوج عازم ولد النهيدي وشوية من ربعه بعد ..بس الفوضى فوضى خالد ولد عمج ..
وصوت خالد على باب المطبخ :هلوووووووو بيوتفل ليديز ..هل بخالتووووه القمر
يحظن خالد ام جراح التي هي خالته ايضا :خلود قوم عني ما تشوفني اطبخ؟
خالد :شتسوين يعني ..فتوش ..وكفته ..ول كباب ايراني ..كله ظايقه!!
فاتن :متاكد ..وين راح كل الكل ..كل ما اييلك تختفي زود و زود ..
خالد :شسوي ..احب يا بنت الخاله والعم ..من يوم ما حبيتج وأنا هلكان ههههههههه
فاتن :فال الله ول فالك يالنحس ..أنا احبك ..استخفيت
خالد :ل عيل أنا المطير حجابي احب وحده مثلج ..بيضه وضعيفه جنها هيلق ..تلوع الجبد .
ام جراح تحضن ابنتها :تحصل لك فتونتي ..
خالد يضحك :ل والله ..بس خبرج ..اللي ما يطول العنب..
فااتن :حامض عنه يقول
خالد :واللي يركب الدري عشانه شيصير فيه
فاتن بنظرة تهكميه :يطيح ...
تخرج له لسانها وهو كذلك ويغادر خالد المطبخ ليأتي جراح بلهفة :ها يمه ..زهب العشا؟
ام جراح :ليمه باجي شوي ..روحوا صلوا العشى وان شالله يزهب كل شي..
جراح :الله يخليج يمه ..فتون انتي ومناير ساعدن امي شوي ولي زهب كل شي ناديني من الديوانيه .
فاتن :ان شالله..
ذهب جراح مع الكل ..اما فاتن فقد التصقت عيناها بالنافذه لكي ترى مشعل وهو خارج مع اخيه والشباب..
لكنها لم تقدر ..يا للحظوظ ..لكن ما زال الليل طويل ..و ستستطيع ان تراه ..ولو قليل .ظلت منهمكه
بالعمل مع امها ومناير تسامرهن كثيرا وتعمل قليل ..حتى عاد جراح يسال مرة اخرى عن الطعام ..جهز كل
شي .ولم يبقى ال ان يقدم العشاء ..
خالد :الله يا خالتي ..صج والله عشاج اليوم ..وناسه ههههههههههه
فاتن :احم احم ..أنا بعد اشتغلت فيه
خالد باشمئزاز :وشسويتي ويا ويهج
فاتن :فتوش التمر و ورق العنب والخبز ويا الزعتر
خالد بحزن :ل ل ..يعني ما اكل شي اليوم
فاتن :يمه..
ام جراح :ههههههههههههههههه يمزح وياج يمه علمج؟
فاتن :ما تشوفينه شيقول
خالد :ايه خالتي ..مو كفايه بملجه اختي نورة صادني اسهال وما قدرت منه ال بعد شهر ..كله من فتوشها ..
فاتن بتوسل :يمه
ام جراح :بس يا خالد بسك هواش وياها.
جراح يدخل مرة اخرى :خالد ..اقلك دخل الكل واقف تهذر ويا الحريم ..
خالد :شسوي بحياتي ..احبهن ..احبهن والله احبهن
مناير :وأنا بعد احبك خالد
خالد ينظر إلى ابنه عمه المراهقه ذات ال 13سنه :مستغنى عن حبج ..ل تحبيني ..اهم شي خالتي الغاليه.
مناير :فقرك يالباهس ..تحصل انت محبة مناير الياسي..
فاتن :اوهوووووو نابليون ..شوي شوي على عمرج ..
مناير :انتي حاقدة مااعور راسي وياج ..
جراح :اووووووووووووف يالله صارت الساعه 8:15
ام جراح :روح يمه وكل شي بيوصل لك
ذهب جراح وجلس خالد يتشكى منه :اووووووووف خالوه ..ولدج هذا ملل..
ام جراح :شوف ..غز عيني ول تتكلم عن ولدي ..
خالد :والله خالوه ..يملل ..شايب بعمر الشباب ..سوالفه استوت بطاليه ..مو مثل قبل ..كان الشقردي امبينا
..و الحين ..صج ان الجامعه تغير الناس.
مناير :مو بس الجامعه ..ال قول تخصص الجامعه ..يدرس لك علم نفس شتبيه يطلع لك ..عادل امام؟
خالد :والله عادل امام ول شي حذالج يا نكته زمانج ..علمج انتي دايما قزمه؟
مناير :يمه..
ام جراح :اووووووووووووووه يا خالد خذ الكل وروح للرياييل بالديوانيه يالله
خالد :تطرديني خالوه ..ما عليه ..اللي يسولف لج عن ام عبد الرحمن ..
فاتن :هههههههههههههههههههههههههههههه والله انك سوالف..
خالد :ما شفتي شي ..للحين ما تزوجنا يا بعد قلبي
مناير :ل ل ..اصل انت ما بتعرس ال علي أنا وسماهر ..ول انت ناسي؟
خالد :ههههههههههههه منوور انتي وسماهر ما تتفارجن يعني حتى بالعرس؟
مناير :أيه ..شفايده الحياة بل سماهر ومناير ..قول لي؟؟
خالد :مصكه بناتج خالووه ..الخبله )يشير إلى مناير( والرقله )يشير إلى فاتن( ..ههههههههههههههههههه
تكتفي فاتن بنظرة فولذية لبن عمها لكي تكويه بنار الهوى :يا ربي ..هالعيون اشلون املها ..سحر ذوبني
بغزلها ..بوسه من عندك حبيبي ..تسوى عندي الدنيا كلها
فاتن :قوم اطلع بره ..بره..
يحمل خالد ما أعطي ويخرج من عند النسوة وهن يتضاحكن عليه وعلى خفة دمه التي ينسي بها الهموم..
ينقل العشا كله لمجلس الرجال ..وتبقى فاتن بالمطبخ تحسبا لوامر جراح ..ولكنها بقيت لسبب واحد ..أن
تحين الفرصة وتستطيع أن ترى مشعل ..يا ترى كيف اصبح الن ..رأته عن بعد واستطاعت تحديد ملمح منه ..
ولكنه يظل مجهول في بالها ..يا ربي ..اعطف علي واجعلني أراه ولو قليل..
مضى المساء هادئا إل من الضحكات الصادرة من المجلس ..سامرت فاتن أمها عند التلفاز وهي تذاكر لحد
الختبارات المتعددة التي تطرأ باليوم الواحد ..كانت تقرأ في جملة أعجبتها كثيرا) ..أعطي الدنيا ما تريده
منك ..ولكن ابقي الجيد ليوم حسابك ..فالدنيا ل تبغي منك إل الفضلت والبقايا ..ويوم حسابك يطلب منك ما
هو طيب( ..م.ر .كان هذا الكتاب من عند صديقتها مريم ..أعطتها إياه بدل عن كتابها الذي اتلف بأحد اليام
بالمدرسة ..انه كتاب مساعد ..أخ مريم الكبر ..هي ل تعرفه جيدا ولكنها دائما تسمع عنه مختلف الخبار..
يبلغ من العمر السادسة والعشرين ..على خلق حميد ..شديد التدين والتعبد ..وهذا ما يعجب فاتن به .على
الرغم من عدم معرفتها به ..مريم تعتقد أن عقل أخاها مغلق عن المور المتحضرة ..ولكن فاتن تفهمه
وتفهم تفكيره على أنه السلوك القويم.
مر الوقت كالسهم ..هاهي الساعة الن العاشرة و خمس و أربعون دقيقة ولم يغادر أحد من الشبيبة ..بقيت
فاتن صاحية عند التلفاز تنتظر دخول جراح لكي تنظف المجلس والمطبخ وتذهب للرقاد ..مر الوقت و
أصبحت الساعة الحادية عشر و خمسه عشر دقيقة ..دخل خالد على خفة و اندهش من فاتن..
خالد :للحين قاعدة..
فاتن :انتظر جراح يطلع ويا ربعه عشان انظف الديوانيه ..
خالد :خليها عنج باجر نظفيها .
فاتن :ما تعرف امي لزم اهي اللي بتروح تنظفها وتعب عمرها ..
يجلس خالد :ااااااااه والله سوالف ووناسة ..
فاتن تحس بالفضول ..تريد أن تسأله عن مشعل ولكنها تخشى أن تقع بمأزق مع خالد
خالد :واحسن واحد فيهم اهو اللي راد من السفر ..صراحة وناسة وياه ما تحسين للوقت ..مع انه شوي هادئ
اكثر من اللي يحسه الواحد ..بس صراحة ..أصيل.
فاتن وعيونها بالرض ودقاتها بكل عرق بجسدها ... :مشعل؟
خالد :اييه ..والله عجيب هالشخص ..جراحوو ما يرافج ال الزينين..
فاتن :وأنت ..ما عندك ربع؟
خالد :مو شغلج ..أنا الدنيا كلها ارفيجتي ..ما اقدر اثبت على مجموعة من الناس ..لني وايد احب انوع..
فاتن :ههههههههههههههه
خالد :صدقيني ..ابي اصادق اكبر عدد من الناس ..عشان يوم اموت الناس كلها تذكرني بالخير
فاتن :قص بلسانك ..توك صغير يا اخوي ..لتقول جذي عن حالك
خالد بابتسامه حزينه وغامضة :الله يخليج يا فتون ..والله انج استويتي مثل عالية الله يرحمها ..
فاتن تبتسم بنفس ابتسامته :الله يرحمها ..لو اموت مااصير مثلها..
خالد :ايه وياج ..لنها وايد احلى عنج ..ههههههههههههه
فاتن توافقه :شعبالك ..بقولك تخسي ..إل أنا وياك ..محد مثل الغالية ..محد مثل عالية ..
خالد :الله يرحمها ..وياخذج
فاتن تضرب خالد على ذراعه :فال الله ول فالك يالكريه ..توني شباب
خالد :ههههههههههههههههههههههههههه يالله .سلمي على خالوه الغالية والسبالة منوور وديري بالج على حالج
..
فاتن :وانت بعد ..سلم على الكل وعلى نورو القاطعة ..ماصار انخطبت ونست الكل وياها.
خالد :ايه ..تصدقين يصير لي باليوم الكامل محد يذكرني بدواي ..بس نورة راحت خلص معناته خالد لزم
يروح وياها.
فاتن :ويييييه عليك يالممثل ..اللي يقولون ما تعودت انت على الدوى ..من يوم صغير وانت تاخذه..
خالد :اتدلع علمج انتي ماتخلين الواحد يتدلع ..مصاكه ..يالله مع السلمة
فاتن :الله يسلمك ..
وقفت فاتن بمنتصف الساحة الخارجية ترقب مغادرة ابن عمها ..لم تكن تحس بالعيون التي تراقبها ..تنظر
إليها بكل إعجاب ..وبكل شغف ..إنها هي ..لبد وإنها هي ..الفتاة المشاغبة ..المدللة الصغيرة ..التي ملكت
قلبي بذلك الصوت ..وذلك السؤال ..ما أحلها ..كبرت لتصبح كالحورية ..فاتن عادت للواقع ودخلت للمنزل
ولكنها التفتت للمجلس الخارجي ..تنظر إليه ..وكأنها نسيت أن المرآة العاكسة تظهر لمن بالداخل المارة
من خارج ..غابت هذه الحقيقة عن وعيها وسارت مبتعدة لداخل المنزل ..كان جراح يبحث عنها بداخل المنزل
..
فاتن :نعم ؟
جراح :وينج انتي؟
فاتن :كنت ويا خالد اخاويه لبرع؟
جراح بدهشة :وقفني بالليوان وياه؟
فاتن ببراءة :ايه ليش؟
جراح :يا مسوده الويه .انتي ناسية ان الجامات اللي بالديوانيه عليها مخفي عن اللي بالداخل ..
فاتن أمسكت فمها من الصدمة ..يا ويلي ..ماذا فعلت ؟ يا للمصيبة ..ولكنها تداركت أنها كانت ترتدي حجابها
فاتن :انزين مافيها شي ..أنا كنت لبسه حجابي ..يعني مو سفور..
جراح بعصبية :ل والله ..قلبي ويهج ل الحين اشد حجابج واخنقج ..انقلعي..
فاتن استغربت من أخاها وذهبت بعيدا عنه وعن أعصابه الثائرة ..دخلت لغرفتها التي حصلت عليها من بعد
وفاة عمتها الغالية ..جلست على سريرها وهي تحس بالحراج من لهجة أخاها معها ..لم عليه أن يكلمها بهذه
الطريقة ..كم هو لعديم الذوق ..أل يحسب أن لها مشاعر وأحاسيس ..فليذهب للجحيم ..قامت من على
سريرها وهي تفتح شعرها الحريري القصير ..جلست عند النافذة وهي تنظر للسماء المسودة ..الجو كان
ساخنا بعض الشي ..لكنها لم ترغب بان تفتح المكيف ..ظلت بحرارة الجو وهي تنظم أبياتا بخيالها ..
عندما أنهت البيات التي مرت بخاطرها ..قررت أن تأوي لفراشها ..وفجأة ..خرج من كان بالمجلس ..لم
يكونا إل اثنين ..جراح والخر ....هو ..أطفأت جميع المصابيح التي كانت بدارها حتى ل يراها أحد ..وظلت
تراقبهم من النافذة ..ضاع قلبها منها ..فهي تراه بوضوح وبكل دقة ..انه هو ..بالفعل قد غيرته السنين
ليصبح رجل وقد خط العمر شواربه وكم يبدو يافعا ..ووسيما ..حتى انه فاق أخاها من شدة وسامته ..يبدو
طويل ..ولكن ل تدري ..فقد هامت روحها إلى أين يقف ..وهاهو يبتعد ..ويختفي عن عيونها ..مغادرا منزلها
المتواضع ليدخل إلى منزله الفخم ..غاب عن عينيها ..ورحل ..وساد محل الحبور بقلبها الحسرة ..واللم
الكبير ..يا الهي ..ما هذا الشعور السقيم الذي يدب في أعماقي ..لم أحس بهذه اللوعة العجيبة ..أمن أكل
أكلته ..أم من ذكرى آلمت قلبي ..أم ..بسبب غيابه ..ما بالك يا فاتن؟ تبنين أحلما مستحيلة ..نفضت هذه
الفكار عن رأسها وعاودت الدخول ..تمددت على سريرها وهي تفكر به ..لكم من الجميل لو أراه وجها لوجه
ابتسمت وغادرت من العالم الواقعي لعالم الحلم ..تغوص بالعالم الوردي اللمتناهي.
على أحد الشواطئ ..جلس القلب الحزين ..يفكر فيما أصاب حياته البسيطة ..لم يكن يبلغ الحلم عندما فقد
الحب والحياة ..وفقد المل والرجاء بالدنيا ..دمعه قهر نزلت على خديه الصلبين ..لم يكن هكذا ..ولم تكن
هذه حياته ..بل هذا هو نتاج ما حمله له القدر من أحزان ..الحمد لله على كل حال ..
مسح الرجل دموعه الغزيرة وهو يترحم على روح أغلى حبيبه ...عالية ..كم كانت بمنتهى الجمال النثوي
والتلقائية والعشوائية ..أحببتها يا ربي ولكن لم يكن لي بالخير أي نصيب ..وها أنا انتحب عليها يوميا ..في كل
يوم من هذا الوقت ..وقت لقائنا ..حبيبتي عالية ..
وقف مساعد وهو يتنفس الصعداء ..يحس بالكتمة في قلبه ..يشهق عاليا ويزفر عميقا ...عله يجد السكينة ..
لكن من أين ..وقد غابت الحبيبة..
مساعد هو أخ مريم الكبر ..يبلغ من العمر السادسة والعشرين ..يعمل في إحدى المؤسسات المالية الكبيرة
ونظرا لخبرته ولحد ذكائه بالحسابات ..ترقى لمناصب عالية وهو في سن بسيطة ..مساعد هو من يتحمل
مسئوليه جميع اخوته على الرغم من وجود أباه ..من يرى مساعد يقول انه إنسان صلب وصاحب موقف ل
يتزعزع عنه ..مستبد لقصى الدرجات ..وحاد النظر كالصقر ..ولكن من يعرف بشان مأساته كصديقه أب
جراح فسيقول ..معذور ..معذور ..معذور..
مساعد لم يكن من النوع الذي يغرم بأي شيء بسهولة ..ولم يكن يفكر بالحب اساسا ..ولكن ..هي من
اغرته ..وهي من اذهلته وحكمت عليه بالسجن البدي بحبها ..لم يكن يحتاج ان يراها ال مرة واحدة ويقع
اسير سحرها ..كانت جميله ..ناعمه ..تعشها حتى الرض التي تسير عليها ..ابتسامتها اكسبتها محبة العديد
من الناس ..ولكنها احبته هو .وعشقته هو ..و اخيرا ..تركته هو ..
قبل أن يغادر أرسل قبلة للسماء وهو يقول :تصبحين على خير يا حياتي .....وغادر.
الجزء الثاني
استعدت فاتن لكي تنهض للمدرسه ..مشطت شعرها الحريري وهي تسرع بالخطى ..لفت الحجاب بطريقتها
القوية ..وغادرت غرفتها..
نزلت للسفل ورأت معركه اليوم مع اختها مناير واخاها الصغر عبد العزيز..
فاتن تسلم على الكل :صباح الخير..
عبد العزيز :كاهي ياتج ام الخير ..فتون قولي للحمارة ان التوست السود لي
مناير :ل تقولك ول شي اصل التوست أنا اللي مسوته يعني أنا اللي اقرر منو اللي ياكله فاهم؟
عبد ا لعزيز :ل والله ..انتي وايد شايفه روحج
فاتن :بس حبيبي عزوز أنا اسوي لك اللي تبيه
عبد العزيز بعصبيه :يعني لزم كل يوم تراضيني ..ليش اهي ما تعطيني اياه من نفسها ..لكن أنا اليوم ما
برضى باللي تسوينه لي
مناير :والله يا استاذ انت اللي ما تتعب ..أنا جم مرة قلت لك ان التوست السمر لي ..لكن انت غبي بدرجه
انك ما تفهم
ام جراح :اوووووووووف منور والله بتيبين لي الضغط عطيه التوست ابسرعه وأنا بسوي لج واحد يديد.
مناير بعناد الطفال :ماني ...ماني ..ماني
عبد العزيز :منوووووور هاتيه احسن لج ..
مناير وقفت وهي تشهر التوست بيدها :ماكو ..ماكو ..ماكو ..موت ول بتحصله
عبد العزيز :اموت؟ ..اوريج ..
اخذ عبد العزيز كأس الشاي وسكبه على زي مناير المدرسي واطلق منها صرخه دوت بالمنزل
مناير بغضب :يالحيوان ..شوف شسويت ..يا سبال يا حمار
فاتن وهي تمسك عبد العزيز :عشان ما تتحدين الرياييل مرة ثانيه يالهيلق
فاتن بعصبيه ولول مرة تصرخ عاليا :بس ...والله مصختوها انتوا الثنين ..كل يوم هالهواش والمناجر ..يوبا
تبون تتاجرون نطروا ليما تطلعون بره البيت انت )تكلم عبدالعزيز( شهالحركات البايخه ..وشنو سالفه الريايل
وما ادري شنو ..الريال مو اللي يسوي هالحركات ..انت بالشاي اللي سبحتها فيه بينت انك اكبر ياهل بالديرة
..وانتي )تنظر إلى مناير والشرر يقدح من عينيها( ماكو توست من يوم ورايح انزين ..بس تسوي امي لجراح
وابوي ويمكن أنا ..والله انكم كرهتوني فيه ..ذلفي لبسي لج المريول الثاني ..
مناير لم تتكلم وغادرت إلى غرفتها لكي تستبدل الزي المدرسي ...عبد العزيز لم يكن يقدر على التكلم ..لنه
ان نبس ببنت شفه سيصيبه ما ل تحمد عقباه من فاتن .جلس يكمل افطاره لكنها لم تدعه
فاتن :شنو ..الحين بتكمل ريوق ..قوم قوم بسرعه.
عبدا لعزيز بدهشه :يعني اروح المدرسه بريجي
فاتن :انتظر للفسحه ..يوم اللي تتادب وتحترم النعمه اللي جدامك انت واختك بعدين يصير خير ..لكن
اللحين ..برع المدرسه بسرعه
عبدالعزيز ينظر إلى امه اللي تنظر بكل فخر إلى ابنتها :يمه
ام جراح بعصبيه :وحطبه ..هاك فلوس المدرسة ..وجب ول كلمه بعد فاهم؟
عبد العزيز لم يجب بل اكتفى باحناء رأسه :ان شالله ..
وصل صديق عبد العزيز فهد وغادر معه إلى المدرسة ..نزل جراح وفاتن تهم بالمغادرة .
جراح :ها فتون ..ال خدودج محمرات من الصبح شصاير؟
فاتن لم تجبه لنها لم تنسى السلوب الذي عاملها به ليلة البارحة وكلمت امها بالنيابة :يمه أنا بروح اللحين
زين ..
ام جراح :بالسلمه يا بنيتي ذكري الله بالدرب .
فاتن :ان شالله ...مع السلمة ..وغادرت..
جراح استغرب من تجاهل اخته له ..ولكنها تبدو غاضبه ..وما اكد ظنه هي مناير التي نزلت وهي تبكي..
مناير :يمه طالعي هالمريول واسع علي وما ينفع للمدرسه
ام جراح :اللحين نازله تتكلمين ..ما حشمتي احد وخليتي اختج تعصب مسكينه وتطلع بيوعها حتى فلوس
مااخذت ..انقلعي عن ويهي يا السوسه..
مناير وهي تغادر المطبخ :خلص أنا بعد ما باخذ فلوس عشان الغاليه فاتن ..
جلست مناير بالصاله تنتظر إلى ان ينهي اخاها فطوره ويوصلها للمدرسة ..
فاتن طوال الدرب كان تتعوذ بالله من الشيطان ..لم يحصل ان غضبت وعنفت اخوتها بهذه الطريقة ..ولكن
اليوم اعصابها كانت مشدوده على غير العاده ..وقفت بالشارع وهي تغلق عينيها تمسح على وجهها الملئكي
وهي تسبح باسم المولى ..هدأت قليل وعاودت المسير ..وفجأة انصدم بصرها بالرجل الواقف امامها ..
ارتعبت جدا وانتفض بدنها عندما راته ..
مشعل :مسامحه ما كنت اقصد.
فاتن لم تجبه بل اعتلت خدودها حمرة لم تسبق أن أحست بحرارتها ... :ل ..معليه ..
وسارت فاتن مبتعدة عنه ..وهي تحس بدقاتها كالطبول بين أضلعها ..انه هو ..مشعل ..ارادت ان تراه ..
ولكنها لم تحلم بهذه الطريقة ..وجها لوجه ..ارحمني ياربي ..لو رآني أحد ما ..لسادت القاويل عني ..
اسرعت بخطاها ولم تلتفت إلى ما ورائها على الرغم من رغبتها العارمة..
مشعل ظل واقفا ينظر إلى ذلك الشخص النبيل ..تلك الفتاة الجميلة ..ل ..ليست جميلة ..بل هي غاوية ..
وبكل معنى الكلمة ..جمالها غاني ..ل يحتاج إلى إضافات المساحيق الكاذبة ..واجمل ما فيها هي عينيها
الزجاجيتين ..رباه ..هل هي هذه الفتاة الصغيرة نفسها ؟ ..أم إنها ملك من ملئكتك ؟؟ ظل ينظر إليها يأمل
ان تستدير ويراها مرة أخرى لكن هيهات ....بقيت تسير بصلبة وقوة شخصية كما لم يرى فتاة تسير بها ...
وعاود المسير إلى منزله ...ولكن قلبه قد غادر معها ..
فاتن لم تكن تحس باطرافها عندما وصلت إلى المحطه وحيتها سمية..
سمية باستغراب :علمج فتوون؟
فاتن وهي ترتعش :سمووي ..والله مو قادرة ..احس روحي بطير؟
سمية :ليش ..شصاير؟
فاتن بهمس :شفته ....سموي شفته ...ويه بويه!
سمية :منوووو؟
فاتن بابتسامه :مشعل..
سمية :اهااااااااااا ..قوليلي شلون صار شكله
فاتن وهي تستند على عمود المحطه :جنان..
سمية :هههههههههههههههههههههههههه صبي هذا ول بنية ..
فاتن وهي ترتعش :والله سموي لمسي يدي ..احس بروحي ترتجف فيني ..
سمية :اسم الله عليج حبيبتي ..والله مفعوله قوي ..بيف باف؟ هههههههههههههههههه
فاتن بعصبيه :اوهوووووو سموي الله عليج أنا للحين اقولج جذي وانتي تقولين بف باف..
سمية واهي تمسح عينيها من الضحك العميق :ما ادري عنج ترتجفين جذي ..كانج ذبانه ..
فاتن :لكن الشره مو عليج ..الشره علي أنا اللي اقولج يالميهودة..
سمية :ههههههههههههههههههههههههههه ...صح كلمج ..ال اقولج ..مريوم وينها ؟
فاتن :بتتاخر اليوم بتروح عيادة السنان..
سمية :شدراج
فاتن حست ان سمية ستبدأ مسرحية الحساسية من صداقه فاتن ومريم العميقه وكذبت عليها :خبرج لزم
اتصل فيها كل يوم عشان تقول لي ان كانت بتغيب ول بتيي عشان ل تورطنا ..
سمية :اهااااا ..وال عليها الخايبة ما تتصل باحد ..
فاتن وهي تنظر بحذر إلى سمية :ايه ..
واتى الباص ليغادر بالفتاتين ..في الحصة الثانية وصلت مريم للمدرسة وهي تتذمر لخاها عن مدى مرضها
وعدم قدرتها على المواصله ..
مريم :تكفى مساعد ردني البيت عندي عذر المستشفى
مساعد :شلون بتردين البيت والمدرسه؟ ..انتي ناسيه انج رابعة ثنوي ول شنو..
مريم :ما نسيت بس من يوم بدت المدرسة وأنا ما غبت ..وبصراحه اليوم الربعاء يعني مالي بارظ شي.
مساعد :خفي دلع ويالله قومي بسرعه..
مريم تتأفف من اخيها المتزمت محب المدرسة ..لو كان لؤي هو من يوصلني لختلفت الوضاع ..هو على
القل ينصاع لكلمي لنه مثلي ..لكن مساعد هو من وقع سوطه علي واصبحت كالربيبة له ..ولكنه اخ فاضل..
لو يخف علي بتزمته لكان افضل..
دخلت مريم مع اخاها للمدرسه والى غرفه الشراف الجتماعي ..بنفس الوقت فاتن وسمية كانتا تسيران إلى
الدارة لكي تسالن عن اذنهما برحلة الكشافه المدرسيه ..بقيتا جالستين امام غرفه الشراف وفاتن ارخت
حجابها قليل لن الجو كان حارا جدا..
فاتن :وووه على هالحر ..وين الواحد يقدر يتنفس ماكو هوا
سمية :والله انتي اللي بالشه روحج بالحجاب ..وال احنا بمدرسه من بيشوفنا يعني ..
فاتن :الزراع واللي ينظف والحارس ..مو رياييل هاذول
سمية :اللحين الهنود تتغطين عليهم
فاتن باستغراب :ساعات ..استغرب من منطقج بالحياة ..انتي شلون تعيشين
سمية :هههههههههههههههههههههههههههههههه فتوووووون اموت عليج لين تستوين هبله جذي..
فاتن :ذلفي ما هبله ال انتي ..أنا بروح عند غرفه خالتي )الممرضه (
سمية :ل تصيفين
ذهبت فاتن إلى غرفه الممرضات حيث تعمل خالتها الثالثه ..عزيزة ..لكي تسلم عليها..انتهت الجراءات
وغادر مساعد الغرفه مع مريم وتفاجئت برؤيه سمية التي تخشبت من الرجل الواقف امامها وطارت هاربة
عن نظره وكأن مساعد قد القى عليها أي اهتمام ..ترك مساعد اخته وتوجه إلى البوابه الرئيسيه ولكنه
اصطدم بفتاة اخرى وثارت اعصابه قليل..
فاتن والحراج قد بلغ مبلغه منها :اسفه ..
مساعد :ل ما ...........
صمت مساعد عن الكلم ..وعجز لسانه عن التحرك ...وانشلت يده ...فاتن قد هربت من عنده وعادت لغرفه
الشراف ولكنه ظل واقفا مكانه ..فاتح العينين وغير مصدق او واٍع لما قد جرى للتو ..انها هي ..انها عالية ...
كيف هذا ..استدار لكي يرى الفتاة مرة اخرى ال انها غابت عن عينيه ..وكأن الرض انشقت وابتلعتها سار
قليل لينظر بالساحه ولم يجدها ..سار عند غرفه الممرضات من حيث ما خرجت ولم يراها ..وقف مكانه وهو
باكبر دوامة حيرة قد مر بها ..انها عالية ..نفس العينين ..ونفس البشرة ..ونفس البياض ..ولكنها اصغر
منها ..من هي يا ترى ..يا سبحان الله ..يخلق من الشبه اربعين بحيث انك ل تصدق من تراه عينيك ..لوهله
اعتقد انه رأى عالية ولكنها نسخة حية على هيئتها ..يا ربي..ل بد وانني وقد جننت ..
خرج مساعد من المدرسة وهو مشوش الحواس ..يحس بانه غير قادر على التصديق ..هل ما رآه حقيقة ام
انها مجرد تخيلت بسبب شوقه الكبير إلى عالية ..لم يعرف ماذا يجيب نفسه وغادر من اين ما كان متوقفا
إلى عمله الذي ترخص منه لعدة دقائق من اجل توصيل اخته ..
فاتن التي انحرجت بشدة من الموقف اللي حصل لها مع هذا الرجل لم تكاد تقدر ان تتنفس من شدة
خوفها ..هلعت بشدة من منظر الرجل ومن طوله ..ولكن لحظت ماهو اشبه بالحياة بعيونه ..يمتلك ملمحا
مشابهة لملح شخص اعرفه ...مريم لربما ..لديها نفس النظرة بعينيها ..ل اعرف ما الذي يجري ..يا
الهي ..ما باله قلبي يدق وكان الشخص يعنيني ..اعوذ بالله ..دخلت فاتن إلى غرفه الصف وهي غير واعية
انها تركت رفيقتها سمية عند غرفه الشراف..
البلة :فاتن وينها سمية؟
فاتن :هاا..
البلة :علمج مسبهه اقلج وينها سميه ..
فاتن :ظلت ويا المشرفه ...
جلست فاتن بالمكان المخصص لها بالجلوس ..الكل ينظر اليها وكانها اختبرت للتو تجربه روحانية او شي
كهذا ..سرعان مااستردت وعيها واجابت البلة :قالت لنا نرد بالفسحه لن الذون للحين ما توقعت..
البلة :وسميه وينها
فاتن لول مرة بحياتها تكذب :حست باللم بمعدتها مثل كل مرة وظلت عند المشرفه تاخذ مهدئ.
البلة :امم ..يالله بنات نكمل الدرس..
واكلمت المدرسة ما اوقفته مع الفتيات و فاتن معها بالجسد اما عقلها فقد غاب عنها ..ل تدري ما سبب ما
يجري لها بهذا الوقت ..لم تعرف لما تحس ان هذا الشخص قريب إلى حياتها .وكانها راته ..او رات شكله
وهو اصغر بالعمر ..امممم ..يا ربي ..ما اللذي يحصل لي ..اعوذ بك من الشيطان ..دقائق وتدخل مريم
وسمية إلى الفصل ..ولم تكن سمية تبدو بحالة مرضيه باي شكل من الشكال..
البله :سميه وين كنتي
سميه :كنت عند المشرفه اخذ اذون الرحله ..
البلة :فاتن قالت انج مرضتي عند المشرفه وا ن الذون ما زهبت للحين .
سميه تورطت ..ل تدري ماذا ترد على المدرسة ..فهذه المدرسة حادة الطباع : ..كنت مريضه بس خذيت
بندول من عند المشرفه ..
البلة :انزين دخلي ) ..تكلم مريم ( وانتي من وين يايه؟
مريم :من العيادة ..هاج الذن
اخذت المدرسة الذن وجلست تقراءه ومريم تخرج لسانها وتقوم بالحركات المضحكة من وراء المدرسه
وعندما ساد الضحك بين الفتيات رفعت المدرسة نظرها إلى الطالبات : ..هدوووووء
قرات المدرسه الذن واجلست مريم على كرسيها بجوار صديقتها المقربه فاتن
مريم بهمس :يالجذابه ..وين كنتي؟
فاتن :سكتي بروحي مفتشله
مريم :ليش
سميه :اوووص ثنتيناتكن ناويين علينا ويا انسه منشن ..
فاتن ومريم هدأن لكن هيهات تهدا دقات قلب فاتن من ما جرى ..شيء ما ..خطير جدا ..ما حدث معها
للتو ..تشعر بالخطر يحدق فيها ولكن ل تعرف ما هو ...
انتهى الدوام المدرسي ..وعادت فاتن للمنزل بصحبه مريم ..فاتن عيونها كانت على بوابه المنزل الفخم
ومريم تراقبها ...تتمنى لو تراه ..لو تراه في ضوء النهار ..فما راته في ليله البارحه لم يكن ال ظلل ..وظلل
معتمه ايضا..واليوم من شده الصدمة لم تستطع ان تراه بشكل واضح ..
مريم :هييه ..وين رحتي؟
فاتن تتنهد :ااااااااااه ..وين تتوقعين
مريم :ايه فتون بس عاد ..
فاتن :سكتي زين ..تدرين انه امس كان متعشي في بيتنا؟
مريم بغير تصديق :..ل ل؟
فاتن بحبور :والله ..عزمه جراح ..ولو تدرين المواقف اللي صارت وياه.
مريم :ااه .امداج؟
فاتن بنظره لرفيقتها :مريم ..الحين الظهر ..ما اشتغل مخج للحين؟
مريم :انتي تقولين مواقف..
فاتن :سمعي ..اول شي ..انا طلعت بالساحة الخارجيه للبيت وين الديوانيه تصير ..انا عاد نسيت ان الجامات
عاكسه وان اللي داخل يشوفون اللي بره ..وعاد انا وقفت بويهه ..ول ادري بالدنيا ..ويوم شفاني جراح
بهدلني بالكلم ولكن انا ما خليته ..
مريم بخوف :شسويتي فيه يالكريهه يالمفعوصه؟؟
فاتن بنظرة استغراب :هيه ..انتي ..شدي على عمرج زين
مريم باحراج :مو شغلج ..كملي ..
فاتن:رحت داري وانا معصبه ولكن الله يحبني وخلني اشوفه ..
مريم بحيرة :شلون ..ياج الدار؟
فاتن بصرخه :يووووو يامريم ..علمج
مريم :ماادري ماادري ...كملي ؟؟
فاتن واهي تتنهد حنقا على صديقتها :شفته واقف ويا جراح باخر الوقت واهو بيطلع )تبدلت ملمحها( تصدقين
انه وايد وايد طويل
مريم :اهو كان طويل من يوم كنا صغار..
فاتن :ل بس اللحين اهو اطول عن قبل بوايد ..
مريم :اااااااه لوين؟
فاتن واهي تفكر :.امممم ..ماادري..
مريم :ويه .انتي وايد استويتي غبيه على فكرة ..
فاتن بنظرة استهباليه :نعم ؟؟؟ تكلمين نفسج على ماظن
مريم :ل حبيبتي اكلمج انتي يالهبله ..شوفي فتوون ..مشعلوو شيليه من مخج ..تراه ما راح ينفعج
فاتن بحزن :ادري يا ريم ...ما يحتاج تذكريني بهالشي الف مرة وتوجعيني فيه ..
مريم حنت لصديقتها وحست بالحراج مما سببته لها :فتون ..مو قصدي ...
فاتن وقد بلغ منها الحزن مبلغه :خلص مريم ..كاهو بيتكم ..يالله مع السلمه
مريم ..... :الله يسلمج..
ذهبت فاتن وهي تحس بالنزعاج من صديقتها ..لما عليها ان تكون لئيمة هكذا ..حتى بالحلم سامنع منها ..
وتحرم علي؟؟ ما الذي ارتكبته من جرم ياترى ..؟؟
ظلت فاتن تسير وهي تتذكر كل ما قد يجيش صدرها بالحزان ..حتى وصلت لفاجعه عمرها الزهري ..موت
عمتها الغاليه او بالحرى رفيقتها العزيزة ..عالية ..كانت وفاتها من الثر القوي لدرجة انها اصيبت بمرض اثر
وفاتها ارقدها بالمستشفى ليام ..
عالية ..كم كانت طيبة ..وكم احبتها الناس والعامة ..بمجرد التعرف عليها تدخل القلب ..كانت اكبر من فاتن
ب 5اعوام ..وكانت فاتن تبلغ الثالثة عشر عندما توفت ..يا الهي ..كم كان الموقف صعبا عليها ..من شدة
الحزن عليها امضت فاتن اسبوعين بالمستشفى وهي تحاول ان تنقذ عمرها الذي كره الدنيا من بعد موت
عمتها او اختها الغالية ..وها قد مضت خمسة اعوام مذ غادرت عن هذه الدنيا ..السرطان ما اخذها منهم ..
وحرم الناس من بسمتها المشرقة ..نزلت دمعة صافية من مأق فاتن ..لم تمسحها لنها كانت الولى لسيل
جارف من الدموع ..انزلت راسها وهي تذرف الساخن على رحيل الغالية ..ل تعرف انها ليست الوحيدة من
يحترق بنار الشوق والحزن لرحيلها ..وان هناك من تتعذب روحه وتحترق نفسه وهو يبكي حر الحب والغرام
اللذان لم يولدا على هذه الدنيا..
وصلت فاتن الى المنزل ودخلت للباحة وهي غير واعية لمن يجلس هناك ..حسبته جراحا فسلمت ..ولكن
الصوت كان مختلفا مما دعاها لللتفات لصاحبه ..وانفجرت القنبلة ..انه ..انه ...مشعل ..في باحة منزلي
الصغيرة ..جالسا بين مزروعات والدي البسيطة ..وينظر إلى ..
انصعق مشعل من من يقف امامه ..تنظر اليه بهاتين العينين ..لم تكن نظرة فاتن نظرة عادية ..بل كانت
ملؤها السحر والغموض ..كما كانت عندما رآها منذ سبعه اعوام وهي طفلة صغيرة ..عيناها كانتا بركتين من
العسل الصافي ..وبياضها كالثلج الجامد ..و هيئتها كالفرس الصيل ..كم هي لرائعة الجمال
فاتن لم ترد عليه وغادرت مسرعة الى داخل المنزل ..وهي ترتعش من هول المفاجأة ..لم تسلم على
والدتها كالعادة بل ذهبت مسرعة الى غرفتها لترمي بنفسها على السرير ..تغمض عينيها وكانها ل تريد لصورته
ان تفارق مؤقيها ..
غادر جراح مع مشعل الى مشوارهما ومضى الوقت سريعا على فاتن وهي جالسة في غرفتها ..حتى ملت
ونزلت للغداء..
ام جراح عندما رأتها :علمج فتون ما سلمتي على احد اليوم ..
فاتن تحظن امها من الخلف :كنت تعبانة وابي افصخ هدومي بسرعه ..يمه ما زهب الغدى
ام جراح :بلى يمه بس بننتظر ابوج اليوم وخالد بعد بيتغدى عندنا
فاتن :غريبه ابوي اليوم يتغدى بالبيت
ام جراح :لن شغله اليوم بالديرة ..في بيت بو مساعد ..
فاتن :عجيبه ..ما شفت سيارته..
ام جراح :راح مشي..
فاتن :اهاااا.
ام جراح حست ان ابنتها متضايقة من شي ما :..علمج فتون ..فيج شي اليوم؟
فاتن تنظر الى امها وهي تبتسم :مافيني ال العافية يمه ..
ام جراح :على راحتج ..يمه زهبي السفرة ..
فاتن :ان شالله ..
بقيت فاتن ترتب المائدة وتجهزها حتى وصلت اختها ومعها رفيقتها التي ل تفارقها سماهر ..و من بعدهما
وصل خالد وجراح وعبد العزيز وهم يتشاجرون ..فاتن لم تعر أي احد منهم انتباها لنها لم تكن بهذه الدنيا ..
بل كانت تطير في عالم اخر ..عالم حيث تجد مشعل معها بكل خطوة ..خالد انتبه لها وهي سارحة عند
المائدة وقرر ان يداعبها..
خالد :اهواك ..واتمنى لو انساك ..وانسى روحي وياك ..وان ضاعت تبقى فداك لو تنساني ..اهواك ..و
اتاريني بنسى جفاك ..واشتاء لعزابي معاك ..ول ادمعي فكراك ..ترجع ثاني ..بلئاك الدنيا ..تيقي معاك
ورضاها يبئى رضاك ...وساعتها يهون في هواك .في هواك ..طول حرماني ...ترا را را را
فاتن بنظرة حالمه :أي والله ..
خالد :ها فتون ..واخيرا حبيتيني ..
فاتن باستخفاف :تصدق عاد ..
خالد :يا ويل حالي ..خالتي يالله زهبي نفسج حق زواجي من الفتووووووووون
فاتن تضربه خفيفا على كتفه :انت ول تيوز
خالد بشقاوة :ل ..ليما تحبيني وتموتين علي مابيوز ..
فاتن بحزن مصطنع :يا ويلي ..بتظل طول عمري يعني وانت وراي وراي..
خالد بلهجة مسرحية :حتى اخر نفس ..
جراح :يبراك موليير..
ضرب جراح خالد على راسه وخالد ظل ينظر اليه بنظرة مضحكه و استدار لينظر لفاتن وهو يتمتم بكلمه :يا
ملقه
فاتن تضحك على خالد وحركاته الصبيانيه وتدخل المطبخ لمساعدة امها ..ويصل الب ويجلس الجميع للمائدة
..الهدوء كان دائما يعم على المائدة ال بحضور خالد الذي ل يسكن حتى يرتفع صوت عمه وهو يناديه :خالد
اركد .لم تتناول فاتن من الطعام ال النزر اليسير ..كانت ترغب بالصعود لدارها وتغرق باحلمها الوردية ..
ولكن كان عليها ان تبقى حتى انتهاء الجميع من الطعام.
ام جراح واهي تقطع الهدوء :ال شخبار مساعد .؟
فاتن رفعت راسها وهي تنظر الى امها ..مستغربه من معرفة امها باخ مريم
الب وقد تغيرت ملمحه وكأن ما ذكرته الم ارجع له ذكريات حزينة :ابخير ..يشتغل شغلنة محترمة ووايد
يساعد بالبيت..
ام جراح :ما تزوج للحين؟
الب ترك الطعام الذي كان بيده وهو يحس بالغصة عندما ذكر امر زواج مساعد ..فهو يعرف لما مساعد الى
الن لم يتزوج :ل ..
ام جراح :والله عجيبه . .ريال عمره وصل ال 30وللحين ما يبي يتزوج ..
الب بضيق :للحين يبي يساعد ابوه واهله..
ام جراح :يتزوج ويساعدهم مافيها شي..
الب بتضايق واضح :يعني انتي الحين مضايقج انه ما تزوج ؟
ام جراح وهي تحس بالغرابة من الب :ل ...انا شكاري
الب بضيق :بس عيل..
جراح :اصل من تبي تتزوجه ..انسان متعقد ومغرور وحاسب للدنيا انها انخلقت بس له ..
الب :يوم ان الريال يظهر على اصله مو معناته انه مغرور وحاسب للدنيا انها انخلقت بس له ل يا بوك ..هذا
مساعد ريال ..ينشد به الظهر ويعتز به كل ابو ..وانا بكون اكثر من مرتاح لو تصير ولو شوي مثله
جراح بحزن :والله اصابعنا مو سوى..
الب بعصبيه :وانت الصاج ..مو كل ريال ريال..
جراح ترك الطعام وهو يتنفس بقوة ..ترك المائدة وهو يستأذن ..الب ترك الطعام ايضا وهو يتحمد الله على
النعمة ..ام جراح لحقت بابنها وفاتن ظلت جالسة تنتظر حتى يفرغ اباها من تناول الغداء وينهض ..كان يبدو
وكأنه هرم عن عمره بالف عام ..لم جلب ذكر مساعد له هذا القدر من الهموم والكدر ..حتى انه تشاجر مع
ابنه الغالي جراح ورمى عليه بكلمات جارحة ..فاتن لم تستطع ان تفهم ماذا يجري لكن اباها لديه الجواب
المناسب..
مناير بعد ان تابع الباقون تناول الطعام :يوبا ..انا وسماهر بنروح رحلة ونبيك توقع لنا على الذن ..
الب :انتي وبنتي سماهر شكو اوقع لها ..
سماهر :عمي لن ابوي مسافر وانت بحسبة ابوي من جذي
الب ابتسم لكلم الطفلة الجميل :الله يخليج يوبا وانتي بعد بنتي ..بس امج اهي اولى بج
سماهر وهي تنظر اليه بنظرة غبيه :ل عادي امي ما بتقول شي..
الب ينظر الى فاتن وخالد باستغراب وهما يضحكان على مدى سذج سماهر ..ومن اجابها هو عبد العزيز :انتي
غبية ول تستغبين ..يا عبيطة لزم الهل اهم اللي يوقعون لج مو أي احد غيرهم
سماهر بغباء :لكن انتو بعد اهلي يعني عادي
مناير :يوه يوبا للحين يعني نطر توقيعك ..علمك جذي نحيس؟
الب بدهشه :هاه منوووووووور؟
مناير تتدارك الوضع :ل يوبا ما قصدي بس الله يهداكم ..لزم تخلون الواحد يطلع عن طوره.
الب :جب يالله جب ..والله ان لسانج طويل يام الدواويح ..انتي اصل مالج عين تتكلمين من بعد هالعلمة
اللي مثل ويهج ..
مناير صمتت وفاتن تحبس ضحكتها على شكل اختها..
سماهر :عمي منور ذكية بس المدرسة ما تطلع ذكائنا
خالد واهو يكاد يموت من الضحك :ليش؟
سماهر بكل غباء وهي ترفع نظارتها السميكه :لن المدرسة كله كتب كله كتب واشياء ما تفيدنا ..ماكو ال
حصة الكمبيوتر ..ول باجي المواد كلهم سوالف وهذرة وما منها فايدة
خالد :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا ناس يا عالم ارحمو هالخبلة
فاتن وهي تمسح عينيها من شدة الضحك :يا سماهر لو ما تنفعكم هالمواد جان ما فتحوا المدارس وعلموكم
اللي يعلمونكم اياه
سماهر :بس كل هالمعلومات ما تفيدنا بشي ..يعني ما ايينا درس يتكلم عن عرس ول البيت ول الزواج
الب :يعني انتن اللحين هاذا اللي هامكن ..انتن جم عمركن ابي اعرف بالضبط؟
مناير بفلسفة :يوبا العمر ما يحدد عقل النسان ..وقت اللي يكبر العقل يكبر
عزوز :ومبين ان انتي ول هاذي الشاذيه فيكن ذرة عقل ..انتن فلحن قبل بمادة من المواد اللي يعطونكن اياها
غير القتصاد المنزلي بعدين تكلمن عن المخ والعقل..
مناير :وانت شكو تتدخل في كل سالفة .الحامي انت ول القاضي
عبد العزيز :انا عمج يالشاذية
مناير :تخسي ال انت
الب :ياهوووووووووو علمكم ..ماتحترمون احد انتوا ..تهاوشوا جدامي هاذا اللي قاصر
عزووز بغرور ورجولة :يوبا قول للحريم ل يتكلمن ويراددن الرياييل ليما يتكلمون ..
الب يشد اذن ولده الصغر :واللحين انت ريال يعني ..
عزيز وهو يتالم :اه اه يوبا...
الب :انت من يوم ما قعدت ويا ولد الناعي وانت مستوي لي راعي مضارب ونجرة ..استو صبي عاقل ول
قصيت وذانك ..
فاتن وهي تلتمس عند ابيها لخيها :يوبا تكفى خله واهو بيستوي عاقل..
عزيز وهو يتعصر من الم :أي يوبا مثل ما قالت فتون
الب وهو يترك اذن ابنه بعدما حمرت وتوهج لونها :كلكم استخفيتوا ..المغرور والفيلسوفه والريال الصغير..
الله يهدي فتونه ل تنقلب مثلكم خدية
خالد :ههههههه عمي اهي من زمان متخدية بس انت ماعرفت لها للحين
الب :تخسي ال انت يا ولد فلح ..هاذي بنت ابوها ..مو أي احد اللي يقول عنها اللي تقوله ..
غاب لون خالد وجلست فاتن تضحك عليه :بعد عمري ابوي والله ..خلصت غدى..؟
الب :أي يوبا خلصت..
بدأت فاتن ترفع صحن والدها لتضع له حلواه المفضلة ..وعندما جلبتها لم ير غب الوالد بتناولها ..تعجبت
فاتن منه لكن لم ترد ان تستجوبه ..كانت بالمطبخ عندما رن جرس الباب ..وقررت الجابه عليه من هاتف
الجرس..
فاتن :نعم..
الصوت العميق :بو جراح موجود ..
فاتن حست بكل شعرة تقف بجسدها من الصوت العميق :نعم ..لحظه..
تركت فاتن السماعة وذهبت الى والدها لتخبره
فاتن :يوبا ريال يبيك بره
الب وهو ينهض :اكيد مساعد ...
ذهب الب بعد ان مسح على رأس ابنته الغالية ..فاتن اسرعت ناحيه النافذة المطلة على الباب الخارجي..
لم ترى ال سيارة كبيرة فخمة ووالدها يركب فيها وتغادر ..ظلت مستعجبة من الصوت الذي سمعته ..لم يكن
غريبا ابدا ..وكـأنها سمعته مسبقا ..لكن اين ؟ ..نفضت الفكار عن رأسها و شرعت بتنظيف الغراض التي
كانت تأتيها بالتوالي ..ذهب الكل الى مضجعه وظلت هي مع خالد بالمطبخ يتكلمان في المواضيع الشتى ..
يضحكها ويغضبها ..هكذا هو حالها مع خالد ابن عمها العزيز ..الذي كان اقرب لها من جراح ..لم تكن تعرف
ان مرح خالد هذا كان كله قناع للحب الذي كان يكنه لها ولكنه ل يقوى ان يصارحها به ويخسر رفقتها
الممتعة ..انهت فاتن ما كان عليها من اعمال وتوجهت مع خالد الى غرفه التلفاز ..او الصالة ..لم يكن هناك
احد ..فبقيت معه وهما يتسامران بالخبار والكلم الممتع حتى غادر.
مضى الوقت أسرع من مما توقعته فاتن فهاهي الساعة الخامسة والنصف ..جالسة لوحدها بغرفتها وهي
تتأمل السقف ..تمر بخاطرها مليين الفكار ..ومليين المنيات ..ومليين الحلم الوردية المستحيلة ..
ل تعرف بما تشعر ناحية مشعل ..هل هو الحب ..ام النجذاب ..ام العاطفة المسيطرة ..ل ..ل بد وانه
الشتياق ..ولكونه عائدا من سفر طويل ..ها هو نداء الله يهز الرض وما فيها ..يعلن وقت الذكر ..نهضت
فاتن لتوعي أمها النائمة للصلة ..مرت على دار جراح ولكنه لم يكن هناك ..لبد وانه سبقها بالنزول ..
توضأت ..وصلت ..على فور نهوضها دق جرس الباب ..كان ما زال احرام الصلة على رأسها ..أسرعت
ناحيته لتجيب .
فاتن :نعم ..
___ :السلم عليكم
فاتن :وعليكم السلم
___ :جراح هني؟
فاتن :ل والله مو هني..
___ :ما قال متى بيرد؟
استغربت فاتن من هذا الشخص ..وكيف لي ان اعرف : ..لاخوي ما قال..
___ :ان رد قولوله مشعل يبيه ..
فاتن انتفض قلبها ..مشعل ..الواقف عند الباب هو مشعل ..ل إراديا أظهرت نفسها أمامه غير عابئة
بشيء ...كان مشعل يهم بالمغادرة ولكن عندما أطل عليه الملك الذي اضناه وسهد عينيه طول الليالي
الماضية واقفا امامه بكل حسنه وجماله ..لم يستطع ان يتكلم او يحرك نفسه او يدير عينيه ..كان عيناه
بعينيها معلقتين كالمغلوب على امرها ..فاتن ايضا استغلت الفرصه كي تراه بوضوح ..كم هو وسيم ..لم
يتغير ..نفس التقاسيم ..ونفس النظرة ..ال ان اثنينا الشوارب .. .انتبهت فاتن لنفسها وهي واقفة تحدق بابن
الجيران واسرعت بالدخول واغلق الباب من ورائها وهي تشعر بدقاتها قد وصلت لحنجرتها ..ما الذي فعلته ..
كم انا غبية و مجنونة ..كيف اقف هكذا امام مشعل ..وانا غير عابئة باحد ول بشي اخر ..لقد جننت ..بالفعل
جننت..
مشعل الذي اصابه الحباط من دخول فاتن بهذه السرعة غادر من حيث ما وقف ..ولكن فاتن لم تغادر عن
باله ..ولم يغادر شكل وجهها الملئكي عينيه ..كان يسير ..ولكنه لم يكن يسير ..ما احلها ..تغيرت كثيرا..
ال تلك العينين الزجاجيتين ..وكأنني استطيع ان ارى ما يمر بخللهما ..كم هي جميله فاتن ..كم هي فاتنة ...
فاتنتي ..فاتنتي .
اسرعت فاتن الى دارها كي ل يراها احد وهي واقفه عند الباب ..وحالما تحركت فتح الباب وكان ابيها
الداخل ..ل شعوريا فاتن انتفضت..
الب :سلمتج يا فتون ..علمه الباب مفتوح
فاتن وهي شاهره فمها وعينيها ضائعتين :هااا ...ل بس ..رديت على الجرس . .نسيت اقفله ..
الب يمسح على رأسها :سلمتج يوبا ..لتخافين جذي ..علمج منتفضه جذي
فاتن تبتسم :ل يوبا بس لني كنت سرحانة شويه ..
الب :الله يخليج يا فتون ...يوبا شيلي اغراضي حطيها بالكراج ..
فاتن :ان شالله يوبا ..تبي شاي
الب :ل مشكورة ..ما ابي شي ينبهني ..الليله برقد من وقت ..تعبت حيل اليوم في بيت بو مساعد..
فاتن :عساك ع القوة يوبا..
الب :الله يقويج يا فتونتي ..وينها امج ..
الم من على السلم :كاني يا بو جراح
الب يتنهد :يعلني فدا هالحس
فاتن تنظر الى اباها بخبث :ها يوبا ...ال قمت تغازل ..
الب :وعندج ما نع
فاتن تتصنع الحزن والدلل :اكيد ..عيل اكو حرمه ترضى على ريلها
ام جراح :هههههههههههههههههههه اللحين ريلي اهو ريلج
فاتن تجلس عند ابيها :مو ابوي ريلي من يوم انا صغيرة.؟
الب :صح
فاتن :عيل
ام جراح:بو جراح .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الب :هههههههههههههههههههههههههههههه )يهمس لفاتن( انا ريلج بس مو جدام هالنسرة ..
ام جراح وقد سمعت ما قاله الب :بوجرااااااااااح .؟
بو جراح :لبيه يا عيون بو جراح
ام جراح بنصف عين :ايا الخاين ..
الب :شفتي فتون ؟ .كله منج ..انا مااقول لج كل شي سر
فاتن وهي تنهض :ههههههههههههههههههههههه يالله يمه عاد مني انا بتزعلين ..ويه فديتني احلى وحدة بالبيت..
\بو جراح :أي والله ..محد شايل هالبيت من بعد امج غيرج ..شراح نسوي بعد ما تعرسين
انتفض قلب فاتن من كلم ابيها :ل يوبا ..انا ما بعرس ..بعد الشر عني ..ما راح اخليك ول اروح عنك ..
انزل الب عينيه بالرض وغادرت فاتن الى دارها وهي تمسح عينيها وام جراح عادت للماضي ..عادت لعالية ..
وكان بابنتي غدت كعالية تماما ..تتكلم مثلها ..وتتصرف مثلها ..يرحمك الله يا عالية .وربي الذي يشهد انك
ما زلت الى الن غالية علينا ..الله يرحمك ..
اصبحت الساعه التاسعه ..تعشى الكل وامضوا سهرتهم عند التلفاز ال الب لنه كان متعبا جدا ..فاتن كانت
شبه جالسه معهم تحس بالتعب ..فهي لم ترقد وقت الظهيرة كعادتها ..لذا كانت تغمض جفنا وتفتح اخرا..
نهضت لكي تأوي لفراشها واذا بالهاتف يرن ..نظرت للساعه ..وقت اتصال مريم ..جراح هو من قفز عند
الهاتف ليجيب عليه ..
بكل تحبب :الوووو
مريم بحيا وهي تعرف انه جراح :الو السلم عليكم
جراح :وعليكم السلم والرحمه .من معاي..
مريم في خاطرها) تتفيج ويا ويهك ( وبلهجه جد عذبة :انا مريم ..
جراح يضحك بينه وبين نفسه :هل والله مريم ..شلونج ..شخبارج .شخبار بلبيلج
تذكرت مريم بلبيلها عندما كانت صغيرة ولكن تذكرت ايضا ان من اطلقهم هو جراح :والله زينيين ..انا
والبلبيل ..وينها فاتن
جراح :ليش تبينها
مريم باستغراب :هاو ..انت شعليك ..عطني اياها ..
فاتن وهي تسحب السماعة من يد جراح :عطني التلفون بل طفاقه
جراح :بس شوي فتون ..تكفين بطفرها
فاتن :مو وقتك ) ..سحبت السماعه وهي تكلم مريم( شتبين
مريم :ويه ..بسم الله الرحمن ..هل والله ..هل وغل ..يعلني فدا هالشتبين ..ابيج يا بعد عمري
فاتن :انا ماابيج.
مريم :هههههههههههههههه للحين زعلنة
فاتن :ل مو زعلنه ..ليش ازعل. .أنا لي حق في شي عشان يكون لي حق اني ازعل
مريم :اوهووووووووووووووووو اللحين قلبنا مدبلج . .ماريا كلرا ..لج حق انج تزعلين ..بس مو علي انا ..انا
مريم ناسيه
فاتن :وكيف انسى يالمطفوقه بس انتي حمارة تقطين حجي وبس
مريم :يالله عاد ..أسفه يوبا..
فاتن :وين اصرفها هالسفه
مريم :في بنك قلبج الطيب يا فتوووووووونه الفريج
فاتن :بس بس ..كله تتلزق ..خلصيني شتبين
مريم :اذكرج عن سالفه شريط خطوبه نورة ..باجر تعالي بيتنا زين ..
فاتن :ماادري يمكن ماايي ..لن ابوي بياخذ السيارة
مريم :انزين تعالي وياه .اهو إلى بيي بيتنا ..
فاتن :يعني ايي من الصبح
مريم :ايه من الصبح شفيها ..ما تبين تتريقين وياي؟
فاتن :والله انج راعيه الفشايل ..بيي العصر من بعد الغدى
مريم :ل الصبح
فاتن :مريم قلت بيي العصر علمج
مريم :اووووووووووف ..ليش ما تيين الصبح اشفيها؟
فاتن :ابي ارقد ..ما رقدت اليوم العصر وتعبانه حيل..ابوي بيطلع لكم من الساعه 8يعني مو فاضية لج
مريم :ويه عاد ..الموفاضيه ..انزين ..انتظرج العصر ..ل تتاخرين ..ل اشقج
فاتن :هههههههههههههههههههههه ان شالله..
مريم :أي جذي ..خليكي قدعه
فاتن :والله انج خبله ..
مريم :عن الحجي الزايد ..ويالله باي
فاتن :باي..
قبل ان تصعد فاتن لدارها استوقفها صوت جراح
جراح :فتون حبيبتي وين بتروحين باجر
فاتن بنظرة متعبة :بروح بيت مريم
جراح وقد لمعت عيناه :صج والله ..انا بوصلج عيل..
فاتن :ل ما يحتاج ..بروح ويا ابوي باجر العصر ..اهو عندهم هاليام بشغل..
جراح بخيبه امل :أي صج نسيت ..بس عيل وصليلي سلم ..
فاتن :لمن
جراح بهبل :حق ام مساعد
فاتن :ايه ..الله يسلمك ..
م .؟؟؟غادرت فاتن تاركة اخاها يصر على اسنانه بكل قوة من غباء اخته ..لم ل يحس احد به ..ل ِ َ
مساعد على شط البحر ..ككل ليلة ..من وفاة عالية ..وهو يزور هذا المكان الذي اسماه مزار عالية ..يفكر
فيها على راحته ..ويتخيلها كما يريد ..زوجه له ..حبيبة له ..معشوقه له ..كل شي ..كانت اغنيه راشد الماجد
المفضله لديه المسافر تصدح بمسجلته ..
) ..يالله يا قلبي تعبنا ..اه تعبنا من الوقووووووووف ..
ما بقى ..بالليل نجمه ول طيوور( ..
مساعد يغمض عينيه بكل نعومه ويفتحهما لتسيح الدمعه الساخنه على وجنتيه ..مساعد كان وسيما بدرجه
كبيرة ..اسمر اللون ذو عينين كالعسل ..يمتلك اهدابا كثيفه لدرجه انها تكحل عينيه ..طويل ..عريض الكتفين
..قوي البنيه ..من يراه بشكله الخارجي يفكر فيه بانه اقوى رجل قد مر عليهم ..ولكنه منذ خمسة اعوام
يعيش عزاء على من فقدها بلمح البصر ..من فقدها لغريم ل يستطيع ان يقهره ..الموت ..نعم الموت ..
احب مساعد عالية ..واحب طيبتها ..واحب مرحها وخجلها ..كانت له بمثابه الحلم الجميل ..الحلم الرائع..
الذي سيكتمل بالزواج ..حالما ينتهي من الكليه ويعود للديار ..سيخطبها من اخاها وينهي هذا الضنى كله ..
ولكنه عاد ليحصل على خبر هز كيان عالمه ..عالية كانت تصارع الموت بكل قوتها بالمستشفى ..تنتظر عودته
كي تودعه الوداع الذي ليس من بعد اللقاء ..ولكن الموت لم يمهلها ما كانت تصبو اليه ..وقبض روحها الفتيه
على دقائق من وصول مساعد للمستشفى ..لم يرها ..ولم يسمح له بالدخول لها ..ولم يحضر جنازتها ..فقد
هرب من العالم ..وهرب من الكل ..وهرب من الحياة ..لكن قضاء الله كان اقوى منه ..فبعد ان كاد ان
يقضي نحبه بحادث عنيف متعمد ..عاد للحياه مع قلب ميت ..وروح هائمة ..تنتظر السلم من عند ربها ..
فيقبضها ..ويعود لحبيبته الزلية.
خرج من سيارته وهو يتنهد ..يشكي للبحر مأساته :يا بحر انت تدري ..وتعلم ..وخابر بحالي ..يا بحر انا مليت
من هالدنيا ..والدنيا للحين ما ملت مني ..ليش ما ياخذني ربي وربك ..ليش للزم اظل على حالي ..مشتاق
لها ..وهايم بحبها ..ليش؟؟ انا شذنبي ..؟؟ انا شذنبي ..؟؟ احبها يا بحر ..وحبها حارق روحي وقاهر
رجولتي ..كوني مااقدر اروح لها ..ول هي تيي لي ) ..تذكر الفتاه التي راها اليوم بالمدرسه( حتى اني بديت
اشوفها بويوه الناس ..ليكون بس استخفيت وطار عقلي ..يا ربي ارحمني )تنهر الدمعه المريرة( يا ربي
ارحمني ..واقبض روحي ..خلني اروح لها ..ادورها من بين الرواح ..علها روحي ترتاح ..ول قلبي يهدي ..ول
تعبي يزول ..يا ربي ارحمني ..ارحمني ياربي.....
لم يكن يدرك مساعد ان القدر بدء بلعب لعبته الخفية ..وبدء بالتقرب من قدر من ل يمكن ان يخطر ببالكم ..
نعم .هي ..فاتن ..
فلنرى ما قد يحصل بينهما..
هل سيغرم مساعد بفاتن..
هل ستقبل فاتن بمساعد ..
وماذا بشان مشعل؟
هل سيكون له أي نصيب في حب فاتن .؟؟
فلنرى ..ما قد يحصل..
الجزء الثالث
اصبح الوقت عصرا وفاتن تنتظر من والدها ان يصحبها معه الى منزل ابو مساعد للقاء مريم ونورة ..هؤلء
الفتيان كانن من افضل الصديقات المقربات ..مع ان نورة اكبر منهن ..ال انها لم تكن تبدو كذلك ..تلعب
بالعابهن ..وتتسامر بسمرهن ..ال ان غدت شابه واضحه للعيان وخطبها احد الشبان ..فيصل ..لتصبح امرأة
اخرى تختلف عن الفتاة التي تلهو بدمى شقيقتها وصديقتها..
نزل الب الى الطابق السفلي .فاتن كانت جاهزة ال من الحجاب ..نظر اليها ابيها باستغراب
) فتون على وين حبيبتي من الظهر؟(
) يوبا بروح وياك بيت عمي بو مساعد لن مريم ونورة عازميني على قعدة جذي(
) خليني قبل اتصل في مساعد اقول له اني بييهم وياج ما يحتاي يمر علينا(
فاتن مسكت قلبها ..مساعد هو من يوصل ابي ..اذا اتى اليوم ..فهذا يعني اني ساراه بعد 6سنين من اخر
مرة رايته ..لبد وقد تغير..
لم ينتظرها الب واسرع باجراء المكالمه الهاتفيه ..وظلت فاتن تستمع لكلم ابيها معه
) الو ...مساعد ..شلونك ..تمام الحمد لله ..يسلمون عليك ...الله يسلمك ....اقلك انا اليوم بييكم بسيارتي
يعني ماله داعي تيني ..ل الله يسلمك السالفه ومافيها ان بنتي فاتن بتكون وياي ...ايه عدل ..اوكيه يا بو
طلل ..في امان الله ...مع السلمه (
انهى الوالد المكالمه وهو يكلم فاتن
) تزهبي يوبا الحين بمشي(..
فاتن بكل توجس تكلم ابيها
)اهو اللي بينا؟؟(
) ل انا بوصلج ..بتردين وياي المغرب ول ؟(
) ماادري يمكن أي ويمكن ل ..اطول للعشى ..ماتعرف نورة ومريم ..دوم جذي(
)هههههههه حليلهن والله بنيات طيبات ...طالعين عليج (
فاتن تبتسم لبيها بكل حياء
) من طيب اصلك يوبا ..انا ما طلعت جذي ال بتعبك انت وامي(
يمسح الب على راس ابنته
) الله يخليج يا نظر عيني ..سند والله ما راح اطيح من بعده(
ترقرت الدموع بعيني ابو جراح وفاتن عمرتها الحيرة ..ماله والدي تدر عيناه بالدمع كلما يراني هذه اليام ..
لبد وانه وعي لفكرة انني كبرت وصرت بسن العتماد علي ..جازاك الله خيرا يا والدي ..فانت والباقون كل
ما املك بهذه الدنيا..
ركبت فاتن مع والدها بسيارته القديمه وسارا بالطريق لمنزل مريم ...وصل الى المنزل ودق ابو جراح
الجرس من اجل الستئذان..
مساعد من خرج لستقبال الزائر وابتسم عندما رأى ابو جراح ..الوالد دخل للباحه لكي يسلم على مساعد
الذي يبدو من حرارة الستقبال ان العلقه فيما بينهما قويه جدا..
ابو جراح :شخبارك مساعد
الصوت الرخيم يتحدث :بخير الحمد لله انتو شخباركم شعلومكم
بو جراح :الحمد لله ما نشكي باس..
مساعد :هههههههههه دوم ان شالله ..لحظه انادي على مريم
دخل مساعد لينادي على اخته
الب يلتفت لبنته الواقفه بالخارج :يوبا فاتن دشي ) ..يلتفت ليكلم مساعد( ما وصل لكم الهندي اليوم؟
مساعد وهو يمط ذراعيه الطويلتين :ل والله ما وصل اليوم ..بس انا اتصلت في الورشه وقالوا لي يوم
السبت بيبدون الدوام ..لن اليوم الخميس واحنا تاخرنا بالتصال
تخرج مريم وهي تغطي شعرها :هل عمي شخبارك
الب :بخير الحمد لله انتي شخبارج
مريم :زي البومب ..وينها الفتونه
الب :كاهي بره ماترضى تدخل
فاتن وهي تدخل :كنت بدخل بس كنت اكلم ام سميه ..السلم عليكم
مساعد تلقائيا نظر للصوت المألوف وانصدم مما رآه .......: ..وعليكم السلم ..
مريم :هل بفتوووووووونتي الغاليه هل
فاتن لم تستطع ان ترد على صديقتها لنها ترى امامها الرجل ذاته الذي اصطدمت به في المدرسة ..وكانت
اوصالها ترتجف من هول ما تراه ..
مريم :هيه فتون ..شفيج
فاتن :ها ..ول شي ..شخبارج مريمو..
مريم :مريموو ..ابخير الحمد لله ..تعالي داخل نورة هني
بو جراح :أي بنيتي روحو داخل ..
فاتن :عن اذنكم ..
تمر فاتن بجانب الرجل المصعوق الذي لم يخفض بصره عن الفتاة ..فاتن غضت بعينيها وتابعت خلف مريم
وهي تحس بالخوف العارم يدب في اوصالها من هذا الرجل ..
مساعد تابع خطى فاتن حتى داخل المنزل وهو يحس بالحيرة والستغراب والدهشه الكبيرة ..عاد بنظره الى
ابو جراح ..عيناه ل تصدقان ما تراه..
مساعد ............ :عاليه .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو جراح :هههههههههههه انت بعد حسبتها عاليه ..ل يا مساعد ..هذي بنتي ..فتون ..ماتذكرها ..كانت عاليه
تقعدها بالحضانه ويا اليهال..
مساعد وهو ضائع بحيرته :لكن ....انها تكون صورة منها ..هذا شي غريب ..نفس الويه ..ونفس الصوت..
ونفس كل شي ....بو جراح ..ل يكون ينيت؟
ابو جراح بحزن :ليا مساعد ..هاذي بنتي فاتن ...النسخه الثانيه من عاليه ..انت ما تدري احنا شقاعدين نمر
بحياتنا واحنا نشوف فاتن كل يوم تصير مثل عاليه بكل شي ..بالخلق بالكلم بالحركات وبالتصرفات ..حتى اني
ساعات انسى انها فاتن واحسها عاليه اكثر..
مساعد لم يصدق ما يحدث معه ..بالمس هو رآها بالمدرسة ..كانت هي ..نفس الفتاه التي اصطدمت به ..
احسها قريبه منه ..ليس لكونها تشبه عاليه فقط..بل لنها كانت تبث نوع من الحساس باللفه ..وكانه يعرفها
من زمن ..ولكن ..ما معنى الذي يحصل معه؟ هل ان عاليه عادت له ..ام انها ستكون افظع تجربه يمر فيها
بحياته ..
دخلت مريم وفاتن للمنزل والتراحيب تصلهن من الباب..
نورة وهي متزينه بزينه العروس :هل والله هل وغل ببنت الياسي بعد عيني والله
فاتن :أي أي صبغي اللي تقدرين عليه ليما تسكتيني ..
نورة :عيني عليج بااااااااارده دومج فطينه هههههههههههههههه على عكس الناس
مريم :احم احم ..تقصديني يا مرت الحنفي؟
نورة :حنفي بعينج ..عمج ولد الراهي ..سامعه؟
مريم :الو ...الو ..مااسمع ...الو الو . ..الرسال ضعيف ..طووووووووووووط انقطع الخط
فاتن ونورة :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نورة :والله خبال
مريم تقلد عليها :والله خبال ..محد اخبل عنج زين سكتي بس سكتي ..
جلسن الفتيات بالصالة ..
نورة :اييييييه شخبارج فتون بعد؟
فاتن :ابخير الله يسلمج وانتي بعد شخبارج
نورة بابتسامه لمعه :والله بخير والحمد لله واللي يقولج اني مو بخير جذاب وحاقد وحسود ومغتاض من
فرحتي
كانت تمرر النظرات الجانبية على اختها مريم التي اصيبت بالدهشه من كلمها
مريم :هو هو عليج يا بنت الدخيلي ..دومه لسانج وظنونج خايسه بالناس ..عنبووج متى بتستوين مرة عدله ..
والله انج تقهرين ..
فاتن :هدي اعصابج مريوم
مريم بعصبيه :شنو اهدي الحين انا حاقده عليج ول اجذب عن حالج ..صج انج ما تستحين على ويهج
نورة :يالله عاد قلبي ويهج مللتيني ال حاقده وحسوده بعد ..عبالج ما قالت لي أمي عن الكلم اللي قلتيه
للؤي؟
مريم :شقلت ويا خشتج؟
نورة :قلتي اني مو مرتاحه ويا فيصل واني اتشكى من غيرته!!
مريم :حلفي انج ما قلتيلي ؟؟
نورة بغرورها الجديد :قلت بس ما قلت لج بالطريقة اللي انتي قلتيها ..
مريم :الله واكبر يعني الطرق بتختلف ..انتي صج نصابه وام مشاكل ..والله يعينه ولد الراهي عليج
نورة :اثرينا بسكاتج عاد ...ويه عشتوا ..ما تلقين اللي انا ملقيته بريلي حبيبي..
مريم :يااااااه
فاتن :اووووووووووووووووه ..تراكن مصختوها انتن الثنتين ..عازميني عشان النجرة والخناقه جدامي ..صج
انكن ما تستحن ..اقول خلوني اقوم اروح بيتنا
وهمت فاتن بالنهوض بعدما احست بالنزعاج من المشادة التي حصلت للتو
مريم :ل فتووووون خلج اشفيج انتي ..خبرج بنورو لزم المشاكل اتيي وياها ..
نورة :جبي انتي ..فتون قعدي والله ما نتهاوش عشان خاطرج خلج قاعدة ويانا..
فاتن وهي تحس بالنزعاج الشديد :ل ما بقعد وباجر ان شالله اييكم
مريم وقفت لها بوجه مكتئب :ورفجه فيني لتروحين ..
فاتن تنتبه لكلمه رفيقتها :ورفجه بمنوو ...هي انتي تكلمين كويتيه مو اماراتيه
مرمي :مافيها شي ..الماراتيه الكويتيه البحرينيه ..حتى العمانيه ..كلنا عرب واخوان ..
فاتن :بعد ما راضيتيني ..
مريم :هئ هئ تكفييييييييييين فاتنتـــــــــــــي احبج انا وايد ..سويت لج ورق عنب
فاتن :ماابي
مريم :وام علي بعد
فاتن فتحت عيناها وشدقت بفمها :ام علي؟
مريم بابتسامه :اييييييييه
فاتن تجلس مكانها مرة اخرى :انا بقعد بس مو عشان ام علي ..عشان انج كسرتي خاطري
نورة :ههههههههههههههههههههههههههههه ويه عليها الفطينه
مريم :حبيبتي والله احلى فطينه ..
وبقين الفتيات يتسامرن بالصالة حتى انتقلن للطابق العلوي حيث تقبع غرفة مريم ونورة ..مساعد لم يكن
بهذا العالم ..مذ رأى فاتن وعرف انها ابنه العم بو جراح احس ان حياته قد تلونت فجأة ..وان عاليه قد رجعت
للحياة ..لم يعرف لما هو يحس بهذا الحساس الجديد ..احساس بالنتعاش والشباب و ...والحب ..الحب قد
عاد بحياته ..غادر من المنزل مسرعا الى مزار عاليه ..اوقف سيارته وخرج ليقف امام البحر وهو بحال
مختلفة عن كل مرة ..كل مرة تجره دموعه ليغسلها ماء البحر المالح ..اليوم هو يبتسم للحياة بملئ شدقيه
ويحس ان الحظ ابتسم له مرة اخرى ..وان للحياة معنى اخر ..لم يكن يفكر بفاتن على انها فاتن ..بس انها
عالية ..وعاليه قد عادت ..وعادت معها الحياة ..وفجأة ..طرأت على باله فكرة جهنميه ..لن استطيع ان
اخسرها مرة اخرى ..تركتها مرة لخسرها للموت ..لكن الن ..لن يسبقني اليها أي شي ..على نهايه العام
الدراسي وهو قريب ..ساخطبها من والدها ..وهكذا ستعود عاليه لي ..غادر مساعد من حيث ما اتى ..وهو
يحس بالسعادة تعم ارجاء حياته ..
وفاتن المسكينة ل تعرف شيئا مما تخبئه اليام لها من احزان و مفاجآت ..كانت جالسة بغرفة اخ مريم و نورة
لؤي يتابعن احداث احد المسلسلت المكسيكيه ..نورة قد بدت تجهش بالبكاء ومريم تكتم الدمعة وفاتن تتابع
المسلسل بكل رباطة جأش مع انها شديدة التأثر ..كانت احد بطلت المسلسل في سكرات الموت ..وحبيبها
يحملها الى مكان معين كانوا يحبون الجلوس فيه ..وهكذا ماتت الفتاة بيد حبيبها ونورة رمت بنفسهاا على
الفراش وهي ل تقدر ان تمنع الدموع التي غطت عينيها ..مريم دخلت الحمام كي ل ترى فاتن دموعها ..اما
هي ..فقد تمت جالسة تنظر الى ردة فعل الحبيب لموت حبيبته ..وهو يحس بحزن الدنيا ولوعتها مصطب
بقلبه ..لم تستطع فاتن ان تتخيل ان هناك من يقدر ان يعيش او يكمل حياته بالحقيقة بعد وفاة حبيبه ..لبد
وان يجن ..او ينتحر ..هي على القل ..ابسط ما قد تفعله هو ان تنهي حياتها بجرعة سم ..ولكن ..ألحمد
لله ل احد يعاني هذه المعاناة..
فاتن وهي تمسح عينيها :..مسكين ادريان ..
نورة وهي تشهق :مسكينه ال غرازييل ..توها شباب ..والله شعرها كان عجيب ..حسافه تموت
فاتن :ههههههههههههههه ال يقولون اهي صج ماتت ..ال مسلسل.
نورة وهي تبكي :ولكن كان صجي ..يعني ..لو يصير في فيصل شي ل سمح الله انا بستخف..
فاتن :الله ل يقوله ..تهقين في انسان يعيش بهذي المعاناة"؟؟
نورة صمتت ..كيف تقول لها ..كيف تخبرها ان اخاها عاش طول خمس اعوام بالحرمان من عالية ول احد
يعرف عن هذا الشي ..حتى هي لم تكن تعرفه ال من كلم سمعته دار بين امها وام جراح ..مسكين
مساعد ..لقد تفهمته تماما وتفهمت عصبيته الدائمة وتزمته ..لكي ل يظهر ما بقلبه ويقتله بطيئا ..
تبتسم نورة وهي تمسح دموعها :الله يرحمها ...بس الحين دوريتا بتستانس ويا ادريان ..
فاتن:هههههههههههههههههههه
مريم وهي تخرج من الحمام وكانت عيناها تشعان بالحمرة ..فاتن ونورة ينظرن لها بمرح ..
مريم :شفيكن ..اول مرة تشوفوني..
فاتن :مريوم ..سنسونج ساح على ويهج .هههههههههههههههههههههههههههههه
مريم :اوهوووووووو فتون
فاتن ونورة :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مريم وهي ترمي الوسادة على فاتن ونورة :اذلفن يالحمارات..
نزلت مريم وتبعتها فاتن ونورة ..فاتن قد اخذت راحتها ونسيت حجابها بغرفه لؤي لذا عادت لكي تأخذه
ونزلت مرة اخرى ..منزل مريم اكبر عن منزلها كثيرا ..ولكنها تفضل منزلها لنه اكثر حميميه من منزل
مريم ..ذهبت عند غرفه الطعام حيث جلسن الختان هناك وهن يضعن البوظة في الواني المخصصة لها ..
فاتن :ابي الكاكاو..
مريم :روحي روحي ..ماظل ال شوي وانا بخليه لسعوودي حبيب قلبي
فاتن باستغراب :منو..؟؟
نورة :مساعد اخوي ..علبالها للحين اهو مثل اول يحب اليسكريم ول شي ثاني ..اهو حده الشوربة بالغدى
ويقوم ..ماادري من وين يايب هالجثه ما شاء الله عليه
مريم :ملح وشب وعود بعيونج ..محترة ليش ان اخوي امتن واكشخ من خطيبج
نورة بخيبة امل :في هذي انتي صاجه..لن فصلي من خطبنا واهو كل ما ايي له ويضعف زود؟
مريم :هالكته الله ياخذ بليسج ..سو جذي ..وييب جذاك ..امش وياي ..سو رياضه ..بروحه ال عود
نورة :على القل احس من ماكو ..
مريم :شقصدج؟
فاتن :اووووهووووووووووووووووووووووووو بتردون على سالفه النجرة والهواش ..تراكم مللتوني ثنتيناتكن ..
مريم :خلص فتونتي هونا هواش عشان خاطرج بس ..يالله فتون سمعينا من قصايدج يالغاليه
فاتن بغرور وهي تاكل من الصحن الذي اعد لها :ماكو ..
نورة :يالله عاد فتون خاطريه اسمع شعرج ..وايد وله علي ..اذكر ايامنا ويا عاليه الله يرحمها ..
فاتن اخفضت راسها بابتسامه :وايد كانت اشعارها حلوة ..بس ماادري وين اختفت..
مريم :صج والله اختفت
فاتن بحزن :والله ..من بعد ما رديت من المستشفى لقيت اشياء وايد راحت من غرفة عالية ..ماادري امي
خبتها عنا ..ول احد اخذها ..وانا ما سألت عشان ل ازيد الويل عليهم ..
نورة :تدرين ..خاطري اسمع قصيدتها اللي كانت دوم تقولها ليما تخلص سبوح
مريم :اسال واتسائل
فاتن تعدل من القصيده بالقائها الغاوي ..الذي قيل بدخول مساعد للمنزل
ي عليكأسأل القلب وأسـأل كل ش ٍ
كّلما اخفيت شوقي عن سما البـوح بان
لو توَلهت مّره ..صرت مْنك وإليك
وأنت يا روح روحي عطني كل الـحنان
صادقة كلي عندك من يديك الــ يديك
لـك حيــــــاتي هــدّية يا حنـين الـمكان
صار وقتي بدونك شاردٍ يرتجيك
سرقتني ..خوفي من شي كان والليالي ا ْ
شره كل سكوتي عليك يا وله عمري ي ْ
دي ..ووّدي ..بس وين المان؟! صار و ّ
وسلمتكن..
نورة ومريم صفقن لفاتن التي انهمرت دموعها وسط ابتسامتها ..هاجت الذكريات عليها من كل طرف ..ومن
كل زاويه بحناياها ..ولم تستطع ان تكتم الحزن اكثر وغابت بموجه من البكاء تواسيها فيها مريم ونورة اللتين
شاركنها بالبكاء ..مساعد ايضا جاشت بصدره الدموع والحزان المتفرقة على ممات حبيبته ..ولكنه كان من
الفرح والسعادة ما جعله يعيش بوهم عالية الحاليه
) ال وهي فاتن( لذا صعد الى غرفته ليغير ملبسه ويخرج قليل لكي يطلق شيئا من فرحه ..
وهو في الدرب اتصل فيه صديقه الخر ..نايف..
مساعد بابتسامه :حي الله النايف ..لخلت هالديرة من صوتك
نايف باستغراب :ممكن اكلم مساعد
مساعد :انا مساعد ..
نايف :ل مااصدق ..انا بحلم ول بعلم ..انت مساعد ..اللي يحي فيني مساعد.
مساعد :هههههههههههه ايه مساعد ..علمك مو مصدق
نايف وهو غارق بالحيرة:بعد تضحك ..ل ل مااصدق ..اخوي السموحه عبالي رقم ارفيجي ..
مساعد :وخر زين ويا غشمرتك ..يعني حرام اضحك ول يكون مزاجي فايج ..؟
نايف :ل مو حرام حشى علي ..بس مو من عوايدك
مساعد :ليش انت خابرني متى اخر مرة ضحكت فيها ..
نايف بتفكير :اممممممممم قبل خمس سنوات بحفل تخرجنا في جامعه اوكسفورد ..ومن رديت الكويت ما
قمنا نشوف هالبتسامه ول نسمع الضحكه..
مساعد :أيـــــــه ..الله كريم يا نايف ..وبين لي كرمه يوم رد لي حياتي مرة ثانيه .
نايف :ما فهمت عليك
مساعد :خلنا نتقابل في النادي ..وبعلمك كل شي
نايف :ل ل ..بنروح السطبلت ..والله زمن من اخر مرة رحناها ..
مساعد :أليوم بنروح ..ها شرايك ..
نايف :احلى راي ..انتظرك..
مساعد :يالله مع السلمة
نايف :الله يسلمك
نايف وهو يكلم صديقهم الماراتي الذس يعيش بالكويت عبدالله :..الحمد لله رب العالمين
عبدالله :شو مستوي؟
نايف وهو يبتسم :ابشر يا بو حميد ..مساعد رد للدنيا..
عبدالله وهو مستغرب :رد لشوو؟
نايف :رد للدنيا ...مساعد رد للحياة من بعد ما فكرنا اننا افتقدناه نهائيا ..كاهو رد لنا اقوى عن قبل واحسن
بعد ..
عبدالله بابتسامه :والله هب فهمان شي عليك ..بس وين نحن سايرين اللحينه؟
نايف :بنسير السطبلت ..شو بتتحوط ويانا ..؟
عبدالله :يالله شو ورانا ..
نايف :عيل سرينا..
مع السوالف والقصص والخبار المختلفة وصل الوقت الى رمحه وهاهي الساعه الخامسه وخمس واربعون
دقيقه..
فاتن :وينه ابوي ؟؟
مريم :ليش؟
فاتن :برد البيت خلص..
نورة :ل والله ما تروحين ..توه الناس للحين ما شبعنا منج.
مريم :لول مرة اتفق ويا ام العبل..
فاتن :حشى عليج انتي كل يوم وياج ..لو نورة جان معليه لكن انتي مالج حق
مريم وهي تتوسل عند فاتن :تكفين فتوون ليش تبين تروحين بيتكم ..حق هذرة مناير وارفيجتها ول دلع عزوز
ول غشمرة خالد الثقيله ..؟؟
فاتن :ل هذا ول هذاك ..بس ابي ارد البيت ..مو حلوة اظل لهذا الوقت في بيتكم..
مريم :ان كان علينا ..لو تظلين في البيت طووووووووول اليوم ما نمل منج يا بعد عمري..
فاتن بابتسامه :حبيبتي انتي والله مريوم بس يبيلي اتصل على القل بالبيت..
مريم :روحي اتصلي من تلفون الصالة..
فاتن :اوكيه ..
بعد مغادرة فاتن قليل يسمع صوت ابو جراح وهو يتحنحن :..يالله ..
تتلبس مريم ونورة حجابيهما ..ومريم تدخل العم :هل عمي حياك ..
يدخل الب الخجول الى المطبخ وهو موقي عينيه بالرض :مساكم الله بالخير
مريم :مساك الله بالنور عمي
الب :يوبا ناديلي على فاتن شوي
مريم :عمي راحت تتصل في البيت عشان تخبرهم انها راح تتعشى عندنا ..
الب :ل يوبا كثرنا عليكم اليوم ..
مريم :افا عمييييييييي. ..علي انا هالحجي ..لو تظلون ويانا طول العمر هم تظلون حبايب واغلى من الحبايب..
الب بابتسامه :الله يخليج يا بنتي لهلج ..دومج راعيه حجي يا الريم
نورة :هههههههههههههههههههههههههه والله محد يعرفلج مثل عمي بو جراح ههههههههه
مريم :وانتي متونسه ويا ويهج ..
الب :يالله يا بنيات ..ل تتزاعلن وانا ابوكن ..
نورة :ان شــــــــــــــــاء الله عمي..
فاتن وهي عائدة وترى والدها :هل والله يوبا ...يوبا انا اتصلت في امي وقلت لها اني بتاخر عند مريم..
شرايك انت؟
الب :والله ماادري اللي يريحج سويه
فاتن:بقعد شوي وبرد من وقت ..معليه؟
الب :ال معليه ..انتي ويا خواتج ..صح ول لء يا مريم؟
مريم :اكيد صج فديت شواربك عمي..
الب :حتى شواربي تتفدينها ..مشكله بنات هاليام
نورة :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
الب :يالله يا بنيات ..قومن صلن ..
الفتيات :ان شالله ..
الب :عفيه على البنات..
غادر ابو جراح من المطبخ وغادرن من بعده الفتيات الى دار مريم لداء الصله ..بعد ما فرغن من الصلة
جلسن على الرض وكل واحدة ناشرة شعرها ..طبعا اطول شعر كان شعر مريم لنها تعتني فيه كثيرا..
وفاتن تحب تسريحه لها دائما ..
مريم :ااااااااااه ..مليت من العزوبيه ..متى بعرس؟
نورة :ههههههههههههههههه اسمعن جليله الحيا ..اللي يحاتي العرس ما يعرس!!!
مريم بدهشه :قولي والله؟
نورة :والله ..امي مرة قالت لي ..شوفيني ...ما كنت احاتيه وياني
مريم :انتي حلوة يا نورو يعني جذي جذاك كنتي بتعرسين ..لكن انا قبسه من يبيني ..
فاتن :حبيبتي انتي والله الكل يبيج ..ومو صاحي اللي يعافيج يا بعد عمري
مريم فهمت ماذا تقصد فاتن واخفضت راسها حزنا وعادت الى حيث كانت مستلقية ونورة كالغبية بينهما ..
نورة :والله انا اقول لكن ..ل تحبن اللحين . .حبن بعد العرس ..لنه احلى حب ..احلى شي..
مريم :شلون ؟؟
فاتن هي من تحدثت بدل عن نورة :لنج كل يوم تكتشفين شي يديد فيه ..شي عن خلفيته ..شي من
شخصيته ..من اللي يحبه ..واللي يكرهه ..واللي يفضله واللي يبعده عن نفسه ..مشاعره تجاهج ..تجاه اللي
تبينه واللي ما تبينه ..اللي يجرحج واللي يسرج ..واللي يخليج تبتسمين ..واللي يخليج تبجين ..كل شي..
كان صوت فاتن وكأنها تروي حكاية ..نورة ومريم كانتا تنظران اليها بعمق وباستغراب ..كيف لفتاة عزباء
كفاتن ..ان تعرف كل هذا بالعلقات الزوجية..
نورة باندهاش :بالضبط ..
مريم بصوت ناعم لتبعد الغصه التي انتابتها :فتون شلون تعرفين كل هذا ..انا مااعرف
فاتن كانت تبتسم وتهل دمعاتها البريئه :لني اعيش هالحلم يا مريم ..انتي صج ارفيجتي وكل شي تدرينه
عني ..لكن بسالفه القلب والحلم اللي امر فيها ..انتي ما تعرفين شي عني
مريم تقوم وتحظن صديقتها العزيزة :فديتج فتون ..ل تبجين ..والله دموع نورو ول دموعج ..
نورة وهي تداري دموعها المتصاعدة :وحشني ريلي بروح اتصل فيه ..
قامت نورة لتتصل في زوجها ..اما فاتن ومريم فبقين بين احضان البعض ..يواسين قلبيهما الحزينيين ..ل
تعرفان ماالذي اصابهن ليبكين بهذه الحرارة ..هل هو حب الزواج ..ام هو الرغبة في الحب ..
مريم وهي تمسك يد فاتن :فتون ...انتي تحبين مشعل؟
فاتن تنظر لصديقتها بكل عجز ......................... :وايد مريم ..وايد ..
مريم :قوليله انج تحبينه ..ول تحرقين قلبج جذي..
فاتن :انتي ينيتي ..انا اقوله اني احبه ..انا من متى احبه ..اهو حتى شكلي ما شافه زين
تذكرت اللقاءات الظرفية التي تشاركت فيها مع مشعل ..كانت قصيرة ..ولكنها ذات اثر عميق..
فاتن تمسح دموعها :وانتي قوليلي ..تحبين جراح
مريم تبعد يدها عن فاتن :وخري زين ..انا مااحب المغرورين المعقدين امثال اخوج..
فاتن :هااه .حطي عينج بعيني وقولي انج ما تحبينه مثل ما تقولين
مريم وهي تضع عيناها بعيني رفيقتها :احبه زين ) ..تبتعد عنها وهي مغضنة الوجه ( لكن اهو ما يستاهل حبي..
فاتن :يا بعد قلبي والله اللي يتغلوون ..
مريم :ايه بعد ..انا ما عندي ال كرامتي ..واخوج هذا يوم اللي بيخسرني فيه بيحس لجيمتي..
فاتن :انزين بس عاد ل نورة تدخل علينا اللحين ..
وتدخل نورة :يالله بنات ..انا بمشي بعد نص ساعه ..اللي عندكن لي قولوه اللحين ول ما راحتشوفوني لمده
سبوع
مريم :ينيتي نورة ..نسيتي ملجه سناء بنت خالتي بعد يومين ..
نورة بصدمه :ويه نسيت ..فيصل توه قايل لي عن سفرة ..
مريم :علىو ين؟
نورة بغرور :دبي ...شرايج؟
مريم :ياه هنود انتو تروحون دبي..؟
فاتن :هههههههههههههههههههههه
نورة بانحراج :جبي انتي شدراج ..دبي دار الحي اللي ترد الشايب..
فاتن تكمل :صبي..
نورة :عفيه عليج ) ...تصد لختها( لكن انتي ...الغباء بعينه..
مريم :يالله ذلفي ..
فاتن :ههههههههههه بدينا ...
خالد في طرف اخر من المدينة ..جالس مع احد اصدقائه المفضلين ..فاضل الذي لم يكن يقل عنه بالجنون
والغباء ..ال ان قلبه الطيب صافي النية كان ما يحبب خالد فيه ..كان خالد قد انتهى من مشاهدة احد الفلم
الهندية التي يهواها بجنون ) ..مثلي( ..كان يفكر في تصرفات البطل التي اغوى بها البطله وجعلها مغرمة
به ..لبد وان المر سهل وال فكيف لهندي على حد تعبيره ان يغري فتاة بمثل هذا الجمال ..
خالد لفاضل الذي كان يتحدث لنفسه طوال الوقت :فضلي ..جم عمرنا اللحين؟
فاضل :احنا برابعه ثانوي يعني ) ..يفكر فاضل بالعمر( امممم يعني 19سنه ..
خالد بتفكير :يعني عادي نتزوج بهالسن
فاضل :ل يا معود ..شنو نتزوج ..للحين ما استانسنا بشبابنا تبينا ننحبس..
خالد بنظرة مشمئزة لصديقه :انا ابي اعرف ..تستانس بشنو ..يعني علقات وعوار راس وبنات وطلعات..
والله انك فاضي ..الزواج شي ثاني تماما ..البنت راح تكون وياك على طول ..ماكو شي حرام ..كل شي
حلل ..محد يقدر ياخذها منك ..ول احد ياخذك منها ..تكون لك على طول ..فاهم يعني شنو على طول ..
for ever man
فاضل :بعد ..ما ابي اعرس ..انا خلني قبل اشتري لي سيارة ملكي يديده من المعرض ..بعدين يصير خير..
خبرك احنا هاليام مفقورين ..
خالد :ماكو فقير بالدنيا ال فقير الحياة والدين ..احنا ان كنا بضائقه يا ارفيجي العزيز ..فلن تكاليف الحياة
زادت ..وال بالفقر ..احنا اغنى الناس..
فاضل :كلم واحد يوعان ..انت قانع انا ل ..انا ابي وابي وابي ..ولني ملقي..
خالد :شنو مو ملقيه؟؟
فاضل :خلنا اللحين من اللي انا ابيه ..قول لي انت بتعرس على منو؟
خالد بنظرة ساحرية : ..فاتنتي ..
فاضل بغباء :منو؟؟؟
خالد وهو يجلس ويكلم رفيقه والف النجوم تلمع بعينه :فاتنتي ..اللي مخبلتني ..اللي مالكه روحي وعقلي
وكياني وكل ما فيني من يوم وانا بالمهاد للحين ..حتى قبل ل نتولد ..كنت احبها ..فاتنتي اللي ليما تمشي انا
احس ان الرض وكل الدنيا تتحسب خطواتها الناعمة ..هادية وحلوة ورقيقة وايه بالجمال ..هذي يا فاضل ليما
تبتسم لك ..ااااا خ ..جرحك يطيب ..وليما تتنهد على حالك ..تحس نفسك ملك الدنيا ..وليما تسوي لك ذاك
الفتوش ..تخليك مختبل على عمرك
فاضل :طباخه اهي .
خالد باشمئزاز :ل ..طبالة
فاضل بحماس :والله ..احلف؟
خالد بعصبية :اللحين انت من صجك يعني ..اقول لك حلوة تقول لي طباخة
فاضل :انت تقول فتوش وماادري شنو..حسبتها طباخه ..
خالد :اللحين انت والله ..بتخليني ....خلني ساكت احسن لك ..
فاضل :انزين خلنا نقوم نروح عند جراح ولد عمك
خالد :ليش بالله ..مو مالي عينك انا ..
فاضل :ل بس اليوم عندهم تفحيط على الشارع ..خلنا نروح..
خالد ينظر لخالد بكل تعجب واستخفاف :تفحيط ..ويا هالسيارة ..يعني اذا انت ما تحترمها انا احترمها ..خلنا
نروح بيوتنا احسن لنا..
فاضل بحزن :نروح البيت لمنو ..لمي اللي تبجي ابوي صبح وليل ..ول اخواني اللي من اشوفهم ماادري شراح
يصير فيهم ..خلني قاعد هني احسن لي
خالد حن لصديقه اليتيم الذي فقد اباه في غزو الكويت ..وحمد الله ان اباه قد عاد سالما من هناك ..
خالد بكل حنان :خلنا نروح يالفضلي ..ما نبي نيلس هني ..
فاضل :انت روح انا بظل هني ..
خالد :انزين تعال وياي بيت عمي بو جراح ..بتسوي لك خالتي ام جراح احلى فتوش ظقته بعمرك.
فاضل بابتسامه :عادي يعني؟
خالد :ال عادي وونص .هذول ناس صج بيتهم صغير ..بس قلبهم كبير ..يالله الفضلي..
فاضل :يالله ..
وركبا الصديقين بالسيارة الخربة نحو بيت الخير ..بيت بو جراح الذي ل يعلم ال الله ان كان سيظل كما هو
الن ..ام ان المور قد تتغير..
عادت فاتن على الساعة الثامنه والنصف ..ووصل معها خالد ورفيقه في نفس الوقت ..فاضل كان منحرجا
قليل للموضوع ولكن فاتن برقتها وطيبتها شجعته وابعدت الخجل والحراج عنه ..وهكذا دخلوا الشباب كلهم
ولكن فاتن عاودت الخروج من اجل اغلق البوابه ورأته ..كان وكانه واقف ينتظرها وينتظر منها ان تظهر له ..
لم تستطع ان تحرك نفسها وتغلق البوابة ..لنها كانت منومة مغناطيسيا بمشعل ..كانت نظراته غريبة ..
حانية ..معاتبة ..شقية ..بريئة ..كل هذا فيها ..خليط عجيب..
لم تعي فاتن ال ومشعل قد اقترب منها ..
مشعل :مساء الخير..
فاتن بصدمه :مساء النور ..يا هل..
مشعل ...... :شلونج فاتن..
فاتن وقلبها يدق .... :ابخير ..وانت؟
مشعل :زعلن..
فاتن استغربت ..مم قد يزعل .. :عسى ما شر..
مشعل وهو يقترب اكثر :الكل تحمد لي على سلمه ردتي من اميركا ....ال اللي كان قلبي وده اهم يسلمون
علي بعد..
تزلزت الرض من تحتها ..... :من؟؟
مشعل وقد اصبح واقفا امامها................ :انتي...
استدارت فاتن لتغادر ولكن :تكفين فاتن خلج...
وقفت فاتن مكانها عند سماعها لرجائه والتفتت بكل بطء ... :خير..
مشعل :انا ل ياي اتحرش ..ول العب ..واصل انا ما عندي وقت اني العب ...بس يا فاتن حبيت اخبرج ..انج في
بالي ...من ذاك اليوم قبل سبع سنين وانتي في بالي ..وما راح اهدى ..ال لما تصيرين لي ...
تجمدت فاتن مكانها ...لم تعرف ماالذي تقوله ..هل هذا حلم؟ ام حقيقة..؟ الغني يحب الفقيرة ..الوسيم
يحب العادية ..ليمكن ..كيف يمكن ان يحصل هذا ..ان يحس هو لحاسيسها ..ان يفهم ما يتزلزل بجوفها مذ
ذاك اليوم ..حتى الن ...يعاني بمعاناتي..
مشعل :اللحين ابيج تدخلين البيت ...لن الوقت متاخر ..ومو حلو ان حبيبتي توقف بالشارع جذي ..حتى لو
كانت وياي..
لم تتكلم فاتن بل اطاعته بكل هدوء ..وعندما التفت عنها مشعل ليعود على اعقابه :مشعل..
مشعل يلتفت بكل شوق .. :عيون مشعل.
فاتن والحيا قد صبغها : ..حم ...حمد لله على السلمه ..نورت الفريج ...
لم تنتظر ان يجيبها و ..ركضت ..نعم ركضت كالطفلة إلى داخل المنزل ..لم تقدر ان تتماسك ول ان تخفي
خجلها وابتسامتها ول فرحتها العامرة من ما جرى للتو ..هل هو حقيقة ..ام حلم جميل قد انصب في حياتها
العادية البسيطة ..مشعل الخر لم يصدق ماذا حدث ..كيف اظهر كل هذه الشجاعه واخبرها بما هو يمر فيه
منذ 7اعوام ..كل اللذي فعله هو قفزة عاليه بالهواء وهو يحس بالطرب في انحاء جسده وكل عرق من
عروقه ينادي باسم فاتن ..
لم تتعشى فاتن وصعدت مباشرة لغرفتها واغلقت الباب ..انها محتاجه لن تكون لوحدها ..ان تكون لوحدها
مع افكارها واحلمها وكلم مشعل ...مشعل ..واخيرا ...واخيرا تحقق حلمي ..فهو يحبني كما احبه ..ويرغبني
كما ارغببه ..يا ربي ..الحمد والشكر لك ..الحمد والشكر لك ..
وقفت عند نافذتها تنظر للسماء ..لختها الغاليه عاليه ..دموعها تحادرت على خدودها الناعمه من فرط
السعادة ..لكنها لم تنسى ابدا ان لو عاليه كانت هنا ..لكان الوضع قد اختلف ..تماما ..
فاتن للسماء :ايه علووي ..يا ريتج وياي ..ياريتج وياي وتعرفين انا شنو امر فيه ..احلى شي يمكن يصير في
حياتي من بعد روحتج يالغاليه ..حلمي الزلي راح يتحقق ..او انه قاعد يتحقق ..بس انا خايفه ..وكل اللي ابيه
منج انج ترعيني ..وتراقبيني ..لنج اكثر انسانه انا احبها يا عاليه ..
مسحت دموعها والتفتت لتدخل إلى دارها ولكن لفت انتباهها النور الذي شع من احد غرف قصر بيت
النهيدي ..انها الغرفه المقابله لغرفتها ..وهاهو مشعل يطل منها علي ..كم هو مجنون ..فاتن سرعان ما
دخلت غرفتها واغلقت النافذه وسدلت الستارة الحريريه لتسد نظر مشعل عن ما يجري بالغرفه ..ولكنها
رفعت الستارة قليل لترى ان كان ما زال هناك او ل ..لم يكن هناك ..لكنه قد وضع ملصق على رسم قلب
مشع ..لم تستطع فاتن ال ان تضحك وترمي بنفسها على فراشها ..استعدادا إلى حلم جديد ..وخيال اجدد..
هل ابتدى الحب..
هل استيقظت كل المشاعر
هل هذا هو بداية عاصفه شديدة من المشاعر والعواطف والغرام ..
ولكن
ما الذي سيحصل ..بين فاتن ومشعل
او فاتن وخالد
او ..فاتن ومساعد ..
الجزء الرابع
هاقد مر شهر على عودة مشعل من السفر ..وبدت المتحانات النهائية ..لتنهي فاتن اخر سنه دراسيه لها
بالثانوية ..ما الذي تعتقدونه قد حصل؟؟ هل اكتفى عصفوري الحب من تلك الليلة ؟ ام انهما قد عاودا التفكير
فيما جرى و تراجعا..؟؟
ابدا..
بالعكس..
زادت علقة فاتن مع مشعل قوة وصلبه مع السابيع الماضية ..لم يوجها لنفسيهما أي حوارات كما تلك الليلة
..بل اكتفيا بالرسائل التي يتركونها لبعضهم البعض ..وانتظار مشعل لفاتن في الصباح وفي وقت عودتها ..
فاتن كانت تحس بان ما يجري خاطئ ..ولكنها ل تقدر ان تمسك قلبها اكثر ..ومشعل ايضا..احس بان ما يقوم
به طفولي ..ول يناسب شاب في مثل عمره تجاه فتاه كفاتن ..لنها اغلى من هذه المور ..وارقى ايضا..
ولكنه ما زال صغيرا ليتقدم لها ..ان كان عليه ..لتقدم ..ولكنه يخاف من ردة فعل اهلها ..قد ل يوافقون ..
لنها ما زالت صغيرة ..ولنه ما زال بالجامعة ..ولكنه لن يجلس مكتوف اليدين اكثر عن الموضوع ..يجب ان
يكلم احد ..لكي يساعده في جعل المر رسميا..
من ناحيه اخرى ..مساعد قد بدأ يعيش حياة اخرى تماما ..اختلف مساعد عن مساعد السابق ..بدأ يضحك
اكثر ..ويمرح اكثر ..ويتكلم اكثر ..اهله واصدقائه انصعقوا من هذا التبدل الغريب من نوعه ..ولكنهم حمدوا
الرب لنه قد عاد للحياة من بعد هذا الموت البطئ والحرب الداخلية التي كان يعيش فيها ..ولكن عند مساعد
لم يكن هناك أي شخص مسؤول عن هذا التحول ال هي ..فاتن ..او عاليه ..ولكن فاتن يناسبها اكثر ..لنها
فتنته حقا ..واستطاعت ان تحتل قلبه وروحه وتعيد له الفرح والحبور ..
لم يكف يوما عن حب عاليه ..بل زاد حبها في قلبه ..وزادت فرحته بالحياة لن عاليه ستعود له من جديد
ومرة اخرى..
في الصباح الباكر ..فاتن تخرج مسرعه وهي مرتبكه وخايفه ..اليوم امتحان مادة اللغه النجليزية ..ولنها
تخاف قليل من المادة كانت متوترة بعض الشيء ..ولكن سرعان ما تلشى التوتر والخوف عندما رات مشعل
واقف عند سيارته ينتظرها لينطلق معها إلى الجامعه ..ابتسمت فاتن وانزلت بصرها للرض وهي تسير إلى
المحطه ..ومشعل يرتقي سيارته ويسير بعيدا عنها ..احست فاتن بالحزن عندما غادر ..ولكنها عاودت
البتسامه وتكلمت مع نفسها :في حفظ الله يا حبيبي..
مشت بضع خطوات ال و بوق سيارة يطلق من خلفها ..لم تلتفت لنها اعتقدت انه احد الشباب الطائش ..
السيارة واصلت المسير إلى ان وصلت لعندها وفتحت احد النوافذ
مريم :فتون وويع انطق عليج الهرن ليش ما تطالعينه..
فاتن :خبصتي قلبي يالشاذيه ..وليش التفت لو ما كان انتوا جان اللحين بيظلون يلحقوني لطول درب
المحطه..
مريم :انزين يالله ركبي بنوصلج احنا اليوم
فاتن تطيل النظر لترى من السائق :ل ما يحتاج بروح بالباص
مريم نزلت :يالله فتون اليوم مساعد متطوع انه يوصلنا ل تخلينا نفشله
فاتن بصوت خافت :فشيله والله مريوم ..
مريم :ل والله عادي صدقيني ..
فاتن :اممممم ..اوكيه
مريم :عفية عليج ..
فاتن ابتسمت لرفيقتها وسارت معها للسيارة
فاتن وهي تدخل :السلم عليكم
مساعد بصوته السر :وعليكم السلم والرحمه ..
مريم :يالله مساعد المتحان بعد ربع ساعه وللحين ما عدلت البراشيم
مساعد :شبراشيمه ..ريم خلي عنج هالحركات
مريم :انزين انزين ) تغمز لصديقتها من المراة الجانبيه( مو حقي حق فتون
فاتن انحرجت من ما قالته رفيقتها وامام اخيها ولكن مساعد :مااظن ..
اقشعر بدن فاتن من صوت مساعد ...كم هو مخيف ..لم تره منذ ذلك اليوم عندما بحلق فيها وكانه يراها
لول مرة ..
تذكرت مريم سمية التي تنتظرهن بالمحطه :ويييه سعود فديتك خلنا نمر المحطة ناخذ سموي ل تاكلنا
بالمدرسة لننا ما وصلناها ويانه..
مساعد :انزين دامها بالمحطه خليها هناك ..
مريم :ل ل مافيني عليها تكفى ..نجرتها وحنتها تخلي الشيب يطلع من الراس ..مر عليها تكفى..
مساعد :انزين ..
وهكذا مر مساعد على سمية التي وقفت مدهوشه من فخامة سيارة اخ مريم ومن وسامته ايضا ..وعندما
دخلت لمعت عيناها برؤية فاتن ..مريم قد طلبت من فاتن ان ل تذكر شيئا عن زيارتها لمنزلها كي ل تشعلها
سمية حربا ..
فاتن قد شرد فكرها عن احاديث مريم وسمية ..تنظر للمارة والقارعة والسيارات التي تسير معهم في نفس
الطريق ..والتفتت لسيارة تعرفها ..انها سيارة مشعل ..نعم كان هو ..يا اللهي ما هذه المصيبة ..قد تلتفت
مريم او سمية ..يبدو عليه الغضب ..او العصبية ..ل بد وانه لم يتوقع ان اغادر مع اخ مريم ..نظرت اليه فاتن
بنظرة رجاء ان يغادر ولكنه عاند وبقى معهم بالطريق ..فاتن ابعدت بصرها عنه كي ل ينتبه لها مساعد ..
وظلت تراقب الثنين ..مساعد ومشعل ..واثناء مراقبتها لمساعد لحظت عينيه اللتان تظهران في المراه
الماميه ..وغابت عن الوعي ..كم هما ساحرتين وفاتنتين ..عميقتين كبركتين من ..من المياه ..المظلمة..
واثناء مراقبتها للعينين انتبه لها مساعد ورمقها بنظرة سريعة احرقت كل دمائها وافحلت لونها إلى اللون
القرمزي ..واحست فاتن ان ما يجري معها اليوم مع مشعل وما يحدث مع مساعد ..هما اكثر ما قد تتحمل
باليوم ..الذي لم يبدأ بعد ..
خرجن الفتيات من السيارة ودخلن المدرسة ..اما فاتن فقد ابطأت مسيرها وهي تراقب سيارة مشعل التي
تقترب .وحالما اقتربت قفزت سميه امامها
سميه :الله على الزقرتيه ..فتون شكلج طيحتيه .ههههههههههههههههه
مريم :منو منو؟؟
فاتن وهي تحس بالنحراج :ول احد يالله ندخل
سميه تكلم مريم :شوفيه مريوم اللي في البي ام 745
مريم تطيل النظر :لحظه .....اعرفه انا ..وكاني شفته من قبل ..فتون تعرفينه؟؟
فاتن :هاا ...انا؟؟ من وين اعرفه ...؟؟ مااعرفه ....
سميه :اكيد يعرفج فتون لنه كان يلحقنا طول الدرب ..من يوم خذيتوني من المحطه..
فااتن بقله صبر وهي تدخل المدرسه :اوهووو ماادري ماادري..
مريم :هي فتون نطري ..
سميه تستوقف مريم :مريم كاهو كاهو ..
وقفت مريم وهي تنظر للشاب الذي يسوق السيارة ..وتوضحت ملمحه لها ولكنها ظلت متشككه ..ولكن
مزاج فاتن العكر والخائف المتوتر هو من اكد لها شكها ..
بدت مريم وكانها عرفت الحبكه ولهذا سالتها سميه :تعرفينه مريوم..
مريم :هاا ....ل مااعرفه ..من وين اعرف هالمزايين ..انا من يوم عرفتج انتي وفتون مااعرف ال الجياكر ..
سميه :مصكه عليج اللحين من زينج انتي
مريم :احلى عنج ..يالله ندخل ..
فاتن التي احست بالرهاق الشديد من ما جرى هذا الصباح قد زاد توترها وخوفها من المتحان لدرجه انها
بدأت بالبكاء الشديد من دون ان يعرف احد السبب ..مريم التي وقفت عاجزة امام صديقتها لم تقدر ال ان
تحاول في تهديئها ..ولكنها لم تقدر ..لذا نادت على خالتها ممرضة المدرسه عزيزة ..
اتتها الخاله وهي تسير مسرعة مستعجبة ان فاتن قد يصيبها أي شي ..وعندما رأت فاتن خالتها زادت نوبة
بكائها المرير وحضنت خالتها بقوة وكأنها خائفة من شي كبير..
وحدهما في غرفة التمريض بعد مدة..
انتهى وقت المتحان واتصلت مريم باخيها مساعد لكي يحضرها الذي هب كالعصار من اجل احضار اخته ..
الجميع بمكتب المحاماه الذي هو يملكه ويديره تعجب من خروجه المفاجئ هكذل وبكنه علل الخروج بظرف
عائلي ..المعروف عن مساعد انه شديد الحرص على ان يكون اول من يحضر واخر من يغادر ..لكن من
اخرجه اليوم لم يكن أي شخص ..وانما قلبه الذي عاد عاشقا لكل الحب والغرام والهيام ...
مريم استبقت صديقتها فاتن التي حتى الن لم تغادر ملمحها اعراض العياء المفاجئ هذا الصباح ..لم تسمح
لها ان تستقل الباص المخصص بايام المتحانات وابقتها كي تغادر معها ..عندما وصل مساعد لخته التفتت
فاتن ل اراديا بوجه مساعد ..الذي لول مرة تسمح لها الفرصه ان تراه واضحا امامه ..على الرغم من
ضخامه مساعد ال انه كان نحيل بعض الشي ..ولربما لو ارتدى ملبسا اكثر عمليه ..كالبنطلون والقميص لبدى
انحل بكثير عن الزي التقليدي ..ولكنه بنفس الوقت يزدان بهذا الزي لدرجه ان جميع الفتيات التفتن لصاحب
السيارة الفخمة وتعجبن عندما عرفن انه اخ مريم ..
فاتن :تكفين مريوم ..والله فشيله انتي روحي وابوي اللحين بيي لي ..
مريم :لو تموتين مااخليج واقفه هني وانا اروح ..يالله فتون لتكسرين بخاطري..
فاتن باعياء واضح :مريم تكفين ...ل تعلين قلبي بالحنه
مريم :اللحين بوريج..
تركت مريم صديقتها وسارت ناحيه اخاها الذي كان يراقب الوضع اسفل نظارته العسليه العاكسة ..ما بها
فاتن ..لم تبدو هكذا..
مريم :مساعد شوف فاتن مو راضيه اتيي ويانه
مساعد تعلل قلبه من رفض فاتن ولكن :خليهه ما تبي ..ليش تغصبينهه
مريم بعجب :مساعد ..الحين بغيتك عون صرت لي فرعون ..قوم كلمهه حجها ..اهي ليوم اصل وايد تعبانه ..
امسك مساعد قلبه ..مابها ..بالصباح كانت مزدانه بجمال الكون كله ..ما بالها لتمرض هكذا فجأة ..خاف
عليها وخرج من السيارة لين تقف فاتن ..
فاتن لم تفارق عينيها الرجل الذي خرج من السيارة متجها ناحيتها ..كم هو وسيم ..وضخم ..و ..يشابه احدا
ما ..كانت فاتن تنظر للرجل الذي يسير بطريقة مرنة جدا وكتفيه يعاقبان السما من عرضها و طوله الفارع..
انها اول مرة يكلم فيها مساعد فاتن ..وبرغم هدوء المصطنع ال انه يحس بالرتعاب والرتباك من التكلم
معها ..فهي تبدو سهلة التهشم والكسر..
مساعد بنعومه غريبه :صباح الخير ..فاتن ليش مو راضيه اتيين ويانه..؟
فاتن حست بانها ستختفي عن الدنيا من ضخامه الرجل .. :مافيني شي ..بس ..ماابي اظيق عليكم
مساعد بابتسامه اذابت قلب الفتاة :ل ما عليج ..يوم اللي بنتظيق منج بنقول لج ..مو متعودين الناس يفكرون
عنه ..
فاتن :ولكن..
مساعد :ول لكن ..يالله ..نوصلج ..لن ابوج بيستهم عليج جذي..
فاتن استسلمت :انشالله..
وصعدت فاتن مع مساعد واخته
مساعد ظل يسير بقوة وبكل عنفوان ..ال ان قلبه كان يرتجف من شده الرتباك والتوتر ..كل شي مشابه
لعالية ..ال صوتها الناعم ..عالية كانت تمتلك ذو بحة رائعه ..حتى فاتن ..صوتها جميل..
طول الدرب وفاتن شاردة ..ل تسمع شي ول تحس بشي ..فقط تفكر باللذي حصل معها في الصباح ..كيف
انهارت هكذا ..الخوف من ان يرى احد مشعل ..وهذا الشخص الذي تحس بقدم الصلة بينها وبينه ..كيف
حدث ما حدث ..بدوت كالمجنونة ..ربي ارحمني ..هل من يغرم يحدث هذا معه ..الرحمه يا رب
وصلوا إلى منزل فاتن وهي إلى الن تائهة في أفكارها ..
مريم :فتوون ..فتون ..فاتن
فاتن وهي تنتبه :هااا ...شنو ..هل
مريم تبتسم بعذوبه :حياتي وصلنا بيتكم..
فاتن تلتفت من النافذة وهي مستغربه ..ومنحرجه :اوه ...مسامحه ما انتبهت
مريم بصوت خافت :يتهنى به
فاتن لم تجب بل اصطبغت علئمها بالدم من ما نطقت به رفيقتها ..كم هي غبية ..ل اراديا نظرت إلى مراة
السائق لترى مساعد ان كان قد سمع ما قالته اخته ام ل ..ولكنها تعلقت بعيون كلها اسرار وكلها احاديث
غريبة للف ليلة توالت خلف بعضها البعض ولكن حبستها مجاري الدموع ..لم تستحمل فاتن وخرجت مسرعة
إلى داخل المنزل ناسية مشعل الذي كعادته ينتظرها ككل يوم عند رجوعها من المدرسة..
مريم تنظر إلى مساعد بكل غرابة :اشفيها فاتن؟
مساعد بعصبية :ماتسألين روحج يالملقوفه ..لزم تتكلمين وتعصبين الناس
مريم بعجب :انا ..وانت اللحين شكارك
مساعد :وخري زين ل اذبحج ..ملقوفة وحدة
مريم لم تتكلم بل اكتفت بفغر فاهها من الصدمة ..ماباله مساعد وقد امتلئت قواسمة بالغضب العارم من ل
شي ..ان كانت فاتن هي الحزينة ..لم هو منزعج ايضا؟؟ ما به مساعد؟
مشعل الذي كان واقفا عند مرآب منزلهم حزين ومتوتر من تجاهل فاتن له ..ما بالها ..تبدو مريضه ..او
حزينه ..ماذا حدث.؟ كانت مرتاحة بالصباح ..مالذي قد حصل؟؟
الجزء الخامس
دخلت فاتن مسرعة داخل المنزل واهي تنتفض من شدة الرتباااك ...صعدت السللم بسرعة وامها التي
خرجت من المطبخ ترى من حضر المنزل ..نادتها ولكن فاتن لم تكن تسمع ..كان قلبها يدق لدرجه انه أصمها
عن السمع..
دخلت غرفتها وهي تسد الباب بقوة تصفق الريااح بعارض الحائط المجاور له..
وقفت عنده وهي تحتضن كتاب مادة المتحان...
استرخت يداها قليل فانسابت أوراق المراجعة من بين يديها كالماء ..وهي مغمضة عينيها كي ل تفتحها وترى
عيني مساعد مرة أخرى
يا إلهي ..يا الهي ما بالي ..ما باله قلبي ل يهدى ..وما بالها عيني تابى ان تفتح نفسها ..من هذا المساعد ولم
يمتلك هذا التاثير الساحق علي؟ لم احس اني اعرفه واني رايته مسبقا..
كانت تمشي ناحية سريرها وتجلس بتعب ووهن ..اين رايته ..في احلمي؟ ل اظن ..ولكن في مكان ..مكان
حميم ويبعث في قلبي الحنان ..ااااااه لم تطرا عالية على بالي كلما رايته ..لم احس اني ارى في عينيه
صورتها تموج في بحر من السى والحزن ..ااااه يا قلبي ...ما الذي يجري معك ...ما الذي يحصل معك ..لم
هذا الخوف ..لم هذا التوتر...
بسم الله الرحمن الرحيم ...بسم الله الرحمن الرحيم ..اعوذ بالله منك يا ابليس يا من يبغض راحة المؤمنين..
مرافقا لهم كالظل في كل خطوة وكل مجرى...
ااه يا قلبي
هدأت فاتن نسبيا ولكن شيء ماا ارجفها مرة اخرى ..انتبهت فاذا بها دقات امها الخفيفة ولكن بدت في نفسها
كالحجارة التي تسقط على سقف المنزل ..وتمالكت نفسها وفتحت الباب
فاتن وهي تمسح جبينها من قطرات العرق التي تجمعت في خط واحد .لترى امها المبهتة تناظرها
فاتن :هلاا يمه....
ام جراح :يمه فاتن علمج ..دخلتي البيت ول سلمتي ول شي ...فزعتي قلبي عليج
فاتن وهي تذكر دخولها المنزل وتعقد حاجبيها وتضحك بتوتر لمها :ل يمه بس انا كنت شوي مستعجلة
وو.....وو ) ل تعرف ماذا تقول لتبرر موقفها لذا ابتسمت( ل تحاتين يمه مافيني شي ...مافيني ال العافية
ام جراح والخوف مازال بعينها :متاكده يمه
فاتن وهي تسكن توترها والرتعاش اللي تخللها :أي متاكدة يمه ..واقوللج) ..تبتعد عن والدتها وهي تحادثها(
بغير هدومي وبنزل لج ..اليوم في خاطري اسوي لكم طبخة من يدي..
ام جراح بابتسااامة عذبة :ل تعبلين على عمرج يا بنتي ..انا من زمان طبخت..
فاتن وهي تسحب شالها معها وهي تخرج من الغرفة :ل والله يا سلاام ..يعني عبالج انا اختصاصي بس في
الكلت الرئيسية انا الشيف فاتن ام الحلويات..
تحتضن امها وتسير معها ..وهي تهدئ شيئا فشئيا..
ام جراح :هههههههههههه اقول عيل الله يعين ريلج
فاتن انتفض قلبها من ذكر الزوج :أي الله يعينه لنه بيكون راعي كرش ولحوووم وشحووم من حلوتي
ام جراح وهي تمسك ذقن ابنتها :اهي من حلتج ول حلوتج..
فاتن وهي تمثل الحراج :ويييي يممممممممه احرجتيني ..ويو مطاااااااافي ويهي ..ههههههه
ام جراح :ويعلج العافية ههههههههههههه
اثنااء نزولهما يرين جسد فتى واقف وكانه ينتظر ..ال وهو خالد..
خالد وهو يكور يده عند فمه وكأن قبضته ميكروفون وشرع بالغناء..
حد منكم شاف في الدنيا بدر ..مقبلن يمشي ومن حوله بشر..
هذا ماهو بدر ليل يختفي ..مع طلوع الصبح وبزوغ الفجر ..او بدر يصبح
بعد مده هلل ..هذا بدر مكتمل طول الشهر..
فاتن تنظر إليه بغرور وهوو يكمل متجها ناحية خالته ..وكم كانت رغبته عارمة لو كان توجه الى فاتن ..ويعلي
من صوته الرائع بالغناء
فاتن وهي تصم اذنيها من صوت بن خالتها وهي تتظاهر بالنزعااج :بس عاد يا راشد الماجد
خالد بنظرة غرور وهو ل يزال يغني عند اذنها هذه المرة :ول اله ال اللله..
تبعده فاتن من يده عنها وهو يضحك :حسوووووودة ميته من القهر ليش اني اغني لخالتي ..ان ما غنيت لها
اغني لمنوو
فاتن :ويي ارجوك لتذبحني عن لي عاااد عاااد خالد الماجد عن لي ) وهي ترجع ملمحها للغرور( ويا هالويه
خالد :احلى من ويهج ..يالعصااا
فاتن بحبور وهي تدخل المطبخ :رشاقه
خالد :رشاقه ..امحق رشاقه يوم ان الرشاقة جذي ..عاافها الخااااطر..
ام جراح :عاد انت اللي تيي وتقول لها جذي ..طالع روحك قبل.؟.
خالد يلتف على نفسة وهو يلحظ مدى نحله ولكنه :متيين شحليلي جني نبيل شعيل
ام جراح :هههههههههههههههه الله يغربل بليسك..
يضحك خالد لخالته وهو يسند جسده عند الثلجه ويلحظ نظرات فاتن له ..شفيها هذي تبي تذبحني ويا
هالعيون ...يعلج يا فتوووووون ..ناويه علي اتصرقع..
يكلمها :شتطالعين انتي ويا هالعيوون؟
فاتن تبع دعينيها عنه :ول شي
خالد وهو يرفع حاجب :شكله مو عاجبج وجودي؟
فاتن وهي تجلس على المائدة الصغيرة امام قطع الخضروات المختلفة :ل ل ابد بالعكس ..عزيز وغالي ) وهي
تلوح بالسكين(
خالد ينبه خالته :جوفي التهديد كاهي بنتج تهددني بالسجين ..هي فتووون ترى تدخلين سجن فيني؟
فاتن بنظرة ماكرة :مو حرام ..اهم شي افك العالم منك
ام جراح :يمه فاتن بس خلص
انصاعت الفتاة المطيعة لمها ولكنها اشارت الى نحرها بالسكين امام خالد الذي اخرج لسانه لها بعدما احولت
عيناه سخريا
وظلو الثلثة في المطبخ يعبث خالد عند كل واحدة وهو ل يكل ول يمل..
إلى ان وصلت مناير وهي محبطة وتكاد ملمحها تتعجن مع بعضها :الســـــــلم
الكل :وعليكم السلم
ام جراح تلتفت لبنتها :علمج منووور؟؟
مناير وهي تجلس عند اختها :يمه ساقطة انا؟
ام جراح :في شنو؟
مناير :في المتحان اليوم ..متاكدة% 100 ..
فاتن وهي تقشر الجزرة :كل مرة تقولين جذي وتنجحين
مناير :هالمرة متاكدة متاكدة ..ساقطة ساقطة ..ياويلي من ابوي بيذبحني
ام جراح :كله منج ..امس ماقلت لج ..والله طاح حنجي وانا اقوللج روحي ذاكري احسن لج من التلفزيون لكن
انتي حمارة ) ازدادت وتيرة غضب ام جراح( لكن انتي حمارة دومج على كيفج ويايه الحين تبطين جبدي وانتي
تقولين انج بتسقطين يعني شنو تبيني اقوللج ..تبيني استانس ول اخفف عليج ..
خالد يمسك خالته مهدئا :خالتي شوي شوي
ام جراح يزداد علاء صوتها :والله هالبنية بتينني ..حرام عليج تسقطين ..لو احنا مقصرين عليج جان زين..
والله فتوون تخلي امتحاناتها وتذاكر لج لكن انتي حمارة ..مدمغة شكلي بطلعج من المدرسة وتمي هني في
البيت..
مناير وهي تلوح بيديها :يكون احسن بعد ..احس ان مخي مو راضي يفتهم ...حيييل
تصرخ ام جراح :تطلعين من المدرسة تقعدين لي هني ..والله عشان اجابلج واذبحج من رقبتج هذي ..انتي
شبتسوين فينني تبين تجلطيني يالحمارة؟
يمسك خالد خالته هذه المرة بشكل اقوى :خالتي شوي شوي على روحج ما يسوي عليج
ام جراح :كلهم والله مطيبين خاطري ال هالسبالة ..مادري على شنو..
مناير وهي خائفة وتختبئ عند ذراع فاتن التي امسكت اختها لنها خافت من صراخ امها
ام جراح :اكثر وحده تصرف واكثر وحده معورة راسي ..فاتن الشيخة ما تلقي اللي انتي ملقيته من دلع
وتلبية ولكن شوفيها شلون رافعه راسنا..
خالد :خالتي بس بعد كل انسان ومستواه
مناير بصوت خافت :قالها خالد
خالد بنظرة مخيفة :انجبي انتي ..مالج ويه تتكلمين ..منوووور انا اللي اتحلف لج الحين ..ان سقطتي في
هالمادة ل اطقج طق اليهد ليمن تقولين بس..
مناير بعجرفة وقلة ادب :نعم نعم ..بصفتك شنوو ان شاء الله ..انا اخواني ما يطقوني اتيي انت تطقني ..تهبى
وتخسى..
بعد هذا الكلم الجارح الذي القته مناير على خالد ظهر صوت اخر :صفعه من يد فاتن على وجه مناير ..لم
تكن قوية بل مهينة
فاتن وهي تكشر باسنانها في وجه اختها حنق وغضبا :قليــــــــلة ادب ..ذلفي دارج ل بارك الله بعدوينج..
ذلفي
مناير وهي تمسك خدها الما وحرجا من اختها ..ولكنها لم تنبس ببنت شفة وغادرت مسرعة الى غرفتها..
اما فاتن فكانت تنفذ النار من انفها من الغضب العارم الذي اجتاحها ..ام جراح وخالد بقيااا مندهشين من ردة
فعل فاتن الغير متوقعة ..صحيح ان ما قالته مناير كان حقيرا وكريها ..لكن ردة فعل فاتن تجاهه كانت مخيفة..
مابالها كي تمد يدها وهي المعروفة بدللها لمناير ..حتى فاتن نفسها لم تعرف ما جرى بها كيف تصفع اختها
بهذه الطريقة ..التفت ناحية امها وهي تستنجدها بنظراتها ..لكنها وجدت امها مندهشة ل بل مصعوقة وهي ل
تعرف ما تقول
فاتن :يمـــه
ام جراح لم ترد عليها بكل مالت نظراتها للسف ..كيف بدر منك يا بنيتي هذا التصرف؟
خرجت فاتن مسرعة من المنزل وهي غير مصدقة ما جرى لها في لحظه ..لم صفعت مناير ل تدري؟ لكن
نظرات امها لها هي ما جلبت العبرة الى عينها ..ياالهي ..ما أقساني ..لكن ..مناير لم يكن من حقها ان تقول
ما قالته لخالد وهو الوحيد من ياتي لنا ..اردت ان ارد اعتباره امام امي وامامي ..لكن ..ل حق لي بصفعها
هكذا ..لقد اهنتها ..يا الهي .سامحني..
جلست فاتن عند حافة الحوض الزراعي الصغير وهي تبكي بهدوء ..لم تستطع أن تتوقع أن يبدر منها مثل هذا
الموقف الكريه ..سامحيني يا أختي ..سامحيني
مشعل الذي ظل واقفا في الشارع ينتظر خروج فاتن له ..فبعد دخولها العاصف لمنزلها من غير أن تلتفت له
كان من اشد المور ألما على قلبه أن ل تلتفت له حبيبة قلبه ..وتتجاهله هكذا ..لماذا يا فاتن ..لما؟
ابتعد عن منزلهم وهو يقترب لمنزل حبيبته واللهفة سارية في حناياه متمنيا رؤيتها ..يا ليت لو أراها الن لكحل
عيناي بها ..وقف عند السور الحديدي الصدئ وهو ينظر لمن جالس على الحوض ..كانت هي ..ويا قلبه..
كانت تبكي..
فر عقل مشعل عن رأسه عندما تاكد ان الجالس هي فاتن ..فما كان له ال ان يتجاسر ويناديها
مشعل بصوت حنون شاجب :فاتن؟؟
التفتت لفاتن للصوت الذي ينادي اسمها بهذه العذوبة ..توجهت نظراتها مباشرة للمخلوق الواقف خلف سور
منزلهم ..كان هو ..العزاء لعيونها الحزينة..
فاتن والدمعة الناعمة تسير على خدها المشمشي ... :مشعل؟
مشعل وهو يمسك أعمدة السور :علمج؟ ليش تبجين؟ منو بجاج؟
تغضنت ملمح فاتن :انت ليش واقف هني؟
مشعل :ماقدر ماشوفج ..وانتي من دخلتي البيت حتى ما التفتي لي وانا اللي واقف انتظرج ..علمج فاتن..
ليش تبجين يا بعد هالناس..
فاتن وهي تحترق عيناها بدموع السى :انا قاسية ..صفعت اختي ...ظالمة ظالمة..
مشعل يبتسم لها مخفف عن وطأة الغم الذي يعتريها :لاا ماعاش اللي يقول عنج ظالمة ..انتي لو ظالمة جان
الدنيا ما اصبحت ول اشرقت الشمس بنور ..ل تقولين عن نفسج جذي ..ما ارضى عليج تراني..
فاتن :لكني ظالمة ..صفعتها واهنتها جدام الكل
مشعل :انتي ل اول وحدة ول اخر وحده تفقد اعصابها ليمن تشوف الغلط ..واختج اكيد سوت الجايد عشان
تنمد يدج عليها..
فاتن :ما كان لي حق
مشعل :صح ..لكن بعد ..الله عالم بظروفج ..وسبب صفعج لها..
لم تعي فاتن ما كانت تفعله انذاك ..لقد كانت واقفة ..ولكنها تطير ..يالله ..تمنيت من ياتيني ويخفف كربي..
ولكن ان ترسل لي مشعل ..فهي دللة على وسع رحمتك يا ربي..
مشعل :طلبتج
فاتن :فداك
يشير مشعل الى خده :امسحي هالدمعة اللي بمرورها عليج تذبحني ذبح الشياة..
ل اراديا مدت فاتن يدها الى خدها وهي تسمح الدمعه التي سرعان ما غادرت حتى اتت اخرى خلفها..
مشعل :ل تبجين ..ل تبجين يافرحة هالوجود ..دموعج غالية ..اغلى من الماس كله..
ابتسمت فاتن لطرائه الجميل ..كم هو لجميل؟؟ كم هو رائع ومهدئ للعصاب ..احبه يا ربي ول اجد في
حياتي سبيل كي ل احبه
مشعل الذي ابتسم لبتسامتها العذبة بحبور :يالله الحين دخلي البيت ..الناس ظهر ..حرام توقفين في
الشمس ..أخاف يصيبج شي ..
فاتن أومات برأسها كالطفلة المطيعة ..وغادرت عن عيون مشعل الذي كانت ترقباان خطواتها الثيرية بكل
شغف ..ولكنها عاودت اللتفاف له
فاتن :ربي ل يحرمني منك..
مشعل لم يستطع ان يجيب ..لكن شل تمام من هذا الدعاء البسيط الذي قالته ولكن ما اشد أثره على قلبه..
ربي ل يحرمني منك ..ربي ل يحرمني منك ...ربي ل يحرمني منك ..تردد صوتها كالرنات في اذنه ..ل يحرمها
مني ..ل يحرمها مني ..لم لكن متأكدا من حبها لي ..ولكن ..ما قصدها بهذه الكلمات..
فاتن التي كانت تسترق النظر إليه بخطواتها لداخل المنزل له ..لتراه قد بدء يهم بالمغادرة ولكن بالتفافها
ناحيته توقف وعاد للوقوف ..ابتسمت بخجل وقد تلشى الكرب من قلبها تماما ..وعادت لداخل المنزل..
اما مشعل فقد استدار لمنزله وهو ل يعرف هل ان كان يمشي ام انه يطير؟ النشوة عارمة ..والفرح كبير
لدرجة انه يكاد يختنق به ..دخل منزلهم وهو يمشي ول ينظر الى أمامه ..وكأن فاتن ل تزال امام عينيه ..
ظهرت سماء اخته امامه وهي تنظر اليه ..
دخلت فاتن الى المطبخ مرة اخرى ..وهي طارحة بصرها بالرض ..كم هي لخجلى من امها ومن تصرفها الذي
بدى امامها..
كانت امها تواجه الفرن وهي تحرك شيئا ما في القدر..
ذهبت فاتن ناحيتها ووضعت مقدمة راسها عند ظهر امها ..انتبهت ام جراح لبنتها ..لقد غضبت منها ازاء
تصرفها المستهجن ..ولكنها تعرف طبيعة فاتن الحساسة ..تعرف ان خالد ل احد له في هذه الدنيا سوانا ..
ولهذ فهي ل تحب ان يجرحه احد ..وان كانت اختها العزيزة مناير ..فكظمت غيضها و امسكت بيد ابنتها بحنان
التي امتدت الى كتفها ..وكانت هذه نهاية الخصام..
خالد الذي كان اكثرهم فرحا ..جالسا في الصالة الصغيرة وهو يفكر بردة فعل فاتن ..وما قالته ..ماذا يعني
تصرفها هذا ..وال فاتن تضرب مناير؟؟؟؟؟؟ لم اصدق عيناني عندما امتدت يدها الى خد مناير المشاكسة..
مناير قد احرقت قلب خالتي ولكن فاتن كانت تمسك بمناير لتخفف فزعها من صراخ خالتي ..لكن عندما وجه
كلم مناير الجارح لي اسكتتها فاتن بصفعة تصم اذنيها اسبوع كامل ..ههههههههههه يا الهي لاريد ان اجن
ولكن ..ايقن هذا التصرف في قلبي؟؟ هل تحبني فاتن كما احبها؟؟ وانت يا خالد ..كيف لك ان تعرف هذا
الشي وانت على مضاربة دائمة معها ..لبد لك وان تلين معها قليل ..لكي تتغلغل في قلبها شيئا فشيئا يا
ربي ..مااشد فرحتي ..كيف لي ان اقابلها مرة اخرى من غير ان اكلها بعيني وبحبي الذي يعمر خافقي
وقلبي ..يا الهي الهمني الصبر..
خرجت فاتن من المطبخ الى الصالة بعد ان سالت عن خالد ..بحياااء كبير واجهته ..وكان هو مبيض الوجه
ولكنه بدى مرتاحا كثيرا..
فاتن بعلثمة :لتصدق روحك ..بس انا ماحب احد يجرح احد ..ومناير غلطت..
خالد كان ينظر اليها والبتسامة تكاد تنفجر بوجهها
فاتن بحنق :ل تضحك ل الكف الثاني على ويهك..
خالد انفجر ضاحكا في وجهها المستغرب ..ل بل المندهش ..وقف خالد وهو يضحك وتقدم لفاتن وهو محنيا
راسه
خالد بهمس :اقول فتووون؟
فاتن وهي تعقد ذراعيها ومن طرف انفها تكلمه :شتبي؟
خالد :شوي شوي ..خفي الله يهديج ..ترى الناس ضعيفة ما اتحمل هالعصبية كلها
فاتن وهي تلوووح مستسلمة في وجهه :اوووووووووه انت مو ويه احد يدافع عنك ..تحرج الواحد يعللكككك..
خالد لم يتمالك نفسه وهو يضحك ورمى بنفسه الخفيفة على الكرسي وهو ل يزال يضحك..
في يوم اخر قررت العائلة الصغيرة ان تخرج الى البركة ..والكل طبعا كان فرحا بهذا الشي ..وفاتن دعت
رفيقتها مريم واختها نورة التي اعتذرت عن المجيء لكن مريم وافقت فقط بعد الحاحا وحلفا من فاتن عليها
كانت تتجنب اللقاء بجراح الذي اصبح قاسيا ول يعيرها أدنى اهتمام ..كم هو لحقير ..معتوه ..سأريه من هي
مريم ..
وبالفعل حضرت ومعها سلة مليئة بمختلف الوجبات الخفيفة ..وفاتن هي من فتحت لها الباب ..وكانت فرحة
جدا برؤية مريم فهي كانت تكتفي بسماع صوتها في الهاتف وهذه أول مرة تراها من بعد يوم المتحان
فاتن وهي تفتح ذراعيها لرفيقتها :مريوووووووووم حمارة وحده وحشتييييني
مريم :حمارة؟؟ معليه ) ,,ترد على عقبها مغادرة(
تسحبها فاتن :ههههههههههههههههههه تعالي صج انج حمارة
مريم :ل حمارة انا خليني بروح بيتنا..
فاتن التي كانت ترتدي قميصا ملبسا مريحة وتبدو كالجنبية بهذا المظهر :..ل فديتج محشووومة نا الحمارة
اللي ماعرف استقبلج
مريم بغرور وهي ترجع :أي خلج مؤدبة ل ارد بيتنا تراا السيارة للحين بره..
فاتن :هههههههههههههههه شلونج حبيبتي شخبارج؟
مريم واهي تقبل رفيقتها :ابخير حبيبتي انتي شخبارج؟
فاتن وهي تشير بيدها يمينا وشمال :شوي جذي وشوي جذاك
مريم :ل زين عيل احسن منا ..انا على طوللل هنااااك ) ..تشير الى اليسار أي انه جهة الحزن(
فاتن وهي تضمها :ماعليج عمري انا حاسة ان اليوم بتروح يدج لليمين اكثر..
مريم :تهبين والله تخسين ..مابي اشوفه
فاتن :وانتي ماتستحين شعبالج انا شنو باخذج لخوي يعني ..يهبى والله جراحوو ما يلقى خيرج يام الخير..
مريم :ياويلي من هالتقردن كله..
فاتن وهي تضحك بقوة :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعلللج والله وحشتني..
بخطوات من دخولها للمنزل نادى بوق السيارة التي كانت واقفة مريم ..التفتت مريم لها وهي تمد يدها
بالسلة لفاتن :خذي هالسلة بشوف شيبي مساعد..
ازدادت دقات قلب فاتن عندما سمعت بالسم ..مساعد ..هو من اوصلها ..يا الهي من هذا النسان الذي يبعثر
مشاعري يمنة ويسرة بمجرد سماع اسمه ..لم اذكره ابدا من بعد يوم المتحان ال عندما ذهبت لتصل في
مريم ..وها هو واقف امام منزلنا..
أخذت فاتن السلة من مريم التي هرعت لترى اخيها ..كان مساعد قد خرج من السيارة كي يحصل على
فرصة ليرى فاتن فيها ..لم يستطع ذلك وهو في السيارة لذا خرج منها..
كان يرتدي قميصا بلون البحر و بنطلون بلون الحليب كان مظهره يوحي بالصيف وشعره الخفيف ل تهبه
النسمة بل ل تحركه ..والنظارات هي نفسها التي تغطي عينااه ..لم ترى عينيه ال مرة واحده ..ول تتمنى ان
تراها مرة اخرى..
قبل ان ينظر الى اخته رفع نظره الى مسارها الذي اتت منه ليرى فاتن واقفة وسرعان ما اختبأت عندما رأته
خلف الباب ..ما باله هذا ينظر الي هكذا
[مريم :خير مساعد شفيك؟
مساعد وهو يتلفت يمنه ويسرة وكانه يبوح بسر خطير :اذا خلصتي دقي علي انا باخذج
مريم :ل ماله داعي لؤي متخمر هني اربع وعشرين ساعة بخليه اهو اللي يوصلني
يوجه نظراته النقمة لها :قلت لج دقي علي انا باخذج علمج ما تفهمين
مريم :زين زين عاد ..كلتني بقشوري) ..بخفة ظل( قشرني عاد
يضرب على كتفها بخفه لكن كان من إثرها ان أزاحتها عن مكانها :عن الخفة الزايدة ل تطيرين
تضمد على كتفها الذي المها وبصوت خافت :يالدب..
لم يسمعها مساعد ولكن ركب سيارته ..نظر الى الباب مرة اخرة ورأى فاتن تطل عليه وعندما لحظت عيناه
دخلت مرة اخرى ..ابتسم مساعد وتحرك في سيارته الفارهة مبتعدا عن تلك البقعة وهو مجبووووور
فاتن وهي ترى رفيقتها تعود ادراجها وهي تمسك كتفها ..انتظرتها حتى تصل ..ال بوجه رفيقتها يتجمد وتقف
خطواتها..
استغربت فاتن والتفتت الى ما تنظر اليه رفيقتها ..ورات اخيها جراح واقف هو الخر..
فاتن :هل جراح..
جراح وهو يجاهد بابعاد عينيه عن مريم :فاتن امي تسالج وين فتاحة المعلبات؟
فاتن :في الدرج اللي يم الفرن..
جراح يشيح بعينيه عن اخته ليلقي مريم :شلونج مريم شخبارج
مريم بنظرة معتمة :ابخير...
جراح وهو يحك راسه ورجله تتحرك بعصبيه :عاش من شافج
مريم :عاشت ايامك..
جملها كانت مقتضبة وتدل على الظيق ..اما جراح فكان لون وجهه يتغير بتغير الجو ..كان مبهتا وعندما تحدث
كان محمرا ..والاان ..مصفرا ..العجب ..اهذا تاثير مريم على اخي جراح..
جراح بتهكم :على القل يبتي ماجلتج وياج ..يالله فتون دخلي عن الحر ..واللي يبون ينقعون بكيفهم
قالها ودخل من بعدها وهو معصووووف الوجه ..لبد وانه غاضب من طريقة مريم في الكلم معه ..لكنها
غريبان ..لم كل هذا النفور
مريم وهي ممتعظه وتمد بشفتيها يمنه ويسرة :خلينا ندخل ) ...وهي تسحب السله( ل ذوب الحين..
دخلت مريم ووجهها مكفهر ..لم تكن مستعدة لتلك المنازلة البسيطة بينها وبين جراح ..هي تحبه حقيقة
ولكن ..تكره معاملته لها ..وتسمع من اخيها ما ل يسرها ابدا ..فجراح ..معشوق الفتيات ..ول يتوانى عن
محادثتهن
صمتت فاتن عندما جاء ذكر مساعد على اذنها ..مساعد مساعد ..ما هذا الحضور الغريب له ..ما اغربه هذا
الرجل..
مريم وهي تخرج ..وتعيد الدخول إلى غرفة فاتن :يعني انزل بروحي؟
فاتن وهي تلتفت لها :همممممم
مريم :شفيييييييج ..يالله ننزل خالتي تناديج..
فاتن :اوكيه بغير ملبسي وبنزل..
مريم بنظرة غبية :وانا انزل يعني بروحي؟
فاتن :زين مريم انتي مو غريبة
مريم :وان شفت اخوج ..ل اوكلج هالجوتي..
فاتن وهي تغلق الباب في وجه رفيقتها :جبيييييييييييييييييي
وتقفل الباب وهي تغير ملبسها ومريم التي لم تكن تضمر في قلبها أي لقاء مع جراح بقيت عند الباب تنتظر
ان تخرج فاتن ..وعندما خرجت فاتن نقمت عليها والخرى ضحكت عليها...
كان المطبخ يمووووج بالناس ..كلهم كانو هناك ..جراح ,خالد ,ابو جراح ,عبد العزيز ,مناير ,بشاير ,وحتى
خالتها عزيزة ..التي عندما رأت فاتن تهلل وجهها
عزيزة :هلاا فتوووووونة شلونج حبيبتي
فاتن تقبل خالتها :ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟
عزيزة :الحمد لله اوكية ..ها شلون صحتج الحين ان شاء الله احسن
فاتن تورطت ..ماذا ترد على خالتها ..لم تخبرهم عن ذاك اليوم بالمدرسة ول تريدهم ان يعرفوا لنها ل تريد
الكذب عليهم :احسن الحين الحمد لله ال اقوللج خالتي تعالي وياي شوي
الكل كان منشغل فلم يعبئ بحوار عزيزة وفاتن لكن خالد لم يكن مثلهم ..فهو بحضور فاتن ترتبك حواسه
كلها ..و " راداراته" تتصدر كل تحركاتها وكل كلمة تنبس بها شفتاها ..يا ترى لم سالتها الخالة عزيزة عن
حالتها الصحية؟؟ اكانت معتلة؟؟؟
في الصالة
فاتن :خالتي مابيج تقولين لمي شي عن هذاك اليوم انا ماقلت لها مابيها اتخرع
عزيزة بنظرة قلق :ليش انتي فيج شي فاتن؟؟؟ ليش تبين تغبين عليها؟
فاتن :ل مافيني شي سلمتج مابيها تخاف بس ..كفاية منوور وعمايلها السودة ما يحتاااج انا بعد ايي واضيق
على امي
عزيزة تبتسم :فديتج والله يا فتون ..عمرج مافكرتي بحالج هلج دومهم يسبقونج..
فاتن تبتسم لخالتها :يالله الحين خلينا نرد
مريم :ل تمي تمي اكثر ..موقفتني جني صمنديقه هني ..انا ارد بيتنا احسن
فاتن بحنق :يالله عااااااااااااااااااااااد بس وايد دلعتج انا اليوم ..شكلج ما بترتاحين ال لما اصطرج
مريم التي عرفت بأمر فاتن مع مناير بذاك اليوم :ل يبا شكلج تعودتي ..عيب ترى الكف اهانة..
مناير التي خرجت هي تحمل صحنا مشكل بالخضراوات :قوليلها ...علميها يا مريم ..خليها تفهم..
فاتن التي مازالت تلوم نفسها على موقفها من اختها التي لم تسامحها ..تكلمها ولكن ..بغرور ورفعة نفس..
تتمختر مناير امام الكل وهي تخرج الى الباحة لتضع الكل بجنب بركة السباحة..
مريم :ههههههههههههههههه مسكينة فاتن ما اتحمل هالمواقف
فاتن وهي تمتعض :سكتي عني والله جايسني هممممممممم؟؟ ..عوذ بالله منه ..واهي راسها يابس ماتسامح
بسهولة ياربي شلون اراضيها؟
مريم :وانتي من صجج اهي الغلطانة يبا خليها اهي اللي تييج وتستسمح منج..
فاتن :يعني حتى خالد اللي هي غالطة عليه تكلمه عادي ال انا يعني ..اقول مقرووودة من الولدة ..حق
شرعي في القرودة..
مريم :ههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسج
فاتن التي بدت حزينة بضحكة رفيقتها الرنانة ضحكت معها وتحول عبوسها الى اشراقة جميلة
جراح الذي كان واقفا عند باب المخرج الخلفي للمنزل ظل واقفا ينظر الى مريم التي كانت تضحك باشراق
ووجهها يوحي بكل معاني الطفولة والبراءة ..احس بالغيرة عليها ..لن خالد كان معه ايضا وعندما ضحكت
فاتن معها كانت اشارة من الله
جراح بعصبيه :بسككككم من الضحك فضحتونا ..بس شاقين الحلووووج ومستانسااات ..عنبو هالويووه
فاتن :والله نضحك ونوسع سدرنا ليش الهم والكدر بعدنا شباب.
جراح وهو يشيح بصره عن عيني مريم اللتان قاربتا على اختراق روحه كالرصاص من حدتهما :بنات اخر زمن..
قالها وهو يخرج ...ومريم التي بدت على اشد النزعاج ..لكنها لم تنبس ببنت شفة ..معتوه ..لبد وانه قد مات
من الغيرة
فاتن :ما عليج منه الغيرة وما تسوي..
مريم :مالت عليه..
فاتن تنظر في وجه رفيقتها ..وتبتسم بدهاء :شرايج؟
مريم :بشنو؟
فاتن تسحب رفيقتها...
مريم :فتوووون وين رايحة الله يهداااج..
فاتن واهي تسحبها وتارة تلتفت لها وتارة اخرى توجه بصرها لمامها :خلينا نلعب بالماي قبل ل يحجزون
التسلية عنا...
مريم :مينووووووووووووووووونة فتون شصار فييييييج
فاتن :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الدنيا يومين يا مريم
في الحديقة الخلفةي كان معظم الولد هناك ..ابني عزيزة مع عبد العزيز يلعبون بالكرة ..وخالد جالس وهو
يعد معدات الشواء ..وهو يزيت اللحم ..ومن كثرة الرهاق احس بالختناق فاخرج انبووب الهواء الذي يضخه
في فمه حتى تتسع مسالك التنفس لديه ..واذا بالكرة قد طارت من على رأسه فاخفضه تحت..
وبنظرة حانقة الى عبد العزيز :يالتيييييييييييييييييييلة يالهييييلق انت ..شوي واتكسر راسي؟؟
عبد العزيز :مو انا هذا ايمن غبي ما يعرف اشوووووت الكورة
ايمن :انا ول انت؟؟ مسوي روحك علء حبيل
عبد العزيز الذي سرعان ما ينحرج :انا اسوي روحي ..يالخايس لحظه لك..
وبدء الولدااان بالمعركة رقم 1000من حربهما الضارية ..ل يجتمع عبد العزيز وايمن ال وقد تقاتل حتى يسيل
الدم منهما ..ذهب خالد لهما واهووو النحيل يحاول ان يبعد بين هاذين السمينين..
خالد :بس عاااااااااااااااااد ..بس ..لوعتوو جبدنا...عزوز روح شوف الكورة وين راحت
عبدالعزيز :اهووو راح اهو اييبها
ايمن :روح انت يا علء حبيل
عبد العزيز بين يدي خالد :يالحيوااااااااان..
خالد وهو يمسكه ويجاهد في امساكه :بسسسسسسس يا عززووووز يعلك الحوومة في بطنك ..تم هني وان
تطاققتوا ل شققكم بالنص ...سامعين ...يعلكم رجيم صارم
وذهب خالد عنهما وما ان غاب حتى عادت اليدي في التشابك والضرب..
خرج خالد بحثا عن الكرة ..ولم يجدها ..تلفت يمنه ويسرة ..ولم تكن موجودة ..جلس كالقرفصاء على الرض
ينظر من تحت السيارات علها اختبأت هناك لكن ل اثر لها ..اين ذهبت يا ترى..
فقد المل في العثور عليها ..وعاود ادراجه نحو المنزل ..ال وصوت ناعم انثوي او طفولي بالحرى يكلمه
سماء :تدور على هالتمبة؟
التفت لها خالد وكانت عينيه تضيقان بالنظر ناحية هذه الفتاة؟ وما ان رأها جيدها حتى رأى ماكانت مرتدية ..يا
للهوووول
خالد بكل عفوية :من انتي؟؟؟؟
سماء بدهشه :انا ..سماء ...هذا بيتنا ..انت من؟؟
خالد :انتي اخت مشعل؟؟ ووهو ياشر ناحية القصر..
سماء تهز راسها :أي ...تعرف اخوي؟؟..
خالد وبدى بعصبية عفوية جدا :انتي شلبسه؟
دارت عيني سماء حول نفسها ..ما باله هذا ..ما شأنه :شلبسه؟
خالد :عيب يبا عيب ..روحي لبسي لج شي يستر
سماء بدت بالحنق والحراج البالغ منه ..و ما كان منها ال ان ترمي الكرة له وتعاود الدخول للمنزل...
حملت مريم طبق الحلوى الخفيفة التي اعدتها ام ايمن خالة فاتن وهي تمشي ببطئ كي ل تسقط من يدها..
تعرف نفسها ..ل توازن لها ودائما ما تسكب ما بيدها ..فتوانت بالمشي وهي تتخطى كل عقبة امامها..
وعندما وصلت للباحة الخلفية ابتسمت لنها وصلت سالمه ..الحمد لله ..للتو كانت ستضع الصحن ال الكرة
تقفز لوجهها وهي بصدمة تجمدت مكانها لتطأ على وجهها وترجعها للخلف والطبق طار من يدها اما هي
فطارت ايضا الى الخلف لتسقط على الرض بقووو ويرتطم رأسها باحدى العتبات..
انت مريم بانت ووضحت وهي تنادي فاتن ..والخبر الذي سرى بالمنزل اوصل فاتن لعندها هي تمسك على
قلبها ..صديقتي المسكينة ماذا جرى لها
فاتن تجلس بجنب مريم واهي تعاين وجهها بخوف :ريموووووووووووو حبيبتي شفيج؟ ..علمج؟؟
مريم وهي تحاول ان ترفع نفسها وجراح الجالس البعيد عنهم قليلل يوضح الموقف
جراح :هالحيوانين رمو الكرة عليها اوهي ما انتبهت) ..تتغير نبرته الى التانيب والعصبيه( يعني انتي ليش ما
تالطعين جدامج قبل ل تمشين
مريم التي استوت بجلستها وهي ل تستطيع ان ترى جيدا لثر الضربه القوية
اتت ام جراح مع ام ايمن وهن يجلسن عند مريم ..فور حضورهن قام جراح من مكانه وهو يتحرك بعصبية في
مكانه ..يا الهي ارجو ان مكروها لم يصبها ..مع اني اشك ..الضربة قوية جدا ..كان خائفا وخوفه يظهر بالتوتر
والعصبية ,والشمئزاز
ام جراح تناولها الماء لتشربه :شربي يمه مريم اسم الله عليج..
مريم كانت جالسة عند فاتن وهي تشرب الماء لكن قلبها كان مرتعدا ..ل ترى جراح ولكنها تحس بشراراته
تتطاير بالجو ..ما باله عصبيا هكذا وكانني انا من ضربته وليس اخوته ..تركت الكاس ولكن فاتن ارغمتها على
شرب المزيد
مريم امسكت يد فاتن وعبرت الباب الخلفي وهي تمر بجانب جراح الذي لم يستحمل قربها له فيقوم بشي
مجنون ابتعد عنها وخرج من المنزل..
اجلست فاتن مريم على الكرسي وسحبت الهاتف لتضرب رقما مريم كانت تلقيه عليها..
مريم التعبة ارخت راسها على الكرسي وهي مغمضة عينيها ..وفاتن التي تنتظر ردا تنظر اليها بشفقه
فاتن انقبض قلبها ..كيف يلفظ سمي هكذا بكل تملك ..فاتن ..ل اختي ول شي من هذا السلوب ..فاتن
وفقط؟؟
فاتن وهي تسرع باقفال الخط :مشكور اخوي) ..تصر على كلمة اخي( مع السلمة
مساعد بصوت آسر :الله يسلمج..
اقفل الخط عنها قبلها ..وبهذه الطريقة سلبها حتى حقها في ان تكون اول من تغلقه كي ل تبين له أي شي
خاطئ ..ما باله هذا النسان؟؟ لم يتصرف بهذا التملك ...غريب فعل..
مرت دقائق ال ووصل مساعد ..لم يكن بداخل السيارة بل وقف مع جراح يسلم عليه ..وينتظر مريم لكي
تخرج له ..ال وقد ظهرت المسكينة والضربة اعيتها كثيرا ..كانت فاتن تمشي بجنبها ..وجراح وقف بعيدا عن
الخ واخته..
ابعدت فاتن عينيها عن رفيقتها لترتطم بعيني ذلك الرجل ..وبدت نظرتها له استجوابية ..لكنها لم تحصل على
شي منه ..فنظاراته كانت تخفي أي شعور قد يتخلج عينيه..
لم ترد عليه وغادر عنها مع اخته ...ابتعد عن المنزل وفاتن مازالت واقفه عند الباب ...مستغربة منه ..هزت
راسها وكانها تنفض هذه الفكار عن راسها ..ل داعي لكل هذا التساؤل ..كلمها كما يكلم الخ اخته ..وعند
عودتها للمنزل رات من يسر نظرها..
كان مشعل
وفور رؤيتها له ابتسمت..
لكن هو ..لم يبد على وجهه أي اشارة على الفرحة ..كان حانقا ..ولم يهديها ول نظرة من نظراته المحببة ..يا
ترى ..ما به
اغلق سيارته ونظرة اخيرة سلم على جراح ملوحا ودخل ..تاركا فاتن بحيرة كبيرة ..؟؟
الجزء السادس
)الفصل الول(
مرت اليام سريعة على فاتن وهي ل ترى مشعل ول تسمع عنه شيئا ..راته مرة واحدة فقط منذ ذلك اليوم
وعندها ..اختفت كل اخباره عنها ..حتى اخيها جراح الذي لم يقر في المنزل وخروجه اصبح شيئا معتاد..
مناير كانت جالسة في الباحة الخلفية مع امها واختها ..تلعب بتلك المسجلة الهرمة لتبحث عن اذاعة لكي
تطرب نفسها بها
ام جراح :بسج عاد من هالبربسه مانبي اغاني الناس تبي ترتاح
مناير :اوووووووو يمه في اغنيه يديده لعاصي ابي اسمعها اكيد بحصلها هني
ام جراح :واقردي عليج ..انتي علمج خبصة ل تشغلين اغاني منوور
مناير تترجى امها :يمه عاد تكفين بليز يمه بلييييز لزم اسمع هالغنية
بذهاب ام جراح لبيت ام بدر كانت فرصة لفاتن ان تخرج من دائرة الهم التي اجتاحتها منذ ذلك اليوم ..لكن..
انا لن اذعن ولن ارخي راسي ..كما عاملني سأعاملة ..وهذا الشي ساثبته مع اليااام..
دخلت المنزل وهي تتمطط ملل ..للتو ستدخل المطبخ ال خالد يناديها من الباب الرئيسي:
فتوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووون
التفتت فاتن وهي جزعة ..ما باله خالد يناديها هكذا..
ذهبت عند الباب لتراه لكن لم يكن هناك ..فتحتحه لترى والدها محمووول بين ايدي جراح ومشعل وخالد
النحيل الذي لم يكن يشترك بشي..
وقفت وهي متجمدة مكانها لهول الموقف ..كان والدها غائبا عن الوعي ولكن شيء ماا يقطر من راسه ..انها
الدمااء ..يا ويلي ..يا حسرتي عليك يا ابتي..
يفتح خالد الباب وهو يبعد فاتن المنصدمة عن دربه ..يدخل جراح ومشعل الوالد الى الصالة
اسرعت ناحيه الهاتف لتتصل ..وعندما وصلها الخط انربط لسانها ل تعرف بما ترد ..امسك خالد الهاتف عنها
وتكلم ليطلب السعاف...
بعد دقائق
شربت فاتن من الماء الذي احضره خالد لها ..ومشعل واقف عند الباب وهو خائف ..وبنفس الوقت ..غيور
من جراح وخالد لنهما يهتمان بها وهو ل يستطيع ان يفعل شيئا ً
خرج جراح من عندهم في الصالة ليرى المسعفين قد دخلو ورتبو امور والدهم على السرير المتحرك
وحملووه معهم لداخل السيارة وجراح يتبعهم..
اهل المنطقة تجمهرو لصوت السعاف ومعهم ام جراح ..وارتعدت فرائصها عندم راته بالقرب من منزلها..
اسرع بالمشي مع مناير وسماهر وهما فرحتان لن ام بدر وافقت على بقاء سماهر بمنزلهم..
خطاها كانت خفيفة ووصلت للمنزل لترى اب اولدها يدخل في السيارة ..ما ان رآها جراح حتى ابعدها عن
الجمهور ولكن عينيها بقت مرتبطة بعيني اب جراح المغمضتان..
جراح يضم امه لصدره ..ل يدري ..ليهدا قلبه ام يهدء امه ..ادخلها المنزل وهي تصرخ وتضرب على وجهها
تنظر الم بهلج لمناير التي كانت بحضن فاتن المتصنمة وهدت وتيرتها..
تمسك بيدي خالد وتكلم فاتن :يمه ..روحي هاتي عباتي ..بروح ويا ابوج
فاتن :ان شالله
ذهبت وذهبت معها مناير ..كظلها ل تفارقها ..وسماهر واقفة عند خالتها تصب دمعها ساخنا على وجتيها..
جراح الذي اختفى مع سيارة السعاف ومشعل واقف مع جمهور الناس ..ولكنه كان قريب
تبتعد عنه ام جراح وهي تمسك راسها ..يا للمصيبة العظمى ..ان يسقط ابو جراح فهو من المور الصعبة التي
ل اا تقدر ام جراح ان تتحملها ابدا ...ما اصعبها عليها وما اقساها ..يا ويل حظي لو جرى بك شي يا ابا جراح..
ساموت ل محالة ..ساموووووت..
نزلت فاتن وهي ترتدي عبائتها وتحمل عباءة امها بيدها ..اعطتها اياها كي ترتديها
بقت الفتيات بالمنزل ..وهن يرتقبن الجديد من أي احد ..وعرفوا القصة لحقاا من خالد الذي عاد لهن بالليل
وهو متعب جدا..
خالد :كان عمي يركب المظلة اليديدة في بيت النهيدي والدري تحرك وما قدر انه يسيطر على نفسه..
وطااااح على الرض
ا
خبرهم الرض لن ماوقع عليه ابو جراح كان اصلب من الرض ..وقع ابو جراح على معداته الثقيله وهذا ما
سبب الفلق الكبير في راسه
فاتن التي لم تذرف دمعة واحدة ولكن عينيها كانت تحرقها كثيرا ومناير لم تهدا عن البكاء
غادرت سماهر ومناير وبقت فاتن جالسة تنظر للمام بعينين داكنتين..
خالد احس بمدى عمق نظرتها ولكن سالها عن شي مختلف تماما :وينه عزيز؟
فاتن :في بيت خالتي عزيزة ...بيقعد هناك ..انا قلت لها تخليه يباات عندهم وباجر بتييبه ..لن ان يا بياذينا ال
يبي يروح المستشفى لمي..
خالد :ل زين زين ..خله ويا ايمنو لكن الله يعين خالتي عليهم..
ف
اتن تبتسم كالثلج وهي ترجع بصرها للفراغ..
قلب خالد كان يرتعد من هذه الفتاة التي ل تشكي همها لحد ..وهو يعرف مدى حنقها عندما يسالها احدهم
عن ما بالها فهي ل تحب ان تفصح بمشاعرها لحد ..لذا ابعد عينيه عنها وبدء ينظر للمتفرقات المصفوفة على
الطاولة ..واخذ يعبث بها ويرى ماهي ..التفتت لظرف ..موجه لفاتن سعود خلف الياسي ..من يا ترى..
فتحت فاتن الباب من غير ان يدق احدا الجرس ..وال بمشعل يمد يده ناحية الجرس وانصدم عندما رآها تفتح
الباب والعينان الزجاجيتان استفحلتنا للدكنة...
فاتن :مشعل....
مشعل وكانه عاد للواقع بصوتها الدافيئ ..وتقرب خطوة وما به ال ان تراجع اثنتين ..عندما رأى خالد يتقدم
خلف فاتن ..
تعيد فاتن السؤال المجهول الذي لم تساله لمشعل :مشعل؟؟ وينها امي؟؟
مشعل ارتبك : ..يبونج في لمستشفى ..الحين
فاتن امسكت على قلبها
خالد :وينها خالتي ..ووينه جراح
مشعل :اهناك ..بس يبونها ) ويشير الى فاتن وكانها غير حية(
خالد :بس ما عندنا سيارة؟
مشعل :انا اوصلكم..
فاتن :ماكو احد في البيت غيري وخالد...
مشعل :بس يبونج هناك..
بدأ مزاج خالد ينقلب الى العصبية :شنو يعني تاخذها لحالك؟؟؟؟
مشعل فتح عينيه بوسعهن ..لم تطرأ هذه الفكرة في باله ابدا ..ولكن ..مجرد ذكر تواجد فاتن معه ولوحده..
استغفرك يا رب ..استغفرك...
مشعل :محد قال جذي ...انا بوعي اختي اخليها اتيي وياي؟
خالد :ل انا بيي وياكم...
فاتن تلتفت لخالد وتمسك يده بخفه :بس ماكو احد بالبيت ..اذا انا رحت عزاي انك انت موجود فيه ..لكن اذا
احنا الثننين رحنا...
خالد :شنوو يعني اخليج تروحين معاه لحالج؟؟؟؟
بدت عصبيه خالد حارقة واخرست فاتن تماما..
مشعل يبدي رأيا :انا قلت لك اخلي اختي اتييي معاي الحين..
خالد بكل نفي :لاا
فاتن :خالد ارجوك يالله مو وقته هذا اكاه يقول لك اخته بتيي معانا يعني اكوووو حد ثالث..
خالد بصوت منخفض :ماقدر اخليج تروحين
فاتن :انا اطلب منك هالشي..خالد يبوني هناك )..تمسك بيده مرة اخرة ومشعل يرى امساكتها هذه المرة(
خلني اروح يالله عاد ل تطولها
خالد احس بالحنق ..لم ل يستطيع ان يذهب معها ..انه يغار من تواجدها مع مشعل ..ل يريدها ان تكون لوحدها
معه ..امممممم ياويلي انا بحيرة في امري ..يا ربي ..هل اتركها تذهب
فاتن تهز راسها موافقة ومشعل من وقف محتارا من امره ..يتسائل في قلبه ..ل بل يحترق من كثر السألة..
ما طبيعة علقة جراح بفاتن؟؟ ولم هي منصاعة لوامره هكذا؟؟ هل لنه ابن خالتها فقط؟؟؟
مشعل لم يرد عليه ..ولكن لكي يرضيه هز رأسه منصاعا لوامره ..ولكن بذرة الشك بالعلقة التي تدور بين
خالد وفاتن بدأت تدور في مخيلة مشعل ..هل هو يحبها؟؟؟
فاتن التي ارتدت ملبسها مسرعة ...لم تعرف ان قطعها غير متناسقة ..لم تبدي أي اهتماما خاصا في لبسها
لن بالها لم يكن معها ...كان مع ابيها ..يا الهي ..هل هو بخير؟؟؟ لم استدعوني.؟؟ لبد وانه قد تحسن وقد
طلبني ..لبد وانه ...ولبد ولبد ولبد ..الى مال نهاية..
حتى خرجت من غرفتها وهي تقفل الباب لتجد اختها مناير ) البالغة من العمر الخامسة عشر(
هزت مناير راسها موافقة على طلب اختها ..وهي مازالت خائفه ول تريد ان تذهب اختها من دونها ..لكن ماذا
تفعل ..ل حكم لها على أي شي ...ودخلت غرفتها بعد ان ودعتها اختها ورمت بنفسها على
سريرها تحتظن الوسادة وهي تغمرها بدمعها الساخن ..ال بصحوة رفيقتها سماهر..
*******************
خرجت فاتن وهي ترى سيارة مشعل الفارهة تقف عند منزلهم ..وبالكرسي المامي فتاه الشبه الكبير بينها
وبين مشعل كان ملحوظا ..ال ان مظهرها كاان انثويا اكثر ..والجمال بادي في كل ناحية من وجهها ..فتحت
فاتن الباب ال بصوت اختها مناير خلفها
التفتت فاتن بشوق ناحية اختها المسكينة التي لم تستطع ان تظل بدارها ..اما الخرى فقد ركضت ناحية اختها
جزعة وتلحقها رفيقتها سماهر ..وفاتن سارت ناحيتهن..
ورمت مناير بنفسها في حظن اختها الدافيء بكل بساطة وفاتن التي لم تبكي طول المصيبة بكت هذه المرة
من اختها ..ويا ويلها من الدموووع التي سالت على خدها ..احرقت فوائدها ل بل احرقت حشاها بطلوعها..
خالد الواقف بعيدا ذاب قلبه من دمع فاتن ..ومشعل الجالس في السيارة يسمع ما تقوله فاتن لختها من غير
ان يلتفت لها ..وسماء الرقيقة تجذب نظرها إلى مناير وأختها ...والفتى الواقف أمام المنزل ..يا لهم من عائلة
مسكينة ..هذا ما تبادر في خلد الفتاه البالغة من العمر السابعة عشر..
تركت فاتن اختها بعد ان قبلتها قبلة الوداع ..والوعد باللقاء القريب ..وكانها ستسافر ..ما اقسى هذه اللحظات
على قلب فاتن ..واختها المدللة ..اما خالد فتقدم واعطى دورها بانه سحب اخته الصغيرة الى داخل المنزل..
وفاتن تقدمت ناحية السيارة وفتحت الباب الخلفي خلف سماء ..جلست وهي ترتعد واغلقت الباب من خلفها..
لم ترفع عينها للعين التي كانت تراقبها ..بل اكتفت بالنظر الى راحتي يديها الممدودتان بحظنها ..وتحركت
السيارة ..نحو مصير والدها..
خالد الذي بقي في الخارج منتظرا فاتن ..لم يستطع ان يهنأ له بال ..و كان كل حين يدخل داخل المنزل
ليستمع للهاتف ..لكنه لم يرن ..ما بالها فاتن ..لبد وانها وصلت ..لكن ..فاتن لم تصل ..تعطل بهم المسير
بالشارع ..والزحمة كانت خانقة ..احدا ما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل ..وكما يبدو من الجمع الغفير ..ان
الحادث ليس بسيطا البتة ..كان الله في عون من انحشر بذلك الحادث..
مشعل كل حين يرفع عينه الى فاتن الهادئة ..او الذابلة ..لم تكن تلك النظرة التي رآها لول مرة ولم تكن تلك
الناصعة البياض بتلك الليلة ..حتى انه خيل له ان وهجا من النور يحوم حولها ..ما اكبر حلمه وما اوسع خياله..
هذا المشعل..
اما سماء تنظر اليه تارة وتنظر الى الفتاة الجالسة خلفها ..لم ينظر اخي الى هذه الفتاة بهذه النظرت ..وكانه
يطالبها بشي ..وكانه يسالها بعينيه وهي مشيحة عنه ..وما اللذي يدور في خلد هذه الفتاه ..تبدو وكانها تتمتم
شيئا بشفاهها ..لربما تدعي لوالدها ..المسكينة ..يا الهي ارجع والدهم لهن ..انهن مازلن بحاجته ..هذا ما يبدو
عليهن ..المسكينات ..لقد الم قلبي مظهرهن وهن متماسكات ..وجعلني اتمنى لو كان لي اخت مثل هذه
الفتاة..
اخفضت سماء راسها ووضعت يديها في حجرها وتتابعت مسيرة الصمت الخانقة ..الى ان اخلي الطريق قليلل
بعد مضي 30دقيقة في هذا الزحام الخانق ..خرج مشعل بكل مهارة من بين السيارات مع كبر حجم سيارته..
واثناء خروجه استوقف السيارة بعنف حرك فاتن من مكانها ..ونطقت شي باسم الله
مشعل الذي واجه الموقف بصعووبة امسك بالمقود بكلتا يديه وهو يصر على اسنانه ..وسناء التي كانت ترتدي
حزام المان امسك بنفسها وهي تصرخ باسم اخيها :مشعللللل..
)الفصل الثاني(
بعد لحظات
سكن الجووو
وبدى كل شي عاديا..
سيطر مشعل على السيارة ..واخرجها من المسار الذي كان به ..وغادر بها على جناح السرعة ..مكمل
الطريق ناحية المستشفى...
اما فاتن التي كانت تشد على قبضة يدها الناعمة ..احست بالخوف والرغبة لمساك مشعل من كتفيه عندما
راته يتحرك بقوة من على الكرسي ..يا الهي ..كنا على وشك ان ...اعوذ بالله ..الحمد لله على نجاتنا
وخروجنا سالمين..
سماء تكلم مشعل :علمك مشعل شوي وتذبحنا
مشعل بصوت مرتبك :مادري مرة وحده فقدت السيطرة ..و...
صمت مشعل عن اخته لنظرة قد التهمت ملمح وجهه ..كانت فاتن تنظر اليه بكل خوف ..وبعينيها اسألة
متعددة ..ماذا جرى له؟؟ هل هو بخير؟؟ هل تأذى؟ او اصيب بشيء.؟ وكنداء او تلبية لكل هذه الساله ...
مشعل :ما صار فيني شي ..بس ارتبكت شوي ..الحين اوكية..
سماء :الحمد لله ..يالله نروح..
ونظر مشعل بعينيه الى فاتن التي لم تفارق عيناها المرآة المامية ..وتعانقت نظراتهما ..لتقشع كل غيمات
الشك التي تبادرت في ذهن مشعل عن فاتن وخالد ..لكن ..موقف ما عاد الى ذاكرته ..جعله يبعد عينيه عن
تلك العينين ..ولو ان حياته كانت منوطة بهما..
وعادت السيارة بالتحرك ..تاركة العاشقين في دوامة ل تنتهي من الشك والسالة ..والحيرة..
عندما وصلت السيارة الى مواقف المستشفى ..لم تستطع فاتن ان تخرج ..كان قلبها يرغمها على البقاء في
السيارة ..لكن سماء الطفلة الصغيرة امسكت بيدها لتخرجها من السيارة ..ويا ليتها لم تمسكها ..فبرود يد
فاتن كان صاعقا ..ومخيفا ..وقطرات العرق مندية وجهها الجميل الحزين..
ابدت سماء دورا في تلك اللحظات لم يستطع احد ان يشكرها عليه ..لم تتكلم ولم تقل أي من تلك العبارات
المواسية ..بل امساكها لفاتن كان اكبر مواساه ..ومشت الفتاتين خلف الرجل الى داخل المستشفى..
مشعل الذي كان يعرف الطريق قادهن ..وعندما دخلو الى المصعد ..تقدم مشعل وبقيت الثنتان خلفه ..فاتن
لم تكن ترى شيئا ..فالخوف والذعر دب في مفاصلها كلها ..والجزع قد اخذ مأخذه منها ..وسماء التي لم تفك
يدها ..قوت قبضتها عليها لتسندها ..ففاتن في تلك اللحظه بدت واهنة ..وتعبة ...وقد تذرها نسمة الهوا لو لم
تجد من يمسكها..
وتوقف المصعد عند المحطه المنشودة ...وخرج مشعل ولحقنه سماء وفاتن ..في كل خطوة مشتها فاتن كان
قلبها يقدم مليون تضحية من الدقات ..القلب يدق ستين دقة في الدقيقة ..اما في توقيت فاتن فكانت كل
خطوة بمليون دقة قلب ..وكم كانت هذه الضربات المتسارعة مؤثرة عليها ..يا رب ارحمني ..يا رب ابلغني
الصبر والهدوء ..ل استطيع ان اتحمل اكثر ...سانهار ..ل اريد ان انهار..
وعندما وصل مشعل الى الممر الذي كانت به ام جراح مع جراح ..سمع صرخة داوية رنت بالمكان...
ارتعد مشعل ..بحثت عيناه عن مصدر الصوت ..فلم يكن احدا بالممر ..وفاتن بعدها لم تصل ..التفت ورائه
ليجدها قد وصلت اليه ..ومن ملمحها ..يبدو انها قد سمعت الصرخة المدوية ..واسرعت بخاطاها وتجاوزته
لكن مشعل امسكها من يدها غير عابئا بشي..
وقفت عند الباب والدمعات مغرقة عينيها ..اغمضتهن لكي تسيل المياة التي تجمعت ..لتوضح لها الرؤية..
ورأت ما كان بالغرفة..
كانت امها بين يدي اخيها المتلوع ..وهي تتحرك بقوة ..وكانها تحاول الخلص من يده ..يبدو وكانه يمنعها من
شي ..اضطربت ملمح فاتن وهي ترى اخيها يبكي بلوعة وامه تتحرك كالمجنونة بين يديه ..و ...ستار ابيض
خلفهما مغلق ..يا الهي ..ماذا جرى..
التفت جراح لخته الخائفة وامه التي استكانت عندما سمعت صوت ابنتها ..وما ان عرفوها ..حتى زادت وتيرة
البكاء عند ام جراح وهي تصرخ لبنتها
ام جراح :يما فاتن انتخيتج ..روحي لبوج ..كلميييه ..عزيييزته انتي ..شوفيه حاجيه خليه يقووووم ..فاتن يمه
طلبتج ل ترديني ..طلبتج بحليب صدري ..روحي شوفي ابووووووج ..ما يرد علي ..ما يرد علينا ..روحي له ..
انتفضت فاتن من صراخ امها وجراح الذي يهدئها فاقد للسيطرة تماما ..وتارة يوجه بصره الى امه وتارة اخرى
الى اخته الذي تنظر اليه بتسائل محزن
جراح :فاتن خذي امي بره ...هديها
فاتن :شصاير جراح ..ما تقول لي شصاير..
ام جراح وهي تصرخ :ردت هالدنيا ويااااااااك ما طلبتها بدوونك يا عبدالله ...اويلي ..اويليييييييي اويلي...
سكنت الم بشهقة ..وسكنت حركتها ..لترتخي في حظن ابنها مغشي عليها ..جراح المسكين ارتعد من هول
المصائب التي حلت على رأسه تباعا :يمه ..يمه ...يمه ...فتون ..شفيها امي ..علمها امييي ..يمهه ) يضرب
على خد امه( يمه قومي ..تكفين يمه قومي مافيني والله مافيني)..يلتفت لخته الجالسة قربه وهو ينتفض
وصوته ينتفض معه( فتوون شوفي امييييي ..فتووووووون شوفيها..
فاتن تضرب على خد امها ..:يمه ..يمه ...حبيبتي يمه ..قومي يمه ..تكفين يمه طلبتج ...فجي عيونج يمه...
تلتفت الى مشعل برجاء :تكفييييي نادو على الطبيييييييييييييييييييب...
لم يعطل مشعل وركض ناحية أي مكتب استعلمات يراه ...وسماء الخائفة واقفة والدمع يهدر من عينيها
بحرارة ..ما هذا المصاب الجلل؟؟ لم هذه العائلة؟؟ لم؟.
مشعل الخر ينادي احدا عند مكتب الستعلمات :لو سمحتووووو ..خالتي طايحة شوفوووها لي
لم يكن احد يجيبه..
مشعل :هيييييي انتووووووووو نايمين ..اقوللكم خالتييييييييييييي طايحة...
ظهرت ممرضه من احد الممرات :علمك تصارخ؟
مشعل يتجه ناحيتها :خالتي طايحة وو ..اغمى عليها ..و ...تعالو شوفوها
الممرضة تحركت بسرعة من مكانها واتجهت ناحية احد المكاتب ..وحملت معها صينية حديدية تحتوي على
العديد من الدوية المختلفة ..ركضت مع مشعل ناحية الغرفة ..وعندما عاد لم يرى احد بالغرفة غير سماء
اخته الواقفة عند الباب..
سماء وكانها تجيب اخيها :راحوو في الغرفة اللي هناك) ..تشير الى الغرفة المجاورة(
ذهب مشعل غير معطل الى ناحية الغرفة ..وجد طبيبا ما مع ممرضة عند سرير ام جراح ..وجراح واقف
عندهم وفاتن بجنبه ..يياااااااااااااااه كم كان يود لو يضمها الى صدره ..فجراح لم يكن مولنها أي اهتمام
والخرى تبدو كالضائعة ..والتفتت له عندما دخل الغرفة ..وكانت بعينيها نظرة ..لم يعرف ما سببها ..لم تكن
نظرة عادية ...بل كانت ..نظرة رجاااء ..فتقرب منهم ..او منها بالخص ..من فاتن..
ال ويد الطبيب تستقر على ذراع جراح وهو يطمأنه ويشير له بالخروج..
الطبيب :احنا عطيناها مهدئات راح تخليها تنام لفترة ..بس لزم ما تخلونا تكون عرضة للنهيار ..تراها ضعيفة
ويمكن تنهار في أي لحظه..
جراح والدمع يسيل من عينيه المحمرتان :ان شاء الله دكتور
الدكتور يبتسم ابتسامة مواساة على شفتيه ويمسك بجراح من كتفيه بكلتا يديه :يا ولدي العمار بيد الله ..
والنسان لزم يسترجع ويذكر ربه ..كل الناس مصيرها الموت ..وانت لزم تكون قوي عشان اهلك وامك اللي
بتحتاجك..
هز جراح راسه بتفهم وهو يحاول ان يبلع الغصات التي تناولت حنجرته ..ويحاول ان يستمد القوة من يدي
الطبيب الممسك به ..وفاتن الواقعة تغيرت نظرتها الى الستغراب ..هل امي ستموت؟؟ هل امي على وشك
ان تموت؟ وابي ..ما حاله يا ترى؟؟ لم يقل لي جراح شيئا..
وعند مغادرة الطبيب تقدمت اليه فاتن وهي تضم يديها الى صدرها وهي خائفة :جراح ...وينه ابوي؟؟
رفع راسه جراح بكل مفاجاه؟؟؟ يا الهي ..فاتن ل تعرف..
فاتن وهي تنشر بصرها يمنة ويسره :انا من الخوف على امي ما حصل لي اسالك عنه ..وينه ابوي جراح..
شخباره شصار عليه؟
مسح جراح على وجهه وهو يبكي بهدوء وامتدت يديه الى فمه وهو يكممه كي ل يتكلم..
فاتن تمسك بتلك اليدين برجاء والدمع بدا يتساقط :جراح ...وينه ابوي؟؟؟
امسك جراح بيديها :فاتن..........
وصمت...
يا الهي..
يا رب السماوات...
يا ربي...
لم تشأ فاتن ان تستمع اكثر وخرجت من الغرفة لناحية الغرفة الخرى التي كانت امها قد سقطت فيها مذ
قليل..
كان الممرضان الخران يجراح السرير ومن عليه لخارج الغرفة وهو مغطى الوجه ...وبقع دم ٍ متناثرة على
ذلك الشرشف البيض ..يعكر بياضه الصافي ..سارت القافلة امام عينيها وهي مشدوهة بهذا المظهر ..رباه...
رباه من هذا؟
التفتت الى اخيها الواقف خلفها وهو مستند على جانب الباب المقابل للغرفة التي خرجت الجثه منها وهي ل
تصدق ما راته عيناها ..تبحث عن نكران ..عن من ينكر لها ما راته عيناها ويكذبها ..لكن ..لم يفدها اخاها
بشي ..وتهاملت روحها من جسدها ..وتراجعت للخلف وهي ترى اليجاب بدمع اخيها وعينيه اللتان اعتصرتا من
شددة اللم ..وبدى جسده متداخل من هول المصيبة وما راته عيناهما..
هزت راسها فاتن يمنه ويسره ..غير مصدقة ..ل ...لم يكن هو ..لم يكن والدي ..لم يكن والدي المغطى
بالشراشف ..لم يكن هو ...والدي ..والدي حي ..والدي ..والدي بالعمل ..انه يعمل في احدى المنازل ..يركب
احد البواب ..او ..يصلح احد العطال التصريفية ..انه ..نعم اعرف أين هو ..انه في منزل مريم ......يعاون أبو
مساعد في التسليك .......للمصارف الجديدة في منزلهم ...يا ويلي ...ابي...
توالت تلك الصرخة الداخليه صرخة اخرى ...لم تكن بالعنيفة ..ولكن ..مسموعة :يبـــــــــــا
تقدم لها جراح وهو يحتظنها عندما ترنحت امامه بخفة حظنها وهو يرفعها عن الرض والخرى ميتة بين
ذراعيه ...سماء التي جن جنونها بحظن اخيها على منظر ام جراح قبل والن فاتن ومشعل يهدئها ولكن ل
مجال ..فالفتاة تبكي فقدان اب هذين الخوين وكانه والدها ..ارحمهم يا ربي ..ارحمهم بواسع رحمتك..
*******************************************
مضت اليام حزينة على قلوب بيت ابو جراح ..وام جراح ..لم ترى الدنيا حتى الن ..فما ان تقوم حتى تصرخ
صرخات مدوية تقلب عالي الدنيا بسافلها ..فتعطى مهدئات تسكن هذا الصراخ ..فاتن بعد بكائها في
المستشفى لم تبكي ..اكراما لختها المسكينة واخيها الصغير الذي هو الثاني لم يبكي حتى الن على ابيه..
بذل جراح الكبير في عزاء والده ..استقبل الجمع الهائل الذي اتاهم في الباحة الخلفية ..نظرا لصغر منزلهم...
اعدها مع رفاقه كي تتناسب مع الحضور ..خالد تولى مهام الضيافة والمعاونة مقاسمة مع مشعل الذي بلغ
دوره البلوغ في السمو ..فكان هو الذراع اليسر لجراح وخالد اليمن..
فاتن استقبلت النسوة مع مريم واختها نورة وخالتها عزيزة ..بدت شجاعة ..ل بل بدت فولذية لول عينيها
المحمرتين وخديها المتوهجين ..كانت الحرارة مرتفعة في تلك اليام لكن ..نسيم الهوا البارد لم يبخل عليهم
بالبروودة...
عزاء النسوة كان في بيت ابو مساعد ..والرجال في الباحة الخلفية لمنزل ابو جراح رحمة الله عليه..
لم يصدق احد الخبر عندما انتشر كانتشار الهواء في الرجاء المعتمة ..مساعد اكثرهم ..فمذ سمع الخبر فجع
بطريقة ل توصف ..واحس وكان عالية توفت مرة اخرى ..هذه المرة لم تتوفى هي ..بل توفى اخاها الطيب
المحترم المتواضع ..الذي بنى لنفسه المكانة العالية بين الناس بطيبته وبفزعه لكل اهالي الحي في الحاجة..
الكل تحسب على وفاته ..والكل شكى الحال الى الله ..وقالو ..كان يومه ..لكن كي يموت بهذه الطريقة
البشعة ..لم يستطع احد ان يجيب على هذا السؤال ..الذي كان ينطرح في المرة الف مرة في بال جراح
الذي كلما اغمض عينيه ترائت له صورة والده وهو ساقط والدم يسيل من راسه بحرارة..
فيفتحهما وكانه صحى من كابوس مزعج ..ويستند لما خلفه ويريح رقبته...
في اخر يوم للعزا ...بقيت مريم مع فاتن في غرفتها ..تتجاذبان الصمت من ارجاء الغرفة ..تعبتان ل بل
منهكتان ..مسكينة فاتن ..هذا ما تبادر في ذهن مريم وهي تفكر ..اكان لها ان تعاني كل هذا مع اهلها..
مسكينة حقا ..تحب والدها بعنف ..فلم هذا الفراق تحتم عليهما ..رحمك الله يا عمي ..لقد كنت رجل عظيما..
تنتبه فاتن الى مريم السارحة في وجهها ..وابتسمت لها بحزن عميق ..ل بل دفين ..وكانه يخرج من غياهب
القلب..
فاتن :علمج؟
مريم تهز راسها ..:ول شي..
فاتن :سارحة فيني) ..تغمز لها بخفه( معجبه؟
مريم تبتسم :هههه ..أي ..تقدرين تقولين) ..بمزاح تمد قميصها السود ناحيه وجه فاتن( لو سمحتي التوقيع..
فاتن تضحك وهي تريح راسها على الوسادة :هههههههه..
تنظر اليها مريم ولم تضحك ..بل اكتفت بالبتسام وهي تقلب ببصرها يمنة ويسرة
فاتن :علمج مريم؟؟ شفيج؟؟
مريم وهي تنهض من على السرير :مافيني شي..
فاتن :ليش ويهج منعفس وكان ول شي عاجبج..
مريم وهي تلوح بيديها ..:برودج اهو اللي مو عاجبني..
فاتن تعقد حاجبيها :برودي؟؟ أي برود الله يهداج
مريم تلتفت لها :يعني انتي مستانسة على حالج؟؟؟ مستانسة كونج اقوى وحده وانج الوحيدة اللي مابجت..
تبتسم فاتن بحزن :وليش ابجي ..انا بجاي اعظم من الدموع..
مريم وهي تجلس بجنبها :بس بعد يا فاتن ..ترى ان حبستي الشي فيج بيرد لج اضعاف اضعاف..
تمسك فاتن بيد صديقتها الحميمة :ل تخافين ..ما بيصير فيني شي ..انا جبل ..ما سمعتي ام بدر شقالت عني
اليوم...
اشاحت ببصرها عن رفيقتها وعادت واستلقت وهي تعبة ..وضعت ذراعها على عينيها والخرى على بطنها..
وكانها ستناام..
قامت مريم من على السرير ..وهي تقلب بين اغراض فاتن ..التفتت الى صورة على رف المنضدة..
وابتسمت لها ..كانت صورة قديمة لهن ..فاتن وهي وسمية ..هي وفاتن كانتا متابطين ذراع بعضيهما وسمية
عاقدة ذراعيها ول تبتسم بالصورة ..تذكرت مناسبة هذه الصورة ..كانت يوم النظافة بالمدرسة ..وصفهم فاز
بتلك الجائزة ..وصورتهن خالة فاتن ..ما اسعد ذلك اليوم..وما احزن هذه اليام..
عندما نزلت فاتن مع مريم الى الصالة كانت خالتها ل تزال موجودة بالضافة الى اخيها جراح الذي بدى كهل
في تلك اللحظات ..ولكن ..هناك شخصا اخرا ..من هو؟؟ لم يكن خالد ..كان موليا ظهره للدرج ..ولم تستطع
فاتن ان تراه ...وعندما سمع صوت وصولها ..التفتت كل العين ..والتفت الشخص ايضا...
في تلك اللحظة ..تجمدت قدما فاتن عن المسير ...كان ..كان مساعد ..اخ مريم ..لم تعلمني مريم عن زيارة
لخيها...
عينا مساعد كانتا تسبحان بوجهها النير ..ولكن الشاحب ..وعندما راى سربال السى على محياها ..امسك قلبه
كيل يقفز عليها مطبطبا عليها
كانت حركة اخيها مشابهه لحركة ابيها عندما يريد محادثتها بموضوع هام ..يخصها..
تقدمت لبين يدي اخيها ..وهي تجلس عنده..
فاتن :شصاير؟
مريم التي جلست عند عزيزة خاله مريم ..ومساعد ظل واقفا..
جراح :ماصاير شي بس ..انتي تعرفين مساعد اخو مريم ..صح؟
فاتن وهي تنظر بسرعة ناحية مساعد :ايه...
الستغراب كان هو سيد الموقف..
جراح الذي بدا هادئا :اهو عنده شي يبي يقوله لج ..يمكن اهوو سابق عن موعده لكن ..اهو لمصلحتج..
امسكت فاتن على قلبها ..ل تعرف لم طرأ موضوع الزواج في بالها ..ل تعرف لما احست ان مساعد لربما
خطبها من اخيها ..مع ان علقتهما بعيدة كل البعد عن تلك المخيلت ..لكن ..شيء ما نغص هدوء قلبها..
فاتن :شالسالفة؟
جراح يبتسم بليونة :شركة مساعد ..اسمها ..الوفا للمحاماة ..مقدمة لج منحة ..نظرا لمعدلج المرتفع
بالمدرسة..
تذكرت فاتن ذلك الظرف الذي وقع نظر خالد عليه بذلك اليوم ..وكانت به الوراق المتعددة ..ولكن مااسرع
حتى ان تغلبت الذكريات الحزينة عليها ..فذلك اليوم هو يوم وفاة والدها.
اخفضت فاتن راسها بكل حزن الى حجرها :أي ..ادري
عم الصمت ..بتلك اللحظات بدى ان جراح على وشك البكاء ..لم يكن يخجل من اذراف الدمع ابدا ..لكنه
عندما نظر الى امامة فوجد مريم تبتسم بخفة له ..وكانها تداوي جرحه النازف ..وتطلب منه ان يكون قويا ..
لجل نفسه ..ولجل فاتن بهذه اللحظة..
فاتن :لن هذا مو وقته الحين ..لو كانت الظروف ثانية ..جان ..وافقت ..بس ..امي محتاجة احد يبقى معاها..
و ..و انا ...ابي اكون وياها في كل شي ...مابي اخليها لحالها ..وهذي البعثة دراسة خارجية ..وانا عمري
مافكرت اني ادرس برة
عزيزة :لن الفرصة ما كانت موجودة انج تدرسين في بلد برة ..لكن الحين الفرصة جدامج ..والبعثة بتتكفل
فيج طول اربع سنوات..
فاتن بهدوء تهز راسها :ولو ..مابي اطلع ..ابي اهتم في اخواني..
جراح :فاتن ..مو كل يوم تنفتج لج هالبواب.
فاتن :ادري ..بس مابي ...مابي..
القت ببصرها على مساعد الذي كان كجمود الحائط الذي خلفه :انا بصراحة اتشرف بهذه البعثه بس ..لو
الظروف كانت مغايرة ..كنت قبلتها...
مساعد :وليش الحين.؟؟ علمها الظروف..
استغربت فاتن ...ما بالها الظروف :اسفه؟؟
مساعد وهو يتحرك في مكانه :أنا أشوف إن حتى لو الوالد الله يرحمه غير موجود ما راح يعني هذا الشي
نهاية العالم ..بالعكس ..أنا اللي اعرفه عن ابوج انه كان يفضلكم تدرسون على أي شي ..وكان يبذل
المستحيل عشان دراستكم ..فالحين يوم انه الله توفاه برحمته أنتي ناويه توقفين مسيرة التعليم اللي اهو
حاول الكثير عشانها؟.
انربط لسان فاتن ..كيف ترد عليه؟ لقد الجم لسانها بتلك الكلمات الصارمة ..ما قاله لم يكن كذبا ول تاليفا..
كانت الحقيقة ..لكن ..طريقة سردها ..كانت مثيرة للعصاب ..ليس لفاتن فقط ..بل حتى لجراح ..على الرغم
من احتمال جراح وفاتن لكل العباء بالونه الخيرة ال ان هذا المتعجرف الكبير اتى لهم بدقيقة واحدة ليبين
لهم انهما ما زال صغيرين ..كم هو.......
مساعد يقطع الصمت بصوته المرعد :والله انا مكانج يا اختي ما خليت هالفرصة ..ما اتعوض ..وذهبية لو
تقدرين تقولين ..جامعة ييل ما تستقبل العديد من الطلب العرب ..وانتي راح تكونين من الفئة المميزة ..راح
تقدرين تدرسين اللي تبينه..
وعلى هكذا ..غادر العملق مع اخته ..وقبيل مغادرته ..التفت الى جراح ولكن عينيه انصبت على البيضاء
الواقفة وهي تناظرهما..
مساعد :باجر بتصل فيك وبتفاهم معاك على السالفة) ..لفاتن( وانتي بعد ..اتمنى لو انج تفكرين اكثر..
وبطريقة اوضح..
بانصياع :ان شاء الله..
وبعد هذه ال"تعليمات" غادر بابا مساعد مع اخته الصغيرة ليخلف من ورائه جماعة محتارة..
اول من تكلم كانت عزيزة :والله انا عمري ما شفت مثل هالريال ..صج انه متسلط ويفرض ارائه على الرايح
والراد..
جراح وهو يجلس :صح ..له طبع غريب ..ويمكن غريب شوي ..لكن ..اهو اكبر منا وافهم..
يلتفت لخته :ها فتون ..شقولج انتي..
فاتن :انا على قراري ..انا مستحيل طلع وادرس بره واخواني للحين صغار ..انت ما بتقدر ول امي بتقدر..
يبيلكم ثالث..
جراح :مثل ما قال لج اونكل مساعد ) يبتسم لها( لزم تفكرين بطريقة واعية وواضحة..
تبتسم فاتن :ان شالله ...يالله عن اذنكم ..تصبحون على خير
الخاله عزيزة التي اتخذت من المنزل مبات لها منذ وفاة المرحوم :وانتي من اهل الخير...
غادرت فاتن الصالة لغرفتها وهي تترنح من التعب ..انها لتعبة جدا ..اخر يوم للعزا كان متعبا ..جمع غفير من
النسوة قد حضر اليوم ..وامها ما زالت في غرفتها ..عندما تذكرت امها ...مال خاطرها لتذهب اليها..
وبالفعل ..ذهبت باتجاه غرفة والديها...
عندما مسكت الباب ..تخيلت ان والدها لبد وقد امسك بذلك المقبض دائما ..وبدت تمسح عليه بيديها .وهي
تجاهد الدمع بعينيها ...فتحت الباب بكل هدوء ..ومسحت بعينيها المكان الذي بدى كالقبر الكبير..
كل شي كان مرتبا ..ال ان البرود كان يلف الجسد عندما يمر به ..والدتها مضطجعة في سريرها وكانها متعبة..
مجهدة ..ولول مرة ..الغرفة خلت من صور ابيها ..لبد وان جراح من قام بهذا ..تقربت من سرير والدتها..
ولول مرة ..بكت فاتن بصحوة ..لقد صحت من تلك الغفوة التي رميت بها..
لقد مات ابي ...مات ابي ..مااات
كل جزء وكل زاوية وكل قطعة من الثاث ..تصرخ بتلك الحقيقة المرة ..غطت فمها كي ل تخرج اهاتها
وتصحى امها من نومها المتعب ..اتجهت ناحية خزانة الملبس ..فتحت القسم المخصص لوالدها ..فلم تجد ول
قطعة من ملبسه ..اين هي الملبس كلها ...؟؟ أين اخذها جراح...
خرجت من الغرفة بنفس الهدوء الذي دخلت به ..واتجهت ناحية غرفة اخيها ..عله يكون فيها..
طرقت على الباب ..لكن ..ما من جواب..
نزلت بسرعة ناحية الصالة لتراه ان كان مازال موجودا هناك ..لكن ..لم يكن هنااك ..اين هو؟؟؟ اين ذهب؟؟
بحثت عنه في الباحة الخلفية فلم تجده ..اين هذب ..أين اختفى؟؟ توجهت ناحية المرأب ..لبد وانه هناك...
وبالفعل كان هناك...
كان جالسا عند احدى الزوايا ..وامامه العديد من الصناديق الكرتونية يفتح احدها ويخرج شيئا منها ..ويفتح
الخر ويخرج شيئا اخرا ..ويبدو انه يبكي...
التفت لها اخيها بنظرة متفاجاه ..وكانه لص وكشف ..لكن عندما تقدمت ناحيته وهي تبكي ..عاد لما كان يقوم
به ...وشاركته هي بالسى...
امسكت باحدى الصناديق وفتحته ..وجدت به ملبس ابيها التي كان يذهب الى العمل بها ..قربتها من فمها
فشمت رائحته العطرة ..تلك الرائحة التي لم تكن لتذهب منه لو قامت امها بغسلها 1000مرة ..وبحثت
اكثر ..لتجد الغترة التي كان يلبسها على راسه بالشتاء ..دائما كان يرتديها وهو يجلس في الباحة الخلفية ..او
عند ذهابهم الى الرحلت نحو المناطق الصحراوية ..اااااااااااااه يا والدي..
انت فاتن كانت ساحقة ..سحقت كلللل هالت الصبر التي البستها نفسها ..ولم تستطع ال ان تخرج كل ما في
جوفها....
جراح لم يحاول ان يسكتها او شي ..ففاتن كانت محتاجة لتلك الصحوة..
فاتن بين دموعها :ليش يبا ليش؟؟؟؟؟ ليش انت؟؟؟؟؟ انا ما قدر اصدق ...شلوووون يا جراح ..شلون صحينا
الصبح طول هاليام بل بسمة ابوي ....بل يده الحانيه) وتمسد بيديها( تمسح على راسي ...تباركني ...تطمني...
تخليني بامااااااااان ..الحين ...الحين انا ...انا ضايعة..ضايعه بل ابووي ...ااااه يا بوووووووي..اه عليك
يابووووووووووووووووووي ..رحت عني وخليتني ..يبا انا لمن اروووووووح ..اااه يا
ابوووووووووووووووووووووووي ..اااه يا ابووووووووووووي ..
جراح بكى بكاءا مريرا من بكاء اخته ونحيبها المتاخر ..كان يخاف من انتحابه فاتن لنها قاتلة..اعانك الله يا
اختي ...اعانك الله....
ويا ترى ...هل ستمضي اليام ملئى بالحزان عليهم ..ام ان ابواب السعادة قد تفتح بتلك العائلة؟؟ وفاتن..
ماذا قد يحدث معها ..هل ستبقى كما هي ..ام ان هذه الحادثة ..ستطري بعض من التغيرات عليها ...طيبتها
في خطر ..هل ستبقى؟؟ ام ستذهب كما ذهب والدها...
مشعل؟؟ ما مصيره من هذه الحادثة؟؟ ومساعد ..هل له امل في الدخول في قلب فاتن ...وخالد؟؟؟ ما الذي
سيجري عليه؟؟؟؟
الجزء السابع
الفصل الول:
========
اشرقت شمس الصباح على الدنيا ..وتطهرت الرض باشعتها المباركة ..رحمة من الله عليهم تلك الشمس
التي تقشع كل ظلمات الليل ..وتنير الدروب كلها ..
تدخل وتطل وتزور كل البيوت من النوافذ والفتحات والزجاج ..مشرقة مبتسمة عكس ما يجيش في صدور
الناس من الحزان ...كما يحدث في بيت ابو جراح
مضى على وفاته السبوعين وما زالت غيوم السى حائمة ل تقشعها حتى اشعة الشمس الصارخة..
كانت فاتن جالسة في المطبخ وهي عاقدة يديها امامها على طاولة الطعام والحزان تتضارب فيها ..جلبيتها
السوداء لم تكن خفيفة اطلقا ..كانت صوفية ومتينة تجلب العرقات من اقصى المسام بجسدها ..لكن نظرة
البؤس كانت تعلن احتضار تلك البسمات وتلك الفراح التي علىوشك ان تغيب عن محياها ..امها التي مرضت
وهي راقدة بغرفتها ..اخذت فجر اليوم الى المستشفى مع خالد واخيها جراح..
كانت فاتن جالسة وهي طارحة ما بفكرها بين يديها بكل هدوء ..وكانها تعد نفسها لفاجعة اخرى ..ولكن ..ما
فاجعه مثل فاجعه والدها ..مازالت السالة تتداور في بالها ..لم والدي؟؟ ولم ذلك اليوم؟؟ ولم لم تكن هناك
دلئل كثيرة..؟؟
يقال ان المرء عندما يحس بقرب منيته ..تتغير افعاله وتصرفاته ..لكن والددها لم يتغير البتة ..كان كما هو ..ال
ان بعض تصرفاته تغيرت قبيل انتهاء المدرسة ..كان حنونا عليها اكثر من اللزم ..وكان دائم التامل في
وجهها ..وكان دائما ..دائما..
جهشت فاتن بالبكاء وهي تهتز بنبراتها العميقة ..والدمعات السخية التي ابدت دورا كبيرا في الظهور بهذه
اليام..
م ثكلى ترعانا؟؟ ام ا ٌ
خ لم يبلغ المبلغ من عمره ليعتني اااااااااااااهٌ عليك يا ابتاه ..لمن تركتا في هذه الدنيا؟؟ اا ٌ
بنفسه ام يعتني بنا؟؟ يا حسرة هذا العمر من بعد يا ابتاه..
مسحت فاتن دمعاتها عندما انفضتها دقات خفيفة على جرس منزلهم ..كان الجرس له رنين كرنين الكناري ..
ويثير الجلبة في انحاء المنزل عندما يدق بقوه ..اما رنينه الن يبين مدى حزن الكناري ايضا على رحيل والد
المنزل..
تحركت الهزيلة ناحية الباب وهي تغطي شعرها بشال ابيض حريري وفتحته ...لتجد امامها صبية نضرة كالثمر
فوق الشجر ..اعادت ذاكرتها للخلف وتذكرتها بعمق ..انها سماء اخت مشعل..
وانتقل بصرها الى كل قطع الثاث القديمة المتزاحمة في تلك الصالة المريحة ..كان جو المنزل يوحي بالدفء
والحنان ..على الرغم من قدمه ومن منظره البالي قليــل ..عكس منزلهم تماما ..ال ان منزلهم يفتقر الكثير
مما يمتلكه هذا المنزل..
بقيت سماء تتمنظر بالمنزل وفاتن واقفة خلفها تراقبها ..تبدو كالشخص الذي يدخل مكانا عجيبا لم يره مثله
قبل ..لبد وانها معتادة على الماكن الفارهة ..لذا يبدو منزلنا باليا بعينها ..ما احلها هذه الصغيرة..
التفتت سماء الى فاتن وهي تجاهد دمعها الساخن وفمها مفغور ..ل تعرف ماذا تقول ..قطعت نياق قلب فاتن
بمنظرها الساحق ذاك ..وما كان منها ال ان ارتمت في حظنها الساخن وهي تبكي بحرقة..
استعجبت فاتن سبب بكاء هذه الطفلة ..ولكن ..ارتاحت وهي تحضنها ..اتصدقون ان احدا لم يحضن فاتن منذ
وفاة ابيها ال اخاها جراح بالمستشفى ..وهي كانت بامس الحاجة لحد الحضان ..ولذا تركت العنان لنفسها..
لتجدد البكاء على ابيها الفقيد..
تحركت سماء عنها لتواجهها :انا ماعرفج ..ول اعرف هلج ..لكن والله ...والله اني ما بجيت على احد كثر ما
بجيت على فقدكم الغالي..
مسحت فاتن على شعر تلك الصبية بحنان وهي تبتسم وسط دمعاتها الخاشعة : ..ما عليج
سماء وهي تشيربيديها يمنه ويسرة ل تعرف كيف تصف مشاعرها المبعثرة :مادري ...مادري) ..تشير الى
وسط صدرها( هني الم قوي ..يعصررررني ..بطريقة ميننتني )..تمسك راسها( راسي مصدعني وماني عارفة
شلون ابعده ...ساعديني فاتن ...حلفتج ..قوليلي ..ليش انا جذي؟؟
امسكتها فاتن وهدأت من روع الصبية المسكينة ..لبد وانها قد رات ما رايناه في المستشفى ولم تتحمل ذلك
المنظر ولم يهدئها احد ..ولذا هي مرتبكة وخائفة هكذا
امسكتها فاتن واجلستها بجنبها على احد الكراسي الوثيرة ..وضعت راس سماء على صدرها الحنون و اسكتتها
بعبارات متفرقة :اوش ...اسم الله عليج...اعوذ بالله منك يا بليس ...اسم الله عليج..
مسحت فاتن على راس سماء وهي تبتسم ..هدأت انفاسها المتلحقة ..ولبد انها قد استكانت قليل..
فاتن :هدأتي..
لم تتكلم سماء بل هزت راسها مجيبة ..بنعم..
فاتن بهمس حنون :..خليني اروح ازهب لج لقمة تاكلينها..
سماء تبتعد قليل :ل خلج ...مابي اكل..
فاتن :زين انا يوعانه كلي وياي..
سماء تبتسم :عشانج انتي بس ..ول ان مب يوعانه
فاتن :اوكي تعالي وياي زين....
رفقة من الصباح ...الحمد لله .هذا ما كانت تحتاجه فاتن بحق ..ان تكون برفقة احدهم ..يونسها ويبعد عنها
الحزن قليل ..وان كان شخصا متوجع اكثر منها ..مع ان الطعام كان اخر ما تريده ال انها رأته الشي الوحيد
الذي سيبعد الهم والغم عن تلك الفتاة الصغيرة..
كانت فاتن تفتح وتغلق في الثلجة وهي تخرج الغراض المتعددة وسماء جالسة على الطاولة تقلب الشرشف
المطاطي البيض بين يديها بسرحان..
الى ان انتهت فاتن من اعداد ذلك الفطور الخفيف المشهي للنفس ..وقدمته لسماء التي امتعضت
سماء :مابي اكل..
فاتن بحنق الم :ل يبا ليش ما تاكلين ..اكلنا مو عاجبج؟
سماء تبتسم :ل ال عاجبني ..بس ..مالي نفس
ترفع فاتن يد سماء النحيلة ل بل الهزيلة بيدها وتعلقها في الهواء :يعني عاجبج هالجسم؟؟ جلد على عظم ..يبا
الرياييل ما يبون جلد على عظم ..يبون وحدة متروسة وهاه فيها عافية ..عيل هيكل عظمي
سماء بغرور :اصل يحصل لهم ..هالرشاقة وهالناقة) ..تقف لتستعرض( وال هالطول..
عندما وقفت سماء بدت فاتن قصيرة بعض الشي امامها ..لن سماء كانت بالفعل طويلة ورشيقة ..لكنها
كانت هزيلة امام فاتن ..وفاتن ل تحب الهزيلت ابدا ..بل تشمئز منهن ..وهي دارية بأنها أصبحت مثلهن ..
استندت سماء الى الكرسي واولت ظهرها لفاتن ..وصمتت ..يبدو ان السؤال لم يتكون في ذهنها بعد..
واستغربت فاتن منها ..
فاتن :امممممممممم سؤال بليغ؟
سماء :هههههههههههههههههههههههه ما سالت للحين
فاتن وهي تغسل الصحون :من جذي بليغ ...لنه للحين ما طلع بصورته الخيرة في مخج عشان تسالينه..
اكييييييد فيه شي..
سماء بتفكير :يمكن؟؟
انتهت فاتن من الصحون ونشفت يديها في المنشفة المعلقه عند المغسلة ..وعادت للجلوس مع سماء
فاتن :علمج سماء ...حايس مخج بهالسؤال؟
سماء :انتي وايد طيبة معاي مع ان هذا يمكن ثاني مرة اشوفج فيها
فاتن :ايه ..ليش ..فيها شي؟
سماء بحيرة :ل)..تلعب بالشرشف( بس ..انا مو متعودة على اني احب الناس مثل ماحبج جذي ..انا احس اني
اعرفج من زمان ..زمان زمان يعني ..وان رفجتج معاي وكل اللي يصير معاج ..شي عادي ومو غريب
فاتن بابتسامة :وليش لزم يكون غريب؟ اصل حلوة الصداقة او الرفجة اللي النسان يقدر يكون على طبيعته
فيها ..وال شرايج؟
سماء :انا من رايج ...بس...
فاتن تمسك بيدها :تكلمي ..قولي اللي في قلبج ..انا بتقبله؟
سماء احتارت ..ولكنها افرغت ما بصدرها ...:فاتن ..انتي تحبين اخوي مشعل.؟
سماء :اسفة فاتن مو قصدي اسالج هالسؤال)..اشاحت بوجهها حزينة( انا كنت عارفة اني راح اخلق مشاكل
بهالسؤال ..ما عليج ..تصرفي جنج ما سمعتي هالسؤال..
صمتت فاتن حرجا من كلم اخت حبيبها ..ان يكون هذا الكلم لها فل شي امام كونه صادرا عن اخته ..يا
ويلتي ..أ لهذه الدرجة انا مفضوحة بين الناس ..أ لهذا الحد علقتي مكشوفة امام العلن...
سماء وهي تبتسم :بس حطي هالشي في بالج ..اني ما كنت راح ارضى في حبيبة لخوي غيرج ..لنج غير عن
كل البنات ..وهذا الشي يفرحني ما يزعلني ..
بابتسامة الرضا التي غادرت بها سماء ..دبت الحياة من جديد في جسد فاتن ..واحمرت خدودها بعد ذلك اللون
الصفر المرعب الذي اجتاح بشرتها ..ولول مرة ...فرحت بعد وفاة والدها..
عندما غادرت سماء كانت تسير بكل هدوء وصمت ..ال ان رات تلك السيارة القديمة الخربة تقترب من منزل
ب هزيل حنطي ..انه ..انه ذلك المتعجرف الذي استوقفها وسالها عن ملبسها.. فاتن ..وتوقفت ليخرج منها شا ٌ
ل اراديا جالت انظار سماء على ملبسها ولكنها انتهبت لنفسها ..وغادرت عنه..
انتبه خالد لها ايضا ..ولكنه لم يعرها اهتمام ..لكنها عادت من حيث ذهبت لتناديه
سماء :هي انت
التفت اليها خالد وهو ممتعض ..من هو الهي :من هي؟؟
سماء وهي تقف مكانها :انت..
خالد :انا لي اسم يا بنت الناس ..جان ما تعرفينه اقول لج اياه
سماء بغرور :مابي اعرفه..
والتفتت عنه وغادرت ..وظل خالد مكانه يهز راسه حسرة على تلك الفتاة
خالد :الحمد لله والشكر ..بنت يمكن ما طافت ال 16ومينونة) ..يرفع يديه بالدعاء( يالله الدنيا مو ناقصة
ميانيــــن عقلها يا رررررررررب..
ودخل خالد الى المنزل وهو يضحك ..وفاتن تسمع ضحكته وهي تغطي شعرها..
وقف خالد مكانه وهو غير مستوعبا ..إنها تضحك؟؟ يا ويلي ..تضحك معي..
دخل خلفها في المطبخ :فتووون
فاتن تبتسم وهي تفرغ ما بالكيس :جب
وقف وهو صامت :شنو؟
فاتن وهي تلمحه بهدوء :جب..
خالد :انا جب؟
فاتن :أي انت جب...
خالد يبتسم :لكن بعد ..اظل ضحكتج...
فاتن وهي تدخل الغراض في الثلجة :على حسب؟
خالد بحيرة :حسب شنو؟
فاتن وهي تقفل الباب وتتوجه ناحية المغسل :ول شي..
صمت خالد لفتر ة ..ولكن ..هذه هي فاتن ..عميقة ..دفينة ..وسرية ..ولبد وانها تحمل معنى اخر في
قلبها ..احبها ..احبك يا فاتن ..احبك...
**********
في بيت ابو مساعد..
مريم كانت الوحيدة التي تتمرد على مساعد ..اما الكل ..فقد كان يسير على هواه
مساعد يسحب الجهاز من يدها :مريم والله بتندمين
مريم وهي مثارة :اوووه مساعد والله مو وقته انا مافكر بالدراسة الحين ..افكر اني اوقف دراسة لي السنة
الياية ..ابي ارتاح والله 13سنة وانا ادرس ابا ارتاااااح ياخي..
مساعد :شنو هالمنطقة الغبي ..انتي ما تقولين لي من وين تفكرين ..شلون توقفين دراستج شلون؟؟ )يقف
مساعد وهو محتار( انا والله ابي افهم هالشي
تمسك مريم بالجهاز مرة اخرى :هذا الصج ..وانا مابي اجذب..
مساعد يمسك بالجهاز بيده ويرميه على الجدار بعصبية..
انتفضت مريم وفتحت عيناها بوسعهما ..يا ويلي ..لقد ثار البركان
مساعد :انتي حمارة ول حمارة ...الحين انا اكلمج مثل الوادم اثريج ما تفهمين لمنطقهم ..افهمج بمنطق
البهايم ..اشووووف شنو اخرتها معاج..
مريم صمتت واستمعت..بخوف الى الرعد المزمجر
مساعد :انا ما تعبت ..ول شقيت ..ول انتظرتج تكبرين عشان تقعدين لي في البيت حالج من حال الخايبين..
انتي نسبتج ما اتصدق ..ليش تبين تقهريني بس يعني بهالتمرد؟؟ واي جامعة انتي تبينها انا ما راح اردج..
مريم وهي تلوي بشفتيها :يعني لو اقول لك ما تردني؟؟
مساعد :اللهم طوللللج يا روووح
مريم وهي تسكت اخاها :زين زين ...بقول لك ..واحملك المسؤولية..
مساعد :مريم
مريم وهي تضحك :هههههههههه امزح شفيك انت ما اتعرف شي اسمه مزاااااح ..جوكينغ ..انا بقول لك
بصراحة
مساعد وهو يضع يده على خده وامهما شاهدة لحوارهما :حياج..
مريم وهي تمسك بكفيها في حضنها :بصراحة يا اخي العزيز والحبيب ..انا ما عرف ادرس من غير فتون...
مساعد وهو يفكر :فتون؟
مريم :فاتن بنت عمي عبد الله الله يرحمه ..انا ماعرف ادرس من دونها مساعد ..لو شنو تسوي فيني ..ترى
اهي اللي تسوي وياي التقارير والبحوث والتحضير والختبارات ..وال انا ماعطة المدرسات فناقر واقنورات
على كيف كيفك؟
مساعد :وتعترفين
تمسك بيده وهي تضحك :هههههههههههه مو الحين ..اقصد مو من زمان بس باخر الفترة
مساعد :اهم فترة؟
مريم :ياه ) ..بعصبية مصطنعة( خلني اكمل يااخي علمك انت..
مساعد وهو يكاد يفتك بها :كملي ل والله..
ممريم :بس بس ..ههههههههههههههههه ..وين وصلت و ..وين وين ...أي ..الزبدة يا اخي الحبيب ..انا من غير
ويه فتووون ومن غير تواجدها اللي يجرجني ماعرف ادرس ..اهي تهيء لي الجو الدراسي المناسب عشان
ادرس ..وال ان جان علي هاهاهاي ..انا مادرس ..ول اشتهي الدراسة ..ول اعابلها ..بس اهي ماشاء الله
عليها..تحبب الواحد في كل شي تسويه ويصير خاطرك تسويه معاها..
جلس مساعد وهو يستمع لخته ولطريقة كلمها عن فاتن ...ل يعرف لما ..بدأت هذه الفتاة تتغلغل في
اعماقه ..ل كعالية ..وانما كفاتن نفسها ..بها شي لم يتواجد بعالية على الرغم من كمالها..
مريم :وفاتن مثل ما تعرف اهي مثال والله لزم كل بنت تقتدي فيه بالدراسة
ام مساعد :يعني اللي تبينه انج تروحين وياها جامعة وحده
مريم :اكساكتلي ماما ..حبيبتي انتي والله..
مساعد :بس انتي تدرين وين بتروح فاتن؟
مريم :كنت وياكم هذاك اليوم ليكون ناسي؟
مساعد :وانتي نسبتج ما تساعدج على منحة لجامعة ييل الميركية..
مريم :ل والله) ..تضع يديها على خصرها اعتراضا( فتون تروح انا ماروح؟
مساعد وهو يكاد يغلي منها :انتي ...بتييبين لي القرحة ..انتي نسبتج زين توديج جامعة في الخليج ..ل تحطين
عيونج على اميركا ..
لؤي ..ماذا يمكن ان يقال عن لؤي؟؟ انه نسخة مختلفة تمام الختلف عن اخيه مساعد ...ذاك يمتاز بالبنية
الضخمة اما هذا فهو ل يكاد يطء على الرض من خفته ..مساعد لديه كل الشخصية البارزة او المسيطرة ..
اما لؤي ..فهو الفتى الذي يرفض ان يكبر ..ويعامل كالكبار..
مكانه المفضل هو حضن امه ..او الجلوس عند رجليه ..رفاقه كثر ..ال ان جراح وخالد ابناء الياسي ..هم
احباب قلبه ..كان مسافر اثناء عزاء ابو جراح ..وعندما سمع الخبر بعودته ..المه هذا كثيرا ..ل بل ابكاه...
لؤي ل يحب الفتيات ..ولكنه يعشقهن ..ويحبهن جميعا ..لذا هو ل يستطيع ان يكرس قلبه لفتاة واحدة ..حب
الفتيات جميعا هي رسالته في هذه الدنيا ...محلك يااااا لؤي..
وغادر مساعد المكان الى العلى ..غرفته ..بعيد عن العيون التي راقبت تغيره بكل اهتمام؟
لؤي :علمه؟؟
ام مساعد بصوت خافت :اللي علمه من زماااان..
لؤي :ها؟؟
مريم :شنو يمه
ام مساعد :ها ...ول شي ول شي ..اقول مريم ..يمه روحي دقي على ابوج شوفيه بيتعشى هني ول فبيت
عمج..
مريم :اكيد هناك تعرفين عمي سعد سماج وابووي يموت على السمج
لؤي :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي بيت عمي سعد كله سمج ..غداهم سمج عشاهم سمج
وريوق سمج بس على هيئة اومليت
مريم :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
تنهض ام مساعد لترى ابنها الكبير ..مع انه لن يسمح لها بان تشفق عليه ..لكن هذه كانت القشة التي قصمت
ظهر تلك الوالدة الحزينة على حال ابنها...
عندما غادرت...
لؤي :ونوروووو هذي ما تقر في البيت..
مريم :ماخذها ريلها بيت اخته ..عازمينها هناك
لؤي :كل يوم عزيمة اختج ما تستحي ما تقول ان ظرفنا مايسمح مو جنه ابو جراح متوفي من فترة..
مريم :بعد شنسوي يا لؤي ..تبيها تتم جذي؟؟ قاعدة وحاطه يدها على خدها ..ما يصير بعد ريلها وله حقوق
عليها ..
لؤي :اصل انتووو يالبنات )...وهو يهم بالقيام( ماعندكم مذهب ..مو ضلع عوي ..لكن هالقلب هالعمى مادري
ليش ميت عليكم
مريم :روح زين ..عوى الله ضل....
لؤي بنظرة
تكمل مريم :ضلع العدووووووووووووووو
وعندما خرج لؤي من المنزل عادت مريم لكي تفتح التلفاز ..لكن بعد ماذا؟؟ انتهت الحلقة منذ زمن...
اااااااااه ضاع نصف عمري ..يا الله ..صبرك وعونك ...الى متى ستبقى قصه حياتي بل نهاية معينة ...دعوني
اذهب لغرفتي اختلي هناك واجن افضل من بقائي هنا لجن امام الملء..
نهضت مريم من مكانها الى غرفتها ..واثناء صعودها الدرج سمعت صوت والدتها يخرج بخفاء من غرفة اخيها
مساعد ...ولم تستمع واحترمت الخصوصية وسارت ناحية غرفتها ..لكنها توقفت فجأة
كان هذا لسبيل كي تبتعد عن بابها وتقف عند باب غرفة اخيها..
ام مساعد بصوت شبه الباكي :يا اوليدي ..لي متى بتظل جذي ..حرام عليك تخليني اضرب الجف حامي عليك
وانت ابد مو حاس فيني ...يا ولدي انت شيبك طلع ..لي متى بتظل جذي.؟
مساعد صامت ولم يتكلم ..لربما هذه المرة اللف التي تتكلم امه معه عن هذا الموضوع..
ام مساعد :انا ابي اشوف عيالك ..ابي اشوف مرتك اللي ترد لك روحك اللي مادري وين ضاعت من راحت
عنك عالية ..يا اوليدي ..عالية راحت خلص ..ما بترجع ..حرام انك تضيع حياتك جذي
مساعد :يمه تكفين ...عن هالكلم ..تعرفين زين اني ماحبه
ام مساعد وهي تبكي :حتى انا يا يمه ماحبه ..بس ..انت مو صغير ..انت ريال كبير وبسن الزواج..وانا ماظل
لي عمر..
مساعد :ل تقولين جذي يمه ..انتي بس فيج دلع
ام مساعد :انا مافيني دلع ...انا فيني حمية عليك ..ابي اشوف اعيالك ..ابي العبهم ..ابي اتونس ..ابي ارتاح
عليك قبل ل اموت..
مساعد :يمه خلص تكفين ماحب اسمع هالطاري..
ام مساعد :عيل فرحني
مساعد يتحرك بعصبيه :شتقولين يمه...
ام مساعد :انت ليش كاره العرس
مساعد :مو كاره والله مو كارهه يمه تكفين ...بس) ...يبتعد وهو مغضن الحاجبين( ..مااابي الحين
ام مساعد وهي محتارة :انا مادري ...ليش مو الحين ..انت مفكر ان الوقت توه ..انت عمرك 27سنة ..بتذبح
عمرك يعني على خوانك ...لي متى بظلون معتمدين عليك
مساعد وهو يشيح وجه فاتن الذي يزعجه بهذه اللحظه :ليما يقدرون يوقفون على ريلهم...
ام مساعد :وفاتن ....
مساعد انصدم والتفت الى امه :علمها فاتن؟
ام مساعد :ليش بتاخذها الى اميركا
مساعد :مو انا اللي باخذها ..شركتنا اهي اللي بتاخذها ..في بعثه ابوها الله يرحمه مقدم اوراقها لها
ام مساعد :بسالك؟؟؟ انت ليش متعبل بالبنت؟
مساعد باستغراب :يمه هذي انتي اللي تقولين جذي؟؟ انتي ناسية بو جراح شنو بالنسبة لنا ..؟
ام مساعد تشيح بوجهها عن ابنها :مو معناته يستغلونك..
مساعد :افا يمه ..انتي الي تقولين جذي؟
ام مساعد وهي منزعجة :اوووه مادري مادري ...بس انا اقول لو تنتبه لنفسك يكون احسن
مساعد :ان شالله يمه...
عندما احست مريم ان احد منهما سيخرج تراجعت بسرعة ودخلت لغرفتها واغلقت الباب ..وبالفعل خرج
احدهم من الغرفة ..كان مساعد ..ذهب ليتنشق الهواء المنعش عن هواء المنزل العكر..
ظلت مريم تفكر بعمق ..وبصمت وهي تقضم ظفر إبهامها وتعمق تفكيرها لدرجة التخيل الل معقول وبدأت
تنسج افكارها بشبكات معقدة ..وتوصلت الى تخيل ..ان مساعد اخاها مغرم بفاتن..
ضحكت مريم على هذه الفكرة :مساعد يحب فتون؟ هههههههههه والله اني صاحية ..لو مساعد يحب فتون
شيسوي عيل معزب طول هالفترة ..اصل مافي ول دليل يبين شي جذي بين مساعد ول فتون ...يمكن اهو
أي ..لكن اهي تحب مشعل ..او يمكن تحبه؟؟ او ..يمكن لء..
الفصل الثاني
========
كان مساعد جالس عند البحر ..والجو لم يكن بذلك المنعش الذي قد يبقيه عنده ..فاستغنى عن الجلوس
خارجا وبقي في السيارة وهو يريح رأسه على كرسي القيادة..
يفكر بكلم امه المؤلم ..لم عليها ان تؤلمه هكذا ..لم عليها ان تكون قاسية الى هذه الدرجة ..ايعتقدون بانه ل
يحس لكلمهم ..اليست بقلبهم أي حرمة لما يؤلمه وما يؤذيه ..ذكرى عالية تشجب قلبه وتحزنه والناس ل
عليها منه ..ترميه بالكلم كما تريد ..وهو ..يستمع لهم وفقط..
ااااه يا عالية ...ليتك اخذتني معك ...ليتني رحلت معك ولم اعد ..لم كان علي العودة ..لم كان لبد لي من
العودة ..اخوتي لم يكونو بحاجتي ..فما الذي ارجعني...
واخذ يفكر بفاتن ...يتذكر وجهها وهي جالسة امامه في منزلهم ..لم يستطع ان يتمالك نفسه فما كان به ال
ان سار امامها يمينا ويسار بل هوادة ..لم يستطع ان يبقى وهو يتمنظر بوجهها ..فهي تربك سنه الكبير..
وتزعج هدوء باله ..كم هي استفزازية ..على الرغم من سكوتها ونظراتها الساذجة..ال انها تثير حفيظتي ..يا
ويلي ..ماذا افعل بقلبي هذا ..الذي عشق هذه الصغيرة..
ااااه يا عالية ..اكان لك ان ترجعي في هذه الفتاة ..انها ل تشبهك ..على الرغم من تواجدك بها ..ال انها
مختلفة عنك تماما ..انتي لم تخجليني قط ..ولم ترميني بتلك النظرات القاتلة . ..لم تربكني نظرات احدهم
كما فعلت تلك العينان الداكنتان ..ما عرفته ان عيناها شفافتين ..لبد وانها دكنت بسبب الحزن ...لم تعرفي يا
عالية ..كانت تبدو مثلك وانتي حزينة ..لكن اخفائها لحزنها كان معجزة ..اعرف مدى حبها لخيك ..لكنها كانت..
مذهله ..ومخيفة..
اهي هكذا ..ام قله معرفتي بها ما اوصلني لهذه الفكرة ..اااااه يا قلبي
خرج من السيارة وهو يحرك يديه للعلى والسفل ..ويتمطط ..قميصه الذي كان صبحا مكويا ومرتبا اصبح
الن خربا ويتدلى من اعلى البنطلون السود ..جلس عند الرمل وهو يرفع في بنطلونه من السفل..يفكر
بالدخول الى تلك الموجات ليكسرها ..ل بل يحطمها كما هو محطم بتلك اللحظة ..وبالفعل..
دخل الى الماء وتصارع معه ..احس بالروح القتالية به عنيفة وسبح في تلك الغياهب العميقة المظلمة ..غير
عابئ بشي..
وبعد فترة خرج ..وتوجه ناحية السيارة وهو مبلبل تماما من راسه لخمص قدميه ..ورفع جهازه المحمول ليجد
5مكالمات لم يرد عليها ..من يا ترى؟؟
اذا بها مريم اخته تتصل..
مساعد يرد :هل مريم
مريم :هل مساعد ..امي تسالك بتيي على العشا
مساعد بظيق وهو يذكر كلم امه السابق :انا برد البيت الحين وبنام ما بتعشى..
مريم :اوكيه ...مساعد؟؟
مساعد :هل
فكرت مريم انه لربما من الخطأ ان تخبر اخاها ما تود قوله ..ولذا فكرت بشيء سريع :ييب لي بريد معاك..
مساعد :واللي في البيت؟
مريم بدلل :اللي انت تييبه غير ..بليز.
مساعد :اوكيه ..يالله باي
مريم :بايات..
بحث في قائمة الرقام التي لم يرد عليها ليجد رقما هلل وجهه ..انه جراح ابن العم عبدالله رحمه الله ..ما
الذي دفعه الى التصال بي..
واتصل فورا به..
جراح :هل مساعد
مساعد :هل فيك بو محمد ..شخبارك ..عساك ابخير؟
جراح :الحمد لله ابخير شخبارك انت شمسوي؟؟
مساعد :والله هاه عايشين ...وانتو شخباركم وشخبار البيت معاكم والوالدة
جراح بنبرة ملئ باللم :للحين على حالها ..والبيت ..الله يخلي فاتن مو مخليتنا محتاجين لحد غريب..
دقاته عادت الى النحراف عن المسار والتشتت ..لم ..لم عليها ان تظهر في كل دقيقة في بالي لم ..وكان
شغل المواج ضاع هباءا بمجرد ان يذكر اسمها..
ابتسم مساعد من كلمة جراح ..انه فعل لرجل ..صحيح ان المصائب تخلق الرجال..
مساعد :عيني عليك باردة ..خلك جذي سند وعون لخوانك ..ترى مالهم ال انت ..
جراح :الله يخليك هذا واجبي واقل من واجبي لو فيني اسوي اكثر ...بسويه
مساعد :يعطيك العافية وانا باجر العصر راح ازورك في بيتكم...
جراح :ايصير خير بنتظرك و الي فيه الخير الله يجدمه
مساعد :على قولتك ..يالله تامرني بشي؟
جراح :سلمتك ياخوي ما يامر عليك عدو ...يالله مع السلمة
مساعد :الله يسلمك..
اغلق مساعد عن جراح وهو شبه سعيد ..لكن سرعان ما تعكر صفوه وهو يتذكر اصرار فاتن برفض البعثة..
تلك الفتاة لن تقبل بها ولو كانت اخر رمق في هذه الدنيا...
لم يجد فائدة من ان يبقى هكذا مبلل وسط الشارع ..اذا وضع ما يحمي الكرسي عن بلله وعاد للمنزل وهو
يتمطط ملل...
جراح الذي كان جالسا في الصالة يفكر فيما قاله له مساعد عن البعثة ..كان يبدو مهتما فعل بامرها ..ولكن
السؤال الذي يحيرني ..لم فاتن اختي؟؟؟ لم هي بالذات..
غدا سيجيبه مساعد على كل أسالته ..قام من مكانه وهو على تلك الفكرة ..واثناء سيره ناحيه الدرج رن
جرس الهاتف ..من ي ترى ...وذهب ليرى من يتصل بهم..
امسكت مريم على قلبها لضحكته ..كم تبدو ناعمة ورقيقه ...وفجاه غاب نفسه عن الهاتف ..لبد وانه ذهب
لينادي فاتن ..ليته بقى اكثر..
فاتن وهي تبلع غصة حارة مرت بحلقها ..أي مصيبة اكبر من مصيبتنا ...لكن الحمد لله على كل حال..
انهت فاتن المكالمة عن مريم وهي تهب بالقيام ...ال والهاتف يرن مرة اخرى..
فاتن :نعم؟
سماء بخجل :السلم عليكم
فاتن :وعليكم السلم يا هل..
سماء :فاتن موجودة
فاتن :انا فاتن من معاي؟
سماء :وي فتووون هذي انتي والله ما عرفتج
فاتن :من؟؟ سماء؟؟
سماء بمرح :ل عمتها ههههههههههههه ..شخبارج؟
فاتن :ههههههههههههههههههههههه الله يحيج وانتي شخبارج؟
سماء :ملااااااانه حدي حدي ..
فاتن :الحال من بعضه يا خويتي ..شرايج تيين بيتنا؟
سماء بفرح :صج والله ..عادي ايي بيتكم..
فاتن :ل والله اتصدقين ..خذي تصريح قبل..
سماء بسذاجة :من منوووو؟
فاتن :ههههههههههههههههههههه دقم ماقدر عليج ..تعالي أي وقت محد بيقول لج لااء..
سماء :الوقت يعني مو متاخر؟
فاتن تنظر الى الساعة المحبوسة بمعصمها النحيل :والله توها الناس يعني وانتي بنت جيراننا ..عادي مافيها
شي..
سماء :واااااااااااو الحين انا عندج...
فاتن :حياج الله هههههههههههه
اغلقت سماء عن رفيقتها الجديدة وهبت خارج غرفتها وهي مسرعة ..ال ومشعل على الدرج .وتصطدم به..
مشعل :هي شوي شوي ..يبا طقي بريك
سسماء :اوووبس ..سوري بس انا مستعيله؟
مشعل يبتسم لخته الجميله :ليش ان شالله وين رايحة
سماء :بروح لرفيجتي اليديدة
مشعل بمفاجاه :اووووو مبروك انسه سمااء..
سماء بمرح :الله يبارك فيك..
مشعل :ومن صاحبة هذا الشـأن الرفيع الي لقت شرف صداقتج..
سماء :مو احد غريب) ..تغمز بعينها( اللي ساكنه بين ظلوعك..
انصدم مشعل من طريقة اخته في الكلم ..الساكنة بين ضلوعي؟؟ من ؟؟ فاتن؟؟ لحظه ..سماء تعرف
بحبي لفاتن ..؟؟ كيف.؟ ومن اخبرها..
صحيح ان مشعل يحس بحب فاتن له ..ويعرف انها تحبه ..لكنه خائف لو حدث هذا المر بالواقع وعرفت
بالفعل انه يحبها ..لبلي بمصائب هو بغنى عنها ..اولها رفيقه جراح ..ل يريد ان يحدث شيئا بينه وبين فاتن كي
ل تنهدم صداقته العريقة مع اخيها ..ولكن هو يحبها ..اتمنى ان ل تتفوه سماء بالتفااهات وتخرب كل شي..
كان خالد قادم للمنزل للتو وهو يحمل الدويه الخاصة بخالته من الصيدلية ..كان ينظر بما كان في الكيس
يتاكد من احضاره لكل الدوية..فهو ليريد ان يوبخه جراح على نسيانه ..واصدم فجاة بشي رطم ما بيده في
الرض...
سماء باحراج بالغ وهي واقفة ويديها على فمها ..وخالد بلغت منه العصبية القمة
خالد :عمية انتي ما تشوفين ..شلون تمشين وتضربين في الناس..
سماء باحراج :مادري ...ما شفتك..
خالد :ل والله ..الحين كل هالجثه وما تشوفين ..سوي لعينج فحص اقول لج ..شوفي البربسةا للي سويتيها..
تنزل المسكينة وهي تجمع الكبسولت المتفرقة على الرض :..اسفه والله مادري...
انقرف خالد بطريقة غير معقولة منها وصرخ عليها بقوة :قومي ..انا بيمعهم..
انتفضت المسكينة ووقفت بعيدا عنه وهو جالس يجمع الحبوب من على الرض ..لم يصرخ عليها احدهم هكذا
قط ..فمن هذا الصعلوك ومن الذي يعطيه الحق
سماء وهي تقضم انفاسها بغضب عارم لم تحس به قبل ..غضبا ممزوج بالحتقار لهذا الصعلوك النحيل..
بعد ان جمع خالد الدوية التي سقطت نظر اليها باحتقار :شتبين واقفتلي جذي..
لم تتمالك سماء نفسها ال وتهجمت عليه :انت واحد .....حقييييييييييييييييير ..
خالد وهو منصدم من هذه الكلمة ..لول مرة بحياته ينادى بالحقير...
وقف الخر كالصنم مكانه ...لم تفوهت بكل هذه الكلمات ..صحيح انها مجنونة..
غادرت سماء عنه وهي باكية ...ومتغيضة منه ..لكم تكرهه ..الحقير المستهتر..لكم استحقره كما استحقرني...
بغيض سخيف...
دخلت المنزل وهي منفجرة بالبكاء ..ال وترتطم بالخادمة ..لتفرغ بها كل غضبها
سماء بغضب :انتي عميه ما تشوفيني طايفة وتدعميني جذي ...ملعنج من خدامة ..ذلفي عن ويهي..
مشعل الذي كان جالسا في الصالة يقرا في كتاب يستمع لتلك المشادة العنيفة بين اخته والخادمة ..ما بالها
سماء لتصرخ بتلك الطريقة ..للتو خرجت وهي فرحة .والن تصبرخ
وغادرت عنه لتتركه بحيرة من تصرفاتها المفاجأة ..هل حدث شيء بينها وبين فاتن لكي ...لكي تكون بهذه
العصبية ..يا ويلتي ..ل اظن ان فاتن قد جرحتها باي شي ..ففاتن ل تستطيع ان تفعل شيئا بالدنيا ..فكيف
باختي ..
ما هذه التصرفات المفاجأة من سماء ..لم هذا الكره ..ماذا حصل في منزل ابو جراح لكي تتصرف سماء بهذه
الطريقة الغريبة ..لم يحدث يوما وان راها هكذا قط..
مشعل يضيق بعينيه مستغربا ..هل يحاول ان يقول لي انه تشاجر مع سماء؟
خالد :والله شاهد علي اني ما كنت اقصد بس ..انا زفيتها مثل ما ازف اختي الصغيرة؟
مشعل :شنوو؟
خالد بحياء بالغ :والله اسف يا مشعل واختك عصبتني شوي والله اهي مالها ذنب بس ..والله العصبية من
ابليس..
مشعل :ليش انت شقلت لها
احتار خالد ماذا يقول له ..أأقول لك اني صرخت عليها ونعتها بالمجنونة وبالغبية والعمياء و . .و ..و تستمر
القائمة..
خالد :تعرف ..زف الخوان...
مشعل :بس انت ما يصير ترفع الكلفة جذي بينك وبين اختي يعني ماتعرف للصول
ابتلع خالد وجهه او بقاياه بعد كلم مشعل ..وتمنى لو ان الرض تنشق وتبلعه
خالد :انا اسف ولو سمحت وصل اعتذاري لختك وقول لها انا بحسبة اخوها ..والله لو ما كنت حاس اني
غلطان جان ما ييت لعتبه باب بيتكم واستسمحت منها ..ابليس شاطر والرطوبة ما ترحم ) وهو يمسح جبينه
بمعصمه(
ابتسم مشعل له :ل عادي يا خوي اهي بحسبه اختك وانا اعترف لك ان اختي قرقة شوي وما تنتبه لكن
صدقني ما بتحمل في قلبها بقول لها انا وان شالله يصير خير..
ابتسم خالد وكانه تخلص من عبء ثقيل على قلبه :مشكور يا خوي وما تقصر ومرة ثانيه انا اسف على
الزعاج و ...رمضان كريم
مشعل :هههههههههههههههههههههههههههه تو الناس على ارمضان
خالد بمزح :عادي كل يوم ارمضان ..هههههههههههههههههههههههههه
مشعل:هههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسك
خالد :يالله حبيبي اخليك الحين ..ل تنسى تيينا بديوانية بيت خالتي اليوم..
مشعل :ول يهمك بكون عندكم قبلك
خالد :هههههههههه حياك الله بيتك ...يالله فمان الله
مشعل :في وداعته...
وغادر خالد وهو مرتاح بعد ان كان الهم جاثم على صدره ..حمل هم الفتاة ..فل فتاة تثور هكذا ال وقد طفح
الكيل عندها ..مسكينة ..ل تستحق ما قلته ..يا ليتها تسامحني ..وان لم تفعل ..فتستطيع ان تنقع نفسها
بالماء ..هههههههههههههههههاي
*************
يوم اخر وجديد بحياة عائلة ابو جراح ..لكنه كان يوم مختلف ..كانت الشراقة تنتشر بانحائه على الرغم من
الحداد الحزين ..فاتن التي اعتادت منذ وفاة والدها ان تنهض من الصباح الباكر وتعد وترتب في المنزل
المرتب ..وتحضر الطعمة وتضعها بالثلجة لكي تكون جاهزة للتسخين ثم الكل ..وهكذا تضمن ان الكل
سيأكل والكل سوف يشبع..
كانت جالسه في الصالة وهي تستمع الى صوت الدعاء الصادر من المسجلة عندما طرق الباب..
نظرات الى الساعة فاذا بها قد اصبحت الحادية عشر وهي لم تنتبه ابدا ..مر الوقت بسرعة اليوم ..اتجهت
ناحية هاتف الباب لترد...
فاتن :نعم؟؟
مساعد بصوته العميق :صبحكم الله بالخير
انتفض قلب فاتن من الصوت :الله بالنور ..من معاي؟
مساعد :هذا انا مساعد ...وينه جراح؟؟
فاتن :دقايق بس واناديه..
مساعد :ل ما يحتاج بس بحط لج اوراق خذيهم له ..وقوليله اني بييه العصر..
فتحت فاتن الباب بعد ان اغلقت السماعة ..وكان مساعد يضع الوراق على صندوق البريد الخشبي ..المسافة
بينهما كانت بعيده فهو على بوابة المنزل الصدئة وهي واقفة عند باب المنزل الخشبي..
ال انه احسها قريبة لقلبه كحبل الوريد..
ارتفع ذلك العملق ليوجه نظراته الى تلك الضئيلة الجميلة..
اشاح ببصره عنها لن نظرتها ازعجته قليل ..لم تنظر الي هكذا ..هل انا غريب الشكل لهذه الدرجة..
عندما غادر مساعد بسيارته تحركت فاتن ناحية الوراق وهي تنظر الى تلك السيارةوهي تبتعد ..يا ترى؟؟ ماذا
لديه مع اخي كي ياتيه في الصباح ...لحظه..
سحبت الوراق وغادرت الى الداخل..
اغلقت الباب وقلعت الشال البيض عن راسها ..رمت بالوراق على الطاولة وذهبت للمطبخ ..وتجمدت عند
بابه
ارادت ان تحكهما..
ان تخرج وتعيد الدخول للمكان..
كانت والدتها واقفة عند المغسلة وعيناها تطل من خارج النافذة الصغيرة ..التي تطفر بعض الحيان غصون
الشجار الى داخل المنزل منها..
هربت الكلمات من فم فاتن الى امها الواقفة تناديها :يمـــه
التفتت ام جراح لبنتها بشكلها المريض ..كانت عيناها الجميلتان الشفافتان داكنتين ومحمرتين ..ويداها
الحنونتان ترتجفان ..وشفتاها الناعمتان ترتعشان ..لكنها بتلك اللحظه نطقتا بكلمة ارجعت الحياة الى ذلك
المنزل..
ركضت كالمجنونة الى حضن امها ..لترتمي بعنف هز تلك المريضة ولكنها لم تسقط ..وكان القوى كانت في
جسد ابنتها المسكينة ...لكم عانت لوحدها ..ولكم واجهت صعوبات ..فهي ام وتعرف كبر مسؤولية رعاية
مراسم مناسبة كهذه ..هي الكبيرة وتتعب فما بال هذه الصغيرة..
فاتن تقبل كتف امها ويديها :حبيبتي يمه ..عمري يمه ..يا روح هالبيت يا يمة ...الحمد لله انج رديتي..
ام جراح تبتسم لبنتها البارة وتسحبها الى حضنها :تعالي يا حبيبتي ..تعالي في حظني يا قطعة من فوادي ..
تعالي خليني اعوضج ..ادري فيج ..ادري فيج تعبانة بس ما تقولين ..تعالي يا ريحة الغالي تعالي..
لم تستطع فاتن ان تتمالك نفسها فكانت فرحتها اوسع مما تخيلت ..فبكت في حظن امها ل بكل انتحبت
بعمق ..ولم تعرف لم هرب شكرها الى ذلك الرجل الذي اتاها من الصباح ..لقد كانت زيارته بشرى خير علينا
لهذا الصباح ...بشرك الله بالخير يا مساعد ..على حضورك المبارك هذا الصباح..
ام جراح :ما يحتاج اسالج عن البيت ..اشوفه قايم على ريله واحسن عن قبل
فاتن :ل والله حاولت اني اخليه مثل ترتبيج لكن ما قدرت
ام جراح تلم ابنتها :ل يمه البيت مرتب جذي وتسلمين ويعطيج العافية
فاتن :الله يعافيج يمه..
ام جراح :وينهم خوانج مريت عليهم بدورهم ما لقيتهم..
فاتن :باتو عند خالتي عزيزة ..ما رضت ال تاخذها معاهم ..عشان يغيرون جو...
ام جراح :عزوز شخباره ..مادري عنه ..؟
لم ترد فاتن ان تخيف امها لكن تواجدها هذه اللحظه معاها بكامل وعيها جعلها ترغب بان تزيح القليل من
الخوف الجاثم على صدرها..
فاتن :يمة عزيز اهو الي مخوفني اكثرهم ..صار ما ياكل ول يتكلم وساكت وهادئ..ا
ام جراح بنظرة معبرة :اخوج كان يحب ابوج ...ومدللـه ..مو سهل عليه يروح ابوه عنه وهو في هالعمر..
يحس انه ضايع )..جهشت الم بالبكاء( انا امج وما قدرت اشيل بعمري ..فشلون اخوج الصغير...
بكت الم بهدوء على روح زوجها الحبيب ..لكم تعشقه ..ولكم تحبه ..وها قد تركها في هذه الدنيا وحيدة بعد
ان عاهدها بالبقاء معها طوال العمر ..أين الوعد يا ابا جراح ..أين الوعد!!
فاتن تمسح على خد امها :يمه ل تبجين ..تكفين ..بجينا كفاية ..خلينا انترحم عليه ..احسن..
ام جراح تمسح الدمع عن وجنتيها :ماقدر يمه ...هذا ابووج ..هذا زوجي ..وهذا حبيبي ...راح عني ..وخلني...
فاتن :افا يمه ..واحنا ..انا وجراح ..مناير وعزوز ..وين رحنا عنج ..كلنا لج وحواليج..
ام جراح تمسح على ابنتها وتبتسم لها بحنان :الله يخليكم لي يا عيالي ..الله يخليكم لي..
جراح :يااااااااااااااااااا بعد هالدنياااااااااا ياام جراااااااح ...يا حياااا شوفج يا امي يالغالية..
ام جراح تبتسم :يا بعد قلبي يا جراحي ..يا حياة امك..
فاتن تضرب امها بحنان :وانا يمه
تلمها ام جراح :ويييي يمه انتي قلبي وعيوني..
وكان الصدف شاءت ان تجمع العائلة بهذا اليوم السعيد ..فهاهي عزيزة قد حضرت ومعها مناير وعزيز ..وخالد
الذي وصل معهم في نفس الوقت ..يدخلون المنزل ..لينصدمو بالجالسة في الصالة..
تقبل الخرى امها وتلثم وجهها وتحظنها وتشم رائحتها :يا حبيبتي يا امي ..يا عمري يا مي ..تولهت تولهت
علييييييييييييج يمه..
ام جراح :وهم انا تولهت عليكم يا حبايبي ..يا عزي في هالدنيا ويا دللي...
عزيز لم يتحرك من مكانه بل بقي واقفا عند امه وخالد يدخل المنزل بعد ان كان جالسا في السيارة ..وعندما
رأى خالته لم يصدق
خالد :ام جراح ما غيرها ..يا حيا ..يا حيااا الشوف يا هل ومسهل ...يا هالصبح المبارك ومن وين طالعة
الشمس اليوم ...تعالي بحضني يا حبيبتي دنتي وحشتيني اوي اوي
ام جراح :هههههههههههههههههههههه فديت ولد الغالية..
يقبل خالته ويبعد جراح عنها ويلتصق بها :فديت هالويه
جراح :قوم ل افججك اليوم..
خالد :روووووووووح يبا ..انا متوله عليها اكثر منكم ..انتو تنامون معاها انا اللي انام لحالي ..فديت هالويه
خالتي ..سويلي فتوش
فاتن :صج رزيل..
خالد :مو شغلج تسوينلي خالتي صح؟
عزيزة :صج ما يستحي هالولد..
ام جراح :خلوووه ..اسويلك فتوش ومن عيوني هذي قبل هذي ..بس قبل قوم عني تراك خنقتني ..
خالد وهو يبتعد :ان شالله خالتي بس مو هاللون مو جدام العواذل
تربت على يد ابنتها الطيبة وتبتسم لها ..وتنهض بهدوء الى الشخص الوحيد الذي لم يستقبلها حتى الن..
يهز الخر راسه وهو ينفي هذا الشي ..والله اعلم لمدى شوقه الى امه..
ام جراح :افا ..ليش انزين ..عطنا ويه يالحبيب ..مانقدر عليك احنا..
عبد العزيز :مو شغلي...
ام جراح :زين تعال مسد ريلي ..تعورني من مساعة للحين..
عبد العزيز وهو يكاد ينفجر من البكاء :مابي..
ام جراح :تعال في حظني ..قلبي مشتاق لك ..تعال
تفتح الم الحنونة يديها وكانها اشارة انتظرها هذا المسكين منذ زمن ..ويهرج الى حظنها الدافئ ليبكي لول
مرة من بعد وفاة والده..
حظنته ام جراح بين يديها وكانها توثقه وتعطيه الحساس بانه لن يفقدها كما فقد والده ..هي تعرف كم يعز
على عبد العزيز ان يفقد والده ..على عكس جراح ..فعبد العزيز كان يفتخر بأبيه ..ويفخر بعمله حتى انه كتب
تعبيرا في عيد العمال وهو يتغنى بعمل والده ..حتى انه تمنى لو انه يكبر ويستطيع ان ينفذ نصف ما ينفذه
والده ...لتلك القطعة النثرية تلقى ابنها جائزة من مدرسته تقديرا على المجهود الذي بذله..
*********
في منزل ابو مساعد..
ضحكا الثنان على اختهما الصغيرة ..وغادرت الخيرة مع مساعد متوجهين الى بيت ابو جراح ..لمناقشة
موضوع المنحة مع جراح ..وللتسالي مع فاتن...
ولكن ..هذه الزيارة ...هل تخفي امورا اكبر من مجرد التسلية او المناقشة...
هل ستكون المستهل ..لبداية من الحلم..
ام بداية العناء..
ام بدايه رحلة السفر ...الى المستقبل القريب...
الجزء الثامن
كانت فاتن جالسة في غرفتها ..ترتب في أوراق المدرسة والدفاتر القديمة ..لتضعها في صندوق وتخزنها
بمخزن المنزل ..كانت تفكر في تلك اللحظات في المكان الذي ستضع الغراض فيها ..ل يوجد مكان بالمنزل..
حنت رأسها إلى تحت سريرها ولكنها لم تجد سعة ..فالغرفة ممتلئة على صغر حجمها ..والسرير كبير ويملئ
تقريبا ثلثة أرباعها أين أضع الغراض أين؟؟
ملت الصندوق ووضعته جانبا لتتفرغ له فيما بعد ..فل بد وان مريم في طريقها لمنزلنا ..حبيبتي مريم ..لكم
اشتقت لها ..ولكن ..المسكينة سمية ..من بعد التخرج لم اتصل لها ولم أسال عن أحوالها ..ل بد وإنها غاضبة
مني ولعلها تحمل في صدرها علي!! ولكن أنا لي عذري ..هي لم تأتي حتى للعزاء على أبي وهي ابنة جيراننا..
ولكن ل حق لي أن احمل في صدري عليها ..لبد و أن الظروف منعتها ..سأتصل لها وسأكون أفضل منها..
خرجت من غرفتها من غير شالها البيض الذي عادة ما تتجول به ..نظرا لعدم خلو المنزل من تواجد ابن
خالتها ..ل ترتديه متضايقة بل العكس ..لو كان الشال هو الحل الوحيد لتواجد ابن خالتها المفضل ..فحياه
الله ..وان كنت أتضايق منه..
نزلت المنزل فاستغربت لهدوءه ..اين اهل البيت؟؟ هل غادروا؟؟ ام هم نيام؟؟ لكنهم كانو هنا للتو ..نظرت
للساعة التي تقبع خلفها في جدار الصاله ..انها الرابعة والنصف؟؟ ل يعقل انهم نيام؟؟ اين ذهبوا؟؟
هزت كتفيها دللة على الستسلم وتوجهت ناحية الهاتف لتتصل بسمية..
رفعت السماعة وضربت الرقم..
وانتظرت الرد..
وانتظرت
وانتظرت..
وطال انتظارها الى ان قطعت المكالمة لوحدها؟؟
اغلقت السماعة واعادت التصال...
وانتظرت
وانتظرت
الى ان ملت واغلقت السماعة بنفسها ...قامت من على الكرسي وتمططت في المنزل ..حركت الجلبية
السوداء قليل من اعلى كتفها لن اليد تضايقها قليل ..فهي حارة ..وتجلب الحكة الى جسدها ..فتحت شعرها
البني القصير وحركته قليل واعادت ربطه ..وتوجهت الى المطبخ لتجهز شيئا الى مريم..
بالعادة مريم ل تقبل باي شي تجلبه لها فاتن او تعده مسبقا ..تقول ..انها ل تحب المقبلت ول تحب ان يعد
الناس لقدومها ..حتى لو اتفقت معهم تحب ان يكون الموضوع مفاجاة ..مجنونة مريم ..ولكن ما احلها ..متى
نكبر اكثر ليتزوجها جراح ويحضرها للمنزل وتعيش معي ..ياااه سيكون افضل شيئا في الدنيا..
سماء الحزينة جالسة في الصالة وامامها وعاء مليء بمختلف الفاكهه ..احضرته لنها لم تاكل شيئا ..والطعمة
السريعة ل تناسبها ول تناسب صحتها وان تناولتها لسمنت ..لذا فضلت الفاكهه على كل شي..
انها حانقة...
لبد غاضبة..
اخبرها مشعل بقدوم خالد لعند بابهم واعتذاره الصريح ولكنها ..لم تقبله ..ل بل صرخت في وجه مشعل بعنف
جعله يغضب منها ويتركها في الغرفة لتتصارع مع نفسها بين تلك الجدران ..تغيبت عن العشا ..وعن افطار
اليوم ..وحتى الغداء ..ولم يتقدم احد منهم ليسال عنها ..ل يهتمون بي ..ول يعرفون بما امر به ..اهؤلء اهل..
ام اعداء ..حتى السجان يمر على سجنائه ويرى كيف يمضون اوقاتهم ..ال هذا المنزل ..مشعل ..معذور..
فصراخي عليه كان مدويا لدرجة اني صممت من شدته ..لكن امي ..امي ..هاه ..هذه المرأة او هذه الصخرة
الحجرية التي ل تعرف شيئا غير تجمعاتها الجتماعية ولقاءاتها الراقية والتي من شانها ان " تحااافظ "على
مستوانا الجتماعي بين الناس ..ما اشد تفاهه دماغ امي ..انها تقرفني معظم الوقت..
لكن ابي..
لم لم ياتي الي ..فهو ل يقوى على فراقي ..كيف بات ليله وهو يعرف باني حانقة ..يا الهي ..ما هذه العائلة..
اني لتعسة بهذا المنزل ..ياليت لو ام فاتن تتبناني وتسكنني معهم في منزلهم
لكنها اطرقت قليل ...اعيش معهم؟؟ معناته الحرب العالمية الثانية؟؟ ل بل النهاية ..ان اعيش وارى ذلك
التافه المتعجرف الصعلووك امامي كلما استدرت ..كنت لفق عينيه واكسر النظارة من على انفه لكن ..لم
تسنح لي الفرصة
قامت من مكانها وهي تضع يديها بكيس البنطلون ..وهي تتمطط وتزفر ملل ..ذهبت عند الباب ..وفتحته..
ارادت الخروج لكن عاودت الدخول مرة اخرى ..وبقيت قليل عند الباب لتعاود فتحة وتخرج..
وقفت على العتبات بملل وهي تنظر الى السماء ..وتقدمت بملل من على تلك الدرجات ..ووصلت الى
الحديقة ..جلست عند الحوض الزراعي الصغير ..الذي يتخلله بالوسط النافورة الجميلة المباااالغ بها قليل..
تربعت على تلك القطعة الزراعية ومدت يديها الى خلفها ورفعت راسها الى السماء ...لم تمر لحظات حتى
ان رمت بنفسها على الرض وهي مستسلمة ...اني لشهيدة الملل ..ياربي ..اعني عن مللي...
اغمضت عينيها وهي تحلم ..تحلم بعالم اخر ..بحياة اخرى ..بعائلة اخرى ..عائلة ل تجد فيهم ال الحب ..ل
تحصد منهم ال الهتمام والتقدير والعرفان ..وخلل هذه الحلم ابتسمت مرارا ..وهي ترى ام جراح اما لها..
وفاتن اختا لها ..وذلك الصعلوك ..ذلك الفتى...
ما ان طرأ خالد على بالها حتى استوت في جلستها ..وكشرت بعينيها وقبضت بيديها ..لو فقد جاز لي ان
اضربه ..لكسرت فكه بهذه القبضه ) تشهر قبضتها( أأأأأأأأه
وعادت لترتمي..
حتى دخل مشعل المنزل من الكاراج ..وكان على اهبه الدخول للمنزل حتى رأى تلك الجثة المرمية على
الرض ..لبد وانها سماء ..ههههههههههههههههه هذه المشاغبة الصغيرة ..اشتقت لها البارحة ..لم امضي معها
وقتا ..ولكنها شقية ومشاكسة وتفتقر للدب بالمحادثة ..هي صرخت بعنف لكني لم ارد عليها بل تركتها تصرخ
كما تريد لنها ارادت التنفيس عما يختلج بها ..مهما تقول وتتوعد وتهدد فهي ل تقدر ان تؤذي العصفور ..فكيف
بذلك الشاب..
وبدأت دوامة التردد ..ايذهب لها ..ام يتركها لوحدها تعاقب نفسها هكذا ..ههههههههههههههههههه لبد له وان
يذهب لها ..وال لبقيت هكذا طوال اليوم وتنام في الحديقة لتراها امي وتعنفها..
تحرك ناحيتها بكل خفة وهو يرتدي ذلك الثوب ).دشداشه( ..كان يسير على اطراف اصابعه ..وجلس بالقرب
منها من غير ان تحس تلك المشاغبة ...وبهدوء بالغ طبطب على رجلها بعنننف أقفزها من مكانها ذعرة ..
سماء :مشعلوووووووووووو
الخر لم يرد عليها فكان يتلوى على الرض من قفزة اخته ..يا الهي كان الموقف يستحق هذه الحركة ولكنها
مسكينة ..هههههههههههههههه..
سماء بصراخ :سخيف صراحة يالبايخ ..جذي تسوي فيني ..صج لي قالوووو حمار ..لكن هين يالكريه..
قامت سماء وامسك بمعصم رجلها وهو ما زال يتلوى
مشعل :قعدي ..ااااخ يا بطني ...تمي سموي يعلج العافية ذبحتيني..
عادت للجلوس بعد ان دفعته غاضبه وكانها حركت فيه شيئا وهو مازال يضحك بعنف..
سماء :هاهاهاهاهاهااهاي ..وايد ايضحك الموقف موووو ..سبــال ماصخ..
مشعل :اسف والله اسف ...بس ..بس ههههههههههههههههههههههههههه
سماء :اوووووووووووه بتسكت الحين ول شنو ترى بقوم عنك ..
مشعل يمسك بيدها :ل تمي تمي ..ههههههههههههههه فديت عمرج اختي
سماء تقلد عليه :فديت عمرج اختي ..خوت بك الهويات..
مشعل يفتح عينيه :اوه اوه ..شعندها يديده مريم ههههههههههههههه
سماء :الله يرحمج يا يديده ما كان في هالدنيا ال انتي ورحتي عني ..الله يرحم ايامج يا بعد هالدنيا..
مشعل :الله يرحمها )..يتمعن في ملمح اخته الجميله( ههههههههههههههه
سماء :جب ..ل اعلم عليك الحين؟
مشعل :عند منووو؟؟ المخفر؟
سماء بخبث :عند الحكومة ...سلوى الشاهين ) ..ام مشعل(
بدى مشعل وكانه اسقي شرابا مرا ..فملمحه تغيرت من الضحك الى الشمئزاز :تكفين عاد..
سماء :هااا ..ما تخاف؟
مشعل بحاجب مرفوع :وليش اخاف؟؟ في سبب يخليني اخاف من احد غير ربي؟؟ مهما كانت سلطة امج في
البيت مو معناته اني اخاف منها..
سماء :حجيييييي ..والله لو تدري عنك وعن سواياك جان قصصتك مالللح هني وانت ساكت ما تقول شي..
مشعل :أي سوايا اللي اتحجين عنها انتي؟؟ صاحية ول مينونة؟
سماء :ل يا عيوني انا صاحية ...وانت تدري انا شنو اتحجى عنه ) ...تشير براسها الى المنزل القابل لمنزلهم(
اتحجى عن اللي ساكنين بين ظلوعك ..ما يفارجون مخك ليل ونهار ..حارمينك النوم والراحة ..وساقينك من
ماي الويل..
مشعل يمسك مقدمة راسه باصبعه علمه على عدم التحمل :تكفييييين ويا هالويه ..شقالت قالت ساقييينك
من ماي الويل ..وايد اتحجين انتي ما تسكتين..
سماء :هههههههههههههههه انا لحد الحين ما تحجيت ..لكن ان فتحت هالكنز تضيعون كلكم..
مشعل :جب بس جب ..ويا هالويه ..تهددين؟
سماء :أي ..كيفي كويتية هههههههههههههه
مشعل يضحك معها :مالت عليج ههههههههههههههههههههه
بعد فترة
سماء :مشعل؟؟ انت بتتزوج فاتن صح؟
مشعل بنظرة جميلة الى اخته ..لم تعرف سماء ما مقصده منها..
سماء :شفيك تطالعني جذي..؟ قايلتك نكته
مشعل ..:ل بس ...مادري
سماء وهي تضيق عينيها :شنووو؟
مشعل يحرك نفسه وينام على الرض وهو يوسد راسه بذراعه :مادري..
سماء :ما تبي تتزوج فاتن؟
استوى مرة اخرى في جلسته :ل تغلطين عاد..
سماء :عيل شالسالفة ..سالتك سؤال وطحت لي مادري مادري ..تبيها ول لء؟
مشعل :ابيها ونص..
سماء :عيل بتتزوجها ..؟
مشعل :اكيد بتزوجها ..بس ..شلون ..مادري؟
سماء :شنوشلون؟؟ مثل الناس ..ول بتاخذها بالكنيسة غير يعني ..تجديد للطقوس.؟
مشعل يمسك باذن اخته :انتي وايدفطينه ومسوية روحج اينشتاين علي
سماء وهي تتلوى :خل اذني ل بارك الله فييي عدوينك..
وهكذا غادرت سماء عنه وتركته لوحده على ذلك العشب ..مفكرا ..من ضحك اول بكى اخيرا ...من يضحك
اخيرا يضحك كثيرا ..ما بالها تلك المجنونة؟؟ اهي جادة بما قالته ..ولم قالت هذا الشي ..اهي تشعر بانني
متساهل مع مسالة حبي لفاتن ..لكن ..ما افعله هو عين الصواب ..ل اعترض درب الفتاة ول اغدقها بالكلم
المحرم ..لم ما افعله هو الغلط ...لم؟؟
===========================
على تلك الحال بقي مشعل ...اما خالد فقد كان جالسا في منزل صديقه فاضل ..تذكرونه اليس كذلك؟ كانا
جالسين في المجلس ..وهما يتسامران بذلك العود الهرم الذي لم يفكه خالد مذ رآه ..يذكر هذا العود جيدا..
فوالد فاضل كان يعزف عليه عندما كانو صغار ..رحمك الله يا ابا فاضل ..لقد كنت رجل عظيما ...حاله كحال
عمي ابو جراح ..وحال ابي ..وامي ...وكلهم ..رحمكم الله...
فاضل وهو شبه الغاط :خلوووووود خل عنك العوود ابي انام..
خالد هز راسه معترضا لكن ..سحب الخر يده ووضعها على قلبه..
دق قلب خالد ..من هي الفتاة التي يعرفها هو ويحبها رفيقه ..ل يعرف لم طرأت فاتن في باله..
فاضل ..:سميــة..
وكانه لم يسمع :من؟؟؟؟
فاضل :سميــــــــة..
سميه؟؟ من هي سمية؟
خالد :أي سمية؟
فاضل :ارفيجة بنت خالتك ...فاتن..
خالد :ارفيجة بنت خالتي ..ماكو ال مريم..
فاضل :ل بعد وحدة ثالثة ..سمية ..بنت جيرانهم ..اخت فهد السويعي..
خالد بتفكير :فهد السويعي؟؟؟ ) وكانه ذكر( هذاك بو ظروس غلط؟
فاضل :ل تفشلنا عاد النسيب هذا..
خالد :طاع هذا ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..صج مو صاحي انت
فاضل :ليش ان شاء الله؟
خالد :انت ناسي انت شلون علقتك ويا اخوووها ..ناسي انك ما توطي فريج بيت خالتي بسبته..
فاضل بنظرة رجولية :ول يكون علبالك انا اخاف منه ..طز فيه وفي شكله ل تخليني اعصب الحين واروح
اطشره..
خالد :تككككككككككككككككفى ياشيخ انتخييتك ..اقعد مكانك بس اقعد ..ل تخليني اعصب واروح اطشره..
انت شيل عمرك قبل ..بعدين تكلم..
فاضل:ليش شفيني انا ..جريب بشتغل ..وفي احسن شركة بعد؟
خالد غير مصدق :اقص هالذراع..
فاضل :ابشر عيل بتقصه..بشتغل في الوفا للمحاماة..
عقد خالد حاجبيه من اسم الشركة ..الوفا للمحاماة؟؟ هذه الشركة؟؟ ليست غريبة؟؟
اطرق خالد مفكرا ..انه محق ..ولربما سبب كونه محق ذكر عمه ابو جراح ..فل عمل كعمله رحمه الله ..لم
يكن مجرد سباك او نجار ..كان رجل كامل الحرف من كل النواحي ..رحمك الله يا عمي الغالي..
خرجت من المطبخ وهي تنادي وعجين الكعك بيديها واكمامها مرفوعه وخصلتها متناثرة على وجهها ..هي
ابقت الباب المامي مفتوحا للتهويه كما يفعلون بكل عصر ..ولكنها لم تكن تعرف ان فتحه اليوم لم يكن
لصالحها ..فمن كان واقفا عند الباب لم يكن من اهله ..بل كان بعيدا كل البعد ...انه مشعل...
عندما رأته فاتن وهو واقف لم تقدر على الحراك ...وهو الخر ظل جامدا مكانه ...متأمل تلك الملمح
الجميلة ..وتلك العيون الشفافة ..وتلك البهدلة التي بدت رائعة عليها حتى ...لكنه ...احس لتلك النغزة التي
تتطري في قلبه كلما رأى فاتن ..اهلها ...فاذا به يسحب الباب ويغلقه وعيناه لم تفارق عيناها ...والخرى من
شدة ضربات قلبها صمت اذناها عن الواقع وعن ماهو خاطئ وما هو صحيح...
لم تطئ قدميها الحياة ال بتلك اللحظة ...عندما اظلم المنزل بعدما كان مليئا بنور قدومه ...ما احل وجوده في
منزلنا هكذا ...يرجع الحياة كلها في رفه عين..
ضمت المجنونة يديها الى عنقها وهي حامية ..تحس بالدماء تجري غليظة في عروقها وكانها ستسدها ولن
تسمح لها بالتنفس ...ما اروع هذا لحساس ..فهو لقاتل ..ومحيي في نفس الوقت ...ما اسعدني حقا ..يا
لفرحتي ...يا سعدي وسعادي ..لو كنت اعرف انك ستاتي بهذا العصر لما وقفت لك هكذا ..ل بل فرشت
الرض لك زهرا وريحان ..يا حبيبي الغالي...
وقفت تلك المراهقة عند الباب وهي مولية ظهرها له ...وما بها ال ان تسمع صوت الباب وهو يفتح ...فرفعت
راسها ...هل اتى مرة اخرى؟؟؟ التفتت بكل شوق للباب وعينيها مشرقتين بشتى انواع السعادة ولكن....
لم يكن هو
واقفة بشكل غريب وبوجهها تكشيرات مستهجنة لم ترى فاتن مثلها على وجه مريم ال في المناسبات
البعيدة..
فاتن بارتباك :ه ..هلااا مريم ....هل حبيبتي..
والنظرة لم تتغير من عيني مريم :هل فيج فتون...
وتقدمت ناحيتها فاتن ..والخرى واقفة والكفهرار على وجهها..
بتلك اللحظه كان الخوف يدب في اوصال فاتن ...لم ..لم تعرف ..لكن لبد وان الموضوع كبير وال مريم ل
تغدق الناس باهتمامها ال اذا كان الشي معنيا لها..
فاتن :علمج مريم ..فيج شي..
مريم بنظرة غاضبة :فاتن مشعل كان طالع من بيتكم الحين صح؟
ماتت فاتن بداخلها ...:أي...
مريم ارتعدت وعينيها توسعتا :...محد في البيت ال انتي؟
فاتن برعب :أي ..ليش ..شصاير؟؟
مريم امسكت براسها وكانه يوجعها ...وتلك الحركة اذابت فاتن وصبرها...
فاتن :علمج مريم شصاير؟
مريم :فتووون اشفيج انتي ينيتي ...مساعد اخوي شافه يطلع من البيت..
انتفضت فاتن بمجرد ذكر اسم مساعد ..ولكن :واذا ...اهو كان يبي ...يبي جراح ...بس ..شفيج مريم بس
صرعتيني بل سبب..
مريم :فاتن اشفيج انتي مو صاحية ..اقول لج شافه مساعد وهو واقف عند باب بيتكم مساعة وانتي واقفة
معاه
فاتن :واذا الباب كان مفتوح يا مريم مو انا اللي فتحته له انتي تعرفين زين بهالعادة اننا نفتح الباب العصر
للتهوي....
مريم :ولو فاتن بس الموقف ما يتعذر ..مساعد من شافج واهو يغلي من القهر ..ياويلي يا فتون لو يروح-
ويقول لجراح بتروحين فيها
كانت تنتفض ولكن مجرد ان تخطر في بالها فكرة موقف مساعد تنزعج قهرا منه
فاتن :اوووووووووه ..اخوج هذا شعليه يروح يخبر عني عند جراح ...ان شمسوية جرم ول ذنب ..كل اللي صار
اني ما كنت ادري ان احد على الباب..
مريم :ويومنج ما تدرين احد عند الباب ليش وقفتي...
صمتن الثنتين وهن يسمعن حمحمه ...غادرت فاتن للمطبخ وهي تغشل يديها برعشة ...ما باله هذا المتعنت
يطأ منزلنا لكي يرعبني ...والله لن تجاسر علي لن....
غابت الكلمات عنها وهي تغمض عينيها المرعبتين وتنشف يديها في الفوطة وتلبس الشال وهي ترتعش
وتخرج من المطبخ...
تسحب مريم فاتن من يدها وتدخلها مرة اخرى الى المطبخ ....وهذه المرة نافذة المطبخ المفتوحة وليس
شي اخر...
مريم :فتون انتي شفيج بايعتها ومخلصة ...ليش ما تحاسبين انا جم مرة قلت لج شوفي اللي يمج واللي وراج
قبل ل تسوين أي شي؟
فاتن بقلة اعصاب :انا شسويت مريم ل تحسسيني اني سويت شي وانا يا غافلين لكم الله..
مريم :شنو ما سويتي والوقفة المحترمة مع ولد يرانكم هذا شي عدل؟؟؟؟؟
احمرت وجنتي فاتن ل حياءا ول شي ..بل غضبا ..فكل ما تذكر هذا الشي يترائى لها صاحب العيون القاتلة
مساعد ..وتدعو في قلبها ان ل تراه اليوم فهو لن يرحمها بنظراته؟..؟
مريم تمسك بيد فاتن الباردة المرتعبة ..هي لم تخطط لشي ولكن ..كل شي محسوب ل بل متوقع منها ول
من احد اخر..
فاتن بخوف :مريم ..تهقين اخوج يقول لجراح؟
مريم :ابدا ل ...مستحيل يعرضج لهالموقف ..بس ...مادري فاتن ..انتي ليش ما تقولين لمشعل انه يبطل
هالحركات معاج وانتي بغنى عن المشاكل ويا هلج
فاتن :والله مريم واقسم لج بالله اني ما شفته من فترة ومن زمان ما طاحت عيني عليه ..مادري شنو اللي
يابه بيتنا اليوم ..اكيد يبي جراح ول شي ويوم شاف الباب مفتوح ....
تنظر الى فاتن بتوسل اما الخرى فلم ترى شيئا غير تلك العينين المتركزتين في بصيرتها..
وتعيد الجلوس
جراح :فتووون
فاتن وهي ضائعة :هاااا
جراح :شكرا على الصينية بس لزم شي يكون عليها لو تدرين يعني؟
انتبهت فاتن لما يقوله اخاها ...فرات ان الصينية فارغة بل أي شي ...وقامت مرة اخرى
واخذتها منه وملتها بالطعمة المختلفة ...واعطتها اياه...
غادر جراح ظلت فاتن مع مريم متوجسة ..خائفة من ان يتفوه مساعد باشي شيء الى اخيها ..ولكن هي
غاضبة اكثر من كونها خائفة ..هي لم تكن تضمر في قلبها أي نية في هذا اللقاء ..ولكنها ..كيف فعلت ما فعلته
؟؟ كيف طاوعها قلبها ووقفت مع مشعل بتلك الطريقة ..لكن ..انا ل ذنب لي ..انا احبه ...يا ناس احبه ول
استطيع او اصبر على رؤيته ..لكن ..يبقى ما فعلته خاطئ..
خرج جراح عن مساعد ليحضر العصير وظل الخير في المجلس ينتظر قدومه ..ولكن بماذا ..فكل ذرة هدوء
او اعصاب قد فقدها بسبب ما رآه مذ قليل ...لم يستطع ال ان يكبت تلك النار الكاوية التي اختلجت بصدره...
كانت في قلبه نية القتل ..ان يقتل ذلك الشاب الذي وقف وتمعن في فاتن والخرى تبادله النظرات ...كانا في
موقف ..لو كنت ذا سلطة عليها ...استغفرك يارب ...استغفرك واتوب اليك ..لنها لو كانت تمت لي بادنى
صلة ..لكنت قتلتها...
كانت النار تسعر في خاطره ..والبنزين يجري في عروقه والدخان يحوم حول راسه من شدة العصبية التي
كان يمر فيها ...لم يصدق ما رأته عيناه ...اهذه من كان يعتقدها عالية ..كم كانت جميلة في عينيه ...وكم
تشوهت صورتها في مخيلته ..تبدووو ...كالمشوهه ..كالقبيحة ..كالشي المقزز للنفس عندما يراه احدهم
ك علي يا فاتن ..ان لم ابعدك
وتلوع كبده ..اكرهها ..اعترف باني اعجبت بها ..لكني اكرهها الن ...ولكن ..صبر ِ
عن ذلك الصعلوك ..فلن اكون مساعد!!
كان مساعد يهم بشرب العصير ..وما ان ذكر صانعه حتى ابقاه بالقرب من فمه وابى ان يشربه..
مساعد وهو يضع الكوب :زين جراح ..شوف ) ..يمد له بملف اوراق( هذي الوراق اللي انا قلت لك عنها..
فيها كل شي عن البعثة وبرنامج الدراسة والتمويل المالي والمتطلبات والمؤهلت ..ما راح تخليك تحتاج انك
تسال اكثر ..لكن لو حبيت انا فيني انظم لك موعد ويا المسئولة عندنا ...نجاة الدلهمي ..ما راح تضيع مكتبها
في الطابق الول للشركة..
جراح :والله ياخوي مادري شقول لك ..ماعرف شلون اشكرك ..بس انا ابي اشوف هالمسئولة ..ومو انا اللي
ابي اقعد وياها واسالها ..ودي لو فاتن اهي اللي تقعد معاها واهي الموظفة تقنعها بهالشي ..لن هالشي صعب
في الوقت الحالي مع فاتن...
اطرق مساعد مفكرا ...عرف الن سبب رفضها عن السفر ..تعذرت باخوتها وبيتها ..ولكنها ..تلك الخائنة
ك بهذا الصيف ..لن اكون مساعد الصغيرة ..ستعرف الن من هو الذي يدير دفة القرار ..ان لم أسفر ِ
مساعد :انت ما عليك من اختك ..صح كلمها انها لزم تقعد عشان اخوانها وامك وتساعدهم ..بس الدراسة
اهم .الدراسه سلاااح ما يموت ول تقل ذخيرته ..اهي لي راحت ودرست وردت هني واشتغلت راح تكون
مساعدتها اقوى من كونها قاعدة هني بل شغلة ومشغلة ..انت بعد ل تخليها تستسلم لهالفكرة ..واعرض
هالوراق على امك قبل ل تعرضها على اختك ..بتشوف انك راح تلقى لك حليف ..اكيد امك لها قرار على
اختك ولها سيطرة وتقدر انها تلين فكرها شوي
جراح وهو يفكر وينظر الى الوراق :صح كلمك ...انا بكلم الوالده اليوم ..وبرد عليك خبر ...فاتن لزم تقبل
بهالبعثة...بس ..اللي ابي اعرفه ..فاتن شلون اختاروها عشان هالبعثة...
تقدم مساعد للمام وهو عاقد يديه امامه :بصراحة بقول لك ..هذي ..مو بعثة ..اهي صح باسم شركتنا..
لكن ..هالبعثة اهي استثمار ابوك الله يرحمه في شركتنا..
استغرب جراح وانصدم :استثمار؟؟ شستثماره..؟؟ وابوي من وين له عشان يستثمر..؟
عاد مساعد وتسند على ذلك الكرسي الوثير :ابوك يا جراح ماخذ قرض ..احنا بالقانون ما نسميه قرض نسميه
اسهم مالية ..ابوك باعنا اسهم او حطاها في عهدتنا ..احنا بقدرتنا استثمرناها من تقريبا حوالي ال 6سنوات..
والحمد لله جابت لبوك عائد مالي محترم وكبير ..من شانه انه يخلي اختك تدرس في هالجامعة ..اهو كان
كليا 20الف دولر ...لكن الشركة نظرا للعلوات اللي تعطيها لموكليها او المتعاملين معاها عطت ابوك
لتعامله 6سنوات معاها مبلغ 7الف دولر ..كل الف يعتبر بونس لكل سنه ..هذا شي عادي ..لن اسهم ابوك
كانت مرتفعة وغالية ..على الرغم من فقر ابوك!!
كل هذا كان كثير على جراح ..والدي يمتلك ثروة ..ونحن هنا مدقعين فقرا؟؟؟ كيف ..ولم؟؟ وما هذه الثروة؟
يسترجع جراح ذاكرته لي شي يشير الى ذلك المطعم ..ولكن ..ل شي يطرا على باله..
مساعد :انتو ما لقيتو شي لن لطول هالسنوات ابوك كان ميمع الفلوس عشان دراسة فاتن...
لمعت شرارة في قلب جراح ...لم فاتن ..وليس انا؟؟؟
وجاء تحليل مساعد الخير لكي يبرد قلب الخ على اخته :هالبعثة بالول كانت باسمك ..بس انت ما يبت
النسبة اللي تأهلك انك تحصل هالدراسة الخيالية..
عاد فكر جراح الى الماضي ..بايام المدرسة ..كم كان ابيه يتعب عليه وكم كانا يتصارعان لمر المدرسة..
وعندما اتت النتائج ..كان ابو جراح غاضبا غضبا مخيفا منه ..ولكنه ..لم يعبأ بابيه وامضى طول تلك الجازة في
اللهو والستخفاف ..ودخل جامعة الدولة ليدرس ما لم يتقنه ابدا في حياته ..آآآه يا ابتاه ..ليتني سمعت
كلمك...
مساعد مخففا :ل تعور قلبك الحين يا جراح ..تراك انت الحين في موقف ينحسد عليه ..انت وقفت لبوك الله
يرحمه وقفة صعب على كل واحد يوقفها ..حتى القوي ما يقدر يسوي اللي انت سويته ..وانت بهالشي
البسيط قدرت انك تريد ابوك في قبره الله يرحمه..
جراح مستسلما :الله يسمع منك..
مساعد :ااااااه
جراح مستغربا :سلمتك من اله..
مساعد يضحك :هههههههههههههههه تصدق ..من ست سنين وهالهم في صدري ..وما كان من المفروض انكم
تعرفون ال بعد وفاة ابوكم ...وما كنا حاطين له هالفق ..لكن ..مشيئة الله
جراح الذي ضم يديه وبقي ساكنا في مكانه ..لم يكن يفكر بشي ..ولم يكن يقوم باي شي ..لن ذاكرته اخذته
الى ذلك الماضي المشين ..ذلك الماضي الحقير الذي كم يود ليعود له ويعيد اللم الكريهة ..يرحمك الله يا
ابتاه ..انك كنت ل تريد ال مصحلتنا..ونحن ..مقصرين بحقك ..لكن اعدك يا ابي ..وبرحمة ثراك ..اني لن اترك
فاتن تضيع مستقبلها هباء ..بل سوف تذهب الى اميركا لتدرس وتستغل تعبك وجهدك طوال تلك السنين ...اه
عليك يا ابي الطيب..
مساعد :زين يالخوو ..انا الحين بخليك..
جراح :وين توك ما قريت...
مساعد يبتسم :تسلم الله يخليك ..بس لزم امشي عندي مشاوير لزم اخلصها...
جراح :ملزوم انك تمشي يعني؟
مساعد :أي والله ..مرة ثانية ان شاء الله
يهم جراح بالنهوض والخر معه ..ويخرجان سويا من المجلس..
مساعد وهو يركب السيارة :مثل ما وصيتك ..ملزوم تقنع اختك في هالبعثه..
يبتسم جراح وهو يربت على كتف العملق :ل تخاف ..دام الوالدة بتدخل في السالفة والكلم اللي انت قلت
لي اياه ..ما راح يضيع أي شي..
مساعد وهو يفكر : ..أي صج تعال ..ابيك ترتب لي ويا هلك موعد..
جراح باستغراب :ليش؟
مساعد :ل بس عندي وصية ابوك لزم اقراها لكم ..فيها توصيات واشياء وديون وسوالف يعني..
جراح يضحك بسخريه :ديوون؟؟ أي ديون بعد..
مساعد يضحك :هههههههههههه ل تخاف ..مو مديون ..دائن..
جراح :ليش ابوي كان عنده عشان يسلف؟؟
مساعد وهو يدخل السيارة الفارهة :جراح ..انا لو اقعد معاك واقول لك اللي ابوك كان يسويه من يوم انا
اشتغلت في مؤسسة الوفا بشيب راسك ..ابوك هذا اللي كان كل يوم يقوم الفير ويرد المغرب واهو حامل
عدته ..كان في هالعده يضمن لكم مستقبلكم) ..يشير الى المنزل( هذا البيت وبساطته ..كان بهدف ..الهدف
انه ما يكبر في عقولكم فكرة التبذير وحب المظاهر ..ليمن اقول لك ابوك كان عظيم ..فانا اعني كل حرف
من هذه الكلمة) ..تبسم مساعد لجراح الذي شاجت احزانه بملمحه (...وانت ما شاء الله عليك ..راح تكمل
هالمسيرة ..وراح تكون الب مرة ثانية لهم ...مو مهم يا جراح لو كنت في يوم من اليام مستهتر ..الماضي ما
نقدر نرده ..لكن المستقبل)..يقبض بيده( في قبضتنا...
هز جراح راسه اعجابا بذلك الرجل ..وتمنى في تلك اللحظة لو انه اراد ان يكون شيئا بحياته ..فهو يريد ان
يكون مثل هذا الرجل ..ل بل افضل منه...
مساعد :شوف خبر اختك تقول لمريم انها بس تمل تتصل فيني ..وانا اييها...
جراح :ان شالله..
مساعد :يالله في امان الله..
جراح :في حفظه..
وعلى هذا ..غادر مساعد بعيدا عن جراح ..وهو عارف بما فعله به ..لقد اثر به اشد تاثير ..ولكن كل ما قاله
كان حقيقة ..ولربما ..ليست كل الحقيقة ..اخفى الكثير ..ولكنه على وشك ان يكشف عنه ..في وصية الب
الجزء التاسع
الفصل الول
=========
ليل جميل ..يغدق من يسهر أسفله بحنان تلك المسية الشاعرية ..تتراقص ذبذبت العرج على الصد والجبين
ولكن ..تلك القطعة المخملية المغطاة بالماسات الوهاجة تبعد كل عذر وكل حرج وكل مصيبة..
ليل داكن ..ل بل حزين ...لكن ..غشيته رحمة الله عز وجل على تلك العائلة البسيطة ..بأحزانها وبالم واقعها..
ولكن ..الحياة تستمر ..وهذا شعر حملته تلك العائلة في غياهب قلبها ..من غير أن تعلنه..
سهرت تلك العائلة الجميلة تحت تلك السماء ..ناقصة ولكن ..هذه حكمة رب العالمين...
كانت محادثة جراح مع مساعد بالعصر مريحة جدا وبنفس الوقت مرهقه أيضا ..فبعد ذلك الحوار وذلك الكم
الهائل من المعلومات المخفية التي اكتشفها امس ..كان لبد منها وان تهلكه لكن ...كل هذا لصالحه ..فتوعد
بان يقضي عاما دراسيا مثمرا هذا الفصل ..وبنفس الوقت ..سيلحق كل من مناير وعبد العزيز الى ان يرفع
من مستوى تحصيلهما التعليمي..
ام جراح كانت تبتسم مفتخرة بالظروف الصعبة التي قهرها أبناؤها بغيابها ..لكم كانو اقوياء وشجعان..
استطاعوا ان يتغلبو على غياب ابيهم الذي لطالما احبوه واكرموه ..لكن ..ما يقلقني هي حالة فاتن ..فهي
هزيلة بشكل ل يصدق ..وتلك النضارة اختفت ..حبيبتي ابنتي .ل بد وانها قلقة ..وتحمل على كتفيها هموم كثيرة
مازالت صغيرة على تحملها ..مناير ...لم تتغير ..على الرغم من الملمح الحزينة التي اكتسبها وجهها الجميل..
عزيز ..هدوءه مؤلم ..وغير معهود ولكنه سيتجاوز هذا الشي قريبا..
جراح ..اه عليك يا بني ..كنت اراك طفل ..فما بالك كبرت وهرمت وأنت في ربيع عمرك ..إن كان الحال يبكي
مرة على فاتن ..فهو يبكيك ألف مرة ..كل أم تحب أبنائها ولكن ..احدهم يمتاز في حياتها عن غيره ..وانا
امتيازي هو انت يا حبيب قلبي ..يا نطفة الحب التي كللت حبي وحياتي مع ابيك رحمه الله ..رغم انك ل تشبهه
ولم تمتص من ملحه ال انك تتشبه به يوما عن يوم ..وما احلى هذا الشيء بك ..انت عزائي على هذه الدنيا
الحزينة..
يطل خالد عليهم وهو يصفر :هل هل بالربع ..ال طالعين بره اليوم ..خيااااانه
جراح وهو يبتسم له :حياك اقرب...
خالد :لحظه بس سو لرفيجي درب..
جراح :منو فضوول؟
خالد :أي....
جراح :حياه....
)يلتفت للنسوة( يالله دخلو داخل عن الحر ..خلونا هني وبعد شوي بدخل وراكم
ام جراح وهي تقوم :ان شاء الله..
فاتن :تبون شي ول عشى
جراح :انا مابي بس حطي لولد خالتج ..اكيد ما كل من الصبح وهو هايت ..حطي له شي ياكله هو وارفيجة الله
يرضى عليج..
فاتن بابتسامة حلوة :ان شالله ياخوي ..من عيوني الثنتين..
بمغادرة فاتن ومناير تتبعها دخل فاضل وخالد المنزل وهما تعبان..
ويرمي خالد بنفسه بجنب ابن خالته على تلك الجلسة العربيه بتعب :آآآآآآآآآآآآآآآآآه
جراح بابتسامة وهو شبه النائم :سلمتك من الاااه
لم يجد في خالد ما يوحي انه يريد الكلم فتوجه الى الضيف :يا حيا الله من يانا..
فاضل وهو يستوي بجلوسه :الله يحيك ..شخباركم عساكم اببخير؟؟
جراح وهو يتمطط :والله ماكو أي تغير ..هذا احنا ) ..يبسط يديه( على مد يدك..
فاضل :نفس الحال..
ينظر جراح الى ذلك الشاب المضحك النائم وهو مستلقي كالموات :ههههههههه شفيه هذا؟؟ ل يكون بيودع؟
فاضل :ل بس وايد مشينا ليمن وصلنا هني..
جراح :وين كنتو؟؟ وليش مشيتو ماكو سيارات؟؟؟
فاضل بسخرية :سيارات؟؟ عاد ل تحرجنا ياخي كلها سيارة وحده وطاحت بالصناعية شنسوي بعد ماكو أي
سيارة بدلها ..قلنا ناخذ تكسي عشان نروح نحتفل ...خذناه روحة والردة مشينا...
استغرب جراح :تحتلفون؟؟ بشنو؟؟ ماظن هالشهر فبراير عشان الحتفال؟
خالد وهو مغمض عينيه ويديه تجولن على صدره النحيل :ل وانت الصاج فبراير افريقيا...
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضحكوا الثلثة..
تكلم جراح بجديه هذه المرة :ل صج صج شعنه تحتفلون؟؟ اكو احتفال وانا مادري
استوى النائم بجلسته وهو مازال مغمض عينيه :بارك لنا ..لقينا شغل...
جراح بصدمة :اوووووووووووووووه ..من متى يا خالد تشتغل
جراح :ههههههههههههههههههههههههههههههه افاري عليك يا فاضل والله انك سويت المعجزة معاه ..شغل مرة
وحده) ..يربت على كتف ابن خالته النائم( نقلة نوعية هذي بحياتك...
فاضل يبتسم :اهو ما ياب الشغل ول شي ..انا اللي يبته له ومت عليه ليمن وافق..
جراح :بس شنو الوظيفة؟؟ ووين؟
فاضل :الوفا للمحاماة ..والله يسلمك )يتهندم امامه وكانه يرتدي ربطة عنق( مراسلة؟
جراح بتفكير :الوفا للمحاماة؟؟؟ )يلتفت لخالد( مو هذي الشركة اللي يشتغل فيها مساعد الدخيلي؟؟
خالد وهو يفتح عينيه وحاجباه معقودين :اييييييييييييييييييييييييي وانا اقول هالشركة مو غريبة علي...
فاضل :منو مساعد الدخيلي؟
جراح :هذا اخو لؤي الدخيلي جان تعرفه؟
فاضل بتفكير :ل والله ..انا ماعرف احد من هالمنطقة ال انتو وولد النهيدي وبدر وبس
خالد :هذا لؤي احلى نكته في الديرة ..ولو انه وايد شايف عمره بس يالله نمشي له..
جراح يبتسم :مافيها شي ..شايف نفسه حلو خلص له الحق..
خالد :ارجوك ..لحبه الحين...
فاضل :تعالو ولد النهيدي شلونه من زمان ما شفناه ..من ايام العزا وطاف عليها شهر..
جراح يبتسم واللم يعتصر قلبه ..امضينا شهرا بدونك يا والدي ...رحمة الله عليك يا فقيدنا الغالي..
خالد :خله احسن ...ل يي عندنا ..بيتنا متروس حريم
جراح :شكو اهو لي يانا بيلس ويا الحريم؟؟
خالد وهو يعقد حاجبيه ويشغل عينيه بشي اخر :ل بس ..انا أفضل لو انه ما ايي بيتنا..
جراح وهو يفتح عينيه :اوه اوه ..بيتنا ...صار بيتك الحين
خالد وهو يتربع على الرض :أي نعـــــــــــــم؟؟
جراح ينظر الى فاضل :من متى؟؟ ما دريت؟
فاضل :تركه عنك هذا واحد مامنه فايد!! بيتكم بيته ..بيتنا بيته ..بيت اليران بيته...
خالد يلتفت له :ليش عندك مانع ..يعني لزم اقول لكم اني واحد يتيم ومهيم وما عنده بيت .خلص بيوت
الدنيا بيتي..
انحرج فاضل من نفسه ..فهو لم يكن يقصد هذا المعنى :انا ما قصدت لك جذي يالواطي ليش تفكر جذي
بالناس
خالد :لنكم انتو جذي ..ما تبوني يعني ايي بيتكم
جراح :اركد يا خالد ..مو وقت عصبيتك هذي الناس حر...
خالد وهو يقوم :انا اصل غلطان يومني اييكم...
وابتعد عنهما وفاضل يناديه :وين رايح والله انك فاقد ..
جراح يشير لفاضل :ل خلك منه ..هذا واحد دلوع والكل مدلعه ..خله يتدلع على كيفه وانت قول لي تعشيت؟
فاضل بانحراج :ل والله ما كلنا شي من عصر..
جراح :بس عيل ..الخير وايد..والحين نسوي لك اللي تبيه؟؟ شنو تحب تاكل؟
فاضل :والله اناسة بيتكم مطعم ..عندكم باجة
جراح :هههههههههههههههههههههههههه باجة هالوقت ل عاد ليلك..
فاضل يضحك بهبل :والله شنسوي ..من اليوع ..لو اشوف اللحم ني جدامي كليته..
جراح :ما عليك ..انت انتظر هني وانا ياي لك..
دخل جراح المنزل وهو منكس رأسه وهو يفكر ..لبد وان يخبر امه عن بعثة فاتن ولكن ..كيف ..ل يعرف كيف
يستفرد بها ..لبد وان يجد الوقت لكي يخبرها بما قاله له مساعد ..والوصية ..لبد وان يحدد وقتا لها ايضا...
ان شاء الله كل شي سيحل ..وكل ما علي فعله هو ان انتظر..
عندما وصل عند باب المطبخ كان على اهبة الكلم ولكنه صمت ..كان خالد جالسا خلف فاتن المولية ظهرها
له وهي تعمل ..كان جالسا وهو يتاملها وكانه ل يحس بهذه الدنيا ال بها ..ما باله هذا الحمق ..وما هذه
النظرات الغبية...
جراح الذي بدأ الشك يصرع قلبه :يالله انت اقلب ويهك روح اقعد ويا فاضل بس يزهب العشا بييبه لكم...
خالد من غير نفس :اوكي...
وخرج من المطبخ وظل جراح يتتبعه الى ان غاب عن عينيه ...الحمق خالد...
اختفى خالد ولكن جراح مازال ينظر باتجاهه ال انه لم يكن ينظر الى شي ..فافكاره سيطرت عليه اكثر من
تركيز بصيرته ...وانتبهت له فاتن وهو على تلك الحالة..
ابتسمت عندما سمعت صوت ضحك اخيها ..مضى زمن بعيد ولم اسمع ضحكته هذه ..عافاك ربي يا اخي
العزيز...
ترقرقت الدمعات بعينها ..ورنت تلك الضحكة في اذنها مولدة الذكريات الحلوة عندما كانو يقضون مثل هذا
الوقت مع ابيها في الصالة وهم يضحكون ويتسامرون امام التلفاز ..صدت عن اخيها ومسحت تلك الدمعة
الخائنة وبدأت تمل تلك الصينية لكي ياخذها للشباب..
لكن جراح لم يتحرك من مكانه عندما سمع صوت تلك النفاس الحزينة المجاذبة ...وامسك فاتن من كتفيها
بحنان
جراح :فتون....
فاتن بهمهمة :همممم..
لم يتكلم وانما ضمها الى صدره بكل حنان واطبق على يديها واحكم قبضته عليها بكل حب ..والخرى
استسلمت في يدي اخيها العزيز ...ل باكية ..وانما شاكرة لربها هذه النعمة ..رحمك الله يا ابي ..وابقاك ربي يا
اخي ..
جراح بعد مضي فترة :يالله حبيبتي فتونة ..عطيني الصينية ..وانتي روحي ارتاحي..
تناوله تلك الصينية :تفضل ...تصبح على خير..
جراح :وانتي من اهل الخير...
عندما غادرت فاتن عنه هو الخر خرج من تلك الصالة ..وهو متوجس الفكر من نظرات خالد لفاتن؟؟ يا
ترى؟؟ هل هذا المخبول يحب اختي ..او معجب بها؟؟ لكن ..انا لن اسمح له بان يتفاعل اكثر بهذه المشاعر
التي تنتابه تجاه فاتن..
وتوقف جراح مكانه
ماذا لو كانت هذه المشاعر قديمة؟ ..منذ زمن بعيد؟ ....يا ويلتي ..وكيف لم الحظ؟؟ اااه يا ربي ..ماهذه
المشكله الجديدة ؟؟
بقي الشباب في تلك البقعة يتسامرون ويتضاحكون ..ال ان جراح كان يتعامل بحذر اكبر مع خالد ..وخالد الخر
لم يتزحزح التجهم عن وجهه ..فهو ل يطيق هذا الحال مع فاتن ..يريدها ان تفهمه وان تشعر به كما يشعر هو
بها ..يريدها ان تحبه كما هو مجنون بها ..يريدها ان ..تبين شيئا -وان كان تافها -يعيد له الهدوء والسكون..
وهذا الحمق جراح ..ساقتله ..ل يهمني ..سافعل كما سيفعل فاضل ..ما ان احصل على الرتب واجمع ذلك
المبلغ المريح سأخطب فاتن ..نعم ..سأخطبها ..وسأتزوجها ..وسيروون..
_____________________________
مر يومين على محادثة مساعد مع جراح ولم يرد الخير على مساعد بموعد مع العائلة لهذه الوصية التي
اصبحت كالدين الذي يحرق اعصاب حامله ..هو ل يريد منهم ال ان يذهب هناك وينظر الى تلك الخائنة ويربكها
بنظراته ..لنه ل بد وان اخبرتها مريم عن ما رأيته بذلك اليوم ...لكم اردت ان الكم ذلك الصعلوك الذي وقف
وتمتع برؤيتها ..لو كان المر بيدي...
يقبض ويرخي مساعد يديه اما عيناه الحادتان فكانت تحدقان في الفراغ الذي يترائى به صورة تلك الفتاة ..اه
يا فاتن ..ليتك تبتعدين ..ليتني لم ارك بذلك اليوم ..ليتني كنت موليا ظهري لتلك البوابة التي دخلتي بها قلبي
قبل منزلي ..ليتني لم اتغلغل بتلك العينين الشفافتين ..وذلك الوجه المنور ..والصفد المتللئ
اااااااااااااااااااه ..سيجن عقلي ..لبد وانه سيجن ..لبد لي ان انزعك من فكري تماما يا فاتن ...تماما ..انتي
لست عالية ..ولكنك ..قد تكتبين تاريخا جديدا في حياتي ..انا بغنى عنه ..
في نفس الوقت كانت فاتن جالسه عند شرفه غرفتها وهي تفكر ..تستمع بتلك النسمات الخفيفة التي تتمايل
في الهوا متخايلة ..واضعة يدها عند رقبتها وهي سارحة بذلك الرجل الذي اصبحت تكره وجوده في حياتها ..لم
ظهر هكذا ..هي كانت ل تعرفه ول تعرف بوجوده بحياتها تماما ..فكيف ظهر هكذا؟؟ ياربي ل اريد أي عقبات
في علقتي مع مشعل ..ل اريد ان تكون المور متطورة ول انت تكون بعقبات انا بغنى عنها ..لكن ..ما الذي
انا اريده فعل من هذه العلقة..
كنت اريد ان التحق بالجامعة وان احرز تلك العلمات المميزة التي تضمن لي مستقبل هانيا وتجعلني اساعد
في منززلنا واضمن مستقبل اخوتي معي ..لكن ..ااااااااه يا ريت لو كانت الظروف مغايرة ..لكن قبلت في
تلك البعثة السخية ..ولكن ..انا ل استطيع ان افعل ذلك باهلي ..فهذه البعثة مهما كانت مهمه بالنسبة لها
فهي تظل أنانية منها تجاه إخوتها..
ابتسمت لتلك الفكرة ..ان تدرس في الخارج ..ل وبافضل جامعات اميركا ..ل بد وانها نعمة من الله عليها..
وللسف الشديد ل تقدر ان تقبلها فهي كثيرة عليها ..لبل متعبة ..ل تستطيع ان تتصور فكره خروجها خارج
البلد لتدرس ..تبتعد عن كل احبابها ..وكل اقربائها ..وعنه ..عن مشعل ..عن حبيب قلبها الزلي ..هذا شي
خارج نطاق المكاان...
مناير التي كانت جالسة وهي تزفر ملل من الروتين اليومي الذي يعيشونه ..ل تستطيع ان تتذمر فهم بحداد
على والدها ..ولكن ..هذا الملل قاتل وفظيع ..خصوصا بسفر سماهر الذي لم تستطع منعه ..قبل وفاة والدها
وافقت ام سماهر على بقائها معهم ..اما الن فالظروف تغيرت ..ول تستطيع ان تبقى معهم ..يا للخسارة ..
كان سيكون صيفا جميل ..لكن ..أي جمال هذا بدونك يا ابي العزيز ..لكم وحشني دللك لي ..ورضاك عني..
ومسحك على راسي وتحببك لي ..ههههههههه حتى مشاجراتك التي ل تنتهي ..تريد مني ان اكون ذكيه ولكنك
ل تعرف ان الغبي غبي ..والدراسة ل تمت لي باي صلة ..ياريتك معي ..فشجارك هو ما اشتاق له اكثر شيء..
رحمك الله يا ابي...
هاااااااا قد عادت فاتن مرة اخرى ..لم يتسنى له حتى ان يبعدها لتعود مرة اخرى لتعكر صفو حياته...
بتقطيبه وهو يزرع عينيه بالوراق التي امامه :ابخير الحمد لله ..بس باجي موعد عشان الوصية وتكون القضية
منتهية
سالم :وفلوس البعثة؟
مساعد وهو يرفع راسه متضايقا :انا مالي شغل تبي تسال روح لم ناصر ) نجاه( واهي تعلمك بكل شي
بنبرة فكاهيه :مسامحه عمي واله طال عمرك ماكان قصدي ..لو فيك هاك الكرسي فلعني فيه ..اسفين حقك
علينا
مساعد :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسامحه يا سالم بس والله مالي خلق هالسالفة ..
اصل اليوم بكبره مو ماشي تمام ..الفكر مشغول ..والشغل ما يتوقف..
سالم وهو يبتسم بخبث :ليمن الفكر ينشغل ..بشي غير الشغل ..وبحاله الستاذ مساعد الدخيلي ..هذا شي
جايد ..روح اطبيب خله يفحصك يمكن شي ماشي..
مساعد :الحمد لله ماكو شي شويه تعب..
سالم وهو يخرج :يبيلك تبدل البطاريات..
مساعد :ههههههههههههههههههههههههههه
غادر سالم ليترك مساعد بتلك الفوضى التي احدثها منذ قليل ..ما بالك يا فاتن لم انتي في بالي منذ الصباح.
ابك شي؟؟ لبد وانك تشكين من شي؟؟ وال ..لما تطرين هكذا ول تجعليني ارتاح؟؟
بالفعل ..في ذلك اليوم كانت الذبذبات قوية وشرارات التوتر تتطاير في كل مكان .حتى جراح نفسه احس
لها ..ولكن ..شرارات جراح مختلفة فهي كلها تتوجه الى ابن خالته الذي يقلق حاله ..فمنذ احس بتلك
المشاعر الموجه منه لخته لم تنعم عينيه بالراحة ..ل بل لم يتهنى بنومه كعادته ..بقي ساهرا معظم الوقت
وهو يفكر ويسترجع مواقف كثيرة بين خالد وفاتن..
طبعا هو يفهم شعور اخته ول يستطيع ان يشك بها لن تصرفات فاتن كانت على وجهة واحدة ..دائمة الشجار
مع خالد ولكنها حنونه وعاطفية معه نظرا لظروفه وهذا شي معروف منذ كانو صغار ..لكن ...خالد ...كيف اتت
في باله فكرة ان يقع في غرام فاتن ..ل اريد ان اظلمه ولكن ...يبدو مغرما بها ..انا رجل واعرف كيف يبدو
الرجل عندما يكون مغرما...
كالبله المبهت دائم النظر في الفراغ ..كحالتي عندما احببت مريم ..او عندما بدأت تتغلغل في عروقي كالدم..
ابتسم وهو يسوق تلك السيارة ويتذكر متى احب مريم ..او متى فهم على تلك المشاعر..
كان في السابعة عشرة وهي في الرابعة عشر ..كانو في رحلة عائلية وفاتن كمناير ل تستطيع ان تغادر بقعة
من غير توأم روحها مريم ..عرفن مذ كن صغارا بـأنهن الزوج الذي ل ينفصل...
كانت مريم مشاغبة ورعناء ل تفهم شيئا واكثر ما بها انها كانت مغفلة لدرجة الذوبان..
كان هو جالسا بالمام مع ابيه وفاتن مع مناير وسماهر ومريم يتسامرن ..وامي مع خالتي عزيزة والباقون في
السيارة..
لم يكن يشعر باتجاه مريم أي مشاعر ال باللفة وحب العراك والمشاجرة ..كانت تبدو رائعة عندما تغضب
وتلمع تلك البندقتين بشرار الغضب ..واجمل ما فيها هو حجابها الذي يخونها وتزحف الخصلت منه هاربه الى
الهواء الطلق ..فكم من المرات التي سحب حجابها الى المام اشارة على انه خارج ..وتغضب هي وهي
ترجعه للخلف وتتشاجر معه..
في السيارة كانت متحدثة شرهة ..ل تسكت ..ل بل ل تاخذ فرصة للتنفس ..وابو جراح رحمه الله عليه يفرح
لهذه النهمة في الكلم..
مريم :زين فتون ..جان ال اقول للؤيي ياخذ السيارة من ابوي ويسوقها ..الغبي الدقم ما ساقها مثل ما قلت
له لني شفت سعوودي )مساعد( شلون يسوقها وتعرفين لؤي غبي ما يفهم..
فاتن وهي تمضغ السكاكر بشراهه :زين وبعدين؟؟
مريم :عطيني زين حلو مو بس انتي تاكلين
فاتن :هاج ..كملي زين
تكمل وهي تمضع :جان ال يشغل السيارة عكس ما قلت له ويحطه على الرويس وسيييييييييييييييييييييو يرد
على ورى بالكراج..
فاتن :واقردي واقردي شصار بعدين؟
مريم :ماصار شي بس ...اه ..تعبت وانا اتحجى ..قوليلي انتي شسويتي يوم رحتي بيت سميه..
فاتن بحزن :تمللت بلياج سميوو تمت تتخقق بلعبها ومادري شنو ..مع اني ماحبهم بس كريه جذي
مريم بقرف :اصل يسميو ماحبها .دومها تاكل الكاكاو اللي اييبه لج ..ادري فيج تحبينه
فاتن :أي والله احبه مريووم ييبي من يوم وايح ثلثه لج ولي ولسميوو عشان ما تاخذ مالي
مريم :ل عيوني ما ني يايبهه ومن يوم السبت اوريج فيها ..زين خليني اقوللج سالفة ال...
جراح بقله اعصاب :بس خلص بس والله حرام عليج حرام عليج ..برايه انتي برايه ..قطايه ما تسكتين ..لو
قلم خلص ...لو يوم كمل ..ول تخلص سوالفج..
مريم :هو شدعوة انت شكو فيني خلني اسولف مثل مابي..
جراح يلتفت لهم :بس خلص ..خلص مريم انتي شفيج والله قسم بالله راديوو خربان على اذاعة وحده ..ل
والله مو اذاعة وحده الف اذاعة
مريم :كيفي بسولف ..عمي شوفه
بو جراح :جراح يبا اركد عن البنيه خلها تطلع اللي فيها
جراح وهو مندهش :اللي فيها ..يبا هذي مافيها شي .فيها ان مخها منحوس شوي ومافيها شدة تطم هالحلج
مريم وفاتن :كيفنا نبي انتحجى كيفنا
سماهر :سكتو انزين شوي والله راسنا دوشنا منكم
مريم :وييييييييييييي طاع هذي شتقول ..لو سمحتي ل تتدخلين ويا هالجشمة ل تطيح عيونج
فاتن :ههههههههههههههههههههههههه كفج مريوووووم
جراح :تدرين ان ماسكتي الحين شبسوي فيج
تثير اعصابه :شبتسوي ها ..شبتسيوي ..بتقص لساني
جراح :بقصه لج وبعلقه على رقبتج ..ول بقطه للقطاو تاكله
تخرج لسانها :امممممممممم امممممممممممممممم ما تقدر امممممم امممممممم فتون قهريه
فاتن الخرى تخرج لسانها :امممممممممم امممممممممم
بقله اعصاب :بس جااااااااااااااب ..سكتوو ...يبا شوفهم
بو جراح :بسكم يا بنيات والله دوشتوونا سكتو شوي خلوني اركز على الدرب
مريم :عمي شوفه قوله ل يتحرش عيب يتحرش ف البنات..
ابو جراح :بس خلص والله ان ما سكتو ل رد من محل ما ييت واكنسل هالطلعة ..شقولك يابو محمد..
جراح وهو يبلع القهر :ان شاء الله يبا ..بس انت بعد قول لهم
يقطعه بو جراح :مريم وفاتن سكتو ل حذفكم من الدريشة الحين
مريم وفاتن تصرخان في نفس الوقت :حااااااااااااااااااضر عمي \ يبااااااا
ويخنق جراح نفسه بيده قهرا من تلك المشاغبة التي تقبغ خلفه ..ولكن ..وراك والزمن طويل يا ام لسان
طويل..
وانتظر حتى يحطون في تلك البقعة عند احد الشجيرات ليلعبو براحتهم ..عبد العزيز وايمن ذهبو حيثما ذهبو..
خالد ظل مع جراح الذي كان ينتظر باقي صحابه لياتو ..وبقولي اصحابه فهم لؤي وبدر اخ سماهر ..وكل لحظه
والثانية تتوجه عينيه الى تلك الفتاتين الجالستين عند احد البقع وهما تتكلمان ..يا ربي ..ما بالها مريم ..ال
تشبع من الكلم؟؟ ال تخاف ان يجف ماء الحكايات عندها ..وبدأ يدقق في ملمحها ..
واذا به ..يتصرف بما يراه في وجهها..
يبتسم عندما تبتسم..
تحير ..عندما تبدو علمات النصدام على وجهها والستغراب
يضيع عندما تتحول نظراتها من المرح الى الحلم..
وفجاة ..داهمت صدره دقات عنيفة وغريبة ..وسيل جارف من الكلمات الجميلة التي ل يستطيع ان يوقف
سيلنها ..فتراجع مبتعدا عنهما ..وهو يولي ظهره ويحرك الحجارة برجله..
