You are on page 1of 751

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫حبيت انزلكم يااروع اعضاء هذي القصة الرائعة‬


‫انا بجد قرأتها اكثر من مرة احداثها مشوقه جدا ً‬
‫بس ابغاكم تنبهوني اذا كانت القصة نزلت قبل كدة في المنتدى‬
‫كاتب القصة المبدعة ‪ /‬حمران النواظر‬
‫اتركم مع القصة وانا بتنظار ردودكم‬
‫نظرة حب‬
‫للكاتبة‪ :‬حمران النواظر‬

‫هل وقعتم بالحب مرة ؟؟‬


‫هل احببتم احدا بكل جدية‪ ..‬حب عصف حياتكم‪ ..‬وجعلكم من بعد انتهاء هذا الحب كالرض الموبوئه او الروح‬
‫المسلوبه ‪ ...‬؟؟‬

‫هو فعل‪ ..‬بطل قصتي‪...‬‬

‫اريدكم في هذه القصه‪ ..‬ان تحبونهم ‪ ..‬وان تفهموهم ‪ ..‬وان تعذروهم ‪..‬‬
‫رغم القسوة التي ستلحظونها ‪ ..‬ورغم العذاب الذي ستشاركونهم به ‪..‬‬
‫لنهم ‪ ..‬بكل هدوء ‪ ..‬مجبورون ‪..‬‬

‫الجزء الول‬
‫كان يوما ككل اليام‪ ..‬رطب في الصباح ‪ ..‬نوافذ السيارات المصفوفة عند قارع الطريق منداة بقطرات المياه‬
‫الباردة ‪ ..‬خرجت كما تخرج كل يوم ‪ ..‬تسير لمحطة الباص‪ ..‬كي تستقل أحدها للمدرسة‪ ..‬كانت تسير‬
‫والبتسامة على وجهها‪ ..‬والتسبيح باسم الرحمن بقلبها‪ ..‬تحاول أن تسترجع أحد أحلمها العديدة التي مرت بها‬
‫بليلة المس‪ ..‬لكن لم يكن هناك إل حلما واحدا واضح المعالم لها‪ ..‬كانت تبتسم بخجل وهي تتذكره ‪ ..‬وتخفي‬
‫فمها بيديها‪ ..‬وتحظن يديها وجهها المندى ‪ ..‬نقاط العرق تلمع على صفديها وجبينها ولكن ‪ ..‬كانت تمر باحلى‬
‫اللحظات‪..‬‬
‫وقفت كما تقف كل يوم ‪ ..‬وكلتا رفيقتيها بانتظارها تحينها ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬تأخرت عليكن‬
‫مريم‪ :‬ل ما شاء الله عليج فاتن دايما على توقيت غر ينتش‬
‫فاتن‪ :‬هههههههه الحمد لله لني رقدت متأخرة امس‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش بالله‪..‬‬
‫فاتن بابتسامه ساحرة‪ :‬لو تدرن بس ‪..‬‬
‫سمية‪ :‬قولي شصاير؟؟‬
‫فاتن بحماسه شديدة‪ :‬مشعل بيرد من السفر‪..‬‬
‫مريم‪ :‬من مشعل؟‬
‫فاتن باستغراب من مريم‪ :‬مشعل!! ما تتذكرنه‪..‬‬
‫سمية ‪ :‬لحظه لحظه‪ ..‬ولد جيرانكم ‪..‬‬
‫فاتن تومئ برأسها المغطى بحجابها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ااااااااااه واذا ‪ ..‬خير يا طير‪..‬‬
‫سمية‪ :‬افاا مرايم ما تدرين ‪ ..‬هذا حبيب القلب‬
‫فاتن‪ :‬عساني افقد عدوج شنو حبيب القلب‪ ..‬فال الله ول فالج ‪..‬‬
‫سمية‪ :‬عيل ليش شاقه الحلج جذي دامه ما يعني شي لج؟‬
‫فاتن بحبور فاتن‪ :‬ماادري‪ ..‬احس ان ييته هاذي تحمل اشياء وايد ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يعني صوغه؟‬
‫فاتن بنظرة مقيتة لغباء صديقتها‪ :‬مريم ‪ ..‬انتي ليش ما تشغلين مخج؟‬
‫مريم ‪ :‬الله يهداج تونا من الصبح للحين ما طافت الساعه ‪ 7‬وربع‪ ..‬خليني شوي اصخن بعدين تكلمي وياي‬
‫سمية بضحك‪ :‬ههههههههههه ول سيارة ابوي هههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬تضحكن يالخسفات ‪ ..‬لكن اللي يعطيكن اليوم برينغلز‬
‫فاتن‪ :‬اوه اوه نسيت اليوم الثلثاء‪ ..‬فديتج يالريم انتي اغلى صاحباتي‬
‫سمية‪ :‬احم احم‪ ...‬نحن هنا يا فاتن‬
‫فاتن تميل للثانيه‪ :‬وانتي بعد‪ .‬انتن خواتي من بعد المرحومه عالية ‪..‬‬
‫سمية ومريم تلمان صديقتهما الرائعه بكل حب‪ :‬يا بعد قلبي فتونه ‪..‬‬
‫وياتي الباص‪...‬‬

‫في طريق العودة‪ ..‬مريم وفاتن وسمية تتسامرن بتوصيل كل واحدة لمنزل الخرى بالقصص والنكات‬
‫المتعددة وهن يتناولن من بوظة العم ضاري البقال‪..‬‬
‫سمية وهي تراقب مريم المستمتعة ببوظها بتلك الظهيرة الملظيه‪ :‬عدال مريم ل تاكلين يدج ويا البريد‪..‬‬
‫فاتن تضحك‬
‫مريم باحراج خفيف‪ :‬شعليج انتي‪ ..‬يوبا بريدج ول بريدي ‪ ..‬انتي ما تشوفين هالحر اللي يسوي البيض على‬
‫الرصيف ويا ويهج‬
‫سمية‪ :‬ايه عاد مو جذي‪ ..‬شوي شوي ‪ ..‬اللحين لو يشوفج احد شبيقول‬
‫مريم‪ :‬الله عاد اللحين لني اكل اسكريم الناس بتتكلم ‪..‬‬
‫فاتن تكلم سمية‪ :‬ايه مريم خليها على راحتها والله أنا بعد وايد عاجبني البريد اليوم احلى عن كل يوم‬
‫سمية‪ :‬أي لذيذ مافيها شي ‪ ..‬اهو كل يوم لذيذ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬فاتن تذكرين يوم سمية تقط البريد على روحها برحلة المعهد البريطاني‬
‫فاتن تضحك على تلك الذكرى المحرجه بالنسبه لسمية وسمية عادت لها الذكريات ‪ :‬هي انتي صج ما فيج خير‬
‫ما تذكرين ال السوالف البايخه‬
‫فاتن ‪ :‬ههههههههههههههه ذوقي اللي تبين تذوقينها اياه ‪ ..‬علبالج احنا ارفيجات خلص ماكو احراج‪..‬‬
‫سمية‪ :‬عاد هاذي السوده‬
‫مريم‪ :‬اللــــه ‪ ..‬السوده انتي‪ ..‬والله أنا ابيض وحده فيكن وانجبن ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههه مريوم والله انج فاضيه ‪..‬‬
‫سمية‪ :‬اقلج ‪)...‬تنظر لمريم وهي تعود للبوظة( اوهوووو يوبا فجيها عن حلجج‬
‫فاتن تستمر بالضحك ال ان وصلت اولهن – سمية‪ -‬لمنزلها وتوادعت مع كلتا صديقتيها‪ ..‬فاتن استغلت هذه‬
‫الفرصة لكي تصارح صديقتها المقربه مريم على ما حلمت به ليلة البارحه‬
‫فاتن‪ :‬ريموو‪ ..‬بقلج حلمي امس‬
‫مريم وهي تتلذذ ببوظتها‪ :‬شنو‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬حلمت اني تزوجت‪..‬‬
‫مريم اندهشت للخبر‪ :‬ويه مبرووووووك كللولولولولولولولولولش الف الف مبروك‬
‫فاتن ‪ :‬هههههههههههههههههه صبري زين ما قلت لج شي ويببتي ؟‬
‫مريم‪ :‬ويه حبيبتي مو عن شي بس انتي كل يوم عروس يا فاتن يا بعد قلبي‬
‫فاتن‪ :‬تسلمين حياتي وياج‬
‫مريم بلهفة‪ :‬على منو عرستي؟‬
‫فاتن‪ :‬حزري‬
‫مريم بتفكير‪ :‬امممم ‪ ...‬خالد البريكي‬
‫فاتن ‪ :‬مالت عليج‬
‫مريم‪ :‬محمود بو شهري‬
‫فاتن وقفت وهي تمسك على قلبها‪ :‬جانـــزين‬
‫مريم‪ :‬بو الجازي راعي البريد‬
‫فاتن‪ :‬مصكه بويهج ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬عيل‬
‫فاتن‪ :‬حزري‬
‫مريم بتوسل‪ :‬هئ هئ فتوون شدراني أنا ‪ ..‬قوليلي؟؟‬
‫فاتن تمسك يدها وبكل شاعرية المراهقات‪ :‬مشعل‪.‬‬
‫مريم بشاعرية هي الثانيه‪ :‬ويــــــــه‪ ..‬والله خوش حلم ‪ ..‬شصار؟‬
‫فاتن تشرح الموقف بكل لهفة‪ :‬كنت لبسة فستان ابيض حلو ‪ ..‬وكنت امشي‪..‬بروحي له ‪ ..‬واهو كان‬
‫ينتظرني‪ ..‬ليما وصلت له ‪ ..‬مسك يدي وباس جبيني ورحت وياه لدرب كله ورود‬
‫مريم تمسك عبائتها ‪ :‬يا حسرة قلبي ‪ ..‬شصار بعدين؟؟‬
‫فاتن تسير بكل رومانسيه‪ :‬وبس‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬شبعد؟‬
‫مريم‪ :‬يعني خبرج ‪ ..‬بيبي ‪ ..‬ول انج حامل؟‬
‫فاتن باحراج‪ :‬جبي يا حمارة ‪ ..‬ما عندج ال هالسوالف انتي‪..‬؟‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههه سنه الحياه يا الكريهه‪ ..‬والله انتي ليما تعرسين ما بتييبين عيال؟‬
‫فاتن‪ :‬أي والله‪ ..‬ابي الف ولد والف بنت‪ ..‬يالله افضي اللي بقلبي كله‬
‫مريم‪ :‬ااااااه الف بنت والف ولد ‪ ..‬اقول زهبي حالج لضرتج!!‬
‫فاتن بغرور‪ :‬اهو يقدر يعافيني ويتزوج غيري؟‬
‫مريم تنظر اليها بفخر‪ :‬ل ‪ ..‬بس لو كل يوم بطنج منتفخ وكل يوم فيج النسو عليه اكيد بيتزوج عليج وحده ثانيه‬
‫فاتن‪ :‬لو يموووت مااخليه ‪ ..‬شنو ‪ ..‬حللي يوبا واعرسه على غيري؟‬
‫مريم تنظر للرض بكل حزن واسف‪ ..‬فاتن لحظت ان مزاج رفيقتها قد تبدل‬
‫فاتن بنعومه الحرير‪ :‬علمج مريوم‪ ..‬ليش زعلتي؟؟‬
‫مريم‪ :‬زعلت عليج ‪ ..‬انتي تحلمين بشي يمكن ما يتحقق يا فاتن‪ .‬اهو وين واحنا وين؟‬
‫فاتن حست بالحرقة تجتاحها والمرارة بحلقها‪ ..‬كلم مريم الواقعي احزنها كثيرا ولكنها لم تتخلى عن المرح‬
‫فاتن‪ :‬عادي مريم ‪ ..‬محد قال الحلم بفلوس‪ ..‬بالعكس تسد يوع فقير المال مثلي‪ ..‬وبعدين من يبيني ‪ ..‬أنا‬
‫احلمي دايما اهي اللي ترعاني لن محد عندي‬
‫مريم ‪ :‬فاتن ل تتكلمين جذي أنا قلبي ما يستحمل‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههه فديتج انتي والله ‪ ..‬ما اقدر على قلبج احوو عليه ‪..‬‬
‫مريم وهي تمسح دمعتها الساخنه‪ :‬اخر مرة تقولين ان ما عندج احد‪ ..‬أنا وياج يالسباله الكريهه‬
‫فاتن ‪ :‬هههههههههههه ان شالله ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬احبج فتون‬
‫فاتن‪ :‬وأنا بعد‬
‫مريم تحظن رفيقتها بالدرب‪ :‬يعل عيني ما تبجيج يا فتونه ‪..‬‬
‫فاتن والدموع تتدحرج على خديها ‪ :‬امين ‪..‬‬
‫وصلت مريم لمنزلها واكملت فاتن طريقها لوحدها‪ ..‬تقطع الشارع بهدوء الملئكة‪ ..‬تسير وهي تفكر‬
‫)بمشعل(‪ ..‬ابن الجيران ‪ ..‬حكايتها معه كلسيكية بكل ما تعنيه الكلمة ‪ ..‬هو ابن الجيران الغني وهي ابنه النجار‬
‫الفقير ‪ ..‬كان اللعب مسموح لها و ممنوع عليه ‪ ..‬كانت دائما تراقبه من نافذه غرفته ‪ ..‬او برجه كما كان يحب‬
‫ان يسمية ‪ ..‬تسمع عن اخباره المتفرقه من اخيها )جراح( المفتون بصديقه الغني الذي تعرف عليه عندما كلف‬
‫اباها بتنجيد الثاث بمنزله ‪ ..‬كانت تحس بان مشعل على الرغم من ثرائه الكبير ال انه فقير الحياه حتى انه لم‬
‫يكن يملك العديد من الصدقاء‪ ..‬عائلته كانت دائما تحوطه بأولد عائلته حتى يكون الصداقات معهم ‪ ..‬ال انه‬
‫كان يميل "لولد الشوارع" على حد تعبير والدته المتكبرة المغرورة‪ ..‬كان دائما يقف بوسط الشارع مع الولد‬
‫يتحصل منهم على اخر الخبار التي تحصل بملعب الكرة ‪ ..‬وغرف الدراسه بالمدارس الحكوميه ‪ ..‬يستمع لها‬
‫بشغف كبير‪ ..‬ويضحك على الحركات العادية التي يقومون بها بالمدرسة ‪ ..‬لنه بكل بساطه‪ ..‬محروم منها ‪..‬‬
‫هي لم تتعاطى معه ال بالصغر‪ ..‬عندما تقف سيارة اهله خارج القصر كي يخرجوا جميعهم بايام العطلة‪..‬ال‬
‫بذلك اليوم ‪ ..‬يوم مغادرته للحي‪ ..‬كانت هي تبلغ من العمر عشرة اعوام ‪ ..‬واليوم كان صيفيا بنسمة ربيعية‪..‬‬
‫كانت تلهو باحد دماها ومريم تتسلق احدى الشجيرات مع )جراح( ‪..‬اتى ناحيتها‪ ..‬كانت شبه مغمضه العينين‬
‫من شده الشمس‪..‬‬
‫مشعل بابتسامه‪ :‬شتسوين‪.‬‬
‫فاتن تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين‪ :‬العب‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬اشوفج‪ ..‬بس ليش قاعده بالشمس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما عندنا زراعه ببيتنا واهناك الصبيان يلعبون واخاف اتعور وياهم‬
‫مشعل‪ :‬انزين ليش ما تلعبين وياهم‬
‫فاتن تعود لدميتها‪ :‬ملل‪ ..‬كله يتطاققون‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬هههههههههههه وانتي ما تبين تتطاققين وياهم‬
‫فاتن تعود وتنظر اليه‪ :‬ميانين ‪..‬‬
‫مشعل ينظر إلى اين يلعب الولد‪ :‬لكنهم عايشين‪ ..‬على عكسي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ليش‪ ..‬انت ميت؟‬
‫مشعل‪ :‬ههههههههههههه ‪ ...‬انتي نكته ‪ ..‬شسمج‬
‫فاتن‪ :‬مو شغلك‪ ) ...‬نهضت وهي تسير عنه(‬
‫مشعل‪ :‬خلج انزين أنا بروح‬
‫فاتن‪ :‬اصل ما ابي اقعد بالشمس‪..‬‬
‫وسارت فاتن عنه ال انه قطع دربها‬
‫مشعل‪ :‬انزين ل تزعلين‬
‫فاتن‪ :‬اشعليك مني زعلت ول لء؟‬
‫مشعل‪ :‬اووووووف وايد ‪ ..‬ازعل اذا زعلت اختي الصغيرونة‬
‫فاتن لتعرف لما احست ان هذا النسان ل يمكن ان يكون اخاها ولكن‪ :‬ل ما زعلت‬
‫يمد يده بقطعه سكاكر‪ :‬انزين هاج حلو‬
‫فاتن تنظر إلى ما بيده ‪ :‬على كاكاو؟‬
‫مشعل‪ :‬ايه ‪..‬‬
‫اخذت ما بيده وسارت مبتعدة عنه‪ ..‬ظل مشعل ينظر اليها باستغراب وبحنية عظيمه‪ ..‬ولكن اتى صوت امه‬
‫ليعيده إلى واقعه المرير‪ ..‬وذهب مشعل ملبيا نداء امه‪..‬‬
‫التفتت فاتن للولد الذي – ازعجها – على حد تعبيرها ولكنه لم يكن هناك ‪ ..‬اختفى ‪ ..‬هكذا فقط‪.‬‬
‫عادت للمنزل وجلست على احد المقاعد المهترئه ولكن المريحه ‪ ..‬وهي تسرح شعر دميتها‪ ..‬وفجاة دخل‬
‫اخيها جراح والدموع تتلل بعيونه‬
‫جراح ‪ :‬وين امي؟‬
‫فاتن‪ :‬بالمطبخ‪ .‬ليش؟‬
‫لم يعرها جراح انتباها وذهب للمطبخ ‪ .‬فاتن لحقته وسمعت شيئا مما قاله اخوها‪..‬‬
‫الم تحاول تهدئة ابنها الصغير‪ :‬علمك يمه بسم الله عليك‪..‬‬
‫جراح والبكاء يخفي صوته‪ :‬بيروح يمه ‪ ..‬بيسفرونه بره الديرة ‪ ..‬اهو ما يبي‪ ..‬لكن كله من امه‬
‫ام جراح‪ :‬لكن يا ولدي اهي امه وتعرف لمصلحته‬
‫جراح‪ :‬يمه حرام يسوون فيه جذي‪ ..‬ما يستاهل‪..‬‬
‫ام جراح تلم ابنها الحزين‪ :‬ماعليه ‪ ..‬بيروح وبيرد ما بيظل هناك على طول‬
‫جراح‪ :‬تصدقين يمه على شويه مااشوفه ال انه بقلبي اكثر من سعد وبدر‪ ..‬وايد اعزه يمه ‪ ..‬ليش؟‬
‫ام جراح تبتسم بحنان‪ :‬لنك طيب يا وليدي ‪ ..‬وتدري انه ما عنده احد ‪..‬‬
‫لم يتكلم جراح بل غاب بحظن امه الدافئ يخرج ما تجمع بمكنون فؤاده الصغير وفاتن خرجت مسرعة لكي‬
‫تعرف من الذي سيرحل‪ ..‬رأت جميع الولد بالشارع واقفين عند الرصيف الفاصل بين حي القصر وحي‬
‫المنازل الحكومية‪..‬‬
‫وقفت بجانب مريم‪ :‬شصاير؟‬
‫مريم‪ :‬ارفيج جراح بيسافر‬
‫فاتن‪ :‬من‪ .‬بدر؟‬
‫مريم ‪ :‬ل مشعل‪..‬‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬من مشعل‬
‫مريم‪ :‬مشعل اللي يعيش في القصر‬
‫فاتن بصدمه‪ :‬اللي يعيش بالقصر اهو مشعل؟‬
‫مريم‪ :‬ايه‪ ..‬ليش ما تدرين‬
‫فاتن لم ترد بل ظلت تنظر للغراض والحقائب التي توضع بالسيارة ‪ ..‬الخدم كانوا اما داخلين او خارجين ‪..‬‬
‫ينفذون اوامر الب اللي تبدو على ملمحه التعاسه ‪ ..‬فاتن كانت تنتظر ان يخرج مشعل‪ ..‬لكي تعاتبه على‬
‫دموع اخيها العزيز ‪ ..‬واخيرا خرج مشعل ومعه امه‪ ..‬كان يبلغ من العمر في تلك اللحظه الثالثه عشر‪ ..‬فتيا‪..‬‬
‫ولكن طويل القامة ‪ ..‬اطول من جميع صبية الحي‪ ..‬ويبدو لمن ل يعرفه اكبر من عمره ‪ ..‬قبل ان يدخل‬
‫سيارته استوقفه صوت فاتن ‪..‬‬
‫فاتن وهي تجري بخفه في الشارع‪ :‬ليش بجيت جراح‬
‫مشعل باستغراب وحزن يرقب العينين الزجاجتين‪ :‬ما سويت له شي‪..‬‬
‫الم بكل غرور‪ :‬يالله يمه ادخل‬
‫التفت مشعل لمه وعاد بنظراته للطفله امسك يديها واعطاها شيئا ‪ :‬عطيه جراح ‪..‬‬
‫فاتن لم تجيبه لنه قد دخل السيارة ‪ ..‬وغادر الحي مبتعدا بالسيارة الفخمه‪ ..‬وعيون الجميع ترقبه ‪ ..‬بعد‬
‫اختفائه عاد الولد للعب ‪ ..‬ال طفله واحدة‪ ..‬ظلت واقفه على قارعة الطريق‪ ..‬يدق قلبها من باضطراب‪..‬‬
‫تمسك بيديها ما ل تستطيع ان تعرف ما هو ‪ ..‬لن عيونها التصقت بالسيارة التي غادرت‪..‬‬
‫اتت مريم لها وهي تجري‪ :‬شعطاج؟‬
‫فاتن تلتفت لها ‪ :‬عطاني هذا‪..‬‬
‫فتحت قبضه يديها وظهر ما اعطاها اياه‪ ..‬كانت قطعه زجاج صغيرة الحجم منحوتة على شكل فرس صغير‪..‬‬
‫بل لجام ول سرج ‪ ..‬يبدو حرا ‪ ..‬كالطيور ‪..‬نظرت إليه فاتن بكل إعجاب ومريم شهقت‪ :‬اللاااااااااااي ‪ ..‬وايد‬
‫حلو ‪ ..‬عطاج اياه حقج‪..‬؟‬
‫فاتن‪ :‬ل ‪ ..‬حق جراح ‪..‬‬
‫وركضت فاتن للمنزل وهي تحمل الهدية إلى اخيها الحزين علها تسعده او تريحه قليل‪ ..‬جراح امسك الهدية‬
‫وصعد الدرجات وهو يمسح دموعه‪ ..‬كانت الهدية غالية عليه جدا‪ ..‬لدرجه انه كان يصطحبها معه لكل مكان ‪..‬‬
‫يااااااااااه ‪ ..‬يا للحياة العجيبة‪ ..‬مرت سبع سنين مذ غادر مشعل لكي يدرس بالوليات المتحدة الميركيه ‪ ..‬وها‬
‫هو خبر عودته يعيد الحياة للطريق الذي لم يعرفه إل قليل‪ ..‬لكن ظله بقي مع الولد ‪ ..‬بكلمهم ‪ ..‬وحكاياتهم ‪..‬‬
‫وبذكرياتهم القليلة التي احتفظوا فيها إكراما لطيبه مشعل الكبيرة‪..‬‬

‫كانت فاتن تبتسم وتكمل مسيرتها ‪ ..‬وصلت للحي ‪ ..‬عيناها هامت على الجلبة التي عند قارعه طريق بيتها ‪..‬‬
‫سيارة فخمة واقفة‪ ..‬وخدم القصر ينزلون الغراض المحملة فيها ‪ ..‬شباب الحي كلهم متجمهرين واصواتهم‬
‫الرجوليه تتزاحم بالكلم ‪ ..‬يبدوا وكان احد اهالي المنطقه عاد من السفر‪ ..‬توقفت فاتن وهي تفتح عينيها‬
‫الزجاجيتين‪ ..‬ل بد وانه مشعل‪ ..‬وال لما كل هذه الجلبه والفوضى‪ ..‬لم تسرع ولم تكن تسير بهدوء كعادتها ‪..‬‬
‫عيناها معلقتين على الفوضى ولكن سرعان ما انزلتهما عندما التفتت اليها عيون المتجمهرين المستغربة‪ ..‬انها‬
‫فاتن ‪ ..‬اخت جراح‪ ..‬اجمل واكثر فتيات الحي احتراما ‪ ..‬الكل كان يقدرها ‪ ..‬ويكن لها الحترام ‪ ..‬والعجاب‪..‬‬
‫لنها كانت بدرجه من الجمال والعفاف تحسدها عليها جميع الفتيات‪ ..‬سارت بهدوء الملئكه إلى ناحيه منزلها ‪..‬‬
‫ولكن الفوضى والجلبه الحقيقية كانت بقلبها ‪ ..‬لبد وانه مشعل‪ ..‬ال اني لم اره ‪ ..‬ولم الحظه ‪ ..‬ول استطيع‬
‫اللتفاف لكي ارى‪ ..‬يا الهي ‪..‬‬
‫وصلت لنصف مدخل المنزل تتفاجأ بجراح يقفز امامها وهو سعيد جدا‪ ..‬وبدر معه ‪..‬‬
‫فاتن بدهشه‪ :‬جراح ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬سوري حبيبتي فتون ‪ ..‬وغاب عن عينيها‪..‬‬
‫بدر بكل هدوء‪ :‬شلونج اختي‬
‫فاتن بمرح لبدر‪ :‬هل بدر ‪.‬أنا تمام انت شخبارك؟‬
‫بدر‪ :‬عايشين‪..‬‬
‫استغلت فاتن وقوف بدر معها‪ :‬شصاير هناك؟‬
‫بدر وقد اشتعلت ملمحه بالفرحه‪ :‬ما تدرين ‪ ..‬مشعل رد من اميركا‪..‬‬
‫التفتت فاتن للجمهور ‪ :‬صج ؟؟‬
‫بدر يسرع ناحيه التجمهر ‪ :‬واخيرا موو؟؟‬
‫غادر بدر وتنهدت المعجبه الصغيرة‪ ... :‬أي والله ‪..‬‬
‫وقفت فاتن امام المنزل وهي تراقب ما يجري‪ ..‬شاب وسيم طويل القامه ياخذ اخاها بالحضان وجراح يحمل‬
‫الشاب بين يديه وهو يصرخ عاليا‪ ..‬الناس كلها كانت غارقه بالضحك على ما يجري بين الشبان ‪ ..‬فاتن لم‬
‫تستطع ان تطيل النظر لنها حست بالحرارة تتصاعد في خدودها المتورده ال انها وقفت تامل بأن يلحظها من‬
‫وصل من السفر‪ ..‬وعندما احست باليأس دارت نصف دورة عائدة للمنزل ال وعيون بعيده ترقبها‪ ...‬توقفت ‪..‬‬
‫تنظر لمن ينظر اليها ‪ ..‬لم ترى ما كتب بعينيه ‪ ..‬لكن حست وكان الوقت قد توقف ‪ ..‬والشرارات تتصاعد‬
‫بالجو ‪ ..‬وهربت مسرعه داخل المنزل بعيدا عن تلك العيون ‪ ..‬وتلك النظرات‪..‬صعدت على السلم ولكن عادت‬
‫ادراجها لنها لم تحي امها الغالية‪ ..‬قبلت امها بكل سعاده وطارت لدارها لكي تحتظن وسادتها‪ ..‬تحس النشوة‬
‫والحبور والسعاده الكبيرة التي ل توصف‪ ..‬ل تعرف لما هي هكذا‪ ..‬ولكن ‪ ..‬لم تكلف نفسها بالسألة‬
‫المتعددة‪ ..‬بل بقيت تعيش بالعالم الوردي الذي تكاثرت خيوطه الحريرية لتكون عشا صفصافا يهني به كل‬
‫طير‪..‬‬

‫صحت فاتن من القيلوله التي اخذتها وهي تسمع اذان المغرب يأجج الكون باسم خالقه ويذكر المخلوقات‬
‫بوقت العبادة ‪ ..‬نهضت فاتن لتغسل وجهها ويديها وتبدأ بالوضوء للصلة ‪ ..‬صلت فرض المغرب وذهبت للطابق‬
‫الرضي لكي ترى ماذا يجري بالمنزل‪..‬‬
‫كانت اختها الصغيرة مناير و اخيها جراح الجالسين مع امهم بالصاله ‪..‬‬
‫فاتن بمرح‪ :‬مساء الخير‪..‬‬
‫الكل‪ :‬مساء النور‬
‫مناير المشاغبة‪ :‬حشى عليج فتون خلصتي رقاد الديرة‬
‫فاتن وهي تجلس بجانب اخيها العزيز‪ :‬اعوذ بالله منج يالسوسه انتي شعليج ‪ .‬يوبا أنا مارقدت ال بعد ما‬
‫خلصت شغلي مو مثل بعض الناس طايحين لي في بيت ام بدر ول كانه عندهم بيت؟‬
‫مناير‪ :‬هو هو كلتني صج بنت امها!!‬
‫ام جراح‪ :‬منووووور؟؟‬
‫مناير تحاول ان تصلح الوضح‪ :‬قصدي بنت ابوها ‪ ..‬الحنان الرنان‬
‫ام جراح‪ :‬ايا الميهوده‬
‫جراح‪ :‬منور انتي وايد لسانج مطول علينا ‪ ..‬ما تحشمين احد ‪..‬‬
‫مناير‪ :‬علمكم انتو ‪ just joking ..‬ما عندكم حس بالنكت‬
‫فاتن‪ :‬ويا ويهج‪ ..‬ل‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههه‬
‫مناير تقلد على جملة اختها‪ :‬ويا ويهج ل‪ ..‬انتي اصل هاتي ويهي بعدين تكلمي‪ ..‬فديتني احلى وحده بالصف‪..‬‬
‫تصدقين يمه؟‬
‫ام جراح‪ :‬ل مااصدقج ‪ ..‬اذا انتي حلوة عيل سماهر شنو‪..‬ملكه جمال!!‬
‫جراح وفاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه‬
‫مناير‪ :‬افا يمه ‪ ..‬هذا وأنا بنتج‪ ..‬والله انج خليتي الشك ينقلب ليقين ‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله والشك‪...‬‬
‫جراح‪ :‬وشنو شكج يا عبقريه زمانج‪..‬‬
‫مناير‪ :‬لني أنا اسمر عنكم ‪ ..‬واحلى عنكم بعد ‪ ..‬قلت يمكن تبدلت يوم يولدوني ويا سماهر ‪ ..‬اهي بنتكم وأنا‬
‫بنت ام بدر؟‬
‫ام جراح تجاري بنتها‪ :‬أي والله ‪ ..‬صدقج يا بنت عبد العزيز ‪ ..‬قصدي يا بنت مشاري‪ ..‬سماهر اكيد هي بنتي‬
‫وبعد انولدت وياج بيوم واحد‪ ..‬ال اقول لك جراح ‪ ..‬روح ييب لي بنتي ماابي هالشاذية بعدها عني‬
‫مناير بدهشه‪ :‬يمـــه‬
‫ام جراح‪ :‬يمه بعينج ‪..‬‬
‫مناير‪ :‬يمه من صجج اللي تقولينه‬
‫ام جراح‪ :‬ماادري عنج‪ ..‬طايحه لي خبيرة بالنسل والولدات ‪ ..‬مو عاجبج اصلج يالشاذية؟‬
‫مناير تحظن امها ‪ :‬يمه تكفين انتي وابوي الخير والبركه أنا اتغشمر ‪ ..‬ل تقولي لي هالكلم مرة ثانيه؟؟‬
‫ام جراح بحنيه وعتاب‪ :‬يعني انتي اللحين حيل صدقتي‬
‫مناير تنظر بعيني امها المشابهتين لعيني جراح الحادتين‪ :‬تبين الصج‪ ..‬تصلحين ممثله‬
‫الم وهي تحاول ان تبعد ابنتها عنها‪ :‬اقولج قومي عني سوالفج فاضيه مثل ويهج ‪..‬‬
‫جراح وفاتن ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫جراح‪ :‬والله البيت ما يسوى بليا لسانج يالسوسه ‪ ..‬ليش كله طايحه لي في بيت بدر؟‬
‫مناير‪ :‬لني أنا وسماهر روح وحده‪ ..‬ما نقدر نتفارق يا ‪ my dear brother‬مثل ما مريم ما تقدر تتفارج ويا‬
‫الشاذيه هاذي!‬
‫فاتن بغرور‪ :‬احلى عنج يالسوسه‬
‫مناير وكانها تبعد خصله شعر‪ :‬ها ها ها ي ‪ ..‬حلمي ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ال شخبارها الريم صج‬
‫فاتن‪ :‬ابخير ‪ ...‬تسلم عليك هههههههه‬
‫جراح ‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬
‫صوت عند الباب يعلن قدوم الوالد‬
‫مناير برعب‪ :‬ويه بروح اتخبى بأي مكان اكيد رويتر خبرته اني رسبت بالمتحان والحين بياكلني‪..‬‬
‫جراح‪ :‬احترمي نفسج منوور صج انج حمارة بعد عمله وسويتها كلي اللي انرد لج ‪ ..‬والله؟‬
‫مناير‪ :‬تكفى عاد ويا صكتك انت ‪ ..‬اللي يقولون ما قزرها دواويح‪.‬‬
‫جراح‪ :‬بس من يوم ما كسر ابوي اللوح على راسي أنا خلص‪ ..‬كبر مخي وصرت من المتفوقين‪..‬‬
‫مناير بشهقه‪ :‬هااااااااااا‪ ..‬يعني ما بنجح ال بلوح على راسي‪ ..‬ل يوبا‪ ..‬خلني كل سنه ساقطه ول يجيس راسي‬
‫الجميل شي‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه من صجها هاذي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬انتي شحارج ويه عليج يالحاقده يالحسوده‪..‬‬
‫وتذهب مناير لترمي أخيها بموجه من الضحك ‪ ..‬ودخل الوالد‬
‫ابو جراح‪ :‬السلم عليكم ‪..‬‬
‫جراح يسلم وفاتن تذهب لتاخذ اغراض ابيها عنه‪ :‬عساك ع القوة يوبا‪..‬‬
‫بو جراح بابتسامه لبنته الغاليه‪ :‬الله يقويج يا بنيتي ‪ ..‬شهالزين اليوم ‪ ..‬الخدود متوردات‪ ..‬شصاير‪.‬‬
‫مناير من الطابق الثاني‪ :‬بتعرس على راعي الوانيت الصعيدي‬
‫بو جراح يكلم ابنته‪ :‬تعالي يا ام الشقاوي والشقايل انتي‪..‬‬
‫مناير تهرب بعيدا وجراح يضحك عليها‪..‬‬
‫بو جراح‪ :‬وانت‪ ..‬شاق الحلج ‪ ..‬عسى ما شر‪.‬؟‬
‫جراح يقوم لكي يجلس والده ‪ :‬الشر ما اييك بس مشعل ولد النهيدي رد من السفر‬
‫بو جراح بدهشه‪ :‬والله ‪ ..‬حمد لله على سلمته‪ ..‬والله انه صبي خلوق‪ ..‬كمل دراسته؟‬
‫جراح‪ :‬ل باجي له سنتين بس يكملهن بالكويت‪ ..‬مل من اميركا ‪ ..‬تخيل يوبا؟‬
‫بو جراح‪ :‬ما يحتاج اتخيل أنا لو اعيش هناك يوم واحد بعيد عنكم مو بس امل ال تطق جبدي‪.‬‬
‫جراح‪ :‬بس يوبا هذي اميركا يعني كل يوم شي يديد‪..‬‬
‫بو جراح‪ :‬والله ما ادري عنك‪ ..‬خلك بديرتك احسن لك ‪ ..‬شوف اللي طلعوا من الديرة شصار فيهم اللحين‬
‫‪..‬يموتون ويردون لها لكن لي فات الفوت ما ينفع الصوت ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬صح كلمك يوبا‪ ..‬أنا ايدك ‪ 100‬بال ‪100‬‬
‫بو جراح‪ :‬وانتي يالغل‪ ..‬شخبارج اليوم؟‬
‫فاتن لم تعرف ماذا تجيب اباها‪ ..‬هل ترقص امامه من فرط السعادة‪ ..‬ام تكتفي باسقاط عينيها خجل من الذي‬
‫سيحصل بعودة المسافر‪ ..‬اااه يا والدي‪ ..‬ل تسالني عن احوالي‪ ..‬فاحوال الناس اوضح منها‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬الحمد لله تمام‪ ..‬ال ان ريمووو اليوم قالت لي ان ابوها يبيك بشغله ‪ ..‬ماادري كانه حق تاثيث‬
‫جراح انزل راسه لنه ل يحب ان يطلب من والده العمل في بيوت اصدقائه ولكن ليس باليد حيله‬
‫بو جراح‪ :‬ان شالله ‪ ..‬أنا باجر بروح اشوف بو مساعد ‪ ..‬وينها امكم؟‬
‫فاتن‪ :‬بالمطبخ‬
‫بو جراح وهو ينهض‪ :‬بروح اغير هدومي وارتاح لي شوي‪ ..‬يوبا فاتن شيلي اغراضي وحطيها بالغراج ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله ‪..‬‬
‫بو جراح‪ :‬الله يخليج يا بنتي ‪..‬‬
‫وذهب الوالد ‪...‬‬
‫جراح بحزن‪ :‬فاتن ‪ ..‬ليش قلتي لبوي عن بو مساعد‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬شنو ؟؟‬
‫جراح‪ :‬عن هذا انهم يبونه يشتغل في بيتهم ‪ ..‬ما تدرين ان لؤي ارفيجي؟‬
‫فاتن بحيرة‪ :‬شفيها يعني لو ابوي اشتغل هناك ‪ ..‬؟‬
‫جراح‪ :‬شفيها؟‪ ..‬شما فيها ‪ ..‬يعني مو كفاية انه ينجر في المكاتب والمدارس وكل مكان بعد تبينه ينجر ببيوت‬
‫ربعي؟‬
‫فاتن تحس بمدى حقارة كلم اخيها وردت عليه‪ :‬السموحه يا جراح لكن أنا ما اشوف فيها شي ان ابوي يشتغل‬
‫بشرف بين الناس‪ ..‬شفيها لو اشتغل في بيت الناس؟‪ ..‬اهو ل يرتكب جريمه ول فاحشه والعياذ بالله ‪ ..‬احسن‬
‫عن ابهات ربعك هاذولي اللي معور راسنا وياهم ‪ ..‬الخمار والزمار واللي ما عنده مذهب ول دين ‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬بل طواله لسان فاهمه‬
‫فاتن‪ :‬وانت بعد ‪ ..‬ل تنسى اصلك وانت ولد من ‪ ..‬ابونا نجار‪ ..‬خير ونعمه‪ ...‬نبينا نوح عليه السلم نجار‪ ..‬ما‬
‫اشوف نزل مقامه امبين الناس ول ربنا ما رسله نبي للعالم؟‬
‫جراح باستخفاف‪ :‬الله عليج يالشاطرة ‪ ..‬حافظه درسج ‪ ..‬قلبي ويهج يالله ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما يحتاج تقول لي ‪ ..‬أنا بروح عنك اصل‪..‬‬
‫حملت فاتن متاع والدها وادخلتها للكراج ‪ ..‬بقيت هناك قليل وهي تحس بالغضب من كلم اخيها‪ ..‬لم قال ما‬
‫قاله؟ ‪ ..‬لم تكلم بهذه الحقارة عن مهنة والدهم؟ ‪..‬هو يتعب ويشقى كل يوم من اجلنا واخوتي ليسوا‬
‫بشاكرين ‪ ..‬ما بها لو كان نجارا؟‪ ..‬فهو بكل طرقه مسمار يبني عالما جديدا‪ ..‬سقطت دمعه قهر من عينيها‬
‫وهي تردد‪ :‬عساك ع القوة يوبا‪ ..‬ول انحرم منك ‪..‬‬
‫مسحت دمعتها بصوت امها المنادي ودخلت للمنزل‪..‬‬
‫فاتن بالمطبخ‪ :‬هل يمه‬
‫ام جراح‪ :‬يمه مريم بالتلفون تبيج‬
‫فاتن ذهبت للتلفون ورأت جراح جالس على الكرسي يصغي للمحادثه‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬شهالحركات بعد‬
‫جراح بهمس‪ :‬اوووص‪ ..‬تعالي‬
‫فاتن بهمس ‪ :‬شصاير‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬مريم تغني ‪ ..‬ويه عليها الشاذيه‪..‬‬
‫التقطت فاتن السماعة وجلست وهي تسمع صديقتها تدندن بما هو اشبه بالغاني ‪ ..‬وعندما انتهت الغنيه‬
‫صفقت لها فاتن‬
‫مريم ‪ :‬علمج ‪ ..‬عندج عرس؟‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه أنا ول انتي‪ ..‬طايحه علينا‪ ..‬يا انتظاري خلص انساني ‪ ..‬ههههههه‬
‫مريم‪ :‬أيــــــــــه على وعسى احد يسمعني ويفهم اللي اقوله‬
‫فاتن‪ :‬جبي زين ‪) ..‬عرفت فااتن ان مريم تعني بالكلم حبيب طفولتها جراح ( ما عندج سوالف يالفاضية‪..‬‬
‫ليش متصلة؟‬
‫مريم‪ :‬أنا فاضيه ‪ ..‬اوريج ‪ ..‬مو قايله لج شي انزيــــن؟‬
‫فاتن‪ :‬ال تخسين تقولين وريلج على رقبتج ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل والله ‪ ..‬وايد شايفه روحج يا بنت الياسي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اكيد ‪ ..‬مو ابوي عبدالله الياسي؟‬
‫مريم‪ :‬يالله انزين ‪ ..‬اقلج ‪ ..‬ناهد العيميه عازمتنا على قعده في بيتها ‪ ..‬شرايج؟‬
‫فاتن تمط شفتيها ‪ ..‬ل تستلطف ناهد كثيرا‪ :‬لزم انروح يعني؟‬
‫مريم بقلة اهتمام‪ :‬عندج واحد من الثنين‪ ..‬يا نروح ونغثث روحنا بها‪ ..‬ويا اتيين بيتنا ونقعد نطالع شريط عرس‬
‫فوز اختي‪.‬؟‬
‫فاتن‪ :‬شريط فوز ابرك لي‪ ..‬وصراحة أنا ما احب ناهد لهناك ‪ ..‬صج طيبة بس ماارتاح لها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ويه ‪ ..‬شهالكلم ‪ ..‬والله انه شويه عليها ‪ ..‬ال قولي تلوع الجبد وتزهق الروح منها مفوشريه وشايفه‬
‫حالها ويازعم زقرتيه‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬اعوذ بالله من لسانج‪ ..‬صج انه يجيس الميت والحي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اعوذ بالله منج انتي يالنحسه ‪ ..‬قولي ل اله ال الله‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل اله ال الله‪..‬‬
‫مريم‪ :‬أي جذي أنا أتطمن على نفسي‪ ..‬ادري فيج حاقدة‪ ..‬وينها حبيبتي منوور‪..‬؟‬
‫فاتن‪ :‬متخبية بدارها ‪ ..‬تخاف ل ابوي يطقها على الدواويح‬
‫مريم بخوف‪ :‬وييييييه ذكرتيني ‪ ..‬مساعدو السبال متحذف فيني من الزين ‪ ..‬والله انه حاله ‪ ..‬ان رسبت‬
‫بالسلميات خلص‪ ..‬بيلعن خيري‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ليش زين ‪ ..‬اااااااه‪ ..‬اهو متدين ؟؟‬
‫مريم‪ :‬أي والله‪ ..‬أنا من معذبني بحياتي غيره ‪ ..‬الله يعرسه ويفكني منه ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يعرسج انتي ويفكح منه ‪ ..‬تصدقين ‪ ..‬أنا عمري ما شفت مساعد يعني ‪ ..‬بس يوم كنا صغار‪.‬‬
‫مريم‪ :‬شتبين تشوفين فيه ‪ ..‬انسان ميت هذا‪ ..‬ماكو حياة ‪ ..‬تصدقين انه يقعد بالساعات بالصالة ول يتكلم ال‬
‫لما يتكلمون وياه ‪ ..‬ولين تقوم فوضى التوأم بالبيت‪ ..‬يعطيهم بس نظرة ويدب الرعب‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه حرام عليج تتكلمين جذي عن اخوج‪ ..‬مهما كان اخوج‪..‬‬
‫مريم ‪:‬انزين ماا اعطلج ‪ ..‬بروح ازهب العشا ويا امي ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وأنا بعد ‪ ...‬اشوفج باجر بالمدرسه ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ويه صج صج ‪ ..‬باجر بتاخر ‪ ..‬بروح المستشفى موعد للسنان‬
‫فاتن‪ :‬اوكيه ‪ ..‬أنا وسموي بننتظرج ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوووووكيك ‪ ..‬يالله باي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬بايات حبيبتي ‪..‬‬

‫اغلقت فاتن عن مريم وبقيت بالصاله ‪ ..‬هي ايضا تحس بالخوف من امتحان اللغه النجليزية ‪ ..‬لنها ليست‬
‫بذلك المستوى فيها ‪ ..‬ولكنها تتمنى ان تنجح بنسبه بالسبعين او الثمانون حتى ل يتاثر معدلها إلى تلك الدرجه‬
‫بحيث يمنعها من الحصول على المنحه الدراسيه او العفاء ‪ ..‬الله كريم ‪..‬‬

‫دخلت المطبخ إلى امها والجلبة على الباب‪ ..‬لبست حجابها وهي تكلم امها‪ :‬شصاير يمه؟‬
‫ام جراح‪ :‬اخوج عازم ولد النهيدي وشوية من ربعه بعد ‪ ..‬بس الفوضى فوضى خالد ولد عمج ‪..‬‬
‫وصوت خالد على باب المطبخ ‪ :‬هلوووووووو بيوتفل ليديز‪ ..‬هل بخالتووووه القمر‬
‫يحظن خالد ام جراح التي هي خالته ايضا‪ :‬خلود قوم عني ما تشوفني اطبخ؟‬
‫خالد‪ :‬شتسوين يعني ‪ ..‬فتوش ‪ ..‬وكفته ‪ ..‬ول كباب ايراني ‪ ..‬كله ظايقه!!‬
‫فاتن‪ :‬متاكد ‪ ..‬وين راح كل الكل ‪ ..‬كل ما اييلك تختفي زود و زود ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬شسوي ‪ ..‬احب يا بنت الخاله والعم ‪ ..‬من يوم ما حبيتج وأنا هلكان ههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬فال الله ول فالك يالنحس ‪ ..‬أنا احبك ‪ ..‬استخفيت‬
‫خالد‪ :‬ل عيل أنا المطير حجابي احب وحده مثلج‪ ..‬بيضه وضعيفه جنها هيلق‪ ..‬تلوع الجبد ‪.‬‬
‫ام جراح تحضن ابنتها‪ :‬تحصل لك فتونتي ‪..‬‬
‫خالد يضحك ‪ :‬ل والله‪ ..‬بس خبرج ‪ ..‬اللي ما يطول العنب‪..‬‬
‫فااتن‪ :‬حامض عنه يقول‬
‫خالد ‪ :‬واللي يركب الدري عشانه شيصير فيه‬
‫فاتن بنظرة تهكميه‪ :‬يطيح ‪...‬‬
‫تخرج له لسانها وهو كذلك ويغادر خالد المطبخ ليأتي جراح بلهفة‪ :‬ها يمه ‪ ..‬زهب العشا؟‬
‫ام جراح‪ :‬ليمه باجي شوي‪ ..‬روحوا صلوا العشى وان شالله يزهب كل شي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الله يخليج يمه‪ ..‬فتون انتي ومناير ساعدن امي شوي ولي زهب كل شي ناديني من الديوانيه ‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله‪..‬‬
‫ذهب جراح مع الكل ‪ ..‬اما فاتن فقد التصقت عيناها بالنافذه لكي ترى مشعل وهو خارج مع اخيه والشباب‪..‬‬
‫لكنها لم تقدر‪ ..‬يا للحظوظ ‪ ..‬لكن ما زال الليل طويل‪ ..‬و ستستطيع ان تراه ‪ ..‬ولو قليل‪ .‬ظلت منهمكه‬
‫بالعمل مع امها ومناير تسامرهن كثيرا وتعمل قليل‪ ..‬حتى عاد جراح يسال مرة اخرى عن الطعام ‪ ..‬جهز كل‬
‫شي‪ .‬ولم يبقى ال ان يقدم العشاء ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬الله يا خالتي ‪ ..‬صج والله عشاج اليوم ‪ ..‬وناسه ههههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬احم احم ‪ ..‬أنا بعد اشتغلت فيه‬
‫خالد باشمئزاز ‪ :‬وشسويتي ويا ويهج‬
‫فاتن‪ :‬فتوش التمر و ورق العنب والخبز ويا الزعتر‬
‫خالد بحزن ‪ :‬ل ل ‪ ..‬يعني ما اكل شي اليوم‬
‫فاتن‪ :‬يمه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ههههههههههههههههه يمزح وياج يمه علمج؟‬
‫فاتن‪ :‬ما تشوفينه شيقول‬
‫خالد ‪ :‬ايه خالتي ‪ ..‬مو كفايه بملجه اختي نورة صادني اسهال وما قدرت منه ال بعد شهر ‪ ..‬كله من فتوشها ‪..‬‬
‫فاتن بتوسل‪ :‬يمه‬
‫ام جراح‪ :‬بس يا خالد بسك هواش وياها‪.‬‬
‫جراح يدخل مرة اخرى‪ :‬خالد ‪ ..‬اقلك دخل الكل واقف تهذر ويا الحريم ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬شسوي بحياتي ‪ ..‬احبهن ‪ ..‬احبهن والله احبهن‬
‫مناير‪ :‬وأنا بعد احبك خالد‬
‫خالد ينظر إلى ابنه عمه المراهقه ذات ال ‪ 13‬سنه‪ :‬مستغنى عن حبج ‪ ..‬ل تحبيني‪ ..‬اهم شي خالتي الغاليه‪.‬‬
‫مناير‪ :‬فقرك يالباهس‪ ..‬تحصل انت محبة مناير الياسي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوهوووووو نابليون ‪ ..‬شوي شوي على عمرج ‪..‬‬
‫مناير‪ :‬انتي حاقدة مااعور راسي وياج ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اووووووووووووف يالله صارت الساعه ‪8:15‬‬
‫ام جراح‪ :‬روح يمه وكل شي بيوصل لك‬
‫ذهب جراح وجلس خالد يتشكى منه‪ :‬اووووووووف خالوه‪ ..‬ولدج هذا ملل‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬شوف‪ ..‬غز عيني ول تتكلم عن ولدي ‪..‬‬
‫خالد‪ :‬والله خالوه‪ ..‬يملل‪ ..‬شايب بعمر الشباب‪ ..‬سوالفه استوت بطاليه ‪ ..‬مو مثل قبل‪ ..‬كان الشقردي امبينا‬
‫‪..‬و الحين ‪ ..‬صج ان الجامعه تغير الناس‪.‬‬
‫مناير‪ :‬مو بس الجامعه‪ ..‬ال قول تخصص الجامعه‪ ..‬يدرس لك علم نفس شتبيه يطلع لك ‪ ..‬عادل امام؟‬
‫خالد‪ :‬والله عادل امام ول شي حذالج يا نكته زمانج ‪ ..‬علمج انتي دايما قزمه؟‬
‫مناير‪ :‬يمه‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬اووووووووووووووه يا خالد خذ الكل وروح للرياييل بالديوانيه يالله‬
‫خالد‪ :‬تطرديني خالوه‪ ..‬ما عليه ‪ ..‬اللي يسولف لج عن ام عبد الرحمن ‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه والله انك سوالف‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ما شفتي شي‪ ..‬للحين ما تزوجنا يا بعد قلبي‬
‫مناير‪ :‬ل ل‪ ..‬اصل انت ما بتعرس ال علي أنا وسماهر ‪ ..‬ول انت ناسي؟‬
‫خالد‪ :‬ههههههههههههه منوور انتي وسماهر ما تتفارجن يعني حتى بالعرس؟‬
‫مناير‪ :‬أيه ‪ ..‬شفايده الحياة بل سماهر ومناير‪ ..‬قول لي؟؟‬
‫خالد‪ :‬مصكه بناتج خالووه ‪ ..‬الخبله )يشير إلى مناير( والرقله )يشير إلى فاتن( ‪..‬ههههههههههههههههههه‬
‫تكتفي فاتن بنظرة فولذية لبن عمها لكي تكويه بنار الهوى‪ :‬يا ربي‪ ..‬هالعيون اشلون املها ‪ ..‬سحر ذوبني‬
‫بغزلها ‪ ..‬بوسه من عندك حبيبي ‪ ..‬تسوى عندي الدنيا كلها‬
‫فاتن‪ :‬قوم اطلع بره ‪ ..‬بره‪..‬‬
‫يحمل خالد ما أعطي ويخرج من عند النسوة وهن يتضاحكن عليه وعلى خفة دمه التي ينسي بها الهموم‪..‬‬
‫ينقل العشا كله لمجلس الرجال‪ ..‬وتبقى فاتن بالمطبخ تحسبا لوامر جراح ‪ ..‬ولكنها بقيت لسبب واحد‪ ..‬أن‬
‫تحين الفرصة وتستطيع أن ترى مشعل‪ ..‬يا ترى كيف اصبح الن‪ ..‬رأته عن بعد واستطاعت تحديد ملمح منه ‪..‬‬
‫ولكنه يظل مجهول في بالها ‪ ..‬يا ربي‪ ..‬اعطف علي واجعلني أراه ولو قليل‪..‬‬

‫مضى المساء هادئا إل من الضحكات الصادرة من المجلس‪ ..‬سامرت فاتن أمها عند التلفاز وهي تذاكر لحد‬
‫الختبارات المتعددة التي تطرأ باليوم الواحد ‪ ..‬كانت تقرأ في جملة أعجبتها كثيرا‪) ..‬أعطي الدنيا ما تريده‬
‫منك ‪ ..‬ولكن ابقي الجيد ليوم حسابك ‪ ..‬فالدنيا ل تبغي منك إل الفضلت والبقايا‪ ..‬ويوم حسابك يطلب منك ما‬
‫هو طيب(‪ ..‬م‪.‬ر‪ .‬كان هذا الكتاب من عند صديقتها مريم ‪ ..‬أعطتها إياه بدل عن كتابها الذي اتلف بأحد اليام‬
‫بالمدرسة ‪ ..‬انه كتاب مساعد ‪ ..‬أخ مريم الكبر‪ ..‬هي ل تعرفه جيدا ولكنها دائما تسمع عنه مختلف الخبار‪..‬‬
‫يبلغ من العمر السادسة والعشرين ‪ ..‬على خلق حميد ‪ ..‬شديد التدين والتعبد ‪ ..‬وهذا ما يعجب فاتن به ‪ .‬على‬
‫الرغم من عدم معرفتها به ‪ ..‬مريم تعتقد أن عقل أخاها مغلق عن المور المتحضرة ‪ ..‬ولكن فاتن تفهمه‬
‫وتفهم تفكيره على أنه السلوك القويم‪.‬‬
‫مر الوقت كالسهم ‪ ..‬هاهي الساعة الن العاشرة و خمس و أربعون دقيقة ولم يغادر أحد من الشبيبة ‪ ..‬بقيت‬
‫فاتن صاحية عند التلفاز تنتظر دخول جراح لكي تنظف المجلس والمطبخ وتذهب للرقاد ‪ ..‬مر الوقت و‬
‫أصبحت الساعة الحادية عشر و خمسه عشر دقيقة ‪ ..‬دخل خالد على خفة و اندهش من فاتن‪..‬‬
‫خالد‪ :‬للحين قاعدة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انتظر جراح يطلع ويا ربعه عشان انظف الديوانيه ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬خليها عنج باجر نظفيها ‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ما تعرف امي لزم اهي اللي بتروح تنظفها وتعب عمرها ‪..‬‬
‫يجلس خالد‪ :‬ااااااااه والله سوالف ووناسة ‪..‬‬
‫فاتن تحس بالفضول ‪ ..‬تريد أن تسأله عن مشعل ولكنها تخشى أن تقع بمأزق مع خالد‬
‫خالد ‪ :‬واحسن واحد فيهم اهو اللي راد من السفر‪ ..‬صراحة وناسة وياه ما تحسين للوقت‪ ..‬مع انه شوي هادئ‬
‫اكثر من اللي يحسه الواحد ‪ ..‬بس صراحة‪ ..‬أصيل‪.‬‬
‫فاتن وعيونها بالرض ودقاتها بكل عرق بجسدها‪ ... :‬مشعل؟‬
‫خالد‪ :‬اييه ‪ ..‬والله عجيب هالشخص‪ ..‬جراحوو ما يرافج ال الزينين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وأنت‪ ..‬ما عندك ربع؟‬
‫خالد‪ :‬مو شغلج ‪ ..‬أنا الدنيا كلها ارفيجتي ‪ ..‬ما اقدر اثبت على مجموعة من الناس‪ ..‬لني وايد احب انوع‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههه‬
‫خالد ‪ :‬صدقيني‪ ..‬ابي اصادق اكبر عدد من الناس‪ ..‬عشان يوم اموت الناس كلها تذكرني بالخير‬
‫فاتن‪ :‬قص بلسانك ‪ ..‬توك صغير يا اخوي ‪ ..‬لتقول جذي عن حالك‬
‫خالد بابتسامه حزينه وغامضة‪ :‬الله يخليج يا فتون‪ ..‬والله انج استويتي مثل عالية الله يرحمها ‪..‬‬
‫فاتن تبتسم بنفس ابتسامته‪ :‬الله يرحمها‪ ..‬لو اموت مااصير مثلها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ايه وياج ‪ ..‬لنها وايد احلى عنج ‪ ..‬ههههههههههههه‬
‫فاتن توافقه‪ :‬شعبالك‪ ..‬بقولك تخسي‪ ..‬إل أنا وياك‪ ..‬محد مثل الغالية ‪ ..‬محد مثل عالية ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬الله يرحمها ‪ ..‬وياخذج‬
‫فاتن تضرب خالد على ذراعه‪ :‬فال الله ول فالك يالكريه ‪ ..‬توني شباب‬
‫خالد ‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه يالله ‪ .‬سلمي على خالوه الغالية والسبالة منوور وديري بالج على حالج‬
‫‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وانت بعد ‪ ..‬سلم على الكل وعلى نورو القاطعة‪ ..‬ماصار انخطبت ونست الكل وياها‪.‬‬
‫خالد‪ :‬ايه ‪ ..‬تصدقين يصير لي باليوم الكامل محد يذكرني بدواي ‪..‬بس نورة راحت خلص معناته خالد لزم‬
‫يروح وياها‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ويييييه عليك يالممثل‪ ..‬اللي يقولون ما تعودت انت على الدوى‪ ..‬من يوم صغير وانت تاخذه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اتدلع علمج انتي ماتخلين الواحد يتدلع‪ ..‬مصاكه ‪ ..‬يالله مع السلمة‬
‫فاتن‪ :‬الله يسلمك ‪..‬‬
‫وقفت فاتن بمنتصف الساحة الخارجية ترقب مغادرة ابن عمها ‪ ..‬لم تكن تحس بالعيون التي تراقبها ‪ ..‬تنظر‬
‫إليها بكل إعجاب‪ ..‬وبكل شغف‪ ..‬إنها هي ‪ ..‬لبد وإنها هي ‪ ..‬الفتاة المشاغبة‪ ..‬المدللة الصغيرة ‪ ..‬التي ملكت‬
‫قلبي بذلك الصوت‪ ..‬وذلك السؤال‪ ..‬ما أحلها ‪ ..‬كبرت لتصبح كالحورية ‪ ..‬فاتن عادت للواقع ودخلت للمنزل‬
‫ولكنها التفتت للمجلس الخارجي ‪ ..‬تنظر إليه ‪ ..‬وكأنها نسيت أن المرآة العاكسة تظهر لمن بالداخل المارة‬
‫من خارج ‪..‬غابت هذه الحقيقة عن وعيها وسارت مبتعدة لداخل المنزل ‪ ..‬كان جراح يبحث عنها بداخل المنزل‬
‫‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬نعم ؟‬
‫جراح‪ :‬وينج انتي؟‬
‫فاتن‪ :‬كنت ويا خالد اخاويه لبرع؟‬
‫جراح بدهشة‪ :‬وقفني بالليوان وياه؟‬
‫فاتن ببراءة‪ :‬ايه ليش؟‬
‫جراح‪ :‬يا مسوده الويه ‪ .‬انتي ناسية ان الجامات اللي بالديوانيه عليها مخفي عن اللي بالداخل ‪..‬‬
‫فاتن أمسكت فمها من الصدمة ‪ ..‬يا ويلي‪ ..‬ماذا فعلت ؟ يا للمصيبة ‪ ..‬ولكنها تداركت أنها كانت ترتدي حجابها‬
‫فاتن‪ :‬انزين مافيها شي ‪ ..‬أنا كنت لبسه حجابي‪ ..‬يعني مو سفور‪..‬‬
‫جراح بعصبية‪ :‬ل والله‪ ..‬قلبي ويهج ل الحين اشد حجابج واخنقج ‪ ..‬انقلعي‪..‬‬
‫فاتن استغربت من أخاها وذهبت بعيدا عنه وعن أعصابه الثائرة‪ ..‬دخلت لغرفتها التي حصلت عليها من بعد‬
‫وفاة عمتها الغالية ‪ ..‬جلست على سريرها وهي تحس بالحراج من لهجة أخاها معها ‪ ..‬لم عليه أن يكلمها بهذه‬
‫الطريقة‪ ..‬كم هو لعديم الذوق‪ ..‬أل يحسب أن لها مشاعر وأحاسيس ‪ ..‬فليذهب للجحيم ‪ ..‬قامت من على‬
‫سريرها وهي تفتح شعرها الحريري القصير‪ ..‬جلست عند النافذة وهي تنظر للسماء المسودة ‪ ..‬الجو كان‬
‫ساخنا بعض الشي‪ ..‬لكنها لم ترغب بان تفتح المكيف ‪ ..‬ظلت بحرارة الجو وهي تنظم أبياتا بخيالها ‪..‬‬

‫من متى يا ناس‪ ..‬استوى الحب جنون‪..‬‬


‫ومن متى انقلبت معاني الغرام‪ ..‬لهيام وظنون‬
‫ومن متى صارت الناس ترقب الليل وتعد النجوم‬
‫هل يا ترى من يوم بدى قلبي يخفق‪ ..‬ول من يوم وصل المزيون‬

‫عندما أنهت البيات التي مرت بخاطرها ‪ ..‬قررت أن تأوي لفراشها‪ ..‬وفجأة‪ ..‬خرج من كان بالمجلس‪ ..‬لم‬
‫يكونا إل اثنين‪ ..‬جراح والخر ‪ ....‬هو ‪ ..‬أطفأت جميع المصابيح التي كانت بدارها حتى ل يراها أحد ‪ ..‬وظلت‬
‫تراقبهم من النافذة ‪ ..‬ضاع قلبها منها ‪ ..‬فهي تراه بوضوح وبكل دقة ‪ ..‬انه هو ‪ ..‬بالفعل قد غيرته السنين‬
‫ليصبح رجل وقد خط العمر شواربه وكم يبدو يافعا‪ ..‬ووسيما ‪ ..‬حتى انه فاق أخاها من شدة وسامته ‪ ..‬يبدو‬
‫طويل‪ ..‬ولكن ل تدري ‪ ..‬فقد هامت روحها إلى أين يقف‪ ..‬وهاهو يبتعد‪ ..‬ويختفي عن عيونها ‪ ..‬مغادرا منزلها‬
‫المتواضع ليدخل إلى منزله الفخم ‪ ..‬غاب عن عينيها ‪ ..‬ورحل ‪ ..‬وساد محل الحبور بقلبها الحسرة ‪ ..‬واللم‬
‫الكبير‪ ..‬يا الهي ‪ ..‬ما هذا الشعور السقيم الذي يدب في أعماقي‪ ..‬لم أحس بهذه اللوعة العجيبة‪ ..‬أمن أكل‬
‫أكلته ‪ ..‬أم من ذكرى آلمت قلبي ‪ ..‬أم‪ ..‬بسبب غيابه ‪ ..‬ما بالك يا فاتن؟ تبنين أحلما مستحيلة‪ ..‬نفضت هذه‬
‫الفكار عن رأسها وعاودت الدخول ‪ ..‬تمددت على سريرها وهي تفكر به ‪ ..‬لكم من الجميل لو أراه وجها لوجه‬
‫ابتسمت وغادرت من العالم الواقعي لعالم الحلم ‪ ..‬تغوص بالعالم الوردي اللمتناهي‪.‬‬
‫على أحد الشواطئ‪ ..‬جلس القلب الحزين ‪ ..‬يفكر فيما أصاب حياته البسيطة ‪ ..‬لم يكن يبلغ الحلم عندما فقد‬
‫الحب والحياة ‪ ..‬وفقد المل والرجاء بالدنيا‪ ..‬دمعه قهر نزلت على خديه الصلبين ‪ ..‬لم يكن هكذا‪ ..‬ولم تكن‬
‫هذه حياته‪ ..‬بل هذا هو نتاج ما حمله له القدر من أحزان ‪ ..‬الحمد لله على كل حال ‪..‬‬
‫مسح الرجل دموعه الغزيرة وهو يترحم على روح أغلى حبيبه ‪ ...‬عالية ‪ ..‬كم كانت بمنتهى الجمال النثوي‬
‫والتلقائية والعشوائية ‪ ..‬أحببتها يا ربي ولكن لم يكن لي بالخير أي نصيب‪ ..‬وها أنا انتحب عليها يوميا ‪ ..‬في كل‬
‫يوم من هذا الوقت‪ ..‬وقت لقائنا ‪ ..‬حبيبتي عالية ‪..‬‬
‫وقف مساعد وهو يتنفس الصعداء‪ ..‬يحس بالكتمة في قلبه ‪ ..‬يشهق عاليا ويزفر عميقا‪ ...‬عله يجد السكينة ‪..‬‬
‫لكن من أين‪ ..‬وقد غابت الحبيبة‪..‬‬
‫مساعد هو أخ مريم الكبر‪ ..‬يبلغ من العمر السادسة والعشرين ‪ ..‬يعمل في إحدى المؤسسات المالية الكبيرة‬
‫ونظرا لخبرته ولحد ذكائه بالحسابات ‪ ..‬ترقى لمناصب عالية وهو في سن بسيطة ‪ ..‬مساعد هو من يتحمل‬
‫مسئوليه جميع اخوته على الرغم من وجود أباه ‪ ..‬من يرى مساعد يقول انه إنسان صلب وصاحب موقف ل‬
‫يتزعزع عنه‪ ..‬مستبد لقصى الدرجات‪ ..‬وحاد النظر كالصقر‪ ..‬ولكن من يعرف بشان مأساته كصديقه أب‬
‫جراح فسيقول ‪ ..‬معذور ‪ ..‬معذور‪ ..‬معذور‪..‬‬
‫مساعد لم يكن من النوع الذي يغرم بأي شيء بسهولة ‪ ..‬ولم يكن يفكر بالحب اساسا‪ ..‬ولكن ‪ ..‬هي من‬
‫اغرته ‪ ..‬وهي من اذهلته وحكمت عليه بالسجن البدي بحبها ‪ ..‬لم يكن يحتاج ان يراها ال مرة واحدة ويقع‬
‫اسير سحرها‪ ..‬كانت جميله ‪ ..‬ناعمه ‪ ..‬تعشها حتى الرض التي تسير عليها‪ ..‬ابتسامتها اكسبتها محبة العديد‬
‫من الناس‪ ..‬ولكنها احبته هو ‪ .‬وعشقته هو ‪ ..‬و اخيرا‪ ..‬تركته هو ‪..‬‬

‫قبل أن يغادر أرسل قبلة للسماء وهو يقول ‪ :‬تصبحين على خير يا حياتي ‪ .....‬وغادر‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬
‫استعدت فاتن لكي تنهض للمدرسه ‪ ..‬مشطت شعرها الحريري وهي تسرع بالخطى‪ ..‬لفت الحجاب بطريقتها‬
‫القوية ‪ ..‬وغادرت غرفتها‪..‬‬
‫نزلت للسفل ورأت معركه اليوم مع اختها مناير واخاها الصغر عبد العزيز‪..‬‬
‫فاتن تسلم على الكل‪ :‬صباح الخير‪..‬‬
‫عبد العزيز‪ :‬كاهي ياتج ام الخير ‪ ..‬فتون قولي للحمارة ان التوست السود لي‬
‫مناير‪ :‬ل تقولك ول شي اصل التوست أنا اللي مسوته يعني أنا اللي اقرر منو اللي ياكله فاهم؟‬
‫عبد ا لعزيز‪ :‬ل والله‪ ..‬انتي وايد شايفه روحج‬
‫فاتن‪ :‬بس حبيبي عزوز أنا اسوي لك اللي تبيه‬
‫عبد العزيز بعصبيه‪ :‬يعني لزم كل يوم تراضيني ‪ ..‬ليش اهي ما تعطيني اياه من نفسها‪ ..‬لكن أنا اليوم ما‬
‫برضى باللي تسوينه لي‬
‫مناير‪ :‬والله يا استاذ انت اللي ما تتعب‪ ..‬أنا جم مرة قلت لك ان التوست السمر لي ‪ ..‬لكن انت غبي بدرجه‬
‫انك ما تفهم‬
‫ام جراح‪ :‬اوووووووووف منور والله بتيبين لي الضغط عطيه التوست ابسرعه وأنا بسوي لج واحد يديد‪.‬‬
‫مناير بعناد الطفال‪ :‬ماني‪ ...‬ماني ‪ ..‬ماني‬
‫عبد العزيز ‪ :‬منوووووور هاتيه احسن لج ‪..‬‬
‫مناير وقفت وهي تشهر التوست بيدها‪ :‬ماكو ‪ ..‬ماكو ‪ ..‬ماكو ‪..‬موت ول بتحصله‬
‫عبد العزيز‪ :‬اموت؟‪ ..‬اوريج ‪..‬‬
‫اخذ عبد العزيز كأس الشاي وسكبه على زي مناير المدرسي واطلق منها صرخه دوت بالمنزل‬
‫مناير بغضب‪ :‬يالحيوان ‪ ..‬شوف شسويت ‪ ..‬يا سبال يا حمار‬
‫فاتن وهي تمسك عبد العزيز‪ :‬عشان ما تتحدين الرياييل مرة ثانيه يالهيلق‬
‫فاتن بعصبيه ولول مرة تصرخ عاليا‪ :‬بس‪ ...‬والله مصختوها انتوا الثنين‪ ..‬كل يوم هالهواش والمناجر ‪ ..‬يوبا‬
‫تبون تتاجرون نطروا ليما تطلعون بره البيت انت )تكلم عبدالعزيز( شهالحركات البايخه ‪..‬وشنو سالفه الريايل‬
‫وما ادري شنو ‪ ..‬الريال مو اللي يسوي هالحركات ‪ ..‬انت بالشاي اللي سبحتها فيه بينت انك اكبر ياهل بالديرة‬
‫‪ ..‬وانتي )تنظر إلى مناير والشرر يقدح من عينيها( ماكو توست من يوم ورايح انزين ‪ ..‬بس تسوي امي لجراح‬
‫وابوي ويمكن أنا ‪ ..‬والله انكم كرهتوني فيه ‪ ..‬ذلفي لبسي لج المريول الثاني ‪..‬‬
‫مناير لم تتكلم وغادرت إلى غرفتها لكي تستبدل الزي المدرسي‪ ...‬عبد العزيز لم يكن يقدر على التكلم ‪ ..‬لنه‬
‫ان نبس ببنت شفه سيصيبه ما ل تحمد عقباه من فاتن‪ .‬جلس يكمل افطاره لكنها لم تدعه‬
‫فاتن‪ :‬شنو ‪ ..‬الحين بتكمل ريوق‪ ..‬قوم قوم بسرعه‪.‬‬
‫عبدا لعزيز بدهشه‪ :‬يعني اروح المدرسه بريجي‬
‫فاتن‪ :‬انتظر للفسحه‪ ..‬يوم اللي تتادب وتحترم النعمه اللي جدامك انت واختك بعدين يصير خير‪ ..‬لكن‬
‫اللحين ‪ ..‬برع المدرسه بسرعه‬
‫عبدالعزيز ينظر إلى امه اللي تنظر بكل فخر إلى ابنتها‪ :‬يمه‬
‫ام جراح بعصبيه‪ :‬وحطبه‪ ..‬هاك فلوس المدرسة ‪ ..‬وجب ول كلمه بعد فاهم؟‬
‫عبد العزيز لم يجب بل اكتفى باحناء رأسه‪ :‬ان شالله ‪..‬‬
‫وصل صديق عبد العزيز فهد وغادر معه إلى المدرسة‪ ..‬نزل جراح وفاتن تهم بالمغادرة ‪.‬‬
‫جراح‪ :‬ها فتون ‪ ..‬ال خدودج محمرات من الصبح شصاير؟‬
‫فاتن لم تجبه لنها لم تنسى السلوب الذي عاملها به ليلة البارحة وكلمت امها بالنيابة‪ :‬يمه أنا بروح اللحين‬
‫زين ‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬بالسلمه يا بنيتي ذكري الله بالدرب ‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله‪ ...‬مع السلمة ‪ ..‬وغادرت‪..‬‬
‫جراح استغرب من تجاهل اخته له ‪ ..‬ولكنها تبدو غاضبه ‪ ..‬وما اكد ظنه هي مناير التي نزلت وهي تبكي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬يمه طالعي هالمريول واسع علي وما ينفع للمدرسه‬
‫ام جراح‪ :‬اللحين نازله تتكلمين‪ ..‬ما حشمتي احد وخليتي اختج تعصب مسكينه وتطلع بيوعها حتى فلوس‬
‫مااخذت‪ ..‬انقلعي عن ويهي يا السوسه‪..‬‬
‫مناير وهي تغادر المطبخ‪ :‬خلص أنا بعد ما باخذ فلوس عشان الغاليه فاتن ‪..‬‬
‫جلست مناير بالصاله تنتظر إلى ان ينهي اخاها فطوره ويوصلها للمدرسة ‪..‬‬
‫فاتن طوال الدرب كان تتعوذ بالله من الشيطان ‪ ..‬لم يحصل ان غضبت وعنفت اخوتها بهذه الطريقة‪ ..‬ولكن‬
‫اليوم اعصابها كانت مشدوده على غير العاده ‪ ..‬وقفت بالشارع وهي تغلق عينيها تمسح على وجهها الملئكي‬
‫وهي تسبح باسم المولى‪ ..‬هدأت قليل وعاودت المسير‪ ..‬وفجأة انصدم بصرها بالرجل الواقف امامها ‪..‬‬
‫ارتعبت جدا وانتفض بدنها عندما راته ‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬مسامحه ما كنت اقصد‪.‬‬
‫فاتن لم تجبه بل اعتلت خدودها حمرة لم تسبق أن أحست بحرارتها ‪ ... :‬ل ‪ ..‬معليه ‪..‬‬
‫وسارت فاتن مبتعدة عنه‪ ..‬وهي تحس بدقاتها كالطبول بين أضلعها‪ ..‬انه هو ‪ ..‬مشعل‪ ..‬ارادت ان تراه ‪..‬‬
‫ولكنها لم تحلم بهذه الطريقة ‪ ..‬وجها لوجه‪ ..‬ارحمني ياربي‪ ..‬لو رآني أحد ما ‪ ..‬لسادت القاويل عني ‪..‬‬
‫اسرعت بخطاها ولم تلتفت إلى ما ورائها على الرغم من رغبتها العارمة‪..‬‬
‫مشعل ظل واقفا ينظر إلى ذلك الشخص النبيل ‪ ..‬تلك الفتاة الجميلة‪ ..‬ل ‪ ..‬ليست جميلة ‪ ..‬بل هي غاوية ‪..‬‬
‫وبكل معنى الكلمة ‪ ..‬جمالها غاني ‪ ..‬ل يحتاج إلى إضافات المساحيق الكاذبة ‪ ..‬واجمل ما فيها هي عينيها‬
‫الزجاجيتين ‪ ..‬رباه ‪ ..‬هل هي هذه الفتاة الصغيرة نفسها ؟‪ ..‬أم إنها ملك من ملئكتك ؟؟ ظل ينظر إليها يأمل‬
‫ان تستدير ويراها مرة أخرى لكن هيهات‪ ....‬بقيت تسير بصلبة وقوة شخصية كما لم يرى فتاة تسير بها ‪...‬‬
‫وعاود المسير إلى منزله ‪ ...‬ولكن قلبه قد غادر معها ‪..‬‬
‫فاتن لم تكن تحس باطرافها عندما وصلت إلى المحطه وحيتها سمية‪..‬‬
‫سمية باستغراب‪ :‬علمج فتوون؟‬
‫فاتن وهي ترتعش‪ :‬سمووي‪ ..‬والله مو قادرة ‪ ..‬احس روحي بطير؟‬
‫سمية‪ :‬ليش‪ ..‬شصاير؟‬
‫فاتن بهمس ‪ :‬شفته ‪ ....‬سموي شفته ‪ ...‬ويه بويه!‬
‫سمية‪ :‬منوووو؟‬
‫فاتن بابتسامه‪ :‬مشعل‪..‬‬
‫سمية‪ :‬اهااااااااااا ‪ ..‬قوليلي شلون صار شكله‬
‫فاتن وهي تستند على عمود المحطه‪ :‬جنان‪..‬‬
‫سمية‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه صبي هذا ول بنية ‪..‬‬
‫فاتن وهي ترتعش‪ :‬والله سموي لمسي يدي ‪ ..‬احس بروحي ترتجف فيني ‪..‬‬
‫سمية ‪ :‬اسم الله عليج حبيبتي ‪ ..‬والله مفعوله قوي ‪ ..‬بيف باف؟ هههههههههههههههههه‬
‫فاتن بعصبيه‪ :‬اوهوووووو سموي الله عليج أنا للحين اقولج جذي وانتي تقولين بف باف‪..‬‬
‫سمية واهي تمسح عينيها من الضحك العميق‪ :‬ما ادري عنج ترتجفين جذي‪ ..‬كانج ذبانه ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬لكن الشره مو عليج ‪ ..‬الشره علي أنا اللي اقولج يالميهودة‪..‬‬
‫سمية‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه ‪ ...‬صح كلمج‪ ..‬ال اقولج ‪ ..‬مريوم وينها ؟‬
‫فاتن‪ :‬بتتاخر اليوم بتروح عيادة السنان‪..‬‬
‫سمية‪ :‬شدراج‬
‫فاتن حست ان سمية ستبدأ مسرحية الحساسية من صداقه فاتن ومريم العميقه وكذبت عليها‪ :‬خبرج لزم‬
‫اتصل فيها كل يوم عشان تقول لي ان كانت بتغيب ول بتيي عشان ل تورطنا ‪..‬‬
‫سمية ‪ :‬اهااااا‪ ..‬وال عليها الخايبة ما تتصل باحد ‪..‬‬
‫فاتن وهي تنظر بحذر إلى سمية ‪ :‬ايه ‪..‬‬
‫واتى الباص ليغادر بالفتاتين ‪ ..‬في الحصة الثانية وصلت مريم للمدرسة وهي تتذمر لخاها عن مدى مرضها‬
‫وعدم قدرتها على المواصله ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬تكفى مساعد ردني البيت عندي عذر المستشفى‬
‫مساعد‪ :‬شلون بتردين البيت والمدرسه؟ ‪ ..‬انتي ناسيه انج رابعة ثنوي ول شنو‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ما نسيت بس من يوم بدت المدرسة وأنا ما غبت‪ ..‬وبصراحه اليوم الربعاء يعني مالي بارظ شي‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬خفي دلع ويالله قومي بسرعه‪..‬‬
‫مريم تتأفف من اخيها المتزمت محب المدرسة‪ ..‬لو كان لؤي هو من يوصلني لختلفت الوضاع‪ ..‬هو على‬
‫القل ينصاع لكلمي لنه مثلي‪ ..‬لكن مساعد هو من وقع سوطه علي واصبحت كالربيبة له ‪ ..‬ولكنه اخ فاضل‪..‬‬
‫لو يخف علي بتزمته لكان افضل‪..‬‬
‫دخلت مريم مع اخاها للمدرسه والى غرفه الشراف الجتماعي‪ ..‬بنفس الوقت فاتن وسمية كانتا تسيران إلى‬
‫الدارة لكي تسالن عن اذنهما برحلة الكشافه المدرسيه ‪ ..‬بقيتا جالستين امام غرفه الشراف وفاتن ارخت‬
‫حجابها قليل لن الجو كان حارا جدا‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وووه على هالحر ‪ ..‬وين الواحد يقدر يتنفس ماكو هوا‬
‫سمية‪ :‬والله انتي اللي بالشه روحج بالحجاب‪ ..‬وال احنا بمدرسه من بيشوفنا يعني ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الزراع واللي ينظف والحارس‪ ..‬مو رياييل هاذول‬
‫سمية‪ :‬اللحين الهنود تتغطين عليهم‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬ساعات‪ ..‬استغرب من منطقج بالحياة‪ ..‬انتي شلون تعيشين‬
‫سمية‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه فتوووووون اموت عليج لين تستوين هبله جذي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ذلفي ما هبله ال انتي‪ ..‬أنا بروح عند غرفه خالتي )الممرضه (‬
‫سمية‪ :‬ل تصيفين‬
‫ذهبت فاتن إلى غرفه الممرضات حيث تعمل خالتها الثالثه ‪ ..‬عزيزة ‪ ..‬لكي تسلم عليها‪..‬انتهت الجراءات‬
‫وغادر مساعد الغرفه مع مريم وتفاجئت برؤيه سمية التي تخشبت من الرجل الواقف امامها وطارت هاربة‬
‫عن نظره وكأن مساعد قد القى عليها أي اهتمام‪ ..‬ترك مساعد اخته وتوجه إلى البوابه الرئيسيه ولكنه‬
‫اصطدم بفتاة اخرى وثارت اعصابه قليل‪..‬‬
‫فاتن والحراج قد بلغ مبلغه منها‪ :‬اسفه ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ل ما ‪...........‬‬
‫صمت مساعد عن الكلم‪ ..‬وعجز لسانه عن التحرك‪ ...‬وانشلت يده ‪ ...‬فاتن قد هربت من عنده وعادت لغرفه‬
‫الشراف ولكنه ظل واقفا مكانه‪ ..‬فاتح العينين وغير مصدق او واٍع لما قد جرى للتو‪ ..‬انها هي ‪ ..‬انها عالية ‪...‬‬
‫كيف هذا‪ ..‬استدار لكي يرى الفتاة مرة اخرى ال انها غابت عن عينيه ‪ ..‬وكأن الرض انشقت وابتلعتها سار‬
‫قليل لينظر بالساحه ولم يجدها ‪ ..‬سار عند غرفه الممرضات من حيث ما خرجت ولم يراها ‪ ..‬وقف مكانه وهو‬
‫باكبر دوامة حيرة قد مر بها‪ ..‬انها عالية ‪ ..‬نفس العينين ‪ ..‬ونفس البشرة ‪ ..‬ونفس البياض‪ ..‬ولكنها اصغر‬
‫منها ‪ ..‬من هي يا ترى‪ ..‬يا سبحان الله ‪ ..‬يخلق من الشبه اربعين بحيث انك ل تصدق من تراه عينيك‪ ..‬لوهله‬
‫اعتقد انه رأى عالية ولكنها نسخة حية على هيئتها‪ ..‬يا ربي‪..‬ل بد وانني وقد جننت ‪..‬‬
‫خرج مساعد من المدرسة وهو مشوش الحواس‪ ..‬يحس بانه غير قادر على التصديق‪ ..‬هل ما رآه حقيقة ام‬
‫انها مجرد تخيلت بسبب شوقه الكبير إلى عالية ‪ ..‬لم يعرف ماذا يجيب نفسه وغادر من اين ما كان متوقفا‬
‫إلى عمله الذي ترخص منه لعدة دقائق من اجل توصيل اخته ‪..‬‬
‫فاتن التي انحرجت بشدة من الموقف اللي حصل لها مع هذا الرجل لم تكاد تقدر ان تتنفس من شدة‬
‫خوفها ‪ ..‬هلعت بشدة من منظر الرجل ومن طوله ‪ ..‬ولكن لحظت ماهو اشبه بالحياة بعيونه‪ ..‬يمتلك ملمحا‬
‫مشابهة لملح شخص اعرفه ‪ ...‬مريم لربما ‪ ..‬لديها نفس النظرة بعينيها ‪ ..‬ل اعرف ما الذي يجري ‪ ..‬يا‬
‫الهي ‪ ..‬ما باله قلبي يدق وكان الشخص يعنيني ‪ ..‬اعوذ بالله ‪ ..‬دخلت فاتن إلى غرفه الصف وهي غير واعية‬
‫انها تركت رفيقتها سمية عند غرفه الشراف‪..‬‬
‫البلة‪ :‬فاتن وينها سمية؟‬
‫فاتن ‪ :‬هاا‪..‬‬
‫البلة‪ :‬علمج مسبهه اقلج وينها سميه ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ظلت ويا المشرفه ‪...‬‬
‫جلست فاتن بالمكان المخصص لها بالجلوس‪ ..‬الكل ينظر اليها وكانها اختبرت للتو تجربه روحانية او شي‬
‫كهذا‪ ..‬سرعان مااستردت وعيها واجابت البلة ‪ :‬قالت لنا نرد بالفسحه لن الذون للحين ما توقعت‪..‬‬
‫البلة‪ :‬وسميه وينها‬
‫فاتن لول مرة بحياتها تكذب‪ :‬حست باللم بمعدتها مثل كل مرة وظلت عند المشرفه تاخذ مهدئ‪.‬‬
‫البلة‪ :‬امم‪ ..‬يالله بنات نكمل الدرس‪..‬‬
‫واكلمت المدرسة ما اوقفته مع الفتيات و فاتن معها بالجسد اما عقلها فقد غاب عنها‪ ..‬ل تدري ما سبب ما‬
‫يجري لها بهذا الوقت‪ ..‬لم تعرف لما تحس ان هذا الشخص قريب إلى حياتها ‪ .‬وكانها راته ‪ ..‬او رات شكله‬
‫وهو اصغر بالعمر ‪ ..‬امممم ‪ ..‬يا ربي ‪ ..‬ما اللذي يحصل لي ‪ ..‬اعوذ بك من الشيطان ‪ ..‬دقائق وتدخل مريم‬
‫وسمية إلى الفصل‪ ..‬ولم تكن سمية تبدو بحالة مرضيه باي شكل من الشكال‪..‬‬
‫البله‪ :‬سميه وين كنتي‬
‫سميه‪ :‬كنت عند المشرفه اخذ اذون الرحله ‪..‬‬
‫البلة‪ :‬فاتن قالت انج مرضتي عند المشرفه وا ن الذون ما زهبت للحين ‪.‬‬
‫سميه تورطت ‪ ..‬ل تدري ماذا ترد على المدرسة ‪ ..‬فهذه المدرسة حادة الطباع‪ : ..‬كنت مريضه بس خذيت‬
‫بندول من عند المشرفه ‪..‬‬
‫البلة‪ :‬انزين دخلي ‪) ..‬تكلم مريم ( وانتي من وين يايه؟‬
‫مريم‪ :‬من العيادة ‪ ..‬هاج الذن‬
‫اخذت المدرسة الذن وجلست تقراءه ومريم تخرج لسانها وتقوم بالحركات المضحكة من وراء المدرسه‬
‫وعندما ساد الضحك بين الفتيات رفعت المدرسة نظرها إلى الطالبات‪ : ..‬هدوووووء‬
‫قرات المدرسه الذن واجلست مريم على كرسيها بجوار صديقتها المقربه فاتن‬
‫مريم بهمس‪ :‬يالجذابه ‪ ..‬وين كنتي؟‬
‫فاتن‪ :‬سكتي بروحي مفتشله‬
‫مريم‪ :‬ليش‬
‫سميه‪ :‬اوووص ثنتيناتكن ناويين علينا ويا انسه منشن ‪..‬‬
‫فاتن ومريم هدأن لكن هيهات تهدا دقات قلب فاتن من ما جرى‪ ..‬شيء ما ‪ ..‬خطير جدا ‪ ..‬ما حدث معها‬
‫للتو ‪ ..‬تشعر بالخطر يحدق فيها ولكن ل تعرف ما هو ‪...‬‬

‫انتهى الدوام المدرسي‪ ..‬وعادت فاتن للمنزل بصحبه مريم ‪ ..‬فاتن عيونها كانت على بوابه المنزل الفخم‬
‫ومريم تراقبها ‪ ...‬تتمنى لو تراه ‪ ..‬لو تراه في ضوء النهار‪ ..‬فما راته في ليله البارحه لم يكن ال ظلل‪ ..‬وظلل‬
‫معتمه ايضا‪..‬واليوم من شده الصدمة لم تستطع ان تراه بشكل واضح ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هييه‪ ..‬وين رحتي؟‬
‫فاتن تتنهد‪ :‬ااااااااااه ‪ ..‬وين تتوقعين‬
‫مريم‪ :‬ايه فتون بس عاد ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬سكتي زين‪ ..‬تدرين انه امس كان متعشي في بيتنا؟‬
‫مريم بغير تصديق‪ :..‬ل ل؟‬
‫فاتن بحبور‪ :‬والله ‪ ..‬عزمه جراح ‪ ..‬ولو تدرين المواقف اللي صارت وياه‪.‬‬
‫مريم‪ :‬ااه ‪ .‬امداج؟‬
‫فاتن بنظره لرفيقتها‪ :‬مريم ‪ ..‬الحين الظهر ‪ ..‬ما اشتغل مخج للحين؟‬
‫مريم‪ :‬انتي تقولين مواقف‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬سمعي‪ ..‬اول شي‪ ..‬انا طلعت بالساحة الخارجيه للبيت وين الديوانيه تصير‪ ..‬انا عاد نسيت ان الجامات‬
‫عاكسه وان اللي داخل يشوفون اللي بره ‪ ..‬وعاد انا وقفت بويهه ‪ ..‬ول ادري بالدنيا‪ ..‬ويوم شفاني جراح‬
‫بهدلني بالكلم ولكن انا ما خليته ‪..‬‬
‫مريم بخوف‪ :‬شسويتي فيه يالكريهه يالمفعوصه؟؟‬
‫فاتن بنظرة استغراب‪ :‬هيه ‪ ..‬انتي ‪..‬شدي على عمرج زين‬
‫مريم باحراج‪ :‬مو شغلج ‪ ..‬كملي ‪..‬‬
‫فاتن‪:‬رحت داري وانا معصبه ولكن الله يحبني وخلني اشوفه ‪..‬‬
‫مريم بحيرة‪ :‬شلون‪ ..‬ياج الدار؟‬
‫فاتن بصرخه‪ :‬يووووو يامريم ‪ ..‬علمج‬
‫مريم‪ :‬ماادري ماادري ‪ ...‬كملي ؟؟‬
‫فاتن واهي تتنهد حنقا على صديقتها ‪ :‬شفته واقف ويا جراح باخر الوقت واهو بيطلع )تبدلت ملمحها( تصدقين‬
‫انه وايد وايد طويل‬
‫مريم‪ :‬اهو كان طويل من يوم كنا صغار‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل بس اللحين اهو اطول عن قبل بوايد ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اااااااه لوين؟‬
‫فاتن واهي تفكر ‪ :.‬امممم ‪ ..‬ماادري‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ويه‪ .‬انتي وايد استويتي غبيه على فكرة ‪..‬‬
‫فاتن بنظرة استهباليه‪ :‬نعم ؟؟؟ تكلمين نفسج على ماظن‬
‫مريم‪ :‬ل حبيبتي اكلمج انتي يالهبله ‪ ..‬شوفي فتوون‪ ..‬مشعلوو شيليه من مخج ‪ ..‬تراه ما راح ينفعج‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ادري يا ريم ‪ ...‬ما يحتاج تذكريني بهالشي الف مرة وتوجعيني فيه ‪..‬‬
‫مريم حنت لصديقتها وحست بالحراج مما سببته لها ‪ :‬فتون‪ ..‬مو قصدي ‪...‬‬
‫فاتن وقد بلغ منها الحزن مبلغه‪ :‬خلص مريم ‪ ..‬كاهو بيتكم ‪ ..‬يالله مع السلمه‬
‫مريم‪ ..... :‬الله يسلمج‪..‬‬
‫ذهبت فاتن وهي تحس بالنزعاج من صديقتها ‪ ..‬لما عليها ان تكون لئيمة هكذا‪ ..‬حتى بالحلم سامنع منها ‪..‬‬
‫وتحرم علي؟؟ ما الذي ارتكبته من جرم ياترى‪ ..‬؟؟‬
‫ظلت فاتن تسير وهي تتذكر كل ما قد يجيش صدرها بالحزان ‪ ..‬حتى وصلت لفاجعه عمرها الزهري‪ ..‬موت‬
‫عمتها الغاليه او بالحرى رفيقتها العزيزة ‪ ..‬عالية ‪ ..‬كانت وفاتها من الثر القوي لدرجة انها اصيبت بمرض اثر‬
‫وفاتها ارقدها بالمستشفى ليام ‪..‬‬
‫عالية ‪ ..‬كم كانت طيبة‪ ..‬وكم احبتها الناس والعامة ‪ ..‬بمجرد التعرف عليها تدخل القلب‪ ..‬كانت اكبر من فاتن‬
‫ب ‪ 5‬اعوام ‪ ..‬وكانت فاتن تبلغ الثالثة عشر عندما توفت‪ ..‬يا الهي ‪ ..‬كم كان الموقف صعبا عليها ‪ ..‬من شدة‬
‫الحزن عليها امضت فاتن اسبوعين بالمستشفى وهي تحاول ان تنقذ عمرها الذي كره الدنيا من بعد موت‬
‫عمتها او اختها الغالية ‪ ..‬وها قد مضت خمسة اعوام مذ غادرت عن هذه الدنيا‪ ..‬السرطان ما اخذها منهم ‪..‬‬
‫وحرم الناس من بسمتها المشرقة ‪ ..‬نزلت دمعة صافية من مأق فاتن‪ ..‬لم تمسحها لنها كانت الولى لسيل‬
‫جارف من الدموع‪ ..‬انزلت راسها وهي تذرف الساخن على رحيل الغالية ‪ ..‬ل تعرف انها ليست الوحيدة من‬
‫يحترق بنار الشوق والحزن لرحيلها ‪ ..‬وان هناك من تتعذب روحه وتحترق نفسه وهو يبكي حر الحب والغرام‬
‫اللذان لم يولدا على هذه الدنيا‪..‬‬
‫وصلت فاتن الى المنزل ودخلت للباحة وهي غير واعية لمن يجلس هناك‪ ..‬حسبته جراحا فسلمت‪ ..‬ولكن‬
‫الصوت كان مختلفا مما دعاها لللتفات لصاحبه‪ ..‬وانفجرت القنبلة‪ ..‬انه ‪ ..‬انه ‪ ...‬مشعل‪ ..‬في باحة منزلي‬
‫الصغيرة ‪ ..‬جالسا بين مزروعات والدي البسيطة ‪ ..‬وينظر إلى ‪..‬‬
‫انصعق مشعل من من يقف امامه‪ ..‬تنظر اليه بهاتين العينين ‪ ..‬لم تكن نظرة فاتن نظرة عادية ‪ ..‬بل كانت‬
‫ملؤها السحر والغموض‪ ..‬كما كانت عندما رآها منذ سبعه اعوام وهي طفلة صغيرة ‪ ..‬عيناها كانتا بركتين من‬
‫العسل الصافي‪ ..‬وبياضها كالثلج الجامد ‪ ..‬و هيئتها كالفرس الصيل‪ ..‬كم هي لرائعة الجمال‬
‫فاتن لم ترد عليه وغادرت مسرعة الى داخل المنزل ‪ ..‬وهي ترتعش من هول المفاجأة‪ ..‬لم تسلم على‬
‫والدتها كالعادة بل ذهبت مسرعة الى غرفتها لترمي بنفسها على السرير‪ ..‬تغمض عينيها وكانها ل تريد لصورته‬
‫ان تفارق مؤقيها ‪..‬‬
‫غادر جراح مع مشعل الى مشوارهما ومضى الوقت سريعا على فاتن وهي جالسة في غرفتها ‪ ..‬حتى ملت‬
‫ونزلت للغداء‪..‬‬
‫ام جراح عندما رأتها‪ :‬علمج فتون ما سلمتي على احد اليوم ‪..‬‬
‫فاتن تحظن امها من الخلف‪ :‬كنت تعبانة وابي افصخ هدومي بسرعه‪ ..‬يمه ما زهب الغدى‬
‫ام جراح ‪ :‬بلى يمه بس بننتظر ابوج اليوم وخالد بعد بيتغدى عندنا‬
‫فاتن‪ :‬غريبه ابوي اليوم يتغدى بالبيت‬
‫ام جراح‪ :‬لن شغله اليوم بالديرة ‪ ..‬في بيت بو مساعد ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬عجيبه ‪ ..‬ما شفت سيارته‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬راح مشي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اهاااا‪.‬‬
‫ام جراح حست ان ابنتها متضايقة من شي ما‪ :..‬علمج فتون‪ ..‬فيج شي اليوم؟‬
‫فاتن تنظر الى امها وهي تبتسم‪ :‬مافيني ال العافية يمه ‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬على راحتج ‪ ..‬يمه زهبي السفرة ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله ‪..‬‬

‫بقيت فاتن ترتب المائدة وتجهزها حتى وصلت اختها ومعها رفيقتها التي ل تفارقها سماهر ‪ ..‬و من بعدهما‬
‫وصل خالد وجراح وعبد العزيز وهم يتشاجرون ‪ ..‬فاتن لم تعر أي احد منهم انتباها لنها لم تكن بهذه الدنيا ‪..‬‬
‫بل كانت تطير في عالم اخر ‪ ..‬عالم حيث تجد مشعل معها بكل خطوة‪ ..‬خالد انتبه لها وهي سارحة عند‬
‫المائدة وقرر ان يداعبها‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬اهواك ‪ ..‬واتمنى لو انساك ‪ ..‬وانسى روحي وياك ‪ ..‬وان ضاعت تبقى فداك لو تنساني ‪ ..‬اهواك ‪ ..‬و‬
‫اتاريني بنسى جفاك ‪ ..‬واشتاء لعزابي معاك ‪ ..‬ول ادمعي فكراك ‪ ..‬ترجع ثاني ‪ ..‬بلئاك الدنيا ‪ ..‬تيقي معاك‬
‫ورضاها يبئى رضاك‪ ...‬وساعتها يهون في هواك ‪ .‬في هواك ‪ ..‬طول حرماني ‪ ...‬ترا را را را‬
‫فاتن بنظرة حالمه‪ :‬أي والله ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬ها فتون ‪ ..‬واخيرا حبيتيني ‪..‬‬
‫فاتن باستخفاف‪ :‬تصدق عاد ‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬يا ويل حالي‪ ..‬خالتي يالله زهبي نفسج حق زواجي من الفتووووووووون‬
‫فاتن تضربه خفيفا على كتفه‪ :‬انت ول تيوز‬
‫خالد بشقاوة‪ :‬ل‪ ..‬ليما تحبيني وتموتين علي مابيوز ‪..‬‬
‫فاتن بحزن مصطنع‪ :‬يا ويلي‪ ..‬بتظل طول عمري يعني وانت وراي وراي‪..‬‬
‫خالد بلهجة مسرحية‪ :‬حتى اخر نفس ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يبراك موليير‪..‬‬
‫ضرب جراح خالد على راسه وخالد ظل ينظر اليه بنظرة مضحكه و استدار لينظر لفاتن وهو يتمتم بكلمه ‪ :‬يا‬
‫ملقه‬
‫فاتن تضحك على خالد وحركاته الصبيانيه وتدخل المطبخ لمساعدة امها ‪ ..‬ويصل الب ويجلس الجميع للمائدة‬
‫‪ ..‬الهدوء كان دائما يعم على المائدة ال بحضور خالد الذي ل يسكن حتى يرتفع صوت عمه وهو يناديه ‪ :‬خالد‬
‫اركد ‪ .‬لم تتناول فاتن من الطعام ال النزر اليسير‪ ..‬كانت ترغب بالصعود لدارها وتغرق باحلمها الوردية ‪..‬‬
‫ولكن كان عليها ان تبقى حتى انتهاء الجميع من الطعام‪.‬‬
‫ام جراح واهي تقطع الهدوء‪ :‬ال شخبار مساعد ‪.‬؟‬
‫فاتن رفعت راسها وهي تنظر الى امها ‪..‬مستغربه من معرفة امها باخ مريم‬
‫الب وقد تغيرت ملمحه وكأن ما ذكرته الم ارجع له ذكريات حزينة‪ :‬ابخير ‪ ..‬يشتغل شغلنة محترمة ووايد‬
‫يساعد بالبيت‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬ما تزوج للحين؟‬
‫الب ترك الطعام الذي كان بيده وهو يحس بالغصة عندما ذكر امر زواج مساعد ‪ ..‬فهو يعرف لما مساعد الى‬
‫الن لم يتزوج‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬والله عجيبه ‪. .‬ريال عمره وصل ال ‪ 30‬وللحين ما يبي يتزوج ‪..‬‬
‫الب بضيق‪ :‬للحين يبي يساعد ابوه واهله‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يتزوج ويساعدهم مافيها شي‪..‬‬
‫الب بتضايق واضح‪ :‬يعني انتي الحين مضايقج انه ما تزوج ؟‬
‫ام جراح وهي تحس بالغرابة من الب‪ :‬ل ‪ ...‬انا شكاري‬
‫الب بضيق‪ :‬بس عيل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اصل من تبي تتزوجه ‪ ..‬انسان متعقد ومغرور وحاسب للدنيا انها انخلقت بس له ‪..‬‬
‫الب ‪ :‬يوم ان الريال يظهر على اصله مو معناته انه مغرور وحاسب للدنيا انها انخلقت بس له ل يا بوك ‪ ..‬هذا‬
‫مساعد ريال ‪ ..‬ينشد به الظهر ويعتز به كل ابو ‪ ..‬وانا بكون اكثر من مرتاح لو تصير ولو شوي مثله‬
‫جراح بحزن ‪ :‬والله اصابعنا مو سوى‪..‬‬
‫الب بعصبيه‪ :‬وانت الصاج ‪ ..‬مو كل ريال ريال‪..‬‬
‫جراح ترك الطعام وهو يتنفس بقوة‪ ..‬ترك المائدة وهو يستأذن ‪ ..‬الب ترك الطعام ايضا وهو يتحمد الله على‬
‫النعمة‪ ..‬ام جراح لحقت بابنها وفاتن ظلت جالسة تنتظر حتى يفرغ اباها من تناول الغداء وينهض‪ ..‬كان يبدو‬
‫وكأنه هرم عن عمره بالف عام ‪ ..‬لم جلب ذكر مساعد له هذا القدر من الهموم والكدر‪ ..‬حتى انه تشاجر مع‬
‫ابنه الغالي جراح ورمى عليه بكلمات جارحة ‪ ..‬فاتن لم تستطع ان تفهم ماذا يجري لكن اباها لديه الجواب‬
‫المناسب‪..‬‬
‫مناير بعد ان تابع الباقون تناول الطعام‪ :‬يوبا ‪ ..‬انا وسماهر بنروح رحلة ونبيك توقع لنا على الذن ‪..‬‬
‫الب‪ :‬انتي وبنتي سماهر شكو اوقع لها ‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬عمي لن ابوي مسافر وانت بحسبة ابوي من جذي‬
‫الب ابتسم لكلم الطفلة الجميل‪ :‬الله يخليج يوبا وانتي بعد بنتي ‪ ..‬بس امج اهي اولى بج‬
‫سماهر وهي تنظر اليه بنظرة غبيه ‪ :‬ل عادي امي ما بتقول شي‪..‬‬
‫الب ينظر الى فاتن وخالد باستغراب وهما يضحكان على مدى سذج سماهر‪ ..‬ومن اجابها هو عبد العزيز‪ :‬انتي‬
‫غبية ول تستغبين ‪ ..‬يا عبيطة لزم الهل اهم اللي يوقعون لج مو أي احد غيرهم‬
‫سماهر بغباء‪ :‬لكن انتو بعد اهلي يعني عادي‬
‫مناير‪ :‬يوه يوبا للحين يعني نطر توقيعك‪ ..‬علمك جذي نحيس؟‬
‫الب بدهشه‪ :‬هاه منوووووووور؟‬
‫مناير تتدارك الوضع‪ :‬ل يوبا ما قصدي بس الله يهداكم ‪ ..‬لزم تخلون الواحد يطلع عن طوره‪.‬‬
‫الب‪ :‬جب يالله جب ‪ ..‬والله ان لسانج طويل يام الدواويح ‪ ..‬انتي اصل مالج عين تتكلمين من بعد هالعلمة‬
‫اللي مثل ويهج ‪..‬‬
‫مناير صمتت وفاتن تحبس ضحكتها على شكل اختها‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬عمي منور ذكية بس المدرسة ما تطلع ذكائنا‬
‫خالد واهو يكاد يموت من الضحك‪ :‬ليش؟‬
‫سماهر بكل غباء وهي ترفع نظارتها السميكه‪ :‬لن المدرسة كله كتب كله كتب واشياء ما تفيدنا ‪ ..‬ماكو ال‬
‫حصة الكمبيوتر‪ ..‬ول باجي المواد كلهم سوالف وهذرة وما منها فايدة‬
‫خالد ‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا ناس يا عالم ارحمو هالخبلة‬
‫فاتن وهي تمسح عينيها من شدة الضحك‪ :‬يا سماهر لو ما تنفعكم هالمواد جان ما فتحوا المدارس وعلموكم‬
‫اللي يعلمونكم اياه‬
‫سماهر ‪ :‬بس كل هالمعلومات ما تفيدنا بشي‪ ..‬يعني ما ايينا درس يتكلم عن عرس ول البيت ول الزواج‬
‫الب‪ :‬يعني انتن اللحين هاذا اللي هامكن ‪ ..‬انتن جم عمركن ابي اعرف بالضبط؟‬
‫مناير بفلسفة‪ :‬يوبا العمر ما يحدد عقل النسان ‪ ..‬وقت اللي يكبر العقل يكبر‬
‫عزوز‪ :‬ومبين ان انتي ول هاذي الشاذيه فيكن ذرة عقل‪ ..‬انتن فلحن قبل بمادة من المواد اللي يعطونكن اياها‬
‫غير القتصاد المنزلي بعدين تكلمن عن المخ والعقل‪..‬‬
‫مناير‪ :‬وانت شكو تتدخل في كل سالفة ‪ .‬الحامي انت ول القاضي‬
‫عبد العزيز‪ :‬انا عمج يالشاذية‬
‫مناير‪ :‬تخسي ال انت‬
‫الب‪ :‬ياهوووووووووو علمكم ‪ ..‬ماتحترمون احد انتوا‪ ..‬تهاوشوا جدامي هاذا اللي قاصر‬
‫عزووز بغرور ورجولة‪ :‬يوبا قول للحريم ل يتكلمن ويراددن الرياييل ليما يتكلمون ‪..‬‬
‫الب يشد اذن ولده الصغر‪ :‬واللحين انت ريال يعني ‪..‬‬
‫عزيز وهو يتالم‪ :‬اه اه يوبا‪...‬‬
‫الب‪ :‬انت من يوم ما قعدت ويا ولد الناعي وانت مستوي لي راعي مضارب ونجرة ‪ ..‬استو صبي عاقل ول‬
‫قصيت وذانك ‪..‬‬
‫فاتن وهي تلتمس عند ابيها لخيها‪ :‬يوبا تكفى خله واهو بيستوي عاقل‪..‬‬
‫عزيز وهو يتعصر من الم ‪ :‬أي يوبا مثل ما قالت فتون‬
‫الب وهو يترك اذن ابنه بعدما حمرت وتوهج لونها‪ :‬كلكم استخفيتوا ‪ ..‬المغرور والفيلسوفه والريال الصغير‪..‬‬
‫الله يهدي فتونه ل تنقلب مثلكم خدية‬
‫خالد‪ :‬ههههههه عمي اهي من زمان متخدية بس انت ماعرفت لها للحين‬
‫الب‪ :‬تخسي ال انت يا ولد فلح ‪ ..‬هاذي بنت ابوها ‪ ..‬مو أي احد اللي يقول عنها اللي تقوله ‪..‬‬
‫غاب لون خالد وجلست فاتن تضحك عليه ‪ :‬بعد عمري ابوي والله ‪ ..‬خلصت غدى‪..‬؟‬
‫الب‪ :‬أي يوبا خلصت‪..‬‬
‫بدأت فاتن ترفع صحن والدها لتضع له حلواه المفضلة ‪ ..‬وعندما جلبتها لم ير غب الوالد بتناولها ‪ ..‬تعجبت‬
‫فاتن منه لكن لم ترد ان تستجوبه ‪ ..‬كانت بالمطبخ عندما رن جرس الباب‪ ..‬وقررت الجابه عليه من هاتف‬
‫الجرس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬نعم‪..‬‬
‫الصوت العميق‪ :‬بو جراح موجود ‪..‬‬
‫فاتن حست بكل شعرة تقف بجسدها من الصوت العميق‪ :‬نعم ‪ ..‬لحظه‪..‬‬
‫تركت فاتن السماعة وذهبت الى والدها لتخبره‬
‫فاتن‪ :‬يوبا ريال يبيك بره‬
‫الب وهو ينهض‪ :‬اكيد مساعد ‪...‬‬
‫ذهب الب بعد ان مسح على رأس ابنته الغالية ‪ ..‬فاتن اسرعت ناحيه النافذة المطلة على الباب الخارجي‪..‬‬
‫لم ترى ال سيارة كبيرة فخمة ووالدها يركب فيها وتغادر‪ ..‬ظلت مستعجبة من الصوت الذي سمعته ‪ ..‬لم يكن‬
‫غريبا ابدا ‪ ..‬وكـأنها سمعته مسبقا‪ ..‬لكن اين ؟ ‪ ..‬نفضت الفكار عن رأسها و شرعت بتنظيف الغراض التي‬
‫كانت تأتيها بالتوالي ‪ ..‬ذهب الكل الى مضجعه وظلت هي مع خالد بالمطبخ يتكلمان في المواضيع الشتى ‪..‬‬
‫يضحكها ويغضبها ‪ ..‬هكذا هو حالها مع خالد ابن عمها العزيز ‪ ..‬الذي كان اقرب لها من جراح ‪ ..‬لم تكن تعرف‬
‫ان مرح خالد هذا كان كله قناع للحب الذي كان يكنه لها ولكنه ل يقوى ان يصارحها به ويخسر رفقتها‬
‫الممتعة‪ ..‬انهت فاتن ما كان عليها من اعمال وتوجهت مع خالد الى غرفه التلفاز ‪ ..‬او الصالة‪ ..‬لم يكن هناك‬
‫احد ‪ ..‬فبقيت معه وهما يتسامران بالخبار والكلم الممتع حتى غادر‪.‬‬
‫مضى الوقت أسرع من مما توقعته فاتن فهاهي الساعة الخامسة والنصف ‪ ..‬جالسة لوحدها بغرفتها وهي‬
‫تتأمل السقف‪ ..‬تمر بخاطرها مليين الفكار‪ ..‬ومليين المنيات‪ ..‬ومليين الحلم الوردية المستحيلة ‪..‬‬
‫ل تعرف بما تشعر ناحية مشعل‪ ..‬هل هو الحب ‪ ..‬ام النجذاب ‪ ..‬ام العاطفة المسيطرة ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل بد وانه‬
‫الشتياق‪ ..‬ولكونه عائدا من سفر طويل‪ ..‬ها هو نداء الله يهز الرض وما فيها ‪ ..‬يعلن وقت الذكر ‪ ..‬نهضت‬
‫فاتن لتوعي أمها النائمة للصلة ‪ ..‬مرت على دار جراح ولكنه لم يكن هناك ‪ ..‬لبد وانه سبقها بالنزول ‪..‬‬
‫توضأت ‪ ..‬وصلت‪ ..‬على فور نهوضها دق جرس الباب‪ ..‬كان ما زال احرام الصلة على رأسها ‪ ..‬أسرعت‬
‫ناحيته لتجيب ‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫___‪ :‬السلم عليكم‬
‫فاتن‪ :‬وعليكم السلم‬
‫___‪ :‬جراح هني؟‬
‫فاتن‪ :‬ل والله مو هني‪..‬‬
‫___‪ :‬ما قال متى بيرد؟‬
‫استغربت فاتن من هذا الشخص‪ ..‬وكيف لي ان اعرف ‪ : ..‬لاخوي ما قال‪..‬‬
‫___‪ :‬ان رد قولوله مشعل يبيه ‪..‬‬
‫فاتن انتفض قلبها ‪ ..‬مشعل ‪ ..‬الواقف عند الباب هو مشعل‪ ..‬ل إراديا أظهرت نفسها أمامه غير عابئة‬
‫بشيء ‪ ...‬كان مشعل يهم بالمغادرة ولكن عندما أطل عليه الملك الذي اضناه وسهد عينيه طول الليالي‬
‫الماضية واقفا امامه بكل حسنه وجماله ‪ ..‬لم يستطع ان يتكلم او يحرك نفسه او يدير عينيه ‪ ..‬كان عيناه‬
‫بعينيها معلقتين كالمغلوب على امرها ‪ ..‬فاتن ايضا استغلت الفرصه كي تراه بوضوح ‪ ..‬كم هو وسيم ‪ ..‬لم‬
‫يتغير‪ ..‬نفس التقاسيم ‪ ..‬ونفس النظرة ‪..‬ال ان اثنينا الشوارب ‪ .. .‬انتبهت فاتن لنفسها وهي واقفة تحدق بابن‬
‫الجيران واسرعت بالدخول واغلق الباب من ورائها وهي تشعر بدقاتها قد وصلت لحنجرتها ‪ ..‬ما الذي فعلته ‪..‬‬
‫كم انا غبية و مجنونة ‪ ..‬كيف اقف هكذا امام مشعل ‪ ..‬وانا غير عابئة باحد ول بشي اخر ‪ ..‬لقد جننت ‪ ..‬بالفعل‬
‫جننت‪..‬‬
‫مشعل الذي اصابه الحباط من دخول فاتن بهذه السرعة غادر من حيث ما وقف‪ ..‬ولكن فاتن لم تغادر عن‬
‫باله ‪ ..‬ولم يغادر شكل وجهها الملئكي عينيه ‪ ..‬كان يسير ‪ ..‬ولكنه لم يكن يسير‪ ..‬ما احلها ‪ ..‬تغيرت كثيرا‪..‬‬
‫ال تلك العينين الزجاجيتين‪ ..‬وكأنني استطيع ان ارى ما يمر بخللهما ‪ ..‬كم هي جميله فاتن ‪ ..‬كم هي فاتنة ‪...‬‬
‫فاتنتي ‪ ..‬فاتنتي ‪.‬‬
‫اسرعت فاتن الى دارها كي ل يراها احد وهي واقفه عند الباب ‪ ..‬وحالما تحركت فتح الباب وكان ابيها‬
‫الداخل ‪..‬ل شعوريا فاتن انتفضت‪..‬‬
‫الب‪ :‬سلمتج يا فتون ‪ ..‬علمه الباب مفتوح‬
‫فاتن وهي شاهره فمها وعينيها ضائعتين‪ :‬هااا‪ ...‬ل بس ‪ ..‬رديت على الجرس ‪. .‬نسيت اقفله ‪..‬‬
‫الب يمسح على رأسها‪ :‬سلمتج يوبا ‪ ..‬لتخافين جذي‪ ..‬علمج منتفضه جذي‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬ل يوبا بس لني كنت سرحانة شويه ‪..‬‬
‫الب‪ :‬الله يخليج يا فتون ‪ ...‬يوبا شيلي اغراضي حطيها بالكراج ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله يوبا‪ ..‬تبي شاي‬
‫الب‪ :‬ل مشكورة ‪ ..‬ما ابي شي ينبهني ‪ ..‬الليله برقد من وقت‪ ..‬تعبت حيل اليوم في بيت بو مساعد‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬عساك ع القوة يوبا‪..‬‬
‫الب‪ :‬الله يقويج يا فتونتي‪ ..‬وينها امج ‪..‬‬
‫الم من على السلم‪ :‬كاني يا بو جراح‬
‫الب يتنهد‪ :‬يعلني فدا هالحس‬
‫فاتن تنظر الى اباها بخبث‪ :‬ها يوبا‪ ...‬ال قمت تغازل ‪..‬‬
‫الب‪ :‬وعندج ما نع‬
‫فاتن تتصنع الحزن والدلل‪ :‬اكيد ‪ ..‬عيل اكو حرمه ترضى على ريلها‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههههههههههههه اللحين ريلي اهو ريلج‬
‫فاتن تجلس عند ابيها‪ :‬مو ابوي ريلي من يوم انا صغيرة‪.‬؟‬
‫الب‪ :‬صح‬
‫فاتن‪ :‬عيل‬
‫ام جراح‪:‬بو جراح ‪.‬؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬
‫الب‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه )يهمس لفاتن( انا ريلج بس مو جدام هالنسرة ‪..‬‬
‫ام جراح وقد سمعت ما قاله الب‪ :‬بوجرااااااااااح ‪.‬؟‬
‫بو جراح‪ :‬لبيه يا عيون بو جراح‬
‫ام جراح بنصف عين‪ :‬ايا الخاين ‪..‬‬
‫الب‪ :‬شفتي فتون ؟‪ .‬كله منج ‪ ..‬انا مااقول لج كل شي سر‬
‫فاتن وهي تنهض‪ :‬ههههههههههههههههههههههه يالله يمه عاد مني انا بتزعلين ‪ ..‬ويه فديتني احلى وحدة بالبيت‪..‬‬
‫\بو جراح ‪ :‬أي والله‪ ..‬محد شايل هالبيت من بعد امج غيرج ‪ ..‬شراح نسوي بعد ما تعرسين‬
‫انتفض قلب فاتن من كلم ابيها ‪ :‬ل يوبا‪ ..‬انا ما بعرس‪ ..‬بعد الشر عني‪ ..‬ما راح اخليك ول اروح عنك ‪..‬‬
‫انزل الب عينيه بالرض وغادرت فاتن الى دارها وهي تمسح عينيها وام جراح عادت للماضي‪ ..‬عادت لعالية ‪..‬‬
‫وكان بابنتي غدت كعالية تماما‪ ..‬تتكلم مثلها ‪ ..‬وتتصرف مثلها ‪ ..‬يرحمك الله يا عالية ‪ .‬وربي الذي يشهد انك‬
‫ما زلت الى الن غالية علينا ‪ ..‬الله يرحمك ‪..‬‬
‫اصبحت الساعه التاسعه ‪ ..‬تعشى الكل وامضوا سهرتهم عند التلفاز ال الب لنه كان متعبا جدا‪ ..‬فاتن كانت‬
‫شبه جالسه معهم تحس بالتعب‪ ..‬فهي لم ترقد وقت الظهيرة كعادتها ‪ ..‬لذا كانت تغمض جفنا وتفتح اخرا‪..‬‬
‫نهضت لكي تأوي لفراشها واذا بالهاتف يرن ‪ ..‬نظرت للساعه ‪ ..‬وقت اتصال مريم ‪ ..‬جراح هو من قفز عند‬
‫الهاتف ليجيب عليه ‪..‬‬
‫بكل تحبب‪ :‬الوووو‬
‫مريم بحيا وهي تعرف انه جراح‪ :‬الو السلم عليكم‬
‫جراح‪ :‬وعليكم السلم والرحمه ‪ .‬من معاي‪..‬‬
‫مريم في خاطرها) تتفيج ويا ويهك ( وبلهجه جد عذبة ‪ :‬انا مريم ‪..‬‬
‫جراح يضحك بينه وبين نفسه‪ :‬هل والله مريم ‪ ..‬شلونج ‪ ..‬شخبارج‪ .‬شخبار بلبيلج‬
‫تذكرت مريم بلبيلها عندما كانت صغيرة ولكن تذكرت ايضا ان من اطلقهم هو جراح‪ :‬والله زينيين ‪ ..‬انا‬
‫والبلبيل‪ ..‬وينها فاتن‬
‫جراح‪ :‬ليش تبينها‬
‫مريم باستغراب‪ :‬هاو ‪ ..‬انت شعليك ‪ ..‬عطني اياها ‪..‬‬
‫فاتن وهي تسحب السماعة من يد جراح‪ :‬عطني التلفون بل طفاقه‬
‫جراح‪ :‬بس شوي فتون ‪ ..‬تكفين بطفرها‬
‫فاتن‪ :‬مو وقتك ‪) ..‬سحبت السماعه وهي تكلم مريم( شتبين‬
‫مريم ‪ :‬ويه ‪ ..‬بسم الله الرحمن‪ ..‬هل والله‪ ..‬هل وغل‪ ..‬يعلني فدا هالشتبين ‪ ..‬ابيج يا بعد عمري‬
‫فاتن ‪ :‬انا ماابيج‪.‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههه للحين زعلنة‬
‫فاتن ‪ :‬ل مو زعلنه ‪ ..‬ليش ازعل‪. .‬أنا لي حق في شي عشان يكون لي حق اني ازعل‬
‫مريم‪ :‬اوهووووووووووووووووو اللحين قلبنا مدبلج ‪ . .‬ماريا كلرا‪ ..‬لج حق انج تزعلين ‪ ..‬بس مو علي انا ‪ ..‬انا‬
‫مريم ناسيه‬
‫فاتن‪ :‬وكيف انسى يالمطفوقه بس انتي حمارة تقطين حجي وبس‬
‫مريم‪ :‬يالله عاد ‪ ..‬أسفه يوبا‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وين اصرفها هالسفه‬
‫مريم‪ :‬في بنك قلبج الطيب يا فتوووووووونه الفريج‬
‫فاتن‪ :‬بس بس‪ ..‬كله تتلزق‪ ..‬خلصيني شتبين‬
‫مريم‪ :‬اذكرج عن سالفه شريط خطوبه نورة ‪ ..‬باجر تعالي بيتنا زين ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ماادري يمكن ماايي‪ ..‬لن ابوي بياخذ السيارة‬
‫مريم‪ :‬انزين تعالي وياه ‪ .‬اهو إلى بيي بيتنا ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يعني ايي من الصبح‬
‫مريم‪ :‬ايه من الصبح شفيها ‪ ..‬ما تبين تتريقين وياي؟‬
‫فاتن‪ :‬والله انج راعيه الفشايل‪ ..‬بيي العصر من بعد الغدى‬
‫مريم‪ :‬ل الصبح‬
‫فاتن‪ :‬مريم قلت بيي العصر علمج‬
‫مريم‪ :‬اووووووووووف ‪ ..‬ليش ما تيين الصبح اشفيها؟‬
‫فاتن‪ :‬ابي ارقد ‪ ..‬ما رقدت اليوم العصر وتعبانه حيل‪..‬ابوي بيطلع لكم من الساعه ‪ 8‬يعني مو فاضية لج‬
‫مريم‪ :‬ويه عاد ‪ ..‬الموفاضيه ‪ ..‬انزين ‪ ..‬انتظرج العصر‪ ..‬ل تتاخرين ‪ ..‬ل اشقج‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههه ان شالله‪..‬‬
‫مريم‪ :‬أي جذي‪ ..‬خليكي قدعه‬
‫فاتن‪ :‬والله انج خبله ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬عن الحجي الزايد ‪ ..‬ويالله باي‬
‫فاتن‪ :‬باي‪..‬‬
‫قبل ان تصعد فاتن لدارها استوقفها صوت جراح‬
‫جراح‪ :‬فتون حبيبتي وين بتروحين باجر‬
‫فاتن بنظرة متعبة‪ :‬بروح بيت مريم‬
‫جراح وقد لمعت عيناه‪ :‬صج والله‪ ..‬انا بوصلج عيل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل ما يحتاج‪ ..‬بروح ويا ابوي باجر العصر‪ ..‬اهو عندهم هاليام بشغل‪..‬‬
‫جراح بخيبه امل‪ :‬أي صج نسيت ‪ ..‬بس عيل وصليلي سلم ‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬لمن‬
‫جراح بهبل‪ :‬حق ام مساعد‬
‫فاتن‪ :‬ايه ‪ ..‬الله يسلمك ‪..‬‬
‫م ‪.‬؟؟؟‬‫غادرت فاتن تاركة اخاها يصر على اسنانه بكل قوة من غباء اخته ‪ ..‬لم ل يحس احد به ‪ ..‬ل ِ َ‬

‫في دار الب والم ‪..‬‬


‫الم بحزن‪ :‬اليوم انا وايد تذكرت عالية ‪ ..‬وحشتني يا بو جراح‬
‫الب‪ :‬ااااااااه ‪ ..‬وانا شقول عيل‪ ..‬وانا اطالع فتون اليوم تخيلتها عالية ‪ ..‬والله انها صارت تشابهها حيل‪..‬‬
‫الم‪ :‬ايه والله ‪ ..‬حتى لها نفس الشكل‪) ..‬صمتت الم وهي تبكي حر فرقاها عن اخت زوجها التي ربتها كابنتها(‬
‫الب‪ :‬والله يا ام جراح انا محد حارق قلبي ال هالريال الشهم ‪ ..‬للحين مانساها ‪ ..‬وللحين باقي على ذكراها ‪..‬‬
‫مضيع عمره ومضيع شبابه على عالية وهو يدري انها ما راح ترد لنا‪..‬‬
‫الم‪ :‬والله يا بو جراح انا ماادري شقول لك ‪ ..‬اليوم متصله في امه وهي تبجي عليه من خاطر‪ ..‬لؤي ولدها‬
‫ناوي يخطب بس ماسك نفسه عشان اخوه ‪ ..‬لكن مساعد يقول لهم يسوون اللي يسوونه لنه ما راح يتزوج‪..‬‬
‫ما يدرون اهو ليش معافي العرس وسوالفه‪..‬‬
‫الب‪ :‬انا كلمته قبل يومين ‪ ..‬وقلت له ‪ ..‬لكن عطاني ذيج النظرة إللي حرقت قلبي وحسستني بمدى قهره‬
‫من الدنيا‪ ..‬ساعات احس انه يبي يهلك نفسه عشان يلحق وراها ‪..‬‬
‫الم وهي تمسح دموعها‪ :‬الله يعينه على مصابه ‪ ..‬ويطول باله وصبره ‪..‬‬
‫الب بصدق‪ :‬اميـــــــــــــــن‬

‫مساعد على شط البحر ‪ ..‬ككل ليلة ‪ ..‬من وفاة عالية‪ ..‬وهو يزور هذا المكان الذي اسماه مزار عالية‪ ..‬يفكر‬
‫فيها على راحته ‪ ..‬ويتخيلها كما يريد‪ ..‬زوجه له ‪ ..‬حبيبة له ‪ ..‬معشوقه له ‪ ..‬كل شي‪ ..‬كانت اغنيه راشد الماجد‬
‫المفضله لديه المسافر تصدح بمسجلته ‪..‬‬
‫)‪ ..‬يالله يا قلبي تعبنا ‪ ..‬اه تعبنا من الوقووووووووف ‪..‬‬
‫ما بقى ‪ ..‬بالليل نجمه ول طيوور‪( ..‬‬
‫مساعد يغمض عينيه بكل نعومه ويفتحهما لتسيح الدمعه الساخنه على وجنتيه ‪ ..‬مساعد كان وسيما بدرجه‬
‫كبيرة ‪ ..‬اسمر اللون ذو عينين كالعسل‪ ..‬يمتلك اهدابا كثيفه لدرجه انها تكحل عينيه ‪ ..‬طويل ‪ ..‬عريض الكتفين‬
‫‪ ..‬قوي البنيه ‪ ..‬من يراه بشكله الخارجي يفكر فيه بانه اقوى رجل قد مر عليهم ‪ ..‬ولكنه منذ خمسة اعوام‬
‫يعيش عزاء على من فقدها بلمح البصر‪ ..‬من فقدها لغريم ل يستطيع ان يقهره ‪ ..‬الموت ‪ ..‬نعم الموت ‪..‬‬
‫احب مساعد عالية ‪ ..‬واحب طيبتها ‪ ..‬واحب مرحها وخجلها ‪ ..‬كانت له بمثابه الحلم الجميل‪ ..‬الحلم الرائع‪..‬‬
‫الذي سيكتمل بالزواج ‪ ..‬حالما ينتهي من الكليه ويعود للديار ‪ ..‬سيخطبها من اخاها وينهي هذا الضنى كله ‪..‬‬
‫ولكنه عاد ليحصل على خبر هز كيان عالمه ‪ ..‬عالية كانت تصارع الموت بكل قوتها بالمستشفى‪ ..‬تنتظر عودته‬
‫كي تودعه الوداع الذي ليس من بعد اللقاء‪ ..‬ولكن الموت لم يمهلها ما كانت تصبو اليه ‪ ..‬وقبض روحها الفتيه‬
‫على دقائق من وصول مساعد للمستشفى‪ ..‬لم يرها ‪ ..‬ولم يسمح له بالدخول لها ‪ ..‬ولم يحضر جنازتها ‪ ..‬فقد‬
‫هرب من العالم ‪ ..‬وهرب من الكل ‪ ..‬وهرب من الحياة ‪ ..‬لكن قضاء الله كان اقوى منه ‪..‬فبعد ان كاد ان‬
‫يقضي نحبه بحادث عنيف متعمد ‪ ..‬عاد للحياه مع قلب ميت ‪ ..‬وروح هائمة ‪ ..‬تنتظر السلم من عند ربها ‪..‬‬
‫فيقبضها ‪ ..‬ويعود لحبيبته الزلية‪.‬‬

‫خرج من سيارته وهو يتنهد ‪ ..‬يشكي للبحر مأساته‪ :‬يا بحر انت تدري ‪ ..‬وتعلم ‪ ..‬وخابر بحالي‪ ..‬يا بحر انا مليت‬
‫من هالدنيا ‪ ..‬والدنيا للحين ما ملت مني ‪ ..‬ليش ما ياخذني ربي وربك ‪ ..‬ليش للزم اظل على حالي‪ ..‬مشتاق‬
‫لها ‪ ..‬وهايم بحبها ‪ ..‬ليش؟؟ انا شذنبي‪ ..‬؟؟ انا شذنبي‪ ..‬؟؟ احبها يا بحر ‪ ..‬وحبها حارق روحي وقاهر‬
‫رجولتي ‪ ..‬كوني مااقدر اروح لها ‪ ..‬ول هي تيي لي ‪) ..‬تذكر الفتاه التي راها اليوم بالمدرسه( حتى اني بديت‬
‫اشوفها بويوه الناس‪ ..‬ليكون بس استخفيت وطار عقلي‪ ..‬يا ربي ارحمني )تنهر الدمعه المريرة( يا ربي‬
‫ارحمني ‪ ..‬واقبض روحي‪ ..‬خلني اروح لها ‪ ..‬ادورها من بين الرواح ‪ ..‬علها روحي ترتاح ‪ ..‬ول قلبي يهدي ‪ ..‬ول‬
‫تعبي يزول‪ ..‬يا ربي ارحمني ‪ ..‬ارحمني ياربي‪.....‬‬

‫لم يكن يدرك مساعد ان القدر بدء بلعب لعبته الخفية ‪ ..‬وبدء بالتقرب من قدر من ل يمكن ان يخطر ببالكم ‪..‬‬
‫نعم ‪ .‬هي ‪ ..‬فاتن ‪..‬‬
‫فلنرى ما قد يحصل بينهما‪..‬‬
‫هل سيغرم مساعد بفاتن‪..‬‬
‫هل ستقبل فاتن بمساعد ‪..‬‬
‫وماذا بشان مشعل؟‬
‫هل سيكون له أي نصيب في حب فاتن ‪.‬؟؟‬
‫فلنرى ‪ ..‬ما قد يحصل‪..‬‬

‫الجزء الثالث‬
‫اصبح الوقت عصرا وفاتن تنتظر من والدها ان يصحبها معه الى منزل ابو مساعد للقاء مريم ونورة‪ ..‬هؤلء‬
‫الفتيان كانن من افضل الصديقات المقربات ‪ ..‬مع ان نورة اكبر منهن ‪ ..‬ال انها لم تكن تبدو كذلك ‪ ..‬تلعب‬
‫بالعابهن ‪ ..‬وتتسامر بسمرهن ‪ ..‬ال ان غدت شابه واضحه للعيان وخطبها احد الشبان ‪ ..‬فيصل‪ ..‬لتصبح امرأة‬
‫اخرى تختلف عن الفتاة التي تلهو بدمى شقيقتها وصديقتها‪..‬‬
‫نزل الب الى الطابق السفلي ‪ .‬فاتن كانت جاهزة ال من الحجاب‪ ..‬نظر اليها ابيها باستغراب‬
‫) فتون على وين حبيبتي من الظهر؟(‬
‫) يوبا بروح وياك بيت عمي بو مساعد لن مريم ونورة عازميني على قعدة جذي(‬
‫) خليني قبل اتصل في مساعد اقول له اني بييهم وياج ما يحتاي يمر علينا(‬
‫فاتن مسكت قلبها‪ ..‬مساعد هو من يوصل ابي ‪ ..‬اذا اتى اليوم ‪ ..‬فهذا يعني اني ساراه بعد ‪ 6‬سنين من اخر‬
‫مرة رايته ‪ ..‬لبد وقد تغير‪..‬‬
‫لم ينتظرها الب واسرع باجراء المكالمه الهاتفيه ‪ ..‬وظلت فاتن تستمع لكلم ابيها معه‬
‫) الو ‪ ...‬مساعد‪ ..‬شلونك‪ ..‬تمام الحمد لله ‪ ..‬يسلمون عليك‪ ...‬الله يسلمك‪ ....‬اقلك انا اليوم بييكم بسيارتي‬
‫يعني ماله داعي تيني ‪ ..‬ل الله يسلمك السالفه ومافيها ان بنتي فاتن بتكون وياي‪ ...‬ايه عدل ‪ ..‬اوكيه يا بو‬
‫طلل‪ ..‬في امان الله ‪ ...‬مع السلمه (‬
‫انهى الوالد المكالمه وهو يكلم فاتن‬
‫) تزهبي يوبا الحين بمشي‪(..‬‬
‫فاتن بكل توجس تكلم ابيها‬
‫)اهو اللي بينا؟؟(‬
‫) ل انا بوصلج ‪ ..‬بتردين وياي المغرب ول ؟(‬
‫) ماادري يمكن أي ويمكن ل‪ ..‬اطول للعشى‪ ..‬ماتعرف نورة ومريم ‪ ..‬دوم جذي(‬
‫)هههههههه حليلهن والله بنيات طيبات‪ ...‬طالعين عليج (‬
‫فاتن تبتسم لبيها بكل حياء‬
‫) من طيب اصلك يوبا‪ ..‬انا ما طلعت جذي ال بتعبك انت وامي(‬
‫يمسح الب على راس ابنته‬
‫) الله يخليج يا نظر عيني ‪ ..‬سند والله ما راح اطيح من بعده(‬
‫ترقرت الدموع بعيني ابو جراح وفاتن عمرتها الحيرة ‪ ..‬ماله والدي تدر عيناه بالدمع كلما يراني هذه اليام ‪..‬‬
‫لبد وانه وعي لفكرة انني كبرت وصرت بسن العتماد علي‪ ..‬جازاك الله خيرا يا والدي‪ ..‬فانت والباقون كل‬
‫ما املك بهذه الدنيا‪..‬‬
‫ركبت فاتن مع والدها بسيارته القديمه وسارا بالطريق لمنزل مريم ‪ ...‬وصل الى المنزل ودق ابو جراح‬
‫الجرس من اجل الستئذان‪..‬‬
‫مساعد من خرج لستقبال الزائر وابتسم عندما رأى ابو جراح ‪ ..‬الوالد دخل للباحه لكي يسلم على مساعد‬
‫الذي يبدو من حرارة الستقبال ان العلقه فيما بينهما قويه جدا‪..‬‬
‫ابو جراح‪ :‬شخبارك مساعد‬
‫الصوت الرخيم يتحدث‪ :‬بخير الحمد لله انتو شخباركم شعلومكم‬
‫بو جراح‪ :‬الحمد لله ما نشكي باس‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههه دوم ان شالله ‪ ..‬لحظه انادي على مريم‬
‫دخل مساعد لينادي على اخته‬
‫الب يلتفت لبنته الواقفه بالخارج‪ :‬يوبا فاتن دشي ‪) ..‬يلتفت ليكلم مساعد( ما وصل لكم الهندي اليوم؟‬
‫مساعد وهو يمط ذراعيه الطويلتين ‪ :‬ل والله ما وصل اليوم ‪ ..‬بس انا اتصلت في الورشه وقالوا لي يوم‬
‫السبت بيبدون الدوام ‪ ..‬لن اليوم الخميس واحنا تاخرنا بالتصال‬
‫تخرج مريم وهي تغطي شعرها‪ :‬هل عمي شخبارك‬
‫الب‪ :‬بخير الحمد لله انتي شخبارج‬
‫مريم‪ :‬زي البومب ‪ ..‬وينها الفتونه‬
‫الب ‪ :‬كاهي بره ماترضى تدخل‬
‫فاتن وهي تدخل‪ :‬كنت بدخل بس كنت اكلم ام سميه ‪ ..‬السلم عليكم‬
‫مساعد تلقائيا نظر للصوت المألوف وانصدم مما رآه‪ .......: ..‬وعليكم السلم ‪..‬‬
‫مريم ‪:‬هل بفتوووووووونتي الغاليه هل‬
‫فاتن لم تستطع ان ترد على صديقتها لنها ترى امامها الرجل ذاته الذي اصطدمت به في المدرسة‪ ..‬وكانت‬
‫اوصالها ترتجف من هول ما تراه ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هيه فتون‪ ..‬شفيج‬
‫فاتن‪ :‬ها‪ ..‬ول شي‪ ..‬شخبارج مريمو‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مريموو‪ ..‬ابخير الحمد لله ‪ ..‬تعالي داخل نورة هني‬
‫بو جراح‪ :‬أي بنيتي روحو داخل ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬عن اذنكم ‪..‬‬
‫تمر فاتن بجانب الرجل المصعوق الذي لم يخفض بصره عن الفتاة‪ ..‬فاتن غضت بعينيها وتابعت خلف مريم‬
‫وهي تحس بالخوف العارم يدب في اوصالها من هذا الرجل ‪..‬‬
‫مساعد تابع خطى فاتن حتى داخل المنزل وهو يحس بالحيرة والستغراب والدهشه الكبيرة ‪ ..‬عاد بنظره الى‬
‫ابو جراح ‪ ..‬عيناه ل تصدقان ما تراه‪..‬‬
‫مساعد‪ ............ :‬عاليه ‪.‬؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬
‫ابو جراح‪ :‬هههههههههههه انت بعد حسبتها عاليه ‪ ..‬ل يا مساعد ‪ ..‬هذي بنتي‪ ..‬فتون ‪ ..‬ماتذكرها‪ ..‬كانت عاليه‬
‫تقعدها بالحضانه ويا اليهال‪..‬‬
‫مساعد وهو ضائع بحيرته‪ :‬لكن ‪ ....‬انها تكون صورة منها ‪ ..‬هذا شي غريب‪ ..‬نفس الويه ‪ ..‬ونفس الصوت‪..‬‬
‫ونفس كل شي‪ ....‬بو جراح ‪ ..‬ل يكون ينيت؟‬
‫ابو جراح بحزن‪ :‬ليا مساعد ‪ ..‬هاذي بنتي فاتن ‪ ...‬النسخه الثانيه من عاليه ‪ ..‬انت ما تدري احنا شقاعدين نمر‬
‫بحياتنا واحنا نشوف فاتن كل يوم تصير مثل عاليه بكل شي‪ ..‬بالخلق بالكلم بالحركات وبالتصرفات‪ ..‬حتى اني‬
‫ساعات انسى انها فاتن واحسها عاليه اكثر‪..‬‬
‫مساعد لم يصدق ما يحدث معه‪ ..‬بالمس هو رآها بالمدرسة ‪ ..‬كانت هي ‪ ..‬نفس الفتاه التي اصطدمت به ‪..‬‬
‫احسها قريبه منه ‪ ..‬ليس لكونها تشبه عاليه فقط‪..‬بل لنها كانت تبث نوع من الحساس باللفه ‪ ..‬وكانه يعرفها‬
‫من زمن ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬ما معنى الذي يحصل معه؟ هل ان عاليه عادت له ‪ ..‬ام انها ستكون افظع تجربه يمر فيها‬
‫بحياته ‪..‬‬
‫دخلت مريم وفاتن للمنزل والتراحيب تصلهن من الباب‪..‬‬
‫نورة وهي متزينه بزينه العروس‪ :‬هل والله هل وغل ببنت الياسي بعد عيني والله‬
‫فاتن‪ :‬أي أي صبغي اللي تقدرين عليه ليما تسكتيني ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬عيني عليج بااااااااارده دومج فطينه هههههههههههههههه على عكس الناس‬
‫مريم‪ :‬احم احم ‪ ..‬تقصديني يا مرت الحنفي؟‬
‫نورة‪ :‬حنفي بعينج ‪ ..‬عمج ولد الراهي ‪ ..‬سامعه؟‬
‫مريم‪ :‬الو‪ ...‬الو ‪ ..‬مااسمع‪ ...‬الو الو ‪. ..‬الرسال ضعيف‪ ..‬طووووووووووووط انقطع الخط‬
‫فاتن ونورة‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫نورة‪ :‬والله خبال‬
‫مريم تقلد عليها‪ :‬والله خبال‪ ..‬محد اخبل عنج زين سكتي بس سكتي ‪..‬‬
‫جلسن الفتيات بالصالة ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬اييييييه شخبارج فتون بعد؟‬
‫فاتن ‪:‬ابخير الله يسلمج وانتي بعد شخبارج‬
‫نورة بابتسامه لمعه‪ :‬والله بخير والحمد لله واللي يقولج اني مو بخير جذاب وحاقد وحسود ومغتاض من‬
‫فرحتي‬
‫كانت تمرر النظرات الجانبية على اختها مريم التي اصيبت بالدهشه من كلمها‬
‫مريم‪ :‬هو هو عليج يا بنت الدخيلي‪ ..‬دومه لسانج وظنونج خايسه بالناس‪ ..‬عنبووج متى بتستوين مرة عدله ‪..‬‬
‫والله انج تقهرين ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هدي اعصابج مريوم‬
‫مريم بعصبيه‪ :‬شنو اهدي الحين انا حاقده عليج ول اجذب عن حالج ‪ ..‬صج انج ما تستحين على ويهج‬
‫نورة‪ :‬يالله عاد قلبي ويهج مللتيني ال حاقده وحسوده بعد ‪ ..‬عبالج ما قالت لي أمي عن الكلم اللي قلتيه‬
‫للؤي؟‬
‫مريم‪ :‬شقلت ويا خشتج؟‬
‫نورة‪ :‬قلتي اني مو مرتاحه ويا فيصل واني اتشكى من غيرته!!‬
‫مريم‪ :‬حلفي انج ما قلتيلي ؟؟‬
‫نورة بغرورها الجديد‪ :‬قلت بس ما قلت لج بالطريقة اللي انتي قلتيها ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬الله واكبر يعني الطرق بتختلف ‪ ..‬انتي صج نصابه وام مشاكل ‪ ..‬والله يعينه ولد الراهي عليج‬
‫نورة‪ :‬اثرينا بسكاتج عاد ‪ ...‬ويه عشتوا‪ ..‬ما تلقين اللي انا ملقيته بريلي حبيبي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يااااااه‬
‫فاتن‪ :‬اووووووووووووووووه ‪ ..‬تراكن مصختوها انتن الثنتين ‪ ..‬عازميني عشان النجرة والخناقه جدامي ‪ ..‬صج‬
‫انكن ما تستحن‪ ..‬اقول خلوني اقوم اروح بيتنا‬
‫وهمت فاتن بالنهوض بعدما احست بالنزعاج من المشادة التي حصلت للتو‬
‫مريم‪ :‬ل فتووووون خلج اشفيج انتي ‪ ..‬خبرج بنورو لزم المشاكل اتيي وياها ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬جبي انتي ‪ ..‬فتون قعدي والله ما نتهاوش عشان خاطرج خلج قاعدة ويانا‪..‬‬
‫فاتن وهي تحس بالنزعاج الشديد‪ :‬ل ما بقعد وباجر ان شالله اييكم‬
‫مريم وقفت لها بوجه مكتئب‪ :‬ورفجه فيني لتروحين ‪..‬‬
‫فاتن تنتبه لكلمه رفيقتها‪ :‬ورفجه بمنوو‪ ...‬هي انتي تكلمين كويتيه مو اماراتيه‬
‫مرمي‪ :‬مافيها شي‪ ..‬الماراتيه الكويتيه البحرينيه ‪ ..‬حتى العمانيه ‪ ..‬كلنا عرب واخوان ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬بعد ما راضيتيني ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هئ هئ تكفييييييييييين فاتنتـــــــــــــي احبج انا وايد ‪ ..‬سويت لج ورق عنب‬
‫فاتن‪ :‬ماابي‬
‫مريم‪ :‬وام علي بعد‬
‫فاتن فتحت عيناها وشدقت بفمها‪ :‬ام علي؟‬
‫مريم بابتسامه ‪ :‬اييييييييه‬
‫فاتن تجلس مكانها مرة اخرى‪ :‬انا بقعد بس مو عشان ام علي‪ ..‬عشان انج كسرتي خاطري‬
‫نورة ‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه ويه عليها الفطينه‬
‫مريم‪ :‬حبيبتي والله احلى فطينه ‪..‬‬

‫وبقين الفتيات يتسامرن بالصالة حتى انتقلن للطابق العلوي حيث تقبع غرفة مريم ونورة‪ ..‬مساعد لم يكن‬
‫بهذا العالم‪ ..‬مذ رأى فاتن وعرف انها ابنه العم بو جراح احس ان حياته قد تلونت فجأة ‪ ..‬وان عاليه قد رجعت‬
‫للحياة ‪ ..‬لم يعرف لما هو يحس بهذا الحساس الجديد‪ ..‬احساس بالنتعاش والشباب و‪ ...‬والحب‪ ..‬الحب قد‬
‫عاد بحياته ‪ ..‬غادر من المنزل مسرعا الى مزار عاليه ‪ ..‬اوقف سيارته وخرج ليقف امام البحر وهو بحال‬
‫مختلفة عن كل مرة ‪ ..‬كل مرة تجره دموعه ليغسلها ماء البحر المالح‪ ..‬اليوم هو يبتسم للحياة بملئ شدقيه‬
‫ويحس ان الحظ ابتسم له مرة اخرى‪ ..‬وان للحياة معنى اخر ‪ ..‬لم يكن يفكر بفاتن على انها فاتن ‪ ..‬بس انها‬
‫عالية ‪ ..‬وعاليه قد عادت‪ ..‬وعادت معها الحياة‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬طرأت على باله فكرة جهنميه ‪ ..‬لن استطيع ان‬
‫اخسرها مرة اخرى‪ ..‬تركتها مرة لخسرها للموت‪ ..‬لكن الن ‪ ..‬لن يسبقني اليها أي شي‪ ..‬على نهايه العام‬
‫الدراسي وهو قريب‪ ..‬ساخطبها من والدها ‪ ..‬وهكذا ستعود عاليه لي‪ ..‬غادر مساعد من حيث ما اتى‪ ..‬وهو‬
‫يحس بالسعادة تعم ارجاء حياته ‪..‬‬
‫وفاتن المسكينة ل تعرف شيئا مما تخبئه اليام لها من احزان و مفاجآت‪ ..‬كانت جالسة بغرفة اخ مريم و نورة‬
‫لؤي يتابعن احداث احد المسلسلت المكسيكيه ‪ ..‬نورة قد بدت تجهش بالبكاء ومريم تكتم الدمعة وفاتن تتابع‬
‫المسلسل بكل رباطة جأش مع انها شديدة التأثر‪ ..‬كانت احد بطلت المسلسل في سكرات الموت‪ ..‬وحبيبها‬
‫يحملها الى مكان معين كانوا يحبون الجلوس فيه ‪ ..‬وهكذا ماتت الفتاة بيد حبيبها ونورة رمت بنفسهاا على‬
‫الفراش وهي ل تقدر ان تمنع الدموع التي غطت عينيها ‪ ..‬مريم دخلت الحمام كي ل ترى فاتن دموعها ‪ ..‬اما‬
‫هي ‪ ..‬فقد تمت جالسة تنظر الى ردة فعل الحبيب لموت حبيبته ‪ ..‬وهو يحس بحزن الدنيا ولوعتها مصطب‬
‫بقلبه‪ ..‬لم تستطع فاتن ان تتخيل ان هناك من يقدر ان يعيش او يكمل حياته بالحقيقة بعد وفاة حبيبه ‪ ..‬لبد‬
‫وان يجن ‪ ..‬او ينتحر‪ ..‬هي على القل ‪ ..‬ابسط ما قد تفعله هو ان تنهي حياتها بجرعة سم ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬ألحمد‬
‫لله ل احد يعاني هذه المعاناة‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسح عينيها ‪ :..‬مسكين ادريان ‪..‬‬
‫نورة وهي تشهق‪ :‬مسكينه ال غرازييل‪ ..‬توها شباب‪ ..‬والله شعرها كان عجيب‪ ..‬حسافه تموت‬
‫فاتن ‪ :‬ههههههههههههههه ال يقولون اهي صج ماتت‪ ..‬ال مسلسل‪.‬‬
‫نورة وهي تبكي‪ :‬ولكن كان صجي ‪ ..‬يعني ‪ ..‬لو يصير في فيصل شي ل سمح الله انا بستخف‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الله ل يقوله‪ ..‬تهقين في انسان يعيش بهذي المعاناة"؟؟‬
‫نورة صمتت‪ ..‬كيف تقول لها ‪ ..‬كيف تخبرها ان اخاها عاش طول خمس اعوام بالحرمان من عالية ول احد‬
‫يعرف عن هذا الشي‪ ..‬حتى هي لم تكن تعرفه ال من كلم سمعته دار بين امها وام جراح ‪ ..‬مسكين‬
‫مساعد ‪ ..‬لقد تفهمته تماما وتفهمت عصبيته الدائمة وتزمته ‪ ..‬لكي ل يظهر ما بقلبه ويقتله بطيئا ‪..‬‬
‫تبتسم نورة وهي تمسح دموعها‪ :‬الله يرحمها ‪ ...‬بس الحين دوريتا بتستانس ويا ادريان ‪..‬‬
‫فاتن‪:‬هههههههههههههههههههه‬
‫مريم وهي تخرج من الحمام وكانت عيناها تشعان بالحمرة‪ ..‬فاتن ونورة ينظرن لها بمرح ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬شفيكن ‪ ..‬اول مرة تشوفوني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مريوم‪ ..‬سنسونج ساح على ويهج ‪.‬هههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬اوهوووووووو فتون‬
‫فاتن ونورة‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم وهي ترمي الوسادة على فاتن ونورة‪ :‬اذلفن يالحمارات‪..‬‬
‫نزلت مريم وتبعتها فاتن ونورة ‪ ..‬فاتن قد اخذت راحتها ونسيت حجابها بغرفه لؤي لذا عادت لكي تأخذه‬
‫ونزلت مرة اخرى‪ ..‬منزل مريم اكبر عن منزلها كثيرا‪ ..‬ولكنها تفضل منزلها لنه اكثر حميميه من منزل‬
‫مريم ‪ ..‬ذهبت عند غرفه الطعام حيث جلسن الختان هناك وهن يضعن البوظة في الواني المخصصة لها ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ابي الكاكاو‪..‬‬
‫مريم ‪:‬روحي روحي ‪ ..‬ماظل ال شوي وانا بخليه لسعوودي حبيب قلبي‬
‫فاتن باستغراب ‪ :‬منو‪..‬؟؟‬
‫نورة‪ :‬مساعد اخوي ‪ ..‬علبالها للحين اهو مثل اول يحب اليسكريم ول شي ثاني ‪ ..‬اهو حده الشوربة بالغدى‬
‫ويقوم‪ ..‬ماادري من وين يايب هالجثه ما شاء الله عليه‬
‫مريم‪ :‬ملح وشب وعود بعيونج ‪ ..‬محترة ليش ان اخوي امتن واكشخ من خطيبج‬
‫نورة بخيبة امل‪ :‬في هذي انتي صاجه‪..‬لن فصلي من خطبنا واهو كل ما ايي له ويضعف زود؟‬
‫مريم‪ :‬هالكته الله ياخذ بليسج‪ ..‬سو جذي ‪ ..‬وييب جذاك ‪ ..‬امش وياي ‪ ..‬سو رياضه ‪ ..‬بروحه ال عود‬
‫نورة‪ :‬على القل احس من ماكو ‪..‬‬
‫مريم ‪:‬شقصدج؟‬
‫فاتن‪ :‬اووووهووووووووووووووووووووووووو بتردون على سالفه النجرة والهواش‪ ..‬تراكم مللتوني ثنتيناتكن ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬خلص فتونتي هونا هواش عشان خاطرج بس ‪ ..‬يالله فتون سمعينا من قصايدج يالغاليه‬
‫فاتن بغرور وهي تاكل من الصحن الذي اعد لها ‪ :‬ماكو ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬يالله عاد فتون خاطريه اسمع شعرج ‪ ..‬وايد وله علي‪ ..‬اذكر ايامنا ويا عاليه الله يرحمها ‪..‬‬
‫فاتن اخفضت راسها بابتسامه‪ :‬وايد كانت اشعارها حلوة‪ ..‬بس ماادري وين اختفت‪..‬‬
‫مريم‪ :‬صج والله اختفت‬
‫فاتن بحزن‪ :‬والله ‪ ..‬من بعد ما رديت من المستشفى لقيت اشياء وايد راحت من غرفة عالية ‪ ..‬ماادري امي‬
‫خبتها عنا‪ ..‬ول احد اخذها‪ ..‬وانا ما سألت عشان ل ازيد الويل عليهم ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬تدرين ‪ ..‬خاطري اسمع قصيدتها اللي كانت دوم تقولها ليما تخلص سبوح‬
‫مريم ‪ :‬اسال واتسائل‬
‫فاتن تعدل من القصيده بالقائها الغاوي ‪ ..‬الذي قيل بدخول مساعد للمنزل‬
‫ي عليك‬‫أسأل القلب وأسـأل كل ش ٍ‬
‫كّلما اخفيت شوقي عن سما البـوح بان‬
‫لو توَلهت مّره‪ ..‬صرت مْنك وإليك‬
‫وأنت يا روح روحي عطني كل الـحنان‬
‫صادقة كلي عندك من يديك الــ يديك‬
‫لـك حيــــــاتي هــدّية يا حنـين الـمكان‬
‫صار وقتي بدونك شاردٍ يرتجيك‬
‫سرقتني‪ ..‬خوفي من شي كان‬ ‫والليالي ا ْ‬
‫شره كل سكوتي عليك‬ ‫يا وله عمري ي ْ‬
‫دي‪ ..‬ووّدي ‪ ..‬بس وين المان؟!‬ ‫صار و ّ‬
‫وسلمتكن‪..‬‬