ولكن عادت عيناه لكي ينظر الى ما خلفه ورائه ..ليجد مريم تنظر اليه بغرابة ..وبعينيها نظرة شابت في قلبه
كالنار ..كانت نظرة ..لم يلقى مثلها قبل ..كان في سن المراهقه نعم ..والتحرش بالفتيات والغزل كان فنه
الول ..لكن مثل تلك النظرات ..كانت جديدة عليه ..فلم يعد يقوى ان يبقي عينيه في عينيها اكثر ..وغادر
عنها..
وعند موعد الغداء ..بقيت تلك الشقية تتحدث بل ملل ول كلل ..وكانو صحابه قد وصلو ..وخالد المزعج ل
يتوقف عن ازعاج فاتن ..اما برشقها بالحجارة من اعلى تلك الشجرة وهي تمتعض منه عند ابيه ..او من
حركات سخيفة يقوم بها بملمحه ..كان مقرفا بتلك المرحلة ..مثيرا للعصاب ومرهقا ..ل يكل ول يمل ..مثله
كمثل مريم ..ل يتعبان ..ويتعبان من حولهما...
عادت تلك الفكار التي اسماها بال"سخيفة" في باله عندما نظر الى مريم وهي تضحك وفمها الجميل يتوسع
بشكل جاذب ..وعادت تلك الدقات الى الضرب العنيف الذي يهز بدنه النحيل انذاك ..ما باله قلبي يدق هكذا..
ل بد واني مريض ..لبد واني عليل بشي ..لربما زكام او انفلونزا ..لكن ..حرارة غريبة تسري فيي ..ل بد واني
مريض ..متاكد من هذا..
ومع تلك الضحكات والحكايات التي ل تنتهي اصابه الضجر ..ل بل التوتر القاتل ..فبصوت مريم وضحكاتها وتلك
الدقات فقد كل ما يستطيع ان يتمسك به...
جراح :بس خلااااااااااص ما تملين انتي
مريم بصدمة وهي تفتح تلك العينين الواسعتين :بسم الله الرحمن الرحيم
جراح :قسم بالله ان ماسكتي لوكلج هالجوتي الحين ..ما تسكتين ..نعنبو بالعة راديو انتي ..بالعة راديو..
الناس تبي ترتاح
ام جراح :يما جراح خل البنيه
بو جراح :ول خلها حتى في السيارة يناجرها
جراح :يبا ما خلت لنا حال نبي نتكلم نبي هدوء نبي شي ابد ماكو ..شاردة عنج فتون ..مو كل يوم انتي وياها
وسوالف اربع وعشرين ساعة
مريم :انت شحارك يعني شحارك ..تبينا انسولف وياك مانبي غصب اهو
جراح :شنو ..تكفين عيدي؟؟ ابيكم تسولفون وياي؟؟ شقالولج بايع عمري انا اقعد اسمع سوالفج البطالة اربع
وعشرين ساعة
لؤي :ههههههههههههههيو عندك اياها جراح والله انا صايبني صمم ماسمع منها
بو جراح :لؤي اختك هذي عيب
لؤي :هال عمي قلت شي) ..يلتفت لجراح وهو يغمز( ها ماقلت لك صمم..
يسحب ابو جراح اذنه :الحين شرايك تسمع
لؤي :ااااااااي أي اسمع اسمع عمي والله الذبذات عاليه وقسم بالله ..اسمعك لو كنت بعيد
يترك اذنه ليجعله مضحكة الكل ..ال جراح التي لم تفارق عيناه مريم الغاضبة ..كانت تبدو حامية ..وكانها على
وشك ان ترميه ارضها وتصفعه الى ان يسكت عنها..
بو جراح :يبا مريم بسج خلص من السوالف ..عندج فتون كل يوم وانتي كل ما مليتي وكان في خاطرج
اتسولفين ..سولفي وياها ..ما بتطير منج
مريم وهي تدنو الى عمها بدلل اغضب جراح اكثر :عمي انت تعرف غله فتون عندي ماقدر ما اسولف وياها
يحن العررررج والله
فتون :يبا انا احب سوالف مريوم ..شوف جراح اهو اللي يتحرش فينا جنه مو شايف خير
جراح مو شايف خير؟؟ خير وين ان شاء الله؟
مريم بدلل :اكيد.ِ .شايف لك بنات يطيحون الطير من السما ..ومو قادر تسيطر على مشاعرك
جراح :ههههههههههههههههههههههههههههاي ضحكتيني والله ضحكتيني ..أي بنات اللي تتكلمين عنهم؟؟ جان
فتون أي ..هذي بنيه ..لكن انتي ..حشى والله علي
هههههههههههههههههههههههههه
ويرمي براسه في حجر امه ..ومريم تبدو غاضبه لكنها ردت عليه بغرور :يحصل لك انت اول شي بنيه مثلي..
صح عمي ...؟؟
وتخرج لسانها له..
وهو بل مباله :انا اصل لو ييت ابي احب بنت ماحب بنت مثلج ..شوارب وحواجب صف جنهم كبت..
هههههههههههههههههههه
مريم باحراج :اصل مافني شوارب ..وقص في لسان اللي قال لك
لؤي وهو يقف بعيدا :ما عليك منها جراح ..قبل جم يوم قايلة لنورة تشيله لها..
جراح :اووووووووووووووووه زين زين ..موس ول خيط؟ ههههههههههههههههههه
مريم :سخيفين ..وانت لؤي عن الجذب) ...بخوف تلتفت الى فاتن( فتون فيني شوارب؟؟
فاتن :ل حبيبتي مافيج ..اقولج قومي وياي عن هالسخيفين..
جراح :أي خذيها بعيد ..شوفي جان فيها لحية ..ل ل مريم طلعتي مغشوشة ..صبي ول ندري
ههههههههههههههههههه
ام جراح :بسك يما
جراح :يما ارجوج ..من يوم ورايح ابيج تلبسين حجاب على مريم ..اخاف تطلع صبي وتطالعج ومو زين
مريم :سخيف تراك ...خالتي شوفيه
جراح :ل ل لو سمحت ..يا اخوي العزيز ما نبي أي كلم مع حريمنا ..غيرة في دمنا يا الشيخ
مريم :قسم بالله بتندم يا جراح ...يالسخيف يالمليق
جراح :لو سمحت ..خل عنك الفاظ البنات تراك مكشوووف..
بو جراح :بسك يا جراح
مريم والدموع تتلل بعينيها ..سخيف لكن ....اوريك ...ان طلعت معاكم مرة ثانية ..هين يا جراحووو
يالسخيف..
جراح يراقبها وهو يستمتع بتلك الملمح التي تدفعه الى الجنون :اوه كاهو الشارب ظهر ..هييييييييي حيوو بو
الشباب..
ترفع مريم ذراعها الى عينيها باكيه ومغادرة تلك الجماعة وفاتن تلحقها..
فاتن :مريوووم تعالي ما عليج منه
جراح يضحك بحجر امه المتلومة على الفتاة..
ام جراح :يمه جراح عيب عليك هذي مثل اختك
جراح :انا ما عندي ال اختين ..جان اخوي ما عليه ههههههههههههههههههههه
لؤي :كفك جراح ههههههههههههههههههههههههههههههههه
بو جراح :صج انكم ميهل وما تستحون على ويهكم ..جذي تبجي البنت ..عنبوووك ثرك سودت ويهنا جدام
الناس ..البنت يايه تستانس وانت منغص عليها معيشتها
جراح :يبا والله صدعتنا قسم بالله لكن انت شوف ان تحجت الحين ل حلق لك هالشوارب ..والله ما يسوى
علينا هالطلعة نبي انتنشور شوي لكن ابد مستحيل وياها ..ما تخلي الواحد يتنفسسسسسسسسسس من
سوالفها البطالية
ام جراح :قوم روح استسمح منها وطيب بخاطرها..
جراح وهو يهب واقفا :مو رايح ..شبتسوون يعني ..قوم لؤي القعده هني ما تطيب الخاطر..
ام جراح تهز راسها وابو جراح يلومها :كله منج ومن دللج له ..شوفيه الحين ..لومنا في بنت الناس واحنا اللي
قايلين لهم اننا بنونسها ..كاهو سود ويهنا وكله بسبتج
ام جراح :هاو يابو جراح انا شكو ..ولدك دمه حار ودايم يثور وياها ..ترى اخوها كان قاعد واهو الثاني يعذبها مو
بس ولدي..
بو جراح :بس هذاك اخوها يعني عادي ..والله انه فشلنا ..ل والله ان ما راح يراضيها ل ما يهنى له عيش..
ام جراح :الله يهداك بس...
وظلت مريم تبكي وفاتن تمسح عليها وتهدئها ..انجرحت بحق من كلمات ذلك الرعن ..لم هو هكذا ..يضع
العداء لها ..ويسقيها من كلماته اللذعة ..لم يحدث يوما وان تقدم لها بكلمات تطيب خاطرها..
بوقت الغداء لم تتقدم مريم لتاكل ..بقيت خارج تلك الدائرة ..وجراح ياكل بل أي احساس ..وابو جراح لم يمد
يديه وهو ينظر الى ابنه عديم الحساس ..فبعد ما فعله فهو لم يتحرك ويتقدم للفتاة ليتعذر بل بقي ياكل كمن
ل يتقدمه شيئا ول يتخلف عنه..
بو جراح ببرود ولكن اعصابه كانت تغلي :يعني ما بتروح تستسمح من البنت وتطيب بخاطرها..؟؟
جراح بعدم اهتمام :أي بنت؟
بو جراح :مريم من غيرها ..حتى اختك من كثر ما ابنت زعلنه عافت الكل ...وانت قاعد لي هني تهف الولي
والتالي
ام جراح:بو جراح
بو جراح :سكتي انتي ..ل تتكلمين ..قوم ..قوم روح للبنت واعتذر منها وما ترد ال وياها
جراح بصدمة :شنو؟؟
لؤي :ل يكون انت الثاني منطرم..
بو جراح :لؤي
اخفض الثاني عينيه وجراح لم يتكلم وهو يعقد حاجبيه
بو جراح :قوم روح لها..
جراح :انا مو مسئول عنها ..عندها اخوها اللي يطيب خاطرها
بو جراح :وانت بعد بحسبه اخوها ..روح لها وحاجها ..وبيضها يا جراح..
جراح يكاد ينفذ اللهيب من انفه غضبا ..لم عليه ان يذهب لها ..هي من ازعجته بتلك المرمرة التي لم تتوقف
للحظه ..لم علي ان اذهب لها واطيب خاطرها...
وهو مجبرا رد على ابيه :ان شاء الله..
قام من على السفرة وهو ينتظر لؤي ان يقوم معه
جراح :قوم يالبطين...
لؤي :انا شكووو اق
قاطعه بو جراح :قوم ويااااااه
لؤي من غير اعتراض :ان شاء الله عمي..
بو جراح بعد مغادرتهم يكلم ام جراح :جذي لزم الرياييل يتعاملون ..مو يسوون اللي بكيفهم...
ام جراح بدلل ولوم جميل :وانا شكووو يا بو جراح تقول لي هالحجي ..
يتمثل بدللها :وانا شكو يا بو جراح تقول لي هالحجي ...انتي ..انتي سبب كل شي في هالدنيا
عزيز :طووووووووووووووووووط ليت حمر ابوي بدى يتغزل ..واااااااااااااااو
بو جراح :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله عليك خلنا انتنفس اول..
كان جراح يجر نفسه وهو ينتظر لؤي الذي يمشي بخفة ..وكل حين يقف وهو ينتظره والخر يتمختر بخطواته..
يأشر جراح اليه بالقدوم ولكنه يابي ..الى ان ذهب اليه وجره من ياقه قميصه الى اين تجلسان الفتاتان وكانت
هناك ...توقف جراح قليل ولكنه عاود المسير وهو متصلب ..سيتعذر ويغادر ..قبلت قبلت ..لم تقبل ...لتشرب
من ماء البحر ..ماهمني انا ..ال يكفيها اني جئت اليها لعتذر غصبا عني ..مدللة كريهة..
كانت فاتن تتلفت يمنة ويسرة عن منظر مريم الحزين ..تعرف مدى غلء اخيها في قلبها ..وان يجرحها فهذا
مسببات الكوارث العظمى ..قد ل تتوقف الن عن البكاء ..وقد ل تنسى هذا الموقف ابدا ..وقد ..وقد ..وقد..
يعتمد على مزاجية مريم ...فهي ان احبت احبت بعنف ..وان ضاقت نفسها من شي ..يا ويل سبب ضيقها..
وعندما اقترب جراح ابتسمت له فاتن ل اراديا ..فهي تحب اخاها ..ول تستطيع ان تراه يجر نفسه هكذا لفتاة..
فهو مراهق وبمرحلة العتداد بنفسه ..ولكنه يظل طيبا ويكن لمريم المشاعر الطيبة ..فهي وان كانت ماذا..
تظل اخته الصغيرة...
تقدم جراح لهن وهو حرج من نفسه....
ينادي على مريم بصوت خافت ...ولكنها سمعته..
جراح :مريم....
لم تلتفت وانما انزلت يدها التي كانت على خدها ..والقت بنظرها الى حجرها الخالي..
جراح :انا ...اسف مريم ) وهو يحرك الحصى من تحت رجله وعينيه لزقة بالرض( ما كان قصدي اقول لج ...
الي قلته بس ..انا كنت اتغشمر ...واذا انتي ما تحملين غشمرة خلص ..ما نتغشمر معاج...
يعتذر ..ويرجع الى الغرور هذا ..لكم اكرهه ..لكن لن اسكت عنه هذه المرة
وقفت مريم في وجهه وهي مكفهرة ..لن تتحمل التفاهات منه بعد الن..
مريم :انا ل محتاجة لعتذارك ول لغشمرتك البايخة الثجيلة ..من يوم ورايح ) ..ترسم بيديها حدا في الهوا( هذا
الحد بيني وبينك ..ان تجاوزته يا ويلك وياي يا جراح ...سامعني...؟؟
لم تكن تصرخ ول شي ..وانما لهجتها كانت ثقيلة على قلبه كالمنزل المنهدم ..ل يعرف لما احس انه فقد شيئا
غاليا بذلك اليوم ..نعم ..لقد فقد ..فقد كلم مريم معه ..فهي منذ تلك المناسبة لم تتكلم معه ال
بالضروريات ..ولم تكن تجلس معهم اكثر ..وهو كان كثير النشغال بالصدقاء والجولت مع الرفاق وكل هذا...
ومرت السنين وهم بقو على حالهم ..بعيدين ...ولكن ..عاشقين...
يا ترى يا مريم ...هل ما زلتي تحبيني؟؟؟ اوو ..هل تحبيني كما احببتك ...احس بحبك لي ..ولكن ...تظل
الشكوك سيدة الموقف عندما تكونين في بالي ...قد ل تحبيني ولكن ..انا احبك ..وهذا ما يبرر سبب استمرار
الحياة حتى الن..
) يا ويل قلبي من جراح (
الفصل الثاني
========
توقفت خطى خالد عند باب منزل خالته ..صمم وعقد رأيه بالتكلم مع فاتن عن ما يجول بخاطره منذ فترة
ليست بالقصيرة ...هذه مسألة عمر طويل ..منذ كان صغيرا ..اليوم هو يوم التحول في حياة خالد ..لبد وان
يخرج من منزل خالته وهو فائزا بقلب ابنة خالته..
تقدم ناحية المنزل وهو يفرك يديه فرحا ..ل بل توترا ..فما سيقوله كبيرا جدا في حياته ..ل يعرف ماذا ستكون
ردة فعل فاتن ..قد تصدم ..قد ..تدهش ..لكن ..ستوافق ..اعرف أنها ستوافق ..لن ترفضني ..ل شي يجعلها
ترفضه ..كيف ترفضه وهو الرجل الوحيد الذي رأته بحياتها..
فاتن تنظر الى الكبت الذي تشير اليه امها ..لبد وانه سيسقط من كثر الغراض التي تحتويه..
وهي تتشكك :تهقين..
ام جراح وهي تبتسم :وينهم الكوارتين؟
فاتن :الحيين بييبههم..
انطلقت فاتن خارج المطبخ وهي تسرع بخطاها ..ال والباب يدق ..لبد وانه خالد ابن خالتي ..غطت راسها
بالغطاء الذي على رقبتها وفتحت الباب ..بالفعل ..كان هو...
وتذهب عنه..
اين ذهبت لكن؟..
ولكنه لم يكترث ..سترجع ..وسأقول لها ..وسأنهي هذا الصراع..
تحرك من مكانه وذهب الى المطبخ حيث كانت خالته ..تطبخ كما يبدو ..ل يعرف لم بدأ قلبه يدق دقات عنيفة
تكاد ان تهز اركان المنزل معه ..يارب ..صبرني حتى وقت الكلم..
توقف جراح منذ قليل عند شركة الوفا للمحاماة واندهش عندما رأى كبرها وفخامة مبناها ..ل يمكن ان تكون
شركة واحدة ..قد تتعدد بها الشركات ..هذا هو المنطق ..لكن ..لذهب واتكلم مع مساعد ..وهكذا يمكنني ان
التقي في نجاه الدلهمي واستفسر منها بشكل اوسع ..على الرغم من انه قال لمساعد انه يريد فاتن من
تتكلم معها ال انه يريد ان تكون حجته قوية مع اخته عندما يكلمها عن هذا الموضوع بحيث ان مقابلتها مع نجاه
لن تكون ذات الهمية..
تقدم الى مركز الستعلمات وصدق بقوله ..ليس كل البناية لشركة المحاماة ..بل الشركة تقبع في الطابق
الرابع..
وتحرك من مكانه وهو يتجه الى هناك ..ركب المصعد وهو يضغط الزر وعينيه تتجولن بل أي هدف الى ان
اغلق الباب وصوت فتاة يجذب الضجيج الى المكان...
الفتــــاة :وقفوو المصعد...
وتحركت يده تلقائيا الى الزر الذي يفتح الباب ...ودخلت تلك الفتاة وهي تلهث..
الفتاة :شكرررا...
جراح :أي طابق؟
الفتاة :الرابع ..لو سمحت
جراح :ان شاء الله...
وضغط على الزر ..واغلق باب المصعد ..وجراح لم يلتفت الى الفتاة التي دخلت مذ قليل..
الخرى كانت تهندم في لبسها وشعرها الحريري المنساب على كتفيها بدلل ..كانت جميلة وانيقة لدرجة
فظيعة ..لكن ما ازعج جراح هو رائحتها ..فالعطور تفوح منها بشكل شره ومزعج ..اما عيناه فلم تجول عليها
ابدا..
ورائه كانت المرآة كبيرة والتفتت الفتاة لها لكي تهندم نفسها بشكل افضل ..وهنا ..التقت عيناها بذلك الوجه..
احست بالرتباك وهي ترتب نفسها امامه ..وهو جامد هكذا وكانها غير موجودة ..واستدارت للمام من غير ان
تحدث أي ضجة ..فتح باب المصعد ..ودخل عدد من الناس ..واغلق الباب ...وفتح مرة اخرى ..وخرج افراد
ودخلو افراد ..وهو مازال معها ..لبد وان محطته هي الطابق الرابع..
وعندما وصل المصعد الى الطابق ..ضغط جراح على زر الفتح وانتظرها الى ان خرجت...
الفتاة وهي تخرج مبتسمة :شكرا..
جراح من غير ان يرفع عينيه :العفوووو..
خرجت الفتاة وهي مستغربة منه ..وهو يتبعها ..ال ان خطواته الرشيقة كانت اسرع منها وتجاوزها في ذلك
الممر الظيق واختفى عن بصرها ...لول مرة بحياتها ..ل تلقى نظرات العجاب التي كانت تتجول عليها كل ما
قبعت في مكان ...غريب امر هذا الرجل ..لبد وانه ملتزم ...ما احلك ايها الملتزم ..ضحكت بينها وبين نفسها
وتوجهت الى الممر المعاكس للذي توجه فيه جراح...
جراح كان يدقق بالسماء عل كل غرفة ..لم يصل الى اسم مساعد الى الن ..لبد وان يسال احد الموظفين..
وتحرك جراح من مكانه على توجيهات الموظف ..ووجد المكتب ..ممره ضيق فعل ..كيف تمر به جثة مساعد..
اطل من النافذه الصغيرة ورأى مساعد جالسا على المكتب وهو يقرأ في الوراق التي امامة ..وطرق الباب..
التفت مساعد له وتتوج وجه بابتسامة مشرقة وكانه كان ينتظر قدومه ..وتحرك من مكانه ليفتح له الباب
جراح وهو يبتسم :السلم عليكم
مساعد :وعليكم السلم يا هل والله ..شرف المكتب والله..
جراح باحراج :بوجودك ..السموحه عاد يايك لعند مكتبك
مساعد :افا عليك يا بو محمد جيتك تسوى الدنيا ومافيها ..حياك الله اقلط ..
جراح :الله يبقيك..
مساعد وهو يجلس قبالته عند الكرسيين المتقابلين :كيف حالك
جراح :يجمل حالك الشيخ وانت شخبارك؟
مساعد :على حطه يدك ..زين عاد اليوم انت عندي في المكتب وانا اللي بغيتك اتيني من زمان..
جراح :ليش في شي؟؟
مساعد :ل بس انا كنت ابيك تقعد ويا نجاه الدلهمي عشان اتكلم وياها اكثر عن الموضوع ..مع انك رفضت
لكن انا كنت ابي هالشي يكون عشان تكون حجتك اقوى عند اختك ليمن تفتح وياها الموضوع..
جراح وهو يضحك :والله انك قاري افكاري ..توووني قاعد افكر في هالشي ..ومن جذي انا ييت عندك هني بل
موعد ول شي..
مساعد:ل افا عليك المكتب مكتبك حياك الله في أي وقت ..ها شنو تشرب؟؟ جاي ول قهوة؟؟ ول عصير؟
جراح بحياء :ل الله يكثر جميلك يايك وانا متريق
مساعد :يالله عاد خلنا نسنعك بجاي محترم جذي...
جراح :اللي تشوفه..
بعد فترة
جراح :مثل ما قلت لك انا اليوم يايك هني ابي اتكلم ويا الخت نجاة المسئولة وابيها بعد تفهمني بالسالفة اكثر
عشان الليلة انا مقرر اني افتح الموضوع لمي ومن بعدها اختي..
كان مساعد يحترق مكانه يحاول ان يعرض زيارته لهم ..لكن :خير ما تسوي ..وعن موعد الوصية؟؟ ما حددت
ويا بيتكم
جراح :ان شاء الله باجر الصبح ارد عليك خبر ..الليلة بتكلم ويا الوالدة وبرد عليك خبر اول باول..
مساعد :خير ما تسوي..
تثاقلت امور مساعد في داخله ..ل توجد فرصة سانحة لكي يزورهم في منزلهم ال بموعد الوصية ..هكذا
افضل ..فلبد وان الصغيرة ترتقب زيارتي لمنزلهم ..ل اريدها ان تكون مستعدة لي ..اريدها ان تندهش..
وتنصدم ...وتحتار..
توجه مساعد بتلك الهيبة الكبيرة امام الموظفين يتبعه جراح الذي بدى صغيرا امامه ..لم يكن مساعدا بالضخم
او السمين ..لكن هيبته كانت مفروضة على الكل ..وقوة جسده بالغة الثر في تلك الهيبة..
كندي رغم كبر سنه ال ان هذا غير واضح او جلي في مكتب المسئول عن هذه الشركة ..يقبع ابو زياد..هشام ال ِ
عليه ..فقوته وحدة ذكائه تغلب على سنه الكبير ..كان محاميا مشهورا انذاك ..توظف بالعديد من الشركات
المرموقة ووكل باشهر القضايا ..وعندما اراد ان يرتاح ..انشأ هذه الشركة الصغيرة انما المثمرة ..وجمع فيها
كادر محترما من الموظفين الكفوئين امثال مساعد..
كان كبيرا في السن ..تزوج وهو بسن متقدمة ..وانجب من زوجته الحالية ولد وفتاتان ..احدى الفتيات تزوجت
من رجل اعمال وغادرت معه البلد الى بلد اخرى ..وابنه يدرس في احدى جامعات اميركا المرموقة ..وبقيت
له ابنه واحده تعتبر حبل وريد ابيها ..فهو ل يطيق بعادها وهي كذلك..
في ذلك الوقت كانت هي جالسة معه في مكتبه تسامره ..اسمها غزلن ..وكانت كالغزال من جمالها البليغ..
توصفت بملمح امها الجميلة وبعيني ابيها اللمعتين الحادتين ..ال ان رقتها كانت متفردة بنوعها ل يشابها احد
فيها..
وعلى هذا غادرت الميرة الجميلة من مكتب ابيها وهي تتمايل بخطواتها ..كانت تبتسم لكل الموظفات فكلهن
على معرفة بها ..لكثرة ترددها على ابيها وزياراتها التي ل تنقطع..
على كل هذا فغزلن ل تدرس المحاماة كما تمنى ابيها ان تفعل ..هي تدرس الدب النجليزي وتخصصها هو
الترجمة ..تحب هذا المجال كثيرا ..وتلقى نفسها به اكثر ..كانت حججها قوية وغير مشكوك بها ..تعلمت هذا
من ابيها المحنك ..ولكنها استغلت هذه الميزة باشياء كثيرة ..ال ان الطيش وتصرفات الطفال لم تفارقها..
ولزمتها ميول الشباب الفاشلة وان كانت هي التي تمتلك العقل الكبير..
عندما خرجت من الطابق متوجهة الى السفل تصادفت مع ذلك الشاب الذي رأته قبل قليل ..هل هو متفق
معي ..يصعد معي وينزل معي ..يا لهذه الصدف
كان لقاء جراح مع نجاه الدلهمي قصيرا جدا فهي كانت منشغلة قليل وما شرحته له كان جيدا والوراق التي
اعطته اياه كانت افضل من أي شي ..وهكذا هو مستعد لن يتكلم مع امه هذا المساء وبالغد ...يحلها الف
حلل..
وعندما كان سيدخل المصعد ناداه احدهم فرجع اليه..
ياااااااااااا للخسارة
وهاهو المصعد يغلق بابه ..ال ان غزلن امسكت بالزر الذي يفتح الباب بل أي تفكير ..تنتظره ان يدخل ...ل
تريد ان تكون وحيدة بهذه الرحلة..
مساعد :شوف جراح انت خذ الوالدة بالهوادة واهي ان شاء الله بتساعدك
جراح :ل انت ل تحط الوالدة في بالك انا اللي متوجس منه اهي فاتن ..ما شاء الله راسها يابس وصعب انها
تغير فكرها ..ان شالله الوالدة تكون اهي الورقة الرابحة عندنا
مساعد يمسك بجراح :شوف يا جراح ..حط في بالك شي مهم ..ان هالبعثة اهي مستقبل اختك اللي ابوك
بنى حياته عشانها ..حرام نشوفها تضيع هالحلم
جراح وهو يبتسم :افا عليك انا قدها وقدود ..وان شاء الله ما يصير بخاطرنا ال الطيب..
مساعد يبتسم :ما هقيت شي ثاني ..يالله عيل سلم على الهل...
جراح :يبلغ) ..اراد ان يسلم على اهله ..وان يخصص السلم لمريم ..حبيبه قلبه( وانت بعد سلم على الهل..
مساعد :يبلغ..
وعلى هكذا غادر مساعد ليرى عمله وهو يحس بالحماس في داخله ..واخيرا ستقعين في قبضتي يا فاتن..
وسابعدك عن منزلك وعن ذلك التافه ..وستكونين لوحدك ..بمقابلتي..
اما جراح فهو توجه للمصعد ليجد بابه مفتوحا وفتاة ما تنتظره ...انها تلك الفتاة التي كانت معي قبل ...لكنه لم
يطيل النظر اليها واخفض راسه وهو يدخل
جراح :شكرا..
غزلن بحيا :ولووو هذا الواجب
ابتسم جراح واخفض بصره منتظرا وصولهم الى الطابق السفلي..
اثناء رحلتهم القصيرة رنين مزعج عكر صفو الجو ..كان هاتف غزلن يرن باغنيه )) اه يا هوا لو تجمعنا سوا
وتاخذنا لبعيد ..تحلى ايامي ..تتحقق احلمي وفي قلبي الفرحة تزيد((..
توترت غزلن والهاتف يرن هكذا بضجيج مزعج ..وتوجهت نظراتها الى ذلك الشاب الواقف ..لكنه لم يعر
هاتفها أي اهتمام وهكذا اخرجته من حقيبتها واصمتته..
وصفى الجو مرة اخرى ...ليعيد الهاتف الرنين المزعج ...وتضايقت مرة اخرة منه ..وهذه المرة رفعته لنها
تعرف مزاج المتصل عندما ل يرد على الهاتف
اسرعت غزلن لتغلق الهاتف ..وفتح باب المصعد ليخرج منه جراح بكل رشاقة وهي تتبعه واضطرت قليل
لتسرع خطاها..
خرج جراح وهي خلفه وتوقفت عند سيارتها الفاخرة المركونة أمام المبنى الكبير الفخم ...وهي تتبعه بعينيها
لتراه يركب سيارة جيب قديمة بعض الشي وبكل مهارة يحرك السيارة من ذلك الموقف ويبتعد عن عينيها...
الى حيثما اتى منه..
ابتسمت وهي تضحك على حالها ..لول مرة بحياتها تمر بهذه التجربة ..ان ل تكون هي الطريدة ..بل
دة ..ما اغباني ..ههههههههههههههههههههههه
مطارِ َ
ال ٌ
دخلت السيارة ..وحركتها ..وغادرت مبتعدة ...وكان هذا هو مفترق الطريق بينها ..وبين الشاب القوي..
*****************
في منزل ابو جراح كان خالد جالسا وهو يهز رجليه بعصبية ..فمنذ ان وصل فاتن وخالته منشغلتان ..توضبان
اغراضا بالمطبخ ول تعيرانه أي اهتمام ...وعندما عرض عليهم المساعدة رفضتا ..انهما غريبتان ..لم تتركا ما
بيديهما لتاتيان وتجلسا معي .هئ هئ ..سابكي الن ..
وانتهت فاتن مع خالتها من الذي كان بيديهما وتوجهتا الى الصالة ليجلسن بتعب..
ام جراح :ااااااااااااااااااااه شحاطه في هالكوارتين يا فتوون
فاتن :يمه اغراض زاحمة داري قلت ارتبهم وشوي الدار يتوسع علي..
ام جراح :الحمد لله بعد كان سبب اننا انحرك شويه من الخمام اللي حاطينه في المطبخ
فاتن :ههههههههههههههههه والله اني بلعت كيلو غبار اليوم..
ام جراح تبتسم :اسم الله عليج عاد انا قلت لج خليه عنج انا اللي بشوف ما رضيتي
تدنو عند امها بحنان :وانا يطيع قلبي اخليج انتي بس اللي اتاذين ..اللي يصيبج يصيبني..
تقبل ام جراح ابنتها :يا عمري بنتي والله..
خالد كان جالسا يراقب ملكة ايامه واحلمه وهي تتدلل عند خالته الحبيبة ..يا ويلي ..ان كنت متوترا قبل فبهذه
البتسامة الناصعة ..عاد كل هدوئي الى نفسي ..وها انا مقبل على الخطوة المهمة ...وسالقي بالقنبلة..
تلتفت ام جراح لخالد :وانت علمك صاير لي معصقل؟؟ ما تاكل؟؟؟
خالد يبعثر بنظراته بعيدا عن عيون فاتن :ل خالتي بس شوي ماكل زين هاليام..
ام جراح :انا بشوف ويا جراح يقلبون الكاراج غرفة لك عشان تقعد عندي ..ما يطيعني قلبي اشوفك تسكن
بروحك في بيتكم لحالك..
احس خالد ان هذا هو الخيط الذي سيشده ليصل الى ما يريده :ل خالتي جريب ان شاء الله ..سنة ول
سنتين ..بالكثير ثلث وما كون بروحي
تبتسم فاتن له وهذا ما زاد من يقينه...
ام جراح بنبرة جميلة :ناوي تتزوج؟؟
خالد ينظر الى اصابعه خجل :يقولون؟
ام جراح :هاذي الساعة المباركة اللي اشوفك بها معرس ..بس عاد قول لي )وهي تغمز( من هي العروووس؟
توجهت عيني خالد مباشرة الى عيني فاتن المبتسمة ..وبقي يتمعن بها بطريقة شابت في قلب فاتن ..واحسن
لول مرة بحياتها بعدم المان من خالد ...واخفضت عينيها..
عندما غادرت الم واصبحت بعيدة عنهما ..تبادل الثنين نظرات مشوبة بالشك...
جراح :خالد...
خالد :سم
جراح :سم الله عدوينك ..بس ..بغيتك في كلمة راس
كان يعرف خالد ماذا يريد جراح ان يقول له ..فهو ان لم يحس بتلميحاتي ..فهذا معناه انه صخر ل بل
اعمى..وجراح بعيد كل البعد عن صفات الغباء والعمى ..فهو حاد البصيرة وذكي ويفهم الحركات وهي "
طايرة"
خالد :قول..
جراح :مو هني ..بعد شوي ..ابي استشيرك بشي ما دامك موجود ..واخذ رايك في هالموضوع وبعدين نشوف
احنا الثنين..
خالد :اوكي...
وبقي خالد متشككا مما سيقوله له جراح ..اما جراح فكان ينظم الكلم في باله ليقدمه لبن خالته بطريقة
مفهومة حتى يكون ضامنا لردة فعله ويحبس رغباته تجاه اخته ..وهكذا سوف يضرب عصفورين بحجر ..تأييد
خالد ..وابتعاده عن اخته في الوقت الحالي..
**********
مشعل الذي كان جالسا في المنزل بغرفته يسمع لحد الشرطة الموسيقيه ويحاول ان يدخل التعديلت بها..
هواياته المفضلة ..دمج الغاني والتغيير فيها ..كثير من اعماله تحتوي الغربي والشرقي ..او القديم المعدل
بالجديد ..وهذا شي يفخر به امام الكل ..رغم تدينه والتزامه ال ان حبه للطرب فضيع ومستحيل..
كان يصنع شريطا جديدا يبقيه معه الى ان يحين الوقت ليقدمه الى فاتن لتسمعه ..عبارة عن رسالة حب
اليها ..يبين لها مدى حبه ومدى شغفه بها ..يا حبيبتي يا فاتن ..كم احبك..
واثناء عمله هذا دق باب غرفته ..ورد عليه وعينيه مغمضتين ..ومقطوعه شهرزاد مدارة..
مشعل :تفضــل
ادخلت تلك النحيلة راسها الجميل وابتسمت بعذوبة لخيها الذي كان مغلقا عينيه ..واستغربت من وضعه
وانتبهت الى جو الغرفة الشاعري ..مسكين انت يا روميو يا اخي ...ههههههههههه
ودخلت الغرفة واغلقت الباب من خلفها..
وضعت يديها على فمها وتمت باقية وهي صامتة تستمع لهذه الموسيقى ..ولكن ليس منها ما يجذب انتباهها..
فهي تحب الغاني السريعة ذات الضربات القوية ..وهذه الغاني ليست من ذوقها..
ابتسم مشعل لخته المجنونة ..مسكينة ..ملت كما مللت انا من المنزل ومن هدوئه ..لو كان اهلنا مختلفين..
لما احسسنا بهذه الوحدة وهذا الفراغ..
في مجلس منزل ابو جراح كان كل من خالد وجراح جالسين ..احدهما يتكلم والخر يستمع ..ويستمع بالم
وبضيق في صدره ..يستمع الى اشياء هوو ل يريد ان يعرفها ..يعرف اشياء من شأنها ان تحرق قلبه على
محبوبته الوحيدة..
لم يصدق ما يسمعه من جراح ..وكم تبدو لهجته عادية وهادئة ..وكان الدنيا ل تموج بعينيه كما هي بعيني..
تبتعد عني فاتن؟؟ لربعة اعوام ..لبلد قد ل اصل لها ول بعد الف سنة ..فاتن بعيدة عني وعن قلبي وعيني..
تعيش هناك بالغربة؟؟ سمعت عن هذا الموضوع لكن لم اظن ان فاتن قد تقوم به ..ان تبتعد ..وتهاجر..
وترحل...
اااااه على قلب خالد الحزين ..فبكل كلمة يلفظها جراح له ينزف منه الف جرح ومن كل جرح الف اخر..
مسكين قلب العاشق عندما يسمع كلما من شانه ان يشيب القلب قبل الراس..
احس جراح لمدى سوء حاله ابن خالته ..وكم يبدو حزينا ومتجهما وكم الحرقة بالغة الثر في قلبه ..لبد وانه
متالم لما اقوله ..لكن ..لبد له وان يعرف ..ل بد له وان يفهم ان فاتن لها مستقبل عليها ان تتبع خطوات
محددة لكي تسير على الوجهه الصحيحة ..اسف يا خالد ..ااسف على حالك الصعب ..فانا والله ل اتمنى ان
اكون مكانك ..ل اتحمل ..ول اظن اني ساتحمل لو تبتعد مريم عني هكذا ..على الرغم من بعدها ..ال علمي
ف لكي اجدد عهد الحياة كل يوم بصحوتي.. بوجودها بالقرب من قلبي وتتنفس الهواء الذي اتنفسه كا ٍ
ظل خالد ساكتا بعد ان انهى جراح ما كان يقوله ...ويبدو عليه النتظار ..انتظار لردة فعل او لكلمة من خالد
تبين له أي جانب هو يشجع..
جراح :انا ماقلت لك هالكلم عشان تسكت لي ..انا ييت وخبرتك عشان اعرف رايك في هالموضوع..
ولكنه ظل ساكتا..
وهنا احس جراح انها الفرصة المناسبة لكي يفهمه...
جراح :يا خالد ..ل تظن اني مو حاس لك ..ولني عارف لمشاعرك تجاه فاتن ..انا مو من زمان اعرف ..توني
ال من يومين فاهم هالشي ..لكن ..هاليومين ..فتحت عيوني عليك وعلى تصرفااتك طول هالسنين ويا فاتن..
وقدرت افهم ..وقدرت اعرف فاتن شنو بالنسبة لك ..واسالك بهالمشاعر اللي انت موجهها لختي ..انت شنو
تتمنى لها بهالدنيا؟؟
خالد :كل الخير والعافية..
جراح :وهالخير و العافية؟؟ تظنه بييها بهالشي؟
ينظر اليه خالد والدمع يتلل بعينيه :جراح حرام عليك بسك ..ذبحتني..
تلوم جراح على نفسه ولكن ..القسوة مطلوبه : ..يا خالد ..انا ادري بمشاعرك واحس لك والله وقلبي معاك..
لكن انت افهم مسئوليتي تجاه اختي ..انا ملزوم اني استمر بهالشي ولو كان على اني ادوس على مشاعرك
ول على مشاعر فاتن او امي اوحتى انا ...مصلحة فاتن بهالوقت اهي اهم شي بالنسبة من كل شي ..لنها
جزء من وصية ابوي الله يرحمه ..والوصيه دين يا خالد على رقبه الواحد..
اطرق خالد مفكرا ...ول يعرف لم سالت الذكريات في باله وتوجهت الى ابو جراح ..يتذكر محاضراته الطويلة
العريضة على مائدة الطعام ..في الرحلت ..في المساء عندما يجلسون امام التلفاز ..تعبه وكده ..حتى
وصلت ذكرياته لذلك اليوم المشئوم عندما توفى ابو جراح ..واحس بالدين الذي يتكلم عنه جراح ..وغصبا
عنه ..احس به في رقبته هو الخر ..هذا حق ابو جراح عليهم ..ان يضمنو مستقبل بناته ..فالبنات ..هم مجرد
ودائع يحتفظون بها لكي ياتي يوما ما احدهم ليستلمها ..ويكمل مسيرة الحفظ ..والصون..
خالد :ل تشغل بالك يا جراح ..ول تحط اهميه لهالشي ..لن انا وياك ..وان شاء الله لو كلمت خالتي بعد اهي
الثانية بتكون وياك ..مستقبل فاتن مثل ما قلت دين في رقابنا ..لزم نوفيه لبوك الغالي ..الله يرحمه
ابتسم جراح بفخر ...ياااااااه ..كم كان العبء ثقيل على رقبته ..وكم كانت المسئولية كبيرة ..والن ..بمشاركة
خالد ..اصبح كل شي بسيطا وسهل المنال ..ل بل سهل التحقيق ..الحمد لله رب العالمين
نظر خالد الى عيني جراح ..فكما ذبحه منذ قليل ..ها هو يعيد له الحياة بهذه المال العريضه ولكن ..اين..
ابتسم خالد ..وكيف ل اعجبك ..كل انسان عندما يبيع عمره لحدهم يكون محط تقدير الناس ..انا اموت..
والناس تفرح ..الحمد لله ..ربنا تقبل منا صالح العمال..
بمغادرة خالد المجلس تصاعدت الدموع بعينيه حارقة كل بقعة في جسده ..النار تشتعل في قلبه والحرارة
الغريبة تسري في كل عرق وفي كل جزء من عقله ..يا ربي..كيف رضيت بهذا الشي؟ كيف وافقت على
ابتعاد فاتن؟؟ انا احبها فكيف انى لي ان اقبل ببعادها.؟؟ حبيبتي فاتن؟ استبتعدين عني..؟ تتركيني لغربتي
وحيدا ..؟ انا وحيد في هذه الدنيا ..ولم اشعر بهذا يوما بفضلك ..والن ..انتي من ستغادر دنيتي ...يالله..
صبرك يا رحمان ..اكاد اموت مكاني ول استطيع ان افعل شيئا..
دخل خالد السيارة وهو يحس باللم تتصاعد في قلبه ..والدموع الخائنة سالت على وجناته حزنا وقهرا ..ما
اقسى هذه الدنيا ..كيف ستبعدني عن حبيبتي الوحيدة ..وانا ..كيف قبلت بهذا الشيء؟؟ يا الله...
اخفض خالد راسه وهو يبكي بحرقة قلب..
وفي تلك اللحظه عند باب منزل النهيدي
مشعل :نص ساعة وانتي اتعدلين ..حشى عليج شمسويه ..كلها ال عبايه لبسته وخلص
سماء :اهي عبايه ول فاندايشن احطه في ويهي ول شرايك انت؟؟ لزم البنت تكشخ بكامل كشختها واهي
طالعة وال ما تحلى طلتها..
مشعل وهو يمتعض من رائحتها :نعنبوووووو صابه العطر صب عليج ..نعنبووووو هالريحة ..تدرين ان الملئكة
تلعنج
سماء :ل تتبلى على الملئكة ..شكو الملئكة تكرهني ..لني متعدلة؟
مشعل :أي ..تدرين ان المتبرجة ملعونه من اول عتبه تطئها ليمن ترد بيتها؟
سماء بدهشه :وي مادريت ..خلني اروح ابدل ملبسي واطير شويه من ريحة العطر
مشعل :بعد ..اقول ..خلج خلج مكانج ...العصر نظهر منالبيت ..الحين وقت صله وانتي وحدة فاظية..
سماء تتذمر وتضرب برجليها واهي تقف عند الباب :العصر يعني ماكو هئ هئه هئ يااااه مشعلوووو باذبحك
والله بذبحك
مشعل :اووووووووووص سكتي فظحتينا انتي هني ..يالله دخلي داخل الحين انا بروح اصلي والعصر بطلع وياج
والله العظيم
سماء :احلف مرة ثانيه
مشعل :والله العظيم ورب الكعبة بطلعج خلص عاد ل تفظحينا اكثر..
سماء تقفز فرحا :هي هي هي بطلع هياااا هيااا ايوا ايوا
يدفعها لتدخل :أي هيا هيا بتطلعني
تكلمه وهي موليه ظهرها وتلتفت وهي ترقص فرحا :من صجك وعد..
مشعل يضحك :هههههههههههههه ايه ايه وعد وعد..
سماء :فديت مشعليييييييييي يا بعد المشاعل والله
مشعل :قسم بالل هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
دخلت فاتن وغادر مشعل متوجها للمسجد للصله ..وخرجت فاتن خلفه وهي تركض..
رمى المفتاح وغادر ..وهي توجهت عند السيارة لتخرج حقيبة يدها ..وعندما اغلقت الباب استدارت لتدخل
المنزل ولكنها توقفت ...واستدارت مرة اخرى للمام ..لعند منزل فاتن ..كانت هناك عيون تراقبها ..وتنظر
اليها ..لم تعرف عيون من.؟ .وبقيت تنظر اليها الى ان تعرفت عليها..
مذ خرجت سماء لول مرة من المنزل منذ قليل حتى هذه اللحظة وعيون خالد ل تفارقها ..كانت المشهد
الحي امامه ينظر اليها غير مصدق هذه الفتاة المعتوهة ..كيف تتحرك في الشارع وكانه ل حسيب لها ول
رقيب ..ولكنها ترتدي عباءة ..والجميل ..الذي اندهش منه هو احساسه بالفخر بها ..قبل ايام ..كانت ترتدي
ملبسا فاضحة ..والن ..العباءة ..الحق يقال ..تبدو انسانة صحيحة بهذه الملبس ..ولكن الجنون مصيبة..
اما سماء فراقبته وهو داخل السيارة ..وعندما تحركت لسيارة متقدمة ناحيتها لم تتحرك وانما وقفت وكانها
تنتظر منه ان يمر ناحيتها ..وبالفعل
مرت سيارة خالد ناحية سماء الواقفة وهو ينظر اليها مبتسما ..وابتسامته هذه كانت كالسهم القاتل الذي طار
في قلب تلك الشقية ...محدثة الثر الكبير الذي من شانه ان هدم كامل اركان ثباتها في تلك اللحظه..
احست بالدوار ..ما هذا الحساس ..ما هذه المشاعر الغريبة ..لم هذه الحرارة في وجهي..؟؟
هذا الغبي ..ما باله يبتسم كالهبل ..غريب امره ..احيانا يضحك واحيانا يصرخ واحيانا ينتقد ...ما اغباااااه..
وظل خالد يسوق السيارة وفكره اعاد التوجه الى فاتن ليشعر بالحزن ..لكن ..عادت ذكرى تلك الفتاة بالعباء
ة السوداء تطرق ابواب فكره ..هذه الفتاة ..ما امرها معي؟؟؟ لم هي بفكري هكذا...؟؟
سبحان الله ..ل يطيح بعباده أي ظلم ..انما العبد من يظلم نفسه ..وال ربنا فهو لكريم معطاء..
يا ترى يا خالد ..هل سماء هي العطية من ربك ..لكي تتخلى عن افكارك تجاه فاتن...؟؟
ويا ترى يا خالد ..هل هي حبك الحقيقي ..وفاتن تظل العجاب الغير منتهي..؟؟
جراح واصبح له العديد من الحلفاء على اخته في مساله السفر ..هل سينجح بهذا مع امه..؟
هل ستوافق؟؟
ام سترفض؟
الجزء العاشر
الفصل الول ..
========
انه المساء ..لم يصدق جراح ان الوقت قد حان ليخبر امه عن ما هو بصدد قوله لها ..نظم الكثيرمن الفكار
والكثير من الكلم ..ولكن كل هذا ل يعني شيئا ..فبلحظة قد ينساه كله ..وقد يتراجع في اقل من ثانية..
فالضغط كبير ..ل يعرف كيف يسرد المر لمه ..ل يريد ان يتعمق ولكن ل يستطيع ان يضمن موافقة امه على
هذا الشيء ..ل يريد ان يخبرها بادق التفاصيل ..او بالحرى ..ل يريد ان يفتح باب اللم عند امه حتى ل تتذكر
اباه ..ولكن هذا شيء محتم ..لبد وان يذكر جهود اباه في هذا الموضوع ..فلوله لما حدث كل ما حدث..
لكم المسئولية صعبة بعض الشيء اقناع فاتن ليس بالمر الهين ..او العادي ..انها عنيدة ..ول تقبل باي شي..
ولكن ..معي اوراق رابحة كثيرة ..امي ..وخالد ...ومساعد..
عزم القرار ..ونهض من مكانه وتقدم ناحية غرفة امه ...يمشي بخطوات ثابتة ويديه في جيبيه ..ل ل ..ستقتنع
امي ..مع ان ابتعاد فاتن صعب عليها ..لكنها ستقتنع..
على تلك الفكار وصل الى غرفة امه ..وكم شابت روحه عندما وصل هناك ..وتخيل ..لو انه فتح الباب..
سيكون اباه بالداخل ..جالسا على السرير وهو مغمض عينيه وموسد راسه للجدار..
اسند جراح مقدمة رأسه الى الباب ..يبلع غصة الحزن التي عمرت قلبه ..رحمة الله عليك يا ابتي ..كيف انى
لنا ان نفكر بالعيش من دونك لباقي العمر..
وبهذه الكلمات وبيديه التي مسح رقائق الدموع ...طرق الباب ..واتاه صوت امه الحزين ليعيد تلك الحزان
التي طردها قبل قليل
ابتسم جراح لحدة مراقبة امه. .فهي لم تساله ال اليوم ..وكعادتها انتظرته حتى ان ياتي هو لها
ليوضح لها ما يجول بخاطره..
استوى بجلسته :يمة انا عندي سالفة وياج اليوم ..مهمة لنا كلنا ..وبالخص ..فاتن
ام جراح :فاتن؟؟
جراح :يمــة ..انا مادري انتي شنو رايج بس ...فاتن شصار على دراستها؟
بتسائل ترد ام جراح :والله يا يمة مادري ..احنا ما قدرنا نتنفس على العطلة ال ..ال وابوك الله يرحمه راح..
ومنها انا مادري عن احوالنا ل شرق ول جنوب ول شمال ..بس اللي اعرفه ان ابوك مخلي لها افلوس بالبنك
عشان تدرس..
استغرب جراح؟؟ امه على علم بهذا المر :يمه ..انتي تعرفين شي عن هالفلوس..؟
ام جراح :اكيد يمه ..ابوك ماكان يسوي شي من دون ما عرفه ..ابوك حط بيت العايلة الجبير في يد شركة
مقاولت اللي سوته مطعم مادري فندق ..واللي يطلع من هالفندق يحطونه في البنك ..وبس ..كل هذا اللي
اعرفه ..الباجي تقد تروح تسال مساعد ولد الدخيلي..
لم يصدق جراح نفسه ..هو الذي كان يعد نفسه لقول كل هذا الكلم اتضح ان امه تعرف به ...وكيف لم
يخطر هذا على باله ..فل زوج يخفي امورا كهذه عن زوجته...
جراح :زين يمة ..انا مساعد ياني قبل جم يوم ..وعلمني على كل هالشياء ..وعلمني على ..اشياء ثانية بعد..
ام جراح :شهالشياء..
وتكلم جراح مع امه باسهاب وبلغة مفهومة ..فهي وان كانت عارفة فتظل جاهلة بمصطلحات وايضاحات هي
بغنى عنه ..فهو اختصر عليها كل شي واخبرها المر ..من الوسط حيث تركته الى اخر شي قرأه من تلك
المجلدات ...والظاهر ان والدته قد انزعجت لفكرة سفر فاتن للخارج ..فهي ممتعظة وملمحها شابها الكدر..
ام جراح :يابوك وين تروح اختك بعيد عني ..ول بامريكا؟؟ ماقدر يمه اخليها تروح بروحها؟
جراح :يمه ماكو شي اسمه بروحها ..هناك طلب عرب ياا يمة لو تعدينهم تضيعين ..وبعدين اهي مو رايحة
تعيش هناك ..رايحة تدرس ..وراح يكون لها سكن خاص فيها وراح تكون لها تسهيلت احنا في بلدنا ما نلقاها..
ل تنسين اهي في بعثة ..والبعثة نعمة يا يمة مانقدر نرفسها خصوصا ويا ظروفنا..
ام جراح :صح يا يمه بس انا قلبي ما يطاوعني اخليها تروح هناك لحالها ..ماقدر ارقد بالليل واهي مو وياي في
البيت..
جراح :يمة مثل ما علمتي فاتن تكون جذي علمي مناير وال هذيج حالة خاصة ..يمه ..انتي ما تدري ابوي شكثر
تعب على هالبعثة عشان واحد منا بس ياخذها ..وان كانت فاتن اللي بتاخذها ..بتاخذها ..بس لزم نرضي
ابوي واهو ميت يا يمة ..ترى هذي وصيته
تجهمت ملمح ام جراح ..وكانت على وشك البكاء ..ولكنها اخفضت البصر عن ابنها ..كيف اترك ابنتي ..ل
اريدها ان تغيب عن عيني ول اريدها ان تتغرب وهي صغيرة ..تظل فتاة والفتاة ليس لها بالهوا أي خبرة..
جراح بنبرة مواسية :يمة ..انا ادري هالشي صعب عليج ..اذا صعب عليج مرة انا الف مرة يا يمة ..بس كل ما
احس انه صعب اذكر ابوي ..ابوي كان يتمنى لنا او لواحد منا بس ..انه يكون شي في هالدنيا ..واهو تعب
وجهد ...وحتى انه ..راح عشاننا ..فيعني احنا مانقدر نضحي ولو شي عشانه ..وصدقيني يا يمة ..ما بتندمين..
لني انا فكرت بالموضوع وما تظنين اني لو كنت مشكك لقل ثانية ما راح اييج واقول لج عنه؟؟
ام جراح بعصبية بسيطة :بس يا يمة ماقدر .ماقدر اخلي اختك تروووح عني بعيد ..فاتن ما بترضى ..ما تعودت
انها تطلع عن البيت لفترة طويلة ..اهي البنت الوحيدة اللي كل ام تتمنى مثلها في هالدنيا..
جراح :يمه صح كلمج بس ..انتي لزم تتقبلين هالشي ...لن فاتن ان مافكرت بمستقبلها وبمصلحتها ..عندها
الخو اللي يفكر عشانها ..وانا احس ..لو تبين ..رضاي بيكون بسفرها ..وانا انشالله كل فترة وفترة
بزورهاواهي بعد كل فترة وفترة راح تيينا بالجازات وتقعد معانا ..وللو انتي خايفة ان فاتن تتعرض للمصايب
هناك ..اظني انتي مربيتها ..ومو كل بنت تلقى مثل تربيتج يا يمة ..فاتن بنت ل يعلى عليها بنت ثانية ..وان شاء
الله راح ترفع راسنا كلنا وتبيض ويهنا
تبتسم ام جراح بحزن :لو كانت الظروف ثانية ..لو كنت انت اللي تروح ..ما حسيت بشي ..لكن ..انا ادري
هالشي صعب عليك ..لن هذي البعثة كان لزم تكون لك
يقطع جراح كلمها :وانا ما اهتميت يمة ...ول واحد منا عرف بهالشي ..ال ابوي ..لكن شوفي فاتن شلون
ذبحت عمرها بالدراسة ..ل تاكل ول تنام ..ول ترتاح ..عشان بس انها ترفع راس ابوي ..لنها تعرف رضى
ابوي يكمن في النجاح ..لذا هي احق مني بهالبعثة..
اخفضت الم الحزينة بصرها ..حزنا على ما قر بفؤادها ..كلم جراح صحيح ..ل يمكن ان اظلم ابنتي وادعها
تبقى هنا ..بينما الفرصة سانحة لها بان تخرج من هذه القوقعة ومن هذا العالم الى عالم اخر ..لم اعدها لهذا
الشي ..ولم اجهزها له ..كيف لي ان اترك صغيرتي الحبيبة في عالم ل تعرف عنه ال بالخبار ..ويا ليته يسر..
لكن ..هذه رغبتك يا زوجي الحبيب ..فانت قد تعبت ..ولزلت اذكر سهاد الليالي الذي صاحبك ..تفكر بمصير
اولدنا بهذا الفقر ..الحمد لله على كل حال ..ولربما هذه هي هدية النجاح التي كنت تعددها لفاتن...
احس جراح ان امه موافقة ..والحزن واجب عليها ..لنها ..سريريا ..قبلت بما قاله لها ..وقد توافق ..بل
احتمالية كبيرة انها موافقة ..وبدأ يعد نفسه للموافقة ..ستوافق ..انا واثق بانها ستوافق
ابتسمت ام جراح بصمت ..وكانت هذه هي البشارة ..لقد وافقت امي ..وااافقت ...الحمد لله رب العالمين...
%50من المهمة قد نفذ ..والن ..الخمسون الباقية ..فاتن..
جراح :صدقيني يمة ..ما راح تندمين ..راح تذكرين هالموقف بيوم من اليام وبتقولين لي) ..بصوت نسائي (
يعلني ماخلى منك يابومحمد ..قلت وصدقت ...فديت عمرك يا وليدي
ام جراح :ههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضحك الثنان ولكن جراح كان اكثر فرحا ..طبيعي ..وكيف ل يفرح وهو ينفذ جزءا من وصية والده ...اوه ..
الحمد لله انك ذكرتيني ايتها الكاتبة بالوصية ...كيف انى لي ان انسى ..شكرا...
ل مفر لفاتن ال ان تقبل ..امي موافقة ..انا موافق ..خالد ايضا موافق ..ل مفر لها ..ستوافق ..وان كان هذا
اخر شي اقوم به في حياتي ..لبد لوصية والدي ان تتنفذ...
نام جراح وهو يردد هذه الكلمات ..والمسكين ..من شديد التعب لم ينتبه لنفسه في اليوم الخر ال بوقت
صله الظهر..
كان كالميت على فراشه ..وما ان سمع الذان حتى فز قائما من مكانه؟؟ انمت طول هذا الوقت؟؟ يا ربي..
كم الساعة الن؟؟
تحرك الى ناحية الساعة ..وبالفعل ..انها الحادية عشر والنصف ..قم انهض ..فاليوم يوم حافل لك..
*****
كان مساعد في المكتب غير قادر على العمل ..تأتي الفكار به وتذهب ..لم يتصل به جراح حتى الن ..قال
بانه سيرد اليوم ..ول خبر عنه حتى هذه اللحظة ..انه الذان ..ساقوم واصلي ..حتى يتصل ..هكذا امضي
الوقت ..ويمضي عني..
في غرفتها كانت جالسة تصلي ..وعندما انتهت ..رفعت كفيها بالدعاء...
)) اللهم يا واسع الرحمة ويا عاطي الصبر ..الهمنا يا الهي بالصبر الجميل ...اللهم فرج امورنا ووسع صدرونا
وارزقنا خيرا ورحمه ..الهي اقبل توبتنا ..ووفقنا وافتحها علينا يارب..
ابتسمت وظهرت تلك الماسات البيضاء ..واكملت
ووفج جراحوووووو الكريه وفرجها عليه وكبره بسرعة عشان ايني وياخذني واتزوجه ويتزوجني وانيييب 18
كتكوووت ههههههههههههههههه كلهم صفر مابي سوود((..
نهضت من على تلك السجادة وطوتها لتخرج من الغرفة ..واذا بلؤي يطل عليها
لؤي :انا هنييييييييييييي شقاعدة تسويييييييين تحشين فيني...؟؟
مريم وهي تمسك بصدرها :بسم الله ) تغضنت ملمحها( قول الله ل يبارج في عدوينك ..انت علمك جذي
هيلق وتطلع لي من تحت الرض..
لؤي :اطلع من تحت الرض ..دودة قالولج ..دوده في بطن عدوينج ...قوليلي مريوووم...
مريم :شتبي
لؤي :جم عمرج انتي الحين..
مريم :ليش تبي تشتري لي هدية؟؟ مو اليوم عيد ميلدي
لؤي بنقمة :ويه عاد انا متى شريت لج هدية عشان اليوم اسوي هالشي ..بس اسالج انتي جم عمرج..؟
مريم :جريب بصير ..19بشهر 10
يدخل غرفتها ويجلس عند الكرسي بتفكير وحاجبينه معقودان :يعني اكبر منج ب)...يعد على اصابعه الجاهل(
بثلث سنين..
مريم باستغراب :من هذي؟؟؟
من غير ادراكه بسؤال اخته يكمل كلمه :اكبر منج بثلث ..وانتي اصغر مني بثلث ..يعني كبري ...هياااااااااااا
مريم :اوووووووه ..شسالفة..
لؤي يبتسم لها بخفة وحاجبه مرفوع :تدرين يا مريم ...انتي لزم تفرحين..
مريم :وي يا حسرررة افرح على شنو ..احنا طالعين من هالمصايب عشان يحصل لنا نفرح
لؤي :نو ماي دير سستر ..اليوم افرحي ..لن اخوج )يهندم نفسه( محسوبج لؤي ..بيتزوج..
اغلق الباب بخفة في وجه لؤي المنصدم ...انه غير مصدق من ردة فعل اخته ..فهو لم يقل لها شيئا ..وتهجمت
عليه بتلك الطريقة...
وفجاة فتح الباب مرة اخرى وظهرت مريم..
مريم :بالمناسبة!! اليوم يوم فحصك للتقويم اللي على ظروسك ..روح قبل ل تنسى..
واغلقت الباب...
وظل لؤي واقفا ..وبغير وعي ..مشى الى غرفته وهو يفكر بردة فعل مريم ..اذا مريم التي هي اخته الصغيرة
كانت هذه ردة فعلها ..فماذا ستكون ردة فعل امه واخيه ...الموضوع بحاجه الى الدراسة..
******
ترررررررررررررررن
ترررررررررررررررررررررررن
تررررررررررررررررررن
كانت هذه هي الرنات الثلث الوحيدات بهاتف مساعد الذي كان ينتظرها ..وعندما تاكد من الرقم المتصل..
اجاب عليه بكل تحفظ
مساعد :الووو...
جراح :هل مساعد ..شخبارك؟
تنهد مساعد براااااااااحة غريبة سرت في اوصاله ..واخيرا ..واخيرا :..هل جراح ..ابخير الله يسلمك وانت كيف
حالك؟
جراح :يجمل حالك ياخوي ..ها ..مستعد؟
مساعد بحذر :امك وافقت؟
جراح يبتسم :اكوو شي جراح يعجز عنه ..ل والحريم بعد ..ههههههههههه
مساعد :حلووووو يا جراح ...انت سويت شي مهم صراحة في حياتك وفي حياة هلك..
جراح :بفضل نصيحتك وارشاداتك وال انا واخواني للحين ما لنا بر نرسي عليه..
احس مساعد انه يملك الدنيا في قبضته ..وهذه الدنيا لم تكن ال فاتن ..فاتن ..انتي بين يدي ..ل اكاد اصدق
هذا الشي
الفرحة كبيرة في قلب مساعد ..النصر ..ما احله ..حتى وان كانت نسبته متوسطة ..ال انه يعد نصرا ..ونصرا
كبيرا..
مساعد :خير عيل ...يوم الربعاء بالعصر انا عندكم..
جراح :حياك الله ..يالله عيل ..بخاطرك
مساعد :فيحفظ الله ورعايته..
اغلق جراح الهاتف عن مساعد وهو يعد نفسه لخته ..فاتن ..انتي لمهمة مستحيلة ..ولكن ..اعرفك .ان
عرفتي ان الموضوع متعلق براحة ابي ..فانتي لن تتواني عنه يااختي البارة..
قام جراح من الصالة وتوجه الى الخارج ...امه كانت قد اوصته بشراء بعض الغراض التي يحتاجونها ..ل
اعرف ان كان لنا راتبا معينا يستلمه والدي ..فانا ل اذكر يوما كنا فيه عاجزين عن الماكل والمشرب ..رغم
بساطته ..ال انه لله الحمد تواجد في منزلنا ..يا ترى؟؟ من اين كان ياتي ابي بالمال؟؟ هذا شئ ليس مهما..
ولكني سأفتح موضوعه مع امي مرة اخرى..
كان على وشك ان يركب السيارة واذا بمشعل يناديه ..فخرج له وهو يبتسم
جراح :شدعووووة يالحبيب ...ل تزور ول شي ..عنبوو هالويه ال خطوتين يمكم
مشعل يبتسم :هل فيك حبيبي ..ل والله بس مشغول هاليام ..تعرف الجامعة قريبة ولزم ازهب اوراقي..
تراني مو كويتي عندهم ههههههه
جراح :ل عادي يوم يومين وتنتهي هالشكليات ..بالعادة ما تطول..
مشعل :الله يسمع منك ..شخبارهم البيت ..وشخبارها الوالدة؟
جراح :الحمد لله ...عايشين بفضل الله ..السموحة منك مشعل بس انا مضطر الحين امشي
مشعل يبتسم :هاا ...اشتري لي كيلو باميا ول كيلو بطاط ..ال ييب هالرز ول ييب هالطبخة
جراح :هههههههههههههههههههاي أي والله صرنا رياييل بيوت وعلينا مسئوليات ..بس تصدق ..جذي احلى..
تحس روحك شي..
مشعل :اصدقك ..وال انك متوله على الطلعات والديوانيات ..والقهوة والشيشة
جراح :ااااااااخ ل تييب طاريها ..تراني ميتن عليها...
مشعل :اوكي ياللخو ..ما طول عليك...
جراح :اوكيي...
لنعيد وصف وضعية مشعل قبل ان يسمع كلمة عن سفر فاتن ...كان واقفا وهو يتكأ على قدم اكثر من
الخرى ..وعندما سمع بسفر فاتن ...استقام على رجليه ...والحياه غابت عن محياه ..فاتن؟؟؟ تسافر؟؟؟؟؟
تقدم لجراح بالم :بتسافر اختك؟
جراح :أي ..ملقية بعثة لميركا ..بهالجامعة ..ومادري ..شراييك فيها ..زينة؟
مشعل ..:اكيد ....هذي ...ثاني افضل جامعة باميركا. ..
ابتسم جراح :الحمد لله ..زين عيل ..اخليك الحين...
لم يرد مشعل ..وبقي واقفا في منتصف الطريق ..مر عليه جراح وغادر ..وبقي هو على الطريق ..تضربه
الشمس في قمة راسه ..وبقي على الطريق..
تهيجت كل اعصابه وحواسه ..تشنجت اوردته ...وظاقت نفسه بعنف ..يا للصواعق ..يا للهول ..فاتن مغادرة..
ستسافر؟؟ انها مغادرة عني ..كيف انى لها ..ان تذهب وتتركني ..كيف؟؟؟
توجه ببصره الى نافذه غرفتها ...لبد وانها هناك ...عمرت في قلبه المنية المجنونه بان يصعد ليراها..
ويكلمها ..ل بل يعنفها ...كيف جاز لها المر بان تذهب عنه وتتركه بعد ان لقيها في حياته ..كيــف؟؟ هي وهي
التي تحبه ..ها هي على وشك ان تذهب وتتركه..
لم يعرف أي طريقا لها ..يريد ان يتكلم معها باي طريقة ..لبد وان يكلمها قبل ان تتخذ هذا القار المجنون
بتركه ..ل استطيع ان اصدق هذا الشي ..فاتن تتركني؟؟؟ فاتن تهجرني؟؟؟ ل اريد هذا ..يا ويلي ..ل اطيق
هذا..
دخل منزلهم والدنيا تموج بعينيه ..دوار شديد داهمه وهو يركب الدرج ..ل يعرف ما سببه ..وكأن العالم باسره
قد تداعي وسقط على كتفيه ..محمل اياه مصيبة ول كل المصائب ..فاتن مغادرة ..انها مغادرة...
انتابته مشاعر غريبة قبل ايام ..لم تكن جيدة ابدا ..ال انه ابعدها بذكراه البسيطة من فاتن ..ومن كلماتها
الشجية ومن نظرتها تلك التي اغدقته بها عندما كان واقفا عند باب منزلها ..كيف هذا..؟ وهل سماء على علم
به..؟؟
بهذه الفكرة اسرع على الدرج متوجها الى غرفتها...
الخرى كانت جالسة وهي تستمع للموسيقى بوضع السماعات على اذنيها..
على عكس توقعاتكم فسماء كانت جزئيا فرحة بما قاله مشعل عن ذهاب فاتن للدراسة ..فهذه فرصة عظيمة
لم تكن فاتن لتحصل عليها ول بعد مليون سنة ..ولكن لنها طالبة مجتهدة لقيت ما صبرت له ..الحمد لله رب
العالمين..لكن مشعل ل يملك ادنى حق بمثل هذه الردة للفعل ..يبدو كالمغدور به او كالمطعون ..وهو الذي
لم يتقدم خطوة واحدة للدفاع عن حبه لها..
وخرج من غرفتها وهو يشرع الباب بالقوة ...غير عابئ اذا تكسر او تهشم ..المهم انه ينفس عن غضبه
العارم ...وظلت سماء لوحدها ..حزينة ..على اخيها ..وعلى اختها التي لم تتهنى بها كثيرا ..لتسافر وتبتعد
عنها...
الفصل الثاني
=========
في بيت فاضل وبالتحديد في المجلس ..القلب الجريح جالس بالم ..ينظر الى السقف بنظرات فارغة ل معنى
لها ..لم يكن في قلبه أي امنية او رغبة في ان يغير من حياته ..ولكم كانت المنيات عظيمة قبل امس..
واليوم ..البال مفرغ ..والقلب ..جريح ويدمي الما ..لكن ..هذه رغبتك يارب العالمين ..ل احد يعرف مصيره ول
يعرف مشيئة ربه من كل هذه المور ..ثقتي بك فظيعة يا الهي ..انت تبعث لي رسالة بهذه المصيبة ..لكن..
هل انا مستعد لها؟؟؟
دمعة ناعمة سرت على خده النحيل السمر ..ابتسم عندما داعب شفاهه ومسحها بظهر كفه ..دمعة شقية..
شقت طريقها لشفاتي وكانها على الرغم من حزني تريد ان تضحكني ..ما اشقاك من دمعة..
وتذكر سماء ..تلك الصبية الشقية ..ما اشد الشبه بين هذه الدمعة وسماء ..الثنتان دخلتا حزنه وحولتهما الى
ضحك وابتسام ..وانا الذي كنت اتشاجر معها كل ما رأيتها ..مسكينة ..لبد وان اعتذر لها عندما اراها مرة
اخرى..
ويرن جهازه المحمول ...انه جراح ...ماذا يريد؟؟ اووووف ل اريد ان اذهب لمنزلهم ..ل اتحمل ان اكون هناك
دقيقة واحدة وانا اعرف بذهاب فاتن بعيدا عني ...ل اريد...
وصمت الهاتف ...
واغلق عنه ...ما هذه الحياة؟؟ لست بناقص ..ولكن ..ياتي المزيد ليشقيني ..ل اعرف يا دنيا ما بالك معي.؟؟
حرمتني من كل شي ..حتى فاتن ..والن ..تريدين ان تتفنني في تعذيبي بان اكون طرفا مساعد في ابعاد
ك
فاتن عن الكل ...ليس لدي شي اقوله لك يا دنيا ال تبا ل ِ
وكم كان الوقت سريعا في المضي ..فهاهي الساعة تدق الثامنة مساءا ..وعائلة ابو جراح مجتمعة في المطبخ
وهم يتسامرون ..على الرغم من البرود الذي يجتاح مرحهم المعتاد ال انه افضل من لشي بالنسبة الى ام
جراح ..وجراح هو الوحيد الذي يبدو متغيرا!! للحسن طبعا..مثل هو من يضايق مناير بدل عن عبد العزيز
الجالس في المطبخ وهو يضحك بخفة ..وفاتن تقلي الطعام مع امها ..
جراح :يالله ما باجي شي على المدارس ..شهر وانتو هناك
مناير بانزعاج :اوووووووووووووف والله انت مغثة ليش تذكرني بها والله ناسيتها انا ...يمه حطي في حسابج
هالسنة مو رايحة المدرسة..
جراح :ماشاء الله منور انتي صار لج من يوم عمرج خمس سنوات وانتي في الروضة تقولين نفس الشي
وماجوفج نفذتي هالكلم
مناير :انتو مخليني ..والله والله لو بيدي جان ما رحت لكن شاقول) ..تقلد صوت امها( يابنتي البنيه راس مالها
شهادتها في هالدنيا سلح ضد المواقف ..أي سلح هذا ..ياكل تبن هالسلح ..يومنه هذا سلح انا ضد العنف..
جراح :هههههههههههههههههههه
فاتن :بدل ما تقولين هالفصل بتشطر وبرفع من معدلي عشان النسبة ..ل تنسين انتي اول سنه بالثانوية ..
منتي بالمتوسطة خلص..
مناير :ااااااااه يا قلبي ماقدر انا على هالدافورة ..جايفة نفسج ويا نسبتج ..والله انا ابي اعرف انتي تاكلين
الكتب
عزيز :ل وانتي الصاجة تبلها وتشرب مايها..
التفت جراح الى اخيه بدهشة :اوه اوه ..شوي شوي يااا عادل امام صكيتنا بنكتك..
فاتن:فديييييييييته يوم انه ينكت علي ..انت مالك خص ..يالحاقد
جراح يمسك قلبه وكانه طعن :اه اه يا قلبي ..كلشي ول انتي يا الفتنة ..فتونة ..فتووووووونة ..فاتن:
ههههههههههههه شتبي
جراح يقترب لها ويهمس :فديت رفيجتج
تلتفت وهي تضربه بالمنشفة :زول زول...
جراح يبتعد :هههههههههههههههههههههههههههه
ام جراح :يالله يا عيال رتبو الطاولة..
******
مساعد كان جالسا في الصالة وهو صامت ..يتنعم بالهدوء ..ل احد بالمنزل ..امه ومريم في منزل اخته
الجديد بصدد اعداده ..ولم يعدن منذ الظهيرة ..الحمد لله ..ل ازعاج ول رنين صوت مريم ول لؤي ..يبدو انه هو
الخر قد خرج ..ما احلى المنزل وهو هادئ..
يبتسم وهو مغمض عينيه وراسه يتوسد الكرسي الوثير ..كانت ملبسه مريحة للغاية ..قميصا رياضيا رمادي
اللون وصروال رياضي اسود ..يبدو صغيرا بتلك الملبس ..وكانه ابن الحادية والعشرين ..ااااه ..كم مضى من
العمر يا مساعد ..وانت لم تقم بشي يذكر في حياتك ..حتى مساعداتك الى اهلك ..لم تكن في نظرهم قيمة
كما هي رغبتهم في تزويجك ..لكن ..كيف لهم ان يفهمو ما تمر انت به ..صعب ..صعب على كل انسان ان
يعرف او ان يفهم مواقف احد ما ..الحمد لله ..كل شي وله حل بيوم ما..
افكاره كانت كلها متوجهة الى منزل ابو جراح ...ل يعرف متى سيكشف جراح الموضوع لخته ..مع انه يعطي
المر الهمية الكبرى ..ففاتن شاءت ام ابت ستوافق على السفر والجامعة ..كيف لها ان ترفض ..كان بامكاني
ان اضغط عليها لكن ..كل ما اتقرب منها تصدمني شرارات كهربية تصدر منها ..هادئة ولكن ..اعاصير هوجاء
بها ..ل اتحملها ول اتحمل صباها الخطير...
كان يدقق في آنية زجاجية على الطاولة وهو يرى تلك النعكاسات التي تصطدم ببعضها وتكون اروع اللوان..
ويفكر بعيني فاتن ..اااه من عينيها ..تبعثر الجو الساكن وتشوبه بالسحب والرياح ..كما فعلت بحياتي ..فمن
كان ليعتقد اني قد اشغل بفتاة غيرك يا حبيبتي الزلية ..ولكن ..هذا عزاء ربي لي ..انه خلقك مرة اخرى في
فاتن ..لول بعض الشوائب ولكن كل شي يتنقى ..حتى الماس نفسه ..وفاتن ..سانقيها بنفسي..
لم يرد على باله ل مرة ان فاتن ربما تحب مشعل ..او انها يوما ما قد وجهت هذه المشاعر الجياشة لحد ما..
انانيته كانت صعبة جدا على أي احد ..فمساعد من النوع الذي عندما يخطط ينفذ ..ونادرا ما يخطئ ..لكن
ياعزيزي يا مساعد ..اتعتقد انك على صواب هذه المرة؟؟ يقال ان ل جرم ارتكب على الرض مثل جريمة
تفريق الحباء ..وها انت على وشك ان تفرق بين قلبين عاشقين لم يتمنا من هذه الحياة ال بعضيهما ...اانت
على استعداد لتقبل مثل هذه الجريمة الشنعاء ..؟؟ ل اعرف ما بالك يا شخصيتي الحبيبة ..لبد وان الحب قد
اذهب بعقلك..
يدخل لؤي وهو يغني بصوته الناعم ..على غرار ابيه ..يمتلكان صوتا ناعما ..اما مساعد فصوته رجولي وقوي
يصل الى اعماق الذن..
كان يغني بصوت منخفض ..وعندما انتبه الى اخيه المستلقي ابتسم وعلىصوته
مساعد وهو يتنفس الصعداء ..ثرثرة لؤي في مثل هذه المور ..ل تنتهي :وشنو هالمخطط؟؟ لؤي بكل فخر:
اني لزم اوثق نفسي بموادي عشان ما اطلع وانا ناسي شي يعني اعيد المادة مرتين ..ان احتجت
وللضروريات القاسية ..ثلث مرات ..اعجبك موو
مساعد بلهجة قاسية :خل عنك هالغشمرة اللي ما منها فايدة وخط بالك على دراستك ..لؤي ..انت ما راح
تلقى لك شغلة زينة وعدلة وتصلح لمواطن كويتي بل شهادة ..ل تظن انك كويتي خلص يعني بتلقى لك
الوظيفة اللي تبيها ..انت لزم تتعب على عمرك ..زمن اول تحول والوظايف صعب تلقاها
لؤي :لحقين على الوظايف ..وان ظاقت بي الحوال ترى السيارات مالية الدنيا) ..ابتسامة ساخرة ..وجميلة
نوعاما (..بشتغل تاكسي ..شرايك؟
اراد ان يصرخ به ..ولكن هذه البتسامة تزحف الى القلب لترسم البتسامة على شفاه كل من ..لطالما تميز
بها لؤي عن كل باقي الطفال
مساعد :هههههههههههه ..والله مادري شسوي فيك ..خاطري اقطعك على استهتارك ..لكن ..قلبي ما يطيعني
لؤي بدلل البنات :وااااي علي ..اذوب القلوب ..لزم يسموني لؤي الدخيلي ...بين قوسين ..مذوبهم..
هههههههههههههههههه
مساعد :قووووووووووووووم ويا هالويه...
******
دقت الساعة التاسعة ..ولم يظهر خالد حتى الن ..جراح كان ينتظر ذهاب اخوته للنوم لكي يستفرد بامه
واخته ..ويبدى موضوعه الذي يريد ان ينتهي منه ..يا الله ..اعني على فاتن ..صعبة المراس هذه الفتاة ..ل
تقبل بشئ سبق وان رفضته ..وخصوصا في هذه الفترة اعصيبة ..امر مستحيل ..ولكن ..سنرى من سيغلب
الخر..
وصل خالد للمنزل وهو متضايق ..ل يريد ان يدخل ..ل يريد ان يجلس معهم ..ول يريد ان يكون جزءا من
مخططات جراح لخته فاتن ..لنه معترض على فكرة سفر فاتن وذهابها ..لكن ..يظل غريبا ول رأي له..
ووجوده هو مجرد مجاملة من جراح ..لكي يطيب خاطري ولكي يجعلني افتخر بنفسي ..ل يفقه شيئا بمدى
صعوبه هذا المر علي ..لدخل ..واشرك بهذه المسرحية ..علها تنتهي في صالح احد ما..
ودخل المنزل...
واستقبلته خالته بفرح :فديت ولد الغاليين يعلني ما خلى من ويهه
التفتت له فاتن بابتسامة ولكن بدت كالغريبة نوعا ما ..ولم يهتم خالد كثيرا..
خالد :هل فيج خالتي ..خبارج ..عساج ابخير؟؟ شمسوية؟؟
ام جراح :بخير بشوفتك ..تعال يمة اقعد يمي..
واكتمل العدد ..لم تبقى ال مناير لتغادر ..اشار جراح الى امه لتنتبه لوجود مناير ..فهي الوحيدة الباقية..
وأومأت له امه باليحاب
ام جراح :يما منور ..بسج حبيبتي ذابت عيونج ..قومي نامي من الصبح قعدة..
مناير :يمة بس لحظة شوي المسلسل حلووو
ام جراح :يالله يمة باجر يعيدونه وبتشوفينه
مناير تلتفت :يماااا حرام والله ابي اكمله من زمان ما شفت منه شي واشوف الحداث كاثره فيه وانا خبر
كان
ام جراح :يالله عاد ل ترديني ف كلمتي
استغربت فاتن من اصرار امها على مغادرة مناير للصالة ..هناك امر غريب ..شي ما يجري بينها وبين اخي
جراح ..يا ترى ما هو؟؟
تضحك ام جراح على ابنتها ...وهكذا ..الساحة خالية ..ول مفر لك يا فاتن..
ولكن ..هي الخرى نهضت واعتذرت :السموحة انا بروح انام الحين؟؟
قفز جراح من مكانه :ل ل خلج ..ل تروحين الحين
التفتت له فاتن باستغراب جعله يندم على قفزته :تعبانة جراح من الفير وانا موتعية..
جراح مخففا لنبرته السابقة :خلج فتون ...نبيج في سالفة..
فاتن باستغراب ..وتوجس :سالفة؟ أي سالفة؟
ام جراح :تعالي يمي يمه حبيبتي...
منصاعة لكلم امها توجهت فاتن لمكان بالقرب منها ..وجلست :..خير؟؟ شصاير؟
كان جراح على اهبة الكلم ..وخالد عينيه معانقتا الرض ..وامي تنظر الى يديها بحزن ..ما الذي حصل ..يا
ربي ..لسنا ناقصين لقد تالمنا بما فيه الكفاية..
جراح :الخير بويهج فتونة ..بس الموضوع اللي احنا ياين انكلمج عنه ..موضوع خير علينا وعليج..
فاتن :شنو الموضوع..
جراح يفتتح :فتون ..قبل وفاة ابوي الله يرحمه وصلج ظرف من شركة الوفا للمحاماة عن بعثة دراسية اهما
مقدمينها لج ..دراسة مجانية في افضل جامعات اميركا عشان تدرسين اللي خاطرج فيه هناك...
فاتن تكمل :وانا رفضت هالبعثة ...وانت تدري بهالشي
بدأت دقات قلب جراح تتسارع ..تبدو صارمة رفضها ..كيف ستوافق :ادري ..وانا جزئيا كنت موافق معاج ..لن
الظرف ماكان مساعد ..وكنا احنا في صدمة وفاة الغالي الله يرحمه ..وما كنا في صوابنا ..نفكر على راحتنا
ول فاهمين السالفة عدل..
فاتن والخوف يدب في اوصالها :شتبي توصل له جراح
كان جراح يبدا بالكلم وقاطعه خالد بنبرة هادئة جدا ..ومقعنة بعض الشي :اللي يبي يوصل له جراح اهو ..ان
رفضج لهالبعثة المجانية المميزة بصراحة ..شي استهتاري منج يا فاتن ..خصوصا وان مو كل من يلقى مثل
هالبعثة اللي انتي لقيتها ..وقاطتها للسف بالخمام
فاتن :خالد انت تعرف انا ليش رافضة هالشي ..وبعدين اللي عطاني بعثة في اميركا ما يقدر يعطيني بعثة في
الكويت..
جراح :يا فاتن هذي البعثة من اولها لتاليها مخصصة عشان الدراسة بره الكويت ..يعني دراسة على مستوى
متقدم وحديث ومتطور ..للسف ما نقدر نوصل له للحين بالخليج
فاتن :وشالمطلوب مني؟
ام جراح :يا بنيتي ..مو زين انج ترفضين هالبعثة لنها في صالحج ..اهي اللي بتاسس مستقبلج وتبني حياتج
وترزقج بشهادة قوية تنجحج في كل مجالت حياتج
لم تصدق فاتن ما تسمعه ..ومن من؟؟ من امها؟؟ يعني انهم كلهم مشتركون في هذا المر ...وابتعدت قليل
عن امها باشاره للنزعاج..
فاتن :اشكر اهتمامكم وكثر الله جميلكم لكن انا ما ابي هالبعثة وقراري نهائي ومحد يقدر يردني
جراح :فاتن السالفة مو سالفة اختيارية ..اهي البعثة ماياتج عشان انج تقبلينها ول ترفضينها ..انتي مجبورة انج
تقبلينها؟
فاتن :جراح انت شقاعد تقول ..بس لنها ي افضل جامعات اميركا الخايسة خلص يعني لزم اوافق ..ياخي
مابي ..السالفة بالغصب اهي ول بالغصب ..؟
خالد :ل تفكرين بالموضوع من هذي الناحية فتون ..اهي موغصب ..لكن اهي اختياري نوعا ما اجباري..
فاتن بعصبية :وانت طلعت لي فيها الحين ..اختياري اجباري؟؟ شافهم من هالكلم
جراح :يا فاتن هذي البعثة ابوي اللي حاط راس مالها عشان واحد منا ياخذها ..تعب وشقى وسهر وتعنى
عشان واحد منا يستاهل هالمقام انه ياخذ شي او يستفيد من شئ من تعب ابوه وشقاه..
انصدمت فاتن من كلم اخيها الصريح ..بعثة من راس مال كونه والدي؟؟ من اين لبي بالمال لكي يكون هذا
الراس المال ..هي ليست بالغبية ..تعرف مصاريف الجامعات الخارجية ..وتعرف كم يتطلب من الجهود
والمساعي لكي يحصل طالب عربي عليها ..ما هذه المعضلة يا ربي؟؟
فاتن :شلون ابوي اللي حاطنها؟؟ وابوي من متى له راسمال عشان اييب لنا بعثات؟؟
جراح :ابوي كان مشرك ببيتنا الجبير في مشروع استثماري والحمد لله طلع له باخير ..وكان هالشي على
طول ست سنوات ..والحمد لله الله ما خيبه وقدر انه يجمع من البيت مبلغ محترم او يمكن قوي عشان انه
يشرك احد منا في برنامج بعثات الشركات ..والحمد لله قدر ونجح ..لكن ) ...بالم( ما حصل له انه يخبرج
بهالشي....
فاتن :وليش انا ...ليش انا؟؟ ليش مو انت ..ما تقول انها من ست سنوات ..ليش مو انت الي ملقي
هالبعثة .؟؟
جراح بالم :لني استهترت وضيعت مستقبلي في اشياء تافهة ..عمري ما سمعت كلمه يوم كان ينصحني عن
المدرسة ويترجاااني عشان ادرس ..وانا كنت افضل الطلعات والسهر بايام المتحانات على الدراسة ..مو
مثلج انتي يافاتن اللي كنتي تدرسين عشان ترضين ابوي ..عشان تفرحينه بالنسب والعلمات ..وهذي كتبة الله
ونصيبه
فاتن :ل ..مابي ..مابي) ...تعتصر ملمحها الما( جراح ل تسوي فيني جذي ..انا اختك ..ل تبعدني عنكم
جذي؟؟؟ ل تجبرني ..تكفى..
وتشيح بوجهها بعيدا عنهم ..متالمة ...انها ممزقة بما قاله لها اخيها ..كل هذا يقوم به والدي ..ونحن ل نعلم
به.؟؟ الن تبررت عندي كل مواقفه وكل شجاراته التي لم يكن يبدو انها ستنتهي بينه وبين جراح حول
الدراسة ..وكيف كانت صحته تسوء بعد تلك الشجارت وهو ممتعض ..فابي ان كان ل يريد شيئا بهذه الدنيا ..
هي الحياة التي نعيشها ..محدودية خانقة واحيانا عجز مؤلم نكتفي بحمد الله عليه وبالدعاء لنفراج الهم...
لكن ..كيف لي ان اغادر ..كيف لي ان اتركهم ..و....و ....اتركه ...كيف؟؟؟؟؟
جراح بهدوء :فتون ..ل تخلين قراراتج تكون سريعة ومندفعة ...انتي لزم تفكرين ..لزم تحطين في بالج
اولوياتج على اولويات الكل ..محد راح يوقف لج في المستقبل مثل ما انتي توقفين الحين للكل
فاتن باندفاع :مو مهم عندي...
يقاطعها جراح :ل تقولين جذي ...شوفيني وانا اخوج ...كنت عاطي الدنيا ظهري ومستقبل الملذات والضياع
بعمري .ليمن ...ليمن ضربتني وفاة ابوي مثل الصفعة اللي تنبه الواحد على حياته وعلى الخسارة اللي اهو
قاعد يغوص فيها ....وفات الوان ..ومات ابوي ..وخلني اطيح بحسافة ما تنتهي ..حرارة في اليوف ما تهدى
ول تستكين...
اشاحت بوجهها عنه معترضة على كلمه داخليا ..ل تريد ان تتكلم ...لبد وانها على طريق الموافقة ..ستوافق..
اعلم بهذا..
واكمل جراح :.انا اللي مصبرني هاليام اهي هالسالفة ..اللي ردني للحياة اهو هالطريق الوحيد اللي بين لي
اني اقدر ابيض حسابي عند ابوي ..واخليه يرفع راسه فخر بي ..اني قدرت اضمن على القل مستقبل واحد
من اخواني ..وانتي مو أي واحد يا فاتن ..انتي الم الثانية لنا ..انتي اللي وقفتني لنا وقفة الرياجيل بين
الحريم ..ومحد بعمرج يقدر يتحمل ربع المسئوليه اللي انتي تحملتيها باخر الفترة ...صدقيني يا اختي انا ما
وافقت على هالشي وما استمريت فيه ال وانا متاكد ان هالشي صلح ..لنه لو كان غلط ربنا ما راح يوافق
عليه ول راح يخليه يستمر ..ول راح يخليه يظهر لنا مثل الومضات بالحياة...
فاتن بالم :جراح ...مابي ..مابي...
صمت جراح ..ل يعرف كيف يقنعها ..انها رافضة تماما لهذه الفكرة ...يا ربي ..كيف ساقنعها ..كيف؟؟؟؟
التفت الى امه مناجاة ..لكن الخرى يبدو من ملمحها انها تراجعت عن الفكرة ...ياويلتي ..ها قد صفيت وحيدا
بهذه المعركة ..ويبدو اني ساخسرها ...ل اريد ان اخسرها..فخسارتي هي كخساره ابي ..سامحني يا ابي...
سامحني ..لم استطع ان افعل لك هذا الشي البسيط...
ولكن ظهر صوت خالد من اللشيء منقذا جراح ..ومعيدا المل في داخله مرة اخرى...
مريم التي وصلت للمنزل لم تكف عن الثرثرة لمساعد النائم ولؤي السارح عند التلفاز ..كانت فخورة بشقة
اختها البسيطة ..لكن ..عندما تثرثر مريم ..ل منازع لها ..يااااا للصبر
مريم :وتعرف سعود ..حاطه لها نوع الحوض المائي اول ما تدش البيت ..صراحة فظيع ..صج انها شقة وثلث
غرف لكن شيك ..مادري جم صرف عليها فيصل ..ل والحلى بعد ان اكووو ثريات صغنونات في الصالة تطلع
عليك اول ما تدخل امخليه الجوو رهيب وحلووو...
مريم :أيــه ماعليه مافيها شي ..الحمد لله على كل حال ..اهم شي نوروو تسد حلجها وتشبع ..تدري سعود..
في البيت حاطين لهم..............................
)) لحظه مريم ...ستوووب ...دقائق من فضلك ول اظنها ستقتلك ...ماشاء الله عليك ..لنتكلم عن هذه
الشخصية قليل ..فيصل ...لم اطريه ال بالسم ..لم تروه ..ولم تتالفو معه ..ولم تجتمعو به ول مرة ..سمعتم
في البداية كيف نورة كانت تختال به ..ولربما هذه ثالث مرة اذكره ..لعرفكم عليه...
فيصل الراهي ..شاب فضيل ..يبلغ من العمر الخامسة والعشرين ..يعمل باحدى الوزارات الحكومية بالدولة..
فيصل لم يكن له بالحب أي عنوان ..بالواقع ..لم تكن له صلة بالعالم ابدا ..كان مبتعدا ومنعزل عنها واكثر
اوقاته بالبيت ..وخروجه بسيط ..لربما لحدى حفلت العراس والمناسبات الخاصة البسيطة جدا ..فمكانه
المفضل هو المنزل...
بارا باابويه وباخوته ..وبالخص ..ألفتيات ..يعلم بمدى حساسيتهن ومدى شفافيتهن ومدى حاجتهن للحب
والحنان والعطف المستمران ..حتى لو اخطـأن ل يعاقبهن بالصراخ او النعيق الذي يخرق الذان ..التفهم هو
اساس العلقات ..هذا هو شعاره
لم يكن يخطط لن يقع في حب نورة ...ال عندما رآها مرة مع اخته )وداد( سرقت قلبه بكل ما للكلمة معنى..
فنورة جميلة بطبعها وخلبة وفاتنة وتسرق الضواء اينما حلت ..وهذا كان له الثر العكسي ..فهي اتخذت من
هذا الجمال غرورا وكبرياء ..لكن ..قلب المحب متسامح بطبعه ..ل يقبل بان يضع صورة غير صورة الملك
لحبيبه ..ولنه شاب ذو خلق عال لم يرضى بان تتطور علقته مع نورة ال في اطار شرعي وتحت انظار الرب
وظله ..فتقدم لخطبتها ..ولكون نورة صغيرة بتلك الفترةٌ ..أجل طلبة الى ان تنتهي من الدراسة الثانوية..
فبقى هو ينتظرها بتوجس ..ماذا لو رفضوني حتى بعد ان تتخرج ...لكن ..كل اعتقاداته وشكوكه خابت عندما
تقدم لها للمرة الثانية ووافقو اهلها عليه ...وخطبها ..وبهذه الخطبة ملك الدنيا باسرها..
يقدم لها روحه لو طلبتها من غير أي تفكير ..اندفاعيته بحب نورة حيرت كل اخوتها ..فهي بطبعها طلبة..
ولكن ..كما قلت ..قلب المحب ..متسامح..
الن السؤال الذي يتراود لكم ...لم ذكرت شخصية فيصل....؟.؟؟؟ اممم ..اليام القادمة او الحداث القادمة
ستبين لكم سبب تقديمي له ...وشكرا ..اوه ..نسينا مريم ..تفضلي يا مريم اكملي ما بدأته ..اعانك الله يا
مساعد((
تكمل مريم :و حاطين ديزاين ملئكة بغرفة يقولون حق العيال ههههههههه ما يستحون امخططيين من الحين
للعيال..
مساعد بضيق ولكن بابتسام :انتي شكو بهالسوالف ) ..ينادي امه( يمه هذي غثة ل تاخذينها مكان مرة ثانية
تطلع الم بابتسامة وهي الخرى تبدو كمن وز على رأسها الى ان تصدع :والله حالنا من حالكم ل تظنون اننا
اقل..
مساعد :ههههههههههههههههه
مريم بقهر :يعني الحين هذا يزاي اني اييب لكم اخر الخبار..
لؤي :كان حلو منه انه يكون موجز ..مو نشرة الخبار مرة وحده..
مساعد :ههههههههههههاااااي حلوة ..
لؤي وهو يغمز :صورررررها..
مريم :مالت عليكم اقول) ...تقف وهي تتخايل بالمشي( انا بعد ..يوم اللي بسوي لي بيت ..بخليه احلى بيت..
بيت فيه نافورة ..وفيه ثريات ..والجفصين والبلط من احلى ما يكون )نظرة غرور( بخلي اللي ما يتعجب..
يتعجب ..وقطع بالعدو هذي ويوووه اروح لمي ابركلي...
مساعد :ههههههههههههههههههههههههههاااي
يلتفت اليه لؤي بعصبية :..انا منك اخذها واخرمطها وارميها في البحر
مساعد :افا ..مو مساعد اللي يسوي جذي بخواته ..ال اذا انت..
لؤي :انا ماودي بس قسم بالله تقهرني ...اليوم لو سمعت شقالت لي وانا رايح لها افضفض قلبي لها ..كلتني
بهدومي ..يعلها مال الويع..
مساعد :ههههههههههههههههههههههه انت عبالك هذي نورو ..يبا هذي لوث ..هذي تربيتي انا ..علمتها شلون
تسد السالفة من اولها اذا حستها بايخة..
لؤي يعيد التفكير بصمت :جني انسبيت..
مساعد بصدمة وهو يفتح عينيه علىوسعهما ..وكم بديتا رائعتين :ياااااه لؤي ..معدل الذكاء طاق عندك اللف
اليوم؟.
لؤي يبتسم بفخر :عشان تعرف ..يوم لك ..يوم عليك ..مش كل يوم معااااك
مساعد بضحكة صدرت من داخلها :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
*****
جلسا الثنين عند حوض الزراعة البسيط ...مبتعدين بضع القدام عن بعضيهما ...صامتين ..ل يتكلمان ول
يصدران أي جلبة في المكان ...كانت فاتن منحنية وذقنها على ركبتيها ..الحزن يشوب قلبها لكن من الذي
سيفهمها ..انها بكماء ..ل تقدر ان تتكلم ..ول تقدر ان تعبر ..فخوفها اكبر منها ..تريد ان تصرخ باعلى صوتها
الخائف ..ل اريد الذهاب ..ل اريد ان اذهب وابتعد عنه ..انا لم اصدق تواجده بقربي بعد تلك السنوات الطوال
التي حلمت به لتخلى عن كل شي واذهب بعيدا عنه ...ل اريد ..قل لهم انت يا ربي ..اكشف انت لهم حالي..
فانا لن اتكلم ..ل اقدر ان اتكلم...
لم يا ابي العزيز؟؟ لم هذا التكتم؟؟ هاقد سقطت المور تباعا بي ..ما شأني انا؟؟ لم انا؟؟
ل تعرف لم تبادرت صورة مساعد في بالها ..واقفا وهو ينظر اليها بانتصار ..لكم اكرهه ..اكرهه..
خالد الذي ضاع في افكاره ..فهذه اللحظه كانت غالية على قلبه ...ما احلى ان تكون فاتن جالسة بجنبه ..ل
يهمه ان تكلمت او تحدثت ..اهم مافي المر ..انه يستطيع ان يسمع انفاسها الحريرية...
لو كانت فاتن تعرف بما حدث مع خالد مع جراح ومدى المه بسفرها ..لقالت انه على وشك البكاء ..اما هو
ففسر صمتها على انه الموافقة
خالد :فاتن ...ل تظنين اني موافق على سفرج وابتعادج عن الكل ..اصل ..انا ماشوف هالديرة ول هالدنيا من
دونج..
التفتت فاتن اليه بتوجس ..نظرتها كانت غريبة ..واسرع الى تعديل ما قاله
خالد :ل تظنين اني احبج ول هالسوالف ..شيلي هالفكرة عن بالج ..ترى البنات ما خلصوا عشان اييج انتي ويا
هالراس ..بعدي هالنظرات
ابتسمت فاتن وابعدت عينيها الى تلك البقعة التي كانت تنظر اليها لكن ..اختفت ..وجالت ابصارها لبقعة
اخرى..
خالد :فتون ..تذكرين عمي قبل ..ايام ما يجمعنا قبل المدرسة ويقعد معانا بالساعات واهو يتكلم وينصح ويعيد
ويزيد ...وشوي ال جراح تخب عينه من الرقاد وال انا اللي كل شوي انط له بموضوع عشان يتغير وهو
يهاوشني ويهزئني ..؟؟؟
تهز راسها فاتن وهي تتذكر تلك القعدات ...ما احلها..
خالد :وتذكرين شلون كنتي اتهاوشينا انا وجراح عشان نبين الحترام وان ابوج لو ما كان يخاف علينا جان ما
عور راسه ويا يمعه خايبين؟
تبتسم فاتن وتهز راسها...
خالد بنظرة كلها الم ...ل يعرف كيف يسرد هذا الكلم الذي يقطع قلبه من المرة الف مرة..
خالد :عيل ليش انتي اليوم صايرة لنا الهيلق ..والخايبة اللي تعصب عمي...؟؟
التفتت فاتن له بكل دهشة :انا يا خالد؟؟؟
لم ينظر اليها ..اشاح ببصره كي ل يبكي :فاتن ..انا عارف ان مصيبتج ويا هلج كبيرة ..وان الشيء صعب
عليج ..لكن ما قد فكرتي بعمي المسكين اللي الله عالم شنو اللي قدمه عشان يلقى لكم مثل هالمستقبل
الحلو ...مو كل من يا فاتن بظروف حياتنا يلقى هالبواب الذهبية تنفتح له بالحياة ..شوفيني ..لو ما انتو ولو ما
عمي بالخص اللي لمني في بيتكم على عكس أي واحد ثاني جان انا ضايع ..ومن يدري ..يمكن مت من زمان
واجتمعت بامي وابوي..
فاتن :يومي قبل يومك
التفت اليها وهويبتسم ..ولم يكن يعرف ان دمعته قد هطلت من جفنه الحمر ... :انا حامل فضل ابوج علي
ليوم القيامة ..وبظل اقوم واقعد وانا اذكره بالخير والرحمة لروحه الكريمة اللي بصراحة ما تتوافر بهالزمن
الغادر ...خصوصا لنا احنا الشباب..
فاتن التي شابت روحها بدمعة خالد ..لول مرة يبكي ..لول مرة يبكي امامها : ..خالد ..انا ماقدر اروح...
خالد :تقدرين ممو ما تقدرين ..انتي خايفة فتون ...وبس ...هذا كل الموضوع ..لكن ..انتي ما حطيتي في بالج
المتعة اللي انتي راح تلقينها..
بحماسة يلتفت لها وهو يمسح عينيه وقلبه يتمزق على هذه التمثيلية التي يؤديها امامها
خالد بابتسام ولمعان بعينيه :راح تلقين ذيج المكتبة اللي فيها من الكتب اللي يحوس عيونج الهبل ..وراح تلقين
ذيج المباني اللي تضيعين فيها وهذا شي مو غريب عليج ..راح تشوفين شباب من كل جنسيات العالم ..الحمر
البيض السمر السود الصفر كل شي كل شي..
فاتن تضحك لسلوبه في السرد :..هههههههههههههههه
خالد يبتسم بصدق :صدقيني ..راح تكونين ولشي في هذاك العالم لن العالم ما راح يتمحور عليج انتي بس..
راح تكونين انتي ويا ثكنه من الشباب اللي راح يطلع منكم الذكي وراح يطلع منكم الطالح مثل ولد خالتج
الحلوو...
ابتسمت فاتن وكان وصفه قد اعجبها...
خالد :تخيلتي ...شفتي شكثر حلوة الفكرة ...وشكثر مفاجات ومغامرات راح تكون لج هناك ..فكري فيها ..ل
حسيب ول رقيب؟
فاتن بعصبية :شقالوك ؟؟
خالد يقطعها بضحكه :ههههههههههههههههههههه سوري ..فكرتج انا في دقيقة ..هههههههههه بس ..فكري في
اللي قلته لج ..فكري في فرحة هلج يوم تردين لهم وعندج شهادة من اميركا ..تخلين خالتي ينرفع راسها..
وعمي ينذكر بكل مرة ينادونج باسمه ..الدكتورة فاتن عبدالله الياسي ..حلوو مووو؟
خالد بهدوء مرة اخرى :...فاتن ...قبلي هالبعثة ..وروحي ...وخلي البواب الذهبية تنفتح عليج ..وخلي هالروح
المحبوسة تطلع هناك ..ظيعي في الجو هناك ..اسبحي في ذيج المعلومات وذيج الحياة الغريبة ..وردي لنا...
بعدين ..وعندج كل السوالف اللي ما تمللنا ول تعور راسنا ...وتخلينا كل ما نقعد معاج نكتشف فيج الكثير
الكثير...
التفتت فاتن له والدموع تتلل بعينيها .....لقد جعلها تقوم بتلك الخطوة التي لم تصدق انها قد تقوم بها في يوم
ما ..الخبيث ..لقد اقنعها بفكره السفر..لربما ذكره لوالدي هو ما جعلني ارتبط بالموضوع اكثر ...صحيح يا
فاتن ..هذه فرصتك لكي تبدين شكرك وتردين جميل والدك الكبير عليك وعلى اخوتك ...انها الفرصة يا فاتن..
انها الحياة التي انتي لطالما حلمت بها في دفتر يومياتك وخواطر حياتك ...انها تلك اللحظه التي لطالما
تخيلتها ..وانه ثمر الجهد والتعب طوال تلك السنوات بالتفوق ..
لكن ..قلبي ما شانه لكي يتقطع هكذا بالرحيل عن من يحبه ومن يشتاق له ...ما شان قلبي المسكين الذي
احب ول يريد من هذه الدنيا ال حبيبه ..لم هذا الصراع في بالي ..ولم هذه اللوعة الشديدة ..احبه ..وساغادر..
ولكني ساعود ..دائما وابدا ساعود ..ساعود له ولهلي ولكل الناس ..لن ابتعد كثيرا ..لن اغيب عنه طويل..
لكن ..كيف لي ان اقول كل هذا ..هل قبلت يا ربي بهذا القرار..؟؟ هل قبلت بهذا المصير؟؟؟ هل هذي هي
كتبتك لي يا ربي؟؟؟
وفقني يا ربي ...وفقني...
التفتت الى خالد لكنه لم يكن هناك ..يااااه ..هل ضاعت في افكارها الى تلك الدرجة بحيث انها لم تلحظ
مغادرته ...لربما ارادني ان اكون لوحدي لكي اغوص اكثر بتلك الفكار ...يا حبيب قلبي يا خالد ..يا اخي
المفضل في هذا العالم ..وصديقي الذي ل يغلبك صديق...
بدخولها للمنزل توجهت كل النظار اليها ..وبالخص ..اخيها جراح ..كان يبدو كالمنتظر لحكم اما ان يحيه ..او
ان يميته ...مسكين انت يا اخي ..كلهم ل يستحقون مني الهتمام مثلك ..ولهذا تقدمت له اول...
وجلست عند رجليه وهو ينظر الى عينيها ...
ولم تتكلم ...وابتسمت بتلك العذوبة في قلبها ..فتهللت نظرات اخيها وتشققت بشرته بابتسامة عارمة ..فرفع
كفيه الى وجهه فرحااا وغبطا لما حققه ..اااه يا اخي ..لو كنت اعرف ان هذه سعادتك لما توانيت لحظة
عنها...
وبتلك اللحظه
والعائلة جالسة في تلك الصالة المنيرة..
الم عند ابنها ..والخت عند رجل اخيها الذي يمسح على شعرها ..وراس الخت على رجل اخيها ..وابن الخالة
يضم ابن خالته بفرح وانتصار...
تبتعد الصورة...
وتبتعد ..لتتجه الى تلك السماء..
حيث يقبع ...
رجل ..يبتسم بكل فرح ..وبكل فخر ..وهو ينظر الى ابناءة
ثمره بتلك الدنيا...
ثمرات ..لو وزعت في هذه الدنيا لتغطت بالنعيم والطيبة..
الحمد لله رب العالمين.؟...
فاتن ووافقت على السفر ...ومساعد ونال ما اراده..
مشعل ...ما موقعه من العراب..
اهل سيتقبل غربته مع فاتن ...ام انه سيرفض وسيقوم بما ل يدخل العقل؟.؟؟
خالد ..هل هذه هي اولى خطوات النجاح في حياته...؟؟ ام هذه النكسة التي ستؤدي به؟؟
جراح؟؟؟ ما الذي سيجري عليه الن وقد سقطت مسؤولية اخته عنه ولكن زادت بعد ان تغادر فاتن ..فهي
التي كانت تمسك القارب من دفة اليسار...
ما الذي سيحصل؟؟؟ وما هي الحياة التي تنتظر فاتن.؟؟؟؟
مضت اليام سريعة وحزينة على فاتن وهي تعد نفسها مع اخيها للجامعة ..فحوصات مختلفة ورحلت متعددة
للمستشفى ولمكتب المحاماة وللبنك و ..و ..و تستمر القائمة وكل هذا يجري وهي غير مهتمة او عابئة..
فبسرعة قبولها لتلك البعثة لم يكن لها مجال للتفكير او اخذ بضع ايام للوصول لقرار أخير بشانها؟؟
وها قد وصل يوم الربعاء وهي ل تعرف أي خبر عن مشعل ..سمعت من امها واخيها ان اليوم سياتي لمنزلهم
مساعد الدخيلي ..ليلقي عليهم وصية الوالد ..ل رغبة لفاتن ان تجلس في مكان واحد مع ذلك المتعجرف
المغرور ولكنها ستحاول ان ل تعيره ادنى درجة من الهتمام ..ولكن ..ياريتها مريم هنا اليوم ..انا احتاجها
بقوة..
*******
مساعد :ل بس نجاة انا ابيج تظلين حاملة موضوع البعثة على انج انتي المنسقة
نجاه :مادري يا مساعد انا ما عندي أي فكرة عن هالموضوع بس لو تعطيني اوراق عشان ادرسها تعرف يعني
اخذ فكره ولو مبسطة..
مساعد :ماله داعي يا نجاه خلص الحين السالفة انطلت عليهم انج انتي المسنقة
نجاه وهي تضع يديها على المكتب :اموت واعرف انت ليش مو حاب تاخذ التقدير لكل هالبعثة ..والله يا
مساعد اللي انت نظمته فيها محد يقدر يسويه ..شغل مضبوط ما تفكر تروح في الوزارات في قسم البعثات؟
)وهي تضحك(
مساعد يبتسم :أي عشان شهرين وانا منتفخ من زود الجاي ول الجرايد اللي قاعد اقراها ..خليني هني احسن
لي ولكم..
نجاه :خلص عيل ..انت قبل ل تييب أي احد عندي خلني اكون محتاطة وفاهمة الشي ..مو مثل هذيج المرة
دخلت الولد علي وانا ما عندي أي فكرة لو ما كلمك الدايم عن هالبعثة...
مساعد :ل بس انا اوعدج ان هالموقف ما يتكرر عليج)..ابتسامة دبلوماسية( اشكر مساعدتج يا نجاه
نجاه وهي تخرج من المكتبu o me msa3ed :
ض عنه ..ها
يوطئ رأسه على الكرسي وهو يحدق بالسقف ..لكم هو جميل عندما تقوم بعمل انت مسرور ورا ٍ
قد ضمنت مستقبل فتاة قد تشكر عليه طوال عمرك ..الحمد لله رب العالمين..
ابتعد عن الكرسي قليل ليخرج اوراقا متعلقة بموضوع وصية اب جراح ..ومعها ..كان دفتر عالية الذي احتفظ
به لمدة طويلة ابتسم عندما رآه ..لم يقرأ منه منذ مدة طويلة ..اخرجه وهو يخرج الوراق ..
لم يعر الوراق أي اهتمام ونصب بصره على ذلك الدفتر ..كان بنيا جلديا وبه غرزات بيضاء على الجنب..
اوراقه صفراء غير مسطرة ..ومليئ بالصور المتعددة ..اكثرها شاعرية ورومانسية ..يضحك ..فباليوم الذي
اخبرته عالية عن الدفتر ضحك عليها بمليء فاهه ..ولكم انزعجت وغضبت منه ..حتى انها رمته بالدفتر على
راسه وابتعدت عنه لمنزلها ..لحقها ولكنها اختفت عن ابصاره ..ولينتظرها توقف عند المنزل واذا بها تعود
للمنزل مشيا على قدميها ..وعندما رأته توقفت قليل ولكنها اعادت السير بسرعة لكي تدخل المنزل قبل ان
يمسكها عند الباب ..وبالفعل ..نجحت بذلك لن مساعد لم يخرج من سيارته وبقي فيها ال ان تاكد بدخولها
للمنزل ..هو ليس عديم الخلق الى تلك الدرجة لكي يلحقها ويمسكها بوسط الطريق ..يكفي انها تاتي اليه
خلسة لتجلس معه..
ومنذ ذلك اليوم والدفتر بحوزته ..لم يعطها اياه ..واكتفى بان يعجب به لوحده..
وفي تلك الثناء ابتسم لذكرى شكلها الجميل ..كانت تشبه فاتن ال بشي واحد ..قدها النحيل وطولها الفارع..
كانت كعارضات الزياء ولكن بحشمة ..وهذا ما اعجبه بها ..وحتى مرضها لم يكن ذي الهمية لديه ..فشل
كلوي ..هذا ما كانت مصابه به ..وهذا ما اماتها ..ولكم كانت تلك السنة صعبه عليه ..كان باخر سنة دراسية
بلندن ..ويعد بحث تخرجه مع زملئه عندما استلم الخبر ..فقبل ايام انعدمت رسائلها التي كانت ترسلها اليه
ليستقبلها بلهفة ..وجن جنونه وهو يفكر باسوء الشياء ..وتحققت اسوأ مخاوفه ..فقد استلم خبر وفاتها
باسبوع من انقطاع الرسائل ...ل زال يذكر كلم امه بذلك اليوم..
)) حاولو وياها ...حددوا موعد للعملية ..وماتت قبلها بيومين ..كان يومها يا وليدي ..حكمة ربك اقبل بها ((
اسند راسه ليقيه من ذلك السيل الجارف من الذكريات ...ما باله قلبي ل يبكيك بعد الن يا عالية ..لم ل
يعتصر الما كما الماضي عندما اذكرك ...؟؟؟ الهذه الدرجة استفحلت فاتن بداخلي ..لدرجة انها قد ..اقست
قلبي عليك...
كل والف لء ..قالها وهو يضرب على الطاولة الكبيرة ...فاتن ..فاتن ل تستحق منه كل هذا التعب ..انها ..انها
مختلفة عنك انتي يا حبيبتي ..انها طائشة وغبية وجاهلة ل تفهم أي شي ..عمياء عاطفتها تسيطر عليها ..ل
يمكنها ان تكون بنصف رجاحتك..
اسند راسه مرة اخرى ..ما هذا الصداع الشديد الذي ينتابه ..انه بحاجة الى اجازة ..ولكن ..متى يقدمها ..فابو
زياد مقبل على سفر مع اهله والمكتب ومسئولياته ستقع على عاتقه لوحدة ..لبد له وان يبقى ليرعى
المصالح ..وفور عودة ابو زياد سياخذ هو الجازة ..وسيخرج من هذه الجواء الخانقة ..الى الراحة...
وابتسمت شفاهه وهو يذكر مريم اخته ..لكم كانت تثرثر عن السفر خارجا ..وانها تريد الدراسة مع فاتن..
وكيف ان فاتن هي المحفز الرئيس لها على الدراسة ولول فاتن لكانت قد بقيت في المدرسة حتى الن تعيد
ما عليها اعادته ..كانت تبالغ اعلم بها ولكن ..عجيبه هذه الصداقة الحميمة بين مريم وفاتن ..تقول انها كانت
صديقتها منذ ان كانتا طفلتان ..فكيف ل اذكر وجود فاتن بحياتي مسبقا ..؟؟؟ عجيب هذا المر ..ل تصل بها
قليل وافرحها واخذها معي لمنزل ابو جراح ..حتما ستكون غبطة..
ورفع السماعة ليتصل واذا بهاتفه المحمول يرن ..والمنزل يتصل به ...فاجاب عليه..
مساعد :الووو
مريم :هل مساعد
مساعد يبتسم :ماشاء الله عمرج طويل..
مريم بابتسامة :وناااااسة من قاللك؟
مساعد :يالخبلة توني بدق البيت عشان اكلمج
مريم :صج والله .حياتي اخوي ..محد قط افتكر فيني ورفع السماعة واتصل غيرك انت وفتيييينة
كادت البتسامة ان تتوسع ال وذكر فاتن يعود اليه ليتجهم :..زين مريم ابيج تزهبين حالج على الساعة 4جذي
عشاان بنروح بيت بو جراح..
مريم بفرح :والللللللللللله احلف ..والله احلف ..احلف مساعد ماصدق..
مساعد :شكو ما تصدقين عبالج السالفة صعبة ..زهبي حالج وخلص ل تناقشيني اكثر
مريم :اوكيك ياكيك اوكيكككككككككك ياكيك ..انا ازهب حالي وما تي البيت ال وانا زاهبة
مساعد يبتسم :سلمي على امي ..ويالله بخاطرج
مريم :ربي يطيب خاطرك ياخوي ...باي
اغلق عنها فقزت مكانها فرحا ...انها مشتاقه لهم ..لها ..وله ..وله وله وله ..ههههههههههه كل شوقها الى
جراح ..فمضى زمن طويل لم تره بها ..وهذه الزيارة ستكون من افضل الزيارات ..في قلبها احساس عميق
تجاه هذا المر ..شكرا يا ربي ..شكرا..
*****
مشعل الذي عاف الهناء والراحة وبقي مهموما طوال الوقت ل يريح جفنا ول ينبس ببنت شفة ..اظلمت الدنيا
عليه وعلى عينيه ..فبعد كل تلك المال العريضة ها هي تخبوو امام عينيه الواحدة تلو الخرى ..فاتن راحلة..
راحلة الى بلد هي اجنبية عنه ..ل تفقه به شيئا ول يمكنها ان تعرف لعاداتهم وطباعهم لنها بعيدة كل البعد
عن قساوة المكان وغربته ..كيف انى لجراح ان يتركها تسافر بعيدا عنه ..وعن امها واخيها واختها واحبابها
واصحابها كلهم؟؟ فاتن ليست بتلك القوة لكي تغادر مجتمعا ضمها طوال عمرها لمجتمع هي بغنى عنه!!
ياربي ..كيف لي ان امنع هذه السفرة ..كيف لي ان اوقفها او ان اماطلها لكي تتاجل ..وتلغى وارتاح ..كيف؟؟
اما سماء فمنذ عرفت ذلك الموضوع وهي متوترة ..ل تعرف ..حرام ما يصيب اخاها ولكن فاتن تستحق
فرصة ان تخرج من هذا العالم الى عالم اخر حيث تجد نفسها وتبحث عن ذاتها ..فبزياراتها القليلة ولكن
الطويلة لفاتن عرفت فيها امورا كثيرة ولو ان انها ل تتكلم عنها كثيرا ..فاتن بطبعها مغامرة وتحب المفاجات
والتحديات ..وان كان هناك أي تحدي موجود فهي هذه السفرة ..يارب وفق فاتن ..فهي بحاجة لك...
في الصالة حيث التلفاز مفتوح ومناير وفاتن السارحة جالستان امامه وامهما معهما وهي تنظر الى الساعة
كل حين ..خرج جراح منذ ساعة ولم يعد حتى الن ..اين هو يا ترى
ام جراح :يمه فاتن قومي اتصلي في اخوج طلع من ساعة ول رد
فاتن :يمة يمكن ويا ربعه ول شي؟
ام جراح :ربعة هالوقت من الصبح ..يمة قومي اتصلي فيه جوفيه قلبي ماكلني عليه
فاتن وهي تنهض :ان شاء الله مافيه ال العافية..
يضحك جراح وامه ايضا ويتوجه للعلى حيث اخته الحزينة ..ما بها فاتن؟؟ لم عليها ان تبدي كل هذا الحزن
وهي على سفر جميل ومغامرات قادمة ل يحصل عليها كل شخص ..؟؟ اه يا فاتن لم هذا التجهم...
يدق باب غرفتها فيلقى جوابا حزينا ::تفضل جراح
يدخل وهو يبتسم بعذوبة :...دريتي انه انا؟؟
تبتسم فاتن :ومن غيرك يعني اللي يحلق ورانه ..ما عاد لنا ال انت..
التفتت عنه والدموع تتحادر على خديها بعنف ..حتى جراح نفسه ..تالم قلبه لكلمات فاتن ..ما بالها تتحدث
هكذا؟؟ الم نوعد بعضنا بان ننسى الحزن واللم ..ونبقي ما بقلوبنا ذكرى جميلة نبتسم عليها..
مسح جراح على راسها وهو يغمض عينيه ...وانا الذي ظننت السوء..
بحنان بليغ :بس اهدي انتي. ..اهدي ..وبسج صياح ..عورتي هالقلب والله ..وانا من وين لي الصبر اتحمل
نعومتكم انتو يالحريم ..لبج انتي ول امي ول منور على غثتها ..من حلكم قلبي متعور ل وتبجين انتي الحين..
ماقدر صراحة
تضحك فاتن بنعومة لخيها .وتمسح دموعها بظهر كفيها ..ل يعني انها لم تعد حزينة بل ..عليها ان تكتم اهاتها
كي ل تنفضح امام اخيها ...فهي بغنى عن كل تلك الجدالت التي يمكن ان تصيب حياتها..
يجلس معها اخيها وهو يمسك بيدها :فتون حبيبتي ..انا ادري ان هالشي صعب عليج انتي بالذات انج تتركين
الكل والبيت والمسئولية اللي باين انج تستمتعين بها ..وانا مالومج ياختي ابد ..ابد ..بس ..في نفس الوقت
حرام انج تحرمين نفسج من هالنعمة اللي طاحت بين يديج ..نعمة بفضل الله عز وجل ثم بفضل ابوي لقيتيها..
فاتن بحزن :انا ماظن ابوي كان يبيني اسافر بعيد عنكم ول بعيد عن هلي وناسي جذي..
جراح :ادري يا فاتن ول انا لو كانت الظروف غير كنت بقبل بسفرج بالعكس كنت بكون اول واحد انه يرفضها
ويخليج تقعدين معانا ...بس انتي لزم تشوفين حياتج يا فاتن ..هذي فرصتج بالحياة انج تخرجين من النطاق
اللي احنا معيشينج فيه ..روحي هناك حبيبتي وعيشي وشمي هوا ثاني ..ارفعي راس ابوي والكويت بنجاحج
وتفوقج ..خلج هناك راية بيضا نحملها في ويوه الناس اللي ندفع بها فقرنا وحاجتنا ..ل تظنين انج راح تتغيرين
ول انج راح تتاثرين ..انتي معدن اصيل ..والمعدن الصيل عمره ما يصدى ول يتغير لونه..
فاتن تبكي :ان شاء الله..
جراح يضمها الى قلبه :حبيبة قلب اخوووووووها والله ..حبيبتي فتون...
صمتت ..ل تستطيع ان تتكلم عندما تسمع اخيها ..فهو متحمس لسفرها اكثر منها ..ول تظن انه كان ليتوانى لو
كانت هذه فرصته ل فرصتها ..حتى بحبه لمريم ال انه سيغادر ويرحل ويرجع وهو ظافر بشهادة يرفع راس كل
من به..
يارب ...اجعلني من هؤلء الذين يفرحون بانجازاتهم ..قوني يارب ..اريد ان اكون مصدرا للفخر والحتفاء..
قوني يا ربي ..قوني..
على الدعاء نزلت فاتن واهي مجبرة الى الطابق السفلي ..وهي تجر نفسها لكي تبتسم او تبدو طبيعية امام
امها وان تكسب الوقت كله في صالحها من اجل ان تبقي ذكرى طيبة لها مع اهلها قبل رحيلها ..وان كان هذا
شيء صعب ال انها ستحاول ..وهذا جل ما تقدر عليه..
هاهي الساعة تشارف الثالثة ولم يصل مساعد للمنزل حتى الن ..لم تستعجل مريم نفسها لتهب بالتصال
وانما انتظرت حتى ان ياتي اخاها ..فهذا هو وقته عندما يتاخر باخر يوم بالسبوع ..ول تريد ان تزعجه كي ل
يغير رايه بشان اصطحابها الى منزل ابو جراح ..ستنتظر..
وطال النتظار الى الثالثة والنصف ولم يصل ..فشغلت نفسها عن النتظار بالتزين ..ولم يبقى شيئا لم تضفه
الى وجهها ..ل تحتاج للمكياج كثيرا لكن انتظارها كانت ممل مما جعلها تقوم بما قامت به ..اعجبتها النتيجة
ولكن كانت مبهرجة كثيرا ..فبدأت تمسح فيه..
ال بصوت مساعد من السفل..
مريم :ياويلي ..توه الحين ياي ..انا الحين شلون اشيل هالخرابيط؟؟؟ )تنظر الى نفسها بالمرآة( يوووووووووه
يا مساعد شسويت فيني..؟؟
مساعد بنظرة غريبة :مريوووووم؟؟؟ شمسوية في روحج؟؟ شهالخرابيط اللي فيج؟ رايحة عرس انتي؟
مريم بحيا :مادري يا خوي ..بس انت اله يهداك تاخرت وانا ما احب انتظر رحت صبغت ويهي ..دقايق بس
ورادتلك..
مساعد :ماعندي وقت مريم مواعد الناس على الساعة اربع..
ام مساعد :ليش شصاير عندهم؟
امساعد :مواعدهم على قراية وصية عمي بو جراح؟؟
ام مساعد بلهجة قاسية :وما كو احد ال انت؟؟؟ جان خليت احد ثاني يسويها لهم..؟؟
لم تكن هذه بالجديدة على امه فهي منذ وفاتهم ومل حظتها لنشغاله الدائم بمسألتهم احست بالغيرة وتغيرت
تصرفاتها تجاه ال الياسي..
مساعد غير مبالي :ل اكوو ..بس انا اللي ابي جذي ..ها يمة أي اعتراض ثاني..
تشيح بوجهها :اللهم ل اعتراض ..بس لو تحط بالك على حالك اكثر من بيت الياسي يكون خير يا وليدي..
مساعد بقلة صبر :ان شاء الله ...مريم ...مرييييييم
مريم التي استفادت من جدال امه معه اتجهت الى غرفتها ومسحت اللوان بسرعة ولكن ما فعلته كان اسوأ
من السابق ...ل بأس مع فاتن ستقوم بكل شي...
ونزلت وهي متغشية بشالها..
مساعد :تدرين اني ماحب هالحركات
مريم :الله عليك يا مساااعد اللي يسمعك يقول على طول بسويها بس اليوم عن ويهي..
مساعد :اللهم طولج ياروح ..هذا اللي يبي البنات ..خله يشبع من شقاهم..
تركها وطار الى سيارته وهي تجري من خلفه ..وعندما ركبت تحركت السيارة مسرعة ..مع ان منزل بو جراح
قريب ال ان مساعد ل يحب – خصوصا عندما يرافقنه النسوة -ان يسير بهن في الشوارع ..رجل تقليدي..
يحب الستر..
وفي السيارة..
توجست مريم ..كيف لمي ان ل تحبهم ..كانو رفاقا قبل ان آتي الى هذه الدنيا فما الذي حصل كي تكرههم
امي؟؟ يا ترى ماذا سيجري لي عندما ياتي جراح لخطبتي؟؟ هل سترفضهم بسبب هذه الكراهية؟؟
اوووووووووه لست بناقصة يا امي ...تبا للحياة..
مساعد يبتسم :ادري بس هالنوع من الجتماعات يبيلها خصوصية ..خليني اردج البيت الحين
مريم :شنوووووووووووووووو؟؟ كمل كمل دربك يالله يردني البيت ..انا زين مني لقيت فرصة عشان اطلع
ليش تردني؟؟ مساعد خلص والله بقعد انتظركم في الصالة ول في المطبخ تكفى..
مساعد :اخاف ينزعجون منج ول ينغثون؟
مريم :ل ل تكفى ما بينغثون خلني اروح بس؟؟
مساعد :هههههههههههههه ل ل ماقدر اعرض الناس لهالنوع من المصايب اردج البيت احسن...
مريم :لاااااا تكفي والله ببجي الحين..
مساعد الذي بدا مستمتعا بهذه المشاكسات مع اخته الصغيرة ..ما احلها مريم ..منذ ان كانت صغيرة وهي
على هذه الحالة ..لكنه لم يكن معها كثيرا فكان شابا يحب الخروج كثيرا رغم تفوقه بالدراسة ..وبعدها اتته
البعثة ليبتعد خمس سنين عنها ليعود ويجدها فتاة يافعة ..انها اكثر شخص على هذه الدنيا لديه معرفة قوية
بفاتن ..لو كان لي الحق بالسؤال لسألتها ..ولكن اخاف من تفسيرها لردة فعلي ..قد تقول اني احبها ..وهذا
امر مستحيل ..فانا ل يمكن ان احب فاتن ...معجب بها نعم ..احبها؟؟؟ لااا مستحيل..
فاتن وامها في المجلس ترتبان الطعمة على المائدة ...لم تكن كثيرة ولكن الحمد لله تكفي من يجلس
عليها ..على عكس تصور مساعد ففاتن ليست بالمستعدة ابدا له وليست مهتمة اطلقا لوجوده فيكفيها انه
سبب رحيلها عن اهلها ..كانت ل تستسيغه ..ولكنها الن تحولت من عدم الستساغة الى البغض ..تبغضه..
وتتمنى رؤيته يعاني ..عجيب امر فاتن فهي لم تتمنى حتى للحشرات بالمعاناة فكيف لها ان تتمنى كهذا الشي
الى شخص يعيش ويتنفس ..؟؟ ماذا جرى لفاتن يا ترى؟؟
مساعد كان ينظر اليهما من داخل السيارة وهو يراقب ضحكات فاتن ..لكم هي غاوية ومثيرة للعصاب
ضحكتها ..وكم تبدوو بريئة ول يمكنها ان تسيء الى احد ولكن ..انظروا لما فعلته قبل ايام ..كيف انى لها.؟؟
لم شوهت صورتها بهذه الطريقة بعيني؟؟ لم؟؟؟
جراح الذي كان يركض على الدرج ليخرج للرجل ..توقف في وجه فاتن وهي تركب..
فاتن وهي تحرك يديها علمة لتخويف :امبيييييييييييييه امبيييييييييييييه امبييييييييييييييييييه راحت عليج مريم..
شسويتي انت اليوم؟؟ عصبتيه من قلب؟ من زمان ما شفت جراح جذي؟
مريم التي كانت خائفة ولكن تتظاهر بالقوة :خله على كيفه انا مالي شغل فيه ..ويهي وانا حرة فيه!!!
فاتن :امبيه امبيه امبيه والله انج جنيتي على عمرج يا مريوم باللي سويتيه اليوم
مريم :اييييييييه عاد ال اخووج ..طول عمره ماله شغل فيني ال بهالسوالف ..عشان يعصب علي ..وانتي يالله
خلينا نروح دارج نشيل هالزفت..
فاتن :ما بعطيج خله جذي ويهج هههههههههههههههههه
مريم :عاجبج زف اخووج ..يالله بسرعة جدامي..
فاتن :ههههههههههههههههههههههههههههه
*****
بخروج جراح من المنزل وصل خالد ..كان يبدو هزيل ونظاراته غائبة عن وجهه ..معروف عن نظره بالضعف
البالغ فما باله اليوم يسير بدونها ..امره غريب؟
مساعد الذي خرج منذ رأى جراح خارجا ..وقف عند السيارة ينتظره ..وتقدم خالد اولهم بالسلم ثم جراح
وتوجهو الى المجلس سوية..
جراح بهمس الى خالد :وينه نظاراتك اليوم؟
خالد :ناسيهم في بيت فاضل..
جراح :وعيونك؟
فاضل :اسكت عني تراني ميت من التعب بسببهم؟
جراح :ليش ما تروح تاخذهم؟
خالد الذي بدى مريضا :بعدين يصير خير...
دخلو الى المجلس الذي كان معدا لهم ...جلس مساعد في موقع يجعله في مواجهة الكل..
خالد بقي ساكتا وهو مغمض العينين ..يشعربصداع اليم في راسه عندما يفتح عينيه ..ولكن سيتحمل اليوم ..لم
يرد ان يقول الحقيقة لبن خالته لكي ل يفزعه ..فهو كسر نظارته قبل يومين ول يعرف من اين ياتي بالمال
من اجل ان يصلح الخرى ..سيستلف القليل من اصدقائه ولن يردوه ..مع ان كل تبديل لنظاراته وحتى نظارته
الولى كانت من عند عمه ابو جراح ..رحمك الله يا عمي..
وبعد النصف ساعة ..أي ان الساعة الرابعة والنصف ..اجتمع الكل في المجلس ..ال فاتن ومريم ..استغرب
مساعد تغيبها ..ل لن تفعلي بي هذا يا فاتن ..لن ترحميني من تعذيبك اليوم؟؟
وغادرت..
مريم :فتون تكفين حبيبتي روحي عشان اروح وياج ..تكفين.؟ .تدرين مساعد اخوي بيناجرني ويهزئني لني
صافة الويه عندهم بس لو رحت معاج بقول له انج ما تحبين تروحين مكان بدوني
فاتن :مريوم تكفين اللي فيني كافيني انا مابي اروح يعني مابي اروح؟
مريم :واذا قلت لج عشان خاطري وخاطر جراح ..تكفين..فتون انا اليوم يايه بيتكم عشان اعدل المور بيني
وبين جراح ولكن اللي سوييته بويهي حطم كل هالتخطيطات ..شوفيني الحين رديت ادمية يالله عاد ل
تكسرين بخاطري وما تروحين..
فاتن :مريم ماب....
تقاطعها :تكفييييييييييييييييييييييييييييييييييين
لمعت عيني فاتن بشر وهي تسمع رجاء مريم :..بشرط؟
مريم :اللي تبينه حلي وحللي كله لج..بس انتي اشرطي.
فاتن :ابيج تسوين لي ويه البطه..
مريم بصدمة :حرام علييييييييييييج..
فاتن :اتبيني ارووح ..سويلي ويه البطة بسرعة..
مريم بذل :اسويها لج يالحمارة ..واامري لله..
وقامت مريم بمز شفتيها باصبعيها بحيث انهما امتدتا للمام واخرجت لسانك وهي تلفظ :كواك ..كواك...
وفاتن تضحك بقووووة على تلك الحركة ..لم تقم بها مريم لربما منذ 10اعوام ..ترفض القيام بها لن احدهم
صورها بتلك الهيئة وتضاحكن الفتيات عليها طوواااااااال الوقت ..حتى لهذه الحينة..
وعلى تللك الحركات المخبوله نزلتا الى المجلس ..ليتواجهن بمصيرهن ..فاتن مع مساعد ..ومريم مع جراح..
ومن يعلم ماذا تخبئ لهم هذه الجلسة ...؟؟؟
عند بيت النهيدي غزلن وامها توهم واصلين ..غزلن ما كانت فرحانة وايد بهالزيارة لنها ما تحب خالتها ام
مشعل ..مو ما تحبها بالعكس اهي تحبها ماكو بنت تكره خالتها بس اهي تكره هالزيف اللي ام مشعل
محايطة نفسها وزوجها واعيالها وحياتها فيه ..دومها كانت تتحدى بيت ابو زياد ..مثل ما تزوجت ام زياد واحد
غني اهي بعد الثانية تزوجت بو مشعل ..ولن ام زياد لها علقاتها الشخصية الواسعة بين الناس والمعارف..
اندفعت ام مشعل للشتراك في اتفه المناسبات الجتماعية والدخول في معتركات المرأة بغنها عن وجودها
فيها ..بس لن السالفة فيها سرقة الضواء والتسلط ..هذا كان مراد ام مشعل كله..
قدرت بهالطريقة انها تدير زوجها واولدها لطريق اهم ما كانو بالتاكيد مخططين له ..فمثل سماء ..بنت على
عكس امها ..متمرده لقصى الحدود ومشاغبة وتحب المشاكل بطريقة فظيعة ..طبعا اهي ما تآذي احد ..ما
تأذي ال نفسها ..فمرة يوم كانو مسافرين في ديزني لند قدرت انها تسبب اكبر فوضى عالمية بظياعها..
واضطر الكل انه يلغي المتعة في هذيج الرحلة وقعدو يدورونها ليمن لقوها قاعدة ويا مهرجين تضحك وتتسلى
ول كان عليها أي سوء..
هذي سماء ..والولد مشعل ..هذا شغلة ثانية ..قدرت امه انه تتحكم فيه واهو الصبي اللي معروف عن الصبيان
انهم متفردين بقراراتهم ومحد يسيرهم ..ال ان هالولد ينصاع لكل كلمة تقولها امه ..ما اقول انه سكانه امه
لكن ..بعد النسان لزم يبدي رأيه ويدافع عن أي قضية من شأنها ان تحطم حياتها ..فمثل أي صبي يبلغ من
العمر ال 13سنة يقبل انه ينحبس في مدرسة داخلية عسكرية ..لمده سبع سنوات ..ويرد من بعدها الكويت
عشان يدرس في ديرته ..انا لو مكانه )غزلن( ما تحملت 7دقايق ..اصل اهلي ما راح يصبرون علي مثل ما انا
ماقدر اصبر بدونهم..
دقو الجرس وظهرت لهم ام مشعل بابتسامتها المزيفة وثيابها اللفتة ..واللي للسف الشديد تصلح لوحدة
اصغر منها ب ..يمكن 10 ..سنوات؟؟
كانت نبرتها جاذبة لدرجة ان غزلن كان ودها لو تضحك ..تحس نفسها قاعدة في مسلسل..
ام مشعل :يا هل والله ببنيتي غزلن ..ماشاء الله عليج كبرتي وحلويتي..
غزلن وهي تبوس خالتها :حلت دنياج الحلوة عيونج خالتي...
ام مشعل :هاو ليش واقفين دخلووو عن الشمس..
ودخلوو كلهم البيت الكبير ..بيت كله ابيض واثاثه احمر يثير العصاب ..مع انه راقي وستايل وكشيخ ال انه
التناقض في اللون البيض واللون الحمر كان غريب ..يبين المكان مثل ال ...اممممم مثل غرفة مهجورة
واثاثها كله مغطى بشراشف ال ان العكس هني ان الشراشف مرفوعة والثاث ظاهر واهل البيت يعيشون
فيه..
ام مشعل :يا حلتج يا غزلن والله انج غزال ..كبرتي واحلويتي ..؟
غزلن :يمكن خالتي لكن ما اييبج ..انتي احلى واكشخ..
ام مشعل وبزهو :والله مو مني ..هذا كله من حصص الرياضة اللي احضرها ويا حرمة النائب ..ما اغير اكلي
ولكن امارس الرياضة ..يبيلج يا وخيتي تجربين..
ام زياد الي كانت شوي متكتكه :انا ورياضة؟ ل يا وخيتي ..انا مثل ما خلقني ربي بتم ..وبعدين المودة مودة
المتان ما دريتي؟
ام مشعل :ههههههههههههههههه يقطع بليسج يا وخيتي ..عن اذنج شوي
ترفع سماعة التلفون وتضرب رقم للمطبخ ..عشان الخدامات يزهبوون القدوع )الفوالة(
غزلن تكلم امها بصوت واطي :يمه ل نطول ..ربع ساعة وطالعين
ام زياد بصوت هامس :ل تفشليني يا غزلن ويا خالتج...
غزلن :يمه مااصبر عليها..
تقطعهم ام مشعل :علمكم اتساسرون وتبسبسوون..؟؟
ام زياد :ها ..ل يا وخيتي شاسراره مابيننا اسرار ..بس غزلن كانت تسالني عن سموووي حبيبتي وينها في؟
ام مشعل :هذيج معتكفة ويا اخوها ..يا قلبي هالبنت شنو تحب اخوها ..ما ترضى عليه ول تفارجه ..وخصوصا
هالفترة لنه مريض؟
ام زياد :اسم الله عليه ..عسى ما شر؟
ام مشعل اللي ما كانت تدري عن حال ولدها ول راحت لعند داره :ل والله ما فيه شي بس طلع ويا ربعه البحر
وشكله مرض ..بس ل تحاتينه بعد جم يوم يقوم لج ..
ام زياد :خانت حيلي والله ما يبت له حلو ول شي ..وانتي الله يهداج يا سلوى ما تعلمين ول تخبرين
ام مشعل بلهجة بايخة :شلووون اقول لج يا وخيييتي ..انشغلت وااايد هالفترة ..تعرفين مرت الوزير )(....
كانت عازمتني في ديوانيتها واحنا نعد برنامج للتبرع ..و ...
غزلن في بالها كانت تفكر ..شلون اشرد من هني ..ووين اروح ..مع اني ما احب سماء وايد بس اتمنى لو انها
كانت موجودة ..هالبنت قوية وما تمشي لمها بالساهل ..يعني لو كانت خالتي قاعدة وسماء معاها ..ياويلكم..
الحرب العالمية الثالثة ..مع انها اجماليا باردة لكن تظل حرب ..سبحان الله اول مرة اشوف بنت ما تداني
امها..
**********
سماء اللي كانت قاعدة في دارها واهي تفكر بمشعل ..حاله كل يوم عن يوم يسوء ويزيد ..واهو ما يرضى
احد يدخل عليه ..حاولت جم مرة انها توصل له الكل لكن ما رضى عليها وتم يرفض واهو قافل الباب ول
يرضى يفجه ..اكيد فشلون له ويه يجابل الناس واهو على ذيج الحالة ..يخاف يطلع من الدار ويسوي شي
يخليه يندم عليه طول عمره ..لكن ..السالفة ما تستاهل يا ناس ..والله انا بموووووت ..حبيبتي تروح من يدي
وانا ماقدر اسوي شي ..مربوطة يدي من ورى وعيوني اهي اللي تشوف وتشهد كل هالجرام بحقي وحقها..
انا اعرف فاتن ..اهي مستحيل تقبل بالبعاد عني ..مستحيل ...تحبني يا ناس مثل مااحبها ..لكن ..شلون
وافقت شلوون؟؟؟
تحركت سماء وطلعت من دارها ..توها بتنزل تحت ال تمر عيونها على دار اخوها ..ما يصير اروح عنه ..لزم
ادخل عليه واشوف شحالته..
تطق الباب..
سماء :مشعل ..حبيبي مشعل فج الباب ...فج الباب مشعل خلني اكلمك..
رفع راسه اللي كان منكس على الطاولة :مابي احد سماء روحي عني
سماء بخوف :مشعل تكفى خلني ادخل ..ابي اتطمن عليك
وقف مشعل :روحي سماء انا مافيني شي..
سماء :حلفت عليك مشعل ال تفج الباب ..فجه حبيبي خلني اشوفك..
بصعوبة اتخذ القرار ..ما راح يظل بروحه ..اهو يحتاج يكلم احد ..والواحدة قضت على كل ذرة صبر فيه ..وراح
فج الباب لخته الصغيرة ..الوحيدة اللي اهتمت لحالته ويات تسال عنه ..امه اللي امه ما فكرت تدق الباب وال
تسـأل عني..
يوم فتح الباب كانت سماء مبتسمة ..ويوم شافت حالته اللي وصل لها ..اختفت البتسامة وتوسعت عيونها
بخوف...
سماء :مشعل حرام عليك اللي تسويه في روحك ..هذي مو اخر الدنيا ..مو زين اللي تسويه في نفسك ..انت
جفت روحك بالمنظرة؟؟ طالع ويهك شلون خاك!!...
مشعل وهو يقعد بتعب على الكرسي :مافيني شي ..بس لني ما تحركت وايد و ...الغرفة مافيها اضاءة كافية
راحت سماء تحرك ستار الشرفة الكبيررررة :.اضاءة كافية؟؟؟؟ وهذا شنو تقول عنه..
يوم انتشر الضوء في الغرفة غمض مشعل عيونه وهو منزعج من الضوء ...من زمااان ما شاف الضوء..
الستاير على طول مسكرة ..لنها تطل على بيت بو جراح ..وبالتحديد غرفة فاتن ..يوم تعودت عيونه على
الضوء فتحها ..شوي شوي ..ليمن بينت له الرؤية ..وبينت ملمح دريشة غرفة فاتن ..وبيت ابو جراح
الصغير...
سماء :مشعل ..حرام عليك ترى اللي تسويه ...مو زين لك ..ول لصحتك ..ول لي ول لحد ..حتى فاتن ..مو
زين عليك بالله
مشعل بظيج :سماء ليش مكبرة الموضوع ..اقول لج مافيني شي ..بس لني ما طلعت وقاعد بداري خلص..
انا اجرمت؟
سماء تتقرب منه :ل ما اجرمت ..بس اللي انت مسويه في روحك اجرام ..شوف ويهك وطالع حالتك ..صار
لك جم يوم ما كليت ولشربت..
مشعل يبعد ويهه عنها لجهة ثانية :ماني يوعان...
سماء :انزين تكلم معاي قول شفيك) ..توقف واهي عاقده ذراعينها على صدرها( تكلم وقول شفيك؟؟
وقف مشعل واهو حاير .. :اتكلم ..اتكلم شقول ..انا لو اقدر اتكلم جان تكلمت من زمان ..بس انا مالي
حيلة ..ما اقدر اغلط واقط البنت معاي بالغلط ..ول اقدر اسكت واشوفها تطير من يدي ..انا محتار يا سماء
محتار ..وحيرتي بتقضي علي ..بموت انا جذي
سماء :ياخي انت معيش روحك في عذاب بل سبب .كاهو باب بيت البنت مجابل بابك ..ليش ما تروح لها
وتتكلم معاهم وتطلبها ) ..يبتسم مشعل بقله حيلة ( ما بيرفضونك ..ريال وما تنعاب ..مافيك شي ناقص ولله
الحمد
مشعل يقطعها :انتي مينونه ول صاحية ..انتي فيج شي؟؟؟ عبالج احنا في قصة رومانسية مثل القصص اللي
تقرينها؟؟؟؟ مينونه انتي..؟؟
سماء :ل مو مينونة ..انا اتكلم لك بالواقع الصريح ..انت ما تبي تغلط معاها اوكيه ..انا معاك في هالشي ..بس
ليش تسكت ..ماله داعي تسكت ..انت تحبها واهي تحبك ..خلص ?whats the matter
مشعل :الماتر يا الصاحية ان انا صغير واهي اصغر ..الماتر يا حبيبتي ان اهي بنت فقارة وانا ولد سلوى
الدلهمي ..الواقع يا اختي اقسى مني ومنج ..انتي تعرفين ان امي مستحيل توافق..
سماء بقزز :يعلها ما وافقت طول عمرها ..انت الحين بتقول لي انك مستعد تخسر فاتن على شان ..امي؟؟
امي اللي ما اتشرف اناديها باسم امي؟؟
مشعل بغضب :عيب عليج ..هذي امج اللي يابتج وتعبت عليج..
سماء :يا عمي روح قول هالشي لحد غيري ...انت ما تقدر تخسر عمرك كله يا مشعل على ناس مو مهتمه
فيك سوى انك كنت بخير ول لء ..حرام تضيع فاتن من يدك يا مشعل والله حرام
مشعل وهو يفكر ويقرض ظفر ابهامه :مادري ..شرايج لو اروح وراها اميركا وادرس هناك ..في جامعة ثانية..
بس اكون جريب منها واتطمن عليها!!!..
سماء بصدمة :انت مينووووون؟؟ توك ما ترضى عليها بالغلط ..والحين بتروح وراها
يقعد مشعل بحيرة :عيل شالحل ..شالحل؟ ....انا بستخف ..انا بموت ..انا بنتحر صدقيني بنتحر ..ماقدر
اعيش وانا عارف انها بتكون بعيده عني ..صعب يا سماء)..تهجد صوته بالبجي( صعب ...مابيها تروح عني...
مابيها...
بكل صررررررررررررررراحة بجى مشعل ..بجرى البركان الثائر اللي في قلبه ..ينادي كل عرج ينبض بالدم
في جسمه عشان يبجي وياه ..اهو محتاااج لكل الدعم لكن ..يحس نفسه وحيد بهالمعركة اللي بدى يظن انه..
خاسرر فيها ..وبيخسر فاتن لصالح العداء ..وبتبتعد عنه ..وترووح ..ااااه يا فاتن ...تاوه مشعل والدمع المرير
يتطفر من عينه بقهر ..ومن شدة القهر كانت دمعاته ساخنة ..تموج بعينه ليمن تطفر من الجفن..
يمون على كل اخت منظر اخوها بهذي الحالة ..وسماء اللي بطبيعتها الدافئة والناعمة راحت لخوها ولمته لها
وانحنت له واهي تواسيه ..ما تبي تتكلم معاه لنه راح ينفجر ان تكلم اكثر ..ليش ياربي يصير جذي معاه؟؟ انا
اتذكره يوم كان في اميركا ..معذب ..واول ما وصلنا الكويت ردت روحه ..ليش ياربي؟؟؟ يا ترى شهالسبب
المخفي الي يخلي اخوي يتعذب جذي؟؟؟
*********
في ديوانية بو جراح ..الكل كان متواجد ..ال عزيزة وعيالها لنها كانت مساافرة معاهم الى البحرين ديرة
ابوهم اللي اهي متطلقة منه ..اما الحضور فكان كامل ..ام جراح وولديها وبنتيها ومريم وخالد و ...حد
السيف ..عين الصقر مساعد ..اللي برد خاطره يوم شاف فاتن تدخل الديوانية وتشاركهم الجلسة ..على مين
يا فاتن ما بتحظرين ..انتي اصل سبب تواجدي هني في بيتكم وال هالوصية كل من يقدر يتوكل بها حتى لو
اخووج..
كانت ام جراح قاعدة واهي لبسه عباتها وفاتن يمها بجلبيتها وشيلتها ..ومريم يمها ويم مريم مناير ..وعلى
الطرف الثاني المقابل ..جراح وخالد وعبد العزيز اللي قعد يم خالد ولد خالته لن خالد يمكن اقرب واحد لعبد
العزيز ..حتى اقرب من جراح..
كل شوي عيون جراح تنتقل الى مريم ..بطريقة تخلي قلبها يفز ..واهي تنغز فاتن اللي ما كانت تحس باي
شي في هالدنيا ..فكرها كله في هالوصية ..خايفة ..تحس ان مصيرها كله محسوم في هالوصية ..ليش ما
تدري؟؟
تكلم مساعد اللي كان قاعد عند الجدار المجابل للفراغ ..والناس الباجيين على يدينه اليمين واليسار ..الحريم
كانو على يساره والرياييل على اليمين...
مساعد بنبرة اسرة وصوت قوي وصل لعماق فاتن على الرغم منها :انا هني مثل ما تدرون وتعرفون لقراية
وصية عبد الله خلف الياسي ..اللي توفى رحمه الله عن عمر ما ينهاز ال 50سنة ..توفي بالتاريخ .. 19 ..\..\..
وهذي الوصية الي عمرها 5سنوات تعرضت لخر تجديد قبل ستة شهور بتاريخ .. 19..\3\13هالوصية اهي
اخر نسخة معدلة ومرتبة من قبل عبدالله ..انا بمرر عليكم الورقة عشان تتاكدون من توقيعه لنكم اكيد على
معرفة فيه..
ام جراح :يا وليدي ما يحتاج نتأكد عارفين انك ما بتغدرنا..
توه مساعد بيتكلم ال فاتن واهي تنفس شوي منها على مساعد بطريقة غير مشابهه :انا ابي اقرى يمه..
) وهي ترمي مساعد بنظرة( ابي اشوف توقيع ابوي ..اتاكد منه
ابتسم مساعد وعيونه الحادة لمعت بنظرة ما جاست ظل فاتن حتى لكنها وصلت الرسالة لمخها ..انه سخر
منها ومن طفوليتها ..لكن ..قلما يهمها هالشي من هالغول..
فاتن ما رمته بول نظرة لكنها تعرف انه ينتظر منها أي بادرة عشان يمسكها عليها لكن ..ما عرفتني للحين يا
مساعد ...والثاني كان مستمتع بهالشي ..وفي خاطرة ..بدت اللعبة يا فاتن..
واول من مسك الورقة كان جراح ..طالع توقيع ابوه ومررها على خالد ..ومن خالد لعبد العزيز اللي منبعد ما
شافها ..وصلها لخته مناير اللي ما بطت ومررتها لفاتن ..ظلت تناظر الورقة واهي تنشوف توقيع ابوها ..ما
تنسى هالتوقيع ماحييت ..تذكره وتذكر اللي خله يصير جذي ..كان ابوها دوم يوقع بيده اليسار مع انه كان
يميني) ..بيد اليمين( وهذا اليوم كان ل يمكن نسيانه لنها قعدت وياه من بعد الغدا واهي تعلمه شلون يوقع
باليد اليمين ..وظلت وياه ليمن اجاد هالشي وفرح عليه من قلب لنه قدر به وبمساعدة بنته الحبيبة ..
مسحت الدمعة الساحقة اللي هزت وجدان مساعد لكن محد حس فيه ..اول مرة يشوف دمعتها ..واول مرة
يحس بهالشعور ..انه ينسحق ..ويتمنى قلبه قربها عشان يكون اهو اليد اللي تواسيها ..مو يد امها..
وتمت الورقة بيدهم ليمن وصلت اخيرا بيد مساعد :الحين بعد ما تاكدتو من الورقة) ..كان متوتر ..ليش ما
يدري( الحين بشرح لكم الوصية ..الوصية عبارة عن 9بنود ..كل بند يتضمن شخص معين ...بس قبل ل نتكلم
عن البنود اهم شي لزم تعرفونه اهو الممتلكات اللي راح تورثونها بالحق والعدل ..اول شي الوصية هذي
الممتلكات اللي فيها عبارة عن مبلغ تاميني ..قيمته 200الف دينار كويتي 100 ..الف باالستثمارات بشركة
الوفا ..وال 100الف الثانية بيدكم بتتوزع عليكم..
اهني الكل سكت ..والكل خفت انفاسه 200 ..الف دينار؟؟؟ من وين لنا؟؟؟ من وين له عبد الله كل
هالمبالغ؟؟؟
مساعد :وثاني ممتلك اهو 100الف دينار ارباح 6سنوات عن طريق تاجير البيت الكبير لصالح شركة فندقيه
اجارها الشهري اهو 600دينار ويستلم ابوكم نسبة من ارباح المطعم بنسبة .. %5وبالضافة الى ارباح من ..
)يطالع الوراق والكل مندهش( من محلين للتصليح وورشة نجارة على مدى 12سنة..
جراح كانت عيونه ملزقة ويه امه اللي ما كان متغير ابدا ول كان مندهش ..امي تدري بكل هذا من زمان ..
ول خبرتنا ول قالت لنا؟؟ طيب لِيش؟؟ ليش كل هالسرار؟؟ ليش كالفلوس موجودة واحنا عايشين في
هالظروف..
مساعد :قبل ل اقرى لكم الوصية ..ابيكم تعرفون ان رغبة ابوكم في بقاء الشي تحت السرية اهو لنه ما
بغاكم تطالعون فوق ..ابوكم ولد وعاشى ومات الله يرحمه واهو يتمنى انه يخلف اولد زاهدين في الحياة..
متواضعين معروفين بسمعتهم ل باموالهم ..المال ترى يصنعه الناس ..مو اهو اللي يصنع الناس..
ثاني اسم ..اهو جراح عبدالله خلف الياسي ..انت لك يا جراح راتب بقيمة 350دينار كويتي كل 3شهور يمتد
لي 3سنين ..لنك انت للحين طالب في الجامعة ..ومبلغ في البنك باسم ابوك ..قيمته 20الف دينار كويتي..
خالد ما صدق عمره ...ل لحظة ..انا في علم ول حلم؟؟؟ 10الف ومعاش كل ثلثة اشهور؟؟؟ ليش؟؟ انا
شسويت؟؟ انا شنسب لبو جراح عشان يعطيني كل هالفلوس..؟؟؟؟ انا عمري ما حققت في حياتهم اللي
يستاهل نص هالفلوس؟؟؟ ليش هالكثر ليش؟؟؟ ليش يا عمي هالكرم كله علي؟؟؟ هالكثر انت تحبني؟؟
هالكثر انت تعزني؟؟؟
تحرك مساعد من مكانه وبيده ظرف بني سمين شوي ..وقام وعطاه لخالد...
بابتسام :هذي اول 3الف من مبلغ العشرة الف اوصى بو جراح انها تنعطى لك عشان تبني لك غرفة في
بيتهم ..واهو قال انك لو بنو لكم اهم وحدة ما راح ترضى انك تسكن فيها ..لذا ظن ان لو كان المبلغ في يدك
ما راح تعترض..
غمض عيونه خالد وحنى ظهره لجدام ...وبجى بل أي مقاومة ..واهتزت ذيج العظامة بالبدن النحيل وهو مو
مصدق ابد من هالعطية الكبيرة اللي لقاها اليوم ..طول عمره واهو عايش بالعازة ..ال الحين ..البواب كلها
تتفتح بويهه بطريقة غريبة وعجيبة ...يا الله صحيح انك تمهل ول تهمل..
رد مساعد مكانه وقعد ..يناظر خالد اللي كانت الصدمة قوية عليه وابتسم له ..الله يهنيك يا خالد ..صدق انك
ول كل الشباب ..حط عينه على الورقة ..وشاف السم التالي ...وكان فاتن عرفت انها التالية ورفعت عينها
تنتظر بخوف اللي بيورثه أبوها اياه ..يا رب ...يا رب..
مساعد بنظرة الصقر امتد بصره لها ..ولوجهها اللي كان ينبض باالف الحاسيس ..هذي هي اللحظه
بصوت قوي ولكن ناعم ما يدري من وين طلع :فاتن عبد الله خلف الياسي ..انتي لج من ورث ابوج ...معاش
كل ثلثة اشهر بقيمة 500 ...دينار ..ولج مبلغ في البنك وقدره ) ..سكت والكل كان يترقب( 120الف دينار
كويتي ..يتجزا على مبالغ تستلمينها كل سنه كدفعات للجامعة ولقساطها واستلزماتج مع تمويل سنوي من
شركة الوفا لج..
تجمدت فاتن ..بس عيونها كانت شبه النايمة ..كل هالفلوس؟؟؟ كل هالفلوس لي؟؟؟؟ مابيهم ...مابيهم ..يا
ربي ..هذا ثمن عمر ابوي ..هذا هو ثمن حياته وثمن شقاه وتعبه وروحه اللي راحت ...هالثمن التافه اهو ثمن
عمر ابوي.؟؟؟؟؟
كمل مساعد وهو يجاهد عشان يبعد عيونه عن ملمحها ..كانت تمر بكل المشاعر ال الفرح ..شكلها ما كان
يبين انها وحدة فرحانة؟؟؟ ما يدري ليش يحس هالبنت غير عن كل البنات؟؟ فيها روح غريبة تميزها ..هالبنت
تحب ابوها لدرجة الخيال ..كل البنات يحبون ابائهم..لكن فاتن كانت غير ..كان المها اعمق من الم امها مع انها
كانت اقرب لبوها منها ..ليش يا ترى؟؟ ليش كل هالعاطفة ..؟؟
يكمل مساعد وصيته :لمناير عبد الله الياسي مبلع بقيمه 20الف دينار ينحط في عهده امها ليمن تبلغ السن
القانوني 21سنه ) ..وكانه يتذكر شي( أي خالد انت بعد ينحط مبلغك بعهدة خالتك ليمن توصل ال 21سنه..
وانتي يا مناير بتمشين ويا معاش امج وحتى انت يا عبد العزيز يا صاحب البند السادس لك نسبه 20الف دينار
في حساب امك ليمن توصل السن القانوني وتمشي في معاش امك ..شرايك؟؟ حلو؟؟
عبد العزيز اللي ابدا ما كان يهمه هالشي :عادي..
ابتسم مساعد وكمل :لعزيزة وعيالها ايمن واياد ..اللي يشغلو ن البنود السابع والثامن والتاسع ..مبلع 10
الف دينار كويتي ..وبس ...هذا اللي تتضمنه الوصية...
وتم يتصفح الوراق اللي بيدينه ليمن وصل على الورقة الثانية..
مساعد :أي صج اخر شي نسيته ..صك البيت والمحلين والورشة كله باسمج يا ام جراح ..واذا تبين تسوين
توكيل لولدج جراح انه يمسك الزمام بالدارة وكل شي ..انا ما عندي أي مانع واي وقت تبون تسوون هالشي
حياكم الله بمكتبي ...وبهذا الشي ننتهي من كل الوصية...
الكل كان ساكت وكانه عاصفة او زوبعة مرت من صوبهم ..مريم اللي كانت تناظر كل واحد فيهم واهي
مستغربة من الحال اليديد اللي مر على بيت بو جراح ..من بعد ما كانوو فقارة وما عندهم شي الحين كل
واحد منهم ..جبيرهم وصغيرهم في حسابه مبلغ محترم ..الحمد لله رب العالمين ..صج لي قالو الله لو فتحها
يفتحها من اوسع ابوابه ..الحمد لك يا رب..
مساعد كان يحتفظ بالصك الخيري من الوصية ..الصك اللي ل اهو ول احد ثاني غير بو جراح يعرف عنه..
صك المفروض انه ينفتح اليوم ..هالصك مخصوص لفاتن ..وصية مكتوبة من اب لبنته يوصيها بشي يضمن
راحته في اخرته ..وصية تمنى لو انه كان عايش في هالدنيا عشان ينفذها اهو مو احد غيرها ..وصيه ترضيه
لقلب عاش طول سنوات في الم وعذاب فقد حبيبة
ومن شروط قراءة هالصك ان ما يتواجد فيه ال اربعة ..اهو وفاتن وام جراح واخوها ...انتو تعرفون هالشي..
لكن مساعد ما يدري عنه ول فكر فيه بيوم من اليام..
مساعد يبتدأ الكلم :قبل ل اخلص منكم اليوم ..في شي اخير خارج نطاق وصية الممتلكات والورث..
اهني بدت دقات فاتن تضرب بسرعة القطار ..كل شي هان عليها ال ذيج اللحظة ..تحس بالدقات واصلة
لذنيها ..يا رب استر ..استر من هالوصية ..استر
مساعد يكمل بصورة رسمية جدا تخفي ارتباكه الشديد :هالوصية من شروطها ان ..يتواجد فيها اربعة ..جراح
وام جراح ..وفاتن ...وانا بصفتي المحامي ..لذا ..الباجيين يقدرون يتفضلون الحين ..
خالد يمسح عيونه اللي كانت تعبانه :ليش؟؟؟ ليش هالتخصيص؟
جراح :صدقه خالد ليش هالتخصيص؟
مساعد يحك خده :والله مادري يا جراح هذي شروط قراية هالوصية الخطية..
خالد :يالله عيل احنا انتوكل ..يالله مناير ياللله ريم ..يالله عزوز
عبد العزيز :ليش جراح وانا لء؟؟
جراح يبتسم :لنك يا خوي بعدك صغير ..وهالسوالف تنقال للكبار بس..
عبد العزيز :خلص انا من يوم ورايح لزم تكون لي مكانه امبينكم ..مو تطردوني حالي من حال العيال الصغار
مناير :ويه عاد اسكت اكبر من يدوه نعيمة الله يرحمها..
عبد العزيز بعصبية :جب انتي مالج خص..
مناير :جب يجبك يالمتيح ..يالله عن اذنكم ..يالله مريم
قامت مريم واهي تستاذن :عن اذنكم...
مساعد :اذنج معاج..
اما عيون جراح فكانت تراقبها بخفاء ..يا ربي على هالبنت ..الفلوس وصارت بيدي ..والله ل خطبج اليوم قبل
باجر ..بس ..يا رب اكبر واكبر نفسي ..واصير مناسب لج يا مريم ولمقامج..
مناير واهي طالعة ويا مريم وخالد وراهم :يا ترى شالسالفة ..ليش امي وفتون بالسالفة بعد؟؟ ل يكون
بيعرسون اختي؟؟
خالد اللي فز من خاطر على هالجملة :منور جب ول كلمة يالسبالة ..دشي البيت ول اشوف ويهج مرة ثانية
هني سامعة
مناير التفتت له بصدمة :بسم الله الرحمن الرحيم..كلتني بهدومي يا معود ..شوي شوي
خالد :يالله دشي داخل ل بتجوفين سنع الله فيج..
مناير بصوت واطي :الحمد لله والشكر..
دخلت مريم ومناير البيت وفي قلب مريم الف سؤال عن هالوصية ..ليش اخوي مساعد؟؟ يا ترى مثل ما
قال؟؟ لنه المحامي؟؟ ول هالشي يخصه شخصيا ..؟؟ مادري والله قلبي ما يطمني على هالشي ..يا خوفي
عليج يا فاتن مادري ليش للسف مصيرج يتلعبون فيه على كيفهم..
خالد اللي كان قلبه ماكله بسبب هالتكتم في اخر وصية من عمه ..ليش هالتحديد والخصوصية في الوصية..
يعني احنا مالنا موقع من العراب ..يعني عمي شنو في باله ..مو كفاية سفر فاتن وابتعاده ..شنو المصير
الثاني اللي راح تتحدد حياه فاتن به ..يارب استرها..
تتوقعون شنو يكون باجي الوصية؟؟
بانتظار توقعاتكم وتحليلكم لمحتوى الوصيه
واكيد بانتظار ردودكم الرائعه ...
،،،،،روح الذكــــــــــــــرى،،،،،
الفصل الثاني
--------------------
تحت في صالة بيت النهيدي ام مشعل كانت تتكلم ويا اختها ول تسكت ..وغزلن قاعدة تهز برجلها ومن زود
الملل روحها طفرت ..والظاهر ان امها مستمتعة بهالشي ..شكثر امي عمية وما تشوف حقيقة خالتي سلوى
وزيفها ..مسكينة امي طيبة بطبعها وما تعرف للناس من الطيب ومن الشري..
ام مشعل تقطع سرحان غزلن :ها غزلن يمه شكلج مو معانه
انتهبت غزلن واهي تنزل ريلها :ها ..شصاير؟؟؟
ام زياد باحراج بسيط :يمه ..شفيج سرحانة؟
غزلن باحراج :ل مو سرحانه بس قاعدة افكر ...شنو مو معاكم؟؟؟
ام مشعل بحاجب مرفوع يبط الجبد :ل بس كنا نسالج عن الزواج بهالوقت؟؟ شرايج فيه؟
غزلن :الزواج بهالوقت؟؟؟ وليش رايي يهمكم
ام زياد :يمه انتي..
قاطعتها ام مشعل بنبرة تحدي مخفية :ل بس انتي في سن الزواج ..وما اظنج بترفضين احد لو تقدم لج
غزلن بنفس السلوب :والله مو كل من تقدم حياه الله..
ام مشعل :ليش حبيبتي ل يكون تبين ولد المير؟
غزلن :السالفة مو سالفة ولد المير ...اهم شي في اللي بيتقدم لي انه يكون انسان قوي وسيرته زينة
ونفسه متسامحة..
عرفت ان خالتها تلمح لمها من فترة بشأن ان تكون اهي لولدها لكن وين يا خالتي ..بعدج ما وصلتي..
ام زياد تسكت بنتها :الحين اهو ما يا ..لي يا حياه الله) ..تلتفت لم مشعل( ترى يا وخيتي مو مهم في الريال
فلوسه ول مركزه ..اهي شي انه يكون ريال ملتزم وما ينعاب..
ام مشعل كانت تبتسم لكن في داخلها كانت متقززة من اختها ..على كبر سنها وعلى كبر مقامها ال ان
الفكار الرجعية السخيفة للحين في بالها ..واهي اللهم يعلم شخافية لبنتها ..صج لي قالو الناس مظاهر
خداعة..
ام مشعل :بالنسبة لسماء انا مستحيل اخليها ترتبط في واحد مو من اصول عريقة ومن عايله جبيرة ..عيل
بنت محمد النهيدي تاخذ لها قربووع من قرابيع البيوت الحكومية..
ام زياد :يا خويتي ل ترفعين راسج بعدين رقبتج تنكسر واتاذين ..وبعدين هالحجي توه الناس عليه سماء للحين
صغيرة وحتى غزلن بعدهم صغار
ام مشعل بنظرة لغزلن :انا ماشوفها صغيرة كلش..
غزلن انقهرت من نبره خالتها :ل خالتي ..بعدني صغيرة ...ال وينها سماء..
ام مشعل تبتسم لبنت اختها ..نجحت في تغيير الموضوع ..داهيه هالبنت :فوق قاعدة اناديها لج..
ترفع السماعة وتوها بتضرب الحبات ..ال تقطعها غزلن :ل خالتي خلج عن تدقين لها انا الحين اروح لها..
ام مشعل :البيت مجدد وغرفتها تغيرت..
غزلن :ل تحطين في بالج خالتي سماء لو وين كانت انا ادل غرفتها ..مميزة..
ومن غير أي زيادة تحركت غزلن من مكانها متوجهه للدري الطويل وركبت عليه واهي تحس جزئيا بالخلص
من خالتها ومن تفاهاتها ..صج لي قالو بعض الناس ينولدون ويعيشون ويموتون واهم فاضيين ..يبيلهم تعبية؟؟
ام مشعل بعد ما راحت غزلن:يا ام زياد بنتج كلش مو طالعة عليج؟؟
ام زياد بانحراج :اكيد ..طالعة على ابوها اهي ..ما شاء الله عليها ..
ام مشعل تبتسم مخففة على اختها :بس ول يهمج ترى اهي حبابة وتدش القلب من ابوابه ..بس ...والله انا
في خاطري امنية يا ريت اتحقق والله!
ام زياد بحيرة :شهالمنية؟
ام مشعل بنظرة جاذبة تستعملها لو كانت تبي توصل لشي اهي تبيه :غزلن ..ومشعل ...متزوجين!!!
غزلن اللي ماسمعت اخر ما قالته خالته تحركت بحريتها في الطابق الفوقي ..بيت خالتها فخم بطريقة مثيرة
للقزز ..كل شي موجود ..لوحات وصور وديكورات تزيين على الطاولت ومناديل مخملية على الطاولت
وعليها انيات حمرا ..كل شي يا احمر يا ابيض ..ليش جذي؟؟ مكره المكان ..ماكو ال الصالة المساعيه ماكو
الحمر والبيض بكثره ..والذهبي دخل بطريقة حلوة وجرئية..
الفصل الثاني
--------------------
تحت في صالة بيت النهيدي ام مشعل كانت تتكلم ويا اختها ول تسكت ..وغزلن قاعدة تهز برجلها ومن زود
الملل روحها طفرت ..والظاهر ان امها مستمتعة بهالشي ..شكثر امي عمية وما تشوف حقيقة خالتي سلوى
وزيفها ..مسكينة امي طيبة بطبعها وما تعرف للناس من الطيب ومن الشري..
ام مشعل تقطع سرحان غزلن :ها غزلن يمه شكلج مو معانه
انتهبت غزلن واهي تنزل ريلها :ها ..شصاير؟؟؟
ام زياد باحراج بسيط :يمه ..شفيج سرحانة؟
غزلن باحراج :ل مو سرحانه بس قاعدة افكر ...شنو مو معاكم؟؟؟
ام مشعل بحاجب مرفوع يبط الجبد :ل بس كنا نسالج عن الزواج بهالوقت؟؟ شرايج فيه؟
غزلن :الزواج بهالوقت؟؟؟ وليش رايي يهمكم
ام زياد :يمه انتي..
قاطعتها ام مشعل بنبرة تحدي مخفية :ل بس انتي في سن الزواج ..وما اظنج بترفضين احد لو تقدم لج
غزلن بنفس السلوب :والله مو كل من تقدم حياه الله..
ام مشعل :ليش حبيبتي ل يكون تبين ولد المير؟
غزلن :السالفة مو سالفة ولد المير ...اهم شي في اللي بيتقدم لي انه يكون انسان قوي وسيرته زينة
ونفسه متسامحة..
عرفت ان خالتها تلمح لمها من فترة بشأن ان تكون اهي لولدها لكن وين يا خالتي ..بعدج ما وصلتي..
ام زياد تسكت بنتها :الحين اهو ما يا ..لي يا حياه الله) ..تلتفت لم مشعل( ترى يا وخيتي مو مهم في الريال
فلوسه ول مركزه ..اهي شي انه يكون ريال ملتزم وما ينعاب..
ام مشعل كانت تبتسم لكن في داخلها كانت متقززة من اختها ..على كبر سنها وعلى كبر مقامها ال ان
الفكار الرجعية السخيفة للحين في بالها ..واهي اللهم يعلم شخافية لبنتها ..صج لي قالو الناس مظاهر
خداعة..
ام مشعل :بالنسبة لسماء انا مستحيل اخليها ترتبط في واحد مو من اصول عريقة ومن عايله جبيرة ..عيل
بنت محمد النهيدي تاخذ لها قربووع من قرابيع البيوت الحكومية..
ام زياد :يا خويتي ل ترفعين راسج بعدين رقبتج تنكسر واتاذين ..وبعدين هالحجي توه الناس عليه سماء للحين
صغيرة وحتى غزلن بعدهم صغار
ام مشعل بنظرة لغزلن :انا ماشوفها صغيرة كلش..
غزلن انقهرت من نبره خالتها :ل خالتي ..بعدني صغيرة ...ال وينها سماء..
ام مشعل تبتسم لبنت اختها ..نجحت في تغيير الموضوع ..داهيه هالبنت :فوق قاعدة اناديها لج..
ترفع السماعة وتوها بتضرب الحبات ..ال تقطعها غزلن :ل خالتي خلج عن تدقين لها انا الحين اروح لها..
ام مشعل :البيت مجدد وغرفتها تغيرت..
غزلن :ل تحطين في بالج خالتي سماء لو وين كانت انا ادل غرفتها ..مميزة..
ومن غير أي زيادة تحركت غزلن من مكانها متوجهه للدري الطويل وركبت عليه واهي تحس جزئيا بالخلص
من خالتها ومن تفاهاتها ..صج لي قالو بعض الناس ينولدون ويعيشون ويموتون واهم فاضيين ..يبيلهم تعبية؟؟
ام مشعل بعد ما راحت غزلن:يا ام زياد بنتج كلش مو طالعة عليج؟؟
ام زياد بانحراج :اكيد ..طالعة على ابوها اهي ..ما شاء الله عليها ..
ام مشعل تبتسم مخففة على اختها :بس ول يهمج ترى اهي حبابة وتدش القلب من ابوابه ..بس ...والله انا
في خاطري امنية يا ريت اتحقق والله!
ام زياد بحيرة :شهالمنية؟
ام مشعل بنظرة جاذبة تستعملها لو كانت تبي توصل لشي اهي تبيه :غزلن ..ومشعل ...متزوجين!!!
غزلن اللي ماسمعت اخر ما قالته خالته تحركت بحريتها في الطابق الفوقي ..بيت خالتها فخم بطريقة مثيرة
للقزز ..كل شي موجود ..لوحات وصور وديكورات تزيين على الطاولت ومناديل مخملية على الطاولت
وعليها انيات حمرا ..كل شي يا احمر يا ابيض ..ليش جذي؟؟ مكره المكان ..ماكو ال الصالة المساعيه ماكو
الحمر والبيض بكثره ..والذهبي دخل بطريقة حلوة وجرئية..
دورت بين البواب عن غرفة سماء وشافت باب الغرفة مفتوح وعليه اشارة
ضحكت غزلن على الشارة وضحكت اكثر يوم شافت عبارة That include you too
غريبة البنت ..كارهة الدنيا والعالم على شنو محد يدري ..طقت الباب هو مفتوح بس محد رد عليها ..فطلت
راسها لداخل ..ومحد كان موجود والستيريو شغال بصوت واطي ..وردت روحها بره الغرفة ال وسماء تطلع
من دار ثانية ..ووقفت غزلن مبتسمة لها..
سكت مشعل يوم شاف البنت الثانية الواقفة ..واهي الثانية بعد بين عليها انها مرتبكة لموقعها ..اهي ما سوت
شي غلط بس ما تدري ليش حست نفسها مثل الحرامية..
مشعل على طول رد داخل الدار
سماء :عن اذنج غزلن شوية..
غزلن :بنتظرج في الصالة..
راحت سماء داخل الغرفة وسكرت الباب وغزلن ظلت واقفة مكانها ..الحين هذا مشعل؟؟ شلي سوى فيه
جذي ..هالت سوده والكشة طايرة ..والحالة تكسر الخاطر ..شفيه هذا معتكف بداره ..غريبين افراد
هالسرة ..يحيرون الواحد ليمن تطلع منه..
وراحت تنتظر سماء اللي كانت في نقاش مستمر مع اخوها حول هالموضوع..
سماء :انا بساعدك مشعل ل تعطي هم بس المشكلةالحين في امك ..شنو بتقول لها لو تقدمت لفاتن..
مشعل بحيرة :انا بروحي مو مطمن لهالخطوة يا سماء..
سماء تيود راسها :يا ربييييييييي ..انت ليش جذي ..انت ليش خواف وما منك رجا ؟؟ يا اخي قوي قلبك عنبوو
انت تحبها ..
مشعل :احبها يعني خلص ماكو عقل ايفكر يا اختي الحلوة ..صج انج ساعات اتيبين لي الغثة..
سماء :انا مليت منك ومن ترددك ..يوم اللي بتقوي موقفك خلص تعال لي وانا ما بردك ..يالله انا بروح
اشوف بنت خالتك شتبي مني ..
مشعل يذكر البنت المساعية :من هذي؟؟ غزلن؟؟؟ ول ...
سماء :ل هذي غزلن ..ما تشوف عيونها اللي بتطير ..ههههههههههه
مشعل يبتسم :انتي والله مادري شصار فيج ..جدام عيوننا واستخفيتي ..الله يعين لو كنتي بعيدة؟
سماء بتفكير :يا ريت يصير صج ..ياريت البعثة كانت لي انا عشان اوريك شلوووون الحرية بتصير؟
مشعل :يالله الحين عطيني مقفاج
سماء :مو قبل ما توعدني انك بتروح تغسل هالويه ول تاخذ لك شاور
مشعل يدفعها لبره الغرفة :يالله انتي وايد مصدقة الدور عاجبج تراه؟؟
سماء بصدمة :يا ملقك ل تدزني جذي..
وسكر الباب في ويهها وظلت اهي واقفه بغضب ...ابتسمت لخوها لن الحمد لله شوي تقدمت حالته احسن
عن قبل في تراجع مستمر ..ولكن انا بظل على كلمي ..كل شي بيدك انت يا مشعل ..محد يقدر يوقف ول
يمشي سفر فاتن ال انت..
راحت لغزلن اللي كانت قاعدة تطالع الصور اللي على الطاولة ..ول صورة معقوله لسماء ..اما مشعل
فصوره هادئة وتييب الحزن في النفس ..في عيونه العسليه نظرة تخشع القلب ..يبين انه محتاج ومسكين
وقلبه مقبوض لكن من يفهم؟؟
جراح :اظن ان ماكو احد بعد موجود ..وكلنا متشوقين نعرف شنو مكتوب بهالرسالة..
مساعد :زين عيل خير البر عاجله ..وخلونا نقراها..
فاتن تمسك بيد امها بقوة :يمة انا خايفة
ام جراح اللي ما كان يبين عليها أي مظهر من مظاهر التشكك :يمه قوي قلبج ..ما في شي يكدر..
قالتها بابتسام نشر الهدوء في قلب فاتن اللي سرعان ما انقشع واهي تشوف ويه مساعد ..كان يبين عليه
التوتر واكثر شي ..الحذر ..جنه صقر ..وبينقض على صيدته..
مساعد واهو يفج الغلف الزرق المحكم ..من زود توتره شقه بطريقة بسيطة وفتحه وطلع الورقه منه..
مساعد :بسم الله الرحمن الرحيم
وتم يقرى في الرسالة داخليا ..وملمحه كانت المنظرة اللي تبين لهم شنو المكتوب ..اول شي ملمحه كانت
عادية واهو يقرى وحواجبه معقوده ..بعدين ..انفجت عقدة حواجبه وانزمت شفاته عن التمتمة ..وعيونه اللي
ما كان ينعرف شكلها بسبب التعقيده بانت ملمحها وظهرت شكثر حلوة ولوزية ..اندهاش لمع في ويهه خلى
جراح واخته يتبادلون نظرات الحماس والتوتر لكن امهم ابدا ..كانت عادية وكانها تعرف اللي مكتوب
بهالورقة...
خلص مساعد قراءة الورقة ونزل عيونه للرض والرسالة على ركبته ..يارب ..شنو هذا اللي في هالرسالة؟؟
ما اقدر اصدق ان بو جراح حط فاتن بعهدتي ..رسم على فاتن وعلي ويطلب منا اننا نكون ..لبعض ..شلون يا
ربي شلون؟؟؟ انا صج كنت معجب فيها بس ..انا ما بيها ..ما بيها..
أنا الحاج عبدا لله خلف الياسي ..اكتب لكم انتم أفراد عائلتي وبالخص زوجتي الغالية وابني البار وابنتي
الغالية فاتن لعلمكم بآخر رغباتي ..وبهذه الرغبة تكونون قد ضمنتم راحتي في أبدية رب العالمين ..هذه
الرسالة ل يعرف عنها احد إل زوجتي نجاه وذلك باني قد تناقشت عنها معها قبل فترة وهي الشاهد الول
والخير على حقيقة هذه الرسالة ..وتوقيعها أدناه يبين هذا الشيء..
توقف مساعد القراءة وظلت العيون والذان ترتقب باجي الرسالة اللي بدأها ..لكن فاتن كانت عيونها ملمسة
الرض وتطالعها بخوف ..يا ربي ..يا ربي استر ..استر يا ربي
وكمل مساعد ...:اما بعد هذه التأكيدات أعلمكم يا أبنائي بأخر أمنية تمنيت من الله ان اكون انا محققها لكن..
بقراءتكم لهذه الوصية ل بد لي وان أكون قد مت ..وانتقلت روحي الى جوار الله الرحيم ..ابنتي فاتن.
تعلمين بمدى حبي لك ومدى تعلقي بك واعلم انك بالمثل يا بنيتي الصغيرة ..لذا انتي ستكونين ). ...سكت.
مساعد وهو يبلع ريجه اللي نشف( ستكونين اول من ...من يلبي ...هذا الطلب ..واعلمي انه سيرضيني ولن
يتعارض مع مصلحتك...
سكت مساعد للمرة الثانية وفاتن رفعت عيونها والدمع يتلل من الكلم اللي انقال ..اااخ عليك يا ابوي...
ب في الدنيا يخطب رجل لبنته ولكن ...انا اليوم اقوم بهذا الشيء ..واطلب منك يا مساعد يكمل ... :ل أ ُ
بنيتي ان تقبلي في مساعد الدخيلي زوجا لك
تصاعدت النظرات ...ومساعد يكمل واهو ايعلي الصوت وفاتن همهمتها علت وكبرت
مساعد :يقيك من شر الدنيا ويبقيك في امانة وحفظ حيت سيهنأ قلبي لوعرفت بانك قد اصبحت له..
فاتن بصوت هامس :ل .....ل...
مساعد يكمل واهو يرتعش وركبته ترجف من زود التوتر :ولدي جراح اتمنى عليك ان تكون ولي امر اختك
فانت قد اصبحت رجل يشد الظهر بك ..ابقي اخوتك وامك في دعامة الصحة والسلمة ..وهذه المنية تلبى
قبل سفر ابنتي فاتن ان شاء الله بخطبة بسيطة يتعبها عقد نكاح باربع سنين...
اسرتي الغالية ..ل تبكوني فقد نلت الرحمة الكبرى ..جوار ربكم...
وكان الله ولي التوفيق...
والسلم عليكم ورحمة الله ...وبركاته..
وكانت هذي القشة اللي قصمت ظهر فاتن ..وبصورة غريبة ولول مرة بحياتها حست بالدم والقهر يتفجر
بعروقها وما كان منها ال انها تتطافح حمم البركان منها ..
صرخت فاتن من النفعال :جذب ..كله جذب ...أنت اللي اختلقته ..كل شي جذب وأنت اللي اختلقته
جراح بحماس :عيب يا فاتن..
المسكينة اللي ترتعش :جراح ...جراح أبوي مستحيل يسوي فيني جذي ..أنا ...ا ..أنا ما .ما....
انفعلت فاتن بطريقة غير طبيعية وحست بالدورة تجتاحها وعيونها مسودة والرض رخوة تحت ريلها وطاحت
عند ريل أمها بااااااهة خشعت قلب مساعد..
سرعت للماي اللي كان على الطاولة وهذا خلها تحط عيونها بعيون مساعد اللي كان يبين عليه الهدوء..
وبعيونه لمعة غضب خفيف ..وراحت لعند ولدها تناوله الماي.
يصب جراح شويه منه على يده ويرميه على ويه اخته :فتون اصحي ..اصحي فاتن...
شوي شوي فاتن حركت عيونها وحركت راسها ومدت يدها لجبينها تمسده من الصداع اللي انتابها ..لكن..
بهالصحوة صحت على الحقيقة المرة الجديدة اللي اهي لزم تواجهها ..رغبات ابوها بعد موته بدت مستحيلة
لها ..السفر ووافقت عليه ..والتغرب ورضت فيه ..لكن تكون لمساعد؟؟ ليش؟؟ شهالذنب اللي اذنبته بحياته
عشان تلقى كل هالعقوبات وهالجني اللي اهي بغنى عنه..
سالت الدمعة الحارقة من عيونها واهي تذكر ويه مشعل ..اول رغبة ال وهي سفرها كانت نسبتها 50بالمئة
من البتعاد ..لكن الحين رغبة ابوها في زواجها من ريال ثاني قضت على كل امل من امال حياتها انها تجتمع
معاه مرة ثانية ..ليش يا ربي؟؟ ليش ....كل اللي سويته اني حبيته ولني حبيته القي كل هالعذاب؟؟ ليش يا
ربي؟؟ انا ما اتحمل كل هذا ما اتحمل ..
جراح يعدل من قعدة اخته ويلتفت الى مساعد عشان يشوفه ال يتفاجئ باختفائة من الميلس ..شلون طلع
من غير ما نحس فيه..
فاتن سكتت لنها ما تقدر ترد على امها ..شتقول لها لو ردت ..مابيه ..احب واحد غيره..
جراح اللي بدى يعصب :يمه شهالسرار اللي انتوو مخبينها علينا ..ابوي من صوب وانتي من صوب ثاني
فضحتونا يم الريال شلون انصدم ..يعني اهو بروحه يقرى مصير ابوي حاطه له ..شهالحالة واللة؟
ام جراح :الحين احنا فضحناك ...يوم اننا بغينا مصلحتكم فضحناكم ..استح على ويهك يوم انك اتيي وتكلمني
بهالطريقة ورغبة بوكم تراها ال لمصلحتكم انتو ما خبرناكم بها لننا ما بغينا راسكم هذا يعلى ويعلي ليمن ينزل
مرة وحده وتنكسر رقبتكم..
فاتن اللي كانت تبجي بصوت الحين اختفى صوتها وتمت آهاتها حبيسة صدرها..
ام جراح تتحرك عنهم :مسوين السالفة فيها اجرام وفيها جذب وتلفيق ..يوم انناا احنا فضحناكم ما شفت اللي
سوته اختك؟؟ جنه ال الزواج هذا نقمة وال الريال ما يستاهل ..انتو لو تدرون هالريال الطيب شكثر عانى
وشكثر خسر وشكثر تالم ما يات هالكلمة منكم انتو يالعيال..
جراح اللي تلوم على عمره :يمه ما قلنا شي والله مو قصدي اقول هالكلمة بس ما يصير جذي كل شي
بالخفاء وكل شي باخر الوقت يطلع ومرة وحدة ..والحين ان فاتن تنخطب لمساعد؟؟ هذا شي مو واقعي يمه
يمكن فاتن لها امال ولها امنيات؟
ام جراح :عنبو داركم اهو قال لكم زواج؟؟؟ قال لكم زوجوها الحين؟؟ ..خطبة ان مرت مرت وان ما مرت
الحمد لله رب العالمين كان لنا الشرف بمعرفة هالجودي..
جراح :يمة هم بعد البنت يمكن ما تبي
ام جراح واهي تحاول تهدي نفسها ..فشيلة يوم ان فاتن قامت وقطت اللي قطته على الريال بس بعد البنت
معذورة ما كانت متوقعة اللي بيصير معاها ..صدمة صابتها ..بس اهي ليش في قلبها هالكره كله لمساعد؟؟
شي اهو مسويه لها ول من الله؟؟ يالله عكس عالية ..الي كانت تموت بظله ومناها لو ان اخوها يعطيها منية
حياتها..
ام جراح تكلم فاتن اللي هدأت انتها العالية ..:يمة فاتن ..ترى الزواج قسمة ونصيب ..ابوج ما يبي يظلمج ول
يبي انه يمشيج على شوره الله يرحمه ..هذي كله ال فكرة ..ان ارتحتي الحمد لله وان ما ارتحتي ترى محد
بيغصبج..
سكتت فاتن. .شتزيد ول شتعيد ..ما تقدر تتخيل فكرة انها باسم هذاك الريال اللي ما عرفت منه ال التذليل
والنظرات اللي تقهر والتهديدات ...اكيد اهو فرحان بهالشي لنه من بعد ما شاف مشعل عند البيت اكيد قعد
يخطط شلون يقدر يبعدني عنه ..مادري شنو اللي بيستفيده لو كسر بقلبي..
مساعد اللي كان قاعد بره البيت يفكر بصمت وعمق ..ما تخيل ان هالفرصة تييه لعند ريله من غير توقعه..
اهو ما حط في باله ابدا هالشي ول كان مخطط له ..بس ان الشي اييه من نفسه له ..هذي هدية ما يقدر ال
يسجد لربه عرفانا بها ..واخيرا فاتن صارت له ..فاتن ..اللي اخيرا طلعت من قوقعتها ورمت بقناع الهدوء
والسكون وصرخت عليه ..صج انه انقهر لكن كل هذا ما يغير شي من الواقع...
طلع جراح وهو يدور على مساعد ..من بعد صرخة فاتن ما شاف من مساعد ال الغضب اللي لوح مثل
الشارة البعيدة بالخطر ..لكن فاتن معذورة اهي زين منها تشد السفر والحين سالفة الزواج اللي طلعت لها ..
بس جراح حس بالمان لن في قلبه تمنى لو أن اخته تكون لمساعد لنها ضعيفة في هالدنيا لحالها ومساعد
اكثر شخص يقدر يحميها ويبني لها الحياة اللي اهي تستحقها..
وعلى جذي تحرك مساعد من عند البيت ..وجراح ظل واقف في الدرب يناظر الشارع والفراغ ..يتبع سيارة
مساعد بعيونه واهو مستغرب من التحولت الكبيرة اللي صارت في حياتهم بهذا اليوم ..فهم اليوم ببركة الله
ثم بركة الوالد العزيز انتشلو من الفقر والحاجة الى درجة من درجات الثراء ..بس اهم لزم ما يتوقفون عند
هذي الخطوة لزم يكبرون ويكبرون من نفسهم ..هالثروة البسيطة لزم تظل وتكبر وتزيد ..عشان يقدرون
يوفرون لنفسهم الخير والعافية وللناس اللي حواليهم..
وبنفس الوقت كانت غزلن طالعة من بيت خالتها واهي تفتح الباب لمها ..واخيرا انتهت الزيارة وخلصت من
ثرثرة خالتها اللي ما تنتهي ومن بنت خالتها الغريبة الطباع ..بس الشي الوحيد اللي ارتاحت منه اهو شوفة
مشعل ..ما تدري ليش ..من زمان ماشافته وكانت تتمنى لو تشوفه بس ما تخيلت ان حالته تكون جذي..
يمكن صج اهو مريض ..الله يشافيه ان شاء الله..
واهي بتركب السيارة شافت الريال الواقف على باب بيتهم يكلم واحد ثاني ..كان جراح واقف مع خالد اللي
كان بيروح ..ما صدقت غزلن عيونها ..واخيرا لقته ..اهو نفسه الريال اللي شافته في المكتب ..تلونت
ملمحها بمختلف اللوان ..ياربي والله مو مصدقة عيوني ..يافرحتي...
جراح :ها بو وليد ..اليوم يومك ..صراحة مافرحت اليوم قد ما فرحت لك
خالد بابتسامة ناعمة :الحمد لله على كل حال ..والله اني مو عارف شلي سويته عشان القى كل هذا بس..
الحمد لله رب العالمين..
جراح :يالله عيل ..شد حيلك الحين وادخل الجامعة وادرس وانا بعد وياك ..وفي نفس الوقت بنعدل البيت
وبنبي لك ملحق وخلص ما راح تضطر انك تسكن في البيت العود
خالد وهو يحك عيونه اللي معورة راسه :خل هالحجي بعدين خذني الحين المستوصف خلني ابدل نظاراتي..
راسي منشلخ علي
جراح :مو نظاراتك في بيت فاضل؟
خالد :ل انا ما بغيت اقول لك الصج لن الوقت كان حرج الحين اوكيه عندي الفلوس اني اغير النظارات..
جراح يدفع خالد بمزح :أي الحين صرت غني من قدك يا اخي من قدك
خالد يدفع جراح بمزح :انا ال عشرة الف انت اللي طايح على كنز 20الف
ويدزه جراح ..والثاني يدزه ..ليمن تليمو على بعض وهم يضحكون وكل هذا جدام عيون غزلن اللي كل
هالموقف صار جدامها واضحكت على هالثنين ..على كبرهم ال انهم مرة وحدة صارووو يهال يتطاققون..
يحليلهم والله ..وام زياد اللي استغربت وقفة البنت..
ام زياد :غزلن ..غزلن ..يمة دخلي السيارة علمج واقفة ..؟؟
انتبهت غزلن لمها وركبت سيارتها واهي تضحك :.كاني يمه خير..
ام زياد تلتفت على الشباب :واقفة بسبتهم
غزلن :والله انهم ضحكوني ..رياييل ويتطاققون ..ههههههههه
ام زياد :ام زياد خلج منهم هذيل مطافق يالله خلينا نرد البيت اكيد ابوج رد واخاف اخوج الليلة يتصل فينا..
غزلن :انشااااء الله يمة من عيوني...
وتحركت سيارة غزلن بالعمد قريب من الشباب اللي كانو واقفين ..واول ماشاف خالد سيارة غزلن وقف
مكانه وهو مندهش
اهني جراح تحير ..ما يبي ينشر الخبر وفاتن للحين في صدمة الشي ..وفكر ان النتظار لفترة اطول اهو
احسن خيار وافضل حل..
جراح واهو يفر ويهه للسيارة :مافيها شي بس شويه توصيات على اخواني لي ولمي ..ولفتونه بعد عشان
سفرها
خالد وهو يتبعه :زين ليش فار ويهك..ظظ
التفت له جراح بويه مصطنع :لن مالي خلق اطالع في ويهك ..جوفه شلون خاك
خالد اللي ماصدق ول كلمة من جراح تهاون عن الموضوع لن مارده راح يعرفه :يحصل لك..
*******
من بعد صلة المغرب ظلت مريم ويا فاتن بالدار ..خبرتها فاتن طبعا بكل شي وبكل حزن وصمت اليم قعدوا
في الدار ل هذي تكلم هذي ول شي يمر امبينهم ..فاتن تفكر كيف ان حياتها في فترة بسيطة تهدمت وكيف
ان الحلم العريضة الوردية اللي بنتها لها ولمشعل ..تبخرت في الهوا بكل بساطة وبكل هدوء ..عواصف
ونيران وبراكين في قلبها لكن الهدوء اهو مظهرها ..ما يخترق هذا الصمت حتى الدمعات اللي ما توقفت من
عيونها ..
كانت قاعدة على سريرها ومسنده يدها اللي ماسكة راسها عند الدريشة اللي تطل على دار مشعل ..في كل
ثانية يكتمل دعاء في انها تشوفه وتبرد حرة قلبها في انها تشكي اللي فيها له ..لكن ول شي تحقق من هذي
الدعية وكان هناك حاجز واقف بينها وبين ربها ..اكيد هالحاجز اهو مساعد ..مريم اللي اهي اخته انصدمت من
هالشي وابدا ما وافقت عليه اكثر عن فاتن لنها تعرف ارفيجتها واهي تهتم لمصلحة فاتن اكثر من مصلحة
اخوها لنه قادر انه يتزوج أي بنت يبيها لكن فاتن هبت قلبها لواحد وتعرف ان الحب مستحيل يتكرر مرتين..
مسكينة فاتن ..من وين تلقيها؟؟ من هلها ول من الناس؟؟ الله يساعد قلبج يا ارفيجتي...
تكلمت فاتن بصوت مبحوح من شدة اللم :وينه؟؟؟ مليت وانا انتظر ..وللحين ...ما شفته
مريم تمسح على جتف فاتن :يمكن طالع من البيت..
تلتفت لها فاتن بنظرة كسيرة :وين يروح؟ انا محتاجة اشوفه مريم ..بموت ) ..ترد نظرتها للدريشة( بموت لو
ما شفته اليوم ..ماقدر استسلم عن قدري من دونه..
مريم تلمه :فتون حبيبتي ل تسوين في روحج جذي ..أصبري ..ان الله مع الصابرين
قامت فاتن بانفعال :ماقدر اصبر ماقدر اسكت ماقدر ماقدر ماقدر..
وقفت بنص الغرفة واهي تمسك راسها بحيرة وبالم ..راسها منصدع من شدة البجي لكن ما بيدها حيلة ما
تدري وين تولي : ..احس ان بموت ..بموت في هالدار ول احد يحس فيني ..انا رضيت بالسفر عشانهم بس..
وعشان ابوي ..وصبرت نفسي على فراق مشعل وفراقهم كلهم والحين ..الحين يرموني في عهدة انسان ..
سبحان الله اكرهه من كل اعماقي ..وانا اللي ما اكره الحشرة ..ياربي فرجها علي..فرجها علي ياربي ول
تكسرها فيني..
مريم راحت لها ولمتها بكل قوة :فتون حبيبتي ل تسوين في روح جذذي والله انا ما استحمل شوفتج وانتي
بهالحالة..
فاتن تسترخي وتبجي من قلب في حظن ارفيجتها :ماقدر مريم ..ريم انا انتهيت ..خلص ..انتهت حياتي ..انا
كان امل عمري مشعل ..والحين هالمل ضاع ..ضاااااع
قعدتها مريم على السرير ومسحت دموعها ..وخلتها تنام على ريلها واهي تمسح على شعرها بحنان ..تسمي
بالرحمن وتقرى ايات من القران تهدي قلبها الملتاع ..ال وطقات على الباب ...خفيفة ولكن مسموعة
حركت مريم راس فاتن اللي كانت مغمضة عيونها وراحت تفج الباب بخفة ..وشافت بنت طويلة وغريبة اول
مرة تشوفها جميلة بشكل لفت مثل عارضات الزياء..
راحت مريم عن فاتن وسماء واهي قلبها مع خويتها ..ما تقدر تخليها وفي نفس الوقت امها من لها ..خصوصا
في هالفترة اللي شابب خاطرها بسبب مساعد على بيت ابو جراح ول احد يعرف السبب مع ان ام فاتن نجاة
محبوبة ول صادف يوم من اليام انها آذت احد ول عادت..
بس يمكن بخبر زواج مساعد الغير اكيد من فاتن يزحزح هالعداء الي مادري من وين حط في قلب أمي
الطيبة..
انتبهت مريم لنفسها ..فاتن مستحيل تقبل في مساعد كزوج لها لكن مساعد ..شنو رأيه عن هالموضوع ..يا
خوفي حاط البنية في باله مستحيل يفجها ..اخوي واعرفه ..لوبغى الشي ..ياخذه ..وخصوصا اذا كان
بالسالفة عناد وركوب راس
قبل ل تطلع من البيت كان جراح واقف عند الصالة وكانه ينتظر مريم اللي نازلة من على الدري واهي
سرحانة تفكر ..ال وهو يوقفها..
جراح بصوت واطي :مريم..
مريم انتبهت له ..و ..انتفضت :هه ..هه.هل ..جراح..
جراح ياشر لها انها تمشي وراه للحوش الوراني ..واهي مو عارفة تتبعه ول شنو ..باين ان السالفة جايدة..
مريم واهي توقف عند الباب :.خير شصاير؟
جراح :وطي حسج ..شوفي ..ابيج اتجسين لي نبض اخوج على سالفة الخطبة ..على ماظن انتي عرفتي
عنها؟؟
مريم :أي عرفت ..بس شلون اجس النبض؟
جراح :سايسي اخوج عشان تعرفين ..احنا ما نبي نظلم فاتن ..ول نبي نسوي شي ضد رغبتها
مريم :والله يا جراح مادري شقول لك ..بس انا خايفة ان مساعد يحط الشي في باله عناد
جراح :ل اخوج اكبر من هالسوالف وانا ماظن ان فاتن راح تلقى احسن منه بس حاولي ان الشي يكون بيني
وبينج ..اذا الشي كان في ضرر محد راح يستانس لو صار..
مريم :ان شاء الله انا اشوفه واخبرك) ..انتبهت( اخبركم
جراح يبتسم :تسلمين والله .ال شخبارج وحشتيني
مريم بنفضة سرت فيها بغير عقل :جب ..ول كلمة ..مع السلمة
وشردت مريم عن جراح اللي تلوى مكانه من الضحك على شكلها ..كان قلبها يدق من ملمحه ومن ابتسامته
لكن ..شقردي ما منه فايدة ..وركبت سيارة اخوها ..كان ساكت ول قاال كلمة وحدة طول الدرب ليمن خلها
عند باب البيت وتكلم
مساعد :قولي لمي اني ما بتعشى في البيت ..معزوم عند ارفيجي
مريم :ان شاء الله..
وطلعت مريم ...ال بصوت مساعد يناديها..
مساعد :مريم...
مريم تلتفت له :هل...
مساعد بنظرة غريبة ولكن تسكر القلب ..وكانه يترجى شي من اخته ..اللي ما عندها أي اخبار تسر هالعيون
الحزينة ..ولكن غصبن عنها ابتسمت له ..ابتسمت ابتسامة خلت قلب مساعد يبعد الغم والهم الي حل عليه
من العصر للحين ...وابتسم لها بالمقابل واهي سكرت الباب وراحت عنه داخل البيت ..وعندها ..تحرك
مساعد ..لمزار عالية ..يشكي همه لرب السما ثم لحبيبته عالية..
مر الخميس والجمعة بصعوبة على فاتن ..وعلى أهلها وبيتهم اللي استهموا لحالتها ..كانت ل تشرب ول تاكل
ال القليل ..اكل العصفور ..وامها كل ما تي لها تكلمها تلقاها نايمة ..تنام ..تبتعد عن الواقع الليم اللي رماها
نصيبها في قدر ريال تبغضه كل البعض ..من اول ما شافته وطاحت عينها بعينه ..حست بالنفور منه وبالكره..
شالحل يا ربي ..شالحل..
على يوم الجمعة وجراح راد البيت من صلة الجماعة اللي يحضرها اول مرة من ردة مشعل لحاله ..الثاني بعد
طايح مريض من فترة واهو ول كان داري بشي ..كان يمشي في الطريج واهو يفكر بالحل مع فاتن اخته..
هذي وصية ابوه فشلون يمشون بشور غير شوره..؟؟ فاتن ليش مو راضية تفهم هالشي اننا مانقدر نمشي
من غير شور ابوي ..فكر في كل المور اللي يمكن تمنع فاتن من الزواج وكلها بدت غير منطقية له وغير
مفهومة ..بنت ل يعلى عليها بالخلق عارفة دربها لربها ومحترمة وجودها كبنت وحاشمة نفسها واهلها ..ترفض
زواج مثل هالزواج ليش؟؟ والبنت مصيرها يعني انها تتزوج ..هل هي ما تبي تتزوج لنها ما تبي تترك البيت
والناس اللي فيه؟؟ او...
اووووووووووووف تعبت تعبت تعبت وتعب مخي معاي وانا اروح وايي في هالفكار اللي كل ما افكر فيها تقل
اهميتهافي بالي اكثر واكثر ..يا ربي شالحل ويا فاتن؟؟ شالحل؟؟؟
دخل البيت وخلقه ظايق ..ل يقدر يلتفت يمين ول شمال لن ماكو حل لهالسالفة ..الله يهدي فاتن ..الله
يهديها..
دخل المطبخ لمه اللي كانت قاعدة واهي ساندة راسها بيدها وجدامها صينية فيها اكل مو ممسوس ..كانت
تكسر الخاطر بهالوضعية ودمعتها تلمع بعيونها ..وكانها بقلة حيلة ..وراح جراح وقعد يمها..
هد امه وراح الطابق الثاني يشوفها ..اليوم لزم يفهم منها اسباب كل هذا اللي مسويته في نفسها وفي
البيت..
=======
في بيت الدخيلي ..كانت مريم توها مخلصة الصلة وراحت عند دار اختها نورة وما لقتها هناك ..وما
استغربت ..لن اختها نورة ناسية ان لها بيت وان لها اهل ودهم لو يشوفونها ..واهي شكلها تبي اتخقق بعمرها
علينا وتبين غلها ..خلها تولي والله ل اسال عنها ول هم يحزنون ..حزت اللي ياز لي المزاج ..ايصير خير..
ونزلت مريم بكل حرية من على الدرج واهي تتنطط ..وشعرها الطويل البني محايط ويهها بشكل طفولي
حلو ..مريم بعد مازالت صغيرة ..وتستمع بدورها كالخت الصغيرة ..وطلعت للي كانو في الصالة واهي شاقة
الحلج ..ومرد هالبتسامة الواسعة خبت وتلتها صدمة قوية يوم شافت ريال مو غريب شكله عليها ..وبسرعة
ردت من محل ما يات ..واهي مصعوكة ..يا ويلها ..الحين بيلحقها مساعد اللي مزاجه مثل الجبريت هاليام
وبيغسلها ..وراحت دارها بسرعة واهي صاكة الباب وقاعدة بخوف على السرير ..تنتظر ملك الموت ..اوه
قصدي مساعد عشان ايي ويهزئها ويزفها..
ونزلت نورة ومريم والثانية مختبصة من نظرات اخوها مساعد ..سلمت على الحاظرين من غير ما ترفع
عيونها ولنها تعرف لمساعد فراحت وقعدت يمه بالضبط وجنها لزقة فيه لزق ..حتى اهو استغرب منها
هالشي ..ويوم حطت عينها بعينه اضحكت له ذيج الضحكة اللي تذوب الواحد ..فتم يضحك لها واهو يشد على
يدها ..علقة مريم ومساعد ماهي علقة اخ واخته ..علقة اب وبنته ..وما احلى هالعلقة ..حتى لؤي ونورة
اللي كانو معروفين بقربهم من الصغر لتقارب أعمارهم..يحسدون مساعد ومريم على هالقرب ..الحمد لله
رب العالمين..
فيصل الثاني كان منحرج من المنظر اللي صار جدامه لنه ما يرضى به على خواته فكيف يرضاه على
الغرب ..وتم الريال حسيبكم يستغفر ربه وجنه مرتكب اثم الدنيا والخرى ..يمكن السبب الكبر لستغفاره
الطويل انه اندهش من جمال مريم ومن حسنها ..كانت احلى من نورة بوايد ..وهذا الشي يوم طرى على باله
خله يستغفر ربه طول الوقت .ويوم قعدت نورة يمه والبتسامة المشرقة ..نسى كل اللي فاته وردت الحلم
الوردية تطغى عليه ..عجيب حب فيصل لنورة ..اشبه بالقصص الخيالية ..هذا الي طرى على بال مريم في
اخر اليوم من بعد الكثير من المواقف الغرامية بيناتهم اهي حضرتها من غير ما يدرون..
--------
جراح اللي دخل دار فاتن من بعد ماطق الباب وعيز ول احد رد عليه ..شاف فاتن باحرام الصلة واهي قاعدة
على الرض تطالع في الفراغ ..فظت من الصلة وبدل ل تدعي تمت سارحة في الفضاء تفكر ..وتفكر ..
وتفكر ..ليمن تاهت في التفكير..
جراح تحرك من عند الباب وسكره على هدوء وقعد عندها واهي من زود ماكانت سرحانه ما حست لوجوده..
تم يتأمل شكلها ومنظرها ..وشلون الشحوب سحب كل التورد اللي كان بخدودها ..هالت سودة محايطة
عيونها الشفافة الحلوة ..ومخليها تبين مثل المرأة الهرمة اللي يفتقر ويهها للحياة ..واخيرا واهي تحرك رأسها
التفتت له ..وابتسمت بخفة..
وقامت على حيلها بتعب واهي تلم السيادة ..فصخت الحرام وتمت تطويه بيدها بهدوء وبسكون يطن بالذان..
وبعد ما خلصت راحت وقعدت عن اخوها واهي تجابله
رفع عيونه الحزينة لها ..وياريته ما رفعها ..لنها جابلته بعيون غرقانة في بحر الدموع..
جراح :فاتن ....قوليلي ..اشفيج؟؟؟ صدقيني ...انا ما راح اسوي فيج شي ول راح الومج ول راح اطقج لنج
انتي ارفع من الغلط كله ..بس هم النسان يظل غير معصوم عن الغلط ..قوليلي يا ختي ..خلي بالي يهدى
عليج ترى ل انا ول امي ول احد منا مرتاح من حالج هذا!!
فاتن :انا اسفة اذا ظايقتكم بس ل تحطون في بالكم انت وامي ..باقي كم سبوع وانا مسافرة وراح تطيح
مسؤوليتي عنكم ..وبترتاحون..
كانت نبرتها قاسية لدرجة انها مرت مثل السهم في قلب جراح ..وقلب فاتن اللي موته الحزن عن كل
المشاعر ظلت ساكتة واهي منزلة عيونها عن ويه اخوها اللي من زود الصدمة توسعت عيونه بشكل غريب!!!
جراح :مشكورة وما تقصرين ..هذا من طيب أصلج ..يكون في علمج ..هالحجي الوايد حلو ما يغير أي شي من
الواقع..
سبقته فاتن بالكلم بلهجة معادية ومستسلمة :واقع اني بنحط في مصير انا ما ابيه.
جراح بصوت قوي :واقع انج انسانة طيبة وحبوبة ال ان الصدمة مأثرة فيج..
انتبهت فاتن لنفسها ..ومن نبرة اخوها عرفت اهي لي مستوى تدنت واهي الكبيرة العاجل الفاهمة ..اللي
الكل يشد الظهر فيها ..حتى اكثر من اخوها ..
جراح وهو يهدي نفسه ويتناسى كلمة فاتن :شوفي فتين ..ول واحد منا وده يصيبج شي ول يصير في مستقبلج
شي انتي ما تبينه ..بس بعد الناس لو ياتها الشياء اللي ترتبط مستقبها ما ترفسها ول انه تتقبلها بكل رضوخ
للواقع ..احنا ما مسكناج من يدج وقلنا لج لزم لزم تاخذينه ولزم لزم تتزوجينه ..احنا عطيناج القرار كخيارين
..اثنيناتهم يناسبونج ..يا إنج تنخطبين بصورة غير رسمية وتسافرين ..او انج تملجين وتروحين ..انتي لو
فكرتي فيها بنفسج راح يكون امان لج ..ما بتظلين هناك لروحج ..بيظل معاج وبيساندج وبيحميج..
سكتت فاتن ول نطقت بحرف واحد ..ترفض كل الرفض انها تتخيل نفسها في أمان مع مساعد ..لن هذا
النسان بالرغم من كل شي ..مايقدر يوفر لها المان منه اهو بنفسه..و كلم اخوها كله ما يدش منطقها ول
تفهمه ول تبيه ول تستسيغه ..لكن شلون تفهمهم ..تظل ساكتة وكانها راضية احسن من انها تتكلم وتبين
اعتراضها في كلم يجرح اهلها اللي لهم فضل كبير عليها..
جراح وهو يتنهد :انتي فكري في هالموضوع زين ..انتي باجي على سفرج يمكن ال 3اسابيع ..المدرسة بتبدي
بعد سبوع ..عطينا رايج من بعد ما تفكرين بطريقة صحيحة وسليمة ..واحنا ما راح نجبرج على شي..
فاتن بخوف من ذكر السم اللي في بالها :وا ....وابوي ..؟؟
جراح :شنو ابوي؟
فاتن :هذا شي ابوي موصي عليه!!
جراح :صح ...بس اذا انتي مو راضية ..بنضطر اننا ما ننفذه) ..تظايقت فاتن هني وجراح لحظ ظيقها وابتسم
بسرعة ومسك يدها( فتوون ..ابوي ماكان يوم ول ابدا يتمنى لواحد منا الضيقة ..ول العسر ..ربج يقولها في
محكم كتابه " ان مع العسر يسر ..ان مع العسر يسر " انتي تفكرين بس بالعسر ..اليسر ما ياج في بالج ..؟؟
فاتن بانشراح صدر :ونعم بالله.
جراح يبتسم :شفتي شكثر ان ذكر الله يريح الصدور ويشفيها
استغربت فاتن من اخوها اللي ماكان بهالقرب الديني لرب العالمين وابتسمت :اشوفك صرت دعية؟
جراح :آآآآآآآآه ..الظروف يا اختي اهي اللي فتحت عيوني على درب ربي ..اهي اللي بينت لي ان الله الرازق
والعاطي والخذ ..وان مو كل شي في هالدنيا يكشف نياته من اول شي ..كل المور لها حكمة ولها مصلحة...
والنسان لو ترك كل شي في يد الرحمن ما راح ينحل له شي ..مو ان الله ما بيحلها بس الله يمهل ول
يهمل ..وبينتظر النسان نفسه ليمن ايي ويحل كل هالمور..
ابتسمت فاتن براحة ..راحة حقيقية ما تخيلتها تجيس خاطرها من يوم سمعت عن موضوع مساعد ..وابعدت
كل شي عن بالها ..وتمت تذكر الله في خاطرها وبكل هدوء تسبح باسم الله ..وجراح يراقبها بفخر ..هذي
فاتن اللي انا اعرفها ..حبيبتي اختي ..ربي يخليج لي واشوفج حرمة ترفع الراس امبين الناس...
******
خالد توه واصل عند باب بيت خالته واهو حامل مشويات مختلفة ومتنوعة ..اليوم غدى اليمعة على حسابه
اهو ..من قده بعد صار غني ويحسب للولي والتالي ..اول ماعرف فاضل عن للي صار وياه ماصدق وتم يناقز
من الفرحة لخالد كان شي غيري طبيعي انه ينتقل من الفقر الى الغنى بلحظات ..الحمد لله رب العالمين..
يمهل ول يهمل..
خالد الثاني بعد ما جاس ال 3الف اللي انعطت له ..وخلها عند خالته ام جراح تحفظها عندها بالصون ..طبعا
ال 7الف ماراح يلقاها ال بعد سنه كاملة ..يكمل ال 21ويستلمها ..وان استلمها راح يوظفها في اشياء تفيده
وما تخليه محتاج لحد..
المشروعات اللي طافت في مخه كثيرة ..لكن ..اهو راح يستشير ناس يفهمون فيها اكثر منه عشان ما
يخيب ..واكيد ان شاء الله راح يتوفج لن مطلبه منها خير ماهو شر ..والله المستعان
اول ما وصل عند البيت التفت الى بيت النهيدي ..وطرت سماء على باله ..من زمان ما شافها من هذاك اليوم
من طاحت عيونه عليها ..ل اراديا وسريريا كان يتمنى لو انه يشوفها كل مرة اهو يوصل فيها بيت خالته ..بس
ول مرة الحظ حالفه بهالشي ..يالله احسن ..انا كنت ابي اعتذر منها بس اهي اكيد مو مفتكرة فليش انا
افتكر..
دخل البيت واهو يحمل الكياس وينادي على خالته
من بعد ما طلع من المطبخ ركب خالد الدري وهويطق باب كل دار :يا اهل البيت ..وينكم انتوو يالله نزلو...
مناير ..منور ويهد يالله نزلي ..عزوز ..عزوز يالله انزل الغدى زاهب..
انتبه جراح لصوت خالد وطلع من الدار وهو يبتسم :اوووووووووب اوووووب شعنده المليونير..؟؟ علمك
تزعق بكل الدار؟
خالد :يالله نزلو الغدى زاهب) ..طالت نظرته للباب وهو يتمنى ان فاتن تطلع (..ناد على فتون وانت بعد يالله
نزلووو
جراح يلتفت لفاتن بداخل الدار :يالله فتونة نزلي شكله خالد اهو اللي ياب الغدى اليوم..
فاتن بمرض :مالي نفس
جراح :افاااا ..من بعد كل هالكلم اللي تقطع لساني عليه ما بتيين ول بتاكلين؟؟ يالله قومي ل احملج
ويوم فاتن امتعضت اكثر تقدم لها جراح واهو بينفذ الكلم اللي بيقوله
طفرت فاتن من مكانها :بقوم بقوم بس خلص ) ...تكلم نفسها بصوت واطي( حتى الكل بالغصب
جراح اللي سمعها :هاااااااااااااا شعندج الحين احملج...
تقدم لها وتركض فاتن من عنده :ما قلت شي ..يمااااا...
*********
نورة وامها ومريم كانو قاعدين في الصالة والرياييل راحو الميلس يقعدون هناك ..وبقولنا الرياييل يعني
مساعد وفيصل ولؤي القرقة وابوهم..
نورة اللي كانت الفرحة طافرة من عيونها واهي على وشك اتخبر اهلها بالخبر الحلو اللي في بالها ..اكيد الكل
بيفرح ..ولو انه ماطاف الشهرين لبو جراح من وفاته ..بس ...ما تقدر تتاخر اكثر خصوصا واهي ما بتسوي أي
حفلة او أي بهرجة زايدة لن اللي سوته في الخطوبه كفاها..
الدموع كانت مغرقة عيون مريم لنها تحب امها وما تحب اتجادلها وفي نفس الوقت تكره التهامات الزائفة
من امها عن عايلة ما شافو منها ال كل الخير ..أستبعدوا جراح اللي اهو سبب حياتها ول فاتن نصها الثاني..
فكرو في ذيج الم الحزينة اللي ما شافت الدنيا منها ال كل الخير ..وبعد الدنيا خانتها في اعز ما عندها ابو
عيالها ..وبعد تمت تعطي وتعطي والناس ما تقدرها ..خسارة ان امها الفاهمة العاقلة تقول هالكلم عن بيت
بو جراح واهم اللي كانو ربعهم من قبل ل تتواجد اهي في هالدنيا..
نورة تكلم امها :يمة ليش تقولين جذي عن بيت عمي بو جراح؟؟ ما هقيتج معاديتهم جذي؟
ام مساعد بغيض :من يوم ما سحروهم نجوت وعيالها ..عيل اخوج اللي ماشوفه في البيت اسمع من الناس
عنه طايح في بيتهم اربع وعشرين ساعة ..والله يا خوفي لو مطيح العين على فتينه بنتها..
نورة ابتسمت بكل فرح :والله؟؟ ياريت والله ما راح يلقى احسن عن فتونة..
ام مساعد :انتي ينيتي؟؟انا ولدي ياخذ بنت الفقارة؟؟؟
نورة بصدمة :يمة؟؟ احنا بعد فقارة؟
ام مساعد واهي تغض بصرها :كنا ..وفاتن ما تناسب مساعد ..ياهل وما تفكر ..مساعد انا من زمان حجزت
له ابنت اللي بياخذها
نورة :ومن هي انشاء الله؟؟ منى بنت خالتي سميرة؟
ام مساعد :وليش هالنبرة ليكون مو عاجبتج؟
نورة بعصبية خفيفة :يمه هذي تطلقت مرتين ..
ام مساعد :العيب مو فيها العيب في العثرات اللي تزوجتهم ..وال اهي خوش حرمة واحسنهم
نورة سكتت لنها ما تبي تعصب امها اكثر ..امها شكلها بدت تخرف وتقط الخيط بالمخيط...
ركبت نورة الدري من بعد ما سمعت الكلم اللي يسد النفس ..وراحت لختها مريم واهي زعلنة من الخاطر..
دخلت الدار )بالعادة ما تطق الباب نورة على مريم( واهي موطية راسها وقعدت على الكرسي ..مريم كانت
على السرير واهي متكورة على دب شرته لها فاتن مرة ..واهي تبجي وكل ماتسيل الدمعة تمسحها ..لحظتها
نورة وبابتسامة راحت وقعدت يمها
نورة :حبيبتي مريوم ما عليج من امي ..اهي شوي كبرت في السن وقامت ...استغفر الله لكن ل تلومينها
مريم بصوت واطي واهي تبجي :والله انها ظلمت الناس ..بتتعاقب على هالظلم ..الحين خالتي نجاه تسحر
الناس وتخلينا توابع لها ..هالمرة اللي ما تبي شي في هالدنيا ال الشرف والعفة ..صارت ساحرة؟؟
نورة :بعد انتي عذريها يا مريم والله تعرفين شكثر امي تغار علينا وشكثر متعلقة فينا)...تبتسم( يالله مريوم
عشان خاطري سكتي ماحب اشوفج تبجين!!
مريم :وانتي الثانية حاجي ريلج انه ياجل هالشي ..لن فتون بعد ما بتقدر تحضر..
نورة :ول يهمج انأجله...
مريم بتفكير :تعال بعد جذي جذاك فاتن ما بتقدر تحضره
نورة :ليش بعد ل يكون بيحتدون سنة؟؟
مريم :تعالي انتي ما تدرين؟؟ فتون بتسافر اميركا بعد 3اسابيع..
نورة باستغراب :وليش بتسافر؟؟
مريم :دراسة يا حياتي ..محصلة دراسة مع عند ابوها الله يرحمه كل كورس –اقبضي الخشب 20 -الف دولر
اميركي
نورة بصدمة :هاااا؟؟
مريم :هههههههه قولي ل اله ال الله ..عمي بو جراح ترك لهم فلوس يا نورة الحمد لله رب العالمين ما
تتصورين شكثر..
نورة :جم يعني؟
مريم بفخر :كل واحد يعني استلم 20الف دينار كويتي ومعاشات لمدة معينة ..يعني صارو راهيين
نورة :يعني صارو اغنى منا؟
مريم :احنا لو مساعد اخوي جان والله طحنا فقارة واخس منهم..
نورة :زين ومن وين لهم هالفلوس
مريم :بالحلل بعد من وين ..هذا مساعد عاون عمي الله يرحمه في مبالغ تامين ومحلت ومطاعم فتحوها
والحمد لله توفجوا..
نورة :شكلي انا بعد بحطلي جم فلس بيد مساعد عشان يخلينا نصير اغنياء...
مريم :هههههههههههههههه مالت عليج
نورة :وعليج ههههههههههههههههههههههه
بعد صمت ..تحيرت مريم تقول لنورة عن باجي السالفة ول لء ..لكن ..اهي ما تبي تفضح فاتن ول تبي تقول
لنورة انها رافضة الشي ..اخاف نورة تاخذ موقف على فاتن ..ل ل ماهي قايلة ول راح تخرب أي شي ..اللي
بيصير من الله حياه الله..
ال تلفون نورة يرن على اغنيه ) ..ايه احبك ..هذا حظي اللي انكتب ...دربي اللي امشيه وادريبه تعب(
مريم اندهشت من ردة فعل اختها ..وانصدمت من تفكير امها وكانها بالفعل تحس بالوضع ..اويله امي
وحست بالسالفة يا ويلك يا مساعد ال بتقوم لك الحرب العالمية الثالثة..
وراحت نورة عن البيت وخلى المكان من حسها ..وقلب مريم تعصر على هالسالفة خصوصا يوم تذكرت ان
اختها خلص راح تتزوج..صج ان نورة ما قامت تعيش معاهم بصورة طبيعية من انخطبت )ملج بسنة الله
ورسوله( لكن ..تظل ريحتها في البيت وباجي الغراض اللي في دارها ..لكن الحين ما راح يظل شي من بعد
غيابها ..اااااه عليج يا نورة ..والله انج كبرتي وصرتي حرمة وبتتزوجين ..الله يوفجج في حياتج...قالتها وشهاب
في السما يبرق وكانه يسمع لمنياتها
في ذيج اللحظة كان فيصل واقف بالسكة ينتظر نورة تطلع من البيت واهو واقف ويا لؤي اللي ما سكت عن
القرقة
فيصل :ان كان السالفة علي ل تحاتي ان بشوف لك وبسال وان شاء الله اجيك باحلى الخبار..
لؤي وهو يساسر فيصل :أي بس هاا ..حطني في بالك ..مابي احد يعرف عن هالسالفة غيري وغيرك
فيصل يبتسم :وليش ان شاء الله فيها شي؟
لؤي :فيها اشياااااء ..ابوي لو عرف مثل بيذبحني ..بس انت تعرف ..انا مالي غير هالحبوب ..يبيلي امتن اكثر..
فيصل :والله انا ماشوف فيها أي سرية؟
لؤي :انا بلى) ..شاف نورة طالعة من البيت( كاهي كونان يات ..يالله اخليك الحين ..في امان الله
فيصل :ههههههههههههههههههههههه في حفظه..
وتم يطالع لؤي وهو يدخل البيت ووقف شوي يناحس نورة اللي كانت تطقه على ذراعه وهو يطالعهم...
والتفتت عينه الى الدريشة الي فوق ..و شاف ان احد قاعد يناظر السما ..كانت ذيج البنت الصغيرة ..اخت
نورة ..مريم اسمها ..ونزل عيونه بسرعة يوم حس انها حست له ..ما يدري ..يحس باحساس غريب من
يشوفها ..يمكن لنها اول مرة تيي جدامه ..من تزوج نورة واهو يسمع عنها \بس ويضحك على سوالفها..
والحين شافها حس ان الكلم عنها تطابق ويا شخصها..
محد يدري شنو يخبي لهم القدر من امور ..لكن ..الوقت الحالي ..شلي راح يصير؟؟
*********
مساعد اللي طلع من بعد اخته ما راحت ..مخه ما كان ابد مرتاح ..تفكير دائم واربعة وعشرين ساعة حيرة
وترقب ..اهو عارف ل بل متاكد ان فاتن رافضته ..وما كان ينتظر أي معجزة تصير ..لن اللي بينه وبين فاتن
مستحيل يتجسد في علقة ل يمكن تنفك يوم من اليام ..مساعد ما كان من المؤيدين للطلق ابدا وكان في
باله دائما ان الدنيا مافيها مشاكل ولكن فيها حلول ما علينا ال اننا نبحث عنها ونحطها بالصراعات عشان
تتفكك وتنحل
قعد مع نفسه عند البحر وهو يفكر ..في امكانية في يوم من اليام اني انفصل عن فاتن؟ اطلقها؟ اصل انا
ليش حاط في بالي مبدأ الزواج منها ..صج الي طلب هالشي اهو رفيج عزيز علي ابو جراح لكن ..أنا ما
خططت لهالشي ..لني لو خططت له لو انطبقت السماء على الرض فاتن راح تكون لي ..لكن ..اتخيل لو
اني خططت ..ما اقول اني خططت بس لو كنت مخطط ..شلي راح يصير ..برغبتها او ضدها راح تكون لي..
صج اني بعد الزواج ما راح ارغمها على شي راح اخليها اهي اللي تيي لي بنفسها..
ياااااااااااااااه يا بحر ..يا وسعك ويا كثر بخلك ..تبخل على صدري انه يتوسع مثلك ..وتاركني في حيرتي من
غير ما تتقدم بشي لمساعدتي ..يمكن لنك ما تقدر تسوي شي ..فلي يقدر اهو خالقك وخالقي ..اتوجه لك يا
ربي واطلب منك ..انك تحل هالمعضلة ..انا مابي اشوف البنت تغلط ..اعتبرها امانة في رقبتي وما اتمنى لها
ال كل الخير..
في نفس الوقت كانت فاتن قاعدة في حوش بيتهم واهي تفكر ..قاعدة على الكرسي اللي ابوها كان يقعد
عليه واهو يشرب الجاي ويدخن ..ماكان يدخن وايد بس كل ليله لزم هالطقس ..يقعد ويشرب شاي ويدخن..
كانت فاتن حاطه ريل على ريل وساندة راسها بصبعها ..او بقوة يدها ..واهي تفكر ..تفكر بسفرتها وشلون تعد
نفسها لها ..اهي مو مستعدة لها مو انها ما تبيها بالعكس ..الحين ترسخت الفكرة واعتادت على الوضع انها
بتروح عشان تحصيل علمي ..مو عشان تبتعد ول عشان انها بتمشي ضد رغبتها بالعكس ..صارت الفكرة
تناسبها بشكل غريب ..يمكن لنها فقدت المل بانها تحصل مشعل فيوم من اليام خصوصا ويا هالخطبة اللي
ياتها من محل ما غوى الله ادم..
يوم كانت سماء عندها توقعت انها تقول لها كل شي ..لكن ما قدرت تنطق بول حرف ..ما تبي الصدمة تكون
كبيرة عليهم الثنين ..واكثر وحدة سماء ..لنها متفائلة بطريقة محزنة ..خيالية ومخها جامح ..تذكرها بنفسها
قبل ل تطيح بكل هالمصايب ...اهي لو تبي تعرف وين نقطة بداية المصاعب راح تلقاها بردة مشعل من
السفر ..كل شي كان مستقر وهادئ لمن وصل وهيج كل المواج بالبحر وعصف الدنيا برياح خلها تقتلع كل
شي ثابت ..وموت ابوها ما قصر فيها ..والمفاجآت من بعد موت ابوها ..وظهور مساعد الكبير في حياتها
واحتلله لشياء كثيرة واعتماد كل اهلها عليه ..كل هذا له سبب ..كل شي حصل له سبب من رب العالمين..
ومن يدري ..يمكن يكون فاتحة خير عليهم كلهم
ابتسمت بينها وبين نفسها من هالفكار ..يكون خير؟؟ وصلح؟؟ وين الخير ووين الصلح مع كل هالدموع وكل
هالعذاب ..اهي من وعت من سالفة البعثة طاحت في سالفة خطبتها من ...ما تحب حتى تطري اسمه ..الله
يعين قلبي ..ويصبر حالي على هالمصايب..
تحركت من مكانها واهي تحس بالدموع تتدافع في نفسها مع كل زفرة تزفرها وكل شهيق يشق الهوا
المحايط ..انفاسها حارة ولهث ساخن يلفح من ثمها ..لمست جبينها ..سخونة بسيطة فيها ..بس الجو صيف
يمكن السخونة نفسية اكثر منها جسدية ..جذبت اطرافها واهي تمشي ..التفتت للديوانية لقت مصابيحها
مطفية ..ويا في خاطرها انها تدخلها ..وتجدمت لها وتوها بتدخل ال تشوف واحد واقف عند الباب الحديدي..
توقفت كل عقارب الساعات في الدنيا عن الطق ..وسكن الجو والريح هدت ..الرطوبة نشفت والدم توقف
عن الجريان يوم تعرفت على النسان الواقف ..هو ما غيره ..اللي عيونه كانت تعزي نفسها بحزن فقد
شوفه ..والحين كاهو جدامها واهي اللي اصبحت وامست على هالمنية..
اهو الثاني وقف من غير أي حاسية ..اتخذ هالخطوة من بعد تفكير عاصف ومخيف ..كان يراقبها من الشرفة
اللي تطل مباشرة على بيتهم ..وما قدر يحبس نفسه اكثر من انه يتجدم لها ويروح لها لعند بابهم ..واخيرا من
غير أي وعي راح ..وحصل اللي حصل
تجابلو الثنين ومشاعر الكون كلها منعصفة فيهم ..الحب القوي اللي يدق قلوبهم ويهز ابدانهم كان ظاهر على
محياهم ..لكن فاتن استهجنت من نفسها شعور ..لول مرة تحسه وهي تكون مع مشعل ..الذنب..
فاتن طالت نظرتها وهي تراقب ملمحه ..كان مريض ..تعبان ..ولكن ..هزيل ..يا ترى شالسبب؟؟
انصدم مشعل مرة ثانية ومن زود الصدمة عصر عيونه من شدة اللم ..وكأنه يسمع الخبر لول مرة ..واللي
آلمه اكثر شي اهو رضاها بهالشي وهو اللي كان متوقع انها اللي راح ترفض..
التفتت له فاتن بكل الم ...تحاول تبرر لكن ..ضاعت من الكلمات ..وعيونها اللي كانت متألمة انتقلت نظرتها
من اللم الى الصدمة ..لن اللي شافته كان شبه المستحيل..
مشعل كان يراقب نظرتها واندهاشها وصدمتها وكأنها قاعدة تناظر بشبح ..التفت ال وشاف ريال واقف وراهم
..ما يعرف هالشخص بس اهو شافه من قبل ..في عزا ابو جراح ..والتفتت مشعل مرة ثاني لفاتن الي كانت
حاطة يدها على رقبتها وكانها تبتلع سم..
وانتفضت هي بخوف بس ما تحركت من مكانها ..بقوة غريبة عمرت في جسمها ظلت ثابتة مكانها ..وعيون
مساعد باردة ما تبين ل حياة ول موت ..وكأنه كان متوقع هالنوع من اللقاءات ..ومشعل اللي واقف امبينهم
مستغرب من هالثنين...
مساعد وكأن مشعل اخر من ينتظره ايي ويساله اهو من ..ول عاره أي اهتمام وعيونه كانت مركزة على فاتن
يبي يقهر نظرتها الخائفة اكثر ..والثانية من زود الخوف كانت واقفة مكانها واهي جامدة ..ما تبي تظل عشان
ل يناظرها اكثر ..وما تبي تروح عشان ما تخلي مساعد مع مشعل لروحهم..
مثل الغريق اللي ما يقدر يلقي حبل النجاة ويستسلم للموت في امواج البحر ..موقف مشعل من هالريال
اللي ما يدري من وين الله قطه ..وراح وهو يسحب ذله وعاره اللي خلى حتى فاتن تحمل من جزئه ..أخطأ
خطأ كبير اليوم وجايد ..حتى فاتن نفسها يمكن ما تسامحه..
يوم انسحب مشعل فاتن كانت عيونها تترجاه ل يبتعد وعيون مساعد عليها ..يراقب كل شعور يطفر بعينها
وبنفسها ..ويحس بالقهر والعنف يجوب نواحيه ..ولكن شعور اعظم كان يدق في قلبه ..شعور الغيرة
والحقد ..ورغبة في انه يقتلها ويقتل نفسه من بعدها ...لنه اليوم اكتشف اللي كان خايف منه ..واللي كان
مرتعب وكاره الدنيا بسببه ..فاتن واهبة قلبها لغيره ...لغيره..
فاتن بعد ما اختفى مشعل عن عيونها والدمع سيال على خدودها تلتفت لمساعد بكل ألم ..وعيونه الباردة ما
جابلتها ال بالصمت ونظرات التحقير اللي خلتها مثل الحشرة التافهة لكن ..ما اهتمت..لن الميت من بعد
الموت ما يهمه شي ..اهو فقد الروح وظل الجسد بارد بل أي حراك ..وبكل نبرة جريحة تكلمت له
فاتن بصوت بايح من شدة اللم :ليش..؟؟؟؟ انت ليش تسوي فيني جذي؟؟ انت من وين طالع لي؟؟؟ انا
شسويت لك ..عشان ...عشان تعاقبني جذي..؟؟؟
ابتسم مساعد بكل سخرية تقتل باجي فاتن :عن الدراما والتراجيديا ..ومسرح العشق والعاشقين هذا مو من
ذوقي ولني من مشجعيه..
فاتن وهي تمد يدينها في الهوا تبي إجابة :انا ..من عرفتك ..من عرفتك ..وحياتي من مشكلة ..لي مشكلة..
ماكو امان ..كله تحفظ وحذر ...شتبي مني؟؟ قول لي شتبي مني؟؟
تقرب منها بغضب ..لدرجة انها حست بحرارة انفاسه تحرقها :اللي ابيه منج يا فاتن بلقيه بلقيه ..بهالدموع
ول بدونها ..ل تظنين اني بلين ول بيعطف قلبي عليج ...انا كنت افكر بخيار الزواج منج ..لكن الحين ..انتي
ملزومة بهالزواج ..وبنشوف ..من اللي بيخليج تعيشين احلمج الوردية مع فارس البطحا هذاك ...سلم..
راح عنها وخلها واقفة بعصرة قلب وبآلم قاتلة في صدرها ..تحس بالخنقة من كلمه ..تحس بالموت من
تهديده ومن وعيده ..وللسف الشديد ..تحس بالموت لستسلمها ..ولخذلنها ولعارها من نفسها ..كيف
وصلت نفسها لهالموقف ..كيف سمحت لنفسها انها تنجر لهالدرجة من النحطاط ..اللي يحب ما يأذي اللي
يحبه ..واللي يحب ما يدنس حبه ..الحب مشاعر تتكلل بالزواج ..لكن انا ...انا شسويت بحبي ....شسويت؟؟؟
طاحت على الرض بحزن واهي تلم نفسها بالم ...ما همها التراب ول همها كونها بالعراء بعيد عن جدران بيتها
المن لنها اليوم انسلبت ..انسلبت من حبها ومن حقوقها ..انسلبت منها احلمها وامنياتها وتحطم اخر ركن من
اركان عمرها القديم ..وبدت اليوم عمر جديد ..وبدت معاها احزان جديدة ...اللي محد كان يعرفه من الثنين
اللي يوها ..مشعل ومساعد ..ان الليلة كانت تصادف ليله ميلد فاتن ..اللي انتقلت فيه من عمر ال 18الى
..19فمادري شقول لج يا فاتن ..عيد ميلد سعيد وال ...ساعد الله قلبج ..وعانج الله على مصايبج..
مشعل دخل داره وهو مو مصدق اللي صابه ..مو مصدق اللي سواه ..شكثر اهو جبان وغبي وضعيف ..شكثر
اهو دنيئ ومستواه هابط وحقير ...شسوى في فاتن ..اكيد الحين الكل عرف عنهم ..وعن علقتهم ..وجراح ما
بيرحمها ..على الرغم من حبه لها ..ال ان الشرف يعلى على كل شي ..فاتن شريفة ول احد يقدر يكلمها
لكن ..المخاطرة اليوم كانت كبيرة ..وكبيرة جدا ...يا ربي ..يا واسع الرحمة والغفران ..ارزقني من وارف
مغفرتك وعفوك ورضاك ..انا شسويت في فاتن اليوم؟؟ بس ..بس هالريال ماله حق ..ماله حق ايي بيني
وبينها ويتدخل ..من هو؟؟ ما اذكر شنو اسمه بس شكله خابره ..اللهم يا مجيب الدعوات ..احمي فاتن من
هالبليس اللي مادري من وين طلع بوقت الليل...
مساعد اللي كان واقف على الباب يحترق من الغيض مو عارف وين يدق بعمره من القهر اللي حايشه..
هالتعبان الخايس مسوي روحه روميو والغبية الثانية جولييت وبنت الفقير وولد الغنياء ..ما عرفني مثل ما أنا
عارفه ..ولد الخسيس سعود النهيدي ما غيره ..اكيد ..هذا الشبل من ذاك السد ..لكن وين يا فتين ..انا اللي
اوريج ..
وعقد بطلنا العزم ان باجر الصبح او العصر يكلم اهله عن فاتن وانه خلص بيتزوج ..ما حسب في باله امه
اللي متشيشة من خاطر على بيت بو جراح ..يا ترى شنو راح تكون ردة فعلها ..هل راح تقدر توقف هالعناقيد
الغاضبة ول انها راح تفرح لتحقق أحد أهم أمنياتها...
اهو ما عاد في قلبه أي ذرة حب لها ..لن اللي مثلها ما تستاهل الحب ..تستاهل التعذيب وبس ..في مخيلة
مساعد كانت السيطرة اهي الحل الوحيد عشانه يسير حياته ..ما كان يدري انه بهالسيطرة راح يقتل جزء كبير
من شخصيته الحانية على الغير ..من بعد هالموقف وين الطيبة تيي ..النسان لو عامل غيره بطيبة
وباستحسان كلوه بثيابه ورمو عظامه للجلب ..لذا في منطقة القوة والجلفة والصلبة اهي الحل الوحيد..
لمجابهة الناس ..مادري ..تفكيرك هذا صح يا مساعد ول غلط!!!
************
ول احد منهم رقد بذيج الليلة ..وفاتن اللي شالت بعمرها بالغصب راحت دارها من غير أي كلمة لحد ..انفردت
بنفسها ليلة كاملة واهي تناظر سقف دارها والدم يخررر بحر القلب ..تبكي احلم ضاعت وتبكي موقف ذليل
انحطت فيه وتبكي ...لسبب خافي ..نظرة مساعد لها ..مع انها ما تهتم فيه ولكن يظل اهو ريال ..والبنت لو
ساءت سمعتها بين البنات يهون عليها اكثر من كونها مهانة بين الرياييل...
بعد صله الفجر اللي صلتها بتعب شديد رمت بنفسها على المخدة من غير أي لحاف ..والدريشة اللي ما كانت
تتسكر تسكرت هذيج الليلة وانسدلت الستاير ..واظلمت الغرفة وسادت الرحمة بالجو على فاتن عشان تتخدر
..وتسكر عيونها وتنام ..لصبح جديد ..يمكن فيه بعض الخير ..او يمكن تزيد الشرور فيه...
مشعل كان قاعد عند البلكون واهو معافي النوم ..ينتظر فاتن ليمن اتيي وترفع الستارة مبشرة بصبح وامل
جديدين باشراقة ونعيم ..لكن ..طال النتظار وفاتن ما ظهرت ..الشمس طلعت ولمست الرض بطهارتها..
لكن شمس الحياة ونورها للحين ...ما ظهر ..وينج يا فاتن ..وينج؟؟؟
مساعد الثاني هم ما رقد ..وظل عند البحر لي الفير ومن بعدها راح المسيد وصلى ..ورد البيت وجان يلقى
امه اللي اكيد صحت بالليل واهي تتأكد من تواجد عيالها اندهشت لغيابه وهو اللي ما يفارج البيت من بعد
الساعة ..10يا ترى وين غب بويهه؟؟؟
ال وهو يدش البيت بهدوء وملمح الكدر باينة ولكن الجروح كلها خافية في قلبه ..يتنفس بالغصب وكأنه يقطع
النفاس من الهوا عشان تدخل في رئته وتجدد الحياة والدم ..شاف امه قاعدة بهدوء واهي تنتظره اكيد ..فلذا
راح لها وقعد يمها ..بهدوء وبكل ثبات وبكل اتزان ..كأنه يعد الكلم الي تمنى لو انه يقوله في فرصة ثانية
لكن ..ماكو احسن من الوقت ..وخير البر عاجله...
ام مساعد تكلمت من بعد فترة صمت ل بأس فيها ... :يمة ..انا ما بسألك انت من وين ياي ..ول من وين راد..
ول وين كنت ...انت ريال جبير ..وادرى بمصلحتك ..وخابر اني ماحب اضغط عليك ..بس ....مادري ..انت
بنفسك تعرف اللي انت معيش نفسك فيه ..صح ول غلط؟
مساعد :يمة ...انا اليوم ياي ابري خاطرج عني...فلذا ما له داعي كل هالمقدمات اللي انا سلفا حفظتها..
باستغراب التفتت له :شقصدك..؟
مساعد وهو يعدل وضعيته من بعد ما كان مستند بتعب :..يمة انا قررت اتزوج
ام مساعد لفت ويهها عنها :أي بلى ..انت وينك وين العرس!!..
مساعد بصدمة :هاه ...الحين انا ياي اقول لج هالشي تقعدين تقولين ويني ووين العرس...
ام مساعد بتوتر :يعني ياي تتغشمر علي بويه الفير ليش؟؟ مالي مزاج لك...
مساعد يمسك يدها وهو يبتسم :جرى ايه يا ست الحاقه) ..اصل ام مساعد مصرية( ..انا يايج اليوم اقول لج
اني بتزوج ..من صجي بتزوج يمة ..شفيج؟؟
ام مساعد تناظره بنظرة حبوبة وحلوة وكأنها تترجاه :ل تتغشمر علي مساعد تكفى...
مساعد يبتسم وتبان ظروسه :والله العظيم اني ما اتغشمر...
ام مساعد بفرح وخوف :يعني ..عزمت على العرس ..خلص..
مساعد :أي يمة خلص ..فرحي ..يببيي ..لولشي ..ابي اسمع حسج ..يالله..
ام مساعد :يا فرحتي ..يا فرحتي يا وليدي ...وصدقني ..ذوقي ما بيخبك ..عندي لك الحرمة السنع.....
قاطعها مساعد :يمة العروس جاهزة...
ام مساعد بصدمة )موقف كلسيكي( :جاهزة؟ من اهي...؟؟
مساعد بكل قوة :فاتن بنت عبد الله الياسي بو جراح الله يرحمه..
ام مساعد اللي كانت فرحانة مدت البوز شبرين ..ولفت بويهها بعصبية عن ولدها وسكتت ول قالت ول كلمة..
ومساعد نفسه ما قال لها ول شي ..ينتظرها ليمن اهي اتيي وتحاججه عشان يرد عليها بما يناسبها ..لكنها
صدمته ..يوم انها لفت بويهها بابتسامة مشرقة وفرحة ...وكأن العروس عجبتها..
ام مساعد :قص بلسانهم ولسانك يوم انك تخليهم يتكلمون عن بنت خالتج جذي
مساعد :يمة منى وحدة مو صاحية لوتقطونها بالمراض النفسية يكون وايد احسن ..وبعدين تعالي ..خوش ام
انتي ..الحين انا ولدج ياي اتزوج واتزوج احسن البنات تقومين تقوليلي روح تزوج وحدة مطلقة ..ل ومرتين
بعد ...شهالحب هذا اللي ما يتحمله اللي بين ظلوعي..
ام مساعد بقهر :تتطنز يعني انت تتطنز؟؟؟ رحت شرق ول غرب فتون ما تاخذها..
مساعد بابتسامة شرسة :يمة انا مو ياهل صغير ولني لؤي ..انا باخذ فاتن يعني باخذها..
ام مساعد :عيل روح ..لني امك ول انت ولدي..
مساعد يبتسم :حجي حرييييييييييييييييييييييييييم معصبات
ام مساعد تفر بويهها وتلم يدها في حجرها :ل تموووووووووووووووووت علي ماني موافقة على بنت بو
جراح ...انت بالله عليك ما تخيل ..ريال عمره 27سنة يتزوج وحده اصفر منه بعشر سنين..
ابتسم مساعد اكثر :يمة هذا احلى عمر للزواج ..و احسن عمر بنت للزواج بالنسبة لريال مثلي خابر الدنيا اهو
عمر فاتن ..ول تنسين اهي يتيمة وانا بتحمل مسئوليتها كامل..
ام مساعد :ايا اللوتي توك تقول ما تبي تتزوج عشان شي خيري وبنت بو جراح عادي؟
مساعد وهو يركب الدري :يمة بنت عن بنت تفرق ..بنت؟؟؟ اصل منى ل بنت ول شافت النثوية بحياتها ..يالله
يمة ..انا بروح انام لي شوي وانتي رقدي بعد على هالسالفة..
ام مساعد :لووووووووا نشاء الله
مساعد يقطعها وهو يحس بتعب :ادري ادري ادري ..لو اموت ..انشاء الله اموت وتستانسين يا ست الحاقة...
بس يمة..
صدت عنه واهي متغيضة من خاطر عليه وهو ركب الدري ودخل غرفته وهو يبتسم على امه ..رمى بجثته على
السرير وهو يحظن المخده ...تم يناظر الغرفة من غير ما يرفع راسه ..تغييرات جايدة بتصير في الدار ...في
الدار؟؟ انا اللي ببني لها شقة في الليوان الي ورى ..وبخليها مثل السجن ..اللي ما تقدرين تفلين منه يا
فاتن..
الفصل الثاني
-------------
اول يوم دراسي..
ردت الروح فيه بصراخ مناير ..وبمناحس عبد العزيز ..بس الفرق الوحيد في هالسنة ان فاتن مو موجودة
عشان تسكتهم..
سماهر ردت من السفر قبل ليلتين واول من راحت له اهي مناير ..وتمو يحنون على ام جراح ليمن وافقت
على المبيت ..وبالمثل ام سماهر ..ويوم باتو ويا بعض الميانين ..عفسو البيت على راسهم لدرجة ان جراح
طلع لهم وهددهم بالذبح ان ما سكتوو ..مساكين والله..
فاتن حالتها النفسية كل ما ايي لها وتتأزم ...من بعد ذيج الليلة ما شافت ل مشعل ول مساعد ..ووعيد الخير
لها ظل يرن في إذنها من تصبح ليمن تمسي ..وتدعو ربها انه يفرج عليها وعلى حالها ..لنها إن ظلت جذي..
كل شي راح ينكشف ..حالتها الصحية ومظهرها الشخصي كان مأساوي ..المرض باين عليها والتعب اللي ما
تدري مصدره هالك بدنها ..ليمن قررت بآخر لحظة إنها تروح المستشفى خلص..
كان جراح يشيل بعمره عشان يغسل ويهه ويوصل مناير وعبد العزيز وسماهر وبشاير لمدارسهم ..مسكين
من قبل سنتين اشتغل سايق عندهم )على فكرة بالبحريني اسمها دريول مثل المارات( يتحمل صراخهم
ونجرتهم على الكرسي الجدماني ليمن يوصلون المدارس ..طبعا اللي مر بهالتجربة لمدة سنتين صارت عنده
الخبرة الكافية...
طلع من الحمام المشترك وهو يمسح ويهه الصبوحي بالفوطة ..وشاف فاتن واقفة عند باب داره تطق
الباب ...ابتسم وراح لها عندها بكل خفة ..من غير ما تسمعه..
فاتن) :تطق الباب( جراح ..جراح قوم ...قوم وصل العيال المدرسة..
جراح بصوت واطي من وراها :انا قمت من زمان..
على الساعة سبع وخمس دقايق الكل كان جاهز ...بس ينتظرون ام جراح تخلص سندويجات عشان يمشون
سماهر ومناير حاشرين ام جراح :يمة نبي تونة ..ونبي مرتديل ..وحطي لنا هالجبن تراه عجيب مو سمور؟؟؟
سماهر :لماحبه) ..ترص النظارة السميكة لعينها( خالتي انا ابي برغر دياي ..ماحب اللحم
ام جراح تبتسم :سويتلج يمة اللي تبونه ..عزوز يمة شيل سندويجك كاهو زاهب..
يناظر عزيز السندويج :يمة بس ثنتين..؟
جراح اللي كان يلف الغترة :بسك بسك والله بتنفجر وبتخلق زوابع عندنا بالكويت ..انت ما تخاف على
صحتك..؟
عبد العزيز بنبرة رجولية :لااا تقعد تتطنز ل بالجنطة على ويهك
جراح :تكفى ويا هالخدود..
ال وفاتن نازلة وراهم :صباح الخير
الكل يرد :صباح النور
التفتت لها ام جراح وشافتها لبسة :..وين رايحة يمة
فاتن :يمة بروح المستشفى بدرب جراح..
ام جراح اللي تركت كل شي في يدها وراحت لبنتها :خير يمة عسى ما شر
تبتسم فاتن :ماشر بس شوي احس بحرارة وبلعيمي تحرقني ..تعرفيني كل شي ول البلعيم
تنشف يدها في دراعتها :نطريني يمه انا البس واروح وياج
وقفتها فاتن :ل يمة وين والبيت من له ..ظلي هني وانا جراح بيكون معاي
جراح :أي يمة ل تهمين نفسج) ..بفخر( البطل جراح وياها..
عبد العزيز وهو قاعد وبدى ياكل اول سندويج المخصص للمدرسة :امحق بطل قول ال بصل..
مناير وسماهر :هاهاهاهاوووووووووووو )مناير( كفك بو فصوووول
وطقوا الكفوف ببعضها ..يحرون جراح ..وعلى جذي ..تحرك الجيش المصغر المتجه الى المدرسة..
مناير قبل ما تدخل المدرسة نادتها فاتن
مناير :خير؟؟
فاتن تمد يدها لمخباتها :هاج هذا مصروف للمدرسة ادري فيج ما بتاكلين كل هذا..
مناير بابتسام وحبور خلها تبوس فاتن :فديتج فتونة) ..وتطلع لسانها لجراح قبل ل تروح(
جراح :أي) .....يتابعها واهي تطلع وهو يبتسم ..يكلم فاتن( كبرت مووو؟
فاتن وهي تناظرها :لشقاها كبرت...
كان حس فاتن حزين لدرجة المستحيلت وفر جراح ويهها بصبعه :فتون؟؟؟ علمج؟؟ ما بتقولي لي يعني؟؟
فاتن تبع ويهها بابتسامة بسيطة :مافيني شي ..يالله خلنا نروح...
حرك جراح السيارة بعد لحظات تأمل بفاتن ..ما يدري شفيها؟؟ تغيرت وايد من بعد قبولها بالبعثة ..وصارت
انطوائية على عكس روحها القبلية المرحة ..اموت واعرف شلي سوى فيج جذي يا فاتن؟؟ شلي خلج تنقلبين
من المرح الى الحزن والهم الدائم ..؟؟
********
مريم اللي كانت في المستشفى الثانية بعد عشان فحوصات الجامعة الي طلبوها عليها ..طبعا المرافق كان
مساعد اللي ماااا صدق على الله إن مريم توافق على الدراسة ..اول ما حصلوا الوراق من الجامعة حدد لها
يوم المستشفى واهي اللي كانت تبيها حجة تطلع من البيت رحبت بالفكرة...
في السيارة اللي الهدوء لفها ..مدت مريم يدها للمسجل ..واول ما بدلت الذاعة ضربها بخفة مساعد على
يدها
تسندت على الكرسي وهي تطالع الناس ..وتشوف الدنيا وما حواليها ..ولمعت السوالف في بالها ..مساعد
بالعادة مستمع جيد لنه ما يرد ل باوكية ول بل ..دايم الهممم تطلع منه ..ويعجبها لنه ما يقطعها ول يتملل منها
مثل لؤي ..ثانيا هالسالفة يمكن تعجبه ..لنها عن فاتن..
مريم :سعودي..
مساعد :همممم )اول وحده(
مريم تبتسم بمرح :دراسة فتون وايد غالية..؟؟
مساعد :امممهم) ...داخليا(
مريم :يعني مو كل من يقدر يدرسها
مساعد :اممم..
مريم :انزين) ...تطالع جدامها بالسيارة( انا ابي اروح ادرس وياها..
يلتفت لها مساعد وهو يبتسم ويرد يطالع جدامه :تبين تروحين تدرسين ول تقرقين وياها؟؟
مريم وهي تفتح عيونها بصدمة :اعوذ بالله من قال جذي ..انا رايحة في سبيل العلم يا خوي علمك جذي
شكاك..
مساعد وهو يلف السيارة :لنج يا مريم خبز ايدي اللي انا عاجنه ..واعرفج راعية قرقة وما تملين وارفيجتج
يمكن العن منج ..فلذا انا بسدي بوش خدمة وبخليج في الديرة احسن لج وللحكومة الميركية..
مريم :وييييييه عاد بوش يتمناني اصل وانا اللي ارده ...ال ما قلت لي مساعد؟؟ من بيروح ويا فاتن اول
الفترة؟؟
مساعد :بنشوف جراح ول احد من الشركة او نخليها تسافر ويا جماعة البعثات الحكومية..
مريم :انا اقول لو انت اللي تروح وياها احسن..
يطالعها مساعد وهو رافع حاجب ..وين تبين توصلين يا مريم :وليش ان شاء الله ..ماسح جغرافي لميركا
وحافظها؟؟
مريم وهي تتصنع الجهل والبراءة :هاو ياخوي علمك انت مو دارس هناك..
مساعد وهو يبركن السيارة وويوقفها :ل يا فالحة ...انا درست في بريطانيا في جامعة اوكسفورد ل تسوين
روحج مو فاهمة شي او مو عارفة ويل عطيني مقفاج ل اليخج بالعقال..
مريم وهي تضحك بمرح :هههههههههههههههههههههههه يا حلوك ياخوي ..اعاد انك تخوفني بهالجم كلمة..
وطلعت من السيارة وهي ترد الشيله على جتفها ..مريم بطبعها انيقة وتحب التنسيقات والكل كان معجب في
اناقتها اللي تتناسب مع حجابها المحترم وعباتها اللي ما بدلتها يوم بالملبس العادية ..اليوم كانت لبسه
تدرجات البني ..تي شرت بني يده طويلة ويتوسع عند الكم والعبايه كمها وسيع وفيها شك وتطريز اسود حلو..
مفتوحة عند الريل بستايل الدقلة )بالبحريني هذا( ولبسه شيلتين على بعض وحدة بنية من تحت والثانية سودا
بشك اسود متطابق مع العباية ولفته بخفة وحاملة جنطه بنيه فيهها تطريز يتطابق مع نعالها المداس ..بكل
بساطة كانت انيقة..
مساعد كان لبس دشداشه كحلية وشماغ ابيض والساعة الفضية النيقة محايطه معصمه القوي ..ونظارته
اللي ما تفارجه وهو طالع من البيت بالنهار ..وعلى المشي لمحت مريم سيارة جراح اليوكن واقفة بعيد
عنهم ..وظلت تمشي بهدوء وهي تراقب ان جان فيها احد وبالفعل لحظات ال ويطل جراح منها وهو نازل
يعدل شماغه وفاتن تطلع من الجهة الثانية ..ول اراديا تشد على يد مساعد
التفت مساعد بكل شوق الى وين ما تكون فاتن ..من زمان ما شافها ول تمتع بحسنها وجمالها ..من ذيج الليلة
النحسة وهو ما شالها من فكره ول تحرك في موضوع خطبتها ..الى هذي اللحظة اللي فزت كل عروق جسمه
منادية لها ..وفاتن اللي كانت تمشي وهي تلم العباية ورى اخوها التفتت بطريقة عشوائية تطالع الناس ..ال
تشوف مريم اللي تأشر عليها ..وعيونها ل إراديا توجهت على الريال اللي واقف يمها ..كان اهو بل شك ..محد
ياخذ مريم ويوديها غيره ..صاير مثل البادي قارد ..وبكل اشمئزاز نزلت عيونها واهي تمشي صوب مريم اللي
تحركت الثانية..
جراح افتقد حس فاتن والتفتت ال شافها تمشي بعيد لمكان ثاني و ..بنت ثانية معاها ..لحظه ..فز قلب جراح
يوم شافها ..هذي حبيبة القلب وسيدته ..يا بعد عمري هالبنت الحمارة من زمان ما شفتها ..واهي اللي
وعدتني انها تخبرني اول باول عن فاتن وتستعلم لي التجددات ..يمكن هذي فرصة تخلينا انتكلم ...تلفت اكثر
وشاف مساعد الواقف بعيد ..وخابت اماله العريضة كلها ..اهو كان يبي يكلمها بس يعني ما يكلمها لروحه
قاعد وياها مو ناقصهم ال قلص جاي ..ل ..لن حتى امه وياه في هالسالفة يبون يعرفون فاتن شمنه تشكي..
ويبون يعرفون التطورات من خلل مريم لنها اقرب وحدة فيهم لفاتن..
ويلتفت جراح الى فاتن اللي عيوننها كانت عليه واشر لها بيده وتحركت..
فاتن تضحك ..وبضحكتها حست انها من زمان ما ضحكت ...ايا عليها مريم دومها تضحكني ..حتى وانا في
غمرة أحزاني..
وتحركت البنتين لمنزلتيهم ..مساعد طبعا تحرك قبل جراح لجدام ومريم وراه وفاتن ورى جراح وكل شوي
توقف ..لن راسها كان يدور ..تمسكه بيدها واهي تمسح العرق المندي جبينها ..شهالتعب المفاجئ ..تحملت
وشوي شوي شدت على روحها عشان تمشي ..ليمن حست انها بتنهار ..ومالت على اليسار بدورة عنيفة
خلتها تفقد توازنها وترتجف رجليها وتقعد على الرض من غير حواس ..جراح انتبه لها من صوت الأأه اللي
ظهرت منها ..ومريم الثانية شافتهم من خلل التلفت اللي كل شوي تتلفته ..وعلى طول ركضت ناحيتهم..
مساعد حس لغيابها ...وشافها طايرة لعند البنت الطايحة ..وانصدم ..فاتن طايحة؟؟ ليش ..ومشى لكن مو
بالسرعة اللي تتوقعونها ..لنه من طبعه الهدوء ومشى بطريقة حازمة ولكن هادئة..
جراح اللي ركض لفاتن يوم قعدت على الرض وسندت جبينها على حافة سيارة واقفة ..مو قادرة توقف
الدورة عن راسها..
قعد وراها وهويمسكها من يديها وبخوف كبير :فتون حبيبتي شفيج؟؟ ليش قاعدة هني
فاتن بصوت واهن :ما ...ماقدرت ..اواصل ...راسي يدور..
وبطريقة حنونة حطت راسها على صدر اخوها واهي فاقدة كل قوتها بالحركة ..وهن كبير جاسها بذيج اللحظة
وقطت روحها في حظن اخوها اللي انشلت حركته من الثقل اللي انرمى عليه وتم قاعد مكانه..
مريم اللي وصلت والخوف ماكلها :علمها جراح شفيها؟؟) تكلم فاتن( علمج فاتن؟؟ حبيبتي شفيج..؟؟
فاتن بصوت خفيف :مادري ..تعبانة...
ووصل بذيج اللحظة مساعد..
مريم وقفت له والصيحة في صوتها :مساعد تكفى روح ييب لنا احد ياخذها داخل؟
مساعد :ليش شصار ..شفيها قاعدة..
جراح بخوف :ماتقدر اتحرك...تعبانة..
مساعد قلبه تضعضعت اركانه وهو يشوف فاتن على ذيج الحالة ..نايمة في حظن اخوها وحواجبها معقدة من
زود التعب ..والصفرة ماخذه كل لونها ال خدودها محمرين من الحر..
مساعد يكلم جراح :ما عليه اكلمها..
جراح :شوف..
مساعد توقل على الرض وهو ييشيل النظارات عن عيونه اللي انكشف الهتمام والخوف فيهم :فاتن..
فاتن...
ردت عليه بهمهمة من غير ما تفتح عيونها :همممم..
مساعد يتقرب اكثر :فاتن ..تسمعيني ..فجي عينج ..خليني اشوفهم..
فتحت فاتن عيونها على ويه مساعد اللي في ذيج اللحظة ..ما كان يشكل أي فزع او خوف عندها..
مساعد يبتسم :شاطرة ..زين تقدرين تواصلين للبوابة ..ول ننادي لج بويل جير..
فاتن هزت راسها ايجابا..
مساعد :شنو ويل جير ول تواصلين؟
فاتن بصوت ضعيف :أواصل...
مساعد :خير عيل يالله وريني) ...يكلم جراح( جراح سند يدها خلها تتوازن بوقفتها..
ووقف جراح وهو يرفع فاتن بخفة بيدينه وهي الحمد لله وقفت ..ويد جراح القوية من صوب ويد مريم من
الصوب الثاني اللي ماسكة يدها اقوى واقوى ..وحست روحها بتقدر انها تواصل ومساعد واقف جدامها...
ابتسمت لخوها اللي كان يطالعها بخوف وكأنها تطمنه ..ومن بعد اول خطوة غابت فاتن عن الوعي ومريم
صرخت صرخة خوف :فتووووووون...
جراح اللي سندها وهي تطيح طاح معاها على الرض ولكن حاول ان تكون الطيحة خفيفة...
مساعد الي كان ثابت وتحرك بسرعة مثل الطير وهو يمسك يدين فاتن اللي هوو في الجو ..تركهم بسرعة
وراح داخل المستشفى ينادي على احد اييبون سرير متحرك او وحدة طبية للباركات..
مريم وهي تبجي :يا ذا الصبح النحس عليج يا حبيبتي ..اسم الله عليج فتون ..اسم الله عليج..
جراح وهو على وشك يبجي :فتون حبيبتي شفيج..
فاتن كانت نايمة وهي تهز راسها بتعب ..شكلها اوتعت لكن مو قادرة اتحرك ول تتكلم ..وبلحظات والوحدة
الطبيه معاهم في الباركات ..حطوها على السرير المتحرك وبسرعة مشوا ودخلوها داخل المستشفى..
ومريم ويا جراح ومساعد وراهم...
دخلت فاتن بالطوارئ وظلو الثلثة ينتظرونها عند الستراحة وكل واحد منهم ياكله الخوف..
الطبيبة اللي عاينت فاتن كانت حنونة بدرجة انها خلت فاتن تبجي وتطلع اللي فيها..
وقعدت عندها الدكتورة :ها فاتن ...شخبارج الحين؟؟ تحسين بالدورة ..ول راحت؟
فاتن بصوت كئيب :مادري ..راسي ..راسي يالمني ..
الدكتورة تبتسم لها :ماله داعي للبجي ..انا بعطيج الحين ابرة وانتي ان شاء الله بتهدين ..هذا المغذي كاهو
يمج ..ل تسحبين يدج ول تكورينها عشان ل ينقطع ول تنغزج البرة ماشي؟؟
هزت فاتن راسها واالدكتورة تمسح عليه :هدي بالج وطوليه حبيبتي ..شوية تعب ودلع منج ..وال انتي بعافية
وخير ..ارتاحي شوي وانا اييج بعد دقايق..
من بعد هالكلمة غمضت فاتن عيونها اللي كانت مبللة بالدموع المتوترة والتعبانة ..غمضتها للظلم وللوحدة
في مكان بارد وغريب ..لكن ..اهي مو خايفة ..اهي تعبانة ..تبي تنام ...وبس..
طلعت الدكتورة من عندها وراحت عند جراح اللي فصخ الشماغ وظلت القحفية على راسه وهو ماسكه
بيدينه ..مساعد كان واقف يم جراح ومريم واقفة صوبه وهي تمسح على ويهها كل شوي واهي تبجي ..ما
تنلم ..اعز صديقة عندها طاحت جدام عيونها واهي المعروفة بالقوة ..فشنو اللي تقدر تسويه غير انها
تبجي ..
مساعد وهو يهدئ جراح :ل تحط في بالك وايد ..البنت تعبانة والحمد لله كاهي بتقوم بالسلمة جراح بصوت
كسير :بديت احس بتأنيب الضمير بسبب البعثة اللي احنا جابرينها تسافر لها..
ماصدق مساعد اللي يسمعه :شقاعد تقول؟؟ هذا مستقبلها ..وانت ماسويت شي غلط
جراح :بس اهي ما تبي تطلع بره وتسافر ...تبي تقعد هني بالكويت..
مساعد :هني ول هناك كله واحد ..اصل الجامعة بتاخذ معظم وقتها وما بتخليها تحس بالوحدة بس انت اهم
شي ما تستسلم ..هذا مصير اختك ومستقبلها اللي تتكلم عنه..
جراح اللي هز راسه وهو يحس بصحة كلم مساعد ما منع نفسه انه يتسائل في نفس الوقت عن سبب
هالهتمام من مساعد في سالفة فاتن ودراستها ..ما يدري ليش يحس انه يبي يبعدها عن الديرة باسرع وقت
وباي ثمن ..لكن ..اهو عنده حق ..ويمكن جريب بعد يصير له حق على فاتن..
*********
سماء اللي ما راحت مدرسة اليوم ..كعادتها باول يوم دراسي تفوت عليها اجمل اللحظات بحجة ان ماكو
احلى لحظات باول يوم ..الكل مستانس على شقاه والكل فرحان بل سبب ..اهي اولريدي ما عندها ربع يعني
لو راحت بتقعد ويا من؟؟ الطوفة.؟ خلها قاعدة هني احسن لها وللناس ما تبي تنكد عليهم..
سماء عمرها ما كانت شاطرة ول شاقة السما من العلمات ..بالعكس ..اهي كان كل شي فيها زين ال غبائها
الدراسي وتحصيلها العلمي الهابط ..لكن هذا ما هم ام مشعل ..لن اهم شي كان عندها اهو ولدها اللي الله
انعم عليه بنعمة الذكاء ..وهذا اللي في مخيلة سماء مخلي مشعل افضل منها ..وبالعكس هذا الشي ما
يضايقها احسن ..فكة من ويه امها ومن حنتها ورنتها وتحكمها اللي ما يخلص..
اللي كانت صج صج مشتاقة له سماء اهو ولد خاله فاتن ..من زمان ما شافته ..من اخر مرة يوم كان يراقبها
واهو داخل السيارة ..ومن بعدها ل شافت ل ظله ول خياله ..وين اختفى محد يدري ...أيــــه انا شعلي منه..
خله يروح محل ما يروح...
ويات في بالها فكرة خطيرة ..لو تروح بيت بو جراح الحين ..راح تلقي فتون؟؟ اكيد بتلقيها فتون ما عندها
مدرسة تنتظر السفر اللي بيكون بعد اسبوعين ...ويه يا حلها فتينة بتروح اميركا ..ان شاء الله عاد ما تمل
منها مثل ما مليت انا ...واتحمست البنت اكثر للفكرة وطارت من غرفتها الى بيت فاتن...
وعند العتبات دقت الجرس ووقفت تنتظر ...واللي فتحت الباب ما كانت فاتن ..ام جراح ..الي استقبلتها
بابتسامة عذبة وحلوة خلت سماء تشق الويه من البتسامة
وعم الصمت من بعد ذيج السوالف العابرة وسماء عيونها تلمس كل بقعة في البيت وتتفحصه ..البيت يبيله
شغل وايد وترتيب اكثر ..ياريت لو تقدر تسوي شي ..ياريت؟؟؟ اهي تقدر مو ما تقدر ..تقدر تنظف الغبار
وتقدر تمسح على الطاولت وتنظف ويا خالتها ..اهي بهالشي راح تقتل الملل والنتظار لفاتن وبنفس الوقت
تكسب الوقت في انها تتعلم شي زين
وبفرح ونشاط عجيبين فيها بدت سماء الشغلة ..واهي مستمتعة فيها بدرجة كبيرة..يمكن لنها اول مرة تنظف
شي او تساهم في جعل المور افضل ..واهي تنظف اتمنظر في الصور المنتشرة في البيت ..معظمهم ليهال
صغار ..طبعا بيت مثل بيت بو جراح يدخلونه ناس وايد ما يحطون صور بناتهم وهم كبار ..اصغار عشان الكل
يقدر يطالع ..وفي صورة لفاتن ولجراح ومناير اللي كانت صغيرة تقطع القلب من حلتها ..وفيها واحد اهي
تحس انه اهو ولد خالتهم ..كان واقف وهو حاط صبعينه في ثمه يوسعه بطريقة تبط الجبد ..ضحكت على
الصورة ومسحت عنها الغبار..
خالد اللي توه واصل عند البيت وهو لبس النظارة الجديدة وفرحان عليها من قلب لنها من اختياره وفريمها
)الطار( كان حلو ومناسب ..وعلى قولته كشيخ وفله ..دخل داخل البيت وهو يدور على خالته ويناديها..
سماء ما سمعته وهو ينادى ال يوم وصل عند البيت ووقفت في الصالة مكانها مستغربة وتنتظر تشوف اللي
ينادي..
ويوم دخل خالد اللي كان لبس دشداش انصدم من اللي شافه
كانت سماء واقفة واهي لبسة مريلة وفي يدها اليمين فوطة واليسار اللة اليدوية اللي تنظف الغبار ..وكان
منظرها يضحك ..ويهوس في نفس الوقت..
ال وام جراح اللي سمعت حسه طلعت له في الصالة..
ام جراح :عيب عليك تقول جذي ..يمه سماء ل تواخذين عليه..
سماء ظلت ساكتة لنها ما تحب تتكلم في حظوره ..مرة تكلمت ووكلها الخ ر ة اليوم ما تبي تعيد الشي مرة
ثانية..
خالد وهو يقعد على الكرسي وبعينه نظرة الشماتة والضحكة اللي مو قادر يحبسها :ايه تعالي الطاولة هني
مغبرة نظفيها..
ام جراح :يمه عيب..
خالد :ال بقول لج انتي جم تاخذين على الساعة لو لج اجرة محددة؟؟
خلص اهني خلص صبرها سماء وهي تعطي المنظفه لم جراح :خالتي انا بروح البيت بعدين لي صفا الجو بييج
خالد :شكله ما بيصفى ..خالتي تدرين النشرة الجوية شتقول ان جو الكويت وبالتحديد منطقتنا ما راح تنقشع
الغيوم ..البيضاء طبعا..
سماء وهي تضرب بريلها على الرض :.مع السلمة خالتي...
ام جراح :يمة سماء تعالي وين رايحة...
داعب السم مخيلة خالد ..سماء ..اسمها سماء ...شهالسم الغريب والعجيب ...صج انه اسم حلو ...اسم على
مسمى..
ام جراح وهي متلومة :زين جذي هييت البنت ..والله انك سود الويه
خالد :هههههههههههههههههههههههههههههههه
ام جراح :تضحك ..صج لي قالوو مصائب قوم عند قوم فوائد...
وراحت عنه المطبخ ..وبس اختفت الخالة نقز من مكانه على طول وسرع عشان يلحق ..سماء..
الثانية كانت تمشي واهي معصبة حيل على الموقف اللي صار ..هذا وانا الي حاسبه له حساب الوادم ..صج
لي قالو جليل حيا وذيل الجل....
ما كملت الفكرة في بالها لنها تسمع احد يناديها ..التفتت ..ال اهو ..الجل....
لحق عليها خالد وهو يناديها ويوم وقفت مشى لها بسرعة في وسط الشارع ..ووقف بعيد عنها بخطوات
واسعة ...وظلت اهي واقفة وعاقدة ذراعينها ..ومن غير ما تتكلم
خالد استغرب سكوتها يعرفها ام لسانين :بس اشوف انج عقلتي وتسنعتي ..الحمد لله انا والله معتبرج مثل
اختي الصغيرونة من جذي اعافرج واناحسج..
هذا اللي ناقص بعد ..يناكدني اوكية ..معيشني في قهر هم اوكية ..لكن توصل فيه المواصيل انه يخليني اخته
الصغيرة ..في بالها كلمة اخته ما كانت راكبة كلش ملش ..وانهد رباط لسانها
سماء :هي ..لو سمحت انا ما عندي ال اخو واحد ومكفيني وساد عيني بعد ..جان انت تبي خوات كاهم بنات
الدنيا خاوهم ..انا مالك شغل فيني ل ني اختك ول انت اخوي ..سامع..
انصدم خالد من كلمها لكن ضحك عليها :ههههههههههههههههه اذا مو اختي شنو ان شاء الله اصل كلنا من ابو
واحد وام وحدة
سماء :يا يا يا أي نوو ..ادم وحوا صح ...بس انا متبرية منك وما بيك تكون اخوي اوكية..
خالد اهني برطم :..الظاهر اني عطيتج ويه اكثر من اللزم ..يالله عن اذنج يا ...اختي..
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
راح عنها وهو يضحك عليها واهي من قهرها تضرب على الرض بريلها ..الكريه ..السبال الماصخ المايع..
اكررررهه ..ئال ايه ئال اختي ..مالت عليك ..بالخمس..
خالد اللي دخل البيت وهو يضحك ..وام جراح كانت في الصالة تكمل اللي بدته سما وكانت بتخلصه لوما
حضور خالد...
دخلت مريم الغرفة وشافت جراح قاعد عند السرير وهو ماسك يد فاتن ويلعب في صوابعها والثانيا نايمة على
جهة اخوها والمغذي في دمها والحجاب مايل شوي عن راسها..
راحت مريم صوبها بخفة وانتبه لها جراح وهي تعدل الشيلة على راس فاتن بطريقة انها ما تصحيها ول انها
تخنقها ..والثاني عيونه على هالملك اللي مسيطر على كل مشاعره مثل المالك..
ماتت مريم من كلمه وتخزبقت وصار ويهها بالوان اشارة المرور ..واااي قلبي بموت انا ما اليوم ..شكلي انا
بترقد يمج فتون بسبب اخوج ..يدري ان كلمه يسوي فيني شغل لكن ما يستحي ..فديت عمره هالجليل
حيا...
طلع من عندهم وخلى وراه الشماغ والعقال والطاقية ..ومن اختفى على طول مريم قعدت مكانه وتمت
تتلفت تتاكد انه اختفى تماما ..وجان ترفع الشماغ الحمر وهي تشمه المينونة ومستخفة على الريحة ..هذا
عطره مايغيره ..ريحته نفسها نفسها ..شلون اعرف؟ لني من يوم وعيت على هالدنيا وانا اشم هالريحة
منه ...أأأأأأه يا قلبي..
فاتن اللي صحت من يوم دخلت مريم لكن ما فتحت عيونها ويوم حست ان الجو فظى لهم فتحت عيونها
وشافت مريم المينونة تشم في الشماغ بطريقة شاعرية..
وتمت تفكر ...فاتن هذي الواحد لزم ما يقول لها شي لنها من تسمع شي خلص تطيح في دوامة ل بداية لها
ول نهاية من التفكير عن الشي ..اخوها يحبني؟؟ هذا يعرف ايحب؟؟اصل هذا فيه قلب عشان يحب؟؟ لو فيه
قلب جان ما سوى اللي سواه بهذيج الليلة معاي ومع مشعل ..بس . ..اهي لو تذكر معاملة مساعد كانت دايما
من افضل ما يكون معاها ..ال من شاف مشعل عند باب بيتهم ..وال اهو كان دايما اوكية معاها ومعاملته
مافيها شي ...بس اهي اللي بنت حواجز كراهية بينها وبينه من غير أي داعي او سبب ..بلى اكو سبب ..كفاية
انه يوقف بينها وبين مصيرها مع مشعل واهو الريال اللي مخطط انه يكون زوجها وشريك حياتها اللي ما تبيها
لو كانت معاه ...بس ...اهي ليش ما تبيه يكون زوجها؟؟؟ لنه مستبد ومسيطر وانا ماحب السيطرة ..اصل انا
ماحبه عشان افكر فيه بهذي الطريقة وزواجي منه امر مستبعد تماما ...اوووووووووه يا ذي الحالة...
كانت عاقدة حواجبها واهي تفكر ومريم اللي كانت مشغولة بالشماغ ..ال والدكتورة تدخل عليهم....
وتمت الدكتورة تفحص ضغطها ونبضها وهالمور اللزمة ...وكانت النتيجة الحمد لله سارة..
الدكتورة :زين ..احسن عن الصبح بوايد ...فاتن شوفي حبيبتي ..انتي لو تبين انا اقدر احيلج على دكتور
نفساني ممتاز هني عندنا بالمستشفى ..اهو اخصائي واستشاري ولاحسن منه ..تقعدين معاه باجي الوقت
ويحاجيج وتكلمينه وتفشين عن خاطرج معاه
مريم بدهشة :اتكلم دكتور نفساني؟؟ ليش انتي ينيتي فاتن؟؟؟
الدكتورة :ل يا حبيبتي الدكتور النفساني مو بس عشان الميانين ..ناس وايد عقال يروحون له ليمن تظيق
الدنيا عليهم ويبون احد يفهم في امورهم ويقدر يحلها لهم ..مع ان الحل الساسي يكون في يدهم
مريم :عيل ل تحطين بالج وما نبي هالدكتور لني انا احسن دختورة مو فتون؟؟
فاتن بابتسامة :أي نعم ..دكتورة انا عندي احسن من اطباء العالم كلهم باستثنائج ال وهي مريم..
مريم بفرح :فديتج يا نصي الثاني..
الدكتورة :ههههههههههههههه الله يخليكم لبعض ان شاء الله ...
فاتن :زين دكتورة متى اقدر اطلع من هني؟
الدكتورة :بس يخلص المصل روحي بس هاا فاتن ما وصيج ..نامي زين وكلي زين ومارسي رياضة لو تقدرين
وريحي اعصابج قد ما تقدرين ..وخلي اتكالج على رب العالمين وبتحسين بهذاك الوقت ان ما كو شي احسن
من التكال على رب العالمين لنه يحمل همومج وغمج وتوجهج له يثيبج عليه ..اهو منفعة من الصوبين..
ثواب ..وعافية...
فاتن بابتسامة راحة :ونعم بالله ...انا بحاول وان شاء الله اقدر
الدكتورة وهي تمسح على راسها :انا متاكدة انج راح تحاولين ..ويالله عاد ..خلي هالعيون الحلوة يرد لونها
ويرد جمالها..
فاتن والعبرة في خاطرها :ان شاء الله..
وبعد فترة صمت بين الثنتين مريم اللي بدت الكلم وفاتن كانت مسكرة عيونها..
فاتن وهي تفتح عيونهها ..وفي نفس اللحظة مساعد كان واقف عند الغرفة يتكلم مع الدكتورة...
فاتن :الدراسة هذي يا مريم صارت مصيري ..شي الناس حاطة كل آمالها عليه ..وانا بعد ..جزئيا او ...يمكن
كليا حاطة كل اآمالي على هالدراسة اللي راح ترسم مصيري ويا حياتي...
مريم بابتسامة حزينة :يعني خلص ..انا وانتي ..راح انتفارق؟؟
فاتن وهي ترفع نفسها وتشد على يد مريم اللي كانت بيدها :ما عاش اللي يقول هالكلم ..انا واتني روح وحدة
في جسدين .شلون تبينا نتفارق؟
مريم وهي تمسح دمعة سالت :ل بس ...احنا عمرنا ما تفارقنا مرة ..بس مرة يوم انا كنت في العمرة قبل
سنتين ..وبس..
فاتن بنبرة معارضه :هاااا؟؟ من قال ...اهي بس العمرة اللي انتي رحتيها ..يوم رحتي جدة السنة اللي فاتت..
ولبنان قبل ثلث سنوات؟؟ والسنة اللي فاتت يوم رحتي بعد البحرين؟
مريم :نعنبووووو غيرج مسويه لي مذكرات...
فاتن :هههههههههههههههههههههههههههههههه امزح معاج ...ههههههههههه
مريم :فتونة...
فاتن وهي تضحك :ههههههههههههه هاا...
مريم بخبث :ومساعد؟
اهني توقفت ضحكة فاتن بشكل مضحك خلى مريم تنقع من الضحك :هههههههههههههههههههههههههههه
عنبوووووووو زاد غيرك يا خوي كابوس ههههههههههههههههه
فاتن :عيب ..ل تقولين جذي على اخوج
مريم بصدمة وهي بعدها تضحك ومساعد الثاني اللي كان يتسمع كلمهم...
مريم :شعندها ..من امتى فتون؟
فاتن وهي تصد مكان ثاني :مهما كان هذا اخوج..
مريم بجدية :صج صج فاتن ..انتي مستعدة انج ...تتزوجينه...
بذعر كبير واجهت فاتن هالكلمة وبانتظار وتوتر كبير انتظر مساعد منها الكلمة واخيرا ...ياه الغيث...
فاتن :اللي الله كاتبه يا مريم بيصير ...والله ما يبي انه يظلم احد بشي ..انا ما بقدم على شي ...بخلي كل
اتكالي على الله ...هذا قدري واهو اللي رسمه..
مريم ل اراديا ارتاحت من كلمة فاتن لنها كانت بعض الشي ..يعني مو وايد شويه ..موافقة على الزواج من
مساعد...
مساعد من بعد كلم فاتن كان مثل الواحد اللي ينصب عليه ماي بارد من بعد نار حارقة ...مثل المجروح اللي
ينحط المرهم على جرحه ويبريه ..وتسند على جدار الغرفة وهو مرتاح نفسيا وهو مسكر عيونه ..ما ابالغ لو
اقول ان الدمعة كانت متجمعة في عينه ..وما احلى هالدمعة ..لول مرة تدمع عيون مساعد بالفرح...
بعد نص ساعة تحركو الناس ..ومريم اللي ظلت ويا فاتن ليمن ردت البيت ..طبعا مساعد اللي ظل واهي
بحكمها راكبة معاه ظلت معاهم ..مريم المسكينة فرحت وبس حاولت تخبي هالفرحة بكون فاتن زوجة
اخوها ..لن كل اخت ودها لو انها تكون ارفيجتها المفضلة اللي اهي واثقة منها ومن تصرفاتها انها تكون زوجة
لخوها ..بس فاتن اللي انصدمت من نفسها ومن رضوخها لهالشي ..يمكن اكثر سبب انها خلص ما تبي تعاني
اكثر ...بس اهي ما وافقت ..اهي قبلت بالواقع من بعد ما رفضته ..والحين اهي في طريج يا انها توافق على
الشي ..او انها ترفض..
جراح كان مرتاح لن فاتن كانت مرتاحة نفسيا اكثر وصحيا ..وتوعد على نفسه انه ما يفكها قبل ما تسافر
بيخلي عافيتها ترد لها مرة ثانية ...وهذا شي تحدي بالنسبة له اهو نفسه ...لن ما ظل شي وفاتن تسافر..
اسبوعين او ثلثة بالكثير واهي باميركا ..ويبيلها تشتري لنفسها اغراض وحاجات ..وفي هالرحلت المتعددة
راح يكون وياها خطوة بخطوة..
مريم الللي وصلت البيت ونفس الشي وقفها مساعد عشان ل تقول أي شي لمه ووين ما كانو ...ومريم طبعا
اللي توافقت افكارها مع اخوها ما قالت أي شي ودخلت البيت وقعدت مع امها اللي كانت معصبة لسبب ماا..
بس ما حاولت انها تظيق عليها وانسحبت لغرفتها بهدوء وظلت هناك قاعدة تفكر في المستقبل...
ااااه يا دنيا ..كانا كبرنا انا وفتون ..وتحتم علينا القدر اننا انتفارق ..اهي تروح الغرب وانا هني بالشرق ..اشهد
الشروق واهي تغرب عندها ..مادري ارسل لها حبي مع الشمس ...ول اشتياقي ويا القمر؟؟ اااه ..ما تعود
على فراقج يا خويتي الحبيبة ..اله يعيني على فراقج ...احبج فتون ..احبج....
وظلت تبجي الصديقة الحزينة على المستقبل اللي بدت بوادره بالحزن على قلبها ..لكن ..هذا الحزن راح
يكون الوحيد وال راح تكثر؟؟؟؟ من يدري يا مريم...
جراح اللي ما فارق اخته في كل المراحل وخطوة بخطوة يمشي معاها هالدرب اللي كان ثقيل عليها لو كانت
تأديه لحالها ..اهو اللي ما يخصه شي في هالموضوع ويحس بالتعب فما بالها فاتن اللي كل السالفة تتمحور
عليها..
خبروهم ان السفر راح يكون بتاريخ .. 10\1وما اقرب هالتاريخ ..وما اسرع مرور اليام ببال فاتن ..لكن اللي
ريحها ان اخوها راح يكون مسافر وياها باول اسبوع عشان تتعود على البيئة اللي هناك وكان عندها اوراق
كثيرة ومتعددة عشان تؤديها ..بس المشكلة اللي كانت تواجهم في الشخص الثالث اللي راح يكون من طرف
الشركة ..نجاة ما كانت تقدر تسافر لظروف حملها ول احد فاظي منهم عشان يرافقهم في هالرحلة ..ما ظل
يعني ال واحد ..هيهيهيهيووووو ..مساعد ما غيره ..بس للحين محد كلمه بهالموضوع اللي من يدري يمكن ما
يكون موافق عليه..
وقبل ل يردون البيت بهذاك اليوم قعدوا مع مساعد ويا نجاه ..عشان اخر التشطيبات على الجراءات..
مساعد كان ذايب بذيج النظرة اللي تحسسه بالذنب ..اهو اللي ما يحس في سوالف الشغل كان يتحسس من
نظرة فاتن ..شلون ارمي هالبنت في فكوك السود والشياطين في اميركا ..ما بتتحمل اسبوع واحد هناك..
وتناظرت العيون في بعض ..الحمد لله اول تشارك بالراء مع انها مو في محلها ..يعني هذا مو وقت إيكونون
متوافقين في شي مو في صالحهم
جراح اللي استغرب هالتوافق سأل :ليش زين؟؟ )وعيونه تتناقل بين الثنين(
مساعد :لن ..لن انا ..اسمع ..هذي فترة مزحومة علي وقضايا كثيرة انا استلمها..
نجاة :كل شي تحت السيطرة هني ول تنسى غسان بيرد بعد يومين وبيكون حاظر لك يسوي كل اشغالك.
مساعد :ل ابو زياد بيطلع اجازة وانا لزم اكون متواجد عنده..
نجاة :انا سكرتيرة ابو زياد وكل شي تحت السيطرة عندي ول ماكو ثقة..
احتار مساعد ..ما ظل احد : ..زين انتي ما تقدرين على كل شي..
ابتسمت نجاة :مساعد ...لو سمحت اسكت ..ويالله روح زهب اغراضك بتسافر
تظايقت فاتن من خاطر على هالخبر اللي ابد ما يسر ..ال يبط الجبد بس ما قدرت تتكلم او تقول شي فنزلت
عيونها في حظنها..
مساعد لحظ ظيقها ويمكن انقهر منه شوي ..لهذي الدرجة يعني ..قهرا لج يا فاتن :اوكية ..على بركة الله..
خلص يعني كل شي زهب وما ظلت ال الفحوصات ونتايجها نرسلها بالفاكس..
جراح :وباجر ان شاء الله تكون زاهبة
ابتسم مساعد هني ورفع حاجب يكلم فاتن :خلص عيل ما ظل شي ..يالله الحين اخليكم..
وطلع مساعد عنهم وفاتن اللي كان ودها لو تحط صبعها بعينه اللي تقهرها نظراتها ..صج انه يقهر ..اووووف..
وهم طالعين مرو على مكتب مساعد اللي كان مفتوح وهو مو موجود فيه ..وتحركو الى المصاعد وجراح اللي
كان يبين عليه التعب مفتح عيونه بالنص ويمشي ..وفاتن تمشي وراه او بالحرى ملزقة فيه ..هذا طبعها مع
اخوها او ابوها ليمن تمشي تلزق فيهم ..جنهم ال بيطيرون ..حتى ان الناس في المجمعات يوم كانت تمشي
وياه يظنونهم مخطوبين او شي من هالقبيل مو اخو واخته...
ويوم وصلو عند اللفت سمعو صوت ضحكه ناعمة لبنت ..وبانت الرؤية ..كانت بنت حلوة ل بل خلبة وأنيقة
واقفة مع مساعد عند المصاعد تسولف وتضحك ..والكثر انه اهو يضحك وياها بعد ..وقفتهم كانت عادية جدا
ال انها كانت من الثر انها تخلي فاتن تبتسم ابتسامة سخرية مع حاجب مرفوع يوم انها مرت صوبهم
غزلن اللي كانت ما تدري من اللي وراها انتبهت للشاب اللي دخل المصعد انه هذاك اللي اهي تشوفه
بالصدف ..رفيق رحلة المصعد على قولتها ..ويوم حست انه بيطير من يدها
غزلن :مسكو المصعد لو سمحتو )صدت لمساعد وبنبرة سريعة( يالله مساعد انا اخليك الحين..
مساعد :سلمي على الوالدة وزياد..
غزلن :يبلغ ان شاء الله..
ودخلت المصعد وتبعتها عيون مساعد الى عيون فاتن اللي كانت موجهة صوبه وكاننها تنتظر انتباهه ..وعطته
ذيج البتسامة الخبيثة والحاجب المرفوع اللي خله يفج عيونه من الغيض ..وما لحق ال والمصعد مسكر..
غزلن اللي اول ما دخلت كانت عيونها على جراح اللي كان موطيها وماسك زر الباب عشان ل يقفل ..ودخلت
ووقفت بينه وبين فاتن ..وهذا اللي قهر فاتن اكثر ...غزلن حست ان هذي الفرصة المواتية انها تكلمه ..تبي
تسمع صوته ..ما يصير جذي ما تنام الليل من زود ماتفكر فيه..
وسكت ..ما عطاها فرصة انها تطول اكثر ..لكن من على غزلن ..اللي تبيه تلقيه ..
وصلت للخر عند فاتن من مياعة هالبنت ..صج جليلة حيا ..شنو يصير لها عشان تتكلم وياه جذي ..من شوي
مساعد والحين جراح؟؟ ل ما بقى ال خالد..
ومن غير أي كلمة ثانية طلع من المصعد ووراه فاتن اللي كانت متغيظة على الخر ..صج لي قالو بنات جليلين
حياااا ..ويلي عليج يا مريم ..لكن هين يا جراحو
غزلن طلعت من المصعد واهي واقفة بحيرة ..من هذي البنت ..ما لحظتها ..ما ظنتها ويا جراح ..اهو دايما
ايي هني لحاله ..من وين هالبنت؟؟ ل يكون بس ..وفجت ثمها وغطته بيده :ل يكو ن بس خطيبته ...ول
حبيبته؟؟؟ يا ويل قلبي ..بموت ...شهالحظ يا غزلن...
وطلعت البنت مسرعة وراهم عشان ل يمشون ..وعند بوابة الشركة شافت سيارته اليوكن تتحرك بالطريج
نفسه اللي كان يتحرك فيه ..بس الشي الزين اهي تدل بيته ..وتعرف وين ايصير ..مو اهو ولد جيران بيت
خالتها ...خلص عيل مافي السالفة أي حسافة..
فاتن بغيض تهز ريلها في السيارة وجراح اللي حاس لها ساكت ومتحسف على هالجم كلمة اللي قالها للبنت..
الحين اكيد فتون بتوصل كل شي لمريم ..والثانية بعد انا ماقدر عليها ..بتحرقني بنظراتها سنة كاملة ..أي سنة
ان ما كان العمر كله ..زين انا مالي ذنب ..مو ذنبي اني حلو وجميل واجذب البنات ..ويييييييه خل جمالك
ينفعك الحين ..يوم الي بتشوهك فيه مريم ..وبدى اول خطوة في جس النبض ...نبض فاتن طبعا..
بل بل بل بل بل ...قال لها كلمتين ..وماصارو كلمتين ..ردت عليه بسيل من الكلم الفاضي اللي ماله معنى..
يعني هالكثر اهي معصبة..
جراح بنبرة هادئة :زين أنا شذنبي؟؟ انا مالي شغل ..ل تحطيني وياهم
فاتن :انت اوص ..اوص ول كلمة ..مابي اسمع حسك ..والله لو اني ماحبك ول اعزك ول احترمك ..جان سويت
لك العن من جذي ..وخبرت مريم عشان اهي اللي تتصرف معاك ..لكن ...ماقول ال ...مالت علي...
جراح :بتقولين لمريم شبتقولين لها؟؟؟ اني كلمت بنت في المصعد؟؟
فاتن مو مصدقة :يعني هذي قليلة
جراح يبتسم على سذاجة اخته :فاتن عادي اكلم البنت مافيها شي انا ل تحرشت فيها ول تجاسرت عليها كل
اللي سويته اني كلمتها وبس ..ترى انتي ابد ما تصلحين لميركا
فاتن :اميركا غير والكويت غير ..التخالط حرام ..لكن اقول لمن..
جراح :ليش عاد انا شسويت ..ياما حاجيت بنات في الجامعة والمعهد
فاتن :ومستانس على هالشي ..عموما مو انا اللي اصحي ظميرك ..انت حر في نفسك والله يهديك..
جراح :ههههههههههههههه والله حالة اللي يسمعج مقطع هدوم البنت ..عيب عليج والله حاطتني في منصة
التهام وتغززين عيني بصبعج تتهميني ..انا اخوج حياتج على قولتج ..تقولين لي جذي فتون؟؟ هزلت والله..
فاتن :أي أي هذا انت شاطر بهالحجي ..انا ما عندي كلم معاك ..واسكت عني طول الدرب..
جراح وهو يبتسم بخبث لفاتن :ازين انتي ليش معصبة صج صج؟؟ لني انا كلمتها ول) ....يطالعها( لنها كلمت
مساعد قبلي وبعدين انا؟؟
بكل عنف صدت له ..تناظره من غير تصديق ..اهو متأكد من اللي قاله ..عيونه كانت تبين انه متأكد ..والجدية
ملمح من ملمحه ..وما قدرت ترد عليه لنها ما تقدر تسيطر على نفسها ..شقصده بهالكلم انها تغار على
مساعد؟؟؟ تغار عليه؟؟ هذا لو يختفي من هالدنيا انا اقلبها كرنفال احتفال دائم ل ينتهي ..يبيني الحين على
اخر عمري اغار عليه ..من زينه ومن حله؟؟ وال من حبي له ..والله انا مادري اضحك ول ابجي بسبب اخوي..
وفضلت فاتن السكوت طول الدرب وما كانت تدري ان سكوتها كان علمة الرضا عند اخوها اللي ابتسم
لهالشي ..خلص عيل ..الخطوة الثانية من وصايا ابوه جريب يتنفذ ..ان ما كان هالسنة راح يكون السنة
الياية..
ويوم وصلو البيت فاتن طلعت قبله وبسرعة مثل الريح دخلت البيت واهي معصبة ..توها بتركب الدري لغرفتها
وتذكرت امها اللي تنتظرهم يمكن من الصبح ..فمرت عليها المطبخ
ابتسمت فاتن لمها موافقة على كلمها ..صج ..ياحلوها سمْاء ..ويا حلو نسبها من ..مشعل ..وبس اختفت الم
صدت فاتن لسماء بلهفة تبي تسالها ال الثانية تجاوبها
فاتن ابتسمت واستلمت المهمة بكل حب وتمت توريها شلون يقطعونه ..وانتبهت لشي سماء قاعدة في البيت
والساعة توها 12؟؟؟
هزت فاتن راسها واهي متعجبة من حال هالبنت اللي كارهة الدراسة ..اهي مو كارهتها اهي كل شي تسويه
بالعناد ..تبي تقهر امها وتعصبها لنها مو ماعطتها الهتمام الكافي ..مسكينة يا سماء ..ضحية المجتمع الراقي
انتي ..بس مشعل شلون مخليج جذي ما يهتم فيج كفاية؟؟؟
**********
طاف الوقت بسرعة وكاهم اخوانها وصلو البيت ..والغدى زاهب وكل شي تمام ما بقى ال ينجبونه ..وسماء
كانت معاهم طبعا ..ومستمتعة بالجو العائلي الصخب بينهم ..عبد العزيز ومناير وارفيجتها سماهر واختها
الصغيرة بشاير كلهم عندهم ..وفاتن وجراح ..والقعدة ول احلى ..
ال بهذيج اللحظة اللي اندق فيها الباب ..وراحت فاتن تفتحه وردت داخل المطبخ ووراها خالد ..اهني سماء ما
استحملت فكرة انها تكون متواجدة معاه في نفس الوقت..
اما خالد اللي كان شكله عادي ومتململ وكأنه متظايق .ويوم شافها طار هالظيج كله والملل ..وبدت ملمح
الستمتاع تعلو ويهه وتكسيه ..واخيرا اكو برنامج يشغل نفسه فيه عن التحسف على فاتن..
ام جراح :يالله كاهو خالد وصل زهبو السفرة ليمن انجب لكم...
وعلى الغدى سماء قعدت بين فاتن وعبد العزيز وجراح وخالد كانو مجابلينها تحت ام جراح ..اول مرة تاكل
على الرض ولكن كانت االقعدة وايد حلوة ..الكل متنوع وتقليدي واطباق متنوعة لكل واحد ..وشافت ان
عادات الكل بيناتهم متشابهة تقريبا ..كلهم كانو ساكتين باستثناء ثلثة ..مناير وسماهر وعبد العزيز ..دومهم
يتنقرشون في بعض ويتناجرون على اقل الشياء وام جراح تسكت فيهم وحتى جراح ..كان لباس فيه ..عادي
ويتصرف تقريبا مثل مشعل ال ويا فاتن ..كان مزيد حنيته حبتين ..مثل يجدم لها الكل ول انه يصب لها عصير
ول يوصل لها السلطة ..يعني حركات اخو يعز اخته ..وانا المسكينة حتى اخو يعزني ما عندي ..يوم صار..
اختفى وراح ..الله يعينني..
اما خالد فكانت عيونه على فاتن اكثر من سماء على عكس ما كان يتوقع ..ونظرات اللوم في عيونه مو قادر
يخبيها ..يحس انه يتقطع من داخله وهو يعرف بانها خلص راح تروح عنهم وتبتعد ..يحس ان البيت خالي حتى
بوجودها ..اااه يا الدنيا ..ليتنا ما نتفارق يا فاتن ونظل هذيل العيال اللي ما يخفون ول يركدون..
وانتبه الى سماء اللي كانت تاكل بيدها اليسار ..اهي تستعمل يدها اليسار وباين ان حتى في الكل تاكل
باليسار ...وهذي نقطة يقدر يتحرش بها فيها..
التفتت سماء وفاتن بننفس الوقت ..ولحظت فاتن ان سماء كانت تاكل بيدها اليسار..
جراح وفاتن ضحكو في داخلهم بسبب غشمره سماء على خالد اللي انصدم من كلمتها ومن قرفها منه اكثر
شي ..ايا ال...
وكلت بيدها اليسار مرة ثانية ..ولحظت انه عصب ..ورفعت اليسار ومدت اليمين ..ورفعتها واهي تاكل
بطريقة تضحك الواحد والكل كان خاطره لو ينفجر من الضحك لكن احترموا موقف البنت انها ما كلت باليمين
غير هالمرة..
-------
في اليوم الثاني خبر مساعد أهل بيتهم بسرفته الى اميركا مع جراح وفاتن ..ومريم الي من سمعت خبر
السفر تنقعت بدارها ل تطلع ول تخلي احد يدخل ول تاكل ول تشرب ال القليل ..ميتة من البجي ومن الحزن..
ومن بمكانتها ما يبيجي وهو يشوف اعز حبايبها واقرب الناس لها ارفيجتها الغالية تسافر) ...ايا على ارفيجتي
اللي بالكويت ...احبج ف(..
من لها من بعد فاتن؟ من راح ترافج ومن راح تماشي ول من راح تقول له كل اللي بخاطرها وكل اللي يجيش
بصدرها ولمن راح تبث مشاعر حبها وغرامها الى جراح؟ مالها ال الصمت القاتل اللي راح يخلص عليها ..مالها
ال انها تكتم احزانها وافراحها الى يوم ترد فاتن ..هذا احسن حل ..لنها مستحيل اتييب احد مكان فاتن في
قلبها واسرارها دفينة وعميقة ما تنقال لحد غير فاتن ..ااااه عليج يا ارفيجتي العزيزة..
ام مساعد طبعا سوت حفلة لكن محد اعتبر لها وسكتو عنها وخلوها تقول اللي بخاطرها فيه ..طبعا لتعليمات
مساعد ..لؤي ما صدق هالخبر ..شلون جراح يسافر وهو ما يدري؟؟ وين العشرة ووين الخوة ..طبعا الخوة
في باله ما طلعت ال يوم سافر جراح عشان يسافر معاه ..لكن هذا كله كان غشمرة ..راح يفتقد جراح االلي
بيسافر لمدة اسبوع واحد وبيرد من بعده..
على مساعد الوقت كان ظيج ولزم يتحرك باسرع من جذي ..لزم الليلة يشيل ابوه واخوه ويروح ويتقدم
لفاتن ..ما عنده أي استعداد انه يتاخر اكثر ..عشان مرة وحدة ياخذ اجازته السنوية ويظل مع فاتن هناك لمدة
بسيطة لمن تتعود على الجو ومن بعدها يرد الكويت ..قلبه مو طايعة على هالشي ...لكن هذا هو الحال..
وفاتن محتاجة الى العزلة عشان تتأقلم على الوضع لنفسها ..وتعمل الشياء لنفسها ..ما تعتمد على احد
وتقوي نفسها بنفسها ..ثقته كانت كبيرة فيها وبقدرتها..
بالليل في ديوانية بيتهم وزوج اخته فيصل كان متواجد بعد ..حس مساعد ان هذا الوقت المناسب في انه
ييتكلم بالموضوع مع أبوه
مساعد :يبا...
بو مساعد :سم يا وليدي؟
مساعد :سم الله عدوك ..يبا انا خلص ..قررت اني اكمل نص ديني وا ..اخطب..
بو مساعد بابتسامة :والله خوش خبر يا وليدي ..انا ما عندي مانع ول أي اعتراض ..بس امك قلت لها انت؟؟
مساعد :يبا انا ما ابي امي اللي تختار لي ..انا اخترت وخلص
بو مساعد اللي كان يثق في ولده بعمى :خلص عيل يا وليدي دامك اخترت ..ماله داعي زود الكلم..
مساعد بابتسامة :انت اصبر شوي خلني اقول لك من اهي بالول
بو مساعد :يا وليدي انت ريال كبير وفاهم وعاجل وعارف لمصلحتك..
مساعد باستسلم :خلص عيل ..توكلنا على الله
لؤي :لحظه لحظه انا قول لي من اهي العروس!!
فيصل يضحك بخفة ومساعد يرد باستغراب :وانت شكو؟؟ ابوي الحين اللي اهو ابوي ما يبي يعرف انت شكو؟
لؤي بتعجب :افا يا مساعد انا اخوك الصغير الحباب ..قول لي عشان اعرف من اهي مرتك اللي بتطبخ لي ول
بتغسل لي هدومي
مساعد :يبا رد عليه انا مافيني على خباله
بو مساعد يتكلم وفيصل ميت من الضحك بس بهدوء :انت ما تقول لي حرمة اخوك خدامة لك تغسل هدومك
ل وتطبخ لك
لؤي :طالع هذا مو اهي بتيي مكان نورو ..خلص..
فيصل :ليش نورة كانت تطبخ لك؟
لؤي :هذي مافيها خير مرتك) ..يبتسم بفرح( الله يخلي ام لؤي ..بتسوي كل شي ..مو مساعد؟
مساعد :بعد سميتها على اسمك ..الحمد لله والشكر يا الله اني ل اشكي اليك وانما اطلب منك القضاء..
لؤي :القضاء علي؟؟ مو مشكلة ..حلو وبارد منك..
بعد ما راح فيصل لبيتهم دخل مساعد واخوه وابوه الى البيت ..والحمد لله كانو في الصالة قاعدين
ينتظرونهم ..امه طبعا ما تحط عينها بعينه يازعم معصبة وزعلنه ..ومساعد اختار قربها عشان يغثها وينغز
عليها ..واهي ابد مو ماعطته ويه..
مساعد اللي تحسس من كلمة امه لكن مو اهو اللي يزعل ويبرطم منها ..هذي امه اللي خابزها وعاينها..
تقول لكنها ما تقصد...
وراح مساعد عنهم وهو يمشي ..وصل لدار مريم اللي كانت قافلة الباب...
طق على الباب بخفة
مريم تطلع من الحمام وهي تنشف شعرها وطبعا ما سمعت أي شي من هدو ء طق اخوها..
انتفضت مريم وراحت تفج الباب بسرعة :خير مساعد ...فيك شي؟
مساعد :الخير بويهج بس علمج صاكة الباب؟؟ فيج شي؟؟
مريم :ل مافيني شي..
مساعد ياشر على عينها بيده :شفيها عينج؟؟؟ متورمة جنج تبجين؟
مريم بحزن :ل بس متظايقه شوي..
بابتسامة تريح القلب :تبجين على فاتن؟
مريم سكتت ولمعت عيونها بالدموع من جديد ولا سالت بعد :تتشمت فيني؟؟
مساعد بطل الباب ولم اخته بكل حنان :افا عليج مو انا مساعد اللي يموت فيج يتشمت ..بس انتي يا حياتي ل
تسوين في روحج جذي ..انا اقوى الموت ول اقوى دمعج
مريم استعجبت من كلم اخوها لكن الوضعية كانت مريحة وظلت بحظنه تبجي بهدوء ولكن براحة..
مساعد يبعدها شوي :يالله الحين ..شرايج تنزلين تحت و تسمعين الخبر اللي بيزفه اخوج..
مريم :مابي ..امي بتقعد تتنقرش فيني وانا مالي خلق..
مساعد :عيب مريم..
مريم بحيا :اسفة بس ..مو وقتهها هذا..
مساعد يبتسم :زين ما تبين تفرحين لي يعني؟
مريم ترتد لورى :ادري الخبر اللي بتزفه ..ما يحتاج اكون موجودة عشان اسمعه
مساعد :وادري انج رافضة وموقفج من موقف ارفيجتج بس بعد ..انا ما لومج..
مريم اندهشت من خاطر لكن هذي كانت الفرصة انها تعرف :عيل ليش ؟
مساعد يهز راسه ويبتسم :انتي بعدج صغيرة ..لو كبرتي وتوسع تفكيرج اكثر ..بتعرفين ..مع اني تمنيتج انج
تكونين اكبر من جذي بس .ما هو عليج انتي ملمي..
مريم بمرح بسيط :هذي صارت اغنيه
مساعد :ههههههههههههههههههههه ..يالله ..تنزلين ول بتخليني انزل لحالي..
مريم :ما عاش ..دقايق بس الم شعري..
الثلثه فجو حلوجهم مو مصدقين اللي يشوفونه ويسمعونه ..هذا مساعد ول احد ثاني؟؟ ل ويسبهم؟؟
ام مساعد :انت اكيد غير ..انت ريحة الغالي ابوك ..لكن انت قاهرني بهالختيار يا ولدي
بو مساعد :يا سارة بدل ما تعصبين على ولدج لزم توقفين له وتشدين ظهره ..بنت الياسي ماكو اعدل منها..
تراج انتي اللي مربيتها وفاهمة لها وعارفتها مثلها مثل بناتج ..اليوم ياج الوقت وقلتي البنت مو خوش اختيار
ام مساعد بنبرة وقورة ..لن زوجها الي يتكلم مو احد ثاني :يابو مساعد البنت ما عليها خلف لكن ليش البعيد
والقريب اولى..
مساعد تسند وهو يسحب نفس بقهر ..وبو مساعد ماقصر في امهم يوم سمع اللي قالته
بو مساعد باشمئزاز :منو القريب.؟؟ بنت اختج منى؟؟؟ هذي اولى؟؟ اولى بشو؟؟ اهي ل تبي ولدج ول هم
يحزنون ..تذكرين قبل يوم قلتي لهم بسبيل المزحة وشسو لج ..ال احنا مو من قد المقام وال احنا ما نستاهل
بنتهم ..شوفي بنتهم اللي كانو حاطينها ماسة العرش شسوت فيهم ..يايين اليوم يبيعونها علينا واحنا اللي ما
نبيها ..ليش ولدنا ان شاء الله ناقص ول فيه عوق ..كامل والكامل الله وريال ل يعلى عليه ..واذا انتي موافقة
تراني انا مو موافق..
مساعد بصوت واطي :عاش ابوي..
ابو مساعد :اسكت انت ..بنت اختج ماقول عنها الشين لكن ماهي عاجل ..لو عاجل جان ما تطلقت من خيرة
الرياييل ول مرتين بعد ..سارة ..صلي على نبيج واستغفري ربج ..وباجر لبسي عباتج وشيلي بناتج وروحي
خطبي لولدج احسن البنات ..والله ويات خلف عالية ..صج ان ربك يمهل وما يهمل..
اهني تغرقت عيون مساعد بالدمع ..مجرد يسمع اسم عالية من احد خلص تتهدم كل اركان الهدوء في
قلبه ...يا ترى راح تقدر فاتن انها تكون مثل عالية في قلبه او اكثر؟؟ يا ترى راح تقدر تهز عرش عالية في
قلبي وتستحله وتخليه لها اهي ما احد غيرها؟؟ ماظن..
وعلى الضحك انجرت ام مساعد بعد على الضحك وياهم ..وضحكتها هذي كانت الشارة انها رضخت لفكرة ان
ولدها يبي يتزوج البنت اللي اهي الوحيدة تحس انها ما تناسبه ..بس ما كانت فرحتها بالشكل المتوقع ..كانت
تحن على زواج مساعد اكثر من أي احد في هالبيت ..وردت فعلها كانت طبيعية جدا ..وعادية جدا ...محد
يدري ..شنو راح تكون مشاعرها مع اليام ..تجاه مسألة فاتن وزواجها من ولدها الحبيب..؟؟
***********
اليوم الثلثاء ..اليوم الرابع على تواجد مشعل في الشاليه ..الجامعة بدت واهو مواظب لكن من غير أي حس..
ما يدري بالي وراه ول اللي جدامه ..الهم والحزن كاسح كل شي فيه ومحطم نفسيته اللي طول عمره كانت
مهشمة ..اخر موقف صار مع فاتن تركه محطم ..والشخص اللي حقره جدامها خله يحس بمدى صغر حجمه
وتفاهه مشاعره تجاه فاتن مع العلم انها كبيرة وعظيمة ..شلون قدر يحطمني بكلمات ..يمكن ما تجاوزت
العشر من العدد..واثرها كان بليغ؟؟ من اهو؟؟ وشنو علقته بفاتن واهلها..كان موقفه حازم كانه ..كانه؟؟؟
مادري مادري يا ربي ..بس خايف من هالشخص اللي مادري من وين طلع لي..
وانت لي متى بتم خايف يا مشعل؟؟ لي متى بتم جبان جذي وموقفك ضعيف تبي كل شي يكون جاهز ومرتب
ومصفوف والكل ينتظرك وانت تتحرك ببطء ..البنت ما بتوقف لك ..ول بتنطرك لو انت حبيت النتظار ..بتطير
من يدك وانت بتم قاعد تناظرها شلون تطير..
شلون يا ربي ..؟؟؟ ابي حل ..انا ادري اني مو قد مسؤولية ول زواج ول ارتباط ..وحتى هلي ..امي بالخص !!
اللي راح توقف في ويهي مثل الجدار المنيع ..وتمنع زواجي من فاتن لو كان هذا اخر شي تسويه في حياتها..
وقف عند البحر وهو يتنسم والهوا ما يدخل حتى لقرب نقطة ...و حس بالوحدة الكبيرة ..اهو يا هني لغرض
انه يقدر يفكر بهدوء ويبتعد عن الذنب وتأنيب الضمير ..لكن ..اهو هني بعيد ما يدري شقاعد يصير هناك..
انقطعت اخبارهم كلهم ..جراح اكثر من مرة اتصل فيه وهو من زود ما احساسه بالذنب ما رد عليه ..وسماء
اللي في اليوم فوق العشر مرات تتصل ما يرد ال عليها مرتين ..وما يطول بعد..
الظاهر ان الوقت صار انه يرد البيت ..مو اليوم ..باجر ان شاء الله ..تهدى نفسيته ويصير الشي منسي مع ان
الشي مستحيل نسيانه ..محفور في تعرجات الشارع اللي بين بيتهم وبيته ..في ويه فاتن وفي ويه هذاك
الريال ..تتمسك فيه قضبان بوابه بيت فاتن الصدئة ..والهم ..نسمة الهوا اللي حملته من مكان لمكان..
الله يعين قلبك يا مشعل ..يا ترى ردتك هذي خير لك ول ...شر! ..؟!؟!؟!؟!
******
مساعد اللي ما قدر انه يقعد اكثر من غير ما يتكلم مع جراح عن هالموضوع ..اهو مر عليه قبل يومين في
المكتب لكن ما حب انه يفاتحه لن فاتن كانت معاه بعد بس في مكتب نجاة ..وما حب انه يزف لها الخبر في
نفس الوقت ..اهي يبيها تكون اخر من يعرف عشان الناس اللي حولها يعدونها للوضع بطريقة صحيحة ..ونورة
ومريم ما راح يقصرون ابد..
في قلبه كان خايف ان فاتن تمرض ول يصيبها شي ..اهي ما راح ترفض ..يعرف هالشي اكثر من غيره ..لنها
ولو كانت في سن غبي ولها غلطاتها اهي تعرف الصح والغلط وتفهم لهم بنفس ما يفهم الكبير ..وتعرف ان
النتظار على حب ..او نزوة هذاك السخيف مضيعة للوقت واهدار لكرامتها وعزة نفسها ..بس الخوف انها
تمرض وتتعب نفسيتها لن مهما كان يبقى الموضوع مستحل اكبر مساحة من اهتماماتها ..ويمكن يكون
مركزها ان ما كان يبالغ ..بس ..اهي لزم ترضخ لواقع انها لي ..مو له ..لي انا وبس..
وكاهو عند باب بيتهم ..توه واصل ..يبي يتكلم في الموضوع مع جراح ومع ام جراح بنفس الوقت ..صحيح ان
الوضع مو تقليدي ..بالعادة ام الريال اهي اللي تيي لم البنت تكلمها في الموضوع ..بس ..اهو يبي اول شي
يضمن فاتن عشان يخلي هله يتقدمون رسميا ..مو سالفة تحدي للتقاليد بس ..حفظ لكرامة هله واهل فاتن..
وكاهو جراح يتقدم ناحيته بابتسامة مريحة على طول خلت شفاة مساعد ترسم ابتسامة بالمثل..
جراح :يا حيا الله من يانا ..حياك مساعد ليش واقف عند الباب..
مساعد :الله يحيك...