‫نورة ومريم صفقن لفاتن التي انهمرت دموعها وسط ابتسامتها ‪ ..‬هاجت الذكريات عليها من كل طرف‪ ..‬ومن‬
‫كل زاويه بحناياها ‪ ..‬ولم تستطع ان تكتم الحزن اكثر وغابت بموجه من البكاء تواسيها فيها مريم ونورة اللتين‬
‫شاركنها بالبكاء‪ ..‬مساعد ايضا جاشت بصدره الدموع والحزان المتفرقة على ممات حبيبته ‪ ..‬ولكنه كان من‬
‫الفرح والسعادة ما جعله يعيش بوهم عالية الحاليه‬
‫) ال وهي فاتن( لذا صعد الى غرفته ليغير ملبسه ويخرج قليل لكي يطلق شيئا من فرحه ‪..‬‬
‫وهو في الدرب اتصل فيه صديقه الخر ‪ ..‬نايف‪..‬‬
‫مساعد بابتسامه‪ :‬حي الله النايف‪ ..‬لخلت هالديرة من صوتك‬
‫نايف باستغراب‪ :‬ممكن اكلم مساعد‬
‫مساعد‪ :‬انا مساعد ‪..‬‬
‫نايف‪ :‬ل مااصدق‪ ..‬انا بحلم ول بعلم ‪ ..‬انت مساعد‪ ..‬اللي يحي فيني مساعد‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههه ايه مساعد ‪ ..‬علمك مو مصدق‬
‫نايف وهو غارق بالحيرة‪:‬بعد تضحك‪ ..‬ل ل مااصدق‪ ..‬اخوي السموحه عبالي رقم ارفيجي ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬وخر زين ويا غشمرتك ‪ ..‬يعني حرام اضحك ول يكون مزاجي فايج ‪ ..‬؟‬
‫نايف‪ :‬ل مو حرام حشى علي‪ ..‬بس مو من عوايدك‬
‫مساعد‪ :‬ليش انت خابرني متى اخر مرة ضحكت فيها ‪..‬‬
‫نايف بتفكير‪ :‬اممممممممم قبل خمس سنوات بحفل تخرجنا في جامعه اوكسفورد‪ ..‬ومن رديت الكويت ما‬
‫قمنا نشوف هالبتسامه ول نسمع الضحكه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬أيـــــــه‪ ..‬الله كريم يا نايف‪ ..‬وبين لي كرمه يوم رد لي حياتي مرة ثانيه ‪.‬‬
‫نايف‪ :‬ما فهمت عليك‬
‫مساعد‪ :‬خلنا نتقابل في النادي‪ ..‬وبعلمك كل شي‬
‫نايف‪ :‬ل ل ‪ ..‬بنروح السطبلت ‪ ..‬والله زمن من اخر مرة رحناها ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬أليوم بنروح‪ ..‬ها شرايك ‪..‬‬
‫نايف‪ :‬احلى راي‪ ..‬انتظرك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يالله مع السلمة‬
‫نايف‪ :‬الله يسلمك‬

‫نايف وهو يكلم صديقهم الماراتي الذس يعيش بالكويت عبدالله‪ :..‬الحمد لله رب العالمين‬
‫عبدالله‪ :‬شو مستوي؟‬
‫نايف وهو يبتسم‪ :‬ابشر يا بو حميد ‪ ..‬مساعد رد للدنيا‪..‬‬
‫عبدالله وهو مستغرب‪ :‬رد لشوو؟‬
‫نايف‪ :‬رد للدنيا‪ ...‬مساعد رد للحياة من بعد ما فكرنا اننا افتقدناه نهائيا‪ ..‬كاهو رد لنا اقوى عن قبل واحسن‬
‫بعد ‪..‬‬
‫عبدالله بابتسامه‪ :‬والله هب فهمان شي عليك ‪ ..‬بس وين نحن سايرين اللحينه؟‬
‫نايف‪ :‬بنسير السطبلت‪ ..‬شو بتتحوط ويانا ‪..‬؟‬
‫عبدالله‪ :‬يالله شو ورانا ‪..‬‬
‫نايف‪ :‬عيل سرينا‪..‬‬

‫مع السوالف والقصص والخبار المختلفة وصل الوقت الى رمحه وهاهي الساعه الخامسه وخمس واربعون‬
‫دقيقه‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وينه ابوي ؟؟‬
‫مريم‪ :‬ليش؟‬
‫فاتن‪ :‬برد البيت خلص‪..‬‬
‫نورة‪ :‬ل والله ما تروحين ‪..‬توه الناس للحين ما شبعنا منج‪.‬‬
‫مريم‪ :‬لول مرة اتفق ويا ام العبل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬حشى عليج انتي كل يوم وياج ‪ ..‬لو نورة جان معليه لكن انتي مالج حق‬
‫مريم وهي تتوسل عند فاتن‪ :‬تكفين فتوون ليش تبين تروحين بيتكم‪ ..‬حق هذرة مناير وارفيجتها ول دلع عزوز‬
‫ول غشمرة خالد الثقيله ‪..‬؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ل هذا ول هذاك ‪ ..‬بس ابي ارد البيت ‪ ..‬مو حلوة اظل لهذا الوقت في بيتكم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان كان علينا ‪ ..‬لو تظلين في البيت طووووووووول اليوم ما نمل منج يا بعد عمري‪..‬‬
‫فاتن بابتسامه‪ :‬حبيبتي انتي والله مريوم بس يبيلي اتصل على القل بالبيت‪..‬‬
‫مريم ‪ :‬روحي اتصلي من تلفون الصالة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوكيه ‪..‬‬
‫بعد مغادرة فاتن قليل يسمع صوت ابو جراح وهو يتحنحن ‪ :..‬يالله ‪..‬‬
‫تتلبس مريم ونورة حجابيهما ‪ ..‬ومريم تدخل العم‪ :‬هل عمي حياك ‪..‬‬
‫يدخل الب الخجول الى المطبخ وهو موقي عينيه بالرض‪ :‬مساكم الله بالخير‬
‫مريم‪ :‬مساك الله بالنور عمي‬
‫الب‪ :‬يوبا ناديلي على فاتن شوي‬
‫مريم‪ :‬عمي راحت تتصل في البيت عشان تخبرهم انها راح تتعشى عندنا ‪..‬‬
‫الب‪ :‬ل يوبا كثرنا عليكم اليوم ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬افا عمييييييييي‪. ..‬علي انا هالحجي ‪ ..‬لو تظلون ويانا طول العمر هم تظلون حبايب واغلى من الحبايب‪..‬‬
‫الب بابتسامه‪ :‬الله يخليج يا بنتي لهلج‪ ..‬دومج راعيه حجي يا الريم‬
‫نورة‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه والله محد يعرفلج مثل عمي بو جراح ههههههههه‬
‫مريم‪ :‬وانتي متونسه ويا ويهج ‪..‬‬
‫الب‪ :‬يالله يا بنيات‪ ..‬ل تتزاعلن وانا ابوكن ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬ان شــــــــــــــــاء الله عمي‪..‬‬
‫فاتن وهي عائدة وترى والدها ‪ :‬هل والله يوبا‪ ...‬يوبا انا اتصلت في امي وقلت لها اني بتاخر عند مريم‪..‬‬
‫شرايك انت؟‬
‫الب‪ :‬والله ماادري اللي يريحج سويه‬
‫فاتن‪:‬بقعد شوي وبرد من وقت ‪ ..‬معليه؟‬
‫الب‪ :‬ال معليه ‪ ..‬انتي ويا خواتج ‪ ..‬صح ول لء يا مريم؟‬
‫مريم ‪ :‬اكيد صج فديت شواربك عمي‪..‬‬
‫الب‪ :‬حتى شواربي تتفدينها ‪ ..‬مشكله بنات هاليام‬
‫نورة ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫الب‪ :‬يالله يا بنيات‪ ..‬قومن صلن ‪..‬‬
‫الفتيات‪ :‬ان شالله ‪..‬‬
‫الب‪ :‬عفيه على البنات‪..‬‬
‫غادر ابو جراح من المطبخ وغادرن من بعده الفتيات الى دار مريم لداء الصله ‪ ..‬بعد ما فرغن من الصلة‬
‫جلسن على الرض وكل واحدة ناشرة شعرها ‪ ..‬طبعا اطول شعر كان شعر مريم لنها تعتني فيه كثيرا‪..‬‬
‫وفاتن تحب تسريحه لها دائما ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ااااااااااه ‪ ..‬مليت من العزوبيه ‪ ..‬متى بعرس؟‬
‫نورة ‪ :‬ههههههههههههههههه اسمعن جليله الحيا‪ ..‬اللي يحاتي العرس ما يعرس!!!‬
‫مريم بدهشه‪ :‬قولي والله؟‬
‫نورة‪ :‬والله ‪ ..‬امي مرة قالت لي‪ ..‬شوفيني ‪ ...‬ما كنت احاتيه وياني‬
‫مريم‪ :‬انتي حلوة يا نورو يعني جذي جذاك كنتي بتعرسين ‪ ..‬لكن انا قبسه من يبيني ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬حبيبتي انتي والله الكل يبيج ‪ ..‬ومو صاحي اللي يعافيج يا بعد عمري‬
‫مريم فهمت ماذا تقصد فاتن واخفضت راسها حزنا وعادت الى حيث كانت مستلقية ونورة كالغبية بينهما ‪..‬‬
‫نورة‪ :‬والله انا اقول لكن‪ ..‬ل تحبن اللحين ‪ . .‬حبن بعد العرس‪ ..‬لنه احلى حب ‪ ..‬احلى شي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬شلون ؟؟‬
‫فاتن هي من تحدثت بدل عن نورة‪ :‬لنج كل يوم تكتشفين شي يديد فيه ‪ ..‬شي عن خلفيته ‪ ..‬شي من‬
‫شخصيته‪ ..‬من اللي يحبه ‪ ..‬واللي يكرهه ‪..‬واللي يفضله واللي يبعده عن نفسه ‪ ..‬مشاعره تجاهج ‪ ..‬تجاه اللي‬
‫تبينه واللي ما تبينه ‪ ..‬اللي يجرحج واللي يسرج ‪ ..‬واللي يخليج تبتسمين ‪ ..‬واللي يخليج تبجين ‪ ..‬كل شي‪..‬‬
‫كان صوت فاتن وكأنها تروي حكاية ‪ ..‬نورة ومريم كانتا تنظران اليها بعمق وباستغراب‪ ..‬كيف لفتاة عزباء‬
‫كفاتن ‪ ..‬ان تعرف كل هذا بالعلقات الزوجية‪..‬‬
‫نورة باندهاش‪ :‬بالضبط ‪..‬‬
‫مريم بصوت ناعم لتبعد الغصه التي انتابتها‪ :‬فتون شلون تعرفين كل هذا ‪ ..‬انا مااعرف‬
‫فاتن كانت تبتسم وتهل دمعاتها البريئه ‪ :‬لني اعيش هالحلم يا مريم ‪ ..‬انتي صج ارفيجتي وكل شي تدرينه‬
‫عني‪ ..‬لكن بسالفه القلب والحلم اللي امر فيها ‪ ..‬انتي ما تعرفين شي عني‬
‫مريم تقوم وتحظن صديقتها العزيزة‪ :‬فديتج فتون ‪ ..‬ل تبجين ‪ ..‬والله دموع نورو ول دموعج ‪..‬‬
‫نورة وهي تداري دموعها المتصاعدة‪ :‬وحشني ريلي بروح اتصل فيه ‪..‬‬
‫قامت نورة لتتصل في زوجها ‪ ..‬اما فاتن ومريم فبقين بين احضان البعض‪ ..‬يواسين قلبيهما الحزينيين ‪ ..‬ل‬
‫تعرفان ماالذي اصابهن ليبكين بهذه الحرارة ‪ ..‬هل هو حب الزواج ‪ ..‬ام هو الرغبة في الحب ‪..‬‬
‫مريم وهي تمسك يد فاتن‪ :‬فتون‪ ...‬انتي تحبين مشعل؟‬
‫فاتن تنظر لصديقتها بكل عجز‪ ......................... :‬وايد مريم ‪ ..‬وايد ‪..‬‬
‫مريم ‪ :‬قوليله انج تحبينه ‪ ..‬ول تحرقين قلبج جذي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انتي ينيتي ‪ ..‬انا اقوله اني احبه ‪ ..‬انا من متى احبه ‪ ..‬اهو حتى شكلي ما شافه زين‬
‫تذكرت اللقاءات الظرفية التي تشاركت فيها مع مشعل‪ ..‬كانت قصيرة ‪ ..‬ولكنها ذات اثر عميق‪..‬‬
‫فاتن تمسح دموعها‪ :‬وانتي قوليلي ‪ ..‬تحبين جراح‬
‫مريم تبعد يدها عن فاتن‪ :‬وخري زين ‪ ..‬انا مااحب المغرورين المعقدين امثال اخوج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هااه ‪ .‬حطي عينج بعيني وقولي انج ما تحبينه مثل ما تقولين‬
‫مريم وهي تضع عيناها بعيني رفيقتها‪ :‬احبه زين ‪ ) ..‬تبتعد عنها وهي مغضنة الوجه ( لكن اهو ما يستاهل حبي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يا بعد قلبي والله اللي يتغلوون ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ايه بعد ‪ ..‬انا ما عندي ال كرامتي‪ ..‬واخوج هذا يوم اللي بيخسرني فيه بيحس لجيمتي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انزين بس عاد ل نورة تدخل علينا اللحين ‪..‬‬
‫وتدخل نورة‪ :‬يالله بنات‪ ..‬انا بمشي بعد نص ساعه ‪ ..‬اللي عندكن لي قولوه اللحين ول ما راحتشوفوني لمده‬
‫سبوع‬
‫مريم‪ :‬ينيتي نورة ‪ ..‬نسيتي ملجه سناء بنت خالتي بعد يومين ‪..‬‬
‫نورة بصدمه‪ :‬ويه نسيت ‪ ..‬فيصل توه قايل لي عن سفرة ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬علىو ين؟‬
‫نورة بغرور‪ :‬دبي‪ ...‬شرايج؟‬
‫مريم‪ :‬ياه هنود انتو تروحون دبي‪..‬؟‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬
‫نورة بانحراج‪ :‬جبي انتي شدراج‪ ..‬دبي دار الحي اللي ترد الشايب‪..‬‬
‫فاتن تكمل‪ :‬صبي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬عفيه عليج ‪) ...‬تصد لختها( لكن انتي‪ ...‬الغباء بعينه‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يالله ذلفي ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههه بدينا ‪...‬‬

‫خالد في طرف اخر من المدينة‪ ..‬جالس مع احد اصدقائه المفضلين ‪ ..‬فاضل الذي لم يكن يقل عنه بالجنون‬
‫والغباء‪ ..‬ال ان قلبه الطيب صافي النية كان ما يحبب خالد فيه ‪ ..‬كان خالد قد انتهى من مشاهدة احد الفلم‬
‫الهندية التي يهواها بجنون ‪) ..‬مثلي( ‪ ..‬كان يفكر في تصرفات البطل التي اغوى بها البطله وجعلها مغرمة‬
‫به ‪ ..‬لبد وان المر سهل وال فكيف لهندي على حد تعبيره ان يغري فتاة بمثل هذا الجمال ‪..‬‬
‫خالد لفاضل الذي كان يتحدث لنفسه طوال الوقت‪ :‬فضلي‪ ..‬جم عمرنا اللحين؟‬
‫فاضل‪ :‬احنا برابعه ثانوي يعني ‪) ..‬يفكر فاضل بالعمر( امممم يعني ‪ 19‬سنه ‪..‬‬
‫خالد بتفكير‪ :‬يعني عادي نتزوج بهالسن‬
‫فاضل‪ :‬ل يا معود ‪ ..‬شنو نتزوج ‪ ..‬للحين ما استانسنا بشبابنا تبينا ننحبس‪..‬‬
‫خالد بنظرة مشمئزة لصديقه‪ :‬انا ابي اعرف‪ ..‬تستانس بشنو‪ ..‬يعني علقات وعوار راس وبنات وطلعات‪..‬‬
‫والله انك فاضي‪ ..‬الزواج شي ثاني تماما ‪ ..‬البنت راح تكون وياك على طول‪ ..‬ماكو شي حرام ‪ ..‬كل شي‬
‫حلل‪ ..‬محد يقدر ياخذها منك ‪ ..‬ول احد ياخذك منها ‪ ..‬تكون لك على طول ‪ ..‬فاهم يعني شنو على طول ‪..‬‬
‫‪for ever man‬‬
‫فاضل‪ :‬بعد‪ ..‬ما ابي اعرس‪ ..‬انا خلني قبل اشتري لي سيارة ملكي يديده من المعرض‪ ..‬بعدين يصير خير‪..‬‬
‫خبرك احنا هاليام مفقورين ‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ماكو فقير بالدنيا ال فقير الحياة والدين ‪ ..‬احنا ان كنا بضائقه يا ارفيجي العزيز ‪ ..‬فلن تكاليف الحياة‬
‫زادت‪ ..‬وال بالفقر‪ ..‬احنا اغنى الناس‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬كلم واحد يوعان ‪ ..‬انت قانع انا ل‪ ..‬انا ابي وابي وابي‪ ..‬ولني ملقي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شنو مو ملقيه؟؟‬
‫فاضل‪ :‬خلنا اللحين من اللي انا ابيه ‪ ..‬قول لي انت بتعرس على منو؟‬
‫خالد بنظرة ساحرية ‪ : ..‬فاتنتي ‪..‬‬
‫فاضل بغباء‪ :‬منو؟؟؟‬
‫خالد وهو يجلس ويكلم رفيقه والف النجوم تلمع بعينه‪ :‬فاتنتي ‪ ..‬اللي مخبلتني ‪ ..‬اللي مالكه روحي وعقلي‬
‫وكياني وكل ما فيني من يوم وانا بالمهاد للحين ‪ ..‬حتى قبل ل نتولد ‪ ..‬كنت احبها ‪ ..‬فاتنتي اللي ليما تمشي انا‬
‫احس ان الرض وكل الدنيا تتحسب خطواتها الناعمة‪ ..‬هادية وحلوة ورقيقة وايه بالجمال ‪ ..‬هذي يا فاضل ليما‬
‫تبتسم لك ‪ ..‬ااااا خ‪ ..‬جرحك يطيب‪ ..‬وليما تتنهد على حالك ‪ ..‬تحس نفسك ملك الدنيا‪ ..‬وليما تسوي لك ذاك‬
‫الفتوش‪ ..‬تخليك مختبل على عمرك‬
‫فاضل‪ :‬طباخه اهي ‪.‬‬
‫خالد باشمئزاز‪ :‬ل‪ ..‬طبالة‬
‫فاضل بحماس‪ :‬والله ‪ ..‬احلف؟‬
‫خالد بعصبية‪ :‬اللحين انت من صجك يعني ‪ ..‬اقول لك حلوة تقول لي طباخة‬
‫فاضل‪ :‬انت تقول فتوش وماادري شنو‪..‬حسبتها طباخه ‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اللحين انت والله‪ ..‬بتخليني ‪ ....‬خلني ساكت احسن لك ‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬انزين خلنا نقوم نروح عند جراح ولد عمك‬
‫خالد‪ :‬ليش بالله‪ ..‬مو مالي عينك انا ‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ل بس اليوم عندهم تفحيط على الشارع ‪ ..‬خلنا نروح‪..‬‬
‫خالد ينظر لخالد بكل تعجب واستخفاف‪ :‬تفحيط ‪ ..‬ويا هالسيارة ‪..‬يعني اذا انت ما تحترمها انا احترمها ‪ ..‬خلنا‬
‫نروح بيوتنا احسن لنا‪..‬‬
‫فاضل بحزن‪ :‬نروح البيت لمنو‪ ..‬لمي اللي تبجي ابوي صبح وليل‪ ..‬ول اخواني اللي من اشوفهم ماادري شراح‬
‫يصير فيهم ‪ ..‬خلني قاعد هني احسن لي‬
‫خالد حن لصديقه اليتيم الذي فقد اباه في غزو الكويت ‪ ..‬وحمد الله ان اباه قد عاد سالما من هناك ‪..‬‬
‫خالد بكل حنان‪ :‬خلنا نروح يالفضلي‪ ..‬ما نبي نيلس هني ‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬انت روح انا بظل هني ‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انزين تعال وياي بيت عمي بو جراح ‪ ..‬بتسوي لك خالتي ام جراح احلى فتوش ظقته بعمرك‪.‬‬
‫فاضل بابتسامه‪ :‬عادي يعني؟‬
‫خالد‪ :‬ال عادي وونص‪ .‬هذول ناس صج بيتهم صغير‪ ..‬بس قلبهم كبير‪ ..‬يالله الفضلي‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬يالله ‪..‬‬

‫وركبا الصديقين بالسيارة الخربة نحو بيت الخير‪ ..‬بيت بو جراح الذي ل يعلم ال الله ان كان سيظل كما هو‬
‫الن ‪ ..‬ام ان المور قد تتغير‪..‬‬

‫عادت فاتن على الساعة الثامنه والنصف‪ ..‬ووصل معها خالد ورفيقه في نفس الوقت‪ ..‬فاضل كان منحرجا‬
‫قليل للموضوع ولكن فاتن برقتها وطيبتها شجعته وابعدت الخجل والحراج عنه‪ ..‬وهكذا دخلوا الشباب كلهم‬
‫ولكن فاتن عاودت الخروج من اجل اغلق البوابه ورأته‪ ..‬كان وكانه واقف ينتظرها وينتظر منها ان تظهر له ‪..‬‬
‫لم تستطع ان تحرك نفسها وتغلق البوابة ‪ ..‬لنها كانت منومة مغناطيسيا بمشعل‪ ..‬كانت نظراته غريبة ‪..‬‬
‫حانية ‪ ..‬معاتبة ‪ ..‬شقية‪ ..‬بريئة‪ ..‬كل هذا فيها ‪ ..‬خليط عجيب‪..‬‬
‫لم تعي فاتن ال ومشعل قد اقترب منها ‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬مساء الخير‪..‬‬
‫فاتن بصدمه‪ :‬مساء النور ‪ ..‬يا هل‪..‬‬
‫مشعل‪ ...... :‬شلونج فاتن‪..‬‬
‫فاتن وقلبها يدق ‪ .... :‬ابخير‪ ..‬وانت؟‬
‫مشعل‪ :‬زعلن‪..‬‬
‫فاتن استغربت‪ ..‬مم قد يزعل‪ .. :‬عسى ما شر‪..‬‬
‫مشعل وهو يقترب اكثر‪ :‬الكل تحمد لي على سلمه ردتي من اميركا‪ ....‬ال اللي كان قلبي وده اهم يسلمون‬
‫علي بعد‪..‬‬
‫تزلزت الرض من تحتها‪ ..... :‬من؟؟‬
‫مشعل وقد اصبح واقفا امامها‪................ :‬انتي‪...‬‬
‫استدارت فاتن لتغادر ولكن ‪ :‬تكفين فاتن خلج‪...‬‬
‫وقفت فاتن مكانها عند سماعها لرجائه والتفتت بكل بطء‪ ... :‬خير‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬انا ل ياي اتحرش‪ ..‬ول العب‪ ..‬واصل انا ما عندي وقت اني العب‪ ...‬بس يا فاتن حبيت اخبرج‪ ..‬انج في‬
‫بالي‪ ...‬من ذاك اليوم قبل سبع سنين وانتي في بالي‪ ..‬وما راح اهدى‪ ..‬ال لما تصيرين لي ‪...‬‬
‫تجمدت فاتن مكانها‪ ...‬لم تعرف ماالذي تقوله ‪ ..‬هل هذا حلم؟ ام حقيقة‪..‬؟ الغني يحب الفقيرة ‪ ..‬الوسيم‬
‫يحب العادية ‪ ..‬ليمكن ‪ ..‬كيف يمكن ان يحصل هذا‪ ..‬ان يحس هو لحاسيسها ‪ ..‬ان يفهم ما يتزلزل بجوفها مذ‬
‫ذاك اليوم ‪ ..‬حتى الن ‪ ...‬يعاني بمعاناتي‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬اللحين ابيج تدخلين البيت‪ ...‬لن الوقت متاخر ‪ ..‬ومو حلو ان حبيبتي توقف بالشارع جذي‪ ..‬حتى لو‬
‫كانت وياي‪..‬‬
‫لم تتكلم فاتن بل اطاعته بكل هدوء‪ ..‬وعندما التفت عنها مشعل ليعود على اعقابه‪ :‬مشعل‪..‬‬
‫مشعل يلتفت بكل شوق ‪ .. :‬عيون مشعل‪.‬‬
‫فاتن والحيا قد صبغها‪ : ..‬حم ‪ ...‬حمد لله على السلمه‪ ..‬نورت الفريج ‪...‬‬
‫لم تنتظر ان يجيبها و ‪ ..‬ركضت ‪ ..‬نعم ركضت كالطفلة إلى داخل المنزل ‪ ..‬لم تقدر ان تتماسك ول ان تخفي‬
‫خجلها وابتسامتها ول فرحتها العامرة من ما جرى للتو‪ ..‬هل هو حقيقة ‪ ..‬ام حلم جميل قد انصب في حياتها‬
‫العادية البسيطة‪ ..‬مشعل الخر لم يصدق ماذا حدث‪ ..‬كيف اظهر كل هذه الشجاعه واخبرها بما هو يمر فيه‬
‫منذ ‪ 7‬اعوام‪ ..‬كل اللذي فعله هو قفزة عاليه بالهواء وهو يحس بالطرب في انحاء جسده وكل عرق من‬
‫عروقه ينادي باسم فاتن ‪..‬‬
‫لم تتعشى فاتن وصعدت مباشرة لغرفتها واغلقت الباب‪ ..‬انها محتاجه لن تكون لوحدها ‪ ..‬ان تكون لوحدها‬
‫مع افكارها واحلمها وكلم مشعل‪ ...‬مشعل‪ ..‬واخيرا‪ ...‬واخيرا تحقق حلمي ‪ ..‬فهو يحبني كما احبه ‪ ..‬ويرغبني‬
‫كما ارغببه ‪ ..‬يا ربي‪ ..‬الحمد والشكر لك ‪ ..‬الحمد والشكر لك ‪..‬‬
‫وقفت عند نافذتها تنظر للسماء‪ ..‬لختها الغاليه عاليه ‪ ..‬دموعها تحادرت على خدودها الناعمه من فرط‬
‫السعادة ‪ ..‬لكنها لم تنسى ابدا ان لو عاليه كانت هنا ‪ ..‬لكان الوضع قد اختلف‪ ..‬تماما ‪..‬‬
‫فاتن للسماء‪ :‬ايه علووي ‪ ..‬يا ريتج وياي‪ ..‬ياريتج وياي وتعرفين انا شنو امر فيه ‪ ..‬احلى شي يمكن يصير في‬
‫حياتي من بعد روحتج يالغاليه ‪ ..‬حلمي الزلي راح يتحقق‪ ..‬او انه قاعد يتحقق‪ ..‬بس انا خايفه ‪ ..‬وكل اللي ابيه‬
‫منج انج ترعيني ‪ ..‬وتراقبيني ‪ ..‬لنج اكثر انسانه انا احبها يا عاليه ‪..‬‬
‫مسحت دموعها والتفتت لتدخل إلى دارها ولكن لفت انتباهها النور الذي شع من احد غرف قصر بيت‬
‫النهيدي ‪ ..‬انها الغرفه المقابله لغرفتها ‪ ..‬وهاهو مشعل يطل منها علي‪ ..‬كم هو مجنون‪ ..‬فاتن سرعان ما‬
‫دخلت غرفتها واغلقت النافذه وسدلت الستارة الحريريه لتسد نظر مشعل عن ما يجري بالغرفه ‪ ..‬ولكنها‬
‫رفعت الستارة قليل لترى ان كان ما زال هناك او ل‪ ..‬لم يكن هناك ‪ ..‬لكنه قد وضع ملصق على رسم قلب‬
‫مشع‪ ..‬لم تستطع فاتن ال ان تضحك وترمي بنفسها على فراشها ‪ ..‬استعدادا إلى حلم جديد ‪ ..‬وخيال اجدد‪..‬‬
‫هل ابتدى الحب‪..‬‬
‫هل استيقظت كل المشاعر‬
‫هل هذا هو بداية عاصفه شديدة من المشاعر والعواطف والغرام ‪..‬‬
‫ولكن‬
‫ما الذي سيحصل‪ ..‬بين فاتن ومشعل‬
‫او فاتن وخالد‬
‫او ‪..‬فاتن ومساعد ‪..‬‬

‫الجزء الرابع‬
‫هاقد مر شهر على عودة مشعل من السفر‪ ..‬وبدت المتحانات النهائية ‪ ..‬لتنهي فاتن اخر سنه دراسيه لها‬
‫بالثانوية ‪ ..‬ما الذي تعتقدونه قد حصل؟؟ هل اكتفى عصفوري الحب من تلك الليلة ؟ ام انهما قد عاودا التفكير‬
‫فيما جرى و تراجعا‪..‬؟؟‬
‫ابدا‪..‬‬
‫بالعكس‪..‬‬
‫زادت علقة فاتن مع مشعل قوة وصلبه مع السابيع الماضية ‪ ..‬لم يوجها لنفسيهما أي حوارات كما تلك الليلة‬
‫‪ ..‬بل اكتفيا بالرسائل التي يتركونها لبعضهم البعض‪ ..‬وانتظار مشعل لفاتن في الصباح وفي وقت عودتها ‪..‬‬
‫فاتن كانت تحس بان ما يجري خاطئ‪ ..‬ولكنها ل تقدر ان تمسك قلبها اكثر‪ ..‬ومشعل ايضا‪..‬احس بان ما يقوم‬
‫به طفولي‪ ..‬ول يناسب شاب في مثل عمره تجاه فتاه كفاتن ‪ ..‬لنها اغلى من هذه المور‪ ..‬وارقى ايضا‪..‬‬
‫ولكنه ما زال صغيرا ليتقدم لها ‪ ..‬ان كان عليه ‪ ..‬لتقدم ‪ ..‬ولكنه يخاف من ردة فعل اهلها‪ ..‬قد ل يوافقون ‪..‬‬
‫لنها ما زالت صغيرة ‪ ..‬ولنه ما زال بالجامعة‪ ..‬ولكنه لن يجلس مكتوف اليدين اكثر عن الموضوع‪ ..‬يجب ان‬
‫يكلم احد ‪ ..‬لكي يساعده في جعل المر رسميا‪..‬‬

‫من ناحيه اخرى‪ ..‬مساعد قد بدأ يعيش حياة اخرى تماما ‪ ..‬اختلف مساعد عن مساعد السابق‪ ..‬بدأ يضحك‬
‫اكثر ‪ ..‬ويمرح اكثر‪ ..‬ويتكلم اكثر‪ ..‬اهله واصدقائه انصعقوا من هذا التبدل الغريب من نوعه‪ ..‬ولكنهم حمدوا‬
‫الرب لنه قد عاد للحياة من بعد هذا الموت البطئ والحرب الداخلية التي كان يعيش فيها ‪ ..‬ولكن عند مساعد‬
‫لم يكن هناك أي شخص مسؤول عن هذا التحول ال هي ‪ ..‬فاتن ‪ ..‬او عاليه ‪ ..‬ولكن فاتن يناسبها اكثر‪ ..‬لنها‬
‫فتنته حقا‪ ..‬واستطاعت ان تحتل قلبه وروحه وتعيد له الفرح والحبور ‪..‬‬
‫لم يكف يوما عن حب عاليه ‪ ..‬بل زاد حبها في قلبه ‪ ..‬وزادت فرحته بالحياة لن عاليه ستعود له من جديد‬
‫ومرة اخرى‪..‬‬

‫في الصباح الباكر ‪ ..‬فاتن تخرج مسرعه وهي مرتبكه وخايفه ‪ ..‬اليوم امتحان مادة اللغه النجليزية‪ ..‬ولنها‬
‫تخاف قليل من المادة كانت متوترة بعض الشيء‪ ..‬ولكن سرعان ما تلشى التوتر والخوف عندما رات مشعل‬
‫واقف عند سيارته ينتظرها لينطلق معها إلى الجامعه‪ ..‬ابتسمت فاتن وانزلت بصرها للرض وهي تسير إلى‬
‫المحطه ‪ ..‬ومشعل يرتقي سيارته ويسير بعيدا عنها‪ ..‬احست فاتن بالحزن عندما غادر‪ ..‬ولكنها عاودت‬
‫البتسامه وتكلمت مع نفسها‪ :‬في حفظ الله يا حبيبي‪..‬‬
‫مشت بضع خطوات ال و بوق سيارة يطلق من خلفها ‪ ..‬لم تلتفت لنها اعتقدت انه احد الشباب الطائش ‪..‬‬
‫السيارة واصلت المسير إلى ان وصلت لعندها وفتحت احد النوافذ‬
‫مريم‪ :‬فتون وويع انطق عليج الهرن ليش ما تطالعينه‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬خبصتي قلبي يالشاذيه ‪ ..‬وليش التفت لو ما كان انتوا جان اللحين بيظلون يلحقوني لطول درب‬
‫المحطه‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انزين يالله ركبي بنوصلج احنا اليوم‬
‫فاتن تطيل النظر لترى من السائق‪ :‬ل ما يحتاج بروح بالباص‬
‫مريم نزلت ‪ :‬يالله فتون اليوم مساعد متطوع انه يوصلنا ل تخلينا نفشله‬
‫فاتن بصوت خافت‪ :‬فشيله والله مريوم ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل والله عادي صدقيني ‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬اممممم‪ ..‬اوكيه‬
‫مريم‪ :‬عفية عليج ‪..‬‬
‫فاتن ابتسمت لرفيقتها وسارت معها للسيارة‬
‫فاتن وهي تدخل‪ :‬السلم عليكم‬
‫مساعد بصوته السر‪ :‬وعليكم السلم والرحمه ‪..‬‬
‫مريم ‪ :‬يالله مساعد المتحان بعد ربع ساعه وللحين ما عدلت البراشيم‬
‫مساعد ‪ :‬شبراشيمه‪ ..‬ريم خلي عنج هالحركات‬
‫مريم ‪ :‬انزين انزين ) تغمز لصديقتها من المراة الجانبيه( مو حقي حق فتون‬
‫فاتن انحرجت من ما قالته رفيقتها وامام اخيها ولكن مساعد ‪ :‬مااظن ‪..‬‬
‫اقشعر بدن فاتن من صوت مساعد ‪ ...‬كم هو مخيف‪ ..‬لم تره منذ ذلك اليوم عندما بحلق فيها وكانه يراها‬
‫لول مرة ‪..‬‬
‫تذكرت مريم سمية التي تنتظرهن بالمحطه‪ :‬ويييه سعود فديتك خلنا نمر المحطة ناخذ سموي ل تاكلنا‬
‫بالمدرسة لننا ما وصلناها ويانه‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬انزين دامها بالمحطه خليها هناك ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل ل مافيني عليها تكفى‪ ..‬نجرتها وحنتها تخلي الشيب يطلع من الراس‪ ..‬مر عليها تكفى‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انزين ‪..‬‬
‫وهكذا مر مساعد على سمية التي وقفت مدهوشه من فخامة سيارة اخ مريم ومن وسامته ايضا‪ ..‬وعندما‬
‫دخلت لمعت عيناها برؤية فاتن ‪ ..‬مريم قد طلبت من فاتن ان ل تذكر شيئا عن زيارتها لمنزلها كي ل تشعلها‬
‫سمية حربا ‪..‬‬
‫فاتن قد شرد فكرها عن احاديث مريم وسمية ‪ ..‬تنظر للمارة والقارعة والسيارات التي تسير معهم في نفس‬
‫الطريق‪ ..‬والتفتت لسيارة تعرفها ‪ ..‬انها سيارة مشعل‪ ..‬نعم كان هو ‪ ..‬يا اللهي ما هذه المصيبة ‪ ..‬قد تلتفت‬
‫مريم او سمية ‪ ..‬يبدو عليه الغضب‪ ..‬او العصبية ‪ ..‬ل بد وانه لم يتوقع ان اغادر مع اخ مريم ‪ ..‬نظرت اليه فاتن‬
‫بنظرة رجاء ان يغادر ولكنه عاند وبقى معهم بالطريق‪ ..‬فاتن ابعدت بصرها عنه كي ل ينتبه لها مساعد ‪..‬‬
‫وظلت تراقب الثنين ‪ ..‬مساعد ومشعل‪ ..‬واثناء مراقبتها لمساعد لحظت عينيه اللتان تظهران في المراه‬
‫الماميه ‪ ..‬وغابت عن الوعي‪ ..‬كم هما ساحرتين وفاتنتين ‪ ..‬عميقتين كبركتين من ‪ ..‬من المياه ‪ ..‬المظلمة‪..‬‬
‫واثناء مراقبتها للعينين انتبه لها مساعد ورمقها بنظرة سريعة احرقت كل دمائها وافحلت لونها إلى اللون‬
‫القرمزي ‪ ..‬واحست فاتن ان ما يجري معها اليوم مع مشعل وما يحدث مع مساعد ‪ ..‬هما اكثر ما قد تتحمل‬
‫باليوم ‪ ..‬الذي لم يبدأ بعد ‪..‬‬

‫خرجن الفتيات من السيارة ودخلن المدرسة ‪ ..‬اما فاتن فقد ابطأت مسيرها وهي تراقب سيارة مشعل التي‬
‫تقترب‪ .‬وحالما اقتربت قفزت سميه امامها‬
‫سميه‪ :‬الله على الزقرتيه ‪ ..‬فتون شكلج طيحتيه ‪.‬ههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬منو منو؟؟‬
‫فاتن وهي تحس بالنحراج‪ :‬ول احد يالله ندخل‬
‫سميه تكلم مريم‪ :‬شوفيه مريوم اللي في البي ام ‪745‬‬
‫مريم تطيل النظر‪ :‬لحظه‪ .....‬اعرفه انا ‪ ..‬وكاني شفته من قبل‪ ..‬فتون تعرفينه؟؟‬
‫فاتن ‪ :‬هاا‪ ...‬انا؟؟ من وين اعرفه ‪...‬؟؟ مااعرفه ‪....‬‬
‫سميه‪ :‬اكيد يعرفج فتون لنه كان يلحقنا طول الدرب ‪ ..‬من يوم خذيتوني من المحطه‪..‬‬
‫فااتن بقله صبر وهي تدخل المدرسه‪ :‬اوهووو ماادري ماادري‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هي فتون نطري ‪..‬‬
‫سميه تستوقف مريم ‪ :‬مريم كاهو كاهو ‪..‬‬
‫وقفت مريم وهي تنظر للشاب الذي يسوق السيارة ‪ ..‬وتوضحت ملمحه لها ولكنها ظلت متشككه ‪ ..‬ولكن‬
‫مزاج فاتن العكر والخائف المتوتر هو من اكد لها شكها ‪..‬‬
‫بدت مريم وكانها عرفت الحبكه ولهذا سالتها سميه ‪ :‬تعرفينه مريوم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هاا‪ ....‬ل مااعرفه ‪ ..‬من وين اعرف هالمزايين ‪ ..‬انا من يوم عرفتج انتي وفتون مااعرف ال الجياكر ‪..‬‬
‫سميه‪ :‬مصكه عليج اللحين من زينج انتي‬
‫مريم‪ :‬احلى عنج ‪..‬يالله ندخل ‪..‬‬
‫فاتن التي احست بالرهاق الشديد من ما جرى هذا الصباح قد زاد توترها وخوفها من المتحان لدرجه انها‬
‫بدأت بالبكاء الشديد من دون ان يعرف احد السبب‪ ..‬مريم التي وقفت عاجزة امام صديقتها لم تقدر ال ان‬
‫تحاول في تهديئها ‪ ..‬ولكنها لم تقدر ‪ ..‬لذا نادت على خالتها ممرضة المدرسه عزيزة ‪..‬‬
‫اتتها الخاله وهي تسير مسرعة مستعجبة ان فاتن قد يصيبها أي شي‪ ..‬وعندما رأت فاتن خالتها زادت نوبة‬
‫بكائها المرير وحضنت خالتها بقوة وكأنها خائفة من شي كبير‪..‬‬
‫وحدهما في غرفة التمريض بعد مدة‪..‬‬

‫عزيزة‪ :‬ها فتون ‪ ...‬هدأتي شوي؟؟‬


‫فاتن بتعب‪ :‬شوي‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬اسم الله عليج‪ ..‬عين وما صلت على النبي‪ ..‬شحاشج يا فتون وارتبكتي جذي‪ ..‬ما خبرت المتحانات‬
‫تخرعج جذي‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬ماادري خاله‪ ..‬مرة وحده حسيت نفسي ضعيفة ومااقدر امسك نفسي اكثر وبجيت‪ ..‬حسيت بالخوف‪..‬‬
‫والتوتر‪ ..‬والتعب‪..‬‬
‫اغمضت فاتن عينيها ‪ ..‬لم تمر قط بمثل هذه التجربة العصبيه المرهقه ‪ ..‬شدة الخوف من ان يلحظ احد‬
‫مشعل وانعجاب صديقيتها فيه زادت من عصبيتها وانشداد اعصابها الفتيه التي لم تعرف هذه المشاعر‬
‫مسبقا‪ ..‬مسكينه فاتن‪ ..‬يبدو ان الحب وحده يرهقها ‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬استريحي حياتي ‪ ..‬وانا بتصل في امج اتيي تاخذج ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل خاله ‪ ..‬من وين امي اتيي تاخذني‪ ..‬ابوي هاليام وايد مشغول وخبرج السيارة الثانيه عندجراح الي في‬
‫الكلية ‪ ..‬يعني ما في فايدة‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬انزين انا بردج البيت‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ماله داعي‪ ..‬اللحين بطيب‪ ..‬وماابي افوت المتحان على نفسي‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬عادي يا حبيبتي ‪ ..‬ياكل تبن المتحان اللي يسوي فيج جذي‪.‬‬
‫فاتن تبتسم ابتسامه صفراء‪ :‬الله يخليج خالتي‪ ..‬اللحين بصير احسن ‪ ..‬ل تحاتين‪..‬‬
‫عزيزة تنظر لفاتن ابتسامه حنونه وهي تنظر اليها ‪ ..:‬وزنج بعد ناقص شوي هاليام ‪ ..‬تاكلين زين؟‬
‫فاتن ببراءة‪ :‬أي‪ ...‬مثل قبل‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬مااظن ‪ ..‬شكلج تاكلين نص الكل ‪ ..‬لنج قبل كنتي رشيقة ‪ ..‬اللحين استويتي عصى‪..‬‬
‫تقترب الخاله من ابنه اختها‪ :‬فتون‪ ...‬انتي تحبين ؟؟‬
‫فاتن انصدمت‪ :‬هاا‪ ..‬للللل‪ ..‬مااحب ‪ ..‬شنو احب ‪ ..‬ماكو شغل احب ‪ ..‬ل مااحب ‪ ..‬مااحب انا ‪ ..‬مااحب‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬انزين ازين ل تاكليني ‪ ..‬ما تحبين ‪ ..‬بس حاسبي فتون ‪ ..‬لزم تاكلين زين لفترة المتحانات‪ ..‬عشان‬
‫يتركز انتباهج‪ ..‬وتصيرين بنت حلوة رشيقه‪ ..‬مو جذي ويهج خاك لونه ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا بخير ‪ ..‬بس المتحانات شكلها بتاخذ عمري قبل ل تخلص‪ ..‬خبرج اخر سنه هذي‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬من جذي انا اقول اللي اقوله ‪ ..‬لنها اخر سنه ‪ ..‬حاولي انج ما تشدين على عمرج وايد وترهقين نفسج‬
‫‪ ..‬ناس تروح فيها ل سمح الله بسبب هالنوع من التوتر‪.‬‬
‫فاتن لم تكن تحس بالتوتر من المتحانات المدرسيه ابدا ‪ ..‬ولكن كان عليها ان تقول ما تقوله كي ل تعود‬
‫خالتها لتكهنها المسبق من كونها واقعة في الحب ‪ ..‬لنها تفضل الموت على ان يظن بها انها مغرمه باحد‬
‫الشبان‪ ..‬حتى ولو كان مشعل‪ ..‬فالمر اقوى منها ‪ ..‬وكونها فتاة عازبه ل تعرف بامر العلقات العاطفية ‪..‬‬
‫ارحم لها من أي شي اخر ‪..‬‬

‫انتهى وقت المتحان واتصلت مريم باخيها مساعد لكي يحضرها الذي هب كالعصار من اجل احضار اخته ‪..‬‬
‫الجميع بمكتب المحاماه الذي هو يملكه ويديره تعجب من خروجه المفاجئ هكذل وبكنه علل الخروج بظرف‬
‫عائلي‪ ..‬المعروف عن مساعد انه شديد الحرص على ان يكون اول من يحضر واخر من يغادر‪ ..‬لكن من‬
‫اخرجه اليوم لم يكن أي شخص‪ ..‬وانما قلبه الذي عاد عاشقا لكل الحب والغرام والهيام ‪...‬‬
‫مريم استبقت صديقتها فاتن التي حتى الن لم تغادر ملمحها اعراض العياء المفاجئ هذا الصباح‪ ..‬لم تسمح‬
‫لها ان تستقل الباص المخصص بايام المتحانات وابقتها كي تغادر معها ‪ ..‬عندما وصل مساعد لخته التفتت‬
‫فاتن ل اراديا بوجه مساعد ‪ ..‬الذي لول مرة تسمح لها الفرصه ان تراه واضحا امامه‪ ..‬على الرغم من‬
‫ضخامه مساعد ال انه كان نحيل بعض الشي‪ ..‬ولربما لو ارتدى ملبسا اكثر عمليه ‪ ..‬كالبنطلون والقميص لبدى‬
‫انحل بكثير عن الزي التقليدي ‪ ..‬ولكنه بنفس الوقت يزدان بهذا الزي لدرجه ان جميع الفتيات التفتن لصاحب‬
‫السيارة الفخمة وتعجبن عندما عرفن انه اخ مريم ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬تكفين مريوم‪ ..‬والله فشيله انتي روحي وابوي اللحين بيي لي ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬لو تموتين مااخليج واقفه هني وانا اروح ‪ ..‬يالله فتون لتكسرين بخاطري‪..‬‬
‫فاتن باعياء واضح‪ :‬مريم تكفين ‪ ...‬ل تعلين قلبي بالحنه‬
‫مريم‪ :‬اللحين بوريج‪..‬‬
‫تركت مريم صديقتها وسارت ناحيه اخاها الذي كان يراقب الوضع اسفل نظارته العسليه العاكسة ‪ ..‬ما بها‬
‫فاتن ‪ ..‬لم تبدو هكذا‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مساعد شوف فاتن مو راضيه اتيي ويانه‬
‫مساعد تعلل قلبه من رفض فاتن ولكن‪ :‬خليهه ما تبي ‪ ..‬ليش تغصبينهه‬
‫مريم بعجب‪ :‬مساعد‪ ..‬الحين بغيتك عون صرت لي فرعون‪ ..‬قوم كلمهه حجها ‪ ..‬اهي ليوم اصل وايد تعبانه ‪..‬‬
‫امسك مساعد قلبه ‪ ..‬مابها ‪ ..‬بالصباح كانت مزدانه بجمال الكون كله ‪ ..‬ما بالها لتمرض هكذا فجأة ‪ ..‬خاف‬
‫عليها وخرج من السيارة لين تقف فاتن ‪..‬‬
‫فاتن لم تفارق عينيها الرجل الذي خرج من السيارة متجها ناحيتها ‪ ..‬كم هو وسيم‪ ..‬وضخم‪ ..‬و‪ ..‬يشابه احدا‬
‫ما‪ ..‬كانت فاتن تنظر للرجل الذي يسير بطريقة مرنة جدا وكتفيه يعاقبان السما من عرضها و طوله الفارع‪..‬‬
‫انها اول مرة يكلم فيها مساعد فاتن‪ ..‬وبرغم هدوء المصطنع ال انه يحس بالرتعاب والرتباك من التكلم‬
‫معها ‪ ..‬فهي تبدو سهلة التهشم والكسر‪..‬‬
‫مساعد بنعومه غريبه ‪ :‬صباح الخير‪ ..‬فاتن ليش مو راضيه اتيين ويانه‪..‬؟‬
‫فاتن حست بانها ستختفي عن الدنيا من ضخامه الرجل ‪ .. :‬مافيني شي‪ ..‬بس ‪ ..‬ماابي اظيق عليكم‬
‫مساعد بابتسامه اذابت قلب الفتاة‪ :‬ل ما عليج ‪ ..‬يوم اللي بنتظيق منج بنقول لج‪ ..‬مو متعودين الناس يفكرون‬
‫عنه ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ولكن‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ول لكن ‪ ..‬يالله ‪ ..‬نوصلج ‪ ..‬لن ابوج بيستهم عليج جذي‪..‬‬
‫فاتن استسلمت‪ :‬انشالله‪..‬‬
‫وصعدت فاتن مع مساعد واخته‬
‫مساعد ظل يسير بقوة وبكل عنفوان ‪ ..‬ال ان قلبه كان يرتجف من شده الرتباك والتوتر‪ ..‬كل شي مشابه‬
‫لعالية ‪ ..‬ال صوتها الناعم ‪ ..‬عالية كانت تمتلك ذو بحة رائعه‪ ..‬حتى فاتن ‪ ..‬صوتها جميل‪..‬‬
‫طول الدرب وفاتن شاردة ‪ ..‬ل تسمع شي ول تحس بشي‪ ..‬فقط تفكر باللذي حصل معها في الصباح‪ ..‬كيف‬
‫انهارت هكذا‪ ..‬الخوف من ان يرى احد مشعل ‪ ..‬وهذا الشخص الذي تحس بقدم الصلة بينها وبينه ‪ ..‬كيف‬
‫حدث ما حدث‪ ..‬بدوت كالمجنونة ‪..‬ربي ارحمني‪ ..‬هل من يغرم يحدث هذا معه‪ ..‬الرحمه يا رب‬

‫وصلوا إلى منزل فاتن وهي إلى الن تائهة في أفكارها ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬فتوون‪ ..‬فتون‪ ..‬فاتن‬
‫فاتن وهي تنتبه‪ :‬هااا‪ ...‬شنو ‪ ..‬هل‬
‫مريم تبتسم بعذوبه‪ :‬حياتي وصلنا بيتكم‪..‬‬
‫فاتن تلتفت من النافذة وهي مستغربه ‪ ..‬ومنحرجه‪ :‬اوه‪ ...‬مسامحه ما انتبهت‬
‫مريم بصوت خافت‪ :‬يتهنى به‬
‫فاتن لم تجب بل اصطبغت علئمها بالدم من ما نطقت به رفيقتها ‪ ..‬كم هي غبية‪ ..‬ل اراديا نظرت إلى مراة‬
‫السائق لترى مساعد ان كان قد سمع ما قالته اخته ام ل‪ ..‬ولكنها تعلقت بعيون كلها اسرار وكلها احاديث‬
‫غريبة للف ليلة توالت خلف بعضها البعض ولكن حبستها مجاري الدموع‪ ..‬لم تستحمل فاتن وخرجت مسرعة‬
‫إلى داخل المنزل ناسية مشعل الذي كعادته ينتظرها ككل يوم عند رجوعها من المدرسة‪..‬‬
‫مريم تنظر إلى مساعد بكل غرابة‪ :‬اشفيها فاتن؟‬
‫مساعد بعصبية‪ :‬ماتسألين روحج يالملقوفه ‪ ..‬لزم تتكلمين وتعصبين الناس‬
‫مريم بعجب‪ :‬انا‪ ..‬وانت اللحين شكارك‬
‫مساعد‪ :‬وخري زين ل اذبحج ‪ ..‬ملقوفة وحدة‬
‫مريم لم تتكلم بل اكتفت بفغر فاهها من الصدمة‪ ..‬ماباله مساعد وقد امتلئت قواسمة بالغضب العارم من ل‬
‫شي ‪ ..‬ان كانت فاتن هي الحزينة‪ ..‬لم هو منزعج ايضا؟؟ ما به مساعد؟‬

‫مشعل الذي كان واقفا عند مرآب منزلهم حزين ومتوتر من تجاهل فاتن له ‪ ..‬ما بالها ‪ ..‬تبدو مريضه‪ ..‬او‬
‫حزينه‪ ..‬ماذا حدث‪.‬؟ كانت مرتاحة بالصباح ‪ ..‬مالذي قد حصل؟؟‬

‫الجزء الخامس‬
‫دخلت فاتن مسرعة داخل المنزل واهي تنتفض من شدة الرتباااك‪ ...‬صعدت السللم بسرعة وامها التي‬
‫خرجت من المطبخ ترى من حضر المنزل‪ ..‬نادتها ولكن فاتن لم تكن تسمع‪ ..‬كان قلبها يدق لدرجه انه أصمها‬
‫عن السمع‪..‬‬

‫دخلت غرفتها وهي تسد الباب بقوة تصفق الريااح بعارض الحائط المجاور له‪..‬‬
‫وقفت عنده وهي تحتضن كتاب مادة المتحان‪...‬‬

‫استرخت يداها قليل فانسابت أوراق المراجعة من بين يديها كالماء‪ ..‬وهي مغمضة عينيها كي ل تفتحها وترى‬
‫عيني مساعد مرة أخرى‬
‫يا إلهي‪ ..‬يا الهي ما بالي‪ ..‬ما باله قلبي ل يهدى‪ ..‬وما بالها عيني تابى ان تفتح نفسها‪ ..‬من هذا المساعد ولم‬
‫يمتلك هذا التاثير الساحق علي؟ لم احس اني اعرفه واني رايته مسبقا‪..‬‬

‫كانت تمشي ناحية سريرها وتجلس بتعب ووهن‪ ..‬اين رايته‪ ..‬في احلمي؟ ل اظن‪ ..‬ولكن في مكان‪ ..‬مكان‬
‫حميم ويبعث في قلبي الحنان‪ ..‬ااااااه لم تطرا عالية على بالي كلما رايته‪ ..‬لم احس اني ارى في عينيه‬
‫صورتها تموج في بحر من السى والحزن‪ ..‬ااااه يا قلبي‪ ...‬ما الذي يجري معك‪ ...‬ما الذي يحصل معك‪ ..‬لم‬
‫هذا الخوف‪ ..‬لم هذا التوتر‪...‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ...‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ..‬اعوذ بالله منك يا ابليس يا من يبغض راحة المؤمنين‪..‬‬
‫مرافقا لهم كالظل في كل خطوة وكل مجرى‪...‬‬
‫ااه يا قلبي‬

‫هدأت فاتن نسبيا ولكن شيء ماا ارجفها مرة اخرى‪ ..‬انتبهت فاذا بها دقات امها الخفيفة ولكن بدت في نفسها‬
‫كالحجارة التي تسقط على سقف المنزل‪ ..‬وتمالكت نفسها وفتحت الباب‬

‫فاتن وهي تمسح جبينها من قطرات العرق التي تجمعت في خط واحد‪ .‬لترى امها المبهتة تناظرها‬
‫فاتن‪ :‬هلاا يمه‪....‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمه فاتن علمج‪ ..‬دخلتي البيت ول سلمتي ول شي‪ ...‬فزعتي قلبي عليج‬
‫فاتن وهي تذكر دخولها المنزل وتعقد حاجبيها وتضحك بتوتر لمها‪ :‬ل يمه بس انا كنت شوي مستعجلة‬
‫وو‪.....‬وو ) ل تعرف ماذا تقول لتبرر موقفها لذا ابتسمت( ل تحاتين يمه مافيني شي‪ ...‬مافيني ال العافية‬
‫ام جراح والخوف مازال بعينها‪ :‬متاكده يمه‬
‫فاتن وهي تسكن توترها والرتعاش اللي تخللها‪ :‬أي متاكدة يمه‪ ..‬واقوللج‪) ..‬تبتعد عن والدتها وهي تحادثها(‬
‫بغير هدومي وبنزل لج‪ ..‬اليوم في خاطري اسوي لكم طبخة من يدي‪..‬‬
‫ام جراح بابتسااامة عذبة‪ :‬ل تعبلين على عمرج يا بنتي‪ ..‬انا من زمان طبخت‪..‬‬
‫فاتن وهي تسحب شالها معها وهي تخرج من الغرفة‪ :‬ل والله يا سلاام‪ ..‬يعني عبالج انا اختصاصي بس في‬
‫الكلت الرئيسية انا الشيف فاتن ام الحلويات‪..‬‬
‫تحتضن امها وتسير معها ‪ ..‬وهي تهدئ شيئا فشئيا‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههههه اقول عيل الله يعين ريلج‬
‫فاتن انتفض قلبها من ذكر الزوج‪ :‬أي الله يعينه لنه بيكون راعي كرش ولحوووم وشحووم من حلوتي‬
‫ام جراح وهي تمسك ذقن ابنتها‪ :‬اهي من حلتج ول حلوتج‪..‬‬
‫فاتن وهي تمثل الحراج‪ :‬ويييي يممممممممه احرجتيني ‪ ..‬ويو مطاااااااافي ويهي‪ ..‬ههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬ويعلج العافية ههههههههههههه‬

‫اثنااء نزولهما يرين جسد فتى واقف وكانه ينتظر‪ ..‬ال وهو خالد‪..‬‬

‫خالد وهو يكور يده عند فمه وكأن قبضته ميكروفون وشرع بالغناء‪..‬‬

‫حد منكم شاف في الدنيا بدر‪ ..‬مقبلن يمشي ومن حوله بشر‪..‬‬

‫فاتن تستغرب من ابن خالتها هذا الغنااء الصاد؟؟‬

‫هذا ماهو بدر ليل يختفي ‪ ..‬مع طلوع الصبح وبزوغ الفجر‪ ..‬او بدر يصبح‬
‫بعد مده هلل‪ ..‬هذا بدر مكتمل طول الشهر‪..‬‬

‫فاتن تنظر إليه بغرور وهوو يكمل متجها ناحية خالته ‪ ..‬وكم كانت رغبته عارمة لو كان توجه الى فاتن ‪ ..‬ويعلي‬
‫من صوته الرائع بالغناء‬

‫ول اله ال الله‬


‫ول اله ال الله‪ ..‬عالنبي محمد‪ ..‬يالله صلووووو عليه‪..‬‬
‫ول اله ال الله‪ ..‬عالنبي محمد‪ ..‬يالله صلووووو عليه‪..‬‬

‫الف الصله والسلم عليك يا حبيب الله محمد‪..‬‬

‫فاتن وهي تصم اذنيها من صوت بن خالتها وهي تتظاهر بالنزعااج‪ :‬بس عاد يا راشد الماجد‬

‫خالد بنظرة غرور وهو ل يزال يغني عند اذنها هذه المرة‪ :‬ول اله ال اللله‪..‬‬

‫تبعده فاتن من يده عنها وهو يضحك‪ :‬حسوووووودة ميته من القهر ليش اني اغني لخالتي ‪ ..‬ان ما غنيت لها‬
‫اغني لمنوو‬
‫فاتن‪ :‬ويي ارجوك لتذبحني عن لي عاااد عاااد خالد الماجد عن لي ) وهي ترجع ملمحها للغرور( ويا هالويه‬
‫خالد‪ :‬احلى من ويهج‪ ..‬يالعصااا‬
‫فاتن بحبور وهي تدخل المطبخ‪ :‬رشاقه‬
‫خالد‪ :‬رشاقه‪ ..‬امحق رشاقه يوم ان الرشاقة جذي‪ ..‬عاافها الخااااطر‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬عاد انت اللي تيي وتقول لها جذي‪ ..‬طالع روحك قبل‪.‬؟‪.‬‬
‫خالد يلتف على نفسة وهو يلحظ مدى نحله ولكنه‪ :‬متيين شحليلي جني نبيل شعيل‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههههههههه الله يغربل بليسك‪..‬‬

‫يضحك خالد لخالته وهو يسند جسده عند الثلجه ويلحظ نظرات فاتن له‪ ..‬شفيها هذي تبي تذبحني ويا‬
‫هالعيون‪ ...‬يعلج يا فتوووووون‪ ..‬ناويه علي اتصرقع‪..‬‬
‫يكلمها‪ :‬شتطالعين انتي ويا هالعيوون؟‬
‫فاتن تبع دعينيها عنه‪ :‬ول شي‬
‫خالد وهو يرفع حاجب‪ :‬شكله مو عاجبج وجودي؟‬
‫فاتن وهي تجلس على المائدة الصغيرة امام قطع الخضروات المختلفة‪ :‬ل ل ابد بالعكس‪ ..‬عزيز وغالي ) وهي‬
‫تلوح بالسكين(‬
‫خالد ينبه خالته‪ :‬جوفي التهديد كاهي بنتج تهددني بالسجين‪ ..‬هي فتووون ترى تدخلين سجن فيني؟‬
‫فاتن بنظرة ماكرة‪ :‬مو حرام‪ ..‬اهم شي افك العالم منك‬
‫ام جراح‪ :‬يمه فاتن بس خلص‬
‫انصاعت الفتاة المطيعة لمها ولكنها اشارت الى نحرها بالسكين امام خالد الذي اخرج لسانه لها بعدما احولت‬
‫عيناه سخريا‬

‫وظلو الثلثة في المطبخ يعبث خالد عند كل واحدة وهو ل يكل ول يمل‪..‬‬
‫إلى ان وصلت مناير وهي محبطة وتكاد ملمحها تتعجن مع بعضها‪ :‬الســـــــلم‬
‫الكل‪ :‬وعليكم السلم‬
‫ام جراح تلتفت لبنتها‪ :‬علمج منووور؟؟‬
‫مناير وهي تجلس عند اختها‪ :‬يمه ساقطة انا؟‬
‫ام جراح‪ :‬في شنو؟‬
‫مناير‪ :‬في المتحان اليوم‪ ..‬متاكدة‪% 100 ..‬‬
‫فاتن وهي تقشر الجزرة‪ :‬كل مرة تقولين جذي وتنجحين‬
‫مناير‪ :‬هالمرة متاكدة متاكدة ‪ ..‬ساقطة ساقطة‪ ..‬ياويلي من ابوي بيذبحني‬
‫ام جراح‪ :‬كله منج‪ ..‬امس ماقلت لج‪ ..‬والله طاح حنجي وانا اقوللج روحي ذاكري احسن لج من التلفزيون لكن‬
‫انتي حمارة ) ازدادت وتيرة غضب ام جراح( لكن انتي حمارة دومج على كيفج ويايه الحين تبطين جبدي وانتي‬
‫تقولين انج بتسقطين يعني شنو تبيني اقوللج‪ ..‬تبيني استانس ول اخفف عليج ‪..‬‬
‫خالد يمسك خالته مهدئا‪ :‬خالتي شوي شوي‬
‫ام جراح يزداد علاء صوتها‪ :‬والله هالبنية بتينني‪ ..‬حرام عليج تسقطين‪ ..‬لو احنا مقصرين عليج جان زين‪..‬‬
‫والله فتوون تخلي امتحاناتها وتذاكر لج لكن انتي حمارة‪ ..‬مدمغة شكلي بطلعج من المدرسة وتمي هني في‬
‫البيت‪..‬‬
‫مناير وهي تلوح بيديها‪ :‬يكون احسن بعد‪ ..‬احس ان مخي مو راضي يفتهم ‪ ...‬حيييل‬
‫تصرخ ام جراح‪ :‬تطلعين من المدرسة تقعدين لي هني‪ ..‬والله عشان اجابلج واذبحج من رقبتج هذي‪ ..‬انتي‬
‫شبتسوين فينني تبين تجلطيني يالحمارة؟‬
‫يمسك خالد خالته هذه المرة بشكل اقوى‪ :‬خالتي شوي شوي على روحج ما يسوي عليج‬
‫ام جراح‪ :‬كلهم والله مطيبين خاطري ال هالسبالة‪ ..‬مادري على شنو‪..‬‬
‫مناير وهي خائفة وتختبئ عند ذراع فاتن التي امسكت اختها لنها خافت من صراخ امها‬
‫ام جراح‪ :‬اكثر وحده تصرف واكثر وحده معورة راسي‪ ..‬فاتن الشيخة ما تلقي اللي انتي ملقيته من دلع‬
‫وتلبية ولكن شوفيها شلون رافعه راسنا‪..‬‬
‫خالد‪ :‬خالتي بس بعد كل انسان ومستواه‬
‫مناير بصوت خافت‪ :‬قالها خالد‬
‫خالد بنظرة مخيفة‪ :‬انجبي انتي‪ ..‬مالج ويه تتكلمين‪ ..‬منوووور انا اللي اتحلف لج الحين‪ ..‬ان سقطتي في‬
‫هالمادة ل اطقج طق اليهد ليمن تقولين بس‪..‬‬
‫مناير بعجرفة وقلة ادب‪ :‬نعم نعم‪ ..‬بصفتك شنوو ان شاء الله‪ ..‬انا اخواني ما يطقوني اتيي انت تطقني‪ ..‬تهبى‬
‫وتخسى‪..‬‬

‫بعد هذا الكلم الجارح الذي القته مناير على خالد ظهر صوت اخر‪ :‬صفعه من يد فاتن على وجه مناير ‪ ..‬لم‬
‫تكن قوية بل مهينة‬
‫فاتن وهي تكشر باسنانها في وجه اختها حنق وغضبا‪ :‬قليــــــــلة ادب ‪ ..‬ذلفي دارج ل بارك الله بعدوينج‪..‬‬
‫ذلفي‬
‫مناير وهي تمسك خدها الما وحرجا من اختها‪ ..‬ولكنها لم تنبس ببنت شفة وغادرت مسرعة الى غرفتها‪..‬‬
‫اما فاتن فكانت تنفذ النار من انفها من الغضب العارم الذي اجتاحها‪ ..‬ام جراح وخالد بقيااا مندهشين من ردة‬
‫فعل فاتن الغير متوقعة‪ ..‬صحيح ان ما قالته مناير كان حقيرا وكريها‪ ..‬لكن ردة فعل فاتن تجاهه كانت مخيفة‪..‬‬
‫مابالها كي تمد يدها وهي المعروفة بدللها لمناير‪ ..‬حتى فاتن نفسها لم تعرف ما جرى بها كيف تصفع اختها‬
‫بهذه الطريقة‪ ..‬التفت ناحية امها وهي تستنجدها بنظراتها‪ ..‬لكنها وجدت امها مندهشة ل بل مصعوقة وهي ل‬
‫تعرف ما تقول‬
‫فاتن‪ :‬يمـــه‬
‫ام جراح لم ترد عليها بكل مالت نظراتها للسف‪ ..‬كيف بدر منك يا بنيتي هذا التصرف؟‬

‫خرجت فاتن مسرعة من المنزل وهي غير مصدقة ما جرى لها في لحظه‪ ..‬لم صفعت مناير ل تدري؟ لكن‬
‫نظرات امها لها هي ما جلبت العبرة الى عينها ‪ ..‬ياالهي ‪ ..‬ما أقساني‪ ..‬لكن‪ ..‬مناير لم يكن من حقها ان تقول‬
‫ما قالته لخالد وهو الوحيد من ياتي لنا‪ ..‬اردت ان ارد اعتباره امام امي وامامي‪ ..‬لكن‪ ..‬ل حق لي بصفعها‬
‫هكذا‪ ..‬لقد اهنتها‪ ..‬يا الهي ‪ .‬سامحني‪..‬‬
‫جلست فاتن عند حافة الحوض الزراعي الصغير وهي تبكي بهدوء‪ ..‬لم تستطع أن تتوقع أن يبدر منها مثل هذا‬
‫الموقف الكريه‪ ..‬سامحيني يا أختي‪ ..‬سامحيني‬

‫مشعل الذي ظل واقفا في الشارع ينتظر خروج فاتن له‪ ..‬فبعد دخولها العاصف لمنزلها من غير أن تلتفت له‬
‫كان من اشد المور ألما على قلبه أن ل تلتفت له حبيبة قلبه‪ ..‬وتتجاهله هكذا‪ ..‬لماذا يا فاتن‪ ..‬لما؟‬

‫ابتعد عن منزلهم وهو يقترب لمنزل حبيبته واللهفة سارية في حناياه متمنيا رؤيتها‪ ..‬يا ليت لو أراها الن لكحل‬
‫عيناي بها‪ ..‬وقف عند السور الحديدي الصدئ وهو ينظر لمن جالس على الحوض‪ ..‬كانت هي ‪ ..‬ويا قلبه‪..‬‬
‫كانت تبكي‪..‬‬
‫فر عقل مشعل عن رأسه عندما تاكد ان الجالس هي فاتن‪ ..‬فما كان له ال ان يتجاسر ويناديها‬
‫مشعل بصوت حنون شاجب‪ :‬فاتن؟؟‬
‫التفتت لفاتن للصوت الذي ينادي اسمها بهذه العذوبة‪ ..‬توجهت نظراتها مباشرة للمخلوق الواقف خلف سور‬
‫منزلهم ‪ ..‬كان هو‪ ..‬العزاء لعيونها الحزينة‪..‬‬
‫فاتن والدمعة الناعمة تسير على خدها المشمشي‪ ... :‬مشعل؟‬
‫مشعل وهو يمسك أعمدة السور‪ :‬علمج؟ ليش تبجين؟ منو بجاج؟‬
‫تغضنت ملمح فاتن‪ :‬انت ليش واقف هني؟‬
‫مشعل‪ :‬ماقدر ماشوفج‪ ..‬وانتي من دخلتي البيت حتى ما التفتي لي وانا اللي واقف انتظرج‪ ..‬علمج فاتن‪..‬‬
‫ليش تبجين يا بعد هالناس‪..‬‬
‫فاتن وهي تحترق عيناها بدموع السى‪ :‬انا قاسية‪ ..‬صفعت اختي ‪ ...‬ظالمة ظالمة‪..‬‬
‫مشعل يبتسم لها مخفف عن وطأة الغم الذي يعتريها‪ :‬لاا ماعاش اللي يقول عنج ظالمة‪ ..‬انتي لو ظالمة جان‬
‫الدنيا ما اصبحت ول اشرقت الشمس بنور‪ ..‬ل تقولين عن نفسج جذي‪ ..‬ما ارضى عليج تراني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬لكني ظالمة‪ ..‬صفعتها واهنتها جدام الكل‬
‫مشعل‪ :‬انتي ل اول وحدة ول اخر وحده تفقد اعصابها ليمن تشوف الغلط‪ ..‬واختج اكيد سوت الجايد عشان‬
‫تنمد يدج عليها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما كان لي حق‬
‫مشعل‪ :‬صح‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬الله عالم بظروفج‪ ..‬وسبب صفعج لها‪..‬‬

‫لم تعي فاتن ما كانت تفعله انذاك‪ ..‬لقد كانت واقفة ‪ ..‬ولكنها تطير‪ ..‬يالله‪ ..‬تمنيت من ياتيني ويخفف كربي‪..‬‬
‫ولكن ان ترسل لي مشعل‪ ..‬فهي دللة على وسع رحمتك يا ربي‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬طلبتج‬
‫فاتن‪ :‬فداك‬
‫يشير مشعل الى خده‪ :‬امسحي هالدمعة اللي بمرورها عليج تذبحني ذبح الشياة‪..‬‬
‫ل اراديا مدت فاتن يدها الى خدها وهي تسمح الدمعه التي سرعان ما غادرت حتى اتت اخرى خلفها‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ل تبجين‪ ..‬ل تبجين يافرحة هالوجود‪ ..‬دموعج غالية‪ ..‬اغلى من الماس كله‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن لطرائه الجميل‪ ..‬كم هو لجميل؟؟ كم هو رائع ومهدئ للعصاب‪ ..‬احبه يا ربي ول اجد في‬
‫حياتي سبيل كي ل احبه‬
‫مشعل الذي ابتسم لبتسامتها العذبة بحبور‪ :‬يالله الحين دخلي البيت‪ ..‬الناس ظهر ‪ ..‬حرام توقفين في‬
‫الشمس‪ ..‬أخاف يصيبج شي ‪..‬‬
‫فاتن أومات برأسها كالطفلة المطيعة‪ ..‬وغادرت عن عيون مشعل الذي كانت ترقباان خطواتها الثيرية بكل‬
‫شغف‪ ..‬ولكنها عاودت اللتفاف له‬
‫فاتن‪ :‬ربي ل يحرمني منك‪..‬‬
‫مشعل لم يستطع ان يجيب‪ ..‬لكن شل تمام من هذا الدعاء البسيط الذي قالته ولكن ما اشد أثره على قلبه‪..‬‬
‫ربي ل يحرمني منك‪ ..‬ربي ل يحرمني منك‪ ...‬ربي ل يحرمني منك‪ ..‬تردد صوتها كالرنات في اذنه‪ ..‬ل يحرمها‬
‫مني‪ ..‬ل يحرمها مني‪ ..‬لم لكن متأكدا من حبها لي‪ ..‬ولكن‪ ..‬ما قصدها بهذه الكلمات‪..‬‬
‫فاتن التي كانت تسترق النظر إليه بخطواتها لداخل المنزل له‪ ..‬لتراه قد بدء يهم بالمغادرة ولكن بالتفافها‬
‫ناحيته توقف وعاد للوقوف‪ ..‬ابتسمت بخجل وقد تلشى الكرب من قلبها تماما‪ ..‬وعادت لداخل المنزل‪..‬‬
‫اما مشعل فقد استدار لمنزله وهو ل يعرف هل ان كان يمشي ام انه يطير؟ النشوة عارمة‪ ..‬والفرح كبير‬
‫لدرجة انه يكاد يختنق به‪ ..‬دخل منزلهم وهو يمشي ول ينظر الى أمامه‪ ..‬وكأن فاتن ل تزال امام عينيه ‪..‬‬
‫ظهرت سماء اخته امامه وهي تنظر اليه ‪..‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل؟؟ مشعل؟؟؟ اخووووووي مشعل؟‬


‫مشعل التفت لها‪ :‬هااااااا‬
‫سماء وهي تضحك‪ :‬ههههههه شفييييك مبهت جذي و جنك ما تشوف‪ ..‬حاسب ل تدعم في الطاولة‪..‬‬
‫مشعل يبتسم لخته وهو يعقد ذراعيه خلف ظهره بمنظر اضحك اخته الصغيرة‪:‬ههههههههههههههه علمك‪ ..‬صج‬
‫مينون‬
‫مشعل يمسك اخته من كتفيها‪ :‬وشنو فايدة العقل‪ ..‬والفتنة في كل صوب وكل طرف‪..‬‬
‫سماء وهي تفتح عينيها الخضراوان الواسعتان‪ :‬بييييييييي مشعل‪ ..‬ل يكون ينيت من صج؟‬
‫مشعل يهز راسه بعنف وهو يبتسم ابتسامة مضحكة‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه‬

‫دخلت فاتن الى المطبخ مرة اخرى‪ ..‬وهي طارحة بصرها بالرض‪ ..‬كم هي لخجلى من امها ومن تصرفها الذي‬
‫بدى امامها‪..‬‬
‫كانت امها تواجه الفرن وهي تحرك شيئا ما في القدر‪..‬‬
‫ذهبت فاتن ناحيتها ووضعت مقدمة راسها عند ظهر امها ‪ ..‬انتبهت ام جراح لبنتها‪ ..‬لقد غضبت منها ازاء‬
‫تصرفها المستهجن‪ ..‬ولكنها تعرف طبيعة فاتن الحساسة‪ ..‬تعرف ان خالد ل احد له في هذه الدنيا سوانا ‪..‬‬
‫ولهذ فهي ل تحب ان يجرحه احد‪ ..‬وان كانت اختها العزيزة مناير‪ ..‬فكظمت غيضها و امسكت بيد ابنتها بحنان‬
‫التي امتدت الى كتفها‪ ..‬وكانت هذه نهاية الخصام‪..‬‬

‫خالد الذي كان اكثرهم فرحا‪ ..‬جالسا في الصالة الصغيرة وهو يفكر بردة فعل فاتن‪ ..‬وما قالته‪ ..‬ماذا يعني‬
‫تصرفها هذا‪ ..‬وال فاتن تضرب مناير؟؟؟؟؟؟ لم اصدق عيناني عندما امتدت يدها الى خد مناير المشاكسة‪..‬‬
‫مناير قد احرقت قلب خالتي ولكن فاتن كانت تمسك بمناير لتخفف فزعها من صراخ خالتي‪ ..‬لكن عندما وجه‬
‫كلم مناير الجارح لي اسكتتها فاتن بصفعة تصم اذنيها اسبوع كامل‪ ..‬ههههههههههه يا الهي لاريد ان اجن‬
‫ولكن‪ ..‬ايقن هذا التصرف في قلبي؟؟ هل تحبني فاتن كما احبها؟؟ وانت يا خالد‪ ..‬كيف لك ان تعرف هذا‬
‫الشي وانت على مضاربة دائمة معها‪ ..‬لبد لك وان تلين معها قليل‪ ..‬لكي تتغلغل في قلبها شيئا فشيئا يا‬
‫ربي ‪ ..‬مااشد فرحتي‪ ..‬كيف لي ان اقابلها مرة اخرى من غير ان اكلها بعيني وبحبي الذي يعمر خافقي‬
‫وقلبي‪ ..‬يا الهي الهمني الصبر‪..‬‬