وسرع جراح يولع الديوانية ومساعد وراه ..كان لبس دشداشه بيضا ورافع الكمام وشعره الناعم اطول عن
طوله العادي ..بس اهو كان في حاله بعيدة جدا عن الهتمام في مظهره ..بس الي كان من صج مستهم منه
اهو الشيب البيض الخفيف اللي غزى مقدمة راسه ..بس ..يالله الشيب وقار ماهو عار..
جراح :ولو اني زعلن عليك ليش انت ماخبرتني قبل اكثر عشان ازهب لك الدار..
مساعد :انا بالعمد ييتك من غير موعد عشان اني ماحب الترتيبات ول القدوع ..لن الموضوع اللي انا يايك
بخصوصه اهم من هالترتيبات والعادات ..ولنه ما يتحمل اني اقدع ومن بعدها اتكلم..
جراح :ل عادي حياك الله باي وقت عزيز وغالي..
مساعد بابتسامة ولكن يدينه كانو يرتجفون :الله يخليك ..ال ..ما خبرت الوالدة بجيتي؟
جراح :ل بلى خبرتها ..الحين اهي في جية..
وبالفعل ,اندق الباب االمفتوح على الزراعة اللي في البيت ..وكانت اهي ام جراح اللي استقبلها ولدها
بابتسامة عريضة ..واهي كانت تبتسم لكن مو بمثل ابتسامة جراح ..لنها تركت البيت وفاتن واقفة بنص
الصالة ونظرات الخوف والرعب تكسيها من راسها لي ريلها ..البنت حاسة ان اكو شي يصير ..وشي جايد
بعد..
قعدت ام جراح بعد السلمات مع مساعد ..ونفس الكلم اللي قاله جراح قالته
ام جراح :يمة عاد جان خبرتنا بييتك نزهب لك شي ول شيات ..فشيله جذي..
مساعد :الجايات اكثر خالتي ..بس انا اليوم يايج في موضوع ..واظن انج انتي وجراح عارفينه ..يمكن حتى
فاتن تعرفه..
مررت ام جراح نظرها الخايف الى ولدها تبث شويه من مشاعرها الذعرة :أي ...نعرفه..
مساعد :انا ل يايكم استعيلكم عشان شي ..تعرفين السفر قرب ..وانا مالي خاطر انها تسافر جذي بل احد ول
سند ..قلت اهي لو سافرت بسافر معاها ..طبعا بعد الملجة ..واكون معاها لفترة ليمن ترسى على بر ..وبعدها
ارد الكويت وانا مطمن ..ولو اني ماطمن ول أآمن ..بس ..شنسوي؟؟
ام جراح :يا وليدي مادري شقول لك ..بس ...احنا للحين ما شاورناها ..واهي كانت مريضة باخر اليام فلذا..
السالفة بتطول شوي..
مساعد :مو مشكلة خالتي ترى كل اللي قلته لج تخطيطات بسيطة ومسهلة
ام جراح :أي يمة بالعكس اللي قلته صح وانسب شي ..بس ..بعد البنت لزم نسألها ..ونعرف شنو رايها..
مساعد كان حاس بظيييج كبير والتوتر حارق كل اعصابه ..ما يدري من وين ياب هالبرود وهالتجلد :..ماعليه
خالتي ..اهي طرف مهم في هالموضوع ..بس انا ييتكم اليوم عشان اطرح عليكم هالفكرة ..وما ادري ..اذا
توافقون عليه ول لء..
ظلو الثلثة ساكتين من بعد ما خلص كلم مساعد ..يمكن كلهم كانو متوترين بسبب هالموضوع ..فاتن ما بينت
ل موافقة ول معارضة على الموضوع ..يعني ما رست ول رستهم معاها على بر ..اهي صج هادئة وحالتها
الصحية في تحسن وما يبين عليها الهم ..بس النظرات والمظهر اللي بدت عليه يوم عرفت ان مساعد ياي
يكلم امها واخوها رجع كل الخوف وكل الرعب يدب فيها وفي اوصالها..
كانت في الصالة الي حكت ارضيتها وهي تروح وتيي ..قلبها حاير ومخها داير ما تدري شتسوي ..اهي صج
حاطة اتكالها على رب العالمين ومسلمة مصيرها له ..بس بعد ..الشي اكبر منها ..الرفض على طرف لسانها
لكن ...ما تقدر تتكلم ...تخاف انه يهددها ويفرض الشي عليها ..واهي بصراحة ما بتسكت عنه ويمكن تتطاول
عليه بجم كلمة..
يا عجب تأثير هالنسان فيني ..يطلع الي مخفي واللي عمري ما حسيته يتواجد بي ..اكرهه ..ليش ما يفهم
هالشي ..نظراتي وتحركاتي واحساساتي اللي اوجهها له ..ما يحس بها؟؟ انسان هذا ول جماد ..اكيد جماد..
عيل اكو انسان في هالدنيا ما تغيرت نظرته ال مرتين ..يوم اللي صرخت عليه ..ويوم اللي وصلني بالسيارة..
لزم يفهم انها ما تبيه ..ما تبيه ..وتمت تتلعث بكل شي ..تمسك الستارة واهي ملت من النظر .تنتظر امها
واخوها ليمن اييوون لكن ما تبي تسالهم ..في قلبها شوق انها تسمعه شنو يقول لهم ..تبي تعرف شنو قاعد
ايصير امبينهم ..ياربي يا حبيبي ..انصفني ..انصفني بقدري يا ربي..
وفاتن على هالدعاء دخلت امها من الباب وهي تفج الشيلة عن راسها ..وانتبهت لها واقفة بنص الصالة وكانها
كانت تنتظر ..ابتسمت لها الم وراحت عنها داخل المطبخ ..تعجبت فاتن من حركة امها؟؟ شمعنى دخولها
للمطبخ جذي؟؟ وراحت وراها...
كان اللم النابع في صوت الم ..وكلماتها الحزينة مثل الصفعات المتكررة لفاتن ..مو لنها كانت غلط ..
بالعكس ..اهي ظنت مثل ما قالت لها امها ..بس ..ما قدرت تترجمها ال يوم يات امها وقالت لها هالكلم..
شكثر دنى مستوى تفكيرها بأهلها ..شكثر اهي قاسية معاهم وشكثر مواقف خلتها تطيح من عينهم واهم..
ابد ..ما حركو لها ساكن ..لعاقبوها ول ناقشوها ول سوو لها شي ..وان صابها شي طقوا الصدر حامي عليها
والراح تصفع الراح من الخوف عليها ..واهي...
راحت امها عنها فوق واهي ظلت بالصالة وعيونها مفتوحه من غير تصديق على اللي اهي تسويه ..كل
هالقساوة وكل هالظلم وكل هالنفور من أهلها ..كل ما عندها في هالدنيا ..علشان كونها تحب انسان ثاني..
هالكثر مشاعرها مهمة وثمينة ..اكثر من أهلها ..اهم شنو ذنبهم يوم اني احب من وراهم ..وشنو ذنبهم يوم
اني معلقة روحي في واحد ...بعد موقف واحد راح وتخلى وغاب ..حتى السؤال ما يسأل ..أي حب هذا؟؟ انا
الحب لي ..اهو خوف جراح علي ومتابعته لي اول باول ..اهو اللي كان عايش حياته ما عليه من احد ..تخلى
عن حريته الشخصية ومتعه عشاننا ..ول امي ..اللي مغطية كل احزانها وتتجرع الهم ورى بعضه ..ول تشكي
ول تحجي لحد ..وانا؟؟؟ انا شنو دوري من بين هالناس؟؟؟ شنو موقفي؟؟؟ العداء.؟؟ النرفزة؟؟؟ التشكيك
في نوايا اهلي تجاهي...؟؟؟
غطت ويهها بصدمة كبيرة ...صدمة الصحوة على الواقع المؤلم اللي اهي آلت اليه ..صدمة انها وصلت
لمرحلة انها تتعارض مع اهلها على امنيات ..تافهة وسخيفة بالمقابل لفرحة اهلها ..ماهي تضحية عشانهم ول
هو الواجب ..هذا المقابل ..لطيبتهم ولحبهم لي وولئهم ووقفتهم معاي ..انا لو أحارب هلي عشانك يا مشعل..
هل انت راح تقدر تحارب هلك عشاني بيوم من اليام؟؟؟ هل راح تقدم تضحيات مثل تضحياتي ..انت عندك
بس مستواك العائلي. ..انا عندي امي واخواني واختي ..وولد خالتي وارفيجتي ...حتى مساعد نفسه ..ولو انه
ماله مكانة في حياتي..
لكن يا فاتن ..هل معناته المقابل انج ترمين نفسج في علقة انتي ما خططتي لها ول وقع اختيارج على
الشخص اللي بيدخل فيها معاج؟؟؟
ل ...طبعا ل ...انا مساعد ماعرفه ..ماعرف اهو من وين ول شنو طبعه ول من وين ياي!!
يعني مشعل اللي تعرفين اهو من وين؟؟ مادري ..مادري ..اللي اعرفه ان مشعل كان معاي لمدة سبع
سنوات ..سبع سنوات وهو في مخيلتي ايعيش فيها وفي احلمي وامنياتي وامالي العريضة اللي رسمتها
بسقف داري ..
لكن ..الحلم ما تجيس ارض الواقع بسبب قساوته وجديته ..الحلم معادية الواقع ..والواقع يا فاتن اهو اخر
محطة انتي بتوصلينها بالحلم ..يا انها تردج بهداي ..ول انها ترطمج لدرجة انج تطيحين في غيبوبه ما تقدرين
تطلعين منها ...وان طلعتي ..الله العالم شلون راح تمضين حياتج وانتي اللي تعودتي على الحلم المجانية...
الواقع ثمنه غالي ..يدفعه النسان من حياته ..والحلم ..مالها أي ثمن ال ..معاناتج..
يعني شنو؟؟؟؟؟
خلص؟؟؟؟
انتهت الحلم.....؟؟؟
ل ..الحلم يا فاتن عمرها ما تنتهي ...الحلم ..تظل باقية في ذاكرة النسان ..وذاكرة القلب يمكن قبل
العقل ..ل ترجعين لها ..ول تحرمين نفسج من الحق بالحلم ..احلمي قد ما تبين ..لكن احلمي بواقعج
الحقيقي ..حاولي انج تكونين في اطاره ..ل تطلعين عنه ول تتجاوزين حدود المعقول!!!
دخل جراح البيت وهو يبتسم وشاف فاتن قاعدة وهي تناظر جدامها بطريقة غريبة ..وكأنها قاعدة مع احد
يكلمها وتكلمه ..واهي مثل المستمعة ..راح قعد يمها وهو عاقد حواجبه ..وبنبرة هادئة كلمها عن ل تخترع..
وبخطوات واثقة ناحية غرفة امها ,رسمت فاتن على وجهها ابتسامة التقبل ,والرضا ,والقنوع ..ولو انها كانت
بمثابة السجين الحادة اللي تطعن في قلبها ..بكل خطوة كانت تدوس على حلم ..وبكل خطوة كانت تمحي
ذكرى ,وبكل خطوة ..تبني ذاكرة جديدة لحياة جديدة ..حياة بعيدة كل البعد عن اللي كانت تبيه ..بعيدة عن
مشعل وحب مشعل ,وقريبة ..من مساعد ,وسيطرة مساعد...
دخلت دار امها من غير ما تدق على الباب بعوايدهم ..وامها اللي كانت قاعدة على الكرسي تخيط في دراعة
من دراعاتها رفعت راسها واهي تناظرها بحزن ..لكن وجه فاتن الباسم كان سبب انها ترسم اهي الثانية
ابتسامة ..ما كان من طبع ام جراح يوم انها متظايقه تكشر في ويه عيالها ..كانت دايما تجابلهم بالحسنى
وبالبتسامة والفرحة..
قعدت فاتن عند امها واهي تناظر اللي قاعدة تخيطه :يمة شقاعدة تسوين؟؟
ام جراح باستغراب :اخيط دراعة عندي طايح تطريزها شوي..
فاتن ..:يمة ..شرايج لو انج تخلين الدراعة لبعدين ..وتقعدين تخيطين لي فستان عرسي ..مو احسن؟؟؟
انصدمت ام جراح من كلم فاتن اللي رافقته ابتسامتها المرحة والحزن اللي ماقدرت تمسحه من عينها...
مدت ام جراح يدينها بل تفكير الى بنتها ..مو لنها اخيرا وافقت على اللي هم يبونه لها ..ل ...مدتها لنها تعرف
ان بنتها محتاجة لحضانها بذيج اللحظة ..وفاتن اللي كانت نتظر الشارة من امها على طول ..رمت بنفسها
والدمع يتطاير من عينها...
حلوة الحساس كانت غامرة النفوس ..لكن الحزن ..ما يروح بسرعة ..الحب مستحيل ينمسح او ينسى..
الحب يظل باقي مثل المرارة اللي تمر في نفس النسان ..لكن ..القوة تكمن في ان النسان يدفن هذا
الحب من غير نسيانه ..عشان لو حصل في يوم ومر في تجربة عاطفية يقارن بين هذا الحب ..وهذاك الحب..
ويعرف ..أي واحد فيهم اهو الحقيقي؟؟؟
الفصل الثاني
-------------
))بحضر زفافك((
اول ما استلم جراح الخبر فرح فرحة كبيرة ..موافقة فاتن كانت سريعة بعكس ما كانو يتوقعون ..ام جراح ما
حاولت انها تظهر الفرحة الكبيرة عشان بنتها فاتن ..وانتظر جراح الصبح بفارق الصبر عشان يخبر مساعد
هالخبر ..يدري انه لو عرف راح يرتاح ..كان يبين عليه البارح ان هالسالفة شايلة معظم تفكيره ..وتوتره اللي
اول مرة يشوفه كان اكبر دليل على هالشي..
مساعد اللي صحى اليوم وهو تعبان راح الدوام حتى من غير ما يشرب الجاي اللي متعود يشربه ..كانت
السيارة هادئة على عكس كل مرة ..يكون القرآن اهو اللي يعمر في اجوائها ..كان محتاج لكبر قدر من
الهدوء ..حتى انه دخل المكتب وما وقف مع الموظفين ..حتى صباح الخير ما ردها عليهم ..مخه كان مشغول
والتوتر عامي بصيرته..
اول ما دخل قعد على الكرسي وهو يسكر عيونه ..مسحه بظهر كفه علمة على التعب والنعاس ..البارح قضاه
من غير ما يرقد او تجيس عينه النوم ,النتظار طويل ,الخوف اكبر ..بس ..اللي الله كاتبه بصير..
سكر مساعد وقام على طوله الى مكتب ابو زياد ...دخل هناك وكان ابو زياد قاعد على كرسي الطاولة وهو
يناظر باوراق..
امساعد اللي انحرج من قلب بسبب هالكلمة ..اهو ان جان على الحب يحب من زمان ..بس ليش الثار توها
ظاهرة عليه
مساعد :الله يهداك يا بو زياد ..أي حب ..شيبنا على الحب ..خله للصغار..
ابو زياد وهو يرتب شواربه :ل يابوك ..تكلم عن نفسك ..انا بعدني شباب وصغير على الحب
امساعد بحاجب مرفوع :وينج ياام زياد..
ابو زياد :احم احم ..يالله عاد ماله داعي تدخلها بالموضوع ..اهي في القلب ..وسيدته وحامته
مساعد :هههههههههههههههههههههههه والقفل؟؟ من قافله؟؟؟
بوزياد :ل ..قلب الريال ما ينقفل ..انا انقفل زحمة ..من للحرمات العازبات..؟؟
مساعد اللي مات من الضحك :هههههههههههههههههههههه يقطع بليسك يا بوزياد والله اني كنت متظايق اليوم
الصبح ههههههههههههههههههه
ابو زياد وهو مبتسم :مو انا بالعمد خرتها ونجبتها معاك عشان تبطل هالتكشيرة اللي في ويهك ..الحين اانا
تطمنت عليك ..قوم روح مكتبك وشوف شغلك
مساعد :مع انها طردة بس يالله ..حلو وبارد منك ..عن إذنك..
راح مساعد وابو زياد يفكر فيه ..والله ان مساعد خوش ريال ..كل واحد لو يشوفه ويتعامل معاه ويعرف
شكثر اهو شاطر ..يتمنى لو انه ما يفرط فيه ..ودي بس لو يكون له نصيب ويا غزلن ..احس ان محد بيحافظ
عليها كثره ..لو بس ..لوو...
********
غزلن من طرف ثاني كانت قاعدة في حديقة بيتهم تتريق يم المسبح كالعادة ..ابوها راح من شوي واهي
قاعدة تشرب النسكافيه بهدوء ..وتفكيرها كله متجه الى رفيق المصعد ..قالت البنت اسمه ..جراح ..يا حلو
اسمه ..يناسبه ..مع انه قديم شوي بس ..كل شي عليه حلو ..ابتسمت بينها وبين نفسها وهي تضرب رأسها
بسبب ينوننها ..إل وأمها يايه صوبها
لكن البتسامة كانت اكبر مخبر عن حالها ..طالعتها امها على طرف وشافت البتسامة اللي على ثمها اللي
تجاهد في اخفائها لك على من يا غزلن؟؟ على امج؟؟
و راحت امها عنها وتركتها مرة ثانية تغوص في احلمها الكبيرة ..احلم تتضمنها اهي وجراح و ..جزر سيشيل...
ضحكت بينها وبين نفسها على هالفكار المجنونة لكن ما تنكر ..كانت افكار حلوة ..ويا حلوها لو تصير صج..
**********
جراح الي توه قاعد من الرقاد بوقت الظهر حس ان ظهره يتقطع ..كان قراره حكيم بانه ينسحب هالكورس
من الجامعة وان شاء الكورس الياي بيدش مرة ثانية ..لن ظروف عايلته ما تسمح له انه يتغيب عن البيت..
طبعا اهو باول اسبوع راح يسافر مع فاتن وثاني اسبوع راح يرد ومن بعدها التعديلت في البيت وامه من لها
في البيت غيره ..يالله برتب لها البيت وكل شي وبعدين بيدش الجامعة وبيسحب معاه خالد..
كان فخور بنفسه ..ما كان يظن ان حب العائلة والوقفة معاها بهذي الحلوة ..يمكن لن السيطرة صارت له
اهو بس وان محد يشاركه فيها ال امه بنسبة بسيطة بعد ..الله يرحمك يا يبا ..بفقدك تركت هوة كبيرة لكن ان
شاء الله اكون قد المقام واقدر اني البي لهلي كل ما نشدوني..
على طول من بعدها قضب التلفون واتصل في مساعد عشان يخبره بموافقه فاتن ..اللي صح يات سريعة
لكن في محلها ..اكيد اقتنعت بالسباب وبان سفرها مع مساعد واهي مخطوبة اريح لها من سفرها واهي
عازبة ..فديت اختي والله..
واتصل في مساعد ..اللي ما كان يستقبل أي مكالمات ...وقاعد في مكتبه يفكر ويفكر من غير ما يشتغل..
اصل نية الشغل ما كانت في باله ابدا بس جذي يشخبط عشان يبين لنفسه اللي ماكانت مقتنعة ابدا انه قاعد
يشتغل..
نقز مساعد من مكانه ..جراح اللي متصل ...بهالسرعة؟؟؟ ليش يا ربي شصاير؟؟ ل يكون بس رفضت..
مستحيل توافق بهالسرعة ..وبدت معدته تضطرب عليه ..حتى العرق عرقه..
ووصله خط جراح..
سكت مساعد ..ما قدر يتكلم ..حس انه انصم من بعد هالكلمة ..ورد سال جراح
وسكر جراح عن مساعد اللي طاح في نوبة تجمد ..مو عارف شلي قاعد يصير؟ كان ينتظر هالموافقة على
احر من الجمر ..والحين ..يوم ياته بدى يتشكك من سرعة الموافقة؟؟ ليش يا ترى؟؟ ليش وافقت
بهالسرعة؟؟ يا ترى كلمها في المستشفى كان صحيح؟؟ ول انها وافقت عشان اهلها؟؟ انت الحين كنت تبيها
باي ثمن والحين يوم ياتك على طبق من ذهب بديت تتشكك؟؟ صج ما عندك سالفة ..بس ...ليش هالشك
فيني ..ليش؟؟
خله يتحرك في هالموضوع باسرع طريقة ممكنة عشان يقدر يختلي فيها ويقدر يسألها اللي يبيه بينه وبينها..
وتبدى الرحلة مع فاتن ..ويا نظراتها..
اول من اتصل فيه اهي مريم ..اللي كانت طبعا في الجامعة باول اسبوع واخر يوم فيه وبالصدفة صارت
مواعيد انتهاء المحاضرات عندها مع مساعد كل يوم..
مساعد :مو من الحين الناس ظهر ..العصر يصير خير ..ال اقول لج متى تخلصين
مريم بحزن :على الوحدة
مساعد :وحدة وربع انا عندج ..يالله مع السلمة
مريم :الله يسلمك..
سكرت مريم عن اخوها واهي تدور مكان تقعد عشان تركز على هالصدمة او هالخبر المريع ..فاتن وافقت
على مساعد؟؟؟ شلون؟ ومتى؟؟ وليش؟؟ اهي تحب مشعل فليش تتزوج مساعد؟؟ صار شي بينها وبين
مشعل خلها توافق على مساعد ..ل ..انا لزم اروح لها واشوفها..
مساعد الي ماقدر يظل اكثر في المكتب استأذن من الشغل وطلع مبجر ..يعني على الساعة 11جذي ..وراح
مباشرة البيت ..عشان يكلم امه ..لزم يستغل الوقت قبل ل يستغله ..ويوم دخل البيت سأل الخدامة عن امه
وقالت له انها في غرفة نورة ترتب اغراضها لنها بتاخذهم بيتها جريب ..وراح لها مساعد ..الله يعين قلب امي
الحين اكيد ملتاع على نورة ..بس هذي سنة الحياة ..البنت تكبر وتنضج عشان يوم من اليام يسلمونها لواحد
غيرهم ..يكمل مسيرة الصون والحفظ..
الباب كان مفتوح ..ودخل مساعد منه وهو يبتسم لمه اللي انتبهت لدخوله واهي تطوي في هدوم نورة
بحزن ..ابتسمت له بالمقابل وانتبهت ان الوقت مبجر على ردته
مساعد ترك امه وهو يبتسم ومد يدينه في حظنه ومنزل راسه ..وامه تناظره بمرح
سكر جراح وعلى طول استلمه خالد بنبرة مرحة :ها جراح بتتزوج؟؟
جراح يبتسم بفخر :يا ليت..
خالد :عيل من اللي بيتزوج؟
جراح بنبرة حريصة وجادة :فاتن تقدم لها مساعد الدخيلي واحنا وافقنا..
تجمد خالد مكانه من صدمة الخبر ...وعيونه على جراح ..وما افظع النظرة اللي رماها عليه وجراح ابد ما كان
منصدم منها ..هذا ابسط ما يمكن يقدمه خالد له..
جراح :يعني مثل شوف سماء ..اهي البنت الثانية في حياتك الي انت شفتها ..ولو تشوف تأثيرها عليك وانت
تكون متواجد معاها!!
خالد بنظرة استنكار :هذي؟؟ هذي ال مينونة؟؟ شقالولك قاصر عشان احب وحدة مينونة؟
جراح بنظرة ماكرة :من ياب طاري الحب؟؟؟
تورط خالد :..انت اللي قلت..
جراح :انا والله ما قلت حب ول غيره ..انت اللي يبت طاريه..
خالد :شتبي توصل له جراح
وقف جراح وهو يتمنظر في سماء ..وفي ذيج اللحظة حس بمدى التشابه بين الثنين ..ومدى الفرق بينهم:..
اللي ابي اوصل له يا خالد ..انك للحين صغير ..وما تقدر تقول لنفسك انك تحب ال لما تمر على تجارب
كثيرة ..ولما انك تشوف وتشبع من الشوف وتنقي بين البنات ليمن تلقاها ..البنت اللي انت لزم تكون واثق
من حبك لها ..مو بنت عشت معاها طول عمرك اخر اللحظة تقول انك تحبها...
خالد :وانت؟؟ شتبرر حبك لمريم؟؟ نقيت واخترت؟
مريم اللي رفض مساعد طلبها انها تروح لفاتن من بعد الجامعة ردت البيت واهي معصبة ..مو مصدقة ان
فاتن وافقت بهذي السهولة ..ليش؟؟ وحبها الكبير اللي من سبع سنوات لمشعل؟؟ تبخر في الجو؟؟
ان فاتن ما تتوفق في حب حياتها كان بمثابه الصدمة على مريم ..لن فاتن اهي المل الوحيد اللي مريم
تستند عليه في الحب والغرام ..ابس اهي لزم تحط في بالها شي ثاني ..زواج فاتن من مساعد راح يقربها
اكثر من جراح ..اووه جراح جذي ول جذاك انا قريبة منه غصب عني ..لزم ما استغل علقة اخوي برفيجتي
لصالحي ..وين النزاهة؟؟ بس فاتن عندها اشياء وايد تبررها لي..
ونورة اللي ردت البيت وهي تتجهز ..واتصلت في فيصل عشان يكون معاهم ..ظلت طول الوقت واهي تتعدل
وتجهز اختها معاها ..مريم اللي طبعا نفسيتها كانت من نفسيه ارفيجتها..
اهي اكيد الحين بروحها ومحد معاها ..ليش مااروح لها من الحين؟؟ ماظن مساعد يقول شي ..وعرضت
الفكرة على نورة
مريم :نوير شرايج لو نروح لفاتن نقعد وياها ..اهي لحالها الحين ومحد يعاونها في التزهب والتعدل..
نورة :اكيد بس ماظن مساعد يوافق ..وبعدين امي بتيي لحالها يعني؟؟
مريم :زين انا اروح وانتي ظلي مع امي ..مافيها شي
نورة :مادري روحي شاوري مساعد..
مريم :اخاف ما يرضى
نورة :مساعد ما يرفض لج طلب ..روحي له وجربي حظج معاه..
قامت مريم على حيلها الى غرفة اخوها ..الباب كانت شبه المفتوح واهي طلت براسها منه وشافت مساعد
منسدح على الفراش وهو مسكر عيونه ..شكله توه ماخذ له شاور بارد ومرخي اعصابه ..ل اقعد اعور راسه
بالقرقة بيعصب علي بعدين..
وتوها بتطلع ال انتبه لها مساعد
يوم عن يوم يزيد اعجاب مريم في اخوها كرجل وكاخ وكابن ..مادري هالنسان من وين ياي ..صج انه ساعات
يصير قراقوش وامره وحكمه اهو السائد لكن ..يظل انسان واقعي وعملي ..يعني فاهم الدنيا صح ..عيني
عليك باردة ياخوي ..بس ماقول ال الله يعينك على فاتن لنها عكسك تماما..
وتلبية لطلبها حملها اخوها الى بيت ارفيجتها ..وحملت اغراضها معاها وراحت ..ويوم وصلت البيت شافت
جراح واقف عند باب الديوانية وهو مفتحه وكانه يبيه يتهوى ..مساعد بعد ما قطها مشى عنها ..وظلت اهي
تمشي بكل هدوء لداخل البيت من غير ما تلتفت الى جراح ..اللي ما بدى منه انه مستعد يعترض طريجها..
مرت عليها وهو يناظرها من غير ما يتعب واهي ما التفتت له ال بلمحة وكانه شي عادي واقف ..صج ان
هالشي كثير عليها ويتعبها ال انه الصح ..والصح اهو اللي يمشي..
لكن جراح كان مرافج مسيرتها لباب بابتسامة رضا على حبيبته وعلى ثقلها ..وقبل ل تمشي بعيد عنه نغزها
بكلمة
وكملت دربها للبيت ..واهو ميت من الحب لها ..صج انها اختياري ..بنفس مستواي في الغرور والكبرياء ..وال
بنات هالزمن لو مرو على واحد يحبونه من صغر سنهم بيخلونه جذي ويروحون؟؟ ال يلغثونه ويلوثونه ..فديت
هالشموخ..
دخلت مريم البيت وهي تتلفت ..وينهم ..ماكو احد ..وراحت المطبخ اكيد بتلقي خالتها هناك ..وبالفعل شافتها
وكانت مشغوله في المطبخ تطبخ طبخاتها الحلوة..
مريم في قلبها دعت في قلبها هالمنية بعد وقالت ياريت يا خالتي واتصيرين يمة من حق وحقيقي ..وراحت
لفاتن بدارها ..واعترضها مناير بالدرب..
وراحت ودخلت دار فاتن ..اللي كان بابها مفتوح ..دخلت مريم بكل هدوء لدرجة ان فاتن ما انتبهت لها ..كانت
صافة الجلبية اللي بتلبسها الليلة وفوقها علبه مخملية زرقة وكانها لمجوهرات ..راحت مريم وفتحت هالعلبة
وجافت فيها طقم ذهبي خفيف ..حلو وناعم .يناسب شخصية فاتن ..واهني انتبهت فاتن لها ..وابتسمت من
قلب يوم شافتها
فاتن :مرييم؟؟
قعدت مريم يمها بنظرة كسيرة وحزينة ..لن ويه فاتن كان بعيد كل البعدعن ويه العروس التقليدية ..اللي
فيها انها تفرح او انها تحس بالسعادة والغبطة اللي تحق لها..
ما قدرت فاتن تكمل لنها انهارت في حظن ارفيجتها اللي انهارت فوقها واهم يبجون ..يا لعظم مصيبتهم ..لن
هذي الحلم مو بس احلم فاتن ..مريم كانت شريكة اولى فيها والمساعدة الكبيرة ..كانت فاتن لمن تفقد
المل مريم اللي تحييه فيها ..لكن اليوم ..الثنتين ما يقدرون يسوون شي ..هذي اول طامة طاحت عليهم..
مقتل حب ثنتيناتهم ربوه بحنان وصبر وتحسب ..الله يعينهم ..ويطلعهم من المصيبه الثانية ..ال وهي سفر
فاتن ..الحين الثالثة ..لن مثل ما يقولون ..الشي ..ما يكمل ال بالتثليث ..الله يعينكم ..ويصبركم..
****************
وصلت عايلة الدخيلي والعروس زهبت ..تكلمو في الموضوع وجراح اللي كان مع خالد وقفو وقفة الرياييل
لختهم ..خالد كان يتالم لكن تظاهر بالفرحة ..بدر وفاضل ماقصرو وكانو موجودين ..مساعد كان اكثرهم ثبات
ول كانه بيتزوج ..الفرحة ما كانت كبيرة على ويهه والجمود كان اكبر ..اتفقوا على ان الزواج يكون في شهر 2
بعطلة الربيع اللي بترد فيها فاتن من السفر ..وبعدين يسافر لها مساعد كل ما قدر وحب ..الملجة بعد
يومين ..أي يوم الجمعة ..من بعد صلة العشا ..مثل ما اتفقوا تكون عائلية وبسيطة ومافيها أي بهرجة نظرا
لوفاه ابو جراح ..فاتن اللي كانت قاعدة يم ام مساعد اللي كانت فرحانة او يمكن افرحهم ..لن فاتن كانت
حلوة وجميلة وتسلب العقل من لبه ..ونورة اللي كانت كل شوي تيبب من فرحتها الكبيرة ..فاتن تكون زوجة
اخوها ..هذا اللي ما دخل عقلهم ابدا ..مريم كانت متحفظة وما تركت فاتن ول دقيقة ..تدري انها لو ظلت
لحالها راح تنهار ..صح كلم فاتن ..هذا قدرها ..وهذا نصيبها ..لن لو كان الشي فيه أي غلط او ان الله مو
راضي عليه ما كان بيتم بهالطريقة السريعة وبهالهدوء ..وكان السما والدنيا احتفلت معاهم ببساطة ..وتمنو ان
ابو جراح يكون راضي عنهم واهو مرتاح في قبره ..الله يرحمه ويغمد روحه الينة..
قبل ل يطلع مساعد طلب من جراح انه يقعد مع فاتن شوي ..جراح ما مانع وراح يشاور امه من ثم اخته..
الم ما قالت شي ور احو يسالون فاتن..
ام جراح :يمة ..ريلج يبي يشوفج ..و ...يبي يقعد معاج شوي..
فاتن بحزن :ليش؟؟ بعد باجر الملجة .
ام جراح :مادري يقول يبي يعطيج مرسوم قبل الملجة..
فاتن :بروحي بقعد معاه..
ام جراح :مادري عاد يمة..
فاتن :معليه ..قوليلهم بعد شوي بيي..
ام جراح :سرعي ما نبي ناخر الناس..
فاتن وهي تبلغ الغصة :ان شاء الله..
وقدمت ام مساعد شي بيدها .. :هاج يمة ..هذي هديتج ..مني لج ..ولو انها ما تناسبج وتستاهلين كل الخير..
بس يوم الملجة ان شاء الله بيكون عندنا وقت حق هدية تناسبج
فاتن :ليش خالتي ما يحتاج عبلتي على نفسج
ام مساعد تطالع بناتها بصدمة :عبلت على نفسي؟؟ هههههههه يا بعد عمري انتي مو قليلة انتي مرت الغالي..
وان ما عطيتج اعطي منو؟؟ يالله هاتي يدج وبسج دلع..
مدت فاتن يدها وقدمت ام مساعد معضدين ذهب عريضين ..لبستهم فاتن وخلت الذهب يتلل بعينها الشفافة..
وتمت تتمنظر في يدها ..
ام مساعد :ما غلط ولدي باختياره ...كاملة والكامل الله ..الف مبروك..
فاتن والدمعة طافرة بعينها .. :ألله ...الله ..يبارج فيج
ولمتها ام مساعد بقوة خلت قلب فاتن يفز ..ام مساعد كانت مليانة وحظنها كان دافي بشكل فظيع ..يختلف
عن حظن امها ..حظن جديد ..وامتياز جديد في حياة فاتن ..ام جديدة ..يارب تكونون انتو العوض في
حياتي ..يا اهل زوجي المرتقب..
******
صار الوقت ان فاتن تدخل على مساعد قبل ل يروح ..امه واخوه وابوه راحو قبل شوي ..وظلو خواته اللي
بروحون معاه في اخر الوقت ..كان في الديوانية وجراح قاعد معاه يونسه قبل ل تدخل فاتن ..مع ان باله ابعد
من هالمكالن ال انه اخذ وعطى في السوالف مع جراح ..وعرف شي حلو عن هالعايلة انهم على كونهم
بسطاء ..مرحين وحبوبين ..مع ان خالد اللي كان معروف بالمرح اكثر شي كان اليوم على غير عوايده ..حتى
السلم ما سلم عليه ..يا ترى ليش؟؟ في سبب منعه من انه أيي ويسلم على زوج اخته المستقبلي..
يوم وصلت فاتن عند باب الديوانية كانت ريلها تمنعها من الدخول ..ومريم اللي كانت واقفه يمها توقفت معاها
يوم وقفت ونورة اللي استغربت تمت تدفع فيها من غير أي علم او دراية ..حست فاتن انها اسيرة بين يد
نورة اللي تجرها عشان تدخل واهي ابد مو طايعة ..وهم مريم الثانية حست بنفس الشعور ..لكن ..هذا مو
اسر ول حبس ول سجن ..هذي خطوات تجاه المستقبل ..اللي الله وحده عالم بحله ول مره..
نورة بحكم انها اكبر من جراح تحنحنت عشان انه ياخذ خالد وعبد العزيز ويطلعون ..خالد الكسير طلع من
الديوانية وهو يحبس الدمعة ل تهل يوم سمع اليباب على الباب ..يا قهر هالقلب ..يا حرة المواجع اللي اتقلب
فيه ..ليش انا ليش؟؟؟ وليش انتي يا فاتن؟؟ وليش هذا النسان بالذات ..اللي انا من اول ما شفته ما بلعته..
الله يعينج يا بنت عمي الغالي ..ان صابج والله اهو يتحمل المسئولية وبهذاك الوقت من بيشيله من يدي؟؟؟
طلع وهو توه بيشغل السيارة ال احد يطق على الجامة ..التفتت ال ..مشعل النهيدي مبتسم في ويهه ..تهللت
اسارير خالد من بعد التكشيرة اللي رافجته طول المساء ..وطلع من السيارة يسلم على مشعل
خالد :ياااااااااه يا مشعل وينك انت يا معود من زمان ما شفناك ول سمعنا حسك.؟؟ وينك في مندس؟
مشعل بنعومة تدل على تعب :أي مندس قالولك حية وانا ما دري؟؟
خالد وهو يتنهد :والله انك ابعد من هالوصف بس ..وينك فيه ما شفناك من زمان؟؟
مشعل :ل بس كنت في الشاليه قاعد ..هالفترة فترة جامعات وانا ما قعدت في البيت وايد ..كنت ابي جوء
هادئ) ..ويلتفت على بييت بو جراح( شخبارهم بيت بو جراح عساهم طيبين؟
ابتسم خالد لصالة مشعل اللي ما نسى السؤال عن بيت بو جراح ..حسباله لله مو لنه ميت في بنتهم :والله
بخير يسلمون عليك ويسالون عليك حتى ..قبل يومين بس خالتي سالتني عنك وانا قلت لها مادري ..اسالي
جراح ..
مشعل :الله يخليها فيها الخير خالتي ..ترى حتى جراح ما يعرف اني مو هني) ..وفي قلبه كان يسال وميت من
الحرقة يا ترى فاتن عرفت اني مو هني(
خالد :يالله عساك بس مرتاح؟
مشعل اللي كان خاطره بعيد كل البعد عن الرراحة :الحمد لله ..وينه جراح داخل؟
التفت خالد الى الديوانية وشاف النوار فيها مضاءة ..ومرة وحدة انسمع صوت يباب من بعيد ..ولعت جبده
هالمرة..
اللي قلبه انصاب وساح مثل الزبدة الساخنة اهو مشعل ..يباب في بيت ابو جراح اللي ما صار له ثلثة شهور
من توفى؟؟ ليش؟؟؟؟ شصاير؟؟
مشى خالد بالسيارة وتحرك بعيد بعيد ..هرب من هالبقعة ..وكان يتمنى لو إنه ما يرجع لهالمنطقة مرة ثانية..
شنو فايدتها وفاتن مو موجودة فيها ول ظلها ول خيالها ..يلعن الساعة اللي ننحرم فيها من صوتج يا فاتن ..ما
اقدر اصدق انج بتكونين لهالنسان ..ليش يا ربي؟ اهي شسوت بحياتها عشان تطيح في مصير هالوحش...
وهني هلت دمعات خالد اللي حبسها طول السهرة ..وما الوع هالدمعات اللي صاحبتها زفرات حارة تلفح
جسمه النحيل ..عانك الله يا خالد على مصيبتك ..وصبرك عليها بالجميل..
مشعل اللي عينه طاحت على البيت وهو يسأل وما شالها من سمع الخبر ..مستحيل!! انا في علم ول
حلم؟؟؟ خطبة فاتن؟؟ خطبة فاتن؟؟؟ خطبة فاتن؟؟؟ اكيد ين خالد ..شلون تنخطب فاتن؟؟ من اللي
بيخطبها؟؟؟ وليش ؟؟؟ وأنا؟؟ وظل متشكك من اللي قاله خالد ..ل ل ..هذا اكيد ين ..اكيدا اكيدا ين ..وال
فاتن بتسافر بعد جم يوم ..شلون تتزوج؟؟ ل ل اكيد ين ..خلني هني مكاني انتظر جراح ..اشوفه شنو يقول
لي..
قعد مشعل عند عتبه باب بيتهم وقلبه يرقص مابين ظلوعه ..ورجفة الخوف تهز اطرافه لكن حاول انه يجمد
نفسه وكثر من ذكر الله بهذيج الساع ..وكل ما يسمع صوت وكانه يباب ..تلوع نفسه وتنهد عشان يبجي لكن
يشد بعمره ويهديها ..وكأن النتظار كان دهر في ذيج اللحظة ..لكن ..ما راح يتحرك من مكانه قبل ل يفهم
السالفة عدل..
فاتن اللي دخلت وعيونها تلمع بمليين الماسات ..ظلت تمشي ويا نورة ومريم االلي كانت بعد تتلوع من
داخلها ..الشي مو هين عليهم ..هذي مسأله جبيرة ..والله يعينهم في ذيج اللحظه صراحة ..ما يدرون من وين
ياتهم القوة انه يصبرون...
التفتت فاتن اول ما دخلت الى مساعد اللي كان قاعد وهو موخي عيونه للرض ..كان شكله غريب بهذيج
الليلة ..مو قاسي ول جاف ول شرير مثل ما كانت تشوفه ..كان حزين ..وهادئ وكبير ...اخذت نفس حاير
وهي تلوح بعيونها يمين ويسار ..تبي تلقى المان ..ووينه المان ..جراح طلع وما ظل ال عبد العزيز ..اللي اول
ما شافها راح لها ..واهي لمته بقلبها قبل احظانها ..وحست بشوي من المان ..وتم يباب نورة يصم الذان
لكن ..معذورة ..اخوها مو أي واحد ..وكل اخت تتمنى السعادة لخوها حتى لو كان هذا على دوس القلوب..
يوم وصلت فاتن لعند مساعد سلمت عليه ..وصوتها ما وصله ابد ..لكن في قلبه سمعها ..ورد عليها السلم..
وتم واقف جذي بحيرة ونورة اللي تروح وتيي وهي تيبب ..وحس انه ما يقدر يقول لها أي شي ..والتفت
لمريم ..وبالتفافه هذا صار قريب من فاتن على غير العادة وفز قلبه من التوتر ..وبس ظل صوته ثابت وهو
يكلمها..
وهني تلفتت فاتن بخوف لمريم اللي ما فارجت عيونها ..وابتسمت لها بأطمنئان ..يعني شبسوي فيها مساعد
وهي في بيتهم ..ول شي..
وبالفعل مريم نادت على نورة وعبد العزيز ..وطلعت وخلت الباب مفتوح ..وطبعا اهي واقفة عنده ..زين اهم
شي انه يكون في مكان واحد لحاله مع فاتن ..بعيد عن الناس اللي يمكن تحيرها او تميلها ..كان في قلبه
الف سؤال وسؤال ..لكن ما قدر يسأل أي شي ..لنه يدري ان فاتن بهذي اللحظة ما يقدر يلقى منها ل حق
ول باطل ..وظل ساكت ومنتظر ..منتظر مثل الصقر ليمن تهدى الفريسة وتصفى لحالها عشان ينقض عليها..
التفتت لها وهو ياشر لها انها تقعد ..قعدت بعيد عنه بكرسي ..وهذي مسافة جدا جدا معقولة ..كانت حلوة في
عيونه بهذيج الليلة ..ويمكن التوتر مضفي جمال ثاني لها ..الحمرة والتورد واللمعة الجذابه اللي في عيونها..
كانت من الثر انها تطيح مساعد صريع الهوى من فاتن ..ولول مرة في هذاك الوقت قارنها بعالية وشاف ان
فاتن اجمل ..ولكن عالية قلبها احلى من فاتن ..يمكن لن قلب عاليه حبه ..وقلب فاتن هوى غيره..
بالفعل ..كان هالشي غريب في بال فاتن ..ما يخليها تتأذى ول يسبب لها نوع من أنواع المعاناة؟؟ والل قاعد
ايصير الحين؟؟ شنو تفسيره؟؟
مساعد :بس هذي سفينه ما تمشي بواحد ..هذي سفينه لها ربانين ..واتمنى مع اني عارف انج راح تكونين..
)بابتسامة فخر( ربان ممتاز ..يمكن احسن مني بعد...
عيونها الجاهلة كانت متعلقة في ويهه بطريقة تحير الواحد ..حتى مساعد اللي تخبطت خطواته من نظراتها..
لهي جريئة ول هي بريئة ..خايفة بالحرى ..وحزينة ..وكأنها تطلب منه شي اهو رافضه ..كانت في ذيج
اللحظه تطلب منه الحرية ..لكن هذا شي متأخر..
مساعد اللي خلص ما قدر يتحمل نظرتها اكثر :..انا ادري انج ما تتمنين نفسج في هالموقع ..ول تبين تكونين
الربان اللي يشيل معاي السفينة ..لكن يا فاتن هذا نصيبج من ربج تقبليه بقول الحمد لله رب العالمين ..وانتي
بتظلين فترة اكيد تظنين اني حرمتج من احلى احلمج ومن اجمل امنياتج لكن ..بتعرفين في النهاية من الصح
ومن الغلط؟؟
فاتن بهدوء :يعني انت صح؟؟ وانا غلط؟؟
ابتسم مساعد لها ..ابتسامة تدخل قلب فاتن لول مرة ..حتى انها انتفضت منها ..كانت بصراحة بصراحة..
حلوة ..وجذابه ..وتملكية ..خلتها تسكت وتنزل عيونها للرض..
شال مساعد العلبة اللي شراها بكل حذر اليوم مع انه ما خذت من وقته وايد ..ودفعه الى فاتن..
مساعد :هدية بسيطة بمناسبة خطوبتنا الليلة ..وان شاء الله بليلة الملجة راح تلقين الهدية الثانية وتعجبج
اكثر..
فاتن بحيا :تسلم...
وخلت العلبة في يدها من غير ما تفتحها وكانها اشارة له تقول ..خلصت؟؟ يالله روح!!!
ابتسم مساعد :زين ما بتفجينها تشوفين اللي فيها..
انتبهت فاتن لها ..وبهدوء وباصابع نحيلة وناعمة وبيضا فجت العلبة ..ولمعت اللماسات والجوهرات في عيونها
وتللت في ويهها البيض ..كان عقد ذهبي بالماسات محايطه جواهر من الزمرد الخضر المشكل على دواير..
بسيط وناعم ..فيه خاتم وسوار وترجية ..مسحت عليه فاتن بصوابعها تتمتع بنعومته ..اهي ما تحب اللون
الخضر لكن لون العقد كان جذاب..
انتبهت له فاتن بنظرة طفولية وكانها مستغربة من اللي يقوله ..وضحك هو الثاني..
مساعد :هههههههههههههههههههه ما عليج ..انا ساعات تدق علي واخربط بس انتي فوتيها..
كل شي هان عليها ال نبرة صوته ..كان غير ..كان انسان ثاني ما كان مساعد الحقير مساعد السخيف
مساعد المسيطر ..كان هذا مساعد اللي طالع من قصة خيالية ..فارس احلم الف البنات ..ليش بيتغير عليها
الحين؟؟ ليش ؟؟؟ عشان يحسسها بالذنب من نفسها؟؟ اطللع على جلدك الصلي يا مساعد؟؟ ل تخدعني
بهالتصرفات !! انا خلص تمنعت منك..
مساعد :يالله عيل ..الهدية ووصلتج ..اشوفج يوم الجمعة بالليل ..مريم باجر بتمرج اهي ونورة عشان تروحون
السوق تتشرون لكم شي..
فاتن :ما يحتاج ...انا عندي اللي ابيه
مساعد ول كانه سمع شي :معليه زيادة الخير خيرين ..الساعة 4جذي بنمرج ..انا بوصلكم وانتو نزلو وتشرو
ووقت ما خلصتو تدقون علي ..انتي عندج جوال؟؟
مساعد وهو يحوس ثمه :ماعليج بعد الخطبة ان شاء الله انا اييب لج الجوال..
واهي تمشي وكانها تجر نفسها ناداها مساعد وهو يتمنى منها ابتسامة تخليه يسهر الليل عليها
جواب لول مرة يسمعه ..تلقى خير ..القى خير ..يارب القى خير ..ربي يسمع دعواتج ويستجيب لج..
اول ما طلعت من الديوانية شمت الهوا الحار اللي كان يندفع الى رئتها بقوة وكانها يحاول ينعشها ..كانت
هناك بل نبض وبل دقات والحين اهي مرتاحة اخيرا ..ومرتخية اكثر ..نادت على مريم ونورة اللي كانو زاهبين
بس قاعدين في الصالة ينتظرونها ..ويوم دخلت لهم خبرتهم ان مساعد ينطرهم..
نورة سلمت عليها وباستها وراحت ..اما مريم فظلت مبتسمة لها بحب وراحة ..فاتن راحت لها وضمتها بكل
قوتها.
.
فاتن :جان الموضوع فيه خير ..انج راح تكونين اقرب لي ..يا حماتي
ضحكت مريم :وانتي بعد يا مرت اخوي ..يالله فاتن ..تصبحين على خير..
فاتن تذكرت مساعد يوم قال لها تصبحين على خير :تلقين خير..
ومشت فاتن معاهم لعند الباب ..واهي حاملة العلبة اللي فيها الطقم ..دخلت مريم ونورة داخل السيارة
وراحو كلهم ..وخلفو الهدوء من بعد العاصفة ..ظلت فاتن تناظر السيارة اللي راحت وقلبها يتلوع من اللم..
توها بتدخل البيت عن وقفتها في الشارع ال لفت انتباهها احد واقف ..تمعنت فيه ..غابت الصورة عنها ..مو
لنه مو واضح ..لن الدموع غرقت عيونها وعمت بصيرتها ..مشعل ما غيره ..مشعل ما غيره اللي واقف..
شسوي هني؟؟ وتوه الحين راد؟؟ ليش؟؟؟ ليش رديت يا مشعل..؟؟ كنت تنتظر مقتل الحلم ودفن المنيات
عشان تظهر مرة ثانية؟؟؟
تقدم لها ودمعاته سخية على خدوده ..ونظرته التجريم لفاتن بعيونه ..وكل اللي قدر يقوله لها..
ماردت عليه ..اصل ماكو جواب ترد عليه ..اصل كيف سمح لنفسه انه يجرمها بهالسؤال؟؟ من اللي غاب ..انا
ول اهو؟؟ منو اللي ما حرك خطوة وحدة تجاه الثاني؟؟ انا ول اهو ..اصل من المفروض اللي يتحرك للثاني؟؟
انا ول اهو؟؟
وصدت عنه بتدخل البيت لكن راسها ضج بالدم اللي يفور ..والتفتت له مرة ثانية ترد على سؤاله بسؤال
ثاني .. :ليش توك راد؟؟؟ ليش تاخرت؟؟؟
مشعل :يعني لني تاخرت ....تروحين تتزوجينه؟؟؟ تتزوجينه اهو من بد الناس يا فاتن...؟؟؟
فاتن والقساوة اللي عمرها ما جاستها عمرت كل قلبها بهذاك الوقت ..البنت مجروحة ..الحرى مذبوحة
بحبها ..من هذا اللي ياي لها الحين يلومها في ذبحها؟؟ مو اهو السبب؟؟ مو اهو الجبان اللي تخلى عنها؟؟
فاتن :رد روح الشالية وتخبى فيه ..جان هذا حب ..معاذ الله منه ..الحب اللي يقوم به واحد مو حب يا
مشعل ..مو حب..
خلص ..دخلت فاتن عنه البيت واهي تبجي ودمعها يسجب من خاطر ..شابت روح فاتن بذيج الليلة ..خطواتها
كانت معدودة لداخل البيت لكن بينت لها الدهر كله ..اول مرة بحياتها تبتعد جذي عن مشعل ..اول مرة اهي
اللي تصد وتروح ..اول مرة اهي اللي تجرح وترحل ..لكن من اللي راح قبل؟؟ اهي ول اهو؟؟؟ من اللي
خان ..انا ول اهو؟
دخلت البيت وهي تمشي بخطوات محسوبة بس من غير رؤية ..راحت لعند دارها وسكرت الباب بكل هدوء..
بكل تخشب انسدحت على السرير واهي على حالها بهدومها والشيلة على راسها اللي حطته عشان تنام...
سكرت عيونها وهملت الدمعات زود بزود ..والعلبة ..ما زالت بين ايديها ..كانت تبي تموت ..تموت ويكون
سبب ايقاف هالزواج سبب شرعي ..ما تبي تنتحر ول تبي تشرد ..مو من طبعها الذل والعار ..كانت تبي رحمة
الله تنزل عليها بهذاك الوقت ..وتموت ..لكن يا فاتن الموت برايج اهو الحل؟؟ ليش الناس دايما ليمن تواجهها
المصائب والمواقف الصعبة الموت يكون الحل الخير؟؟؟ علبالهم الموت سهل؟؟
ابكي يا فاتن دام فيج دموع ..وانت يا مشعل ..روح وغادر وارحل عن حياتها..
انت يا مساعد ظل باقي ..نشوف شنو اللي تقدر تقدمه ..من جروح والم ..او محبة واحلم..
جراح ...ل تفقد المل ..وخلك من المنطق السخيف ..يمكن هالمنطق نفسه يتيهك ..ويبكيك دم قلبك..
مريم ..يا اطيب مخلوق على هالدنيا ..يا ترى الدنيا شتخبي لج..
خالد ..رحلتك البعيدة عن بيت خالتك بهذيج الليلة ..منزلتها سعيدة ..ول حزينة؟؟؟
جراح اللي ما فارق اخته في كل المراحل وخطوة بخطوة يمشي معاها هالدرب اللي كان ثقيل عليها لو كانت
تأديه لحالها ..اهو اللي ما يخصه شي في هالموضوع ويحس بالتعب فما بالها فاتن اللي كل السالفة تتمحور
عليها..
خبروهم ان السفر راح يكون بتاريخ .. 10\1وما اقرب هالتاريخ ..وما اسرع مرور اليام ببال فاتن ..لكن اللي
ريحها ان اخوها راح يكون مسافر وياها باول اسبوع عشان تتعود على البيئة اللي هناك وكان عندها اوراق
كثيرة ومتعددة عشان تؤديها ..بس المشكلة اللي كانت تواجهم في الشخص الثالث اللي راح يكون من طرف
الشركة ..نجاة ما كانت تقدر تسافر لظروف حملها ول احد فاظي منهم عشان يرافقهم في هالرحلة ..ما ظل
يعني ال واحد ..هيهيهيهيووووو ..مساعد ما غيره ..بس للحين محد كلمه بهالموضوع اللي من يدري يمكن ما
يكون موافق عليه..
وقبل ل يردون البيت بهذاك اليوم قعدوا مع مساعد ويا نجاه ..عشان اخر التشطيبات على الجراءات..
مساعد كان ذايب بذيج النظرة اللي تحسسه بالذنب ..اهو اللي ما يحس في سوالف الشغل كان يتحسس من
نظرة فاتن ..شلون ارمي هالبنت في فكوك السود والشياطين في اميركا ..ما بتتحمل اسبوع واحد هناك..
وتناظرت العيون في بعض ..الحمد لله اول تشارك بالراء مع انها مو في محلها ..يعني هذا مو وقت إيكونون
متوافقين في شي مو في صالحهم
جراح اللي استغرب هالتوافق سأل :ليش زين؟؟ )وعيونه تتناقل بين الثنين(
مساعد :لن ..لن انا ..اسمع ..هذي فترة مزحومة علي وقضايا كثيرة انا استلمها..
نجاة :كل شي تحت السيطرة هني ول تنسى غسان بيرد بعد يومين وبيكون حاظر لك يسوي كل اشغالك.
مساعد :ل ابو زياد بيطلع اجازة وانا لزم اكون متواجد عنده..
نجاة :انا سكرتيرة ابو زياد وكل شي تحت السيطرة عندي ول ماكو ثقة..
احتار مساعد ..ما ظل احد : ..زين انتي ما تقدرين على كل شي..
ابتسمت نجاة :مساعد ...لو سمحت اسكت ..ويالله روح زهب اغراضك بتسافر
تظايقت فاتن من خاطر على هالخبر اللي ابد ما يسر ..ال يبط الجبد بس ما قدرت تتكلم او تقول شي فنزلت
عيونها في حظنها..
مساعد لحظ ظيقها ويمكن انقهر منه شوي ..لهذي الدرجة يعني ..قهرا لج يا فاتن :اوكية ..على بركة الله..
خلص يعني كل شي زهب وما ظلت ال الفحوصات ونتايجها نرسلها بالفاكس..
جراح :وباجر ان شاء الله تكون زاهبة
ابتسم مساعد هني ورفع حاجب يكلم فاتن :خلص عيل ما ظل شي ..يالله الحين اخليكم..
وطلع مساعد عنهم وفاتن اللي كان ودها لو تحط صبعها بعينه اللي تقهرها نظراتها ..صج انه يقهر ..اووووف..
وهم طالعين مرو على مكتب مساعد اللي كان مفتوح وهو مو موجود فيه ..وتحركو الى المصاعد وجراح اللي
كان يبين عليه التعب مفتح عيونه بالنص ويمشي ..وفاتن تمشي وراه او بالحرى ملزقة فيه ..هذا طبعها مع
اخوها او ابوها ليمن تمشي تلزق فيهم ..جنهم ال بيطيرون ..حتى ان الناس في المجمعات يوم كانت تمشي
وياه يظنونهم مخطوبين او شي من هالقبيل مو اخو واخته...
ويوم وصلو عند اللفت سمعو صوت ضحكه ناعمة لبنت ..وبانت الرؤية ..كانت بنت حلوة ل بل خلبة وأنيقة
واقفة مع مساعد عند المصاعد تسولف وتضحك ..والكثر انه اهو يضحك وياها بعد ..وقفتهم كانت عادية جدا
ال انها كانت من الثر انها تخلي فاتن تبتسم ابتسامة سخرية مع حاجب مرفوع يوم انها مرت صوبهم
غزلن اللي كانت ما تدري من اللي وراها انتبهت للشاب اللي دخل المصعد انه هذاك اللي اهي تشوفه
بالصدف ..رفيق رحلة المصعد على قولتها ..ويوم حست انه بيطير من يدها
غزلن :مسكو المصعد لو سمحتو )صدت لمساعد وبنبرة سريعة( يالله مساعد انا اخليك الحين..
مساعد :سلمي على الوالدة وزياد..
غزلن :يبلغ ان شاء الله..
ودخلت المصعد وتبعتها عيون مساعد الى عيون فاتن اللي كانت موجهة صوبه وكاننها تنتظر انتباهه ..وعطته
ذيج البتسامة الخبيثة والحاجب المرفوع اللي خله يفج عيونه من الغيض ..وما لحق ال والمصعد مسكر..
غزلن اللي اول ما دخلت كانت عيونها على جراح اللي كان موطيها وماسك زر الباب عشان ل يقفل ..ودخلت
ووقفت بينه وبين فاتن ..وهذا اللي قهر فاتن اكثر ...غزلن حست ان هذي الفرصة المواتية انها تكلمه ..تبي
تسمع صوته ..ما يصير جذي ما تنام الليل من زود ماتفكر فيه..
وسكت ..ما عطاها فرصة انها تطول اكثر ..لكن من على غزلن ..اللي تبيه تلقيه ..
وصلت للخر عند فاتن من مياعة هالبنت ..صج جليلة حيا ..شنو يصير لها عشان تتكلم وياه جذي ..من شوي
مساعد والحين جراح؟؟ ل ما بقى ال خالد..
ومن غير أي كلمة ثانية طلع من المصعد ووراه فاتن اللي كانت متغيظة على الخر ..صج لي قالو بنات جليلين
حياااا ..ويلي عليج يا مريم ..لكن هين يا جراحو
غزلن طلعت من المصعد واهي واقفة بحيرة ..من هذي البنت ..ما لحظتها ..ما ظنتها ويا جراح ..اهو دايما
ايي هني لحاله ..من وين هالبنت؟؟ ل يكون بس ..وفجت ثمها وغطته بيده :ل يكو ن بس خطيبته ...ول
حبيبته؟؟؟ يا ويل قلبي ..بموت ...شهالحظ يا غزلن...
وطلعت البنت مسرعة وراهم عشان ل يمشون ..وعند بوابة الشركة شافت سيارته اليوكن تتحرك بالطريج
نفسه اللي كان يتحرك فيه ..بس الشي الزين اهي تدل بيته ..وتعرف وين ايصير ..مو اهو ولد جيران بيت
خالتها ...خلص عيل مافي السالفة أي حسافة..
فاتن بغيض تهز ريلها في السيارة وجراح اللي حاس لها ساكت ومتحسف على هالجم كلمة اللي قالها للبنت..
الحين اكيد فتون بتوصل كل شي لمريم ..والثانية بعد انا ماقدر عليها ..بتحرقني بنظراتها سنة كاملة ..أي سنة
ان ما كان العمر كله ..زين انا مالي ذنب ..مو ذنبي اني حلو وجميل واجذب البنات ..ويييييييه خل جمالك
ينفعك الحين ..يوم الي بتشوهك فيه مريم ..وبدى اول خطوة في جس النبض ...نبض فاتن طبعا..
جراح :ههههههههههههههه والله حالة اللي يسمعج مقطع هدوم البنت ..عيب عليج والله حاطتني في منصة
التهام وتغززين عيني بصبعج تتهميني ..انا اخوج حياتج على قولتج ..تقولين لي جذي فتون؟؟ هزلت والله..
فاتن :أي أي هذا انت شاطر بهالحجي ..انا ما عندي كلم معاك ..واسكت عني طول الدرب..
جراح وهو يبتسم بخبث لفاتن :ازين انتي ليش معصبة صج صج؟؟ لني انا كلمتها ول) ....يطالعها( لنها كلمت
مساعد قبلي وبعدين انا؟؟
بكل عنف صدت له ..تناظره من غير تصديق ..اهو متأكد من اللي قاله ..عيونه كانت تبين انه متأكد ..والجدية
ملمح من ملمحه ..وما قدرت ترد عليه لنها ما تقدر تسيطر على نفسها ..شقصده بهالكلم انها تغار على
مساعد؟؟؟ تغار عليه؟؟ هذا لو يختفي من هالدنيا انا اقلبها كرنفال احتفال دائم ل ينتهي ..يبيني الحين على
اخر عمري اغار عليه ..من زينه ومن حله؟؟ وال من حبي له ..والله انا مادري اضحك ول ابجي بسبب اخوي..
وفضلت فاتن السكوت طول الدرب وما كانت تدري ان سكوتها كان علمة الرضا عند اخوها اللي ابتسم
لهالشي ..خلص عيل ..الخطوة الثانية من وصايا ابوه جريب يتنفذ ..ان ما كان هالسنة راح يكون السنة
الياية..
ويوم وصلو البيت فاتن طلعت قبله وبسرعة مثل الريح دخلت البيت واهي معصبة ..توها بتركب الدري لغرفتها
وتذكرت امها اللي تنتظرهم يمكن من الصبح ..فمرت عليها المطبخ
ابتسمت فاتن لمها موافقة على كلمها ..صج ..ياحلوها سمْاء ..ويا حلو نسبها من ..مشعل ..وبس اختفت الم
صدت فاتن لسماء بلهفة تبي تسالها ال الثانية تجاوبها
فاتن ابتسمت واستلمت المهمة بكل حب وتمت توريها شلون يقطعونه ..وانتبهت لشي سماء قاعدة في البيت
والساعة توها 12؟؟؟
هزت فاتن راسها واهي متعجبة من حال هالبنت اللي كارهة الدراسة ..اهي مو كارهتها اهي كل شي تسويه
بالعناد ..تبي تقهر امها وتعصبها لنها مو ماعطتها الهتمام الكافي ..مسكينة يا سماء ..ضحية المجتمع الراقي
انتي ..بس مشعل شلون مخليج جذي ما يهتم فيج كفاية؟؟؟
**********
طاف الوقت بسرعة وكاهم اخوانها وصلو البيت ..والغدى زاهب وكل شي تمام ما بقى ال ينجبونه ..وسماء
كانت معاهم طبعا ..ومستمتعة بالجو العائلي الصخب بينهم ..عبد العزيز ومناير وارفيجتها سماهر واختها
الصغيرة بشاير كلهم عندهم ..وفاتن وجراح ..والقعدة ول احلى ..
ال بهذيج اللحظة اللي اندق فيها الباب ..وراحت فاتن تفتحه وردت داخل المطبخ ووراها خالد ..اهني سماء ما
استحملت فكرة انها تكون متواجدة معاه في نفس الوقت..
اما خالد اللي كان شكله عادي ومتململ وكأنه متظايق .ويوم شافها طار هالظيج كله والملل ..وبدت ملمح
الستمتاع تعلو ويهه وتكسيه ..واخيرا اكو برنامج يشغل نفسه فيه عن التحسف على فاتن..
ام جراح :يالله كاهو خالد وصل زهبو السفرة ليمن انجب لكم...
وعلى الغدى سماء قعدت بين فاتن وعبد العزيز وجراح وخالد كانو مجابلينها تحت ام جراح ..اول مرة تاكل
على الرض ولكن كانت االقعدة وايد حلوة ..الكل متنوع وتقليدي واطباق متنوعة لكل واحد ..وشافت ان
عادات الكل بيناتهم متشابهة تقريبا ..كلهم كانو ساكتين باستثناء ثلثة ..مناير وسماهر وعبد العزيز ..دومهم
يتنقرشون في بعض ويتناجرون على اقل الشياء وام جراح تسكت فيهم وحتى جراح ..كان لباس فيه ..عادي
ويتصرف تقريبا مثل مشعل ال ويا فاتن ..كان مزيد حنيته حبتين ..مثل يجدم لها الكل ول انه يصب لها عصير
ول يوصل لها السلطة ..يعني حركات اخو يعز اخته ..وانا المسكينة حتى اخو يعزني ما عندي ..يوم صار..
اختفى وراح ..الله يعينني..
اما خالد فكانت عيونه على فاتن اكثر من سماء على عكس ما كان يتوقع ..ونظرات اللوم في عيونه مو قادر
يخبيها ..يحس انه يتقطع من داخله وهو يعرف بانها خلص راح تروح عنهم وتبتعد ..يحس ان البيت خالي حتى
بوجودها ..اااه يا الدنيا ..ليتنا ما نتفارق يا فاتن ونظل هذيل العيال اللي ما يخفون ول يركدون..
وانتبه الى سماء اللي كانت تاكل بيدها اليسار ..اهي تستعمل يدها اليسار وباين ان حتى في الكل تاكل
باليسار ...وهذي نقطة يقدر يتحرش بها فيها..
التفتت سماء وفاتن بننفس الوقت ..ولحظت فاتن ان سماء كانت تاكل بيدها اليسار..
جراح وفاتن ضحكو في داخلهم بسبب غشمره سماء على خالد اللي انصدم من كلمتها ومن قرفها منه اكثر
شي ..ايا ال...
وكلت بيدها اليسار مرة ثانية ..ولحظت انه عصب ..ورفعت اليسار ومدت اليمين ..ورفعتها واهي تاكل
بطريقة تضحك الواحد والكل كان خاطره لو ينفجر من الضحك لكن احترموا موقف البنت انها ما كلت باليمين
غير هالمرة..
-------
في اليوم الثاني خبر مساعد أهل بيتهم بسرفته الى اميركا مع جراح وفاتن ..ومريم الي من سمعت خبر
السفر تنقعت بدارها ل تطلع ول تخلي احد يدخل ول تاكل ول تشرب ال القليل ..ميتة من البجي ومن الحزن..
ومن بمكانتها ما يبيجي وهو يشوف اعز حبايبها واقرب الناس لها ارفيجتها الغالية تسافر) ...ايا على ارفيجتي
اللي بالكويت ...احبج ف(..
من لها من بعد فاتن؟ من راح ترافج ومن راح تماشي ول من راح تقول له كل اللي بخاطرها وكل اللي يجيش
بصدرها ولمن راح تبث مشاعر حبها وغرامها الى جراح؟ مالها ال الصمت القاتل اللي راح يخلص عليها ..مالها
ال انها تكتم احزانها وافراحها الى يوم ترد فاتن ..هذا احسن حل ..لنها مستحيل اتييب احد مكان فاتن في
قلبها واسرارها دفينة وعميقة ما تنقال لحد غير فاتن ..ااااه عليج يا ارفيجتي العزيزة..
ام مساعد طبعا سوت حفلة لكن محد اعتبر لها وسكتو عنها وخلوها تقول اللي بخاطرها فيه ..طبعا لتعليمات
مساعد ..لؤي ما صدق هالخبر ..شلون جراح يسافر وهو ما يدري؟؟ وين العشرة ووين الخوة ..طبعا الخوة
في باله ما طلعت ال يوم سافر جراح عشان يسافر معاه ..لكن هذا كله كان غشمرة ..راح يفتقد جراح االلي
بيسافر لمدة اسبوع واحد وبيرد من بعده..
على مساعد الوقت كان ظيج ولزم يتحرك باسرع من جذي ..لزم الليلة يشيل ابوه واخوه ويروح ويتقدم
لفاتن ..ما عنده أي استعداد انه يتاخر اكثر ..عشان مرة وحدة ياخذ اجازته السنوية ويظل مع فاتن هناك لمدة
بسيطة لمن تتعود على الجو ومن بعدها يرد الكويت ..قلبه مو طايعة على هالشي ...لكن هذا هو الحال..
وفاتن محتاجة الى العزلة عشان تتأقلم على الوضع لنفسها ..وتعمل الشياء لنفسها ..ما تعتمد على احد
وتقوي نفسها بنفسها ..ثقته كانت كبيرة فيها وبقدرتها..
بالليل في ديوانية بيتهم وزوج اخته فيصل كان متواجد بعد ..حس مساعد ان هذا الوقت المناسب في انه
ييتكلم بالموضوع مع أبوه
مساعد :يبا...
بو مساعد :سم يا وليدي؟
مساعد :سم الله عدوك ..يبا انا خلص ..قررت اني اكمل نص ديني وا ..اخطب..
بو مساعد بابتسامة :والله خوش خبر يا وليدي ..انا ما عندي مانع ول أي اعتراض ..بس امك قلت لها انت؟؟
مساعد :يبا انا ما ابي امي اللي تختار لي ..انا اخترت وخلص
بو مساعد اللي كان يثق في ولده بعمى :خلص عيل يا وليدي دامك اخترت ..ماله داعي زود الكلم..
مساعد بابتسامة :انت اصبر شوي خلني اقول لك من اهي بالول
بو مساعد :يا وليدي انت ريال كبير وفاهم وعاجل وعارف لمصلحتك..
مساعد باستسلم :خلص عيل ..توكلنا على الله
لؤي :لحظه لحظه انا قول لي من اهي العروس!!
فيصل يضحك بخفة ومساعد يرد باستغراب :وانت شكو؟؟ ابوي الحين اللي اهو ابوي ما يبي يعرف انت شكو؟
لؤي بتعجب :افا يا مساعد انا اخوك الصغير الحباب ..قول لي عشان اعرف من اهي مرتك اللي بتطبخ لي ول
بتغسل لي هدومي
مساعد :يبا رد عليه انا مافيني على خباله
بو مساعد يتكلم وفيصل ميت من الضحك بس بهدوء :انت ما تقول لي حرمة اخوك خدامة لك تغسل هدومك
ل وتطبخ لك
لؤي :طالع هذا مو اهي بتيي مكان نورو ..خلص..
فيصل :ليش نورة كانت تطبخ لك؟
لؤي :هذي مافيها خير مرتك) ..يبتسم بفرح( الله يخلي ام لؤي ..بتسوي كل شي ..مو مساعد؟
مساعد :بعد سميتها على اسمك ..الحمد لله والشكر يا الله اني ل اشكي اليك وانما اطلب منك القضاء..
لؤي :القضاء علي؟؟ مو مشكلة ..حلو وبارد منك..
بعد ما راح فيصل لبيتهم دخل مساعد واخوه وابوه الى البيت ..والحمد لله كانو في الصالة قاعدين
ينتظرونهم ..امه طبعا ما تحط عينها بعينه يازعم معصبة وزعلنه ..ومساعد اختار قربها عشان يغثها وينغز
عليها ..واهي ابد مو ماعطته ويه..
مساعد اللي تحسس من كلمة امه لكن مو اهو اللي يزعل ويبرطم منها ..هذي امه اللي خابزها وعاينها..
تقول لكنها ما تقصد...
وراح مساعد عنهم وهو يمشي ..وصل لدار مريم اللي كانت قافلة الباب...
طق على الباب بخفة
مريم تطلع من الحمام وهي تنشف شعرها وطبعا ما سمعت أي شي من هدو ء طق اخوها..
انتفضت مريم وراحت تفج الباب بسرعة :خير مساعد ...فيك شي؟
مساعد :الخير بويهج بس علمج صاكة الباب؟؟ فيج شي؟؟
مريم :ل مافيني شي..
مساعد ياشر على عينها بيده :شفيها عينج؟؟؟ متورمة جنج تبجين؟
مريم بحزن :ل بس متظايقه شوي..
بابتسامة تريح القلب :تبجين على فاتن؟
مريم سكتت ولمعت عيونها بالدموع من جديد ولا سالت بعد :تتشمت فيني؟؟
مساعد بطل الباب ولم اخته بكل حنان :افا عليج مو انا مساعد اللي يموت فيج يتشمت ..بس انتي يا حياتي ل
تسوين في روحج جذي ..انا اقوى الموت ول اقوى دمعج
مريم استعجبت من كلم اخوها لكن الوضعية كانت مريحة وظلت بحظنه تبجي بهدوء ولكن براحة..
مساعد يبعدها شوي :يالله الحين ..شرايج تنزلين تحت و تسمعين الخبر اللي بيزفه اخوج..
مريم :مابي ..امي بتقعد تتنقرش فيني وانا مالي خلق..
مساعد :عيب مريم..
مريم بحيا :اسفة بس ..مو وقتهها هذا..
مساعد يبتسم :زين ما تبين تفرحين لي يعني؟
مريم ترتد لورى :ادري الخبر اللي بتزفه ..ما يحتاج اكون موجودة عشان اسمعه
مساعد :وادري انج رافضة وموقفج من موقف ارفيجتج بس بعد ..انا ما لومج..
مريم اندهشت من خاطر لكن هذي كانت الفرصة انها تعرف :عيل ليش ؟
مساعد يهز راسه ويبتسم :انتي بعدج صغيرة ..لو كبرتي وتوسع تفكيرج اكثر ..بتعرفين ..مع اني تمنيتج انج
تكونين اكبر من جذي بس .ما هو عليج انتي ملمي..
مريم بمرح بسيط :هذي صارت اغنيه
مساعد :ههههههههههههههههههههه ..يالله ..تنزلين ول بتخليني انزل لحالي..
مريم :ما عاش ..دقايق بس الم شعري..
الثلثه فجو حلوجهم مو مصدقين اللي يشوفونه ويسمعونه ..هذا مساعد ول احد ثاني؟؟ ل ويسبهم؟؟
ام مساعد :انت اكيد غير ..انت ريحة الغالي ابوك ..لكن انت قاهرني بهالختيار يا ولدي
بو مساعد :يا سارة بدل ما تعصبين على ولدج لزم توقفين له وتشدين ظهره ..بنت الياسي ماكو اعدل منها..
تراج انتي اللي مربيتها وفاهمة لها وعارفتها مثلها مثل بناتج ..اليوم ياج الوقت وقلتي البنت مو خوش اختيار
ام مساعد بنبرة وقورة ..لن زوجها الي يتكلم مو احد ثاني :يابو مساعد البنت ما عليها خلف لكن ليش البعيد
والقريب اولى..
مساعد تسند وهو يسحب نفس بقهر ..وبو مساعد ماقصر في امهم يوم سمع اللي قالته
بو مساعد باشمئزاز :منو القريب.؟؟ بنت اختج منى؟؟؟ هذي اولى؟؟ اولى بشو؟؟ اهي ل تبي ولدج ول هم
يحزنون ..تذكرين قبل يوم قلتي لهم بسبيل المزحة وشسو لج ..ال احنا مو من قد المقام وال احنا ما نستاهل
بنتهم ..شوفي بنتهم اللي كانو حاطينها ماسة العرش شسوت فيهم ..يايين اليوم يبيعونها علينا واحنا اللي ما
نبيها ..ليش ولدنا ان شاء الله ناقص ول فيه عوق ..كامل والكامل الله وريال ل يعلى عليه ..واذا انتي موافقة
تراني انا مو موافق..
مساعد بصوت واطي :عاش ابوي..
ابو مساعد :اسكت انت ..بنت اختج ماقول عنها الشين لكن ماهي عاجل ..لو عاجل جان ما تطلقت من خيرة
الرياييل ول مرتين بعد ..سارة ..صلي على نبيج واستغفري ربج ..وباجر لبسي عباتج وشيلي بناتج وروحي
خطبي لولدج احسن البنات ..والله ويات خلف عالية ..صج ان ربك يمهل وما يهمل..
اهني تغرقت عيون مساعد بالدمع ..مجرد يسمع اسم عالية من احد خلص تتهدم كل اركان الهدوء في
قلبه ...يا ترى راح تقدر فاتن انها تكون مثل عالية في قلبه او اكثر؟؟ يا ترى راح تقدر تهز عرش عالية في
قلبي وتستحله وتخليه لها اهي ما احد غيرها؟؟ ماظن..
وعلى الضحك انجرت ام مساعد بعد على الضحك وياهم ..وضحكتها هذي كانت الشارة انها رضخت لفكرة ان
ولدها يبي يتزوج البنت اللي اهي الوحيدة تحس انها ما تناسبه ..بس ما كانت فرحتها بالشكل المتوقع ..كانت
تحن على زواج مساعد اكثر من أي احد في هالبيت ..وردت فعلها كانت طبيعية جدا ..وعادية جدا ...محد
يدري ..شنو راح تكون مشاعرها مع اليام ..تجاه مسألة فاتن وزواجها من ولدها الحبيب..؟؟
***********
اليوم الثلثاء ..اليوم الرابع على تواجد مشعل في الشاليه ..الجامعة بدت واهو مواظب لكن من غير أي حس..
ما يدري بالي وراه ول اللي جدامه ..الهم والحزن كاسح كل شي فيه ومحطم نفسيته اللي طول عمره كانت
مهشمة ..اخر موقف صار مع فاتن تركه محطم ..والشخص اللي حقره جدامها خله يحس بمدى صغر حجمه
وتفاهه مشاعره تجاه فاتن مع العلم انها كبيرة وعظيمة ..شلون قدر يحطمني بكلمات ..يمكن ما تجاوزت
العشر من العدد..واثرها كان بليغ؟؟ من اهو؟؟ وشنو علقته بفاتن واهلها..كان موقفه حازم كانه ..كانه؟؟؟
مادري مادري يا ربي ..بس خايف من هالشخص اللي مادري من وين طلع لي..
وانت لي متى بتم خايف يا مشعل؟؟ لي متى بتم جبان جذي وموقفك ضعيف تبي كل شي يكون جاهز ومرتب
ومصفوف والكل ينتظرك وانت تتحرك ببطء ..البنت ما بتوقف لك ..ول بتنطرك لو انت حبيت النتظار ..بتطير
من يدك وانت بتم قاعد تناظرها شلون تطير..
شلون يا ربي ..؟؟؟ ابي حل ..انا ادري اني مو قد مسؤولية ول زواج ول ارتباط ..وحتى هلي ..امي بالخص !!
اللي راح توقف في ويهي مثل الجدار المنيع ..وتمنع زواجي من فاتن لو كان هذا اخر شي تسويه في حياتها..
وقف عند البحر وهو يتنسم والهوا ما يدخل حتى لقرب نقطة ...و حس بالوحدة الكبيرة ..اهو يا هني لغرض
انه يقدر يفكر بهدوء ويبتعد عن الذنب وتأنيب الضمير ..لكن ..اهو هني بعيد ما يدري شقاعد يصير هناك..
انقطعت اخبارهم كلهم ..جراح اكثر من مرة اتصل فيه وهو من زود ما احساسه بالذنب ما رد عليه ..وسماء
اللي في اليوم فوق العشر مرات تتصل ما يرد ال عليها مرتين ..وما يطول بعد..
الظاهر ان الوقت صار انه يرد البيت ..مو اليوم ..باجر ان شاء الله ..تهدى نفسيته ويصير الشي منسي مع ان
الشي مستحيل نسيانه ..محفور في تعرجات الشارع اللي بين بيتهم وبيته ..في ويه فاتن وفي ويه هذاك
الريال ..تتمسك فيه قضبان بوابه بيت فاتن الصدئة ..والهم ..نسمة الهوا اللي حملته من مكان لمكان..
الله يعين قلبك يا مشعل ..يا ترى ردتك هذي خير لك ول ...شر! ..؟!؟!؟!؟!
******
مساعد اللي ما قدر انه يقعد اكثر من غير ما يتكلم مع جراح عن هالموضوع ..اهو مر عليه قبل يومين في
المكتب لكن ما حب انه يفاتحه لن فاتن كانت معاه بعد بس في مكتب نجاة ..وما حب انه يزف لها الخبر في
نفس الوقت ..اهي يبيها تكون اخر من يعرف عشان الناس اللي حولها يعدونها للوضع بطريقة صحيحة ..ونورة
ومريم ما راح يقصرون ابد..
في قلبه كان خايف ان فاتن تمرض ول يصيبها شي ..اهي ما راح ترفض ..يعرف هالشي اكثر من غيره ..لنها
ولو كانت في سن غبي ولها غلطاتها اهي تعرف الصح والغلط وتفهم لهم بنفس ما يفهم الكبير ..وتعرف ان
النتظار على حب ..او نزوة هذاك السخيف مضيعة للوقت واهدار لكرامتها وعزة نفسها ..بس الخوف انها
تمرض وتتعب نفسيتها لن مهما كان يبقى الموضوع مستحل اكبر مساحة من اهتماماتها ..ويمكن يكون
مركزها ان ما كان يبالغ ..بس ..اهي لزم ترضخ لواقع انها لي ..مو له ..لي انا وبس..
وكاهو عند باب بيتهم ..توه واصل ..يبي يتكلم في الموضوع مع جراح ومع ام جراح بنفس الوقت ..صحيح ان
الوضع مو تقليدي ..بالعادة ام الريال اهي اللي تيي لم البنت تكلمها في الموضوع ..بس ..اهو يبي اول شي
يضمن فاتن عشان يخلي هله يتقدمون رسميا ..مو سالفة تحدي للتقاليد بس ..حفظ لكرامة هله واهل فاتن..
وكاهو جراح يتقدم ناحيته بابتسامة مريحة على طول خلت شفاة مساعد ترسم ابتسامة بالمثل..
جراح :يا حيا الله من يانا ..حياك مساعد ليش واقف عند الباب..
مساعد :الله يحيك...
وسرع جراح يولع الديوانية ومساعد وراه ..كان لبس دشداشه بيضا ورافع الكمام وشعره الناعم اطول عن
طوله العادي ..بس اهو كان في حاله بعيدة جدا عن الهتمام في مظهره ..بس الي كان من صج مستهم منه
اهو الشيب البيض الخفيف اللي غزى مقدمة راسه ..بس ..يالله الشيب وقار ماهو عار..
جراح :ولو اني زعلن عليك ليش انت ماخبرتني قبل اكثر عشان ازهب لك الدار..
مساعد :انا بالعمد ييتك من غير موعد عشان اني ماحب الترتيبات ول القدوع ..لن الموضوع اللي انا يايك
بخصوصه اهم من هالترتيبات والعادات ..ولنه ما يتحمل اني اقدع ومن بعدها اتكلم..
جراح :ل عادي حياك الله باي وقت عزيز وغالي..
مساعد بابتسامة ولكن يدينه كانو يرتجفون :الله يخليك ..ال ..ما خبرت الوالدة بجيتي؟
جراح :ل بلى خبرتها ..الحين اهي في جية..
وبالفعل ,اندق الباب االمفتوح على الزراعة اللي في البيت ..وكانت اهي ام جراح اللي استقبلها ولدها
بابتسامة عريضة ..واهي كانت تبتسم لكن مو بمثل ابتسامة جراح ..لنها تركت البيت وفاتن واقفة بنص
الصالة ونظرات الخوف والرعب تكسيها من راسها لي ريلها ..البنت حاسة ان اكو شي يصير ..وشي جايد
بعد..
قعدت ام جراح بعد السلمات مع مساعد ..ونفس الكلم اللي قاله جراح قالته
ام جراح :يمة عاد جان خبرتنا بييتك نزهب لك شي ول شيات ..فشيله جذي..
مساعد :الجايات اكثر خالتي ..بس انا اليوم يايج في موضوع ..واظن انج انتي وجراح عارفينه ..يمكن حتى
فاتن تعرفه..
هذا النداء اللي أعاد فاتن إلى الواقع ..نداء رحلة الغربة ..ويــــه سرحت وايد ..يمكن تركوها لمدة ساعة
كاملة ..وينهم للحين؟؟ تأخروا اليوم الصبح وهو ياين المطار ..لن سيارة جراح ما طاعت تشتغل اليوم..
حرارتها ارتفعت وظلت مكانها ..وانتظروا مساعد اللي كان يكمل باقي اشغاله في المكتب ..واول ما وصل
لهم تحركو من البيت..
وداع اهلها كان مرير وحزين ..مع ان اخوانها الصغار راحو الصبح للمدارس ..بكى عبد العزيز وراح المدرسة
بدموعه ..على غير العوايد اليوم خالتهم اللي وصلتهم ..مناير ما بغت حتى انها تحط ويهها في ويه فاتن ..لنها
من تشوفها تبكي ..فاتن ابتسمت لهالذكرى لنها من تذكر طفولتها وحياتها مع اختها تذكر الهوشات والمضارب
والمخاصم ..ههههههههههه يا حلوها مناير ..ما بتابع مراحل كبرها ..بتكبر وبتصير حرمة وأنا مو معاها ..يالله
الدنيا نصيب ..ومو نصيبي اكون معاها ..لكن اللي كسر خاطري اهو عزوز ..فديت عمره ..بس اوصل بتصل
في البيت وبكلمه ..بطيب خاطره لن الصبح كان متأخر على المدرسة..
وداع مريم اللي طبعا ليلة البارح ما فارجتها وظلت معاها لي وقت متاخر ..ومساعد ..اللي الحين رسميا صار
زوجها ..ما عارض هالشي ..وظلت تواسيها وتهديها وكل شوي تبجي على المستقبل ..الحزين اللي انرسم لهم
بالفراق ..ما قدرت مريم في يوم من اليام قبل هاللحظة انها تتخيل بفراقهم!! فاتن ومريم كل عمرهم كانو
مع بعض ..حتى بالسفر ..مرة مرضت مريم قبل ل تروح العمرة وكانت هذي فرصة لها بالعيارة انها ما تقدر
تروح ال ومعاها احد يباريها ..أي انها تبي فاتن ..وابوها اللي كان يحبها ومثله مثل مساعد ما يقدر يرفض لها
طلب سأل بو جراح الله يرحمه انه يخليها تسافر معاهم وابو جراح ما رفض وراحت فاتن مع مريم ولؤي
ونورة وام مساعد الى العمرة ..مساعد ما كان موجود كالعادة لنه كان قاعد في البيت مستغل هالفرصة
للعزاء والنحيب على الحب الضائع..
سفر فاتن هذي المرة كان مميز ..صج انه حملها الى بلد بره لول مرة بحياتها واهي عمرها ما عدت نفسها
عشان مغامرة مثل هذي ..بس اهي سافرت واهي متزوجة ..صج ان الملجة كانت بسيطة وان كل المور
مشت بهدوء لكن ...كانت متزوجة ..سوى اعجب هذا فاتن ول لء ..وكونها مسافرة واهي متزوجة بعث الله
الطمأنينة في خاطر فاتن ..صج انها تتلوع وتتألم خسارة حب ربته مثل الياهل الصغير اللي ما كمل الربيع..
بس مثل ما يقولون الزين ما يكمل حله..
يوم راحت مريم عن فاتن بهذيج الليلة تمت تحاجيها وتسولف معاها بالتلفون طول الدرب ..طبعا فاتن الحين
صار عندها جوال وتقدر مريم انها تلقيها باي لحظة وبأي مناسبة من غير ما يوقف احد في دربهم ..ويوم
وصلت البيت صلت لربها ركعتين تدعي فيهم بالنجاح والتوفيج لفاتن لنها تستاهله..
داع ام جراح لفاتن كان مختلف من نوعه ..طبعا امها اللي ما نامت عينها ول غفا لها جفن او طرف ..واهي
تقوم وتقعد بالصله ..تبي السلمة والنجاة لبنتها وولدها ..الواحد ما يضمن عمره ل بطيارة ول بسيارة ..وقلبها
كان منكل ..طبعها مثل طبع أي ام تحب عيالها ..وبالصبح يوم صحت فاتن راحت لها على طول ولقتها تحت
في المطبخ تطبخ وتسوي اكلت بسيطة ياكلونها في الرحلة علبالها ماكو اكل بالطيارة ..فاتن اول ما راحت
لها ضمتها واهي ماعطتها ظهرها ..تمت الم مولية ويهها لليدار وفاتن لمتها من ورى ..ما تكلمت ول قالت
شي ..والدمعات تسيل بهدوء ..وداع حزين واليم ..سبقه حرمان الم من بنتها ..فاتن كانت صغيرة على
الزواج ..او يمكن ما يقبل العقل انها تروح وتخلينا ..شلون بتستمر الحياة من دونها واهي كانت دايما مثل
العمود اللي يمسك زاوية من البيت ..تواجدها كان اكبر من جراح ..ومعزتها ودورها في البيت كان اكبر
واشمل ..كانت تلم اخوانها عن امها وعن مشاغلها ..لن البيت كانت مشغاله اكبر ..والمساعدة كانت
مطلوبة ..عزيز ومذاكراته ..مناير ومحاضراتها ..ابوها ويا عدته ..امها ويا عبالتها بالبيت ..دورها كان عظيم..
والحين غيابها الطويل من راح يسده ويغطيه؟؟؟
يوم مشت السيارة وقفت ام جراح تناظرها من عند الباب الداخلي للبيت ..ودمعها يسري بمرارة على خدها
واهي تشوف بعيونها وتشد رحيل غناة روحها ..فاتن..
فاتن الثانية كانت عيونها ملزقة على بيتهم وعلى امها الواقفة بحزن وبموقف يكسر القلب والصبر..
ودعتها ببوسة من يدها تطير لخافق امها اللي مسكتها منالهوا ولمتها لثمها ..وتمت واقفة تبجي والسيارة
تختفي من عيونها ..حطت راسها على جانب الباب وظلت تبجي ..واهي تردد :ليتني ما خليتج تروحين ..شلون
اخليج وانتي الروح فيني يا فاتن ...ردج الله لي سالمة يا حبيبة قلب امج ..ردج الله سالمة..
في ذيج اللحظه ما حبت فاتن انها تلتفت لبيت مشعل ..عشان ما تفتح جروح اهي ضمدتها بعناية ..بدمع العين
وبطلع الروح ..هذا مقدر ومكتوب ..نصيبنا في هذي الدنيا ..ما نقدر نتحاشاه ..لو كنت لك يا مشعل ما كان
شي في هالدنيا بيوقف في ويهك عشان تلقاني ..ادري ان اهلك اهم مني ..بس بعد ..ما قدر ما الومك على
تضيعنا ..تضييع حبنا ..وتضيع مستقبلنا اللي كان من الممكن انه يكون ...ولو ان فاتن رفعت بعينها بهذيج
اللحظة كانت بتشوف اخر مودعيها ..ال وهو اول حب يدخل قلبها ويعمر بخفوقها ..ما كانت تدري بوجوده ..ول
حست حتى مثل ما كانت قبل تحس ...اول خطواتها في درب النسيان ..نسيان مشعل
يوم ابتعدوا عن البيت رفعت عينها الى جدام بدل حظنها وشافت عيون مساعد غارقة في ويهها وباين انها من
فترة ..واهي الثانية ما حركت عيونها ونظرات اللوم تخترق روح مساعد قبل قلبه ..تلومه على المصير اللي
قاده لها ..تلومه على ابعادها وعلى كل شي صار في حياتها منحرف عن مساره ..اهي كانت حاطة كل شي
في نصب التفكير وكل شي مرتب بحسب تفكيرها ..كل هذي المور اللي كانت مثل المفاجآت اللي تتفجر في
ويهها واهي ما كانت تقدر تسوي شي ال انها تقبل فيها..
بنظرة مساعد هذيج كان يحاول انه يوصل لها شي من مشاعره ومن العواطف الجياشة اللي ما يقدر يحبسها
اكثر في صدره تجاهها ..لكن صدها ولومها اللي كان عميق في عيونها قتل كل أمل في انه يواسيها ..ما تبيه
ول تبي مواساته ول تبي أي قرب منه ...وايش اللي يحبط اكثر من هذا؟ انك ودك تقدم ومحد يمد يده عشان
يستلم ..وظل تاثير هالنظرة عليه طول الرحلة ..كل الشوق اللي في قلبه لها انه يمسك يدها ول يلمها ول
يضمها كحق شرعي بصفته زوجها ضاع ..ليش؟؟ السباب تحتفظ بنفسها لكن ..التغيير ممكن ..دوام الحال
من المحال ..يا ترى هالمثل صحيح؟؟ ول بس انقال جذي؟
في بال فاتن اللي كانت تشغله باي شي عن الناس والمارة تفكر في زوجها مساعد ..مساعد ..زوج؟؟؟
شلون صار هذا كله؟؟ ما اقدر اتخيل..
في يوم ملجتهم كان الجو عادي جدا ..وكانت الترتيبات سهلة وهادئة ..الملج يا وملج ..حفلة بسيطة من بعدها
عشا للعايلة ..وعلى الساعة 11راحو ..حتى اهو ما شفته ..لسبب خفي او يمكن واضح كان هذا الشي
احسن ..مابغيت اني احتك فيه وايد ..انا تزوجته عشان وصية ابوي ..ومقابل تعب هلي ..يستاهلون انهم
يرتاحون شوي من العبء ..وراهم اثنين الله يعينهم عليهم..
لكن اللي اشتاقت له فاتن بصج بهذيج المناسبة اهو خالد ..اللي ياها باخر الوقت ومعاه بوكيه ورد ..عطاها اياه
وراح ..ول قعد ول بارك ول شي ..كان ظاهر عليه انه معترض على هالزواج ..مو بس اهو ..حتى اهي لكن..
ما باليد حيلة..
تذكرت الملبس الللي شرتها باليوم اللي قبل ..رحلتهم كانت ممتعة والحمد لله ..مريم ونورة طبعا ما خلوها
تتكدر بلحظه وحدة ..مريم قالت لها ان هالرحلة راح تكون رحلة الخساير ..لن اخوها ما قرر يسوي حفلة
جبيرة لزم يتحمل الخساير اللي بتييه ..وبالفعل ..طلعو من الشوبينغ بمبلغ محترم يهز الواحد ..لكن مساعد
ابد ما رجف له جفن ..فاتن تستاهل كل اللي شرته ..ويا كثر ما شروا ..جواتي وجناط ملبس بدلت جلبيات
شيل عبي نعالت اكسسوارات الخ الخ الخ ..حتى فاتن ما قدرت تحمل كل اللي شرته ..اهي شرت من قبل
مع جراح لكنها ما يابت ربع مشترياتها مع مريم ونورة ..وبالحقيقة اهي استمتعت لن ماكو شي اروع للبنت ال
التشري ..اسالووني مفلسة هلي.ههههههههه
مساعد كان هادئ ..وهدوئه مو طبيعي بالحيل ..لكن ..يسكت جذي احسن من انه يتكلم ويفتح مواضيع ..في
ذيج الرحلة ما كانت يتكلم ال مع مريم ..مادري ليش تعلقه كبير فيها مع انها قرقة وايد وما حستها فاتن من
النوع اللي يمكن يتعلق فيه مساعد..
بنهاية رحلة هذاك اليووم ما قطوها بيتها ..خذوها لبيتها المستقبلي ..اللي راح يتعدل بشكل جذري بدخولها
للبيت ..واول ما شافتها ام مساعد اللي كانت قاعدة في الليوان راحت لها ولمتها بعمق ..خلت دمع فاتن
يتجمع بعينها ..عجيبه هالم كتلة كبيرة من الحنان والعاطفة ..شلون قدرت تنجب واحد مثل مساعد ل مشاعر
ول أحاسيس..
تعشت هذاك اليوم في بيتهم وحمدت الله على هالعزيمة لنها تبي تبتعد عن البيت ..وعن فريجه..
وعن مشعل ..من بعد ذيج الليلة ما تمنت انها تشوفه ..اهي قتلته بكلماتها ..لكن اهو بعد قتلها بتخليه عنها
وتركها وخلها تتخذ قرارما تدري شنو اخرته..
وفي اخر اليوم صار لها موقف ما تنحسد عليه ابدا ..مريم ونورة طبعهم غدار ..ويوم سوولها جوله في البيت
اللي عمرها ما شافته زين ..ديوانية غرفة مريم وليوان البيت هذا اللي تعرفه ..خذوها لغرفة زوجها ..زوجها؟؟
غريبة هالكلمة على مسمعها!! وبذيج الغرفة ما كانو يدرون ان مساعد فيها ..ويوم دخلو لقوه واقف وهو يزرر
قميصه وشوي من صدره ظاهر ..فاتن اللي ولع ويهها بمليين اللوان ونزلت عيونها للرض مباشرة ما قدرت
انها تطلع بسهولة لن مريم ونورة كانو ياخرون طلعتهم واهي اللي ارتجفت ما بينهم تحاول تطلع ما خلوها..
مساعد اخر شي حس لها وطلعهم من الغرفة وهم يتضاحكون ..اكثر شي على الليتات اللي ولعت بويهها..
وتمت تلوم فيهم وتطقهم طول اليوم..
وبيوم الملجة ..لبست ملبسها وياتها مريم ونورة مبجرين وتعدلو جميع وعدلو مناير وسماهر وبشاير بعد..
حتى عزوز لو ياهم بهذاك الوقت جان حطوله جم لون ..عزيزة خالتها حضرت واهي فرحانة حيل ..افرح حتى
من أم جراح اللي كان الحزن عام عليها لكن ما خلوها مريم ونورة ..حتى اهي عدلوها ومكيجوها وطلعوها
شباب جنها بنت عمرها 25سنة ..يعني الجو كان جنان ..حتى بالنسبة لفاتن..
بالعمد شرت طقم فيه لون الزمرد ..كان عبارة عن جاكيت سواريه مطرز بشك ..ذهبي واخضر وياقته كانت
عاليه وثابتة ,والتنورة كانت من ثلث قطع ..حريرية وسلسل من نفس تطريز الجاكيت وشيفون ذهبي وفيها
فتحات كثيرة لكن ما كانت مخربتها بالعكس كانت تبين مثل عارضات الزياء ويا جسمها على الرغم من
قصرها الجزئي خصوصا مع طول مساعد ..ولبست من تحت توب ذهبي للرقبه ..وشعرها راحت الصالون
قطعته على طوله القصير وصبغته بخصلت ذهبية خلته يصير جناان ..والطقم لبسته ولبست معاه خاتم شروه
مريم ونورة شراكة هدية لها ..الله ل يوريكم الخاتم طبعا لنه ضخم وكبير حيل على يد فاتن لدرجة ان يدها
ثقلت بسببه..
يوم ياها كتاب الملج حست ان الوضع غلط ..ليش لزم هالكتاب؟؟ ليش لزم توقع؟؟ ليش لزم تنهي هالقعدة
الحلوة بكآبة وحزن؟؟ وبثبات وقعت على الكتاب وأمتلى البيت بيباب خالتها ونورة وخالتها اليديدة ..ام
مساعد ..اللي كانت فرحتها ما تنوصف ..صج ان الحتفال كان بسيط لدرجة انه ما يرضي حتى ام المعرس
لكن هذا هو الوضع ..اللي آلم في فاتن اكثر شي اهو تغيب سماء عن العرس ..خبرتها عنه واهي ابد ..ما
اعترضت بالعكس ..ابتسمت لها وفرحت لها واتمنت لها السعادة ..وقالت لها كلم خلها تحس بالفخر بهالبنت
الصغيرة ذات المظهر الطائش..
سماء :يا فاتن انا تمنيتج حرمة لخوي وحتى هذي اللحظة ..انتي ومشعل كنتم تكونون ثنائي ول احلى لكن ل
تجري الرياح بما تشتهيه السفن ..والغلط مو غلطج حبيبتي ل ..غلط اخوي اللي ما راعج ..وما كان موجود
معاج..
فاتن واهي تمسح دمعتها :بس انا جرحته يا سماء..
سماء وهي تناظر بنطلونها :ادري ..ومن جرحه بجى طول الليل ..وندم على اللي سواه فيج بس انتي مالج
ذنب يا فاتن ..وما ابيج تعيشين بالندم
ما كانت تدري ان فاتن ابدا ما كانت تلوم نفسها او حاسة بالندم ..اهي صج جرحته لكنها ما راح تحمل نفسها
مسئولية انتهاء هذا الحلم الجميل لن مو البنت اللي تتحرك عشان تقلب الحلم الى حقيقة ..الريال اللي لزم
يركض ويتعب ..وبعدين الظروف بينهم ما كانت مواتية انهم يتزوجون او انهم يكونون لبعض ..اهو ولد من
واهي بنت من؟؟
بهذاك اليوم ما شافت مساعد ول قعدت معاه ..حتى الهدية اللي عطاها اياها كانت عند نورة اللي قدمتها لها..
وكان هذا الجراء افضل شي صار ..مع انها تعودت على فكرة ان مساعد راح يكون متواجد معاها 24ساعة ..
الهدية فتحتها بآخر الوقت يوم صفى لها الجو ..كانت قاعدة في دارها واهي تمرر صوابعها على شعرها
بتفكير .او باسترجاع لحداث الليلة ..ويوم وصلت افكارها لمساعد تذكرت العلبة وراحت صوبها ..كانت وردية
وفيها خيط مربوط من الجانبين ..فجته وفتحته ولقت اللي فيه..
انبهرت من هذي القلدة اللي بالفعل تسلب العقل ..كانت عبارة عن قلبين متداخلين في بعض ..والماسات
اللماعة تحايط جوانبهم ..يوم رفعتها بين صوابعها تدلى احد القلوب تحت والثاني فوق ..وكأن اللي تحت على
وشك السقوط واللي فوق حامله وماسكه بقوة عشان ل يطيح ..وويه مساعد اللي حضرها بقوة بهذاك الوقت
خلها تنفر من القلدة وترميها على السرير وتروح توقف عند المنظرة بقهر من شعورها ..كانت واهي واقفة
عن المنظره تشوف القلدة شلون مرمية ونفس الوضعية اللي يات في بالها ..وبعد فترة تأمل ..ردت سريرها
وشالت الغراض وحطتهم في زاوية ثانية للصبح..
ومرت خمسة ايام من بعدها ما شافت مساعد وما تكلمت معاه ال يمكن ثلث مرات ولمور ضرورية ..اهو
انتظرها وما كان معترض على جفاها بالعكس ..واهي كانت تظن وافكارها يوم عن يوم تزيد حول نقطة انه
يمكن ما يبيها بس سوى اللي سواه عشان يبعدها عن مشعل..
للحين ما قدم لها دبلة تبين زواجهم ..مع ان مظهرها تغير ..صارت أنيقة وتغيرت ملمحها ..واتضحت لها فكرة
ان الزواج يغير الناس ..للحسن ..حتى لو كان هذا الزواج مؤلم وحزين..
في ذيج اللحظه اقترب منها جراح وهو يبتسم ..وشكثر كان متغير شكله وكأن جو اميركا راح يناسبه..
ومساعد اللي كان لبس بدلة كلسيكية ..قميص ابيض وجاكيت وبنطلون بنفس اللون والنظارات تغيرت..
ماهي ذيج الشفافة البيجية ..اليوم كانت سودة وما تبين شي من عينه ..وشعره القصير لكن الناعم يهببه
الهوا ..طوله كان فارع ورشاقته كانت غريب من نوعها ..وجراح بالملبس العادية كان مثل الياهل يمه ..حتى
ان شعره تغير ..صار تسريحة ثانية ..حتى اهي نفسها اليوم تخلت عن العبايه وبدلتها بتنورة سودة وسيعة
وتيشرت رفيع بنفس اللون وجاكيت جينز ازرق ديرتي ومعاهم صندل مناسب مع الجنطه ..الشيلة كانت
لونين ..تحت ازرق وفوق اسود ..طبعا ذوق مريم..
وتحركو ..مساعد جدام ويمه جراح وفاتن وراهم وراسها بالرض ..تمشي ول كأنها تمشي ..ما اصعب
هاللحظات ..فراق الوطن ..كان ودها لو تمسك كل بقعة في الكويت وتشمها..ااه يا ديرتي ..صدقيني لو بيدي
ما عفتج ول رحت عنج وتميت فيج تلميني وتحظنيني مثل ما حظنتيني طول هالسنوات ..مادري ليش خلوني
استخسرج بهالوقت ..وانا اللي اموت فيج يا ديرة الطيبين ..ل تنسيني يا دار الطيب والخير ..ل تنسيني وانا
بنتج ..احبج يا كويت ..احبج..
الدرجة اللي قعدو فيها كانت الولى ..طبعا مساعد ما حب ان اول سفرة لفاتن تكون في درجة السياحية..
وتعجب بينه وبين نفسه منها ..ما فيها ملمح من ملمح الحماس للسفر ..اهي مثل ما عرف اول مرة تسافر
بره الخليج ..يمكن سافرت في حياتها مرتين ..وكلها للسعودية والبحرين وبس ..يعني هذي اميركا اذا ما
فرحت لزيارتها بتفرح لوين؟؟
بالصدفة صارت مقاعدهم يم بعض ..اهو وفاتن وجراح من بعدهم بكرسيين ..فاتن اللي تمت تتلفت لخوها
تدوره ومساعد ما فارقت عيونه ويهها ..يو م شافت جراح مستقر على كرسيه والطيارة تعلن للركاب بانهم
لزم يلبسون حزام المان استسلمت لمكانها وقعدت من غير ما تلقي نظرة وحدة على مساعد اللي كانت
نظرته باردة لها وتدري انها لو طالعته بهذيج اللحظة راح يقهرها ..فاكتفت بانها تقعد وتربط حزام المان
وتناظر الفراغ اللي جدامها..
الهدوء كان غريب في الطيارة ما تدري شنو سببه؟؟ كونها محافظة عليه لنها قاعدة يم اكثر الناس بغض في
هالدنيا ول لنها محتاجة له؟؟ استغربت منه هدوئه وسكوته العميق ..ورغبتها في انها تلقي عليه نظره كانت
اقوى منها ويوم رفعت عيونها صدمها بمراقبته لها ..كان قاعد يم الدريشة وعيونه نعسانة تناظرها بهدوء..
خلتها بكل سذاجة تسأله
فاتن :خير؟
مساعد ابتسم بنعومة خلت دقات قلبها تتراقص من الغيظ ..ليش يضحك؟؟ قايلة له نكته..؟؟
مساعد :مرتاحة؟
فاتن وهي تبعد عيونها عنه بندم :الحمد لله..
مساعد :الرحلة طويلة ..لين طارت الطيارة انصحج انج تتحركين ..عشان الدورة الدموية..
هزت راسها مثل البنت المطيعة :ان شاء الله..
ابتسم مساعد اللي كان يحس بالمرض شوي ..ما كان مريض بالعكس ..مرضه اكثر شي نابع من النفسية
الزفتة ..وال بالله عليكم ريال متزوج ما يقدر يجيس زوجته او يقول لها كلمتين على بعض من غير ما تزعل..
خلها على كيفها ..كلها ال يومين ويستفرد بها ..وبنشوف ..من سيد من يا فاتن!!!
بعد الطيران بنص ساعة حست فاتن انها تعبانة وودها لو ترتاح شوي ..فسكرت عيونها واهي شبه المؤمنة
على نفسها ..ما كانت حاطة في بالها ان مساعد يمكن يستغل نومها لنه اهو الثاني كان يشرب كوفي بكل
هدوء وطلب الجريدة..بينشغل فيها ويمتنع عن الكلم معاها ..فإرتاحت لهالشي وسكرت عيونها بكل هدوء..
لكن هيهات مساعد يبعد باله او تفكيره انش واحد عنها ..اهي مستحلة كل عصب من اعصاب التفكير..
وماجت في باله بصور كثيرة وانتظاره الى الوصول بدى يضيق ..ولكن ..ما ردها بتكون معاي ..وبتبدى المعركة
الولى من حرب فاتن ومساعد..
جراح اللي من قعد مكانه اللي كان بجنب كرسي فاظي سرح في خياله ..وتذكر ويه مريم وحس بالشوق
والحنين للهل ولصحابه ولكل العزيزين على قلبه ..ابتسم يوم تذكر ويه امه الصبح ..كانت عيونها حمرة
والدمع لمع فيها ..تم يهدي فيها ويوصي مثل الب اللي بيطلع من البيت ويبي يضمن ان كل شي بيكون
مرتب..
وطرت مريم على باله وشبح البتسامة مر على شفايفه ..ما أحلى هالبتسامة ول هذيج الطلة ..حتى الدمع
اللي كان يلمع في عيونها لفراقه كان عذب وجميل ..خله قلب يرهف لها ويرغب بها ..ما احلها من حبيبة ..لو
كل من في هالدنيا لقى مثلها جان حلت الدنيا بعينه ..ومريم بنت ول كل البنات ..ربي يحفظج لي يا حبيبة
قلبي ..والله يردني بالسلمة عشانج بس..
====================
في ذاك الفريج ..وذيج الدار ..وبالهدوء اللي يلف المكان والبرود الطاغي ..كان مشعل قاعد والظلم يلف
داره ..ول دريشة ول ستارة تكشف عن العالم الثاني ..كان قاعد على سريره وهو لم ريله والثانية ممدودة
على الرض ..اليوم سافرت فاتن ..رحلت عن هالبلد اللي كان يعبده لوجودها فيه ..وتركته لحاله في هالدنيا..
من غير أي معاون ..أو احد ينشد منه العزا على فراقها ..تزوجت وراحت ..هذا اللي لقاه من اخته يوم سألها
عنها كانت تتكلم معاه والدمع يسيل من عينها ..سماء اللي ماحبت احد في حياتها تعلقت بشدة في فاتن
لدرجة الستغراب ..اهي عمرها ما حبت احد ول دخل احد خاطرها كثر فاتن..
تحرك شي في هذاك الهدوء ..كانت دمعته اللي حتى اهي ما عادت تحبه ول تبي تكون معاه ..ودها لو ترحل
مع فاتن وتلقى راحتها ..بس خلص ..خلص يا مشعل ..فاتن ما عادت لك ..صارت لريال ثاني غيرك ..وكل
احلمك الوردية معاها انتهت ..انت اللي انهيتها بجبنك وبرودك ..بدل ما تتواجد معاها في نفس المكان ..رحت
عنها واهي اللي كانت محتاجتك ..ليش ..انا ليش سويت جذي؟؟ ليش ذبحت حب عاش في قلوبنا من أول ما
عهدنا الدنيا ..ليش؟؟ ليش انا جبان جذي؟؟ ليش؟؟ ليش؟؟؟
بجى مشعل ومن زود ما بجى بهذيج اليام انهك جسمه من الدمع ..وملوحته صارت تسري في دمه مثله مثل
الوكسيجين ..فاتن مالها أي ذنب ..هذا الشي الوحيد اللي كان معقول في تفكيره ..اهي مالها ذنب اني جبان
جذي ..بس بعد ..انا مو ذنبي ..انها تروح عني وانا اللي ما صدقت اني القاها في حياتي ..تروح عني جذي وانا
ابيها وما شبعت منها يا ناس ..انا متى لقيتها عشان اشبع منها ..انا بغيتها زوجة لي ..تربي عيالي ..وتكبر معاي
وتشيب وياي ..لكن ..كل هذا الحين صار مستحيل ..راحت تكون زوجة واحد ثاني وراح تكون ام عياله وتكبر
معاه وتشيب وياه وانا ...اناا يا دنيا انا ...انا وين اولي.؟؟ وين اروح؟؟؟ وين يا ربي وين؟؟؟
ردت سماء من المدرسة واهي متظايجة بالحيل ..اهي راحت المدرسة وما كان لها خلق عشان ل تقعد في
البيت وايي في خاطرها انها تروح لمشعل ..اهي غضبانة عليه وفي قلبها حرة بس ..وين تلقاها؟؟ اهو السبب
في سفر فاتن ..بروده وقلة اهتمامه في الموضوع ليمن طارت فاتن من يده ..وراحت لواحد ثاني ..وابتعدت
وتركتني هني من بعد ما تطمنت من الدنيا اني لقيت الرفيجة او الخت اللي طول عمري تمنيتها ..بس وين
نلقى اخت مثلها وامنا بهالصورة المتوحشة ..اكرهها ..اهي السبب في كل شي ..اهي السبب..
دشت دارها واهي ترمي بالجنطة ..اليوم عطوها انذار ..غياب 7ايام طول اسبوعين كان وايد ..وطلبت منها
الناظرة انها تنادي على امها ..بس شالفايدة الناظرة هذي ارفيجة امها روح بالروح على قولتهم كلووز ..يعني
روحة امي بتكون عشان شربة جاي ول سوالف عن اخر مستجدات المجتمع الراقي او الديوانيات ..مالت
عليهم ..تفكيرهم ضئيل..
بدلت هدومها وعلى طول نزلت تروح بيت ابو جراح ..هذا البيت اللي صار محطتها التالية من بعد بيتها اللي
عمرها ما حسته بيت ..يوم دخلت بيت بو جراح ما لقت احد ..اكيد كلهم زعلنين ..اليوم فاتن سافرت ويا
جراح والبيت فاظي ال من الم وعزيز ومناير وسماهر الي ما يتفارجون ..تتعامل معاهم لكن مو بنفس
الصورة الي كانت مع فاتن او ام جراح اللي تخليها تشتغل معاها في المطبخ وتؤنسها ول تزعل منها بالعكس..
تجابلها دوم بالبتسام الي يرد الروح في سماء ..كانت صغيرة صح لكن تفكيرها كبير ..ووحدتها فضيعة وحاجتها
افضع ..ل ام ول ابو ..مشعل اللي كان عزاها في هالدنيا فقدته من بعد ما فقد فاتن ..وما باليد حيلة ..ما ردها
صفت بل احد في هالدنيا ..الله كريم اللي بيعوضها خير ان شاء ..
دخلت المطبخ ولقت خالتها ام جراح قاعدة واهي تسند راسها بيدها والحزن غاشي هذيج الخشة الحلوة..
التفتت يوم شافت سماء واقفة على الباب ..وما ابتسمت كالعادة ..قلبها كان حزين اليوم على غير العوايد..
وسماء تقربت منها وقعدت على ركبتها مجابلها..
ذاب قلب سماء من كلم ام جراح ..كان حزين ويألم القلب بشكل فظيع ..ما تخيلت ان في احد يوم من اليام
يقدر يبعث فيها هالكثر حزن وهالكثر فجع مثل ام جراح .شهالنسانة اللي تتحمل نفسها جذي انا لو مكانها
وفي قلبي هالكلم وهالكثر جراح جان مت..
تقربت منها واهي تمسك يدها وتبتسم على الرغم من الدمعة اللي سرت :خالتي ..افا عليج ..انا وين رحت...
وجراح بيرد لج ان شاء الله بعد سبوع ..ل تحاتين ول تعورين قلبج...
ام جراح تبجي :وفاتن ..اااااااااه يا فاتن ..فديت روحج يا فاتن ...فديت روح هالبيت اللي فارجته..
غطت ام جراح ويهها بشيلتها وتمت تبجي بقووو ..وسماء مكانها عاجزة عن انها تسكتها ..وفجأة حست بوجود
شخص ثالث معاهم ..التفتت ال كان خالد ..هذاك الصبي النحيل اللي نظارته دومها لزقة على عيونه ..اللي
كانت ملمحه اليوم غريبة من نوعها ...لدرجة انها اسرت خاطر سماء وخلت عيونها مملوكة لملمحه..
تقرب من خالته وبقربه هذاك تحركت سماء من الرض وقعدت على الكرسي اللي مجابل ام جراح ..واهو
استحل مكانها على الرض واهو قاعد على ركبته ..ونزل راسه لتحت ام جراح ومد يده النحيلة السمرة الى يد
ام جراح اللي كانت ماسكة الشيلة بها وهي تغطي عيونها..
خالد بصوت بعيد عن الواقع وكانه نابع من الخيال :خالتي؟؟؟ علمج؟؟؟ ليش تبجين؟؟؟
نزلت ام جراح يدها واهي ميتة من البجي :ابي عيالي ...ابي عيالي ....ردوهم لي ...ابيهم خالد ..اتصل في
جراح قول له خلص ..امك هونت ..رد فاتن معاك وما تبيكم تروحون ...تكفى يمة ..جان لي غل في قلبك..
رد لي عيالي..
اول الشي تغضنت ملمحه بحزن عميق ..وكأن هالشي غالي عليه لكن ..فجأة جذي لمعت عيونه بابتسامة
ماكرة وكأنه كان يخطط لشي في باله ...استغربت سماء منه هالشي ..يمكن كان يواسيها لكن ..الموقف ابدا
ما كان يستدعي البتسام ...يا ترى شنو سبب ابتسامته؟؟
خالد :ارد لج عيالج؟؟؟ شنو هذا بعد مو ناقص ال تقوليلي اطلع بره من بيتنا ..ما اكفيج انا يا بنت سالم..
هالويه هالحل وخفة الدم هذي ما تكفيج؟؟؟ الحين يوم راحت القرفة فتون والشيفة جراحووو بينت جيمتهم
عندج وانا طلعت التوش ...افا يالدنيا ..كل شي توقعته ال هذا الشي ..هزلت والله..
ام جراح واهي تبرر موقفها :ل والله يمة ما كان قصدي جذي
خالد وهو يقوم :ل هذا كان قصدج وانا عارررف ..لكن ...مالي ال اشيل هدومي وقشاري كله وارد من محل ما
ييت..
ام جراح مسحت دمعها وقامت على طولها :ليش انت يبت اغراضك؟؟؟
خالد :يقولون ..قلت البيت ماعاد فيه ريال ومالكم ال انا ..فشلت هدومي وييتكم ..بس الظاهر اني ما سد
الفراغ ..يالله عن اذنكم وسامحونا على الزعاج..
يودت ام جراح يده :جب ول كلمة ..هذار واحد ..يالله شيلهم معاي باخذهم بدار فاتن..
خالد :ل استغفر الله ..شلون ما يصير ارقد في دار بنت ..حطيهم بدار جراحو عشان تنبط جبده لو شافهم
هناك ..ههههههههههههههه ..
ام جراح واهي ترجع للحزن :يا نظر عيني يا جراح..
خالد :ل ل خلص انا هونت ماني بقاعد عندكم دقيقة وحدة
ام جراح :يل عاد يا خالد ...يل حبيبي شيل الغراض وياي ..بناخذهم دار جراح ليمن يرد وانا ارتب له دار
فاتن...
خالد :حلو جذي انتي تمام...
راحت ام جراح واهي تحمل شوية من اغراض خالد اللي وقف مكانه شوي ..وسماء قاعدة وراه في المطبخ..
تناظر هالصبي المحتال اللي قدر يقلب حال خالته في دقايق من الحزن الى الحماس ..وما سمح لها انها
تزعل ولو للحظة بتواجده ..صج ان في قلبه حب لهالخالة مافي ميزان في هالدنيا يقدر يقيسه ..ومرة وحدة
التفتت لها وعيونه بعيونها..
بدى يقهرها ..لذا قررت سماء انها تنسحب في ذيج اللحظة ..ابدا ما تتحمل انها تكون معاه بنفس المكان يوم
اللي يطالعها بنظراته التفحصية وكأنها سيارة او قوطي بيبسي ...وقبل ل تطلع من البيت ناداها..
هذي ثاني مرة يغلط عليها وعلى لبسها ..واهي راح توقفه عند حده ..ما راح تخليها تتثلث وتتربع ..
مشت له بكل غرور واهي متخصره بيد وحده :اني البس جذي ..وبل حجاب ..وصاينة نفسي ..احسن من
الحجاب واللبس السنع اللي على قولتك ونفسي خايسة ..وهذي ثاني مرة انت تعطيني رايك اللي انا ابدا ما
احتاجه في لبسي ..لبسي على كيفي ..حتى اليوم اللي انا بيي فيه واتظايق منه اعرف انك بتكون اخر واحد
في هالدنيا اللي راح اطلب رايه ..مفهوم؟؟
حوس خالد ثمه بزاوية وظل يناظرها بقهر ..لكن في قلبه مشاعر عنيفة تتدافع وكلها ودها لو انه يبط عيونها
الزرق ..مشت وراحت عنه تاركته في نص الصالة بفشيلته هذي ..وقعد يكلم نفسه بصوت مسموع :بنت
وتهزئك ..والله قلت الخيرة ..لكن الشره مو عليها ..الشره عليك اللي تبي مصلحة الناس والناس ما تبيها..
خلك في حالك يا خي احسن لك..
ام جراح :يوم انك تبي مصلحة الناس اتيي تعلمهم اياها بهالطريقة؟؟؟
التفتت لها لنه تفاجأ من تواجدها واكثر شي من سماعها لكلمه :خالتي؟
ابتسمت واهي تنزل :يمة خالد ..الواحد مو غلط انه يعطي رأيه ول ينصح الناس ..لكن هذي مو طريقة ..انك
تاخذ البنية وتهزئها بطريقة تخلي راسها ييبس وتاخذ الموقف بعناد ..خلك سياسي اكثر ..وخلك فهيم واعرف
اللي تبيه البنت..
خالد بحيا كبيير :ان شاء الله ...اصل ..اصل انا مو مهتم فيها ..بس قلت ..اجر وثواب من الله..
ام جراح تبتسم :واللي يبي الجر ..يهاوش الناس؟؟؟؟
صح كلمها ام جراح ..اهو عمره ما عطى سماء رأيه بهدوء ..دايما كان يناجرها ويناحسها ليمن يخليها تتحداه
وباخر الشي تفشله ..بهذيج المرة طاحت عليه يالحقير ..وقبل جم يوم سكر حلجك لوعت جبدنا ..وهالمرة
انت اخر واحد ابي رايه ..ليش ما يحاول يكون اكثر سياسة معاها؟؟ تعال؟؟ وانا شابي في اني اكون اكثر
سياسة معاها؟؟ اهي شنو بالنسبة لي ..حيا الله بنت الجيران ..انا والله ما عندي سالفة لكن مو مني ..كله
منك يا الشيفة يا جراحو ...خلك ترد من السفر ان ما وكلتك اياها سوخنة ..ماكون خالد..
غزلن :اوووه زياد يالله عاد ..ل تملقني اكثر ..وافق وخلص ما بيصير فيك شي؟
زياد وهو يجفف شعره :غزلن ماقدر هالوقت وايد زحمة علي ..ماقدر اطلع من الجامعة بهالسهولة ..ل تنسين
هذي سنة الثانية لي..
غزلن :اووووووووووووف يعني بنسافر بلياك ..يالله عاد والله حرام تسوي جذي ابوي زين منه اجل السفر
عشان بعدين وياي الحين تقول اعفوني..
زياد يبتسم :غزلن سافري معاهم لحالج مو لزم انا أكون متواجد..
غزلن وهي تفج حلجها :ل والله ..تدري ..انت تتعيزز علي فما راح اطول معاك واعتبرني زعلنة
زياد :هههههههههه ما تعيزز يا م لسانين انتي ..ول تزعلين مني ترى والله موقصدي بس هالفصل وايد زحمة
علي غزول..
غزلن وهي مبوزة :يعني ماكو امل؟
زياد وهو يحمل الرنب اللي يربيه :ماكو ال كاثرين جان تبين تسلمين عليها..
غزلن :ودي والله بس ماحب الحيوانات المشعرة..
زياد :عيل شتحبين؟
على طول طرى جراح على بالها ..احب هذا النسان ..تقدر اتييبه لي يا اخوي؟؟ :احبك انت وامي وابوي
واختي ..زين بقول لك ..انا الحين بخليك ..بدق عليك بعد جم يوم وابيك تفكر في سالفة السفر
زياد اللي تملل من صج :غزلن قلت لج
غزلن تقاطعه :اااااااا مالي شغل ..فكر زييييين ما زين محص مخك عشان تطلع الفكار السنعة ..ويالله
اديوس موجاجوووو
زياد يبتسم :اديوس موجاجا..
سكرت غزلن عن زياد اللي كان يبتسم لحاله ..غزلن عاطلة عن الحياة وما تفكر ال بالسفرات والترفيه
والتنزه ..ابوي خربها بدلله ودلعه لها ..حتى الدراسة ما تفكر فيها وايد مع انها تدرس بس ول جنها ..ما تقدر
تشوف هالدنيا ول تقدر تتقبلها ال بالعايلة كلها ..مو شي غلط لكن ..وايد تتطلب ووايد تتدلع ..لدرجة انها تفقد
الواحد اعصابه ..الله يهديها ان شاء الله ويرزقها ولد الحلل اللي بيردها لمخها..
نزلت غزلن للحديقة وشافت ابوها قاعد ..شكله توه راد من الدوام ومو من عوايده بالصج ..اهي زعلنة منه
لنه اجل سالفة السفر لبعد ما يرد مساعد من سفرته ..يقول ان الشغل ماله احد يمسكه ولزم واحد منهم
يكون متواجد ..فطاح الفاس بالراس وخسرو اهم الرحلة على حساب مساعد ...درت انه ملج وسافر مع
زوجته لكن ما عرفت من هذي البنت؟؟ يالله الله يهنيهم ببعض ..ويستاهل مساعد..
قعدت بعيد عن ابوها واهي مبوزة وفاتحة شعرها الشقر ..طبعا مصبوغ..
ابو زياد :هل والله ..هل بالغالية بنت الغالية ..حياج يابوج يمي عندي
غزلن :انا ما حاجيك ..مقاطعتك..
ابو زياد يطالع حرمته اللي تضحك :وليش؟؟ افا ..تدرين يا غزلن انا عوف الدنيا ول عوفج..
غزلن :أي أي قص علي انا ياهل عادي مقصصة عندك ..مو كفاية مأجل السفر وضيعت علينا فرصة ذهبية..
ابو زياد يهمس لمرته :اوووووو ردت حليمة لعادتها القديمة) ..على صوته( اقول حبيبي غزلن ..ديري بالج على
نفسج ويالله اشوفكم بعدين..
ام زياد :وين رايح؟؟
غزلن :بيشرد ..ما يبي يسمع كلمي؟؟
ابو زياد يبتسم :أي يا حياتي مابي اسمع كلمج لني حافظه) ..يقلد على صوتها( انت ما تحبني ول تعزني ول
لي مكانة في قلبك ..اجلت سفرتنا وضيعت علينا الفرصة حتى زياد ما راح ايي معانا ان شاء الله تستانس..
)يرد لصوته الطبيعي( اللي يسمعج يقول انا مو ابوج ..عدوج ..لكن بعد حلو وبارد على قلبي منج ..ويالله عن
اذنكم عندي موعد ويا ابو مشعل اشوفكم بعدين..
ام زياد :وصل سلمي له..
ابو زياد :يبلغ ..يالله مع السلمة..
ام زياد وغزلن اللي تحركت من مكانها لعند امها :الله يسلمك
غزلن بعد ما راح ابوها تمت تاكل مكانها ..والتفتت لمها لقتها قاعدة بحيرة ..وبحزن خفيف..
طالعت فاتن ساعة يدها ..الساعة الحين 1الفير ..طلعو من مطار الكويت الساعة 10وباجي من الرحلة
القليل ..يل الله يرسينا على خير ..وهني قرص اليوع بطن فاتن ..وتمت تتلفت على غرفة المظيفات تتمنى
لو انها تشوف احد منهم ..لكن ماكو ..اكيد وقت العشا والغدى مرو ول احد وقظها ..بس الحين شتسوي..
يوعانة وماكو شي تاكله ..تذكرت اكل امها الخفيف ..سلطة مسويتها وسندويجات ..واستحت انها تروح لجراح
وتوقظه ..ما تبي تخرب عليه رقاده ..واضطرتها الظروف انها تكلم مساعد..
وقف مساعد وفتح الدبه اللي فوق وطلع منها جنطه سودة وعطاها فاتن..
ردت يدها لعند حلجها وتمت تشرب في الماي بهدوء ..وبهذيج اللحظة ندم مساعد لنه ما شرب منه ..على
القل بيتشارك معاها في شي ..ابتسم مع نفسه على هالخبال ..اتمنى اني اشاركها في شرب ماي واهي اللي
صارت شريكتي بالحياة ..وبالزواج ..وبالعمر كله ..انا حطيت في بالي كل شي ال فكرة انها راح تكون لي ولي
انا بس طول هالعمر..
رفع عيونه لجدامه بنظره اسف ..يقص على نفسه بهالفكرة ..اهو وفاتن ابدا ما راح يكونون لبعض ..في
الزواج ايقولون انهم اثنين ..لكن اهو وفاتن ..راح يكونون ثلثة ..سوى حب او ما حب ..راح يكونون اهو..
وفاتن ...والخسيس النذل اللي وهبته قلبها ..وهذا شي يموت الرجولة بقلب أي ريال..
طول الوقت كان قاعد وسهران ما نام ..يحس ان هذا الوقت اللي لزم ينام فيه ..تعب من التفكير او مرض
بسبته ..بينام ويصير اللي يصير ..اهو تزوجها وخلص ..مع انه ما كان يظن انه راح يعاني هالكثر من بعد
الزواج..
يظنون الرياييل ان البنت في هالزمن ما ودها ال بالحب والغرام ..وان اهم شي في علقة الثنين اهي العلقة
الغرامية ..ما يدرون ان البنت من واهي في مهدها تحلم بيوم زواجها ..يوم اللي الله سبحانه وتعالى يجمعها
في اللي مقدر لها به ..يا انه يكون احتفال كبير يا انه يكون صغير وهادئ ويفتح العمر بهدوئه..
ماكو ريال في هالدنيا يفكر جذي ..يمكن لن المشاغل عى راسهم اكبر من الحريم ..وتفكيرهم اعمق من
جذي بوايد ..لن كل هذا له ثمن بالنسبة لهم ..ثمن حريتهم وثمن تغيير حياتهم وثمن استقلليتهم ..ويمكن
الثمن كان غالي عندك يا مشعل من جذي..
ما بجت فاتن كالعادة ..اصل الدموع جفت ينابيعها وصارت خالية ما ودها تنسجب اكثر ..تمت ساكته واهي
تناظر الفراغ اللي جدامها ..وتفكر ...دامني انا خصصت من عمري 7سنوات وانا افكر في حلم ما تحقق ول
جاس الواقع ..ليش ما احلم بواقعي الحالي ..اللي مو بيدي اخصص له وقت ..لنه طول العمر ..والتفتت الى
مساعد ...يا ترى يا مساعد هل راح تسمح لك رجولتك بيوم من اليام انك تتقبلني في حياتك كزوجة ..ل
تحدي..
=========================
مريم كانت قاعدة عند تلفون البيت تنتظر مساعد اللي وعد امه ان اول ما يوصلون هناك بيتصلون ..تبي
تعرف عنهم لنهم غاليين على قلبها ..تبي تعرف عن فاتن عشان قلبها يتطمن ..مع انه متطمن لنها في
عهدة احسن الرياييل ال وهو اخوها وزوجها..
مريم :الووو
نورة :ها ما تصلو؟؟
مريم بخيبة امل :هذي انتي ..ل ما اتصلوو ..يالله سكريه
نورة :ههههههههههه شدعوة يا حافظ ..خليني اسولف وياج وينها امي؟
مريم بتوتر :اووووو نورو سكري ل يتصل مساعد الحين ويلقي الخط مشغول..
نورة :اطلبي هالشي بأدب
مريم :بلييييييييييييييييييز
نورة :اوكيك ..ترى بقول لج الليلة حفلة عند وحدة من خوات فيصل..
مريم بتوتر :ايصير خير بعدين يالله باي..
نورة بمرح :ازين شخبارهم بيت بو جراح
مريم :نوروووووووووو
نورة :ههههههههههههه يالله باي
وعلى طووووول سكرته مريم واهي تعد الدقايق والوقت ..ليش ما اتصلو ..صار لهم ال 10ساعات وفوق..
بس مساعد قال يمكن ما يتصلون ال في يوم ثاني ..لن الرحلة طويلة ..اووووف انا شينطرني؟؟
=================
وكاهي الطائرة تحط في المطار ونهاية الرحلة يلعن عنها من قبل الكابتن ..مساعد اللي ظل راقد حتى اول
نداء للركاب عشان حزام المان اضطرت فاتن انها توقظه عشان يربط الحزام ..قلبها ما طاوعها انها توقظه
لنه كان تعبان وشكله يكسر القلب ..والحين بيظلون في الدرب ليمن يوصلون للبناية اللي فيها الشقة اللي
اسـتأجروها ..ياريت بس لو يرقد ..يكون احسن له ..انتبهت للي تقوله في نفسها ..بس هذا مو عيب ..مهما
كان ومهما صار هذا الريال اهو زوجها ..حبت ول ماحبت..
من بعد ما خذوا اغراضهم توجهوا للبوابة عشان تاكسي ..ولقو لهم واحد وحطوا اغراضهم ..لكن فاتن اللي
استعجبت من شكل راعي التكسي ظلت واقفة مكانها باستغراب ..انتبه لها مساعد وابتسم ..بالفعل ..شكل
راعي التكسي كان غريب ..شعره حبوش ولبس قحفية ولحيته طويلة ..اكيد هذا اللي خلها تستعجب ..لكن
كل هذا ما كان يهم مساعد ..اللي همه اهي عيونها اللمعة الشفافة وهي تراقب هالمور ..يا محلها..
جراح اللي كان الجو يثير الحماس فيه ما شال البتسامة عن حلجه ..وظل يسولف ويا راعي التكسي اللي ما
كان معترض ..وقعدت فاتن في الكرسي الوراني وكانت تنتظر جراح اللي المفروض انه يقعد معاها لكن
الظروف عاكستها ..لن جراح قعد جدام مع السايق ومساعد فتح الباب اللي يمها وقعد بكل تملك ..والظاهر
ان رايها ماكان مطلوب ومشت السيارة وهي تزم نفسها في زاوية بعيدة عن مساعد ..يعني مو كفاية على
الطيارة وهني بعد؟؟ هزلت والله..
مساعد اللي كان ينتظر منها نفس واحد عشان يهد فيها لكن خيبت ظنونه وسكتت مكانها ..عطى السايق
العنوان وعلى طول تحركو من عند بوابة المطار وراحو...
كان الدرب نفسه متعة لفاتن ,الحياة ثانية هني ..وكانه عالم منفصل عن الخليج ..الشجار منتشرة وكاهم
يمشون فوق جسر مبني على بحيرة كبيرة ,,كل هالمور نستها حتى نفسها وفتحت الدريشة وتمت تتمنظر
في كل شي بفرح ,,الهوا المنعش كان يخترق جدران رئتها ويبث الحياة فيها من جديد ..نست كل اللم
والحزان بهذاك الوقت ..حتى انها نست مساعد اللي قاعد يمها ويتمنظر فيها ..كانت قاعدة وهي مسندة
ذراعينها على الدريشة وويها يضربه الهوا بقوة وما كانت تبالي ..البتسامة الراضية على ويهها تريح قلب
المهموم مساعد ..وتم مبتسم طول الرحلة لنها كانت فرحانة ويمكن بعد مرتاحة جزئيا ..وهذا اهم شي او
اكثر شي يتمناه مساعد في ظل هالظروف..
جراح اللي فتح له خط دولي عشان هالسبوع ظل متحقرص مكانه ليمن يوصلون ويتصل في البيت ..ما
يصدق شكثر توله على اهله وامه واخوانه ..ومساعد اللي كان كل شوي يراقب ساعته ينتظر اهو الثاني بفارغ
الصبر انهم يوصلون ويشوف الشقة ..ال فاتن اللي كان الوقت يمضي منها واهي مو حاسة بعمرها ..ما همها
وين بروحون ول وين بيقعدون ..كفاية هالرحلة الحلوة اللي الظاهر انها ما راح تنتهي ..وياريتها ما تنتهي وترجع
لرض الواقع ..ارض اللم والحزان..
وما هي ال دقايق ووصلو الى المحطة ..البناية اللي الشقة موجوده فيها ..على طول مساعد دق تلفون
لصاحبه اللي وكله في هذي االمهمة..
سكر مساعد عن جورج الخبل وحس بالهوا البارد يلفح ..اكيد هذا شهر عشرة ..والشتا على البواب مو
بالخليج الحين الصيف على اوجه والرطوبة تكسر الظهر ..بس بعد ..ما يسوى هالهوا ذرة من ترابج يا كويت..
كانت فاتن واقفة وهي متكتفة والجنطه اللي حزامها طويل على ذراعها ..ما كان يبين عليها شي ..ل راضية
ول معترضة ..ساكته وهادئة وكان السفرة كلها ما تعنيها ..هذا الشي بدى يقزز مساعد ويخليه يقعد حياته..
قبل كان عاذرها الحين علمها ؟؟؟ والله هالبنات مايمشون ال بالطراقات ..مالت علي انا اللي مدلعها
ومسوي لها حساب..
تم جورج يكلم راعي التكسي عشان ينزل الغراض لهم وانه بيزيدهم ..مساعد وياه وجراح لكن فاتن كانت
تمشي بهدوء ناحية البناية اللي بصراحة اخذت كل صوابها ..كانت تبين مثل اللي في الفلم ..تمثل البيت
الهادئ والمريح والعائلي ..تحرقت مكانها عشان تدخل وتشوف الشقة اللي يتكلمون عنها ..اكيد بتطلع احلى
واحلى ..بس ياربي متى يخلصون قرقة ويا راعي التاكسي؟؟
وبوقت بدى من المستحيل حصوله في وسط الضحك والنكت بين مساعد وجراح على جورج وراعي التاكسي
اخيرا تحركو المهابيل الثلثة ناحية البناية ..طبعا فاتن تتقدمهم..
تمت واقفة عند الباب فترة وهي تتحسس الجو بنفسها ..كان المكان يبين عليه انه كان مسكر ..لن ريحة
الثاث المحبوس عامة المكان كله ..لكن كل شي كان بيرفكت ..الثاث متوزع بكل مكان ..والصالة كبيرة
والمطبخ مفتوح على يسار الباب ..وعلى اليمين بابين يم بعض ..اكيد هذي الغرف ..توزعت نظرتها اكثر
وشافت باب عند باب الشقة الرئيسي ..فتحته لقته ستوراج ..وكانه مثل الكبت عشان التعليق ..وفيه نوع من
السلة عشان الجواتي والنعل ..سكرت الباب وراحت لعند المطبخ ومسحت على البار )منضد الطبخ( وهي
تتحسس نعومته ..الشقة ما كان يبين عليها أي مظهر من الفخامة ..بالعكس ..كانت حميمة وهادئة ورومانسية
شوي ..الثاث كانت قطعه متنوعة من الماروني الى البيج ال وحدة عند الدريشة كان لونها ازرق ملكي وعليها
تكيات بلون البيض والماروني ..كله طبعا كان مخمل وبعضه شاموا ..والتنجيد كان قديم ولكن سميك ..ومرة
وحده فزت مكانها على صوت ..تمت تتلفت واهي تحاول انها تلقيه..وعرفت انه جرس الباب ..من يدقه؟؟؟ ل
يكون بس..
راحت عنده وضغطت على حبه نحاسية?yes :
الي ضرب الجرس كان مساعد لكن جراح الي تكلم :فتون الله يهداج بس سكرتي علينا الباب فتحيه الله
يخليج.؟؟
انصدمت فاتن بينها وبين نفسها ..وبعدين ضحكت عليهم ..وراتح لعند الدريشة الوحيدة اللي في الصالة ..
كانت وسيعة وكبيرة لكن هناك وحدة بس اللي تنفتح ..وفتحتها وشافتهم واقفين في الشارع ونادت على جراح
ضحك جراح وفاتن اللي ما سمعت طنقرت ..ما تدري شقال السخيف لجراحو لكن اكيد طنازة لن جراح
ضحك من قلب ..السيابيل ..براويهم ..وراحت وضغطت الحبة اللي تحت حبه الصوت في الجرس والظاهر ان
الباب انفتح ..لكن اهي ما اهتمت ..كملت عملية البحث في البيت والستكشاف وفتحت باب الغرفة الولى..
كانت حلوة بمعنى الكلمة ..حتى انها حبست انفاسها من اناقتها ..فيها مدفئة في الزاوية وكرسي ماروني عليه
تكيات حمر طويل يطل على المدفئة وعلى الدريشة اللي جنها بلكون ..والسرير كان عريض ووسيع وكانه
محفور من الرض ..وامبين من الغرفة انها لزوجين ..يعني حميمة و ..رومانسية شوي ..حتى ان اكو شموع
وحوض لورد مجفف وشوية شغلت للديكور ..كرات ملونة ..وشراشف السرير الذهبية المحففة بساتان
ماروني مبين اللون حلو وملكي..
لكن كل هذا وقف في جانب ومشاعر الخوف اللي اجتاحتها في جانب ثاني ..هذي غرفة زوجين ..يعني لها
ولمساعد ..لكن انا واهو للحين ما تزوجنا يعني ..ما راح نسكن في هالدار مع بعض ..ليش انا خايفة ما فيها
السالفة اي شي ..لكن… بعد جم شهر ..وتقريبا 4شهور بضطر اني اسكن معاه في هالغرفة ..انا وهو..
قعدت فاتن على الكرسي وتنورتها الوسيعة اانفرشت على الكرسي العريض وعلى الرض بعد بمظهر
عشوائي خلها مثل الميرات ..ولكن مشاعر الخوف اللي كانت على ويهها تاركة نقص في الكمال ..هذا اللي
مر على بال مساعد يوم ظل واقف عند الباب يناظر من داخل ..انقبض قلبه وهو يشوفها قاعدة وكأنها تنتظر
احد ..تنتظره يمكن؟؟؟
ل اراديا ابتسمت فاتن من الراحة اللي سرت فيها ومن كلم مساعد اللي كان طابع النكته فيه ..وهذا الشي
من الكيد انه يسر مساعد لن فاتن لول مرة من بعد المواقف الغير سارة اللي حصلت لهم تبتسم بمرح..
وهذي تعتبر اول خطوة ..نحو ..المستقبل..
----------
كان الوقت فجر في الكويت على عكس اميركا اللي كانت مضواية في اول الظهر ..والناس كلها في الشوارع
وفاتن قاعدة على حافة دريشة غرفتها تتابعهم ..الناس كانو غير ..مثل اللي في الفلم ..يمشون ويطقون في
بعض ول يهتمون ..الولد يلعبون عند اهلهم في المشي اللي يبي يدش هالمحل وال اللي يبي يحملونه..
وهالمشاهد كانت من المصدر اللي يخلي ابتسامة فاتن ترتسم كل شوي ..وظلت قاعدة مكانها تتمتع بالنسيم
البارد للي ما يحلى لهم في الكويت ال فترة بسيطة ..سمعت ل اراديا من مساعد لجراح ان هذا الخريف..
يعنى حتى الشتا ما بدى ..وبوسطن معروف ثلجها في الشتاء ..وفاتن ماكان في قلبها امنية اكثر من انها
تشوف الثلج لول مرة بحياتها ..وتعهدت بينها وبين نفسها انها ما راح تترك هالمناسبة تمر من غير ما تكون
شاهدة عليها..
واللي ما كانت فاتن تعرفه ان مساعد طلع من البيت مع جورج عشان يروحون المكتب شوي ويتعرف عليه
مساعد بطريقة افضل ..اهو كان يتعامل معاهم بس عن طريق النترنت ول الفاكسات او التلفون لكن هذي
تعتبر اول مرة له يزور فيها مكتب الستاذ بو زياد في اميركا ..طبعا ما كان كبير ..كان بسيط والي بالكويت
اكبر منه ..لكن معظم الموظفين وللدهشة الكبيرة كانو خليجين ..كانت فرصة بالنسبة لهم انهم يشتغلون في
شركة عربية ..فرح بهالشي لنها فرصة يمنحونها لخوانهم العرب ..والحمد لله يوم ان الدنيا ما خلت للحين
من اللي مثل بو زياد..
بعد ما تعرف على المكتب وقابل يمكن معظم الموظفين قرر مساعد انه يرد لروحه ..جورج ما خله لكن من
يقدر يثني مساعد عن عزيمته ..كان في خاطره انه يمشي للبيت على راحته ..ويشوف هالطبيعة الحلوة
ويتمتع بالهوا البارد قبل ل يرد لكتمة البيت ولوجود فاتن اللي ما يقدر يتغلغل فيها ..كان يمشي وهو لبس
جاكيت شبه الثقيل ..الناس كانت لبسه ثياب شتوية لكن مو مثل جاكيت مساعد وهذا الي بينه مو متعود على
الجو ..شعره الناعم نزل على جبهته وهو بتعب رده ورى لكن من يقدر يهزم الهوا..
كل تفكيره كان صوب فاتن وصوب الحياة اللي كان من الممكن انها تجمهم في اطار غير عن هذا الطار..
اطار الحب والغرام ..والعشق والهيام ..لن المكان موحش مثل القبر بالنسبة للقلب المعذب ..بينه وبينكم
اهو ما يبي يقعد مع فاتن مكان واحد من غير ما يحس بحقوقه تجاهها ..هذا الشي اكبر منه ..هذا شي متصل
في كونية خلقه ..فالله عز وجل يوم خلق الريال خلق معاه القلب اللي يحب فيه ..ومع الحب خلق الشوق
ناحية النسانة اللي يعتبرها زوجته ..وصعب على زوج مغرم بزوجته مثل مساعد انه يظل معاها في مكان
واحد من غير ما يوجه لها كلمة ..اقراب لكن اشبه بالغراب..
صح انه اهو اللي دفع الظروف كلها عشان هالموقف ايصير لكن اهو معذور ..انانيته الساحقة وحبه الذاتي
لنفسه ولرغباته دفعوه انه يسوي اللي سواه ..فليش انا اليوم عيل ياي اتذمر من بعد فاتن عني؟ مو انا اللي
قلت بخليها اهي اللي تيي وانا بظل مكاني!! اهي اللي راح اتيي مووو انا..؟؟ ليش التغيير في الكلم الحين يا
مساعد؟؟ هالكثر انت ضعيف تجاهها..؟؟ هالكثر انت مشتاق لها؟؟؟ وال بس هذا الشي تحدي ...تحدي
للنسان اللي ابعدتها عنه بالف الكيلومترات ..ومع ذلك تحسه اقرب لها من حبل الوريد؟؟؟؟؟؟؟؟
مثل السم مرت هالكلمات على قلب مساعد اللي بلع ريجه وكانه يبل الجرح ...وتابع مشيه ولكن بالم
وعذاب ..عذاب الحب اللي بيضطر انه يحسبه مثل الليث الكاسر ..لمن تخب قوته ويطيح صريع الالم
والوحدة..
فاتن اللي ظلت عند الدريشة ما حست بصوت في الشقة ..اكيد لن جراح من وصل غير ملبسه وعلى طول
طاح على الكرسي الطويل اللي في الصالة وتلحف ونااااااااااام حتى ان صوت شخيرة مكسر الجدار ..فاتن
تضحك واهي تسمعه ومن قلبها تتفداه ..ما قصر جراح معاها ...حتى مساعد ...ما قصرو تجاهها وبالعناية
فيها ..ولكن ...من بعد ما يرح جراح شراح ايصير في هالشقة اللي بتنقلب ساحة حرب بيني وبين مساعد..
اهو ما بيرضى بهالوضع وانا مستحيل اميل له ..رفعت بصرها بعجز للسما واهي تدعي في قلبها ..يا رب
ارحمني ..قدري ما رحمني فانا ااتوجه اليك انت يا ربي بالرحمة والصبر ..انت عارفني يا ربي اكثر من
هالناس ..وانت اللي تعرف شنو بداخلي ..انا ما بي مشعل خلص ..وبعد مابي مساعد ..ما ابي هالثنين ..ابي
اكون بعيدة بعيدة عنهم ..بعيدة عن الحب الفاشل وبعيدة عن المستقبل المظلم ...ابي اكون طير ...ناظرت
بالدريشة ناحية السما الصااافية والغيوم المتيمعة في زواياها ...ابي اكووون طير يسبح في فضاء هالبحر
السلسبيلي ..ما اكون ضايعة في هالدنيا ...وانا جريحة...
سالت دمعة فاتن بحزن على خدها ..وتنظمت هذي البيات في بالها بطريقة سريعة..
في بحرهم ضيعوني ..بل شواطيء وحدود **** وبسهمهم عيشوني ..جازو قليبي بصدود
يوم كانو هم يبوني ..غرقوني بالوعود **** وبكلمهم اوهموني ..وصدق قليبي الودود
سكت قلب فاتن لدقايق لسيل الدمع الساخن على خديها المتوردين ..وصور مشعل تتدافع بطريقة غريبه
وقاتلة في بالها ..ابتسامته وضحكته ونظرات الحب ..والغرام ...وعادت الكلمات تتدافع في بالها
خلو دمعي في عيوني امسحه فوق الخدود ..او اجازيهم بصوني وانكرو ذيج العهود
سكتت فاتن وهي تغمض عينها ..تتاوه اخر تأوهات الحب اللي مات قبل ل ينولد ..الحب الي ظل في احشائها
لكن الحياة ما كتبت له النمو ..واجهضته قسوة اليام عليها وعلى قلبها..
وهني وصل مساعد لعند البناية ..وهبت ريح باردة عليه فجاة خلته يلم نفسه بقوة واهو يسرع المشي ..ولون
السما غاب فجاة وصار داكن ..كانت عيونه تناظر السما وقبل ل ينزلها التفت الى االدريشة المفتوحة والى
فاتن اللي كانت قاعدة فيها واهي تمسح دمعها ...اهي الثانية التفتت له ونظراتها كانت مصدومة؟؟ يعني اهو
مو في البيت؟؟ وين راح بهالوقت؟؟
سكت كل شي في الدنيا بهذاك الوقت ..ونظرات الثنين متعانقة احلى عناق ..غصبا عن فاتن التصقت عيونها
بعيونه ..كانت مثل النجاة اللي كانت تطلبها من رب العالمين لكن في عيون عدوها اللدود ..مساعد ..كانت
تبي تلومه في نظراتها لكنها ما قدرت ..فكل الحب وكل العاطفة كانت بعيونه اللي رغم بعدها المكاني ال انها
كانت قريبة منها ..فبينت له فاتن ل اراديا الحاجة الى العطف والحاجة الى الحنان ..على الرغم من الكره
اللي في قلبها تجاهه..
مساعد ما قدر انه يبعد عينه عن احلى ملك شافه بدنيته ..شنو عالية؟؟ عالية راحت خلص وظلت لي فاتن ..
فاتن اللي مادري شلون قدرت انها تعمر كل زاوية في جسمي من غير أي استئذان ..انا اللي اكره التعدي
واكره السيطرة علي ..كاهي هذي المخلوقة الضئيلة تحتل كل عصب وكل انش من حياتي من غير أي
استئذان..
في نظرته كان يتمنى منها انها تسكت ..وتهدي بالها لنه ما راح يلمسها ول راح يضايجها بيوم ول راح يالمها..
اهو راح يريحها قد ما تبي ..يفهمها انه انتشلها من الغلط لكن بعد ...عذاب الضمير في مساعد دفع الدمع
الغزير الى عيونه اللي انغشت عن الرؤية وانقطعت ذيج الرابطة المميزة اللي جمعت فاتن ومساعد لول مرة
في الراحة ..كانو ينشدونها عند الله ولقوها عند بعض...
بعد ما نزل مساعد عيونه عن فاتن دخلت داخل ..وسكرت الدريشة ..وسدلت الستاير الحريرية وهو كمل
المسيرة القصيرة لكن الشاقة الى البيت ..ركب الدري واهو مو عارف ان فتحت له الباب شلون يناظرها..
بالحب؟؟ بالكره؟؟ بالجحاف اللي اهي تمارسه في ظل حياتهم ..ما يدري ..تايه في دوامة الحياة الجديدة
اللي قاعد يعيشها من غير أي ترتيب او استعداد او تخطيط..
طق الباب بهدوء وبعد مضي لحظات يات فاتن وفتحت الباب ...كانت لبسة شال وردي مع بانطلون جينز وتي
شرت وردي بلون البيبي بينك ..وخدودها متهيجة بسبب الدموع وعينها الشفافة صارت غامجة بسبب الحزن..
ولكن نظرتها كانت مهتمة ..خلت عيون مساعد السودة الحادة ترتخي وتبرر شي ما انسال عنه..
واقف على الباب مثل الزاير :رحت مكتب ابو زياد ..اشوف الموظفين هناك ..ومرة وحدة كنت ابي اتعرف
على المنطقة ..ورديت..
فاتن ........:تبي تاكل؟؟؟؟؟
سؤالها كانت ابعد من أي حاجة في مساعد ..الكل؟؟ اخر شي يفكر فيه اهو الكل ..اهي الثانية بعد حست
بغبائها ..يعني شنو تبي تاكل فاتحة مطعم انتي الله يهداج؟؟؟ بس اهي كانت تبي تدخل في جو مألوف لها..
وان كان الحب ما راح يجمعهم بيوم من اليام فعلى القل لزم تحاول عشان الحياة اللي تنتظرهم..
مساعد ما قدر يمسك نفسه اكثر وتقدم لها بطريقة غريبة ابتعدت فاتن عنه بخطوات لكن يد مساعد كانت
اسرع منها ومسكها من ساعد يدها وقربها بطريقة بهدوء خلى قلب فاتن يرتعش من الدقات..
مساعد وعينه تلمع بحنان :ما ابي هذا يصير مرة ثانية.؟.
استغربت فاتن؟؟ شنو اللي يصير مرة ثانية؟ ...ال وصبعه يمسح بعناية الدمعه الي سرت منها واهي واقفة
معاه من غير ما تحس ..ما احترقت اهي يوم مسكها من ساعدها قد ما اتشعللت من لمسة صبعه لخدها..
وحست بالنفور القوي يحس في قلبها ..وابتعدت بقسوة من يده واهي تحذره بعيونها ..اهي تبي تتأقلم معاه
لكن ..انها تكون على علقة طبيعية كاي زوجين فهذا شي ابعد من المستحيل ..مو لنه اهي تحب مشعل..
اهي ما تحس باي شعور تجاه مساعد ..اهي ما تحس فيه بذيج الطريقة ..سبحان الله شعور ل ارادي منها..
وعشان انها تخلي حدود بينها وبين مساعد حذرته اهي بطريقة يمكن لول مرة تطلع فيها..
فاتن بصوت شرس ولكن هامس :اخر ..مرة لك ..تلمسني ....انت مالك حق .....انت اخر من يحق له
فيني .....فاهم؟؟؟؟
كانت تبي تبين قوتها لكن انكسار ملمحها المتعذبة بشرت بالف االنواع من اللم القادمة ..ومساعد انذبح
قلبه من تهديدها له ...تهددني في لمسها ..تمنعني من قربها واهي زوجتي ...وانا اللي ...انا اللي ...يصر
مساعد من القهر على اسنانه ..لكن هين يا فاتن ..كلها ايام معدودة وانفرد فيج ..ل جراح ول احد ثاني يقدر
يخلصج مني ..ابشوف لمتى بيتسم هالدلع ...انتي وانا ..لزم نتواجه ..وان كان هالشي ماي عجبج ..لنه قلما
يهمني..
وغابت فاتن عن الساحة ..اعتكفت بدارها بعد هالمنازلة الساكنة ولكن العنيفة بينها وبين مساعد ..وسكرت
الباب وراها ..قعدت عند الباب بهدوء واهي تحط راسها على ركبتها النحيلة ..تبكي من حر قلبها من تعدي
مساعد عليها ...يمكن فاتن لول مرة حست بانها ملك هالرجل اللي تكره ..واول مرة تفهم هذا الشي على
انه حقيقة ..مو كابوس تتوقع انها تصحى منه باقرب وقت ...وغابت في موجة التعب المخالطة بالحزن..
ونامت فاتن ..على ارض الغربة ..ارض السجن الجديد ...المغطى بالمخمل الماروني..
برودة المكان وغرابته وتقريبا وسعه خلها تحس بالوحشة لبيتها ولجو أهلها ولمها بالخص ..يا ترى شخبارهم
من بعد سفري ..تقريبا انا صار لي يومين بعيدة عن البيت والبارحة من الموقف الخايس ويا مساعد ما طلعت
من داري ...مادري اتصل جراح في البيت ول لء؟؟ ان شاء الله اتصل عشان يطمن امي علينا ..ياحبي لج يا
مريم ..تولهت عليج انتي الثانية اكثر ..وقعدت فاتن تذكر وصايا مريم الكثيرة اللي تخللتها معظم الوقت وصية
وحدة ..اتصلي فيني فتون ل تنسين ..والله ان نسيتي ل شق لج حلجج..
مساعد اللي كان في الشارع يركض بكل هدوء ..وافكاره طبعا كلها منصبة ناحية فاتن وناحية حياتهم ..يفكر
بعمق شلون راح يخليها هني بالغربة لحالها ..ما يقدر ..السالفة ما عادت سالفه انه مايطيق يقعد في ديرة
اهي مو موجوده فيها ..السالفة صارت انها شي من ممتلكاته والغيرة عليها بتذبحه ..اهو صار موقف في
المطار وقت ما وصلو اميركا زين منه مسك اعصابه وما سوى شي متهور
كان في واحد يبين عليه انه خليجي يناظر فاتن بطريقة تخلي البنت مثل تتقفط في نفسها ..لنها نظرة واحد
ما شاف بنيه في عمره ..لكن اللي قهر مساعد اكثر انه يوم ركز عيونه الحادة على الريال الخسيس عشان
يستحي ما عبره هذاك الهرم وظل يناظر فاتن بكل وقاحة لدرجة ان مساعد خلص قرر انه يروح يكلمه ..لكن
جراح سبقه بهالشي لنه يمكن كان ملحظ للوضع وراح وسحب فاتن من يدها وخله اهو اللي يكمل باقي
الغراض ..مساعد كان يرمي الجناط بقهر وغيره عميه خلت السواد يشح بعينه ..ومن هني بدت فكرته في انه
يترك فاتن في الغربة ما تعجبه ..ولزم يغير من هالترتيبات شوي..
ابدا ما كان يهمه في هذيج اللحظة ان جان فاتن تحبه ول لء ..لن مشاعر الستبداد فيه ردت مرة ثانية ..عيل
انا ما ظلت ال هالنتفة تهددني ..من الزود عاد انا اللي بموت عليها عشان المسها...
كل شي من كلمه كان متناقض ..اهو كان يعرف ان بلمسة خدها كان يحس باللهيب يسري بعروقة و كان
الحساس عاد فيه مرة ثانية وتم يركض بسرعة شديدة ليمن حس ان صدره بينفجر من البرودة اللي تخللته..
فوقف مكانه وهو يلهث بقوة ..والعرق البارد يزخ من جبينه ...دقات قلبه كانت واصله حتى جبينه ..لكن..
وين ..ماقدر ينفس بكل هذا ال بهالركض...
وقف عند جدار وكانت كل المحلت مسكرة بهذاك الوقت ال محل واحد ..كانه مخبز ...تم يناظر الظباب اللي
عند المحل ..كان الطحين ينرش على الرضية عشان يخفف من برودة المكان ويمتصها ..ومن عند المحل
ريحة الخبز الحلو تفوح ..هذا الشي خلى مساعد يتجه بافكاره الى طريج ثاني ..لو ان فاتن واهو يتمتعون
بعلقة طبيعية ..جان في مثل هالوقت اهو واهي عند هالمخبز ياكلون منه ..وبمثل هالشارع يمشون واهم
متكاتفين ..ساكتين وهمس الحب باروع الكلمات ..لكن...
على طول غير مسارة مساعد لدرب الرجعة للشقة ...واهو يفكر بحزن بفاتن ...وبحياته اللي –يمكن -توه
وعى على حجم الغلط اللي سواه بانه تزوجها بهالوقت..
فاتن اللي من دخلت الحجرة ما طلعت حست باليوع يقرصها ,فطلعت من الحجرة في الفير وراحت للمطبخ
المفتوح وفتحت الثلجة لقت ان الغراض كثيرة فيها ..الظاهر ان اللي سموبه جورج زهب البيت على
اصول ..ما قصر والله بس اهي ما بلعته ابدا لنه يمكن بايخ ودوم يتكلم بالنجليزي ..تمنظرت بالمكان اكثر
وكل نظرة تزيد العجاب فيها ..الشقة مثل ما ذكرنا انها مو فاخرة لكن حميمية بطريقة تشب الخاطر ..
الثاث الناعم ول الهدوء اللي يلف المكان ول لون الصبغ اللي مخلي المكان كلسيك ورومانتيك ..لكن وين..
لو كانت ظروفها ثانية كان معليه ..لو كانت طبيعة علقتها بمساعد غير ..مساعد؟؟ ليش انت يا مساعد؟؟
ليش انت ومو مشعل.؟؟ ليش يا ربي؟؟ انا ما اعترض على حكمك لكن استغرب ..يارب عونك ورضاك ..تمت
تحوس في الثلجة واهي تطالع من الكل ..طلعت زبدة فستق وناظرت اكثر جان في خبز تاكله ..لكن لء..
سكرت الثلجة وحطت الزبدة ..تذكرت انها شافت مربى وردت مرة ثانية وطلعته ..وتحت الثلجة نوع من
الحافظة كان فيها كل انواع الخبز ..روتي رول وسليس ومن هالسوالف ..طلعت السليس وتمت تمسح واهي
تناظر الغرفة اللي اخوها نايم فيها ..والله ان جراح مخراف نوم من يطيح خلص ما يقوم ..ما شاء الله عليه..
خلصت من الكل السريع ويمكن القليل شربت ماي وطلعت من المطبخ ..انتبهت الى صوت في الباب..
طالعت الساعة بخوف ..من طالع بهالحزة يا ترى؟؟ وردت داخل المطبخ تشوف منو؟؟ يا ربي من ياي
بهالحزة ..هذي اميركا بعد مو الكويت المان..
ال وتطل براسها من جدار المطبخ بخوف بسيط وفضول ..كان مساعد وهو صاب عرق من فوق لتحت..
لبس بدلة رياضيه واول ما دخل البيت فصخ الجاكيت ورماه على الكرسي واهو يلهث من التعب وكانه راكض
ول شي ..فاتن انتبهت لنفسها ان ما عليها أي شي يغطي شعرها لكن ..اهي بالحسبة زوجته مو أي احد
غريب ..وظلت واقفه مكانها متخبية ورى الحايط عل وعسى ما يشوفها
كان يلهث بقوة وكانه راكب يبل ول عابر محيطات ..وراح صوب الثلجة بل حاسية عشان يشرب الماي ..فتح
الباب وطلع غرشة زاهبة وشرب منها واهو مسكر عيونه ويحس ببالماي يسري في المريء الى المعدة ..ويوم
فتح عينه شاف فاتن ..ما نزل الماي ال بعد ما شبعت عيونه من منظرها..
كانت واقفة واهي مسندة نفسها كانها منخشة ول شي ..شكلها الطفولي عكره شي واحد ..نحل جسمها
الغريب ..يذكرها قبل ..ما كانت ضعيفة بهالشكل ..كانت ينقال عنها بعافية ..لكن الحين صارت جلد على
عظم ووجناتها طافرة بشكل جذاب ومؤسف شوي ..لكن اللي خله بصراحة يسكت واهو واقف ..اهي
الخصلت البنيه الذهبية اللي على جبينها..
بصوت اهدئ من المعتاد ..وبالصدفة خلى من صوت مساعد يجشى :ما نمتي
هزت راسها بظيج :ل..
مساعد :متظايقة؟
فاتن تطالع يمين ويسار :الغربة شوي مأرقتني ..مو متعودة انام في مكان واسع..
ابتسم مساعد بطريقة خفيفة ما تبين سرور حتى انها ما بينت ابتسامة عند فاتن :الله يخلي جراح ماخذ الرقاد
كله
فاتن واهي توايج مرة ثانية على الدار :عليه بالعافية..
كان في خاطرها لو يخليها تروح تنام ويا اخوها ..لكن ..مو عدله ..هالشي بخليه ايحس بالغربة اكثر واكثر..
لكن ..اهي ما تقدر تجبر نفسها على النوم لحالها ..صج انها كانت ترقد لحالها في البيت لكن هني غير ..هني
غربة ومافي المكان شي واحد تألفه ..وفجأة تحركت من مكانها رايحة للدار..
ظلت واقفه بنص الدار واهي تفكر ..ونفس الشي مساعد واقف عند بار المطبخ وهو ساند جسمه بيده ويفكر
فيها ..غربة ..غربة من شنو فاتن؟ غربة البلد ول ...غربة القلب ...كل شي غريب عليج ..هالبيت ..وهالحياة..
)يبتسم بسخرية( وهالزوج ..غربة ان كان في الظن شر بالنسبة لج بتستمر معاج طول العمر ..يا ربي ..انا
ليش امر في هالظروف ..انا ما كنت حاط في بالي اني احبها ..انا كنت معجب ..شلي خلني احب ..انا ماحب
ال عالية ..من وين طلعت لي فاتن ..من وين؟؟
وهي تهزهز ريلها وتناظر باحد الوراق اللي عطاها اياها جراح من شوي عشان تشوف فيهم وتكتب وتوقع..
تحدد وتختار المواد والمنهج الدراسي اللي بتتابعه ..تخصصت في العلوم السياسية ..وهذا الشي كان من
ميولها ..ويوم شافها مساعد تاشر على هالتخصص حس بالفخر منها ..وبنظرة مستقبلية تخيل فاتن حرمة في
الثلثين من عمرها باناقة وحزم تتخذ قرارات سياسية للمرأة تتدخل في شؤون الدولة ..الله ..صج ان هالشي
يناسبها ..شخصيتها قوية على الرغم من حجمها ..ودورها فعال في مجتمع بيتها واكيد اهي ودها لو انها تكمل
هالمسيرة بس على نطاق اوسع..
وفجأة يمر شاب طوييييل جدامها واهي سرحانه بالوراق تقراهم وضامة رجلينها وساندة ظهرها بتعب وكل
شوي تتثاوب من قلة النوم ..ابتسم الشاب ومشى عنها وتوقف فجأة ورجع لها..
حمل جنطتها اللي كانت طايحة على الرضexcuse me :
رفعت فاتن راسها للي واقف جدامها ..ومالت به بعيد..عشان توصل لهالشاب الطويل?yes :..
طبعا الشاب عرف انها عربية من حجابها ولباسها المحتشم :هذي جنطتج؟؟ اذا مو جنطتج اسمحيلي باخذها
عاجبتني...
طالعتها فاتن بغرابة وكانها بتتعرف عليها ..وطالعت جنبها تتاكد من جنطتها اللي حملتها اليوم الصبح ولحظت
الوردة اللي على الجنطه وعلى طول نزلت بعيونها على النعال المغطى اللي كانت لبسته وعرفت ان الجنطه
لها...
يطالع الشاب وين ما تتلفت فاتن كل شوي :ترى الدراسة هني صعبة وانا انصحج انج تاكلين الكتب قد ما
تقدرين ..من يدري يمكن تنجح السالفة وياج..
فاتن :نعم؟؟؟؟؟؟؟
ضحك الشاب بقووو على استغراب فاتن منه ..بس صراحة الحق ينقال .البنت جميلة بشكل يسيح القلب..
ماهي جذابه لكن فيها هدوء يجلب العواصف في قلب أي ريال..
ال ومساعد يلتفت وكأنه حس ان فاتن بأزمة ..وشاف ظهر الريال الواقف يمها واهي قاعدة تناظره بانزعاج
وصار بالصدفة انها صدت صوب جراح ومساعد وشافت ان مساعد يطالعها بظيج وكانه يشوف اللي يصير..
وسحب جراح معاه بعد ما كلمه والثاني التفت بعد لخته وظاق صدره يوم شاف نظرة العجز فيها ..وراحو
عندها..
الشاب حس ان احد وراه والتفت والضحكة في عيونه وزادت اتساعتها يوم شاف اللي شافه..
الشاب :مساعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مساعد وهو مظيج عيونه وكأنه مو متوقع هالشخص :زياد؟؟؟
زياد ابد ما عطل :مساااااعد) ...وهو يلمه(
جراح راح عند اخته وهو مستغرب مثلها ..ومساعد اللي انقلب حاله من الظيج الى الفرح ..زياد هذا كان مثل
الخو لمساعد يوم كان بالكويت ..طبعا زياد اهو ولد صاحب الشركة اللي يشتغل فيها وحبه لهالولد يفوق
التصور لنه مثالياته في الحياة جميلة بالنسبة لشاب في مثل عمره ...
في قلبه كان يوجه هذا الكلم لفاتن بعد ..وامبين انها ما فهمت عليه لن نظرتها عادية وهادئة مما خلى جمال
عيونها يكتسح بشرتها كامل..
مساعد :طيب اعرفك على جراح الياسي ..واخته ..اللي اهي خطيبتي ..فاتن ..اهي بتدرس بعد هني!!
التفت زياد بخيبة امل واضحة لويه فاتن واهو يبتسم بصدمة :خطيبتك؟؟؟ )بدهشة يناظر مساعد( تزوجت
مساعد؟؟؟
مساعد حس ان الوضع حساس خصوصا وان زياد يعرف عن علقته بعالية وحس انه بيتورط لو تكلم زياد
اكثر..
زياد :اوووه ..ترانا ربع ..خلص عيل انا سنة ثانية الحين واي دكتور بتسجلينه قوليلي عنه وانا اوريج فيه..
مساعد :بالحزام
زياد وهو يفج عيونه الخضرا بوسع :ال بالعقال وانا اخوك
ضحك جراح ومساعد وفاتن اللي ماهزها الموقف تمت ساكتة واهي منزله راسها وعلى طول انتبهت الى
مساعد يوم ضحك ..ولحظت ..انه كل ما ضحك يحط يده على حلجه وكانه يخبي ضحكته..شهالعادة..
زياد بعد الضحك :زين انا بخليكم بس لزم تعطيني رقمك هني عشان اتصل..
مساعد :افا عليك بس ل تتصل ال مرة وحدة
زياد :في اليوم؟
مساعد :في السبوع يا اخي مافيني عليك وعلى سوالفيك..
زياد :افا بينا عيش وملح يالهرم..
مساعد :هههههههههههههههههههههههه
جراح :حياك الله باي وقت يا زياد
زياد :الله يحيكم) ..يلتفت على واحد اسود ياشر له عشان ايي( زين انا بخليكم لن خوياي بذبحوني يايين
عشان التسجيل وانا يازعم رايح اييب لهم الوراق التسجيل ههههههههههههه
مساعد :يالله عيل تحمل في روحك وخلنا نشوفك..
بطول هذاك الوقت زياد يتجنب النظر لفاتن ..بس يوم ضحكو لحظ انها ما تحركت فيها ول عضله ول ملمح..
تمت جامدة مثلها مثل تمثال الحرية ..وقبل ل يروح عنهم التفت لها..
زياد :انا اسف ما كان قصدي اهذي عليج بس سألي عني عند خطيبج وبيقول لج ..انا من اصيد احد مافكه
اشحنه
فاتن بابتسامة مزيفة :ل عادي..
زياد :يالله عيل ..اخليكم انا الحين ...باي..
مساعد :تحمل في روحك
زياد واهو واقف بعيد ويهز راسه بطريقة كوميدية :ان شاء الله ماما..مع السلمة
مساعد :هههههههههههههههه الله يسلمك..
ومشت جدامهم وكأنها مو مستعدة لي نوع من النقاشات ...وانصدم جراح من حركتها لكن مساعد تعود
عليها ..التفت جراح بنظرات اعتذار لمساعد لكن ابتسامة مساعد المتفهمة خلته ساكت ومشووو من المحل
اللي كانو فيه وهم زعلنين لكن متظاهرين بالراحة ..جراح لزم يكلم اخته ويشوف له حل معاها ..ومساعد
لزم يصبر اكثر ..العيلة ما تييب ال الندامة...
لكن فاتن اللي مشت وسوت روحها عنتر كلها ال عشر خطوات ووقفت مكانها وسط الزحمة واهي تدور
جراح او مساعد ..غبائها اللي ما تدري من وين ينبع فيها بهاليام وصلها الى هالموقف ..الحين شلون بتلقيهم..
وتمت عاطيه ظهرها للمكان اللي كانت فيه تنتظر احد اييها تفاجأت يوم حست باليد اللي مسكت كوعها بخفة
وسحبتها ورى جثة ما لبثت ال وعرفت لمن تكون ..مساعد ..
ما طالعها ول ناظرها ول اهتم لردة فعلها لكن القهر اللي ياه من موقفها اهو اللي خله يسوي اللي سواه..
لكن انصياعها له كان مريح ..وهدوئها اريح ..وبهذا الشي تحركو من مكانهم وجراح يمشي وراهم وهو عارف..
ان التوتر بين مساعد وفاتن كبير ..ويمكن يرجع لكونهم ما يعرفون بعض ..وبهذي اللحظة تذكر يوم فاتن
وقفت في ديوانية بيتهم واهي تتهمه بالجذب والتلفيق ..يا ترى فاتن شايفة شي على مساعد يخليها تعامله
بهالطريقة الجافة؟؟ وال هالتصرفات مو من شمايل فاتن...
================
مريم المسكينة تخمرت عند التلفون ول احد اتصل ..حتى انها باليوم الثاني راحت الجامعة واهي مقهوووورة
على حركة اخوها ..يوعد ول يتصل ..وفتون الثانية ..يا ويلها منها ان اتصلووو ل تشرشحهم وتوصل صوتها
للكونغرس الميركي..
يوم وصلت الجامعة على طول ياها اتصال من سمية ..اهي مسميتها في التلفون قرقااا ..وحاست بثمها يمين
ويسار يوم شافت السم..
مريم وهي تغير من صوتها :هل سموي..
سمية :وينج مريوم في الجامعة؟
مريم :ل والله اتسوق ..اكيد في الجامعة بعد اكو احد ايي غيري انا المقرودة بهالحزة؟
سمية :ليش عندج محاظرات من وقت؟؟
مريم :ل بس يايه ويا ابوي نفس الدرب ..لؤي مو فايج لي اييبني وايوديني ..ااااخ على مساعد بس..
سمية :ياحيه مساعد الحين تشوفينه هوايه ويا فتون ول يدري عنج ول عن هوا دارج
مريم واهي مستغربة؟؟ سمية ما تعرف ان فاتن تحب مشعل؟؟؟ فاتن كانت تعبر عن اعجابها به ..لكن...
يمكن هذا الشي عادي بالنسبة لسمية!!
سكرت مريم التلفون وراحت تتمشى ..كليه التجارة ابدا ما تفضى ..ل صبح ول عصر ول مسى ..متروووسة
اوادم ..حشى ينبعون من الرض ..لقت لها مكان عند زاوية وراحت تقعد عليه تنتظر محاظرة الساعة 10
اللي ما تدري متى بتبدى ..على القل بتيي سمية وتونسها ...الله لو فتون بس وياها في الكليه..
اوووووووووف جان السالفة تكون غير بالمرة ..بس يالله ..هذا القدر ولزم تمشي معاه وال ما بتقدر تمشي..
مدت البنيه الورقة ومريم اللي سذاجتها او يمكن صدمتها خلتها تستجيب لي شي من غير أي حسية ..وخذت
الورقة وراحت البنت عنها بابتسامة..
مريم عيونه كانت مفتوحة بطريقة تخلي الواحد يضحك عليها من شدة الصدمة ..واستغربت المواقف اللي
صار وياها للتو وفتحت الورقة وقعدت تقرى شنو المكتوب فيها....
هذا اللون عليك يجنن يشبه لون عيونك ...نظرات العالم ما تطمن احذر ل يحسدونك
يسلم هالطول وهالنظرة وهالجسم المتناسق )ولع ويه مريم( ..اكثرهم معجب بالمرة وبيني وبينهم فارق
اولهم اتقدم واعرف اولهم مجنونك
يا ربي ..شهالوقاحة ...شهالخلق المنحطة.؟؟؟ يا ويل عمري ..وشالت مريم اغراضها بسرعة والورقة اللي
طاحت في حظنها كانها جمرة تحرقها طاحت على الرض وقت ما فزت مريم بسرعة واختفت بلمح البصر.
وعيون الصبي السخيف تلقط مسيرة مريم السريعة واللي معاه واقفين ناقعين من الضحك على البنت...
في بال عايض ل البراءة ول الغباء اللي كان شاده ..اللي ذبحه في مريم اهي ضئاله حجمها وهدوئها الملئكي..
وملمح ويهها الخالية من تبرجات بنات هاليام وحشمتها ..يا انها سرقت قلبي وراحت ..ومشى بخطوات ثابته
وهو يلتفت يمين ويسار وراح واخذ الورقة وطواها في مخباه ورجع لربعه...
اما مريم اللي تمت تمشي بغضب كبير واهي تحس بنرفزة ..توها الخت واعية على الصدمة ..وانا اقول ليش
امي طاح لسانها علي بسبب الكلية ..اثريها بسبة الخمام المتيمع فيها ..الخايس ..شلون ياته الجرأة ..والله لو
جراح هني جان خليته اييلك ويادبك وياكل من لحمك لكن وين ..البطل مو هني جان ايادبك ويردك لبطن
امك ...ويا هالويه ..صابغه ماهوغوني )لون الخشب الغامج( اوووووووووف اكره هالكلية ..اكرررره الدراسة...
كله منك مساعد ..كله منك...
في وسط زحمة البنات يرن تلفون مريم ...بإشمئزاز رفعته على استعداد انها تحطه سايلنت لكنها شافت
اسم خلى خاطرها ينفج للااااااااخر ...سعووودي متصل ...مساعد مساعد متصل
وردت بكل حبوووور :يالكرييييييييييييييييييييييييييييييييييييه
مساعد يضحك من خااااطر :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مريم :جذاب جذاب نصاب حرامي مدعي عليكم الطماط قول امين وينكم من يومين وانا انتظررركم
مساعد :شوي شوي يا بنت الناس كليتيني بهدومي..
مريم :وين ما اتصلتو وين ..عطني عطني اياها خلني اشرب من دمها عطني
مساعد :ههههههههههههههههههههههههههههههههه شلونج ريووم.؟ .شخبارج؟؟
مريم :انا بخير الحين صرت بخير بس عطني مرتك خلني اكسر خشمها
مساعد :ل عاد كل شي ول مرتي ترى اسفرج
مريم :تسفرني ل عيوني عطني اياها وانا براويك من اللي بيسافر
مد مساعد التلفون لفاتن ورى في السيارة وجراح اللي مر التلفون صوبه حس بروحه بتتقطع من
الشووووق ..ليش فاتن ومو انا؟؟؟ ليش؟؟ بس اسمع صوتها يا ربي ..ايسمع زعيجها...
فاتن نقعت من الضحك وعلى طول شالت التلفون من السبيكر لن هذي هي الخرابيط اللي تكلم عنها
مساعد قبل شوي ...لكن بعد ما سمعها جراح والضحكة اللي كانت محبوسة انقلبت الى تجهم ...توم
كروووز؟؟ الحمارة ما سالت حتى عني وطايحتلي بتوم كرووووز ..خل ارد الكويت بوريها سنع الله..
بعد لحظت من السوالف ويا فتون والضحك فاقع بطنها عطت التلفون لمساعد اللي كان عايش في دنيا
موسيقيه برنات ضحكة فاتن ..عليها ضحكة والله انها تذوب اللي مايذوب ..لهي رقيقة مثل البنات ول خشنه..
فيها كل انواع الصوات ..ههههههههههههه ويا كل ضحكة يضحك معاها بس يحبسها ويغطي ثمه بيده ...جراح
حس لمساعد وبينه وبين نفسه ابتسم ..سبحان الله ..سرعة غريبة اللي حب مساعد فيها اختي ..الله يهنيهم
ببعض ان شاء الله وتبادله فاتن الحب بالحب..
مساعد :لي ردينا البيت جراح لزم تتصل في البيت وتتخبر عنهم شلونهم شخبارهم..
جراح :ل تحاتي ول توصي حريص) ..يطالع فاتن( واذا نسيت ففتون شسالفتها
فاتن تبتسم وهي تناظر اخوها ...وترد عيونها للمشاهد اللي بره..
مساعد يناظرها من المرايةاللي فوق واهي ابدا مو حاسه فيه ..احسن ..عشان يناظرها كيف ما حل له ..اااه
عليج يا حبيبة قلبي ...حبيبة قلبي ..اسم ترافق في بال مساعد من بعد طلوعه من الشاور اليوم الصبح حتى
هذي اللحظة ..وده لو يبثه لفاتن بكل لحظة يتكلم معاها ..لكن عزة نفسه اكبر من هذا كله وبعدين ..شنو
السالفة خريط مريط ..ل تنسى قبل اسبوع تقريبا شفتها واقفة مع ولد جيرانهم وما تدري شنو كانو يقولون...
ل تقعد تتناسى هالشياء لنها اهي بالتاكيد ..ما نستها ..وال هالسرحان والسهر وهالتفكير وهالغربة لشنو؟؟
اكيد له!!!
وكانت هذي الفكار السبب الكافي اللي خلى مساعد يحس بالكبت في قلبه ..لكن التعب كان غالبه والساعة
كانت توها 12بالظهر ..لااه ..لزم يرد الشقة وينام ..ويمكن ينام ليوم ثاني ..ما يقدر يتم هالكثر صاحي ...
سهر وتفكير وانتظار ..ارهق خياله وعقله من كثرهم..
===========
بيت بو جراح اللي الهدوء والسكون يلفه رجع فوضى وعفسة بهذيج الليلة ..طبعا مو لن نسوا سفر جراح
وفاتن لن ايمن وعبد العزيز ماقعدو ..يلعبون مني ومناك والفوضى فوق تحت والكراسي تتحرك والهواش
قايم ..وعزيزة كل شوي تسكت فيهم واهي تسب..
ال وخالد يدخل البيت وهو معرق من قلب ...وشكله يبين عليه انه تعبان...
وقبل ل يكمل خالد طاح على الرض بنوبه اختناق يمكن تكون معتادة لكن تصير مرة كل سنة ..لكن ما تقدر
ام جراح على تعب خالد تحس بالموت ..
ام جراح :يمة خالد حبيبي نظر عيني اشفيك..
خالد ما يقدر يتكلم لن التنفس عنده صعب
راحت عزيزة وردت واهي حاملة النبوب اللي يتنشق منه خالد بالعادة لنها ممرضة ومثل هالشياء تتواجد
معاها في حالت المدرسة ..اخذته ام جراح وناولته خالد عشان يستنشق منه...
خالد بعد الستنشاق تم هادئ واهو منسدح على الرض ومسكر عيونه ..وفاتح فمه مثل التعبان ..لكن ما كانو
يدرون انه صاحي ويسمعهم ومستمتع بريحة النسوان ..ال وبدخلة سماء للبيت اللي تعودت تدخل منه من غير
استئذان ..بكل بساطة لن اهله يرحبون فيها..
سماء :السللللللللم...
وانقطع صوتها يوم شافت خالد طايح على الرض وتوسعت عيونها من الصدمة ...شفيه هذا نايم على الرض..
ل يكون بس..
خافت سماء على خالد في قلبها وسالت بكل هدوء :ش ...شفيه خالد؟؟
ابليس كان مسكر عيونه وتوه بيفتحهم ال ورغبة يديدة في انه اينن سماء تعمر قلبه وتظاهر بالمرض اكثر
واكثر..
ام جراح :والله مادري يابنيتي طايح على الرض بنوبه اختناق وللحين ماقام ..يمة خالد يمه حبيبي قوم ..بسم
الله عليك شفيك
سماء بحيرة :زين سوو له عملية تنفس اصطناعي..
عزيزة :يمة هذي حالة عادية والحين بيقوم ..يمة خالد استرخي حبيبي ل تشد على روحكزز
لكن وين عن سماء ماقدرت تقر مكانها :اذا ما تعرفون انا اعرف ..هاا تنعزوا شوي خلوني..
انتبه خالد لقربها المخيف وعلى طول وقف على ريله :..هي انتي شناوية تسوين..
انصدمت سماء لقعدته المفاجأة ... :انت مافيك شي؟؟؟؟
خالد :أي مافيني شي ..حشى لعنبوو الواحد ما يقدر يرتاح وياكم ..ابي انام على الرض ..وانتي ابد ما
تعطلين..تنفس اصطناعي بعد هذا اللي قاصر
من الحراج خالد كانو خدوده محمرات لن يعرف التنفس الصطناعي شلون يكون ..لكنه كان مقهور من
جرأة سماء ..ولكن اهي كانت مستعدة تنقذه؟؟ ليش؟؟
ركب خالد وهو من داخل ما يدري ..يحس ببراكين تتفجر فيه من مشاعر غريبة ..حريجة ..ثلج وصعيق ..ما
يدري ..احاسيس متضاربة يمين ويسار ..دخل الدار وسكر الباب ..على طول نام على السرير وهو يفكر..
يفكر بسماء ..هذي هالنتفة مادري شمسويتلي ..اصل انا مافيني شي عليها لكن كله من جراحو المعفن خلني
احط عيوني عليها وخلص نشبت فيها ..وال انا ل احبها ول ابيها..
احبها؟؟ ابيها؟؟ من ياب طاري الحب ...ياويلي شهاللي قاعد يصير وياي...
ام جراح تحت ويا سماء وعزيزة :يمة سماء ل تزعلين روحج خالد هذا يبيله تأديب..
سماء وهي تلعب بالقلص اللي على طاوله الصالة :لخالتي عادي هذا انا ما عطته اقنور ..ال قوليلي ما
اتصلت فاتن؟
ام جراح :ل والله يا بنيتي ما اتصل...
ال وتلفون البيت يرن ..ويتهلل ويه ام جراح :..اكيد هذي اهي ..ان جان اهي لج البشارة يا سموووي..
مساعد كان شاهد على كل هذا عند طاولة المطبخ ..يناظر الثنين اللي انقلبو مثل اليهال دقيقة وحدة يوم
سمعو صوت امهم ..ويبتسم..
ال وتزخ فاتن السماعة من جراح :الووو يمة ...يمة حبيبتي) ....تهجد صوت فاتن( احبج يمة ..ولهت علييييييج
ام جراح واهي تسترجع المشاعر الحزينة لفراق بنتها :حبيبتي فاتن نظر عيوني فاتن ..يا روح هالبيت
ونوره..شلونج يمة شخبارج؟؟
فاتن :انا بخير يمة) ..تمسح دمعها بكم التي شرت( يمة برد هني ..لبسين ثياب شتاا..
ام جراح :والله احنا للحين الجو بس ماكو رطوبة..
فاتن :يمة ...يمة تعالي عندي قعدي جم يوم ...بسج قعده هناك
ام جراح :هههههههههههههه واخوانج من لهم ...معليه يمه جراح عندج وريلج بعد ما بيقصر ...ال شخباره؟؟
شمسويه وياه
ل اراديا انتقلت عيون فاتن من عند اخوها الى مساعد ...واحتارت شنو تقول ..تخاف تتكلم عنه جدامه ..لو
من وراه جان عاادي تألف جم كلمة لكن أهو يمها ..وشكله بعد فهم ان الوالدة تسال عنه لنه ما فارج عيونها
لحظه..
عطت جراح السماعة وقامت على طولها بعيد عن الكرسي ..وجراح لهي ويا امه في التلفون ..وقفت فاتن
ورى الكرسي واهي ماعطه مساعد ظهرها واهو كان واقف وهو ينتظر منها تلتفت عشان يشوف عيونها...
يبي يشوف النظرة اللي انرسمت في ذيج الليلة بها ..ليلة اللي شافها واقفة مع مشعل يوم يروح عنها ويدخل
بيتهم مثل الغبي ..لكن فاتن ما عطته ادنى فرصة لنها ظلت واقفة واهي ماعطته ظهرها..
يوم خلص جراح المكالمة سكر التلفون وهو ياشر لمساعد :دورك الحين..
مساعد وهو يسحب قلص الماي من جدامه ويرفعه لفمة :ل ما يحتاج ..مريم واتصلنا فيها ..امي ان شاء الله
مرة ثانية..
جراح :ما يصير جذي
يبتسم مساعد :عادي جراح ..ال اقول لك ..ما تبي نطلع شوي عن حكرة البيت..
جراح بابتسام :وااااااااااو اكيد ابي اطلع) ...يلتفت لفاتن( فتون ..فتوووون..
التفتت فاتن السرحانة بصوت وكلم مساعد :هااا...
جراح :اتيين معانا..
فاتن بتعب :ل والله روحو انتو ..انا تعبانة ..يبيلي انااام عشان اقدر افتح عيوني بطريقة طبيعية..
جراح :بنفتقدج..
ابتسمت فاتن :تسلم..
جراح :امزح معاج ترى لتصدقين
فاتن واهي تضربه :كريه
جراح :هههههههههههههههههههههههههه انزين مساعد دقايق اغير هدومي وراد لك..
مساعد :بسرعة عاد..
ويطير جراح للغرفة عشان يبدل هدومه والثنين واقفين عن بعد مسافة كبيرة بعض الشي ..ونظراتهم
متصادمة ,الثنين خاطرهم يخنقون بعض لكن هالحرب الباردة اهي اللي مسيطرة على كل شي ..اللي
مسكتهم عن بعض وعن مط شعور بعض اهو جراح ..لكن بعد ما يسافر جراح ..هالبيت راح ينعفس فوق
تحت ..عصبية مساعد ..بالمقابل ..برود فاتن..
فاتن :بتتأخرون؟؟
مساعد بنظرة ملل :ما ندري ..يمكن ما نرد ال بويه الصبح
فاتن بعصبية :وانا هني بروحي؟
مساعد وهو يحقرها ويروح :قلنا لج تعالي ما رضيتي ..قلعتج..
وراح عنها ودخل الدار ..واهي واقفة عند الصالة وقابضة يدينها ..ل ...والف ل يا مساعد ..ما راح تقدر
تعصبني ..انا بوريك ..ان ما لفيتك بالجليد والصعيق ماكون انا فاتن ..ابخليك تندم على اليوم اللي فكرت اني
اكون لك...
======================
بهذاك الوقت قط مشعل جنطته في السيارة لنه خلص بيرد الشاليه ..ما يقدر يسكن في نفس الفريج اللي
كانت فاتن ونبضها يتخلل شوارعه وتعرجاته وشقوق طرجاته ..خلص ..الشي صار اكبر منه ..مو بيده ..ما
يقدر يتنفس الهوا اللي فاتن كانت تتخلله بعبيرها وعطرها..
الشوق لفاتن اخذ منه الصحة ..في خلل هذيج الفترة نزل وزنه وسود ويهه وشعره طول ونزل على جبينه ..
قعد وهو مسند راسه على سقف السيارة ..وهو يوجه نظره الى دار فاتن فبيت بو جراح الله يرحمه ..يا بعد
هالدنيا يا فاتن ..الدنيا وحشة بلياج ..حتى لو ماكنتي لي ..ما تمنيتج تبتعدين عني جذي ..نهائيا ..ماشوف حتى
عينج ..وانا اللي تاهت افكاري فيج يوم كنت في الغربة ورديت لوطني وكاني اتغرب من بعدج ..يا ترى ..اللي
صار هذا كله في نصيب من؟؟ لو شنو صار يا فاتن ..ابظل احبج ليوم الدين.ليوم اللي انبعث فيه حي جدام
رب العالمين ..احبج فاتن ..احبج..
عند طرف البيت الكوبل سماهر ومناير يتمشون وهم يتضاربون ..طبعا هالثنتين مينن ومحد يقدر ما يراقبهم
في الشارع ..اللي تعرقل الولى واللي تمط شعر الثانية ..يعني حالتهم صعبة ..مناير على عكس فاتن مو
ملتزمة بالحجاب لكن ثيابها محتشمة وبالمثل سماهر ..يعني وين ما تروح مناير وراها سماهر ..يالخوف بس لو
تزوجوا نفس الريال..
سماهر واهي تراقبل مشعل اللي كان يعدل اغراضه في السيارة الفخمة :منوور شوفي حياتي المستقبليه..
مناير بالعمد ما طالعت وين ما اشرت سماهر ووجهت نظرها الى )تكرمون( حاوية زبالة عند نهاية الشارع
وكان عليها قطوة معفنة :أي والله ..بس عاد مو يم بيتنا ما نبيج تيين توصخين
سماهر ضربت مناير على ضهرها :يالخايسة
مناير واهي منوجعة :يعلج الفقر يالحمارة قولي امين
سماهر :انتي قبلي ..طالعي طالعي منوور
مناير :اوووووووووه بنشوف اللي ذابحتنا فيه
وطالت مناير مشعل وهو يرتب اغراضه في الدبة واهي تناظره وهي معقدة حياتها ..انا اعرف هالشخص بس
ما شفته وايد بالفريج..
وركبت مشعل السيارة ومر من صوب مناير واهو ابد مو مفتكر فيها سواء شافته ول لء ..سماهر ردت بره
مرة ثانية واهي تسحب مناير ...وكالعادة يعني بالمناجر
الفصل الثاني
-------------
اليوم اهو اليوم اللي بيرد فيه جراح الكويت ..اكيد ما مر اسبوع لنه من بعد اربعة ايام يمع اغراضه وهو راد
الكويت ..اهو صج انسحب من الجامعة لهالكورس لكن عليه اشغال كثيرة ..منها او يمكن اولها ترميم البيت
من اول ويديد ..وبالصراحة اهو يحس انه لو خلى فاتن ومساعد لحالهم يمكن يتأقلمون مع بعض لن فاتن
شوي صعبة في التأقلم خصوصا مع مساعد واهي كانت رافضة هالفكرة تماما..
مادري ليش فاتن كارهة مساعد جذي..؟؟ هالسؤال ما فارج خيال جراح ول دقيقة ..كل مرة يشوف فيها
مساعد ول يشوف فاتن معاه في نفس المكان يحس بان الشرار يتطاير في الهوا ..في سبب يا ترى يخليهم
عايشين جذي وخصوصا ان فاتن اختي ما عرفت ريال قبل غير مساعد؟؟ ليش اهو بالذات؟؟
يوم قعد يكلمها قبل ليلة السفر كانت ساكتة وهادئة وسألها اكثر من مرة ان جان كانت مرتاحة ول لء واهي
تهز راسها بابتسامة ابعد من الصج ..وحاول انه يعرف منها ان جان مساعد متسبب عليها مرة لكن اهي ما
عطته جواب ايجابي..
جراح :قوليلي يا فاتن ترى انا ما بسوي فيج شي ..ل تسكتين عن الغلط ان جان الغلط موجود؟
وين تجاوب فاتن واهي عارفة ان الغلط فيها اهي :ل يا جراح بس تعرف انا ماعرف هالنسان معرفتي فيه
كانت بمدة قياسية ان شاء الله اتعود عليه ..
جراح بظيج :والله اني خايف انج ما بتتعودين ..يا فاتن انا اخوج واعرفج زين ان ما ارتحتي من الول ما
بترتاحين بعدين
ابتسمت فاتن واهي ماسكة يده :ل تفاول على اختك ..قول ان شاء الله اتأقلم على الوضع وانت ل تحطني
في بالك ..اكو اشياء اهم مني لزم تهتم فيها..
جراح :فاتن حاولي انج تكونين صبورة ..مساعد ريال ينشرى بالمال..
غصة في حلج فاتن منعتها من الرد ..فاكتفت بهز الراس ..والبتسام الزائف..
جراح فهم ان فاتن بعدها متظايقة لكن شسوي اكثر :فاتن ..تكفين ..ل تخبين علي شي ..ان جان صار لج شي
ل سمح الله ..أي شي ممكن يخطر على بالج ...قوليلي..
في هالموقف يات في قلب فاتن حسرة ..ما تغلبها حسرة ثانية ..لو انها قالت لجراح عن اللي يصير في قلبها
وبحياتها وانها تحب مشعل ..يمكن يضربها ..يمكن يذبحها ..او من يدري ..يمكن يتفهمها ..لنه يعرفها انها
مستحيل تسوي شي غلط في حياتها ..والحب ماهو غلط ..الحب يصير غلط لمن تنقلب معانية من الخير الى
الشر ..لكن بعد شنو يا فاتن ..بعد ما وقع الفاس بالراس ..خلص ..استسلمي لقدرج ..ونصيبج ..وادعي ربج
انه يسهلها عليج..
وما زال جراح يفكر ..انه لو مساعد يتحرك اكثر تجاه فاتن ...او ل ..لو كانو لحالهم يمكن راح يتفقون على
أشياء كثيرة ..الحيا بسبب وجودي يمكن ايكون تعطيل ..لذا انا لزم ارد عشضان يصفى الجو لهم ..ارد لنصين
قلبي ..أمي ومريم..
اااااخ عليها والله انها قرقا لكن اموت فيها يا ناس ..انا شلون انتظر لمن اخطبها ..انا ان ما تزوجتها بهالصيف
يكون خير ..لكن ل ..انا ما اقدر اعطل مستقبل البنت ..لزم تدرس وتتعب على عمرها واتييب شهادة تفيدها
في المستقبل ..بعدين انا اخذها ..يوم اني اوقف على ريلي واشيل بروحي..
ظل يفكر من وفاة ابوه الى يومه هذا في شغلة ابوه ..واكتشف الفوائد الكثيرة الي فيها وبدى يطالعها من
نظرة ثانية تماما ..نظرة التفشل والحيا راحت وتخبت في مكان بعيد ..وصار الشرف والتعب والجر يعجبه
اكثر ..يمكن راح يستلم احد الورشات اللي ورثوهم ويديرها وبها اييب مدخول للبيت ..بس يا ترى مريم راح
ترضى فيني لو كنت اشتغل بهالشغلة..
وفي المطار فاتن كانت زعلنة وحزينة ويدها ظلت في يد جراح حتى عند الكاونتر وما خلته ..مساعد ما اهتم
لها ويمكن لنه بدى يحقر تصرفاتها وما يلومها مثل قبل على اقل شي ..اهي تحتاج للوقت وانا ما عندي وقت
ادلع حريم..
مساعد يهز راسه بتعب يعني خلها منك ما عليك منها وجراح يضحك ..وياويلك يا مساعد لن فاتن التفتت لك
ونظراتها كلها كره ..حتى ان مساعد يمد ويهه جنه تمثال وفيه ضحكة بتطلع من خشمه..
ويا النداء اللي يعلن فراق الخوين الحبيبين عن بعض ..وبالنداء زخت دموع فاتن واهي تحظن جراح ..
وبعد فترة من العناق راح جراح وهو يلوح لهم بخفة بيده وابتسامته الحلوة العريضة مغطية ملمح ويهه كلها..
وفاتن اللي عيونها كانت لزقة في ظل وخيال اخوها ما فارجته ال يوم اختفى تماما عن بصرها ..وظلت واقفة
مكانها وعيونها بالرض ..واخيرا ..طاحت اسيرة في يد مساعد ..ل اخو ول ولي ول حامي ..لكن يا فاتن ..اهو
زوجج مو أي غريب ..من يقدر يقنعها ..انا ماقدر ..انتو تقدرون؟؟؟؟
طول درب الردة للشقة كانت فاتن ساكته ول تنطق بحرف واحد ..استلم مساعد سيارة شيروكي من الشركة
عشان يستعملها ..وكانت السياقة وياه مثل الحلم بالنسبة لفاتن ..ما شاء الله سياقته هادئة ول يحس الواحد
ان التاير )الكفر( يضرب الرض ..ولكن فاتن مستحيل تتقبله في حياته ..اهي خلص هذا الشي صار خارج
سيطرتها ..كرهه بدى يستفحل كل ذرية فيها ..شلون يقدر ينام ويصحى وياكل ويمسى ويصبح واهو عارف ان
اللي تزوجها ماتبيه وتحب واحد غيره ...صج انسان متلبد المشاعر ..او يمكن ميت المشاعر ..صج انا اشفق
عليه ..من كل اعماق قلبي..
في قلب مساعد كان الهم متسلق اعاليه ومغطي اسفله ..وجود فاتن بجنبه وهدوئها الدائم يخليه يحس بعدم
الستقرار ..وجودها معاه في مثل هالوضعية أي انهم بروحهم ول احد معاهم يخليه يتوتر ويلتزم الصمت واهو
اللي يبي يتكلم معاها ويبي يبني علقة بينهم ..وان خلت من المشاعر في اول الشي فمردها بتختلف مع
الزمن ..من يدري ..يمكن تحبني فاتن بيوم من اليام؟؟
ل يا معود شنو تحبك؟؟؟ انا مادري ليش فكرة انها تحبني مو داخلة في بالي ..مابيها تحبني ..لني ادري..
الحب الول اهو كل شي بهالدنيا..
صج انه يحس بالحب تجاه فاتن لكنه ما يساويء جزء من المشاعر اللي كان يحس بها يوم كانت عالية
موجودة على الدنيا ..كان يحس بالجنون والدم مثل الذريات الهايمة على ويهها والنشاط عارم حتى في عز
التعب ..فاتن المشاعر الموجهة لها مهدئة اكثر منها عاشقة ..يبيها تهدى وتسكن ..هو يعرف ان هالقناع الملبد
بالثلج غير حقيقي ..اهي ماسكة نفسها ل تي وتخنقني والله خلها تحترم نفسها زين مني ما اشيلها من شعرها
واطيح فيها تكفح ليمن تنسى اسمها..
وصلت السيارة للبناية وعلى طول فاتن طلعت منها وراحت للباب الرئيسي ..دخلت هناك ومساعد ركض
وراها عشان يلحق على الباب لكن ...تسكر الباااب في ويهه وظل واقف في الشارع وهو حاط راسه على
الباب من القهر ..يعني شسوي لها ..هذي اول مواجهة بيناتهم ..ومسرع ما طلع صوت من الباب يبين انه
انفتح من فوق وبنظرة قهر دخل مساعد وركب فوق ...الظاهر ان اليوم ما بيعدي على خير..
دخل الشقة والباب كان مفتوح شوي ..سكره من وراه وهو يطالع باب غرفة فاتن اللي تسكر بوقاحة في
ويهه وهو ابد ما تحرك ول سوى شي ..راح عند المطبخ طلع له سلة الفواكه اللي تشرااها ويا جراح امس..
وتم ياكل فيها وما انكر لكم ..كان منقهر ..لكنه يعرف ان فاتن ياهل ..والياهل ما ينخذ عليه ..ما ردها بتطلع
وبتسوي حركات العن من هذي وبتنتظر مني اني اثور عليها عشان يبرد قلبها وتمسك علي ..لكن مو انا يا
فاتن ...بتتعبين معاي..
وبالفعل ..طلعت فاتن من الدار وهي خافسة ويهها بقرف ..راحت بسرعة داخل المطبخ او يمكن يمه ووقفت
واهي متخصره من الضيج عشان انه يتزحزح من يمها وتقدر تفتح الباب وتاخذ اللي تبيه ...تباعد مساعد وهي
فتحت الباب وطلعت غرشة المربى وزبدة الفستق ..سحبت جيس السليس وكانها ماخذة المؤنة وتروح داخل
الدار..
فاتن في نفسها كانت تسبه من فوق لتحت ..ومنقهرة منه ..ودخلت الدار بكل هدوء ول طالعت وراها..
ومساعد واقف عند المطبخ وهو يبتسم وتمنى في قلبه لو انها تلتت عشان يبط جبدها اكثر ..بصراحة انا
مينون يوم ظنيت اني احبها ..كان العجز مني تجاهج يا فاتن ..لكن الحمد لله يوم اننا اختلينا ببعض ..عشان
تعرفين من مساعد ...وراح نام بداره واهو ينتظر صبح يديد لحرب يديدة..
========================
في اليوم الثاني ..وقفت سيارة غزلن الفارهة عند باب بيت خالتها ..اهي اتصلت قبل شوي وقالولها ان خالتها
مسافرة في رحلة عمل ومن جذي ما راح تكون موجودة اليوم ..بتمضي اليوم ويا سماء وبالخص ..راح تراقب
بيت الجيران يمكن تشوف ولدهم ..جراح ..الله حتى اسمه حلو ..ياحظي فيك ..وياحظك فيني
هههههههههههههههه
دخلت البيت واهي تنتظر احد يستقبلها ..طالعت الساعة ..جافتها اربع العصر ..اكيد سماء ردت من المدرسة
وبدلت هدومها وقعدت وارتاحت ..امبيييه لو انها من النوع اللي يرقد بالعصر ..ل ل ماظن ..البنت هذي مو من
هالنوع ..يالله عاد انا بنتظرها شوراي..
رشفت غزلن العصير وهي ترفع حاجب ..يعني اهي في بيتهم ...لو اروح وراها هناك؟؟ فشيلة؟.؟؟
وعلى طول الجريئة غزلن شالت اغراضها وناظرت عمرها بالمراية قبل وشافت انها في اوج اشراقتها ..كانت
لبسه فستان حريري ازرق ملكي ومن تحته تي شرت يده طويله ومزمومة عند الكم ..وكان شعرها الطويل
الغزير منشور على اجتفاها ومكياجها كان هادئ ال ان خطه الكحل كانت ذباحة ..وتبين بياض عيونها بطريقة
باهرة..
تمت تمشي بقلق واهي تفرك صوابعها بحيرة ..وضغطت على الجرس عشان يطلع لها احد ..طلع لها عزوز
وهو يبتسم ويوم شافها فتح حلجه من الصدمة ..البنت صدمته من جمالها..
دخلت غزلن البيت وهي منحرجة بعض الشي لكن هدفها كان اجرأ منها وخلها تدخل واهي مرتاحة بعض
الشي ..يمكن بسبب جو البيت الدافئ ..يوم شافتها سماء انصدمت ووقفت مكانها واهي متعجبة من تواجد
بنت خالتها في بيت بو جراح
صراحة وجرأة غزلن ما كانت ضدها بالعكس ..ام جراح اللي من شافتها انبهرت وحست بمدى طيب هالبنت
على الرغم من مظهرها الراقي ..ونظرتها لبيتهم المنعجبة حسست ام جراح ان هذي البنت بنت عز ..لكن
قلبها طيب ..مثلها مثل سماء..
وعلى جذي ظلو البنيات بالسوالف ويا ام جراح وهم ابد مو حاسين ول عارفين ان بعد دقايق يمكن بيوصل
جراح وبيطب عليهم ..وطبعا قبل ل يطب اهو ...تخيلو من طب؟؟؟
تخيلوو؟؟
تخيلتوو؟؟؟؟
==================
في ذيج الشقة الباردة كانت فاتن تذرع الدار ..روحة وردة ..والوراق اللي تبع الجامعة منتشرة على السرير
الواسع ..ما تدري يش اليوم طاق في بالها انها تطلع وتشم هوا ..لكن هالغول الي جاثم على حياتها ما بيسمح
لها ..ما بيخليها تطلع من البيت ..اكيد ..اهو بيبدي افكاره الجهنمية قبلها ..بيحبسها في البيت ول بيخليها تشوف
الدنيا ..ل ل مساعد مو عنجهي بهالطريقة ..اهو صج قراقوش ..لكن الكلمة الطيبة تنفع وياه ..بس ياناس ما
اشتهيه ..كل ما اشوفه احس بعذاب الضمير ..احس باني جرحت مشعل عشانه ..مشعل اللي ماقدم لي في
هالدنيا شي غير الحب ..بس بعد الوان...
رمت بنفسها على السرير واهي تطير ..كانت بل حاسية والسرير كان مرن جدا ...وتمت منسدحة مكانها
واهي موجهة حاسية السمع بكل طاقاتها ..تتسمع اقل الشياء ..من العالية ..الى الخافتة ..حتى اللي يمكن
تكون غير مسموعة ...دق عقارب الساعة ...اصوات السيارات بالشارع ..صوت الهوا وهو يضرب الدريشة
ويبتعد ..يزورها ويغادر ..لمن سمعت صوت نابع من الشقة نفسها ..صوت صرير باب وكأنه ينفتح ...قامت من
على السرير وهي هادلة شعرها عشان تطلع تشوف شقاعد ايصير...
شافت مساعد واقف عند طاولة المطبخ وهو يناظر فوق عند الدراج ..يدور على شي ..طوله ماشاء الله فارع
وبنيه جسمه ماهي رياضيه لكن صلبة ..وعلى ما يبين ..انه ما عليه نعال ..صروال اخضر غااامق وتي شرت
رياضي رمادي ..رفع ريله الى الدرج الرفيع ومد يده وطلع خلااط ..خلط عصائر ..ماشاء الله هذا بيت
جاهز ..حطاه على الطاولة من غير ما ينتبه لفاتن الواقفة ..مر على الثلجة وطلع فواكه ..وفاتن تراقبه..
باين عليه ست بيت بارعة..
بنعومة وهدوء كان يقطع الفواكة ويقشرها ..موز ..فراوله ..حتى تفاح ..ومانجو ..يقطعه ويطلعه منالقشور
لشرايح ويحطه في الخلط ..طلع دبة عصير كوكتيل وصباه في الخلط ..وحط جم خاشوقة سكر ...وتم يخلط
العصير ..واول ما نبع صوت الخلط المزعج رفع راسة لفاتن يناظرها ...هذي من متى واهي واقفة؟؟
والثانية كانت تراقب الخلط وحواجبها معقدة ..وكأنها تنتظر من هالخليط أي لون راح يتكون ...ووقف الخلط
ومع التوقف رفعت عيونها فاتن له ..وشافته انه يفوشر بحركاته ..طلع نوع القلص الكبير وصب العصير فيه
وحط مكعبين ثلج ...حط الغراض مكانها والوصخ مكانه ونظف الخلط بسرعة وحطاه على الطاوله عشان
يجف ...حمل العصير ودخل داخل الدار من غير أي كلممممممممممة وحدة يوجهها لفاتن...
مشت فاتن باستهتار وهي تقلد مساعد ليمن يمشي ..مشيته دايما تكون رجل ضاغطة اكثر من الثانية..
ويازعم اهوو الحين جذاب ما لت عليه ..وراح عند المطبخ وترفع ريلها يازعم انها تاخذ الخلط وتقلد عليه
وحدها منقهرة منه ..وهزت راسها واهي تضحك هههههههه غبي معتوووه ..علباله هو يونس ..مالت عليه وتمت
اهي من الحرة تسوي لها طبخات بسيطة ..تقدر تاكلها ..مثل سوت لها طبقها الشهير كلب ساندويج بالدجاج
واللحم) ..كل الكلب ساندويج بهالطريقة( بس فاتن كانت تفنن فيه ..زيتون وطمااط وخس وسوالف يعني ما
تخطر على البال ...وفي غمرة المطبخ بدت تسوي حلويات اهي ما وعت لنفسها ال يوم وصلت لنص الشغل..
سوت فروت سالط وبعد كيكة مع الدريم ويب وكاهي تخبز كيكة ثانية بنكهة الشوكول عشان التحلية ..وما
لحظت الساعة ال ان الدنيا غربت من زمان ..جم صار لها بالمطبخ والوحش الكاسر في حجره ما طلع منه..
يوم خلصت من كل شي سحبت لها عصير تشرب منه ..فتحت التلفزيون لقته مجهز بقنوات حديثة وشبكات
حلوة ..بس ما عجبها شي ..حطت برنامج طبخ صيني ..وتمت تطالعه واهي تضحك على حركات الشيف لن
في نفس الوقت كان ينكت ..ومع هالمطالع مددت نفسها اكثر وحست براحة في هالكراسي الدافية ..سحبت
اللحاف اللي على حافة الكرسي وتغطت فيه ..كانت تعبانة ..طبعا اهي ما تعرف تنام من نفسها بالليل
فالحين بسبب الشغل والتدقيق والتركيز حست بالتعب ..غمضت عيونها وال بها ساااااااااااابحة في عالم
النوم..
طلع مساعد بوقت الصلة ..وكان على نوم فاتن مر يمكن تقريبا الساعتين ..واول ما شافها نايمة على
الكرسي وقف مكانه!! هذي شتسوي نايمة هني؟؟ مالها دار ...سمع حس التلفزيون شغال ومد راسه يطالع
البرنامج ..كان برنامج عن الزهور وتعديلها والتزيين ..وفاتن ابد مو دارية عنه..
قعد بعيد عنها على قنفة ثانية ..وهو يراقبها ..حاط يدينه عند كوعة وهو يراقب طريقة نومها ..كانت نايمة على
طرف اليمين ورقبتها مادتها على المخدة بكل راحة ..ريل جاسفتها والثانية ممدودة وعليها كان دلغ ..الظاهر
انها تحس بالبرد ..وابد جنها في عالم ثاني تماما ..عالم الراحة والحلم الوردية ..ابتسم مساعد لمنظرها
الطفولي وشكثر تذكره باخته مريم ..توه بيروح عندها ال واهي تتقلب مكانها على الكرسي وتعطيه ظهرها..
وتوجه نفسها للطرف الثاني وهالمرة البنيه تمددت اكثر من جذي..
حس مساعد ان ماله حق يناظرها جذي واهي نايمة لكن يا ناس ..اعذروووه ..هذي مرته ..وبالخص ..حبيبه
قلبه اللي يعشقها ويذوب في هواها حتى مناجرها ...راح داخل داره بسرعه وسحب بردة امه مزهبتها له..
وراح وغطى بها فاتن ...اللي طبعا نومها كان ثجيل وما حست بشي ..ال بالدم الساخن يعبر عروقها ويدفيها
ويخليهاتغوص في لذه النوم اكثر واكثر )) فيني نوووووم ههههههههههههه ))
تم يناظرها مساعد بفرح ..يا ريتها تتم جذي ..نايمة ..ونايمة ..وانا اناظرها ..وما يتدخل بيننا أي احد ..أي احد..
-------
نرجع للي وصل بيت بو جراح ...طبعا اللي ياتهم بهذاك الوقت من العصر كانت مريم ول احد غيرها ..يوم
دخلت كان الترحاب فيها من قبل ام جراح لاااا يضاهى ..والتبوس والتحبب فيها ما خف ول هدى ..ياحبها عند
ام جراح ..تحبها مثل لو كانت فاتن ..او مثل لو كانت زوجة ولدها اللي تمنتها له من يوم كانت صغيرة ..مريم
تعرف بمشاعر ام جراح تجاهها لذا اهي دايما تحسس نفسها بالخجل تجاهها عشان عمرها واحترامها..
سماء راحت على طول وحظنت مريم اللي ابد ما توقعت اقل من هذا عند سماء لنها حبابه والواحد يتعود
عليها ..اصل اهي نفسها مريم اشتاقت لسماء من جذي يات تزورهم اليوم وتزورها اهي بعد ...لكن ..اهي
انصدمت يوم شافت شخص ثالث معاهم بالدار ...بنت ول الحور من جمالها ..اناقة ..وبالخص ...رفااااااهية
وعز تنبع من حناياها ..وابتسامتها كانت ملكية وتبين عن برستيج عالي وراقي ..لكن اللي حرق قلب مريم
اهووو سبب تواجدها عندهم ..اهي اول مرة تشوفها ..يا ترى ..من هي البنت؟؟؟
سماء واهي تدخل مريم وكانها بنت من هالبيت :حياج مريوم ...شوفي هذي بنت خالتي الحبيبة ..خالتي ومو
اهي ههههههههههههه ...غزلن..
مريم بابتسامة مساوية لبتسامة غزلن :حيا الله غزلن..
غزلن بدللها وداهيتها المعروفة :الله يحيج ويبقيج يا ..مريم صح؟؟
مريم :أي نعم صح...
غزلن :عاش من شافج والله
مريم بصدمة واهي تناظر ام جراح اللي ردت عليها بنظرة تفهم :عاشت ايامج وايام مغاليج...
غزلن :ياحلوو كلمج..
مريم :بعد اللي ربي عند ام جراح ههههههههههههههههههههههه
ام جراح :تسلمين يا بعدي
مريم :مو قصدي خالتي
ام جراح :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه ما تيوزين
مريم بحيا :لو ايوز جان ما كون مريم..
سماء وغزلن ضحكو بعد ...لكن اللي حز في خاطر غزلن اهو مظهر هالبنت ...مشابه او يمكن مطابق
لمظهر اخت جراح اللي شافتها ..بنفس الطول تقريبا ..نفس ملمح الويه مع ان هذي اغمج شوي ...لكن
حشمتها ونور وييهها وبالخص مظهرها الراقي اللي ينم عن ذوق خلها تحس بالغيرة منها ..يا ترى جراح
يعرفها؟؟؟ يشوفها بهالمظهر؟؟
مريم اللي كانت تسولف باسهاب ومن غير أي توقف مع سماء اللي تبادلها السوالف وام جراح تسمعلهم
واهي قاعدة امبينهم وكل وحدة تصفقها بالغلط وتستسمح منها وام جراح ابد فررحااااانه موت بهاليمعة اللي
يمكن ناقصة بفاتن بس ان شاء الله ما ردها بترجع بنتي ..وبتسر عيوني بوجودها..
عند ذيج العتبة ..وصل التاكسي اللي وصل بطلنا جراح ...وفي هذيج اللحظه قلب ام جراح بدى يدق بقووو
غير طبيعية ...تمت تمسك صدرها واهي تضحك مع سوالف مريم وسماء ...لكن مريم حست ان ام جراح
تغيرت الوانها ومرة وحدة قامت تتلفت على الباب تشوف ان يمكن احد وصل ...وتمت تراقبها مريم بكل
هدوء ويوم حست ام جراح انها مراقبه
ام جراح بضحكة :مادري ..حسيت ان احد عند الباب ...بس جذي...
مريم تبتسم :بروح اشوف يمكن سمعتي شي ول شي..
ام جراح :أي يمة روحي شوفي...
قامت مريم على طولها واهي تمشي ..بكل هدوء وبكل عفوية تقربت من الباب الرئيسي وفتحته ووقفت
تناظر احد يدفع للتاكسي وجنطة سفر خلت من قلب مريم يفز بفزع ..ل يكون اهو؟؟؟؟ ل يكون كحل هالعين
وناظرها؟؟؟ وينه؟؟ وينه ما يلتفت ..يشوفنيه؟؟ واشوفه؟؟ التفت حبيبي ...ومن غير حسية نطق لسانها
وهني التفت جراح وهو يزم عيونه بسبب الهوا البارد اللي يلفحه ..ترى حتى الكويت البرد نازل عليها ..وتجمد
مكانه يوم لمح الخيال اللي واقف على الباب تم يوايج فيه ويوايج ..الهوا كان عامي عينه والتراب في كل
صوب ..لكن قدر يميزها ..كانت اهي ..منا عيونه اللي ما توقع انه يشوفها هني ..في بيتهم ..باستقباله..
حمل جنطته وتقدم للباب واهي طلعت بعد ...كانت بعيد عن الباب الرئيسي وام جراح اللي طال غياب مريم
عليها استغربت وقامت من مكانها لعند الباب ..ويوم وقفت عنده شافته ..حبيب قلبها وروحها وكيانها كله..
جراح...
راحت ام جراح على طول واقطعت بين العيون احلى لقاء واحلى استقبال يمكن احد يلقاه ..استقبال الحبيبين
يختلف عن أي شي في هالدنيا ..ولكن بعد ام جراح لها مقامها العالي عند ولدها اللي من شافها خطر مريم
وراح لحظااان الم الولهانه ..ومن دريشة الصالةاللي تطلع على الحوش كانت سماء تطلع وتبتسم
غزلن اللي تمت تضحك ولكن من شافت جراح قريب من عيونها وابتسامته اللي شافتها مرة يوم كانو
بالمصعد خلص ..دابت فيه ...وينك انت عني ..ماا تدري ان جان انا في سما ول ارض ..هايمة بخيال عيونك
اللي من يوم ما رميتني بنظرتك وانا متعلقة فيها ..انت رحت وانا بقيت ..لكن اليوم ..يا ربي اليوم لقيتك..
وانت راجع من سفرك ..حمد لله على سلمتك ..يا حبيبي..
يوم توه جراح بيدخل البيت مريم وقفت مكانها لن سيارة ثانية وصلت ..وكانت سيارة لؤي ال gmc envoy
معروف مصرقع وسيارته سيارات مصرقعين..
جراح :مريم...
مريم :ل تقول شي ...اصل احنا وقفتنا هني غلط ..خلني اروح بيتنا ...اهم شي اني تطمنت عليك...
الباب انفج ووقفت مريم واهي مجابلته واللي كانت واقفة عند الباب غزلن بابتسامة غريبة شوي ..جراح توه
بيتكلم لكنه انصدم من شوفه البنت ..هذي هي البنت الي في المصعد ..بنت صاحب الشركة اللي يشتغل فيها
مساعد ..شتسوي هني؟؟
التفتت مريم بسرعة للصوت ...تعرف جراح؟؟؟ هالبنت تعرف من اهو جراح
جراح يوم شاف مل مح مريم المستغربة حس انه يمشي لحبل المشنقة :الله ..الله يسل ..يسلمج اختي..
غزلن :توها ما نورت الكويت..
انحرج جراح اكثر :بنورر ..رج...
وعيونه كلها كانت على مريم المنصدمة ..دخلت داخل البيت مريم بكل هدوء وسحبت جنطتها وام جراح
توقفها :يمة مريم وين رايحة خلج هني
مريم بابتسامة لكن بقلب جريح :ل خالتي لزم ارووح امي تنتظري وما قدر اخليها في البيت تعرفين بعد
السكري وكل شوي يبيلها دوى..
ام جراح :تعاليلي يمة ل تقطعيني ..انتي فيج ريحة فتووون
مريم :ان شاء الله يمة ...لين اتصلت فتون خبروني ..ولين عطتكم رقمها بعد خبروني ..انا بحاول اتصل فيها
اليوم من تلفون البيت بس ما عرف فوارق التوقيت بينا وبينهم...
ام جراح :ان شاء الله يمة بس تحملي في روحج وقولي للؤي هالله هالله في الطريج..
مريم بحزن اشاحت بويهها وطلعت :ان شاء الله خالتي مع السلمة..
ام جراح اللي طبعا ما فاتها أي شي من الي صار حست بجرح مريم : ...في امان الله يا بنيتي..
طلعت مريم من الباب وبنفس الوقت دخلت غزلن البيت بابتسامة دلع تخلي الواحد وده لو يعطيها بكس ما
تبي غيره...
مريم ابد ما عطتها ويه وراحت لخوها وشافت ان جراح معاه ..ولحكم وجود لؤي في الساحة الثنين ما تبادلو
النظرات ابدا وراحت مريم بمشاعر عكس ما كانت تتوقع ..كان اللم فيها والمشاعر المجنونة اللي يسمونها
الغيرة واحساس الخيانة عامر في خفوقها لكن وين يا ربي وين ...معليه يا جراح ..كل هذا بتاكله من الحامي
وانا مريم ...بتشوف...
تم واقف جراح بره البيت وهو متلوم على اللي صار ..الحين اهو في باله سؤال ..هالبنية شتسوي في بيتهم...
من وين لها عنواننا وليش قاعدة ويا امي بحرية جذي؟؟ امي عادي بعد تدخل أي من بيتنا ..ما تدري انها يمكن
تطلع سفاحة مجرمة قاتلة ابد مافي الدنيا امان على بالها..
تم يطالع البيت اللي كره وصوله له ..شكثر كان حاط اماال وتحقق جزء من حلمه ان مريم تكون باستقباله
لكن ظهور غزلن اللي في غير محله حوس الحلم كلها وحولها من حلم وردي جميل ..الى كابوس مريع ..الله
يفكنا منه..
توه بيدخل البيت ال سماء تجر يد غزلن من محلها وشوي تجلعها لها
جراح كان واقف بره وهو منزل راسه ويدينه في جيوب بنطلونه..
سماء اللي تعرف ان مريم تحب جراح وهو بالمثل وقفت بحيا :سوري جراح
جراح يبتسم بغرابة :على شنو؟
سماء ...:سوري...
غزلن تطالعهم باستغراب وكأنها فاقدة قطعة من الحزورة ..اكيد السالفة فيها شي ..وال سماء ليش
تعتذر.؟؟
تمت البايخة غزلن تضحك وسماء ابدا مو عاجبها الوضع ..اهي تعرف غزلن – من بعيد – انها تحصل على اللي
تبيه ..وتصرفاتها واضحة ومكشوفة ..اكيد حاطة جراح في بالها او شي من هالقبيل لكن اهي لزم تحذرها..
غزلن اللي شوي انصدمت لكن توقعت هالشي ..فشاب مثل جراح اكيد المعجبات يتهافتون عليه ...لكن بنت
مثل مريم ...تقدر تكون منافسة قوية لها ..لن مريم عندها المقومات اللي تفتقرها غزلن واللي يتمنونها
شباب هاليام ..الحشمة والستر ..لكن اهي ما ينقصها شي ..اهي بنت ريال عود يقدر يفر الدنيا في دقايق
غزلن :العتيج يقطونه يا سماء ..واليديد هو اللي ينشرى وينلبس ..انا ما بتحدى قدر احد ول بقلب نصيب احد..
اللي له نصيب في شي ..يلقاه يلقاه ..لكن انا مالي شغل لو صار شي وخلى الحلم الوردية ..تنتهي ..عن
اذنج...
طلعت غزلن من البيت وسماء بحيرة وقفت داخل الصالة الكبيرة ...هذي من وين طلعت؟؟ من وين يات؟؟
وليش جراح ولد خالتي ...مابيها تخرب علقتي وياهم ..انا زين مني لقيت العايلة اللي تضمني ..والحين يايه
هذي تخربها..ز والله هالعايلة ما ايي وراها ال الخراب ...يا ساتر الله..
بدل ل تطلع من البيت مرة ثانية ركبت سماء الدري بكل حزن ...تتوقع انها خلص انبذت من بين عايلة بو
جراح ..ما تدري ان هالعايلة لو الناس يسمونهم ما يكرهونهم ول يردونهم فيوم ...لكن الله يعينهم ..وبالخص..
اولدهم ..لنهم انقطو في دوامة الزمن اللي تفتر ول توقف لحد ول تسمع لحد ..ترمي كل واحد في جهة
اللي حددها لهم القدر..
===================
في الليل يوم وصل خالد .اخيرا .للبيت من بعد مبيت يومين على راس في بيت فاضل كانت ام جراح
تنتظره بقهر ..لكن معليه خله يرد البيت اوريه ..علباله هالبيت فندق ..ياريته فندق بعد ما يقر في البيت خمس
دقايق على بعض..
ئولي ئولي جاي بعيد انا ..احكي لي احكي لي حكاي بغني انا ..حتى عمري يطول ..وئلبي عني يئول ..غيرك
مش معئول ..حبووو انا...
وبعيونه يدور ويدور ..يمكن السوسة سماء موجودة ...لكن لء ..البنت مو هني ..وشاف ام جراح اللي قاعدة
وهي تهز ريلها ..ابتسم لها بخبث ومراضاة لكني اهي صدت عنه بعصبية خلته يحس ان الوضع متوتر
وحساس ..وايد بات في بيت فاضل .مو ذنبه ..فاضل بغاه في سالفه وما كان يدري انها بتستمر ليومين...
تحاببو الثنين
راح جراح وظل خالد واقف مكانه يم خالته اللي زعلنة عليه وصادة بعيونها عنه ..لكن تصدقون في ذيج
اللحظة ..تمنى خالد لو ان فاتن موجودة ..لن محد يقدر يراضي خالته غيرها عنه ..ااااه عليج يا نور هالبيت..
رحتي واظلمتيه...
خالد راح وقعد بكل هدوء يم خالته ..وبصوت حزين وجميل :..تدرين خالتي ..انا ليش كنت واقف مكاني ...
كنت انتظر...
ام جراح :تنتظرني يعني انا اللي اراضيك؟؟
خالد يبتسم :ل خالتي ..انا انتظر فاتن تطلع لي من هالمطبخ ..ول تنزل من هالدرج واهي تخفس ويهها فيني
ههههههههههه .تحوس بفمها يمين ول يسار تتظاهر بالظيج من تواجدي في البيت ...بس الحين ..ماكو احد ال
انا وانتي حبوبة..
ام جراح ابتسمت غصب عنها ..طاري فاتن اييب لها البسمة والدمعة لو شنو كان موقفه ..صوتها مفقود
منهالبيت ..صراحة ما غابت فاتن عن هالبيت ال مرتين ..يوم تسافر ويا بيت الدخيلي وهالمرة ..وابد البيت ما
ينطااق...
صارت الدنيا مغرب وفاتن للحين نايمة ...ما يدري مساعد شسوي فيها ..الجو بعد برد ..وراح ياب لها هالمرة
لحاف اقوى ..ونومها ماشاء الله ثجيل ..ما تهزه جبال ...التلفزيون كان شغال وسكره ..طلع من البيت ورد
وهي بعدها نايمة ..ليمن استهم عليها ..ل يكون تعبانة ولشي..
راح عندها وهو يحط مفاتيح الباب على الطاولة اللي يم الباب ..فصخ الجاكيت السميك وحطاه على الكرسي
وقعد على ركبته عندها ..كانت فارة ويهها عنده ..وشكلها مثل الرسمة ..شعرها الناعم مغطي المخدة وشوية
منه شابن في ويهها ..ومن نعومته ليمن يتحرك يطلع اصوات ..وكانه شرار ..دفى يده مساعد قبل لنه صبوعه
باردة من الجو بره ..تم يهفها ويوم حس ان الدفا رد فيها ..حط يده على جبين فاتن بهدوء ..بظاهر كفه...
حرارتها كانت طبيعية ..واهي شكلها طبيعية يعني مافيها أي دللت على المرض ..يمكن تعبانة؟؟؟ خلها نايمة..
بس ما يصير اهي ما كلت شي ...راح عند المطبخ بكل هدوء وهو يفتح باب الثلجة وعيونه عليها ..انصدم يوم
شاف اللي فيها ..حلويات واشياء منزلية ما كانت موجودة ..من سواها؟؟ اهي؟؟ متى؟؟؟؟
طلع واحد منهم وهو يطالعه باستغراب ..هالطبق مو غريب عليه ..بس يمكن من زود ما نورة تطبخ وتسوي ما
كان يميز ..اهو بس ياكل ...اخذ خاشوقه وغرف بها شوي وتذوقه ..حلى له الطعم ..طبعا اهو مينون شوكول..
وتم ياكل فيه وهو متمتع بطعمه ومتلذذ الخ ...في هالفترة ما كان يدري ان فاتن قعدت وهي تطالعه ياكل من
طبخها ..من سمح له..
قامت من على الكرسي مثل اليهال ثيابها اللي ورى يا جدام وشعرها قيامة..
راحت فاتن عنده وتقربت منه باحراج ..ومدت يدها تنتظره يحط المله بيدها لكن اهو ابدا ما عبرها وراح عنها
ول كانه يشوفها ..لكن في قلبه كان يحس بالسخف من نفسه انه يحط عمره مع وحدة ياهل مثل فاتن...
فاتن راحت وقفت بمواجهته واهي رافعة حاجب :مو كفاية انت بكبرك فررررض بحياتي ..بعد على
اشيائي...؟؟؟؟
انجرح مساعد من كلمتها ...بالفعل انجرح وحس ان مثل الشوك ينغرز بقوة ..لكن مثل ما يقولون ضرب
الحبيب مثل اكل الزبيب...
وقف بصلبة على الرض وهو يبتسم في ويهها بنعومة :تدرين ..احلى ما فيج ...اهي عيونج لمن تكونين
معصبة ...حتى لسانج هذا اللي ينقط سم ..لكن يا فاتن حطيني في بالج..
ياخذ يدها اللي سحبتها لكن اهو قوى قبضته عليها ومددها وحط المله في يدها :ل تستفزيني وايد ...لنج
بتندمين...
بعد خصله شقرا عن عيونها المعصبة وهي شاحت بويهها بعيد عنه ...هد يدها وراح لداره وما سكر الباب..
خله تقريبا مفتوح بربع المسافة ...وظلت اهي مثل الفاشلة واقفة بالصالة ...الملة ولقتها ..لكن ...اهي تمت
واقفة مكانها واهو اللي راح ...من بعد تهديد مبطن بخطر ..لكن اهو ما يقدر يسوي فيني شي ..يخسي ال
اهو...
راحت وحطت الملة في المطبخ وراحت عند الكرسي ولقت بطانيات ولحفة على الكرسي ...اللي تذكره اهي
تغطت بواحد ..لكن من وين يوو هالثلثة ...واهي قاعدة على الرض حملت الغطاء الحمر اللي يابه مساعد
وهي تشمه ..هذي هي ريحته ..شمتها فيه من قبل ..ورمت اللحاف بكل هدوء على الكرسي وطوت الثاني
وحطته على الكرسي مثل ما كان ..والثاني ظل على الرض ...وراحت داخل دارها ..وسكرت الباب...
مساعد في داره كان يحس باللم من كلمات فاتن ...اهو بكبره فرض على حياتها ...انا فرض على حياتها...
آآآآآه يا ربي...
الله ..كانت هذي اغنيه عالية المفضلة يوم كان اهو مسافر ..ترسله رسايل واهي تكتب ابيات هذي الغنية
الساحرة وتعطرها من عطرها الحلو ...وهو كان يشمه مثل المينون ويخليه على ويهه بكل هياااااام ..احبج
عالية ...احبج ..وياريتها فاتن تحبني مثل ما حبيتيني ...راح اكووون اسعد انسان في هالدنيا ..يا ترى ..انا لي
نصيب في الفرحة والسعادة مع فاتن ول لء؟؟؟؟ يا ترى فاتن براسها اليابس راح تقبل فيني بيوم من
اليام؟؟؟ حتى لو ..قربهامهم بالنسبة لي ...وبعدها عن هذاك ...اهم .,.حتى لو على العنا والسهر يا فاتن راح
انتظرج ..يناظر الباب ..انتظرج تدخلين لي من هالباب وتغلقين ابواب العذاب والسهر الطويل ..عشان نبدى
حياتنا من جد وجديد..
..في ذيج الليلة ظلت فاتن تراجع نفسها وأفعالها وحست بأنها ابتعدت عن شخصيتها الحقيقية وتقمصت
شخصية هذي البنت المزعجة ذات الميول الطفولية ..لكن اهي ما تستحمله ...مو بس ما تستحمله ما تحب
فكرة انها متواجدة معاه في نفس المكان ..ما تحب تقعد في نفس المكان اللي اهو فيه ول تمشي يمه ول
تطلع وياه ول شي ...تحسه فرض واجبار عليها ..حتى هذي الشقة اللي انعجبت بها اول ما دخلتها ..الحين
تحسها مثل السجن اللي يضغط عليها..
لكن بعد اهي مالها حق بهالتصرفات ..مساعد ريال عود وجبير وفاهم ..ما ظنه بيستحمل اكثر من جذي .ما
رده بينفجر بيوم ..والخوف انه ينفجر في ويهي ..أي بعد ريال مثل هذا يسوي اللي يبيه ويحوس عايلة كاملة
ويبعدني عن هلي اللي ما كنت ارضى بالفراق ساعة ورضيت باربع او خمس سنين ..هذا قادر على كل شي..
بعد باجر راح يكون اول يوم جامعي لها ..اول يوم جامعي يعني اول تجربة لها في محيط متخالط شباب وبنات
وعيايز وشياب ..وكل شي ..حتى انها راح تكون في محيط من العادات الزينة والشينة اهي لزم تحط في بالها
انها في بلد الكل يخاف منه ويخاف على عياله منه ..اميركا ..بلد التحضر والحريات ..بلد يرفض التخاريف
والزوائف اللي تغلف المجتمع ..بلد يرفض الرجعية والعادات والتقاليد ..يحب التجدد واهم شي ..يحب
الفسق..
لزم اكون بعيده عن هذي الهواء ..لزم اكون مثال يقتدى به لنفسي وللناس ..لزم احافظ على نفسي من
كل بؤرة فساد ..لزم اذكر ربي في كل لحظة احس نفسي خايفة عشان اقوى بيني وبين نفسي ...مثل ما
سوى مشعل..
بابتسام ذكرت مشعل لكن عصرة القلب مثلها مثلها ..ما تغيب ابدا مع نطق السم بالشفايف ..لكن الخفقات
هدأت وقلت عن قبل ..ما عادت سريعة ومتضاربه كانها في سباق ..صارت الحين احن واهدئ ..واريح يمكن..
لكن غشاء الحزن هذا ما يغيب ..والوجع اللي يوصل لحنجرتها ..مشعل ..يا مشعل يا ترى شحالك؟؟ شلون
عايش وشلون متمكن من بعادنا ..يمكن انت صرت اقوى مني وقبلت النصيب والقدر ..انا ما قبلته ..لكن
تماشيت معاه ...يا سخرية القدر ..النسان اللي احبه وودي لو اني اذوب في هواه بعيد كل البعد عني ..واللي
امقته وودي لو انه يختفي عن ظاهر الدنيا ...اقرب من الشريان ..ياربي لشنو ترمز هذي المور .؟؟ لي درب
ولي طريق ولي مصير ...؟؟؟
وتساقط المطر ..وشاجت الحزان في قلب فاتن ..وامتزجت عذوبه القطرات ويا ملوحة دموعها ..بجت
فاتن ..اخيرا بجت وطلعت اللي فيها من آلم ...جددت العزا على حبها الضائع وعلى الحلم وعلى المنيات...
ومسرع ما مسحت الدمع واهي تتنهد ...ما مليتي يا فاتن؟ .ما مليتي من البجا على شي ماصار لكنه انتهى
وخلص ما راح يرد لج فيوم من اليام ..لزم تصبرين ..وتشوفين حياتج بالمنظار اللي اهو متوقع منج تشوفين
نفسج فيه..
شنو حب؟؟ شنو غرام ؟؟ الوله والهيام ..كلها اوهام زرعوها في بالنا نزار قباني وجميل بثينه باشعارهم؟؟
روميو وجوليت بتضحيتهم ..قيس وليلى بغبائهم ..كلها اوهام ..كلها تخاريف مالها أي وقع من هالزمن ..هذا
الزمن زمن القساوة ..زمن اللي فيه القوي يحكم ..والضعيف ينفذ وهو ساكت..
مساعد كان قاعد على القنفة اللي يم دريشة الصالة ..يطالع هبوب المطر الناعم ..يا حلوه ويا نعومته ..كل
هذي الشياء لها القدرة انها تحرك في نفس النسان اشيا تتجه لرب العالمين لشكره ..الحمد لله رب
العالمين على مطر الخير ..التفتت تجاه غرفة فاتن وهو يفكر ..صار لها تقريبا اليومين واهي داخل وما تطلع..
وان طلعت ما تحط عيونها بعيوني ..هالكثر يعني تهديدي مشى عليها ..ول اهي ما تبي تتعرض لي ...والله انا
احترت ويا هلبنت ..ل تبي الجنه ول النار ..وانا ماحب جذي ..اكون معلق بين الثنين ..وانا بعد شفيني صج ما
عندي عقل ..يعني بنت انت مفارقها عن اهلها ..وفوق هذا كانت بوهم حب وبعدين اهي ما تعرفك ول تعرف
عنك ال انك اخو ارفيجتها المقربة ..ليش ما تعرفها على شخصك الحقيقي؟ ليش ما تتقرب منها بدل ما تحتك
معاها باتفه الشياء وتخليها سالفة حياة وموت..
قام من على الكرسي ويدينه في مخابيه وهو محتار ..متى بس تروح الجامعة وتنشغل ..وتنسى كل هالعناد
وهالميهل ..جذي بتصير احسن حالتها..
قعد بالصالة وهو مسترخي ومسكر عيونه ..ينتظر من المطر يهديه ...وبصوت باب غرفة فاتن ينفتح ..طلعت
وويهها متنفخ من الصياح وعلى طول عدل مساعد قعدته المسترخية وهو يطالعها ...منصدم من شكلها
وحالتها ..يومين بالدار واهي تبجي؟؟؟
ما تكلمت فاتن وظلت واقفة مكانها ...ما تقدر تتكلم تخاف تنفجر من الحزن في ويهه
تباعد عنها مساعد وهو منقرف ..صح كلمها ..احنا ليش ويا بعض ..لكن هذا مو كلم ..يعني انا لمتى بتحملها..
واحد غيري ياخذها من رقبتها ويخلص عليها..
راح عند المطبخ وهو يتنفس مثل السد الجائر ..يحس بالقهر ..يحس بالدم يفور في عروقه ..ليش انا؟؟؟
ليش اهي..؟؟ ليش احنا...
وعشان ينفس هالعصبية راح عند بار المطبخ ورمى بكل شي موجود عليه في الرض ...وفاتن من شدة
الصوت نقزت من مكانها ..فجت عيونها بخوف ..شفيه هذا ..ين ؟؟
مساعد بصوت عالي :اقهر ما علي في هالدنيا ...لمن يمشي شي عكس ما ابي ...وهالدنيا ما عمرها مشت
بيوم بمثل ما بغيت..
وقف مكانه دقيقة وحدة ورعد السما يطق بهدوء وكأنه يهدي الوضع ..فاتن واقفة عند الباب بخوف ومساعد
عند طاولة المطبخ بهدوء ولكن انفاسه متلحقة مثل القطار السريع..
في مخيلة فاتن ما توقعت بيوم من اليام انها تشوف بركان هايج ..ولكنها اليوم شافت ..لن شكل مساعد
تغير من البرود اللي كان كاسحه الى نيران تتشعلل ..هذا اكيد مو صاحي؟؟ فيه شي؟؟ كلمي يعني سوى فيه
جذي؟؟ وليش يعصب دامه ما يبيني مثل ما ابيه؟ ليش هالنرفزة الزايدة ؟؟ يمثل علي يعني ول ..ول هو له
مقصد منها..
تم يهدي روحه مساعد ويذكر ربه ..ويتعوذ من الشيطان الي خله يفقد اعصابه دقيقة وحدة ..مو جذي..
مابغيت اني اثور جذي جدامها ..هالمواجهة وايد متسرعة ..ماكان لزم اواجهها..
سكر الباب من غير أي انتظار انها ترد عليه ..واهي بعد سرعت داخل الدار وراحت وطلعت لها جاكيت من
الكبت ..طالعت ثيابها شافتها عادية ومناسبة ..راحت الحمام وغسلت ويهها وردت دارها مرة ثانية ..لبست
المقنع من تحت وعليه الشيله السودا اللي بنت بياض بشرتها ووهج خدودها اللي نبع من البجي ..وطلعت بره
لمساعد اللي كان واقف عند الباب ولبس جاكيت بني ولفافة على رقبته...
ومن غير أي كلم تبعته بره البيت ..قفل الباب وحط المفاتيح بمخباته ..ومشووو...
طلعو من البناية وهم يمشون بعيد عن بعض ..المطر وقف وظلت قطرات بسيطة تتساقط من السما...
مساعد من زمان سبق فاتن واهي تمشي وراه تتبعه ولكن عن بعد ..ورفعت ويهها للمطر عشان يتبلل ويهها
بقطراته العذبه ..عل وعسى يطفي من نار الخوف اللي فيها ..وتفكر في مساعد وردة فعله من اللي صار
كله ...يا ترى انسان منزهق من اللي متزوجها وما يبيها يتصرف بهالتصرف؟؟ شكثر اهو مستبد ومتلبد
المشاعر..يبدي مشاعر الغير على نفسه ..لكن الحق ينقال ..هذا ريال انا لزم اخاف منه وما اجادله ..لنه ما
يشوف شي حزة اللي هو غضبان..
مساعد بهذاك الوقت تم يتنفس بعمق واهو يتحسس خطوات فاتن وراه ..وتم يمشي ول عليه جان تبعته ول
لء ..اصل اليوم بيمشي قد ما يقدر عل وعسى ينسى ..لكن وين ينسى ..مستحيل يوم من اليام يتخطى مثل
هالتجربة النفسية القاسية ...توقف في ويهه ول ..تقول له عيني عينك ..ما ابيك ..شلون خذتني ..ماابيك جزء
في حياتي؟؟ واحد غيره يذبحها ويشرب من دمها لكن اهو الحيا منه ما سوى فيها شي ...حس نفسه
مسلوووب الرادة ..وفاتن – على الرغم منه -معلقته مابين الجنة والنار ..ومبين انه طايح بالنار وهو ول داري..
وال الجنه بعيدة كل البعد عنهم..
ظلووا يمشون ويمشون ...والشمس توها بتشرق ...يا ترى هالصبح اللي بتشرق عليه الشمس ..في منه
الخير عشان فاتن ومساعد ..يلقون حل لمشكلتهم؟؟؟
-----------------------------
في الكويت ..حزة الظهر ..جراح تحرك من البيت مبجر ..يبي يروح الجامعة عشان يقدم اوراق النسحاب
ومرة وحدة يمر على مكتب مقاولت عشان ترميم البيت وبناء ملحق لخالد فيه ويمر على البنات والولد من
المدرسة ..وطول هالوقت تم يفكر في مريم ونظراتها له ..صج انها كانت تبي تشرب من دمه..لكن اهو ماله
ذنب يوم ان ..شسمها؟؟ غزلن؟ ..أي اسمها غزلن ..كانت موجودة في البيت ..اهو راد البيت مستانس
واهي بصراحة خربت عليه وناسته ..مريم الله يهداها عليها عقلية وحدة من زمن الجاهلية ..خلص انا طالعت
البنت وطلعت تعرفني معناته احنا بيننا علقة ..والله اللي يحط مخه بمخ البنات يعيز حيله..
وصل الجامعة وما ينكر ..ان في قلبه يات امنية قوية لو انه يشوف مريم هناك ..طبعا مريم تدرس في كلية
التجارة نفسها اللي يدرس فيها جراح ..وللسف الشديد انه مضطر ينسحب هالكورس وال راحت عليها كل
يوم فاج ويهي في ويهها ..ههههههههههههههه فديت ويهها والله ياحلوها واهي معصبة ..جنها جاكليت على
كاكاو..
دخل داخل الكلية وعلى طول مكتب التسجيل ..قدم الوراق وانسحب وكل شي صار وزهب ..فلقى انه عنده
وقت شوي عشان يتفرر ويمكن يشوف حد من ربعه او ...يشوف مريم ..فراح لستراحة معروووفة في
الجامعة ودخل ..تم يناظر ويناظر الناس جان فيها احد لكن ما شاف ال واحد من الشباب ...عايض السالم..
ابتسم جراح يوم شافه ..هذا عايض صاحب اكبر سمعة بين البنات ..طبعا ماهي شينة بالعكس ..معروف عنه
بمساعدته المقصورة للبنات في البحوث والبروجكتات ومن هالسوالف ..ياحبه لحرف الباء..
ههههههههههههههههههههههه
تمو الثنين ايسولفون وهم وقوف ..والبنت اللي كانت قاعدة على طرف بعيد وما تنشاف كانت حاضرة
لهالمحادثات ..عرفتوها؟؟ أي والله مريم ماكو غيرها ..قالتها لكم اهي محد ايي هالحزة ال اهي ..وبالصدفة
كانت قاعدة عند شلة للبنات يسولفون ويضحكون على راحتهم ..والظاهر انهم بعد حضور على هالواقفين..
مريم اللي كان من الممكن انها تهيج وتعصب ..ما سوت شي غير انها نزلت راسها واهي تبتسم ...صج انه
جنتلمان ..وصج ان يا حظي فيه وفي حله ..وفي طيبة قلبه وحلوة روحه ..لكن..اهو ليش سوى جذي ويا
غزلنوو السبالة؟؟ يعني ان ااستاهل منه؟؟ هذي تصرفات واحد بالله عليه يشوف حبيبته اللي هي انا؟؟؟
يوم رفعت راسها مريم واهي تطالعه لحظت انه شافها ولكن عيونه كانت متعلقة فيها بشكل غير طبيعي..
وكأنه منصدم وفرحان على هالصدمة ...ومسرع ما بعد عيونه يوم حس انها تطالعه بعد ..ابتسمت بحيا مريم
واستحت علىويهها ..شهالحركات ....لكن لحظه؟؟؟؟؟؟
رفعت راسها هالمرة بصدمة ..هذا منو اللي واقف وياه؟؟ توه ملتفت عايض وقدرت مريم تشوف شكله...
مسود الويه ماغيره؟؟ شسوى جراح وياه؟؟ ل يكون ارفيجه..
وما قدرت انها تتابع افكارها لن صار وقت المحاظرة..اهي ما شا ء الله عليها ما تحب تلبس ساعات وعشان
تتنبه لوقت المحاظرة تسوي لها alarmقبل المحاظرة بربع ساعة عشان تقدر تتحرك )..هذي انا جذي
هيهيهيهيو( ورن ال alarmبهذاك الوقت وصار عليها انها تتحرك ..ويوم قامت قابلتها نظرات جراح المتسائلة
عن المكان اللي بتروحه ..لكن اهي ما قدرت تحط عينها بعينه اطول عشان ل احد يلحظ ..ومرت من صوبهم
بسرعة وطلعت من الستراحة..
طبعا عايض ما راحت مريم عن عيونه ال بعد ما اكلها أكل ..وتم ساكت وهو يطالعها وجراح اللي يبي يترخص
ويلحقها يستأذن بعد..
جراح ما وقف ينتظره وعلى طول طلع من الستراحة ورى مريم ...وماصار له ثواني ال واهي جدامه ..شلون
عرفها؟؟ انا اقول لكم..
في ذكرى من ذكريات جراح لمريم انها كانت تمشي مثل الصبيان ..يعني مشيه جنقل ..لكن يوم جراح علق
عليها تمت تغير في هالمشية الى شي العن ..مشية العارضات ..لكن فاتن بيوم من اليام قعدت وياها عند
حوش البيت الوراني وتمت تعلمها مشية الثنتين تعودوا عليها ..وتمو يمشون عليها ..واللي يشوف مريم
وفاتن من ورى ما يقدر يفرق أي وحده من الثانية ..ال اذا التفتو طبعا...
وتم جراح يمشي وراها بكل هدوء واهي يرن تلفونها ...كانت اختها نورة..
توها بتمشي مريم ال جراح يوقفها :يوم اني حلو واينن واهبل ليش تسوين اللي تسوينه؟
انتفضت مريم وشوي يطح التلفون:بسم الله الرحمن ..انت من وين طالع؟
جراح بابتسامة :من المصباح العجيب ..ليش تتغزلين فيني جدام اختج هااا؟؟ ما تستحين؟
مريم بعصبية :وانت ليش تتسمع..؟؟ مو قله حيا هذي؟؟
جراح يازعم معصب :هااا ..مريووم لمي لسانج ل اقصه لج
مريم :وييييييي عاد خرعتني موووووت ارجوك ..يالله انقلع عني ابي اروح محاضرتي
ال يوقف جدامها جراح ول هامه حجي الناس :زين من صجج ..انا حلو واهبل ..واينن؟؟
مريم وهي تبي تحبطه :ويييييييييييييييييي ل يكون صدقت؟؟ تراني اجامل ما اقصد ..وي مسكين من صجه..
جراح :تحبيني يالسبالة؟
مريم بضيج وحيا :انت كل ما شفتني سالتني هالسؤال
جراح :حرام عليج توني اسالج ..تحبيني مريم..
بغرور واهي تذكر غزلن :ل ...انا ماحبك ..يالله اذلف عني..
وراحت عنه مريم وظل جراح واقف مكانه وقلبه يتفجر من الحب ..ياويل عمري ..ياويل عمري من هالبنية..
مادري اروح واتراجع عن النسحاب واظل وياج في هالكلية اخليج ما تعرفين ريلج من يدج ...لكن معليه..
انابصير طيب واحسن منج ..بخليج تدرسين على رويحاتج ..لكن وين عني يا مريم ..ماردج للجريح وانتي
تضحكين..
--------------------------------------
الساعة 10بتوقيت بوسطن الوليات المتحدة الميركية...
كانت فاتن تتقلب على فراشها ..بتقعد بعد جم ساعة ..مع انها ماردت البيت ويا مساعد ال على الساعة
سبعة ..بس الحمد لله ..والله ان الطلعة نستها كل الهموم اللي كانت جايستها ..والمشي والهوا النظيف نشط
خلياها العصبية من بعد هوا الشقة اللي عطبها ..طبعا ما نطقت بول حرف مع مساعد ..من بعد هيجانه
مستحيل تكلمه ال بعد اسبوع يمكن..
تذكرت يوم عطاها الخيار انها تطلع من البيت وترد الكويت مع اجبارية زواجهم من بعض ..يا ناس انا بقبل فيه
وبزواجه بس مابيه يتعرض لدربي ..هذا شي عاهدت نفسها عليه ..بتقبل فيه "بحياتها" بشرط انه ما يطلب
اكثر من هالشي ..يحمد ربه انها بتعطيه هالشي ..بعد شنو يتطلب زيادة ليش؟؟؟
في غرفته كان نايم ومو نايم ..يحس بالسخونة تعمره ..مشمشيه البارحة في الجو البارد ما ساعده ..خصوصا
وان ثيابه كانت شوي خفيفه مع انه لبس جاكيت ..لكن البرد والمطر ما ساعده ..حط يده على جبينه شافه
محموم ..تأفف لنه ما يحب المرض ..قام على حيله وتوه بيوقف ال بعطسه قوية ردته على السرير ..ل ل..
خلص الشي صار رسمي ..مساعد مزجم..
طلع من الدار وهو كلش مو متمني انه يشوف فاتن ..وللسف كانت واقفة بنص المطبخ تشرب عصير..
وكالعادة ين مساعد وهو يشوفها تشرب ..صج انه مو شايف خير ..لكن ما عطاها ويه ..فتح الثلجة وهو يصبح
رجع السكوت مرة ثانية وهو يسحب غرشة العصير ..صب له قلص وردها وفتح احد الدراج اخذ منها بندول ..
شرب حبتين منه على الريج ويا عصير ...رد القلص بالمغسلة وروح داره ..من غير أي كلم..
فاتن وقفت عند الطاولة بظيج وهي تناظره ..شفيه ويهه منكشف لونه وجنه مريض؟؟ ل يكون مزجم ول
محموم..؟؟ عاد احد ياكل بندول على الريج ..كيفه اللي يبيه يسويه..
زهبت لها ريوق خفيف وتوها بتدخل الدار ..لكن مساعد ما راح عن بالها ..يمكن صج مريض؟؟ اذا مريض
شسوي له ..بس بقعد في الصالة يمكن يحتاج شي...
راحت وقعدت على الكرسي اللي في الطاوله المجابل غرفته ..وفتحت التلفزيون بصوت واطي على قناة
تعرض افلم ..وتمت مندمجة واهي مستعدة لي طلب من مساعد...
######
مرت ساعات ومساعد ما طلع من الدار ..وفاتن اللي تشغل نفسها باشياء مستغربة من اختفائه ..بالعادة
يقوم يطلع ول يسوي لنفسه مشاوير ويقعد ..وينها الصحيفة يمكن قاعد يقراها ..تمت تناظر المكان اللي اهو
بالعادة يحط الصحيفة فيها وما شافتها ..اليوم بكبره غريب ..لكن الجو حلوو ..راحت وطلت من الدريشة تتمتع
بالهوا البارد اللي يلفح من بعد المطر ..الطبيعة في بوسطن كانت خلبة ..واكبر دليل اهو الوقت الي مضوه
امس وهم يتمشون ...وصلوو لمكان بعيد لمن حسوو بالعجز انهم يردون لمنطقتهم بسهولة ..لكن مساعد
شكله حافظ الطريج من زود ما يطلع وردينا بوقت اقصر من روحتنا ..اربع ساعات واحنا نمشي ..والفكار
تاخذنا يمين ويسار..
في ذيج اللحظه التفتت صوب غرفة مساعد لنها سمعت صوت فيها ..ال ومساعد يطلع منالغرفة وشكله
معتفس شوي ..يعني شعره مو مرتب وحامل فوطة شكله بيتسبح ..وهو يمشي بهدوء مر عليها من غير أي
اعتبار ودخل الحمام وسكر الباب ..وجهت سمعها فاتن للحمام تنتظر صوت الماي ..وكاهي سمعته..يسبح..
شالت عمرها وراحت المطبخ ..في خاطرها اليوم تسوي كم طبخة جذي تفتح النفس ..وبتسوي هالمرة طبخة
الشوكول بملتين ..لها ولمساعد عشان تحد من الهواش امبينهم ..ما تبيه يجيس صحنها فلذا اهي بتسوي له..
يوم طلع من الحمام كان لبس الروب اللي كان هناك والفوطة خلها داخل الحمام ..راح المطبخ وفاتن
تتجنب انها تناظره لنها تقريبا استحت من منظره وهو ماخذ حريته معاها ..لكن اهو مو مهتم لوجودها..
وسحب كبسولت البندول وصب له عصير وشربه مرة ثانية ..اهني فاتن حست انها لزم تتكلم معاه
راح داخل الغرفة وسكر الباب وفاتن المنحرجة واقفة بغييييييييض وسط المطبخ ..السخيف التافه ..معتوه
واحد..
بصوت مسموع :صج ما استحي على ويهي ..انا احاجي ناس جذي ليش؟؟ اسكت عنه يعله ما يسمع الكلم..
وانا شعلي منه ..خله ياكل البندول على الريج ..شبصير فيه..؟؟ خله يولي ان شاء الله عمره ما ....
سكتت فاتن لنها بطبيعتها ما تحب تدعي على احد ..لكن الغيض او يمكن الحراج بلغ منها المبلغ ..فتمت
ساكته واهي تطبخ ..والظاهر ان مزاج الحمق فيها ساعدها لنها من غير حاسية شافت نفسها مزهبة اربع
طبخات ..معكرونة بالشطة الحارة ولفافات بالدجاج والمايونيز ..كيك بالشوكول ودريم ويب المخلوط بقطع
براونيز شوكول ..وهذا اليسكريم اللي عجب مساعد...
عظت على شفاتها واهي تفكر ..مايصير اخليه جذي على الريق ..المريض لزم ياكل عشان دفاعات جسمه
تتحسن ..وانا بسوي الخير وبقطه بحر ..ما عليه منه ول بنتظر منه كلمة شكرا مع انه لو فيه شويه سنع وذرابة
جان قالها..
زهبت من كل شي بطبق وسوت له عصير ليمون طبيعي مع السكر ..وحطته على صينية ويا نوع من الفوط
اللي ينظفون بها الفم..
حملت الصينية واهي تذكر ربها عشان ل تنحرج اكثر والحمد لله اهو فيه عادة انه ما يسكر الباب زين ..فدخلت
بكل هدوء وشافته نايم على السرير وهو جاسف ريوله بتعب ..البندول مسوي فيه مفعول مثل السحر ..لكن
اهو لزم يقوم عشان ياكل شي..
استغربت فاتن تجاوبها لمساعد وهو مريض ..يمكن هذا تعويض عن اليام اللي فاتت وهي تعامله بوقاحة..
اهي صح كانت معذورة لكن مصختها ..راحت عنده وهي واقفه تناديه..
وتم معقد حواجبه من التعب لن من صج مو قادر يقوم ..من يقوم راسه يفتر ..فاتن اللي انحرجت من قلب
من معاملته طقت جبدها وطلعت من الحجرة واهي تتكلم بصوت واطي
فاتن :قمت ول ما قمت كيفك انا اهم شي سويت الواجب ..مالي علي..
كانت فاتح عين والثانية صاكها واهو يسمع هذرتها ...مادري شتبي تثبت ويا هالمعاملة ..تجرح وتداوي ..يهال
اخر زمن..
تم نايم وهو يشم ريحة الكل ..صج صار له فترة من اخر مرة اكل لكن عنادا فيها ما باكل ..مالت عليها وعلى
طباخها الياهل..
تمت فاتن قاعدة في الصالة وهي تهز ريلها جدام التلفزيون ..فاتحته عشان تمضي الوقت وياه ..وتنتظر
الوقت عشان تروح وتاخذ الصحون ..اكيد الحين طاح عليه مثل الملهوف وقاعد ياكل فيه ..أي من يقدر على
طباخي انا ..هاهاهاي ..ما بقى ال انت يا مساعد الدخيلي..
مرت ساعة على هالموقف وراحت الدار فاتن عشان تشيل المواعيب " الفاضية " على قولتها ..وانصدمت
من الزين يوم شافتها ما انلمست ..طالعت مساعد وطالعت الصحون ...احسسسسسسسسسسسسسن
يعله ما اكل ..راحت وشالت الصحون وسكرت الباب بقووووو من القهر ..مساعد اللي بعده ما رقد ابتسم يوم
سمع صوت الباب وهو يشد على عيونه من قوة الصوت ..مسكينة ..تظن انها اهي بس اللي تقدر تحرق
الدم ...ما عرفتيني زين يا بنت الياسي..
قام وغطى راسه باللحاف وسمح للنوم انه ياخذه لااااخر عالم ..
الفصل الثاني
---------------
العصر بتوقيت الكويت..
عند بيت بو جراح قعد خالد ويا عبد العزيز وفاضل ارفيجه اللي زاره هالمرة بناءا على اوامر ام جراح ..ماكو
روحة لبيت فاضل ..لنه ما تآمن له ..من يروح يبات واهي ما تحبه يبات بره البيت ..كفاية قبل متحملة الحين
ما عنده عذر ..وان شاء الله كلها ايام ومتعهدين البناء بيوونهم عشان البني والترميم..
كان عبد العزيز يناحس خالد وفاضل اللي ودهم لو يذبحونه المتين لكن في نفس الوقت يسوي لهم حركات
بالكورة يخليهم يضحكون ..عبد العزيز – مثله مثل اخوانكم اللي بمثل عمره -مينون كرة قدم ..ووده لو انه
يصير لعب جبير يخلي الكل يفتخر فيه وودهم الصغار لو انهم يكبرون ويصيرون نفسه ..طموحاته كبيرة
ادري..
خالد :زين فاضل متى الدوام تراني مليت وانت تقول لي اصبر واصبر..
فاضل وهو يولع زقاير :انطر انت شوراك كلها ايام ويرد عليها فاروء
خالد وهو يحوس ويهه :هذا اسمه اييب الفقر شبالك الخير ؟؟
فاضل :ل يا عنوني اصبر وكل شي بصير بخير..
خالد :ان شاء الله ...
قالها وعيونه تتوجه عند بيت بومشعل ..قلبه منشغل على سماء ..صار لها تقريبا اليومين ما يات بيت خالته..
بالعادة اهي لزقة جونسون ول عنزروت ما تفارج ..يشوفها على الغدى والعشا والعصاري حتى الصبح لنها
خايبة ما تروح المدرسة ..طالعه عليه ..ساعات تفوت وجبة ول وقت معين لكنها لزم تكون موجودة ..لكن
يومين فترة طويلة على غيابها ..ل يكون تتغلى عصعص الزقاير ..والله بكيفها تتغلى من اليوم لباجر مو خالد
جميل جمال اللي يموت عليها ..لكن والله في قلبي حرة عليها ..وحشتني السبالة..
تذكر خالد لبس سماء اللي يبط الجبد ..واكثر شي ..ويهها اللي يتعلق فيه اللي ما يتعلق ..ومستحيل يخلي
ارفيجة فاضل لنه ايعرفه يقدر الجمال لمن يشوفه بطريقه سوقية يعني مثله مثل شباب هاليام ..وما طول
ابد في الشي
وتوه بيدخل فاضل سيارته ال وسماء تطلع من البيت ..لكن شلووون ...كانت لبسة تنورة موردة شوي قصيرة
لنص الساق ..وعليها صندل من احد الوان التنورة مسطح ..وعليها تي شرت يده طويله وفوقه لفافه وشعرها
الحريري الطويل شوي مهدود على ويهها بطريقة ملئكية خلت من قلب خالد يدق بقووووو حتى انه ما عرف
ساسه من بنكرياسه..
اما فاضل فشلع الحلج من هالبنت ..وعيونه طاحت على خالد مباشرة وشافه موووووت الريال ما يدري عن
روحه شلون يطالعها ..الخايس ..اثريه مخبي علي حووووورية نازلة من السما ..لكن الحق ينقال البنت ما
جنها خليجيه ..وال الخليجيات جذي ..الخدود حمرا والشعر اشقر والعيون خضرا ..يا عمري والله هالبنت..
وتذكر حبيبته سمية واستحى على ويهه ونزل عيونه..
سماء تمشي صوب خالد بكل هدوء وحلوة وقلب الثاني متصرقع من الدقات..
توها تدخل سماء البيت وخالد وعى على نفسه ..سعابيله سالت من فمه على البنت واشكره عيني عينها..
لكن وين
خالد :سماء..
التفتت له بدلل :نعم؟
خالد :يازعم بنية انتي اليوم؟؟ )يازعم = اونج(
سماء انصدمت :شلون؟؟
خالد :بهالثياب؟؟ يازعم بنية؟؟
انقهرت سماء منه ..صج ان الحمار حمار لو لبسوه ذهب ..هذا ايوز؟؟ انا اقص شعري واحلق شواربي
بمووووس ول يعقلل...
دخلت سماء بقهر البيت وهي موو مصدقة ..واهي اللي تمت ساعة كاملة تتلبس في هالثياب ..الخايس من
مساعة وانا اطالعه من دريشة مشعلووو وانا ميتة عليه السبال وهو ابد مو حاس ..مالت عليه الشيفة الغلط
مو منه مني انا الهبلة اللي قاطة روحي عليه .لكن انت ما ينفع معاك ال الطق والمضارب ..سبال واحد..
خالد واقف وهو يناظر خيالها اللي يدخل البيت ..ل صج اليوم سماء سوت فيه شغل ..الريال داخ من حلها..
لكن ليش بل حجاب ..تخيلها لو كانت متحجبة مثل فتون ..بيطلع هالجمال كله ..لحظه...
لحظظظظظظظظظظه خلووود ..هذي سماااء مو فاتن ..اشفيك تفكر فيها جذي ..شعليك انت منها ..
تسطفل ان شاء الله انت ما عليك منها ...لكن شفيه قلبي يدق جذي من شافها ...ل يكون بس نوبة ربووو
ال وفاضل يضربه على راسه من ورى :ايا الواطي) ..يقلد على شكل خالد( بحسبة اختي وما احبك اتبصبص
فيها ..وانت اللي شوي وتاكلها بعيونك؟؟؟ صج انك
خالد :انقققققققققلع..
فاضل :هههههههههههههههههههههههههههه..
وراح عن خالد اللي ظل واقف وهو يضحك على خبال فضول اللي مو في محله ..بس يا ترى يا خالد شنو
تفسير دقات قلبك اللي طربقت صدرك في مرورها ..ول ريحتها ..ول شعرها الحريري ...لكن الحمارة من
سمح لها تطلع الشارع جذي؟؟ صج ما تستحي ..اوريج سمووووي...
وتوه بيدخل داخل البيت ال وشي يشغله ..وأجل المواجهة الى مرة ثانية..
===============
سماء اللي دخلت البيت وهي منبطة جبدها شوي تمت تدور على خالتها ام جراح ..من زمان ما شافتها واكيد
حاطه في خاطرها على اللي صار ويا السبالة غزلنووو لكن وين اودي ويهي صراحة انحرررق من الفشلة..
بعد شسوي في غزلن اذا اهي ما تستحي على ويهها ول تخيل ..صج انا مالي ذنب اذا انا من هالعايلة
الفاقدة ..واحد خسرني اغلى اخت والثانية تبي تخسرني احلى ام واخو في هالدنيا من بعد مشعل..
سماء اللي استغربت غياب ام جراح عن الطابق الرضي ..وينها؟؟ ل يكون تشتغل فوق؟؟
سماء ما تدري بالدنيا وسحبت الباب اللي فوقه الكارتون مسنود وكان كله قواطي شوي مليانة طاحت فوق
ريلها وحدة منها ومن الضربة تعفرتت سماء...
خالد بهذاك الوقت كان داش البيت وهو يركض صوب الكاراج يشوف شمنه تشكي خالته
وراح خالد وهو يهز راسه من العجب ..الله يلعنك يا فضول والله ان عينك حاااارة يا مال الضعفة ) ..بالبحريني
هذي لووووول(
من بعد ما حطت ام جراح الشاش على ريل سماء اللي من البجي صارت خدودها مثل الوهج يضحك اللي ما
يضحك..
ام جراح :ها سماء للحين تعورج؟؟
سماء تهز راسها والدمع يلمع بعيونها وخالد يطالعها من بعيد :ل...
ام جراح :يمة انتي بعد عوبة ما تعرفين تسوين شي ..على طول فتحتي الباب جذي الحمد لله انها قواطي
فاضية الحمد لله
سماء :خالتي وايد تعورني ريلي..
ام جراح بنظرة لوم :قومي ناخذج المستشفى..
سماء :شقول لبيتنا لو رديت بالجبيرة
ام جراح :ما عليج الحين خلينا نروح المستشفى
خالد :مافيها شي خليها يمه دلع بنات
ام جراح :حرام عليك خالد البنت تتلوى ..يمكن كسر واحنا نسكت عنها..
خالد :يمة ما عليج منها من قال لها تدخل عرض وبس
سماء :انت كله تهاوش وبس؟
خالد :جب ول كلمة ..ما عليج منها خالتي
سماء بدموعها وقهرها :..انت ليش ما تحبني؟؟ انا شسويت لك؟؟
خالد اللي انصدم من كلمها لكن ظل على عوابته :ماحبج كيفي الحب بالغصيبة اهو؟؟
ام جراح بعصبية :بس خالد
سماء :خلص خالتي ..وقت ما هذا هني انا ما بيي بيتكم ..وقت اللي اهو مو هني اتصلي فيني عشان اييج..
خالد :وي يمة تكفين ..ما بغينا نفتك منج جم يوم رديتي مرة ثانية؟؟
ما قدرت سماء بطبيعتها الحساسة انها تظل اكثر بهالمكان وام جراح اللي تلومت من قلب على خالد وموقفه
مع فاتن ...طلعت سماء من البيت واهي تجر ريلها التعبانة وتمسح دموعها بطريقة تكسر قلب اللي ما
ينكسر ..اما خالد فظل مكانه وهو فاج عيونه بتعب يطالع سماء ..للحين في صدمة كلمه اللي قطاه عليها؟؟
بس احسن ..خلها تروح ..ماابي اشوفها مرة ثانية ..ماابي..
ويوم راحت سماء عصبت ام جراح من الزين :انت ما تستحي؟؟ من متى وانت تطرد الناس من البيوت؟؟؟
الحين البنت شسوت فيك عشان هالعداوة كلها؟؟؟
خالد بهدوء وحزن وهو يلعب بقدمه :ما تعجبني..
ام جراح :ليش هو على كيفك يعني؟؟؟ البنت مرتاحة واهي قاعدة في البيت احسن من قعدتها في هذاك
البيت الخالي معظم الوقت بروحه والشياطين تلعب في راسها..
سكت خالد لن ما عنده حجة قوية مع خالته ..اهو مع نفسه مو عارف اهو ليش ما يبيها اتيي البيت ..يمكن
عشان ل يصير اللي قاله له اثنين ..فاضل وجراح..
ام جراح تتكلم ويا خالد ال وجراح يدخل البيت ..ويلحظ ان الجو متوتر لن خالد واقف ويدينه ورى ظهره
وعيونه بالرض وام جراح واقفه بعيد عنه وتكلمه..
جراح يعرف ان امه تجذب ..لن اهي ماتوقف خالد جذي ال لنه مسوي شي ..وشي جايد ..ويمكن اهي ما
تبيه يعرف بهالشي من جذي قاعدة تقول له موضوع غير..
جراح :انزين ..زهبو حالكم ..لن المقاول بيينا بعد اسبوع يمكن..
ام جراح :واحنا بنقعد في البيت وقت البناي والتعديل؟؟
جراح :ل طبعا ما نقدر نقعد يمه هذا ترميم شامل ..بنشيل الهدوم وهالثاث الخربان كله بنقطه وبنشتري كل
شي ..
ام جراح بصدمة :نقط الثاث؟؟ ينيت يمة ..هذي الفرشة ما صار لها سنتين عندنا
جراح وهو يحوس ثمه ..امه عاد اللي متعلقه باغراض البيت :يمة هذا كله خربان ورايحة عليه من الرطوبة
خلينا نقطه ما نبيه
ام جراح :ونصرف الفلوس بعما ..ل يابوك ..الزين خلوه والخربان قطوه ...ومو كله خربان انا معتنية فيه من
زمااان..
جراح :يمة حتى لو اعتنيتي فيه الجو ما يسمح بهالشي ..خلينا نقطه احسن..
ام جراح :ل ...بعدين وين بنروح ل بدى الترميم والبناي؟
جراح :مادري نتاجر لنا شقة..
خالد بصوت حزين :خلونا نروح البيت العود نقعد هناك جم يوم
جراح بنظرة لخالد :انت الثاني بعد ...البيت العود حالته حاله وبروحه يبيله هدم
خالد بنظرة كره :يعني شقصدك؟ انا عشت في خرابة..
جراح :بدينا بالحساسيات ..يمة انتو سوو اللي تبون وقولولي بعدين ..انا بروح انام لن عيني حارقتني ابي
ارتاح قبل الذان..
ام جراح :روح يمة ارتاح...
فجته ام جراح ..وهي تناظره والضحكة فيها لنها من زمان ما شدت اذن احد ..حتى عيالها الصغار ..لكن خالد
ما كان يسلم من مسكتها ...وطالعت اذنه اللي صارت حمرا حتى الجانب من ويهه...وبعيونه دمعه اللم مثل
ما كان صغير..
أم جراح :جليل حيا ..انا علمتك جذي؟؟؟
خالد :بس عاد خالتي والله انا اسف ..بروح لها ..بروحي عاد
ام جراح :ليش ان شاء الله عشان تعميها زود؟
خالد :ل عيل تعالي لي ويا عباتج هذي واطلبي أم البنت ...وخليها تمسك اذني الثانية مو احلى؟؟
تخيلت ام جراح الوضع وانفجرت بالضحك ...وخالد يطالعها باستغراب ..وبفرحة ..خالته لول مرة من بعد
هالمصايب كلها تضحك هالضحكة اللي عرفوها بعهد زوجها ..ويا كثر شوقهم وافتقداهم لها ..ولحظت ام جراح
ان خالد يناظرها باستغراب ..اهي من نفسها ااستغربت ...لكن..
ام جراح تتقرب من خالد وتفركها بيدينها مثل ما تسوي يوم كانو صغار لمن يبردون :خالد ...ل تتحدى شي في
هالدنيا ...ان جان ببتتحدى ..تحدى الشيطان لنه خصم صعب ولكن من السهل انك تبعده عند دربك ..تحدى
الجهل لن نور العلم احلى من ظلمه ..لكن قلبك )وتحط يده بيدها على صدره( القلب صعب انك تتحداه..
وصعب انك تكبح جماحه ..هذا القلب بهذا العمر فرس هايج ..ومن يمسك الفرس الهايج اللي يبي يرووح
بالبراري ويشق عرض الهوا بسرعته؟؟
انصدم خالد من كلم خالته اللي –على الرغم من التبطين -ال انها كانت تطلب منه انه يكون متساهل مع
نفسه وقت ما تكون سماء متواجدة ..لنه يبين متوتر ومنرفز ومضطرب وقت ما تكون جدامه او معاه في
نفس المكان..
بس اهو ما يبي يكون غير اللي اهو عليه ..ما يبي يكون متساهل ما يبي يكون حبوب ول راقي ..ما يبي ينغرم
فيها وتروح مثل ما صار له ويا فاتن ..كفاية جروح ..جرح فاتن لحينه ينزف وما برى ..ما فيني مكان لجرح
ثاني واعاني واتألم وانا اطالعها تروح من ايدي وانا ساكت ..ليش ماتفهموني ليش؟؟ اني خلص تعقدت وما
ابي احب ول ابي انحب ول شي ..وسماء ..اااااااه منها تجرني لها مثل المغناطيس مع ان البنات اللي مثلها ما
يعجبوني..
خالد يهز راسه لخالته :زين خالتي انا بخليج الحين بروح بيتهم ان كانت هناك بستسمح منها ..رضت كان بها ما
رضت كيفها عندها قصر بكبره تدق راسها فيه ليمن تعيز..
ام جراح :الله يهديك يا وليدي..
خالد :يل خالتي..
وطلع خالد من البيت وهو متململ ..يجر نفسه جر لبيت سماء ..وقف عند الباب وهو محتار ويصفر ..ادق
الجرس ول مادقه ...دقه دقه ..برنامج..
دق الجرس وانتظر رد ..وفتحت الباب الخادمة الندونيسية اللي فيها قبح الحمد لله رب العالمين خل من
نفس خالد تشمئز..
الخادمة :يس..
خالد اللي انجليزيته تحفه :سماء بليز..
الخادمةjust a minute :
راحت الخادمة وخالد مشمئز للحين من شكلها ويتعوذ من بليس ..صج عليها خشة تنرفز اللي ما يتنرفز..
سماء :شتبي؟؟
خالد اللي بهت في ويهها ..وتم يتأمل ملمحها ..انا اول مرة اشوف بنت حلوة هالكثر واهي تبجي بالعادة
يخرعووون وهم يخفسون ويههم :سماء ..احم ...سمعيني
سماء :ياي تعتذر؟
خالد بهدوء :ايه
سماء بصرخة :اذللللللللللللللللللللللللف
تعرفون لو واحد مثل قعد في تيار هوائي قوييييي وتحسون ان ملمح ويهه بتطير ...هذا كان مفعول صرخة
سماء في ويه خالد ..لدرجة انه وقف مكانه من بعد ما سكرت الباب في ويهه مو قادر يشيل عمره ..اذنه
انصمت وراسه يدور ...يوم وعى على الصدمة مشى بكل هدوء لبيتهم ..مو قادر يستوعب ..اهو حي
ولميت؟؟ عنبوها من بنت ..كل هذا يطلع منها؟؟
سماء اللي راحت غرفة مشعل تراقب خالد وهو يدخل البيت حسته نوع الزعلن او الحزين لنها ما قبلت
اعتذاره ..وزعلت اهي بينها وبين نفسها ..يا حليله يايني لعند باب البيت يعتذر مني ..لكني مو معزة ابوه كل
ما جرحني يا ويعتذر ..خله يولي وياكل من دواااه..
لكنها ما كانت تدري ان خالد في ذيج اللحظة ما كان زعلن او حزين ..كان ودة لو يدفع نص عمره عشان
سمعه يرد...
بنوم عميق سبحت فاتن فيه اتصلت فيها احلم متعددة ..منها الزين الي رسم ابتسامة ومنه الشين الي خلى
العرق يزخ من جبينها ..لغياب مساعد عن الساحة كان الثر العظيم في هذي الراحة ..كانت نايمة ول تحس
بنفسها ..يمكن صار لها حوالي الست ساعات ..صلت العشا وراحت تنام على طول لن الجو متعب ..وباجر
يوم جامعي ما تقدر تفوته ولزم تقعد من الصبح..
لكن بصوت الرعد اللي في السما صحت فاتن بفزع بسيط ..اهي ما تخاف منه لكن أي واحد ينام في مثل
هالظروف الطبيعية ومثل هالصوات يصحى...
لمت اللحاف اللي تغطت فيه بهدوء وسحبت التي شرت الثقيل ولبسته ..وبهدوء طلعت من الدار وتفاجات
بان نور المطبخ مشغل ...وفتحت عيونها اكثر شافت مساعد واقف عند بار المطبخ وماعطها ظهره وعلى
الفرن ابريق الجاي وكأنه ينتظره يغلي ..لمت شعرها بهدوء وراحت عنده ...كان مسكر عيونه ومحني راسه
وطوله الشامخ منقطع من التعب..
خافت فاتن عليه من صج لن لونه ماكان طبيعي..
وسكت ..تساند على البار وهو يتنفس من فمه لن جيوبه النفية كانت مسدودة ..وفاتن تسمع صوت تنفسه
واهي مضطربة ..تعرض عليه مساعدتها ول لء؟؟ اهي سوت له اكل وما اكله وقهرها بهالحركة ..يعني اهو
مريض لزم احد يعتني فيه..
حست فاتن انها بتطقه الحين بالمقلة المعلقة فوق راسه ..صج ان راسه يابس ..لكن على من؟؟ مو علي انا..
فاتن قطعته بحزم :روووح بسرعة ول تعاند ..تراك مللتني من مساعة وانا اقول لك..
انصدم مساعد من كلمها :انزين انا ماقلت لج تعالي سو..
فاتن تقطعه بسرعة :يالله بسرعة عن الكلم الفاضي
مساعد :فاتن
فاتن :مساعد روح تكفى ...تغطى باللحاف وانا بييب لك الجاي..
مساعد وهو يحس بتعب وصج محتاج للراحة ..دامها عارضه خدماتها انا شعلي ..اخاف بعدين تقول مغصوبه
وانا فرض عليها بحياتها ..ياريت لو عندي مسجل عشان اسجل كل كلمة تقولها..
افتر وراح داره بهدوء وهو يخب الرض من التعب ..وفاتن اللي يمكن لول مرة تراقب او تناظر مساعد فترة
طويلة لحظت اشياء فيه ..تراه نسخة مطورة من مريم وطوله غريب وعرض جسمه اغرب ..ما يبين عليه
عمره ..لكن ضخامته اهي اللي تبين للناس انه كبير ..اول ما شافته اهي عطته عمر الثلثين ..لكنه قريب من
الثلثين 27 ..عمر مو هين ..لكن بصراحة تحركت فيها اشياء كانت ساكنة قبل تجاهه ..مثل هالتوتر اللي
يصيبها لمن يناظرها بكل هدوء ..تحس انه نظرته الباردة تعصبها ..اهو ليش جذي؟؟ ليش يبين لي تملكه مع
انه يمكن في سبحانيته وما عليه مني ..
صوت البريق نبهها من سرحانها ..ومسرع ما صبته في الكوب وحطت وياه جيس ليبتون ..تمت تحركه
وتحركه واهي سرحانه ..وفي خاطرها لو انه ياكل شي عشان ما يبلع الدويه على الخالي ..ومن غير أي
اكتراث زهبت له سندويج وشويه خبز ممسوح بزبد وشرايح برتقال عشان الفيتامينات ..وحطت له البندول في
صوب وحملت الفكس في مخباتها وراحت الدار..
كانت منورة بهدوء عند الزاوية ومساعد مسند ظهره وكانه منسدح ..ووحدة من ريله منطوية والثانية ممدوده
والجو الخانق مالي الغرفة ..فتحت فاتن الباب بهدوء ودخلت بالصينية ومساعد اللي انتبه لها فتح عينه وشاف
انها يابت اكل بعد..
سكت عنها مساعد وهو يسكر عيونه ومو قادر يتنفس ..راحت فاتن وفتحت الدريشة بمستوى بسيط عشان
يدخل الهوا المنعش ولكن البارد..
سكت مساعد لن كلمها صح ..لكنها تقهر لمن تطلع عارفه لكل شي..
رمى مساعد البندول وحمل شريحة برتقال واكلها بهدوء ..وشكله عجبته ..والثانية والثالثة ..وشوي من
السندويج ..شرب الجاي ومن بعده البندول والماي..
بنقمة رماها نظرات اهي ابدا ما عبرته وظلت تمشي بفخر وكبرياء ..وسكرت الباب بهدوء من وراه ..حطت
الغراض بالمطبخ واهي تضحك من قلب عليه ..صج انه ياهل..
مساعد كان للحين يراقب ظلها اللي اختفى عن عيونه ..صج انها ياهل..
غطى روحه زين ..وضرب على المخدة عشان تنتفخ ..وريح نفسه عشان ينام..
فاتن طارت نومتها خلص ..وراحت دارها من بعد ما نظفت المطبخ زين عشان تزهب لها بدلة تلبسها باجر..
لو كانت بالكويت جان اهي ومريم طقمو في العباية ..لكن خسارة اهني ما تقدر تلبس عبايه ..لكن ماشاء الله
ثيابها وايد محترمة ومحتشمة ..تمت تنقي فيهم ومن زود اعجابها بهم ما قدرت تختار ..الملبس كانت انيقة
وتنم عن ذوق ..ذوق جراح وذوق مريم ..اووويا عليهم هالثنين ..متى يارب نفرح بهم ..ياخوفي لو صار نصيبهم
من نصيبي ..والله بنتحر..
وعشان هالثنين طلعت بدلتين ..وحدة من اختيار جراح والثانية مريم ..ولحظت ان اللوان تركب على بعض..
كانت بنطلون شاموا كحلي وعليه نوع من التنورة الحريرية بلون ازرق سماوي ..والجاكيت للبدلة الثانية ازرق
سماوي عليه دواويح ..لبستهم فاتن على بعض لقتهم ستااايل ..وطلعت لها تي شرت كحلي ياقته رفيعه بس
بل اكمام ول اكتاف ..وحطتهم على السرير ..طبعا عندها من اللفافات اللي يسدها ويسد فريج ..وطلعت
قفحية سماوية والشال كان ازرق ..والكسسوارات ما تحبها لنها تحس بالحكة ..والصندل كان كحلي والجنطه
كانت قطم بعد ..وبجذي زهبت فاتن باحلى حلة ..وباحلى شياكة ..متى ايي الصبح عشان تلبس هالهدوم..
كانت مريم في دارها تقرى في احد الملزمات اللي عطوهم اياه ..تحضير عشان المشاركة ..بصراحة الدراسة
كلش مالها طعم لمن تكون لحالها ..صج سمية لزقة فيها اربع وعشرين ساعة لكن لو كانت فاتن موجودة..
جان انا اكثر وحدة مستانسة في هالدنيا ..لكن وين القرادة قرادة لو لبسوها الماس والذهب..
تمت تقرى وتقرى واهي تطالع تلفونها ..ول يتصلون ول يستحون على ويههم ..الحين الوقت فير عندهم مااقدر
اتصل ..لكن ياويلهم مني والله ل دوس في بطونهم ..خل بس يرد مساعد ..دواه عندي..
ال ونورة تدخل عليها الدار ..غريبة اليوم نورة في البيت ..وامس بعد نامت عندنا..
دخلت نورة وقعدت على السرير جدام مريم ...لل نورة مو طبيعية ..شكلها بتبجي؟
وما قالتها مريم ال ونورة تنفجر بالبجي ..شاب قلب مريم على اختها ..اهي اللي فرحانة طول الوقت تصيح
مثل هالصياح الحين؟؟ شفيها؟؟ ليكون بس ريلها مختلف وياها؟؟؟
مريم تلوي على اختها :نورو حبيبتي علمج؟؟ ليش تبجين؟؟ فيج شي؟
نورة :مافيني شي؟
مريم :عيل ليش تبجين..؟؟
نورة :ماابجي
مريم :عيل شنو هذا مطر الخريف؟؟ يالله تحجي شفيج..
نورة رفعت راسها وويها محمررررر من البجي :مريم فيصل ما يحبني...
مريم بغباء :شفيه؟
نورة :فيصل ما يحبني ....مايحبني..
مريم اللي بصراحة انقهرت : ..نورة ..قومي ذلفي دارج ...ول تعورين راسي
نورة بصدمة :مريم حرام عليج
مريم بعصبية :عيل يايه لي بدموعج اللي تسجب الحر منج وتقولين لي فيصل ما يحبج ..دارلينغ ماباجي على
زواجكم ال اسبوعين وين ما يحبج الريال ذايب فيج
نورة :انا لحظته هاليام وايد شارد وكله متظايق واقل شي اقوله يزعله..
مريم :يمكن نفسيته تعبانة ول شي صاير له بالشغل ..يمكن مريض ما تدرين
نورة :بسم الله عليه ل تفاولين عليه..
مريم خاطرها تلخ نورة بكس :يما انتي سالتيه شفيك شمافيك حياتي تعبان من شي
نورة :قلت له وجان ينفجر في ويهي مافيني شي مافيني شي يعني ما يصير اسكت ما يصير اتظايق حرام
علي هذوج انتي تتظايقين معظم الوقات وانا ما الح عليج
مريم :جووو الحمار ...قال لج جذي؟؟
نورة بحزن كبير :ايه ..ويوم قلت له حالك مو عاجبني ..ايقول لي انا جذي ..تبيني حياج الله ما تبيني ..كيفج..
مريم توسعت عيونها :ل بالله قال جذي؟؟؟
نورة ما تكلمت وغابت في موجة بجي كبيرة ..وما هان على مريم ان اختها تبجي جذي لن نورو على دلعها
وبياختها ال انها غالية وعزيزة..
مريم :نورو ل تبجين حبيبتي تراج قطعتي قلبي ...صلي على النبي ومافي شي ..ل تخافين..
نورة :انا كنت خايفة من فترة كان في قلبي شك ..لكن بكلمة هذا صراحة خلى الشك يتحول ليقين ..مريم
بموت انا ماقدر اتحمل اكثر..
مريم :صلي على النبي حبيبتي وما فيج ال كل الخير ..بس بعد اهو صاج يعني يمكن متظايق ول في خاطره
شي وانتي ما سويتيه وليمكن انتي مسويه شي وما عجبه
نورة :مثل شنو؟؟ والله انا ماسوي شي ال وياه وبرضاه ..اصل الرياييل عوار راس اللي تحط بالها بهم تتعب..
مريم واهي تتذكر جراح ..وابتسامته اليوم في الجامعة :أي والله ..تعب وعوار راس ولوووعه بعد..
نورة بحزن واهي تبجي :لكن صدقيني ما برضى عليه ال لمن يقول لي شفيه ..انا زوجته وجريب بعيش وياه
في بيت واحد يخبي علي اسراره وهمومه ..مو انا المفروض اكون كاتمة اسراره واكثر انسانة تفهمه في
هالدنيا..
مريم تلوي على اختها من ظهرها :ويييييييي فديت العاااااجل انا والله اروح في خرايطها ..حبيبتي ما عليج..
هذي فيس وتعدي ..ريلج يمكن خايف على عزوبيته ولفيه شي وانتي ماتدرين ..بس انتي ل تعصبين وياه ول
تفتحين وياه حوارات وزعلي وبرطمي قد ما تبين لمن يستحي على ويهه اللي جنه يزرة واييج للبيت..
))قامت مريم جدام نورة وقعدت عند ريلها بطريقه سينيمائية((
يمسك يدج ويقول لج ::سامحيني ..سامحيني يا اميرتي الغالية يا ذات العيون الشهلوية القوس قزحية ..انتي
لمن تزعلين قلبي يزعلل ..فل تزعلي يا عيوني لني اموت بزعلك.ز
نورة تسحب يدها بدلع :مابي..
مريم تحوس عينها :ماذا؟؟ مابي؟؟ ما هذه المابي؟؟ ويحك يا ابنه العرب؟؟ قولي ل اريد..
نورة واهي متسمتعة :ما اريد
مريم :اقول نورة انتي جم نسبتج في العربي؟؟ اكيد زيروو
نورة :ل وانتي الصاجة ماينس واااان ههههههههههههههه
مريم :ههههههههههههههههههههههه ايه ايه حلاااج وانتي تضحكين ..مو بنت الدخيلي اللي اخر عمره الريال
يبجيها ويحزنها..
نورة :صح كلمج ..مو فصووول النتفه يبجيني ...تراه مثل ما زعلني وزعلي غالي ..يراضيني..
مريم :يا عيني يا ليلي ..ماقدر انا الصراحة..
نورة تمسك مريم وتلمها :عمري عليج مريم ...يعل عيني ما تبجيج يوم اللي تبجي به العيون..
مريم اللي شاب قلبها من كلمه اختها :عمري نورو ..دموعج غالية يا بعدهم والله..
نورة :زين انا بخليج وانتي ذاكري
مريم :ان شاءالله ..ومثل ما وصيتج ..حقريه لمن يذوب..
نورة :الذوب شويه عليه ..لمن يسيح ويختفي عن الكرة الرضية ههههههههههههه
مريم :ههههههههههههههههههههههههههههه
راحت نورة عن مريم بعد ما فججت خاطرها ..لكن مريم ظلت مكانها تفكر في اختها ..هذي اول مرة تزعل
نورة فيها من فيصل بهالطريقة ويتصرف معاها بهالشكل .يا ترى ..اهو في قلبه وحده ثانية؟؟ ول من صجه
عاف اختي؟؟؟ لكن ياويله لو سواها ..مساعد بيدوس في بطنه وبيخليه يطلع الدللع من حلجه ..لو سواها
صراحة ..مو ريال ..لكن نورو داهية ما يقدر عليها بتخلي روااانه يسيح عليها..
-------------------------
دخلت نورة دارها واهي كارهه الدنيا ..شافت اغراضها ميمعة في جناط كبار عند الباب ..اكيد امي امزهبتهم
لي ..لكن ان ظل فيصل جذي والله ل عرس بيصير ول هم يحزنون ..انا صج كنت ابات وياه لكن اهو في دار
وانا في دار ..وما جاسني ول شي ..لكن الناس شبتقول ..ياما حذرتني امي وكلمتني ومساعد وابوي لكن انا
حبي كان اعمى له ..لكنه سبال وما يستاهل ..الكريه ..الحمار ..كل الرياييل حمير ..ما يفهمون ..علبالهم ل
حبتهم الحرمة خلص لزم يستغرون ..لكن هين يا فيصل ..ان ما وريتك..
قعدت على السرير ال والتلفون يرن ..وكانت رنته ...تمت تناظر التلفون وهو يصيح واهي ابد ما حركت
ساكن ..وسكت التلفون بروحه ...دقيقه طافت ورد اتصل ورن التلفون ...وتم يرن ويرن ويرن ..يمكن فوق
ال 10مرات ونورة ما شالته ..دخلت الحمام تسبح وطلعت والتلفون يرن ..واخيرا ...قررت انها تشيله..
عقدت نورة حواجبها ..وراحت عند الدريشة تشوف ..ال وفيصل واقف عند سيارته الرنج ويطالعها من فوق
والتلفون معلق في اذنه..
سكرت نورة عن حبيب روحها واهي تتلبس بسرعة عباتها وشيلتها ..وبما انها توها طالعة من الحمام ما
حطت بويهها ول شي من الزينة ونزلت له تحت ..وقفت وياه شويه واهي مادة برطمها ال ويد فيصل تسحبها
وتدخل السيارة من الصوب الثاني واهو وياها وعلى طول ..تحركو من مكانهم الى مكان ثاني ..وين يقدرون
يتكلمون ويفضفضون عن روحهم براااااااااحة ..وكل هذا كان جدام عيون مريم اللي لمعت بسعادة واهي
تشوف فرحة اختها بويهها..
الله يسعدج يا نورة ويسعدني ويسعد الكل في هالدنيا ..السعادة حق شرعي ياتي مع الولدة يا ناس فاسعوا
الى سعادتكم ...هههههههههه
السبب الحقيقي اللي خلى فيصل يتظايق نسبيا من نورة اهي مشاعره الجديدة وافكاره الغبية نوعا ما تجاه
زواجهم ...كل رجل قبل الزواج يحس انه مقدم على خطوة جبيرة فلذا يحاول انه يتدارك هالغلط على حسب
تفكيرهم بانه يتوقف او انه يختبر الطرف الثاني بشدة الحب ..ويمكن السبب الثاني اهي مشاعره الجديدة
تجاه مريم ..يخاف منها لنها غريبة وما تشابه مشاعره لنورة حبيبة قلبه ..ياترى هل راح تكبر هالمشاعر ول
تظل نزوة واحد جريب بيتزوج وخايف على عزوبيته...؟؟ الله يستر بس ..لكن في غياب زوجته وحبيبته عرف
فيصل انه ماله بد من نورة وانها اغلى شي عليه في حياته ..ول مريم ول مشاعر مراهقه تقدر تغير هالشي..
اذان الفجر في بوسطن..
قامت فاتن واهي تعبانة من الرقدة البسيطة اللي راحت فيها ..حستها اعمق من النوم المتواصل المساعي..
لململت روحها بخفة وقامت من على السرير وطلعت من دارها ...توضت ونسلت شعرها على خفيف وتوها
بتدخل دارها عشان تصلي ..ال تلفت نظرها غرفة مساعد ..يا ترى شحاله الحين؟؟ اكيد نايم وغاط في سابع
نومة ..الكل ريحه والدوى خدره ...عشان تطمن فضولها راحت وطلت على الغرفة من الباب..
وفتحت عيونها بصدمة يوم شافت مساعد نايم على السرير بل لحاف والعرق يزخ منه ..وشكله كانه بيموت او
يحتضر ..مسكت على قلبها ودخلت الدار بسرعة والظاهر ان الحرارة ارتفعت عليه و حالته جادت عن قبل..
قعدت على السرير يم ذراعه واهي تراقب حواجبه المعقدة بتعب وفمه المفتوح عشان يتنفس وخدوده
متوهجة من الحرارة..
مسكت يده بخوف واهي تهزها :مساعد ...مساعد ..بسم الله عليك علمك؟؟
ما صحى مساعد ول فتح عيونه وظل مكانه ...خافت فاتن اكثر ..ل يكون بيصير فيه شي؟؟ يا ربي استر يا
رب..
راحت المطبخ على طول وملت ملة بالماي البارد شوي وحملت معاها فوط عشان الكمادات ..وراحت الدار
بسرعة ..قعدت عند سريره واهي تعاين ويهه التعبان المصفر ..مسحت بكفها على جبينه تتحسس حرارته
شافتها عالية ..مسكت على قلبها ..قعدت تدور بين الدراج يمكن فيها ثرمومثر ول شي يقيس الحرارة...
ما لقت شي وتمت محتارة ..غمست اول فوطة في الماي البارد وتيمدت اصابعها ..عصرتها وحطتها فوق
جبين مساعد وهو يـتألم ..عورها قلبها على شكله ..يا ربي استرها ل يصيده شي..
وتمت جذي فاتن تحط الكمادات ول احترت تشيلها وتحط وحدة ثانية عشان تمتص الحرارة من جسمه...
صارت الساعة خمس ..ومساعد للحين حرارته مرتفعة شوي ..بس ما تعرف فاتن شكثر بالضبط ...قعدت
على الرض عند سريره بعجز ..يا ربي الريال بيموت جدامي وانا ما دري شسوي وياه؟؟؟ يا ربي ارحمني ..ما
عرف شسوي وياه؟؟
تمت فاتن تبجي من العجز اللي فيها ..ما تدري شتسوي ويا مساعد عشان تخف حرارته ..الصبح طلع عليهم
واهو للحين حرارته مرتفعة ..ما قدرت تنام ول دقيقة ..وتفكيرها كله تجاه هالرريال ..وفجأة..
فتح مساعد عيونه بتعب وهو ينطق بشي ..قامت فاتن واهي ترجع الخصلت ورى اذنها..تمسح دمعها واهي
تتقرب منه ..شكله كان يعور القلب ويوجعه ..تعبان ومعرق ويتحرك بظيق في مكانه ..اكيد السخونة اهي
اللي مظايقته..
فاتن وهي تتقرب منه بطريقة يمكن لول مرة تسويها ..ويدها على صدره بخفة :مساعد تكلم ..قول شي..
مسك مساعد يدها بطريقة مفاجاة وبينت حرارة جسمه اللي انتقلت لفاتن برعشة..
طلعت فاتن من الدار واهي تمشي للمطبخ ..صبت كوب ماي وحسته بارد شوي ..صبت نصه وحطت شوية
ماي دافي ..وخذته لمساعد ..عشان يشربه..
دخلت الدار وهي تمسك الماي بهداي عشان ل ينصب من يدها ..لن خوفها وارتباكها دفع جسمها كله
للرتعاش ..كأنها اهي اللي محمومة مو مساعد..
فاتن واهي تحط القلص :خلني بس ارفعك ما تقدر تشربه وانت نايم على ظهرك..
مساعد ما اعترض ول شي لكن جثته كبيرة وثقيلة وفاتن هزيلة جدامه ..لكنها مسكته من عند اكتافه وحاولت
ترفعه وظنت انها ارفعته لكن الجهد كان كله لمساعد لنها لو من اليوم لباجر ما بتقدر ..فرفع نفسه شوي
واهو يحس بلمسات فاتن وباهتمامها الغريب .
شرب الماي كله مرة وحدة وهو معرق ..ومن التعب يده كانت ترتعش ومد الثانية عشان يسندها ..وفاتن
تراقبه والدمع يلمع بعينها ..خايفة عليه ..بكل صراحة كلش خايفة عليه ل يصيده شي ..الظاهر ان طبيعة فاتن
الطيبة الحنونة المحبة ردت في مثل هالظروف ..يا ترى دايمة ول وقتية,,
بعد ما خلص مساعد من الكوب عطاه فاتن وهو ينسدح مكانه مرة ثانية ..وفاتن تراقبه بكل حذر وترقب..
يمكن يطلب شي ثاني..
ابتسم مساعد ابتسامة خفيفة وهو مسكر عيونه وحط يده على صدره وردت حواجبه تعقدت للتعب الكبير
اللي فيه ...ومع هدوء انفاسه حست فاتن انه نام ...فقربت ويهها صوبه عشان تتأكد انه نايم ..مو ميت ..ويوم
سمعت انفاسه الهادئة بعدت ويهها عنه بحرج ..ماتدري ليش حست انه مو نايم ..بس مسكر عيونه..
احساسها كان في محله ..لن مساعد ما يقدر ينام بسبب الحمى ..ولكن انفاسه هدت لن العواصف اللي في
داخل جسمه سكنت بشوفه فاتن واهتمامها ..ويوم قربت ويهها له شم عطرها وعبيرها الفتان وحس انه
خلص ..لو يقدر يقوم قام...
****
فاتن اللي ظنت انها تقدر تواصل مع مساعد وتعتني فيه بنفس الوقت اكتشفت انها تحاول محاولت فاشلة ..
لنها بس حطت راسها على الكرسي الطويل اللي في دار مساعد على طول نامت ول تدري عن روحها...
ومساعد الثاني اللي خفت الحمى عنه شوي نام بعد مثل اليهال ..وظلو الثنين في جوو ساكن ..ويمكن لول
مرة ..انفاسهم تعانقت بهدوء وحالمية ..على عكس وضع اصحابها ..وين الحرب والعداء والنفور سايد ..لكن
مثل هالموقف اللي خلى من فاتن تحس بعجزها وقت ل طاح مساعد يغير فكرتها عنه ..ومساعد اللي يظن
ان قلب فاتن تحجر عليه ..هل من الممكن انه يغير تفكيره ويحط امال يا انها تشيله سابع سما يا ترميه
للرض..
من يدري ...النتظار لنظرة الحب من فاتن ..طويل ول قصير ...؟؟؟؟
مساعد وهو يوقظ فاتن بظيج :فاتن… فاتن اصحي… اصحي فاتن قومي جوفي الساعة جم الحين..
فاتن واهي تململ على القنفة الناعمة :مااابي…
مساعد :اوووف فاتن قومي تاخرتي ما عندج وقت تتزهبين..
فاتن واهي تغير مكانها عشان تتباعد عن مساعد :ماابي ازهب ..تعبانة,.
مساعد تظايق من قلب :اوووه فاتن قومي وراج جامعة ..
انتبهت على كلمة جامعة ..اي جامعة؟؟؟ تعال ..اليوم اول يوم جامعي ..شفيها راقدة للحين؟؟
فاتن وهي تقوم بسرعة من مكانها ..ناسية انها قظت الليل في دار مساعد ..ويوم راحت عند الباب تذكرت
انه مريض ..التفتت له شافته قاعد على الرض وساند راسه بده وشكله تعبان مرة ثانية ..فراحت صوبه
بخوف..
رفعت فاتن حواجبها ...هذا ليش يحاجيني جذي؟؟ صج انه ماعنده اسلوب في الكلم ..هذا وانا مراعيته ..صج
انه.....
فاتن :اوكيه..
راحت دارها واهي معصبة ال مفووووووله عليه ..هذا يصير ادمي؟؟ مثل مايقولون ذنب ال ...ما تصير سيدة
لو شنو سوت الناس ..خله يولي مثل ماييبي انا بغيت راحته اهو ما يبيها يصطفل..
طلعت من دارها وراحت الحمام ..ظلت شوي لن الوقت مايسمح انها تسبح ..اهي البارحة سابحة بالليل ل
ردت تشوف ..طلعت من الحمام ومساعد واقف عند الدريشة والضوء ساطع عليه ..ووهج من الشمس
لمس عيونه وبين حلاااا لونها بعيونها ..وهني فاتن وقفت مكانها...
مساعد :خلصتي؟ظ
فاتن :ها ..ايه خلصت...
وراحت عنه دارها واهي تمسك قلبها ...عيونه غير عن مريم ..بالضوء يطلع لونها احلى!! ياريت عيوني جذي..
مو شفافه مثل الجزاز..
دخلت دارها ويا على بالها انها تتكشخ اليوم بما انه اول ايام الدراسة ..رمت بعدة الماكياج على السرير
وحطت لها فاونديشن خفيف بلون المشمش يعطيها رونق مع انها مو قاصرة ..سحب الكحل التركواز
ورسمت عينها من فوق ..ومن داخل الكحل السود ولكن احتارت ..اسود ول ابيض ..اهي عيونها محتاجة
للتوسعة ...رسمت العين من تحت بالتركواز ومن داخل البيض ..وبينت عيونها روووووعة خصا ويا التضاد بين
اللون التركواز ويا البني ..لبست هدومها وحطت لها لب قلووس وردي ناعم بلمعة بسيطة ..والرموش خلتها
لحالها بل ماسكرا ول شي ..وكاهي في ظرف 20دقيقة زاهبة للجامعة..
طلعت بره الدار واهي تدور على مساعد ..ولقته واقف عند الباب وبعد مسند راسه عند حد الباب...
رفع راسه مساعد بكل هدوء وعود عيونه للرض ...ماصار له ثانية ال رفعها مرة ثانية بانبهار من اناقة فاتن
ومن جمالها ...طبعا اهو ما خبى مشاعر العجاب وتم يناظرها مثل اللي مو شايف خير ..وفاتن فقط ويهها
وصار مثل الطماط تنتظر الخ مساعد ينزل عيونه..
فاتن :علمك؟؟؟
مساعد وعيونه دايرة بسبب جمال فاتن :بصراحة...
فاتن اللي خافت من ردة فعله :شنو؟
مساعد :اللون هذا ..ليق عليج بالمرة..
حمرررررر ويه فاتن من اطراء مساعد ...لكن ما زعلت ..بالعكس ..رأي الريال في المرأة خصوصا في
حالت العجاب جميل ويعطي الثقة..
توه مساعد بيطلع ال ويضرب راسه في الباب من غير حواس ..ويهزه من اللم وفاتن ماسكه فمها ل تضحك
عليه ..وطلع مرة ثانية وشكله منحرج من اللي صابه واول ما اختفى عن فاتن ضحكت الخبلة على موقفه
وبلعت الضحكة بسرعة عشان ل يكتشف انها ضحكت..
ركبت السيارة يمه وهو مسرع ما غطى عيونه بالنظارات عن ل تبين نظرات الخلسة كل شوي لفاتن ..وهي ..
بدت اعتصارات التوتر والضطراب تضرب معدتها ..الخوف بدى يدب فيها وفي اوصالها ..خايفة من التحديات
والمغامرات اللي راح تواجهها اليوم ..حتى انها حست ان ملبسها ما تناسب الجامعة ..اوووووووف يا ريتني
لبست غيرهم ..بانطلون جينز وتي شرت صوفي ينفعون ..بدلة كاملة وتركواز ..يالحالة...
مساعد حس لظيج فاتن وتوترها لكن ما تكلم وياها لن جبده ليعة من المرض ..صج ان الحرارة انخفضت
لكن اثارها للحين موجودة ..جيوبه النفية مسدودة وما يقدر يتنفس ..وعيونه ترمش للنوووم ..اليوم ما يدري
شلون اوتعى عشان يقعدها من الجامعة..
كان متنرفز يبي كلينكس ويوم قعد من الفراش تم يناظر المكان ...كان يظن انه بالكويت في داره وانصدم
يوم شاف ان المكان مختلف ..تمت عيونه تدور تدور اكثر يمكن يكون حلمان ول شي ..شاف فاتن نايمة على
القنفة واهي متلحفة باللحاف اللي عطاها اياها هذاك اليوم ..ماصدق عيونه وتم يناظرها بعمق واهو يلحظ
نومها العميق ..مثل اليهال ..هههههه حتى انها تمد برطمها مثلهم ...يا حلوها ويا حلها على القلب ..مد يده
للبجورة عشان الكلينكس وشاف الساعة ان ما باجي على محاظرة فاتن – اللي هو حافظ توقيتها -ال ساعة
او اقل يمكن ..ففزع مكانه وراح صوبها وصار الي صار ..لكنه عمره ما بينسى ...ولو ان ظروفه ما سمحت
له ..اعتنائها فيه البارحة ..حتى انها كانت تبجي علي ..هالنسانة تحيرني ...بتقتلني بالسبيلين ..كرهها العمى..
او اهتمامها الجبير ..انا يعني ميت ل محالة..
يوم وصلو للجامعة ظلت فاتن قاعدة مكانها وعيونها مبققة على العداد الهايلة اللي تدخل الجامعة ..انا بروح
هناك؟؟؟ مينونة ل بالله طار عقلي..
مساعد :نسيتيه؟؟
هزت فاتن راسها بعجب ...يا الله عليها حركات تقهر ..ال تبط الجبد ..وحوست فمها بزعل...
مساعد :هاج جوالي ..استعمليه وقت ما تحبين ..وانا ل رحت البيت بدور جوالج وبستعمله ..اوكيه؟
فاتن بحرج :اوكيه ...انزين انا بنزل الحين..
ونزلت فاتن من السيارة ومساعد ناداها :.فاتن...
ردت له عند الدريشة : ..هل...
مد لها مساعد الجوال بعجب :هذا هو الجوال ...استعمليه
فاتن شوي وتضرب روحها بسبب غبائها ..شفيها اليوم؟؟ تحس نفسها انها مو على بعضها ..ما عندها تركيز ول
ادراك للي تسويه ..اووووووووف يالله بالعقل..
فاتن بحيا وحزن :شكرا...
مساعد يبتسم :العفو ..تراها تصير في احسن العايلت...
ابتسمت فاتن لكنها ما فهمت اللي قاله مساعد ..وتمت تمشي بعيد عنه وهي تحط الجوال في جنطتها...
مساعد ما فارقت عيونه ظل فاتن ال يوم ابتعدت وراحت ..يا الله ..صج انه اليوم بهت يوم شافها بهالحلة..
اهي كانت انيقة يوم اييوون هني ..بس ملمح الحزن كاسيتها ومكرهتها شوي ..لكن اليوم ..ول هالتركواز..
السماوي لونه المفضل ..وهذا اللي خله يموت عليها من خاطر ..فيها شي غريب اليوم ...ماهي فاتن ام
لسان ...اهي اليوم فاتن المرتبكة ..فاتن الخايفة والمتوترة اللي ودها لو ترمي بهمومها على احد وترتاح...
لكنها ما تدري اني مستعد اكون لها هالحد ..واخليها ترمي همومها مثل ما تبي بس اهم شي ..انها ما تحرمني
من ابتسامتها الحلوة..
ابتسم مساعد وتحرك بسيارته لدرب الرجعة للبيت ..وقلبه مع فاتن ..يحميها ويهدئها عن الخوف اللي فيها ....
-------------------------------
جماعات متفرقة ..اشكال غريبة وعجيبة ..الوان واجناس ما تنعد ول تحصى ..ضاعت بينها فاتن ...تمشي
وبيدها ورقة الدليل للجامعة وتناظر الناس بخوووف ..جماعات صافة نفسها عند بوابة الجامعة عشان
الشتراك في بيوت الخوية ..ول نشاطات ثانية منها الرياضي والجتماعي والثقافي والدبي ..ومنها للزياء
والناااقة..
تعجبت من اناقة البنات اللي في الجامعة ...طبعا كلهم كانو اميركيات ..وملبسهن غريبة ..مشابهه لملبس
الصبيان ..بعضهم كان يتحلى ببعض الناقة اما الباجيين يبين عليهم انهم هني عشان الدراسة والدراسة بس..
لكن اهي ..مالت عليها جنها وحدة من العايلة الحاكمة بهالملبس ..لو لبست الجينز والتي شرت الصوفي كان
احسن لها...
على كل حال تمت تمشي وتمشي وهي تدور مبنى ستانفود واهي محبطة لنها ما لقته ..الجامعة واسعة
وجبيرة ويعيز الواحد يلقي فيها ال شي واحد ..اوادم ..اوادم ..و ...اوادم ..لكن ما حطت في بالها وتمت
تمشي وتمشي وتمشي لمن لقت المبنى ...تنهدت براحة وفخر لنجازها ..ناظرت الساعة لقتها 10و 45
دقيقة ..ما باقي على المحاضرة على ربع ساعة ..والحين مهمة البحث عن الكلس..
هالكلس كان مختلف لن المحاضر اللي فيه دكتور جبير او محامي مشهووور يدرسهم فيه ..ما كان سهل انها
تسجل فيها لكن مساعد مادري شسوى عشان تلقى هالكلس ..بصراحة جودة المواد الدراسية ونوعية
الدكاترة اللي سجلت وياهم خلت من جدول فاتن متميز بحد ذاته ...واهني وقفت تتذكر مساعد وابتسامته..
تحيرت منه ومن تصرفاته ..ل شعوريا حست بشعور الب اللي فقدته من مده ..بصراحة والحق ينقال..
مساعد ما قصر وياها...
دخلت المبنى وياااااريتها مادخلت ..الزحمةةةةة عامرة المكان والممرات وبعد تجمعات طلبية عشان بعض
النشاطات ..لكنها ما انتبهت لها ..ووقفت عند باب كلس كبير اشبه بالمدرجات ناظرت رقمه ...اهو الكلس
اللي تبيه ...وناظرت اللي بالداخل....
تكتلت بشرية بنات وصبيان وحريم ورياييل بهالكلس لاااااا يعدون ول يحصون
الي قاعد على الكرسي واللي قاعد على الطاولة واللي واقفين لن ما عندهم مكان ..وهذا المنظر كان محبط
لفاتن بشكل ما تتصوره ..يات متأخرة من جذي مو قادرة تلقى مكان تقعد فيه...
حوست ثمها من الظيج اللي جاسها بذيج اللحظة ...ال بصوت يناديها ..صوت حريمي..
التفتت فاتن باستغراب ..من اللي يناديها ..واشرت على روحها ..وكأنها تقول ..انا؟؟؟
حملت فاتن كتبها زين ودخلت الكلس ..وبدت التصفيرات واصوات العجاب والنظرات البايخة من الشباب..
اللي كان معظمهم من النجليز ..وانزعجت من هالموقف لمن وصلت الى البنت اللي نادتها..
فاتن تناظر الجماعة باستعجاب ..بنات وشباب ..اختلط مريح بالنسبة لهم ..يالعجب...
فاتن :تشرفنا...
مروان اللي كان شكله ما يريح شوي :الشرف لنا lady in blue
هيام :وانتي شسمج؟؟
فاتن ... :فاتن ...الياسي..
هيام :حلووو اسمج ..حياج الله قعدي ويانا..
فاتن :ماكو مكان..
هيام :ل عادي من قاللج ..معظم اللي هني مالهم سالفة بالكلس ..هههههههه الدكتور هذا محد ياخذ له..
الناس تبي علمات ما تبي رسوب..
خافت فاتن من كلم هيام الغريب عن الدكتور ..ياربي استرها ..وفجأة راح بصر هيام عن فاتن للي وراها..
وبطريقة غريبة على فاتن لمعت عيون البنت ..والتفتت فاتن للي تشوفه… وكان اهو…
وتقرب منهم الشاب شوي شوي واهو مو مصدق اللي يشوفه بعيونه ..خطيبة مساعد معاهم في الكلس… و
شعرفها بهيام؟؟ اكيد نادتها الملقوفة..
زياد عشان يقول لها شي تقرب منها بطريقة خلت فاتن ترجع على ورى بسرعة وتضرب في ريل هيام اللي
قاعدة على الطاولة..
وكل هذا جدام فاتن وعيونها اللي تلقط المواجهات بينها واهي ابد مووو مرتاحة لهالزياد ...والنقاذ ياها..
الدكتور وصل واعداد هائلة من الناس طلعت من الكلس حتى اصدقاء هيام الغريبين الطوار طلعو بعد..
وظلت اهي وهيام وهذا الطويل ..زياد ..وعلى طول سحبتها هذي هيام تقعد صوبها جدام وزياد راح وراهم او
ورى فاتن بالكرسي مباشرة ..عشان يقدر يراقبها ويراقب كلمهم مع بعض ...البنت عاجبته يا ناس ومو قادر
يشيلها من باله ..جميلة ولكن فيها شي احلى من الجمال ..شنو؟؟ ما يدري ..اليام بتثبت له هالشي..
وبدى الدكتور يشرح لهم عن نفسه وعن وظيفته وعن شخصيته وعن متطلبات المادة والمقرر ..وبدى على
فاتن اللي انجليزتها كانت قوية لكن مصطلحاتها شوي بسيطة بالنسبة لهالدكتور ..وهي تسجل اللي يقوله في
ورقة والظاهر انها الوحيدة اللي سوت جذي ..وهيام تناظرها باستعجاب واستلطاف ..حتى فاتن لسبب
غرريييب استلطفت هيام لن طبيعتها كانت جريئة وصريحة واللي في قلبها على لسانها ..كفاية انها انقذتني
من وحدة اول يوم جامعي ..وانا اعرف هالوحدة ..كريهه ومملة ..ومحبطة ..اوويا عليج يا مريم ليتج معاي
هني..
مثل ما توقعت المحاضرة ما طالت بس الواجبات المدرسية عشان اليوم الثاني او المحاضرة الثانية كانت
مستحيلة ...قرائة 12صفحة عن القانون الفلني ..وتحضير قضية المحامي الفلني والقضية الفلنية ..خلت مخ
فاتن يفتر ..وطلب منهم الدكتور لب توب ..عشان التواصل السريع بالنترنت ..وعلى جذي ...انتهت
المحاضرة وطلع الدكتور من الكلس ..ووراه الطلب ..وتمت فاتن مكانها تفج ورقة الجدول عشان المحاضرة
الثانية ومكانها..
مافهمت فاتن شكان قصده ..يمكن اهو حس لها انها ضايعة من صج ..ضايعة بهالعالم اللي اهي ما تعودت
عليه ..عالم فوضوي غريب وعجيب ..اهي متعودة على الروتين والرتابة بالثانوية وبالمتوسطة وبالبيت وكل
شي ..لكن هني ..كل شي متغير وكل شي غير اعتيادي والوحدة ذابحتها ..صج ان هيام تدلها وتمشيها معاها
لكن ...الغربة شي كريه ..وخصوصا في أماكن العلم ..لكن يالله مردها بتتعلم ..وفي خاطرها ياها انها تكلم
امها..لكن الحين وقت الفير عندهم ..اااه عليج يمه ...تولهت عليج...
قعدو عند كراسي مجابلة للصالة الرياضية في الجامعة ..وهيام هناك اجتمعت بشباب اكثر واكثر) ...اقصد
بنات وصبيان( واول ما سوته اهي التعريف بفاتن ..اللي ابتسمت لهم بكل حيا وما نطقت بكلمة وحدة ..وحدة
من البنات النجليز قامت لها وباستها مثل ما يبوسون العرب وهذا الشي احرج فاتن اكثر عن قبل لكن البنت
الميركانية كانت حلوة وحبوبة ..وبعدين رجعت وقعدت يم شاب مليييييح ..كان اسمر وله رسمه حواجب تذبح
وعيونه لوزية ووجناته مرسومة بويهه والشوارب خط كلسيك ...ونظرته فيها شوي من الحراج لفاتن لنها
تمت تناظره بطريقه تفحصية ...والميركانية اللي وياه النقيض له ..اكيد خليجي ..قلبي يقول جذي..
هيام :أعرفج على القااانق )العصابة( هذي )من اليسار لليمين( نينا ,واللي باستج كريستي ,وهذا عبدالرحمن
طالب سعودي بجامعتنا ..شاعر ويتحدى روبرت أي فروست
عبد الرحمن بصوته الرخيم??shut up :
هيام :هههههههههههههههههههه اوكي اوكي ..وهذا ناجي سوري الصل وعنده الجنسية الميركية ..وعزت وناهد
وفاطمة من المغرب وهذا) ..واحد زنجي( تي بول ...ترافس بولكشير ..من ساوث كارولينا..
تي بول :مرهبا ...
فاتن تبتسم له بعذوبه :مراحب هههه..
هيام :ههههههههههه يتكلم عربيand guys the lady in blue is faten ...
عبد الرحمن بنظرات ساحرة :عاشت السامي
فاتن بحيا :عاشت ايام..كم..
تي بول قام وكانه يمسك على قلبهfaten faten beautiful name what does it means :
فاتنit means charm :
عبد الرحمن) like zyad prince charming :بغمزة لهيام(
Right hyam
هيامgo to hell :
عبد الرحمن وكريستي :ههههههههههههههههههههههههههههه
بسبب عصبية هيام المتكررة لمن تسمع اسم زياد ولمن تتواجد معاه في مكان واحد حست فاتن ان بينهم
شي ..يمكن عداوة او محارب ..ما تدري لكن اهي شعليها ..اهي بس بتهز راسها اما الكلم بتتجنبه ..وتمت
تناظر الناس ولقت نظرات عبد الرحمن تكتسحها من عاليها لسافلها ..وانقهرت صراحة ..من المفروض يعني
مثل ما تكلمو وشافت اهي بعيونها كريستي اهي رفيجته ..وجليل حيا صراحة شلون يطالع الناس ...سبال
واحد..
هيام :اوكي قاااااااااااايز I'm leaving now with lady in blue so I can show her the university
and the campus in a direct sight
عبد الرحمن :شوي شوي عليها يا هيام تراها جديدة وما لها خلق لسوالفك
هيام :انت اسكت ول تتكلم وكريستي حطي بالج عليه
كريستي بعربية حلوة :ما اليك منه ..ماسكته من رقبته..
استعجبت فاتن ان البنت تتكلم عربي ومن استعجابها ضحكت هيام عليها واهي تودع الشباب ..وتمشي ويا
فاتن بعيد عن القروب لنها لحظت اقتراب زياد منهم..
وصل مساعد البيت وهو يحك عيونه ..يحسها منملة وكأنها محتاجة للنوم لكن ما كان عنده استعداد ينام..
يمكن بينسدح شوي لكن النوم ..نو واي ..راح عند المطبخ وهو يفرك شعره ويفتح الثلجة ..لقى فيها نوع
العلبة المغطية ..فتحها وشاف ان فيها سندويشات باردة وابتسم طلعها من الثلجة وحطاها بالمايكرووييف
عشان تسخن ..فصخ الجاكيت ورماه على القنفة القريبة من المطبخ ..وتم واقف ينتظر السندويش وهو
يفكر ..يا ترى شخبارها الحين؟؟؟ شمسوية؟؟ اكيد ضايعة ..ياريتني ما خليتهاو قعدت وياها ..لكن شبتحس..
اني من صج سجانها وحابسها ..لكن ما عليه ..بتتعود...
رن المايكروويف وطلع مساعد السندويش منه وحمل له عصير وبندول وراح عند التلفزيون قعد ياكل ..باب
غرفة فاتن كان مفتوح ومثل علبة الشوكول اللي تنادي الواحد عشان يمد يده وياكل منها ..واهو يحارب
شعوره انه يدخل ويدور فيها ويشوف ..يتعرف على شخصية فاتن من خلل اغراضها الشخصية ..لكن شنو صج
ما كو حيا ماكو احترام للخصوصيات ..زين اهي زوجتي مو أي غريبة ..ل يكون انا بعد دخلت هالسالفة في
بالي ان مالي شغل فيها..
ما كمل الساندويش وتم يحوس في الصاله يلعب في كل شي وبا ب الغرفة مفتوووح بطريقة مغرية ..راح
عند الدريسر اللي يم الحمام يطالع شكله ..صج انه لوعة ..جو المرض شسوى فيه ..لكن معليه كلها جم يوم
ويرد مساعد ..طول شعره عاجبه ..شكله هالمرة بس بيخفف من تحت ..وبيخليه يطول شوي ..لمتى القصة
الحربية على قوله مريم ههههههههههههههه ..والله اني اشتقت لها بس الحين الناس وقت ..بنتظر لبعدين
وبتصل فيها..
تم يحك لحيته اللي ظهرت وهو متملل منها ..يحلقها ول يخليها ..ما يدري ..باب الغرفة مشوشه ومو مخلي له
المجال انه يفكر في شي ثاني ..لكن انا اقوى منه وبنشوف ..من اقوى يا باب..
راح داره وسحب له الفوطة وطلع عشان يدخل الحمام ..وقبل ل يدخل راح عند باب غرفة فاتن وعشان ينهي
هالصرااااح سكره وانهى الفتحة الموجودة بكل اغراء له ..دخل الحمام وهو مبتسم علباله ان صراعه مع باب
غرفة فاتن انتهى..
وفي الحمام فكره ما راح عن الباب ..لزم لزم يفتحه لو شنو صار ..وبس خلص السبوح طلع وعلى طول
لغرفة فاتن وهو لف الفوطة ..فتح الباب وارتاااااحت نفسه ...شاف ان الغرفة مريحة بشكل وهادئة بطريقة
رائعة ..تناسب فاتن بكل الزوايا ..دخل داخل الدار وهو يفتح الليت اللي يم الباب وكان عبارة عن مصباح
معلق على الطوفه ..مشى داخل الدار وهو يرفع التي شرت الوردي اللي لبسته فاتن باول يوم ...يوم اللي
لمس خدها ...ماحبه هالتيشرت ذكرياته لوعه ..ورماه على الكرسي..
مشى اكثر صوب خزانة الملبس وشاف ان فاتن ماشاء الله عليها مستقرة واهو اللي اغراضه للحين في
الجناط ما طلعها ..تم يناظر الثياب وشافها انيقة وبسيطة او بعضها يتكون من اكثر من قطعة وخلها تصير
متكلفة شوي على بنت مثل فاتن ..اكيد مريم ..هذي الملبس من ذوقها اهي ونورة..
ترك الملبس والتفتت على علبة بنية خشبية حلوة لماعة ..حملها بين ايده وفتحها لقاها تطلع موسيقى ..ومن
داخلها طقم ذهبي يوم معن النظر فيه عرفه .هذا الطقم اللي شريته لها بيوم الخطبة ..كان عبارة عن سلسلة
ذهب ويتدلى منها قلبين متلزقين ..واحد تحت والثاني فوق وكانه يمسكه عن ل يطيح ..اهو بالعمد اختار
التشكيلة عشان يبين لفاتن انه راح يكون متواجد لها بكل الظروف ..وما يدري جانها فهمت ول لء .الظاهر
انها مافهمت لنها كانت جاسية بالونة الخيرة..
قعد على سريرها وتوه بيفتح العلبة من تحت ال عبير فاتن اللي شماه ليلة البارحة يهاجم حاسة الشم عنده..
تم يتشمم الريحة ويحااول يتبع مصدرها ..حرك الغراض المرمية على السرير ولقاها ..زجاجة عطر وردية..
اسمها شاليس ..1946الظاهر انه عطر جديم ..او معتق او شي جذي ..صج لن الريحة شوي كلسيكية
وحلوة ..حطاها عند خشمه يشمها ..وضاع في العبير ..ضحك على روحه وردها مكانها ..تحرك من مكانه
للدريسر اللي يم الكبت ..اغراض واغراض ل تعد ول تحصى ..اوراق واقلم وشياشي عطور صغيرة ودهن
عود ..اخذ منه وحط له تحت اذنه لنه اهو مغرم بالعود ..والله شي حلوو قاسم مشترك ..والله هذا ثاني
واحد لو حط باله مساعد لن فاتن مينونة شوكول مثله..
لقى التلفون على علبة مجوهرات ثانية عند الدريسر ..حتى تلفونها يا ناس ناعم ورقيق ..ويناسب شخصيتها..
وفيه نوع من الكسسوار اللي يتدلى بحرف ال fووراه فراشه ملونه ..حمله معاه لبره الغرفة وبصعوبه شال
نفسه من الغرفة ..وقبل ل يطلع تذكر شي لفت انتباهه ..ورد للدريسر مرة ثانية ..فتح الدرج اكثر اللي كان
شبه المفتوووح وطلع منه صور مربطة ببعضها بخيط اصفر حريري ..فجاها لقاها صور لفاتن واهي صغيرة..
ووحدة شكلها يديدة ...ردهم كلهم ال وحدة ...كانت فاتن فيها بل حجاب واهي تبتسم وشادة على عيونها من
الشمس ..ما كانت تناظر اللي يصورها ..عيونها على شي ثاني والشعر مغطي جبينها واهي تسحبه ...ترده
لورى يمكن او ترتبه ..شي في هالصورة بعثر مشاعر مساعد يمين وشمال ...كل ما ايي له يغوص اكثر واكثر
في فاتن وفي جمالها ورقة احساسها ..اهي ما كانت جميلة بالمعنى اللي يهز المشاعر ..لكن فيها شي ..اينن
الصاحي ..ويعقل المينون ..شي يعقد ويفج العقد ..تناقضات ..كفاية بشرتها ولون شعرها ..شخصيتها
وحجمها ..التناقص بعينه..
رد الصور ولفها ال الصورة الي عجبته ..وراح داره بعد ما سكر الباب بهدوء ...دخل داره وسكر الباب وحط
الصورة عن البجورة يم الساعة ..وتم يناظرها ..وابتسامة الحب تكسو ملمحه ..يا ترى لو كانت فاتن تناظر
اللي يصورها ..الصورة اختلفت ..معانيها توسعت ول ظاجت ..بتبين عادية ول هم نفس الغموض ..ما يدري..
ااااه عمره ما حب الحيرة ول قلة الفهم لكن في مثل هالظروف ..كلمة ما ادري اهي عزاه الوحيد ..عشان
يعذر حالته النفسية..
---------------------
فاتن وهيام في كافتيريا..
تمت هيام تناظر فاتن بتفكير طويل وعميق ..هذي البنت من اول يوم يات واستحوذت على اهتمام الكل..
حتى اهتمامي ..ليش؟؟ ماادري ..بس فيها شي غريب ومهم يمكن انا ابي اعرفه ..اكيد ابي اعرف شنو طبيعة
علقتها بزياد ..لني لحظته شوي عادي وياها واهي – مع انها ما بينت -وكان بينهم معرفة ..مادري صراحة
لزم اعرف منها شعلقتها فيه ..يمكن من اهل ويمكن من انساب ويمكن ويمكن ...بخوف نزلت راسها هيام..
يمكن يحبون بعض ..او بينهم علقة حب وغرام ...والله بموت انا ..بموت والسبب انت يا زياد..
سكتت فاتن ..لن ملمح هيام بدت توضح ونوع اللي تقول لها انها ما تبي تتكلم اكثر ..واهي بعد نزلت
الساندويش لنها بصراحة اكلت وايد ..وشبعت..
هيام بصوت خايف ومتوتر :فاتن بسالج سؤال بكل صراحة وابيج تجاوبيني عليه؟
فاتن باستغراب :شفيج؟؟؟ اسأليني زين؟
هيام :انتي وزياد تحبون بعض صح؟
فاتن بصدمة :انا ومنو؟؟؟؟؟؟؟؟ شفينا؟؟؟
هيام وشوي تبجي :انتي وزياد تحبون بعض ..ول بينكم علقة او هيستوري صح
فاتن اللي بصراحة تظاااايقت للخر من هالكلم ..هذا واهي تحاول تحشم نفسها والناس تشك فيها..
شهالوادم اللي مخها يبيله فلش ..هبت فاتن على ريلها وعلى طول بتمشي عن هيام بسبب القهر...
وبهاللحظة فلتت فاتن من يد هيام ومشت عنهاا ..والثانية واقفة بصدمة ..فاتن متزوجة.؟؟؟ ما يلوووووووق..
وفاتن تمشي بقهر وشويه ظيج في ممرات الحرم وهيام تلحقها ..واهي ابد مو ماعطتها ويه خير شر ..هذي
اخر الثقة في الناس ول باول يوم شوفي شلووون عطتج اياها في ويهج ..مو لله عشان هالمادري شسمه..
أي زياد...
ومشو الثنتين في مهمة البحث عن المبنى الثاني اللي فيه محاظرة فاتن ..وفي خياالها ما راح مساعد عن
بالها من يوم سألتها هيام ان جان اهي متزوجة ..وشلون انها صغيرة على الزواج ...يمكن لول مرة فاتن
تكشف لحد انها متزوجة ..لن ما حصلت لها الفرصة من قبل ..ول اراديا حست بشعور المان اللي تخلل كل
اوصالها بعمق ..متــزوجة ..متزوجة من مساعد الدخيلي ..اخو ارفيجتي الغالية ..لكن ..انا ما احس في زواجنا
مع بعض ..وما احس فيه ..يمكن يأثر علي في اشيــاء لكن ..انا ما احس فيه..
يا ترى يا فاتن هالكلم نابع من قلبج..شلون ما تحسين فيه وبالمس ما قدرتي تنامين بهنا وهو يتخلل افكارج
وراحتج وحتى احلمج اللي انتي مالج يد فيها ...يا فاتن العمر مااا يثبت على شي ودوام الحال من المحال..
حطي هالشي زين ما زين في بالج ..وبتعرفين..اذا مساعد يأثر فيج ول لء
--------------------
كان مساعد قاعد في الصالة وهو منثر الجرايد اللي تيمعت في البيت ويقراها ..منشغل فيها وهو يقرى لكن
كل شوي يطالع الساعة ..وشوي منقهر لن فاتن ما اتصلت عشان تخبره شصار وياها ول شماصار ..يعني
اكيد اهي مدبرة حالها هناك ..على عكس ما توقعت ..بس يالله اهي تعرف ..وبعدين اهي من زود الحب يعني
اللي بتتصل وتخبرني عن احوالها ..صج انا فاضي وما عندي سالفة ..لكن انا لااازم اخذ يوم جذي وياها ونطلع
من البيت ..نسوي لنا برنامج بسيط جذي وممتع عشان نطلع من هالشقة الكئييبة..
حس بالدورة في راسه ورفع عينه عن الجرايد ...غبي ..نسى نظاراته بالكويت واهي اهم شي عنده ..ما يقدر
يقرى من دونها وان قرى دار راسه ...ترك عنه الجرايد وتم منسدح على الكرسي وهو يفكر ..الساعة الحين
ثمان بتوقيت الكويت ..يعني مريوم اكيد قامت ول امي ...خلني اتصل فيهم واتطمن...
اخذ تلفون فاتن واتصل على البيت ..ويرن ويرن ويرن ...وكاهو شالوه
مساعد يضحك :ههههههههههههههههههههه زئلن يا روهي ..شوف التوفة ..تق راسك فيها ..انزين ما وصيك
على مريم ..وصلها مسكينة ما عندها احد لمن ارد ..مافيها شي..
لؤي :.مابي يبا غصب اهو ..بالغصب ..ماحبها ول احب اوصلها..
مساعد :ليش هذي اختك
لؤي :ما تعرفني على صديقاتها؟؟
مساعد بحزم :لؤي؟؟
لؤي :هههههههههههههههههه امزح وياك اصل ارفيجاتها كلهم جياكر ماكو ال فتون وانت خذتها ..بوصلها ل
تخاف ..بس على شرط؟
مساعد :والله حالة وياك اقول بسكره انا الحين
لؤي :وتكسرها فيني؟؟
مساعد :مالي خلقك ..يالله سلم عليهم
لؤي حس ان مساعد ماله خلق من صج ..بس مو عشان شي ..اكيد فيه شي..
مساعد :ماشر شفيك ل تخلي امي تحاتي ..يالله ..تحملو بروحكم..في امان الله
لؤي :فداعت الرحمن..
سكر مساعد عنهم وهو يستعد لعطسة يديدة ..عطس ..وتحمد ربه ..وانسدح على القنفة بهدوء وهو يفكر في
فاتن ..ياترى الحين شقاعدة تسوي؟؟ليش ما اتصلت ..والله اني مشتاق اعرف اهي شقاعدة تمر فيه...
حمارة قسم بالله يبيلها طق ليمن تعيز ...لكن انا ليش مشتاق لها جذي؟؟ خلها تولي ..اللي يبيني يجيني ..وانا
ما بهتم فيها اخاف تشوف نفسها علي وانا مو ناقص لعب عيال ..كلها جم يوم وارد الكويت وافتك ..افتك؟؟
أي بلى افتك ..انا فاتن بلااائي في هالدنيا والخرة..
----------------
االمحاظرة الخيرة واطول وحدة اليوم ..ساعة وربع وتنتهي ..لكن يمكن مثلها مثل الباجيين ..تنتهي بسرعة..
الخوف ان بهالمحاظرة محد ويا فاتن من اللي عرفتهم اليوم .وبصراحة اريح لن هيام هذي التزقت فيها مثل
الستيكر ومافارجت ..سوالفها حلوة لكن ما تناسب شخصية فاتن ..يعني وايد سبورت وماخذة راحتها ويا
الشباب ..واهتمامها المقزز في زياد يقرف الواحد ..يعني اهي معاديته واربع وعشرين ساعة على حد ما
عرفت فاتن تسبه وتتهاوش وياه بس من طرف ثاني تحبه ..يعني هذا مو حل للعلقة اللي بينهم ...بس احسن
يالله جذي ول عصيان رب العالمين ..مع ان هالجامعة كلها فوقها وتحتها عصيان بس الحمد لله رب العالمين..
انتظرت وانتظرت وامتلى الكلس شوي شوي بالطلب ...وبدى وقت المحاظرة والدكتورة للحين ما وصلت..
على حد علمها الدكتورة عراقية ساكنة في اميركا من زمان ..هذا اللي قالته لها هيام ..وانتظرت فاتن شلون
هالدكتورة تكون..
الدكتورةgood evening dear student, my name is sharrifa elwa3d.. This course is not :
applied to many students like your major but it's wanted for you... Well as you see I'm
a paralyzed and that wasn't an obstacle or devastation to me... you see learning is a
wonderful process in life, learning socialistic literature is a spectacular thing, every one
of you will experience a fantastic adventure. I don't like failure but it is spreading, so
..co operate with me people then you can guarantee success
)صباح الخير يا طلبي العزاء ..اسمي شريفه الوعد ..وهذا الكورس مو مطلوب للطلب اللي في مثل
تخصصكم لكنه مطلوب عليكم ..مثل ما تجوفون انا مشلولة ولكن هذا ما كان عائق او مصدر للحباط لي..
شوفو ..التعليم عملية رائعة في الحيا ..وبالخص الدب الجتماعي شي رائع ..كل واحد منكم بيخوض تجربه
ممتعة ..انا ماحب الفشل لكنه للسف الشديد ينتشر ..لذا تعاونو معاي عشان تضمنون النجاح(
انصدمت فاتن ..الكل اليوم ناادها بهالسم ..ل يكون بس بيطيح عليها ..ولحظت الدكتورة استعجاب فاتن
وابتسمت لها...هزت فاتن راسها للدكتورة اللي دشت خلق فاتن بطريقة قوية وغريبة بعض الشي ..بصراحة
الشكر كله يعود لمساعد لنها ما تمللت من ول محاظرة ..ال الولى لن اللي وياها ما يعجبونها ..هذا زياد
وهيام...
الدكتورةwill I don't have any thing else to say so you can leave :
من بعد هالكلم الكل طلع من المحاظرة وظلت الدكتورة تعدل من وضعية كرسيها عشان تطلع بس انتبهت
ان للحين في احد في الكلس ..والتفتت لفاتن...
وطلعت الدكتورة عن الكلس وفاتن ظلت قاعدة هناك ..تفكر في الدكتورة ووضعيتها ..صدج انها انسانة
قوية ..تظهر وسط مجتمع غريب وعجيب على كرسي متحرك ..ول ..ثقتها بنفسها عجيبة وغريبة وتجذب
الناس بطريقة حلوة ومحيرة ..االله يشافيها من اللي فيها..
فكرت فاتن ..بما ان كل المحاظرات انتهت ..فلزم تتصل في مساعد الحين ..طلعت التلفون من جنطتها
وطالعته ..كان حتى التلفون يدل على شخصية مساعد ..كبير ومعقد وغريب من نوعه ..اهي تعرف رقمها
فدقت عليه وانتظرت احد يرفعه ..وانتظرت وانتظرت
مساعد في الطرف الثاني ماعاق حط راسه على طول نام ...وفز من مكانه يوم سمع التلفون يرن برنه
شاعرية ..اسم المقطوعة ) ( ninawaويوم شاف رقم ما عرفه اول الشدة لكنه قراه عدل وعرف اته
رقمه ...يعني فاتن مو حافظة اسمه في الجوال..
ما ردت فاتن وسكرت التلفون بكل هدوء ومساعد يناظر التلفون بحمق ..والله انها تبط الجبد ..انا شكلي
بذبحها وبفتك منها ..ياهل وقسم بالله ياهل وطاحت في جبدي يعني اربيها فاضي كلش ما عندي شغلة ..اقوم
اروح اييبها واشبع عيوني منها مو كفاية طول اليوم غايبة..
لبس الجاكيت وهالمرة طاقية سودا )قحفية( على راسه وطلع من الشقة ..اول ما نزل تحت حس بالهوا
البارد يلفحه واقشعر جسمه شوي ..النفلونزا راحت عنه بشكل يحير..بس خشمه للحين مسدود واحسن شي
قاعد يصير اهو العطاس مع انه يتنرفز منه لكنه احسن عشان يطرد الميكروبات ..يالله يا فاتن ..اشوفج
الحين ..وان ما تحجيتي وقلتي شنو صار لج باليوم الجامعي مادري شبسوي فيج..
ظلت فاتن واقفة تنتظر مساعد عند نفس المكان اللي قطاها فيه الصبح ..وهي تتمنظر في الناس ومستمتعة
بالي تشوفه ..حلو لمن النسان يجتمع في مكان كل الناس تكون حواليه كل الجناس وكل العراق على
الرغم من العنصرية الكبيرة ويتفاعل معاها ..اهي صج ما تفاعلت ال ويا فئة بسيطة من الناس لكنها عرفت
النجليزي والثيوبي والنيجيري والميركي والسعودي وكل شي ...الله يهدي الجميع...
تم مساعد يتمنظر في الناس وهو يدور على فاتن ..ما لقاها ..اكيد واقفة لي في نفس المكان الي وقفتها
الصبح ..بنت ذكية مثلها بتفكر بنفس الشي ...وبالفعل يوم راح مساعد شافها واقفه هناك بس قاعدة عىل احد
الكراسي وتتمنظر في الناس ...وقف السيارة بعيد عنها وظل داخلها يطالعها..
كانت عيونه تتحرك وتترسم بالمشاعر بنائا على المشاعر اللي تنرسم في ويه فاتن ..ساعات تبتسم وساعات
تنزل راسها تناظر ساعتها تنتظره ..في ذيج اللحظة نادى قلب مساعد فاتن عشان تلتفت له ول تحس
لوجوده ...لكن ...الحواجز بينهم كبيرة وعظيمة ..ما يقدر يهدمها كلها في يوم واحد ول اسبوع ..ليش جذي يا
فاتن ...انا ليش اكون ضعيف تجاهج ..ليش احس ان عمرج يربكني ونظراتج اللي يمكن ما تقصدين فيها شي
تثيرني وتوترني وتخليني اقول كلم انا ما اعنيه واتصرف تصرفات عكس اللي اتمنى ..يا فاتن حسي فيني ولو
شوي ..حسي في قلبي اللي كان يحلم فيج وفي وصالج 7سنوات ..اخاف اقولها لج وتصدين عنها وتخلينها
يتيمة بسكة العذاب اللي انا منرمي فيها من اول ماشفتج ..كلمة ...حروفها اربعة لكن كل واحد يجسد اعظم
ما فيني ..فاتن رحميني...
طلع مساعد من السيارة وهو يتنفس بقو ..ودموعه من شدة عواطفه تيمعت في عيونه ..لكنه قاومها بجداره
ومشى بخطوات ثابتة صوب فاتن اللي للحين ما انتبهت له...
وهو يمشي كان يناديها ويترجاها في قلبه ويدعو ربه انها تهديه شي من سعادة الدنيا الكبيرة ..محتاج لج انا يا
فاتن ..محتاج لج ولحظنج ودفاج...
تذكر ليلة البارحة يوم حطت يدها على صدره وبالخص عند قلبه ..من هذي اللمسة حس بالشفا ..وحس ان
صحته ردت والتدهور غاب عنه ..ويوم مسك يدها وحس لدفاها سرت الروح فيه من غير أي ارادة ..لكن
البرود اللي بيكتسحها الحين عظيم على دماغه التعبان..
في قلب فااتن نقزت المشاعر الجياشة وخلتها تتنهد من خاطرها على الذكريات اللي عبقت الجو لفترة..
وحست ان هالمشاعر متوجهة ناحية شي .والتفتت ..وشافته ..كان مساعد يمشي صوبها ويوم شافها انتبهت
له اصطلب اكثر وسرع من خطوته بطريقة خلت قلب فاتن يطرق بنفسه مثل الحديد...
واخيرا ..بعد مسيرة عناء طويلة وصل مساعد لفاتن وهو يبتسم :انتظرتي وايد؟
فاتن اللي حست ان الجو برد :ل ...بس. ..عادي..
مساعد لحظت انكماشها على نفسها :بردانه:؟
فاتن :ل عادي ....نروح ؟
مساعد :على راحتج!!
استغربت فاتن هدوئه ويمكن سلسته في الكلم ..وكانه مو متظايق ..وهذا شي يديد عليه ..اهي من عرفته
وحواجبه كانت معقدة وكأن مخه اللي حامله براسه مايهدى من التفكير ودائم النشغال..
قامت من مكانها واهي ما تبي تطول اكثر في هالمكان ..واول ما وقفت هزتها ريح باردة بصراحة خلتها
تقشعر ..لكنها شدت على عمرهاوتحركت وبالحركة هذي ضرب كتفها ذراع مساعد الطويل وزاد الرتباك
فيها ..شلون برد وياه البيت وانا على هالحالة ..احس اني مريضة...
مشو الثنين بطريقة عادية ومبينة للناس انا ما فيهم شي لكن العواصف كانت رهيبة في داخل الثنين..
وبسبب الزحمة ضاعت فاتن من عند صف مساعد لكنه وقف ينتظرها لمن تظهر له وكملت مشيها لكنه
صدمها يوم مسك كفها وسحبها وياه بهدوء للسيارة وسط الناس ..فاتن كانت حاملة الكتب في يد وظامتنهم
لصدرها واليد الثانية منسحبة في راحة مساعد الكبيرة الدافية ..واهي تمشي وراه بكل طواعية وكأنها منومة
مغناطيسيا..
يوم وصلت للسيارة فتح لها الباب من غير ما يطالع في ويهها ودخلت واهي بعد تتحاشى ويهه ..ركب مساعد
السيارة وسكر الباب والهدوء عم المكان وصم اذانهم شوي وبعد لحظات بدت سنوات شغل مساعد السيارة
عشان يردون البيت...
اول ما وصلت فاتن الشقة مشت بكل هدوء لدارها عشان تنام ..تعبانة ومخها فاض عليه كل هالتحمل النفسي
والفكري ليوم واحد ..اول شي الجامعة ومساعة يوم مساعد ياها ..ظل ساكت في السيارة وسكوته ما سوى
خير فيها ..يارب انفر منه لكن مادري شقاعد يصيرفيني ..كهربا تسري من عروقي من غير شعور ..اااه ياربي
ارحمني..
دخلت الدار وسكرت الباب من وراها على طول ومساعد اللي وصل من بعدها ناظر المكان الخالي اللي
خلفته فاتن من بعد ما دخلت غرفتها ...في قلبه رضا عميق وفظييييييع ..لنه غصبن عن فاتن حس للي تحس
فيه ..حس انها مرتبكة وانها متوترة ومستهجنة الوضع اللي تمر فيه ..ماهي بهذاك الذكاء انها تخبي حقيقة
مشاعرها ...وانا ماني ولد البارحة اللي ما افهم لكل هالشياء..
قعد في الصالة وهو يتنفس بظيييييج ..البيت صج يكدر ويظيج الخلق ..لزم ارتب طلعة جذي حلوة ويا فاتن
نلحق على اخر ايام الدفا ...ومن بعدها ...اروح الكويت ارتب لها البيت الي بتسكن فيه..
قام من مكانه وهو يفصخ الجاكيت ال وباب غرفة فاتن ينفتح ..والتفت لها مساعد وبعيونه شوق ولهف ..
كانت لبسة تنورة موردة حريرية يتخللها البيج وعليها تي شرت ياقته وسيعة صوفية وردية وشعرها مهدود..
واللون الزرق للحين محايط عيونها ..مشت صوبه واهي حافية ومرتبكة..
مساعد :العفو....
وراحت فاتن لغرفتها ..وسكرت الباب ..وظل مساعد واقف مكانه وقلبه ينزف بالدقات ..احبها ..احبها وغصب
عن روحي احبها .ولو ودها بروحي ..ارخصها..
الفصل الثاني
---------------
مر على سفر فاتن حوالي الثلثة ارباع الشهر ..وكل ما زادت الفترة زاد ارتياح فاتن في مكانها الجديد..
وتأقلمها مع بيتها الحميمي ..وكل ما تزيد الفترة يقرب موعد سفر مساعد عنها ورجعته للكويت ..اهي ما
كانت حاسة بهالشي كثر مساعد لنه يكتم مشاعره اللي تغلبه ويكتم حزنه وكدره لسباب كثيرة منها ..قلة
اهتمام فاتن بوجوده او عدمه ..ولنها بتأقلمها هذا للمكان يبين له انها يمكن بترتاح من دونه ..ماكو أي مصادر
للزعاج او الهواش او التوتر ..عمره ما حس بقلة قيمته ال ويا فاتن ..الكل كان يعتمد عليه ..امه وابوه
واخوانه الشركة الموظفين حتى ابو زياد اللي يدير الشركة كلها ما يقدر يطوف يوم من غير تعليماتي اللي
تريحه ..لكن فاتن..
كان الوقت صبح ويوم اجازة ..فاتن للحين راقدة ويحق لها لن الساعة تقريبا 7ونص الصبح ..كان مساعد
قاعد في المطبخ وهو مسند ظهره بعجز للطاولة وهو يفكر ..الوضع صاير ميئوس منه ..حلم ان فاتن تحبه
مستحيل يتحقق فيوم ..ولكن بعد احنا راح انتزوج ما يصير تظل علقتنا جذي..لزم تتغير اشياء لني بصراحة
ماابي اتزوج تمثال ول مزهرية ..انا ل تزوجت ابي استقر وارتاح وابي عيال خاصين فيني ..فيني اجبرها لكن انا
قلبي ينكسر من نظرتها العادية شلون عيل لوجبرتها فيوم ...اااااااااخ والله قهر ..خاطري اشقق روحي ..
اوووف شسوي في عمري يا ربي ..انا وين طحت..؟؟ هذا عقابك يا رب العالمين؟؟ ول امتحانك؟؟ تراني
محتار وما عندي احد التجئ له ال انت ..اعيني يا رب العالمين
وعلى صوت البريق وهو يغلي رد مساعد لواقعه المؤلم من خياله الكثر ايلم ..وهو يصب له الماي الحار
ويضيف الحليب ويا الكوفي ..زهب الكوب وتوه بيشربه ال صوت من غرفة فاتن خله ينتفض ..شصاير؟؟
شقاعد ايصير هناك؟؟؟
وبسرعة ترك الكوب اللي في يده وراح للدار ..طرق على الباب جم مرة..
دخل مساعد بسرعة وشاف الفوضي اللي في الدار ..شقاعد ايصير؟؟ وفاتن صاحية وهو علباله نايمة..
ال وفاتن تتكلم بروحها :مرة سافرت ويا بيتكم العمرة ورقدنا انا ومريم في غرفة في الفندق والسقف كان
مزين وطول 3ايام ما قدرت ارقد ول ارتاح..
مساعد بتفكير :سافرتي ويا بيتنا؟؟
فاتن تبتسم :أي ..كانت مريم مريضة وانا رحت وياها بنائا على عيارتها ..ورحت ويا بيتكم ..
سؤال في بال مساعد كان يتردد وقاله في خاطرة وانا وين كنت ؟
ويا جواب فاتن لسؤاله اللي ما انطرح :انت ما كنت هناك على مااظن ..للحين تدرس يمكن؟
مساعد بتفكير :اااه ..صح..
فاتن وهي تركب الصندوق فوق الدريسر الرفيع :وكانت عمتي متوفية من 3سنوات...
رفع مساعد عيونه بألم صوب فاتن ...عالية ..ليش تيبين لي طاريها.؟؟؟ عالية حبيبة قلب مساعد ..عالية اللي
كانت فيوم روح مساعد ..راحت وراحت روح مساعد معاها ..ليمن لقاها في عيونج..
وهو يقعد على السرير وكأنه مسموح له :كانت علقتج قوية في عمتج؟
فاتن وهي تلتفت له وشافته قاعد على السرير ..تظايقت شوي لكن ...اهي تبي تتكلم ويا احد عن الهدوء
والصمت اللي تتعايشه من يوم عرفت مساعد ..من يدري..يمكن هذا شي يعود بالفايدة عليها..
فاتن وهي تتسند على الكبت الماهوغني :كلمة قوية مالها معنى ..انا وعمتي كنا مثل ...الروح الل في
جسدين ..تعرف شلون؟؟ يعني ..ما كنت اقدر اعيش من دونها لكنها ...راحت عني ..و...
لمعت الدمعة بعيون الثنين وفي نفس الوقت نزلو عيونهم ..هذا القاسم المشترك العظيم بينهم ..الثنين
كانت روحهم في عالية ..الثنين كانو ميتين عليها ولكنها خانتهم وتركتهم ..مساعد طبعا يذكر سوالف عالية
وياه عن فاتن ..وشلون انها ل تزوجوا بتاخذها وياها لبيتها المستقبل ..سواء اهو رضى ول لء ..وطبعا مساعد
كان من المستحيل انه يرفض طلب لعالية وكان مستعد انه ياخذ البنت معاه..
في بال مساعد كان يفكر ..الرسم انتي يا فاتن ..ولو ما تصدقين ..انتي نسخة من عالية لكن قلبج يختلف..
فاتن تكمل وهي تمسك الستائر الحريرية :كان لها اشياء في البيت لكنها من بعد وفاتها اختفت بطريقة
غريبة ..كنت اتمناها لنفسي بس اكيد ابوي خباها في مكان عني ..لن حالتي الصحية كانت متدهورة شوي...
هني مساعد تم يناظر فاتن بحذر ..السالفة صار لها اكثر من سبع سنوات وللحين تذكرها وكأنها كانت
البارحة ..تراها حادة وانا ما اهتميت لهالشي ..خلص عيل بخلي المذكرات والدفاتر عند امي عشان ل ردينا
الكويت في الزواج..
فاتن واهي تناظر اللي برع الدريشة :..الجو وايد حلو اليوم ...ياريت اكو جامعة؟
مساعد ابتسم :خاطرج تطلعين..
فاتن تلتفت له بابتسامة من غير ما تناظره :شوي ...يعني لو كان الجو يساعد
قام مساعد على طوله وهو يقاطعها :بس عيل زهبي نفسج بعد صله الظهر بنطلع...
فاتن وعيونها مفتوحة :ما بي اطلع ترى
مساعد وهو يزفر بملل ..اروح لها يمين تطلع لي يسار : ..بس خلص عيل
ندمت فاتن على تسرعها ..اهي مو بس تبي تطلع ال ذايبه ..بس نفسها عزيزة ويا مساعد وما بتقول له ..مو
اهي اللي تتراجع ..خلها على صغر عقلها ..وبتنجح..
بان الظيج عليها بشكل واضح ومساعد قبل ل يطلع التفت لها :اذا بتخلين في بالج الحوائط والجدران اللي
تبين تبنينها فانتي راح تظيعين وقتج وبتخسرين اشياء كثيرة ..استمتعي باللحظة واستغليها ..العناد ما بيفيدج..
ما ردت فاتن على مساعد ول نطقت بكلمة ..تمت واقفة تناظر مساعد وهو الثاني بعد ..وكأن هذي اللحظة
كانت مقبولة من الثنين ..لن فاتن تدري انها تصد وتبني حواجز بينها وبين مساعد يمكن ما تكون لصالحها..
ومساعد بعد ..يمكن اهو يشد الحبل في نفس الوقت اللي اهي تشده ..يعني الرخاوة زينة والشدة تقص
الحبل ..
سكتت وهي تناظره بتساؤل واهو احتار ..يبتسم ..ول يظل متجهم مثل ما اهو ...لكن ابتسامتها سبقته ..وتلون
ويهها باحلى رقة واحلى نعومة وطفولة عمره ما حلم فيها ..وبادلها البتسام..
طلع عنها وهو مو داري بروحه ...وعلى طول دخل داره وعلى غير العوايد ..سكر الباب ..سكره وتسند عليه
وهو يفكر فيها وفي ابتسامتها ..يا الله ..ابتسامتها سحر غشا عيني وبصري ..وحتى فكري ..ما عدت افكر
مثل قبل ..يا الله ..هذي البنت بتخلبني..
راح وقعد على السرير وهو ضام يديه عند فمه وبتفكير عميق ..والبتسامة للحين ما فارقت ويهه ..دامنا بنطلع
اليوم ..لزم نطلع على اصووول ...باخذها لنادي القوارب ..نستاخر لنا قارب جذي مرتب وكشيخ ..ونستانس
فيه ..ول اخذها للبحيرة ..ول هالبارك ..ول هذاك المول...
فاتن من طرف ثاني وقفت في الدار وهي مبتسمة ..واحساس الرضا عامرنها ..لول مرة من بعد ملجتها من
مساعد حست انها سوت شي زين ..شي الثنين اتفقوا على كونه زين ويناسبهم ..بس ياترى ..هالهدوء اللي
تخلف وراه العواصف ..ول راح يستتب المان ..والهدوء بيعم علينا احنا الثنين ...؟؟؟
مسكت على قلبها فاتن واهي تقعد على السرير ...كلمة احنا الثنين كانت غريبة الصدى عليها ..اثنين ..متى انا
ومساعد صرنا اثنين؟؟ وليش انا تقبلته؟؟ هذا قضائك وواسع رحمتك يا ربي ..انك تنزل الرضا في قلبي
لهالنسان ..مع اني مستحيل انسى اللي سواه فيني ..وانسى انه كان السبب الول في عذابي ودموعي اللي
مرارتها وملوحة سجبها على بالي لهالوقت...
مسرع ما انقضت لحظه الرضا من بال فاتن ورد سربال الحزن والسى يغطي ملمحها ..ويكسوها الضيم مرة
ثانية ..لو ...لو يا دنيا كلمة مثل ما تخلي المل يشعشع في القلب ..تألمه وتجرحه..
لو كان الوضع غير ..لو كنت انا للحين في الكويت ..واشوف مشعل كل يوم ..كنت راح احس بهالمشاعر؟ ..
كنت بظل على حبي له؟؟ صج انا اللي ابتعدت وانا اللي سكرت البواب وطردت الريح ..ومحد مثلي تجرع
كاس المر مرات ومرات ..لكن ...هل انا واثقة ..اني كنت بظل على ذاك العهد وذاك الدرب؟؟
سبع سنين ..سبع سنين مضت من حياتها واهي تفكر وتبني وترسم وتتخيل ..وتكتب اروع الحلم على رمال
البحر اللي يات موجة مساعد العاتية ومسحتها ..وتركت الصفحات نظيفة غير ملموسة ..تعب وشقى جزء من
عمرها ..لكن ...عسى ان تكرهوا شيئا وهو خيٌر لكم ..يمكن اهو ما كان قصده ..يمكن اهو بغا لي الخير..
يمكن ويمكن....
ارتباك فاتن في ذيج اللحظة ما كان عشان شي ..ما كان خوف او ارتعاب او توتر ..كان خوفها دافعه شي
واحد بس ..ال وهو النسيان ..موجة النسيان العاتية اللي يات من بعد مساعد تكتسح حياتها ..وتنسيها احلى
سبع سنوات قضتها في ذاك الحب ..او ..وهم الحب ..ل ..ما كان وهم ..كان حلم جميل ..نسجت خيوطه
وشبكتها بحبي وحناني ..وصباي ومراهقتي ..من غير حاسيه اني يمكن اكون او اطلع غلطانة ..او مذنبة...
ااااه من الحب ..او من خيال الحب ..اصعب من الحب نفسه بالف مرة ..بس ..الله يعينني ..وينسيني
ويرضيني ويراضيني..
مسحت الدمعة الحريرية اللي انسابت على خدها المشمشي بحنان ..وكأنها جوهرة او ماسة تبي تحتفظ فيها..
لكن ...ليش الدموع ..الحياة جدامي ..لزم اشوفها بعين يديدة وبفكر يديد وبخيال يديد ..انا الحين انسانة
كبيرة وفاهمة وواعية ..و ...متزوجة ...لكن ...هذا مو عائق ..الزواج ما كان عمره عائق ..الزواج ..مثل طوق
المان ..مثل حلم الزمان ...حلم كل بنت ..وصبي ...حرمة وريال ..شايب وعيوز ...ليش ما استمتع بهالحلم
وابنيه واحكيه مثل ما بنيت حب مشعل في قلبي ...على القل هالحلم راح يكون له معنى اكبر فيني...
مسكت الدمعه باناملها وقربها من يدها وهفتها ..وكأنها تطيرها بعيد عنها وعن حياتها ...استعدادا للمستقبل
الجديد ..بابتسامة رضا...
-------------------------------
غريبة حالتي وياك قريب وما قدرت القاك ..نصيبي في هواك اتعب وربي مقدر الفرقا..
انا والله ما ودي اضيع حلمنا الوردي ..واعيش بهاجس الفرقا ليالي تتعب حالي
هذي كانت البيات اللي وقفت في باله ..وقفت وتمت تنعاد وتنعاد مع ان الغنية يمكن انتهت من فترة لكن
صدى هالبيتين يمر وينعاد من غير أي حيلة انه يتوقف ..وصوت البحر في ذيج الليلة يهز وجدان كل انسان..
فما باله اهو اللي حاسس بالنار تشعل في نواحيه ..مر تقريبا الشهر من خطبتها وسفرها ..للحين مو قادر
يحس بالواقع ..الصدمة بعدها فيه لكنه ما يقدر يستوعب اللي صار...
اللي تصير هالمواقف بينها تمر على علقاتهم السنوات ..ويوصل الوضع لليأس من بعض ..وبعدها يتخذون مثل
هالقرارات ..لكن انا ...ما صار لي السته اشهر وصار كل هذا معاي ..كل هذا العذاب وكل هذا أللم اللي
حواسي ما تستوعبه ..عمري ما حسيت بضعف و خذلن مثل هذا..
وقف عند البحر وهو يتحسس الدمعة اللي تسيل ..مستحيل يوقف سيل الدمع ..ريال والمفروض ان قلبه
يصير مثل الصخر لكنه يحس بالرجفان كل ما ذكر اسمها وتخر دموعه غصبن عنه ..سكر عيونه وهو يفتح ثمه
من صعوبة التنفس وويه فاتن يرجع كل شوي تحت جفونه ..ويه تحلم فيه طول سبع سنوات وتخيل شلون
راح تتطور ملمحه ..ويوم صارت له ..طار الحلم وابتعدت ..والسبب اهو ..اهو ...
فتح مشعل عيونه بقهر يوم تذكر مساعد ..مسكني في وقت ..انا ما كنت اقدر اسوي فيه شي احتراما لفاتن..
وال ...الحيــوان ..ان ما خليت قلبه ينحرق مثل ما حرق قلبي ..ما كون انا مشعل ..اوريك ..اوريك في اعز ما
تملك ..اوريك في اعز ما تبي ...حتى لو كان هالشي بيذبحني ..بس اهم شي ..ان قلبك يحترق وروحك تنجرح
جرح ..ما يبرى ول يتداوى..
-----------------------------
الغرفة منقلبة الفوقاني تحتااني ول تدري شلون ترتبها ..وما تقدر تطلب المساعدة من مساعد لنها بكل
بساطة المسئولة عن هذي الفوضى فأهي اللي راح ترتبها ..لكن الكبت الحين اللي تزحزح وعلق مو راضي
يتحرك شتسوي فيه؟؟؟
اوووووووف والله حالة..
طلعت من الغرفة وهي رايحة صوب المطبخ ..يمكن تلقى شي سطحه ناعم عشان تحطه تحت الكبت
وتسحبه من فوقه ..ادري تفكير ناس اقوياء وعندهم عضلت لكن فاتن جذي ..تحب انها تسوي الشياء
بنفسها ..وتحريك الشياء الثقيلة ..غراامها..
لقت نوع الصينية المسطحة وكانها لتقطيع السلطة ول شي جذي ..سطحها كان املس ويناسب ..حملته
وراحت صوب دارها ..ال ومساعد يدخل البيت وهو حامل جريدة وشوية اغراض...
وراحت دارها ..لكن اللي في يدها خل مساعد يوقفها وهو يضحك :بتطبخين في دارج؟؟
فاتن :ها؟؟؟ )انتبهت للي في يدها( لااا من قال ..بس ابي احرك الكبت ..ولزم شي مسطح من تحته عشان
يتحرك..
مساعد وهو يفتح عينه:تحركين شنو؟.؟؟؟
فاتن :الكبت ..ما ابيه جدامي بحطه عند الزاوية؟
مساعد:بتحركينه بروحج؟
فاتن :أي ..مافيها شي ..تراه خفيف بس مشكلته انه رفيع..
مساعد مستغرب :تحركين الكبت بروحج؟؟؟
فاتن حست بانه يستخف فيها :.عن اذنك بروح احركه..
راحت فاتن دارها واهي منقهرة من استخفاف مساعد بها ..صج يعني ..شعباله؟ ماقدر احرك شي..ان صج
معصقلة لكني شاغول ..واحب الحركة ..مالت عليه عاد ..يبين عليه خامل وكسول..
مساعد راح ووقف عند باب الدار وهو مستغرب من هالبنت ..اذا اهي ما تحترم بنيه جسمها غيرها يحترم..
تحرك الكبت عيل ..خلونا نشوفها شتسوي؟؟ ئال ايه احرك الكبت ...ورينا شلون بتحركينه..
حطت فاتن اللوح تحت الكبت وراحت تسحبه من ورى عشان يدخل اللوح من تحت ..لكنها ما قدرت..
هالشغلة يبيها اثنين ..بس وين ..مساعد واقف مثل العلم على الباب وشكله غير مستعد لتقديم العون ..لكن
من يحتاجه ..فشررر اطلب منه ..خله يولي ..بسويها..بس ان شاء الله ما يطيح علي الكبت واطيح صريعته..
سحبت فاتن الكبت من ورى وانصدمت من ثقله ..وارخت يدها من عليه وهي متخصرة وتفكر ...لمت شعرها
بيدها وثبتته بكليب بس الخصلت تناثرت كلها وحايطت ويهها وخلت شكلها جنان بعيون مساعد اللي كان
متسند على الباب وهو عاقد ذراعيه على صدره ..ينتظر انجاز من فاتن في تحريك الكبت..
خطرت فكرة في بالها انها تدفع الكبت وتدز اللوح بريلها لتحته لكن ..اهي لزم تكون دقيقه عشان ما يطيح
الكبت من جدام ..هم هالشي يبيله اثنين ..بس بتسويها بروحها وان شاء الله ما يصير شي...
سمت بالرحمن :بسم الله الرحمن الرحيم ..ودفعت الكبت اللي من شدة الدفع تهاوى جدام وسرع مساعد
بيده ومسكه عن ل يطيح وفاتن طفرت من مكانها علبالها الكبت بيطيح على مساعد..
وصرخت بصوتها :مساعد؟؟؟؟؟
ثبته مساعد بيدينه مع انه ضرب كتفه بقوة خلته يحس انه يمكن انخلع ول شي ..لكن ماهمه ..ثبت الكبت مرة
ثانية على الرض وهالمرة تحته اللوح وفاتن اللي من الخوف شوي ويغمى عليها..
وراحت فاتن بناءا على تعليمات مساعد وهي عارفة ال متاكدة ان مساعد ضرب في الكبت ..وضربه جايدة
بعد بس هو وايد عنيد وما بيتكلم ال بعدين ..ياربي انا شسويت يعني ما برتاح ال لمن اذبحه؟؟
دفعه مساعد مرة وحدة وخله مسافه بسيطة من اللوح اللي سحبته فاتن من تحت ..وعلى نفس العملية اللي
تكررت مرة او مرتين ..تزحزح الكبت من مكانه القديم للمكان اليديد ..وبانت المدفاة بصورة احلى مع انها
صغيرة لكنها عطت طابع احلى في الدار ..وظلت فاتن ومساعد يناظرون انجازهم..
وسرى المفعول مثل السحر على فاتن وحمرت البنت وخضرت ومساعد اللي تحققت امنيته طلع من الدار
وهو يكتم الضحكة وانفجر بها في وسط الصالة على مسامع فاتن ..بصراحة انقهرت منه ..يعني لزم حركاته
البايخة ..بس صراحة يوم ضحك ...صج ل قالو الضحك يصغر ..صار جنه واحد بعمر جراح ول خالد ..وبينها وبين
نفسها ضحكت على ضحكته ..وهذي اول مرة فاتن تضحك فيها على شي من قبل مساعد ..ااااخ هالتأقلم
ينرفز ويفرح بنفس الوقت ..تبشير ان حياتي ما راح تكون جحيم ..ويقهر ..لنه لمساعد ...بس ...مساعد
شفيه ..ليش ماابتسم له واضحك له ..وتكون فرحتي مخصصة لفرحته؟؟؟ تراه زوجي قبل كل شي...
ههههههههههههههه اكيد ينيت عشان افكر مثل هالتفكير ..لكن..ما علي ..مليت من الكتمة والحزن ..خلني
افرح شوي..
==============
الساعة ثمان بالليل ..في بيت ابو مساعد..
احم ..هذا مقطع من هواش مريم ونورة اللي كان بعد ما راحت نورة عن مريم السوق ويا خوات فيصل على
عكس ما وعدتها ..انها راح تكون وصيفتها والداية عليها طول فترةالتشري لكن الظاهر ان نورة غيرت
خططها..يمكن بسبب مريم لنها دايمة النشغال ولنها من النوع اللي يتملل في الشوق اذا كانت الشروات مو
لها...
"نرجع بالحداث قبل طبعا عشان نعرف السبب الرئيسي للحرب العالمية بين مريم و ..واحلم..
في ليلة خطبة نورة تعذرت فاتن عن الروحة واهني تحطمت احلم مريم كلها في انها تقضي وقت ممتع ..
طبعا نو فتوون نو فن ..وظلت طول الليلة واهي مادة براطمها شبرين وملنة وطفرانة تبي ترد البيت ولي
قالت لمها جذي هاوشتها او حقرتها ..فظلت تنتظر الوقت بنفسه ينتهي عشان ترد وتنتهي هالمسخرة
المملة..
في ظل ذيج الحفلة كانت احلم – اللي اهي بالمناسبة ارفيجة نورة -قاعدة ويا ارفيجاتها وايتطنزون عالرايح
والياي ...لمن وصلت عيونهم للبنت اللي لبسة فستان لفندر وكان شكلها انتحاري على حد قول احلم ..تمو
يضحكون عليها ويتريقون لكن هذا ما كفاهم ..راحو صوب مريم واهم يضحكون ويعاملونها مثل اليهال ...طبعا
مريم والناس تسوي حركات جذي جدامها ..مالهم ال النعال لكنها احترمت نفسها وتحركت عنهم واهم
يضحكون بشدة..
ويوم حانت الزفة كانت مريم تشد الدمعة في خاطرها وتحبسها عشان ل تطيح ..اول الموقف المحرج مع
البنات والحين زفة اختها اللي بصراحة تعور قلبها حتى لو كانت نورة تحقرها معظم الوقت ليش انها اصغر
منها بثلث سنين ...ويوم عند الستيج بالكوشة كانت بتروح توقف يم اختها ال ما وعت باحلم هذي الكريهة
تدفعها عن الستيج وتروح اهي وتوقف يم نورة واختهم الثانية اللي ما تعرف اسمها لوقتكم هذا وقفت يم
اخوها...
مر شريط الذكريات مثل ما قلته في بال مريم ..ومع اللم المصاحب لن مريم ما بتنسى هالمناسبة اللي من
بعدها يات نورة البيت وناجرتها عليها وقالت لها انج اتهاوشين ويا البنات ...مع ان مريم ما تعرضت لحد لنها
ما كلمت احد ..لكن كل اللوم طاح عليها واهي استحملت واسكتت لن نورة مستحيل تقتنع ببرائتها ...ال بهذا
الوقت لن نورة عانت بشكل بسيط من احلم وغرورها وتفاهتها يمكن ..مع انهم كانو من الربع العدلين..
بس ...دوام الحال من المحال"..
وينقطع سيل الفكار او الذكريات الكريهة في نفس مريم مع طلعة امهم من المطبخ
ام مساعد :علمكم انتو الثنتين اتناجرون جذي؟؟ يا نورة هذا وانا اقول انتي العاجل تحطين راسج براسها؟
مريم بصدمة :شقصدج يمة يعني انا مو صاحية؟؟ تعالي جوفي بنتج شمسوية ...على كيفها اقصد على كيف
احلااااااام تختار لي القطع والملبس اللي تبي تلبسني اياها..
ام مساعد :ما فيها شي ..البنت اكبر منج وعندها ذوق ..للحين اذكر اللي لبسته اختج تراه من ذوق هالبنت؟؟
مريم :ل والله ..اشوفج وايد مستانسة عليها ..ل يكون بس صدقتي ان لؤي بياخذها..؟
ام مساعد :وليش ما ياخذها ..مع اني تمنيتها لمساعد بس يالله اخوج خذ اللي بخاطره فيها ...مع انها مو قد
المقام؟؟
مثل الصخرة اللي طاحت على راس مريم كانت كلمه امها ...فاتن مو قد المقام؟؟؟؟ شقاعدة تخربط امي؟؟
وانا اللي علبالي اهي تجاوزت هالشي؟؟؟
نورة لحظت الحزن اللي هاجم مريم من كلم امها :..يمة عاد مو جذي ...فاتن بنت ول كل البنات..
ام مساعد بحاجب :أي بنت ول كل البنات؟؟ جذي تاخذ اخوكم ول تخليه يتصل ول يسأل ول شي؟؟ صج انها
ول كل البنات ..اصل انا قلبي مو راضي يعني مو راضي ول احد بيقنعني ..ماخذ لي بنت الياسي ..قلو البنات..
يالله رضينا عشان خاطره ..شنسوي ولدنا ومجبورين في مرته لو شنو كانت...
قامت مريم بعصبية من مكانها ..ولول مرة تهاجم امها بالكلم :..فاتن مو قد المقام يمكن ..بس لتنسين..
من وين كنا انييب الكل وقت ما كان ابوي محبوس في السجن ...ل تنسين هالشي يمة ..ول تنسين بعد بنتهم
اللي ماتت وولدج تعذب عشانها ..بدل ل تقولين هاذي رحمة من رب العالمين...
ام مساعد :بس عاد ...ذلفي دارج ..عنبوووو الساعة اللي ييتي فيها ..والله ما كرهت نفسي بضنا يبته كثرج..
لسانج هذا ..متبري منج ...يالله ذلفي
راحت مريم دارها واهي تهمل الدمع ..صراحة اليوم امها اثبتت انها تكرهها بحق ..يعني الكل تعامله معاملة ال
انا ..لؤي ويرقد عند ريلها ..نورة وبحظنها ..مساعد تاج راسها ..اما انا ..البطة السودة ..من لي؟؟؟ محد
محد..
دشت دارها وصفقت بالباب بقوووو ندمت عليها ...لكن ..ط ..ز فيهم ..اخر زمن بعد يسبون فاتن ..ما يدرون
ان فاتن ضحت باغلى ما عندها عشان تتزوج ولدهم ..لكن اهم ..صج ما يقدروون ...اكرههم ..اكررههم..
مريم :اكرهك انت بعد ..اكرهك لنك مو راضي اتيي وتخلصني من هالبيت ..ما تيي وتريحني من هالوحدة ..مو
كفاية اختك راحت وخلتني الحين انت بعد ..وانا اشره على من يا ربي؟؟على واحد ل يحس ول يشعر ..اموت
انا احسن لي..
وغابت مريم في موجة بجي تعور القلب ..مع انها معظم الوقت مزوحة والجدية مو من سماتها بس لزعلت
مريم تزعل الكل معاها ...ورضاها صعب..على قولة البيت بالشلة
قام من مكانه وهو يحك راسه بعصبية ...الناس كلها في دورها وانا قاعد هني متحقرص ..مو عارف اروح يمين
ول يسار ...ابي اشوفها ..والله صارت شوفتها مثل الدوى لي ..مثل المخدر ..اعوذ بالله شقاعد اقول..
استغفر الله العظيم...
راح المطبخ وهو يحاول يتناسى هالشي بافضل طريقة ..الكل ...جراح فيه عادة لمن يكون متوتر او متظايق
يتناسى هالشي بالكل ..والخص الحلوة ..وثلجتهم ماشاء الله ما تخلى مع ان فاتن راحت لكن امه ما
تقصر ..حتى مناير وسماهر يحاولون بس ...ما علي ..لو انشاء الله ماصخ باكله ..بس انسى انسى هالنار..
واطفيها..
حط كل شي على الطاولة وبمتعة زائفة شهى نفسه للكل ..وتوه بيغرف من اول ملة ال وويه مريم ينرسم
جدام عيونه ..غمض عيونه بشدة عشان ل ترجع لكنها رجعت ااكثر واكثر ..مرة واهي تطلع لسانها ..ومرة
واهي فاجة عيونها بصدمة ..ومرة واهي...
اووووووووووووووووووووووووف بس عاد خلص ذبحتيني حمرااان ..ماقدر خلص سكتي شوي خليني انسى..
تنسى ..ما تقدر تنسى ..ما تقدر تنسى نعومتها وخفة روحها وحلوة وجودها ..ما تقدر تنسى عفتها وشرفها
وطهارتها ..ما تقدر تنسى الشرار اللي تولعه فيك لمن تمر ..انت ما كنت جذي جراح ..كنت تحبها ومعجب
فيها ..اما مجنون بها ..فهذا شي يديد!!!
قام من على الطاولة وهو يرفع دشداشته بظيييج ..رفع نفسه وقعد على طاولة المطبخ ...وهو ياخذ تفاحة من
الصحن وياكلها ..قضمة وحدة وخلها مكانها ...ال وخالد يدخل عليه...
ضاع صوت خالد الي يشرح لجراح عن قصة الفلم من يوم انذكر اسم مريم ...مريم العذرا ...مريم حبيبة
جراح ..مريم ينون جراح اللي على ايدها بيدش المصح ول بيطلع ال بقرار اميري..
جراح نقز مرة وحدة من على الطاولة جدام عيون خالد اللي انصدم
ما لحق خالد الغبي على جراح اللي طلع من البيت مثل البرق ..ركب سيارته وعلى طول طلعها من غير
تسخين ول شي ..وعلى طول ..عند بيت لؤي....
مريم اللي كانت قاعدة على انغام اغنيه مكانه الخالي لعبد الكريم عبد القادر ...تتسمع واهي تتشبذ بالنسمات
لن البجي خلص اخذ مأخذه منها ..ول احد لهاللحظه صعد لها يواسيها ..اكيد ..علبالهم اهم على حق من جذي
ما يتنزلووون ..لكن معليه بسوي اضراب ..اضراب شامل ل اكل ول شرب ...مع اني بمووووت ان ما كلت ..
لكن بشوفون...
ماهي ال دقايق وجراح واقف عند باب بيت مريم ...باب اللي بياخذه للسعادة البدية ...يتخيل لو انه يدش
عرض بيت الناس ويقول لهم انا ياي اخذ بنتكم على سنة الله ورسوله ..الحرام ماهو من شيمنا ..ااااااخ بس
لو اقدر اقولها ..انا شغل ما اشتغل .دراسه ما كملتها ..لكن ...لكن لزم اتكلم لمريم ..ما يصير اخليها تروح
من يدي ..انا هالبنت بموت ان ظاعت مني..
طلع من السيارة وهو يهندم نفسه ...ضربته الريح الباردة ورد داخل السيارة وهو يتقرقص ..شهالبرد اللي
حلس علينا ..ورفع تلفونه يتصل بلؤي..
يرن
يرن
يرن..
لكن وين ينشال ..لن لؤي ضايع في سابع نومة ..وهني قطع المل جراح ..وهو يتحقرص في سيارته ..شسوي
الحين ..احاجي منو الهبل راقد ..ومساعد باميركا ماقدر اكلمه بهالسالفة بالتلفون ...اوووووووووف
شهالحالة...
ورد اتصل في لؤي ..ونفس الحالة ..التلفون يرن ويرن والثاني ول يشيله ..ياربي شهالحالة ..شنو الممكن
اقدر اسويه ..مالي ال الصبر ..كفاية ان الينون يابني لعند باب بيتهم ..سوالف جذي ما تصير بالقوة ...لزم
يبيلها صبر ..ويبييلها تحكيم للعقل ...حركات روميو ول فارس الغبرا ماتمشي ..اوووووووف لو بس اشوفها..
يتكلم بصوت مسموع :شوت شوت شوت .لو بس اشوفها ..اشوفها ياربي اكحل عيوني بويهها السمح...
بهذيج اللحظة قامت مريم من على السرير وويهها متنفخ من البجي ..راحت عند المنظرة تشوف نفسها بجت
مرة ثانية مو عشان شي عشان شكلها اللي تخفس ...وراحت الحمام تغسله بالماي البارد ...ويوم طلعت من
الدار حملت الفوطة الصغيرة تنشف ويهها وحست بالجو يبرد في الدار ..وراحت عند الدريشة عشان
تسكرها ...وهي تحاول تحركها لنها شوي انرصت ..شافت سيارة يوكن ...واقفة عند بيتهم...
اهي السيارة ما جمدتها كثر معرفتها بصاحب السيارة ..هذا جراح ماكو غيره ...شسوي عند البيت...؟؟ ياي
للؤي...
بهذيج اللحظة رفع جراح عيونه بعجز فوق وكأنه حس لوجود مريم في المكان ..ومن طاحت عيونه عليها راح
الظيج عنه ..حواجبه اللي كانت معقدة تحللت عقدتها واستوت بخط مائل في الوسط ..وارتسمت على شفاته
ابتسامة الرضا والراحة..
اما الثانية فظلت مادة برطمها بزعل ودلل ...لكن بهذيج اللحظة أي زعل واي دلل ايي ..هذا الحبيب ..هذا
البهجة الي انتظرتها طول عمري عشان تصير ...يا مرحبا فيك ومرحبا باللي جابك ...اهل وسهل بالعزيز
الغالي ...حبيب قلبي نور عيوني من صباي ..جراح ..
طلع جراح من السيارة وهو يناظر مريم براحة وهنا وكان عينه سابحة في فضى الهدوء ..بكل هدوء وقف عند
مقدمة السيارة وتسند عليها ...وهو مو مصدق...
وكأنه مقطع من فيلم كلسيكي ..من بطوله كلرك غيبل وفيفيان لي ...مع انه كان ذهب مع الريح لكن هذا
المقطع ..من احلى قصة عرفتها مريم ..قصة حبها ..قصة حبها وشغفها لحبيب الطفولة ..جراح..
حس جراح ان طالت نظرته لمريم خصوصا واهي مو لبسه حجاب ..لكن شالمانع ..هذي حبيبتي ..وكل شي
حلل بالحب والحرب..
وقف مرة وحدة جراح واتفاجأت مريم من حركته...
قام أشر على نفسه ...ومريم تهز راسها جنهه تقول :شفيك؟؟؟
انا احبج..
واسترخي كل شي في جسم مريم وظلت واقفة بل حواس ...جراح ابتسم لتأثير الكلمة على مريم ولكنه
ركبت سيارته وراح بعيدعنها ...يخليها تستمع بالجو اللي خلها تسبح فيه ..وهو الثاني ماكان يمشي على
الرض ..كان يطير بالجو ...شعور بالخفة ..وكأن الدنيا ما فيها جاذبية ارضية ..وبدل ل يروح عند بيتهم ...ابتعد
عن المكان ..عشان ينشر من السحر اللي لمسه على الكويت كلها ..ان ما كانت الدنيا كلها...
ومريم اللي ظلت متصنمة مكانها من اعتراف جراح بحبه لها ..لول مرة ..من ست سنوات يعترف لها بانه
يحبها ..واهي اللي ظنت ان حبها له من طرف واحد ..وهذا العتراف خلها تقعد مكانها بكل هدوء وهي ماسكة
قلبها ...شعور جديد طغى عليها ..شخصية جديدة دخلت عليها ...دنيا ثانية اهي تعيش فيها ..عمرها ما توقعت
هالشي ..عمرها ما توقعت حب جراح لها ...يحبني ..يحبني انا ..من دون الناس ...يحبني...
وفي طرف ثاني ..كانت غزلن قاعدة تعد نجوم السما ..وكأنها تعدها وتخليها مثل المهلة اللي راح تقربها
لجراح بمجرد انقضاها ..يا الله لو بس يصير لي جراح ..راح اكون شاكرة لعطائك يا رب العالمين ...مريم هذي
ما تناسبه ..ما راح تعطيه كل الحب اللي انا اقدر اعطيه اياه ...جراح لغزلن ..وغزلن لجراح ...هذا التصحيح
اليديد يا بنت خالتي العزيزة...
ياترى ..شلي تخطط له غزلن عشان انها تتقرب لجراح اكثر وتبعد مريم نهائيا عن حياته ...وشنو راح تكون
ردة فعلها لو ان خططها اتجهت بالعكس تجاهها....؟؟؟ صدمة كبيرة لبنت العز ...او لبنت العامة مريم...
------------
الساعة صارت 12:30بالظهر ..ومساعد زهب من فترة وينتظر فاتن تطلع من الدار ..ويعد قلبه لمظهر فاتن
الجديد ..يا ترى اهي بتسمع كلمي بان الوردي ليق عليها ول شنو؟؟ يمكن اهي زعلت لني قلت لها هالشي..
مادري والله بس مابي هاللحظة تخترب ..لن نادي اليخوت ينتظرنا وما بردها البيت ال لمن تتمايل من
التعب..
مساعد كان كاشخ من الزين ...حلق لحيته او خففها ..وخله شعره اللي بدى يطول شوي مبلل بالجل ولبس
تي شرت ماروني بدم الغزال وبانطلون اسود شاموا ..وفوقهم جاكيت اسود ولفافة على الرقبة ..اسود وبها
ماروني ..ولون عيونه البنية البندقية مغمجة اليوم اكثر عن العادة..
وانفتح الباب..
طلعت فاتن منه
وغابت روح مساعد عنه..
كانت باحلى حلة للبنت ..كانت لبسة شال بيجي حريري اطرافه موردةومن تحته مقنع بيجي اغمج ومورد
بنفس الديزاين ..وتنورة وردية تتدرج من الفاتح للغامج من فوق لتحت ..وتي شرت مع جاكيت جينز بلون
البيج ..وجنطه صغيرة بورد اخضر شاحب..والويه الحسن ما كان فيه شي ال لمسات خفيفة من الخضر
والخدود موردة والشفايف لمعة..
ما قدر مساعد يمسك قلبه ..اهي حلوة وال اهو يشوفها حلوة؟؟ ما يصير ..كل مرة لها شكل مختلف ..
الجامعة السبوع اللي فات ما قصرت فيها ..يوم ازرق ويوم اخضر وويوم ماروني ويوم ويوم ..لكن اليوم
البنت وايد مصيفة ..ليش؟؟
والثانية تمشي وراه بصدمة لنه يمسكها بشكل عادي مو جنه علقتهم من اكثر علقات الزواج رسمية ودخلها
الغرفة ...راح عند الكبت واهي ظلت واقفة عند الباب تنتظره ..ناظرها بلفته سريعة وكانه يطلب الذن منها
واهي هزت راسها ..فتح درج الملبس المعلقة وتم يناظرها ...وطلع تنورة خضرا باهته وسيعة لونها مشابه
للورد اللي في الشيلة والجنطه...
ابتسمت فاتن مو عشان ان اللون يتناسب ..لن اللي اختارها ريال ..اهي البنت ما عرفت تناسق ..الله يخليج
يا مريم محد سالم منج ياروح الناقة..
مساعد ابتسم وطلع من الدار ...وسكر الباب من وراه ...وانتظرها وانتظرها ..لمن طلعت بعدين بالتنورة..
وهي مثل اللعب اللي في البوكسات الموسيقية ...ولبسة معاهم صندل حليبي ناعم وخفيف وكعبة طويل
شوي..
فاتن :الحين؟؟؟
مساعد يبتسم بخفة :بيرفكتو..
ضحكت فاتن :هههههههههههههه الحمد لله ..نقدر نروح..
مساعد يبتسم ويهز راسه ..وتحركت فاتن صوب الباب جدام مساعد والثاني واقف وهو يناظرها واهي تمشي
بخفة ..وبعدين لحقها ..وطلعوا من البيت وبحركة التف فيها مساعد خلت اللم اللي من مساعة للحين
وهويرن في جتفه يرجع مرة ثانية ومن شدته هالمرة غمض عيونه بقوة وشد عليها بسبب اللم...
ما عطاها ويه ونزل من الدري وهو معصب للخر ..واهي منصدمة من حركاته السخيفة ..شنو يعني غصب
اطلع وياه ..صج انه ما عنده احساس ..مابي اطلع وياك غصب ..اووووووووووووووووووف ...وقفت مكانها
شوي تبي تنتظره يمكن يرد مرة ثانية ..لكن اهي الظاهر تحلم شوي ..وبعصبية واهي تدق بريلها الرض
طلعت من البناية تشوفه مشى ولظل مكانه ...ل ..كاهو واقف ...وبالسيارة بعد ..راحت من غير ما تناظر
بشكله ودخلت السيارة وسكرت الباب بالقوة ..لكن مساعد ما اهتم لها واول ما دخلت مشى السيارة بكل
هدوء...
وهذي بداية الطلعة وشكلها بصراحة حماسية ..هذا اللي فكرته فاتن ..اذا من بدايتها تناجرنا وتهاوشنا ..بعد
يحمد ربه اهتم لموره ..وال وحدة ثانية ما تعطيه ويه ...مالت علي..
ومساعد اللي اللم من جهة مظايجه وعصبية فاتن وبياختها من جهة ثانية ..صج انها ياهل يعني حتى لو اقتنع
ساعات انها بنت كبيرة وفاهمة ترد وتسوي حركات اليهال ..ياخي جتفي وكيفي يعله الخلع مو شغلها ..مو انا
فرض على حياتها خلها على راحتها ما ابي اتعبها ول ابيها اتعب روحها عشاني ..
-----------------------
هيام في بيتها الكبير كانت تفكر بالتصال لفاتن لكن ما تدري ..يمكن اهي مشغولة ويا ريلها ..لكن ..اهي ملنة
وما تدري شتسوي غير انها تتصل فيها ..ل شنو تتصل فيها ..خلها على راحتها اليوم ويك اند..
راحت عند الجهاز وفتحت ماسنجرها ..لقت عندها يوم فتح اضافة جديدة..
Half_life_half_death
استغربت ..من صاحب هاليميل ..ما تذكر انها عطت ايميلها لحد ..وطبعا رفضت الضافة ..وظلت تحوس
وتلوس بالنت والشات وكل المواقع ...حست روحها زهقانة ..وقررت انها تسكر كل شي ..وتوها بتسكر
المسنجر ال رسالة توصلها ..فتحت الرسالة وانتظرت الصفحة انها تكتمل ..وتمت تقرى الرسالة..
____________
!Hai there my name is 7amad andi found Ur email in one of the sending groups
قروب ..انا ما اشترك بقروبات ...ايييي هذاك ...انزين ؟؟
??And I liked it a lot.. I really want to have you on my msn sometimes what you think
Tonight is good?? That is fine with me 7 pm
I will be waiting
7amad
استغربت هيام من قلب ..شيبي هاذي صج انه لزقة ..بس ...انا خلني اظيفة شوراي ..ل ريل ول حبيب مثل
الناس ..وان جان هاذي السبال زيادو فهو ما بينفعني ..مالت عليه احبه الكريه ..وظافت اليميل في اللست
عندها وعلى طول طلعت من المسنجر ..على امل اللقاء بهالحمد اليوم ...من يدري يمكن يكون وراه شي؟؟؟
---------------------------
وصلت السيارة عند الميناء ..وفاتن ابد مو مشتهيه انها تطلع من السيارة ابدا ..ما تبي هالرحلة لنها خلص
عرفت شنو بيصير فيها فما يحتاج انهم يواصلونها ..لكن هالعنيد هالراس اليابس من يقنعه ..اوووووف والله
اهي حالة..
مساعد من جاف اليخوت جدامه نسى فاتن واهله ونسى روحه ..وعلى طول طلع من السيارة وراح عندهم..
مشى لوقت وايد عشان بس يوصل ..لكن الحمد لله كاهو وصل وكاهي اليخوت جدامه ..يا قلبي اقول اليوم
بروح فيها بروح..
وفاتن للحين في السيارة ..التفتت لها والبتسامة مو شادة ويهها ..وفاتن من شافت ابتسامته اللي جنها
ابتسامة اليهال بادلته البتسام مع انها كانت متغيظة بهذيج اللحظة ..لكن..شلي خلها تبتسم له ..يمكن فرحته
الكبيرة وحماسة المثير لهالرحلة ..وبكل طواعية طلعت فاتن من السيارة وهي متحمسة بحماس مساعد...
يمكن الرحلة على عكس ما توقعت راح تكون حلوة..
تمت تمشي بوسط الشارع وهي تناظر المكان بعين شبه مسكرة بسبب الشمس الصاطعة ..والجو كان
منعش مو بارد ...جافت الناس للحين لبسة ملبس صيفية ..اكيد متعودين على هالجو ..وراحت وقفت عند
مساعد ..مو لزقة فيه بس القرب كان زين..
ال ومساعد يمد يده جدام عينها :شوفي اليخت اللي هناك؟؟
فاتن ناظرت مساعد اول واقشعرت من قربه لها .. :وين.؟؟
مساعد يناظرهاوهو يبتسم :طالعي وين اشر..
وراحت عيونها المتوترة لناحية اليخت ...وانعجبت فيه بصراحة ..كان صغير مو كبير لكن لونه البيض وحوافه
الساااج كانت حلوة ..واسم القارب كانdreams ..
ابتسمت فاتن لليخت وشعور التفاؤل يعمها ..ل هالرحلة بتكون خير علينا ..على القل نغير هالجو..
مد مساعد يده وكأنه ينتظرها تحط يدها فيها ..وبالفعل ..بتوتر كبير حطت فاتن يدها بيد مساعد ولكن لمسه
يده صارت معتادة لها ...لكن هالمرة مسكته كانت خفيفة وناعمة ..وسحبها معاه لعند اليخت ..واهي تحس
انها دايخة ول سكرانة ..هذا تأثيره عليه كبير وما اتحمله صراحة ..وسحبت يدها من يد مساعد وهو توقف
مستغرب من سحبه يدها ..لكنها ما عطته ويه ومشت جدامه واهي متوترة وخايفة من ردة فعله ..لكنه ما
اهتم لها ومشى بخطوات واسعة لمن سبقها ومشى جدامها واهي ظلت وراه..
ما درت فاتن شنوع من القهر خلفت في مساعد ..كان وده لو انه يمسكها ويقطعها لكنه ما قدر يسوي فيها
شي ..ياهل ما يحط باله وياها ..صار الحين يندم على انه طلعها وياه اليوم ..من المفروض والصح انه يخليها
في البيت ..كان غبي يوم ظن ان العلقة تغيرت بينهم .فاتن بتظل حاطه الحواجز بيني وبينها ..وانا صراحة ما
عندي التحمل اني انتظرها تبعدها عشان اتيني ..انا بخليها على راحتها ..ول بقول لها شي ..خلها مثل ما تبي
بيصير...
وهذي العلمة الثانية على ان الرحلة فاشلة ..بانتظار الثالثة عشان تكون ثابتة..
--------------------------------------
ما مرت ساعة ال وهيام تقعد على الجهاز مرة ثانية ..تبي تصمم جم صورة عشان تواقيع طالبينها منها اخوانها
الصغار ..وتمت تصمم وكل شي ..وعشوائيا ككل مرة فتحت المسنجر ..ويوم فتح ما لقت احد ال صاحب
اليميل الغريب ..وكان نك نيمه حزين...
))يا صاحبي شوف الدهر خلني اصرخ اااه ..يا صاحبي عفت الصبر مقدر على فرقاااه((
استغربت لن بيت الشعر هذا من اغاني فرقتها المفضلة ..الخوة ..واهي بعد كانت حاطه بيت من ابيات
اغانيهم...
))اسألني لو حبيت ..انا غيرك ما هويت((..
دقيقة مرت واهي تفكر ..تدخل ول شنو؟؟؟ ..تدخل تكلمه ول مايحتاي ...اوووف والله حالة..
ال وهو يدخل...
يا صاحبي :متحيرة؟؟
استغربت هيام ودزت الويه المستغرب :من شنوو؟
يا صاحبي :تدخلين ول لء؟؟
انصدمت هيام من اللي قاله ..شلون عرف؟؟ ل يكون بس واحد من اخواني؟
يا صاحبي?any body there :
اسالني :هل...
يا صاحبي :شفيج ما تردين؟
هيام :ما فيني شي بس ...انت من وين لك ايميلي؟
يا صاحبي يدز ابتسامة :على مااظن قريتي ايميلي...
اسالني :أي قريته بس ...ماني متطمنة..
يا صاحبي :ل تخافين ما اعظ )(6
دزت هيام ويه البتسامة :الحمد لله وانا اللي كنت خايفة
ياصاحبي :ههههههههههه معاج حمد 23 ..سنة ..وانتي؟
فكرت هيام ...تجذب ول تقول الصج ..اهو مبين عليه صاج ليش اجذب :هيام 20سنة..
يا صاحبي :العمر كله
اسالني :عاشت السامي
يا صاحبي :عاشت ايامج
اسالني :اجمعين...
صمت دار بينهم واهي تفكر في شنو تقول له وتنتظره يتكلم لكنه كانت ساكت ..وينه ال يبي يتكلم معاي
ومادري شنو ..والله الظاهر انه مو مقتنع..
وهذي بداية الطلعة وشكلها بصراحة حماسية ..هذا اللي فكرته فاتن ..اذا من بدايتها تناجرنا وتهاوشنا ..بعد
يحمد ربه اهتم لموره ..وال وحدة ثانية ما تعطيه ويه ...مالت علي..
ومساعد اللي اللم من جهة مظايجه وعصبية فاتن وبياختها من جهة ثانية ..صج انها ياهل يعني حتى لو اقتنع
ساعات انها بنت كبيرة وفاهمة ترد وتسوي حركات اليهال ..ياخي جتفي وكيفي يعله الخلع مو شغلها ..مو انا
فرض على حياتها خلها على راحتها ما ابي اتعبها ول ابيها اتعب روحها عشاني ..
-----------------------
هيام في بيتها الكبير كانت تفكر بالتصال لفاتن لكن ما تدري ..يمكن اهي مشغولة ويا ريلها ..لكن ..اهي ملنة
وما تدري شتسوي غير انها تتصل فيها ..ل شنو تتصل فيها ..خلها على راحتها اليوم ويك اند..
راحت عند الجهاز وفتحت ماسنجرها ..لقت عندها يوم فتح اضافة جديدة..
Half_life_half_death
استغربت ..من صاحب هاليميل ..ما تذكر انها عطت ايميلها لحد ..وطبعا رفضت الضافة ..وظلت تحوس
وتلوس بالنت والشات وكل المواقع ...حست روحها زهقانة ..وقررت انها تسكر كل شي ..وتوها بتسكر
المسنجر ال رسالة توصلها ..فتحت الرسالة وانتظرت الصفحة انها تكتمل ..وتمت تقرى الرسالة..
____________
!Hai there my name is 7amad andi found Ur email in one of the sending groups
قروب ..انا ما اشترك بقروبات ...ايييي هذاك ...انزين ؟؟
??And I liked it a lot.. I really want to have you on my msn sometimes what you think
Tonight is good?? That is fine with me 7 pm
I will be waiting
7amad
استغربت هيام من قلب ..شيبي هاذي صج انه لزقة ..بس ...انا خلني اظيفة شوراي ..ل ريل ول حبيب مثل
الناس ..وان جان هاذي السبال زيادو فهو ما بينفعني ..مالت عليه احبه الكريه ..وظافت اليميل في اللست
عندها وعلى طول طلعت من المسنجر ..على امل اللقاء بهالحمد اليوم ...من يدري يمكن يكون وراه شي؟؟؟
---------------------------
وصلت السيارة عند الميناء ..وفاتن ابد مو مشتهيه انها تطلع من السيارة ابدا ..ما تبي هالرحلة لنها خلص
عرفت شنو بيصير فيها فما يحتاج انهم يواصلونها ..لكن هالعنيد هالراس اليابس من يقنعه ..اوووووف والله
اهي حالة..
مساعد من جاف اليخوت جدامه نسى فاتن واهله ونسى روحه ..وعلى طول طلع من السيارة وراح عندهم..
مشى لوقت وايد عشان بس يوصل ..لكن الحمد لله كاهو وصل وكاهي اليخوت جدامه ..يا قلبي اقول اليوم
بروح فيها بروح..
وفاتن للحين في السيارة ..التفتت لها والبتسامة مو شادة ويهها ..وفاتن من شافت ابتسامته اللي جنها
ابتسامة اليهال بادلته البتسام مع انها كانت متغيظة بهذيج اللحظة ..لكن..شلي خلها تبتسم له ..يمكن فرحته
الكبيرة وحماسة المثير لهالرحلة ..وبكل طواعية طلعت فاتن من السيارة وهي متحمسة بحماس مساعد...
يمكن الرحلة على عكس ما توقعت راح تكون حلوة..
تمت تمشي بوسط الشارع وهي تناظر المكان بعين شبه مسكرة بسبب الشمس الصاطعة ..والجو كان
منعش مو بارد ...جافت الناس للحين لبسة ملبس صيفية ..اكيد متعودين على هالجو ..وراحت وقفت عند
مساعد ..مو لزقة فيه بس القرب كان زين..
ال ومساعد يمد يده جدام عينها :شوفي اليخت اللي هناك؟؟
فاتن ناظرت مساعد اول واقشعرت من قربه لها .. :وين.؟؟
مساعد يناظرهاوهو يبتسم :طالعي وين اشر..
وراحت عيونها المتوترة لناحية اليخت ...وانعجبت فيه بصراحة ..كان صغير مو كبير لكن لونه البيض وحوافه
الساااج كانت حلوة ..واسم القارب كانdreams ..
ابتسمت فاتن لليخت وشعور التفاؤل يعمها ..ل هالرحلة بتكون خير علينا ..على القل نغير هالجو..
مد مساعد يده وكأنه ينتظرها تحط يدها فيها ..وبالفعل ..بتوتر كبير حطت فاتن يدها بيد مساعد ولكن لمسه
يده صارت معتادة لها ...لكن هالمرة مسكته كانت خفيفة وناعمة ..وسحبها معاه لعند اليخت ..واهي تحس
انها دايخة ول سكرانة ..هذا تأثيره عليه كبير وما اتحمله صراحة ..وسحبت يدها من يد مساعد وهو توقف
مستغرب من سحبه يدها ..لكنها ما عطته ويه ومشت جدامه واهي متوترة وخايفة من ردة فعله ..لكنه ما
اهتم لها ومشى بخطوات واسعة لمن سبقها ومشى جدامها واهي ظلت وراه..
ما درت فاتن شنوع من القهر خلفت في مساعد ..كان وده لو انه يمسكها ويقطعها لكنه ما قدر يسوي فيها
شي ..ياهل ما يحط باله وياها ..صار الحين يندم على انه طلعها وياه اليوم ..من المفروض والصح انه يخليها
في البيت ..كان غبي يوم ظن ان العلقة تغيرت بينهم .فاتن بتظل حاطه الحواجز بيني وبينها ..وانا صراحة ما
عندي التحمل اني انتظرها تبعدها عشان اتيني ..انا بخليها على راحتها ..ول بقول لها شي ..خلها مثل ما تبي
بيصير...
وهذي العلمة الثانية على ان الرحلة فاشلة ..بانتظار الثالثة عشان تكون ثابتة..
--------------------------------------
ما مرت ساعة ال وهيام تقعد على الجهاز مرة ثانية ..تبي تصمم جم صورة عشان تواقيع طالبينها منها اخوانها
الصغار ..وتمت تصمم وكل شي ..وعشوائيا ككل مرة فتحت المسنجر ..ويوم فتح ما لقت احد ال صاحب
اليميل الغريب ..وكان نك نيمه حزين...
))يا صاحبي شوف الدهر خلني اصرخ اااه ..يا صاحبي عفت الصبر مقدر على فرقاااه((
استغربت لن بيت الشعر هذا من اغاني فرقتها المفضلة ..الخوة ..واهي بعد كانت حاطه بيت من ابيات
اغانيهم...
))اسألني لو حبيت ..انا غيرك ما هويت((..
دقيقة مرت واهي تفكر ..تدخل ول شنو؟؟؟ ..تدخل تكلمه ول مايحتاي ...اوووف والله حالة..
صمت دار بينهم واهي تفكر في شنو تقول له وتنتظره يتكلم لكنه كانت ساكت ..وينه ال يبي يتكلم معاي
ومادري شنو ..والله الظاهر انه مو مقتنع..
تمت هيام تقرى النكته واهي من النوع الصعب تضحيكه ..بس دزت له ابتسامة..
طلع وسكره من غير ما ينتظرها تقول له شي ...هذا اللي قهر هيام عدل ومن الزين بعد ..شعلباله هالسبال
على كيفه يدش ويطلع ..ل بعد ماكو احترام ينتظرني اقول له شي ...لكن معليه ...على طول دورت اسمه
وبلوك وديليت من غير أي تردد ..أي بلى ..العورة اللي بتكون موجودة الساعة ...7
طلعت من النت ومن الغرفة كلها واهي متغيضة من هالسبال اللي اسمه حمد ..مالت عليه لكن معلية....
-------------------------------
راح مساعد وكلم المكتب اللي استاجروا منه اليخت والحمد لله كل شي اوكية ..عطوهم سترات النجاة وكل
شي والراديو شغلو في حاله يطلبون مساعدة ول شي جذي ..وفاتن اللي واقفة عند البحر والنسيم يضربها..
صج ان الطلعة اختربت من الزين لن من يوم سحبت يدها ومساعد من حزتها ما كلمها ول نطق بحرف
معاها ..او لو طالعها زين ..بس جذي احسن ..ياخي عليه نظرات تقهر وتربكني انا مالي مزاج للرباك ..كفاية
فكرة اني بكون وياه لروحنا ..شدعوة يعني بالبيت اهو في ديرة وانا في ديرة؟؟ يالله الله المستعان ..شبيصير
في هالطلعة ..الله العالم..
اخذ مساعد سويج اليخت وطلع من المكتب وراح لعند ما فاتن كانت واقفة ..ويوم شافها وقف شوي وهو
يسحب نفس عشان يستحملها ..اهو خاطره انه يقطعها من الضرب لكن ..خله متحظر اكثر من جذي ..اهو
ماله دخل فيها ..اللي تبيه تسويه ..لكن سالفة اني اخليها لحالها هذا شي اهي لزم تشيله من بالها نهائيا...
وييوم تقرب منها عشان يروح لعند المنصة ضرب جتفه جتفها من غير عمد ..بس اهو ما عبرها وراح عنها
واهي ظلت واقفة ومادة البرطم شبر ..وكلها لحظات ال ويوقف جدامها من بعيد..
مساعد :ل يكون بس مقررة انج توقفين مثل الصنم بنص الدرب ...يالله خلينا نكمل هاليوم على خير..
ما تكلمت فاتن وكتمت الغيض في نفسها وراحت وراه واهي تتنهد ..ومساعد يراقبها بحاجب مرفوع ..مع ان
النظارات خبت عيونه ..أي بعد دلع بنات ما عندنا ..امشي بالطيب اييج بالطيب ..تعوينها اكسرها لج..
ركبووو اليخت ..وفاتن انعجبت فيه بشكل كبير ...وكان الجو فيه حميمي وحالم ..يعني عكس وضعيتهم..
ومساعد على طول راح عند كرسي القيادة وشغل المحرك ...فصخ الجاكيت اللي عليه وشمر السواعد ...وهو
يحس بنشوة كبيرة كلم فاتن..
مساعد :يمكن نتاخر لليل هني ..لتحاتين انا اعرف لهالسوالف ل تظنين اني مو خبير ..بس انتي لبسي لج
سترة نجاة اللي يبتهم وخلص ...اوكية..
هزت فاتن راسها ..والدمعة منكشحة في عينها لكنها اقوى من تهزيئاته ..ما راح تخليه يعصبها اكثر ..اهي
بتصير مثل الحايط. .
مساعد :مستعدة..
من يدري ..بهالرحلة القصيرة ..شراح يصير ف فاتن ومساعد ...هل راح ينقلب الزعل الى رضا ..والرضا
ينتقل الى العجاب ..والعجاب للحب..؟؟؟؟
مساعد كان يتذكر مزار عالية اللي كل ليلة يهديه زيارة او طلة يذكره بالوصل اللي بينهم ما غابت عالية عن
باله في ذيج اللحظة ..وحضورها القوي معاه في نفس المكان نسااه فاتن مع ان فاتن في البداية كانت الصلة
الروحية بين مساعد وعالية لكن الحين الوضع اختلف ..فاتن بانت على حقيقتها انها تختلف عن عالية ..عالية
تعلى على فاتن بدرجات ودرجات ..عالية فيها اللي فاتن مستحيل يكون فيها ..فيها الحب ..الحب لي انا..
الحب والحنان اللي ما انوجد في قلب حرمة بهالدنيا ..يمكن اهو انوجد في قلب فاتن ..لكن مستحيل يكون
لي..
نزل راسه بهالكلم او الصراع النفسي اللي كان يدور فيه ..وبلمحة لفاتن شافها قاعدة واهي مسكرة عيونها
ومبتسمة وسانده رقبتها بيدها واهي مستمعة بالجو ...الشال اللي على راسها كان يطير وخصلت عند جبينها
كانت طالعة ومحلية ويهها ..طفولي لدرجة كبيرة ..وبنفس الوقت قاسي وعنيف ..مثل الصخر اللي يضربه
الموج ول ينهز ..هذي انتي يا فاتن ..صخرة ..تضربج امواج حبي وتحاول انها تهز وجدانج ..لكنج ما تحسين ..ما
تحسين بالنار اللي تسعر فيني ..تظنين اني بارد واني ما احس لكنج غلطانه..
وحس مساعد بالظيجة شوي واختار بقعة حلوة عند البحر يمها صخر ووقف اليخت ..قام من على كرسي
القيادة ويوم يا يقعد ويا فاتن عند الكراسي انتبهت فاتن ان اليخت توقف ..لكن الهوا كان بعده يهب بنعومة..
ويوم انتبهت لوجود مساعد في نفس المكان تذكرت مضايقاته لها ..ونزلت عيونها بالرض ..صارت ما تكرهه
وقت ل ظايقها ..ما تدري..شعور غريب يمر فيها من الحسرة واللم لمن يظايقها او تحس انها غير مرغوب
فيها ..اهو طيب ما عليه كلم لكن عيبه اهو تملكه في الناس ..ورغبته انه يسير كل شي على كيفه ..اهي ما
تعودت يوم انها تكون تحت أمرة احد ..حتى امها وابوها كانو يخلونها على راحتها تتصرف من غير أي تحكم..
لكن اهو ..يبيله فترة عشان يفهم هالشي ..هذا ان استمروا ويا بعض..
رفع حاجبه مساعد ..وقال في خاطره :الكويت ..الكويت واهل الكويت ..هز راسه من افكاره ..صج انه غبي..
اهو مو بهالسطحية عشان يعيش نفسه بالشك ودواماته ..اهو اكبر من هالسوالف ..لكن تواجده مع فاتن
بنفس المكان يخليه يحس بانه صغير وتفكيره ضئيل ..تأثيرها الياهل..
فاتن :مساعد..؟؟؟؟؟
ناظرها مساعد بكل جوارحه ...لول مرة فاتن تناديه ...لول مرة تتلفظ باسمه ..ول ..بنعومة تهلك الغول..
فما بال مساعد النسان العادي
ما كانت تبي تبين له خوفها ..اهي تخاف انها توقف في مكان محايطه الماي ..تتحرك فيه اوكي ..لكن فكرة
انها تكون وسط لجة الماي ترعبها..
قال هالجملة وهو يمسح على بطنه المسطح ..واستحت فاتن من حركته مع انها كانت عادية ..لكنها خلتها
تناظره وتناظر بنيه جسمه واستحت وردت تحاول وياه
ذاب قلبه من ويهها المترجي ..يا حلوج والله وانتي تترجين ..خاطري تترجين لي طول عمرج بس عشان
اشوف هالحل ..وما هان عليه يشوفها جذي من غير ما يلبي لها طلب ..غبي انت يا هالقلب ..يذوبك هالشكل
السمح ..مالت عليك ومن مساعة للحين تتوعد فيها ال بوريها والمادري شنو ..اثرك خقة وما منك فايدة ول
رجا..
مساعد :بشرط..
فاتن استغربت ..شرط :أي شرط؟؟
مساعد يبتسم :انج ما تناحسيني طول اليوم ..بسنا فاتن ..احنا صار لنا شهر الحين ويا بعض ..لزم نحاول اننا
نتقبل بعض ..ما نقدر نستمر جذي..
انصدمت فاتن من طلبه ...لكنه كان عادل وحقاني ..صح ..لمتى بظلون جذي لكنه مو من السهل عليها ...مو
بسبب مشعل ول بسبب بدايتهم مع بعض ..اهي عاشت وياه شهر وشافت طبعه واخلقه ..وما تحسه من
النوع اللي تتسامح مع كل شي يسويه ..ودامنه فتح المجال عشان انهم يعدلون مسارهم ..ليش اهي ما
تشرط بعد
فاتن :بشرط؟
مساعد يبتسم :شرط بشرط؟
فاتن استحت ونزلت عيونها ... :شرطي انك ما ...ما تحاول انك تتحكم فيني ...تخليني اتصرف معاك على
سجيتي ...انا ما حب التحكم ...كل ما تشد معاي ..انا اشد اكثر ..مثلك ما ابي الخيط ينقطع واطيح واتعور...
مساعد :بس انا ماحب الدلع
فاتن بصوت انثوي وعميق :وانا ما اتدلع ..انا كبرت على الدلع
مساعد وهو يناظر جدامه :ما يبين
فاتن تقر :أي اعترف ...بس انت بعد تتعامل معاي جني ياهل ما جني حرمة ومربية اخوانها ..لو ما تدري انا
ربيت مناير ويا امي وعزيز كان مثل ولدي ..انا يايه من بيئة كنت اكبرهم ..لكن ويا معاملتك تحسسني للحين
كأني بالحظانة ول الروضة..
مساعد يناظرها بكل عمق وجدية ..لنه بصراحة يستمتع لمنه يعرف اشياء خاصة عنها وعن حياتها وجوانب من
شخصيتها اللي مريم كانت دايم تسولف له عنها دايما ..يبي يعرف الصج من الغلط ..يبي يعرف هل مريم
كانت تبالغ ول فاتن صج جذي..
فاتن وهي تحس بنظراته تربكها ..نزلت عيونها بحظنها واهي تفرك يدينها :لذا..عشان نقدر اننا نتواصل احسن
من جذي ..لزم التقديم من الطرفين ..مثل ما تعرف ..اليد الوحدة ما تصفق
مساعد :صح......
وبتفكير ..بين الثنين ..وخصوصا مساعد اللي ضاع في كلم فاتن المنمق والصريح واللي ما فيه أي تردد او
تأتأة ..الظاهر انها معدة هالكلم عندها من زمان ...بليسة..
واخيـــــــــــــــــرا
مساعد :موافق...
بابتسامة رضا وراحة كبيرة :اتفقنا عيل..
وقف مساعد ..no :للحين ما اتفقنا..
استغربت فاتن :شلون..
مد يده مساعد لفاتن مصافحة مثل رجال العمال :في عالم العمال والبزنز ..التفاقيات تتم باليادي ..عشان
انها تكون متبادلة..
فاتن بابتسامة ومدة يدها بهدوءfair enough :
مسك مساعد يد فاتن وصافحها بكل هدوء وهو يسحبها عشان تقوم ..واهي قامت ..ووقفت بطريقة مباشرة
وقريبة منه ..خلت كل عرج فيها ينتفض ويستغرب هالقرب ..ومساعد كان ويهه جامد لكنه مرتبك مثل طالب
في المدرسة جدام مدرسته ..وتراجع خطوة او خطوة ونص ..وابتسم عشان يخفف التوتر اللي ساد شوية..
راح مساعد عند كرسي القيادة وهو يحس انه مثل الطير الي طلع من القيود ..البتسامة مو رايحة عن ويهه ..
معانقة ملمحه معانق ..غريب هالشعور ...شلون يعمر الجسم ويمليه دفا وغمرة ..شسمه ياناس هالشعور
عشان كل ما تظايقت احس فيه ...وتحرك القارب من مكانه
فاتن بس راح مساعد عنها قعدت على الكرسي وهني تمسك يدها اللي ترتجف من قبضة يده ..عمق
شخصيته ولباقته اللي ساعات تستحوذ على انتباهها تخليها مثل الياهل جدامه ..لكن ارتباكه وتوتره المقابل
لتوترها يخليها تستغرب ..واحد مثل مساعد ...أكيد تعامل مع الكل من الناس ..الحريم والرياييل ..فليش
جدامي انا احسه ساعات متوتر ..لكن الهم تم ..انهم اتفقوا على شي مشابه للهدنة ..والحمد لله هذا اللي
اهي تتمناه ..الهدوء النفسي..
===============================
سماء :مشعل.....
مشعل يرد عليها بتنهيدة :آآآآآآآآآآآآآه ل تسأليني سماء ..ل تسأليني ..خليني بحالي ..انا زين مني ساكت ..ان
تكلمت ......مادري شبيصير فيني...
سماء :ما عليك حبيبي ..انت رد البيت وخل ماما سماء تعتني فيك وخلص ..ارمي كل شي ورى ظهرك..
العمر توه بادي فيك...
ما يدري مشعل ليش يحس انه خلص ..القطار فاته مثل ما يقولون مع انه شباب ..ما دام فاتن غير موجودة
معناه الحياة غير موجودة ..معناه الشباب ماله طعم ول مذاق
سكرت سماء عن التلفون وهي فرحانة من كل قلبها ..يا الله ..احلى شي صار لي من فترة ..اخوي يتصل
فيني من بعد ما حرقت تلفونه من التصالت لمن قفل تلفونه والحين ..الحمد لله رب العالمين ..مع انه اكيد
زعلن ال ميت زعل على ظياع فاتن من يده لكن ..قدر ومكتوب ..من يدري ..يمكن فاتن الحين مرتاحة واهو
بعد يمكن يلقي الحب الحقيقي..
ابتسمت لنفسها ...الحب الحقيقي ..أهي شتعرف في الحب ..عمرها ما حبت احد ول تحب الفلم الرومانسية
ول تشتهي اللون الحمر ..من مقرفاتها هاللون ..لكن اهي انسانة فضولية وودها لو ان هالشعور يمر فيها مثل
ما يمر في الناس كلها ..ليش اهي مو غير؟؟ اهي انسانة ولها الحق وكامل الحرية انها تحب ..وتنحب لكن..
من يستاهل في هالدنيا ..شباب هاليام ضايع ما يبي من البنية ال السمنه ..وانا مستحيل اخضع لرجل في
هالدنيا...
ضحكت على نفسها بهالكلمة ..تخضع لرجل ..اهي مع حياتها هذي بتكون شاكرة لرب العالمين ان تزوجت
فيوم ...الفظاوة وقلة الهتمام في حياتها ما خذتها للدرب الغلط بالعكس ..اهي ربت نفسها احسن تربية ولو
ان حريتها في لبسها ساعات مقززة لكن اهي انسانة تحبب التغيير وشكلها من اهم المور اللي تستحوذ على
اهتمامها ..مو ذنبها انها fashion mode
ههههههههههههههههههههه ..
وتابعت تصبيغ اظافرها واهي تدندن بالحااان اغنية آشر ) yeah yeahاظنكم تعرفونها( لمن سمعت صوت
الباب الرئيسي ..ناظرت الساعة اللي على الرف اللي عند سريرها ..الساعة تسعة بالليل ..من يايهم
هالحزة؟؟؟ ...
قامت من مكانها واهي تطل على الدريشة عشان تشوف من ..ال وطق على باب غرفتها يفزعها..
انرسمت البتسامة بوسع على ثم سماء ...الجيران ...اكيد خالتي ام جراح ما غيرها ..وبسرعة كبيرة طلعت
من دارها واهي تركض واهي مو مهتمة بمنظرها ول شكلها شلون ..حتى ان فستانها كان شوي قصير لكنه
مغطى منفوق واكمامها طويلة وتتوسع عند الكوع ..وكان شكلها اثيري بهذاك المظهر ..وبسرعة كبيرة راحت
عن الباب الكبير وفتحته بكل حبوووور وترحيب..
ضاع الكلم منها يوم شافت اللي واقف ...كان اول ما فتحت الباب ماعطها ظهره والحين يوم فجته التفتت
لها وهو جامد ....واهي يوم شافته تجمدت اكثر واكثر ....اهو ما غيره ...من بد الناس كلها......
خالد بصوت حميم :مساء الخير..
سماء بتردد واهي تحس بالبرد فجأة :مساء النور...
للحظات بدى خالد راضي ..ويوم ناظرها رفع عيونه بعيونها وبغضب خفيف :شهالملبس....؟؟؟
سماء ...:شنو؟؟ظ
وراح عنها من غير أي كلم ثاني ....وهي اللي ظلت تعد دقات قلبها المتسارعة من شافته ما اسرع تحركه في
افساد اللحظة الحلوة ...حلوة؟؟ مالت عليه هالسبال ان جان اكووو لحظة حلوة وياه ..بس ..اهو على حق...
ملبسي يا ناس مو زينة للطلعة لكنها مريحة للبيت ...وتمت تناظر الفراغ اللي جدامها واهي للحين يم
الباب ...وفجاة ....لمعت الفكرة الجهنمية فيبالها ....ها ها ها ..استاذ خالد ..انت اليوم ميت ل محالة ..بتجوف
شلون ان سماء تقدر تطيحك من سابع سما ...لعند ريلها..
اما خالد اللي من طلع من عند سماء وهو متكدر ويرمي قبضاته في الهوا الخالي ...منقهر منها ال خاطره
يفجرها ..شهاللبسس يعني اهي ما تعرف اللبس الصح من الغلط ..يعني ياناس انا غلطان ..البنت مثل
البقرة ,,البقرة تميز اهي ما تميز؟؟ وانا استحي والله العظيم استحي عمري ما طالعت بنات جذي ..انا ماني
ملك بس....
والتفتت عند باب بيته الجديد ..بين عمه المرحوم وهو يتذكر فاتن ...فاتن مثال الحشمة والخلق والستر في
هالديرة كلها ..يا الله عليها ..من السباب اللي خلتني احبها اهي حشمتها ..يعني عمرها ما قالت هذا ولد
خالتي كل يوم معانا ما بلبس حجاب عليه ..من اول ما لبست الحجاب بالبتدائية وهي تتغطى علي ..ال
سيابيل هالزمن الهابط سمائو ومنووور ..وسمور ام خمستعش عين ...لكن مردهم بيعقلون ..واولهم هالبقرة
العودة...
خالد تذكر شكل سماء وملبسها وفكرة ان جراح ايكون قاعد معاهم واهي بهالملبس ظيقت عليه اكثر..
ام جراح بدت تعصب صراحة ..حال خالد هاليومين مو عاجبها ..شفيه جذي ليش يتصرف بطريقة تخلي الواحد
ايضيع وهو يحاول يعرف علمه..
ال ودقات على الباب تعلن هدوء المناجر بين ام جراح وخالد..راح جراح يفج الباب ال وقف مكانه بدهشة..
وهو يبتسم ويناظر خالد اللي كان يرفع نظرة عشان يجوف من عند الباب...
جراح :حيا الله القاطعة ..جذي عاد مرة وحدة ...بيعينا في السوق..؟
سماء بحيا :اشتريكم بالغالي شدعوة..
ودخلت سماء وبانت الرؤيا عند خالد اللي كان متكدر ..لنها ان دخلت البيت بهذيج الملبس ...ياويلها بذبحها
بتلها من شعرها ...لكن لء ...انصدم خالد يوم شاف شلي لبسته ...كانت لبسة جلبية سودة مطرزة
بالحمر ..وعلى راسها شيلة سودا مطلعة بياضها كله ...ومسك خالد على قلبه عشان ل يموت ...شنو هذا..
يحليلها بالشيلة ..يا قلبي عليها..
ام جراح اللي انعجبت بمظهرها :الله بالزين ..حيا الله الحل كله ..زعلنة منج انا صراحة كل هاليام وما
تزوريني..؟
راحت سماء بكل حب ولوت على ام جراح :فديت عمرج والله مو مني ...بس كنت تعبانة وريلي ما تساعدني
بس انا اليوم كنت بييج بس تعرفين البيت محد له..
ام جراح :يالله معلية ..انا اليوم ماقدرت اصبر عنج ومن جذي خليت هالمطفوق يناديج..
رفعت سماء عيونها على خالد اللي كان واقف مثل الصنم ..ماكلها بعيونه ..مو مصدق اكيد اللي قاعد يشوفه
لكن..الياي اعظم يا عزيزي..
سماء :وانا بعد ما صبرت عنكم ويايتكم اكل من اكلكم تراني يوعانة بالحيل خالتي
جراح :اووووووف بلحق على الكل ل يخلص..
سماء :خالتي شوفيه
جراح :هاهاهاها يالله ان قدرتي تاخذين شي انا وخالد اليوم يواعة..يعني الكل بيخلص بيخلص..
سماء :اكيد خالتي بتشيل لي شويه ...صح خالتي؟
ام جراح :يالله عاد عن الدلع وخلو البنت تاكل وياكم ...يالله تعالو المطبخ الناس صارت ليل..
سماء تسال جراح وعيونها على خالد :وينهم مناير وعزوز
جراح :رقوووود شعبالج هذول وراهم مدارس ..من زمان تعشووا
سماء :وي دياي..
جراح :عبالج الكل مثلج يا البوومة
سماء بصدمة :مابوم ال انت...
جراح :ههههههههههههههه يالله خلونا ناكل واله بطني لزق بظهري..
راح جراح داخل المطبخ وسماء وراه واهي تناظر خالد من فوق وتحت واهي تحس بغيرته بعينه ..ياي شنو
الحساس صج انه فظيع ..مذوقني الويل على حسابك لكن معليه ..انا ما اقول ال وانفذ ..ههههههههههههههه..
وكانت تهم بالدخلة وفي خاطر خالد الف والف شي يسويه لكنه يحس ان لسانه مربوط ..وتوها بتدخل عنه ال
صوت يطلع منه من غير أي لجااام..
تيبست سماء مكانها واهي مو مصدقة اطراء خالد لها ..ل الدنيا انقلبت ..مستحيل هالشي صج ..مستحيل انه
يمدحها ...يقول لها ..انها ...حلوة ...يشوفها حلوة بعيونه ..يا رب السماااء ..سماء بيغمى عليها...
ال وصوت ام جراح يوعيها من هالصدمة الحلوة :يالله يمة خالد سماااء دخلووو..
انتفضت سماء من صوت الخالة وتوها بتدخل ال خالد يدخل قبلها من على طرفها اليمين ..واهي مو مصدقة
قربه هذا اللي يربك حواسها كله..
خالد من جهة ثانية كان يحس بانه على وشك يطير ..ول ينفجر ..ول كأنه طايح من الطابق ال 20000
مو قادر يصدق هالمشاعر القوية او العنيفة فيه ..عمره هالحساس ما مر فيه يوم كان يحب فاتن ..كانت
المشاعر هادئة وحالمة ورومانسية ..اما ويا سماء ..فهي عنيفة ومتمردة وغير مفهومة ..يا ربي ارحمني مو
قادر اضبط مشاعري ..ان ظلت هالبنت وياي والله بموت انا ..قلبي ما يتحمل كل هالمشاعر ...وبسبب
هالتوتر النفسي الشديد اللي كان يعاني منه خالد نفخ النبوب الهوائي في حلجه وهو يقعد على الطاولة..
جراح يوم شافه قاعد ابتسم لنه كان شاهد على كل اللي صار بين سماء وخالد
راحت وقعدت سماء عند الجهة اليسار ..مجابلها خالد وعلى طرف الطاولة جراح ومن الطرق الثاني ام
جراح ...وكل هذا ما غاب عن عيون جراح اللي شوي وينفجر من الضحك لكن في نفس الوقت يحس بعبق
الرومانسية والحنين لم العيال ..طبعا من غيرها ..الميييم ..اااخ عليج يا مريم زماني ...احبج...
------------
خلص العشا وسماء بالغصب كلت لها لقمة وحدة مثلها مثل خالد ..اللي احترم وجود سماء معاهم في مكان
واحد وما رفع عيونه لها ال مرة وحدة يمكن ...وحس اللحظة طالت بهذاك الوقت ..اهو ما يبي يغلط في حق
سماء ..وما يبي يألم قلبه اكثر ..هالمرة المناسبة راح تكون اكبر ..هالبنت ارفع من مقامه بألف الخطوات
والدرجات ..ما راح يقدر يسوي شي ومستحيل اهلها يوقفون معاه عشان ياخذها ..لحمايتها منه ومن فقره...
اوووووووووف انا ليش افكر بهالشياء ..انا مستحيل احب سماء ..سماء حلوة وجميلة ...وحلوة ...وجميلة
)وعيونه تبهت على شكلها الجميل( حلوة ....وجميلة لكن ...لكن لاا ) يشد على عيونه( مستحيل احبها....
مستحيل احبها ...حبي لها معاناة ..وبعدين انا هالكثر مخي صغير ما اقدر اعيش مع بنت غريبة عني ال ولزم
احبها؟؟ صج اني متخلف عقليا ..نقدر نكون اصدقاء ..أي نعم) ..وهو يبتسم(اصدقاء ...احلى شي في هالدنيا
الصداقة ...وتذكر فجأة الفلم الهندي اللي جافه قبل فترة يوم الممثل يقول) ..الحب صداقة ( ..وبوز مرة
ثانية ...وكل هذا تحت عيون جراح اللي ما يصدق الفلم اللي يجوفه في ويه ولد خالته...
سماء اللي تظايقت يوم قام خالد من مكانه ..لحظته ما كان معبرها على الطاولة وقام بسرعة من خلص..
وبنفس الوقت لحظت انه ما اكل ال البسيط ...وتمت متظايقة من نفسها واهي تساعد ام جراح في الصحون
اللي على الطاولة ويوم خذت صحن جراح ...همس لها
جراح ... :ما عليج منه ...اهو متحير هذا كل شي ...تعرفين الواحد مو كل يوم يشهد جمال مثل جمالج؟؟
وهو يبتسم لها وسماء اللي انحرجت من اطراء جراح حست بالراحة النسبية بس بعد ..اهي متعجبة من
الحواجز اللي يحطها خالد بينها وبينه ..كل هذا عشان اني مو متحجبة او اني البس اشياء ما تعجبه؟؟؟ ماظن
ان هذا السبب كله ..ليش اهو مبتعد عني جذي؟؟؟
طلع خالد وطلع وراه جراح وهو يحمل تفاحة بيده ..يقضمها بكل شراهة وهو يراقب ملمح خالد اللي وقف
عند التلفزيون وحمل اجهزة التحكم ..عاد انه بطالع التلفزيون ..شي لزم تعرفونه عن خالد ..اهو مجنون
افلم هندية لذا ل قعد يطالع شي فلزم يكون هندي ..خليجي ماعليه شره متاثر ..ومن ما يتاثر...
جراح وهو ينسدح على الكرسي اللي مجابله :خلود ترى السبوع الياي بيوون المتعهدين يبدون الشقل..
خالد وهو سرحان :اها...
جراح يرفع حاجبه من سرحان ولد خالته ..وبدى يختبره :يبون منك مقدم 4000دينار..
خالد :اوكيه..
جراح يبتسم والضحكة ماليه ويهه :ولزم تلبس بدلة رقص شرقي وتهز يا وز
خالد :اوكيه) ..انتبه( ها؟؟؟؟؟ شتخربط انت؟
جراح :ل بس ..اختبرك ...اشوفك وياي ول لء..
خالد :انا وياك فلذا خل عنك السخافة زين..؟
جراح يقلد على نبرة صوت خالد :زين ...ههههههههههههههه
بعد فترة صمت وعيون خالد كل شوي تتسلل للمطبخ ...وينها منخشة هناك...
يطل جراح بعيونه داخل المطبخ وياكل التفاح :ترى ما بتيي لك بريلها..
خالد :شنهو؟؟؟؟
جراح يرفع حواجبه :سماء !!.ما بتيي لك بروحها ..البنت روحها عزيزة..
خالد :ومن قالك اني ابيها اتي ..وروحها عزيزة احسن لها عيل تقط روحها على اللي يسوى واللي ما يسوى؟
جراح وهو منشغل بالتفاحة :ل بس اقول لك .......لنها ماتتضيع ..وبنت مثلها تساوي بنات العالم كلهم ...ال
وحدة يعني )بابتسامة ناصعة(
خالد وهو يناظرها بحسرة من داخل المطبخ :وانا ما حطيتها في بالي عشان انها تضيع من يدي على
قولتك) ......بنبرة حزينة وهو موطي راسه( الله يوفجها في حياتها ..تستاهل كل الخير..
جراح اللي تظايق من صد خالد المستمر لسماء ..اهو يعرف انها البنت المناسبة له لو شنو سوى ..لكن الغبي
غبي ..ويمكن اهو يفضل انه ينام على وذنه..
وقام جراح من مكانه وراح وقف عند خالد وبهمس في اذنه :خالد ...ل تعاند ..البنت تبيك ..بس انت لزم
تحطها في بالك قبل ..وانا ادري انها في بالك) ...وياشر على قلب خالد( وفي قلبك ...انسى فاتن ...وما راح
يصير لك وياها اللي صار ويا فاتن لن علقتكم كانت مستحيلة ..لكن هذي...
)ياشر على سماء(
اهي البيت والحظن الدافي والبلد اللي انت كنت تنشده ..وتناجيه بعيونك للناس الغلط ..اللي حسيته حتى
بكونك بيننا وبوسطنا..
ابتسم جراح لخالد اللي كان مندهش من كلم جراح ...صعب هالنسان يعرف كل شي ..مستحيل يعني شلون
يعرف مثل هالمور اللي تظل في قلب النسان وما يتجرى اللسان يقولها..
جراح يصوت بعالي صوته :يمة ..سموووي ..انا بعتزل وبروح انااااااام ..تصبحون على خير
ام جراح :وانت من اهل الخير يمه
سماء اللي كانت قريبة من الباب :تلقي خير...
جراح يكلم خالد وهو يركب الدري :تصبح على خير...
خالد وكأنه يعيد كلم سماء .... :تلقي خير..
ام جراح تسولف ويا سماء الشاردة في المطبخ :يمة سماء امج متى بترد من السفر؟
سماء ..:هااا؟؟
تلتفت الم لسماء :يمة علمج احاجيج...
سماء تنتبه :هل خالتي ...شتقولين؟؟
ام جراح :اقول لج متى بترد امج من السفر...
سماء :يمكن باجر ول بعد باجر ..اتصلت اهي وقالت للخادمة امس ..
ام جراح :يمة لزم تزهبين لها البيت ..ما يصير اكيد بترد واهي تعبانة ما تقدر على زهابه بروحه ..بيوونكم
ظيوف وزوار ..لزم الصول والتيكيت..
سماء بابتسامة :عاد خالتي شينظفون في البيت دومه نظيف وان جان على الخادمة خليها تحلل معاشها
تستلم اكثر من الموظف الحكومي شتبي بعد ..بيت تحت امرتها وتصرفها من قدها؟؟
ام جراح :بس يمة يد عن يد تفرق ...يد حرمة البيت تزين البيت ..وهالخادمات ما عندهم هاللمسة..
سماء :يعني خالتي انا اللي اعرف
ام جراح :ل يمة ما قلت لج جذي ..ادري فيج بعدج صغيرة بس النسان يتعلم من اهو صغير عشان ل كبر
يكون متقن للشي..
وكانت لبسة عباتها على راسها اللي تطلع فيها بالفريج ....واستغرب خالد
ام جراح :ل يمة ما يصير انت تعبان وبعدين ال جريب منا ما بياخذ مني وقت..
يسحب خالد العباية من على راس ام جراح :يالله عاد ..صج ان الطريج ذبحتج ..يالله داخل ما عندنا حريم
يطلعون بانصاص الليالي ..هاو شتبين الناس تقول عنا..؟؟
ام جراح :خلووود
خالد :ههههههههههههههههههههههههه أي والله ميتة على السكة ..خليني انا بظهرها وانتي ما عليج..
ام جراح :بس هاا ...ان ظيقت بها ال ...
خالد يقطعها :ما بيييييييظج بها ...واصل ) وهو يرفع حواجبه في ويه سماء( انا مالي خلق..
سماء بدهشة وهي تبادله القزز :وي عاد انا اللي لي خلق....
خالد يفج عيونه بويهها :شتقولين؟؟
ام جراح اللي تخبت سماء وراها :ما تقول شي يالله عاد وصل البنت...
خالد :ان شاء الله) ...ويناظر سماء( جدامي؟؟
سماء :ان شاء الله ....تصبحين على خير خالتي) ..وهي تبوس ام جراح(
ام جراح :وانتي من اهل الخير والعافية يمة...
" كان يمشي خالد بسرعة عشان سماء تلحقه ويخلص هالمسؤولية على خير ..لكن سماء على عكسه ..كانت
تمشي واهي تناظر السما ..وعاجبتها النجوم شلون منثورة بعرض الفضا وشلون القمر ساطع في ذيج الليلة..
يابخت اللي ساهر تحته...
سماء بابتسامة رضا وقفت واهي مجابلة خالد وهو يناظرها باستغراب..
خالد :اشفيج واقفة مثل الصنم وتتبسمين مثل الميانين ..قايلج نكتة
سماء ما اتهمت لي كلمة من اللي قالهم .... :تخاف علي؟؟
خالد ارتجف قلبه من نبرة صوتها :ل ماخف عليج ..اخاف منج ...انتي تخوفين بلد وما عليج خوف ..بس ...انتي
امانة برقابنه ..ولزم النسان يوفي بأمانته..
سماء اللي عجبها الحوار قعدت على عتبات البيت الرخامية :ل صج صج خالد ...من قلبك ...ما تخاف علي؟؟؟
خالد اللي تظايق من راحة سماء لنه يتوتر وياها ..واهي مو حاسبة حساب احد البنوته فرية يعني ما تخاف من
شي..
وقفت سماء واهي تناظره بعيونها الناعمة الحلوة ...وروحها هيمانة في هالمعصقل اللي سلب وجدانها
الصغير....
نزل خالد عن الرصيف ووقف بالشارع وهو يتنهد بقوة .....صج انها مو راضية تفهم ..ول يقدر يفهمها اكثر من
جذي..
خالد :سماء سماء اشفيج ما تفهمين ...خلص انا اسف مو قصدي الكلم الي قلته دشي البيت..
حرقة سرت في صدر خالد من عفوية سماء اللي بتذبحه ...لكنه ما قدر يرفض طلبها ...بس هالمرة في نبرة
احسن ..وبكلم ثاني..
خالد :سماء دشي البيت ...مو حلو البنت تطلع في الشارع بهالوقت ..وبهالساعة من الزمن ..لزم تحاسبين
على نفسج من حجوة الناس عليج ...اذا انتي ما تهتمين ...غيرج يهتم؟؟
سماء :غيري....؟؟؟ مثل منو؟؟؟؟
خالد توتر مرة ثانية :كل من ..اهلج امج ابوج اخوج خالتي ...
سماء قاطعته :وانت!!! تهتم؟؟
خالد ارتبك هالمرة وارتباكه طلع برجفة :سماء ...شلون ما اهتم ...انتي بحسبة ..اختي...
ابتسمت سماء بألم ...اخته ...بحسبة اخته :...جذاب ...انا مستحيل اكون اختك..
خالد وهو يرتجف من صج ..يمكن بسبب الجوو :شنو مستحيل ..صدقيني ..انا معتبرج مثل اختي..
سماء شوي وتبجي :ما يهمني ...انت تعتبرني مثل اختك ول عمتك ...لكن انا ما اعتبرك مثل اخوي....
خالد :ليش ان شاء الله مو قد المقام؟؟
سماء ...:لن الخت ما تفكر باخوها ...ولتحس لخوها .......مثل ما ...انا احس لك ....الله ما يرضى ..موو؟؟
سكت خالد لكن حلجه تم مفجوج ...وسماء اللي كانت واقفة على عتبة باب البيت وقفت للحظات ..لكنها
تراجعت ودخلت البيت وتركت خالد في دوامة من الصدمات اللي توالت عليه ...شتقول هذي؟؟ شقاعدة
تخربط؟؟ اهي صاحية؟؟ في كامل قواها العقلية؟؟؟ شلون ...ما يصير ...ليش؟؟؟ لا مستحيل ..مستحيل ..
اكيد تجذب ....اكيد ...اكيد مينونة هذي ..ينت ..ينت المينونة ....مستحيل...
ورجع خالد البيت بكل عصبية ...حمارها انا تستهبل علي ..اخر زمن بعد هالهيلق تقص علي انا ...ووقف على
باب البيت مرة وحدة ..بفكرة ثانية ...لكن ..لو صج ..طلعت تحبني ..شفيها؟؟؟ مو حرام انها تحبني ..انا مو
ناقص ولني عايب ..مافيها شي اذا حبتني ..بس ..فاتن اللي كانت فاتن العاجل ماحبتني ...فشلون هذي البنت
بتحبني ...هل ممكن ان اكو بنت تحبني هالدنيا؟؟ ومن يا ناس؟؟ سماء...
التفتت لبيتها وهو يناظره بغرابه ..وكأنه شي نازل من الفضاء ...من هذاك اليوم ..اول ما شفتها ..واهي مكونه
شي فيني انا ما عرفه ول فاهمه ول اقدر اني استوعبه ...ليش؟؟؟ شالسبب؟؟ حاولت اني اتناساها بفاتن..
وبقلبي اللي تعلق بها ..لكن بعد ..ظلت اهي السبب للمناجر والهواش ..اللي كان ..على عكس الناس ..متعة
لي ..ومصدر فرح وسروور..
الناس ل ذكرت مناجرها ويا الناس تذكره بالم ..او بظيج ..انا كنت اذكره بفرحة وابتسامة ..وخصوصا هذاك
اليوم ...يوم ما ذكرتها ودمعتي تسيل ...ابتسمت وقطعت درب الدمعة الي اختفت..
تم واقف على الباب وهو مو عارف شيسوي ..يسكت ..ول يتقدم ..ول يتراجع ..وينهي قصة يمكن تكون من
احلى القصص ..اذا الحب ياني لحد بيتي ..فليش ارفضه ...مو من عوايدي اني ارفض شي ..ال الذل والعار...
)وهويلتفت لبيت النهيدي( واذا انتي ييتي لي يا سماء ...مستحيل اردج ...مستحيل.....
راحت سماء دارها واهي تبجي بحرارة ..مو مثل اليهال اللي يرموونن بنفسهم على السرير ويحظنون
المخدة ...بالعكس ..بقلب كسير وروح هايمة قعدت على الكرسي وهي تحس بسيل الدمع الساخن على
وجناتها وصول لرقبتها ...شهاللم ..شهالحساس الغريب ..ليش احس اني بموووت ..وكأني لو استمريت
بفارق الدنيا ...حرقة وبرودة قشعريرة وراحة ما اقدر امييز بها ..وويهه ..ما يفارق عيني ...وتحركاته وكل
شي يسويه..يخليني مراقبة له ومستشعرة بكل مشاعره واحاسيسه ..ليش احس بهالقرب منه ولكن اهو بعيد
عني كل البعد ..لو تكلمت اكثر جان عرف وعرفت انا وياه بحقيقة مشاعري تجاهه ..بس احسن اني سكت..
لكن ...عيونه كانت تقول كلم ثاني عن اللي نطق فيه ...ليش جذي ...ليش يا خالد...
قامت من مكانها ووقفت عند الدريشة واهي تفتكر ان خالد يمكن راح بيتهم واكيد توسد السرير ونام...
واندهشت يوم شافت خالد واقف عند بيتهم ومستند الجدار ..وهو او ما لمحها واقفة عند البلكون اعتدل في
وقفته ..وبلهفة وترقب ناظرها ...سماء الثانية بعد اللي ما توقعت انها تشوفه في السكة انمحت كل مشاعر
الحزن واللم فيها الى الفرح والسرور ..حتى انها في وسط دموعها ابتسمت له ..وخالد حسها ابتسامة النور
اللي تضوي ظلم الليل ..وتقدم لها ووقف بنص الشارع ..وسماء حست بروح الحماس تعمرها وكأن يطلب
منها انها تتقدم معاه مثل ما تقدم ...وعلى طول ...طارت من غرفتها بفرحة وغبطة كبيرة ..واهي تركض بكل
عنفوانها وبكل روح الحب اللي لونت حياتها بهذاك الوقت ..وما وعت لنفسها ال واهي واقفة عند باب البيت
وقلبها يرفرف بالدقات القوية..
يوم شافها خالد عند الباب ..وقف مكانه ..ماقدر يواصل اكثر ..يخاف ل تقرب اكثر يتهشم الشي ..لنه مثالي
على انه يكون واقعي ..وتمنى لو ان هذي اللحظة تستمر ..وسماء اللي استغربت وقفته بنص الشارع قررت
بعقليتها الساذجة والمتحررة انها اهي تتقدم له ...وبالفعل ..طلعت سماء من عند الباب وراحت لخالد في
الشارع ..بجلبيتها ولكن من غير الشال ..واهي حافية بل أي شي يغطي قدمها ...تقدمت شويه لكن خالد الي
حرك نفسها وما خلها تتعدى حدود بيتهاا...
سماء ما تكلمت ..هزت راسها واهي تحس انها ما كانت واثقة من شي في حياتها مثل هالموضوع..
خالد :سمـاء ..انـا ما ابيـج تندمين بعدين ...لنج ....ان خطيتي هالدرب ..ما ابيج تناظرين اللي وراج ...لن كله
ماضي ..وكلـه مو مهم..
سماء :اللي يتقدم الحين خطوة لجدام للثاني ..معناته انه وعد ..وعهد..
وقامت اهي باول خطوة واهي تناظر خالد بكل ثقة واهو مو قادر يصدق هالليلة ..شلون ما حس ان اليوم راح
يكون يوم المصير والتقرير بالعلقة بينه وبين سماء ..سماء ..سماء اهي نفسها ..اللي كنت افكر فيها بطريقة
ثانية ..في لحظات ..في ثواني بظلم ليلة منورة بالنجوم والبدر ..تصير شي عظيم وكبير في حياتي ...تصير
اهي الشي اللي يخليه يرجف مثل البردان ويناجي دفاها ..وهو يراقب ملمحها وابتسامتها الممزوجة بالدموع
تقدم بالخطوة صوبها ..ويوم ثبت رفع راسه لها ....وشاف الوجه السمح ممنون وشاكر لهاللحظة...
ابتسم لها وهو يحس بالراحة والدفا يسري في خلياه ووجدانه ..واهي كانت تبتسم بسعادة وحبور ..لنها في
هذي الليلة لقت ضالتها في خالد ...والمفاجاة كانت في احساسها بالنضج والكبر ..وان التغيير مطلوب..
راحو الثنين لمضاجعهم في نشوة عارمة ..خالد فصخ تي شرته وبدل البانطلون بصروال مريح وتي شرت
اريح ..وهو مو قادر يحس بروحه ..ونام على السرير وهو فاتح عيونه ..ما يبي يسكرها عشان ل يروح ويه
سماء عن نظره ..وهو مو قادر يصدق انه يحس بهالمشاعر لسماء من بد البنات كلهم ...سماء اللي ماظن انه
بيلقي بنت مثلها في حياته...جريئة وعفوية ومتحررة ..كانت تمثل التضاد في كل شي اهو يتمناه في البنت...
عكس فاتن لكن فيها شي رائع يميزها عن فاتن ...صراحتها ووضوح مشاعرها ..ماهي قوية ول هي ثابته
بالعكس ..اهي مثل المركب اللي يتمايل بالموج لكنها في نفس الوقت ..باقية ..وما تتحرك ..يارب ..يارب
ثبتني على الطريج الصح ..لني ماابي اكون غلط ..تعبت من كوني على غلط ...تعبت..
الفصل الثاني
---------------
مر على الرحلة تقريبا 3ساعات والثنين للحين ما رجعو لليخت ..عاجبهم الرصيف اللي الناس متيمعة عليه
ومستمتعة بوقتها ..اجازة وكل الناس طالعة في المنتزهات وتتمشى ويا عيالها واصحابها ..ومساعد وفاتن كل
شوي يتوقفون وياكلون لهم من الخرابيط اللي شرووها ..ويرجعون مرة ثانية للمشي ..كانت مواضيعهم
محدودة ومساعد ما كان يفتح أي موضوع لنه يخاف يكون مصدر ملل لفاتن لذا اهي كانت تقول شي واهو
يعلق عليه ..ويا كثرها المواضيع اللي فتحتها فاتن ..معظمها شيق ال واحد خله يسكت وما يرد عليها ال بالله
اعلم..
من ناحية فاتن كانت مرتاحة من هالرحلة الناضجة ..وتصورت في بالها لو ان حياتها مع مساعد كانت جذي
فهي راح تكون مرتاحة ...ابتسمت بألم يوم قالت هالشي في مخيلتها ...مرتاحة ..مرتاحة ..صارت الراحة
شي مهم بالنسبة لي ..بدل ل اقول عاشقة ..مجنونة ..محبوبة ..اعيش في قصة خرافية ما يحلم فيها احد..
جنة العشق وفردوس الهيام..صارت هذي اشياء ثانوية بالنسبة لي ..يا الله..ا كره نفسي ..اكره هالفاتن..
واكره هالشخصية الجديدة اللي صرت لزم امشي على خطواتها ..ما ابي جذي ..عمري ما بغيت اني اكون
جذي ..لكن ...الظاهر ان حلم الفقير عمره ما يتحقق ..وهذي هي حالتي..
كان مساعد بهذيج اللحظة عند احد الكشاك اللي تبيع البوبكورن او شعر البنات ..وشرى لفاتن بوبكورن
وعصير وهو شراله بندول لن الصداع بيفجر راسه ...وهو يمشي لفاتن وقفت له بنوتة شقرى وفي كل الغنج
والدلع ..وكأنها تبي اللي في يده ..ابتسم لها مساعد بصدق..
وهو يناظر البيبي ويلووح بيده لها ..واهي بعد تلوح له بس بحيا وهي تتخبى ورى امها ..ومن بعدها كمل
مساعد دربه لفاتن اللي كانت قاعدة على احد المقاعد وطبعا كانت عيونها وحواسها متوجهة له ..وكانت
شاهد على كل اللي صار بينه وبين الياهل ..وحز هالشي اكثر بخاطرها ..كل يوم قاعدة تكتشف فيه شي
يديد ..واليوم اكتشفت فيه التساوم والمراضاة والهدوء ..والحين أبويته وحبه لليهال..
ابتسم لها مساعد وهو يعطيها العصير ومسرع ما سكت عنها وهو يناظر الناس في البارك ..وفاتن اللي فتحت
العصير وشربته من غير أي تعطيل لنها تحس بالعطش ..وبمثل هالجو السوائل احلى شي عندها ونكهة
الجوافا غرامها) ..مثلي هاها( وتمت تشرب العصير بهدوء ..لكن العواصف كانت في دماغها ..هالتناقض في
حالها يسقمها ويمرضها ..اهي رافضة العاطفة من مساعد لكن ليش تحس انها بحاجة لها ..وتبي تكتشفها
فيه ..لكنها ما تقدر تحبه ..بس تبيها ...انانية واستبدادية منها ما تدخل بعقل احد..
ومن ظيجها في افكارها بدت تهز ريلها واهي قاعدة ..ومساعد اللي ما تفوته تحركات فاتن ولو للحظة انتبه
لحركة ريلها المتوترة ..ومن غير ما يناظرها وهو يشرب العصير..
مساعد :علمج؟
انتبهت له فاتن وهي تعض على شفتها :ها؟؟
مساعد ينزل العصير عن حلجه :علمج تهزين ريلج؟؟ متظايقة؟
فاتن :ل ل ما فيني شي ....مافيني شي...
مساعد :متأكدة؟
فاتن اللي تظايقت من بعد ما كلمها مساعد وقطع افكارها :ايــه ..ما فيني شي..
مساعد بنبرة ساخرة :الحمد لله رب العالمين...
ما انتبهت فاتن للسخرية بصوته وغابت مرة ثانية في أفكارها ..واهي تتوقع أحداث المستقبل وشراح يصير
فيها؟؟ خايفة بكل صراحة وبكل بساطة من المستقبل ..لن كل ما يمر الوقت يتقرب موعد الزواج وموعد
الندماج لروحها مع روح مساعد ..او يمكن حياتها بحياة مساعد ..يا الله ..هل انا ابالغ بهالخوف ول من حقي؟؟
والله اني مو عارفة شلون اتصرف معاه ول شلون راح اسعده بزواجنا ..انا خطوبة ومو قادرة اتصور نفسي
قاعدة وياه بنفس المكان ..ال ان هذا الوضع كان اضطراري ..وهو خطيبي ..ال زوجي بس ..الزواج ما تم
بيننا ..وردت ريلها مرة ثانية تهتز ..ومساعد انتبه لها...
ظلت فاتن واقفة مكانها واهي تناظر هالعملق اللي راح عنها ..ما توقعته يروح ويخليها بروحها واهو اللي كان
لها مثل الظل ...شلون راح عنها جذي ..وعلى طول ارسل مخها رسالةالى ريلها عشان تتحرك وتمشي...
وتلحقه محل ما راح..
وبالفعل ..تبعت فاتن مساعد اللي سبقها بالمشي وهي متلومة على نفسها ..شهالتقلب النفسي فيها
وشهالمزاجية اللي عمرها ما مرت بها ..ليش هالحالة النفسية الصعبة ملزمتها مثل الطيف في بال
العطشان ..ليش قرارة نفسها مو هادية ول هي قادرة تعرف اهي شتبي ..ل النار تعجبها ول الجنة ..وتمشي
بين الثنين ..ليـش يا رب ليـش؟
أما مساعد فحاله ل يسر ول يطمن لن الغضب والقهر وصل فيه موصل يمكن ل شاف فاتن جدامه يقطعها..
قسم بالله ان ما وقفني عنها شي ال عيونها ..وال انا ذبحتها الحين وحكرتها بيدي وخلصت عليها ..انا مينون ..
مينون انا احط نفسي ويا ياهل ..متزوجها عشان اشيلها عن الغلط ...اي اي قص على حالك مثل ما قصيت
في البداية ..انت ما تزوجتها عشان اتشيلها عن الغلط والله البنت ملك وما تنعاب بشي ..انت تزوجتها لنك
ما تحملت فكرة انها تكون لواحد غيرك ..فلعبت لعبة من سبق لبق ..وانت سبقت لكنك ما راح تلبقها بيوم..
غبي غبي غبي ومخك قد الذبانه ...مالت علي مااااااالت علي..
كانت هذي الكلمات اتصارخ في خيال مساعد وهو يمشي بهدوء لكن النار كانت تسعر فيه ..وقاوم الشعور انه
يلتفت ويشوف الخبلة اللي خلها ورااه ..ما يدري ليش يحس انها تمشي وراه ..والله كيفها بتمشي ما
بتمشي لني خلص ما عدت اتحملها ..ما عدت اتحملها ول اتقبلها وان جان اهي تعرف للكلم المعسل انا
اعسل منها..
وصل لليخت وركبه وعلى طول راح عند كرسي السائق وشغل المحرك ..وفاتن اللي وصلت وهي تركض من
بعد ما اختفى عن نظرها خيال مساعد ..وانتبه لها مساعد والتفت ..كانت واقفة والهوا يهبها واهي تلهث
واهي حاملة جنطتها بيدها وتنورتها الناعمة تنساب من بين سيقانها..
الحين تبي تركب اليخت بس مو عارفة لنه شوي بعيد عنها ويبيلها تنط ..ورفعت الجنطة واهي تبي تدخل
واول ما حطت ريلها تهامل اليخت في الماء وخافت ورفعت ريلها وتمت واقفة تنتظر من مساعد انه ايي
ويخلصها ..وهو يراقبها ويوم حس انها تنتظره تهفهف وبملل مصطنع راح لها وهو يمد يده لها ..بغرور مسكت
فاتن يده وحطت ريلها داخل اليخت وتوها بتدخل وتهامل اليخت مرة ثانية ولكن بدخول فاتن لليخت وجان
تطيح على مساعد بكل قوتها...
لكن مساعد اللي مسكها بقوته ما قدر انه يصارع تهامل اليخت على الماي وتمايل اهو الثاني لمن اخرتها ثبت
مكانه وهو ماسك فاتن اللي كانت من شدة الخوف حاطه يدينها على ويهها
لحظات مرت من هالتجربة القاسية او المضحكة بعد وشوي شوي فجت فاتن يدها عن ويهها وتشوف نفسها
عند مساعد اللي كان منحرج والسبب اللي خلها تعرف انحراجه اهي نظراته اللي كان صاد بها مكان ثاني..
ويوم لحظت المكان اللي اهي فيه على طول طفرت منه مثل النار اللسعة ..ومن شدة الحراج راحت
قعدت على الكرسي وكلمة شكرا لصقة بطرف لسانها لكن الحيا كان اكبر منها..
راح مساعد واهو مرتبك بالحيل لمكان السايق ..وحرك اليخت عشان يحس بالدم يمشي فيه ..يالله ..تمنيت
اكون قربها ..لكن مو بهالقرب ..احاسيسي كلها انصدمت ..ما قدرت اتخيل يوم من اليام اكون قريب منها
جذي ..حط يده على قلبه وهو يتحسس النبض اللي كان على وشك انه يفجر قلبه ..وهو يتذكر عطرها وشذاها
ونعومتها وخفتها ..ال ويهها ..لنها كانت مخبيته من الخوف ..اااه يا يمة ..قلبي ما قدر ...
للحظة من اللحظات اللي مرت نادى قلب فااتن على مساعد عشان ينقذها ..للحظة من اللحظات هام
العشق في قلب فاتن لمساعد ..للحظة من اللحظات ..اللي مرت عليهم..
وتحرك اليخت لبقعة ثانية حامله على سطحها اثنين ..انقلبت احوالهم 180درجة ..الله العالم ..توها الرحلة
بادية ..شراح تكمل عليه ..؟؟
----------------------------
كأي يوم عابر مرت اللحظات والدقائق والساعات على مريم واهي بدارها ..ومثل ما اول دخلت الجامعة..
تذاكر ..يا الله علي والله اني دافورة من دشيت الجامعة وانا متشطرة ادرس واذاكر واحظر وكل شي ..بس
ياريت يلحظني الدكتور ويخليني اجاوب ..الهيس الربد دومه يخلي الفصيخ يجاوبون ..ترى ما يدري من تحت
اللفافة والعباية ...اخليه يستخف ..ويا ويهه ..لكن محد يقدر ...وتطالع الدب وتبتسم بخبث ..وتحاجي روحها
رمت بنفسها بخفة على السرير وهي تضحك من خاطر ..وطاحت على كتبها وهي تتنهد ..يا الله سعادة ل
توصف ..وحلم جميل ل يكاد يتصدق ..ما احلى الحب ..وما احلى العشاق ..وما احلى كل اثنين يعترفون
بمحبتهم ..اااخ لو بس احنا انقليز هههههههههههههههههههههههههه ...
لحظت الوقت ..شافتها الساعة 1تقريبا بالليل ...خلها تنام احسن لها ..وقبل ل تروح وتنام ...تذكرت جراح
اللي زارها عند بيتهم ...وشلون رسم لها كلمة احبج في الجو ...شلون اعترف لها بحبه ..وشلون استقبلت
اعترافه ..بس تعال ..انا ما رديت عليه ..ما قلت له يعني اي لف يو تو؟؟ يا ترى اهو يدري اني احبه؟؟ وين ما
يدري الريال خابزني وعاينني بعد ..شلون ما يعرف ..بس تعال احسن ..خله اهو يعترف وانا اظل ساكته..
على قوله محمد عبده ..الحب علمها السكوت وعلمني الكلم ..ههههههههههههه يا بعد عمري محمد عبده له
من الغاني لكل مناسبة ..اااخ عليج يافتون ..لو انتي وياي الحين جان خليتج اتقطعين من زود وناستي ..صج
لي قالو ما تكمل الفراح ال بحظور اهل الفرح ..يا عمري يا فتون ..يا ترى شقاعدة تمرين فيه من مغامرات
ويا مساعد الشقي..
شقاعدة تمر فيه ارفيجتج ...اهي العواصف بحد ذاتها ..من بعد ذيج المسكة مساعد ما حط عينه عليها وكأنه
مشمئز ول متظايق ..يا الله هالكثر ظايقه لمسي ..تراني تظايقت اكثر ..وربي ..تظايقت من خاطر ..ليش
يمسكني جذي ..لو اطيح ول يلمسني ..اصل احنا مو متزوجين شلون يتصرف وياي هالتصرف ...صج لي
قالووو شباب اخر زمن ..وعاد انها البنت عصبت ورفعت ريلها وحطتها على الثانية بعصبية وهي تهزها وعاقدة
ذراعها على صدرها ..وتنفخ ..تمثيليه التعصيب..على امل ان مساعد ينتبه لها ..لكن ..هذا المل اشبه
بالميت ..لنه من جابل جدام ما فر ويهه ول مرة..
ما فر ويهه لنه يخاف ينفضح اليوم ..وتنفضح معاه كل مشاعره وكل اعتداداته بنفسه الرجولية ..اليوم الظاهر
انه ما بيعدي على خير ..مابيعدي قبل ل اقول لها احبببببببببببببج احبببج يالياهل ..ياللي قلبتي حياتي فوق
تحت ..ياللي تخليني اغار من كل شي عليج ...حتى الرض الي تمشين عليها ...احبج وودي لو المج بدل
هالوحدة اللي انتي عايشة فيها ..ابيج ..ابيج لي ولي انا بس ...وان يات الظروف انج تكونين لغيري ..ما راح
ارتاح ال لمن اذبحج واذبح روحي بذبحج ..خلص ..انا ما عدت اتحمل ياناس رحموني ..رحموني وتفهموني ..انا
ماقدر على بعادها عني ..صج جريبة واجرب من كل هالناس لكنها بعيدة ..بعيدة وابيها تمد يدها لي عشان
اقربها..واخليها واعيشها في قلبي ..تستمتع بدقاته المينونة وحبه الكبير..والله يا فاتن ل حبيتيني راح تكونين
الملكة بهالدنيا ..راح تكونين ملكة مملكتي ..راح تكونين الدنيا اللي انا اشوفها من خللج ...وكانت هذي
الكلمات من الجدير انها تخليه يستدير ويناظر فاتن ...او يشبع نظره منه لنه يوعان ..يوعان لها ..ولحبها..
جووع فطري وغريب وعجيب تجاه هالمخلوقة ..وتوه بيردد عليها الكلمة اللي تدور في باله وتطحن اعصابه
مثل الرحا ..شاف العصبية ونظرات الحتقار بعيونها ..وتوقف سيل الكلمات من بال مساعد ..وعلى طول..
وهو يلتفت كل دقيقة لفاتن يحاول يخفف سرعة اليخت ويوقفه عشان يروح يشوف شلي مظايج اميرة
الميرات ...وفاتن اللي تلقت عيونها بعيون مساعد انتفض قلبها منه ..يا الله ..هذا وانا اتوعد فيه من مساعة
للحين ..نظرة وحدة منه ترجفني جذي ..عنبوووها مسكة اللي مسكني اياها ..جذي تسوي فيني ..اكيد ..ليش
ما تسوي ..انا مو متعودة على هالمواقف ..بس بعد ..من سمح له ..اللئيييم ..المتعدي ...ال ...ال .....ال...
مجبر ....اي اي ..مجبر ..يجبرني اسوي اشياء انا ما افكر فيها ..كل شي ...كل شي يصير بالصدفة وياه..
العقل ..ماكوو ...اهو اللي مضيع عقلي..واليوم..انا برده لي ..بوضع الحدود بيني ..وبينه ..ال ..مجبر...
وراح مساعد قعد يمها بكل هدوء ...وهو يناظرها بطريقة خلت فاتن تقشعر وتنتفض بذيج اللحظة ..ومساعد
المسيكين اللي كان مهتم لظيقها وحاط نفسه بين ايديها ..وهو يرفع النظارة حاجاها
فاتن اللي خافت من نبرة صوته مع انها كانت منخفضة :شيسويت .لي ..انت اخبر ..انا مو ...انا موو اخصائية
تقريرات اعطيك تقارير باللي تسويه ...لزم تكون ع ..ع ..عارف للي تسويه وياي ..ويخليني ..اتظايق..
مساعد على صوته في ذيج البقعة اللي كانو بروحهم فيها :..عارف؟؟ والله العظيم انا ماعرف شسوي وياج..
اروح لج يمين تطلعين لي يسار ..كل شي اسويه مو عاجبج حتى اللي ما اسويه مو عاجبج ....شسويت بالله
عليج
فاتن اللي انتفضت من صرخته ... :ل ..تصارخ علي ..ل تصارخ ..ما بتثبت شي بالصراخ..
مساعد اللي شوي ويمسك شعره من القهر :يعني ...اقطع هدومي انا ..اقطع هدومي ..انتي شتبين بالضبط
شتبين ..تبيني اذبح روحي ..تبيني اغل )اقط( روحي بالبحر) ...ولمعت عيونه وفاتن بنفس الوقت فتحت ثمها
من الصدمة( اي ..بسويها ..بسويها لج عل وعسى ترضين...
وتوه بيرمي روحه ال تنط فاتن وتمسك يده :وين رايح؟؟؟
مساعد :بغل روحي خلص ..انا ما ابي هالدنيا ..والله مليت ..مللتيني ..ذبحتيني ..خليتها تطق بجبدي..
فاتن :خلها تطق بس ل تغل روحك بالبحر...
مساعد :فاتن تراج ذبحتيني والله بسج ميهل ..مليت انا والله مليت...
فاتن رمت يده بعصبية وكملت :شنو مليت ومليت طايح لي مليت ومليت ...ترى مو بس انا الللي تقهر في
هالسالفة انت العن مني لو سمحت ..ل تبري روحك وتخليني بموقع التهام ..انت السبب
مساعد يضحك من القهر وهو يحوم مكانه :هههههههههههاااااااااااااااااي ههههاااي ههههااااي يا قلبي والله انا
بموت ) ويصيح الحين( لو ادري بس هالمحكمة اللي ناصبتها لي هني بعرض البحر شنو اتهامها بس لو
ادري ...؟؟
فاتن :يعني تسوي روحك خبل ومو فاهم وانت اقل الشياء تحط بالك عليها
مساعد يوقف وهو يتنفس بعمق ويتكلم بصوت مترجي :شسويت فيج ..ولله شسويت فيج قوليلي بس والله
بقطع روحي..
انحرجت فاتن من ذكر الموضوع لنه في هاللحظة لو قالته راح يبينها سخيفة .بس اهي لزم تحط الحواجز
والحدود بيناتهم .مالجين صح بس مو معناته له الحق في اللمس وهالسوالف ..بعدهم على العرس بشهر
اربعة..
مساعد سكت واهو يناظرها بعدم تصديق ..الحين هذا اللي مظايقها ...اني مسكتها؟؟ يعني اهي غبية ول
تتغيبى ..يعني اهي دقمة ول تتديقم ..يا ناس ..انا اللي موقفني عنها ما روح واخلص عليها ويهها السمح اللي
حتى بغبائه يتغلغل بعروقي ..لكن...
مساعد بصوت واطي :يعني انتي ...من صجج تتكلمين
فاتن :اووووووووه ..تراك ضيجت بي ..خذني بالعقل ..احرجتني ويا مسكتك هذي..
مساعد :يعني انتي ما كنتي متورطة شلون تركبين اليخت
فاتن :بلى. ..بس ما كان له داعي المسكة وهالسوالف...
مساعد :فاتن ....حرام عليج
فاتن :شنو حرام علي ..ترى هذا الصح ..ويمكن انت ما تعرفه بس بعلمك اياه؟..
سكتت فاتن يوم شافت عيون مساعد اللي لو كانت تقتل جان اهي صريعتها الحين ..الغضب وعدم التصديق
والظيج وبنفس الوقت ..لونهم الجذاب كان خليط ومزيج خطير يخليها تفكر مرتين باللي تقوله ..بس
بهاللحظة اهي مخها في حاله غضب ..ما تدري ..صج ان السالفة سخيفة اللي اهي تتناقش فيها بس اهي في
حالة غضب ونفور وعنف ..تبي تظهره في ويه مساعد وما همها ..ما يخوفها...
واستغربت فاتن من كلمه ال ان يد مساعد اللي مسكتها طيرت كل شي من بالها ..والعنف اللي واجهها به
خلها في حالة غيبوبة .تمشي وراه واهي تتحسس اللم شلون يطوف في جسمها مثل المحلول العجيب..
خلها بحالة من الصدمة والكهربا ...جرها مساعد داخل الدرج اللي يؤدي الى الغرفة الوحيدة في اليخت..
ويوم دخلها الغرفة سكر الباب من وراه وفاتن اللي كانت تمشي وراه مثل العصفورة طارت بالغرفة يوم
رماها على السرير بكل قوته..
والهلع بدى يدب فيها بكل معنى الكلمة ..ويوم سكر مساعد الباب بقوة سادت صرخة في جسمها ما قدر
لسانها ينطق بها من شدتها ..يمكن تتفجر مع هالصرخة..
مساعد :حواجز؟؟ حدود ...حبيبتي ..انتي زوجتي وحليلتي ..والزواج وهالسوالف البطالية اللي الناس ابتدعتها
كلها مجرد شكليات ..انا لو اسوي فيج اي شي ....محد راح يتكلم لي؟؟ ...فشلون تفكرين بهالموضوع؟؟؟
ومعصبة روحج ومسوية من السالفة قضية ومحكمة..
خافت فاتن من مساعد ومن تهجمه ومن كلمه الغير منمق او يمكن السوقي ونقزت من مكانها لعند طرف
السرير من غير ماتحس بقميصها اللي طلع من التنورة وشيلتها اللي ما عاد لها لزمه لن شعرها كله طلع من
تحتها..
اما فاتن اللي من غاب مساعد عن جو الغرفة طاحت على الرض وهي مو مصدقة ..زلزلل ..فيضان..
طوفان ..عاصفة ..وال اعصار ..كل الظواهر الطبيعية مرت عليها للحظة من اللحظات ..لوقت يمكن ما تعدى
الدقيقتين ..تهدمت كل اركانها واعلنت انهزامها بضعفها جدام مساعد ...مثل السد اللي متعدين على حكمه..
وداخلين عرينه من غير استئذانه ..مثل الثور الهايج ...رمى عليها افظع الكلمات ...وواجهها بقوته اللي هشمت
كل حناياها ..واهي اللي كانت تظن انها قوية ...طلعت هشه بالمقارنة مع مساعد ...شرارة حولت الموقع الى
ساحة حامية الوطيس ..بدت موجة البجي تهزها بعنف ..وهي خايفة وترتعش مكانها ..ما تدري ليش خايفة ..او
على شنو خايفة ..على نفسها ..على مساعد ..على قلبها اللي مو قادرة تسكن انينه ..ول على الهجوم اللي
تعرضت له اليوم ...بس ..الحق ينقال ..اهي السبب ..اهي السبب ...كلمه ما كان غلط ..كلمه كان صح
بصح ...بس ..اهي ..ليش عصبت يوم مسكها ..ليش الغضب اللي كان لنفسها وجهته لمساعد وهو اللي من
شافها متظايقة نسى ظيقه وياها يسال عنها وعن سبب ظيقها ..وال المعاملة الحلوة اللي فيالبارك ..وال
الرحلة من بدايتها لنهايتها ..وكلمات كانت ترن في بالها من كلم مساعد..
وغابت في موجة منا لبجي واهي تحاول تمحي هالكلمة من راسها ..ل مستحيل ..مستحيل ..هالشي ما
يتصدق ..مو معقول ...ما يصير يغليني ..ما يصير ..اهو يحتقرني ويكرهني ويعاقبني ويحتجزني عنده ..ما يصير
يحبني ...اهو متزوجني عشان يقهرني فحبي لمشعل.؟ .عشان ينتقم مني...
ينتقم منها ..ليش ينتقم ؟ .انتبهت لنفسها ..ليش ينتقم مني وانا ما بيني وبينه اي صلة او اي علقة...ليش
يعني من قلة الناس اللي بيحطني في باله ...وتمت تسترجع في بالها لحظات قديمة مرت بينها وبن مساعد..
لكن حالتها النفسية ما ساعدتها ابدا ..وخلتها منهارة على ذيج الرض ..وشالت عمرها بالغصب وراحت على
السرير وهي متهالكة من البجي اللي بجته ..ومن الخوف ..اللي للحين اثاره عليها ..اكيد هاليوم ما راح
ينسى ..هاليوم راح يظل في ذاكرة الزمن اللي جمع بينها وبين مساعد ...لكن ..هل راح تظل الوضاع جذي؟؟
مساعد اللي طلع على السطح ووسع الفضا والبحر كان ول شي بالنسبة لمشاعره المتألمة ..مثل السد
المجروح ..او مثل النمر اللي خسر معركة البقاء في الحياة ...يحس بالخسارة والهزيمة في معركة اهو كان
مستعد لها بكل جوارحه ومستعد انه يمضي فيها بكل جرأة ..لكن ...اليوم اهو انجرح ..انجرح وارهب وتعدى
على اغلى الحبايب ..على نبض قلبه ..على سبب حياته ..على الشمعة للي نورت ظلم دنيته من بعد فقدان
عالية..وبهالشي حس بالكتمة تخترق صدره ..وتم يمسح عليه بيده وحس ان نفسه ما يساعده ول يكفيه...
وعلى طول ركب على الحد من القارب ورمى روحه بعنف في الهوا ...وغاص بالبحررررررررررر...
في عالم الكثافة والصدمة المائية غابت مساعد وهو مسكر عيونه وحابس انفاسه ..وتم ينتظر جسمه الل
يهوى ثقله في الماي ..وكاهو يرجع للسطح بدفعه منه للماي وينساب مثل الحرير باختراق العرض ويوصل
للسطح بشهقة قوية ...طلبا للهواء ..ورد غاص مرة ثانية ودفع نفسه ..لمن حس بالتعب والهلك ..وتم يجدف
بذراعينه لليخت اللي ابتعد عنه ..ويوم وصل ركب ...وهو يجر نفسه جر ..وبلله بالماي خله يثقل اكثر..
وصارت مهمة تواجده على السطح صعبه .".لكن ماكو شي صعب على مساعد ..وكاهو على ارضية اليخت...
وهي منسدح بطوله الفارغ وانفاسه المتلحقة والسريعة المخنقة ..كان تدريب عنيف لجسمه اللي ما تعرف
للرياضة من فترة ..خصوصا رياضته المفضلة ..السباحة ...وظل منسدح على الرضية ...الى حين ما يقدر
يتنفس بانتظام..
=================
مرت الساعات على الثنين وهم متفارقين بالمكان لكنهم لول مرة يمكن في حياتهم قريبين من بعض بالفكر
والعقل ...كانت فاتن نايمة على السرير وهي ما تقدر توقف سيلن الدمع من عينها على اللي سوته اليوم ويا
مساعد ..ومو قادرة تشيل كلمته من بالها ..ما تقدر تتصور ليش قال اللي قاله؟؟ ماكو سبب يدفعه لذكر مثل
هالشي ..ولكن كل ما تذكر صراخه عليها في هالغرفة تغيب ملمحها بذراعها وبنوبة بجي يديدة..
اما مساعد اللي ينتفض من البرد بس يهز جسمه وينفضه وكانه يبعد البرد عنه ما حرك القارب ول انش واحد
من مكانه..ينتظر الشارة من فاتن ..ما يقدر ينقلها من المكان ال بامرها ..ووقت ما تكون اهي مستعدة ..راح
ينفذ اللي عليه ...وظل ينتظر ..وينتظر ..والجو يغيم عليهم ..واذيال الليل تقترب من السماء وتكسيها غروب
ول احلى ..لكنه كان حزين ..وكأن مشاعر مساعد طلعت منه وطاولت السماء ومزجت سوادها بصفارها ...
والوانها النارية اللي ما تأذي العين بنورها ..ومرحلة النتظار ..ما زالت في دربها ..وما زالت في محطتها..
حست فاتن ان معدتها تتقلص من شدة اليوع والضطراب اللي فيها ..ومن زود التعب خافت تنام ...لذا قامت
من مكانها واهي تترنح من زود العياء اللي فيها ..وراحت عندباب في الغرفة ..وفتحته ..لقته حمام فاخر
وروعة ..مع انه صغير ..ووقفت عن المنظرة شافت عيونها المتورمة والمنطقة اللي عنك خشمها محمرة مثل
الكرزة ..مسحت عليها عشان يغيب اللون لكن من غير اي نتيجة ..ترجع تحمر مثل ما اهي ..رفعت كميها
وفتحت الماي ويوم تحسسته لقته بارد ..خذت منه غرفة ورمتها على ويهها وحست بالنتعاش ..واهي تحس
بتجلط بشرتها بسبب برودة الماي..شافت منديل معلق وتمت تتححسسه بصوابعها ..بعدين بللته وعصرته عن
الماي ..وحملته وياها برع الحمام ..وتمت تمسح على رقبتها من جدام وورى ..وتنشف ويهها من قطرات
الماي السايلة ..وقعدت على حافة السرير بتنهيدة ..شافت الغرفة مظلمة ..معناته ان الليل اكيد هبط عليهم
واهم في البحر ..ولزم يردون ..وتوها بتطلع لمساعد ويوم وقفت المكان اللي وقفه قبل شوي صادها مثل
الرتعاش اللي خلها تحس بتقلص في معدتها ..وتحركت من المنطقة لمنطقة ثانية واهي تناظرها ..وتتحسف
على كل شي سوته وقالته بحق مساعد ..لكن ..بعد فوات الفوت ما ينفع الصوت ..لكن هذا مو معناتها انها
ما ترد للبيت ..خلهم يردون البيت وكل واحد يرقد بداره يمكن يهدى او يرتاح..
طلعت من الغرفة وهي تعدل من شيلتها .وانصدمت من برودة الجو اللي اخترقت كل حواسها ..بس قاومتها
وطلعت على سطح اليخت اللي كان مساعد قاعد على كراسيه وهو حاط يديه بمخابي الجاكيت اللي مسكر
وثم مساعد مغطى داخله وشعره يتطاير ويا الهوا وراسه معانق الرض ..يوم حس ان احد ثاني متواجد وياه
بنفس المكان ...رفع راسه لطرف اليمين وشافها ..كانت واقفة وهي متكتفة ..وكان العبرة خانقه احاسيسها..
ووقف بكل هدوء وبكل راحة وعيونه لزقة بويهها ..وما تحرك ول بوصة من مكانه ..وفاتن اللي من غير اي
حسية تحركت خطوة وحدة لعند السطح ..ومن هالخطوة خطوة ثانية ..ومن الخطوة الثانية ثالثة ..لمن وقفت
على مسافة بعيدة والقريبة من مساعد حست بصوت انين في داخلها ..وكان مغناطيس يعيث فيها يجذبهااكثر
واكثر لمساعد ..ما تدري شقاعد يصير فيها ..ول اراديا..
وجه مساعد نظراته له وعيونه اللي كانت مليانة بالدمع على مظهرها ..وكان وده لو انه يقدر يخفف عنها
وطأة الحزن..
تقربت فاتن وهي ترجح يدينا يمين ويسار : ..انا ...ما ادري ....انا صح غلطانة ....و ..قسيت عليك ...وم....
وتسببت ...بس ....انا ....
سكتت فاتن وهي تفسر كل شي بعيونها ..ومساعد اللي كان واقف وهو يراقب ملمح ويهها بنظرة كسيرة
ماقدر انه ال يسحب نفس عميق وبنفس الوقت يغمر الدمعه اللي جالت في عيونه...
فاتن بعيونها اللمعة حست بالموت ...ما يبي اي تفاوض بالموضوع ...ونزلت راسها من شدة اللم اللي حست
فيه يتضرع بالدم اللي بوييها..
مساعد بشبح ابتسامة على ويهه :لني مسامحج من زمان ...بس اتمنى عليج لو انج تسامحيني بالمقابل..
رفعت راسها فاتن وهي تشهق من البجي .. :انا؟؟؟
مساعد وهو يتحرك بعصبية :ما ادري ...فقدت اعصابي ...وحسيت اني كنت بتفجر ...لكن ..انتي ما تستاهلين
مني ....فاتن ..انا ..ماابيج تتعذبين معاي ..وان كنتي تحسين انج بتتعذبين معاي ...صدقيني ..انا بنفذ لج اللي
تبينه ....اللي تبينه...
في ذيج اللحظة حست فاتن ان باب النجاة اللي كانت تدعي ربها ليل ونهار ينفتح شوي شوي لها ..وكل اللي
عليها انها تدخل فيه ...وخلص ..تنتهي رحلة العذاب اللي بدتها من وفاة ابوها ..تقدر تطلب منه اللي تبيه..
تقدر تطلب اي شي اهي ترغب فيه ...حتى لو كانت ...حريتهامن مساعد!!..
ومساعد اللي كان ينتظر قرار فاتن اللي يا اما راح يكون بالعدام ..او انه يكون بالتبرئة والتحرير ...ونطقت
القاضية..
فاتن ......:انا ....ما ابي.....ما ابي انفصل ...ول ابي اتطلق ....
مساعد وهو يتقرب منها ..ويطلع نوع من السلسله اللي كانت في جاكيته ..من لمعان الذهب اللي فيها كانت
تبرق بالوان مختلفة ..وتتدلى منها دبلة ..ذهبية ..بثلث ماسات...
مساعد :هذا...
تمت فاتن تناظر السلسلة بعجب واستغراب ..اي صح ..اهم مخطوبين ..ولزم تلبس دبلة للخطوبة ...شلون
راح عن بالها هالموضوع ...وسحب مساعد يدها بهدوء ..ونزل الدبلة في راحتها ..وسكرها..
مساعد :ابيج تحاولين انج تتقبلين هالهدية مني ..وانتي تفكرين بوضعج ..تفكرين بوضعي معاج ...تفكرين ان
كل شي راح تفكرين فيه ما راح يكون لج انتي وبس ..راح يكون لنا احنا الثنين ..انا بصراحة مابيدي شي غير
اني انفذ اللي تبينه ..لكن يا فاتن ..حياتي انا ترى كلها بين ايديج ..وانتي بنفسج تقدرين تقررين ..شنو راح
يصير فيها...
عقدت فاتن حواجبها وابعدت يدها عن مساعد وهو تحس بالظيج مرة ثانية وهب مساعد يتكلم لها بتخفيف..
مساعد :للل ..ما ابيج تتنرفزين ..صدقيني ...انا عطيتج هالدبلة بسلسلة ..عشان ما اغصبج انج تلبسينها
بصوابعج ..يوم الي انتي تحسين انج تقدرين تتحملينها فيهم ..معناته راح تقدرين تتحمليني في حياتج ...واذا
خليتها باقية بالسلسلة ..راح افهم هالشي بعد ..وصدقيني ...بكون شاكرن لج ..وقفتج اللي قضيتيه وانتي
تحاولين انج تصلحين حياتين بدل الوحدة ...محد خسران ..والشرف كان عظيم لي يا فاتن ..اني اكون قريب
منج كل هالقرب لفترة من فترات حياتنا ...وهذي الذكريات والحداث كلها ما راح تغيب عن بالي ...صدقيني..
ماقدرت فاتن تعقب على كلم مساعد الصادق النابع من القلب ..اهو بنفسه انصدم بكلمه وبمدى واقعيته..
لول مرة يحس انه يميل ..لول مرة يحط الناس بدل نفسه ..من وفاة عالية واهو يمشي الناس على هواه
عن ل اتيي الفرصة والناس تمشيه على هواها ..مثل ما صار له ويا عالية .الكل ابعده عنها لمن ماتت عنه
وغابت واهو ظل وحيد يعاتب البحر ويبكي النجوم بعزاه ..لكن فاتن ...فاتن اهي اللي راح تكون مقررة
لمصيره ..هل ياترى مساعد راح يكرر الغلط مرتين ..ول هالمرة راح يكون على صواب..؟؟ كل هذا بيد فاتن..
اللي بدت تحس بعمق المسؤولية الملقاه على كاهلها..
لحظها ترتجف من البرد وهي تلم نفسها :...روحي داخل الغرفة والحين احنا رادين البيت..
فاتن :ل بقعد هني مليت من الحكرة..
مساعد :على راحتج..بس وقت الي تحسين انج بردتي روحي داخل...
فاتن :ان شاء الله..
وراح مساعد لعند القيادة ...وشغله ..وابتعد عن هذي البقعة اللي مستحيل في يوم من اليام راح تنمسح عن
باله..ابتعد عنها لفترة ..مو بس فترة لو تبي العمر كله بشرط انها توعدني بيوم اكون فيها اقرب الناس لها..
ولو للحظة وحدة ..فهاي اللحظة راح تكون مو بس خير علي ..ال امل عمري كله...
وفاتن اللي قعدت على الكرسي وهي تناظر الغرووب بتمتع ..وفيها نوع من الهدوء النفساني اللي عم من بعد
العاصفة اللي مرت فيها حياتها ..وتمت تناظر السلسلة اللي بيدها وكيف ان اللمعان يخبي بصرها ..والدبلة
اللي دحرجتها باصابعها في حظنها ..واللماسات الثلث ..رفعت عيونها تناظر مساعد اللي كان عاطها ظهره..
وهو منشغل بالقيادة ..يا ترى ..ياسيد من سالف الزمان ..ظهر من من اللمكان ..من حايط بيتهم ..من بوابة
بيتهم ...وقف ..وشافني ..وشفته ..وما توقعت بيوم اني اوصل فيه معاك لهالوقت ..تضحيتك هذي اللي بديت
احس لها ..شنو معناها في حياتي؟؟؟؟ هل راح اوفي لك ...ول راح اكتشف ..ان ل سبيل للحب بيناتنا...
وأول الواصلين للم السعيدة ..جراح ..أحد اسباب فخرها بالحياة ..واحد السباب اللي ترسم على شفاها
ابتسامة السعادة..
جراح بحنية وهو يلوي على امه :صباح الورد ..محمل بالرياحين ..ومعطر بالمشمووم ..لغلى خل على
هالكون..
ام جراح :صباح الخير يمة ...شصبحت عليه؟
جراح وهو يقعد على الكرسي :آآآآآآآآآآآآه والله للحين كل شي بخير ..بس في بالي شي
ام جراح :سم
جراح :سم الله عدوج ..يمة كلها يومين والترميم عندنا يعني ما قررتوا للحين وين بنروح؟
ام جراح :يمة الشور شورك انت اللي تقرر هالشي مو احنا
جراح :هاه..الحين انا قلت لج نروح شقة مفروشة ما رضيتي قلتي ال بيت العائلة
ام جراح :ل يمة وين بيت العايلة خلنا في الشقة المفروشة بس خلها جريبة من المدارس تعرف ما ابي اكون
بعيدة عن عيالي
جراح :وي عليج انتي ..ماقدر عليج ..يالله عيل انا بقوم الحين..
ام جراح وهي تقوم وولدها يقوم :وين رايح يمة اشرب جايك..
جراح وهو عاقد حواجبه :ل يمة ماابي انا مادري شصادني من اكل ول اشرب شي بعز الصبح تلوع جبدي وانتي
مكرمة ..بس خليني جذي يمر علي ساعة ول ساعتين ..بعدين اوكية
ام جراح :والله انك سوالف..
جراح وهو يبوس جبين امه :يالله يمة في امان الله..
ام جراح :فوداعت الرحمن يا وليدي ...ربي حافظك..
ابتسم لها جراح وهو يطلع من البيت ..لبس نظارته وراح ...ثاني الوافدين ..كان عبد العزيز وهو مفتح
قميصه..
مناير وهي تحمل السليس والجبن والكوب ..وقبل ل تطلع طلعت لسانها لعبد العزيز اللي قلب جفنه لها يلوع
جبدها ..وبالفعل لعت جبددها
ضحكت ام جراح على ضحكة ولدها واخر عنقودها ..عبد العزيز هذا له سحر خاص ..التمرد والحمية والغرور
كاسح كل شي فيه ..لكن وزنه الكبير مشكلة ..ولزم يخفضه شوي ل يكون عرضة للمراض..
عزيز بعد فترة وهو ياكل :يمة ..متى فتون بترد ..ولهت عليها..
ام جراح :والله يمة انا اكثر منك ..بس تو الناس عليها تو المدارس فاتحة
عزيز :والله ولهت عليها ..احسن من هالقرقة منوروو..
ام جراح :انت طنشها عنك وبس وكل شي بينحل ..اذا حطيت راسك براسها بتكبر المشاكل بينك وبينها
عزيز :يمة ..شنو احط راسي براسها نمشي متلزقين ..والله انتو الحريم سوالف..
وراح عنها عزيز وهي منصدمة ..واخيرا عبرت عن هالصدمة بضحكة كبيرة وهي تشيل الصحون من على
الطاولة ..وحطتهم بالمغسلة وتوها تفتح الماي عليهم ..ال باحد يلمها من ورى ..انصدمت ام جراح ويوم
شافت ان راس هالشخص على كتفها عرفت من اهو ..وابتسمت..
طلع خالد ال وماكو احد برع عند الكراج ..وتأفأف الحين ماكو سيارة وشلون يوصل مناير وسماهر واختها
بشاير للمدرسة؟؟ وهذا جراح شلون يطلع جذي ..ال توه بيدخل له داخل عشان يتصل له ..ال نجمة بالصبح
تظهر له ...ووقف مكانه مثل الباهت..
كانت سماء بزي المدرسة الخاصة اللي تروحها ..تنورة رمادية وقميص كمه قصير والصخمة )الصديري اللي
فوق القميص( بيدها وشعرها ذيل الحصان ..وخصلة ناعمة قصيرة على ويهها ..وشكلها كانت تراقبه لنها
طلعت من البيت وهي تركض ..واول ما شافته شقت حلجها بابتسامة ..والثاني من زود حلة ابتسامتها شق
حلجه ..وتموا واقفين جذي يم بعض ..ال مناير تطلع له من البيت بزعيجها
مناير :راح موو؟؟ ادري فيه ..هالسبال ما ينطر احد ..الحين راح انا من بياخذني المدرسة ..ما اتحمل اني
اغيب هالسنة لني صراحة ابي انجح وان غبت وما سمعت شرح المدرسة مستحيل افهم الكتاب ..يا ناس انا
علمي مو ادبي اللي اقدر االف فيه ..خالد خالد اشفيك انت بعد واقف...؟؟
انتبه خالد لقرقتها :ها ..شفيج؟؟ منو مات؟
مناير بظيج :مات؟؟ انا بموت ..والله حرام عليكم وصلوني المدرسة ما بقى على الدوام ال خمس دقايق..
والله حرام وينها فتووون هالحزة
خالد :جب ول كلمة الحين بدش اتصل فيه اجوفه وين راح!!
ال سماء تتقرب منهم :صباح الخير
مناير :صباح النور
خالد اللي يتمنظر في ويهها السمح وعيونه مسيحة من قلب عليها :هل ..والله
وعلى طول دخلت مناير البيت تييب جنطتها ..وسماء ظلت واقفة ويا خالد اللي كان مبهت وهو يناظرها..
وهي مستحية وميتة من الوناسة عليه..
انصدمت سماء من كلم خالد ..وتصلبت عروقها كلها ..ول اراديا ابتسمت لخالد وهو تنزل عيونها عنه ..وهو
يقرب راسه منها عن بعد..
وسماء اللي حاست بفمها ..لن خالد كان توه بيقول لها شي ..ولحظ خالد ظيجها وفرح عليها من خاطره
وكسرته بعد شوي ..لنها عطشانة للحب والهتمام بطريقة تخلي الواحد تتخشع حناياه..
سماء من كلم مناير تظايقت شوي وبينت هالظيج بابتسامة لكن خالد نظرا لقربه العاطفي الجديد من سماء
خله يحس لها ويفهم ان كلم مناير جرحها ..يمكن هالكلم مايجرح لكن البنت اللي مثل سماء ..ظروفها باينة
على ويهها حتى لو ما شكت او تحجت لحد ..ذم مناير في خاطره وحز بقلبه ان سماء تزعل..
وراحت سماء عنهم وعيون خالد لزقة فيها والقهر في قلبه يصب من حزنها ..يا الله يحس ان قلبه يتقطع..
كل هذا لنها زعلنة؟؟
وراح خالد يلم مشعل بفرررح والثاني اللي من شاف بيت بو جراح نزفت جروح قلبه مرة ثانية وصرخ باله
باسمها ...فاتن ..ومناير اللي يوم شافت مشعل ظلت ساكتة مكانها وحواجبها معقدة وهي تناظر مشعل وخالد
واستقباله المرح..
خالد :مالت عليك يالقاطع والله انك ما تستحي..
مشعل يبتسم بخفة :ل شدعوة والله استحي..
خالد :انا اراهنك انك ما تستحي..
مشعل وهو يمثل بالحيا :والله ..صدقني شووف انا استحي ..ل تخليني اصيح الحين..
خالد :هههههههههههههههاااي مالت عليك ..والله ولهنا عليك من زمان ما شفناك..
مشعل بابتسامة وهو يحك لحيته الخفيفة :ل بس شوي اشغال والحين كاني رديت ..وايد هملت اختي ووايد
ابتعدت عنها ..ما ادري شعلمها ول شخبارها..
خالد :هذا هو عين الصح..
ال وسماء طلعت من البيت والسايق يفتح باب الكاراج اللكتروني ..واول ما شافت مشعل اللي التفت لها
وقفت مكانها من الصدمة ..بعدها على طول طارت لخوها اللي راح لها عند البيت ..ابتسم لها وهي على
طول لمته ولوت عليه...
مافهمت مناير اللي قاله خالد وراحت عنه بكل هدوء للسيارة وهي تمشي جدام مشعل وتركب السيارة..
وخالد كان مستغرب او يمكن متخوف بعض الشي ..هذي مب اول مرة يشوف التآخي بين سماء ومشعل..
مرة شافهم قبل ..بس يا ترى ..اخوة مشعل لسماء راح تكون عائق في سبيل الحصول على اخته ..اهو اكيد
طيب وارفيجنا ويعرف لنا اكثر من اي احد ثاني ..بس يظل اهو ولد القصر ..وتظل اخته اهم شي عندهم ..وما
يبون لها ال الزين ...ل ل ..انا اكيد مزودها شوي ..هذا شي مو وراد بهالوقت ..لكن والله ...وانا كاني احلف..
ان محديقدر يوقف في طريجي ..ل بغيت اتليعن والله محد راح يوقف في دربي ..سمحتلهم ويا فاتن ..لكن
سماء ..مستحيل تروح من يدي...
كان هذا اخر ما بدر في بال خالد وهو يناظر القصر وكانه قطعة حجر ما تسوى منه ول شي ...ودخل البيت..
والله العالم ..بعد هذاك الصبح الجميل ..اي نوع من العواصف بتهب..
-----------------------------
على غير العوايد اليوم مثل ما جفنا قبل ان جراح طلع من البيت من غير ما ينتظر اخته يوصلها للمدرسة طلع
من البيت وهو شاكر ربه ان محد حسله بشي ..راح اليوم الجامعة من وقت ..لنه محتاج محتاج انه يقعد ويا
مريم ويكلمها بموضوع مهم جدا ...صار له اهو جم يوم يفكر بالموضوع وخلص ..لمتى بصبر ..انا صغير بس
اهم شي اخذ البنت ..ما خليها تطير من يدي جذي ..البنت كل ما كبرت كل ما صار الوضع اخطر ..خلني من
الحين القطها قبل ما ياخذها غيري..
وظل قاعد في السيارة وهو يراقب السيارات اللي عند باركات اولياء المور وهو يراقبهم ...رافع ريله على
السيت وهو منكمش ويتسمع كم اغنية ..وعيونه تراقب السيارات ..الداخلة والطالعة ..اللي يعرفه ان مريم
تروح الجامعة من الصبح ..واكيد اليوم بيشووفها ..وتوه على هالفكار جان تشتغل الغنية الكثر تفضيل
عنده"..يـاعمري انـا فديـتك انــا ياريتك هنا وياي ..حياتـي انا عذاب وهنا وقربك منا دنياي ..تدلل حبيبي وتامر
امر..
جراح :اي والله
اعيش بصحاري واروح القمر
جراح :خوش والله
تدلل حبيبي وتامر امر ..اعيش بصحاري واروح
جراح :تروح
حبيبي ارووح
جراح :تروح
واروح القمر انا ارووح انا ارووح..
جراح وهو يدندن ويا الغنية شاف سيارة لؤي الشيفي بليزر ..وما صدق روحه ونقز مرة وحدة ...طالع روحه
بالمنظرة ورتب شعره السود النيق ورتب الشوارب الكلسيك بصبعه واللحيه الخفيفة اللي صارت موضة
بالنسبة له ..وجيك ويهه يمين ويسار ابتسم البتسامة التوم كروزيه وطلع ..وهو يرفع اكتافه وينزلها كانه بيروح
الحرب ...وتم يمشى ...لمن وصل الى الممر الي يمشون فيه الطلب من السيارات لداخل الحرم الجامعي..
وتم يناظر يعيونه او يدور على خيال لمريم ..وشاف بنات وايدات بس وحدة منهم كانت لبسه عباية واكيد
اهي ..واللي خله يتأكد انها كانت لبسة شال ..ومرة وحدة طاح من على طرفها وفرت ويهها للجهة اللي تبي
تعدله منها وشاف ويهها وتروووش ويهه ..وردت مريم كملت مسيرتها وجراح وراها ..تمت تمشي مريم بطول
الكلية عشان تروح عند اللوكرات ..تقط الكتب الي يابتها وتاخذ المعنية للمحاظرة الياية وجراح وراها ..يمشي
وكأنه مو حاسس بالدنيا يناظرها وهو مفتخر بها وكيف انها حتى عيونها ما ترفعها من وسط الجماهير ..وكيف
ان البنات اللي متواجدين في الكلية يختلفون تمام الختلف عن مريم لنها احسن منهم وأأدب منهم ..اااه
عليج يا مرتي ..ما انلم لو اقول اني احبج..
وفجأة اختفت مريم عن عيون جراح ..وتم يدورها ويدور اثرها من بين الناس ..وما شاف منها شي ..اهو
يعرف مكان اللوكرات بس استحى انه يروح لهالهناك ..بس اهو يبيها فيموضوع حيل مهم بالنسبة له ..موضوع
يتعلق بقرار مصيري مهم ..وتم واقف مكانه وهو ينتظرها يمكن تظهر له مرة ثانية...
ال ومريم تطلع من جهة اللوكرات وهي ترتب الشال على اجتافها ..وعلى وشك انها تطوف من جهة جراح
وغزلن من غير ما ترفع عيونها ..ما صدق جراح ان هالشي يصير معاه وللمرة الثانية ..ل مستحيل مريم
تشوفني واقف هني ..وفجأة لف على غزلن وعطا مريم ظهره..
جراح :كان من الحلو اني اشوفج الصبح يا غزلن ..تحملي بروحج واشوفج على خير...
غزلن بقهر :وانا بعد كان.....
ومشى على طول قبل ل يترك المجال لغزلن انها ترد عليه ..وبعد ما مشى عنها كملتها..
نزلت راسها بحزن وظيج كبير يعم فيها ..وهي تراقب جراح يتبع مريم في خطاها ..وفجأة تذكرت كلم سماء
لها" ..مريم لجراح وجراح لمريم قبل ل تكونين موجودة" ...وشلون انها كانت واثقة من هالشي ..لمن تكون
البنت مينونة الريال شي سهل ..لكن لمن يكون الريال مينون البنت ..هذا شي ول بسهولة الجبال ..لكن..
اللي يصبر ينال ..وانا بصبر وبنال ..وين بتروح مني يا جراح...
ال يات ارفيجة غزلن لها وراحت وياها من بعد ما ابعدت غيوم الحزن عنها بهالوعيد ..والله العالم باللي راح
تقوم فيه غزلن عشان تحقق اللي في بالها..
===================
من بعد ذاك اليوم العنيف ..اللي مر فيه كل من مساعد وفاتن ..اول شي سووه من بعد ما رجعوا البيت-من
بعد الصلة -اهو النوووم العميق ...فاتن اللي من دخلت دارها بالغصب غيرت هدومها وصلت صله ربها
واستسلمت للنوم من غير لحاف ...ومساعد بالمثل ..بس قبل ل يرقد كان لزم ياخذ له سبوح من بعد
الغطس اللي غطسه بالبحر ..وكان هذا الشي اكبر علج له عشان يهدي اعصابه ..ومثل الشي صار له مع
فاتن ..ما ارهق نفسه من بعدالصلة بالتفكير او اي شي ال لدقيقة وحدة يوم فكر بفاتن ..وفكر انها اكيد
تعبانة ..وراح عند الجدار الفاصل بينهم ووقف وهو يحاول يسمع صوت او حركة ..ل شي ..الهدوء الساكن
وبس ..ابتسم لهالشي وراح على سريره ..لم الوسادة الخالية ..ونام...
على تنبيه صلة الفجر ..اوتعت فاتن بعيون فزعة تدور على مصدر الصوت عشان تنهيه ..ويوم لقته ضغطت
على الحبة بسرعه ...وحطت راسها مرة ثانية ..لكن من بعد هذاك الصوت المدوي في عز النوم ..وتقلصات
اليوع اللي هاجمتها ..ما قدرت فاتن ال انها تتخلى عن الدفوة وعبق النووم اللذيذ ..وتقوم وتصلي صله ربها
وتاكل لها شي ..بعدين ترد مرة ثانية للنوم...
صار لها وقت واهي تتقلب ..لمن حست بانها خلص اوتعت بنسبه 70بال 100وراحت عن الدفوى ..لبست
الروب القطني الماهوغني ..وطلعت من الدار وهي تهدي من شعرها ..وشافت مساعد طالع من الحمام وهو
مكمل وضوء ..وأول ما شافته تمت واقفة تناظره واهو الثاني بعد يناظرها ..ابتسم لها ..ويوم مر من صوبها
ضحك مساعد وهو يدخل الغرفة وفاتن تسمع رنة ضحكته ..ومن بعد ما دخل الغرفة وقفت وهي تناظر خياله..
وتبتسم ..هزت راسها ودخلت الحمام..
غسلت ويهها وتوضت للصلة وطلعت من الحمام وهي تسبح باسم الله ..وعبق غريب سرى في الشقة خلها
تتذكر جو بيتهم في مثل هالوقت ..بحياة ابوها ..الله ...ما اجمل هالحساس ..ريحة الذكريات لمن تسري في
الدم وتنعشه ..تخلي النسان يحس بالنشوى والفرحة الله يدوم هالشعور..
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته ..السلم عليكم ورحمة الله وبركاته..
وقليل من البسملة والدعاء اللي نطقت به فاتن ..ومن بعدها ..فرغت من الصلة ...وما قدرت تتم اكثر لن
عصافير بطنها بتزقزق ..وطلعت من الغرفة على طول وشافت مساعد واقف بالمطبخ ..وعلى طول راحت
هناك وهي تنتفض مكانها من البروودة...
فاتن :شطابخ؟
مساعد :ول شي بس توست ويا زبد ..انطر التوست..
فاتن وهي تروح عند الثلجة :انا مادري يمكن اكنس الثلجة كلها ..يووووع يا ناس..
ضحك مساعد عليها وتوه بينطق بشي ..اهو ياما عرض عليها الكل بالرحلة لكن اهي وعنادها ما خلووه حتى
يخدمها بابسط الشياء..
فاتن وهي تشرب من الكوب اللي على الطاولة من بعد ما صبت فيه العصير :وايد برد!!!!
مساعد وهو يلف براسه بس للدفاية اللي في الصالة :التدفئة مسكرة ..بروح اشغلها..
فاتن وهي تناظره :مشكور..
مساعد يبتسم :العفو...
امممم ..شي غريب في مساعد ..هذا اللي فكرت به فاتن وهي عاقدة حواجبها وتراقبه شلون يفتح التدفئة..
كلها ال دقايق والدفء عم المكان وسرى بالصالة وخلها تكتسي بحل الدفوة ..وانتعشت فاتن بسببها ..لكن
مساعد كان رسمي معاها زيادة عن اللزوم ..مو رسمي لكن فيه شوية من الرسمية ..والروتينية..
يوم زهب التوست..
مساعد :ماتبين؟؟
فاتن :بسوي لي الحين..
مساعد خذي هذا وانا بسوي لج..
فاتن :ل شنو اخذه الحين بسوي لي شي ما يخطر على بالك..
مساعد يبتسم :ما اشك بهالشي...
وراح وهو يحمل قلص العصير لغرفته وقبل ل يدخل :..تصبحين على خير..
فاتن باستغراب :وانت من اهل الخير..
وصار الغير متوقع ..لول مرة من تواجده معاها في نفس البيت مساعد يسكر باب الغرفة ...انصدمت فاتن
بكل معنى الكلمة ..شهالبرووود والله من بعد هالدفوة كلها بردت من تصرفات مساعد ..بالعادة يكون اكثر
حميمية من جذي!! شفيه ..ل يكون للحين حاط في باله سالفة اليخت ..تراني قلت له اني اسفة واني مو
زعلنة ...ليش ..شفيه يا ربي ...والله غريبة ..صج ان الناس احوال ومسرع ما تتبدل احوالهم ..بسرعة
البرق ..الله يعين بس ..الله يعين..
وبظيج غييير مفهووم في بال فاتن سوت لها توست واحد من بعد ما كانت تحس بالجوع ..مسحته بالزبدة
الكثيفة تمت تاكل فيه وهي في المطبخ وعيونها على باب دار مساعد ..مستغربه او مستهجنة هالبرود اللي
فيه ..انا اللي لول مرة احس باللفة وياي يقوم اهو ويعاملني بغرابة ..وكأني انسانة ما يعرفها ال بشكل
سطحي ..ما جني زوجته...
نزلت يدها في ذيج اللحظة فاتن ...زوجته؟ظ شهالعتراف الخطير اللي يمكن نطق به لسانها على زلة...
زوجته! زوجة مساعد ..لول مرة بحياتي ..لول مرة من يوم عرفته للحين انطق بهالشي ..اعترف بهالشي
من بعد ما كنت ارفضه تمام الرفض ..يمة شفيني ..ليكون حايشني فايروس ول وباء ...اعوذ بالله. ..
شبع غريب وعجيب هاجم معدة فاتن لدرجة انها حست بالتخمة وكأنها ندمت على اللي اكلته ..وردت كل شي
مكانه ونظفت من وراها ..وهي عاقدة حواجبها دخلت دارها وخلت الباب مفتوح على خفة..
وهي غرقانة بالتفكير شلعت الروب عنها وحطته عند احد عواميد السرير ..يا الله شفيه مساعد اليوم وياي ..ل
يكون بس هذا تنفيذ لكلمه انه بيخليني على راحتي ..على راحتي مو يتجاهلني ..زين انا شاللي مظايقني من
هالموضوع ..انا صج قلت له ابي راحتي بس ما بغيته يتغير علي جذي ..بعدني محتاجة اني اعرفه واتعرف
عليه اكثر ..مو معناته على راحتي يعني انقلع ول توريني عرض اجتافك ول حاجيتني حاجني جني سكرتيرة ..ول
زميلة عمل ..وانقلب الستغراب والستهجان في فاتن الى غضب ..اووووف والله حالة ..انا يعني ما اطلع من
شي ال ادخل في شي ثاني ..قسم بالله...
بغضب رفعت اللحاف وغطت فيه راسها ومن بعده التكية حطتها على ويهها ..تغصيب لنفسها بالنوم وترك
هالفكار اللي تحس بشواذها بعقلها ..وكيف انها غير مرغوبه في حسيتها لكن غصبن عنها تتولد بعنف ..وكلها
على من ..على مساعد ...اووووف مليت يا مخي مساعد مساعد مساعد ..خلني شوي انام والله مالي
مزاااج..
لحظات من السكووون العقلي وعيونها مشدودة من تحت اللحاف ...سكنت مشاعر فاتن الهايجة لدقايق
وحركت التكيه عن راسها وشوي شوي نزلت اللحاف عن ويهها ..وبعيونها اللي تتنقل من جانب المحجر الى
الجانب الثاني ..وتذكرت سلسلة الذهب اللي عطاها اياه مساعد ..مو السلسلة الدبلة ..وسحبت الجنطة الي
كانت على الطاولة وطلعتها منها ..رمت الجنطه على الطرف ابعيد من السرير وطلعت السلسلة من الكيس
المخملي السود وهي تسحبها بتأني .لمن تدلدل الثقل اللي اهو الدبلة ..وشافتها شلون تلمع وتكون الف
اللوان في كل التفافة ..بعيون مرتاحة وشبح ابتسامة راقبت فاتن الدبلة وجربتها منها وطالعت من داخل
الدبلة ..ما شافت ل اسم ول شي ..ول تاريخ ول عنوان ..مثل كل المعاريس يسوون ..حركة اجنبيه لكنها
رائجة ..وحزنت ..كل اثنين ل تزوجوا يهبون بهالحركة تيمنا ببعض ..وتقريب لنفسهم من بعضهم ..لكن انا ..انا
حتى هالخطوة ما خطيتها تجاه هالنسان ..حسسته اني ابيه بعيد مني لدرجة انه تأقلم مع هالوضع ..وكاني
احصل النتايج العكسية من الشي الي كنت ابيه ..اااااه يا قلبي ..والله اني تعبت ..تعبت ..عمري ما طاف
العشرين سنة وانا احس اني امر بهموم الثلثين ول الربعين ..يالله كل شي وله سبب ..وهي تراقب الدبلة
كيف تتراقص وتتدلى من السلسلة ...غابت فاتن في نومة الهدوء ...تاركة وراها قلب الله اعلم بحاله ..رغم
بروده ال انه يعيش بنار هائجة..
عاد انه حمل وياه الكل عشان ياكله ..من بعد معاملته الجافة لفاتن اتخمت معدة مساعد ..وما عاد يقدر ياكل
شي ..حط الصحن على طرف السرير وحمل الكوب وراح لعند الجامة العريضة ..يتمنظر في فجر بوسطن
الشاعري ..وهو يحس بالنار تتأجج في اطرافه ..فاتن كانت تحس بالبرود ..اما انا كنت احترق من داخلي..
شلون بصبر ..انا قلت بصبر لكن هالشي مستحيل ..هالشي صعب بالنسبة لي ..انا ما تعودت اصبر ..وانا
وعدتها اني اصبر ..لكن ..ما اقدر ..صعب علي اعيش معاها في نفس المكان ..صعب علي اصبر وانا اجابلها..
يبيلي ارووح عنها صج ..اخليها على راحتها ..تتصرف مثل ما تبي ..تفكر مثل ماتبي ..تعيش حياتها مثل ما
تبي ..بس بشرط انها تنفذ اللي اتفقت فيه وياي ..وال انا ما راح اقدر اضبط نفسي ..يمكن حتى انتحر..
يا للكبتة اللي يمر فيها مساعد وكيف ان مشاعره تخونه في ابسط اللحظات ..يطلب المستحيل ..يطلب حب
فاتن ويطلب حنية فاتن ..لكن هالشي صعب ..صعب البنت تحبه بهالسرعة ..ويا كل شي اهو سواااه عشان
يألمها ..اهو ما حس بهالشي لكن هذا الشي حقيقي ..اهو آلمها ..واللي يفترق عن موطنه وعن اهله وعن
احلم يمكن رسمها بعناء وحفرها بجدران الزمن ..صعب انه يتخلى عنها بالساهل ..لكن اهو سوى اللي سواه
وماكو مجال للتأسف ..من جذي ..اهو لزم يبتعد عنه ..يكفر عن ذنوبه اللي اقترفها بحق فاتن ..يترك لها
الخيار والحرية انها تقرر باللي تبيه ...حتى لو كان هالشي معناته ..موتي من جديد ..خلص ..لمتى بحبسها..
خلني انا اللي اموت ..وفاتن تفرح ..ما بقدر اني الجمها اكثر من جذي ..ما بقدر..
وراح عند التلفون اللي بداره ..واتصل في شركة الطيران وحجز له تذكرة رجوع للكويت ..والرحلة تحددت ..
عالساعة 10بالصبح ..ياله تكون فاتن فيها راقدة ..ما عندها جامعة ول برامج ..بروح عنها وبخليها تنعم بحريتها
من بعد التكبيل اللي عانته وياي..
استغل فرصة ان النوم استحال على عيونه ..جمع اغراضه بحزن وجهد عظيم ..رتب اغراضه ولمها بالجناط..
لبس له ملبس تناسب الجو والرحلة ..وكانت لسبب ما تعكس حالته النفسية ..بلوزة سودة وبانطلون رمادي
وجاكيت مطري جلدي اسود ..واللفافة الرمادية على رقبته ..والساعة طقت على السبع ..فكر انه يروح من
غير ما يخبر فاتن ..لكن ..ما هان على قلبه ..ولزم يخبرها ..ياربي اتصل فيها وانا في المطار ..ول...
مادري ...خلني اكتب لها ملحظة ...وشوي شوي تشجعت الفكرة في باله ..وعلى طول راح عند الدرج
وطلعت دفتر ..يمكن يصلح للجروسري ليست ..لكن ما يهم اهم شي انه يكتب لفاتن خبر سفره ..ويتعذر لها
باي شي ..يتعذر؟؟ ل ..انا عمري ما تعذرت والعذار ماهي من طبايعي ..انا بكتب لها الصراحة واهي بتقدرها
اكثر من العذار..
كمل مساعد الملحظة اللي طالت يمكن ..وطوى الورقة وهو يطع من داره لدار فاتن ..الحمد لله الباب كان
مفتووح ..دخل على هدوء وهو يراقبها ..وكانت ماعطته ظهرها وغايصة في النوم على الطرف الثاني ..حمد
ربه مساعد على هالشي ..لنه كان في صالحه ..حط الورقة على الطاولة واخذ نوع من المجسم الكريستالي
وحطاه كثقل على الورقة ..وتوه بيرتفع ال وتلتفت فاتن للطرف الي اهو كان واقف فيه ..وتلتفت معاها يدها
اللي كانت ماسكة السلسله ومشتبكة باصابعها ..والدبلة تتدلى منها ..فتح مساعد حلجه باستغراب ويمكن
بدهشة ..وفرحة نسبية سرت فيه ..ان تكون الدبلة عندها شي لكنها حاملتها في يدها دليل على انها جادة في
مسألة التفكير ..وهذا الشي كان الكفيل انه يبعد ثلث الحزن الي كان عامر فيه ..ونشر مكانه الحبور
والمتنان ..يالله شكثر احس نفسي بسيط جدام هالبنت ..يمكن بسبب بساطتها الخاذة ..وابتسم ..انحنى
على فاتن وباسها على جبينها..
وطلع من الدار مساعد ..وفي قلبه مليين الحزان والفراح اللي كانت تتراقص في وداع اليم وفراق فجيع..
لمعت الدمعات بعيونه وهو حامل جنطته ..فتح الباب ووقف دقايق عنده وهو يتذكر تواجد فاتن في المكان..
وايامه الي مضت وياها ..وابتسم ..ان كانلي نصيب ..راج ترجع هاليام ..وان ما كان لي نصيب ...بتكون مثل
الكنز المحمي ..في كهف قلبي..
طلع وهو مسكر الباب ..قفله وسحب المفتاح وياه ..علما بالنسخة اللي يحتفظون فيها عند الدرج اللي يم
الباب..
وبهذاك الصبح البرد ...افترق مساعد حسيا عن منشد قلبه ..وحس بالختناق والكره ..لكنه ملزم على
هالشي ..النسان لزم يضحي في سبيل حصوله على اشياء ..وان كان تضحيته هذي متمثلة انه يترك فاتن
لحالها في غربة اهو وصلها لها ..فهو لزم يتحمل هالغلط ..وان ما تحمله من راح يتحمله ...خلص ..اللي الله
مقدره بيصير ..ومستحيل احد يغير القضاء والقدر
الفصل الثاني
--------------
مريم اللي كانت توها طالعة من المحاظرة الولى اللي بدت على ملل وانتهت بملل ..وكالعادة الدكتور ما
قومها ول عطاها اي اعتبار ..الظاهر انها لزم تسوي شي معاه ..ياانها تكلمه ياانها تحط علمه على جبينها ..
))نحن هناا(( والله اتعب واذبح عمري واناا اذاكر واكرج الكتاب جني داشة امتحان عشان اشارك ..واهو..
حاقرني ويا ويهه
وطلعت من الكلس وعلى طول في ويهها بنت حبابة وتدش القلب تعرفت عليها في احد المحاظرات ..اسمها
منيرة
بعد هالضحك راحت مريم ويا منيرة للوكرات تقط كتبها لن ماكو محاظرات ال بعد ساعة ..وجراح المسيكين
من زود ما ينتظر تعب ..ول احد من ربعه شافه ..احسن ل الحين يفتحون لي سوالفهم البطالية ..هههههههه
بطالية قبل كانت شغلي الشاغل الحين ...اااخ عليج يا مريم ..والله انج بدلتيني ..خليتني من انسان بطالي
لنسان له اهدافه بالحياة..
وبهذاك الكانتين كان حاط ريل على ريل والعصير اللي شراه جدامه وهو يحس بالملل ..وفجأة ..دخلت مريم
ويا منيرة للكانتين وهم يضحون مع بعض ..وانتبه لها جراح ومن شافها توسعت ابتسامته ..ومريم اللي طبيعتها
تغري جراح اكثر واكثر انها ما تناظر احد ول تحط عينها باحد وكانهم اصنام ..ويوم راحت عند زاوية اللي
يقعدون عليها البنات بالعادة انتبهت اللي معاها لنظرات جراح اللي لزقة فيهاومو مفارجتها ..وابتسمت عبالها
انه يطالعهم ..واستغرب جراح منها ورفع لها حاجب..
والتفتت مريم للي تأشر عليه منيرة وهي تضحك واول ما شافت جراح انقلبت الضحكة الى تجمد ...جراح ما
احد غيره هني؟؟ ويناظرهم؟؟ يناظر منيرة؟؟؟؟
مريم انقهرت وحست بالدم يفور فيها ..وجراح حس بالفوران بعد اهو الثاني ..شلون سمحت لنفسها انها
تناظر ويا ارفيجتها ..اصل من سمح لها ترافج بنات جذي؟؟ والله ل اوريج يا الحمارة
وما عطت منيرة وقت اكثر وطلعت عنها واهي متظايقة بالحيل ..الحين جراح يناظر منيرة؟؟؟ ول شنو؟
شالسالفة الحين ..يا ربي بغيت اشرب من دمها يوم قالت لي شوفي المزيون ..مع اني ماشفته بس يوم
ذكرت كلمها وقت ل شفته حسيت بالدم يثور فيني..لكن اوريه هالهيس ..ما ايوووز عن ييات الجامعة ..ليش
ياي اليوم اكيد عنده صيدة ..الجذاب اللوتي..
وطبعا جراح طلع ورى مريم اللي كانت معصبة بالحيل وهي مو مصدقة ..انها اول تمنت شوفة جراح لكن هل
بيتعود علي كل يوم اييني الجامعة هني؟؟ والله مو حالة ان شاء الله اطلع بروحه هالدكتور منرفزني والحين
انت يا جراح..؟؟ والله انا وين اولي بروحي..
جراح :مريم ...مريم...
انتهبت مريم له وشافته على مسافة قريبة منها لدرجة انها انصدمت من بطأها.
ابتسم جراح ابتسامة النصر ...وعيونه للحين على ساعته ..ويوم رفعها على ويه مريم الخائف المتوتر
والمرتبك ..ابعد البتسامة عن ويهه...
جراح :خلص ..ماكو ردة بهالسالفة ...انتي وافقتي ..وانا بروح بيتكم على أساس موافقتج ..عن اذنج الحين..
وراي مشاوير مأجلهم عشان حلة ويهج ...أشوف ويهج بخير..
مريم .....:وانت ..بخير...
بابتسامة قاتلة مشى جراح عن مريم وهو يحس انه بينفجر من فرط السعادة ..ومريم اللي مو مصدقة اللي
صار وياها الحين ..معقولة ..معقولة ان جراح بيخطبها؟؟؟ معقوله اللي قاله ..اهي في حلم ول علم ...ل ..
لزم تأكد هالشي ...ونادت على جراح بصوتها ..ما اهتمت ان كان عالي ول منخفض..
مريم :جرااااح
التفتت لها وهو مستغرب نداها ....:هل...
مريم بنظرة توسل :من صجك....
جراح وهو يبتسم لها ....يالله ..ياعدم ثقتج فيني يا مريم ..حط يده على قلبه من بعيييد .... :اقسم لج
بالله ....ووعد شرف...
ل ..الحين صدقت مريم ...صدقت ان الحلم الجميل على وشك انه يتحقق ..انه ما راح يهب في سيول الزمن
مثل ما راحت احلم فاتن ..اهي بعدربت هالحلم مع فاتن واعتنت فيه ..وكاهي نتيجة العتناء تعطي ثمارها..
وجراح بيتقدم لها اول ما يوصل مساعد ..يالله ماني مصدقة ..احس اني بطير من الفرحة..
جراح اللي حس ان وقفته وهو يناظر مريم شوي مستهجنة ..ولف براسه وراااح عن هالممر بصعوبة كبيرة
وهو يحاول انه يلتفت لمريم اللي ظلت واقفة ...لمن غاب عن عيونها خيال جراح ..في الزحاام...
=============================
الساعة كانت على الثمانية والنصف ..وبدت خيوط النهار تدغدغ عيون فاتن اللي كانت في نوووم عميق
ومريح ...من بعد محاولت انها تصارع الضوء ..قررت النسحاب ..وهي تقوم من على سريرها مدت يدينها
لشعرها كالعادة تحاول تملسه ..ولحظت السلسلة المشتبكة بصوابعها ...سحبتها بتأني ورمتها على البجورة
او بالضبط على ملحظة مساعد ...من غير ما تشوفها ...وراحت بتكاسل للحمام ..طاحت عيونها على
المطبخ اول شي شافت انه خالي ونظيف ومرتب ...وينه مساعد ..للحين راقد يمكن ...ودخلت الحمام ...
من بعد ما طلعت منه كانت توها بترووح دارها مرة ثانية لكنها انصدمت يوم شافت باب غرفة مساعد
مشرع ...اهي اللي تذكره انه يوم راح ينام بالفجر وسكر الباب من وراه ..يعني قعد؟؟ لفت بعيونها للمطبخ
شافته خالي ..ماكو احد ..وين راح يعني؟؟؟؟ غريبة..
بفضووول غريب سرى فيها ..مع ميلها لفكرة انه يمكن طلع بمشوار صباحي ..حبت لو انها تدخل غرفته
وتشوووفها ..او بصريح العبارة تفتش فيها ..يمكن تلقي اشياء .ما راح تقدر تشوفها لو كان مساعد موجود..
فخلها تستغل عدم وجوده في شي مفيد ..ويمكن بناء عشان مسألة التفكير اللي اهي وعدته فيها ..وبابتسامة
عريضة راحت المطبخ ..صبت لها ماي وحطته بالمايكرووييف ..على درجة حرارة عالية عشان يصخن ..طلعته
وزهبت لها نسكافيه ..وراحت لغرفة مساعد وهي مبتسمة...
اول ما دخلت ..لحظت الترتيب اللي كانت الغرفة عليه ..ماشاء الله احسن مني في الترتيب ..وتمت تتمنظر
في المكان يمكن تلقي اشياء مقطوطة ول ثياب ول شي ..ابد ..ماكو شي في المكان ..وكأن ما يسكن في
الغرفة احد ..كان هالشي مضحك بس على غرابة من الوضع ..يعني هالكثر اهو مرتب؟؟ راحت عند الدراج
اللي يم السرير تفتحها ..ما لقت فيها ال دفتر ملحظات وقلم ..وفتحت الدرج اللي تحته ما لقت شي...
راحت للطرف الثاني ومثل الحركة وهم ما لقت شي ...استغربت فاتن ...وطاحت عيونها على الخزانة
المحفورة في الجدار وتوها بتتحرك عشان تروح لها وجرس البيت يرن...
انتفضت فاتن مكانها ..من يا ربي؟؟ اول مرة احد ايينا من الصبح ...اهي ما انتفضت من الخوف ..بس لن
التفاف الصمت حولها خلها تحس بالفضاوة والجرس كان بمثابة العصار اللي ما بعد السكووون ...وسمت
بالرحمن وراحت عند الباب وحملت الشال اللي كان معلق وحاولت تفج الباب لقته مقفول ..وزادت حيرتها..
وين طلع مساعد وسكر الباب..؟؟؟
طلعت النسخة الموجودة في الدرج اللي يم الباب ..وفجت الباب ..وشافت جورج واقف مكانه...
انصدمت فاتن ..مساعد اللي واعدها انه يخليها تفكر براحتها ..ينتقل الى اميركا عشان يظل وياها ..هاه وين
الحترام في التفاقات..
فاتن :والله اهو مو هني شكله طالع من الصبح ...ما ادري عنه..
جورج :لكن ما إجاني
فاتن :اتصلت فيه
جورج :ايه وبيعطيني سقنل انه مغلئ..
كل هالشياء كانت تزيد الغرابة في نفس فاتن اكثر واكثر :ما ادري يمكن طلع بمشوار ول شي ..مسافة
الدرب وهو راد واول ما يرد انا اخبرك..
جورج :تسلمي ستي واسفين كتير ازعجناكي ...
فاتن بابتسامة صفرا :ل حياك الله باي وقت..
جورج :اشوف وشك بخير ...يالله مع السلمي..
فاتن :الله يسلمك...
من بعد ما راح جورج دارت فاتن في دوامة كبيرة ..وين راح مساعد؟؟ وشلون اهو متفق ويا جورج انه يقعد
هني واهو قال لي انه موافق على فكرة انه يروح وانا اظل هني بروحي؟؟ يا ترى اهو يقص علي؟؟ يالله
شهالحالة ..اهو وينه الحين هذا وقته انه يتخبى ...اووووف ..
وبظيج راحت دارها واهي متنرفزة حيل من مساعد ..خله يرد بس ..لزم اتكلم وياه ..علباله انا ياهل يقص
علي بجم كلمة واخرتها يطلع انه يخطط لعكس اللي يقوله ..هين يا مساعد ..انا اوريك ..هذا وانا اللي حاطه
في بالي اني من قلب افكر في سالفته ..طلع مو قدها ..انسان مسيطر وكل المور تتسير على هواه ..لكن
لهني وخلص ..انا نفذ صبري منه..
وراحت عند سريرها عشان ترتبه من القهر ..لنها لزم تشغل نفسها بشي عن ل تكسر الغراض اللي
جدامها ..وانتبهت للسلسلة اللي كانت على الباجورة ..وحملتها بين يدها باستهزاء وخيبة امل ..لكنها انتبهت
للورقة اللي كانت تحتها ..عقدت حواجبها ..وكأنها رسالة ..شالت الثقل عن الورقة وفتحتها.....:.
نزلت فاتن الرسالة وهي تحس بالنغزات في صدرها ..يا الله ..شهاللم الفظيع ...شقاعد يقول هذا ....رفعت
الورقة عشان تكمل القراءة وهي في حالة صعبة..
))لم اقوى ال على ان اذكر لك غلك في قلبي ..ولكن ..ها انا ..اعلن لك اليوم عن تيمي بك ...واعرف ان
هذا ل يزيد ول ينقص ...صدقيني ..حاولت ان اتكيف مع هذا يا سيدتي الصغيرة وانما ..انانية القلب اقوى من
اي شعور في هذه الدنيا...
ال والنتفاظة ترجع فيها مرة ثانية وهي تسمع الجرس مرة اثانية ..وفتحت عيونها بصدمة ..يمكن مساعد رد
مرة ثانية ..غير رايه ورد مرة ثانية عشان يقعدون ويا بعض ويتفاهمون وينطر اخر السبوع عشان رحلته..
راحت وانقضت على الباب وما شافت ال جورج مرة ثانية..
راح جورج عن فاتن اللي ركضت على الدار وهي تداري دمعها اللي يحاول انه يتقاذف على خدودها وهي مو
مصدقة اللي سواه وياها مساعد ..انه يروح ما عليه بس جذي؟؟ وانا راقدة؟؟؟ يا الله هالنسان عقدة من
الغموض والسرار انا مافيني عليه...
لبست جينز ازرق فضفاضي وبلووزة بيجيه طويلة للركبه وعليها نوع من التي شرت اللي على شكل الجاكيت
الطويل رمادي ولبست لفافة بيضا وجوتي الرياضي وطلعت من الشقة من بعد ما قفلت الباب ..والسلسلة
والورقة في يدها ..طلعت من البناية وهي منصدمة من برودة الجو ...وتنتظر جورج اييها ..كلها ال ثواني واهو
واقف على باب البناية في كاب ) تكسي( وركبت فاتن ورى وتحرك التكسي ..للمطار...
مساعد اللي زهب اغراضه من زمان حس ان الوقت ما قاعد يمر بسرعه ..يبيه يركض ويسرع عشان يرد
الكويت باسرع وقت ..وتظل فاتن نايمة وما تكتشف سفره ال بعد ساعات ..زين انه خبر جورج ..اهو بيفهمها
وبيعلمها ..اكيد بصفته يعرف عن ظروف عملنا بيدور لها عذر وجذي بكون معفي عن هالمسئولية ..الغصة
بعدها فيه ..ولكن ..اهون ..اهو يحس ان اللي سواه صح ..وبطلعته عن فاتن بيكون قد كلمته لها ..وفي
السوق الحرة البسيطة في هذاك المطار شاف محل ازهار ..عجبته باقة من اللفندر ..حب لو انه يدخل
ويشتريها بس يخاف تذبل ..خصوصا وانه راح يظل في الطيارة لفترة طويلة ..يالله ..وبعدين يشتري الورد
يعطيه من..؟؟ اللي وده يهديها الورد ما تبيه في الوقت الحالي ..ول يمكن تبيه بعد ..خلص ماكو أمل
لهالشي ..خله من الوجاع اللي فيه..
راح عند الة للكوفي السريع ..واختار له شوكول ساخنة ..صب منها ..وظل واقف عند الجامة العريضة يتمنظر
ف الطيارات ..وباله مع فاتن ..يا ترى للحين راقدة ول شنو؟؟؟
فاتن اللي كانت في التاكسي وهي تعد الدقايق ويدها على قلبها ..والسلسلة الذهبية تتدلى من صوابعها وجنها
رفيق مهم لها بهالرحلة ..تمنت لو انها تلحق على مساعد يالله تقدر توقفه ..او انها تلقى منه على تبرير عن
هالحركة وياها ..ما تدري ليش تحس انها لزم توقفه ..توقفه عن هالسفرة ...لنها يمكن صارت واهي ما
تدري عن السالفة ..او تحس بالذنب انها السبب في هالشي ..اهي اللي دفعته للسفر ..اهي وعنادها وبرودها
وعصبيتها وهواشها ..انا السبب ..ومحد يتحمل الملم غيري ...يا رب بس ..طلبتك في هالشي. .اني القاه قبل
ل يروح ..لنه ان راح وهو على هالحال ..ما ظن اني اقدر اواجهه فيوم ثاني ..ما اقدر...
انتبه جورج لفاتن المتوترة واللي ما قدرت انها تمحي كل دمعه تسري من عينها : ..صبرك يا مدام دئائن ونحنا
هونيك
فاتن ... :سرع جورج ..ما ابي يفوتني..
جورج :ولك تكرم عينكPlease hurry my body ..
السايق.,ok :
تحرك التاكسي اسرع من سرعته القبلية ...وبينت اثار المطار اللي مساعد فيه ..يا ترى. .بتلحق فاتن على
مساعد ول لء..
=============
كلها ساعة ال ربع وتنتهي رحلة الصبر اللي يمر فها مساعد ..تواق انه يسافر ..مو فرحا ..ولكن هربا ..وهو
يحس انه يقدر ينثني عن اللي في باله في اي دقيقة ..ومحال هالشي يصير وياه ..ما يقدر ينثني اكثر من جذي
...لزم يكون موقفه اقوى ..عشان يبين في عيون فاتن هالشي ..وتعرف اني ريال على قد كلمتي ..ل بغيت
اسوي الشي اسويه وسيف الحق على رقبتي ..بس يارب يعيل الوقت ويخليه يمر ..عشان ما تلعب الشياطين
براسي ..اعوذ بالله منها..
واخيــــــــــــــــرا ..وصلت فاتن للمطار ..ومن اول ما وقف التاكسي طارت فاتن منها للبوابة ...وجورج اللي
يتحاسب ويا الريال بسرعة عشان يلحق على المدام ...وفاتن نظرا لنها ما تذكر المطار زين وقفت عند الباب
وعلى طول لحق عليها جورج ..ومن شافتها ما عطته ويه اشارة على العيلة وانهم لزم يتحركون بسرعة..
وبالفعل ..مشت فاتن بسرعة ويا جورج لداخل المطار وهو يدورون على مساعد ...مروا على السوق الحرة
اللي كان مساعد واقف يمها بدقايق ..وعيون فاتن تتجول على المسافرين المتواجدين ..شافت كل الناس
وكل الجناس .ال اهو ..ما شافته ...وطالعت الساعة اللي كانت مصفوفة في احد الجدران ..نص ساعة على
الرحلة ..ما بباقي وقت ..اكيد في الطيارة ومنشغل بتخليص اموره ..وشدت على عيونها دليل على العجز...
ااااه يا مساعد ..وينك ..والله انك بتاكلها حامية مني على اللي تسويه فيني ...فتحت عيونها ...على جامة
كبيرة ..وطيارة تتحرك برع ..ومن الطيارة انتقلت عيونها الى الريال اللي كان واقف وهو يناظر اللي برع..
دققت في ملمحه وهي تتنفس بقوة ..تقربت اكثر ..وبدت الصورة توضح لها اكثر واكثر ...هذا هو مساعد
ماكو غيره ...مشت له بهدوء وهو مو عارفه .تلومه ..ول تلمه ..ول توقف وتتامل فيه وتودعه الوداع الصحيح..
ما تدري ..ضاعت منها كل الفكار ..ال فكرة انها تروح له ..وتشوفه...
مساعد اللي خلص اللي في الكوب التفت يدور على زبالة يرمي فيها القلص البلستيكي ..انتبه للشخص اللي
يتقرب منه ..وانهد كيانه يوم تعرف عليها ...فاتن ما غيرها ...وتجمد مكانها وهي بعد وقفت ...وتوقعت انه اهو
اللي بيخطي صوبها ..لكنها كانت غلطانه ..ظل مساعد واقف مكانه وكأنه ينتظرها اهي تتقدم ..واذا اهي
قامت بكل اللي قامته قبل شوي ..بضع خطوات ما بتضرها ..تقدمت له ..وهي تلومه بعيونها وحواجبها رمسة
العقدة اللي في الوسط صارت من ملمحها..
واخيـــرا ..صارت بمواجهة مساعد اللي كان يناظرها بعيون تعبانة ..عيون انسان استسلم خلص ..ما عاد يقدر
يهرب من مشاعره اكثر ..وما عاد يقدر يصمد اكثر في وجه سبب تعاسته الحالية..
سكت مساعد عنها ..كلمها منطقي ..ويدش العقل ..لكن ..القلب له احكامه ..
وكملت فاتن ...:انك تسكت عني شي ..تعاملني ببرود شي ..لكن تروح عني جذي ..انا اعتبره غدر فيني..
تراك انت اللي يبتني هني ...تروح وتتركني بروحي؟؟
فاتن بدمعة سحقت قلبها وقلب مساعد معاها :هذي المانة اللي وصاك ابوي عليها؟؟ تتركني بالغربة جذي ..ل
معين ول رفيج ..ال )ترفع يدها اللي فيها الملحظة( ...نوت ..تكتب فيه ..عن معاناتك وعن مشاعرك ...لكن..
شنو عني انا مساعد ..شنو عن معاناتي .....ول مشاعري..
بوسع عيونه راقبها مساعد :..شنو عن معاناتج فاتن؟؟ شنو عن مشاعرج ...شهر وانا مضيته معاج افتح معاج
كل المواضيع ..وانتي اللي كنتي تتهرببين
فاتن تبرر ... :انا كنت احاول ...اني ا ...اتأقلم..
هز راسه مساعد :ما كان تأقلم ..كان تغصيب .كنتي تغصبين نفسج ..وتعودين ال تزرين على عمرج عشااان
تتقبلين واقع وجودج معاي ...هذا اللي صار ..ل تقولين اتأقلم ..لن اللي كانت معاي طول هالشهر باستثناء
هذي اللحظة ..او لحظات بسيطة ما كانت فاتن ...كانت بعيدة كل البعد عن فاتن اللي ...اعرفها..
فاتن .. :لحظة ...انت ما تعرفني ..ول تعرف عني شي ...انت تزوجتني وانت ما تعرفني..
مساعد :ول انتي تزوجتيني وانتي تعرفين عني شي ..لكن تدرين ..انا في فترة بسيطة ..يمكن محزنة لكن..
قدرت اعرف فيها عنج اكثر مما تتصورين ...ول تظنين انها كلها مو في صالحج ..تغلبت الشياء اللي في
صالحج عن الثانية ..وبديت اقدرج بعيوني كأمراة ..مو بنت في عمر اختي الصغيرة...
نداء الرحلة قطع عليهم كلمهم ...وصار لزم على مساعد انه يروووح...
فاتن وعيونها تبرق من الدمع ...سكتت وما قدرت تتكلم او تزيد عليه .تبيه يقعد ما تدري ليش .هل تكفيرا عن
احساسها بالذنب انها دفعته للسفر ..ول حاجتها لمان مساعد اللي ما غاب عنها طول هالفترة...
مساعد ::فاتن ..انتي خلج على اتفاقنا ..انج تفكرين ..وتحاولين انج تتقبليني في حياتج مع ان هالوقت فات...
لنج لو حاولتي بتحاولين في البداية ...بس ..انا املي فيج كبير ..وان حتى كان هالشي مو في صالح علقتنا..
انا على قد كلمتي لج ...وقد وعدي ..اني مستعد انفذ لج اللي تبينه عشان تكونين سعيدة ..وطبعا هذا مطلبنا
كلنا في النهاية ...السعادة ...موو؟؟؟
وهي ضامة يدينها الى صدرها ..حست فاتن بالحزن واللم يكتسحها ...كلمه مؤلم وفي نفس الوقت واقعي..
يا الله على قلب هالنسان ..قوة ما شافتها في حياتها بريال ...شلون يقدر يتكلم جذي ..وقلبه محترق على
هالسالفة ..اهي خلص عرفت انه يحبها ..وانها متيم بها ...بس ...ليش؟؟ ليش يحبني؟....
مل مساعد من سكوت فاتن ..وحس انه لو راح الحين ..هذا راح يكون افضل شي ...مع ان الكلم كان غير
مثمر وما لين عزم مساعد بالسفر ..لكنه مثل ما قالت ..تفرييغ..
وهو يوصيها ...:ديري بالج على حالج والدراسة هالله هالله فيها ..ل تطلعين من البيت وايد ال بالظروريات وانا
راح اخلي لج سايق ..بدبر كل شي ويا جورج وهو ما بيقصر ...واذا تظايقتي بخلي اخووج اييج هناك ..او تلقين
لج اجازة في الوقت الحالي وتردين الكويت...
ابتسم مساعد بألم :يالله ..اشوفج على خير ان شاء الله ..توصين شي؟؟؟
رفعت فاتن اخيرا عيونها لمساعد ..والدمع يترقرق مثل الماس ..يبرق لونه في عيون مساعد ..ذابت حناياه
لكن قوة شخصيته ما بينت هالشي ...وظلت ملمح ويهه قاسية مثل الصخر ..والله اعلم باللي يمر فيه من
ذوبان...
وراح مساعد عن فاتن واول ما التف ويهه عنها ...سالت دمعته اللي داراها براحة يده ..وهو مو قادر يتخيل
نفسه يبجي ..اول مرة ابجي على احد غيرج يا عالية ..ابجي على الي خلفتيها في هالدنيا عشان تبليني من بعد
ما كنتي انتي سلوتي ..الله يعيني يا عالية ..ما قد حسيت بوحشتج على نفسي قد هاللحظة ...وينج عني
وينج؟؟؟؟ تبعدين الذى عني وعنها...
فاتن اللي كانت تراقب مساعد وهو يغيب عن عيونها ويختفي بين الزحام ...ظلت دموعها سايلة وجاريه على
خدودها حارقة ونابعة من القلب ...دموع خسارة يمكن تكون محققة ..نظرا لعدم الحلول او لعدم الستقرار..
يا الله ..توه ما راح مساعد لكن في قلبي بدت الوحشة ...والتفتت فاتن عن المشهد الحزين ..وهي تراقب
الطيارات من الجامة وبالها مو معاها في هالدنيا ..بالها ويا مساعد اللي قلب حياتها فوق تحت بهالكلم...
حبها ..حبها وانغرم فيها على اللي شافه منها ..حتى انه يعرف انها تحب واحد ثاني ..هم حبها ...ولكن ..قسوته
الغير عادية تخلي منه انسان غير حقيقي ...يا ربي ..انا شسوي ..والله اني ضايعة ..ضايعة يا ربي ..دلني على
دربي دلني..
غطت ويهها بكفها وهي تهتز من البجي ...وهدأت انتها يوم حست باللي في صبوعها ...رفعت كفها عن عيونها
وهي تراقب السلسلة والدبلة ....شلون اهي لمعة وبراقة واخاذه ..وتحبس النفاس ..وبدت تفكر في شكل
الدبلة ..دائرية ...متشابكة من كل الطراف ...ل فتحات ول ابواب تخلي الريح تمشي منها ...ال الفراغ اللي
في الوسط ..لكن سمك المادة يخليها بعيدة عن عرضة الفسخ ...او القطع ...دائرة ..او دوامة ..من اللوان
اللي تتراقص في الضوء ..تبين ان الحياة عبارة عن مجموعة الوان ..وكل لون فيها ..يرمز عن نمط او جو
معين في يوم من ايام الحياة ...ولفت فاتن راسها للدرب اللي راح فيه مساعد ...وهي ل اراديا تتبسم ...راح
اهو الحين ..لكن ..مرده بيرجع ...مرده بيرجع ..وبهذاك الوقت ..انا راح اكون ..راسية على بر ..راح اكون مثل
هالدبلة ..اللي تلمع بالوان ...وكل لون يعبر عن شي....
تقرب منها جورج بعد فترة وبنبرة شبه المعزية :شو رايك مدام ..ترجعي بيتك ول...
فاتن بابتسامة ..:نرجع ...ليش لء ...لكن مثل ما يقولون ..القلب هو البيت وانا قلبي......
جورج يبتسم :ولك يا ستي انا ما بعرف بحكايات الحب والغرام ..انا كل اللي اعرفه المحاكم وبس..
ابتسمت فاتن له ..وهي تحس بتقلص العضلت اللي فيها من البجي ...جورج الله يهداه ..حكايات الحب ...ل..
هذي مو حكايات الحب .هذي حكايات الحياة ...وهذي وقائع الحياة اللي تصيب النسان ..هذي المور العادية
السهلة المعتادة اللي تواجه الناس ..واللي الله يمشيها ويمشي الناس في دوامتها ..لمن يوصلووون ..او
يمكن ...ما يوصلوون...
طلعت ويا جورج ..وركبوا في تاكسي كانت في النتظار ...وتحركوا لدرب الرجعة للبيت ..وبطريجهم كانت
فاتن تراقب الجو وتغييراته ..وتقارن بينه وبين ماكان اول ما وصلت ..صحوة وانتعاش.واليوم ..مغيم وكئيب..
حتى اميركا زعلنة على رحيلك يا مساعد ..لكن انا اوعدها ..انك بترجع ...وان ما رجعت عشانها ..بترجع
عشان ) ...ترفع الدبلة جدامها( عشان اللي بيننا ..وعشان اللوان ..اللي انت تحتاجها بحياتك....
تحركت الطيارة معلنة الرحلة والرحيل الى الكويت ...وما اصعب هالرحلة على مساعد لنه يوم يا كانت فاتن
معاه ..لكن اهو رايح وقلبه معاها ..وخوفه عليها كبير ...صارع نفسه الف مرة انه ما يرد لها محل ما كانت
واقفة ..قطعت قلبه لكن ..اهو لزم يقسى على نفسه وعليها ..عشان تفهم وتعقل ..ومن الجنطه اللي كانت
معاه على الطيارة طلع دفتر اشعار عالية اللي يحمله معاه...
وفتح على صفحة ..معلمة بتاريخ نهايةالسنة...
)) كبرت الطفلة ..وكبر عقلها ...وما اسهل كبر العقل في ظروف الحياه هذه ..ولكن ..قلبها ..اسيكبر مع
عقلها ..ام سيظل عاشقا للمنيات ..والرغبات السحرية؟؟؟ ارجوك يا طفلتي ..ل تكبري ..فكبر القلب ..معناه
الشيخوخة((
مرحلة انتهت وهاهي المرحلة الجديدة تبتدي في حياة فاتن ومساعد وكل من حولهم ...يا ترى ...في المرحلة
الجديدة ..كم من المصاعب قد يواجهون ...والسبيل الى الحرية النفسية والفكرية والعاطفية ...حقيقي..
ومرسوووم...
الجزء العشرون
الفصل الول
---------------
مثل الحلم اللي أنقضى ..ومثل لذته السريعة على النفس ..استيقظ مساعد بنظرة كسيرة للعالم ..يا هي
وحشتج يا فاتن بهالدنيا ..وكيف انها تسوى وتسوى وياج ..لن من اول ما راح مساعد عن فاتن بالمطار ودخل
الطيارة كانت عروقه كلها تشتكي من الهجران والوحشة ..اذا اهو اللي راد لهله وناسه وديرته يعاني من
جذي!! الله يعين فاتن اللي عايشة بالغربة ..ل حبيب ول قريب ول اخو ول صديق ..والسبب من ...أنت ..ااااه
يا فاتن ...يا احلى كلمة يتغنى بها اللسان ..يا اجمل واقع ..وأألم واقع..
ابتسم مساعد وهويذكر ويه فاتن ..حتى واهي معصبة ..وهي قاعدة من النوم ..وهي تبتسم ..واهي معصبة..
وهي مهتمة ..مناحسة ..كل شي ..شكلها محفور في ذاكرة الريال ..مو قادر يعرف شلون يشيلها ول يخليها..
لن كل الثنين بيتسبب في نهايته..
كانت الساعة 6المغرب بتوقيت الكويت يوم نزل مساعد ...اول ما لفحه هوا الكويت العليل سكر عيونه
بفرحة ..ومن سكر عيونه شاف ويه فاتن العالق بجفونه ..وانعصر قلبه عليها...
خلص معاملته ويا المطار والجنط ..وصار لزم يرد البيت ..بس شلون واهو ما عنده سيارة ..اهو الحين لزم
يزهب له شي يقوله للناس لن رجعته غير متوقعة هالوقت ..اهو المفروض يرجع بعد اسبوع تقريبا ول خمسة
ايام لكنه متجدم ..مع ان يمكن اللي بيقوله ما راح ينطلي على عدد كبير من الناس ..ومنهم اهل فاتل..
وخصوصا جراح ..لكن اهو بيقدر يفتح قلبه لجراح ويقول له نظرا لنه اهو يعرف ان علقته مع فاتن شوي
حساسة لنهم كانو ويا بعض لفترة من الزمان..
اتصل في صديقه فهد اللي ياه عند المطار وسلم عليه ووصله البيت ..واول ما وقف مساعد عند بيتهم حس
بالوحشة لفاتن ..التفت لوراه ..وكانه بشوفها واقفة تنتظره يتقدم خطوات عشان تلحقه ..لن ما كان وراه ال
الفراااغ ...سم بالرحمن وضرب على الجرس ..انتظر شوية ال ومريم تفج الباب ...ووقفت متصنمة وهي
تناظره ..وابتسامته في ويهها خلتها تهز البيت باسمه
مريم :سعوووووووووووووووووووووودي...
مساعد :اوش اوش ...فضحتينا..
مريم :يمة مساعد وصل ...نووووروووو مساعد هني..
مساعد :والله انج فضيييحة يا مريم..
وعلى طول الصغيرونة هامت في احضان اخوها الحبيب ..يا لله ان مساعد في قلبها بمثابة الب الحنون..
والثاني بعد اللي شم ريحة فاتن فيها لمها بذراعاته..
ونزلت ام مساعد ويا نورة من على الدري واستقبلووه بالحضان وهواللي ما ما نع ..لنه كان محتاج للمة
الناس ..يا الله فارقتهم طول هالفترة وما حسيت لفراقهم ال بهاللحظة ..اللله يحفظج سالمة يا فاتن..
وقعدوا مع بعض ونورة ومريم خذوا اغراض مساعد لغرفته وهو يمشي وراهم وضام امه لصدره ..ما يدري
ليش ..يبي يحس بالمان .لنه في حاله نفسية ضعيفة ومهزوزة ..ما يدري ليش يحس بالذنب لبسه لراسه..
شلون يلم اهله وناسه ومخلي فاتن بروحها هناك؟؟؟
ابتسم مساعد لكلم مريم عن فاتن ..حتى السوالف عنه تدغدغ مشاعره وتسليه عن وحشتها..
نورة وهي تتمعن في السلسلة النتيييك اللي كان قلبها محفووور بالعاج :وااااااااو ..كشخة ..عمري فتووون
دومها مولعه بالنتيك ..مريووم حلو على السويتر السود اللي شريته مووو
مريم وهي تتمعن في الخاتم الياقوتي اللي شرته لها فاتن وتبتسم :يا الله تذكرت!!
مساعد :شنو تذكرت..
مريم وهي تكابد الدمع بعيونها :يوم احنا صغار كنت اقول لها اني بس اصير غنيه بشتري لي خاتم كبير مثل
الملكات ....وهي ذكرت ...وشرت لي ...عمري فتوووون ولهت عليها...
طلعت مريم من الغرفة وهي تبجي ..ومساعد عيونه لحقتها والسى ظهر على ملمحه بقووو..
نورة :بروح اشوفها ...عن اذنكم..
ام مساعد وهي تقعد على السرير وحاجب مرفوع :والله ما يرزي عليها شهر من راحت ارفيجتها ..قبل طول
الصيف ما تشوفها..
مساعد يلتفت لمه من غير ما يناظرها بالعين :بعد ..اهي تعودت اذا ما شافتها على القل تسمع صوتها..
ام مساعد :دلع بنات ..ال قول لي يمه شخبارك عساك ابخير..
مساعد في ذيج اللحظه اخر ما كان يحس فيه اهو الخير :الحمد لله يمة ...الحمد لله..
ام مساعد :بس عيل اخليك انا الحين ..اكيد وراك صلة وتعبان..
مساعد :تسلمين يمة ..اول ما يوصل ابوي صحيني ابي اسلم عليه
ام مساعد :ان شاء الله يمة
راحت ام مساعد عن ولدها اللي من تسكر الباب حط راسه بين ايديه ...وفز من مكانه بعصبية كبيرة..الحين
ادرك غلطته بتسرعه بالرجعة عن فاتن ..يا الله شهالقلب اللي علي شلون قدرت اتحمل فكرة اني اخليها
بروحها ..انا اللي متوعد ومتعهد ..بس .والله ما قدرت اتحمل اكثر ..اللي صابني ويا فاتن اكثر من ما اتحمل..
بس ما بخليها بروحها ...بفكر بقرار اني اطرش مريم تدرس وياها ..وان كان على حسابنا ..بس اهم شي
اخلي ونيس لفاتن ..ما يصير تقعد بروحها جذي ..حس بالظيج ..وعلى طول دخل الحمام عشان يشيل شويه
من هالظيج اللي حايشه..
-----------------
مريم في الدار اللي قعدت تبجي وتبجي ونورة تخفف عليها لكن ماكو اي امل..
نورة :مريم ..ريمو حبيبتي علمج تبجين جذي ..ما فيها شي فاتن
مريم :والله ولهت عليها نورة لني بصراحة مشتاقه لها من زمان ما كلمتها ول شفتها تعرفين شلون اهي
كانت وياي طول عمري والحين ما اشوفها ...والله صعب علي.
نورة تبتسم :ادري فيج يا ريوووم بس والله مو زين على عمرج ..تتعبين وتتعب نفسيتج وياج..
مريم وهي تمسح دمعها والخاتم في يدها ...فجت قبضتها وشافته وابتسمت ...تذكرت مناسبة هاليوم ..كانو
قاعدين في الكلس والبلة كانت لبسة خواتم ل تعد ول تحصى في يدها ولكن واحد منهم عجب مريم..
سكتت عن مريم وهي مستحية لنها ماتحب المدرسات ينبهونها بالسكوت ..ومريم اللي نقعت من الضحك
على شكل فاتن خلتها تعوي ثمها وتطلع لسانها في ويهها وهذا اللي خلى مريم تضحك اكثر ..وبعد فترة من
الصمت في الصف ردت مريم تقرقر عل راس فاتن..
كل الطالبات ضحكوا على مريم حتى فاتن ورمت الكل بنظرة احتقار ال فاتن لنها قرصت يدها..
ومن بعد هالصف كانت فسحة الستراحة ..وطبعا مريم وفاتن وسمية الثلثي المرح قاعدين ويا بعض
يتريقوون ...ومريم زعلنة من فاتن وفاتن هم زعلنة من مريم وهذي سابقة..
سمية اللي لحظت البرود بين الثنتين استغربت الوضع..
سمية :وي بسم الله قلت لكم شي صاير ما قلت لكم تحارقو بالعيون ...ها ام جعلن )مريم( شصاير بينكم؟؟
مريم :ل بس .اكتشفت اليوم ان الدنيا مافيها اصدقاء..
فاتن :مالت عليج عاد
مريم بعصبية :ل تسبين ويا ويهج ..مو كفاية يعني اللي سويتيه في الصف اليوم
فاتن :والله محد قاللج تفتحين اذاعة الصباح ..يعني كان لزم تتكلمين بالموضوع بالصف ما كنتي تقدرين
تنتظرين الفسحة اللي بعده
سمية :اوب اوب اوب ...اوقفوا ...شالموضوع..
مريم :كل اللي صار ان البلة انيسة لبسة خاتم حلووو اليوم وعلقت عليه..
سمية :اي خاتم وايد خواتم تلبس ذي
فاتن :ههههههههههههههههههههههههههههههههه
مريم :ضحكتي يارب مادري شقول ...
سمية :زين كملي
مريم :زين ان جان كلمت هالكحل اللي يمج وابد ما تقدر تهمس وتتصاصر صوتها لبيتهم ..مسكتنا البلة
وهزئتنا...
فاتن :وانتي تعرفين ان نقطة ضعفي ان البلة تنشدني في الصف وتقول لي سكتي ..ماحب هالشي يا بنت
الناس جم مرة بعلمج
مريم :سكتي يالبطيخة ..ال قلت لها بصريح العبارة ابلة خاتمج عجبني...
سمية بدهش :جدام البنات؟
مريم :اي جدامهم ..ليشششششش انا شقلت؟؟
فاتن :ردي عليها سمية ..انا مافيني صراحة..
سمية :فشلتينا يعلج ريلج يخمج..
مريم بحيا :حرام عليج ل تدعين جذي ..استحيز.
فاتن :عبالج هذي ادمية..
مريم :واله صدقوني خلوني بس اكبر واشتغل ول اتزوج واحد غني بشتري لي مثل هالخاتم..
فاتن :انا ل كبرت بشتريه لج ول تزعلين
مريم :وي ما ابيي مالج حليان ومصدي ..ل ومو طالع من القلب...
فاتن :افا...
مريم :ههههههههههههههههههههه اتغشمر وياج ..تحبيني يالحمارة تموتين فيني ..مادري شلون بتفارقيني يوم
من اليام..
فاتن وهي تضم مريم :انا افارقج ..انا وانتي مثل البيض والقشرة..
مريم :مثل الزهرة والنحلة
سمية الغيورة :مثل البصلة وقشرتها...
مريم تاشر بصبعها على سمية :وانتي الريحة هاهاهاهاها
سمية :ويا راسسسسسسج...
نورة :هدأتي؟؟
مريم وهي تمسح على ويهها :ايــه ..شوي..
نورة تبتسم :مريوووم .انا ادري بغل فاتن في قلبج ..وصدقيني ..اذا الله عطانا عمر ..ل اخذج لها انا بنفسي
هناك باميركا..
ضحكت مريم...
نورة استعجبت :تضحكين؟؟ علبالج اجذب؟؟ ل حبيبتي انا قد كلمتي ..وبتجوفين ان ما خذتج هناك ويا فيصل..
صدقيني عشان خاطر عيونج كل شي تطلبينه يتم..
مريم :تسلمين وما تقصرين...
نورة وهي تهب بوقفتها :يالله ..انا بخليج الحين ..بروح اتجهز اليوم عندنا عزيمة في بيت خالة فيصل..
مريم :ياحبهم اهل ريلج للعزومات ..كانا عشنا عمرنا بل عزومات.
نورة تضحك :يا مريم هذي عايلة جبيرة ويحبون يتيمعون ..مو مثلنا ..عودتنا امي على قعدة البيت وما نزور
احد ول نتواصل ويا احد ..ترى الجماعات احلى شي في العوايل..
مريم :والله ما ادري ..عمري ما جربت هالشي..
نورة :اذا تزوجتي بتعرفين...
علىطاري الزواج تغيرت الوان مريم ونورة لحظتها ...:شفيج ريوم؟
مريم :ها ...انا؟؟ ما فيني شي ....ليش؟
نورة :من يبت لج طاري الزواج تغيرت الوانج...
مريم :الواني؟؟ الله يهداج اشارة مرور تغيرت الواني؟؟ ل ما فيني شي بس بروح اغسل ويهي...
نورة :على راحتج ..يالله اشوفج على خير..
مريم :نورة.؟
نورة :هل؟..
مريم :لتباتين الليلة هناك ..تعالي هني ..خاطري نقعد ويا بعض مثل قبل..
نورة بابتسامة عريضة بينت مدى فرحها من اقتراح مريم :افا عليج ...ما طلبتي يا غناة روحي..
مريم :وييي شعندها بنت المارات..
نورة :هههههههههههههههههههه ..
راحت نورة عن مريم اللي تمت واقفة عند باب الحمام وهي تذكر فاتن ...الله يذكرج بالخير يالغالية ..ومن
فاتن انتقل بالها الى جراح ولقائها وياه امس بالجامعة ..يالله حدي خايفة ..ل يصير بس شي جايد ..امي
ومنقلب مزاجها على بيت الياسي ..الله يعين قلبي والله ل صار شي ..بموووت ..لكن سعوود ما بيعور قلبي..
اهو احن علي من امي ..على طاريه ..ليش ما اروووح له..
دخلت مريم الحمام بسرعة وغسلت ويهها ...وراحت دار اخوها..
كان مساعد يصلي وعلى عادته يخلي الباب شوية مفتوح طلت مريم براسها وشافته ..وبهدوء دخلت الغرفة
وراحت عند السرير ..فجت الجنطة وطلعت الغراض ..وحال ما خلص مساعد صله استغل ترتيب مريم
للغراض وتم يقرى شوي من القرآن ..ويوم فرغ فرغت مريم وياه ...والتفتت له بابتسامة وبادلها بالمثل...
وراح وقعد بكل هدوء على السرير وهي يمه ...كانت قاعدة وهو قاعد وراسه بين يديه ..وكانه يعاني من
صداع ..وكان في قلب مريم الف سؤال لمساعد ...لكنها ما قدرت ال تسأله هالسؤال..
مريم اللي قامت وراحت لعند اخوها وهي تمسك ذراعه :حبيتها يا مساعد؟
واخيـــرا استسلم الصخر الي في مساعد وسمح لنفسه بالنكسار ..بدمعه من مآقي عيونه ..:حبيتها؟؟ هذي
الحب شوية عليها ...هذي لو اهبها بعمري ..ما اوفي لحقها ..فاتن جوهرة يا مريم ..لزم الناس تصونها ..فاتن
خطر على الكل ..لن محبتها تقدر تاخذ العقل ..مريم ..انا خلص ..ما عدت اتحمل ..والله ما عدت ...انا كبير
على هالسوالف ..والله كبير ..مااحب هالمراهق اللي قاعد ينمو بداخلي ..ماحب هالطائش اللي وده لو يوقف
على شرفتها وينتظرها لمن تطلع له وتهديه احلى العبارات ول ترميه بمنديلها ول ترسله بوسه في الهوا ..تقدر
تخليه يسكر وينتشي بها ليام ...انا ابي استقرار ..ابي امشي على ارض ثابته ...لكن....
سكت مساعد لن الكلم اللي في قلبه سيلن ويخاف يجرفه ويجرف كل اللي عرفه بحياته بلحظة ..لذا فضل
السكوت على كثر الكلم ...ومريم احترمت صمته وشاركته نحيبه بهدوء ...ولكن الله اعلم بالعواصف
والمعارك النفسية اللي يمر فيها قلب مساعد...
لكن عقل مريم كان يصرخ بالحقيقة اللي عرفتها من فترة ..ان مساعد كان يحب عمه فاتن المتوفاة عالية..
وكانت تحس بالشك ان لربما مساعد ما يحب فاتن ولكن يحب شبح عالية اللي يعيش في فاتن واللي الكل
حتى ابوها الله يرحمها كان يشوفها فيها ...وما قدرت تهدى اكثر ..ويوم لحظت سكوووت اخوها وهدوئها..
حست انه الوقت المناسب انها تفتح وياه هالسالفة..
مريم :مساعد ...ابيك اسالك ....شي صراحة وابي جوابك يكون بنفس صراحة سؤالي..
مساعد :سألي مريم...
تباعدت عنه شوي وراحت ووقفت عند باب الغرفة ..:حبك لفاتن هذا ...لشخص فاتن ول ...لروح .. ...
سكتت مريم لن حواجب مساعد تعقدت ...وحثها على الكلم :كملي مريم ...لروح منو؟؟
مريم :ل تفهمني غلط مساعد لكن ..انا اعرف انك كنت ...تحب عمة فاتن ...اللي توفت عالية..
مساعد انصدم ...مريم تعرف بهالموضوع من خبرها ..فاتن؟؟ :وانتي شدراج..
توترت مريم .. :انا ...ل بس ...بكل صراحة انا سمعته من كلم بينك وبين امي ..عرضيا يعني مو قصدا مني..
ما كنت ابي اسمع السالفة ومو من عوايدي اني اتصنت على الناس لكن يوم سمعت اسم عالية ل اراديا
توقفت و ...تميت اسمع ...
مساعد وهو يتنهد :الحمد لله ..علبالي سمعتي السالفة من احد يعني مثل فاتن ول اهلها)...انتبه لها مرة ثانية(
زين ..عيدي سؤالج مرة ثانية..
مريم :انا كل اللي فيني يا مساعد اني مستغربة صراحة ...حبك لفاتن هذا لها ..ول للروح اللي تسكن فاتن
وهذا شي واضح للعيان ..ول بسبب حاجة فيك ..تحاول انك تبثها من خلل فاتن؟؟؟
مساعد وهو يقعد على الكرسي اللي عند الجامة ويمسح ويهه بيده :ظنيج جذي في البداية ..كل هالمووور
اللي قلتيها استثناء الحب لفاتن بروحها ...انا اول ما شفت فاتن ..ل اله ال الله ظنيت ان عالية ردت الدنيا..
ومن بعد ما عرفت صلتها فيها قلت مستحيل هالبنت تضيع مني ..ويوم شفتها ..بهذاك اليوم واقفة ويا ...
) صر على اسنانه لن مجرد الذكرى تأجج حطب الغيرة فيه( ..حسيت اني لزم اقتلعه من داخلها بجذوره..
وكانت حاجتي اني اكون بامان مبثوثه في كون فاتن بعيدة عنه ..كنت اعمى وما قدرت افهم ان فاتن تقدر
تكون قريبة منه لو كانت باخر العالم ...ومن بعدها) ..يبتسم بحنان وكان فاتن موجوده وياه( في اميركا..
تميت اراقبها واراقب ابسط الشياء اللي تسويها وصرت مينونها يا مريم ..ما اجذب عليج ما عدت اشوف
لعالية ول النبتة الضارة اللي نبتت في قلب فاتن ..ما عدت اشوفها ال اهي ..وانا ...بعالم مافيها ال احنا
الثنين وصراعاتنا؟..؟
مريم وهي تقعد يمه :يعني انت الحين تحب فاتن عشان فاتن
مساعد :احب فاتن عشان فاتن ولجل فاتن وفقط فاتن....
مريم وهي تهب علىريلها وروح الحماس متشعلله والتفاؤل يلمع بويهها :عيل خلص ..ل تعور لك قلبك...
مساعد :ليش؟؟
مريم :لنك لزم تثق بكل اللي اقوله ..انت بكل صراحة يديد في هالساحة ..صج ان عمرك ما يسمح لك وصج
انك حبيت من قبل ..بس ...الحب الحقيقي ينعرف لمن يكون العذاب اكثر من الراحة ..وما الحب ال العذاب يا
اوخي العزيز...
مساعد :الظاهر انج خبيرة في هالمجال..
توترت مريم لكنها ابتسمت لخوها بذكاء وهي تغير الموضوع ...:شوف ..دامني انا شفت هالشي فيك فاتن
لزم شافته ..وصدقني اذا شافته معناته اهي تعيش في دوامة اعنف من اللي انت عايشها ..وفاتن مشكلتها
منظهرها الهادي لكن مخها ....طوفان من الحيرة والفكار..
مساعد والمل يلمع فيه :من صجج مريم..
مريم :ههههههههههههههه من صجي ..هذا اذا مو الحين قاعدة وتتكلم ويا نفسها عنك وتعد خصالك الزينة
وتنشد بك ...صدقني ..فاتن مثلها مثلك ..عاشت في وهم وخيال بنته في سبع سنوات وما تحقق لها ال
بشهرين او اقل ...صدقني ..بتحس بطعم الحب الحقيقي ..او يمكن حسته من اول ما اختفيت انت عن
ساحتها..
مساعد الي ما صدق اللي تقوله مريم ....لكن ما يدري ليش يحس بالقتناع من كلمها ..ليش انها اقرب
انسانة لفاتن ..واكثر وحدة فاهمتها بهالدنيا ..ويمكن اهي ادرى فيها..
مساعد وهو متحمس وكان الهم اللي فيه سحااابه عدت ومرت : ...تدرين مريم ..لو قرقتج هذي كلها تطلع
صح ...والله ل ابني لج قصر من العاج...
مريم :وي هههههههههههههههههههههههه شابي في قصور العاج .فرحتك وفرحة اعز انسانة على قلبي تسوى
هالدنيا وما فيها يا خوي ...اهم شي بس اشوفك مرتاح وفرحان ..واحب اقوللك ..خلك ريلكس ..الحب كله
استرخاء ..واللي يشد يقطع الحبل...
مساعد وهو يضم مريم :يا نبببع الصفا والحنان انتي ...متاكدة انج 19سنة
مريم بطنازة :وييي طالع هذا ..انا عمري 20سنة شكوو مصغرني سنة ما بغيت اكبررر..
مساعد :هههههههههههههههههههههه يا بعد الكبار انتي والله...
ضم مساعد اخته في حنان بالغ ورغبه في المان ..لنه ماحس فيه ال بهالوقت ..يمكن اهو سبب سفره انه
كان محتاج احد يكلمه جذي عن فاتن ويهدي قلبه ويوسع صدره في مثل هالموضوع...
طول اليوم كانت قاعدة في الصالة وهي مشغلة التدفئة والتلفزيون يشتغل على احد القنوات الخبارية.
شافت كل شي ..حروب وثقافيات نجوم وسينما ومسلسلت وكل شي ..لكن عقلها ما كان معاها ..كانت
عيونها بس تراقب التحركات لكن عقلها كان كله في الماضي ..نبش ذكريات تواجد مساعد في حياتها ..وما
تدري ليش كل ما تدور توقف عن مشهد واحد ...عيون مساعد في المطار ..شلون حست انها تبين شخصية
وملمح ويهه شخصية ثانية ...كان له اسم في قلبها لكن عقلها رفض ترجمته ..ورفض انه يحلل الشيفره لها
وخلها بحيرتها تنتظر متى ما استقبل عقلها هالكلمة عشان تقدر تشوف المور اوضح من كونها ضبابية..
وحاولت تسوي مقارنة بين مساعد وبين مشعل لحظت الفروووق الهائلة ..والهتمامات القليلة المشتركة..
يمكن لنها ما شافت مشعل ول فهمت عنه وايد ...ال من سوالف متفرقة من اخوووها ..اهي حتى بحبها ما
اعترفت له ..بس العيون كانت اهي المرسال بينهم للف الرسايل على طول وقت معرفتهم ببعض ..لكن هذا
بعد ..ما يعني شي ..العيون تقول وتتكلم لكن اللسان هو اللي ينطق ويقول الحق ويقطع الباطل..
وعلى هالكلم اللي كان يدور فيها حست بالنوم ..وانسحبت لفراشها لكنها حست بالخوف ..وطلعت من
الغرفة وهي تسحب اللحاف وجم وسادة وياها عشان تنام بالصالة ..ويوم قعدت على القنفة الكبيرة شافت
باب دار مساعد مشرع ..وخطرت الفكرة في بالها ..ليش ما تروح تنام هناك ..احسن لها ..يمكن تحس
بالمان وتشعر بوجود مساعد على غيابه وتتغلب عل الخوف اللي فيها ..وراحت ..دخلت الدار ..تنشقت
الريحة اللي تدور فيها ..مزيج من عطره الرجالي ..ومن ريحة الغرفة المنعشه ..وعطر افتر شيف ..تبسمت
عليه لنها ذكرت مرة موقف بينها وبينه ..كان يحلق في الحمام وهو مفتح الباب ويدندن بالحان ملخطبة ..وهي
كانت توها بتدخل الحمام ال وشافته هناك ..وظلت واقفة من غير ما تشغله ..وظلت تراقبه شلون يحلق
بسلسة وان منطقة الحلق عنده بسيطة ..يعني مو لعينه مثل بعض الرياييل في التلفزيوون ..وهو يوم انتبه
لها كانت نص اللحيه الكريمية رايحة وبعيون طفولية سألها..
وزين منها حبست ضحكتها من شكله لنه كان غريب من نوعه شوي وتمت تراقبه وتراقبه ..لمن خلص اخر
شي التفت لها وهو رافع حاجب
فاتن :علمك؟
مساعد :هههههههههههههههههههههههههههه ل بس شكلج هههههههههههههههههههه جنج تدققين بسالفه خطيرة
فاتن :زين انت قلت لي شوفي ان جان اكوو شعر ..وانا قعدت اشووف
مساعد وهو يطلع من باب الحمام :هههههههههههههه ل ما عليه مشكورة وما تقصرين ..زين في شعر
فاتن اللي حمقت :اي ...وايد..
مساعد وهو يتحسس :زين زين ..نبي لحية خفيفة على القل...
بعيون غضبانة سكتت عنه ..وهو مشى عنها وقبل ل يروح عنها كشكش شعرها الحريري من جدام وراح غرفته
والفوطة على جتفه..
كانت مشيته غريبه ..لمن يمشي يده اليمين ترووح ورى ظهره ..وريله مستقيمة لدرجة ان ماكو اي ميلن في
خطواته ..صلب ويابس ..واحلى ما كان فيه اهو شعره ..حيويه ونشاط ولوون حلوو ..يمكن قرب شكله
الخارجي لقلب فاتن نابع من الشبه الكبير بينه وبين مريم ال انه يمكن ازون من مريم ..لن مريم بطبيعتها
شيطانة وبليسة يمكن الواحد ما يلحظ حلها ال بالتعمق في شكلها..
صحت على منبه الصوت في غرفتها ..شافتها الساعة 5الفير ولزم تصلي الحين ..ومن البرد اللي قرصها
سحبت وياها اللحاف الخفيف وراحت عند الحمام . .شغلت الماي الحار وهي متسندة على الباب تنتظرالبخار
يظهر ..وتمت تناظر البيت بعيون نعسانه وتذكرت تلفونها ..تركت اللحاف على الرض وراحت صوب غرفتها..
دخلت وفجت الليت وراحت عند البجورة اللي يم السرير ..فتحتها وطلعت التلفون ..كان مقفل ..ويوم
فتحته ..يا في خاطرها لو انها تتصل في اهلها ..اكيد صاحيين الحين الساعة وحدة الظهر عندهم ..واتصلت ..
يرن التلفون ..ويرن ..ويرن ...ول احد يشيله ..ليش؟؟ لنهم كانو مشغولين في نقل الغراض وتطليعها من
البيت عشان ان المرميين يووهم والبيت في حاله فوضى ..ولمن تعبت فاتن سكرته ..واستغربت ..وينهم
هذول ما يردون ...وتوها بترمي التلفون ال طرت في بالها مريم ...وابتسمت وعلى طوووول اتصلت فيها...
ومريم كانت في المحاظرة وتلفونها على الفويس ميل ..وعصبت فاتن يوم سمعت الرسالة تتكلم ..وتركت
رساله لمريم انها ترن لها اول ما تطلع ..وسكرت التلفون ..ومن مريم ..دار بالها له ..لمساعد ..اهي
استغربت انه ما اتصل فيها لحد الحين ..يمكن مشغول ول شي ..خصوصا وانه يمكن وصل المغرب امس..
بس ..مو معناته ينساني ..خلني انا اصير احسن منه وادق واتطمن عليه..
وبتردد ..اتصلت فيه..
كان مساعد غايص في الوراق اللي جدامه ..طبعا يوم وصل الوراق واصلة لليدار ..وقضايا وتأمينات وسوالف
ل اول ول تالي ..ويوم رن تلفونه تهفهف لنه ما سكت طول اليوم ..لكن الحين كان مبايله ..يا ترى من؟؟ رفع
السماعة وشاف اسمها ...فــاتن ..وما صدق روحه ..وبعد ما رن وايد ...اخيرا رفعه ..وبصوت مو مصدق..
مساعد :فاتن؟؟
فاتن اللي تصنمت يوم سمعت صوته ما نطقت بشي
مساعد :الو ...فاتن ...فاتن
ردت لرض الواقع :الو ...هل ...معاك..
مساعد تضاربت دقات قلبه :هل فيج ...شلوننج ..شخبارج..
فاتن :الحمد..الحمد لله ابخير ...انت شخبارك...
مساعد :انا بخير ماعليج مني انتي علومج واخبارج وشمسوية..
فاتن :والله مامسوية شي ...بس توني قاعدة من الرقاد..
مساعد يبتسم :خلتلج الساحة..
ابتسمت فاتن :ل بس ...كنت تعبانة شوي..
مساعد :اسم الله عليج ..شي يعورج؟؟
فاتن تحيرت ..كان خاطرها لو شي يعورها عشان تشوف خوفه عليها ...:ل سلمتك ..مافيني ال العافية...
ضاق في صدر مساعد سؤال بس حسه شوي طفولي او حق يهال ...:امممم قاعدة للصله
فاتن وهي تذكر ماي الحمام :اووووووووو ..لحظه لحظه..
راحت وسكرت ماي الحمام اللي كان يشتغل من اول ما صحت للحين ...وردت للتلفون
فاتن :الووووو
مساعد :علمج شصاير عندج؟
فاتن :ل بس نسيت الماي...
مساعد :اها.....
وساد الصمت بينهم ..اهو يحاول يسمع نفسه واهي تدور على كلم تقوله له ..اهي نفسها مستغربه اتصالها
له...
مساعد :بس ..انتي قدها وقدود وانا واثق منج ..وواثق من قدراتج..
فاتن ..:انا ..انا ابي لب توب...
استغرب مساعد :لب توب؟؟ للجامعة يعني..
صفقت فاتن على راسها ...يالفطينة ..يالشاطرة يالحلوة يالجميلة ..هذا اللي طلعتي فيه ..ابي لب توووب..
صج يعني ..لو تصفقين راسج بالطوفة احسن :..ايه ..لني احتاجه ويبيلي بعد خط انترنت..
مساعد :افا عليج انتي بس ل تحاتين وبيوصلج اللب توب ..وخط النترنت ..بعد شي ناقصج..
فاتن :امممممم ...عادي يعني اطلع واتشرى اغراض وهالسوالف..
مساعد:البيت بيتج ولزم تعتنين في نفسج وتشترين اللي تبينه واللي تحتاجينه ...الفيزا عندج؟
فاتن اللي نست مكان الفيزا ..:اممممم اي عندي ...عادي استخدمها
مساعد يضحك :هذي فلوسج مو فلوس الغير ..وعلى راحتج ..لو تبينها كلها بعد محد بيعترضج..
فاتن :ههههه ..الحمد لله ... ...رحت بيتنا؟؟
مساعد :قصدج اهلج؟؟ ل والله ما رحت لهم اليوم انا معزم بعد ما اطلع من الدوام ..ليش شي في خاطرج
فاتن :ل بس ...سلم عليهم وقول لهم اني ولهت عليهم..
مساعد :يبلغ ان شاء الله..
وبصعوووووووبه بالغة حاولت فاتن انها تقول له شي ..شي يبرد هالثلوج اللي بينهم لن مساعد قال لها انه ما
راح يتقدم لها بخطوة دامنها مب ملتزمة باتفاقهم ..واهي حاولت والله العالم انهاتنطق بكلمة عشان تبين له
انها صادقة بوعدها..
لول مرة تشقق حلج مساعد من البتسامة ..ما صدق عمره ..ما يدري ليش هالشعور المفرح اللي يخلي
العروق تتفجر بالدم ..يا ترى ..تفاؤل مريم في محله ..والله كلم البنت يبين هالشي ..يا قلبي لو يطلع كل
كلمه صح...
وسكرت التلفون بسرعه فاتن ..صج انه ما يستحي ..يسألني عن بنت؟؟ شهالحركات يعني اللي تقهر ..شعليه
من هيام ول من غيرها ..يعني ما ياز له سؤال ال هذا ...صج انه يقهرررر ..دخلت الحمام وغسلت ويهها واهي
مو قادرة تشيل نبرة صوته من بالها ..يالله صوته حميم وناعم ويدش القلب ...وشلون كلماته ناعمة
وانسيابيه ..رفعت فاتن ويهها للمنظرة اللي بالحمام وهي تهز راسها..
فاتن ::اااخ منج ياللوتية ..ما عرفتي قدر الريال ال يوم راح)...تقلد على روحها( كلماته انسيابيه ..ناعمةة..
يدش القلب ...مالت عليج اقووول بالخمس...
صلت وقعدت تقرى لها شوية من القرآن ..ويوم خلصت من السورة ..طلعت اغراض كانو عندها من البيت..
مبخر صغيرون وفحم وبخوور ..ماتدري ليش طابت في نفسها لو انها تشم ريحه البخور في البيت ..واي بخور
البخور الماراتي الصيل ..دخنت الغرفة وطلعته وحطته على التلفزيون بالصالة..
ويوم لقت دار مساعد مفتوحه كشرت بعيونها لكنها انمحت التكشيرة بمجرد ذكر صوته ..وحملت المبخر
ومعاها قرص يديد من البخور ودخلت ...سكرت الدريشة والستارة وحطت بخور اكثر ..وتمت تمشيه على
طول الدار وعند الستارة والشراشف ..لمن حست ان الغرفة تشبعت من الريحة ..وطلعت من الدار والباب
مفتوووح ..عشان تحسس نفسها بوجود مساعد الي ما يحب الباب يكون مسكر ..
فطور خفيف من مربى وزبد وجبن وبيض مخفوق صففته على الطاولة وهي تسحب الكرسي الطويل اللي
كان دايما مساعد نوع اللي يستند عليه ل وقف ينتظر الكل عشان يزهب ..تذكرت موقف الملة اللي فيها
لطبق الشوكول بالكيك ..وبينها وبين نفسها اضحكت على تصرفها ..ياااه شكثر كنت طائشة وياهل ..لكن ما
عليه ..كل شي ويتغير ..دوام الحال من المحال..
----------------------------------
هيام اللي صحت من بدري اليوم وهي متظايقة ..يعني من اول الصبح وهي تحس بالظيج في صدرها الله
يعينها على باجي اليوم ..عطلة اسبوعية فاشلة من نوعها ظلت فيها بالبيت ول تحركت ول راحت ول ردت..
وكله على حساب من ..على حساب هالسخيف اللي ظايفها في المسنجر ..من بعد ما حذفت ايميله من
الليست اللي عندها ردته مرة ثانية وانتظرت وانتظرت لمن ملت وقامت على الكمبيوتر وظل المسنجر شغال
ال انها في حالة ال awayوبعد ما شبك ..شكله جاف اني حطيته بلوك وديليت ..يالله شاسوي الحين والله
اني تورطت..
اهي ما تبي تكلمه ول انها تخلق علقات يديدة لن مالها بارض اهي كل اللي تبيه انها تعتذر منه على اسلوبها
وخلص ينهون الشي على خير .لكن اهو ما دخل ول شبك وهذي اللي قاهرها اكثر شي ..يعني مستحيل واحد
يضيفني لدقايق يخليني طول وييك اند انتظره ..والله ياهي حاله...
اول ما قعدت اليوم نزلت تحت وما كان احد صاحي ال امها كعادتها تزهب لهم الريوق ..لنها ما تثق بريوق
الخدامات وتحب شغل البيت ..اسم ام هيام كان صبحه بس لنها ما تحبه الكل يناديها ام علي ..على اخوها
الصغير...
راحت لها هيام وهي تقعد جدامها على طاولة المطبخ :صباح الخير يمة..
ام علي :صباح النور يمة ...شعندج يالسه ) بالبحريني قاعدة( على الطاولة نزلي ويلسي على الكرسي
هيام :مابي ..ليعة جبدي والله هالويك اند اخس ويك اند على قلبي
ام علي :اكيد ..حابسه روحج في حجرتج وين ما تلوع جبدج ..جم مرة قلنالج تعالي ويانا تعالى ويانا تعيززتي
ما تبين..
هيام :وانا لي بارض عبالج ارووح ملهي وياكم ..جوفي طولي جني ابقرة..
ام علي بسخرية :البقرة متوون انتي ال زرافه
هيام :ل والله واتعدلينها لي...
ام علي :هههههههههههههههه شدراني عنج ..شعنه معصبه روحج وخاطرج لو اتصطرين عمرج
هيام وهي توقف بملل جدام امها :اوف اوف اوف والله ان خاطري .وينها يدج صطريني..
ام علي :هههههههههههههههه وعليه بنتي حبيبتي ما يسسوى عليج ..قلت لج خلينا انعرسج ما رضيتي..
هيام :اوف والله اني غبية لو عرسيت ول ظليت هاللون بقهر وعوار راس ..عالقل في واحد اسندر راسه..
ام علي :هههههههههههههههههههه شدعوة يعني انتي مب مسندرى راسنا ..يالله حبيبتي روحي قعدي اخوانج
وابوووج خليهم ينزلون يتريقوون..
هيام :ان شاء الله..
هذي صورة من صور التعامل السري في بيت هيام ..صداقة ومحبة وتكانف ..يعني ام هيام وابوها ما
حسسوها يوم انها بروحها في البيت ياما امها كانت كاتمة اسرارها واللي تقول لها كل شي ..وامها قبل ل
تكون امها كانت صديقتها اللي تقدر تحط راسها على جتفها وتشكي كل اللي بسدرها ..لكن هيام ما قدرت
حس امها او يمكن استحت او مراعاة لمشاعرها ما خبرتها يوم عن زياد ال القليل ..يمكن لن كثرته بيأديها
لمشاكل ..لن مهما كان الهل ل عرفوا ان بنتهم متعلقة في واحد بيبعدونها عنه بشتى الطرق ..مو عشان
شي عشان مصلحة بنتهم ..ومثل ما يقول المثل ..الباب اللي اييك منه الريح تسده وتستريح..
راحت فوق هيام وهي توعي الجيش الصغير المكون من اخوها علي واختيها التوأم هيا وهالة ..وابوها اللي
نومه كان عميق لدرجة انه يبيله صفارة انذار توقظه ...لكنه بالخير طاع ونزل ..وهيام بعد وياهم بس قبل ل
تنزل راحت عند دارها تسكر الباب ..لكنها شافت شي يولع عند الكمبيوتر ..محادثة من المسنجر ..من يا
ربي؟؟ ل يكون احد من هلي في البحرين؟؟؟
راحت عندالكمبيوتر وشافت اول التوبيك يولع >< ..يا صاحبي شوف الدهر<> وما صدقت خبر ..وعلى طول
قعدت على الكرسي..
عظت هيام على شفاتها التحتيه ..يعني يبي يبط جبدي ..لكن مب علي انا ...يازعم يعرف للصول ...سكرت
المسنجر وهي تحس بالفرح ..ما تدري ليش ..وكان بالها ارتاح ..واخيرا كلمته ..لكن تعال ..مع اني ما اعتذرت
له ..بس يالله اهو بروحه ماشا ء الله عليه حبوب وشكله نسى ..يعني انا سويت واهو سوى ..متعادلين ...وي
واخيرا...
ارتاحت هيام من الهم اللي كان فيها ..ونزلت تحت لبيتهم بشكل ثاني او بنفسيه ثانية ..مبتسمة ومتسامحة
وفوق كل هذا ..متحملة اخوانها اللي معروف عنهم قادة الشطانة في العائلة..
ام علي :اشفيج رحتي مبرطمة ورديتي بابتسامة سقنل توو
هيام :فكرت فيها ماما ..يعني ليش اعور راسي واحرق اعصابي على اشياء والله العظيم ما تسوى ...الدنيا
يومين ..يوم لنا ويوم علينا ..وانا احس ان اليوم اللي لنا لزم نستمتع فيه ..صح بابا..
ابو علي من غيير ما يرفع عيونه وهو يقرى الجريدة :صبحة خلص بنشيل النترنت من عند بنتج ترى كل
هالسوااااات منه..
ام علي :ههههههههههههههههههههه تبي النقلب اصير في بيتنا ل ابوي خله خله ..ول تكشر بنتي حبيبة قلبي..
علي :شوي شوي احنا هني بعد اوكيه..
ام علي :وي عاد انتنور هالبيت..
تشقق علي والبنتين ثارو وبنفس الوقت تكلموا :واحناااااااااااااااا
ام علي :انتووو شموع هالبيت يا بعد امي وابوي..
الكل ضحك على هالكلم الحلو من الم وهيام اللي كانت فرحانة اكثرهم ..واخيرا تكلمت معاه ..الظاهر انه
شخص حبوب ويحب يعامل الناس مثل ما يعاملونه حتى لو كان بالشر ..يعني اهو صج حشري شوي لكنه
طيب ...ااااخ عليك يا زياد لو انت بس اللي تكلمني مو اهو ..والله جان اعبر لك عن اللي في قلبي كله...
واخليك تفهم ..ان في هالدنيا قلب ينبض بس عشانك..
---------------------------------------
السابعة اربع العصر بتوقيت الكويت..
بيت بو جراح اللي كان عامر اليوم صار بحاله يرثى لها ..وام جراح اللي ما صدقت ان بيتها يصير جذي
ماقدرت توقف دموعها ..وجراح يهدي فيها ويسكن فيها وابد ماكوو اي مجال للتصليح ..الحرمة مو قادرة
اتحمل مشهد بيتها ..يعني شالحل يا ربي ؟؟؟ وخالد اللي اكثرهم فرحان بهالشي يكسر ويا الهنود اللي يايين
وماخذه الحماس ويا عزيز ..فرحانين ان بيتهم الخرب اخيرا بيكوون يديد ...وام جراح كل ما يكسروون شي
ينكسر قلبها اكثر واكثر..
ارتبش جراح من سمع هالكلمة ..لكن توه الناس ..ما بيقول لمه من الحين ..لزم ينتظر فترة شوي على
القل بس يزهب البيت ويزهب قسمه اللي صممه ويا المهندسين وما راح يأثر على مساحة البيت ابدا..
بالعكس راح يتوسع من ورى شوي ..لن البيت كبير بس وايد اغراض الحين ل سوووه وعدووله كل شي
بيتعدل ..بس يزهب البيت .على طول ..طيران لبيت مريم ويخطبها وغصب عنهم يوافقون بهذاك الوقت..
وان ما وافقوا ..بخطفها وبتزوجها في تايلند وبرد ..والله اناسة مخي فللللم ..هههههههههههههههههههه ..
من بعد ما راح جراح ويا امه للشقة يات سيارة بيت النهيدي وهي محملة بسماء اللي يوم شافت بيت بو جراح
فتحت ثمها ...التصليح جذي يسوي؟؟؟ هذا البيت صار دماااار ..ووين اهله؟؟ في البيت ول ..
طلعت من السيارة وهي مو مصدقة ..وراحت عند الرصيف اللي يمه وهي تناظر بذهوول للبيت الحنون
الدافي يتحول الى حطام ..حسبي الله على اللي كان السبب..
خالد اللي انصمت اذنه من التكسير قرر النزول اخيرا ولكن عزوزز الروح القتالية ظل ويا الهنود ..نزل تحت
خالد وهو ميت من العطش وراح عند الكولر الي كان مصفوف ..وشرب ماي ...وصب له مرة ثانية وصباه
على راسه من شدة التعب ..وهو يلتفت شاف سماء واقفة عند الباب وعلى طول راحت لها ...وهو يفوشر
بال safety helmet
خالد وهو يعذبها كل ما تمشي ويحسها تطوف يوقف لمن شوي وتلزق فيه وتصارخ عليه وهو يضحك ..واخيرا
وصلووو لداخل البيت اللي كان خالي من بعد ما كان ملياانا ..والمطبخ اختفت ملمحه تماما لن موقعه
بيتغير..
ياشر خالد بيده :وانا قلبي يفرق شارع بيني وبينه ...بس تدرين شلوون..
سماء وهي بالغصب تحاول ترفع عيونها :شلون؟
خالد وهو يلتفت عنهاا ويدخل اكثر :سمعت من عمي بو جراح الله يرحمه ..من صبر نال ..وانا بصبر...
وبصبر ..عشان انال قلبي)..وهو يلتفت( وصدقيني ...مستحيل احد يوقف في دربي ...مستحيل اسمح لحد انه
ياخذ اللي لي ..مستحيــل
بعيون حالمة راقبته سماء وهي مو مصدقة ..يا الله ..يعنيني بهالكلم ..ويعنيه من خاطره ..ويتوعد انه
مستحيل احد يوقف بدربنا ..يعني ل امي ول احد ثاني ممكن يتعدى علينا ..او يفرق بيننا...
سماء اللي حست انها لزم تروح :زين ..انا بروح الحين...
خالد اللي كان يراقب ملمحها بحذر :سماء...
التفتت له ..:هل...
خالد ...:مستحيل سماء ..احد يوقف بيننا ...مستحيل..
ابتسمت له سماء ...وما تدري ليش حست انها تبي تسوي له حركة جذي من حركات قبل ...وكل اللي سوته
انها طلعت لسانها له وراحت...
كانت طايرة من الفرح وهي تتخطى الشارع اللي يفصل بينها وبين قلبها مثل ما قال خالد ..وهي تحس ان
الف النجوم تلمع بعينها ومشاعر هايجة مثل الفروس البرية تتراكض بدمها وممو عارفة هل انها تسكن ول
تتحرك لحتى يجيسها العياء وتقعد ..ويوم دخلت البيت كانت البتسامة شاقة حلجها بس مسرع ما اختفت يوم
شافت امها قاعدة في الصالة..ومشعل قاعد معاهم..
ام مشعل well well well :شوفو من قرر يشرفنا بحظوره ...هل يمة سماء ..هل حبيبتي ..تعالي خليني
اضمج وسلمي علي .مو توني رادة من السفر..
سماء وهي متخصرة وسط الصالة :شدعوة يعني مو اول مرة ..ول اظن اخر مرة..
ام مشعل بضحكة :ههههههههههههه الله عليها بنتي دومها شاطرة ..تعالي يمه خليني اضمج والمج لصدري..
سماء بظيج :ماله داعي لهالرسميات اللي انتي بغنى عنها ..ادري بوقتج ممتلء وما يسع..
ام مشعل اللي انقهرت من لسان بنتها :روحي دارج يمه ارتاحي وغيري ملبسج ونزلي عشان انتغدى ...وبعد..
ماكو بيت ام جراح اللي تروحين لها ..خلص .تهدم بيتهم..
سماء وهي تززر على اسنانها :ويا فرحتج...
ام مشعل ببراءة :فرحتي؟ ل والله يمة ..ليش افرح ..بس اللي سمعته انه بيتهم بيتعمر ..لكن شنو ...اللي
يربى في خرابة .يتم مخه خرابه لو حطووه في قصر من ذهب..
سماء :الخرابة اللي تتكلمين عنها ...تسوى قصور الذهب كلها اللي غارة عيونج..
مشعل :سماء ...بس خلص ..يالله روحي دارج وغيري ملبسج .ونزلي عشان نتغدى...
سماء اللي ما صدمها موقف اخوها ...دوومه جبان وما يقدر يتكلم لها ..لدرجه انه حتى ما فاتح امي بمووضوع
فاتن وخلها تروح من يده بسهولة : ..ما ابي غدى...
سماء وهي تركض على الدري وشافت ابوها جدامها بابتسامته الواسعه :حبيبة قلب ابوها..
سماء :هل يبا...
وغابت في حظنه الواسع ...يا الله شكثر كانت محتاجة للمة من ابوها..
بو مشعل :توج رادة حبيبتي؟ يالله روحي غيري ملبسج ونزلي تحت خليني اشبع من ويهج ياويه الحسن..
سماء :يبا ما ابي اغدى
ابو مشعل :أفا ..كسره بحقي يا بنت النهيدي ..نزلي يا عمري ابي اسولف وياج والله اني تولهت عليج ..يالله
دقايق وتزهبي ونزلي تحت ..انتظرج..
سماء :ان شاء الله ...عن اذنك يبا...
راحت سماء عنهم وهي تحس بالظيج يعم في قلبها ..يا الله شكثر البيت كان حلووو بلياهم ..والحين ردوا
وردت معاهم شرورهم ...وتذكرت كلم خالد اللي من شوي ..مستحيل احد يوقف بيننا ..واكيد امي بتوقف في
ويهي ومشعل بيظل ساكت وابوي مثل الشي ...لنهم ما تعلموا شلون يردون عليها ..لكن انا ..اعرف شلون
اوقف في ويهها ..ومستحيل .توقف اهي في ويهي ...وفي ويه حبي وسعادتي..
ماظنت سماء ان الوضع يمكن يتأزم ..وما ظنت ان يمكن احد من اهلها شافها وهي تسولف ويا خالد ..لكن
مثل ما يقولون الجدران لها اذان ..ويا ترىنبعة الصفا والطفولة سماء وخالد ..راح يستمرون على هالحال؟؟؟
ول الصراع لجل بذرة يتمنون لو انهم يزرعونها بارض خصبة تكبر وتكبر وتعمر وتظلل...
وسماء اللي تظن ان اهي بغنى عن اهلها ...ما كو في قلبها انتظار ..لنظرة الحب يمكن بعيون امها؟؟؟
هالنفور وهالكراهية المصطنعة وهالعدم اهمية لتواجد امها في المكان ..مو دليل على مدى احتياجها لمها
وكرهها لكره امها لها..
الفصل الثاني
صارت الساعة ثمانية وفاتن للحين قاعدة في البيت .جهزت من فترة بس ظلت اشياء بسيطة مني ومناك
تشغل بالها ..ومنهاالبحث عن الفيزا..ما تدري باي جنطه حطتها ..وظلت تدور في كل الشنط ..وتدور على
الطقم الذهبي اللي اهداه مساعد لها اول ما خطبها وما تدري وين راح..
واخيرا ..لقت الطقم ف علبه من العلب الكارتونية الصغيرة وتشققت من الوناسة ..وحطته يم ريلها وهي
تدور على الفيزا ..وهذي هي بعد الفيزا ولقتها ..يا الفرحة الكبيرة ..قامت من مكانها وحملت علبة الطقم..
وفتحته ..وتمت تتمنظر في القلبين ..وابتسمت وعلى طول سحبت السلسلة ولبستها ..والتراجي والخاتم
الناعم ..فكان كل شي بيرفكت ..وراحت عند طاولة السرير ورفعت البوكيت المخمل االلي فيه الدبلة المعلق
بالسلسلة ..وسحبتها ..وعادت دوامة الفكار والترددات تشعل فيها؟ ..البسها ..ول هذا استعجال ..ما ابي
البسها ال لمن احس واعرف لنفسي اني خلص ...مستعدة للخطوة الثانية ال وهي زواجنا ..وبدل من لبس
الدبلة لبست السلسلة والدبلة معلقة فيها ..وشافت روحها بالمنظرة وابتسمت برضا عن حالها ..وبكحل اخضر
على لون ملبسها رسمت عيونها من فوق ..وخلص ..هذا كان كل الميكب اللي قدرت تحطه لن مو من
طبعها التصبغ ..ويوم زهبت راحت للتلفون ودقت على هيام..
هيام الي استغربت اتصال فاتن وهي توها واصلة الجامعة :الوووو فتوووووووون..
فاتن بحيا وبفرحة من نبرة هيام :هل هيوووم ..شلونج شخبارج
هيامI'm great what about you :
فاتن :انا بعد اوكيه ...بس متورطة..
هيام :ليش شصاير..
فاتن :خطيبي سافر بهالويكاند وما اعندي احد يقطني الجامعة فمادري اذا تقدرين..
هيام no problema mochaha :الحين باييج
فاتن براااحة :ثاااااااانكس ..والله اني ماقدر اعبر لج انقذتيني صراحة
هيام وهي تحك السيارة :وينها شقتكم
فاتن :يم الجامعة بس يبيلج اتيين يم تقاطع )’’’(و)’’’( وخلص على يمينج هذي العمارة الرابعة ..بابها اخضر
غامج
هيام perfect :الحين انا عندج ..يالله تزهبي
فاتن :زاهبة من غير ما تقولين..
هيامok then just give me a se and I'm there :
فاتن :اوكيه..
سكرت فاتن عن هيام وهي مستغربة ...هالبنت دومها ترطن انجليزي ..ساعات احسها ما تعرف عربي ..مع
انها توها في اميركا شي من 10سنوات ..يعني اهي ربت في البحرين وتعرف للعربية ..يمكن هذا نوع من
الندماج في بيئتها ..الله العالم ..بس قلبي مرتاح لها ..بس ما يرتاح للي تحبه ..هذا زياد ..دومه ينغز بالكلم
وحركاته مو مفهوومة بالحيل..
وبالفعل توجيهات فاتن كانت دقيقة لن هيام كانت موجودة بعد 5دقايق..ورنت لفاتن اللي نزلت بسرعة وهي
تقفل الباب ..حملت كتبها زين ونزلت من الدري بدل المصعد وشافت في دربها عايلة اميركية تعودو يشوفونها
وابتسمت في ويههم فاتن وراحت..
ركبت ويا هيام وعلى طول تحركو للجامعة
وبعد هالهدوء القصير وصلو الجامعة هيام وفاتن ..وكل وحدة منهم تحمل في نفسيتها اشراقة على حدة..
فاتن باشراقة الحياة الجديدة اللي اهي تحسها في نفسها وهيام باشراقة الشخص الجديد اللي عرفته ..ما
تدري ليش تحس انه وايد متغلغل فيها لسبب غريب ..وكانها تعرفه ..او تعرف اسلوبه بطريقة غريبة ...بس
اليوم اهي لزم تتحرى من ربعها اذا احد منهم عطى ايميلها لشخص معين..
واتصلت هيام في باكستر لكنه ما بيي الجامعة وما ظلت ال تال ..اللي اتفقت ويا هيام انها تعطيهم لبتوبها
ولبتوب ارفيجتها وجيسي ..وانحلت المشكلة..
راحت سماء ويا فاتن واستلموا البتوبات ودخلو المحاظرة بسرعة ..وشافوو زياد في الكلس رووم وياه
عبدالرحمن السعودي وهم يتعبثوب باللبتوب ويضحكون مع بعض ..ويوم وصلت هيام وفاتن حركات لتهدئة
الوضع بين زياد وعبد الرحمن ..ويوم قربوا البنتين..
وقعدت مكانها وهيام بالمثل ..وتم عبد الرحمن يتظاحك ويا زياد على شي بينهم وهيام اللي تظايقت منهم
وبين على ويهها ..ومسكت فاتن فجأة يدها وهي تبتسم لها..
زهق من كثرة الوراق اللي كان لزم يعابلهم لكن راح الكثير وبقى القليل ..ويمكن يخليه لباجر ..لنه ما يقدر
يتحمل اكثر من جذي ..يمكن يمر الليل ..او اي شي ثاني ..مع انه ما سواها مرة بحياته بس يبي يملي وقته
قد ما يقدر عشان يقدر يحط شي في باله غير فاتن واللي يمكن تسويه في هذي اللحظات..
تحرك من المكتب وهو يتمطط من التعب وظهره الي تقطع عليه من القعدة ..وريله اللي كانت متشنجة من
كثرة التنقلت اليوم ..من الزيروكس الى المطبعة ومن المطبعة للرشيفات ..ومن الرشيفات للمحاسب
واللئحة مستمرة..
مدد ريله بشكل اقوى عشان يحرك العضلت ..خلص مدامه رد الكويت يعني لزم يرد للجيم اللي كان
يروحله ..وهالشي بيخليه يحس بالطاقة اكثر ..خصوصا ويا رياضته المفضلة ..السباحة..
طلع من البناية وهو متوجه لبيت بو جراح الله يرحمه عشان يزور اهل فاتن ويخبرهم عن احوالها ..اكيد اهم
مشتاقين لها بالحيل ..وما نسى الغراض البسيطة اللي شرتها فاتن لهلها دليل على تفكيرها بهم ..بتنفيذه
لهالشياء البسيطة واللي ماتنذكر يحس بالفرحة لنه يقدر يلبي لفاتن ابسط الشياء وتظل وتبقى في ذاكرته..
يوم وصل عند بيت بو جراح هز راسه بغير تصديق؟؟؟ هذا بيتهم؟؟؟ شصار فيه ..شلي سواه بهالحالة ,,ترميم
هذا ول موقع تفجيرات ...وتم واقف مكانه وهو مو مصدق اللي يشوفه ..وعلى طول اتصل في جراح..
جراح اللي كان في الورشة ما يسمع التلفون ..وهو يصارخ ويا العمال واللت مغطية على كل صوت ..ومن
بعدها دخل جراح المكتب والتلفون كان ساكت ..وما انتبه له ال يوم رن مرة ثانية ..وشاف ان مساعد اللي
متصل وبدهشة رد على تلفون
جراح :مساعد؟؟
مساعد :هل جراح شلونك شخبارك؟
جراح :ابخير الله يسلمك انت شخبارك
مساعد :الحمد لله ابخير؟؟ انت وينك في؟
جراح :انا في الورشة ويا العمال ..وايد اشغال تعطلت هني ..ويبيلها متابعة من يديد ..انت وينك؟؟؟صوتك
واضح؟؟
مساعد :لني في الكويت ...
جراح اندهش :في الكويت؟؟ من متى؟؟
مساعد :البارحة بس رديت ..واقف عند بيتكم ومستغرب من حالته
جراح :عندنا حالة ترميم في البيت ..مساعد فاتن هناك بروحها؟؟ ليش رديت مبجر..
مساعد :اسبوع واحد مافرق جراح..
جراح :ليش؟؟ صار بينكم شي؟؟
مساعد :خلك من هالكلم قول لي الحين وين اقدر اشوف بيتكم..
جراح :اصبر شوي انا الحين بطلع من الورشة ..وينك فيالبيت؟
مساعد :انت اللي خلك ادلي الورشة الحين يايك..
جراح :اوكيه ...انطرك..
سكر جراح عن مساعد وهو منصدم من رده مساعد المبجرة ..صج انها اسبوع لكن ..اخر ما توقعه ان مساعد
يخلي فاتن ويرد بسرعه ..اهو ظن انه يمكن يتأخر مو يجدم السفرة ..الله اعلم باللي صار بيناتهم ..فاتن ما
كانت متقبلته من الزين في البداية وهذا السبب اللي خلني ارد الكويت عشان يقدرون يلقوون المجال انهم
يتفاهمون فيما بعضهم ..الله يعين..
كلها ال عشر دقايق ومساعد عند جراح ..راقبه جراح من خلل الجامة اللي كانت تطل على الشارع وشاف
مساعد واستغرب ..في البداية ما عرفه ..شعره كان اغلظ وجسمه اضعف من قبل بس طوله الفارع هذا
اهو ..وابتسم يوم شافه لبس ثياب عادية مو الدشداشة والغترة مثل ما تعوده..
طلع له جراح ويوم شافه مساعد ابتسم ..مو عشان الفرحة بشوفه مسااعد لنه شاف فاتن فيه وملمحه
القريبه من حبيبة قلبه ..صار مهووس بسيدته الصغيرة اللي تصاحبه في ويوه الناس كلها..
ظل مساعد فيالسيارة والدنيا بدت تظلم ..وبالشتاء الدنيا تظلم والذان بعده ما اذن ..وصل جراح وتحركت
السيارة الى بيت ام جراح ..عشان يوصلون لها اخر اخبار بنتها..
-----------------------------------------
بوقت اللي هبط الليل في الكويت كان الصباح باوجه في اميركا وفاتن كانت قاعدة في احد الستراحات اللي
تنتشر فيالجامعة مع البنات من الشلة ..صج ان معظمهم اميركيات لكن كانوو مصدر راحة لفاتن ..وهيام بعد
اللي كانت ثنائي في الجامعة ويا فاتن من وصلت ..حتى كريستي غارت بسبب هالشي بس تواجد عبد
الرحمن الربع وعشرين ساعي يبعد عنها هالشعور ..لكن تظل في قلبها محبه خاصة لفاتن نظرا لطبيعتها
الناعمة والطيبة..
هيام كانت تضحك ويا فاتن وفاتن تبادلها الضحك ولكن بهدوء ومن بعيد كان يراقبهم زياد وعبد الرحمن كان
يراقبه ..ويوم مل من تجاهل زياد له وقف في ويهه
عبدالرحمن :وش بلك جالس ااحاكيك وعيونك على the lady in blue
زياد يبتسم وعينه للحين على اللي يناظره :يالغبي مو قاعد اطالع فاتن ..قاعد اطالع هيام ..صج انها غبية..
وعواطفها بتخونها فيوم..
عبد الرحمن :كيف؟؟
زياد :شلون كيف بعد ..يعني ان ظلت على هالغباء اللي اهي عايشته صدقني بتنصدم يوم..
عبد الرحمن :قصدك عن سالفة حمد ..عادي يا زياد ..كل بنت لمن تلقي لها حد يهتم بها تميل له..
زياد وعيونه على هيام وهو يشدهم :يعني ما توقعتها تكون بهالغباء يعني ..حسيتها بتصيدني بسرعه لكنها
طلعت مدمغة..
عبدالرحمن وهو يولع صلب زقارة :عادي يا اخي انا تعلمت ليه انت منت براضي تتعلم زيي..
زياد :مادري شلون ..تصدق ساعات خاطري امسكها جذي وارقعها بكسات لمن تفهم وبعدين برتاح..
عبد الرحمن :حاسب ..تراك باميركا ..لو كنت في مكان ثاني كان السالفة عادية وبتمر بهدوء.
زياد :مالت عليك عاد انت وايد ساخر..
عبد الرحمن :والله مهي بحاله انت وياها ..تحبها من اول ماطاحت عينك عليها ومنت براضي تعلمها بهالشي
ولعب معاها لعبة القط والفار ...صدق اني معجب كبير بحماسية تووم لكن جيري كان يقهرني ..صدقني
هاللعبة حلوة لكنها اذا طالت سمجت..
زياد :شتبيني اسوي عيل ..اللي اهي تبيه ..اني اروح لها واقول لها لو سمحتي يا ذات الملمح الجميلة اهديني
قلبك لني بل قلب فقد فقدته عندما رأيتك..
عبد الرحمن يتصنع الهتمام :ايش قلت ..عيده لو سمحت بستخدمه في قصيدتي الجديدة
زياد :وخر زين ل بكس على عينك ...اهي من طرف ..وفاتن من طرف ثاني...
عبد الرحمن :يا هذي الحالة الرجال بو قلبين ..وش بلها فاتن بعد ..بالصراحة انا ما عجبتني ابدا ..هادئة زيادة
عن اللزوم ..وثقيله وثقلها مسمجها..
زياد يلتفت له :ويازعم متعلم انت وعارف وخابر البنات ..يا خبل هذا النوع احلى نوع من البنات ..هذا النوع
اللي يخليك تعيش بحيرة وهم مرتاحات ..هذا النوع اللي يخليك تتطعم ليلك وتكره نهارك..
عبد الرحمن :يعني انت لزم تحدد مصيرك ..فاتن ..ول هيام
زياد :فاتن راحت من يدي..
عبد الرحمن باستغراب :كيف؟؟
زياد :فاتن هذي خطيبة شريج ابوي في شركته..
عبد الرحمن :انقلع ..متزوجة؟؟؟
زياد :ايه متزوجة..
عبد الرحمن :عليهم الحرام ...والله اني كنت امزح عنها ..صدقني كنت حاطها في بالي ..يا خساااارتي..
ياحظه اللي متزوجها...
زياد :اهي بعد يا حظها ..مثل مساعد ما يتحصل ...بس مادري ليش احس ان هناك برود بينهم وفجوات...
عبد الرحمن :زياد ..يا رجال انا قلبي حبك والله اني ابغي حياتك ل تتدخل بين الرجال وحرمته فيها قص رقاب
يا شيخ
زياد :ههههههههههههههههههههههههههه ..تدري ششي..
عبد الرحمن :ايش يا بو افكار جهنمية..
زياد وهو يقعد ويلم عبد الرحمن من رقبته :شوف ..انا برافج فاتن ..وبصير صديقها عشان اني اتقرب من
هيام اكثر ..بخليها تفهم اني مو مهتم فيها وجذي بتكون السالفة عادية وشوي شوي اتقرب من هيام ..شرايك
عبد الرحمن :يا عيني على الفكار العربية ..هنا العقل وال واحد زي هالزبايل اللي هنا بروح لها برجله يقول لها
الصراحة وللي في قلبه ..قلب رجال منصب بموية باردة
زياد وهو يعقد حواجبه :ما عجبتك فكرتي
عبد الرحمن :ل والله ..ما عجبتني ..زي وجهك ..يالله انا عندي كلس لزم احضره ..اشوفك على خير..
زياد :الخير بويهك...
راح عبد الرحمن عن زياد اللي ظل قاعد وهو يناظر هيام وشلون تضحك ...وتذكر بداية المعاناة ..مثله مثل
فاتن اول ما وصل اميركا وخصوصا هالجامعة ..يدور على كلساته ومن بين هالكلسات شافها قاعدة وهي
تضحك ..تم باهت مكانه وهو يناظر شكله شلون ان البتسام صار له معنى ثاني في ويهها ..وشلون ان اللوان
كانت متداخلة ..من عيونها للون وجناتها وشفايفها ..وشعرها الحمر البرغندي ..وبياض بشرتها المصاحب
بالوردي ..وكيف ان شكلها عبر عن ملكة جمال احلم كل شاب ..وراح ودخل الكلس وعيونه عليها لمن دعم
فيه واحد وطيح كل الكتب اللي كان حاملها وخلى كل النتباه يتوجه له ..بابتسامة قله حيله وجهها زياد للكل
تبادل الكل الضحك وياه ..وحتى ان وحدة من البنات قامت وشالت الكتب وياه ..وواحد من الشباب فضى
مكان يمه عشان يروح ويقعد ..وعبد الرحمن بعد كان في الكلس وصلب الزقارة كان على طرف ثمه ..ومن
بعد ما سلم على زياد وجه عيونه على صيدته ..اللي كانت تتمثل في كريستي المنبهرة بجماله وهو يغمز لها
واهي تضحك ويا هيام..
وجذي طافت السنة عليهم ..رد فيها الكويت زياد ولكنه رد اميركا بسرعة لنه ما قدر على فراق هيام وتفاجأ
يوم درى انها راحت البحرين زيارة لهلها ..وهذا الشي ما منعه انه يكون وقت حلو ...واهله بعد ما قصروووا
عنه زاروه وظلووا وياه وكان الوقت ممتع وياهم ..ال ان امنيته في السلم بينه وبن هيام ظلت قائمة على
امل التقلب ..اهو ساعات يفضل هالعلقة على شي احسن منها ..يمكن عشان ل يا وقت انه يروح ..يكون
سهل عليه انه يواصل حياته او حتى ينسى ..مع ان هيام بنت ل تنسى..
واخيرا ويا حركته اللي ساعات يحس انها السبيل الوحيد عشان يوصل لها ..وساعات يحسها حركة ما تتناسب
ويا طبيعة علقة ويا هيام ..يمكن تكتشفة بيوم وتنعدم كل المال في علقة تنشأ بينهم
وقظه المنبه اللي يحطه في ساعته عن موعد المحاظرة ..هز راسه عن ذكريات هيام وراح للمحاظرة..
وهني يوم مشى اضطر انه يمر عند جماعة البنات ..واول ما شاف هيام نزل عيونه ووجهها لفاتن بابتسامة
تسلب النفاس ..كل اللي سوته فاتن انها نزلت عيونها من غير اكتراث ول كأن احد طاف عليها ..وهيام اللي
رفعت عيونه على البتسامة العذبة اللي وجهها زياد لفاتن ..ويا للحمم البركانية اللي تأججت في قلبها تجاه
هالريال..
وجهت فاتن عيونها لهيام بحسافة ...شلون تفكر عني ..تفكر اني كنت قاعدة وانتظر الزوج مثل كل البنات..
ما تدري اني عشت حسرة عمر وفرحة ما تمت ..ايه لو بس تدري ..وفكرت فاتن بمساعد ..مع انه ما راح من
بالها على الرغم من المشاغل ..ال انها هذي المرة فكرت فيه بعمق ..وشافت شكثر اهي ضعيفة من دونه
لنه كان السند الكبر لها يوم كانت هني وكانت تحسه المضاد اللي تواجه به الناس..
تمت تحوس في اليسكريم اللي تاكله ...ويرن تلفونها على ))..أغلى حبيبة(( وما صدقت عمرها فاتن..
فاتن :هههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسج ..والله حمارة انتي شهالسوالف اللي مثل ويهج
مريم :اي ترى اقول لج انتي لعديتي الكويت بتكونين فرحانة من زمان خبرنا الحكومة ومسيجة المطار عنج
فاتن :وي شدعوة انا عندي اميركا شلي بالكويت
مريم :شوووف الحمارة ..تتبرى ..اسجدي لربج لنج كويتية..
فاتن :الحمد لله ولشكر ..عيل انا طردت اخوج ...ترا ما يعرف يكنس ول يغسل ول ينظف
رفع حاجب مساعد لمريم وهي خاست من الضحك :هههههههههههههههههههاااي ما علمته امي مسيجينه ذايبه
عليه تعلم عشان حرمة المستقبل ما يطيع..
فاتن :هههههههههههههههههه يبيله درووس من دروسج
مريم :اي والله
فاتن :بسج قرقة وقوليلي شعلووومج
مريم :والله تسرج العلوم اسال عن علومج
فاتن :اووووووووووووووووه يا مريم شقول لج ..والله يبيلي اقعد وياج عشان بس اتكلم واتكلم لمن يهدى
قلبي..
مريم تغمز لمساعد وتتمتم بحلجها ))ما قلت لك (( :شفيج يا عمري شفييييج..
فااتن :مادري مريوم ..دوامة اطوف فيها مو عارفة وين الدرب عشان اطلع ..حياتي كلها تعلقت بسلسلة
وحلقة ما ادري ادخلها واوعد روحي اني ما اطلع منها ول اتخلى عنها وانسحب بهدوء..
عوره قلبه مساعد على كلم فاتن ولف ويهه عن مريم اللي لحظت هم اخوها :..فاتن حبيبتي انتي طول
عمرج كنتي فاهمة وعاجل ..وانا عندي ثقة فيج وفي خيارج واعرف اسبابج في حال الزين ول الشين
فاتن :والله يا مريم ياريتج وياي على القل عندي احد اتكلم معاه ...ماكو احد اقدر اعبر له عن مشاعري..
البارحة صعب علي النوم وانا افكر ..ما قدرت .احس نفسي ضايعة..
مريم :ليش؟؟؟
فاتن :لو تصدقين انا ليش ضايعة بتحسيني متناقضة ..انا ضايعة بل مساعد)..اصطلب مرة وحدة مكانه مساعد
ولنت ملمحه( ..وكملت فاتن :انا صج في نفس الوقت كنت اعتبره اخر شخص يمكن اكون محتاجة له لكن
الحين اقول لج ..مع ان المدة الي غاب فيها كانت قصيرة يمكن ما تعدت اليومين ..بس ...بديت احس بجيمته
في البيت وفي الروتين اليومي..
مريم :فاتن ...شقصدج من هالكلم كله..
فاتن اللي تزقرها هيام عشان المحاظرة الياية :مريم انا بخليج الحين ول رديت البيت بكلمج ..لزم اروح
المحاظرة الحين..
مريم :اوكيه حبيبتي بنتظر اتصالج ..ديري بالج علىروحج ..
فاتن :ان شاء الله حبيبتي ..يالله ..سلميلي ..سلميلي على مساعد...
مريم تناظرمساعد وهي تبتسم ..:يبلغ..
فاتن :بـــاي
مريم :بـــــاي..
وتسكرت المحادثة ..وفاتن اللي لدقيقة وحدة حست ان احد ثاني ويا مريم ..او يمكن هذا تفكيرها ..كان وياا
احد ثاني .ول..؟؟؟؟ ما ادري...
مريم في طرف ثاني حطت تلفونها على الطاولة ومساعد اللي كان ضام يدينه عند حلجه بتفكير ..كلم فاتن
الحين ..كان بمثابة حيرة يديدة في حياته ..اخر شخص ممكن تحتاجله لكنها تحتاجله ..ليش هاللغاز في
كلمها ..وليش هالمشاعر المخبية ..وليش هالدوامة اللي اهي بغنى عنها ..هالكثر قرار الستقرار صعب
عليها ..والسلسلة والدبلة ..شلون تكلمت عنهم ...هالبنت بتينني..
مناير اللي كانت قاعدة ويا رفيجة دربها سماهر ومخها في مكان ثاني ..مخها منصب باهتمام على ولد
الجيران ..مشعل ..ما تدري ليش هالنسان داخل بالها بطريقة مزعجتها ..بطريقة تخليها تفكر مرتين لما
تشوفه ..تحس ان له علقة في بيتهم وعائلتهم ..نظراته للبيت والحزن المرسوم على ويهه لمن يناظر البيت
يشكك الواحد فيه ..هذا شسالفته ويا بيتنا؟؟؟ ل يكون اخوي بس امي ما تبينا نعرف عنه؟؟؟ اشوف جراح
وايد متعلق فيه...
وترميها بالمخدة ومعركة يديدة بين البنتين اللي طافو ال 15وعقليتهم عقلية ال 5سنوات ..لكن هذا مو
معناته ان مناير ما تحاول تكتشف اللي قاعد يصير في الخفاء ..ااو بالحرى صلة مشعل ببيتهم ..ما تدري ليش
تحس ان الدم يربط بينهم ...ما ادري عنها انا صراحة نانسي دروو شتخطط ..بس اليام بتبين لنا..
-------------------------
فاتن اللي خلصت محاظراتها ووقفت عند البارك اللي دايم ينتظرها مساعد هناك ..وتمت تراقب الرايحين
والرادين مثل كل مرة واهي تسرق النظرات لساعتها ..وين جورج للحين ما ياني ..مع ان الجامعة مو بعيدة
وانا تقريبا حفظت الدرب لو رديت مشي ..بس اوامر مساعد تقتضي اني ما امشي ..وانتظر جورج ...ورن
تلفونها ..شافت الرقم استغربت ..ما تعرف من صاحبه..
فاتن :الوو
جورج :اهلين مدام فاتن ..كيفك.
فاتن وهي تتنهد :الحمد لله جورج انت شخبارك ..وينك؟
جورج :للسف معرفت المكان اللي وصفو لي الستاز مساعد بس اذا بتريدي تعالي عند الشارع مشان
اخدك..
فاتن :دقايق وانا عندكم..
سكرت فاتن عن جورج واهي متظايقة ..شلون تركب ويا ريال غريب ..اوووف..شهالحالة ..يعني اليوم وبس
باجر ان شاء الله كل شي يتعدل ..بس مساعد شلون رضاها علي ..صج يعني غباء..
راحت بظيجها للسيارة وشافتها ديورانقوو سودة وجورج يأشر لها ..وهي منزلة راسها ومستحية مو عارفة
شلون تروح تركب ورى ..بس ..اهي تبعت حاستها وراحت وفتحت الباب الوراني وقعدت ..وما كان يبين على
جورج اي ادنى للعتراض..
وصلت فاتن عند بيتها وهي تبتسم لجورج ..مسكين ..ظهر الريال عكس ما كانت تتوقعه ..صج ان النسان ما
يعرف الناس ال لمن يعاشرها ..وانا ...دايما احكامي تنطلي على الناس قبل ل اعرفها ..صج اني دقمة..
وطرى مساعد على بالها ..يا الله شنو كانت تحتقره في بداية علقتها به ..وشلون كانت تنفر من ذكر اسمه..
واكثر شي بهذاك اليوم اللي وقفت فيه بويهه وصرخت عليه واتهمته بالجذب ..شهالجرأة..
دخلت الشقة وهي تتنشق الريحة اللي فيها ..احلى شي ..البخور لمن يتسكر في البيت ..سكرت عيونها وهي
تبتسم ..راحت عند الكراسي وقطت الغراض اللي كانت عندها ..ما عندهاوقت لزم تطلع الحين وتروح اي
ميني ماركت تتشرى للبيت اغراض ..وعلى طاري هالفكرة وقفت بينها وبن نفسها .لول مرة تحس باللفة ..
لن هذا بيتها ..واهي لزم تعتني فيه ..وهالمسألة على قد ما تخرع ..تفرح ..لن فكرة ان النسان يمتلك شي
لنفسه يقدر انه يعمره ولانه يدمره ..تحيي روح الحماس فيه ..والتنافس ..بين نفسه الطيبة ونفسه الشريرة..
وتمت تضحك على نفسها وهي بهالفكار..
راحت دارها وغيرت هدومها للبس لسبورت وعلى طول للحمام عشان تتوضى وتصلي..
-----------------------------------------
على طول من وصلت البيت هيام ركيض على النترنت ..فتحت المسنجر وانتظرت المسنجر ايكون وهو
يدور ..راحت وغيرت ملبسها على عيل وعيونها على القائمة اللي تنتظرها تنفتح ..واخيرا ...الول ما اهتمت
له ..الثاني ما اهتمت له ..لكن الثالث..
ما صدقت ..كانت توها بتنقز من الفرحة ..موجود هني ..وبعد ثانيتين ..دخل عليها بالزقاير..
وورته صور اختينها وهم لبسين ثياب الباليه .وحده منهم على شكل نحلة والثانية فراشة..
اختفت الضحكة من على ويه هيام ..ونغزها قلبها ..ويوم لحظت سكوتها
<>البــارحة قلبــي ..زادت مـواويــله<> :ترى اتغشمر ..انتي اكيد حلوة بطبعج..
إســألني لو حبيت :تسلم...
<>البــارحة قلبــي ..زادت مـواويــله<> :يسلمج ربي انزين ..انا الحين لزم امشي..
انصدمت هيام :توه الناس..
<>البــارحة قلبــي ..زادت مـواويــله<> :نظرات ماكرة ..ليش ..تبين تسولفين وياي؟
انحرجت هيام :ل والله ل تصدق عمرك ..بس قلت يمكن ..انت تبي تسولف دامنك تنتظركل هالفترة..
<>البــارحة قلبــي ..زادت مـواويــله<> :شسوي ..انا انسان مشغول ومشاغلي ما تنتهي..
سكر المسنجر زياد وهو يتنهد ..والله ما بيده حل ال هذا ..هيام من المستحيل تتقرب منه ..فيها حساسية
ضدي ..وكل ما احاول اتقرب منها تلقى الطريقة اللي تبعدني فيها عنها ..بس انا ..انا شاللي بستفيده من
التقرب لهاجذي ..انا لزم ماحطها في بالي .بنت مثل هيام صعب الواحد يتعامل معاها ..على شطانتها ال انها
حساسة واقل شي يجرحها ..لو نسمة الهوا...
قام من على الكمبيوتر وهو بظيق ..يمكن ممتد وياه من اول ما شافها ..او من اول ما عرفها ..اهي قدرت
تتغلغل في قلبه مثل ما هو تغلغل فيها ..ول يخفى هالشي ..بس اهي لها طبع كريه تخلي الواحد دائما في
موقف دفاعي وياها ..وما يستحمل منها اقل الشي ..مثل ما اهي ما تستحمل شي من الناس..
لكن ..هل هذي الطريقة المثلى يا زياد انك تتقرب منها ...الله اعلم ..من بعد هالحركة شنو راح يكووون
موقفك في حياة هيام ..اللي بدت تتعلق في هالشخص ..من غير اي ادراك فيها..
-----------------------------------
الساعة 12بالليل ..ومشعل واقف عند خراب بيت بو جراح ..واللوعة تنتفض في عروقه ..فاتن ..يا من كنتي
نورا يشعشع من شقوق ورقعات هذه الجدران ..يا نبراس الطهارة والحشمة والمان ..ويا عيون الحور التي
دجت بالهدوء والخلو من زيف العالم الحقيقي ..سحقت يا فراشة مزدانة بالوان الحب والعشق ..وسحق حبنا
برجل الغاشم المعتدي ..وببرود عاشق ابله ..لم يعرف ان للعشق معارك ..وحبيبته سلحا فتاكا يواجه به
ادعاءاتهم ..جبنت يا هذا وتركتها تطير وترحل من يدك ..رحلت الى بلد ..الله اعلم كيف تمر ظروفها هناك..
دخل داخل البيت الخربة ..وهو حامل وياه مصباح ..والمل اكبر منه في انه يلقى شي من بقايا البيت ..او شي
يخص فاتن ..وانتقل من اللي كانت فيوم صالة ..ودخل للمطبخ اللي احتفل باهله وتجمعاتهم ..حتى اهو كان
في يوم من اليام من اهله ..ولقى نصيبه من القعده فيه ..وابتسم يوم ذكر فاتن بهذاك اليوم واقفة بل حجاب
ونظرات الذهول اللي ما زالت اثارها واضحة في ابتسامة مشعل كل ما ذكرها ..دخل المطبخ وهو يمسح على
الطاولة بنعوومة ..وهو يتخيلها شلون كانت يمكن في المطبخ ..تطبخ ..ول تحضر شي من الحلو اللي كانت
مشتهره فيه ...وفجأة داهمته ذكرى هذاك اليوم الصيفي يوم كانت ارفيجتها يايتها ..يوم كانت واقفة ..وهو
واقف في البلكون يناظرها ..ومستمتع بمشهدها ..الى ان شاف هذاك الحقير وهو يناظرها بالمثل ..ما حس
بالخطورة اللي كان لزم يحسها ..كل اللي قدر يحسه الزعل ..زعل على فاتن بل سبب ..وكان وده لو انه
ينهش من لحمها بسبب الغيرة اللي شبت بين ظلوعه ..لكن ..بوفاة ابوها والظروف اللي حايطتهم استدعت
منه انه يتناسى..
انا شاركتها في ظروف اصعب من اي ظرف ..شاركتها النحيب على ابوها ...شاركتها عزاااه ..كنت اقرب لها
من حبل الوريد ..فشلون يا ربي شلووون..
ولول مرة يعبر مشعل عن غضبه يوم رفس الكرسي اللي كان في المطبخ ..وهو يلهث بلهيب النار ...وكل ما
يحس بالشعور يعرف ..انه انتقامه لزم يكون كبير ..لزم يكووون فعال ..لزم يكووون ..مميت..
يقال عندما يحب احدهم شخصا ..ويكون هناك شخص ثالث متسبب بفراق اشبه بالدخول للنار من شده لظى
الشوق ..تخلق شخصية في العاشق ..وينقطع الخيط الذي يفصله عن الجنون ..فل يبقى فيه ال النتقام..
مشعل وصل لمرحلة عاطفية ما يقدر انه يتراجع منها ..واهو لزم يبدأ خطته بالنتقام ..النتقام القاتل..
الهادئ ..يتقرب من مساعد بطريقة ما تخطر على باله ...بخليه يحس بالموت وهو على قيد الحياة ..بخليه
يحس ..بجزء من اللوعة اللي انا عايشها ..بخليه يعرف ..من فينا ...اللي يستاهل ..ومن فينا اللي ما
يستاهل ..انا وعدته ..وعدته بالليلة اللي تعدى فيها على مملكة حبي ..وسرق مني ملكة قلبي..
بخليك تندم يا مساعد ..بخليك تتمنى لو ان عينك ما طاحت على فاتن ..ببعدك عنها لدرجة انك ماتفكر انك
تتقرب منها مرة ثانية ..بسلب منك امل الحياة مثل ما سلبته مني ..وبسترجع فاتن منك ..ولو بالذبح..