‫خرجت فاتن من المطبخ الى الصالة بعد ان سالت عن خالد‪ ..‬بحياااء كبير واجهته ‪ ..‬وكان هو مبيض الوجه‬
‫ولكنه بدى مرتاحا كثيرا‪..‬‬
‫فاتن بعلثمة‪ :‬لتصدق روحك‪ ..‬بس انا ماحب احد يجرح احد‪ ..‬ومناير غلطت‪..‬‬
‫خالد كان ينظر اليها والبتسامة تكاد تنفجر بوجهها‬
‫فاتن بحنق‪ :‬ل تضحك ل الكف الثاني على ويهك‪..‬‬
‫خالد انفجر ضاحكا في وجهها المستغرب ‪ ..‬ل بل المندهش‪ ..‬وقف خالد وهو يضحك وتقدم لفاتن وهو محنيا‬
‫راسه‬
‫خالد بهمس‪ :‬اقول فتووون؟‬
‫فاتن وهي تعقد ذراعيها ومن طرف انفها تكلمه‪ :‬شتبي؟‬
‫خالد‪ :‬شوي شوي‪ ..‬خفي الله يهديج‪ ..‬ترى الناس ضعيفة ما اتحمل هالعصبية كلها‬
‫فاتن وهي تلوووح مستسلمة في وجهه‪ :‬اوووووووووه انت مو ويه احد يدافع عنك‪ ..‬تحرج الواحد يعللكككك‪..‬‬
‫خالد لم يتمالك نفسه وهو يضحك ورمى بنفسه الخفيفة على الكرسي وهو ل يزال يضحك‪..‬‬

‫ها قد اتى الصيف‬


‫وازدانت شوارع المنطقة بأطفالها وأصحابها‪ ..‬كل العائلت تتجمع أحيانا في رصيف واحد‪ ..‬أو في الباحة‬
‫الخلفية لحد المنازل‪ ..‬كانت مستويات العائلت متفاوت في تلك المنطقة فبعضها كان غنيا والخر معدما‬
‫والخر يحمد ربه على نعمه البسيطة‪ ..‬كبيت ابو جراح‪ ..‬كان ابو جراح يمتلك حوض سباحه بسيط جدا هو من‬
‫اوجده في تلك الباحة الصغيرة‪ ..‬كان يملؤه مائا كل صيف في احد اليام كي ينعشو انفسهم عن حرارة‬
‫الشمس القاتلة‪ ..‬وكان قبل ايام قد غطاها بعوامد من صفائح اللومنيوم وبدت باردة‪ ..‬حتى ان الماء الذي‬
‫جاب بطنها كان باردا ويجلب الراحة في النفس‪..‬‬
‫طبعا النسوة لم يسبحن بذاك اليوم‪ ..‬ولن يسبحن فيها ابدا‪ ..‬لنها مكشوفه تقريبا ولكنهن كانن يستمتعن‬
‫بخارجها بسباحة الرجال بها‪...‬‬
‫خالد الذي كان أكثرهم فرحا بهذه البركة لم يهنأ بها إلى تلك الدرجة‪..‬فبهذه الخفقات التي تكسر صمت جسده‬
‫عندما تترائى له فاتن وتظهر كل لحظه امامه‪ ..‬كان يتضايق اذ ان معاملته لها بدت حميمة اكثر عن السابق‪..‬‬
‫وبدى حنونا اكثر ‪ ..‬والكل فسر هذا الشي على موقفها الذي اتخذته مع اختها بذاك اليوم‪ ..‬لكن احد لم يكن‬
‫يعرف ان خالد كان يظن ان فاتن قامت بما قامت به حبا له‪ ..‬كم هو لجميل ان يحس النسان انه يحب‪..‬‬
‫ومحبوب‪..‬‬

‫في يوم اخر قررت العائلة الصغيرة ان تخرج الى البركة‪ ..‬والكل طبعا كان فرحا بهذا الشي‪ ..‬وفاتن دعت‬
‫رفيقتها مريم واختها نورة التي اعتذرت عن المجيء لكن مريم وافقت فقط بعد الحاحا وحلفا من فاتن عليها‬
‫كانت تتجنب اللقاء بجراح الذي اصبح قاسيا ول يعيرها أدنى اهتمام‪ ..‬كم هو لحقير‪ ..‬معتوه‪ ..‬سأريه من هي‬
‫مريم ‪..‬‬
‫وبالفعل حضرت ومعها سلة مليئة بمختلف الوجبات الخفيفة‪ ..‬وفاتن هي من فتحت لها الباب‪ ..‬وكانت فرحة‬
‫جدا برؤية مريم فهي كانت تكتفي بسماع صوتها في الهاتف وهذه أول مرة تراها من بعد يوم المتحان‬
‫فاتن وهي تفتح ذراعيها لرفيقتها‪ :‬مريوووووووووم حمارة وحده وحشتييييني‬
‫مريم‪ :‬حمارة؟؟ معليه ‪ ) ,,‬ترد على عقبها مغادرة(‬
‫تسحبها فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههه تعالي صج انج حمارة‬
‫مريم‪ :‬ل حمارة انا خليني بروح بيتنا‪..‬‬
‫فاتن التي كانت ترتدي قميصا ملبسا مريحة وتبدو كالجنبية بهذا المظهر‪ :..‬ل فديتج محشووومة نا الحمارة‬
‫اللي ماعرف استقبلج‬
‫مريم بغرور وهي ترجع‪ :‬أي خلج مؤدبة ل ارد بيتنا تراا السيارة للحين بره‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههه شلونج حبيبتي شخبارج؟‬
‫مريم واهي تقبل رفيقتها‪ :‬ابخير حبيبتي انتي شخبارج؟‬
‫فاتن وهي تشير بيدها يمينا وشمال‪ :‬شوي جذي وشوي جذاك‬
‫مريم‪ :‬ل زين عيل احسن منا‪ ..‬انا على طوللل هنااااك‪ ) ..‬تشير الى اليسار أي انه جهة الحزن(‬
‫فاتن وهي تضمها‪ :‬ماعليج عمري انا حاسة ان اليوم بتروح يدج لليمين اكثر‪..‬‬
‫مريم‪ :‬تهبين والله تخسين‪ ..‬مابي اشوفه‬
‫فاتن‪ :‬وانتي ماتستحين شعبالج انا شنو باخذج لخوي يعني‪ ..‬يهبى والله جراحوو ما يلقى خيرج يام الخير‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ياويلي من هالتقردن كله‪..‬‬
‫فاتن وهي تضحك بقوة‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعلللج والله وحشتني‪..‬‬
‫بخطوات من دخولها للمنزل نادى بوق السيارة التي كانت واقفة مريم‪ ..‬التفتت مريم لها وهي تمد يدها‬
‫بالسلة لفاتن‪ :‬خذي هالسلة بشوف شيبي مساعد‪..‬‬
‫ازدادت دقات قلب فاتن عندما سمعت بالسم‪ ..‬مساعد‪ ..‬هو من اوصلها‪ ..‬يا الهي من هذا النسان الذي يبعثر‬
‫مشاعري يمنة ويسرة بمجرد سماع اسمه‪ ..‬لم اذكره ابدا من بعد يوم المتحان ال عندما ذهبت لتصل في‬
‫مريم‪ ..‬وها هو واقف امام منزلنا‪..‬‬
‫أخذت فاتن السلة من مريم التي هرعت لترى اخيها‪ ..‬كان مساعد قد خرج من السيارة كي يحصل على‬
‫فرصة ليرى فاتن فيها‪ ..‬لم يستطع ذلك وهو في السيارة لذا خرج منها‪..‬‬
‫كان يرتدي قميصا بلون البحر و بنطلون بلون الحليب كان مظهره يوحي بالصيف وشعره الخفيف ل تهبه‬
‫النسمة بل ل تحركه‪ ..‬والنظارات هي نفسها التي تغطي عينااه‪ ..‬لم ترى عينيه ال مرة واحده‪ ..‬ول تتمنى ان‬
‫تراها مرة اخرى‪..‬‬
‫قبل ان ينظر الى اخته رفع نظره الى مسارها الذي اتت منه ليرى فاتن واقفة وسرعان ما اختبأت عندما رأته‬
‫خلف الباب ‪ ..‬ما باله هذا ينظر الي هكذا‬
‫[مريم‪ :‬خير مساعد شفيك؟‬
‫مساعد وهو يتلفت يمنه ويسرة وكانه يبوح بسر خطير‪ :‬اذا خلصتي دقي علي انا باخذج‬
‫مريم‪ :‬ل ماله داعي لؤي متخمر هني اربع وعشرين ساعة بخليه اهو اللي يوصلني‬
‫يوجه نظراته النقمة لها‪ :‬قلت لج دقي علي انا باخذج علمج ما تفهمين‬
‫مريم‪ :‬زين زين عاد‪ ..‬كلتني بقشوري‪) ..‬بخفة ظل( قشرني عاد‬
‫يضرب على كتفها بخفه لكن كان من إثرها ان أزاحتها عن مكانها‪ :‬عن الخفة الزايدة ل تطيرين‬
‫تضمد على كتفها الذي المها وبصوت خافت‪ :‬يالدب‪..‬‬
‫لم يسمعها مساعد ولكن ركب سيارته ‪ ..‬نظر الى الباب مرة اخرة ورأى فاتن تطل عليه وعندما لحظت عيناه‬
‫دخلت مرة اخرى‪ ..‬ابتسم مساعد وتحرك في سيارته الفارهة مبتعدا عن تلك البقعة وهو مجبووووور‬

‫فاتن وهي ترى رفيقتها تعود ادراجها وهي تمسك كتفها‪ ..‬انتظرتها حتى تصل‪ ..‬ال بوجه رفيقتها يتجمد وتقف‬
‫خطواتها‪..‬‬
‫استغربت فاتن والتفتت الى ما تنظر اليه رفيقتها‪ ..‬ورات اخيها جراح واقف هو الخر‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هل جراح‪..‬‬
‫جراح وهو يجاهد بابعاد عينيه عن مريم‪ :‬فاتن امي تسالج وين فتاحة المعلبات؟‬
‫فاتن‪ :‬في الدرج اللي يم الفرن‪..‬‬
‫جراح يشيح بعينيه عن اخته ليلقي مريم‪ :‬شلونج مريم شخبارج‬
‫مريم بنظرة معتمة‪ :‬ابخير‪...‬‬
‫جراح وهو يحك راسه ورجله تتحرك بعصبيه‪ :‬عاش من شافج‬
‫مريم‪ :‬عاشت ايامك‪..‬‬
‫جملها كانت مقتضبة وتدل على الظيق‪ ..‬اما جراح فكان لون وجهه يتغير بتغير الجو‪ ..‬كان مبهتا وعندما تحدث‬
‫كان محمرا‪ ..‬والاان‪ ..‬مصفرا‪ ..‬العجب‪ ..‬اهذا تاثير مريم على اخي جراح‪..‬‬
‫جراح بتهكم‪ :‬على القل يبتي ماجلتج وياج‪ ..‬يالله فتون دخلي عن الحر‪ ..‬واللي يبون ينقعون بكيفهم‬

‫قالها ودخل من بعدها وهو معصووووف الوجه‪ ..‬لبد وانه غاضب من طريقة مريم في الكلم معه‪ ..‬لكنها‬
‫غريبان‪ ..‬لم كل هذا النفور‬
‫مريم وهي ممتعظه وتمد بشفتيها يمنه ويسرة‪ :‬خلينا ندخل‪ ) ...‬وهي تسحب السله( ل ذوب الحين‪..‬‬

‫دخلت مريم ووجهها مكفهر ‪ ..‬لم تكن مستعدة لتلك المنازلة البسيطة بينها وبين جراح‪ ..‬هي تحبه حقيقة‬
‫ولكن‪ ..‬تكره معاملته لها‪ ..‬وتسمع من اخيها ما ل يسرها ابدا‪ ..‬فجراح‪ ..‬معشوق الفتيات‪ ..‬ول يتوانى عن‬
‫محادثتهن‬

‫فاتن في غرفتها مع صديقتها بعد ان سلمت على اهلها‪..‬‬


‫فاتن وهي تتربع على سريرها‪ :‬مريوووووووووم حياتي خلج منه هذا حمار ل يكون اول مرة‬
‫مريم وهي تقضم ضفرها‪ :‬ل فتون مو اول مرة‪ ..‬بس تدرين‪ ...‬وحشـــــــــني الحمار‪ ..‬من زمان ما شفته‪..‬‬
‫ويوم شفته‪ ...‬انقــــــــــهرت‪ ..‬خصوصا وانا اسمع سوالفه عن لؤيووووو‬
‫فاتن ‪ :‬ما عليج منه ‪ ..‬تجاهليه انتي‬
‫مريم وهي تعقد حاجبيها‪ :‬شكلي انا غلطت يوم ييت بيتكم‪ ..‬وال انا ناقصة يعني ناقصة عوار قلب‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل والله‪ ) ..‬وهي تضع يديها عند خصرها( سكتي سكتي بسرعة ل ما تشوفين خير ‪ ..‬حمارة وحده ما‬
‫تحترمين احد‪ ..‬ما تفكرين في غيرج‪ ..‬ما تفكرين في فاتن اللي اشتاقت لج يام حمار من اخر يوم امتحانات‬
‫وما شافتج بس تسمع صوتج اللي جنه نهيق؟‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هااااااااااااااااا‪ ..‬نهيق‪ ..‬تعالي يالقردة خليني اوريج النهييييق على اصوله‬
‫وجلستا تتضاربان وتمزحان مع بعضيهما‪ ..‬الى ان انفرج خاطر مريم وابتعدت غيوم الحزن عنها‪ ..‬وظلت‬
‫مرتقبة لقائها الثاني مع جراح‪..‬‬

‫بشاير ابنه الجيران تدق الباب عليهما‬


‫بشاير‪ :‬فتوووووون‪ ..‬فتوووون خالتي تبيج تحت‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههه ها بشاير شفيج‬
‫تفتح بشاير الباب ونظراتها السميكة تتدلى على خشمها‪ :‬فتوون خالتي تبيج تحت‪ ..‬اتقول لج بسج انتي ومريم‬
‫وتعالو اشتغلو وياها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وييييييييييييي طالع هذي‪..‬‬
‫بشاير‪ :‬هذي انتي‪ ..‬انا اسمي بشاير‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههه والنعم‪ ..‬ياحيييييي شوفيها تشابه اختها موووووووووول ههههههههههههههههههههه‬
‫بشاير بنققمة‪ :‬بياخه بنااات‪ ..‬يالله فتون ل تتاخرين‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله حياتي الحين نازلة‪..‬‬
‫تضرب رفيقتها على الكتف الذي ضربها مساعد منذ قليل ‪ :‬يالله ننزل‬
‫مريم وهي تمسده‪ :‬يعللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللني‪ ..‬انتو شفيكم على هالجتف‪ ..‬ل يكون ناوين عليه‬
‫بالحطام‪ ..‬يعلكم والله‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههه شفيج انتي الحين‬
‫مريم ‪ :‬انتي الحين طقيتيني ومارد المصباح طقني مساعة بعد‪ ..‬منو بعد باجي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬زين انا ما هوست عليج بس طقيتج عادي خفيفه‪ .‬وبعدين منو المارد هذا؟‬
‫مريم وهي تنهض‪ :‬مساعد في غيره مارد بعد‪..‬‬

‫صمتت فاتن عندما جاء ذكر مساعد على اذنها‪ ..‬مساعد مساعد‪ ..‬ما هذا الحضور الغريب له‪ ..‬ما اغربه هذا‬
‫الرجل‪..‬‬
‫مريم وهي تخرج‪ ..‬وتعيد الدخول إلى غرفة فاتن‪ :‬يعني انزل بروحي؟‬
‫فاتن وهي تلتفت لها‪ :‬همممممم‬
‫مريم‪ :‬شفيييييييج‪ ..‬يالله ننزل خالتي تناديج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوكيه بغير ملبسي وبنزل‪..‬‬
‫مريم بنظرة غبية‪ :‬وانا انزل يعني بروحي؟‬
‫فاتن‪ :‬زين مريم انتي مو غريبة‬
‫مريم‪ :‬وان شفت اخوج‪ ..‬ل اوكلج هالجوتي‪..‬‬
‫فاتن وهي تغلق الباب في وجه رفيقتها‪ :‬جبيييييييييييييييييي‬
‫وتقفل الباب وهي تغير ملبسها ومريم التي لم تكن تضمر في قلبها أي لقاء مع جراح بقيت عند الباب تنتظر‬
‫ان تخرج فاتن‪ ..‬وعندما خرجت فاتن نقمت عليها والخرى ضحكت عليها‪...‬‬

‫كان المطبخ يمووووج بالناس‪ ..‬كلهم كانو هناك‪ ..‬جراح‪ ,‬خالد‪ ,‬ابو جراح‪ ,‬عبد العزيز‪ ,‬مناير‪ ,‬بشاير‪ ,‬وحتى‬
‫خالتها عزيزة‪ ..‬التي عندما رأت فاتن تهلل وجهها‬
‫عزيزة‪ :‬هلاا فتوووووونة شلونج حبيبتي‬
‫فاتن تقبل خالتها‪ :‬ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟‬
‫عزيزة‪ :‬الحمد لله اوكية‪ ..‬ها شلون صحتج الحين ان شاء الله احسن‬
‫فاتن تورطت‪ ..‬ماذا ترد على خالتها‪ ..‬لم تخبرهم عن ذاك اليوم بالمدرسة ول تريدهم ان يعرفوا لنها ل تريد‬
‫الكذب عليهم‪ :‬احسن الحين الحمد لله ال اقوللج خالتي تعالي وياي شوي‬

‫الكل كان منشغل فلم يعبئ بحوار عزيزة وفاتن لكن خالد لم يكن مثلهم‪ ..‬فهو بحضور فاتن ترتبك حواسه‬
‫كلها‪ ..‬و " راداراته" تتصدر كل تحركاتها وكل كلمة تنبس بها شفتاها‪ ..‬يا ترى لم سالتها الخالة عزيزة عن‬
‫حالتها الصحية؟؟ اكانت معتلة؟؟؟‬

‫في الصالة‬
‫فاتن‪ :‬خالتي مابيج تقولين لمي شي عن هذاك اليوم انا ماقلت لها مابيها اتخرع‬
‫عزيزة بنظرة قلق‪ :‬ليش انتي فيج شي فاتن؟؟؟ ليش تبين تغبين عليها؟‬
‫فاتن‪ :‬ل مافيني شي سلمتج مابيها تخاف بس‪ ..‬كفاية منوور وعمايلها السودة ما يحتاااج انا بعد ايي واضيق‬
‫على امي‬
‫عزيزة تبتسم‪ :‬فديتج والله يا فتون‪ ..‬عمرج مافكرتي بحالج هلج دومهم يسبقونج‪..‬‬
‫فاتن تبتسم لخالتها‪ :‬يالله الحين خلينا نرد‬
‫مريم‪ :‬ل تمي تمي اكثر‪ ..‬موقفتني جني صمنديقه هني‪ ..‬انا ارد بيتنا احسن‬
‫فاتن بحنق‪ :‬يالله عااااااااااااااااااااااد بس وايد دلعتج انا اليوم‪ ..‬شكلج ما بترتاحين ال لما اصطرج‬
‫مريم التي عرفت بأمر فاتن مع مناير بذاك اليوم‪ :‬ل يبا شكلج تعودتي‪ ..‬عيب ترى الكف اهانة‪..‬‬
‫مناير التي خرجت هي تحمل صحنا مشكل بالخضراوات‪ :‬قوليلها‪ ...‬علميها يا مريم‪ ..‬خليها تفهم‪..‬‬

‫فاتن التي مازالت تلوم نفسها على موقفها من اختها التي لم تسامحها‪ ..‬تكلمها ولكن‪ ..‬بغرور ورفعة نفس‪..‬‬

‫تتمختر مناير امام الكل وهي تخرج الى الباحة لتضع الكل بجنب بركة السباحة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههه مسكينة فاتن ما اتحمل هالمواقف‬
‫فاتن وهي تمتعض‪ :‬سكتي عني والله جايسني هممممممممم؟؟‪ ..‬عوذ بالله منه‪ ..‬واهي راسها يابس ماتسامح‬
‫بسهولة ياربي شلون اراضيها؟‬
‫مريم‪ :‬وانتي من صجج اهي الغلطانة يبا خليها اهي اللي تييج وتستسمح منج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يعني حتى خالد اللي هي غالطة عليه تكلمه عادي ال انا يعني ‪ ..‬اقول مقرووودة من الولدة‪ ..‬حق‬
‫شرعي في القرودة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسج‬
‫فاتن التي بدت حزينة بضحكة رفيقتها الرنانة ضحكت معها وتحول عبوسها الى اشراقة جميلة‬
‫جراح الذي كان واقفا عند باب المخرج الخلفي للمنزل ظل واقفا ينظر الى مريم التي كانت تضحك باشراق‬
‫ووجهها يوحي بكل معاني الطفولة والبراءة‪ ..‬احس بالغيرة عليها‪ ..‬لن خالد كان معه ايضا وعندما ضحكت‬
‫فاتن معها كانت اشارة من الله‬
‫جراح بعصبيه‪ :‬بسككككم من الضحك فضحتونا‪ ..‬بس شاقين الحلووووج ومستانسااات‪ ..‬عنبو هالويووه‬
‫فاتن‪ :‬والله نضحك ونوسع سدرنا ليش الهم والكدر بعدنا شباب‪.‬‬
‫جراح وهو يشيح بصره عن عيني مريم اللتان قاربتا على اختراق روحه كالرصاص من حدتهما‪ :‬بنات اخر زمن‪..‬‬
‫قالها وهو يخرج‪ ...‬ومريم التي بدت على اشد النزعاج‪ ..‬لكنها لم تنبس ببنت شفة‪ ..‬معتوه‪ ..‬لبد وانه قد مات‬
‫من الغيرة‬
‫فاتن‪ :‬ما عليج منه الغيرة وما تسوي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مالت عليه‪..‬‬
‫فاتن تنظر في وجه رفيقتها‪ ..‬وتبتسم بدهاء‪ :‬شرايج؟‬
‫مريم‪ :‬بشنو؟‬
‫فاتن تسحب رفيقتها‪...‬‬
‫مريم‪ :‬فتوووون وين رايحة الله يهداااج‪..‬‬
‫فاتن واهي تسحبها وتارة تلتفت لها وتارة اخرى توجه بصرها لمامها‪ :‬خلينا نلعب بالماي قبل ل يحجزون‬
‫التسلية عنا‪...‬‬
‫مريم‪ :‬مينووووووووووووووووونة فتون شصار فييييييج‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الدنيا يومين يا مريم‬
‫في الحديقة الخلفةي كان معظم الولد هناك‪ ..‬ابني عزيزة مع عبد العزيز يلعبون بالكرة‪ ..‬وخالد جالس وهو‬
‫يعد معدات الشواء‪ ..‬وهو يزيت اللحم‪ ..‬ومن كثرة الرهاق احس بالختناق فاخرج انبووب الهواء الذي يضخه‬
‫في فمه حتى تتسع مسالك التنفس لديه‪ ..‬واذا بالكرة قد طارت من على رأسه فاخفضه تحت‪..‬‬
‫وبنظرة حانقة الى عبد العزيز‪ :‬يالتيييييييييييييييييييلة يالهييييلق انت‪ ..‬شوي واتكسر راسي؟؟‬
‫عبد العزيز‪ :‬مو انا هذا ايمن غبي ما يعرف اشوووووت الكورة‬
‫ايمن‪ :‬انا ول انت؟؟ مسوي روحك علء حبيل‬
‫عبد العزيز الذي سرعان ما ينحرج‪ :‬انا اسوي روحي‪ ..‬يالخايس لحظه لك‪..‬‬
‫وبدء الولدااان بالمعركة رقم ‪ 1000‬من حربهما الضارية‪ ..‬ل يجتمع عبد العزيز وايمن ال وقد تقاتل حتى يسيل‬
‫الدم منهما‪ ..‬ذهب خالد لهما واهووو النحيل يحاول ان يبعد بين هاذين السمينين‪..‬‬
‫خالد‪ :‬بس عاااااااااااااااااد‪ ..‬بس ‪ ..‬لوعتوو جبدنا‪...‬عزوز روح شوف الكورة وين راحت‬
‫عبدالعزيز‪ :‬اهووو راح اهو اييبها‬
‫ايمن‪ :‬روح انت يا علء حبيل‬
‫عبد العزيز بين يدي خالد‪ :‬يالحيوااااااااان‪..‬‬
‫خالد وهو يمسكه ويجاهد في امساكه‪ :‬بسسسسسسس يا عززووووز يعلك الحوومة في بطنك‪ ..‬تم هني وان‬
‫تطاققتوا ل شققكم بالنص‪ ...‬سامعين‪ ...‬يعلكم رجيم صارم‬
‫وذهب خالد عنهما وما ان غاب حتى عادت اليدي في التشابك والضرب‪..‬‬

‫خرج خالد بحثا عن الكرة ‪ ..‬ولم يجدها‪ ..‬تلفت يمنه ويسرة‪ ..‬ولم تكن موجودة‪ ..‬جلس كالقرفصاء على الرض‬
‫ينظر من تحت السيارات علها اختبأت هناك لكن ل اثر لها‪ ..‬اين ذهبت يا ترى‪..‬‬
‫فقد المل في العثور عليها‪ ..‬وعاود ادراجه نحو المنزل‪ ..‬ال وصوت ناعم انثوي او طفولي بالحرى يكلمه‬
‫سماء‪ :‬تدور على هالتمبة؟‬
‫التفت لها خالد وكانت عينيه تضيقان بالنظر ناحية هذه الفتاة؟ وما ان رأها جيدها حتى رأى ماكانت مرتدية‪ ..‬يا‬
‫للهوووول‬
‫خالد بكل عفوية‪ :‬من انتي؟؟؟؟‬
‫سماء بدهشه‪ :‬انا‪ ..‬سماء‪ ...‬هذا بيتنا‪ ..‬انت من؟؟‬
‫خالد‪ :‬انتي اخت مشعل؟؟ ووهو ياشر ناحية القصر‪..‬‬
‫سماء تهز راسها‪ :‬أي‪ ...‬تعرف اخوي؟؟‪..‬‬
‫خالد وبدى بعصبية عفوية جدا‪ :‬انتي شلبسه؟‬
‫دارت عيني سماء حول نفسها‪ ..‬ما باله هذا‪ ..‬ما شأنه‪ :‬شلبسه؟‬
‫خالد‪ :‬عيب يبا عيب‪ ..‬روحي لبسي لج شي يستر‬
‫سماء بدت بالحنق والحراج البالغ منه‪ ..‬و ما كان منها ال ان ترمي الكرة له وتعاود الدخول للمنزل‪...‬‬

‫خالد‪ :‬هي احاجيج‪....‬‬


‫سماء وهي تلتفت ويلتف معها شعرها الذي كان على تسريحة ذنب الخيل‪ :‬مالك شغل‪..‬‬
‫واسرعت في خطاها الى ان دخلت المنزل‪ ..‬اما خالد فبقي مكانه مندهشا‪ ..‬ما كانت ترتديه تلك الفتاة؟ يا‬
‫للهووول‪ ..‬اين اهلها عنها‪...‬‬
‫سماء كانت مرتديه قميصا رياضيا يظهر ذراعيها تماما وفتحة كبيرة يتخلل منها ظهرها وصدرها‪ ..‬وجسدها‬
‫الرشيق ممشوق ببنطلون جينز ضيق يصل الى اسفل ركبتها‪ ..‬وكان بطنها ظاهرا قليل وكانت ل تبدو عربية‬
‫ابدا‪ ..‬كانت كالجنبيات‪ ..‬اللواتي ل يعرفن الحشمه‪ ..‬و ما اشد المصيبة فهي اخت مشعل‪ ..‬لم يبد على مشعل‬
‫كل هذه الحرية‪ ..‬فما بالها اخته قد جنت‪ ...‬الحمد لك يارب على نعمة الستر‪..‬‬

‫سماء التي دخلت المنزل وهي حانقة لتواجه والدها‬


‫سماء‪ :‬يبا؟؟؟؟؟‬
‫ابو مشعل يجيبها وهو ينظر الى الجريدة التي امامة‪ :‬هل بابا؟؟‬
‫سماء‪ :‬يبا طالعني؟؟‬
‫رفع اب مشعل عينيه الى ابنته‪ :‬علمج بابا؟‬
‫سماء باحراج وهي تذكر نظرة الفتى الذي كان بالخارج لها‪ :‬فيني شي؟؟؟‬
‫ابو مشعل‪ :‬فيج كل العافية؟ ليش شفيج؟‬
‫سماء‪ :‬مو فيني انا ‪ ) ..‬تاشر علىملبسها( ملبسي فيها شي؟؟؟‬
‫ابو مشعل وهو يحس بالملل من ابنته‪ :‬يبا ماعندي وقت لهالسوالف‬
‫سماء بحيرة‪ :‬يبااااااااا‪ ..‬جاوبني فيها شي ملبسي‬
‫ابو مشعل بقله صبر‪ :‬بابا انتي كل يوم هذي هي ملبسج نفس السلوب شفيج اليوم امشككة‪ ..‬شصاير؟‬
‫لم تستطع سماء ان تقول لوالدها ان الفتى قد احرجها بسؤاله‪ ..‬ولكنها‪ ...‬احست بالحنق‪ ..‬لم يعلق احدا يوما‬
‫على لبسها‪ ..‬حتى اخيها مشعل الذي عرف بالتزاماته التقليدية‪ ..‬فمن يكون هذا المعتوه لكي يوقفني بالشارع‬
‫ويسألني عن ما البسه‪ ..‬معتوووه سخيف‪..‬‬
‫دخل خالد المنزل وهو يحك رأسه هول مما رآه‪ ..‬لقد جنت الناس‪ ..‬يلبسون بناتهن ما يخل بالشرف‪ ..‬وتلك‬
‫الغبية‪ ..‬سعيدة بما ترتديه‪ ..‬وكم كانتفرحة )هل هذه كرتكم( غبية‪ ..‬ولكن مشعل؟؟ لم هو صامت عن هذه‬
‫الخت‪ ..‬وما ترتديه؟؟؟‬
‫انتبه خالد لنفسه؟؟ هي ما بالك يا رجل‪ ..‬ما عليك ما ترتديه تلك الفتاة او ل ترتديه‪ ..‬ل شان لك بالناس‪ ..‬ابق‬
‫ضمن حدود ول لو كنت مكانه لما سمحت لحد بالتكلم عن اخواتك بهذه الطريقة‬
‫يرد على نفسه‪ :‬ولكني لم اكن اول لسمح لخواتي بان يرتدين مثل هذه الملبس كي ل اجلب الكلم لنفسي‪..‬‬
‫يااااااااااااااه يا لحشريتي‪ ..‬دائما اضع المور نصب انفي تخصني او ل تخصني‬
‫وعلى هذا الحال دخل خالد المنزل وهو ل يزال يفكر‪ ..‬ال بوجه فاتن يستقبله بمرح‬
‫فاتن‪ :‬وينك انت؟‬
‫خالد وهو يطرد السرحان عن نفسه‪ :‬هاااا‬
‫فاتن باستغراب وهي تعقد ذراعيها‪ :‬خالد‪ ..‬شفيك؟‬
‫خالد انتبه لها اخيرا‪ :‬هل ‪ ) ..‬انها فاتن( هل والللللللله هل وغلاااا شلونج بنت خالتي‪ .‬عساج ابخير‬
‫فاتن بغرور‪ :‬ابوي يبييك في الحوش روح له‪..‬‬
‫خالد برومانسية‪ :‬بس‪ ..‬كل هذا؟؟ ما تامريني على شي ثاني‬
‫فاتن‪ :‬يوز ل اكسر لك هالبوووز‬
‫خالد‪ :‬فدااااج كسريييه‬
‫فاتن بقلة صبر‪ :‬اوووووه مينون واحد‪..‬‬
‫يضحك خالد على فاتن ويغني لها‪ ..‬بالهندي‪ :‬اري اووو ميري جانيمان‪ ..‬ههههههههههههههههه‬

‫حملت مريم طبق الحلوى الخفيفة التي اعدتها ام ايمن خالة فاتن وهي تمشي ببطئ كي ل تسقط من يدها‪..‬‬
‫تعرف نفسها‪ ..‬ل توازن لها ودائما ما تسكب ما بيدها ‪ ..‬فتوانت بالمشي وهي تتخطى كل عقبة امامها‪..‬‬
‫وعندما وصلت للباحة الخلفية ابتسمت لنها وصلت سالمه‪ ..‬الحمد لله‪ ..‬للتو كانت ستضع الصحن ال الكرة‬
‫تقفز لوجهها وهي بصدمة تجمدت مكانها لتطأ على وجهها وترجعها للخلف والطبق طار من يدها اما هي‬
‫فطارت ايضا الى الخلف لتسقط على الرض بقووو ويرتطم رأسها باحدى العتبات‪..‬‬

‫جراح يصرخ على عزيز وهو يهرع ناحية مريم‪ :‬يالحيوووووووااااااان‬


‫عبد العزيز الذي كان خائفا‪ :‬مو انا ايمنووووووو‬
‫جلس جراح بالقرب من مريم التي كانت تان بخفة من ضدة الضربة التي اصابتها‪ : ..‬مريم ‪ ..‬تكلمي‪ ..‬فيج‬
‫شي؟؟؟ شي يعورج‪..‬‬

‫انت مريم بانت ووضحت وهي تنادي فاتن‪ ..‬والخبر الذي سرى بالمنزل اوصل فاتن لعندها هي تمسك على‬
‫قلبها‪ ..‬صديقتي المسكينة ماذا جرى لها‬

‫فاتن تجلس بجنب مريم واهي تعاين وجهها بخوف‪ :‬ريموووووووووووو حبيبتي شفيج؟‪ ..‬علمج؟؟‬

‫مريم وهي تحاول ان ترفع نفسها وجراح الجالس البعيد عنهم قليلل يوضح الموقف‬

‫جراح‪ :‬هالحيوانين رمو الكرة عليها اوهي ما انتبهت‪) ..‬تتغير نبرته الى التانيب والعصبيه( يعني انتي ليش ما‬
‫تالطعين جدامج قبل ل تمشين‬
‫مريم التي استوت بجلستها وهي ل تستطيع ان ترى جيدا لثر الضربه القوية‬

‫اتت ام جراح مع ام ايمن وهن يجلسن عند مريم‪ ..‬فور حضورهن قام جراح من مكانه وهو يتحرك بعصبية في‬
‫مكانه‪ ..‬يا الهي ارجو ان مكروها لم يصبها‪ ..‬مع اني اشك‪ ..‬الضربة قوية جدا‪ ..‬كان خائفا وخوفه يظهر بالتوتر‬
‫والعصبية‪ ,‬والشمئزاز‬

‫ام جراح تناولها الماء لتشربه‪ :‬شربي يمه مريم اسم الله عليج‪..‬‬

‫مريم كانت جالسة عند فاتن وهي تشرب الماء لكن قلبها كان مرتعدا‪ ..‬ل ترى جراح ولكنها تحس بشراراته‬
‫تتطاير بالجو‪ ..‬ما باله عصبيا هكذا وكانني انا من ضربته وليس اخوته‪ ..‬تركت الكاس ولكن فاتن ارغمتها على‬
‫شرب المزيد‬

‫مريم ‪ :‬مابي فتونة‪ ..‬بس خلص‪..‬‬


‫فاتن‪ :‬ل شربي عن الروعة‪ ..‬شربيه‪...‬‬
‫رشفت مريم قطرة اخرة وابعدت الكاس عن نظرها‪ ..‬وفور وقوفها داهمتها دورة خفيفة هزت جسدها‬
‫وارعدته‪..‬‬
‫فاتن تمسك يد مريم‪ :‬بسم الله عليج مريم ‪)..‬بخوف( انروح المستشفى؟‬
‫مريم وهي تبتسم باحراج‪ :‬ل ما يحتاج شكووو انا طايحة على تيزاب‪ .‬ل بس‪ ..‬ابيج اتدقين علىمساعد قوليله‬
‫اييني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬زين ارتاحي في غرفتي ل تروحين‬
‫مريم وهي تترجا فاتن بصوت خافت عن المهات‪ :‬فاتن تكفين‪ ..‬ما استحمل نظراته‪ ..‬رحميني عاد‬
‫فاتن التفت لخيها الواقف ووجهه مكفهر ‪ ..‬وكانه سمع كلم مريم‪ ..‬ولول مرة ترى فاتن العذاب على وجه‬
‫اخيها ‪ ..‬يا الهي‪ ..‬انه بالفعل مغرم بها‪..‬‬
‫فاتن تهز راسها موافقة‪ :‬ان شالله انتي بس تعالي وياي داخل وكل شي بيصير اوكي‪..‬‬

‫مريم امسكت يد فاتن وعبرت الباب الخلفي وهي تمر بجانب جراح الذي لم يستحمل قربها له فيقوم بشي‬
‫مجنون ابتعد عنها وخرج من المنزل‪..‬‬
‫اجلست فاتن مريم على الكرسي وسحبت الهاتف لتضرب رقما مريم كانت تلقيه عليها‪..‬‬

‫مريم التعبة ارخت راسها على الكرسي وهي مغمضة عينيها‪ ..‬وفاتن التي تنتظر ردا تنظر اليها بشفقه‬

‫ال ان اتى ذلك الصوت الرعد ليضرب كل شي ببعضه بداخل فاتن‬


‫مساعد‪ :‬الووو‬
‫فاتن‪ :‬ال‪ ..‬السلم عليكم‪..‬‬
‫مساعد باستغراب ولكن بحرارة غريبة تسري في حلقه‪ :‬وعليكم السلم‪ ..‬يا هل‬
‫فاتن‪ :‬اخوي‪ ..‬انا فاتن بنت سعود الياسي‬
‫مساعد لم يصدق اذنه وربما لم يسمعها جيدا‪ :‬نعم؟؟؟‬
‫فاتن باحراج تكلم مريم‪ :‬مريوووم مريموووو‪..‬‬
‫مريم‪ :‬فتوون سكتي عاد خليه اييني بسرعة تعبانه‬
‫فاتن بحيرة‪ :‬اخوي‪ .‬انا فاتن الياسي‪ ..‬ارفيجه مريم‬
‫مساعد وهو يكاد يطير فرحا‪ :‬يا هل والله‪ ..‬امري‬
‫فاتن‪ :‬ما يامر عليك عدو بس‪ ..‬مريم قالت لي اتصل فيك وعطتني رقمك عشااان هالسالفة لنها شوي تعبانة‬

‫يا لغبائي‪ ..‬ما شأنه هو بكل هذه التفاصيل‪..‬‬

‫مساعد الذي كان يبتسم من سذاجه فاتن‪ :‬تعبانه؟؟ من شنو؟‬


‫فاتن‪ :‬طاحت ‪) ..‬وهي تنظر لرفيقتها( طاحت مساع عندنا وراسها عورها شوي وتبي ترد البيت‪ ..‬بس انا اتمنى‬
‫لو انك تاخذها المستوصف قبل‪ ..‬يمكن حاشها شي واهي ما تبي اتكلم‬
‫مساعد‪ :‬مسافة الدرب وانا عندكم‪ ...‬ل تحاتين فاتن‬

‫فاتن انقبض قلبها‪ ..‬كيف يلفظ سمي هكذا بكل تملك‪ ..‬فاتن‪ ..‬ل اختي ول شي من هذا السلوب‪ ..‬فاتن‬
‫وفقط؟؟‬

‫فاتن وهي تسرع باقفال الخط‪ :‬مشكور اخوي‪) ..‬تصر على كلمة اخي( مع السلمة‬
‫مساعد بصوت آسر‪ :‬الله يسلمج‪..‬‬

‫اقفل الخط عنها قبلها‪ ..‬وبهذه الطريقة سلبها حتى حقها في ان تكون اول من تغلقه كي ل تبين له أي شي‬
‫خاطئ‪ ..‬ما باله هذا النسان؟؟ لم يتصرف بهذا التملك‪ ...‬غريب فعل‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ها شقال؟‬


‫فاتن وهي تلتفت لرفيقتها وهي تقضم ضفرها)حركتها المعتادة عند توترها(‪ :‬الحين بييج‪ ..‬مو متاخر وايد‪..‬‬
‫)تمسك يد رفيقتها( شخبارج انتي؟‬
‫مريم‪ :‬سكتي والله رااااسي بينفجر علي‪ ..‬عنبووو لب الفشلة ول العوار‪ ..‬صج يعني لو فيني حيل جان وريتج‬
‫في هالتمبة واخوانج‪..‬‬
‫فاتن تضحك براحة لن رفيقتها كما يبدوو لم تتاذى كثيرا لن روحها القتالية عادت لها‪ :‬ههههههههههههههه‬
‫اسممممم الله عليج ربي حافظج يا عيوني يالريم عاد اخواني شكو‪ ..‬اهما ايمن ولد خالتي وعزوز يعني اللي‬
‫سووو فيج العملة‬
‫مريم وهي تضع يديها على خصرها‪ :‬ل والله‪ ..‬واخوووج الثاني البايخ‪ ..‬ما احرجني جدامج وجدام الكل‪ ..‬ال انتي‬
‫عميه ما تشوفين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههه ما قال جذي ل تفترين على اخوي‪ ..‬بالعكس‪ ..‬انا حسيت ان جراااح وايد تاذى من‬
‫طيحتج‪ ..‬اكثر منج ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬تكفين انطمي‪ ..‬اخوج هذا لووووح ما يحس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل انتي بخير بتصل في اخوج يخليج هني اكثر‬
‫مريم بصدمة‪ :‬لاا انا تعبانة شفيج خليني ارد البيت‬
‫فاتن‪ :‬لسانج مو تعبان اشوفه؟‬
‫مريم تتظاهر بالتعب وتضع راسها على حافة الكرسي‪ :‬ل والله تعبانة فتووون‪ ..‬شوفيني‪ ..‬جني من‬
‫المعذبوون‪ ..‬راسي ايعورني‪ ..‬لحظه‪ ..‬من انتي‪ ..‬فقدت الذاكرة‪ ..‬يا ربي‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خايسة وحده‬
‫لم تصر فاتن على مريم بالبقاء لنها تعرف ان سببها قوي وحجتها اقوى‪ ..‬هي لو كانت بهذا الموقف لما كانت‬
‫قادرة على الستحمال‪ ..‬مسكينة مريم‪ ..‬تحب جراح ولكها تكابر هذا الشعور ‪ ..‬حتى جراح‪ ..‬كم هما‬
‫مغرورين‪ ..‬ل يعرفان ان بالحب ل مكان للتكبر والغرور‪...‬‬

‫مرت دقائق ال ووصل مساعد‪ ..‬لم يكن بداخل السيارة بل وقف مع جراح يسلم عليه‪ ..‬وينتظر مريم لكي‬
‫تخرج له‪ ..‬ال وقد ظهرت المسكينة والضربة اعيتها كثيرا‪ ..‬كانت فاتن تمشي بجنبها‪ ..‬وجراح وقف بعيدا عن‬
‫الخ واخته‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬علمج مريم؟؟‬


‫مريم وهي تحس بدورة‪ :‬يود يدي‪ ..‬والله احس اني بطيح‬
‫امسك مساعد يد اخته بقوه وسحبها من يد فاتن التي كانت تحادثها بل هدى‪ :‬مريم بس توصلين البيت اتصلي‬
‫فيني؟‬
‫مريم‪ :‬ان شالله فتونه امسامحه حبيبتي خربت عليكم اليوم‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ل تقولين هالحجي ل تزعليني منج‪..‬‬
‫مريم تقبل رفيقتها واخيها ما يزال يمسكها‪ :‬فديتج والله بتصل فيج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬في امان الله حبيبتي‬

‫ابعدت فاتن عينيها عن رفيقتها لترتطم بعيني ذلك الرجل‪ ..‬وبدت نظرتها له استجوابية‪ ..‬لكنها لم تحصل على‬
‫شي منه‪ ..‬فنظاراته كانت تخفي أي شعور قد يتخلج عينيه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬سلمي على بو جراح‪ ...‬وادخلي البيت عن الشارع‬


‫هكذا كلمها‪ ...‬اثلجها بهذه الكلمات الباردة المتسلطة‪ ..‬كانت عادية كاي احد قد يقولها‪ ..‬لكنها بدت في‬
‫خاطرها كالمر‪..‬‬

‫لم ترد عليه وغادر عنها مع اخته‪ ...‬ابتعد عن المنزل وفاتن مازالت واقفه عند الباب‪ ...‬مستغربة منه‪ ..‬هزت‬
‫راسها وكانها تنفض هذه الفكار عن راسها‪ ..‬ل داعي لكل هذا التساؤل‪ ..‬كلمها كما يكلم الخ اخته ‪ ..‬وعند‬
‫عودتها للمنزل رات من يسر نظرها‪..‬‬
‫كان مشعل‬
‫وفور رؤيتها له ابتسمت‪..‬‬
‫لكن هو‪ ..‬لم يبد على وجهه أي اشارة على الفرحة‪ ..‬كان حانقا‪ ..‬ولم يهديها ول نظرة من نظراته المحببة‪ ..‬يا‬
‫ترى‪ ..‬ما به‬
‫اغلق سيارته ونظرة اخيرة سلم على جراح ملوحا ودخل‪ ..‬تاركا فاتن بحيرة كبيرة‪ ..‬؟؟‬

‫ياترى ماذا جرى على مشعل كي يبدي كل هذا النفور من فاتن‬

‫الجزء السادس‬
‫)الفصل الول(‬
‫مرت اليام سريعة على فاتن وهي ل ترى مشعل ول تسمع عنه شيئا‪ ..‬راته مرة واحدة فقط منذ ذلك اليوم‬
‫وعندها ‪ ..‬اختفت كل اخباره عنها‪ ..‬حتى اخيها جراح الذي لم يقر في المنزل وخروجه اصبح شيئا معتاد‪..‬‬

‫مناير كانت جالسة في الباحة الخلفية مع امها واختها‪ ..‬تلعب بتلك المسجلة الهرمة لتبحث عن اذاعة لكي‬
‫تطرب نفسها بها‬
‫ام جراح‪ :‬بسج عاد من هالبربسه مانبي اغاني الناس تبي ترتاح‬
‫مناير‪ :‬اوووووووو يمه في اغنيه يديده لعاصي ابي اسمعها اكيد بحصلها هني‬
‫ام جراح‪ :‬واقردي عليج‪ ..‬انتي علمج خبصة ل تشغلين اغاني منوور‬
‫مناير تترجى امها‪ :‬يمه عاد تكفين بليز يمه بلييييز لزم اسمع هالغنية‬

‫ال وسماهر ابنه الجيران تطلع عليهم‪ :‬السلم عليكم‬


‫الكل ال فاتن السارحة‪ :‬وعليكم السلاااااااام‬
‫مناير تهرع لرفيقتها‪ :‬سهوووووور اغنيه عاصي باي محطه سمعته بشاير؟‬
‫سماهر وهي ترص نظارتها بالقرب من عينيها‪ :‬مادري‪..‬‬
‫مناير‪ :‬اووووووف‪ ..‬زين تعالي قعدي يمي بسمعج اياها‬
‫سماهر‪ :‬ماقدر اقعد‪ ..‬لن الحين بنسافر؟‬
‫انصدمت مناير وام جراح وفاتن أيضا؟‬
‫مناير‪ :‬وين رايحه؟‬
‫سماهر‪ :‬ابوي بياخذنا لباجي الصيف البحرين‪ ..‬فبيت اخته‪..‬‬
‫مناير بحزن‪ :‬وليش ما قلتيلي‪ ..‬توج الحين متفضية تخبريني‬
‫سماهر بحزن‪ :‬انا بروحي ماكنت ادري‪ ..‬قلت له مابي اروح قال ماكو احد انخليج تقعدين وياه‬
‫مناير‪ :‬ل ابووووووووووي بتقعدين وياي‪ ..‬وينه عمي‪ ..‬شلون يفصل روحي عني شلووون‬
‫ام جراح‪ :‬منوووووور عقلي‬
‫مناير‪ :‬يمه عاد تكفين ال سماهر ماقدر اكمل الصيف بلياها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬اصل في شي انتي تقدرين تكملينه بلياهاا‪...‬‬
‫سماهر‪ :‬خالتي تكفين خالتي كلمي امي تخليني عندكم‬
‫ام جراح باحراج‪ :‬يمه سماهر بيتكم ما بيرضون ودام ابوج قاللج شي مشي عليه ‪ ..‬ما يصير تقعدين عندنا‬
‫سماهر ومناير يجلسن عند ام جراح‪ :‬تكفيييييييييييييييييييييين يمه ‪ /‬خالتي‬
‫ام جراح‪ :‬والله بتفشلوني انتووو‬
‫فاتن‪ :‬يمه كلميه ما بتخسرين شي‬
‫ام جراح بدهشه‪ :‬انتي بعد يا فاتن‪ ..‬يا بنتي مادري ‪ ..‬اخاف ابوج ما يرضى بلعد‬
‫سماهر‪ :‬ل عمي ايحبني خالتي رحي كلمي اميييييي‬
‫ام جراح تنصاع لهن‪ :‬اروح وامري لله‪..‬‬

‫بذهاب ام جراح لبيت ام بدر كانت فرصة لفاتن ان تخرج من دائرة الهم التي اجتاحتها منذ ذلك اليوم‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫انا لن اذعن ولن ارخي راسي‪ ..‬كما عاملني سأعاملة‪ ..‬وهذا الشي ساثبته مع اليااام‪..‬‬

‫دخلت المنزل وهي تتمطط ملل‪ ..‬للتو ستدخل المطبخ ال خالد يناديها من الباب الرئيسي‪:‬‬
‫فتوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووون‬
‫التفتت فاتن وهي جزعة‪ ..‬ما باله خالد يناديها هكذا‪..‬‬

‫ذهبت عند الباب لتراه لكن لم يكن هناك‪ ..‬فتحتحه لترى والدها محمووول بين ايدي جراح ومشعل وخالد‬
‫النحيل الذي لم يكن يشترك بشي‪..‬‬
‫وقفت وهي متجمدة مكانها لهول الموقف‪ ..‬كان والدها غائبا عن الوعي ولكن شيء ماا يقطر من راسه‪ ..‬انها‬
‫الدمااء‪ ..‬يا ويلي‪ ..‬يا حسرتي عليك يا ابتي‪..‬‬

‫يفتح خالد الباب وهو يبعد فاتن المنصدمة عن دربه‪ ..‬يدخل جراح ومشعل الوالد الى الصالة‬

‫فاتن وهي ترتعد‪ :‬ليش يايبينه هني‪..‬‬


‫جراح بعدما القى والده على الكرسي‪ :‬اتصلي في السعاف اغير هدومي وراد‪ ..‬بسرعة فاتن‬
‫يخرج مشعل وهو يمر عندها وهي ل تراه‪ ..‬ل ترى شيئا غير والدها الملقى‪ ..‬وخالد اسرع ناحيته‪ ...‬يمسك بيده‬
‫ويضغط على الجرح‪...‬‬
‫خالد‪ :‬فتون اتصلي بالسعاف اشفيج‪ .‬وينها خالتي‬
‫فاتن ل تعرف ماذا تفعل تاشر على يمين المنزل‪ ..‬أي بيت الجيران‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اتصلي فاتن علمج؟؟؟‬

‫اسرعت ناحيه الهاتف لتتصل‪ ..‬وعندما وصلها الخط انربط لسانها ل تعرف بما ترد‪ ..‬امسك خالد الهاتف عنها‬
‫وتكلم ليطلب السعاف‪...‬‬

‫بعد دقائق‬

‫نزل جراح من العلى وهو ينتفض مكانه‪ :.‬فاتن وين امي؟‬


‫فاتن‪ :‬في بيت ام بدر) صوتها كانت هادئا جدا لهذا الموقف(‬
‫جراح يمسك اخته من يديها‪ :‬فاتن علمج؟؟‬
‫لم تتكلم فاتن وكل الذي جرى انها هوت بين يدي اخييييها‪ ..‬مع دخول مشعل للمنزل من غير استذان ليعلهم‬
‫بقدوم السعاف‪..‬‬
‫جراح‪ :‬فاااااااتن‬
‫خالد هرع ناحيه جراح‪ :‬وين انلقيها احنا اليوم‬
‫مسك جراح اخته بقوة وادخلها المطبخ‪ ..‬لم تكن فاقدة الوعي ولكنها كانت تترنح‪ ..‬فهي لم تاكل جيدا باخر‬
‫اليام وكان الهزال ظاهرا عليها‪ ..‬اجلسها على الكرسي وهو يثبتها‪ :‬فتووون ابيج قويه علمج شربي ماي شربي‬

‫شربت فاتن من الماء الذي احضره خالد لها ‪ ..‬ومشعل واقف عند الباب وهو خائف‪ ..‬وبنفس الوقت‪ ..‬غيور‬
‫من جراح وخالد لنهما يهتمان بها وهو ل يستطيع ان يفعل شيئا ً‬

‫ولكي يبعد هذا الموقف الذي ازعجه‪ :‬السعاف وصل‪..‬‬


‫جراح‪ :‬خالد حط بالك عليها انا بروح ويا ابوي‪ ..‬وان يات امي انت ييبها‬
‫خالد‪ :‬ماعندي سيارة‬
‫مشعل‪ :‬انا اوديهم لتحاتي‬

‫خرج جراح من عندهم في الصالة ليرى المسعفين قد دخلو ورتبو امور والدهم على السرير المتحرك‬
‫وحملووه معهم لداخل السيارة وجراح يتبعهم‪..‬‬

‫اهل المنطقة تجمهرو لصوت السعاف ومعهم ام جراح ‪ ..‬وارتعدت فرائصها عندم راته بالقرب من منزلها‪..‬‬
‫اسرع بالمشي مع مناير وسماهر وهما فرحتان لن ام بدر وافقت على بقاء سماهر بمنزلهم‪..‬‬
‫خطاها كانت خفيفة ووصلت للمنزل لترى اب اولدها يدخل في السيارة‪ ..‬ما ان رآها جراح حتى ابعدها عن‬
‫الجمهور ولكن عينيها بقت مرتبطة بعيني اب جراح المغمضتان‪..‬‬

‫ام جراح بذعر‪ :‬ابووووووووووك؟‬


‫جراح وهو يحتضر خوفا على امه‪ :‬يمه تعالي‪...‬‬
‫ام جراح وارتفع صوتها‪ :‬عبداللــــــــــــــــه‬

‫جراح يضم امه لصدره ‪ ..‬ل يدري‪ ..‬ليهدا قلبه ام يهدء امه‪ ..‬ادخلها المنزل وهي تصرخ وتضرب على وجهها‬

‫ام جراح‪ :‬يا حسرة عمري عليك يا بوجراح‪ ..‬ياحسرة عمري‬


‫جراح يمسك بيدي امه‪ :‬يمه اوقفي الله يخليج ماصار شي‬
‫ام جراح‪ :‬شنو ماصار شي‪ ..‬ابوووك مبيض ويهه‪ ..‬شصار فيه قووولووولي‬
‫خالد يمسك خالته فهو يعرف لها اكثر منهم كلهم‪ :.‬خالتي هدي اعصابج انتي‪ ..‬سمي بارحمن مو زين عليج‬
‫شوفي منور وفاتن شصار فيهم من صراخج‬

‫تنظر الم بهلج لمناير التي كانت بحضن فاتن المتصنمة وهدت وتيرتها‪..‬‬
‫تمسك بيدي خالد وتكلم فاتن‪ :‬يمه‪ ..‬روحي هاتي عباتي‪ ..‬بروح ويا ابوج‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله‬

‫ذهبت وذهبت معها مناير‪ ..‬كظلها ل تفارقها ‪ ..‬وسماهر واقفة عند خالتها تصب دمعها ساخنا على وجتيها‪..‬‬

‫جراح الذي اختفى مع سيارة السعاف ومشعل واقف مع جمهور الناس‪ ..‬ولكنه كان قريب‬

‫خالد‪ :‬هدي روحج خالتي‬

‫تبتعد عنه ام جراح وهي تمسك راسها‪ ..‬يا للمصيبة العظمى‪ ..‬ان يسقط ابو جراح فهو من المور الصعبة التي‬
‫ل اا تقدر ام جراح ان تتحملها ابدا‪ ...‬ما اصعبها عليها وما اقساها‪ ..‬يا ويل حظي لو جرى بك شي يا ابا جراح‪..‬‬
‫ساموت ل محالة‪ ..‬ساموووووت‪..‬‬

‫نزلت فاتن وهي ترتدي عبائتها وتحمل عباءة امها بيدها‪ ..‬اعطتها اياها كي ترتديها‬

‫ام جراح‪ :‬يالله يمه خالد ل نتاخر‪..‬‬


‫خالد‪ :‬خالتي ماعندي سيارة وجراج ما عطاني مفاتيحه‬
‫مشعل‪ :‬خالتي تعالي وياي‬
‫ام جراح‪ :‬ل نكلف عليج‬
‫مشعل‪ :‬افا عليج خالتي احنا اهل‪ ..‬يالله حياج خالتي‪..‬‬
‫انطلقت ام جراح مع خالد وفاتن التي بقت مكانها ولم تتحرك‪ ..‬ل تريد ان تذهب مع مشعل‪ ..‬عاد لها خالد بعد‬
‫ان استوقفتهم خالته لياتو بابنتها‬
‫خالد‪ :‬فتون علمج يالله‬
‫فاتن وهي تمسك مناير بقوة‪ :‬ل انتو روحوو انا بتم ويا مناير وعزوز الحين ايي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬خالتي ما تبي تتروح بلياج؟‬
‫فاتن‪ :‬ل انت اقنعها‪ ..‬انا بتم في البيت‪..‬‬
‫تحرك خالد بسرعة وعدم عودته بين ان امه اذعنت لقرار ابنتها ‪ ..‬ولكن مشعل‪ ...‬ماكان تصوره عن هذا‬
‫الشي‪..‬‬

‫بقت الفتيات بالمنزل‪ ..‬وهن يرتقبن الجديد من أي احد‪ ..‬وعرفوا القصة لحقاا من خالد الذي عاد لهن بالليل‬
‫وهو متعب جدا‪..‬‬
‫خالد‪ :‬كان عمي يركب المظلة اليديدة في بيت النهيدي والدري تحرك وما قدر انه يسيطر على نفسه‪..‬‬
‫وطااااح على الرض‬
‫ا‬
‫خبرهم الرض لن ماوقع عليه ابو جراح كان اصلب من الرض ‪ ..‬وقع ابو جراح على معداته الثقيله وهذا ما‬
‫سبب الفلق الكبير في راسه‬
‫فاتن التي لم تذرف دمعة واحدة ولكن عينيها كانت تحرقها كثيرا ومناير لم تهدا عن البكاء‬

‫خالد وهو حزين‪ ..‬وهذا وجه كريه لخالد‪ .. :‬الله يستر‪..‬‬


‫فاتن تكلم مناير‪ :‬حبيبتي روحي غسلي ويهج‪ ..‬وروحي دارج ارتاحي‪ ..‬امي ما بترد الليلة اكيد‬
‫مناير وهي تحضن اختها‪ :‬فتون انا خايفة‬
‫وسماهر الخرى‪ :‬خايفة على عمي فتون‬
‫مناير تحتضن الثنتان بكل قوة‪ :‬ل تخافون ابوي قوي واقوى منا كلنا‪ ..‬ومثل ما قال خالد الله يستر‪ ..‬ويالله‬
‫انتوو الحين روحو نامو وباجر تصبحون على خير وابوي انشالله يكون بالف صحة وعافية‬
‫مناير‪ :‬تعالي رقدي ويانا‬
‫فاتن تبتسم بكل حنان‪ :‬ان شالله حبيبتي انتي بس روحي الحين‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫غادرت سماهر ومناير وبقت فاتن جالسة تنظر للمام بعينين داكنتين‪..‬‬

‫خالد احس بمدى عمق نظرتها ولكن سالها عن شي مختلف تماما‪ :‬وينه عزيز؟‬
‫فاتن‪ :‬في بيت خالتي عزيزة‪ ...‬بيقعد هناك‪ ..‬انا قلت لها تخليه يباات عندهم وباجر بتييبه‪ ..‬لن ان يا بياذينا ال‬
‫يبي يروح المستشفى لمي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل زين زين‪ ..‬خله ويا ايمنو لكن الله يعين خالتي عليهم‪..‬‬
‫ف‬
‫اتن تبتسم كالثلج وهي ترجع بصرها للفراغ‪..‬‬

‫قلب خالد كان يرتعد من هذه الفتاة التي ل تشكي همها لحد‪ ..‬وهو يعرف مدى حنقها عندما يسالها احدهم‬
‫عن ما بالها فهي ل تحب ان تفصح بمشاعرها لحد‪ ..‬لذا ابعد عينيه عنها وبدء ينظر للمتفرقات المصفوفة على‬
‫الطاولة ‪ ..‬واخذ يعبث بها ويرى ماهي‪ ..‬التفتت لظرف‪ ..‬موجه لفاتن سعود خلف الياسي ‪ ..‬من يا ترى‪..‬‬

‫خالد‪ :‬فاتن‪ ..‬هذا لج؟؟؟‬


‫فاتن ‪ :‬شنو هذا‪ ..‬وهي تعقد حاجبيها باستغراب‪..‬‬
‫اخذته من خالد وفتحته‪ ...‬بدت تقرا فيه وهي تتمعن بكل كلمة بهذه الوراق‪ ..‬هي نجحت بالمدرسة ومعدلها‬
‫كان كبيرا ‪ ..‬وما فتحته بتلك الوراق كان اوراق بعثه مرسلة من قبل احدى الشركات‪ ..‬للدراسة في احدى‬
‫جامعات الوليات المتحدة الراقية‬
‫لم تصدق عيناها‪ ..‬فهي ل تذكر ان تقدمت بطلب للبعثات في جامعات بالخارج‪..‬‬

‫خالد بعد ان مل من الصمت‪ :‬علمها الورقة‪ ..‬شفيها؟‬


‫فاتن وهي مستغربة ومصدومة‪ :‬هاذي متى وصلت؟‬
‫خالد‪ :‬تساليني الحين هذا بيتكم انتووو؟‬
‫فاتن‪ :‬هذي بعثه من شركه الوفا للمحامااه‪ ..‬ماعطيني بعثه تقدر ب ‪ 20 .‬الف دينار لربع سنوات في جامعة‬
‫ييل الميركية‪ ..‬باي تخصص انا ابيه؟‬
‫خالد لم يصدق عيناه ‪ :‬شنوووووووو؟؟؟ أي شركة هذي‬
‫فاتن‪ :‬يقولون انهم في برنامج مستقل عن الوزارات الحكومية ويعطون هالبعثات للطلب المتفوقين‪ ) ..‬كانت‬
‫ل تفكر بطريقة صحيحة ونفضت الورقة عند يدها( خالد ارجوك مافيني اتكلم‪)...‬تنظر الى الساعة التي‬
‫بمعصمها( وينه جراااح للحين ما رد؟؟‬
‫خالد‪ :‬اكيد الحين بيرد‪..‬‬
‫فاتن وهي تنظر الى اتجاه الباب وكانها سمعت صوتا‪ :‬يمكن وصلووو؟‬
‫ونهضت مسرعة وهي تحس ان دقات قلبها تمطر جسدها بانواااع عنيفة من الذبذبات ‪ ..‬يا الهي‪ ..‬عونك يا‬
‫رحمن صبرك يا رب السماوات‪...‬‬

‫فتحت فاتن الباب من غير ان يدق احدا الجرس‪ ..‬وال بمشعل يمد يده ناحية الجرس وانصدم عندما رآها تفتح‬
‫الباب والعينان الزجاجيتان استفحلتنا للدكنة‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬مشعل‪....‬‬
‫مشعل وكانه عاد للواقع بصوتها الدافيئ‪ ..‬وتقرب خطوة وما به ال ان تراجع اثنتين‪ ..‬عندما رأى خالد يتقدم‬
‫خلف فاتن ‪..‬‬
‫تعيد فاتن السؤال المجهول الذي لم تساله لمشعل‪ :‬مشعل؟؟ وينها امي؟؟‬
‫مشعل ارتبك‪ : ..‬يبونج في لمستشفى‪ ..‬الحين‬
‫فاتن امسكت على قلبها‬
‫خالد‪ :‬وينها خالتي‪ ..‬ووينه جراح‬
‫مشعل‪ :‬اهناك‪ ..‬بس يبونها ) ويشير الى فاتن وكانها غير حية(‬
‫خالد‪ :‬بس ما عندنا سيارة؟‬
‫مشعل‪ :‬انا اوصلكم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ماكو احد في البيت غيري وخالد‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬بس يبونج هناك‪..‬‬
‫بدأ مزاج خالد ينقلب الى العصبية‪ :‬شنو يعني تاخذها لحالك؟؟؟؟‬
‫مشعل فتح عينيه بوسعهن‪ ..‬لم تطرأ هذه الفكرة في باله ابدا‪ ..‬ولكن‪ ..‬مجرد ذكر تواجد فاتن معه ولوحده‪..‬‬
‫استغفرك يا رب‪ ..‬استغفرك‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬محد قال جذي‪ ...‬انا بوعي اختي اخليها اتيي وياي؟‬
‫خالد‪ :‬ل انا بيي وياكم‪...‬‬
‫فاتن تلتفت لخالد وتمسك يده بخفه‪ :‬بس ماكو احد بالبيت‪ ..‬اذا انا رحت عزاي انك انت موجود فيه‪ ..‬لكن اذا‬
‫احنا الثننين رحنا‪...‬‬
‫خالد‪ :‬شنوو يعني اخليج تروحين معاه لحالج؟؟؟؟‬
‫بدت عصبيه خالد حارقة واخرست فاتن تماما‪..‬‬
‫مشعل يبدي رأيا‪ :‬انا قلت لك اخلي اختي اتييي معاي الحين‪..‬‬
‫خالد بكل نفي‪ :‬لاا‬
‫فاتن‪ :‬خالد ارجوك يالله مو وقته هذا اكاه يقول لك اخته بتيي معانا يعني اكوووو حد ثالث‪..‬‬
‫خالد بصوت منخفض‪ :‬ماقدر اخليج تروحين‬
‫فاتن‪ :‬انا اطلب منك هالشي‪..‬خالد يبوني هناك‪ )..‬تمسك بيده مرة اخرة ومشعل يرى امساكتها هذه المرة(‬
‫خلني اروح يالله عاد ل تطولها‬

‫خالد احس بالحنق‪ ..‬لم ل يستطيع ان يذهب معها‪ ..‬انه يغار من تواجدها مع مشعل‪ ..‬ل يريدها ان تكون لوحدها‬
‫معه‪ ..‬امممممم ياويلي انا بحيرة في امري‪ ..‬يا ربي‪ ..‬هل اتركها تذهب‬

‫خالد‪ :‬بشرط واحد؟‬


‫فاتن‪ :‬شنو؟‬
‫يخرج هاتفا جوال من جيب بنطلونه ويضعه بين يديه‪ :‬تدقين علي اول ما توصلين‪ ..‬وتخبريني بحالة خالتي‬
‫وعمي ‪ ..‬ل تتاخرين ترى ان تاخرتي ايييج هناك‬

‫فاتن تهز راسها موافقة ومشعل من وقف محتارا من امره‪ ..‬يتسائل في قلبه‪ ..‬ل بل يحترق من كثر السألة‪..‬‬
‫ما طبيعة علقة جراح بفاتن؟؟ ولم هي منصاعة لوامره هكذا؟؟ هل لنه ابن خالتها فقط؟؟؟‬

‫فاتن تكلم مشعل الذي كان سرحا‪ :‬مشعل؟‬


‫مشعل‪ :‬هلاااا‬
‫فاتن انتفض قلبها من رؤية وجهه وكانها للتو استطاعت ان تراااه‪ :‬عطني خمس دقايق ازهب ونازلة‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬اوكيه انا رايح اشوف اختي اكيد صاحية الحين‪ ..‬باخذها معاي‪ ..‬وبنرد لج‪..‬‬
‫خالد كان واقفا وهو ضام ذ راعيه الى صدره النحيل‪ ...‬يستمع بكل نفوور‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله ‪...‬‬
‫وغادرت عنهما وتركتهما لوحدهما‪..‬‬

‫هم مشعل بالخروج من باحة المنزل ال بصوت خالد يستوقفه‬


‫مشعل‪ :‬نعم؟‬
‫خالد‪ :‬ان صار شي في فاتن‪ ..‬ما بتلوم ال نفسك‪..‬‬

‫مشعل لم يرد عليه‪ ..‬ولكن لكي يرضيه هز رأسه منصاعا لوامره‪ ..‬ولكن بذرة الشك بالعلقة التي تدور بين‬
‫خالد وفاتن بدأت تدور في مخيلة مشعل‪ ..‬هل هو يحبها؟؟؟‬

‫فاتن التي ارتدت ملبسها مسرعة‪ ...‬لم تعرف ان قطعها غير متناسقة‪ ..‬لم تبدي أي اهتماما خاصا في لبسها‬
‫لن بالها لم يكن معها‪ ...‬كان مع ابيها‪ ..‬يا الهي‪ ..‬هل هو بخير؟؟؟ لم استدعوني‪.‬؟؟ لبد وانه قد تحسن وقد‬
‫طلبني‪ ..‬لبد وانه‪ ...‬ولبد ولبد ولبد‪ ..‬الى مال نهاية‪..‬‬
‫حتى خرجت من غرفتها وهي تقفل الباب لتجد اختها مناير ) البالغة من العمر الخامسة عشر(‬

‫مناير بصوت خائف‪ :‬فتوون‪ ..‬وين رايحة الحين؟‬


‫التفتت لها فاتن وهي تمسك على قلبها‪ ..‬لقد فزعت بالصوت الذي كلمها بهذا الهدوء المخيف‪ :‬بسم الله‪..‬‬
‫شفيج منور؟؟ علمج صحيتي من الرقاد؟‬
‫مناير وهي تمسح دمعه سرت على وجنتها الناصعة‪ :‬ماياني رقاد‪ ..‬افكر في ابوي‪...‬‬
‫ذهبت اليها فاتن وهي تبتسم بكل الحنان الذي اجتذبته من نواحيها لختها‪ :‬فديتج حبيبتي‪ ..‬ابوي مافيه شي‪...‬‬
‫وانا الحين رايحة اشوفه لج‪ ..‬واطمنج عليه‪..‬‬
‫مناير وهي تموج بالنات وتمسك يد اختها‪ :‬خذيني وياج‪ ..‬تكفين فتون )تهدج صوت الفتاة( ابي اشوف ابوي‪...‬‬
‫فتون انا قلبي ما يطمني ‪..‬‬
‫فاتن تضم اختها كي لااا تخيفها اكثر مما هي عليه‪ :‬لاا تقولين جذي‪ ..‬ابوي مافيه شي ‪ ..‬ابوي مافيها ال‬
‫العااافيه اللي تسري حوالينا‪ ..‬بظله ووافر فضل الله‪ ..‬انتي بس هدي قلبج) تنظر الى وجهها( وفتحي لج‬
‫قرااان وقري لج جم اييه تهدي قلبج‪ ..‬ترى ماكو على القران في الهدوء‪ ..‬اوكيه؟‬

‫هزت مناير راسها موافقة على طلب اختها ‪ ..‬وهي مازالت خائفه ول تريد ان تذهب اختها من دونها‪ ..‬لكن ماذا‬
‫تفعل‪ ..‬ل حكم لها على أي شي‪ ...‬ودخلت غرفتها بعد ان ودعتها اختها ورمت بنفسها على‬
‫سريرها تحتظن الوسادة وهي تغمرها بدمعها الساخن‪ ..‬ال بصحوة رفيقتها سماهر‪..‬‬

‫سماهر‪ :‬منوور؟؟ علمج؟؟‬


‫مناير تتكلم وهي مخبئة وجهها بالوسادة‪ :‬مافييني شي‬
‫تمسكها سماهر وتقلبها بحنان‪ :‬علمج تبجين؟؟‬
‫مناير تحظن رفيقتها‪ :‬خايفة سموووور‪ ..‬خايفة!!‬
‫سماهر الخرى كانت خائفة‪ ..‬ولم تعرف بدا ال من ابداء خوفها لرفيقتها‪ :‬حتى انا‪ ..‬خايفة‪ ...‬ومعدتي تعورني‬
‫من زود الخوف‪..‬‬
‫مناير تعتصر في حظن رفيقتها وهي تبكي‪ ..‬اذن‪ ..‬هما تتشاركان بالخوف والفزع‪ ..‬يااا ربي‪ ..‬ل فزع كفزع يوم‬
‫القيامة‪ ..‬ولكن‪ ..‬ابانا‪ ..‬ل نريده ان يغيب‪ ..‬ارجوك يا ربي‪..‬‬

‫*******************‬
‫خرجت فاتن وهي ترى سيارة مشعل الفارهة تقف عند منزلهم‪ ..‬وبالكرسي المامي فتاه الشبه الكبير بينها‬
‫وبين مشعل كان ملحوظا‪ ..‬ال ان مظهرها كاان انثويا اكثر‪ ..‬والجمال بادي في كل ناحية من وجهها‪ ..‬فتحت‬
‫فاتن الباب ال بصوت اختها مناير خلفها‬

‫التفتت فاتن بشوق ناحية اختها المسكينة التي لم تستطع ان تظل بدارها‪ ..‬اما الخرى فقد ركضت ناحية اختها‬
‫جزعة وتلحقها رفيقتها سماهر‪ ..‬وفاتن سارت ناحيتهن‪..‬‬
‫ورمت مناير بنفسها في حظن اختها الدافيء بكل بساطة وفاتن التي لم تبكي طول المصيبة بكت هذه المرة‬
‫من اختها‪ ..‬ويا ويلها من الدموووع التي سالت على خدها‪ ..‬احرقت فوائدها ل بل احرقت حشاها بطلوعها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬منوووووور ليش طالعة‪ ..‬ما قلت لج تمي‬


‫مناير‪ :‬فاتن ماقدر‪ ..‬خذيني معاج‪ ..‬ابي اشوف ابوي‬
‫فاتن تمسك بوجه اختها‪ :‬ماقدر اخذج وياي‪ ..‬خلج بالبيت ويا خالد‪ ..‬وسماهر تخليني لحالها؟؟؟‬
‫مناير تجهد من البكاء‪ :‬فتووون‬
‫فاتن تضمها لصدرها‪ :‬فتووون تكفين والله مافيني اشوفج تبجين‪ .‬يعز علييي‪ ..‬والله تعز علي دمعاتج‪..‬‬
‫مناير هدات وهي في حظن اختها ‪ ..‬ورفعت راسها‬

‫مناير برجاء‪ :‬اتصلي فيني اول ما تشوفين ابوي‬


‫فاتن تبتسم وهي تمسح دمعها‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬وشوفي كاهو خالد عطاني جواله‪ ..‬ما بضيع‪..‬‬

‫خالد الواقف بعيدا ذاب قلبه من دمع فاتن‪ ..‬ومشعل الجالس في السيارة يسمع ما تقوله فاتن لختها من غير‬
‫ان يلتفت لها‪ ..‬وسماء الرقيقة تجذب نظرها إلى مناير وأختها‪ ...‬والفتى الواقف أمام المنزل‪ ..‬يا لهم من عائلة‬
‫مسكينة‪ ..‬هذا ما تبادر في خلد الفتاه البالغة من العمر السابعة عشر‪..‬‬

‫تركت فاتن اختها بعد ان قبلتها قبلة الوداع‪ ..‬والوعد باللقاء القريب‪ ..‬وكانها ستسافر‪ ..‬ما اقسى هذه اللحظات‬
‫على قلب فاتن‪ ..‬واختها المدللة‪ ..‬اما خالد فتقدم واعطى دورها بانه سحب اخته الصغيرة الى داخل المنزل‪..‬‬
‫وفاتن تقدمت ناحية السيارة وفتحت الباب الخلفي خلف سماء‪ ..‬جلست وهي ترتعد واغلقت الباب من خلفها‪..‬‬
‫لم ترفع عينها للعين التي كانت تراقبها‪ ..‬بل اكتفت بالنظر الى راحتي يديها الممدودتان بحظنها‪ ..‬وتحركت‬
‫السيارة‪ ..‬نحو مصير والدها‪..‬‬

‫خالد الذي بقي في الخارج منتظرا فاتن‪ ..‬لم يستطع ان يهنأ له بال‪ ..‬و كان كل حين يدخل داخل المنزل‬
‫ليستمع للهاتف‪ ..‬لكنه لم يرن‪ ..‬ما بالها فاتن‪ ..‬لبد وانها وصلت‪ ..‬لكن‪ ..‬فاتن لم تصل‪ ..‬تعطل بهم المسير‬
‫بالشارع‪ ..‬والزحمة كانت خانقة‪ ..‬احدا ما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل‪ ..‬وكما يبدو من الجمع الغفير‪ ..‬ان‬
‫الحادث ليس بسيطا البتة‪ ..‬كان الله في عون من انحشر بذلك الحادث‪..‬‬