مشعل وبينت نيته الشينة تجاه مساعد ..ومساعد اللي خبر كان ما يدري بشي في هالعالم ال المدار اللي اهو
يدور فيه ..فاتن ..وفاتن اللي بدت مشاعرها ل اراديا منها تتسلل وتهرب بخجل الى مساعد ..من غير ادراكها
بدت فاتن تفكر في مساعد بالصغيرة والكبيرة ..وتعد الكلم في نفسها لوقت رجوعه ..وتفكر بطريقة اكثر
انارة عن قبل ..وكانها .واخيرا ..رضخت ..لمطلب هذا السيد الذي اتاها من سالف الزمان ..وتوجسها او
حسها بالخطر ما كان ينبئها ان العاشق اللي في يوم كانت تظنه سبب وجودها بالدنيا على وشك انه يعيد صبغ
دنيتها مرة ثانية باللوان ..لكن ..الوان من نوع اخر ...من يدري ..شنوعها هاللوان ..اللي يعلم وحده اهو رب
العالمين...
الشتا القارس ..هذا المعروف عنه في بوسطن ..لكونها ولية على حدود البحر ..وفاتن الي لول مرة تجرب
شتا بارد مثل هذا كانت حبيسة البيت معظم الوقت ..لكن وقت الجازات كانت البرامج تنزل عليها من حيث ل
تعلم ..يعني مثل عائلة جورج موريدساي صارت من اقرب الشياء لها ..يا كثر المناسبات اللي حضرتها وياهم..
وميشيل ..الله هذي صارت ارفيجة عزيزة ومسئولة عن تحولت كثيرة في حياة فاتن ..تعرفت عليها يوم
وصلت لها خط النترنت في البيت وتمت معاها معظم الوقت تعلمها على الكمبيوتر واستعمال النترنت اللي
فاتن تقريبا كانت جاهله فيه لمحتوياته و لتعاليمه لذا سمعت منها وفهمت وتعلمت اشياء بسيطة ووعدتها
ميشيل انها تعطيها مجال اكبر في المرة الياية عشان تفهمها هالشي بطريقة اوسع..
ومن بعد هالزيارة توالت الزيارات ..لمن يابت وياها ميشيل بنتيها اللي تعلقت فاتن فيهم بطريقة تخبل الواحد..
يعني من تروح مكان ول تشتري شي معين شيل وشيرلي ايوون في المرتبة الولى ..حتى خوات هيام لكن
بنات جورج كانت لهم الحصة الكبيرة ..وفي ظل هالعايلة الحلوة والسوالف اللي كانتتسمعها فاتن من ميشيل
عن الستاذ مساعد خلتها بمعرفة اكبر واوسع ..عرفت اشياء بسيطة لكن لها المعاني العديدة في نفسها لنها
تعرفها على مساعد..
اما في الكويت كانت الحوال هادئة وساكنة ..اتصالت فاتن الحينيه لمساعد كانت غير كافية له لكنه كان
ساكت وراضي لنها في كل مرة تكون في حال يتفوق عن حال لدرجة انه حس رجعته كانت في محلها ..لنها
يمكن لقت الجو اللي يناسبها واللي يخليها تحس براحة اكبر من جذي ..بينه وبين نفسه كان مرتاح لراحتها
لكن ااخ من الشوق اللي لمن يعمر في القلب يعمر بقوووه غريبة تخليه عاجز عن اي الوظائف الحيوية
المعتادة ..لكن طبيعة مساعد الهادئة والقوية والحزم اللي فيه ما كانت تبين شي من هذا كله ..فالناس كانت
تشوفه مثال للرتقاء والسند والعون ..ومنهم ابو زياد..
غزلن اللي كانت طول هالفترة تشكي من بؤس وكآبة ما يعلم بحالها ال رب العالمين ..وامها اللي ما تفارقها
عيونها ..ترقب حال بنتها وقلبها مو متطمن ..ل اكل تاكله ول قعدة تقعدها ويانا ..دومها حابسة روحها في
دارها ول الكلية اللي الحين صارت تروحها بانتظام ..ما كانت تدري الم ان بنتها تروح الجامعة في امل انها
تشوف جراح ول تلتقي فيه ..لكن في بالها ما شالته ابدا واهي متحينة الفرصة المناسبة عشان تكلمه وتخبره
بالي يطوف فيها من مشاعر له..
لكن جراح يمكن اخر من يهتم لمشاعر غزلن ..فمن بدى بالشغل في الورشة يطلع من البيت في الصباح
الباكر وما يرد ال وقت المغرب او ساعات يسرح العمال اللي كون علقة ممتازة وياهم من وقت ويروح البيت
يعوض نفسه عن النوم اللي اهو محتاجه .لكن كل هالمشاغل ما شغلته عن حبيبة القلب مريم اللي لزم يدور
يوم في السبوع عشان يروح الجامعة ويراقبها بهدوء كعادته ..ويحفظها ويصوونها عن عيون الكل اللي ما
ترحم ..وخصوصا عيون الشباب الطائشين..
ومن الشباب الطائشين نروح لعايض اللي يمكن نسيتوه ..طبعا اهو نظرا لكونه طالب في السنة الخيرة في
الكلية قل اهتمامه بمريم لنه ما يشوفها وايد لنشغاله الكبير ..وشوي شوي قامت تروح عن باله ..بس من
يدري ..يمكن ل لقاها مرة ثانية تتجدد هالمشاعر اللي فيه وتكبر رغبته وتصير اثبت من قبل..
نورة اللي زواجها تحدد واخيرا بعد شهر من كل هالحداث ..تحدد بهالتاريخ عشانه التاريخ اللي بترد فيه فاتن
من اميركا بسبب عطلة الكريسماس اللي عندهم ..وفيها بتجتمع العائلة بالطريقة الصحيحة مع ان ام مساعد
ما بذلت ادنى جهد عشان تواصل بين العائلتين للتحول المفاجئ في مشاعرها تجاههم ..ما صار تحن عليهم
مثل قبل ..صارت تكرههم وتغار منهم لن مساعد يزورهم تقريبا بشكل يومي من بعد الدوام ويرد وهو تعبان
وينام شوي لذان المغرب..
مريم ...اااه من مريم اللي شادة حيلها في الدراسة اخيـــرا قدرت انها تثبت وجودها بالكلس اللي اهي فيه
والمدرس لحظها ومن زود ما لحظها صار اهي من اشطر الطالبات ..لن الدكتور الجامعي من يلحظ احد
الطلب مهتم لل ( nonsense) ..اللي يقوله علباله يمثل دور في المجتمع وتعليم الطلب لكن الكثيرين
حذروا مريم من هالدكتور لنه اللي يقوله شي واللي يقوله الكتاب شي ثاني تماما ..اما من الصعيد العاطفي
فهي على أمل كلم جراح لها والنشاط والحيوية اللي تتقد فيها محد يقدر يعرف شنو سببه ..لن الدراسة مثل
ما ذكرت مغطية كل شي وهذا كان مصدر لفرح وسرور مساعد..
نيي بعد لمناير وسماهر اللي ظلت الثنتين في اوج صداقتهم بس لول مرة مناير ما تستعين بالصديقة الروحية
في الكتشاف والتحقيق في مسألة مشعل النهيدي ..لنها حطت المشروع وقف التنفيذ لحتى ما يرجعون
لبيتهم اللي اكتمل ثلثة ارباعة وما بقى ال الربع الخيرا ال وهو الفرش والتنجيد ..وام جراح اللي فرحت
للنتيجة اللي آل لها بيتها لكن في قلبها حزن البيت القديم والطابع اللي كان يحمله من دفء وحنان ..من
يدري..يمكن هالتغيير تكون عوايده زينه .من اولها :تخسر شويه من هالحسرة اللي تبلعها في الصباااح وهي
تناظر اركان البيت الخالية من حس زوجها وحبيب قلبها..
مشعل اللي كان لهي في النبش عن مساعد وعن خلفياته ..حياته والجامعة الي راحها وكل صغيرة وكبيرة..
وعشان هالشي استغل منصب امه الجتماعي لول مرة في حياته من بعد ما كان ما يعترف ول يحب
هالشي..ا كتشف ان لمكانتها الجتماعية فائدة على كل حال ..واختفت معالم وجهه الحلوة وتخبت ورى النحل
والضعف اللي كان فيه ..ما كان حاط في باله ان الدنيا مليانة بنات ..كانت يا إما فاتن ..يا الموت ..والموت
حاصل ل محالة ومو مشكلة لو انه تقرب اكثر ..هذاك الولد اللي كانت البسمة تنرسم لشوفة ويهه ولمعرفة
خلفيته الطيبة ..صار انسان بل روح وبل حياة وبهدف ينخاف منه..
عصفاير الحب ..خالد وسماء ..اللي الظروف الحالية ان خالد يسكن على بعد من سماء ما حدت لقاءاتهم
اللي احتفت بالمناجر والهواش ..وشوية حب لن على قولة الخبير العاطفي خالد ان العلقات محتاجة لقليل
من كل شي ..وسماء الخبلة ما اعترضته ابدا ..وسالفة بيتهم او أمها بالذات ما كانت مهتمة لها ..لكن ام
مشعل كانت عنصر ل يغفل عنه لنها كانت متابعة بنتها والسايق اللي كان ساكت في يوم صار مخبر عن بنتها
لمها ..وظلت اهي ساكتة وبتظل ساكتة الى اللحظة المناسبة اللي بتمسكهم وتنزل فيهم عقابها اللي ما راح
يهمها شنو راح تكون عواقبه..
)احداث شهر كامل اتسم بالتطورات في نفسية الكل(
------------------------------
من بعد المدرسة ..تعودت سماء انها تروح بيت خالتها ام جراح وتقعد هناك شوية وياها وترجع عشان محد
يلحظ غيابها ..ولكن يمر فيها ان محد كان في بيتها معترض على هالشي اصل الكل لهي في مشاغله فما
كانو يدروون ..وهي هناك تتعلم دروس في الطبخ من ام جراح ..او دروس في التنظيف ..او حتى التطريز
بالخرز اللي كانت ام جراح خبيرة به ..وكل يوم تتقن سماء شي ..حتى انها صارت شوي محافظة على
دراستها وتتابع دروسها اول باول ..روحة المدرسة صارت مهمة لها لنها عن طريقها بتقدر تشوف خالتها ..و
وولد اخت خالتها ..يعني اهي ما كانت تروح هناك وتطيح الميانة ويا خالد لكن اهو عليه حركات تغليها ما ترد
البيت ال واسهم الحب تطيح براسها على المخدة وما تقعد ال باليوم الثاني ..ومثل الحال..
حتى خالد نفسه اللي بانشغال جراح في الورشة صار اهو المسئول عن متابعة عملية البناء في البيت..
وهالشي ابدا ما كان مظايقه على الرغم انه فوت فرصة العمل في شركة الوفا اللي فاضل صار مداوم فيها
لكن ..الفرص كثيرة ..وبعد اخر مكان وده يشتغل فيه اهو شركة خطيب فاتن لنه بكل بساطة يكرهه ول
يحبه ..ما عطاه الفرصة عشان يحبه ول ما يحبه بس هالشي نابع من قلبه ..لن مهما كان فاتن كانت في يوم
مناته وهذا العملق يا بكل هدوء واخذها من الكل ..ومو بس لن اخذ فاتن ..لنه ابعدها عن الكل وفاتن مثل
النبتة اللي ما تعيش ال وسط شعابها وهو شسوى؟؟ اقتلعها وزرعها في تربة ما تناسبها ولهوى ما يناسبها
وكل ما تمر فيه ما يناسبها بس لنه اهو ظن انه الحل النسب مشى رايه على الكل ..للسف حتى على جراح
لكن ..الزمن كفيل انه يوري خالد والكل عن سبب او رغبة مساعد في ابعاد فاتن ..هل كان لمصلحتها ول لء..
تزر نظارتها لخشمها اللي تستعملها في الخياطة وتناظر القطعة باهتمام وسماء متحمسة لرأي ام جراح
مناير تغمز لسماء اللي تضحك ...وخرخشة عند الباب تعلن القادم ..جراح اللي كان منهد الحيل من شعره
اللزق بجبينه ..مع ان الجو كان شتا لكنه منصب من العرق..
راح جراح لغرفته .سحب الفوطة ودخل الحمام ...وبسرعة كبيرة انتهى منه وطلع وهو ول على باله ال السرير
وينخمد فيه لباجر..
سماء وهي تناظر الساعة صارت اربع :يالله خالتي انا برد البيت الحين؟
ام جراح تزمت :يالله شوفو الثانية؟؟ ما بتتغدين؟
سماء :ل يمة شبعانه وايد كليت بالمدرسة؟
ام جراح :عيل لمن انا مسوية هالطباخ كله؟؟
مناير :والله يمة انتي وايد تهدرين في النعمة محد من عيالج ياكل ..كلهم ريجيم
سماء :ل مو جذي بس انا صج اليوم كليت وايد بالمدرسة ...لو تبين خالتي نجبي لي في صحن وانا باخذه
معاي..
ام جراح :يابعد عمري يا سماء ..لحظة بس اعطيج الصحن
ابتسمت سماء من اطراء ام جراح لكن ما سلمت من عيون مناير اللي راحت لها وهي تتمايل..
وبهمس :اييي ...ل بغيتي تقرين بشي ..مسكي الحية من رقبتها ..ياللوتية انتي
سماء بهمس :شتخربطين انتي؟
مناير وهي تتبسم بخبث :اي ..لزقي بامي ..وحبيها وحببيها ..عشان ال ..احم احم ..عود الزقاير اللي ميته
عليه
سماء باحراج :منوور يالحمارة عن هالحجي انا مو قدي شي..
مناير :على دادا يا دادا ..وهالصحون امتى بتردينها اللي كل يوم خذتي لج واحد..
سماء باحراج :انتي اصل حمارة
مناير وهي تقعد براحة :من زمـــان وي توج تدرين
سماء تناظرها وتهز راسها لكنها نوعا ما ابتسمت لها ..وخذت الصحن من ام جراح وراحت البيت ..طول
الدرب وهي تفكر بخالد ..الله ..الحين بروح هناك وبشوفه ..خانت حيلي اكيد يشتغل ومتعب ويا هالجو ..برد
عليه صراحة لكن شسوي فيه اقول له ما يسمع كلم ...لكن اهي ما تخليه على راحته وكيفه ..كل يوم قبل ل
تطلع من عند ام جراح تاخذ له صحن فيه شي يملي بطنه لنه وايد معصقل ..وهو ابدا ما يرفض هالشي ..ول
احد سألهاليش ماخذه له الكل قالت موصيني عليه..
واخيرا وصلت ..وعيونها على البيت اللي انبنى كله وما بقى له ال التنظيف والتأثيث ..لكن هذا مو الي دار في
بالها ..اللي شغل بالها اهو وين العمال ووين خالد ..اللي بهاللحظة يكونون متيمعين عشان كلهم يروحون
بدربهم ..يا قلبي وين راحو ..ل يكون رد البيت قبل ل يشوفني.؟ مايلوم ال نفسه ل سواها..
طلعت من السيارة وهي حاملة الصحن والجنطه المدرسية وتدور بعيونها على احد ..وصلت لعند الباب وهي
تتسمع اصوات يايه من الحديقة الورانية اللي كان فيوم بركه سباحة)..تسلية( دخلت اكثر واكثر ..شافت
الستاذ خالد مبسط ويا العمال على الرض فارشين لهم الكل وياكلوون وعزوز معاهم ..ما صدقت عيونها
سماء ..صج خيانة ..كل يوم انا اوصل له الكل واخاطر بعمري واليوم قاعد ويا العمال ..هين يا خلووود..
من زود ما كان غارق في الكل ما لحظ كتلة النار اللي واقفة جدامه ال يوم رفع راسه وهو يصرخ على احد
العمال..
خالد :ديف ..باني لاو..
ومن ديف اللي ما يتشاهد لسماء ..اللي كانت في ذيج اللحظة مثل الرسم اليحائي ..شعرها المرفوع
وخلصتها اللي تتمايل على صفحات ويهها والغضب اللي مخلي خدودها مزوزمة ومحمرة وعيونها الحلوة
الخضرة مشدودة بغيض ..على طوول ذكر هذيج اليام اللي كان يتناجر فيها معاها ..وكلها ثواني تلتفت عنه
وتطلع من محل ما دخلت ..وصله الماي وطنشه ..وقام على طوله يلحق وراها..
وهي تتنافض من الغيض والصحن بيدها ..اذا نشدني بصفقه بالصحن على ويهه..
راحت سماء وهي معصبة ومو عارفة اهي شنو تركت وراها ...بهالحركة اللي سوتها من شوي اهي خلقت
لروحها مشكلة مالها اي حل ..لن خالد بكل بساطة تم يناظرها وهو شادة على اعصابه ..يا ويلج يا سماء على
فعلتج ..هذي اول مرة تسوين وياي هالحركات ..حسبالي عقلتي لكن تدرين ..هين ..هذا الخلد ان جان
عطااااج ويه ..يالسحلية..
خذ الصحن وياه ورد داخل البيت يكمل غداه ..لكن وين والمعدة انملت بحجي سماء اللي ماله داعي ..يعني
صج ل قالو الحريم يسوون من الحبه قبة ..يعني شفيها لو اليوم كلت ويا العمال ..كل يوم انتظرها اتييب لي
وانامتيبس من اليوع ..مع اني افطر واكل قبل الصلة لكن بعد ايووع ..لكن اليوم ل فطرت ول شي يعني
الحالة صعبة ..لكن هين يا سماء ..بدل ل تسألين ليش ما انتظرتني اليوم يا حبيبي وتستفسرين ..تجبين
الشوربة علي ...اوريج ..يام العيون الحول..
دخلت سماء البيت وهي ترقع الباب وراها ..من القهر مو عارفة شتسوي ..خاطرها لو ترجع ورى وتكفخ خالد
على اللي سواه ..صج ان السالفة تافهة في بال اي احد ..بس اهو كل يوم ينتظرني ليش اليوم ماانتظر ..هذا
وانا رادة مبجر من بيت خالتي ..صج انه ما يستاهل...
ام مشعل :حيا الله من يانا ..تو الناس يمة ليش رادة مبجر ..ردي من محل ما ييتي وكملي وقتج
سماء وهي تمد يدها في ويه امها :لو سمحتي ..مالي خلق لكلمج ..وفريه لوقت العشا .جدام الكل عشان
تفرحين مثل كل مرة..
راحت سماء عن امها او بالحرى طوفتها وخلتها في حالة من العصبية للي خلتها تشد بقبضتها على الدرج
لكن ..سرعان ما رخت قبضتها واهي ترجع للي شافته من شوي ..هذي المشاهد زادت عليها ..سماء .ويا
هالصبي اللي من بيت الجيران ..اكيد بينهم شي ..لكن ..مو هذا وقته ..بنتظر لج اكثر يا سماء ..لمن اوصل
منج للحد اللي ما بتتمنين فيه اني اتكلم لج فيه..ولسانج هذا ..اعرف شلون اقصه..
---------------------------
صارت عادة عند مساعد انه يتم في الشغل ساعة من بعد ما يخلص الدوام وهو يخلص اشغاله العالقة ..طبعا
اهي مو عالقة معظمها يخص اليوم الثاني بس اهو دؤوب على هالشي ويبي يمضي وقته في اشي احلى من
عد الوقت عشان اتصال فاتن ..طبعا صار لها ثلثة ايام ما اتصلت وهو ما حسب ..ماحسب صدقووه..لكنها من
ثلثة ايام ما اتصلت ..اكيد انشغلت في التعديلت الي قالت عنها في البيت ..ومشاغل الكلية اللي تخليها تقعد
مع صلة الفجر وتنام من وقت ..اكيد هذه اهي مسببات تاخرها وال ليش بتتاخر ..بس ..مايدري لسبب غريب
في نسفه انه خمس دقايق ما بتعطلها عن مشاغلها ..معقولة انها ما لقت خمس دقايق فضاوة عشان تتصل..
الله اعلم بها ..عل العموم مااقدر اتصل فيها الحين لني ان اتصلت بتكون اعصابي فالته واهي ما بتاخذ عللى
نص كلمي لنها بتكون في سابع نومة ال اذا كانت مثل ما تقول تقوم من الصبح..
قام من عند المكتب وهو يتنهد ..ووزنه كل ما يا له ينقص اكثر واكثر ومداومته على الجيم كثرت ..وتصلبت
عضلته لكن على ضعف في وزنه ..وهالشي ما اثر ال على حيوية ويهه ..يعني قلة النوم اللي يشكي منه وقلة
الكل ..كل هذي كانت مسببات لنعدام الحيوية في ويهه ..ولكن شعره الناعم اللي صار طويل كان مصدر
اعجاب الكل ..وتحيروا الموظفين في المكتب عن شكله الحالي ..هل من الممكن ان هذا الريال الوسيم اللي
ملمحه تقريبا صارت شبه الوربية كان في يوم من اليام مساعد الدخيلي الضخم اللي ما ينعرف لون شعره
من الغترة والعقال؟؟ صج ل قالو .دوام الحال من المحال..
طلع من المكتب وهو يتثاوب ويتمطط ويمدد ذراعاته ..يناظر المكاتب المكشوفة يلقيها خالية ..ال من بعض
المراسلين اللي في الشركة ..ومنهم فاضل بس ما كان يعرفه ..راح عند المطبخ الصغير وصب له شوية جاي
وحليب ..وخاشوقة صغيرونه من النسكافيه ..حطاه في الميكرووييف عشان يسخن شوي ..وهو ينتظر تذكر
ايام النتظار في الميكروويف في مطبخ شقة بوسطن ..ويا فاتن ..كانت ذيج اللحظات تنشرى بفلوس الدنيا..
لكن ..وين الحين يا ريته بس يقدر يلقي لحظة وحدة ..وهو راد المكتب حس انه يسمع نغمة معينه ..نغمة
تلفون ..تم يمشي وهو يتبع الصوت ..ويوم وصل لعند مكتبه عرف انها نغمة تلفونه ..دخل داخل وماكان ملقي
ال الهدوء التام ..رفع حاجب ..اتخيل يعني صوت الرنة؟؟؟ راح عند المكتب ورفع التلفون شاف ان اكو مسد
كول ..فتح التلفون ودور عن الرقم ..فج عيونه يوم شافه ..سيدتي الصغيرة ..فاتن اللي اتصلت ..شلون فوت
هالمكالمة وانا اللي انتظرها ..وعلى طول بيتصل فيها ..دق الرقم اللي حفظه غيبا وتوه بيضغط على
التصال ..توقف ..لحظة ..انا ليش اتصل فيها ..مو اهي المفروض اذا مالقت جواب ..تتصل مرة ثانية عشان
تتاكد؟؟ خلها ..اذا تبي ..بتتصل مرة ثانية ..ل ابين لها اني متشوق لهالمكالمة..
فاتن من طرف ثاني كانت توها فارغة من الفطور يوم اتصلت ..لكن يوم ما لقت جواب راحت دارها عشان
تغير هدومها ..مو معقولة ..ثلثة ايام ما اتصلت ..وعى ماظن اهو للحين في الدوام ..لهالدرجة مشغول يعني
عشان ما يرد علي.؟؟ وللحين ماشاف اني متصلة فيه؟؟ وليش مارد اتصل ..والله كيفه اهم شي اني
اتصلت ..مع اني وايد مصختها يوم ما اتصلت ..بس والله العالم ان كان عندي تقديم لموضوع البحث اللي لزم
نسلمه بعد اسبوعين وهيام ما قصرت فيني كل يوم اتي وتشغلني ..كنت حاطته في بالي بس ما لقيت
جانس ..من الجامعة للتقديم ومن التقديم للفراش..
طلعت من دارها واهي تسمع التلفون يرن ..وهي تركض وتسحب الدلغ لريلها طاحت على التلفون ..لقتها
هيام المتصلة ...وبخيبة امل واضحة
سكرت فاتن عن هيام وهي ترجع للغرفة عشان تكمل لبسها ..ويوم زهبت ..حملت كتبها وجنطه اللبتوب
وطلعت من الغرفة بعد ما سكرت الجامة وصلت للباب ووقفتها رنة التلفون ..اكيد هيام متصلة ..وراحت
بسرعة للتلفون الي نسته ومن غير ما تشوف من اللي متصل ردت عليه
دقيقةالصمت الثانية..
انحرجت فاتن الي ظنت انها بتخليه يضحك ..جوابه الصريح خلها شبه المسكتة ..يا الله مسهل كلماته ..وانا..
ما اقدر اقول له كلمتين على بعض...
مساعد وهو يحرك القلم على الوراق :ما عجبج جوابي ..آسف ماكان
قطعته فاتن :ل ...بالعكس...
سـكرت فاتن عن مساعد وهي تتلقط النفاس ..هالريال يوم عن يوم يزيد غرابه عليها ..ويوم عن يوم يزيد
غموضه في نفسها ..ويوم عن يوم يزيد غله في قلبي من غير اي معنى ..ل اراديا ومن غير اي حواس ..التجي
له ..حتى لو ما اتصلت فيه ..مو معناته اني ما افكر فيه ..بالعكس ..اهو تقريبا مستحل 60ب %من افكاري..
وانا نايمة وانا قاعدة وانا اكل واناادرس ..لزم شي يشدني له ..بس ياريتني بمثل صراحته معاي ..مع اني
تخطيت وايد حواجز كنت ابنيها بيني وبينه بوجوده لكن الحين احس نفسي اقرب له بوايد ..وخصوصا بوجود
ميشيل وجورج..
وتلفون من هيام قطع سيل افكارها ..سكرته في ويهها وحملت الغراض ونزلت تحت بسررعة ..ركبت
بالسيارة وهيام اللي كانت تطق على السكان ..وبكل هدوء قعدت فاتن وهي تنتظر هيام..
اما مساعد الي جزئيا ارتاح من المكالمة مع فاتن ظل ينتظر اكثر من هالشي ..صار له فترة واهو اللي يعبر
جع في بالها كوني
عن مشاعره وفاتن الي ساكته .الظاهر ..صار لزم اني ارجع لها هناك ..وارجع لها وار ّ
موجود ..يمكن وهي بهالتحسن الي على مااظن اسمه تحسن بتتطور علقتها معاي ..وهو يحمل جنطه اوراقه
وقف شوي ..وهو يتخيل مثل استقبال فاتن له ..ابتسم ابتسامة تبين انه يفكر بخبالة عن نفسه ..وحمل
الجنطه وطلع من المكتب ..وهو يخطط لمفاجاة يحملها وياه لزيارة فاتن ...بس يا ترى ..شهالمفاجاة؟؟؟
------------------------
كانت مريم توها فارغة من الصلة وناشرة كتبها على السرير عشان تروح تذاكر ..طبعا من بعد فرحتها بان
الستاذ عرفها زادت مذاكرتها وحبها للدراسة بشكل كبير وغير طبيعي فصار نادرا ما يشوفونها الهل ال في
اوقات معينة لكن قعدة الليل اللي تعودوا عليها صارت تتغيب عنها لن حتى نورة اللي كانت معروفة بغيبتها
قامت تتواجد اكثر من مريم ..الى هذي النقطة اللي ابو مساعد)ياللي وحشتكم( حس بغياب بنته..
كان ينتظرها تنزل عشان تقعد وياهم هذي الليلة لكنها بعد ما نزلت ..واول ما ياته نورة تصب له الجاي..
ابو مساعد :يبا نورة روحي نادي على اختج من زمان ما شفناها؟؟
نورة :شنادي يبا غايصة في الكتب بتاكلهم واهي تذاكر..
مساعد يبتسم ولؤي يطالعه وبو مساعد يرد :عنبو دار هالكتب ما فرغت منهم ..غيرها يخلص منهم ويحذفهم
واهي للحين ...هذي الله ل يقوله اخرتها على هالكتب..
لؤي وهو يناظر مساعد :يبا عندك اللي تلومه على اللي يصير لمريم؟؟
لؤي :يبا هذا كلللللللللللله من تحت ولدك البكر ..هذوووه ..صاحب العضلت المفتولة..
مساعد وهو يتحسس ذراعه :صج والله ..مع اني ما بغيت انهم يبينون بس ..الله كريم..
لؤي يشد على عيونه وبو مساعد يتكلم :يبا مساعد صج اللي سمعته؟
مساعد :يا طويل العمر متى كانت الدراسة تذبح احد بالعكس ..الدراسة تحيي في الناس اشياء ما ظنوو انها
فيهم ومريم من هالناس ..اهي تشوف راحتها لمن تدرس وتذاكر وتحظر دروسها اول باول ..مو مثل هذا..
راعي التكسي اللي ل شغلة ول شغلنه..
لؤي :ليش اشتغل ..دامكم ما تبون اتعرسوني مثل ما ابي ليش اشتغل ..بفعد ف البيت تحت ريل امي لمن
تقررون انكم تزوجوني بشد على عمري..
مساعد :بعدك صغير على الشقا..
ام مساعد اللي بغت هالكلمة البريئة من مساعد عشان تفتح قضية كبيرة :عرفت ..عرفت ان اللي ياخذ احد
من بره الهل يكون شقا ..لكن يوم اني انا يبت لك العروس قلت ماابي..
مساعد يبتسم وهو وده يمط شعره ..يعني كان ظروري انهي تكلم بهالموضوع ..ما تكلم ول قال لي وشرب
الجاي بهدوء..
نورة اللي حاولت تهدي الوضع ..او تشغل امها بسالفة ثانية :..يمة حبيبتي امتى تفظين عشان نروح محل
الذهب والمجوهرات..
ام مساعد :ليش بعد ..انتي العروس ول انا..؟
لؤي :ههههههههههه يبا تخيل امي بلبس بنات هاليام بالعروس وقاعدة على الكوشة..
ابو مساعد :هههههههههههههههههههههههههه
ام مساعد بعصبيتها اللي على مساعد طلعتها على لؤي :لؤيووووو يووووز..
بحركة انه يقفل حلجه ويرمي المفتاح سكت لؤي وعيون مساعد اللي على طرف تراقبه ويضحك..
نورة :ل يمة الله يهداك بس ابي ذوقج انتي ل يعلى عليه في هالسوالف..
ام مساعد :بشوف اموري وبقول لج..
لؤي :اي نورة علبالج امي وحدة سهل ..امي مارغريت تاتشر ما تيي صوبها من ناحية الزحمة ..شنو يشغل
جدولج يمة؟؟ اي ايه ..غداكم ..عشاكم ..جاي ابووي ..ماجلة بوي ل راح الصيد ...شبك الصيد اللي محذفه في
الكاراج ومخلني اسوي كاراج بره ..يعني ..مثل هالمور صح يمة..
ام مساعد :ويعني شنو اللي لزم يشغل حرمة البيت غير هالمووور؟؟؟ يعني اهتم بدراستي ..واسافر عن
ريلي واخليه بروحه في الديرة انطر اتصالته..
التفتت مساعد باللحظة اللي الكل التفت له ...لكن عيونه كانت كلها على امه ..يناظرها ..باستغراب ..وكان
هالحرمة غريبة عليه ..وينها يوم كانت بيوم من اليام مثل الخت ويا ام جراح وينها الحين؟؟ شلي غيرها عليهم
...كل هذا غيرة لني خذت فاتن؟؟؟ عشان ما يفتح مواضيع اهو بغنى عنها...
لفت بويهها ام مساعد ومساعد ما عور راسه الليلة مثل كل ليله يروح ويبوس راسها لنها ما راح تقدر
هالشي ..راح عند ابوه وباس راسه وركب الدري...
بس غاب هاجت ام مساعد :يعني انا اللي امه ..امه يا ناس ..راضعته من دم قلبي ..ليش يسوي فيني جذي
ليش..
بو مساعد :شسوي فيج الولد؟؟ والله انا ما شفت منه شي ..على كلمج اللي يقطر سم راح غزى بليس
وكظم غيضه وراح ينام ..يطيح براسه هذا اللي الله اعلم شنو يدور فيه ...هموم ذابحته وبدل لتقعدين له
وتوانسينه قاعدتله مثل الحرمة الثانية ..يا هل الليل النحس ..انا اروح انخمد احسن لي..
راح بو مساعد لداره اللي تصير تحت وتارك الكل في صدمة كبيرة ..حتى مساعد اللي يوم سمع حس امه
وقف عند الدري وتسمع باقي كلمهم ..يعني ابوي يحن علي وهو الريال اللي ما يدري بشي ..وامي اللي اهي
الم المفروض انها تكون القلب العطوف تسوي فيني جذي ..الله يخليج يا يمة ويهديج ..ويخليك يا يبا لنا سند
وذخر..
توه بيدخل داره ال وقف عند الباب لدار مريم اللي تجابله ..فكر انه يروح عندها لكن ..ل ماله خلق ..يبي
ينام ..يحس بتعب غرريب فيه ..وتوه بيدخل الدار ال مريم في ويهه بابتســامة..
طلعو البنات ولؤي يراقبهم واهو يبتسم ..ولف براسه لمساعد الي كان السرور اخر علمات ويهه..
لؤي :شفيك تطالعني ..شي منكر؟؟ اليوم احنا موو مخلينك ..نرد لك يهال ..تقعدنا بدارك وتقرنا لنا قصص..
الميرة عالية والصياد..
ابتسم مساعد على هالذكريات ..:ماعادت اي اميرة عالية ول عاد في صياد..
لؤي :بلى ..بس اختلفت السامي ..من الميرة عالية الى الميرة فاتن ..ومن الصياد الى ..العاشق الولهان..
مساعد يقعد على السرير يم لؤي :هالكثر يبان علي؟؟
لؤي :ههههههههههههههههه ..يبان؟؟ يا اخي احنا صرنا ما نعرفك ..وينه مساعد الضخم اللي قبل نظرة منه
تهزنا كلنا ..الحين صرت واحد يحلى الجو وياه ..قبل ما كنا نقدر نتكلم وياك لكنك الحين صار قلبك اوسع من
هالمور كلها ..ان جان هالتغيير اللي فيك سببه فاتن على الرغم من مساوئه انا احمد الله يومنها دخلت
بحياتك!!
مساعد يبتسم بحنان وبصدق في ويه هالطفل الكبير اللي اسمه لؤي ..:من قلبك هالكلم؟؟
لؤي :ل يمة مو من قلبي من لساني ..يالله بتخلينا نبات الليلة ول شنو؟؟
مساعد :باتو ..شوراكم ..باجر الربعاء وانتووو احرار ..البنات لكن على السرير واحنا على الرض..
لؤي :اوكيك..
ودخلوا البنات محملييين باكياس من الجبس والبيبس وما لذ وطاب اللي كان مخزن في الثلجة ..وابتدت
السهرة بين الربعة ..وزعيمهم كان ...مساعد الياهل..
---------------------------------
الساعة 1الظهر بتوقيت بوسطن..
بقت ساعتين وترد فاتن البيت لكنها وصلت من التعب اللي ودها لو ترد البيت مبجر..لكنها بتحاول انها تحتمل
الساعتين الباقيتين ..تركت الجماعة وراحت عند مكتبة الجامعة عشان تستعير جم كتاب محتاجته للمحاظرة
الياية لن الساينمت اليديد يتطلب منها مهارة كتابية في الظروف الجتماعية ..كل هذا يمكن يكون تعب لكن
حبها الغريب لدكتورة المادة وتقديرها لجهودها انها تييهم كل يوم بالمحاظرة وهي مقعدة يخليها تحس انها
لزم تقدم شي بالمثل ..وراحت المكتبة هي مووو دارية باللي يتابعها ..من؟؟ طبعا محد غيره زياد وعبد
الرحمن ..يبون يخلون فيها عشان يقعد زياد ويكلمها..
كانت فاتن بهذاك اليوم لبسة تدرجات البيج والوردي وصايرة مثل الملك .حتى انها يوم تمر على جماعة من
الشباب الميركان ينظرون لها باعجاب وهي تبتسم في ويههم ..هالشي صار عادي بالنسبة لها لن اللي
يمشي وراسه منكس يطلعون عليه اشاعات ..فهي صارت شوي تمتع بروح رياضية وتبتسم ويا الكل وكانهم
مجتمع صغير..
عبد الرحمن يستوقف زياد :والله انك بتخلينا بمواقف حنا بغنا عنها..
زياد :ما قلت لك تعال وياي انت اللي رزيت ويهك
عبد الرحمن بصدمة :انا كذا يا حمار ..الشرهه ماهي عليك علي انا القرد الي تبعتك..
زياد :روح زين محد ماسكك..
عبدالرحمن :قلبي ما يستحمل اخاف يصيبك شي اتأذى انا
زياد بنظرة غير مصدقة :ويي عليك انت عاد اكبر جذاب شفته بحياتي
يضحك عبدالرحمن ويكملون متابعة فاتن لمن دخلت المكتبة ..وعلى طول من بعد ما ورتهم هويتها واصلت
للطابق الثالث لللي فيه كل اللي تبيه ..وزياد طبعا وراها وعبد الرحمن شاف كريستي هناك وراح قعد وياها
يراقب الوضع بصمت..
سحبت فاتن كم كتاب تحسها بحاجة لهم ..وقعدت عن احد الطاولت وهي تفتح دفتر ملحظتها وتقتبس..
)سهل موو ..يا ريتني اسويه بالصج (.وزياد اللي كان واقف عند احد الصفات تسلل بكل هدوء وراح وقعد يمها
وهي اللي كانت غارقة ما حست فيه ال يوم قعد ..
زياد :حرام عليج صدقيني انا ياي هني للدراسة بس انا فاتتني سنة لني انتقلت من تخصصي الولي للتخصص
اللي احبه؟؟
فاتن :ارجوك زياد اختصر علي وقول شتبي؟؟؟
زياد :زين انج اختصرتي الدرب وانا اللي كنت بعزمج على كوفي واخسر..
فاتن :ما كنت بقبل..
زياد باابتسامة :واااو ..يعني ما كنت بخسر في كلتا الحالتينlucky me ..
حاولت فاتن انها تكشر في ويهه لكن شي من ملمحه تألفه خلها تبتسم له بطواعيه وكانه اخوها..
راحت فاتن وهي تكتب في الدفتر لكنها ماقدرت وعيون زياد تراقبها بحزن ..واهو اللي كان حاط المل في
فاتن انها تقدر تطيح الحطب بينه وبين هيام ...رفعت راسها فاتن بنظرة بريئة..
فاتن ... :صدقني زياد ...ودي ..بس ..انت لو تفكر فيها لو هيام درت باللي قاعد يصير الحين ..
سكتت فاتن وكمل عليها زياد :بتفزعج ...موووو..
زياد :بتفزعج ..لنها تكره فكرة ان بنت ثانية تكون موجودة معاي ..ما تفهمين ..هيام تحبني مثل ..مثل...
فاتن بهدوء ..:مثل ما انت ....تحبها..
زياد باستسلم :اي ..بس مو هذا اللي انا ابيه
فاتن :عيل شنو؟؟؟
زياد وهو يعقد حواجبه ويبعد عيونه عنها :ما تفهمين..
للحظة فاتن حست انها اهي المعنية بهالشي ..ما تدري ليش ذكرها كلم زياد بالمواقف الخيرة بحياتها..
وبالتحديد ..مشعل...
فاتن وهي تسكر كتبها ..:شوف زياد ..بقول لك شي ..ابيك تفهمه زين ..ول فهمته ترد علي ..مو لزم الحين
خلله للمرة اليايه
زياد باهتمام :شنو..
بعد ما كملت فاتن كتبها وترتيب اغراضها :..شوف ..الحب ..اللي فيه واحد ..مايتم ..مثل النبته اللي تربتها
صالحة ومحد يرويها علبالهم ان هالتربة بتنفذ كل هذا غلط ..اليد الوحدة عمرها ما صفقت ..انت تحبها..
وتدري انها تحبك ..عندك خيارين...
زياد بصمت ..ينتظر منها تكمل ..وهو مستعجب من كلمها اللي كانه نابع من تجربة شخصية..
فاتن وهي تكابد الرتجاف اللي فيها :..يا انك ...تعترف ..وتحاول ..ال تحارب عشان هالشي لنه مثل اليمان..
يا انك ...ترفع الراية البيضا وتستسلم ..وما تتقدم خطوة وحدة انت مو واثق انك بتندم عليها ول بتكون فرحان
بها..
سكتت فاتن عنه وهو تم موجي نظراته لحظنه ..ومو عارف هل يقدر هالبنت ول يمشي عنها ..كلمها كان بليغ
وصريح لدرجة الصعوبة ..يا ترى اهي مرت بهالتجربة من قبل ول تتكلم بالشي عن طريق الفتراض او
العقل؟؟
راحت فاتن وزياد ما رد عليها ..ويوم توها بتوصل عند المصعد وقفها باسمها..
زياد :فاتن..
التفتت له فاتن وعيونها تلمع بالبراءة والهدوء اللي كن من داخله العواصف :...نعم؟؟
زياد تقدم لها بكل هدوء :..شــــكرا..
ابتسمت بخفة فاتن :العفـو..
وصل المصعد وانسحبت فاتن عن زياد اللي كان يناظر ويهها بفرحة صادقة ..ما هي نظرة حب ..نظرة
اعجاب ..ودخلت البنت في قلبه بطريق الخوة ..ما احلها لو كانت صج اختي ..ويا حظ مساعد فيج يا فاتن..
ويا حظي فيج كاخت لو تقبلين اخوتي..
نزلت فاتن وهي توقف عند الستعارة ..اخذت الكتب وطلعت من المكتبة وعيون عبد الرحمن تلحقها
وتناظرها ..البنت مهما كانت بالهدوء ال انها تحرك اللي ما يتحرك ..وكريستي لحظت عيونه ..ويوم شافت
اللي يناظره زعلت وبوزت ونزلت عيونها..
التفتت لها عبد الرحمن) ..طبعا الحوار كان بالنجليزي بس بترجمة بالعربي(
راح عنها وبنفس الوقت نزل زياد من المصعد وعبد الرحمن كان يمشي ووراه زياد وعيون كريستي على عبد
الرحمن بنظرات كلها حب ...ووحدة من البنات تكلمها..
تال :مادري انتي شنو عاجبج فيه انسان مغرور والكثر من جذي انه هني بس لفترة وبيروح؟
كريستي وعيونها على الفراغ اللي كان حامل عبد الرحمن من فترة :هذا اكثر انسان انا احبه في هالوجود..
لنه بببساطة يمتلك اللي يفتقرون له كل شباب اميركا ..انا احبه ..تعرفين شنو كلمة احبه ...احب عبد
الرحمن..
تال :تندمين على حبج له..
سكتت كريستي لنها مو بس متاكدة انها بتندم ال انها واثقة ..لكن من يقدر يمنع القلب من التخبط في
الحزان وفتح مجالت متعددة لمجاري الدمع ..هذا اهو ثمن الحب..
=======================
الكويت ..الساعة العاشرة مساءا ً
سماء اللي من موقفها ويا خالد ما تحركت من غرفتها ..حيرتها منعتها من اي شي ..وندمها اللي يا متاخر
عليها خلها في حالة من الصمت والسكون ..قاعدة عى السرير وهي تفكر ..حاولت انها تنام لكنها ما قدرت..
تمت تحوس في الطابق الفوقي اللي اهلها نادرا ما يقعدون فيه ..قعدت يم التلفزيون لكنها قامت عنه لخلوه
من اي شي ممتع ..يمكن الظيقة اللي فيها ما خلتها تتهنى بشي ..مشعل اللي تغير 180درجة صارت ما
تعرفه ..كان دايما قاعد في البيت ونادرا ما يطلع ..الحين انقلبت الية وصار ما يقعد في البيت وعلى طوول
بره..واذا كان موجود عدمه مثل الشي ..ما يندرى شصار فيه ..يمكن طقته ريح يوم كان في الشالية ول شي..
راحت وقفت عند البلكووون وهي تناظر بيت ابو جراح ..مع ان الظلم كان اللي مجابلها ال انها شافت شي
يتحرك داخل البيت ..بغرابة دققت النظر فيه شوي شوي ..وتأكدت الرؤيا ..هناك احد في البيت ..من يا
ربي؟؟
طلعت الجاكيت الطويل البني ولبسته ..لفت الشال على راسها ورمته على اجتافها ..وطلعت من غرفتها
متوجهة لبيت بو جراح عشان تشوف من اللي هناك؟؟
طلعت من البيت وهي مو مهتمة ان جان احد موجود يراقبها ..حتى لو كانت امها اللي كانت قاعدة في مكان
مخفي عن احد ..كانت تشوف سماء وين رايحة ..ومن طلعت وسكرت الباب راحت الطابق الثاني عند
الدريشة اللي تطل على الشارع من الصالة الفوقية ..وظلت واقفة في الظلم تراقب بنتها اللي طلعت من
البيت متوجهة للبيت المجابل ..وظلت ترتقب شي بحاجب مرفوع..
دخلت سماء البيت وهي ترتجف ..من البرد وشوية من الخوف ..يا ترى قراري كان في محله اني ايي هني
بالليل ..يعني انا صج شجاعة بس الظلم خوفي الوحد بهالعالم ..وهي تكلم نفسها بمحاولة لتهدئة الوضع..
وصلت الى الحوش الوراني اللي كان خالد قاعد فيه العصر ويا العمال ..وكان هناك احد واقف في الوسط..
ووقفت سماء في الظلم ..وهي تراقب من هالشخص..
التفت خالد على جهة اليمين وهو حاط يدينه في مخابي الجاكيت اللي كان لبسه وهو يزفر ..وسماء اللي
تحركت من مكانها طلعت صوت خلت خالد يلتفت ..
ترددت سماء ..تطلع ول ما تطلع؟؟ اذا طلعت مشكلة واذا ما طلعت بعد مشكلة ..لذا ..تروح للمشكلة الخف
عليها لن الغوص ف الظلم بلعبه منو هناك ما بتعجبها ...وخطت خطوة في المقدمة وهي تعلن عن نفسها..
رماها خالد بنظرات باردة ولئمة وحزينة بعض الشي ..وما اكترث لوجودها ولف ويهه عنها..
سكتت سماء عنه وهي متـلومة على نفسهـا ..بروده هذا او جفاه اكبر دليل على انه زعلن منها على اللي
صار اليوم العصر ..يا الله صبيت الشوربة على قميصه؟؟ شهالجرأة...
خالد والنسمة الظبابية تطلع من ثمه :شتسوين هني؟؟؟ الوقت متأخر ..ردي محل ما ييتي
سماء بصوت مترجي :خـالد اسفة
خالد وهو يهز راسه بعصبيه :ل تتاسفين ...ارجوج ..ل تتاسفين على شي انتي مو ندمانه عليه ..يخلي من
الوضع اتفه من حقيقته..
سماء وهي فاجة عيونه :خالد انا والله اسفة ..والله نادمة على اللي سويته..
خالد بعصبية يلتفت له :تدريـــــن....
خالد وعيونه بالسما :تدرين من امتى وانا هني واقف ...من العصر ..من العصر وانا هني ..في هالبرد..
سمــاء بدهشة :شتسوي هني؟؟؟ ليش ما رديت البيت؟
خالد يناظرها بغير تصديق :يعني تبين تقولين لي ان ما عندج فكرة لسبب وجودي هني؟؟
سماء بصدق :اي من صجي ..ليش واقف هني؟؟ ليش ما ترد البيت ..اكيد خالتي مستهمة عليك..
ظلت سماء واقفة مكانها وهي منصدمة من خالد ..ما تصورت انه ورى هالنسان النحيل ..هالنسان الفكاهي
اللي دووم يتحرطم على الناس ويتلعب وياهم هالشخص الحساس ..والرومانسي من نوعه ..ينتظرني طول
هالوقت عشان اييه واعتذر ..يعطيني الفرصة اني اراجع نفسي واييه ...رفعت عيونها اللي لمعت بالدمع...
وخالد يناظرها كل شوي وينزل عيونه للرض...
وكانها ما تسمعه راحت له وكل خطوة تخطوها كانت بمثابة فجوة مرسومة في مستقبلهم ..كل خطوة خطتها
سماء عشان تتقرب من خالد كان بمثابة موقع الغااام اهي لو درت شنو عقباه ما خطت..
رفع عيونه لها بابتسامة خفيفة اللي سرعان ما انمحت يوم لمح شخص ثالث موجود معاهم ...رفع راسه خالد
بصدمة وسماء اللي كانت تناظره استغربت اتجاه عيونه والنظرة المرسومة عليها ..والتفتت محل ما كان
يناظر ..ومثل النظرة اللي كانت بعيون خالد كانت بعيون سمـاء..
من كان هذا الشخص اللي قدر انه يمحي لحظة كانت من الممكن انها تحتفي بها السمـاء بهذيج الليلة اللي
كانت مرصعة بالماس ..ووانقلبت كل الحوال فيها ..الى نذير بعواصف هائجة في الدرب..؟؟
الفصل الثاني
---------------
فاتن بفرحة كبيرة :هل يمــــة
ام جراح بحبوووور :هل بحبيــبة امها ..
فاتن :ولهت عليج يمة حبيبتي شلونج شخبارج
ام جراح :احنا بخير يا مال الخير انتي شخبارج عساج ابخير..
فاتن :الحمد لله الحمد لله شلونهم منور وعزووز وجراح وخالد...
ام جراح :والله منور وعزوز هذهم نفس الـشي مشيبيني ..جراح وخالد خانت حيلي ما يقروون بالبيت ..الول
في الورشة والثاني ببناء البيت؟
فاتن وهي تقعد وترجع خصلة من الشعر ورى اذنها ..:البيت؟؟ بناء ..يالخونة كل شي من ورااااي؟؟ يمة متى
بنيتوو
ام جراح :ههههههههههه بنينا تونا والله من شهر والحمد لله الشغل زهب
فاتن بدهشا :شهر يمة ولادري بشي ..قوية بحقي يا ام جرااااح قوية ..ما يرضونها العرب فيني..
ام جراح :ههههههههههههههههههههههه حسبي الله عليج..
فاتن :ل صج يمة شلون بنيتوو وشبتسوون في البيت...
ام جراح :والله يمة اخوج اللي خطط وانا وقعت وبس..
فاتن اللي حست بالحنين لبيتها القديم ..الله !! بيتها الدافي الحنون راح وبيي مكانه هيكل يديد ..شلون
سواها جراح ..وذكرياتنا ..وين خذها ..ذكرياتنا ويا ابوي ..ويا بعض ..وبروحنا.؟؟ شلون قدر..
وانتهت المكالمة ..وفاتن روحها مثل كل مرة تسمع حس امها ول احد من اخوانها تهيم منها ..الى هذيج البلد..
وهذيج العايلة ..لكن هالمرة الخبر ما فرحها ابد ..البيت راح ..غيرو البيت ..غيروا البيت اللي اطرافه وزواياه
تغنت باحلى ذكريات ..غيرو مكان الكرسي اللي كان يقعد فيه ابوي ..ومحل التلفزيون ..والمطبخ ..ما يندرى
ان جان غيروا البرجة اللي بناها ابوي..؟؟ الله يسامحك يا جراح ..ليش سويت جذي ..وامي ..امي باين عليها
مرتاحة على هالشي ..هالكثر كانو متظايقين منه؟؟ وانا اللي كنت حاسة انه اخر بقايانا من ابووي ..الله
يرحمك يا يبا ..يا عز ودلل كل بنت بهالدنيا..
راحت ووقفت عند الدريشة وهي تناظر الجو البارد شلون يلفح الناس اللي ما تهتم ..وتمر وتطوف بالسكة
وهي مرتاحة ..متعودين على هالجو ..لكن انا ..اااه يا زمن ..في الوقت اللي ظنيت اني خلص تأقلمت على
الشي يطلع لي شي يخليني احس بالبعد التام ..ناظرت الساعة اللي كانت على الرف اليديد المضاف في
ديكور الصالة ..كانت تبين على توقيت بوسطن ..الساعة الحين ثلث ونص يعني عشر ونص بالكويت ..يا ترى
احد قاعد الحين ..يعني من اهل مساعد ..هو ..ول اخته..؟؟ ماادري..
زفرت فاتن وهي تحس بالوحدة القاتلة في ذيج اللحظة ..ودخلت دارها وهي تجر للحاف اللي كان عالكرسي..
تنام شوي ..ما وراها شي ..ل مسئولية ول اي بحث او اساينمت جامعي ..والعشا سريع التحضير ..تروح تنام ل
يصيدها الحباط المعتاد..
دخلت الدار وهي ترمي بروحها على السرير ..لول مرة بحياتها تحس بانها فوضوية جذي .يعني كل هالهدوم
المحذفة بالغرفة والجنطات ..واللبتوب الي كان على الكومودينو ..انسدحت على طرف وهي تناظر المشهد
اللي كان باب غرفتها يطل عليه ..بحزن كبير زفرت وسكرت عيونها بسبب هالملل ..وتمت ترجع بذكرياتها الى
اليام الي كان مساعد موجود ..لكن بعد ظيجها منعها من التفكير باي شي ..شدت على عيونها اكثر وهي تحث
نفسها على النوم ..وفجأة ..سمعت صوت ..صوت رنة تلفونها ..استغربت ..مناللي بيتصل ..اكيد هيااااام
وسوالفها عن الرجل الغامض بحياتها..
قامت على حيلها وراحت للتلفون ..رفعته بملل وسرعان ما تحولت نظرة الملل الى دهشة ...مســاعد ما
غيره..
تفاجا مساعد من ضحكتها القوية الرنانة ..وبشكل ما رجت كل اعضاءه الحيوية بداخل جسمه بشكل غير
طبيعي ..وكأنها بدت احتفال بعز الليل..
يوم سكتت فاتن ظلت قهقهاات بسيطة تطلع منها ...ويوم حس مساعد بهدوئها..
مساعد :هههههههه..
ردت فاتن وضحكت :هههههههههههههههههههههههههههه...
مساعد وهو مو مصدق هالضحكة وتمنى لو ان الزمن ياخذه ويحطه عند فاتن عشان يتأكد انها كانت تضحك:
الظاهر ان السالفة عجبتج؟؟
فاتن وهي تمسح عيونها :ل بس ....هههههههههههههههههههه .مريم قالت لي مرة بس ما صدقتها..
ههههههههههههههههههههههه
توجس مساعد .شقالت لها ..قالت عن القصص وبنبرة كان يحاول فيها انه ما يكشف زيغه :والله ..شقالت
لج؟؟
فاتن :ل بس ..قالت لي انهم يوم كانو صغار يروحون لك وويخلونك تقرى لهم القصص لمن انت تنام واهم
للحين صاحيين ..هههههههههههههههه
مساعد اللي ارتاح جزئيا :ايه ..وانا اقدر اساندج بهالشي ..لني كنت انام وهم ينامون معاي لكن كل واحد
متلحف ودفيان وانا المسكين بل لحاف ول غطى
فاتن اللي تخيلت مساعد بعمر اصغر ومثل هالحركات الظريفةhow cute :
فاتن اللي تنهدت ..انه يقول قصة شي ..لكنه قصة عني وفي هاللحظة تعني اشياء ..هالسيد يحس فيني من
غير ما اتكلم ..شلون عرف اني كنت اعان من وحدة وان اسالة لجوبه اهو يقولها كانت تدور في بالي..
مســاعد وهو يتثاوب ..ضحكت فاتن عليه ..ورد عليها :تضحكين .اي مو عز الظهر مثلكم ..احنا بالليل الحين
فاتن :ل بس ...خانت حيلي ليش ما تروح تنام ..انا متاكدة ان احد غرف هالشرار مفتوحة ..ادخلها وتلحف..
وال تبي رايي
مساعد وهو يستند على كرسي السيارة وبمتعة :شنو؟؟
فاتن بحيا لكن الندفاعات اللي كانت بداخلها اقوى من اي شي :لك غرفة فاضية هني ..ومفتوحة لك باي
وقت ..حياك الله فيها..
مساعد الي كان مسكر عيونه من بعد كلم فاتن هذا ...دعوة لدخول حياتها ول للغرفة بس :ادخل الغرفة ..ول
ادخل دنيتج فاتن..
سكتت فاتن عن مساعد لن جواب سؤاله هذا لللحين ما وصلت له ..اهي وصلت له لكن ..ما تبي تتسرع:...
اقدر اني ما اجاوب...
مساعد اللي شوي تظايق :لج مطلق الحرية ....بس اسالج ..وما ابي احثج ....لمتـى؟
فاتن اللي كانت تنطق من غير اي وعي وبحرية كبيرة :جدامنا العمر كله عشان هالجواب ..فليش الحين..
فتح مساعد عيونه على وسعها ...اللي سمعه واقع ول تأثير النوم اللي يدور في راسه؟؟ جدامنا العمر؟؟
شقصدها بهالكلمة ..اهي رفضت تجاوبني لكنها بكلمها هذا جاوبت ..يا الله ..ابي اكون واثق ..ما ابي افرح
لشي يتأرج بين الحقيقة والرغبة انه يكون حقيقي..
سكرت عيونها ودقات قلبها ترج بصدرها ...شهالمشاعر اللي تنهال عليها ..قبل ربع ساعة كانت بحال والحين
بمجرد سماع صوته صارت في حال وكل كلمة يقولها حال وحال وحال..
مساعد :فاتن..
فاتن :هل..
مساعد وهو يناظر السما :يمكن تحسين اني وايد صريح في مشاعري تجاهج ..ويمكن ..لني ما تعودت بحياتي
شي غير الصراحة ..يا السكوت ..يالكلم ..ولنج يمكن عندج فكرة عن مشاعري ..تجاهج ..فاظنج تعذريني..
بس...
فاتن وهي تستحثه يكمل :بس شنو؟؟
مساعد يبتسم ...:بس ما ابيج تظنين اني ابي ااثر على قرارج ..فالهم بنهاية كل شي ..اهي راحتج..
هزت فاتن راسها بغير تصديق ..على رغم كل شي ..راحتها اهي الهم ..:اشكر ..اشكر هالشي فيك..
وبصراحة انا ...احترم ..هاليثار ..وهال...التقديم منك ..لني بصراحة ما حسيت بنفسي سيدة نفسي ال
بفضلك..
مساعد اللي كان مغموور بشكرها :فاتن ل تشكريني بشي ..بس ابيج تسوي شي واحد
فاتن:شنو هو
مساعد بنبرة فكاهية :تندمين نفسج على كلمج اووووول اللي كنتي تواجهيني به..
بعد صمت...
سـكر مساعد التلفون عن فاتن وسحبه لقلبه ..وكانه يبي قلبه بعد يرتوي مثل ما ارتوت اذنه من كلم فاتن
الحلو ..اليوم كانت غير ..كان فيها اندفاع ..جرأة ..كلم اهي يمكن كانت قبل عاجزة انها تقوله ..يمكن صح..
وجودها بروحها ساعدها وعاونها عشان تكوون اكثر اقبال على هالموضوع ..ول يوم قلت لها عن كلمها اوول..
كلمها الجارح ..كلمها اللي كان يدخل قلبي مثل السم وبدل ل يطرده يرحبه ويهلي به ويجدمه قبل اي شي...
الله يا فاتن ..كوني فخورة بنفسج" ..اعتزي وهللي بين النساء ..فانتي اليوم ملكت قلب رجل ..وقلب الرجل
ل تمتلكه ال رجولته".
دخلت الدار وهي تمشي بهدوء ..والتلفون عند رقبتها ويدها تمسكه ..تفكر بهالحساس اللي كان يمر فيها من
اتصل مساعد لحتى هذي اللحظة ..احساس كانت تحلم فيه ..تحلم فيه بلياليها اللي كانت تعدها لمشعل..
لكنها ما حست بها ال هاليوم ..شلون يا ربي؟؟ يا قادر على كل شي ..ياللي فيووم دورت الحال من مشعل
الى مساعد وهالثنين كانوو النقيض بحياتي ..واحد كان يمتلك احلمي ..والثاني كان يمتلك عذابي ..صار الول
بلااا اهمية والثاني ...اااااه من الثاني ..الثاني ان كانت حياتي مو بيده ..فموتي راح يكووون...
---------------------------------
احم احم ..نرجع للكشن..
اصوات صادرة من داخل البيت وظل شخص خلى من ابتسامة خالد المرسومة تتحول الى نظرة ملؤها
الرهاب ..يا ربي من اللي ياي هالحزة ..ل يكون احد من اهل بيت سماء شافوها طالعة ولحقوها لهني ..بتروح
وطي ان ما اختفت..
سماء الثانية اللي شافت الخيال اللي لزقت عيون خالد عليه وانصدمت ..لكنها مو عشان ان اكو احد ثالث..
لنها عرفت خيال من ...مشعل ما غيره ..ويوم ناظرت عيون خالد على طول اشر لها بحركة السكووت..
وسحبها من يدها الى زاوية بكل هدوء وهم يمشون على اطراف اصابعهم ..سماء كانت توها بتتكلم لكن يد
خالد اللي مخبية بقفااز كانت اسرع وغطت حلجها ..وعيونه كانت على مصدر الصوت سرع خالد وهو يسحب
سماء بهدووء الى ممر ظيج يطلعهم من الحديقة الورانية الى ممر جانبي من البيت ..ومشعل اللي حس ان
اكو صوت طالع مشى وراه لمن طلع بالحديقة الثانية لكن ..ماكو شي ..استغرب ..لنه على وشك انه يقسم
انه سمع حد..
سحب خالد سماء بهدوء على اطراف اصابعهم وتوه بيمر من عندالجدار ال يمرر مشعل من عند الباب ويوقف
خالد مرة وحدة وقلبه طايح عند ريله ..بس مروره في هالمحنة الغريبة من نوعها عليه ما ترك مخه بل تفكير
بسبب ولو كان تافه عن تواجد مشعل ..من الممكن انه سمع اخته يعني وهي تطلع؟؟ ول شافها يايه.؟؟ الله
العالم..
سماء الي كان حالها ما يسر لكنها في نفس الوقت وقفت قوية بجنب خالد عشان ما تبين له ضعفها ..وانها
قادرة على مثل هالمواقف الي مااظن احد منا قادر عليها..
عيون خالد كانت مثل الصقر اللي يراقب مشعل وهو يمشي الشارع وكل شوي يلتفت للبيت ..وكل ما يلتفت
يخبي راسه خالد عن عيونه ..ويوم رفع عيونه مرة ثانية انصدم يوم شاف مشعل داخل البيت ..اكيد الحين
بلحظ غياب سماء ..وعلى طول التفتت لها
مشى خالد ويا سماء ودقات قلبهم تترقص بسبب الخوف والزيغ ..في اي لحظة يمكن ينكبسون واملهم بالله
قوي .لنهم وان محد كان يصدق ما كانوو يسوون شي غلط ..مع خلوتهم بنفسهم كانت اكبر غلطة لكن من
يقدر يقنع العاشقين ..وهم ما كانو مختلين ..بينهم رب العالمين كان موجود وظميرهم الصاحي ..وبدر اتسم
بالطهارة والعفة اللي رفرف بنوره على ويه الثنين..
مرت سماء بهدوء من على الطريج وخالد اللي يبي يتأكد من سلمة سماء وراها ..دخلت من الممر وهي
تتنفس بقوة ويوم وصلت عند الباب حركته لقته مفتوووح وحمدت الله واشرت على خالد بعلمة النجاح..
وتوها بتدخل ال وخالد يوقفها..
خالد بهمس :شوفي اول ما تصعدين دارج وري الليت مرتين ورى بعض عشان اعرف..
سماء :ان شاء الله
توها بتدخل وسحب الشال عشان ينبهها انه يبي يقول لها شي ..انسحب الشال من على راسها والتفتت له
سماء :ها؟؟
خالد وهو ماسك الشال بيده وبعيونه الحب كله والهتمام :ديري بالج على روحج..
سماء تبتسم وتنزل من على العتبة وهي ناسية الموقف اللي اهم فيه :قول لي اول شي سامحتني..
مشعل اللي كان توه بيركب الدري عشان يروح داره سمع اصوات نابعة من المطبخ ..وأمه اللي كانت في
الصالة رافعة حاجب تدري باللي قاعد يصير كله بس فضلت السكوت على اي شي ..تبي تشوف شلون بتقدر
سماء تطلع روحها من هالورطة ..وبهدوء ثلجي ظلت قاعدة تناظر التلفزيوون ..ومشعل اللي دخل المطبخ
يبي يتأكد من الصوت ان جان صجي ول يـتخيل له..
ومشعل اللي شاف احد واقف عند الباب عقد حواجبه وسرع من خطوته عشان يضبط اللي واقف..فج الباب
بسرعة ..
ماشاف ال سماء يالسة تربط احد الجياس اللي كانت مصفوفة عندالباب..وهي يوم لمحت اخوها اللي واقف
رفعت راسها له..
سماء :منزله الخمام اللي بداري لهالحمارة ..جم مرة قلت لها تنزلهم لكنها ما تسمع الحجي..
مشعل وحواجبه معقدة :..ولبسة جاكيت .هالكثر برد
سماء وهي تمر من صوبه عند باب المطبخ وهي تدعي ربها انه ما يسمع رقيص قلبها :اذا انت ..مو بردان انا
بلى ..يالله ..تصبح على خير..
مشعل :وانتي من اهله...
واهي اللي ظنت انها نجت وقفها صوت اخوها وهو يناديها..
طلعت سماء من المطبخ تاركة اخوها اللي بدت الحيرة تغطي ملمحه ..انتقامه للحين ما تبلورت افكاره..
وفاتن جريب بترد ..يعني اهو لزم يكوون اسرع من جذي ..لزم يوصل لنتيجة بسرعة ..وال كل شي بينتهي..
سماء اللي طلعت من المطبخ وهي ناسية المغامرة العنيفة اللي مرت فيها من شوي ويا خالد وتوها بتركب
دري الصالة والتفتت لمها ..مو لن امها تلفت انتباهها ..لنها نادتها...
رفعت حاجب ام مشعل وبادلتها سماء نفس نظرة التحدي ..يمكن نفور سماء من امها لنها ما تهتم لها ..لكن
تظنون في بالكم مهما كانت المشاكل او حجمها بين ام وبنتها تخلي هالبرود يعم اوصالهم تجاه بعض ..اكيد
اكوو سر ..وهالسر يمكن يكوون الشي الي بيفهم سماء ان جان في يوم من اليام بتحن لمها ..ويبرر لها برود
مشاعرها تجاهها ..سواء كانت راضية عنها ول لء...
وهالكره الكبير والضغينة اللي تحملها ام مشعل في قلبها لبنتها ..معقولة تنبت في قلب ام مهما كان قلبها
قاسي..؟؟؟؟
ركبت سماء الدري ..وقبل ل تدخل دارها راحت عند دار ابوها ..لقته راقد والكتاب على صدره ..ابتسمت
وراحت عنده بهدوء ..سحبت الكتاب والنظارة اللي كانت عند خشمه ..سحبت اللحاف اكثر وسكرت الليت..
وطلعت من الدار وهي تسكر الباب بهدوء..
دخلت دارها وتذكرت اللي طلبه منها خالد ..فتحت الباجورة مرة وسكرتها ومرة انية وسكرتها ..وبعد فترة
فتحتها وراحت عند البلكون وهي تناظر ان شافت احد ول لء ..وشافته..
كان واقف وهو لف الشال اللي سحبه منها عند رقبته ..وابتسمت في ويهه بعذوبه ويمكن ما لحظ ابتسامتها
لكنه مرر لها بوسة بالهوا مثلت سماء كانها خذتها ..وحفظتها بقلبها ..وبهالطمأنينة ..راح خالد عن سماء اللي
كانت واقفة وهي تناظره يمشي عنها ..هذا اول رجل ..واخر رجل ..يدخل حياتي ..وهذا عهد مني لنفسي..
اني مستحيل اسمح لي رجل غيرك يا خالد يدخل حياتي ...لن لو اجتمعت الرجال كلها ببعضها ما راح تكوون
منك واحد..
وخالد كان يمشي وهو يشم الشال اللي كان يحمل اريج سماء الناعم ..اريجها اللي اليوم قدر يشمه اكثر من
مرة ..اليوم المخاطرة والمغامرة اللي مروا فيها اكبر دليل على قدرتهم اجتياز مصاعب ..والهم انه ما تركها
لحالها في هالشي ..قدم نفسه عليها في اكثر من مرة..ومستعد انه مو بس يقدم نفسه ..يخليهم يقطعونه في
سبيل راحتها ..عهد علي يا سماء ..ل اخليج مرتاحة بحياتج ..انتي كنتي ضايعة ..وان شاء الله هدايتج على
يدي ..انا كريم ..وانتي تستاهلين يا كل الغل ..وانا مابغتج الدنيا انتي تراج دنيتي
----------------------------
دخـل مساعد البيت وهو يتثاوب من شدة التعب ..لكن الفرحة اللي في قلبه اليوم مالها اي مقياس ..وما كان
يظن انه في يوم راح يلقي كل هالفرحة بليلة حزينة مثل هذي ..ما يدري ليش حس بالحزن من بعد مكالمة
فاتن ..هل بسبب الشووق الي كان فيه ..ول ان مثل هالتطور صار في مكان له خصوصيته ...اي ..مزار
عالية ..اللي ما كان ياخذ احد له ول يرد على احد فيه ..لكن اليوم حس بعظم الوحدة وهو قاعد هناك مع ان
هالوحدة كانت مصاحبه لمدة ست سنوات ..وحس ان مكالمته لفاتن مطلوبة ..ومحققة ..وبالفعل ..اتصل
فيها ..وكلمها ..واهي ..بعد ..كلمته وبادلته شي من المشاعر اللي اهو غرقان بها ..وانجبر خاطره يوم حس
انها يمكن تمر بنفس اللي يمر فيه ..وان كان شي بسيط ..فالبسيط من الكثير ..والحمد لله على كل حال...
راح عند الغرفة فتحها ..لقاهم نايمين على حالهم ..ابتسم لهم ابتسامة الب الحنون ..وراح عند غرفة مريم
يسحب له لحاف ومخدة ..راح عند الغرفة وسكر الباب ..مر على البنات لقاهم نايمين مثل الملئكة بهدوء..
ومريم بنومتها المعتادة اللي كان يمضي وقت يوم هم صغار ويراقبها ..راسها الي بوضعية مستقيمة ويدينها
المرميتين على طرفهها ..وكانها مستسلمة ..غطاها زين وراح انسدح يم لؤي اللي كان راسه وريله شمال..
عدله مساعد شوي وهو يحشره بزاوية ..انسدح على الرض وهو دايخ ..وكلها ثواني ال لؤي منقلب على
مساعد وحاشر راسه عند ظهره ..تأفاف مساعد منه والتفتت له لقى شكله مثل العيال الصغار ..ابتسم لكن
هذا ما كان سبب يدفعه للتضحية ..عدله زين وحط حاجز من المخدات الصغار بينه وبين لؤي يقيه من هجومه
المفاجئ بالليل ..ونام على جنب
العيال ...شنو احلى منهم بهالدنيا؟ بهجة غريبة ولو كان النسان رافضها لزم فيوم يتقبلها ..ابتسامتهم..
لعبهم ..برائتهم اللي تصب من نهل حنانهم البكر ..كل شي فيهم مثير ..يفكر لو ان المور استقرت ويا فاتن
وفكروا بالولد ..شلون راح تكون حياته ..ما يدري ..يخاف يصير طماع ويكشف عن اوراقه كلها ويخسر
بالنهاية ..ليش ما يخلي نفسه اصلب من جذي..وما يتمنى كل شي ..القليل نحمد الله عليه ..وتم مبسم بينه
وبين نفسه بافكاره الي تغلبت عليه وامانيه اللي تصاعدت فيه ..لدرجة انه غاب في النوم وهوو يفكر
بهالشياء..
المنيات ..شي جميل ..يلمع في سماء الفكر كالنجمات العاليات ..ينور الليل الممزوج بظلمة منشية ..ليبقيها
صاحية وهي متأرجحة ..وما احلى امنية امتزجت بدم العاطفة وتمحورت في خلد الخاطر ..كم هي جميلة
المنيات ..وكم جميل تحقق المنيات ...لكن ...بهذه الدنيا تكمن الشرور المعادية التي تقف بالمرصاد لها..
لتحطمها فور مرورها امام العين ...ومن يدري ما يكمن من الشرور في نفوس البشر لتحطم ما تبغيه
القلوب الطيبة...
الفصل الثالث
--------------
النتقال ..احلى شي في البيت اليديد ..اكو مراحل احلى منها مثل ااختيار الغرف ..هندسة التأثيث ..ومن بعدها
التنجيد ..مرحلة جميلة تمر بها اي عائلة ..فبعد كل شي التغيير شي مهم في نفسيه كل انسان ..على سبيل
المثالث ..شخص عاش طول عمره لبس الرمادي ..ومرة وحدة يلقى نفسه باللون الزرق ول الخضر ..يحس
نفسه مخلوق من جديد ..والمخلوق من جديد مستعد لي شي جديد..
وهذي كانت حالة عايلة ابو جراح المتواضعة ..الي خل منها تجديد البيت القديم في سعادة وهيام كبيرين..
ماصدقووا ان هذاك البيت المحشور بالثاث يمكن يكوون بهالوسع وبهالرحابة ..حتى ام جراح نفسها ما كانت
تظن انها بتلقى بيتها بهالسعادة ..اللون البيض اللي يعم المكان واللوان العاجية والتصاميم اللي اظافها خالد
على البيت خلى منه قصر صغير ..يمكن نبالغ لو قلنا قصر بس بالمقارنة مع حاله القديم البيت صار قطعة من
قصر..
مناير بفرحة وهي ضامة يدينها :ماااااااااصدق بيتنا صار حلوو جذيييييي
خالديبتسم وجراح واقف يمه بحبووور :يالله منووور عليج برووحج عزمي اللي تبين..
مناير :بس اعزم ..قول ال امير الدولة بكبره فديت عمره بعزمة..
خالد نقع من الضحك عليها ..وعزيز ينزل من على الدري وهو فرحان :يمةةةة اناابي الغرفة اللي يمج
ام جراح :ل الغرفة اللي يمي لفاتن..
جراح :وين بها فاتن اصل ماكو غرفة لها..
ام جراح بصدمة :شنو؟؟ وين لزم تقعداختك ل يت؟؟
جراح :بالكاراج ..ههههههههههههههههههاااي
خالد :ههههههههههههه ل يا روحي الكاراج للسيارة..
جراح :والله السيارة طول عمرها واقفة بره ما بيصير فيها شي..
خالد :مو اليوكن المعفنة ..سيارتي اليديدة..
التفتت له جراح بصدمة :والله؟؟ متى ان شاء الله؟؟؟ او من وييين؟
خالد :من وين مو شغلك ..انا خلص .قررت ..وبظهر لي سيارة..
جراح وهو يوقف يمه :خالد انتبه لدراستك بالول..
خالد :اي بنتبه بس لمتى بظل البيت بسيارة وحدة المشاغل بتكثر الحين وانا لظهر لي سيارة بتكون عادية..
ل تحاتي
جراح وهو يهز راسه :والله ينخاف منك ..تطلع لك بورش مرة وحدة
خالد :اي بورش ..ل يبا انام احب الظيييج..
مناير وهي تصرخ من الطابق الثاني المستحدث :واااااااااااااااااااااااااااااي ..اينن البيت ..ماصدق ان اكوو
مساحة جذي..
ام جراح تضحك عليها ويا جراح :مسكينة بنتي بتين اليوم ..استرو عليها..
جراح يصوت عليها :منوووور دشي دار خالد وشوفيها..
مناير من فوق وهي تفتح باب الغرفة اليديدة :..والله حرام عليكم شوي شوي علي والله انا ما اااستحمل..
)وهي تفتح باب غرفة خالد شااافت الديكور الحلوو والجو الشاعري للغرفه اللي للحين ما انفرشت (..واااااااي
خلوود يالسااااحر
راح خالد فوق لمناير اللي تصرررررخ وهي يبتسم لها :شرااايج؟
مناير وهي تروح عند السطوانة اللي كانت اهي الفاصل بين الغرفتين المتداخلتين على بعض :..والله خلووود
شي خطيييير ..شنو هذا ..شلون جذي الديزاين..
خالد :شوفي هذي السطوانتين اهي اللي بحط عليها ستارة ..نوع من الديكور جذي ستارة حريرية والغرفة
هذي بتكون للقعده وهناك السرير..
مناير وهي تلتفت له بحبوووور :وناااسة صراحححة
جراح اللي ركب وهو يبتسم :تعالي شوفي قسمي ويّني
مناير :خذوووووووووووووووني..
وراحو الثلثة لقسم جراح اللي كان اكبر من خالد شوي لنه غرفتين وصالة بالوسط ..صغيرة عشان هالشي
كان لزم ياخذ غرفه امه القبلية اللي بناءا على طلبها راح تسكن تحت وغرفتها استوت وعشان هالغرفة تنبني
كان لزم يضحون بالحديقة الصغيرونة الي كانت عندهم..
مناير وهي واقفة وسط الصالة الفاصلة بين الغرفتين بهبل :وانت ..بتحط ستاير ول شي..
جراح :لااا ماكو ستاير ..جذي بخليها ..بل ابواب ول شي..
مناير وهي تلتفت لهم والدمعة طافرة بعيونها :جراح ..احبك ..والله احبببببك ..
وتحظن اخوووها اللي ميت من الضحك عليها ..يوم شاف دمعتها حس بالفرررح الحقيقي في حياته ..سوى
شي خلى من اخته الصغيرونه تفرح ..حتى امه اللي كان متوقع انها ما تفرح وايد لكنها فاجأته ..اكيد وين ما
تفرح ومطبخها صار سبيشل ..بس ..ياريت فاتن تكون موجودة ..اهي كانت زعلنه عليه ويوم كلمته قبل جم
يوم بينت له هالشي من غير ما تتكلم.ز كانت نبرتها مؤنبة وحزينة وكل ما يكلمها عن البيت اليديد تغير
السالفة ..جراح قطعة من فاتن ويفهمها زين ..اهي كانت زعلنة ليش ان البيت تغير ..علبالها احنا سوينا جذي
عشان نمحي ذكريات ابوي ..غلطانة ..سوينا اللي سويناه عشان البداية اليديدة ..ابوي شي بيظل عايش في
قلوبنا للبد ومو لزم نظل على العهد القديم عشان نذكره ..اهو حتى بغياب جسمه ال ان روحه حاضرة بيننا..
نزلوو الثلثة لتحت وهم يدورون مصدر الصوت ..وتحركوا بارجاء البيت بحثا عن عزيز اللي لقوه في الكاراج
ويا ام جراح اللي كانت واقفة ويدها مغطية حلجها وتناظر الكارتونات المقططة عالرض..
جراح وهو ينزل لعند الغراض يدور من بينها وهو حاس براسه يدور ..اغراض ابوي ..انا وصيتهم بالخص انهم
ما يجيسون الكاراج ..شلون عيل صار جذي؟؟
جراح وهو يمرر صوابعه بشعره بحيرة وتوتر ..شلون صار جذي؟؟ شلون باقوو الغراض ..ومن سمح لهم..
بعدين ..اهم مستحيل ياخذونها ..يا الله راسي يفتر مو قادر افكر زين...
جراح يرجع بذكرياته يوم ايمع اغراض ابوه ..علبه بنية...؟؟؟ هذيج العلبة اللي يوم طاحت بيده تم يقلب فيها
لكن ما لقى لها اي مفتاح ..وزاد الهم على قلب جراح بضياع هذا الصندوق ..بروحها اغراض ابوي المرحوم ل
ويضيع صندوق اخته المرحومة ..يا الله ..ارحمني من هالقهر..
خالد وهو يحس بالخسارة بس موقفه انه يحاول يهدئ الوضع :جراح ...خلنا نروح الشرطة ونشوف ..يمكن
يلقون لنا حل
جراح وهو يحس باللم :يلقون لنا حل بشنو؟؟ بشنو يا خالد؟؟ اغراض عتيجة نروح نشتكي عنها نطالب بها..
محد بيعطينا ويه ..خلها على الله يا اخي انا بروحها النار اللي فيني ماكلتني ..ل تزيدها علي بالقهر..
سكت خالد وعزيز يبجي بهدوء وهو مستند للكبت اللي مسنود على الجدار ..مصيبة جديدة حلت على هالعايلة
المسكينة ..من بعد ما برت بعض الجروح ..ال انها عادت تصب من فيض الحزن اللي حاولوا قبل ل يرممون
بيتهم يرممونه فيهم ..لكن مع مثل هالمور اللي تشيج الحزان في القلب ..تصعب سالفة الشفاء وطريقه
يبين طويل ومتعب وشااق..
اتفقوا ..ان الخبر هذا ما يوصل لفاتن ..ولموا بعض ..ومن فرحتهم بالبيت اول ما وصلوا طلعو وكل واحد
فيهم شايل هم في قلبه ..وفجاة ..صار البيت الجديد بارد وعديم الهمية ..وفرحتهم به ..خبت بكل درب خطته
السيارة في درب الرجعة للشقة..
طبعا السؤال الحين اللي يدور في بال الكل وين راحت كل هالشياء ..العدة والغراض طبعا العمال خذوها..
لكن العلبه البنية ..من اخذها؟؟ اخر ذكريات الشابة عالية ..واخر احلمها وامنياتها وتفاصيل عن اهم الحداث
اللي مرت عليها في هذي الفترة ..انها تضيع شي ..لكنها تطيح في اليد الغير مناسبة شي ثاني ..شي يعني
بداية النهاية ..لعلقة يمكن تحاول انها تستبصر النور في ظلم الوحدة والفراق..
======================
وصل المكتب متاخر على غير عوايده ...لكن اهوو خبرهم انه راح يتاخر شوي ..لن اليوم كان يوم حافل
بالنسبة له ..راح اول شي مكتب الطيران ..حجز تذاكر سفر عشان يروح لها ويلقيها ويشوفها ..التحسن
الكبير بعلقتهم خلااه ثابت ..لكن الثقة ما زالت مهزوزة ..ومن الصعب الواحد يستشف منه اي شي عن
هالموضوع ..حتى مريم الي ظنت انها يمكن تكوون قريبة له وتعرف منه اول باول ..لكنها فشلت ..ظل
مساعد كاتم التطورات اللي تصير بينه وبين فاتن ..وما احلها تطورات ..اول شي ..زادت وتيرة المكالمات..
فهي من كونها حينيه ..صارت يومية ..وباوقات حميمة مثل ..ردته للبيت من بعد الدوام ...تفضي فاتن نفسها
نص ساعة من الجامعة وعفستها عشان تكون قادرة انها تحط نصاب تفكيرها وتركيزها معاه ..ول اهو ساعات
يتصل لها قبل ل ينام ..عشان ينام بالليل وهو متشبع من رنة صوتها الناعمة..
فاتن الثانية كانت حالتها ممااثلة ..ال انها يمكن انشط من مساعد الهادئ ..اهو كان عبارة عن السكون اما
اهي كانت الثورة ..المشاعر الفياضة الي تجيش فيها خلتها شخص ثاني تماما ..تذكرون فاتن الهادئة الحزينة
ذات النظرات الباردة؟؟ تحولت تماما الى المرحة دائمة البتسام والي بعيونها تشعشع االف النجمات..
ميشيل وهيام لحظوا هالشي فيها وعلقوا عليه اكثر من مرة لكنها ترد عليهم بنفس الجواب " ..مو شي
خااص بس ..الحياة تستاهل اننا نجابلها بالبتسامة" كلم كاذب صح ..اكيد ..وما الحب ال الكلم الكاذب ..يعني
عاشق يمشي بنص الشارع وينط ويقفز ول وقفوه الناس قالوله علمك استخفيت؟ يقول لهم ل ..اجرب
الجاذبية الرضية!!
الهتمام والمشاعر المتبادلة شي جميل بهالعالم ..لكن في قلب رجل مثل مساعد هذا الشي غير كافي..
الطمع والطموح الى ما اهو افضل وخصوصا مع شخصية مثل شخصيته النتظار في ظل هالتبادل العاطفي
شي ممل ومضيع للوقت ..لكن مثل ما يقولون الدقة هي السرعة ..واهو ل صار دقيق في تفسير كلم فاتن
اللي يسمعه منه وتنقيته من الشوائب ..راح يكون سريع في انه يوصل لها ..يتفهمها مع انه ما يفهم نص اللي
تقوله له ..لكن مجرد فكرة انها النقيض للي اهو يعرفها تخليه يحس بالثورة بداخله ..لكن وين وهدوء
العواصف يكتسحه ..بعمره ما كانت الثورة من اهتماماته ..حتى ويا عالية اللي كانت في يوم تستحثه انه
يوقف ويصرخ باسمها ويعلن للعالم بصوته انه يحبها ..كان يكتفي انه يبتسم لها وينزل راسه ويقول بمقتضب
الجمل "..انتي تدرين ..هذا كفاية لي"..
دخل المكتب واول من لقاه اهي نجاة وبطنها الكبير ..وبابتسامة ناعسة واجهها :صباح الخير يا الم العزيزة
نجاة بنظراتها الدائمة لمساعد :مساعد ..صباح النور ..طلبتك..
مساعد :لج عيوني ...امري
حياة :تقدر تحمل عني هالبطن لخر الدوام؟
مساعد :ههههههههههههه..
راح عنها وهو يضحك على خفة روحها ..مشى بالممر والكل يراقبه ..التحول المظهري فيه كبير ..فهو من رجع
اميركا استبدل الزي التقليدي بالبدلت ..او ساعات الملبس الرياضية العاادية..
قعد بالمكتب وهو يطلع الوراق من الظرف ..اهو بهالشي راح يخلق فرحة كبيرة ..كلها اسبوع وانا عندها..
طبعا اهو ما حدد هالموعد ال يوم اتفق ويا فاتن ..واهي بعد فترة صمت كبيرة وافقت ..وهذا كان كفيل انه
يعيل في مساعد انه يشتري التذاكر..
الرحلة بعد اسبوع ..يعني بيقدر يقعد وياها يومين على بعض وبعدين يرجعها وياه الكويت ..هم انا مشتاق لها
اهلها مشتاقين عني زوود..
ال وتلفونه يرن ...راقب الساعة شافها 12الظهر ..خمس الفجر ..فاتن اللي كانت متصلة ..ورد عليها بهدوء
نفسي مصاحب بهيجان في العاطفة..
سكتت فاتن وهي بنفسها تتذكر ..ايه ..الرؤيا واضحة كالشمس ..كانت طالعة من الحمام الدافي البخاري
ومرة وحدة تجابلت بالدريشة اللي كانت فاتحتها والهوا البارد المصاحب بالجليد ..وكملو باجي القصة..
فاتن :كنت واقفة عند الدريشة وشعري مبلول ..ما كنت ادري
مساعد :يعني شنو ما كنتي تدرين ..ترى بوسطن مو الكوييت؟؟ هذول بردهم يذبح
فاتن :اي ادري بس..
مساعد وهو يزفر :بس شنووو يا فاتن ...انا ما خليتج بروحج عشان تكونين مستهترة ومسترخصة ..ما تقدرين
تتحملين مسؤوليتج يعني هالكثر هالشي صعب..
فاتن بصوت طفولي والصداع ضارب بالنص :ل تهاوشني مساعد ..انا بروحي تعبانة ل تزيد تعبي..
ذاب قلب مساعد من نبرتها ..يا الله اهي تعبانة وانا بعيد عنها شلون بتحمل فكرة اني ما ارعاها ..اهي رعتني
وسهرت علي بليلة مرضي وانا بعيد عنها ..ل قالو عني حيوان صدقوا ..شلون قدرت اخليها بروحها وايي هني..
شلون؟؟
مساعد بصوت كسير ..:ما كان لزم اخليج بروحج ..انا غلطان غلطان..
فاتن وهي تهفهف :اووووف صار للسالفة شهر وانت للحين تلوم نفسك ..خلص مساعد) ..بصوت حنون( ل
تصعب المور عى نفسك ..انت سويت اللي مله عليك ..ععق ..عقلك ..اتشووووووووووووووو..
سكر عيونه مساعد دللة على قلة الصبر ..وبعد ما لحظ ان الهدوء استتب : ..فاتن..
فاتن بهمهمة تعب :اهمممم..
ابتسم على الهمهمة :لزم تروحين مستشفى ..واللي يسسلمج
فاتن وهي تعقد حواجبها :مااابي..
مساعد بصوت ناعم :شنو مابي ..عشان خاطري ..يالله روحي..
فاتن وصوتها يغيب..كانها بتنام ... :ما ابي...
مساعد :ول عشان خاطري ..شنو مذلة السالفة..
فاتن بصوت خافت :تبيني اروح المستشفى تعال لي وخذني ..انا بروحي ما برووح..
افتر راسه من دعوتها ..يا الله خفي علي يا فاتن ل والله امرض انا الثاني ..:انا بييج بعد اسبوع تبين تنتظرين
لسبوع؟؟ انا ما ارضى ..شوفي هيام ول ميشيل زوجة جورج..
سكر التلفون وقلبه مو مرتاح ..ما يقدر يتأخر عليها ..اهي بروحها جبانة وروحة المستشفى بروحها تخليها
عاجزة عن التصرف ..قالت له مريم مرة عن رهاب فاتن من المستشفيات ..من وفاة عمتها ..واهي ما تروح
هناك ال بالضرورة او ان احد ساحبها ..فما بالك اني ادفعها لهالشي ويا شخص غريب ..لزم اروح لها ..ما
يصير جذي..
وظل مساعد على هالحالة ..لمن راح البيت ..وبسبب هالتفكير الدائم بحالة فاتن ما قدر ياكل ..والكل لحظ
تجهمه والقلق وخصوصا حواجبه المعقدة ..مريم اللي كانت تاكل لقمة وعيونها عليه ..وهو مو حاس
لنظراتها ..ويوم رفع راسه اخيرا شاف عيونها اللمعة تراقبه ..ابتسم لها وردت له البتسامة لكن يوم طارت
ابتسامته عقدت حواجبها مريم ..علمه مساعد ..اكو شي يعوره؟؟؟
ويوم راح استلمته ام مساعد :ما ياكل ..ول يعطي احد ويه ..كلش هالولد ما عاد ولدنا..
نورة سكتت وهي تناظر مريم المنقهرة ..وانتظرت بفارغ الصبر ان ابوها يفرغ من الكل عشان تقدر تمشي
من وراه ..ويوم فرغ على طوول راحت فوق لخوها وهي تحس بان السالفة متعلقة بفاتن ..اهو باخر اليام ما
صار يخبرها باشياء مثل ققبل ..يمكن صار يتظايق ل خبرها عن اخر التطورات بينه وبن فاتن..
دخلت داره وهو ما كان داخلها ..في الحمام ..عرفت من صوت الماي ..راحت وقعدت عند السرير وهي تبعد
قميصه اللي كان على السرير ..ويوم طلع شافها ..ابتسم لها وهو يمسح ويهه بالفوطة وهي ترتقب..
لكن في قلب فاتن صج اهي تمنت لو كان احد من اهلها معاها ..امها ول اخوها ول حتى مريم ..اهي تعودت
لمرضت هالثلثة يكونون متواجدين معاهم ..حتى جراح قبل وفاة ابوي ويا جدوله المزدحم كان يوفر الوقت ..
لكن بحق اهي مو متعودة على هالمكان ال ويا مساعد ..لو كان موجود معاها بيتكفل بالموضوع باحسن صورة
وما بيحسسها بانها معزولة..
كانت نايمة على السرير يوم ياتها هيام ..ظلت تدق على الباب وتدق وتدق وفاتن ما تدري ..اخر شي اتصلت
فيها وبالغصب قدرت فاتن تشيل السماعة...
نزلتفاتن التلفون وهي تدفع بنفسها عشان تقوم ..اول ما قعدت على السرير حست براسها يدور ..تمت
قاعدة وهي تمسده بيدها ..يوم حست بثباتها رفعت روحها وهي تقوم ..تمت تمشي وهي تتسند الجدار عشان
ماتفقد توازنها ..والحمدلله وصلت للباب بسهولة ..فتحته ولقت هيام واقفة وهي تنتظر ..استقبلتها هيام
بابتسامة ويوم تعمقت في ملمح فاتن التعبانة طار السرور منها ويا محله الخوف...
مشت هيام فاتن لغرفتها ..ويوم وصلتها ردت للباب وحملت الغراض اللي خلتهم عند الباب ..دخلتهم
وسكرت الباب وراحت لعند المطبخ ..حطت الغراض ورجعت لفاتن اللي كانت تحاول تغطي نفسها
بارتجاف..
سمعت فاتن الكلم وهي تسكر عيونها بتعب ..يا الله من هالنزلة الصحية ..صج انها من اقوى ما صابها مرة..
مر هالحوار في بالها وهي في المصعد تنتظره يوصلها للشقة ..ويوم وقف ..هزت روحها وطلعت ..بالعمد
اليوم شوي مغمجة على المكياج ..ومسوية اشراقات في ويهها ..واشترت لم جراح باقة ورد حلوة من
القرنفل الوردي ويا الوركيد ..وصلت عند الشقة وطقت الباب..
بالصدفة كان جراح واقف في الصالة وهو لبس صروال الدشداشة البيض وتي شرت كت ..يعيل عزيز
عشان يطلع من الحمام..
ويضرب الجرسس..
بشر يناظر باب الحمام ويمشي لعند الباب والفوطة على جتفه ..ويوم فج الباب انقلبت نظرته من الملل
والظيج الى الفرح الكبير ..مريم اللي يوم شافته جابلته بحاجب شوي ويخرق سقف جبينها..
جراح بابتسامة :هل والله ..هل بالقاطعين ..ما تستحين يعني ما جنا اهل ول انتي وحدة منه توج تزورينا اليوم..
مريم بصوت عادي .. :وينها خالتي؟
استغرب جراح برودها :علمج رافعة خشمج؟؟
دخلت مريم وهي مو معبره كلمه ..وبهدوء وكبرياء تناظر المكان ..وبعدين حطت عيونها على جراح من فوق
لتحت باحتقار ..:وينها خالتي؟؟
جراح ساكت ومو مستوعب هالتصرف من مريم :..بدارها ..لحظة..
راح وهو يناظرها وعيونه ما فارجته ..وقف عند باب غرفة امه اللي تشاركها مناير فيها ..طق الباب وهو مجابل
مريم اللي التفتت عنه وراحت قعدت عند الكراسي. .الشقة كانت حلوة وذوق رفيع ..واكيد هالحمار الي
اختارها ..والله ان قلبي ارتاح يوم شافه ..وانا اللي تحسبت ان صابه شي ..لكن هين انا اوريك يا جراحو..
ياناس صاير حلوو كل ما له يحلى ويحلى ..فديت هالويه ..حمار اكرهه..
ام جراح تطلع له من الغرفة وهي لبسة احرام الصلة :هل يمة..
جراح :يمة مريم هني..
التفتت لها ام جراح وهي مو مصدقة ..وبفرح راحت لها :هل واللللللله بالريم والغزالة..
ابتسمت مريم ل اراديا بحبور لم جراح ولمتها بالمجابل :وي فديت هالويه يعلني ما خلى منه..
ام جراح :تو الناس يا بنت الدخيلي ..وينج ما تولهتي علينا اللي توج يايتنا؟؟
مريم :شسوي خالتي الكلية ماخذه كل وقتي ..وانا الحين باجازة ومن جذي يتج..
ام جراح :ما يا اخوج؟
مريم :ل بيرجع بس راح يشتري شي..
ام جراح :حياج الله يمة قعدي البيت بيتج..
مريم :تسلمين..
راحت مريم تقعد وجراح بعده واقف عند الغرفة وهو عاقد ذراعينه عند صدره وهو ينتظر من مريم انها
تناظره لكنها الحمارة مطنشة ..وام جراح انتبهت له..
سكر الباب بقوة ومريم تضحك للمرة الثانية وتكتمها بسرعة عن لتنتبه ام جراح لها..
تهز راسها الم المسكينة وابتسامة عجز .. :توه متنازع ويا عزيز عشان الحمام ..والحين بيروح ينام ..يوم عن
يوم يضيع فكري بهالولد..
مريم وهي تناظر دفتها :يمكن شي يعوره ل سمح الله
ام جراح تناظرها من تحت بمكر :اي ..شي يعوره ..الله يعلم شنو هالشي ..وانتي؟؟شي يعورج؟
مريم بعيونها المتسائلة :ل ليش؟
ام جراح ل بس ..اشوفج ملزقة عيونج بعيونج ..قلت يمكن فيج شي..
مريم بحيا :هههههههههههه ..ل ول شي ..بس ..جذي..
ام جراح وهي تروح تفج الباب ..وبالفعل كان مساعد وهو مبتسم في ويه ام جراح اللي بدت تحفر في قلبها
مكانه كبيرة لهالريال الطيب..
التفتت له جراح بعصبية شوي ويشققه ..لكن المسكين ما يستاهل ..يستحق اللي قاله له ..لكن مريم علمها
اليوم مستخفة علي ..تعال ..ل يكون بس شافتني هذاك اليوم ويا غزلن بالجامعة ..ل يااخي السالفة صار لها
سنة وانت للحين تخاف منها ..ايو الله اخاف ..هالبنت غزلن وايد جريئة وانا مافيني اتورط في مشاكل انا
بغنى عنها ..يعني لو مريم تجكني وياها راحت علي ..حتى لو بريء ينحكم علي بالعدام ورشقا بالنظرات..
بس اهي شفيها اليوم يعني جذي ..صج انها حماااااااارة ويبيلها ضرب..
لكن اهو ليش يخاف منها؟؟ اهي عندها شي خلها توضحه ل تقعد تقط نظرات تسم ..وبعزم تلبس من غير اي
سبووح وزيد من التعدل حبتين عشان يبهرها ويخليها سايحة من قلب..
وتخيلو الموسيقى الحماسية وجراح اللي يطلع من الغرفة وهو متوقع حلج مريم يصطك بالرض من شوفته
هالمرة ..لكن..
خابت المال كلها ..مريم ما كانت موجودة ..بس مساعد قاعد في الصالة ويا امه ..ومن شافه راح له بخيبة
امل واضحة على محياه..
اهني رجت دقات قلب مساعد؟؟ ما يدرون عنها؟؟ انا ما ادري عنها ول اهلها ..يا قلبي ..وينها فاتن؟؟؟
جراح اللي كان متظايق ما استحمل فكره انه يقعد اكثر :..يالله انا بخليكم مستعيل..
ام جراح :بامان الله..
طلع جراح من البيت ...ويوم وصل عند سيارته شاف مريم طالعة من عند سيارة اخوها وهي حاملة كيس
بيدها ..يالله فرصة وياته من الله ..وراح عندها وهو معصب وشوي يكفخها ..مريم من شافته وقفت شوي لكن
سرعت بخطوتها عشان تدخل العمارة قبل ل يوقفها..
جراح وهو يلتفت عنه بابتسامة رضا :يعني السالفة سالفة شوق ..خلص عيل ..يالله روحي لخوج ل تتاخرين
عليه..
مريم وهي منقهرة :هي انت..
وانقلبت الية ..مريم اللي توقف في ويه جراح :..هههههه شنو؟؟
مريم تقلد على ضحكته ::هههه شنو ..احترم نفسك ..وينك في طول هاليام؟؟ من الجامعة للحين وانا
ملقيتك؟؟ وينك في؟؟
جراح :ويني في؟؟ انتي وينج في؟؟ ليش ما ييتي بيتنا عشان تعرفين انا ويني فيه؟؟
مريم :كاني اليوم هني عندكم عشان اعرف
جراح :تووووه الناس بابا ..يعين لو انا مسوي حادث وفي المستشفى ما بتيين تسالين عني ال يوم الرخصة..
او يوم الوفاة..
مريم بفزع :يعل يومي قبل يومك ل تفاول..
مات جراح من كلمتها لكن : ...عاد انج الحين تحبيني ..يالله ذلفي ..ل بارك الله ف الحريم ..لكن خليني
اخذج ..بخليج تندمين ..ويا هالويه..
مريم وهي تناظره بحيرة ..يالله ..شلون قلب الية ..الحين انا الزعلنة وبعدين خلني انا اللي اوقف له واقول
له ..احبه الحمار ..والله بيذبحني هذا فيوم..
وجراح يناظرها وهو يركب السيارة ..يبتسم في ويهها ويبتعد ..الهدوء كان من ملمحه لكن الحفلة اللي كانت
تترقص من داخله كانت غيرطبيعية ..والله انه يحب هالبنت حبب لو طاف جبال كسرها بالنص ..انا شلون
حبيتج يا مريم والله شلون ما حبيتج من زماااان ..وال انا حبيتج من زمان بس ما عرفت هالشي ال الحين...
يعل عيني ما تبجيج يا عزا العيون الحزينة..
راحت مريم للشقة وهي تحس بان الدمع بيطفر من عينها ..ليتها راحت ويا جراح وما اضطرت انها تقعد في
بيتهم بدونه ..واول ما دخلت شافت اخوها قاعد والتلفون عند اذنه ..ونظرات الخوف محاصره عيون الم
الحزينة..
رفعت مريم عيونها لخوها اللي كان الحزن عامر ويهه ..وهو ينتظر احد يرفع السماعة..
وتلفون مساعد يرن ..وبلهفة رفعه يوم شاف اسم فاتن المتصلة :..الووو..
فاتن وهي تحاول تعدل من صوتها التعبان ..:الوو ..هل مساعد...
مساعد وفي قلبه عتب لو يصبه على فاتن تغرق :هل فيج فاتن ..شلونج ..شخبارج؟؟ ان شاء الله احسن..
فاتن اللي كانت ابعد من الصحة تظاهرت بالعافية :احمد لله ابخيرر ..اسال عنكم انتو شخباركم
مساعد في قلبه ..اي مبين تسالين :..الحمد لله ابخير ..هاج امج تبيج..
وصل مساعد التلفون لم جراح لنه ما استحمل يكلم فاتن جدام الكل..في قلبه هواش وصراخ لكنه سكت
واستسلم للهدوء..
سمع مساعد كلمة احسن ..تعدلت صحتها ول حاولت انها تخبر احد ..او انها تخلي احد يطمنهم..
سكرت ام جراح عن فاتن وهي نسبيا مرتاحة ..لكن غريزة الم الي بمثابة الحاسة السادسة نبهتها ان صحة
بنتها متزعزة ..وفاتن بطبيعتها ما تحب تخوف احد عليها ول تزيغ احد ..يمكن اهي تجذب عليها ..
وراح مساعد ويا اخته للسيارة ..وهو من شدة الغضب ضغط على حبة المصعد بقهر ..ومريم لحظت هالشي
فيه وما قدرت تتكلم ل تنكفخ ..لن مساعد ل عصب يظهر عرج في نص جبينه يخرع ..
وفي السيارة..
كمل مساعد الرحلة وهو معصب عالخر ..هالجمعة يصير خير ..بروح هناك ..ومعليه يا فاتن ..بشوف انا اخر
قله اهتمامج هذي واستهتارج لمتى؟؟ انا هني معذب روحي عشانج وانتي ..ناس ما تقدر ول تحس..
وشبت نار الفوضى بقلب مساعد على فاتن ..اهي ما كانت مستهترة ..لكن حالتها الصحية ما كانت تسعفها..
والله العالم انها حاولت وحاولت لكنها ما قدرت ..لكن ..بهالشي ..هل راح يحاول مساعد انه يوري فاتن ولو
لدرجة ضئيلة من الي ورته ..هل راح يحاول انه ينتقم منها .ولو بشكل بسيط؟؟؟
جراح اللي كان في السيارة وهو منتشي من الموقف اللي مر فيه ويا مريم كان يدندن على الحان الغنية
المشغلة ..ويوم وقف عند الورشة شاف سيارة فخمة واقفة ..باستغراب طلع من السيارة وهو متوجه
لداخل ..شاف ريال وبنت واقفين في المكتب وكانهم ينتظرون ..دق قلبه بخوف من البنت ..لن شكلها وان
كانت ماعطته ظهره ال انها مو غريبة عليه..
يا ترى...
من كانت البنت..
طبعا ..غزلاان...
زيارة غريبة واللي ياي من وراها اغرب...
شالته :الوو؟؟
مساعد :يعني انتي ما تحسين؟؟ انتي ما عندج ذرة من الحساس ..اول شي بديتي تتجاوبين وياي ..وببعدين
تطورنا بالسلوب ..لين تسوين اللي تسوينه وتخليني مثل المتحقرص مكاني ماادري عنج ل خبر ول علم؟؟
يعني شنو تتوقعين مني ل اتصلي ..اجابلج بالحضان وانسى العنى اللي تعنيه لج طول هالفترة وانا اضرب
افكاري يمين ويسار ..فاتن ..انا ما اطلب منج انج تطيحين لي بس ما توقعت منج انج ما تفتكرين حتى براحتي
..اللي اهي بمعرفة كل امورج الصغيرة والكبيرة..
سكتت فاتن ..شتقدر تعقب من بعد هالسيل الهائج من العتاب والملمة ..شتقدر تقول له او شلون تهديه...
وبعد فترة سكت فيها مساعد وهو يحس بالصيحة تتدافع فيه ..اكررها ياناس ..اكره هالمشاعر اللي تخليني
احس فيها ..اكره تاثيرها علي مثل الياهل ..اكرهها..
فاتن :هديت؟؟
مساعد ..:شنو؟؟
فاتن :اقول لك هديت ..عشان اتكلم ؟؟
مساعد :ايه ...هديت..
فاتن وهي تبتسم ...:ولهت عليك؟؟؟
مساعد وهو يحس ان الوقت كلش مااااا يساعد مثل هالكلم :ارجوج فاتن
تبتسم فاتن :جاوبني بكل صراحة .ولهت عليك يعني عشان هالعصبية كلها والفوران بدمك ..لني ما اتصلت
فيك بيومين...
مساعد :هاه ..يومين ..وكانها ساعتين عندج 48 ..ساعة تراها ..مو هينة ول قليلة..
فاتن وهي مومصدقة هالعصبية بهالريال ..يا ناس رحموني منه .. :انزين ..اقول لك شي ..يمكن يخليني اساوم
وياك هالعنى الي تعنيته..
مساعد وهو يسخر :قولي اللي تقولينه ما ظن انه يسعف بشي..
فاتن :اوكيه ..طول هالثمانية واربعين ساعة ..انا ما اتصلت فيك وانا كنت بحالة مرضية ما سمحت لي اني
حتى اااكل ..لكن ...انا طول هالثمانية واربعين ساعة ..ما مرت ساعة علي ال وذكرتك ..واتمنى وجودك
وياي ..على رغم ان هيام وميشيل ما قصرو وياي ..ال اني تمنيتك انت على الكل ..وبسبب امنيتي هذي لقيتك
وياي ..اذا مو بالجسد بالروح ...وهذا كان السبب الي خلني اشفى بسرعة..
غابت صوت مساعد ونفسه انقطع من كلمها ..اهي وحدة من الثنتين ..ياهي محتالة ..او اللي قالته صج ..اهو
صج تحسنت علقتهم ببعض لكن مو لدرجة انها تفصح له عن شوقها له ومدى حاجتها العنيفة اللي فيها ..اللي
قالته مو ناقصة ال كلمة وحدة وخلص ترتسم الموجات في هذاك الجدول الهادئ..
وبالفعل ..فاتن مضت هاليام وهي تحاتيه ..تدري انه يزعل او يتظايق اذا ما سمع منها يومييا ..شي خاص فيه
ما تقدر تفسره ف يبالها ..يمكن حسه بالمسئولية تجاهه وفكره انه مسئول عن اللي يصيبها ..لكن عصبيته
انها ما خبرته بمرضها ول اتصلت فيه خلااه مثل المينون ..هذي ثالث مرة تشوف مساعد يهد فيها ..اول مرة
يوم صراعهم في البيت ..ثاني مرة باليوم التاريخي في اليخت ..وثالث مرة احين ..بس هذي تعتبر اخف هزة
على نفسها..
فاتن وهي تبتسم :عالعموم انا بخير وصحة وعافية ..ولتحاتيني .وتقدر تأدي امانتك براحة..
مساعد حس ان كلمها مبطن :ليش؟ظ شقصدج بهالكلم؟؟
فاتن :ما قصدي شي ..مضطرة اخليك ..الذان قرب ولزم استعد للصلة ..يالله توصي شي؟
مساعد في باله تفاجأ من اسلوب فاتن اللي صار قديم عليه ..ردت بحركات البرود يعني ..:سلمتج..
فاتن :ياله مع السلمة..
مساعد :الله يسلمج...
سكرت فاتن عن مساعد وهي متظايقة بالحيل ..اوهام ..مجرد اوهام بنيتها في بالي عن هالريال ..كنت
متوقعة اذا تطورت وياه راح اهو يتطور بنفس الشي ..لكن كنت غلطانة ..اهو مثل ما اهو مستحيل انا ايي
واغيره ..تملكي ومسيطر ومعتد بنفسه وشلون الناس تفكر عنه اهو اهم ما يمكن يجول في باله او راسه ..انا
مستحيل اقدر اغيره لن اللي يربى على هالشي ما يغيره..
مساعد نفس الشي عادت له افكاره القديمة عن فاتن من بعد اسلوبها الجاف ويــاه ..الظاهر انها ما قدرت
تستحمل كونها مسالمة ومسايرة لي طول هالوقت عشان ترد لعادتها القديمة ..انا غلطان يوم فكرت انها
يمكن تكبر او تعقل ..الياهل ياهل لو طعموووه مثل الكبار..
وبهذي المكالمة ظل مزاج مساعد ردئ ..وفاتن اردئ ..لكنها غطت هالشي بالنوم العميق اللي ما قدرت
تستحلي فيه ..فكلمات مساعد واسلوبه التملكي اللي اهي تمقته رد لها مرة ثانية ..بس يوم الجمعة اهو راح
يكون موجود ..الله العالم شلون بتتصرف وياه مرة ثانية ..الظاهر ان ماكو اي تغيير لنه مثل ما اهو رافض له
اهي بعد بترفض ..اهو مو احسن منها بشي عشان تعامله غير..
-------------------------------
فوضى البيت اليديد والثاث وتركيبه كانت اشبه بالحرب في بيت بو جراح ..دخلو كلهم وعاونوا العمال على
هالشي ولكن لمن خالد وعزيز ومناير يشتركون في شي ..يعني مع السلمة يا اعصاب جراح ..تم يصارخ
ويسب ويهاوش فيهم ولكن ظلوا على لعبتهم هالثلثة وظلو بدل ل يسرعون الشغل بعددهم يأخرونه بتفاهة
التصرفات ..اول غرفة تركبت كانت غرفة خالد ومن بعدها تعطل الشغل ..لنه من بعد ما تركبت غرفته ظل
ياخر شغل الباجييين ولكونه مرتاح ان شغله تم ظل يماطل في اشغال الثانيين وجراح كان صعب عليه انه
يتحمل ..اول ..لن مثل هالجو اللي يتطلب منهم الدقة ما يساعد وجود يهال ..ثانيا ..الموقف الخيري اللي
صاده ويا غزلن خله معكر المزاج لحتى هذي اللحظة ..فتطورات غريبة عجيبة صارت بينهم وهوو ما كان
راضي بها...
من بعد ما شافها ظل ساكت وهو يسمع لبوزياد وهو يكلمه عن الطلبية اللي يبونها من الورشة ..عدد معين
من المكاتب وعدد معين من الكراسي وستاير وغيره وغيره ..وكانه داش محل مفروشات ما يدري ان جراح
لو بيسوي جذي فهو لزم يستعين بمحلت ثانية ..بس دامه مستعد الريال لي مبلغ ما عارض جراح متجاهل
فكرة ان يمكن التعب يكسر ظهره وهو يعدل ويرتب المور ..وعيون غزلن اللي ظلت تطارده طول المحادثة
خلته ما يرتاح منها ..ولسبب ما ..كرهها ..وكره جرأتها الزايدة وابتساماتها المبالغ فيها ..وحس ان في قلبها
مطلب له وانها نوع للي قاطة روحها ..وقبل ل تطلع توعدت له انها بتزورهم في البيت ..مبيخها من بنت ..بس
ياخوفه لو مريم وغزلن يتلقون – مثل ذيج المرة -ما راح يتحمل جراح ..اهو وايد غرقان بعلقته ويا مريم..
لول مرة يكون بهالحالة من الغرقان العاطفي >> مصطلحات..
جراح وهو يصارخ :مو جذي مو جذي يا خالد شوي شوي الثاث كله خشب شوي ويتكسر
خالد :ما عليك جراح انا اعرف شتقصد بس خلني اسحبه لك من داخل
جراح وهو يصارخ :اقول لك مااا يدخل الكرسي علللق بالباب....
وظلو يحاولون ويا الكرسي لمن دخلوه شوي شوي ..واخيرا دخل ..حطوه بالصالة الثانية ..يديدة .صار بيتهم
افي الطابق التحتي يتألف من صالتين متداخلين ببعض ..التلفزيون في وحدة والثانية فيها طاولة الطعام
الصغيرة ..وكان الثاث تتراوح الوانه بين البنفسجي البارد والبني والبيج ..خلى طابع البيت يسوود بالهدوء
والراحة..
مناير اللي كانت تختار في الوان الفرش اللي يابه لهم جراح باختياره ..كل فرش بلون الغرفة بس المشكلة
ان مناير مو عاجبها فرشها وتحاول تلقي ثاني بس يناسب غرفتها ..وبهالوقت ..ياتهم زيارة من صاحبة المقام
الرفيع ..وبنفس الوقت كان خالد ينزل اغراض سرير عزيز من الشاحنه ..ويوم شاف سما وهي تتقرب منهم
ابتسم لها ابتسامة تسيح القلب وهي نزلت عيونها الرض بخجل وطاح العمود اللي كان حامله خالد على قدم
عزيز
سماء وهي تطلع لسانها لعزيز ..وبهالشي حمل عزيز قاعدة السرير بروحه ودخل البيت ..وخالد ظل واقف
وهو يتمنظر في سماء بحب ورقة..
سماء وهي تضحك عليه خجل :وييي شوي شوي ..طاحت عينك..
خالد :اأأأأأأأأاه خلها تطيح ..والله على حلها..
سماء :ايه ايه ..اضبط روحك شوي..
خالد :اضبط روحي؟؟ والله انا ضابط روحي من زمان ..بس من يوم شفت هالشقرا ام عيون خضرا ضعت..
تضحك سماء :ههههههههههههههه..
خالد يكمل :لو سمحتي انتي من اي كوكب ..كوكب العسل ول القيمر؟؟
سماء :وييييع ما اشتهي الثنين..
خالد :افا ...بس تدرين ..انا اتقبل روح المنافسة اللي فيج ...لنج احلى من الثنين
سماء :بس عاد مصختها وايد عطيتك ويه..
خالد :ويه ..ل تكفين كوووع ..
سماء وهي تصر على اسنانها بتعبير فكاهي :والله يبيلك كف مو كوووع..
خالد :هاهاها ...الظاهر اني وايد عطيتح ويه ..هاااج يودي..
ويرمي عليها المخدات ..وحدة ورى الثانية وهي تضحك وتركض في مكانها تحاول انها تتحاشى ضرباته ..وظلو
الثنيين على هاللعبة ..لمن طلع لهم جراح واعصابها طافره بويهها..
وبصوت هادئ اجفل سماء اللي كانت ناقعة من الضحك :لو سمحتووا ..اذا خلصتوا لعب العيال هذا تعالو
داخل وسوو شي مفيد يعني..
والتف جراح عشان يدخل البيت ال وسماء تحذفه بالمخدة الصغيرونه وتصيد راسه ..شقهت بالضحكة وجراح
التفتت بعصبية وكان الشرار ينبع من عيونه..
توه جراح بيتكلم ال وخالد يرميه بالمخدة الثانية ..وانقلبت السالفة الى معركة المخاااد والصراخ تعالى في
هذاك الشارع وسماء تتنقز مثل النحلة لن ابتدى المثل ..انا على ولد عمي وانا وولد عمي على الغريب ..خالد
وجراح ما رحموها ..وظلوا على هالحالة ..لفترة من الوقت..
وبالمغرب انتهى فرش البيت ال من اغراض المطبخ اللي لزم يرتبونها ولكنهم بسبب التعب الكبير اللي مروو
فيه اجلو ليوم ثاني ..وظلوا كلهم في الصالة وكل واحد منسدح مكانه من التعب ..ال مناير اللي ظلت للحين
تشوف في الفرش وتدقق لمن لعت جبد خالد منها..
خالد :منوور هاتي الفرش البرتقالي انا ابيه
مناير :لااااااااااا خلووه ابي افكر واقرر ..لزم غرفتي تصير بيرفكت..
خالد وهو يقوم لها :ولي زين بيرفكت قالت لي ..يالله هاتيه
مناير وهي تحمل الفرش وتوقف :لااا حرام عليك خالد بليز ل تحرمني من هالمتعة
خالد :اي متعة وانتي ماسكة هالفرش من الصبح هاتيه بسرعة..
سماء وهي ترفع فرش ثاني :هذا يناسب الدار بعد..
عزيز ينغز :ليش تختارين انتي ل يكون دارج؟؟
استحت سماء وسكتت مكانها وهي تخزر في عزيز اللي كان يضحك بهبل ويد جراح تصفع راسه من ورى
بخفة ..لمن بلع ضحكته..
ام جراح :يمة اتصلو في اختكم والله اني ولهت عليها شوفوها شلونها شخبارها؟
سماء :اي اي عفية جراح اتصل في فاتن؟
جراح :اي اي عفية جراح ..على حسابج ان شاء الله غالي التصال بامريكا..
خالد اللي نسى تواجد سماء شوي وردت فيه رووح الحب لفاتن :والله انك بخيل انا اتصل في شيخة البنات
ول علي..
ابتسمت سماء له بفرح ..واتصل فيها خالد ..يمكن هذي ثاني مرة يمكن يسمع صوتها خالد من بعد ما راحت
فاتن ..واول اللحظات كان متوتر ويعرف ان توتره كان ظاهر على ويهه وجدام الكل ..وجراح الي كان دايما
يراقب الوضع بالنسبة لخالد في تواجد ما نسى هالعادة اللي فيه ..لكن هالمرة بتكثيف نظراته على سماء
بنفس الوقت..
واول ما رفعته فاتن بصوت عالي ومسرور لنه رقم خالد :خلووودووو والكرييييه
خالد اللي رج قلبه :فتووون الهيييييييييييييلق..
فاتن :هههههههههههههههه ولهت عليك يالكرييييه تو الناس تتصل فيني..
خالد وهو فرحان من قلب :وانتي اكثر يالكريهه والله لج وحشة فتيييينة..
فاتن بزهو وهي تكح شوي :ادري ادري ل تقول لي ادري بكل شي ..شخبارك وشخبار البيت
خالد :يمكن البيت احسن مني اليوووم ولكن الكل يسلم عليج..
فاتن :كلهم وياك..
خالد :اي كلهم...
فاتن :وااااااااااااي ليتني وياكم اكيد القعدة حلوة
خالد :ل والله ..ما تحلى القعدة ال وياج يا شيختهم..
بابتسامة هادئة جابت سماء كلمه خالد ..لكن في قلبها كانت النغصة قوية شوي ..وهذا الشي لحظه جراح
بنظراته..
مد التلفون خالد لم جراح وراح قعد يم ولد خالته وبكل بساطة تجاهل سماء ووجودها في المكان..
ام جراح ظلت تسولف ويا بنتها عن البيت اليديد وخالد اللي كان شبه المتعلق بالتلفون لنه كل شوي يخبر
خالته بشي عشان تنقله لفاتن اللي كانت تظحك وترد عليه وسماء اللي جديدة في ساحة الغيرة تواجه
الموقف ببروود ولكن علمات الفيض واضحة على ويهها ..واللي حس بهالشي مو بس جراح ..حتى مناير ..
يوم سمعت فاتن اسم سماء على طول يا على بالها جراح ..وكان صعب عليها تتكلم ويا البنت من بعد هالشي
لكن ..بما ان سماء موجودة وانذكر اسمها لزم تحاجيها ..مو حلو بحقها فمهما كانت اهي مو غلطتها اللي
صار..
سكرت سماء عن فاتن وهي ترمي التلفون على خالد ..وهو مو مصدق اللي صار
وطلعت سماء من البيت وهي تحس انها بتنفجر من الصياح ..يالله عليك يا خالد .جذي تسوي لي ..مو فاتن
اللي متصلة ملكة جمال العالم ..وبدت دوامة الشكوك تصارع مخ هالبنت الصغيرونه اللي ما تفهم شي في
الحب ..وخالد اللي كان بحالة العن من سماء ظل متحقرص مكانه لكن غياب ام جراح اللي كان ورى طلعه
سماء مباشرة خلته ينقز من مكانه ويلحقها .لو ان شاء الله واقفة عند بيتهم..
لكن عبثا فيه لنه غاب عن البيت تماما ..مناير تطالع جراح اللي كان يهز راسه ..خالد يحب سماء اوكيه مافيها
شي ..لكن ماله داعي للتهور..
دخلت سماء البيت وسكرت الباب في ويه خالد بقوة لدرجه انه انصم من صوته ..ضم راسه بين يدينه وهو
حاس انه جرح سماء من غير ما يقصد ..يعني اهو ما قال لها شي غلط ..والظاهر انها زودت السالفة حبتين..
اخخ من اليهال اااااااخ ..ورد الباب انفتح مرة ثانية وسماء الهايجة تطلع من جديد
سماء :وتعرف شي ..من يوم ورايح ..ما ابي اشوفك ..ول ابي حتى اسمع حسك ..انت واحد غبييييييييييييي ما
تستاهل..
وردت سكرت الباب بقوة اكبر من جذي ..وثاااارت في خالد العصبية لدرجه انه قرر يدش البيت ويلحقها
ويكفخها جم طراق عشان يبرد حرته فيها ..لكن ..وين ..ما يقدر يدخل البيت لن الباب فيه نوع من القفل
الكهربي اللي من يتسكر من داخل اللي برع ما يقدر يفتحه ..وظل واقف عند الباب بعجز والنار تسعر فيه..
حس انه ما يقدر يقعد اكثر ..شال روحه وشغل السيارة وطلع....
اما سماء اللي دشت البيت وهي منفجرة بالصياح والبجي ..راحت على طول لدارها تاركة ابوها وام مشعل
وسط الصالة منصدمين من شكلها ..على القل ابوها ..ام مشعل ما كانت حاسه لها ول معذبه نفسها حتى
عشان تحس..
هز راسه بو مشعل من هالحرمة القاسية وشال بعمره ورى بنته يشوف شنو فيها ..وصل عند دارها وما سمع
ال صوت صياحها المكبوووت بقهر صغر سنها وكونها عاجزة عن شي ال البجي بصوت عالي..
بو مشعل يحاول يفج الباب وما يقدر :يبا سمي فجي الباب حبيبتي
سماء وصت شهقاتها ..:مابي ....ماااابي ..مابي مابي...
ابو مشعل يعز عليه يسمع بنته بهالصوت :حبيبتي ..ردي علي والله يعز على ابوج يشوفج جذي
سماء :ما فيني شي ..روح عني ..بس خلص خلوني بحالي ..ما ابي شي..
سكت بو مشعل عن بنته ..فهو ان عرف شي عنها فهو كرهها للضغط ..تحب تمشي المور اللي تخصها
براحتها فهي شاطرة فيها ..وال شلون بنت تربي نفسها بنفسها بهالدنيا ...الظاهر انه كان غلطان يوم انه
حطها بعهدة حرمة قاسية قلب مثل سلوى ..الله يعين قلبج يا بنتي على وحدتج بهالدنيا...
يمكن الغيرة القاتلة الي شبت بهالبنت الصغيرة كانت سبب في بكائها ..لكن الحسرة والحرقة اللي في قلبها
كانت سبب صياحها وتشنج جسمها في البجي ..عمرها ما حست بالحرمان مثل هاللحظة ..الحرمان من
خالد ..اهي صج قالت له ما ابي اشوفك ول اسمع حسك ..لكن هذي المنية ابعد من انها تحقق في حياتها..
لنها بتحقق هالمنية راح تموت سماء ..درجة تعلقها في هالصبي زادت عن الحد المعقول ..وهو بالمثل ..يا
ترى بيقدرون يحلون مشاكلهم..؟؟ ول هم توهم صغار على الحب ومثل هالمواجهات بتحسسهم بمدى صعوبه
قدرتهم على مواجهة الصراعات..؟؟
----------
مساعد اللي رد البيت وايد متاخر على غير العوايد ما طاح شي في بطنه ول كلم احد ول عطى احد ويه ..من
السيارة الى البيت ومن داخل البيت الى غرفته بصمت وسكون تام ..ما يبي يعطي وياخذ بالحجي ول يبي احد
يكلمه ..وخصوصا مريم ..لنها بتفتح وياه تحقيق عن فاتن ..او عديمة الحساس فاتن ..والله يحس بالتحسف
راكبه لراسه ..شلون قدر يصدق انها بتتعدل وياه ..وكاهي تفتعل له موقف سخيف وكبير بحقه وهو اللي ما
بغى منها شي غير الحساس فيه ..لكن هالشي الظاهر انه من المستحيلت..
تسبح على السريع ووطى راسه المخدة امل في النوم ..وتوه بيغط عيونه ال دقات الباب تنبهه ...اكيد مريم..
سكتت مريم ..الظاهر انه من صج معصب ..شفيه؟؟ الشركة يعني؟؟ اهو قلما اييب هموم الشغل وياه
البيت ..ووسعت عيونها بتفهم ..اي ..السالفة مافيها ال حرف واحد ..الفاااء يا عيني ..اكيد مسويتله شي ..اهو
من جم يوم مو على طبايعه..والسبب اهو مرض فاتن ..بس ليش اهو جذي يعني لزم يسهل على روحه
السالفة والله ما يسوى...
طلعت مريم من الغرفة وهي تترك ابتسامة على شفايف اخوها ..يعني لو كان الواحد يحس نفسه طايح من
اعلى نقطة تظل مريم سبب عشان تخليه يتناسى هالخوف ويضحك..الحمد لله انه قدر يفرحها بهالشي..
دقايق ثانية مرت ال والتلفون يرن ..ويرن ..ويرن ...لمن سكت بروحه وجفل مساعد من نومه على اخر
الصيحات ..ويوم خذ التلفون وشاف اللي متصل ..لقاها سيدته الصغيرة ..وفرح من قلب لنها متصله فيه ..
مع ان توه الناس على اخر مكالمة وزين منها فكرت ..بس الحمد لله اهي فكرت ..وعلى طول اتصل فيها ..
فاتن اللي كانت في الصالة قاعدة والغيض ماكلها ..من الصبح للحين واهي بروحها ..حاولت تنام لكن ما
قدرت ..هالوحش في بالها من مكالمتهم الصبح ..وجم مرة لجمت رغبتها بالتصال فيه لكن ما يستاهل ..ويوم
الحين تتصل فيه مايرد عليها ..خله ..ياكل دواه ول بتصل فيه وان اتصل ...ما برد ..ايه علبالكم ما اقدر..
لتنسون انا فاتن اللي راسها يابس ..ما برد عليه بشوووف..
والتلفون يرن ...ومن المتصل ..طبعا بو الشباب مساعد ..ولكن فاتن بطبيعتها العنودة ما ردت على التلفون..
وخلته جدامها يرن وهي مو مهتمة .انا تعبانة صحيا ..مو رادة عليه ..ما اقدر اتحرك عذري معاي ..احس بوهن
في عظامي ..وتمت تعذر لنفسها اسباب عشان ما ترد لمن سكت التلفون ..ومن سكت التلفون انبها
ضميرها ..ومن القهر مالت ملمحها للبجي بسبب العجز ..ولكن رن التلفون مرة ثانية ..وردت الحيرة فيها..
ارد عليه ول ماارد ..انزين صرنا متعادلين يعني يوم ما رد علي ما رديت عليه الحين شنو عذري ..خلني ارد
ويصير خير..
وعلى طول ما هي تفكر سكر مساعد الخط اللي كانت توها بترد عليه ..والشي دفع الصراااخ فيها بسبب
القهر ..وما عطلت نفسها وردت تتصل فيه..
مساعد اللي كان واصل حده من القهر على فاتن ..يعني شنو وحدة بوحدة ..ما ارد عليها ما ترد علي ..والله
اني ل صدتج يا فاتن لخليج تندمين ..وكاهي الهبة من رب العالمين توصله وتتصل فاتن وما عطل مساعد رفع
السماعة من نص الرنة الولى..
مساعد :شنو يعني؟؟ وحدة بوحدة ..ما ارد عليج ما تردين علي؟؟؟ انتي ما بتقولين لي متى بتبطلين
هالحركات
فاتن اللي ياها كلم مساعد مثل العصار زلزل كيانها ..:بسم الله علي شوي شوي ..انا مو قصدي ..بس كنت
مساعد بصراخ :شنو؟؟ بس كنتي شنوو؟؟ تحجي ..او تعذري لنفسج فاتن؟؟ شنو يعني تحاولين تثبتين ان
السلطة لج انتي؟؟ ها؟؟ كلميني حاجيني قولي اي شي بدل هالسكوووت
فاتن اللي بدى صوتها يعلى :انت تعطي الواحد فرصة مساعد ..الظاهر انك متعود على ان الكلمة الولى
والخيرة تكون لك
مساعد الي تحرك بعصبية من على السرير ووقف :فاتن شوفي ..انا ولله صابر ..والله العظيم صابر ل تخليني
افلت من اعصابي
فاتن اللي خلص ما عادت تتحمل منه اكثر ..:واذا انت صابر يعني انا اللي موصابرة ..ليش دايما تحاول تخلي
ان السالفة عنك انت
مساعد بصوت هادئ ولكن بقهر :انا؟؟ انا يا فاتن؟؟ يعني من اللي يتصرف مثل اليهال طول هالفترة ومن
يعامل الثاني باستغفال ويخلي اشياء مهمة مثل سالفة مرض وتجاهل واستخفاف ..تراني مو ياهل فاتن؟؟.
فاتن :انت علمك ..اقول لك مريضة واله العظيم طايحة مثل الميتين تقعد تلومني ليش ما اتصلتي ..وبعدين
سالفة التصال هذا شي راجع لي انا مو راجع لك انت..
خلص ..انفجرررت العصاب بمساعد ..توصل فيها المواصيل لهالكلم :شنو يعني؟؟ انتي تتصدقين علي ..انا
اشحت عندج التصالت؟؟؟ وايد مصدقة روحج انتي ..او تدرين ..عندج واحد غشيم )بصراخ( سمح لج انج
تصدقين نفسج ويااااه..
فاتن بصوت هادئ وسط كلم مساعد :انا انا وانا ..هذا كل شي ..انت انسان مسيطر وومتملك وتظن انك
بتقدر تسيرني مثل ما اتبي ..افهم شي واحد .مستحيل ..مستحيل مساعد تمشيني مثل ما تبي ..وبعدين .زانا
بسكر تامرني بشي
مساعد بصراخ :تقدرين تروح الجحيييييم...
فاتن :باي..
ومن غير ما تنتظر منه شي عشان تنهي هالمكالمة سكرت فاتن الخط بويه مساعد اللي ظل مصعوق وهو
واقف مكانه ..لحظة ..اهي سكرت الخط في ويهه ول هو يتخيل هالشي؟؟ تجرأت وسكرت الخط في ويهه...
يا الله..
اعصاير ..براكين هايجة ..فيضانات ..تقدرون تقولون ال)تسونامي( بدت في مساعد ..هذي هالياهل ..فاتن ما
غيرها تسكر الخط في ويهه ...الموقف فيه دافع للقتل ..ومن يا ترى الضحية..
برمية وحدة انضرب التلفون في الجدار وتفتت الى قطع وتساقط مثل البرد على الرض ..صريع بل روح ول
حياة..
ظل مساعد واقف مكانه وهو معصووف بالغضب ..اهي نوت على عمرها يوم سكرت التلفون بويهه ..نوت
على عمرها من الزين ..وما عليه يا فاتن ...انا بسكت عنج ..ليوم الجمعة ..هاليوم اللي بتلقين فيه نفسج
ضايعة ..مالج اي احد يخبيج عني ..وانا وراااج والزمن طويل..
مريم اللي سمعت صراخ مساعد ويا اختها واخوها طلعو من دورهم وهم يناظرون بعض ..لول مرة يسمعون
صراخ مساعد ..وعرفوا صراخه هذا ويا من ..فاتن ما غيرها ..نورة تناظر مريم بعتب المسكينة اللي مالها
ذنب ..ليش؟؟ لنها ارفيجتها واهي تتحمل الذنب ..ونتيجة لهاشي راحت مريم مثل الم المسكينة تشوف ولدها
اللي معصب..
طقت الباب بهدوء ونورة واقفة يم لؤي بتوجس ينتظرون مساعد يرد...
ارتجفوا الثنين من صراااخ مساعد لكن مريم ما اعتبرت له ..اهي علقتها بمساعد اقوى من انها تهتز
بصراخه ..لكن اهي بتنفذ رغبته ..اهو اللي يبيه انه يظل بروحه هالفترة ..وخله بروحه ..واستدارت عشان
ترجع دارها وتوها بتدخل ال مساعد يطلع من الغرفة وهو لبس جاكيته الطويل ..من غير ما يلتفت لهم نزل
من الطابق التحتي وطلع من البيت ..بسرعة كبيرة لف السيارة وشخطها بعيد عن هالمكان..
---------------------------------
فاتن الثانية اللي الغيض تملكها لول مرة بحياتها لدرجة انها صارت غير قادرة على التحكم فيه ..راحت الغرفة
وهي تصفق الباب وراها وترمي روحها على السرير ..حطت ثمها على المخدة تكتم صرخة زلزلت كيانها
فيها ...حركتها هذي كانت قوية ..لكن اقل ما كان يستحقه مساعد ..لا ..كان لزم مو اسكره بعد ما اقول له
باي ..اسكره في ويهه وسط بربرته اللي ما تتوقف ...يسوي اللي يسويه ..تراه هو اللي بيندم مو انا ..وسالفة
تطور العلقات ..يشيلها من باله ..قامت من على السرير وهي تشووت المخدات من القهر..
----------------------------------
خالد اللي كان قاعد في السيارة عند الكاراج وهو يفكر بسماء ..طل على غرفتها شاف النور مطفي فيها..
اكيد نايمة ..ورد عيونه الى حظنه وهو يحس بالحزن ياكله ..يا الله شلون واجهتني اليوم ..حسيتها مجروحة من
خاطر علي ..والله انا ما كان قصدي ياناس ..بس ما قدرت اضبط نفسي ويا فاتن وهالشي ما طلع ال عفويا..
فاتن مهما كانت غالية وعزيزة علي ..بس سماء اهي اللي احبها ولزم تفهم هالشي ..مالت علي الي يقولون
انا حاولت او قمت بجهد عشان تفهم هالشي مني ..كل اللي سويته اني صبيت البانزين على النار وولعتها اكثر
واكثر ..مالت علي صج لي قالو الغبي غبي لوو لبس طووق الذكاء..
وجراح اللي كان في داره يرتب بعض الثياب ..بعد تفكير قررت العايلة انها تبات الليلة هني في بيتها اليديد
وباجر يطلعون اخر اغراضهم وخلص ..تنتهي رحلة النتقال عندهم اللي ما طالت عن الشهر ..قام جراح يجيك
على خالد بداره ..لنه من طلع للحين والساعة متاخرة ما رجع البيت ..نزل تحت وطلع لعند الكاراج شافه
فاضي ..السيارة مو هني يعني اهو مو هني ..وتوه بيدخل داخل عن البرد لمح مؤخرة السيارة ..وطلع وهو
حافي يتأكد من اللي شافه وبالفعل ..كان خالد موجود داخل السيارة وهو رافع ريله ومنزل راسه...
طق عليه جراح الجامة والثاني جفل ..اشر له انه يفتح الباب وبملل فتح خالد ..وراح جراح بسرعة لن الهوا
ابرد من انه يوقف فيه بتيشرت كات..
طلع خالد النبوب لنه يحس ان تنفسه صار صعب ..ضغط للهوا ..ورجع النبوب مكانه وظل ساكت..
طلع جراح من عند خالد اللي كان في بؤرة اليأس ..ياربي ..ياربي يا حبيبي شسوي وياها ..هذي البنت زعلها
مصيبة ..تقعد باليوم واليومين ..وانا ما اصبر عليها ..قبل كنت اتحمل لني ما كنت اعرف حقيقة مشاعري
تجاهها ..الحين شلون اصبر واهي اساس وجودي بهالدنيا ..يا ربي ..ارحمني من هالبنت تراني بييين منها..
بيييين..
-------------------------------------
الساعة 1الفجر بتوقيت الكويت ومساعد للحين عند البحر ..ركب البطاقة بالتلفون اللي بسيارته ..لكن ما
تعنى وفتحه ..خله مسكر عشان ل تتصل فيه فاتن ول يغري نفسه ويتصل ..الهدوء ما بعد العاصفة ..دايما
يكون مخلف بالدمار ..والخسارة الفادحة ..اليوم خسر مساعد ..خسر اهم شي اهو حاول يحافظ عليه ..هدوء
اعصابه ..يا الله بنت مثل هذي تثير العصاب ما شفت بحياتي ..طريقة كلمها وهدوئها وتصرفاتها ..ل وتسكر
التلفون بويهي ..هذي القصمة اللي تقسم ظهري بالنص ...لكن هين يا فاتن ..انا لج ..انا للللج يا فاتن
وبنشوووف من اللي بيطلع منها ..السالفة ما عادت حبيني واحبج ...السالفة صارت ..احترميني احسن لج...
وهين ..انا كلها السالفة جم يوم ويايج...
وطرت الفكرة في باله ..اهو قال لها انه بيي يوم الجمعة ..واهي لنها بتكون في قمة النتظار والتوتر راح
تنتظر هاليوم ..يالله ..بنشوف يوم الجمعة شلون بتواجه هالشي ..ان ما خليتج يا فاتن تندمين ..وبدل ما
تندمين تبجين ..ما كون مساعد ..انا وايد دلعتج وصبرت عليج ..خليج هالمرة ..درس من دروس القساوة اللي
اتحلى فيها ..وانا بشوف ..من بيرضخ لمن..
----------
تهديد ووعيد من مساعد لفاتن ..يا ترى ..هل هو صائب ..او في محله.؟؟ محد يدري .ولكن ..هل الطبيعة او
الظروف او القضاء والقدر بيكون طرف ثالث في هالمعركة الحامية بين ادم وحواء..
فاتن ساكنة ..وثورة العصاب فيها على اوجهها لكنها تعودت انها ل عصبت تسكت ..ومرة وحدة تنفجر ..من
يعلم ..يمكن مثل ما كلت مناير منها طراق ..ياكل مساعد الطراق الثاني ..عادي جدا ..ولو الخوف انه يرتد
عليها جان من زمان حطت الشي في بالها ..حياك الله مساعد ..بتيي هالجمعة ...حياك الله ..باسوأ يومين لك
باميركا ..بخلي الشهر اللي طافك وياي ييتجسد بطريقة اقوى ..في يومين ...وال ماكون انا فاتن...
وسط هالنار الحامية ..وهالمعركة القوية ..من غير ادراك الثنين ..كان التهديد والوعيد بمثابة الحطب اللي
تسقي الناااار ..نار العشق والغرام بين الثنين ..فاتن اللي صار مساعد شغلها الشاغل ..ومساعد اللي صارت
فاتن بمثابة التحدي اللي يخلي الدرينالين يثور بدمه..
يالله ..كونوو حاظرين ..لمعركة القرن ..او انتقام القرن بين هالثنين ...وظلو ويا نظرة حب عشان
تعرفووووووون..
مريم وهي تتفدع يم امها ..ومن ضحكتها القوية دفعت امها بعد للضحك وياها ..ما قلت لكم ان قلبها طيب..
بس الغيرة ذباااحة سألوني انا اشوف امي في البيت ..وبعد فترة من الهدوء..
سكتت ام مساعد وشاحت بويهها عن بنتها ...وبعد هدوء بسيط بين الثنتين
ام مساعد :ديري بالج على نفسج يمة ..وهالله هالله في الصلة ..وذكري ربج وحطي عينج على اخوووج ..ما
ابي يصيدكم شي ..انا هو راح هذيج المرة وقلبي احترق ..مو انتي الغالية الثانية...
مريم بفرح كبير ودموعها تدافعت بعينها :يعلني ما خلى منج يالغل ..انا غالية ..اذا انا غالية انتي شنوووو؟؟
نورة وهي تنزل :لاااااااااااااااااااااااااا ل اسمح بهذه الخيانة ..يمة انا العرووووس ومريم الغالية؟؟
شهالخيااانة ..هزلت والله ..
ام مساعد تضحك لها :وي انتي ام الغل بهالبيت يالعروووس..
مريم :ايه ايه امي تقول لج جذي بس لنج عرووس مو عشان اي شي ثاني
نورة وهي تلم امها :يمة شوفيها؟؟
ام مساعد :ل يمة ل تقولين جذي ..انتو كلكم قطعة من يوووفي وحشاي ..وكل واحد منكم له مقامه..
مريم:بس انا اكثر
نورة :ل انا اكثر...
لؤي اللي دخل عليهم :ل انتي ول اهي انا) ..يطير لحظن امه( احظنيني يا بت ..دانا ولهان عليكي كتيييير..
وخرو انتو الثنتين..
نورة ومريم :يمــــــــــــــــــــــــــــــــــة
---------------------------------------------
غزلن في غرفتها الكبيرة الفخمة وثيابهها المنثرة بطول الغرفة وعرضها ..قررت انها تزور بيت ام جراح اليوم
ولزم تبين في اووج اناقتها ..وبعد بهالزيارة اقنعت امها بصعوبة انها تيي وياها ..استحت الم نظرا للعلقة
السطحية او المعدومة ..تعذرت سماء بكل اللي تقدره لمها لكنها ما قدرت تقنعها ال بشي واحد وصار من
صالحها ..التعامل اليديد بين ابوها وجراح ..وروحات ابوها الدايمة له او حتى زيارات جراح للمكتب ..اهي ما
شافته من بعد هذاك اليوم لكن اكتفت صراحة لنها بينت له انها مهتمة فيه ..لكنها مو بس مهتمة فيه ..فكرة
الحصول عليه صارت تحدي بالنسبة لها واهي لزم تكون قد كلمتها ..مستحيل تخليه يضيع من يدها عشان بنت
بسيطة مثل مريم ..جراح محتاج لبنت راقية وستايل وبرستيج مثلي ..واهو الظاهر متاثر منها يعني ما يبيها
تضيع من جذي اوهم نفسه انه يحبها وانها شي بحياته..لكن اذا عرف باهتمامي فيه وبحاجتي له بيفرق بيني
وبينها ..وان شاء الله يشوف اني انسب له منها ..ياااي عليه ..يخبل هالولد ..مخبلني وعافس افكاري..
ودخلت عليها اختها ))غصون(( اللي كانت توها راجعة للكويت ويا زوجها الدبلوماسي ...ويوم شافت الفوضى
تعجبت...
والغبية غزلن على طول راحت بفكرها بجراح ..يا ترى شنو لونه المفضل ..اهي كل مرة تشوفه كانت تلقاه
بالدشداشة ..ويوم رد من اميركا كان لبس جاكيت رياضي احمر ..يمكن يحب اللون الحمر ..ما يندرى ..
طلعت غصون من الدار وغزلن تفكر في اختها ..من تزوجت صارت انسانة سطحية وهمها في مظهرها..
كانت غير قبل ل تتزوج ..روح الحماس وحبها للحرية والتفكك من القيود الجتماعية مخليتها غير عن البنات..
لكن من تزوجت حمود تغيرت ..طالعت روحها بالمنظرة وتخيلت روحها حرمة جراح ..راح تتغير 100درجة..
بتصير ابسط من جذي ..وبتصير احشم من جذي ..يمكن اهو من النوع اللي ما يحب ال البنات المتحجبات.
نظرا لذوقه المريع في اختيار بنات مثل مريم ..لكن انا اقدر اخليه يستخف علي اليوم ...بخليك يا جراح تصير
مثل الميت فيني ..ومن درجة ما تموت فيني بتكره الحياة بدوني ..ههههههههههههههههههههاي..
-------------------------
جراح اللي كان في الورشة مو حاسس بنفسه ابد ..مو الصبح وهو راقد على المكتب ..يعدل في رقدته بعد..
من زود التعب اللي يواجهه يوميا نسبة النوم عنده صارت قليلة ..وحتى بسيطة ..فلذا كان يعوض هالنوم في
النوم بالشغل ..اللي ينتج عنه تعطيل في الشغال..
من بعد ما عطى جراح لؤي العنوان سكر التلفون وويهه متهلل ..واخيييرا لقى له المساعد ..ومن بعد ..اعز
رفيج على قلبه ومن الهل ومصلحتهم مشتركة .الحين ما باقي ال اسنع له الشغل زين بس طبعا شغل مثل
هذا ماكو ضمانات ول شي من هالكلم لكن الجر زين ..ويمكن يعتبر هالشغل مؤقت لمن يلقى شغل احسن
منه ..ومن يدري يمكن يتوسع شغل الورشة ..وتصير في يوم شركة ..بس ل نطمع ونخلي الشياء تمر بهدوء..
مثل ما كانت..
-----------------------
االنتظار للساعة اربع كان مثمر ..ومريم طول هالوقت استغلته عشان اشياء مفيدة لها ..مثل تدريم اظافرها
وياا اختها نورة ..ومن بعدها صبغت شعرها بلون افتح من لون شعرها وصار جنان من بعد ما غسلته
وسشورته ..ولبست بهالمناسبة بدلة بتدرج اللون الخضر اللي اهي مغرمة فيه ..وتفننت عاد هي في الميكب
الي حاطته عشان تبين انها انسانة متألقة ومرة وحدة بتخبر ام جراح بسالفة سفرها ..هالشي بفرحهم لنهم
بيردون وياهم فاتن ..يا الله فتوون ما يندرى شلون تغيرت ول تعدل شكلها..يمكن نحفت ويمكن زادت البطة
ادريبها اذا كانت بروحها تسوي العمايل..
اللي كانو بيروحون بهالزيارة اهي مريم واختها نورة لن امهم بتروح تعزي ناس من جيرانهم..
راحت نورة ومريم تضحك عليها وتدعي في قلبها ان الله يحفظ اللي بين اختها وريلها ..ومن اختها وريلها اييها
اهي ويا جراحوو الحمار وخلص يرتاحوون ..ملت من الهبال وياه والستهبال ..الحين كل شي لزم يتعدل ..مو
بيتهم زهب ..خلص اهوو قال لي هالشي انه بيي يخطبني ..فديت عمره والله لو يبيني اروح وياه المحكمة
وبس خلص بواااااااااااااافق .فديت عمره والله..
جراح اللي شاف ان لؤي ما يفهم شي في الحسابات خله مسئولية الطلبات والعمال عليه وهو استلم
الحسابات والتوصيلت ..ومرة وحدة صارت الشغلةا سهل منها ما في ..ويمكن بعد يحتاجون واحد ثالث بس
خلهم يشوفون الحوال وهم اثنين بعدين يقررون..
وتم الشغل باسهل ما يكون وتوصلوا لشي ..ان شاحنه وحدة ما تكفيهم ويبيلهم اكثر ..عشان يقدرون يوصلون
الشي مرتين في نفس الوقت لمكانين مختلفين ..وهالفكرة كانت طبعا من رؤيا الشريك اليدد لؤي اللي كان
مستمتع من قلب ..شغلنه سهله وما يبيلها حك مخ وعوار راس ول مدير يصرخ ول شي ..الدوام من 8الى
اربع استراحة ساعتين من 12الى 2وشاحلى من هالشغلنة .والراتب بعد زين على قد الحال
جراح يذكر لؤي بالمدرسة كان يرقد طول الوقت وبحصه التدريب المهني يقوووم..وضحك عليه ..وبالسوالف
مني ومناك ابتدت سالفة ل خطرت على بال جراح ولاا مالت حتى..
سكت جراح وهو يحس بمرارة تطوف في حلجه ..ومن متى تدري اهي بهالسالفة؟ وما فكرت حتى تخبرني..
شلون بتسافر ..وشكثر بتم هناك ..تظايق جراح من غير اي سبب ..يمكن لنه كان متوقع انها تكون موجودة
ومعاه بنفس الديرة خصوصا والحين ردوا بيتهم والمسافة قصرت يعني حتى لو ما شافها يطمن قلبه ..ليش
بتسافر معاه ..لكن معليه انا وراج يا مريم ..تروحين وتسافرين وتيين على كيفج وانا هني مثل الطرطووور..
هّين..
لؤي :انزين وين اخذ هذا؟
جراح من غير نفس :خذه المكان اللي تبيه
استغرب لؤي :زين شفيك انت الحين؟
جراح وهو يقوم :مافيني شي ..انا بروح البيت بتم هني؟
لؤي :ل ما بتم الحين يرد مساعد والغدى بينحط..
جراح :يالله عيل خلنا نقفل..
راح لؤي لعند المكتب وجراح عند العمال وقال لهم انهم بيسكرون مبجر اليوم ..مع ان الشغل اللي كانو
مخططيين انه يزهب اليوم ما زهب لكن باجر يوم يديد وان شاء الله يصير كل شي لنه ان تم هني اكثر ما
راح يركز والتركيز اهم شي ..
طلع جراح ويا لؤي من بعد ما سلمه نسخة من المفاتيح ..وركب سيارته جراح وعلى طول تحرك الى بيتهم...
-------------------------
غزلن وهي فاضحة امها في البيت :ياا الللللللله يممممممممممة ل تعطلينا خلينا نروووح
ام زياد وهي تنزل من الدري والعباية بيد الخادمة تبخرها لها وبحزم :غزلن علمج يمة مقروصة جذي الناس
توها ما استراحت في بيتها لو تخلينها لبعد باجر يصير خير..
غزلن بانزعاج كبير :ل والله؟ ..شرايج ما نروح لهم مرة وحدة
ام زياد :يمة والله فشلة ماعرف الحرمة ول شي..
غزلن :يمة هذي فرصتج انج تعرفينها
غصون وهي واقفة عند الدري :والله انا مادري انتوو رايحين تخطبون لهم ول تزورونهم ..هذول ناس بسيطين
وكل هالستعدادات مو مهمة لهم يا غزلن
غزلن وهي متوترة :شوفي غصووون مالج شغل زين انا بسوي اللي بسويه
غصون تكلم امها :هذا اخر الدلع والدلل شوفي شمسويه فيكم هالبنت
غزلن :والله موتي حرة مو كل يوم انا بنتهم الصغيرة
ام زياد بحزم وهي تسكت الثنتين :بس ..بدن ..يالله سكتوووو ل اادبكم انتو الثنتين..
واحتراما للم الوقورة انتهى النقاش بين غصون وغزلن اللي كانت مرتجفة من شدة التوتر ..مجرد فكرة انها
تشوف جراح تخليها ترتعش ..ولاا هالمرة بعد بتشوف اهله اللي من زمان ما شافتهم ..يا الله يصير كل شي
اوكيه وما تطلع لي عقبات انا بغنى عنها..
وطلعت الخادمتين الثنتين من المطبخ وهم حاملت الهدية الكبيرة من نوعها اللي هي عبارة عن تحفة فنية ول
اروووع ..وغصون يوم شافتها..
وطلعت ام زياد ويا بنتها المدللة وغصون اللي رن تلفونها توجهت له ..ركبوا الخدم الهدية تحت اشراف غزلن
الي تمت تصارخ عليهم عشان ل يصيبها شي ..شعرها الطويل كان مغطي ظهرها كله وطريقه انسيابه كانت
رائعة والبدلة اللي عليها كانت مخليتها عملية ورقيقة ال بلمحة الناقة الخشنة ال وهو البوت اللي ساقه
طويل ..ودخلت السيارة ويا امها اللي كانت حلقة الفكار تدور في بالها بصمت عن بنتها ..اليوم راح يتضح كل
شي ..حالتها النفسية اللي قبل جم يوم ..وهالتوتر اللي صايدها من هالزيارة ..واهي اللي ما تحب الزيارات
العائلية ..والله ما يندرى شنو اللي يمر من تحت راسج يا غزلن ..الظاهر ان كلم غصون كان صح ..بسبب
دلعنا ودللنا لها صرنا عاجزين عن كلمة ل في ويه غزلن ..الله يستر منج يا بنتي .ويطلعنا من الي تحت
راسج..
================
مساعد الي كان هادئ من ليلة المناجر ويا فاتن محد عرف شنو سبب هدوئه ..يمكن هذا الهدوء ما قبل
العواصف ..ويمكن هدوء ما بعد العواصف ..يرد البيت مبجر وياكل زين ومسترخي ..والله اعلم شنو الي يدور
في باله للمسكينة فاتن..
مريم اللي نزلت على الساعة ثلثة وشافته قاعد ياكل ويا امه اللي تسولف له ..وتفاجأت يوم شافته..
مريم :هل مساعد..
مساعد ياشر براسه لنه كان ياكل ..وهو من طبعه الهدوء وقت الكل..
مساعد يضحك وهو ساكت على كلم ابوه ..ولكن مسرع ما استلمه..
راحت مريم ورى اخوها مساعد وتوه بيدخل غرفته اهي قدرت تلحقه وتوصل له..
دخل الغرفة وسكر الباب ومريم واقفة مكانها بصدمة ..شفيه هذا؟؟ ماكلين حلله ..والله ويا هالويه ..مالت
علي انااللي ملحقة وراك ..بس غموضه هذا اكيد وراه شي ..وانا ما يصير اسكت عنه ..ل يكون بس هون عن
فتون وما يحبها ..اقوم اتصل في ارفيجتي واشوفها قبل ل امشي..
فاتن اللي كانت تتعمد انها ترمي تلفونها في مكان غير عن اللي اهي فيه ما سمعت الرنين المتعدد اللي كانت
مريم تسببه باتصالتها ..والسبب الحقيقي ان فاتن كانت في سابع نومة ..طبعا في غرفة مساعد اللي تعودت
تنام هناك من سفره ..على الرغم من انها حاملة في قلبها عليه ال انها ما قدرت تتخلى عن الحساس اللي
يتولد فيها بالنوم في هالغرفة ..طبعا الراحة اهي اهم شي..
يوم عجزت مريم خلت عنها التصال ..وراحت تتزهب للزيارة التاريخية ..وهي مو عارفة شنوع من التطورات
النفسية اللي راح تولدها فيها..
-------------------
في هذيج اللحظة وصلت غزلن ويا امها لبيت ام جراح اللي كانت ما تدري بهالزيارة ..وكانت قاعدة في
الصالة ويا بنتها مناير وهم يطالعون التلفزيون ..ويوم رن الجرس الجديد تلفتت ام جراح اول الشي مستغربة
بس بعدين عرفت..
راحت مناير وهي مخبصة ملمحها ..وتمت تتوعد في الزاير اللي ياهم هاللحظة ..احد ايي بيوت الناس
بهالوقت ..صج يعني ماكو احساس..
ومسرع ما راح صياحها وتعدلت وقفتها يوم شافت بنت حلوة وانيقة وياها وحدة عيوووز ..لحظة اهي تعرف
هالبنت ..مرة ياتهم ...بس شنو اسمها نست...
وراحت غزلن وتمت تبوس في مناير اللي مو متعودة على هالنوع من التصرفات..
وراحت مناير وتبعتها غزلن ويا امها اللي كانت مفتشلة ..الله يطلعنا من اللي في راسج يا غزلن..
دخلت مناير البيت وراحت لمها بسرعة..وقالت لها وام جراح من زود الصدمة والرتباك وقفت مكانها ول هي
عارفة تسوي شي ..وياتها غزلن بكل محبة وفرح وكانها ماشافتها من زمان..
وتمو الحرمات قاعدين ويا بعض ومناير اللي راحت غرفتها تغير هدومها مستغربة من هذي البنت ..اهي
عارفتها بس مو ذاكره اسمها ..والله الظاهر ان امي بعد مو عارفتها ..ليش مااروح لسماء واتاكد منها عن
هالبنت؟؟؟ اي والله فكـــرة..
ولمعت فكرة ثانية في بال المحققة مناير ..ليش ما تروح بيت سماء ومرة وحدة تستكمل اللي بدته في
التحقيق عن هذا المشعل ..من يدري يمكن اليوم راح تعرف اشياء توصلها للحقيقة عن هالشخص ..يمكن
راح تعرف اذا له علقة خاصة بعايلتهم واذا احساسها هذا طلع صحيح ..فديتني والله احسن محققة في
هالدنيا ..لوو يصطفون كلهم ما يلقون مثلي بهالدنيا..
غيرت هدومها مناير ونزلت تحت عشان تروح بيت سماء ..وعند باب البيت وقفتها غزلن وهي تمسك يدها
وراحت عزلن عن مناير داخل البيت تاركتها في تساؤل ..هذي البنت واحد من الثنين ..يا هي تحس بالوحدة
وياية بيتنا ..يا حاطة عينها على شي ..ما يندرى ..هفهفت مناير ..والله مشكلة ..من يوم بدت التحقيقات صار
لها بدل الشغل عشرة ..حتى هذي غزلن يبيله الواحد يستكشف عنها ..الحين اروح لسماء واخليها تعلمني
بكل شي..
------------------------
كانت فاتن نايمة لكن عادتها بالصحو من وقت ما خانتها ..وكاهي الساعة تسعة واهي عند المطبخ تزهب لها
الريوق ..نسكافيه عادي وسندويجات بالبيض والمايونيز والدياي ..تفننها بالسندويجات يخليها ملكتهم ..من
خلل انعكاس صورتها من جامة الكبت لحظت انها ضعفت اكثر من قبل ..وشي ثاني بين لها هالشي اهي
ملبسها الي تسبح فيهم ..والله حاله ..انا لزم اسمن اكثر من جذي ما بين لهم اني تعبانة صحيا ول شي ..بس
هالنفلونزا سوت سواياها في يومين ..بس معليه ..الكل الدؤوب بيرجع كل شي ..عطلة الكريسماس كانت
مبتدية من بداية مرضها ..و بتستمر الىالسنة اليديدة ..احلى شي انها راح تقضي سنتها اليديدة يا اهلها..
عشان تتمتع بأيامها ..لكن لو راحت وفكرت بتشوف انها حتى بالكويت بتكون حرم مساعد خلف الدخيلي..
يعني لزم لزم اطلع وياه واشوفه ويشوفني ..خله يشوفني حلله لكن اهو اللي بيندم على اللي سواااه ..انا
مو مستعدة اتنازل قبل ما هو يتنازل ويترك حب السيطرة الي فيه..
وبمتعة تمت تحسب الدقايق والساعات على وصوله ..هالمرة وصوله راح يكون شي مغاير تماما..
==============
سيارتين وقفوا عند بيت بوجراح بنفس الوقت ..سيارة جراح وسيارة مساعد ..ومريم من شافت جراح دقات
قلبها خانتها وبدت تطفر منها اليه ..وشعور من الفرحة غمرها لكن اهي لزم تحاسب على وجود اخوها وياها..
واول ما نزلت من السيارة ويا مساعد ونورة سلم جراح على الثنين وتم واقف وياهم بالسوالف اما هي
وقفت بعيد عند اخوها وابتسامة رضا على شفاها كان جراح غافل عنها..
يوم التفت جراح لها مسرع ما بعد عيونه عنها ..ما يقدر يناظرها وهي اللي بتسافر عنه؟ ..شلون قدرت تسوي
جذي؟ ما تخبرني بسفرها عني ..هين يا مريم ان ما خليتج تهونين عن هالسفر..
نورة وهي تأخر مشيها عن مساعد الي خط الدرب كله ووصل للديوانية
نورة في اذن مريم :واااي يا محلااه..
مريم :اووش سكتي ..ذبحني نورووه
نورة :جبي ياللي ما تستحييين ..عيني عينج
مريم بصدمة :انتي بعد..
نورة :انا غير ..انا اكبر منه..
مريم :يالله عاد حللتيها..
بهذيج اللحظة طاف جراح من جدام مريم ونورة اللي واصلوا دربهم الى باب البيت ..ومريم اللي ما كانت
ملحظة ظيج جراح وفسرته انه ملزوم فيه لن نورة ومساعد معاها..
دخلووا البيت ...ووقفت مريم مكانها من الصدمة اللي شافتها ..هالبنت ..اسمها غزلن ..يوم رد جراح من
السفر شفتها هني ..بنت خالة سماء ..اخت مشعل ..شيايبها هني..
التفتت ام جراح الى الحضور الجديد وحتى الظيوف ال وهي عزلن وامها ..ويوم تلقت عيون الخصمتين تطاير
الشرر في عيون غزلن ..يعني ما ياز لها اتيي ال اليوم؟؟ وانا هني؟؟
ودخلت مريم بكل هدوء هي واختها وهم حاملين الهدايا اللي يابوها واستقبلتهم ام جراح احلى استقبال يمكن
حتى حز بخاطر غزلن هالشي لكن شي واحد لزم تفهمه ان مريم رابية بهالبيت ..ومعزتها من معزة اولد
هالم الطيبة ..لكن يا خوفي لو ان هالم بعد حاطتها في بالها لولدها ..وانا اللي ابي اكسبها شبيصير علي..
-------------------------
مناير اللي دخلت لسماء بكل هدوء ظلت قاعدة في الصالة وهي تنتظرها اتييها وبنفس الوقت كانت مأخوذه
بأناقة البيت وكشخته ..يعني بيتهم صار شي جميل ..لكن هالبيت ما يعلى عليه ..وكأنه قصر .اهو بالفعل
قصر ..كان هالبيت من اكبر البيوت اللي انبنوا في هالفريج ..وتحركت روح التحقق في مناير وقامت على
حيلها وهي تستكشف هالبيت ..عشان الدلئل والحقائق.
راحت وهي تتمشى عند طاولة كان عليها اطارات متعددة لصور اهل البيت ..يمكن اكثرها كانت لحرمة وولد..
وهالولد كان مشعل ما غيره ..وتمت تراقب ملمحه مناير بحاجب مرفوع مثلها مثل شيرلوك هولمز ..تمت
تتمنظر فيها وتدقق وتدقق لمن اندعس خشمها عند عينها ..ويوم لحظت اشياء خياليه دارت في بالها وقفت
وهي تمطط ظهرها اللي كان منحني طول هالوقت ..مو حاسة بالشخص اللي كان واقف يناظرها..
استغرب مشعل من تصرفها الجاف او المغرور شوي لكنه ما عطاها اي اهمية ..وراح عنها ..اما هي ظلت
تناظره وهي تتوعد فيه .انا لزم اكتشف حقيقتك ..لزم..
ومن بعد ما راح مشعل ياتها سماء وهي لبسة البيجاما ..وعيونها متنفخة وكشتها منشورة ..استغربت مناير
يوم شافتها بس تذكرت الخلف للي دار بينها وبين خالد..
مشعل اللي طلع من البيت اول ما بيركب سيارته شاف جراح طالع من الديوانية ومعاه شخص ..ويوم تعرف
على ملمحه ظل واقف وهو يتمنظر فيه ..هذا هو الحقير ..خطيب فاتن ..شسوي هني؟؟ ل يكون ...ليكون
فاتن ردت؟؟؟ وينها طيب؟؟ ماشوفها؟؟؟
---------------------
ضحك الكل عليها وهي على الرغم من راحتها ال ان نظرات غزلن لها وهدوئها ما طمنها ..تذكرت مريم
هالبنت وموقفهم السابق وشلون كانت لزقة ونعومة ويا جراح وكانها بتكسر ظفرها ..لكن هين لج انا وراج يا
بنت الناس ان ما خليتج تندمين على هالشي..
وبهالشي ..طلعوا الظيوف كلهم مرة وحدة ..غزلن وامها اللي راحو عند سيارة السايق اللي انتظرهم ومريم
ونورة اللي راحو عند سيارة اخوهم ..ومشعل اللي كان يراقب كل شي من داخل سيارته المعتمة ..يراقب
الكل لمن طاحت عيونه على خالته وبنتها ..كانو واقفين عند السيارة بس تكلموا فيما بينهم وتوجهوا للبيت..
وظل هو يشغل نفسه لنه مايبي يفوت على عمره مراقبة مساعد ..اللي كان مثل الصخر ساكت وهادئ وما
يهز حتى راسه ..دخل السيارة ويا خواته وتحرك من المكان الى مكان ثاني ...ومشعل ورااااه بهدوء..
جراح اللي يوم شاف مريم طالعة نزل عيونه لكنه رفعها مرة ثانية يوم شاف غزلن ..ومن شافه يناظرها..
مريم ما غيرها ..والتفتت بين الثنين بقهر وهي محترقة من داخلها ..يعني انا يوم ناظرني نزل عيونه ..ويوم
شافها؟؟ ما اقول ال مالت عليــــــك..
جراح اللي نزل عيونه عن غزلن تم يناظر الرض ويوم مشت مريم صوبه ما قدرت تمنع نفسها من كلمه
وحدة..
ركبت مريم السيارة وغزلن اللي كانت تنتظر وياامها اللي تبي تزور اختها دامنها موجودة في المنطقة ..ويوم
راحت الم عند بيت خالتها تقدمت اهي صوب جراح اللي كان واقف..
دخل جراح البيت وهو معصوف من مريم ..يعني اهي تزعل وانا اراضيها لكن انا لو زعلت ما تهتم ول تحط
ببالها ..خلها تولي ..تروح وترد على كيفها انا مالي شغل فيها
طول الدرب حاولت مريم انها تحبس الصرخة اللي فيها ..ياريتها بس تقدر ترد بيت ام جراح عشان تداوي
هالمغرور ..لكن ماله داعي ..اهو ما يستاهل ..يناظر غزلن جنه ما شاف خير ..خل غزلن تنفعه ...خله يلقى
منها اللي ملقيه مني طول هالسنين ..لكن خلص يا جراح ..انت لزم لزم تتأدب .وان كان هالشي على
حساب راحتي..
مساعد اللي لحظ سكوت مريم في السيارة ويوم وقف عند البيت
مساعد :مريم؟؟
مريم بهمهمة حزينة :هممم
مساعد باستغراب :علمج؟؟ فيج شي؟
مريم :ل ..ابي اروح البيت
مساعد :كاهو البيت جدامج..
التفتت مريم وشافت انهم وصلوا ..الظاهر انها كانت سرحانه طول الوقت..
مريم :اوكيه.
مساعد :ل تنسين تزهبين اغراضج باجر من الصبح احنا طالعين..
مريم :ان شاء الله
قالتها وهي تسكر الباب وحاسه بالحزن لبلعومها ..لو احد يكلمها بتنفجر من الصياح عليه الحين ..ليش جذي..
ليش يعني قبل ل اسافر يعني لزم اتكدر ..وانتبهت لنفسها وهي بغرفتها ...اهي ما خبرت جراح انها
بتسافر..بس اكيد مساعد قال له يعني وشنو الفرق لغبت عنه يومين ..كاهي غزلن اللي بتملي وقته عليه..
وبهالفكرة ما قدرت مريم اكثر وغطت عيونها وغابت في نحيب يديد ..مسرع الفرحة اللي صابتها عشان تطير
في دقايق..
--------------------
مناير اللي نزلت من دار سماء وهي تتساسرها ..وتوشوش في اذنها وتطمن سماء عن موضوعها ويا خالد
تفاجأت يوم شافت ان ام زياد وغزلن كانو في الصالة ويوم شافت غزلن مناير عند سماء استغربت .يعني
سماء اهي ارفيجة مناير؟؟
طلعت مناير من الباب وسماء اللي ما كان لها مزاج لخالتها او بنت خالتها بالحرى كانت مجبورة انها تروح
وتسلم عليهم..
اما مناير اللي طلعت من البيت تفتح رباط جوتيها الرياضي ونزلت تصلحه ..ويوم رفعت راسها لقت مشعل
اللي رد من متابعة مساعد لبيتهم جدامها..
وراحت عنه وهي متنفرة منه ..هالنسان فيه شي مو عاجبني مادري ..سماهر تشوفه وسيم وحلو وعيونه
مادري شقالت عنهم لكن انا قلبي ما يطمني منه ..فيه شي غريب شي يخلي الواحد يحترس منه .وانا لزم
اتكشف هالشي
مشعل ظل واقف وهو يفكر بهالبنت الصغيرونه..صغيرونه لكن لسانها طويل ..وعلى طول تذكر فاتن ..كانت
التضاد لهالبنت ..فيها ملمح من ملمحها بهذاك اليوم اللي وقفته بنص الشارع لكنها بعد تختلف ..فاتن كانت
مثال للنعومة والرقة لكن هذي...
اليوم السفر ..اليوم الموعود ..ما قدرت فاتن فيه تنام ول تستريح ..تحاتي هالوقت اللي قاعد يمر بسرعة
ويخلي موعد ملقاتها بمساعد اقرب واقرب ..يا الله بكون بروحي وياه في نفس المكان ..ما اقدر اتخيل
هالشي ..اهو قال لي يا الخميس بالليل او الجمعة وما ادري ليش احس اني ارجح الخميس ..يمكن يبي
يسويها لي مفاجاة ..يا قلبي اي مفاجاة اللي انتظرها انا اليوم بنقتل بنذبحج منه ..لكن ..انا لزم اكون اقوى
من جذي انا توعدت في نفسي وتحلفت اني ما خليه يأثر فيني ..وين مايأثر ..اول ما قعدت وياه كنت اكرهه..
ويوم راح ندمت على روحته ..ويوم بيرجع لي انا قلبي مادري وين احطه ..قلبي اللي خاينني وراح لصوبه
ومنتظر وصوله اكثر من اي شي ..يا الله صبرني ..صبرني على لقياه..
مساعد اللي كان يزهب الغراض في المطار ويا مريم ونورة ولؤي معاهم ..تركو الم وهي تبجي فراق بنتها
وولدها ول كانهم بيغيبون فترة وبيرجعون ..وعيون مساعد وتفكيره كانو مشتتين ..يعني اهو بجسمه موجود
لكنه غايب عنهم ..روحه وتفكيره ويا فاتن ..ولوما مريم معاه جان الشي راح يكون مختلف ..يمكن عادي
اخذها من شعرها واضربها بالحايط بعدين اخذها والمها لصدري واباريها ..يا حبيبتي يا فاتن ..يا اقوى متحدية
واصغرهم ..يا ربي شهالتوتر اللي قاعد احس فيه ..ما بصير شي ..بدخل عليها بشكل عادي وبكون عادي وما
بكلمها ول حتى بعطيها ويه ..ههااه ..هذا اذا اهي اهتمت لوجودي ..ل ومريم بعد عنصر التشيت راح تكوون
فعالة وياها ..بتلزق فيهاوانا الصفر اللي على اليسااار ..اصل مفاجأتي لها راح تكوون كافية ..مريم اللي راح
توقف لها وتفهمها اني انسان لزم القى اللي ابيه يا تستحيل حياتي الى الجحيم ..وفاتن لزم تعرف هالشي
وتحترمه بعد لو تبي ..لني مو مستعد اربي يهال ..وعلى سالفتها اللي سوتها هذاك اليوم ...انا اوريها ...كف ما
تبي غيره
رن جرس البيت في شقة فاتن اللي جفلت مكانها وهي توقف ..يا رب ..ما يصير ..الحين يا ..ل ماصدق وين
ايي الحين ..تو الناس على رحلتهم ..وراحت هي عند الباب تفتحه وارتااااااااحت يوم لقتهم ميشيل ويا جورج
وبناتهم الثنتين...
وظلت فاتن ويا هالعصابة الصغيرونة الي متعوها لكن ما زالو عنها التوتر ..ظلت تفكر في نفسها ان جان
مساعد نسى اللي سوته وياه ..وقدر بينه وبين نفسه انه يسامحها ويخلي اللي صار يعدي ويطوف ..لكن ل..
انا اللي سويته فيه مو جليل ..سكرت التلفون في ويهه وهذا شي ل يغتفر عليه ..يا الله كان لزم يعني تسكر
التلفون في ويهه ..وكان لزم تتجاهله وت ما كانت مريضة ..يعني حرام يا ناس انا ما قدر اتهنى بنومي ول
ليلي..
بوسط احاسيس التوتر اللي جاست فاتن كان الخوف عامر خفوقها ..سبب ماتقدر تسيطر او تفكر بحقيقته..
يمكن طول الرحلة الي اهي مرت فيها من قبل ساند هالخوف اللي فيها ..لكن اهي ليش تخاف ..تحط املها
في رب العالمين ويخليها تكون في احسن حال..
-----------------------------
جراح اللي كان في الورشة قاعد وحاط راسه على الطاولة ..مو نايم كالعادة لكن الصداع اللي حلس على
راسه ما خله يرتاح بنووومه ..وعشان ما يقعد في البيت راح الورشة وقعد فيها قبل العمال وقبل الكل..
وهويفكر في مريم اللي بتسافر اليوم واهي زعلنة منه ..لكن هم انا زعلن على سفرها ومو طايق الدنيا
بدونها ..يا ترى اهي حست بنفس الشعور يوم انا سافرت؟؟؟
وسد خده للطاوله وهو يحس بطعم الفرقا مثل المرار في حلجه ..حتى الدمعة شوي وتسري من عيونه ..يا
الله يا مريم شلون خليتج تروحين من غير ما طيب خاطرج ..كبح جماح قلبه امس انه ما يروح لعند دريشتها
مثل كل مرة ويقول لها او يعبر لها عن اللي يتخالج مشاعره ..الغرور كان اكبر منه ووحش الكبرياء استيقظ
عنده..
مادري شكان ينتظر انها تييه بروحها وتستسمح منه ..لو كنت متكبر مرة مريم كلها على بعضها غرور..
احبــــــــج يالمغرورة ..وان رديتي ..ل مني لج الهدية ..هدية حبنا ..هدية بتخليج تطقطقين براسسج من زود
وناستج ..بتقدم لج ..واللي فيها فيها 21 ..سنة 21سنة ..الي اكبر مني ما يسدون روحهم انا ساد عمري ولله
الحمد ..باخذج يا مريم ..باخذج وبخلي عيوني تتكحل بشوفتج يا نظرها..
---------------------------------------
مرر الوقت على فاتن مثل السحاب والغيوم على الشمس الي بددتها باشعتها الساخنة ..وصارت الدنيا ليل..
منورة بنجوم المصابيح والضاءات وعيون فاتن ترتقب الباب اللي بيندق..
ميشيل وجورج راحوو من زمان وظلت اهي بروحها تنتظر وصول مساعد ..الساعة الحين 12ونص بالليل..
وكلها دقايق واهم يكونون موجودين ...يا الله قلبي مو قادرة اضبط مشاعره ..مو قادره ..احس انه بيغمى
علي لو شفته ..ما ادري ..مادري شهالحساس اللي يمر فيني ..مو قادرة ارسى على بر من هالمشاعر..
وبسبب او اخر مرت على بالها الدبلة اللي عطاها اياه مساعد ..لبستها على رقبتها جم يوم لكن حست انها
اهانة لهالنوع من الرتباط ..فالحيوان هو اللي يكبل من رقبته دللة على الملكية ..وخلتها بمكان محفوظ لمن
تستعد لهالشي ..وما تدري ليش ان كل عروقها وجهت عقلها وارسلت لها رسائل ان هذي هي اللحظة ...هذا
اهو الستعداد يا فاتن ..هذي اهي اللحظة اللي كنت تنتظرينها من زمان ..كاهي ياتج وتحينت لج قبل دقايق
من وصول مساعد..
راحت الغرفة ...واي غرفة ..غرفة مساعد ...فتحت احد الدرااااج ولقت الجيس المخملي ..قلبته فوق يدها
وانسابت السلسلة مثل الحرير على كفها الحمر ..والدبله تدلت بين صوابعها ..رفعت الحلقة الل متناهية
وطالعت فيها..
وتخيلت
حلقة ل متناهية
الرضا والتفاهم
الحب والهيام
ما راح تكون سعيدة؟؟ ما راح يكون هالشي كفيل انه يخليها تعيش بين السحاب .وبحب مساعد اللي اهي
تدري فيه راح تكون مثل الميرات ..وملكة زمانها؟؟
بفرح كبير ..سحبت الدبلة ..ومررتها على بنصرها النحيل ..دخلت الدبلة لمن ثبتت عند العنق..
وبصورة سحرية ..تحولت البنت الحزينة الى اميرة ..تلمع النجوم حواليها ..واسرار الحب تنكشف لها ..وتتفتح
الورود بغير مواسمها ..وتنفلق الصخرى وتنبت محل الشق وردة جورية تندت اوراقها بعذب الماء ..اللي
حلوته كانت سبب للونها الراقي المزدان بحمرة الدم الناضج المخفوق بضربات القلب..
وهي على هالحال دق الجرس ..وعلى عكس حالتها االلي قبل شوي يوم تفتح الباب ..الخوف والتوتر
والرتباك ..كان ويهها مشرق باحلى ابتسامة ..فتحت الباب وهي تنشر نور البتسامة للشخص الزائر..
وانصدمت ..يوم لقتها ميشيل ..بوجه مرتعب وخائف..
راحت عند الكرسي اللي مجابل التلفزيون وهي ترفعه وتلفه على راسها كانت قناة الخبار تشتغل ..وتمت
عيونها على شاشة التلفزيون وجورج يدخل البيت ووجهه مكفهر مثل ميشيل..
انتبهت فاتن الى التلفزيون اكثر لقته بث مباشر ..نقل حي لوقائع طائرة منكوبة ..تبع خطوط شركة معينة..
ما استغربت الخطوط لنها كانت فيها يوم يات اميركا باول اليام ..وتمت تراقب الوضع اكثر واكثر ..ولجت
الدقات بقلبها بعنف ...ورفعت عيونها لميشيل وجورج اللي كانو يراقبون ملمحها بحذر..
وانفجرت في ويهه بهدوء .. :ل ...تظن مساعد؟؟ لااااااا شنو من صجك ..اصل لو تحسبها اهو ..على
خطوط ..ثانية ..واصلااا الوقت ما ...ما يسعف...
جورج وهو يناظر مرته بخوف وميشيل تتكلم :حبيبتي ..هيدا الخبر منئل من شي ساعتين ..ونحنا اتصلنا منشان
نعرف مساعد على اي خطوط..
فاتن وهي تغطي ثمها...تنتظر احد يتكلم ..ولكن صوت التلفزيون كان مثل الوزز في اذن الواحد..
ظلت فاتن ساكنة مكانها ..لول مرة بحياتها ما مر في بالها اي طيف من طيوف التفكير ..ول فكرة ..ول لمحة
لشي من هالشياء ..الصمت القاتل ...وكلمة وحدة ...مساعد على هذي الخطوط...
رفعت عيونه المذعورة الى التلفزيون وهي تراقب الطيارة كيف تشتعل بالنار ..والمعلق يعلق بحزن ويشكي
للمذيع عن خسارة فادحة في الرواح البشرية..
سكرت عيونها بخوف ووجه مساعد الباسم وطوله وعرضه وملمحه و ,,,و ....و...
كان شريط ذكرياتها اللي بدى قصير ويا مساعد مر جدام عيونها ..وبصرخة الستغاثة جالت كلمة ضائعة في
دهاليز عقلها ...كلمة يمكن للسف الكبير يات متأخرة..
روح الذكرى
شدت بعيونها تذرف الدمع سكاب ..ما قدرت توقف رجفان شفاتها ال يوم حطت يدها عليها ..وحست بالوهن
يعم جسمها فتكورت على نفسها لمن طاحت على الرض ..تـلوع قلب فاتن على حبها المذبوح ..على حبها
الصريع ..على جنيــن حتى ما ربى فيها وكاهي تشيع جثمانه وهي بعيدة عنه..
لوعة الحرمان يا ربي ..جربتها في ابوي ..ومساعد الحين ...بس هالحرقة يا ربي شأسبابها ..ما حسيتها على
ابوي ..تقبلت قضائك وقدرك ..وحسيت بفراغه ..لكن هالنسان ..غيابه شاب النار بين ظلوعي ..ما اقدر..
احس باللهيب يمر فيني مثل مرر الرياح والسحب ..أأأأأأأأأأأأأأأأاخ
تكورت بنفسها على هذيج الرض الباردة وهي تشكي الم ينزع منها الروح ..وتمت على ذيج الحال وهي تناجي
ربها ..يا الله ..يا الله ..يا الله ..نزعة اليمان بفاتن قوية ..من صغرها ..تعودت انها تتقبل قضائه وقدره لو
شنو صار فيها ..مع انها تظل حزينة معظم الوقت واهي تعرف ان حزنها ما راح يرجع لها شي ..لكن في
هالحالة مو عارفة تسوي شي ...قضاء ربها في موت مساعد ما كان مفهـوم لعقلها اللي علقت فيه المال
والمنيات الكبيرة في هالعلقة..
ظلت نايمة على الرض وهي حاطه صبعها اللي فيه الدبلة يم شفايفها ..تحسس دفو هالحلقة ..وكانها نابعة
من دفء مشاعر وأحاسيس مساعد لها..
اهو كان بس دفء مشاعره؟؟ ول رقته؟؟ ول قوته؟؟ ول ضعفه؟؟ ول قلبه الطيب الحنـون ..ول ....ول ..
حبه ..حبه الشفاف اللي ينسـاب من عمـق القسـوة اللي فيه ..وينتشر ويمحي كل اثر من آثار الحـزن ويبدد
غيوم البجي من عيـونها..
يعني خلص؟؟ انتهى كل هذا؟؟ انتهى مساعد وانتهت مشاعره؟؟ انتهى دفئه وعمق احساسه ..انتهت كل
هذي العطايا والهبات ..يا الله ..اغفر لي يا ربي ..لني ما شكرتك على نعمك اللي غطيتني بها ولكن ما حسيت
بها ..اغفر لي...
-----------------
بالليــلة اللي طافت من بعد ما سمعت الخبر فاتن من جورج وميشيل انتظرت بعض الوقت ..انتظرت بعض
الدقايق ..او يمكن الساعات ما تدري ما حست بالوقت ول بشي ..كان الفراغ لفها والدمع اهو المؤشر الوحيد
على انها تتنفس ..ظل جورج يتصل ويبلغ سلطات معينه منها السفارة ومنها خطوط الطيران عشان يأكدون
الخبر عليهم ..وكلهم جاوبوهم بنفس الشي نظرا لحجم الخسارة الفادحة في الرواح البشرية ...نعلمكم
بهالشي في وقت لحق وما عندنا اي حصيلة مؤكدة عن عدد الضحايا..
من بعد ما فرغ جورج من هالتصالت تم يناظر فاتن وهو يحس بتأنيب الضمير ..ولو انه غير مسئول عن شي
أنبه ضميره على هالبنت الصغيرة اللي يمكن ترمـلت ..ويمـكن لء .الترجيح في هالسالفة صعب لن مشكلة
لو النسان رجح بحياة احدهم او موته ..لنهم لو رجحوا ان مساعد حي راح يكون المل قوي ..واذا ياتهم
الصدمة بعكس هالمل راح تكوون الصدمة أكبر واكبر ..لذا التزم الصمت ووجه نفسه لربه وهو يدعي ان
ترجيح المل اللي الزمه لنفسه بس يكون صحيح ..وان مساعد يكون على قيــد الحياة..
ظلت فاتن ساكنة وهي تناظر الفراغ وتنتظر مثل ما كان جورج وميشيل منتظرين ..لمن وردهم التصال من
تلفون جورج ..اللي هز رنينه البيت وارجف كل عضله في فاتن وجورج ..واستحال لونها الى البياض التاااام
بسبب الخووف والتوتر والرتبـاك ورد عليه جورج بكل هدوء
جورج :ايه ايه ..ايه مايكل ..هيدا انا شو الخبار) ..يسمع وهو يزدي ريجه وفاتن وياه بنفس الحساس وميشل
تضمها( اهاا ...اهاا ...طيب في كويتيين هونيك؟؟؟ ) ارتجف فك جورج وهو يصلب ملمحه( طيب ...شوف
لي ..شوف لي اسم ..مساعد ..مساعد خلف الدخيلي) ..وكانه يحتج الطرف الثاني( ياخييي شوف وبس انا
بدي اعرف ...بعرف بعرف انكن مشغولين والعدد كبير بس بدي اعرف ..طيب لمين اروح مشان اعرف..
السفارة) ..وهو يأشر لقلم وورقة( ايه ..شو اسمه الشخص؟؟ ايه ...متاكد راح توصلن الليست ..اهاا ...شو
اسمو ...اهاا ..ايه سجلتوو ..ايه ايه سجلتوو لك شو بيك ..طيب ...يالله ميرسي مايكل عزبناك معنا ..ايه ولو..
يالله تيك كير..
سكر جورج عن مايكل وهو يلف الورقة في جيبه ويهب وهو واقف
جورج :انا بدي روح هلء ..ميشيل بدي اياكي تضلي هوون مع مدام فاتن
فاتن بصوت مبحوح ...:ل ...اذا تبين تروحين روحي
ميشل :ل حبيبتي بدي ضل وياكي هون ..مافيي خليكي لحالك..
فاتن :انا اوكي ..البنات مالهم احد في البيت ..روحي لهم شوفيهم..
ميشيل :البنات بخير ومعاهن جارتنا مسز دايفيدز وما راح يصيرلن شي..
فاتن بعجز لنها مو قادرة على المجادلة اكثر :على راحتج...
----------------------
من بعد هالنتظار اللي طال لجم ساعة طل الصبح عليهم واضطرت ميشيل انها تروح لبناتها وتركت فاتن
لحالها ..تنازع الوحدة والوحشة اللي في قلبها واللم والصراع اللي تواجهه في قلبها ..يا الله ..مصعب
هاللحظات ..ما اشدها وما اقساها علي ..ول خبر وصلني من جورج ول شي ..وكل ما طال انتظاري زاد
تعمقي في فكرة انه ما راح ....ما راح يرجع لي بخبر عن مساعد..
ظلت على حالتها في البكاء والنحيب ..ولمن حست ان الرض حفرت لها مكان حاولت بكل جهدها انها تقوووم
وتحرك جسمها ..ويوم وقفت على حيلها رن التلفون ...وقبضت على قلبها بقوة ..يــاربي ..من هذا اللي
متصل ..ويا مساعد على بالها وبكل لهفة قبضت على السماعة وبصوت يرتجف
فاتن ..:الووو..
كان جورج ..وامبين ان المكان اللي هو فيه مليان بالفوضى :الو ...مدام فاتن
فاتن وهي تعلي صوتها ..:هل جورج...
جورج اللي كان يمسح دمعته بهذاك الوقت ..:مدام فاتن ازا فيني هلء ميشيل رح تكون عندك ..بدي اياكي
تجهزي وتجي معها عمركز الغاسة هوني بملحق السفارة بالمطار..
ضربت فاتن على صدرها من الحسرة ...ملحق السفارة بالمطار ...يعني ..الخبر وصل ...الخبر مؤكد ...يا
ربي ...يا ربي .... :ان شاء الله...
جورج وهو يحتسب لربه ..:مدام فاتن...
فاتن وهي ترتعش ...:هااا..؟؟!!
سكت جورج وما كمل ...وظلت كلماته معلقة بالهوا اللي غصبنا عنها فاتن فهمتها ...وسكرت السماعة ..راح
دارها وهي تترنح ..وعيها وصوابها ما كان وياها ..كان في اتفه شي يمكن تفكر فيه ..تلبس اي لون؟؟؟
اسود؟؟ ول عادي ..حكت راسها بيدها اللي ترتعش ..وطلعت لها بانطلون اسوود وتي شرت بنفس اللون
وفوقهم لبست جاكيت طويل بني ..ربطت الحزام اللي فيه من غير ما تزرره ولفت الشيلة على راسها
وحملت التلفون وطلعت بالصالة ..وقفت عند الكرسي وحست لنفسها ترتعش ..دخلت شعرها بارتعاش وهي
تتلقط انفاسها ..تخشعت حناياها من الخوف والرتباك وصارت مو عارفة ...هل تعد نفسها للفاجعة اليديدة
بحياتها ..ول تتعامل الشي بكل هدوء وتتفائل . .لكن تذكر صمت جورج وتنشد ملمح ويهها استعدادا للبكاء
ولكن تسكت نفسها كل شوي ..لمن رن تلفونها ..وكانت ميشيل...
ما عطلت فاتن انها ترد على التلفون او شي مماثل ..وكل اللي سوته انها سكرته في ويه ميشيل وطلعت من
البيت من غير حواس ..دخلت مرة ثانية وسحبت مجموعة المفاتيح وهي ترتعش ..تمسك بهم بيدينها الثنتين..
وقفت عند الباب بره واهي ترتعش ..تدور مفتاح الباب لكن غشاوة الدمع كانت مالية عينها فمنعت عنها
الرؤيا..
طاحت المفاتيح عنها على الرض ..وانحنت عشان تاخذها لكن الضعف اللي فيها خلها تطيح على الرض ..
وانهارت فاتن مرة ثانية ..لكن لملمت شتات نفسها وقامت وهي تسحب المفتاح الصح ..مسحت دمعها بكم
الجاكيت ..ونزلت من على الدري ..لمصير الله اعلم محفوف بشنو؟؟
-------------------------------
في الكويت الوقت بعده عصر ..وجراح اللي تخلف اليوم عن روحة الورشة لنه يحس بالصداع ..تم قاعد في
البيت وبالخص في المطبخ ويا امه ..عادته يحب يقعد وياها ويسولف او انه يسكت ويشوفها تروح وتيي في
المكان ..لو ايي الواحد له قبل وفاه ابوه الله يرحمه ما كان يظن انه من النوع البيوتي ..لكن الحين ..سبحان
الله مغير الحوال ..والشي المفرح اكثر ان سالفة قعدته في البيت معظم الوقت مفرحته ومونسته لنه صار
يعرف سوالف البيت وعيونه على كل واحد من اخوانه ..صج النسان ما يعرف طعم المسئولية ال اذا مر
فيها ..قبل كنت اتافاف من قعدةالصبح وتوصيل مناير وعزيز وفتون ..الحين ..احس ان هذا حق من حقوقهم
علي وما يتطمن بالي عليهم ال لمن اخذهم واقطهم..
لكن ام جراح كانت شبه المتظايقة ..يعني حواجبها كانت معقودة معظم الوقت وقلبها يدق بخوف وارتباك ما
تدري ليش ..طول الوقت وهي تفكر بفاتن وقلبها يهوس بذكر هالبنت ..ومرة وحدة طاحت سلة السلطة من
يدها وانتفضت الم مكانها..
ام جراح وهي حاطه يدها على صدرها :بسم الله الرحمن..
جراح انتبه لها ..:يمــة علمج
ام جراح وهي حاطه يد على خصرها والثانية على صدرها وتسمي بالرحمن :..ما فيني شي يمة..
وانحنت عشان تجمع اللي طاح ..وجراح وياها ..ويوم وقفت على حيلها لفت بويهها عن جراح اللي حسها
متظايقة..
راح جراح عن امه وهو يمشي بخفة للباب عشان يشوف من اللي عنده ..وكان لؤي ..وويهه ما يطمن الواحد..
دخل جراح البيت وهو يطير من السرعة ..يحاول يستوقف نفسه عشان يفكر لكن ماكو مجال للتفكير..
مستحيل ..مستحيل يوقف ويفكرويتخيل ..يتخيل مريم ..انها ما عادت على الحياة ..مستحيل يخلي نفسه
عرضه للشيطان ومخه مثل الفلم اللي يتصور جدامه ..ناس مذبحه محترقة منفصلة أعضائها ..ومريم منها..
ازدرى ريج متدافع في حلجه من شده الهلع اللي فيه وسمى بالرحمن ..حمل اغراضه وطلع من البيـت..
وبصوت الباب التفتت ام جراح الى الباب وما لقت احد ..جراح من راح يرد على الباب ما رد!!...
التقى بلؤي اللي كان عند الباب ..وراح وياه ..الى المـطار..
--------------------
خالد اللي تم قاعد في داره وهو يحوس في اللبومات اللي عنده ..واحد عطاه اياه فاضل والثاني من عند
مجموعة جراح ..واحد كان لماجدة الرومي ..ياخي شهالذوق على جراح؟؟ يا حبه للحريم حتى المغنيات..
حلته يسمع لصباح اللمي ول شي من هالمغنيين ..حط السيدي وتم ينتظره لمن يشتغل ...وهو قاعد ..
واشتغلت الغنية..
:::..احتاج اليك..
واهرب منك..
وارحل بعدك من نفسي..
في بحر يديك..
افتش عنك ..
فتحرق انوارك شمسي..
وجهك فاجأني كالمطار..
في الصيف وهب كما العصار..:::..
تم خالد قاعد وهو يسمع الغنية وهو ساكت ..ويوم يا هالمقطع..
:::..فالحب قرار..
والبعد دمار:::..
نام على الرض وهو يتنهد ..ما اروع الحب ..سكر مر على القلب ..لكنه يظل في الساس سكر ..ويا حلوج يا
سماء .ويا مرووورة زعلج ..خاطري بس خاطري ..لو اشوفج الحين ..وتدرين شنو؟؟ ما ابي اشوفج ..ابيج
اتعذبين واتيين بروحج لعندي هني ..ويا هالراس اللي جنه فطر ..احلى راس ..يعلني ما خلى منه..
تسكر الباب ..لكن خالد رفع راسه بسرعة ونقز من مكانه ورى مناير اللي كانت تتسمع طلعته من الغرفة ..
ويوم فج الباب طفرها..
وقبل ل يمسكها طارت مناير وخالد توه بيعني نفسه ويلحقها ..لكن ..شهمه ..اهي قالت ول لمحت ..اهم
شي انه بيشوفها هالليلة ..ولزم يزهب نفسه عشانها ..والله ل وريج نجوم القايلة بعز الليل يا سموي ..انا ما
خليتج تتأدبين هالليلة ..ماكوووون بو الخلد ..وتوه بيدخل داره ويرد يطلع مرة ثانية ويتكلم بصوت مرتفع..
خالد بثقة كبيرة وغرور :ترى حمران مو عاجزة عن شي ..تقدر تسوي اي شي في مجريات الحداث ..صح
حمرمر؟؟
ههههههههههههههههههههههههههه صح يا خالد..
--------------------------------
وراحت العصفورة الصغيرونة الى البيت الثاني ..عشان تكمل مهمتها ..ويوم دخلت البيت ما حطت في بالها
سالفة تحقيقها ..لنها مأجلتها ..ويوم قالت لها الخادمة تنتظر اكثر ..كفخت كلمها بعرض الحايط وراحت فوق
لوين ما غرفت سماء ..ويوم فجت الباب عن غرفتها شافت سماء قاعدة عند الكرسي وهي تطالع الدريشة
وعلى اذنها سماعات الستيريو...
راحت لها مناير شوي شوي وبهزة قوية اجفلت اللي في سماء :وااااااااااااهاهاههاهاا
سماء :انطله علييييييييييج ..صج انج حمارة
مناير :هههههههههههههههههههههههههاااي
سماء :من سمح لج تدخلين غرفتي ..ما شفتي اللي كاتبته؟
مناير :سوري مي نو انجليش ..مي عربيك..
سماء وهي معصبة على مناير : ..شتبين خلصيني...
مناير :وي ..مالت عليج تدرين عاد ...يالله اخليج
سماء :ل ل ل تعالي ...شفيج شحقه يايه؟
مناير :جوووو هاذي ..صج ما تستحين على ويهج ..شنو ماكو سنع فيج؟؟؟
سماء وهي تهز راسها :اوووووه يا منور جنج ال اليوم تعرفيني ..خلصيني وقوليلي ..شالسالفة؟؟
مناير وهي تقعد على السرير :مو بعد قلص عصير ازغده
سماء :لج اللي تبينه وقوليلي..
مناير بخبث :شفيج متحرمصة ال تبين تعرفين ..شكلج تشمين ريحة السالفة
سماء بصدمة :خالد؟؟
مناير :بلحمه ووعظامته..
سماء بلهفة :شفيه؟؟
مناير ..:ثلث كلمات بس ..ثمانية ..ورى بيتنا ..الليلة..
سماء وهي مستغربة :اهو اللي قال لج
مناير :شنو عيل انا اللي مسويه هالشي...
سماء :ل مو قصدي) ...وقفت وهي تفكر( بس اهو يعرف اني زعلنة ليش يطلبني؟؟
مناير :مادري يمكن يبي يعزمج على اسكريم
سماء :منوور
مناير :شدراني فيج عيل ..يالله ..وما على الرسول ال البلغ وكاني قلت لج ...يالله سي يو تونايت.
سماء بذكاء :توج يو نو انجلش
مناير :سمتايمز اصير كليفر..
سماء :هههههههههههههههههههههه انتي كليفر ..انتي قمة الينون
مناير :ميرسي ..بــاي
سماء :بايات...
طلعت مناير ..يعني mission accomplishedسوت اللي عليها وراحت ..طبعا اهي ما هان عليها تشوف
هالحب اللي ينمو جدام عيونها وتسكت عن هالزعل والخصام ..خالد غبي وسماء اغبى منه ..مو وقتهم
يتزاعلون ..واهي بتسوي فيهم خير وبتخليهم يتراضون ..عشان انها تحس بالطاقة اليجابية حول ما حولها..
مناير كانت مراهقة عكس المراهقات ..تفكيرها الغريب من نوعها خلها مستفردة بنفسها ..مختلفة تمام
الختلف عن فاتن وقريبة في الشكل منها تمام القرب ..يعني الواحد يستغرب منها ..ناعمة من بره ..ومينونة
من داخل..
طلعت من البيت وهي تربط شعرها الطويل ويوم بتطلع لقت مشعل داخل البيت بنفس الوقت ..وعلى
عكس كل مرة يفتح وياها حوار طاف من عندها وهو رافع راسه ..ويوم مشى عنها رفعت حاجب له باحتقار..
ونادته
طلعت مناير ..او قصدي مناير بوند ..من بعد تهديد او تحذير لمشعل اللي للسف الشديد ما اخذه على محمل
الجد واعتبرها حركة من حركات بنات الصغار ..كان غبي ما يعرف ان البنات الصغار لو حكموا العالم ما
صارت حرووب ..وعيون مناير اللي كانت عليه تراقبه في ادق التفاصيل ..منها روحاته ويياته ودخوله المستمر
في كاراج بيتهم حتى بوقت متأخر من الليل ..اكيد هناك مخبي عمايله ..لزم اعرف ..اهو شسالفته ..وليش انا
ما اشتهيه جذي!!!!
هل راح تكون مناير اهي نجاة فاتن من نوايا مشعل الشينة؟؟ ول شنو؟؟
---------------------------------
جراح ولؤي وصلو المطار اللي كان في حاله فوضى ..وخصوصا المكان اللي عند مكتب خطوط شركة
الطيران ..الناس كلها بحالة يرثى لها ..الكل يسأل عن اهلهم اللي سافروا على هالخطوط وبهذي الرحلة..
وجراح ولؤي واقفين مكانهم مو قادرين يخترقون الحشد ..لؤي كانت نظرته متألمة وحزينة اما جراح كان
رافض هالشي في باله ..مو تكفيرا بقضاء الله ول شي ..بس ..شي فيه ..حاسته ..او حبه او قلبه اللي ما
انذره بشي عن مريم ..اهو بالعادة يحس لها ..ويحس للي يصيبها ..مثل هذيج الليلة يوم وقف عند غرفتها..
حسها متظايقة واهي كانت متظايقة ..فما لقى سبيل او لحظة مناسبه كثر هذي ..يوسع سدرها ويعلن حبه
لها ..وحبه لها اكيد وماهو من الغرور سبب لراحه هالبنت..
غصبن عن جراح المرتجف رسم ابتسامة مطمئنة للؤي ..ويوم وصلوو المكتب..
جراح :السلم عليكم
الموظفة :وعليكم السلم..
جراح :احنا هني لن اثنين من اهلنا سافروا) ..سكت وذكر نفسه ..ما صار فيها شي ( من المفروض انهم
يسافرون على هالخطوط والرحلة...
الموظفة المرتبكة بسبب عدد الناس :والله ياخوي ما نقدر نقول لك اي شي لمن يوصلنا خبر من مكتب
السفارة هناك واسفين يعني
جراح :انزين ما ياتكم اسماء ول شي..
الموظفة :بلى عندنا عطني السماء اللي عندك
زادت ضربات قلب جراح في هذيج اللحظة ..:م ..مساعد خلف الدخيلي ..مريم خلف الدخيلي..
الموظفة وهي تجيك ...ويوم شافت السماء رفعت راسها لجراح بحذر وبنظرة غريبة :لو سمحت الشيخ
انتظرنا برع واحنا بنرد عليكم كلكم خبر...
جراح :الشيخة بس لو سمحتي..
الموظفة برجا واضح لجراح وبهمس :شوف الحاله اللي هني ل تظن ان حالنا اسهل من حالكم ...لو سمحت
اتبع التعاليم وظل هناك وراح نخبركم..
جراح :ان شاء الله...
بلع ريجه وهو يحس انه ما يشوف ..ما يشوووف ياناس ..انعمت عينه عن الرؤية ..شكل الموظفة ما كان
يطمن ..وكلمها المبطن ما ريحه ..يا رب ..شهالحالة ..يارب يا حبيبي وسع علينا هالظيج..
في عائلة كانت قاعدة متألفة من حرمة كبيرة في السن وبنت وريال ثاني وصبي صغير ..شكلهم عرفوا ان
اللي يصيرون لهم على الطيارة لنهم فزعوا المكان على راسهم بالمطار ..وجراح اللي اشاح بعيونه عن
منظرهم التفتت الى لؤي اللي كان يراقبهم بهلع ودمعته على جفنوه ...لفه جراح وياه بسرعه خله يجفل
جراح :لؤي.....
لؤي بخوف :جراح ما قدر...
جراح بصوت حازم :لؤي ...شوفني ..انا مو مستعد اخسر شي ...مو مستعد ..خسرت بما فيه الكفاية ..صير
مثلي ..ل تستعد للخسارة...
لؤي وهو متحير من كلم جراح ..:شقصدك؟
جراح وهو يكابد الصرخة اللي داخله ...:ل تستعد لخسارة شي ....اذا مو عشان احد ..عشاني انا) ...تهجد
صوت جراح القوي( تكفى...
هز لؤي راسه وللحظه لمح نظرة من المل القاتل بعيون جراح ..ما قدر يفهم هالنظرة ..ماقدر عقله
يترجمها ...يا ترى شلي يقصده جراح بالخسارة ...يا قلبي عليه ..قلبه على قلوب الناس ..اكيد ..اهو عانى
من خسارة ابوه ما يتمنى هالشي لحد..
كلها دقايق ووصلت لهم الموظفة اللي كان جراح وياها مساعة ...وهي تاشر لهم على مكان ثاني ويتبعها
جراح ولؤي من الخوف ظل واقف مكانه..
يوم راحت الموظفة عنه تم لؤي يناظرها ويناظره بخووف ..وراسه يتحرك بسرعة يمين ويسار ...وتقرب من
جراح اللي كان واقف وعيونه ملزقة الرض ..وكان فيها شي مهم جدا ..جوهرة ثمينة ما يبي يفارجها ..تقرب
من لؤي ولمس جتفه ..وارتعش جراح من لمسته ..وكان ارض الواقع كاااااان بهذيج البرودة اللي صقع ما
بداخله..
لؤي :جراح ...شالسالفة ..شقالت لك...
جراح وهو يناظر لؤي ببلهة ..يحاول يتكلم لكن ...ما يقدر يحرك شي فيه ..انشل تماما في ذيجاللحظة
لؤي وهو يهز جراح بقوة هالمرة :جراااااااح ..شقالت لك ..حرام عليك ارحمني ...
جراح وهو يهمس ..:اسمائهم...
لؤي وهو يصرخ :شفيهاااااااااااااا!
جراح ودمعه تسري من عيونه ...:على الرحلة...
لؤي بصدمة :لاااااااااااااااااااااا
تم يتلوى لؤي وسط المطار وذيج الساحة ..يا الله ..آلم ..اوجاع ..تقطع في معدته ..تفجرات عنيفة فيه...
لاا ..مستحيل ..ما صدق ....مستحيل ...مريم ....ل مستحيل ..مساعد..
لؤي وهو يمشي يمين ويسار :ل ..ما يصير ..عفية ل ما يصير ..مو مريم ..ول مساعد ..ل ..عفية يا ناس..
عفية ...تكفووون ...ماقدر ..يمة ....اخوي ..اختي ..يا ربي ..ل يا ربي لاااه...
جراح اللي سحقت خدوده الدمعات ماااا ما ت المل فيه ...كل شي يقول انهم راحو ..انهم ما راح يردون..
مريم هناك ..في هذيج الصورة اللي رسمها ..ومساعد معاهها .....لكن ما صدق ..ماصدق هالشي ..قلبه ..
قلبه دليله ..قلبه الي ينبض ..شنو معنى نبضه؟؟ مستحيل القلب ينبض لمات السبب لنبض القلب ..اهو مؤشر
حياة مريم ..اي ..قلبه مؤشر ان مريم مازالت على قيد الحياة وتتنفس...
رفع تلفونه وهو يرتجف وضرب الرقام التابعة لفاتن ...ورفع السماعة ينتظرها ترفعها ..اكيد وصلها الخبر..
اكيد ..اهي بتعرف كل شي ...محد بيبدد الضلل اللي هو فيه غير فاتن..
-----------------------
كانت واقفة وهي تمسح دمعاتها الساكنة وجورج داخل المكتب ويا الجموووع الغفيرة في هذاك المكتب..
راحوا المطار لكن ما لقو اي خبر ..فتوجهوا الى مكتب شركة الطيران وما لقوا مكان على هالشي ..وبذكاء
جورج وحسن تدبيره ساقها الى مكتب الطيران وبالفعل ..لقووو كل شي ..لقوا الناس ولقوا الدموع ولقووو
الجراح ولقو اللم ..يعني هذول هم اهل العزا ..هذول هم اهل الضحايا...
ظلت فاتن قاعدة وهي تراقب دمعها ..تناظر الناس وتراقب احوالهم ..وتعد نفسها للنضمام لهم ..تلفونها كان
يرن ولكنه كان على السايلنت فما كانت تدري بشي ..جراح ضرب وعجز في التصالت لكن اهي ما كانت
على قيد الحياة عشان تعرف لتلفون او ترد على اتصال ..كانت في حالة تامة من العجز والسكون ..والنزيف
البطيئ اللي يتهدل باحشائها..
ميشيل ..:بشرنا..
جورج :لك يلعن ابوو اليوم اللي جينا هوني ..مافين يحكو كلمتين على بعض...
بسكوت واجهته فاتن وهي تجذب كلمه ..اهي تعرف انه يعرف لكنه ما يبي يقول ..ما يبيها تزعل ..ول يبيها
تحزن ..ول يبيها تبجي ..لكن ليش التأخير ..خلوها تعرف!! خلوها تكتشف ..واكشفوا الوراق لها ..وخبروها انه
رااااح ..وراحت معاه كل الحلم وكل المال ..خلوها تكتشف فدح غلطتها اللي ما راح تقدر تصلحها في يوم..
وعوووها لغرورها وين وصلها ..لتمسكها بشي وهمي خلى كل الواقعية اللي جدامها تغوص في بحر النسيان
اللي كانت تمر فيه..
الريال بدى يذكر اسماء ..وبكل اسم كانت صرخة تطلع ..وبكل اسم شخص ينتحب ..وبكل اسم عين تدمع
وتذرف لهيب الحزن ..الى هذيج اللحظة ...يوم انقرى السم
تصلبت عروق فاتن يوم سمعته ..وتاهت دقات قلبها في صمت دليل على توقف تنفسها ..وتكرار اسماء
الضحايا كان مرتين ..فالمرة الولى كانها ما كانت كافية انها ترطم فاتن بارض الواقع المرير عشان المرة
الثانية تزيدها جروح وآلم ..رمت بنفسها تلقائيا على ميشيل بعجز وهي تأن ..انين الموت..
يعني خلص ...هذا هو البت في القرار ..مساعد مات ..مساعد صار نقض من انقاض هذيج الجموع البشرية
الميتة ..صار شي حتى ما تقدر تتعرف عليه ..ول تقدر تشوفه او تميز ملمحه ..يا ربي ..يا ربي صبرني ...
ياربي البسي من ثوب تجلدك ..يا ربي ارحمني ..ارحمني وموتني ..ما ابي هالفترة تيني ..ما ابي اتعرف عليك
يا مساعد ..ما ابي ..ما ابي..
ظلت ميشيل تواسيها والدمع يسجب منها ..وجورج واقف وهو موجه نفسه لرب العالمين ويصلي صلة سريعة
في قلبه وسط نحيب وانين فاتن الفجيع ..تأن مثل صوت الحشى لمن يتقطع ..يحس الواحد ان خليا جسمها
تطلع ويا كل صوت من اصواتها ..كانت تبكي فقد ..وتبكي حب ضااع ما تكلل بكلمة ..ما انرسمت معالمه ..يا
الله ..فقدت احلمي مرة ..وهان علي ..الحين افقد حبيبي ...وما اظن انها تهون..
وظل اسمه ..يتردد على لسانها :::.: ...مساعد :::مساعد :::مساعد.... :::.
----------------------------
جراح اللي يسكن لؤي عن الصياح ..وهو ينتظر فاتن تشوف مكالماته وترد عليه ..لكنه ما كان يدري ان حال
اخته يرثى له ..كانت تميل براسها يمين ويسار من شدة اللم ..وتحس بالغربة تهجع بنواحيها ..اااه يا غربة ...
لقيتج باسوأ احزاني ..وخذتي مني اغلى ما عندي ...اغلى ما في وجووودي ...ليتك ما ارتبط فيني يا مساعد ..
ول صار حظي من حظك ..تموت وتخليني ..
بهذذيج السيارة ظلت تبجي وتبجي وهي مسكرة عيونها ...وتحسس دفو الدبلة بيدها وهي تزفر لهيييب القلب
اللي حارق كل مجرى من مجاري تنفسها ...لحظات اشبه بسكرات الموت ..لكن الفرق ..ان الواحد يحس
فيها بالحياة كما لو لم يحس بها مسبقا ..اهي تمنت الموت ..لكن بكل امنية زادت بالحياة ...وزادت دقات
قلبها اللي صارت تدق باسم مساعد ..صريعة هوا واحد مصرووع...
ميشيل ما رضت تخليها ..ما سمحت لنفسها تترك فاتن تعتزل بالشقة وخيال مساعد فيها ..ما عاونها قلبها لكن
الحاح فاتن انهم يرجعونها الشقة خلهم عاجزين ال يلبون طلبها ..وتركوها...
حاولت ميشيل انها تخليها تروح وياها لكن بعد رفضت فاتن ..اعتبرت هالشي محكم وخاص فيها ..ما تكلمت
ول قالت لي ..كلمة لء الملتاعة فيها كانت كافية ..تتلوع وتتقلب مثل ما يتقلب حشاها بداخلها ..وكان صرخة
الحب تستنجد لحد ..وكان الحب توه ينولد ..انجاب شي لشي مفقود ..ما افضع هذا الحساس وما
اقسااااه...
ركبت فاتن الشقة وهي تمسح دمعها وتتهالك على كل عتبه من عتبات الدرج ..ترفع نفسها بالحييييل وهي
تذرف دمع قااااهر لكل ذرة جلد..
وقفت عند الباب ..ساندت براسها ..وهي تشد على عيونها وتصرخ بالصممممت صرخة حسرة على شي
ثمين ...هدأت نفسها بكلمة يهدى فيها الليث وهو في الموت ..يا الله ..يا الله ..يا الله ..وكم كان رب العالمين
كريما عليها ..هدأها ..واثلج صدرها باسمه وشعشع نوووره سبحانه جل وعظم ..وفتحت باب الشقة ..وهي
تدخل بهدوء واهتزاز...
سكرت الباب من وراها والتفتت الى المطبخ وبعينها جالت على وحشة البيت ..ارتعدت فرائصها يوم شافت
كبر الفرااااغ اللي متسبب فيه غياب مساعد ..حست له يوووم سافر ..لكن الحين ..واهي تعرف انه ما راح
يرجع ...كان اقوى عليها من اي شي..
ومرة وحدة
من غير اي ادراك منها..
وبامنية عمرت جسدها وتسربت في دمها وجرى بها حمى العروووق وحرارة القلب..
استغربت الصوت...
من هني؟؟؟
ظلت واقفة مكانها واهي متشككة واتحس انها بدت تفقد عقلها..
وقفت بين صراع الشك والمل اللي سطع من عيونها واهي ترتقب احد ايي من باب الغرفة...
وتوها بتتحرك....
وتجمدت مكانها..
كان اهو...
ماصدقت فاتن ..من شدة الصدمة العنيييفة طاحت المفاتيح من يدها على الرض مخلفة صوووت قوي..
كان واقف يناظرها بكل دهشة ..كان مظهرها مخيف ..ومجرى الدمع خاط دربه على عينها ..وكانها تبكي
فقيد ..تحرك صوبها بكل خوف ودقات قلبه تضرب على العالي..
ما كو اي صوت ..كانت واقفة وهي مغطية ثمها وتهز راسها بعنف ..تبي تطرد هالوهم ..تبي تطرد هالخيال ..
لكن ما قدرت...
مساعد يتقرب منها واهو خلص فقد اعصابه :فاتن ؟..؟ جاوبيني ..علمج؟؟ شفيج ؟؟؟ ليش كنتي تبجين..
فاتن وهي تهمس.....:مساعد
تقرب منها مساعد وهو يحس بالجنون ..:ايه ..مساااعد ..علمج فاتن ..نسيتيني؟؟؟
فاتن وهي تعلي صوتها وكانها تبي تصحى من هالشي .... :مساعد؟؟؟
مساعد يمسكها بهذيج اللحظة بخفة :فاتن علمج...
وشدة الصدمة ما خلت فيها اي مجال للوعي ..وتهاملت ..مثل ورقة خريفيه تسقط من اعلى الشجر بين
ذراعي مساعد اللي امسكها بكل قوته ..وغابت فاتن عن الوعي..
طلعت مريم هذيج اللحظة من الغرفة يوم سمعت اسم فاتن ووييههها متهلل ...ويوم شافتها طايحة على
الرض واخوها راكع على ركبته يمها ..انهلعت...
الفصل الثاني
-------------
في هذيج الصالة وهوينتظر من فاتن ترد عليه التلفون ..ول فوق ال 15مرة متصل فيها واهي ابد ما تدري
وكل ما تتجاهل اتصاله يزيد خوفه ..لدقيقة من الزمن ترك نفسه مجرد من سلح الصبر في ساحة معركة
الموت ..والتسليم ان مريم ومساعد ما عادوا على هالحياة ..ومسرع ما سالت دمعته عشان ترده الى صوابه
انه كل شي جايز ..واهم شي انه يــتأكد من فاتن..
لؤي اللي كان يبجي طول الوقت وهو منكس راسه ما سمع ول نصيحة من نصايح جراح ..طبعا مو اهوو
صاحب المصيبة ..مو اهو اللي فقد اخويين ..مو هو اللي فقد روح البيت اللي هم فيه ..يا الله ..ما اروع
وحشتك يا بيتنا بلياااا مريم ومساعد ..نزلت راسه وهو يبجي بحرارة..
اما جراح اللي كان محتار ما يدري يروح يسأل المكتب مرة ثانية ول لء ..يمكن غلطوا في السم ..بس يبي
يشوفهم ماخذين اي رحلة...وراح للؤي عشان يطمن عليه
راح عنه جراح ودخل داخل المكتب مرة ثانية اللي متروس بالنٍاس ..وبصعوبه قدر يوصل للموظفة عشان
يسألها بالسماء اللي لقتهم ...قلبه محروووق وهو ما عارف يرضخ مثل ما رضخ لؤي ول يظل ثابت مثل ما
اهو ..كلها لعبة ..لعبة ويا الوقت ..يا اقطعه يا يقطع كل مؤشر للحياة عندي ..وأنا مو مستعد للخسارة..
مات جراح من الخوف يوم قالت له انشاء الله ..يعني من صجها ...من صجها بهالخبر ..مساعد ومريم ...
راحو؟؟؟؟؟ يات الموظفة وهي توري جراح خط الرحلة اللي كانو فيها مساعد ومريم..
الموظفة :شوف ..هذول السامي ..وهذا رقم الرحلة ..وهذا توقيتها ودرجتها ..ونوعيه المتعة ..و......
غابت صوت الموظفة وهي تتكلم لن جراح كانت عيونه غايصة ببحر من الدمع ..وهو يحاول يتنفس بس مو
قادر ..طلع من المكتب وهو يبي يتنفس ..مشى من غير هوادة لبره المطار وهو ما يقدر يتنفس ..مو حاس
بنفسه ..طلع عند البااب وهو يمسك الدشداشه عند منطقة الصدر ..تم يدور في مكانه برجفان ...اكيد اهو
قاعد يموت ..لنه يحس بان شي قوي ينتزع منه ..اهي الروح ..اكيد الروح ..روحي قاعدة تطلع مني ..لني ما
بتحمل فكرة الحياة من دونج يا مريم ..ما بتحملها...
ظل واقف مكانه وهو يسحب سحب من الهوا ياريته بس لوووو يحسه كيف يمر في صدره ..ووسط هالتنفس
كانت انااات ..ومن انات انقلبت الى شجن ..ومن الشجن الى صيااااح ..ومن الصياح الى صررااااااخ..
صرخ جراح بكل صوته ..صرررخ وهو يتمنى لو ان عروووق جسمه تتفجر بالدم العبييط ..يتفجر ويمووت وما
يعود في هالدنيا اي حسافة او ملمة من بعد مريم ...مريــم ..يا اغنية عذبة تنسااب من الشفايف ..يتغنى بها
كل حبيب وكل عاشق من يحس ان الدنيا ما عادت تترنح بالحب ..مريم ..عذوبة الطفولة ..وروعة الشباب..
وجنون المراهقة ..راحت ..؟؟؟ رحتي يا مريم ..رحتي عني؟؟ تركتيني لحالي بهالدنيا؟؟؟ مريـــــــم!!!!!.
لحق لؤي جراح يوم شافه طالع من المكتب وكانه ينازع شي بداخله ..ويوم شافه طايح على ركبتيه بزاوية
بعيدة بالمطار وقف وهو مشدووه بهالمنظر ..وراح له ومسكه من جتوفه..
وبخضم ذيج اللحظة ترك جراح لؤي وراح عنه وهو يمشي بقوة ..يشق عرض الهوا وهو في حالة الرفض التام
للي يصير ..مستحيل ..مستحيل مريم ترووح ..اذا اهي راحت ..انا شكو بهالدنيا ..انا لشنو بهالدنيا ..اروح انا
وياها بعد..
راح جراح عن لؤي اللي ظل واقف وهو معصوف ..هالكثر جراح يحب مريم؟؟ من متى حبه بدى لها؟ ..اكيد
من زمان وال ما كان بيقول عنها انها دنيته ..وتم واقف وهو يناظر جراح وهو يركب سيارته ..وشخط بها بقوة
وطلع من الشارع وهو شاق الطريج..
يا ترى ..الضلل اللي قاعد يعيش فيه كل من لؤي وجراح ويمكن يوصل وينتشر للعايلة راح يوضح؟؟
---------------------------
على سريرها في غرفتها كانت نايمة ..وحواليها كان اهو واخته ..مريم تراقبها بخوف وهدوء وهي تراقب
شحوب ويه فاتن ..ودرجة حرارتها المرتفعة شوي ..تمت تحس بالذنب واللوم في قلبها على مساعد ..جم
مرة قالت له انهم لزم يتصلون ويخبرونهم انهم راح يـتاخرون ..لكنه ما رضى ..ويوم وصلهم خبر الطيارة
اللي طاحت اصررت عليه لكنه قال ان فاتن تدري بانهم يا اليوم او امس كانو بيوصلون يعني اهي مو غبية..
كاهو الحين طيحنا بورطة والبنت مغشي عليها ول ندري شعرفت ول ما عرفت...
ياب لها مساعد املح وقعد يمها وهو يشممها اياه ...وبهزات خفيفة براسها بدت فاتن تستقيظ وترجع لرض
الواقع بصداع قاتل ..مسكت راسهاوهي تترنح يمين ويسار ..وعلى لسانها اسمه ..ومن سمعه مساعد وشاف
تحركها تقرب منها وهو يمسك يده ولمحه الخوف والذنب العظيم كاسيه ويهه..
فاتن وهي تعصر عيونها من شدة التعب والرهاق ..تحس بالوهن بعظامتها ..وهي تتسمع اصوات اصوات
مألوفة عليها ..بكل هدوء فتحت عيونها وهي ترفرف بجفونها ..ويوم شافت ويهه ابتسمت ..مدت بصرها لها
وشافتها وانصدمت...
فاتن والدمعة تسيل من زاوية عيونها وتراقب ملمح مساعد بعيون منتشية من التعب ..وهي تراقب ملمحه
مو مصدقه ..فمدت يدها تتحسس ويهه اكثر عشان تصدق الواقع اللي اهي فيه ...ويوم حست لدفء وجنته ..
فاتن وهي حاطه راسها على جتف مساعد وتبجي ...:يوم قالولي ..انك ...انك على ذيج الرحلة ..مت ...
والله ..ما كنت عارفة شلوون يعني ..بس ما حسيت بالحياة ...ماقدرت احس ..تخيلتك بعيد عني ..ومستحيل
اشوفك بعد اليوم ...ظااااقت فيني الدنيا..
دمعة مساعد خلست من جفونه وسالت على خده :ل يا حبيبتي ..انا ما رحت انا هني وياااج ..ل تحاتين خلص
رفعت فاتن راسها وهي تحس بالفرح الكبير وتبتسم في ويهه ..:مساعد ...انا اسفة..
مريم اللي شوي شوي سحبت نفسها وطلعت من الغرفة تركت المجال لهم عشان يتفاهمون ...ظلت واقفة
بالصالة وهي تمسح دموعها ..تتحسس حرارة وجنتها وتخيلت لو ان الوضع كان بالنسبة لها ولجراح ...يا الله..
جان بييين ..مو بس بيين ال بموت روحي..
مساعد وهو يمسح على شعر فاتن وهو ساندها بيده .:ل يا حبيبتي ..انتي مو اسفة ..اصل ما صار شي عشان
تتاسفين عليه
فاتن وهي تبجي :مادري ..يوم حسيت ان ..في امكانية انك تروح عني وانا ...وانا مزعلتك ...حسيت
بالموت ...وانا عمري ما حسيت فيه بفقد احد ....حتى ابوي..
مساعد وهو يكابد الدمع من عيوه لكن هيهات ..موقفه ويا فاتن بهاللحظة اكبر من قدرته على الستحمال..
شلون قدر يسوي فيها جذي؟؟ شكثر اهو ظالم ..ظن انه يتعامل مع خصم قوي لكنه اذى فراشه وكان على
وشك انه يسحقها من شدة الحزن..
مساعد وهو يساعدها انها تساند روحها عند السرير ..شاف ادوية عند السرير وواحد منها مسكن ..سحب من
العلبة حبه وصب لها ماي وقدمه لها
بارتجاف مدت فاتن يدها الى مساعد واخذت منه الحبة وشربتها ..واهتزت يدها وهي حاملة الماي بيدها وسند
قاعدته مساعد وهو يناظرها بعجز ..بعد ما فرغت مسحت ثمها بكوعها ..رسمت ابتسامة طفولية كان من
اثرها انها تثير الحزن في مساعد بطريقة مخيفة ..نزل راسه وهو يمسح بصبعه عينه اللي ما جفت من الدمع..
واستغربت فاتن منه ورفعت راسه بيدها..
نزلت فاتن راسها خجل وحياءا منه ..وهو لحظ انها تظايقت ..
رفع راسها مثل الب اللي يطيب خاطر بنته من بعد ما عنفها ..:بس بعد ..اهم شي انج تكونين بخير وسلمة..
وكاني ييتج ..يعني عناية 100بال 100هههههههه
ضحكت فاتن وياه بخفة ...ويوم سكتت عن الضحك رفعت عيونها له وهي تناظره..
مساعد ..:تدرين...
فاتن بهمهمة ..:هممم
مساعد وهو شوي ينفجر من الضحك :شكلج ووييهج امنفخ مثل الكيكة هههههههههههههههههه
فاتن انحرجت اول الشدة لكن بضحكته شاركته :ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ادري ل تقول لي...
ههههههههههه
مساعد من بعد ضحكه طويلة اللي حتى عينه دمعت :..بس بعد ..احلى كيكة..
استحت فاتن ونزلت عيونها :..تسلــم..
قام مساعد ويترك يد فاتن اللي انصرعت يوم شافته رايح عنها..
اما عيون مساعد كانت على الدبلة اللي بيد فاتن ...ورفع عيونه بفرحة صامته لويهها...يعني خلص .تقبلتني..
خلص ..انا بحياتها ..انا جزء ل يتجزء من هالمخلوقة الصغيرة ..انا لها ..وهي لي ...سيدتي الصغيرة ..لي....
اهتزت اوداجه ..وتغنت دقات قلبه باروع قصيدة حب بهالشي ..الدبلة شي رمزي لمعاني كثيرة حملوها الثنين
بحياتهم اللي مرووا فيها من تواجدها المادي بينهم..وخلتهم يحسوون ان بوجودها كل الشياء بتم وبغيابها ما
راح يبقى اي شي ..وانتظار كلمة تمجيد الحب طويل ..او يمكن عقيم ..لكن لاء ..كاهي الدبلة ..الرمز
لهالمعاني ..ملتف بحذق حول عنق صبعها ..برهان على ان المل متجدد ..وان الحياة ابتدت ..وان الربيع بدى
في عمق الشتا بحياة مساعد ..يعني لرد الكويت هالمرة ..فاتن بتكون معاه جنب لجنب ..واذا تمنى المان
يلقيه معاها ..واذا بغى التفهم شاف عيونها ..ونظرة الحب؟؟ ..وانتظاره ..؟؟ انتهى النتظار؟؟ ومثل ما
صبرت ..نلت.؟؟؟
مساعد :فاتن؟؟
رفعت عيونها فاتن بعد تحضير لنظره عيونها ..ويوم رفعتها كانت باسمة والدمعة مكونة بريق ما يتجابل ببريق
اروع الماس ..بادلها مساعد النظرة اللي كانت مثل الثلج على الصدر ...وابتسم ابتسامة عريضة تنم عن فرح
وراحة عظيمة...
مساعد هز راسه وهو يبتسم ..مو قادر ..ما يدري ..يسجد لربه شكر ..ول ينقز من الفرح ..ول يظل ساكت
وهو يراقب ملمح هالملك اللي خلص ..صار جزء عظيم منه ومن احساسه وقلبه..
واخذ روحه على جنب السرير ..ونام وخلى بينه وبين فاتن مسافة شبه الكبيرة ..وظلت يده معانقه يدها
تشدها عشان تنام ..وطاوعته فاتن وهي بالمثل ..نامت وهي مجابلته ويدها بيده..
ابتسم لها مساعد ...وابتسمت هي بالمثل ...وسكرت عيونها ..عشان تغوص في الحلم الجميل ..اللي لول
مرة يتكون على ارض الواقع..
======================
ظل جراح ساكن في زاوية من زوايا الشارع اللي يم بيت مريم ..ما راح عند غرفتها لنه ببساطة ما تحمل
الظلاام اللي كان لف الغرفة ..ما جفت دموعه ول نشفت ..ظلت تنهمل مثل مطر صيفي ..بارد ومنعش
لحرارة فظيعة تعمر في جسمه ..واحتضارات يسجلها الزمن بكل ودج من اوداجه ..ظل يتنشق من الهوا قدر
ما يقدر ..ويمسح ويهه اللي مسرع ما يرجع مبلول ..ظلت خصله من خصلت شعره معلقة بالهوا ..ومنحنيه
بحزن لعظم المصيبة اللي كان عايشها صاحبها..
رفع راسه وهو مسكر عيونه وتنهيدة من اعماق اعماقه انصدرت من ثمه بحرقة ..تبرد شوي من اللي يشتعل
بداخله لكن ..ماكو فايدة..
----
مريم بطرف ثاني كانت ترتب اغراض فاتن اللي كانت بالصالة ومنها الجاكيت اللي كانت على الكرسي ..يوم
رفعته عنه طاح من احد الجيوب تلفونها ورفعته ويا الجاكيت ..شافت ان فيه مسد كولز وجم رسالة ..فتلقائيا
راحت وفتحت التلفون وضغطت على حبه الكشف عن هالمسد كولز ..شافت انهم 25مكالمة ما انرد
عليها ...لجراح ...بهالرقم الحاح ..الحاح غريب وعجيب من نوعه ..ياترى هاللحاح اللي في جراح ..راحت
وجيكت عند الرسايل وشافت ان هناك 3رسايل منه بعد..
>> فاتن ..ما يصير ..ما يصير مريم تروووح .....تكفين طفي ناري وردي علييي<<
زاغت مريم ..يا ربي ..ليكون بس وصله خبر الطيارة ومثل فاتن علباله اننا كنا على الطيارة ..يا ربي..
شسوي الحين..
ظلت مريم محتاسة مكانها بالصالة وهي عاقدة حواجبها ..طالعت الساعة لقتها توها صبح يعني ..11يعني
بالكويت جم 6 ..المغرب ..ماادري ..والله مو عارفة شسوي له ..ادز له رساله اخبره ...ول شنو؟؟؟ اي اي..
ادز له رساله ..احسن من اني اتصل فيه...
>> جراح انا مريم ..ما صار فينا شي ..احنا هني ببوسطن بالسلمة ..طمن الكل<<
وارسلتها ..ويوم انرسلت تمت تنتظر التقرير ..وكاهو وصلها ..عسى بس يوصلها شي من بعد هالرسالة..
----
صوت الرسالة رن في تلفون جراح ..والتفت له بأسى ..وتجاهله ..لمن سكت وانطفى نور التلفون..
----
تمت تنتظر مريم وهي تعض على اظافرها ..يا ربي علمه هذا ما يرد؟؟ مو يم التلفون ..لكن ..انا ليش
ارسلت له المسج ..خله يولي ..مو اهوو يطالع غزلنو ..يمكن مشغول وياها وما يقدر يرد ..لمت نفسها بقوة
على هالفكار اللي فيها ..مو من طبعها القسوى على جراح لو شنو صار ..ولنت مرة ثانية وتحركت عشان
ترد المسج الثاني...
>> جراح ..احنا بخير ..ل تحاتي ..وفتوون بعد ويانا<< ..
وارسلته ..ومثل الشي انتظرت التقرير وانتظرته لمن يرد على هالرسالة..
------
رن التلفون مرة ثانية بالمسج ولكن هالمرة انزعج جراح منه وسحبه بقوووة وفتحه عشان يسكره من حبه
التشغيل وبالغلط ضغط على زر Showوانفتحت الرسالة ...وشاف اللي مرسل الرقم ..كانت فاتن ..وضاعت
عيونه يمين يسار وهو يقرى الكلمات ..سكر عيونه وقراها مرة ثانية..
>> جراح ..احنا بخير ..ل تحاتي ..وفتوون بعد ويانا<< ..
وعلى طول تحرك للمسج القبلي اللي ما رد عليه وفتحه ..وتوقف قلبه يوم شاف المكتوب فيها..
>> جراح انا مريم ..ما صار فينا شي ..احنا هني ببوسطن بالسلمة ..طمن الكل<<
ما يدري ..هذي جذبه ..وهم ..خدعة من خدع الزمن اللي خدعه قبل شوي ..وعلى طول ما عطل نفسه
واتصل ...اذا اهي مريم بترد عليه..
-----
وبفزع رن تلفون فاتن باغنيه راشد الماجد
>> غضت عيون ول غضت ..عين من حبك وهادى بك..
انته ياللي روحك اتهنت ..يا متى روحي اتهنى بك<<..
وكان هنى دنيااها ..جراح المتصل .يا ربي ..شسوي الحين ..ارد عليه ول لء ..حرام موو؟؟ مايصير اتكلم وياه
في التلفون ..غلط ..بس هالشي غلط ..بس ..انا عادي اكلمه في الصج يوم يا التلفون صار حرام .شهالنفاق..
انزين بس مرة بكلمه ول بكلمه مرة ثانية ..حتى اني بصلي صلة استغفار ..بس اسمع صوته واطمنه..
سكر جراح عيونه بشدة وهو يبجي من قوة شعوره ...يا الله ..يا محلى الراحة ..يا احلى راحة مرت على
قلبي ...اشكرك يا ربي ..اشكرك يا ربي ..قلبي ما خاني ..ما خنتني يا قلبي ..مثل ما هديتني على حبها..
هديتني على حياتها...
سكتت مريم ..وما انسمع منها لجراح ال صوت نفسها المنتظم ..وكان مثل الموسيقى الناعمة على مسامعه..
وصدره يرج من دقاته ..ولكن مخه بدى يشتغل ..اذا مريم ومساعد بخير ووصلوا اميركا عيل ليش اساميهم
على الرحلة الي طاحت..
جراح :عيل ليش اساميكم ويا الناس اللي طاحو بالطيارة؟؟ مع انكم وصلتو متاخرين
مريم وهي تمسح دمعتها :لن ..مساعد بدل التذاكر ويا ناس ثانيين..كانو يبون الرحلة المبجرة وهو بدل
وياهم ..وخذينا تذاكرهم وحولناها لنا ..وهم كان الوقت ظيج عليهم تكلمو ويا المطار وسمحوا لهم يروحون
وهناك اذا وصلو يعدلوون وياهم..
جراح :زين ليش ما خبرتونا وليش ما كلمتوا احد..
مريم :ما حطينا في بالنا ان الرحلة اللي فوتناها صار فيها جذي ..والله يا جراح الله كتب لنا عمر يديد
بهالدنيا ..ماتصدق شكثر شاكرة لرب العالمين ..كرمه علىبني ادم عظيم ول احد يوقف ويقدر هالنعمة ..الحمد
لله رب العالمين
جراح :وانتي الصاجة ...محد يقدر هالنعمة ....وخصوصا انا ..ماقدرت نعمة وجودج بهالدنيا ال باللحظة اللي
حسيت اني ...اني فقدتج...
مريم وهي مستحية منه :..ل تخاف ..انا كاني هني بالدنيا بلحمي وعظامتي..
جراح :اي ...الحمد لله على وجودج وياي ..احمد الله الف مرة..
بعد صمت حلو بينهم ..ومريم تتغنى بكلماته ..اضطرت انها تسكر المكالمة لنها طالت اكثر من اللزم
طلع جراح من السيارة وهو رايح للؤي اللي طلع له من السيارة وعيونه تدور في ويه جراح بنهم ..ما يدري
ليش يحسه مرتاح شوي ..وكان...
مسح على ويهه لؤي وهو يرتعش ..وكل اللي سواه انه سجد على الرض وسجد وباس الرض وجراح مات من
الضحك عليه ..ويوم وقف لم جراح بقووووة ومن زود ما تعلق فيه حمله جراح وتمووو يصارخون من زود
الناسة
لؤي :واااااااااااااااااااااااااي واي ..والله اني مت مت يا جراااااااح ماحسيت للنفس فيني ..وانا تاخرت عن
البيت ماابي اخبرهم ...يا الله ..فرحتني فررررررررحك الله..
جراح وهو يضحك :وياااك يا حبيبي ..ويااااك...
لؤي :يالله عيل ..انا بخليك الحين ..يمكن ابيت وصلهم شي ول شي ..بروح اشوفهم قبل ل يصير اي شي..
جراح :اوكي انا بعد برووح..
ويوم التفتو الثنين عشان يروحون دربهم وقف لؤي جراح ...
راح جراح عن لؤي وهو يحس انه مو على الرض ..مايحس ان بخطواته يوجع الرض ..الهدوء كان عام كل
جسمه ..واقسم انه ل راح البيت على طول يحط راسه وينام ..على استعداد للخيال اللي اهو عايشه..
الفصل الثالث
--------------
الساعة ثمان ..وخالد قاعد في الصالة وهو ينتظر مناير تنزل من غرفتها ..حزة العشا شلون بيلقي سماء
اليوم يا ناس ..والله ان منوووور حمارة اكيد تجذب علي ..والله لطلعت تجذب ل انتف شعرها هذا مثل ريش
الديييج..
ونزلت بهذيج اللحظة مناير للصالة وشافت خالد قاعد عند الستراحة اللي صمموها يم المطبخ وهو اول
ماشافها فز من مكانه لها وسحبها من كم قميصها الى الصالة الداخلية
ال وام جراح تطل من الباب وتشوف سماء :هل يمة سماء..
سماء تلتفت لم جراح بابتسامة :هل فيج خالتي
ام جراح توقف عند الباب :وينج يمة من يينا البيت وانتي ما ييتينا ..علمج ليكون بس )تفرص ذراع خالد(
زعلنة منا ول شي..
خالد :اااااااااي ..يعور خالتي..
سماء وهي تضحك على الفرصة :ل والله خالتي ماني زعلنة )..تطالع خالد بتعالي( اذا بزعل بزعل عشان
شي يستاهل ..مو على يهال..
ام جراح وهي تضحك :ههههههههه عفية على بنتي الشاطرة ..دامنج ييتي تعالي توه العشا زاهب
سماء وهي تطالع خالد :وااااو ..كشخة عيل ..بنغث ناس..
دخلت سماء البيت وهي تمر من صوب خالد اللي واقف ومنصدم من تصرف سماء ..لكن منووور الجلبة..
هييين لج ان ما نتفت شعرج كله ..واول ما التفت للباب وهو يسكره جافها واقفة وهي تفرك يدها ..وباجرام
تقدم صوبها وعيونه تشب حريجه..
مناير وهي تتوسله :تكفى ..انتخيتك ..خاف ربك فيني ..والله بغيته صلاااح فيكك..
خالد ياشر بيده عشان تسكت ..وعيونه اللي تقدح من الشرار ..:بيني وبينج تصرف ثاني ..بس ..دامن
السمجة دشت الحظرى ..خلص ..ماكووو خوف ..اسحبها شوي شوي ..لمن اشيلها من الماي..
مناير وهي تحس بحماس خالد :ايه خالد ...وانا وياك ..لو تبي ..اسن لك الصنارة
ضربها على راسها :صنارة بعينج ..دواج بعدين) ..يمسك شعرها( شعرج هذا بلووووته كله ..بسويييه بكرة
خياطة وببيعه للصالووونات..
مناير بخوف :والله حرام عليك مجرم شعر انت ..؟؟
خالد :محد قال لج ما اتحجبين ..هين لج ..انتي والحمارة الثانية ..ان ما ادبتكم ..ماكو خالد بن عبد العزيز
راح خالد وهو نافخ صدره ومناير وراه تقلد عليه :خالد بن عبد العزيز ..بشه ما تقدر تنفش ريشك ..تهزئك
سمووي وانت راضي) ..تبتسم بفرح( والله اليوم بنشهد اكشنااات خصوصا وجراح من ياا راح ينااام..
خووووووووووش..
--------
ظلت العايلة تاكل عشاها بهدوء ..ال من توتر بين سماء وخالد اللي كان منقهر حده منها ..اول شي ..ولسبب
بليغ ..ملبسها اللي ما تعجبه ..كانت لبسه فستان جينز نفس الوفرول بس على تنورة ..وقصير لركبتها ..وهو
محذرها الف مرة ان هاللبس ما يحبه ..والظاهر انها متعمدة فيه عشان تقهره ..ومن زود ما كان منقهر من
مظهرها عاف الكل ومناير تراقب الوضع وتسجل ملحظاتها ..وضرب الجرس..
راحت مناير وظلت سماء ويا عبد العزيز وخالد وام جراح على الطاولة ..خلصت ام جراح من الكل وشالت
صحنها وحطته بالمغسلة ..وعبد العزيز وياها ..وظلت سماء بروحها على الطاوله ويا خالد اللي من راحت ام
جراح تم يناظر سماء باجرام وكل اللي سوته انها اشاحت بعيونها عنه بغرور ..اللي دفع الجرام فيه اكثر
واكثر..
مناير اللي كانت على الباب اهي ارفيجتها سماهر ..وكانت معصبة ومناير تبتسم في ويهها
سماهر مدت يدها وصفعت مناير بخفة ..انصدمت مناير من سماهر ..معنى هالصفحة ان سماهر غضبانة..
واللي بين هالشي اهي التكشيرة اللي على ويهها المخدخد..
سماهر :هذا لنج حاقرتني من جمن يوم ..وجم مرة شفتج تروحين بيت سماء ..قولي لن بيتكم صار يديد
صرتي ما تحبيني وما تبيني اكون ارفيجتج..
مناير وهي منصدمة :سمووووور..
سماهر :سمور بعينج تحملينها قرحة قولي امين..
مناير وهي منصدمة :شهالحجي ..سماهر علمج حبيبتي؟ وليش هالطراق ..صرقعتي مخي به..
سماهر :انتي لنج حمارة ..تدرين من متى ما جفتج ..ال في المدرسة ..ومن المدرسة ماشوفج..يالله برري
لي ليش ماشوفج ومنتي ارفيجتي مثل قبل..
مناير :وطي حسج وخليني اقول لج..
مناير وهي تسحب سماهر بعيد عن عتبه الباب ..ماتدري يمكن احد يسمعها ..الدنيا مالها امان والجواسيس
بكل مكان..
سماهر :علمج شفيج تسحبيني بعيد ..ماتبيني ادش بيتكم؟؟
مناير تمد يدها وتصفع سماهر بنفس خفة الصفعة القبلية ..:شوفي يالحمارة ..انا في مهمة خطيرة وعالية
السرية والتكتم مطلووووب
سماهر ويدها على خدها ..رصت النظارة وتكلمت :شهالمهمة اللي مادري شتخربطين عنها؟
مناير بحاجب مرفوع وهي تشير براسها لبيت النهيدي :ولد هالبيت؟
سماهر تطالع البيت بغباء :علمه
مناير وهي تهز راسها :ترى طلع خطير مثل ما قلت لج
سماهر :شلوون؟
مناير وهي تحط يدها على جتف سماهر :سموور .انا ما ابي اورطج ال بعد استعدادج التام انج تكونين معاونتي
100بال ..100ماابي اي تردد ول خوف..
سماهر وهي تشيل يد مناير :مادري عنج الحين بتدخليني بالصاعقة ول الكوماندووز ..انتي شفيج ..خربت
راسج الفلم الميركية..
مناير :والفلم الميركية ياعمري ما صارت ال لن هالقصص واقعية وحقيقية..
سماهر :زين انا مستعدة وانتي تدرين بهالشي
مناير وهي تهز راسها :اي بلى ..يوم قلت لج باول الشدة قلتيلي ل مافيني اخاف بدر يدري ويقصب رقبتي
الحين صرتي مستعدة؟
سماهر :ل هذاك اول ..يوم بديتي تحقريني انا ماصبرت ..لزم اشترك وياج ..قوليلي وانا بتابعج ..شاكتشفتي
عنه
مناير وهي تحط راسها عند راس سماهر :السالفة ومافيها ان ورى هالمشعل سر خطير ..دومه يطلع ويشاوط
بالسسيارة والشي اللي يشتغل عليه بكاراج بيتهم ..وبيني وبينج )تطالع يمين ويسار ان جان اكو احد يسمعهم
وبهمس( انا باول ايام بيتنا ما اشتغلوا فيه جفته يلووي داخله..
سماهر بغباء :يمكن مظيع شي هناك
مناير وهي تاخذ نفس :يا عبيطه ..يام العبط ..له في بيتنا) ..وتوقفت عن الكلم وكان فكرة لمعت براسها(
تعالي؟؟ انا شلون ما فكرت فيها ..يمكن مظيع شي هني ..او يمكن شي له..
سماهر :شقاعدة تقولين انتي مافهم عليج؟
مناير وهي تحوس بثمها .:انا اشك ..ان مشعل النهيدي ....اخوووي ..بس احنا ما ندري عنه..
سماهر تناظر مناير بغباء ..يعني اهي واحد من الثنين ..يا ينت ..يا ينت ..تعال هذا واحد :منوور ..انتي وايد
استخفيتي ..ويبيلج تشوفين دكتور
مناير :عيل شتفسيرج ..احسه ينسب لبيتنا ..له شي في بيتنا ..احد منا ..ومن يكوون؟؟ غير امي يعني يا خبل..
سماهر وهي تهز راسها :هذا ينون منووور
مناير :يمكن ..يمكن هذا ينون )وهي تناظر بيت النهيدي وبالتحديدي بلكووون غرفة مشعل( بس انا قلبي ما
خانني قبل ..هالريال فيه شي ..له شي في بيتنا ..عيونه تقووول ..وانا افهم كلم العيون
سماهر وهي ترص نظارتها :زين انا بقول لج باجر ما بروح المدرسة
مناير بصدمة :ليــــــــــــــش؟
سماهر :ل بيي بعدين بس قبل برووح اخذ لي عدسات )ابتسامة عريضة(
مناير بفرح :حلللللللللللللللللفي..
سماهر :ايه ..بددددر لقى شغل زين واول شي بسويه بالمعاش بيشتري لي عدسات بدل هالنظارات ..جني
بكيييززة
مناير وهي تلم ارفيجتها العزيزة :فديتج احلى بكيييزة ..زين تعالي وياي داخل البيت
سماهر :ل فشلة وقت عشى
مناير :هااا ..اشوفج انتي الحين اللي تتغلين ..يالله دشي سماء هني
سماهر بغيرة واضحة :ايـــــــــــــــه ..صارت سماء اللي تقعد في بيتكم مو انا
مناير :وي مالت عليج سماء من زمان اتيي بيتنا وتقفن ..يالله انتي وراها ..بسرعة جدامي يالله
حوس ثمه عنها ومشى بعيد عن المكان اللي كان واقف فيه ...وهي واقفة تناظره ..راحت عند محل اللي هو
واقف فيه وقفت بنص المكان..
خالد :انا ما اقدر اجبرج على شي ..انتي بطبيعتج حساسة ..يمكن صح كلمج ..انا الغلطان بحقج ..بس انتي
بعد غلطتي ..يوم فهمتي كلمي غلط) ..التفتت لها( انا عمري ما تمنيت اني اقارنج باحد ..لني يوم حطيتج في
بالي ..حطيتج انتي سماء ..باخطائج وتميزج وايجابياتج ..بس انتي اجبرتيني هذيج الليلة اني اقارن...
خالد :استعددت اني اسامح واني اغفرلنفسي واصالحج ..لكنج ما رضيتي ..كان راسج مغطى بعصبه الغيرة
القاتلة لدرجة انج انتي اللي زعلتيني بكلمج ..شوفي انا مالووومج على غيرتج ..ناس تقول ..ملح المحبه
الزعل واحلى الحبايب اللي دايم يغاروون ..بس انتي حطيتيها كوهم في بالج ..وهم خلج تزعلين وتتظايقين
طول هالفترة ..وبظيقج هذا ظايقتيني وياااج ..اذا بتم علقتنا جذي كلها ظيج وكدر ومخاصم ..ما راح تنجح..
احد منا بيمل من الثاني وبيندم من هالشي ..انتي صغيرة وانا فاهمج ..بس لزم تكبرين ..حلوة البنت لمن
تكبر على يد ريال ولمن الريال يكبر على يدها ..كبريني وياج ..وارجوج) ...وهو يضم يدينه عند حلجه( خليني
اكبرج وياي ...هذا مطلبي منج ..انا تعاهدت بيني وبين نفسي اني اخلييج اسعد انسانة بهالدنيا) ...تناظره
بعيوون كلها امتنان( اني ما ااخليج اتحسين بالحرمان اللي انتي عايشته ..فاسمحيلي هالشي ..انا ما ابي منج
شي يا سماء ال الفرصة ..وبس..
سكتت ..ماقدرت ترد على كلمه البليغ القوي ..جمع في نفس الوقت ..صفة المحامي والحبيب والصديق
والموالي واهم شي ..خالد ..الصبي اللي حبت فيه التعقيد ..وحبت فيه الوجود المتعددة ..والتغييرات ..وكاهي
الحين تحصله ..بتغييراته..
راحت عنه وتركته يضحك وهو راضي ..واخيرا ..قدر انه يستحل منها شي مهم ...ثقتها ..وصح كلمها ..اهي
لزم ترتاح مثل ما انا مرتاح ..ولزم تكون نفسها مثل ما انا نفسي ..يا عمري يا سماء ..ليتني بس اكبر ...جان
والله ما وقفني عنج شي يا الغل ..ول بعدني عنج شي..
--------------------------------------
في ذيج الشقة وذيج الغرفة كان مساعد قاعد وهو يراقب نفس فاتن الهادئ ...تمت على وضعيتها ويدها بيده
طووول ساعتين كاملتين ..اهو نام في ساعة بس حبه للتقلب ما خله يرتاح في نومه لذا اوتعى من شي نص
ساعة ..وتم يراقبها ويراقب ملمحها ..ووفوق كل هذا ..يتحسس الدبلة بيده ..اهي بيدها دبله وانا لزم بعد
يكون عندي دبلة ...وان شاء الله جريب اروح اشتريها وارتاح...
حس لعظامته تتحرك فيه ولزم يتحرك ..وضعيه مثل هذي ما تساعد جسمه ابدا ..خصوصا وان السرير مو
طبي ويعور الجسم ..فبسهولة تحرر من يد فاتن وتحرك من السرير بخفة ..عشان ل ينبهها ..ارسل لها بوسه
في الهوا وطلع من الغرفة بكل هدوء..
وهو يسكر الباب التفت الى مريم اللي كانت قاعدة بالصالة وهي تناظره مبتسمة ..راح لها والبتسامة مرصعة
على ويهه بحبووور ..اشر لمريم على الغرفة الثانية وهي هبت وياه وراحت..
مريم :يا مساعد انا مالوومك ...بس تصرفك كان فيه شوي من القسوى على فاتن..
مساعد :ادري مريم واله ادري ....كان ودي بس ما تعرفين شنوع الشعور اللي كان فيني ..قهرتني باخر
اليام ...وحسيت ..ان هذا الشي بيعلمها درس ..بيعلمها غلاي في قلبها مثل ما انا مغليها
مريم وهي تهز راسها :بس انك تخليها تعيش بهالصراع وبهالخوف ..وبهالغربة ..صراحة انا ما عجبني هالشي
فيك ..انت احن من جذي ..احن بوايد..
وقفت فاتن وهي مو مصدقة ...كان يعرف باللي قاعد يصير ..ول فكر انه يتصل ويخبرها لنه ....لنه يبي
ينتقهم منها ....ينتقهم منها بهالطريقة....
ول اراديا ظهرت روحها عند الباب ..ويهها معصوووف من الغضب والصدمة الكبيرة
مساعد من غير ما يعرف انها واقفة عند الباب :ادري يا مريم والله ادري وما تدرين شلوون الذنب راكبني
لراسي...
انهى هالجملة وشافها واقفة عند باب الغرفة ..وانصدم ..وحس ان الكلمات ما تسعفه اكثر ..كان ويهها مثل
اللوحة اللي تكشف عن مشاعر الغضب والعنف...
وحتى مريم ..حست ان بداية المشاكل اللي ماانتهت من يوم طلعو من الكويت كاهي ترد لهم مرة ثانية...
بس من بعد فترة سكوون الله يعينك يا مساعد ..من اللي بيييك من فاتن ..ترى اذا عصبت عصبت من قلب...
الله يعينك بس..
يا ترى ..من بعد هالي سمعته فاتن ..شراح يصير بينها وبين مساعد...
كان هذا اللي يدور في بال مريم وهي تناظر ويه فاتن المشرر من الغضب ..نظراتها اللي لو كانت تحرق جان
مساعد الحين رماد ..ومساعد اللي من شاف فاتن واقفة نظرة الضياع كانت بعيونه ..توقعت مريم ان فاتن
بعد هالنظرة خلص بتمشي عنه لكنها كانت غلطانه لنها بكل هدوء تقدمت عند باب الغرفة..
وطلعت من الدار وهي تمسح عيونها ووقف مساعد للحظة جدام مريم وكأنه يستنجدها ..هزت مريم جتوفها
عاجزة ومشى عنها مساعد ورى فاتن ..يصلح العش الجميل اللي ما لبق وحطاه كاهو قاعدة قشاتها تتهاوي
في الهواا مودعة النعيم..
وصفقة الباب اللي لمست ريحها القوية ويهه ...وقف مكانه اول الشدة مصدوم ..بعدها تخصر وهو منزل
راسه ...يارب انا شسويت ..تهفهف مساااعد وهو مو عارف ؟؟ يدخل الباب؟؟ ول يخليها على راحتها ..ل ل
الخيار الول احسن لنه مو مستعد يعيش طول هالفترة في حيرة وقلق وتفكير ..لذا بصوووت هادئ سلها..
مساعد :فاتن ...فاتن ....فجي الباب فاتن ..خلينا نتكلم..
فاتن وهي واقفة عند الدريشة مو قادرة توقف سيل الدمع ..يارب شكثر اهي غلطانة وغبية وعمية ..خليته
يتسلل فيني لمن ضعفت جدامه ..وبعد الضعف ما عدت اقدر اكوون قوية ..غبية غبية...
مساعد وهو يتسند على الباب بطوله الفارع :فاتن تكفين ..خلينا نتفاهم ..ل تخلين مثل هالشياء التافهة تصعب
الوضع بيناتنا..
للحظة نفضت اذنها الكلمة ..لكن مسرع ما ردت لها ...اشياء تافهة؟؟؟ اشياء تافهة ...يا الويل ..ثارت في
فاتن الحمية ..اشياء تافهة؟؟ اني معلقة بين السماء والرض ..بين الحياة والمووت ..تافهة؟؟ اني شوي افقد
مخي واستخف؟؟ تافهة؟؟؟ ظلت واقفة وهي مشددة على قبضة يدها ..وراحت عند الباب وفجته بقوة بسيطة
مساعد كان منزل راسه وهو واقف عند الباب ويوم انفج الباب طلعت له فاتن بثورة عارمة ...حس ان لسانه
ملجم لنها ما عطته ال ثانية وبدت بسيل الكلمات..
فاتن بعصبية :تافهة؟؟ امور تافهة ؟؟ شي تافه انك تعلقني وتعلق صبري بين الحياة والموت مااعرف واين
اصفع براسي ؟؟ شي تافه اني حسيت بالموت لن اعز ما املك بهالدنيا يمكن راااح ..راح ومالي احد غيره
) كانت تتكلم واهي تتجدم بخطواته ومساعد يرجع وراه( بقول لك شنو التافه ؟؟ خلنا نحدد معنى التفاهة..
التفاهة )وصوتها يرتفع( يا استاذ اهو انت ..انت إنسان تافه وشديد التفاهة بعد لنك حاولت تختبرني من خلل
منظوووور ينم عن عقليه ظيقة ..هههااه ..واي عقلية اظيج من عقليتك ..تختبر حبي في موتك؟ ..انت لو انا
جدامك ومشاعري كلها تتوجه لك ما حسيت بها بتحس بها لو كنت انت ميت ول لء؟؟؟؟
سكتت فاتن ومريم اللي طلعت من يوم سمعت صراخ فاتن وقفت عند الباب وهي مو مصدقة اللي قاعد
يصير ...مساعد ظل واقف وبينه وبين القنفة ل يطيح عليها شبر واحد ..واقف بطوله وهو مفتح عيونه كلها
يراقب فاتن ..كانت نارية ..اعصابها هائجة لكن فوق كل هذا ..كان هجومها عليه مثل هجوم اللبوة بممتلكاتها..
وشنو اللي قصدته؟؟؟ مشاعرها لو تتوجه لي وانا وياها ما بحس لها؟؟ اهي متى وجهت هالنوع من
المشاعر؟؟؟ متــى؟؟ مشاعر وعواطف متى وجهتيها يا فاتن متى؟؟
بعد لحظات ..او يمكن اقل لنها ما لمست ارض الواقع من بعد الصدمة اوتعت فاتن لنفسها ..ودليل وعيها
اهي عيونها اللي بعد ما كان ويه مساعد الهدف الول لها والوجهة الحقيقية تقلبت يمين ويسار بخجل او يمكن
بارتكاب ..ارتجفت شفايفها بسبب الصراخ اللي صرخته اليوم وفي ويه من؟؟ مساعد ما غيره...
تراجعت خطوات عنه وهي مستحية وتوها بتوصل عند الباب وزمجر مساعد
مساعد بصوت ارعن :لو سمحتي؟؟ عيدي اللي قلتيه؟؟ مشاعر؟؟ اي مشاعر اللي وجهتيها حضرتج؟؟
انحرجت فاتن بشكل فظيع ...ما كانت تعرف عاقبة كلمها ال الحين :كنت اقولها ..على سبيل ...سبيل ال
مساعد وهو يكتفت جدامها :سبيل شنوووو يا فاتن؟؟؟
ضربت بريلها على الرض :تعرف شي) ..بتحدي واضح( انا مو مستعدة اشرح لك اي شي ...انت مثل ما
فهمتها فهمتها ..الظاهر ان لعبة اسمع الشي وافهمه صارت ميثاق يديد بحياة الناس ..واهم الحياة حياتنا ..مثل
ما خليتني صريعة الفكار بالخبر ..انت بعد ..افهم اللي قلت لك بمثل ما فهمته..
التفتت عنه وهي بتدخل الغرفة وتوها بتسكر الباب ..مساعد ما قدر يضبط اعصابه ..اخيـرا اهي اللي بغت
هالشي واهي اللي بتتحمل ثمنه ..اليوم انا خلص ما بتحمل منها اي شي خلص انتهى مساعد الصبور وانتهت
ايام الصبر اللي ماله حدود وقبل ل يدخل مسكته مريم
مريم بخوف واهي لول مرة تشوف اخوها جذي :مساعد اذكر الله..
مساعد وهو يمشي عنها ويدفع بالباب ورى فاتن :مالج دخل
مساعد بصوت مرتفع :تعالي انتي هني ....انتي يالياهل تلعبين على منو ها؟؟؟
صدمات متتالية؟؟ ياهل؟ وتلعبين :احترم نفسك
مساعد وهو منفلت :احتــرم نفسي؟؟ انتي ) ...يلهث بقوة( ل تخليني اذبحج الحين ..شوفي انا وايد صبرت
عليج فاتن وصبرت على يهالتج وياي جم مرة سكت وقلت اهي بروحها تعقل وتفهم ..اهي بروحها بتستنتج
لكني غلطان الياهل يتم ياهل لو ما ياه احد وأدبه ما يتأدب
فاتن اللي كانت ترتعش لكن ما تدري من وين القوة اللي ياتها وواجهت مساعد :انا الياهل ول انت المسيطر
المتنعت اللي ما تحترم مشاعر احد) ..تمثل بصورة وتنفخ صدرها( انا وانا وانا ...والناس اللي حواليك؟؟ ما
تعرف شكثر صعب ان الواحد يرضيك وانت ما ترضى؟
مساعد وهو يصرخ :الواحد يرضى يا فاتن لمن يلقى شي يراضيه انا شملقي منج قوليلي؟
فاتن وهي تحاول تتكلم لكن كبريائها يمنعها .. :انت .....انت لو كان الشي جدامك ..ما تفهمه ....والمشكلة
اني ما حب التفسير ول التحليل....
ماقدر مساعد عظ على شفاته من الغيض وومسكها من ذراعها وجرها له :شوفي ..انتي اليوم وحدة من
الثنتين...
مساعد :يا انج تتحجين ...يا ما تفلحين اليوم ...فاتن انا صبري اليووم ذرة وطارت) ...زمجر( تحجي..
فاتن تصارخ بنفس صراخه :مو قايلة شي ..ولني متحجية و..
مساعد وهو يشد اقوى على يدها لن حس للمها من اعتصارات ملمحها :و شنو؟؟
فاتن وهي تصرخ بوسط انكسار بصوتها :فج يدي..
قوى من اعتصار يده عليها وقربها :ما بفجها ..او تدرين...
فجأة رماها ومن زود ما كان ساحبها انعدم توازنها وترنحت على الرض وهي واقفة لمن ضربت بالسرير...
كمل كلمه وهو يتلتفت مثل السد :انا خلص ...ما عدت محتاج منج اي كلم لن تدرين شنو؟؟ اكتشفت
حقيقتج اليوم...
فاتن وهي تمسد على ذراعها وهي تمسح دمعة اللم اللي طلعت بغير أوانها :وانا بعد اكتشفت حقيقتك؟
نزل لها مساعد وهو يصرخ فيها :ل فاتن ما بتفهميني ...ترى اذا انا لو المشاعر توجهت لي وما فهمتها انتي ما
راح تميزين بالناس اللي تشعر لج وتحس لج ...انتي انسانة تحسين ان العالم ظلمج ..وان الدنيا ظلمتج ..
بواحد مثلي ..حطي في بالج شي واحد ل غير ..اذا اناااا ..واعيد واقوووول انا ..مليت منج وما بغيتج انا اللي
برمييييج.وال من بعدها انتي بتظلين وياي هني..
فاتن وهي تمسسح دمعتها بقهر بظهر كفها :معروفة هالسطوانة وسمعتها و حفظتها....
مساعد :زيـــــــــــــــن عيل ...واخيرا طلعتي تعرفين شي لكن تدرين ..انتي مخج ما يسوى شي بهالعقل لنج
ما وقفتي بيوم وفكرتي ان يمكن هالنسان الخايس الي واقف يمج سوى اللي سوااااااه عشان يحس لجيمته
عندج ..ولنه خايس وتعلم اليهاله منج ما فكر ال بهالسلووب..
مساعد :فرحة ..لول مرة بحياتي احسها من يوم عرفتج اجتاحتني مثل العواصف ..ييتي انتي بكل سهوللة
لغبااائج بالتعاون مع غبائي قضيتي عليها ..علبالج انا يحلى لي هالوضع؟؟ تراج غلطانه ..من اليوم رقم واحد
حاولت كل المحاولت وياج وانتي اللي تصدين ..حتى هذي اللحظة يوم اخيــــــرا تكرمتي علي انج ترضين
وتفرحيني ما حلت لج..يتي عشان هالشي السخيف...
قاطعته فاتن وهي توقف مكانها :مو سخيف ..انا كنت بين الحياااة والمووووت؟؟
مساعد وهو يحرك يدينه :وليش بين الحياااة والموت ..من انا ها فاتن؟؟ مو انا سجانج؟؟ مو انا ظالمج ..ليش
ما حسيتيها فرصة بأنج يمكن بيوم من اليام راح تتحررين ..وتروحين وتسرحين وتمرحين..
فاتن وهي تعصر عيونها ومو مستحملة هالكلمات منه وصرخت ل اراديا :لني احبــــــــــــــك..
سكت مساعد وهو فاج عيونه ويلهث من الصراخ ..وهي واقفة وهي تعتصر من اللم اللي فيها ..انهارت
دفاعاتها كاملة واتضحت الصورة في بالها ..الكلمة ...الكلمة البدية اللي حامت فيها من بداية حياتها حتى هذي
اللحظة ..واخيرا نطقت بها ...ولمن ...لمســاعد؟؟ غطت ويهها بكفينها وهي تبجي من فرحة الشعووور ومن
الشخص الغلط...
مساعد ظل واقف مكانه وهو مو مصدق ...هذا اللي يبيه صح؟؟؟ بس ليش؟؟ ليش يحس باللم يعتصر جوانبه
ونواحيه من غير اي حس او معرفة ...يمكن احساسه بالغلط بدى يتنامى انه سوى في فاتن اللي سواه.؟؟ او
يمكن الحساس اللي ولده في فاتن بشي كريه ومخيف مثل الموت والفراق؟؟؟ يمكن غضب فاتن اللي تأأجج
من شوي بدى يرجع له ...ويتداخل بحنقه على نفسه؟؟
امامريم اللي ظلت واقفة وهي تسمع تهللت اساريرها يوم سمعت كلمه احبك ...فاتن تحب مساعد؟؟؟ يا
الله ..يا ربي يا ححبيبي ..ما تخيب امل ورجا احد...
ونحيب فاتن اللي كان يذوب الصخر مأذي قلب مساعد ..مهما كان ما يحب يسمع هالنين منها لنه يقتل..
استدارت عنه وقعدت على السرير وهي تنتحب ..ظل واقف مساعد مكانه وهو متألم ...ما في قلبه ملم ال
على نفسه ..ولول مرة هالشي يصير ..الملمة العميقة اللي ما يشترك بها احد ال اهووو ...اهو وعقليته
السخيفة...
ماقدر يقعد بالغرفة اكثر لن فاتن علت نوبها بجيها ..يمكن لن شعور المتنان فيها كان اقوى واقوى واللي
تبجيه كاااان انقضاء هذاك الكابوس المزعج ..لكن بعده مساعد مثله مثله ..او يمكن بجيها هذا على دفاعاتها
اللي انهزمت واستسلاامها لمساعد بكلمة من اربع حروف كل حرف يخلف بحياتها فصل او يمكن مرجع
عشان تحتسب منه وتفكر بعقلنية ..لكن وين العقل ويا شخص مثل مساعد ويـن؟
راح داره ولبس الجوتي )كان حافي طول الفترة( لبسه ولبس من فوقه الجاكيت وطلع من الغرفة ومسكتة
مريم بوسط الصالة وهي حاملة كوب ماي لفاتن..
راح مساعد ومريم تمد يدها عشان تمسكه لكن ما صابته ..راح وطلع من البيت وهي واقفة بنص الصالة تهز
راسها ...واهي اللي كانت تظن ان قصة اصعب قصه على هالوجود ..وين اهي ووين فاتن ومساعد اللي بينهم
مشاكل اكبر من ما يتحملووون او يفهمووون ..هزت راسها بغير رضى وراحت داخل الدار ..
كانت فاتن نايمة على السررير وهي مخبية ويهها..يمكن للحين تبجي ..او يمكن توقفت ..ماقدرت تعرف
مريم ..حطت كوب الماي على الكومودينو ...وراحت ونامت على طول فاتن..
ويوم حست لها فاتن التفتت لها ولمتها وبجت بحده وقوة ويا مريم...
بانت ملمح فاتن يوم حركت راسها وانفجرت مريم من الضحك عليها...
رفستها فاتن رفسه ولكن مريم ما كلت من الضحك ..لمن ل اراديا تبعتها فاتن بالضحك وتمو يضحكووون
لفترة وهم يتطنزون على بعض ...وبعد الهدوووء
سكتت فاتن ول اراديا تغلغل في بالها احداث معرفتها بمساعد ....وكملت مريم بهدوء..
مريم :فاتن انا ما بقول لج شي الحين ال اذا انا اشوف الحق فيه ...انا صاحبتج وشفتج بحب مشعل ..وشفت
شلون كنتي تنمين هالحب ولو بالسكوت ..ويوم يا شكثر فرحتي وقلبج طار وغاب عن الوعي ..لكن انتي طول
هالسنوات ما قلتي احبه ال مرة وحدة ..وتراجعتي عنها بعدين اذا تذكرين..
مريم وهي تمسد ريلها :انتي ما تخافين من مساعد ..انتي تخافين من مشاعرج اليديدة اللي متوجهة
لمساعد ..انتي حبيتي من قبل ..بس حبيتي بروووحج ..كنتي لحالج بهالحب ومالج احد تبثين له هالمشاعر..
لكن هالمرة الوضع مختلف ..انتي تحبين والمحبوب جدام عيونج تحسينه بلحمه وشحمه وما يخفى عليج انه
اهو الثاني يحبج بعد ..من جذي انتي خايفة ل أكثر من هالوضع اليديد عليج...
فاتن وهي تشيح بعيونها :الحب مو خوف يا مريم الحب لزم تييه الراحة
مريم وهي تبتسم بمرح :علبالج كل العشاق مريم وجراح ..ل يا عيوووني...
ضحكت فاتن :ياربي عليج
مرمي :ههههههههههههههههههه ايه اقول لج ..شوفي فاتن ..انا عشت ..من فتحت عيوني على الحمار اخووج..
ويوم قلت احبه عرفت اني أحبه اهو ماحب احساس المراهقة اللي يبثه فيني ...لمن تمكنت منه وخليته اهو
اللي يحبني وانا اللي ماحبه
فاتن وهي تفتح ثمها بتعجيز :آآآآآآآآآآآآه بتقصين علي تقولين انج ما تحبينه
مريم بغرور تهز جتفها :اي صدقيني ماحبه) ....قربت ويهها لفاتن( لني صرت الحين مينووووونته..
فاتن بحالمية لمريم ....:ياربي ل يحرمني من ويهج المبتسم ..ودومني أشوفج فرحانة انتي والحمار اخوي
ههههههههههههههه
مريم تضربها :وي يعلج ريل شقردي ل تقولين لحبيبي حماااار ل ذبحج..
--------------------------
مساعد اللي ظل يحووم في بوسطن موعارف وين يروح ..طلع من البيت ول يظن انه بيرد مبجر ..ما يبي
يتواجه ويا فاتن ..ويهه منقفط ومستحي ومو عارف شلون يواجهها ..عيل انا مساعد العارف الفاهم تطلع مني
هالحركات؟؟ اذا انا راح مني العقل من تم له؟؟
وقف عند احد المحلت خذ له كاباتيشنو عالسريع وظل يشربه وهو يتمشى ..ومن غير حس وصل للبناية ..وما
حب انه يدخل ..ثانيا اهو ما عنده المفتاح يعني لزم يدق الجرس ..استغنى عند دخلة البناية وراح وقعد عند
عتبه بيت مجابل للبناية وهو يشرب ..ظل على ذيج الحالة وهو يتذكر كلمة فاتن ...احبك ...يا الله كلمة كبيرة
له بس ما يدري ليش اهو مو قابل بها ..حسها طالعة من وسط ظرف قاهر وظرف غير مناسب ..كلمة احبك
لزم تطلع وتنبع من الراحة ..يوم انطقت بها فاتن ما كانت بهذي القوة والراحة ..كانت نابعة من ارتجاف
شفايفها ..خوفها وخشيتها انها تفقد او تخسر حد ..ابيها ل قالت احبك ..تقولها ورموشها ترف ..وترتبك عيونها
بعيوني ..ويوصلني دفى كلمتها من مشارق الرض ومغاربها ..ابيها ل قالت احبك ..تقولها بصمت ...وانا اللي
افهمها..
اظلم الليل واسدل استاره وانتشر نور المصابيح في الشقة ..فاتن اللي خلت مريم نايمة على سريرها من
شدة التعب ..رتبت السرير لن مريم بطبعها ما تعرف تنام في سرير فوظوي ..ابتسمت لها وطلعت من الدار
بعد ما خلفت نور بسيط...
اول ما طلعت من الدار تلفتت ..تدور مساعد لكن ل حس ول خبر ..وين راح؟؟ ل يكون بس هون ورد
الكويت؟؟ خله ل يرد ..مادري شلون بواجهه وانا اعترفت له بالشي اللي خبيته في قلبي لفترة من الزمن ...
شي انا نفسي ما كنت اتجرأ اقوله ..والظاهر انه مو راضي عن هالشي لنه ماعلق ول قال شي ...هزت
راسها وهي توقف بالصالة ...التفتت بعد فترة الى غرفة مساعد ..تمت تفكر وهي تعض على شفاتها ..ادخل
وارتب اغراضه ول شنو؟؟ وبهذي الفكرة تذكرت عبق ريحته الحلوة ..رجالية وبنفس الوقت هامشية من زمن
ثاني ..متخالطة بريحة الرياييل القوية ..مثلها مثل ريحة ابوها الله يرحمه وريحة جراح ..وبينها وبين نفسها
فكرت ..مجرد فكرة تواجده في البيت تبث الراحة ..والهدوء والسكينة ..والمان ..بس لو انه ما سوى فيني
اللي سواه ...ليش خلني اعيش كل هالصراع ..يكتشف قدر نفسه بهالسلوب ...ول وتجرا وقال لي اني
ياهل؟؟؟
في هذي اللحظة اهي كانت واقفة عند الدريسر البسيط في الغرفة وطالعت روحها في المنظرة...ومثل
الميانين كلمت روحها
فاتن وهي تبرر :يعني انا صج صغيرة بالعمر لكن الوقت كله علمني ودربني عن الحياة وفهمت اشياء وانا
صغيرة بالسن ...يعني انا مخي كبير وعقلي فاهم)....تناظركم برجاء( موو؟؟
هزت راسها تبعد هالفكار لنها اخر ما تحتاجه ..اهي ما راح تسامحه ..طريقته هذي في انه يذوقني طعم
موته بيني وبينكم نجح لكن اذا سمحت له بهالشي وسامحته راح يتمادى ..يوم من اليام بيوصلني خبره عيني
عينك عشان يكتشف شلون بذبح روحي وانا اعزي عليه ..الموت شي كريه وما احبه يتلعب بي ..التلعب ويا
الموت يولد اليأس ول يأس مع الله ..انا تحديت الموت وفقده يوم ابوي ..ما بقدر عليه ويا مساعد اللي هو
الحين جزء مني ...ما بقدر..
----------------------------------
وقف وهو يتمطط ...وهو رافع يدينه ارتفع قميصه شوي ..تثاوب من غير اي حسية ونفض راسه ..ساعتين ال
شوي مضت عليه وهو قاعد بره ..يتمنظر بالرايح والجاي ..يعني هذي حالة؟؟ قاعد قبال بيتي وما اقدر
ارووح؟؟ يعني شالحل وياها انا مليت يا ناس ..خاطري والله ادخل داخل واسطرها كف محترم واقعد واخليها
تصب لي الجاي وتحط القدووع واهي ساكتة وتهز راسها ..للحظة تخيل فاتن جذي وابتسم ..بعدين ما بتكون
الحياة حلوة ..ما بتكون حلوة بمناجرها وبمناحسها ومشاحنها وياي ..احلى شي فيها ل حاجيتها وصدت عني
وراحت والحقها ..تخليني انا اللي كبر الفيل الحقها ..واهي غزالة بعدها من المهد صغيرونه ..رفع عيونه لعند
دريشة الصالة اللي تطل على الشارع ..رفعها بكل امل وهو يتبسم للنور الخافت منها ..والستاير اللي تغطي
اللي قاعد يصير فيها ..تمنى بهذيج اللحظة لو انها تطل عليه ..تطل عليه وتهديه نظرة من نظراتها اللي ذوقته
طعم حلوتها اليوم قبل المصيبة والمعركة..
تم يخط بريله وهو يدور في نفس المكان ..البرد لف المكان بطريقة هستيرية ومستحيلة بعض الشي ..لن
البرد المعتاد عليه في الخليج اهو بعض المطار ومن بعدها سبرة الجو والضباب والبرد القارص بهبوط الليل..
لكن هني كان البرد نوع ثاني وكانه معذب ..اظلمت الدنيا بسرعة والساعة بعدها يمكن اربع العصر..
نزل راسه وهو مستمتع بهالجو ..تم يدور بريله وهو قاعد وكفينه بمخبات الجاكيت الشاموا الطويل ..وشاف
ندفة ..طاحت على ركبته ..طالعها باستغراب وبفرح ..مسكها بيده..ذابت من الخجل من لمسته وضاعت..
رفع راسه وهو مبتسم وحضر اول هبوط للثلج ببوسطن ..تم يناظر السما بفرحة ..ما احلى هالندفات اللي
تتساقط بتهامل وبدلل ..بهدوء الملئكة على الرض..
وجه عيونه للجامة اللي تطل على الشارع ..وشافها واقفه وعيونها معلقة بالسماء ..ما صدقت فاتن ..لول
مرة من حياتها تشووف وتشهد تساقط الثلج ..ما كان مثل جو المطر الدافئ ..البرودة والسكون الثاقب
للذان يحوووم في ارجاء المكان ..ابتسمت بحنان لهالنعمة اللي اهي تشهدها ..وهي تسمي بالله بصوتها ...
نزلت ببصرها لقت كل الناس واقفة وهي تتمنظر في الجو الجميل الي استحل الى لباس ابيض مثل فستان
العروس ..رغم ان الرمادية بعد كانت متصبغة بالجو وبالسماء ..لكن بعد كانت بمثابة لوحة من لوحات بقعة
عشق او رومانسية ..او حزن او تراجيديا ..وشافته...
تلقت عيون فاتن ومساعد بابتسامة الفرح من هالعجاز الي يشهدونه ..وللحظة من الزمن نسوو كل شي
صار بيناتهم..
اشر مساعد لفاتن بيده عشان تنزل له ..استغربت اهي بالول وترددت ..ليش انزل له ..اهو اللي هايت من
مساعة للحين خله اهو اللي يدخل البيت ..لكن في نفسها تمنت لو انها تتطلع وتعيش بهالجو ..الدريشة ما
توفي ول تكفي ...فحملت نفسها ولبست جاكيتها والشال السود اللي معتادة تلبسه في الطلعات السريعة..
اول ما نزلت من على الدرج ووصلت للعتبات ظلت واقفة وهي معاندة الروحة لمساعد ..تسكر الباب من
وراها وظل يراقبها مساعد بعين مسرورة ..كان بياض ويهها مثل النور ..لدرجة انه في لحظة من اللحظات ما
حسها عربية ..لونها وملمحها من ملمح الجانب ..مثل امها ..بعدين اهو تواضع لها وتقدم بخطوات لكنه رد
مرة ثانيه ولحظ استغراب فاتن يوم تراجع..
قبل كم دقيقة كان يراقب وردة مصارعة ..ذبلن كل الوردات اللي انولدن معاها وظلت اهي ثابتة وراسخة
متحدية كل هذي الظروف الجوية ..ولمعت اهي وسط الذبوول وتللت بالندى المتقطر من على اوراقها..
مساعد برقه :اعتذر منج ..فكونج اجمل من الملك الواقف جدامي ماقدرت ال ان امحيج عن هالدنيا واخذج
لها عشان يكتمل جمالها للحظة من لحظات الدنيا ..لج مني عذري يا ورده...
وبهدوء قطفها ..مو كالعادة اللي يستعمل الواحد القوة عشان ينتزع الشي ..وكان الوردة طواعيا قدمت
نفسها فداء ليد مساعد عشان تروح لفاتن ..فداء للمحبة وتضحية لمحبين ..وحمل مساعد الوردة بيده وهو
يحس بالسخف لكن بنفس الوقت ما كره هالشي في نفسه وبعفوية صادقة وصل لفاتن اللي كانت تناظره
نظرة لو فيه يقدم للعالم عمره كله عشان يفهمها...
مد يده لها ...
تمت فاتن سارحة بملمح مساعد ..متخايبة على نفسها ..اسامحه ول ما سامحه؟ يارب شلون اقدر ما سامحه
وعنده مثل هالملمح اللي تجذب فيني العبرة ..هالنسان اندفن بعروقي مثل الدم..حتى الدم يجري ويغيب
ويحل مكانه شي ثاني..
سؤااااال صعب ...سؤال صعب انطرح عليها ..ما قدرت تجاوبه ..تمت تراقب وتدور بعيونه على شي يقدر
يخليها تجاوبه ..لكنها ما لقت شي ..خافت ل تنسى نفسها لدقايق ..خافت ل تضيع في خطوط وملمح ويهه..
فتراجعت خطوة والخوف بمعالمها ...اضطرب مساعد من هالشي..
بخيبة امل ...عانقت عيونه الرض لكنه ابتسم بسرعة ..ما يبي الحزن يجيسه كافي هم وحزن...
مساعد وهو يقدم لها الورده :على القل ...خذيها مني ..اهي ضحت بعمرها عشان توصل لج ..قبليها على
القل..
مد يده النحيلة اللي العروق ملتفه التفافات معقدة ..ناظرت فاتن تكوين يده الدافية ولحظت ان كل شي فيه
معقد ..حتى مجاري العروق ..خذت الوردة بالبهام والوسطى والسبابه ..قربتها من قلبها وبابتسامة جياشة..
فاتن :تســلم
تقدم مساعد للعتبة وصار قريب من فاتن ..رفعت عيونها بكل تقدير له ..وكانت ممتنة لرب العالمين لن وجه
مساعد كان غريب عليها ..مبتسم ومسامح والطيبة تنبع من مخاشيعه ..مسك يدها الثانية اللي كانت خالية
ولقاها دافية ال من النامل اللي بدت تبرد..
ضحك مساعد عليها ورنه ضحكته بالمكان ..وتمت فاتن تضحك وياه وهي مو مصدقة شكثر حلوة هالرنة ..مثل
الشمس ل بلجت بعد ليل خانق وكاتم ..مثل الهوا البارد بعد صيف رطب..
مال راسه لجنب :ندخل داخل ول؟؟؟؟
فاتن بحيا :..ندخل...
تقدم عنها للباب وانتظرها تفجه لكنها انتظرته اهو اللي يفج الباب..
وللحظة من اللحظات ..بدى ان الجو ابرد من اللي ظنووه ..اكيــد ..وفكرة انهم علقوا في الشارع بروحهم
وسط هالبرد كانت كافيه انها ترجف اوصالهم..
تلفت براسه يمين ويسار وهو مبتسم ..فرحان لهالوضع لنه اخيرا حلى له الجو ويا فاتن بس البرودة كانت
مثل العضو الغير فعال بالشي ..لكن شنو اكثر رومانسية من انهم يكونون مع بعض في مكان مثل هذا..
نزل من العتبات وهو يلفت الجاكيت على رقبته ..وفاتن اللي عدلت الشيلة اكثر عشان ما يطلع الشعر منها..
مشوووا في ذاك الممر وهو يتقرفطون من البرد ..ارتجفت فاتن بقوة لنها مووو متعودة على برودة مثل
هذي ونحل جسمها ماكان عنصر فعال ...اتجهت عيونها ل اراديا الى مساعد اللي كان مثل حالها ...وعفويا
مدت يدها الى يده وضمت نفسها لذراعه بقرب غير متوقع بالنسبة لمساعد....
ارتجفت اعضائه من قربها هذا وما رفضها بالعكس ..رحب بها ولم جتفها بيده وظلوو يمشووون سوا ...للكافيه
اللي بيضمهم مرة ثانية بهدوء ..بس ما دامهم في درب الروحة ..خلهم يتمتعووون ..بهالبرد الحلوو ..وبدفاهم
المشترك...
نبض في قلب فاتن اسم مساعد ..وكل خفة تهافتت على الثانية تنتظر دورها باسمه ..وبال مساعد كان
غايب ..السعادة سدت كل مجرى من مجاري التفكير ..ظلت عيونه مبحلقة جدام وهو يناظر درب السعادة
المغطى بالثلج ..تناثرت بركة رب العالمين على هيئة ثلج ..اللي تساقط مثل الورد البيض ..دليل سعادة
وحاجة للدفى ..ان كان في هالوضع دفى الجسد ..ففي كل وضع اهو دفى الروح والنتمااء..
غابت وللبد من مخيلة مساعد عالية ...وضاع مشعل في غياهب عقل فاتن ..وتلقت النبضات في احلى حله
واحلى احتفال ..احتفال اللقاء الجديد والحب النضر العذب ..الحب اللي يقدرون يتبادلونه بين الناس وجدام
الناس...
لكن ..الزين ..مثل ما يقولون ..ما يكمل ..والشيطان يكمن بمحلت ما يلحظها النسان ..واللي يحب يضيع
بنشوة الحب ..لمن يسقط بدائرة الشك ..اللي ل خروووج منها....
الفصل الثاني
---------------
الوان الفرح عمت المكان ..والفرحة تشعلعلت بالكل ...السنة الجديدة على المشارف والكل متوقع اللي ما
يتوقع بهالفرحة وهالبداية المنعشة لكل القلوب ...وبهذيج الليلة اجتمع الكل في بيت بو جراح وهم يستعدون
لستقبال فاتن اللي بتييهم بعد اربعة ايام بالضبط ..طالت الرحلة بسبب الظروف اللي مرت بها رحلة مساعد
ومريم ..طبعا جراح تظايق بهالشي لكنه ماا طول اكثر من فترة بسيطة ونسى هالموضوع وحط كل تركيزه
واهتمامه بهالموضوع اللي لزم يفتحه ويا مساعد عشان يضمن مريم ..وكان مقرر انه يكلم امه لكنها وايد
مشغوله بالترتيب لفاتن خصوصا ان غرفتها تغيرت وصارت تحت ويا امي بدل فوق ويا الكل..
سماء كانت قاعدة ويا ام جراح ترتب وخالد قاعد عند التلفزيون وهو يبرمج القنوات اللي انحطت بالرسيفر
والشتراكات اليديدة ..وهو عاقد حواجبه لكن بالتركيب والعداد محد عليه ..وعزيز قاعد على راسه وهو
يناوشه..
عزيز استحى شوي لكنه ضرب خالد على جتفه بقوة خلته يفصخ من مكانه ويتمايل شوي ..وفج عيونه خالد
بحمق..
وجراح كان يضحك عليهم وهو يتناوش ويا خالد اللي ما يرد عليه ..وتم خالد يبرمج القنوات لمن صرخت
سماء صرررررخة كبيرة...
ارتجفوا الكل من صرختها ..وهز راسه خالد وهو ميود على قلبه : ..سماااء
قام على حيله ورااح وهو يركض للغرفة وجراح وراه وعزيز ..ويوم دخل خالد لقى سماء واقفة فوق السرير
وام جراح مختفية من الغرفة ..كان منظرها يرجف القلب ..خايفة وترتجف مثل الورقة..
دخل داخل الدار واخذ النعال من امه وهو ماسك عمره عن الضحك :يمة خليني انا خبير بالصراصير..
وتم يلوس على الرض بكل هدوء واهو ينتظره ..وعيون الكل على الرض وهم يترقبون صيدة جرااح باي
وقت ...في الوقت اللي دخلت فيه مناير البيت وهي متشققة من الفرحة تجر سماهر اللي غيرت النظارات
الى عدسااات..
ولهاللحظة طار الصرصووور عند راس سماء وفجت عيونها بشكل يبين انها خلص بتموووت وسحب بهذيج
اللحظة النعال خالد من عند جراح العاجز عن التركيز وركب السرير وضرب الزهيوي بالجدار ورهسه بقوه..
طاحت سماء على السرير وهي متصنمة من الصدمة والخوف اللي ضرب الحد القياسي عندها..
وعقب ما تأكدوا انه صار بمستوى السطح انتهت الزوبعة والكل سكت وهو يسمي على روحه وسماء قاعدة
على السرير وهي ترتعش ..تقربت منها ام جراح وهي مشفقة على حالها..
تموا في صمت لفترة ..وهم يسترجعوون هالمعركة القوية اللي اخذت منهم اصواتهم..
طالعوووها وهم مستغربين ..وكانها مينونة ...وتبعتها بعدين ضحكة مناير ....ومن ضحكة مناير هز راسه جراح
وعزوز ضحك وام جراح وجراح الى سماء وخالد اللي تمو يهزون راسهم وهم يضحكون بخفة ..ناظرو بعض
وانفجرووو في ويووه بعض من الضحك وهم متفشلين من بعض ..طلعوو يخافوون من نفس الشي ..ال وهو
الصراصير...
طلعووا من الغرفة وهم يضحكون ومناير اللي انسدحت على الرض من زود الضحك وعزيز واقف وهو يضحك
وماسك دبته ياه جراح من وراه وضربه على راسه وسكته عن الضحكة ..وام جراح تمسح عيونها اللي ادمعت
من الضحك راحت عند المطبخ..
سماء اللي تبعت خالد يوم طلع من الغرفة وهي تمشي وراه للصالة مستحية من قلب على هالموقف التفت
لها خالد وهو يغمز لها ..ضحكت له وراحت قعدت عند مناير وسماهر اللي بدت دورة ثانية من الضحك على
هالموقف..
الكل ضحك..
وعلى طول الوقت وهم يمرحون بهالنكته ...ال مناير تنتبه لسماهر وتسكت الكل
ضحك الكل..
مناير :اتغشمر وياكم ...بس صراحة يمة هذا ما سمنه شي ال اكلج ..شفته شكبررررر
خالد :شكبر؟؟ اقول لج حسيييييت بمتوونه بالضربه
الكل بنفس الوقت :وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع
مناير بقرف :وع عليك ..انزين سمعوووووووووني) ..الكل انتبه لها( لو سمحتوو ...شوفووو هالبنت اللي وياي..
طالعوها بهدوء وهم مو عارفين شنو بالضبط ..واول من انتبه اهي سماء..
انحبطت سماهر وبين على ويهها ..وخالد انتبه لها ..راح جراح المطبخ وعيون هالصغيرة تلحقه ..والكل تبع
جراح بهذيج اللحظة ال اهي وقفت وهي تحس بالحزن وخالد تم وياها شوي..
خالد وهو نافخ صدره :انا اقترح نادي رماية) ..حرك جسمه وكانه حامل شوزن ويصوب( ببااااااو ..جذي
ضحكت سماء من قلب عليه وهو الغبي فرحان على هالفكرة ويودته منوور :مالت عليك افكار مثل ويهك...
جراح انا عندي الشوووور وانا اختك ..سوووها حديقة عدنية جناااءبها من العناب والثمار ما ل يعد ويحصى..
ومرة وحده سووو فيه نافووورة كلااس جذي عشان كل الناس تناظر الحديقة اللي في بيت بو جراح رحمة
الله عليه..
الكل حاول يرد عليها لكن سماهر اللي ردت :مسكينة انتي والله يبيلج مصح عقلي
ضحك جراح على تعليق سماهر ومسكه عزوز وهو مشتط :انا عندي الشوووور ومثل ما قالت العصلاااا منوور
مناير :عصل بعينك قول أمين
يلتفت لها عزوز :جب ....شوف جراح انا اعلمك
جراح يقلد على عزيز وبحماسه :علمني علمني خالي علمني....
يضحك خالد وعزيز يستنكر :شنو تتطنز علي؟؟؟؟؟؟ مو كفوو احد يحاجيك..
مرة ثانية عزيز ويا كلماته اللي اكبر من عمره وياته ام جراح مسرعة ومن وذانه مطته :انت ما تيوووز عن
هالحجي..
جراح :وين ايووز وهالدبة كله من دللج ودلعج
نزل راسه عزيز وهو زعلن وام جراح تكمل عليه :والله كلهم دلعتهم ماشفت واحد منهم طول لسانه مثله..
مناير تسر لسماهر :ما عليج منها ..عمرها ما دلعتني ..كأنها ماتشوف ال هالهيكل )خالد( وهالدقم)جراح(
وهالعود الزقاير )فاتن(
خالد انتبه لها :جبي انتي
مناير وهي منتفضة :بسم الله) ...اوتعت( يارب نفاظية على اصوووووول تجيسك يا خلووود
سماء تناظر مناير بقرف وانتبهت لها مناير :شفيج حبيبتي تطالبيني..
سماء ما ردت عليها ودعت :يارب تفكنا من منووووور عاجل وليس آجل..
ــن خالد :آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جراح :اوووووووووووووووووووووووووووش ..سكتووو بس خلص يالله عطونا افكااار
عزيـــزز :انا ما قلت فكرتي يالله سمعوووني يمة شوفيهم يطيرون مني اعصابي
ام جراح وهي تشد على راسها :واااه يا قلبي شهالعصاب الي تطير منك ..انا بينني هالولد..
جراح :هههههههههههههههههه خلوه خلوه .قول يا مومبا ..شتبي يا حبيبي..
عزيــزز :ملعب كرة قدم ..ونعزم لها لعبين المنتخب..
ابتسم جراح :مع اني وياك بهالفكرة بس خلنا ندور غيرها احلى...
خالد :اي المنتخب ..مو كفاية انت وعيال خالتي عزووزة ليش يعني بعد ..وبعدين من عيال المنتخب ..انا
ادري فيك تقصد المنتخب البحريني بس بسكت عنك...
عزيـــز بحماس :اتحداهم يعني ..والله انهم صخوووكم يالكويتيين
خالد الي موووته الكورة وروحة الوطنيه عالية:اسكت يالدب ل والله بالخاشوقه على ويهك ..هذا كويتي
موووووووووووووج محد يقدر عليه...
عزيـــز :هذا البحريني ما تغلبووونه
خالد اللي توه بيسب وهو يقوم مكانه قعده جراح :بسكم عاد والله انتووو مو ويه احد ياخذ ارائكم انا بسوي
كل شي بكيفي...
سماء برقة :انزين ما خذتوا رايي..
التفتت لها جراح وخالد اللي مات يوم سمع صوتها :تفضلي يا كايدتهم ..ابهرينا بأرائج..
سماء الي فهمت نبرة خالد غلط كشرت بويهه :شوف جراح ..فكرة منور لحد الحين احلى فكرة بس ..لو
تخلي عنها الحديقة الغنااء والعناب والرياحين ومادري شخرابيطه...
جراح وهو مهتم :شلون يعني...
سماء وهي تبتسم :يعني انا طول عمري كان خاطري في بيتنا حديقة وفيها اراجيح) ..دورفات( يعني لو تخلي
ثنتين وبكل ثنتين ثنتين يصير الجو حلووو ...وعند الزاوية تقدر تخلي نافورة صغيرووونة طبيعة يعني تحط فيها
حصى والنبات عليها وايد تصيرالفكرة حلوة..
ام جراح وهي تلتفت لها :اي يمة بس النبات والحشيش اييب الحشرات ...ومطبخي انا بيكووون يمها
جراح يعقب :ل يمة بنسوي نوووع الحد ..حتى تصدقين ..بنحط نخله ..ابوي دومه كان ودة بنخلة بالبيت ..بنحط
نخلة
مناير :يالله عاد بتصير لنا حديقة شهرزاد هذي
خالد :وانتي الصاجة حدائق بابل ..انا للحين على فكرتي نادي رماية..
جراح يكلم سماء من غير مايلتفت لهم :دامنج انتي اللي عطيتينا الفكرة المراجحين واختيارهم علىذوقج..
وحتى النافورة بس الزرع انا بهتم فيه بشوووف احد..
سماء وهي متحمسة :والله؟؟ انا بكون مسئولة
ام جراح وهي تضحك :وي يمة ليش ما تكونين مسئولة؟
سماء :وناااااااااااااااااسة عيل من باجر بروووح...
جراح ي ضحك عليها وخالد ابد ما اعترض ومناير تناظرهم بحاجب مرفوع والتفتت الى سماهر...
مناير :سموور ..على سالفة الدلع ..ازيدج وحدة ...الجبنة الفرنسية )سماء(
جراح :وتعالو ..هالشغل كله لزم يتم قبل ل تيي فاتن ...نسوي لها مفاجاة)...التفت لمه( توني الحين ذاكر ان
فتوون تحب الراجييح وليش مانسوي لها وحدة؟؟؟
ابتسمت بفخر ام جراح وتذكرت جيه بنتها القريبة ..يالله ..والله اني لخذج بين احضاني والمج واحطج بوسط
قلبي ول ابعدج عني يا نور عيوني...
------------------------------------
ظلو في هذاك الكوفي شوب وسط سوالف كثيرة وضحكات ..ول فوق ال 4اكواب شربها مساعد من
الكاباتيشنو وفاتن اللي اكتفت بالجوكليت ميلك شيك ..تمت تسمع منه ومن هدوء ملمحه سوالف واخبار..
وهي ظلت تتسمعه ..سألته عن البيت ووصفه لها والظاهر انها استحسنت وصفه..
مساعد وهو يبتسم يبعد شعره عن جبينه :يمكن ماعرف اوصف زين بس حالة البيت وايد حلوة وانيقة..
فاتن وهي تسند رقبتها بيدها ..:يمكن ..بس ماظن راح يكون بدفا البيت مثل قبل..
مساعد وهو يرفع الكوب عشان يشرب :شلوون؟
فاتن وهي تبحر بعالم ذكرياتها ..وخصوصا ذكريات البيت :مادري ..البيت قبل كان له مظهر ثاني ..صج انه
عتيج وشوي متهالك لكنه كان دافي ...وفيه احساس غريب يخلي الواحد يحس بالنتمااء..
ابتسم مساعد :هذي حال البيوت القديمة ..احنا مثل يوم ..يوم ابوي ينسجن واظنج تدرين..
هزت فاتن راسها باليجاب :عرفت من طبيعة علقتي ويا مريم بس ما فهمت ليش أهو دخل السجن..؟؟
مساعد وهو يبرر باقتضاب :ل بس كانت سالفة غش وخداع ابوي طاح ضحيتها ..قضى اللي عليه ورد ..
والناس اللي تعرف لطبيعته ولخلقه ما عافته ابد من هالشي ..يعرفون انه ما يخوون احد..
فاتن وهي تبتسم :ومحد يعترض...
مساعد وهو يناظرها بطريقة متسائلة لكنه هز راسه وسألها :انزين وين وصلت؟؟؟
فاتن :ما وصلت لشي ..بس كنت تتكلم عن البيوت القديمة..
مساعد :ايه..
فاتن وهي تستوقفه :و...
مدت يدينها بتردد واشرت له على بعد : ..شوي من رغوة الكاباتيشنو عند شفاتك..
على طول سحب مساعد النابكن ومسحه ..ومن بعد المسح :راح؟؟
فاتن وهي تبتسم بحيا :اي راح..
ابتسم لها مساعد :هذي مشكلة الرغوة ..فضيحة هههههههههههه
فاتن :ههههههههههههههههههههههه
وبين هالضحكة المتبادلة ضاعت السالفة اللي فتحها مساعد ويا فاتن ..وظلوو من بعدها يتلفتون يمين ويسار..
فاتن الى الناس اللي في الكافيه ومساعد الى المشهد الخارجي من المقهى..
سكت مساعد وفاتن وهي فاجة شوي ثمها ..وسكرته وهي تبتسم
مساعد :شقلتي؟
فاتن وهي تحك رقبتها :ل بس..ما يندرى متى بتم نايمة ..تأخر الوقت..
ناظر مساعد ساعته اللي تحوطت على رسغه بطريقة تملكيه ولحظت هالشي فاتن :صج ..صار لنا اهني
ساعة ونص..
استعجبت فاتن وضاعت فكرة الساعة عن بالها :والله؟؟
مساعد :اي والله ..ها شرايج نحاول وياها..
فاتن :على كيفك..
سحب تلفونه ودق على تلفون مريم ..تم ينتظر وينتظر وفاتن تراقبه وهو كل شوي يلتفت لها ويرجع عيونه
الى الفراغ ...لمن ظهرت السيقنلno answer..
وانفجرت فاتن بالضحك ..وعلى عكس كل حالة مساعد ما شاركها الضحكة وظل ساكت وهو مستنكر ضحكة
فاتن اللي يوم حست انها تضحك بروحها حاولت تسكت روحها وهي تتفس الصعده عشان تروح منها
الضحكة...
تحيرت فاتن منه ...شلي زعله الحين؟؟ توه يضحك وشحليله . .ماقلت شي يعني يخليه يتظايق ..تمت تراقبه
وهو ينتظر احد يرد على التلفون ...ويوم لقى رد
مساعد بحزم :الو مريم
المتغططة بالنوم :هممممممممممممممم
مساعد :اقول قومي على حيلج فجي الباب احنا بره وما عندنا مفاتيح..
مريم :اممممممممممممممممممممممممم
مساعد شد على فكه :مريم قومي بسرعة يالله
مريم بظيج :انزييييييييييييييين ...ياه ..باي..
مساعد :باي..
نزل مساعد التلفون وفاتن مستنكرة هالتغير الكبير في حالة مساعد ..انسان مزاجي والله كل وقت له مزاج..
الله يعينه على حالته ..ونزلت عيونها بحزن الى كوب الميلك شيك الشبه المنتهي ..لحظ مساعد انها
تظايقت ..كانت تضحك والحين تظايقت ...ما لمها لم نفسه اللي ما يتحمل اي مظهر من مظاهر التلكع
والذكريات اللي مثل هذي ..نوم في حصص وقله اهتمام ..هذي ذكريات ما تضحك ال تخلي الواحد يمسك
نفسه ويلومها..
حاول انه يرد عليها لكن نظرة التحدي اللي بعيونها خرسته ..هزم تحديات فاتن بابتسامة كشفت عن صف
اسنانه ...رجف قلبها وخلها تبتسم غصبن عنها..
استحت فاتن لكن مو مثل كل مرة تبعد عيونها عنه وتتهرب منه ..تمت تناظر عيونه وهي ممتنة وتحرك بعدها
مساعد من مكانه واهي بالمثل ..لبست جاكيتها وهي ترتب شيلتها ومساعد اللي كان يتلبس بنفس الوقت
لحظ ان واحد قاعد يراقب فاتن بنظرات كريهة ..شد على فكه وريح عيونه وراح عند فاتن ومسكها من كفها
وسحبها لبره الكافيه وعيونه على هالسفية لمن انتبه له واستحى على عمره ونحى بصره ...فاتن طبعا كانت
ما تدري بول شي..
طلعوا من الكافيه ويد مساعد بيد فاتن ...وهو يمشي ويجرها وراه سحبها لعنده وضمها لعنده بخفة وحنان..
ابتسم برضا وهي تمت ساكته وملمحها هادئة ..كلها كم دقيقة ووصلوا الى البناية ..وانتبهت فاتن ان الوردة
مو عندها...
هزت راسها وهي موافقة ...وراح عنها مساعد بخطوات واتصلت في مريم بجهة ثانية...سكرته مريم بويه
فاتن وشكلها بتنزل عشاان تفجه ..ظلت فاتن واقفة وهي تنتظر مريم تفج الباب وبيدها تلفون مساعد ..تمت
تحوس فيه وفي القاليري بكل عفوية ..ووصلت الى ملف اسمه )رسايل( وانعجبت بالسم وحست انه يمكن
يضم اشياء ..وتوها بتفج اول رساله ال ومريم نزلت وفجت الباب لها وطلعت راسه وملمحها متخفسة..
مريم بتعب حطت راسها على جتف فاتن اللي ضمتها وتوه الباب بيتسكر من وراهم ال ومساعد يدخله بسرعة
البرق والتفتووا له بصدمة ..وضحك في ويههم وركبوا كلهم داخل الشقة..
على طول من دخلو راحت مريم على القنفة اليديدة ونامت وسحبت اللحاف وتغطت وفاتن تضحك عليها وهي
تفصخ جاكيتها..
عفويا فكرت فاتن بنفسها ..صج ان تحليله النفسي كان بسيط ويمكن ابسط الناس تفكر فيه بس اهوو قال
شي عكس ما سواااه فيها ..اهي تحب تجمعات الناس صح وما تحب تقعد بروحها لكنه خلها هني في هالشقة
بروحه بس لرغباته النفسية ..وبسبب هالفكرة بان الحزن على ملمح فاتن ولكن محد كان مهتم كفاية في
بالها انه يلحظ هالشي..
حطت الكوب على الطاولة وهي تفكر بالنسحاب ..ومرة وحدة طلعت فيها مريم
رفعت يدها ومساعد وياها وفاتن فتحت ثمها تبي تتكلم ...وسكتت وهي تحوس بثمها..
مساعد يناظرها وهو مبتسم ابتسامة تطيب الخاطر :ما عندج مفررررر...
قام على حيله وتقدم لها من ورى البار وهو يهمس لها :تقدرين تعوضين الكاكاووو اللي ما رضيتي آكله ذيج
المرة..
غمز لها ..واهي انحرجت من هالذكرى ..رمته بنظره لكنها اشاحت عيونها في بحر التفكير ..ويمين ويسار تفر
براسها لمن رضت ..وانضمت هي ومريم بالطبااااااااخ ..وبهالشي نست فاتن الغيرة اللي انصبت في قلبها..
وبعد التفكير حست بسخفها لن مساعد ومريم اخواااان ليش تغار ما عندها سالفة ..وبهالنفسية اليجابية بدت
روحها الحماسية في الطبخ ...ومساعد اللي راح تسبح عشااان يصحصح اكثر ..ما يبي ينام ..يحس بالراحة
والهتمام واللفة بين هالثنتين ..سيدتين صغيرتين يطبخون له ..اي ملك انا اليوم؟؟ ويوم طلع من الحمام لقى
مريم تذوق فاتن اللي كانت تعجن خليط كيك ...وتأشر لها بعيونها انها لزم تقلل ..والثانية وياها ..واول ما
طاحت عيون فاتن عليه ابتسمت
فاتن :نعيما..
مساعد وهو يقعد على الكرسي الطويل اللي يم بار المطبخ :ينعم ويجمل بحالج..
رفعت له فاتن الملعقة الخشبية وذاق منها مساعد وهي تشد على عيونها تنتظر جوابه ..وشافت ملمحه كلش
ما تطمن ...وكان الطعم قززه..
مساعد وهو فرحان :اي جذي ..لمن يجيسه العسل لزم يصير حلووو
انصبغت فاتن بالدم ومريم اللي مافاتها الموقف تحمحمت :احممحمحمحمحممممممم نحن هنا..
شالت فاتن الخليط عن مساعد اللي اهو الثاني انحرج بس رفع حاجب لمريم وضحكت المينونة...
من بعد كل هالطباخ اللي كان معظمه من الحلووو بس النودلز اللي طبخته مريم كان بمثابه العشااا ..كلوووه
بفرحة وتموا ينتظرون الحلو اللي سوته فاتن لكنهم كانو تعابة واجلووه لمرة ثانية ..واتفقوا ان مريم تنام ويا
فاتن ومساعد ينام بالغرفة على الرغم من انه اصر انه ينام بالصالة والنبات بالغرف بس طبعا البنات كانت
لهم سوالفهم اللي يبون يسهرون الليل عليها ..ورجحت كفه البنتين لن الفوز بالتصويت ..للغلبية..
----------------------------------
سهرة طويلة مضوها كل من فاتن ومريم وهم يتسامرون بالسوالف ..خبرتها اشياء فرحتها وخبرتها
اشياءحزنتها لكنهم في النهاية نامو على خبر حلو ..خبر يخليهم يتشوقون لروحة الكويت اكثر من قبل ..ال وهو
اندماج الروحين جراح ومريم ..لنهم يستاهلون ..فاتن مو بس فرحت ال طارت من الفرحة على هالشي لن
لو دار جراح الدنيا مثل مريم ما راح يلقى ومريم بالمثل ..بس السبب الكبر اللي خلها تفرح اهي التربية اللي
الثنين تعرضوا لها مع بعض ..العلقة المتينة اللي تربطهم ..يمكن اهي اساس استمرارهم ودوم الخير وياهم..
وهذا شي مهم بأي علقة بين اثنين بعيد عن الزواج ..الستمرارية على نفس العهد والنهج بس للحسن..
مساعد اللي صحى بالليل عطشان طلع من داره وهو مو قادر يشوف شي ..ما يبي يفتح عينه عشان ل يطير
النوم ..راح شرب ماي والتفت الى باب الدار لقاه مفتووح شوي ..وبطريجه لغرفته مر على الدار وسكر
الباب لكن الفضول دفعه انه يطل على سيدتيه الصغيرتين ..لقاهم نايمات من غير غطا وكل وحدة في
اتجاااه ..ابتسم على هالوضع ودخل ..سحب اللحاف اللي كان على الكرسي وبهدوء فرشه عليهم ..وبالصدفه
كان باتجاه فاتن ..بعذوبه لحظ خصلتها اللي محايطه ويهها وهي نايمة مثل الملئكة ..بعد الخصله عنها ..
ولمست شفايفه ارنبة خشمها بطريقه ما خلها تحس فيه ..ابتسم لها
بمثل الهدوء اللي دخل فيه طلع ..ول حرك ساكن في الغرقانتين ..راح داره وهو يتنهد ..انسدح والنوم طار
من عيونه ..متى ..متى ايي اليوم اللي تشاركه فاتن هالعمق ..متى راح يكون له الوقت انه يراقبها واهي
نايمة من غير اي حساسيات ...متى راح تكون له ..بحيث انه يضمن انها ما راح تكون لحد ..متى؟؟
----------------------------------
من الصبح طلع جراح وراح للورشة ..من بعد هذاك اليوم اللي قضاااه برعب ورهبة بالخبر اللي تجذب ماراح
لها وكان من المفروض بهذاك اليوم انهم يوصلوون طلبية الكندي للمكتب ..لكن اهو رايح الحين وان شاء الله
العمال يوصلوون عشان اول شي يكون اهي التوصيلة..
دخل مكتبه من بعد ما فتح الورشة وتوه ماقعد على الكرسي ال التلفون يرن...
سكره اهو قبل ..وتنهد من قلب من القهر ..يعني بنت خفيفة مثل هذي ما بيشوف ..ئال ايه معجبة ..ياختي
روحي ولي ..زمن اول المعجباااات مافي قلبه مجال ..وين المجال ومريم شادته من الميين للشمااال ..يا بعد
عمري هالعصل متى ترد ...واكحل عيوني بشوفتها ...ال ولؤي يدخل ووراه سيارة العمال اللي وصلت..
ضحك عليه جراح وقبل ل يطلع من الورشة صرخ عليه :ل تنسى تشتري ريوووق بالردة يوعااااان
لؤي وهو يكلمه من الدريشة :يعلك اليووووووع سنة مو شاريلك..
جراح :عيل ماكووو مرتب هالشهر...
لؤي :ميااانة امي بتصرف علي
جراح وهو يفكر بسرعة :بسحب دعوتي تراااا ...
انصدم لؤي :للللللل تكفى ...تراها تهز رجاجيل..
نقع جراح من الضحك ولؤي يركب السيارة ويا جم هندي بالشاحنة لن الطلبية اولريدي هناااك ..ولحقوهم
الهنديين الباجيين بالوانيت عشان الحمال..
------------------------
خالد اللي توه صاحي من النوووم نزل تحت وهو مسكر عيونه _كالعادة_ ينتظر خالته اللي نطرته وهي تتكلم
في التلفون عشان تسويله ريوق ..مع انه مو يوعان بس دامنها فديت قلبها عرضت انا ليش اردها..؟؟ سكرت
ام جراح الخط وهي تمسح عيونها وتضحك..
ابتسمت ام جراح وتمت تسولف وياه في سوالف متعددة واهي تسويله شي ياكله..
زهب الريوق وحطته له ..اكل منه وشاركته اهي بعد لنها ما تريقت ..بالعادة تتريق ويا جراح بس اهو خبرها
من البارحة انه بيطلع من وقت ..بس ان شاء الله ما ينسى يتريق..
خلص خالد وشال بعمره ..تسبح وتلبس وطلع من البيت متوجه ويا فاضل اللي اليوم اجازته الى أحد محلت
السيارات عشان يشتريله سياااارة..
-------------------------
وصل لؤي الشركة وهو يتثاوب كل شوي ..اشترى له عن جراح الريوق وتم ياكله ول عزم احد من الهنود ..يوم
مل ويا العمال ..دش داخل للريسبشن وهو حاط وصلو ما قط الكل أخذه وياه لداخل ..ما تعنى ول فكر انه يح ّ
النظارة على عيونه
ل قال شكرا ول شي ..المزاج خربان من قلب اليوم ..أشر على العمال عشان يدخلوون كل شي
لموظف الستقبال :انزين الخوو ..احنا عندنا توصيله لمكتب هشام الكندي خبرهم عشاان نقدر نحمل
الغراض..
الموظف :ان شاء الله
رفع الموظف التلفون عشان يخبر المكتب ولؤي ركب اللفت عشان يروح الطابق ..فرق السما والرض بينه
وبين اللي فيه .كلهم كاشخين وريحتهم واصلة لخر الدار دبلوماسيين وشيوخ اما اهو ..تي شرت اسود هاي
نيك ..وسيعه لنه ضعيف شوي..بانطلون كاكي وسيع وشعره الطويل لعند رقبته والناظرة على عيونه وكل
شوي ياكل من هالسندويشة ويشرب من العصير لمن لوع جبد الي وياه ..طبيعة لؤي غير اكتراثية ..يعني
المظاهر النيقة واللي يحسب لها الواحد الف حساب مو من طبايعه..
وسامته كانت مقبولة بس حلوة روحه اهي اللي تجمله وخصوصا عيونه الطفولية..
وصل للطابق وهو يتوجه لعند احد الزبايل عشان يرمي الورق اللي بيده ...والعصير تم وياه ..راح عند
الريسبشن اللي كانت بنت .فللظرورة احكام ..رفع النظارة والبتسامه أخاذه..
رفعت السماعة وتمت تدق ارقام ..تكلمت ويا احد ويوم أكدوا لها الخبر سكرت الخط
غزلن اللي من سمعت ان طلبية الياسي وصلت على طول ..طلعت اغراضها )الماكياج ( من الجنطه وتمت
تعدل عمرها ..الكحل وتمسح الي ساح ..تحط الرووج والحمرة فوقه ..ترتب شعرها الحريري اللي ما يحتاج
اي ترتيب ..عدلت ثيابها اللي كانو قميص مخطط عموديا بالوردي والبني والخضر ..وتنورتنا المخملية البنيه
اللي كان الحزام عند بطنها وبوت مخملي مثل التنورة ..طلعت من المكتب وقلبها يدق بقوة ..متوقعه انها
تشوف جراح ..واكيد راح يتخبل عليها وعلى ستايلها ..بصعوبه خلت ابوها يقعد اليوم في البيت واهي اللي
بتتولى ادارة المكتب ..ما بتتولها لنها ما تعرف شي ..نجاة اهي اللي بتهتم بكل شي بس اهي لزم تشوف
جراح اليوم..
وصلت لعند ريسيبشن الطابق والبتسامة منورة ويهها وكان لؤي ماعطها ظهره وسايح على الموظفة وحست
ان الشخص هذا مو جراح..
ماااااااااااااااااات .صريع الهوا ..كيوبد رمى بالسهم واخترق قلبه وخلص ..انطبعت هالبنت في مخيلته...
خيبة امل غزلن ...والشراقة بويه لؤي ...يا ترى .وراها شي ..ول هالموقف راح يكوون واحد وما راح
يتكرر...
يا ترى شو بقيه هالمغامرة ..وهالتجربة الجديدة على كل من غزلن ولؤي ..ورجعة فاتن..
الفصل الثالث
--------------
في مكتب ورشة الياسي..
جراح وهو يرفع السماعة :ورشة الياسي للنجارة
خالد وهو يبتسم :هل بولد الخالة هل...
جراح يقط الوراق ويتنهد :هل فيييييييييييييك ...اااااااااااااخ
خالد :اوف اوف اوف ..ااخ مرة وحدة ..ياخي انا خلوود مووووو نااس هههههههههههههاي
جراح وهو يضحك :جب يا حمار ..وبعدين ..اي ناس ..غسل حلجك قبل فاهم؟
خالد :ايوا فاهم يا معلم ..انزين بقول لك ..انت مشغول الحين؟
جراح وهو يناظر الوراق الوردية والبرتقالية والبيضا اللي كانت كلها ارصده وفواتير :ل والله مو مشغووول..
ليش؟؟
خالد :ابيك تطلع بره الورشة شوي لني واقف هناك
جراح مستغرب :علمك مستبطر ..تحاجيني وانت واقف عند الورشة ليش ما تدخل؟؟؟
خالد وهو متحمس :لني ابيك تطلع لي يا روح البي...
جراح :انزين لحظات وانا عندك
خالد :ااوكي يالله باي..
جراح :باي..
تنعز جراح عن الطاولة وهو يمط ظهره اللي يحسه متكسر من القعدة ...وقام وطلع من المكتب لعند باب
الورشة ...اول ما شاف انصدم وتبطل حلجه...
كان خالد يالس في سيارة يديدة غريبة اول مرة يشوفها ويوم التفت خالد له طلع من السيارة وهو
مستانس...
سكت جراح ..تم يتفحص السيارة فوق وتحت ..من داخلها ومن بره ...وعيونه ملتصقة بها لدرجة انه وتر
خالد..
خالد :شقاعد تبحلق فيه والله العظيم انها ب 3آلف ..جراح شفييك؟؟
جراح :اسكت شوي) ...راح عند المكينة( فج الباب بسرعة..
خالد وهو متنرفز :خذتها كاراج وقالولي انها زينه ...ما فيها شي..
جراح بعصبية :اقول لك فج باب المكينة...
بحمق راح خالد وفج باب المكينة من داخل السيارة وجراح من انفتح الباب رفعه ..وتم يجيك ويحوس ويلوس
فيها وخالد طلع له..
وراح خالد عن جراح اللي ظل واقف وهو يطالعه ...اختفى ودخل جراح يعابل باقي الوراق..
-----------------------------
بذيج الغرفة قامت الحوسة واللوسة والعمال مو قادرين يدخلوون الفرش اللي يابوه ..ولؤي ابدا مو قاعد
يعطي احد شوور ..واقف عند الباب وبنظرات جريئة يناظر غزلن اللي كانت قاعدة وهي تهز ريلها من القهر..
نظراته كانت هادئة وصامته وكأنه يطالبها او ينتظرها ترد عليه بنظرة لكنها من بعد الحتقار اللي جابلته فيه ما
عطته ويه ..وشكلها حتى ما تنتبه لوجوده في المكان وياها ..لكن لؤي قوووي عين وما يستحي ومايفهم من
البنت اذا كانت تبي ول ما تبي..
غزلن اللي كانت شابعة قهر وكل ما تشبع تزييد يووع له ..سواها فيني ..طرش واااحد )رفعت عيونها لعند
لؤي وشافته يناظرها( واحد ل يستحي ول يخيل على ويهه مبقق عيونه جنه ال شايف جاكليته ..يالقهر والله
اني بصيح ...لكن يا ويلك يا جرااااح ان ما خليتك تقووول قاق ماطلع غزلن ..عيل تفضل هالخيمة )مريم( علي
انا.؟؟؟ يا ويلك..
عطته نظرة مغرورة وراحت ..ظل يناظرها وهوو مستغرب هالتصرف منها ..الظاهر ان مرتبها اكثر من ما
تستحق من جذي شايفه روحها على الناس ..حدج سكرتيرة يام الليف ..لكن حلوة يالقهر ..آآآآخ انها دخلت
بالي..
وتم واقف لؤي عند المكتب ال وفاظل ايي عنده وعرفه على طول..
قاضل :لؤي؟؟
لؤي يلتفت له وابتسم :هلااااااااااااا بالفضلي ..هل بالغالي هلااا ..شتسوي هني؟؟ تقااازل يالميهود؟
فاضل :ههههههههههههههه انا اشتغل هني وين اغازل قالولك سوق شرق ..اانت شتسوي هني؟؟
لؤي وهو يناظر الدرب اللي مشت عليه غزلن قبل شوي :والله قبل شوي كنت اقازل ..بس الحين مااكو
الصيدة راحت..
فاضل :اي والله هالمكتب يعورك راسك ..كل وحدة احلى من الثانية..
لؤي :دامنك تشتغل هني تعرفها عيل.؟؟
فاضل بتفكير :من ؟؟
لؤي وهو يقلد عليها :تعطيك نظرات بعيونها خذي وتخز وشعرها )...يمسح على ويهه بحسرى( اااه من
شعرها ..اهو كافي للعذاب..؟
فاضل :هههههههههههههههههههههههههههههه يقطع بليسك يالمسكين انت ...يالله انا بخليك مشغوووول
شوي..وينه اخوك ما ينشاف هني؟
استغرب لؤي :اخوي؟؟ ليش؟؟
فاضل بحيرة :ليش ما تدري ان اخوك يشتغل هني؟
لؤي الخداي :ل والله ما دريت ..آآآآآآآآه وانااقول هشام الكندي مو غريب السم علي..
فاضل :اهو معروف ببو زياد..
لؤي يتقرب من فاضل :والله بيني وبينك مساعة تقول لي عنه السكرتيرة لكن انا طل كلش ماعرفته ..لبو
زياد ول هشام..
فاضل :هههههههههههههههههههههههههههههه عادي انت من زمان مخدي مو توك..
لؤي يناظره بنظرة عتاب :استح على ويهك ..انا اكبر منك شلون تكلمني جذي
فاضل :مسامحة يالجبير انت ...يالله اشوفك على خير
لؤي :في امان الله..
راح فاضل عن لؤي المحترق يبي يعرف وينها غزلن لكن ما عرف..
بعد ما كملت الغرفة كان لزم يروحون لغرفة الجتماعات يدخلون الكراسي ..وبالصدفة كانت غزلن مارة من
هذاك الصوب وهي طالعة من مكتب نجاة ..وشافت العمال في ويهها ووقفت في زاوية وهي منقرفة ..راحت
عنهم وتوها بتدخل المكتب ال لؤي في ويهها وشوي تدعم فيه..
دخلت داخل المكتب وهي تطق جتف لؤي ...اللي بدت شوي شوي تظايقه اكثر واكثر ..ولؤي مو من العادة
انه يتظايق ..لنها اذا تظايق تصير مصيبة..
يوقفها وهو جدام ويهها :انا عمي ول انتي اللي حاطه ستارة على عينج من اللوان؟؟
غزلن وهي تفق عيونها :شنهو؟؟؟ انت مينون ول صاحي
لؤي :انا صاحي لكن انتي كشتج شكلها مو مخليتج تفكرين صح..
غزلن وهي تعلي صوتها :اطلع بره ل سطرك الحين
لؤي :ليش شايفتني دفتر ول ادري؟؟؟ انا ابي اعرف انتي ليش شايفة نفسج؟
غزلن وهي تتحرك من جدامه :انا موووو محتاجة اني ابرر لك شي ..ولو سمحت روح شوف شغلك..
لؤي وهو يتكلم بواطي حسه :يلعن ذا الشكل ..حلوة ومغرورة
غزلن الي حست انه تكلم :شقاعد تبربره على روحك؟؟
لؤي :اقووول اني بخلي اخووي يفنشج من هني ..انتي مو ويه سكرتاارية ..ماكو اخلق ول حشيمة
غزلن وقفت وهي تضحك باستهزاء :ومن اخوك ان شاء الله ..السكيوريتي؟؟
لؤي وهو نافخ صدره :اخوووي عمج ...انا اخوي مساعد خلف الدخيلي لو ما تدرين!!
سكتت غزلن وهي مو مصدقه ...اهي حست ان شكل هالصبي مألوف ..مو لنه اخو مساعد ..لنه يشبه شكل
مريم شوي ...في نفس النظرات اللي بالعيون لكن ما تصورت انه اخو مساعد
واااااااااال ..صار ويه لؤي قد النقطة ..الحين هذي بنت صاحب هالمكتب ..وانا من مساعة للحين اتعافر وياها
مثل الفار والقطوو...
لكن قوي العين قوي عين : ..والله تصدقين ..ما دش في بالي انج سكرتيرة ...لنج احلى من السكرتيرات
الجيكر ..يا كايدتهم
غزلن :انت صج ما تستحي ..اشوف عرض اجتافك يالله..
لؤي وهو يستهبل :ليش تبين تخيطين لي دشداش..
غزلن وهي شوي تفقد اعصابها :روح شوف شغلك لااا اطلبك لك المن الحين
لؤي وهو يتجدم شوي وهو شبه المتوسل :تكفين طلبتج ..امي تبيني ..لتقطيني سجن ..تكفين طلبتج...
)يمسك ذقنه( وهاللحية..
غزلن وهي قرفانه منه :اطلع بره ..اطــلع..
لؤي وهو يتوسل لها وهو طالع :تكفين ..انا عندي حرمة وعيال..
غزلن :ما يخصني انقلع
لؤي وهو شبه اللي بيصيح :واحد من عيالي مريض والثاني اخرس...
غزلن :أوووووووووووووووووووه ربك كريم يالله ..
لؤي وهو واقف عند الباب :تكفين ل تقطعين رزقي ترى مالها العنوود احد غيري )العنود الحرمة الملفقة(
غزلن وهي شوي بتبجي :بس خلص اطلع ..ما بسوي فيك شي..
لؤي وهو يتظاهر بالفرحة :صج والله ..حلفي
غزلن وهي تعصب :والله ..والله ما بسوي فيك شي بس فااااااارج فارج
لؤي وهو فرحان :يالله ..يالله يوفجج ..ويبارج فيج ..ويكبرج ويعرسج ويحليج مع انج حلوة
طلع وسكر الباب وراه وظل واقف وهو ناقع من الضحك عليها ..صج انها برنامج والواحد يلعب بها يمين
وشمال ..طل عليها من الجامة اللي في الباب ..وهي كانت حاطه راسها بيدينها وهي تهزه من العوااار ..ويوم
رفعته انصدمت بشوفته توها بترفع السماعة تتصل في المن ال لؤي فهم حركتها واشر لها انها تخلي السماعة
وهي تصرررخ بعالي صوتها
غزلن :انقلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللع
على طول طار لؤي من عندها وهو يضحك من قلبه وماسك بطنه ..والله انها برنامج ..حبيتها يا ناس ول
تلوموووني في حبها ..يا قلبي هالبنت والله..
اما غزلن اللي ظلت يدينها على ويهها فترة وهي تحس بالنار تسعر فيها ..ما كان قاصرها ال هذا ..كفايه انه
كريه ..ل ويطلع بعد اخووو السبالة مريم ...اللي سارقة قلب جراح وعقله ..وحارمتها منه ..ولسانه طووويل
بعد ول يستحي ..خسارة انه مو موظف هني ..جان خليت ابوي يجوووته جوووووت ..خسارة بس..
===========================
اول القاعدين في هذيج الشقة كانت مريم ..لنها اكثر وحدة نامت ..خلت فاتن راقدة واول ما تحركت تقلبت
فاتن في السرير ونامت على عرضه ..ناظرتها مريم وضحكت ..طلعت من الدار وهي تفرك عيونها ..توها
بتدخل الحمام ال كان مفجوج واخوها كان هناك يحلق..
كان خده مترووس كريم وهو يحلقه بعيون ظيجة ..مريم وهي واقفة وشوي تنام على الباب..
زلت اي والله ..الحين فاتن عبد الله الياسي تسكتك يا الدخيلي والله هزلت
مريم وهي تضرب بريلها :هُ ِ
مساعد بنظرة غرور وفاتن تنتظر منه كله ..رماها بنظرة ورد للحلقة :فاتن وضعها غير عن وضعج
فاتن تستفسر وهي تتسند على الباب :شلون غير
ارتجفت يده ذيج اللحظة وشوي كان يجرح نفسه ..ثبت نفسه وهو مسكر عيونه ..حست مريم ان مساعد بدى
يعصب وطالعت فاتن باستفهام لكن فاتن ما اهتمت ..وتمت تراقبه...
ما كمل باقي اللحية وخلها ..تم يشطف ويهه بالماي وسحب الفوطة ينظف ويهه وهو يناظر روحه ..شاف
انه بالفعل جرح نفسه وكاهو الجرح بسيط ..لكن ...الله يسامح اللي كان السبب...
وقف بين الثنتين وكل شوي يناظرهم :زهبووو حالكم لننا بعد جم ساعة بنطلع..
مريم :وين بنروووح؟؟
مساعد :مادري ..نتمشى شوي ..ونتشرى اغراض ..انا ادري ان نوروو طلبت منججج الف شغله..
مريم بصدمة :شدراك؟
مساعد وهو يدخل يمر من عند فاتن حتى ما رماها بنظرة واهي بالمثل :..لنها تستحي تقول لي اي شي..
دخل داره وما سكر الباب ..وظلت فاتن تناظر مريم وكانها تقول لها ..شفتي شلون ...مريم تطل براسها عند
دار مساعد تشوف جانه يطالعهم ول لء ..وتقدمت بهدوء من فاتن وهي تدوس على صروال البيجاما الطويلة..
دخل مساعدالدار ومريم كانت تناظر فاتن وتاشر لها )شصاير( لكن فاتن ما عرفت شنو ...وراحت ودخلت
ورى مساعد الدار ..مريم سكرت باب الحمام وفاتن طقت باب دار مساعد..
دخلت فاتن وشافت رتابة الغرفة ...ال من الفوطة اللي كانت على الكرسي ..كان قاعد عند طرف الكرسي
وهو يأشر براسه لها..
راحت فاتن بهدوء وقعدت عند الكرسي اللي كان مجابله ...وهو كان قاعد يحوس في جنطه صغيره عنده...
طلع منها جم بطاقة واوراق واشياء ثانية..
ابتسمت فاتن له وهي تحس بشعور غريب يمر فيها ..ويهه وملمحه وهدوئه ورزانته اكثر من استحمالها...
طلعت من الدار ودخلت دارها وهي تتفس الصعداء..
اما مساعد ظل قاعد وهو يتذكرها ..ريحتها وصلته يوم قعدت يمه ..وما قدر يخلص وياها السوالف لن تاثيرها
عليه اكثر من استحماله ..مساعد تعدى مرحلة انه يطالع فاتن ويسكت ..الحين مشاعره الملتهبة تجاه هالبنت
صارت ثائرة فيه وما تتحمل شوفتها بكل هدوء ..لذا كل ما تجاهلها يكون احسن له مع ان حتى تجاهلها يسبب
له اكبر جرووح ..لكن ما يقدر .لزم يتحمل غيابها عنه عشان ماا يرتكب شي اهوو مو مستعد له..
أما فاتن اللي ظلت في الغرفة وهي قاعدة عند الدريسر وماسكة البطاقات تناظرهم ..بكل عفوية سحبتها
لعند خشمها تشمها ..يمكن فيها من ريحة مساعد ..لكن ..كانو عاديات ..وعضت على شفاتها لنها نست تطلع
عطره ما بعد الحلقة ..كان اهوو الشي الوحيد اللي يخليها تسترجع المان اللي يغيب عنها طول اليوم ..فديت
ريحته ..وفديت طلته وشوفته..
رددتها بينها وبين نفسها من غير اي استحاء ..لن هالريال خلص صار جزء منها لووو محته من هالزمن تظل
اجزائها تنشد اليه...
-------------------
ردوا العمال ويا لؤي من المكتب بعد فترة طويلة ..بس جراح ما حس للوقت لنه كان منشغل زيادة عن
اللزوووم ..واول ما وصلووو راحو العمال عند المكاين ولؤي دخل على جراح والنظارة على عيونه ..جراح ما
رفع عيونه بس حس لوجوده ..ومرة وحدة
راح لؤي وجراح بدى يفكر فيه ..لكن ما عليه خوف ..باجر بشوووف بنت ثانية وبيقول نفس الشي ..لكن شي
في شكل لؤي خله يخاف شوي ..غزلن كلش ما تناسب لؤي ول يظن ان لؤي يناسبها ..اهو طبعه حساس
ورقيق قلبه على كونه ريال ..غير عن مساعد ..خبل وما يفهم وايد بهالمور ..وغزلن كريهة ولزقة ودليعة
ومدللة ابوها ..الله يعينك يا لؤي على بلواك جان صج حبيتها..
-----------------------------
وقف خالد عند باب المدرسة ينتظر مناير وسماهر يطلعووون ...من بعد ما راح لم جراح اللي شببت السيارة
وسوت له جم حركة تحفظها عن العين ..مع انه للحين ما سجلها ول سوى فيها اي شي ..لكنه من الخضة
عليها ما فكر بهالشي ال يوم وصل عند المدرسة ..اما اليوم بيخلي منوور تصفق براسها من الوناسة..
وبالفعل ..يوم طلعت مناير وسماهر وبشاير من المدرسة راحو عند سيارة ام بدر اللي اهي ام سماهر ..لكن
الللي كان واقف مجابل سيارة ام بدر طق هرن لمناير اللي انتبهت له من شدة الصوت ..وتمت تبحلق شوي
اللي في السيارة وطلع راسه خالد...
راحت مناير عند خالد ..وعند خالد يعني عند ويهه :..انت شتسوي هني؟؟
خالد :اقازلج يالحلوة ..ممكن الرقم ) ..يبتسم لها(
مناير تتدلع :ل والله للحين ما شريت لي تلفوون هههههههههه
خالد :عيل ما منج فايدة ...شرايج في السيارة
مناير :حدها وااااو ...لكن حق منووو؟
خالد :حق يدتي ام عبد الله ..حقي انا بعد حق منوو
مناير بفرح :صجججججججججججججججججججججججج والله؟؟
خالد يقلد عليها :اي صججججججججججج..
مناير وهي تركب السيارة بحماااس وصفقت الباب بقوة :يالله خلووود فرررني فرر اليوم
خالد :شوي شوي على الباب يالميهودة ..بتكسرينه بلعااانتج
مناير :وااي ..سوري سوري خلود بس السيارة وايد كشخة ..ما توقعت ان اخوووي بتصير عنده سيارة جذي؟
خالد بنظرة :اخووج؟؟ الحين صرت اخوووج
مناير اللي انحرجت :يالله عاد انت اخوووي من شافت عيوني هالدنيا..
خالد :يا عمري والله منووور
مناير بفرح :شرايك نرووح ناخذ سمووي؟ظ
خالد يمسك على قلبه :من صجج انتي بس ..ااااخ ..دستي على العوووق .لو ادري بس متى تيي من
المدرسة؟
مناير بتفكير :اهي دوامهم اطول من دوامنا بشي ...ساعتين؟؟
خالد يبتسم بمرح :عيل ول يهمج ..نرووح انتفرررر اليوم قد ما تبين لمن تعمى عيوونج
مناير :واااااااي اوف ان عيني بتعمى..
انتبه لشعرها ومسكه خالد :جم مرة قلت لج تحجبي منووووووور؟
مناير :اوووووووف بس والله خلص توووبه انت طلعني كل يوم والله بلبس حجااب..
خالد وهو يفج شعرها :اوكي عيل ..اناكل يوووم بيييج وباخذج بجم فرة جذي عشان بس تتحجبيين..
مناير وهي تمسد البقعة اللي شدها خالد :يعل عدوينك المرض ..اللي يقولون عشان بتفررررني عشان كل
يوووم اتييب سمااء..
خالد :عمتج وانتي عبدتها سامعة
مناير :يالله سووووووووووووق..
لكن اللي ما يعرفونه هالثنين ان سماء اليوم ما راحت المدرسة ..طريحة الفراش سندريل للصخونة اللي
صابتها ..حتى ام جراح اللي قاعدة في بيتها اللي ما يفرق عن بيتهم مسافة دقيقة ..لن بالعادة لو سماء تغيب
اتيي لم جراح تقعد وياها ..لكن اهي اليوم ما ياتها ..وظنت ام جراااح انها بالمدرسة..
------------------------------
مشعل كان عندها وحاط الثرمومتر الكهربائي في اذنها يجيس حرارتها ..كانت لحيته غامجة وتحت عيونه
السواد والضعف باين عليه ..لكن حلااة عيونه للحين على حالها ..تهبل اللي ما ينهبل ..وهذا اللي مر في بال
سماء على مرضها..
سحب الثرمومتر وشاف حرارتها انها زايدة بدرجة :..يبيلج تروحين المستشفى..
سماء وهي تتحرك بتعب في السرير :مابي...
يبتسم لها بحنيه ويمسك على جبينها :لزم تروحين ..درجة حرارتج شوي مرتفعة
سماء :انت بروحك قلتها ...شوي ...بتروح باجر..
مشعل :انتي ليش عنيدة؟
سماء وهي تتحاشى النظر له :كيفي..
مسك ذقنها وناظرها بعيونه :سماء ...شفيج علي؟
سماء تناظره بحزن وتكابد :ل ما فيني شي ...ليش انت حاس بشي؟
مشعل :ماحسج سماء اللي اعرفها..
سماء بسخرية :شدعوة يعني انت مشعل اللي اعرفه
تعجب :شقصدج؟
سماء وهي تتحرك في السرير :ول شي..انا برقد...
ما تكلم مشعل ول قال شي ..اهي عطته ظهرها وسكرت عيونها متظاهرة بالنوم ...ظل مشعل قاعد وهو
يفكر في سماء ..وفي تغيرها معاه ..وكلمتها اللي قبل شوي ..واهي الثانية حست باللوم في قلبها يضربه
ضرب بالدقات ...فلفت راسها لخوها ...شافته منجس راسه وهو يفكر..
حست انها العلمة لحديث ..العلمة انها بتسمع منه شي من بعد اعتزاله الكبير..
السم كان مثير للجلبة في نفس مشعل لدرجة انه رفع عيونه لسمااء وكانه يستنكره ..اسم يتردد صداه في
عمق نفسه ..لكن ما يتجرأ انه يلفظه بقوة عشان ل تسمعه اذنه...
مشعل وهو يهدي من نفسه :رقدي سماء ..انتي تعبانة ..واذا ماااا صرتي احسن باخذج المستشفى ) وابتسامة
حنونة( عشان تعرفين اني مااتجاهلج...
استسلمت سمااء ..بهالسرعة غير السالفة ..بانت الدموع في عيونه وتمنت لو انه يبجي ويعبر عن نفسه..
لكن لء ..مستحيل اييها هالشي منه ..انغلق على نفسه وما عاد يهتم بالدنيا ول شي فيها ..فاتن راحت ويمكن
تعيش حياتها احسن منه ..لكن اهوو ..نفس ما اهوو..
طلع مشعل من الدار وهو يمسح عيونه ...تركت سماء في نفسه اكبر فاجعة ..اسم فاتن اللي من زمان ما
سمع لسان احد يتفوه به ..دخل داره وهوو يسكر الباب ويقفله ما ورى ول ليت ..وراح عند السرير ..وعند
الصور اللي كانت منشورة عليه ...صور كان مشغول فيها قبل جم يوم ..البوم لقاه في كاراج بيت بو جراح..
ولقى فيه جم صورة وجم حاجة لفاتن يوم كانت صغيرة ..جمع الشتات واحتفظ فيه لنفسه ...ووحدة من
الصور كانت لفاتن وهي كبيرة ..ما كان عليها حجاب لكن هذا الشي ما هم مشعل وايد ..كانت نظرتها في
الصورة نظرتها في الحياةالعادية ..اهي كانت تظن ان نظراتها بسيطة وهينة مثل كل الناس ..لكن لء ..فاتن
كانت تحمل معنى بكل نظرة ..وهذا اللي خبله عليها ...بهالصورة كانت تناظر اللي يصورها بهالنظرة العادية
والبتسامة الخفيفة على شفايفها ..وخدينها الناعمين بطياته الخمرية ..وانتحب مشعل ..ضم صورة فاتن
لصدره وهو يبجي من حر قلبه ..لزقها لدرجه انه تمنى لو انها تتغلغل داخل صدره عشان تظل وياه فكل مكان
يروحله..
مشعل بصوت باكي وخفيف :اكرهك ...اكرهك ...قد ما حبيتها اكرهك ...اكرررهكك...
واستمرت انتحابته ..وما زالت النزعة في قلبه تزيد وتزيد ..كل ما يشوووف شي من عند فاتن تقوى الرغبة..
اكتفى من الخسارة ..صار الوقت ان مساعد يخسر بعد مثل ما هو خسر ..ما يدري ان مساعد عاش بالحرمان
مدة اطول منه ..ان جان اهوو خسر بنت قدر انه يتصل وياها فترة زمنية محدودة ..فمساعد عاش اكثر من
خمس سنوات بحب عالية وهي على قيد الحياة..
ما يدري انه بفكرته الخطيرة بيذبح اخر المشاعر في مساعد ..انه بينهي اي رغبة بالحياة فيه ..فبعد نووور
الحياة اللي نبع له في ويه فاتن ..يمكن يعيش مساعد بظلمة الحياة لمن يموووت..
---------------------------------
على طلب فاتن راح مساعد لجورج في بيته ..وظل ينتظر جواب من احد ..ويوم انفتح الباب وشافه جورج
انصدم ..وعلى طول اخذه بالحضان ومساعد يضحك له ..ماصدق جورج وميشيل بالمثل ..وظل وياهم مشعل
لفترة من الزمن وهوو يشرح لهم اللي صار بالضبط وتسائل جورج مثل اللي تسائلت عنه فاتن واضطر انه
يجذب ..مو يجذب ..ولكن يقول شي مغاير عن الحقيقة المعرووفة ..والحمد لله تقبلها جورج لنه كان افرح
من انه يجذب مساعد ..وبالنهاية طلع مساعد من عندهم وهو متوجه لفاتن ومريم عشان ياخذهم وياه...
وصل للشقة وفج الباب ..دخل وما لقى احد بالصالة ..اكيد بالغرفة ..راح عند غرفة البنات ولقا فاتن واقفة
وهي تستعرض الملبس عند مريم اللي للحين بالبيجاما ..كانت فاتن واقفة وعليها قميص وردي وتنورة حليبيه
قصيرة من جدام وتطول من ورى ..وما عليها شي عند قدمها الناعمة ..مثل البالرينا..
يوم شافته مريم :اوووووووه متطفل عندنا ..شتبي رووح خلنا نتجهز؟
مساعد يتظاهر بالعصبية :الحين مخلكم ساعة وشي عشان تتجهزون واخر شي بعدكم مثل الشي..
ظلت فاتن واقفة مثل المجرمة ومريم اللي ترد على مساعد :شفيك هذي اميركا مو الكويت يالله هيله هيله
نلبس..
مساعد :يالله مريم بسرعة تلبسي انتي وياها ل تأخرونا ..ترى اذا حضر الذان ماكووو طلعة..
مريم :يالله عاااااااد عندي وايد مشاوير هني..
مساعد :كيفج عااد انا قلت لج...
ضحكت فاتن على مريم وتنازعو الثنتين وبسرعة تمو يتلبسون ...ومساعد اللي دخل داره فج الجنطه اللي ما
طلع منها شي..طلع منها جاكيت وتي شرت هاي نيك اخضر غامق ..وبانطلون كاكي شامواا ..راح عند الخزانه
وهو يحمل الملبس يعلقها ..واول ما فتح الخزانة شاف ملبس معلقة فيها ...تقرب منها وهو منصدم من
هالملبس ..ملبس بنات ..وويوم وصلته ريحتها ..عرف لمن ..هذي ملبس فاتن لن ريحتها معروفة وتنشب
بالملبس كلها ..قرب بدله من البدلت لويهه وتم يشمها ..فكر باستغراب ..شتسوي ملبس فاتن في خزانته
اذا هي نايمة في الغرفةالثانية؟؟ كانت تنام بداري يوم انا مسافر؟؟ ولاا ملبسها فاظت واستخدمت
هالخزانة..
يالله بدت سلسلة يديدة من التساؤلت في بال مساعد عن هالوضع ..لكن لبس ملبسه بسرعه ..عشان ما
يتأخروون ..وطلع من الدار وهو حامل العطر وتعطر بالصالة وكانت مريم وفاتن واقفات وهم عاقدات
ذراعاتهم عند صدروهم ..يازعم كانو ينتظرووونه فترة عشان يجهز..
ابتسم في ويووهم :الله ..شهالزين ..وحدة وما نقدر عليها هم ثنتين ..ل صراحة انا ماقدر اطلع وياكم جذي
مريم اللي كانت بدلتها باللون السود والبيض تجدمت منه :شووف .ترى ان جرب اذان الظهر ماكووو طلعة
سامع؟؟
مساعد :ههههههههههههههههههه انتي يام لساااان) ..ناظر فاتن وشافها مثل الوردة باللون البيض والوردي..
الوانها المفضلة ..وبهاللحظة ..الوانه المفضلة( ..محلوة ..
استحت :عيونك الحلوة..
مريم اللي حبت شوي تحرج فاتن :والله يبا غصبن عنج ..ترى مساعد مو بس عيونه الحلوة بكبره حلوو..
فاتن وهي ترفع حاجب :شقصدج يعني؟
مريم :قصدي واظح )وهي تنفخ صدرها( تحمدين ربج لن ريلج اخوي الجميل..
وبالفعل ..سرى المفعووول كالسحر ..وكاهي فاتن منصبه باللون الحمر من الحيااا..
مشى عنهم وراح عند الباب ومشت مريم وراه ولحقتها فاتن وما سمع مساعد منها ال صرخة..
ترك شعرها وحرك السيارة بدرب الردة للبيت ..وبطووله وقلبه ماكله على سماااء ..يا ربي شفيها؟؟ علمها؟؟
وينها اليوم؟؟ ل يكون صح كلم هالقرفة ومريضة اهي بالبيت ..يا عمري عليها لم ول ابوو مثل الناس يقعدون
وياها ويسهرون على حالها ..واكيد تمرض وين ما تمرض واهي اتيي البيت بهالبرد ومجرخها شعرها ماااي..
دخلت مناير براحتها البيت ..وبطلت الباب من غير انها تضرب على الجرس ..لن بيت سماء دايما فاظي
بهالحزات ..راحت عند الدري وتوجهت صوب دار سماء ..توها بتفج الباب ال باب ثاني ينفج ..باب دار مشعل..
مناير وهي تحط يدها على صدرها :يمةةة ..بسم الله الرحمن الرحم
مشعل بغرابة :علمج؟؟ شايفة يني؟
مناير :انت ....انت ول سبعين الف يني مثلك ..وينها سماء؟؟
مشعل باستغراب :انتي شلون تدخلين البيت براحتج..
مناير ترفع حاجب :الظاهر انها عادة انتشرت بين الناااس..
اندهش ..شك ان مناير يمكن تعرف بروحاته للبيت ..واهي بالفعل تعرف..
مشعل :خليها ..محمووومة وما راحت المدرسة اليوم ..خليها تنام يمكن تخف حرارتها
قرب مشعل من مناير خلها تضطرب ..وتباعدت عنه :شوي شوي علي ...ل تنط ..شفيها مريضة شمنه؟؟
مشعل :مادري مرة وحدة مرضت...
مناير :اها ...اذا قعدت قول لها انيي ييتها..
دق قلبها ..وارتبكت شوي ..تبعثرت نظراتها يمين يسار ..تشتت في تفكيرها لكنها مااا تزعزعت جدامه..
مناير بهدوء :لنك ما تعجبني ..وليش ما تعجبني؟؟؟ هذا شي راجع لي ...باي..
راحت عنه وهي تزرع وراها استفساار ..غريبة هالبنت ..وكانها ملكة زمانها ..صغيرة ولكني احسها اكبر مني..
الله يعين اهلها عليها ..باين انها ام لساااان ...ماظنتي انها اخت فاتن ببالدم ..يمكن اخت خالد ولشي ..لن
مافيها شي من فاتن ال ملمحها الناعمة..
راحت مناير لعند خالد اللي ينتظرها وهي متظايقة من المشاعر اللي فيها عن هالمشعل اللووعة..
وظلت مناير تشكك وما زالت بشكها عن مشعل ..لكن مشاعر غريبة اليوم اجتاحتها يوم سألها عن سبب
معاملتها ...يمكن لن قلبها شوي ..لكن مستحيل ..هذا مستحيل اسكت عنه انا ..لمن اكشف سره ..وخالد
اللي تم مثل الطير يحوم مكانه ما دخل البيت ..ينتظر اي خبر عن حالة سماء الصحية ..قعدتها بالبيت بروحه
ما تطمنه ..وده لو بس يرووح لها ويباريها اهو بنفسه..
كانو في احد المجمعات وفاتن اللي يمكن ما شرت ال شيئين استحلت مريم الساحة وتمت تتشرى لها اللي
تبيه ..طبعا ما عاندها مساعد وخلهاعلى سجيتها لنها بترد نص الغراض بعد خمس دقايق ..لحظ مشتريات
فاتن القليلة وما حب انه يظايقها بالتساؤل ..اهي تعرف ان لو بغيت تشتري محد بيقول لها لء او بيوقفها..
يمكن هالشيء نابع منها نظرا لتربيتها..
كانت مريم اللي تسبقهم ..ومساعد يمشي بنفس مستوى فاتن ..ل قراب ول بعاد ..لكن شي بينهم يبين انهم
ناقصين ..يمكن مسكة اليادي؟؟ او ..التقرب اكثر ..او كلمات يتبادلوونها ..ما تدري فاتن بس حست ان شي
ناقص بينها وبين مساعد..
وبعدين وقفوا عند محل للمجوهرات مريم حبت تدخله ..فدخلووو معاها ..عشانها ..لحظت فاتن ان
المجوهرات والمصوغات تختلف في انواعها .حلوة وجميلة ..ولكن معظمها خفيف مو مثل اللي بالخليج ..كان
في العرض قليد معروضة من الذهب البيض واللولو ..تمت تناظرها وطاحت عيونها على وحدة منهم ..اسم
تصميمها pure whiteولسبب غريب دخلت في بالها ..كانت لؤلؤة محايطها الماس ..وسلسلتها من الذهب
البيض ..تمت تراقبها وعيونها تلمع..
ابتسم لها مساعد ..كان يناظرها وعيونها مشدووهة بالتصمم ..ولكن احلى من هذا كله اهو قربها منه ..وعدم
فزعها اووو خوفها..
التفتت له بابتسامة هادئة ولحظت الشرود بعينيه في ويهها ..واستغربت منه ..:شفيــك؟
مساعد يهز راسه وهو يوقف عدل :ل ول شي...
ابتسمت للبياع وخذت اللي شرته ..زوج من الساعات رجالية ونسائية ..هدية ول احلى حق نورة وفيصل
بمناسبة زواجهم ..اكيد بتفرح فيها نورو لن الساعة ماركة ومن صنفها ..ويوم طلعت ويا مساعد وفاتن اللي
كانت هادئة بصورة مو طبيعية..
راح مساعد عن البنتين اللي ظلووو واقفين ينتظرونه ..وما تأخر ..كلها دقايق ال وهو طالع ويعدل في جاكيته..
وتحركت الجماعة في هذاك المجمع وهم يتسامرون ..مريم كل ما تكلمت ضحك مساعد واكثر كلمها كله
نغزات على فاتن وتقليد اللي به تخلي فاتن تستحي وتتحلف فيها لكن نظرات مساعد الجسورة لها تخليها
عاجزة عن اي شي وخصوصا في هالمكان ..كانت تحاول انها تتحاشاه او انها ما توقف وياه ..لكنها تنسى
نفسها ويضيع انتباهها وحسها بالمكان فتلقي جتفها يضرب بجتفه ..او انها تكون واقفة وهو وراه ول تراجعت
تضرب فيه ..وتتلقى عيونه بعيونها بفرحة وبسرور وتهدئة للوضع ..لكن اي تهدئة يمكن تساعد فاتن وهي
تحس بهالجحافل من المشاعر فيها ..تلهبها وتخليها تحس بالحرارة في ويهها ..كل ما يصير لها موقف مع
مساعد تحط يدينها على ويهها تخفف من الحرارة ..صج ..ان مثل هالمشاعر ما تناسبها لنها تفضحها..
مريم اللي ميتة من الضحك على فاتن تساسر مساعد :خف عليها الله ل يهينك ترى البنت احترقت..
مساعد ضحك على مريم ولحظت فاتن الوشوشة بينهم ..ولكنها ما اهتمت ..وتمو يمشوون ويا بعض ..لمن
تلقت فاتن بجماعة الجامعة كلها قاعدة في قاعة المطاعم بهذاك المجمع ..واللي من شافتها كريستي على
طول راحت لها..
الثنين اللي واقفين مثل الطرشان بالزفة ..واجهت فاتن كريستي بهم
فاتن اللي كانت تستشيط من الغيض بداخلها لكن قله حيلتها في مثل هالمور كانت الغالية فظلت ساكتة..
كريستي :اوكي هاني ..انا بخليك الحين ..برووه اشوووف ال guysبتيين اتسلمين؟؟
فاتن وهي تتحاشى النظر في ويه كريستي وما مسحت ابتسامتها :ل ل perhaps in another time ..
كريستي lovely :نشوفك ان شاء الله بعد الكريسماس..
فاتن :ان شاء الله..
ويوم راحت كريستي التفتت فاتن وهي تضج من القهر ..والموقف للحين بعده بعيونها ..كريستي تتقرب كل
شوي وتتكلم ويا مساعد وهي لبسة هذيج الملبس ...ومساعد وياها وعادي ..الظاهر انه متعود على
هالمواقف من جذي ما تأثر ..ومن غيضها تمت تمشي بسرعة ومريم على طول عرفت سبب غيض فاتن ..لن
ويهها محمر مثل الفراولة..
على صوت مساعد على فاتن وبسبب هالصراخ انتفضت ..وبارتجاف شفتيها نزلت دمعة من عيون فاتن
ومشت عنهم..
ظل مساعد واقف ومريم تتجدم خطوتين وتنادي فاتن وتلتفت لمساعد اللي ويهه كان مثل لوحة اعاصير من
الغيض..
راحت مريم ورى مساعد وهي تتلفت تدور على فاتن ...ومساعد بالمثل ..ولقوها واقفة عند شاشة عرض
للكريسماس وهي ماعطة الناس ظهرها ..وراح مساعد عندها لكن وقف وهو ينتظر مريم اللي شافتها وراحت
لها..
فاتن وهي منصدمة من كلمه ومريم تهز راسها وتمسكه بيدها ..ومرة وحدة تكلمت فاتن
فاتن وهي ترتعش :والله محد جبرك انك تظل هني ..تقدر ترووح او تظل محل ما انت يمكن تكوون افرح ..انا
خابرة هالمجمع من كثر ما ييته
مساعد وهي يماشيه :ل والله؟؟ حلفي بس
فاتن وهي تتصرف بغير عقلنيه وتضرب بريلها للرض :اي ..واقدر اطلب لي تاكسي وارد الشقة بروحي عندي
مفاتيحها؟؟
مساعد وهو يتجتف بطريقة تقهر :والله ..حلفي بس؟؟؟ يا حليللللللج انتي والله يالكبيرة..
فاتن وهي تتقرب منه :انت مغروووور تدري
مساعد يتقرب منها اكثر وهو معصب :وانتي ياهل
مريم واقفة بينهم :وانتوووووو ما عندكم سالفة وتلوعون الجبد وردوني البيت بسرعة ..توبة والله اطلع معاكم
مرة ثانية ...والله اليهال احسن منكم ..يالله بسرعة خلصونا وردوووني البيت..
سكت مساعد ورفع حاجب يناظر مريم ومن مريم لفاتن اللي التفتت عنه وهي تشهق من البجي ..بجيها كان
هادئ لكن اذا طولت فيه تشهق ..وشهقتها خافتة وهادئة ..ومن بعد هالحد الفاصل من مريم مشى مساعد
لطريج الخروج من هالمجمع ..ووراه فاتن ومريم اللي تواسيها ..ولكن فاتن موو قادرة تحبس الدمعات فيها..
كل ما حبستها ذكرت مساعد وابتسامته لكريستي ..شكله مرتاح من هالشي واكثر شي قهرها اهووو برووده
تجاااه تقرب كريستي منه يعني ريال ثاني بيتنعز لكن اهوو ..مالت علي انا اللي حارقة قلبي على ناس ما
يستاهلوون ..والله انه حقيــر لكن الله يسامحه..
ومساعد يفكر عن فاتن بغير هدى ..يعني شنوو اللي قهرها اكثر شي؟؟ انها طالعة وياي..ول انها شافت شلة
الجامعة اللي على فكرة معظمها من الشباب ..كان ودها تروح ويعني وجودي منعها ..خلها ترووح مثل ما تبي
انا ما بوقف في ويهها تراها اهي اللي لبست الدبلة ووافقت على كل شي ..انا مو مسئول عن خبالها ...يهال
اخر زمن ..
وصلوو لعند السيارة وفاتن ما خفت شهقاتها ..ومن راحت وقفت عند الكرسي الوراني وبنظرة سريعة لمحها
مساعد وزااادت وتيرة الغضب فيه ..يوم راحوو كانت جدام والحين ورى ..اكبر دليل انها ياهل ..شهدو عليها ...
وفتح السيارة وقعد فيها وطق السلف ومريم راحت ووقفت ويا فاتن
وراحت فاتن عند الباب ..ومسحت دمعتها ودخلت ..سكرت الباب وراها وحطت الجنطة بحظنها وشعرها كان
يطل من عند شيلتها لكنها خبته بسرعة وتجتفت وقعدت ..وكل هذا كان مساعد شاهد عليه ..ومريم اللي
دخلت وقعدت وتعدلت وكل شي لحظت ان مساعد بعده واقف..
بتمتمة :يــاهل..
تمت عيون فاتن لزقة فيه ..وهي متألمة من خاطر على اللي يسويــه ..كل ما اييله واسلوبه يوطي عندها
اكثر واكثر ..صج انه انسان متناقض ..يصالح ويهاوش ..يرتكب الغلط وما يحب يعترف بها ..تسندت على
الكرسي وتمت تبجي بكل هدوء غير مهتمة لزفرات مساعد اللي كل شوي تطلع منه ..ومريم اللي قاعدة
ورى اتضحت لها الصورة اللي يمكن مو مساعدة ..مساعد وفاتن مثل النار والزيت ..كل ما تجربووو تشعللو..
واللي اغرب من هذا كله ان فاتن تتحدى مساعد ومساعد ما يردها ول يعاملها مثل ما يعاملنا ..لا ..يتحداها
بزيادة ويتصرف بطريقة ..يمكن ...طفولية ..وهالشي خلها تحس ان شخصية فاتن بدت تتداخل في شخصية
مساعد ..وبسرعة كبيرة ..ومن يدري يمكن اكوو جوانب من شخصية مساعد في فاتن؟؟ الله اعلــم..
وصلوووا للبيت وكانت زفرة الراحة لن فاتن اول مااا وقف مساعد السيارة فجت الباب وطلعت منه وراحت
عند العتبات ..فتحت الباب ودخلت وتسكر الباب من وراها ..واختفت ..ومريم اللي ظلت واقفة تنتظر
مساعد ما تكلمت ول قالت شي ومساعد كان يمشي بهدوء ورزانه ال ان العروج اللي كانت تتطافر في ويهه
بكيفها خلتها وبينت لها حالة اخوها النفسية ..مساعد مو بس معصب ..ال بداخله بركان ..ومثل ما كسر
التلفون هذيج المرة ..الله يعلم هالمرة شبيكسر..
دخلو البيت مريم ومساعد وما كان هناك اي اثر لفاتن ..ودارها مسكر ..فعلى طول تحركت مريم لعند الدار
وهي تحط الجياس على الكراسي ..حاولت تفج الباب لكنه كان مسكر ...فالتفتت الى مساعد اللي كان
واقف وهو حاني ظهره وساند جسمه بيده عند طاولة المطبخ..
طلعت ووقفت على مسافة من باب دارها وهي تأشر عليه :انت سبب هذا كله ..محد غيرك ..ل تظن انك
بهدوئك هذا وبشخصيتك )تحرك نفسها بتعبير عن شخصية مساعد( القوية اللي يهابها الكل بتأثر فيني ..انا
اعرفك اكثر عن هالناس كلها واعرف انكك انســان متخلف ..تظن اني بنصاع مثل كل هالناس اللي تعيش
حواليهم ..فانت غلطان ..انا اذا يبس راسي لو شنو يصير ما يلين ..ل لك ول لغيرك...
مساعد وهو يبتسم يحاول يغيضها :خلصتي؟؟
فاتن انقهرت من ابتسامته وصرخت :ل والله ..ما خلصت ...تدري شنو اكثرر ....انا اكرهك ..وكرهي لك كبر
هالدنيا...
دخلت داخل الدار ومن الغيض رمت بنفسها على الرض عند السرير وسرت فيها انتحاااااابة قوية وبجي
بصوت مرتفع وهي متألمة بعمق...
يوم شافها مساعد جذي التفتت وتعفست ملمحه وارتجفت شفاهه مو قادر يتصرف وياها ..ومريم اللي واقفه
بعجز عند باب الغرفة ..ما تدري تروح تواسي من ول توقف ويا من ..لن الثنين بحالة الله اعلم فيها ..والله
ان عين وما صلت على النبي ..توهم اوكي والحين انجلبووووو فوق تحت...
مريم وهي واقفة عند الباب :انا بروح دارك مساعد ...واذا خلصتووو ...قولووو لي) ..راحت عند الجياس
وسحبتهم( لني ما ييت هني عشان اشهد على كل هذا...
دخلت الدار وسكرت الباب بهدوء ...وظل المكااان على حالة ...ال بصوت انتحابه فاتن وهي حاطه راسها بين
اجتافها عند احد عواميد السرير وعلى الرض..
مسح مساعد على صدره وتنهد بتنهيدة قوية ..التفتت لقى باب دار فاتن مفتووح ..تصارعت في نفسه الرغبة
انه يروح وياخذها بحظنه ويهديها ويستسمح منها ..ورغبة انه يخليها تبجي ويصرعها زود بتجاهله لها ..لنها ما
تستاهل ..تقهر وتقط حجي على كيفها ..وانا اللي لزم اظل مثل الحمار اسمع لكلمها واتعدى علىى نفسي
واستسمح منها؟؟ ل والله ما يصير هالشي ..اهي الغلطانة ..اهي اللي انعفست دقيقة وحدة وكل ما سألناها
قالت مافيني شي وما فيني شي ..خلها ..مثل ما بغت بصير ...واكثر بعد..
---------------------------
المغرب حل على المنطقة والناس كلها دخلت بيوتها عشان الراحة وطلبا للهدوء ..ومنها اللي فتح النوار
عشان تضوي هالهالظلمة ومنها هجر بعض الغرف فاستوحشت بالظلمة ..مثل غرفة سمــاء ..ظل خالد واقف
وهو يناظرها وينتظر منها انها تفج الليت عشان يقدر يجوفها ..لكن عبثا لن الظاهر ان رجاه ونداه مو قادر
يوصل لها ..شي يحيل بينه وبينها ..ال وهو المـرض ..من عرف انها مريضة ما تحرك من مكانه وهو يراقب
دارها ومستمرض بمرضها ..وكأن السقم اللي بها بهالشي بدى يستفحل فيه ..ظل قاعد وهو حاط يده على
خده ويناظر وينتظر ..ينتظر خبر صحة سماء..
ويا وقت العشا وصعدت له مناير بندى الكل ..دقت على الباب
وظنت انها بهالشي راح تخليه يرد عليها يرد مثل كل ردوده ..لكن لا ..وحست مناير ان هالشي متعلق
بسماء ..وراحت لعند خالد ووقفت على راسه ..تناظر للي ينظر له
خالد وهو يشد اكثر ومنايرمصروووعة ووصل الصوت لجراح اللي طلع من الدار وهو لبس تي شرت كت
والقلم عند اذنه ..يايب الشغل لعنده في البيت..
راح جراح وفج خالد عن مناير وهو معصب وراسه يتفجر فيه كل شوي عصب..
طلعت مناير ويا جراح وهي تتخبى عن خالد اللي يأشر لها بالذبح ان شافها مرة ثانية ..وطلعت واهي من قلب
المسيجينة خافت..
دخل وياها جراااح وتوه بيسكر الباب ال عبد العزيز ياي لهم
ونزل وجراح مستغرب ..رمش بعيونه ودخل الدار ومناير كانت واقفة عند المنظرة وهي تمسح على شعرها
مناير بصوت واطي :يعلللللللللللك ما تربح يا خلوود ..نقف شعري كله يعللللله الميهود ..يعني لوو اهو اصلع ما
عليه جان نقول بداعي الحرة ..لكن شعره احلى من شعر البنات شعليه من شعري....؟؟
جراح :هههههههههههههههههههه ..ما عليج اهو يبي صلحج بس مشكلته انه وايد حازم في هالمور..
مناير وهي تلتفت لجراح :ما عليك منه ..جوف سمووي شتلبس ل وكشتها مثلي بعد منشورة ول يقول لها
شي..
جراح :لنه ما عليه ل امر عليها ول نهي..
مناير :ل والله ..مو اهي البنت اللي بتصير حرمته وذابحنه عشانها وما عليه امر ول نهي عليها؟
جراح :عيب ..انتي ما عليج من هالمور ..انتي تعتبرين بالنسبة له اقرب منها ..وله حق عليج انتي ..اهي عندها
اخوان واهل يفهمونها ويعقلونها..
مناير وهي تقعد عند جراح برجا :جراااااح تكفى ل تلبسني حجاب غصبن عني..
جراح يضحك بدهشة :ههههههههههههههههههه ومن قال لج اني بسوي جذي؟
مناير :ل بس شكلك صار مثل ابوي ل بغى يقول لي شي عشان اسويه
فرح جراح بألم طفيف :والله؟؟ اشبه ابوي؟
مناير بصدمة :هذا بعد سؤال ..اصل انت من توفى اابوي ما حسستنا بفراغه ..صح ان) ..غصت مناير غصبن
عنها( استوحشنا صوته وحسه ..لكنك ما قصرت صراحة ..صرت مثل ابوووي بالضبط ..نسخة مصغرة منه..
ومن جذي ..انا ماصيح الحين عليه ..لنك موجود
الله الله ..شهالحجي ..اللي خلى من قلب جراح مو بس يرجف ..ال يرجف مثل الطير من حلته ..الحين انا
صرت مثل ابوي؟؟؟ انا معوض اخواني عن غيبة ابوي ..وانا اللي كنت اظن اني مقصر عليهم ..لكن طلعت
مراعيهم وحاط بالي وياهم ...لمعت عيونه بالدمع وخشع قلبه ونطق دماااغه بكلمة من زمان ما ناداها احد
بجهوور ...يبــاا
طلعت مناير وهي تاركة جراح بنووبة ضحك ل تخلص ولاا تنتهي ..توها بتنزل من الطابق ال انها تذكرت اتفاقها
ويا جراح ..بتلبس الحجاب كتجربة برع المدرسة ..وفي البيت اي ..عشان تشووف الوضع وياااه ..ولكن
المشكلة اهي ما عندها ول شال ولاا لفافة عشان تلبسها ..وفكرت على طوول بفاتن ..اهي ملكة اللفافات..
اشكال وانواع عندها ..ونزلت دار فاتن بسرعة ..ودخلتها ودورت لها على لفافه وطلعت وحدة بيضا ..لفتها
على ويهها وكان شوي من شعرها طالع ..هزت راسها ..اهي اكره ما عليها اللي لبسة شيله ومطلعة شعر..
لذا غطت الشعر وبانت حمرة خدوود مناير البيضة وسط هاللون ..وابتسمت بينها وبين نفسها راااحة من
الحجاب اللي عليها ..وراحت عند الباب وطلعت..
----------------------
في بيت الدخيلي..
كان لؤي قاعد في داره وهو مو حاس بعمره ..كأنه قاعد في قارب ويتحرك فيه بعرض البحر ..ومن غيرها
غزلن اللي ماخذه كل حواسه...؟؟ ظلت ملمحها متعلقة في ذاكرته مثل النشبة ..واهو مووو كاره هالشي ابد
بالعكس ..بس اللي معور قلبه انه ماكو فرصة عشان يشوفها مرة ثانية ..يروح المكتب؟؟ ل مايصير ..يمكن
اهي مو كل يوم تروح هناك ..الظاهر انها كانت هناك بل شغلة ول مشغلة لنها كانت باول الشدة قاعدة
وياهم ..اااااااااه عليج ياغزلن ..الناس زين منها تستحمل غزال واحد ..لكن انتي ..غزلاااان ..ااااخ بس الله
يعين قلبي عليييييج...
وطرقات على الباب ويطل من بعده راس نورة :احم احم العروس هني..
التفت لها لؤي ...:هل ..شتبين؟
نورة حوست ثمها بس اهي متعودة هالشي من لؤي :ابيك ..وما ابيهم..
لؤي :ههههههه تراني محجوز لمرتي..
نورة وهي تدخل :ههههههههه احنا وهالمرة ..وينها بس خلنا نشوفها؟؟
لؤي يفكر بغزلن ويبتسم بنشوى مثل السكران ويسكر عيونه..وما غاب هالشكل عن نورة
نورة :اوب اوب اوب ..شفيييييييييييه العاشق الولهان يبتسم بسكرة ونشوى..
لؤي يناظر نورة بنعااس :أحب..
نورة وكانها سامعة اسطوانة معروفة :أها ..انزين يالله انزل تحت العشااا زاهب وفيصل هني
لؤي يمسك يدها :شفيييييج؟؟؟
نورة وهي تهز راسها بنفي :شنو؟؟ مافيني شي ..ليش فيني شي؟؟
لؤي :شفيج طقيتي كلمتي بعرض الحايط كانها ما همتج؟
نورة واهي مو عارفة شعنه يتكلم لؤي :شفيك لؤي شتتكلم عنه؟
لؤي :هاه ..انا توني قايلج اني احب ..وانتي ابد قزرتيني بها؟؟
نورة :أهااااااااااااا ..عادي يعني ..انت كل يوم تحب ..وكل يوووم في قلبك وحدة ..يعني شالغريب اليوم
لؤي اللي عصب شوي :نورة ....طبي لسانج لاا تشوفين الويل الحين
نورة استهجنت هالنبرة من لؤي :شنو؟؟؟؟ شفيك مستخف ..هذي انا يااا لؤي
لؤي بقرف :تدرين ..فارجي احسن ..والله انج مو ويه احد يحاجيج...
نورة بزعل :انا الحين جذي؟؟ ما عليه ..الله يسامحك ...يالله العشا تحت..
لؤي باشمئزاز وهو يتحرك من على السرير للحمام :مابي شي...
طلعت نورة بزعل من الغرفة ونزلت تحت ..ولؤي يشطف ويهه بالماي...
راحت ام مساعد المطبخ وظلت نورة ويا فيصل ..اللي هو الثاني لحظ شكلها المكفهر..
فيصل :حياتي...
نورة :هل حبيبي
فيصل :علمج؟؟ زعلنة!!
نورة وهي تعقد حواجبها وتهز راسها :ل عمري مافيني شي ..بس شوي تعبانة؟
فيصل :تهاوشتي ويا لؤي؟
نورة وهي تناظره :لاااا ما تهاوشت ول شي ..بس تعبانة
فيصل يبتسم :توج مثل الفرس تتناقزين بالمكان ..ومن رحتي له تعبتي ...شهالتأثير..
نورة وهي تمسك يد ريلها وتلعب بصبوع يده :مافيني شي عمري ..اذا فيني صدقني بقول لك ما بخبي عليك
شي..
فيصل اللي يحب يخلي نورة على راحتها لنها بعد خمس ثواني من سكوته بتقول له :..على راحتج..
وبالفعل..
5,4,3,2,1
نورة :لؤي يقول انه يحب ..ويوم ما اعتبرت لكلمته عصب وكفخني بالحجي ودخل الحمام وهو معصب..
فيصل بنعومة :هههههههههههههه ...
انتبهت له نورة وهدت يده :تضحك؟؟ تضحك علي؟
فيصل وهو يمسك خشمها :اي ..أضحك عليها ...وقالت شنو؟؟ مو زعلنة ..ولو فيني شي بقول لك ..وانتي
خمس ثواني ما تستحملين وتفرغين اللي فيييج..
نورة تبتسم وتتلزق بريلها اكثر :شسوي عمري ..مالي غيرك بهالدنيا اشكي له همي ..بس تدري..
فيصل :شنو حياتي..
نورة وهي تناظر الفراغ واهي منزعجة :مو عاجبني كلم لؤي ..لنه لول مرة يعصب علي وانا اتطنز عليه في
سالفة انه يحب..
فيصل :يمكن صج متظايق\..
نورة :ل ل ...لؤي ما عصب على شي ..الظاهر ان السالفة جايدة ومن صجه يحبها...
فيصل :من؟؟ظ
نورة :مادري..
فاتن اللي كانت قاعدة في دارها للحين ..والباب المفتوووح على مصراعيه ومساعد اللي منسدح في الصالة
على احد الكراسي ...مسكر عيونه وهو حاس بتعب غريب يحن عليه ..لكن اهو ما يقدر يروح مكان ثاني..
والطلعة ما كانت خيار بالنسبة له لنه ما يبي يطلع ..لذا ظل في المكان وهووو منتظر ..وفاتن قاعدة على
الرض للحين وهي تناظر الفراغ والدمع المتيبسه مجاريه على خدودها مانعة اي تفكير فيها ..ما عاد فيها دمع
تبجيه ..وما عاد فيهااا ال حرقة اليوووف والغيرة اللي ما تعرف اسمها تنهش في قلبها مثل الذيب ..تنتظر
دخلة مساعد عليها ومصالحه ..لكن لحياة لمن تنادي..
وصار وقت الصلااة من فترة واهي ما تحركت عشان تروح وتتوضى وتصلي ..ظلت مكانها وهي تهز جسمها
بهدوء ..لكن نداء رب العالمين اقوى من الصخر اللي يتفتت بكلمة الله اكبر ..فما بالك بني ادم اللي كتلة من
المشاعر ..فقامت فاتن وهي ما غيرت هدومها ..وحست بريلها اللي تنملت وهي قاعدة ..فهزتها شوي..
عشاااان تقدر تتحرك عليها ..مططت ظهرها وطلت براسها برع الدار ..شافت مساعد منسدح مثل الحوت
وسطه ..اشمئزت منه شوي لكن ما منعها وجوده من الطلعة ..فبكل هدوء وضربة رجولها بالرض الخشبية
الخافتة تصدر صووت جميل ..توها بتسكر بتدخل الحمام ال مساعد يناديها..
ما توقفت ولااا حرك فيها صوتها قيد انمله ..ودخلت الحمام وسدت الباب في ويه مساعد ..ظل نايم وهوو
يتنهد ...بس ما يلوومها ...قعدته بهالوقت وهو يفكر وصل لنتيجة انه اهو الغلطان ..غلطان بشنو ما يدري..
بس اكيد اهو الغلطان لن هذي اهي ظروف حياته ويا فاتن ..اهو الغلطان واهو اللي مسوي كل شي واهي
البريئة ..واهو بحبه الجارف لها ما يقدر انه يخليها جذي اكثر ..لزم احد الطرفين يتنازل ..والبنت راس مالها
كرامتها ..واهو ريال ..كلمته مسمووعة ..لذا خله يصير احسن منها واهو اللي يراضيها..
تمسحت فاتن وطلعت من الحمام وهي تنشف يدها بالفوطة ..علقتها وطلعت من الحمام وسكرت الباب
ومساعد بهذيج اللحظ وقف ..وما عبرته فاتن ومشت على طول لعند الغرفة لكنه كان اسرع منها ووقف عند
باب الغرفة..
ما ناظرته ول شي بس تنهدت ووقفت وهي منكسة راسها ..كانت المسافة بينها وبينه معقولة وهي واقفة بل
حراك..
اهتزت بهالكلمة ..عيل هذي بداية المصالحة ..انه يذكر فضائلي ..لكن هين ..من اليوم اللي بيقبل مراضاااه..
ناظرته فاتن وهي تحس بحلااااة ويهه اللي تستفحل فيها ..اوهوو ..كاهو الشعور نفسه يرد لي مرة ثانية..
بمشي عنه عشااان لا يزيد...
وحاولت انها تتعداه وتدخل الغرفة ..لكنه كان اسرع منها ومسك بيدها بنعومة..
استغربت منه ..اكيد مينون هذا ..شلون يضحك وانا معصبة ..صج ان ماكو مشاعر ..وحاولت قد ماتقدر انها
تفج يده ..لكن ماقدرت ..ووقفت مكانها بعجز
جرت نفسها لداخل الدار ولقت هالشي سهل لن حركتها صارت منوطة بحركة مساااعد وياها ..وظلت تتحرك
بالدار ..فرست السيادة وهوو ماسكها للحين ..وسحبت الحرام عشان تلبسه لكن ماقدرت ويدها الثانية
محبوسة بيده
رمته بنظرة وهي مو مصدقة هالتصرف منه ..وهالمرة تصرفت بطيش ..وحاولت تسحب يدها بقوة منه ..وهو
واقف مثل اليبل اللي ما اهتز ول خطوة مثل اهتزازها وهي واقفة ..جرت يدها جرر لمن حست انها بتفصخ
وبالفعل ..صدر صووت نابع من حركة العظم فيها) ..طرقعة العظم( وتـأوهت فاتن
مساعد اللي رخى يده شوي وفاتن اللي طاحت يدها مثل الريشة بيده ..مسكها وهو يمسك رسغها..
فاتن :اااااخ..
فج عيونه مساعد بصدمة ...هل يعقل انه آذاها ..وبعد فترة من الهدوء..
حركت فاتن يدها يمين ويسار ..حست ان فيها شوية الم لكن احسن من مساعة..
سكت مساعد ..وبسكوته هذا ملمحه ظلت ثاتبه وهو يناظر فاتن وترك يدها اللي طاحت على جنبها ..رفعتها
لعندها وضمتها لصدرها باليد الثانية وهي تدلكها ..والتفتت عنه وهي ترفع احرام الصلة عشان تلفه..
وكمل مساعد :ما كان قصدي ازيد عليج ..بس انا انقهرت يوم انج ما قلتي شفيييج؟؟ حسيت ان هالشي
محرم علي اني اعرفه ..وان محرم علي اعرف عنج شي وعن مشاعرج ..مع انج تدرين ان حياتي كلها
مربوطة في شعورج لكنج تتجاهلين هالحقيقة..
بينها وبين فاتن حست بالغلط الذاتي لنفسها ..لكن شتقول ..اقول له اني كنت استحي من اني اقول لك باللي
يصير فيني؟؟ اي نوع من النيران اللي كانت فيني ...والله ماقدر ..ماقدر اقولها لك ..ما اقدر..
مساعد وهو يتقرب :لذا انا اسف ومرة ثانية ما بحاول اتدخل فييي مشاعرج ..انتي وقت ما حسيتي انج
تقدرين تقولين ليييي قولي ..ترىى انتي حرة اول واخيرا..
ظلت ساكتة فاتن ..حتى هالجواب ما عجبها من مساعد ..يمكن بقرارة نفسها بغته يصر عليها بمعرفة
مشاعرها ..ونزلت عيونها ..وكانها مو راضية
قالتها ولبست الحرام وبدت الصلة ..واعتبر مساعد ان سكوتها وكلمها دعوة انه يقعد في الغرفة مثل ما
يبي ..واهو ما عاق ..راح وقعد عند الدريسر ..وظل يناظر الغراض المحذفة في كل مكان ..صور معلقة عند
الجامة ..لول مرة يشوفها ..لمجموعة من اليهال ..عقد حوابجه وهو يحدق بالصورة ..وتمكن بمعرفتهم..
سحب الصورة وظل يناظر فيها ..وتهللت اساريره يوم شاف مريم اخته ..ويمه بنت بيضا شوي طويلة بالنسبة
لسنها ..اكيد اهي فاتن ..وولد يشابه فاتن يمكن جراح ..وبنوتة صغيرونه ..يمكن اخت فاتن الصغيرة ..وتم
يناظرها بحالمية وهو يحس ببرائتهم ..وخصوصا فاتن ومريم ..والنظرة الهادية المرسومة عليهم..
وظل يناظر الصور والغراض اللي على الدريسر وهو مستغرق ..وفاتن اللي فضت منالصلة لحظت
استغراقه ..لذا استغلت هالفرصة عشان تطلع له الهدية اللي شرتها من فترة له ..لكن ما ورته اياها لظيق
الوقت..
طلعت العلبة الحمرا وهي تتوجه لمساعد واهني اهو وعى من استغراقه ويوم شافها قريبة منه..
ما عاق مساعد وفج العلبة ...واستفحلت ملمحه الى لشي ..ل شعور ولاا احساس طغى عليه بهذيج
اللحظة ..وماتت فاتن يوم شافت ملمحه..
بخوف ..:شفيك؟؟ ما عجبتك؟؟
مساعد رفع عيونه لها بهدوء ..:شنو هذا؟؟
انحرجت فاتن وانحرق ويهها ..وتوها بتسحب العلبة :اسفة ..ماكان قصدي
سكر مساعد عيونه وهو مو مصدق هالنعمة ..وهو اللي قرر ان يخليها بعذاب فعلتها ..ال انها قدرت مثل كل
مرة انها تذوبه ذوبان الثليج ..يا بالحزن والحرقة ..او الفرحة العامرة ...وكاهي الحين سوتهافيه ..قدمت له
الدليل والثبات على انه زوجها..
مساعد وهو يبتسم ويتنفس الصعداء ..:بس انتي اللي لزم تحكمين فيها
فاتن بغرابه:شلون؟؟
مساعد يقدم لها العلبة :انتي ما سمحتي لي اني البسج الدبلة ..لكن انا تقليدي ..وحرمتي اهي اللي تلبسني...
اخذت فاتن العلبة وهي ممتنة والدمعة لمعة بعينها : ..ول يهمك...
سحبت الدبلة بهدوء من العلبه ..ورمت بالعلبة على الطاولة وهي تنحني عند مساعد ..وسحبت يده اليمين..
ولبسته الدبلة اللي كانت شوي وسيعة عليه ودخلت بسهولة ..وظلت يد فاتن بيد مساعد وهي تبتسم له
برقة..
ما تكلم مساعد ..ول قال لها اي شي ..قرب نفسه لها وباسها على جبينها ...وضمها لصدره ..ويوم قدر ينطق
قالها..
مساعد :شكـــرا..
ال وصوت مريم يقطع عليهم ذيج اللحظة :كلولولولولولولوولولش ..يا معيرس عين الله تراك القمر يهدي
والنجوم كلها ورااك يا سعوود يا عاشق غزال الهوى يناديك ويقول لك تعال ... ..كلولولولش ..ياناس صلوو
على منهو درى سعوووده..
وظلت مريم تغني وترقص ومساعد وفاتن يضحكون عليها ومسرع ما لمتهم وباركت لهم وهي ميتة من
هالفرحة ..واخيرا ..التحمت فاتن بمساعد ..وهو بالمثل ...لكن ظلت معلقة بالهوا كلمة ..تختم هذي الفرحة
بصك السعادة..
----------------------------
نرجع للديرة..
وصلت مناير بيت النهيدي ويدها بالشيلة وهي تغطي شعرها عن ل يطلع..
تمرمر بروحها :والله حالة قلنا نلبس حجاب كاهو من الحين يخون بي ويطلع الشعر مني والله حالة ..اوووف
مشعل تم يناظر هالمغرورة وهي تروح عنه ..وتمنى للحظة لو ان فاتن تكون اهي مكان مناير ..شراح يكون
تصرفها ..اكيد مو اقل من مناير..
دخلت مناير البيت وهي خايفة ..وكان للسف الشديد خالد هناك بعد ..وراحت لمها
وراحت ام جراح ومناير ظلت واقفة مكانها وهي تناظر خالد اللي نزل عيونه للرض وهو منهار ...وصلت حالة
سماء للمستشفى ...شباقي؟؟؟؟
مناير راحت لخالد :خالد ترى اهي بس حرارتها مرتفعة مافيها شي جايد..
راح عنها خالد وركب فووق وهووو ميت من القهر ..والصيحة واصلته لعيونه ..دخل داره وتم يناظر بالدريشة
شاف سيارة مشعل اللي طلعت من الكاراج الثاني وهو فيها ..وشاف خالته تنظم له وهو يوم شافها باس
راسها وتموو يسولفون شوي ودخلت ام جراح البيت وغابت شوي ..ويوم طلعو بعد فترة كانت سماء لبسة
جاكيت وام جراح تسند جسمها ومشعل وياها ..وفتح لها الباب وحطاها داخل ..ومناير انضمت لهم بعدين..
وركبو السيارة ام جراح ومشعل وسماء ..وتحركت السيارة بعيد عن المنطقة...
من بعد ما غابت السيارة طاح خالد على الرض وهو حاط راسه بين يديه ...مثل اليائس والبائس وقف ..ول
حول ول قوه فيه ..قله حيله منعته من التقرب لسماء عشان يباريها ويهديها ..كاهي راحت المستشفى واهو
ظل هني...
يا ترى ..شراح يصير في سماء؟؟ وهالحرارة راح تعدي بخير؟؟ وخالد ..بيظل على موقفه ..وفاتن متى بترد
الكويت ...ومساعد شنو بعد هالدبلة؟؟؟
مريم وجراح شراح يصير بيناتهم بعد ما يرررردوون من السفر ..ولؤي هل راح يلتقي بغزلن مرة ثانية .وان
لقاها ..شراح يصيررر بيناتتهم؟؟؟
حبه حقيقي ولاا مثله مثل اي حب يمر فيه؟؟
الفصل الثاني
----------------
العــودة الى الوطن..
============
في بوسطن..
هدأت الوضاع بين فاتن ومساعد ..وكل شي تم على اكمل وجه ..ال من توتر العودة الى الديار ..ظلت فاتن
ويا مريم يتسامرون بين بعضهم ..وفي اليوم الثاني صحوا من وقت على غير العوايد ..سوو لبعض احلى
فطور ومساعد للحين ما بين في المكان لكن ما انتبهوا لغيابه لن اثنتين ل اجتمعوا ينسون العالم كله ..ظلوا
يتسامرون ويضحكون على سوالفهم وذكرياتهم..
مريم وهي تشهق :وتذكرين بعد ..يوم سموووي تسكر الباب على يدهاه
ههههههههههههههههههههههههههههههههه
فاتن وهي تمسح عيونها :هههههههههههههههههههههههههههههههههههه اما انها نقزت نفزة هذاك اليوم؟؟ بس
والله كسرت خاطري ههههههههههههههههههههههههههههه
ممريم :هههههههههههههههههههههههههههههههه والله اهي ملقوفة محد قال لها تلعب بالقفص ..الحين قفص
طيور ديزاين بالمدرسة انتي شكوو فيه ههههههههههههه
وبعد نوبة من الضحك بين الثنتين خلصوا الريوق ونظفوا من وراهم ...ومريم تمططت بتعب وهي تتثاوب..
مريم بتساؤل وهي تلم شعرها الطويل الكثيف :فتوون؟ شلون كنتي تقظين وقتج هني؟؟ والله ماكو برنامج
احس..
فاتن وهي تبتسم وهي تحط الصحون بامكانها :ل والله يا مريم كانت وياي ميشيل مرت جورج ارفيج مساعد
هني والله ما قصرت وياي ..كل يوم تاخذني مكان ..كل يوم سوق وكل يوم سوبرماركت ..والله وناسة الجو
وياها ..كنت بالجازات ماقعد دومي وياها..
مريم وهي تقعد على الكرسي وهي متمللة :والله خاطري انا وانتي نطلع ويا بعض ..بس قراقوش ما بيخلينا
فاتن وهي ترفع حاجب :جبي ..ل تقولين قراقووش ..اخوج هذا
مريم وهي تغمز لفاتن :اهيييي ..بدينا بحركات سي السيد ..يالله عاد ل تخربيني تراني جاهزة للتخريب
فاتن :هههههههههههههههه ماشاء الله عليج مادري من الخراب فيناااا..؟؟
مريم وهي تضرب صدرها :يااااا هايفة ..انا خراب؟
فاتن وهي تفتح عيونها وتاشر على مريم :والله اللي على راسه بطحا يتحسسها ههههه
مريم تفكر وهي تعوي بثمها :اي والله .فضحت روحي بروحي هههههههههههههههههههه انزين فتوون ..خلينا
نطلع حبيبتي؟
فاتن وهي تلتفت لباب غرفة مساعد :مساعد للحين راقد شلون نطلع؟
مريم :شعليج من مساعد ..نتصل في هذي ميشيلاا ونطلع وياها..
فاتن وهي منصدمة :ومساعد؟
مريم وهي تهف :وليييه كل كلمة والثانية قالت لي مساعد ..حطي له نوت ول شي ..يعني خبريه ..ول
طرشي له مسج ..وال تدرين )بتفكير شرير تناظر مريم الدار ( عندي لج فكرة ..تعالي وياي..
فاتن وهي تحط الفوطة وتروح لها ..ال شافتها شوي بتدخل الغرفة واشرت لها بهمس
مريم :شفيج؟
فاتن بهمس :وين راحية؟
مريم وهي تضحك بمرح :بنرووح نعذبه شوي ..نعنبوو للحين نايم؟؟ ل يمة ما يصير لزم يتعود على قعدة
الصبح..
فاتن وهي تمسك مريم من ذراعها :ل حرام خليه ينااام ..اهو بالغربة مايرقد زين..
مريم :جب انتي مالج خص ..اخوي وكيفي ..يااااه ..
فاتن وهي تحس برووح مريم المرحة وقفتها :لحظة لحظه
راحت فاتن عند المطبخ ومريم تناديها :وين رايحة؟؟
ردت فاتن وهي حاملة عوود من المكنسة الطويلة اللي تستعملها لجمع الوسخ بالمطبخ :ما يصير نعذبه بل
عود ..هههههههههههههههههه
مريم وهي تلم فاتن :فديت تربيتي انا ههههههههههههههههههه ..
ودخلوو الثنتين على اطراف اصابعهم واللي ساعدهم طبعا اهو باب مساعد اللي ما يتسكر ..ويوم لقوه كان
نايم على بطنه ويده عند جبينه وكانه ماسكه ..وشكله مرة جنان ..والتي شرت اللي عليه منعفس من زود
التقلب ..اللحاف كان تحت بطنه وشويه منه على ريله وهوو غارق في سابع نوومة ..وبسبب عمق النوم فيه
بين وكانه واحد صغير..
وقفت فاتن وهي حاطه يدها على قلبها :يا قلبي عليه ..شوفي شلون نايم يالله حرام عليج ل تسوين فيه شي
مريم :اووووش ..تدرين ..على مياعتج هذيي انتي روحي ونغزيه؟
فاتن وهي تتراجع وعيونها مفتوحة :ل والله حرام علي...
مريم :يالله جدامي ل بوكس على ويهج...
انصاعت فاتن لرغبة مريم لن يمكن الرغبة هذي فيها اهي الثانية بعد ..وحملت العودة وحطتها بثمها وهي
تعدل شعرها ..وراحت عند مساعد من الطرف الثاني ..وخذت العود من ثمها ويه تناظر مريم اللي ناقعة في
مكانها من الضحك ..قعدت عنده وهي ترفع العود شوي شوي ...وتوها بتحطه في اذن مساعد ال وعى لها
وهو فاج عيونه على الخر واهي انتفضت مكانها..
فاتن ومريم تصارخوا الثنتين والولى شردت لكن فاتن المسكينة اللي ما وصلت لعند الباب الل مسكها
مسااععد وسحبها برع الغرفة وهي تتفازع من الضحك ويوم مسك مريم اللي كانت توها بتدخل الغرفة تم
يعافرهم ويدلدغهم لمن فدعن من الضحك وهوو يضحك عليهم..
مثل البوو الحنووون اللي يلعب بنتينه لعبهم وسلااهم وضحكهم ..ووقت اللي ظنوو انهم بيتعشووون به..
تغدى بهم..
من بعد هالمزحة الحلوة بين الثلثة قامو البنتين وسوو له احلى ريوق وهو يسبح ..وتموو في وقت مسالم
وجميل وحتى منبعدها طلعوو ..يتشرون اغراض سريعة لن باجر السفر وماكو وقت لهم عشان يردون
ويصلحون كل شي..
تمت فاتن فرحانة واهي تتمشى ويا مساعد ..صح ان مريم بينهم طول الوقت لكن الجو كان مكتمل ..واللي
كمله اهي ضحكات مساعد المتتالية وراحة بال فاتن ..وفوق كل هذا اهي الدبل اللي جامعتهم ببعض..
-----------
يوم وصلوو البيت لقت فاتن هيام واقفة عند الباب وهي تدق الجرس ..نزلت لها من السيارة لكن سؤال من
مريم وقفها؟؟
طلعت فاتن من السيارة وراحت لهيام الي يأست ونزلت العتبات وتوها بتدخل السيارة وصوتت عليه فاتن...
والتفتت هني لمساعد اللي تحنحن شوي وذابت فيه هيام ..وتمت تناظره وحلجها مفتوح ..وهو طاف من بينهم
ودخل داخل البناية بعد ما تمتم شي لفاتن واهي ردت عليه بحمرة خدود ..ان شا الله..
بحركة كوميدية تركتهم هيام وراحت ومريم تضحك عليها وتبادل فاتن الراءالمعجبة بهيام وشخصها الطيب..
=============================
من بعد انتظار طويل ومتعب بالنسبة لمناير اللي تنازلت عن سريرها اليديد ونامت في الصالة ..ظل جراح
قاعد وهوينتظر امه وخالد اللي من دخل داره ما طلع منها ..الكل كان منتظر ردة الم من المستشفى ويا
سماء اللي حالتها الصحية متدهورة شوي ..وعلى دقة الساعة خمس بالضبط وقفت سيارة مشعل عند بيت بو
جراح ..ولخالد وجراح اللي ماناموا انتبهو وطلع جراح منالبيت وبالفعل حدسه كان صااج ..كاهي امه ويا
مشعل.ومشعل بسس ..وينها سماء؟؟؟؟
نفس السؤال طرحه خالد بعيونه المتلهفة وهو يدور على اثر لها ..لكن ما شاف شي وبدت مواجعه تتقلب
بداخله ..وهو موو حاس بنفسه نزل تحت بارتعاش..
وراحت ام جراح داخل البيت واول مافجت الباب لقت خالد واقف وهو يرتعش عند الدري ..وكانه كان ينتظر
دخلتها ..واول ما شافته ابتسمت في ويهه مواساة ..وراح لها خالد وشفاته مبيضه من زود التوتر..
خالد اللي شوي وينهار في ويه خالته ..بس يعرف اذا كشف لها عن حقيقة مشاعره ما راح يكون هالشي
لصالحه ..لنه يعرف ان خالته انسانة حازمة في مثل هالمور ..بتحرم على سماء دخلة البيت وبتحلف عليه انه
ما يتعرض لها ..اهي اكيد حاسة بشي بس مو لدرجة انها تعرف بالحب اللي يجمعهم..
ام جراح وهي تتقرب منها :يمة البنت مافيها شوي بس خليناها هناك للمراقبة ..ولكن ما عليها شر ان شاء
الله ..صليت يمة؟؟
ام جراح تبتسم :يالله يمة رووح توضى وصل ..حرام تخليها لطلووع الشمس ..يالله يمة هداك ربي..
خالد بهمس :ان شاء الله..
قالها لم جراح وهي تحركت عنه وراحت عند دارها ..وفكر انه يروح المسيد ويصلي عشان مرة وحدة يروح
من بعدها للمستشفى) ..كل الجماهير يناظرووون خالد ويلتفت لهم وهو عاقد النونة( عيل شنو؟؟ تبوني اقعد
هني واحط يدي على خدي وانتظر خبر من الناس؟؟ ول فوق كل هذا الناس تستجوبني ..ما بتفهموني ..اذا
حبيتوو وصار لكم هالشي – الله ل يقوله – بتحسون وبتعرفون..
وطلع من البيت وهو يركب السيارة ..توجه لمسيد الفريج عشان من بعده يروح المستشفى ..والله العالم
شراح يواجه هناك..
-------------------
بوسطن في بيت هيام..
وصلت هيام البيت وهي تصوت على امها وابوها ..طبعا الربشة كانت على قدم وساق لن العايلة مابترد ال
بعد فترة ثلثة اسابيع ..واهي صابرة على طلعة البيت لنها بتحمل معاها اللب توب اللي صار اهم لها من
نفسها ..اكيد ..لن صديقها المفضل والمقرب " حمد" اهم شي عندها بهاللحظة ..بفضله اهي قدرت تتخلص
في ازمتها النفسية المتعلقة بزياد ...تواجد حمد في حياتها خلها تنسى شوي شوي زياد وتتحاشاه قد ما تقدر
او انها تحتمله ..لن اذا لقت واحد احسن منه ليش تظل تنهل من مواجعه جذي ..خله ينطق بالف طقاق اهم
شي اني ارتاح لني مليت من معارضته الدائمة لي ..وحمد يسواه ..صج اني ماحبه ول بحبه مثل ما حبيت
زياد ..او احب زياد في الوقت الحالي بس عصفور بيدك ول عشرة على الشجرة..
شبكت على المسنجر وهي تنتظر بيتهم يجهزون لنها جهزت من فترة واغراضها كانت تحت..
ولقت حمد موجود..وكان نك نيمه
>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ ..يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<
عظ لسانه زياد ...شقلت ..وهيام بالنفس استغربت ..اهي من فترة ويا فاتن راحت وغيرت لون شعرها وكان
الهايلات اشقر وخصلت ..وبدى الشك مثل البكتيريا كيف يتقسم ويستفحل في خيال هياااام..
قامت زياد عن الكرسي وهو شوي ويضرب روحه كف ..تم واقف مكانه وهو عاض على يده ..والله اني غبي
غبي ..لو ما انفضح انفضح ..صج اني غبي ودرجة اولى بعد..
>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ ..يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<< :معاج ليش تسألين
هيام وهي تعض على شفاتها :شلون عرفت ان خصلتي ذهبية؟
>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ ..يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<< :يعني تعترفين؟؟؟ انتي شعرج اشقر ..واااو
ترى انا اموت بالشعر الشقر ..بس السود ملكهم شرايج؟؟ انا لو بتزوج وحدة باخذها بشعر اسود طويل مثل
اللفافا..
قدر زياد بتغير دفة الكلم الى تضييع السالفة ويا هيام الغيورة :انزين انزين صجيتنا ويا هالحرمة اللي بتاخذها..
شوي ل تطلع لك بكيزة ..هههههههههاي..
>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ ..يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<< :متى بتسافرون؟؟ شكلكم طلوتوو )وويه
بلسان(
هيام :بل ..اشكره طردة ..يالله معليه الله يسامحك...
هيام :كاهو نداك وصل لرب العالمينg2g amigo take a good care of your self ...
>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ ..يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<< :يالله يالله يا بنت كلينتوون ..تحملي بروحج
والله الله باللي وصيتج عليه
من غير ما تعطيه ويه :بـــــــايـــــــ
وسكرت المسنجر وطلعت ...ضحك عليها زياد شوي ويوم تذكر الكبسة اللي كان يبنكبس فيها يمسح عرقه..
بس تطورات كثيرة يشهد لها زياد صارت له بالونة الخيرة ..واخيرا عاد عليه دوره كحمد بالفائدة ويا هيام..
قدر يعرف منها اشياء كثيرة ما كان يعرفها بسبب عنادها وتعنتها ويااها ..لكن الحين كل شي تغير ..قدر
يستكشف فيها اشياء كثيرة عن نفسها اهي يمكن لو عرفت راح تنصدم ..لكن كل هذا لمصلحتها لنه خلص
عشقها حتى النخاع ..ورسمها في باله انها البنت اللي لزم ياخذها ...لن مثل هيام ما راح يلقى ..صج ان وايد
تطورات لزم تصير في مظهرها مثل الحجاب والملبس الكثر احتشام ..اهو يشوف خواته وساكت عنهم ما
يقدر يسكت اكثررررررر عن زوجته ..خواته لهم ابوهم وازواجهم لكن هيام ..زوجته ولزم تسير علىىى طوعه..
-----------------------
خالد اللي وصل للمستشفى وهوو مرتعد ..ما يدري ل راح شلون يسالهم عن سماء ..كان قاعد في السيارة
وهو يضرب على السكان بالتوتر ..سمى بالرحمن وعد من الواحد الى العشرة وطلع من السيارة..
سكر الباب ورفع ياقه الجاكيت الرياضي الي عليه وغطى رقبته كلها ..الهوا كان بارد وقوي شوي ..سرع من
خطوته ودخل داخل المستشفى وتجابل جسمه بالدفا الساكن هناك ...راح لعند الريسبشن ووقف وهو ينتظر
دوره ..صج انها الساعة سبعة الصبح لكن المستشفى فل..
ويوم لقى اسمها الموظف قال لها انها بقسم الطوارئ المراقبة المؤقتة ..راح عنه خالد وهو يتوجه لهالقسم..
يوم دخله لقى نرس عند القسم الهادئ شوي ..ولكنه حس بالبرووود يوم وقف مكانه ..لذى بدافع الحركة
توجه الى نرس قاعدة في مكتب الموظفين..
راح عنها خالد وهو يمشي حسب التعليمات ..وتم يحسب البواب اللي يمر عليها
خالد بهمس .. :واحد ...اثنين ....ثلثة) ...يتلفت يمين ويسار ( ويوم وصل عند الباب الرابع وقف ..دقات قلبه
كانت غير محسوبة في هذيج اللحظة لنها فاقت الحد المعقول ..وبرجله دخل داخل وهو يطل براسه ..لقى
السرة المنتشرة لكن كلها كانت خالية ال واحد وكان مغطى ..اكيد اهي ..ويوم راح ووطل من الستارة وهو
واقف لقاها نايمة ..تيبس عن الحركة بسبب مظهره الشاحب ..وشفاتها المبيضات ..ومن بين الستاير دخل
بهدوء ..ووقف عند ريلها وهو يناظرها بطولها ..كانت مغطية والغرفة دافية عليها ونقط العرق منتشرة على
جبينها ..وفوق شفتها العلوية ..والمصل مرتبط فيها وجهاز دقات القلب..
بكل هدوء قعد على الكرسي الجريب منها ..وتم ساكت وهو يناظرها ..ويتمتع بمشهدها المؤلم اللي ريح قلبه..
ابتسم في ويهها يوم لقى عيونها مرتاحة ..الحمد لله على القل اكو اشارة تبين راحتها ..وفجأة وكانه حسدها
تعقدت حواجبها بدافع اللم ...وتمت تتحرك بظييج في مكانها ..وعلى هالحركة النابعة من القعدة الثابتة على
السرير فتحت عيونها ..وكانت الضاءة عند سريرها معيقة لفتح عيونها ..فقام خالد وسكر ااحدهم وخلى الثاني
بحيث ان يكون المكان منور ..وحطت سماء يدها على عيونها بسبب التعب وفجتها وهي تمسح الشعر اللي
علىجبينها ..وتمت تطالع اللي قاعد وياها ..الرؤيا كانت مو واضحة عندها لكن الملمح سبحان الله تعرفت عليها
مباشرة...محد يمتلك هالويه النحيل وهالخشم الطويل غيره...
فهمست بدافع الحب والتعب ...:خالــد..
ابتسم خالد وتشقق ..والدمعة خانته بهذيج اللحظة وتقرب منها :..عيـــونه..
سماء وهي تفج عيونها على وسعها : ..خالد؟؟ هذا انت؟
خالد :ل والله ولد عمه ..اكيد انا عيل منوو؟؟ حمد لله على السلاامة
سماء وهي ترفع راسها .. :شتسوي هني؟؟؟ ووينه مشعل؟؟؟
خالد انحبط شوي :..الحين هذا سؤال؟؟ شسوي هني ياي والله كشتة؟؟ ووينه مشعل بمخباتي ...الحين انتي
ويه احد يزورج؟؟؟
سماء وهي مو عارفة شقاعد يخربط .. :..تكفى ..ابي ماي ..عطشانة ..بموت من الحرر ..ابي ماي..
خالد وهو يهب على ريله :ان شاء الله ما طلبتي يام وليد...
رنت هالكلمة في بال سماء وخلتها غصبن عنها تبتسم ..معناته هذا خالد اللي وياها اهي مو قاعدة تهلوس..
وياها بالماي في كوب صغير...
رفعت راسها من غير ما يلمسها وتمت تشرب منه رشفة ونزلت راسها منبعده...
سماء :شفيــك؟
خالد وهو يهز راسه :هالبتسامة بتكون نهايتي..
ضحكت سماء..
خالد :فديت هالضحكة والله ..اضحي دووم ..ترى والله قلبي يتشعلعل ل شافج تعبانة..
سماء بحيا :بسك يا خالد المريخي..
خالد وهو يبتسم بحنان :ما يقدر اصل ايعتب قربي..
ال بصوت احد داش الغرفة ..وصوت ام جراح اللي فضح الزائرين ..فخاف كل من خالد وسماء ...وحس ان
الوقت يلعب فيه وشوي وينكبس ..وعلى طول نزل من تحت الستارة لعند السرير الثاني ...وبنزلته دخلت ام
جراح لداخل الستارة عند سماء يوم حست بصوت ..وشافت سماء قاعدة ومبطلة عيونها علىوسعها...
هزت راسها سماء بالنفي ..وهي ميتة من الخوف ..وطالعت محل ما نزل خالد وما لقت حتى ريله ..والحمد
لله ان ستارة سماء كانت مسكرة من كل الجهات فطلع منها خالد وهو ينتبه لخطواته..لكنه لممح مشعل من
بعيد وانصدم الريال وما درى شيسوى ..ال وقف ورى باب الغرفة من تحت ...ما يبين شي ..ودخل مشعل
بهدووء ودخل للستارة ..ولكن ..على عكس ام جراح خلى مساحة بسيطة مفتوحة تخلي الواحد يشوف
الداخل والطالع من الغرفة ..ومات خالد بهذيج اللحظة شسوي...
ال ام جراح تاتي بالنقاذ :يمة مشعل سكر الستارة احد يدخل علينا بل احم ولدستوور
مشعل وهو يسكر الستارة :ان شاء الله خالتي..
سكرها مشعل ولكن بغير احكاام ..وترك فتحة بسيطة تبين لسماء خالد ..الي من تسكرت الستارة طلع
بسرعة من الغرفة ولمحته سماء الليكانت شوي متصلبة مكانها بسبب التوتر ..واسترخت واصدرت تنهيدة
عميقة..
نزلت عيونها عن مشعل وهي تبتسم ..ولحظت خالد اللي كان واقف مرة ثانية وتصلب جسمها من التوتر..
لكنه شسوى؟؟ ارسل لها بوسة من العمممممق ورااااح ..وخلها متخدرة وردت تتنهد على هالخالد ...والله ان
حبه للمغامرات ساحق وقاتل ..لدرجة انه فيوم من اليام راح يورطهم..
طلع خالد من المستشفى وهوو مو عارف ان ام جراح اللي لمحت سيارته في الباركات حست للوضع..
ولكن ..الله اعلم اي نوع من العواصف راح يواجه خالد من خالته...
طلع وهو مستانس ومحبووور ..وشغل المسجلة على اغنية الخوة البحرينية..
خالد :آآآآآآآآآآآآآآآآآه ..ااااه منك ياا علوووي بحر ..والله انك تدوس عالعوووق ..يا قلبي يا سماء ..احبج ..والله
احبج ..ولو حبي لج جرم ..انا اكبر مجرم..
----------------------
في المكتب كان لؤي قاعد وهو متظايق ..من كلم نورة ومن قله اهتمامها ..ومن الحب اللي معذبه ..وصل
الشغل من وقت على غير العوايد ..يمكن لنه ما ذاق النوم بطول الليل ..لذا ونس نفسه بالشغل ...لكن
ياريته اشتغل ..ال قعد على الكرسي وهو يناظر الفراغ ويفكر بالغزلاااان..
جراح اللي في قلبه ما رضى على ارفيجه ببنت مثل غزلن لن لؤي يستاهل من هي احسن منها اخلقا ..مو
انها وحدة منحطه بس غرورها وثقتها الزايدة بنفسها تخليها قاسية على اللي مثل لؤي ..ولؤي حساس ويمكن
ينصدم بها ..لكن لو ما اهو عارف لطبيعة لؤي الساحرة جان ما فكر باللي فكر فيه ..وقرر اللي قرره
جراح :شووووف ...انا خلص ..بقول لك شي ...انا عندي خطة ..اذا نجحت ..انا راح ازفك لكوشتها متى ما
بغيت..
لؤي وعيونه تلمع بالمل : ..احلف بس.
جراح وهو يتسند :انا اعرف بالضبط انت شنو يبيلك وياها ....مهمة رسمية ..تخليييك متواجد في محيطها
وتتعرف عليها قلبا وقالبا ...وانت بطبعك يا الساحر راح تقدر تسحرها ..وتخليها ذايبة فيك..
لؤي وهو ينط عن جراح :تدري يا جراح ان سويت كل هذا شبسوي لك...
جراح يضحك :شبتسوي..
لؤي :والله ل غني بعرسكGo Go Go Charly Like It's Your Birthday Yu Yu Yu ...
مات جراح من الضحك علىىىىى لؤي المينووون ..وفي قلبه حس بكل دقيقة ان تفكيره صح بلؤي وغزلن ..اهو
الشخص المناسب لها ..لنها بحاجه الى تسنيع .ولؤي اذا بغى يسنع احد محد يوقف في دربه ..خصوصا اذا حط
عاطفته كلها في هالشي..
طول اليوم والثلثي قاعد في البيت بين الشغل وترتيب اغراض فاتن الكثيرة ..واكثرها هدايا واشياءات تذكارية
لخوانها ..الل لمريم عطته اياها ..طبعا مساعد كان كل شوي يطلع من البيت ويرد عشان الحجز والتذاكر
وشي من هالقبيل ..وللسف الشديد يوم لقى الرحلة لقاها ترانزيت وطويلة ويمكن تستغرفهم اكثر من الوقت
المعتاد ..فهم راح ينطلقون من بوسطن الى مطار هيثروو ..ومن هيثروو راح يتحركون الى الخليج ..وهالشي
راح يتعبهم وايد واهو عارف ...بس شسوون ..التوقف في لندن راح ياخذ منهم تقريبا ثلث ساعات متواصلة..
الله يعينهم والله..
يوم وصل البيت لقى الشقة فاضية وما فيها احد ..فتوقع ان الثنتين في غرفة فاتن ..فراح يطل عليهم وما
لقاهم هناك ..واستغرب وشوي انصب قلبه؟؟ وين راحو هذووول؟؟ ال سمع وشوشه في الحمام وصوت
سوالف وضحكات خفيفة ..فتحرك صوب الحمام وطق الباب..
الثنتين اللي كانو قاعدين يتمكيجوون بالي عند فاتن انصموووو يوم سمعوو حس مساعد ..توقعوه يـتأخر..
وفاتن اللي كان مكياجها صاخب ومريم اللي العن منها استحو يفجون الباب..
حس مساعد ان السالفة فيها ان ..وكان لزم انه يشوف شقاعد يصير..
فاتن زادت دقات قلبها من الخووف ..عمرها ماطلعت جذي جدام احد ..حتى في حفلة ملجتها كان المكياج
اخف من جذي ..لنهم قاعدين يتطنزون بهاللحظة
زادت وتيرة عصبية مساعد ..يمكن بسبب الصداع اللي كان جايسه..
مساعد :فجو الباب يالله لكسره على رووسكم الحين..
فاتن :انزين انزين) ...تكلم مريم( مالنا ال نطلع...
مريم وهي تبجي :والله انا شلي بهالمكياج والله بيعفسنا فتووون..
فاتن :يعفسنا ول يكسر علينا الباب ..يالله خلينا نطلع..
وبعد لحظات ..انفج الباب ..وكانت عيون مساعد اول الشدة هادية ومعصبة ..لكن يوم شاف الثنتين فتحها
على وسعها ..وهو مو مصدق اللي يشوفه....
سكتو ولتكلمو ..ومريم اللي لمحت ويهها في المنظرة سمت بالرحمن لنها خافت شوي..
مساعد :قاعدين في الحمام وتعفسون بويهكم؟؟ انتو فيكم ذرة عقل؟؟؟ شهالميهل؟؟؟ محد غيرج انتي يا
مريم
مريم وهي ترفع يدها :احلف لك بالله انه كل هذا يا بمحظ الصدفة ل غير..
مساعد :جب ول كلمة ..صدفة قالت ...انا جم مرة قايلج هالمسخرة ماحبها ..شوفو ويهكم اذا كان عادي
وطبيعي شحليله ..لزم يعني هالسوالف..
فاتن بصوت هامس وهي ورى مريم :زين احنا ال في البيت
مساعد :انتي سكتي عاد ..هذا وانا اللي حاسبج الفاهمة العاجل ...مريم..
مريم :سمم
مساعد وهو يهز راسه:تروحين تغسلين ويهج هذا ...وتعطيني من بعدهاكل هالصباغ اللي عندج عشان اقطها
بالخمام
فاتن وهي شوي وتبجي :ترى كل هذا غالي ..حرام تقطه في الزبالة
مساعد وهو معصب :والله محد قال لكم تشترونه يوم انه غالي...
مريم :عيل تبينا نستعمل بو 200فلس؟؟
مساعد :جب ول كلمة ..يالله عطيني هالخرابيط بسرعة..
مريم :ل والله حرااام مساعد
مساعد معصب :ل تحلفين بالله على هالخرابيط..
مريم :والله والله ما بحط لي مرة ثانية ..بس بقعد اتمنظر فيه ..عاد عاد مساعد
مسادع :ل ل..
مريم :عشاني مسااااعد
مساعد وهو يعصب :قلت لج لاااه هاه ما تفهمين.؟؟
فاتن بصوت رقيق :انزين ..عشاني ..خلهم ..ل تحذفهم
مساعد فتح عيونه من الغيض ..لكن عيون فاتن اللي كانت وسط ظلل من البنفسجي والسود كيف ان اللون
الطبيعي ظهر بطريقة ذباحة وخطيرة خلى من قلبه يخفق بقوة ..صج ان المكياج كان صاخب لكنه خطير
ومحترف..
مساعد وهو يبعد عيونه عنها :ماكو ..يالله هاتوو وروحو غسلووه..
فاتن تتوسل مرة ثانية :تكفى مساعد ..طلبتك
اوووف ..داست عالعوق هني فاتن ..وتم مساعد يعض شفاته من الغيض ..اهي قالت عشاني اول شي ..وزين
منه تحمل ..وبعدين يات له وقالت تكفى ..لا وكللته بطلبتك بعد ..وين له الحيل مساعد عشان يرفض..
مساعد بانهزام :زين ..بس توعدووني اني ماشوفكم جذي ..قطع جنكم ال سيابيل ميمعة..
مريم اللي كلش ما كانت حزة فطانتها :الحين انا يوم ترجيتك ما رضيت يوم فاتن ترجت رضيت؟؟ ليش انها
زوجتك يعني؟؟
مساعد اللي ولع من العصبية ..والحراج شوي :مريــم؟؟ وايد لسانج طويل ..تدرين ..ل لج ول لها ..هاتي
هالخرابيط )على صوته( هاتيــــه..
مريم انتفضت من صوته وعطته الجنطة اللي كان فيها هالسوالف كلها ..وجدام عيونهم حذفها مساعد
بالزبالة ..وربط الجيس وطلعه وقبل ل يسكر الباب..
فاتن :كان لزم يعني تتكلمين ويا ويهج؟؟؟ انا قلت له واهوو رضى لكن انتي
مريم وهي تتخصر :ل عيل حبيبتي يطيعج وانا يضرب كلمي بعرض الحايط ..جوفي عن حركات حرمة الخو
منا لحين
فاتن وهي معصة :الحين انا جذي يالخايسة ..والله ل نتفج اليوووم مثل الدياية
مريم :هيهيهيوووو حلوة هذي ..انا دياية يام اربع واربعين..
وبالسبيبة والشتيمة تضاربوا الثنتين ودخلو الغرفة وماظل كريم مااستعملووه عشان يقشعون هاللوان القوية
من ويههم..
يوم رد مساعد على طول دخل داره وهو حاس ان راسه بينفجر عليه ...ل يكون بس سخوونة واهو ما يدري..
دايما تبتدي وياه جذي ..بس والله انقهر يوم شافهم اليوم بهالحالة ..جم مرة محذر مريم عن هالسوالف ..لن
المكياج يجمل فيهم ويظهر فيهم ملمح لزم ما تظهر ..وشحلتهم بلياه ..مثل الوردة الطبيعية ..لكن الحمار
حمار لو طوقته بالذهب ..ل وجاره الهبل العودة وياها ..الله يعينا بس على بلوانا ..يهال وطاحو بجبدي..
------------------------
غزلن اللي تمت تحووم في المكان مثل الطير المجروح ..وهي حاسة بالخيانة والغدرمن جراح ..وتفكيرها
اللي شرد عنهاوهو رايح لهالغبي لؤي ..شكثر منقهرة ومنبطه جبدها وودها لو انها تشوفه الحين عشان بس
تصفعه ..غبي ومغرور ..ل وينكت بعد ..هذا اللي ناقصني..
اعتكفت عن الكل وعن الكل من السالفة وهي تفكر شلون تسترجع اعتبارها من جراح ...ماكو شي احسن
من اني اروح له الورشة ..بس ل ..هذا يعتبر دخولي الى عرين السد ..لزم اجره الى داخل بيتي ..الى
عريني ..ولزم اهو اللي ايني .لذا ..ما عندي شي احسن من الجلسة اللي بغيتها منهم ..راح تخليه يتواجد في
بيتي اكثر من الوقت اللزم ..وراح يكوون بيدي ووسطها ..وبتحكم فيه مثل ما ابي ..مو انا العميلة ولزم
يرضيني ..هين يا جراح ..علبالك تتلعب ويا وحدة سهلة..
ضحكت لنفسها ..ما كانت عارفة بمخططات جراح ولؤي عليها ..وكيف ان الصدف راح تجمعها مع جراح لكن..
بتواجد لؤي..
وطلعت منالعتكاف وهي حاسة بالفرح والهدوء النفسي ..واستقبلتها امها الليكانت قاعدة بالصالة ويا اختها
غصوون..
غصون :واخيــرا ..من يانا ..حيا الله الغايبين ..شدعوة هالقطاعة كلها
غزلن وهي تحط راسها على ريل امها اللي فرحت بشوفتها. :كيـــفي..
غصون تضحك بسخرية :والله انج ملقية خيــر..تتدلعين على كيفج ول احد يقول لج شي
غزلن بغرور :ليش محتــرة؟؟ ول بينفقع قلبج من الغيــرة
بنظرة حقيرة جانبية جابت غصون غزلن ولكن الثانية ما عطتها اي اعتباروسكرت عيونها واهي مرتاحة بحظن
امها..
ام زياد :اكيد ولدي ما اتصل من يومين) ...ترد على التلفون( الو) ...تهللت اساريرها( هل بريحة الغاليــــن..
هل بحبيب قلب امه هل
زياد وهو يتدلع :هل باغلى حبيبة وبعد قلبي وبعد روحي كلهم ...شلونج ام زياد؟؟ شخبارج؟
ام زياد بفرحة كبيرة :بخير يا يمة بخير يامال الخير انت شخبارك عساك طيب؟
زياد وهو يذكر هيام ويحس انه ابدا مو بخير من سالفة سفرتها :بخير يمة وطيب طاب حالج انتي شلونج
عساج طيبة؟؟
ام زياد :احنا بخير يمة بس والله مشتاقين لك ..متى بتيي يمة خبري في هالفترة اجازات..؟؟
زياد :اي اجازات بس بضطر اني أأجل سفرتي ..عندي بروجكت ولزم اخلصه ..وتعرفين اذا رديت لج ما
بتخليني اذاكر على طول قاعد بحظنج واتدلع..
ام زياد :ههههههههههههههههههههه الله اكبر عليك ..الحين انا سوي فيك جذي؟؟ تدري بغلك وتتغلى زود؟؟
زياد :هههههههههههههههههههههههههااي..والله خاطري في حرمة مثلج يمة ..ما عندج بنت خالة ول بنت عمة
جذي مثل حلااج
ام زياد وهي تهمس له ..تعرف بضنا ولدها في الغربة :ليش؟؟؟ وينها جولييت عنك
ضحك زياد من خاطر :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه فديت روحج والله ..حلوة
هذي جولييت ..يمة جولييت سافرت ..وخلتني وراحت..
ام زياد اللي ما تعجبها هيام لنها تعذب ولدها :احسن ..يمكن تنساها بسفرها هذا
غزلن اللي لقطت كلم امها :ينسى منو؟؟؟؟ )بحماس( ينسى منو يمة...
غصــون :انتي شعليج خليه براحته..
غزلن تطلع لسانها لغصون ..وتستمر المحادثة بين الم وولدها ..لمن انتهت وسكرت السماعة ام زياد..
وهي تتنهد بحرقة قعدت :فديت هالولد والله ..وحشني بدرجة اني ماقدر انام الليل لفرقاه ...حد اييب ضناه
ويسفره برع الديرة ..الله يسامحك يا بوزياد
غزلن :يمة زين والله ان زياد عنده ابو مثل ابوي ..يراعي ويطرشه احسن الجامعات ..ترى ناس ما يحصل
لهم كل هذا..
غصـون :لن محد يتعب على نفسه ...واحنا مالنا شغل بالناس اذا هم مو قادرين ..عندهم لكشختهم ونفختهم
ما يحطون لنفسهم عشان التعليم
غزلن بقرف :انتي ما تقولين لي ليش نكدية جذي؟؟ يبا فيج نكد طلعيه على ريلج مو سمن عالعسل وياه
ومثل القرف علينا
ام زياد :غزلن يمة عيب هذي اختج الكبيرة
غصون بسخريتها المعتادة :خليها يمة خليها ...انا قلما اهتم للهة الدلع والغنج هذي ..قولي اللي تقولينه يا
غزلن ...تراني ماهتم لج
غزلن بعصبية قامت :لن لو كان فيج قلب او حس من الحاسيس اللي تمر بالناس الطبيعية كنتي بتهتميين..
ابتسمت غصون بحقارة الى غزلن والثانية طلعت من الصالة بعد ما استأذنت من امها ...ودخلت دارها وهي
حاسة ان ودها لو تخنق غصون ..صج انها بايخة وما عندها حس للفكاهة والعن مافيها اهي سخريتها وروحها
النكدية ..الله يعييييييين ريلها عليها..
وعشان تبهج نفسها ما فكرت بسالفة غصون وايد وتوجهت الى التلفون عشان تتصل في جراح ..وتخلي
عملية النتقام او استرجاع الذات تاخذ محلها.
---------------------
كان لؤي قاعد على المكتب وجراح اللي شوي وينام على الكرسي الطويل اللي في المكتب في حالة هدوء..
العاشق الولهان يفكر بمزيونته وجراح اللي ذبلنه عيونه منالنووم ..ورن التلفوون ..وازعج المكان بكبره..
لؤي :جراح ..جراح ...جراحووو؟؟؟ )ماسمع جراح ..واخذ لؤي مشبك للوراق وحذفه عليه وانتبه جراح(
جراحوو قوووم يبونك تلفون
جراح وهو تعبان من قلب :امففففففففففففف من بعد يا ربي..
ضحكو الثنين وخصوصا لؤي اللي تفدع من زود الوناسة ...اللي عرفه من جراح ان غزلن بنت موهينة ..وهذا
الشي خله يزيد خباله حبتين عشان يعذبها ويتنحس عليها ويخليها تفقد اعصابها ..لنها تستاهل ..اللي يحب
احد لزم يغير طبايعه الغير مرغوب فيها ..عشان يكون الشخص بيرفكت وان ما كان احد كامل بهالدنيا..
---------------------------
ليلة قبل السفر ..ببوسطن..
من زود التوتر اللي حاش فاتن ما قدرت تنام ..مو مصدقة انها بترد الديرة لمها واخوانها وحياتها ..واهم شي
من هذا كله ..ذكرياتها وريحة ابوها ..اللي ولهت عليها من قلب ..اهي سوت شي من فترة ما علمت احد
عليها ..قبل ل تسافر )لحظوا زين( حملت معاها علبة صغيرونية بنية تبع ابوها ..مقفوله ..ونست تاخذ المفاتيح
معاها من جذي حطتها بالجنطة عشان اذا راحت تفجها هناك وتلقي شي من شيات ابوها ..وبعد وياهم خذت
غترته اللي كان يلبسها اذا كان قاعد فيالبيت ..واذا حست بالغربة كانت تلمها اهي وتشم عطر مساعد من
جهة ثانية ..وتبتعد عنها كل مشاعر الخوف والغتراب ..اذا كان حارس روحها موجود ..وابوها الغالي بالفكر..
طلعت منا لدار وهي حاطه يدينها بمخبات البيجاما ...ولقت الجناط مصفوفة برع الدار مثل ما وصاهم مساعد
اللي كان اليوم مزاجه ل يحتمل ..لكنه الحمد لله ما غلط ععليها بشي ول زعلها ول ظايقها مثل كل مرة..
هالمرة اهم الثنتين تحملوو العتاب ..لكن ليش مزاجه كان متعكر ما تدري ..حتى انه ما تغدى وياهم ..ظل في
الدار ول طلع للعشا ..اكل له لقمة بحواجب معقدة وشرب عصير وراح...
راحت عند المطبخ وصبت لها كوب من العصير تشربه ..ولقت نور غرفة مساعد مشغل من الباب المفتوح..
وياها شعور متطفل انها تدخل وتشوف حالته ..بس يمكن ترتد عليها حامية لن اعصابه شوي ل تحتمل ..لكن
السؤال خير ما تسويه له ..وحملت روحها وهي حاملة كوب عصير برتقال طازج مثل ما يحبه مساعد...
وراحت له..
دخلت وهي تطل براسها اول شي بابتسامة ناعمة ..التفتت لها مساعد ومسرع ما اختفت ابتسامتها يوم
شافت حالته ..كان شعره شوي مشعث ولونه مختفي ومبهت وقاعد وهو حاني ظهره مواجه الدريشة...
شالت فاتن عمرها ووقفت عشان تروح تييب له البندول.ز ومسكها مساعد منيدها
واطلق يدها شوي شوي ..لمن اخلى سبيلها وراحت اتييب له البندول ..وردت له وهي تدخل بهدوء ..لكن
مساعد من روحة فاتن حس بغثة عميقة تييه ..وجبده ليعه وكانه مو قادر يتحمل...
قام على طوله واختل توازنه وفاتن معاااه\ ..يوم اختل توازنه مسكته من خصره وهي تسانده ..سند يده على
جتفها ومشاها وياه بسرعة لعند الحمام ..اول ما وصل عند الباب اختل توازنه للمرة الثانية ولكن هالمرة فاتن
شهقت منالخوف...
سحب روحه سحاااب لمن وصل عند التويلت ..وظل عنده وهوو ماسك بطنه وحاس ان الدنيا تدور فيه..
وفاتن اللي ما عاقت وخلته بروحه مسكته من جبينه وهي تمسح عليه بهدوء ..لمن انتابت مساعد نوووبة
ترجيع قوية ..صاحبته فاتن فيها اول باول ..وكانت دفعاته قويه وهادئة ..وخالية لن ما طاح في بطنه شي من
الصبح..
بكل دفعة من جبد مساعد كانت فاتن تذرف الدمع القوي ..وهي تمسكه من اجتافه تعيينه على اللي يصيبه ..يا
ربي ..كل ما يي هني يمرض ..ل يكون بس متسمم ول يدري..
بعد ما خلص مساعد تراجع لورى وقعد على الرض من بعد ما كان قاعد على ركبتيه ..نزل راسه وهو يرتجف
مثل الورقة ومنكمش على نفسه شوي ..مسحت فاتن جبينه عن العرق وشغلت الماي في الحوض وبللت
يدها ومسحت فيها ويه مساعد ..اللي ما كان رافض هالهتمام ..لنه ما كان واعي..
من بعدها صاحبته فاتن لعند غرفته ..كان يحس بالهدوء الداخلي ..لن الترجيع دايما يهدي العضاء بعد طرد ما
هو ثقيل على النفس..
سحبته للسرير وتمدد عليه بتعب وهو منبطح على بطنه ..كان يرتجف من شدة الدفع اللي صابه ..وفاتن اللي
تمت وياه وهي تعدل من ثيابه وتغطيه باللحاف بخفه ..راحت عند السرير وتمت تمسح على راسه بهدووء..
وهي تسمي بالرحمن عليه ..ومن بعد خمس دقايق يمكن غاب مساعد عن الدنيا بنوومة متعبة ..وظلت فاتن
وياه وهي خايفة بدرجة فضيعة عليه ...ترتقب الصبح يطلع عليهم ..وتشوفه بحال احسن...
من بعد فترة طويلة تأكدت من خللها فاتن ان مساعد خلص نام ..سحبت نفسها بهدوء وراحت للصالة .
سحبت اللحاف اللي على القنفة الطويلة ودخلت دار مساعد مرة ثانية ..عدلت المخدات اللي على الكرسي
فيها وانسدحت عشان تنام وتراقب مساعد وحالته الصحية المتددهورة ..مثل كل مرة تسهر عليه وهو تعبان..
لمن غابت عن النوم وفي بالها حبيبها مساعد وخوفها عليه..
=====================
الليل بالديرة..
جراح اللي من وصل البيت العصر راح لداره ونااام اعمق نومة يمكن قظاها بحياته ..اما خالد اللي من زود
فرحته بشوفه سماااء وتطمنه عليه ما قدر يرد البيت ال بعد فترة ..ويوم دخل البيت لقى خالته قاعدة بنص
الصالة وشكلها متظايقة ...فاستغرب خالد هالشي منها ..وخاف ..ليكون بس سماء مريضة او تعبانة..
وااااااااااال ..مباشرة ..ضربة قاضية تطيح كل ظروس خالد ..تلبك وما عرف شيقول ..لن كلمها كان واثق
وثابت ..وحس انه مكشووف ل محال ..وما كو مجال انه يتهرب..
ام جراح زادت وتيرة غضبها وهي تشوف عيونها اللي نزلت الى الرض ..:تحجى؟؟ ما تقول؟؟؟ )مسكته من
جتفه بغضب وهي ترجه( الحين هذي اخر التربية ياخالد؟؟؟؟ وانا الللي كنت الطرشة في الزفة ..اخر من
يعلــم بسوالفك؟؟؟
خالد اللي حس بالذنب العظيم من هالسالفة .... : ...خالتي اشرح لج
سكتته ام جراح .. :ول كلمة ..مابي اسمع منك ول شي ...شووووف ...وحدة وماكو ثانية غيرها ...المياعة هذي
اتركها ..وبنت الناس ما عليك منها ...لهي من ثوبك ول انت من ثوبها ...البنت صغيرة وما تفكر عدل ...ل
تلعب بافكارها ولتوهمها بشي انت ما تقدر عليه ...هذي بنت ناااااس وعايلة ولها اسم ومركز ....مو انت اللي
بتحظيها بحياتك...
بنظرات كلها الم وحزن قاتل واجه خالد الرض ...نزلت دمعته مباشرة على البورسلين اللمع ..جرح فظيع
والم وضيع وحقيقة مرة واجهتها به ام جراح ..لول مرة تقسى عليه بهالطريقة ..يمكن لنها فكرت
بمصلحته ..او يمكن لن معظم كلمها كان صح ..لن سماء ماهي من ثوب خالد وهو بالمثل..
حنت عليه يوم شافت دمعته تسري على خده ..ولكن ما خففت من صرامتها ..تركت جتفه وتمت تاشر على
ويهه..
ام جراح ...:اللي تحت ما يشاهد اللي فوق ..تنكسر رقبته يا خالد ..وهالبنت بحسبة مناير بنتي ..ما ابي ل يات
البيت ينقلب كل شي فوق تحت ..ما ابي الغلط يصير في بيتي ..وما ابي ) ..تهدج صوتها( ما ابي اشوفك
تتعفر بالغلط وانا ساكته عنك ...هالبنت وان كان اللي بينك وبينها حقيقي ..فهو ما راح يصير .عمرك شفت
الزيت ينخلط بالماي...
وحنت ام جراح عليه وهملت دمعتها عليه ومسكته من ذراعاته ...:يانور عيوني يا خالد ..شفت بحياتك ام تذبح
ولدها بنفسها؟؟؟ غيري انا...
طالعها بعيونها المغرقة بالددموع وهو يحس بالذبح يترجاها ::يمــة
ام جراح تسكر عيونها بالم :ل تترجاني ياخالد ...ماكو اي رجا بهالسالفة ...فكر فيها عدل ..بتلقيني صاجة
وانت الغلطاان..
تركته ام جراح ..ظلت تناظره شوي وهي تشوف كيف ان اللم يتلوى في هالولد ..غطت ثمها بيدها وراحت
عنه وهي تحس بالوجع يتخلل حتى عظمها ..وهنها مشهد خالد ..وذبحها حزنه ..وشيبها مظهره ...جرحت اعز
طفل ربته بحياتها ..طفل ربته بكل الحنان ..عطته اللي ما ينعطى ..حتى اولدها يمكن ما لقو منها اللي لقاه
خالد ..دخلت دارها وهي تلعن نفسها ..اليوم ولول مرة .اجرت ام جراح دمع عيني خالد اللي بعد هالرأي من
خالته حس انه بيتقطع من القهر ...يمكن لن الحقيقة لوعى عليها الواحد بالصدمة تكوون مؤلمة ..شديدة
وقاسية كارض متعطشة للماي..
وركب الدري وهو يحس بالحتضارات في نفسه ..طلبت خالته منه انه يفكر ..راح يفكر ..لكن شيفكر فيه؟ انه
يخسر سماء بعد ما صارت الروح فيه والجسد ...شفكر فيه؟؟ النتحار بنفسه؟؟؟ مثل ما انتحر ويا فاتن وهو
ما كان يحبها صج ...لكن هالبنت اهي حياته كلها ..مستحيل اهو اللي يصير وياه جذي ..مستحيل....
--------------------
بالصبح اللي بلج عليهم بالرحمة اوتعووو ..وطبعا مساعد اولهم ..اللي وعى على الساعة سبع الصبح وهو
منتفض مكانه ..يااااااااااه ..شكثر كان تعبان وحالته النفسية صعبه من قلب ..تذكر تواجد فاتن وياه وتم يتلفت
لن اخر ذكراه عنها اهي كانت يوم قعدت على السرير تمسح على راسه ..تم يتحسس السرير ما لقاها وياه
وحمد ربه ..التفت الى الكرسي لقاها نايمة واللحاف طايح من عليها ..ارتاح يوم شافها وهدى باله وقلبه ..وهو
اللي ظن باسوى الفكار ..يمكن نامت وياه او باتت معاه ..صج انهم مالجين بس مو لهالدرجة..
شاف الساعة وانصدم يوم لقاها سبع الصبح ..يعني من صجي ما اوتعيت لصله الفجر؟؟؟؟ وعلى طول قام
من الفراش وهو يستغفر ربه ..وبحركته السريعة في الغرفة نبه فاتن له ..اللي كانت سكرانه بالنوم لدرجة
انها ما عطته اعتبار ..وضاعت الحسبة فيها وعلباها اهي راقدة بدارها ..شالت بعمرها من على الكرسي
وراحت على السرير ..متخيلة نفسها بايام عدم وجود مساعد باميركا وياها ..راحت على السرير وتغطت
باللحاف ونامت مرة ثانية ...يوم رد مساعد كانت عيونه على الكرسي فلقاااه خالي ..توجهت عيونه على
السرير لقاها هناك نايمة ...استعجب وانصدم من حركتها..
راح عندها وهو مو مصدق اللي يصير ..من صجها يعني فاتن ؟؟ تنام بطريقة عادية وكانها متعودة على النوم
هني ..هذا اكبر دليل يبين لي انها كانت تنام بالدار وانا مسافر ..اااه يا قلبي عليها ..نزل لعندها وهو يراقب
ملمحها ..وبرطمها اللي كانت مادته وهي نايمة ...لحظ هالحركة عليها اكثر من مرة ..ولحظ بعد يدها اللي
تحطها توسد خدها بها وهي نايمة ..حركة حلوة ..مثل اليهال الصغار ..ابتسم لها وحرك شعرها عن جبينها...
بعد ما خلص صله صار لزم انه يوقظ فاتن بعد ..عشان يتحركون لنهم لزم يكونون بالمطار الساعة
عشرة...
راح لها بكل رفق وحنان ...هز جتفها من فوق اللحاف بخفة..
مساعد بجرأة واضحة مستغل نعاسها القوي .. :يالله حياتي ..قومي زهبي عمرج وقومي ام حديجان وياج..
تراها تطول في النوم ..ومافينا نتاخر الرحلة طويلة..
تمت تراقبه فاتن واقترحت عليه اقتراح :شرايك نتم هني ..ل نرد..
مساعد :ههههههههههههههههه ..من صجج انتي؟؟ تتمين هني؟؟ وياي..
وشافت المكان اللي هي فيه ..اهي اللي تعرفه انها كانت نايمة على الكرسي ..شلي يابها على
السرير...وطالعت مساعد بعيووون مفتوحة ونعسانة..
رفع عيونه لها بعجز ..خلها تحس بالخوف ...ودقات قلبها تضاربت ..ويوم حس مساعد لها ابتسم في ويهها
رفعت حاجب في ويهه وهو يضحك ..وقهرها شكله لنه كان يعصر قلبها من حلوته ..وخذت المخده وضربته
بها...
مسك يدها مساعد وكانه بيوجهها لراسها ..لكنه بدل هذا نزلها لى عند صدره وبالتحديد قلبه ..وفرش راحة
فاتن على قلبه اللي كان يدق بقوة من الضحك..
مساعد بصوت ناعم ::هني يعورني ..من اول ما لمحت عيوني ويهج ...وعرفتج ...بدى يطعن فيني بكل مرة
اسمج ينطري على بالي ...فاتن) ..تزيد دقة قلبه( فاتن )تزيد دقه قلبه() ..الخيرة كانت بهمس( فاتن..
ساحت فاتن؟؟ ل شوية عليها ..تبخرت بالهوا ..هم شوية ..اهي تجمدت وتصلبت يدها على صدره وهي
تتحسس لدقات قلبها شلون تضرب بالعروق اللي براحتها ..وسحبت يدها من يدها بسرعة وطلعت من الغرفة
وهي مرتعشة ارتعاش ..ومساعد اللي تم يناظرها ضحك عليها ورمى بروحه على السرير وهو يتنهد من شدة
الضحك..
دخلت فاتن دارها ولقت مريم واقفة بوسط الدار وهي تدور عليها ..لحظت انها معتفسة فوق تحت
واستغربت عليها؟؟
مريم :وينج انتي البارحة ما حسيت لج وياي ..بالعادة ريلج بحلجي ول شعرج ..امس كلش حرية تامة..
فاتن وهي تمسك جبينها تحد من الحرارة الساخنة اللي لفتها :مريم لمسيني...
مريم تلمس جبين فاتن :شفيج؟؟؟ مفولة عالخير ..محموومة؟؟
فاتن تهز راسها بايجاب :اي...
مريم :ليش انزين؟؟ كله من اليسكريم امس..
فاتن :ل ل ....كله من هذا...
سحبت يد مريم وحطها على صدرها ..وكان قلب فاتن يدق بجنووون وبل توقف
وظلو الثنتين او مريم اهي اللي تطلع الغراض وفاتن اللي ترتجف بشدة من قوة مشاعرها ..ودقات قلب
مساعد الي تداخت فيها من راحة يدها الى العروق لمن وصلت الى قلبها وتضاعفت ويا دقاتها الخاصة ...يا
ويلها من الحب اللي بدى يعمر فيها مثل نقطة الحبر بالماي ..كيف ينتشر ويغطي المساحة بلووونه وان كان
بدرجة باهتة..
ماصار لهم من الوقت ال ساعة ..قرروا انهم يتريقون بالمطار ..عشان ل يتاخرون ..وعدت فاتن شقة الحرية
اللي عاشت فيها فترة حلوة ..علىو عد العودة بعد ثلثة اسابيع لستئناف الفصل الدراسي...
طول الوقت كان الصمت سيد الموقف بينها وبين مساعد ..لكن كلم غريب يجول بيناتهم في هالصمت اللي
كان مشوش ومربك لها ..اما مساعد الي كان ثابت وغير مهزوز ..يبتسم لها بعفوية لكنها تفهمها بطريقة
ثانية ..تحسسها وتخلي الدم يفور في ويهها..
والصندوق اللي وياها ..ذكريات عالية الخاصة جدا والخيرة مع مساعد ..شراح يكون مخلفاتها على فاتن...
وصلو للمطار بالوقت المناسب ..كملو اغراضهم وزهبو كل الحاجيات اللي كانت وياهم ويوم خلصوا كل شي
لقوا ان عندهم وقت يفطروون قبل ل يروحون ..وخصوصا ان مساعد ما طاح شي في بطنه من امس بسبب
الصداع اللي باغته ..كان قوي وشديد ..اغلب الوقات اللي أييه فيه لمن ما ينام عدل ول يرتاح زين ..ولكن اهو
يتحمله يوم كامل عشان في اليوم الثاني يصحى واهو بأحس حال..
لكن اليوم اهو مو بس بأحسن حال ال بأفضل واروع حال ..فاتن ما شاء الله عليها يوم عن يوم يزيد تقربها
منه وتزيد حاجتها تجاهه وهذا اللي مخليه هادئ ومرتاح ..وقربها له وتوترها لمن يتقرب منها يخليه يحس بحبها
تجاهه ..ما عاد التجهم والكتئاب سمة من سماتها ..صارت مرحة وتضحك بأكثر من مناسبة وتدور سوالف
عشان تتكلم عنها وهو مثل الب الحاني ينصت لها بكل هدوء ورحبة صدر ..بالفعل ..اهو يحس انه ابوها ..مو
عشان فارق السن اللي مو كبير ولكن بسبب ضعف فاتن والمواقف اللي جمعتهم ببعض في ظل هالظروف..
خله يكون مثل المين على حياتها والحارس على سعادتها ..وهذا الدور من يؤديه غير الب؟؟؟
ويمكن تواجد مريـم كان له الدور الفاعل بهالفرحة ورفع الكلفة ..لكن أكيـد اللي بيرتاح بوجود شخص ثالث
بيرتاح لو كان شخصين!!.
هذا اللي كان يمر في باله وهو يناظر اللوحة اللي جدامه ويشرب من القهوة الحلوة ..سارح ومريم وفاتن
يسولفون بخفة والضحك سيد الموقف ..الى ان من زود الفدعة اللي كانت فيها فاتن ضربت ريلها ريل مساعد
من تحت الطاولة وانتفض مساعد من الصدمة اللي كان فيها بانفعال.
شاف فاتن حاطة يدها على ثمها وهي تكتم ضحكة ولكن دمعة الضحك اللي في عيونها كانت الطفل اللي
يترجا المسامحة على هالفعلة..
ضحك مساعد ..واستمروا الثلثة بالضحك والفرحة ..لمن حان وقت الرحلة ..ومساعد اللي نسى ساعته في
الشقة تم متنرفز ومتظاايق على هالشي لنه ما يقدر يعيش من غير ساعة..
في السوق الحرة اللي طلعو منها توجهوا لعند الكاونتر لكن فاتن كان في قلبها امنية انها تشتري لمساعد
الساعة اللي اهو مفتقدها ..ولذا ما حطت بخاطرها واستأذنت منه
نقعت فاتن من الضحك عليها وراحت بسرعة لمحل المجوهرات اللي كان عند طرف المطعم ..دخلته بكل
هدوء ..وتمت تدور –بسرعة -على ساعة حلوة تناسب مساعد ..لقت وايد لكن للحين ما دخلت فبالها وحدة..
لمن شافت ساعة مستطيلية وسيرها فظي لمع ويتخلله خط اسود في الوسط ..ماتت عليها وعلى طول
أشرت عليها وطلعتها لها الموظفة ..تمت تناظرها وحستها تناسب مساعد وشخصيته ..او يمكن حياتهم ..خط
فاصل لطرفين متساويين ..ورجولية ولها عنفوان قوي ..فعطتها الموظفة عشان تلفها وتاخذها وياها...
في وقت قياسي وصلت فيه فاتن لمساعد ومريم وهي حاملة الجيس ..كان عبارة عن 7دقايق و 30ثانية..
شلون عرفت؟؟ لن مريم حسبته لها..
مريم وهي تبتسم بمرح :ماشاء الله وقت قياسي حتى ما يا للعشر دقايق ..فتون اثبتي انج حرمة مساعد
بهالتواقيت القياسية ..وفوق كل هذا حطمتي الرقم ...اهنئج انتي رسميا مقبولة كزوجة لمساعد
فاتن تتخصر لها :ل والله
مساعد اللي مات على فاتن بهالحركة وفتت مريم اعصابه بكلمها ..يا الله صج ان اليهال حلوين بس لمتى
الواحد يستحملهم :والله والله اول ما نوصل الديرة بدخل مستشفى ميانين انا محتااج علج بسبتكم نشفتوووو
ريجي يالله روحوا..
مشت فاتن من عنده ولظيج الدرب لعند الكونتر ضربت بجتفه بهدوء وشمت ريحته الحلوة ولكن كان فيها
خليط ثااني ..اول مرة تشمه ..دهن عود؟؟ بل ..مساعد شايب يحط له دهن عود؟؟
ودخلو الطيارة ..وبدت سالفة ثانية ال وهي سالفة الكراسي ..ومريم اللي ما رضت انها تقعد بروحها ومساعد
اللي كان اخجل من انه يتكلم ويطلب قعدة فاتن وياه ..بس كل هذا مو بيدهم ..التذاكر اهي اللي تقول ..وبما
انه طائرتهم مليانة كان لزم عليهم انهم يكونون متقيدين بالمقاعد ..وصارت مقاعدهم متناثرة ..يعني فاتن
كانت على جنب الجامة ..ومساعد وراها بكرسييين ..ومريم في الجهة الثانية وهذا اللي حبطها من قلب..
تدلعت على مساعد لمن مللته لكنه ما عطاها ويه وراشاها عشان تروح وتقعد..
واخيــرا ..اقلعت الطيارة ..والكل استعد في مكانه بهدوء ..منمدجين بتحرك الطائرة ..نحو طريق العودة..
---------------
المغرب بالديرة..
رجع جراح البيت من العصر ونام لمن جرت أذيال الليل المظلمة وخطت نور النهار ..وكان في حلمه اشياء
متعددة ..منها فاتن اخته اللي جيتها قريبة ..ومنها مريم ..محبوبتة الزلية ..ومنها لؤي ..يمكن لن مساحة
تفكيره الحالية كلها منصبة على خطتهم اللي بتاخذ مفعول ان شاء الله من بعد باجر..
يا غالبين ..يا مغلوبيـن ..لزم يفهمون ان الخصم اللي يتعاطون وياه اهو ولؤي موو سهلة بالمـرة ..هذي بنت
حوت وعادي انها تدخلنا سجن ..لكن كل شي بالعقل والحكمة ..وكل شي بالهداااوة وما للربشة اي مجال..
طلع من الغرفة والنوم للحين على راسه لكن كان لزم ينزل لنه ما شاف امه ال من الفجر..يروح يشوفها
ومرة وحدة يسأل عن سماء واخبارها..
نزل تحت لكن ما لقى احد غير عبد العزيز اللي مرتزع بالصالة وهو نص نايم يطالع التلفزيون ..ومناير اللي
كانت في الصالة الثانية ويا سماهر ناشرين اغراضهم ..وطبعا متحجبات لن سماهر من شافت مناير على
طوووول لبست الحجاب ..وان كان بمرحلة التجربة..
ضحك عليها جراح ولف عنهم وراح دار امه ..طق الباب بكل هدوء وسمع صوتها الي يعطيه الذن بالدخول..
نبرة صوتها كانت كافية لجراح عشان تبين له ظيق امه ..فراح لعندها وسكر الباب وراه..
سكت جراح وهو يعض على شفته ...شفيها امي؟؟ اكيد حايشها شي؟؟ول متظايقة من شي ..بالعادة اهي ما
تتظايق ال اذا كانت السالفة جايدة؟؟ بس اهي ما بتخبرني يعني وانا بظل حيران جذي؟؟ ل والله ما خلييييج..
قالت هالجملة بنظرة حادة الى جراح مع حاجب مرفوع ..اول مرة ترمقه امه بهالنظرة ..لدرجه انه انزعج..
جراح وهو موطي راسه :ل يمة انتي الكل بالكل ..طيب ..اخليج على راحتج..
وقبل ل يطلع وقفته من غير ما تناظره :تغديت؟؟
جراح وهو زعلن :مو يوعان...
ام جراح وهي ترمقه بعيونها من طرف .. :شوف خالد ..اهو الثاني ما تغدى ..حط له لقمة ياكلها ..اذا اكل..
زين ..ما اكل ..رد الصحن المطبخ..
جراح :ان شاء الله ..تامرين على شي؟
ام جراح :ما يامر عليك عدو...
طلع جراح من الغرفة وهو متظايق ..وموطي راسه توجه للمطبخ ..لحظته سماهر اللي بطبيعته المراهقة
تلحق عيونها جراح وين ما راح..
طلبت منه شي مستحيل ال وهو نسيان سماء ..شلون يناساها ..واهي صارت جزء عميق منه ما يقدر يتأصله
بسهـولة ..بس على القل .لزم يحقق رغبة خالته ..اهي ما قالت اللي قالته ال لنها تعرف الصح من الغلط..
حرمة جبيرة وعاشت عمرهـا وشافت من الدنيا اللي ينشاف..
تم قاعد وهو يتخيل ملمح سماء التعبانة اليوم في المستشفى ..شفاتها المبيضة ووجناتها المحمرة بسبب
الحمى اللي فيها ..ول شعرها اللي كانت لمعته خابية غير عن كل مرة ..قد ما فرح اليوم حزن وانجرح..
بتنهيـــدة عميقة سكر عيونه وهلت دمعة من عيونه. .غليضة ..مالحة وشديـدة .تبين الرتباك والتردد اللي في
نفس خالد..
دخل عليه جراح من غير ما يطق الباب وهو حامل صحن الكل..
استغرب جراح من حالة خالد .اكيد فيه شي وال مااا بيستغني عن الكل ..طاحونة ماشاء الله عليه ..وسدحته
بعد مو طبيعية ..راح لعنده وقعد على السرير...
ما رد عليه
ما حب خالد انه يقول شي عن خالته بغيابها ..ول انه يذكر قساووة كلماتها لنه يحبها اكثر من نفسه..
خالد وهو يلتفت الى البلكوونة ...ويسمع صوت مناير مرة وحدة
مناير :السالفة ومافيها ان هالطفسسسس مل منا ..وما يبينا ..ويتعيزز علينا ..ولننا نحبه فهو يتغلى ..هاذي
السالفة ومافيها..
ارتاح خالد لن مناير ما قالت شي ..لكن كلمها كان وايد حلوو ومثل البلسم الشافي ..لكن بعد ..تظل مصيبته
اكبر من هالشي..
طلعت مناير ويا جراح من الغرفة وردت احزان خالد تشيييج فيه من جديد ..ما يقدر يخبرهم ..ول يقدر يقول
هالشي لحد ..لنه خلص ..لزم ينهي الموضوع من اول وجديد ..عليه فضل كبير لهالناس الطيبة ..واذا ما كان
اهو اهل للمانة من عيل؟؟؟ لزم يسوي اللي يرضى عليه رب العالمين ثم خالته لنها بحسبه امه ..وان كانت
سماء ...سماء بنت صغيره ..والله العالم .يمكن هالنفلونزا اللي ضربتها تكون ويه خير عليها. .تبعدها عني
وعن دربي ..لني ما بقدر ابتعد بروحي ..لزم اهي الثانية بعد تبتعد ..عشان يخف اللم ..وتخف الجرااااح...
توعد وتعهد بنفسه انه ما يشوفها مررة ثانية ..واذا صار وشافها ما راح يتعاطى وياها زين ..واذا كانت اهي في
البيت اهو بيطلع ..واذا طلعت يرد ..او ما يرد ..على كيفه هالشي ..بس لزم ماااا يتواجد معاها بنفس
المكان..
يا ترى راح يكون قادر على هالشي ..والمسكينة سماء؟؟ اللي مالها ذنب بكل هذا راح تتحمل؟؟ ول راح تتغلى
على خالد وتقبل الي يسويه فيها من غير اي شكوى او ملم..
-------------------
وصلت الطيارة الى لندن ومريم اللي ياتها حالة هستيرية بسبب التشنج اللي فيها من القعدة ..اما فاتن الي
بدت تحس بتوعك صحتها لكن خبت هالشي عن الكل ..كانت تحس بحرارة وثقل ببلعيمها ..لكن ما تكلمت
ومشت السالفةبالسوائل الي تشربها مثل الميانين ..مساعد كان اهدأهم ..بس كان شي مرسوم على جبينه
مرافقه طول الرحلة ..عقدة بحواجبيه وتفكير عميق ..محد يدري اهو في شنو يفكر ..بالعادة فاتن تخلي
نفسها مراقبة عليه بمثل هالحالت لكن صحتها متدهورة شوي وما تقدر تفكر زين..
لحظت مريم توهج خدود فاتن وسألتها والثانية قالت لها انه توتر بسيط بسبب الرحلة وطولها..
نزلووو المطار عند الستراحة ..وظلو هناك الى حتى ينادونهم للطيارة الثانية اللي بتنقلهم الى الديرة بسلمة
ان شاء الله ..وهني فاتن بدت تحس بتحسن شوي ..بس اول ما حطت ريلها وتواجهت ويا الهوا البارد خابت
ظنونها ..دخلت الستراحة على امل الدفوو يرد لها صحتها لكنها كانت غلطانه .اللم كانت من كل طرف فيها
وراسها يدور وعيونها ناعسة ومثقله عليها..
مساعد بعد ما قعدهم راح يشتري لهم شي يشربونه ..ويوم رد لقى مريم قاعدة وهي تحوش في جنطتها
وفاتن حاطه راسها على مسند الكرسي بتعب ..زادت وتيرة دقات قلبه من منظرها ..يبين عليها المرض...
واسرع صوبها ..ا
قامت مريم من مكانها وراحت عند فاتن تلمسها ..لقتها حامية وتلظي..
مريم :يالحمارة وانا اللي انقص علي ..توتر الرحلة ها؟؟ شوفي ويهج شلون صاير؟؟
فاتن وهي تمسح العرق اللي ينزل من شعرها ..:ل مافيني شي شفيج ..بس مادري مرة وحدة ..بسرعة جذي
مريم :يمكن سخونة ل 24ساعة ما عليج انتي ان شاء اله تصحصحيين..
فاتن اللي بدى الوهن يستفحل فيها اكثر واكثر :...ان شاء الله...
رد لهم مساعد وهو يمشي بقوة ..على مرض فاتن لحظت فيه نحل جسمه ..صج ضعف ..وصار جسمه غير
عن قبل ..وشعره بعد ..هلوسة الحموومة الي فيها بدت ..وكانت حاسة لنفسها انها تهلوس .لنها لو بتلحظ
شكل مساعد جان لحظته من اول ما شافته مو الحين يوم بردوون؟؟
مساعد وهو ينحني على ركبه جدام فاتن :بنظل هني الليلة ..وباجر ان شاء الله بنكمل الرحلة اذا كنتي احسن
فاتن وهي فاجة عيونها بدهشة :ليش؟؟ انا ترى مافيني شي؟؟ ل تطول السالفة وهي قصيرة مساعد
مساعد اللي يبتسم لها بخفة :ل تحاولين ..انتي بتظلين هني..
فاتن وهي معصبة :انا ما بظل ..انا ابي ارووح البيت ..ما ابي اتأخر اكثر) ..الهلوسة( ولهت على ابوي
واخواني ...ابي اروح لهم..
بدهشة ناظر مساعد مريم اللي حطت يدها على ثمها ..فاتن من قلب مريضة وبدت هلوستها تقوى شوي..
وكان راسها بهذيج اللحظة يترنح لمن طاح بتعب على جتف مريم..
مساعد من غير اي تعطيل :يالله قومي مريم ..الجناط بتيينا بعد شوي..
مريم :اوكي..
وقفت مريم ومساعد اللي وقف فاتن وسندها بجسمه ..وتم ماسكها وهو تقريبا اللي يمشيها لن راسها كان
طايح على صدره وهي معرقة من الحمومة اللي فيها ..مريم كانت خايفة على فاتن لنها اول مرة تشوفها
جذي ..ويمكن بعد تطول عليها لن الحمومة ما تظل يوم وتروح ..بس ان شاء الله تخف عليها..
وصللو للسيارة اللي تبع المطار وركبوها وجناطهم كانت فيها ..استغرقهم وقت وهم ينتظرون بس كان شي
عادي بالنسبة لهم ..وتحركت السيارة الى الهوتيل اللي بيقعدون فيه حتى ترتاح فاتن من المرض..
=================
هيام اللي وصلت نيويورك بكل سعادة وهدوووء كانت حاملة اللبتووب عندها وهي متشبثه فيه ..ابوها جم مرة
عطاها نظرة تأنيب لكنها ترد عليه بابتسامة مشاكسة ودلوعة عشان تنسيه حمقه..
اتتظرت حتى استقروو في بيت العائلة اللي استقبلتهم بكل حفاوة ..تبعتهم حتى وصلوولهم لغرفهم ..واول ما
دخلت غرفتها على طووول رمت باغراضها وفتحت اللبتووب واانتظرت خط النترنت لمن يووصل..
واخيررررررا شبكت على المسنجر..
لقت حمد موجود بتوبيك يديد >> ..اسافر عنك وتسافر معايا ..ترافقني في حلي وارتحالي <<..لكنه كان
اااوااي ومو موجوود ..لذا استغلت هالفرصة وراحت غيرت التوبيك وكتبت ..باقي المقطع
>> تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانت في عمري وحالي<<..
مع ان الوضع معكوس وهي اللي مسافرة وهو اللي باقي لكن بعد ..لقت عبدالرحمن بعد شابك اون لين
وحبت تتعافر وياه شوي
عبد الرحمن *** :كثر الله جميلك ..اصيلة وبنت اصول كمان ..فتحي عينك زين يا صغنونة وشوفي ..ماهو زي
ما يقولون اصابع يدك ماهي بسواا تراها سوى بالرجاجيل..
هيام اللي مافهمت نغزته .. :شقصدك؟؟؟؟؟
عبد الرحمن اللي من قلب عصب :اذا حنا الرجاجيل ما ينقع بعيننا ال التراب تراكم منتوو بأقل ..كلمناكم
بالعقل ما بغيتوو ..ناجرناكم ما بغيتو ..حبيناكم هم ما بغيتو الواحد وشو يسوي بعمره عشان تقبلونه ..انه يلعب
لعبتكم ويغلبكم فيها كمان..
هيام :انت اصل انسان مريض نفسيا ..اتمنى لك الشفاء العاجل انت وزياد
عبد الرحمن :كثر الله خير الوالدة ماهي مقصرة عشان انتي تجين وتدعين كمان..
لعت جبدها من الكلم وياه :يالله انا طالعة توصي شي
عبد الرحمن :سلميلي علىىىىى العاشق الولهان ..باي
ما تكلمت هيام ول قالت شي من شدة الصدمة ..وطلع عبد الرحمن قبل ل تطالبه باي تفسير ..العاشق
الولهان؟؟ شقصده بهالشي؟؟ من هذا العاشق الولهان؟؟ ل يكون بس يعرف عن حمد؟؟ أصل ما يصير يعرف
لن فتون الوحيدة اللي تعرف ...يا رربي ..ل يكون بس خبرت فاتن احد وانفضحت سالفتي...؟؟ يا ربي
شهالوهقة اليديدة؟؟؟
لحظت الليست اللي عندها وشافت حمد بعده اواي ..لكن شتسوي ..تطلع ول تظل؟؟ تخلي المسنجر ول
لء؟ ما تقدر لن هذا مو مثل خط البيت اللي تقدر تخليه وقت ما تبي ...اشتراكها محدود وبسيط ..يا ربي ..ان
اشلون الحين اشفي غليلي؟؟؟
وبدى السبب الكبير اللي راح يحرم هيام من النوم والمتعة طول هالجازة ..واللي فوق كل هذا ان زياد كان
رايح لها نيويورك ..لن الخ مو محتمل فكرة ان هيام تكون بعيدة عنه ..متناسي سالفة النت تماما اللي اهو ما
حط باله عليها على عكس هيام .يمكن غلطتها انها ما خبرته بصفته اهو حمد بحملها اللبتووب ..ومن يدري
يمكن هالشي يعود عليهم بالفضل ..او السوا..
---------------------
وصلو الفندق وحال فاتن بعده مثل ما اهو ..غطاها مساعد بجاكيته الطويل وظل اهو بملبسه الثقيلة العادية..
ومريم الثانية اللي طلعت لها شي تلبسه عن هالبرد القارص ..ويوم طلع من السيارة ما عطل ومشى فاتن
وياه لعند الفندق وقعدها في الريسبشن ويا مريم ..سوى كل المور وياهم ورتب كل شي ..وياهم الحاجب
وهو ينتظر جناطهم واشر لمساعد على المصعد وعلى طول تحركو للجناح..
دخلوه وما حتى عطت مريم الفرصة انها تشوف الجناح شلون ..حط مساعد فاتن على الكرسي وهي خلص
في حالة جدا صعبة من الحمى اللي ياتها ..كانت عيونها منتشية وشبه المتسكرة ..والحرارة عالية وشفاتها
مبيضة بسببها ..ومساعد الي شكله يرثى له بسبب صحة فاتن المتدهورة ..تم يفرك يدينها بدفى يديه عشان
يخفف عليها..
وبصوت حاني بهديها :ما عليج فاتن ..كل شي بصير اوكي ..انتي بس يبيلج الراحة ..وخلص كل شي تصلح..
ما عليج..
كان راسها في زاوية الكرسي بكل تعب ..ولمن دخل الحاجب الجناح وهو يدخل الجناط ويا واحد ثاني راح له
مساعد بسرعة
مساعدwill you call on a doctor?? My wife is very sick and I want someone to examine :
!her
الحاجب بابتسامة ff course sir just a minute and we'll serve you more properly
راح الحاجب عن الغرفة بعد ما اكرمه مساعد بدولرات اميركية ..تقرب لفاتن وحملها هالمرة بقوته كلها
وكانها ريشة ..وهي المسكينة مترنحة من التعب ووعيها كان ابعد من هالدنيا ..حطاها على السرير وهو يرتب
لها المكان ..ورفع عنها الشيله وشال الصندل اللي كانت لبسته وغطاها باللحاف وهو مثل المينون ..يرتعش
ويرتجف لكن بعد قوته كانت في نظراته الضايعة ..ووويهه اللي من الخوف سود وحواجبه تشربكت بعقدة ل
تنفك..
مريم وهي تمسك جتفه يوم كان قاعد عند السرير :.مساعد ..شفيك؟؟ ل تحاتي جذي؟؟ مافيها شي ان شاءا
اللله حمى وتزول..
مساعد وهو يناظر مريم بعيون متوترة شوي ويرد يطالع فاتن اللي كانت تتحرك بظيج بالسرير ..:مادري ..
قلبي مو مطمنني ..بهالسرعة مرضت ..اهي كانت بخير ومرة وحدة اعتلت ..الله المستعاااااان بس ..ل يصير
فيها ترى....
سكت وهو يسكر عيونه ويشد على شفايفه بقوة لمن راح الون منهم..
وبانتظار الدكتور اللي كان بيييهم ..ظل كل من مساعد ومريم بحالة القلق المنفردة ..وكل واحد ويا
تكهناته.؟؟ شممكن يصير في فاتن؟؟ الله العالم ..ولمتى رحلتهم بتتاجل؟؟ محد يدري؟؟
يوم وصل لهم الدكتور لقاهم بحالة من التوتر الشديد ..وراح بابتسامة مطمئنة عند فاتن وكان يفصحها..
ويراقب نبضها وحرارتها .سوى لها فحص لضغط الدم لقاه طبيعي ..قاس الحرارة لقاها مرتفعة حبتين..
فتوجه لمساعد لنه كان اكثر واحد متوتر..
الدكتور النجليزيshe is having a strong fever but nothing to worry .. keep her worm and :
wet and don't stop the fluids tomorow she will be just fine
مساعد?don't you think we should taken her to a hospital :
الدكتورi will agree on that if the sercumstances were better.. she can't be transported :
in this rough weather
زادت توترات وتقلصات مساعد لمن انتفض مكانه من العصبية ..فراح له الدكتور وهو يهدأه
الدكتورno need to worry young man she is strong and we'll manage.. do as i said and :
she won't be in danger.. marry christmas
طلع الدكتور من بعد تحية الكريسماس ..ومساعد اللي راح وقعد يم فاتن وهو يمسح على جبينها ...كانت
شفاتها تنطق باشياء من غير صوت ..والتعب على ويهها كافي انه يدفع مساعد للعذاب ..بس ظل ساكن
وهادي وهو يمسح جبينها..
مساعد بنبرة امرة لمريم :يييبي لي كمادات باردة .عشان تمتص الحرارة اللي فيها..
مريم :ان شاء الله..
وظلو ..على هذي الحالة وهم مو عارفين باي حالة راح تستيقظ فيها فاتن ..يوم طويل كانت بانتظارهم ..او
يمكن ليلة لن الليل هبط عليهم ..والله العالم شرايح يصير..
الفصل الثاني
--------------
ورجعت سماااء بالصبح الثاني الى المنطقة ..وكانت فرحتها برجعتها اكثر من فرحتها بصحتها اللي استعادتها..
شوقها الكبير والعواطف المجنونة اللي اجتمعت كلها في ثورة عارمة بداخلها خلت النشاط يتشعلل فيها
ويزداد ..وكل دقيقة تقربها من الفريج كانت عبارة عن موعد وعهد مع السعادة اللي تمنتها طول حياتها ..ما كا
نت محتاجة شي في بالها بهذيج اللحظة ال شوفه عائلتها الثانية .او يمكن عائلتها الوحيـدة وسيد حياتها ..خالد
ما غيره..
من يوم المستشفى واهي حالتها بتحسن مستمر ..او من شافته واهي مسلمة نفسها للحياة من جديد عشان
تعيش ..واليوم كاهي ترد لهم واهي بابهى حله مع لمعة المرض بعيونها ..لكن هذا ما كان مانع اوو شي قادر
انه يخليها ..بالعكس ..حياة سماء كملت الحين واهي باحسن حال يمكن تعيشه..
وقف مشعل السيارة وتم يحوس فيها وسماء اللي فجت الباب عشان تطلع..
سماء اللي حست بالمرض مرة ثانية ..يعني ماكو مجال انها تشوف خالد ...وبهدوء هزت راسها موافقة لخوها
عن سالفة الروحة ...ويوم طلعت من السيارة تمت تناظر غرفة خالد اللي تطل على واجهة البيت ..وانمسك
قلبها ..يا ترى اهو هناك الحين؟؟ ول طالع بمشوار؟؟ ياريته بس يكون موجود عشان يطلع لي ..يا الله
واحشني بشكل مع ان ماصارت لي 24ساعة من اخر مرة شفته ..شلون صبرت عنه طول حياتي شلون؟
دخلت وياه البيت ولقت الحربا ام مشعل موجودة وهي تشرب قهوة الصباح...اول ما شافتها نزلت الكوب
بابتسامة..
ام مشعل بنبرتها العميقة المغرورة :يا حيا الله من يانا ..خطاج السوو يمة سماء..
سماء وهي واقفة عند ذراع اخوها :خطاج اللش..
ام مشعل :تعالي عندي يمة خليني احبج ..ولهت عليج والله البيت ما يسوى من دونج..
ابتسم سماء بسخرية ..خطاب جميل ..يا ترى جم عطاها ابوي عشان تقوله :.ما توله عليج العافية ..دومها
معاج..
ام مشعل بابتسامة حقيرة :حبيبة قلبي ..تعالي عندي خليني اشوفج..
سماء وهي تتهرب :مرة ثانية ..تعبانة برتاح..
أم مشعل :اي روحي حبيبتي ارتاحي وانا اوعدج اني راح اسهر على راحتج..
توها سماء بتموت ال مشعل يرد عنها :خلج يمة ارتاحي انا بهتم فيها) ..يبتسم بلطافة عشان يهدي الجو( مثل
ما يقولون اكمل جميلي..
سماء وهي تناظره بغرور :تكمل جميلك؟؟ ليش انا حسنة عشان تكمل جميلك فيني؟
مشعل :ههههههههههههههههههههههههه يالله تعالي دارج..
راحت سماء ويا مشعل فوق ولكن ظلت تناظر ام مشعل اللي رجعت لكوب الشاي اللي تشربه ..مزيفة..
ومليانة بالنفاق والكذب والغرور .كانت براقة ولمعة مثل كل مرة ..مثل دمية البورسلين اللي تنباع بآلف
الدنانير ..بس مشكلتها انها فاظية ومافيها ذرة من الحاسيس والمشاعر ..الله يعين نفسج على نفسج..
يوم وصلو فوق سماء ومشعل اللي كان حمل جنطتها ..يا في خاطر سماء انها تظل في غرفة اخوها اكثر من
غرفتها المملة..
كان مشعل واقف عند باب غرفتها ...وهي اللي سرعت وراحت عند غرفته ويوم شافها هناك اضطرب بقوة..
ولكن ...بعد شنو؟؟ دخلت سماء الغرفة والبهجة في ويهها ومسرع ماانقلبت هالبهجة الى صدمة ..شحب ويهها
يوم شافت الغرفة شلون صارت ..وهالصور المنتشرة على الجدران بكل شراهة ..ورفعت عيونها لمقدمة
السرير وشافت الصورة المكبرة لفاتن حطت يدها على ثمها بخوووف وهي ترتعش؟؟
مشعل ين ..اكيـد ين يوم سوى كل هذا؟؟ من وين له صور فاتن؟؟ وهل اهي سبب اعتكافه بهالغرفة وما
يطلع منها ال اذا ياع او عطش؟؟
التفتت بخوف اليه وهو كان واقف عند الباب بنظرة باردة ..وحشية ..او يمكن حتى ل تمت للحياة ..سودت
عيونه اكثر ..وتقدم بالغرفة وفكه كان مرصوص بقو ..وكانه مايقدر يتكلم بسبب هالشيء..
سماء وهي تراقبه يحط اغراضه على السرير ..ويقعد بهدوء ..ويرفع راسه في ويهها بكل بساطة وكأن الغرفة
ما تعني له شي ..او أن وجود صور فاتن بكل مكان شي مبرر وعادي..
وقفت وهي مو مصدقة ..تدور اخوها في هالشخص المريض لكن ما قدرت تلقاه ..هزت راسها تنفض هالواقع
او هالصدمة الرهيبة على نفسها ..مشعل وصل لهالشي ..صار مهووس بشي اسمه فاتن؟؟ يا الله ..ليش
جذي؟؟ شذنبه اخوي؟؟ ذنبه انه حب يعني..
رقت ملمح سماء اكثر لخوها وما سمعت كلمه وراحت لعنده عشان تباريه شوي لكن صرخة مشعل عليها
خلتها ترتعد ..
مشعل بصوت عالي :فاتن لي ..وطول عمرها بتكون لي ..كانت وما زالت وبتكووون للبد لي ..مو مساعد
الدخيلي اللي بياخذها مني ..مثل ما اخذها .انا بسترجعها ..بالقووو ..وبخليه يندم على انه تطاول في يوم من
اليام لشي ملك مشعل ...قضيت حياتي كلها وانا احلم فيها ..ابني حياتي معاها بسراب ..تراجعت عن حلم
الرجعة الف مرة اكون نفسي وارجع وانا واثق وثابت من نفسي ..ويوم يصير كل هذا ياخذها مني
سماء الل يانقهرت من كلمه :اهو ما اخذها بالغصب مثل ما تقول ..اهو اللي سواه انه اتخذ موقف وخطوة
عشااان هالبنت ..انت شسويت؟ ما تقول لي؟؟؟ تميت واقف تناظرها مثل الغبي
راح لعندها مثل العصااار :ما كان عندي خيــار سماء؟؟؟ واللي يحب ما يخون ول يغدر ..ول يروح لحد ..
الحب فررررص يا سماء ان راحت وحدة الثانية تكون موجودة مكانها
سماء تصحح له :الحب مو فرص ..الحب مسئولية مشعل ..انت ما تقدر ..ما تقدر تحتفظ بصورها وتناظرها..
رب العالمين ما يرضى
ضحك بسخرية عليها :وصرتي تعرفين رب العالمين؟؟ اكبر مجحفة واكبر قانتة على قضاء الله وقدره
انجرحت من كلمه :انا ما كنت عمري مجحفة ..ول كنت عمري قانتة ..قضاء رب العالمين قبلته مثل ما ينقبل
السم بالحلج عشان الحب ..وانا مو محور الكلاام..
سكتت شوي لنها حست ان راسها يفتر عليها بقوة ..ومو قادرة تحس بشي ..صدمة تواجد فاتن الحي والقوي
في الغرفة خلها تحس انها فقدت اليوم شي عزيز وغالي عليها ..الخ ..الوحدة بهالدنيا لو تفقد الولد تلقاه
مرة ثانية بالحمل ..ولو فقدت الزوج تقدر تتزوج مرة ثانية ..لكن ل فقدت الخو ..من لها بهالدنيا؟؟؟؟
طلعت من الغرفة وهي تحس انها عاجزة عن شي ...راسها كان يفتر وهي مو حاسة بشي ..راحت لداراها..
واول ما فجت الباب ..سرعت للسرير ونامت عليه بكل ارتجاف ..ما كانت مصدقة اللي شافته عند مشعل..
وفوق كل هذا ما كانت مصدقة الواقع اللي لزم تعيشه؟؟ مو كفاية حرمان الم الحين اخوها بعد لزم
تفقده؟؟ وكيف ما تفقده واهو مو في صوابه...
من بعد اللي شافته سماء ما طلع مشعل وراها ..كانت حالتها مثل الفصول الربعة ..تكفهر وتزهر وتشحب
وتعرق ..لن قلبه على حالها بس رفض انه يتقدم لها بخطوة ..عيل اهوو على غلط؟؟ وان فاتن ما تحق له
بشي؟؟ والله اللي خلق السماء والرض مفصولة بأفق ..ان ما لفاتن احد غيري ..مثل ما انا مالي احد غيرها..
بترجع ..اكيد بترجع ..وبرجعتها هذي ما راح اسمح لها انها تظل بعيدة عني..
---------------------------
الفجر كان مروره صعب على مساعد ومريم اللي انسحبت ونامت بالغرفة الثانية بالجناح ..ظل مساعد واقف
عند الدريشة وهو يلحظ توقف الحركة بالمكان المزدحم بالناس ..كل الناس طالعة بالليل ..اجازات واكيد ما
يبون يضيعون الوقت بالقعدة في بيوتهم ..وبسبب هالنقطاع بالحركة ما قدر انه يطلع فاتن من الفندق
وياخذها للمستشفى..
حاول اللي قدر عليه معاها ..كمادات بارده ..تبريد عشان تروح الحرارة منها لكنها تزيد اكثر واكثر ..كانت
نايمة على السرير وشعرها تبلل كله بسبب التعرق اللي هي فيه ..ظلت نايمة وهي عاقدة حواجبها ومادة
يدينها وكانها مسلمة روحها ..ما استحمل مساعد يناظرها وظلت عيونه الواهنة تناظر السماء برجااا..
صوت صدر من فاتن ...وتخلل هالصوت شهقات خفيفة ..اربكت مساعد وشلته من الحركة ..كان مظهرها
مخيف ويعور القلب ..ما كان يقدر يتقدم لها ..يخاف ..ل تموت بين ايديه ..ووسط هالشهقات اللي كانت
تشهقها اسماء تنطق بها ..ماقدر يميزها مساعد ..كانت مخفية بتأوهات اللم اللي فيها..
وقف عند السرير وهو يتابعها ..ومرة وحدة شهقت فاتن بقوة وفتحت عيونها بخوووف..
راح لعندها مساعد وتم يهديها..
فاتن وهي تبجي في هلوستها ...:راحت ..راحت ..بسرير أبيض ....شرشف ابوي ..كان مليان دم ...دم ...ابوي
راح ..وهي راحت ....بسرير ابيض ..ما ابي ...ما بي سرير ابيض ..ما ابي...
غطى مساعد ويهه بقله حيلة ومسح عليه وهو يتمالك نفسه عن ل ينهار ..الموقف اصعب منه..
وبدت هلووسة فاتن توصل الى الماضي القريب منها ..:..جراح ...ومشعل ...مشعل حراااام يسوي ..ليش؟؟
انا مالي ذنب..
نفض يدها من يده من اول ما سمع السم ...وقعد باستقامة على السرير ....مشـعل؟ هذا اسم.....
كملت هلوسة فاتن قاطعة افكار مساعد ...:.مساعد ..ماله ذنب ....مشعل ...انا اسفــة ..ما كنت ابي...
والله ..بس .....مساعـد..
تمت تناديه بصوتها وهو ابدا ..ما يحس لنداها ..كان ظايع ..وهايم بنيران الغيرة اللي سحقت فيه كل ما قدرت
انها تسحق ..وتم متصلب وهو يسمع اسمه يترردد على لسانها...
فاتن وهي ترتجف مكانها ...:مســاعد ...مســاعد ما ما ت ...ما مات ..احبـك ..احبــك مســاعد ..احبـــك
همست بكلمة احبك اكثر من مرة ..وكانت المطر اللي تساقط على مساعد من بعد النار اللي كانت تسعر
فيه من السم اللي ذكرته ..وتم يتمنى لو انه يعلم الغيب ويدري شلون يدخل احلمها عشان يعرف اهي عن
شنو تهلوس ...وفاتن اللي يدها كانت ممدوده وهي تتحرك من غير ارتياااح توقفت حركتها شوي شوي..
وارتخت ..وكانها فقدت الوعي ..بتررد مسكها مساعد ..ورتب لها السرير ..وقلبه يتنافض من الغيض والقهر..
وحش اوتعى فيه ..وخله يحس بالقرف من حياته ..الكراهية اهي اللي انتشرت في ثواني من سمع اسم
هالشخص ..فاتن كانت مريضة والله العالم بالحلم اللي كانت تمر فيها ..لكن ..هل كان مساعد مستعد
للمسامحة؟؟ يمكن ..او يمكن لء ..هالشي اكبر منه..
حبه للتملك والتسلط على الشياء اللي يمتلكها كان اكبر منه ..لكن وهو يراقب ملمح فاتن المستكينة وثمها
اللي كان يرتعش بسبب الحرارة خبت هالنار ..وهالوحش رد ونام فيه ..وهو يحس ان هالمسكينة مالها ذنب
بهالحياة؟؟ مثل ما اهو ماله ذنب بانه خسر عالية وكره حياته وتجذرت فيه صفات ما كانت متأصلة..
قام على ريله وهو يتنهد بحرقه ..ليش؟؟؟ ليش كان لزم ان يكون لفاتن حب قبله..؟؟ اهو صح كان له حب
لكن كان مجبر على ترك هالحب ..يعني الحين فاتن اهي اللي كان لها الخيار؟؟؟
غريبة هالدنيا ..قد ما تبعد بال النسان عن اسباب ترد تدور عليه وترده من أول نقطة تحرك فيها ..ردت
مشاعره تصارعه في سالفة فاتن وحبها وتوجيـه حبها له ..وكأن اعترافها بحبه ما كان كافي له ..كان يبي شي
ثاني ..يبي التخصيص ..مايبي اسم مشعل وان طرى في هلوسة فاتن وهي مريضة ما يطري في حياتها ..لو
فيه يدخل حياة فاتن ويشطب على هالسم الى البد..
مثل ما كانت الحرارة تنخفض في فاتن وتنفسها يهدى بسبب العناية اللي لقتها غصة مساعد بنفس الوقت
ترتفع بارتفاع الزئبق ..ما كان يبين على هالشي ال فكه المتصلب ..كان باله النايم صاحي وكأنه عمره ما
صحى ..صحى بأسم وشخص ما يكره ولكن يتمنى عدم وجوده ..يمكن على غرور مساعد وتسلطه
الستسلم لهالحقيقة كل انسان بهالدنيا قبل ل يقترن بأحد كان يعيش حياته بحد تفكيره وذاته والتفكير عند
بعض الناس ما يشكل عنصر مهم .فاتن ما يبين عليها الهتمام لهالشي ..يمكن لنها عاقلة كفاية وتفهم ان
اللي سوته وتصرفته كان بمنطلق حريتها وسنها الطائش ..بس من الصواب ان مساعد بدل ل يعيش هالحرب
النفسية مع نفسه انه يفتح مجال للكلم ويا فاتن..
اهي مو مشكلة المشكلة اهو اللي يمكن يدخل بمعارك ضارية معاها واهي بتكووون بمنتهى البرود معاه بحيث
ان افتراسه راح يكون اقوى من اي مرة ..لذا فضل شي الكل ما ينتهي عليه ..الرضــا ..والقبـول ..انه اهو
اللي دخل بحياة فاتن وغير موازينها ..مو اهي ..
على هذي الصراعات بلج النهار ومساعد بعده صاحي والنوم شارد لبد نقطة من العالم اللمتناهي ..تحرك
عشان يروح ويصلي ..توضى ويوم رجع عشان يفرش السيادة ويصلي ..لقى فاتن قاعدة عند طرف السرير
بوهن وهي ترتجف تصب لها ماي من البريق اللي كان على الكومودينو عند السرير ..فراح بسرعة وحملها
عنه..
مساعد يبتسم لها ويقدم لها القلص اللي تمنته ..يدها كانت ترتجف بشدة لدرجة ان الماي كان يتنافض داخل
القلص ..ومسك مساعد القلص وهو اللي شرب فاتن ..انقطر قلبه بشدة لحالتها الصحية المتدهورة ..بينت
له شكثر اهي ضعيفة البنية بحيث انها التقطت المرض اسرع مما يتصور ..ويوم خلصت من شرب الماي
تكورت على نفسها وهي تحط راسها على المخدة بارتجاف..
قام عنها وتم يغطيها باكثر من لحاف وبالمفرش الليكان على السرير..وحكم غطاها عشان ما ترتجف اكثر..
وتم يمسح راسها لمن انتهت نوبة الرعشة اللي فيها ..وسكرت عيونها بسلم ..وبشفايفها المبهتة وعيونها اللي
تجمع سواد التعب عليها بكل سهـولة ..ويوم هدأت وتيـرتها سكنت ..وتمت تراقب عيونه بنظرة لها معاني
كثيرة ..اسكرت مساعد ولينت ملمحه في ويهها وانولدت بهذييح اللحظة ابتسامة منه لها..
مساعد :علمج؟؟؟
ما تكلمت فاتن ..مدت يدها النحيلة ولمست وجنه مساعد اطراف اصابعها ..كانت دافية ولكن خفيفة الوقع..
وطى مساعد راسه عشان توصل راحتها له ..وبالفعل ..احتضن كف فاتن بخد زوجها وهي ممتنة لله بتواجده
معاها ..وبعد فترة نزلت يدها وحطتها تحت اللحاف ..وهي تبتسم براحة لكن حواجبها كانت معقودة..
يشيب قلب مساعد بهالتناقض في الحالت وياه ..وقت اللي اهو يكوون مرتاح يلقى له شي يعكر صفو
راحته ..لكن تطري من فاتن تصرفات وحركات تخليه غير مصدق ..وكانها مثل الملك اللي يبعد ذكر الشيطان
عن باله ..وكانت هذي مناسبة تخليه يتعوذ من بليس...
نامت فاتن مرة ثانية ..او يمكن سكرت عيونها بدافع الراحة ..وتحرك مساعد صوب السيادة عشان يصلي...
وقبل ل يصلي تذكر اخته مريم وراح عندها عشان يصحيها على الصلة .اول سؤال سألته مريم كان عن فاتن
وهو طمنها عن حالتها ..وارتاحت ..رد للغرفة وبتكبيرة الصلة ..انغمس في صلته..
==================
اوتعت سمـاء وهي تحس بالحشرجة بحلقها ..ما قدرت تتابع نومها براحة لنها ما قدرت ترتاح اصل ..اهي يوم
غطت عيونها بسبب العياء اللي هجم عليهـا مرة وحدة ..قامت وشربت شوية من الماي للي كان على
الطاولة ..شافت جيسة مليانة بالدوية ..وطلعتها كلها ..اكيد مشعلل اللي يابها ..طلعت لها من شريحة قرص
من الدوا ..وشربته بكل هدوء ..وردت وطت راسها على المخدة وهي تفكر بمشعل اخوها اللي لزم احد
يتحرك عشانه...
محد عرف عن مشعل واللي يسويه ال سماء .ولزم تتصرف قبل ل يسوي شي متهور ويطيحهم كلهم بورطة
ل اول لها ول تالي ..لزم تكلم احد ..يمكن ابوها ..بس الحسرة ان ابوها عمره ما تحرك لهم بشي .يمكن
بالفلوس كان مستعد لي شي لكن لشي خاص فينا عمره ما تحرك ..من عيل؟؟ امه؟؟ بس هذي الخايسة ما
تحس حتى لنفسها بتحس لولدها ..اهي السبب باللي صار في مشعل ..واهي اللي تتحمل الذنب كله..
قامت من السرير وهي تعبانة ..وتوها واقفة على ريلها ال تسمع صوت من تحت يخض البيت .صراخ عيوز
النار ام مشعل ..وبتعب راحت عند الباب وطلعت ووسمعت قبل ل توصل عند الدري صوت ثاني ..صوت
طفولي تعرفه زين ..صوت مناير ما غيرها..
ام مشعل بعصبية :انتو شفيكم على كيــفكم.؟؟ تدخلين وتطلعين على راحتج؟؟ شنو استراحة هالبيت بالنسبة
لج
مناير بغرور وهي واقفة من غير ما تتكلم ..صج انها محرجة لكنها تعرف طبيعة هالحرمة اكثر من اي احد
ثاني..
مناير ..:والله الباب دومه مفجوج وانا دشيت ..ومافيها شي ..مو جني ببوق شي ول بتعدى على بيتح العزيز..
ام مشعل بعصبية كبيرة :ولج لسانج بعد ..انتي متأكدة انج مربية عدل؟
سكتت مناير وهي تثور من العصبية وتوها بترد عليها بما يناسبها ال صوت سماء من فوق الدري..
رمت مناير ام مشعل نظرة شفقة على حالها وراحت للدري وركبت بكل هدوء .اما ام مشعل كانت تشعلل
من الغضب والحمق على هالتعدي على سلطتها بهالبيت ..لكن ما عليه هانت السالفة ..كلها جم يوم ..او جم
اسبوع وتروح سماء عنها ول ترد ..المدرسة الخاصة اللي كلمت ابوها عنها راح تكون اهي الخلص لها منها..
بس اهي ناقصة الموقف اللي راح تمسكها عليها وتكمل السالفة ..وتتنهد سلوى تنهيدة الراحة اللي اهي
بحاجة لها ..ويكون البيت لها ولوحدها ..اهي صج راح تورث وايد من ابوو مشعل لكن مو مثل اللي راح تورثه
سماء ..ولزم تضمن انها تورث هالشي كله ..او مشعل لنه الحق من هالدخيلة ..بنت الدخيلة..
مناير يوم دخلت دار سماء غطت ثمها مثل الي تدخل منطقة خطرة وتخاف تلتقط شي :.انا ازوورج لكن لزم
اراعي صحتي مافيني اطيح معلولة مثلللج
سماء وهي تضربها :جبي انتي يالحمارة ..مادري وين داشة ال dead zone
مناير :هههههههه مافهم عنجليزي ..قوليلي تيليتابيز اقول لج لبيــه
سماء :هههههههههه ..فديت عمرج ..فديتتتتتتتت عمرج انتي والله
مناير وهي تضحك :وييييييي التلزق بس ..كله عشان معصقل النون ادري فيج انتي..
سماء وهي تلم مناير وهي تتظاهر بالبراءة :افا عليج منوووووووور انا الحين جذي؟
مناير وهي تغطي ثمها :قومي قومي ..ل التقط منج شي..
سماء :هههههههههههههههههههههههههه
راحت عنها وقعدت على الكرسي الكبير المريح اللي بدارها وهي تحط المخدة على ركبتها...
سماء بتعب :ها مناير؟؟ شخباركم؟؟ وشخبار خالتي والكل)..وبابتسامة ماكرة( وشسالفة الشال اللي فوق
راسج؟؟ ل يكون غدرتي فيني وتحجبني وانا مادري؟؟
مناير وهي ماخذة راحتها وتعدل الشيلة اللي فوق راسها .. :تجربة تجربة ..انا في مرحلة الختبار ..اذا نجحت
وبكل تفوق راح يظل هالشال على راسي حتى يوارى جثماني الترب البارد ..قولي يالله بعد عمرن طويل
سماء :ههههههه بعد عمرن طويل ..وسمور وياج؟؟
مناير :كلنا على الدرب الصحيح يا اوختاه ..ننتظرك تهتدين معنا
سماء :شعندها عمو خالد؟..
مناير :هههههههههههههههههههههه حمارة ..انزين انتي شلونج شلونها صحتج وشخبارج
سرحت سماء بملمح مناير اللي بكبرها وبالشال يمكن صارت اقرب لفاتن بالشكل ..وخافت ل يشوفها
مشعل و...
مناير :الووووووو .سماء شفيج سرحانة فيني )بدلع والثانية تداركت روحها( ل يكون بس معجبة ...ترى انا
ارحب بالتواقيع لعلمج..
سماء :هههههههههه انجبي ويا ويهج ..انا بخير والحمد لله بس ناقصني الحيل عشان اقوم واقدر اتحرك
مكاني..
مناير :ايــه .الله يقومج بالسلمة وترى لج وحشة يام قرنين ووايد ولهت عليج وعلى حشرتج وياي في البيت..
سماء :ما تشوفين وحش يالغل..
مناير وكانها ترجع لنقطة قديمة :سماء بسألج؟؟ انتي ما تستحين على ويهج صراحة؟
سماء باستغراب :ليششش؟؟؟
مناير :انا ادري ان عندج مشاكل ويا امج بس بهالطريقة تكلمينها؟؟ انتو ليش جذي متحاربين جنكم نسوان
ريل
ابتسمت سماء ورفعت الكوب عشان تشرب وقبل ل تشرب ..:مو انا وهي نسوان ريل ..اهي ويا امي
مناير انصدمت وحوست راسها على جنب :اهي ويا امج؟؟ ليش انتي هذي مو امج
سماء تهز راسها وهي تبلع الرشفة ..:الحين انتي شفتيها وشفتيني؟؟ بالله عليج انا بنتها؟؟؟ ما عندج نظر
شوي؟؟ اهي سمرة وشعرها فاحم وانا بيضة وشعري مايل للشقورة
مناير بصدمة :يعني انتي بنت ضرة هذي..
سماء :ايه انا بنت زوجة ريلها ..وسندريل اهي انا ..بس بدل ل يكون لي اختين منها شريرتين مثلها عندي
اخو) ...تنهيدة( اطيب من الطيب كله ..عوض من رب العالمين
مناير :ستوووووووب ..ل تعطي المحقق ال الحقائق التااااامة ..شوفي ابي اسمع قصتج من اللف للياء..
وماعرف انا جذي نقاااط..
سماء بابتسامة :عمري ما تكلمت عن هلموضوع مع احد ..يمكن محد كان حاضر بيني وبينها مثلج انتي ..غير
اهلي يعني..السالفة كلها يا حبيبتي...
" ابوي كان متزوج من سلوى وباعتبارها الزوجة الولى بحياته كان واهب كل جهوده وحبه وحياته لها ..واهي
كانت انسانة مجحفة بحقه يعني عمرها ما اعترفت بافضال ابوي عليها ..كانت تشتكي معظم الوقت من قله
اهتمامه ومن قله المستوى الجتماعي اللي معيشها فيه مع انها كانت مثل الميرات ما تطلب شي وينرفض
لها ..احدث السيارات ..اغلى الملبس ..والمجوهرات العريقة والصيلة ..كانت نزعة وعقدة النقص فيها ما
تشبع ول ترتوي ..ابوي عاد لمن انولد مشعل زااد غيثه عليها وتم مثل الخاتم اللي بصبعها لحد يومج هذا ..لكن
وصل لمرحلة من عمر مشعل حس نفسه ما يقدر يتحملها اكثر من جذي ..كان مشعل عمره سنتين يوم بدت
مشاكلها ويا ابوي ..لدرجة ان ابوي لفترة طويلة يمكن فوق الخمس سنوات مهاجر الديرة ليطاليا ..وتم هناك
فترة طويلة وبس توصله اخبار اهله واخباره لهم ..بس كان هاجر سلوى لفترة من حياته ..لمن رجع من بعد
ست سنوات ..حامل وياه بنت صغيرة ال وهي انا" ..
مناير وهي مشبكة حواجبها وتستمع بكل اهتمام لهالشي ..:انزين ...وانتي من وين ييتي؟؟؟؟
" الله ما رزقني باللي رزقج اياه يا مناير ..ام مثل المخدة الحريرية من نعومة اتكالج عليها ..ول ابو – مع اني
ما عرفت ابوج ال اني واثقة من شخصيته شلون كانت -مثل جذع الشجرة الثابت اللي ما تقدرين تخافين
وياه ..كان ابوي عملي زيادة عن اللزوم وياي وامي ما وعيت عليها بهالدنيا ال من خلل الصور اللي حملتها
عنها ..تزوجها ابوي بعد ستة اشهر من وصوله لهني ..كان اسمها بيانكا ..ظلت على ديانتها وما تخلت عنها
عشان خاطر ابوي وهو كان مو مهتم لهالشي لدرجة كبيرة ..اهو كان يحتاج الى رفيقة بهالغربة عشان ما
يرتكب المعاصي ..ووسط هالزواج القصير انا ييت لهالدنيا ..سماء كان اسمي ..لني عبرت عن حرية ابوي..
طبعا مو اهو اللي تكلف وسماني امي اللي سمتني ..كانت تحب ابوي حب جنوني لدرجة العبادة لكنها ما
تحملت ..وفجأة من غير سابق انذار ماتت امي ..حرمة عمرها 26سنة توفت بسكتة قلبية ..الله العالم شلون
ماتت ..شالني ابوي وياه وردني من محل ما هو تخلف قبل فترة من الزمن ..قطني بعهدة امه لفترة اللي
اهي يدتي ..توفت الله يرحمها قبل 7سنوات ..وتميت هناك عندها لحتى يخلي سلوى ترضى عليه ..وهي
بطبيعتها الداهية ما حبت انها تخليني عن يدتي اكثر حتى لااا اكسب محبة احد ..واخذتني بعهدتها ..خلتني اربي
نفسي بنفسي ..اهملتني واهملت كل وعد ..وبمسامحتها السحرية لبوي خلته يرد مثل ما كان والعن ..خسرت
كل شي بحياتي له جيمة ..حتى مشعل يوم فهمت عليه حرمته مني عشان ل تقربني منه ..وخلته بمدرسة
داخلية لمده سبع سنوات ..ومنها طلع ريال لكنه عمره مانساني )سالت دمعتها اللي مسحتها بسرعة( وتم
يباريني ويهديني واهو عارف لوضعي..
مناير بشفقة واضحة ناظرت سماء اللي كانت بهذيج اللحظة اثيرية وكانها عجوز تروي قصة لحفيدتها
المفضلة ..عرفت الحين مناير من وين استمدت سماء هالبشرة وهالمظهر الغريب من نوعه ..صج ان ملمحها
عربية ال ان تكوينها الخلقي اجنبي ..وحتى الفكري..
سماء:
" تربيت ..وعشت ..بروحي ..ابوي ما قصر علي ..وتم طول عمره يناديني بنتي وما قصر علي ..كنت بنته لكن
مو على نفس الليفل اللي يمكن ابوج كان يناديج فيه ..انا بنته بالدم بس ..مو بالتربية او الهتمام او العاطفة..
ادري انه متلوم فيني ..ويحس انه ظلمني بهالحياة بس انا عمري ماحطيت بالي )..غاب صوتها بالغصة( يمكن
حطيت بالي بس تجاهلت هالشي لن كثر التفكير بيتعبني ..وانا لحتى ما عرفتكم يا مناير ل تظنين اني ما كنت
اعرفكم ..بالعكس" ..
قالت هالجملة سماء وكانها ضايعة باثير سحر ماا..تسترجع اللحظة بتنهيدة اشتياق كبير ..واستحثتها مناير انها
تكمل..
سماء :خالد خالد ...شقول لج عن خالد ..طول ما عرفته عمره ما حسسني بشي غير الهتمام ..صج انه
عذبني وصج انه لوع جبدي في مناسبات كثيرة لكن كلها كانت ترجع لمصدر واحد ال وهو الهتمام ..حسيت
بقلبه الطيب ومشاعره الصاجة وحس الهتمام فيه ..هههههههه ..تصدقين اول شي ناوشني عليه كان شنو
مناير اللي رفرفت بعيونها تمنع دمعة تنزل :شنو؟؟؟
سماء :كان يقول لي ..شهالملبس اللي عليج؟؟ انتي شلون طالعة جذي؟؟؟ هههههههههههههههه
مناير اللي انضدمت :هههههههههههههههههههههههههههههه اعذري ولد خالتي اللي ما عنده اتيكيت وبروتوكول..
هههههههههههههههههههههههههه
سماء وهي تمسح عيونها ...:كان يقولها وعيونه مفتوحة بتحدي الشمس واشعتها القوية ..بريق )وهي تأشر(
لمعان مادري شنو كان بعيونه اللي سحرني فيه ..ول ضعف جسمه ول وجناته البارزة ..ول شعره اللمع ..ول
نظارته ..هههههههههههههههههه ..كان شي يسمونه اعجوبة الطبيعة freak of natureما عمري شفت واحد
مثله..
مناير :احم احم ..ل تخربينا لو سمحتي بعدنا صغااار
سماء :ههههههههههه ...بس تصدقين منور ..انا ما حس عمري اني عشت قبل ما عرفكم ..انتووو خليتوا الحياة
تسري فيني مثل الدم ...وانا ما كنت حاسة بالراحة قبل ما عرفكم ..ومن عرفتكم انا بأمان ..عارفة ان اكووو
ناس وراي وناس تحامي عني وتدافع ..واني ما بظل بروحي ابدا ابدا..
مناير الي ابتسمت لها :وعندج شك بهالشي؟؟؟
سماء بثقة وابتسامة :كلش لااااااء ههههههههههههههههههههه..
مناير اللي قامت وراحت قعدت على الكرسي ولمت سماء ....لمتها بقوووو وكانها تبين لها انها مستحيل تكون
فيوم غريبة..
مناير :اول ماشفتج يالشقرا ما حبيتج غرت منج ..لكنج ساحرة مثل ما احنا سحرة ..قدرتي تتغلغلين فينا بكل
هدوء ..وبكل محبة...
سماء اللي تعرف هالمقطع من الغنية :اسمع الكلمة الخيرة
مناير مغرمة اصيل :ما ابيـــــــــــــــــــك..
ضحكت سماء والثنتين ظلو يغنون باقي المقطع بحبور وفررررررحة وبهذي اللحظة نست سماء جزئيا
المشكلة العويصة اللي تواجهها ويا اخوها مشعل ..لكن اهي ما راح تنسى وايد ..مردها بتذكر ومردها بتحاول
تعرف شالحل عشااان تخلص اخوها من هوسها..
يوم ردت مناير البيت ما لقت احد تحت ..ال امها وجراح اللي كان – مثل ابوها – موطي راسه ومسكر عيونه..
ابتسمت لنه دومه تعبان ..ووين ما يتعب وهو كل يوم من الصبح الى العصر في هالورشة ..الله يعينه
ويوفجه..
يوم وصلت عند الباب وسحبته عشان تقفله رفعت راسها عشان تلقي ويه مشعل في ويهها مثل الكابوس..
ظل فترة يناظر شكلها وعيونه مرتبطة بعيونها ..كانت غير بهذي اللحظة عن فاتن بس بنفس اللحظة مشابهه
لها ..شي غريب فيها ..شي مو راكب عليها ما شافه عليها من قبل ..شاف الهالة البيضة اللي محايطه راسها
عبارة عن شال ابيض من التافتاه ..ول شعره تطلع منها..
راح عنها وهو تاركها في موقف ل يحسد عليه ..كانت واقفة ويدها معلقة بالباب المزخرف ..نظراتها اخترقت
الحدائد اللي كانت تتخلل الباب بتصاميم حلوة وهي مو عارفة شتفكر فيه ...وخزة قوية بقلبها خلتها تحس
بالخطر ..او بعدم المان والستقرار ...راح مشعل صح ..واختفى ..دخل بيتهم لكن اهي ظلت واقفة وهي
تفكر بشكله ..كان غريب وبنفس الوقت حزين ومبهج ...مبهج للنظر مو لنفسه ..بياض بشرته اللي ظهرته
اللحية السودا ..ول عيونه اللمعة بألف الحزان والسرار..
ولدقيقة من الدقايق تمت تفكر شلي ممكن يابه لعند باب بيتنا؟ وليش سألني ان كنت انا اللي واقفة ول احد
ثاني؟؟
وكانها وصلت للي تبيه لكن ماعرفت تترجمه في بالها ..وفوق كل هذا قطع صوتها صوت خالد اللي طلع لها
من الباب..
مناير هزت راسها موافقة على كلمه وتبعته ..او مشت وياه بنفس المستوى ..دخلت اهي وهو ظل واقف
وكان شي يطلب منه التوقف ..التفت الى بلكووون سماء لقاها واقفة هناك وهي تناظره ..وكم كان المنظر
مهدئ للعصاب ..ومسرع ما تعكر صفو ذيج اللحظة وتذكر خالد كلم خالته امس عن هالموضوع ...السماء
عمرها ما التقت بالرض ..وان صار – بارادة رب العالمين – راح يكون على حساب البشرية كلها..
سماء كانت واقفة تناظره بكل لهفة ..ويوم لوحت له انه يظل لها شوي تناظره التف عنها بكل هدوء ودخل
البيت ..ول كانها همته ..غاصت في قلبها المخاوف ..يا ترى شفيه خالد؟؟ مو بنفس الحيوية اللي كان يوم
اييني المستشفى؟؟ شصار عليه؟؟ ل يكون بس زعلن ول شي؟؟
======================
في الصبح الثاني من بعد هاليوم..
لؤي اللي كان مختبص بالورشة من بعد ما وصل جراح اللي كان توه متسبح وشعره بعده مبلل ياكل تفاحة
وبكل برود اعصاب..
لؤي :جراح والله انك نذل ..انت شنوو يمر في عروقك ما تقول لي
جراح وهو يبتسم :تيزاب؟؟ خاطرك تشرب؟
لؤي وهو يقعد على الكرسي ومحتاس :يالله عاد والله انك ذليتنا..
جراح :انا اروح ايه ..انت ما تيي وياي!!
لؤي رد تطفر مكانه :ليـــش انزين؟؟ مو هذي خطتنا؟؟ مو هذا اتفاقنا؟؟
جراح وهو يتمعن في التفاحة :اتفاقنا كان اني اروح اول شي عشان اهدي الوضع ..انت ان رحت من اول لقاء
وما صار اي شي رسمي خلص بتطيح لنا البزنس ومابصير شي ..اعرفك خبل وما تعرف تتصرف
لؤي وهو يحرك نفسه بعصبية :واللـــــــــه العظيم اني بتصرف عدل ..احلف لك براس امي
جراح يبتسم :هههههههههههه اسم الله على راس عمتي ..ال ما قول لك اخوك واختك متى بردون مو جنهم
طولو شوي؟؟؟
لؤي :بردون يمكن باجر ..جرااااااااااح هذا مو موضوعنا الله يخليك؟
جراح وهو يتصنع النسيان :مو موضوعنا؟؟ عيل شنو موضوعنا؟؟ ذكرني لني نسيـت..
لؤي :هئ هئ ..والله انك نذل واكبر مذل للناس..ذلك الله يوم اللي تي تخطب اختي ..والله ل خليك تبجي ..
جراح وهو يفج عيونه بويه لؤي :الحين هذا كلم ينقال لواحد يبي لك الخير ..لكن انت مو ويه احد يتمنالك
الخير ..يالله اذلف عن ويهي وانا متراجع عن كل مخططاتنا
ما صدق لؤي هالشي ..وانصدم وتم يناظر جراح بغير تصديق :من صجك؟؟
جراح يتظاهر بالغرور :اي والله من صجي ..عيل اتمنا لك الخير وانت تتمنى لي الذل ..شهالصداقة ..وين
المخوة ويا هالويه..
لؤي وهو يروح عنده :انا اتطنز وياك اشفيك خذتها جد ..صدقني ..صدقني يا جرااااح ان مهدت لي الدرب اني
اتزوج غزلن صدقني بعطيك مريوووم ببلش وفوقها غرشة بيبسي..
جراح :جب يا حمار لتقول عن مريم جذي) ..بزهو وهو يقضم التفاحة( هذي شيخة الحريم ..مرت شيخ
الرياييل
لؤي :شيخ الرياييل وعم الرياييل كلهم بس تكفىىىىى) ..بصوت هادئ( خلني اروح وياك
جراح بكل برود :لء...
وبالقعل ..جراح كان على قد كلمته ..لن مو لؤي وخباله اللي بيهدم كل مخططاته ..راح جراح ويا شانتنوو
لعند بيت غزلن عشان تصميم الجلسة اللي تبيها ..مع انه ما عنده ادنى فكرة بس شانتنو خوش رسام وهو
عبارة مصمم الورشة ..بيرسم الديزاين مثل ما تبيه والشغلل بيكون لؤي مسئوله ..لزم يثبت على ارض معاها
عشان ما تقدر تتراجع..
ويوم وصلووا للبيت ..اوه سوري ..كلمة بيت شوية عليه ..كان قصر من القصوور اللي تنخحط في الجرايد..
بيت مؤلف نصه من طابق ارضي ..وعند الجهة الثانية يرتفع لطابق ثاني ..والياسمين متسلق الجدران بطريقة
ناعمة وحلوة ..وقناديل المصابيح متدلية من كل طرف وكل جهة ..الزرع عامر المكان وبطريقة خلبة وتجذب
النصر ..كان القصر رمادي والجامات ملووونة بزخارف اسلمية تاركه طابع قديم عليه..
دق الجرس وفتحه بواااب او يمكن الزراع ..وكان له علم مسبق بجيتهم ..اكيد ..غزلن وما ادراك ما غزلن..
عادي لو انها مسوية بوفيه لجيتهم..
يوم دخلووو قعدو عند جلسة بسيطة بمقدمة البيت وهوينتظر طلعة غزلن له ..واخيرا شرفت البنت ..وشنو
كانت لبسة؟؟!؟!؟!؟!
جلبية فاخرة الصنع والطراز ..وتراجي تراثية تتدلى من اذنها والكحل السود مبين شفافيه عيونها بطريقة
جذابه لواحد ثاني غير جراح ..لنه كان عارف ان من ورى هالجمال كله فراق وعقدة نقص ..وان مريم كانت
مالية عيونه ..كفاية شعر غزلن اللي يتدلى بكل دلع جدام عيونه عشان يرفضها ..مستحيل يخلي حرمته تكون
عرضة للبصر بهالمظهر ..ان جان تبي يذبحها يعني ..ولكن ما كان هذا مانع انه ما يبتسم لها اول ما تقربت
منهم..
غزلن :حيا الله من يانا ..والله وزارتنا البركة ..حيا الله جراااح
جراح :الله يحيج ويبقيج ..شلونج شخبارج
غزلن بدلل وهي تقعد :الحمد لله ابخير ..تفضل اقعد شفيييك واقف..
جراح :زاد فضلج) ...تم يتلفت بالبيت وهومبتسم( بصراحة البيت روعة ..بجم تبونه )عن طريق المزح(؟
غزلن :ههههههههه عشانك ببلش..
جراح :يالله عيل وروني مقفاكم..
غزلن :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يقطع بليسك..
جراح في قلبه كان ليعة جبده بس شسوي ..عشان لؤي كل شي يهون ..لؤي يمكن في قلب جراح اعز من
اي انسان ثاني ..حتى مريم ..لنه من وعى على هالدنيا واهو يشوف لؤي جدامه..
جراح :زين ..خلينا بالجد ..احنا هني عشان نعرف عن افكارج عند الجلسة اللي تبينها
غزلن :لحظة انزين ..خلني اقهويكم ول اريقكم ..الناس صبح اكيد ما كلتو شي على لحم بطنكم ياين..
جراح وهو متظايق :ل والله الشيخة ما تقصرين تونا ماكلين وشبعانين ..بس احنا ياين ناخذ تصاميم اولية
وقياسيات للمساحة وبعدين نمشي..
جراح :مثل ما تعرفين مو بس انتي زبونتنا ...ورضا الزبون مهم) .ابتسامة لمعة (
سكتت غزلن وهي تحس بمدى ذكاء جراح ..يعرف ويفهم كل شي وفوق كل هذا يتغيبى ..معليه ..وراه
والزمن طويل ..مو غزلن بنت الكندي اللي بتتوانى عن شي تتمناااه..
طلعت هالساسواتي وكانت معقولة ..ويابت وياها رزمة من الوراق وعطتها غزلن وراحت..
غزلن :انا عندي التصاميم اللي ابيها منك) ..ابتسامة لمعة وهي تقدمها لجراح( يعني انا ماسوي شي قبل ما
درسه عدل ..واعرف بنتايجه..
حسها مخادعة ..وغير صادقة بكلمها ..لكن فيها شي يخلي الواحد يتحير منها ..ليش يعني؟؟ واهي تظن نفسها
من؟؟ ما تقدر تمتلك كل شي لو كان في بالها التملك ..لكن كل شي تقوله وكل شي تسويه يخليه يرسم خط
او درب ثاني يقربها من لؤي ..لن محد بيشفيها غير قلب لؤي الطيب ..اللي على طيبته ال انه مو غبي ..احنا
وراج يا غزلن والزمن طويــل..
الفصل الثالث
--------------
نيويورك بالشتا تساوي العالم كله ..جمال الطبيعة الخلب والحركة الدؤوبة في طرقاتها تخليها منال
الراغبين ..الثلج الخفيف اللي ينزل في فترة من النهار عشان يغطي الطرقات كلها بالثلج والناس تروح
الباركات عشان تلعب فيه مغطيها وكاسيها بحلى حلة..
والتزيينات للكريسماس القريب كانت على قدم وساق ..كانت هيام تمشي ويا اخوانها وبنت العايلة اللي
مظيفيينهم في البيت في السنترال بارك ..وهم يضحكون ومصطكة اسنانهم بسبب البرد لكن بعد النتعاش
كان سبب يخليهم يبقون عرضة لهالهواء الطلق..
رؤيا كان اسم البنت ..وهيام مو انها ماحبتها ول شي بس ما عجبتها خقتها بنفسها واعتدادها والتخقق بنيويورك
في الشتا ..رؤيا عاشت طول عمرها باميركا نظرا لطبيعة عمل ابوها المتهجر ..وبسبب هالشي
لهجتها العربية كانت مشبعة بالنجليزية ..يمكن تصنع او يمكن شي حقيقي فيها..
رؤيا بغنج وهي لبسه قبعة من الفروو البيض على راسها :اتصدقين ان نيويورك والحياة الجتماعية تكون
اقوى شي بهالفترة ..خسارة بس جان هالسنة عندي سلسلة من الحفلاات
هيام اللي تسألها من غير نفس :ليش انزين خسارة؟؟
رؤيا :بعد الكريسماس بيي واحد يخطبني ..وابوي ما يبيني اتفاعل ويا اصدقائي..
هيام اللي استغربت :ليش انتي جم عمرج عشان بتنخطبين
رؤيا :انا اكبر منج يا حبوبة
هيام انصدمت :والله؟؟ جم عمرج
رؤيا بابتسامة :كبيرة كفاية عشان اسمي نفسي woman
هيام?yeah but how old :
رؤيا 22 :سنة..
هيام :أهااا ..ل عودة انتي ترى مب صغيرة..
رؤيا بغرور :اكيد انا كبيرة ..السن الكبير في اميركا فضيلة ..مب مثل العرب الجهل ..اللي البنت اذا كبرت
يطيح سوقها Oh my god ..انا مادري شلون عايشين في جهلهم
هيام اللي انبطت جبدها من رؤيا :لو سمحتي ...ل تنسين وتطلعين من اصلج ..انتي بالول عربية وحمدي ربج
على هالشي ..الميركا ما عندهم تأصل) ..واضافت وهي واقفة( واللي يطلع من اأصله جليل اصلDon't ..
mind
راحت هيام عن رؤيا وهي تحس بالعصبية ..كانت لبسة قبعة فرنسية
وشعرها اللمع منتشر على جتفها .واللفافة اللي لفتها على رقبتها معاونة بشرتها الناصعة بالحمرار والتوهج..
راحت عن رؤيا وهي متظايقة منها بقوو ..قليلة ادب وجليلة اصل..تسب العرب ويا ويهها ..ما تدري ان بخير
العرب قامت هالدول المنحطة ..مالت عليها ..حياتها الجتماعية ؟؟ مالت عليج وعلى حياتج الجتماعية..
وبصوت مسموع فكرت :الله يعين اللي بياخذها ..غبي وما يفهم شي..
البصوت من وراها ..مألوف واشبه بالموسيقى ... :من الغبي واللي ما يفهم شي؟؟
التفتت هيام بجنون لصاحب الصوت ..ولقته زياااااد ..وكمل لها ..:وانتي دومججج محاججة على الناس؟
ما صدقت اللي تشوفها جدام عينها ..زياد ما غيره؟؟ فنيويورك؟؟ ليش يعني؟؟ :زياد؟
زياد وهو يتلفت ومنصقع بالبرد ...:اي زياد ليش ..من توقعتي؟؟ امنا الغولة مثلاا؟؟
هيام باستغراب :شتسوي هني؟؟
زياد :اعتمر ...ليش ياي يعني؟؟ مليت من بوسطن وقلت ايي نيويورك كتغيير )وبتلفيق وكذب( مادريت انج
هني جان ما ييت..
ردت الروح الشرسة في هيام على زياد لكن اللي كان غير هالمرة ان محد غيرهم موجود :والله نيويورك مو
بس لك ..لكل الناس ..وعن اذنك..
هيام اللي تداركت نفسها ..انحرجت من زياد؟؟ شتبرر له؟؟ شتقول له؟؟ انها مينونته من اول ما شافته؟؟ ان
مجرد شوفته هني بنيويورك حلت لها الدنيا وسخنت لها الجوو ..وان تفكيرها اللي كان منصب على حمد كله
تبخر وراح وصار زياد نصبه؟؟ ماقدرت شي غير توخي بعيونها بالرض..
اما هيام اللي راحت لعند رؤيا ما غاب عن الثانية اللي صار بين هيام وزياد ويوم وصلت استلمتها
رؤيا بابتسامة مرحة you naughty you :من هذا الجميل اللي كان وياج؟
هيام بغيرة :ما تستحين على ويهج ..على ما اظن انتي جريب بتتزوجين
رؤيا من غير حيا :والله ماكو مجال ..انا بتزوج موو تزوجت ..بس تدرين صرااااحة جميل بشكل..
هيام تتقرب منها :بعدي عيونج عنه..
رؤيا بابتسامة جميلة :يالله عاد هيام ادري انج ميتة عليه انا مو قصدي ..شفيييج؟؟
هيام اللي استعادت هدوئها ..وجود زياد وياها بنفس المكان كفيل انه يروعها :مافيني شي ..اسفة بس...
متوترة شوي ..نرد البيت؟
رؤيا..sure :
راحو الثنتين للبيت وهم يفكرووون في نفس الولد ..لكن رؤيا تفكر فيه عشان هيام ..ومن اضطراب هيام
الشديد فهمت رؤيا ان هيام متعلقة بهالشاب ..امممممم ..الظاهر اني لاازم اكون المغامرة الرومانسية اللي
اتمناها ..هيام وايد متعنتة وما راح تقبل بأي شي..
-------------
صحت فاتن وهي ترمش بعيونها لضوء الشمس اللي كان موجه لعيونها..
وبصعوبه وثقل بجسمها انقلبت للجهة الثانية وتمت تحس بحميميه الدفوو اللي هي فيها بابتسـامة ..من بعد
الكوابيس اللي مرت فيها
حلمت حلم جميل ..أنها حامل ..وبطنها كان كبير ..والكـل كان مستانس على هالشي ..وهي قاعدة في بيت
ابوها وحتى ابوها كان موجود معاها واهو اكثرهم فرحا..
فتحت عيونها لنها خلص ما تقدر تنام اكثر ..رفعت راسها الثقيل بسبب الحمومة اللي كانت فيها وهي تناظر
الغرفة ..كانت وسيعة وبنية الثاث والجدار ..ودورت بعيونها على شيء مألوف ولقته جدامها ..عند الزاوية
اللي على يدها اليمين ..كرسي كبير عريض
كان مساعد قاعد عليه وهو موطي راسه ونايم ..يدينه كانو مستريحين على جنب وهو منزل راسه بنوومة
عميقة..
تمت تناظره فاتن بتحبب ..وهامت روحها بشكله ..فسحبت نفسها وجرت التنورة اللي كانت عليها من ملبسها
امس وسيعة ولحقت وراها مثل الذيل ..لمست ريلها العارية ارضية الغرفة ومشت بهدوء عند مساعد
..قعدت عند الرض يم ريله وهي تتمنظر فيه ..كانت تحس بالتعب والدوار لكن كانت احسن من امس..
لسبب غريب انتبه مسـاعد من نومه ورفع راسه بجفل ..وكانه ما يشوف فاتن جدامه تم يمطط رقبته اللي
تعبت وهو موطيها ..واول ما فتح عيونه وهو يمسح على راسه لقاها قاعدة عند ريله وتنورتنها منفرشة على
الرض ..كانت باهتة ولكن حمرة بسيطة بخدودها ..عيونها لمعة بالمرض وشعرها الناعم الخفيف مو مرتب..
ابتسمت في ويهه ابتسامة عذبه نشرت الحياة فيه ..فمد يده بطريقة محترفة وتحسس جبينها ..كانت حارة
لكن مو مثل امس..
ومن غير اي تعطيل حملها مساعد وهي مثل الريشة بيده ظلت تضحك بخفة ..ويوم وصلها عند باب الحمام
نزلها..
مساعد :يالله دخلي وانا بنتظرج عشان اردج للسرير..
فاتن وهي تمشي بخفة :ان شاء الله..
دخلت الحمام وغسلت ويهها بالماي الساخن ..ومن بعدها طلعت لمساعد اللي كان يتثاوب عند الباب وهو
مبهدل حالته ..شعره كان مرتب لكن قميصه طالع من البنطلون وحافي بل جوتي بس دلاغ..
ردت له بحماس وتعب بسيط :خلصت..
مساعد يبتسم بمرح :احملج؟
فاتن تهز راسها بموافقة ..وحملها مساعد بنفس الخفة المساعية..
وتم في نص الصالة يحركها شوي وهي تضحك بمرح ولكن التعب هاجمها..
ومساعد ما طول عليها وعلى طوول خذها للسرير وناامت عليه وهي شوي تحس بدوار ..لكن البتسامة ووهج
الضحك ما راح عن وجهها وخلف احلى اثر..
تم مساعد يناظرها اول لشي وهو قاعد على كرسيه وصراعاته وشكوكه تتحدر مرة ثانية فيه ..ما يدري..
البنت مريضة والهلوسة دايما تكون تعبير عن اللي بالحلم ..يا ربي ..ل يكون بس فاتن كانت تحلم ول ؟...
كانت كوابيس فيها ..وكلمة احبـك؟؟ نابعة من قلبها ول شنو..
لحظت ارتياحها الجميل وفرحة عينها الحلوة ..ولول مرة بحياته يحس بالنغزة من فرحهها..
ابتسمت فاتن على اخر كلمة ..ما بذلت ادنى مجهود انها تفكر او تفهم شي ثاني من كلمه ..اهي خلص
عرفت انها تحبه ..ومو بس تحبه ال تعشقه بجنون ..شلون تأخرت عن حبه طول هالوقت واهو جدامها ..
يمكن النسان لزم يحتاج لشي مثل ضربة على الراس عشان يقدر يفهم هالشي ..وانا هالحمومة اثرت فيني
وخلتني اعرف مقداره بعيني ..اهي صج كانت تعبانة لكن طيفه وخياله اللي كان موجود معاها ما فارقها..
يلملمها بعد شتاااتها ..يضمها بعد وحدتها..
ظلت فترة من السـكون بين الثنين ..وحس مساعد انه خلص بينفجر..
ودليل هالشي انه من زود العصبية اللي فيه كان ريله ترتجف بقووو وهو حازم يدينه عند راسه ويفكر ...وفاتن
اللي طول الوقت كانت فرحانة تكدرت على هالمظهر ..وقامت من على السرير وقعدت على
طرفه..
تم يناظرها بنظرة غريبة لول مرة تشوفها فاتن ..وغاص قلبها بسبب هالنظرة ..وكان رجااا او توسل فيها..
ليش ..؟؟ اهو شنو يبي مني عشان يوصل للتوسل وللرجاء؟؟
وبهدوئها راحت لعنده وقعدت عن المقعد الصغير اللي عند الكرسي وتمت تناظر عيونه بخوف ..وهو اللي
بيضت شفاته بسبب هاللي قاعد يمر فيها حاول انه يثبت فكـه اللي يرتجف من التوتر..
فاتن وهي تحط يدها على يده ..:مساعد؟؟ علمك؟ فيك شي؟ في بالك شي معيـن
خلص ..طفح الكيــل عنده ..ما يقدر يصبر اكثر وبصوت عميق وهادئ ومتطلب ...:فاتن ..قوليلي عن
مشــعل..
كانت حواجبها مغضنه لكن يوم طرى اسم مشعل على لسانه استوت حواجبها وعيونها توسعت بطريقة
غريبة ..وكأنه يصفعها او يردها لواقع اهي ما كانت عارفته ..اهي تجاوزت مشعل اي صح ..لكن ان مساعد
يطلب منها شي بهالموضوع ..كان الشي قوي عليها ..بعدت يدها عن مساعد وبعدت عيونها لنها ما قدرت
تناظر لعيونه اللي مجرمتها بشكل فظيع ..وكأنها خاينته وياه..
ابتعدت عنه فاتن وراحت قعدت على السرير وهي تحس بالوحشة ..تحس بانها تشتت من بعد ما ظنت انها
متلملمة ..لكن هالشي ما فرق عندها ..كله واحد ..متعودة على الحرمان والفقدان والضياع يبي يعرف كل
شي ..ول يهمه ..بيلقي كل هذا اللي يبيه لنها ما راح تخبي شي عنه عشان ل ايي بيوم ويعرفه من احد ثاني
ويلوومها ..
بدت بصوت هادئ ..اشبه بالغير مسموع ..لدرجة ان مسـاعد عقد حواجبه وهو يركز على حاسة السمع عنده
عشان يسمعها..
بدت فاتن تسرد عليه احلمها ..وشبكة الخيوط اللي كانت تمددها عشان تحيك فيها هالحلم ..خبرته عن
الطفولة ..وخبرته عن المراهقة ..وخبرته عن الحزان وعن الصدمات والستيعاب ..والتفهم والتعقد ..خبرته
عن هذا كله ..ويوم وصلـت لبعد وصول مشعل..
ابتسمت بعطف صوبه وكملت...
فاتن وهي تناظر اصابعها :مثل كل بنت ظنيت اني راح القى السعادة البدية والحلم الوردية اللي تمنيتها
طول هالفترة اللي كنت افكر فيه بها ..ويوم رجع خلص حسيت ان كل هذا واقع ل محال ..واهو بعيونه بين
هالشي ..الى ان )تنهدت او سحبت نفس عميق ( توفى ابوي ...وغاصت همومي لمنحنى او بعد ثاني ..ما
نسيت ول توانيت عن شي لكن اشياء ثانية كانت تهمني ..إلى ان اليوم اللي ييت فيه انت وخليتني افكر وارجع
واذكر ..كنت مرتاحة بالوضع اللي قاعد يصير معاي لكنك انت اللي عقدته علي...
تم يناظرها بهدوء وهو مستمع ..والقهر والغيـرة تنهش فيه مثل الصقر ..ل تلومونه ..يحبها ويغار عليها من
ذرة الهوا..
فاتن تكمل ..:ييت بسالفة الجامعة وانا على مضض قبلتها ..ويوم قبلتها ييتني بطلب ثاني ..اصعب طلب يمكن
مر بحياتي ..الزواج منك ..انا يوم طلبت مني الزواج ما فكرت فيك بالزوج؟؟؟ فكرت بالزواج نفسه ..تصدق
ان قلبي رق على حالك انك راح تتزوج بنت تحب واحد ثاني غيرك ..او يمكن في يوم من اليام وهبت مشاعر
معينة لشخص غير زوجها ..انا ظنيت هالشي غير عادل واجرام بحقه ..رفضت في بادي المر) ..كملت بحيااا
وهي تتجاهل عيونه( بسببك ..لن شي معين فيك كان يوترني ..يخليني غير راسية على قرار ..وكاني بلااا
تفكير وبل عقل وانا رفضت هالشي ..رفضت اكون بل عقل ..بعدين قبلت ..على أمل )..بخجل تطالعه( انك
انت ترفض...
ابتسم مسـاعد في ويهها علمة على استحالة هالشي .لنه لو يا يذكر نفسه باول خطبته لفاتن يذكر البحر
اللي غرق نفسه فيه ..شلون ان البحر نفسه ولجته ما منعته من هالشي ..فكيف امل بسيط يشعشع في قلب
بنت ظنت انها مغرمة راح يمنعه؟
كملت فاتن وهي تحس بالدوار والثقل بعيونها ..:واستمرت الحال ..وصارت الخطبة ..ومن بعدها الملج
الرســمي ..وانت تعرف باقي القصة..
مساعد وهو يدور على شي في ويهها لكنه ما لقى ال شفافيه عيونها اللي يتخلل لها الشخص ..وتوه بيتكلم لها
ال سمعها تتكلم من يديد..
فاتن وهي تناظر الفراغ جدامها :بالليلة اللي شفتني اكلمه ..ما كانت هذي اخر مرة ...يوم قررت اني
اتزوجك ..شفته بعد بالصدفة )كلمها كان انسيابي وكانها ما تتمنى انه يصدقها او ل( وسألني ..وقلت له..
جرحت مشاعره ..جرحت مشاعره عشان يفهم اني مستحيل اكون له) ..تناظره بعيون كسيرة وهي تبتسم
بضعف( ما ظن تعرف شنو شعور التجريح عشان النقاذ..؟؟ مووو؟؟
هز راسه بالنفي وهو يذكر عالية بهذيج اللحظة ..على مرضها ال انها ما صدته بيوم...
وكملت فاتن ....:جرحته عشان انقذه من هالوضع ..عشان ما يضيع اوقات من حياته وهو يتندم او يتحسف او
يتحسرر ...النصيب مكتوب بيد الرحمن ..واللي يصير بهالدنيا كله مسلسل ومتعاقب ومكتووب قبل ل ننولد..
مساعد بعد وقفه تفكير بسيطة تخللها تساقط الثلج بالهدوووء ..:حبيتيــه؟
التفتت له فاتن بابتسامة واهنة :بعد كل هذا تسألني؟؟ ان كنت حبيته ول لء؟
مثل الحربة انغرست دمعاتها بقلبه ..اعترافها الكسير بحبها لهالشخص ...حبت شخص ثاني غيري ....يا الله..
ما اكره هالشعور اللي يمر فيني ..وكان مالي لزمة بهالوجود...
بانشغاله بنفسه ما حط باله على فاتن اللي كانت تسجب الدمع حار على وجنتيها ..وكأن ألم الماضي رجعت
لها ولكن بعزاء ورثاء على حالها ..وبنفس الوقت قلبها الجريح يبكي الحب الجديد اللي يعمر في خفوقها مثل
الطير اللي من ويه مساعد وملمحه يبين ان راح ينقتل من المهد ..لكن ما على الخسارة اي عتب ..كل هذا
مقدر ومكتوب..
وان كان مقدر ومكتوب اني احب مساعد وهو ما يحبني عادي ..تحملت قبل وبتحمل الحين ..الله خلقني من
كتلة صبر ..واذا فقدت صبري ابكي ..ابكي حتى مايريحني ربي من بكائي وعنائي..
حطت راسها بين ركبتيها وهي تنوح بهدوء الملئكة ومساعد يراقبها من غير ما يتحرك ول خطوة؟ ..كان يعرف
انها تبجي ..ومو بس تبجي ...ال تنزف من قلبها ..ولكن شي بوضعيتها اهو اللي خله يستكين مكانه ..اهي
نفس الوضعية اللي كان يحط نفسه فيها ليالي طويلة يبكي فراق روح عالية عن روحه ..تم يراقبها وهو مو
عارف هل يروح لها ويواسيها ويوقف عنها هالنوح ..ول يخليها تطلع ما انكبت في قلبها فترة طويلة لحتى ما
تستريح وتستكين ..الخيار الثاني كان افضل ..لكن مو قدام عيونه ..لنه ما يقدر يستحمل دمعتها..
رفعت فاتن راسها وهي تمسح عيونها براحة يدينها مثل الصغار...
ولكن رجفة البكاء ما خلتها وهزتها بعنف ...لملمت نفسها على بعضها
وتمت قاعدة وهي تناظر الثلج وهو يتساقط بطريقة عذبه وجميلة تختلف
عن مشاعرها بهذيج اللحظة ..وفجاة!
تقدم مساعد صوبها وهوو يمد يده لها بابتسامة عذبه ..ما تظن انها فيوم شافته بهالحلوة وهالجمال ..والطيبة
تشعشع من عيونه مثل البريق العجيب ..كانت يده ثابته وراسخة تصوير عن حياتها اللي راح تستمر ان قبل
فيها مساعد بحياته مرة ثانية ..ومده ليده ااهو استعداده لستقبالها من يديد...
مدت يدها بهدوء اليه ..ووقفت بمقابلته ..مسكها بحنانه وعطفه ورعايته ..باسها بين الحاجبين بهدوء ..وقربها
من صدره مثل الب الحاني ولمها ..ومن كثر تأثير الموقف عليها بجت فاتن مرة ثانية بحظن مساعد وكانها
تحظن ابوها ..تمسكت به بقوة وما خلته ال بعد ما فرغت اللي فيها بصعوبه..
تم يمسح على راسها وهو يهدي فيها والووش تطلع من بين شفايفه بحب ورضا ..من اهو عشان يحكم على
هالمسكينة..؟؟ ل ينسى نفسه ضحية فقدان الحب لمدة سبع سنوات من غير اي حاسية على الستمرار...
ولكن اهي ..تمت بهالوضع اكثر من سبع سنوات واهي تحلم وبلمح البصر
اختفى كل هذا ..مو أنا السبب ول احد ثاني ..مثل ما قالت ..حكمة رب العالمين وقدرنا المرسووم ...
بعد ما رفعت راسها عن صدره وهي تعتذر عن الدمع اللي لعوزت فيه القميص..
ابتسمت له بشقاوة ..وكأنها ما تبي تفرحهه بهالشي ...وبهدوء تحركت عنه ووقفت بروحها على بعد مسـافة..
فاتن :لزم يعني؟
مساعد بابتسامة الشقاوة اللي على محياها ..:شرايج؟؟ هالشي مهم ..ول ل
فاتن وهي تعقد ذراعينها على صدرها :ماظنها مهمـة
ابتسم لها وتراجع عنها وكانه طالع من الحجرة :بس عيل انا مالي قعدة هني) ..يلتفت لها قبل ل يطلع( اذا
حسيتي نفسج بتقولينها .تعرفين وين تلقيني..
فاتن بابتسامة وبجرأة :واذا قلت لك اني بغيابك بعد القاك..؟؟؟
ل خلص ..هذي كانت القشة ...وظلت عيونه معانقة عيونها بنظرة الحب السرمدية ..ما ابتسم لها ول قال لها
شي ..بريق عيونه
الخاذ كان الكافي ..وبهدوء طلع من الغرفة وسكر الباب ..راح عند القنفة اللي بالصالة ونام عليها..
بهدوء استسلم الى الراحة وهو يتذكر كلمات فاتن..
مرت ربع ساعة من غاب مساعد عن فاتن ..واهي اللي النشاط حل فيها بصورة غير طبيعية قعدت تدور على
الجناط عشان تبدل ملبسها ..ويوم ما لقتها بالغرفة راحت الصالة وهي تدور ..ما شافت مساعد اللي كان
راقد مثل الياهل على القنفة ال بعد ما فرت عيونها على شمالها..
كان نايم على جنبه اليمين ورجلينه مجفوستين على داخل ويدينه بينهم ..وراسه متوسد مخدة الكرسي بكل
هدوء وكأنه قابل بأي شي بهذيج اللحظة..
تقربت منه بكل هدوء ..وقعدت عنده وهي تفكر بشكله ..عجيب هالنسان ..ساعات ينقلب مثل الشايب اللي
شاف أهوال الدنيا..
وساعات لولد ما يعرف من هالدنيا ال البسيط ..ليش هالتناقض بشخصيته؟؟ وليش هالسحر الغريب يعمره؟؟
يمكن لني فيوم من اليام تحاملت عليه وتكبرت على فكره انه يمكن يكون انسان طبيعي عادي له سحره
الخاص فيه؟؟
ابتسمت لنفسها ..شلون قدرت تتحامل عليه فيوم ..اكيد كانت مينونة ..بس الله العالم بظروفها بذيج الفترة..
مدت اصابعها الى شفاتها وطبعت بوسه خفيفه عليها ومسحت على خده من بعدها..
-----------------------
العصر بالديرة..
من بعد هذيج المشاحنة بينها وبين مشعل ما شافته سماء مرة ثانية ول فكرت انها تروح له ..يكفيها ما ياها
منه ومن ينونه اللي بيدمره ..اهي ما حطت في بالها شي اكثر من يمكن هلوسة في مشعل..
ما كانت تدري ان جنونه هذا تعدى الحدود وصار يفكر باللي اهو العن شي بهالدنيا ..الساءة والتجريح
والتعذيب ..صمم مشعل على أفكاره وباللي صار مع سماء خله ولول مرة بحياته يحس بالكره تجاه فاتن..
الكل يدافع عنها والكل يعطيها المبررات ..وانا الناس ل تكلمت معاي شقالت لي؟؟؟ مينون؟؟ ومو من
حقك؟؟ يعني اهو من حقها تسوي اللي تسويه؟؟ طيب ..بخلي الناس كلها تكشفها على حقيقتها..
بخليها تندم على هالتشجيع اللي لقته من الناس عشان تتركني..
تحركت سماء من البيت بهدوء وهي لبسة ملبس ثقيلة والشال اللي محليها على راسها ..دخلت حدود بيت بو
جراح وهي تبتسم بهدوء ..
اول ما دخلت البيت لحظت الهدوء اللي عام بس صوت التلفزيون الخافت ..طلت براسها عند الصالة لقت
عزيز قاعد يطالع التلفزيون والدفاتر والغراض المدرسية – كالعادة -منتشرة حوله وكانه كان يدرس..
سماء ابتسمت على عفوية كلم عزيز اللي يفرح القلب ..عمره ما ازعجها ول عور راسها بالعكس كان الخ
اللي تتمناه كل بنت ..فيدت عمره والله..
طلعت من البيت وهي تفكر بخالد ..يا الله ..مادري شلون واقفة الظروف حائل بيني وبينه ..من زمان ما
شفته ول عرفت اخباره ..لكن معليه الليلة بييهم وان شاء الله يكون موجود ..يلعوزني ويعذبني مثل كل مرة..
يا الله ماكو وحدة بالدنيا مثلي ..تشتاق لعذابها..
=================
خالد وهو قاعد عند فاضل في بيتهم يتسمع للشرطة اللي قاعد فاضل
يمكسها ببعض ..هندي على عربي ..انجليزي على باكستاني..
هالسوالف..
تم خالد ضايع بالحيرة اللي اهو فيها وفاضل اللي كان مشغول لدرجة انه ما انتبه للي قاعد يصير ويا خالد..
واذا كلمه قال له ) اسمع اسمع ..اووووف ..اسمع هالبيت Yeah yeah ..اي جذي (...ويرد لللحان الي اهو
ضايع فيها ...وخالد بنفس الحال ...منسدح نص سدحة وفي خياله طيف واحد ...سماء ول احد غيرها...
بداية الشي حس ان الوضع شوي عادي والحمد لله لفترة اقتصر عليه اهو بس ..بس الحين اهي طلعت من
المستشفى وصارت متواجدة بنفس المكان وياه ..وعاجل او اجل راح تكون موجودة بعد في البيت..
شلون بقدر اتحمل وجودها وكلم خالتي في بالي مثل العاصفة او الدوامة ..شلون؟؟ ماقدر اتصور نفسي
متجاهل لها او لوجودها او ما احس حتى بها..
الحيرة هذي وصلت المرارة له ..حس ان حياته صعبة وما يقدر يتنفس ذرة من الهوا ..الهموم اللي مثقله
صدره ما تخليه يحس بالراحة..
قبل بالوضع اول لنه يوم تحاسب مع نفسه حس ان الشي غلط يصير تحت سقف بيت عمه وخالته اللي ما
لقى منهم ال الخير ..بس اهو شسوى؟ ؟ذنبه انه حب يعني؟؟ انزين ولو كان غلطان بهالشي والكل متفق
عليه
أهي ليش تبيني اترك سماء ..وليش قالت لي ان السما عمرها ما تلتقي بالرض ..سماء مو جذي ..عمرها ما
تكلمت لي عن وضعها الجتماعي او موقفها او حتىى اهمية هالشي بالنسبة لها ..اهي قبلت تقعد ويانا لحظات
طويلة ببيت عمي يوم كان مو قد المقام وما تذمرت او قالت شي ..بالعكس ..لحظاتها معانا كانت اطول من
بيتها ..يا اللله وش هالحيرررررررة..
ووسط هالوضع زفر زفرة طويلة من عمق قلبه ..حتى ان فاضل حس فيها..
وانتبه له وسكر كل شي ..
وقال خالد لفاضل كل شي بالتفصيل ..وبعد ما سكت لفترة خمس دقايق عقب خالد على السالفة بغصة
خالد :ليش انا فاضل ليش؟؟ والله انا ما سويت شي بحياتي ..حرام يعني اتهنى واحب وانحب؟؟ عشان توقف
في ويهي اغلى انسانة بحياتي كلها ..اللي لو تطلب دمي عطيتها اياه من غير تفكير؟؟ حرام يعني والله
حرام؟؟ انا ماستاااهل وربي ما استاااهل) ..غاب صوته من القهر اللي فيه(
فاضل هز راسه وابتسم :صج انك اجبن انسان شفته بحياتي..
انصدم خالد على كلم فاضل ..:ليش يعني؟؟ لني افكر بخالتي قبل ل افكر بنفسي
فاضل وهو يناظره على جهة :بسألك؟؟ انت عمرك فكرت بنفسك؟؟ صج صج ...تحس انك فكرت بحياتك
بيوم؟؟؟ يوم بالمدرسة كنت تنضرب وتضرب عشان ولد خالتك ..ويوم كبرنا كنت دايما وياهم واول باول
بمشاغلهم ..ويوم مات عمك وقفت لهم وقفة الولد قبل ما تكون ولد الخالة ..وسمحت لنفسك انك تتعذب
بسفر بنت خالتك وقبلها خطبتها لواحد غيرك..انت يوم سويت هالشياء فكرت بنفسك؟؟؟؟
سخط خالد من كلم فاضل ووقف بعصبية :شفيك انت شقاعد تقول؟؟ انا ما فكرت بنفسي بهالمواقف اللي
تقولها لن افضال بيت عمي اكبر من تحملي ..صراحة ما في عايلة بهالزمن بتتحمل واحد وياهم فوق اللي
عندهم وبتربيه وبتهتم فيه وبأموره مثل ما اهتمو لي ...صراحة انا ما اقبل بكلمك لني يوم سويته سويته
عشان ارد جميلي
فاضل بدهشة :على حساب نفسك؟
خالد :ولو على حساب رروحي
فاضل وهو مستغرب وعاقد حواجبه ويوقف :ماظن ان لو اهل بيت عمك سمعوو كلمك بيوافقوونك..
خالد :شلون؟
فاضل :ما راح يقبلون بكلمك لنك بكل صراحة تبينهم اغراب وهم اقراب ..ليش تقول انك ترد جميل؟؟ الي
يرد الجميل يرد جميل بفعل خير ..مو باهلك نفسه ..الخير ينرد بالخير ..مو انك ترد جميل بانك تأذي نفسك
وقلبك ومشاعرك؟؟ مو حـالة هذي ..ياخي انت من وين تفكر؟؟
خالد وهو محتار :انت ما تفهم فاضل
راح له ومسكه من جتفه :ال افهمك اكثر من نفسك ..خالد ...فكر بعقلك ..وفكر بنفسك ولو لمرة يا حبيبي..
مثل ما انت متوله على الناس وان كانو يستاهلون مثل بيت عمك ترىىى محد بيتوله عليك.صدقني ..انا ارفيجك
واقول لك ..هالززمن ياحبيبي كل من يبكى على ليلاه..
ما حب خالد كلم فاضل له وظل يرن في اذنه طول الدرب لبيت خالته..
ماقدر يصدق ان فاضل صديقه يقول جذي ..ليش ما يصدق؟؟ وليش لزم يطلع كلم ارفيجه غلط ..الناس
بشر وماهي ملئكة ..يمكن اهو غلط يوم حط نفسه في موقف المضحي دايما ..يمكن كان عليه انه ينادي
بحقوقه لو بغى ما يصير انه يسكت ..الساكت عن الحق شيطان ..لو كان يحس بسماء كحق من حقوقه محد
راح يوقف في دربه وحتى خالته اللي – اكيد تتمنى له التوفيج -قالت له اللي قالته ..قالته اكيد عشان مصلحته
وعشان مشاعره لكن لزم يبينلها ...
وقف السيارة عند بيت خالته عزيزة وهو في دوامة اعنف من الحيرة ..ولكن حاول انه يثبت نفسه ويسكن..
لحتى ما يدور حل لنفسه في هالمسألة..
الفصل الرابع
--------------
هيام اللي كانت قاعدة وفاجة الكمبيوتر جدامه وتجيك الليست اللي عندها تشوووف حمد ان جان اون لين ول
لء ما توفقت ...مسكر مسنجره وما شغله يمكن ليوم كامل ..مو من عوايده ..على القل ظنت انها بتلقى
منه ايميل يستفسر فيه عن صحتها وعن سفرتها اللي تعفست من شافت فيها زياد ..ورؤيا الغريبة من نوعها
تلحقها كل مكان ومللتها..
تمت تراقب اللبتوب في جلسة المانيكيور المنزلية وياها بس تعترف انها استمتعت بنص سوالفها .وضحكت
وقت اللي كان لزم تضحك ..وفجأة دخل احد على المسنج ولحظت هالشي رؤيا وناظرت هيام
رؤيا :فارس احلمج اللي تنتظرينه دخل..
على طول هجمت هيام على اللب توب يوم شافت اللي قالت عنه رؤيا..
لكن ما كان احد غير كريستي ..اللي على طول دخلت على هيام تسأل عنها ..تمت تستفسر عن احوالها وهي
تجاوبها بروح خايبة شوي ..وبدأ الحوار المشوق..
الحوار مترجم..
) Snowwhiteكريستي( :هيام ما دريتي؟؟
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي ( :شنو ما دريت؟ شصار؟
:Snowwhiteزياد بنيويورك..
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:اولد نيوووز دريت من زمان
: Snowwhiteشلون دريتي..؟؟
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:شفته بالسنترال بارك ..باي جانس..
: Snowwhiteاممممممممممممم وكل هذا من ورانا؟؟ تظنين ليش اهوو رايح هناك
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:والله يروح محل ما يروح انا ما يهمني
: Snowwhiteمتأكدة
تنهدت هيام لنها اكبر جذابة ..ما تنكر انها كانت over the moonيوم شافت زياد بنيويورك ..لكن ما تنسى
بعد الكدر اللي هي تمر فيه على غياب حمد..
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:انزين شخباركم وشخبار القايز
وبدت كريستي تسرد سوالف الشباب واللي يسوونه بهالجازة ..طبعا كريستي تعرف عن سالفة زياد لن عبد
الرحمن خبرها لكن حلفت انها ما تذكر شي عن هالموضوع جدام هيام لتعليمات زياد الصارمة..
Snowwhiteوانتي؟؟ شبرنامجج؟
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:والله boringفي boringبس شنسوي اتحمل
وانتي شخبارج ويا عبد الرحمن
Snowwhiteعال العال ..بسألج؟؟ حمد شخباره؟
هيام ويه تتنهد تذكرت حمد وسوالفه وظاق صدرها :..للحين ما شفته اون لين ..من ييت نيويورك ..
Snowwhiteاكيد بععد السفر متعبه..
استغربت هيام ::.سفر؟؟ ليش انا قلت لج انه مسافر
صمت طويل مضت فيه كريستي تخللته اساله هيام لها :وينج؟؟؟ كريستي؟؟ helloكريست وينج؟؟
: Snowwhiteهل هل انا معاااج!!
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:انا متى قلت لج ان حمد مسافر..
Snowwhite:اااه ..ل بس انا تصورت انه يمكن مسافر ول شي ..من جذي قلت لج اللي قلته لكن انتي ما
عليج مني ..قوليلي شخبااارج؟؟ طيبة؟؟
سكتت هيام ...هذي ثاني مرة ينغز احد لها عن سالفة حمد ..اول شي وياا عبد الرحمن والحين ويا كريستي..
وما وعت من تساؤلتها ال كريستي تارسة لها الصفحة باستفسارات عن غيابها البسيط..
)تسافر وانت ساكن بالحنايا ..وترجع وانته في عمري وحالي (:بقول لج قصة كريستي..
: Snowwhiteوااااااو ..قولي من زمان ما سمعت قصص ..بس ان شاء الله حلوة
هيام اللي قلبها كان يتنافض من الحمق : ..يمكن تعجبج ..هذا واحد ووحدة معجبين ببعض لكن اعداء بعض..
وهذا الواحد عشان يتطنز ويستهبل على البنت وكانه مقصر بحقها اتخذ شخصية يديدة وتعرف عليها وكمل
تمثيليته عليها ...تظنين هالقصة مألوفة ول لء..
كريستي وصمتها كانو غريبين ..ومثل الجمر اللي تتقلى عليه هيام بقلة صبرها ..انتهت مهلة التفكير عن
كريستي وسكرت هيام النت في ويهها وهي معصبة ومكفهره ..طلعت من دار رؤيا وهي معصوفة باللي
فيها ..لو تشوف زياد جدامها جان كسرت اللبتووب على راسه..
قعدت على السرير وهي تتذكر اول ايام حمد وياها ..شهرين من عرفته ..وسوالفه ..اسلوبه ..احساسها انه
قريب ومعروف عندها ..لكن تكراره الكثر من مرة انه في الخليج ووصفه الدقيق خلها تحس انها يمكن
غلطانة ..لكن اهي ما حط في بالها انها عمرها ما كانت غلطانة تجاه شي ..ول شي ..طول عمرها..
رددت بينه وبين نفسها انها تكرهه ..وانها لزم تثأر لنفسها منه..
لمتى بظل يتطنز عليها ..اهو شنو راح يستفيد منها اذا اختلق شخصية يديدة؟؟ صج انه مريض نفسيا ..وعلى
طول رن تلفونها ال كريستي المتصلة
هيام وهي تنهي المحادثة :كريستي انا بخليج الحين ماقدر افكر عدل ..ارد عليج بعدين
كريستي :ل تطولين ..باي
هيام :باي
سكرت هيام وهي تحس ان راسها متصدع ..من هالسالفة وثانيا من ريحة الصبغ ..وتمت في دارها وهي
اسيرة التفكير بحل ويا زياد ..لن هالموقف ما ينسكت عليه ..ولزم تطلع بحل وياه..
=================================
انتظرت سماء المغرب بفارغ الصبر مع انها كانت مشغولة باغراضها المدرسية ..تمت تتصل في بنت تعرفها
بالصف عشان تزودها اول باول عن المواد اللي فاتتها ..شادة حيلها بالحيل هالمرة وما تبي تخسر على روحها.
تمت تحل واجباتها وهي تحس بالزكام الخفيف والحمى اللي تلشت منها ..تمت تتنفس من ثمها لنسداد
الجيووب لكنها احسن من قبل بوايد ..طلبت من الخادمة انها تييب لها الكل بدارها لن مالها طاقة تجابل احد
من هالبيت ..ل مشعل ول أمه ..وبعد شوي بتروح بيت خالتها عشان تزورهم وتلقى الوقت اللي اهي تستمع
فيه..
وكان دعواها استجابت ..وكاهي الواجبات تخلص ..والكل كلته كله ..شالت عمرها ولبست نعالها وبعدها
بملبسها الثقيله ..لمت شعرها بذيل الحصان والشال على راسها طلعت من البيت ..طبعا كانت ام مشعل
قاعدة في الصالة بس ول وحدة من اثنتين عطت الثانية اعتبار..
وبفرحة راحت سماء داخل بيت ام جراح ..
فجت الباب وهي تبتسم في ويوه اللي قاعدين ..شافتهم عاديين جدا ..
ال ويه واحد من شافها تم متصلب عليها ..كان اهو محد غيره..
خالد ..اهدته اروع ابتسامة يمكن تهديها لحد ..وهو شسوى؟؟ تجاهل هالبتسامة ونزل عيونه واستاذن من
اللي قاعدين وراح فوق..
اما ام جراح اللي شافت سماء راحت لها ولمتها وحمدت الله على سلمتها ..مع انها معصبة منها بس حملت
خالد ذنب الغلطة كلها..
سماء كانت مثل الخلجة اللي مافيها روح ..من تجاهل خالد ابتسامتها وراح فوق وهي مو في حالها ..حست ان
النقزات تتسارع لقلبها ..
شفيه خالد؟؟ زعلن من شي؟؟ شفيه مويم وما يرد ابتسامتي..
بعد ما خلى الجو من ام جراح الي راحت للمطبخ استلمت سماء مناير:
سماء :منور؟؟ علمه خالد
مناير بهمس :والله مادري شفيه ..من امس ..امم .اول امس وحالته ما تسر الواحد ..مادري يمكن مطقوق
على راسه ول شيزز
سماء وهي متوجسة بالشر ..:فيه شي يعني؟؟ احد مزعله
منايرو هي تفكر :على حسب علمي لا ..بس خالد جذي مزاجي ..ومحد يعرف له زين
سماء المتشككة :أهااا
ما سرها اللي قالته لها مناير وحست ان السالفة اكبر من جذي ..كان البؤس بعيون خالد اعظم من اي ش
يمكن تشوفه ..وكأنه فاقد ..وكأنه مو فرحان لني موجودة ..وكأنه متلوم فيني ول شي ..وانا اللي توقعته
بيرفح لجيتي ..الظاهر اني كنت غلطانة..
تمت سماء طول الليلة وهي تنتظر شي من خالد لكنها ما قدر تتلقى ال تجاهله التام ..حتى على العشا ما
حضر ..وهذا اللي ظيقها اكثر ..وحست انها اهي السبب اللي ما خله ينزل ..اسـتأذنت بهدوء من خالتها اللي
ما اعترضت وتركتها على راحتها ..ويوم بتطلع من البيت كان جراح في ويهها
ابتسم لها بحرارة :حيا لله من يانا ..حمد لله على السلمة
سماء بابتسامة مصطنعة :الله يسلمك
جراح :شلونج سماء الحين عساج ابخير..
سماء وهي تتحاشى عيون جراح بنجاح :الحمد لله احسن الحين انت شخبارك؟
جراح :والله الحمد لله) ..طل براسه داخل البيت( شفتي خالد؟
وكأن السؤال طعنها وبانت ملمح اللم على ويهها ..:اي شفته ..عن اذنك جراح بروح البيت..
ومن غير اي انتظار لعذر جراح راحت سماء البيت وهي تحمل بصدرها قلب مذبوح ..ما تدري شالسالفة ول
شفيه خالد عليها متحامل؟؟ يا الله بس يطلعنا من هالسالفة..
يوم دخلت البيت لقت ابوها قاعد ويا امها وما اعتبرت كالعادة لهم
..بالنسبة للثنين كان هالشي مجرد فاصل للكلم اللي كان يدور بيناتهم ..وطبعا كان عنها اهي ..واستغلت ام
جراح سوء التصرف من سماء بهلحظة حليف لها في كلمها ..
ام مشعل بعد ما راحت سماء :شفت شلون؟؟ شفت طبايعها واخلقها..؟؟ يا حبيبي انا ما ابي ال صلح
البنت ..تراها تهمني مثل ما تهمك ..وانا مستحيل اسوي فيها شي) ..بتصنع ممتاز( غالية علي بغلاااوة مشعل
ويمكن اكثر..
بو مشعل وهو يفكر ويتنهد بعمق :بس مدرسة داخلية؟؟ ماقدر ..قلبي ما يطيعني على هالشي يا سلوى!
البنت بعدها صغيرة
ام مشعل وهي تحقد عليه من داخلها :احســـن ..من وهي صغيرة نمكسها ونلجمها ونعدل اخلقها ..ول تبيها
تكبر وما عندها اي استعداد لكل هالشيااء..؟؟
قام من على الكرسي وهو بعده يفكر : ..خليها تعدي هالفصل الدراسي وان شاء الله خير ..انا بروح انام
الحين على هالفكرة وان شاء الله ارد عليج خبر ..بس هاا سلوى ..ما ابيج تضغطين عليها ول تخبرينها
ام مشعل وهي توقف ويا زوجها :مينونة قالولك؟؟ مخدية؟؟ ل ..انا بنتظرك ترد علي وبعدين نفتح انا وانت
الموضوع معاها) ..ابتسامة عذبه( عشان تحس ان لها ام وابوو يخافون عليها..
سكت بو مشعل وعقب على كلمها بروحته للدري ..ركب لداره وسكر الباب عليه ..اما سلوى اللي ظلت في
وسط الصالة تضمر اقوى الشرور تجاه سماء اللي ما سوت لها شي بهالدنيا ..وكأن بنفس اللحظة رب
العالمين يعاقبها في من افتخرت فيه وميزته من الناس..
بهذيج اللحظة كان مشعل في غرفته وهو وسط الظلم ..نور خافت من غرفته يظهر ..ويفكر ..باجرام شلوون
يستقبل فاتن ومساعد؟ وشلون يتخلص من مساعد عشان فاتن تكون له من غير اي حواجز..
--------------------------
حل اليوم الثاني..
اليوم التاريخي..
الصبح الساعة تسع ونص كان جراح ويا لؤي يفهمه بالضبط شنو لزم يصير في حديقة بيت غزلن ..جراح كان
واثق من لؤي ومن تفكيره مع انه خبل ومربوش زيادة عن اللزوم بس هذا المطلوب عشان يطفش غزلنوو
المغرورة..
لؤي وهو رابط عدة النجارة على خصره بحزام ويشرب الجاي ويا جراح اللي ما سكت من مساعة للحين
بالتعليمات
لؤي :والله فاهم لك شعبالك ..انا وايد حاط بالي على هالمضوع لني مابي اضيع ول ابي ارتكب الغلط..
)ابتسامة مشرقة( بس ابي اروح هناك واشوفها ..والله صدقني بتمشي الخطة جذي )يطرق بصوابعه(
جراح وهو متسند ويطالعه ..:يالله عيل انا معتمد عليك ..وشوف ..ان تبعت كلمي والله زواجك بيكون ويا
زواجي
لؤي وهو يفكر باحباط ..:بس احنا بعدنا صغار على العرس ..جم اعمارنا؟؟ 21؟
جراح :ههههههههههههههههههههههه توك تحبها وتبيها
لؤي :ههههههه امزح وياك ..هذي لو تبيني اليوم بتزوجها .بس راسها يابس..
جراح :ياله عيل ..روحوو وانا انتظر منك التفاصيل ..او النجازات ..ما نرضى بشي غير النتصار
لؤي هو يضحك :..والله اللي يسمعك البنت ماكله حللك
جراح وهو يضمر في نفسه السباب الخاصة لتحمسه :لؤي ..انا وايد احبك ..وابي لك الخير ..هالبنت صج
راسها يابس بس طيبتك كفيلة..
لؤي يبتسم بحب :بتحبني يا قراح؟؟
جراح بابتسامة عذبه ..:آآآه ..اوي اوي..
لؤي :يا بعد شبدي انت ..يالله اشوفك بعدين ..
طلع لؤي وجراح حاط كل آماله فيه ..ومتوقع نتيجة موو الفضل ..
طبعا لنه اول يوم لكن مع اليام راح ينجز كل هذا لؤي واحسن بعد..
------------
غزلن كانت صاحية من الفجر ..ويمكن بعد ما نامت من زود الوناسة..
تمت تجمل في نفسها وماسك ورى الثاني وشعرها وملبسها اللي جهزتها وكل شي ..متجهزة لتواجد جراح
اللي راح يكوون بمثابة اللتحام..
راح تستغل وجوده لصالحها ..تقربه منها وتوريه جانبها السنع..
تعترف انها في معظم لقاءاتها ويا جراح كانت مبالغة او جريئة لكن الحين راح يلقي منها شي ثاني تماما..
عكس اللي كان متوقعه ..راح يكون فخووور بها...
ولسبب مااا ما تعرفه طرى على بالها لؤي ..وتمت تفكر فيه بقرف وازدراء ..لكن ما تقدر تتجاهل حقيقة
سحره وشخصيته الحبوبة حتى وهي بهذاك المزاج ..خفة دم لكنه مو من ذوقي ..ااااه من جراح اللي ملك
فيني كل شي ..من نظرة وحدة سلمت قلبي له..
الساعة عشرررر وتوه واصل البطل لؤي ويا شاحنة الشغل ..كان لبس تي شرت اسوود بل ياقة وطويل
الكمام ..بنطلون بيجي وجوتي رياضه مريح ..شعره الطويل جاف من فوق ورطب من داخل لنه توه متسبح..
لحيته الخفيفة طالعة على اطراف خديه ومزينة شكله والنظارة على عيونه ويا العمال ..من هوايات لؤي اهي
السويرات الجلدية اللي يلبسها ..يحبها وما يقدر يستغني عنها ..الساعات بعد غرام ثاني له ..يحب يحط اشياء
بيده ..حتى يوم كان صغير كان ياخذ مضاعد امه الذهب ويلبسها ..مو لن فيه جانب اثنوي ل بالعكس ..لكن
كل ناس واهوائها..
دخلوو اهو وفريق النجارة الى داخل البيت وظلو بالحديقة وهو تصرف مثل الملك ..مع انه يخبر للنجارة شوي
لكن شانتنو اهو اللي راح يدير معظم الشغل ولؤي بيطقطق على الخشب وينحت وياهم..
يوم وصل خبر وصول فريق العمل الى البيت لغزلن على طول طارت لهم برى البيت ولقت امها رايحة قبلها
وكانت واقفة ويا لؤي وتسأله..
كان عاطي اللي طالع من البيت ظهره ومثل ما قلت قبل ان بنيه جسمه مشابهة لبنية جسم جراح باستثناء
لون العشر والطول .جراح شعره اسوود ولؤي بني غامج شوي ..يفتح بضوء الشمس..
غزلن ظلت بعجز تنتظر الشخص هذا يلتفت عشان تتاكد منه لن الخوف بدى يزلزل قلبها ..رفع لؤي كبس
من عند خصره من غير سقف له ولبسه ..وهو يسولف ويا ام زياد اللي يوم شافت غزلن استاذنت من لؤي
وراحت لعندها .واول ما وصلت عندها قرصتها من ذراعها ودخلتها البيت
راحت ام غزلن عن بنتها فوق واهي معصبة وغصبها اللي عصف بنتها بقوو ما خلها على هددى ..غزلن ظلت
تفكر في موقف امها وفوق كل هذا فوق اسلوبها الخشن وياها ..عمرها ما تعاملت بهالمعاملة..
اللي خلها تحس بالتعاسة وكان ماكو حزن بهالدنيا ال ياها وفطر قلبها ..انا غزلن تسوي لي امي جذي؟؟
حبيبتها ومدللتها...؟؟؟
تغرقت عيونها بالدمع وهي مو مصدقة اللي يصير وياها ..قعدت على الكرسي وهي تصيح من خاطر ..يمكن
بسبب الضغوطات اللي كانت تحس فيها من قلبها ومن عقلها والحين من امها ..فتركت العنان لنفسها انها
تبجي وتبجي..
لؤي اللي لحظ دخول المدام ويا بنتها – اللي ما شافها زين – وما طلعوو حس بالتوتر ..ل يكون بس صار شي
..لزم يعرف ما يصير ما يعرف فيه ..وبفضوله المعتاد اللي تذرع بالماي عشانه دخل البيت..
واول ما دخل سمع شهقات بسيطة يايه من منحنى داخل البيت ..طل براسه وهو يرفع الكابس عنه ...نزل
نظاراته وهو يمشي صوبها ..كانت هي ..اكيد هي ..وال هالشعر الشلل لمن غيرها ..تقدم بكل هدوء
وهي كانت تتنافض من البجي ..قاعدة وضامة رجليها وفاجتهم عند القدم ..ومغطية ويهها بيدينها مثل الياهل..
رق قلبه لمظهرها ونزل عندها شوي..
لؤي .... :انسة...؟؟ علمج تبجين..
غزلن من تحت ايدينها :مافيني شي....
وردت تبجي ..تحير لؤي ..يفطر قلبه انه يشوفها جذي..
ومد يده الى علبة الكلينكس اللي كانت على مقربة ..ومداه لها :هاج يودي ..ل تبجين ..حرام بنت مثلج تبجي..
نزلت يدينها غزلن وسحبت الكلينكس وهي جاهلة لهالشخص اللي يمها..
وتمت تمسح ويهها وهي تشهق من البجي ..واخيرا لفت بعيونها للشخص اللي كان وياها ..ويااااااااااااا
للصدمات..
غزلن وهي توقف بخوف وذعر ...:انت؟؟؟؟؟؟
لؤي وهو يناظرها باستغراب ..:ل ..مو انا ..انتي...
غزلن متجاهلة سخريته ..:شتسوي هني؟؟؟؟؟ من سمح لك تدخل
لؤي وهو منحرج بسؤالها :كنت عطشان ابي ماي ..ومحد عطاني ويه يوم دقيت ..ألجرس )جذبه طبعا(
غزلن وهي منصدمة من وجود لؤي بالمكان بدال جراح ..اكيد لعبة من جراح ..مقلب من مقالبه ..وما كان
لهالحقيقة وقع ال بالشدة ..وتمت تبجي من غير ما تخبي ويهها..
ظلت غزلن واقفة مكانه بعد ما طلع لؤي ..وتمت تطالع الكلينكس اللي كان بيدها ..سمح لنفسه انه يدش
البيت ..ويقعد يمي ويسحب كلينكس ويعطيني اياه؟؟ هذا اكيد مينون ومو صاحي وبايع عمره بالرخيص ..لكن
جراح..
تصاعد الغضب فيها مثل النااار المتأججة ..ما تصدق لي مستوى نزل جراح ..لكن اهو يبيها جذي؟؟ خلص ..له
اللي يبيه ..اهي حاولت قد ما تقدر انها تكووون عاقلة بهالوضع لكن الظاهر اهو اذكى من ما يظن..
راحت دارها وعلى جناح السرعة غيرت هدومها وسحبت مفاتيح السيارة وطلعت من البيت..
طافت الحديقة ولؤي كان قاعد عند الهنود اللي كانو يصممون ويخططون الرض وما لحظها ال بعد ما طلعت
من كراج البيت الدخلي للشارع بسرعة وشخطتها...
تم واقف وهو مفكر ..وين رايحة؟؟ وليش كانت تصيح؟؟ شصار بينها وبين امها؟؟ تمنى في نفسه لو انه
يللحقها لكن ..بدى شوي شوي يتراجع ..مو وايد ولكن شوي ..الظاهر انها بنت صعبة ..لكن ..خله يترك كل
شي بيد الله ..بجذي المور راح تنحل ..وبظيقة صدر تابع الشغل ويا العمال ..ومسرع ما ياهم الريوق اللي
طلبته ام زياد لهم..
اما غزلن اللي وصلت للورشة لعند جراح دخلت بكل عصبية وهي علبالها بتخوف جراح ..دخلت له المكتب
وصفقت بالباب بالجدار..
وجراح اللي كان قاعد يكتب في الفواتير رفع راسه بغضب على هالسلوب لكن ملمحه تفاجئت يوم شافها..
بصوت متفاجئ سألها :غزلن؟؟ عسى ما شر
غزلن وهي شوي وتعصف المكان بصوتها المرتفع ..:انت قول لي ..فيك قلب ول صخر..؟؟؟
انصدم جراح منها وحس بعدم الرتياح ..وبعد عيونه عنها وتنهد بعمق...
جراح بصوت هادءئ وبارد :امري الشيخة؟؟ شي مقصرين فيه
وقفت غزلن جدامه بكل هدوء وملمح النكسار على ويهها ..:يعني من صجك ما تحس فيني؟؟ ما تحس للي
احسبه لك؟؟
جراح وهو يحاول يغير الموضوع ..:على ما ظن العمال وصلوو لكم الحين..
غزلن اللي كانت تاثيرات وايد فيها بهذيج اللحظة ..كلم امها وتجاهل جراح ووجود لؤي الغير مرغوب فيه اهو
سيد كلمها..:يعني لهالدرجة تحسني غبية مافهم حركاتك وياي
عصب جراح خلص ووقف لها بكل هدوء وبينت فوارق الطول بيناتهم مع انهم كانو بعاد :عندي لج سؤال واحد
بس؟؟ علبالج الناس لعبه عندج؟
غزلن اللي عصبت من قلب :انا ول انت؟؟ تعرف زين ما زين انييييي مو بس مغرمة فيك ..ال مينوووونتك..
وانت ما عندك ال هاللعيب تلعبها علي مثل الفار والقطوو ..مخلي الوضع معكوس بدل ل انت تكون وراي انا
وراك؟؟ ما عندك ذرة شعور او احساس؟؟
جراح اللي حسها مصختها خلص :لو سمحتي ..اذا انا ما عندي احساس لج ...انتي حسي لنفسج ..جوفي
غرورج وعقدة النقص اللي فيج لوين وصلتج؟؟؟ اذا تبين ردي بيتكم احسن لج ..وشغلنا الللي احنا متفقين
عليه خلص ينفض من هاللحظة..
غزلن اللي انصدمت من كلمه :عقدة نقص؟؟ اني احبك اطلع بعقدة نقص
جراح بصوت حازم :الظاهر اني لزم اذكرج ..اني انسان على وشك الرتباط ..وتراني مو كرسي او طاولة او
حتى ساعة تقدرين تمتلكينها بعد ما تعجبج ...وانا ل تظينن اني ما عرف لسوالفج كلها من طأطأ لسلم
عليكم ..لو سمحتي ..عزي نفسج واكريمها ..وردي من محل ما ييتي ..وانا فيني اخلي اللي صار هني يتم
هني ..محد
ال انا وانتي وربج اللي اكيد مو راضي عليج ..خلي لنفسج قيمة واعتبار..
ل مستحيل ...اكيد اليوم هو يوم غزلن المشئووم ..من بعد شوق النتظار تييها الصدمات متوالية وحدة ورى
الثانية ..طلعت من الورشة وقبل ل تختفي تماما رجعت لجراح
غزلن وهي تتوعد فيه ..:راح تندم ..صدقني ..راح تندم..
راحت غزلن وهي تاركة جراح بحاله من النفووور والغضب ..ركبت سيارتها وشخطتها مرة ثانية بدرب البيـت..
انا عيل يلعب فيني؟؟ ول يقط علي كلم اهو مو قده؟؟ لكن هين يا جراح ..انا تعاملت معاك بالطيب ..الظاهر
ان ما يمشي معاك ال القوة والعسر ..هين ..انا لك يا جراح..
ردت البيت من غير ما تعطي لؤي ويه ..ال يوم صوت عليها شانتنو عشان التصميم اللي اهي تبيه ..وبغير
ارادتها وقفت وهي لبسة الجينز والتي شرت الصووفي الطويل وشعرها مثل الطاقة على جتوفها منهدل..
كان لؤي يراقبها من تحت نظارته وهو منهمك بالتفكير ..كانت نارية وعصبية والغضب اللي فيها يحرق الولي
والتالي ..اما هي ل اراديا وجهت نظرها الى لؤي اللي كان واقف وهو مستند الى لووح ..ما كانت ملمحه تعبر
عن شي ..ال الخديعة اهو ويا الخسيس ارفيجه..
ارتباك +فشيلة +مخططات جهنمية= غزلن بهذيج اللحظة ..ظنت انها مستحيل بيوم تلقى هالنوع من
التعامل معاها لكنها غلطانة ..كل شي جايز بهالدنيا ..سواء كان الشخص ولد الفقير ول ولد الكابر..
لكن هين يا جراح ..ان ما خليتك تندم على اللي سويته فيني ..وفي من ؟؟ في اعز هالناس ..ارفيجك ...وعلى
هالفكرة الجهنمية ابتسمت للؤي بعذوبة ودخلت من بعدها البيت..
وكانت عارفة لوقع هالبتسامة عليه فهي خلته مثل المينون ..بهت لونه وتشعبت الفرحة في قلبه بصورة غير
طبيعية ..من زود الوناسة ظل في حالة من الذهول والنشوى ..ما عرف شلون يطلع هالشي ال بالسرحان..
ويوم ردوا من هناك كان جراح ينتظره بفارغ الصبر عشان يعرف منه اللي صار ..وخبره لؤي بالحرف الواحد
البداية الى النهاية وقت ما اتبسمت له غزلن ..جراح بالحيل ما تطمن ..وظنها حركة منها..
فهمها عالطاير ولكن شلون يقدر يفهم لؤي اللي كان اسعد انسان بهالوحود ..الظاهر ان هاللعبة راح تنقلب
عليهم ..غزلن خصم ل يستهان به ..والصراحة اهي الحل الوحيد بينه وبين لؤي ..لمتى بخبي عليه هالشي؟؟
مو المفروض انهم صاحبين ..خلص ..اذا تطورت المور اكثر من جذي الصراحة راح تكون اخر اورااااق يقدمها
جراح في هاللعبة ..لكن الفوز ..راح يكون له ..هالبنت لزم تعرف حدودها ..لزم..
=====================
في اليوم الثالث ..بالطائرة المتوجة الى البلااد.
كانت فاتن قاعدة يم مساعد ووراهم مريم مباشرة ..نايمة من زود التعب اللي واجهته بهالرحلة الطويلة من
نوعها..اما فاتن ومساعد كانو قاعدين بكل هدوء يا اما يسولفون او يغفي مساعد كل شوي وتنبهه فاتن اللي
النوم كان اخر شي تفكر فيه ..لنها تستغل نوم مساعد المتقطع عشان تدقق بملمحه اللي صارت اهي
مينونتها ..خشمه الطويل ..وشواربه الخفيفة ..واللحية اللي ارتسمت على خديه ..والشعر اللي كان يطيح
بتعب على جبينه ..السواد المحايط عيونه بسبب الرهاق ..وفوق كل هذا يده الناعمة الطويلة ..اللي يتخللها
جرح بعرض ظهرها ..يا ترى شسبب هالجرح ..مسحت عليه بيدها وهي تتحسسه ..وتذكرت بهذيح اللحظة
الساعة اللي شرتها له ..وطلعتها من جنطتها ..
وعلى هالحركة نبهت مساعد من نومة ثانيه لكنه ظل منتشي وشبه المسكر عيونه ..لحظ انشغالها وما حط
باله لن التعب كان اقوى منه ..لكن بالنهاية حس ان مالها النومة طعم ..وظل صاحي شوي وهو يمسح على
ويهه..
مساعد وهو يتثاوب :الساعة جم؟؟
فاتن وهي تناظر ساعته اللي طلعتها من العلبة :الساعة الحين 3الظهر بتوقيت لندن..
ناظرها بتعجب :بتوقيت لندن؟؟ يا حيج!!
فاتن :ههههه ..مو انا اللي تقول) ..ترفع الساعة( هذي تقول؟؟
ناظر مساعد الساعة باستغراب وتعجب ..من وين لها فاتن هالساعة الرجالية من نوعها : ..من وين لج
هالساعة؟؟
فاتن وهي تناظرها باعجاب :عجبتك؟
مساعد :ايه عجبتني بس ..من وين لج؟
بهدوء سحبت يده من عند الكرسي وحايطت معصمه النحيل بها : ..يوم كنا في السوق الحرة بالمطار شريتها
لك ..ما حبيت حيرتك بالوقت ..متعودة عليك الدقيق اللي ما تظيع الدقايق منه ..وحبيت اني اساعدك في
هالحيرة وهالضياع..
ما كلف مساعد نفسه انه يناظر الساعة او يدقق فيها او يلمح لها باعجابه ..واكتفى بنظرة عميقة الى فاتن
اللي كان ويهها بعده شاحب بسبب الحمى لكنها بصحة يحمد الله عليها..
ماقدرت ترد عليه لن عيونه كانت مخرسة لسانها تماما ..غريبة هالحالة وياه ..ما يعجبه حتى رضاها ول يعجبه
جفاها ..انسان متطلب وصعب ..ويمكن هني يمكن سحره ..ان النسان ما يدري شنو لزم يقدم عشان يرضى
عليه...
سكتوو ..وكل واحد منشغل بالثاني ..التحليلت اللي ل بداية لها ول نهاية لكن من مساعد وفاتن عن نفسيهم..
لكن درايتهم التامة ان حياتهم راح تكووون اشبه بالحلقات اللمتناهية سهلت عليهم التفكير الحين لن اللي
يايهم اصعب ..واعظم ..واقوى ..واكبر..
-----------------
جو من الكآبة تخلل بيت بو جراح ..خصوصا مع غياب صوت الوناسة فيه خالد ..وام جراح اكثرهم تأثرا
بهالشي ..حتى فرحة وصول فاتن القريب ما كانت كافية انها تفرحها ..ظلت متجهمة ولحد هذي اللحظة
ما شافت خالد من بعد ليلة البارحة اول ما وصلت سماء ..الظاهر ان طلبي وايد قوي عليه وما يقدر يتحمله..
لكن اهو لزم يسمع لصوت الحق والكلم السنع ..وال ما راح ينجح بحياته ..لن سماء اهي ابعد امنية يمكن
ينالها واقواها ..واهي بعدها صغيرة ما شافت الدنيا ول فطنت على وضعية حياتها اللي اهي رافضتنها
بهاللحظة..
لكن انا ام واعرف وافهم لتغيرات الولد ..وانا مو مستعدة اشوفه يتعذب وهوو غارق معاها بالحب..
لكن ام جراح ما كانت تدري ان بكل الحالتين خالد كان في اسوا حالته ..الظيقة اللي النفسية التعبانة اثرت
عليها كانت شديدة عنده ..ومعظم الوقت يستنشق من النبوب اللي عنده واسم سماء محايط كل جوانب
تفكيره ..وشكلها البارحة اللي كان يبين عليه العذاب لغموضه خله محرووم من النوم ..تم يتقلب على سريره
وهو يراقب نور غرفتها اللي ما انطفى لحتى وقت متأخر من اليوم ..اكيد تمر بالي امر فيه ..وتعرف وتفهم..
على عكس تفكير خالتي سماء وايد فطينة وذكية وتفهم للي ما ينفهم له وهو طاير ..لكن يا ربي انا شلون
بقدر اواجهها.؟؟ شلون بقدر اعيش على هالمسافة وهالمقربة..
ما حس لنفسه ال رغبه انه يطلع ويفج عن اللي بخاطره من الزمات ..وسحب مفاتيح السيارة وتحرك من
الغرفة نزول الى الطابق السفلي..
مر من عند خالته وصبح عليها وما تكلم معاها مطول ..واهي اللي احترق قلبها على هالشي ما بادلته ال
البروود بملمحها..
طلع خالد من البيت وهو كسير ما يدري وين يضرب براسه ..وتوه بشغل السيارة ال شاف سماء واقفة عند
باب البيت بحزن وانكسار ...تم يناظرها من جامة السيارة الداخلية لنها كانت واضحة وراه مباشرة ..وبهدوء..
ثبت نفسه وطلع من السيارة وهو يفتر لها بهدوء..
كان ويهها هادئ ..لكن شاحب ..ولونه رايح ..والشال على راسها وكانها منوور الثانية ..لبسه تي شرت بيجي
طويل وتنورة توصل لتحت ركبتها وسيعة شوي ..ابتسم لها بصعوبة وما ردت عليه البتسام..
خالد :شلونج الحين؟؟ عساج بخير؟؟
سماء تناظره من غير تصديق والدمعة مغرقة عيونها ...:انت من صج تسألني؟؟ ولقاعد تتغشمر؟؟؟
انفطر قلب خالد لكن حاول انه يحافظ على هدوئه :ل والله من صجي ..ليش اتغشمر يعني؟؟؟ مافيها
السالفة غشمرة؟؟
تقربت منه سماء والعذاب مرسوم عليها بكل حذافيره ...:خالد؟؟ انا سويت لك شي؟؟ غلطت بحقك في
شي؟؟؟
ذاب قلبه بهالكلمة وابتسم بألم غصبن عنه ..:ل والله ما سويتي شي ...ليش؟؟
سماء وهي تلوح بيدينها بعجز :لني عيزت وانا افكر ..فكرت بكل الحتمالت وما وصلت ال الى لوم نفسي..
اكيد انا مسويتلك شي وما ادري عنه ..ترى والله ان ارتكبت بحقك اي غلط تراني اسفة ..والله اسفة..
ما حب خالد انه يطول اكثر لنه راح ينهار وهو يشوفها جذي :سماء ما عليج انتي ما سويتي شي ..وانا استأذن
منج لني مستعيل شوي ..اشوفج على خير..
بهروووب بالغ السرعة ركب سيارته خالد وطار من عند البيت وهو يحس ان الدمع يتحارق بعيونه ..ظل
يناظرها من الجامة وكان راسها منكس للرض بفجع ..بعد عيونه عنها وهو يكابد الدمع ..مستحيل يبجي..
مستحيل يذرف دمعة ..لزم يقوى ..اذا ما قوى نفسه الحين فما راح يقدر بعدين ..لزم يقوى ..لزم..
وقفت سماء لفترة من الوقت ..فكرت انها تدخل وتسلم على ام جراح لكن ما يا في خاطرها انها تظل بهذاك
المكان دقيقة وحدة من بعد اللي صار ويا خالد ..او الصقيع خالد ..جذي وصلت المواصيل فيه؟؟
التجاهل والبرود؟؟ ليش طيب؟؟ انا شسويت؟؟ شارتكبت من جرم بحقه عشان يعاملني جذي؟؟
كانت واقفة وماعطية ظهرها للباب ..اللي وصلت عنده بدقايق سيارة تاكسي ..طلعت منها وحدة وراحت ورى
سماء بهدوء ..وبغمرة احزان سماء التفتت للبنت اللي كانت واقفة وراها ..وتهللت اساريرها بابتسامة ناصعة
وهي مو مصدقة اللي تشوفه..
طارت من عند مقدمة الباب فاتن ووقفت عند باب بيتها ..تحسست الباب اللي كان متخلف .من بعد ما كان
بني ماهوغني صار ابيض عاجي ..مسكت القبضه وهي تحس بروحها تطلع منها ..فجت الباب ودخلت داخل..
لقت
المكان مختلف عن اللي تركته ..البياض والتوهج بكل بقعة وكان البيت من سالف الزمان والتاريخ ...دورت
بعيونها على شي مألوف ..وما قدرت تلقاه ال بصوت من المطبخ ...اكيد امها ..ومشت بسرعة وراحت عند
هناك وجنطتها بيدها
وقفت عند المطبخ وهي تناظر خيال امها الي يتحرك يمين ويسار ..والتفتت الم التفافه بسيطة مسرع ما
ردت عيوناه من بعدها لشغلها ..لكنها توقفت ..والتفتت بعنف هالمرة لبنتها اللي كانت واقفة بابتسامة ودمعة
ساااجبة حااارة..
ام جراح وهي تمسح على ثمها :فاتن؟؟
فاتن اللي طارت لحظن امها :يمة يمة يمة...
تلقت العاشقتين لبعضهم بالحضان ..ما صدقت ام جراح ان هالكتلة البشرية كانت فاتن ..تمت تناظرها كل
شوي وتشمها وتبوسها وتلمها وتحظنها وتبجي بين ذراعاتها وترد تناظرها ..وهي مو مصدقة..
باستها على عينيها وعلى وجناتها وجبينها ولمتها بقووووة الى صدرها وهي مو مصدقة ..والدمع احر من اللهيب
المتناثر من ا لبراكين..
ام جراح وسط بجيها :رديتي يمة؟؟ رديتي واخيرا لقلب امج المتعذب؟؟ رديتي لبيتج ولهلج ولناسج؟؟؟ رديتي
للي نسيتيهمفاتن وهي تبجي وتحلف بالله :وربج اللي قدرج علي تسعة شهور اني ما نسيتج بول لحظظة..
عشتي وياي بكل دقيقة وبكل ثانية ..ما حسستيني بغرفة نفسي يا يمة ..لكن شي في الخاطر عليييييج
ام جراح :لج عيوني يا بعد عيوني..
فاتن :اسمي اسمعه من اسمج ..احس اني ماني بغريبة ..احس اني مألوفة بهالبيت اليديد..
ام جراح وهي تمسح على راس بنتها وتبوس جبينها ..:حياج الله يا بنتي ..يا فاااااتن..
ردت ..ردت وردت الدنيا وحلوتها بعيوني ..للحظات حسيت ان وجودي فيها ماله معنى من غير وجودها ..ما
اتخيل عهد من العمر من غيرها ..يا اهي يا الموت ياربي واستغفرك واطلب عفوك ورضاك ..انا هالنسانة ما
اقدر اعيش من دونها لو شنووو صار..
وصل للبيت وعلى طول طلع منها وهو يركض برشاقة لداخله وعيونه بدل ل تدور على مسافرته )اخته( كان
يرقب المكان بعيون جلية يدورها ..يمكن تكون موجودة ...لكنه ما شاف ال امه واخته فاتن قاعدين في
الصالة ويا سماء اللي كانت الفرحة مو سايعتها..
فاتن يوم شافت جراح تهلل ويهها وهو من زود الفرحة يوم شافها صرخ باسمها بالبيت :..فتووووووووووون...
راحت فاتن لخوها وضمها بقووووته وهوو مو مصدق هالفرحة ..الله ..واخيرا اكتملووو ..واخيرا تجمعوا كلهم
تحت سقف واحد ..يا الله شهالشعور ..شعور القرب والتواجد والنضمام والندماج..
وطلع جراح من البيت مباشرة الى بيت مساعد عشان يشوف مساعد او بالحرى يقدر يسلم على مريم
ويتلقى وياها ويطفي جمر الشوق اللي اهو يتلظى عليه ..مع ان ذكر غزلن افسد الفرحة والبهجة..لكن مجرد
ذكر مريم وويهها المملوح ..يخليه بتمام السرحان بعالم اجمل من اللي يعيشه بمشاكله ويا غزلن الهبل..
أول ما وصل البيت ما صدق عمره ..ما يدري ..يطق براسه ول شنو..
الحمد لله ان لؤي اليوم رد بيتهم مباشرة من بيت غزلن عشان يستقبل مريم ومساعد ..وهذا عذر ول أحلى..
دخل بهدوء وهو يمسح راحة يده المعرقة على البنطلون وهو متوتر..
يعض شفته وهو يضرب على الجرس ..وتم واقف وهو ينتظر ..لحظات مرة وطلع له لؤي من الباب وهو رافع
حاجب له..
لحظات مرت من دخلة لؤي ال وهو يطلع مرة ثانية لجراح :يالله الدرب سالكة...
جراح وهو يمشي لداخل :الحمد لله ..هاااا جيك يمكن زارعين الغام ول شي..
لؤي وهو يدفع جراح عند الباب :يالله عاااااد تتطنز ويا هالويه
جراح يناظره بتعلي :ل تدز مديرك...
لؤي بنظره طفولية ... :السموحة..
جراح يناظره من فوق لتحت :اخر مرة..
دخلو داخل البيت الثنين وجراح يطل براسه للصالة اللي كان مساعد فيها ..كان واقف وهو توه بيطلع لهم
وتلقوو عند الستاارة اللي كانت تفصل بين الصالتين..
==-=-=-=-=-
بعد التحيات والسوالف البسيطة الخفيفة اللي تبادلوها قرر جراح انه يطلع ..لكن مريم اللي ما درت بوجوده
لنها راحت قبل ل يكلمها لؤي كانت مغيرة ملبسها وغاسله ويهها عشان تنزل تحت وتقعد عند أمها ..وقبل ل
تطلع ردت للدب اللي كانت تسميه جراح ...خذته من على الكرسي وهي تناظره بحنان وتبتسم ..مسكت
خشمه بشقاوة وتركته ..باسته عليه
مريم :تدري ..لو اتيي لي اليوم واشوفك ..راح اكون اسعد انســانة على هالدنيا..
ردت الدب مكانه وهي تفل شعرها عشان ترد تلمه بالكليب..
من غير اي حاسية نزلت من على الدري وهي تغني وبنفس الوقت كان جرااح واقف ويااا لؤي ومساعد لنه
يبي يروح وهم ما خلوه ال تتغدى معانا وال تقعد ويانا ..لكن جراح باحراج وويه محمر ما رضى ..ومريم اللي
وصلت لعند الدرجات الخيرة تسمع النجرة اللي عندهم ..فبكل براءة راحت لهم وهي مبتسمةوتنقز جدامهم:
طحت عليكم تتناجرون ها ..عند امي بتجو...
صعقها الشخص الثالث اللي معاهم لدرجة انها ظلت واقفة مكانها وهي فاجة ثمها من الصدمة ..جراح الي
يوم شافها ثواني ال وعيونه معانقة الرض بغصبببب عليه ولؤي زقر مريم بحده
لؤي :روحي دارج
انتفضت الثانية بعد هالجمود اللي صابها وراحت على طول لدارها..
يوم وصلت الغرفة دخلت وسكرت الباب وراها وهي حاطة يدها على قلبها ..عصرت عيونها من الوناسة اللي
فيها وهي تسحب انفاااسها بسرعة ..يا الله ..مسرع ما تحققت امنيتي..؟؟ هذا جميلك فيني يا ربي؟؟
ااااااااااااه احبك يا ربي احبك ...يا بعد عمري ..يا عزا هالعيووون الحزينة ..صج ان الدنيا ما تسوى بلياااااك يا
جراح..
يا نظر عيني ..وهي تتدارك عمرها على طول راحت عند الدريشة ..اكيد بلقاااه وهو طالع ...وتوها تتقرب من
الدريشة وهي ترمي بروحها على الكرسي اللي كان هناك شافت سيارته تطوف من صوبها وهو ما يبين
بداخلها ..لنها مخفية ..تحسفت وعضت شفايفها بقهر ..ظلت قاعدة على الكرسي وهي فرحانة فرح كبير..
احلى من الشوووفة ما بلقي ..يعلني مااااااااااااااخلى من هالويه..
التفتت للدب وراحت وحملته وهي تبوسه بعمق :فديييييييييتك فديــــتك ياللي دومك تجبر بخاطري ..جبر الله
بخااااطرك يا حبيبي..
----------------------------
بيت بو جراح اليوم ما خلى من الناس ..او بالحرى ما خلى من الهل والحباب اللي زاروهم بكل وقت..
عزيـزة وعيالها عسكروو في البيت من يد ويديد ..مناير وعبد العزيز يوم ردو من المدرسة ما صدقوا انهم
يجوفون فاتن جدامهم ..الثاني صاح والولى تمت واقفة وهي تناظرها ويوم وسع لها المجال راحت لها ولمتها
بكل قوتها ..بجت مناير لنها من شافت فاتن حست انها افتقدها وكأن شي غالي عليها انوجد بعد ما كان
ضايع ..الله ..الحلم الوردي تحقق والسعادة البدية تكونت ..الحمد لله على كل حال..
سماء اللي طلعت من البيت من بعد ما قدرت انها تتسلل ول احد يوقفها ويخليها تقعد هناك اكثر ..صج انها
فرحت بوجود فاتن بالبيت بس ما تحملت فكرة ان المكان العزيز على قلبها خالي من سبب معزته ..وما
تستحمل فكرة ان الكل فرحان وهي صدرها ضايق بالحيل..
تتمنى تشوف خالد لكن ترد وتفكر بينها وبين نفسها اهي ليش تتمنى شوفته؟ عشان يتجاهلها ويعاملها جنها ل
كانت ول بتصير شي بحياته.؟؟ خلها تتعذب بروحها مثل ما اخوها يتعذب ..يمكن عذاب مشعل مبرر له ..يمكن
فاتن واهلها على طيبتهم ال انهم يعذبون الناس من حواليهم من غير ادراكهم ..يعني لو مشعل بس
بالسالفة ..
حتى انا بعد ..قاعد يصير لي نفس الشي..
توها بتطلع من البوابه بلمعة الدمع بعينيها وهي تسترجع موقفها الصبح ويا خالد ال وكان الله مرسله لها..
توقفت سيارته جدامها وهي ظلت تناظره أول شي بس بعدين بكل عنفوان الكبرياء فيها مشت من جدام
السيارة وقطعت الشارع حتى تناها لذنها او خيل لها ان خالد يكلمها..
التفتت له وهي عاقدة حواجبها :نعم؟؟؟
خالد وهو يبتسم بألم وعيونه مظلمة .. :قلت مساء الخير..
سماء وهي تشد على جرح نازف بقلبها ..:مساء النور...
ظلت واقفة وهي تناظره وهو بالمثل ...ولكن شي بان في ويهه ..عذاب ما ترك سماء بحال سبيلها ..وعزة
نفسها في التجاه الثاني تمنعها حتى من انها تكلمه او تخليه يسترسل بالكلم وياها ..والتفتت على عقبها
عشان تروح وتتعذب لحالها..
نطق بأسمها بكل قوته ...:سمــاء..
التفتت له وهي متعذبه :نعم خالد؟؟ شتبي؟؟؟
خالد وهو يشد على ملمحه بسبب اللم ...........:ل تروحين..
سماء وهي مو قادرة تتحمل نفسها وسمحت بالحزن انه يحل والدموع تهطل :ليش؟؟؟ انت ما خليتني اليوم
الصبح ..مثل هذيج الليلة ..ومثل كل مرة اشوفك فيها من رديت من المستشفى؟؟ ليش لزم اظل لك وانت
اللي رحت عني في اكثر من مناسبة وكنت محتاجة لك
خالد وهو يتجاوز السيارة ويوقف على بعد امتار منها ..:سماء ..تكفيــن
سماء وهي تصده بيدها :ارجوك خالد ...ل تدور وتلف ...مابيك تدوخ وتدوخني وياك ..تبي تقول شي مباشر
قوله) ..بعذاب( ماقدر اتحمل هالحرب اللي انا فيها اكثر..
خالد وهو يتقدم لها ..:سماء ..انتي تحبيني؟؟؟
سماء وهي مو مصدقة انه يسألها ..فظل واقفة وهي تناظره باستغراب ..:شنو؟؟؟
خالد وهو مقوي نفسه اكثر :تحبيـــني؟؟؟
سماء وهي تناظره بعجب :يعني اذا اتعذب لتجاهلك لي ومو قادرة اذوق الهنا ببعدك عني شسمون
هالشعور؟؟ مو هذا الحب؟
خالد وهو يكرر مرة ثانية سؤاله :سماء تحبيني ول لء؟
سماء بصوت عالي :اي احبك ...احبك واحبك واحبك ..واكثر من نفسي احبك ...ومنية هالدنيا اللي اعيشها اهي
حبك) .....لنت ملمحها بحزن( خلص ...هذا الرد اللي كنت تبيه.؟؟؟
خالد وشبح البتسامة والتهليل اللي في ويهه كان بمثابة نبراس في ليلة مظلمة ما تنيرها ل نجمه ول قمر:..
اي ..هذا الي كنت ابيــه..
سماء وهي محتارة تجدمت منه ..:خالد؟؟ ممكن اعرف انت شفيك؟؟؟؟؟
خالد والبتسامة تصرخ في ويهه ....:روحي بيتكم ...ويصير خير...
انقهرت ...:انزين انا جاوبتك انت بعد جاوبني..
خالد وهو يتجدم منها ...:اجاوبج على شنو؟
سماء وهي تهز ريلها بعصبية وراحة تسري فيها شوي شوي ..:اتحبني؟؟
خالد وهو يناظرها بابتسامة ورافع حواجبه :ليش؟؟ يهمج هالشي؟
سماء بصدمة :ل والله؟؟؟ اكيد يهمني ..تحبني ول شنو؟؟
بتهكمه وروح المرح اللي ردت فيه مرة وحده ..:اخر زمن انا احب هالشكال ...بلقا وشقرا ..روحي بابا..
راح عنها وهي واقفة بصدمة مكانها ..ومن شدة الصدمة كان ثمها مفتوووح والدمعة اللي سرت على خدها
من حزنها السابق جفت على خدها بفاعل الهوا البارد اللي لشط ويهها ..التفت لها خالد وابتسم في ويهها
على شكلها وحط يدينه بجيبه وهوو يتأمل منظهرها..
خالد وهو منسحر ...:احلى من الحل نفسه ..واصفى من الثلج النقي ..وما تبيني احبج؟؟ انا اذا ما حبيتج
شفايدتي بهالدنيا؟؟؟ همم؟؟
دارت الدنيا بعيون سماء وهي مو عارفة ترقص ول تقعد على الرض وتضم راسها لركبتيها ..كل اللي قدرت
تسويه انها تلتف على عقبها وتدخل البيت ..ومن غير اي حاسية بأحد راحت فوق غرفتها ..فجت الباب..
وازعجها ظلم الغرفة وفتحت اول ليت جدامها ..لا ..راحت فتحت اللي على الطرف الثاني ..واللي فوووق
بالسقف ..وبثريا الحمام ..وورت الشمعات اللي كانو على طرف ..ويوم بدى المكان وكأنه قطعه منيرة من
السماء ..وقفت بحبووور مكانها ...وهي تبتسم بقوووو .وكان هالنوووور نابع منها ..وكأن هالشمعات لهيب من
الحريق الهائل في نفسها ..حريق الحب اللي ياكل الخضر واليابس....
واخذت عمرها ورمته على السرير بمررررررح وهي تضحك بعالي صوتها..
أما خالد اللي دخل البيت وهووو فرحان من قلب على اللي صاده
خلاااص عقد قراره ...من قال ان سماء مستحيلة عليه؟؟ ماكو شي بهالدنيا مستحيل؟؟ وخصوصا بالحب..
كل شي حلل بالحب والحرب ..ان كان بيضطر انه يعيش حرب مع الناس على سماء او حتى مع سماء نفسها
فهو راح يكون اول المتجندين عشانها ..شلون سمح لنفسه باليأس والقنوط من رب العالمين وهو الكثر ايمانا
بحكمته وتدبيرررره..
صج ان بني ادم ما ينقع بعينه ال التراب...
وعلى هالتوهج من الفرحة العظيمة اللي جابهها سمع صووووت حبوب على اذنه
كان فاتن وهي متخصرة بالصالة وكانها زعلنة :تووووو النااااااااس؟؟؟ ما جنها غربت الدنيا واظلمت وانت
حظرتك للحين ما ييت؟؟؟
خالد بمفاجاة :فتووووووووووووووووووووووون السووووووووووووسة
فاتن وهي فرحانة من قلب :خلووووووووووووووووووود العصلللللللللل
-----------------------------------------
باليــــوم الثاني في نيويورك...
قدرت هيام – بابتزاز كرستين – انها تحصل على محل أقامة زياد في نيويورك ومع من وبرنامجه وكل شي من
خلل عبد الرحمن الغبي..
واستعدت وحضرت كل اسلحتها النثوية عشان تطيح هالغبي مرة وللبد في شراك بحبها ..مو مستعدة انها
تضحي براحتها اكثر ..وأول سلح راح تستخدمه اهوو افتكهم ...تغيير المزاج والسلوب ..اللي راح يخلي زيااااد
يعيش في دوامة من الصراع والفكار اللي راح تخليه مثل المينون..
على هالفكرة ابتسمت لنفسها وهي تهندم شكلها جدام المنظرة اللي كانت منورة بالسبوت ليتز المتوزعة
على جوانبها ..غرفة رؤيا كانت غرفة نجمات الفلم السينمائية الولية ..كلسيكية بصورة فظيعة وعلى
الزاويات اللي في الغرفة كانت المزهريات المزدانات بالورد الطبيعي اللي تتبدل كل يومين ..حياتهم كانت
فاخرة وهاي كلس لخر درجة ..حتى بيت هيام ما كان بمثابه بيتهم ..قمة البذخ والفخفخة..
في قلب هيام ما ظنت انها تقدر تعيش في مكان جذي لن الهدوء في البيت من أهم الملمح اللي ترتجيها في
المكان اللي تسكن فيه..
وبيت رؤيا – على فخامته -ال انه ما كان . her type
تأكدت انها قادرة على تسييح زياد بشكلها النثوي الجميل ..لبست قبعة من الغرووو الوردي الحليبي وابتسمت
لنفسها ...وطلعت من الغرفة..
كانت لبسة بانطلوون جينز لو ويست ديرتي ..وبوت بيجي مثل لون الجاكيت اللي عليها وتي شرت هاي نك
ابيض وشال محايط رقبتها من الكاشمير البيض الناصع ..وقفازات جلدية بيضة ..ووقفت بالصالة وين ما كانت
أمها قاعدة ويا أم رؤيا وبنتها...
هيام وهي تبتسم لمها :يمة انا عندي مشوار بلقي رفجاني هني وبرد بعد ساعتين..
ام هيام اللي كانت منحرجة من بنتها شوي لنها استعدت وجهزت نفسها من غير ما تخبرها اول شي...:انزين
يمة اخذي وياج احد اخوانج
فتحت هيام عيونها بدهشة ..:اخواني؟؟ يمة بلقي اصدقائي بس ..اخواني ما بيرتاحون هناك..
عيون ام رؤيا ورؤيا يلحقون ملمح الم اللي اكتنز ويهها باللون الحمر وكل شوي يعمق لونه .:اي يمة بس ما
يصير تطلعين بروحج
وباندفاع عرضت رؤيا صحبتها ..:انا بروح وياها!!!!!
ام رؤيا وهي موافقة بنتها ..:اي ..رؤيا تقدر تروح وياها ..ثنتيناتهم من نفس العمر وما راح يملووون ويا بعض..
ام هيام وهي تناظر بنتها ...:من طرفي موافقة ..ها يمة هيام شرايج؟
هيام اللي في نفسها صرخت لاااااااء ..ما تتحمل دقيقة من غباء وسطحية رؤيا بس ما قدرت ال انها توافق...
لنها لزم تطلع..
غصبت ابتسامة كانت رافضة انها تطلع وحطتها على شفايفهاthat is fine with me ...:
نطت رؤيا من مكانها وهي فرحاااااانهgreat finally something fun to do :
ام رؤيا بارستقراطيتها :رؤيا ..خفي شوي ...هذا مو تصرف بنت بمثل مقامج الجتماعي..
رؤيا وهي تتدارك نفسها ..:آسفة ما ما ...
وبهدوء مشت لبرع الصالة وعيون هيام تلحقها وتراقبها شلون تتصرف بغباء ..صج انها تافهة وفارغة ..بس
يالله دام الطلعة لزم تكون وياها وياها ..اهي بتظيعها شوي وبتروووح تكمل مشوارها ..او انها بتخليها تيي
وياها بس من غير ما تحسسها باللي بتسويه..
ويوم جهزت رؤيا تمت هيام تناظرها بدهشة ..كانت بالفعل بدرجة عالية من الناقة ..الفرووو البني والكاشمير
الحمر كان تخالطهم عجييب في ثيابها وخلها تصير مثل لعب الباربي اللي يبيعونهم في السواق ..حست
بالغيرة هيام من رؤيا لكنها على درجة عالية من الثقة بالنفس ..وما اهتمت لها وايد ..ويوم يا وقت الطلعة..
هيام تساسر رؤيا :شوفي اللي بصير اليوم ماابي احد يعرف عنه بيكون سر بيني وبينج
رؤيا بحماس :ليش؟؟؟ شبتسوين انتي؟؟
هيام وهي تضبط اعصابها :مالج شغل ..بس الي بصير اليوم انتي بتكونين شريجتي فيه لذا مابيج تخورينه
وتنجبينه!!
رؤيا باستغراب :اخور وشنو؟ مافهم عربي وايد ترى؟
هيام بقله صبر :يكون احسن..
مشت هيام عن رؤيا اللي مسكتها من ذراعها :طلعتج اليوم رومانسية صح؟
هيام بحيا :ليش تسألين
رؤيا بفرح كبير :وااااااااااااو a romantic adventure how sweetواكيد اللي شفناه هذاك اليوم معني..
استغربت هيام لذكاء رؤيا بس ما عطتها جواب صريح :انتي امشي معاي وبروحج بتعرفين..
رؤياlet us not delay it more :
وطلعوو البنتين ..مع ان الختلف بينهم كان صارخ ..هيام كانت محتشمة على الرغم من ان ملبسها كانو ظياج
ال ان رؤيا كانت الفادحة ..عصاقلها كلها بره والتنورة قصيرة لكن الحياة في اميركا علمتها ان اذا انتي ما
اهتميتي ..ألناس ما بتهتم ..وتحركووو في سبيل تحقيق الخطة اليديدة..
==================
كان الوقت فجر ..صحت فيه فاتن عشان تقوم تصلي ..واختلف التواقيت بين الديرة واميركا ما خلها تنام
براحة ال انها كانت مرتاحة على النوم ...لكن الشوق اللي فيها خلها تسهر وماتنعم بغمضة جفن ...شوقها
لمساعد اللي بدى يكبر وينمو بكل لحظة غياب عنها..
الله ..ما اجمل الشووق والنتظار ..ومتى بتبلج الشمس بطهارتها وتنور الدروووب اللي بتقيد مساعد لي ..مع
اني عارفة انه حتى لو اضطر يمشي في درب حالك الظلم بيدلني ويدل مكاني..
بعد الصلة طلعت من غرفتها اللي كانت من الروعة انها وايد انعجبت فيها ..جراح وامها وسماء كانو
المسئولين عنها ولذا طلعت بابهى حلة ..جراح يعرف لللون وامها تعرف لذوقها وسماء بفطرتها قدرت
تعرف الشكل اللي اهي تبيه ..لبست شالها الحريري اللي دايم تلبسه بالبيت وطلعت بالصالة وهي تجيك
المكان ..كان هادي وبارد ويتسم بالصفاء .التغيير كان لزم في بيتنا ..بس اللي ماقدرت تتصوره او تتخيله اهو
المساحة الكبيرة اللي يتسم فيها البيت ..يمكن لن الحديقة الورانية كانت ماخذه كل المساحة وابوها ما حب
انه يخربها عشان التسلية اللي سواها...
طلعت في البررررد وهي تتلحف بالشال اللي عليها ..تحس بالرطوووبة الناعمة تنسدل على خدها بندى لذيذ
يعبق المكان بريحة التراب والرمل ..خليط جميل ..والزرع بعد اللي كان في البيت المجاور لهم ...كانت
مبتسمة وهي مسكرة عيونها وتتنسم هالهوا ...واقفة بنص الرض الخالية اللي على وشط انها تمتلي بمختلف
التحف الفنية بتصميم سمااءو اشراف جراح...
حست ان احد ثاني موجود معاها ..ففتحت عيونها وتمت تتلفت وما شافت احد ...قشعريرة سرت فيها والهوا
البارد اخترق عظااامها ..
غريبة ...اهي على وشك انها تحلف باحساسها باحد ثاني معاها ...من يا ترى هالشخص؟؟؟ ماحطت الموضوع
في بالها اكثر ودخلت من الحديقة الورانية الى داخل البيت...
ومن داخل البيت مشت ومشت ومشت الى ان وصلت لمقدمة البيت ..تجيك الحوال هناك ...لحظت ان
الحووض القديم الزراعي ما عاد موجود..
والديوانية ما زالت مكانها لكن بتصميم يديد ..كانا ارفع شي في البيت ..ومكان حوض الزراعة صارت غرفتها..
والباب الحديدي كان مفتوووح ...استغربت ..مو معقولة ان الباب يكون مفتوح لزم امها او احد من اخوانها
يسكره قبل ل ينامون ..معقوله يعني..
راحت وهي بتسكر الباب ويوم سحبته لداخل وحطت المزلااج فيه رفعت راسها عشان تشوف الواقف
حدامها...
ببساطة تجمدت ...وعيونها العسلية توسعت من المنظر ...واستغرابها ودهشتها ودقات قلبها المتنااثرة بعنف
بارجاء صدرها هزتها...
مشـــعل ما غيـــره..
كان واقف وهو حاني ظهره ..وكأنه مو مصدق اللي يجوفه ..كان يحسبها مناير اللي بدت ملمح فاتن تزحف
لها بخووف لكن اهو غلطان ..هذي اهي فاتن ..بطولها وبعرضها ..بويهها السمح وبنظراتها ويدينها ..
بياض ونقاوة وطهارة الثلج ..وجمر الغضى اللي يعانق عيونها العسلية ..بلهيب ل يخمد ول يستتب..
أجميلة عذبة انتي يا منال الصابرين ..أم انتي داء يحمله قلبي لبد البدين..
تمت ساكته ورجل متخلفة بخطوة ورجل الثانية متجمدة بخطوة ويوم تقرب مشعل منها ما قدرت تحرك
نفسها لكن فكرة ان الباب مسكر ريحتها نسبيا لكن ظلت منصدمة لشكله الحالي ..ولمظهره اللي يرثى
عليه..
ليش جذي؟؟ ليش لحيته كبيرة وعيونه كسيرة واللم يختلج ملمحه ..شصاير بالدنيا؟؟ ليش اهو بهالحالة؟؟؟
من بعد نومة طويلة صحى مساعد بهدوء ..تفتحت عيونه بطريقة طبيعية وهادئة ..حرك راسه يمين ويسار وهو
يحاول يدور الوقت اللي ضاع منه وهو نايم ..لمن طاحت يده على الساعة اللي عطته اياه فاتن ..تم يناظر
الوقت لقاها الحين الساعة ست ال ربع من الصبح ..حوالي ال 10ساعات نااام ..ورد حط راسه على المخدة
وهو دايخ من التعب..
بهدف مواصلة النوم اكثر ...وبالوعي البسيط اللي اهو كان فيه تذكر الصلة اللي فاتته ..ونقز من مكانه
بسرررعة لن الشمس طلعت
والصلة باتت قضاااء عليه ..تحسف من قلب على هالعملة لن صلة الفجر من اهم الصلوات اللي لزم تتأدى
في اوقاتها ..لنها اكثر من صلة ..اهي اختبار على حب الله والقيام بواجباااات نحووو الله عز وجل..
من بعد ما فرغ من الصلة كانت النومة طايرة طايرة من عيونه ..بس بعد حط راسه على المخدة وتغطى في
أمل انه بأعجوبة ما راح ينام..
لكن ما قدر ..تم يتقلب يمين ويسار وفي باله ويهها الحلوو وملمحها الناعمة وانحرم من النوم بكل سهولة..
رفع الساعة مرة
ثانية لقاها الساعة ست الفجر بالضبط ...اكيد نايمة الحين ...ول بعدها صاحية من صلة الفير ..يعني متى
بتكون صلة الفير الساعة
خمس ..قامت وردت نامت ..بس بينه وبين قلبه تمنى لو انها تكون صاحية ..فلذا عشان يجيكها رفع التلفووون
وتوه بيدق على رقمه ال انه استوقف نفسه ..يمكن نايمة او توها نايمة وما تبي احد يزعجها؟؟ بس هذا انا
مساعد مو اي احد ثاني..؟؟؟ يا الله الثقة بس ..نام نام لاا تنكفخ الحين ..اي والله انا مساعد ..خير يا طير..
مساعد قال..
حط التلفون مكانه ورد وتغطى بالكويلت الزرق الملكي وتم ساكت لفترة بسيطة وساكن مكانه..لحتى
استسلم للنوم مرة ثانية..
=====================
ظلت فاتن خمس دقايق متصنمة بغرفتها واهي تتذكر مشعل وشكله ..لحية سودا غليضة وهالت زرقا حوالي
عيوونه ..نحل جسمه بطريقه مثيرة للشفقة واللم يتضرج حناياه ..يا رب ..ليش جذي؟؟ معقولة انا السبب..
ما قدرت تتكلم معاه اكثر ..لنها حست ان وقفتها غلط بهالوقت من الزمن ويا انسان غريب وما يمت لها بأي
صلة ..يا لله ..صار غريب
مشعل ..مشعل اللي فيوم من اليام من ناسي وهلي ..صار غريب علي اليوم ...يا الله..
مشعل اللي ظل لهاللحظة واقف مكانه وهو يسترجع فاتن اللي كانت معاه في وقت من اوقات الدنيا ...في
الوقت اللي هلك من التضرع
منرب العالمين انها ترد له ويشوفها ويكحل عيوونه بشكلها ..لقاها غير ..لقى فاتن ثانية ..ما كانت فاتن اللي
حبها وعبد ملمحها..
كانت هذي اجمل من فاتن القبلية ..كانت بنت يملؤها العنفوان والصحة والفرح اللي هجم على أساريرها
هجوم فتاك وصارت مثل الحلم
السرمدي البدي ..هدوئها الملئكي ..وصوتها العذب ..وخجلها ..وأكثر شي يؤلم ..اهو الحدود اللي كانت
تعاملني من خللها..
تجدد حب فاتن في قلبه والعهد على قلبه تقوى انها لزم تكون له..
ردة فاتن للديرة هالمرة للبد ما راح يسمح لها تروح مرة ثانية..
تظل وياه هني وما تفارجه لحتى يوم الدين ..بس المشكلة انها هالمرة مووو حرة ..اهي مرتبطة بهذاك
الحقير اللي لزم يدور له
مشعل سالفة تخليه يفك ارتباطه من فاتن للبد..
حس لمظهره المبهدل من نظرات فاتن ..وعلى طول بس دخل البيت راح لداره ..وتم قاعد فيها وهو يرتب
نفسه ويهندم شكله ..راح يرد مشعل القبلي ولكن بعقلية يديدة ونفسية يديدة ..العاشق الولهان الي يضرب
راسه بأول حايط جدامه ..ل ...عنده كل الوقت انه يفك خطبه فاتن من مساعد ..ويخليها تكون له وبس له...
ابتسم لنفسه على هالفكرة ..لكن ان فاتن بعد ما بغت تكووون لي ..راح تضطر انها تعاني مثل ما اانا عانيت..
وانتقامي راح يكوون عظيييم منهم..
لكن الشاهد الغريب على هالحادثة كانت اخر من يمكن يتوقعه احد او يمكن اولهم ..كانت مناير تناظر الناس
من الدريشة لنها بالعادة
تصحى للمدرسة من وقت عشان تحل واجباتها اللي ماتحب تسويها بعد المدرسة ..كانت واقفة عند الدريشة
من بعد ما كانت تغسل ويهها..
وشافت فاتن اللي راحت تسكر الباب ومن بعدها تطاولت عيونها لمشعل ..اللي تقرب من بعد فترة بعد..
وكانه تكلم وقال شي لفاتن..
اللي بعد فترة قياسية تراجعت ودخلت البيت ..وعلى طول راحت دارها..
تمت تفكر مناير وهي قاعدة على سريرها ..شالسالفة بين هالثنين؟؟؟
يعني اهو يعرف فتوون وياي يسلم عليها ويتحمد لها على سلمة ردتها من السفر؟؟ معقولة يعني؟ فتون مو
من النوع اللي يسولف ويا شباب الفريج ..صج تعرفهم لكن مووو جذي ..اممممممممم لزم اعرف شسالفه
هاللقاء ..وعشان اعرفه لزم احط بالي على هالثنين ...من غيرما يحسوون..
-------------------------------------
وصلت هيام لعند الساحة المجابلة للفندق اللي يسكن فيه زياد..
فندق راقي وفخم والمنطقة اللي اهو فيه وايد كلس ..اليست سايد..
ظلت واقفة في الساحة والثانية ترتجف من البرد..
رؤيا :هيااام ل تخلينا واقفين هني تراني بنجلب ice manرحميني بلييييز
هيام وهي تهف يدينهااللي كانو على الرغم من القفاز ال متيمديين من البرد :ما عليج كلها دقايق واحنا
رايحين ..بس ابي أتأكد ان
هذا اهو الفندق ول لء..
رؤيا :فندق منووو؟
هيام وهي تحقر سؤالها وتناظر الساعة :توها الساعة ..12شرايج نروووح نتريق وناكل شي
رؤيا باستخفاف :الريوق كان قبل ثلث ساعات لو ما دريتي يعني..
هيام تناظرها :الساعة تسع تريقتو؟؟ شنو دياي انتوو؟؟
رؤيا :هذا مو دياي هذا تقاليد وعادات سليمة
هيام بصووووت هامس :واللي يرحم والدينج بس) ..علت صوتها ( ازين صبري كم دقيقة واحنا طالعين من
هني..
وتموو واقفين وهم يتراقصون مكانهم من البرد وينتظروون زياد يطلع من الفندق عشان تتم عملية المطاردة
وحفظ الجدول اللي اهو يمشي عليه ...وكلها ال نص ساعة مضوها في البرد القارص وكاهو زياد يطلع من
الفندق ببدلة سوووودا غامجة وعلى راسه كاب ستايل القولف ..وتم يمشي وهو يدخن زقااارة ومشى من
عندهم وهم تخبووو ورى احد الشير وهيام اللي كانت خايفة من انه يشوف رؤيا الهبلة..
لكن الحمد لله ما انتبه لهم ..وتم يمشي من جدامهم وهو مو مهتم لشي .ومن بعدها على طول تبعنه البنتين
وكل ما حسوو انه يمكن
يلتفت عليهم يتخبون ورى شي..
لمن وصلهم ويا مشيته الى مطعم صغير على كورنر بسيط ..دخله وظلو واقفين بره..
دخلت المحل وقلبها يدق بقوووه ..من غير النكار ان زياد كان في ابهى حلاته ..واهي ما كانت اقل منه..
وقفت عند الكاونتر وهي
تتحرك بغير هداي في مكانها ..وودها لو تلتفت وتشوف زياد اللي كان وراها بس لزم ما تخليه يحس فيها..
وطلبت لها شويه من الخبز والدونات عشان تاكله على الرييج ..وكافي اسبريسووو دي كااف..
وتمت واقفة وهي تنتظر ..ال يوم ياها صوووت زياد من وراها..
زياد :هياااام؟
هيام تتصنع الدهشة ..:زيااااد)_ ...رسمت ابتسامة وسيعة غريبة علىىى نظر زياد(_ ..اخر من توقعته ..شتسوي
هني..
زياد وهو مستغرب من روحها المرحة :والله ياي اتريق ..وانتي؟
هيام ??the same thing :
سكتت وهي تبتسم له بمرح وحبوور كبير ...ويوم زهبت طلبتها اخذت الجيس والكوفي ..وتوها بتروح
زياد اللي مستعجب :وين بتروحين؟
هيام :بروح لرفيجتي ..تنتظرني برع..
زياد :انزين ما تقدرين تظلين هني شوي
هيام تتصنع البراءة ولكن من داخلها تفجرت من الوناسة :ليش؟؟؟
زياد وهو يبتسم بحيرة ويمسح على جبينه :ل بس ..ابي أتاكد انج هيااام اللي اعرفها ول لء..
هيام وهي تبتسم لنها ادركت ان حركتها يابت مفعول :انا هيام ليش شكك هذا؟؟؟ فيني شي غريب يعني؟
زياد :مو بس شي ..اشياء ...مثل مرررحج ...وعبوسج اللي ما يا هالمرةوانتي مجابلة ويهي ...على عكس اول
امس..
هيام وهي تبتسم له بحالمية :تدري يا زياد ..الواحد اذا وقع بالحب ما يعرف العبوس ول الكره ..يصير كل شي
حلوو ب عيونه ولزم عليه انه يبتسم لكل بهالدنيا..
زياد وقلبه يدق بقوو ...:وقع في ال ..حب؟؟
هيام تهز راسها بحبور ...:انزين ..انا بخليك الحين ..ماقدر اتأخر اقدر..
مشت ومشت لمن راحت عند الباب وزياد كان واقف وحلجه مفتووح بصدمة ..والتفتت له عند الباب قبل ل
تروح..
هيام بفررررح كبير..love is magic ...:..
راحت هيام عن زياد وهي ميتة من الفرررررح على نجاح حركتها ويااه ..واهي نفذت اللي كانت تبيه بكل نجاح
وحسن تدبير ..وكاهو زياد اللي طلع ورى هيام يشوفها وين رايحة مو متأكد من رده فعلها ..تحب؟؟ واقعة في
الحب؟؟ تشوف الدنيا ورية ..ويا من؟؟؟
انغرزت سكين الغيرة بعمق في قلبه ..وصار مثل المحمووووم ..يمسك جبينه كل شوي وهو مو مصدق اللي
شافه من شوي ..هيام ...هيام ما غيرها اللي عمرها ما جابلته بابتسامة ..ابتسمت اليوم في ويهه وعاملته
احسن معاملة ...يا ترى ..شهالسرر الخطير اللي يحووم حواليها ..ل يكون هذي خدعة منها عشان انها
تستميلني لشي؟؟؟
ما طول بالكافي ..دفع للمافن اللي أكلها والجريدة اللي قراها والكوفي ..وطلع على طووول وهو على اثر
هيام والبنت اللي معاها
لكنهم اختفوو من عينه ..وظل مكانه بكل حيرة ..وبسررررررعة كبيرة توجه للفندق عشان يـتأكد من الوضاع
اللي اهوووو قاعد يتشكك منها بقووة..
يوم وصل غرفته اللي كانت في الفندق على طول وصل الكمبيوتر بالنترنت )سبيد دايلينغ( ..وجيك ايميلته
لقى في النبووكس
ايميل واحد ..فتحه ..وكان من هيام..لقى فيه هالكلاام ..
>> حمد ..يمكن انت راح تظن اني مينونة ول شي ..بس صدقني ...انا اكتشفت بغيابي عنك اللي يمكن ما
تتوقعه ..انا بديت اغرف شوي شوي في بحرك يا حمد ..طيبتك واخلقك وسوالفك الحلوة وحلاوة معشرك
نستني اكبر همومي وبينت لي باقي الشباب تافهين بعيوني ...انا كنت احس ان بيناتنا كونيكشن معين بس..
بسفري هذا ..عرفت شنو اسم هالكونيكشن ...اذا انت كنت تعرفه ..قول لي اياااه عشان ماكوون ظانة شي
غلط...
للبد ..لك ..هيــــــام<<
زياد وهو يفكر بصوت عالي وبقهرررر بليغ ..:للبد لك ...هيام؟؟ للبد؟؟؟؟ شفيها هذي ينت؟؟؟؟؟
قام من مكانه وهو مو حاس بعمره ..ل مستحيل ..مستحيل هذا قاعد يصير ..هيام بدت تحب حمد ..بدت تحب
حمد ..وانا للحين ما بديت شي وياها ..ل ما يصير ..شلون تحب حمد ..وانا وين رحت ..ل يا ربي لاااا مو
جذي ..ما يصير..
اول ما ردت هيام البيت جيكت على اليميل من غير اي انتظار ..ولقت
ان المسج اللي طرشته صار له كونفرمايشن ..يعني وصل وانقرى..
وااااااااااو ..البارت العجيب من اللعبة صار ..والحين لااااااازم تحرك الرحا براحتها ..ما تبي تطحن الحب كله..
لزم تحركه بهدوء ..وتكون اهي الهادئة وهو المعصب .ولت ايامك يا زياد اللي فيها تحرق كل ذرة من ذرة
الصبر..
-------------------------------
بيت بو زياد ..
كانت السبوع قبل اليوم الخير من انتهااء الحديقة او الجلسة اللي تصممت عشان تكون في سنتر الحديقة
الخلفية لبيت بو زياد..
وكانت في اروع حلة لن النجارين اللي اشتغلو عليها – ورشة الياسي – من اتقن النجارين وبينهم جراح اللي
كان يحط بين الن والن
لمساته عليها ..طبعا بعد ما يتأكد ان غزلن بتعترض دربه او طريجه ..ولؤي اللي من شاف غزلن بهذاك اليوم
وهي تبتسم له ما شافها مرة ثانية ..واستغرب من هالشي ..يمكن اهي مريضة ولشي ..او حايشها شي ..الله
يستر بس..
وعلى هالحالة كان لؤي قاعد بكل الملل بالعالم وهو يسمع لتعاليم جراح له ..ويوم حس جراح ان لؤي مو
معاااه..
جراح :لؤي شفيك؟
لؤي وهو مبوز :مافيني شي...
جراح يوقف ويحط يده على جتف لؤي :خبرني شفيك ..مو من عوايدك اتملل من الشغل ..وهني بالذات؟؟
لؤي وهو يناظر البيت ويرد لجراح ..:صار لها فترة من اخر مرة شفتها فيها..
جراح بتشكك ..:يمكن مريضة؟؟
لؤي :تهىقى ...هذا اانا اللي حاطه في بالي بس مادري ...خايف شوي..
جراح وهو يطمنه :ل ما عليك ..ل تخاف ول شي ..اهي بس تلقي الوقت بتييك بروحها ..ما عليك ..يالله انا
بروح الحين .انتو بس
تخلصوون ردوو الورشة عندنا توصية ثانية يديدة ..ويليها شغل.
لؤي :وشبتسوي عيل في الفرش والتنجيد..
جراح :بخلي بس جم واحد وياك والباجيين باخذهم المحل اليديد ..تصدق ..ناقصنا عمال وايد ..بس بخليها على
الله
لؤي :الله كريم..
وراح جراح عن لؤي وهم مو عارفين للعيون اللي تراقبهم ...كانت غزلن تراقب جراح وهو يطلع منالبيت
عشان تطلع وتروح للؤي..
خلص ..النتقام بدى ولزم تشتغل فيه أول بأول ..مسكين لؤي ماله ذنب .لك محد قال له انه ينضم ويا جراح
عشان يهينوني انا...
رتبت من شعرها ويوم تأكدت من مظهرها تحركت على طول للطابق التحتي ..للحين ما تتكلم ويا امها زين...
يمكن لن غزلن انصدمت بمعاملة امها لها ..لكن اهي ما راح تنزل روحها لحد ..حتى لو كان هالحد اهي امها
..نفسها عزيزة ..واهي ما غلطت بشي..
طلعت منالبيت وهي توقي عيونها بيدها عن الشمس ...وبهدوء راحت لعند العمال ووين يشتغلون ..لقد لؤي
قاعد يحفر في الرسم اللي كان على الخشب عشان يطلع التصميم عدل ..وبهدوء نادته..
التفتت لها لؤي وهوو مستغرب من الصوت ..ويوم شاف ويهها اتهللت ملمحه بالفرحة والسرووور..
لؤي :يا هل والله..
غزلن بدلل :هل فيك ...عساكم عالقوة
لؤي وهو موو مصدق نبرة غزلن ...:الله يقويييج..
كان مثل المهبول عليها ...ومفتوون لخر الحدود ..غبي واحد ..بلعب عليك لمن اقول بس ..وانت على غبائك..
وحلجك المشرع..
غزلن وهي تتفحص الشغل ..:شغل مضبوووط ..والله مادري شلون اشكركم ..او اشكرك..
نبرتها كانت قاتلة بالنسبة للؤي ...:الله يخليج ..انتي السبب وال احنا ما كنا بنيي ونبدع عندكم ..مع اننا
مبدعين ..بس وجودج
اهو اللي زاده ابداع
غزلن :ههههاي ..سلمت وما قصرت ..من طيب اصلك..
لؤي وهو يكمل :طبعا اهو حلو بس اكيد حلووو بسبب شغلي وتفنني عليه) ...يبتسم بغباء في ويهها( شرايج؟
ضحكت وهي تحس بخاطرها انه يبيله كف على ويهه ..:صح ...انزين ..ابيك في كلمة بيني وبييينك...
ما صدق لؤي ..حس روحه بيحلق ..:انا؟؟؟ تبيني انا؟؟
غزلن بدلل .. :مادري ان جان اكو احد غيرك يستاهل اني اكلمه..؟؟
لؤي وهو يقط المحفرة من يده ويبتسم بمل ثمه ..:افا عليج ..مالج ال انا ..حياج الشيخة ..اعتبري نفسج في
بيتج...اووه ..هذا هو
بيتج ..حييني حييني
ماصدقت غزلن درجة الغباء اللي اهو عليها ..ولكن ما عورت راسها اكثر ..وتمت تماشيه بغبائه وتفاهته ..لن
اللي تبيه منه لزم
تلقااااه ..وما تحاول انها تستفز صبرها باي نوع من النواع..
يوم قعدووو عند الكراسي كانت مائدة صغيرة من الكيك والقهوة والحلااوة البسيطة مصففة بعناية..
ساسواتي اللي سوتها ..ويابتها
على امر من غزلن..
غزلن :تفضل..
لؤي وهو يحمل اكثر من كيكة بيده ..وويوم حس انه ما يقدر يصب له
القهوة ...:لو سمحتي ..صبي لي قهوة..
غزلن وهي تناظر يده المترووسة بقرف ...لبت طلبه بكل سعاااادة وابتسامة مزيفة..
تم ياكل لؤي من غير حاسية وهو متلذذ ..وشرب القهوة اللي عطته ايااااه وبعد ما خلص..
لؤي ..:ااااااااح ..احلى كيك كلته بحياتي ...اكيد انتي اللي مسويته صح..
غزلن بصدمة :انا؟ اطبخ؟؟ وليش ..عندي بدل الطباخة ثلاث .وكلهم بشهادات عالمية
لؤي بعفوية ..:يمكن ..بس مو بحلااوة اذا كان بيد راعية البيت والحلل ..صدقيني ..حتى لو كان مرر بيظل
حلوو
استغربت من كلمه هذا ..وتمت تناظره وهي مو مصدقة ..لكنها ما اهتمت للموضوع وايد وبدت سالفتها اللي
تبييييه فيها..
غزلن :لحظت انك تشتغل تحت امرة ...جراح الياسي ..
لؤي وهو ياكل من الحلوة الثانية :اي نعم...
غزلن وهي تراقبه بحاجب مرفووع ..:بس انا حسيتك اكثر معرفة ودقة منه ..ليش ما تكون شريجه بدل ما
تكون موظف تحت امرته
لؤي :لنه اهو صاحب الورشة الوحيد ..وانا ما عندي اي ملكية فيها ..واهو زين منه شغل واحد عطالي بطالي
مثلي ..يعني مثلم اي
قولون مد ريولك على قد لحافك..
غزلن وهي تضبط اعصابها من غباء لؤي ...:صح كلمك ..ما شاء الله عليك فاهم كل شي
لؤي بحبووور ..:صبري علي شوي ..انتي للحين ما جفتي شي ..انا لف الدنيا وادورها بصبعي هذا) ..يرفع
السبابة (
غزلن وهي حاسة انها بتنفجر ..:...انزين ..ليش ماتفتح لك ورشة ...بعد عن الشراكة وعن المرة ..عشان
تكون سيد نفسك ..وبالخبرة اللي عندك
قطعها لؤي وهو ياشر على الكيكة اللي يمها :بتاكلين هالقطعة؟ظ
غزلن تمت تناظر لوين يأشر ..ومدت له الصحن اللي عليه الكيكة ..:تفضل..
لؤي وهو يلتهم الكيكة ..:شكرا...
ظاقت نفسها وهي تشوفه شلون يتصرف ..بمنتهى السوقية والغباء ..من وين طالع هذا؟؟ من اي حفنة من
الناس ظاهر لها ..شهالحظ العاثر اللي حط انتقامها في قمة الغباء هذا ..؟؟
لؤي وهو يرد عليها :عن اللي قلتيه قبل شوي ..اني افتح ورشةلنفسي ..فهذا شي صعب ..ودي بس ماقدر..
لن السيولة والخبرة عندي ضعيفة شوي ..فلذا بنتظر جم سنة عند جراح..
غزلن وهي تحك راسها :انت مستعد انك تتم بهالوظيفة..؟
قالتها بقرف خل من عيون لؤي تناظرها بكل روعة وشفافية مثل اليهال ..:ليش؟؟ تشوفين غلط او شبهة في
هالشغلة
غزلن وهي تهز راسها :ل ل ل امن قالللل ...صل على النبي بالعكس ..الشغلنة وايد شريفة وتسد الرمق.
بس) ...قردنة( ما
تناسب واحد مثلك ..شكلك زقرت وكشيخ ..والنجارة مو من ثوبك..
لؤي وهو يبتسم بحيا ..:انتي اليوم صراااااحة تضغطيني من اقلب ..انا مقدر على المدح ترا اخبرج من الحين..
بس اذا تبين تمدحيني لج مطلق الحرية ماقول لااا)..ابتسامة ناصعة( ااقبل كل شي منج..
غزلن وهي خلص فقدت كل ذرة من اعصابها :انزين انا اقول لك اني مستعدة اني امولك ..في ورشتك
اليديدة...
لؤي وهو مستغرب منها ...:وليش يعني؟؟؟ توج تقولين انها شغلنه ما تناسبني
غزلن وهي متورطة :ل بس ...حسيتك ...حسيتك شغوف بها لدرجة انك مستمتع بها
لؤي :اي بلى مستمتع بس اذا تحسيني اكشخ من هالسوالف ..ليش ما تطلعين لي فكرة يديدة..
غزلن وهي ضايعة :فكرة يديدة؟؟ مثل شنوووو؟
لؤي :تشوفيني زقرتي ويبيلي شغلنة سنعة تناسبني ...ليش ما تدبرين لي شغلنة ثانية ..عطيني مثال..
غزلن وهي تفكر ..وتحس نفسها منحرفة ابعد الحدووود عن خطتها ..:..اممممم ..يمكن ....مكتب تخليص
معاملت
لؤي وهو يستند ويقهقه بضحكه طفولية ..:الله يهداج بس ..غيره غيره
غزلن وهي فاجة عيونها عليه ..بس فكرت انها تجرب مرة ثانية .. :امممم محاسب..
طلع منا لبناية وهو معتزم الوجهة لبيت فاتن ..يزور خطيبته اللي ما فكرت ول حشمته واتصلت فيه تطمنه عن
احوالها ..لكن اكيد
ملتهية بأهلها وناسها ..ولزم تكووون مشغولة فيهم ..يا حبيبتي والله..
---
في البيت فاتن كانت تفضي اغراضها شوي شوي ..ويوم وصلت لعند العلبة البنية لقتها الفرصة المثالية انها
تسأل أمها عن
هالعلبة ..او عن المفاتيح ..عشان تفتحها وتلقي شي من مواريث ابوها ..او حتى عمتها عالية ..لن ابوها يمكن
اهو اللي احتفظ
باجزاء من اغراض عالية بعد وفاتها..
وتوجهت عند امها تسألها..
فاتن :يمة
ام جراح بتحبب :عيووووون امها
فاتن وهي تبوس امها:حبيبتي انتي ..يمة وين مفاتيح الصناديق اللي كانو بالكاراج
ام جراح باستغراب :عند باب الكاراج البراني ..ليش؟؟
فاتن :ها ..ول شي بس ..اسأل عنهم..
راحت فاتن عن امها وعلى حسب تعليماتها لها لقت المفاتيح معلقين..
في حلقه دائرية كبيرة وخيط ابيض معلق فيهم ..سحبتهم وراحت لدارها وهي تسرع من خطوتها ..والله العالم
شبتلقي..
جربت المفاتيح كلها ..وما قدرت انها تلقي اي واحد يناسب ..ال الخيريي ..لقته اسوود معفن يمكن من زمن
الغبرااا ..وفتح
الصندووق ..وتوها بتفتش اللي فيه ...دق جرس الباب...
راحت تفج الباب عن امها هي تغطي شعرها ..رفعت سماااعة التلفون عشان تشوف من اهوو
فاتن :نعم؟؟
سمع مساعد صوتها وابتسم ...:فجي الباب اقوووول
فاتن باستغراب :من معاااي؟؟
مساعد يتصنع الخشونه ..:من يعني ..هذا انا..
فاتن :أي نعم بس من معاااي؟؟
مساعديبتسم بهداي :هذا انا مساعد..
سكرت السماعة وعلى طول فجت الباب وظلت واقفة ...تناظره وتشبع عيونها من مظهره..
كانت لبس بانطلون شاموا اسود وقميص ماروووني وعليه جاكيت صوفي اسود ..والشعر مايل على جبينه
بتعب والنظارة على عيونه ..ويوم شافها سرع من خطوته ووقف عندها على الباب..