‫مشعل كل حين يرفع عينه الى فاتن الهادئة‪ ..‬او الذابلة‪ ..‬لم تكن تلك النظرة التي رآها لول مرة ولم تكن تلك‬
‫الناصعة البياض بتلك الليلة‪ ..‬حتى انه خيل له ان وهجا من النور يحوم حولها‪ ..‬ما اكبر حلمه وما اوسع خياله‪..‬‬
‫هذا المشعل‪..‬‬

‫اما سماء تنظر اليه تارة وتنظر الى الفتاة الجالسة خلفها‪ ..‬لم ينظر اخي الى هذه الفتاة بهذه النظرت‪ ..‬وكانه‬
‫يطالبها بشي‪ ..‬وكانه يسالها بعينيه وهي مشيحة عنه‪ ..‬وما اللذي يدور في خلد هذه الفتاه‪ ..‬تبدو وكانها تتمتم‬
‫شيئا بشفاهها‪ ..‬لربما تدعي لوالدها‪ ..‬المسكينة‪ ..‬يا الهي ارجع والدهم لهن‪ ..‬انهن مازلن بحاجته‪ ..‬هذا ما يبدو‬
‫عليهن‪ ..‬المسكينات‪ ..‬لقد الم قلبي مظهرهن وهن متماسكات‪ ..‬وجعلني اتمنى لو كان لي اخت مثل هذه‬
‫الفتاة‪..‬‬

‫اخفضت سماء راسها ووضعت يديها في حجرها وتتابعت مسيرة الصمت الخانقة‪ ..‬الى ان اخلي الطريق قليلل‬
‫بعد مضي ‪ 30‬دقيقة في هذا الزحام الخانق‪ ..‬خرج مشعل بكل مهارة من بين السيارات مع كبر حجم سيارته‪..‬‬
‫واثناء خروجه استوقف السيارة بعنف حرك فاتن من مكانها‪ ..‬ونطقت شي باسم الله‬

‫مشعل الذي واجه الموقف بصعووبة امسك بالمقود بكلتا يديه وهو يصر على اسنانه‪ ..‬وسناء التي كانت ترتدي‬
‫حزام المان امسك بنفسها وهي تصرخ باسم اخيها‪ :‬مشعللللل‪..‬‬

‫)الفصل الثاني(‬
‫بعد لحظات‬
‫سكن الجووو‬
‫وبدى كل شي عاديا‪..‬‬
‫سيطر مشعل على السيارة‪ ..‬واخرجها من المسار الذي كان به‪ ..‬وغادر بها على جناح السرعة‪ ..‬مكمل‬
‫الطريق ناحية المستشفى‪...‬‬

‫اما فاتن التي كانت تشد على قبضة يدها الناعمة‪ ..‬احست بالخوف والرغبة لمساك مشعل من كتفيه عندما‬
‫راته يتحرك بقوة من على الكرسي‪ ..‬يا الهي‪ ..‬كنا على وشك ان ‪ ...‬اعوذ بالله‪ ..‬الحمد لله على نجاتنا‬
‫وخروجنا سالمين‪..‬‬
‫سماء تكلم مشعل‪ :‬علمك مشعل شوي وتذبحنا‬
‫مشعل بصوت مرتبك‪ :‬مادري مرة وحده فقدت السيطرة‪ ..‬و‪...‬‬

‫صمت مشعل عن اخته لنظرة قد التهمت ملمح وجهه‪ ..‬كانت فاتن تنظر اليه بكل خوف‪ ..‬وبعينيها اسألة‬
‫متعددة‪ ..‬ماذا جرى له؟؟ هل هو بخير؟؟ هل تأذى؟ او اصيب بشيء‪.‬؟ وكنداء او تلبية لكل هذه الساله ‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬ما صار فيني شي‪ ..‬بس ارتبكت شوي‪ ..‬الحين اوكية‪..‬‬
‫سماء‪ :‬الحمد لله‪ ..‬يالله نروح‪..‬‬

‫ونظر مشعل بعينيه الى فاتن التي لم تفارق عيناها المرآة المامية‪ ..‬وتعانقت نظراتهما‪ ..‬لتقشع كل غيمات‬
‫الشك التي تبادرت في ذهن مشعل عن فاتن وخالد‪ ..‬لكن‪ ..‬موقف ما عاد الى ذاكرته‪ ..‬جعله يبعد عينيه عن‬
‫تلك العينين‪ ..‬ولو ان حياته كانت منوطة بهما‪..‬‬

‫وعادت السيارة بالتحرك‪ ..‬تاركة العاشقين في دوامة ل تنتهي من الشك والسالة ‪ ..‬والحيرة‪..‬‬

‫عندما وصلت السيارة الى مواقف المستشفى‪ ..‬لم تستطع فاتن ان تخرج‪ ..‬كان قلبها يرغمها على البقاء في‬
‫السيارة‪ ..‬لكن سماء الطفلة الصغيرة امسكت بيدها لتخرجها من السيارة‪ ..‬ويا ليتها لم تمسكها‪ ..‬فبرود يد‬
‫فاتن كان صاعقا‪ ..‬ومخيفا‪ ..‬وقطرات العرق مندية وجهها الجميل الحزين‪..‬‬

‫ابدت سماء دورا في تلك اللحظات لم يستطع احد ان يشكرها عليه‪ ..‬لم تتكلم ولم تقل أي من تلك العبارات‬
‫المواسية‪ ..‬بل امساكها لفاتن كان اكبر مواساه‪ ..‬ومشت الفتاتين خلف الرجل الى داخل المستشفى‪..‬‬

‫مشعل الذي كان يعرف الطريق قادهن‪ ..‬وعندما دخلو الى المصعد‪ ..‬تقدم مشعل وبقيت الثنتان خلفه‪ ..‬فاتن‬
‫لم تكن ترى شيئا‪ ..‬فالخوف والذعر دب في مفاصلها كلها‪ ..‬والجزع قد اخذ مأخذه منها‪ ..‬وسماء التي لم تفك‬
‫يدها‪ ..‬قوت قبضتها عليها لتسندها‪ ..‬ففاتن في تلك اللحظه بدت واهنة‪ ..‬وتعبة‪ ...‬وقد تذرها نسمة الهوا لو لم‬
‫تجد من يمسكها‪..‬‬

‫وتوقف المصعد عند المحطه المنشودة‪ ...‬وخرج مشعل ولحقنه سماء وفاتن‪ ..‬في كل خطوة مشتها فاتن كان‬
‫قلبها يقدم مليون تضحية من الدقات‪ ..‬القلب يدق ستين دقة في الدقيقة‪ ..‬اما في توقيت فاتن فكانت كل‬
‫خطوة بمليون دقة قلب‪ ..‬وكم كانت هذه الضربات المتسارعة مؤثرة عليها‪ ..‬يا رب ارحمني‪ ..‬يا رب ابلغني‬
‫الصبر والهدوء‪ ..‬ل استطيع ان اتحمل اكثر‪ ...‬سانهار‪ ..‬ل اريد ان انهار‪..‬‬
‫وعندما وصل مشعل الى الممر الذي كانت به ام جراح مع جراح‪ ..‬سمع صرخة داوية رنت بالمكان‪...‬‬

‫ارتعد مشعل‪ ..‬بحثت عيناه عن مصدر الصوت‪ ..‬فلم يكن احدا بالممر‪ ..‬وفاتن بعدها لم تصل‪ ..‬التفت ورائه‬
‫ليجدها قد وصلت اليه‪ ..‬ومن ملمحها‪ ..‬يبدو انها قد سمعت الصرخة المدوية‪ ..‬واسرعت بخاطاها وتجاوزته‬
‫لكن مشعل امسكها من يدها غير عابئا بشي‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬فاتن ل تروحين‪ ..‬ظلي هني‬


‫فاتن وملمحها تتاكل وجهها بشكل فضيع‪ :‬ليش؟‬
‫مشعل يبعدها من يدها‪ ..‬الى بعد هذا الممر‪ :‬ظلي هني ويا سماء‪ ..‬انا بروح اشوف وراجع لكم‪..‬‬
‫فاتن تحاول ان تفلت يدها من يد مشعل‪ :‬بروح انا‪ ..‬الصوت مو غريب علي‪..‬‬
‫وتلت كلمتها هذه صرخة اخرى ‪ ..‬لم تكن متوحدة‪ ..‬بل اشتبكت بعدد من الصرخات المتتالية‪ ..‬يا الهي‪ ..‬من‬
‫هذا الذي يصرخ‪ ..‬مشعل الذي انتفض من الصراخ المتوالي ارخى يده عن يد فاتن وافلتت الخرى ناحية‬
‫الصوت وهي تجري ‪ ..‬الى ان وقفت الى مصدر الصراخ‪....‬‬

‫وقفت عند الباب والدمعات مغرقة عينيها‪ ..‬اغمضتهن لكي تسيل المياة التي تجمعت‪ ..‬لتوضح لها الرؤية‪..‬‬
‫ورأت ما كان بالغرفة‪..‬‬

‫كانت امها بين يدي اخيها المتلوع‪ ..‬وهي تتحرك بقوة‪ ..‬وكانها تحاول الخلص من يده‪ ..‬يبدو وكانه يمنعها من‬
‫شي‪ ..‬اضطربت ملمح فاتن وهي ترى اخيها يبكي بلوعة وامه تتحرك كالمجنونة بين يديه‪ ..‬و‪ ...‬ستار ابيض‬
‫خلفهما مغلق‪ ..‬يا الهي‪ ..‬ماذا جرى‪..‬‬

‫نطقت بهذا السؤال ‪ :‬شصاير؟‬

‫التفت جراح لخته الخائفة وامه التي استكانت عندما سمعت صوت ابنتها‪ ..‬وما ان عرفوها‪ ..‬حتى زادت وتيرة‬
‫البكاء عند ام جراح وهي تصرخ لبنتها‬

‫ام جراح‪ :‬يما فاتن انتخيتج‪ ..‬روحي لبوج‪ ..‬كلميييه‪ ..‬عزيييزته انتي‪ ..‬شوفيه حاجيه خليه يقووووم‪ ..‬فاتن يمه‬
‫طلبتج ل ترديني‪ ..‬طلبتج بحليب صدري‪ ..‬روحي شوفي ابووووووج‪ ..‬ما يرد علي‪ ..‬ما يرد علينا‪ ..‬روحي له ‪..‬‬

‫انتفضت فاتن من صراخ امها وجراح الذي يهدئها فاقد للسيطرة تماما‪ ..‬وتارة يوجه بصره الى امه وتارة اخرى‬
‫الى اخته الذي تنظر اليه بتسائل محزن‬
‫جراح‪ :‬فاتن خذي امي بره‪ ...‬هديها‬
‫فاتن‪ :‬شصاير جراح‪ ..‬ما تقول لي شصاير‪..‬‬
‫ام جراح وهي تصرخ‪ :‬ردت هالدنيا ويااااااااك ما طلبتها بدوونك يا عبدالله‪ ...‬اويلي ‪ ..‬اويليييييييي اويلي‪...‬‬

‫سكنت الم بشهقة‪ ..‬وسكنت حركتها‪ ..‬لترتخي في حظن ابنها مغشي عليها‪ ..‬جراح المسكين ارتعد من هول‬
‫المصائب التي حلت على رأسه تباعا‪ :‬يمه‪ ..‬يمه‪ ...‬يمه‪ ...‬فتون‪ ..‬شفيها امي‪ ..‬علمها امييي‪ ..‬يمهه ) يضرب‬
‫على خد امه( يمه قومي‪ ..‬تكفين يمه قومي مافيني والله مافيني‪)..‬يلتفت لخته الجالسة قربه وهو ينتفض‬
‫وصوته ينتفض معه( فتوون شوفي امييييي‪ ..‬فتووووووون شوفيها‪..‬‬
‫فاتن تضرب على خد امها‪ ..:‬يمه‪ ..‬يمه‪ ...‬حبيبتي يمه‪ ..‬قومي يمه‪ ..‬تكفين يمه طلبتج‪ ...‬فجي عيونج يمه‪...‬‬
‫تلتفت الى مشعل برجاء‪ :‬تكفييييي نادو على الطبيييييييييييييييييييب‪...‬‬

‫لم يعطل مشعل وركض ناحية أي مكتب استعلمات يراه‪ ...‬وسماء الخائفة واقفة والدمع يهدر من عينيها‬
‫بحرارة‪ ..‬ما هذا المصاب الجلل؟؟ لم هذه العائلة؟؟ لم؟‪.‬‬

‫مشعل الخر ينادي احدا عند مكتب الستعلمات‪ :‬لو سمحتووووو‪ ..‬خالتي طايحة شوفوووها لي‬
‫لم يكن احد يجيبه‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬هيييييي انتووووووووو نايمين‪ ..‬اقوللكم خالتييييييييييييي طايحة‪...‬‬
‫ظهرت ممرضه من احد الممرات‪ :‬علمك تصارخ؟‬
‫مشعل يتجه ناحيتها‪ :‬خالتي طايحة وو‪ ..‬اغمى عليها‪ ..‬و‪ ...‬تعالو شوفوها‬
‫الممرضة تحركت بسرعة من مكانها واتجهت ناحية احد المكاتب‪ ..‬وحملت معها صينية حديدية تحتوي على‬
‫العديد من الدوية المختلفة‪ ..‬ركضت مع مشعل ناحية الغرفة‪ ..‬وعندما عاد لم يرى احد بالغرفة غير سماء‬
‫اخته الواقفة عند الباب‪..‬‬

‫سماء وكانها تجيب اخيها‪ :‬راحوو في الغرفة اللي هناك‪) ..‬تشير الى الغرفة المجاورة(‬

‫ذهب مشعل غير معطل الى ناحية الغرفة‪ ..‬وجد طبيبا ما مع ممرضة عند سرير ام جراح‪ ..‬وجراح واقف‬
‫عندهم وفاتن بجنبه‪ ..‬يياااااااااااااااه كم كان يود لو يضمها الى صدره‪ ..‬فجراح لم يكن مولنها أي اهتمام‬
‫والخرى تبدو كالضائعة‪ ..‬والتفتت له عندما دخل الغرفة‪ ..‬وكانت بعينيها نظرة‪ ..‬لم يعرف ما سببها‪ ..‬لم تكن‬
‫نظرة عادية‪ ...‬بل كانت‪ ..‬نظرة رجاااء‪ ..‬فتقرب منهم‪ ..‬او منها بالخص‪ ..‬من فاتن‪..‬‬

‫مشعل بتخوف‪ :‬من وين يا الدكتور؟‬


‫جراح وهو يبكي ويديه عند فمه‪ :‬كان في الغرفة ويا ابوي‪ ..‬تحت الستار‪ ...‬ويوم طاحت امي طلع لنا‪..‬‬
‫مشعل نظر الى فاتن الملتزقة باخيها‪ ..‬يا رباااه‪ ..‬هدئ من روعها‪ ..‬انها ل تستحق ان تترك هكذا فهي ستهلك‬
‫من الحزن‪ ..‬ل تبكي‪ ..‬ل تبكي‪ ..‬ولكن اللم الذي يطوف على وجهها اشد من البكاء‪ ..‬يا الهي اعن قلب‬
‫محبوبتي‬

‫ال ويد الطبيب تستقر على ذراع جراح وهو يطمأنه ويشير له بالخروج‪..‬‬

‫الطبيب‪ :‬احنا عطيناها مهدئات راح تخليها تنام لفترة‪ ..‬بس لزم ما تخلونا تكون عرضة للنهيار‪ ..‬تراها ضعيفة‬
‫ويمكن تنهار في أي لحظه‪..‬‬
‫جراح والدمع يسيل من عينيه المحمرتان‪ :‬ان شاء الله دكتور‬
‫الدكتور يبتسم ابتسامة مواساة على شفتيه ويمسك بجراح من كتفيه بكلتا يديه‪ :‬يا ولدي العمار بيد الله ‪..‬‬
‫والنسان لزم يسترجع ويذكر ربه‪ ..‬كل الناس مصيرها الموت‪ ..‬وانت لزم تكون قوي عشان اهلك وامك اللي‬
‫بتحتاجك‪..‬‬

‫هز جراح راسه بتفهم وهو يحاول ان يبلع الغصات التي تناولت حنجرته‪ ..‬ويحاول ان يستمد القوة من يدي‬
‫الطبيب الممسك به‪ ..‬وفاتن الواقعة تغيرت نظرتها الى الستغراب‪ ..‬هل امي ستموت؟؟ هل امي على وشك‬
‫ان تموت؟ وابي‪ ..‬ما حاله يا ترى؟؟ لم يقل لي جراح شيئا‪..‬‬

‫وعند مغادرة الطبيب تقدمت اليه فاتن وهي تضم يديها الى صدرها وهي خائفة‪ :‬جراح‪ ...‬وينه ابوي؟؟‬
‫رفع راسه جراح بكل مفاجاه؟؟؟ يا الهي‪ ..‬فاتن ل تعرف‪..‬‬
‫فاتن وهي تنشر بصرها يمنة ويسره‪ :‬انا من الخوف على امي ما حصل لي اسالك عنه‪ ..‬وينه ابوي جراح‪..‬‬
‫شخباره شصار عليه؟‬
‫مسح جراح على وجهه وهو يبكي بهدوء وامتدت يديه الى فمه وهو يكممه كي ل يتكلم‪..‬‬
‫فاتن تمسك بتلك اليدين برجاء والدمع بدا يتساقط ‪ :‬جراح‪ ...‬وينه ابوي؟؟؟‬
‫امسك جراح بيديها‪ :‬فاتن‪..........‬‬
‫وصمت‪...‬‬

‫يا الهي‪..‬‬

‫يا رب السماوات‪...‬‬

‫يا ربي‪...‬‬

‫يا ويلتي‪ ..‬ابي‪....‬‬

‫لم تشأ فاتن ان تستمع اكثر وخرجت من الغرفة لناحية الغرفة الخرى التي كانت امها قد سقطت فيها مذ‬
‫قليل‪..‬‬

‫ولحقها جراح وهو يمسك بيدها‪ :‬فاتن وين رايحة‬


‫فاتن تبعد يد اخيها الخفيفه بقوة‪ :‬بروح لبوي‪...‬‬
‫وعندما خرجت من الباب اسرعت لتقف متجمدة مكانها‪....‬‬

‫كان الممرضان الخران يجراح السرير ومن عليه لخارج الغرفة وهو مغطى الوجه‪ ...‬وبقع دم ٍ متناثرة على‬
‫ذلك الشرشف البيض ‪ ..‬يعكر بياضه الصافي‪ ..‬سارت القافلة امام عينيها وهي مشدوهة بهذا المظهر‪ ..‬رباه‪...‬‬
‫رباه من هذا؟‬

‫التفتت الى اخيها الواقف خلفها وهو مستند على جانب الباب المقابل للغرفة التي خرجت الجثه منها وهي ل‬
‫تصدق ما راته عيناها‪ ..‬تبحث عن نكران‪ ..‬عن من ينكر لها ما راته عيناها ويكذبها‪ ..‬لكن‪ ..‬لم يفدها اخاها‬
‫بشي‪ ..‬وتهاملت روحها من جسدها‪ ..‬وتراجعت للخلف وهي ترى اليجاب بدمع اخيها وعينيه اللتان اعتصرتا من‬
‫شددة اللم‪ ..‬وبدى جسده متداخل من هول المصيبة وما راته عيناهما‪..‬‬

‫هزت راسها فاتن يمنه ويسره‪ ..‬غير مصدقة‪ ..‬ل ‪ ...‬لم يكن هو‪ ..‬لم يكن والدي‪ ..‬لم يكن والدي المغطى‬
‫بالشراشف‪ ..‬لم يكن هو‪ ...‬والدي‪ ..‬والدي حي‪ ..‬والدي ‪ ..‬والدي بالعمل‪ ..‬انه يعمل في احدى المنازل‪ ..‬يركب‬
‫احد البواب‪ ..‬او ‪ ..‬يصلح احد العطال التصريفية‪ ..‬انه‪ ..‬نعم اعرف أين هو‪ ..‬انه في منزل مريم‪ ......‬يعاون أبو‬
‫مساعد في التسليك ‪.......‬للمصارف الجديدة في منزلهم‪ ...‬يا ويلي‪ ...‬ابي‪...‬‬
‫توالت تلك الصرخة الداخليه صرخة اخرى‪ ...‬لم تكن بالعنيفة‪ ..‬ولكن‪ ..‬مسموعة‪ :‬يبـــــــــــا‬

‫تقدم لها جراح وهو يحتظنها عندما ترنحت امامه بخفة حظنها وهو يرفعها عن الرض والخرى ميتة بين‬
‫ذراعيه‪ ...‬سماء التي جن جنونها بحظن اخيها على منظر ام جراح قبل والن فاتن ومشعل يهدئها ولكن ل‬
‫مجال‪ ..‬فالفتاة تبكي فقدان اب هذين الخوين وكانه والدها‪ ..‬ارحمهم يا ربي‪ ..‬ارحمهم بواسع رحمتك‪..‬‬

‫*******************************************‬
‫مضت اليام حزينة على قلوب بيت ابو جراح‪ ..‬وام جراح‪ ..‬لم ترى الدنيا حتى الن‪ ..‬فما ان تقوم حتى تصرخ‬
‫صرخات مدوية تقلب عالي الدنيا بسافلها‪ ..‬فتعطى مهدئات تسكن هذا الصراخ‪ ..‬فاتن بعد بكائها في‬
‫المستشفى لم تبكي‪ ..‬اكراما لختها المسكينة واخيها الصغير الذي هو الثاني لم يبكي حتى الن على ابيه‪..‬‬
‫بذل جراح الكبير في عزاء والده‪ ..‬استقبل الجمع الهائل الذي اتاهم في الباحة الخلفية‪ ..‬نظرا لصغر منزلهم‪...‬‬
‫اعدها مع رفاقه كي تتناسب مع الحضور‪ ..‬خالد تولى مهام الضيافة والمعاونة مقاسمة مع مشعل الذي بلغ‬
‫دوره البلوغ في السمو‪ ..‬فكان هو الذراع اليسر لجراح وخالد اليمن‪..‬‬

‫فاتن استقبلت النسوة مع مريم واختها نورة وخالتها عزيزة ‪ ..‬بدت شجاعة‪ ..‬ل بل بدت فولذية لول عينيها‬
‫المحمرتين وخديها المتوهجين‪ ..‬كانت الحرارة مرتفعة في تلك اليام لكن‪ ..‬نسيم الهوا البارد لم يبخل عليهم‬
‫بالبروودة‪...‬‬

‫عزاء النسوة كان في بيت ابو مساعد ‪ ..‬والرجال في الباحة الخلفية لمنزل ابو جراح رحمة الله عليه‪..‬‬
‫لم يصدق احد الخبر عندما انتشر كانتشار الهواء في الرجاء المعتمة‪ ..‬مساعد اكثرهم‪ ..‬فمذ سمع الخبر فجع‬
‫بطريقة ل توصف‪ ..‬واحس وكان عالية توفت مرة اخرى‪ ..‬هذه المرة لم تتوفى هي‪ ..‬بل توفى اخاها الطيب‬
‫المحترم المتواضع ‪ ..‬الذي بنى لنفسه المكانة العالية بين الناس بطيبته وبفزعه لكل اهالي الحي في الحاجة‪..‬‬
‫الكل تحسب على وفاته‪ ..‬والكل شكى الحال الى الله‪ ..‬وقالو‪ ..‬كان يومه‪ ..‬لكن كي يموت بهذه الطريقة‬
‫البشعة‪ ..‬لم يستطع احد ان يجيب على هذا السؤال‪ ..‬الذي كان ينطرح في المرة الف مرة في بال جراح‬
‫الذي كلما اغمض عينيه ترائت له صورة والده وهو ساقط والدم يسيل من راسه بحرارة‪..‬‬
‫فيفتحهما وكانه صحى من كابوس مزعج‪ ..‬ويستند لما خلفه ويريح رقبته‪...‬‬

‫في اخر يوم للعزا‪ ...‬بقيت مريم مع فاتن في غرفتها‪ ..‬تتجاذبان الصمت من ارجاء الغرفة‪ ..‬تعبتان ل بل‬
‫منهكتان‪ ..‬مسكينة فاتن‪ ..‬هذا ما تبادر في ذهن مريم وهي تفكر‪ ..‬اكان لها ان تعاني كل هذا مع اهلها‪..‬‬
‫مسكينة حقا‪ ..‬تحب والدها بعنف‪ ..‬فلم هذا الفراق تحتم عليهما‪ ..‬رحمك الله يا عمي‪ ..‬لقد كنت رجل عظيما‪..‬‬

‫تنتبه فاتن الى مريم السارحة في وجهها‪ ..‬وابتسمت لها بحزن عميق‪ ..‬ل بل دفين‪ ..‬وكانه يخرج من غياهب‬
‫القلب‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬علمج؟‬
‫مريم تهز راسها‪ ..:‬ول شي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬سارحة فيني‪) ..‬تغمز لها بخفه( معجبه؟‬
‫مريم تبتسم‪ :‬هههه‪ ..‬أي ‪ ..‬تقدرين تقولين‪) ..‬بمزاح تمد قميصها السود ناحيه وجه فاتن( لو سمحتي التوقيع‪..‬‬
‫فاتن تضحك وهي تريح راسها على الوسادة‪ :‬هههههههه‪..‬‬
‫تنظر اليها مريم ولم تضحك‪ ..‬بل اكتفت بالبتسام وهي تقلب ببصرها يمنة ويسرة‬
‫فاتن‪ :‬علمج مريم؟؟ شفيج؟؟‬
‫مريم وهي تنهض من على السرير‪ :‬مافيني شي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ليش ويهج منعفس وكان ول شي عاجبج‪..‬‬
‫مريم وهي تلوح بيديها‪ ..:‬برودج اهو اللي مو عاجبني‪..‬‬
‫فاتن تعقد حاجبيها‪ :‬برودي؟؟ أي برود الله يهداج‬
‫مريم تلتفت لها‪ :‬يعني انتي مستانسة على حالج؟؟؟ مستانسة كونج اقوى وحده وانج الوحيدة اللي مابجت‪..‬‬
‫تبتسم فاتن بحزن‪ :‬وليش ابجي‪ ..‬انا بجاي اعظم من الدموع‪..‬‬
‫مريم وهي تجلس بجنبها‪ :‬بس بعد يا فاتن‪ ..‬ترى ان حبستي الشي فيج بيرد لج اضعاف اضعاف‪..‬‬
‫تمسك فاتن بيد صديقتها الحميمة‪ :‬ل تخافين‪ ..‬ما بيصير فيني شي‪ ..‬انا جبل‪ ..‬ما سمعتي ام بدر شقالت عني‬
‫اليوم‪...‬‬
‫اشاحت ببصرها عن رفيقتها وعادت واستلقت وهي تعبة‪ ..‬وضعت ذراعها على عينيها والخرى على بطنها‪..‬‬
‫وكانها ستناام‪..‬‬
‫قامت مريم من على السرير‪ ..‬وهي تقلب بين اغراض فاتن‪ ..‬التفتت الى صورة على رف المنضدة‪..‬‬
‫وابتسمت لها‪ ..‬كانت صورة قديمة لهن‪ ..‬فاتن وهي وسمية‪ ..‬هي وفاتن كانتا متابطين ذراع بعضيهما وسمية‬
‫عاقدة ذراعيها ول تبتسم بالصورة‪ ..‬تذكرت مناسبة هذه الصورة‪ ..‬كانت يوم النظافة بالمدرسة‪ ..‬وصفهم فاز‬
‫بتلك الجائزة‪ ..‬وصورتهن خالة فاتن ‪ ..‬ما اسعد ذلك اليوم‪..‬وما احزن هذه اليام‪..‬‬

‫وفتح الباب‪ ..‬كانت مناير الحزينة‬


‫مناير بصوت مغاير عن طبيعته‪ :‬فتون يبيج جراح تحت!!‬
‫لم تبطئ فاتن وارتدت حجابها تحسبن لبن خالتها‪ ..‬وعندما تقدمت ناحية الباب التفتت الى مريم الواقفة عند‬
‫المنضدة‪ :‬تعالي؟‬
‫مريم باستغراب‪ :‬وين؟؟ ل خليني‪ ..‬روحي شوفي شيبي منج وتعالي‬
‫فاتن بتعب‪ :‬مريوم والله مالي خلق تعالي معاي ‪..‬‬
‫مريم بحياء‪ :‬فتوون‪..‬‬
‫امسكت فاتن يدها غير عابئة وسحبتها الى الخارج‪..‬‬

‫عندما نزلت فاتن مع مريم الى الصالة كانت خالتها ل تزال موجودة بالضافة الى اخيها جراح الذي بدى كهل‬
‫في تلك اللحظات‪ ..‬ولكن‪ ..‬هناك شخصا اخرا‪ ..‬من هو؟؟ لم يكن خالد‪ ..‬كان موليا ظهره للدرج‪ ..‬ولم تستطع‬
‫فاتن ان تراه‪ ...‬وعندما سمع صوت وصولها ‪ ..‬التفتت كل العين‪ ..‬والتفت الشخص ايضا‪...‬‬

‫في تلك اللحظة‪ ..‬تجمدت قدما فاتن عن المسير‪ ...‬كان ‪ ..‬كان مساعد‪ ..‬اخ مريم‪ ..‬لم تعلمني مريم عن زيارة‬
‫لخيها‪...‬‬

‫فماذا يفعل اخاها هنا‪..‬؟؟‬

‫عينا مساعد كانتا تسبحان بوجهها النير‪ ..‬ولكن الشاحب‪ ..‬وعندما راى سربال السى على محياها‪ ..‬امسك قلبه‬
‫كيل يقفز عليها مطبطبا عليها‬

‫فاتن وهي تسلم‪ :‬السلم عليكم‬


‫الجمع يرد السلم‪ :‬وعليكم السلم‪...‬‬
‫جراح وهو يشير لخته‪ :..‬فاتن تعالي هني عندي‪..‬‬

‫كانت حركة اخيها مشابهه لحركة ابيها عندما يريد محادثتها بموضوع هام‪ ..‬يخصها‪..‬‬
‫تقدمت لبين يدي اخيها‪ ..‬وهي تجلس عنده‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬شصاير؟‬
‫مريم التي جلست عند عزيزة خاله مريم‪ ..‬ومساعد ظل واقفا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ماصاير شي بس‪ ..‬انتي تعرفين مساعد اخو مريم‪ ..‬صح؟‬
‫فاتن وهي تنظر بسرعة ناحية مساعد‪ :‬ايه‪...‬‬
‫الستغراب كان هو سيد الموقف‪..‬‬
‫جراح الذي بدا هادئا‪ :‬اهو عنده شي يبي يقوله لج‪ ..‬يمكن اهوو سابق عن موعده لكن‪ ..‬اهو لمصلحتج‪..‬‬
‫امسكت فاتن على قلبها‪ ..‬ل تعرف لم طرأ موضوع الزواج في بالها‪ ..‬ل تعرف لما احست ان مساعد لربما‬
‫خطبها من اخيها‪ ..‬مع ان علقتهما بعيدة كل البعد عن تلك المخيلت‪ ..‬لكن‪ ..‬شيء ما نغص هدوء قلبها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬شالسالفة؟‬
‫جراح يبتسم بليونة‪ :‬شركة مساعد‪ ..‬اسمها ‪..‬الوفا للمحاماة‪ ..‬مقدمة لج منحة‪ ..‬نظرا لمعدلج المرتفع‬
‫بالمدرسة‪..‬‬
‫تذكرت فاتن ذلك الظرف الذي وقع نظر خالد عليه بذلك اليوم‪ ..‬وكانت به الوراق المتعددة‪ ..‬ولكن مااسرع‬
‫حتى ان تغلبت الذكريات الحزينة عليها‪ ..‬فذلك اليوم هو يوم وفاة والدها‪.‬‬
‫اخفضت فاتن راسها بكل حزن الى حجرها‪ :‬أي ‪ ..‬ادري‬

‫جراح باستغراب‪ :‬شلون؟‬


‫تكلم هناك مساعد‪ :..‬انا اقول لك شلون‪ ..‬قبل جم يوم دزينا على عنوانكم اوراق و فيه جم شغلة جذي تبين‬
‫لكم معلومات بسيطة عن المنحة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اها‪) ...‬يلتفت لفاتن( متى وصل الظرف‪..‬‬
‫هامت روح فاتن في جسدها‪ :‬يوم‪ ...‬يوم وفاة اب‪ ...‬ابوي‪...‬‬

‫عم الصمت ‪ ..‬بتلك اللحظات بدى ان جراح على وشك البكاء‪ ..‬لم يكن يخجل من اذراف الدمع ابدا‪ ..‬لكنه‬
‫عندما نظر الى امامة فوجد مريم تبتسم بخفة له‪ ..‬وكانها تداوي جرحه النازف‪ ..‬وتطلب منه ان يكون قويا ‪..‬‬
‫لجل نفسه‪ ..‬ولجل فاتن بهذه اللحظة‪..‬‬

‫جراح‪ .. :‬شرايج انتي‬


‫فاتن بكل حزم‪ :‬البعثه ما اتعوض‪ ..‬لكن انا مضطرة ارفض‪..‬‬
‫جراح باندهاش‪ :‬ليش؟؟‬
‫مساعد امتعض‪ ..‬لم ترفض بعثة كهذه‬

‫فاتن‪ :‬لن هذا مو وقته الحين‪ ..‬لو كانت الظروف ثانية‪ ..‬جان‪ ..‬وافقت‪ ..‬بس ‪ ..‬امي محتاجة احد يبقى معاها‪..‬‬
‫و‪ ..‬و انا‪ ...‬ابي اكون وياها في كل شي‪ ...‬مابي اخليها لحالها‪ ..‬وهذي البعثة دراسة خارجية‪ ..‬وانا عمري‬
‫مافكرت اني ادرس برة‬
‫عزيزة‪ :‬لن الفرصة ما كانت موجودة انج تدرسين في بلد برة‪ ..‬لكن الحين الفرصة جدامج‪ ..‬والبعثة بتتكفل‬
‫فيج طول اربع سنوات‪..‬‬
‫فاتن بهدوء تهز راسها‪ :‬ولو‪ ..‬مابي اطلع‪ ..‬ابي اهتم في اخواني‪..‬‬
‫جراح‪ :‬فاتن‪ ..‬مو كل يوم تنفتج لج هالبواب‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ادري‪ ..‬بس مابي‪ ...‬مابي‪..‬‬
‫القت ببصرها على مساعد الذي كان كجمود الحائط الذي خلفه‪ :‬انا بصراحة اتشرف بهذه البعثه بس‪ ..‬لو‬
‫الظروف كانت مغايرة‪ ..‬كنت قبلتها‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬وليش الحين‪.‬؟؟ علمها الظروف‪..‬‬
‫استغربت فاتن‪ ...‬ما بالها الظروف‪ :‬اسفه؟؟‬
‫مساعد وهو يتحرك في مكانه‪ :‬أنا أشوف إن حتى لو الوالد الله يرحمه غير موجود ما راح يعني هذا الشي‬
‫نهاية العالم‪ ..‬بالعكس‪ ..‬أنا اللي اعرفه عن ابوج انه كان يفضلكم تدرسون على أي شي‪ ..‬وكان يبذل‬
‫المستحيل عشان دراستكم‪ ..‬فالحين يوم انه الله توفاه برحمته أنتي ناويه توقفين مسيرة التعليم اللي اهو‬
‫حاول الكثير عشانها؟‪.‬‬

‫انربط لسان فاتن‪ ..‬كيف ترد عليه؟ لقد الجم لسانها بتلك الكلمات الصارمة‪ ..‬ما قاله لم يكن كذبا ول تاليفا‪..‬‬
‫كانت الحقيقة‪ ..‬لكن‪ ..‬طريقة سردها‪ ..‬كانت مثيرة للعصاب‪ ..‬ليس لفاتن فقط‪ ..‬بل حتى لجراح‪ ..‬على الرغم‬
‫من احتمال جراح وفاتن لكل العباء بالونه الخيرة ال ان هذا المتعجرف الكبير اتى لهم بدقيقة واحدة ليبين‬
‫لهم انهما ما زال صغيرين‪ ..‬كم هو‪.......‬‬

‫مساعد يقطع الصمت بصوته المرعد‪ :‬والله انا مكانج يا اختي ما خليت هالفرصة‪ ..‬ما اتعوض‪ ..‬وذهبية لو‬
‫تقدرين تقولين‪ ..‬جامعة ييل ما تستقبل العديد من الطلب العرب‪ ..‬وانتي راح تكونين من الفئة المميزة‪ ..‬راح‬
‫تقدرين تدرسين اللي تبينه‪..‬‬

‫لم تستطع فاتن ان تجيب‪ ..‬ولكنها‪ ... :‬بفكر‪..‬‬


‫مساعد احس لعنادها ولعدم ارتياحها من نبرته‪ ..‬لكن‪ ..‬قلما همه هذا‪ ..‬فمصلحتها هي ما يتكلمون عنها‪ ..‬ول‬
‫يهمه من ارائها الصبيانية حول هذه المسالة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يالله عيل انا الحين بقوم‪..‬‬


‫جراح‪ :‬ل وين توك ما وصلت‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬الله يخليك بس باجر عندي دوام من الصبح وابي ارتاح له ‪) ..‬يلتفت لخته( ها مريم‪..‬‬
‫بتطولين؟‬
‫مريم بانصياع تام‪ :‬ل بروح وياك‪..‬‬
‫فاتنبصوت خافت تعترض‪ :‬بس مريم؟؟‬
‫مريم تبتسم‪ :‬باجر بيييج ما بشرد‪ ) ..‬تلتفت الى جراح الذي بدى عليه ايضا العتراض على ذهابها( يالله‬
‫تصبحون على خير‬
‫فاتن وهي تقف لهما‪ :‬وانتي من اهله‪..‬‬
‫مريم بهمس‪ :‬بتصل فيج‪ ..‬اوكيه؟‬
‫لم ترد فاتن بل هزت راسها موافقة‪..‬‬

‫وعلى هكذا‪ ..‬غادر العملق مع اخته‪ ..‬وقبيل مغادرته‪ ..‬التفت الى جراح ولكن عينيه انصبت على البيضاء‬
‫الواقفة وهي تناظرهما‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬باجر بتصل فيك وبتفاهم معاك على السالفة‪) ..‬لفاتن( وانتي بعد‪ ..‬اتمنى لو انج تفكرين اكثر‪..‬‬
‫وبطريقة اوضح‪..‬‬
‫بانصياع‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫وبعد هذه ال"تعليمات" غادر بابا مساعد مع اخته الصغيرة ليخلف من ورائه جماعة محتارة‪..‬‬

‫اول من تكلم كانت عزيزة‪ :‬والله انا عمري ما شفت مثل هالريال‪ ..‬صج انه متسلط ويفرض ارائه على الرايح‬
‫والراد‪..‬‬
‫جراح وهو يجلس‪ :‬صح‪ ..‬له طبع غريب‪ ..‬ويمكن غريب شوي‪ ..‬لكن ‪ ..‬اهو اكبر منا وافهم‪..‬‬
‫يلتفت لخته‪ :‬ها فتون‪ ..‬شقولج انتي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا على قراري‪ ..‬انا مستحيل طلع وادرس بره واخواني للحين صغار‪ ..‬انت ما بتقدر ول امي بتقدر‪..‬‬
‫يبيلكم ثالث‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مثل ما قال لج اونكل مساعد ) يبتسم لها( لزم تفكرين بطريقة واعية وواضحة‪..‬‬
‫تبتسم فاتن‪ :‬ان شالله‪ ...‬يالله عن اذنكم‪ ..‬تصبحون على خير‬
‫الخاله عزيزة التي اتخذت من المنزل مبات لها منذ وفاة المرحوم‪ :‬وانتي من اهل الخير‪...‬‬

‫غادرت فاتن الصالة لغرفتها وهي تترنح من التعب‪ ..‬انها لتعبة جدا‪ ..‬اخر يوم للعزا كان متعبا‪ ..‬جمع غفير من‬
‫النسوة قد حضر اليوم‪ ..‬وامها ما زالت في غرفتها ‪ ..‬عندما تذكرت امها‪ ...‬مال خاطرها لتذهب اليها‪..‬‬
‫وبالفعل‪ ..‬ذهبت باتجاه غرفة والديها‪...‬‬

‫عندما مسكت الباب‪ ..‬تخيلت ان والدها لبد وقد امسك بذلك المقبض دائما‪ ..‬وبدت تمسح عليه بيديها‪ .‬وهي‬
‫تجاهد الدمع بعينيها‪ ...‬فتحت الباب بكل هدوء‪ ..‬ومسحت بعينيها المكان الذي بدى كالقبر الكبير‪..‬‬

‫كل شي كان مرتبا‪ ..‬ال ان البرود كان يلف الجسد عندما يمر به‪ ..‬والدتها مضطجعة في سريرها وكانها متعبة‪..‬‬
‫مجهدة‪ ..‬ولول مرة‪ ..‬الغرفة خلت من صور ابيها‪ ..‬لبد وان جراح من قام بهذا‪ ..‬تقربت من سرير والدتها‪..‬‬
‫ولول مرة‪ ..‬بكت فاتن بصحوة‪ ..‬لقد صحت من تلك الغفوة التي رميت بها‪..‬‬
‫لقد مات ابي‪ ...‬مات ابي‪ ..‬مااات‬
‫كل جزء وكل زاوية وكل قطعة من الثاث‪ ..‬تصرخ بتلك الحقيقة المرة‪ ..‬غطت فمها كي ل تخرج اهاتها‬
‫وتصحى امها من نومها المتعب‪ ..‬اتجهت ناحية خزانة الملبس‪ ..‬فتحت القسم المخصص لوالدها‪ ..‬فلم تجد ول‬
‫قطعة من ملبسه‪ ..‬اين هي الملبس كلها‪ ...‬؟؟ أين اخذها جراح‪...‬‬
‫خرجت من الغرفة بنفس الهدوء الذي دخلت به‪ ..‬واتجهت ناحية غرفة اخيها‪ ..‬عله يكون فيها‪..‬‬
‫طرقت على الباب‪ ..‬لكن‪ ..‬ما من جواب‪..‬‬
‫نزلت بسرعة ناحية الصالة لتراه ان كان مازال موجودا هناك‪ ..‬لكن‪ ..‬لم يكن هنااك‪ ..‬اين هو؟؟؟ اين ذهب؟؟‬

‫بحثت عنه في الباحة الخلفية فلم تجده‪ ..‬اين هذب‪ ..‬أين اختفى؟؟ توجهت ناحية المرأب‪ ..‬لبد وانه هناك‪...‬‬
‫وبالفعل كان هناك‪...‬‬

‫كان جالسا عند احدى الزوايا ‪ ..‬وامامه العديد من الصناديق الكرتونية يفتح احدها ويخرج شيئا منها ‪ ..‬ويفتح‬
‫الخر ويخرج شيئا اخرا‪ ..‬ويبدو انه يبكي‪...‬‬

‫فاتن بنبرة مفجوعه‪ :‬جراااااح؟؟‬

‫التفت لها اخيها بنظرة متفاجاه‪ ..‬وكانه لص وكشف‪ ..‬لكن عندما تقدمت ناحيته وهي تبكي‪ ..‬عاد لما كان يقوم‬
‫به‪ ...‬وشاركته هي بالسى‪...‬‬

‫امسكت باحدى الصناديق وفتحته‪ ..‬وجدت به ملبس ابيها التي كان يذهب الى العمل بها‪ ..‬قربتها من فمها‬
‫فشمت رائحته العطرة‪ ..‬تلك الرائحة التي لم تكن لتذهب منه لو قامت امها بغسلها ‪ 1000‬مرة ‪ ..‬وبحثت‬
‫اكثر‪ ..‬لتجد الغترة التي كان يلبسها على راسه بالشتاء‪ ..‬دائما كان يرتديها وهو يجلس في الباحة الخلفية‪ ..‬او‬
‫عند ذهابهم الى الرحلت نحو المناطق الصحراوية‪ ..‬اااااااااااااه يا والدي‪..‬‬
‫انت فاتن كانت ساحقة‪ ..‬سحقت كلللل هالت الصبر التي البستها نفسها‪ ..‬ولم تستطع ال ان تخرج كل ما في‬
‫جوفها‪....‬‬
‫جراح لم يحاول ان يسكتها او شي‪ ..‬ففاتن كانت محتاجة لتلك الصحوة‪..‬‬
‫فاتن بين دموعها‪ :‬ليش يبا ليش؟؟؟؟؟ ليش انت؟؟؟؟؟ انا ما قدر اصدق‪ ...‬شلوووون يا جراح‪ ..‬شلون صحينا‬
‫الصبح طول هاليام بل بسمة ابوي‪ ....‬بل يده الحانيه) وتمسد بيديها( تمسح على راسي‪ ...‬تباركني‪ ...‬تطمني‪...‬‬
‫تخليني بامااااااااان‪ ..‬الحين‪ ...‬الحين انا ‪ ...‬انا ضايعة‪..‬ضايعه بل ابووي‪ ...‬ااااه يا بوووووووي‪..‬اه عليك‬
‫يابووووووووووووووووووي‪ ..‬رحت عني وخليتني‪ ..‬يبا انا لمن اروووووووح‪ ..‬اااه يا‬
‫ابوووووووووووووووووووووووي ‪ ..‬اااه يا ابووووووووووووي ‪..‬‬

‫جراح بكى بكاءا مريرا من بكاء اخته ونحيبها المتاخر‪ ..‬كان يخاف من انتحابه فاتن لنها قاتلة‪..‬اعانك الله يا‬
‫اختي‪ ...‬اعانك الله‪....‬‬

‫ويا ترى‪ ...‬هل ستمضي اليام ملئى بالحزان عليهم ‪ ..‬ام ان ابواب السعادة قد تفتح بتلك العائلة؟؟ وفاتن‪..‬‬
‫ماذا قد يحدث معها‪ ..‬هل ستبقى كما هي ‪ ..‬ام ان هذه الحادثة‪ ..‬ستطري بعض من التغيرات عليها‪ ...‬طيبتها‬
‫في خطر‪ ..‬هل ستبقى؟؟ ام ستذهب كما ذهب والدها‪...‬‬
‫مشعل؟؟ ما مصيره من هذه الحادثة؟؟ ومساعد‪ ..‬هل له امل في الدخول في قلب فاتن‪ ...‬وخالد؟؟؟ ما الذي‬
‫سيجري عليه؟؟؟؟‬

‫الجزء السابع‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫========‬
‫اشرقت شمس الصباح على الدنيا‪ ..‬وتطهرت الرض باشعتها المباركة‪ ..‬رحمة من الله عليهم تلك الشمس‬
‫التي تقشع كل ظلمات الليل‪ ..‬وتنير الدروب كلها ‪..‬‬

‫تدخل وتطل وتزور كل البيوت من النوافذ والفتحات والزجاج‪ ..‬مشرقة مبتسمة عكس ما يجيش في صدور‬
‫الناس من الحزان‪ ...‬كما يحدث في بيت ابو جراح‬

‫مضى على وفاته السبوعين وما زالت غيوم السى حائمة ل تقشعها حتى اشعة الشمس الصارخة‪..‬‬
‫كانت فاتن جالسة في المطبخ وهي عاقدة يديها امامها على طاولة الطعام والحزان تتضارب فيها‪ ..‬جلبيتها‬
‫السوداء لم تكن خفيفة اطلقا‪ ..‬كانت صوفية ومتينة تجلب العرقات من اقصى المسام بجسدها‪ ..‬لكن نظرة‬
‫البؤس كانت تعلن احتضار تلك البسمات وتلك الفراح التي علىوشك ان تغيب عن محياها‪ ..‬امها التي مرضت‬
‫وهي راقدة بغرفتها‪ ..‬اخذت فجر اليوم الى المستشفى مع خالد واخيها جراح‪..‬‬

‫كانت فاتن جالسة وهي طارحة ما بفكرها بين يديها بكل هدوء‪ ..‬وكانها تعد نفسها لفاجعة اخرى‪ ..‬ولكن‪ ..‬ما‬
‫فاجعه مثل فاجعه والدها‪ ..‬مازالت السالة تتداور في بالها‪ ..‬لم والدي؟؟ ولم ذلك اليوم؟؟ ولم لم تكن هناك‬
‫دلئل كثيرة‪..‬؟؟‬
‫يقال ان المرء عندما يحس بقرب منيته‪ ..‬تتغير افعاله وتصرفاته‪ ..‬لكن والددها لم يتغير البتة‪ ..‬كان كما هو‪ ..‬ال‬
‫ان بعض تصرفاته تغيرت قبيل انتهاء المدرسة‪ ..‬كان حنونا عليها اكثر من اللزم‪ ..‬وكان دائم التامل في‬
‫وجهها‪ ..‬وكان دائما‪ ..‬دائما‪..‬‬

‫جهشت فاتن بالبكاء وهي تهتز بنبراتها العميقة‪ ..‬والدمعات السخية التي ابدت دورا كبيرا في الظهور بهذه‬
‫اليام‪..‬‬

‫م ثكلى ترعانا؟؟ ام ا ٌ‬
‫خ لم يبلغ المبلغ من عمره ليعتني‬ ‫اااااااااااااهٌ عليك يا ابتاه‪ ..‬لمن تركتا في هذه الدنيا؟؟ اا ٌ‬
‫بنفسه ام يعتني بنا؟؟ يا حسرة هذا العمر من بعد يا ابتاه‪..‬‬

‫مسحت فاتن دمعاتها عندما انفضتها دقات خفيفة على جرس منزلهم‪ ..‬كان الجرس له رنين كرنين الكناري ‪..‬‬
‫ويثير الجلبة في انحاء المنزل عندما يدق بقوه‪ ..‬اما رنينه الن يبين مدى حزن الكناري ايضا على رحيل والد‬
‫المنزل‪..‬‬

‫تحركت الهزيلة ناحية الباب وهي تغطي شعرها بشال ابيض حريري وفتحته‪ ...‬لتجد امامها صبية نضرة كالثمر‬
‫فوق الشجر‪ ..‬اعادت ذاكرتها للخلف وتذكرتها بعمق‪ ..‬انها سماء اخت مشعل‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن بكل حنان‪ :‬هل والله؟؟‬


‫سماء بخجل والدمعات تلمع بعينيها ‪ ..‬هي الخرى كانت محتدة على اب جراح‪ :‬ه ه هل فيج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬تفضلي‪) ..‬وهي تعيد الباب للخلف كي توسع الفوهة( حياج‪..‬‬
‫سماء تقدمت بكل خجل وهي تفرك راحتها بفخذها النحيل‪ : ..‬الله يحيج‪...‬‬
‫عندما دخلت فاتن واقفلت الباب من خلفها تكلمت الفتاة الصغيرة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬انا ادري ان جيتي غريبة شوي‪ ..‬بس‪ ....‬ما حسيت انج بتزعلين ‪..‬‬
‫فاتن وهي مازالت بابتسامتها المذوبة للقلوب‪ :‬ل افا عليج حياج‪ ..‬هذا بيتج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬الله يخليج‪...‬‬

‫وانتقل بصرها الى كل قطع الثاث القديمة المتزاحمة في تلك الصالة المريحة‪ ..‬كان جو المنزل يوحي بالدفء‬
‫والحنان‪ ..‬على الرغم من قدمه ومن منظره البالي قليــل ‪ ..‬عكس منزلهم تماما‪ ..‬ال ان منزلهم يفتقر الكثير‬
‫مما يمتلكه هذا المنزل‪..‬‬

‫بقيت سماء تتمنظر بالمنزل وفاتن واقفة خلفها تراقبها‪ ..‬تبدو كالشخص الذي يدخل مكانا عجيبا لم يره مثله‬
‫قبل‪ ..‬لبد وانها معتادة على الماكن الفارهة‪ ..‬لذا يبدو منزلنا باليا بعينها‪ ..‬ما احلها هذه الصغيرة‪..‬‬

‫التفتت سماء الى فاتن وهي تجاهد دمعها الساخن وفمها مفغور‪ ..‬ل تعرف ماذا تقول‪ ..‬قطعت نياق قلب فاتن‬
‫بمنظرها الساحق ذاك‪ ..‬وما كان منها ال ان ارتمت في حظنها الساخن وهي تبكي بحرقة‪..‬‬

‫استعجبت فاتن سبب بكاء هذه الطفلة‪ ..‬ولكن‪ ..‬ارتاحت وهي تحضنها‪ ..‬اتصدقون ان احدا لم يحضن فاتن منذ‬
‫وفاة ابيها ال اخاها جراح بالمستشفى‪ ..‬وهي كانت بامس الحاجة لحد الحضان‪ ..‬ولذا تركت العنان لنفسها‪..‬‬
‫لتجدد البكاء على ابيها الفقيد‪..‬‬

‫تحركت سماء عنها لتواجهها‪ :‬انا ماعرفج‪ ..‬ول اعرف هلج‪ ..‬لكن والله‪ ...‬والله اني ما بجيت على احد كثر ما‬
‫بجيت على فقدكم الغالي‪..‬‬
‫مسحت فاتن على شعر تلك الصبية بحنان وهي تبتسم وسط دمعاتها الخاشعة‪ : ..‬ما عليج‬
‫سماء وهي تشيربيديها يمنه ويسرة ل تعرف كيف تصف مشاعرها المبعثرة‪ :‬مادري‪ ...‬مادري‪) ..‬تشير الى‬
‫وسط صدرها( هني الم قوي‪ ..‬يعصررررني‪ ..‬بطريقة ميننتني ‪ )..‬تمسك راسها( راسي مصدعني وماني عارفة‬
‫شلون ابعده‪ ...‬ساعديني فاتن‪ ...‬حلفتج‪ ..‬قوليلي‪ ..‬ليش انا جذي؟؟‬

‫امسكتها فاتن وهدأت من روع الصبية المسكينة‪ ..‬لبد وانها قد رات ما رايناه في المستشفى ولم تتحمل ذلك‬
‫المنظر ولم يهدئها احد‪ ..‬ولذا هي مرتبكة وخائفة هكذا‬
‫امسكتها فاتن واجلستها بجنبها على احد الكراسي الوثيرة‪ ..‬وضعت راس سماء على صدرها الحنون و اسكتتها‬
‫بعبارات متفرقة‪ :‬اوش‪ ...‬اسم الله عليج‪...‬اعوذ بالله منك يا بليس‪ ...‬اسم الله عليج‪..‬‬

‫وبعد لحظات من الصمت ‪...‬‬

‫مسحت فاتن على راس سماء وهي تبتسم ‪ ..‬هدأت انفاسها المتلحقة‪ ..‬ولبد انها قد استكانت قليل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هدأتي‪..‬‬
‫لم تتكلم سماء بل هزت راسها مجيبة‪ ..‬بنعم‪..‬‬
‫فاتن بهمس حنون‪ :..‬خليني اروح ازهب لج لقمة تاكلينها‪..‬‬
‫سماء تبتعد قليل‪ :‬ل خلج ‪ ...‬مابي اكل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬زين انا يوعانه كلي وياي‪..‬‬
‫سماء تبتسم‪ :‬عشانج انتي بس‪ ..‬ول ان مب يوعانه‬
‫فاتن‪ :‬اوكي تعالي وياي زين‪....‬‬

‫رفقة من الصباح‪ ...‬الحمد لله‪ .‬هذا ما كانت تحتاجه فاتن بحق‪ ..‬ان تكون برفقة احدهم ‪ ..‬يونسها ويبعد عنها‬
‫الحزن قليل‪ ..‬وان كان شخصا متوجع اكثر منها‪ ..‬مع ان الطعام كان اخر ما تريده ال انها رأته الشي الوحيد‬
‫الذي سيبعد الهم والغم عن تلك الفتاة الصغيرة‪..‬‬

‫كانت فاتن تفتح وتغلق في الثلجة وهي تخرج الغراض المتعددة وسماء جالسة على الطاولة تقلب الشرشف‬
‫المطاطي البيض بين يديها بسرحان‪..‬‬

‫الى ان انتهت فاتن من اعداد ذلك الفطور الخفيف المشهي للنفس‪ ..‬وقدمته لسماء التي امتعضت‬
‫سماء‪ :‬مابي اكل‪..‬‬
‫فاتن بحنق الم‪ :‬ل يبا ليش ما تاكلين‪ ..‬اكلنا مو عاجبج؟‬
‫سماء تبتسم‪ :‬ل ال عاجبني ‪ ..‬بس ‪ ..‬مالي نفس‬
‫ترفع فاتن يد سماء النحيلة ل بل الهزيلة بيدها وتعلقها في الهواء‪ :‬يعني عاجبج هالجسم؟؟ جلد على عظم‪ ..‬يبا‬
‫الرياييل ما يبون جلد على عظم‪ ..‬يبون وحدة متروسة وهاه فيها عافية‪ ..‬عيل هيكل عظمي‬
‫سماء بغرور‪ :‬اصل يحصل لهم‪ ..‬هالرشاقة وهالناقة‪) ..‬تقف لتستعرض( وال هالطول‪..‬‬

‫عندما وقفت سماء بدت فاتن قصيرة بعض الشي امامها‪ ..‬لن سماء كانت بالفعل طويلة ورشيقة‪ ..‬لكنها‬
‫كانت هزيلة امام فاتن‪ ..‬وفاتن ل تحب الهزيلت ابدا‪ ..‬بل تشمئز منهن‪ ..‬وهي دارية بأنها أصبحت مثلهن ‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬أيـــه‪ ..‬قعدي قعدي بس‪ . .‬ههههههههههههه‬


‫جلست فاتن وجلست معها سماء‪ ..‬وبدأت فاتن الكل ببسم الله‪ ..‬واكلت امام سماء التي سرعان ما فتحت‬
‫شهيتها لرائحة البيض العطرة واللذة التي بدت بها القشدة ‪ ..‬وأكلن الثنتان بهدوء‪ ..‬الى ان انتهت سماء اول‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ااااااااااااااااااااااااااااه‪ ..‬مادريت اني يوعانه جذي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يقولون الحمد لله ليمن يفضون اكل‬
‫سماء بحياء‪ :‬الحمد لله‪..‬‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬الحمد لله‪ ) ..‬وقامت وهي ترفع الصحون للمغسلة(‬
‫سماء‪ :‬فاتن‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هلا‪...‬‬
‫بدت سماء محتارة قليل‪ :‬بسالج سؤال؟‬
‫فاتن تلتفت لها وهي تغسل الصحون‪ :‬سألي؟‬

‫استندت سماء الى الكرسي واولت ظهرها لفاتن‪ ..‬وصمتت‪ ..‬يبدو ان السؤال لم يتكون في ذهنها بعد‪..‬‬
‫واستغربت فاتن منها ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬امممممممممم سؤال بليغ؟‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههههه ما سالت للحين‬

‫فاتن وهي تغسل الصحون‪ :‬من جذي بليغ‪ ...‬لنه للحين ما طلع بصورته الخيرة في مخج عشان تسالينه‪..‬‬
‫اكييييييد فيه شي‪..‬‬
‫سماء بتفكير‪ :‬يمكن؟؟‬

‫انتهت فاتن من الصحون ونشفت يديها في المنشفة المعلقه عند المغسلة‪ ..‬وعادت للجلوس مع سماء‬
‫فاتن‪ :‬علمج سماء‪ ...‬حايس مخج بهالسؤال؟‬
‫سماء‪ :‬انتي وايد طيبة معاي مع ان هذا يمكن ثاني مرة اشوفج فيها‬
‫فاتن‪ :‬ايه‪ ..‬ليش‪ ..‬فيها شي؟‬
‫سماء بحيرة‪ :‬ل‪)..‬تلعب بالشرشف( بس‪ ..‬انا مو متعودة على اني احب الناس مثل ماحبج جذي‪ ..‬انا احس اني‬
‫اعرفج من زمان‪ ..‬زمان زمان يعني‪ ..‬وان رفجتج معاي وكل اللي يصير معاج‪ ..‬شي عادي ومو غريب‬
‫فاتن بابتسامة‪ :‬وليش لزم يكون غريب؟ اصل حلوة الصداقة او الرفجة اللي النسان يقدر يكون على طبيعته‬
‫فيها‪ ..‬وال شرايج؟‬
‫سماء‪ :‬انا من رايج‪ ...‬بس‪...‬‬
‫فاتن تمسك بيدها‪ :‬تكلمي‪ ..‬قولي اللي في قلبج‪ ..‬انا بتقبله؟‬
‫سماء احتارت‪ ..‬ولكنها افرغت ما بصدرها‪ ...:‬فاتن‪ ..‬انتي تحبين اخوي مشعل‪.‬؟‬

‫بهت لون فاتن من سؤال سماء المباغت‪...‬‬


‫ما الذي جلب هذا السؤال اليها في هذا الوقت؟ ولم تسألني إياه؟‬
‫لم تجب فاتن وارتبكت‪ ..‬وخافت ان يكون ارتباكها اليجاب لسؤال سماء‬

‫سماء‪ :‬اسفة فاتن مو قصدي اسالج هالسؤال‪)..‬اشاحت بوجهها حزينة( انا كنت عارفة اني راح اخلق مشاكل‬
‫بهالسؤال‪ ..‬ما عليج‪ ..‬تصرفي جنج ما سمعتي هالسؤال‪..‬‬

‫وهمت سماء بالخروج ولم تمنعها فاتن بذلك ال بسؤال اخر‬


‫فاتن وهي تمسك بالكرسي‪ :‬ليش سألتي هالسؤال سماء؟‬
‫التفتت لها سماء الواقفة عند باب المطبخ‪ ..‬والتفتت‪ :‬مادري‪ ..‬حسيت ان بينج وبين اخوي مشعل شي‪ ..‬شي‬
‫اكبر من الناس كلها‪ ..‬واكبر من العلقات كلها‪ ..‬وماظن لو كان بينج وبين اخوي شي راح يكون غير الحب‪..‬‬

‫صمتت فاتن حرجا من كلم اخت حبيبها‪ ..‬ان يكون هذا الكلم لها فل شي امام كونه صادرا عن اخته‪ ..‬يا‬
‫ويلتي‪ ..‬أ لهذه الدرجة انا مفضوحة بين الناس‪ ..‬أ لهذا الحد علقتي مكشوفة امام العلن‪...‬‬

‫سماء وهي تبتسم‪ :‬بس حطي هالشي في بالج‪ ..‬اني ما كنت راح ارضى في حبيبة لخوي غيرج‪ ..‬لنج غير عن‬
‫كل البنات‪ ..‬وهذا الشي يفرحني ما يزعلني ‪..‬‬

‫بابتسامة الرضا التي غادرت بها سماء‪ ..‬دبت الحياة من جديد في جسد فاتن‪ ..‬واحمرت خدودها بعد ذلك اللون‬
‫الصفر المرعب الذي اجتاح بشرتها‪ ..‬ولول مرة‪ ...‬فرحت بعد وفاة والدها‪..‬‬

‫عندما غادرت سماء كانت تسير بكل هدوء وصمت‪ ..‬ال ان رات تلك السيارة القديمة الخربة تقترب من منزل‬
‫ب هزيل حنطي‪ ..‬انه‪ ..‬انه ذلك المتعجرف الذي استوقفها وسالها عن ملبسها‪..‬‬ ‫فاتن‪ ..‬وتوقفت ليخرج منها شا ٌ‬
‫ل اراديا جالت انظار سماء على ملبسها ولكنها انتهبت لنفسها‪ ..‬وغادرت عنه‪..‬‬

‫انتبه خالد لها ايضا‪ ..‬ولكنه لم يعرها اهتمام‪ ..‬لكنها عادت من حيث ذهبت لتناديه‬
‫سماء‪ :‬هي انت‬
‫التفت اليها خالد وهو ممتعض‪ ..‬من هو الهي‪ :‬من هي؟؟‬
‫سماء وهي تقف مكانها‪ :‬انت‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انا لي اسم يا بنت الناس‪ ..‬جان ما تعرفينه اقول لج اياه‬
‫سماء بغرور‪ :‬مابي اعرفه‪..‬‬

‫والتفتت عنه وغادرت‪ ..‬وظل خالد مكانه يهز راسه حسرة على تلك الفتاة‬
‫خالد‪ :‬الحمد لله والشكر‪ ..‬بنت يمكن ما طافت ال ‪ 16‬ومينونة‪) ..‬يرفع يديه بالدعاء( يالله الدنيا مو ناقصة‬
‫ميانيــــن عقلها يا رررررررررب‪..‬‬

‫ودخل خالد الى المنزل وهو يضحك ‪ ..‬وفاتن تسمع ضحكته وهي تغطي شعرها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬محلى الضحكة‬


‫خالد‪ :‬احم احم‪) ...‬بنبرة رومانسية( صباح الخير فتونتي‬
‫فاتن وكأنها لم تسمع كلمة صباح الخير‪ :‬يبت اللي طلبته منك‬
‫خالد بصدمة‪ :‬اول مرة اعرف‪ ..‬ان رد صباح الخير اهو يبت اللي طلبته منك‪) ..‬تضحك فاتن( ‪ ..‬تضحكين أي‬
‫اكيد ضحكي مو انا خالد ال‪.....‬‬
‫صمت خالد قليل عن الكلم‪ ..‬وعاد بفكره‪ ..‬فاتن تضحك؟ هل هي من ضحك امامه الن؟ هل هي سبب هذا‬
‫الرجفة المعتادة عندما يسمعها تضحك؟‬
‫خالد‪ :‬فتون‬
‫تسحب فاتن الكيس من يده وهي خجلى‪ :‬جب‪..‬‬

‫ودخلت عنه المطبخ ‪..‬‬

‫وقف خالد مكانه وهو غير مستوعبا‪ ..‬إنها تضحك؟؟ يا ويلي‪ ..‬تضحك معي‪..‬‬
‫دخل خلفها في المطبخ‪ :‬فتووون‬
‫فاتن تبتسم وهي تفرغ ما بالكيس‪ :‬جب‬
‫وقف وهو صامت‪ :‬شنو؟‬
‫فاتن وهي تلمحه بهدوء‪ :‬جب‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انا جب؟‬
‫فاتن‪ :‬أي انت جب‪...‬‬
‫خالد يبتسم‪ :‬لكن بعد‪ ..‬اظل ضحكتج‪...‬‬
‫فاتن وهي تدخل الغراض في الثلجة‪ :‬على حسب؟‬
‫خالد بحيرة‪ :‬حسب شنو؟‬
‫فاتن وهي تقفل الباب وتتوجه ناحية المغسل‪ :‬ول شي‪..‬‬

‫صمت خالد لفتر ة‪ ..‬ولكن‪ ..‬هذه هي فاتن‪ ..‬عميقة‪ ..‬دفينة ‪ ..‬وسرية ‪ ..‬ولبد وانها تحمل معنى اخر في‬
‫قلبها ‪ ..‬احبها‪ ..‬احبك يا فاتن‪ ..‬احبك‪...‬‬
‫**********‬
‫في بيت ابو مساعد‪..‬‬

‫مريم كانت جالسة مع امها‬


‫في صمت امام التلفاز‪ ..‬واخاها مساعد لم يكن موجودا‪ ..‬كانت تنظر الى المسلسل وهي مندمجة به والقصة‬
‫بدت تستسيغ مزاجها‪ ..‬وامها جالسة وهي تضع يدها على خدها‪..‬‬

‫ويدخل مساعد‪ ..‬او المارد الجبار‪..‬‬


‫بصوته السر‪ :‬السلم على اهل البيت‪..‬‬
‫الم التي كانت يدها على خدها ابتعدت وحلت محل التكشيرة ابتسامة حب وامومه رائعة‪ :‬يا هل بوليدي‬
‫مريم تبتسم لمها المسكينة‪ ..‬تحب اخي كثيرا‪ ..‬لكنه ل يطيعها بشي‪ ..‬وخصوصا في المسألة التي تريدها‬
‫بشغف‪ ..‬زواجه الذي يبدو معضلة العالم‪..‬‬
‫مساعد وهو يجلس بجنب مريم‪ :‬هل فيج يمه‪ ..‬ها ‪ ..‬شخباركم‪ ..‬شمسويين‪..‬‬
‫ترد مريم وهي فكرها في التلفاز‪ :‬اوكي بس لحظه المسلسل عجيب‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انتي كله بالتلفزيون؟ انا ما شفتج ال لزقه فيه طول هالعطلة‪ ..‬والجامعة والدراسة كلش مو طايفة‬
‫على بالج؟‬
‫مريم وهي ترفع صوت التلفاز‪ :‬مو الحين مساعد بعدين بعدين‬
‫يسحب مساعد جهاز التحكم عن يدها‪ :‬ل والله‪ ..‬يالله ) يغلق التلفاز(‬
‫مريم‪ :‬لاااااااااااااااااا ‪ ..‬مسساعد حرام والله المسلسل جريب بيخلص خلني اشوفه‬
‫مساعد‪ :‬مرده بينعاد في قناة ثانية‪ ..‬يالله قوليلي‪ ..‬شنهي خططج عن الجامعة‪..‬‬
‫مريم وهي ممتعضة‪ :‬انا مابي اروح الجامعة‬
‫مساعد‪ :‬شن‪.......‬‬
‫لم يكمل مساعد فقد جال الدخان عند راسه من الغضب واسكتته مريم‪ :‬ل ل مو قصدي مابي اروح الجامعة ‪..‬‬
‫بس مابي ‪ ..‬مابي أي جامعة؟‬
‫مساعد الذي بدى راضيا بعد ان كان ثائرا‪ :‬زين أي جامعة تبين تروحين؟‬
‫مريم وهي تمسك بجهاز التحكم‪ :‬مب الحين مساعد‬

‫مريم كانت الوحيدة التي تتمرد على مساعد‪ ..‬اما الكل ‪ ..‬فقد كان يسير على هواه‬
‫مساعد يسحب الجهاز من يدها‪ :‬مريم والله بتندمين‬
‫مريم وهي مثارة‪ :‬اوووه مساعد والله مو وقته انا مافكر بالدراسة الحين‪ ..‬افكر اني اوقف دراسة لي السنة‬
‫الياية‪ ..‬ابي ارتاح والله ‪ 13‬سنة وانا ادرس ابا ارتاااااح ياخي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬شنو هالمنطقة الغبي‪ ..‬انتي ما تقولين لي من وين تفكرين‪ ..‬شلون توقفين دراستج شلون؟؟ )يقف‬
‫مساعد وهو محتار( انا والله ابي افهم هالشي‬

‫تمسك مريم بالجهاز مرة اخرى‪ :‬هذا الصج‪ ..‬وانا مابي اجذب‪..‬‬
‫مساعد يمسك بالجهاز بيده ويرميه على الجدار بعصبية‪..‬‬

‫انتفضت مريم وفتحت عيناها بوسعهما‪ ..‬يا ويلي‪ ..‬لقد ثار البركان‬
‫مساعد‪ :‬انتي حمارة ول حمارة‪ ...‬الحين انا اكلمج مثل الوادم اثريج ما تفهمين لمنطقهم‪ ..‬افهمج بمنطق‬
‫البهايم‪ ..‬اشووووف شنو اخرتها معاج‪..‬‬
‫مريم صمتت واستمعت‪..‬بخوف الى الرعد المزمجر‬
‫مساعد‪ :‬انا ما تعبت‪ ..‬ول شقيت‪ ..‬ول انتظرتج تكبرين عشان تقعدين لي في البيت حالج من حال الخايبين‪..‬‬
‫انتي نسبتج ما اتصدق‪ ..‬ليش تبين تقهريني بس يعني بهالتمرد؟؟ واي جامعة انتي تبينها انا ما راح اردج‪..‬‬
‫مريم وهي تلوي بشفتيها‪ :‬يعني لو اقول لك ما تردني؟؟‬
‫مساعد‪ :‬اللهم طوللللج يا روووح‬
‫مريم وهي تسكت اخاها‪ :‬زين زين‪ ...‬بقول لك‪ ..‬واحملك المسؤولية‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬مريم‬
‫مريم وهي تضحك‪ :‬هههههههههه امزح شفيك انت ما اتعرف شي اسمه مزاااااح‪ ..‬جوكينغ‪ ..‬انا بقول لك‬
‫بصراحة‬
‫مساعد وهو يضع يده على خده وامهما شاهدة لحوارهما‪ :‬حياج‪..‬‬
‫مريم وهي تمسك بكفيها في حضنها‪ :‬بصراحة يا اخي العزيز والحبيب‪ ..‬انا ما عرف ادرس من غير فتون‪...‬‬
‫مساعد وهو يفكر‪ :‬فتون؟‬
‫مريم‪ :‬فاتن بنت عمي عبد الله الله يرحمه‪ ..‬انا ماعرف ادرس من دونها مساعد‪ ..‬لو شنو تسوي فيني‪ ..‬ترى‬
‫اهي اللي تسوي وياي التقارير والبحوث والتحضير والختبارات‪ ..‬وال انا ماعطة المدرسات فناقر واقنورات‬
‫على كيف كيفك؟‬
‫مساعد‪ :‬وتعترفين‬
‫تمسك بيده وهي تضحك‪ :‬هههههههههههه مو الحين‪ ..‬اقصد مو من زمان بس باخر الفترة‬
‫مساعد‪ :‬اهم فترة؟‬
‫مريم‪ :‬ياه‪ ) ..‬بعصبية مصطنعة( خلني اكمل يااخي علمك انت‪..‬‬
‫مساعد وهو يكاد يفتك بها‪ :‬كملي ل والله‪..‬‬
‫ممريم‪ :‬بس بس‪ ..‬ههههههههههههههههه‪ ..‬وين وصلت و‪ ..‬وين وين‪ ...‬أي‪ ..‬الزبدة يا اخي الحبيب‪ ..‬انا من غير‬
‫ويه فتووون ومن غير تواجدها اللي يجرجني ماعرف ادرس‪ ..‬اهي تهيء لي الجو الدراسي المناسب عشان‬
‫ادرس‪ ..‬وال ان جان علي هاهاهاي‪ ..‬انا مادرس‪ ..‬ول اشتهي الدراسة‪ ..‬ول اعابلها‪ ..‬بس اهي ماشاء الله‬
‫عليها‪..‬تحبب الواحد في كل شي تسويه ويصير خاطرك تسويه معاها‪..‬‬

‫جلس مساعد وهو يستمع لخته ولطريقة كلمها عن فاتن‪ ...‬ل يعرف لما‪ ..‬بدأت هذه الفتاة تتغلغل في‬
‫اعماقه‪ ..‬ل كعالية‪ ..‬وانما كفاتن نفسها‪ ..‬بها شي لم يتواجد بعالية على الرغم من كمالها‪..‬‬

‫مريم‪ :‬وفاتن مثل ما تعرف اهي مثال والله لزم كل بنت تقتدي فيه بالدراسة‬
‫ام مساعد‪ :‬يعني اللي تبينه انج تروحين وياها جامعة وحده‬
‫مريم‪ :‬اكساكتلي ماما‪ ..‬حبيبتي انتي والله‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بس انتي تدرين وين بتروح فاتن؟‬
‫مريم‪ :‬كنت وياكم هذاك اليوم ليكون ناسي؟‬
‫مساعد‪ :‬وانتي نسبتج ما تساعدج على منحة لجامعة ييل الميركية‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل والله‪) ..‬تضع يديها على خصرها اعتراضا( فتون تروح انا ماروح؟‬
‫مساعد وهو يكاد يغلي منها‪ :‬انتي‪ ...‬بتييبين لي القرحة‪ ..‬انتي نسبتج زين توديج جامعة في الخليج‪ ..‬ل تحطين‬
‫عيونج على اميركا ‪..‬‬

‫ال ولؤي يدخل المنزل ‪ :‬السلم عليكم؟؟؟‬

‫لؤي‪ ..‬ماذا يمكن ان يقال عن لؤي؟؟ انه نسخة مختلفة تمام الختلف عن اخيه مساعد‪ ...‬ذاك يمتاز بالبنية‬
‫الضخمة اما هذا فهو ل يكاد يطء على الرض من خفته‪ ..‬مساعد لديه كل الشخصية البارزة او المسيطرة ‪..‬‬
‫اما لؤي‪ ..‬فهو الفتى الذي يرفض ان يكبر‪ ..‬ويعامل كالكبار‪..‬‬

‫مكانه المفضل هو حضن امه‪ ..‬او الجلوس عند رجليه‪ ..‬رفاقه كثر‪ ..‬ال ان جراح وخالد ابناء الياسي‪ ..‬هم‬
‫احباب قلبه‪ ..‬كان مسافر اثناء عزاء ابو جراح‪ ..‬وعندما سمع الخبر بعودته‪ ..‬المه هذا كثيرا‪ ..‬ل بل ابكاه‪...‬‬

‫لؤي ل يحب الفتيات‪ ..‬ولكنه يعشقهن‪ ..‬ويحبهن جميعا‪ ..‬لذا هو ل يستطيع ان يكرس قلبه لفتاة واحدة‪ ..‬حب‬
‫الفتيات جميعا هي رسالته في هذه الدنيا‪ ...‬محلك يااااا لؤي‪..‬‬

‫الكل‪ :‬وعليكم السلم‬


‫ام مساعد بابتسامة‪ :‬حيا الله اوليدي‪...‬‬
‫ويجلس عند مكانه المعتاد ‪ ..‬عند رجليها‪ :‬فدييييييييييت هالعجينه الملئكية‪ ..‬شلونج امي‪)..‬يقبل يديها( شخبارج؟‬
‫ام مساعد‪ :‬ابخير يا حبيبي وانت شخبارك‪..‬؟‬
‫لؤؤي يلقي بنظرة علىجسده‪ :‬للحين ضعيف وللحين جميل وللحين وسيم‪ ..‬وللحين احبج‪ ...‬اوكيه؟‬
‫ام مساعد تضمه‪ :‬فديت عمره‬