فاتن والحيا بخدودها : ..يا حيا الله من يانا..
مساعد :الله يحييييج ويخليج..شلونج؟؟ شخبارج؟؟
فاتن وكانها ما سمعت سؤال :والله زارتنا البركة
ضحك مساعد :الله يبارج فيج ...شخبارج فاتن
فاتن وهي تهمس :هاا؟؟؟ انا ..بخير ..انت شخبارك؟؟
مساعد وهو يكلمها بهدوء :بخير والحمد لله ...بس ...مشتااااق لج..
فاتن اللي احمرررت من الحيا على كلمته هذي ...ما كانت تدري ان ارتباكها هذا كان مضاعف فيه بس هدوئه
ورزانته ما سمحوو له بانه يتحرك بعكس ما يبي...
الفصل الثاني
-------------
دارت الدنيا بعيون فاتن وهي تقرى هالنوتة الصغيرة المعلقة على سقف غطاء العلبة ...كانت راسها محتر من
الخوف والتوتر اللي جاسها من لحظات ..فتمت تنبش في الشياء اللي داخل بقلة صبر ..طاحت على رزمات
من المقطوعات الشعرية والقصاصات اللي فيها كلام من سالف الزمان والعشق..
لقت كتاب .او اشبه بالرواية ..فتحتها لقت فيها كلمة) ..حبيبـــك م .الدخيلي( وتاهت في الحيرة والضياع..
بدت تنبش في الرواية لقت
ان بعض السطور مخطوطة من تحتها ..او كلمات معينة وكانها تشكل جمل ..من زود الصداع اللي صابها كانت
الكلمات تتراقص بعيونها وما قدرت تثبت نظرها اكثر ..لمن ترجع كل هالقصاصات وهالشعار...
من...
ال بصوت الباب يندق عليها وهي بسرعة سحبت الشال اللي كان على سريرها وغطت الغلبة يوم انفتح عليها
الباب
ام جراح بصوت واطي :يمة فظحتينا يم الريال وين رايحة عنه ومخليته بروحه
قامت على ريلها وواجهت امها :اسفة يمة بس ...كنت ابي ..اعدل شعري
ام جراح بابتسامة :وييي بسج تعدل لهالريل والله بتينيين ترى..
فاتن بضحكة باردة :ل شدعوة يمة بس شعري كان مظايقني..
تدفع امها عشان تطلع وياها من الغرفة ..ما تبيها تحط بالها على الصندوق الي تركته ...واول ما حطت بريلها
بالصالة طاحت عيونها
على مساعد اللي كان مرخي راسه على طرف وهو مسكر عيونه ..م .الدخيلي ..من م الدخيلي ..الدخيلي
عايلة مريم ...من هذا اللي
بحرف الميم ..غيره ...كانت حواجبها تعلن اضطراب روحها ..وعذاب ويهها كان اهوو العنواان ..اللي مثل
جريدة تنشر خبر عاجل بالبونط العريض ..بس الحمد لله ان مساعد مسكر عيونه ..الظاهر انه وايد تعبان..
راحت وقعدت عنده ...ول اراديا مدت يدها على كفه ..واوتعى مساعد ..وعيونه من التعب حمرت..
مساعد بصوت تعبان وآسر :وين رحتي عني؟
فاتن وقلبها يضطرب من الدق ..:ل بس كنت في غرفتي شوي..
مساعد يبتسم وهو يطالعها ..:محلوووة
فاتن بحيا ابتسمت لكن تذكرت الرسالة بسرعة ..وغابت ابتسامتها ..:تفضل ..اكل لك شي..
مساعد وهو يوطي حسه :انا مو يوعان
فاتن :ل شنو مو يوعان ..بترد امي يعني ..اكل لك لقمة زين طيب معدتك..
مساعد بابتسامة ناعمة صغرته عشر سنوات عن عمره ..:وكليني بيدج عشان يطيب الكل
استحت فاتن وبعدت عن بالها الكدر اللي جابهها..
هذاك الوقت مناير كانت نازلة تحت ...وشافت مساعد قاعد تحت ويا فاتن ..وعلى طول سحبت لها شال
وحطته على راسها .خلص الحجاب صار جزء ل يتجزا منها اهي وسماهر ..مع ان الكل تم يتشمت عليهم
بالمدرسة يازعم فقدووو الكشخة ..لكن مناير بغرور نفسها قدرت تثبت الحجاب وتحطه غصبن عن الكل..
وطلعت جدام مساعد ..هذي يمكن اوول مقابلة لها ويا زوج اختها ..الضخم من نوعه..
مناير بابتسامة عريضة :...السلم عليكم
تم يناظرها مساعد بدهشة ...شكلها مقارب بصورة طفولية من فاتن :.وعليكم السلم..
ابتسمت لها فاتن :حياج منووور..
مناير وهي تقعد مجابلهم بحيا :الله يحيييج...
وقعدت وهي تناظر مساعد بحيا ..وتمت تفصفص في شكله ...نسخة رجالية من مريم ..بس فيه من لمعة
عين لؤي ..لكن امه المصرية كلش مااا خلى ول بقى منها ..حلوو ..بس مادري ليش مااا حسه يناسب
فتون..اسمر اسمريكا مو فتوون بلقااا ..تمت تناظر اختها اللي كانت تببتسم في ويهها مثل الخبلة ..اكيد
منحرجة ..مادري احرجهم شوي..
مناير وهي تهز ريلها .. :متى بتعرسووون؟؟ ابي افصل لي فستاان بالملجة ما صار لنا وقت..
ابتسم مساعد بشقاوة وفاتن اختنق لون ويهها من الغمج ..وبصوت واطي :منوور مو وقتج
مساعد يبتسم لمناير :عاد انا مثلج ..اقول متى بنتزوج ..ونغرح الكل ..وانتي تفصلين فستاانج وانا البس
بشتي...
مناير :هههههههه .بشت ..مال اول يلبسون بشت ..البس تاكس
رفع حواجبه مساعد بضحكة :تاكس
منايربغرور :اي ..تاكس ..خلك كلسيك شوي ..لمتى الدشدااشة والبشت ..خلكم زقرتية..
مساعد :ههههههههههههههههههههههههههههههه
فاتن وهي مختنقة من الغيض :منور ..قومي حبيبتي ..روحي لسماهر اكيد تنتظرج الحين
مناير وهي تهز ريلها وهي متأكدة من نجاح خطتها ..:ل والله ما تنتظرني اهي اليوم بترووح المستشفى
لظروسها) ..تتوسع ابتسامتها( فاضية انا...
فاتن وهي تناظر مساعد اللي مستااانس شكله على مناير :انزين خلج هني ..بس سدي حلجج شوي..
مناير وهي تناظرها بدهشة :فتون صج متى بتتزوجين خلص خلينا نفوشر ببيتنا اليدي ونعزم الناس..
مساعد :ليش ومن قال لج ان العرس بيكون في البيت..
مناير صفقت بيدينها :اكيد في فندق صح؟
فاتن بحيا :منووور
مساعد يوافق عليها :أكيد ..وافخم الصالت بعد ..وع شنو بيت ..انتي توج تقولين خلنا زقرتية ونعرس في
بيت؟؟ ما يصير..
سكتت فاتن وهي تغطي ويهها من الحياا ..ومناير نقزت من الفرحة :واااااو بموت من الفشار ارحموني
شوي ..ماقدر مرة وحدة تظهر لنا المائدة ..يالله فتوون كل ما عيلتي يكون احسن ..وال اقول لج ل ل..
ابطي ..عشااان اجهز كل شي بحذافيره )..وهي تمد يدها لقطع
الخيار المقطع في صحن(
ثووورت فاتن على مناير :منووور ..حبيبتي ليش ما تروحين تساعدين امي في غرفتها ..قاعدة بروحها
خاويها ..
مناير وهي تتخصر :ولش ما تخاوينها انتي؟؟؟ )تناظر مساعد اللي كان ويهه محمر من الضحك( اووه صج...
البعل الكريم هني) ..قامت على طولها (..خلص عيل انا بخليكم ....وهني وعافية على قلبج خووي مساعد..
ول تخف في الزيارات ..خاطرنا نتعرف عليك عن كثب..
مساعد وهو يبتسم لها :افا عليج ..ما طلبتي
راحت مناير وممساعد راق لها بصورة كبيرة ..الظاهر انه واحد كشيخ وتكانه ..الله يعين بس ما يطلع حمار
مثل مشعلوووه ..وهي بدربها رايحة لمها شافت باب دار فاتن مفتووح على خفيف ...وابتسمت بمكر ودشت..
تبي تجووف شيابت لها فاتن من اميركا لنها نطرت ونطرت تفج فاتن عن الصووغة وفاتن ما فجت ..اذا هي
ما بتفج انا حاظرتن لها يعني مافيها فرق كلنا خوات..
دشت بكل هدوء وحاولت قد ما تقدر انها ما تطلع صووت ..ويوم دشت داخل الغرفة لقت الشال اللي على
السرير وكأن شي تحته ...سحبت الغطاء بكل هدووء وشافت العلبة مفجووجة وجم ورقة طايحة على
السرير ...راحت وقررت منها جم قصاصة ورق مكتووب فيها جم بيت شعري او نثر حلوو ..استعجبت منه
مناير ..وتمت تدور في العلبة اكثر لقت فيها صور ..وصورة صفرا قديييمة وكأن اللي فيها فاتن ...لكن مو
فاتن هذي ..شوي شكلها مريض ومصفرة والصورة يبين عليها قديمة ...هذي العمة عاليـــة ..ما عرفتها مناير
لنها ما ربت وياها مثل ما ربت فاتن..
تمت تقرى في القصاصات والوراق ..منها رسايل واشعار ومنها مكاتيب تعبر عن شوق الليل للنهار ..وشافت
في كل ورقة توقيع ..مـ الدخيــلي ..من هذا الدخيلي؟؟؟ هذي عايلة زوج فاتن ...ومن هذا اللي يكتب
هالرسايل ..وكلها لشخص واحد ..عمتي عالية...
حست لصوت جريب منها وعلى طول سحبت لها جم ورقة وجم صورة وطلعت من الغرفة بسرعة ..وبدل ل
تروح لمها طلعت برى البيت لنها كانت معزمة على زيارة بيت سماء عشان تكمل تحقيقاتها عن مشعل..
لنها بدت تشك فيه لقصى الدرجات ..وسماء اكيد تعرف شي معين عن اخوها مايصير ما تعرف عنه واهو
قريب منها جذي..
=================
خالد اللي كان مع فاضل وهم يغسلون السيارة .بجد ونشاط ..واحد البتسامة مو مفارقة عينه والثاني يراقب
الول باستعجاب وفرحة..
لن دوام المحال والحمد لله ان مزاجه تغير ..ال والراديو يشتغل على أغنية تراثية عراقية..
))هذا الحلو جاتلنــي((
خالد يصوت على فاضل :طول طول على الصــــوت..
راح فاضل وطول على الصوووت..
هذا الحلو جاتلني يا عمة ..فدوة شقد احبه واريد اكلمه..
وانتي اشلون عمتي ..وبأيامه افهتمتي.
فرغ مساعد عن الكل ..وام فاتن اللي استأذنت منهم وراحت تنام نومة العصر اللي تحب تقظيها ..خذت فاتن
الكل اللي ما أكل منه
مساعد ال بالغصب ..شكله كان تعبان والسواد محايط عيونه ..مرهق اكيد ..ما نام بالليل ال يمكن نص
الوقت ..اهي نفسها ما قدرت
تنام بس تحس بنشاط السعادة فيها مستحلها كلها ..لكن كل شوي ..كل ما ترجع وتفكر بالرسايل اللي
شافتها قبل شوي ..تفكر ..يا ترى من اللي في عايلة مساعد كان قريب منها ...بعدت عن بالها امكانية مساعد
مثل او احد ..يمكن من طرف عمامهم ..لن لو كان مساعد اهوو اللي عمتها كانت تحبه ..ما تدري شراح
تسوي ..يمكن بتطيح في دوامة من الشك والصراع النفسي اللي ما راح تهديها..
كانت تغسل الصحون بكل هدوء وتنشف كل واحد على حدة وبعدين تروح للثاني ..وسمعت ضحكة من وراها
والتفتت ..كان مساعد واقف وهو مستند على الباب...
راح لعندها بس ما وقف وياها ..وتسند على الطرف الثاني وتم يناظرها وهي تشتغل ..مستغرب ..او مراقب..
حست بعيونه مثل السووط اللي يضرب من حدتها ..وطالعته لقته هايم في الماي اللي كان يشتغل على
الصحن...
ويا هالضحك دخل جراح البيت وهو عاقد النونة مستغرب حس من اللي في المطبخ..
اول ما دخل شاف مساعد واقف وهو يضحك ..وفاتن ماعطته ظهرها وهي تدخل الصحون مكانهم ..استغرب
منهم وتم مبتسم..
جراح السلم عليكم
مساعد وهو يهلل بويه جراح :وعليــــكم السلاام
راح لعند مساعد وحيااااه ..:يا حيا الله من يانا..
مساعد :الله يحيك ويبقيك..
جراح يناظر فاتناللي كانت تشيل وتحط في الغراض معصبه وظاق خلقه شوي ..علباله للحين اخته على
كرهها لمساعد..
جرا ح بهمس لمساعد :شفيها القنبلة الذرية؟؟
مساعد يبتسم :مافيها شي بس ضغطها شوي..
جراح يبتسم بفرح :لااا؟؟ عيل حلل عليك
فاتن التفتت لنها سمعت اللي دار بيناتهم :حلل علي؟؟ ونعم الخوو انت ..بدل ما تهاوشه وما تخليه يتطنز
علي...؟
جراح وهو يحط يده على جتف مساعد :والله هذا الريال انا ما تدخل في حياته وهو حر فيج حرمته وعلى كيفه
لو علقج بالمروحة) ..يتلفت( وين بعد ما عندنه مروحة ..سامعة؟؟
فاتن وهي تتنخصر وترفع حاجب ..:بنشوف بعدين هالكلم ويا حرمتك ..نفس الشي ولاااا...
جراح :لو سمحتيييييييييي ..حرمتي ما عليج منها ..هذي تقعد على فرش من ريش ..واللي يظايق اذنها من
كلمة اقطع لسان اللي ظايقها..
فاتن تضحك :خووووش ريال ..ليش ربي ما رزقني واحد مثله )وهي تخز مساعد(
سكت عنها مساعد وعطاها جم نظرة تذوب الصخر وجراح اللي تكلم :والله الناس اجناس ..ومساعد له
سحره في شخصيته ..مووو مساعد؟؟
مساعد يبتسم :تسلم وما تقصر....
اما فاتن اللي للحين ساكتة بسبب نظرات مساعد لها ..صج انه اذا ضحك او تغشمر يرد لسنين ورى ..بس
معظم الوقت جدي ويبين عليه كبر السن ..يمكن هذا اكبر سبب يخليني انحرج منه على أقل الشياء ..مو مثل
خالد او جراح ..غير عنهم مساعد ..حتى بتصرفاته وهدوئه العميق..
فاتن :زين انتو طلعو الحين خلوني اسوي الجاي واييبه لكم
جراح :بس عيل ما نعطلج ..حياك مساعد
مساعد :شنو حياك البيت بيتي يا اخي..
جراح وهو يحط يده على صدره :اوه عيل مسامحة الخو ..حييني زييين..
مساعد :ههههههههههههههه حياك الشيخ ...
ومشى جراح وهو طالع من المطبخ وهو يفكر انه يفاتح مساعد بموضوع مريم ول يخليه لبعد ما يشاور امه
عن هالموضوع ..بس لزم يلمح له بالسالفة وامه ما بترفض ..ومن مثل مريم ..مريم اللي ما تنرفض ابدا..
وبصورة غير طبيعية ومن غير اي ادراك ..ياتها صورة مشعل اليوم الفجر وهو واقف جدامها ..صج انها ما
تحس له ول تجدم ول تأخر عليه ..بس ماتدري ليش حست بالخوف ..يمكن خايفة من مساعد لو عرف انها
اليوم وقفت وياها ..لكن اهي ماسوت شي غلط ول خططت لهالشي ..الله يستر بس من تفكيررر مساعد لو
درى..
-------------------------
نرجع لمناير اللي كانت اول شي في بيت سماهر قعدت ويا ارفيجتها شوي ومهمة البحث عن الحقيقة كانت
في بالها لذا ما طولت وراحت على طول لبيت سماء ..معلوم ان اخر مرة وايد اثرت من كلم ام مشعل لكن
اهي نادرا ما تعطي السفهاء ويه ..لكن لزم اهو بيتها ولزم تحترمها ..الله يعين بس اشلون بتستقبلها..
دخلت البيت بهدوء ككل مرة وطلت براسها مثل المتطفلة الصغيرة..
حست لدفوو البيت وتجدمت داخل ...مشت بهدوء على اطراف اصابعها..
كشفت عن المكان بعيونها اللوزية وما حست ان احد موجود ..ابتسمت لنفسها ومشت بسرعة على اطراف
اصابعها لعند الدري صوب غرفة سماء..
لمن وقفها صوووت احد بنص الصالة ..ما كان احد غريب فهي تعرف هالصوت
التفتت وهي مكرررهه ويدها على صدرها :بسم الله الرحمن الرحيم ..انت ما تقول لي من وين تطلع..؟؟؟؟؟
كملت هالجملة وهي تمتلي بالندهاااااااش والستعجااب من اللي تشوفه جدامها ...شخص غريب وجديد
الملمح على عيونها تمـــاما..
كان مشعل اللي كلمها ولكن ما كان مشعل اللي تعرفه ..مشعل هذاك وع ..لكن مشعل هذا ..رووعة..
كان حالق وويهه منوور ببياضه ..عيونه العسلية الفاتحة تبرق بالضووء ..وشعره مثل شعر جراح ستايل وقصة
حلوة ..لبس بيجاما
كحلية ومبينته كشيخ ..وظلت واقفة جدامه مثل الصغيرة..
مشعل وهو راص عيونه في ويهها :انتي دومج تدخلين البيت مثل الحرامية
مناير :شنو شنو شنو؟؟ انا حرامية ..والله انتو اللي بيتكم مشرعه بيباانه ما تعرفون اختراع اسمه مفتاح
وقفل...
مشعل :اوف اوف عليج ..بلعتيني دقيقة وحدة) ..يبتسم لها( سماء مو هني لو تبينها!!!
مناير بدهشة :مو هني؟؟ وينها؟؟
مشعل :مادري طلعت ويا ابوي ...شكله خذاها سوق ول شي..
مناير وهي تفكر بويهه مشعل :أهـــــــــــــــــــــــا )بعد هدوء(بس عيل انا مالي قعدة هني..
مشعل يراقبها بعيونه وهي تطلع من البيت ..واخرها :مناير..؟
التفتت له وهي تزفر بمل :نعم؟؟؟
مشعل :انتي ليش تنقزين بكلمج صوبي ..؟؟؟ انتي جايفة مني شي غلط
مناير وهي تبتسم بدهاء...:زين انك فتحت الموضوع ..انت قول لي ..انا جايفة منك شي غلط عشان اسوي
كل هذا
مشعل وهو يرف بعيونه ..مرتبك من مناير شوي :ل ما اذكر اني سويت شي غلط ...ليش انتي حاسة بشي؟
منايير وهي على ابتسامتها .:ل تسوي روحك ما تدري ..انا اعرف ان لك شي في بيتنا ...واعرف انك طول ما
احنا كنا بعيد عن بيتنا ايام الترميم كنت هناك ..شكنت تسوي ..هذا اللي ما عرفه ...وشلي بينك و) .....غيرت
رايها( على العموووم انا ماشية
مشعل يوقفها بصوت حاد :شلي بيني و ..كملي؟؟؟
مناير وهي تلتفت له...:انا اكمل؟؟؟ ليش انت ما تعرف...
سكت مشعل عنها ..وحس بخطورتها اقوى من اي لحظة ..اهي دومها كانت تنغز عليه بالكلم ..بس الحين
حسها تعرف اشياء اهو ما حط باله عليها ..مثل ..شلون عرفت انه كان يدور في بيتهم طول هذيج الفترة؟؟
اكيد احد قالها لها..
ومن بعد ما اختفت عن البيت طلع وراها يبي يلحقها ويخليها تكمل اللي بدته فيه من دائرة للشكوك
والوساوس ..اخطر شي يمكن يصيده اذا احد فهم او عرف اللي يجول في باله من افكار ..اويكشف شي من
مخططاته..
لكن ..وقف على الباب وهو يطالع ابعد طرف من بيت بو جراح ..ولقى شخصين واقفين على الباب ..البنت
عرفها ..ومن غيرها منال عيونه وكحلها ..والثاني ..صاحب ابشع كوابيس ولوعة عاشها مشعل طول غياب
فاتن عنه بهذيج الشهور اللي طافت ..ومن شدة الصدمة ظل واقف مكانه وهو يطالعهم..
دخلت فاتن وتوجه مساعد للسيارة ..اللي توه بيدخلها ال انه التفت للشخص اللي كان يناظره بحدة الصقر..
توقف مساعد مكانه وهو مستقيم بطوله ..مو مصدق اللي يشوفه ...ما تمنى انه يشوف هالشخص ابدا مرة
ثانية بحياته لكن ..الدنيا وظروفها اقوى من اي ارادة ...وكاهم تلقو...
بعيون مساعد كانت رغبة مسح مشعل عن الوجود ..وعشان يلبي هالشي ..فكر انه يتجدم له ..لكن ..مو
حركات رياييل ..لحد الحين اهو ما تعرض له ..ول سوى له شي ..لكن ان سوى يا ويله ..ما بيلوم ال حاله
ونفسه ..وعلى هالفكرة ونظرة الحتقار بعيونه دخل سيارته مساعد ..وقبل ل يطلع فيها وصلت سيارة ثانية
عند بيت فاتن وطلعت منها البنت نفسها الي جافها امس ..لكن ما اهتم ..طلع بسيارته من منحنى ثاني
وغاب...
اما مشعل اللي ظل يناظر مساعد وهو ينتظر منه اقل حركة ..تنهد وقرر انه يلف ويدخل البيت..
-------------------------------
وتلحقوو الثنتين ويا بعض وطلعو من المطبخ ..ويلست فاتن ترتب في الغراض بهدوء ..وجراح يحوم عليها
مثل الذبانة..
جراح بصوت مشابه لليهال ل بغو شي ..:فتوون
فاتن تقلد على نبره صوته :..هااااا؟؟
ابتسم لها :شفيييج؟
فاتن وهي تماطل :انا؟؟ مافيني شي ..سلمـــــــتك ..انت اللي شفيـــك؟؟
جراح يتصنع :انا؟؟ مافيني شي ..سلمة قلبج ..
فاتن :الحمد لله عيل..
ابتسمت لتردد اخوها في الكلم ..احلى شي ل لقيتي ريال يصعب عليه يبيدي اللي في خاطره ..لكن قلعته
خله يولي ..ما بتتكلم له ال
لمن يتعب على عمره ويتكلم ...واخيـــرا تكلم جراح
جراح :فتوون ..بسالج سؤال
فاتن :اسال؟؟
جراح وهو يحرك يدينه ساعة ويمسحهم ساعة :تظنيني مؤهل للزواج؟؟
ناظرته بعيونها بخبث :من اي ناحية يعني؟؟
جراح :من ..كل النواحي ..شنو من اي ناحية بعد ..اهو الزواج له نواحي
فاتن وهي تفهمه :ل يا خوي .قصدي ..من ناحية مادية ول عاطفية...؟
جراح يهز راسه :كل النواحي ..تظنيني مستعد؟؟
فاتن وهي تفكر :اممممممممممم ..عاطفيا ..مليوون اكيد ..ماديا ..مادري انت شرايك؟؟؟؟
جراح باستغراب :شلون ما تدرين؟؟ انا اشتغل لعلمج
فاتن :ادري تشتغل بس ..هذا الشغل اللي انت تبي تتم عليه؟؟
جراح :فتووون ..انتي تدرين شكثر تدخل الورشة؟؟؟ ما تتصورين ..احنا لنا سمعة بالنجارة وانا ما دري..
وماشاء الله انا افكر
بالتوسع يعني ما بنتم جذي ..جريب ان شاء الله نتوسع وتزيد الشغال..
فاتن تبتسم :الحمد لله رب العالمين ..يارب خير وعافية عليكم ...بس ما تحس عمرك شوي صغير على
الزواج..
جراح يبتسم بألم :واحنا باخر سنة ما كبرنا زيادة عن عمرنا يا فاتن؟؟؟ تظنين اللي صابنا كان هين؟؟
فاتن وهي تفكر بحزن صوب ابوها ..الويه اللي افتقدته بكل عنفووااانها ...:الله يرحمك يا ابوي....
عم الصمت بين الثنين ..وما قدرت فاتن ال انها تكابد دمع هالك من عيونها ..تظن انها راح تقدر عليه لكن
ماااا قدرت ..وظلت تبجي وهي تمسح بعيونها ..واحترم اخوها بكائها ..ويوم هدأت..
جراح بصوت مبحوح من شدة اللم ..:فاتن ..انا محتاجلها ..واهي محتاجتلي ..ما نقدر نعيش من غير بعض ..انا
اعرف اهي شتجاابه
بهالوقت ..بس انا ولله فاهم وابيها الحين قبل بعدين ..بس ابي رايجز .تعرفين ..انتي رايج دومه من راي
امي ..واذا قلت لج بتوقين
وياي ..وبتخليني اربط حلمي بالواقع واصير خلص ..ملك لها واهي ملك لي) ...مسك يدين فاتن( تكفين فاتن..
وقفي معااي..
فاتن وهي تذرف دمعه خفيفة :افا عليك يا جراح ..لك مو بس وقفتي ..ال روحي كلها فداااك ..مو بس اوقف
وياك ال اكون كلي بكلي
معاااك ..انت تجدم بالخير) ..شدت على يده والبتسامة منورة ويهها( والله معاااك..
جراح يضحك في ويه فاتن :عيل خلص ..اذا امي وافقت خلينا انروح من اليوم
فاتن :ههههههههههههههههههههههههههه صل عالنبي ..زواج نورة جريب ل تخرب عليهم هالعرس ..وانتظر لبعد
الزواج ..ونجوووف الخير..
صبر جراح نفسه ..وهو متوجة صوب غرفته ..الليلة بيكلم امه ..وان شاء الله راح توافق وما راح توقف
بويهه ..يعرفها الزم ما عليها
فرحته وما بترفض بنت مثل مريم ..وان شاء الله تعدي كل المور بخير ..ويرتاح ويفتك من هالهموم اللي
مشيبة راسه ..واهم شي ..يفتك من اللزقة غزلن..
قبل ل تروح فاتن لدارها رن تلفون البيت ..وراحت له وهي ما تفكر بشي ..وردت على السمااعة..
فاتن :ألو....
مساعد وهو يتسمع صوتها ...شلون ناعم وشلون مكتفي..
ضحكت فاتن..
مساعد وهو يكابد اله اللي اختلجت صدره من ضحكتها :يعني جذي بعد صلة المغرب ..تتعشين في بيتنا
وتقعدين ويا نورة لنها اهي اللي
طالبتج..
فاتن :ول يهمك ..انت بس قول لي الوقت وانا اييك..
مساعد :خلص عيل الحين
فاتن بدهشة :هااا؟؟
مساعد :هههههههههههه ..بعد صلة المغرب ..على الساعة ست ونص جذي ..خبري الوالدة ...
فاتن :ان شاء الله..
كان ودة لو انه يقول لها كلمة حلوة قبل ل ااا يخليها لكن الغيوووم )مريم ونورة لزقين فيه لزززق( وسكر
الخط عن فاتن بهدوء ..ونورة اللي انصدمت
نورة :ويييييييييييييييييييي طالع هذا ما عنده سنع ..جذي تسكر عن زوجتك؟؟؟ صج انك ما تعرف للرومانسية..
مريم :هههههههههههههههههههههههههه
مساعد وهو محرج شوي لكن ما بين هالشي :عيل شتبيني اسوي؟؟ ابوس السماعة ول احطها على صدري
عشان تسمع دقات قلبي؟؟؟
نورة تبتسم :مافيها شي ...سو لها جذي ..بالعكس هالحركات تسيح البنات
مريم :ما عليك منها مساعد هذي قمة الخراااطة والمراهقة ..عمرها الف سنة وللحين تسوي هالحركات
مساعد :ههههههههههههههههههه
نورة محرجة :جبي يا مال الدعسة..
مريم بصدمة :انا مال الدعسة ..هين ان ما فشلتج ..تصدق مساعد هذاك اليوم شتسوي؟؟ اتعافر ويا فيصل
من اللي يسكر ..ال انت سكر ..ال
انت قبل ..ل انت قبل ..انت قبل ..انزين انا وانت بنف الوقت..واحد ..اثنين ..ثلثة
مساعد :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مريم تكمل بحمااس ونورة ميتة من الحياا ...:وفوق كل هذا ما سكرته ويا الواحد والثنين والثلثة ..وتمت نص
ساعة لمن اخرتها سكرته..
يمكن فيصل سحب الفيشة ول شي
نورة معصبة :ل تجذبيــــــــــــــــــــن
مريم تطلع لسانها بحركة حرررررة .. :ال سويتي جذي...
نورة تضرب بريلها الرض :وانت ما تجوفها قاعد تضحك عليها
مساعد هو يغطي ويهه بالضحك اللي ملى بطنه :هههههههههههههههه حسبي الله عليج مريم والله هلكتيني من
الضحك..
نورة وهي زعلنة :لكن هين يا مساعد ..الحين تخليها تتغشمر علي وتضغطني وانت تبارك لها...
مساعد وهو يمسح عين دامعة :والله حرام عليكم ..ذبحتووني ..انا بذبح روحي خلص ..والله مشكلة اللي
يجوفكم حريمي موو خواتي
مريم وهي تلم مساعد من قفاااه :وي فدييييييييييييت ريلي ..تصدق لو انت ريلي ..جان وناااااااااااااسة
الحسناء والوحش
مساعد يناظرها بدهاء :الحين انا وحش؟
نورة :تهبين اخوي وحش انت الوحشة..
------------------------------
ليلة في نيويورك..
ما رضت هيام انها تطلع ويا رؤيا ال بعد فترة طويلة من الترجي لها ..وما قررت انها تطلع ال بعد ما حست
انها لزم تكمل يومها
بفرررح ..بعد هالتقدم في الخطة اللي اقدمت عليها ويا زياد لزم تهني نفسها وتكااافئ ..لذا طلعت ويا رؤيا
بابهى حلة ولحلى حفلة في افخم الصالت .صج انها كانت مسكجر بين النجليز والعرب الي ما كانو عرب
بس اهي فاهمة وواعية وما حطت نفسها بمواقف اهي بغنى عنها...
تمت مستمتعة بالحفلة وهي تشرب العصير وتاكل من المقبلت اللذيذة ..لمن وقف في ويهها ريال اشبه
بعارضين الزياء من حلااه ..لكن فيه شي كره نفس هيام فيه ...تم يسولف وياها واهي ابد ما تعطيه ال نقاط
بسيطة عنها ..ويوم مل منها راح ودور له على وحدة ثانية..
وفجأة من ابواب الصدف ظهر زياد عند باب الغرفة اللي الحفلة فيها ومعاه جماعة من الشباب ..هيام ما
انتبهت له لكن رؤيا بلى وعلى
طول راحت لهيام وخبرتها بهالشي ..هيام لنها ما حسبت حساب هالشي كانت شبه المضطربة ..لكن اول ما
حست ان عيووون زياد كانت عليها
على طول تلبست بالهدوء وبادلته بابتسامة المعرفة اللي بينهم ..وتقدم لها...
زياد وهو يعلي على صوته اللي يضيع وسط الفوضى ..:شتسوين هني؟؟
هيام :امتع نفسي ..وانت؟؟
زياد يعي على صوته :اعرف واحد ..يعرف واحد ..يعرف واحد يصير لصاحب هالحفلة) ...ابتسمم(
هيام!!!! nice :
سكتوا عن بعض وهيام قلبها يضرب من الضطراب ...وزياد اللي كان في قفزات من المزاج ...فرح لنه
شافها ..وحزن يوم ذكر الي قالته له
اليوم ..وانبسط من تغييرها ..ولو ما هو على حساااب نفسه..
راحت عنه وهي معتزمة انها تخليه ينتظرها شوي ..لذا راحت ودورت على هذاك الريال اللي كان يسولف
وياها قبل شوية ..وتمت واقفة
وياه في موقع على مقربة من نظر زياد ..بالعمد عشان يجوفها..
وحققت اللي تبيه لن زياد وقف وهو مصطلب مكانه يناظرها وهي تضحك من كل قلبها لهالشخص ...ويوم
سوت نفسها انها لحظته اشرت عليه
وهي حاملة جاكيتها راحت عنده ...لكن الريال اللي كانت وياه تجرأ ومسكها من ذراعها بعد ما عجبته
سوالفها...
ارتعدت هيام وزياد ثارت فيه الغيرة ..وبغير اي تفكيرررر تجدم لعند هاللي واقف وماسك يدها وبعد يده بنظرة
حادة واخذ هيام وراح وياها مكان ثاني...
ظلت تعد دقات قلبها المتسارعة من الموقف اللي صابها بس الحمد لله ان الريال ما مسكها من ذراعها بس
طرف التي شرت ..ولكن موقف زياد
منه اهو اللي مسبب هالدقات...
زيادبعصبية :ماتقولين لي ليش واقفة معاه وانتي قايلة انج بتيين وياي
هيام تتصنع الهدوء :شفيك زياد عادي اهو من معارفي وتكلمت وياه
زياد يتقرب منها وهو معصب :ما يهمني من معارفج ول لء .ان صار هالشي وتكرر ما تلومين ال نفسج..
هيام :ليش ان شاء الله؟؟؟ مسئول عني ول مسئول..
زياد :جب ....يالله بل حركات ارعة..
تبتسم له بخفة ودهاء ..ولكن ما كانت تدري ان ابتساماتها طعناات في قلب زياد..
بعد صمت...
زياد وهو يهدء نفسه ..:هيام؟؟ ممكن اعرف ...انتي شفييييج اليوم؟؟
هيام وهي تتصنع الجهل :انا؟؟ شفيني؟؟ ما فيني شي؟؟؟
زياد وهو مستغرب :غيـــر ..وما افهم لج ...تعامليني جني انسان وانا عمري ما حلمت بمعاملتج..
هيام فرحانة لهالشي ..:ليش؟؟ انت ما تتمنى اني اعاملك زين مثل ما اعامل الناس؟؟
زياد :ل بس ...مو جذي ..مرة وحدة ..قبل يومين جفتج وكنتي هنيام اللي اعرفها ..لكن اليوم) ...يحك راسه
بعصبيه ( ممكن اعرف السبب منج انتي هيام
هيام وهي مووو ناوية انها تخفف علي هالشي ..جابهته ..وهي مشرقة الويه ..واثقة من نفسها ..ومن
شعورها ..ومن كلمها ..وفوق كل هذا ..من خطتها..
هيام ...: ..اكيد ممكن ...انا تجاوزتك زياد ..وحبيت واحد ثاني....
......
هيام وزياد
فاتن ومساعد
خالد وسماء
والهم ...جراح ومريم ...شلي ينتظروونه ..ومصيرهم ..شنوو راح يكون...
بيدين راح تنحل كل هالمور ..ويدين راح تتصعب هالمور..
شنو دور مناير في هالقصة ..وشلون راح تكمل هالحلقات المفقودة لختها ..وشلوون راح تمنع مشعل من
هدم حلم جميل ..او هل راح تستطيع تسوي هالشي ...؟؟
أكثر ما كان يخوفها اهي زيارتها لبيت عمها المستقبلي ..مع انها تعرف لطيبة قلب ام مساعد ال انها ما كانت
عارفة شلون راح تتعااامل من قبلها والحين انقلبت الموازين ..فهي تغير دورها من ارفيجة بنتها العزيزة ..الى
زوجة ولدها العزيز ..ومساعد مو اي ولد ..على حسب اللي عرفته من مريم قبل تواجده بحياتها وبعد..
مساعد بمثابة الب الثاني في البيت ...وهذا شي ما استغربته فاتن لنها تعرف لمدى سعة صدر مساعد ..أللي
يتحمل شي من وحدة غريبة
مثلها عليه..
لكن هالمل كان غير محقق لن ام مساعد ما كانت في البيت ..بس بعد كان الشي احسن بالنسبة لها ...
مستعدة لشوفتها لكن بعد ...وظلت
طول الوقت ويا نورة ومريم وتعرف اخبارهم وتضحك لسوالفهم ..مثل ايام قبل ..بس بفرق ان البيت صار
بيتها ..مو مثل قبل تيي ويا ابوها ول ويا امها..
كل من سماء وجراح ومناير وام جراح يركبوون النافورة الصطناعية وسط الرض اللي انفرشت بالتربة
عشان تنزرع ..وكان الجو ول اروع ..صح انه بارد لكن النتعاش كان شي حلوو ..طبعا مناير كانت في جهة
وهي تقرى في الرسايل اللي كانت عندها ..وكل ما تختفي يناديها جراح ويقطع عليها الجولة التحقيقية اللي
اهي فيها..
الرسايل كانت مثيرة للشك والجدل ..رومانسية صح ..تعبر عن علقة روحية اكيد ..لكن من من؟؟؟ م
الدخيلي؟؟ من يا ترى ..اخووو مريم؟؟
ماظن ..لنه لو كان يحب عمتي عالية ما راح ياخذ فاتن ..ولو كان هالشي صحيح فليش اخذ فاتن؟؟ عشان
سبب معين يعني ول؟؟؟
طلعت من البيت وهي بالمواجهة ويا مشعل ..ويه العنز ما غيره ..مع ان العنز ابعد ما يمكن يقرب له لكن
مشاعر مناير المضطربة لمن تلقيه خلت هاللقب مصاحب له ..هو بعد شافها بس من تحت نظارته..
ركب السيارة وبنفس الدرب كانت مناير طالعة تمشي بهدوء لبيت سماهر ..طاف من يمها بسيارته الكابريس
السودا وغاب عن الطريج بالمفترق ..ظلت واقفة دقايق وهي تناظر بيتهم وتناظر السيارة اللي راحت ..تمت
تتفحص الشارع لقته خالي من الناس ..وبفكرة جنونية..
قررت انها تقتحم بيت مشعل ..وبالقتحام هذا ..بتدخل غرفته وتدور فيها اللي تقدر عليه عشان تلقى سبب
لعلقته ويا اهلها..
وعلى طول ..مشت بسرعة لداخل الباب اللي ما كان مسكر ..مفتوح على خفيف ..وبدل ل تدخل من الباب
الرئيسي راحت لعند باب المطبخ..
وتمت هناك واقفة وهي ماسكة انفاسها ..تراقب الخدامة من الدريشة يالله تلقى شي ..وبالفعل ..طلعت
الخدامة من المطبخ لداخل البيت..
وعلى طول انتهزتها مناير كفرصة ..لكن وتوها بتدخل المطبخ ..صوت من وراها ناداه ...وتجمدت مثل قطعة
الخشب..
------------------------
في غرفتها كانت هيام قاعدة ..سرحانة بحالمية في ذكرياتها مع زياد ..الرجل الوحيد والول والخير اللي
بيدخل حياتها ..هذا اللي تأكدت منه من بعد ما عرفت انه اهو حمد ..صج ان قلبها كان ماكلها على
هالموضوع ..وكانت تتسائل باليوم الف مرة قبل ل تعرف الحقيقة ان كانت جادة مع حمد وال اهو السد اللي
بتواجه الفراغ اللي يحايطها وبرود معاملة زياد معاها ..لكن يوم عرفت انه اهو نفسه زياد ..ارتاحت نفسها
اكثر ..وقلت الصراعات والشكوك ..صح انها عصبت على هالمعاملة لكن ..الشي في النهاية يبقى حلو ..شلون
انه اقبل على خطوة يائسة عشان يتقرب منها..
بعدها تذكر شكله من بعد اعترافها بحبها لواحد غيره ..شلون ان رجولته انطعنت ..وبان غبائه ولااحت بوادر
الخوف على شكله ..اهو ظن انه بهالشي بيتقرب مني ..لكن في قلبه ندم وتأنيب ضمير انه علقني في
انسان وهمي ل صلة له للواقع ...وما احلى شعووور الندم فيك ياااا زياد..
---------
من طرف ثاني كان زياد في تقلب كبير في المزاج ..طاح في ورطة وطيح معاااه هيام ..وما يقدر يتخلص منها
بسهولة لنه بيحتاج لقووول
الحقيقة ..وقول الحقيقة معناااه نهاية كل امل او حتى بصيص مع هيام ..لذا عشان يخفف من الوضع ..اتصل
في عبد الرحمن يستمد منه أراء..
زياد :ادري عبد الرحمن المشكلة كبيرة ..بس )تخترق صوابعه شعره بعصبية( اوووووف مادري مادري ..كل
شي صار غلط ..والسبب انا وغبائي...
عبد الرحمن :هدي اعصابك يا زياد ما يسوى عليك ..اسمعني ..انا اعطيك رايي وياليت تتقبله..
زياد :ل عبد الرحمن ..ماقدر اعترف لها..
عبد الرحمن :يالله عليك ..انت خليتني اتكلم ..اسمعني ..ماهي هذي فكرتي ..ابقول لك ..ليه مااا تخلي حمد..
يبتعد عن هيام ..يقول لها انه بيتزوج ول بيخطب ..هذي سوالف كلسيكية حقتنا شباب الخليج يعني كل بنت
تصدقها..
زياد :انا ولله الحمد مو نذل
عبد الرحمن بضحكة :وبهالحركة عاد انك حمد ...وش تكون فيها؟؟ ملك...
زياد وهو يسند جبينه للجامة !!I don't need this :ليش ما منعتي منه يااااااا النذل خليتني اغرق ول
وقفتني؟
عبد الرحمن يبتسم بشر relax dude :بعدك على بر المان ..صدقني ..زوج حمد ..وانهي قصته من
هالجابتر ..وبتعيش في سعادة وأمان مع الست هيام..
زياد :آآآآآآه ..امري لله ..شبرنامجك انت؟
عبد الرحمن ..:مدري والله الظاهر اني بجلس بالبيت؟
زياد بسخرية :ليش وينها لزقة جونسون؟
عبد الرحمن بقرف :ياخي ل تجيب سيرتها ل عاد ليلك ..والله انها نااااااشبة ببلعوومي ..كيف كانت تتغلى
وطبعها ناري ..وكيف صارت الحين ..يالله خلها على الله كلهم كم فصل وارجع من محل ما جيت..
زياد يبتسم :الله يعطيك على قد نياتك ..يالله ..انااخليك الحين..
عبد الرحمنadieus :
سكر زياد عن عبد الرحمن وهو يفكر في خطة يديدة ...لزم لزم تنجح هالخطة ..حمد تواجده من البداية كان
غلط ..لكن كل غلط ولزم يتصلـــح..
--------------------------
خالد اللي كان في المعمل يشتغل بتعب .عيونه كل شوي تسكر لكنه يرد ويصحصح ..صحته متأزمة من ظيق
التنفس لكن اللي يصبر ينال ..وفجأة
توقف الشغل عندهم بالبريك القصير ..كان معمل للزجاج واللومنيوووم في الثاث ..لقى عنوانه من عند احد
الربع ..وفي هالبريك تعود من فاضل اييه..
تم قاعد عند حافة المصنع يم جماعة من الشباب ..وكلها دقايق وياااه فاضل..
فاضل بابتسامة :عساكم عالقوة
خالد يبتسم بنعوومة :الله يقويك..
قعد يمه وولع زقارة ...وبعد مدة..
فاضل وهو يأشر بصبعه اللي ضام الزقارة .. :جم الراتب بالشهر؟؟
خالد وهو يحك عينه من تحت النظارة :على هالتعب وهالمذبحة 250 ..دينار ..صافي ..لكن ويا الوفر تايم
والعلوات .. 350
فاضل بصرخة تعنت :واااااااا ما يسوى عليك؟؟ جم شهر بتشتغل هني ان شاء الله
خالد يبتسم :خلص هذا شغلي وبيمع منه ..
فاضل وهو يهز راسه ومنكس عيونه ...:بعدك على هالفكرة؟؟؟
خالد وهو ياكل من السندويجة ..:اهممم..
فاضل :انزين ماكوو بديل ثاني؟؟ مثل ..تعال معاي اشتغل..
خالد :لاا ..مابي) ..يحط السندويجة مكانها( عاجبني المكان وين ما انا قاعد ...مرتاح ولله الحمد..
فاضل :بس يا خالد انت صحتك مو لهناك ..انت ناسي عندك الظيجة ونظرك ضعيف ومثل هالشغلت تتعبك
زود
خالد :خل عنك محاتى الحريم انا مافيني شي ..احسن منك ومن شكلك..
سكت عنه فاضل وتم يمز بالزقارة لمن خلصت ..وخالد يشرب الماي ..ويوم خلصت من الماي..
خالد يحط يده على جتف فاضل :فاضل شصاير بينك وبينها؟
فاضل يولع صلب ثاني ..وبشفااايف مبيضة ..:اتقول انها ما تبي واحد مو مكمل دراسته ...وما تبي واحد
يشتغل الشغلنه ..وتبي وتبي ..ياخوي ..زمان اول تحول ..وما عادوا البنات يقنعون بالجليل ..الله يسترها..
خالد بنظرة متفهمة :طيب اهي ما طلبت شي مستحيل ..اهي كل اللي طلبته كان من مصلحتك؟
فاضل :اي مصلحة يا خالد انت الثاني؟؟ روحتي للمدرسة يعني اهد الشغل واذا هديت الشغل من لهلي..
خالد :الله عليك تصعبها الحين ...في شي اختراع اسمه المدرسةا لليلية..
فاضل يبتسم بألم :ناسي اني مكمل ثانوية ..هذي تبي جامعة...وانا مالييي خلق ..والزم ما علي اهم خواني
احط عيوني عليهم..
خالد يهز راسه :انزين ومن قال لك ان هلك بيتضررون..
فاضل هني تنهد بحرارة :لنها ما تبي هلي يااا خالد...
سكت خالد ..عاقد النونة وهو فاج حلجه شوي ..ما تبي هله؟؟ عشان يحصلها لزم يتخلى عن هله.؟؟؟ فاضل
مستحيل يترك هله عشان احد ..ول حتى عشان نفسه..
سكت خالد وابتسم فاضل ..:..جفت شلون؟؟ جفت شلون ان بنات هالزمن تغيروا ..مو مثل قبل ..الي تتمنى
انها تعيش ويا ام الريال وخواته
وتعاشرهم ...ااااااه الله كريم..
خالد وهو يهز راسه بتشاؤم ..:الله يطلعنا من صرعات هالزمن ..بنات ما يبون اهل الصبي ..وبنات ما يبووون
فقر الصبي ..وبنات يبون وما
يبون؟؟ تدري شلون؟
بنبرة حزينة :شلون؟
خالد وعيونه محتدة .. :اللي خلقها خلق الف غيرها ...اللي ما تبي هلك معناته ما تبيك ..خلها عنك ما تبيها..
اهي صج بنت ول كل البنات ...بس ما تستاهل ..
فاضل وهو يشيح بعيونه ..:ل تقول جذي ..مهما كانت هذي القلب..
سكت خالد عن فاضل ..مع ان تفكيره غلط لكن صح كلمه ..اهي مهما كانت حبيبته ومصدر فرحته بيوم من
اليام ..ودعى في قلبه ان ما اييه يوم يخليه اهو وسماء يتعرضون لمثل هالشي ..مع انه مستحيل بس محد
ضامن اليام..
----------------
وقف قلب مناير لدقايق لكن سرعان ما رجع لدقاته يوم شافت الشخص اللي كان يناديها ..محد غير سماهر
اللي لحقت بها وهي تشوفها بالشارع..
مناير تراجعت عن العتبات وراحت سحبت مناير لعند زاوية مخفية عن العيون..
بنظرة تأنيب تراجعت سماهر عن مناير ..وطلعت من البيت ..اما مناير فمسكت على قلبها وتمت تهدي
بعمرها ..ومرة ثانية تمت تراقب المكان
لقته بعده خالي من الخادمة ..فشكرت ربها على هالشي ..ودخلت المطبخ بخلسة وهدوء وهي تلف الشيلة
عدل ..تمت تمشي على اطراف اصابعها لمن وصلت لزاوية كان الدري واضح منها لفوق ..لن المطبخ كان
مفتوح من جهتين جهة على الصالة وجهة الدري ..وركبت على الدري
بهدوء وقلبها يرتعش من الخوف ..كان احد قاعد في الصالة وصوت التلفزيون على قناة اخبااارية..
ركبت لفوق ...ووصلت بأمان ..تمت تتنهد بهدوووء وهي توقف ارتعاشة الخوف منها ..وعلى طول من غير اي
تعطيل دخلت داار مشعل ..لنها
شافته اكثر من مرة واقف هناك ..يم غرفة سماء ..واول ما دخلت كان الظلم لف الغرفة ...وفتحت الليتات..
-------------------------------
بدت التنجيدات للقعدة اللي من بعد ما ناجر الكل غزلن عليها بدو يمدحونها ويطرون على التصميم الحلو..
وغزلن صاحبة النفس المغرورة ما عطتهم ويه لنها بعدها ما نست هواشهم ..ولحد الحين ما تكلم امها ول
امها مبادرة بحركة معينة تبين انها مستعدة تسامح بنتها لنها قاعدة تغلط والدلع لعب براسها وخربه ..بتخليها
على حالها لمن اهي بنفسها بتدرك غلطها ..يمكن هذي خطيئتهم انهم دللوها زيادة عن اللزوم لكن بعد اللي
يكبر يعقل..
كان لؤي اللي مستلم شغل الورشة لجم يوم لغياب جراح عنها وانشغاله في حديقة بيتهم ..بالنسبة لغزلن
فهو رسم خطته عدل ..اول شي ايننها .بعدها اعرف اللي في راسها ..من بعدها يعقلها ..واخر شي..
يتزوجها ..خلص البنت دشت راسه من ورى وجدام يعني ماااكو مجال انها تبتعد عنه او انه يتنازل عنها ..لو
شنو صار ..حتى لو اهي ما بغت .الظاهر من معاملتها ويا اهلها انهم بايعينها ما يبونها ..دليعة ومدللة وانا يا
حبي للدلل .اكبر دليع ..خلص..
اهي لي وانا لها ..بس ياويلها لو عذبتني لني ما برحمها بعذبها بالمقابل..
كانت غزلن قاعدة عند طرف البرجة وهي تقرى في كتاب ...الكتاب كان عذر عشان تقدر تقعد وتراقب
روحات وييات جراح اللي قلت في الفترة
الخيرة ..لكن اهي ما تبي تشوفه بالعكس تبيه يبتعد عن لؤي عشان تقدر تسيطر على هالغبي ..مسكين..
قالت في نفسها ..مايدري ان
ارفيجه يلعب من وراه ويحب اخته ومسوي فيها قصة روميو وجولييت..
لكن انا اوريك يا جراح ان ما خليتك تنقهر وتيي لعند تتوسلني لحبي ..ماكوون غزلن..
عقدت حواجبها غزلن ورفعت عيونها عن الكتاب ..ناظرت غصون اللي كان حاجبها مرفوع بطريقة مقرفة..
وناظرت لؤي...
بهجوم ماله معنى ..:ما تستحين
غصون بضحكة مؤلمة :شفيـــج ..الحديقة من ابداعج ..مو هذا الولد بعد..
غزلن :انتي وحدة متزوجة غصووون..
غصون وهي تتهكم .. :متـزوجة؟؟؟ لحقيبة دبلوماسية وبدلة ارماني ...وين الريال ...مادري..
حست غزلن ان نبرة اختها مشوبة باللم ..بس بعد ..اللي لمحت له بمنتهى الغلط..
ناظرت لؤي مرة ثانية وهي تحرك السلسلة اللي على رقبتها وغزلن قلبها يهبط من دقاته ..خوف هو ..ول
شعور ثاني..
غصون .:تدرين ...هالولد فيه شي ..مادري ..شي عميــق ..اليوم شفته وانا داخلة البيت ..وابتسامته فيها
ذكرى حلوة..
بسخرية ناظرت غصون اختها ..ورجعت للبيت ..وفي فكرها تجول ذكرياتها ...عن مساعد الدخيلي؟؟؟ يا ترى
هالذكريات ..شتتعلق عنه؟؟ وفي شنو؟؟؟ وما هو دوور مساعد في حياة غصون؟؟
------------------------------
في السوق مريم وفاتن ونورة يتجولون بحرية وضحك وشوشرة ..السايق اللي وصااه فيصل انه يتبعهم بكل
خطوة كان اهو الحرية ...كانو ساعة يشترون وعشر ساعات يسولفون ويضحكون ويتسامرون مع بعض..
ومريم اهي سيدة المجال..وفاتن اللي ما بخلت لن حياتها باميركا علمتها قليل من اسلوب النفتاح ..ما عادت
مثل قبل ل مشت عيونها معانقة الرض ..علمتها جولتتها ويا مساعد انها تطالع وتشهد وتحلل وتفكر بالشياء..
وبآخر الجولة قعدوا في مطعم على جانب من المجمع وطلبو شي يشربونه عشان يروون عطشهم
نورة وهي مثارة وويهها محمر ..:والله اني ماقد فرحت بشوبينغ كثر هذا..
ابتسمت فاتن ومريم ردت بشراسه :قوليها بعد لن فاتن معانا
نورة :وليش ماقول ..ال اقول ونص) ..بابتسامة رضا( انا مادري ليش حسيت بان فاتن خيار ل يعلى عليه
كزوجة لحد اخواني ..وخصوصا مساعد
انحرجت فاتن وحمر ويهها ..اما مريم ردت بصرامة :والله انا كلش ما شفتها حرمة لحد اخواني..
فاتن تضربها على جتفها :وليش؟؟ مو قد المقام
مريم تاشر على ويه فاتن من غير ما تناظرها :طالع هذي؟؟ الحين انتي مو قد المقام؟؟ ليش بالله واحنا عيال
منوو يعني؟؟ ل بس ..انا ماشفتج حرمة لمساعد لنه بمثابة ابونا وما حسيت ارفيجتي الصغيرونة امي..
)ابتسامة غبيه (
فاتن :هههههههههههههههههههههه والله انج مو صاحية..
مريم بفخر ترفع حاجبينها ..:واعــتـز..
بوسط السوالف والعصير اللي ياهم قرروا انهم مرة وحدة ياكلون شي ويردون البيت ..وبالزاوية الثانية من
المطعم ..بعيد عن عيون مريم كان عايض ..قاعد ويا جماعة من الشباب وهم يتسامروون ومو هامهم شي..
لمن لفت نظره التنديل لنه كان يبي يطلب شي ..وشافه واقف عند طاولة مريم ومرة وحدة شافها وياهم..
وردت دقات قلبه تنبض لها البنت ..صج انها غريبة من نوعها واثرها اغرب عليه..
شلون تأثر بها وهو اللي ما قط نطق لسانه بلسانها ..يمكن لنها غير عن البنات..
وحاول انه يتجاهل وجودها لنها اخر ما يمكن انه يغزر نفسه معاها ..وكأنه حاس ان البنت مو من طينته
المايعة ..لكن بعد ..حس التحدي فيه ما خلاه على راحته ..ويوم ياااه التنديل ..مسك منديل واخذ القلم
وكتب بيت شعر علية وعطاه التنديل واشر له انه يوصله لمريم ..والتنديل الغبي بكل حسن نية راح ووصل
العصير مرة وحدة والمنديل لجهة مريم ..وحط المنديل المطوي يم عصيرها ..واهي بعد ما شربت العصير –
وعيون عايض ترقبها من تحت لتحت -سحبت المنديل عشان تمسح ثمها ..وبالصدفة لقت المكتوب..
ليتك تعرف ان الهوى سهم ذباح ..وقلوب عشاق المحبة رقيقة
استغربت مريم من المنديل ..بس ما عطته انتباه اكثر ..يمكن احد كاتبه بالغلط ..بس شلون اييب لها منديل
وسخ ..صج انه حمار ..وما تكلمت ويا احد زيادة عن الموضوع لنها بمجرد ما جعمزت المنديل نست
لموضوع ..وبدت في سواليفها ويا مريم وفاتن..
التنديل رد مرة ثانية عند طاولة غير عن الطاولتين واشر له عايض انه اييه ..وسحب منديل ثاني من بعد مااا
شاف ردة فعل مريم عشان يأكد لها عن الموضوع ..وكتب على المنديل شي ..وعطاه التنديل اللي بكل غباء
ورحب صدر وصله لمريم ..وهالمرة عطاها ايااه في اليد واهي استلمته باستغراب وتوتر ..وجدام عيون كل
من نورة وفاتن..
وليتك تعرف اني ليا شفتك ارتاح ..والقلب يسعد يوم يلقى رفيقه
تظايقت ..يعني اول مرة غلطت ..ثاني مرة معناته تعمد ..والتنديل الحمار راح ول تقدر تسأله ..بس مردها
بتسأله اول ما يوصل..
فاتن وهي تراقب ملمح مريم المعصبة وهي تكور المنديل وترميه بالزبالة الجريبة :مريم علمج؟؟؟
مريم وهي عاقدة حواجبها بظيج :مافيني شي بس العصير مو حلوو..
نورة :طلبي لج عصير ثاني..
مريم وهي حاسة بحرارة في صدرها من الظيج والتوتر ..:ل مابي خلص ..هونت ..من يوم ورايح بشرب
ماي..
تبادلو كل من فاتن ونورة نظرة غريبة وعيون مريم اللي كانت تحس بظيييج بصدرها منكسة على الطاولة
ولحظ عايض توترها ..اكيد ومن اللي مثلها ما تتوتر ..بنت بمثل عفتها واخلقها اكيد بتتوتر يوم انها تلقي
هالنوع من " المظايقات" ..بس شسوي.؟؟ الشي اكبر منه!! تسبب له نوع من الجنون وهو الصاحي ..ويوم
يا عنده التنديل مرة ثانية ..سحب منديل وكتب اعتذار..
::..آســــــــف ..::
ووصله التنديل لمريم مثل الشعور وهو حاس بالفخر ما يدري انه راح ينكفخ بالنعال ..ووم وصل المنديل
لمريم اخذته بهدوئة وطلبت من
الهندي انه يوقف ..وبوقفه الهندي اضطرب عايض مكانه وهو حاس انه راح ينسطر اليوم ..وتم مكانه وهو
يحس بالرعشة تسري في صدره..
فتحت مريم المنديل ..وقرت كلمة
::..آســــــــف ..::
اشر الهندي بكل بساطة الى عايض اللي كان فاج عيونه بطريقة تبين انه انجك ..اما مريم يوم شافته دق
قلبها بعنف وفاتن ونورة يراقبون الوضع باستغراب ..من هذا الصبي وشفيها مريم وياه؟؟؟
نظرة مريم لعايض كانت قاتلة ..بحدة وبسواد خلها ما تحس ال بالقساوة بملمحها ..وهو اللي من الحيا ومن
نظرتها اللي خلته يحس بجيمته اللي تبخرت نكس عيونه للطاولة ..وتم محتاس مكانه لمن قام وراح ...وربعه
تمو يصوتون عليه وهو ابدا مو ماعطي احد ويه...
كانت الرجات في صدره عنيفة ومووو مصدق ان هالتصرف بدر منه ولمن؟؟
لبنت مثل مريم....
اما مريم بعد نظرتها الخاطفة والقاتلة لعايض كورت المنديل وقطته
فاتن مطالبة :مريم شالسالفة تكلمي؟؟
مريم وهي منزله عيونها وهي عاقدة حواجبها :.ل بس ..واحد واطي كل شوي يطرش لي منديل كاتب عليه
بيت شعر ..الظاهر انه مشبه علي بأحد
مثله..
نورة ابتسمت ومسكت يد مريم ..:ما عليج حبيبتي مثل هالمواقف صايرة وعيال الحرام كثار ..ل تعورين قلبج
وين ما تعور قلبها ..مريم قلبها من زمان انفطر على هالحركة اللي صابتها ..لكن تمت ساكتة وهي عاصية
الدمع بعينها ..ال ان فاتن اللي تفهم شعور مريم تجاه هالحركات عرفت انها كاتمة قهر في نفسها ..وعشان
تهدي من قهر ارفيجتها..
اشرت نورة على التنديل ويا لحدها وقالت له وعطته فلوس العصير وراحو ..مريم طول الرحلة لبيت فاتن
ظلت ساكتة وهي حاسة بنغصة في
قلبها ..تتمنى لو انها ما كانت في المجمع وجدام الناس عشان تلوي رقبه هالخسيس بالعقال اللي كان على
راسه..
سخيف ..رددت في قلبها ..مو كفاية شعره التافه باول ايام الجامعة والحين باديها وياي في المجمعات ..صج
انه جليل اصل ..وحيا بعد..
اااخ لو فيني اقول لجراح جان لوى له هاليد وكسرها ..خلها يحملها سنة كاملة على بطنه..
يوم وصلت السيارة بيت بو جراح كان جراح طالع من فترة خمس دقايق ويا امها وسماء ..رايحين محل
بورسلين يختارون جم اصيص وجرة عشان
يحطونها بالزاويات
-------------------------------
غزلن من طرف ثاني ظلت تجيل ببصرها على اوليات التنجيد اللي في القعدة ..وبعيد عن مشاعر النتقام
والضطراب العاطفي اللي عندها
استحسنت الشغل ..واستحسنت ذوق لؤي انه يخلي المكان باللون الخضر المخملي ..مع ان الشمس بتذبحه
ال انهم بيجددونه كل ما سنحت الفرصة..
تحسست الخلق وهي تبتسم بخفة ..وكان البتسامة خفية عن عيون الناس ..تبادل نفسها الطيبة اللي غلفتها
بالتصنع والغرور اللي ما منه فايدة ..باجر اخر ايام شغلهم عندها ..هذا اللي مر في بالها بتنهيدة ..ولزم اكمل
شغلي ويا لؤي ..عشان اقدر اسيطر على جراح من أول ويديد ..ما يصير اخليه يلعب فيني مثل ما يبي ..انا
بعد ابي دور في اللعبة..
اجهدتها هالفكرة ..من زمان كانت جاهدتها لكنها الحين حست انها على وشك الستسلم ..ومن زود الحساس
بالخذلن قعدت على الكرسي الغير مكتمل وهي تضم رجلينها لعند صدرها ..كانت الجلسة مغطاااة بالطربال
من الجوانب كلها عشان ان السماء تهدد بالمطار ..وما يبون الشغل يخترب قبل لاا يكمل ..وطبعا هذي كانت
بادرة لؤي..
لؤي ...تردد اسمه في بالها من غير اي حسبان ..اي شعور توقظ فيها اليوم من نظرات غصون العديمة الحيا..
شعور غريب ما حسته بحياتها ..وكان احد يتعدى على شي من خاصياتها ..ولكن هذي هي غصوون ..عمرها ما
كانت شي غير هالشخص ..مع انها كانت انعم من جذي....
بدلة ارماني وجنطة دبلوماسية ..هذا اللي وصفت زوجها من بعد قصة الحب الغرامية اللي جمعتهم ...يارب..
جذي الزواج بعد الحب؟؟ الزوج يصير شيء والزوجة تصير شي ..وتختلف المعايير والصفات وتتحول الى
اشياء ل حياة لها..
تبجي اهي صح ..لكن على شنو؟؟؟؟ على جراح اللي من أول ما عرفته للحين ما بادلها بادنى شعور من
مشاعرها الجياشة ناحيته..
تبجي على لؤي اللي بغبائه بيحطم مخططاتها تجاه جراح..؟؟
تبجي على فراق امها وفقدانها لصوتها الحنووون اللي حرمتها منه بسبب شي اهي ما تظن انها ارتكبت اي
غلط في قيامه؟؟
تبجي على اختها غصون ..اللي بطبيعتها القاسية ما سمحت لها انها تحزن وياها على حياتها اللي تمر فيها..
والظلم اللي انحطت فيه..
يمكن غصوون حبت زوجها لكن ..مو لدرجة انها ترتبط معاه ..او انها حلمت بالرتباط ..لكن اهو خذل احلمها..
تبجي على نظرات اختها لواحد اصغر منها يمكن باربع سنوات ..وكانها بنت السادسة عشر..
وبانعدام الفكار في راسها لحزنها العميق ..شهقت بطاقة عظيمة داعية للحزن ونكست راسها على ركبتها..
وكان شعرها البني ملموووم في عصبه رقيقة خلت الخصلت متدلية منها بهدوء وطواعيه..
مرت عليها الدقايق ..ومسحت دمعها بركبتها الي كانت مثبتتها بيدينها ..وحطت خدها اليسار المواجه لجدام
على ركبتها..
وبهالمواجهة شافته واقف جدامها تحت المطر..
كان لبس كاب ازرق مبلل من المطر وهو يناظرها بهدوء ..رفعت راسها وعيونها المظيجة بالدمع العميق
تناظره باستغراب ..تطالبه بايضاح
عن تواجده بهالمكان..؟
وكأنه سمعها وفهمها ..وتجدم بخطوة الى داخل الجلسة وسحب جنطة العدة اللي كانت تحت الطاولة..
وبحركته هذي انكمشت غزلن على
نفسها اكثر بظنها انه راح يتجدم صوبها..
لؤي بصوته الناعم وابتسامة طفولية مهدئة ..:نسيتها ..خفت ل تبوقينها ..ورديت لهم..
تظايقت لسبب او لثاني من سخريته ..وكأنها كانت موجهة لها شخصيا ..ووقفت على ريلها وهي تواجه
ابتسامته اللي استفحلت لرماد من نظرات
الجرح اللي كان في نفسها ..واهي انطلقت على عقبها وهي تمشي بالمطر بعيد عنه..
ما وعت ال للؤي يناديها من وراها ..وهووو مبللل بحدة من المطر :..غزلن..
التفتت له وهي تشهق من البجي :شتبي؟؟ ياي تتطنز اكثر؟؟ول ظل فيني شي ما تلعبتو فيه انتو الثنين...
ظل لؤي يناظرها بعذاب ..لؤي اللي عمره ما بدى عليه اللم والضنا ..كان وجهه يتضرج بالحزن على شكلها
ودموعها القوية..
غزلن وهي تشهق ...:خلص ..ما عدت ابي اشوفك ..ول اشوف رقعة ويهك ..واذا بصفي حسابي ويا احد...
بصفيه بطريقتي الخاصة..
وقبل ل تلتف على عقبها ياها صوت لؤي وهو واقف بحزم واتساع بسيط بين ريليه ..:تكونين غلطانة لو فكرتي
ان الناس ضدج ..انتي اللي
بنيتي السياج حول نفسج ..لزم انتي – بروحج -تتحركين وتنزعينها ..ترى انتي متساوية وياي..
رد تكلم ..:في لحظتج هذي ..بعذابج وبؤسج ...محنا متساويين ..انا صرت احسن منج...
ارتد على عقبه وهو بعده مواجهها ..رشح المطر زاد وكانه دم يتدفق من جرح عميــق ..ظلت غزلن واقفة
وهي تناظر اختفاء لؤي عنها بطريقة هادئة ...لمن وصل لعند الباب وركض واختفى ..صوت السيارة اللي كان
فيها ماكان مسمووووع ال عند التشغيل..
تعاسة غزلن زادت ..وألمها كبر ..وجرحها عمق ...دخلت البيت وهي تقطر من الماي وتركض من غير اي
وعي لداخل البيت ..ما انتبهت حتى لمها اللي كانت تناظرها اهي ولؤي يوم كانو واقفين..
-------------------------------------------
من وصلووا على طول تحركو للمطبخ لنهم كانو يواعة ..ومريم اللي كانت بائسة في السيارة اول ما حطت
بريلها على بيت حبيبها جالت الفرحة في خاطرها ..وتبدل مزاجها تدريجيا الى الخبال بعينه ..ظلو الثلث في
المطبخ يتعاونون في الطبخ ..فاتن تقطع السلطة ومريم تسخن الزيت عشان المقليات اللي بسوونها ونورة
تقطع الفواكه للعصاير ..ووسط التسامر والضحك والنكت والذكريات ..رن تلفون البيت اللي المطبخ كان فيه
تلفون موصل بخط البيت..
مساعد وهو ما يبي يطول بالموضوع اكثر ..:اذا عرفتي ليش لزم تخبرينيGive me a call, all right ..
gorgeousيالله مع السلمة...
ومن غير ما ينتظر ردها عليه سكره مساعد ..من شده عصبيته كانت يده ضاغطة على القلـــم ..رمااه وهو
يمرر يدينه بشعره بتفكير ..رجعت
حليمة لعادتها القديمة ..وانت يا مساعد لزم ترجع الياهل اللي كنت عليه معاها في التعامل ..تعقل نفسها من
نفسها ل ..ما يصير ..اوكي يا فاتن ..عيل ليش تخبريني؟؟؟ أبتسم في نفسه ..شاف ان الوقت شارف على
النتهاء ..وحزم اغراضه ورتب المكتب بهدوء..ترك الربطة مهملة مثل قبل ..حمل الجاكيت والجنطه وطلع من
المكتب..
شافته نجاة اللي كانت توها طالعة من مكتب بوزياد واستغربت ::رايح مساعد
مساعد وهالت التعب محايطة عينيه الجميلتين ..:اي نجاة ليش في شي؟؟
نجاة :ل بس كنت بقول لك ان..
انقطعت جمله نجاة بجملة ثانية ..:ان غصون الكندي هني ..ودامنك قاطع وما تسأل عن اصحابك ..اصحابك ما
يقطعوونك..
ابتسم مساعد لغصون ..وتذكر ..غصون.؟؟ وما ادراك ما غصون ..هذي البنت اللي كانت في حياته مثل
السحــر ..جميلة وبارعة في
الحنكة ..لكن اللي افتقرته اهو ..ذوق مساعد بالبنات ..كانت بعيدة كل البعد عن ذوقه..
مساعد بصوته الرجولي وابتسامة أسرة ..:اهلين غصون ..توه ما نور المكتب
غصون بوقفتها المحنكة ..:بوجودكم ..عاد ل تقول جذي جدام ابوي..
توه منصدم وما بعده صحى من الصدمة ..ههههههههههههه
مساعد وهو يتكأ على المكتب ..:حتى انا انصدمت ..متى أخر مرة من ييتي هني؟؟ ثلث سنوات؟؟؟
غصون بابتسامة ..:المدة بالضبط ..من تزوجت ..ما عدت ايي مكتب ابوي..
مساعد :بس طيفج ماااا غادر المكان ..غزلن متواجدة هني على اهب الستعداد
غصون بضحكة انثوية راقية :اي غزلن ...اممممم شي من نوعها هالبنت..
مساعد وهو يوقف على ريله مرة ثانية ويتنهد ..:اكيـــد ..كلكم عيال الكندي ..كل واحد يحمل طابعه الخاص
في نفسه ...على فكره شفت زياد في اميركا..
غصون وهي عاقدة حواجبها بابتسامة :وانت متى كنت في اميركا؟؟
مساعد وهو يبتسم وحاجبه المغرور مرفووع :مع خطيبتي ..كانت تسجل بالجامعة وشفته هناك ..زمـــالة
بالجامعة..
غصون ..:اااه ..خطيبتك ..قالولي عنها...
سكت مساعد وما تكلم ..وهجمت على باله ذكرى غصوون معاه...
غصون وهي تحرك من يدها المزدانه بالمجوهرات ..تراقب الساعة ..:الوقت تأخر ..وصار لزم ارجع لبيت
الزوجية ..اشوفك على خير..
مساعد :وانتي من اهل الخير والعافية ..سلميلي على الجنتلمان..
غصون :وانت سلم لي على الليدي..
مساعد وهو يحني راسه باحترام :..يبلغ...
راحت غصون من جدام مساعد وهو يناظرها ..صارت مثل لعبة البورسلين ..لمعة بالمجوهرات والملبس
النيقة ..لكن ما زالت مثل ما اهي ..فارغة المشاعر ..واكبر دليل ..لمعة عيونها اللي ما تغيــرت..
ومن بعد تحركها بفترة ..ياته نجاة وهي تسلمه بعض الوراق ..وبعد التسليم
ضحك مساعد عليها بعمق وطلع من المكتب بعد وداعها ..واول ما ركب السيارة التفت الى تلفونه الي كان
ناسيه من الصبح للحين هناك..
شاف ان فيه مسد كولين من فاتن ..واحد الساعة عشر الصبح ..والثاني الساعة .. 1ورسالة من بعدها
بتوقيت الساعة 9الصبح..
نسمة الهوا الباردة ..رسولة فاتن اثلجت صدره اللي كان متظايق منها ..وحس انه – وهو يبتسم ويحرك
السيارة -انه ضايع في متاهاتها ..في الوقت اللي تحسسه انه ماله قيمة او تواجد بحياته يلقى منها معاملة
مثيلة ..تكلمت معاي بالطريقة الجافة من غير ما تبين سبب ظيقها ..وكان الجفااااف من عوايدها ..ول اراديا
ول حسيا ..توجه الى بيتها ..يكحل عيونه بشوفتها..
----------------------------------
يوم فتحت مناير الليتات بالغرفة تمت واقفة تناظر الهدوء اللي يعم الديكور ..صور فاتن طبعا كلها راحت وكل
اثر من ذيج الثار تغطى بصور لوحات كلسيكية وبورتريهات ..ورسمات يدويه لملمح غير واضحة ..ظلت مناير
واقفة بتشكك وهي تسكر الباب وراها ..تمت تتنشق عطر الرجالي المتسكر بالغرفة زائدا البخوور الطيب..
تمشت في الغرفة بهدوء وهي تفتح المجارات ..شافت ورقة ودفتر نوتات على طرف السرير وسحبت صفحة
وتمت تكتب ملحظاتها عن الغرفة..
اول منطقة بدت فيها اهو الدريسرز .فتحت كل المجارات شافت ممتلكات مشعل فيها ..ما لقت شي مهم ..
تمت تحاوس بالعطور وشمتها ..كتبت ارائها عن كل عطر..
منها هالشعر..
>> يا حلو اليام لو ترجع على كيفي ..ما كان قلبي شكا فرقى مواليفه<<
>>كان قريب ول يحتاج تكليفي ..واليوم راح ودمعي صعب توقيفه<<
>>من عقب الحباب مكسورة مجاديفي ..غرقان واالموج يلعبي على كيفه<<
مناير بتفكير مسموع ...:ايام؟؟ ترجع ..فرقى ..قريب راح ..دمع ..احباب ..الموج؟؟ شيقصد فيه؟؟ فراق صح
لكن مع من؟؟؟؟
واول ما طرى على بالها من غير اي تفكير معين اهووو سفر اختها فاتن ..دق قلبها بعنف لدرجة انها مسدته
بيدها ..ويات على بالها ذكراها هذاك اليوم الصبح وهي تشوف فاتن واقفة مع مشعل ..وازدادت مجاري
الخوف في دمها ..وتمت تدور وتنبش اكثر...
لقت بعد قصاصة مكتوب عليها شي ..وبين هالشياء خط مرسوم بدقة باللون الحمر على سطر معين من
الكلم..
سيطر الخوف عليها بطريقة غيـر معقولة في بالها ..وتمت تدور ولكن بتوتر عنيف بين الشياء وتفتح
الدرووج ..ويوم ما لقت شي راحت لعند الدرج الثاني وهي تدور فيه وما لقت ال صندووق فيه كبكات اقمصة
ودشاديش ..ووسط هالدبابيس شافت سلسلة ذهبية فيها قلب ما عرفت شكله ال يوم سحبته ..كان على
شكل ورقة قديمة فيها آية الكرسي ..وبدت ماكينة الذكريات تشتغل عندها ..اهي تذكر هالسلسلة بس وين ما
تدري...
قطع فكرها صوووت رجولي متحدث من التفكير اكثر ..تجمدت فرائصها وخفتت حركتها من الضطراب..
ولكن بديهيتها الكبيرة خلتها تجمع الوراق و وتسحب بعضهم وتطويهم في جيب بانطلونها ..وتوها بتلتفت للباب
ال ان شي شد عيونها للنظر ..شي كان مدسوس تحت مخدة السرير الوثيــر ..بهدوء راحت لعنده وسحبته..
واهتز جسمها يوم شافته..
وما طولت اكثر لن الصوت قرب منها اكثر واكثر ..خلها سريعة الحركة لكن من غير انكار احتضار الروح من
الخوف على المستقبل البعيد ..فتحت باب الشرفة اللي كان فيه درج يوصل للباب الرئيسي وطلعت منه
ناسية فتحة بسيطة من الباب ...شردت بكل استطاعتها واهي تحس بالنار تتأجج فيها من الخوف والرعب..
دخلت البيت ومن غير اي كلمة توجهت لغرفتها ..سكرت الباب وقفلته وحطت يدها على صدرها وهي تحس
انها ميتة ل محالة ..بعد اللي عرفته اهي ميتة..
دخل مشعل داره وهو مسرع صوووب السرير ..ما يصدق انه نسى صورة فاتن تحت المخدة من بعد ما كان
يتأكد انه لزم يصطحبها وياه بكل مشوار من مشاويره ..قريبة من قلبه وبالضبط مع كل دقة من دقاته..
صاحبة مصاحبة ..مد يده لتحت المخدة ...فما لقى شي ..مداها اكثر ..وتوتر قلبه ..وتم يدور اكثر واكثر
واكثر ..لمن طاحت عيونه وهو رافعها على التيار الهوائي اللي كان يضرب الستارة ويلوحها في الهوا ..مثل
العاشقة الهائمة ..تدور على مسكن وملجا لكن هيهات الهوا يتلعب فيها مثل ما يتلعب القرصان بالسيرة..
مأرجحة بالهوا مطالبا اياها انها ترمي نفسها من غير الأمل بالنجااة..
سحب يده من تحت المخدة ببطأ ..ابيض ويهه وقست نظرته ..راح عند الستارة بهدوء وهو يسحب الباب
ويسكره ..ورفع عيونه مباشرة لبيت
بو جراح ..نظراته اخترقت الجدران بعنف ..جالت وجالت بين الردهات والصالت لمن وصلت الى هذاك القلب
اللي اهتز من الدق العنيف..
وكأن مناير بنفس الوقت حست لنظراته وسحبت روحها من الغرفة هربا منه ..وما شافت نفسها ال بغرفة
خالد فجت الباب وراحت عند
الستارة وكشفتها بجرأة وعدم خوف ..لبؤة تحمي عرينها من المخاطر..
وشافها بهذيج اللحظة مشعل ووسع فتحة الستارة ..وصار على مرأى منها..
رمت عليه من النظرات اللي تقدر ترميه ..سهام تخترق كبد السماء ولكن تظيع بغربة الفضاء وتضل دربها
لقلب مشعل مميتة ايااه ..وظل هو بنظرته الباردة ..نظرة القرش وهو ينقض على فريسسته ..ال انها بعيدة
المنال ..وبحركة تقدمية ..سكر الستاارة واختفى عن عيون مناير..
بهذيــــح اللحظة .بنفس الوقت تلقت سيارة جراح ويا امه وسماء بسيارة مساعد ...وانطلقووو الجماعة الى
داخل البيت...
الفصل الثاني
--------------
الجماعة انقسمت الى نصفين ..نورة ومريم اللي ظنو انها بتكون قعدة بسيطة فرحوا يوم عرفوا ان سيدة
المطبخ ام جراح نفسها راح تطبخ لهم شي ياكلونه على السريع ..لن الدخيليه معظمهم كانو في البيت..
وفوق كل هذا شيخهم مساعد الدخيلي ..اللي فاتن من شافته تطاير الشرر من عيونها لكنها حافظت على
هدوئها ..والجماعة الثانية كانت في الصالة ) ال وهما الرياييل( ومساعد كان ماخذ راحته على عكس ما هي
فاتن اللي تتقلب مكانها مثل الهايمة على ويهها ..لهو شوق ول هو من هالسوالف ..ال عصبية وقهر ..انها
تتصل فيه طول اليوم وترسل له مسج وهو ابد ل معبر ..لكن اييها بالظهر ويقول لها ويخرط الي يبيه ويسكر
التلفون ..هذي هي الحرب..
لكن ..ما راح تعصب ول شي ..بتخليها حرب باردة ..وهو اللي بيندم عليها..
جراح ..اول ما شاف مريم ونورة قاعدين في البيت حس بالنشراح بصدره ..لكن ما عاق انقلب هالنشراح
الى حاجة ملحة انه يكون مالك هالعايلة بينه وبين نفسه .ورغبته هذي اللي ما زال يؤجلها بدت مستحيلة
الـتأجيل ..وقرر ..ل بل صمم انه ما ينهي هالليلة ال بحديث خاص مع أمه وفاتن..
كيف كان لي قلب – افصح لنفسه -اني اشوفها قاعدة في البيت ..وانا عارف ان رغبتها هذي ألح في نفسي..
كيف اني ماني عارف كيف اخليها فرحانة ومكمل الدنيا بعيونها وانا ادري ..وكل واحد يدري انه بيده فرحة
البنت اللي حاطها بقلبه ..الصبر والبتعاد هو اللي يكدر الخواطر ويبعد المشاعر عن الطريج الصحيح ..لكن..
هذا الشي ما عاد مستمر ..مريم ما بتطلع هالشهر وما بترد الجامعة ..ال واسمي يلتف حوالي اصبعها ..وويهها
يشعشع بجمال امتلكي لها ..تحت إشراف أعز قدرة وأقواها ..ياربي ..يا حبيبي يا ربي ..وفقني بكل خطوة..
محـتاج للتوفيج ومن غيرك نطلب منه هالتوفيج..
زهب عشى الريــاييل وما رضت فاتن انها توديه بصمت وتجاهل لكلم امها..
ناظرت فاتن امها بطريقة تكسر الخاطر ..يعني انا ليش اروح له ..حرمته وخلص يعني لزم اطيعه ولزم
اسوي له اللي يبيه ..مادري من
الراقد عني صبح وليل ..ولمن اقول راقد ما اعني بالنوم اعني بالتجاهل ..خله على كيفه ..متى ما بغى يصحه
من هالتجاهل ..يمكن راح يلقاني جدامه ولهانة عليه ..لكن اني الحق وراه من مكان لمكان ..مستــحيل..
مقدمة طويلة وعريضة ..هذا كان كلم فاتن ..يمكن ما كانت تسمع النداء الصارخ في نفسها انها تروح
ووتجابله وتقعد وياه ..تدقق في زوجها ..وتناظره ..وتشوفه ..وترسمه في صفحات أيام مستقبلها الجميــل..
صج انه يسوي فيها كل هذا ..لكن بعد ..يظل جميل مستـقبلها وياه ..زوج مثل مساعد ..ما راح تلقي..
دخل جراح من باب الديوانية اللي مطل على المطبخ وهو يسرع فيهم..
جراح :يمة وينه أكلكم الريال من متى قاعد؟
ام جراح :وانا كاني اقول لختك مادري شفيها شتتحرطم عليه؟
جراح وهو يتحرك بسرعة لفاتن :فتون حملي الكل ويل روحي له انا بروح اغير هدومي كله تراب ووسخ..
فاتن وهي تقضم قطعة يزر .. :.انزين غير هدومك وانزل اخذ العشا
وقف في ويهها وهو يرميها بنظرة ..واخر شي همس لها ..:روحي له ل تنضربين اليوم..
فاتن بنظرة تحدي :انتظرك ..يالله يالله ...سو اللي قلت عليه..
جراح يطالعها برجا :فتوون خلينا نعشيهم ويروحون ابيكم في موضوع هام اليوم..
عقدت حواجبها وعرفت اهو شيبي يقول ..بس ماكو مانع في التجنن ..:اممم يا ترى ماهو هذا الموضوع المهم
جدا..
جراح وهو شوي يقطع هدومه :فتووووون ..مو وقتج والله ..يل روحي الحين انتي..
فاتن وهي تنزل عيونها ..فرحانة ولكن بتمثيل انها متظايقة ..:انزيــــن ..حشى ..الملك عندنا ول أدري..
مساعد قال مساعد ..يالله بنروح له) ...تأفأف ( ..يمة ..وينه الكل..
ام جراح تناظر ولدها :عقلتها؟؟ قول الله يرزقك ببنت الحلل اللي تطيب خاطرك وخاطري..
بعد هالدعوة .رفع جراح يده للسماء وكأنه يطلب المطر :أميـــــــن ..يمة مرة ثانية ادعي..
ام جراح تبتسم ..:قول الله يرزقك ببنت الحلل اللي تطيب خاطرك وخاطري..
جراح بصوت رفيع شوي :آميـــــــــــــن ..ربي الدعوة من بيتنا مو بيت ام بدر...
ضحكت فاتن على أخوها ..وحملت الكل ..اللي كان بسيط على كثـرته..
وطلعت من المطبخ وهي عارفة انها بأبهى حلتها ..وابهى حلتها معناته حلة أميــركا ..ملبس عادية وكلش
مافيها من ببهرجة العرووس لمعرسها ..وهذا اللي اهي تفضله ..لنه لو تزوجها ما بيتزوجها عشان كشختها..
بيتزوجها عشان الجمال الروحي الي فيها..
وما كانت تدري ان جمالها الظاهري كان مسيــطر على الجواء..
دخلت الديوانية..
ولقت أخوها عبد العزيــز قاعد ويا مســاعد ..يسولف له عن الكــورة وداش فيها حمــاس الخ ومسـاعد,
اللي كان مجابل الباب وكأنه ينتظر دخولها ,يشاركه الحماس بحنان أبوي ..مسكت فاتن على قلبها أول ما
شافته ..وحســت للحظات ان أبوها موجود معاهم في شخص مســاعد ..يالله ..للحين ما عادت تفهــم..
شلون ان هالمان اللي تحسه سببـه مساعد وكأنه أبوها المرحوم ..كل هذا لنه أرفيج ابوي على صغر ســنه؟
أول ما دخلت عرفت مسـاعد مع انه ما شافها ..بس دقات قلبه اللي كانت اكبر جلجلة وفرحة بشوفتها خبرته
عنها ..كانت بعيد وهي ترتب الكل على الطــاولة ..وعزيــز اللي سوالفه ما خلصت كان الشخص الوحيد اللي
تمنى وجوده مساعد لنه بسوالفه راح يخليه مشغول العين ل الفكر عن فاتن..
عبد العزيز بحماس ...:وبعدين ...يابها لك حسين علي بيليه ..وقولين ورى بعض لو تصدق) ..وقف وهو يمثل
حركة القول( ما يابها من جدام مثل طلل يوسف ..لاااا . ..يابها لك على طرففففف ..يا سلم عليه ) ..يشد
على عيونه( كسر الشبك..
مساعد يبتسم له ...:شقاااه ما كســره..
عبد العزيز وهو متجاهل الي قاله مساعد :اقول لك ..المباراة فظيعة..
ابتسمت فاتن لعبد العـزيز وهو يتكلم وتوها بتطلع .ال يطلع عبد العزيز من طرفها ويدفعها لعند الباب..
ضحكت عليه شوي ..وتوها بتطلع..
وقفت شوي واهي تسترد نفســها ..من صجه الحين يتكلم ..يبيها تصفعه بالكل..
التفتت له وهي مبتسمة ....:عافيــة عليك ..انا من زمان أكلت وشبعت ...تفضل انت ..وسد يوعك ...وجراح
بييلك بعد شوي..
مساعد يمشي جم خطوة صوبها : ..انــزين قعدي وياي شوي) ..يعرف انها زعلنة( مو كفاية حاقرتني طول
اليوم ...قعدي شوي ..خليني على القل ارضى عليج..
نظرتها كانت نارية ..ومن شدة ناريتها ازدادت اضاءة المكان باللون الصفر بعيون مساعد ..وحـس انها راح
تنفجر عليــه اليوم ..مثلها مثل أيام اميركا ولكن بحل ثاني ..يا ربي ..ليش ويهها يتلل مثل ليلة عيد كل ما
اشوفها بهاليام ..مستغرب حالها ول ني عارف..
فاتن وهي تتكتف وبغرور تضيف شي :..والله الرضا ..ماهو محسوب علي انا بس ..الرضا محسوب على
الجميــع ..بس من اللي يؤدي ويشجع
الناس انها تؤدي وياها..
توها بتطلع ال بصوته يوقفه :شقصدج؟؟؟
التفتت له وشافت ان ويهه متسائل ..لكن بلمعة ماكرة وشقية ..مثل اليـهال ..ماكر وخبيث تعرف لهالمزاج...
فبادلته المزاج بالمزاج..
فاتن وهي تمسك باب الديوانية :ول شي ..انا بخليك الحين بييب لك عصيـر ..انت سم بسم الله وتهنى
بلقمتك..
مساعد يبتسم :ل تحاتين ..جذي ول جذاك ..بوجودج ول عدمه بتهنى تدرين ليش؟؟؟
فاتن اللي ظاقت روحها من كلمها وتجهم شكلها ..:ليـش؟
مساعد وهو يروح لعندها وعيونه ظيقة وكأنه يبي يستأصل شي منها..
وكان بالفعل ..ورقة خس صغيرة متعلقة بشعرها ..سحبها بكل هدوء من الخصلة وهووو يحاسب على أنه ما
يألمها..
وبعد ما خلص تم يناظر الخسة بيده ويناظرها بأهتمام ..وكأنه دكتور ..وهي عيونها تحولت من التجهم الى
التسائل ..:لنه يكــفيني .اني اسمع ..دقات قلبج ...تناديني بكل دقيقة بعد بيني وبينج!!
وينها فاتن بعد هالجملـة ..واقفة جدامها صح .لكنها هايمة ..ومن زود الحساس العميــق الي حسته ..تمت
رموشها ترف بغيـر تصديق...
وما حست انها قادرة على البتعاد قيد انملة من المكان ..ال ان مساعد هو من بادر بهالحركة ..وراح لعند
الكل ..وشمر ساعدييييه..
وارتعش من البرد شوي..
وبنظرة غرور لفاتن :لو سمحتي اذا بتدخلين دخلي اذا ما بتدخلين سكري الباب ..متنا برد...
وهاهي اللحظة الجميلة تطيـر من فاتن ..ومساعد اللي عارف وقف هالكلمة عليها تم مخفض عيونه مشغول
عاد انه بالكل ..ولكن في نفسه ضحكة كبيرة مجلجلة ..ما ردها بتعااانق المكان بعد روحتها..
وبالفعل ..سكرت فاتن الباب ..وظلت واقفة عند الباب وهي تفكر..
هذا ليش جذي؟؟؟ يبيني اضربه يعني؟؟ ول متحمس للهواش ..تراني جاهزة والله ..ومسكت مكنسة تراب
الزراعة اللي كان يم باب
الديوانية الداخل ..مادري ادخل له الحين واعطيه جم ضربه...؟؟ لكن لااء ..ليش ..انا ما بسوي فيه كل هذا..
مدت يدها بخفة للباب ..وفجته ..وشرت على طول ..سامحة للهوا البارد اللي ميت منه مساعد انه يتخلل
له ..وهو اللي كان يضحك ويهتز بخفة عليها ...ضحك من أعماقه يوم شاف هالحركة منها ..وفوق كل هذا
كانت تمشي بخفة وهي تضرب الكف بالكف وكأنها مستمتعة بهالشي ..التفتت له قبل ل تروح عنه وابتسمت
له ..وهو كل اللي سواه انه حنى راسه بحركة بسيـــطة مثل جنتلمانية النجليز قبل ..وهذا اللي قهرها وخلها
تدخل..
مريم الي كانت متحقرصة مكانها ونورة اللي من صارت صلة المغرب وهي مو فاجة التلفون عن اذنها..
قاعدة في زاوية وتضحك بخفة
ونعومة على كلم ريلها اللي يسمعها أياه ..وكل ما تروح لها مريم تستعجلها تسكتها الثانية بزم اصابعها
وهمسة :بعد شوي ...
ما تقدر تقعد في نفس المكان اللي فيه جراح ..ما تدري ليش.؟؟ ظيقة في نفسها صابتها ..لنها ما تبي تروح
لعنده وتسولف له ..مشتاقة
لسواليفه لكن ل ..بتخليه يحس على دمه وايي لعندها ..مو ايي ويسولف ..ما سوينا شي ...ايي لعندها وينهي
هالعذاب اللي اهي تمر
فيه ..يارب ..يارب )وهي تناظر السما( ..خلي هالليلة تعدي على خير وارد بيتنا بسلمة وصحة ..لني ان ظليت
هني اكثر ما بطلع..
نزل جراح من غرفته وهو واقف بالصالة ..طبعا صالة الحريم ما كانت قريبه منها وما يبين اللي قاعد فيها
ليش ان الستارة كانت مسكرة ..الستارة اللي كانت من أفكار خالد للمكان ..عبارة عن ستارة مخملية عاجية
مزينة بالورد البنفسجي على الطراف ..تتدلها منها خيوووط صوفيه مخلية طابع ملكي على المكان ..وقف
جراح وهو يحس بوجود مريم ..ابتسم لوجودها وتم واقف يـتأمل هالبيت بها على طــول..
وكأن القلب ينادي جزئه ..حست مريم لوجود جراح العزيز على قلبها وهدأ توترها ..وتمت قاعدة مكانها
ويدينها بحجرها وهي تلوم في
قلبها ..لوم وعتاب جميل من قلب حبيب الى حبيبه ..ولكن في نفس الوقت تصبر نفسه باالصبر الجميل..
تم جراح في نفسه ..يلقي احلى الكلم ينجرف معاه احساسه ..لكن ابعد نفسه من هالدائرة وطلع من الصالة
لباب البيت ..متوجه
للديوانية..
رجعت فاتن المطبخ وهي تطالب امها بالعصــير اللي كان جاهز ..فحملته وهي تعد نفسها لحرب ثانية مع
مساعد ..لكن بل خس بشعرها..
راقبته في المنظرة الي كانت على الباب لقته خالي من الشوائب..
وراحت الديوانية ..وملمحها اللي كانت مكتسة بالبرود اللي تبي تواجه مساعد فيه سرعان ما انقلب الى
صدمة وجود جراح بالمكان..
وما آثرت البتعاد وتقدمت ..حطت العصير وهي تراقب عيون مساعد اللي كانت مثل شكلها المصدوم لكن
على شوي من الفكاهة ..بعد ما
حطت صينية العصير مباشرة حطت عيونها بعيونه ..لقته شوي وينفجر من الضحك عليها..
وطلعت من المكان مقهورة ومساعد يضبط نفسه من الضحك وجراح مستغرب منها..
جراح :شفيها ذي؟
مساعد وهو يربت على جتف جراح :سوالف حريم ..بعدك صغيــر عليها..
ومن قال مساعد هالجملة لجراح ..حس الثاني انها الفتيلة اللي بتفجر القنبلة اللي فيه ..لكن مو الحيــن..
بيقعد ياخذ ويعطي وياه بالكلم لمن يكمــل ..وهني بيعرف أحساس مساعد تجاه واحد مثله اذا راح وتقدم
بمثل هالعمر ومثل هالشغلنة..
----------------------
بالصدفة سماء كانت طالعة من البيت حاملة طبعا حلااوه تسويه الخدامة ويعجبها وايد ..وفكرت ان راح يكون
بادرة طيبة منها انها اتييب شي وياها لبيت خالتها ..ومثل ليلة الحتفالت المزدانة باللعاب النارية كان ويهها
يوم شافت خالد ..مع انه ما يبين من داخل السيارة ..وراحت لعندها يمكن تشوفه بصورة اوضح ..واول ما
تقربت ما شافته من داخل السيارة لنه طلع..
وبطواعية راحت لعنده وهي تحمل الصحن بحفاوة ...تكفل اهو بمهمة فج الغطا عن الصحن وتم يناظر الكل
بشهية..
تركت الصحن بيده ..وهي مغتــاضة عليه ..هذي هي سماء في بال خالد ..ما تتغيــر .ويا حلوها لو تظل مثل ما
اهي ما تتغيــر..
ورجعت للبيت وهو ما حاول يوقفها لنه يعرف بعد ظرف خمس دقايق بترد البيت..
اول ما دخلت سماء البيت كانت رايحة لدارها ككل مرة من غير اي تكليف بنفسها ..ال بزمجرة صوت ابوها
في البيت منادية ..
التفتت لقتهم الثلثة قاعدين مكانهم ..مشعل وهو منزل عيونه وعاقد يدينه على ركبتيه ..سلوى وهي حاطة
ريل على يل ونظرات النتصار تبرق بعيونها ..وابوها اللي كان متوكل على الكرسي وشوي شوي يرجع لظهر
الكرسي ويريح نفسه..
رفع عيونه مشعل بعذاب واضح ..وسماء من شافته حست ان ورى هدوء حرمة ابوها ونداء ابوها شي ..وشي
جايد بعد..
سماء :شفيكم متجمعين اليوم؟؟ شي صاير وانا مادري..
سلوى ..:شي صاير ..لكن لمصلحتج
سماء وهي تناظر سلوى من فوق لتحت ..اذا الشي طالع منها فمعناته انه مو لصالحي :شهالشي يباا..
بو مشعل وهو يتقرب من بنته شوي ..:.يا بنتي ..هالموضوع ..انا شخصيا فكرت فيه وايد ..وما ييت بعلمج عنه
ال بعد ما تأكدت مليون بالمية بصحته..
سماء وهي منكمشة على نفسها ويدينها لزقات بحجرها..عانقت عيون مشعل لدقيقة وما عجبها اللي شافته
فيها ..وردت لبوها ..:..شصاير؟
بو مشعل ..:يبا سماء ..انا قررت ..اني ادزج مدرسة خاصة داخلية في اميــركا ..تردين منها حرمــة سنعة
فاهمة للدنيا مقوية دراستج ...السالفة ما بتاخذ منج..
نظرات بو مشعل ومشعل كانت تجري بين عيون سماء المتعذبة وانفاسها اللي من شدة صعوبتها بدت تصدر
انين مريــر ..وبين عيون سلوى اللي
تحقق انتصار تلو النتصار في سماء ..يوم رد العتبار ياااا يا سماء ..ايامج الي تصرخين فيها علي انتهت..
سماء وهي عاجزة عن الكلم ..مو لنها انجكت ولكن ..ان كل شي طلع في ويهها مرة وحدة..
سماء المجروحة من عمق ...ما قدرت تتكلم لنها باكبر محنة مرت فيها من محنات عمرها الصغير..
صفعة مدوية للكيان المتزتزع ..رمت بسماء على الرض من شدتها ..ما كانت من مشعل ..كانت من بو
مشعل اللي ما فكر بيوم انه يمد يده على بنته..
صفعة ..تردد صداها في قلب خالد ..مثل الضربات العنيفة وخلته يرج مثل الطبل باذن المضطرب..
صفعة ..قلبت موازين ليلة هادية على الناس ...وخصوصا بيت بو جراح ..اللي من غير حسية او معنى ..تقلبت
الحوال النفسية فيهم..
واولهم ام جراح القلب الحنون..
صفعة ..ادت دور عظيم في انها تذبح آخر عزة نفس حملتها في نفسـها بنت صغيـرة بالعمر ولكن كبيرة في
العقل ..تعاني ظروف مريرة ففي امور حياتها واحوالها..
قامت سماء من على الرض وهي ماسكة خدها بيد مرتعشة ..دمعتها اللي انذلت بالجفن ..وعيونها اللي كانت
مبتسمة بمرارة ويأس ..متأكدة انها خلص فقدت كل سند لها بهالدنيا ..اذا نفسه ابوها – سبب تعاستها
الحقيقي -اهو اللي تعدى عليها بهالضربة..
سماء وهي تهتز ولكن بصوت ثابت ...:اضربني....قد ما تبي اضربني ...لو تبي بعد ..اذبحني ..لكن تدري ....انا
روحة من هالبيت ماني رايحة..
بو مشعل بتحدي :من قال ...انتي باجر بتطلعين من المدرسة وبتزهين حالج يا جليلة الحيا ورايحة على
هالمدرسة..
سماء بتحدي وصوت هادئ ...:ما بروح .....بتضربني؟؟؟ اضربني ...مابروح ....لتظن اني وحيدة بهالدنيا..
)على صوتها( انا عندي اريل الخوااااان ..وعندي زوووج اقوى منك واحسن منك ..وعندي ام) ...تناظر سلوى(
لو تلوت هالحية بنار جهنم عشان تصير مثلها ما قدرت ...وخوات واصدقاء ...ما احتااااجكم انا..
مشعل وهو ثائر مكانه :سماااء ..سكتي ..ل والله انتي ميتة الليلة..
سماء وهي تبجي بعمق وصوت رفيع يزلزل زوايا البيت :اي موت اللي بتموتوني أياه اليوم اعظم من الموت
اللي سقيتووني اياه من يوم انا صغيــرة للحين؟؟؟ ما تقول لي؟؟؟ اي موت اعظم يا مشعل من الموت اللي
خليتني القيه بدارك )بومشعل وام مشعل يناظرون بعض بغرابة عن اللي تقصده سماء( ..اي موت اعظم من
هالم اللي اجبرتوها علي واجبرتوني عليها وانتو تدرون ..وبالخص انت ..يا يبا تعرف انها ما تبيني ول
بترحمني من شخصها السيئ..
بو مشعل بصرخة :ذلفي دارج وبل هذرة زايدة ياللة..
تراجعت سماء لعقبها وهي ناوية الطلعة من الباب ..:ما ظنيت بيي هاليوم ..يا يبا اللي بشوف نفسي فيه
كارهتك ..لكن اعرف ..انا ماكرهك ..لكن مستحيل ..اقبل فيك كأبو لي مرة ثانية
مشعل :وين رايحة؟؟
ما قدر يسمع منها جواب لنها كانت اسرع منها وطلعت من الباب..
وبروووح هابطة راحت بيت بو جراح اللي كانو الدخيلية يستعدون للروحة منه ..وبجريها السريع الخائف واخوها
وابوها اللي لحقينها استرعى انتباههم ..واولهم مساعد اللي طلع من السيارة ووقف عند الباب.
طارت سماء بدمع ساخن واثار صفعة ابوها على خدها لحظن ام جراح..
لكن مشعل كان اسرع منها ومسكها بنص الدرب الي هي تبي تمشيه..
وانقطعت سبل الحياااة منها ..وسحبها مشعل لداخل البيت وهي تتلوى مثل الحية بيده ..لمن طلع جراح اخيرا
من البيت وام جراح ورااه وراحوو لعند اللي قاعد يصير ...وجراح اللي نفسه ابت يشوف اخته تمر بهالحالة
راح لعند مشعل..
جراح :خلها يا مشعل شقاعد تسوي فيها..
مشعل اللي كانت جملة امه عن سماء متعلق قلبها في واحد من بيت الياسي محمية قلبه ترك سماء برمية
على الرض ومسك جراح من رقبته :ولك ويه تتكلم انت واهلك ..انتووو اللي ما يا خير منكم لحد من الناس..
كفاااااية بسكم ذبحتوو الناس..
جراح انصدم من كلم مشعل وهو مو عارف شأسبابه ..ولكنه مسك يد مشعل اللي على قميصه ..:وسع
الصدر واذكر الله يا مشعل...
مشعل اللي غضبه بدى يفكر ..وعلى طول ضرب جراح على ويهه مباغتة ما خلت جراح حتى انه يستعد
لشي ..وبهالموقف طلعوو كل اللي في بيت بو جراح للشارع وهم يراقبون اللي يصير ..وام جراح مسكت
على قلبها ومساعد تحرك صوبهم ومشعل الجبان يضرب جراح اللي كان على الرض
يتلووى من الضرب ول هو قادر يرفع نفسه ..تقدم صوبهم بطوله المهيب وبعد بين مشعل وجراح وهو يقي
جراح من ضرب مشعل..
اما الثاني يوم شاف مساعد واقف بينهم ين ينووونه وسيطرت عليه شيااطين الغضب وبدى يهجم على
الثاني ..لكن مساعد اللي قام له على
طوله ومسكه من رقبته بشراسة حمية الريال ..ما ضربه ول شي لكن ثبته بيده..
مساعد بهمس وبصوت طالع من بيت اسنانه :اذا تبي عمرك انقلع من هني ل والله ما راح اكون مسئول عن
نفسي..
دفع مشعل بيده وهو مشمئز منه ..وراح لعند جراح عشان يوقفه على ريله وياته ضربه من وراه من مشعل..
وما ألمته بكثر ما أاججت فيه اللي بغى يكتمه ..وبالصدفة كانت طلعة فاتن من البيت وشافته ..هوى مشعل
على الرض بضربه قاتلة من مساعد له في بطنه ..وتقدم بو مشعل وهوو مستشيط من الغضب...
والتفت عنه منتهي من الكلم ..والتفت عن مشعل اللي قام مرة ثانية على ريله بنية الهجوم مرة ثانية على
مساعد وصوت فاتن اللي يراقب
الوضع ل اراديا بدر منها..
بخوف :مسااااعد..
حس مساعد بنداها شي ..وتلقف مشعل بدل ل ينضرب منه ..كبل يدينه ورى ظهره ورماه على الرض..
تجدم له بو مشعل :كف يدينك..
مساعد :كف ولدك عن الناس ..ترى والله بعدني ما حطيت بالي عليه ..ان حطيته ما تلقاه ال مكسر في
بيتك..
التف مساعد وهو يرفع جراح عن الرض ..ولكن ما أرتفع جراح ..نايم وهو مبسد يدينه على الرض وويهه
مزرق ..جثى مساعد صوبه وهو مرتعب من المنظر ..تحسس لنفس جراح لقاه غايب عن الحياة ..ولكن
نبضه خافت وبسيط ..تم يهزه وهو مو عارف شلون يصحيه..
تحرك بسرعة وسرعته كانت الشي اللي لفت انتباه الحريم للي قاعد يصير ..وتحركت ام جراح بغير هدوء
مكانها..
فاتن وهي ماسكة قلبها وتروح عند مساعد اللي حمل التلفون ويتصل..ما تكلمت لكن سمعته يطلب اسعاف
عندهم ..ويطلب طريقة اسعاف
عشان يبلغ الحياة لجراح قبل ل يفوت الوان..
ما تكلم وياها وسرع صوب جراح ..ورفع راسه بعد ما قعد يمه ..وسد خشمه وتم يعطيه من التنفس
الصطناعي اللي قالوله عنه ..حسب النشات اللي عطوه اياه في طريقة السعاف وتم يهوس على صدر
جراح عشان يخليه يتنفس ..والكل في حالة من التأهب والحساس بالخطر ..ال مشعل اللي كان يداري نزف
خشمه..
مريم ظلت واقفة وهي ماسكة احد عوامد الباب وروحها طلعت من جسدها وهي تشوف جراح نايم على
الرض واخوها يعاين فيه...
وتم للمرة الثالثة يكرر مساعد نفس اللي سواه وهو يمسك على قلب جراح اللي ما صدرت منه حركه
للحين ..وهالمرة تم يهف فيه ثمه لمن
أخيــرا ..رجع جراح للدنيا ..من بعد اختناق بسيط في القصبة الهواية من ضرب الغبي مشعــل..
----------------------------
خالد اللي كان توه طالع من الحمام لبس هدومه ونشف شعره عن الماي ..وهو يحس بألف المتاعب في
جسمه ..ما وعى ال على طرق
عنيف للباب ..فجاه ولقاها مناير اللي ترتجف من الخوف..
ما انتظر جواب من مناير وراح لعند غرفتها ولقى سماء متكورة على نفسها ..دخل ومناير كانت وراه ..راح
لعندها وقلبه مفجوع عليها..
لقاها تهز جسمها وهي تأن مثل القطاو ..يلس عند ريلها من غير ما يلمسها..
خالد :شهاصوت؟؟؟
مناير :مادري كأنه اسعاف؟.
طار خالد من مكانه وهوو يتوجه للخارج يشوف شقاعد يصير هناك..لكن صوت سماء وقفه
تقرب منها مرة ثانية ولكن توقف ...ونظرة الصدمة كاسحة ويهه..
اصابع عريضة مرسومة على خد سماء اللي دومه متسم بالحيوية ..محمر مثل قطعة الجمر المضوية..
نزلت لها مناير وضمتها لعندها وهي تأشر لخالد انه يروح ويستعلم عن اللي صاير..
لقى الحريم متيمعين على الباب ومر من صوبهم رايح لعند جراح اللي كان المسعف يالس يمه وهو يراقب
كل مؤشراته الطبيعية ..طبعا كان يعاني من ارتجاج خفيف بالرأس ..بسبب رفسات مشعل له ..بس خالي من
الرضوض والكسور وتنفسه كان طبيعي ولكن الجهاد واحتباس الدم فيه خله يحس بالدوخة والتعب ..وظل
نايم على الرض يم ام جراح اللي من شافت ولدها راحت لعنده وقلبها يصب خوف ..حملوه للمستشفى
للمعاينة الزائدة باشراف مساعد.وبعد ما راح السعاف...
ثارت في خالد العواصف ..مشعلوه ما غيره يضرب اخوه؟؟ وحامت فيه نفسه من القهر ..خد سماء لح في
عيونه مثل الرؤيا اللي تعاااند الشخص وتأبى الرحيل..
دخل داخل بيتهم ولقى مشعل واقف عند باب الصالة وابووه يعاينه..
راح لعند رقبه مشعل وسحبه سحب..
وهوى عليه في حرم بيت النهيدي ضرب فيه وهو متصور ان اللي ضرب سماء اهو ما غيره ..ومساعد اللي
لحق خالد لداخل البيت حاول يوقفه
لكنه كان اسرع منه ولخفة حجمه كان يضرب مشعل بقوة تخلي الثاني يهوى من غير اي حسية..
وابو مشعل يمسك في مساعد ومساعد يحاول انه يفج خالد عن مشعل..
لمن قدر اخيـــرا انه يخلصه ..ويسحبه بعيد..
خالد وهو يحس باللم يعتصره :ما بقى ال انتووو تمدون يدكم على سماء ..احمدوا ربكم انها عايشة بينكم يا
المجرميــن
سلوى بصراخها عمت المكان ..:ولدي ..حرام عليكم شسويتو فيه ولدي..
بو مشعل :والله لوديك بستين الف داهية
خالد :ستين الف داهية ترمي ويهك فيها
مساعد :بس يا خالد خلص..
سلوى قامت مثل الحية الرقطة وهي تستعدللهجوم :قول الله ل يبارج فيك ..ياي تحامي عن منو؟؟ عن
هالخايسة
خالد يصرخ عليها :خاست عظامج ببدنج وغسلي ثمج ل تكلمتي عنها مرة ثانية.
سلوى :مافيك خير ل انت ول هلك..
خالد :الخير يطوفج ويطوف طوايفج كلها ل تكلمتي عن بيت الياسي ..ابي اعرف شي واحد من اللي ضربها..
من العديم الرجولة فيكم اللي
ضربها..
مساعد :بس يا خالد..
بو مشعل اللي مشتعل مثل الجمرة من الحمق :ولك عين بعد تتكلم...؟؟
خالد :ولي عين ولي شرف اني ماخليكم يا الحيوانات تلمسوونها؟؟؟
مشعل وهو يلهث من الضرب اللي كله من شوي ..:يعني انت اللي لعب براسها؟
خالد وهو يبي يهجم على مشعل :لعب برااااسها ؟؟؟ انا لعب براسها؟؟ انا شايله بوسط عيوني ...ياللي ما
عندكم قلب ول رحمة
سلوى ..:ان ما خليناك تروح بستين الف داهية ..انت القاها
مشعل اللي بعده على فكره وهجم على خالد يبي يضربه وقامت الهوشة مرة ثانية وفججهم مساعد وبو
مشعل عن بعض..
مساعد يزمجر ببيت النهيدي :والله ان مديت يدك يالساطي ل خليك تندم على يوم اللي يابوك فيه..
مشعل :بذبحك خالد ...ومو بس بذبحك ..بذبحها اهي فوقك؟؟
خالد وهو ميود من مساعد :ابيك بس تجرب منها ..ان ما وديتك بستين الف داهية..
سلوى :انتي اللي بتذوق الدواهي ..
سحب مساعد خالد لبرى البيت ..ولحقهم مشعل وهو يحس بالقهر يعمه..
واكثر شي آلمه ان فاتن كانت تشوفه وهو يتصارع ويا ريلها..
قدر مساعد ان يهدي الطراف ومشعل راح لعند بيت بو جراح بهدف انه ياخذ سماء من هناك..
من طرف ثاني مسك مساعد خالد اللي يبي يرووح لمشعل جليل الصل والحيااا ..والجدال بين ام جراح
ومشعل بده في خفة وام جراح اللي
عمرها ما حصلت موقف مثل هذا .لقت ان الناس متيمعة حوالي بيتها يطالعون اللي قاعد يصير..
مشعل :كل اللي نبيه يا ناس اهي بنتنا ..طلعوها من بيتكم خلاص..
ام جراح :والله ما تدخل بيتي وتطلعها عنوة وغصب عنها ..دامنها لقية المان ل انت ول غيرك كفوو يطلعها
وراسي يشم الهوا..
راح مساعد وخالد يتبعه لعند باب البيت ..وفاتن ظلت واقفة مكانها بنص الشارع..
ام جراح :ما تطلع البنت
مشعل وهو يتصرف بحقارة تجاه الكل :طلعوها قلنالكم..
ام جراح :ما تطلع البنت ..مو كفاية مهيمنيها على ويهها طول عمرها ..خلوها عندي ..انا ابيها مستعدة اخذها
بحظني والمها وارعااها..
مشعل :ليش انتي عبالج اهي ما عندها ام؟؟ طلعوها قلنالكم ..وما نبي شي ثاني..
مساعد يمسك ام جراح من طرف :عمتي ..واللي يسلم قلبج ...طلعو البنت ..مالكم حق عليها ول شكوكم
بالمخافر انتوو اللي بتتضررون..
ام جراح تمسك يدين ولدها اليديد :ما بي اطلعها .بيذبحونها..
خالد :والله ماقدرووو يذبحونها جليلين الحيا والصل..
وثار عليه مشعل مرة ثانية ولكن هالمرة للي وقفت بينهم كانت فاتن ...وبنظرة من عيونها قدرت انها تلجمه..
وبأي نظرة .نظرة
بعيدة عن كل الحب اللي يمكن في يوم عطته اياه ..ما حست انها توقف انسان ..كان اشبه بالحيوان بنظرها..
نظراتها جالت بين الثلثة اللي كانو واقفين ..ودخلت البيت وتبعوها الحريم كلهم ..ال مريم اللي تمت واقفة
على الباب وهي خايفة مرتعبة ..منظر جراح بعده في عيونه ..ويوم راحت فاتن تقربت من اخوها وهي
تهمس..
مريم :مساعد ..جراح ماله احد ..روحوو له ..ما يصير تخلونه بروحه ..روحو له..
مساعد يلتفت لخالد بعد ما نبهته اخته ..:خالد ..تعوذ من بليس وروح لجراح ول تظل هني اكثر ..ل يسوونه
ويشكووونك في المخفر..
خالد :انا ما همني شي )تهدج صوته( لو يبون..ياخذوني المخفر ..ما يهمني شي..
مساعد يلتفت له وهو يلمح بريق العذاب بعيونه :اسمعها مني وانا اخوك ..اذا انت تبيها بتنالها ..واذا هي من
نصيبك هي لك..
خالد وهو يضبط شفتين مرتعشتين :..مابيها تروح ان خذوها والله بيأذونها..
مساعد :وين يأذونها ما يقدرون الدنيا مو سايبة..
ظل الشك بعيون خالد وهو واقف ..لكنه ماقدر ..وحمل روحه ودخل البيت ..يشوف شلي بتقدر عليه فاتن..
فاتن اللي دخلت دار مناير اللي كانت لمة سماء وهي تبجي..
والثانية مو في حالها الطبيعي ..تهتز مثل ورقة بمهب الريح ..راحت لعندها واهي تمسح على راس اختها اللي
حالها اصعب من اي حال..
مسكت سماء عن مناير وحطتها على صدرها وسماء من حست لفاتن بدت تبجي بصوت رفيع وعالي يقطع
القلب ...صوت ما يصدر عن بنت في مقتبل العمر ..انات مكبوتة في نفس جبل تعب من الصموود..
ام جراح اللي دخلت على هالجملة راحت وقعدت عندهم وهي تضم سماء عن فاتن وتبجي الكل وياها ..حتى
فاتن نفسها...
سماء :يمة ل تخليني ارووح عنج..يمة تكفين ..بموت بليااااج انا ماقدر اعيش بدونج..
ام جراح وهي تبجي :يمة شبيدي عليج؟؟ انا لو بيدي شي جان ما خليتهم ياخذونج مني ..لكن انا مابيدي شي..
سماء ترفع راسها المتعب والمعذب :يمة ..انتي امي ...شلون تقولين جذي ..حامي عني) ...ماكانت بصوابها(
شلون بتهديني ..هديتيني مرة بتهديني مرة ثانية؟؟
ام جراح وهي تناظر فاتن عاجزة عن فهمها ..لكن فاتن عرفت ان سماء بسبب الصياح والهستيريا ما قامت
تستوعب اللي تقوله..
راحت مناير وظلت سماء بحظن ام جراح وهي تبجي ..ووصل لعندهم خالد ..وقف على الباب وهو يناظرهم.
ويتمنى من احد انه ينتبه له
عشان يخليه يدخل ..شافته فاتن وعذب قلبها الحال اللي وصل عليه خالد ..اهي روحها تروح ول عزيزها خالد
يصيبه شي ..واشرت له براسه عشان يدخل ..وما اسرع تجدمه بالغرفة لعند ام جراح..
خالد بصوت حاني ينادي لى سماء..:سمــاء ..سمــأء بسج عاد اشقيتي الروح ببجااج ..هدي روحج خلص..
سماء وهي تناظره ..وبدت الشكوى من قلبها لقلبه ...:يبون يبعدوني عنك ...يبون يقطوني بمدرسة ..طول
عمري ..ما يبوني وياك خالد..
وانا ما طيق الدنيا بدونكم يمة ..مابي الدنيا بلياااكم..
خالد وهو يناظر خالته اللي صعب حالها يوم شافته مكسور الخاطر : ...يمة انا شبيدي عليكم ..انا ما قلت لك
يا خالد ..ما قلت لك هذول
ناس كبااار ليش تحط راسك براسهم ...البنت مالها ذنب ..انا ما خفت عليك انت ريال وما ينخاف عليك ..انا
قلبي انشعب على هالمسيجينة اللي تعاني من كل صوب..
غابت وسط انين في حظن ام جراح اللي اهي بعد تبجي وتأن..
خالد وهو يذرف اول دمعة من الوقت كله ..:سماء ..عليج الله ال تسمعيني...
رفعت عيونها له وهي متعذبة :ل تطلب مني هالشي ..تدري شنو يعني علي هالشي ..انا بروح ول برد..
خالد :اللي يابج مرة هني ..بييبج مرة ثانية لنا ..وكل ما ابتعدي ..ومهما ابتعدي ..تظلين بيناتنا ..عزيزة
وقريبة ..انتي وحدة منا وفينا يا سماء ..منتي غريبة حاشاج..
سماء :ل تبيعني خالد..
وآآآه من هالكلمة :اشتريـــج بالغالــي ..اللي عمري ارخص منه ..اشتريج بهلي كلهم ..يالغالية واصفج بين
المنى ..ل تقولين جذي..
انا ما بيعج ..انا ابيج تفهمين ..هذول هلج ..والزم ما عليهم اهي مصلحتج ..وان ما كنتي تدرين..
سماء :مابيهم ..ابيكم مابيهم ...مابيهم..
تقرب منها خالد اكثر ..:سماء ..انتي تامنين بالله؟؟
سماء :الله ما يرضى يا خالد..
خالد يكرر سؤاله بقلب مذبوح كالطير ..:انتي تامنين بالله يا سماء..
هزت راسها..
خالد :بس عيل ..ربج هذا احسن من اي حد فينا ..وهو اللي بيطمنج ويهديج وينور دربج وقلبج ..ربج يا سماء
هو وصلج بيننا وبينج..
ربج هذا هو اللي بيرحمج وبياخذ حقج ..ل انا ..ول خالتي ..ول واحد فينا قد المسئولية ..قد ربج..
كفاية ..دخول كلمة الله عز وجل كانت كافية في قلب سمــاء انها تنهي النحيــب ..اعظم وسيلة وواسطة
بينها وبين احبابها ..راح
تكون الله عز وجل وهذا اللي لزم يكوون ..رب العالمين اللي النسان لزم ما يذكره بالمصائب ..وانما بالخير
والفراح..
ذكر رب العالمين ..واستسلمت سماء اخيــرا ..لكن دمع الفراق امر على روحها من المر ..وخالد ما
استحمل ..وما قدر يظل اكثر ..فشال
روحه وطلع ..على الوجهة اللي دلها عليه مساعد ..يم جراح ..يبتعد قد ما يقدر ..يواصل ولد خالته اللي ما
قصر عليه بيوم ..لكن شعن قلبه ياناس؟؟ ..حاله اللي مشيب راسه..
كاهي سماء .تستعد ..وتذبح نفسها في الدقيقة الف مرة بتجهيز نفسها للرحيل والبعد الخير ..اللي راح يكون
طويل للقاء من يديد ..ماتت
الحاسيس فيها وانعدمت الرؤيا الحالمية في نفس هالبنت الصغيـرة..
زهبت اغراضها ..مع مناير بحزن شديد ..فظت الغرفة وكأنها ما راح ترجع لهالبيت مرة ثانية ..لن الميت ل
رتبو داره خلوووها من كل
شي ..حتى الثاث ..تعرى غرفته تماما وتدفن مثل ما اهو يندفن..
وسماء تحس نفسها ميتة ..من جذي ما تبي تخلي ول أثر من أغراضها..
مع انها عارفة ان محد راح يسهر ليل الفراق عليها غير بيت بو جراح ..ما تستغرب هالحال في بنت خسرت
الم قبل ما تفتح عيونها
على الدنيا ..وخسرت أخوو تفتحت عيونه على جانب مظلم ..وأبو...
لحد هذا الوقت معصوبة عينه بزوجة مستبدة..
تعترف ..وبحق ..ان سلوى حطمتها ..حطمتها وقطعتها لشلء صغيـرة ..ما تقدر ال انها تزم هالشلء بين
نفسها وتغادر هالدنيا السعيدة ..اللي تبتعد عنها قبل بمسافة شارع ..الحين راح تكون آلف الكيلومترات..
والعديـد من الشوارع والطرقات ..وبعد من كبره يقتل كل شمعة أمل في قلب النسان..
مناير وهي ترفع احد الطارات من الغرفة وكان فيها صورة مشعل ويا سماء وهم يضحكون ..وشكثر كان يبين
عليهم الفرح ..او يمكن الراحة ..وخصوصا مشعل ..راحت عند سماء اللي كانت على السرير وهي تطوي
مناديلها الحريرية وتحطها بالجنطه ..وقعدت يمها على السرير..
مدت سماء يدها للفريم من يد مناير اللي مادتها ..طالعت الصورة بنظرة خالية من التعبير ..ولكن ..لحت
ابتسامة على شفتها ..من برودتها كر شعر جنب مناير..
مرت لحظات ومناير تدقق في سماء ..تلقي خطوط الجمال والحسن الرفيع فيها ..عذبة وجميلة وكانها من
سالف الزمان ..كانت تمتلك ويه نحيل ولكن وجناته رفيعة ..ثم مكتنز وجبين عريض مخطوط عند الخدود
بالشعر البني اللمع ..عيونها كانت تحمل لمعة الحزن والدمعة اللي جاهزة للذرف ..يمكن نظراتها المحتدة
تبينها بأوقات قاسية بل قلب ..لكن انكسار حاجبيها يفتت اي فكرة سيئة ..يدينها اللي توضب بهم كانو دقيقتين
..اصابع طويلة بأظافر صغيرة وعروق ظاهرة..
اللي يشوفها ..يقول انها مرسومة لخالد ..لن فيها من ملمح خالد الطفولية والحزن اللي يجمعهم ببعض
بصورة مثيرة للحزن ..وكانت هذي الفكرة اللي تركت مناير في ويه معصوف متكدر ..متجهم من الدمع
الجارف اللي بيهطل منها ..ويوم فرغت سماء من الجنطة وسكرتها رفعت ويهها الى مناير وشافتها بهالحالة..
سماء وهي تفتح عيونها بوسعها وتقبض النفس بصعوبة :مناير ..ل تبجين ..تراني والله ملتاعة وما فيني افارجج
..
طاحت مناير على سماء وهي تلمها بقوة ..:سموي مادري شلون بشوف الدنيا بدونج؟؟؟ انتي والله بمعزة
فاتن ويمكن اكثر من قربج لي..
سماء وهي تدفن ويهها بشال مناير البيض : ..منور تكفين ل تتكلمين ..قلبي ذايب رحميني شوي..
رفعت ويهها مناير وناظرت سماء وهي تمسح على شعرها ..:احبج وانتي اختي وربي يدري ..انا متأكدة انج في
زمن كنتي منا وفينا ..انا عمري ما شفت احد يشابهنا كثرج ..انتي ملك يا سماء ..مثلج مثل امي..
سماء وهي تبتسم وتمسح دمعها ..:زين والله ذكرتيني ..بروح لخالتي ..قبل ل امشي..
مناير :متى رحلتج؟
سماء وهي تناظر الساعة ..:بعد ..شي ساعة وربع..
مناير :عيل ماكو وقت ..خلينا نروح..
لبست سماء شالها السود ..ولفته بسرعة على راسها وهي منتحبة ..وويهها حمر من اكتناز الدمع بعيونها..
وجرت نوووح في نفسها وقلبها المجروح لهالفراق الصعب ..وطول دربها وهي طالعة من دارها والدري
وطلعتها من البيت ..الى الشارع اللي وقفت فيه يوم ويا خالد واعترفت له ..وطلبت منه عهد على انه ما
يتركها ..بثقة انها اهي اللي بتظل وهو اللي يمكن يروح ..لكن مسرع ما انقلب حكم رب العالمين ..كاهي اهي
اللي بتروح عنهم ..وبتظل غريبة النفس حتى مماتها ..من دونهم ..لنها تدري ان ما بعد الفراق اهو البرود..
والبرود هذا اللي بيقتلها ..شوي شوي .ان ماكان مرة وحدة..
دخلت البيت اهي ومناير ..بس ما لقو احد هناك ..واستغربو شوي ..وصوتت مناير..
مناير :يمة؟؟؟ يمة؟؟؟؟ جراح وينكم؟؟
طلع صوت جراح من الحديقة الخلفية ..:احنا ورى تعالي هني..
راحت مناير وتبعتها سماء ..وفجوا الباب بهدوء ..وانصدمو يوم لقو اللي لقووه..
كانت الحديقة جاهزة ومصممة ..والنافورة اللي اختارتها سماء ويا جراح مصفوفة بوسط الرض بصورة
شاعرية حزينة ..كانت عبارة عن دلوو مكسوور ولكنه يحافظ على الماء فيه مع ان القطرات تنقط منه لكنه
بعد يحتفظ به بالقعر ..وابتسمت في ويه جراح اللي كان واقف ..شكله
كان مريض بسبب اللي صابه هذيج الليلة لكن باستثاء الضربة اللي على ويهه فهو بأفضل حالته..
ابتسمت سماء والدمع مختنق بعيونها ..تناظر المكان برضا عميق وقلب صادق الحساس ..ابتسمت وضحكت
يوم شافت كل اللي كان موجود..
تصويرها الخيالي صار حقيقي ..والله شي جميل على قلبها ..وطالعت جراح مرة ثانية..
شافته رايح عن زاوية عند اصصيص عاجي فيه تراب وزرعة صغيـرة جديدة العهد ..ولحقته عشان تشوف..
جراح :هذي الزرعة بأسمج ..امي حطتها عشان تسقيها اهي لج بنفسها ..وكل ما كبرت ونضرت ..راح تكون
دليل انج مثلها يا سماء ..ما نبيج
اول ما تختفين عن نظرنا تهملين نفسج ...عرفي انج انتي هالنبتة ..واحنا نعتني فيج حتى لو ما كنتي جريبة
منا..
ذاقت نفس سماء بسبب الحب اللي عمرها بهذيج اللحظة لهالخو العظيم ..وتمت عيونها تدور صاحبة السعادة
والفرحة الدائمة في قلب
اي انسان يعرفها بمعرفتها ..والتفتت مثل الحايرة مكانها وردت بعيونها لجراح..
ما انتظرت سماء ..ومسحت دمعها اللي حمر ويهها ..ودخلت داخل البيت..
بدرب حفظته عن ظهر قلب راحت لعند باب الدار ولقت ام جراح قاعدة وفاتن معهاا تمسح على جتفها..
واول ما التفتت فاتن لوجود سماء لقتها الثانية بويهه متألم ..حزيـن ..متألم ..ابتسمت فاتن بعجز في ويه
سماء ونظرتها كانت كافية انها تجر الونة في نفس سماء..
فاتن الوجه المبتسم الدائم ..اشبه بالملئكة ..حزين اليوم على شانها..
سرعات ما زاد حزن سماء وهي تشوف ويه ام جراح اللي التفتت للزائر الثالث ..وراحت لها بسرعة وحطت
راسها على حظنها وهي تلم حوضها
بقووة..
ام جراح :ملوعني فراقج ...والله وكان قلبي يجلعوونه من منبته ..سامحيني يا بنتي..
سماء وهي ترفع ويهها برجا :يمة ..اسامحج على شنو؟ على حبج؟؟ ول حزنج لفراقي ..حزني يا يمة ماكو
غيركم حزين علي ..حزنووو علي تكفووون ..اذا انتو ما حزنتو من اللي يحزن ..
جرس البيت قرع وقطع عليهم ..وفاتن اللي تحركت لنها عارفة من اللي ياي ..مسحت ويهها ولمت الشيلة
وكان جراح هاب انه يروح..
فتحت الباب وكانها مستعدة لهالمجابهة طول عمرها ..وبالفعل ..ما خاب ظنها ..كان اهو ..بجبنه وتفاهته..
تحركت صوبه بنظرة مشوبة بالنكران لي شي يتعلق به في حياتها مرة..
راحت وردت على عقبها مرة ثانية ..من فوق كتفها ..طيرت كلماتها من غير اي اهتمام..
فاتن .. :انت من الجبن يا مشعل انك حسفتني على اني قط عرفتك بيوم) ..التفتت له وهي تشوفه( الله
يعينك على ما بقى من حياتك ...لنك صدقني بتعيش في تعاسة وذنب هالبنت اللي برقبتكم كلكم ...قالو ان
كل شي يتعوض ال الخو ...ولكن اخو مثلك ..ماظن ان في أخت بتتحسف عليه ...واحمد ربك لو ان سماء يوم
من اليام سامحتك ..وهذا الشي مو نابع منك انت ول بتصرفك غلطان لو فكرت جذي ..راح يكون نابع )احتد
صوت فاتن الغاضب( من قلبها الطيب البريئ اللي ما بغى منك ول من امك ول حتى ابووك اللي اهو سبب
اللي اهي فيه ال الحب بالحب ..لكن اثبتو كلكم ثلثتكم انكم مو اهل بالحب) ..قست جملتها( والحمدلله اني
فهمت هالشي قبل فوات الوان ..مع اني قاسيت منك اللي قاسته اهي منك ..جبنك ..وقلت حبك لي
انسان ..غير نفسك...
وقفت لدقايق وهي تضبط اهتزاز الغضب في نفسها ..وهي تراقب ملمحه الهايمة بأرض مهجورة ..ارض حبه
اللي اهي تركتها في يوم من اليام ..ولول مرة – للسف الشديد -فرحت فاتن لنها آلمت قلب احد ..لن الي
سواه مشعل محد سواه ..اللي سواه في سماء قبل ثلث ليالي كان من العظمة والكبر لدرجه انه آسى قلب
امها بدرجة فظيعة..
دارت على عقبها وهي رايحة عنه ..مو عارفة اي وقع خلفته في نفسه..
ارتجت اصداء صوت فاتن في عمق مشعل ..وعرف ان هالشي ما راح يوقف لعند هني ..ما حس ان فاتن
يمكن بيوم من اليام تواجهه بهالكلم..
لكن ..هذا مو شي..ملمة المحب لحبيبه احلى من العسل ..اللي قهره اهوو منطق الحقير مساعد اللي ظهر
من بين شفايفها..
استنكار واضح من مشعل لفاتن الجديدة ..وتوعد وعهد انه لزم يردها لصوابها ..خطوة يديدة من مشعل
للينون ..اكيد ل محالة ..لنه قرر
شي بهذيج اللحظة ..ال وهو انه يرد فاتن فاتن الولية ..وهذا قبل مااا يفوت الوقت ..شلون؟؟ اليام بتكشف
هالشي..
------------------------
وانتهت الجلسة اللي كانت تصممها ورشة الياسي ببيت غزلن واخر التنجيدات كانت على يد لؤي اللي كان
منهمك بهالشغل مع ان طيف
غزلن حارمه التركيز ..لكن الهم الي في نفسه كان اكبر من انه يبينه لذا خفاه بين طيات مشاعره..
وصوت أنثوي ..ماكر طغى على حسه للتو ..خله يلتفت بنظرة باردة..
لؤي :نعم؟؟
غصون :اقول عساك عالقوة ..ياولد الدخيلي..
لؤي وهو يراقب ملمحها الناضجة ..مشابهه لغزلن لكن مختلفة بنفس الوقت ..:الله يقويج..
غصون :انت اخو مساعد صح؟
لؤي :صح ..ليش السؤال؟
غصون وهي مندهشة :انا مادري ان ليش محد يذكرني ؟؟ الظاهر ان مساعد الوحيد اللي يذكرني..
لؤي وهو عاقد حاجبينه يحاول يفهم اللي قالته ..:ليش انتي تعرفينا؟
غصون وهي تقعد في الجلسة وتستريح :شغل سنع ..ما تقصرون صراحة اثبتوو انكم على جدارة
لؤي :تسلمين..
غصون وهي ترفع عين مرهقة من الشمس الباردة :انا ما عرفكم كلكم ..بس اعرف اخوك ..كنا على مقربة
في يوم من اليام – ..مهنيا اقصد ..كنت اتدرب في شركة ابوي على المحاماة وهو كان المشرف علي..
لؤي وهو يتنهد بتفهم :أهااا) ..ابتسم بطفولة( الحين عرفتج..
غصون :ههههههههههههههههه ..شخبار الهل..
لؤي اللي حس بالمتعة من طريقة كلمها ..غير عن غزلن ..فيها شي من النضج :والله الوالدة موصلة لج
سلم..
غصون بدهشة :لي انا؟
لؤي :اي ..اهي قالت لي كل ما تشوف -- - -..شسمج؟؟
غصون بذكاء :توصل السلم وما تعرف لمن
لؤي :توه السم في بالي ..بس نسيـت..
غصون :هههههههههههههههه ..غصون..
لؤي وهو يطرق بصعبه وكانه لقى اللي كان في باله :صح ...غصـون ..تسلم عليج وتقول لج تبي الصحن اللي
خذتيه منها..
غصون :هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..
وشرفت سيارة النسة غزلن اللي من دخلت الكاراج عيونها تدور على سيارة احد من الورشة ..من اللي
كانت تدوره بالضبط هذا اللي ما
عرفت له ..ولكن هذا شي ..والشي ثاني كان اقوى عليها يوم لقت لؤي يشتغل وغصون معاه ..وكاهو ريل
غصون يطلع من البيت ويلقيهم ..يارب يجك هالجليلة الحيا ويصفعها تصفع..
طلعت من السيارة وهي ودها لو تحرق لؤي بعيونها بس للسف كانت تحت نظارات شمسيية غامجة ..ومشت
بأتجاههم وهي تحاول تتجاهله لكن ل..
مظهره الطفولي اللي بدى في عيونها انقى حتى من اليهال ما ساعفها..
غزلن بهدوء :السلم
الكل :وعليكم السلم..
بو فلح )زوج غصون( :هل والله بغزلن ..اسف ما هنأتج على هالتصميم الحلو..
لؤي يبتعد لكن عيونه كانت مراقبة للوضع من تحت لتحت وغزلن تكلم زوج اختها ..:تسلم ..التصميم كان
جاهز ..التقدير كله لطاقم العمل ..يعطيهم العافية )وهي تناظر لؤي اللي ابتسم بحدة وذكاء(
غصون وهي تقي عيونها من الشمس :انا بدخل الحين
زوجها ..:ليش حبيبتي خلج ..الجو حلوو والهوا منعش
غصون وهي تبتسم بتصنع :ادري بس ..ما ابي ..بدخل داخل)...تلتفت الى لؤي من غير اي احساس لزوجها(
تشرفنا لؤي..
لؤي وهو يحني راسه :الشرف لي..
وراحت غصون من غير اي اكتراث لزوجها او طلبه انها تظل. .بكل بساطة اهي مو في المزاج العاطفي انها
تصغي لكتله التحجر والشغال زوجها ..دخلت البيت وغابت عن الساحة..
بو فلح بابتسامة غبية :انا بعد بلحق حرمتي ..ومرة وحدة اتسامر ويا حرمة عمي ..اشوفكم على خير..
راح زوج غصون وظلت غزلن واقفة وهي تناظره لمن غاب ..وبهدوء وجهت راسها او نظراتها الى لؤي اللي
كان منهمك باللمسات الخيرة ..مو مهتم يعني؟؟ ما يحس لنفسه غلطان؟؟ يمكن اهو من غرور جراح بعد..
وفيه من الل في ارفيجه المعتد..
غزلن وهي تتلمس الخشب المنحوت بعناية ..:اليوم أخر يوم؟؟
لؤي وهو يطرق على احد القطع..:أيه ان شاء الله لننا مشغولين وورانا اكثر من التزام..
غزلن:أهااا..
تم يطرق بهدوء ظاهري لكنه كان مرتبك من داخل ..لنها واقفة تناظره بطريقة غريبة ..ومن زود ما كان
متوتر بهالشي توقف عن الطرق وطالعها بهدوء..
حس لؤي انه واضح بعيونها ..لذا ..سكت عنها وتابع اللي يسويه بكل هدوء ..وظلت اهي على حالتها تراقبه
وهي عاقدة ذراعاتها وتراقب بتنهيدة حزينة ..حملت روحها وراحت وقعدت بعيد عن المكان ..انتهى شغلهم..
يعني كل اللي بديته باء بالفشل ..لقدرت اتحرك صوب جراح ول انش ..وكل ما اييلي وانا )تناظر لؤي( اروح
باتجاه ثاني غلط..
الظاهر اني ما حكمت مخي مثل ما كنت اظن ...الظاهر اني كنت متوقعة زيادة عن اللزوم اني راح انجح ..ما
دريت ان الهوا لعبة ما يلعبها
ال الهوى نفسه..
سحبت نفسها بتخاذل للبيت والهم واضح والتنهيدة شاهد عيان على حالتها ..اول ما اختفت عن عيونه رفع
راسه لؤي وهو يتابع خطواتها اللي مسرع ما رجعت وهي تمشي بسرعة صوب السيارة ..مرت من صوبها
بسرعة خطيرة بعض الشي ..خلت من شعرها يتطاير وراها مثل اللي يبي
يهرب او يرجع من محل ما يا..
اختفت بالكاراج وقلب لؤي مرتبك عليها ..ومسرع ما سمع محرك السيارة يتشغل بحماس ..وصوت دواسة
البانزين تفحط على السفلت..
وبسرعة رجعت السيارة ورى ..وظهرت لمحة منها وغابت ..ركض لؤي وهو يرمي الغراض اللي بيده وسرع
صوب الباب الرئيسي عشان يشوف شلي صاير ..واول ما طلع ما لقى ال غبرة المرسيدس اللي كانت فيه
غزلن ..وعلى طول ما عطل نفسه وركبت البليزر وطوالي وراها..
يشوفها وين يمكن ترووح..
سباق طويل بيناتهم لحق فيه لؤي غزلن حتى اخر اللدنيا ..ظن انه فر البحرين كلها في ثواني وهو يلحق
وراها ..واهي ابدا ما اا فكرت
انها تخفف سرعة ول تخفف تجاوزات ..حتى انها طافت اشارة حمرا وشخطت الشارع بعنف اهتز من تحتها
السفلت..
لؤي وهو يكلم نفسه بالسيارة .. :ل هذي أكيد ناوية تذبح روحها اليوم ..وين بتروح بس ويا هالمزاج..
وهو يلحق وراها لقاها متوجهة عند البحر ..وكانت شاخطة السيارة بقوووة لدرجة انها قفزت قفزة كبيرة من
على الرصيف اللي اخترقته وتأذت السيارة شوي ..ووقفتها ببريك قوي عند الشاطي مباشرة وسيارة لؤي
وراها ..ويوم توقفت سيارتها بهذيج القوة ضاع امان لؤي عليها ووقف السيارة وراح عندها..
طلع من السيارة وهو ميت من الخوف يمكن صابها شي ول من القفزة تأذت ..لقاها مسندة راسها على
الكرسي وتتنفس بقوة بسبب
الدرينالين اللي تدافع فيها من شدة الحماس ..وطرق على الباب..
غزلن تفتح الباب بقوة في ويهه وشوي تفجره بغضبها :شتبي لحقني لهني؟؟؟
لؤي وهو مندهش من اسلوبها ويكلمها بصوت ناضج مشوب بالخوف :انتي شفيج تسوقين جذي؟؟ حاسبي
على روحج شوي ال ذبحتي روحج وانتي تتجاوزين وتسرعين
هجمت في ويهه بعنف :ومن انت عشان تقول لي ل اسرع وال ل اتجاوز ..انا بكفي اسوي اللي ابيه ..مو انت
اللي تتحكم فيني..
لؤي وهو يناظرها بأشمئزاز ..:الظاهر انج من قلب مينونة..
غزلن وهي تصرخ :مينونة؟ اي مينونة؟؟ الوحدة عندكم يا مجتمع الرياييل لمن تتكلم بحرية وطلقة وتعبر عن
اللي في نفسها مثلكم تطلع مينونة ..لكن لو فكرتو بالشي بالطريقة الصحيحة بتلقون انكم انتو الميانين ..
واكبر ميانين بعد..
لؤي وهو يتجاوزها رايح عند السيارة :ما احتاج اسمع منج هالحجي..
وراح عند السيارة ..والحمد لله ان الباب كان مفتووح ..سحب مجموعة المفاتيح الموصلة بالسيارة وسكر
الباب..
غزلن بويهه :شتسوي؟؟ رد المفاتيح..
لؤي وهو يتجاوزها :ل..
توقف بويهه مرة ثانية :شفيك انت؟؟ مينون ..اقول لك رد المفاتيح بسرعة..
لؤي يصرخ في ويهها .:لاااا) ..خفف من صوته( انتي وحدة دليعة ..مدللة ..وتافهة ..وغبية ..وعقلج اصغر من
الحب الشمسي ..انا ما بخليج تسوقين وانتي بهالتصرفات الغبية ..عقلي ..بنات كبرج يأسسون بيت ..شتبين
تسوين انتي بعمرج؟؟ تكبرين وتصيرين مثل اختج؟؟؟؟ بل مشاعر وبل احاسيس؟؟
غزلن بصدمة ..:وانت شعرفك باختي؟؟ ومن سمح لك تتكلم عنها جذي..
لؤي وهو يسكتها :انا بتكلم عنها مثل ما ابي ..ما سبيها ول لعنتها ..انا اشفقت على حالها.ول تظنين اني
ماعرف اختج ..انا اعرفها وخوش معرفة بعد ..بس انا من عاداتي اني مابين للناس اني اعرفهم لني ابي
اعطيهم فرصة انهم يبينون لي بصورة يديدة وبتصرفات يديدة..لكن انتي للسف الشديد..
راح عنها وهو يحس بانه لول مرة بحياته يحس ان اعصابه محترقة..
لول مرة بحياته يحس بالنار تشب فيه ..لول مرة يعصب ويقول الشي اللي يمر في خاطره في اللحظة
نفسها..
التفتت لها ..:علبالج انا واحد غبي مافهم وانتي تافه ومخي قد البلوطة ..انتي الغبية ..انتي التافهة ..انتي اللي
مخج قد البلوطة يوم انج تفكرين ان اكو ريال بهالمواصفات ..انتو الضعاف ..انتو الغبيات ..انتووو اللي ما
عندكم حس – بغض النظر عن كل الحاسيس والمشاعر اللي رب العالمين وهبكم -باللي حواليكم ..تلحقين
ورى جراح وكأنه الزهرة وانتي النحلة والمفروض ان الوضع يكون مغاير ..او حتى انه ما يصير ..لن البنت ما
تلحق احد ..البنت معززة مكرمة بشرفها ببيتها ..ل احد يمسها ل بكلمة ول بلمسة ول نظرة ..لكن ..انتو بنات
هالزمن ..ينيتو ..قصوو عليكم بكلمة التحرر فطلعتوو فطينات بشعركم ول طريقة مكياجكم ول لبسكم..
غلطانات لو فكرتوو ان في ريال بهالدنيا يبي وحدة مثلكم ..وان كان في فهذا ريال تافه مثله مثلكم..
سكت لؤي وهو يلهث من الغضب ..وغزلن المصدومة صابها خرس عن الكلم ..ماهي قادرة تصف كلمة على
كلمة ..ليش؟؟ بسبب غضبه؟؟ ول ذكائه ..ول معرفته عنها وياجراح ..وشلون وصفها وسمح لنفسه يعيد ويزيد
بهالوصف ...شلي قاعد يصير..
لؤي وهو يضبط اعصابه :خليني اردج بيتكم ..مالي خلق المشاكل ول لي بارض..
راح عنها وهو يدخل السيارة ويصفق الباب وراه ..وظلت اهي واقفة عند السيارة بعجز ..ماتدري اتروح ول
لء ..ولكن يوم تحركت سيارة
لؤي عشان توصل لعندها ..رفعت عيونها له ولقت نفسها اخر شي يمكن يطالعها بهذيج اللحظة ..وباحراج
وسخف واحباط وقله احترام للنفس..
جرت روحها للكرسي الخلفي من الطرف الثاني وقعدت ..واول ما سكرت الباب تحركت سيارة لؤي بعيد عن
هالمكان بهدوء ..على عكس قيادتها
المتهورة ..كان حاملها في السيارة وكأنها أمانة او جوهرة ثمينة ملقاه على عاتقه ولزم يوصلها بسلمة..
ظلت طول الوقت وهي تناظر الوطي من عيونها ..وهي مو مصدقة اللي بدر من لؤي تجاهها ..كتلة الغباء مثل
ما اعتقدت اخر شي ما طلع كتلة غباء ..انسان له احساس وله شعور وله معنى بهالدنيا ..يحس ويكتم
أحساسه بغية اعطاء الفرص للناس ..مستحيل هالولد يكون حقيقي ..مافي مثله من الريـاييل ..حتى جراح
نفسه اللي اعتقد اني صنف معين من البنات وما فكر حتى انه يستكشفني عشان يلقى فيني اللي ما يبي
يلقاه ..لكن هالشخص..
حاولت ترفع عيونها وتناظره لكن هالشي كان متعذر عليها ..ما تقدر تحط ويهها بويهه لنه محمرة وعيونها
على وشك النفجار بالدمع ..لكن استحملت ..عصت الدمع والحساس بالغباء عشان بس انها تظل ثابتة
مكانها ..وكم راح تتحمل عشان بس توصل البيت..
وبالفعل ..مع اخر امنية بانت ملمح الشارع اللي تألفه عيونها ..شارع البيت ..وعلى طول هبت روحها انها
تتحرك اول ما توقف السيارة ..ما تستحمل اي دقيقة صمت ويا لؤي .طلعت من السيارة وهي تمشي بسرعة
ودخلت البيت ..ولؤي اللي حرك السيارة عشان يروح ول يرد مرة ثانية تذكر ان اغراضه بعدها في البيت..
دخل بسرعة وهو يتحاشى اي احد وسحب الغراض ورتبهم في علبة العـدة وتوه بيطلع من البيت..
ماقدر يرفض طلب هالم الطيبة ..اللي شاف في ملمحها شي من غزلن وتمنى لو ان شي من اخلقها
واطباعها في بنتها بعد ..لكن للسف الشديد غزلن لزم تطلع من باله لنها ما تستاهل العنا..
قعد وياهم وتغدى وشرب جاي وطلع على العصر القريب وغزلن ما فارجت دارها ول طلعت منها ..وظلت
حبيستها لحد مااااااا تقدر تطلع روحها من الكلم اللي قاله لها لؤي ..صج انها اليوم خلص عادت بل احترام
لنفسها ..شلون قدرت انها تصيـر جذي ما تدري ..هالكثر تعدت حدودها وهالكثر انفج لجامها وهامت على ويهها
مثل الفرس البري ..مستحيل ..فكرت في بالها ..مستحيل اشوف لؤي مرة ثانية..
وجراح لزم انهيه من حياتي نهائيا ..ومستحيل اقبل بحياتي مرة ثانية ..مستحيل ارجع غزلن اللي كانت من
بعد هاليوم ..انا خلص ..بتم مكاني وين ما انا من غير اي تعديل في نفسي ..بظل في داري ول بطلع ..ول
اظن ان لو روحي فارقتني احد بيهتم ..اذا انا ما اهتميت ..محد راح يهتم..
-------------------
سكن الجوو بالحزن اللي دار في أطراف بيت بو جراح ..الكل ساكت وهو يسحب نفس عميـق ..دمعه تسري
وتنمسح بسرعة عشان ل تلفت نظر احد..
ام جراح بعدها في دارها وهي ذايب حشاها على سماء اللي انتزعوها ..ما تكلمت ويا احد ..وحتى مريم اللي
ياتهم من بعد روحة سماء عن
البيت بربع ساعة ..تلقفت فاتن اللي كانت شبه الهايمة على ويهها ..تنتفض بعمق وروحها مهتزة وتحتاج
لشوفته ..شوفة مساعد اللي تطمنها
من كل الخطار ..دايما كان موجود وقت ل هي حست بهالحاسيس الجياشة ..وشوفة مريم نسبيا تريحها..
سكتت فاتن..لن ما كان في جعبتها اكثر من الهانات لمشعل ..لن اللي دار بينها وبينه الصبح كفاية..
دخل خالد البيت وهو مسرع صوب فاتن...من غير اي اكتراث لمريم..
سكت دللة على الرضا ..وراحت فاتن وسحبت عباتها من دارها وطلعت منها ..ولحقت خالد وركبت معاه
السيارة ومريم معاهم بعد ..متوجهين للمطار..
سكرت التلفون عنه من غير اي اعتراض ومساعد حمل جاكيته وطلع من المكتب من غير اعتبار لحد ..شغل
السيارة وحركها على طول بوجه
السرعة الى المطار ..فكرة ان مشعل يمكن يكون هناك اهي اللي خلته يتحرك بهالسرعة .وما راح يخليه
يختلي بفاتن ...هذا شخص خطير ومخيف من نوعه ..وفاتن بالليلة اللي صار فيها كل شي تبادلت وياه نظرات
تركت في نفسي الخوف عليها ..اهي تتحداه لكنها ما تعرف اهي شنو خلفت فيه بسفرها ..حس في مشعل
حقد وكره يمكن لو ينتشر الدنيا ما تكون بأمان..
ووصلوو للمطار ..ومشى خالد بسرعة وهو يتلفت يمين ويسار ولكن من غير ما يناظر احد ..كان مستعين
بعيون قلبه عشان يلقى اللي
يدورها ..وما قدر لن الناس كثيرة والزحمة كبيرة ..وفاتن معاه بالمثل ..واخيــرا يوم لح مساعد لهم اتجهت
له فاتن ..كان يمشي صوبها بهدوء وثبات خلها تحس انه السفينة اللي بتنجيهم من الهيمان اللي اهم فيه.
مسـاعد :ها؟؟ لقيتوها
فاتن بهدوء :ما لقيناها و )تاشر براسها على خالد اللي يمشي ( وهو مو راضي يتنازل..
مساعد :ما ينلم ..واحد غيره يسوي اكثر من جذي فقد الحبايب مو هين..
استغربت فاتن ..ل بل انصفعت من كلمه ..فقد الحبايب؟؟ اهو شعرفه بفقد الحبايب ..وبطريقة مالها اي
علقة بالموضوع ..:شقصدك بالكلم..
نزل عيونه له يراقب التساؤل اللي فيها ..ومر على باله طيف عالية بطريقة غريبة ..شي في عيون فاتن بين
له انه في خطر ..لكن تدارك نفسه بطريقته المعتادة ..لكن ما كان هذا معنااه انه طلع من دوامة الصراع..
تركها وياليته ما تركها لنه رمى في نفسها افظع الشكوك ..وكيف ان الشياء تلبست على دماغها ..تذكرت
القصائد اللي قظت فيها ليالي واهي تقراها ..تتحرى فيها عن السهر والعذاب والفراق ولوعة الحباب ..وان
الليل والبحر والنجوم تشهد على عذاب محبين ..وم .الدخيلي ..م .الدخيلي..
مساعد اهو اقرب انسان لعايلتنا ..او لبوي ..اهو اللي تواصل ويا ابوي من صغره مثل ما سمعت من امي..
وصغره كان في سن المراهقة...
وسن المراهقة ..عمتي عالية لو حية ..مساعد راحي كبرها بسنة او سنتين بس ..وعمتي كانت عاشقة ..كانت
تحب ..وسمعت من مريم مرة ان مساعد ماله حظ في الحب...
جالت عيونها بحسرة واهي تركب الصور ..قطعة على قطعة ..ترسم لها صورة حزينة وأليمة بنفسها ..النبؤة
على وشك التحقق ..مسـاعد
بالفعل يمكن ارتبط بحياتها ..اهي كانت تحس او تشك انه يمكن كان له دور بحياتها في جيل ثاني..
خذه مساعد وفاتن اللي لمحتهم لحقتهم اهي ومريم ..وشافته يتوجه للمغادرين ..وسرعت صوبهم قبل ل
يروحون ..ولقوها هناك واقفة..
كانت ملحفة راسها بشال اسود شلشي ..لبسة بنطلون اسود وسيع وقميـص هندي الستايل باللونين السود
والبيض ..ويوم تاكد انها اهي توجه خالد لها بسرعة ...ومن غير انتباه احد وخصوصا مشعل راح لها وسحبها
من عنده من ذراعها من غير اي اهتمام من احد ..ويوم هي فزعت من احد يسحبها التفتت واطمئن قلبه
وعيونه المتعذبة تهللت بشوفته..
سماء :خالد.
خالد يبتسم بعذاب :ما هان علي اخليج واروح )مد يده لجيبه وهو يسحب جيس مصنوع يدوي عليه صورة
وردة وقطرات عسل ..اخذ يدها وبسط
كفها وحطاه فيها( هاج
سماء باستغراب :شنو هذا؟
خالد يهمس لها وهو يتحاشى عيون مشعل :هذا دللة انج لي انا وبس ..ان لو نسيتيني صوابعج ما بتنساني..
بتظلين وياي ..بحلقة حياتي ودايرتها ..ما راح تنسيني مثل ما انا راح انساج
سماء :خالد بلحقة ول بدون انا ما بنساك ..حد ينسى روحه
خالد :علمتني الدنيا اني ماثق بالظروف ..واني اتمسك باشياءواقعية مادية حقيقية ..خليه بصوابعج ..وكل ما
مال قلبج لنسياني ذكريني به..
سماء بدمعة وابتسامة عذاب :ما راح انساك ..عمري كله ما راح انسـاك..
تركها خالد ..عشان تروح في حال سبيلها ..صح ان مشعل انتبه لهم ..
لكن ما تحرك ول سوى اي شي لن اللي لفت انتباهه كانت فاتن ويا زوجها اللي واقفين يم بعض ..وشلون
حس ان اللي كان له في يوم صار
لهالحقيـر ..ويوم التفتت فاتن له تناظره بالعيون .ابتسم لها بمكر وخبث .وكانه يطلب منها الستعداد للي
بصير فيها..
من الحزن العميق حطت فاتن راسها على جتف مساعد وهي تراقب خطوات خالد اللي ضاعت في الزحام...
وانتهى فصل حزين مرير على قلب خالد ..اللي ما اكتفى من فقد الحباب ..عشان اييي له اليوم اللي يفقد
فيه أمل الحب والحيـاة من جديد..
يا تـرى .هل بتدور اليام وتخلي سماء تنسى خالد ..ول خالد ينسى ويبعد سماء ..وتظل الوهم والخيال..
الحساس اللي بثته فيه مجرد اسطورة يعتنق بها الحياة ..ول ..امل الرجوع واللقاء ..يجمع بينهم..
)من هذا الجزء ..راح تتوقف سيـرة حيـاة كل من سماء وخالـد ..واحداثهم راح تكون مقتصرة فقط في
الحوارات اللي يشتركون بها..
ابي اخليهم معنيين بالهدوء والبتعادعن الصورة لن لو كانو في الواقع بطلب منهم انهم يبتعدون عن الواقع..
ويحملون انفسهم في موكب الحب والفراق ..بأحلى تعابيره وتجسيداته(..
====================
عندي لكم نقــاط عديــدة ..ابــي افهمـــكم ايــاها..
السبــب ان الجزء الخيــري _قبل هذا_ كان يتكلم عن الفوضى اللي صارت بين سماء واهلها واهل بيت بو
جراح ..وهالجزء يتكلم بعد طواف يومين من هالموضوع ..اللي ظل على حاله الى يوم الرحيل ..لنهم سرعوا
بسفر سماء اكثر ..الظاهر اني كنت غلطانة يوم اني طوفت يومين من غير ذكر احداث ...بس انا حبيت اني
اطوف القصة لن ما بغيت اطول في الوصف...
كان لزم على القل اني اذكر شي ...بس مادري ..حبيت ان امشي الحداث بسرعة ..ولزم يبتعد احد عن
القصة لني عندي اربعة كوبلت لزم اسهل اللي بينهم..
====================
بعلمكم بس بشي واحد خططت له ..وابي منكم العلــم
انا بعد كم جزء بطوف القصــة جــم سنــة ..لن شي بيصير ..واتمنى منكم انكم تكونون على علم بهالشي..
====================
الفصل الثاني
-------------
مسـكينة منايـر ..من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار خالد واهي تراقبهم ..او تراقب
الكريه وهو يحط اغراضها بالسيارة واغراضه ..وشافت سماء تدخل السيارة وتتحرك من جدام عيونها الى
مصير الفراق..
تمت طول اليوم وهي تتذكر احداث اليام اللي فاتت ..قبل ثلث ليالي ..وقبل وقت الفوضى ..كل شي كان
هادئ ومقبول ال الفكار اللي تجول في بالها عن الرسايل اللي لقتها في دار فاتن وعن السلسلة اللي لقتها
في علبه مشـعل ..تذكرت جراح اللي ظل يوم ونص بالمستشفى يشكي من التعب ..واخرتها ردوه البيت في
اليوم الثاني العصر وحالته الصحيـة متوعكة شوي ال انه كان قادر على البتسام والمنازع ..مخفف لجو الحزن
الثقيل بالبيت..
ام جراح ظلت طول هالفترة مابين غرفتهاوانشغالها بالحديقة ويا جراح ..حزنها الكبيـر الغريب من نوعه ما
ترك الفرصة لحد انه يكلمها .صح انها ترد بس ببال وفكر مشغول ..ومن تختلي بنفسها تلقاها مناير بدمع
منهمر ..ولوعة قلب ..
الله العالم وين خالد اختفى طول هاليام ..اللي محديعرفه انه كان يشتغل صبح وليل عشان ينسي نفسه اللم
اللي اهو فيه ..دوامات إضافية ..وتعب وجد وانكسار قلب ..الله يعينه ..فراق سمـاء ما هو هيـن ..مع ان
السبب غريب والمسبب اغرب ..سماء على قصر معرفتهم بها ال انها قدرت تدخل في قلوبهم من غير اي
استئذان..
وهي تفكر راحت عند " علبة الدلة " اللي تحتفظ بداخلها أدلتها كمحققة على القضايا اللي تفتش فيها..
وسحبت منها الصور اللي خذتها لعمتها عاليـة وهي شبـاب والسلسلة اللي خذتها من صندوق مشعل ..ما
تدري ليش ان هالسلسلة مألوفة بعينها ..فراحت وهي حاملة الغراض الى دار امها ..صج ان امها مالها قلب
على أي شي ..لكن بتحاول انها تبعدها عن هالجو بكشف بعض غموض وحقائق عن الماضي ..وخصوصا..
ماضي العـمة عالية ..سمعت عنها وايد لكن معرفة شخصية ما تمت بيناتهم..
نزلت تحت وراحت على طول لدار أمها ..لقت الباب مفتوح ..طرقات خفيفة سرت على ذاك الباب وياها
الصوت الحنون...
دخلت مناير وهي ترسم ابتسامة لمها اللي توها فارغة من الصلة ..انتظرتها دقايق وهي تسبح وتقرى الدعاء
السريع وهي فاتحة يدينها ..ووسط دعائها سرت دمعة من زاوية عيونها ..مسحت ويهها كامل بها ..وسحبت
الحرام وجابلت مناير..
مناير وهي تذكر ابوها ..وتذكرت وين شافت السلسلة ..حتى انها مرة حاولت تسحبها من القرآن بس ماقدرت
لن ابوها سكره عنها ومشى وهو يبتسم ...الله على ابتسامتك يا يبا ..شلون انها كانت تنور المكان في ظرف
ثواني ..الله ل يحرمنا منك..
مناير وهي تمسح عينها :الله يرحمهم ...انزين يمــة ..عمتي عالية كانت مخطوبة؟؟
ام جراح تناظر بنتها بغرابة :ليش تسألين؟؟
مناير وهي تتحاشى انتباه امها :ل بس ..انا مادري ليش احس انها كانت مخطوبة..
ام جراح وهي تبعد عيونها وتشغلها باشياء بالغرفة :عمتج كانت شبه المخطوبة ..بس ..ربج ما كمل وتوفت
اهي الله يرحمها..
مناير وهي تحاول انها تطول القصة :اهي ماتت من سرطان الرئة صح..
ام جراح تصحح لها :ل يمة ..اهي خذاها ربج من السل ..التهابات بالرئة ..كانت ضعيفة من وهي صغيـرة ..الله
يرحمها..
منايـر :أهــا ..الله يرحمها )..تمت تناظر امها من طرف عيـونها( أنزيـن يمة ..ما قلتيلي ..من اللي خطبها..
ناظرت ام جراح مناير باستغراب ..ودارت في بالها الشكوك ..هذي شلي تبي توصل له ..ببربستها في
الغراض شلي عرفته..
مناير اللي حست ان نظرات امها تعمقت فيها وتوترت شوي .. :يمة ..علمج ..سؤال بريء هذا
قعدت ام جراح يم بنتها بنظرات هادئة ولكن مستفسرة :يمة منوور ..انا اعرفج ..بنتي مو غريبة علي ..شلي
تعرفينه ومنتي قادرة توصلين لحكـه؟؟؟
منـاير وهي تحاول تخفي اللي تعرفه ..:يمة شفيج انا بس استفسر..
قطعتها ام جراح :مناير ل تلفين وتدورين ..قولي يمـة؟؟؟ شعندج؟؟
مناير اللي تمت تناظر امها ..مو من مهام المحقق الخفي انه يخبر اللي حواليه بقضاياه ..لكن ..الضروريات
تحكم ..:يـمة ..انا شفت عند فاتن قبل جم يوم اوراق) ..مدت يدها اللي كانت في جيبها وطلعت منها اوراق(
وفيها هالسوالف ..حجي حب ..وفراق وشوق ...وصورة عمتي عاليـة ..اللي تشبه فاتن وايد ..او فاتن تشبها
مادري بالضبط...
خذت ام جراح رزمة الوراق والصورة ...وابتسمت اول ما شافت عالية..بنتها اللي ما ولدتها ..مع انها كبيـرة
يوم خذتها بحظنها لكن بعد..
ام جراح :فديت هالويه ..الله يرحمج يا عاليـة ..صج ..فاتن خذت منها وايد..
ابتسمت مناير ..:صح) ...وردت تفكر (..يمـة ..قوليلي ..تقدرين ترى تستأمنيني على هالشي..
ام جراح وهي تناظر بنتها بعجز :..انا ما بقول لج اسامي لو هذا اللي تطلبينه!!
منـاير تتحرك بعيل مكانها :يمـــة علمج؟؟ حاولي انج تثقين فيني شوي..
ام جراح :انتي لسانج طويل شوية ال تقولين لختج...
منـاير لقفت الكلمة على طول ..:اختي؟؟ فاتن..؟؟ ليش فاتن بالضبط...
تعقدت الفكار ..وتشابكت الشكوك في مناير ..وتصاعدت فيها الصراعات ..وام جراح طاحت في حفرة
كلمها..
ام جراح وهي حايرة ما بين البوح والسكوت ..بس شتسكت عنه ..مناير وصلت للي ما ينوصل له ..وهم اللي
كانو يحاولون يخبون هالحقيقة قد ما يقدرون..
مناير بعجز تناظر امها :يمــة ..قوليلي) ...بخوف قالتها واخيـرا( هو مسـاعد خطيب فتـون صح؟؟
ام جراح تمسك مناير بيدينها :وطي حســج ..قول الله ل يبارج بعدوينج..
مناير وهي تناظر امها باستغراب :يمـة علمج محد بالبيت..
ام جراح :ادري ان محد بالبيت ..بس الجدران لها اذان ..شوفي منوور ..اياني واياج اختج تعرف بهالسالفة..
مناير ما زالت على استغرابها :وليش يمـة؟؟ ما فيها شي ترى عادي..
ام جراح :شدراج انتي بعدج ياهل ..الحرمة ل عرفت ان ريلها له ماضي وله من هالسوالف ..واختج بعد ما
كانت غريبة ..ماضي ريلها عمتها الوحيدة مو احد ثاني ..بتستخف ..وخصوصا ل شافت صورها وصور عاليـة..
بتلحظ شكثر التشابه بينهم..
مناير وهي مو فاهمة عدل :انزين مافيها شي يخلق من الشبه ارب...
سكتت مناير وهي تتعمق بكلم أمها ...وتمت تروح بذاكرتها لبعيد ..وتستنتج اللي تبيه ..لو فاتن تشابه عاليـة..
فمسـاعد بيلقى ماضيه مرة ثانية عن طريق فاتـن ..شبه عالية ..ومن نفس العايلة ..فهذا يعني ...السبب اللي
خله يرتبط فيها أول شي ...وفاتن ل عرفت هالشي ..بتحس ان كل قدراتها وشخصيتها وأهميـتها وثقتها
بنفسها مالها اي اساس من الصحة يوم ان واحد تقدم لها وتزوجها على أساس انها شبه حبيبـته الماضيـة..
ناظرت امها برعب ..وما كانت تسمع نص اللي تقوله لنها ضايعة في استنتاجاتها وتحليلتها الخاصة..
ام جراح بخوف :فهمتي علي منور ..الله يرضى عليج ..خلينا بل مشاكل ..كفاية القلب مشتعل بعده على
سماء ..مابي بنتي الثانية تعتفس حياتها
منـاير وهي تهز راسها بنفي. .:ل تحاتين يمة ..بكون قد المسئولية ..وفاتن ان شاء الله ما بييها ال كل الخيـر..
ام جراح تبتسم لبنتها ولكن تعرف ان مناير الواحد ما يثق فيها ..:يالله يمـة ..روحي ..ذاكري لج جم كلمة..
وخلي اخوج وياج بعد خانت حيلي من زمان محد انتبه له
مناير وهي ويا امها بتغيير الموضوع :يمة عزيز بدراسة ول بدون تنك ل تعورين قلبج
ام جراح تضربها بخفة على ذراعها :اقول مالت عليج من اخت..
---------------------
راح خالـد واختـفى عن صفحـات اليـام وهو محتفظ بلوعته الخاصة ..بعيـد عن الكل يحـاول انه يستـعيد
حيـاته اللي طارت قبل دقايـق برحلة الله العـالم مـتى راح تنتهي ..اقلـعت اليـوم لكن متـى بتحط برحـلها
مرة ثانيـة بأرض حيـاته؟؟ هذا هو النتظـار..
فاتن راحت ومساعد ومريم اللي حست الثالثة انها موجودة في غير مكانها ..ومن جذي طلبت منهم انهم
يقطونها البيت ..وظل مسـاعد ويا فاتن اللي ضايعة في زحمة افكارها ومشاعرها الحزينة على خالد ..آخر
توقعاتها ..خالد وسمـاء ..مع ان شي بيناتهم كان يجلب البتسامة في نفس الواحد لو فكر انهم لبعض ..لكن
الحيـن ..المعاناة والرضوخ لقسـوة التفاوت الجتماعي ..مثل اللي صـار لها ويا مشـعل ..لكن كان لصالحها..
اهي راحت في سبيـل احسن ..سبيـل اصلح نفسـها ..ولو تفكـر في الشي زيـن ..كان من الفضل لها انها
روح ..لنها ما تظن ان مشـعل بيتحرك لها بيــوم ..على عكـس سماء ..الي تحدت اهلها في يـوم شديد..
واضطرت وعانت وقاست ..على صغر سنـها.
وقف بها مساعد وهو يناظرها ..ينتظر منها انها تصحى من سرحانها ..لكن تمنى لو انها تظل اكثر ..تذكر يوم
بالمطار سألته اهو شقصده بكلمه ..خاف انها تفهمه على النحو الغلط ..لكن اهي مافتحت وياه الموضوع مرة
ثانية ..وظلت ساكتة مفكرة بوضع خالد وسماء يمكـن..
انتبهت فاتن ان المشاهد اللي جدام عيونها ما عادت تتحرك .معناته السيارة متوقفة ..والتفتت على مساعد
اللي كان مستند على زاوية من الكرسي..
طالعت فاتن جدامها واهي تحاول انها تتعرف على المكان ..كان البحر بزرقته جدامها ..الهوا المنعش والسما
الفاقدة بعض ألوانها الحيوية تغطي الفق ..وعلى طول ترجلت من السيـارة عشان تتنفس من هالهـوا
المنعـش ..ومن وراها مسـاعد..
راحت فاتن عند الحافة وهي تفتح ذراعينها تستقبل هالهوا البارد على القلب برحب صدر ..ابتسمت لحلوة
الجوو على نفسها والتفتت الى مساعد وهي تدخل خصلتها اللي طارت بفاعل الجو وترتب الشيلة بحيث انها
تكبح جماحها..
مساعد الثاني تم واقف وهو حاط يدينه في مخبى البنطلون ..وربطة العنق السودا تتطاير بالهوا يمين
وشمال ..مجنونة برية ولكن بقيود ..ترتد عن حكم سيدها ولكن ترجع وتخضع..
فاتن وهي تبتسم له بدلل ..وتتراجع لعنده ..وقفت وهي مولية ظهرها للبحر وهو مجابله ..ما تدري ليش
حست ان كلمه عن لحظـات من حياته ريحت بالـها ..ظل واقف مكانه يراقب البعد بين السما والرض ..وهي
تراقب النعكاس على ويهه ..فضلت المشهد اللي ملمحه ترسمه على مشهد البحر اللي كان في منتهى
الروعة ..والسما اللي كانت تنذر بمطر بسبب سواد غيومها ما هتمها ..السواد اللي يحايط عيـونه واهدابه
اهم ..خطوط الكبر تحايط جوانب عيونه ..حصن منيـع ..ما يتدخل ول يستوطي عليه شي ..ما احله من رجل..
يناقض شكلها ..وتكوينها وتصويـرها..
ناظرها مساعد وهو يبتسم ويتنهد :بسج مطالع .تحفظين شكلي؟؟ ترى اقدم لج امتحان وان رسبتي ياويلج
فاتن اللي انحرجت شوي :هههههههههههه ..امتحان مرة وحدة ..اسكت عني بروحي خايفة من هالمتحانات..
مساعد يناظرها باهتمام :ليش؟؟؟ مو قدها؟؟
فاتن :ل عادي بس ..تعرف ..مستويات عن مستويات تفرق
مساعد وهو يمسك يدها :ما عليج ..انتي هذي امتحانات تحدد مستواج عشان تدخلج الى الدراسة الحقيقية..
ترى كل اللي تدرسينه الحين تقوية لج وللغتج ..ما عليج اهم شي لزم تعتبرين له انج تجتازينها بتوفق عشان
تقوين نفسج ..وفوق كل هذا ..لزم تحبينها عشان تبرعين فيها ..لن الحب اهو سيد كل المعاني بهالوجود..
وسيد كل ابداع) ..يشبك اصابعها باصابعه( وتفنن..
تمت ضايعة بعيـونه ..تفكـر فيه بطريقة يديدة على نفسـها ..تفكر ..انها مستحيل تبتعد عنه بيوم ..ما راح
تحتمل كونه غير موجود بحياتها ..لن الشي راح يخلف عليها مرارة في نفسها مستحيل تفتك منها ..ولكن..
شكوكها كانت كبيـرة ..وفضولها اكبر ..لزم تعرف عنه قد ما يعرف هو عنها ..واكيد اهو يعرف اكثر..لنها ان
عرفت عن مساعد شي فهي بتعرفه من طرف ثاني ..لكن لو هي عرفته منه معناته حصريا ولول مرة..
فاتن وهي تستند على السـيارة وتجابل البحر ..:شلون كانت حيـاتك؟؟ قبلي يعني ..قبل فترة طويلة ..ايام
الدراسة؟؟
مساعد يبتسم :ليش هالسؤال؟؟
فاتن تفتح ثمها بوسع وهي حابسه النفس تحاول تبرر سبب سؤالها :تقدر تقول فضول ..بعدين ..انا مو احد
غريب ..انا اللي يسمونها زوجتك ..يعني من المفروض اشياء مثل هذي تكون روتينية وكلسيكية
مسـاعد وهو يتكتف وبنظرة عميقةis that so :
فاتن :هههههههههههه ..يس ..اتز سوو) ..تولي ظهرها للبحر وتواجهه( لذا ..خبريSpit it out ..
مساعد وهو يرفع اكتافه وبابتسامة عاجزة :مافي شي مهم عشان تعرفينه
فاتن بفضول :اكيد في شي ..يعني ..عادات ..هوايات ..اي شي...
مسـاعد وهو ينزل راسه ويبتسم ..يرجع لشريط ذكرياته ..وفاتن تراقبه من تحت لتحت بعيون ظيجة منتظرة
اي شي بسيط وتافه يمكن منه ..لما أخيــرا رفع راسه بعجز
ضحك عليها مساعد شوي ..وتحرك من مكانه ..للسيارة ..سحب الدوسات اللي عند مقعد السايق واللي يمه..
وطلعهم ..فرشهم على الرض بكل طواعية ومد يدينه برومانسية..
ابتسمت له بنعومة..
كمل مسـاعد ...:تعرفت قبل ال 6شهور لبنت طيبة حلوة ..اسمها فاتن ..بنت اعز ربعي ..وتمنيت من ربي
اني اتزوجها لمن قدرت ..وكاني ..متزوج منها) ..نزلت فاتن عيونها( ..بس بعد ..أحس ان دربي وياها
طويـــل ..ويلزمنا الوقت عشـان تتعود اهي على فكرة اني لها واهي لي..
فاتن ترفع عيونها بسرعة ..:بس..
سكتت..
مسـاعد :بس شنـو؟؟؟ )يبتسم( علمج ..انا ما قلت لج شي ..بس ..اخبرج يعني انج شي كبير في حياتي..
واملي بالله ..ما يهزه ريح ..مثل الجبل صامد..
فاتن بغرور وابتسام خفيف .:احسن ...لنه راح يكون طويل..
مساعد :ههههههههههه) ..يغطي ثمه شوي( ..هههههههههههههه ..انتي ...آآآه ..مادري شقول عنج) ...يتنفس
بعمق( وانتي قولي لي اي شي عنج
فاتن :ل ل ل ل تغير الموضوع ..السالفة عنك انت ..مو عني آنا..
مساعد باستغراب :ليش؟؟ هذا ما يكفيج..
فاتن وهي تضحك في ويهه بخفة ..:..يعني هذي كل حياتك؟
مساعد وهو يفكر بحاجب معقود :تقريبا ...اممم ..ايه ..هذي كل حياتي ..ليش؟؟ ما تكفيج؟؟ خالية من
الحماس ..ادري ..طول عمري ماحب لعبة الشرطة والحرامية..
فاتن :ل اقصد. ..تبي تقول لي ..ورى هالمظهر ..مساعد الجامد ..اللي ما يهتز ول يرتجف ..ماكو انسان ثاني..
متخلف تماما ..النقيض لشخصك؟
مساعد يطالعها بنكران :سيكلوجيا ..؟؟
فاتن :اهتمـــام ..المعروف ان في كل انسان شخصين ..الشخص الجيد ..والشخص الشين ..وانت اكيد ..فيك
من الثنين..
مساعد :حلو السجع.
فاتن :ههههههه ..بس قول لي ...اشياء مدفونة فيـك ..عميـقة ..من الصل في نفسك ..أكيد فيها شي مختلف
عن اللي اشوفه ..اكثر تعقيد وبعده بسيط على نفسك..
مسـاعد يهز راسه وهو ضام يدينه على صدره :انتي وايد صعبة ومتطلبة..
فاتن وهي تقعد على ساقينها ..:.مستفسرة بالحرى..
مسـاعد يتنهد :شتبيني اقول لج يعني ...اشياء دفينـة فيني ..أممممم...
ظل مسـاعد ساكت وهو يحاول انه يحصل شي من اللي تبيه فاتن منه ..وهي تراقب ملمحه بجدية واكثر
صرامة ..لزم فيه شي ..لزم ..مستحيل انه خالي من هالسوالف ..لزم يتداخل فيه البيض والسود...
ظل مساعد يناظرها بتشتت ..عمره ما جذب ..وعمره ما تهرب من الصـراحة ..بس ما يدري ليش عيون فاتن
تكبله ..لول مرة يشوف نفسها ما يلقى شي من عاليـة في ويهها ..غير عن أول مرة يوم لقاها ..وعن اليام
اللي ظل يسجل فيها نقاط الشبه بيناتهم ..لكن الحيـن .كانت مختلفة تماما ...شي غريب على عيـونه ..وكأنه
يشوفها للمرة الولى ..ومثل ما طاح بحبها اول مرة لنها تشابه عاليـة ..طاح بحبها مرة ثانية ..لكونها فاتن..
المستقبلة بشخصيتها..
مسـاعد وهو فاتح ثمه يحاول يتكلم ..وما قدر ينطق ال بهالكلمة ..:لو كان الجواب ...أي ...شبيكون رايج؟؟
فتحت فاتن عيونها على مسـاعد ..بهدوء وراحة .وكان الهواء ما يضايقها ..وتعمقت في عيـونه وين ما لقت
بالعمـق شك ..او خوف ..او حـتى جواب غيـر مريح لسـؤالها ..وانتباها الجبن ..ما تبي تسمع هالوقائع
والحقـائق ..حتى لو صـار ..ليش تعرفها ..عشان تعيش في حالة دائمة من الشك والصـراع النفـسي ..فكرة
ان مسـاعد يمكن حب وحدة غيـرها خلتها غيـر قادرة على الحتمـال ..النانية المتصاعـدة في نفسـها بدت
شغلها ..وآثرت السـكوت على أي شي ثـاني..
مسـاعد لحظت سـكوتها وعمـق الكلم المخفـي في نفسها ..وما حـب انه يسـتمر في هالشي أكثر ..فقام
عنها وتمشى لعند الحـافة المطلـة على جرف البـحر ..وقف وهو يتنهد من الهـوا الي في صدره ويبدله
بالنتعاش الطبيـعي ..ما أحلى البحر ..حتى في هيـجانه ..يبين انه من اروع اللي يصير في هالدنيا ..رغم
سكـوته ال انه له صراعاته الخاصـة ..صراعات ما يحب يشركها بأحد ..ولكن ..هو يقبل بصراعات الناس
وحالتهم ومشاكلهم وهمومهم ..ويحاول قد ما يقدر انه يـحل اللي يستطيع عليه..
ما وعى ال على يد على ظهره ..التفتت لها لقاها فاتن ..بويـه مبـتسم ولكن مشـوب بالحزن ..مسك يدها بيده
وعطى البحر ظهره وجابل منظر اروع من كل المناظر ..فاتن..
مسـاعد :لو كان في يوم ..الدنيا كتبت لي اني بالماضي احب ..فصدقيني ..كل المحبة وكل العشـق بيكون
عتيج الصـوف وقديم الطراز) ..وهو يحط يده على طرف ويهها( أنتي يا فاتن من أروع الشياء اللي تعرضت
لها بحيـاتي ..انتي دخلتي حياتي في فترة غيبوبة .ما كنت واعي فيها على الدنيـا ..انتي يا فاتن ..نبراس ..من
مصابيح الفجر البـعيد ..اللي تنور سما ليله حالكة ..ل تظنين اني شاعر ول مؤلف ..لن اكبر الشعراء هم
المسـاكين ..وانا مسـكين ..بدونج ..كنت مسكيـن ومن امتلكتج ..صرت ملك زماني ..على عدم مبادلتج
الشعور بالشـعور..
فاتن وهي تنطلق مثل الريح اللي تعدو في الغلف الجوي ..:ومن قال لك..؟؟
مسـاعد وهو يبتسم بهدوء :ل تظنين اني قلت اللي قلته اطالبج بشي..
فاتن وهي تمسك يدينه لول مرة بحياتها ..تبادره بمثل هالحركة :مسـاعد ..انت كنت في غيـبوبة وانا كانت
عصـابة على عينـي) ..تحرك عيونها يمين ويسـار تبي مسـاند لها بهاللحظة( كل انسان يمـر بمرحلة بحياته..
يتمنى ويتمنى ويتمنى ويتعمق بالمنية ..لم اييه شي ويجهض هالمال ..ويعيش في سكـون الروح من بعد
الفقد ..ويتم ساكت وراكد مو عابيئ بشي ..لكن ..اتيـه الصحـوة من مكان اللي ما يعرفه ..انت ..لقيتني في
بيـتكم ..وانا ..لقيتك في أميركا ..بشقتنا ..وين ما فقدت المل انك على الدنيا وبعدك تتنفس ..حي وسالم
مثلي ومثل كل الناس ..لكن ..شفت ..لقيتـك عندي وقريب مني ..علمني هالشـي ..اني ما افرط فيك ..لني
جربت شعور اني خسـرتك) ..لمعت العين بدمع( والشعور كان اشبه بالموت ..صدقني.؟.
مسـاعد وهو مبتهج وبنفس الوقت ..هالكلم مو كافيه ..:لني كنت الحامي عنج ..وشي يديد بحياتج
قطعته فاتن ..:لنك بديت كل ما اشوفك ..اكتشف فيك شي يديد ..وكل ما اكتشف ..القى شي يديد في
نفسي ..منها ..دقات قلبـي..
تم يناظر عيونها بعذاب البحث الطويـل ..وليالي من السـهر وارهاق العقل بالتفكيـر ..وهي الثانـية ..تبي تكمل
اللي بدته بس الكلمات تزاحمت في فكرها ونفستها ..فماعرفت شتقول او ما تقول ..وكل اللي قدرت عليه
اهو ..انها تحط راسها على صدره الحنون ..وتكمش نفسها عنده..
زوجـها ..الرجل الوحيـد بحيـاتها ..ولها الحق في انها تكون منه اللي يكون عشان راحة نفسها ..ولكن
بالحسنى ..وهو بعد ..زوجته ..وملكة عرشه ..اللي مصنوع من تعب وضنى اليام والحرمان..
سيد الحرمان ..يلتقى بملكة الحلم ..انسانة نسجت عالم متكامل بأحلم وامنيات مشتعلة بلهب المراهقة..
ورجل ما ملك من هالدنيا قيد انملة ..ال المعنويات ..لمن طفرت روحه منها وبشوفتها تمنى الشي
الملمووس ..ال وهي فاتن ..تكون معاه وله على مر الزمـان ..بحق شرعي ..مرسوم ..ومختوم بنور الوجود..
معظم الفراح والمشاعر الصادقة تلقي لها الشياطين ..اللي ولبد من مواجهتها ..كل انسان فيوم لزم يقعد
مع نفسه ويتكلم ويصرح عن ما يختلج فيه ..بعض الشياء لزم تكون مصرحة ومذكورة ..الصراحة درب
مخطوط من شقى الماضيين ..خندق يحمي الجيش من العدو المباغت ..ل للختباء ..وانما الستعداد للظهور
من يديد والهجوم على االشياطين وكف ايديها عن المشاعر المرهفة ...وهذا اللي لزم يصيـر لمساعد وفاتن
لكن رفضهم للبوح والسماع ..ما راح لصالح الحب العظيم اللي يمكن يصيـر بيناتهم ..فوهة كبيـرة ما يرسمها
ول يسدها بينهم ال الصدق ..اللي الرسول عليه الصلة والسلم قال عنه
وصل مسـاعد بفاتن لعند باب البيت ..ظلوا لعدة من اللحظات داخل وهم يستمعون لطنين الصمـت الحلو..
لنه يجمع بينهم ..التفتت فاتن لمسـاعد وهي تبتسم..
مسـاعد :بتنزلين؟
فاتن بصوت ناعم اول مرة تسمعه من نفسها ..:انت اللي يبتني ..ليش ما انزل؟
مسـاعد يمسك بيدها .:يمـكن ..قلت انج تفضلين انج تكونين معاي..
فاتن :هههههه ..انانية..
مساعد :والله عاد سميها اللي تبين تسمينه) ...احتدت عيونه بويهها( كل واحد وله الحق بالمطالبة بحقوقه..
فاتن اللي انحرجت شوي وسحبت يدها بهدوء ..:حقك محفوظ ..وال انت تظن ان ام جراح ما تستاهل..
مساعد يناظرها بعذاب :حرام عليج ..مو في العوق ..تراها غالية وعزيـزة..
فاتن :هههههههههههه ..بس عيل ..خلني اروح لها ..لني مثل ما مستمتعة بوجودي معاك ..ال اني اشتقت لها..
مسـاعد وهو يرمش بعيونه :يالله ..انتي لها لهالفتـرة ..لكن قريب ان شاء الله ..راح تطلبين مني اني اخذج
لها ..وانا افكـر بهذيج اللحظة
فاتن :يا سـلم) ..وهي تفتح الباب..ونزلت من عند الكرسي ..وعيون مساعد تلحقها ..لمن وصلت لعند
دريشته اللي فتحها من اول ما لحظها متجهة صوبه ( ..اذا انت تظن جذي ..فانت غلطان ..انا من غيـر
مااطلب منك شي ..انت راح تنفذ لي اياه..
مساعد وهو يعقد ذراعاته على صدره :وليش بالله؟؟ بقرى افكارج؟؟ ترى مو عراف ول دجال..
فاتن وهي تتقرب منه :مو اللي يحب ..يفهم طلبات حبيبه من غير الكلم..
سكت مسـاعد ..وما عرف شيرد عليها ..تاهت نظراته في ويهها..وهو يحاول يوصل لشي منها ..لكنها ابتعدت
عنه بدهاء الحريم ..وكيدهن العظيم ..وتركت الساحة للسرحان ..لمن لحظ اختفائها .وتحرك من مكانه..
’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,
اختلفت الدوار ..بدل ل يكون زياد اهو الملحق ..صارت هيـام اهي الطريدة ..وزياد يتعقبها من مكان لثاني..
وبمسـاعدة من ..ما راح تتصـورون ..رؤيا محد غيـرها ..نظرا لمظهرها "الفريد" من نوعه قدر يميزها وين ما
يلقيها ..وشافها مرة بأحد الحفلت اللي الصدقاء المشتركين لهم يحييونها بمثل هالمناسبات ..وقدر انه يقول
لها كل اللي فيه عشان يوصل لهيام عن طريقها ..وهي اللي كانت اكثر من صدر رحب انها تنفذ له اللي يبيه..
وعدته وعاهدته انها تخبره اول بأول بتحركاتها ويا هيـام ..اللي عطته رؤيا معلومات عنها ..انها هادئة اكثر من
اللزوم ..وبعد الحزن مرسوم عليها وتنتظر واحد يدخل لها بالنترنت.
زياد اللي اخيـرا وضحت افكاره على هالشي ..صار اكثر من سعيد ..لكن ظلت في نفسه صراعات العتراف..
وحتى لو اعترف ..علبالكم بتفكه هيـام ..المشكلة بتبدى ل اعترف لها ..صج انها تحبه وانها تموت فيه بس ما
راح تحتمل منه الكذب .وخصوصا انها تظن انها تحب هالحمد ..لكن اهي غلطانة ..اهو لو حبت حمد بعد ترجع
وتحبني لن حمد اهو انا الحقيقي اللي اهي خلتني غصبن عني اكون شخصية ثانية وياها عشان اتحدى غرورها
وتكبرها..
وصل على الموعد اللي حددته له رؤيا ..ولقاهم بالفعل بنفس المكان ونفس الموقع ..ما شاء الله عليها رؤيا
دقيقة على هبالتها ..ولقى هيـام معاها ..وشكثـر كانت مختلـفة ..هادئة ..متوازنة ..وفوق كل هذا متجابرة
ومتجاسرة على عمـرها ..وتبين حزينة على رغـم التوهج اللي بويهها..
رؤيا وهي تتقرب من هيـام :هيوم انا وعلي بنروح نشتري ايسكريم
هيـام :انزين بيي وياكم
رؤيا :اتيين ويانا؟؟ ليش؟؟ خلج هني تمتعي بالفيوو ..احنا بنروح وبنرد ..خلج مكانج اوكيك ..يالله علووووي
وراحت رؤيا ويا علي تاركة اعتراضات هيام تنفصع بالهوا ..حست هيام ان الوضع غلط شوي ..وتلفتت مكانها
ولقت زياد واقف وراها وهو حاط يدينه في مخابيه ومبتسم بشقاوة ..
للحظة سرى الصمـت بينهم ..وحاست في زياد الشكوك ..ان هيـام يمكن عرفت بهالشي..عرفت انه اهو
حمد..لكن مافي جانس انها تعرف ..من اللي يمكن يقول لها..
زيــاد وهو يقعد مجابل هيـام ..او تحت ريلها على المدرج اللي كان تبع للملعب اللي هم فيه وتوقفت فيه
اللعاب بسبب الثلوج ..وتم يناظر ويهها بهدوء..
كلمه منطقي صح؟ جذي حست هيـام ..وهزت راسها موافقة انها تسمع منه..
وقف زياد بعيد عنها شوي وهو يتكلم وبعده مجابلها ..:..هيـام ..السالفة هذي كلها ترجع قبل شهرين ..يوم اني
..وللعلم وصلت لحالة يأس شديدة معاج ..ما كنتي تعطيني ادنى مجال اني اتقرب منج ولو بالحسنى ..من
الضعف او يمكن العجز او قولي قلة الحيـلة ..مشيت بدرب انا يمكن لو استمريت فيه ما كنت بطلع منه
بطريقة اسلم من هذي ..الصراحة درب محفور من العاج يا هيـام..
سكت شوي وهو يناظر عيونها وشكلها اللي كان اهدى من البحر الساكن ..وعيونها اللوزية تتجه على كل
حركاته وتصويباته بالكلم ..وما مقاطعته ..وهالشي معزز الشك عنده انها يمكن تعرف..
وكمل ..وبسيل جارف من الكلم ..:في يوم ..قدرت القى ايميلج من عند احد اصدقائنا ..واظنج تعرفين من..
ظفتج ..واول ما ظفتج بديت في حيــرة من نفسي. .شقول لها ..اكيد اول ما تعرف اني انا زياد راح ترميني
بلوك نظيف ومحترم لكن مورم للعين) ..ابتسمت هيام هني من غير ما يشوفها( لكن قلت .شالفايدة ..جذي
ول جذاك اهي محصلة استمتاع بايذائي ..فليش بيصعب علي هالشي الحين ..يمكن لننا بروحنا ..ويمكن لني
انا المتجدم بهالخطوة ..وبتذليني وشي من هالسـوالف..
سكت شوي وهو يسحب نفس ويطالع في شكل هيـام اللي كانت باشد الستعداد للسماع ..ولكن شي في
هدوئها نغص عليـه..
كمل زياد ولكن بطريقة اسرع ..:وبس ..دشيتي بيوم ..واخترعت عليج شخصية حمد ..وصار بيننا كلم حلو
وجميل ..وصداقة حلوة بصراحة اعتز فيها وخلتيني لدرجة اني اتمنى لو كنت بالفعل حمد مو زياد ..اللي من
تشوفينه جن حد والع فيج جبريت..
ناظرته هيام من غيـر تصديق ..ومرة وحدة من وسط التوتر اللي فيه ابتسم زياد بفرحة ..مثل الطفل واللي
خلى من هيـام تنصدم من ابتسامته ..ولكن شي فيه خلها تبتسم بالمثل..
التفتت له وهي متجمدة الملمح ..وسرت فينفسها رغبة في المصالح ..ولكن ما راح تكون اهي اللي تقدم كل
شي ..اهو بالمثل لزم يقدم..
مشى عنها وراح وظلت هيـام واقفة مكانها بعجب ..وكلها لحظات ال وتنفجر بالضحكة عليه وعلى حركاته..
وهو اللي وقف عن بعد خطـوات ..تم يطالعها وهي تضحك وضحك عليها ..وهو فخووور بالي صار اليوم..
زيـاد يعلي صوته ..:انا بروح ...بس ظلي تضحكين ..كل مرة ابي اخليج وانتي تضحكين ..ما تدرين رنة ضحكتج
شنو تعني بغربتي...
ظلت مبسمة في ويهه وهو يروح عنها شوي شوي ..يا الله ..مرة وحدة الدنيا اشرقت بالشمس في حياة
هيـام ..حلم ايامها وما بقول سنينها تحقق ..زيـاد ..ومشاعر زياد وكل هذا صار من ملكها؟؟ لكن ل ..لحظة..
اهي ما اتفقت معاه بابسط الشياء ..اهم في مرحلة التجدد ..والبناء من يديد ..الساس اللي بدوه كان
خربان ..ولزم اساس يديد ..وليش ما تعطيه فرصة what the hick ..النسان ما يعيش ال مرة وحدة..
والحيـاة قصيـرة ..لزم يستغل كل الفرص المتاحة جدامه ..وبتعطي زياد فرصـة ..فرصـة انه يدخل حياتها من
يديد ..ويحي فيها الطف المشاعر ..على الرغم من انها حبته وخلص ..لكن بعد ..تظن انها قادرة انها تقع في
حبه من يديد ..لشخص زياد اللي ما عطت نفسها فرصة انها تعرفه احسن من جذي ..زيـاد ..وما ادراك ما
زياد ..بتم وياك عشان اعرفك زين ..واعرف ان كنت انت فارس الحلم اللي حلمت فيه وانا صغيـرة ..جندي
اللي يحمي حدود حيـاتي ..ويدافع عني..
ليـــش لاا؟؟
----------------------
في الحديقة اليديدة كان خالد قاعد وهو يتنفس الهوا المخلوط بالتربة ..مسكر عيـونه اللي يتمنى لو انها ما
تشوف شي غيـر سمـاء ..ولكن وين ..ما يقدر حتى يروح داره من غير ما يفج ستار البلكون ويطل على
غرفتها عشـان يلقاها موجودة جدامه ..تناظره وهي تأشر له بالقلب ..والسهم ..والحب...
ابتسم بمراره وهو يحط جبينه على ركبته ..الهوا البارد اللي كان يلفح المكان ما يقدر يطفي الحرارة اللي
تسـري في نفسـه ..سمـاء ..شلون ان اسمها يتردد في صدى قلبه وعقله اللي يرفض التفكير بشي غيـر
شوفتها واهي تغيب عن عيـونه بخطوات من جحيم ..وكيف ان رماد قلبه المحترق بدى يخنق قصبته الهوائية..
جراح وفاتن اللي حسـوا لغياب خالد عن العشا قرروا انهم يروحون له داره ..لن ام جراح بعد حطت العشا
وتغيبت عنهم ..البيت مكتئب وجوه مشحوون ..واول ما فظى العشى ورتبت فاتن كل شي اهي وجراح ..
تغسل وهو ينشف ..طلعو من المطبخ ولقو منايرقاعدة في الصالة وهي فاجة الكتب وهي تدرس ..ال فاتن
تنصدم منها..
تداركت الموضوع مناير :عشلون عيل ..اللي يبي يدش كلية الشرطة على القل عنده الثانوية العامـة..
فاتن باستغراب :كلية الشرطة..
جراح وهو يتخصر لمناير :انتي متى بتفجين هالفكرة عن بالج ..ما عندنا بنات يدخلون الشرطة
فاتن بصدمة :الشرطة
مناير اللي سكرت الكتاب ووقفت في ويه جراح بس بعيد :شوف جراح ..بل اضطهاد لفكر المراة وحريتها..
ترى النسوان صج ما يقدرون يصوتون ..لكن بعد لهم حرية الفكر والتعبير عن الرأي..
فاتن تناظر مناير بدهشة وجراح يضرب على صدره :انا اللي خاطري اعرفه انتي من وين اتييبين هالحجي
وانتي واحد زائد واحد واحد مكرر يساوي عندج..
مناير بغرور :انت وايد مقلل من جيمة عقلي وتفكيري اخ جراح ..لعلمك ...اينشتاين ما كان شاطر بالمدرسة..
وشوف لي درجات ارتقى بالعـلم..
فاتن :ههههههههههههههههههههههههه
جراح وهو يحط يده على جتف فاتن :اينشتاين ...منور ..تدرين احسن شي لج شنو؟
مناير :شنوو يا عبقرينو؟؟
جراح :احد ينقعج بماي بارد عشان تنصقعين وتكتشفين شكثر حجم غبائج..
منـاير وهي تتوعد :بتشوفووون ..رفعة هالبيت وعزة شانه بسببي..
فاتن بابتسامة محببة ..:وهذا اللي نتمناه يا منووور ..وانا واثقة منج)تناظر جراح( واذا هي تبي تروح كلية
الشرطة خلوها ..كل واحد وله ولعه ..واكثر شي ينجح فيه النسان اهو الشي اللي يتولع شي..
مناير وهي تروح لفاتن وتلمها :هاي الخت السنعة العدلة ..مو انت ..يا كتلة الرطال..
جراح يشد شعر منــاير لول مرة من بعد ما كانت هالمهمة مختصة على خالد :ااااخ جراحووو فجني والله ما
اكتفيت من خالد الحين انت..
تذكرت فاتن خالد وعلى طول انسحبت ..اهي تعرف وين تلقيه لن يمكن هالمكان يكون اكثر بقعة يتواجد
فيها خالد من يوم ورايح..
فجت الباب اللي يطل على الحديقة ولقته بالفعل قاعد على الكراسي اللي مصفوفة عند الجدار ..مسند راسه
وهويناظر السمـاء بهدوء ..ابتسمت له وعدلت حجابها اكثر ..وراحت لعنده وقعدت من غير ما تجذب انتباهه...
لكن هيهات تطوف فاتن ..ملك هالبيت من غير تنهيدة الراحة اللي تسـري في خالـد عشانها..
خالد من غيـر ما يطالعها ويبتسم ..:انا اقـول ..مرة وحدة ارتاح قلبي ..ال وهي يدتي الغاليـة ..فاتن..
فاتن :هههههههههههههه ..عاد يدتك مرة وحدة ..قول أمك..
خالد :لاه ..انا امي اهي خالتي ..وانتي ...يدتي ..وسمــاء ..دنيتي..
ضاعت فاتن في ويه خالد ..وعرفت شكثر تغيـر وصار مختلف ..ما عاد خالد المستهتر ..او اللي يمشي وهو
يتغشمر ويحمل في طيات نفسه احزان ..صار انسان فرحان وسعيـد ..وبمن؟؟ بحب سمـاء ..شلون يقولون
الحب حرام واذا الحب نفسـه يخلف في الناس مختـلف التغيــيرات ..مثلها اهي ومسـاعد ..شلون انها ظنت
ان نهايتها راح تكون على يده ..وشلون ان اقل الكلمات اللي أهو يقولها لها تخليها تستشعر بنبض الحيــاة من
تحت العـروق..
الظاهر ان نفس الثر خلفته سمـاء على خالد..اللي ماعاد خالد ..ول راح يرجع خالد ..فكل انسان وله مدة
معيـنة من التقمص لشخصية..
لحظ انها سرحانة بشكله وابتسم لها ..:علمج يديدة فاتن؟؟ شي في ويهي ؟؟
فاتن وهي منسحرة منه ..من أخوها العزيـز..عزيز قلبها خالد :خالـد ...ادور فيك خالد اللي تركته ..لكن ماني
لقيته ...وتصدق ..مو زعلنة لني ما لقيته..لن كل انسان هالدنيا وله فترة معينة ويختفي ويظهر فيه انسان
ثاني...
دقق في ويهه وهو مو مستوعب :شقصدج؟
فاتن وهي توقف وتواجهه.:خالد ..انت تغيـرت ..وللحسن ..بشهادتي ..انا ادري انك اكثرنا يمكن تعلق برب
العالمين لظروفك الشخصيـة ..وهالشي كان سلح لك انك تتقرب من هو اجدر من اي احد بهالدنيا انك تتقرب
له ...اغبطك يا خالد ..او حتى احسدك على ثقتك برب العالمين ..معظم الناس هاليام ل واجهتهم مصايب او
مشاكل سلموا نفسهم لليأس ..ال انت...
دمت بخيــر يا خوي وبت وصحيت على الخيـر ..والله ..انا اليوم فرحانة بأشد الفراح العميـقة لك ..وادري..
ان ايمانك القوي هذا راح يكافئ باحسن المكافآت ..ربك كريم وانت تستاهل..
بعد هالكلم اللطيف اللي عبر وجدان خالد مثل النسمة الباردة على قلبه ..وغادرت فاتن من بعدها .وتركته
في احتفال الفخر ..الحمـد لله على كل حال ..قل لن يصيبكم ال ما كتبه الله عليكم ..ورب العالمين ما يبي
ال صلح البشـر ..عباده وخلقه ...
---------------
مشـعل اللي كان في حوسـة مب عارف شيسوي ..لزم يلقى شي يخليه يثق انه قادر على التفريـق بين فاتن
ومسـاعد ..مستحيـل ماكو شي ماكو ثغرة اقدر أوسعها ..واخليهم متشتتين ما يعرفون وين يلفون بويههم..
ماقدر اشوه سمعتها عنده مع ان هالشي هو اكثر يمكن يبعده عنها ..واكثر شي اقدر اسويه لكن اهو غريب
من نوعه ..يوم شافها واقفة معاي تزوجها ..الحقـير ..لزم القى له شيء..
وفجأة رن تلفونه وهو كان قاعد في البلكون ..سمـاء من وصلوا ما طلعت من الدار اللي خذتها لها ..لن بعد
يوم راح تدخل المدرسة ..فكل شي نظمته سلوى وياهم وارسلت لهم اللي يبونه وباجي المعاملت بتم ل
راحت سمـاء عندهم..
رفع التلفون وهو مو عارف فارق التوقيت ..او جم الساعة بينهم وبينهم ..:نعـم..
غصـون ..:هل بولد الخـالة..
مشعل اللي مستغرب اتصال غصون فيه :هل هل ...وانااقول الرقم مو غريب علي ..غصون صح؟
غصون :اي نعم غصون..انا امس يابولي سيـرتك وقلت لزم اتصل فيه ..بس قول لي ..ليش التصال شوي
ضعيف؟؟ مسافر شي انت؟
مشـعل :اي والله ..انا وسمـاء في اميـركا
غصـون مندهشة :أميـركا مرة وحدة؟؟ ليش شصاير؟
مشـعل وهو يحد من صوته :ل بس ..بندخل سمـاء بمدرسة هني ..عشان تكمل تعليمها..
غصون وهي تبتسم بأسف ..:مدرسة داخلية على ماظن..
مشـعل باقتضاب :ايه..
دارت في غصون مختلف المشاعر السفة على سمـاء ..ضحـية خالتها هالبنت ..لكن ما راح تتدخل في
هالشي ..ما تعنيها سماء شي ..وهذا ويه من ويوه غصون المتعددة ..البرود والجمود في ويه المشاكل اللي
في العايلة..
غصون :انا اللي صج صج وحشني اهما انتو الثنين بس خسارة ..الظاهر ان ما راح نشوف سماءلفترة
مشعل:ل شدعوة .شي اسمه اجازات ..وتقدرون تزورونها هني بمدرستها
غصـون :ان شاء الله ان الله قدرنا بنييها ..جم سماء عندنا ..وحـدة بس..
لسبب او آخر ..طاف في بال مشـعل شركـة عمه زوج خالته اللي قدر يعرف ان مسـاعد يشتغل فيها ..وما
يدري ليش دفعه هالشي انه يسأل غصون عن مسـاعد..
مشعل وهو يعدل من قعدته :غصون انا مادري يمكن هالشي تعرفينه ول لء ..بس شي دفعني من الفضول
اني أسألج
غصون :اسأل مشـعل حاظرة لك ..شتبي تعرف؟؟
مشعل وهو يضيق عيونه :انتي اشتغلتي في شركة ابوج لفترة من الزمن صح ..ثلث سنوات قبل..
غصوهن تصحح له وهي تجفس ريلها عل الكرسي :سنتين وشوي ..ليش؟؟
ضرب قلب مشـعل وهو يحس انه بييلقى ي ..:مادري ان جان في جانس انج تعرفين مسـاعد الدخيلي؟؟؟
غصـون تبتسم لكثـرة تداخلت مساعد في حياتها في الفترة الخيـرة ..:اعرفه؟؟ أكيد اعرفه ..اي واحد يدخل
شركـة الوفا لزم يتعارف بمسـاعد الدخيلي) ..وفجآة( انت شلووون تعرفه؟؟
هالمكــالمة ...وهالفضــول اللي في مشـعل ..والملل اللي بحيـاه غصون ..اكثر الناااس اهتماما للي يمكن
يصيـر بحيـاة الناس من جراء افعالها اللي تكون في صالحها ..شراح يخلف على فاتن ومسـاعد..
اكثر من مرة حسسينا ان غصون تتداخل في حياة مساعد او في فترة من حيـاته بصورة غريبة بعض الشي..
لكن ما عرفنا هالشي ..في الجزء الياي ..حل مشكلة عالية ..ودخول غصـون المفاجئ في حيـاة فاتن..
وليش راح تدخل غصون في حياة فاتن..
والشيطان مشـعل ..شلي راح يستفيــده من هالشي...
ومنـاير ..شلي راح تسويـه في أختها من غيـر درايتها او معلوووميتها..
الجزء الثلثون
الفصل الول
--------------------
مرت الريـاح ..حقا ..لبعض السفن بما ل تشتهي..
تحتم الفراق على بعضها ..والقرب من بعضها ..والسكون في اخرى ..واخرى الضيـاع في متاهات الغدر
والنتقام..
فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم ..فاتن ظلت في حالة من
الشك والتخيـل ..لماضي مسـاعد ..لجابته الغيـر مقنعة ..واللي كانت رد بالسؤال ..ونظرة عيونه الي جبنتها
ول خلتها تطالب بالكثر ..كانت مصدر قلق لها ..ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على
صدره على وشك انه ينكشف ..وعالية وحقيقتها راح تكون على المل ..وفاتن ..ما يعرف شراح تكون ردة
فعلها ..اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية ..شبح ملمووس ظن انه لو ملكه
راح يملك عالية من جديد ..لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خله يرجع بتفكيره امرار..
ولكن ..قبل ليحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه
معاها ..قبل ل تعرف الشي من احد ..او من نفسها..
بعد ما اودع سمـاء الصامـتة ..الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب ..ملهوب
الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ ..فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي
بداياتها تكون مربكة ..وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خله يتردد اكثر من
مرة ..لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع ..كان خائف ان ول من هالشياء راح
يكـون كافي لهدم ما بيـن الثنـين..
اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن ..فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة..
مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر ..لزم تتألم ..عشان تعرف مقدار حبي لها ..والحب هو العذاب ..ل تنسى
رسم اللف ..لن هالمعنى جدا راح يختلف..
اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها .بحق نفسه وبحق الحبيـبة الزلية ..وفوق كل هذا مو عارف
ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله..
استعدادات زواج نورة كانت على أهبها ..ما بقى شي ..اربعة ايام وخلص تروح من هالبيت وتظل مريم
بروحها ..حالتها النفسية الخيـرة في منتهى التوتر ..ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها ..شي في الجو ..مثير
للشتهباء والحماس ..شي من الفرحـة لكن الحتراس من كثرها عشان ل تطيـر بالهواء قبل ل تسقط باليـد..
واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها ..لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من
بليس ..من شدة المشـاعر اللي على قلبها..
-------------------
كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن ...حس ولسبب
غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم ..كان رحووم ..ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان..
الله يرحمك يا يبا ..تمنيتك معاي بهذا اليـوم ..وياليتك كنت موجود ..محلى الولد ل وقف وياه ابوه في ليلـة
مثل هذي ..الله يرحمك ..يا بو جراح..
سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة ..وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر
الرحمة ...وتذكرت مطـر بوسطـن ..شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع ..وعلى من ..على
سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها ..الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ول لء ..راح تكون
مليئه بهالنوع من الفوضى..
بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الرض العطشى ..التقاء غريبين ..او قريبين
ولكن بعيديـن..
=================
رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر ..والفكر والعقل ..اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن..
وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها ..السالفة تفليدية...
بس يمكن يايين يهنون لمي على زواج نورة ..بس ما يندرى شالموضوع..
واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس ..ويا امها توريها الجلبيات والمطرزات الل شرتهم
لها ولمها بعد..
الجزء الثلثون
الفصل الول
--------------------
مرت الريـاح ..حقا ..لبعض السفن بما ل تشتهي..
تحتم الفراق على بعضها ..والقرب من بعضها ..والسكون في اخرى ..واخرى الضيـاع في متاهات الغدر
والنتقام..
فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم ..فاتن ظلت في حالة من
الشك والتخيـل ..لماضي مسـاعد ..لجابته الغيـر مقنعة ..واللي كانت رد بالسؤال ..ونظرة عيونه الي جبنتها
ول خلتها تطالب بالكثر ..كانت مصدر قلق لها ..ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على
صدره على وشك انه ينكشف ..وعالية وحقيقتها راح تكون على المل ..وفاتن ..ما يعرف شراح تكون ردة
فعلها ..اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية ..شبح ملمووس ظن انه لو ملكه
راح يملك عالية من جديد ..لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خله يرجع بتفكيره امرار..
ولكن ..قبل ليحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه
معاها ..قبل ل تعرف الشي من احد ..او من نفسها..
بعد ما اودع سمـاء الصامـتة ..الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب ..ملهوب
الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ ..فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي
بداياتها تكون مربكة ..وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خله يتردد اكثر من
مرة ..لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع ..كان خائف ان ول من هالشياء راح
يكـون كافي لهدم ما بيـن الثنـين..
اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن ..فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة..
مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر ..لزم تتألم ..عشان تعرف مقدار حبي لها ..والحب هو العذاب ..ل تنسى
رسم اللف ..لن هالمعنى جدا راح يختلف..
اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها .بحق نفسه وبحق الحبيـبة الزلية ..وفوق كل هذا مو عارف
ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله..
استعدادات زواج نورة كانت على أهبها ..ما بقى شي ..اربعة ايام وخلص تروح من هالبيت وتظل مريم
بروحها ..حالتها النفسية الخيـرة في منتهى التوتر ..ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها ..شي في الجو ..مثير
للشتهباء والحماس ..شي من الفرحـة لكن الحتراس من كثرها عشان ل تطيـر بالهواء قبل ل تسقط باليـد..
واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها ..لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من
بليس ..من شدة المشـاعر اللي على قلبها..
-------------------
كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن ...حس ولسبب
غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم ..كان رحووم ..ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان..
الله يرحمك يا يبا ..تمنيتك معاي بهذا اليـوم ..وياليتك كنت موجود ..محلى الولد ل وقف وياه ابوه في ليلـة
مثل هذي ..الله يرحمك ..يا بو جراح..
سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة ..وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر
الرحمة ...وتذكرت مطـر بوسطـن ..شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع ..وعلى من ..على
سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها ..الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ول لء ..راح تكون
مليئه بهالنوع من الفوضى..
ياها صوت جراح من وراها ..:تهقين الوقت مناسب فاتن؟
فاتن راحت لعنده ..:الزواج ماله وقت مناسب ..دامنك تعرف انك لها ..وان الشي في قلبك بقوة اليمـان..
)ابتسامة راحة في ويه اخوها( خلص..ل تفكر اكثر ...
جراح وهو يفتح عيونه في ويه فاتن ..:فتون ..انتي وايد تهذرين تدرين
فاتن :ههههههههههههههههه من زمان ..توك داري..
جراح وهو يلمها :بس هذرتج هذي ماااااااي على النار اللي في يوف الواحد ..الله يهني مسـاعد فيج ..والله انج
قمـة من الروعة بحيث انه ما رح يتحملج كلج على بعضج..
فاتن بحيا بسيط من اطراء اخوها ..:اشكر شعورك ..عشان تعرف احنا الياسي ..مالنا شبيه..
بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الرض العطشى ..التقاء غريبين ..او قريبين
ولكن بعيديـن..
=================
رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر ..والفكر والعقل ..اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن..
وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها ..السالفة تفليدية...
بس يمكن يايين يهنون لمي على زواج نورة ..بس ما يندرى شالموضوع..
واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس ..ويا امها توريها الجلبيات والمطرزات الل شرتهم
لها ولمها بعد..
في غربة النفس والوطن لقت نفسـها سمـاء تتطلع الى السمـاء الواسعة ..منتظرة شي يردها من الحلم
المزعج اللي تعايشت وياه من مولدها .وازداد بفراقها العصيب عن كل اللي حواليها ..وظلت تحاول انها تتغلب
على هالشي بميراثها البسيط من خالد ..مدت يدها الى صبعها وناظرت القلب الخالي ..محفور ويتخلله
الهواء ..كيف انه يسمح للهوا انه يمر ويدخل بحرية ..على عكسهم ..ما لقو من اللي حواليهم غيـر التكبيل..
المستقبل – على الرغم من كل شي -ال انه يوحي بالسـعادة ..وعيون خالد اللي تشبث بها عقلها كنهاية
سعيدة بينت لها ولو شي من علم الغيب عن المستقبل ..وياليت لو يتحقق لها شي من هذا كله ..وال ..حتى
لو ما تحقق ..راح يكون كافي على نفسها انها تكون حلمت فيه ..وناس تلقى بالحلم الكمال اللي ما يلقونه
بالواقع ..وللتواضع اللي فيهم ..هذا يـكون كافي..
نزل اخر جنطه لها من بعد الجولة الستكشافية للمكان الراقي من نوعه ..كل الوراق وقعت وكل المستندات
وثقت ..سمـاء صارت جزء من هالمؤسسة التعليمية الراقية ..وماكو شي بهالدنيا ال بعد خمس سنوات يطلعها
من هناك ..حتى تبلغ السن القانونية ..تعليم متكامل وجامع لكل المؤهلت ..تطلع ببكالوريوس باي تخصص
تبي تدرسه ..ولكن ضمن هالمدرسة ..او هالبيت اليديد..
مشـعل وهو لبس نظارته الشمسية بهذاك الصبح الباااارد من نوعه ..:خلص ..انتي شبه المستقرة هني..
باقي مس تمبل اللي بتاخذج عشان تنظمين امورج ومن بعدها كل شي راح يكون على اتم وجه..
ما تكلمت سماء ..كانت واقفة وهي حاطة الشال على راسها وكانه رسم من مراسم الحياة اللي ماتبي تفقد
معالمها..
ما تمنى مشعل انه يظل اكثر لن رحلته ما بقى عليها ال ساعة وحدة :يالله سماء ..تحملي بروحج ..ول
تخرطينها هني ..ل تقطعين البيت عن اخبارج..
والتف على عقبه رايح عنها صاحب القلب القاسي ..لكن مرده التفت لها للمرة الخيـرة ..ولقاها واقفة وهي
تناظره بعيونها الشفافة ..وكان الحياة تمر من خللها وتبين له ذكريات العمـر الحلو اللي كانو ضايعين فيه على
الرغم من قله الحنان ...ورق قلبه مثل ما يقولون ..وراح لعندها لكلمته الخيـرة..
مشـعل :سمـاء) ..يقلب صفحات ويهها بعيونه( كل اللي صار ..لصاللحج ..انتي صغيـرة ..والصغيـر ما يقدر
يتحكم في مصيـره مثل ما تظنين ..صدقيني .كل اللي جرى عليج خيرلج) ..مد يده يبي يمسح على خدها
وهني تحركت وتراجعت لورى ..وهوت يد مشعل بالهوا فتظايق( على العمـوم ..هني بنكون مطمنين عليج...
تحملي بروحج ..باي..
بصوت قوي وثابت ..:اذا كنتو تظنون ان هالسجن المزين راح يكون شافع لكم بيوم اللي بطالبكم فيه بحقي..
بتكون انت وامك غلطانين ..وحتى ابوك ..من هذي اللحظة ..اللي انا تمنيت فيها منكم ان يرق قلبكم علي..
ول احد اعتبر ..اتبرى منكم ..ول اتمناكم اهل لحد لن والله انتوو منتوو بأهل ..انتوو عذاب يتحمله الرضيع من
مهاده ..والله يحمي فاتن من نواياك يا مشعل) ..فج عيونه مشعل من الصدمة( لن اللي تضمره في نفسك
اللي للسف تلوثت ..ما راح يكون هين عليها .الله يعينها منك ...يعينها ويخلصها..
كانت هذي كلماتها ..وواختفت من بعدها في مهب الريح الى داخل السجن ..اما مشعل اللي ظل معمور
بالغضب حاول يهدي نفسه ..لكن عبث ..كل كلمة تنقال له عبارة عن حطب للنار اللي فيه ..الكل يلومه..
والكل يتمنى لها الخيـر ..وهذا الشي كفيـل انه يبعد الحب عن قلب مشعل لفاتن ويجلب المزيد من الكره
والنفور لها ..وصار النتقام يحلووو طعمه ..قبل كان يتلوم فيها لكن الحين ..كل شي راح يكون بالصورة
المطلوبة..
==================
جراح اللي كان لبس ومتزقرت لكن التوتر اللي فيه كل شوي يخلي الشماغ البيض اللي على راسه يطيح..
ويعدله مرة ثانية ..وام جراح اللي بهـدوء تلبس وتتجهز معطلة الكـل ..فاتن زهبت لكن ظلت تشغل وقتها
بالهدايا اللي شرتها من اميـركا لنورة ولؤي ..جهزت كل شي ..لبست عبااااية راس مثل الكبـار ولفت
الشيلة على راسـها ..ونزلت تحت لخوها اللي كان واقف وهو يخرخش مخباته ومتوتر بالحيـل
وتحركوا الياسية ناحية مستقبل جراح ومريم ..الله العالم شلي مخبى لهم ولبيت بو مسـاعد..
توهم واصليـن عند البـاب ..دق لؤي على جراح اللي كان شوي وينزل من السيـارة..
طالع التلفون بعد ما سكـره ووهو على ابتسامه ..وفاتن تلتفت له ويا امه اللي كانو مستغربين من تأخره..
طلع جراح من السيارة وسكرها بالتحكم وراح لعندهم
راحو عند الباب ودقوو الجرس ..واللي رد عليهم كان مسـاعد ..اول من لقى جدام عيونه كانت فاتن وامها..
وابتسم لفاتن ابتسامة ناعسة حلوة ..واهي اللي شافته بحلوة ولكن التعب كان معتلي امارات ويهه ..وحاولت
انها تبتسم لكن الستغراب كان عنوان ويهها..
مسـاعد يتكلم بساحرية لم جراح :حيا الله من يانا ..توه ما نور بيت الدخيلي..
ام جراح :بنور وجودك ياوليدي..
مسـاعد يكلم فاتن بصوت رزين وشوي فاتن ..:مسـاء الخيـر
ردت عليه بصوت اشبه بالهمس :مسـاء النور ..حياكم تفضلوو..
مرت ام جراح من طرف مسـاعد ويوم مرت فاتن سمعت شي في اذنها مثل الهمس ..حتى انه ما انحنى
لعندها..
نورة اللي حييتهم عند الصالة ..:هل والله ..يا حيا الله مرت اخووووي وخالتي ام جراح..
ام جراح :الله يحيييج ..الله الله ..يا محلااه العرووس
نورة بحيا :الحلوة عيونج خالتي ..اصل انا من زمان حلوة لو تدرين
ام جراح :هههههه ..معلوم يمة معلـوم..
طلعت ام مسـاعد من المطبخ ..ومن طاحت عينها على ام جراح ل اراديا جالت في نفسها العبـرة ..الصداقة
القوية اللي يوم ربطت ام جراح بام مسـاعد ضعفت من تزوج مسـاعد فاتن ..غيـرة الم على ولدها..
والحرمة اللي اهو اييبها لعندها اهو دافع قوي ان يخلي الم تقطع كل شي يتعلق بهالبنت حتى لو كانت اقرب
مالها ..وهذا حق من حقوق الم في بعض الحيان انها تكون من تختار البنت لولدها ..او شي تحببه في
نفسها..
ام جراح اللي من شافت ام مساعد راحت لها :يا حيا الله هالشوووووف..
ام مسـاعد :يا بعد قلبي سعاد...
تليمو الثنتين على بعض وهم مشتاقتين لبعض ..ابتسمت فاتن لهالشي وفرح قلبها ..ومسـاعد اللي انصدم
واندهش من فرحة امه بشوفه ام جراح لنه اكثر واحد يعرف شكثر امه تغار منهم ومحاربته على هالشي..
بس بعد هذا كان دافع انه يبتسم لمه بحنان وهو يهز راسه ..يا كثر ما تقولين يايمة لكن قلبج هذا هو ..خصلة
الحرير اللي تبرد على قلب اي احد ..التفت الى فاتن لقااها تناظره بابتسامة تكشف صف اسنان لؤلؤية..
ونظرة عيونها اللي من شأنها انها تقلب كل العواصف اللي فيه الى هدوء مستتب ..ومن بعدها انسحب عشان
يشوف جراح اللي تركه بروحه برع..
من ام جراح انتقلت ام مساعد الى حرمة ولدها ..ويوم طاحت عيونها على شكل فاتن البريئ بعيونها اللمعة
الكبيـرة انتشر الحب في قلبهـا اسرع من االضوء في الظلم ..وراحت لها وهي تضمها .وفاتن اللي كانت
اسرع منها راحت لها وباستها على راسها وهي ترتعش من اول لقاء مع ام ريلها..
ام مسـاعد :فديت هالويه ..تعالي عندي خليني ابووسج يا حرمة الغالي..
وبالفعل ..انصاعت فاتن لحظن ام مساعد اللي كان فيها من ريحة الغالي حبيب قلبها واستمتعت بدفاها
لدرجة ان الدمع شوي وينهمر من حلوو اللحظة..
بعد فتـرة ..اشرت لهم ام مساعد انهم يدخلون عن الوقفة في هالمكان ..ولكن فاتن سألت نورة عن مريم..
نورة وهي تضحك :مادري شفيها متخزبقة البنت من يومين ..وما نزلت للحين ..الظاهر بدارها ..اروح اشوفها
لج لو تبين
فاتن تمسك يد نورة :ل افا عليج وانا وين رحت ..انا بروح لها وبجوفها..
نورة بابتسامة :زين عشان اييب العصيـر..
راحت نورة في درب وفاتن فوق الغرفة ..وطلت على دار مريم ..وقبل ل تدخل طالعت دار مسـاعد اللي
حفظت موقعها ..مجابل غرفة مريم..
طرقت الباب بهدوء ..وفجته من بعد ما سمعت صوت مريم المتغيـر يحيي الطارق..
كان راس مريم ممتد للباب وهي ماسكة بروش الشعر وشعرها مفتوح ..ويوم لقت ان الطارق اهي فاتن
قامت على طولها ورمت البروش وبسرعة سحبت فاتن ولمتها وهي ترتعش..
فاتن منصدمة :بسم الله عليج مريـم .علمج حبيبتي تتنافظين جذي؟؟
مريم وهي تبتعد عن فاتن وتسحب يدها :حطي يدج على قلبي ..شوفيه شلون يطق ..والله بموت فتون..
الظاهر ان فيني انهيار عصبي..
فاتن :ههههههههههههههههههههههه ..بسم الله عليج ..من شنو النهيار العصبي ..الدنيا بعدها بخير يا ويه الخيـر
مريم :ل يابوج الدنيا مو بخيـر ..فاتن ..تعرفين شكثر احساسي بالخطر صاااج وفي محله؟
فاتن اللي تظايقت شوي من كلم مريم :يا مريم اي خطر الله يهداج ..ذكري ربج وصلي على النبي ..
مريم :ل اله ال الله واللهم صلي وسلم عليه ..بس فاتن ..الجو فيه شي متكهرب..
فاتن :الدنيا كلها مطـر والكهربا عادي يصير فيها تمااس..
مريم وهي تضرب فاتن :مالت عليج..
فاتن :هههههههههههههههههههههههه ..الحين انتي قوليلي ..هالحلاااة وهالجمال كله لمن؟؟ هاا) ..تغمز لها(
ليكون تحسين؟؟
مريم وهي مستغربة :احس بشنو؟؟)تفكر شوي( تعالي صج ..شسبب زيارتكم الجليلة لنا اليوم؟
فاتن وهي تناظر مريم بغباء :مالت عليج الحين ..بدل ل انتي اللي تعزمينا ..بس تدرين ماني مخبرتج ليش احنا
هني اليوم؟؟
تمت مريم تناظر بشك عيون فاتن اللي كانت مبتسمة بخبث ..لمن فهمت الولى السالفة وفجت ثمها وهي
تتنفس بقوة ..وتمسك فاتن من ذراعاتها..
تركت مريم فاتن وهي حاطة يدها على ثمها ..وما قدرت تحبس الدمعة اللي سالت من شدة الفرح اللي
فيها ..وتمت واقفة بعيد عن فاتن شوي وهي مبتسمة ببجي ..والثانية بعد ما قدرت تضبط نفسها وابتسمت
بحبور في ويه مريم..
ابتعدت مريم عن فاتن وهي تمسح الدمع ...تضحك بهستيريا في فاتن ..ولكن ..على رغم ان هالخبـر من
احلى الخبار الي يمكن تسمعها بحيـاتها ..ال ان الخوف اللي فيها ما ابتعد ..يمكن خف لكن ما ابتعد وما زال
يحوم في قلبها مثل الطيـر الجريح..
مريم وهي تغضن حواجبها ..:بس فاتن ..مادري شفيه قلبي ..ماقدر اضبط شعور
تقطعها فاتن :يا مريم قل لن يصيبكم ال ما كتبه الله عليكم ..ومهما كان قضاء ربج في اي واحد منا ..واجب
علينا اننا نتقبله ..اللي صابنا قبل كافي انه يخلينا نحس ان اللي بييي بسيط ...يالله ..زهبي حالج ومشي
الكحل اللي سااح ..عشان تنزلين تحت ..امي هناك وامج..
مريم باستغراب :وامي بعد؟؟؟
فاتن :اي امج ..ليش؟؟؟ فيا شي؟؟
مريم تغير الموضوع .:ل والله مافيها شي ..بس توقعت ان حتى يدتي هني عادي يعني هالسوالف..
ههههههههههههههه
فاتن :هههههههههههههههه سخيفة تدرين ..يالله نزلي..
مريم وهي تتوجه عند المنظرة :وان مينيت مدموزيل..
سوت اللي عليها ..ورفعت شعرها بكليبات بنفسجية على لون جلبيتها الفخمة من نوعها ..والمكياج الناعم
اللي كان متألف على عينها من الكحل السود الدقيق السائل ..خط عينها بطريقة حلوة وكبرها ..والشادو
البنفسجي اللمع الخفيف والبلشر اللي اكسبها توهج حلوو وحيوية ببشرتها الخفيفة السمارة ..ويوم كملت
راحت عند فاتن وتوها بتطلع ال تمسكها..
مسـاعد :مريم نزلي تحت نورة تبيج) ..يوجه كلمه لفاتن( فاتن تعالي وياي شوي ابيج في موضوع..
مريم توقف في ويهه :ل يابوي ..اول شي زواج بعدين خلوة..
يناظرها مسـاعد بتكبر:زواج؟؟ وليش انا شنو يربطني بهالبنت غير الزواج؟؟ يالله جلبي ويهج ..فاتن تعالي
وياي..
مريم اللي باعدها مساعد بخفة :ترى بعلم امي عليك..
مسـاعد وهو يمسك يد فاتن :يالله عطيني مقفاج..
اما فاتن فكانت ساكتة ومنصاعة لقصى الدرجات ..ويوم دخل مساعد داره سحبها وياه لداخل ..وترك الباب-
كعادته اللي تعرفونها -مفتوح..
قعدت فاتن بعيون متجوله على المكان باهتمام ..ولكن في قلبها كانت الدقات متـسارعة ومتهافتة على
بعضها ..ما تدري ..شهالموضوع اللي يبي مسـاعد يفتحه وياها بهاللحظة..
مسـاعد اللي كان قاعد على طرف من الغرفة وفاتن قاعدة على السرير : ..فاتن ..انا اليوم ..عندي جواب ..
يمكن طويـل من نوعه لسؤالج لي بهذاك اليوم..
حاولت فاتن انها تذكر .لكن هيهات تنسى هالموقف اللي ظل يدور في بالها كل دقيقة تختلي فيها بنفسها..
تردده ..وسؤاله اللي جاوب سؤالها ..وخلها تجبن انها تطالب بالكثر ..اللي يمكن يكون مؤلم وجارح..
فاتن بصوت مرتعب شوي .:ما يحتاج مسـاعد ..كل انسان له خصوصي..
قطعها :فاتن ..انا ما بيني وبينج اي خصوصية ..اذا كان بيكون اي خصوصيه فهذا تجاه شخص ثاني ..مو
شريجتي بحياتي المستقبلية ..والنسانة اللي مستعدة انها توهب نفسها بطواعية لي..
ارتعبت من كلمه ورفعت عيونه ..:بس ..يمكن هالشي يكون
كمل عليها ..:قاسي؟؟ مؤلم؟؟؟ غير مقبول؟؟ )ابتسم( يمكن ..لكن لزم تعرفين ان هذا ماضي ..وانتي
حاضر ..ومستقبل ..اي اثنين مقابل ثلثة ..وهذي نتيجة عادلة تخولج بالفوز يا فاتن..
ظلت عيونها معلقة بعيونه ..ودقاتها خفت شوي من التسرع ..لكلمه المطمئن لها..
ويوم لحظ انها هدأت شوي ..بدى يسهب قصة ..من اكثر القصص تكتل على قلبه ..الصراحة حمل اخف من
الذكريات الحزينة المحبوسة في قلب النسان ..وكانت الصراحة في هذيج اللحظة ..من افضل المعالجات
اللي يمكن يمر فيها قلب مسـاعد اللي ياما تحمل وصبـر ..ومن من؟؟ سيدته الصغيـرة ل احد غريب..
----------------------
لؤي اللي كان توه بيطلع من المنطقة ..اول ما وصل لعند الشارع عشان يدخل في السيد وينطلق ..لقى
سيـارة غزلن المرسيدس داخلة من
جهة ثانية لعند البـحر ..تجمدت كل اطرافه وهو يراقبها..
كان في قلبه الرغبة انه يتبعها لكن ..كبريائه واحترامه وخوفه من ربه كان اقوى من هالمور كلها ..بس ظل
واقف مكانه على الرصيف وهو يناظرها ..اول شي كانت قاعدة في السيارة ..وبعدها طلعت ..وشاف انها
مغطية راسها بشال اسوود ..وما يبين منها ال بياض ويهها المنور مثل قطعة البدر في تمام اكتماله..
تكتف داخل السيارة وهو يراقبها ..ما احلى القمر وهو هابط على الرض ..يحسس الناس بمدى تواضعه..
كانت هادية وساكته ..واقفة
قبال البحـر ..ول ملحظة احد ول مهتمة يمكن لحد ..من زمان ماشافها ..حوالي السبوع ..من اليوم اللي
خلص فيه شغل في بيتهم..
وعيونه بعيونها ..حرك السيارة ..وابتعد عن المكان وهو يسكر الليت اللي داخل ..وكلها دقايق ..واختفى عن
الشارع بعد..
التفتت غزلن الى البحر بقلب شجي ..وحزين ..شكثر خسرت في هالفترة المأساوية من حياتها ..احترامها
لنفسها ..وغرورها وكبريائها..
ظنت انها تقدر تملك العالم ..لكن ما عرفت ..ان الفلوس ما تشتري الناس ..والحب ما ايي بالغصب ..يدخل
بهدوء وتسلل ..لمن يعلن غزوه
في حالت الضعف الشديدة ..وهذا اللي يصيبها ..مع هاللي ظنت انه في يوم غبي ..لكن ف الوقت الحالي..
كان اهو سبب تعاستها على
هالكرة الرضية ..حياها اللي بيمنعها فيوم انها تتقابل معاه ..والذكريات التعيسة اللي راح تكون الحاجز انها
تقترب منه ..
ما طولت بالمكان للذكرى القوية المحمولة بين رملته ..دخلت السيارة وهي تسحب الشال عن راسها ..نزلت
سقف السيارة وتمت
بداخلها تتنعم بالهوا البارد اللي كان يهب عليها بجنون ..
ارتاحت ..بعد ما ذرفت دمعة ساخنة ..تحركت من مكانها ..الى جحرها القديم..
اول ما راحت البيت لقت غصون مستعدة لركوب سيارتها ..وما كان في نيتها اي تحايا لختها اللي كانت اخر
من يمكن تفتح وياه موضوع..
خصوصا مع تصرفاتها الشائنة وهوسها اليديد بمساعد الدخيلي..
مرت عزلن من طرفها وابتسمت الثانية وما قدرت ال انها تبث سم من سمومها : ..فكرت الميرة المدللة
انها تطلع اليوم؟؟؟ امممممممم
يا ترى ..وين رحتي؟؟
التفتت لها غزلن بنظرة كلها احتقار :وين اروح او ما اروح اخر اهتماماتج..
غصون :اووووووووه ..الخت معصبة ..ممكن تقوليلي شلي معصبج..
القشة اللي قصمت ظهر غزلن ..راحت لعندها بهدوء وهي تشد على يدينها :ل تظنين اني بعيد عن عيون
الناس معناته مادري عن اللي
تسوينه ...وشلي بينج وبين مشعل ولد خالتي اللي كل يوم تدقين له وتسولفين معاه
غصـون بنظرة فخورة well done :غزلن ..والله ما كنت متوقعة انج تتبعين كل اللي اسويه ..بس الحق
ينقال انتي مدهشة غزلن
غزلن وهي تحذر غصون :صدقيني ..ان ما يزتي عن اللي تبين تسوينه ل علم ريلج عليج
غصون بضحكة رنانة ..:ارجوج be my guest ..اتمنى منج تسوين هالشي ..يمكن يحس او يعرف اني
موجودة..
غزلن وهي تكلم غصون اللي تدخل السيارة وتشغلها :عيب عليج تلحقين ريال متزوج ..انتي شلي بينج وبينه
بالضبط..
غصون وهي ترفع عيون ناعسة وهادئة لختها :..مو اليوم ..الجو ما يساعد على سرد الذكريات ..وصدقيني؟..
اي شي بصير لمصلحة الجميع..
العايلة اهي الهم مثل ما قال دون كورليوني في الفلم the good fatherيالله ..تحملي بروحج..
طلعت غصون من البيت تاركة الغضب والحيـرة كلها في نفس غزلن اللي مستغربة من اختها هالتصرفات
الطائشة ..اهي مرة اللي بالغلط رفعت
سماعة غرفتها ولقت اختها تتكلم في التلفون ويا واحد ..كانت هذي صدمة لها لكن خفت يوم عرفت الطرف
الثاني ..كان مشعل ولد
خالتها ..وجالت السألة في بالها ..يا ترى شلي بين مشعل وغصـون اللي قاعدين يتكلمون عنه ..؟؟
اشياء كثيـرة تداخلت في حياتها في الفتـرة الخيـرة ..اهتمام اختها الملحوظ ووزيارتها المتكررة لمكتب
ابوها ..وحتى انها مرة كانت تكلم ابوها عن مسـاعد الدخيلي وكان الكلم مرضي من كل الطرفين ..لكن بعد..
غصـون شلي هامها في مسـاعد الدخيلي ..اهي غزلن تعرف ان اختها لها ماضي سابق ويا مساعد الدخيلي
لنه كان المشرف عليها في تدريبها المحاسبي في الشركة ..وصارت اشياء كانو الهل متكتمين عليها بشدة..
ومن بعدها مباشرة تزوجت غصـون من فهد ..وراحت وياه ول تكلم احد بالموضوع مرة ثانية ..لكن ..الظاهر
ان صار لزم انهم يتكلمون فيه ..لن حتى لؤي كان يعرف بالموضوع ..وقال لها انه يعرف اختها من قبل..
ياترى ..شلي الكل يعرفه وانا ما عندي اي فكرة عنه ..ويوم انه صار ..انا وين كنت؟؟
------------------------
مسـاعد اللي كان يتكلم ويسرد حقائق من حياته فاتن لول مرة تسمعها ..وتسمع منه عن قصة حب اشبه
بالخيـال ..حب من الطفولة..
يصاحب المراهقة ..ومرحلة الشباب ..وروايات عن الشوق والوله ..واللهو واللعب البريئ بين قلبين عاشقين
ولكن مرحين ..لكن كل هذا
كان في جهة ..والنفعالت اللي كانت ترد مسـاعد لصبااه بحلوها ..او تكهله وتكبر منه سنه اذا كانت متلمسة
بالحزن ..يمكن ما صار
لها واهي قاعدة معاه الخمس دقايق وكاهي وصلت لمرحلة متقدمة من العلقة اللي اهو يتكلم عنها..
المشكلة ..اهي ما قاعدة تحس ان اللي تسمعه غريب عليها ..وكانها سمعته ..يمكن في حلم من احلمها ..ول
صفحة من صفحات الماضي اللي
تفجها كل ما حست بالحنين لهل الماضي والذكريات ..وحست بقرب عنيف لمسـاعد ومعرفة سابقة ..اشبه
بشعورها اول ما شافته ..واشبه بشعورها يوم كانت وياه باميـركا ..العاطفة والمشاعر اللي تعانق اهدابه
وعيونه الجميـلة ..وكبر سنـه المعذور بأهوال ماضيه ومو عمره ...واصغت بشوق لبقية القصة مع القليل من
الغيـرة ..ولكن اهي متشوقة انها تسمع هالنهاية ..لن مثل ما قال لها مساعد ..هذا ماضي ..اما اهي ..فهي
حاضر ومستقبل ..والكفة ترجح للغلبية..
ووصل لها لعند حفل تخرجه من الجامعة ..وكانت عند ذكر هالنقطة صمـت من مساعد ولمعة دمع بعيـونه
ابتسم بمراره وهو يتنهد :في نفس اللحظة اللي كنت استعد فيها ومنتظرها من فترة ..عشان ارد الديرة
واكمل الحلم اللي كنت ارسمه دوم على رمال البحر ...ياني الخبـر اللي مثل الصدمة علي).يصحح كلمه وهو
يهز راسه( الصدمة خفيفة على هالشي ..كان اشبه بالصاعقة اللي نزلت علي راسي ..فلقت هامتي بالنص..
وتركتني في حالة من الخدر لمدة ..ما كملت حفل التخرج ..ورديت الديرة باسرع ما يمكن ...انقضت فرحة
من الفراح اللي كان راسمها على خط امتداد حياتي ..وانقضت معاها فرحة ثانية ..فرحة التخرج واكمال
الحلم..
فاتن اللي كانت تراقب مساعد ..اخر ما تتمناه انها تترك هاللحظة من القصة اللي يالسة تسمعها وتروح تقعد
ويا الحريم ..اما مساعد اللي كان شبه الفرحان على هالشي لنه يسترجع لونه شوي شوي ..وكانه منقذ من
غرق ..وسكتت فاتن ونزلت عيونها للرض وشالت عمرها عشان تطلع ويا مريم..
قبلها طلع مسـاعد اللي ما كان يحس لوجودها في المكان ..وجالت الشكوك في نفس فاتن بقوة ..يا رب..
هالبنت من تكون؟؟؟ من تكون؟؟
وشصار لها ..وشهالفرحة للي اختفت من قاموس افراح مسـاعد ..وليش لون ويهه انكشف جذي مرة وحدة..
مريم اللي عند اخر عتبة مسكت فاتن من يدها ولحظت انها كانت سرحانه
فاتن :علمج
مريم وهي تدقق في ملمحها ..:شصار بينج وبين مسـاعد؟؟
فاتن وهي تهزو راسها :ما صار شي ..ليش؟؟
مريم :ماحسج طبيعية..
فاتن تتصنع البتسامة :ل ما عليج ..انا طبيعية .يالله خلينا نروح..
دخلت فاتن على باجي الحريم ويا مريم اللي توجهت وراحت قعدت عند امها ..وبدى الكلم الحريمي ..سوالف
متعددة ومتنوعة ..ووسط هالسوالف كانت دقات قلب مريم متصلة تمام التصال بجراح ..من عجائب الدنيا ان
القلب المحب بصدق يقدر يتصل بقلب حبيبه اذا كان يتشارك نفس الحاسيس..
وكانها تكلمه في قلبه وتقول له ::..ليش اليوم؟؟ ليش يا جراح؟؟ شلي صار وخلك تتشجع؟؟
وقلب جراح رد عليها وقال لها ::..الشوق ل ضوى في قلب العاشق ..شب الحريق بكل غصن من اغصان
هالشجرة ..ومو مثل الطبيعة يا قلب ل
احترقت الشجرة غاب ظلها ..هالنار تأجج هالشجرة وتعمق جذورها بالرض..
ام جراح بعد فترة من الكلم والسوالف ..مسكت يد ام مسـاعد بتوتر بسيط ولكن فرحة بالعين
ام جراح :يالغالية ..احنا اليوم مثل ما تعرفين..يايينج نهنيج في نـورة ..ونبارج لج قبل كل الناس لننا من
الهل ..ولكن بعد ..يايتج انا الليلة وفي قلبي امنية ..يا ريتج والله تحققينها لي ..تفرحيني فيها وتفرحين نور
عيوني..
ام مسـاعد وهي تبتسم ومريم تناظر فاتن بنفضة ..والخيرة كانت سرحانة في شي ثاني ..:اطلبي يا سعاد..
وانا مالبيت لج ما تطيب
النفس ليوم الخرى..
ام جراح تشد على يد ام مسـاعد :يطول بعمرج يالغالية ..انا اليوم ..يايتج ..برويحة فوادي جراح ..يطلب منج
اهو قبلي ..قطعة من قلبج) ..تناظر مريم بحرارة الحب الكيير( مريـم ..على سنـة الله ورسوله ..وجرب
القريب ووله على الغريب ..وانتوو من اهلنا ..بنتي صارت قطعة من فواد ولدج ..والحمد لله معرفة من زمـن
..وما نقدر نلقي احسن منكم واصل ما نبي ..مع ان ماكوو اللي احسن منكم..
ام مسـاعد ظلت ساكتة مكانها ..وهي تناظر مريم بنظرة غير مفهومة..
ولقت بنتها منقلبة الوان من فوق لتحت ..ونورة تكتم ابتسامة ناصعة بقلب متحفز ..صج ان استقبال امهم لم
جراح كان من اخر توقعاتهم وتخيلتهم ..ال ان الله العالم باللي يدور في قلب ام مساعد لمريم ..وما يندرى
اهي راسمة من لمريم..
تنهدت ام مسـاعد بهدوء ..وتوها بتناظر في عيون ام جراح وترد عليها بردها ..لقت عيـون فاتن ملزوقة
بعيونـها بنظـرة غير مفهـومة ..لكن اللي عرفت منه ام مسـاعد انها ارتاحت من لمعة عيون فاتن الغريبـة
والحلوة بنفس الوقت ..وسرى الحب فيها مرة ثانية ومن يديد لهابنت ..وما تدري ليش اشقت روحها بحلة
ويهها وطيبة ملمحها..
ام مسـاعد لم جراح :يا سـعاد ..انا مثلي مثل اي ام ..اتمنى لبنتي الزين قبل الشين ..ومثل ما لقينا فيصل
اللي صار بحسبه واحد من عيـالي) ..تناظر فاتن( وحتى بنتج ..اللي توني اليوم القيها من تزوجها مسـاعد..
ملكت في قلبي قطعة ..ماظنتي بيوم حد يمكن يشاركها فيها ..غلها صار من غل ولدي ..ومريم ..ماظنتي
بيوم تلقي واحد بزين ولدج وطيبة اخلقه وساسه ..واحنا مثلكم ترى ..القريب اولى علينا من الغريب ..وحتى
لو اكو احد احسن منكم هم احنا ما نبيه ..بس ..الشور ماهو بيدي ..البنت كاهي جدامج ..حطي عينج بعينها
وقوليلها في ويهها كااش..
ام جراح الخجولة :يام مسـاعد ما يصـير نحرج البنت
ام مساعد :هاو؟؟ مو انتي اللي تبينا لولدج؟؟ انتي طالبتها اهي مو طالبنتي انا ..مع ان جراح ما ينرفض لكن
ما بقى بالعمـر والحسن قد اللي مضى ..ههههههههههههههههههه
وتشجعت ام جراح وناظرت مريم اللي كانت تنتفض والدليل على نفضتها ..يدها : ..يمة مريم .سمعتيني
شقلت لمج ..وانتي ادرى بمعزة ولدي جراح على قلبي ..وشلون اني ل تمنيت له الحرمة ..ما شفتج ال انتي
بعيوني ..شرايج؟؟
رفعت مريم عيونها بثقة ..مسـتعدة انها تنطق بالجواب اللي كانت معدته من نعومة اظافرها ..من اول ما
اوتعت على جراح ..كواحد غريب ..مو الخو اللي ما يابته امها : ..اللي تشـوفونه خالتي..
ام جراح وهي تناظر ام مساعد بفرحة : ..يا بنتي هالحجي ما ينفع بهالزمن عطينا جواب صريح..
مريم اللي حست انها بتفصخ الحيـا خلص ..:يعني عادي اقول موافقة؟
ام مسـاعد تضحك وام جراح تكمل عليها :اي يمة ..ما بصير فيج شي ترى..
مريم تبتسم بفرح كبير :موافقة عيل..
ضحك الكل عليها ..ومن الضحك بدت التباريك والتهنئة من الكل لبعضهم البعض ..ال فاتن اللي ظلت تراقب
مريم من تحت وهي فرحانة ..تذكرت ماضيهم اللي كانو يخططون له بحذافيره ..والحلم اللي تنرسم في
صفحات الهوا ..شلون انها ترسبت ..وتكون اساسها اليوم ..بحجر الصبر والنتظار الحلو والمعذب.
تلقت عيون مريم بعيون فاتن ..اللي قامت لها بهدوء ..وضمتها بفرح كبيـر ..باركت لها بهس في اذنها ..وردت
عليها مريم المبارك
بهدوء ..لكن ..اول ما حطت مريم عيونها بعيون فاتن ..تصاعدت في نفسـها المشاعر الخايفة ..شي في
عيون فاتن ..قعر نظرتها العميـقة
اللي تتمتع بها بعيونها الشفافة ..خلها تحس بالخوف عليها..
فاشتدت يد مريم على فاتن اللي فهمتها الخيـرة على انها تنبيه او يمكن استغراب لحالة السرحان اللي تمر
فيها ..فبادلتها ابتسامة..
ومن هالبتسامة رجعوا للسوالف ويا الحرمـات..
ام مسـاعد :الحين من صوبنا احنا عطيناكم موافقتنا ..اللحين ما بقت ال كلمة ابوها في هالموضوع ويا
اخوانها...
ام جراح ..الله يتمم على خيـر يا خويتي ..واللي فيه الخيـر ربج يجدمه..
-----------
عند الرياييل..
ابو مسـاعد ظل ساكت من بعد ما خلـص لؤي .اللي كان المتحدث الرسمي عن جراح ..وجراح بعد بين لهم
شخصه الكبير على الرغم من صغر سنه..
تم بو مسـاعد يناظر ويهه وهو يدقق فيه ..ويتذكر ابوه الله يرحمه بشباب ..يتمتع جراح بالثبات والهدوء في
الكلم مثل ابوه ..والله زين انه لقى هالشي في ولد ريال يعتزون بمعرفته..
بو مـسـاعد اللي تكلم بعد فترة من الصمت الثقيل شوي ..:والله يابوك ..الكلمة الخيـرة ماهي لنا..البنت اهي
ادرى بمصلحتها ..وانت منت بواحد غريب ..يعني نقدر نحصل اجابتها بسـرعة ..بس ..انا يابوك عندي شي
واحد ابي اقوله لك ...انت مستعيل على عمرك جذي ليش؟؟ يابوك الزواج ماهو وناسة مثل ما تظن
مسـاعد يتدارك ابووه :يبا...
بو مسـاعد يناظر ولده :ها؟؟ شنو يوبا) ..يطالع جراح المندهش ولؤي اللي حابس الضحكة( ان جان علبالك
الزواج وناسة ..والحرمة بتتنظرك
مثل امك وتحن عليك مثلها غلطان يابوك ..وانتبعدك صغيـر ..شلك بعوار الراس..
مسـاعد يهز راسه من ابوه ويكلم جراح الي كان شبه الضايع :..يا جراح ..اللي قصده ابوي ..ويمكن اهو الشي
اللي مر في بالي يوم قال لؤي انك تبي تتقدم لمريم ..انك صغيـر ..ومريم بعد صغيـرة..
جراح هز راسه بتفهم ..وحس مسـاعد انها بداية لباجي كلمه :..جراح ..انت اولى من اي واحد باختنا ..بس
بعد ..مثل ما هي غالية انت بعد غالي ..وما اتمنى لك انك تتسرع بهالخطوة ..انت بعد 22سنة ..وراك حيـاة
كاملة ومسئولية كبيرة ..تظن انك قادر على مسئولية يديدة الزواج ماهو شي سهل..
لؤي تم يناظر مسـاعد باعجاب .ولكن بنفس الوقت ..اهو يعرف ان جراح قدها وقدود .وترك الكلم لجراح
اللي كان مستعد للكلم..
جراح :اتفهم خوفك ..او يمكن ترددك مسـاعد ..وانت تعرف ..واكثر واحد يمكن انا شكثر نضجت ..ولو ما
صابتني كل الظروف اللي من سنة جان ما عمري اقدمت على هالخطوة ..بس ..انا مثل ما قلت ..كبـرت..
ومحتـاج واظن اني قادر اني اكمل حيـاتي ..واكللها ببنت مثل اختك ..وشاملى على الريال بحياته غير الحرمة
السنعة اللي تكون له وقت ما بغاها ..عمي بو مسـاعد صح كلمه ان الحرمة يمكن ما تكون بحنية الم على
ولدها ..لكن بعد ..الحرمة موجودة لريلها في اوقات الم ما تقدر تكون موجودة فيها ..والحرمة لها مشاعر
وحنية خاصة على زوجها احسن من امه ..مع ان ماكو مثل الم ..بس يوم الله سبحانه وتعالى خلق الحرمة
والم ..خلق كل وحدة ولمهمتها في حياة الريال...
سكت جراح شوي وهو يبلع ريجه ويلحظ عيون مسـاعد الجامدة ..ولكن الحياة تدب فيها من جهة بعيـدة..
وكان الكلم اللي قاله مقنع ..وكمل..
جراح :مسئولية يديدة ..صح ..لكن راح تـكون مثل اي مهمة ثانية تتداخل في حياتي ..انا عطيت اختي لكم..
ولكن ..حست ان البيت نقص ..ومن يملي هالبيت غير حرمتي اللي تنتظرها امي من يوم ولدتني يمكن
ههههههههههههه..
ضحك لؤي ومسـاعد ابتسم ثغره بثقة ..وشكثر تطمن قلبه ..اهو كان مستعد للموافقة ..بس حب يتأكد من
فكر وفهم جراح للي يبي يقدم عليه ..وما كان في قلبه اي شك بهذيج اللحظة ان جراح لمريم ومريم له..
لؤي :يالله عاااد يبستوا قلب الرييال .انا عني موافق ..وجراح اولى من اي احد ثاني..
مسـاعد يبتسم في ويه جراح الواثق ..:وانا بعد ..محد بيعقلها غير هالمنطق الصريح..
بو مسـاعد :انا بعدني على رايي ..ياولدي شل قشك وشيل بعمرك شلك بالحريم ..بس اذا تبي الريم ..تحمل
ينونها..
ضحك الكل ..واعتبرو هذا القرين ليت ..وتوجه لؤي اللي كان يطالب مسـاعد بهالمهمة انه يروح ويسأل
مريم رايهها بهالموضوع ..ويوم تلقى بمريم..
مسكها لؤي من ذراعها :مريوووم؟ ..شوفي مالج ال جراحوو يالله قولي شقلتي؟
ميم :ااااخ ل تعور لي يدي ..وبعدين هذي حياتي مو حياتك انت
لؤي :انتي اصل تحلمين بواحد مثل جراح ..يالله بسرعة قولي اي..
مريم وهي تتغشمر :ل انزين!!
فج عيونه لؤي :يالحمارة
مريم :هههههههههههههههههههههه ..مالت عليك) ..سكتت ..وبحيا ..كملت( موافقة ..يالله وصل لهم هالخبـر..
ابتسم لؤي بفرحة وطلع من عندها ..ورد لها مرة ثانية وباسها على جبينها وطلع ..راح للريايل وخبرهم
بالشي..
اول شي ..ظل جراح ساكت ويتظاهر بالثقل لكن ما قدر انه يتحاشى البتسامة العميقة اللي ظهرت من قلبه
الفرحان ..وكل ما ظل اكثر ويا هالناس الطيبة تزيد فرحته وتزيد ابتسامته اتساااع..
بو مسـاعد ..:عاد الحين كل شي عليكم انتو ..متى بتيووونا مرة ثانية عشان تتفقون ..وتزهبون وتجهزون..
واحنا نقول لهلنا عشان ينشرون الخبر بينهم ..مع ان هذي اسرع خطبة مرت بحياتي بس ..خير البر عاجله
يابوك..
جراح :الخير بويهك يا عمي ..بس ..الليلة بنخلي الشياء لهني ..ومرة ثانية ان شاء الله نتفق وياكم على زيارة
ثانية ونتفاهم في المور الباجية..
مسـاعد :مثل ما تشوف ..والي يريحيكم سووه..
جراح :افا عليك .انتو اللي يريحيكم ..احنا الشراية..
قامو الرياييل من بعد هالقعدة ..وهم يهنون جراح ..ويتمنون له كل الخيـر ..وبهاللحظة مر طيف شخصين..
الول مو مقدر عليه انه يكون موجود ..لنه ماهو بهالدنيا ..ابوه اللي كان لزم يمسك زمام اموره بمثل
هالليلة ..وشكثر تمنى وجوده لكن بعد .كان اهو موجود..
في شخص جراح من غير ما يدري ..والثاني كان خالد ..اللي ما كان في البيت ..والله العالم باي بقعة قاعد..
ووين لوي بعمره ..حس لفراغ وجوده ..وتنهد ..الله يردك لهالدنيا يا خالد بخيـر وسلمة ..لنك بصراحة..
وحشتني.
------------------
منـاير كانت توها رادة البيت من بيت سمـاهر ..تمشي بهدوء في الشارع وهي تفكر بآلف الشياء في بالها..
من هالشيـاء ..سماء واخوها ..والسـر الكبيـر اللي قدرت تكشف منه بعض الشيـاء..
بواسطه فكرها والسالفة الي ما يبيلها ام وابو قدرت مناير تفهم ان مشعل يكن مشاعر خاصة لفاتن اختها.
واحتفاظه لصورة فاتن في غرفته دليل على هالشي ...ولكن في عيون مشعل بالفترة الخيـرة جنون ما تظن
انهم يقدرون يتحاشوونه ..وبسبب هالجنون راح يكونون متألمين جميـع ..لكن شلي يمكن يسويه لفاتن ويسبب
لها كل هـذا..
اول لفة على البيت ..لقت تاكسي واقف عند بيت النهيدي ينزل اغراض مشـعل ..اللي كان واقف وهو لبس
قحفية سودا على راسه ...رفعت
مناير حاجبينها بعجب ..مسرع ما راح ورد ..اكيد خلص امور سماء ..ورماها بالسجن اللي خطط له اهو وامه
لها ..واهي تتحاشاه مشت على الرصيف اللي يؤدي لبيتها..
لكن وين ععن عيون مشعل اللي من شافها سكنت حركته ..تحرك التكسي من عنده وراح وهو ظل واقف
مكانه يراقب مناير المتجاهلة له ..عطته ظهره وفتحت قفل باب البيت وتوها بتسكره ناداها..
تجاهلته مناير وبسرعة وخوف مدت يدها للقفل عشان تسكـره ..وهو يتجدم صوبها خطوة ورى الثانية ..وهي
تحاول تسكر الباب وما تقدر
بسبب التوتر الي شل اصابعها كلها ..لمن اخيـرا قدرت تسكر القفل وتبعد يدينها بعيد عنه بقربه منها..
تراجعت جم خطوة وهي ترميه بنظرات خائفة ولكن متحدية ..وهو يبادلها ابتسامة شريرة ولمعة بالعين..
سكتت مناير ..واحتارت ..يعني اهو ما عرف انها كانت بداره ..ول يستعبط عليها عشان يخليها اهي اللي
تعترف ..بعدك..
مشـعل ..:ترى الصورة اللي خذتيها عندي نسخ وايد منها ..فاتج قبل اليوم اللي دخلتي فيه الدار ..كانت
منتشرة على طول الجدار ..ياريتج لو شفتيها )ابتسامة مجنونة تعلوو ثمه( سماء يوم شافتها كانت على وشك
انها تموت ..لو انتي شفتيها شصار فيج؟
فجت عيونها مناير بخوف :.انت مينون ...انت شتبي من اختي؟؟؟
مشـعل يتثاوب :تدرين ..ول شي ..مابي منها ..كنت قبل ابي وابي وابي ..اكتشفت انها مو أهل لمتطلباتي..
)يطالعها بنظرة خبيثة( خصوصا يوم صار لها قرينة ..مثلج انتي..
منـاير تهز راسها في ويهه وباسف :اذكر ربك وتعوذ من بليس ..ما بيفيدك شي من اللي تسويه ..انت
شبتستفيد يوم انك تشوه حياة اختي...؟؟؟ انا مادري شصار بينك وبينها بالضبط ..بس اللي ابيك تعرفه انها
عانت وايد ...ويكفيها اللي شافته
مشـعل :مو قد ما عانيت انا ...مو قد ما احترقت مكاني وما كان لي الماي اللي تطفي اللي فيني ..على
العمووووووووم هالحجي كله ماله داعي ..لن الفاس وقع بالراس .وما باقي ال كشف الجرووح ..عشان
تسيل الدماء ..يالله يا اكبر متلصصة بهالدنيا ..قدرتي توصلي لي في اكثر الماكن خصوصية ..حلي لي
هاللغز ...واحد يحب وحدة من زمن ..وتموت هالوحدة ..وفي موتها تنولد شبيهه لها ..ويقرر هالواحد انه يمتلك
هالشبيهة لنه يشوف اللي ماتت فيها ..شرايج انتي فيه الشخص؟؟ وشردة فعل الشبيهة من هالمتلك
لها ..؟؟ تظنين انها راح تسامح؟؟ ول راح ترفض وتبتعد ...اتصبحين على خيـــر..
ما لف عن ويهها ..وظل يراقب ملمحها المرتعبة بحذر ..يحفظ كل تقاسيم ويهها عشان يتاكد من اثره عليها..
اما مناير اللي من ابتعد عنها مشعل تحركت داخل البيت بسـرعة ..وهي مو مستوعبة اللي قاله لها ..اول ما
قعدت بالصالة وهي تسترجع نفسها تمت تتذكر الكلم اللي قاله ...واحد ووحدة ميتة ..شبيهة للميتة يمتلكها
الواحد بدافع الشبه بس ...يارب ..شقصده بهالكلم ..ومن هالشبيهه ومن هاللي يتكلم عنهم..
مرت عالية على بال مناير بسـرعة خاطفة واختفت مرة ثانية ..ما تذكر شكلها لو شنو سووت ..فانتظرت..
انتظرت امها اللي بترد البيت عشان تطالبها بصورة لعالية ..كل شي راح ينكشف اليوم ..ما راح تتحمل اكثر
انها تنتظر ..وتنتظر لمن يغيب عنها الكلم الي قاله مشـعل الحقير..
الفصل الثاني
---------------
انتـشر النور في هذيج البقعة المظلمة ليـام ..بصبعه اللي سرعان ما انسل من مفتاح المصباح الى جيبه..
وقف وهو ينـاظر المكان الخالي من اي معالم تخص سمـاء ..ل صـور ول الحركات اللي دايما تعلقها ..ويه
باسم ول تعليقات على الجدار ..او حتى طاولة الدراسة اللي كانت مليانة باغراض بنوتيـة ..كلها اختفت ..كلها..
ال شي واحد ..التفت له وراح لعنده بسـرعه ..يبي يعـرف شهالشي ..ولقاه برواز ..رفعه بيده وهو يناظر
بحاجب معقود ..وشافها صـورة لسمـاء ويا العائلـة ..
الصـورة ما فيـها شي ..أل ان الصدع او الشرخ اللي كان في نص الجامة هو اللي ظيق صدر مشـعل ..رد
البرواز مكـانه وهو يتنهد وريحـة المكان تعبق بالعطـر الياسميني اللي تستعمله سمـاء كملطف لشعرها اللي
دايما تفوح منه هالريحـة..
قعد على السـرير وهو مشـغول البـال ..التحدي صار علني ورسميـ بينه وبين منـاير ..ما يدري ليش يتلذذ
بشوفتها خايـفة ول حايـرة ..ينتـظر حلـولها او اكثر شي طريقتها في حل الشـياء..
الجرأة اللي تحملها في نفسـها واللي بتطيـحها في مشـاكل اهي بغنى عنها اهي جوهر الجمـال في هالتلذذ..
تذكر الحوار اللي دار بيناتهم قبل شوي وتسائل في باله ان جان تسرع بهالشي ..ل .ما تسـرع ..ان ينشر
الشك بين الناس اللي حوالي فاتن اهي احكم خطوة في هالخطـة ..اهو اول شي بيتعامل ويا اللي حواليها..
عشان ل يات تطلب منهم النكران ...ما يقدرون ال انهم ينكسون الراس عاجزين عن انهم ينكروون ..ويطيح
كل شي على راس مسـاعد
اهو نفسه يوم قالت له غصـون اللي قوت علقتها به في اخر فتـرة شي خله يستوقف ويفكر ..قالت له ان
مسـاعد الدخيلي كان يحب بنت ثانية ..بنت اسمها عالية وحمل حبها في قلبه حتى بعد وفاتها ..وهو ربط في
بـاله اشياء متعددة من تواجده ويا جراح او حتـى فاتن نفسها ان كان في بيتهم شخصية ما عادت موجودة
اسمها عاليــة..
توفت وهي صغيـرة من السـل ..ويذكر مرة حوار دار بينه وبين جراح بـأول ايام ردته للبحرين ..
كانو قاعدين ويا بعض في الديوانية اللي في البيت ..وصورهم اللي يشتهرون بها وهم صغـار منتشرة في
زاوية ..وشلون انه رفع برواز لوحدة واقفة وجنبها تقريبا لزقة فيها بنت صغيـرة ..وهي بعد كانت ملمحها
طفولية ولكن لبنت عمرها 15او 16سنـة ..وكان يدقق في ملمحها وتاكد انه يعرفها الف بالمية ..ولكن
يمكن انوخذت لها وهي صغيـرة ..بس بعد شي غريب في الصـورة ..ان البنت الصغيـرة الثانية بعد تمتلك
الملمح المألوفة عن البنت الكبيـرة ..وكأن الثنتين كانو نفس الشخص ولكن باختلف العمـر والحجم..
دخل عليه جراح وهو حامل صينية ..ولقاه واقف وهو يناظر في البرواز وراح لعنده بعد ما حط العصير..
جراح باستغراب ..:شتطالع؟؟
مشـعل وهو توه حاس لدخول جراح :ها ..ل ول .شي ..بس هالصـورة..
ورد البرواز مكانه
مشـعل :اسف ما كان قصدي
جراح :لاا شدعوة يا معوود ..ال صورة هذي)وهو حملها بدورها وتم يناظرها بابتسامة( هذي عمتي عاليـة..
توفيت قبل جم سنـة ..وتصدق ..ما نحسها متوفية..
مشعل وهو يتصنع عدم الهتمام :ليش؟؟
جراح :لن رب العالمين عوضنا عنها باختي فاتن ..سبحان الله يخلق من الشبه اربعين ..ساعات ابوي ما يفرق
بينها وبين عمتي وينشدها
باسم عالية..
بعده ما انتهى هالكلم في بال مشعل ..ظل ينعاد ويتردد ..ولكن هذيج الفترة كان يتمحور على فاتن بس.
لكن الحين الكلم هذا له فايدة اكبر ..فايدة انه يكون اول الزيت اللي بيفج اللحام بين فاتن ومسـاعد..
ويحطكم غرور مسـاعد مرة وللبد ..ويرمي فاتن في متاهات الحزان اللي ما راح تنقضي من حياتها لو تمنت
حتى الموت..
يلحقها في اسوأ احلمها واحلها ..مثل مااا هو اضطر انه يعيش على سرابها ..اهي بتعيش على سراب
احلمها اللي ما ول راح تتحقق..
حس بالغربـة على الرغم من انه مرتاح للي قاعد يصير ..تقريبا كل شي يمشي في دفته ..لكن ليش هالظيجة
اللي في الصدر ..وليش هالمرارة اللي في حلقه تسري مثل العلقم ..كل هذا يا نفس لنج تأبين تعذبين فاتن..
عذبيها يا نفسي مثل ما تعذبتي بسببها..
واخرتها صفيتي مكروهه وفوق كل هذا جبانة ..ورجعت في باله ذكراه ويا فاتن عند الباب ..شلون انها قالت له
اللي قالت ودخلت البيت
ال انها ما عرفت اي نوع من الجروح سببتها له ..ولكن هذا شي معتاد من فاتن ..انها تجرح ..وتروح ..ما على
هالشي اي ملمة او عتب ..لن كما تدين تدان ..وكل انسان لزم ويتحمل عواقب افعاله..
اهو يتحمل عاقبه جر سمـاء جدامهم ..وهي بتتحمل عاقبة الغرور والشخصية اللي نسبتها إلى نفسها واهي
بعيدة عنها كل البعد..
ضاقت روحه وعقله من الريحة اللي في الغرفة ..كل هالروايح المتيمعة تثير في نفسه العنف والضراوة ..قام
وطلع وقبل ل يسكر الباب ..طفى الليت..
خالد اللي كان توه راد البيت يحمل على جتفيه راس مثقل بالفكار..
انتبهت عيونه للنور اللي انطفى في دار سمـاء والتفت من غير تصديق لهناك ..وانتظر ..يمكن اهي للحين
هناك ..وكاهي بتطل عليه مثل كل ليلة برجعته اللي تنتظرها بفارغ الصبر ..لكن النور الثاني اللي انتشر كان
في الدار المجاورة لدارها ..وااه من خيبة المل العظيمة ..ولكن المصبور عليها..
بدل ل يدخل البيت ..تم يمشي اكثر في البرد وهو يتحسسه يخترق مسامات ويهه ويدخل لللحم لكن مرده
يتبخر من حرارة الشوق العظيم اللي في نفسـه ..ضحكاتها ..عيونها اللي تستدير وقت ما تشوف شي
مستنكر او انها تنصدم منه .ابتسامتها الناعمة اذا انحرجت..
دموعها العدائية ..وفوق كل هذا ...وقفتها ..حاطه يدينها على خصرها والجزء العلوي من جسمها مايل وريولها
وحدة مستقيمة مثل العمود والثانية متراخيه ..وراسها مايل على طرف بعقدة على شفايفها باستنكار..
ابتسم لهالمواصفات اللي قدر انه يعبر عنها بطريقة صحيحه ..لكن هي اللي تركت حرارة الدمع الحزين تجتاح
وجناته وتقاسيم ويهه النحيل ..تم يمشي وهو ما يناظر جدامه ال ويهها الجميل ..ويتمنى لو انه يدفع نص عمره
عشان يلقيها جدامه مثل ما قاعد يشوفها ..ما تعجبه اللي يشوفها ..ما يقدر يحس لدقات قلبها عن بعض ..ما
يقدر يحس لرتباكها المراهق ول لعاطفتها الجياشة..
خـــالــد..
توقف يوم مر اسمه على اذنه ..رفع راسه وهو مو مصدق ..التفت وراه ما لقى احد ..ضاعت عيونه يمين
يسار يحاول يلقي الشخص اللي يناديه ..لكن ..محد كان موجود ...معقولة يعني؟؟ سمـاء اهي اللي نادت
عليه؟؟ يكاد يحلف انه حس لصوتها النابع من عمق احساسها المرهف..
وقف مكانه وهو ما يقدر يسيطر على نفسه ..ضم وجناته لكفينه وهو يغرق نفسه في دمع غزيـر ..وغضب
عارم ما سمح لي عضلة بالهدوء..
ثارت كل احزانه في وقف واحد ..وتمنى لو انه يصرخ ويقول حرااااااااااااااااااااام ...ليش أنا؟؟ ليش اهي؟؟
وليش احنا؟؟؟ ليش؟؟؟
ولكن ..ل عتب على قضاء الله ..وخير البشر من اصبح وامسى بقول الحمد لله رب العالمين ..لكن من على
القلب الحزين المشووب
بالحزان ..وكمل المشي .الى حيث ما تستوقفه متاعب جسمه وتحثه على الرجعة..
-----------------
قبل ل تتحرك سيـارة جراح وقفت فاتن للحظة ويا مسـاعد اللي كان يكلم امها عن شيء ما تقدر تستوعبه
فاتن فتركت نفسها للضياع في
افكارها اللي ما فارجتها ..تحيك فيها وتحيك وتخيط ول هي قادرة توصل الى النهاية ..يمكن لنها ما تعرف
شهالنهـاية ..ما تدري متى
مسـاعد بيكمل لها الموضوع اللي اهي صراحة تحترق عشان تعرف نهايته وتكملته ..وما انتهبت ال ليد امها
اللي كانت على ذراعها تحثها
على المسير للرجوع للبيت ..لكن مسـاعد – يوم عطته ظهرها عشان تروح للسيارة -وقفها..
تمنت لو انه يطلب منها انها تظل وياه الحين عشان تخبره لكن ...خابت امالها ..فابتسمت له ببرود وارتجاف
ألم عميق في قلبها ما تعرف شنو سببه ..حست بالمرض يسري فيها من اللحظة اللي تمنت له فيها ليلة
سعيدة وراحت لعند السيارة ..واول ما ابتعدت ملمحه عن عيونها شهقت بخفة تحاول انها توسع رئـتها
المكبوتة بالهوا البارد المنعش ..دخلت السيارة وهي تنتظر اللحظة اللي بترفع عيونها عن حظنها لويه
مسـاعد ..لكنها انصدمت لختفائه عن بقعته السابقة..
وغاصت في البرود اللي اجتاحها وتصاعدت فيها انه خيبة المل..
لكن ..جبل الصبر والحتمال ابى الثوران ..فهدأت نفسها بالصبر الجميل اللي راح يعود عليها بكل ما هو رائع
ومريـح..
أول ما دخلو البيت طلعت فاتن لدارها اللي كانت في ممر الباب الرئيسي ..تمنت لهم ليلة سعيدة واختفت..
اما جراح فكان عاقد حاجبيه وهو مفكـر ..صج انه خطب مريم وسوى الي عليه بس بعد يحس ان محد مقتنع
بحركته هذي؟ ليش؟؟ هالكثر هو صغير 22 ..سـنة سن مناسبة للزواج والستقرار ..يمكن لنه مو مكمل
دراسته ..وشغلته بسيطـة؟؟
بس اهي صغيرة لكن في نشاط متزايد ومستمر ..حتى ان جدولهم من كثر ماهو فاضي ما يقدرون يستقبلون
طلبات حتى الصيـف ..بس بعد ..اهو
لزم يفكر بالتوسع والنتشار ..وامتلك سوق الحرفة باسمهم وجودة عملهم ..وعلى هالفكار ..راح لداره بعد
ما سلم على امه ينام براسه على هالفكار ..صج انها من اتعب المخدات بالعالـم بس من يدري ..من بعد
التفكير تطلع نتيجة او افكار يديدة!!
كانت مناير اللي تنتظرهم نايمة على الكرسي بالصالة ومحد انتبه لها ال ام جراح اللي كان تدور في البيت
وتسكر المصابيح ..ال الثرية اللي عند الباب لن خالد بعده ما رد البيت ..شلون عرفت؟؟
ما حست بالكتمال مثل ليلة ان كل عيالها تحت سقف واحد ..وهالشعور كان مستمر من حواللي اربع ليالي..
من سافرت سمـاء ..لكن ول على
قضاء الله عتب او لووم ..الحمد لله رب العالمين..
مناير وهي تحك راسها وزين منها تحمل روحها ..راحت فوق ..وهي ناسية سبب قعدتها في الصالة من المرتبة
الولى ..كاانت تبي صورة
لعمتها عالية الي ما شافتها من زمان ..لكن الحين النوووم كان سلطان على عيونها اللي من دخل الدار
تسكرت والله العالم متى راح تفتح؟؟
--------------------
ما زالت المطار تزخر على الفجر الحلو بحزن القلوب المحبة ,منهم يسهر تحتها ومنهم يناظرها خلل النافذه
يحاول انه يراقب كل شي ولكن من بعد ..عشان ل تنصدم روحه من وقعها ..ومنهم مكتفي بصوته وهو يرتطم
على الرض ..
مسـاعد كان قاعد في السيـارة من حوالي ربع ساعة وهو متردد ..
يطلع ويروح لفاتن عشان يكلمها ..ول يرد من محل ما يا؟؟ لن الوقت تقريبا غريب ولكن ..لزم يكمل لها
القصة عشان تذوق شي من حزنه وتخفف عليه وطأة الحزن وعلى نفسها الصدمة ان البنت هذي ما كانت
وحدة غيـر عمتها!! لكن الرتباك كان اقوى منه ..اهو اذا سوى هالشي لزم ما يتوقع ال شيئين ..عمر من
احلى العمار ينقضي في لمحة بصر ..ول يستمر لبد البدين من دون اي معوقات..
اتصل في فاتن قبل عشان انها تفج له الباب ..والثانية كانت سرحانة من بعد ما صلت الفجر عند الدريشة
وهي تناظر المطر بنعومته على الصيص اللي عند دريشتها ..ورن تلفونها ..وراحت لعنده ولقت ان المتصل
اهو مسـاعد فاستعجبت..
حاولت انها تستعلم منه اكثر لكن نبرة صوته كانت كافية عشان تبين لها انه في حالة ما تسمح له انه يتكلم او
يبرر ..فسكرت التلفون من عنده وسحبت الشال البيض وطلعت من دارها بهدوء ..الظلم كان بعده لف
المكان والهدوء بالطراف ..راحت عند الباب وفجته ووقفت عنده وهي تراقبه ..لقته واقف عند السيارة وهو
يناظر الباب ..راحت لعنده بخطوات سريعة عن المطـر الخفيف..
راحت لعنده ولقته قاعد على طرف الكرسي وهو ساند راسه بذراعينه المستندين على الركبتين ..وكان
منظره يعكس حالته النفسية..
فتقربت منه فاتن وهي تمد له الفوطة وتقعد يمه.
اخذ منها الفوطة وهو يبتسم ..دقق في ملمحها لهنيهة ورد ينشف راسه..
بعد ماخلص تنشيف شعره مد الفوطة لها مرة ثانية بابتسامة ما لقى لها اي رد بالعكس ..كانت ملمحها قلقة
وحواجبها مثقله بعقدتهم..
ابتسم بصـورة اريح لويهها عشان تخفف التوتر من على محياها ..ما تدري ان عذابها يعني عذابه..
سكت مسـاعد لفترة وهو يحاول ينظم افكاره وفاتن بالمثـل ..تحاول انها تسترجع لوين توقف مسـاعد عشان
تذكره بالنقطة..
ولكن مسـاعد صدمها وهو يتكلم وكانها غير موجودة وكانه سرده نابع من الذكريات اللي كانت مجتاحته..
مسـاعد بصوت حزين :ماتت ..بكل بسـاطة ..هذا اللي كانت تحمله البرقية في طياتها ..ماتت ..البنت اللي
كنت في حياتها كلها ما افكر ال في شي غيرها ..ماتت ..ماتت وانتهت من هالدنيا وانا بعدني ارسم اول
الخطوات نحو مستقبلي ومستقبلها لكن كل هذا كان بمثابة الظلم اللي ينهي الظل اللي يتبعج ..وما عادت
موجودة ..والظلم اللي لفني كان اقوى من تحملي..
انصدمت فاتن ..وحطت يدها على رقبتها وكانها تمنع غصة من الظهور..
او انه حزن مواساة على حال مساعد اللي كان اللم يتضرج بملمحه ويده مشدوده على يده بعد ما ترك
يدها ..لكن في قلب فاتن خوف اعظم ..لحد الحين ما عرفت من هذي هي البنت ..واهي مطلبها الحقيقي من
كل هالموضوع اهو هوية البنت ..صج ان نهايتها مأساوية ..تموت..
وهي شباب ..انا لله وانا اليه راجعون ..لكن ..مثل المصباح اللي ولع في بالها ومن نوره حست بحرارة الكهربا
وهي تسري ..انصعقت
فاتن وهي تطابق مجريات هالقصة بحياة شخص تعرفه ...مجرد التفكير بهالشي من غير النطق بالسم كان
كفاية انه يضطربها بعنف وخووف..
ال ان مسـاعد قال اللي يمكن يهزها لبقية حياتها..
كان واقف جدامها وهو منزل يدينه وبويه معذب اعترف لها ...:تبين تعرفين هالبنت من كانت؟؟
مسـاعد يوم حس ان عيونها تعطيه الموافقة انه يكمل ...فض السر العظيم ..ويا لدقات قلبه المضطربه...:
كانت ....عمتج ...ع ..عاليــة...
ماقدرت تحرك ذرة من جسمـها تجاه هالحقيقة ..اقصى ما تقدر في يوم من اليام تستحمله ..الماضي وكيف
رجع لها في الحاضر والمستقبل اللي تنتظره بشووق كبير ..عمتها عالية!! واهي وين كانت من هالشي ..كانت
صغيـرة صح..
لكنها كانت تعرف كل صغيـرة وكبيـرة ..كانت عيونها معانقة حجرها وهي ما تشوف شي غير السـواد..
مسـاعد كان يتنفس بصعوبة وهو يحسـ انه في لحـظات انهى كل شي جميـل بحياته من عرف فاتن ..ما قدر
يصدق ان في يوم من ايامه ذكرى عالية راح يكون اثرها جذي عليه...
بصوت مخنوق ....:فاتن ....قولي شي..
فاتن وهي موسعة عيونها الغير مصدقة وبصوت مخنوق بالعبـرة ..:شقـول؟؟؟
تقرب منها ولكن رد لورى وهو يمرر صوابعه بشعـره بتوتر :اي شي ..قولي اي شي ..بس ل تسكـتين..
ولكن هذا اللي ماقدرت فاتن تمنحه إيـاه ..ظلت سـاكتة وهي مو قادرة ال انها تذرف دمعة ساحقة لكل ذرة
صبر فيهـا ..وتوالت الدمعات لحتى وصل صدى جريانها على خد فاتن لمسامع مسـاعد ..والتفت لها يراقبها
بحسـرة..
ولول مرة ما قدر انه يغير عنها شي ..ولهالشي كان الثر الساحق على نفسيـته..
وقفت فاتن اخيـرا كحركة للحياة غير دموعها العميـقة والمرة ..رفعت عيونها في ويه مسـاعد...
فاتن بعجز :ليش انا؟؟؟؟؟ ليش؟؟؟ تقدر تقول لي ليش
تقرب منها مساعد ومسك ويهها من غير اي تردد :لنج كنتي تمثلين كل شي فاتن ....كنتي المل اللي بث
الحياة فيني ..انا والله شاهد علي ما كنت
افكر اني اتزوج من بنت ثانية ..وان سويت ما راح تكون وحدة ال كفوؤةه ..ويمكن بعد ما راح احبها ..لكن
انتي قلبتي فني كل الموازين..
بعدت روحها فاتن عنه وهي تحس ان يدينه مثل الجمر اللي يحرقها ...لمت نفسها على بعضها وطالعته
بعيونه :روح مسـاعد..
تسارعت انفاسه بحزن ..:فاتن..
قطعته بصوت كله انين ..:روووح مســاعد ..ماقدر افكر ...ل تخلني اقول شي اندم عليه بعديـن ...روح..
ونتكلم مرة ثانـية..
ماقدر يرد عليها ..نفسه كانت عزيزة وابى على روحه انه يقعد لها ويتوسلها انها تخليه يقعد وياها ..ومشى
بخطوات ما تلمس الرض من زود ما كان متألم ..وقبل ل يطلع من الباب طل على فاتن قبل ل يطلع ..لقاها
واقفة وهي ضايعة بعيونها في احد الزوايا ...ما استحمل هالمشهد وطلع من البيت بسـرعه ..وركب السيارة
وهو يمسك المقود بغضب كبيـر ..شلون صار غبي بهالصـورة ..شك في ظرف اسبوع خله ينهي كل الحلم
الحلوة اللي كان يمر فيها والمستقبل اللي بدى يسرع اليام عشان يوصل..
حرك السيـارة بسـرعة ..لوجهـة ما يعرفـها ..يمكن ينتهي اليوم او ما ينتهي ..ادى كل اللي عليه في حياته..
وكاهي اخر تأدية ..ادت بمستقبله
للهاوية..
اما فاتن فكانت مو مصدقة هالشي ..واول ما حست لختفاء مساعد عنها لحقت وراه برع وهي تدوره ..ما
لقت اي اثر له ..تمت واقفة عند الباب وهي مبللة بالماي اللي بدى يهطل بغزاارة تمنع العين من انها تفتح..
تبلل راسها كله ولصق الشال على طرفي ويهها ..وتمت تناظر المكان بعجز ..تتمنى من مسـاعد انه يرجع
لها ..ما كانت قاصدة انها تخليه يروح جذي لكن ..في ذيج اللحظة لو تكلمت له او قالت شي ..كان من
الممكن انها تجرحه وتجرح نفسـها..
دخلت البيت وهي في شدة الصدمة ..دخلت دارها ..وبتهالك طاحت على السرير وهي مو مصدقه ..انفاسها
متلحقة ومتزايدة ..لمن انهارت وانخرطت في بكاء قوي يهتز له الوجدان..
مساعد وعمتي عالية؟؟ حبيبين؟؟؟ اهو عيل المير اللي يحرر الميرة من الملك الشرير ..اهو اللي كانت
عمتها عالية تكتب عنه في قصاصات
الوراق ..اهو م 0الدخيلي ..كل هذا ول قدرت اهي تعرف هالشي ..شلون زوجوها له من غير ما يقولون
لها؟؟؟ شلون سمحووا لهالشي يصير قبل ل
تعرف ..اكيد يعرفون ...مستحيل ما يعرفون بهالشي ..وخصـوصا ابوي؟؟؟ من جذي طلب اني اتزوج
مسـاعد ..تعويض عن اللي فقده...
رمت براسها على الوسادة بقوة ..وهي تنتحب بقوووة وتكتم اصوات النين والقهر في المخـدة اللي دفنت
ويهها بها..
ما انتهى كل شي ..لكن شي من احتقار النفس ظهر من الل وجووود وخلها تكره كل شي يمر في حياتها بكل
بسـاطة ..ما كانت ال هدية تعويض
لمسـاعد ..في بداية الشي ..وبعدين حبها ..حبها ..لكن شالفايدة ..كل هالصرار ان وصيـة ابوي لزم تتنفذ...
كل هالترتيبات السريعة ..الكل
تعاقد ويا بعضه البعض علي ...ليش؟؟ ليش وانا اللي عمري ما آذيت احد..
تركت نفسها فاتن في هالحرب النفسية لمن قضت عليها الدمعات ورمتها في نوم حزين وثقيل ...متى ما
تصحى منه راح تشوف الحقيـقة الثانية اللي
بإنتظارها..
---------------------
مر الصبح في بيت بو جراح بهدوء ..طلعوا فيه العيال الى اشغالهم ..خالد بحزنه وشوقه ..جراح ويا افكاره
اللي يبي يرسمها على الخشب عشان ل ينساها وسرع صوب الورشة وين ما يلقي لؤي عشان يخبره بكل
شي..
اول ما وصل الى الورشة بالفعل لقى سيارة لؤي موجودة برع الورشة ودخل له بروح الثارة اللي في نفسه..
ويوم لقاه في المكتب ما شاف الحالة النفسية اللي لؤي آيل لها ..وبدى يصبح عليه ويستعلم عنه بطريقة
رسمية ..ومن بعدها
جراح :بس تعـال ...هالشياء كلها تعني زيادة في رأس المال ..وزيادة في العمال ..والفنيين ..
والختصاصييين ..وناس ذويقة..
لؤي :مافيها شي انا وانت ذويقة وراح نستعين بأهلنا..
جراح وهو يوافق :اي اي ..وتدري ..بطلع خالد من شغله اللي هو فيه الحين وبدخله هني ويانا كشريك ..وهو
ما شاء الله عليه حسه في الذوق والتصميم فظيع ..ويقدر يصمم ويخطط ويرسم احلى الشياء..
لؤي :حلووو ..بس بعد ناقصنا شي ...حس رقيق ودافئ ويترك النطبـاع الحسن لجمهورنا وزبائنا ..حس
الحرمة..
جراح :بس وين بنلقى هالحرمـة..؟؟
لؤي وهو يفكـر في الشخص اللي يمكن انتو تفكرون فيه بعد :وحدة ..تقدر تبث مشاعرها من كره او حب او
صداقة او ألم في اللي تسويه...
جراح وهو مستغرب :من هذي اللي تتكلم عنها..
التفت لؤي لجراح بعيون هادئة ومستقرة :يمكن ما يعجبك اني ارشحها لكن ..اهي مطلبنا ...غزلن..
جراح بصدمة :شنو؟؟؟ انت ينيت؟؟؟ اي غزلن الله يهداك..
لؤي بسخرية :غزلن الكندي..
جراح :ل تستعبط ..اعرف من تقصد لكن ..ما نبيها ..هذي ما وراها ال المشاكل؟
لؤي بخبث :مشاكل؟؟ ليش انت بينك وبينها مشكلة؟
جراح اللي انصاد :ها؟؟؟ شنو مشاكل ..ل بس انا ما اتطمن لهالبنت..تقدر تقول انها ما تعجبني..
لؤي وهو يبتسم بسخرية :يا ربي ..ان جان انت ما تعرف تسويه يا جراح فهو الجذب والضلل ...انا عرفت ان
بينك وبينها شي من يوم حطيت يدك بيدي عشـان تطيح في حبي مثل ما علمتني ...لكن انا مو غبي ..انا
لؤي ..اللي افهم واسكت ..وانتظر من الناس انها تيي وتقول ..لكن الظاهر ان هالمنية صعبة التحقق ويا
هالناس اللي اتعامل معاها..
ابتسم جراح في ويه لؤي ..يا كثر ما هالريال طيب وقلبه يسع الدنيا والناس ما تحترمه ول تقدره لشخصه
النبيل ..يمثل دور النسان الغير مبالي والغير مهتم او الغير متوازن لكن يخبي في زوايا نفسه التناقص كله
لكل هاللي يقدمه ..وياليته بس لو يستمر جذي عشان الدنيا تكون بخيـر..
جراح وهو يحط يده على جتف لؤي :شوف ..اذا انت تشوفها زينة ..حاجها ..انا بحاول اني اكون متعاون
ورسمي قد ما اقدر ..وانت حاول انك تقنعها بس ل تضغط عليها ..خلها بهدوء ولوحدها تقرر ان جان بتدخل
في شراكة معانا ..ول لء؟؟ اوكيـه!
لؤي وهو يمسك يد جراح بطريقه شبابية :اوكي اوكي مااان I get the message
وغاب عن عيون جراح اللي ضحك عليه بخفة ..لؤي .وما ادراك ما لؤي ..لحط الشي في باله خلص محد
يقدر يغير له هالشي ..وان كان على رقبته مثل السجين ..لكن يا لؤي كل الي نتمناه لك انك ما تتألم بحياتك
ول تعاني لن معاناتك قوية على قلوب معظم اللي حواليك ..كونك السبب اللي يدفعهم للفرح في اوقات
المعاناة..
--------------------
مناير في المدرسة وحالة السرحان فيها مزدادة عن كل مرة ..بدل ما تحقر بس سماهر صارت تحقر حتى
البلة في الحصة اللي كل ما تلقيها سرحانه تناديها وتفشلها بين البنات ..لمن وصل وقت الفراغ اللي ماقدرت
انها تسكت اكثر عن الموضوع لسماهر..
ما ردت مناير لنها كانت محتـارة مع نفسـها في اللي قالته سماهر ..مو وحدة ثانية بس لها صلة او علقة..
يعني الشبه راجع للقربى ..ورجعت افكارها ل اراديا الى الوراق اللي كانو عندها لعمتها عاليـة ..و م 0
الدخيلي ..وفاتن اختها ...بس بعد ما تقدر تجزم بهالشي لنها ما شافت صورة عمتها عاليـة ..بس لو ما كان
الموضوع يخص فتون فليش مشعل قاله لها من الساس..
مناير :والله يا سمووور ..هذا مشعلوه محد بيكشف سره غيـيري ..صبري علي والله ل فشله بين الفريج
هالحرامي اللوتي الجذاب ..يعله الحامية لمن يعجز عن ذوقها..
سمـاهر :اوووووووووووووه منور كافي دعاوي والله حرام..
سكتت منايـر وهي ترجع لفكارها ولتذكير نفسها انها اول ما ترجع البيت بتنبش صورة لعمتها عالية ..اما
سماهر فظلت تبحلق في ويهه ارفيجتها ..لول مرة حست ان مناير مهتمة لصبي ..حتى لو انها اهتمت فيه
بكره ال انها بعد تتم مهتمة ..يا ترى ..هل مناير بتحب مشـعل في خضم هالمور كلها.؟؟ هذا شي كانت ما
تقدر تحدده سمـاهر في بالها لكنها تحس ان منايـر ..لسبب او لخر ..معجبــة بمشعل على الرغم من كل
اللي تعرفـه عنه..
-------------------------------------------
وصـل لؤي لبيت غزلن وهو يحاول انه يضبط نفسـه ..ماقدر ال انه يرفع جتفه مثل اللي يمارس رياضة
وينزله ..عشان يطلع من السيارة ويدخل البيت ..ويوم انتبه لنفسه ما لقى روحه ال داخل حديقة بيت الكندي
الكبيـرة والتفت الى جلسة الخشب اللي سووها قبل فترة في ابهى حلة ..واالزراع كان يهتم فيها على
الطراف ويحاول يزرع شي تحتها ..يمكن شجرة ياسمين عشان تقدر تتسلق عليها وتخلف عليها طابع جميل..
ضرب الجرس وياته الخادمة اللي شافها من قبل وخبرها انها تنادي غزلن وما تقول لها ان اللي ياي اهو..
خلها توصل لها ان واحد من الحكومو يبيها..
راحت الخادمة وهي حاملة هالواجب في صدرها ..ولؤي اللي زادت ضربات قلبه يوم حس ان غزلن على
وشـك انها تقابله بهاللحظة ..تم يمسح على شعره الناعم وهو يحرك يدينه يمين ويسـار ..يحـس بالتوتر ولكن
بعد يحاول انه يهدي نفسه لن اللي اهو ياي له مهم بالنسبة لكل من جراح واهو وحتى غزلن..
والتفت لباب البيت الرئيسي ولقاها طالعة منه ..وهي لفة شال على راسها بطريقة متراخية ..وكانت مستعدة
انها تطلع من العتبات ..وتصنمت يوم انها لقت اللي جدامها لؤي محد غيـره..
مرت على بالها وباله كل الذكريات اللي امتلكوها في كل لقاء لهم ..ولشعور غير مفهوم حسو باللفة تجاه
بعض ..وبعض من الراحة بعد..
خبايا هاللقاء ...واكتشافات منـاير اللي ما راح تسااااند فاتن في قضيتها ويا مسـاعد كلها راح تكوون مكشوفة
في الجزء الياي...
بس بعد ..ما حبت انها تتسرع في شي او انها تخطو خطوة من غير اي تفكير ..اهي لزم تحط في بالها
الشراكة مع لؤي وجراح وواحد سمووو به خالد راح يكوون معناته انها راح تتلقى معاهم وايد وتتعاطى معاهم
من غير اي رسميـات وتتناقش وتساوم وكل هالشياء ..وهذي ما كانت من صفات بنت العز والدلل ..او
هالحمل من المسئولية ما كان من شيم او سمات غزلن ..لذا قررت انها تكلم ابوها اللي اخبر منها بسوالف
الشراكة ويقدر يعطيها نصايح او تعليمات تخليها ترجح الكفة للقدر..
قبل ل يروح عنها لؤي التفت لها على الباب ..وبينت لها قامته الطويلة لنها كانت وراه على بعد خطوات
بسيطة..
لؤي بصوت متحشرج ولكن ما خلى من النعومة :انسـة غزلن ..احنا ما فكرنا فيج ال ومعرفتنا في حسج
الفني والذوق الرفيع ..نعرف انج من وسط عايلة محترمة ولها من الصيط اللي يخز الوذان )اخفت ابتسامة(
وما نبي نفرط فيج ..ولكن بعد ..اطلب منج انج تفكرين زين لن هالشراكة مثل ما بتدر عليج ارباح ..بتدر بعد
مسئولية..
غاصت عيونه في ويهها الخجول ونظراتها الهاربة وهي ترد عليه انها ما راح تخذله بقرارها سواء كان بالموافقة
او الرفض..
واول ما وصل الورشة لقى جراح قاعد ويا خالد اللي كان متغير 180درجة ..ويهه اضعف من قبل ..وتحت
عيونه حلقات من السواد المخيف وفوق كل هذا التعب اللي كان معلم من معالم ويهه ..لكن شي من النضج
او الكبر يلوح في القسمات..
لؤي وهو مستغرب ..:علمك خالد؟؟ مريض؟
خالد يبتسم بصعوبة :ل بس تعبان ..وانت شخبارك؟؟ جنك مستانس..
لؤي وهو يخفي ابتسامة حلوة :توه الوقت على الوناسة ..ان صار اللي في بالي بستانس..
جراح :يعني ما وافقت؟
لؤي وهو يقعد :آآآآه ل للحين ما عطتني كلمة صريحة ..بس هذا قرارها ولزم تتخذه بحذر..
خالد وهو مستغرب :ضايع انا بينكم ..شالسالفة؟؟ ومن هذي اللي وافقت ول ما وافقت..
لؤي وهو يغير السالفة :انت ليش ما ييت البارحة البيت..
خالد اللي تكلم ويا جراح عن الموضوع او اللي تفهمه جراح حتى قبل ما يتكلم يبتسم ..:كنت مشغول
بالدوام!!
لؤي :ايـــــه
خالد :ياله ل تغير الموضوع وقول لي شالسالفة ومن هذي البنت؟؟ )يبتسم له بخبث( ناوي عالعرس.؟؟
لؤي اللي تهلل ويهه وجراح ضحك عليه :ياليت ..من بئك لباب السما قول انشاء الله ..بس بعد ..مو هذا
السبب ..وان تحقق السبب الحقيقي )ابتسامة ناصعة( راح يتحقق السبب هذا..
جراح وهو يهز راسه ويبتسم :السالفة وما فيها ان غزلن الكندي ..اللي اخوونا هني ميت عليها ..احتمال انها
تكون شريجة معانا في هالمؤسسة اللي بنسويها..
خالد :وليش اهي بالذات
لؤي يكمل وهو يبتسم :لنها بببساطة شقول لك ..حس فني متكامل ..روح ابداع ل متناهية ..جميلة بكل معاني
الكلمة ..مو شكل ..لنها شكل فيها زخرفة التفاهة بهالزمن المنحط ..لكن جمالها جوهري..
خالد يناظر جراح اللي نزل راسه وهو يهزه ويضحك ..ورد للؤي :انت تحبها؟
لؤي اللي انصدم من السؤال :..شنـو؟؟ )يناظر كل من خالد وجراح(
خالد :اي ..تحبها ول شنو؟؟ ترى ما يحق لك تتكلم عن البنت جذي ال اذا كنت تحبها او حاطها في بالك...؟
تم يفكر لؤي ..وتكلم هالمرة مع جراح :شرايك انت؟
جراح وهو يرفع يدينه بعلمة استسلم :.لو سمحت ..خلني بعيييد عن هالموضوع..
لؤي يناظره بشر :مالت عليك ..انت كله بعيد وبعيـد) ..يناظر خالد بثقة( انت تشوفني بهالكلم احبها؟
خالد يناظر جراح ويرد للؤي :هذا اللي يبين..
لؤي يبتسم بحرارة :بس عيـل ..كان بها ..احبـها ..وابي اتزوجـها ..اصل ماشوف بنت تسوى غيـرها..
خالد يبتسم :عاد ل تنسانا بيوم ملجك نروح وياك..
جراح :ويــــــــــــــــن عاد تبي انت ..هذا عالقل يبيله خمس سنوات يالله يكون نفسـه
لؤي بخبث وابتسامة ماكرة ..:هذا كله على يدك ..اني اكون نفسي ول ل ..وال شفايدتي شريج معاكم ...يعني
من الحين تعرفون اني محتاج اكون مستقبلي لذا نسبة ارباحي لزم تكون اكبر منكم انتو الثنين ..
خالد وجراح :ها؟؟
لؤي :وفوق هذا ..نسبتي برأس المال ..بسيطة ..شرايكم؟؟؟
-------------------------------------
بليل موحـش استيـقظـت فاتن بعد غيبـة طويـلة عن الدنيـا ..يـوم كامل ابتعدت فيـه عن كل ما افتـقدته في
الغـربة ..ولكنـها اليـوم بغـربة تمنـعهـا انها تفتـقد أي شـي ثـاني ..غربـة الـروح والقلـب وحيـرة وضيـاع ما
بيـن البقـاء والرضـوخ لهالرجعـة القاسيـة للماضـي أو الرفـض وابقـاء حيـاتها مهجـورة وتيتـم قلبـها بحـب
مســحيـل تنسـاه بـعد ما لمـس منـها الـعمـق قبـل الظـاهر..
سحـبت نفسـها بتهالك من على السـرير وهي تلم شعرها اللي تعربك بين بعضه في صـراع ..ولحظـت ان
المطـر بعده ينهمـر ولكن على خفـة ..أول مرة تمطـر الدنيـا بهالطريـقة في البحـرين ..مطر متواصـل من
يومـين ..الحمد لله رب العالمين ..رحمة من أعز رب واجل رب ..وياليت لو هالمطـار تغسـل الحزن اللي
فيـها وتريح قلبها اللي من يتـذكر عاليـة او مسـاعد بهاللحظـة يأن من اللم..
مـا سمحـت لحد يشوفها يوم انسـلت الى الحديـقة الورانيـة ..ولحظت ان الوراق الصغيـرة في التـربة
تظـهر بصـورة خجـولة ..الجريـئة هي اللي منحت لنفسـها الحرية انها تطلع وتلمس حبات المطـر الماسيـة..
دورت فاتن على مكـان يوقظ فيـها ابوها النايم من فـترة ..تبي تروح له وترمي بنفسها وهمومها عليه ..
وتبكي حتى ما تزهق روحها من البكـاء ..وقفت دقيقة تحت المطـر وهي مسـكرة عيونها لكن ما كان لها
النصيـب من القطـرات المتهامـلة ..فردت على عقبـها وراحت لعند الكـاراج ..بقـايا ابوها هنـاك ..اللي
ابـعدوها عن البيـت عشـان ما يسمحون لها انها تفتـح بـاب العـزا لنفسـها كل مـرة ودهـا فيـه..
منـاير اللي كانت في المطبـخ تقطع الفواكه عشان تاكلها لمحـت جسـم اشبه بالروح الهائـمة يطوف بالصـالة
ويتوجه لبـاب الكـاراج ..وما تحـركت ال بعد ما غابت هذي الروح ..عرفت انها فاتـن من قدهـا الطويل..
وتحركت بهدوء من بعد ما غابت وقلبها يطرق من الخوف ..علمها فاتـن تمشي جذي وكـانها ما تشـوف شـي
جدامـها..
تمشـت منـاير لمن وصلت لباب الكاراج اللي كان مفـتوح ولقـت فاتن تنبـش في شي بالكبـت اللي هنـاك..
وكـانها تدور شي ..وشافت بوكسـات بنيـة تحت ريلها ..واشـياء طالعة منه من زود ما نسـتها منـاير او ما
سمحـوا لها انها تتـذكرها ..بـقايا ابوها الحبيب اللي راح عنهم وتركـهم – على الرغم من الهدوء اللي عايشين
فيه -في بحـر هائج وحيـرة وشـوق عظيـم..
قعدت فاتن وهي تنبش في الصناديق عن اشيـاء رمزيـة لبوها ..مثـل لحـافه الشـتوي ..ول جاكيـت المطـر
اللي يلبسـه في أيـام المطـر ..ول السـباط الجلدي اللي يلبسـه في البيت عن الرض ..وفي وسـط بحثـها
لقـت برواز فيـه صورة ابـوها المرحـوم بأيام شبابه ..ومنها فاتن ما قدرت ال انها تشيج بالعبـرة المخنـوقة..
وتبعتها مناير بحزن دفيـن في قلبها ..انهارت على اغراض ابوها المتعددة واللي افتقدها بقوة ..افتقدت دخان
الزقاير اللي كان يهفه في فضـاء المكان اللي هو موجود فيـه .افتقدت ضحكته المتبادلة ويا امهم ..افتقدت
تأنيبه لها جدام الكل ومراضاته بالليل قبل ل تنام ..وانكبت على صورته وهي تبـوسها بقوة..
فاتن كانت تراقب منـاير وحست انها من زمان ما تعزت بأبوبها ..جراح ما سمح لهم في البيت ولو بلحظة من
الحزن ..واشتركن الثنتين في الحزن على ابوهم الحبيب..
مناير وسـط البكـاء :والله ...ولهت عليـه فتـون) ...تناظر الصـورة( وحشني ويـهه ..وحشـتني يده..
فتحت فاتن ذراعها لختها اللي رمت بروحها من غير روية في حظنها :..عيل انا شقول يا مناير؟؟؟ شقوووول
وقلبي ما هدى من لحظة دخولي البيت ..يبــاا ....يبـا ..يبا وينك ..وينك عنا يبا؟؟ البنت ل فقدت ابوها مالها ال
الهوا وصفق الراح بالراح يا يبا ...وينك يا عز وذخر راسنا اللي شاب قبل اوانه ...يبـا ...ليش تروح وتنساني..
واحنا اللي طول عمـرنا شلناك في قلبنا مثل ما نشيـل الديـن والمسئولية ..وين مكانتنا يا الكفيل ..ياللي يا
قلبنا تروح وتخلينا..
سكتت فاتن وهي منخرطة في أنين حاد مع اختها ..ما ظنوا انهم بيوم من اليام راح ينتهون في هالمصير..
يوم كانو صغار كانو يظنون ان ابوهم انسان خالد يظل معاهم للبد ..هم يروحون وهو يظل لهم ..لكن ل..
احترقت كل هذي الحلم في عيون فاتن من اول لحظة شافت فيها ابوها محمول وراسه يصب من الدم..
وعرفت ان هذا هو اخر الوداع..
تحركت فاتن ويا اختها وهي تحمل بعض الغراض الخاصة في ابوها الى الغـرفة ...وبعد فـترة من البكـاء في
حظن اختها قدرت مناير انها تضبط نفسـها وتمسح الدمع من عيـونها اللي فقدت فيها الحـس من شدة الدمع
وحرارته..
فتحت صندوق كان مليان بقصاصات واوراق ودفتر جلدي بلون الحليب وعليه ربطة حديدة ..فتحته بهدوء
ولقت في أول الصفحات مكتوب شعر ..واكيد موجه لمسـاعد ..لن الدفتر يخص عمتها عاليـة وتذكر هالدفتر
زين ..اهو وواحد ثاني كانو مرافقين لها لكن الول اختفى ما تدري وين راح من ماتت ..والثاني ابوها احتفظ
فيه..
فتحت على صفحة من الوسط ..لقت فيها تـاريخ مقـارب لتـاريخ وفاتها ..الظاهر انها حتى بوقت احتضارها
قدرت تسرق لحظات عشان تكتب فيها شي من مشاعرها الفياضة لمسـاعد..ز كانت عنوان الخاطـرة
لحظـات فرح ..ومقطع كان مظلل بالزرق..
مسحت دمعة خانت عيونها ومن عيونها مسحت على خشمها اللي حمر من البجي ..ولمت الوراق كلها
ورجعتها الى داخل الصندوق ..ولحظت ان مناير تراقب شي ثاني موجود بين اغراض ابوهم بدهشة..
مناير وهي ترفع الصورة اللي تناظرها وتوجهها الى فاتن ..:هذي انتي؟؟؟
استغربت فاتن وسحبت الصورة من يد مناير ..وبعد ما دققت ..:ل هذي مو انا هذي عمتي عاليـة ..ليش
تسـالين؟؟
كان شكلها غير لكنها بسرعة ردت وناظرت الصورة برعشة قلب ..ولحظت الشبه الكبير اللي لحظته مناير
قبلها ..ظلت تناظر الصورة وهي مو مصدقة ..فاتحة عيونها وثمها من شدة اللم انشد ..ولول مرة بحياتها
احست بصفاء الفكار والوصول الى الهدف...
انعصفت فاتن ..واحست بالغضب يعم في اركانها مثل البركان الثائر ...وتوها تسحب عباتها وشيلتها وناوية انها
تطلع من البيت..
لمت مناير اختها المنهارة بيدينها ..وام جراح اللي كانت توها داخلة البيت ويا جراح توجهت لها من سمعت
انينها..
ماسكة صدر ها من الخوف :فاتن؟؟ يمـة علمج فاتـن؟؟ شفيج تبجين يمـة؟
ام جراح وهي تتقرب منهم :مناير يمة شفيها اختج؟؟ ليش تبجي؟؟ شصار وياها؟؟
مناير اللي توها بتتكلم وفاتن تفج روحها من عندها وتوقف في ويه امها ..:اللي صار ..اني طلعت اكبر مغفلة
بهالبيت ..اكبر ضحية ..واكبر قربان يتقدم لحد ...عالية ماتت ..ويوم كبرت وصرت نسخة مصورة منها..
ضحيتوو فيني وعطيتوني لمسـاعد ..وابوي ..ابوي اللي افدي عمري كله للحظة اني اشوفه واشم ريحته..
اهو اللي ضحى فيني...
مسكت ام جراح فاتن وهي مصعوقة :يمة حبيتي انتي شقاعدة تقولين..
فاتن اللي ما تسمع امها وعيونها من البجي ظاقت ..:كانت لي احلمي ..كانت لي امنياتي ..وكانت لي حياة
غير عالية ..لكنكم ..ما رضيتو تخلوني مثل ما انا ...تركتوني اضيع في غربتين ..غربة زواج انا ما عرف زوجي
زين فيه ..وغربة بلد ابعدتوني عنكم فيها ..يمـة ..انا مالي حق عليج؟؟ يمة انا مو بنتج..
ام جراح اللي هطلت دمعاتها :يمة فاتن ل تقطعين قلبي بهالحجي ..يمة انتي نور هالبيت ونبراسه..
فاتن بصوت مبحوح من الصياح :عيل ليش رضيتي جراح يسوي فيني جذي ..ليش رضيتي على ابوي انه
يسوي فيني جذي ..يغربني ويمزققني ويحشيني بشي ..انا ما كنت مستعدة له ابدا..
تناظر جراح بلوم وعتب والثاني واقف يناظرها مثل الياهل اللي مسوي شي غلط :وانت يا جراح ..يقولون
الخوو اهو السند اللي البنت ما تطلب غيره ..عمد دار حياتها ..لكن انت ..كنت بعد مثلهم ..تركتني في غربة
ووحشة وساعدت في فرض امور في حياتي انا ما كنت اقبلها ولكن تجرعت الشي مثل السم ووافقت عليه
لمن حلى علي ..ولكن الحين..
ام جراح تمسك ويه فاتن بيدينها :يمة صلي على النبي ..ذكري ربج وتعوذي من بليس ..شمنه هالحجي
وليش؟؟؟
فاتن وهي تتراجع عن امها :شمنة هالحجي؟؟؟ شوفي هالصـورة وقنعي...
رمت فاتن الصورة على امها اللي تلقفتها وتمت تدقق فيها ..وانقلبت ملمح ويهها الى شي ثاني ..من الخوف
الى اليقين الحزين ..وحطت يدها على ثمها وجراح تقدم من امها واخذ الصورة يشوفها ..بس بعد ..ما قدر
يفهم شسبب نزاع فاتن الحين ..التفت لخته لقاها قاعدة على حافة السرير وهي رافعة راسها بتوسل..
تقرب منها وهو حاني راسه :فاتن..؟؟؟ شفيج؟؟ قوليلي ..هذا انا اخووج قوليلي ..تراني ضايع مادري انتي
ليش مرة وحدة حسيتي ان كل شي غلط بحياتج؟؟ صدقييني ..علميني بالسبب ..وانا راح اوقف معاج بكل
شي تبينه ..محد راح يجبرج على شي..
فاتن وهي تناظر امها :أسال ..امي ..قول لها ...اهي عرفت الحين انا شفيني ....انا فاتن ..وكل من يقول
عني عزيزة ..طلعت بدل فاقد على اخر ايامي ...ول كاأني انسانة اعيش واتنفس ..احيا واموت مثل كل
هالناس ..ل ..صرت الكوبي الحي) ..بهمس مبحوح( يارب خذ روحي وفكني ..
ام جراح تلم بنتها :يمة ل تقولين جذي ..اشعبتي القلب يا فاتن ..تكفين يمة ..خلص ...اللي انتي تبينه بصير..
محد راح يعترض عليج ول يقول لج شي...
جراح وهو واقف بنرفزة :يمة شالسالفة؟؟ خبروني ل تخلوني مثل الطرش بالزفة..
مناير اللي تكلمت وهي تمسح الدمعة من عيونها ..:مسـاعد كانت يحب عمتي عاليـة ..وابوي زوجه منها لنها
بس بتكون العوض له
جراح بنكران وصوت مرتفع :شنو؟؟؟؟؟ شهالخربطة؟؟ ابوي يسوي جذي؟؟؟؟؟ ما تستحين على ويهج
تتكلمين جذي؟؟
مناير :انا مالي شغل ...اهي فاتن تقول جذي..
جراح يلتفت الى فاتن والشرار يتطاير من عيونه :انتي تتمنين بس ريل مثل مساعد يا فاتن ..ريل يحفظج
ويحترمج ويصونج وفوق كل هذا يتحمل اللي اييه منج
ام جراح تمسك ولدها :يمة ل تقول جذي لختك
لكن جراح ما اهتم :تقولين قربان؟؟ قربان انتي قربان؟؟ ل والله اهو اللي ضحى بوقته وراحة باله عشان
يتزوج وحدة ياهل مثلج؟؟ شكانت احلمج بالضبط يا فاتن؟؟ ها ..فوق كل هذا اللي لقيته محد يلقاه مثلج..
احنا كنا عايشين في ظيقة صدر ..وانتي اللي انشرحتي احسن منا ..قولي الحمد لله تراني كنت مثلج ما احمد
ربي على نعمته وشوفي لوين وصلت ..عمري 22سنة واشتغل في ورشة ..وفوق كل هذا اتمنى اني اتزوج
لكني بديت اشك في قدرتي على الزواج وللسف الشديد راح اكووون مضطر اني اتراجع عن هالخطـوة..
مسكت ام جراح قلبها اللي بدى يعورها :يمة جراح ..اسكت يا قلبي ..ل تقول اكثر) ..تكلم فاتن( حبيبتي ..ل
تعورين قلبج ..واللي تبينه بصير..
جراح :يمة شنو اللي تبيه يصير؟؟ وين قاعدين احنا يوم ان البنت بظيج صدر تقرر انها ما تبي هالشي ..واذا
كان يحب عمتج عالية شفيـها ..عمتج عالية هذي انتي تتمنين انج تكونين مثلها خلقا وخلقا ..انا ماذكر اني كنت
بعلقة قوية معاها ..لكن اذكر انها كانت طيبة وحنونة وعلى مرضها وعلتها كانت تأثر الناس عليها ..ولو كانت
اهي عايشة ل تظنين ان مسـاعد بيقدر او يفكر انه يلتفت لج .لذا قول الحمدددد لله انه بغاج ما بغى وحدة
غيـرج
طلع جراح من الغرفة وفاتن اللي كانت تتصاعد اناتها انهارت على السرير وهي تبجي بحر قلبها وتصرخ ..كلم
جراح القوي عليها خلها تحس مثل اللي ما منها فايدة او العاطل مخها وتفكيـرها ..وام جراح منسدحة يمها
تهديها ومناير اللي ماتحملت الموقف اللي صار في بيتهم طلعت ...لول مرة ..جراح وفاتن يتناجرون جدام
عيونها واهم اللي كانو مثل اللحم والجلد ..هذا اللي يسببه فقد البوو في حياة العايلة ..عدم الستقرار وان
كل الدلئل بينت على هذا ..يظل البيت خالي من العمد او مركز الرتكاز فيه..
اول ما طلعت مناير احتارت وين تروح ..لسمـاهر ..ول لسـماء ..لكنها في نص الطريج تذكرت ان سمـاء ما
عادت معاهم في نفس المكان ..سمـاء بعد راحت وما راح ترد ال بعد فتـرة ..بتظل بعيـدة وما يعرفون عنها
شي ..وهذا بعد اللي تمناه مشـعل ..يعني كل اللي يتمناه قاعد يصيـر وبحذافيره ..تراجعت عشان تطلع على
الشارع وتروح بيت سمـاهر ..ال ومشـعل اللي توه مطلع السيارة من الكاراج هرن عليها..
التفتت له وهي فزعـة ..والدمع يكحل عيونها بهدب احمر ..ولحظ هالشي مشـعل ..ولسبب غريب حس
بالذنب يعمر قلبه وخفوقه ..وطلع من السـيارة ولحق مناير اللي تركته ومشت..