‫مريم‪ :‬هيييي انتووو‪ ..‬شنو فلم رومانس‪ ..‬شوف مساعد يخربوني؟؟‬


‫مساعد وهو يبتسم بخفة‪ :‬موبس انتي كلنا‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شنو محترين‪)...‬يكلم امه( يمه حياتي حكي ظهري‪ ..‬والله حاس انه فيه شي‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬وي بسم الله عليك تعال عمري‬
‫لؤي يبتعد قليل عن امه التي رفعت قميصه‪ :‬وي طاع هذي‪ ..‬تموووووت على الرياييل‪ ..‬وين ابوي عنج انتي‪..‬؟‬
‫تبتسم ام مساعد‪ :‬خانت حيلي قاعد ويا عمك في بيتهم‪..‬‬
‫لؤي يقلد على صوت امه‪ :‬أي والله خانت حيلي‪ ..‬مسكين بو مساعد‪ ..‬اربع وعشرين ساعة هايت ول يرد البيت‬
‫مساعد‪ :‬لؤي؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههه ‪ ..‬شفيك مساعد طايح في جبد اختي‪ ...‬سوري‪ .‬سوري‪ ..‬طايحة‬
‫مريم في جبدك جذي؟‬
‫مريم‪ :‬اخوك يبي يخربني ويحطني في جامعه باميركا) تغمز لخاها الكبير( ها مساعد؟‬
‫لؤي بصدمة‪ :‬اميركا مرة وحده؟؟ شصاير؟؟؟ نازله عليكم المائدة؟‬
‫مساعد‪ :‬ما عليك منها‬
‫لؤي‪ :‬ل انا اصدق‪ ..‬انت كل شي تسويه عشانها هالقرقة‪ ..‬وانا ليش ان شالله ما خذتوني اميركا فيني‬
‫قصور؟؟؟؟ ها شحليلي‪ ..‬اشقر والخصلت ذهبية والعضلت مفتولة شمعنه؟‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههه ناس وناس‪ ..‬الحين انت ياي تحط روحك ويا بنت العز والدلل‪ ..‬فشر‬
‫لؤي‪ :‬ليمن يفشررررج‪..‬‬
‫مساعد‪:‬بس‬
‫لؤي‪ :‬أي بس ياخوي تراك اتفرق مو زين جذي مو زين اعلمك انا اعلمك‬
‫مساعد وقد فرغت اعصابه‪ :‬ياخي مااااااااااا افرق ول شي‪ ..‬كل الي صاير اني ياي اكلم اختك عن سالفة‬
‫الدراسة تراها كلش مو حاطة الشي في بالها لو ما احد يدزها جان مدرسة ما كملتها الله يخلي امي‪ ..‬وياي‬
‫اقول لها أي جامعة تبي تروحها ال قالت لي تبي تروح جامعة ييل الميركية‪..‬‬
‫لؤي وهي يفتح عينيه صدمه‪ :‬الله؟؟ اميركا مرة وحده‪ ...‬شعنننننننننننننننننننه ممن حلت المعدل الحين؟‬
‫مريم‪ :‬انت مالك شغل‬
‫لؤي‪ :‬ليش تبي النابغة تروح اميركا؟؟‬
‫مساعد‪ :‬لن ارفيجتها بتروح هناك‬
‫لؤي‪ :‬انتي ربعج كلهم مدقات وفقارة وين هالغنية اللي طالعة من تحت الرض‬
‫مريم‪ :‬احترم نفسك الفقر مو عيب‪ ..‬واللي بتروح اهي فاتن بنت عمي عبدالله الله يرحمه‬
‫لؤي‪ :‬عمي عبدالله؟؟‪) ..‬يلتفت لمه( يمه ابوي عنده اخو ميت وانا مادري‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههاي دقم هذا‬
‫ام مساعد‪ :‬عمك عبد الله الله يرحمه عبدالله الياسي‪ ..‬ابو ارفيجك جراح‬
‫لؤي‪ :‬اييييييييييييييييييييييييييه الله يرحمه عمي ‪ ...‬أي بنت عالية؟‬
‫مريم‪ :‬شنو انت شفيك تخربط؟‬
‫مساعد عندما جاء اسم عالية في الكلم ظاقت نفسه‪...‬‬
‫مريم الجاهلة عن مسالة اخيها وعالية تتكلم الخرى بطلقة‪ :‬عالية ماتت من زمان وثانيا اهي مو بنته اهي‬
‫اخته‪ )...‬ام مساعد تنظر الى ابنها التي بانت جروحه من غير ادراكه بشفقة كبيرة‪ ..‬مسكين انت يا ولدي( انا‬
‫اتكلم عن فاتن؟‬
‫لؤي‪ :‬فتون؟؟؟ اييييييييييييييه فتووون‪ ..‬والله واكبرت وصارت حرمة وبتروح القامعة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬عشلون عيل‪ ..‬وانا بروح معاها‪ ..‬صح مساعد‬
‫مساعد الذي ظاقت به الدنيا‪ :‬ها‪...‬‬
‫مريم‪ :‬مو انا بروح اميركا ويا فاتن‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬على راحتج‪ ..‬روحي وين ما تبين‪ ....‬عن اذنكم شوي؟؟‬

‫وغادر مساعد المكان الى العلى‪ ..‬غرفته‪ ..‬بعيد عن العيون التي راقبت تغيره بكل اهتمام؟‬

‫لؤي‪ :‬علمه؟؟‬
‫ام مساعد بصوت خافت‪ :‬اللي علمه من زماااان‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ها؟؟‬
‫مريم‪ :‬شنو يمه‬
‫ام مساعد‪ :‬ها‪ ...‬ول شي ول شي‪ ..‬اقول مريم‪ ..‬يمه روحي دقي على ابوج شوفيه بيتعشى هني ول فبيت‬
‫عمج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اكيد هناك تعرفين عمي سعد سماج وابووي يموت على السمج‬
‫لؤي‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي بيت عمي سعد كله سمج‪ ..‬غداهم سمج عشاهم سمج‬
‫وريوق سمج بس على هيئة اومليت‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫تنهض ام مساعد لترى ابنها الكبير‪ ..‬مع انه لن يسمح لها بان تشفق عليه‪ ..‬لكن هذه كانت القشة التي قصمت‬
‫ظهر تلك الوالدة الحزينة على حال ابنها‪...‬‬

‫عندما غادرت‪...‬‬
‫لؤي‪ :‬ونوروووو هذي ما تقر في البيت‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ماخذها ريلها بيت اخته‪ ..‬عازمينها هناك‬
‫لؤي‪ :‬كل يوم عزيمة اختج ما تستحي ما تقول ان ظرفنا مايسمح مو جنه ابو جراح متوفي من فترة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بعد شنسوي يا لؤي‪ ..‬تبيها تتم جذي؟؟ قاعدة وحاطه يدها على خدها ‪ ..‬ما يصير بعد ريلها وله حقوق‬
‫عليها ‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اصل انتووو يالبنات‪ )...‬وهو يهم بالقيام( ماعندكم مذهب‪ ..‬مو ضلع عوي‪ ..‬لكن هالقلب هالعمى مادري‬
‫ليش ميت عليكم‬
‫مريم‪ :‬روح زين‪ ..‬عوى الله ضل‪....‬‬
‫لؤي بنظرة‬
‫تكمل مريم‪ :‬ضلع العدووووووووووووووو‬

‫وعندما خرج لؤي من المنزل عادت مريم لكي تفتح التلفاز‪ ..‬لكن بعد ماذا؟؟ انتهت الحلقة منذ زمن‪...‬‬
‫اااااااااه ضاع نصف عمري‪ ..‬يا الله‪ ..‬صبرك وعونك‪ ...‬الى متى ستبقى قصه حياتي بل نهاية معينة‪ ...‬دعوني‬
‫اذهب لغرفتي اختلي هناك واجن افضل من بقائي هنا لجن امام الملء‪..‬‬

‫نهضت مريم من مكانها الى غرفتها‪ ..‬واثناء صعودها الدرج سمعت صوت والدتها يخرج بخفاء من غرفة اخيها‬
‫مساعد‪ ...‬ولم تستمع واحترمت الخصوصية وسارت ناحية غرفتها‪ ..‬لكنها توقفت فجأة‬

‫طرأ اسم تعرفه‪..‬‬


‫عالية‪...‬‬
‫عمة فاتن المقربة المرحومة‪..‬‬
‫لم تذكرها امي ؟؟؟‬
‫ولم عند اختي مساعد‪...‬‬

‫كان هذا لسبيل كي تبتعد عن بابها وتقف عند باب غرفة اخيها‪..‬‬

‫ام مساعد بصوت شبه الباكي‪ :‬يا اوليدي‪ ..‬لي متى بتظل جذي‪ ..‬حرام عليك تخليني اضرب الجف حامي عليك‬
‫وانت ابد مو حاس فيني‪ ...‬يا ولدي انت شيبك طلع‪ ..‬لي متى بتظل جذي‪.‬؟‬

‫مساعد صامت ولم يتكلم‪ ..‬لربما هذه المرة اللف التي تتكلم امه معه عن هذا الموضوع‪..‬‬

‫ام مساعد‪ :‬انا ابي اشوف عيالك‪ ..‬ابي اشوف مرتك اللي ترد لك روحك اللي مادري وين ضاعت من راحت‬
‫عنك عالية‪ ..‬يا اوليدي‪ ..‬عالية راحت خلص‪ ..‬ما بترجع‪ ..‬حرام انك تضيع حياتك جذي‬
‫مساعد‪ :‬يمه تكفين‪ ...‬عن هالكلم‪ ..‬تعرفين زين اني ماحبه‬
‫ام مساعد وهي تبكي‪ :‬حتى انا يا يمه ماحبه‪ ..‬بس ‪ ..‬انت مو صغير‪ ..‬انت ريال كبير وبسن الزواج‪..‬وانا ماظل‬
‫لي عمر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ل تقولين جذي يمه‪ ..‬انتي بس فيج دلع‬
‫ام مساعد‪ :‬انا مافيني دلع‪ ...‬انا فيني حمية عليك‪ ..‬ابي اشوف اعيالك‪ ..‬ابي العبهم‪ ..‬ابي اتونس ‪ ..‬ابي ارتاح‬
‫عليك قبل ل اموت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يمه خلص تكفين ماحب اسمع هالطاري‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬عيل فرحني‬
‫مساعد يتحرك بعصبيه‪ :‬شتقولين يمه‪...‬‬
‫ام مساعد‪ :‬انت ليش كاره العرس‬
‫مساعد‪ :‬مو كاره والله مو كارهه يمه تكفين‪ ...‬بس‪) ...‬يبتعد وهو مغضن الحاجبين(‪ ..‬مااابي الحين‬
‫ام مساعد وهي محتارة‪ :‬انا مادري‪ ...‬ليش مو الحين‪ ..‬انت مفكر ان الوقت توه‪ ..‬انت عمرك ‪ 27‬سنة‪ ..‬بتذبح‬
‫عمرك يعني على خوانك‪ ...‬لي متى بظلون معتمدين عليك‬
‫مساعد وهو يشيح وجه فاتن الذي يزعجه بهذه اللحظه‪ :‬ليما يقدرون يوقفون على ريلهم‪...‬‬
‫ام مساعد‪ :‬وفاتن ‪....‬‬
‫مساعد انصدم والتفت الى امه‪ :‬علمها فاتن؟‬
‫ام مساعد‪ :‬ليش بتاخذها الى اميركا‬
‫مساعد‪ :‬مو انا اللي باخذها‪ ..‬شركتنا اهي اللي بتاخذها ‪ ..‬في بعثه ابوها الله يرحمه مقدم اوراقها لها‬
‫ام مساعد‪ :‬بسالك؟؟؟ انت ليش متعبل بالبنت؟‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬يمه هذي انتي اللي تقولين جذي؟؟ انتي ناسية بو جراح شنو بالنسبة لنا ‪..‬؟‬
‫ام مساعد تشيح بوجهها عن ابنها‪ :‬مو معناته يستغلونك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬افا يمه‪ ..‬انتي الي تقولين جذي؟‬
‫ام مساعد وهي منزعجة‪ :‬اوووه مادري مادري‪ ...‬بس انا اقول لو تنتبه لنفسك يكون احسن‬
‫مساعد‪ :‬ان شالله يمه‪...‬‬

‫عندما احست مريم ان احد منهما سيخرج تراجعت بسرعة ودخلت لغرفتها واغلقت الباب‪ ..‬وبالفعل خرج‬
‫احدهم من الغرفة‪ ..‬كان مساعد‪ ..‬ذهب ليتنشق الهواء المنعش عن هواء المنزل العكر‪..‬‬

‫وظلت مريم تتصارع بافكارها‪....‬‬

‫تجمع السماء في مخيلتها‪..‬‬

‫مساعد‪ ..‬عالية‪ ..‬ابو جراح‪ ..‬و ‪ ..‬فاتن‪...‬‬


‫لم تدور هذه السماء بحياة اخي مساعد‪...‬؟؟‬
‫ما علقته بعمة فاتن المتوفاة؟؟‬
‫وما كانت طبيعة العلقة بين اخي وابو جراح لكي يكن له كل هذه المحبة وكل هذه المودة؟‬
‫كان طيبا صحيحا‪ ..‬كان محبا للخير معروفا‪ ...‬لكن‪ ..‬هذه المحبة غريبة من نوعها قليلل‬

‫لكن تظل كل هذه الشخصيات وتبقى فاتن!!!!‬


‫ما هي طبيعة مشاعر أخي ناحية فاتن‪..‬‬
‫أنا أحسست انه يميل إليها قليل ولكن‪ ..‬هذا شي معتادا مع فتاة كفاتن فهي تجذب الناس لها كالنحل‪ ..‬ولم‬
‫يكن لها أعداء في حياتها‪ ..‬لكن‪ ..‬أخي مساعد؟؟؟‬

‫ظلت مريم تفكر بعمق ‪ ..‬وبصمت وهي تقضم ظفر إبهامها وتعمق تفكيرها لدرجة التخيل الل معقول وبدأت‬
‫تنسج افكارها بشبكات معقدة‪ ..‬وتوصلت الى تخيل‪ ..‬ان مساعد اخاها مغرم بفاتن‪..‬‬

‫ضحكت مريم على هذه الفكرة‪ :‬مساعد يحب فتون؟ هههههههههه والله اني صاحية‪ ..‬لو مساعد يحب فتون‬
‫شيسوي عيل معزب طول هالفترة‪ ..‬اصل مافي ول دليل يبين شي جذي بين مساعد ول فتون‪ ...‬يمكن اهو‬
‫أي‪ ..‬لكن اهي تحب مشعل‪ ..‬او يمكن تحبه؟؟ او ‪ ..‬يمكن لء‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫========‬
‫كان مساعد جالس عند البحر‪ ..‬والجو لم يكن بذلك المنعش الذي قد يبقيه عنده‪ ..‬فاستغنى عن الجلوس‬
‫خارجا وبقي في السيارة وهو يريح رأسه على كرسي القيادة‪..‬‬
‫يفكر بكلم امه المؤلم‪ ..‬لم عليها ان تؤلمه هكذا‪ ..‬لم عليها ان تكون قاسية الى هذه الدرجة‪ ..‬ايعتقدون بانه ل‬
‫يحس لكلمهم‪ ..‬اليست بقلبهم أي حرمة لما يؤلمه وما يؤذيه‪ ..‬ذكرى عالية تشجب قلبه وتحزنه والناس ل‬
‫عليها منه‪ ..‬ترميه بالكلم كما تريد‪ ..‬وهو‪ ..‬يستمع لهم وفقط‪..‬‬
‫ااااه يا عالية‪ ...‬ليتك اخذتني معك‪ ...‬ليتني رحلت معك ولم اعد‪ ..‬لم كان علي العودة‪ ..‬لم كان لبد لي من‬
‫العودة‪ ..‬اخوتي لم يكونو بحاجتي‪ ..‬فما الذي ارجعني‪...‬‬

‫واخذ يفكر بفاتن‪ ...‬يتذكر وجهها وهي جالسة امامه في منزلهم‪ ..‬لم يستطع ان يتمالك نفسه فما كان به ال‬
‫ان سار امامها يمينا ويسار بل هوادة‪ ..‬لم يستطع ان يبقى وهو يتمنظر بوجهها‪ ..‬فهي تربك سنه الكبير‪..‬‬
‫وتزعج هدوء باله ‪ ..‬كم هي استفزازية‪ ..‬على الرغم من سكوتها ونظراتها الساذجة‪..‬ال انها تثير حفيظتي‪ ..‬يا‬
‫ويلي‪ ..‬ماذا افعل بقلبي هذا‪ ..‬الذي عشق هذه الصغيرة‪..‬‬

‫ااااه يا عالية‪ ..‬اكان لك ان ترجعي في هذه الفتاة‪ ..‬انها ل تشبهك‪ ..‬على الرغم من تواجدك بها ‪ ..‬ال انها‬
‫مختلفة عنك تماما‪ ..‬انتي لم تخجليني قط‪ ..‬ولم ترميني بتلك النظرات القاتلة‪ . ..‬لم تربكني نظرات احدهم‬
‫كما فعلت تلك العينان الداكنتان‪ ..‬ما عرفته ان عيناها شفافتين‪ ..‬لبد وانها دكنت بسبب الحزن‪ ...‬لم تعرفي يا‬
‫عالية‪ ..‬كانت تبدو مثلك وانتي حزينة‪ ..‬لكن اخفائها لحزنها كان معجزة‪ ..‬اعرف مدى حبها لخيك‪ ..‬لكنها كانت‪..‬‬
‫مذهله‪ ..‬ومخيفة‪..‬‬

‫اهي هكذا‪ ..‬ام قله معرفتي بها ما اوصلني لهذه الفكرة‪ ..‬اااااه يا قلبي‬

‫خرج من السيارة وهو يحرك يديه للعلى والسفل‪ ..‬ويتمطط‪ ..‬قميصه الذي كان صبحا مكويا ومرتبا اصبح‬
‫الن خربا ويتدلى من اعلى البنطلون السود‪ ..‬جلس عند الرمل وهو يرفع في بنطلونه من السفل‪..‬يفكر‬
‫بالدخول الى تلك الموجات ليكسرها‪ ..‬ل بل يحطمها كما هو محطم بتلك اللحظة‪ ..‬وبالفعل‪..‬‬
‫دخل الى الماء وتصارع معه‪ ..‬احس بالروح القتالية به عنيفة وسبح في تلك الغياهب العميقة المظلمة‪ ..‬غير‬
‫عابئ بشي‪..‬‬
‫وبعد فترة خرج‪ ..‬وتوجه ناحية السيارة وهو مبلبل تماما من راسه لخمص قدميه‪ ..‬ورفع جهازه المحمول ليجد‬
‫‪ 5‬مكالمات لم يرد عليها‪ ..‬من يا ترى؟؟‬
‫اذا بها مريم اخته تتصل‪..‬‬
‫مساعد يرد‪ :‬هل مريم‬
‫مريم‪ :‬هل مساعد‪ ..‬امي تسالك بتيي على العشا‬
‫مساعد بظيق وهو يذكر كلم امه السابق‪ :‬انا برد البيت الحين وبنام ما بتعشى‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوكيه‪ ...‬مساعد؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هل‬
‫فكرت مريم انه لربما من الخطأ ان تخبر اخاها ما تود قوله‪ ..‬ولذا فكرت بشيء سريع‪ :‬ييب لي بريد معاك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬واللي في البيت؟‬
‫مريم بدلل‪ :‬اللي انت تييبه غير‪ ..‬بليز‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬اوكيه‪ ..‬يالله باي‬
‫مريم‪ :‬بايات‪..‬‬
‫بحث في قائمة الرقام التي لم يرد عليها ليجد رقما هلل وجهه‪ ..‬انه جراح ابن العم عبدالله رحمه الله‪ ..‬ما‬
‫الذي دفعه الى التصال بي‪..‬‬
‫واتصل فورا به‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هل مساعد‬
‫مساعد‪ :‬هل فيك بو محمد‪ ..‬شخبارك‪ ..‬عساك ابخير؟‬
‫جراح‪ :‬الحمد لله ابخير شخبارك انت شمسوي؟؟‬
‫مساعد‪ :‬والله هاه عايشين‪ ...‬وانتو شخباركم وشخبار البيت معاكم والوالدة‬
‫جراح بنبرة ملئ باللم‪ :‬للحين على حالها‪ ..‬والبيت‪ ..‬الله يخلي فاتن مو مخليتنا محتاجين لحد غريب‪..‬‬

‫دقاته عادت الى النحراف عن المسار والتشتت‪ ..‬لم ‪ ..‬لم عليها ان تظهر في كل دقيقة في بالي لم‪ ..‬وكان‬
‫شغل المواج ضاع هباءا بمجرد ان يذكر اسمها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬الله يخليها لكم ان شالله‪ ..‬خير جراح متصل فيني‬


‫جراح‪ :‬الخير بويهك بس‪ ..‬بس حبيت اقعد معاك واسولف وياك اكثر عن البعثة للي شركتكم مقدمتها لختي‪..‬‬
‫اذا ما كان عندك مانع‬
‫مساعد‪ :‬ل ابد والله أي وقت تبي انا حاظر لك‪ ..‬ولو تبي اكثر اييب لك المسؤولة عن هالبرنامج والمنظمة له‬
‫عشان تشرح لك ولفاتن اكثر عن الموضوع‪..‬‬
‫جراح‪ :‬لل في الوقت الحالي انا اللي ابيك اتكلمني وتقول لي عن هالموضوع لني ابي ارعى مصلحة اختي‬
‫وابي اوفي حقوقها وما اظلمها‪ ...‬مثل‪ ..‬مثل ما كان الوالد يتمنى ‪ ..‬الله يرحمه‬

‫ابتسم مساعد من كلمة جراح‪ ..‬انه فعل لرجل‪ ..‬صحيح ان المصائب تخلق الرجال‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬عيني عليك باردة‪ ..‬خلك جذي سند وعون لخوانك‪ ..‬ترى مالهم ال انت ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الله يخليك هذا واجبي واقل من واجبي لو فيني اسوي اكثر‪ ...‬بسويه‬
‫مساعد‪ :‬يعطيك العافية وانا باجر العصر راح ازورك في بيتكم‪...‬‬
‫جراح‪ :‬ايصير خير بنتظرك و الي فيه الخير الله يجدمه‬
‫مساعد‪ :‬على قولتك‪ ..‬يالله تامرني بشي؟‬
‫جراح‪ :‬سلمتك ياخوي ما يامر عليك عدو‪ ...‬يالله مع السلمة‬
‫مساعد‪ :‬الله يسلمك‪..‬‬

‫اغلق مساعد عن جراح وهو شبه سعيد‪ ..‬لكن سرعان ما تعكر صفوه وهو يتذكر اصرار فاتن برفض البعثة‪..‬‬
‫تلك الفتاة لن تقبل بها ولو كانت اخر رمق في هذه الدنيا‪...‬‬

‫لم يجد فائدة من ان يبقى هكذا مبلل وسط الشارع‪ ..‬اذا وضع ما يحمي الكرسي عن بلله وعاد للمنزل وهو‬
‫يتمطط ملل‪...‬‬

‫جراح الذي كان جالسا في الصالة يفكر فيما قاله له مساعد عن البعثة‪ ..‬كان يبدو مهتما فعل بامرها‪ ..‬ولكن‬
‫السؤال الذي يحيرني‪ ..‬لم فاتن اختي؟؟؟ لم هي بالذات‪..‬‬
‫غدا سيجيبه مساعد على كل أسالته‪ ..‬قام من مكانه وهو على تلك الفكرة‪ ..‬واثناء سيره ناحيه الدرج رن‬
‫جرس الهاتف‪ ..‬من ي ترى‪ ...‬وذهب ليرى من يتصل بهم‪..‬‬

‫جراح بصوت تعب‪ :‬الووو‬


‫مريم بصدمة من الصوت‪ :‬الوووو‪..‬‬
‫جراح‪ :‬من معاي‬
‫مريم‪ :‬اول شي السلم‬
‫عرفها جراح‪ ..‬وابتسم في داخله لتصالها‪ :‬والله الناس يومنا تسمع الو تقول السلم ما ترد بالو‬
‫مريم‪ :‬اسلم عليكم‬
‫جراح‪ :‬وعليكم السلم يا هل‬
‫مريم‪ :‬فاتن اهني؟‬
‫متجاهل سؤالها‪ :‬أي بخير الحمد لله نسال عنج شخبارج انتي‬
‫مريم‪ :‬ويييييو سوري‪ ..‬شخباركم عساكم طيبين؟‬
‫جراح‪:‬الحمد لله ابخير طيبين طاب حالج‪ ..‬وانتي شعلومج؟‬
‫مريم‪ :‬عن الهذرة الزايدة وهات فاتن‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههه‬

‫امسكت مريم على قلبها لضحكته‪ ..‬كم تبدو ناعمة ورقيقه‪ ...‬وفجاه غاب نفسه عن الهاتف‪ ..‬لبد وانه ذهب‬
‫لينادي فاتن‪ ..‬ليته بقى اكثر‪..‬‬

‫واذا بصوت فاتن الجميل‪ :‬يااااااااا هل وغل‪..‬‬


‫مريم‪ :‬هل فيج ومسهل بيج يا الغالية شلونج شخبارج‬
‫فاتن‪ :‬ويه ويه ويه ‪ ..‬كل هالترحيب عشاني‪ ..‬ماقدر‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل قدري يباااااااا قدري‪ ..‬هذي مريم مو أي وحده‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههه ماقدر عليج صراحة ل تحاولين معاي‪ ..‬قدرليس )معناتها بل قدرة عرب ماجلز‪ (..‬معااج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وي مالت عليج هههههههههههههههه‬

‫بعد الضحك والترحاب‬

‫مريم‪ :‬ابقول لج؟‬


‫فاتن‪ :‬سمي‪...‬‬
‫مريم‪ :‬انتي متى تكونين فاظية؟‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬انا الحين فاظية ‪ ..‬ليش؟؟؟‬
‫مريم بمرح‪ :‬ل بس حبيت ازورج واسال عن احوالج‬
‫فاتن‪ :‬زين منج فكرتي يعني عمى بالعدو ما تخيلين انتي صار لج شهرين ما ييتي بيتنا‬
‫مريم باندهاش‪ :‬عنبوووو الجذب‪ ..‬مو قبل اسبوعين كنت معاج‬
‫فاتن‪ :‬كانو سبوعين؟‪ .‬والله ما هقيت‪ ..‬والسبوعين يعني وايد ويا ويهج هذا؟‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههه فديت معجباتي انا ‪ ..‬خلص حبيبتي ول يهمج انتي نقشي وانا عندج‬
‫فاتن‪ :‬شنو‪ ..‬عربي لو سمحتي مافهم تايلندي‬
‫مريم‪ :‬خس الله بليسج‪ ..‬امتى انتي فاضيه؟‬
‫فاتن‪ :‬والله انا اليوم فاضية لن خالتي بتاخذ مناير وعبد العزيز معاها ويا عيالها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش بعد؟‬
‫فاتن وهي ترفع رجليها عن الرض الى داخل الكرسي الكبير‪ :‬تكشتهم شوي‪ ..‬وتنفس عنهم‪ )...‬بنبرة خائفة(‬
‫والله اني خايفة على عزوز‬
‫مريم‪ :‬ليش شفيه؟‬
‫فاتن بقلق‪ :‬مادري‪ ..‬بس من يوم‪ ...‬من يوم توفى‪ ..‬ابوي‪ ..‬الله يرحمه واهو مو طبيعي‪ ...‬يعني مو مثل عزوز‬
‫اللي اعرفه‪ ..‬وكانه مرحه مات‪ ..‬ول ‪ ..‬ول كابت المشاعر كلها فيه‪ ..‬ما يتكلم ‪ ..‬والكل زين منه يبلع لقمتين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اخوج فيه كل هذا ول اتصرفين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مريم عزوز جذي ليمن يكون متظايق نفسه نفس جراح ما يحبون ايتكلمون‪ ..‬طالعين على امي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بعد فاتن لزم ما تخلين اخوج ايسوي جذي وتسكتين‪ ..‬عنبوووووو هذا ياهل ماهووو ريال كبير اكبر‬
‫عنج ‪ ..‬روحي له سايسيه وشوفيه شمنه يشكي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا اليوم بخليه يطلع ويا خالتي ولي رد بسويلهم احلى عشا ‪ ..‬ابي ارد البهجة لبيتنا‪ ..‬من زود الهدوء‬
‫احس انه صار مقبرة‪..‬‬
‫مريم بحزن‪ :‬معليه حبيبتي‪ ..‬قدر الله وما شاء فعل‪ ..‬وهذي بغيه ربج‪ ..‬اقبلي فيها وتحمدي‪ ..‬غيرج مصايبهم‬
‫اكبر‪..‬‬

‫فاتن وهي تبلع غصة حارة مرت بحلقها‪ ..‬أي مصيبة اكبر من مصيبتنا‪ ...‬لكن الحمد لله على كل حال‪..‬‬

‫فاتن التي غابت عن رفيقتها قليل‪ :‬شنو مريم؟‬


‫مريم‪ :‬مو ماعطتني ويه يعني‪ ..‬عيب يبا‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬ل بس كنت شوي سرحانه شفيج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اقول لج شخبار اللي بيتهم بحذفة حصى؟‬
‫فاتن‪ :‬شفيج تخربطين أي حذفه حصى؟‬
‫مريم‪ :‬شعلة الحرية وشعلة المحبة والعشق والهيام‬
‫فاتن ‪ :‬مريم مو فاهمه عليج‬
‫مريم‪ :‬وااااااي دقمة اقول لج اييج باجر ويصير خير‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ليش مو الحين تعالي بروحي بالبيت‬
‫مريم‪ :‬مينونه انتي الناس ليل‪ ..‬باجر اييج من الصبح لي الليل شرايج؟؟‬
‫فاتن بفرح‪ :‬حلفي‬
‫مريم‪ :‬ويييييييي ماصدقت بييج والله مشكله المعجبات‪ ..‬هههههههههههههههه خلص حبيبتي انا باجر عندج ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوكيك‪ ..‬بنتظرج‬
‫مريم‪ :‬يالله بايووووووووووووووز‬
‫فاتن‪ :‬باي‪..‬‬

‫انهت فاتن المكالمة عن مريم وهي تهب بالقيام‪ ...‬ال والهاتف يرن مرة اخرى‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬نعم؟‬
‫سماء بخجل‪ :‬السلم عليكم‬
‫فاتن‪ :‬وعليكم السلم يا هل‪..‬‬
‫سماء‪ :‬فاتن موجودة‬
‫فاتن‪ :‬انا فاتن من معاي؟‬
‫سماء‪ :‬وي فتووون هذي انتي والله ما عرفتج‬
‫فاتن‪ :‬من؟؟ سماء؟؟‬
‫سماء بمرح‪ :‬ل عمتها ههههههههههههه‪ ..‬شخبارج؟‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههه الله يحيج وانتي شخبارج؟‬
‫سماء‪ :‬ملااااااانه حدي حدي ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الحال من بعضه يا خويتي‪ ..‬شرايج تيين بيتنا؟‬
‫سماء بفرح‪ :‬صج والله‪ ..‬عادي ايي بيتكم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل والله اتصدقين‪ ..‬خذي تصريح قبل‪..‬‬
‫سماء بسذاجة‪ :‬من منوووو؟‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههه دقم ماقدر عليج‪ ..‬تعالي أي وقت محد بيقول لج لااء‪..‬‬
‫سماء‪ :‬الوقت يعني مو متاخر؟‬
‫فاتن تنظر الى الساعة المحبوسة بمعصمها النحيل‪ :‬والله توها الناس يعني وانتي بنت جيراننا ‪ ..‬عادي مافيها‬
‫شي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬واااااااااااو الحين انا عندج‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬حياج الله هههههههههههه‬

‫اغلقت سماء عن رفيقتها الجديدة وهبت خارج غرفتها وهي مسرعة‪ ..‬ال ومشعل على الدرج‪ .‬وتصطدم به‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬هي شوي شوي‪ ..‬يبا طقي بريك‬
‫سسماء‪ :‬اوووبس‪ ..‬سوري بس انا مستعيله؟‬
‫مشعل يبتسم لخته الجميله‪ :‬ليش ان شالله وين رايحة‬
‫سماء‪ :‬بروح لرفيجتي اليديدة‬
‫مشعل بمفاجاه‪ :‬اووووو مبروك انسه سمااء‪..‬‬
‫سماء بمرح‪ :‬الله يبارك فيك‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ومن صاحبة هذا الشـأن الرفيع الي لقت شرف صداقتج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬مو احد غريب‪) ..‬تغمز بعينها( اللي ساكنه بين ظلوعك‪..‬‬

‫انصدم مشعل من طريقة اخته في الكلم‪ ..‬الساكنة بين ضلوعي؟؟ من ؟؟ فاتن؟؟ لحظه ‪ ..‬سماء تعرف‬
‫بحبي لفاتن‪ ..‬؟؟ كيف‪.‬؟ ومن اخبرها‪..‬‬

‫غادرت سماء عنه وهو يتسائل ويوقفها وهي تجري‪ :‬سمووووي‬


‫سماء‪ :‬هلاا‬
‫ينزل لها مشعل بسرعة‪ :‬انتي ليش قلتي اللي قلتيه‬
‫سماء وهي تضم ذراعيها وتقف على رجلها‪ :‬يعني تبي تقول لي انك ماتحبها‪ ..‬وان اللي قلته غلط؟؟‬
‫مشعل وهو محرج‪ :‬ليش تكلميني جذي‬
‫سماء‪) coz boys are stupid:‬وهي تخرج لسانها( باي‬
‫لم يتسنى لمشعل ان يمسك اخته ويسالها عن الذي احضر هذه الفكار في بالها عنه وعن فاتن؟ الهذه الدرجة‬
‫مشاعره تجاه فاتن مفضوحة‪ ..‬وكيف حدث كل هذا‪ ..‬لبد وانها لحظت مشاعري ناحية فاتن بالمستشفى‪..‬‬
‫تلك الصغيرة الشقية‪ ..‬وفاتن‪ ..‬ياويلي لو تخبرها‪...‬‬

‫صحيح ان مشعل يحس بحب فاتن له‪ ..‬ويعرف انها تحبه‪ ..‬لكنه خائف لو حدث هذا المر بالواقع وعرفت‬
‫بالفعل انه يحبها‪ ..‬لبلي بمصائب هو بغنى عنها‪ ..‬اولها رفيقه جراح‪ ..‬ل يريد ان يحدث شيئا بينه وبين فاتن كي‬
‫ل تنهدم صداقته العريقة مع اخيها‪ ..‬ولكن هو يحبها‪ ..‬اتمنى ان ل تتفوه سماء بالتفااهات وتخرب كل شي‪..‬‬

‫كان خالد قادم للمنزل للتو وهو يحمل الدويه الخاصة بخالته من الصيدلية‪ ..‬كان ينظر بما كان في الكيس‬
‫يتاكد من احضاره لكل الدوية‪..‬فهو ليريد ان يوبخه جراح على نسيانه‪ ..‬واصدم فجاة بشي رطم ما بيده في‬
‫الرض‪...‬‬

‫سماء باحراج بالغ وهي واقفة ويديها على فمها‪ ..‬وخالد بلغت منه العصبية القمة‬
‫خالد‪ :‬عمية انتي ما تشوفين‪ ..‬شلون تمشين وتضربين في الناس‪..‬‬
‫سماء باحراج‪ :‬مادري‪ ...‬ما شفتك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل والله‪ ..‬الحين كل هالجثه وما تشوفين‪ ..‬سوي لعينج فحص اقول لج‪ ..‬شوفي البربسةا للي سويتيها‪..‬‬
‫تنزل المسكينة وهي تجمع الكبسولت المتفرقة على الرض‪ :..‬اسفه والله مادري‪...‬‬
‫انقرف خالد بطريقة غير معقولة منها وصرخ عليها بقوة‪ :‬قومي ‪ ..‬انا بيمعهم‪..‬‬

‫انتفضت المسكينة ووقفت بعيدا عنه وهو جالس يجمع الحبوب من على الرض‪ ..‬لم يصرخ عليها احدهم هكذا‬
‫قط‪ ..‬فمن هذا الصعلوك ومن الذي يعطيه الحق‬

‫سماء وهي تقضم انفاسها بغضب عارم لم تحس به قبل‪ ..‬غضبا ممزوج بالحتقار لهذا الصعلوك النحيل‪..‬‬

‫بعد ان جمع خالد الدوية التي سقطت نظر اليها باحتقار‪ :‬شتبين واقفتلي جذي‪..‬‬
‫لم تتمالك سماء نفسها ال وتهجمت عليه‪ :‬انت واحد‪ .....‬حقييييييييييييييييير ‪..‬‬
‫خالد وهو منصدم من هذه الكلمة‪ ..‬لول مرة بحياته ينادى بالحقير‪...‬‬

‫خالد‪ :‬شنو شنو شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا حقير؟؟؟؟؟؟‬


‫سماء وهي تكاد تنفجر وتخرج الكلمات منها ببطئ فضيع‪ :‬انت حقير‪ ....‬وبايخ‪ .....‬وسخيف‪ ....‬و قليل ادب‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هي انتيييييييييي ‪..‬‬
‫سماء‪ :‬وانا ‪ )...‬ترقرت الدموع بعينيها كالجليد المهشم( ‪ ...‬انا ‪ ..‬اكرهك‪ .......‬يالحقير‪...‬‬

‫وقف الخر كالصنم مكانه‪ ...‬لم تفوهت بكل هذه الكلمات‪ ..‬صحيح انها مجنونة‪..‬‬
‫غادرت سماء عنه وهي باكية‪ ...‬ومتغيضة منه‪ ..‬لكم تكرهه‪ ..‬الحقير المستهتر‪..‬لكم استحقره كما استحقرني‪...‬‬
‫بغيض سخيف‪...‬‬
‫دخلت المنزل وهي منفجرة بالبكاء‪ ..‬ال وترتطم بالخادمة‪ ..‬لتفرغ بها كل غضبها‬

‫سماء بغضب‪ :‬انتي عميه ما تشوفيني طايفة وتدعميني جذي‪ ...‬ملعنج من خدامة‪ ..‬ذلفي عن ويهي‪..‬‬

‫مشعل الذي كان جالسا في الصالة يقرا في كتاب يستمع لتلك المشادة العنيفة بين اخته والخادمة‪ ..‬ما بالها‬
‫سماء لتصرخ بتلك الطريقة‪ ..‬للتو خرجت وهي فرحة‪ .‬والن تصبرخ‬

‫يخرج خلفها ويه تصعد الدرج‪ :‬سماااء‪ ..‬علمج تصرخين جذي؟‬


‫تلتفت اليه سماء‪ :‬ماحبكم‪ ..‬اكرهكم‪ ..‬كلكم‪...‬‬

‫وغادرت عنه لتتركه بحيرة من تصرفاتها المفاجأة‪ ..‬هل حدث شيء بينها وبين فاتن لكي ‪ ...‬لكي تكون بهذه‬
‫العصبية‪ ..‬يا ويلتي‪ ..‬ل اظن ان فاتن قد جرحتها باي شي‪ ..‬ففاتن ل تستطيع ان تفعل شيئا بالدنيا‪ ..‬فكيف‬
‫باختي ‪..‬‬

‫ال وجرس المنزل يدق لينفض افكاره‬

‫ما هذه التصرفات المفاجأة من سماء‪ ..‬لم هذا الكره‪ ..‬ماذا حصل في منزل ابو جراح لكي تتصرف سماء بهذه‬
‫الطريقة الغريبة‪ ..‬لم يحدث يوما وان راها هكذا قط‪..‬‬

‫فتح الباب ليجد خالد ابن خالة فاتن عند الباب‬


‫مشعل‪ :‬هل خااالد‬
‫خالد بحرج‪ :‬هل فيك مشعل‪ ..‬شلونك شخبارك‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬الحمد لله ابخير انتو شخباركم‬
‫خالد‪ :‬الحمد لله ابخير‪...‬‬
‫يتلفت خالد بحرج بالغ‪ ..‬ل يعرف كيف يقول ما اتى لقوله‪ ..‬يا فشيلتي‪..‬‬
‫احس مشعل ان االموقف به قليل من الحراج‪ ..‬والستغراب من حضور خالد اخرج من فمه هذه الكلمات‬

‫مشعل‪ :‬خير خالد في شي‬


‫خالد بحرج‪ :‬والله شاقول لك ياخوي بس‪ ..‬انا مساعة وصلت بيت خالتي وكنت منرفز ومعصب‪ ..‬وكانت في‬
‫يدي الدويه )يرفع يده ليريه الكيس( و‪ ...‬و‪ ...‬على ماظن اختك كانت طالعة من بيت خالتي بسرعة ودعمتني‬
‫وطاح الجيس مني وتنثروا الحبوب‪ ..‬و‪ ...‬انا عصب عليها‪..‬‬

‫مشعل يضيق بعينيه مستغربا‪ ..‬هل يحاول ان يقول لي انه تشاجر مع سماء؟‬

‫خالد ‪ :‬والله شاهد علي اني ما كنت اقصد بس ‪ ..‬انا زفيتها مثل ما ازف اختي الصغيرة؟‬
‫مشعل‪ :‬شنوو؟‬
‫خالد بحياء بالغ‪ :‬والله اسف يا مشعل واختك عصبتني شوي والله اهي مالها ذنب بس‪ ..‬والله العصبية من‬
‫ابليس‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ليش انت شقلت لها‬

‫احتار خالد ماذا يقول له‪ ..‬أأقول لك اني صرخت عليها ونعتها بالمجنونة وبالغبية والعمياء و‪ . .‬و ‪ ..‬و تستمر‬
‫القائمة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬تعرف‪ ..‬زف الخوان‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬بس انت ما يصير ترفع الكلفة جذي بينك وبين اختي يعني ماتعرف للصول‬

‫ابتلع خالد وجهه او بقاياه بعد كلم مشعل‪ ..‬وتمنى لو ان الرض تنشق وتبلعه‬

‫خالد‪ :‬انا اسف ولو سمحت وصل اعتذاري لختك وقول لها انا بحسبة اخوها‪ ..‬والله لو ما كنت حاس اني‬
‫غلطان جان ما ييت لعتبه باب بيتكم واستسمحت منها‪ ..‬ابليس شاطر والرطوبة ما ترحم ) وهو يمسح جبينه‬
‫بمعصمه(‬
‫ابتسم مشعل له‪ :‬ل عادي يا خوي اهي بحسبه اختك وانا اعترف لك ان اختي قرقة شوي وما تنتبه لكن‬
‫صدقني ما بتحمل في قلبها بقول لها انا وان شالله يصير خير‪..‬‬
‫ابتسم خالد وكانه تخلص من عبء ثقيل على قلبه‪ :‬مشكور يا خوي وما تقصر ومرة ثانيه انا اسف على‬
‫الزعاج و‪ ...‬رمضان كريم‬
‫مشعل‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه تو الناس على ارمضان‬
‫خالد بمزح‪ :‬عادي كل يوم ارمضان‪ ..‬هههههههههههههههههههههههههه‬
‫مشعل‪:‬هههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسك‬
‫خالد‪ :‬يالله حبيبي اخليك الحين‪ ..‬ل تنسى تيينا بديوانية بيت خالتي اليوم‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ول يهمك بكون عندكم قبلك‬
‫خالد‪ :‬هههههههههه حياك الله بيتك ‪ ...‬يالله فمان الله‬
‫مشعل‪ :‬في وداعته‪...‬‬

‫وغادر خالد وهو مرتاح بعد ان كان الهم جاثم على صدره‪ ..‬حمل هم الفتاة‪ ..‬فل فتاة تثور هكذا ال وقد طفح‬
‫الكيل عندها ‪ ..‬مسكينة ‪ ..‬ل تستحق ما قلته‪ ..‬يا ليتها تسامحني‪ ..‬وان لم تفعل‪ ..‬فتستطيع ان تنقع نفسها‬
‫بالماء‪ ..‬هههههههههههههههههاي‬
‫*************‬

‫يوم اخر وجديد بحياة عائلة ابو جراح‪ ..‬لكنه كان يوم مختلف‪ ..‬كانت الشراقة تنتشر بانحائه على الرغم من‬
‫الحداد الحزين‪ ..‬فاتن التي اعتادت منذ وفاة والدها ان تنهض من الصباح الباكر وتعد وترتب في المنزل‬
‫المرتب‪ ..‬وتحضر الطعمة وتضعها بالثلجة لكي تكون جاهزة للتسخين ثم الكل ‪ ..‬وهكذا تضمن ان الكل‬
‫سيأكل والكل سوف يشبع‪..‬‬

‫كانت جالسه في الصالة وهي تستمع الى صوت الدعاء الصادر من المسجلة عندما طرق الباب‪..‬‬
‫نظرات الى الساعة فاذا بها قد اصبحت الحادية عشر وهي لم تنتبه ابدا‪ ..‬مر الوقت بسرعة اليوم‪ ..‬اتجهت‬
‫ناحية هاتف الباب لترد‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬نعم؟؟‬
‫مساعد بصوته العميق‪ :‬صبحكم الله بالخير‬
‫انتفض قلب فاتن من الصوت‪ :‬الله بالنور‪ ..‬من معاي؟‬
‫مساعد‪ :‬هذا انا مساعد‪ ...‬وينه جراح؟؟‬
‫فاتن‪ :‬دقايق بس واناديه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ل ما يحتاج بس بحط لج اوراق خذيهم له‪ ..‬وقوليله اني بييه العصر‪..‬‬

‫فتحت فاتن الباب بعد ان اغلقت السماعة‪ ..‬وكان مساعد يضع الوراق على صندوق البريد الخشبي‪ ..‬المسافة‬
‫بينهما كانت بعيده فهو على بوابة المنزل الصدئة وهي واقفة عند باب المنزل الخشبي‪..‬‬
‫ال انه احسها قريبة لقلبه كحبل الوريد‪..‬‬
‫ارتفع ذلك العملق ليوجه نظراته الى تلك الضئيلة الجميلة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬صباح الخير‪..‬‬


‫فاتن بنظرة غريبة‪ :‬صباح النور‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬هذول الوراق اللي ابيج تعطينهم جراح‪ ...‬وخبريه اني بييه اليوم العصر‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شالله‪..‬‬

‫اشاح ببصره عنها لن نظرتها ازعجته قليل‪ ..‬لم تنظر الي هكذا‪ ..‬هل انا غريب الشكل لهذه الدرجة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يالله مع السلمة‪..‬‬


‫فاتن الباقية امام الباب‪ :‬مع السلمة‪..‬‬

‫عندما غادر مساعد بسيارته تحركت فاتن ناحية الوراق وهي تنظر الى تلك السيارةوهي تبتعد‪ ..‬يا ترى؟؟ ماذا‬
‫لديه مع اخي كي ياتيه في الصباح‪ ...‬لحظه‪..‬‬
‫سحبت الوراق وغادرت الى الداخل‪..‬‬

‫اغلقت الباب وقلعت الشال البيض عن راسها‪ ..‬رمت بالوراق على الطاولة وذهبت للمطبخ‪ ..‬وتجمدت عند‬
‫بابه‬

‫لم تصدق ما رأته عيناها‪..‬‬

‫ارادت ان تحكهما‪..‬‬
‫ان تخرج وتعيد الدخول للمكان‪..‬‬

‫لن ما كان امامها كان اشبه بالحلم‪..‬‬

‫كانت والدتها واقفة عند المغسلة وعيناها تطل من خارج النافذة الصغيرة‪ ..‬التي تطفر بعض الحيان غصون‬
‫الشجار الى داخل المنزل منها‪..‬‬
‫هربت الكلمات من فم فاتن الى امها الواقفة تناديها‪ :‬يمـــه‬

‫التفتت ام جراح لبنتها بشكلها المريض‪ ..‬كانت عيناها الجميلتان الشفافتان داكنتين ومحمرتين‪ ..‬ويداها‬
‫الحنونتان ترتجفان ‪ ..‬وشفتاها الناعمتان ترتعشان‪ ..‬لكنها بتلك اللحظه نطقتا بكلمة ارجعت الحياة الى ذلك‬
‫المنزل‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمه فاتن‪ ...‬حبيبتي فاتن‪..‬‬

‫ركضت كالمجنونة الى حضن امها ‪ ..‬لترتمي بعنف هز تلك المريضة ولكنها لم تسقط‪ ..‬وكان القوى كانت في‬
‫جسد ابنتها المسكينة‪ ...‬لكم عانت لوحدها‪ ..‬ولكم واجهت صعوبات‪ ..‬فهي ام وتعرف كبر مسؤولية رعاية‬
‫مراسم مناسبة كهذه‪ ..‬هي الكبيرة وتتعب فما بال هذه الصغيرة‪..‬‬

‫فاتن تقبل كتف امها ويديها‪ :‬حبيبتي يمه‪ ..‬عمري يمه ‪ ..‬يا روح هالبيت يا يمة‪ ...‬الحمد لله انج رديتي‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم لبنتها البارة وتسحبها الى حضنها‪ :‬تعالي يا حبيبتي‪ ..‬تعالي في حظني يا قطعة من فوادي ‪..‬‬
‫تعالي خليني اعوضج‪ ..‬ادري فيج ‪ ..‬ادري فيج تعبانة بس ما تقولين‪ ..‬تعالي يا ريحة الغالي تعالي‪..‬‬
‫لم تستطع فاتن ان تتمالك نفسها فكانت فرحتها اوسع مما تخيلت‪ ..‬فبكت في حظن امها ل بكل انتحبت‬
‫بعمق‪ ..‬ولم تعرف لم هرب شكرها الى ذلك الرجل الذي اتاها من الصباح‪ ..‬لقد كانت زيارته بشرى خير علينا‬
‫لهذا الصباح‪ ...‬بشرك الله بالخير يا مساعد‪ ..‬على حضورك المبارك هذا الصباح‪..‬‬

‫بعد لحظات في الصالة والبنة والم جالستان معا‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬ما يحتاج اسالج عن البيت‪ ..‬اشوفه قايم على ريله واحسن عن قبل‬
‫فاتن‪ :‬ل والله حاولت اني اخليه مثل ترتبيج لكن ما قدرت‬
‫ام جراح تلم ابنتها‪ :‬ل يمه البيت مرتب جذي وتسلمين ويعطيج العافية‬
‫فاتن‪ :‬الله يعافيج يمه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬وينهم خوانج مريت عليهم بدورهم ما لقيتهم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬باتو عند خالتي عزيزة‪ ..‬ما رضت ال تاخذها معاهم‪ ..‬عشان يغيرون جو‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬عزوز شخباره‪ ..‬مادري عنه‪ ..‬؟‬
‫لم ترد فاتن ان تخيف امها لكن تواجدها هذه اللحظه معاها بكامل وعيها جعلها ترغب بان تزيح القليل من‬
‫الخوف الجاثم على صدرها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يمة عزيز اهو الي مخوفني اكثرهم‪ ..‬صار ما ياكل ول يتكلم وساكت وهادئ‪..‬ا‬
‫ام جراح بنظرة معبرة‪ :‬اخوج كان يحب ابوج‪ ...‬ومدللـه ‪ ..‬مو سهل عليه يروح ابوه عنه وهو في هالعمر‪..‬‬
‫يحس انه ضايع‪ )..‬جهشت الم بالبكاء( انا امج وما قدرت اشيل بعمري‪ ..‬فشلون اخوج الصغير‪...‬‬

‫بكت الم بهدوء على روح زوجها الحبيب‪ ..‬لكم تعشقه‪ ..‬ولكم تحبه‪ ..‬وها قد تركها في هذه الدنيا وحيدة بعد‬
‫ان عاهدها بالبقاء معها طوال العمر‪ ..‬أين الوعد يا ابا جراح‪ ..‬أين الوعد!!‬

‫فاتن تمسح على خد امها‪ :‬يمه ل تبجين‪ ..‬تكفين‪ ..‬بجينا كفاية‪ ..‬خلينا انترحم عليه‪ ..‬احسن‪..‬‬
‫ام جراح تمسح الدمع عن وجنتيها‪ :‬ماقدر يمه‪ ...‬هذا ابووج‪ ..‬هذا زوجي‪ ..‬وهذا حبيبي‪ ...‬راح عني‪ ..‬وخلني‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬افا يمه‪ ..‬واحنا ‪ ..‬انا وجراح‪ ..‬مناير وعزوز‪ ..‬وين رحنا عنج‪ ..‬كلنا لج وحواليج‪..‬‬
‫ام جراح تمسح على ابنتها وتبتسم لها بحنان‪ :‬الله يخليكم لي يا عيالي‪ ..‬الله يخليكم لي‪..‬‬

‫لحظات تمر ال وجراح ينزل من على الدرج وهو فزع‪...‬‬

‫جراح‪ :‬فتون وينها امي‪....‬؟؟؟‬


‫يلتفت الى تلك الملك الجالس على الكرسي بجانب اخته‪ ..‬فتتهلل عيونه وتتلل فرحا برؤيتها ‪ ..‬واذا به يطير‬
‫من على الدرج الى حظنها الدافي‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يااااااااااااااااااا بعد هالدنياااااااااا ياام جراااااااح‪ ...‬يا حياااا شوفج يا امي يالغالية‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم ‪ :‬يا بعد قلبي يا جراحي‪ ..‬يا حياة امك‪..‬‬
‫فاتن تضرب امها بحنان‪ :‬وانا يمه‬
‫تلمها ام جراح‪ :‬ويييي يمه انتي قلبي وعيوني‪..‬‬

‫وكان الصدف شاءت ان تجمع العائلة بهذا اليوم السعيد‪ ..‬فهاهي عزيزة قد حضرت ومعها مناير وعزيز‪ ..‬وخالد‬
‫الذي وصل معهم في نفس الوقت ‪ ..‬يدخلون المنزل‪ ..‬لينصدمو بالجالسة في الصالة‪..‬‬

‫مناير بصراخ‪ :‬يمـــــــــــــــــه‬


‫وتطير الى حظنها‬

‫ام جراح‪ :‬عيوووووووووووووون يمه‪..‬‬

‫تقبل الخرى امها وتلثم وجهها وتحظنها وتشم رائحتها‪ :‬يا حبيبتي يا امي‪ ..‬يا عمري يا مي‪ ..‬تولهت تولهت‬
‫علييييييييييييج يمه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬وهم انا تولهت عليكم يا حبايبي‪ ..‬يا عزي في هالدنيا ويا دللي‪...‬‬

‫عزيز لم يتحرك من مكانه بل بقي واقفا عند امه وخالد يدخل المنزل بعد ان كان جالسا في السيارة‪ ..‬وعندما‬
‫رأى خالته لم يصدق‬
‫خالد‪ :‬ام جراح ما غيرها‪ ..‬يا حيا‪ ..‬يا حيااا الشوف يا هل ومسهل ‪ ...‬يا هالصبح المبارك ومن وين طالعة‬
‫الشمس اليوم‪ ...‬تعالي بحضني يا حبيبتي دنتي وحشتيني اوي اوي‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههه فديت ولد الغالية‪..‬‬
‫يقبل خالته ويبعد جراح عنها ويلتصق بها‪ :‬فديت هالويه‬
‫جراح‪ :‬قوم ل افججك اليوم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬روووووووووح يبا‪ ..‬انا متوله عليها اكثر منكم‪ ..‬انتو تنامون معاها انا اللي انام لحالي‪ ..‬فديت هالويه‬
‫خالتي‪ ..‬سويلي فتوش‬
‫فاتن‪ :‬صج رزيل‪..‬‬
‫خالد‪ :‬مو شغلج تسوينلي خالتي صح؟‬
‫عزيزة‪ :‬صج ما يستحي هالولد‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬خلوووه‪ ..‬اسويلك فتوش ومن عيوني هذي قبل هذي‪ ..‬بس قبل قوم عني تراك خنقتني ‪..‬‬
‫خالد وهو يبتعد‪ :‬ان شالله خالتي بس مو هاللون مو جدام العواذل‬

‫يخرج لسانه الى فاتن والخرى تخرجه ايضا‪..‬‬


‫تهم ام جراح بالنهوض‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬وين رايحة يمة‪..‬‬

‫تربت على يد ابنتها الطيبة وتبتسم لها ‪ ..‬وتنهض بهدوء الى الشخص الوحيد الذي لم يستقبلها حتى الن‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬ها عبد العزيز‪ ..‬ما وحشتك؟؟‬

‫يهز الخر راسه وهو ينفي هذا الشي‪ ..‬والله اعلم لمدى شوقه الى امه‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬افا‪ ..‬ليش انزين‪ ..‬عطنا ويه يالحبيب‪ ..‬مانقدر عليك احنا‪..‬‬
‫عبد العزيز‪ :‬مو شغلي‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬زين تعال مسد ريلي‪ ..‬تعورني من مساعة للحين‪..‬‬
‫عبد العزيز وهو يكاد ينفجر من البكاء‪ :‬مابي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬تعال في حظني‪ ..‬قلبي مشتاق لك‪ ..‬تعال‬

‫تفتح الم الحنونة يديها وكانها اشارة انتظرها هذا المسكين منذ زمن‪ ..‬ويهرج الى حظنها الدافئ ليبكي لول‬
‫مرة من بعد وفاة والده‪..‬‬
‫حظنته ام جراح بين يديها وكانها توثقه وتعطيه الحساس بانه لن يفقدها كما فقد والده‪ ..‬هي تعرف كم يعز‬
‫على عبد العزيز ان يفقد والده‪ ..‬على عكس جراح‪ ..‬فعبد العزيز كان يفتخر بأبيه‪ ..‬ويفخر بعمله حتى انه كتب‬
‫تعبيرا في عيد العمال وهو يتغنى بعمل والده‪ ..‬حتى انه تمنى لو انه يكبر ويستطيع ان ينفذ نصف ما ينفذه‬
‫والده‪ ...‬لتلك القطعة النثرية تلقى ابنها جائزة من مدرسته تقديرا على المجهود الذي بذله‪..‬‬
‫*********‬
‫في منزل ابو مساعد‪..‬‬

‫مساعد ينادي اخته‪ :‬يالله مريم مابي اتاخر على الريال‬


‫تلف مريم شالها باحكام وهي تنزل من على الدرج‪ :‬والله انتوو يالرياييل ما عندكم سالفة ما تخلون الحريم‬
‫يتكشخون والله حقوقنا ظايعة أمبينكم‬
‫مساعد‪ :‬يالله جدامي وعن هالخرابيط‪...‬‬
‫لؤي الذي يخرج من المطبخ وهو يحمل الطعمة المتخلفة‪ :‬والله اختك هذي اكبر قرقة ‪ ..‬خاطري اعرف شنو‬
‫فيها ومافينا الي مخليك تسوي لها كل هذا‪..‬‬
‫نورة الجالسة في الصالة‪ :‬والله انا يوم بالثانوية اعجز منه خذني وصلني تعالي لي‪ ..‬ابد ‪ ..‬ما كان حتى يرفع‬
‫التلفون‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انتي ول مرة اتصلتي فيني‪ ..‬وال انا جان ييتج‪ ..‬وكل ما اتصل فيج اقول لج اذا تبين توصيلة قلتيلي‬
‫لؤي بياخذني‪ ..‬ول ارفيجتي بتوصلني‪ ..‬ول عندي بحث ابي اخلصه‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ههههههههههههههههههه وايد واثقه اني بوصلها مكان‬
‫تضربه على ذراعه‪ :‬مو منك لكن مني انا اللي كنت ادبر لك وانت ما تحمد ربك‬
‫لؤي‪ :‬يبراج عاد ويا هالتدبيرات‪ ..‬كلهم جياكر ‪ ..‬طالعين عليج‬
‫نورة‪ :‬أي بلى يهبووووووووووووون اييبون ظفر ) وترفع الخنصر( من هاليد‪..‬‬
‫لؤي يشير إليها ويكلم أخيه‪ :‬مسكين والله فيصل‪ ..‬بالشينا ويا هالبنيه‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه )يكلم مريم( مريووووووم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ويه كاااااااني يا ماردي العزيز‪) ..‬تلقي بنظرة فاحصة لخيها( ويه ويه ‪ ...‬ماااقدر‪..‬يا ناس انعشوني‬
‫بيغشى علي‪ ...‬انا اموت بالدخيليه كلهم دامك منهم‪..‬‬
‫مساعد بزهوو ‪ :‬شكرا اشكر شعورج يا الغالية‬
‫مريم‪ :‬ل تشكرني هذي الحقيقة‪..‬‬
‫تكلم لؤي‪ :‬الناس او البنات عموما لو يوو يحبون مايحبوون المعصقلين‪ ..‬هاه‪ ..‬هذول الدبيب اللي يعجبونهم‪..‬‬
‫لؤي‪:‬عارض ازياء انا علمج انتي‪ ..‬وخل هالبنات اللي يبون الدببه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬من صجكم انا دب؟‬
‫مريم‪ :‬لاا اخوي انت مو دب‪..‬بس مشكلتك انك عملق زيادة عن اللزوم ) تغمز له( لكن هذا هو المطلوب‪..‬‬
‫مساعد وكان المزاح اعجبه‪ :‬شرايج عيل مريم انروح اليوم مجمع جذي بدل بيت بو جراح؟‬
‫مريم بابتسامة‪ :‬يكووووووووووون احسن وناخذ معانا فتووون‪ ..‬احلى واحلى‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬حلفي انتي بس‪ ..‬حلفي‪ ...‬ما صدقت خبر‪ ..‬يالله جدامي ماخرتني نص ساعة على الريال عنبو‬
‫بليسج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ها‪ ..‬هذا انتو حسدتون زين جذي‪ ..‬العواذل‪...‬‬

‫ضحكا الثنان على اختهما الصغيرة‪ ..‬وغادرت الخيرة مع مساعد متوجهين الى بيت ابو جراح‪ ..‬لمناقشة‬
‫موضوع المنحة مع جراح‪ ..‬وللتسالي مع فاتن‪...‬‬

‫ولكن‪ ..‬هذه الزيارة‪ ...‬هل تخفي امورا اكبر من مجرد التسلية او المناقشة‪...‬‬
‫هل ستكون المستهل‪ ..‬لبداية من الحلم‪..‬‬
‫ام بداية العناء‪..‬‬
‫ام بدايه رحلة السفر‪ ...‬الى المستقبل القريب‪...‬‬

‫الجزء الثامن‬
‫كانت فاتن جالسة في غرفتها‪ ..‬ترتب في أوراق المدرسة والدفاتر القديمة‪ ..‬لتضعها في صندوق وتخزنها‬
‫بمخزن المنزل‪ ..‬كانت تفكر في تلك اللحظات في المكان الذي ستضع الغراض فيها‪ ..‬ل يوجد مكان بالمنزل‪..‬‬
‫حنت رأسها إلى تحت سريرها ولكنها لم تجد سعة‪ ..‬فالغرفة ممتلئة على صغر حجمها‪ ..‬والسرير كبير ويملئ‬
‫تقريبا ثلثة أرباعها أين أضع الغراض أين؟؟‬

‫ملت الصندوق ووضعته جانبا لتتفرغ له فيما بعد‪ ..‬فل بد وان مريم في طريقها لمنزلنا‪ ..‬حبيبتي مريم‪ ..‬لكم‬
‫اشتقت لها‪ ..‬ولكن‪ ..‬المسكينة سمية‪ ..‬من بعد التخرج لم اتصل لها ولم أسال عن أحوالها‪ ..‬ل بد وإنها غاضبة‬
‫مني ولعلها تحمل في صدرها علي!! ولكن أنا لي عذري‪ ..‬هي لم تأتي حتى للعزاء على أبي وهي ابنة جيراننا‪..‬‬
‫ولكن ل حق لي أن احمل في صدري عليها‪ ..‬لبد و أن الظروف منعتها‪ ..‬سأتصل لها وسأكون أفضل منها‪..‬‬

‫خرجت من غرفتها من غير شالها البيض الذي عادة ما تتجول به‪ ..‬نظرا لعدم خلو المنزل من تواجد ابن‬
‫خالتها‪ ..‬ل ترتديه متضايقة بل العكس‪ ..‬لو كان الشال هو الحل الوحيد لتواجد ابن خالتها المفضل‪ ..‬فحياه‬
‫الله ‪ ..‬وان كنت أتضايق منه‪..‬‬

‫نزلت المنزل فاستغربت لهدوءه‪ ..‬اين اهل البيت؟؟ هل غادروا؟؟ ام هم نيام؟؟ لكنهم كانو هنا للتو‪ ..‬نظرت‬
‫للساعة التي تقبع خلفها في جدار الصاله‪ ..‬انها الرابعة والنصف؟؟ ل يعقل انهم نيام؟؟ اين ذهبوا؟؟‬

‫هزت كتفيها دللة على الستسلم وتوجهت ناحية الهاتف لتتصل بسمية‪..‬‬
‫رفعت السماعة وضربت الرقم‪..‬‬
‫وانتظرت الرد‪..‬‬
‫وانتظرت‬
‫وانتظرت‪..‬‬
‫وطال انتظارها الى ان قطعت المكالمة لوحدها؟؟‬
‫اغلقت السماعة واعادت التصال‪...‬‬
‫وانتظرت‬
‫وانتظرت‬
‫الى ان ملت واغلقت السماعة بنفسها‪ ...‬قامت من على الكرسي وتمططت في المنزل‪ ..‬حركت الجلبية‬
‫السوداء قليل من اعلى كتفها لن اليد تضايقها قليل‪ ..‬فهي حارة‪ ..‬وتجلب الحكة الى جسدها‪ ..‬فتحت شعرها‬
‫البني القصير وحركته قليل واعادت ربطه‪ ..‬وتوجهت الى المطبخ لتجهز شيئا الى مريم‪..‬‬

‫بالعادة مريم ل تقبل باي شي تجلبه لها فاتن او تعده مسبقا‪ ..‬تقول‪ ..‬انها ل تحب المقبلت ول تحب ان يعد‬
‫الناس لقدومها‪ ..‬حتى لو اتفقت معهم تحب ان يكون الموضوع مفاجاة‪ ..‬مجنونة مريم‪ ..‬ولكن ما احلها‪ ..‬متى‬
‫نكبر اكثر ليتزوجها جراح ويحضرها للمنزل وتعيش معي‪ ..‬ياااه سيكون افضل شيئا في الدنيا‪..‬‬

‫سماء الحزينة جالسة في الصالة وامامها وعاء مليء بمختلف الفاكهه‪ ..‬احضرته لنها لم تاكل شيئا‪ ..‬والطعمة‬
‫السريعة ل تناسبها ول تناسب صحتها وان تناولتها لسمنت‪ ..‬لذا فضلت الفاكهه على كل شي‪..‬‬
‫انها حانقة‪...‬‬
‫لبد غاضبة‪..‬‬
‫اخبرها مشعل بقدوم خالد لعند بابهم واعتذاره الصريح ولكنها‪ ..‬لم تقبله‪ ..‬ل بل صرخت في وجه مشعل بعنف‬
‫جعله يغضب منها ويتركها في الغرفة لتتصارع مع نفسها بين تلك الجدران‪ ..‬تغيبت عن العشا‪ ..‬وعن افطار‬
‫اليوم‪ ..‬وحتى الغداء‪ ..‬ولم يتقدم احد منهم ليسال عنها‪ ..‬ل يهتمون بي‪ ..‬ول يعرفون بما امر به‪ ..‬اهؤلء اهل‪..‬‬
‫ام اعداء‪ ..‬حتى السجان يمر على سجنائه ويرى كيف يمضون اوقاتهم‪ ..‬ال هذا المنزل‪ ..‬مشعل‪ ..‬معذور‪..‬‬
‫فصراخي عليه كان مدويا لدرجة اني صممت من شدته‪ ..‬لكن امي‪ ..‬امي‪ ..‬هاه‪ ..‬هذه المرأة او هذه الصخرة‬
‫الحجرية التي ل تعرف شيئا غير تجمعاتها الجتماعية ولقاءاتها الراقية والتي من شانها ان " تحااافظ "على‬
‫مستوانا الجتماعي بين الناس ‪ ..‬ما اشد تفاهه دماغ امي‪ ..‬انها تقرفني معظم الوقت‪..‬‬

‫لكن ابي‪..‬‬
‫لم لم ياتي الي‪ ..‬فهو ل يقوى على فراقي‪ ..‬كيف بات ليله وهو يعرف باني حانقة‪ ..‬يا الهي‪ ..‬ما هذه العائلة‪..‬‬
‫اني لتعسة بهذا المنزل‪ ..‬ياليت لو ام فاتن تتبناني وتسكنني معهم في منزلهم‬
‫لكنها اطرقت قليل‪ ...‬اعيش معهم؟؟ معناته الحرب العالمية الثانية؟؟ ل بل النهاية‪ ..‬ان اعيش وارى ذلك‬
‫التافه المتعجرف الصعلووك امامي كلما استدرت‪ ..‬كنت لفق عينيه واكسر النظارة من على انفه لكن‪ ..‬لم‬
‫تسنح لي الفرصة‬

‫قامت من مكانها وهي تضع يديها بكيس البنطلون‪ ..‬وهي تتمطط وتزفر ملل‪ ..‬ذهبت عند الباب‪ ..‬وفتحته‪..‬‬
‫ارادت الخروج لكن عاودت الدخول مرة اخرى‪ ..‬وبقيت قليل عند الباب لتعاود فتحة وتخرج‪..‬‬
‫وقفت على العتبات بملل وهي تنظر الى السماء‪ ..‬وتقدمت بملل من على تلك الدرجات‪ ..‬ووصلت الى‬
‫الحديقة‪ ..‬جلست عند الحوض الزراعي الصغير‪ ..‬الذي يتخلله بالوسط النافورة الجميلة المباااالغ بها قليل‪..‬‬
‫تربعت على تلك القطعة الزراعية ومدت يديها الى خلفها ورفعت راسها الى السماء‪ ...‬لم تمر لحظات حتى‬
‫ان رمت بنفسها على الرض وهي مستسلمة‪ ...‬اني لشهيدة الملل‪ ..‬ياربي‪ ..‬اعني عن مللي‪...‬‬
‫اغمضت عينيها وهي تحلم‪ ..‬تحلم بعالم اخر‪ ..‬بحياة اخرى‪ ..‬بعائلة اخرى‪ ..‬عائلة ل تجد فيهم ال الحب‪ ..‬ل‬
‫تحصد منهم ال الهتمام والتقدير والعرفان‪ ..‬وخلل هذه الحلم ابتسمت مرارا‪ ..‬وهي ترى ام جراح اما لها‪..‬‬
‫وفاتن اختا لها‪ ..‬وذلك الصعلوك‪ ..‬ذلك الفتى‪...‬‬
‫ما ان طرأ خالد على بالها حتى استوت في جلستها ‪ ..‬وكشرت بعينيها وقبضت بيديها‪ ..‬لو فقد جاز لي ان‬
‫اضربه‪ ..‬لكسرت فكه بهذه القبضه ) تشهر قبضتها( أأأأأأأأه‬
‫وعادت لترتمي‪..‬‬
‫حتى دخل مشعل المنزل من الكاراج‪ ..‬وكان على اهبه الدخول للمنزل حتى رأى تلك الجثة المرمية على‬
‫الرض‪ ..‬لبد وانها سماء‪ ..‬ههههههههههههههههه هذه المشاغبة الصغيرة‪ ..‬اشتقت لها البارحة‪ ..‬لم امضي معها‬
‫وقتا‪ ..‬ولكنها شقية ومشاكسة وتفتقر للدب بالمحادثة‪ ..‬هي صرخت بعنف لكني لم ارد عليها بل تركتها تصرخ‬
‫كما تريد لنها ارادت التنفيس عما يختلج بها‪ ..‬مهما تقول وتتوعد وتهدد فهي ل تقدر ان تؤذي العصفور‪ ..‬فكيف‬
‫بذلك الشاب‪..‬‬
‫وبدأت دوامة التردد‪ ..‬ايذهب لها‪ ..‬ام يتركها لوحدها تعاقب نفسها هكذا‪ ..‬ههههههههههههههههههه لبد له وان‬
‫يذهب لها‪ ..‬وال لبقيت هكذا طوال اليوم وتنام في الحديقة لتراها امي وتعنفها‪..‬‬

‫تحرك ناحيتها بكل خفة وهو يرتدي ذلك الثوب‪ ).‬دشداشه( ‪ ..‬كان يسير على اطراف اصابعه‪ ..‬وجلس بالقرب‬
‫منها من غير ان تحس تلك المشاغبة‪ ...‬وبهدوء بالغ طبطب على رجلها بعنننف أقفزها من مكانها ذعرة ‪..‬‬
‫سماء‪ :‬مشعلوووووووووووو‬
‫الخر لم يرد عليها فكان يتلوى على الرض من قفزة اخته‪ ..‬يا الهي كان الموقف يستحق هذه الحركة ولكنها‬
‫مسكينة‪ ..‬هههههههههههههههه‪..‬‬
‫سماء بصراخ‪ :‬سخيف صراحة يالبايخ‪ ..‬جذي تسوي فيني‪ ..‬صج لي قالوووو حمار‪ ..‬لكن هين يالكريه‪..‬‬
‫قامت سماء وامسك بمعصم رجلها وهو ما زال يتلوى‬
‫مشعل‪ :‬قعدي‪ ..‬ااااخ يا بطني ‪ ...‬تمي سموي يعلج العافية ذبحتيني‪..‬‬
‫عادت للجلوس بعد ان دفعته غاضبه وكانها حركت فيه شيئا وهو مازال يضحك بعنف‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هاهاهاهاهاهااهاي‪ ..‬وايد ايضحك الموقف موووو‪ ..‬سبــال ماصخ‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬اسف والله اسف‪ ...‬بس ‪ ..‬بس ههههههههههههههههههههههههههه‬
‫سماء ‪ :‬اوووووووووووه بتسكت الحين ول شنو ترى بقوم عنك ‪..‬‬
‫مشعل يمسك بيدها‪ :‬ل تمي تمي‪ ..‬ههههههههههههههه فديت عمرج اختي‬
‫سماء تقلد عليه‪ :‬فديت عمرج اختي‪ ..‬خوت بك الهويات‪..‬‬
‫مشعل يفتح عينيه‪ :‬اوه اوه‪ ..‬شعندها يديده مريم ههههههههههههههه‬
‫سماء‪ :‬الله يرحمج يا يديده ما كان في هالدنيا ال انتي ورحتي عني‪ ..‬الله يرحم ايامج يا بعد هالدنيا‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬الله يرحمها ‪ )..‬يتمعن في ملمح اخته الجميله( ههههههههههههههه‬
‫سماء‪ :‬جب‪ ..‬ل اعلم عليك الحين؟‬
‫مشعل‪ :‬عند منووو؟؟ المخفر؟‬
‫سماء بخبث‪ :‬عند الحكومة‪ ...‬سلوى الشاهين‪ ) ..‬ام مشعل(‬
‫بدى مشعل وكانه اسقي شرابا مرا‪ ..‬فملمحه تغيرت من الضحك الى الشمئزاز‪ :‬تكفين عاد‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هااا‪ ..‬ما تخاف؟‬
‫مشعل بحاجب مرفوع‪ :‬وليش اخاف؟؟ في سبب يخليني اخاف من احد غير ربي؟؟ مهما كانت سلطة امج في‬
‫البيت مو معناته اني اخاف منها‪..‬‬
‫سماء‪ :‬حجيييييي‪ ..‬والله لو تدري عنك وعن سواياك جان قصصتك مالللح هني وانت ساكت ما تقول شي‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬أي سوايا اللي اتحجين عنها انتي؟؟ صاحية ول مينونة؟‬
‫سماء ‪ :‬ل يا عيوني انا صاحية‪ ...‬وانت تدري انا شنو اتحجى عنه‪ ) ...‬تشير براسها الى المنزل القابل لمنزلهم(‬
‫اتحجى عن اللي ساكنين بين ظلوعك‪ ..‬ما يفارجون مخك ليل ونهار‪ ..‬حارمينك النوم والراحة‪ ..‬وساقينك من‬
‫ماي الويل‪..‬‬
‫مشعل يمسك مقدمة راسه باصبعه علمه على عدم التحمل‪ :‬تكفييييين ويا هالويه‪ ..‬شقالت قالت ساقييينك‬
‫من ماي الويل‪ ..‬وايد اتحجين انتي ما تسكتين‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههه انا لحد الحين ما تحجيت‪ ..‬لكن ان فتحت هالكنز تضيعون كلكم‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬جب بس جب‪ ..‬ويا هالويه‪ ..‬تهددين؟‬
‫سماء‪ :‬أي ‪ ..‬كيفي كويتية هههههههههههههه‬
‫مشعل يضحك معها‪ :‬مالت عليج ههههههههههههههههههههه‬

‫بعد فترة‬
‫سماء‪ :‬مشعل؟؟ انت بتتزوج فاتن صح؟‬
‫مشعل بنظرة جميلة الى اخته‪ ..‬لم تعرف سماء ما مقصده منها‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شفيك تطالعني جذي‪..‬؟ قايلتك نكته‬
‫مشعل‪ ..:‬ل بس‪ ...‬مادري‬
‫سماء وهي تضيق عينيها‪ :‬شنووو؟‬
‫مشعل يحرك نفسه وينام على الرض وهو يوسد راسه بذراعه‪ :‬مادري‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ما تبي تتزوج فاتن؟‬
‫استوى مرة اخرى في جلسته‪ :‬ل تغلطين عاد‪..‬‬
‫سماء‪ :‬عيل شالسالفة‪ ..‬سالتك سؤال وطحت لي مادري مادري‪ ..‬تبيها ول لء؟‬
‫مشعل‪ :‬ابيها ونص‪..‬‬
‫سماء‪ :‬عيل بتتزوجها ‪..‬؟‬
‫مشعل‪ :‬اكيد بتزوجها‪ ..‬بس‪ ..‬شلون‪ ..‬مادري؟‬
‫سماء‪ :‬شنوشلون؟؟ مثل الناس‪ ..‬ول بتاخذها بالكنيسة غير يعني‪ ..‬تجديد للطقوس‪.‬؟‬
‫مشعل يمسك باذن اخته‪ :‬انتي وايدفطينه ومسوية روحج اينشتاين علي‬
‫سماء وهي تتلوى‪ :‬خل اذني ل بارك الله فييي عدوينك‪..‬‬

‫اخلى سبيلها‪ ..‬وجلس في مكانه وهو ساكن‪..‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل علمك؟‬


‫مشعل‪ :‬ههههههههه ل تحاولين معاي سماء ما راح اقول لج شي‪...‬‬
‫سماء بصدمة‪:‬ليش ان شاللله‪ ..‬قاصرة ول قاصرة؟‬
‫مشعل يضرب انفها باصبعه‪ :‬لنج بنت‪ ..‬وصغيرة على هالسوالف‪ ..‬انا مابي اقول لج اليوم عن هالسالفة‬
‫تقومين باجر تسوين لي نفس الشي‪ ..‬لهالموضوع تاثير عليج لو ما تدرين‪ ..‬انتي بعدج مراهقه وصغيرة و‪..‬‬
‫تقطعه‪ :‬بل بل بل بل بل بل بل بل بل حجي زايد بل معنى‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ههههههههههههههههههههههه‬
‫سماء وهي تقف‪ :‬انا بقول لك‪ ..‬انت تضحك الحين‪ ..‬لكن في مثل يقول يا اخي الحبيب‪ ..‬من ضحك اخيرا‬
‫ضحك كثيرا‪ ..‬ومن ضحك اول بكى اخيرا‪..‬‬
‫مشعل بنظرة ضحكة ولكن بدقة خوف بقلبه‪ :‬شقصدج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬انت افهم واخبر مني‪ ..‬فانت قول لي‪ ..‬انا شقصدي‪...‬‬

‫وهكذا غادرت سماء عنه وتركته لوحده على ذلك العشب‪ ..‬مفكرا‪ ..‬من ضحك اول بكى اخيرا‪ ...‬من يضحك‬
‫اخيرا يضحك كثيرا‪ ..‬ما بالها تلك المجنونة؟؟ اهي جادة بما قالته‪ ..‬ولم قالت هذا الشي‪ ..‬اهي تشعر بانني‬
‫متساهل مع مسالة حبي لفاتن‪ ..‬لكن‪ ..‬ما افعله هو عين الصواب‪ ..‬ل اعترض درب الفتاة ول اغدقها بالكلم‬
‫المحرم‪ ..‬لم ما افعله هو الغلط‪ ...‬لم؟؟‬
‫===========================‬
‫على تلك الحال بقي مشعل‪ ...‬اما خالد فقد كان جالسا في منزل صديقه فاضل‪ ..‬تذكرونه اليس كذلك؟ كانا‬
‫جالسين في المجلس‪ ..‬وهما يتسامران بذلك العود الهرم الذي لم يفكه خالد مذ رآه‪ ..‬يذكر هذا العود جيدا‪..‬‬
‫فوالد فاضل كان يعزف عليه عندما كانو صغار‪ ..‬رحمك الله يا ابا فاضل‪ ..‬لقد كنت رجل عظيما‪ ...‬حاله كحال‬
‫عمي ابو جراح‪ ..‬وحال ابي‪ ..‬وامي‪ ...‬وكلهم‪ ..‬رحمكم الله‪...‬‬
‫فاضل وهو شبه الغاط‪ :‬خلوووووود خل عنك العوود ابي انام‪..‬‬

‫خالد يضحك وهو يشد في الوتار ويرخيها‪ :..‬انت ما نمت‪..‬؟‬


‫فاضل‪ :‬أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه‪..‬‬
‫استغرب خالد‪ :‬فضول؟؟؟‬
‫فاضل‪ :‬هاااا‬
‫خالد‪ :‬سلمتك من الآآآآآآآآه‬
‫فاضل يفتح عين‪ :‬تتطنز؟‬
‫خالد‪ :‬ل والله بس ‪ ...‬اتاوه‪ ..‬سلمتك فيك شي‪..‬‬
‫يقفز النحيل من مكانه الى عند رفيقه‪ :‬خلود‪ ..‬حط يدك هني‬

‫يسحب فاضل يد رفيقه الى جانب صدره والخر يسحبها‬

‫خالد‪ :‬روووووووووووووح ‪ ..‬شتبي في يدي‬


‫فاضل‪ :‬حط يدك على قلبي وشوفه شلون يدق‪..‬‬
‫خالد‪ :‬كفايه هالعرج اللي ناط في ويهك‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬حط يدك على قلبي وال ما راح تحس‪...‬‬

‫خالد هز راسه معترضا لكن‪ ..‬سحب الخر يده ووضعها على قلبه‪..‬‬

‫خالد‪ :‬اوووووووووووووووووووه‪ ...‬قطار السريع‪ ..‬ول قطار الموت؟‬


‫يستند الخر‪ :‬قطار؟؟ قول ال ذابحني‪..‬‬
‫خالد بخوف‪ :‬فيك شي فاضل؟‬
‫فاضل‪ :‬بموت خالد!!!‬
‫الخر لم يتكلم واكتفى بنظرة احتقاريه‪ :‬جب انزين‬
‫فاضل بصدق‪ :‬ل والله خلود بموت انا‪ ..‬بموت ‪ ...‬بموت ان ما ‪ ...‬ان‪...‬‬

‫سكت وقام من مكانه‪...‬‬

‫خالد‪ :‬شفيك فاضل؟؟ علمك تتكلم جذي؟‬


‫يلتفت له‪ :‬انا‪ ) ...‬يخفض صوته( انا‪ ..‬احب‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هااااااا؟‬
‫فاضل ‪ :‬اووووص‪) ...‬يقترب منه( انا احب‪..‬‬
‫خالد يفتح عينيه بصدمة‪ :‬تحب؟؟؟ تحب منووو؟‬
‫فاضل‪ :‬اوص والله حرام عليك بتفضحني انت‪..‬‬
‫خالد وهو يخفض صوته‪ :‬تحب منووو؟‬
‫فاضل‪ :‬ماقدر اقول لك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وليش؟؟‬
‫فاضل‪ :‬اخاف‪ ..‬تنقهر‪...‬‬
‫خالد‪:‬ليش اعرفها انا؟‬
‫فاضل‪ :‬أي‪..‬‬

‫دق قلب خالد‪ ..‬من هي الفتاة التي يعرفها هو ويحبها رفيقه‪ ..‬ل يعرف لم طرأت فاتن في باله‪..‬‬

‫خالد‪ :‬من اهي‪..‬‬


‫فاضل‪ :‬ما تعصب يعني‪..‬‬
‫خالد‪:‬قول من اهي‪....‬‬

‫وكان بالفعل على اخر عصب‪..‬‬

‫فاضل‪ ..:‬سميــة‪..‬‬
‫وكانه لم يسمع‪ :‬من؟؟؟؟‬
‫فاضل‪ :‬سميــــــــة‪..‬‬

‫سميه؟؟ من هي سمية؟‬
‫خالد‪ :‬أي سمية؟‬
‫فاضل‪ :‬ارفيجة بنت خالتك‪ ...‬فاتن‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ارفيجة بنت خالتي‪ ..‬ماكو ال مريم‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ل بعد وحدة ثالثة‪ ..‬سمية ‪ ..‬بنت جيرانهم‪ ..‬اخت فهد السويعي‪..‬‬
‫خالد بتفكير‪ :‬فهد السويعي؟؟؟ ) وكانه ذكر( هذاك بو ظروس غلط؟‬
‫فاضل‪ :‬ل تفشلنا عاد النسيب هذا‪..‬‬
‫خالد‪ :‬طاع هذا ههههههههههههههههههههههههههههههههههه‪ ..‬صج مو صاحي انت‬
‫فاضل‪ :‬ليش ان شاء الله؟‬
‫خالد‪ :‬انت ناسي انت شلون علقتك ويا اخوووها‪ ..‬ناسي انك ما توطي فريج بيت خالتي بسبته‪..‬‬
‫فاضل بنظرة رجولية‪ :‬ول يكون علبالك انا اخاف منه‪ ..‬طز فيه وفي شكله ل تخليني اعصب الحين واروح‬
‫اطشره‪..‬‬
‫خالد‪ :‬تككككككككككككككككفى ياشيخ انتخييتك‪ ..‬اقعد مكانك بس اقعد‪ ..‬ل تخليني اعصب واروح اطشره‪..‬‬
‫انت شيل عمرك قبل‪ ..‬بعدين تكلم‪..‬‬
‫فاضل‪:‬ليش شفيني انا‪ ..‬جريب بشتغل‪ ..‬وفي احسن شركة بعد؟‬
‫خالد غير مصدق‪ :‬اقص هالذراع‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ابشر عيل بتقصه‪..‬بشتغل في الوفا للمحاماة‪..‬‬

‫عقد خالد حاجبيه من اسم الشركة‪ ..‬الوفا للمحاماة؟؟ هذه الشركة؟؟ ليست غريبة؟؟‬

‫خالد‪ :‬متى هالكلم؟‬


‫فاضل‪ :‬من جمن يوم‪ ..‬من ايام عزا عمك بو جراح الله يرحمه‬
‫خالد‪ :‬وتوك ياي تقول لي؟؟‬
‫فاضل‪ :‬انت بعد كنت مشغول وحاقرني‪ ..‬مو مصدق خبر انك يم حبيبه القلب ناسي الدنيا واهلها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شتخربط انت‪ ..‬انا مافي شي يشغلني عنك وعن امورك في هالدنيا‪ ..‬وبعدين انت منو سمح لك تروح‬
‫تشتغل وانا للحين عطالي بطالي؟‬
‫فاضل‪ :‬تبيني انتظرك يعني‪ ..‬حبيبي انا ريال في سن زواج وراي عايلة ووراي بيت‪ ..‬امي شاقيه ما تقدر تلقي‬
‫تبيني اتم قاعد هني وازحر ول علي من احد‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ايا النذل بس عاد قوم من وراي رووح سو كل شي‪ ..‬ليش‪ ..‬وين الرفجة ووين الربعة يا بو خلي‪...‬‬
‫فاضل يجلس وهو يرفع رجل على رجل‪ :‬بعد كل واحد وشقيته على نفسه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬صج انك ‪ ) ...‬ترك العود وقام( لكن انا الحيوان اللي مرافجلي واحد حيوان مثلك‪ ..‬عن اذنك‪...‬‬
‫قام الخر وهو يمسكه‪ :‬وين رايح؟؟‬
‫خالد‪ :‬بقوم عنك ل اكسر هالعود على راسك‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬هههههههههههههه حسووود ما تستحي على ويهك‬
‫خالد‪ :‬عيل شلون انت تشتغل وانا قاعد بل شغلة ول مشغلة؟‬
‫فاضل‪ :‬روح معهد؟‬
‫خالد‪ :‬معهد؟؟ اقول‪ ...‬اقلب ويهك‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ههههههههههههههههه زين وقف‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شتبي‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬الشغلة فيها اثنين جان تبي‪..‬‬
‫خالد بتعنت‪ :.‬مابي‪..‬‬
‫فاضل يغمز‪ :‬متاكد؟؟ ترى الراتب حلووو‪..‬‬
‫خالد‪ :‬جم يعني‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬بالراحة ‪ .. 180‬غير عن العلوات وغير عن الوفر تايم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وماكو ترقيات‪.‬؟‬
‫فاضل‪ :‬افا عليك اكوو ترقيات يمكن تزيد معاشك هذا ستين دينار‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وين هالشغل؟؟ الوفا للمحاماة‬
‫فاضل‪ :‬أي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شنوع الشغلة‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬مراسلة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شنوووووووووووووووووووووووو؟‪..‬‬
‫انصدم خالد من طبيعة العمل‪ ..‬مراسل؟؟ حاله كحال الهندي الذي يرسل من مكتب لخر ليتعرض للهانات‬
‫والتسفيه‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬شنوو شنو‪ ..‬مو شغله اوادم ‪ ..‬مو شغلنة شريفة‬
‫خالد‪ :‬بس ياخي مو جذي‪ ..‬حالنا من حال الهنود‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ييب لي شغلنة ثانية احسن من هذي‪ ..‬ل ترفس النعمة بريولك يا حبيبي ترى والله احنا بحاجتها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ادري بس‪ ) ...‬بتفكير( مراسل؟؟‬
‫فاضل‪ :‬خالد حبيبي‪ ..‬انت شوف انت عشت في بيت منو‪ ..‬ابو جراح كانت شغلته مو محددة لن ماكان يشتغل‬
‫في شي واحد‪ ..‬كان يسلك ‪ ..‬ويركب‪ ..‬ويصلح‪ ..‬ويبني ‪ ..‬وينجر‪ ..‬و ‪ ..‬و‪ ..‬و‪ ..‬وشوف سمعته بين الناس‪..‬‬
‫الحين احنا شغلنتنا سهله ومريحة وكل اللي فيها سيارة نسوقها من محل لي محل نستلم ول ناخذ وبالعافية‬
‫ناخذ نفس اجره‪ ..‬شفيك انت ما تحمد ربك‪..‬‬

‫اطرق خالد مفكرا‪ ..‬انه محق‪ ..‬ولربما سبب كونه محق ذكر عمه ابو جراح‪ ..‬فل عمل كعمله رحمه الله‪ ..‬لم‬
‫يكن مجرد سباك او نجار‪ ..‬كان رجل كامل الحرف من كل النواحي‪ ..‬رحمك الله يا عمي الغالي‪..‬‬

‫فاضل‪ :‬ها شقلت‪..‬‬


‫خالد بابتسامة‪ :‬وين ما انت انا وراك والزمن طويل‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ل تقوووووووول‬
‫خالد‪ :‬انت بس روح خبرهم ان اكووو واحد ثاني معاك وايصير خير‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬يا ولللللللللللللللللللللللد بنشتغل ويا بعض‪ ..‬عئبال الماجستير‬
‫خالد‪ :‬يا فالح حصل الدبلوم اول‪ ...‬انت دخل الجامعة يا عيوني‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ما يحتاج‪ ..‬شهر شهرين‪ ..‬بالكثير ست شهور ال انا محوش لي هذاك المبلغ الحلو‪ ...‬عشان‬
‫اتزووووووجها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬من؟؟‬
‫فاضل‪ :‬نسيتها؟‬
‫خالد يحك راسه‪ :‬والله مادري‪ ...‬اقول‪ ..‬خلنا نحتفل اليوم بالمناسبة الحلوة‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ماكو سيارة‬
‫خالد وهو يرتب على صديقه‪ :‬افا عليك عندي دينارين ونص ناخذ تكسي ول عليك‪..‬‬
‫فاضل‪:‬يا وووووووووووووولد‪..‬‬
‫=================‬
‫الساعة الن الرابعة والنصف ولم تصل مريم‪ ...‬اعتبرت فاتن هذا الشي في صالحها لكي تعد ما لذ وطاب من‬
‫المقبلت التي تعرف لها‪..‬‬
‫وهي تعمل وتعجن تلك الكعكة احست لحركة في المنزل‪ ..‬اطلت براسها وهي مشغوله في المطبخ تنادي‪:‬‬
‫يمه هذي انتي؟؟؟‬
‫لم تلقى جوابا‪ ..‬وعادت لما كانت تقوم به‪ ...‬وهي تتسائل ‪ ..‬لقد سمعت صوتا ‪ ..‬من كان يا ترى‪..‬‬
‫عادت لتلك الكعكة وسمعت الصوت نفسه مرة اخرى‪ ...‬من هذا يا ترى‪...‬‬

‫خرجت من المطبخ وهي تنادي وعجين الكعك بيديها واكمامها مرفوعه وخصلتها متناثرة على وجهها‪ ..‬هي‬
‫ابقت الباب المامي مفتوحا للتهويه كما يفعلون بكل عصر‪ ..‬ولكنها لم تكن تعرف ان فتحه اليوم لم يكن‬
‫لصالحها‪ ..‬فمن كان واقفا عند الباب لم يكن من اهله‪ ..‬بل كان بعيدا كل البعد‪ ...‬انه مشعل‪...‬‬

‫عندما رأته فاتن وهو واقف لم تقدر على الحراك‪ ...‬وهو الخر ظل جامدا مكانه‪ ...‬متأمل تلك الملمح‬
‫الجميلة‪ ..‬وتلك العيون الشفافة‪ ..‬وتلك البهدلة التي بدت رائعة عليها حتى‪ ...‬لكنه‪ ...‬احس لتلك النغزة التي‬
‫تتطري في قلبه كلما رأى فاتن‪ ..‬اهلها‪ ...‬فاذا به يسحب الباب ويغلقه وعيناه لم تفارق عيناها‪ ...‬والخرى من‬
‫شدة ضربات قلبها صمت اذناها عن الواقع وعن ماهو خاطئ وما هو صحيح‪...‬‬

‫لم تطئ قدميها الحياة ال بتلك اللحظة‪ ...‬عندما اظلم المنزل بعدما كان مليئا بنور قدومه‪ ...‬ما احل وجوده في‬
‫منزلنا هكذا‪ ...‬يرجع الحياة كلها في رفه عين‪..‬‬

‫ضمت المجنونة يديها الى عنقها وهي حامية‪ ..‬تحس بالدماء تجري غليظة في عروقها وكانها ستسدها ولن‬
‫تسمح لها بالتنفس‪ ...‬ما اروع هذا لحساس‪ ..‬فهو لقاتل‪ ..‬ومحيي في نفس الوقت‪ ...‬ما اسعدني حقا ‪ ..‬يا‬
‫لفرحتي‪ ...‬يا سعدي وسعادي‪ ..‬لو كنت اعرف انك ستاتي بهذا العصر لما وقفت لك هكذا‪ ..‬ل بل فرشت‬
‫الرض لك زهرا وريحان‪ ..‬يا حبيبي الغالي‪...‬‬
‫وقفت تلك المراهقة عند الباب وهي مولية ظهرها له‪ ...‬وما بها ال ان تسمع صوت الباب وهو يفتح‪ ...‬فرفعت‬
‫راسها‪ ...‬هل اتى مرة اخرى؟؟؟ التفتت بكل شوق للباب وعينيها مشرقتين بشتى انواع السعادة ولكن‪....‬‬
‫لم يكن هو‬

‫كانت مريم رفيقتها‪...‬‬

‫واقفة بشكل غريب وبوجهها تكشيرات مستهجنة لم ترى فاتن مثلها على وجه مريم ال في المناسبات‬
‫البعيدة‪..‬‬
‫فاتن بارتباك‪ :‬ه‪ ..‬هلااا مريم‪ ....‬هل حبيبتي‪..‬‬
‫والنظرة لم تتغير من عيني مريم‪ :‬هل فيج فتون‪...‬‬
‫وتقدمت ناحيتها فاتن‪ ..‬والخرى واقفة والكفهرار على وجهها‪..‬‬
‫بتلك اللحظه كان الخوف يدب في اوصال فاتن‪ ...‬لم ‪ ..‬لم تعرف‪ ..‬لكن لبد وان الموضوع كبير وال مريم ل‬
‫تغدق الناس باهتمامها ال اذا كان الشي معنيا لها‪..‬‬
‫فاتن ‪:‬علمج مريم‪ ..‬فيج شي‪..‬‬
‫مريم بنظرة غاضبة‪ :‬فاتن مشعل كان طالع من بيتكم الحين صح؟‬
‫ماتت فاتن بداخلها‪ ...:‬أي‪...‬‬
‫مريم ارتعدت وعينيها توسعتا‪ :...‬محد في البيت ال انتي؟‬
‫فاتن برعب‪ :‬أي‪ ..‬ليش‪ ..‬شصاير؟؟‬
‫مريم امسكت براسها وكانه يوجعها‪ ...‬وتلك الحركة اذابت فاتن وصبرها‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬علمج مريم شصاير؟‬
‫مريم‪ :‬فتووون اشفيج انتي ينيتي‪ ...‬مساعد اخوي شافه يطلع من البيت‪..‬‬
‫انتفضت فاتن بمجرد ذكر اسم مساعد‪ ..‬ولكن‪ :‬واذا‪ ...‬اهو كان يبي ‪ ...‬يبي جراح‪ ...‬بس‪ ..‬شفيج مريم بس‬
‫صرعتيني بل سبب‪..‬‬
‫مريم‪ :‬فاتن اشفيج انتي مو صاحية‪ ..‬اقول لج شافه مساعد وهو واقف عند باب بيتكم مساعة وانتي واقفة‬
‫معاه‬
‫فاتن‪ :‬واذا الباب كان مفتوح يا مريم مو انا اللي فتحته له انتي تعرفين زين بهالعادة اننا نفتح الباب العصر‬
‫للتهوي‪....‬‬
‫مريم‪ :‬ولو فاتن بس الموقف ما يتعذر‪ ..‬مساعد من شافج واهو يغلي من القهر‪ ..‬ياويلي يا فتون لو يروح‪-‬‬
‫ويقول لجراح بتروحين فيها‬
‫كانت تنتفض ولكن مجرد ان تخطر في بالها فكرة موقف مساعد تنزعج قهرا منه‬
‫فاتن‪ :‬اوووووووووه‪ ..‬اخوج هذا شعليه يروح يخبر عني عند جراح‪ ...‬ان شمسوية جرم ول ذنب‪ ..‬كل اللي صار‬
‫اني ما كنت ادري ان احد على الباب‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ويومنج ما تدرين احد عند الباب ليش وقفتي‪...‬‬
‫صمتن الثنتين وهن يسمعن حمحمه‪ ...‬غادرت فاتن للمطبخ وهي تغشل يديها برعشة‪ ...‬ما باله هذا المتعنت‬
‫يطأ منزلنا لكي يرعبني‪ ...‬والله لن تجاسر علي لن‪....‬‬

‫غابت الكلمات عنها وهي تغمض عينيها المرعبتين وتنشف يديها في الفوطة وتلبس الشال وهي ترتعش‬
‫وتخرج من المطبخ‪...‬‬

‫ال بجراح في وجهها‪ :‬فتوووون حبيبتي‪.‬‬


‫انتفضت فاتن ذعرة‪ :‬يمـــــــــه‬
‫جراح بصدمة‪ :‬اسم الله عليج خرعتج‪ ..‬اسم الله عليج‪ ..‬علمج انتي صايرتلي خريعة جذي‪ ..‬اقول فتونه مسويه‬
‫مقبلت ول شي؟‬
‫فاتن وقد غابت عن بالها كل تلك المور وبل تفكير ‪ :‬ايه سويت شويه اغراض في الثلجة بتلقاهم‬
‫جراح‪ :‬ياعيـــنـــي على هالعداد الجميل وهالخت الحلوة‪ ..‬فديت عمرج فتونه زهبي لي كل شي في طاوله‬
‫وانا احمله للديوانية‬
‫بخوف تساله‪ :‬من عندك بالديوانية؟‬
‫جراح‪ :‬مساعد ولد عمي غافل الدخيلي‪...‬‬
‫هزت فاتن راسها باليجاب وغادر عنها اخيها وهو يكلمها‪ :‬ل تنسين زهبي كل شي الحين راد لج‪...‬‬
‫ذهب جراح وهي بقيت مكانها مرتعدة‪ ...‬ونسيت مريم ‪ ..‬أي ذهبت؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬مريم‪ ..‬مريم‪..‬‬
‫تظهر لها الخرى في الكاراج وهي تسير بهدوء‪ :‬راح اخوج؟‬
‫فاتن ‪ :‬أي راح‪ ....‬تعالي‪ ...‬انتي هني اهل وسهل فيج اخوج ليش ياي‬

‫تسحب مريم فاتن من يدها وتدخلها مرة اخرى الى المطبخ‪ ....‬وهذه المرة نافذة المطبخ المفتوحة وليس‬
‫شي اخر‪...‬‬

‫مريم‪ :‬فتون انتي شفيج بايعتها ومخلصة‪ ...‬ليش ما تحاسبين انا جم مرة قلت لج شوفي اللي يمج واللي وراج‬
‫قبل ل تسوين أي شي؟‬
‫فاتن بقلة اعصاب‪ :‬انا شسويت مريم ل تحسسيني اني سويت شي وانا يا غافلين لكم الله‪..‬‬
‫مريم‪ :‬شنو ما سويتي والوقفة المحترمة مع ولد يرانكم هذا شي عدل؟؟؟؟؟‬

‫احمرت وجنتي فاتن ل حياءا ول شي‪ ..‬بل غضبا‪ ..‬فكل ما تذكر هذا الشي يترائى لها صاحب العيون القاتلة‬
‫مساعد‪ ..‬وتدعو في قلبها ان ل تراه اليوم فهو لن يرحمها بنظراته؟‪..‬؟‬
‫مريم تمسك بيد فاتن الباردة المرتعبة‪ ..‬هي لم تخطط لشي ولكن‪ ..‬كل شي محسوب ل بل متوقع منها ول‬
‫من احد اخر‪..‬‬
‫فاتن بخوف‪ :‬مريم ‪ ..‬تهقين اخوج يقول لجراح؟‬
‫مريم‪ :‬ابدا ل‪ ...‬مستحيل يعرضج لهالموقف‪ ..‬بس‪ ...‬مادري فاتن‪ ..‬انتي ليش ما تقولين لمشعل انه يبطل‬
‫هالحركات معاج وانتي بغنى عن المشاكل ويا هلج‬
‫فاتن‪ :‬والله مريم واقسم لج بالله اني ما شفته من فترة ومن زمان ما طاحت عيني عليه ‪ ..‬مادري شنو اللي‬
‫يابه بيتنا اليوم‪ ..‬اكيد يبي جراح ول شي ويوم شاف الباب مفتوح ‪....‬‬

‫عضت ظفر ابهامها هلعا‪ ...‬ومريم تغير دفة الحديث‪..‬‬

‫مريم‪ :‬وينها امج ماكو حس ول نجرة بالبيت؟‬


‫فاتن‪ :‬بروحي مادري وينهم‪ ..‬ادور عليهم من مساعة ما شفت احد‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انتي ما عليج الحين فتون انتي بس خلج ايزي كل شي بيصير اوكية‪ ..‬ل تحطين في بالج ول شي كل‬
‫شي بيتعدل‪ ...‬انتي ما غلطتي‪ ..‬ارفيجتي واعرفج مستحيل تغلطين في حق نفسج ول هلج‪ ..‬اكيد هالشي‬
‫صدفة ومو مدبر‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬الله يسمع منج‪ ..‬مع اني يا مريم مو مفتكرة في اخوج وانا اسفه يعني‪ ..‬بس اهو ماله حق انه يرعبني‬
‫جذي‪ ..‬انا مستحيل انزل لهالمستوى اللي اهو بيفكر اني منه‪ ..‬لكن‪ ...‬الشره مو عليه‪ ..‬الشره عليج انتي‪..‬‬
‫وبعدين تراه في نفس مستوى غلط مشعل؟‬
‫مريم باعتراض‪ :‬شلوون يا امي؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬اهو الثاني بعد وقف وتم يطالع مثله مثل مشعل‪ ..‬يعني شالفرق بينه وبين تصرف مشعل الحين كلهم‬
‫في الهوا سوا‪...‬‬
‫مريم بتفكير‪ ..‬فاتن محقة‪ ..‬ولكن‪ ...‬اخي ل يحب فاتن كما يحبها مشعل‪ ..‬ولكن‪ ..‬كيف له ان يعرف بحب فاتن‬
‫لمشعل ومشعل لفاتن؟؟‬
‫مريم‪ :‬صح كلمج‪ ...‬بس بعد‪ ..‬اللي صار غلط‬
‫فاتن‪ :‬ادري ادري ادري والله العظيم ادري انه غلط بس عاد يا مريم لوعتي قلبي من كثر ما تكررين‪..‬‬
‫جراح يقف عند الباب‪ :‬فتون وين المقبلت؟‬

‫انتبهت فاتن له ومريم المولية ظهرها تجمدت مكانها ‪...‬‬

‫انتبه جراح لها‪ ...‬وابتسم بملئ شدقيه‪...‬‬


‫جراح‪ :‬يا حيا الله من يانا‪...‬‬
‫مريم من غير ان تلتفت‪ :‬الله يحيك‪....‬‬

‫تنظر الى فاتن بتوسل اما الخرى فلم ترى شيئا غير تلك العينين المتركزتين في بصيرتها‪..‬‬

‫جراح‪ :‬شخبارج اختي عساج ابخير‬


‫مريم بقلبها‪ ::‬اختي؟؟؟؟ من هذه الخت‪...‬‬
‫مريم‪ :‬ابخير اخوي ‪ ..‬انت شخبارك؟‬
‫جراح‪ ::‬وحدة بوحدة‪ ...‬هين يا مريووم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ابخير الله يسلمج‪..‬‬
‫تناوله فاتن الصينية بل انتباه‪ :‬هاك‪...‬‬

‫وتعيد الجلوس‬

‫جراح‪ :‬فتووون‬
‫فاتن وهي ضائعة‪ :‬هاااا‬
‫جراح‪ :‬شكرا على الصينية بس لزم شي يكون عليها لو تدرين يعني؟‬

‫انتبهت فاتن لما يقوله اخاها‪ ...‬فرات ان الصينية فارغة بل أي شي‪ ...‬وقامت مرة اخرى‬
‫واخذتها منه وملتها بالطعمة المختلفة‪ ...‬واعطتها اياه‪...‬‬

‫جراح‪ :‬زهبي العصير بعد‪ ...‬بيي اخذه الحين‬


‫فاتن‪ :‬اوكية‪...‬‬

‫غادر جراح ظلت فاتن مع مريم متوجسة‪ ..‬خائفة من ان يتفوه مساعد باشي شيء الى اخيها‪ ..‬ولكن هي‬
‫غاضبة اكثر من كونها خائفة‪ ..‬هي لم تكن تضمر في قلبها أي نية في هذا اللقاء‪ ..‬ولكنها‪ ..‬كيف فعلت ما فعلته‬
‫؟؟ كيف طاوعها قلبها ووقفت مع مشعل بتلك الطريقة‪ ..‬لكن‪ ..‬انا ل ذنب لي‪ ..‬انا احبه‪ ...‬يا ناس احبه ول‬
‫استطيع او اصبر على رؤيته‪ ..‬لكن‪ ..‬يبقى ما فعلته خاطئ‪..‬‬

‫مريم‪ :‬فتوووووون‪ ..‬اوووف انتي اليوم ماعطتني اقنور من الخشن‬


‫فاتن بضيق‪ :‬شفيج مريم والله مافيني على صدعتج‬
‫مريم بصدمة‪ :‬افاااااااا‪ ....‬هذا وانا قاعدة عندج تقولين هالكلم‪ ..‬لكن مو منج مني انا اللزقة اللي مو قادرة‬
‫على فراقج‬
‫فاتن بابتسامة تشوبها نظرة قلق‪ :‬يعني الحين كلش؟؟؟‬
‫مريم بتصنع‪ :‬أي كلش وملش‪ ..‬اصل انتي اسمحيلي مافيج قلب‪ ...‬وانا اسفة اني ضيعت هالوقت كله معاج‪..‬‬
‫اكسكيوزمي مدام‪...‬‬

‫وهي تهب بالنهوض تسحبها الخرى من يدها‬

‫فاتن‪ :‬قعدي‪ ...‬ممثلة بايخة مثلج ما بشوف‪..‬‬


‫مريم‪ :‬انتي سباله لكن اللي يقول لج السالفة اللي يايتلج على حصان عشان اقولها‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬شنو يعني غير سوالفج البطالية اللي مامنها فايدة؟؟‬
‫مريم وهي تفتح عينيها بصمت‪ :‬صج لي قالووووو‪ ...‬سباللللللللللللللللللللله ما تستحين الشره مو عليج‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬حمارة تضحكين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬زين قوليلي‪ ..‬ههههههههه‪ ..‬شعندج ؟؟ شهالسالفة اللي اتكلمين عنها؟‬
‫مريم‪ :‬ايي‪ ..‬الحين‪ ...‬لكن حريمتج ماقول لج عنها‪...‬‬
‫فاتن بقله اهتمام‪ :‬كيفج‪ ..‬متى ما حبيتي تقولينها قوليها‪ ...‬أي دونت كير‪..‬‬
‫مريم بصدمة‪ :‬صج انج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ادري حلوة وجميلة وابطح اللي يشوفني‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههاي‪ ..‬وين رحت عنج انا ا فديت هالخشه‬
‫فاتن‪ :‬تعالي سموي وينها شخبارها مادري عنها‬
‫مريم وكان الجرس ضرب في دماغها‪ :‬وييييييييي بقول لج عنها هذيي‪...‬‬
‫=============‬

‫خرج جراح عن مساعد ليحضر العصير وظل الخير في المجلس ينتظر قدومه‪ ..‬ولكن بماذا‪ ..‬فكل ذرة هدوء‬
‫او اعصاب قد فقدها بسبب ما رآه مذ قليل‪ ...‬لم يستطع ال ان يكبت تلك النار الكاوية التي اختلجت بصدره‪...‬‬
‫كانت في قلبه نية القتل‪ ..‬ان يقتل ذلك الشاب الذي وقف وتمعن في فاتن والخرى تبادله النظرات‪ ...‬كانا في‬
‫موقف‪ ..‬لو كنت ذا سلطة عليها‪ ...‬استغفرك يارب‪ ...‬استغفرك واتوب اليك‪ ..‬لنها لو كانت تمت لي بادنى‬
‫صلة‪ ..‬لكنت قتلتها‪...‬‬

‫كانت النار تسعر في خاطره‪ ..‬والبنزين يجري في عروقه والدخان يحوم حول راسه من شدة العصبية التي‬
‫كان يمر فيها‪ ...‬لم يصدق ما رأته عيناه‪ ...‬اهذه من كان يعتقدها عالية‪ ..‬كم كانت جميلة في عينيه‪ ...‬وكم‬
‫تشوهت صورتها في مخيلته‪ ..‬تبدووو ‪ ...‬كالمشوهه‪ ..‬كالقبيحة‪ ..‬كالشي المقزز للنفس عندما يراه احدهم‬
‫ك علي يا فاتن‪ ..‬ان لم ابعدك‬
‫وتلوع كبده‪ ..‬اكرهها‪ ..‬اعترف باني اعجبت بها‪ ..‬لكني اكرهها الن‪ ...‬ولكن‪ ..‬صبر ِ‬
‫عن ذلك الصعلوك‪ ..‬فلن اكون مساعد!!‬

‫عاد جراح وهو يحمل العصير‪.‬‬


‫مساعد وهو يغير نبرته‪ :‬ليش عاد متعب نفسك ومعبل على روحك ما يحتاج كل هالسوالف انا ال دقاايق وطالع‬
‫من عندك‬
‫جراح‪ :‬افا ما يصير ما نظيفك‪) ..‬يغمز له( بيني وبينك انا ما سويت شي كل هذا من يد اختي الله يخليها ‪..‬‬

‫كان مساعد يهم بشرب العصير‪ ..‬وما ان ذكر صانعه حتى ابقاه بالقرب من فمه وابى ان يشربه‪..‬‬

‫مساعد وهو يضع الكوب‪ :‬زين جراح ‪ ..‬شوف ‪) ..‬يمد له بملف اوراق( هذي الوراق اللي انا قلت لك عنها‪..‬‬
‫فيها كل شي عن البعثة وبرنامج الدراسة والتمويل المالي والمتطلبات والمؤهلت‪ ..‬ما راح تخليك تحتاج انك‬
‫تسال اكثر‪ ..‬لكن لو حبيت انا فيني انظم لك موعد ويا المسئولة عندنا‪ ...‬نجاة الدلهمي‪ ..‬ما راح تضيع مكتبها‬
‫في الطابق الول للشركة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬والله ياخوي مادري شقول لك ‪ ..‬ماعرف شلون اشكرك‪ ..‬بس انا ابي اشوف هالمسئولة‪ ..‬ومو انا اللي‬
‫ابي اقعد وياها واسالها‪ ..‬ودي لو فاتن اهي اللي تقعد معاها واهي الموظفة تقنعها بهالشي‪ ..‬لن هالشي صعب‬
‫في الوقت الحالي مع فاتن‪...‬‬
‫اطرق مساعد مفكرا‪ ...‬عرف الن سبب رفضها عن السفر‪ ..‬تعذرت باخوتها وبيتها‪ ..‬ولكنها‪ ..‬تلك الخائنة‬
‫ك بهذا الصيف‪ ..‬لن اكون مساعد‬ ‫الصغيرة‪ ..‬ستعرف الن من هو الذي يدير دفة القرار‪ ..‬ان لم أسفر ِ‬

‫مساعد‪ :‬انت ما عليك من اختك‪ ..‬صح كلمها انها لزم تقعد عشان اخوانها وامك وتساعدهم‪ ..‬بس الدراسة‬
‫اهم‪ .‬الدراسه سلاااح ما يموت ول تقل ذخيرته‪ ..‬اهي لي راحت ودرست وردت هني واشتغلت راح تكون‬
‫مساعدتها اقوى من كونها قاعدة هني بل شغلة ومشغلة‪ ..‬انت بعد ل تخليها تستسلم لهالفكرة‪ ..‬واعرض‬
‫هالوراق على امك قبل ل تعرضها على اختك‪ ..‬بتشوف انك راح تلقى لك حليف‪ ..‬اكيد امك لها قرار على‬
‫اختك ولها سيطرة وتقدر انها تلين فكرها شوي‬
‫جراح وهو يفكر وينظر الى الوراق‪ :‬صح كلمك‪ ...‬انا بكلم الوالده اليوم‪ ..‬وبرد عليك خبر‪ ...‬فاتن لزم تقبل‬
‫بهالبعثة‪...‬بس‪ ..‬اللي ابي اعرفه‪ ..‬فاتن شلون اختاروها عشان هالبعثة‪...‬‬
‫تقدم مساعد للمام وهو عاقد يديه امامه‪ :‬بصراحة بقول لك‪ ..‬هذي‪ ..‬مو بعثة‪ ..‬اهي صح باسم شركتنا‪..‬‬
‫لكن ‪ ..‬هالبعثة اهي استثمار ابوك الله يرحمه في شركتنا‪..‬‬
‫استغرب جراح وانصدم‪ :‬استثمار؟؟ شستثماره‪..‬؟؟ وابوي من وين له عشان يستثمر‪..‬؟‬
‫عاد مساعد وتسند على ذلك الكرسي الوثير‪ :‬ابوك يا جراح ماخذ قرض‪ ..‬احنا بالقانون ما نسميه قرض نسميه‬
‫اسهم مالية‪ ..‬ابوك باعنا اسهم او حطاها في عهدتنا‪ ..‬احنا بقدرتنا استثمرناها من تقريبا حوالي ال ‪ 6‬سنوات‪..‬‬
‫والحمد لله جابت لبوك عائد مالي محترم وكبير‪ ..‬من شانه انه يخلي اختك تدرس في هالجامعة‪ ..‬اهو كان‬
‫كليا ‪ 20‬الف دولر‪ ...‬لكن الشركة نظرا للعلوات اللي تعطيها لموكليها او المتعاملين معاها عطت ابوك‬
‫لتعامله ‪ 6‬سنوات معاها مبلغ ‪7‬الف دولر‪ ..‬كل الف يعتبر بونس لكل سنه‪ ..‬هذا شي عادي‪ ..‬لن اسهم ابوك‬
‫كانت مرتفعة وغالية‪ ..‬على الرغم من فقر ابوك!!‬

‫كل هذا كان كثير على جراح‪ ..‬والدي يمتلك ثروة‪ ..‬ونحن هنا مدقعين فقرا؟؟؟ كيف‪ ..‬ولم؟؟ وما هذه الثروة؟‬

‫جراح‪ :‬شنو هالثروة اللي انت اتكلم عنها‪..‬؟؟‬


‫مساعد‪ :‬ابوك عنده بيت قديم ‪ ..‬يتوحد في ملكيته‪ ..‬هالبيت اهو سهمه واحنا استثمرناه بالتعاون مع وزارة‬
‫السياحة في انه يكون ملحق سياحي وثقافي مهم‪ ...‬بيت ابوك هذا الحين صار ملمح من ملمح السياحة في‬
‫دولتنا الكويت‪ ..‬وبالحرى صار مطعم كبير تراثي وراقي‪..‬‬
‫جراح بصدمة‪ :‬واحنا‪ ....‬شلنا من هالمطعم؟؟‬
‫مساعد‪ :‬المطعم لكم منه بونس سنوي من الرباح‪...‬‬

‫يسترجع جراح ذاكرته لي شي يشير الى ذلك المطعم‪ ..‬ولكن ‪ ..‬ل شي يطرا على باله‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬انتو ما لقيتو شي لن لطول هالسنوات ابوك كان ميمع الفلوس عشان دراسة فاتن‪...‬‬
‫لمعت شرارة في قلب جراح‪ ...‬لم فاتن ‪ ..‬وليس انا؟؟؟‬
‫وجاء تحليل مساعد الخير لكي يبرد قلب الخ على اخته‪ :‬هالبعثة بالول كانت باسمك‪ ..‬بس انت ما يبت‬
‫النسبة اللي تأهلك انك تحصل هالدراسة الخيالية‪..‬‬

‫عاد فكر جراح الى الماضي‪ ..‬بايام المدرسة‪ ..‬كم كان ابيه يتعب عليه وكم كانا يتصارعان لمر المدرسة‪..‬‬
‫وعندما اتت النتائج‪ ..‬كان ابو جراح غاضبا غضبا مخيفا منه‪ ..‬ولكنه‪ ..‬لم يعبأ بابيه وامضى طول تلك الجازة في‬
‫اللهو والستخفاف‪ ..‬ودخل جامعة الدولة ليدرس ما لم يتقنه ابدا في حياته‪ ..‬آآآه يا ابتاه‪ ..‬ليتني سمعت‬
‫كلمك‪...‬‬

‫مساعد مخففا‪ :‬ل تعور قلبك الحين يا جراح‪ ..‬تراك انت الحين في موقف ينحسد عليه‪ ..‬انت وقفت لبوك الله‬
‫يرحمه وقفة صعب على كل واحد يوقفها‪ ..‬حتى القوي ما يقدر يسوي اللي انت سويته‪ ..‬وانت بهالشي‬
‫البسيط قدرت انك تريد ابوك في قبره الله يرحمه‪..‬‬
‫جراح مستسلما‪ :‬الله يسمع منك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ااااااه‬
‫جراح مستغربا‪ :‬سلمتك من اله‪..‬‬
‫مساعد يضحك‪ :‬هههههههههههههههه تصدق‪ ..‬من ست سنين وهالهم في صدري‪ ..‬وما كان من المفروض انكم‬
‫تعرفون ال بعد وفاة ابوكم‪ ...‬وما كنا حاطين له هالفق‪ ..‬لكن‪ ..‬مشيئة الله‬

‫جراح الذي ضم يديه وبقي ساكنا في مكانه‪ ..‬لم يكن يفكر بشي ‪ ..‬ولم يكن يقوم باي شي‪ ..‬لن ذاكرته اخذته‬
‫الى ذلك الماضي المشين‪ ..‬ذلك الماضي الحقير الذي كم يود ليعود له ويعيد اللم الكريهة‪ ..‬يرحمك الله يا‬
‫ابتاه‪ ..‬انك كنت ل تريد ال مصحلتنا‪..‬ونحن‪ ..‬مقصرين بحقك‪ ..‬لكن اعدك يا ابي‪ ..‬وبرحمة ثراك‪ ..‬اني لن اترك‬
‫فاتن تضيع مستقبلها هباء‪ ..‬بل سوف تذهب الى اميركا لتدرس وتستغل تعبك وجهدك طوال تلك السنين‪ ...‬اه‬
‫عليك يا ابي الطيب‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬زين يالخوو‪ ..‬انا الحين بخليك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وين توك ما قريت‪...‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬تسلم الله يخليك‪ ..‬بس لزم امشي عندي مشاوير لزم اخلصها‪...‬‬
‫جراح‪ :‬ملزوم انك تمشي يعني؟‬
‫مساعد‪ :‬أي والله‪ ..‬مرة ثانية ان شاء الله‬
‫يهم جراح بالنهوض والخر معه‪ ..‬ويخرجان سويا من المجلس‪..‬‬

‫مساعد وهو يركب السيارة‪ :‬مثل ما وصيتك‪ ..‬ملزوم تقنع اختك في هالبعثه‪..‬‬
‫يبتسم جراح وهو يربت على كتف العملق‪ :‬ل تخاف‪ ..‬دام الوالدة بتدخل في السالفة والكلم اللي انت قلت‬
‫لي اياه‪ ..‬ما راح يضيع أي شي‪..‬‬
‫مساعد وهو يفكر‪ : ..‬أي صج تعال‪ ..‬ابيك ترتب لي ويا هلك موعد‪..‬‬
‫جراح باستغراب‪ :‬ليش؟‬
‫مساعد‪ :‬ل بس عندي وصية ابوك لزم اقراها لكم‪ ..‬فيها توصيات واشياء وديون وسوالف يعني‪..‬‬
‫جراح يضحك بسخريه‪ :‬ديوون؟؟ أي ديون بعد‪..‬‬
‫مساعد يضحك‪ :‬هههههههههههه ل تخاف‪ ..‬مو مديون‪ ..‬دائن‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش ابوي كان عنده عشان يسلف؟؟‬
‫مساعد وهو يدخل السيارة الفارهة‪ :‬جراح‪ ..‬انا لو اقعد معاك واقول لك اللي ابوك كان يسويه من يوم انا‬
‫اشتغلت في مؤسسة الوفا بشيب راسك‪ ..‬ابوك هذا اللي كان كل يوم يقوم الفير ويرد المغرب واهو حامل‬
‫عدته ‪ ..‬كان في هالعده يضمن لكم مستقبلكم‪) ..‬يشير الى المنزل( هذا البيت وبساطته‪ ..‬كان بهدف‪ ..‬الهدف‬
‫انه ما يكبر في عقولكم فكرة التبذير وحب المظاهر‪ ..‬ليمن اقول لك ابوك كان عظيم‪ ..‬فانا اعني كل حرف‬
‫من هذه الكلمة‪) ..‬تبسم مساعد لجراح الذي شاجت احزانه بملمحه‪ (...‬وانت ما شاء الله عليك‪ ..‬راح تكمل‬
‫هالمسيرة‪ ..‬وراح تكون الب مرة ثانية لهم‪ ...‬مو مهم يا جراح لو كنت في يوم من اليام مستهتر‪ ..‬الماضي ما‬
‫نقدر نرده‪ ..‬لكن المستقبل‪)..‬يقبض بيده( في قبضتنا‪...‬‬

‫هز جراح راسه اعجابا بذلك الرجل‪ ..‬وتمنى في تلك اللحظة لو انه اراد ان يكون شيئا بحياته‪ ..‬فهو يريد ان‬
‫يكون مثل هذا الرجل‪ ..‬ل بل افضل منه‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬شوف خبر اختك تقول لمريم انها بس تمل تتصل فيني ‪ ..‬وانا اييها‪...‬‬
‫جراح‪ :‬ان شالله‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يالله في امان الله‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬في حفظه‪..‬‬

‫وعلى هذا‪ ..‬غادر مساعد بعيدا عن جراح‪ ..‬وهو عارف بما فعله به‪ ..‬لقد اثر به اشد تاثير‪ ..‬ولكن كل ما قاله‬
‫كان حقيقة‪ ..‬ولربما ‪ ..‬ليست كل الحقيقة‪ ..‬اخفى الكثير‪ ..‬ولكنه على وشك ان يكشف عنه‪ ..‬في وصية الب‬

‫يا هل ترى‪ ..‬ماذا تخفي تلك الوصية‪..‬‬


‫وما بها من وصايا‪ ..‬ومن ديون‪ ..‬ومن اعباء جديدة على جراح‪..‬‬
‫فاتن ما الذي سيجري بينها وبين‬
‫‪ -1‬البعثة‬
‫‪ -2‬مساعد‬
‫‪ -3‬مشعل‬
‫‪ -4‬حياتها‪...‬‬
‫هل سيخاطر مساعد بجعل نفسه العدو الول والعتيد لفاتن‪ ..‬ام انه بهذه الرعاية‪ ..‬سيكتب في منهاج حياتها‪..‬‬
‫فصل متوحدا‪ ..‬ومتفردا بنوعه‪...‬‬
‫نقله حياتيه لمساعد في حياة فاتن‪ ..‬من شانها ان تدب الحياة في اوصاله بعد ان غابت عنه طوال ال ‪8‬‬
‫اعوام‪...‬‬

‫الجزء التاسع‬
‫الفصل الول‬
‫=========‬
‫ليل جميل‪ ..‬يغدق من يسهر أسفله بحنان تلك المسية الشاعرية‪ ..‬تتراقص ذبذبت العرج على الصد والجبين‬
‫ولكن‪ ..‬تلك القطعة المخملية المغطاة بالماسات الوهاجة تبعد كل عذر وكل حرج وكل مصيبة‪..‬‬

‫ليل داكن‪ ..‬ل بل حزين‪ ...‬لكن‪ ..‬غشيته رحمة الله عز وجل على تلك العائلة البسيطة‪ ..‬بأحزانها وبالم واقعها‪..‬‬
‫ولكن‪ ..‬الحياة تستمر‪ ..‬وهذا شعر حملته تلك العائلة في غياهب قلبها‪ ..‬من غير أن تعلنه‪..‬‬
‫سهرت تلك العائلة الجميلة تحت تلك السماء‪ ..‬ناقصة ولكن‪ ..‬هذه حكمة رب العالمين‪...‬‬

‫كانت محادثة جراح مع مساعد بالعصر مريحة جدا وبنفس الوقت مرهقه أيضا‪ ..‬فبعد ذلك الحوار وذلك الكم‬
‫الهائل من المعلومات المخفية التي اكتشفها امس‪ ..‬كان لبد منها وان تهلكه لكن‪ ...‬كل هذا لصالحه‪ ..‬فتوعد‬
‫بان يقضي عاما دراسيا مثمرا هذا الفصل ‪ ..‬وبنفس الوقت‪ ..‬سيلحق كل من مناير وعبد العزيز الى ان يرفع‬
‫من مستوى تحصيلهما التعليمي‪..‬‬

‫ام جراح كانت تبتسم مفتخرة بالظروف الصعبة التي قهرها أبناؤها بغيابها‪ ..‬لكم كانو اقوياء وشجعان‪..‬‬
‫استطاعوا ان يتغلبو على غياب ابيهم الذي لطالما احبوه واكرموه‪ ..‬لكن‪ ..‬ما يقلقني هي حالة فاتن‪ ..‬فهي‬
‫هزيلة بشكل ل يصدق‪ ..‬وتلك النضارة اختفت‪ ..‬حبيبتي ابنتي‪ .‬ل بد وانها قلقة‪ ..‬وتحمل على كتفيها هموم كثيرة‬
‫مازالت صغيرة على تحملها‪ ..‬مناير‪ ...‬لم تتغير‪ ..‬على الرغم من الملمح الحزينة التي اكتسبها وجهها الجميل‪..‬‬
‫عزيز‪ ..‬هدوءه مؤلم‪ ..‬وغير معهود ولكنه سيتجاوز هذا الشي قريبا‪..‬‬

‫جراح‪ ..‬اه عليك يا بني‪ ..‬كنت اراك طفل‪ ..‬فما بالك كبرت وهرمت وأنت في ربيع عمرك‪ ..‬إن كان الحال يبكي‬
‫مرة على فاتن‪ ..‬فهو يبكيك ألف مرة‪ ..‬كل أم تحب أبنائها ولكن‪ ..‬احدهم يمتاز في حياتها عن غيره‪ ..‬وانا‬
‫امتيازي هو انت يا حبيب قلبي‪ ..‬يا نطفة الحب التي كللت حبي وحياتي مع ابيك رحمه الله‪ ..‬رغم انك ل تشبهه‬
‫ولم تمتص من ملحه ال انك تتشبه به يوما عن يوم‪ ..‬وما احلى هذا الشيء بك‪ ..‬انت عزائي على هذه الدنيا‬
‫الحزينة‪..‬‬

‫يطل خالد عليهم وهو يصفر‪ :‬هل هل بالربع‪ ..‬ال طالعين بره اليوم‪ ..‬خيااااانه‬
‫جراح وهو يبتسم له‪ :‬حياك اقرب‪...‬‬
‫خالد‪ :‬لحظه بس سو لرفيجي درب‪..‬‬
‫جراح‪ :‬منو فضوول؟‬
‫خالد‪ :‬أي‪....‬‬
‫جراح‪ :‬حياه‪....‬‬
‫)يلتفت للنسوة( يالله دخلو داخل عن الحر‪ ..‬خلونا هني وبعد شوي بدخل وراكم‬
‫ام جراح وهي تقوم‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬تبون شي ول عشى‬
‫جراح‪ :‬انا مابي بس حطي لولد خالتج‪ ..‬اكيد ما كل من الصبح وهو هايت‪ ..‬حطي له شي ياكله هو وارفيجة الله‬
‫يرضى عليج‪..‬‬
‫فاتن بابتسامة حلوة‪ :‬ان شالله ياخوي‪ ..‬من عيوني الثنتين‪..‬‬

‫بمغادرة فاتن ومناير تتبعها دخل فاضل وخالد المنزل وهما تعبان‪..‬‬

‫ويرمي خالد بنفسه بجنب ابن خالته على تلك الجلسة العربيه بتعب‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآآآآه‬
‫جراح بابتسامة وهو شبه النائم‪ :‬سلمتك من الاااه‬

‫يبتسم الخر وهو مغمض العينين‪...‬‬

‫لم يجد في خالد ما يوحي انه يريد الكلم فتوجه الى الضيف‪ :‬يا حيا الله من يانا‪..‬‬
‫فاضل وهو يستوي بجلوسه‪ :‬الله يحيك‪ ..‬شخباركم عساكم اببخير؟؟‬
‫جراح وهو يتمطط‪ :‬والله ماكو أي تغير‪ ..‬هذا احنا ‪) ..‬يبسط يديه( على مد يدك‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬نفس الحال‪..‬‬
‫ينظر جراح الى ذلك الشاب المضحك النائم وهو مستلقي كالموات‪ :‬ههههههههه شفيه هذا؟؟ ل يكون بيودع؟‬
‫فاضل‪ :‬ل بس وايد مشينا ليمن وصلنا هني‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وين كنتو؟؟ وليش مشيتو ماكو سيارات؟؟؟‬
‫فاضل بسخرية‪ :‬سيارات؟؟ عاد ل تحرجنا ياخي كلها سيارة وحده وطاحت بالصناعية شنسوي بعد ماكو أي‬
‫سيارة بدلها‪ ..‬قلنا ناخذ تكسي عشان نروح نحتفل‪ ...‬خذناه روحة والردة مشينا‪...‬‬
‫استغرب جراح‪ :‬تحتلفون؟؟ بشنو؟؟ ماظن هالشهر فبراير عشان الحتفال؟‬
‫خالد وهو مغمض عينيه ويديه تجولن على صدره النحيل‪ :‬ل وانت الصاج فبراير افريقيا‪...‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫ضحكوا الثلثة‪..‬‬

‫تكلم جراح بجديه هذه المرة‪ :‬ل صج صج شعنه تحتفلون؟؟ اكو احتفال وانا مادري‬
‫استوى النائم بجلسته وهو مازال مغمض عينيه‪ :‬بارك لنا‪ ..‬لقينا شغل‪...‬‬
‫جراح بصدمة‪ :‬اوووووووووووووووه‪ ..‬من متى يا خالد تشتغل‬

‫يبتسم خالد وهو يهز راسه ايجابا وعاود النوم‬

‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههه افاري عليك يا فاضل والله انك سويت المعجزة معاه‪ ..‬شغل مرة‬
‫وحده‪) ..‬يربت على كتف ابن خالته النائم( نقلة نوعية هذي بحياتك‪...‬‬
‫فاضل يبتسم‪ :‬اهو ما ياب الشغل ول شي‪ ..‬انا اللي يبته له ومت عليه ليمن وافق‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بس شنو الوظيفة؟؟ ووين؟‬
‫فاضل‪ :‬الوفا للمحاماة‪ ..‬والله يسلمك )يتهندم امامه وكانه يرتدي ربطة عنق( مراسلة؟‬
‫جراح بتفكير‪ :‬الوفا للمحاماة؟؟؟ )يلتفت لخالد( مو هذي الشركة اللي يشتغل فيها مساعد الدخيلي؟؟‬
‫خالد وهو يفتح عينيه وحاجباه معقودين‪ :‬اييييييييييييييييييييييييي وانا اقول هالشركة مو غريبة علي‪...‬‬
‫فاضل‪ :‬منو مساعد الدخيلي؟‬
‫جراح‪ :‬هذا اخو لؤي الدخيلي جان تعرفه؟‬
‫فاضل بتفكير‪ :‬ل والله ‪ ..‬انا ماعرف احد من هالمنطقة ال انتو وولد النهيدي وبدر وبس‬
‫خالد‪ :‬هذا لؤي احلى نكته في الديرة‪ ..‬ولو انه وايد شايف عمره بس يالله نمشي له‪..‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬مافيها شي‪ ..‬شايف نفسه حلو خلص له الحق‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ارجوك‪ ..‬لحبه الحين‪...‬‬
‫فاضل‪ :‬تعالو ولد النهيدي شلونه من زمان ما شفناه‪ ..‬من ايام العزا وطاف عليها شهر‪..‬‬
‫جراح يبتسم واللم يعتصر قلبه‪ ..‬امضينا شهرا بدونك يا والدي‪ ...‬رحمة الله عليك يا فقيدنا الغالي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬خله احسن‪ ...‬ل يي عندنا‪ ..‬بيتنا متروس حريم‬
‫جراح‪ :‬شكو اهو لي يانا بيلس ويا الحريم؟؟‬
‫خالد وهو يعقد حاجبيه ويشغل عينيه بشي اخر‪ :‬ل بس‪ ..‬انا أفضل لو انه ما ايي بيتنا‪..‬‬
‫جراح وهو يفتح عينيه‪ :‬اوه اوه ‪ ..‬بيتنا‪ ...‬صار بيتك الحين‬
‫خالد وهو يتربع على الرض‪ :‬أي نعـــــــــــــم؟؟‬
‫جراح ينظر الى فاضل‪ :‬من متى؟؟ ما دريت؟‬
‫فاضل‪ :‬تركه عنك هذا واحد مامنه فايد!! بيتكم بيته‪ ..‬بيتنا بيته‪ ..‬بيت اليران بيته‪...‬‬
‫خالد يلتفت له ‪ :‬ليش عندك مانع‪ ..‬يعني لزم اقول لكم اني واحد يتيم ومهيم وما عنده بيت‪ .‬خلص بيوت‬
‫الدنيا بيتي‪..‬‬
‫انحرج فاضل من نفسه‪ ..‬فهو لم يكن يقصد هذا المعنى‪ :‬انا ما قصدت لك جذي يالواطي ليش تفكر جذي‬
‫بالناس‬
‫خالد‪ :‬لنكم انتو جذي‪ ..‬ما تبوني يعني ايي بيتكم‬
‫جراح‪ :‬اركد يا خالد‪ ..‬مو وقت عصبيتك هذي الناس حر‪...‬‬
‫خالد وهو يقوم‪ :‬انا اصل غلطان يومني اييكم‪...‬‬
‫وابتعد عنهما وفاضل يناديه‪ :‬وين رايح والله انك فاقد ‪..‬‬
‫جراح يشير لفاضل‪ :‬ل خلك منه‪ ..‬هذا واحد دلوع والكل مدلعه‪ ..‬خله يتدلع على كيفه وانت قول لي تعشيت؟‬
‫فاضل بانحراج‪ :‬ل والله ما كلنا شي من عصر‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بس عيل ‪ ..‬الخير وايد‪..‬والحين نسوي لك اللي تبيه؟؟ شنو تحب تاكل؟‬
‫فاضل‪ :‬والله اناسة بيتكم مطعم‪ ..‬عندكم باجة‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه باجة هالوقت ل عاد ليلك‪..‬‬
‫فاضل يضحك بهبل‪ :‬والله شنسوي‪ ..‬من اليوع ‪ ..‬لو اشوف اللحم ني جدامي كليته‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬ما عليك‪ ..‬انت انتظر هني وانا ياي لك‪..‬‬

‫دخل جراح المنزل وهو منكس رأسه وهو يفكر‪ ..‬لبد وان يخبر امه عن بعثة فاتن ولكن‪ ..‬كيف‪ ..‬ل يعرف كيف‬
‫يستفرد بها‪ ..‬لبد وان يجد الوقت لكي يخبرها بما قاله له مساعد‪ ..‬والوصية‪ ..‬لبد وان يحدد وقتا لها ايضا‪...‬‬
‫ان شاء الله كل شي سيحل‪ ..‬وكل ما علي فعله هو ان انتظر‪..‬‬

‫عندما وصل عند باب المطبخ كان على اهبة الكلم ولكنه صمت‪ ..‬كان خالد جالسا خلف فاتن المولية ظهرها‬
‫له وهي تعمل ‪ ..‬كان جالسا وهو يتاملها وكانه ل يحس بهذه الدنيا ال بها‪ ..‬ما باله هذا الحمق‪ ..‬وما هذه‬
‫النظرات الغبية‪...‬‬

‫جراح بقوة‪ :‬خالد‪ ..‬شتسوي هني؟‬


‫انتفض الخير ‪ :‬شنو‪ ...‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ..‬شوي شوي يا اخي شهالسلوب‪ ..‬طيحت قلبي فبطني؟‬
‫بنظرة ماكرة‪ :‬ل تبوق ل تخاف‪ ..‬شمسوي انت عشان تخاف‪..‬‬
‫خالد وهو يقف ويديه في جيبيه‪ :‬مو مسوي شي ويا هالويه‪ ...‬بس مابي اقعد وياكم‪ ..‬بقعد هني ويا فاتن‪..‬‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬خذه مني والله ذبحني من مساعة‪..‬‬
‫خالد بنظرة حزينة لفاتن‪ ...‬متى ستحسين بي‪..‬؟؟ الى متى ستعامليني بهذه المعاملة‬

‫جراح الذي بدأ الشك يصرع قلبه‪ :‬يالله انت اقلب ويهك روح اقعد ويا فاضل بس يزهب العشا بييبه لكم‪...‬‬
‫خالد من غير نفس‪ :‬اوكي‪...‬‬

‫وخرج من المطبخ وظل جراح يتتبعه الى ان غاب عن عينيه‪ ...‬الحمق خالد‪...‬‬
‫اختفى خالد ولكن جراح مازال ينظر باتجاهه ال انه لم يكن ينظر الى شي‪ ..‬فافكاره سيطرت عليه اكثر من‬
‫تركيز بصيرته‪ ...‬وانتبهت له فاتن وهو على تلك الحالة‪..‬‬

‫بذلك الصوت المخملي لمس الواقع‪ :‬هاا‪....‬‬


‫فاتن بصوتها الساحر‪ :‬حبيبي جراح علمك؟؟؟ فيك شي؟؟‬
‫كانت نبرتها فيها الكثير من الهتمام لدرجة جعلته يغير من سياق فكره‪ :‬ول شي فتونه ول شي‪) ..‬يبتسم لها(‬
‫خلص العشا؟‬
‫فاتن‪ :‬شوووف بعينك؟‬
‫التفتت جراح للكل الموضوع على الطاولة ‪ ..‬وكم كان مشهيا‪ :..‬عيني عليج باردة فتونة‪ ..‬صراحة‪) ..‬يربت‬
‫على كتفها( تنفعين تكونين شيف‪..‬‬
‫كانت تبتسم بزهو وما ان سمعت كلمة شيف حتى اختفت البتسامة عن وجهها ليحل محلها الغضب‪ :‬شنوووو؟‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه فتونه‬

‫ابتسمت عندما سمعت صوت ضحك اخيها‪ ..‬مضى زمن بعيد ولم اسمع ضحكته هذه‪ ..‬عافاك ربي يا اخي‬
‫العزيز‪...‬‬

‫ترقرقت الدمعات بعينها‪ ..‬ورنت تلك الضحكة في اذنها مولدة الذكريات الحلوة عندما كانو يقضون مثل هذا‬
‫الوقت مع ابيها في الصالة وهم يضحكون ويتسامرون امام التلفاز‪ ..‬صدت عن اخيها ومسحت تلك الدمعة‬
‫الخائنة وبدأت تمل تلك الصينية لكي ياخذها للشباب‪..‬‬

‫لكن جراح لم يتحرك من مكانه عندما سمع صوت تلك النفاس الحزينة المجاذبة‪ ...‬وامسك فاتن من كتفيها‬
‫بحنان‬

‫جراح‪ :‬فتون‪....‬‬
‫فاتن بهمهمة‪ :‬همممم‪..‬‬

‫لم يتكلم وانما ضمها الى صدره بكل حنان واطبق على يديها واحكم قبضته عليها بكل حب‪ ..‬والخرى‬
‫استسلمت في يدي اخيها العزيز‪ ...‬ل باكية‪ ..‬وانما شاكرة لربها هذه النعمة‪ ..‬رحمك الله يا ابي‪ ..‬وابقاك ربي يا‬
‫اخي ‪..‬‬

‫جراح بعد مضي فترة‪ :‬يالله حبيبتي فتونة‪ ..‬عطيني الصينية‪ ..‬وانتي روحي ارتاحي‪..‬‬
‫تناوله تلك الصينية‪ :‬تفضل‪ ...‬تصبح على خير‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وانتي من اهل الخير‪...‬‬

‫عندما غادرت فاتن عنه هو الخر خرج من تلك الصالة‪ ..‬وهو متوجس الفكر من نظرات خالد لفاتن؟؟ يا‬
‫ترى؟؟ هل هذا المخبول يحب اختي‪ ..‬او معجب بها؟؟ لكن‪ ..‬انا لن اسمح له بان يتفاعل اكثر بهذه المشاعر‬
‫التي تنتابه تجاه فاتن‪..‬‬
‫وتوقف جراح مكانه‬

‫ماذا لو كانت هذه المشاعر قديمة؟‪ ..‬منذ زمن بعيد؟‪ ....‬يا ويلتي‪ ..‬وكيف لم الحظ؟؟ اااه يا ربي‪ ..‬ماهذه‬
‫المشكله الجديدة ؟؟‬

‫بقي الشباب في تلك البقعة يتسامرون ويتضاحكون‪ ..‬ال ان جراح كان يتعامل بحذر اكبر مع خالد‪ ..‬وخالد الخر‬
‫لم يتزحزح التجهم عن وجهه‪ ..‬فهو ل يطيق هذا الحال مع فاتن‪ ..‬يريدها ان تفهمه وان تشعر به كما يشعر هو‬
‫بها ‪ ..‬يريدها ان تحبه كما هو مجنون بها‪ ..‬يريدها ان‪ ..‬تبين شيئا‪ -‬وان كان تافها‪ -‬يعيد له الهدوء والسكون‪..‬‬
‫وهذا الحمق جراح‪ ..‬ساقتله‪ ..‬ل يهمني ‪ ..‬سافعل كما سيفعل فاضل‪ ..‬ما ان احصل على الرتب واجمع ذلك‬
‫المبلغ المريح سأخطب فاتن‪ ..‬نعم‪ ..‬سأخطبها‪ ..‬وسأتزوجها‪ ..‬وسيروون‪..‬‬
‫_____________________________‬
‫مر يومين على محادثة مساعد مع جراح ولم يرد الخير على مساعد بموعد مع العائلة لهذه الوصية التي‬
‫اصبحت كالدين الذي يحرق اعصاب حامله‪ ..‬هو ل يريد منهم ال ان يذهب هناك وينظر الى تلك الخائنة ويربكها‬
‫بنظراته‪ ..‬لنه ل بد وان اخبرتها مريم عن ما رأيته بذلك اليوم ‪ ...‬لكم اردت ان الكم ذلك الصعلوك الذي وقف‬
‫وتمتع برؤيتها‪ ..‬لو كان المر بيدي‪...‬‬

‫يقبض ويرخي مساعد يديه اما عيناه الحادتان فكانت تحدقان في الفراغ الذي يترائى به صورة تلك الفتاة‪ ..‬اه‬
‫يا فاتن‪ ..‬ليتك تبتعدين‪ ..‬ليتني لم ارك بذلك اليوم‪ ..‬ليتني كنت موليا ظهري لتلك البوابة التي دخلتي بها قلبي‬
‫قبل منزلي‪ ..‬ليتني لم اتغلغل بتلك العينين الشفافتين‪ ..‬وذلك الوجه المنور‪ ..‬والصفد المتللئ‬

‫اااااااااااااااااااه‪ ..‬سيجن عقلي‪ ..‬لبد وانه سيجن‪ ..‬لبد لي ان انزعك من فكري تماما يا فاتن‪ ...‬تماما‪ ..‬انتي‬
‫لست عالية‪ ..‬ولكنك‪ ..‬قد تكتبين تاريخا جديدا في حياتي‪ ..‬انا بغنى عنه ‪..‬‬

‫في نفس الوقت كانت فاتن جالسه عند شرفه غرفتها وهي تفكر‪ ..‬تستمع بتلك النسمات الخفيفة التي تتمايل‬
‫في الهوا متخايلة‪ ..‬واضعة يدها عند رقبتها وهي سارحة بذلك الرجل الذي اصبحت تكره وجوده في حياتها‪ ..‬لم‬
‫ظهر هكذا‪ ..‬هي كانت ل تعرفه ول تعرف بوجوده بحياتها تماما‪ ..‬فكيف ظهر هكذا؟؟ ياربي ل اريد أي عقبات‬
‫في علقتي مع مشعل‪ ..‬ل اريد ان تكون المور متطورة ول انت تكون بعقبات انا بغنى عنها‪ ..‬لكن‪ ..‬ما الذي‬
‫انا اريده فعل من هذه العلقة‪..‬‬
‫كنت اريد ان التحق بالجامعة وان احرز تلك العلمات المميزة التي تضمن لي مستقبل هانيا وتجعلني اساعد‬
‫في منززلنا واضمن مستقبل اخوتي معي‪ ..‬لكن‪ ..‬ااااااااه يا ريت لو كانت الظروف مغايرة‪ ..‬لكن قبلت في‬
‫تلك البعثة السخية‪ ..‬ولكن ‪ ..‬انا ل استطيع ان افعل ذلك باهلي‪ ..‬فهذه البعثة مهما كانت مهمه بالنسبة لها‬
‫فهي تظل أنانية منها تجاه إخوتها‪..‬‬

‫ابتسمت لتلك الفكرة‪ ..‬ان تدرس في الخارج‪ ..‬ل وبافضل جامعات اميركا‪ ..‬ل بد وانها نعمة من الله عليها‪..‬‬
‫وللسف الشديد ل تقدر ان تقبلها فهي كثيرة عليها‪ ..‬لبل متعبة‪ ..‬ل تستطيع ان تتصور فكره خروجها خارج‬
‫البلد لتدرس‪ ..‬تبتعد عن كل احبابها‪ ..‬وكل اقربائها‪ ..‬وعنه‪ ..‬عن مشعل‪ ..‬عن حبيب قلبها الزلي‪ ..‬هذا شي‬
‫خارج نطاق المكاان‪...‬‬

‫مناير التي كانت جالسة وهي تزفر ملل من الروتين اليومي الذي يعيشونه‪ ..‬ل تستطيع ان تتذمر فهم بحداد‬
‫على والدها‪ ..‬ولكن‪ ..‬هذا الملل قاتل وفظيع‪ ..‬خصوصا بسفر سماهر الذي لم تستطع منعه‪ ..‬قبل وفاة والدها‬
‫وافقت ام سماهر على بقائها معهم ‪ ..‬اما الن فالظروف تغيرت‪ ..‬ول تستطيع ان تبقى معهم‪ ..‬يا للخسارة ‪..‬‬
‫كان سيكون صيفا جميل‪ ..‬لكن ‪ ..‬أي جمال هذا بدونك يا ابي العزيز‪ ..‬لكم وحشني دللك لي ‪ ..‬ورضاك عني‪..‬‬
‫ومسحك على راسي وتحببك لي‪ ..‬ههههههههه حتى مشاجراتك التي ل تنتهي‪ ..‬تريد مني ان اكون ذكيه ولكنك‬
‫ل تعرف ان الغبي غبي‪ ..‬والدراسة ل تمت لي باي صلة‪ ..‬ياريتك معي‪ ..‬فشجارك هو ما اشتاق له اكثر شيء‪..‬‬
‫رحمك الله يا ابي‪...‬‬

‫مساعد الذي كان جالسا مع احد المحامين يناقش قضية معينة‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬واحنا بعد يا سالم ما نقدر نتحرك قبل ما يعطونا توكيل بهذا الرهن‪ ..‬تعرف شكثر صعبة هالمسائل‬
‫في القضاء عندنا ولزم امية وستين اذن او بصراحة الموكل مو عاجبني موقفة‪ ..‬يوم عادي والف يتسائل‪..‬‬
‫الواثق من حركته ما يتردد هالكثر‪..‬‬
‫سالم‪ :‬بس يا مساعد انت لزم تحط في بالك انه ريال حوت في السوق ويخاف على سمعته وما يبي يقدم‬
‫على خطوة بيندم عليها‪ ..‬واهو كبير وماله في سوالف القضاء ول غيره ‪ ..‬هذول ناس متعودين على شغل‬
‫الساهل ما يدروون ان القضاء والقانون التجاري يتحكم في كل شي الحين‪ ..‬الصغيرة والجبيرة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ما خالفناك ياخوي بس لزم يحكم من موقفه‪ ..‬قبل ل يلجا للمحامين لزم يتاكد من موقفه‪ ..‬شكووو‬
‫ماكو مستشارين؟؟‬
‫سالم وهو يتمطط‪ :‬انا صراحة بعطيه جلسه ويا سمية الجابر واهي بتفهمه مضمونه سمية؟‬
‫مساعد‪ :‬خير عيل‪ ..‬انت كمل كل شي وانا لي شفت ان الوضع استقر بحدد لك موعد وياه ان صار جانس‬
‫عشان نوقع على التوكيل‪..‬‬
‫سالم وهو يقف‪ :‬يصير خير ان شاللله‪ ...‬يالله بخليك الحين‬
‫مساعد‪ :‬اوكي‪...‬‬
‫يذهب سالم ويقف مرة اخرى عند الباب‪ :‬تعال ما قلت لي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬شنو؟؟‬
‫سالم‪ :‬شخبارهم اهل عبدالله الياسي؟؟؟ شخبارهم من بعد المرحوم؟‬

‫هاااااااا قد عادت فاتن مرة اخرى‪ ..‬لم يتسنى له حتى ان يبعدها لتعود مرة اخرى لتعكر صفو حياته‪...‬‬
‫بتقطيبه وهو يزرع عينيه بالوراق التي امامه‪ :‬ابخير الحمد لله‪ ..‬بس باجي موعد عشان الوصية وتكون القضية‬
‫منتهية‬
‫سالم‪ :‬وفلوس البعثة؟‬
‫مساعد وهو يرفع راسه متضايقا‪ :‬انا مالي شغل تبي تسال روح لم ناصر ) نجاه( واهي تعلمك بكل شي‬
‫بنبرة فكاهيه‪ :‬مسامحه عمي واله طال عمرك ماكان قصدي‪ ..‬لو فيك هاك الكرسي فلعني فيه ‪ ..‬اسفين حقك‬
‫علينا‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسامحه يا سالم بس والله مالي خلق هالسالفة ‪..‬‬
‫اصل اليوم بكبره مو ماشي تمام‪ ..‬الفكر مشغول‪ ..‬والشغل ما يتوقف‪..‬‬
‫سالم وهو يبتسم بخبث‪ :‬ليمن الفكر ينشغل‪ ..‬بشي غير الشغل‪ ..‬وبحاله الستاذ مساعد الدخيلي‪ ..‬هذا شي‬
‫جايد‪ ..‬روح اطبيب خله يفحصك يمكن شي ماشي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الحمد لله ماكو شي شويه تعب‪..‬‬
‫سالم وهو يخرج‪ :‬يبيلك تبدل البطاريات‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه‬

‫غادر سالم ليترك مساعد بتلك الفوضى التي احدثها منذ قليل‪ ..‬ما بالك يا فاتن لم انتي في بالي منذ الصباح‪.‬‬
‫ابك شي؟؟ لبد وانك تشكين من شي؟؟ وال ‪ ..‬لما تطرين هكذا ول تجعليني ارتاح؟؟‬

‫بالفعل‪ ..‬في ذلك اليوم كانت الذبذبات قوية وشرارات التوتر تتطاير في كل مكان‪ .‬حتى جراح نفسه احس‬
‫لها‪ ..‬ولكن‪ ..‬شرارات جراح مختلفة فهي كلها تتوجه الى ابن خالته الذي يقلق حاله‪ ..‬فمنذ احس بتلك‬
‫المشاعر الموجه منه لخته لم تنعم عينيه بالراحة‪ ..‬ل بل لم يتهنى بنومه كعادته‪ ..‬بقي ساهرا معظم الوقت‬
‫وهو يفكر ويسترجع مواقف كثيرة بين خالد وفاتن‪..‬‬