----------------------------------------------
يا اليوم اللي تحتفل فيـه عايلـة الدخيـلي بفرح بنتهـم وتوجـهها الى بيتها المستقبلي ..قطعة من فواد ام
مسـاعد اللي حاولت انها تتظاهر بالفرحة الكبيـرة لكنها بينها وبين نفسـها مسـحت دمعة خائنة من عيـونها
ووجهتها الى السماء بدعاااء يجلب السعادة والمن على روس ابنائها كلهم ..مريم اللي كانت في الصـالون ويا
نورة متظايقة بسبب تجاهل فاتن لها ..من يومين واهي معتفسة ول تكلمها ول ترد على اتصالتها ..فوق كل
هذا مسـاعد الثاني بعد مختفي حتى البيت ما يطبه ..وينه محد يدري عنه ..نورة ما كانت ملحظة اي شي من
هالمور لن الفرحة كانت مو سايعتها لدرجة النانية ..وهذا من حقها ..محد يستحق انها تعاني عشانه بليلة
زواجها ..
مسـاعد اللي كان بايت في مرزعة احد اصدقائه وهو مو عارف اي سبيـل لحيـاته ..من حق يحس ان هذي
اليام اهي نهايـة كل شي بينه وبين فاتن ..فاتن ماهي من النوع الحباب اللي ينسى ويسامح ..اهو نفسـه لحد
هذي اللحظة ما قدر يسـامحها بذيج الليلة يوم اعترفت له بعلقتها ويا مشـعل وكيـف كانت ..كان يحتفظ
بهالجمرات لنفسه ..اهو ريال ويقدر يتحمل ..لكن الحرمة المخلوقة من عاطفة ومن خيللء ..ماتقدر تطمئن..
وظرفه يتخلف عن فاتن بألف مرة ..هذي ماكانت اي غريبة ..كانت عمتها ..واكيد بتلوم الكل حواليها على
هالشـي ..وما بتسامح احد ..يعرف لطبيعتها ..ويفهمها حتى من غير ما يشوفها..
تنهـد ولكن كل نفـس ياخذه يأجج النار اللي في صـدره ..كل شي يضيع من يده من غير حاسية وهو متقبل
كل شي ..كان يظن ان ماضي فاتن عظيم لكن اللي جرى منه اعظـم ..يعتـرف ..ان هدفه من زواج فاتن كان
استرجـاع عالية اللي ما راح ترجع بيوم ..ولكن ..اهو حب فاتن ..حباها لنها فاتن ..لنها قمة التعاسة والفرح
في آن واحد ..الدموع والضحك ..الراحة والظيق ..الحلوة والمرورة ..وفوق كل هذا ..انها فاتـن ..البنت اللي
صرخ في ويـهها مرة ووجه لها اعنف المخاوف ..واللي يوم شافته بعد ما انتشرت اشاعة كونه على هذيج
الطائرة ..تمنته فوق كل الماني بهالدنيا ..عرف انها بدت تحبه ..لكنها ما اعترفت بهالشي ..يمكن لنها ما
كانت متحققة من هالشعـور ..او انها تنتظر شي مثل هذا عشان تستبت قرارها الصحيح ..وكل شي الحين راح
يكون في يدها..
ياه فهد صديقه صاحب المزرعة ..لقاه قاعد على عتبة البيت الخالي ..وهو ضام ركبة وهاد الثانية ..وقعد يمه
وهويبتسم ويحط يده على جتفه..
فهد :شخبارك؟؟
مسـاعد من غير ما يلتفت له ..:الحمد لله ..وانت..
فهد وهو يدقق في ملمح مسـاعد :فرحان تصدق..
مسـاعد يلتفت له :دوم يارب مو يوم
فهد :عاد تدري ليش؟؟؟ لني من زمان ما شفتك ..بس بعد متظايق..
مسـاعد :متظايق وفرحان..
فهد :لن الظيقه هذي من عظم الحزن الي فيك ..انت ملجت يا مسـاعد وبعد ..ما تهنيت بحيـاتك..
مسـاعد :يمكن لني ارفض التخلي عن المـاضي..
فهد :انت تقول له ماضي يا مسـاعد ..يعني شي مضى وراااح ..ليش ما ترضى اتتخلى عنه؟؟ بتنهي حيـاتك
يعني على هالسبب.
يبتسم مسـاعد بمرارة :ترى هالماضي ..اهو هالحاضر..ويه من الماضي وعى لي وياني في الحاضر ..ولكن
بقلب مختلف ..وعقل مختلف ..ظنيت اني فيوم من اليام ما راح تمنى منه ..بس في هاللحظة ..انا مستعد
اني اتوســــل لهالقلب وهالعقل ..انه يقبل فيني ..لني يا فهد ..صرت بل اي هدف من دون هالثنــين..
فهـــد :ساعات يا مسـاعد ملمح الماضي ترافقنا الى الحاضـر .بس احنا لزم نفهمها على زمنها ..كل زمن
يطلع اللي يتطلبه في الناس ..وماكو شي ايي من الماضي ..خلك افظن من جذي مسـاعد ..وافهم من جذي
صدقني انت بتلقي كل الخير لو تتمنى بس في لحظة شي ..للحاضر نفسـه..
تنهد مسـاعد وهو يقوم من مكـانه ..تمشى لوين ما الخيـول ترعى ..لـقاها في منتهى الحرية حتى بالقيـد اللي
اهي عايشـته ..لنها تعرف انها بهالمكان راح تكون آمنه ..اهو عاش حياته مقيد بالماضي لنه يعرف انه راح
يكـون آمن فيـه ..لكن وين المان الحيـن؟؟ وينها الحريـة..؟؟ وينها الطمأنينة وسعـة الصـدر ..الظيـقة هذا كل
اللي يعرفه ..ظيق البعـد عن فاتن وعن الراحة اللي تبثها من خلل نظراتها ..كلماتها اللي لمن تنطق بها
ترسم احلى حيـاة وان ما كانت تعني هالشي ..خيالها الرقيق والراقي..
وطى راسه وهو يكبت الدمعة اللي فيـه ..لكن هيـهات ..سالت منه وهي تخشـى ذل جفنه ..لكنها بعد..
تشجعت ..لن حتى هذي الدمعة ذرفت نفسـها سعيا الى الحرية من الماضي ..اللي قلبه بعد وده لو انه يطلع
منه لكن..
ظل واقف وغروب الشمس يلوح على ويـهه مثل الذهب الناصـع ..وعرف ان بغياب الشمس اليوم ..حياته بتم
مظلمة الى البد ..اي احلم او اماني بالحيـاة ويا فاتن في ظـل الحب ..معدومة..
تحرك من مكانه وهو مقرر الرجعة للبيت ..ركب سيارته ..حك ذقنه اللي كان مغطى بشعر اللحيـه ..وحركها
وتوجه الى البيت ..حيث الواجبات اللي عليه هالليلة بزواج اخته ..لزم يكون متواجد وحاضر بالروح والقلب..
وان كانو هالثنين غايبين في صالة بيت بو جراح مثل ما تركهم قبل يومين..
------------------------
لمت كل الحقايب والغراض ..وقعدت مكانها وهي مسـتعدة لهالرحيـل اكثر من اي فتـرةبحياتها ..الهروب كان
عنوان هالحركة ..هروب من كل شي ..من حب مسـاعد اللي يفتت قلبها مثل الصخر بالسيد ..عرفت بغيرتها
الشديدة من انسانة ميتة انها مو بس تحب مسـاعد ..ال تحبه من زمن طويـل حتى ..قبل ل تنولد وقبل ل
تنبعث حية الى هالدنيا ..حبته في شخص مشـعل اللي كان عليـه في يوم من اليـام..
حبته في شتاء الدنيا القارس ول حرها القاهر ..حبته في اوراق الخريق اللي تتساقط ..وثلج الجبال اللي
يذوب ..وحمم البركان اللي تبرد ..والبكاء والفرح الحلم والحقيقة ..مسـاعد كان متواجد فيها من أزل الزلين..
حتى في كرهها له ..اكتشفت انها محتاجته ..عمرها ما تلحمت في رجل كثر هالنسـان ..لكن من المستحيل
تبقى وياه قبل ما تتأكد من كونها اهي اللي يبيها ..مو بدل الفاقد اللي يربط نفسه فيه بالماضي..
لزم يعرف – قالت في بالها – اني مو عالية ..اني فاتن ..ولزم يترك الماضي ويتنحى عنه للبد لني انا
حاضرة وحية واعيش ..واعرف انه بعده ما تخلى عن الماضي ..واكبر دليل ..اعترافه لي ..كان من الممكن انه
يتناسى كل شي ويبتعد عنه..
مسحت دمعتها على طرقة باب ..وتبعها الشخص الحزين ..خالد ..بابتسامة راقية تعلو قسمات ويهها..
تحرك خالد وسحب كرسي التسريحة اللي في غرفتها ..وحطه قبالها وقعد عليه ..وواجه فاتن ..وهو حاط
يدينه على ركبته..
خالد :فاتن ..افهم كل شي تقولينه ..ويمكن انا بعد معصب على هالشي نفسـه ..بس انتي تعرفين زين
ومؤمنة ..ان كل اللي وقع عليج ..اهو قضاء ربج ..صح؟
فاتن وهي تتنهد بقوة :ونعم بالله ..قضاء الله ونعم بالله يا خالد ..لكن النسان مخير ماهو مسير ..قدروا انهم
يمنعون هالشياء كلها من انها تصيـر ..الله صح يقدر علينا اشياء ..لكن بعد نقدر نخلي الشي يكون وقعه اخف
من جذي ..كانو يقدرون يخبروني على القل من البداية..ي عطوني مهلة للتفكير والنغماس في الشي اكثر
واكثر ..ما تظن؟؟
خالد يبتسم في ويهها :عمرج ما كنتي غلطانة يا فاتن ..دومه كلمج كان يعبر عن الحق ..شوفي ..ان جان
جراح عصب الحين .فمرده بتبرد اعصابه ..لكن عرفي انا بعد وراج ..ول تحاتين ول تعورين قلبج ..سوي اللي
يريحج ولكن اللي يرضي ربج بعد..
فاتن :انا واثقة من اللي بسويه ..ومن جذي) ..مدت يدها الى ظرف على السرير ( ..اسلمك هالمانة توصلها
الى مساعد اول ما تشوفه..
خالد يناظر الظرف باستغراب :شنو هذا؟؟؟
فاتن تبتسم :موجه لمساعد ..اهو الوحيد بهالدنيا اللي بيعرف شيعني هالظرف..
خالد :متاكدة تبيني انا اخذه ..وال ما تبين تاخذينه انتي..
فاتن :ل متأكدة ..ماقدر اشوفه بهاللحظة..
وقف خالد بعد فترة من التحديق في ويهه فاتن ..وابتسم لها ..تمنى لها رحلة طيبة وسعيدة ..وطلع من
الحجرة ...حمل الظرف عنده وهو رايح الغرفة يبدل ملبسه عشان يروح زواج نورة ..
---------------------------
نزل جراح اللي تلبس وجهز ولكن بنفس ظائقة ..طل براسه لدار امه اللي كانت مو موجودة فيها ..وشاف ان
باب غرفة فاتن مفتوح بس ما تجرأ انه يدخل عليها ..الليلة بتسافر ..حجزت بروحها واكدت كل شي والليلة
رحلتها الى نيويورك ومن نيويورك الى بوسطن ..الله يهديها ان شاء الله ويرضى عليها ..ما يقدر يتحمل فراقها
او يتحمل التصرفات اللي تتصرفها ..لكن اهي حرة في اللي تسويه ..ما راح يتدخل اكثر عشان ما يحمل
مسئولية احد ..اهي افهم منه بألف مرة..
دور امه بكل مكان وعجز يلقاها ..لكن في بقعة ما فتش فيها عليها ..ال وهي عند نبتة سمـاء ..تسقيها بدمعها
وفراقها ..وتوه بيروح لعندها ال وخالد الي جهز بعد نزل من على الدري ..وتلقوو بنص الدرب وراح جراح لعند
امه ..وخالد ما تجرى انه يطئ عند الزرعة عشان ما تهيج احزانه في هالليلة ..وظل يتابعهم من على الباب..
جراح راح لعند امه اللي كان ترش الماي على الزرعة وهي تمسح دمعها :..يمة.
انتبهت له :هل يمـة ..دقايق بس ازقي الزرع واييلك.
جراح يبتسم ويمسكها :يمة ..الله تجهزي عشان نروح العرس..
ام جراح وهي تشد على جفنيها :وين نروح ياو لدي واختك بتسافر الليلة ..بقعد وياها..
جراح :الحين بتييها سيارة المطار
ام جراح بحزن :ليش ما تاخذها انت..؟؟
جراح :يمة انتي ما قلتي خلوها على اللي تبيه ..اهي ما تبيني اتحكم في حياتها على قولتها ..خليها على
راحتها ..انا ما راح اكره فاتن بيوم او اححتقرها ..بس يحزن قلبي اني ماقدر اكون جزء من حياتها ..مثل ما
هي تبي تمشي حياتها صدقيني ..انا بعد ابي امشي حياتي ..بس ل تتكلم جذي عن نفسها وتجرم ابوي
جدامي ..ما راح اتحمل يمة ..انا كنت مجرم ابوي طول حياتي واتمنى بهاللحظة )تهدج صوته بلبجي( انه يكون
موجود عشان اعتذر له واطلب سماحه..
ام جراح وهي تلم جراح وتمسح على جتفه :يا حبيب قلب امك انت ..يعل عيني ما تبجيكم يا عيالي ..وان كنتو
بعاد عني..
التفتت وشافت خالد واقف على الباب وهو يناظرها بعيونه الحلوة ..طول عمرها كانت تقول ان خالد يحمل
بهالدنيا احلى نظرة حب تقدر الم او الخت او الحبيبة تلقاها ..وراحت لعنده وهي تبتسم مخالطة للدمع اللي
بعيونها..
مسكت ويهه بيدينها وهو يتحاشى عيونها :ما بغيت اني اخليك على راحتك ..تحزن وقلبك يهتاج على فرقاها.
.بس قلت ..مثل ما القلب ينجرح النسان احكم في شد الجرح ..وانت اخبر منهم كلهم يا خالد بالجروح..
ضبطت جروحك كلها جدام الناس بضحكة ويههك المننور ...يمـة انا ما خليتك لني مو مهتمة لك
خالد يلمها ويسكتها :ول تقولين شي ول تنطقين ..انتي كلمج هذا اهو اكبر جرح لي ..انا فاهمج يمة..
صدقيني ..انا ما بغيت كل هذا يصير لي ..بس من انا اذا ما تعذبت ..؟؟ تقدرين تخبريني؟؟
ام جراح وهي تأشر لجراح انه اييها ..ولمت الثنين بحظنها :الله ل يحرمني منكم ..يعلني ما ابجي عليكم..
كفانا ما بجينا يا عيالي ..مع ان البجي يتجدد فينا بتجدد الرض وقشرها ..لكن ما على عزا رب العالمين اي
عتب ..ان حبك ربك يقولون بلااك ..وبل محبة رب العالمين فخر وعز علينا ..تعالو وياي ..خلونا نكون ويا
اختكم ..عشان ما تظن انها ما عادت بل اهل..
راحت ام جراح ويا هالثنين وكل واحد منهم يمسح عين دامعة ..ووقفوا على باب غرفة فاتن وام جراح اهي
اللي دخلت ..واللي من شافتها بنتها طاحت عليها بالحظن وهي تبجي بصياح عالي وقوي ..وام جراح ما
ضبطت نفسها ابدا وتركت لنفسها العنان..
باست جبين فاتن وبين حواجبها وخديها المبللين ..:يمة انا ما بغيت لج المضرة ..ول بغيتج تكونين مثل ما
تظنين ..صدقيني ..انتي بنتي واخاف عليج وانتي قطعة مني وعزي وشرفي بهالدنيا..
فاتن :ادري يمة ..بس لتبجين خلص ..انا ما ببجي فل تبجين انتي الثانية...
ام جراح :يمة ل تعذبيني بفراقج ..يمة ل تعذبيني بغيابج عني ..فديت ويهج اللي ما ابات ليلي من زود ما
اهوس به ..يا ثمرة فرح وراحة من حملتج لحد ما اشوفج بنت كبيرة ..حكمي قلبج وعقلج وقرارج وسوي اللي
يرضى فيه ربج وقلبج ..وما يحتاج قلبج يرضى فيه لن الدنيا سجن المؤمن يا بنتي ..وجنة الكافر...
فاتن وهي تمسح عيونها :ان شاء الله يمة
وفاتن :كاهي يات السيارة ..تحملي في اخواني يمة ..وفي روحج ..واول ما القي سماء بعطيكم خبر..
ام جراح :ان شاء الله يمة..تحملي بروحج ..وهالله هالله بذكر الله
فاتن :ل اله ال الله ..
حمل كل من جراح وخالد جناط فاتن وهي حملت السوت كيس الصغيرة اللي فيها لبتوبها وحاجياتها
الشخصية ..خلت كل شي ..ويوم جهزت التفتت الى خالد ..توصيه بالمانة
دخلت فاتن السـيارة ..وتحركت بها بعيد عن البيت ..وبكل خطوة بعد تجددت فيها الحزان ..ومرت بالصدفة
عند الشارع اللي يطل على بيت مريم ..لقته مزدان بالمصابيح والنارة وكانه كتلة من اللهب ..ومن كل
اعماق قلبها تمنت الفرح والسعادة لهم كلهم ..ومن يا مسـاعد على بالها سكرت عيونها بشدة ..وانتظرت من
خالد انه يؤدي المانة..
---------------------------------
مريم اللي زهبت ولبست وصارت من جميلت السهرة خرب على جمالها اهو تجهم ويهها ..وتخلف فاتن
عنها ..لسبب اهي تجهله وما تقدر تفكر فيه ..وحطت في بالها ان فاتن يمكن ما بتروح صالون بس انها بتتعدل
في البيت وبتيي لحالها ..وبعد هذا ما مشى عل بالها ..هذا الزواج كانو يستعدون له من وصلو البحرين لحد
هاللحظة وباخر الشي ما تحضر فاتن؟؟ اكيد السالفة فيها ان..
زهبت نورة وطرشت عليها عشان اتييها ..ويوم دخلت مريم على نورة نست كل اللي يخليها تعصب او تكره
نفسها ..وطالعت نورة بانبهار واهي تسمي بالرحمن عليها..
كانت مثل رسمة بالحلم ..ويا فستانها الراقي والطرحة اللي مثبته بورد وتشتبك بتسريحة الشعر وتنزل على
اليد وتلتف فيها مثل الحية ..والفستان الوسيع ذو الذيل الطويل المذهب واللي عليه وردات بلون الكريم
الوردي ..تكسب الفستان رونق مختلف وجديد ..والمكياج كان متدرج بالوردي والذهبي وخطة السود على
عيونها ..والكسسوار الخفيف اللي كان هدية من مسـاعد على الزواج ..عبارة عن قرطي ماااس مربعيين
ضخمين كلفوه ثروة ..ولكن ما يغلى على اخته العروس..
ما شال اللحية واكتفى بالثوب السود من تحته الياقة البيضا ..والشماغ البيض كان مثل التاج على راسه.
لبس الساعة اللي شرتها فاتن له ..وطلع من الغرفة وهو يحس ان شي مفقود بحياته ..شنو كان مايقدر
يتوصل له بالضبط ..بكل خطوة يخطوها يرجع لوراه ..يتاكد انه ما نسى شي ..لكن ل ..كل شي موجود معاه..
الهدية اللي بيعطيها لنورة وزوجها ..مفاتيح السيارة ..لكن لحظة..
اللي فاقده اهو شي معنوي ..مو مادي ..لن الصرخة اللي بداخله كانت تبين فراغ ..او شي ضايع ..او على
وشك انه يضيع ..تعوذ من بليس ومسك قلبه وهو ينزل من الدرج وطلع من الباب ..وتوه بيرد يدخل عشان
يسكر الباب ..ال خالد في ويهه..
تسلم مساعد الظرف وهو يكبت ارتجاف في نفسه ..ويوم مسك الظرف ارتعش من غير اي احساس ..خالد
ابتسم في وويهه وحط يده على جتفه
خالد :مهما كان اللي يحويه الظرف ..تاأكد ..اهو من حسن تدبير وتفكير..
وراح عنه وتركه في داومة من الفكار ..واول ما سواه مساعد انه فتح الظرف ..ولقى فيه اوراق مثل
الرسالة ..ويوم فجها لقاها ثلث صفحات ..بلع ريجه بصعوبه وراح داخل السيارة وسكر الباب وفتح الليت
وقعد يقرى
الحب اللي انت تكلمت عنه لي بهذيج الليلة بين لي صعوبة نسيانه او اخفائه بوجود الدليل الصارخ المادي
على وجوده ..لكن صدقني ..انا موو عالية ول تظن انك بتلقاها فيني فيوم من اليام ..انا انسانة ثانية ولكن
للسف بشكل الولى ..لكن هذا قضاء ربك وما عليه اي عتب((..
جعمز الورقة في يده وهو يحط الثانية عند ثمه بقهر ..او نار تشتعل وتتأجج فيه ..قدرت حتى انها تربط شبهها
الكبير بعالية لهالشي ..شلون اهي تفكر هذا اللي ما قدر يفهمه ..بس اهي مبدئيا صح ..وبيد وشفاه مرتعشة
كمل قراءة الرسالة..
) ..بس ..انا مااستحمل فكرة وجودي بهالمكان وانا حاملة شخصية ما تناسبني ..لذا ما بتم في هالمكان اكثر..
وبتراجع عن زواجي وياك ..لفترة من الزمن .انتظر فيها نفسي اللي بدور عليها بعيد عنك وعن المشاعر اللي
تخلفها فيني ..وانا ارفقت الدبلة ويا هالرسالة..
مسـاعد ..قد ما ظنيت اني بعيش حياة هانئة معاك ..قد ما انا ماا بيك ..بهاللحظة ..ول تاخذ عليها لن الغيض
بعده يتآكلني ..بس عرفت شي واحد اليوم ماظني اتنازل عنه ..ال وهو حبي العظيم لك ..اللي من شدته غرت
من انسانة ميـتة ..وتمنيت لو انها ما انوجدت استغفر الله العظيم ..لكن بعد انا لي شخصيتي الساحرة وانت
لزم تفهم هالشي..
اطلب منك البتعاد عني لفترة من الزمن تخليك تحس ان انا شخص ثاني ومختلف ..ول تقول احبج وانتي
الحاضر والمستقبل ..ابي اكون شي كامل بالنسبة لك ..مو مثلث بضلعين ..ماقدر اقبل بهالشي..
انا رايحة الحين ..وما بخبرك متى برجع ..لن يمكن ما ارجع ..حاول انك تستمح من مريم وتقول لها شي
يسليها في غيابي ويعطيها العذر ..تحمل بروحك ..وسلم على نورة وبارك لها بالنيابة عني..
فاتــــــــن(( ..
الصفحة الثالثة كانت قديمة وصفرا ولونها باهت ..وفيها شي من الكتابة اللي كان يضم اسم مساعد ..كانت
فاتن قضت ليله كاملة وهي تقرى فيه وتذرف من الدمع الساخن والحسرة ..والغيـرة القاتلة ..ويوم لقت
هالصفحة وكان مكتوب فيها شي باسم مسـاعد ..وكانها رسالة مسـاعد مرفقة في المجلد ..ويا كثر معاناة
فاتن يوم قرتها..
ق يومـا سبيل..
ل تظـني ان لعاشـ ٍ
غير محبـة عاشـقة أزلية ..في درب منحـوت..
احبـج عالية
انة متصاعدة ظهرت من حلج مسـاعد وهو مو مصدق هالشي ..تخيل شعور فاتن وهي تقرى هالورقة ..اصل
اهي من وين لها هالورقة عشـان ترفقها بالرسالة ..اكيد عانت ..اكيد..
طلع من السيارة وهو مسـرع صوب خالد..لكن للسف اختفى خالد ..اكيد توجه الى ديوانية الرياييل ..وظل
واقف مكانه وهو محتـار ما يدري شسوي ..ويا على باله اللي قاله خالد ان جراح بعده في البيت ينطر ام
جراح تزهب ..وتحرك بالسيـارة بسرعة وراح لهم..
كلها دقيقتين ..واهو على باب بيتهم ..طلع وهو يضرب على البـاب بقوة ..يعطونه موعد سفر فاتن ومتى
راحت..
طلع له جراح ومن شكل مسـاعد بين له انه عرف عن سفر فاتن ..بس توصيتها كانت انها سافرت من العصر
عشان ما يكون له فرصة يروح لها المطار..
مسـاعد بويه لول مرة يتعرف عليه جراح :جراح وينها فاتن؟؟ ومتى سافرت
جراح وهو يوقف يمه :مسـاعد والله مادري شقول لك..
مسـاعد يمسك يدين جراح :جراح تكفى قول لي الصج ان جان في مجال اوقفها عن السـفر
جراح المتحير :.والله مسـاعد اهي ما خططت لهالشي ال وهي في بالها شي ثاني..
مسـاعد هذي زوجتي يا جراح ومو من حقها انها تتخذ مثل هالقرارات من دون ما تستشيرني..
جراح وهو يهز راسه :عيل الحقها ..قبل نص سااعة متحركة سيارة المطار وان شاء الله تلحق عليها ..رحلتها
بعد )يناظر الساعة( نص ساعة ..الحقها..
ما تكلم مساعد على طول ركب الرنج وشخطه بسرعة وهو يشيل الشماغ ويرميه وراه ..ويسوق السيارة بيد
والثانية متخلله شعره ..وين راحت هذي؟؟ وين بها؟؟ وين تبي بها بس..
---------------------------
بالعـرس كانت مريـم متوترة اقصـى توتـر ..وقلبـها يترجرج بين ضلوعها ..تحس ان الخطـر اللي كانت في
يوم تحاول انها تتحاشاه من يا وخطبها جراح من اهلها ..حتى ان هالخوف منعها من الفرحة ..وحاولت انها
حتى لهذي اللحظة انها تخفف اللي فيـها ..لكن كل ماله يزيد مثل النار ..حتى انها مو قادرة توقف ويا احد..
ويوم ياتها امها لعندها..
ام مسـاعد :يمة مريم دقي على اخوووج مسـاعد مادري شفيه ما يرد علي ..يمكن يرد عليج
مريم اللي زادت دقات قلبها يوم درت ان اخوها طالع ..مسكت قلبها بقوة :..ان شاء الله يمة بدق عليه
وهي تدق على التلفون سألتها :وينها فاتن مايات بعدها..لهي ول امها
وكل ما تتكلم ام مساعد قلب مريم يدق اكثر :يمة مادري بجوف مساعد الحين وبعطيج خبر..
سكر مساعد عن مريم اللي ما حست ال بالدوار واللوعة بهذيج اللحظة ..وطلعت برع الصالة تتنفس الهوا
لنها مو قادرة تضبط نفسها ..الخوف وصل فيها لنقطة انها بدت تحس بالخطر حواليها ..على مسـاعد وفاتن..
يارب سترك وعفوك..
نزلت ام جراح من العتبات وشافت ان جراح يحاول يطلع من زحمة السيارات في المكان ..وقدرت انها
تصوت عليه وتطلعه من السيارة..
ام مسـاعد :يمة جراح روح الحق المطار وعلى مساعد راح ورى فاتن
جراح وهو يحط يده على راسه :ياهوووووووو وين تتحذف علينا المصايب بهالليلة ..بس بس انتي دشي داخل
وانا بروح وراه..
ام جراح :حاسب لروحك يمة
جراح :محاسب محاسب يا يمة بس انتي دشي داخل..
راح جراح عن امه وقدر يطلع بسهولة هالمرة لنه مصمم على هالشي ..وراحت ام جراح لعند مريم اللي
كانت تراقب الوضع من تحت الستار..
سيـارة قبل سيـارة مسـاعد لحقت فاتن في الوقت المناسب ..سيارة مشعل ما غيره ..يوم لقاها في الشارع
في سيارة المطار على طول لحق وراها ..وتم وراها في المطار بكل خطوة تسوها من غير ما يبين روحه..
ويوم خلت ووقفت بروحها راح لعندها ..
مشـعل وهو يناظر المكان اللي هم فيـه ..ووجه فاتن عشان تقعد ...ويوم قعدت تم يناظر في ويهها ..ما كانت
فاتن اللي يعرفها ..كانت فاتن بجرح عظيم ..وكان الحياة منسلبة منها .وفوق كل هذا مشـاعره المتضاربة
حولها ..ما كانت سبب معاناته اللي يصبح ويمسي بالتوعد عليها ..ولكن بعد ما كان العاشق الولهان ..كان
مجرد انسان بصدفة مع انسان ثاني..
قعدت فاتن على الكرسي وهي حاطة راسه بين يدينها بتعب..
مشـعل وهو ينـاظرها باستغراب ..لكن الغرابة كانت من نفسـه ..حاول انه يوقظ قلبه العاشـق لكن هيـهات..
وكانه هناك حاجـز مستقـر على قلبـه..
مشـعل :يمـكن كلمي هذا ما ينفعج ..او ما يسـرج ..بس يا فاتن الحيـاة علمتنـي ..ان الشـيء اللي يجلب
التـعاسة ..معـناته هو الشـي الصحيـح ..وانا ياما ياتني تعاسة ولكن ياتني من مكان غلط ..او يمكن من مكان
صح بس انا ابيت انها تكون صح ..صدقيني ..فاتن) ...مستغرب من التحول النفسي في قلبه( انا ما انصحج
بالهروب لو كان هذا خيارج..
فاتن وهي تناظر جدامها :الوقت صار متأخر ان جان افكر فيه كهروب ول لجوء ..هذا اللي انا ابيه ..واهم شي
رضاي عنه..
بهذيج اللحظة دخل مسـاعد المطـار وهو يتلفت يمين ويسار ..وسرع من خطـواته الى داخل كراسي
النتـظار ..يمكن هنـاك قـاعدة او موجـودة ..او حتى انها تنتظره ..لكن كل هذا كان عبارة عن خيوط احلم
وهميـة ..والتـفت الى عند الستعلمات عشان يسأل عن رحلة فاتن ..
في نفس اللحظة نداء الرحلة كان يصرخ ..وكان الخيـر ..وفاتن اللي تحركت من اول نداء من عند مشـعل
ما حست ول لدقيقة بوجود لمسـاعد لكن مشعل بلى ..شاف مسـاعد يتلتف في المكان وحس ان هذي هي
فرصـته الكبيـرة انه يهدم اللي بينهم للبد ..وتوه بينشـد فاتن ويأشر لمسـاعد في نفـس الوقت ..حتى صار
هالشي..
مشـعل وهو يتراجع خطوة :فاتن ..ما بيني وبينج اي حق ..مثل ما قلتي ..هذا قضاء الله وقدره ..قضائه اني
احبج واتحبيني ..لكن يفرق بيناتنا حب ...يديد في حياتج ..او حياة يديدة في تقويم دنياج ...عيشى يا فاتن
وتهني ..لن بهناج اتهنى انا...
سكت مشـعل وهو مصعوق من نفسه ..شلون انه قبل لحظة فكر انه يهدم حياتها مرة وللبد لكن الحيـن..
شلون انه يعتبر نفسه حبل النجاة لفاتن اللي الستغراب كان على محياها لكن ما نعها من رمية بابتسامة
صدقة ككل مرة ..وتراجع بخطوات وهو يحاول يثبت ويهها في ويهه .ويحفظ هاليوم في تاريخه ويقول ..قابلت
ملك اليوم ..ما كنت اعرف انه يسكن يم بيتي ..ومثل الهارب ركض بانحاء المكان وغادر المطار بلمح البصر
عشان محد يلحظه ول تتشوه سمعة فاتن على حين غرة..
اما فاتن ..فحملت باقي اغراضها ودهشتها وراحتها ان القرض بينها وبين مشـعل لسبب او ثاني توفى في هذي
اللحظة ..وتبعت خط المغادرين ..ودخلت الى الممر اللي بياخذها الى الطيـارة ..اما مسـاعد اللي احتر راسه
من التفـكير ما قدر ال انه يوقف جدام الدريـشة اللي جدام الطائرات ويلحظها في ظلمة ذيج الليلة المزهرة
تغادر المكان معلنة الهروب ..مثلها مثل فاتن ..اللي ما سمحت له حتى انه يودعها الوداع الصحيح ..حس
بالحرقة تسري في حلقه ..وبعد لحظات بسيطة تبعه جراح وشافه واقف وهو منهك من المشي السريع
واللحاق به من مكان لمكـان..
استـدار مسـاعد وهو يمـشي بهـدوء وتمـلك ..لكن اللي محد لحـظه اهو النكـسار على قسمـاته البارزة...
كبـرياء وعـزة نفـس بقلب مجروح من داخل ..وجراح يتبعه من غير اي كلم ويطلب الهداية الى اخته اللي
بهالحركة تركت مسـاعد بمظهر وان ما بين ال انه بليـغ..
ركب مسـاعد السيارة ..وبدت تظهر عليه علمات الغضـب ..واستدار بالسيارة بقووة كبيرة كانت على وشك
تقلب السيارة ..وطول الدرب وهو يمشي بسـرعة قاتلة وكبيـرة ..بتهور لو سمح القول ..ولكن وهو عند ذيج
المنطقة لحظ الطيـارة اللي حسسته انها تحمل فاتن عليها ..وبدل ل يطالع جدامه بالشارع تم يطالع السما
والطيارة تطيـر ...وهو يحس للسيارة تطيـر وياها بعد ..وبالفعل ..كانت السـيارة تطيـر ..اصطدام قوي بحافلة
شحن في المنطقة الجويـة ...جراح اللي كان شاهد على هالحادث حس بالموت وهو يراقب سيارة مسـاعد
تطيـر من جدام عيـونه..
اثناء هذيج اللحظة دقات عنيـفة صادرت قلب فاتن وملكتها اقسـى ظيقة صدر وبال ..وفي مريم تسارعت
انفاسها بصورة عظيـمة وكأن اللي في الحادث اهي ..مسكت نفسها في جانب وهي تمسك جتفينها وتسمي
بالرحمن ..وتدعي بالنجاة لكل احبابها الغايبين..
ركض بجنون صوب السيارة اللي استقرت بنص الشارع وعلى طرفها اليمين ..حاول انه يشوف احد موجود
داخلها لكن الزجاج المكسر ما عاونه على الرؤيا ...النجدة السريعة من المطار اسرعت صوبهم وانتشرت
الضواء في المكان بصـورة رهيبة ..والناس اللي على الشـارع تجمعووو وهم يمسكون على قلبهم ومتاكدين..
ان اللي في السيارة ..اكيد مات..
بين الفووضى اللي كانت تجول في البقعة من الرض ..صدرت انه من ثم مسـاعد اللي كان شبـه المشلول...
انه بإسم انسـانة قدرت انها تصيـر المنية الخيـرة لرجل على وشـك الموت...
))فاتن((
دقت اوداج فاتن بعدم الرتياح ..ومن زود هالتوتر اللي فيها بدت تستغفر ربها وتتعوذ من بليس لمن انتبهت لها
مضيفة الطيران..
مسـاعد اللي يمكن – لسبب او اخر – تمنى هالمصيـر لن قدرته على التحمل بسيطة وما راح يتحملها..
مشـعل ويا وضوح الفكار اللي هاجمه ..هل راح يعود بالخير على اللي حواليه؟؟
مريم ..الخت اللي على وشك انها تفقد المجمع العائلي اللي انطرح على ارضية السفلت..
نظـــــــــــرة الحب ..اللي كان من الممكن انها تنهي هالصراعات كلها ..تسكرت جفونها ..ومن يدري ..متى
راح تفتحها ..ول ..هل راح تفتحها؟؟؟
مرحلة انتهت من حياة ابطال القصة ..بانتظار المرحلة الجديدة والخيرة ..من نـظرة حب..
تابعو ..وانتظروا ..ماقد يحصل في ..نــظرة حب..
وتلى غياب سماء محاولة لربط روحي جراح ومريم ..لكن هالمحاولت باءت بالفشل بعد ما بينت حقائق قصة
حب ماضية ..وانهت اللي كان بين اثنين يجاهدون في زرع امان واحتماء على ارض مهزوزة..
اللي يبدي باهتزاز ..معقولة انه يمضي في يوم على ارض صلبه..
هذي هي بقيــتنا ..مع القليل من الحزان المعتادة ..ومع الفراح اللي لزم تتخلل اليوم..
نتابع معاكم ما بقى من قصة ..نظرة حب ..
وصلت مريم المسـتشفى وهي حاملة الغراض اللي ناقصة مسـاعد ..كانت مغطية عيونها بالشيلة من شدة
وحرارة الشمس اللي مجابلتها ..وقبل ل تدخل المستشفى مدت بعيونها الى الفق البعيد ..تمر الفصول
والمواسم واحنا بعدنا بهالظروف ..الله يعين الجميـع..
ابتسمت الى موظفة الستـقبال اللي كونت معاها – لطول الفـترة اللي قظوها في هالمستـشفى – علقة
مودة ومحبة تطوف بالبتسامة والسلم اللي نابع من القلب ..او يمكن نابع من الشعور بالفراغ او الخوف..
وتمت تمشي وهي تحاول انها تداري اللي فيـها مثل ما سوت قبل فترة طويـلة ..ثمانية شهور طافت..
وهالثمانية شهور ما حست فيها ال وكانها ثمانية ايام ..وكان يوم الحادث ينعاد بعيونها كل مرة ..وشلون ان
الفرح انقلب الى عزا ..والكل ظن ان نورة منحوسة اللي بيوم عرسها اخوها يمـوت..
ركبت المصـعد وهي مثل كل مرة تدخل المستشـفى تطري على بـالها فاتن اللي اختـفت عن الكـل ..وما احد
يعـرف عنها شي واللي غيـرت حتى سكـنها ..ضاعت فـاتن للسف بغربة متواصـلة ..محد يعلم بهـا الى رب
العالميـن ..اللي عرفوه عنها انها بخيـر ..وبصحة وسلمة ..ودراستها ماشيـة ..لكن كل هذا كان عبارة عن
تلفيقات مريم ادرى بها ..لن فاتن وصلت الى مدرك ..انها حبت مسـاعد ولكن جرحها اللي تغنت به ..ما راح
يتركها على هداااي ال اذا مسـاعد ياها ..ومسـاعد اللي شكله بيطـول عليها ..نظرا للحالة اللي وصـل لها..
طلعت من المصعد وهي تزفر بمرارة وحاجبينها معقدوين للثقل اللي شايلته ..واحد في صدرها والثاني في
يدهـا ..ما تدري اي واحد اللي مثقل عليها اكثر من الثاني؟؟ مثل كل يوم ..لزم تستجلب النة في قلبـها ..لنها
على وشـك انها تدخل على أخـوها ..اللي ما عنده اي أحسـاس او اتصـال بهالعـالم ..مسـكر عيـونه اللي ل
اراديا تجمع السـواد حولها ..والتعب والرهـاق انحل جسـمه ..والهـالة العظيـمة اللي تجـول عليه ويفرضها
حضوره ..غابت على شراشف بيـضا واضواء اصطناعيـة..
وصلت الى الجنـاح اللي اهي تقصده يوميـا كدوام رسمـي من بعد الجامـعة ..تغيـرت الوضاع ..ما عادت مريم
الفوضوية او مريـم الصغيـرة اللي يحملها الكل مسئولية امتاع العائلة ..صارت مريم اللي تتحمل مسـئولية
كبيـرة في البيت ..مسئولية يمكن مساويه لمسئولية مساعد القبلية ..انها تبقي البيت في نظام ..لن امها من
طيحة مسـاعد اهي الثانية طاحت في مرضة خطيـرة كانت على وشك انها تؤدي بحياتها ..وغابت عن البيت
كثير ..لكن الحمد لله حالتها استقرت ولكنها ما عادت بنفس الروح اللي كانت عليها قبل ..وكان على مريم
انها تحتل هذي الروح ..واهي متناسية نفسها تماما ..ال بدراستها اللي شدت على روحها لمن وصلت الى
المبلغ اللي تمنته لنفسها ..مع الرغم انها تناست او دفنت احلم كثيـرة راودتها من وعيها على هالدنيـا ..واهم
هالحلم كان جراح ..لكن الظاهر ان مسـالة تواجد جراح بحياتـها صعبـة ..وهو الثانـي اختفى ال من حيـاة
اخوها لؤي ..ويمكن اهي بعد ما عادت تهتـم ..او تتظاهر بعدم الهتـمام لن اهتمـامها متركز على اخوها اللي
تشتاق كل يوم تتركه فيه لشوفته من جديد..
دخلت الغـرفة من بعد ما وقفت ويا الممرضة تسألها السؤال التقليدي ..اي تطـور. .وتبتسم لها اهي وتقول
بشوفتج ان شاء الله ..وتبتسم مريم لها ولكن خيبة المل تتمثل في لمعة الدمع بعيونها ..والخير المرجو دايما
يتأخر ..على قوله ابوها ..مركب الخيـر بعده في عرض البحـر ..بيي يوم ويوصل للبر ..لكن وينها الخيـر؟؟
الخيـر ضايعة في غربـة نفسـها ..الله يردها بالسلمة ويهديـها..
لحظت هدوء الغـرفة وبرودتـها الساكنـة ..وطلت براسـها الى الغرفـة الثانيـة ..كانت امها تسجد بالصـلة..
ابتسمت لها ووجهت عيونها الى الويه اللي اشتـاقت له ...كان نـايم ..ويا حلـو وطول نومه ..بس اليوم شي
مختلف بشكل مسـاعد ..طالعت امها وهي تهز راسها ..اكيد سوت فيه شي ..شعره اللي طال اكثر عن
قبـل ..ولحيـته اللي نمـت على ويـهه ..نعمت من شكله اكثر ..لكن شعره فيه شي ..يمكن امها قصت من
جدام شوي ..ول مشطته ..امممم ..بتستجوبها بعد ما تخلص صلة..
مريم بصوت واطي وهي تبتسم :مسـاء الخيـر ..شهالحل ..اليوم مختلف؟؟ شسوت فيك امي؟؟ قول لي ترى
ما بتناوش وياها..
ابتسمت ويـاه ..وهي تطلع الزيت اللي دايما تمسح فيه جسمه ..يدينه ورجلينه ..ونزلت الشيلة على جتفها..
وتمت تصب الزيت في يدها وسحبت يد مسـاعد من بعد ما نزلت السيـاج الجانبـي ..واخذت يده وبدت
تمسحها وتمسدها بالزيـت ..وهي تمسـدها تمر عليـها الذكريـات الحلوة ..والمـرة في نفس الوقت ..ما تدري
ليش تحس ان نجاة اخوها اهي في فاتن ..ونجاتها اهي نفسها ..شكثر وحشتها فاتن ..وشكثر كتبت لها ..
وشكثر حاولت انها تتواصل وياها لكن بلاااا اي هدف ..حتى ام جراح نفسـها اللي حالتها الصحية اللي بدت
تتدهور من زود الخوف والحزن على فاتن ..ورجعت ذاكرتها الى بعد اسبوع من الحادث..
اول كل شي انقلب الى فوضى بذيج الليلة يوم اتصـل فيـهم لؤي يخبـرهم ان مسـاعد مسوي حادث ..وهاجت
كل النـاس من شـدة الصدمة ..واولهم نـورة اللي تمت تدعي على نفسـها على هالزواج اللي جلب لعايلتها
مثل هالشي ..وفيـصل اللي وقف العرس وكنسل شهـر العسـل وظلت نورة على اثر هالشي في البيت لمدة
شهر تقريبا من بعدها انتقلت الى بيت زوجها ..وتمت مريم اهي اللي تهتم في كل شي بالشراكة ويا لؤي اللي
بعد ظل مشغول بشراكته اليديدة ويا جراح..
أم مسـاعد يوم عرفت بان فاتن سافرت بذيج الليلة وربطت في بالها موقع الحادث بهالشي اقامت الحرب
على كل الياسية ..وقالتها في ويه ام جراح ان اول ما يصحى ولدها او ان صاده شي ما يبون اي علقة
معاهم ..وحتى جراح رفضـته ورفضت القرب اللي طلبه منهم ..وخبـت مريم كل هذا في قلبـها ال من ام
جراح يوم خبـرتها وحاولت انها تبرر لمها وام جراح ابدا مااا انتظرت اي ردة فعل اقل..
جراح ابتـعد عن حيـاتها ..واهي ما اعتـرضت على هالشـي ..ويات الفوضى الثانية يوم تقررت حالة مسـاعد
انها غيبـوبة مسـتمرة ..وفوق كل هذا ..ابتروو رجلينه لنهم اكثر شي تضرر بالحادث القوي ..لن السيارة
تخفست على رجلينه من تحت ..وحدة انبترت من الركبة ..والثانية بس القدم ..وهالشي اكيد راح يحطمه لو
يوتعي .يمكن في قلب مريم ما تمنت ان اخوها يصحى ويواجه هالواقع ..بس ترجع وتتذكره وتتذكر ايمانه
القوي بمثل هالمور ..ويمكن يتحمل هالشي ..لكن الوقت صعب ان الواحد يقرر ..الشي يختلف اذا كان واقع
في شخص اخر ..ول في الشخص نفسه..
حاولت بعد اربعة اشهر انها تكتب لفاتن رسالة ..وبالفعل كتبتها وارسلتها بالبريد لكن ما ياها اي رد على
الرسـالة ..وبدت تكتب مرة ثانية ..وثالثة ..ورابعه ..لمن عصبت بسبب قلة الردود ..واستعجبت وكرهت فاتن
لوهلة لنها صعبة المزاج ..بعدين عرفت من منـاير ان فاتن ما عادت تسكن في الشقة نفسـها ..لن جراح
سافر لها وما لقاها ..ورد وهو خايب..
تغيـرت الشيـاء فجـاة ..والدنيا اللي كانت في يوم مكتملة بدت غريبة ومخلبطة في عيـون مريم ..تفتقد فاتن
ورأيها الحكيم والصائب وتفتقد اخوها وحنيته وقلبه الكبيـر ..وحيدة بهالدنيا .اهي صج عندها ام وابو واخت واخو
لكن ..حياتها كانت تدور في فلكين ..فاتن الصديقة العطوفة واللي تشترك وياها بقلب واحد ..ومسـاعد في
فكره الصحيح والسديد .أللي اهي في طول فترة غيابه حاولت انها تمشي عليـه..
وهي تمسـح يد مسـاعد تقربت منها امها ورفعت لها راسها بابتسامة
ما ردت عليها مريم وتمت من طرف عيونها اللي ترفعها كل شوي لخوها تبتسم في ويهه ..وهي تمسح
اصابعه ويـده ..وعلى جذي ...يكـون هاليوم يوم اخر من روتين اليام اللي طافت من الحادث للحيـن..
------------------------------------
ما بقى على الدوام ال نـص ساعة وقضاها جراح وهو يراجع بعض الرصدة وينظم المواعيد في الدفتر ..شكثر
توصيـلت عليهم وشكثر مسئولية ولكن بعد حلى الشغل اكثر يوم صارت اليادي اللي تشتغل من الهل
ومحتـرفة .خصوصا خالد ولؤي اللي بصراحة بدو يبدعون في هالمجال والتصاميم الخشبية من احترافهم ..اهو
كان المسئول اكثر شي عن القياسات والمالية بالشركة الصغيـرة اللي أسسوها ولكنها دارت عليهم بربح
خصوصا ويا شراكتهم مع غزلن وغصـون الكنـدي..
تم يناظر السـاعة وهو يحك عيـونه ..ما قدر ينام الليلة اللي فاتت ..مثل كل ليلة من ثمانية شهوور ..من
حادث مساعد وهو يعاني من ارق بالنوم وزيادة في التفكير وفوق كل هذا تعب وارهاق بل سبب ..يخاف انه
يمرض بسبب هالشي ولكن اهوو معذور وما يقدر يغير هالشي اللي فيـه لنه اقوى منه ..المسئولية اللي
طاحت على عاتقه والذنب اللي يغرقه لحتى راسه ما يعطيه فرصة انه يتحمل اكثر ..ولكن بمسـاعدة الجميع
وعادة الفضاء اللي تعلمها لخالد خلته يحس ان الحمل اقل..
ولكن اهو يعرف ان ماكو شي محطمه اكثر من فكرة ان مريم مستحيل تكون له دام ان امها على قيد
الحيـاة ..فهي حلفت على بنتها وحلفت عليه وعلى كل من انه يمنع هالزواج باي صورة ممكنة ..وكانه او اخته
لهم الذنب باللي صار لمسـاعد ..بس بعد مسـاعد ما يستاهل اللي صابه ..كثرت السرار اللي على قلب جراح
واللي يخفيها واللي ما يدري لمتى بيخفيها ..فاتن مثل معتادة بيوم واحد من السبوع تتصل فيه ومن بعدها
تتصل في امها وتخلي المكالمة قصيـرة ومريحة قدر المكان ..اي انها تجذب عليهم قد ما تقدر وتوهمهم انها
بصحة وسلمة واهو عارف انها ل بصحة ول بسلمة وان حالتها الصحية او النفسية اكيد متدهورة ..ول صار
بينهم اي فرصة انه يخبرها بزوجها اللي طايح على السرير ..او يمكن اهي ما سمحت لهالفرصة انها تصيـر..
لن كل مرة كان يحاول فيها انه يخبـرها تسـكر السمـاعة في ويهه..
حيـرة عظيـمة ..اسأله موجودة في ناس مالها جواب ..ولكن في نفس الوقت ..تلقى الجواب حاضر قبل
السؤال ..ما عدا مسـاعد اللي الله العالم شراح يصيـر فيه بهالفتـرة ..ثمانية شهور وهو في غيبوبة برجلين
مقطوعتين ..الله يعينه ل صحى لنه بينصدم اكبر صدمة بحيـاته ..كل اللي يقدر يتمناه له اهو سعة الصدر
وراحة البـال لن مثل هالمور لو اهو مثل صارت له ..ما راح يتحملها ول دقيقة ..وبيآثر الموت على هالحيـاة..
قام من عند المكـتب وهو يمتطط ..فرك ويهه مرتين ومن بعدها وقف عند الدريشة في الورشة اللي تحولت
الى مكاتب والورشة انفتحت في مكان جريب منهم ولكن اكبر ..كان مستودع خذوه وركبو المعدات اللي
يحتاجونها واللي زودوها في المكان ..بس جراح ما دخل فيه من فتـرة لنه يحس بالخنقة من الخشب
وبقاياه ..الله يعين خالد اللي يشرف على التصـاميم ذراع بذراع مع غزلن..
وبذكرها بس طلت من الباب وهي حاملة رزمة الوراق ..ابتسامة تعلو ويهها ويا فستانها الجينز الطويل
وشعرها المرفوع بدلل..
غزلن :مشـغول؟
جراح وهو يبتسم لها :بالسرحان بس ..ها شفيج؟
غزلن وهي تحط الوراق على الطاولة :ل بس هذي توصيات يديدة ولزم تضبط مواعيدها لنه لزم نرد عليهم
خبـر بعد جم يوم ..مستعيلين الناس ..ومطالبهم وايد..
جراح وهو يتجتف وعيونه على الوراق :ان شاء الله باجر اليوم انا خلص مخلصة بطاريتي..
غزلن وهي تبتسم له بحيـا وتتوجه للباب:الله يعينك ..انا رايحة مع السلمة
جراح :في امان الله..
طلعت غزلن عنه وهو بعده حاطها في باله ويفكر بها ..غزلـــان ..بنت ثانية عن اللي كانت عليه ..سبحان
ل الى حال ..يعني سرعة بديهتها ول ابداعها ول تحكمها اللي يتخالط بعاطفتها كانالله مغير الحوال من حا ٍِ
يمكن من العوامل اللي تفقدها هالمؤسسة ..ومع ان لؤي يحبها وميت عليها اكثر من قبل ال انها متحملته
ومتحملة دلعته عليها ولكن بادب واخلق ..يعني وقت الشغل شغل ومن تحسه زاد عن الحد اهي اللي تتخذ
خطوة التراجع اللي تحرق اعصابه ..ولكن بعد كل هالحرقان وكل هالحقران وهو ميت عليها ..والله يعينهم
الثنين
يات موافقتها على الشراكة بعد اسبوع من الحادث ..وغصون اختها تبعتها في المور الدارية وكجزء من رأس
المال ..صح انها واجهت مشاكل مع زوجها وللسف الشديد ما حلتها معاه وتواجه الطلق المرير ال انها شخص
ثاني في المكان وتناسب العمل وافكارها طموحة وتتمنى الرفعة والفضل للمكان وهذا عائد ممتاز عليهم..
وحتى هشام الكندي بنفسه صار يشاركهم او يمول او يدير العملية الحسابية عندهم بطريقة محترفة غير عن
اللي كان يتعامل وياه جراح قبـل..
كل هذا يبين ان الواحد يرتاح لكن وين ويا جراح وهو بكل نبضة قلب يهديها لثلثة اشخاص ..الولى مريم..
الثانية لفاتن ..والثالثة لمسـاعد عشان تعينه وترده من القوقعة اللي اهو فيها ..امه ظلت الم اللي تتمنى
الخيـر لولدها ..وما زالت الصديق الول والخير له ولكن اللي شاركها في هالصداقة اهو خالد..
توه يحمل الغراض اللي توقف عن الشغل عنها هني عشان يكملها في البيت ال كل من جراح ولؤي يدخلون
عليه..
طلع جراح من الورشة وهو يتنفس بعمـق ..حرارة الجو ما كانت معينة ابدا ..والتعب والرهاق يدور مثل الهالة
مشـاغل والمتاعب اللي يواجهها ..الله يرزقه بس الصبر وراحة على راسه لكن هذا شي طبيـعي ..ويا كل هال ِ
البـال اللي ما يظن انه بيلقاها ال بعد فتـرة طويلة..
شغل السيارة وهو يحرك المنظرة اللي جدامه ..تم يناظر ويهه وحواجبه اللي تشربكت من زمان بعقدة ما
انحلت الى هذي اللحظة ..وهو يمسح على عيونه اسـتأذنت الجفون اللي انطبقت انها ترسم صورتها وويها
بعينه ..وظل جراح على هذي الصـورة وهو مغمض عيـونه ..مستمتع بهالويه بس من غير ابتسـام ..لنها كانت
بعيـدة وان كانت اقرب من الجفن لعيـونه ..فتح عيـونه وهو يحس بحرقان فيـها ..لبس النـظارة وهو يطلع
السيـارة من الباركات..
رد البيـت وهو تعبـان نفسيـا من الزمات اللي تراكمت فيـه ..ولكن حاول انه يخفي هالملمح من ويـهه ..دخل
البيت وهو ينادي على امه..
ماكو اي رد ول جواب ..تلفت يمين ويسـار لقى ستار الصالة مفروش ..اكيد احد ويا امه في البيت ..لذا ما
حب انه يناديها اكثـر ..وراح مباشرة المطبـخ ..حمل له قطعة فواكه وقعد ياكلها بسبب الجوع الشديد اللي
انتابه ..وتم يقضم فيها وهو طالع من المطبخ ..ولكنه تجمد مكانه يوم كان توه بنص الدرب الى الدري ..وكله
بسبب الشخص اللي كان في البيت..
كانت مريم نازلة من على العتبات من بعد ما استأذنت للروحة من سمعت حس جراح ..وما تمنت انهم
يتلقون جذي لكن للسف ..تلقوا ..ومن بعد فراق الثمانية اشهر ..يتلقون في عقر بيته..
خانت التصرفات اللئقة جراح اللي ظل واقف وهو يناظر مريم اللي ما حطت لهاللحظة عيونها بعيونه ..تم
يراقب كل شي فيـها ..عبايتها وشيلتها المتدلية ..ويهها الحزيـن والكبير بالعمر ..وكان اللي مر ثمان سنوات
مو ثمانية اشهر .بس هذا اللي يسويه الفراق في الناس ..يخلق التعب في الويه..
حاولت انها تتجاهله ..ول تناظر ويهه ..اللي يمكن لو شافته بهاللحظة اللي كانت للتوو تالية لتعبير عن ألم
عظيم واختناق عاطفي فيها وشوق كبيـر لكل اهل هالبيت ..ولكن ..كان من المفروض عليها انها تناظره
وتحط عيونها بعيـونه..
مريم والبتسامة المخنوقة على ويهها الشاحب ..برود يكتسح مظهرها ولكن الف التأججات تشتعل في قلبها
لجراح..
ام جراح وهي تراقب الثنين بلوعة ..ما عمرها حسـت انها ما تتحمل ظلم احد كثر ظلم هالثنيـن ..بدل
الواحد ..صارت لزم تعاني لثلثة ..اول شي لمسـاعد ..والثاني لجراح ..والثالث لخالد اللي يحمـل اكبـر ألم
بين هالكل..
ال ومنـاير وسمــاهر يايـين عند البيت..اللي قدرو خلل هالثمانيـة شـهور انهم يعبـرون عن كبـرهم بوضوح
الحسـن والجمـال ..وخصـوصا منـاير اللي اكتسـبت قامة طويــلة مثل اخـوها ..وسمـاهر اللي بدت بنت في
عمـر العشـرين على الرغـم انها كانت بس في ال .. 17سنة ثانية ثانوية..
ويـه مناير كانت مجمل بالحزن العميق اللي يأبى الظهور ..وقلب مسكين احب الشخص الخطأ ..كانت على
وشك الموت يوم بدت تتعرف على مشـاعر قلبها الجامحة لمشـعل انها الحب ..واللي فهمها هالمشاعر كانت
سماهر محد غيـرها .وهي بعد نفسها اللي خلتها توعدها انها ما تتجاوز حدودها معاه ..ولكن هذا الوعد كان
ماله اي داعي لن من بعد سفر فاتن اختفى مشـعل الثاني ..وما عادو يعرفون عنه اي شي ..وحاولت مناير
انها تخبي اللم العظيم في قلبها عن الكل كسبا لحيـاتها ..وانها تعوض نفسها بالراحة اللي لقتها بانه بعيد وما
راح يأذي احد من بيتهم..
مناير يوم شافت مريم ما صدقت عيونها ..اهي صج ماقطعتهم ال فترة بسيطة وردت تزورهم بصورة
بسيطة..
مناير وهي تلم مريم :يا حلاااااااااااا هالويه ..مالت عليج توج الحين ياييتنا..
مريم وهي تخبي ويهها بالشييلة :شسوي بعد؟؟ ااخاف احد يجكني عند بيتكم ..فقلت ما ايي ال بالخشة..وانتي
شخبارج المحقق كونان؟؟
مناير وهي تناظر امها بغيـض :يمة ليش تتطنزين علي وياها
مريم وهي منفجرة بالضحك :ههههههههههههههههههههههههههههههههههه كونان مرة وحدة؟ جان قلتي
جورجي؟؟؟ واله احلى هالمسلسل..
مناير وهي تتخصر والكبرياء يعلوو وجهها الجميـل ..:والله كيـفي ..انا كونان ..ولو فيني بعد مو بس اصير اهو..
حتى ساندي بل..
مريم :اوب اوب. .ههههههههههههههههههه خالتي الله بالستر البنت بتفظحج..
مناير :ل والله هالشي يفضحج؟؟ من امتى؟؟
ام جراح :ما يفضح ما يفضح بس خلص فكيـنا..
مناير وهي تمزح :اخر مرة اتيين بيتنا سامعة؟
مريم وهي تمثل بالصدمة ..:شنو؟؟ انا مناير؟؟ ليش ..انا شسويت فيج ..تدري اني موت احبك؟
مناير وهي تتظاهر بالغرور :بس خلص مابيج ماحبج ول يهمني جان تحبيني ول لء..
مريم وهي تسكر الباب وتشغل السيـارة :والله تدرين عاد ..عندج بدل الطوف الف ..ودقي راسج باللي
تبين ..يالله خالتي انا بروح قبل ل تشك فيني امي..
ام جراح بابتسامة :في امان الله يمة وحفظه ..ول تخبطين بالشارع هاليام خطر هالسواقة..
مريم ويه تصحح :خالتي سياقة ..مب سواقة ..وول يهمج ..انا الحمد لله مراعية..
مناير وهي تحط راسها عند باب رنج مسـاعد :حطي عينج بعيني..
مريم وهي تغمـز :بس عالهاي واي ماجوف
مناير :ههههههههههههههههههههه هذي هي تربيـتي..
وتحركت مريم عنهم وهي تحتفظ بالبتسامة من بعد الضحكة ..صج انها ضحكت ..لكن عشان تهدي قلبـها
اللي كان يدق مثل الطبل من شافت جراح لحتى هاللحظة ..محتفظة بصورته بعيونها ..ما احلاه ..بعدها عيونه
سودا ..وبعدها رموشه كثيفه ..وبعده ويهه محتفظ بجمال الطفولة مثل قبـل ..كان يختلف جراح عنها في
الشكل اشد الختلف ..اهو بشرته فاتحة وشوي بيضة لكن اهي سمـرا بحمرة الخدود ..عيونه سودا ولكن
كبيـرة ..وهي مايلة للخضرار واهدابها خفيفة..
طول عمرها حست بالتناقض بينها وبين جراح ..ويمكن هذا الشي اللي خلها تتقرب منه اكثـر شي ..تذكر اول
ايام مراهقتها ..يوم كانت تمضي اللحظات وهي تدقق في ملمحه وقت ما كانو يلعبون في ساحة بيتهم ..اهو
ولؤي ..او اوقات ما كانو يغسلون السيارات ..او يتلعبون ويا بعض ..او حتى لمن تتلقى وياه في بيـتهم..
الذكريات كانت حلوة وجميلـة وتمر على القلب مثـل الهمس البارد على الذن ..ولكن بنفس الوقت توقظ
وحوش الحزن في النفس والمستحيـل اللي انصف بيناتهم..
توقف قلب مريـم من شدة الخوف اللي ياها من انطرى اسم مسـاعد..
سكرت عن نورة وهي فرحانه بالحيـل ..مسـاعد وعى للدنيا ..مساعد تحرك اليوم؟؟ وين كانت اهي عشان
انه تحرك..شلي حركك بعد ثمانية شهور يا مسـاعد ..وفاتن وينها ..وينها فاتن اللي بتدري عنك وتفرح لك..
وينها فاتن؟؟ وانا اللي كنت متوقعة انها اهي اللي راح توقظك..
توها فاتن داخلة الملحق اللي بدت تسكن فيـه من اول ما وصلت اميـركا باحزانها واهاتها ودمعتها اللي ما
خفت بلحظة ..وكانت من الثر انها سحقت كل جمال منها ..لكنها ظلت فاتن ..بويهها الصافي المريح. ..
وهالملحق كان تابع لبيت هيـام ..استأجرته ببلش من عندهم لنهم مارضوا انها تكون ضيفة ولكن وحدة من
الهل والحباب ..واهي قبلت هالمحبة وهالعائلة من بعد ما فقدت عائلتين ..ولكن كل هذا كان برضاها..
رمت باغراضها وهي تحس بالتعب الكبيـر ..ظلت في الجامعة اكثر من الوقت المطلوب يمكن باربع ساعات
ولكن ما تمللت ..كانت مالية وقتها بالكتب والمكتبة الثرية اللي تعرفت عليها بالجامعة تقرى في مختلف
الكتب ..الجتماعية النفسية العلمية والمعلوماتيـة..
راحت عند المطبخ وهي تطلع لها شي تاكله ..من زود ما تنسى انها يوعانه فقدت الوزن اللي كان يعطيـها
التورد بويهها ..صارت في حالة اشبه بالذبلن وهي في ربيع العمر ..ما تدري اهي نفسها ان جان اللي تسويه
نابع من قلبها ول شي ل ارادي ..لنها تبي تنهي هالمظهر اللي يحمل في قلبها وطيات عمرها الكثير من
الجراح ..واعظم هالجراحات اهي ..مسـاعد..
شلون قضت فاتن حياتها هالقصيـرة في ثمانية شهور؟؟ ما تدري شلون ..مضت اول اسبوع من وجودها بحالة
مرضية شديدة ولكن جذبت على روحها يوم قالت عنها بسبب الجوو المتغيـر ..كانت حالتها النفسية والرعشة
التوترية اللي رافقتها بطول السـفرة ..واللي ما طلعت منها ال بالمرضة القوية ..ولكن من بعدها ..وبعد كلم
طويل ويا هيـام وزياد اللي ما خلوها دقيقة وحدة بروحها ..قدرت فاتن انها تفضي اللي فيها بدموع من اسيد
ذوبت اللي فيها قبل اي شي ثاني ..مثل معاناة مسـاعد بالمستشفى واهو فاقد الوعي لمدة ثمانية شهور..
قضتها فاتن بمعاناة مضاعفة ..فقد الهل والحباب والصحاب واصواتهم والجازات اللي طافت عليها من غير
ما تنزل لهم البحرين وتلقيهم تركت فيه الثر العظيم ..يمكن كلهم كانو في جهة ومساعد اللي ما تحرك
صوبها ثمانية اشهر في جهة ثانية ..حست ان هذي هي نهاية حبهم ..وان مسـاعد ما تحمل عصيانها لوامره
وهزت يمكن عنفوان رجولته بسفرها المباغت عنه ..وعاقبها بهالطريقة..
حللتها على اكثر من شي ..يمكن لقى له الحب الحقيقي الي يدوره ..او يمكن فضل عالية عليها وهي الميتة.
طبعا محد بيترك ذكرى حب مثل هذاك اللي ما كان يخليه يطالع بنت ثانية بمجرد النظر ..بيترك هالحب ويحبها
اهي؟؟؟ البنت اللي يابت له مختلف النواع من الصداع واللم والقهر ..وفوق كل هذا التعب وضياع الوقت..
او يمكن وعى انها بنت ما تستاهل التعب ..لنها اتخذت قرار من غير مشورته ..وهو رجولته مطبقة فوق كل
شي ..وتملكه فوق اي شي ثاني ..واهي العنيدة اللي ما تقبل منه هالتملك ..وهو الستفزازي اللي يناهض
عقليتها الصغيـرة..
في طلعة بينها وبين هيـام دار بينهم كلم ..منه حاولت هيام انها تلقي حل لمشكلة فاتن ..ومنه فاتن اعترفت
انها خلص ما تبي مسـاعد وكان هذا بعد ستة اشهر من تواجدها ببوسطن..
هيـام وهي تحمل اليسكريم لها بالبارك واختينها الصغيرتين وياها...
سكتت فاتن وهي ترسم ابتسامة على ويهها ..وخاتم خطوبة هيـام يلمع بصبعها اليمين مثل الشارة لعيون
الناس ..كان مرصع بماستين على جنب وفوق وتحت فصيـن من السافير الزرق ..ذوق زياد كان غريب لكنه
اعجب هيـام لمجرد كون زياد اللي مختاره ..وما حاولت فاتن انها تبدي رايها عليـها..
انتبهت فاتن لليسكريم ودليل على الصدمة رمته من يدها وهي تنفض اليـسكريم من يدهـا..
راحت فاتن وهي تحمل تنورتها الوسيعة الحليبية وتمشـي عند اللولب اللي اشارت عليـه هيـام ..وبدربها لهناك
لقت ريـال يمشي وظهره العريض يتمايل وراه ..وفوق كل هذا يده تروح لجدام وورى ..مثل مشيـة مسـاعد..
وقفت وهي حاطة يدها المتلوثة على صدرها من الفرحـة المتخبية بالويه المنهلع ..وتمت واقفة مكانها واهي
تنتظر هالريـال يستدير ..وتمنت عليه انه يستـدير ..ويوم استدار كان لف راسـه الى بنت صغيـرة تسحب
بانطلونه ..وكان شكله اهو خيبة المـل الكبيـرةاللي صفعت فاتن بحرارة ..لدرجة انها تراجعت خطوة
للخلف. .
ياتها هيام اللي كانت تراقبها عن بعد ولقتها بحالة ل تحسد عليها ..وبخوف كبيـر هزتها بخفة..
ومن غير انتظار لردة فعل هيـام حملت روحها فاتن وهي تحمل الجنطة من على الكرسي وتتحرك بعيد عن
البارك ..تمت تمشي وهي شادة الجنطة عند حظنها ..وهي تهز راسها عن الدمع الخائن بعيونها ..ولكن ما
اجبن هالعين اللي ذرفت دمع حـار مسحته بيدها لمن وصلت الى البيـت ..ماتدري جم اخذ من الوقت هالمشي
السريع ..اللي ما كانت تدرك بنفسها..
وبوقت متأخر بهذاك اليوم اجتمع بها كل من زيـاد وهيـام وكلموها بهالموضوع..
زيـاد :فاتن ..اذا انتي كنتي متعذبة بهالسبب انهي عذابج وارجعي من محل ما ييتي..
فاتن اللي ما كانت مهتمة لي كلمة يقولونها واقفة بنص المطبخ تنتظر البريق يحتر عشان الكوفي اللي
تسويها..
زياد يناظر هيـام ومن بعدها يناظر فاتن :شقـلتي
رفعت عيونها فاتن بهدوء وبملل .. :بشنو؟
زياد وهو يفتر بزفرة وهيـام اللي تكلمت :فاتن تعالي هني شوي..
هزت راسها فاتن وهي متظايقة ..وراحت بطواعية ويلست على الكرسي اللي يم كرسي هيـام ..وهي تحط
التكية بحظنها وتعصر قلب متألم :..خيـر؟
هيـام وهي ماسكة يد زياد ..:فاتن ..احنا ما نبي لج ال الخيـر ..واحنا مو راضيـين بالحالة اللي انتي واصلـة
لها ..انتي تشوفين نفسج؟
فاتن بسخرية :كل يوم بالمنظرة ..ليش؟؟
زيـاد :فاتن احنا مو قاعدين نتغشمر
فاتن بسرعة :ول انا قاعدة اتغشمـر ..زياد هيـام ..أرجوكم ..اذا انا مشكلة عبء عليكم فقولولي عشان اطلع
من المكان اللي انتو فيـه ..وال انا مو فاضيـة لمثل هالحوارات اللي مالها اي بداية او نهاية ..خلص ..انا
تاكدت من اللي ابيه ومن اللي ما ابيه ومسـاعد) ..انقطع نفسـها يوم ذكرت اسم مسـاعد وبصوت هادئ
كملت( مساعـد شي انا ما ابيـه
هيـام :بس فاتن انتي حالتج قاعدة تثبت العكس ..شتقولين عن هالموضوع؟؟
فاتن وهي تبلع ريج مـر تمنت لو انه كان سـم وتنتهي حيـاتها به ...:..ما اقول شي ...ول ابي اقول شي..
تكفـون) ..برجاء بليغ( انا ما ييت هني ال عشان افتك من اللي يصير لي هنـاك ..ل تحسسوني ان مالي مكان
معاكم ..ترى انا ما بقعد ول لحظة في هالبيت لو ما تبووني ..ارض الله واسعة واذا عندي السيولة بقدر اضم
نفسي محل اللي ابيـه
زيـاد يناظر هيام باسف ويرد لفاتن بابتسامة :فاتن ..احنا ما نبي ال راحتج ..وصدقيني ..من هالنقطة احنا ما
راح نناقشج بشي يختص فيج ال اذا انتي كنتي المتكلمة...
فاتن وهي تبتسم ببرود :وصدقني ما راح اتكلم بشي يخصـني ..لن ماكو شي يخصـني يهمني ..كل شي
تركته وانتهيت منه..
هيـام بنظرة مشككة :متـاكدة...
سكتت فاتن لنها اكبر جذابة ..تدري انها ما انتهت..بالعكس ..ابتدت بهالمور اللي تركتها ..ابتدت فيها حيـاة
يديدة وشخصيـة يديدة ..ولكن طابع الجرح ما زال قديـم ..ما حبت انها تتكلم في هالموضوع اكثر ليش؟؟ لنها
كل ما تتكلم فيه تزيد حماسيتها انها ترد لوطنها وتلم شتات عواطفها اللي رمتها على عتبة بيتهم ..وبثلث
صفحات هشمت فيها اللي ما يتهشم ..بالونة الخيـرة من الشهور اللي طافت تمت تفكر بجدية ..بعلقة
مسـاعد مع عالية وتحاول انها تلتقط خيـوط من هالعلقة يوم كانت اهي حاظرة بيناتهم ..كانت سرية عمتها
عالية غير معقولة ..ول بغت فاتن تعرف شي عنها ..تخبرها اياها بالغاز غريبة وعجيبة ..ساعات فاتن اهي
نفسـها تمل وما تحط بالها وتبتعد عشان تلعب ويا مريم ..بس تذكر عمتها عالية مرة وحدة ..كانت طالعة
بالليل ..الساعة ثنتين تقريبا ..وردت بنفس الوقت بروحها وعلى راسها شال اسود طويل يلف قدها كله ..ويوم
وقفت لها فاتن بنص الدرب لغرفتها قالت لها انها راحت تدور على الناس وتتمنى لهم ليلـة طيبـة ..فاتن كانت
صغيـرة بهالمناسبة ..لكن انحفرت في قلبها مثل الخشب..
يعقـل؟؟ ان هالزيارة كانت لمسـاعد؟؟ وحتى لو كانت بهذاك الوقت ..تحس فاتن انها محاطة بهالة من الحب
والطهارة وفوق كل هذا ..نقاوة الخلص البدي..
ناظرت نفسها في المنظرة ..وهي تراقب خطوط ويهها ..وملمحها ..الحين بدت تتوضح عندها كل نظرات
ابوها من بداية نضجها لحتى مماته ..شلون كان يغيب في ملمحها ويتذكر عاليـة ..ما صدقت بحياتها شلون انها
تقدر تكون نسخة اشبه بالمطابة لويه عاليـة ..شلون محد لحظ ..يمكن لهالسبب صورها كانت مغبية عن
الكل ..وما كنا نشوفها ال من خلل الصور اللي تحتفظ بها فاتن لنفسها ..ولنها كانت تظن انها مختلفة تمام
الختلف عن عمتها ظنت انها حتى بالشكل ..لكن هذا الشكل كان الحافز لمسـاعد انه يتقرب منها ..يمكن
حباها لنفسـها ..لكن راح تظل الذكرى بينه وبين وحدة ميـتة...
ما تحملت فاتن اكثر ..وحملت المزهرية ورمتها على المنظرة ..وتهشمت الى قطع صغيـرة وكبيـرة ..مثل ما
تهشمت المرآة اللي في قلب فاتن وتحطمت الى قطع على الرض..
وظلت طول هالثمانية اشهر ترهق نفسها بالدراسة وتبعد نفسها عن المشاغل في الديرة ..والكتب صارت
هواية جديدة تحب فاتن انها تغمس نفسها بها ..وصار مظهرها معتاد ..الجينز والتريننغ الرياضي ..او ساعت
تكشخ وتلبس شي من الملبس النيقةا للي عندها ..واللي ترفضها في بعض الحيـان لنها تنسى نفسها
وتحس انها عادت للوقت من ورى..
انتبهت الى جرس الساعة اللي رن بقوة وهز الصمت بالمكان ..تلفتت براسها يمين ويسـار ..وعرفت ان
النهار تحول الى ليـل ..وصار لزم مثل كل يوم ثلثاء بهالموعد ..انها تتصل في بيـتهم ..وتستعلم عن احوالهم
القليل وتخبرهم عن احوالهم القليل ..جراح زعلن منها وما يكلمها من فترة ..او يتحاشى اتصالتها ..وامها
اللي قلبها منصب عليهاو تعرف اي تمر باي نوع من الزعل النفسي على فاتن لكنها ما تقدر تتراجع خطوة
وحدة ..قبل ما احد يتجدم لها بخطوة .او انهم يخبرونها انها خلص صارت من طي ما مضى ..وهذا يمكن اللي
تبيه اكثـر شي..
توها بتمد يدها عشـان تشيل السماعة وتتصل بأهلها ال جرس الملحق اللي هي فيـه يرن ..وابتسمت ..هذي
اكيد ام هيـام اللي حاملة وياها الكل وكان فاتن محتاجة لكثر من الكل اللي ما يغرد ببطنها ..وتحاملت على
نفسـها وفتحت الباب ال بالفراشتين يطلووون من الباب قبل امهم ويطيرون داخل الصالة وفاتن تناظرهم
بفرحة..
وسحبوو الثنتين يدين فاتن الى الكراسي والصينية حملتها ام هيـام وهي تضحك على بنتييينها الصغيرتين الي
يكونون سبب الفرحة الحقيقية بعيون فاتن اللمعة ..تمتلك الكثيـر من اللم في قلبـها ..قالت ام هيام في
قلبها ..هالبنت المها واضحة للعيان مثل ما يوضح هلل العيـد بعيون المعيـدين ..سيمائهم علىوجوههم..
وهالبنت ما تحاول تخفي اي شي على الرغم من سكوتها ..لكن مثل ما يقول محمد عبده ..الحب علمها
السكوت ..وعلمه الكلاام ..بس محد يدري ..شفاة من المغلقة ..وعين من الدامعة ..وفاتن قصة حبـها يمكن
تكون اعمق من ما يتصورها احد..
وقبل ل تروح ام هيـام عن فاتن بعد قعدة ساعة والبنتين في نص سوالفهم طاحوو بحكم سلطان النوم .في
حظن فاتن ..وقفت لها وابتسمت في ويهها..
ام هيـام ..:يا فاتن ..العقل ..يقدر يسوي اي شي ..ويقدر يفكر باي شي ..ولكن) ..حطت يدها على قلب
فاتن( هذا راعي الفعال ..يصبر الى الحد اللي يقدر عليه ..ولكن ل بغى ينفجر .يحدث اكبر بركاااان واكبر
فوضى..
فاتن وهي تبعد عيون دامعة من كلم ام هيـام :..خالتي ...ماابي اتكلم..
ام هيام وهي تمسح على ويه فاتن :وانا ما بغيتج تتكلمين ..ريحي بالج يا فاتن ..وخلي قلبج يفكر ..صدقيني..
في الحب ..والحرب ..ما يفكر ال شي واحد ..القلب ..ل تخليهم يقصون عليج ..اللي يفكر بعقله انسان ما
يحب طعم الحب ول بيعرف طعم الحب .الحب ما كان المفروض عليه انه يكون سعيد وجميل ولذيذ ..وال ما
كان في حب ..الحب انرسم من اثنين ..الدم ..والدمع ..امتزجوا وكونو احلى خليـط ..تبلعينه بمرارة ..لكن
تخلي العنف في صدرج وانتي تتضرجين بدمه؟؟؟ احساس جميل..
سكتت وهي تراقب الدمع الخائن من عيـون فاتن وما حبت انها تواصل بالكلم اكثـر ..وطلعت من الملحق..
تاركة وراها فاتن بقلب ملتهب ..ولسانها اللي واقف على طرفه اسمه ..وما تقدر تلفظه ول تقوله ..تخاف انها
تؤذي نفسـها او ترد نفسـها الى عالـم اهي بغنى عنه ..ولكن هالعالم بعد يمتلك اسمى واغلى ممتلكاتها..
اهلها ..واصحابها ..وفوق كل شي ..ذكرياتها معاهم ..ما تقدر تتخلى عن هذا وعن هذاك بسبب شخص واحد..
اصح ..الحب ما كان المفروض عليه انه يكون حلو ..الحب عذاب ..ل ننسى اللف ..عشان المعنى ل يختلف...
اااااه عليج يا مريم ..ليتني القاج الحين وارمي عليج بهمومي..
فاتن بتفكير مسموع :لكن مادري انتي شتفكرين عني الحين يا مريم ..مادري.؟
----------------------------------------------
في فجــر اليوم التـالي ..وقفت سيـارة عن بعـد شـــارع من بيـت النهيــدي ..في جو متليم على بعضـه وين
ما الرطوبة تتحكم بالجـواء وويــن ما الهـدوء يعـم الطراف ال من حنحنه المكيــفات الهوائية ..الملطفة
للجواء ..تحركت القلـوب بصمـــت ثقيــل وبنفـــس حزيــنة ولكن الروح صــابرة..
نزل مشــعل من التاكسي وهو يحمل جنطته الصغيــرة ..تم يمشـي على طول الشـارع بهدوء وهو يناظر
البيــوت ..مرت فتــرة ..ســته شهور من طلع من البحـرين الى السـعوديـة للدراســة او يمكـن الهروب..
عرف باللي صار لمسـاعد لكنه ما قدر يعـرف التفاصيـل لنه قطع كل العلقات او المكانيات انه يوصـل لهم..
وفضل الهروب على القعدة مكـانه ..وحتى وجوده اليوم ما كان بطواعيته ..كانت هناك اغلط تركها وراحت..
خلفتها العيوب الشخصيـة في هالحي وبين هالناس الطيبـة ..والغلط يصير لكن لزم مايستـمر ..اهو لزم
يعوض عن اللي خسـره بكل هالناس ..واولهم فاتـن ..واهل فاتـن ..ويمكن فاتن ما تكون مهمة بقـدر ...
منـاير..
منايــر ..في ظرف هالثمانية شهور قدرت انها تغيـر فيه كل شي ..مو بمعنى عاطفي او رومانسي بمعنى
انسـاني اكثـر ..كيف ان بنت صغيـرة تقدر تكون انسـانة فاهمة وعاقلة ..واهو اللي كان يظـن انه كبيـر ما كان
يعـرف شي..
العمـر ماله فرق ..والنتقام يمكن ما كان موجـود ..ولكن استرداد الذات اهو اللي حدد مصيـره في ذيج
الفتـرة ..ولكن قضاء الله وقدره دايما يكون على غيـر اعتقاد النسـان ..الواحد يظن انه خلص ..ما راح يتنازل
او يتقاعص لحظـة لكن ..في خضم اللحظات يلقى ضميـره يرسل رسالة ضعف او توسل لجسـد لنسان يحثه
على لتوقف..
منــاير ..مع انج كنتي منـاير ال ان نور واحد منج كــفى ..ماهو حب ول هو جنون ..ال ان العفـة اللي فيج
قدرت انها تبعدني بشيطانيتي عن اختج..
في نفـس الوقت كانت مناير ويا سمـاهر قاعدين عند البـاب الرئيسي للبيت يناقشـون اخر المستـجدات مثل
كل مرة بهالوقت من الليل ..ويخترعون اشياء من الخيـال ويتمنونها لو انها تصيـر ..على القل قصة معاناة
حقيقية راح تكون متواجدة بحياتهم..
مناير وهي مسندة راسها والحجاب ملتف عليها باحكام :تهقين سمور ..فاتن بترد بيوم..
سمـاهر وهي تاكل من الصبار اللي بيدها :والله مادري ..اهي ادرى بمصلحتها ..بس تدرين ..صباركم وايد حلو
مناير تبتسم :هذي امي كل يوم تقطف شوي ..تصدقين ..ابوي كان خاطره اننا نزرع صبار هندي ..لكن حط لنا
نخله بدالها..
سماهر بنظرة حلوة :الرطب حلو احبه ..ههههههههههههههه
مناير وهي تكابد ابتسامة وتتنهد بعمق :خاطري بس ...لو ابوي يرد الدنيا ...دقيقة وحدة ..جان كل شي
يتعدل..
سماهر وهي تتقرب من مناير بابتسامة وتمسك جتفها :منور ..خليني اقول لج قصـة..
مناير باندهاش :..شفيــج على القصص ..عدووج اهل القصص..
سمـاهر وهي تتأفاف :اوووووووف خليني عاد اقول لج القصة ..وبعدين ..انا انسانة محد يأثر علي ..كل شي
ايي بنفسـه..
مناير وهي تصمها بالخمس على ويهـها :مالت عاد ..قولي قصتج خليني اسمعها..
سماهر وهي متحمسه تضم رجلينها الى صدرها وتبدى :بقول لج ..هذا واحد ..انزين
مناير تستبق الحداث :اووووووووف عرفت القصة..
سماهر باندهاش :شدراج بالقصة؟؟ اصل انتي سمعتيها
مناير :ما يحتاج اسمعها عشان اعرفها ..خلص ل تعيدين ول تزيدين
سماهر تضرب مناير على جتفها :عنبووو هالويه اللي عليج ..ما تخليني حتى ابث لج شوية من مشـاعري
مناير وهي منصدمة ..:تبثين؟؟ شفيج انتي ..وايد تطالعين برامج ثقافية..
سماهر الي زعلت ووقفت :لكن مو منج ..مني انا ..يالله تصبحين على خيـر
تطلع سماهر من الباب وتتصنم وهي واقفة من الشخص اللي جدامها ومناير وراها تضحك بخفة روح ول على
بالها ادنى فكرة من اللي جدامها ..
التفتت مناير للشخص الي كان واقف بنصـ الشارع وهي مسـتغربة ..مصعوقة بالحرى ..ثمانية شهور ..ثمانية
شهور ..واسبوعين ..وثلثة ايام طافو من اخر مرة شافته فيهـا ..من سفر فاتن للحيـن ..وين راح بطول
هاليـام ..وشهالليل الرطب الي يابه ..مثل المرهم على الجروح..
بروح الجيـرة اللي فيـه حب انه يسـلم عليـهم مع انهم بنـات ..بس كانو اشبـه بالقرباء على الغربـاء..
سمـاهر اضطربت وناظرت مناير عشان تعطيها جواب ..اللي تعرفه سماهر ان جراح راقد ..وما يقدرون
يوعونه لنه عليه قعدة من الصبــح..
منـاير بصوت مقارب للهمس :جراح راقد ..وما يحب احد يوقظه ...لنه يقعد من الصبـح.
مشـعل وهو يلتفت بسـرعة ويعطيهم ظهره :مع السـلمة..
وهم يناظرونه يختفي بسرعة مثل الضباب ..ردو التحية ..وحدة بصدمة ..والثانية بشعور اشبه بالفقد من جديد:
مع الف سلمة..
اختفى مشعل من زمان وتسكرت البواب من وراه ..وبعدها مناير واقفة ويا سماهر والصدمة ماليتهم ..ما
تنكر مناير انها حست بالمتلء من يديد ..لكن في شي غريب خلها تحس بالندم والكراه لوجود مشـعل من
يديد في حياتها ...يمكن ..بسبب معرفتها بحبه الكبيـر لختها ..؟؟؟
سماهر وهي تودع مناير :يالله انا بروح ..الوقت تاخر واخاف بدر يدور علي الحين ..وتعرفين مو مثل قبل..
مناير وهي عاقدة حواجبها وتناظر بالفراغ ويدها معقودة عند بطنها والثانية عند حلجها :سمور ..شكانت
قصتج؟؟
سماهر باستغراب :ليش؟
مناير :قوليلي اياها...
سمـاهر وهي تبتسـم ..:كان في واحد) ...تستند على جتف مناير( طيب وحليو ..لكن المشاكل راكبه راسه..
في يوم من اليام ..التقى ببمصدر نور بحياته ..كانت بنت ..ول كل البنات ..فيها الزين والشين ..وفوق كل هذا
اللسان) ..تبتسم مناير بحزن عميـق( بس تدرين شلون؟؟
مناير وهي تناظر سماهر ..:شلون
سماهر وهي تتقرب منها :ما عليج من كل اللي يصير ..مناير ..الحب ماهو من ثوبنا .:.ول احنا قده ..كفاية
اللي نشوفهم كل يوم متعذبين على شان الحب ..خلينا ..نلقي مصيـرنا من غير الحب ..جوفي من اي
داعوس او اي زرنوق بيينا ..ل نلحقه ..لنه يكسر شوكتنا ..خليه اهو اللي يلحقنا ...شرايج؟
مناير وهي تتنهد :رايي ...رايي انج محتاجة نوووووووووو
سماهر وهي تتصنع التثاوب :اوووه صج اني تعبانة يالله قوو نايت..
مناير :هههههههه قود نايت..
سماهر :اللي هو...
كل وحدة ودعت الثانية وهي عارفة ان الحب ..ملحق ل يلحق ..اهم محتاجين لوجوده بحياتهم ..ماهو حاجة
ضرورية ..بس لسبب معيـن ..بدى في بال مناير ان سبب تعاستها اهو غياب مشـعل ..ولكن ..سبب امتناعها
عن التفكير بهالتعاسة اهو المدى اللي وصل له مشعل وفاتن ومساعد وجراح ومريم ..وحتى سمـاهر اللي
تكابد في اخفاء مشاعرها الطفولية لجراح ..كل هذا شي مكتـوب في القدر ..وكل هذا مطلوب في الحياة..
حياة بعض الناس يمكن ..لكن سبب حصوله كله يرجع الى الله ..ومثل ما هو شبكنا ..بقدرته الواسعة ..راح
يخلصنا..
الفصل الثاني
-----------------
الصحوة البسيـطة اللي مر فيها مسـاعد كانت مثل اجراس العيد ومصابيح فرح كبيـر في قلب عايلته ..لكن
رجوعه للنوم ترك علمة سؤال كبيـرة في نفـوسهم ..جمعتهم كلهم في الدعاء عشان يقوم من يديد ..بعضهم
خاب امله وبعضهم ما زال قلبه يشتعل بهالنووور وهالمل ..لكن مريـم كانت متوترة ومنزعجة من اللي يصير
ويا اخوها ..اهي تدري مفتاح صـحوته راح يـكون في وجود فاتن لكن مشكلتين تواجهها ..امها اللي مصـممة
انها تفض عقد الزواج بين مساعد وفاتن والمشكلة الثانية اهو اختفاء فاتن ..ولكن نرجع للمشكلة الولى لنها
اهي المسبب الول للعديد من النزاعات في البيت وانقسامه الى احزاب ..ومنها حزب الم وحزب مريم..
العلقة تهشمت كليا بين الثنتين في ظرف اسبوع ..واللي يوقف مع مريم مرده لمه ال بو مساعد اللي
مصمم على وقوفه ويا بنته اللي مصممة على بقاء عقد الزواج بين الثنين لمن اهم يفكرون بفضه
ام مساعد وصوتها يرن بالبيت من عظم قهرها :شوفي مريم ..الزواج هذا بينفض يعني بينفض ..انا وليه امر
اخووج وانا ادرى بمصلحته ..من البداية ما كانت راضية على هالياهل ..والحين ول احد بيهز رايي..
مريم وهي تهز ريلها بعصبية وهي تحاول تهدأ نفسها :يمة ..انتي تتكلمين وكان مساعد ما بيقوم في يوم
وبيعصف المكان على راسنا لو درى اننا في يوم تحكمنا في شي بحياته ..خليه مثل ما اهو
ام مسـاعد :مثل ماهو ؟ ل والله ..هالشي ل بقى جمر يشعل في قلبي ..ل انتي ول ابوج بتوقفوني ..علبالكم
مرتاحة لشوفه ولدي كل يوم بهالحالة ..قبل اسبوع بس ريح فوادي وفج عيونه ورد سكـرها .هالشي خلني
احس ان لزم اسوي شي عشان ولدي ..وهالشي اهو فض زواجه من هالبنت ..ما يبيها ..انا ادرى بولدي..
بتعلميني في ولدي
مريم وهي تحس بسخف امها ولكن تحاول انها تتماسك اكثر من جذي :يمة ..حتى لو انتي كنتي تبين جذي..
انتي مو ولية امر مسـاعد .ولي المر اهو ابوي..
ام مساعد وهي تمسك منطقة قلبها ..:تتحديني يا مريم ..انا امج يالميهودة وتتحديني عشان وحدة ل صارت
ول استوت ..وينها ارفيجتج هذي ما تعلميني ..شاللي يانا منها غير المشاكل وعوار الراس..
مريم وهي تمسك راسها من شدة اللم ولن الموضوع والكلم يوميا يتكرر على نفس المحور وهذا الشي
زهقها :يممة بسنا ..كل يوم نعيد ونزيد في هالموضوع ..انا ما سوي اللي اسويه عشان فاتن مع انها عزيزة
على قلبي ..لكن اخوي اعز ..يمة انتي ما شفتيه لكن انا بلى ..مساعد يحب فاتن اكثر من هالدنيا كلها ولو
شنو سوت له
ام مساعد بصوت عالي يهز المكان :دوشتووونا بهالحب والله ما يسوى علينا ..حب وحب وحب؟ .يابوج مافي
حب بهالدنيا ..سمعي كلمي وانا امج ..ول حب بهالدنيا يتبارك لو ام او ابوو مو راضيين على هالحب ..انا امج
وماني راضية على اخوج وعلى اللي سواه
مريم وهي منصدمة :يمة مسـاعد ب عده على هالدنيا
ام مساعد والدمعة تسكب من عينها :بعده على الدنيا لكن بشنو؟؟؟؟؟ عين مسـكرة ومخ ما يدري شصير
حواليه ...بهالدنيا بشنو يا حسرة قلبي ..ل ريل يشد طوله عليها ول . ..ااااه يا قلبي ااااه يا حسرة عمري..
اتحسر على ولدي وولدي بعده على الدنيا...
قعدت ام مسـاعد وهي تنزف من الدمع الغالي على ولدها العزيـز ومريم انتهزتها فرصة انها تفر بدمعها
ونفورها وكل ما فيها بعيـد عن هالمكان ..ركبت السيارة وهي تحمل الغراض والشيلة شوي وتطيح من على
راسها ..اول ما دخلت السيارة وسكرت الباب وراها قعدة لدقايق مع نفسها وهي تسترجع نفسـها بصعوبه..
لكن سرعان ما اهتزت اوداجها بموجة صياح يديدة ..كلمة من كلمات امها مزقت حشاها ..تذكر امها اكثر
الشياء حساسيه وجلبا للحزان في قلب الواحد ..تولد الشجن في قلب الشخص ..مـساعد ماعنده ريل ول
قدم ..معوق لمدى الحيـاة ..مع ان الريل الصطناعية اللي اتفقوا عليها زاهبة وعلى قياس طوله الحقيقي ..ال
ان مجرد الفكرة ان العملق مساعد صار انسان معاق..
مريم وهي تمسح دمعة ساخنة من على ويها :استغفر الله ربي العظيم ..الحمد لله رب العالمين ..الحمد لله
انه على هالدنيا ..نتحسر عليه وهو بعده على هالدنيا؟؟ اعوذ بالله من غضب الله..
ساقت السيارة وهي تمسح دمعها اللي كل دقيقة يهمل بصمت ..توقفت عند محل يبيع ورد وزهر ..وخذت
باقة حلوة تتخالط بين اللونين البيض والصفر ..وخذتها معاها لخوها ..يمكن الورد اليوم يساعد في حصول
معجزة..
دخلت المستشفى من غير اي تحية مثل قبل ..وسارعت لغرفة اخوها تسال عنه ..من البارحة المغرب للحين
ما تعرف عنه اي شي ..دخلت المصعد وطلعت منه وفي قلبه حفوز غريب من نوعه ..يمكن راجع للمواجهة
ويا امها ..لكن يالله شي متعودة اهي عليه وما راح يضيق خلقها وايد ..صح اللي تقوله امها لكن محد له الحق
انه يتدخل او يتحكم في قرارات شخص ..وخصوصا لو كان غائب عن الحيـاة في الفترة الحالية..
دخلت الغرفة وهي تبتسم في ويهه ..وتخيلت للحظه انه راح يكون مفتح عيونه ويبتسم في ويهها بالمقابل..
لكنه كان نايم وعيونه متمددة على طول المنطقة ..وويهه ابيض ..يمكن بسبب اللحية اللي نامية له..
عطته ظهرها وهي تاخذ المزهرية وتاخذها الى الحمام عشان تمليها ماي وتحط الورد ..طالعت روحها لدقيقة
في منظرة الحمام وابتسمت ..شكلها يرعب اللي ما ينرعب ..وطلعت من الحمام وهي تحمل المزهرية..
والباب يندق..
وهي ماسكة المزهرية حاولت انها تفتح الباب ..ويوم فتحته كان لؤي عند الباب ..ومعاه شخص ثاني..
كان لؤي داخل الغرفة ومريم واقفة وياه على الباب تحاول انها تخفي ارتباكها وفرحتها بوجود جراح..
توها بتلتفت مريم وتطلع من الغرفة ال شي يتحرك ويجمد كل اوصالها ..وفي نفس اللحظة يدخل جراح
ومعاه لؤي ..لكنهم وقفوا عند الباب يوم لحظوا تصنم مريم..
لكن مريم كانت عيونها متركزة على جفون مسـاعد اللي ترتجف ..وكانها تطالب بالنفتاح ..وتنشد النور انه
يتخللها ..وتمت مريم واقفة وهي تماسك قلب يرتجف بالدعاء ..وبكل ثانية محسوبة في هالوقت ...ترتجف
الجفون اكثر ..ومن الجفت ..الى تحرك بالراس ..ومن تحرك بالراس ..الى ضرب خفيف من النامل على
شراشف السرير ..تعقدت حواجبه لفترة بسيطة ولكنه بسطها من جديد ..ولكن ظلت جفونه ترتجف عشان
انها تنفتح ..ولؤي وجراح اللي نسووو المكان اللي هم فيه للحظة وبهدوء راحو لعند السرير وهم مو
مصدقين..
وكاهي الحقيقة تسطع من سواد عينه ..واخيـرا ..تفتحت البواب واستقبلت الساحات الجماهيـر الغفيـرة..
ولكنها مردها رمشت من صدمة النور اللي كان مخفي طول هالفتـرة..
مريم سكرت ثمها من شدة الفرحة وهي تذرف دمعه ساخنة ولؤي يلمها ..وجراح الثاني اللي فرح من قلب
على هالشي كابد دمع وانحنى لمسـاعد..
فتح مسـاعد عيونه بكل هدوء من يديد وهو يناظر اللي حواليه ..كل شي كان ظبابي ..ويمكن غريب او غير
مألوف ..ولكنه يوم لقى جراح في ويهه ..ابتسم في ويهه لسبب غير معروف ..يمكن انه شاف ويه فاتن
عنده ..التفت لقى مريم اللي ما غاب حسها ابدا عن باله طول هالفتـرة ..واهداها شي يمكن كانت ما تطلبه
طول هالثمانية شهور ..ابتسامة نقيـة وصافية مشوبه بالتعب والذهان..
مريم وهي تشد على يد لؤي :روح ناد الدكتور ..خله يطمنا ..خله يشوف..
لؤي وهو مرتبك :..ان شاء الله..
راح لؤي وتبعه جراح من محل ما يا ..والتفت اخيـرا الى مريم لقاها تتجرى وتمسك يد اخوها وتقول له شي
يقطع القلب..
ابتسم مساعد وكانه يبي يضحـك ..وتمت مريم تناظر في ويهه وهي تراقب صحوته تشتد اكثر واكثـر ..وما
قدرت ال انها تستبرق نظرها بالدمع اللي تخالط بالحلوة ماهي الملوحة من شدة الفرح اللي فيـها ..وراقبت
ملمح مسـاعد الهزيـلة اللي كانت في يوم تحمل عظمـة وشدة في الشخصيـة ..مسـأعد كان صارية السفيـنة
اللي اهي تظن انها محمولة عليها ..توازن بين المقدمة والمؤخرة ..سبحان الله ..وكانه صحى عشان يوقف
اللي قاعد ينشن ضده وضد فاتن ..رب العالمين كريم يمهل ول يهمل ..سبحانك يا رب..
يات الممرضة وياها الدكـتور بعيلة ولؤي وراهم ..جراح ظل واقف بره ينتظر منهم خبر حلو وهو يفكر بفاتن..
ومسرع ما يات على باله اختفت البتسامة ..فاتن مثلها مثل مساعد ..غايبة عن الحياة ..عن حياتهم على
القل على الرغم من انها على قيد الوعي ..لكن وينها؟؟ ول ذرة غبار او هوى تبين خطاها ويقدر الواحد يتبعها
ويلقيها بعد هالغيبة..
اتصلت بذيج اللحظة غزلن على تلفونه ..ويوم لحظ الرقم جاوب عليه وهو يتباعد عن المكان لحد ما وصـل
الى غرفة الستراحة بالطابق..
توه بيروح جراح ال تذكر ..لزم على القل يخبـر لؤي انه بيروح وما يخليه جذي ..ولكن اذا دخل ..يمكن
مسـاعد يسأله عن فاتن ..ويا فشلته لو ما كانت عنده اي اجوبة على السـألة ..فاحتار بامره ..وقرر انه يروح
واللي فيها فيها..
توه بيلتفت ال مريم واقفة وراه عن قرب بسيط ولكن كان اقر ب بالنسبة له لدرجة انه انتفض من الصدمـة..
وقفت لدقيقة مكانها وهي تحس بالذنب يكتسحها ..لشي اهي ما اذنبت فيـه ..ولكن عقاب جراح كان واضح
من اسلوب معاملته ..يا هو عقاب ..او هذا جفاه صوبي لنه يبي يواصل حيـاته بعيـد عني ..مسحت دمعتها
الحزينـة وردت مكانها الى الغـرفة..
طالعها لؤي بنظرة غير مفهومة ..وكانه انتبه لدمعها المخفي بعناية..
مريم وهي تحاول تتكلم بصورة اخف حزن ..:شفته وقال لي اوصل لك هالخبـر..
لؤي ابتسم لها ومرة وحدة تذكر شي :.صج ..ل تدخلين..
مريم وهي تناظر لؤي بشبه ضحكة :ليش ؟؟
لؤي وملمحه تكتسح بالجديـة :لن اخوج من بعد كلمة ماي ..قال وينها فاتن ..وانا بصراحة ما كان عندي
جواب مقنع ..فقلت له بروح الحمام..
مريم وهي شوي تضحك على لؤي لكن اهم قاعدين يواجهون اللي كان لزم يستعدون له ..الجوبــة ..اللي
بعضها راح ما يعجب مسـاعد ..وبعضها راح يثوره ..لكن فوق كل هـذا ..حقيقة وضعه الجسدي الحيـن..
مريم وهي تفكر ويدها عند جبينها :الحين خلنا من سالفة فاتن ...خلنا نفكر باللي صاب ريله!! ل نستعيل بردة
فعله عن شي يمكن يكون اهون من شي ثاني
لؤي وهو يتكلم بثقة :صراحة لوتبين رايي ..ردة فعل مسـاعد عن اختفاء فاتن عن وجه الرض راح يكون
اعظم من انه ......
سكت لؤي لن جسمه ارتعش من الستهانة اللي مرت في قلبه على اللي صاب اخوه ..وياته صورة سريعة لو
كان الحال معكوس وهو اللي كان طايح بل قدم وساق ..وارتجفت اوصاله بمعنى الكلمة..
لؤي وهو يضم يدينه على صدره :اتراجع ..صراحة ..الله يعيننا من ردة فعله ..مادري ليش بس يمكن يتحطم..
ناظرت مريم لؤي لدقايق وهي تحاول تلقي حل في هالشي ..ولكن ما قدرت ..تمت واقفة مكانها وهي
تفكـر ..شالممكن؟؟ شنو الللي راح يخفف من وطأة الصدمة على مسـاعد في هالموضوع..؟؟ غير انهم
كلهم...
مريم بسرعة في ويه لؤي :بسرعة روح البيت وييب وياك اللي هناك كلهم..
لؤي باستغراب :ليش حفلة ول ادري..
مريم :لؤي اسمعـني ول ترادد ..روح وهات اللي في البيت كلهم وخلنا كلنا نبين لمسـاعد اننا واقفين وياه
بهالموقف ..ما نبيه يحس انه بروحه) ..وهي تفكر وعيونها هايمة في
مكان وحاجبها معقود( اصل انا مادري شلوون فتح عيونه ول خبرنه احد لحد هاللحظة) ,,ترد للؤي( سو الي
قلت لك عليه وانا اختك..
لؤي وهو ما يبي يروح يختلـق العذار :اصل حتى لو ابي ما عندي سيارة
مريم :بل عيارة سيارتي هني ..خذها وروح..
لؤي وهو يتأفاف :انا مو اخوج العود ..سمعي رغبتي ول تجبريني..
مريم وهي تدفعه الى باب الغرفة :جدامي يالله اخوج العود ..ويا راسك هذا انا اختك الصغيرة سو اللي ابيه..
يلتفت لها لؤي :بس اختي الصغيرة اعطف عليج وانا اخوج العود وتتامريني ..انزين ل تدزين..
يوم دخلت مريم ولؤي كان مسـاعد تحت اختبارات بسيطة ويا الدكتـور ..مثل النظر ..والعد ..والسـالة
الشخصيـة ..وخلل هالسـألة التفت مساعد الى مريم ولؤي وكانه يبيهم في سالفة او موضوع ولكنهم تجاهلوه
وسحبت مريم جنطتها وطلعت ويا لؤي من الغرفة تحت عيـون مسـاعد اللي تلحقهم بتشوش وعدم
استقرار..
مريم برع الغرفة تسلم لؤي المفتاح :روح هات البيت كلهم ..نورة وريلها بعد خلهم ايوون ..وحتى ابوي دوره
محل ما تلقيـه ..ل تخلي احد ما تييبه..
لؤي :اله يهداج قبيلة سبارطه كلهم واحد مادري اثنين ..انتي بس ل تتداقلين وياه وخليه على راحته ل تجاوبينه
ول تجذبين عليه
مريم وهي متوجسة شر :مادري يا لؤي ..انا خايفة ..مساعد يحصل اللي يبيه ..لكن اللي اهو يبيه يمكن من
اخر الهتمامات اللي عليه يفكر بها ..فاتن بتنحل مشـكلتها ..اهم شي الحين انك اتييب البيت عشان نقول له
الخبـر بكل هدوء..
راح لؤي وظلت مريم واقفة وهي تسحب نفس عميق وتدخل الغرفة ..ويشرد الى سمعها شي من اللي يقوله
مسـاعد..
مساعد بصوت واهن وتعبان ولكن مسموع :مادري ..احس بخدر في الجزء التحتي من جسمي..
الدكتور يناظر مريم وهو عاقد حاجبينه ..ولحظ على ويهها اشارة نفي ..يعني ل يخبـره بشي بعد..
الدكتور وهو يبتسم ويربت على جتف مسـاعد :معليه يا مساعد انت توك صاحي من الغيبوبة ..وبعض اجزاء
جسمك يمكن ما تستعيد حسيتها ال بعد فترة لنك راقد اكثر من ثمان شهور ..يعني ماكو اي حركة او تفاعل
فيها) ..يبتسم بحرارة( ل تعطي الهم ..خل اتكالك على رب العالمين وان شاء الله تلقي خيـر) ..يلتفت
لمريم( لكن صراحة انا اغبطك على هالخت..
التفت لها مسـاعد بنظرة تعبانة وجفن مسود من الوهن ..ومريم تبتسم في ويـهه بهدوء ونقاء..
يكمل الدكتـور :اختك ما شاء الله عليها كانت من اكثر الناس اللي يمكن تقدر تشكـرهم ..احنا سوينا شغلنا
الطبي ..واهي شغلها العائلي ..اكثر انسان يمكن تواجد معاك كانت اهي ..وبالليل حتى لو تروح يظـل خيالها
يرعاااك..
ابتسم لها مسـاعد وبصوت هادئ ومجهد :اهي ملكي الحافظ!!.
الدكتور :بالضبط .guardian angel ..يالله بو الشباب ..اخليك الحين ..وبرد لك بعد شوي_ ..يكلم مريم_ لو
سمحتي الشيخة تعالي معاي شوي..
مريم وهي تمسح دمعتها الخفيفة :ان شاء الله...
راحت عند مسـاعد ومسكت يده وهي تدفيها لنها كانت باردة شوي ..غطت جسمه عدل وحكمت الغطاء وهي
عارفه ان عيونه عليها ...
حاولت انها تتماسك عشان تطلع بهدوء ..وقدرت ..لمن وصلت لعند الباب ولقت الدكتور متجهم وشكله
مختلف عن يوم داخل...
الدكتـور :ما حبيت اخبر اخوج عن سالفته ..عشــان ما اخليـه ينصدم ..توها الناس بس ..اهو مرده بيعرف..
مريم وهي تناظر الغرفة بخوف :ادري دكتور ..وانا خليت اخوي يروح واييب باجي هلي ..دكتـور) ..وهي تصفي
حلجها ( شخباره اهو الحين؟
الدكتور وهو يرفع النظارة عن ويهه ..:والله اهو جسديا واهن وتعبان ..وفاقد اشياء وايد يعني ..بس مع العناية
اللي بتعطونه اياه راح يكون قادر على الرجوع من يديد مثل ما كان ..كان رياضي اهو؟
مريم وهي تتذكر :بس سباحة ..كانت اكثر شي اهو يواصل عليـها..
الدكتـور ..:بسبب هالرياضة والنقطاع عنه سبب له ضمور بالعضلت ..وفوق هذا اهو فقد جزئين من جسـمه..
فلذا العملية راح تكون صعبة..
بلعت مريم ريجها بصعوبة ..:انزين دكتور ..وال ...ال...اجزاء الصناعيــة ....موجودة..
الدكتور وهو يبتسم بتخفيف ..:اذا انتي ما كنتي قوية على هالسبب ..تظنين اخوج صاحب المشكلة بيكون؟؟؟
حاولي انج ما تعتبرينها اجزاء صناعية ..هذي الشياء اهي اللي راح تخلي اخوج يوقف على طول مرة ثانيـة..
مريم وهي تتمنى المستحيل بهذي اللحظة بما يتعلق بأخوها ..:..انزين دكــتور ..انا اتمنى وجودك معانا وقت
اللي بنخبره..
الدكـتور ..:انتي ل تحطين هم ..احنا بنعطيه مهدئات اليوم ..وبنخليه علىراحته ..يمكن يرقد من تلقاء نفسه ول
يحتاج الى منومات ..لن نومه اللي كان قبل مب طبيعي..
راح الدكتـور عن مريم اللي خانتها الشجاعة بهذيج اللحظة انها تدخل على اخوها مرة ثانية ..وتمت تروح وتيي
جدام الغرفة والفكار لعبة براسها يمين ويسار .تمنت وجود فاتن بشكل فظيع ..على القل الشي راح يخف
اكثر عليـه ..او يمكن حتى العكس بس وجود فاتن مهم بهذي اللحظة..
بعد لحظات ..قررت انها تدخل واللي فيها فيـها ..بتحاول انها ما تعطيـه الي يبيه وتخليه يرتاح ..مع انه كان
براحة طول هالفترة ..لكن راحة الواعي تختلف عن راحة اللي في الغيبوبة ..يوم فجت الباب ..لقت مسـاعد
مسكر عيـونه ويده مستريحة على بطنه ..ولول مرة ..جفنيه مهدلين براحة..
قعدت يمه وهي تناظر ويهه الناعم ..وتذكرت اليام الطويلة اللي غدرت بينهم بخدعها ..وشلون انهم طاحو
في وسط لعبها ..الحمد لله رب العالمين ..لكن بعدها الصورة فاظية ..واليام بعدها تخون وتغدر فيـهم..
بغياب فاتن ..السلسلة تتم غير مكتملة ..الحلقة اللي تتشابك مع القفلة ..مختفية ولزم يلقونها عشان تتسكر
السلسلة..
----------------------------------------
كان الصبـــح من اجمل حلته بهذاك الصيـف البارد من نوعه لفاتن ..مع ان الناس كلها تتحرك بتململ بسبب
الحرارة المزعومة ..ال انها اعتبرت الصيف في بوسطن من اجمل الفصول ..حتى انه يمكن فصـل يديد
مختلف عن الفصول الربعة ..وبما انه اليوم الحد ..قررت انها تحمل لها سلة خفيفة من الكل وتمضي في
دربها طول الساحل وهي تتجول في ارجاء المكان ..على وعسـى تنسى او تتناسى من الشياء اللي تجري في
حياتها..
كانت الساعة سبع الصبـح ..تماما مثل الوقت اللي يمكن اهي ومسـاعد كانو بيطلعون فيه ..او يمكن قبله
بدقايق ..للحين تتذكر الوقات اللي كان يطلع فيها ويرد من بعدها على طول للحمام ..اوقات الرياضة اللي
كان يقضيها ..يمكن يحـرق فيـها شي من التوتر اللي كان يسحقهم ..ابتسمت لنفسها ..يمكن احسن شي
سوته اهي انها تقطع علقتهم ..يمكن ل ردت الديرة تنفصل عنه نهائيا ..وتترك في نفسها بقايا الحترام
لذاتها ..وتكون مستقلة بنفسها ..وتلقي اهي ومسـاعد الحياة اللي كل واحد منهم يتمناها ..ولو كانو الثنين
اهم منية بعض ..لكن في بعض الشياء مهما كانت موافقة ال انها ما تتناسب ..ل الوقت ول المكان يقبلهم..
في نفسها قالتها وهي تحس بحرقان بعينها ..:يمكن في حيـاة ثانية..
طلعت من المنطقة الي هي فيها ..ووقفت بالشارع تنتظر تاكسي يمـر عليها وتروح الى المكان اللي اهي
تبيه ..لكن وهي واقفة سرعان ما تابعت مشيهاا ..لمن وصلت الى بـارك وسط منطقة تسوقيه ..شبه الخالية
من الناس ..ال اهي ..وكانت الشمس بعدها توتعي بكسـل ..فرشت لها بسـاط .. ..وقفت شوي وهي تتمتع
بالمكـان ..ابتسمت ..وقعدت على الرض ..وهي تحكم شالها اللي على راسها بحيث ان ول شعرة تطلع..
قعدت ..وهي تطلع من الجنطه اللي حاملتها الرواية الخفيفة اللي كانت تقراها ..العظيم قاتســبي كان
اسمها ..مع ان القصة تحمل الخراب الثقافي والخلقيات المنحلة محايطة قصة حب نابعة من قلب رجل
عظيم الى امراه ما تستحق جزء من هذي المشاعر لن الماديات طغت عليها ..فاستغربت فاتن ..هل يمكن
لرجل بهالزمان انه يكون عاشق ومتفاني بحبه؟؟
تركت القصة ببرود وهي ترجع الى نقطة بدايتها ونهايتها ..مسـاعد ..كاهو مسـأعد عاش اكثر من 12سنة وهو
يحب عمتي عالية بحياتها وبموتها ..اذا كان هناك جاي قاتسبي ..فهني . ..بحياتي ..مساعد الدخيـلي..
كانت تطارد احلم وتخيلت مع مشـعل يوم كانت بعدها تظن ان الحب بالنظرات والهمس والحلم والكلمات
العذبة اللي ما يتكرر صداها ال بداخل القلب ..لكن ويا مسـاعد عرفت ان للحب تاريخ ومعاني وتجسيد..
فاتن وهي تبتسم بحرقة ما تدري لمتى بتظل فيها..:كنت انا اللي ارفض وجودك بحيـاتي ..والحين اتمنى لو
اني بس كنت عالية ..عشان اكون هالجزء اللي ل يتجزأ منك..
---------------------------------------------------
غصــة الم عميـقة للقلب ..شفتين مرتصتين بعنف من شدة الخبر اللي وقع ..يا الله ..ما كو شي اعظم من
هالشي ..ان ما كان على حد ..فهو عليه ..سكر عيونه بشده وهو يقبض على شراشف السرير بقهر وغضب
عنيف ..دفع الدمع الحار من دفق عيونه الى زاوية عينه فالى عارضه ..ومريم تراقب كل هذا بحسرة وهي
لصقة في لؤي اللي كان شكله علمة من علمات حزن الدنيا..
ام مسـاعد كانت لمة روحها وهي تحاول انها تهدي نفسها وتشجع ولدها..
وبعد لحظات اشبه بالرحا وهي تدور وتحك كل المشاعر معاها نطقت شفاه مسـاعد بهمس حارق
للحنجرة ....:مبتــورة؟؟؟؟؟؟؟ مبــــتورة ....يا الله ...عفوك....
الدكتور وهو يهز راسه اسف بخفة ويحاول انه يشرح لمسـاعد اللي ما كان في هالدنيا : ..يا مسـاعد ..لزم
تكون شاكر لله عز وجل ان الضرر ما اخذ حياتك ..اخذ اعضاء مهمة من حياتك لكن انت بتتعوض والعوض عند
الله ..أذكر ربك واذكر مصايب غيرك تهون عليك مصيبتك..
مسـأعد وهو يفج عيونه بعجز عميـق يظهر لول مرة بعيونه الجميلة اللي اكتسحت بحمرة الحتراق اللي
مشــــلول؟؟؟؟ معــــأق؟؟؟
فيهِ ...:
الدكتــور وهو يخفف :مبتورة اعضاءك لكن مفاصلك سليمة ولله الحمد ..انت ما تعطل فيك وتلف اهي
العضلت والوردة ..وعشان اننا نوقف النزيف اضطرينا الى بتر الساق في اليسار ..والقدم في اليمين...
مريم وهي بدمعها عند الدكتور :بس يا دكتور ..يكفيه اللي فيه ..ل تزيد عليه..
الدكتور بعقلنيه :يا مريم بدل ل تبجين على اخوج لزم تيببين ..صراحة انا مادري شقول لكم ..بس يا
مسـاعد ..هذا شي اشبه بالصفر بالنسبة لحادثك الخشن ..صج انها نتيجة مأساوية لكن انت بعدك تتنفس..
مســـاعد وهو يسكر عيونه بس بشكل اخف لكن الدمع ما جف من عينه ..:ل حول ول قوة ال بالله
الدكتور وهو يمسك يده المشدودة :اي ..اي اذكر ربك يا خوي ..الدنيا بعدها بخيــر ..وبعدك على هالدنيا..
وهذي نعمة من ربك ..قول الحمد لله
مســاعد وهو يحاول يتخيل نفسه بل ريل ..وكل ما تخيل تذوب مهجة من مهجاته ...:الحم....الحمـــد للـــ
لله ..الحمد لله ...الحمد لله
اخذ نفس عميق وغطى ويهه بيدينه وهو يمسح البلل اللي غطى ويهه بشكل بسيط ..مسح خشمه وهو يحاول
يتناسى الحرارة العظيمة اللي اكتسحت ويهه من الصدمة ..حاول انه يتماسك بس ماقدر ال انه يلقي فاتن
بعيونه ..مرر نظره على الموجودين ..حتى مريم ما كانت تقدر انها ترضيه بوجودها ..اهي المهمة فليش اهي
الوحيدة البعيدة ..؟؟؟ ليش؟؟؟
سكت مسـاعد وخارت قواه وسكر عيونه وهو يريح راسه وهد لنفسه العنان بانه يبجي ...مايدري ليش قاعد
يبجي ..ولول مرة يبجي على خيبة امل بحيـاته ..مع انها مليانة بالخيبات ..لكن كلم امه كان من اللم الي
خله يهد نصف اللي حاول يبنيه في هاللحظات من الصبر والهدوء ..ومريم اللي ما طاقت حال اخوها راحت
لمها تونسها بالهداي..
مريم :يمة ..وللي يسلم عمرج ..خليه بروحه ..لبي له هالشي ..خليه وانا بقعد وياج برع ..بننتظره لمن اهو
ينادينا..
ام مسـاعد تناظر بنتها وتهمس لها بكره :كله من تحت راسها ..الله ل يوفجها محل ما حطت بريلها ..الله ل
يوفجها اللي يابت لولدي السقم ..الله ل يوفجها ...ويحر قلب امها عليها مثل ما حرت قلبي على ولدي..
من فظاعة كلمات ام مساعد مريم ابتعدت عنها وكانها واقفة يم كتلة من المشاعر السلبية وما تمنت بذيج
اللحظة ان هالكتلة اللي كانت في يوم كلها حنان وبهاللحظة كتلة من القساوة انها تكون امها ..لمت يدينها
مريم وضربت في اخوها اللي كان واقف وراها ..اللي هو الثاني حس ان امه نطقت بشي سام ..من جذي
مريم تصلبت ..مسك مريم وحاول انه يطلعها وياه ..ولكن عيون مريم كانت باسف موجهه على امها اللي
كانت لمه اختها الثانية ويا زوجها ..وكلها دقيقتين ..ويطلع الكل من الغرفة...
وساوس..؟؟ شياطين؟؟ عجز؟؟ قلة حيــلة ...يمكن يكون كل شي ..ويمكن يكون ول شي ..لرجل قبل
لحظات من اللي يقدر يتذكرهم كان قادر على كل شي ومنها الوقوف ..ولكن الحيــن ..عاجز ومعاق ومشوه..
يالله ..في عقاب اكبر من هذا...؟؟
يمكن حتى اختفاء فاتن لحد هذي اللحظة وغياب اخبارها واسالته اللي تركوها بل اجابات يعادل نصف
هالمعاناة ....فتح عيونه وهو يحاول انه يرجع نفسه من الكابوس للي عاشه للتو؟؟ مو معقول ..انا ..اللي
كنت في يوم ...ل حول ول قوة ال بالله ..ل حول ول قوة ال بالله ..ظن انه مرتاح على السرير ..لكن ليش
يحس بالتكبيل..؟؟ كل طرف وكل جهة مكبلة شي من مشاعره ..الغضب ..والقهر ..والحزن ..والسى على
حاله ..ماكو واحد مثلي بهالدنيا؟ وان جان في ..ماظن نفسي ..معاق ..معاق..
ظلت الكلمة تدور في باله مثل الطاحونة ..وبنفس الطريقة مرت اللم ال انها كانت تطحن شي بداخلها ..
وفاتن؟؟ كل الحقاد والغضب والعنف توجه صوبها ..وينج يا فاتن؟؟ لكن انتي شنو بحياتي لو ييت أسال نفسي
صح ..انتي شنو بحياتي ..غير باب لللم والحزان والجراح ..وجرح مفتوح ما يندمل ..مثلج مثل عمتج ..راحت
وخلتني بعد ما كنت متيم لحد الجنون بها ..كل شي انا صرت عليه اليوم ..يرجع لها ..وييتي انتي ..وبكبر سني
خليتيني مثل الطايش اللي عمره 16سنة ..قد ما حبيتج ..ودي الحين لو اني اموتج على يديني...
بهمس قاتل وبعين دامعة نطق اسمها من بين قضبان عاجية ..:فاتن ...فاتنـ ...فاتـــن..
------------------------------
مرت اليام ..والحال ما تغيــر ..ال برجوع مسـاعد الى الدنيا وتقهقر القوى الكبيـرة ..كان عاكف عن كل
النشطة ..وكان وجوده بالمستشفى تحت الختبار فقط ل غير ..وهالختبار بعده ما صار لنه يرفض رفض
قاطع انه يلبس العضااء الصطناعية ومريم ما قدرت انها تقعد معاه خمس دقايق على بعض ...حتى
لوقعدت ..ما راح تلقي ال الصمت والهدوء والفراغ ..من بعد ما كان قمة في الحيوية والنشغال ..صار
مساعد تمثال من العصور الحديثة..
ماقدرت انها تفتح معاه موضوع ..كل اللي تقدر تسويه لمن يلقيها بعينه البتسام اللي كان يجابلها بنظرات
متسائلة ..لكن يرد يمسح ويهه بيدينه العريضتين ويذكر اسم الله في نعيم وكانه دوى قاتل لللم ..وهو مدمن
عليه ..وكان اسم الله اهو اللجام الوحيد للقهر اللي يحاول يتغلغل فيه..
ولكن في يوم ..مرت الحداث فيه بسـرعة الغيوم في نهار خريفي ..تعلن عن قدوم رياح وامطار ..من الدمع
او من العواصف ..من الراحة او العذاب ..ولكن اللي فيها راح يكون الفيصـل لمعظم المور..
بدى هاليوم في الورشة ..او بالحرى المكتب الرئيسي لتجارة جراح ويا الشباب ..كان لؤي قاعد في المكتب
وهو حامل قطعة خشب محفورة بعناية ..تعتبر كسامبل يقدمونه لنوع من انواع النجارة اللي يتخصصون فيها..
كان يناظر الضوء اللي يتخلل هذي الحفر الصغيرة ..كيف ان هالحفر على الرغم من صغرها ال ان يتخللها
نووور وشعاع طويل يمتد الى الرض ويكسر الرض ويتخللها ..ابتسم لؤي بحزن ..وهو يحس كيف ان هالنور
قاعد يضيع من حياتهم ..ما عادت ساكنة ..ل قبل ما يصحى مساعد ول الحين ..ظن انه راح يرجع له اخوه من
بعد وعيه لكن ..خسره اكثر واكثر ..لن وجود مساعد بهاللحظة يثير الحزان اكثر من قبل ..فهو واعي..
ويسمع ويتنفس ومفتح عيونه ..لكن فكره مو في هالدنيا ..فكره في مكان ثاني ..في عجزه اللي للسف
الشديد خيب امال الكل ..كلهم ظنوا ان مساعد راح يقوم من هالمشكلة بقوة ..ال ان مساعد الشبه
بالصخرة اللي يركزون عليها ..بين لهم انه مجرد انسان ..عاطفي وحساس وله من عظيم المشاعر اللي
يمكن تجمد الدم ..لنه بس عظيـم ..ولنه ..قليل الحظ..
دخل جراح اللي كان مشغول ومزحوم لن الشغال بدت تكثر والظاهر انهم لزم يوظفون ناس اكثر ..لن
غصون حامل وما تقدر تحظر معظم اليام ..دخل والقلم عند اذنه يسحبه ويروح عند مكتبه ال يتفاجآ بلوي
اللي كان يظنه ما حظر الشغل..
جراح بصدمة :لؤي؟؟ هذا وانت هني؟؟ وينك والله ذبت انا اليوم الجوو حار وماقدرت اظل اكثر هناك
بالورشة...
لؤي وهو يلوح بالخشبه بالضوء وكانها مضرب بيسبول ..:مالي خلق..
جراح وهو يكسر حاجبينه من التعب :ي ..وين لك خلق ..خلص تعودت على الركادة ..وينها لؤية اللي كانت
تشيل المكان على راسها ..راحت خلص ..بحححححح ..يا بعد جبدي يا لؤيه
لؤي للي كانه استرد روح المرح اللي فيه :..انت تعرف شلون تردها ..شوية دلع ..وشوية دلل..
جراح وهو فاج عينه :استح على ويهك شزود دلع ودلل بعد وانت من ثمان شهور بس وجه ضاحك في المكان
لؤي يبتسم بحلوة :بعد شتبي ..انا الصورة الحسنة اللي تحملها انت في المحل
جراح وهو يرسم على الورقة :الظاهر اني لزم احطك اعلن
لؤي وهو يتخذ وضعية تمثيليه ..:ورشتنا ..لجمل الثاث ..واكثره اناقة ...صادقونا ..فصداقتنا ..ابدية..
هاهاهاهاي.
وطرقات على الباب ولؤي بعده في روح التمثيل :..تفضـــل ..يا صديقنا البدي..
دخلت غزلن وهي عاقدة حاجبينها من الصوت الرخيم الي تسمعه ..ولحظت لؤي قاعد على المكتب بوضعية
غريبة بعض الشي ..وهو يناظرها اول بنظرة الوضعية لكن سرعان ما تحولت الى نظرة لؤي للي من يشوف
غزلن ..تتعقد حواجبه وتعانق نظراته مراااار الى الرض..
طلع لؤي وجراح يضحك عليه وحتى غزلن اللي كانت هايمة في خفة ظله ..وجراح الي كان يضحك انتبه مرة
ثانية لوراقه وما حتى حس لوجود غزلن اللي واقفة ال بعد ما طالت وقفتها في الغرفة ..فرفع راسه وهو
يناظرها ..كانت واقفة وهي تطالع المكان اللي طلع منه لؤي .واستغرب منها جراح ..فهذي طبعا مو اول مرة
يشوف فيها بوادر الهتمام من غزلن للؤي ..بس هذي المرة كانت جدامه ..ويمكن استغرابه كان ان غزلن ما
هربت من المكان اللي اهو فيه ..فظل يطالعها وهو على وشك البتسام..
انتبهت له غزلن وهي تحمل علمات ابتسام خفيفة على ويهها : ...ردت الروح للمكان ..
جراح وهو يطالع الوراق وهو يبتسم :الظاهر جذي) ..يناظرها بمكر( للمكان ول ..لنا كلنا..
تناظره غزلن بكل عفوية وتلحظ نظراته الماكرة ..فرمت بنظراتها المليانة حيا على الرض :يعني اهو
شريج ..وله مكانه الخاص وابداعه ..و ...كلنا ...نتمنى وجوده ...و) ....وكان جبينها عرق( الجو حار اليوم..
جراح وهو يبتسم بملء ثمه وعيونه على الوراق :اي ..الظاهر ان اليوم حرارته غير طبيعيه
غزلن اللي ميتة من النحراج :صح ..على العموم ..انا بطلع الحين ..بروح مكتبي ..عندي وايد اشغال اسويها..
جراح وهو يناظرها بحنان اخوي :انا مـتأكد من هالشي..
غزلن بحياها تنسحب ..:اشوفك على خير..
طلعت من المكتب وهي تحس بالحرارة في ويهها من الحراج اللي تصاعد فيها ..جراح ويا هالويه الغبي..
يبتسم ..وكانه اللي يفكر فيه صح ..انا ابدا مو معجبة بلؤي ..بس احيي روحه المرحة في المكان ..له طابع
سسسس.. خاص ..اووووف الحين انا وين اودي ويههي عن جراح ..الله يلعن بليسه ب ٍ
------------------------------------------
خالد اللي رد البيت يعالج جرح صابه من الورشة قاعد والمكيف يضرب على ويهه ولكن ابد ..كل هالهوى
اللطيف ما يأثر على هالجو الخانق والمقطر للعرق ..لف الجرح البسيط اللي في يده باحكام ..وتوجه للثلجة
او للمطبخ ..يمكن يلقي خالته لمختفية لكن لء ..ما لقى احد هناك ال الماي اللي يقطر من الحنفية..
طلع له عصيـر بارد يشربه وحمله وياه لعند الباب الوراني عشان يطلع من البيت ويرجع للورشة ..توه بيركب
السيارة ال وحركه في بيت النهيـدي ..هذا البيت اللي اتسم بالسكون طول فترة جالت فيه حركة ..بانت في
بال خالد انها يمكن ايماءة من خياله ..ترجع له شي من الحنين الي فيه ...لكن لء ..ظل واقف دقايق وهو
يحاول انه يتلقى شي لكن ابد ...وتوه يدخل السيارة مرة ثانية ..ظل قاعد فيها وهو يتنفس الصعداء من
الذكريات اللي خاض فيها ..وناظر الدبلة اللي كان رابطها عند منظرة السيارة من جدام ..نفس الخاتم اللي
عطاااه لسماء يوم اللي راحت ..رابطه في السيارة ..وكل ما يشوفه يذكر سماء ..ويذكر قلب سماء الكبير
المعطاء ..وفوق كل هذا ..يذكر شوقه للسماء اللي من راحت ..راحت معاها كل الحماية وكل الحنان..
طرقات خفيفة على السيارة ولكن تجفل خالد بقوة ..كان عزيز ..اللي كل ما ايي له ..يزيد بالنفجار
اللحمي ..ل بل الشحمي..
نزل له الجامة :بسم الله ..كل هذا ويه ..عنبو دارك خرعتني..
عزيز اللي صوته بدى يخشن ..:هاهاهاي ..مو ناقص ال صوت النذار
خالد يشغل السيارة :انذار ..يابوك صفارة تكفي ..وقع لقدام اللي يهز الول والتالي
يدفع عبد العزيز خالد الي في السيارة :هي انت قاعد تتغشمر على من؟؟ عز ودلل هذا
خالد يقلد على ويه عبد العزيز :عز ودلل؟؟ عز ودلل يا جبل الشحووم ..ارحم روحك ..ارحم شباب يا ميووع
الفريكان ..والله لو يقطونك للسود يسون عليك عزيمة لشهووور
عبد العزيز يضرب خالد مرة ثانية :يووووز لاا..
خالد يناظره بحمق :ل تطق ..خاف علي من يدك..
عبد لعزيز يبتسم وويهه محمر من الحر ..:اقول ..قطني عند راعي البريد..
خالد :بعد بريد ..ارحم روحك يا عزيز البيت بدى يظيييج علينا بسبتك..
عزيز :انت اسكت وخذني لراعي البريد ..قبل ل ايوون ايمنوه والسبال الثاني
خالد :اركب ..لكن ها ..شوي شوي على السيت ..السيارة بعدها بقراطيسها..
يدخل عبد العزيز بقوة الى السيارة ويهزها شوي بوزنه الزائد ..وخالد يمسك على قلبه
قالها خالد وعيونه على عبد العزيز ..وقبل ل يوجهها جدامه ..ردت الحركة في بيت النهيدي ولكن هالمرة الباب
كان ينفتح ..وصار اللي ما توقعه خالد انه يصير اليوم ...مشعل طلع من البيت وهو لبس ثياب صيفية خفيفة..
وقبل ل يتوجه الى الكاراج لحظ السيارة الواقفة عند بيت بو جراح ..كانت سيارة خالد على ما يذكر الواقفة..
واللي أكد له هالشك ..كان خالد الي طلع من السيارة وهو واقف يطالعه..
حامت في ارجاء قلب خالد المنيات ..غياب مشعل وتواجده يمكن اخيرا راح يرد اللون للسماء بحياة خالد..
ويمكن وراه وهو طالع بتطلع بعد سماء ..لكن ل ..مستحيل ..سماء ما ترد من غربتها وما تيينا ..احنا اولى بها
من كل من ..يا ربي ..ل تخليها تكون موجودة ...موجودة ومأجله ييتها لنا..
وقف مشـعل وكانه ينتظر شي ..مر في خاطره ومرت معاه خيوط من الذكريات ..واتسمت اولى مهاام
مشعل اللي يا عشانها ..طلب المغفرة ..والصفح ..من اكثر الناس اللي تسبب بألمهم ..يمكن خالد كان
لسبب في الم من آلم مشعل ..ال وهو العلقة اللي انفسخت بينه وبين اخته في وقت من الوقات ..لكن يتم
جرح خالد اكبر ..ليش؟؟ ليش وسماء اهي اخت مشعل وشرفه في هالدنيا؟؟؟ هل للشرف اي علقة؟؟
الشرف شي عظيم ..لكن جرح الحب ..والبتعاد غصب ..شي مؤلم ..جربه مشعل في سن صغيرة .وجربه
يوم راحت عنه فاتن ..مع انها كانت بطواعيتها ..لكن كان يخثن القلب جراحا والم ..فما بال خالد اللي
اكرهووا سماء على فراقه ..من اهو مشـعل الي يقدر يجمع ول يفرق بين الناس ..الله سبحانه وتعالى اهو
المفرق والموحد في هالدنيا ..مو بني ادم اللي يتحكم بمصائر ادميين ثانيين..
تحرك – لذا -مشعل بكل هدوء صـوب خالد ..وفي نصف الدرب وقف ..لن مناير ومساهر اللي ما فاتهم وجود
مشعل في المكان ..وعلى وجود مناير المربك في الساحة تراجع مشعل وهو يسرع صوب السيارة ويركب
فيها ..ويمشي من غير ما انه يلقي بال على احد ..ول حتى مناير اللي هي الثانية اللي تجاهلت وجود مشعل
في المكان بامتياز وتوجهت صوب البيت بعد ما فارقت مناير عند بيتهم...
وصلت لخالد اللي كان واقف عند باب السيارة :..شفيك واقف في هالشمس..
عبد العزيز من السيارة :حريتنا ياخي لبوه بريد هذا للي نبيه منك..
انتبه خالد :اسف ..اسف عزوز ..بس ماقدر اقطك
عزيز :شنو ما تقدر ..ال حذفه حصا ..قول ما تبي تخلص البترول يالبخيل ..والله انك بينت على حقيقتك..
مناير اللي تسائلت عن اللي ينتاب خالد :خالد شفيك؟؟ ليش واقف جذي بهالشمس؟
خالد يكلم مناير بارتجاف :سماء ردت صح؟؟ ردت ول ياتنا صح؟؟ قلبي حاس ..حاس ان في شي قاعد يصير
لكن....
مناير :اشفيك يا خالد ..سماء ل ردت ول شي ..ولو ردت مستحيل ما اتيينا لهالحزة..
خالد وهو يركب السيارة :الناس تتغير على اهلها ..شلون على الغراب ..كل شي يتغير ..كل شي..
ركب الموتور خالد وتحرك من المكان وهو يحس بانهيار فيه ..خوفه وقلقه ل مبرر له .يعني شلون طرى على
باله ان سماء ترد وما تمر عليهم قبل ..صدق ان الظنون تخيب بالناس ..وظنون خالد مخيبة لسماء ..للي
يمكن لو درت ..عادي انها تطير نص عقله بالصراخ ..فابتسم خالد ..وقال في باله ..يا ترى يا سماء .انتي بعدج
ما انتي؟؟ تغيرتي ول لء؟؟ غيرتج اليام على القلب اللي عمره ما تغير عليج ال زاد فيج؟؟؟
------------------------------------------
مريم اللي كانت كالعادة من هذا الوقت قاعدة في دار اخوها وهي ساكتة ..تناظر الفراغ اللي يحايط الجدار
وهي تنتظر حركة من اخوها ..ول شي يبين انه مستعد لخطوة يديدة ..لكن لء ..فهو مشغول من جم يوم على
تأدية ما فاته من الصلة ..وكان دؤوب على هالشي ..يصلي صلواته القضاء اللي مر بهم في الغيبوبة ..ومن
شدة حرصه على هالشي ..اهو جريب على انهاء هالشي ..لكن شي في قسمات ويهه بجانب التجلد اللي
يحاول انه يمسك ملمحه به ..شي من القساوة ..وشي من التفكير ..او التهديد يمكن ..مريم تعرف لمسـاعد
وخبرت ملمحه كلها وهي تراقبها طول حياتها ..اهو ما يمر بهالحالة ال لمن شي يدور في باله وهو يحاول انه
يلقي حل له..
لكن وين السبيل انها تمتلك شي من كلمه؟؟ وهو ما يفتح ثمه ال بذكر الله ول لين شرب شي او اكل ..
الحالة صعبة وياك يا مساعد وانت ابد ما تمد العون لنا ..هل كونك معاق شي يعيق مخك بعد؟؟ ما هقيتك
جذي يا خوي ..والله ما هقيتك جذي...
كان مساعد منهي احد الفروض للي فاتته يوم انتبه لمريم اللي سرحانه في الدريشة ...كان نور الشمس
يعاين ملمحها بعناية فبانت سمرتها وعيونها اللي صارت شبه الشفافه وهي تراقب ضوء الشمس اللي يخبو...
فحس بالفقدان اللي تمر فيه مريم ..وحس لوحدتها من الكبر اللي مغطي كل انحائها ..فلنت قسمات مساعد
ونزل عيـونه ..وهو يفكر بذيج البنت ..صاحبه العيون الشفافة والنظرات المتسائلة ..فاتن ...طيف من اجمل
الطياف اللي يمكن تمر في بال احد ..ول مخيلة الشاعر تقدر انها تستوعب مثل هذاك الطيف ..اللي الظاهر
انه ضايع ..ول احد يدري عنه..
رفع عيونه بصمت لويه مريم ..ونطق الصوت ...:عيل محد يدري اهي وين..؟؟
انتبهت له مريم بهدوء ولكن العجب كان في نظراتها ..:من؟؟؟؟
من هدوء ويهه ووضح السم بعيونه عرفت ..ونزلت عيونها بالخيبة..
مريم :ل ..محد فينا يدري اهي وين ..حتى اهلها ...انتقلت ..من الشقة اللي كانت فيها لمكان ثاني ..وكل اللي
يلقونه منها اهي مكالمات...
تكور ثم مساعد بصمت ..ولكن قبضه يده كل ما يا لها تشتد في ثبانه ..وهو يفكر باستقللية فاتن اللي تجلب
الشياطين في باله!!
مسـاعد :يعني محد يدري اهي وين؟؟ ول حتى اهلها؟؟؟ )يناظر مريم( متاكدة ان ....ام جراح ما تدري؟؟؟
مريم :ل ولله ما تدري ..كل مرة يتسنى لي اروح ازورها ..واهي على نفس الحال ..مريضة على غياب فاتن...
والكل زعلن عليها ...حتى ان جراح راح وراها لكن ..ما لقى لها اثر...
مسـاعد وهو يناظر جدام :ما درى وين يدورها ..فاتن مو بهذاك الغموض اللي ما تنعرف امكنتها..
مريم :بس ...اهي تغيرت مساعد!!
مساعد وهو يكبت صرخة في نفسه :تغيرت؟؟ يمكن ...او يمكن زادت ..في غبائها..
مريم وهي تبلع ريجها من كلم مساعد :...بس ماظنها ..تعرف.....
مسـاعد ينتبه لها :تعرف عن شنو؟؟؟؟ )ناظر روحه بسخرية( عني انا؟؟ صدقيني ..لو ابي اخليها تعرف ..لكن
الظاهر ان حتى اهلها كانو اذكياء) ..بنبرة ألم( او يمكن اهي ما حاولت انها تعرف ....ال ...جاحدة..
سكرت مريم ثمها بقسـوة وهي تكبت دفاع في قلبها على فاتن ...حبيبة قلبها وصديقة عمرها اللي ما يضاهي
غلها حتى اخوها الكبيـر ..لكن احتراما لمشاعر مساعد تمت مريم ساكتة ..وهي تترجى رب العالمين من خفة
الموقف..
مساعد وهو يناظر مريم بحذر :اقدر القيها مريم ...لو ابي ..واقوم ...اروح لمحل ما اهي فيه ..والقيها
واطلعها من جحرها اللي متخبية فيه)...يناظر للفراغ اللي جدامه( لو بس الظروف كانت ثانية ..لو بس كانت
لي) ......السف كسى عيونه( لو بس ...ارد مســـاعد ....لو...
الطاولة اللي جدامه نالت العقاب ...من عصيبته والهيجان اللي مر فيه رمى باللي عليهها على الرض ..وتم
يرتجف مكانه والدم متجمع في ويهه مثل كتلة اللهب واللفا ..ومريم اللي من طاحت الغراض انتفضت من
مكانها ..وكان غضب مساعد بيرتد عليها اهي بعد...
مسـاعد :لكن ....انا اللي راح اردج يا فاتن ...انا اللي راح ..ارد مخج لج ..وان كان هالشي يعني ...خسارتي
لحترامي لنفسي ..بردج للمرة الخيــرة ..عشان تكووونين انتي اللي تظلين ...وانا اللي اروح ....اروح يا
فاتن ...اروح ..وللبد...
وقفت مريم وهي ماسكة ثمها من الصدمة ..مساعد ما عاد اهو نفسه ..حنقه على اللي صابه وكل اللي يمر
فيه انصب على فاتن مثل ما توقعت ..مو لنه يلومها على اللي صابه ..لكن على عدم تواجدها ..وقله اهتمامها
..وانانيتها ..والله العالم باللي راح تواجهه فاتن ..لن ان صمم مساعد على هالشي ..انه يقوم مرة ثانيةز.
راح تكون مجبرة على المواجهة معاه ..وما راح يكون الشي هادئ...
طلعت مريم من الدار من بعد ما سكر مساعد عيونه وهدأت أعصابه ..لمت جنطتها الى حظنها واهي تمشي..
وتحس بقرب نهاية الشياء ..صحوة مساعد اشبه بالبركان الثائر ..الي بلهيبه راح يحرق كل شي واقع تحت
خط النتباه ...كل شي راح يكون مكشوف ..كل الوراق ملعوبة ..وما بقت ال اوراق فاتن ..اللي محد
بيكشفها ..غيرمســاعد نفسه...
حست مريم بالختناق ..لن عيون مسـاعد كانت لول مرة خالية من النظرات اللي تجلب اللمعة ل ذكر فاتن..
كان فيها شي ..شي من الوحشية والجماح ..اللي يمثله حيوان بري ..مساعد ما عاد يتمتع بالحب اللي كان
يكنه لفاتن ..كل شي ضاع في غيبوبته وصحوته الليمة ..وما ينلم ..ما ينلم مساعد...
شلي ينتظرج يا فاتن –قالت مريم في قلبها -شلي ينتظرج من ريال تمنى وجودج في لحظه ضعفه ..وما كنتي
موجودة عشانه ..رجل ضحى باشياء عشانج ..وانتي ما كنتي قادرة انج تتناسين مشاعرج ول احاسيسج
والتفكير فيه لدقايق واهو اللي مضى عليج واهو عارف باللي يتملكج ..يمكن هذا انتقامج اللل حسي يا
صديقتي الغالية ..يمكن هذي نهاية البراءة اللي كنتي تتمتعين بها انتي ومسـاعد على الرغم من كل شي...
يمكن هذا هو نهاية ايماني بالحب ..وان المحبين لهم نهاية سعيدة ...مو كل شي له النهاية السعيدة ..مثل ما
ان الحلم مو لزم تتحقق بهالزمن ..وال الحلم اللي تكون مجانية ..ل تحققت ..يندفع هالثمن الغالي..
والمليئ بالحزان والهات ..اذا الحب جذي ..فليش الناس يحبون؟؟؟ ليش ؟؟!!!!
سماء وفاتن ..لو تدري اهي وينهم ..جان تردهم من محل ما اهم فيه ..الثنتين يمكن في مكاان واحد والثنتين
بضياع ..وحدة غصبن عليها والثانية برضاها ..لكن يتم غصبن عليها ..جرح فاتن سببه المحبة وجرح سماء
عدوين محبتها الطاهرة..
تخلل صمت الليل رنين بالتلفون الي وصل الى قلب ام جراح ..فتركت اللي بيدها وهي تدخل الصالة من
الباب المؤدي لها ..ومناير كانت رافعة السماعة بشغف واشتياق وكانها تدري من اللي متصل..
مناير بحماس ..:الووو؟؟؟ )تهلل ويهها بابتسامة مشرقة( فـــتووووووووون.؟؟ حبيبتي فتووون شخباااارج
ولهت عليج موووت
فاتن من طرف ثاني تبتسم والدمعة بعينها :هل فيج منووور انه الحمد لله ابخير ..انتي شخبارج؟؟ وشلونها
امي؟؟؟ والبيت شخبارهم؟
مناير :الحمد لله كلنا بخير) .تناظر امها اللي واقفة عندها ( كاهي امي عندي اعطيج اياها..
اخذت ام جراح السماعة بكل لهفة وهي واقفة بارتجاف :فتوون؟؟ يا بعد عمري يا فاتن انتي وينج؟؟
فاتن وهي تبتسم من كل قلبها :انا في قلبج يا يمة ..ليش انتي ما تخبرين هالشي
ام جراح اللي بدت ملمح الزعل تبين عليها :يمة ..ردي لي يا فاتن ..رديلي يا فاتن وصدقيني ول اسى ول اذى
بيي صوبج ..يمة رديلي وريحيلي قلبي وبالي..
فاتن وهي تلف سلك السماعة على صبـعها بتوتر :يمة ..عندي دراسة ...وشتركت في مدرسة صيفية ..مابقدر
اي....
ام جراح باسى بليغ :فاتن اهون عليج؟؟ اهون عليج وانا امج ..ردي يا فاتن ول تهربين ..الهرب ما بيوصلج
لمكان ..يا حبيبتي ..انا امج وادرى الناس عنج ..وادري فيج انج ظايعة اكثر من ما انتي تتمنين ..ردي لي من
غربتج
فاتن وصوتها بايح ..:يمة ...شلونها مريم؟؟؟ وحشتني بالحيل ..من زمان ما سمعت عنها ول خبـر..
ام جراح اللي نست خبر مسـاعدللحظة تذكرته ..ولكن تذكرت بعد ان فاتن ما تدري ول تخبر شي من اللي
صابه ..يمكن الي بتعرفه عن مساعد اهو اللي بيردها..
ام جراح :فاتن ..مريم محتاجه لج ..وهم زوجج محتاج لج ..ي فاتن انتي ما تدرين شلي صار من بعد غيابج ..ما
سمحتيلنا والوقت بعد ما سمح
فاتن اللي من سمعت كلمه زوجج قررت انها تنهي المكالمة :يمة التكلفة كملت ..القاج على خير يمة ..مع
السلمة يمة) ....بدمع مغلوب( احبج يمة
وهي تلم السماعة لقلبها ودمعتها جارية :وانا بعد احبج يا يمة ....احبج....
مسحت دمعتها ..وسكرت السمـاعة ..وقفت شوي في الصالة وهي متخصرة بألم ..شاللي قاعد يصير في
حياتها وحياة اولدها ..ليش كل هذا يمر ..وكل هذا يحصل من غير اي شي مانع او موقف ..كل هذا بسبب
غيابك يابو جراح؟؟ كل هذا بسبب غيابك يا عبداللة ..يمكن كنت حنونة ..ويمكن كنت اوفي كل شي ..لكن
فاتن..
نزل جراح اللي شعره مبلل وهو حامل فوطة ..يناظر مناير اللي واقفة وهي متكتفة ومزاجها مكدر وامه اللي
عند مدخل البيت ..وهي تتحرك ببطئ ..فاستفهم ان الموضوع فيه شي..
جراح راح لعند امه وهو يقط الفوطة عند الدري ..:يمة ..علمج؟؟ فيج شي؟؟
سكتت ام جراح وناظر مناير اللي كانت تراقبه وهي عاقدة حاجبينه..
سكت جراح وهو ينفذ الغضب من نفسه ..فاتن مصختها ..والحين زاد القدر عن حده..ومحد قاعد يردعها واهي
مو لقية اللي يوقفها عند حدها..
جراح :فاتن لزم توقف عند حدها ..لمتى بتتصرف بمثل هالتصرفات؟؟
ام جراح :قلبها محترق يا وليدي..
جراح بدت اعصابه تثور :اي قلب هذا يا يمة ..عشان قلب واحد امية وستين الف قلب يعاني لها؟؟ شهالنانية
وشهالقلة احترام واهتمام منها ..وينها فاتن اللي كنا كلنا نعرفها ..اللي كانت تقط همومها وتلقف هموم
غيرها ..فاتن اللي شالتنا كلنا في راحة يدها يوم مات ابوي وظلت اهي المنتحبة.؟؟ غلطنا يعني ..غلطنا يا يمة
يوم اللي بغينا فيه سترها ومصلحتها؟؟ غلطنا يوم اللي فكرنا انها لزم تتعوض باحسن من اللي عطتنا مع ان
اللي سوته ماله مقياس..
ام جراح وهي تبجي :مادري يا جراح ..مادري ليش احس اني ....ما وفيت لفاتن كفاية ..اننا قطينا عليها كل
شي ..لمن ضاعت وهربت ..وما فكرت انها تقط هم من همومها علينا..
جراح :انتي غلطانة يمة لو فكرتي جذي ..فاتن قطت همومها وهم ريال براسنا ولهي ماعطتنا المجال اننا
نصلح الغلط ..يعني هذا عمل يرضى به الله ول رسوله؟؟ تروح وتضيع روحها بهالغربة ..احنا خذناها هناك
صلح ..قلبت لشي الى فوضى وميهل ..يمة ..احنا بشنو غلطنا؟؟ بشنـو؟؟
سكتت ام جراح اللي وقفت بكل عجز وهي تراقب رخام الرض ..وجراح اللي سحب مفاتيح السيارة وطلع
من لبيت ..مناير ظلت واقفة مكانها وعبد العزيز استوى في قعدته بالصالة وهو يناظر الكل باسف..
ساد الصمت في المكان وعمقت المسية بغلف من الحزن ومن صوت جراح اللي رن في كل ارجاء المكان..
لوم وعتاب وقهر موجه الى اخته ..لكن وينها اهي عشان يبري فيها الذمة؟؟ اختفت وما تعطي احد المجال او
الفرصة انه يتابعها...
-------------------------------------
الساعة تسعة بالمستشفى وما بقى لمسـاعد ال جم يوم ويطلع من هناك الى البيت ..والى الدنيا ولكن
بشنو؟؟ خيارين ل ثالث عنهم ..يا الطراف الصناعية ..او الكرسي المدولب ..كل الخيارين يعبران عن العجز
اللي اهو فيه ..بعده متعلق بخيـط امل او انجاز او حتى يمكن معجزة ..انه مو معاق مثل ما تصور ..حتى انه
من شدة هالشي ما فج الغطا عن ريله للحين ..ول يمكن يكشفه ..بس بعد جم يوم ل طلع ..بيكون مضطر انه
يواجه الجزاء المبتورة..
سالت دمعة حزينة من عينه وهو منكسر الملمح ..صعدت شهقة من صدره الى حنجرته بالم واضح ..وما كان
معاه احد يتعزى بعزاه ..وحس مساعد انه مطلق الصراح مع انه مكبل بالعاقة هذي ..فارخى العنان لدموعه..
وبكى مثل الصبي الصغيـر ..واجه الخوف اللي يعتري نفسه بكل شجاعة وبدى يبجي وينوح في بجيـه ..وفي
كل دمعة نداء الى فاتن ..لمن وصل اسمها الى مسامعه
مسـاعد :وينج؟؟ فاتن؟؟ محتاجلج ...وينج؟؟؟ فاتن) ...اشتدت قبضته وهو ساند راسه بها( ..فاتـــن...
فاتـــــن....
سكت السم من التردد ..لن ل حياة لمن تنادي ..فاتن مو موجودة ..كل شي موجود ..ال خيالها او ظلها او
حتى شي يدل على انها تعيش على هالدنيا ..غاب عن الدنيا فترة ورجع ..وفاتن بعدها غايبة عن عينه ..لكن
كل هذا ينقلب ضدج يا فاتن ..كل شي وكل احساس خليتيه يمر فيه بيرجع لج ..بتتمنين لو انج ما فكرتي
بهالطريقة وتتمنين لو انج تراجعتي باخر اللحظات عن اللي سويتيه ..بتترجين يا فاتن ..بتترجين العفووو وما
بتقلينه؟؟ بتترجعين رجعة قلبه ودقته باسمج ..وتفانيه ووجوده...
مسـاعد :كل لحظة يا فاتن ..راح تدفعين ثمنها غالي ..حبيتج ..وبعتي محبتي بالتراب ..حبيتج وانا اللي ما كنت
ابيج ...وبعتي المحبة بابخس الثمان ..بشوفج شلون بعدين بتلقين نفسج ..ادري انج ضايعة الحين ..لكن
صدقيني ..مقارنة باللي بيصير معاج ..بتتمنين لو انج ما انوجدتي بهالدنيا...
هدأ القليل من انين مسـاعد ..ولكن شهقات البكاء المرير الي مر فيه تحول الى سكون مفاجئ ..حس
بالحرارة في شفتيه وحاول انه يبرده ..شرب من الماي اللي صبته له مريم قبل ل تطلع ..ويم القلص .شاف
الجهاز اللي يقدر ينادي فيه الممرضة..
ربط اكثر الشياء في باله باللحظة اللي اهو فيـها!! اذا بغى يقوم ويدور على فاتن ويلقاها ..راح يسهل
هالعملية وايد لو انه كان يمشي ..صحيح ان الطراف صناعية ومو مثل خلق الله ..لكنها بتوفي بالشي ..اهو
ما راح يقبل انه يكون على جهاز متحرك ..الطراف اهي اشد حل ...واحسن حل...
لكن ...هل راح اكون قادر اني امر بهالشي؟؟ هل راح اكون شجاع بمافيه الكفاية اني امسك الطراف ..لوا
اني اناظرها؟؟ يالله ..يالله عفوك ورضاك ..يالله حليني من قوتك ..خلني اكون قدها يا رب ..خلني استجمع
شجاعتي بفضلك يارب..
وبلحظة من الهدوء النفسي ..ضغط مساعد على الجهاز في وقت الي بغى انه يكون بعيد عنه ..ولكن كانت
هذي اولى خطوات الشجاعة اللي اهو لزم يتحلى به ..وال فاتن ما راح ترجع ..وال اهو ما راح يرجع مساعد..
مستحيل يرجع مساعد القبلي ..لكن بيكون هذا شي من الستعادة لنفسه ..مستحيل يقبل بالكرسي..
والطراف اهي الحل الصحيح..
يات له الممـرضة بكل مثابرة وهي حاملة صينية عليها ادوية ..:في الوقت المحـدد ..توني بييب لك الدوية
اللي تحتاجها ..خير فيك شي؟؟
سكت مسـاعد ..وحط يده على اللحية الي نابته في خده بنعومة ..تم يحبس الرتجاف اللي في نفسه ويحاول
انه يتفوه باللي يبي يقوله والي طلب الممرضة علشانه ..لكن ماقدر ..فرفع عيونه للممرضة بضياع تام وعيون
مشحونة بالتساؤلت وشفاه منفرجة بكلم محبوس..
سلمته الكوب البلستيكي اللي بداخله الحبوب ..وطلعت وهي حاملة اللي كان بيدها ..وتم مساعد واقف
مكانه مو مصدق انه قام بهالخطـوة ..صج انها مبعثة لللم في نفسه بس ..تغلبت على اللم لحظة من الفرح
الخفيف ...فرح ليش انه اتخذ خطوة قوية مثل هذي..
لكن التوتر بعده في نفسه ..عمره ما شاف اطراف صناعية وعمره ما شاف احد يلبسـها ..لكن اهو الحين –
لكونه جديد في هالوضع -راح يختبر كل هالمور ..تجارب يديدة ..محملة باللم ..ويمكن بعد بالتجدد .او
شخصية او هوية يديدة ..لكن كل هذا ما يعني ال شي واحد ....شي واحد اهو يمكن الهم بحياتها..
بصوت هادئ مثل بحر مظلم ما تطل عليه ل نجمه ول ضوء القمر الهادئ :كل خطوة ...ادوس فيها على
قلبي ...واوصل لج ...اوصلج لج يا فاتن ..واخذ حقي منج...
------------------------------------------
جراح اللي وصل للمكتب وهو متظايق بالحيل من اللي يصير ..مر اكثر من مرة على بيت مريم ..يمكن بخياله
المراهق بيقدر انه يلقيها عند غرفتها مثل ايام قبل ..لكن النور كان مطفى ومريم ما عادت موجودة ..اصل
مريم اختفت من الدنيا من بعد ما اختفت فاتن..
كله بسببج يا فاتن ..انتي ضيعتي مني الحلم اللي كنت اشقى واتعب عليه ..والظاهر ان الشي كل ما مر عليه
من الوقت ..يعتق ويصدى وتضيــع الدروب له ..ونور مريم ما بيوصل لدربي اهتديبه ..ومريم ما بترجع لي..
وكله بسببج يا فاتن ..كله بسببج..
نوبة جراح في البيت كانت بدافع فاتن ..اللي رغم محبته الكبيـرة لها ..ال انها فقدته اعز ما يملك من بعد
عايلته ..حلمه بالرتباط بمريم .هالبنت اللي تغلغلت فيه وحاول بالغالي انه يبعدها عن فكره ..لكن كل ما
ابعدها كل ما قربت منه اكثر..
ولع النور في غرفة المكتب وتفاجأ يوم لقى خالد نايم على الكرسي اللي داخل والمكيف مسكـر بس
الدريشة مفتوحة ..وكان باين عليه انه تعبان وحران لكن النومة ماكله ملمحه ..سحب جراح بطانية من تحت
الكرسي ولحف بها خالد وشغل المكيف الهادئ..
قعد على كرسي المكتب وهو يتمتم شي في باله :الظاهر ان مو بس انا اللي ظايقة علي الوسيعة يا ولد
خالتي ..الله يعينك ويعيننا كلنا على بلوانا..
مر الوقت وجراح يراقب كل شق وكل حركة وكل تواجد بالغرفة ..وهو سابح في فكره وخياله اللي يتمنى لو
انه يوصله لفاتن ..تخيلها في هذي اللحظة ..شلبسه ول شلون شكلها ول شقاعدة تسوي ..فما قدر ال انه
يحط في باله صورة مكان فارغ ..وفاتن قاعدة في زاوية ..وويهها يكسـوه اللشيئ ..فتعوذ من بليس من هذي
الفكرة لنه لو مهما كان غضبه على اخته فما يتمنى لها ال كل السعادة ...ويمكن حتى لو كانت على حساب
سعادة الكل ..لكن ل فاتن لقية السعادة ول احد من عايلتهم..
مســـك جراح القلم اللي كان على الطاولة ..وبدى يشخبط على دفتر الملحظات اللي كان مفتووح على
صفحة بتاريخ ولكن من غير اي شي في باطنها..
ابتسم ..يوم لقى النتيجة الخيرة من هالخربشة ..مع انها بل معنى او وجود ..ال انها شي من اللي يمر
بداخله ..فشخط بالقلم ثلث خطوط تحت اسمه بطريقة فنية ..وسكر الدفتر ..ال وخالد ينتبه لوجوده بسبب
الضوء للي كان طالع من المكتب..
ابتسم جراح بخفة ..وما يدري ليش في لحظة بسيطة كل همومه بدت بل سبب او داعي يوم سمع الكلم من
خالد ..لن خالد اهو كوكب وفلك الحزان المتواجد فيما بينهم ..مو كفاية انه يخسر في كل مرحلة من عمره
شي كبير ومهم ..ال انه مضطر يعيش على بقايا الراحلين..
جراح :شفيك؟؟ انت اصل صار لك يومين مو على بعضك ..شي جاد عليك؟
خالد وهو يستوي على الكرسي ويحك راسه ...:..مشـعل النهيـدي ..رد من السفر..
انتبه جراح بكل اهتمام للي يقوله خالد :مشــعل؟؟؟ متى؟؟ وشلون انا مادري..؟ ومتى تلقيت وياه؟؟
خاالد وهو موطي عيونه للرض :كان قبل يومين ..وتوه بي صوبي ال ومناير رادة وهو راح بالسيارة..
جراح :الظاهر انه رد من محل مايا لني ما تلقيت وياه ابد طول هاليومين.
خالد وهو يتسند على الكرسي بتعب ..:والله ان الدنيا لمعت بعيني في دقايق ..واختفى كل شي مثل ما
اختفى قبل..
سكت جراح ولحظ حزن خالد الكبيـر ..فتمنى لو انه يملك اي قوة عجيبة على انه يرد من اللي اهو يمـر فيه..
فمر على باله شي من اليام للي كان فيها اهو طايش ويعيش حياته وينسي نفسه همومه ..وباثارة مفاجئة
هاجم خالد..
كان خالد اولريدي بالسيارة وجراح رد للمكتب يطفي كل شي ويقفل الباب ويرجع السياررة ..فجها وشغلها..
واشتغل معاها الراديووو كالمعتاد وكانت الموسيقى صادحة في السيارة على اغنيــة " الدنيا مقنونة"
جراح يطول على الصوت بقوة :اي والله الدنيا مينونة لبوها لبو امها المينونة..
خالد فاج عينه بعصبيه وجراح يطلع بالسيارة بقوة :انت شفيك؟؟ داقة عليك ام الديفان؟؟؟ اذا داقة قول لي
خلني انزل
جراح :جاااااااااااب ..اي والله فتح عيونك) ..وهو يهز راسه( فتح عيونك ..والدنيا ماما قنونة ..عاشوووو
خالد :الحمد لله والشكــر..
وكلها دقايق ال الريثم يستلم خالد الثاني ويهز راسه شوي شوي ..لمن طغى عليه الجووو ..وكانت السيارة
تمشي وتمشي لمن وصـلت لبيت مسـاعد ..قصر جراح على الصوت شوي واتصل في لؤي..
لؤي وهو يتصنع النعومة :هاااي جانو ...انت وينك ..انا انتظرك من زمان
جراح :جانو انا عند باب بيتكم حبيبتي طلعي لي شوي ..ابيج في سالفة
لؤي وهو يلبس نعالة :جانو انا ملبسي ما تسمح لي ..تعرف يعني شورت وتي شرت كت..
جراح :اااااخ عليج انتي يا جانو ..حلتج جذي سبورتيه
لؤي :هههههههههههههههههههههههه شفيك انت شتسوي عند باب بيتا..
وهو يكلمه بالتلفون وما سكره مع انه يمشي صوب السيارة :تعال خلنا نوسع السـدر الليلة..
سكر الخط لؤي وجراح نزل الدريشة :وين نروح زين؟؟
جراح :اي مكان ..اهم شي بس بعيد عن هالقهر والملل..
لؤي :زين لحظة بغير هدومي ويايكم
خالد :ل يا حبيبي ..انا لبس بانطلون مصدي انت اتيي باللي عليك..
لؤي وهو يتصنع حركة انثوية يغطي فيها جسمه :شنو انت ما تستحي ..اطلع وانا نص عاري ..شوي ال
يغازلوني..
جراح :يالله ادخل يغازلونك ..شيغازلون .العضلت ول السكس باكز..؟؟
لؤي :ادري اني ضعيف بس ماله داعي هالحراج كله ..وعنادا فيكم ..بيي معاكم بهالهدوم) ..يدخل السيارة
بدلل( بفشلكم ..وحتى اني بتجدى عليكم..
ضحكوا جراح وخالد على لؤي اللي مسرع ما تحرك وصار بالنص بيناتهم ..وتحركت السيارة برعونة شوي..
متوجهين الى اي مكان يمكن يخليـــهم يتمتعون بشوي من اللي يبونه ..الراحة ..او القليل من السعادة..
----------------------------------
وقفت فاتن عند الدريشة اللي تهب بنسيم خفيف عليها وهي تفكـر ..تفكر باللي قالته لها امها ..من غير اي
حاسية اهي التقطت شي عن مساعد او مريم يحطهم في وسط ..شي من المعاناة او الظروف الصعبة ...يا
ترى ..شقصدت امها عن هلشي..
من خلت التلفون وهي متوترة وحالتها النفسية غير مستقله ..ادمت شفتها وهي تفكر باللي يمكن عنته امها...
مساعد يعاني؟ او مريم تعاني من شي؟؟ شهالشي؟؟ مو معقول هالشي الي اهم يعانون منه لنها ما تعرف
عنه شي ..او حتى يمكن يوصلها خبر ..وين يوصلها خبر واهي تحاول انها تمنع ي شي من ان يوصل لها ..او
يفهمها شي عن اللي يصير حواليها ...تتجاهل كل شي..
فاتن ..:شلي يمر فيه مسـاعد او مريم؟؟؟ شقاعد يصير عندهم؟؟ يتعلق فيني؟؟؟ اااه من الثقة ..ثمان شهور
وانتي هني ..ول احد فكر انه يسأل عنج ..ومساعد اللي كنتي تظنين انه بيتبعج ..ويدورج لمن يلقيج ما بان
لج ..وكاهو الشهر التاسع يخلص ..وانتي بعدج هني ..ومالج ال هالمكالمات والتجاهلت والوعود ...اااااه يا
فاتن ..متى بتفهمين ..ان مالج مكان بيناتهم ...وانج اهني بخير...
تحركت من عند الدريشة وهي تحس بالقهر ..تنفذ من لغضب الشديد ..كان مشيها اشبه بالضرب على الرض
عل وعسى يستيقظ للي حواليها من النوم والسبات اللي اهم فيه..
كانت واقفة وهي تنتظر القهوة اللي تسخن ..ومن التوتر اللي فيها بدت ريلها تهتزز بالدلغ القطني اللي
لبسته ..والضرب كان خفيف ولكن بصوت مخنووووق ..فبدت يدها اهي اللي تهتز بسرعة وخفة على
سيراميك الطاولة ..لمن ازداد توترها ول اراديا ضربت الصحن الصغير اللي كان واقف مثل الزينة على
الطاولة على لرض ويتهشم ويقطع كل التوتر اللي كانت تمر فيه..
حطت يدها على ثمها من الصدمة وعظم الصوت المزعج ..وتوها بتنحني عشان تلتقط الجزاء ال وهي تستوي
مرة ثانية ..وبجنون تلتفت الى لصحن الثاني الكبير ..وبنعومة بدت تدفعه الى الحافة ..لمن فقدت صبرها في
صعوبة تحركه بهالهدوء وسحبته بيدها ورفعته ورمته على الرض بعنف كبيـر..
ارتبكت انفاس فاتن باضطراب الصوت ..وبالتحرر البسيط اللي حست فيه بذيج اللحظة ..ولكن ..مسرع ما
حست ن الشي اللي سوته بمنتهى السخف وبل معنى ..تكسر الصحن عشان تحس بالتحسن؟؟؟؟
فاتن :أعوذ بالله ..بعده الغباء موجود في الدنيا....
شالت بعض القطع الكبيـرة ..والصغيرة ظلت على الرض مطروحة وهي حست بالملل ..والتوتر بعده متصاعد
فيها ..ما تدري ليش لول مرة من هالشهور الطويلة حست ان الوضع مغلف بنوع من الشي ..يعني ..اهي
لوفكرت بجدية مساعد مستحيل يسكت عن هالموضوع طول هالفترة .جان عللى القل طرت منه حركة او
شي يبين انه موجود في هالدنيا..
فاتن وهي تهمس لنفسها :كانه ..كانه مو موجود ..كانه عمره ما انوجد ..بس في خيالي ...كان مسـاعد....
ميت..
ولول مرة ...لول مرة من تسع شهور ..فاتن تفتح عقلها من دائرة النانية والتغليف الحزين لقلبها ..وتحط
نفسها في موقع واقعي ..ان يمكن شي قاعد يصير اهي ما تدري عنه ..او ان احد يمر في وضـع ما يسر...
ثمانية او تسعة شهور ومساعد ما منه خبـر ..حتى لو اهي ما سمحت لحد ..لكن مستحيل انه ينقطع جذي..
مساعد اكبر من هالشي كله...
ولول مرة ..يرتعش قلب فاتن من الخوف ...من بعد كل هاليام ..كانت تنتظر في اول اليام لتواجد مساعد..
حتى انها بايام كانت في وضع استعداد ..وتعد في بالها الكلم اللي يمكن توجهه له ..وظنت انه خلص
استسلم ..او انه تبين انه ما يبيها ..وان حبه لها كان بس لكونها تشبه عمتها بالشكل ...لكن مو لهالدرجة..
مساعد من النوع المتملك ..اللي كل شي يصير في مجاله اهو يمتلكه ويتملك الحق فيه..
فاتن وهي تلعب بشفتها بتفكير ..:وينك انت يا مسـاعد ..شلي قاعد يصير معاك ..اللي موقفك لحد هذي
اللحظة عن انك تكون موجود؟؟
================
في اليوم الثاني ...ما قدرت مريم انها تروح المستشفى لنها لزم تروح الجامعة وتسجل للفصل الدراسي
الصيفي ..بس اهي ارتاحت لن اختها بتكون هناك ويا مســـاعد ..لنها يمكن حتى لطول اليوم ما بتقدر تروح
لها ال اخر الوقت ..وطبعا اهي مستحيل تفوت على نفسها هالفرصة..
وطول ما هي في الجامعة وهي مزوحمة بالمشاغل اللي لزم تؤديها وفي نفس الوقت كانت رايحة عشان
تشوف نتايجها ..ومثل المتوقع بالرغم من الصعوبات ال انها توفقت في كل المواد اللي اخذتها..
كملت التسجيـل واخذت لها استراحة ..صلت فيها بالمسجد التابع للجامعة ومشت بعدين الى احد المقاصف..
طلبت لها شي تاكله وانتظرت..
في الملف اللي كانت حاملته اشياء متعددة بدت تلمها في الفترة الخيرة ..قصاصات ..او حتى اوراق ممزقة
بس فيها اشياء اهي انعجبت فيها ..صور او حتى مقطوعات شعرية تقراها بين الحين ولخر ..حتى انها صممت
مجلد في البيت تلزق فيه الشياء المختلفة..
من كثر الحداث الماضية في حياتها مالت مريم الى الخيال والنفراد بنفسها ..وبث مشاعرها في سطور
متعددة ..والحين اهي فكرها متبلور في شي واحد ..كتابة قصة ..قصة معينة او حتى مقال ..يخليها ترتاح
وتهدي قلبها شوي باللي يمكن تقدر تكتبه ..لكن اهي مو قادرة انها تتثبت بهالشي ..هل رغبتها بالكتابة بتجلب
معاها المقدرة على الكتابة ..؟؟ هذا شي اهي لزم تكون واثقة منه..
وصلها اللي بتاكله وراحت لمحل اللي كانت قاعدة فيه .وبنص الدرب ..التفت بالشخص الوحيد اللي ما ظنت
انها يمكن تتلقى معاه بعد هالفترة الطويلة..
كانت غزلن بعد في الجامعة تسجل كورس دراسي يديد صيفي مسائي عشان موهبة الرسم اللي عندها..
ويوم دخلت على طول التفتت الى مريم لن ملمح مريم صارت مقاربة الى ملمح لؤي اللي تلقيه كل يوم..
فحست بشي في داخلها يتحرك صوب مريم ويجذبها لها ..اهي ما عادت القرينة او المنافسة لها ..اهي صارت
جزء من النسان اللي بدى يستفحل فيها باحلى المشاعر ..ومريم ل اراديا تشكل جزء من هذي المشاعر...
كانت غزلن واقفة من غير انها تتحرك ومريم لحظت شبه البتسامة يجول على شفتيها ..لكن ما جابلتها ال
بالحتقار الخفيف ..لكن شي في ابتسامة غزلن خلى مريم توطي عينها وتروح محل ما يات منه..
قعدت مريم دقايق وهي متوترة شوي ..متأسفة شوي لنها جابلت غزلن اللي ما بادلتها ال بالبشاشة ..لكن
اهي مو تشتغل ويا لؤي وجراح في نفس الورشة؟؟ هذا اللي عرفته مريم من لؤي ...وليش تبتسم لي؟؟ لن
اخوي يشتغل معاها خلص بتصير ارفيجتــي..؟؟ بلى ..هذا انا ان عطيتج ويه يا سارقة الرياييل...
دار في بال مريم تساؤل ..ل يكون الحين حاطة عينها على مسـاعد؟؟؟؟ والله مو غريبة عليها ..حربة واتلون
على كيف دارها..
مريم :اي ...ونعم الرجال ...بس) ...بنظرة فيها المكر( اهو بعده يبي فاتن ...وبيلقاها لو بغاها..
غزلن بنبرة صادقة :وانا بعد اتمنى لو ان المياة تعود لمجاريها مثل ما يقولون والكل يرتاح ..وتنتهي المشاكل
مريم وهي تزيد بنكته :ويحل السلم العالمي ..مطالب ملكة جمال هههههههههههه
غزلن ما ضحكت مثل مريم لكن شاب ويهها نوع من النحراج اللي غطته بابتسامة ..ومريم اللي استمتعت
ثواني بالضحك ..مسرع ما حست بالسخف من نفسها..
غزلن وهي تحمل اغراضها ..:على العموم ...هني وعافية عليج ..وان شاء الله اشوفج في فرصة اسعد..
وقفت مريم يوم وقفت غزلن ..:ان شاء الله ..وانا اسفة مساعة ما كان..
قطعتها غزلن :ل عادي ..يمكن صح كلمج ..مطالب ملكة جمال ههههههه..
ساد صمت غريب بيناتهم ..والتفتت غزلن عشان تروح ..ومريم اللي كانت توهابتقعد قامت مرة ثانية..
ردت لها غزلن :احب .....اعتذر منج يا مريم ......اشياء ماضية مرينا بها ...يمكن ما نكون فخورين بها..
مريم وهي تحاول انها تكون قد غزلن اللي بانت كبيرة في عينها :اصل ) .....بابتسامة( انا ما عدت اذكرها....
ومن حر الصيـف تجمدت كل الرطوبة وتهلل من الجو نسيم بارد ..يلف قلب المسامح والماضي في دربه الى
درب افضل ..أبتسمت غزلن بابتسامة تبرد القلب ..ومريم لمعت عيونها المرحة وبانت غزازها في منظر مثير
للفرحة في لقلب..
مشت من عندها غزلن وهي تحس كيف ان مريم وجراح ليقين على بعض حتى لو الواحد ما يدري انهم
يحبون بعض ..وصدق ان اللي الله سبحانه وتعالى مفصلهم لبعض ..ماكو اي انسان في هالدنيا يقدر يفرق
بيناتهم ..دمتي يا مريم لجراح ..وهو لج ...بسلمة والف عافية وخيـر..
------------------------------------------
طلع خالد من الورشة ولؤي بعده ينجد في الشكال المطلوبة عندهم ويا بعض العمال ..وبانت روحه الفنية
اللي بدى يبتكر من خللها اشكال حلوة ومثيـرة للحماس حتى ان جراح اخذ لوح عريض كان لؤي اهو اللي
حافره بعناية واحتفظ فيه ..عشان اليام القادمة اذا فكر انه يستقر فراح يكون كل من لؤي وغزلن وخالد
اهم المصممين للمكان طبعا من بعد رؤيا جراح..
وصلت سيارة عند باب الورشـة ..وراح احد العمال عندها واستلم من عند راعي السيارة باقة ورد كبيـرة..
طبعا ما شافها لؤي لنه كان مشغول باللي في يده ..ويوم دخل العامل داخل وهو حامل الورد وفرحان من
جمال الباقة ..انتبهوا معظم العمال ومما دفع لؤي بعد وياهم ...ويوم شاف الباقة انصدم ..من هذا اللي
بيرسل باقة بهالكبر الى هالمكان؟؟ ل يكون بس زبونة معجبة..
اخذ لعامل الباقة الى غرفة المكتب على طول ..ويوم شافها جراح فتح ثمه وهو مصدوم؟؟؟ باقة بهالكبر؟؟
لمن؟؟؟
حطاها الهندي وعطى لوح لستلم الى جراح اللي وقع عليه وهو بعده مصدوم..
دخل لؤي وهو على طول متوجه الى الباقة ..:اللااااااااااااي .شوف معجبتي شيابت لي..
جراح بصدمة :الورد لك؟؟
لؤي وهو يضحك :انا بعد ويهي ويه ورود؟؟ علبالي لك) ...بصدمة( لك الورد جراح؟
قام جراح من مكانه وتوجه صوب الورود ..تم يناظر هالتحفة اللهية ..وتحمد الله وسبح لجمال الورد ..وتم
يدور بعيونه على بطاقة ولؤي يحن على راسه!!
جراح وهو يحاول يسحب البطاقة بصدمة :لؤي مالك شغل ..ل تتعبث..
لؤي :شدراك يمكن الباقة لي..
تم يقرى لؤي الباقة وجراح ينتظر منه اي ردة فعل ..ولكن ما لقى ل عيون لؤي تتابع الكلم مرة بعد مرة..
ومرة بعد مرة ..لمن ابيض ويهه تمام ..وحس جراح ان يد لؤي صارت رخوة على البطاقة وسحبها من عنده
بسهولة وهو يناظره باستغراب..
جراح يقرى البطاقة بصوت مسموع .. :الى حبيبة قلبي) ..غ( )طالع لؤي اللي تهالك على الكرسي اللي
وراه( ..احبج من كل قلبي ..عرفت من خلل غيابج عني ..ان مالي حياة ول نصيب بهالدنيا من غيرج ..اقبلي
اعتذاري ..وردي لي ..حبيبج ..بـدر!!!!
جراح وهو يطالع البطاقة مرة ثانية..يعني غزلن اهي راعية البوكيه الكبير ..بس من لصعب ان الواحد يتكهن
بان راعية البوكيه اهي غزلن ..بعد ما شافها امس يوم كانت تناظر لؤي بحالميه ..ما توقع انها تكون على
علقة مع واحد ثاني..
ال خالد يدخل عليهم وهو مستعيل :جراح عطني الرصدة الهندي الغبي نساهم
اخذ خالد البوكيه وتم يقراه ..وشوي شوي تتوسع ملمحه الى ان نطقت شفاته بكلمه
كلها لحظات ال وغزلن تدخل الورشة ومنها الى المكتـب ..ويوم لقت الباب مفتوح شافت الثلثة مجتمعيـن
ويا بعض ..ابتسمت لهم بحرارة وبس ما انردت البتسامة لها ..
غزلن باستغراب :علمكم؟؟ شفيكم مبوزين؟؟ )تنتبه الى البوكيه( وااااااااااااااااااو ..محلى البوكيـــه ..لمن..
قام لؤي من مكانه من غير ما يطالعها وراح عند الباب وطلع من الورشة كليا وخالد وراه..
فجت البطاقة وقرتها ..وكان قلبها يرتجف من التوتر الى لين وصلت الى اسـم بدر ..وتنهدت براحة ..البوكيه
لختها غصـون ..من زوجها بدر ..والله زين انه فكر بالمصالح وياها ..ولكن ..ليش يرسل لها البوكيه هني بدل
البيت؟؟
وانتبهت الى لؤي اللي كان شكله وكأنه ذابحين له حد ..شلي خله يصير جذي؟؟ على غصون يعني؟؟؟ ول
على؟؟؟
غزلن وهي تفهمه ..:اهم قبل ستة شهور مروا في خلفات قوية فيما بينهم ..وغصون طلعت من البيت ويات
عندنا تسكن ..عاد بدر يبي يطيب خاطرها) ..طالعت البوكيه( والظاهر انه عرف شنو نقطة ضعفها ..ياليتها
هني عشان تشوفه..
جراح :يعني البوكيه مو لج؟؟
غزلن وهي مستغربة :يا ليت بس ل ....ليش هالسؤال..؟
حس جراح انه راح ينجك ..ولؤي بعد بينفظح .. : ...وامممم ..ول سبب ..بس ...حرف الغاء..
غزلن وبعدها مافهمت شي :غصون بعد بحرف الغاء) ...واتضحت الصورة عندها بصورة فظيعة( ...انتو
علبالكم ان ....ولؤي ....؟
جراح وهو يضحك وجبينه معرق من التوتر ..اما غزلن فما عرفت ..تتنفس ول تضحك ول شنو؟؟ يعني لؤي
زعلن ..لنه ظن ان البوكيه لها.....؟؟؟؟ يعني ممكن هالشي؟؟ ان لؤي ...بعده ...
حمل جراح البوكيه الكبير ومشى جدام غزلن اللي طلعت وياه من المكتب ومن ثم من الورشة ..لمن وصلت
الى سيارتها ..فتحت الباب لجراح عشان يدخل البوكيه تحت نظر خالد اللي واقف ويا لؤي المحطم ..وهي
لبسة نظارتها الكبيرة الغامجة ..شكرت جراح ودخلت السيارة ..طالعت لؤي اللي كان واقف وهو منقهر ومن
حلة قهره اللي مسويه مثل الياهل ابتسمت ..وتحركت الى البيت..
راح لؤي لجراح ومسكه من رقبته :يالخاين ..يالخاين ...اكيد خبرتك بشي ..شقالت لك..
جراح وهو يكتم الضحكة وبدى يعرف ليش غزلن طلبت منه انه ما يقول شي : ..فجني ول تيودني جذي مرة
ثانية
لؤي وهو يمشي على عقبه وكان الدنيا كلها طايحة على راسه :اكيد واحد غني ..أكيد واحد راهي وخشمه
للسما مثل هلها ..اكيد ..اييي خووو معروفه ..ما تبي واحدن فقيرن مسكينن مثلي ..اااه يا قلبي ..والله فيني
عووق بقلبي ..مادري احس روحي ..برجع ..برجع ولله ..شي يعورني مو عارف وينه..
جراح اللي يكتم ابتسامة وضحكة :..الحين حسيت بالخطر ..عيل راونا شلون بتحافظ على ممتلكاتك يا
شهريار زمانك..
لؤي :شلون بحافظ ..بقول لك شلون بحافظ ..انا اول شي هالبدر لزم اعرفه منو بعدين يصير خيـر..
ضحك جراح على لؤي اخيـرا وخلى كل من خالد ولؤي يطالعونه باستغراب..
خالد المستغرب منه :جراح ...عيب عليك ..ليش تضحك على حسرة لؤي..
مسك جراح رقبه لؤي بطريقة ودية :تدري يا حبيب قلبي انا ليش احبك.؟
جراح :يمكن لنك اكثر انسان ساذج .ويبين ان العالم بعده بخيــر ..يالله انا بروح البيت بتقدى وبرد ..مع
السلمة..
راح جراح عنهم وظل لؤي واقف مكانه ويا خالد اللي يهدي فيه ..لكن لؤي ما ياز له هالتهدئة..
-------------------------------------
دخلت مريم المستشفى وهي تحس بانتعاش في نفسهـا ..التحول عجيب وحلوو اللي صابها قبل شوي مع
غزلن ..ماتوقعت انها راح تتلقى معاها ..وفوق كل هذا ما توقعت انها في يوم من اليام راح تتناسى معاها
كل اللي صار بيناتهم في يوم ..يالله ..الدنيا تدور وكل المور مردها تتصلح ..يا رب عقبالك يا خوي انت
وفاتن ..لنكم انتووو الفرحة اللي انا اتمناها في هالدنيا ..فبرجوعكم مع بعض. .بتفرحوني وبنفس الوقت
تردون في قلبي المل اني اكون لجراح..
وصلت للغرفة وهي متأملة انها تشوف اخوها يالس جدامها وبدت حتى انها تزهب له البتسامة المتوقعة..
ولكن ..اول ما فجت الباب ..مالقت ال الشراشف البيضا مرتبة على السرير ..فاستغربت ..ل بل هبط نبض
قلبها الى اللشي ..وينه مسـاعد؟؟ وليش هو مب في غرفته ...انتظرت صوت في الغرفة لكن السكوون كان
لف كل الجوانب ..وطلعت وهي فزعة من الغرفة الى استقبال الجناح ..بس ما لقت احد هناك ..وتمت واقفة
بحيـرة وهي مو مصدقة ..يعني مسـاعد طلع من المستشفى؟؟ طيب وين راح؟؟ خذوه البيت يعني؟؟؟ يا لله
وينه اخوي..
ال وممرضة تبين لها عند بعد وتروح عندها مريم بفزع..
مسكت الممرضة وهي خايفة :لو سمحتي ..مريض غرفة رقم ..30الخاصة ..وينه؟؟
الممرضة وهي تحاول تتذكر ..:رقم 30؟؟ الدخيلي؟؟
مريم :ايه ..هذا اخوي ..وينه ؟؟ مب في داره؟
الممرضة وهي تبتسم في ويهها :زين ليش تحاتين ..ترى اهو ما طلع اذا في بالج ..بس خذاه الدكتور مسـفر
الى العلج الطبيـعي..
مريم وهي مو مصدقه تسكر عيونها وتفجها مرة ثانية ..تحاول انها تستوعب اللي انقال لها ...مساعد في
العلج الطبيعي؟؟ لشنو؟؟ عشان يعني..
مريم وهي تسرع صوب نورة .. :نورة؟؟ يقولون مسـاعد في العلج الطبيعي؟
نورة وهي مبتسمة وعيونها لمعة بالدمع :اي يا مريم ..مسـاعد وافق على العضاء الصناعية ..وكاهو هناك
يمرنون جسمه عليها ..وكلها جم يوم ويطلع من هني يا مريم..
مريم وهي مو مصدقة اللي تقوله نورة :وانتي شدراج؟؟شلون عرفتي
نورا :كنا تونا ياين ..ال الفوضى في غرفة مسـاعد ..انا قلبي طاح ..وما دريت شصاير. .دخل فيصل وشاف
مسـاعد يقومونه من على السرير على الكرسي ..وماخذين وياه الطراف الصناعية للعلج الطبيعي هناك..
مريم وهي تناشد فيصل بعيونها :فيصـل خذني هناك ..ابي اشوفه..
فيصل وهو يحاول انه ما يطول بويه مريم :ما يصيـر مريم ..الدخول بس للطباء والمرضى ..وهناك رياييل
بعد ...بس...
مريم وهي تتلهف عليه :شنو بس؟؟ ابي اشوفه بعيني يا فيصـل..
فيصـل :تقدرين تشوفينه من خلل الزجاج ..اهو ما يبين عندهم بس يبين للي برع..
مريم وهي مو مصدقة تتبع فيصـل الى غرفة العلج الطبيعي ..يعني مسـاعد خلص بيقوم على ريله؟؟؟ بيرد
لنا مساعد الطبيعي اللي كلنا نعرفه..؟؟ يا الله ..فرحة ما نلقي مثلها ول بعد مليون سنة ..الحمد لله اننا ردينا
مثل قبل ..والحمد لله ان مساعد تقبل مصيره وتقبل قضاء رب العالمين..
ولكن نست مريم الخوف اللي بعثه فيها مساعد قبل جم يوم وقت اللي قط كل الغضب اللي فيه على فاتن..
وكيف ان فاتن اهي المسئولة عن اللي يصيبه ..لكن لء ..مستحيل مسـاعد يكون انتقامي لهالدرجة ..مساعد
يحب فاتن ..انا عمري ما لقيت احد يحب وحدة كثر مساعد لفاتن ..بس اللي ما تعرفه مريم ..ان بين الحب
والكره شعره ..بس تنقطع ..تتخالط كل المشـاعر فيها..
ويصعب على الشخص انه يلقى الحب من الكره..
راحت مريم ..ولقت مسـاعد يكابد بألم في تمريض ريليه ..ومسكت قلبها وهي تشوفه يشد على نفسه عشان
يقوم ..والطراف الصناعية مؤذية للقلب بقوة كبيـرة..
توهم مريم ونورة يحسون بالي يحسه اخوهم .كيف واهو اللي لبسهم..
مريم وهي تمسح دموعها واختها واقفة يمها :الحمد لله على كل حال ..كنا بنخسره للبد ..شوفته ول فرقاه..
فديت قلبك يا خوي..
نورا :ما توقعت اني اقول جذي ..بس مسـاعد ما يستاهل اللي صابه ..الله يصبره على بلواه
التفتت مريم مرة ثانية الى اخوها ..وتمت تناظره بحنان ..وهي تحاول من غير ادراك انها تشجعه على
الستمرار ..الستمرار ..نعم ..هذي هي كلمة السر في هالحياة ..الستمرار لمن الواحد يوصل للي يبيه او انه
يقط بنفسه في التهلكة ..واتمنى ياخوي ان استمرارك هذا يوصلك الى كل الخيـر ..اللي يعم عليك ..وعلى
اللي حواليك..
الفصل الثاني
---------------
مرت السابيع في المدرسة الصيفية عن فاتن مثل هدوء موج ليلة صيف باحد الشطآن ..وكانت متقدمة في
صفها مثل الفصلين اللي طافو ..بس لفرق ان مالها اي صحبة او جماعة تتسلى وياهم ..هيام ردت البحرين
ويا زياد قبل اسبوع واهي تمت بروحها ..في ملحقها ..وفي عالمها الصغيـر ..تتسوق وترد بيتها وتاكل وتنام
وتتمشى وتتنزه لحالها ..مالها سلطان على احد ول احد له تملك عليها ..وكم كان الشي مؤلم ومفرح في
نفس الوقت..
افتقدت للحزن اللي عم قلبها طول ذيج الفترة لسبب او آخر..يمكن خلص كف قلبها عن الحزن والنتظار
لشي غير متوقع ..او يمكن ما عادت تهتم ..او يمكن هذي هي نهاية المشاعر عندها..
اللي معاها في الفصل كانو يسمونها subzeroاي ان برودتها تقع تحت الصفر ..فهي ما تبتسم ..ول تتكلم ول
تتعامل مع اي احد في الكلسات اللي تاخذها ..تاخذ اللي تبي وتطلع من غير اي كلم مسترسل او زايد..
طبعا قطعت جورج وزوجتها مارسيل مثل ما قطعت الكل ..وهذا الشي اللي آذى قلبها بصورة خاصة ..لنها
موجودة باميـركا ..لكن اهي ما راح تتفهم مشاعر الناس دام ان مشاعرها انداست كثر من مرة ..وما راح
تهتم ابدا..
دخلت الملحق وهي حاملة عدة التسوق من السوق الشعبي ..فرحانه لبهجة الوان الصيف في المكان ..صج
ان الجمال والطبيعة في بوسطن من اروع ما يمكن..
فججت الورود اللي كانت حاملتها وشغلت الة الرد على المكالمات ..وراحت للمطبخ تحط الورد بالنية..
مكالمتين كانو ..الولى من ام هيام اللي اتصلت فيها اكثر من مرة ..وكانت تطلب من فاتن في هالمكالمة
انها تدير بالها على حالها وما تفتح الباب لحد .علبالها فاتن وحدة ياهل وما تعرف..
اما المكالمة الثانية كانت من هيام ..وكانت تتكلم بصوت مثار وفرحان تخبر فاتن كيف ان البحرين حلوة واول
ما وصلتها تمنت لو ان زياد ياخذها مباشرة لى هله ..لكن اهم لزم ينتظرون فراق بعض لجم يوم عشان
الخطبة الرسمية اي الملجة بين الهل ..وتذمرت لكون فاتن ما بتحظر ملجتها واهي ارفيجتها..
بعد ما انتهت المكالمات وقفت فاتن شوي في المطبخ وهي تحس بالفراغ في داخلها ..وكيف ان مريم طرت
على بالها في ذيج اللحظة السـرة ..اااه عليج يا مريم ..ليتج معاي بهاللحظة ..ليتني بس اشوفج يا اعز ارفيجة
على قلبي ..لني عارفة انتي الوحيدة اللي بتقدرين اللي انا امر فيه ..وليش؟ لنج انتي نص روحي ..وشقيقة
هالدرب اللي انا مشيته من يوم وانا صغيـرة..
وعلى هالمنية ..تحركت فاتن صوب غرفة النوم ..وسرعت عند احد العلب اللي تحتفظ بها بالشياء اللي
كانت لها وما تبيها توصلها بالماضي..
فجت العلبة ..ولقت فيها من اللي ما تبي تلقاه ..علبة هدية مساعد ..واشياء كانت تحتفظ بها وابت انها
ترميها ..وهناك لقت التلفون اللي كان مساعد مهديه اياها ..كانت بعدها البطاقة داخله ...ولكن يبيلها فتح من
يديد ..عشان تشوف رقم مريم بداخلها ..لول مرة من بعد طوول غياب تتشجع فاتن بصورة جنونية انها
توصل لمريم ..وحتى انها طلعت من البيت بصورة سريعة ولكن تأخرت عشان انها تلقى محل تفتح فيه الخط
اللي تسكر..
كلها دقايق وهي رادة البيت للي نست تقفله ..ويوم دخلت ...طاحت من يدها الغراض ..من شدة الصدمة..
تعافى مسـاعد وقدر انه يطلع من المستشفى ..وتظاهر بالشجاعة عشان بس يوصل للي اهو يبيه بكل قوته..
مريم ما قدرت توصل لشي واحد من اللي يمر فيه بال مسـاعد من زود زيف السعادة للي كان محايط روحه
به ..كل اللي يدور في باله كانت الطريقة اللي بتقدره انه يوصـل الى فاتن ..اول شي فكر في اهو زيـاد..
لنه ويا فاتن بنفس الجامعة ..ولزم اول ما يوصل اميركا يزوره من غير اي تعطيـل..
كان بيتهم يستقبل الزوار من الهل وكل زملء مسـاعد واصدقائه ومريم ونورا تحملو نصيب كبير من
هالمور ..لن لؤي في حالة عاطفية شديدة ..ما يسمع ال لعبد الحليم وقلبه ضايع ..ما يدري شالحل بالنسبة
للمشكلـة اللي يواجهها ..غزلن وهالبدر اللي مادري من وين طلع لهم ...حاولت مريم انها تستعلم عن اللي
يصيب لؤي واللي مخليه بهالحالة النفسية الصعبة ..لكن عبثا المحاولة لنه احزن من انه يتكلم..
وفي يوم ياتهم زيارة من عايلة الكندي كلها اللي طبعا قبل ما ايوون اتصلوا في لبيت ومساعد حدد لهم اليوم
اللي يقدرون ايون فيه ..وطبعا الستعدادات كانت على قدم وساق..
مريم قبل ساعة من وصول الزوار زهبت ..وراحت لغرفة اخوها اللي صارت تحت بدل فوق ..واستغلوا
بهالشي الغرفة الفاضية اللي محد يستعملها..
راحت لعنده وسحبت الكبك وبدت هي اللي تدخله وفي ظرف ثواني كملت الشغلة..
ضحك مساعد من غير نفس ولو ان مريم تستاهل كل الخير ..ومن بعد هالضحكة ..ما لقى ل دفى يدها
الصغيرة ينتشر على جلده ..رفع عيونه لها بكل هدوء وكل محبة
مريم :معليه اخوي ...في البلدان الكبيرة ..مثل هلشياء الصغيرة ..تصير..
مافهم مساعد الي قالته لكن شي من الحنان الي حسه في لمسته خله يتعزا بعزا الله عز وجل ..ومن بعدها
تركته مريم وراحت تحت تعابل امها واختها في التجهيزات..
ووصلت عايلة الكندي الى البيت ..لؤي اللي ما كان يدري بحضورهم اهو اللي فج الباب بويهه الحزين
واستقبلهم واحد ورى الثاني وهو مو عارف بزيارتهم..
اول ما سمع السم لؤي انصدم ..وما صدق ان اللي جدامه اهو ابو غزلن ..وعلى طول مر بعيونه الى عند
السيارة وين ما كانت غزلن واقفة ويا امها واختها ..وفوق كل هذا ..لبسة عباية محترمة والشيلة مغطية
راسها ..وكان مظهرها مبعث للراحة والسرور..
انتبه لؤي الى نفسه ووصل بو زياد وولده اللي كان معاه الى ديوانية الرياييل ..اما نورا ومريم فتولو الحريم
عند الباب ودخلوهم الى الصالة الرئيسية وين ما كانت ام مساعد قاعدة وهي منتظرتهم..
حاول مسـاعد انه يتنفس لكن ما قدر ..شي غريب كان طاغي عليه بهاللحظة ..ما يدري ليش ان الليلة صعبة
عليه فطلعته جدام بو زياد واهله ..يمكن لنهم ناس مقربين له وما كان يبيهم يحسون للعجز فيه باي شكل من
الشكال..
داس مساعد على قلبه وحاول انه يكتم للي فيه وطلع من الغرفة وهو حامل عكاز يساعده على المشي لن
اليام الولى بالطراف الصناعية أزمت عليه الوضع ولكن قدر انه يمشي بكل قوة وصلبة اظهرت عكس اللي
اهو يمر فيه من داخلة من هشاشة وخوف من الناس..
طاف الصالة ووقف يسلم على ام زياد والبنات قبل ل يتوجه الى الديوانية من الممر الثاني ..ومريم اللي
لحقته عشان تعاونه ويا العتبات..
تصلبت مريم مكانها للحظة ..وناظرت مساعد مباشرة من بعد كلمته ..ولكنها ما قدرت تملك شي من ملمح
ويهه لنه ترك يدها وراح يمشي وهو يعري الى الديوانية اللي طق بابها والتفت الى مريم اللي كانت بعدها
واقفة ..انفتح الباب وكان لؤي اللي عاونه ومريم سرعان ما انفج الباب ..اختفت الى داخل البيت..
اول ما دخل مساعد كان راسه موطى بالرض ويوم رفعه لقى بو زياد واقف جدامه وهو مبتسم في ويهه
بحناان البوة :هذا هو البطل ...اسد ول كل السووود
تليمو الثنين بمحبة ابوية وصداقة عظيمة فيما بينهم ...ويوم تحرك ابو زياد عنه التفت مساعد الى الشخص
اللي ما توقعه يكون موجود ..زيااد..
وقف زياد وهو مبتسم ..وكانه فهم نظرة مسـاعد المنصدمة :حمد لله على السلمة يا مساعد واجر وعافية يا
خوي
مساعد وهويلم زياد سكر عيونه وكانه لقى اللي يبرد حر قلبه على فاتن : ..الله يسلمك ويعافيك)...تحرك من
عنده مساعد وطالع زياد في عيونه( تدري شكثر دعيت لله اني القاك..
زياد بصوت واطي :مو الحين ..امر عليك بوقت ثاني ان شاء الله واعلمك بكل شي..
تحرك زياد بعيد عن مساعد لكنه مسكه بيده بقوة وهو بعده يناظره بغرابه ..انتبه له زياد وتكلم مساعد بصوت
اقرب الى الهمس..
مسـاعد :شلونها؟؟؟
زياد وهو يتقرب منه ويشوف الحب العظيم اللي تجلى بعيون مساعد :بعدها مو بخير..
الفصـل الول
-------------------
جراح ما صدق اللي يشوفها جدامه ..مستحيل هذي فاتن؟ وين انتعاش المواسم بويهها ..ووين ابتسامتها اللي
تطغى عليها في حضورها؟؟؟ اللم متضرع في ويهها مثل السم باول ارتشافه ....نظرات الخوف اللي بعيونها
ردته الى زمان وقت ل ارتكبوا شي يخافون فيه عقاب اابوهم مع انه ما يعاقبهم صج ..وفاتن عمرها ما ارتكبت
شي يزعل ابوهم فيه ..فليش كل هالخوف متركز بويهها وهي تناظر مسـاعد ..هالكثر اهو مصدر خوف
وارتعاب في نفس فاتن..
ومن بعد تصنم في ويه مسـاعد التفتت فاتن الى مريم اللي كانت واقفة وهي مو مصدقة اللي تشوفه ومن
بعدها الى جراح ..الوحيد للي كان يبتسم في ويهها بحنان ..وتحت مراقبة مسـاعد لها راحت فاتن لعند اخوها
وهي تحاول انها تخفي رجفة يدينها..
تقدم جراح منها وهو يضحك بمل ثمه ولكن في قلبه كان وجع :يا حمااارة
ما انتظرت فاتن اكثر ولمت اخوها بكل قوتها وهي تبتسم من حق ..منصدمة من شعور المان اللي داهمها
في لحظة واهي تشوف اخوها..
ل اراديا وجهت عيونها فاتن الى مسـاعد اللي كان واقف عند طاولة المطبخ ويتحسس الشرشف البيض
باصابعه ..وانتبهت الى مريم للي كانت موطية راسها والدمع باين على خدها ..راحت عندها فاتن وهي مبتسمة
بخفة ..شلون ان امنيتها اليوم انها تسمع من مريم تحققت بشي اكبر..كاهي مريم واقفة جدامها في بيتها
وعزلتها عن العالـم ..راحت لعندها فاتن وهي تحتفظ بشي من البتسام والبهجة
فاتن :مريم) ...استغربت من عدم الستجابة ..فمريم بعدها موطية راسها( مريم ..سامحيـني..
رفعت راسها مريم بلوم وعتاب وقلب مجروح من اعز الناس على قلبها ..:.اسامحج؟؟ على شنو؟؟؟ ماكو
شي اسامحج عليه فاتن...
فاتن حست باللم من نبرة صوت مريم :مريم ..صدقيني ..اليوم انا كنت بتصل فيج..
مريم وهي تضحك بسخرية :الحمد لله..فكرتي فيني اخيـرا..
فاتن وهي متألمة :مريم..
مريم وهي مندفعة :ما بكلمج ..لمن يحلى لي بكلمج ..تسوين في روحج كل هذا وتسكرين روحج عن العالم..
انزين سكري نفسج عن كل من ال انا يا فاتن؟؟ انا؟؟ انا اللي عمري....
فاتن وهي تتقرب منها :مريم تكفيـن..
وهي تكلم الكل :انا بروح الفندق..
وطلعت مرم من الشقة وهي تجهش بالصياح ..وفاتن واقفة مكانها وهي مصدومة ..واخيرا بدت تحس بنتاااج
فعلتها ..ومريم بالمثل ما توقعت ان تكون لها مثل هالردة الفعل لفاتن ..وهي اللي تمت تدافع عنها طول
هالفترة ..من بعد مريم طلع جراح من المكان وفاتن ما انتبهت له ..وظلت واقفة مكانها وهي تهمل دمع
هادئ ..ال يوم انتبهت ان المكان فظى من الكل..
جالت عيونها صوب المطبخ وين ما كان مساعد قاعد على كرسي الطاولة وهو موخي راسـه ..والعكاز عند
ريله ..فاستغربت فاتن وجود العكاز في المكان ..ولكن آثرت السكوت على الكلم..
وبدى الصمت يطبق بثقل عليهم ..لدرجة ان فاتن بدت تحس باطرافها من زود التوتر ترتجف بنفسها ..الله
العالم باللي يضمره مساعد بنفسه ..وال اي نوع من الفكار تجول في باله ..لن هدوئه اهو قرب النفجار او
بداية النهاية ..جربت اكثر من مرة صمته وسكوته وكانت النتايج ل تحمد عقباها..
مسـاعد وهو يتكلم بهمس اشبه بفحيح الحيات ..:..بشنو كنتي تفكريـن..
مسـاعد وهو يكمل بنفس الرنة :نسيتي من انا؟؟؟ نسيتي شنو اقدر اسوي..ضربتي كل اللي اقدر اسويه فيج
بعرض الجدار ..وغلبتج اوهامج وخيالتج انج تتحدييني؟؟ انتي ناسية انج شي من ممتلكاتي
وقفت فاتن وهي تحس بروح الحماس في دمها :انا مو ممتلكات احد ...انا امتلك نفسي وبس..
ظهر في الفراغ صوت ضحك مسـاعد الخفيف ..فاقشعرت فاتن منه ولكن ظلت واقفة مكانها وهي تتحداه...
اليوم كل شي بينفض وكل الوراق بتنكشف ..ومساعد لزم يعرف شكثر اهي قوية..
مسـاعد وهو يهز راسه والبتسامة مالية ثمه :مستغرب ....من جرأتج ..من الخيـال الجامح اللي دفعج ..
)يأشر على المكان( الى هالنوع من الحيـاة ..خبريني فاتن ..أي نوع من القصص العاطفية الكلسيكية انتي
تحاولين انج تمثلين ..ترى اذ ما تدرين ..الواقع يختلف تمام الختلف عن لقصص اللي تاخذينها في مقررات
الجامعة) ..يناظرها ويراقب شكلها المرتجف بهدوء( الحياة تنبني بدم وعرق وجهد وعقل ..الخيـال ..واللي
يخطه الكتاب ما يصير ال في الخيال ..ما يا على بالج ليش الشياء الخيالية ما تصير ال في الوراق او في
الفلم ..؟؟؟ ها؟؟
فاتن وهي تواجهه نفس الغرور وحرقة اليام اللي كانت تنتظره فيهم تشتعل فيها :والفلم ما استندت ال على
الواقع ..قصص الحياة اليومية وافعال الناس اللي ما تغتفر..
مسـاعد وهو يحس بيده متصلبة على مقبض العكاز :انتي وايد غلطتي يوم طلعتي من الديـرة ..ووايد غلطتي
يوم سويتي اللي سويتيه ..ولزم تتقبلين غلطج
فاتن تكلمه في نفس اللحظة اللي اهو يتكلم فيها :ومن اللي قال لك ان لك الحق تعلمني بشنو انا غلطت ول
لء ..انا حرة في حيـاتي ..انا حرة في حياتي مثل ما الكل حر في حياته..
مسـاعد وهو يسكر عيونه وياخذ نفس عميق :بيكون احسن لج لو سكتي ..لو انطميتي وما تكلمتي
فاتن وهي تحس ان خلص ما عادت تقدر تتحمل اكثر :انت من اللي يعطيك الحق تمشي الكل على رايك..
وانت مو اكثر من انسان عديم المشاعر ..متملك ..وتظن ان العالم كله يمشي حوالي اصابعك ..تكون
غلـــطان اذا فكرت انك تقدر تتأمر على حياتي..
مساعد وهو ينـاظرها وحماسية التهامات اللي يتقاذفونها تحمى فيه :بيكون احسن لج لو سكتي ..وانا لي
الحق في كل شي سامعة ..وكلمة زيادة بتنالين اللي ما تتمنينه
فاتن وهي تضحك في ويهه باستنكار ويعلى صوته :وشنو اللي مر علي من يوم انت دخلت حياتي كان اللي
اتمناه ..؟؟؟ شي من هالحياة اللي انفرضت علي كان من اللي انا اتمناه لنفسي؟؟ لاااا..
مسـاعد وهو يعلي صوته على صوتها :انتي تكونين حامدة ربج على اللي يصيبج ..يا ناكرة المعروف والجميل..
فاتن وهي تفج عيونها مو مصدقة :انا ناكرة جميل؟؟ اذا انا ناكرة جميل ..فانت شنو تطلع.؟؟ تبي تمتلكني..؟؟
وتحطني كجزء من اللي انت تتحكم فيه ..في عالمك اللي ممتلي بالموات والماضي..
توقفت نظرة مسـاعد المخيفة عليها : ..غصبن عليج ..كل اللي يصير غصبن عليج ..سوا رضيتي ول لء..
وانتي تحطين لسانج)ونبرة صوته تتصاعد( في لهاتج ..وتنطمين ..وتسكـتين اذا انا تكلمت معاج ...سامعة
)بدى صوته يعلى الى الصراخ( انا اكثر الناس حقا فيج ..انا اكثر انسان بهالدنيا حقا فيج من امج واهلج كلهم..
فاتن وصوتها يعلى وقلبها يرتجف من الكلم الي يقوله :حقا فيني باي عرف وباي قانون؟؟ اني اشبه عالية؟؟؟
اني النسخة الحية منها..؟؟ تراك غلطان اذا فكرت بهالطريقة ) ...وهي تتحرك مكانها بهستيريا( اصل انت
مالك حق انك تتواجد بهالمكان ..وانا اصل فضيت الزواج اللي بيني وبينك ..انا ما عدت ابيــك ..ما ابييييك
الحين كثر ما بغيتك قبل..
وقف مسـاعد بتوتر متصاعد :بتنطمين فاتن ..بتطمين وال ما بيحصل خيـر..
فاتن وهي تتحرك صوبه :تظن انك وايد قوي ..تظن اني انا اللي بنهار عندك وبييك لعندك ..لو كنت بسوي
جذي ..جان ييتك من زماااااااااااااااان ...اذا كنت في غيبوبة ول فاقد وعيك طول هالفتـرة هذي مشكــلتك..
لن اللي طاف بيناتنا مو يوم ول يومين ..تسعة شهور قدرت تغير اللي ما راح يتغير اكثـر..
بدت صدمة العاقة اللي يعاني منها مسـاعد ترجع فيه بقوة وعمق ..وصدمة الغيبوبة الكبيـرة الي اهو مر فيها
وشكثر ايام واسابيع واشهر طافته ترجع له بقوة ..ولكن في صورة الغضب اللي ل تحمد عقباه ..اهي تكلمت
عن الغيبوبة كمزحة او ظرف يمكن ما يصير لكن هذا كان المانع الحقيقي لمسـاعد ..وهذا اللي خله يحس
بالعجز من يد ويديد
وبخطى عرجاء تقرب منها وهو ينفذ النار من انفاسه :بتجنين على نفسج من هالكلم
فاتن وهي تتحداه بقوتها كلها :وااااااااايد قلت لي من هالكلم يا مسـاعد ..انت غلطان اذا فكرت اني ضعيفة
وما اقدر اواجهك ..انا انتظرتك طول هالفترة عشان بس اني استعد لك ..واقول لك كل شي انت تستحقه..
واللي انت تحتااجه
مسـاعد وهو يبتسم في ويهها مثل الساخر :لن ما عندج ادنى فكرة ..لو كنت فاضي كنت بييج ..وبدورج
وبلقاج تحت الرض
فاتن وهي تفهم من كلمه الشي الغلط :شنو يعني؟؟؟؟ لو كنت تقدر؟؟ يعني تحطني في آخر
اهتماماتك..واحد حقير مثلك عمري ما بلقيه
مسـاعد واذنه تتغنى بالكلم اللي تقوله فاتن لنها على وشك انها تخسـر كرامتها للبد :تحسين نفسج
تستاهلين العنا صح؟؟؟ وانج قدها ..واكثر يمكن؟؟؟؟ لكن للسف ..انتي اكبر جبانه..
فاتن وهي تصرخ عليه ومو قادرة تكبح رجفتها :انطـم..
مسـاعد وهو يحس بالقهر يشتعل فيه :اكبر جبانة يوم انج احتجتي تسعة شهور عشان تزهبين نفسج ..وانا الي
ما صار لي اكثر من ثلثة اسابيع ..ول ..بطول هالسابيع كنت مكبول ..وال من يوم وعيت ييتج ويريييتج من
شعرج الى الجحيبم اللي انتي تستاهلينه..
فاتن وهي تصارخ وماسكة راسها :ماقدر اصدق ..ماقدر اصدق جرأتك ..تسعة شهور ..صج انك واحد حقيـر..
مو فاضي؟؟ عيل ليش انت مفظي نفسك الحين ..روح للي كنت مشغول فيه) ..غيرتها بدت تنهش من لحمها
مثل الدود( ومن لك بالنشغال غير ماضيك الغبي اللي متعلق فيه ..لكن انت ما بتيرني معاك لهالماضي ..انا
ما بعيش لحساب احد ..وعمري ما بكون ظل احد..
مسـاعد وهو يناظرها بألم ..وقلبه يرتجف بقوة بسبب القهر اللي فيه ..:..كل اللي صابني ..واللي انشغلت فيه
من تحت راسج ...يال ...ناكرة..
فاتن وهي فاجة عيونها من غير تصديق :انت بعييييييييييييييييد عن كل الحقارة ..انت كل النذالة بهالعالم انك
مو بس تحمي نفسك ..ال تحط الحرة فيني..
مسـاعد :تبين تعرفين انا وين كنت؟؟؟؟
فاتن وهي تصرخ :ما يهمني لو كنت في نار جهنم..
مسـاعد وهو يحس بان اللي كبته كله يطلع مرة وحدة :كنت في نتيجة اغلطج اللي ما تبين احد يلومج عليها
شردتي وما خليتيني احاول معاج او انج ما قدرتي تتحلين بالشجاعة انج تواجهيني ..مثل الجبانة ..شردتي ول
خليتي احد ول خليتيني اتواجه معاج عشان انزل قدرج الى القاااع..
فاتن :اي بلى ..تكون حالم ول خيالي لو فكرت...
بدت تتحرك مكانها وهي تربط اشياء مع بعضها ..كلم امها عن حاجة زوجها عنها ..وزياد الي أكثر من مرة
حاول انه يكلمها عن مسـاعد ويشرح لها غيابه لكن هي ما بغت ..والحين العكاز اللي يحمله وعرجه اللي ما
يقدر يخفيه..
والتفتت الى مسـاعد وهي ترتجف :انت ليش تحمل عكـاز..؟؟؟ وليش تعري ..وليش ) ..تشهق بآهه( وليش
تـاخرت عني تسع شهور ..؟؟؟؟
سكت مسـاعد وتم يناظرها بانتصار ..لنها بتندم على كل كلمة اهي قالتها اذا عرفت اجوبة اسألتها كلها..
فاتن وهي تصرخ بارتجاف ..:قول ..وينك طول هاليـام ..؟؟ وليش تحمل عكـاز..؟؟
انهارت فاتن من بعد ما صرخت ..وبدت تنتحب بصوت مكتوم وتحس بالبرد يخترق عظامها ..ما تدري ليش
انها تجاوزت الحد ..تحس انها تطاولت زيادة عن الحد ..وانها راح تندم على كلماتها وعلى اتهاماتها وعلى
شتائمها لمسـاعد..
بعد فترة من الصمت ..وهو يسمع لصياح فاتن المكتوم واللي ما يظهر منه ال الشهقات الصعبة ..تكلم
مسـاعد وهو يحس بالتعب بداخله ..:كنت في غيبوبة ..نتيجة الحادث اللي تورطت فيـه ..بليلة سفـرج..
)ونظرات فاتن تلحق ويهه بحزن ..ومن غير تصديق ..وبدت نبرة مسـاعد تلين الى اللوم والعتب( رحت وراج..
ووصلت للمطار ..دخلت ادورج ..وظنيت اني بلقاج ..لكن ..ما لقيتج ..او انتي ركبتي الرحلة قبل ل اقدر الحق
عليـج ..وصار الحادث ..وما وعيت منه ال بعد )سالت دمعة من عيـن مساعد( ثمانية شهـور وشوي..
فاتن وهي تلم راسها الى حجرها وهي تأن مثل الصغار ..:ل ....ل..
مسـاعد وهو يتكـلم ويعبـر عن اللي فيـه ..:ويوم صحيـت ..ما كفتني صدمة اني كنت غايب عن هالدنيا طول
هالفـترة) ..رفعت فاتن نظرها الى مسـاعد( اكتـشفت ..ان ..ريلي اليسـار مبتورة للركبة )شهقت فاتن(
والقدم في اليميـن..
فاتن وهي تمسك ثمها مو مصدقة اللي يصير .:يا ربي..
ويكمل مسـاعد وهو يمسـح الدمعة بشجاعة ..:على الرغم ..من لغيبة ..ومن ...العاقة ..ال انج كنتي اهم
شي لزم اناله ..وما كنتي موجودة) ....لقهر كان عنوان في ويه مساعد( ما كنتي موجودة) ..وهو يذرف دمعة
ثانية وشكله اكبر من عمره بعشر سنين( ما تتصورين شكثر تمنيتج موجودة يوم اكتشفت اني معاق ...تمنيتج..
وبجيـت يا فاتن ..بجيت مثل هذاك المراهـق للي كان أرق بسبب التفكيـر فيج باول ايام ملجنا ..واول ايامنا
في الشقة..
انتحبت فاتن بقوة وهي تصيح بانين قاتل ..وتردد كلمة ياربي وكانها تتمنى ان الله يعطف عليها وياخذ روحها
بهاللحطة..
مسـاعد والغضب يرجع له : ..وانتي تلوميين الكل ..وتلومين الدنيا ..وما تلومين نفسـج ..انتي اللي قطعتي
العالم عنج ..وال الدنيا كلها كانت تتمناج .اخ وام كانو ينتظرونج ..خلج مني انا ما اهتم لهتمامج
وتتبدل مشاعر فاتن في لحظة وقطعته :مسـاعد تكفى..
مسـاعد من غير ما يهتم للي تقوله :اخوج وامج ..تركوج لحالج ما سألتي نفسـج ليش؟؟ لن من زود حبهم لج
حبو انج تكونين على راحتج وواثقين فيج ..لكن انتي كنتي من النانية ..يا ) ...والدم يتجمع في ويه مسـاعد
بصـورة غريبة( ..يا النانية ...انج تتركين الكل ينتظرج وتقعدين هني تتمنين لو الكل يدور عليج ويراضيـج...
فاتن وهي تقعد وهي تبجي بقوة :مسـاعد تكفـى ..بس خلص..
مسـاعد وهو يعصب اكثـر :بس خلص؟؟ انا بديت يا فاتن؟؟؟ تلوميني على حبي لعالية ..وتقولين انج كوبي
عنها؟؟؟؟ ليش؟؟ هل انا قط فيوم عاملتج معاملة مختلفة ..انا اصل مستحي من عالية اني حبيت وحدة مثلج
وغطيت على حبها الجميل لي ..بوحدة ياهل مثلج ..انانية وناكرة المعروف والجميل..
مسـاعد :تلوميني على حبي لعالية؟؟؟؟ انا الوووم الدنيا لني حبيـتج ..ولني لحتى هاللحظة ...ما بردت
مشـاعري تجاهج لكن انتي ما تستـاهلين ...تلوميني على حبي لعالية ..انتي اصل تقدرين تكونين بمستتوى
عالية؟؟؟ لو تموتين ما تصيرين مثلها؟ ..عالية حست فيني في كل الظروف ..بصحتي وبمرضي ..بفرحي
وهناي ..ول يوم في حياتها خلتني اعاني من شي ..لكن انتي ..حبج كله معاناه ..وتوسل ..ورجاا ..انا ما
ترجيت حب عالية ..عالية وهبتني حبها واهي اللي تحتاااج للحيـاة) ..بدى مسـاعد صوته يختفي في النتحااابة
العنيفة( شكثر اتمنى بهاللحظة لو ان حياتج انوهبت لها ..عشان ما تروح عني ..وما اتيين انتي في دربي..
تقطعت انفاس فاتن وهي تبجي من شدة كلم مسـاعد ..اللي اشبه بالملح على الجرح ..ولكن كل هذا انتقـام
منه على اللي اهي اتهمته فيـه..
اما مسـاعد فمسـح ويهه بقوة وهو يسحب النفس المرير من الهوا المتكتل الى صدره المثقل ..:لكن ..كل
هذا ما يهم الحيـن ..انا هني عشـان شي واحد ..اني اردج لديرتج ..وانتهي من حياتي اللي شاركتج فيها..
وتروحين في حال سبيـلج..
فاتن وهي تلتفت له وقلبها يدق بخوف مقطع للروح ...:شلـون؟
مسـاعد وهو يناظرها واللم المتشارك يغلف روحهم ...:كـل شي بيناتنا بينتهي ..وبتروحين في حال سبيلج..
مو هذي امنيـتج من اول يوم عرفتـي ان لي وجود بحيـاتج؟؟
فاتن وهي تحس بان الهوا ما يدخل رئـتها ..:ل .....ل...
مسـاعد وهو يعصب :بلى ..بلى يا فاتن ...خلص ..انتي بتروحين في حال سبيلج ..بتركضين ورى احلمج..
وورى الخيالت اللي كنتي عايشة فيها
فاتن وهي تذرف الدمع الساخن :مسـاعد انا اسـفة
تقربت منه لكنه نفر منها كانها النار :ل تلمسيـني ..ما ابي خيـالج يطيح علي سامعة؟؟؟ انتي خلص فاتن..
انتهيني مني ..خلص ..ما عدت افيدج في شي..
فاتن وهي واقفة ..ونحل جسمها يكاد ينكسـر ..ونفسها متلحق تناظر مسـاعد اللي موخي عيونه الرض..
وتحاول انها تترجاه فهي تعرف ان كانت لمسـاعد نقطة ضعف .فهو حزنها ..فتقربت منه ..
ظلت واقفة جدامه وهي تتمنى منه العطف او الحنية لكن مسـتحيل تلقاها فيه ..مسـاعد خلص ..صار اشبه
بالصخر اللي ما يحن ..وهي ما تستاهل؟؟ ال تستـاهل واكثر بعد..
تم يناظرها ويناظر التمرد المينون بعيونها ..لكنها ما كانت تدري انها بهالشي تغذي الوحشية اللي فيه ..كان
على وده لو انه يضربها لمن تتكسر وتظل مكانها على الرض ..مثل الخلجة..
مسـاعد :اكسري الشر ..واذا تبين حياتج ..بتروحين تلمين اغراضج وانتي ساكتة..
فاتن وهي تضرب بريلها على الرض :ل ....ل ....ل ...ما بلم اغراضي ..ماابي ارد
مساعد :فاتن ما عندي الوقت لج
فاتن وهي تبجي بقوة :ما ابي وقتك ..ول ابيك ..ول ابي احد ..ول ابي الديـرة ..ابي تم هني..
مسـاعد :سكتي ..وانطمي ول تتكلمين ..ويالله لمي اغراضج..
فاتن :انت ماتقول انك ما تبيني ..عيل طلقني ..طلقني وخلني اعيش بكيفي ..بعيش هني على كيفي ...هذي
احلمي وامنياتي..
مسـاعد من سمع كلمه طلقني احترق تماما ..وصار راسه شعله من اللهب اللي بتحرق فاتن وكل شي
يحايطها...
سكت مسـاعد وهو واصل على قرب من فاتن بصـورة غريبة ..وكان الكلمة اللي تتمناها فاتن على طرف
لسانه ..لكن شي خله يتوقف عنها ..وتم ينتظرها لمن اهي تنطق ..عشان يخرسها للبد..
سحبها مساعد من ذراعها ويرها يرر لمن زهقت روحها وكل ما بدت فاتن مقاومة سحبها اكثر ..فتح باب
الغرفة ورماها داخل..
مسـاعد وهو يتنفس بقوة :بتلمين كل اغراضج الحيـن ..ومن غير اي كلم زايد ..والطلق لحقة عليـه..
فاتن وهي تمسك يدها اللي انسحبت بقوة :ما ابي ارد ...ما ابي ارد
مسـاعد :والله هذا مو خيـار الحين صح ول لء؟؟؟
فاتن وهي تمسح عيونها المليانة دموع :ما ابي ارد مسـاعد ..وما ابيك ول أبي شي ..خلني في حالي خلص..
مارد عليـها مسـاعد والتفت الى خزانة الملبس ..وراح لعندها وهو يفظيها من الثياب ..يرميها على الرض او
على فاتن
ما التفت لها وتم يفظي كل شي مليان في الغرفة ويرمي عليها الغراض ..ومن بعدها سحب الجنطة اللي
كانت فوق الخزانة ورماها على الرض ..وحاول انه يفجها بالعكاز لكن ما قدر ..وفوق كل هذا اهو ما يقدر
يقعد على الرض مثل قبل ..
القى امر على فاتن :عندج حوالي الربع ساعة انج تلمين هالخمام ..ومن بعدها تطلعين من هني ..بنتظرج
برع ..وانا ما زهبتي بسرعة يا فاتن نفادهم هالثياب ..بتردين البحرين وياي باجر يعني بتردين؟؟ سامعة ول لء؟
ما ردت عليه فاتن ..وانتحبت بقـوة لمن طاحت على الرض وهي تبجي ..ظل مسـاعد واقف دقايق وهو يحس
بالدوخة براسـه ..وصوت انين فاتن يكسـر اللي مايتكسـر فيه ..فبدل ل يقعد ويواسيها وينسيها الدمع واللم
والحزن اللي تسببه لها في هاللحظـة ..طلع من الغرفة وراح عند المطبخ ..طلع علبة حبوب يستخدمها
لتسكين اللم فيه اذا انتابته ..ومن زود ما كانت يده ترتعش من الغيض اللي فيه طاحت الحبوب كلها على
الرض ..سب ولعن مسـاعد اللحظة اللي يا فيها لفاتن ..وحتى اللحظة اللي انفتحت فيها عيـونه من
الغيبوبة..ليته مات فيها ول قام عشان يصير فيه كل هذا..
تم دقايق يعور في مكانه مثل السد المسجون ..لمن استلم احد الكراسي عشان يرميها بقوته الى الجهة
الثانية ويستند عند الجدار وهو يتنفس بقوة كان الهوا ما قاعد يدخل..
وما لقى ال فاتن واقفة عند باب الغرفة وإمارات الحزن على محياها مثل منارة بالضوء..
صرخ فيها مسـاعد :ليش سويتي كل هذا يا فاتن؟؟ غرورج وكبريائج ..شوفيه لوين وصلنا اليوم) ..دمعت عين
مسـاعد( ..كنت بعطيج عمري كله ..وان ما كفتج بعطيج العالم ..كنت اقدر يا فاتن ..لنج كنتي غاليـة علي...
لكن الحين ..ماقدر القي شي فيني اعطيـج اياه ..لنج...
انكمشت فاتن في زاوية الباب وهي تغطي ثمها بيدينها من شدة البجي اللي فيها ..والتفت لها مسـاعد
والدمعة خايرة من عينه..
وبصوت كسيـر :لنج ..ما تستـاهلين ..ما تسـتاهلين ول تسوين شي عندي...
كانت هذي اخر كلمة قالها مسـاعد ..من بعدها انحنى يلتقط حبه او حبتين من اللي طاحو وشربهم من غير
ماي وطلع من الشقة ..دخلت فاتن دارها وهي تجر نفسها جر وتهتز بالقهر اللي فيها ..فما لقت ال انها تصرخ
بقوتها بسبب اللي صار..
مسـاعد في غيبوبة ..ومعاق ...وصحى .وانا ول ادري عنه ..والحين ما يبيني ويبي ينفصل عني ..آآخ ياربي ليس
يصير كل هذا معاي ..ليش؟؟؟ يوم اني حبيته وصرت ما اشوف الفرحة ال بويهه ..يصير فيني كل هذا..
رمت بروحها على الرض عند قطع الثيـاب ..وهي تحط راسها على ركبتها والريل الثانية ممدوده بتعب ..عند
مؤخرة السرير سندت راسها وهي تحس بالعذاب بعناوينه يحتلها..
فاتن وهي تفكر بصوت مسموع :خسـرتك ..خسرتك وخسـرتك بجدارة ..بجدارة..
------------------------------
حاول جراح انه يلحق على مريم لكنه يوم نزل ما لقى لها ول اثر ..وين راحت ..وين الممكن انها تروح؟؟ ل
يكون بس استقلت تاكسي وراحت للفندق؟؟
تم واقف مكانه عند بوابة بيت هيام الكبيـرة والحديقة الروعة اللي وراه ..حاول انه يسمع لصوت معين في
الممنطقة او حركة تدل ان في احد موجود لكن عبث ..فالمكان ملفوف بالصمت ..ودامنه الحين اهو ومريم
فظوا المكان لمسـاعد وفاتن انهم ياخذون راحتهم ..خله اهو يدور على مريم ..الللي اهو شبه المتأكد انها ما
طلعت من المكان كله..
راح ورى البيت وهو يدور عليـها ..وطول هالوقت وهو يناظر فخامة المكان اللي اهم فيه ..شي مو طبيعي
حديقة بيت هيام ..الزرع في كل مكان والورد بعد ..شي بمنتهى الفخامة ..ويوم وصل الى مكان مرصوف
بالحجر والقرميد ..لقى مريم هناك قاعدة ..على كرسي وهي تمسح ويهها من الدمع بمحرمة ..تم واقف
مكانه محتار يروح لها ول لء ..اذا راح فهو بيخترق شي من الداب والحيا ..لكن مريم اهي بعبارة صديقة درب
ومن العايلة ..فتقرب منها شوي وقعد على بعد كرسيين منها..
طبعا مريم انتبهت لجراح بس ما عطته الهتمام ..لن اللي في قلبها واللي شافته بعينها في فاتن يخليها
تنتحب الدهور كلها ..وفوق كل هذا اهي مو مصدقة ان فاتن صارت جذي ..كانها ميتة واللي شافوها اهي
مجرد خيال ول اشعار انها بعدها تتنفس بهالدنيا..
تكلمت مريم وهي تمسح ويهها للمرة ثانية :ماصدقت عيني يوم شفتها ..جذي تسوي في روحها؟؟ ومن سمح
لها..
سكت جراح وهو بروحه يفكر بنفس اللي تفكر فيه مريم.
مريم :يعني ..معليه اهي كانت مجروحة ...وقلبها متألم بالحقيقة اللي عرفتها ..لكن ..مو جذي ..والله ما
تصورتها بتصير جذي؟؟ )بصوت منتحب( كسرت خاطري
جراح وهو يناظر الطبيعة اللي جدامه :هذا الناتج من العزلة ..ومن تجمع الحزان من غير مفرغ لها ..والواحد
لزعل ول حزن ما يخلي احبابه والناس اللي حواليه ..لن اذا اهو طاح عشرة يشيلونه ..وفاتن ما كان لها احد
يكن لها اللي احنا اهلها نكنه لها..
مريم وهي تمسح عيونها بالمحرمة .. :لكن ول بسامحها ..على اللي سوته بروحها..
جراح وهو يبتسم ..:ما عليج ..تقولينها الحين بس بعدين بتسامحين ..لن النسان مايقدر يعيش من غير
مسامحة اوو غفران) ..تناظره مريم وهو مكسورة الخاطر( لن الحياة تصير اصعب من ما تتصورين والقلب
حامل شي على احد..
سكتت مريم وهي تمسح دمعها بخفة ..تفكر بكلم جراح اللي كان منطقي بصورة كبيرة ..لكن شي في كلمه
خلها تتناقض مع نفسها ..اذا اهو يتكلم جذي معناته اهو مو حامل علي؟؟ لن امي اهي السبب اللي يوقف
بيناتنا وبين للي يمكن يصير بيناتنا؟؟؟
جراح وهو يحس ان قعدته طالت اكثر من اللزووم :..خلينا ندخل الحين ...مب حلوة نقعد هني وهم داخل..
قام جراح من مكانه وهو يمشي عن مريم اللي ظلت قاعدة مكانها لكن قلبه لسبب او ثاني خله يلتفت لها
ومن غير ما يطالعها ويطالع الرض..
جراح .... :مريم ..انا ما ابيج في يوم تحملين في قلبج علي ..اذا بالنسبة لي صدقيني انا راح اوافق على كل
شي بهالدنيا عشان انج بس ما تحملين في قلبج علي ..انا مافيني اظلمج ول اظلم اهلج معاج ..انتو عزيزين
علي والله العالم ..وصدقينـي يا مريم )ونبرته بدت صورة لصدق احساسه( فقدج ول بوجودج وانتي فاقدة احد
من هلج على حساب ..انا يمكن كنت اقدر اكون هلج كلهم لكن ما بعوض لج ظفر واحد من احبابج ...ول
تحملين في قلبج علي صدقيني ..اللي انا حامله على قلبي ..يكفي ترى..
تفاجات مريم من كلم جراح لدرجة انها تمت تناظر في ويهه من غير اي احساس ...وهو ظل واقف مرتبك
بضع اللحظات ولكن ارتد على عقبه ..ماصدق السيل الجارف من الكلم اللي طلع منه ...يمكن كانت هذي
اللحظة الخاطئة لكن للشخص المناسب ..يمكن كان هذا الشي اللي بيحرر جراح من عقدة الذنب اللي حاسها
رابطته للرض وما تخليه يرفع راسه من زود ثقلها ..يمكن الحين بيقدر يتحرر من مشاعره اللي صوب مريم..
وبيقدر انه يضحي بحبها عشان اخته ..وبيقدر انه يخليها تكمل حياتها وهو بعد يكمل حياته مثل ما يبون..
لكن ليش حس انه في هذي اللحظة خذل مريم اكثر واكثر؟؟؟ ليش هالشعور انه تقاعس او انه تراجع عن
شي كبيـر ..وكانه دار بظهره الى حبه الكامل والى مشاعره اللي حاول انه يخبي اتقادها لزمن الله اعلم فيه..
ال وصوت مريم يناديه من نقطة اللي حس انه بيتجادل مع نفسه ...فالتفت لها وهو مخفض عيونه بالتراب..
مريم وهي تكبح الصدمة اللي تناولتها .:جراح ..انا ما بي منك ...اعتذار ..ول ابي منك ..اي تبرير..
قطعها جراح وهو يحس بالحزن يكسر حاجبيه :بلى مريم ..بلى ..انا ..سببت لج ولعايلتج
قطعته مريم وهي تبتسم بحنان لهالنسان العظيم للي جدامها :جراح انت مالك ذنب ..ل انا ول انت ول احد..
حتى فاتن نفسها ..كل هالمور صارت يا جراح في حكم القضاء والقدر ..ربك قدر وكتب علينا مثل هالمصيـر..
جراح وهو يرفع عين منتحبة :بس انتي كنتي تبجين
ابتسمت مريم وهي تتنفس براحة :كنت ابجي لني اخيـرا قدرت اكون في الدنيا اللي انا ابيها ..وقدرت القى
الناس اللي راحت عني ..جراح انا طول هالفترة ما كنت انا ..ما كنت اقدر احس اني انا اللي اعيش ..كانت انا
ول شخص مثقل بالصبر والنتظار ..لكن الحين ..لقيت اكثر الناس للي احمل لهم مودة وعطف في قلبي..
فاتن ومسـاعد على الرغم من اختلفاتهم ..وانت بعد يا جراح) ...ناظرها بحنان( حتى انت..
جراح :الموت يا مريم ..ول دمعة من عينج ..انتي غالية وربج داري بغلااج..
مريم وهي تبتسم له :وانت الغلى ..صدقني ..انت مالك شي تعتذر عليه ..بالعكس ..انت نفسي ويمكن اكثر
مني ..انا خسرت اخو طول هالفترة ..وانت خسـرت اخت) ..وبمغايض( وشبه الخطيبة اللي لو تنقلب الدنيا ما
تلقي مثلها) ..انقلبت النبرة الى فكاهة( انا ادري ان اللي كدرك طول هالفترة اهي فكرة اني يمكن ما اكون
لك بس ..كيب ات اب ..الدنيا بعدها بخير
ضحك جراح وهو يحس بحرقة الدمع في عينه ..ومريم بابتسامتها الغليضة والغمازة اللي في غزازها تظهر
بكل حنان خلته يحس ان بالفعل ..الدنيا اكتملت مثل ما قالت ..الكل تلقى والكل موجود مع بعضه..وياليت
بس لو ان الكل يحل مشاكله ويهتدي لدرب السلم ..جذي الدنيا بتكون احسن ..والحياة بتكون اروع..
تجدم جراح عن مريم وتوه بيمر عن الممر اللي يؤدي الى الملحق اللي كانت فاتن ساكنه فيه ..ال ومسـاعد
يطلع ..وويهه مثل الصقيع البارد والرمادية اللي تستفحل بالعالم ..فتكدر جراح وحس ان السالفة فيها شي
من العراك..
مريم :خلونا من هالكلم والله مالنا حاجة فيه ..ل تزيدون النار حطب ..انا بروح لفاتن ..بشوفها وبتطمن
عليـها ..واللي بصير مثل ما اهي تـبي..
تركتهم واهي كل شوي تلتفت لورى وقلبها متزلزل ..جراح ومسـاعد مو متفقين على السالفة؟؟ اكيد ..جراح
ما راح يسمح لمسـاعد انه يعامل فاتن بازدراء بوجوده ..لو تطلب هالشي ضربه ..ففاتن عزيزة على الثنين
ومحبوبة يمكن بنفس القدر..
دخلت الى داخل الملحق ولقت باب الغرفة مفتوح وشبه النين يطلع منها ..فراحت بسرعة تطل على
الغرفة ..لقت فاتن حامله قطعة ثياب وهي حاطه راسها على ركبتها وهي تبجي بمنظر يفطر القلب ..فراحت
لها مريم بسـرعة
مريم هي تمسح على راس فاتن :فاتن حبيبتي؟؟ علمج؟؟؟ ليش تبجين ..ل هانت دموعج يالغل ..ل تبجين
فاتن وهي تضرب بيدها بشكل خفيف على ريلها :خسـرت كل شي مريم ..خسرت كل شي ..ما ابي اخسر
مسـاعد مريم ..ما ابي
مريم وقلبها متوجع على فاتن :ل تبجين فاتن انتي ما خسرتي شي بعدج ..يالله حبيبتي قومي غسلي ويهج
واستهدي بالله ..ما عليج شر يالغل
فاتن وهي بعده جبينها على ركبتها :مريم خسـرت مسـاعد ..النسان الوحيد بهالدنيا الي صج حبني وضحى
عشاني الكثيـر ..توني اليوم دارية ..تووني..
مريم :فاتن ل تقطعين لي قلبي
رفعت فاتن ويهها المفجوع :مريم ..تدرين ليش انا ما اتصلت ول تكلمت ويا احد ول تواصلت ويا احد ..لن في
داخلي كنت مجروحة ..كرامتي كانت مهزوزة ..مسـاعد يحب عمتي ..ع.عا..لية ..تعرفين شنو عمتي عالية؟؟؟
تكمل فاتن وكانها تتذكر شنو كانت عمتها عالية :عمتي عالية كانت ملك ..الكل كان يحبها ..وانا كنت احبها
بس كنت اتمنى لو اني مثلها وكنت اعرف اني ما بصير مثلها ..ويوم كبرت قبل ل يتوفى ابوي كنت اشوووف..
الفخر بعينه لني ..كنت نسخة منها ..بس بعد تألمت ..لني ماني عاليـة مريم ..انا فاتن لو ما يدرون ..اتنفس
واحس وانا شخص ثاني ..ويوم حسيت اني املك الدنيا بحب مسـاعد) ..وكان الشراق على ويهها( حسيت...
اني ملكة زماني ..كل اللي اتمناه وزود صار بحيـاتي ..حتى أحلمي اللي دوم إرتبطت بمشـعل صارت مثل
شعـلة المراهقة الضعيفة بالمقـارنة مع مسـاعد ..لمن دريت) ..وانغمسـت باحزانها( انه يحب عالية ..وفوق
كل هذا انه حبني عشان اني اشبهها..
مريم وهي تلم فاتن الى حظنها :يا حبيبتي يا فتون
فاتن وهي تنهار على ريل مريم :مريم انا وايد احب مسـاعد ..مريم انا ما مر علي يوم ال وهو على بالي...
مريم ...اذبحيني .ما ابي هالحب اكثـر ..ما ابيه اذا بس انا فيـه ..
مريم وهي تبجي مع فاتن :يا بعد عمري يا فاتن ..صدقنيي ..انتي مو بروحج في هالحب ..مسـاعد يحبج اكثر
من نفسـه يا فاتن ..ل تعورين قلبج ..انتو تحبون بعض ..بس الظروف ما ليمتكم على بعض ..فاتن هدي قلبج
فاتن :مريم ماقدر ..ماقدر ...ما ابي مسـاعد خلص ..ما ابيه ..والمشكلة اني ابيه لني ما بقدر اعيش من
دونه ..بس احنا انتهينا مريم ..انتهينا وخلص)..قامت من على ريل مريم ( انتهينا يا مريم من يوم ما مشيت
عنه ..ل ل ..من يوم ما قلت له روووح مسـاعد رووح ..كان يبيني افهمه ..يبيني اتفهم مشاعره ..لكن انا ....
ماقدرت ..كبريائي كان اقوى مني ...اقوى مني) ..تضرب بيدها على الرض( اقوى مني اقوى مني..
طاحت فاتن على الرض وهي تبجي بلوعة وحرمان فيها..ومريم وياها وتحاول انها تهديها لكن عبث. .فاتن
قاعدة تطلع الكبت اللي فيها ومريم ما حاولت اكثر معاها ..خلتها تبجي مثل ما تبي بس ويا الحنية وويا ويه
مـألوف وقلب يعرف للي اهي تمر فيه ..وما منعتها بالعكس ..خلتها تطلع العنان في اظهار عجزها وقلة
حيـلتها ..لكن اللي لزم يفكرون فيه الحين اهو مساعد وجراح الواقفين بره ..اللي بلحظة من اللحظات بدى
لمريم انهم مو متفقين على اللي يتمناه مساعد..
---------------------
من بعد نص ساعة طلعت فاتن من االملحق اللي حملها مثل المهد الجميل ..تحمل كل اللي اهي تمر فيه
وواساها وحظنها بالراحة والهتمام اللي اهي كانت تحتاجه ..مررت نظرها الى المكان اللي كانت فيه لقرابة
السنة ..وحست انها عاشت عمر هني ..وياليت بس لو كان العمر حلو ..وعلى طول طرى على بالها لو ان
مسـاعد كان معاها في المكان ..جان اهي بخير وسلمة ..جان ماكو شي بهالدنيا يقدر يوقفها من الصراخ
والعتراف انها سعيدة ..ولقت اللي تبيه..
اكره الحب اللي لمن يعترف بوجوده بس ماكو احد عشان يتقبله ..وهي خسرت الكثير بقراراتها الطايشة..
قرارات اهي ما تحملت حجمها ال بعد ما فهمت ووعت انها كانت من اخطر القرارات اثرا على حياتها..
مساعد ما تكلم ول قال شي ..كانت ملمحه عبارة عن الصلبة والصمت والخلو من اللوان ..كاان لبس
بانطلون بيجي وقميـص اسود ويعري بالعكاز اللي حامله ..ما تكلم ول قال كلمة وحدة او وجهها لحد ..طول
هاليوم اللي ظلوا فيه كان كل واحد في جهته من الفندق ينتظرون الوقت يمر عليهم عشان يطلعون من
هالجحيم الى جحيم ثاني..
جراح ومريم كانو اكثر المتضررين بسبب اللي يصير بين فاتن ومساعد ..على الرغم من الحلم او المنيات
اللي بنوها في هالرحلة ال انهم ما كانو يفكرون بروحهم ..كانو يفكرون بحاله مساعد وفاتن اللي ما فيها ال
الصمت او الدمع الساخن ..وهالحالة ما عجبتهم ..لكن ما كانو يقدرون يسوون شي ال انهم ينضمون
لصمتهم ..او انتحابهم..
وصلو الى مطار البحرين ..وبالصمت اللي طلعو منه من بوسطن وصلو فيه الى هيثرو ..ومن هيثرو الى
البحرين والسكوت اهو سيد لموقف ..ومسـاعد كانت ملمحه اشبه بالموت لنه ما تكلم ول نطق بكلمة
وحدة ...وفاتن عيونها شاردة وسارحة في الفراغ للي بدت تحس بقوته في حيـاتها وتحس بالحرمان اللي
طول عمرها تمنته بس من غير مشاعر الحب القوية لزوجها مسـاعد ..بدت تعترف اخيـرا ان مسـاعد زوجها
بس بعد شنو؟؟ بعد ما خلص غسل يده منها وصرح لها برغبته بالنفصـال عنها..
اما في بال مريم فكان الهم هو المتحكم بها ..مهمومة ومن زود الهم ما كانت تقدر تتكلم ..تعبر بعيونها لجراح
اللي كان يناظر فاتن ويناظر مسـاعد ويحس بعظم الغلطة اللي ارتكبت بحق هالثنين انهم ينربطون او انهم
يتعارفون..والكثر ..يحس بالمسئولية لنه اهو الشخص اللي جمعهم مع بعض ..الحب عمره ما كان بهالصورة
من الهم واللم .الحب شي جميل على رغم كل شي ..لكن اللي بين مسـاعد وفاتن شي يثير الشفقة في
قلب النسان اللي يعرفهم ..ومن الحسن لو ان فاتن تبتعد عنه وهو بالمثل..
كملوا اغراضهم ومسـاعد ما كان في حالة تسمح له انه يسيطر على شي ..لن جزء من خططه انه اول ما
يوصل البحرين يكمل اوراق الطلق من فاتن ..وطلقهم راح يكون سهل نظرا لن ما بينهم شي يستدعي
النتظار للعدة او شي من هالكلم ..فهو عمره ما لمسها ..وهالشي بيسهل عليه الموضوع ..بس ليش
الحساس انه خلص انتهى من هلحيـاة..
مريم وهي تكلم جراح بهمس عند الجناط وعيونها على فاتن :شصار بيناتهم داخل الشقة ..قالت لك فاتن؟
جراح وهو يراقب مسـاعد :ل وانتي قال لج مسـاعد
مريم وهي تهز راسها بقهر :ل ..والله نفسي ظاااايقة الويل بسبب هالثنين
جراح وهو يحاول يطمنها :ما عليج مريم ..الثنين عقلهم اكبر من هالدنيا ..بيفكرون بشي يخليهم يرتاحون من
هالشي..
مريم وهي مستغربة من جراح :شلون يعني؟؟
ما قدر جراح يناظر مريم من بعد الكلم اللي بيقوله ..:مريم ..فاتن ومساعد ..على الرغم من الحب اللي
يجمعهم واللي يبين للكل ..ال انهم ما يصلحون لبعض ..وما يقدرون يعيشون مع بعض بصورة طبيعيـة ..بسبب
كل الشياء اللي مروا بها في حياتهم ..واللي للسف الشديد مشتركة..
مريم وهي معصبة :شقصدك بهالكلم؟؟
يسكتها جراح :اوووووووش ..وطي حسج
تهمس له بغضب :قصدك انهم لزم ينفصلون؟؟ انت شقاعد تخربط
يرد عليها بصوت خفيف :عيل شتبين يصير بيناتهم ..يتمون جذي حروب ومعارك بيناتهم طول حياتهم ..اذا انتي
ما تشوفين الجانب البشع من هالعلقة فانا اشوفه ..ومستحيل اخليهم يستمرون بهالطريقة اكثر ..ما اتحمل
الذنب اللي فيني..
مريم وهي معصبة :ل تفكر عن احد ول تتخذ قرارات ..كل انسان حر بنفسه
جراح :كل انسان حر بنفسه اوكي ما اختلفنا ..بس في هالموضوع التدخل مطلوب..
مريم وهي معصبة وترص ظروسها بقوة داخل فكها ..وسحبت بهاللحظة اللي كانت ملمحها اشبه بالبركان
جنطتها اللي مرت عليها ..وقطتها على الرض وهي تهاوش جراح ..كالعادة..
مريم :انت اكثر انسان بارد ..واعصابه على ثلج ..ولا فوق كل هذا علباله الحلول اللي تمر في مخه اهي
الصح ..هاي اخر مرة اكلمك فيها سامع ..دام ان هذا كلمك انا ما ابي اسمعه
خالد وهو فرحان :احلف بس ..فتون وياكم ..ياا هي واحشتني السبالة ..انتو وين الحين؟
جراح :في المطار ..كملنا واذا ما عليك امر
قاطعه خالد :اي والله ما علي امر؟؟ يالله اقلب ويهك خمس دقايق وانا عندكم ..حظكم اني في منطقة
المطار..
جراح يبتسم :بس عيل تعال ..مع السلمة
خالد :الله يسلمك..
سكر جراح عن خالد وهو يراقب اخته ..وتقرب منها شوي ولقاها قاعدة وهي حاطه يدينها بين ريلها وشادة
عليها وعيونها على بره ..والعباية للي لبستها والشيلة كانت شوي مفجوجة ..فشكلها كان يعبر عن حالتها
النفسية العميقة..
ومن بعد هالكلم لفت براسها الى المكان اللي كانت تناظره فانكسرت ملمح جراح وهو يراقب حالة اخته
المزدرية..
جراح :فاتن ...انا ادري ..انج تفكرين بالظلم اللي ظلمناج اياه ..وبالقدر اللي رميناج فيه ..لكن صدقيني ..
)بلمعة الدمعة بعينه على حال اخته تلتفت له فاتن( احنا ما بغينالج ال الخيـر ..الخير يا فاتن ..والله العالم..
بنظرة معبرة طالعت اخوها ..الله عليك يا جراح ..حتى وانا الغلطانة بحقكم بعد ..تخليني انا المظلومة وانتو
الظالمين؟؟؟ اي نوع من الخوان ان يا جراح ...اي نوع منهم؟؟ افضلهم ياخوي افضلهم..
ما تكلمت فاتن وآثرت انها ترمي براسها على جتف اخوها ..وتلتف لعنده وتخليه يضمها ويغرقها بحنانه ..وفي
نفس اللحظة التفتت الى مسـاعد اللي كان قاعد في الجهة الثانية ومريم قاعدة يمه تسولف وياه وتكلمه
وكانها تبيه يفش خاطره ..ابتسم مسـاعد ابتسامة لو انه ما كونها كان افضل ..لنها عبرت عن عجز فيه
وضعف اهو عمره ما تحلى به ..وتوها عيون مساعد بتنتقل الى فاتن ال وهي تسكـر عيونها بهدوء عشان ل
تخليه يحس انها مهتمة فيـه..
وصل خالـد ..وفي نفس اللحظة وصل لؤي اللي اتصلت فيه مريم ..وصار عليهم انهم يطلعون من المطار..
تحرك مسـاعد ومريم وهم يجرون اغراضهم ووراهم جراح وفاتن باغراضهم ..وما تكلمو الطرفين ابدا ..ال من
مريم اللي كل شوي تلتفت وتناظر فاتن الي كانت موخية عيونها وما ترفعها وتلقي عيون جراح بدلها ..وكانه
يسليها ويصبرها على اللي قاعد يصير بين احب الشخاص على قلبهم..
وصلوا لعند الباب وطلعو منه ولكن افترقو في الطريج ..مساعد ومريم على درب اليسار وفاتن درب اليمين..
وما حاولت حتى انها تلتفت الى مسـاعد لن افتراقها عنه اصعب شي يمكن يمر عليها ..فاكتفت بالدمع
الساخن اللي غلف ويهها ..وجراح يراقب هالدموع بصمت وهو عاجز عن اي شي ..اما مساعد فاول ما طلع
من المطار لبس نظارته وركب السيارة وخلى شغل الجناط على لؤي..
دقات قلب فاتن ما كانت تصدق ان مالها اي تليية ..هالنداء اللي يصرخ بكل جوارحها ويرتد في الظلم اللي
بداخلها ما كان له اي تلبيه ..اما مساعد فكان ما يصدق ان هاذي هي النهاية ..ما كان مصدق انه مر في كل
هالظروف ويا فاتن ..يحسها مثل الحلم الكريه اللي يبي يوتعي منه ..لكن ماكو مفر ..ماكو مفر من الفراق..
او من النفصال ..او انها تكون محرمة عليه مثل ما كانت قبل ..وهذا الشي كان من العظم على مسـاعد انه
قضى ليلته في لندن وهو يذرف دمعه بصمت..
ما كان عندي اي كلم اعبر عن حزن الثنين ..او عن جرح الحبيبين في مثل هاللحظة ..لحظة النهاية بين
الشخصين دايما تكون غير معبرة ..او غير محسوس بها ..ال في لحظـتين ..لحظة الجتماع ..ولحظة الفراق..
مسـاعد وفاتن مروا باللحظتين من غير اي تصريح بالحب..
..بلحظتين يافاتن ..تلقت احلمنا..وحسيت بحبج صوبي ..وبعدين افترقنا اانا بدرب وانتي بدرب..
لحظتين كانت جمعت قصة حبنا ..وبعدين ..رحت في درب ..وانا بدرب..
كنتي شعاع مضوي من الشمس ..او كنتي ابتسامة ربيع..
انت كنت مطر الحلم ..وكنت حقل الفرحة.
انتي كنتي بذرة الورد اللي ينزرع بالقلب..
وانت كنت الملقى اللي انا ماكان لي وجهة غيـره
------------
كنتي ريحة الهوا الموسمي الحلو ..او كنتي اللون اللي يتلقى في كل الطراف..
انت كنت النور في الدرووب ..او كنت في الفضاء او السهول..
انتي كنت المحطة والمان....وكنتي الوجهة والمكان..
وانت كنت الزمان اللي يحملني من دنيا لدنييا ثانية.
الفصـل الثاني
==========
وصلت فاتن للبيت ويا خالد وجراح اللي ماسكتوا بالسيارة ..حاولوا انهم يرفهون عنها خصوصا خالد اللي لمح
الحزن الكبير في ويهها وويه مسـاعد فـتأكد ان الشي جايد لن طبيعة مساعد عصبية وطبيعة فاتن حساسة..
فهذا عبارة عن الحطب والنار ..فما حاول انه يستفسر لو كان في مكان احد ثاني بالعكس ..بدى يشغل
مختلف الغاني اللي تضحك والي تبجي ويمثل البجي عليها وحتى انه قدر يخلي فاتن تبتسم شوي ..لكنها
بعدين تراجعت بعذر ان راسها مصدع..
جراح تم ساكت في السيارة لفترة وهو يناظر فاتن من المنظرة اللي جدامه لكن يوم لحظها انها مسـكرة
عيونها بعد عيونه وبدى حوارات متعددة استفسارية ويا خالد..
وقفت السيارة عند البيت ..وغير عن كل مرة ما طلعت فاتن بسرعة وراحت تدور امها من تحت الرض..
تمت قاعدة بالسيارة وهي تراقب البيت بعجز ..ما تقدر تطلع واهي تعرف ان المكان اللي تبي تكون موجودة
فيه اهو غير هالبيت ..لكن بعد طلعت من السيارة ومشت بروحها عن جراح وخالد الي ينزلون الجنط..
دخلت البيت وهي تتنفس الصعداء ..تتمنى لو انها تلقى حظن امها مرمي جدامها عشان تموت فيه براحة لكن
حتى هالمنية صعبة التحقيق في الوقت الحالي..
راحت للمطبخ ومالقتها هناك ..وعلى طول تحركت الى الحديقة الورانية اللي يوم راحت عنهها كانت عبارة
عن ارض في بدء الزراعة ..فانصدمت يوم دخلت ولقت انها مخضرة والرض مفروشة بالحشيش الحلو اللي
ينعش الجو على الرغم من الرطوبة الحادة ..ولقت امها هناك ..واقفة عند اصيص الزرع اللي يم النافورة
وهي تربت عليها بيدها الحنونة..
طلع صوت فاتن من الحشرجة اللي انتابت حلجها ..:يمــة,,,
رفعت راسها ام جراح وهي تمسح على جبينها من الحر ..ال وتنصدم وهي تشوف فاتن واقفة جدامها لكن
اللي صدمها زود ان البنت اللي واقفة تملك يمكن نص من نضارة فاتن وحلوتها ..لكن ما همها هالشي..
تلقفت ام جراح بنتها الواهنة ولمتها بحظنها بقوة وهي تشمها وتبوسها وتضمها لصدرها وشكثر تمنت فاتن
وحلمت بهاللحظة طول ايام الغربة..
وكان الكهربا مسكت فاتن بهاللحظة فتحركت عن امها ..ولكن هيهات تخليها امها ..قعدت تمسح على ويهها
وهي تحس بحرارة جبين فاتن اللي كانت محمومة شوي..
راح وهو يدفع فاتن بخفة وفكاهه عن ام جراح ويحظنها ..وفي نفس الوقت يقرص جراح عشان يخليها
لمت مناير اختها وسماهر اللي شافت جراح فاستحت ووقفت مكانها ..وخالد اللي صار له فترة يلحظ حيا
سماهر من جراح ..وكل مرة يدقل جراح اللي ينقهر ويمشي من المكان..
خالد وهو يكح ..:احم احم ..يالله ..انا اليووووووووووووم بمناسبة وجود فاتن في البحرين اللي تشرفت ارضها
بوطا ريلها ..اني اعزمكم ..وعلى حسابي ..على شاورما السراج ههههههههههههاي..
جراح وهو يقط الكليكس على خالد :دومك بخيل..
خالد وهو يفج عينه :بخيل؟؟ بخيل بعينك ..ل صج صج ..بمناسبة عودة فتون ...وحنه مناير الدائبة لمستمرة
مناير :هي هي هي هي بنروووووووووووح البحر
خالد وهو يرفع يده بتخويف عشان تسكت :جبي عاد ول اخبار الجزيرة) .يكمل وهو نافخ صدره( اعزمكم على
طلعة شاعرية جميلة ..انتم كلكم برفقة جميلت الحي هذا ..ملكة العالم ..سعاد القمر ..وملكة البحرين ..
فاتن الياسي ..وملكة .ال) ...يفكر( امممم ..ملكة التحقيقات..
بفخر ترد عليه مناير :كفووو عليك والله
خالد :هههههههههههههههههه ..مناير ..وملكة الطماط انسة سماهر..
سماهر :مالت عليك يالعسعس..
خالد يكمل :اعزمكم .على احلى ملغووووم ..واحلى بيبسي ..واحلى قعدة ..على بحر من بحور ديرتنا
الحلوة..
الكل ال فاتن :هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يي..
خالد يكمل :على شرط ..ان تكاليف الرحلة من الوقود ومن السياقة وكل هالشغلت على اخونا الراس
العود ..جراح الياسي.
جراح وهو يكح :عنبووو زاد ...الحين انت اللي عازمنا..
خالد :هيه .ل تطالعني ..انا فلس واحد ما عندي) ..يمسك راسه ويساسره( سلفني وبرد لك ان شاء الله
بمطلع الشهر) ..يكمل بصوت جهوري( دام ان جراح وافق ..يالله استعدو وارتاحووو فاليوم من بعد الصلة
احنا متحركييييييييييييين ان شاء الله
فاتن وصوتها يطلع من بين الحشد :انا لزم تعذروني. .لليلة ماقدر اطلع ..تعبانة ولزم ارتاح..
خالد :مو شغلنا يا بنت الخالة ..عندج عشان ترقدين من الحين الى الساعة سبع ..اي حوالي ..تسع ساعات
متواصلة .ولو سمحتي ما نبي اعتراضات لن ملكة جمال التحقيقات اهي اللي حنت على هالسالفة
مناير وهي تمثل الغزل بخالد :فديت قلبك يا بو وليد ..طول عمرك ما تردني
خالد وهو يتصنع الغثيان :ارجوج ..ل تخليني ارجع ..شقلتي لي ..بو وليد؟؟؟
مناير ويا سماهر يضحكون عليه :هههههههههههههههههه بو وليد ما قلنا بو هباش
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه..
ام جراح تكلم فاتن :يمة اذا ما تبين تروحين باجر ان شاء الله..
فاتن اللي استحت من امها ما حبت انها تواصل الرفض :ل يمة بس ..ول يهمج ..عشانكم بس ولو اني تعبانة..
بس يمكن راحتي بتكون بهالشي) ..لوت على امها بقوة( من زمان ما كنت ويا هالكثر ناس ..يعلني ما خلى
منكم..
صمت الحشد في لحظة ..تأثرا بدمعة فاتن اللي خارت من عيونها ..واللي كان سببها اهو حزنها القاتل اللي
ما تقدر تخبيه اذا مو عن الكل ..فهو عن جراح اخوها اللي يعرف..
مسحت فاتن دمعها وهي تضحك :اسفة بس ..وايد فرحانه لوجودي معاكم ..يل عن اذنكم) ..تلتفت الى مناير(
وقظيني منور قبل الصلة..
مناير وهي متأثرة من شكل اختها ..:ان شاء الله فتون..
راحت فاتن وهي تسحب جنطتها الى داخل الغرفة ..اللي اول ما دخلتها سكرت الباب ..ووقفت وسط الغرفة
مكان اللي وقف مسـاعد يوم يا بيتهم قبل ل يسافر ..واستنشقت الهوى الي ظنت ان رئـتها مسدودة عنه..
تمعنت في الغرفة واول ما اسدلت جفونها الستار هطلت المزيد من الدمعات ..مسـاعد ينبض في خفوقها
مثل الطبل اللي ما يهدى ..فحست ان قواها خايرة فرمت بنفسها على السرير بخفة ..وليمت نفسها والعباية
اللي عليها بعدها وهي تحاول انها تسكن انات قلبها ..لكن مظهر فراقها عن مسـاعد وكلم قلبها يوم مشى
عنها كان يرجع لها بقوة خلتها تحس انها مشلولة الحواس ..مسحت دمعها وهي تحاول انها تتحلى بالقوى..
لكن ما كان لها ال انها تتلوى من الحزن على سريرها وتهتز بالنين القاتل فيها ..لمن استسلمت الى سلطان
النوم بقلبها الذايب..
ام جراح كانت واقفة عند دار فاتن وما دخلت ..وكانت متخصرة وهي عاقدة الحاجب ..وتفكر باللي شاغل
قلب بنتها بهالصورة ..واهي عندها مليين السألة اللي ما لها اي اجوبة ..وفوق كل هالسألة اهو ..شلي صار
ويا مسـاعد هناك ..وليش فاتن بهالحزن ..مستحيل تكون الدموع اللي نزلت دموع فرحة..
جراح وهو يلتفت الى الصالة اللي كانت مناير فيها ويا عزيز يطلعون التلفزيون ..فسحب جراح امه الى غرفتها
اللي في نفس الممر اللي ياخذ غرفة فاتن ..دخل ويا امه الدار ..وسكر الباب وراهم..
قعدت ام جراح وقلبها ياكلها من غموض جراح ...:يمة تكلم ..تراك افزعت قلبي ..شصاير؟
جراح وهو واقف عند الباب ومتكتف .:يمة مادري ..بس السالفة ما تطمن بين مساعد وفاتن..
ام جراح وقلبها يدق :شلون ما تطمن..
جراح .. :مسـاعد وايد غامض بطبعه وفاتن ماتكلمت ول قالت شي ..بس البرود اللي بيناتهم كان واضح وفوق
كل هذا ول واحد منهم كلم الثاني) ..سكت جراح ورفع عيونه اخيـرا( الظاهر ان اللي بينهم ما راح يستمـر
اكثر..
ام جراح وهي تمسك قلبها :يمة ل تقول جذي ..هذي حياتك اختك ل تفاول عليـها..
جراح :ل يمة انا ما فاولت ..بس انا شفت وايد طول هالفترة ..وشفت شكثر مسـاعد تعبان وحالته النفسية
زفتة وفاتن مثل الشي..
ام جراح وهي تعصب راسها ...:يا ويلي عليج يا بنتي ..وانا اقول ..دموعها مو طبيعية ..خر الدموع عندها مثل
الميـزاب ..شقاعد يصير في حياة فاتن يا جراح؟؟ عمري قصرت عليها بشي؟؟ عمري ما فتحت لها قلبي؟؟
هل مرة بحياتي ما سمعت للي اهي تبيه ..هل مرة غفلت عن اللي اهي تبيه؟؟؟ ما ادري صراحة انا استعجب
لمن كل هذا يصير مع فاتن..
جراح وهو يقعد عند ريل امه :يمة انتي ولله العالم انج ما قصرتي لو الود ودج انج تهبينا عيونج
ام جراح وكانها ما تسمع :انا ادري ان ..بعد وفاة ابوكم اني ما كنت بهالدنيا وغبت عنكم وايد ..وهاي غلطي؟؟
ترى يمة انا ما قدرت اشوف الدنيا من غير ابوكم ..انا احبكم يا جراح لكن احب ابوكم اكثر ..وما تحملت الدنيا
يوم غاب اهو عني ..بس لني شفته يا وليدي )..ذرفت الدمع( شفته بعيونك وشفته بضحكه فاتن وبمزاح مناير
وحلوة خالد وروعة عزيز ..فقدرت اعيش مرة ثانية ..ولكن الحين مو عارفة انا وين قصرت ...مو عارفة؟؟
لم جراح امه اللي بجت مثل الطفلة الصغيرة المرتكبة ذنب ..ولمها بكل قوته وهو حاير ما يدري شالحل او
شالمطلوب منه انه يسوي ...اغلى حرمتين على قلبه بهالدنيا مليئتين بالحزن والهم والغم ..وما يقدر يسوي
اي شي عشان يريحهم ..فكان الشي اقوى من طاقته لنه اهو بعد كان محتاج لرعايتهم وحنانهم ...تراودت
مريم في باله ..وتمنى لو انه كانت حرمته في هاللحظة ..محد بيخفف عليه هالحزن غيرها ..وغير طيبتها
وحنان المومة للي ينبع عندها مثل الماي الصافي ...ااااه عليج يا مريم ..ليتج من نصيبي ..طلعتي انتي الثانية
مني وانتي زعلنة ..وانا مادري صراحة شسوي بينكم..
حط راسه جراح على حجر امه وهو مسكر عيونه ينشد الراحة من حظنها الغالي ..وهي تمسح على راسه
وقلبها محتار ..لزم تكلم مسـاعد ..لزم تفهم منه هو الموضوع ..لزم ترجع المور الى محلها .فاتن رجعت
وهذا المهم ..الحين لزم تتعدل كل المور والوضاع..
--------------------------
مسـاعد اللي أول ما دخل البيت سلم على ابوه للي كان قاعد بالصالة وامه بعد اللي ما خلته من السـالة
والتحقيـقات لكن بصبره الجميل طوف هالمدة تحت نظر عين ابوه اللي كل شوي يهف ويهز راسه عجب من
هالمرة..
سكت مسـاعد وخنق الحساس اللي فيه بيمعة هله ..يبتسم ويسولف ويا هذا ويتكلم ويا ذيج وحتى نورة
وفيصـل كانو معاهم ..ال مريم للي دخلت دارها عشان تاخذ شاور وترتاح او لنها مو قابلة بالنتيجة اللي طلعو
منها في اميـركا ..وللحين في بالها خطط متعددة ..اهي كانت تبي تجمع الثنين ويا بعض ..لكن يوم اجتمعوا
الظاهر انهم نفسوا عن اللي فيهم من القهـر وقالوا اشياء ما تنقال من جذي عيون فاتن كانت ذابلة ومساعد
ما رمى عليها ول كلمة او بال ..لكن اهي اللي براسها بتنفذه ..واللي بصير يصير .اهي مستحيل تقبل
بهالشي ..مساعد وفاتن لزم يرجعون لبعض ..وال النتيجة لن تحمد عقباها..
كانت توها بتطلع من الغرفة يوم سمعت حس لؤي تحت ..معروف بو الفوضى وراعي الهذرة لكبيرة وكان
يهلي بمسـاعد ..وتوها بتدخل غرفتها ال تنتبه الى دار اخوها القديمة اللي ظلت على حالها ال من الثياب اللي
نزلت بالدار اللي تحت ..بحركات جاسوسية وعلى اطراف الصابع سكرت باب غرفتها وراحت غرفة مسـاعد..
وقفت لحظات وهي تشم ريحة العود اللي ما تخلى من الدار ..امها ما شاء الله عليها مع ان مساعد ما يسكن
بهالغرفة ال ان صوت القرآن او العود ما يخلون منها ..عاد انه الين ما يدخلون الغرفة ..ضحكت مريم بخفة
وبدت جولتها الستطلعية
قعدت مريم تنبش في الصغير والكبير ..وتلقى الشياء المثيرة للهتمام وتلقى الشياء اللي تخص شغل
مسـاعد ..واخيـرا ..طاحت يدها على مذكرات عالية ..بنية مصنوعة من الكارتون وعلى الطراف مهشمة
بعض الشي ..ثلثة دفاتر مربوطة بحزام جلدي ..طلعتها مريم بعناية وهدوء ..وحطتها في حظنها وهي تحاول
انها تفج الحزام..
سحبت اول دفتر ..اللي كانت صفحاته صفرا والكتابة بالخط السود الجميل ..فتحت الصفحة مريم وبدت
تقرى فيها شي من المعاني..
)فيض العاطفة(..
اليـك عاطفتي يا رجل لم ادرك ما معدنه حتى هذا اليوم ..تجري كالميزاب..
وبصدق وحلوة تلوة الصلة ..يتردد اسمك بصدى جدران حياتي..
غيبتك وان لم تكن رحومة فهي جميلة ..ايقنت خللها غلك..
لم تدرك كم كانت المطار سخية ..وكانت سخيـة بالفعل..
تيقظني بحرارتها على جفني وخدي..
ادركت ..ما كانت حيـاتي بالفعل ..تمتلك وما فقدت..
ملكتك انت يا سر وجودي لحتى هذه اللحظة..
حست مريم بالسف ..على ضيـاع شي اشبـه بالحلم المكتمل ..أللي يمكن يتمناه كل انسان في هالدنيا ..فما
قدرت ال انها تحس بالشفقة على مساعد اللي اضطر انه يخسر شي مثل حب عالية بهالدنيا اللي ما ينوجد
بها شي..
وقررت انها تطلع من الغرفة وحملت معاها الدفاتر عشان تقراها ..ويوم بتسكر باب الدرج لقت رزمة ثانية
من الوراق في فايل قرمزي اللون مخملي الغلف ..سحبته معاها ..وفجته على الصفحة الولى ..
لقت شبه المقدمة المكتوبة بخط مسـاعد الكبيـر..
دقة قلب مؤلمة عمرت مريم ..وشي في خاطرها خلها تحس ان فاتن ما لها اي فرصة جدام هالكم الهائل
من المحبة بين مساعد وعالية..
مريم وهي عاقدة حياتها ..:مادري ..بس يمكن انتي منصوفة يا فاتن ..الله يعينج.
-----------------------
رجع خالد من المسجد اللي صلى فيه المغرب من غير جراح لن الثاني بعده راقد ..من تعب الرحلة بعده ما
قام يصلي وحاول وياه لكنه قال انه بيصلي في البيت ..الصلة صج مالها طعم ال اذا كان في مسجد
للجماعة ..وال شي ثاني بلااش..
تم يمشي وهو في باله الويه الوحيد اللي يرافجه في وحدته ..بنت طويلة ظعيفة شعرها بني وعيونها زرقة
وبشرتها من انقى واصفى البشرة اللي يشوفها بالدنيا ..صاحبه احلى ابتسامة واحلى تكشيرة واحلى غضب..
سماء..
من بعد ما تعود غيابها عن عينه حب انه يذكرها بالبتسامة والجد والتعب ..فاليوم اللي بترد اهي فيه ما بيكون
خالد اللي كان قبل ..بيكون مثله من داخل لكن في نفس الوقت ..احسن ..عشان تتفاجأ ..طلع من جيب
البنطلون اللي عليه السلسلة اللي دايما ترافقه ..مد الخاتم لجدام عيونه وهو يتبسم عليـه وهفه بالهوا شوي
وبعدها باسه وحطه في مخباه لنه وصل البيت ..وقبل ل يدخل طبعا طالع بلكونها اللي كان مطفي ..لكن شي
في الظلم خله يبتسم ويطرش بوسه خفيفة في الهوا باتجاهها..
مشى خالد الى الممر اللي ما خلته مناير يوصل له ووقف عند دار فاتن للي كان الباب مسـكر فيها..
سكت خالد ..ماقدر يتكلم ..فدموعه كانت اقوى منه ..منعته من الكلم .وما حب يتكلم ويبين انه يبجي ..ويات
له ام جراح اخذت منه السمـاعة وهي متلهفة على البنت ..:يمة سمــاء ..سمـــاء انا سـعاد ام جراح..
سمـاء وهي تصرخ بصوتها :يمـــــــــــة ام جراااااااااااح ...ولهت علييييج يمـــة..
ام جراح وهي تذرف دمعة ساخنه وتراقب خالد اللي طلع من الصالة وراح للحديقة بسـرعة ..:وواحنا اكثر يمة
واحنا اكثر..
راح خالد الحديقة وهو مو مصدق ...تم يتنفس بقوة وهو مو مصدق ان بهالليلة الللي قدر يبتسم فيها للدنيا..
ويحس ان النتظار حلو ..انقطع عليه كل شي ..وتحققت اغلى احلمه ..سمع صوتها من بعد غيابها الكبيـر
والثقيل على صدره ..تم يتنفس وهو مو عارف شلون يتنفس ..قعد على الرض وهو متـاثر بالحيل ..وفاتن
وجراح تبعوووه..
جراح قعد عنده على الرض خايف عليه :خالد شفيك؟؟ ازمة الظيجة
خالد وهو يهتز بالصياح :ماصدق ...انها تصــلت..
جراح اللي ما فهم اللي يقوله ..:شتقول؟؟؟
خالد وهو يرفع ويهه المبتسم بجنون ومبلل بدمعة الى جراح :ماصدق انها ردت ..ما صدق ..حلم ول علم يا
جراح
جراح اللي يضحك بـتأثر في ويهه .. :صدق .علم هذا يا خالد علم..
خالد وهو يصرخ بصوته :يا ربيييييييييييييييييييييييييي يا حبيبي ..يا ربي يا حبيييييييييييبي ..ومن يقول ان المنيات
والدعوات ما تصيــر..
ال ومناير على الباب تنادي جراح وهي تمسح دمعتها من الفرحة :خالد ..قوم سمـأء تبيك
ال والخـط ينقطـع في ويه خالد ..استـغرب الحركة وهو ماسك السماعة يناظرها..
سكت جراح وفاتن وهم يطالعون خالد اللي كان هادئ ..استغربوا هدوئه المفاجئ ..ومرة وحدة ينقز في
ويههم..
واستخف عليهم خالد وهويتنقز في مكانه ومناير ويااااااااه ومرة وحدة ينقز في ويه مناير اللي جفلت..
خالد :ويه ويه ..سموي تصلت ..ويه ويه سموووي بتتصل ..ويه ويه شوي وترد ..ويه ويه
مناير تكمل عليه :سموي تصلت ..ويه ويه شوي وترد ..ويه ويه خالووود ..ويه ويه خاالووود..
واشترك وياهم جراح بالغاني والنقاز لن الوقت كان وقت فرح ..وعيون فاتن كانت تلحق ملمح الفرح اللي
اجتاحت ملمح خالـد مثل العاصفة وحولتها الى منارة من اضواء الفرح والعياد اللي بالدرب ..مدت يدينها بعد
ما التفت عنهم الى الحديقة بالدعاء ..وحمدت الله على رجوع بعض من الفرح الغايب عن عائلتها..
دخلت الحديقة وراحت عند النافورة ...كان النسيم معدوم ال من لطفه عند النافورة اللي تشتغل ..قعدت يمها
وهي تتأمل الزرع للي بدى يتكون ..وشجرة الياسمين اللي بدت تغلف الجدران ..مثل ما سمـاء تمنت..
مررت يدها في الماي اللي انساب من بين اصابعها بخجل وارتباك ..ابتسمت الى لجة الماي اللي اهي تخاف
منها ..وتذكرت هذاك اليوم الخريفي اللي راحت فيه ويا مسـاعد الى لبحـر .وتذكرت قرب مسـاعد بهذيج
اللحظة منها قلبا وقالبا ..مو مثل الحين ..اللي تحسه ابعد من السما عن الرض...
تنهدت بقوة وهي تخرج لهيب ساخن من القلب ..وتحمدت الله ..وقالت في نفسـها ..:يمكن مو كل قصص
الحب تنتهي بسعـادة ..يمكن في نصيبي مسـاعد حب ازلي وخالد لكن ..غير موجود ..لني من بعده..
مستحيـل ..اقبل بواحد ثاني ..محد جدير بالمقارنة..
------------------------
لؤي اللي مافج مسـاعد. .تم في غرفته ينتظره متى يطلع من الحمام عشـان بس يتكـلم وياه بهالموضوع..
سافروا وصار للسالفة اسبوع ..ولزم الحيـن يتـحرك قبل ل يطلع شي ..لن من يوم ما خبر غزلن باللي يبيه
منها مايات الشغل ..وليظن انها بتـيي ال بعد ما يصير شي..
لؤي وهو يدعي ربه قبيل خروج مساعد من الحمام :ياربي ..ياربي يا حبيـبي ..وفجني ..وخل الذيب يطلعها
لي ..عاجل وليس آجل ..يارب يارب..
ال وصوت مسـاعد يجفله :شفيك تدعي؟؟؟
لؤي وهو يستوي مكانه :ها ..ها ..ول شي بس ..كنت ادعي لله..
مسـاعد اللي كان لبس ملبسه من داخل الحمام عشـان ل احد يشوف الريل اللي يلبسها لن اهو بعده مو
قادر يتقبلها مع نفسه فشلون مع الناس : ..تدعي لشنو؟؟
لؤي وهو يبتسم :لشي انا ابيه بقوة وسمعت اللي يدعي لربه في غمره الشي يلقاه..
مسـاعد وهو يرتب شعره جدام المنظرة :عاد الشي لزم يكون فيه نية صافية..
لؤي وهو يضحك :اكيد نية صافية يا اخي % 120واصل بعد الواحد يتمنى 100شي عشان يلقى تسعة
اعشاره..
مسـاعد وهو يبتسم بخفة :صج والله؟؟ بعد؟؟
لؤي :صدقني ما اتغشمـر وياك ..في المدرسة قبل ..كانت نورة كله تقول ياليت اييب امية وعشرة ..علبالها
انا دقم مافهم ان العلمة حدها ميـة ..لن لو كانت العلمة اكثر من المئة الستين ما تنفع
طالعه مسـاعد بحاجب مرفوع :يعني انت كان حدك الستين؟؟؟
لؤي وهو فاج ثمه حس انه انصاد ومسـرع ما غير الموضوع :نرجع لمحور حديثنا ..انها كانت تقول ..يرب مية
وعشرين ..وتييب ميـة ..ال سألتها ..انتي ليش طماعة يعني جذي العلمة كلها بدها من امية
مسـاعد وهو يرش العطر ويضحك :انزين خلصني
لؤي :قالت لي يا لؤي اذا تبي تدعي لربك خل دعائك يكووون لشياء وايد انك تطمح للكثير عشان ربك يعطيك
اللي انت تستحقه .
مسـاعد :وايد ناس يخلطون بين الطموح والطمع..
لؤي وهو يفج عينه :خلني اكون طماع في نعمة ربي ..اذا كنت استحقها ليش لاء..
ابتسم مسـاعد ابتسامة مالها معنى ..ولكن في قلبه كانت البتسامة اخر ما يمكن يقدمه لشي : ..زين ..انت
الحين هني عن سالفة غزلن..
لؤي وهو يتسم بالجدية :اي ..مسـاعد انا من يوم كلمتـها واهي ما تيي الدوام ..بس توصل لنا الشغل من
البيت ..وانا ما ابي هالوضع يسـتمر.
مسـاعد وهو يقعد على طرف السرير ويم ريله المتضررة اكثر لنه ما يقدر يثنيها ..:انزين ..انا بكلم ابـوي
الليلة ..وامي يبيلها يوم يديد ..اهي الحين تعبانة وانت تعرفها ترقد من وقت ماشاء لله عليها) ..ابتسم له
بطمأنينة( شقلت لؤي؟
لؤي وهو يبتسـم :حلـو ..وايد وايد وايد وايد )بلهجة ناعمة( حــيلو
مسـاعد يضحك عليه :انت متى بتصيـر جدي بحيـاتك..
لؤي وهو يقعد يم مساعد وبحركة اخوية يلم رقبته بذراعه :يا مسـاعد ..ناس تطيح عليهم الجدية ..وناس
الغشـمرة ..احنا في هالبيت ..كلنا ميانين من غير اي تفرقة ..لكن منا مينون هني )يأشر على قلب مسـاعد(..
منا مينون هني )يأشر على راسـه( انت ومريم مثل الشي )القلب( ..انا ونورة هني )العقل( ..لكن ابوي فديت
قلبه الثنين ..وامي ...مب مينونة من جذي تلقيها مختلـفة معانا في معظمـ المور..
هني ضحك مسـاعد بقوته على كلم لؤي لمن دمعت عينه ولثاني يطالعه وهو يتنهد..
لؤي :واخيـــــــــرا ضحكت ..يا مال الضعفة مبوووز جنه ال بايقين عشـاك..
مسـاعد وهو بعده يضحك :والله انك ...هلكتـني يابو الحلـول..
لؤي :عشان تعرف ان كل هبل بهالدنيا داااااااااااااااهيـة هاهاهاهاهاي ..
لؤي وهو يطالع الرض ويطالع عيون مسـاعد ..:شخبارك ..انت وفاتن؟؟
لؤي ....:تصالحـتوا؟؟
مسـاعد وهو يقوم من مكانه بسخرية :غريبة حالة الناس ..اذا فرحوا ..ظنو ان الدنيا كلها فرحانة.. ..
لؤي وهو واقف بظيــج من كلم مسـاعد ..:انا ما بغيت اتدخل واسـف يعني لو لمست وتر حساس فيـك.
مسـاعد وهو يلتفت له وحامل العكاز عشان يطلع :ل عادي خذ راحتـك ..اصل انا ما عدت اهـتم..
وطلـع مسـاعد وهو يعـري ..من الغرفة الى الصـالة اللي مر فيها على امه واخته نورة ..وطلع من الصالـة
الى الممر اللي يؤدي الى الديوانية ..لكن ما طاقت نفسـه احد ..فطلـع من البيت مرة وحدة ..وبدى
يمـشي..
اول مرة يمكن من سنوات يمشـي في فريجهم ..من ليالي مواعده ويا عالية في نص الليل ..الى حتى هذي
للحظة عمره ما مشي بين الطرجان ..بدى يمـشي وهو يحس بالعرج يشح من جبينه ..مسحه بظاهر يده
وبدى يمـشي بخفـة ..وكانه يهون من دوسه على الرض ..مشيه ما كان طبيـعي ..كان فيه شي من الضرب
على الرض وريله بعد ما كانت مستويـة ..ولكن هالشي ما عاد يهمه ...فكل السبل تؤدي الى روما ..بريل او
بغير ريل ..اهو فقد فاتن وفقد كل معاني الحساس معاها...
ومن غير حاسية بدى يمشـي في درب اللي يؤديه الى فريج بيتـهم ..وهو يفكـر بصمت وعمـق بسالـفة لؤي...
اذا هو قرر انه يتزوج فلزم يقرر قبل وين يقعد البنت؟؟ وال يبي يخطبها وبعدين يتصرف في المكان ..خلص..
اهو لزم يتحرك عن هالموضوع بداله ..راح يكلم احد المتعهدين انه يبدي بوضع القياسات في الرض اللي
ورى بيـتهم ..صار الوقت ان احد يشتغل عليها ويبني حلم من احلمه عليها..
قادته الدروب الى عند شارع بيت بو جراح ..ظن انه لو راح هناك محد راح يلقيه ..الدنيا ليل والناس مشغولة
بجمتعها في بيوتها ..ولكن ما كان هذا الحال عند بيت بو جراح ..كانت الحركة فيه وناس تدخل وتطـلع..
الغراض تنحط في السيـارة ويدخلون عشـان اغراض ثانيـة .فظل مسـاعد واقف في الظلل وهو مستغرب..
وين رايحين بهالحزة؟؟؟ او بهالليل؟؟
فاتن في دارها لبست عباتها والشيلة بعدها على جتفـها ..كانت تحس بعينها شبه المختفيـة من زود التعـب..
رمت نظرة الى المنظرة تشوف نفسـها ..وما عجبها اللي شافته ..عظام طالعة في ويهها والسواد في زاوية
عيـنها بصـورة واضحة وابيـضاض في شفتها وكانها جثة مثلـجة ..تعوذت من بليـس ولفت الشيلة على راسـها
وطلعت من الدار الى المطبـخ تشوف ان احتاجوا لها...
ابتسمت فاتن لمـها وطلعت من عندها بالمطبـخ ..ظلت ام جراح دقيقة ساكنة عن الحركة وهي تفكر بحال
بنتها ..يا الله ..شالحل وياها؟؟ شلون نقدر نردها لفاتن القبلية ..مع انها مستحيل ترد ..لن ردتها معناته ردة
ابوها ..او رجعة اليام السابقة كلها ..ولكن من اللي يقدر يرد اليـام ويرد الحلم والحزان ..الناس مسرع ما
تهرب منها..
بصوت حزين وهي تواجه الجدار :ال انتي يا بنتي ..شاقية بهالدنيا ..لذنب الله أعلم به!!
طلعت فاتن من البيت وهي تتنسـم الهوا السـاخن ..تراقب عزيز ومناير اللي كانو رادين من بيت سمـاهر
وهي معاهم ..فابتسمت ..تذكرت اليام اللي كانت اهي تروح لمريم تجرها وياها عشان تطلع وياهم وجراح
يسحب لؤي ..وكانو من اسـعد الصدقاء ..الحين ..بسببها ..ما تقدر تشوف مريم ..ول جراح يقدر يعزم لؤي
مثل قبل ..صار كل شي موقوف بسببها اهي..
فاتن وهي تقعد على العتبة اللي يم البيت ..:ربي سامحني .على العلقات اللي قطعتها بين الناس ..ربي
سامحني..
ضمت ريليها الى بعض مثل طالبة مدرسية ومدت براسها الى السماء تراقب النجوم المرصعة بعناية في
السمـاء ..بأحسن تفصيل ..وما حست ال بالعيـون اللي كانت تراقبـها من بعيـد ..فحولت عيونها من السما الى
الزاوية البعيـدة من الشـارع ..فما قدرت تشوفه واضـح ..وقفت مكانها وهي متحيرة من الشخص اللي هناك..
فما لقته ال ملتف ويمشي على عقبه طالع من المكان ..فما كان منها ال انها تمشي ورى هالشخـص عشان
تلحق عليه قبل ل يروح لن قلبها خبرها من هالزائر بهالليل..
وقفت مكانها يوم وضح بعينها العكـاز اللي كان يتكئ عليه هالشخص ..وفي قلبها نادت بحر يوفها اسمه يا الله
يلتفت لها..
ونداها كان مسموع ..التفت لها مسـاعد وهو يحس بالتعب في صدره ..رماها بنظرات كلها شوق وتعبير عن
الحاجة في ستر الليل اللي كان حليفه ..فهو ما يبيها تنتبه لنظراته ..ما يبيها تسمع للكلمات اللي همست بها
شفاته ..ما يبيها تعرف اهو شيبي منها ..لن هذا معناته انه رضخ لها ..وهو ما يبيها..
مسـاعد في غمـرة الحساس والدمعة في موق عينه ::ليتج تعرفين شكثر بهاللحظة اتمنى لو انج معـاي ..جان
عجزت كل حروف وكل كلمات وكل اشعار العالم عن وصفها ..لكن ..للسف ..عافج الخاطر وانتي اللي
بالخـاطر..
------------
نهمة على قراءة كل كلمة ...وفوق الكلم كانت تعيد القراءة لن اللي مكـتوب شي من ارض ثانية من عالم
ثاني ..عالم ماله اي حدود ول له بالسواد اي علقة او صـلة ..شي من وجودية الله عز وجل ..شي متخالط
بالقرآن وشي بالدعاء ..وشي بالحلم الجميل ..وشي بالمستـحيل
..دنيا المسـتحيل ..كان هذا عنوان المذكرة اللي كانت تقراها ..وكانت الثالثة واخر وحدة كتبتها عالية ..ومن
زود اللهام اللي فيها فكانت مكتوبة في كل صفحة ..ويمكن التواريخ متقاربة مع بعضـها البعض ..وكاانها
مشت تباعا ..كل شي يجر لثاني ..حياة ثانية او عالم ثاني ..عالم ماكو منه بهالدنيا ال في خيال الشاعر..
وكل كلمة تقراها مريم تحس بعقم المحاولة ..وشكثر فاتن كانت قليلة حيلة تجاه معرفة شي مثل هالشياء..
مع انها يمكن ما قرت هالكتب ..اهي يمكن ما عرفت ال القليل اللي خلها تبتعد ..لكن لو قرت هالشياء..
مريم وهي تمسح على جبينها ..:لو قريتي هالشياء يا فاتن ..جان مات الحساس بداخلج ..المنافسة شديدة يا
بعد عمري ..الله عانج طول هالفتـرة..
خلصت من المذكـرة مريم وقطتها ..ما تقدر اكثر على القراية ..تسندت على الكرسي وهي ماسكة الدب
جراح وهي حاسة بقلة الحيلة ..يعني اهي كانت تفكر وعندها خطط واشياء عشـان توصل فاتن لمسـاعد ..
لكن بوجود هالشياء اللي ل يمكن بقائها او الستغناء عنها راح تظل عارض وسبب لبعد فاتن عن مسـاعد..
ياليت بس في شي مثل السحر او المعجزة اللي يخلي هالمذكرات شي بسيـط وماله الثر المعنوي الكبير..
مريم وهي تكلم الدب :بس يا جوجو اذا انا اللي مالي شغل بالسالفة تأثرت ..شعن مسـاعد اللي كانت كل
هالشياء موجهة له ..اوووووووف يا دنيا ليتج بسسس تكونين اكثر مسـاعدة من جذي..
وسكرت عيونها دقايق ..ولكن مسرع ما سكرتها ..تذكرت الملف اللي حملته من درج مسـاعد ..وعلى طول
سحبته مع ان كان عندها فكـرة اولية عن اللي يمكن يكون فيه ..اكيد نفس الكلم موجه الى عاليـة ..شي من
قلب مسـاعد موجه الى قلب عالية في زمن الحب اللي جمع بينهم..
فجت المـلف ..ولفت على الصفحـة الولى من بعد المقدمة ..شي بتاريخ يديد ..يمكن قبل تسعة شهور ..اي
قبل الحادث اللي مر فيـه مسـاعد ...فعلى طول طارت عليه مريم تقراه ..يمكن تلقى الفرج اللي اهي
تسـعى اليـه..
_حقيـقة أخفيـتها_
مضت سنين طويلة يا عزيزتي عالية وانا لم اكتب لك شيئا ..لربما لم اجد بداخلي ما قد يسعفني او يوفي
بحق غيابك يا غاليـتي ..اما اليوم ..فلم اجد نفسي ال ماسكا هذا القلم ..وطابع حبنا هو الختم على رسالتي
هذه ..فياليت بريدك يستقبلها ..لني محتاج الى وجودك..
عاليـة..اتذكرين المرات اللي كنتي تطلبين مني فيها جاهشة بالبكاء .انا احب احدا غيرك ..وان اقبل بالتغيـير..
وارضخ لرحيـلك ..لم استطـع ذلك ..لم استطـع ذلك حتى رأيتها ..مع ان رغبتي بها بدأت بك ..ظننت اني
سأمسـكك اخيـرا واضعك على عرشك في قلبي ..لكن ..لم تكن هي انتي ..بل كانت عاصفة هوجاء ل تمتلك
منك اي خصـال ..وما احلى هذه العاصفة اللي اجتاحتني ..وجعلتني كما كنتي انتي جعلتني يوما ..ولربما اكثر..
اعذري وقاحتي ..واعذري تجاسري عليك بالكلمات ..فهذه الفتاة افقدتني صوابي ..لست مسـاعد الذي كنتي
تتمنين منه الضحك على اقل الشياء .الذي يكتب لك هذه الرسالة عاشق مراهق ينتظر خفية رؤيتها او لمح
شكلها او سرقة ابتسامة عذبه منها ..والن ..تقفين انتي يا حبيبتي الزلية عائقا بيننا ..فهي قريبة مني الن
ولكني انا البعيد ..بسبب سرك الجاثم في صدري..
ضائـع انا يا عالية فاخبريني يا نجمة دربي ..واهديني ان استطعتي ..فدربي مليئ بالشواك ..واي جهة قد
توقعني في بحر الضيـاع..
اخبريني يا حبيبتي ..وعلميني ..كيف ارضي الطراف ...كما طلبتي مني يوما ان احب غيـرك..
حائـرك ..مســاعد
انصعقت مريم ..كانت هذي هي الورقة الرابحة اللي يمكن ما تلقي مثلها ..فقامت تدور بين الوراق اكثر
يمكن تلقي شي احسن من هذي..
وبصوت مسموع كان البحث جاري عندها ..:..عالية ...حبي لها مسـتحيل .. ..صعبة المراس ..ما اجمل
ضحكها ...فاتن..
سحبت الورقة ..وعلى طول بدت تقراها .وكانت الرسالة هذي موجهة الى فاتن ..وما كان لها اي تاريخ بس
الظاهر انها يديدة ..ويديدة اي بمعنى انها صايرة قبل جم يوم..
توها مريم بتقرى ال وبصوت الباب يندق عليـها ..من زود الصدمة جفلت ..وما قدرت ال انها تقعد وهي
مصعوقة مكانها ..بس ل يكون هذا مسـاعد ..لنه ان عرف ان عندها هالوراق كلها ..بتروح وطي..
لمت الوراق اللي تبيـهم ..ورتبت باقي الوراق في مكانهاوهي تصوت على اللي عند الباب ..:انزين ..دقايق
بس) ..تكلم روحها( لمي الوراق ل يليمونج في القبر اليوم..
جمعت كل شي ورمته تحت السـرير .والوراق اللي خذتها خلتـها تحت مخدة الكرسـي ..وراحت وهي تسحب
شعرها الطويل على جتفها ..وفجت الباب وهي تكتم انفاس الحماس اللي فيها..
وبالفعل ..كان مساعد ..:ربع ساعة عشان تفجين الباب .شقاعدة تسوين..
طلعت له مريم منالباب ::ه ..هل والله ..حيا الله مسـاعد نور الدخيليه كلهم ..وليش معبل على روحك جان
دقيتلي وانا انزل لك..
مسـاعد وهو يتجاهل اللي قالته ::وينه لؤي ما شفتيه؟
مريم :في داره يمكن
مسـاعد وهو بدى يعصب :لو هو بداره جان ييتلج ..
مريم وهي تنتفض :انزين اتصل فيه جوفه وين
مسـاعد وهو يلتف على عقبه الى الدرج :ماابي اتصل فيه اهو مو مهتم فليش انا اهتـم..
توه بينزل الدرج ومريم بتدخل دارها ال وصوته يناديها مرة ثانية
مسـاعد :مريم
نقزت من الخرعة .. :هل هل..
مسـاعد وهو يراقب نفضتها :انتي شفيج؟؟ كل ما حاجيتج تنقزتي...
مريم وهي ترتجف مثل المجرمة جدامه :الله ..الله يهداك مساعد انت طالع اسلوبك بالحجي ...بعدين
لومني ..حاكرني جني ال سارقة شي ...امر ياخوي .فيك شي..
مسـاعد وهو يسحب نفس طويـل ..ويحس انه محتاج للراحة لن جسمه يشتعل من الحرارة ..فتعوذ من
بليس ..
لف عنها مسـاعد ونزل من الدرج وهي ما عاقت ودخلت الغرفة ..سحبت المذكرات والملف ..راقبت الدرب
وهي طالعة وحست ان الجو خالي ..فعلى طـول دخلت دار مسـاعد وحطت الغراض مكانها من غير ما
تسكـر الباب ..ال وهي تلتف عشـان تطلع من الغرفة ..تلقي مسـاعد واقف جدامها..
ارتعدت فرائصها ..ما صدقت اللي اهي طايحة فيه من موقف ..بينحرها ..ال بيشرب من دمها..
آثرت مريم الصمـت ..واصابعي بعـد ..وبننتظر ..اللي يمكن تقدر تقوله وتبرر لمسـاعد وجودها في الغرفة..
اشياء بدت تبين شمس الحقيقة ..لكن بعد ..من بعد معافاة الخاطر ..في امل للرجوع؟؟
حلم جراح الزلي بوجود مريم في حياته ..هل راح يتحقق؟؟؟ وهل راح مريم تكون من نصيبه؟؟
غيوم الحزن اللي بدت من اول بوادر القصة ..هل من الممكن انها تنقشع وتطفي نووور من انوار المل
والحيـاة والفرحة؟؟؟
نظرة الحب ..راح تكون موجهة ممن؟؟؟ ولمن؟؟
مسـاعد وهو ينحني الى الكومودينو ولكن بصعوبه كبيرة ..فاضطر انه ينزل على ركبـه وحدة وبصراع شديد..
فتح باب الدرج وطلع اللي توها مريم حاطته ..وسكر الباب وبنفس الصعوبة اللي نزلها قام على ريله..
كان حامل المذكرات بيده وشريطهم منحل عنهم لن مريم كانت بويه السرعة تلمهم مع بعض عشان تخبيهم
قبل ل يجكها ..
مريم وهي تبرر بويه متلوم :صدقني مسـاعد ما كان قصـدي اني اتعبث..
مسـاعد وهو يلوح بويهها عشان تسكت ..:مريم ..هذي اول مرة ..احد يسوي فيني جذي ..يتعرض إلى اشيائي
الخاصة اللي حتى انا ما اروح لها ال في اوقات العازة ..ل تظنين انج عزيزة على قلبي معناته كل شي
مسموح لج ..انا ارضى بكل شي ..ال العبث ب) ..دور على كلمة تناسب هالمذكرات وما يات ال هالكلمة على
باله( ببقايا حياتي..
رمى الدفاتر على الكومودينو والتف على عقبه عشان يطـلع ..ومريم ظلت واقفة مكانها والذنب يغطيـها من
فوق لتحت..
مريم وهي تفكر بصوت مسموع من بعد ما غاب مساعد :بقايا حياتك؟؟ هذي مو بقايا يا مساعد هذي دنيا
كاملة وللسف منتهية انت مو راضي انك تتخلى عنها ..يا ترى لو تخليت عنها يمكن تصطلح أحوالك..؟؟؟
لكن ما كان لكلم مساعد اي اثر عكسي عليها ..النقيض تماما ..كلمه للي كان كله ألم وحزن شجعها انها
تقوم باللي عليها القيام فيه ..ال وهو الفكرة العبقرية اللي لزم تخط اول خطواتها في سبيل حصولها ونجاح
تحقيقها..
دخلت دارها وسحبت الوراق اللي خذتهم ..وتمت تناظرهم شوي ..حوالي 11صفحة بس شي زين يعني..
مافيهم كتابة زايدة او من هالكلم..
طلعت دفتر من درجها وقعدت على الكرسي وهي تحط افكار معينه تقدر توصل هاللي مكتوب الى فاتن..
فاتن لزم تعرف ان لعالية وحب عالية الكبير والدفين ند او قرين ال وهو حبها في قلب مساعد ولزم تعرف
ان حب مساعد لها يمكن اقوى واعنف من حبه الى عالية ..بس شلون يا مريم شـلون؟؟؟
مريم وهي تعض شفتها وتفكر ..:اذا انا سويت كل هذا لزم احد ثاني يعاونني ..ما بقدر اسوي كل شي
بروحي؟؟ من اقدر اعتمد عليه واوليه كل الثقة اللي فيني..؟؟ من ياربي؟؟ من هو اقرب واحد لي ..ولفاتن
ولمسـاعد ولهالمسـألة..
فكرت في جراح ..لكن من بعد اللي قاله في المطار اهي مستحيل تكلمه مرة ثانية ..ما توقعته يكون
بهالمباشرة او بهالنهزامية انه يفكر بفصل فاتن عن مسـاعد ..شلون قالها ..لو كان فيني حيل جان رميته على
لرض ودست في بطنه
مريم :مادري شلون بثق فيك مرة ثانية يا جراح) ....عقدت حواجبها( بس مادري ليش ..احسك ان اكثر واحد
يمكن يساعدني في هالشي ..لكن ما منك فايدة لو تبي الصج) ..تغيرت ملمحها الى التوسل( ياربي يا حبيبي
شلون اقدر افتك من هالسالفة الحين والى البـد ..شلووون؟
ياها صوت لؤي من تحت الدري وهو يناديها عشان العشـى ..وكان هاي النداء اللي بيخليها شوي تغذي
افكارها ..لكن وجود مساعد معاها في المكان بيخليها تحس بالذنب..
مريم وهي تقنع نفسها بالعكس ..:ل يا مريم ..لزم ما تحسين بالذنب ..حسي بالذنب ان تم اخوج بهالحالة
وهو مو قادر يتنفس الهوا ليش انه مثقل بالهم والغم ..خلج اقوى من جذي ..ولزم تحلين هلمشـكلة الكبيرة..
لكن من بيساعدني فيها ..انا بروحي ماقدر اسوي كل شي..
يمكن ما يا في بال مريم الشخص المناسب اللي يقدر يخليـها تنفذ اللي براسـها ..عندها شخص ل يمكن
تعويـضه ابدا ..البنت المناسبة لتنفيذ مهمتها ..جراح ل يمكن العتماد عليه ..لنه مستحيل يشترك بهالشي من
بعد ما كان اهو الطرف الساسي في حدوثه ..
-------------------------
مسـاعد ما تعشى ..طلع برع وتم قاعد في الحوش وهو مو طايق الهوا اللي يتنفسـه ..لؤي يدور عليه لن
عرف من امه انه كان يدور عليـه .وتم يدور عليه في طول البيت ورد لمه وهو مغتاظ
------------------------
بعد يومـين من محادثة سمـاء ما سمع منها خالد ..وهذا كان سبب لرقه وتعبه ..اهي وعدته وما تقدر تخلف
بالوعد ..وخالد ما كان قابل بخلفه ..لن ان سماء قالت له بتتصل معناته بتتصل ..بس ليش تأخرت هالكثر..
يومين كاملين ..الله يعين ..وهذا الثالث..
خالد وهو يفكر بصوت مسموع :الله يصبرني على النتظار الطويـل..
لؤي وهو يرمي الدفتر على الطاولة بالورشة :اي انتظار طويل؟؟
التفت له خالد وهو جفلن ..:نعم؟
لؤي وهو يشرب ماي من الكولر اللي بالمكتب :تقول انتظار طويل اي انتظار؟؟
خالد وهو يتذكر الموضوع ..:سمـاء.
لؤي وهو متخصـر بعد ما شرب الماي ..:للحين ما اتصلت..؟
هز راسه خالد بالنفي..
لؤي وهو يخفف عنه الموضوع ..:يالله معليـه ..مثل ما انتظرت تسع شهور ..ما فيها شي لو انتظرتها جم يوم..
)يبتسم له( صدقني ..اللي اتصلت فيك بترد تتصل..
خالد وهو يبتسم :الله يسمـع منك ..لن والله صابني حفوز ياخيك ..الله يعينني بس..
لؤي وهو يحوس عيونه يمين ويسار :مو بس انت اللي فيك حفوز
خالد وهو يناظره من ورى جتفه لنه كان قاعد على المكتب ..:ليش ..مساعد ما تكلم ويا هلك؟
لؤي وهو منزعج من هالشي :اي ..انا اللي ابي اعرفه شلي ينتظره اهو اكثـر ..صدقني ان ما تكلم اهو انا
بتكلم
خالد وهو يوقف ويناظر لؤي بنظرات جدية :لو تبي نصيحتي انتظر اخوك ..سياسته اقوى منك شوي ..واكيد
سببه مقنع اللي يخلي الموضوع يتأجل..
لؤي :بس لمتى ..؟ علبالك انا متعود اني ما شوفها طول هالفتـرة ..ماكو ال شام اللي يروح ويرد من بيتهم..
وان سألته عنها تم يضحك لي مثل ..المهرج بوزو
خالد :هههههههههههههههههههه ..يغايضك ..ما عليك منه
لؤي :اي عدل يغايضني ..ال يتسبل علي بويهه ان راح لها مرة ثانية ويلس يتطنز ماله ال اله النجارة آسنع
ويهه.
دخل جراح المكتب وهو يسمع ضحك خالد العميـق ولؤي قاعد ..قط رزمة الوراق اللي بيده وقعد على
الكرسي وهو يقط القلم من حلجه ويتنهد بقوة..
سبب ثاني للفرحة ان غصون ردت بيت ريلها بدر واخيـرا بعد المصالحة والورد ..واللي يعرفونه انهم ينتظرون
ولده غصون بفارغ الصبر عشان اول شهر عسـل لهم..
لكن كل هذا ما ابعد لؤي عن فكر غزلن اللي تنتظر اليوم اللي بيوفي بالكلم اللي قاله لها ..وتمت ايام في
الشك والتساؤل عن مدى جدية لؤي ..يمكن كان يمـزح او ما كان واثق من الكلم اللي قاله ..قاله عشان بس
يطمن نفسـه ..او عشـان يثبت شي لرجولته او من هالكلم ..لكن شي كان بعيونه كل ما تتذكره يخليها تحس
بالمان ..وان لؤي له مصداقيته الكبيـرة في قلبها وتثق فيه ..ما راح يخيب ظنها..
كانت قاعدة عند بركة السباحة ..وهي تراقب الماي الساكن ..لبسة برمودا جينز وتي شرت وسيـع رابطته
عند الخصـر بحركة الثمانينات وشعرها الغليض ملموم على طرف على شكل عجفة خفيفة تتهادل منها
خصـل ..ووسط لجة الماي تهييأت لها ملمح لؤي الطفوليـة ..فضحكت ..لن حلة ويهه تخليها تحس بانتعاش
غريب في قلبها..
وماكانت تدري من اللي كان يراقبها من حوالي الدقيقة :..ما شاء الله عليج ..تضحكين بل سبـب..
لتفتت غزلن فلقت اخوها يتقرب منها وهو مبتسم وشكله ملووح بالشمس الصيفية :هل زياد) ..بنظرات
متشككة( كنت تتجسس علي؟
زياد وهو يمثل دور البريء :معاذ الله .كنت بس ياي اسبـح في البرجة وجان اشوفج غايصة فيها ..قلت ما
بعكر عليج المنظر للي ايا كان في عيونج..
غزلن وهي مستحية :ماكان اي منظر في عيوني
يغايضها زياد :والله؟؟ يقولون يا اختي ان البنت في هالدنيا ما تضحك بل سبب ال عشان شيئين..
غزلن وهي تحس بلتوتر شوي :شهالسبـاب..؟
زياد وهو يمد ريله على كرسي التشميس :يا انها تشوف رجل احلمها ..او انها تتخيل نفسـها ملكة زمانها..
غزلن :الناس تقول وال سخافتك تقول
زياد :سخافتي بس انا بعد اعتبر من الناس..
ترمي عليه الفوطة :هي هي هي ..
زياد :ها ها ها ...
غزلن :بعديـن ..انا ما ضحكت؟؟
زياد وهو يقعد ويجابلها :والله؟؟ عيل من اللي كانت قبل شوي )..يقلد عليها( .اهيهيهيهي..
غزلن وهي منحرجة ترمي عليه الفوطة الثانية وهي مبتسمة :سخيـــــــــف.
زياد :هههههههههههههههههههههههه ..انزين خبريني؟؟ تقول امي ان صار لج اكثر من اسبوع وانتي ما
تداومين؟؟ شصاير؟؟ متهاوشة ويا احد!!
غزلن وهي منحرجة لسؤال اخوها ..:امي ملحظة؟
زياد :صعب عدم الملحظة لكونج اربع وعشرين ساعة متواجدة في البيت..
استوت غزلن بقعدتها وواجهت زياد ..::زيوود ..بخبرك بشي ..بس اوعدني انك تتفهمني..
زياد :يتعلق بالشغل
غزلن وهي تفكر ..:لحد معيـن..
زيادspell it out gurl :
غزلن وهي تبتسم في ويه زياد ..اللي عمره ما قالت له شي ال وحفظه سر في قلبه ..:في واحد ..طالبني
للزواج..
زياد وهو بعده يسمعها :زين؟؟
غزلن بحيا :هو ..يشتغل وياي ...وانت تعرفه...
زياد استغرب ..:اعرفه؟؟؟ من وين اعرفه؟؟
غزلن وهي تنكمش على روحها من الحيا ..:اخو مسـاعد ..لؤي..
زياد وهو يحاول يتذكره ويوم تذكر فج عيـونه ..::هذاك الطويـلل؟؟
ما تكلمت غزلن لكنها صدمت اخوها الي كان وراها ودزته الى داخل البرجة وهو طار في الهوا ..ضحكت
عليه غزلن وتمت واقفة دقايق تنتظره يطلع من الماي عشان تتطمن عليـه ..لكن زياد ما طلع وتم جسمه
يعوم في الماي ..فتوقف قلب غزلن عن الحركة ..مدت روحها الى الماي وهي تناديه
----------------------------
في مزرعة فهد كان مسـاعد قاعد وهو ما يعطي شي اهتمام ..غير ريله الممدودة على الكرسي الخشبي وهو
يناظر العشب وكانه ينتظر من انه ينمو ..يتمنى لو ان الوقت يعود ويرجع ..لورى ..لهذاك اليوم اللي لقى فيه
فاتن ..انه ما يطلع من البيت ..او انه يظل في المكتب لوقت متأخر مثل عوايده ..وما يصير اللي اهو عليه
الحين..
وصل له فهد اللي قعد يمه وهو مبتسم :تصدق..ييتلك اكثر من مرة في المستشفى ..لكن اختك كانت هناك..
وكنت اسلم عليك من بعيد ..ما اصدق انك ليوم هني وياي..
مساعد وهو يبتسم لفهد :اان بروحي مادري شلون اليوم هني..
فهـد :قلبك ملتاع يا مسـاعد وانا احس فيك ..تعال داخل ..هني معانا واحد توه ناشئ ..قاعد يغني وصوته
يخبل ..شرايك؟
مـساعد وهو متظايق :مادري فهد ..ماظن فيني مزاج للكدر زود..
فهد وهو يسكت عن مساعد دقايق ..سحب زهرة صفرا صغيرونه في يده وهو يبتسم ..:تدري مسـاعد ..الحب
الصجي يقولون اهو اللي يلوع القلب قد ما يقدر ..هو اللي يخليك تحس ان الدمعة بموق عينك ..هو اللي
يحسسك بالنتعاش وهو اللي يحسسك بالموت..
مسـاعد وهو يتنفس بحرارة :ل يا فهـد ..مهما كان..الحب لزم ما يكون بهالصعوبة..
فهد وهو يضرب على جتف مساعد بخفة :تدري ..انا شنو في بالي؟؟؟
مسـاعد :شنو؟؟
فهد :انت تحب هالبنت ..اكثر من اللي قبلـها ..ان هذي البنت محركة فيك اكثر من ذيج البنت..
مسـاعد وهو يبتسم بسخرية :انا مت يوم ماتت عالية..
فهد وهو ينط عليه :بالضبط ..انت مت يوم ماتت عاليـة ..واللي يموت لحبيبه ما يرد للدنيا ..لكن انت بلى..
رديت للدنيا ..وحييت مرة ثانية ..وحبيت مرة ثانية ..وشوف انت شلون ميت بحياة حبيبك ...فشنو تفسيرك يا
مسـاعد؟
ما تكـلم مسـاعد وقوة شهق نفس من الهوا ..حاول انه يبتسـم بس ما قدر ال انه يرخي ملمحـه ..لمن رفع
عيونه الى فهد اللي كان مبتسم بحنان فل اراديا ابتسم معاه مسـاعد
وتذكر مريم اللي ماشافها من قبل يومين يوم كانت بداره وهي تتعبث باغراضـه ..كان معصب حزتها ومافكر
عدل ..لكن الحين مع الوقت بدى يتـذكر الشياء اللي كانت مريم تتعبث بها ..وفجـاة يا على باله الملف اللي
اهو يكتب فيـه .ل يكـون اهو بعد تعبثت فيـه؟
حمل روحه وبدى يمـشي وهو مسرع الى داخل المزرعة..وهو يقول في نفسه :لو سويتيها يا مريم ..ما
بتلومين ال نفسـج..
صوت على فهد وطلب منه انه يقطه البيت بسرعة بحجة ان شي طارئ وفهد ما عطل وعلى طول تحرك
بالسيارة الى بيت مساعد..
-----------------------
طلعت مريم من غرفة مسـاعد من بعد ما رجعت الوراق اللي اخذتها ورتبتها صح مثل ما كانت ..على نفس
التاريخ ما كان يبيله شي ..وراحت دارها وسكرت الباب وراها..
فكرة انها تطبع الوراق بخط مسـاعد ساعدتها وايد ..الحين اهي بتطبعهم على آلة كاتبة او بالكمبيوتر عشان
توصلهم لدار النشر الي تبيهم يصدرونه على شكل كتيب ..حوالي عشرين رسالة عندها ..وبعض الرسايل
منقسـمة الى قسميـن ..حصيلة كافية ونافعة..
ابتسمت بينها وبين نفسها لكونها داهية وتفكر ..:والله انج يا مريم طلعتي مو هيـنة ..الحين لزم القى لي اللي
بيعاوني في توصيل هالمذكرات ..من ياربي من ؟؟ لزم احد جريب من فاتن عشان اهي بعد يوصلـها..
ومن الصدفة ..طرت مناير على بال مريم بسـرعة ..وتمت تفكر فيها وتفكر بالمحقق كونان في نفس
الوقت ..مناير والمحقق كونان واحد .والي عرفته مريم منها ان اهي بنفسها بواسطة تحقيقتها توصلت الى
طبيعة العلقة بين فاتن ومشـعل ..ومساعد وعالية ..اكيـد بتقدر انها تكمل وياي هالشي؟؟
مريم وهي تنقز للتلفون :ياحبيبتي يا منور شلون مافكرت فيـج شلووون؟؟
ودقت مريم على رقم بيت ام جراح ..وانتظرت دقايق ال والتلفون مرفوع ..بس بصوت رجالي..
جراح :الوو؟
انصعقت مريم من صوته وتمت ساكتة شوي وهي تسمع حسه ..وتبتسم بخبال..
سكرت مريم الخط ومناير استغلت الخط المسكر انها يازعم تنهي المكالمة من غير ما تثير الشكوك..
مناير :اي اي افا عليج حبيبتي ..ل لعاد ...لتوصيــن حريصة ..بخبرهم العذال ..هههههههههههههههههههههه
سرررج في بير يا بعد عمري ..بالمبارك بالمبارك ..باي باي حبيبتي..
اما جراح فسحب المفاتيح اللي كانت على التعليقة الي عند الجدار ..طلع منا لبيت وهو معصب وام جراح
تلحقه..
ركب جراح السيارة وعلى طول من شغلها تحرك فيها بسـرعة ..ودخلت ام جراح الى مناير وهي مععصبة
ام جراح قول الله ل يبااااااارج فيج من بنيه ..شسويتي في اخوج دقيقة وحدة؟
مناير اللي بدت تحس بعظم المشكلة اللي سببتها :ماسويت فيه شي يمة ..وثانيا هو شدخله ..انا واسولف ويا
البنية شكووو يقعد يتسمع كل كلمة
ام جراح وهي تمسكها من يدها :والله يا منور ان صار شي في اخووج ما تلومين ال نفسـج
مناير وهي شبه المسكرة عيونها من خوفها من امها :انزين ..يعني هذي مو حزة اني اخبرج ..ان مريم
عازمتني على طلعة وياها
تفجرت اعصاب ام جراح وجان ترمي يد مناير :ذلفي عن ويهي يالفرااااااقة..
سكرت مناير عيونها من صرخة امها ..ويوم اختفت عن الساحة فجتها وهي تهز راسها
مناير :انا وين الله قطني بهالعايلة؟ ماكو احترام ول تقديـر ..اطلع اروح لسم سم احسن لي ..وين ما اكون انا
المحترمة ..مو بين هذولي..