‫طبعا هو يفهم شعور اخته ول يستطيع ان يشك بها لن تصرفات فاتن كانت على وجهة واحدة‪ ..‬دائمة الشجار‬
‫مع خالد ولكنها حنونه وعاطفية معه نظرا لظروفه وهذا شي معروف منذ كانو صغار‪ ..‬لكن‪ ...‬خالد‪ ...‬كيف اتت‬
‫في باله فكرة ان يقع في غرام فاتن‪ ..‬ل اريد ان اظلمه ولكن‪ ...‬يبدو مغرما بها‪ ..‬انا رجل واعرف كيف يبدو‬
‫الرجل عندما يكون مغرما‪...‬‬
‫كالبله المبهت دائم النظر في الفراغ‪ ..‬كحالتي عندما احببت مريم‪ ..‬او عندما بدأت تتغلغل في عروقي كالدم‪..‬‬

‫ابتسم وهو يسوق تلك السيارة ويتذكر متى احب مريم‪ ..‬او متى فهم على تلك المشاعر‪..‬‬
‫كان في السابعة عشرة وهي في الرابعة عشر‪ ..‬كانو في رحلة عائلية وفاتن كمناير ل تستطيع ان تغادر بقعة‬
‫من غير توأم روحها مريم‪ ..‬عرفن مذ كن صغارا بـأنهن الزوج الذي ل ينفصل‪...‬‬
‫كانت مريم مشاغبة ورعناء ل تفهم شيئا واكثر ما بها انها كانت مغفلة لدرجة الذوبان‪..‬‬
‫كان هو جالسا بالمام مع ابيه وفاتن مع مناير وسماهر ومريم يتسامرن‪ ..‬وامي مع خالتي عزيزة والباقون في‬
‫السيارة‪..‬‬

‫لم يكن يشعر باتجاه مريم أي مشاعر ال باللفة وحب العراك والمشاجرة‪ ..‬كانت تبدو رائعة عندما تغضب‬
‫وتلمع تلك البندقتين بشرار الغضب‪ ..‬واجمل ما فيها هو حجابها الذي يخونها وتزحف الخصلت منه هاربه الى‬
‫الهواء الطلق‪ ..‬فكم من المرات التي سحب حجابها الى المام اشارة على انه خارج‪ ..‬وتغضب هي وهي‬
‫ترجعه للخلف وتتشاجر معه‪..‬‬

‫في السيارة كانت متحدثة شرهة‪ ..‬ل تسكت‪ ..‬ل بل ل تاخذ فرصة للتنفس‪ ..‬وابو جراح رحمه الله عليه يفرح‬
‫لهذه النهمة في الكلم‪..‬‬

‫مريم‪ :‬زين فتون‪ ..‬جان ال اقول للؤيي ياخذ السيارة من ابوي ويسوقها‪ ..‬الغبي الدقم ما ساقها مثل ما قلت‬
‫له لني شفت سعوودي )مساعد( شلون يسوقها وتعرفين لؤي غبي ما يفهم‪..‬‬
‫فاتن وهي تمضغ السكاكر بشراهه‪ :‬زين وبعدين؟؟‬
‫مريم‪ :‬عطيني زين حلو مو بس انتي تاكلين‬
‫فاتن‪ :‬هاج‪ ..‬كملي زين‬
‫تكمل وهي تمضع‪ :‬جان ال يشغل السيارة عكس ما قلت له ويحطه على الرويس وسيييييييييييييييييييييو يرد‬
‫على ورى بالكراج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬واقردي واقردي شصار بعدين؟‬
‫مريم ‪ :‬ماصار شي بس ‪ ...‬اه‪ ..‬تعبت وانا اتحجى‪ ..‬قوليلي انتي شسويتي يوم رحتي بيت سميه‪..‬‬
‫فاتن بحزن‪ :‬تمللت بلياج سميوو تمت تتخقق بلعبها ومادري شنو‪ ..‬مع اني ماحبهم بس كريه جذي‬
‫مريم بقرف‪ :‬اصل يسميو ماحبها‪ .‬دومها تاكل الكاكاو اللي اييبه لج‪ ..‬ادري فيج تحبينه‬
‫فاتن‪ :‬أي والله احبه مريووم ييبي من يوم وايح ثلثه لج ولي ولسميوو عشان ما تاخذ مالي‬
‫مريم‪ :‬ل عيوني ما ني يايبهه ومن يوم السبت اوريج فيها ‪ ..‬زين خليني اقوللج سالفة ال‪...‬‬
‫جراح بقله اعصاب‪ :‬بس خلص بس والله حرام عليج حرام عليج‪ ..‬برايه انتي برايه‪ ..‬قطايه ما تسكتين‪ ..‬لو‬
‫قلم خلص‪ ...‬لو يوم كمل‪ ..‬ول تخلص سوالفج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هو شدعوة انت شكو فيني خلني اسولف مثل مابي‪..‬‬
‫جراح يلتفت لهم‪ :‬بس خلص‪ ..‬خلص مريم انتي شفيج والله قسم بالله راديوو خربان على اذاعة وحده‪ ..‬ل‬
‫والله مو اذاعة وحده الف اذاعة‬
‫مريم‪ :‬كيفي بسولف‪ ..‬عمي شوفه‬
‫بو جراح‪ :‬جراح يبا اركد عن البنيه خلها تطلع اللي فيها‬
‫جراح وهو مندهش‪ :‬اللي فيها‪ ..‬يبا هذي مافيها شي‪ .‬فيها ان مخها منحوس شوي ومافيها شدة تطم هالحلج‬
‫مريم وفاتن ‪ :‬كيفنا نبي انتحجى كيفنا‬
‫سماهر‪ :‬سكتو انزين شوي والله راسنا دوشنا منكم‬
‫مريم‪ :‬وييييييييييييي طاع هذي شتقول‪ ..‬لو سمحتي ل تتدخلين ويا هالجشمة ل تطيح عيونج‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه كفج مريوووووم‬
‫جراح‪ :‬تدرين ان ماسكتي الحين شبسوي فيج‬
‫تثير اعصابه ‪ :‬شبتسوي ها‪ ..‬شبتسيوي‪ ..‬بتقص لساني‬
‫جراح‪ :‬بقصه لج وبعلقه على رقبتج‪ ..‬ول بقطه للقطاو تاكله‬
‫تخرج لسانها‪ :‬امممممممممم امممممممممممممممم ما تقدر امممممم امممممممم فتون قهريه‬
‫فاتن الخرى تخرج لسانها‪ :‬امممممممممم امممممممممم‬
‫بقله اعصاب‪ :‬بس جااااااااااااااب‪ ..‬سكتوو‪ ...‬يبا شوفهم‬
‫بو جراح‪ :‬بسكم يا بنيات والله دوشتوونا سكتو شوي خلوني اركز على الدرب‬
‫مريم‪ :‬عمي شوفه قوله ل يتحرش عيب يتحرش ف البنات‪..‬‬

‫ابو جراح‪ :‬بس خلص والله ان ما سكتو ل رد من محل ما ييت واكنسل هالطلعة‪ ..‬شقولك يابو محمد‪..‬‬
‫جراح وهو يبلع القهر ‪ :‬ان شاء الله يبا‪ ..‬بس انت بعد قول لهم‬
‫يقطعه بو جراح‪ :‬مريم وفاتن سكتو ل حذفكم من الدريشة الحين‬
‫مريم وفاتن تصرخان في نفس الوقت‪ :‬حااااااااااااااااااضر عمي \ يبااااااا‬

‫ويخنق جراح نفسه بيده قهرا من تلك المشاغبة التي تقبغ خلفه‪ ..‬ولكن‪ ..‬وراك والزمن طويل يا ام لسان‬
‫طويل‪..‬‬

‫وانتظر حتى يحطون في تلك البقعة عند احد الشجيرات ليلعبو براحتهم‪ ..‬عبد العزيز وايمن ذهبو حيثما ذهبو‪..‬‬
‫خالد ظل مع جراح الذي كان ينتظر باقي صحابه لياتو‪ ..‬وبقولي اصحابه فهم لؤي وبدر اخ سماهر‪ ..‬وكل لحظه‬
‫والثانية تتوجه عينيه الى تلك الفتاتين الجالستين عند احد البقع وهما تتكلمان‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ما بالها مريم ‪ ..‬ال‬
‫تشبع من الكلم؟؟ ال تخاف ان يجف ماء الحكايات عندها‪ ..‬وبدأ يدقق في ملمحها ‪..‬‬
‫واذا به ‪ ..‬يتصرف بما يراه في وجهها‪..‬‬
‫يبتسم عندما تبتسم‪..‬‬
‫تحير‪ ..‬عندما تبدو علمات النصدام على وجهها والستغراب‬
‫يضيع عندما تتحول نظراتها من المرح الى الحلم‪..‬‬
‫وفجاة‪ ..‬داهمت صدره دقات عنيفة وغريبة‪ ..‬وسيل جارف من الكلمات الجميلة التي ل يستطيع ان يوقف‬
‫سيلنها‪ ..‬فتراجع مبتعدا عنهما‪ ..‬وهو يولي ظهره ويحرك الحجارة برجله‪..‬‬

‫ولكن عادت عيناه لكي ينظر الى ما خلفه ورائه‪ ..‬ليجد مريم تنظر اليه بغرابة‪ ..‬وبعينيها نظرة شابت في قلبه‬
‫كالنار‪ ..‬كانت نظرة‪ ..‬لم يلقى مثلها قبل‪ ..‬كان في سن المراهقه نعم‪ ..‬والتحرش بالفتيات والغزل كان فنه‬
‫الول‪ ..‬لكن مثل تلك النظرات‪ ..‬كانت جديدة عليه‪ ..‬فلم يعد يقوى ان يبقي عينيه في عينيها اكثر‪ ..‬وغادر‬
‫عنها‪..‬‬

‫وعند موعد الغداء‪ ..‬بقيت تلك الشقية تتحدث بل ملل ول كلل‪ ..‬وكانو صحابه قد وصلو‪ ..‬وخالد المزعج ل‬
‫يتوقف عن ازعاج فاتن‪ ..‬اما برشقها بالحجارة من اعلى تلك الشجرة وهي تمتعض منه عند ابيه‪ ..‬او من‬
‫حركات سخيفة يقوم بها بملمحه‪ ..‬كان مقرفا بتلك المرحلة‪ ..‬مثيرا للعصاب ومرهقا‪ ..‬ل يكل ول يمل ‪ ..‬مثله‬
‫كمثل مريم‪ ..‬ل يتعبان ‪ ..‬ويتعبان من حولهما‪...‬‬

‫عادت تلك الفكار التي اسماها بال"سخيفة" في باله عندما نظر الى مريم وهي تضحك وفمها الجميل يتوسع‬
‫بشكل جاذب‪ ..‬وعادت تلك الدقات الى الضرب العنيف الذي يهز بدنه النحيل انذاك‪ ..‬ما باله قلبي يدق هكذا‪..‬‬
‫ل بد واني مريض‪ ..‬لبد واني عليل بشي‪ ..‬لربما زكام او انفلونزا‪ ..‬لكن‪ ..‬حرارة غريبة تسري فيي‪ ..‬ل بد واني‬
‫مريض‪ ..‬متاكد من هذا‪..‬‬
‫ومع تلك الضحكات والحكايات التي ل تنتهي اصابه الضجر‪ ..‬ل بل التوتر القاتل‪ ..‬فبصوت مريم وضحكاتها وتلك‬
‫الدقات فقد كل ما يستطيع ان يتمسك به‪...‬‬
‫جراح‪ :‬بس خلااااااااااص ما تملين انتي‬
‫مريم بصدمة وهي تفتح تلك العينين الواسعتين‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫جراح‪ :‬قسم بالله ان ماسكتي لوكلج هالجوتي الحين‪ ..‬ما تسكتين‪ ..‬نعنبو بالعة راديو انتي‪ ..‬بالعة راديو‪..‬‬
‫الناس تبي ترتاح‬
‫ام جراح‪ :‬يما جراح خل البنيه‬
‫بو جراح‪ :‬ول خلها حتى في السيارة يناجرها‬
‫جراح‪ :‬يبا ما خلت لنا حال نبي نتكلم نبي هدوء نبي شي ابد ماكو‪ ..‬شاردة عنج فتون‪ ..‬مو كل يوم انتي وياها‬
‫وسوالف اربع وعشرين ساعة‬
‫مريم‪ :‬انت شحارك يعني شحارك‪ ..‬تبينا انسولف وياك مانبي غصب اهو‬
‫جراح‪ :‬شنو‪ ..‬تكفين عيدي؟؟ ابيكم تسولفون وياي؟؟ شقالولج بايع عمري انا اقعد اسمع سوالفج البطالة اربع‬
‫وعشرين ساعة‬
‫لؤي‪ :‬ههههههههههههههيو عندك اياها جراح والله انا صايبني صمم ماسمع منها‬
‫بو جراح‪ :‬لؤي اختك هذي عيب‬
‫لؤي‪ :‬هال عمي قلت شي‪) ..‬يلتفت لجراح وهو يغمز( ها ماقلت لك صمم‪..‬‬
‫يسحب ابو جراح اذنه‪ :‬الحين شرايك تسمع‬
‫لؤي‪ :‬ااااااااي أي اسمع اسمع عمي والله الذبذات عاليه وقسم بالله‪ ..‬اسمعك لو كنت بعيد‬

‫يترك اذنه ليجعله مضحكة الكل‪ ..‬ال جراح التي لم تفارق عيناه مريم الغاضبة‪ ..‬كانت تبدو حامية‪ ..‬وكانها على‬
‫وشك ان ترميه ارضها وتصفعه الى ان يسكت عنها‪..‬‬

‫بو جراح‪ :‬يبا مريم بسج خلص من السوالف‪ ..‬عندج فتون كل يوم وانتي كل ما مليتي وكان في خاطرج‬
‫اتسولفين‪ ..‬سولفي وياها‪ ..‬ما بتطير منج‬
‫مريم وهي تدنو الى عمها بدلل اغضب جراح اكثر‪ :‬عمي انت تعرف غله فتون عندي ماقدر ما اسولف وياها‬
‫يحن العررررج والله‬
‫فتون‪ :‬يبا انا احب سوالف مريوم‪ ..‬شوف جراح اهو اللي يتحرش فينا جنه مو شايف خير‬
‫جراح مو شايف خير؟؟ خير وين ان شاء الله؟‬
‫مريم بدلل‪ :‬اكيد‪.ِ .‬شايف لك بنات يطيحون الطير من السما‪ ..‬ومو قادر تسيطر على مشاعرك‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههاي ضحكتيني والله ضحكتيني‪ ..‬أي بنات اللي تتكلمين عنهم؟؟ جان‬
‫فتون أي‪ ..‬هذي بنيه‪ ..‬لكن انتي‪ ..‬حشى والله علي‬
‫هههههههههههههههههههههههههه‬
‫ويرمي براسه في حجر امه‪ ..‬ومريم تبدو غاضبه لكنها ردت عليه بغرور‪ :‬يحصل لك انت اول شي بنيه مثلي‪..‬‬
‫صح عمي‪ ...‬؟؟‬
‫وتخرج لسانها له‪..‬‬
‫وهو بل مباله‪ :‬انا اصل لو ييت ابي احب بنت ماحب بنت مثلج‪ ..‬شوارب وحواجب صف جنهم كبت‪..‬‬
‫هههههههههههههههههههه‬
‫مريم باحراج‪ :‬اصل مافني شوارب‪ ..‬وقص في لسان اللي قال لك‬
‫لؤي وهو يقف بعيدا‪ :‬ما عليك منها جراح‪ ..‬قبل جم يوم قايلة لنورة تشيله لها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اووووووووووووووووه زين زين‪ ..‬موس ول خيط؟ ههههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬سخيفين‪ ..‬وانت لؤي عن الجذب‪) ...‬بخوف تلتفت الى فاتن( فتون فيني شوارب؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ل حبيبتي مافيج‪ ..‬اقولج قومي وياي عن هالسخيفين‪..‬‬
‫جراح‪ :‬أي خذيها بعيد‪ ..‬شوفي جان فيها لحية‪ ..‬ل ل مريم طلعتي مغشوشة‪ ..‬صبي ول ندري‬
‫ههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬بسك يما‬
‫جراح‪ :‬يما ارجوج‪ ..‬من يوم ورايح ابيج تلبسين حجاب على مريم‪ ..‬اخاف تطلع صبي وتطالعج ومو زين‬
‫مريم‪ :‬سخيف تراك‪ ...‬خالتي شوفيه‬
‫جراح‪ :‬ل ل لو سمحت‪ ..‬يا اخوي العزيز ما نبي أي كلم مع حريمنا‪ ..‬غيرة في دمنا يا الشيخ‬
‫مريم‪ :‬قسم بالله بتندم يا جراح ‪ ...‬يالسخيف يالمليق‬
‫جراح‪ :‬لو سمحت‪ ..‬خل عنك الفاظ البنات تراك مكشوووف‪..‬‬
‫بو جراح‪ :‬بسك يا جراح‬
‫مريم والدموع تتلل بعينيها‪ ..‬سخيف لكن‪ ....‬اوريك‪ ...‬ان طلعت معاكم مرة ثانية‪ ..‬هين يا جراحووو‬
‫يالسخيف‪..‬‬
‫جراح يراقبها وهو يستمتع بتلك الملمح التي تدفعه الى الجنون‪ :‬اوه كاهو الشارب ظهر‪ ..‬هييييييييي حيوو بو‬
‫الشباب‪..‬‬
‫ترفع مريم ذراعها الى عينيها باكيه ومغادرة تلك الجماعة وفاتن تلحقها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مريوووم تعالي ما عليج منه‬
‫جراح يضحك بحجر امه المتلومة على الفتاة‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمه جراح عيب عليك هذي مثل اختك‬
‫جراح‪ :‬انا ما عندي ال اختين‪ ..‬جان اخوي ما عليه ههههههههههههههههههههه‬
‫لؤي‪ :‬كفك جراح ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫بو جراح‪ :‬صج انكم ميهل وما تستحون على ويهكم‪ ..‬جذي تبجي البنت‪ ..‬عنبوووك ثرك سودت ويهنا جدام‬
‫الناس‪ ..‬البنت يايه تستانس وانت منغص عليها معيشتها‬
‫جراح ‪ :‬يبا والله صدعتنا قسم بالله لكن انت شوف ان تحجت الحين ل حلق لك هالشوارب‪ ..‬والله ما يسوى‬
‫علينا هالطلعة نبي انتنشور شوي لكن ابد مستحيل وياها‪ ..‬ما تخلي الواحد يتنفسسسسسسسسسس من‬
‫سوالفها البطالية‬
‫ام جراح‪ :‬قوم روح استسمح منها وطيب بخاطرها‪..‬‬
‫جراح وهو يهب واقفا‪ :‬مو رايح‪ ..‬شبتسوون يعني‪ ..‬قوم لؤي القعده هني ما تطيب الخاطر‪..‬‬
‫ام جراح تهز راسها وابو جراح يلومها‪ :‬كله منج ومن دللج له‪ ..‬شوفيه الحين‪ ..‬لومنا في بنت الناس واحنا اللي‬
‫قايلين لهم اننا بنونسها‪ ..‬كاهو سود ويهنا وكله بسبتج‬
‫ام جراح‪ :‬هاو يابو جراح انا شكو‪ ..‬ولدك دمه حار ودايم يثور وياها‪ ..‬ترى اخوها كان قاعد واهو الثاني يعذبها مو‬
‫بس ولدي‪..‬‬
‫بو جراح ‪:‬بس هذاك اخوها يعني عادي ‪ ..‬والله انه فشلنا‪ ..‬ل والله ان ما راح يراضيها ل ما يهنى له عيش‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله يهداك بس‪...‬‬

‫وظلت مريم تبكي وفاتن تمسح عليها وتهدئها‪ ..‬انجرحت بحق من كلمات ذلك الرعن‪ ..‬لم هو هكذا‪ ..‬يضع‬
‫العداء لها‪ ..‬ويسقيها من كلماته اللذعة‪ ..‬لم يحدث يوما وان تقدم لها بكلمات تطيب خاطرها‪..‬‬

‫بوقت الغداء لم تتقدم مريم لتاكل‪ ..‬بقيت خارج تلك الدائرة‪ ..‬وجراح ياكل بل أي احساس‪ ..‬وابو جراح لم يمد‬
‫يديه وهو ينظر الى ابنه عديم الحساس‪ ..‬فبعد ما فعله فهو لم يتحرك ويتقدم للفتاة ليتعذر بل بقي ياكل كمن‬
‫ل يتقدمه شيئا ول يتخلف عنه‪..‬‬
‫بو جراح ببرود ولكن اعصابه كانت تغلي‪ :‬يعني ما بتروح تستسمح من البنت وتطيب بخاطرها‪..‬؟؟‬
‫جراح بعدم اهتمام‪ :‬أي بنت؟‬
‫بو جراح‪ :‬مريم من غيرها‪ ..‬حتى اختك من كثر ما ابنت زعلنه عافت الكل‪ ...‬وانت قاعد لي هني تهف الولي‬
‫والتالي‬
‫ام جراح‪:‬بو جراح‬
‫بو جراح‪ :‬سكتي انتي ‪ ..‬ل تتكلمين‪ ..‬قوم‪ ..‬قوم روح للبنت واعتذر منها وما ترد ال وياها‬
‫جراح بصدمة‪ :‬شنو؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ل يكون انت الثاني منطرم‪..‬‬
‫بو جراح‪ :‬لؤي‬
‫اخفض الثاني عينيه وجراح لم يتكلم وهو يعقد حاجبيه‬
‫بو جراح‪ :‬قوم روح لها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انا مو مسئول عنها‪ ..‬عندها اخوها اللي يطيب خاطرها‬
‫بو جراح‪ :‬وانت بعد بحسبه اخوها‪ ..‬روح لها وحاجها‪ ..‬وبيضها يا جراح‪..‬‬
‫جراح يكاد ينفذ اللهيب من انفه غضبا‪ ..‬لم عليه ان يذهب لها‪ ..‬هي من ازعجته بتلك المرمرة التي لم تتوقف‬
‫للحظه‪ ..‬لم علي ان اذهب لها واطيب خاطرها‪...‬‬
‫وهو مجبرا رد على ابيه‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫قام من على السفرة وهو ينتظر لؤي ان يقوم معه‬
‫جراح‪ :‬قوم يالبطين‪...‬‬
‫لؤي‪ :‬انا شكووو اق‬
‫قاطعه بو جراح‪ :‬قوم ويااااااه‬
‫لؤي من غير اعتراض‪ :‬ان شاء الله عمي‪..‬‬
‫بو جراح بعد مغادرتهم يكلم ام جراح‪ :‬جذي لزم الرياييل يتعاملون‪ ..‬مو يسوون اللي بكيفهم‪...‬‬
‫ام جراح بدلل ولوم جميل‪ :‬وانا شكووو يا بو جراح تقول لي هالحجي ‪..‬‬
‫يتمثل بدللها‪ :‬وانا شكو يا بو جراح تقول لي هالحجي‪ ...‬انتي‪ ..‬انتي سبب كل شي في هالدنيا‬
‫عزيز‪ :‬طووووووووووووووووووط ليت حمر ابوي بدى يتغزل‪ ..‬واااااااااااااااو‬
‫بو جراح ‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله عليك خلنا انتنفس اول‪..‬‬

‫كان جراح يجر نفسه وهو ينتظر لؤي الذي يمشي بخفة‪ ..‬وكل حين يقف وهو ينتظره والخر يتمختر بخطواته‪..‬‬
‫يأشر جراح اليه بالقدوم ولكنه يابي‪ ..‬الى ان ذهب اليه وجره من ياقه قميصه الى اين تجلسان الفتاتان وكانت‬
‫هناك‪ ...‬توقف جراح قليل ولكنه عاود المسير وهو متصلب‪ ..‬سيتعذر ويغادر‪ ..‬قبلت قبلت‪ ..‬لم تقبل‪ ...‬لتشرب‬
‫من ماء البحر‪ ..‬ماهمني انا‪ ..‬ال يكفيها اني جئت اليها لعتذر غصبا عني‪ ..‬مدللة كريهة‪..‬‬

‫كانت فاتن تتلفت يمنة ويسرة عن منظر مريم الحزين‪ ..‬تعرف مدى غلء اخيها في قلبها‪ ..‬وان يجرحها فهذا‬
‫مسببات الكوارث العظمى‪ ..‬قد ل تتوقف الن عن البكاء‪ ..‬وقد ل تنسى هذا الموقف ابدا‪ ..‬وقد ‪ ..‬وقد‪ ..‬وقد‪..‬‬
‫يعتمد على مزاجية مريم‪ ...‬فهي ان احبت احبت بعنف‪ ..‬وان ضاقت نفسها من شي‪ ..‬يا ويل سبب ضيقها‪..‬‬

‫وعندما اقترب جراح ابتسمت له فاتن ل اراديا‪ ..‬فهي تحب اخاها‪ ..‬ول تستطيع ان تراه يجر نفسه هكذا لفتاة‪..‬‬
‫فهو مراهق وبمرحلة العتداد بنفسه‪ ..‬ولكنه يظل طيبا ويكن لمريم المشاعر الطيبة‪ ..‬فهي وان كانت ماذا‪..‬‬
‫تظل اخته الصغيرة‪...‬‬
‫تقدم جراح لهن وهو حرج من نفسه‪....‬‬
‫ينادي على مريم بصوت خافت‪ ...‬ولكنها سمعته‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مريم‪....‬‬

‫لم تلتفت وانما انزلت يدها التي كانت على خدها‪ ..‬والقت بنظرها الى حجرها الخالي‪..‬‬

‫جراح‪ :‬انا ‪ ...‬اسف مريم ) وهو يحرك الحصى من تحت رجله وعينيه لزقة بالرض( ما كان قصدي اقول لج ‪...‬‬
‫الي قلته بس‪ ..‬انا كنت اتغشمر‪ ...‬واذا انتي ما تحملين غشمرة خلص‪ ..‬ما نتغشمر معاج‪...‬‬

‫يعتذر‪ ..‬ويرجع الى الغرور هذا‪ ..‬لكم اكرهه‪ ..‬لكن لن اسكت عنه هذه المرة‬
‫وقفت مريم في وجهه وهي مكفهرة‪ ..‬لن تتحمل التفاهات منه بعد الن‪..‬‬

‫مريم‪ :‬انا ل محتاجة لعتذارك ول لغشمرتك البايخة الثجيلة‪ ..‬من يوم ورايح ‪) ..‬ترسم بيديها حدا في الهوا( هذا‬
‫الحد بيني وبينك‪ ..‬ان تجاوزته يا ويلك وياي يا جراح‪ ...‬سامعني‪...‬؟؟‬

‫لم تكن تصرخ ول شي‪ ..‬وانما لهجتها كانت ثقيلة على قلبه كالمنزل المنهدم‪ ..‬ل يعرف لما احس انه فقد شيئا‬
‫غاليا بذلك اليوم‪ ..‬نعم‪ ..‬لقد فقد‪ ..‬فقد كلم مريم معه‪ ..‬فهي منذ تلك المناسبة لم تتكلم معه ال‬
‫بالضروريات‪ ..‬ولم تكن تجلس معهم اكثر‪ ..‬وهو كان كثير النشغال بالصدقاء والجولت مع الرفاق وكل هذا‪...‬‬
‫ومرت السنين وهم بقو على حالهم‪ ..‬بعيدين‪ ...‬ولكن‪ ..‬عاشقين‪...‬‬

‫يا ترى يا مريم‪ ...‬هل ما زلتي تحبيني؟؟؟ اوو‪ ..‬هل تحبيني كما احببتك‪ ...‬احس بحبك لي‪ ..‬ولكن‪ ...‬تظل‬
‫الشكوك سيدة الموقف عندما تكونين في بالي‪ ...‬قد ل تحبيني ولكن‪ ..‬انا احبك‪ ..‬وهذا ما يبرر سبب استمرار‬
‫الحياة حتى الن‪..‬‬
‫) يا ويل قلبي من جراح (‬

‫الفصل الثاني‬
‫========‬
‫توقفت خطى خالد عند باب منزل خالته‪ ..‬صمم وعقد رأيه بالتكلم مع فاتن عن ما يجول بخاطره منذ فترة‬
‫ليست بالقصيرة‪ ...‬هذه مسألة عمر طويل‪ ..‬منذ كان صغيرا‪ ..‬اليوم هو يوم التحول في حياة خالد‪ ..‬لبد وان‬
‫يخرج من منزل خالته وهو فائزا بقلب ابنة خالته‪..‬‬

‫تقدم ناحية المنزل وهو يفرك يديه فرحا‪ ..‬ل بل توترا‪ ..‬فما سيقوله كبيرا جدا في حياته‪ ..‬ل يعرف ماذا ستكون‬
‫ردة فعل فاتن‪ ..‬قد تصدم‪ ..‬قد‪ ..‬تدهش‪ ..‬لكن‪ ..‬ستوافق‪ ..‬اعرف أنها ستوافق‪ ..‬لن ترفضني‪ ..‬ل شي يجعلها‬
‫ترفضه‪ ..‬كيف ترفضه وهو الرجل الوحيد الذي رأته بحياتها‪..‬‬

‫بالصدفة كانت فاتن تنزل من على الدرج وهي تبحث عن أمها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬يمـــا‪ ..‬يمـــا‬


‫تلبي الم النداء وهي داخل المطبخ‪ :‬هل يمــة‬
‫دخلت لها فاتن المطبخ‪ :‬يمه عندي كوارتين مادري وين آخذهم‪ ..‬الدار ضويجة وما اعرف وين احطهم‪.‬؟؟‬
‫ام جراح وهي تفكر‪ :‬روحي الكاراج يمكن في سعة هناك‪..‬‬
‫فاتن وهي تعقد حاجبيها‪ :‬اخاف يختربون هناك؟؟‬
‫ام جراح تمسح يديها في المنشفة وتتحرك من مكانها‪ :‬انا قايلة لخوج يحرك لي هالكبت ابي اكنسله ما‬
‫احتاجه‪ ..‬بس ييبي الكارتون عشان تحطينه فوقه‪ ..‬ما بياثر‪..‬‬

‫فاتن تنظر الى الكبت الذي تشير اليه امها‪ ..‬لبد وانه سيسقط من كثر الغراض التي تحتويه‪..‬‬
‫وهي تتشكك‪ :‬تهقين‪..‬‬
‫ام جراح وهي تبتسم‪ :‬وينهم الكوارتين؟‬
‫فاتن‪ :‬الحيين بييبههم‪..‬‬

‫انطلقت فاتن خارج المطبخ وهي تسرع بخطاها‪ ..‬ال والباب يدق‪ ..‬لبد وانه خالد ابن خالتي‪ ..‬غطت راسها‬
‫بالغطاء الذي على رقبتها وفتحت الباب‪ ..‬بالفعل‪ ..‬كان هو‪...‬‬

‫فاتن وهي تتصنع الظيق‪ :‬اووووووووه من صباح الله خير عندنا‬


‫خالد الذي كان مبتسما تجهمت قسماته منها‪ :‬عنبوووووو غيرج انتي ما تخيلين‪.‬؟‪ .‬الناس تسلم وانتي تاخذني‬
‫بشراع وميداف؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههه كيفي‪ ..‬يالله ادخل وسكر الباب وراك‪..‬‬

‫وتذهب عنه‪..‬‬
‫اين ذهبت لكن؟‪..‬‬
‫ولكنه لم يكترث‪ ..‬سترجع‪ ..‬وسأقول لها‪ ..‬وسأنهي هذا الصراع‪..‬‬

‫تحرك من مكانه وذهب الى المطبخ حيث كانت خالته‪ ..‬تطبخ كما يبدو‪ ..‬ل يعرف لم بدأ قلبه يدق دقات عنيفة‬
‫تكاد ان تهز اركان المنزل معه‪ ..‬يارب‪ ..‬صبرني حتى وقت الكلم‪..‬‬

‫توقف جراح منذ قليل عند شركة الوفا للمحاماة واندهش عندما رأى كبرها وفخامة مبناها‪ ..‬ل يمكن ان تكون‬
‫شركة واحدة‪ ..‬قد تتعدد بها الشركات‪ ..‬هذا هو المنطق‪ ..‬لكن‪ ..‬لذهب واتكلم مع مساعد‪ ..‬وهكذا يمكنني ان‬
‫التقي في نجاه الدلهمي واستفسر منها بشكل اوسع‪ ..‬على الرغم من انه قال لمساعد انه يريد فاتن من‬
‫تتكلم معها ال انه يريد ان تكون حجته قوية مع اخته عندما يكلمها عن هذا الموضوع بحيث ان مقابلتها مع نجاه‬
‫لن تكون ذات الهمية‪..‬‬

‫تقدم الى مركز الستعلمات وصدق بقوله‪ ..‬ليس كل البناية لشركة المحاماة‪ ..‬بل الشركة تقبع في الطابق‬
‫الرابع‪..‬‬
‫وتحرك من مكانه وهو يتجه الى هناك‪ ..‬ركب المصعد وهو يضغط الزر وعينيه تتجولن بل أي هدف الى ان‬
‫اغلق الباب وصوت فتاة يجذب الضجيج الى المكان‪...‬‬
‫الفتــــاة‪ :‬وقفوو المصعد‪...‬‬
‫وتحركت يده تلقائيا الى الزر الذي يفتح الباب‪ ...‬ودخلت تلك الفتاة وهي تلهث‪..‬‬
‫الفتاة‪ :‬شكرررا‪...‬‬
‫جراح‪ :‬أي طابق؟‬
‫الفتاة‪ :‬الرابع‪ ..‬لو سمحت‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله‪...‬‬
‫وضغط على الزر ‪ ..‬واغلق باب المصعد‪ ..‬وجراح لم يلتفت الى الفتاة التي دخلت مذ قليل‪..‬‬
‫الخرى كانت تهندم في لبسها وشعرها الحريري المنساب على كتفيها بدلل‪ ..‬كانت جميلة وانيقة لدرجة‬
‫فظيعة‪ ..‬لكن ما ازعج جراح هو رائحتها‪ ..‬فالعطور تفوح منها بشكل شره ومزعج‪ ..‬اما عيناه فلم تجول عليها‬
‫ابدا‪..‬‬
‫ورائه كانت المرآة كبيرة والتفتت الفتاة لها لكي تهندم نفسها بشكل افضل‪ ..‬وهنا‪ ..‬التقت عيناها بذلك الوجه‪..‬‬
‫احست بالرتباك وهي ترتب نفسها امامه‪ ..‬وهو جامد هكذا وكانها غير موجودة‪ ..‬واستدارت للمام من غير ان‬
‫تحدث أي ضجة‪ ..‬فتح باب المصعد‪ ..‬ودخل عدد من الناس‪ ..‬واغلق الباب‪ ...‬وفتح مرة اخرى‪ ..‬وخرج افراد‬
‫ودخلو افراد‪ ..‬وهو مازال معها‪ ..‬لبد وان محطته هي الطابق الرابع‪..‬‬

‫وعندما وصل المصعد الى الطابق‪ ..‬ضغط جراح على زر الفتح وانتظرها الى ان خرجت‪...‬‬
‫الفتاة وهي تخرج مبتسمة‪ :‬شكرا‪..‬‬
‫جراح من غير ان يرفع عينيه‪ :‬العفوووو‪..‬‬

‫خرجت الفتاة وهي مستغربة منه‪ ..‬وهو يتبعها‪ ..‬ال ان خطواته الرشيقة كانت اسرع منها وتجاوزها في ذلك‬
‫الممر الظيق واختفى عن بصرها‪ ...‬لول مرة بحياتها‪ ..‬ل تلقى نظرات العجاب التي كانت تتجول عليها كل ما‬
‫قبعت في مكان‪ ...‬غريب امر هذا الرجل‪ ..‬لبد وانه ملتزم‪ ...‬ما احلك ايها الملتزم ‪ ..‬ضحكت بينها وبين نفسها‬
‫وتوجهت الى الممر المعاكس للذي توجه فيه جراح‪...‬‬
‫جراح كان يدقق بالسماء عل كل غرفة‪ ..‬لم يصل الى اسم مساعد الى الن‪ ..‬لبد وان يسال احد الموظفين‪..‬‬

‫جراح‪ :‬لو سمحت الخو‪..‬‬


‫الموظف‪ :‬هل اخوي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هل فيك بس‪ ..‬وين يصير مكتب مساعد الدخيلي؟‬
‫الموظف يشير الى الخارج‪ :‬بعد امش سيدة واول لفه على اليسار‪ ..‬مكتبه في ممر صغير شوي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مشكور الشيخ‪..‬‬
‫الموظف‪ :‬ولو‪...‬‬

‫وتحرك جراح من مكانه على توجيهات الموظف‪ ..‬ووجد المكتب‪ ..‬ممره ضيق فعل‪ ..‬كيف تمر به جثة مساعد‪..‬‬
‫اطل من النافذه الصغيرة ورأى مساعد جالسا على المكتب وهو يقرأ في الوراق التي امامة‪ ..‬وطرق الباب‪..‬‬
‫التفت مساعد له وتتوج وجه بابتسامة مشرقة وكانه كان ينتظر قدومه‪ ..‬وتحرك من مكانه ليفتح له الباب‬
‫جراح وهو يبتسم‪ :‬السلم عليكم‬
‫مساعد‪ :‬وعليكم السلم يا هل والله‪ ..‬شرف المكتب والله‪..‬‬
‫جراح باحراج‪ :‬بوجودك‪ ..‬السموحه عاد يايك لعند مكتبك‬
‫مساعد‪ :‬افا عليك يا بو محمد جيتك تسوى الدنيا ومافيها‪ ..‬حياك الله اقلط ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الله يبقيك‪..‬‬
‫مساعد وهو يجلس قبالته عند الكرسيين المتقابلين‪ :‬كيف حالك‬
‫جراح‪ :‬يجمل حالك الشيخ وانت شخبارك؟‬
‫مساعد‪ :‬على حطه يدك‪ ..‬زين عاد اليوم انت عندي في المكتب وانا اللي بغيتك اتيني من زمان‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش في شي؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ل بس انا كنت ابيك تقعد ويا نجاه الدلهمي عشان اتكلم وياها اكثر عن الموضوع‪ ..‬مع انك رفضت‬
‫لكن انا كنت ابي هالشي يكون عشان تكون حجتك اقوى عند اختك ليمن تفتح وياها الموضوع‪..‬‬
‫جراح وهو يضحك‪ :‬والله انك قاري افكاري‪ ..‬توووني قاعد افكر في هالشي‪ ..‬ومن جذي انا ييت عندك هني بل‬
‫موعد ول شي‪..‬‬
‫مساعد‪:‬ل افا عليك المكتب مكتبك حياك الله في أي وقت‪ ..‬ها شنو تشرب؟؟ جاي ول قهوة؟؟ ول عصير؟‬
‫جراح بحياء‪ :‬ل الله يكثر جميلك يايك وانا متريق‬
‫مساعد ‪:‬يالله عاد خلنا نسنعك بجاي محترم جذي‪...‬‬
‫جراح‪ :‬اللي تشوفه‪..‬‬

‫بعد فترة‬

‫جراح‪ :‬مثل ما قلت لك انا اليوم يايك هني ابي اتكلم ويا الخت نجاة المسئولة وابيها بعد تفهمني بالسالفة اكثر‬
‫عشان الليلة انا مقرر اني افتح الموضوع لمي ومن بعدها اختي‪..‬‬
‫كان مساعد يحترق مكانه يحاول ان يعرض زيارته لهم‪ ..‬لكن‪ :‬خير ما تسوي‪ ..‬وعن موعد الوصية؟؟ ما حددت‬
‫ويا بيتكم‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله باجر الصبح ارد عليك خبر‪ ..‬الليلة بتكلم ويا الوالدة وبرد عليك خبر اول باول‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬خير ما تسوي‪..‬‬

‫تثاقلت امور مساعد في داخله‪ ..‬ل توجد فرصة سانحة لكي يزورهم في منزلهم ال بموعد الوصية‪ ..‬هكذا‬
‫افضل‪ ..‬فلبد وان الصغيرة ترتقب زيارتي لمنزلهم‪ ..‬ل اريدها ان تكون مستعدة لي‪ ..‬اريدها ان تندهش‪..‬‬
‫وتنصدم‪ ...‬وتحتار‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬اذا خلصت نقدر نروح لمكتب ام ناصر ‪..‬‬


‫جراح يهب بالوقوف‪ :‬خلصت من زمان‬
‫مساعد‪ :‬يالله عيل‪..‬‬

‫توجه مساعد بتلك الهيبة الكبيرة امام الموظفين يتبعه جراح الذي بدى صغيرا امامه‪ ..‬لم يكن مساعدا بالضخم‬
‫او السمين‪ ..‬لكن هيبته كانت مفروضة على الكل‪ ..‬وقوة جسده بالغة الثر في تلك الهيبة‪..‬‬

‫كندي رغم كبر سنه ال ان هذا غير واضح او جلي‬ ‫في مكتب المسئول عن هذه الشركة‪ ..‬يقبع ابو زياد‪..‬هشام ال ِ‬
‫عليه‪ ..‬فقوته وحدة ذكائه تغلب على سنه الكبير‪ ..‬كان محاميا مشهورا انذاك‪ ..‬توظف بالعديد من الشركات‬
‫المرموقة ووكل باشهر القضايا‪ ..‬وعندما اراد ان يرتاح‪ ..‬انشأ هذه الشركة الصغيرة انما المثمرة‪ ..‬وجمع فيها‬
‫كادر محترما من الموظفين الكفوئين امثال مساعد‪..‬‬

‫كان كبيرا في السن ‪ ..‬تزوج وهو بسن متقدمة‪ ..‬وانجب من زوجته الحالية ولد وفتاتان‪ ..‬احدى الفتيات تزوجت‬
‫من رجل اعمال وغادرت معه البلد الى بلد اخرى‪ ..‬وابنه يدرس في احدى جامعات اميركا المرموقة‪ ..‬وبقيت‬
‫له ابنه واحده تعتبر حبل وريد ابيها‪ ..‬فهو ل يطيق بعادها وهي كذلك‪..‬‬
‫في ذلك الوقت كانت هي جالسة معه في مكتبه تسامره‪ ..‬اسمها غزلن ‪ ..‬وكانت كالغزال من جمالها البليغ‪..‬‬
‫توصفت بملمح امها الجميلة وبعيني ابيها اللمعتين الحادتين‪ ..‬ال ان رقتها كانت متفردة بنوعها ل يشابها احد‬
‫فيها‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬يبااا متى بتطلع من هني‬


‫الب وهو يكتب في الوراق‪ :‬يبا توه الدوام بادي يعني توها الساعه ‪11‬‬
‫غزلن‪ :‬خلنا نروح البيت يبا شلك بالشغل والله لزم ترتاح انت هني‬
‫هشام بابتسامة‪ :‬يابوج ان انا خليت شغل المكتب من له؟ ل تنسين انا المسئول هني‬
‫غزلن‪ :‬خل لك موظف بدالك‪ ..‬انت يبيلك ترتاح يبا‪ ..‬شرايك‪ ..‬نسافر باجي الصيف أي منطقة تبيها؟‬
‫يترك هشام ما بيده ويلتفت لها‪ :‬انتي فاضية يبا؟‬
‫تهز راسها المسكينة باستسلم‪ :‬وايد وايد يبا‪ ..‬من زود الملل مادري شسوي؟‬
‫هشام‪ :‬زين روحي بيت يدتج سلمي عليها دومها متولهة عليج‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬رحت لها لكن مو هناك‪ ..‬في بيت خالتي سلوى‪..‬‬
‫هشام‪ :‬روحي بيت خالتج سلوى‪ ..‬روحي شوفي بنت خالتج وسامريها مسكينة تلقينها ملنه مثلج‬
‫غزلن وهي تغوص في الكرسي‪ :‬بروحها تملل يبا‪ ..‬صغيرة وانا ما أحب ارافج البنات الصغار‪..‬‬
‫هشام‪ :‬ههههههههه والله تحيرنا معاج‪ ..‬يعني ال انا الحين يعني؟‬
‫غزلن تبتسم‪ :‬أي انت‪ ..‬اصل انت لزم تحس على دمك وتعرف اني مغرمة فيك ولزم لزم تطيب بخاطري‬
‫الحين‬
‫هشام‪ :‬والله يا بنتي مادري شقول لج‪ ..‬زين وين تبينا انسافر‬
‫غزلن‪ :‬أي مكان اهم شي نطلع من بره الكويت‪...‬‬
‫هشام‪ :‬نروح جنوب افريقيا؟‬
‫غزلن بنظرة غبية‪ :‬يبا يعني نطلع بره الكويت ماله داعي نروح هالماكن اللي مانفهم لهم‪ ..‬خلنا نروح لبنان‪...‬‬
‫اليونان‪ ..‬تركيا‪..‬‬
‫هشام‪ :‬بس انا ودي في جنوب افريقيا‬
‫غزلن‪ :‬مابي اركب على فيل ل تحط هالشي في بالك‬
‫بو زياد‪ :‬ههههههههههههههه من قال انج بتركبين على فيل الحين‬
‫غزلن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه يالله يبا عاد شقلت‪ ..‬نروح تركيا؟‬
‫هشام‪ :‬والله انا ما عندي مانع يابوج‪ ..‬شاوري امج وردي علي خبر‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬زين يالله الحين اعزمني على الريوق‬
‫هشام‪ :‬بسسسسسسج يا بنتي‪ ..‬ردي البيت احسن لج وقعدي ويا امج تراها اهي بروحها بعد‬
‫غزلن بدلل‪ :‬افا ‪ ..‬تطردني يا بو زياد‪ ..‬الله يسامحك‪..‬‬
‫وتهب واقفة‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬لكن ستندم على هذه العملة يا بو زياد‪..‬‬
‫هشام‪ :‬يالله حبوبه ديري بالج على نفسج وهالله هالله في الشارع‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬افا عليك يبا راعيتها انا‪ ...‬تامرني بشي؟‬
‫هشام‪ :‬تحملي في روحج وبس‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬بس‪ ..‬افا عليك‪ ..‬من العين هذي قبل العين هذي‪..‬‬
‫والتفتت قبل خروجها‪ :‬يبا‪..‬‬
‫الب من غير ان ينظر اليها‪ :‬هل يبا‪...‬‬
‫فكرت بذلك الشاب الذي راته بالمصعد‪ ..‬تريد ان تعرف‪ ..‬هل هو يعمل هنا؟؟‪ :‬يبا‪ ..‬انت موظف احد هاليام؟؟‬
‫التفتت اليها ابيها وهو يعقد حاجبيه‪ :‬على ماذكر ل‪ ..‬ليش؟؟‬
‫غزلن‪ :‬ل يبا ول شي بس‪ ..‬انا شفت واحد هني اليوم اول مرة اشوفه قلت يمكن موظف عندكم‪..‬‬
‫ابتسم ابو زياد‪ :‬يابوج يمكن موكل ول هالشغلت مو لزم كل اللي هني موظفين‪..‬‬
‫غزلن بسرحان‪ :‬هاااااا‪...‬اوكي يبا‪ ..‬تامرني بشي‪ ..‬أي صج‪ ..‬ادير بالي على حالي‪ ..‬اوكيك يالله تشاااو يبا‪..‬‬
‫هشام‪ :‬يقولون في امان الله‬
‫تقف غزلن بادب امام ابيها‪ :‬في امان الله يا ابتااااه‬
‫هشام‪ :‬ههههههههه في حفظه ورعايته‪..‬‬

‫وعلى هذا غادرت الميرة الجميلة من مكتب ابيها وهي تتمايل بخطواتها‪ ..‬كانت تبتسم لكل الموظفات فكلهن‬
‫على معرفة بها‪ ..‬لكثرة ترددها على ابيها وزياراتها التي ل تنقطع‪..‬‬

‫على كل هذا فغزلن ل تدرس المحاماة كما تمنى ابيها ان تفعل‪ ..‬هي تدرس الدب النجليزي وتخصصها هو‬
‫الترجمة‪ ..‬تحب هذا المجال كثيرا‪ ..‬وتلقى نفسها به اكثر‪ ..‬كانت حججها قوية وغير مشكوك بها‪ ..‬تعلمت هذا‬
‫من ابيها المحنك‪ ..‬ولكنها استغلت هذه الميزة باشياء كثيرة‪ ..‬ال ان الطيش وتصرفات الطفال لم تفارقها‪..‬‬
‫ولزمتها ميول الشباب الفاشلة وان كانت هي التي تمتلك العقل الكبير‪..‬‬
‫عندما خرجت من الطابق متوجهة الى السفل تصادفت مع ذلك الشاب الذي رأته قبل قليل‪ ..‬هل هو متفق‬
‫معي‪ ..‬يصعد معي وينزل معي‪ ..‬يا لهذه الصدف‬
‫كان لقاء جراح مع نجاه الدلهمي قصيرا جدا فهي كانت منشغلة قليل وما شرحته له كان جيدا والوراق التي‬
‫اعطته اياه كانت افضل من أي شي‪ ..‬وهكذا هو مستعد لن يتكلم مع امه هذا المساء وبالغد‪ ...‬يحلها الف‬
‫حلل‪..‬‬
‫وعندما كان سيدخل المصعد ناداه احدهم فرجع اليه‪..‬‬
‫ياااااااااااا للخسارة‬
‫وهاهو المصعد يغلق بابه‪ ..‬ال ان غزلن امسكت بالزر الذي يفتح الباب بل أي تفكير‪ ..‬تنتظره ان يدخل‪ ...‬ل‬
‫تريد ان تكون وحيدة بهذه الرحلة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شوف جراح انت خذ الوالدة بالهوادة واهي ان شاء الله بتساعدك‬
‫جراح‪ :‬ل انت ل تحط الوالدة في بالك انا اللي متوجس منه اهي فاتن‪ ..‬ما شاء الله راسها يابس وصعب انها‬
‫تغير فكرها‪ ..‬ان شالله الوالدة تكون اهي الورقة الرابحة عندنا‬
‫مساعد يمسك بجراح ‪ :‬شوف يا جراح‪ ..‬حط في بالك شي مهم‪ ..‬ان هالبعثة اهي مستقبل اختك اللي ابوك‬
‫بنى حياته عشانها‪ ..‬حرام نشوفها تضيع هالحلم‬
‫جراح وهو يبتسم‪ :‬افا عليك انا قدها وقدود‪ ..‬وان شاء الله ما يصير بخاطرنا ال الطيب‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ما هقيت شي ثاني‪ ..‬يالله عيل سلم على الهل‪...‬‬
‫جراح‪ :‬يبلغ‪) ..‬اراد ان يسلم على اهله‪ ..‬وان يخصص السلم لمريم‪ ..‬حبيبه قلبه( وانت بعد سلم على الهل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يبلغ‪..‬‬
‫وعلى هكذا غادر مساعد ليرى عمله وهو يحس بالحماس في داخله‪ ..‬واخيرا ستقعين في قبضتي يا فاتن‪..‬‬
‫وسابعدك عن منزلك وعن ذلك التافه‪ ..‬وستكونين لوحدك‪ ..‬بمقابلتي‪..‬‬

‫اما جراح فهو توجه للمصعد ليجد بابه مفتوحا وفتاة ما تنتظره‪ ...‬انها تلك الفتاة التي كانت معي قبل‪ ...‬لكنه لم‬
‫يطيل النظر اليها واخفض راسه وهو يدخل‬
‫جراح‪ :‬شكرا‪..‬‬
‫غزلن بحيا‪ :‬ولووو هذا الواجب‬
‫ابتسم جراح واخفض بصره منتظرا وصولهم الى الطابق السفلي‪..‬‬

‫اثناء رحلتهم القصيرة رنين مزعج عكر صفو الجو ‪ ..‬كان هاتف غزلن يرن باغنيه )) اه يا هوا لو تجمعنا سوا‬
‫وتاخذنا لبعيد‪ ..‬تحلى ايامي‪ ..‬تتحقق احلمي وفي قلبي الفرحة تزيد‪((..‬‬

‫توترت غزلن والهاتف يرن هكذا بضجيج مزعج‪ ..‬وتوجهت نظراتها الى ذلك الشاب الواقف‪ ..‬لكنه لم يعر‬
‫هاتفها أي اهتمام وهكذا اخرجته من حقيبتها واصمتته‪..‬‬

‫وصفى الجو مرة اخرى‪ ...‬ليعيد الهاتف الرنين المزعج‪ ...‬وتضايقت مرة اخرة منه‪ ..‬وهذه المرة رفعته لنها‬
‫تعرف مزاج المتصل عندما ل يرد على الهاتف‬

‫بارتباك‪ :‬الو‪ ...‬هل سناء‪ ..‬هل حبيبتي شخبارج‬


‫الطرف الخر‪ :‬اشفيج ما تردين؟؟؟؟ وينج فيه؟؟‬
‫غزلن‪ :‬انا بخير‪ ..‬انتي شخبارج‪ ..‬شمسوية؟؟‬
‫الطرف الخر‪ :‬ويا ابوج في الشركة؟‬
‫كل كلمة وعينيها تجولن على ذلك الشاب الصلب‪ :‬أي انا في شركة بوي‪ ..‬اذا خلصت بدق عليج اوكي‪..‬‬
‫الطرف الخر‪ :‬اوكي بس ل تتاخرين‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ان شالله‪ ..‬يالله باي‪..‬‬
‫الطرف الخر‪ :‬بايات‪..‬‬

‫اسرعت غزلن لتغلق الهاتف‪ ..‬وفتح باب المصعد ليخرج منه جراح بكل رشاقة وهي تتبعه واضطرت قليل‬
‫لتسرع خطاها‪..‬‬

‫خرج جراح وهي خلفه وتوقفت عند سيارتها الفاخرة المركونة أمام المبنى الكبير الفخم‪ ...‬وهي تتبعه بعينيها‬
‫لتراه يركب سيارة جيب قديمة بعض الشي وبكل مهارة يحرك السيارة من ذلك الموقف ويبتعد عن عينيها‪...‬‬
‫الى حيثما اتى منه‪..‬‬

‫ابتسمت وهي تضحك على حالها‪ ..‬لول مرة بحياتها تمر بهذه التجربة‪ ..‬ان ل تكون هي الطريدة‪ ..‬بل‬
‫دة‪ ..‬ما اغباني‪ ..‬ههههههههههههههههههههههه‬
‫مطارِ َ‬
‫ال ٌ‬
‫دخلت السيارة‪ ..‬وحركتها‪ ..‬وغادرت مبتعدة‪ ...‬وكان هذا هو مفترق الطريق بينها‪ ..‬وبين الشاب القوي‪..‬‬
‫*****************‬
‫في منزل ابو جراح كان خالد جالسا وهو يهز رجليه بعصبية‪ ..‬فمنذ ان وصل فاتن وخالته منشغلتان‪ ..‬توضبان‬
‫اغراضا بالمطبخ ول تعيرانه أي اهتمام‪ ...‬وعندما عرض عليهم المساعدة رفضتا‪ ..‬انهما غريبتان‪ ..‬لم تتركا ما‬
‫بيديهما لتاتيان وتجلسا معي‪ .‬هئ هئ ‪ ..‬سابكي الن ‪..‬‬

‫وانتهت فاتن مع خالتها من الذي كان بيديهما وتوجهتا الى الصالة ليجلسن بتعب‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ااااااااااااااااااااه شحاطه في هالكوارتين يا فتوون‬
‫فاتن‪ :‬يمه اغراض زاحمة داري قلت ارتبهم وشوي الدار يتوسع علي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الحمد لله بعد كان سبب اننا انحرك شويه من الخمام اللي حاطينه في المطبخ‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه والله اني بلعت كيلو غبار اليوم‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم‪ :‬اسم الله عليج عاد انا قلت لج خليه عنج انا اللي بشوف ما رضيتي‬
‫تدنو عند امها بحنان‪ :‬وانا يطيع قلبي اخليج انتي بس اللي اتاذين‪ ..‬اللي يصيبج يصيبني‪..‬‬
‫تقبل ام جراح ابنتها‪ :‬يا عمري بنتي والله‪..‬‬

‫خالد كان جالسا يراقب ملكة ايامه واحلمه وهي تتدلل عند خالته الحبيبة‪ ..‬يا ويلي‪ ..‬ان كنت متوترا قبل فبهذه‬
‫البتسامة الناصعة‪ ..‬عاد كل هدوئي الى نفسي‪ ..‬وها انا مقبل على الخطوة المهمة‪ ...‬وسالقي بالقنبلة‪..‬‬
‫تلتفت ام جراح لخالد‪ :‬وانت علمك صاير لي معصقل؟؟ ما تاكل؟؟؟‬
‫خالد يبعثر بنظراته بعيدا عن عيون فاتن‪ :‬ل خالتي بس شوي ماكل زين هاليام‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬انا بشوف ويا جراح يقلبون الكاراج غرفة لك عشان تقعد عندي‪ ..‬ما يطيعني قلبي اشوفك تسكن‬
‫بروحك في بيتكم لحالك‪..‬‬
‫احس خالد ان هذا هو الخيط الذي سيشده ليصل الى ما يريده‪ :‬ل خالتي جريب ان شاء الله‪ ..‬سنة ول‬
‫سنتين‪ ..‬بالكثير ثلث وما كون بروحي‬
‫تبتسم فاتن له وهذا ما زاد من يقينه‪...‬‬
‫ام جراح بنبرة جميلة‪ :‬ناوي تتزوج؟؟‬
‫خالد ينظر الى اصابعه خجل‪ :‬يقولون؟‬
‫ام جراح‪ :‬هاذي الساعة المباركة اللي اشوفك بها معرس‪ ..‬بس عاد قول لي )وهي تغمز( من هي العروووس؟‬

‫توجهت عيني خالد مباشرة الى عيني فاتن المبتسمة‪ ..‬وبقي يتمعن بها بطريقة شابت في قلب فاتن‪ ..‬واحسن‬
‫لول مرة بحياتها بعدم المان من خالد‪ ...‬واخفضت عينيها‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬هل والله بوليدي‪...‬‬


‫ووصل جراح الى المنزل ‪ ..‬وحاجبيه المعقودان ينبهان بعدم راحته‪...‬‬
‫التفت خالد الى جراح الواقف وهو ينظر‪ ..‬وسلم عليه‪ :‬هل جراح‬
‫جراح‪ :‬هل فيك خالد‪) ...‬مازال حاجباه معقودين( ال هني من الصبح؟؟‬
‫احس خالد بالحباط‪ : ..‬ل بس ما عندي شي قلت‪ )..‬ترتطم عيناه بفاتن( قلت اسلم على خالتي وبنت‬
‫خالتي‪) ...‬يلتفت الى جراح( وانت وينك فيه؟؟‬
‫جراح ‪ :‬هني وهناك‪ ..‬اسوي لي اشغال معينه‪ ...‬شخبار الشغل؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬وينك ووين‪ ..‬للحين فاضل ما راح قال لهم ول ردو علينا خبر‪ .‬ان شاءالله ان شاء الله بعد سبوعين انا‬
‫مداوم‬
‫فاتن بنبرة مهتمه ولكن متحفظة‪ :‬ناوي تشتغل؟‬
‫التفت اليها خالد وبعينيه لمعان غريب‪ :‬اكيد ‪ ..‬انا وراي مستقبل ابنيه وحياه لزم ارتبها عشان اللي في بالي‬
‫يصير‪..‬‬
‫لقد كانت واضحة‪ ..‬كالسهم في منتصف الدائرة‪ ..‬انها تلميحات غريبة من خالد اليوم‪ ..‬ما باله‪ ..‬هل ارتطم‬
‫راسه بالرض وهو ينهض هذا الصباح؟؟ هذا السؤال كانت يتبادر في ذهن فاتن‪ ..‬وهي تحس بالنزعاج‬
‫البسيط‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬عن اذنكم‪..‬‬


‫عندما غادرت فاتن جلس جراح مكانها مقابل خالد‪ ..‬والم همت بالنهوض‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬بقوم اسوي لهالمعصقل لقمة ياكلها‪ ..‬والله انه كاسر قلبي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمه انا بعد سويلي شي ميت من اليوع‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬طالع لي بل لقمة ول شي يجيس بطنك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬تعرفيني يمه انغث لو اكل من الصبح‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬ان شاء الله حبيبي دقايق والريوق زاهب‪..‬‬

‫عندما غادرت الم واصبحت بعيدة عنهما‪ ..‬تبادل الثنين نظرات مشوبة بالشك‪...‬‬
‫جراح‪ :‬خالد‪...‬‬
‫خالد‪ :‬سم‬
‫جراح‪ :‬سم الله عدوينك‪ ..‬بس‪ ..‬بغيتك في كلمة راس‬

‫كان يعرف خالد ماذا يريد جراح ان يقول له‪ ..‬فهو ان لم يحس بتلميحاتي‪ ..‬فهذا معناه انه صخر ل بل‬
‫اعمى‪..‬وجراح بعيد كل البعد عن صفات الغباء والعمى‪ ..‬فهو حاد البصيرة وذكي ويفهم الحركات وهي "‬
‫طايرة"‬

‫خالد‪ :‬قول‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مو هني‪ ..‬بعد شوي‪ ..‬ابي استشيرك بشي ما دامك موجود‪ ..‬واخذ رايك في هالموضوع وبعدين نشوف‬
‫احنا الثنين‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اوكي‪...‬‬

‫وبقي خالد متشككا مما سيقوله له جراح‪ ..‬اما جراح فكان ينظم الكلم في باله ليقدمه لبن خالته بطريقة‬
‫مفهومة حتى يكون ضامنا لردة فعله ويحبس رغباته تجاه اخته‪ ..‬وهكذا سوف يضرب عصفورين بحجر‪ ..‬تأييد‬
‫خالد‪ ..‬وابتعاده عن اخته في الوقت الحالي‪..‬‬
‫**********‬
‫مشعل الذي كان جالسا في المنزل بغرفته يسمع لحد الشرطة الموسيقيه ويحاول ان يدخل التعديلت بها‪..‬‬
‫هواياته المفضلة‪ ..‬دمج الغاني والتغيير فيها‪ ..‬كثير من اعماله تحتوي الغربي والشرقي‪ ..‬او القديم المعدل‬
‫بالجديد‪ ..‬وهذا شي يفخر به امام الكل‪ ..‬رغم تدينه والتزامه ال ان حبه للطرب فضيع ومستحيل‪..‬‬

‫كان يصنع شريطا جديدا يبقيه معه الى ان يحين الوقت ليقدمه الى فاتن لتسمعه‪ ..‬عبارة عن رسالة حب‬
‫اليها ‪ ..‬يبين لها مدى حبه ومدى شغفه بها‪ ..‬يا حبيبتي يا فاتن ‪ ..‬كم احبك‪..‬‬
‫واثناء عمله هذا دق باب غرفته‪ ..‬ورد عليه وعينيه مغمضتين‪ ..‬ومقطوعه شهرزاد مدارة‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬تفضــل‬

‫ادخلت تلك النحيلة راسها الجميل وابتسمت بعذوبة لخيها الذي كان مغلقا عينيه‪ ..‬واستغربت من وضعه‬
‫وانتبهت الى جو الغرفة الشاعري‪ ..‬مسكين انت يا روميو يا اخي‪ ...‬ههههههههههه‬
‫ودخلت الغرفة واغلقت الباب من خلفها‪..‬‬

‫سماء‪ :‬ماقدر انا صراحة اويلييييييييييييي‪...‬ههههههه‬


‫مشعل‪ :‬اوووووووص‪...‬‬

‫وضعت يديها على فمها وتمت باقية وهي صامتة تستمع لهذه الموسيقى‪ ..‬ولكن ليس منها ما يجذب انتباهها‪..‬‬
‫فهي تحب الغاني السريعة ذات الضربات القوية‪ ..‬وهذه الغاني ليست من ذوقها‪..‬‬

‫وانتبه لها مشعل‪ :‬خير انسة سماء‪ ..‬فيج شي؟‬


‫سماء وهي تتمطط على السرير‪ :‬مافيني شي بس ‪ ..‬ملنه وقلت‪ ..‬اروح اقعد ويا اخوي الحبيب‪..‬‬
‫مشعل يبتسم بدهاء‪ ..‬اخيها الحبيب‪ ..‬ل‪ ..‬انها تضمر شيئا‪ :‬بس حبيبتي انا مشغول شوي‪ ...‬روحي وبعدين انا‬
‫اييج‬
‫سماء‪ :‬مشعل من زمان ما طلعتني بسيارتك‬
‫مشعل‪ :‬اوه هههههههههههههههههههههههههههههه )ينظر الى ساعته( حطمتي الرقم القياسي في الضغط يا‬
‫سماء‪ ..‬قطيتها مباشرة‬
‫تغمز الصغيرة‪ :‬مافي فايدة من المذلة‪ ..‬يا أي ويا لء‪ ..‬غيرووو مافيش‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬ههههههههههههههههههههه ‪ ..‬بس انا حبيبتي ماقدر اطلعج اليوم ‪..‬‬
‫سماء بحزن‪ :‬لييييييش؟ قسما بالله انا بنتحر هني قبل ل تبدي المدرسة‪ ..‬بتذبحوني انتووو بهالصيف‪ ..‬ل‬
‫بالصيف اللي فات حبستوني باميركا وهالصيف هني‪ ..‬مو حاله هذي معاكم ياخي‪..‬‬
‫مشعل بدهشة‪ :‬اوب اوب اوب‪ ..‬شوي وي ‪ ..‬عدال على عمرج يا بعد الغالين ل يصيبج شي‪ .‬ول يهمج‪ ..‬هاتي‬
‫عقالي وغترتي وخلص بنطلع‪ ..‬بس وين تبين تروحين؟‬
‫سماء‪ :‬مادري‪ ..‬طاقة جبدي خذني بيت خالتي ام زياد‬
‫مشعل وكان نفسه ضاقت به‪ :‬وين؟؟ سموي تدري بي ماحب اروح هناك وايد‪..‬‬
‫سماء‪ :‬عاد مادري انت اخبر مني في هالديرة‪ ..‬خذني وين ما تقدر‪ ) ..‬تنزل عنده وكانها تترجاه( لو نااااار جهنم‬
‫بعد حلوة‪ ..‬اهم شي بره هالبيت‪...‬‬
‫مشعل يدعو ربه‪ :‬ياربي يا ساتر الحوال استرنا ويا هالبنت‪ ) ..‬يلتفت لها( قومي‪ ..‬قومي اطلعج ل تنتحرين‬
‫علينا وتيرينا لدروب احنا بغنى عنها‪..‬‬
‫سماء بلهجه سينمائيه‪ :‬أي ترى اقول لك انا خطر على المجتمع‪ ..‬احمو الناس مني ‪ ..‬هاهاهاهاي‬
‫مشعل‪ :‬قلبي ويهج‪ ..‬بقول لج‪ ..‬ماكو طلعة معاي بلبسج الماصخ هذا‪ ..‬لبسي عباه وشيله وتعالي‪..‬‬
‫سماء بصدمة‪ :‬شنو؟؟ عباه‪ ..‬وشنووو؟‬
‫مشعل‪ :‬وشيله او لفافه اوو شاورما اللي تلبسونه عل راسكم‪ ..‬ماطلع وياي بنات مفاصيخ‪ ..‬شكو ما عندي‬
‫غيره اطلعج جذي جدام الناس‪ ..‬ل حيا ول مستحى من رب العالمين‬
‫سماء‪ :‬انا ادري ان اخرة الشي مذله بس يالله‪ ..‬اهم شي اطلع من هالبيت‪ ..‬والباجي الله يحله‪ ..‬مشعل‪ :‬يالله‬
‫بسرعة كاني زهبت وان تاخرت بمشي عنج‪..‬‬
‫سماء وهي تطير‪ :‬دقاااااااااااايق وانا عندك‪...‬‬

‫ابتسم مشعل لخته المجنونة‪ ..‬مسكينة ‪ ..‬ملت كما مللت انا من المنزل ومن هدوئه‪ ..‬لو كان اهلنا مختلفين‪..‬‬
‫لما احسسنا بهذه الوحدة وهذا الفراغ‪..‬‬

‫في مجلس منزل ابو جراح كان كل من خالد وجراح جالسين‪ ..‬احدهما يتكلم والخر يستمع‪ ..‬ويستمع بالم‬
‫وبضيق في صدره‪ ..‬يستمع الى اشياء هوو ل يريد ان يعرفها‪ ..‬يعرف اشياء من شأنها ان تحرق قلبه على‬
‫محبوبته الوحيدة‪..‬‬
‫لم يصدق ما يسمعه من جراح‪ ..‬وكم تبدو لهجته عادية وهادئة‪ ..‬وكان الدنيا ل تموج بعينيه كما هي بعيني‪..‬‬
‫تبتعد عني فاتن؟؟ لربعة اعوام‪ ..‬لبلد قد ل اصل لها ول بعد الف سنة‪ ..‬فاتن بعيدة عني وعن قلبي وعيني‪..‬‬
‫تعيش هناك بالغربة؟؟ سمعت عن هذا الموضوع لكن لم اظن ان فاتن قد تقوم به‪ ..‬ان تبتعد‪ ..‬وتهاجر‪..‬‬
‫وترحل‪...‬‬
‫اااااه على قلب خالد الحزين‪ ..‬فبكل كلمة يلفظها جراح له ينزف منه الف جرح ومن كل جرح الف اخر‪..‬‬
‫مسكين قلب العاشق عندما يسمع كلما من شانه ان يشيب القلب قبل الراس‪..‬‬

‫احس جراح لمدى سوء حاله ابن خالته‪ ..‬وكم يبدو حزينا ومتجهما وكم الحرقة بالغة الثر في قلبه‪ ..‬لبد وانه‬
‫متالم لما اقوله‪ ..‬لكن‪ ..‬لبد له وان يعرف‪ ..‬ل بد له وان يفهم ان فاتن لها مستقبل عليها ان تتبع خطوات‬
‫محددة لكي تسير على الوجهه الصحيحة‪ ..‬اسف يا خالد‪ ..‬ااسف على حالك الصعب‪ ..‬فانا والله ل اتمنى ان‬
‫اكون مكانك‪ ..‬ل اتحمل ‪ ..‬ول اظن اني ساتحمل لو تبتعد مريم عني هكذا‪ ..‬على الرغم من بعدها‪ ..‬ال علمي‬
‫ف لكي اجدد عهد الحياة كل يوم بصحوتي‪..‬‬ ‫بوجودها بالقرب من قلبي وتتنفس الهواء الذي اتنفسه كا ٍ‬

‫ظل خالد ساكتا بعد ان انهى جراح ما كان يقوله‪ ...‬ويبدو عليه النتظار‪ ..‬انتظار لردة فعل او لكلمة من خالد‬
‫تبين له أي جانب هو يشجع‪..‬‬

‫جراح‪ :‬شرايك يا خالد في اللي قلته لك‪..‬‬

‫كان خالد يتالم واخر ما كان يوده هو الكلم‪..‬‬

‫جراح‪ :‬انا ماقلت لك هالكلم عشان تسكت لي‪ ..‬انا ييت وخبرتك عشان اعرف رايك في هالموضوع‪..‬‬

‫ولكنه ظل ساكتا‪..‬‬
‫وهنا احس جراح انها الفرصة المناسبة لكي يفهمه‪...‬‬

‫جراح‪ :‬يا خالد‪ ..‬ل تظن اني مو حاس لك‪ ..‬ولني عارف لمشاعرك تجاه فاتن‪ ..‬انا مو من زمان اعرف‪ ..‬توني‬
‫ال من يومين فاهم هالشي‪ ..‬لكن‪ ..‬هاليومين‪ ..‬فتحت عيوني عليك وعلى تصرفااتك طول هالسنين ويا فاتن‪..‬‬
‫وقدرت افهم‪ ..‬وقدرت اعرف فاتن شنو بالنسبة لك‪ ..‬واسالك بهالمشاعر اللي انت موجهها لختي‪ ..‬انت شنو‬
‫تتمنى لها بهالدنيا؟؟‬
‫خالد‪ :‬كل الخير والعافية‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وهالخير و العافية؟؟ تظنه بييها بهالشي؟‬
‫ينظر اليه خالد والدمع يتلل بعينيه‪ :‬جراح حرام عليك بسك ‪ ..‬ذبحتني‪..‬‬
‫تلوم جراح على نفسه ولكن‪ ..‬القسوة مطلوبه‪ : ..‬يا خالد‪ ..‬انا ادري بمشاعرك واحس لك والله وقلبي معاك‪..‬‬
‫لكن انت افهم مسئوليتي تجاه اختي‪ ..‬انا ملزوم اني استمر بهالشي ولو كان على اني ادوس على مشاعرك‬
‫ول على مشاعر فاتن او امي اوحتى انا‪ ...‬مصلحة فاتن بهالوقت اهي اهم شي بالنسبة من كل شي‪ ..‬لنها‬
‫جزء من وصية ابوي الله يرحمه‪ ..‬والوصيه دين يا خالد على رقبه الواحد‪..‬‬

‫اطرق خالد مفكرا‪ ...‬ول يعرف لم سالت الذكريات في باله وتوجهت الى ابو جراح‪ ..‬يتذكر محاضراته الطويلة‬
‫العريضة على مائدة الطعام‪ ..‬في الرحلت‪ ..‬في المساء عندما يجلسون امام التلفاز‪ ..‬تعبه وكده‪ ..‬حتى‬
‫وصلت ذكرياته لذلك اليوم المشئوم عندما توفى ابو جراح ‪ ..‬واحس بالدين الذي يتكلم عنه جراح‪ ..‬وغصبا‬
‫عنه‪ ..‬احس به في رقبته هو الخر‪ ..‬هذا حق ابو جراح عليهم‪ ..‬ان يضمنو مستقبل بناته‪ ..‬فالبنات‪ ..‬هم مجرد‬
‫ودائع يحتفظون بها لكي ياتي يوما ما احدهم ليستلمها‪ ..‬ويكمل مسيرة الحفظ‪ ..‬والصون‪..‬‬

‫مسح دمعه الذي كان على وشك ان يسيل‪ ..‬وتكلم ‪ ..‬بصعوبة‬

‫خالد‪ :‬ل تشغل بالك يا جراح‪ ..‬ول تحط اهميه لهالشي‪ ..‬لن انا وياك‪ ..‬وان شاء الله لو كلمت خالتي بعد اهي‬
‫الثانية بتكون وياك‪ ..‬مستقبل فاتن مثل ما قلت دين في رقابنا‪ ..‬لزم نوفيه لبوك الغالي‪ ..‬الله يرحمه‬

‫ابتسم جراح بفخر‪ ...‬ياااااااه‪ ..‬كم كان العبء ثقيل على رقبته‪ ..‬وكم كانت المسئولية كبيرة‪ ..‬والن‪ ..‬بمشاركة‬
‫خالد‪ ..‬اصبح كل شي بسيطا وسهل المنال‪ ..‬ل بل سهل التحقيق‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‬

‫وقف جراح ووقف معه خالد‬


‫يمسك بكتف خالد‪ :‬يا خالد‪ ..‬انت ما تقدر تتصور شكثر انت ريحتني بموقفك هذا‪ ..‬وابي اقول لك شي ثاني‬
‫بعد‪ ..‬انت اذا حسيت ان لك حق بفاتن‪ ..‬ل تخلي مصلحتك اللي نصب عيونك‪ ..‬انتو اثنين‪ ..‬مو واحد‪ ..‬لزم‬
‫تفكر بمصلحتكم انتو الثنين‪ ..‬واذا انت من صجك تحبها وتظن انا مالك في هالدنيا غيرها واهي منيتك‪ ..‬محد‬
‫راح يغير هالشي ولو هد جبال العالم كلها‪..‬‬

‫نظر خالد الى عيني جراح‪ ..‬فكما ذبحه منذ قليل‪ ..‬ها هو يعيد له الحياة بهذه المال العريضه ولكن ‪ ..‬اين‪..‬‬

‫خالد‪ :‬هذا الوقت اختك صارت دختورة وبتشوف حالها علينا‬


‫جراح‪ :‬شدعوة‪ ..‬يبا احنا ما عندنا دختورات اللي تطيح من جيمتنا‪ ..‬جانها دختورة‪ ..‬انت صير مهندس‪ ..‬ل‬
‫تنسى‪ ..‬انت عندك نسبتك اللي تدخلك الجامعة‪ ..‬وبشهادة الجامعة انت راح تقدر تسوي كل شي‪ ..‬كل شي يا‬
‫خالد‬
‫خالد‪ :‬مو صايده قال جبه علىويهه‪ ..‬لكن يالله‪ ..‬اتوه الناس على هالحجي‪ ..‬انا خلني اشتغل الحين‪ ..‬وبعدين‬
‫يحلها الف حلل‪ ...‬لكن تعال قول لي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هل‬
‫امسك خالد ياقه جراح بكل قوة هزته وصدمته بعض الشي‪ :‬ان ضاعت فتون من يدي بسبتك ‪ ..‬والله ل ذبحك‬
‫واشرب من دمك‪...‬‬
‫جراح‪ :‬اويييييه من عاشق الغبرا‪ ..‬هد ياقتي ل اهد بطنك اهني‪..‬‬
‫اخل سبيله خالد وهو ما يزال يتوعد‪ :‬انا ادري ان فاتن الحين يعتبر مستواها افضل من مستواي‪ ..‬لكن انا بكبر‬
‫من نفسي وبكون احسن منها‪ ..‬ترى الكويت تسوى اميركا وطوايف اميركا كلها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬افاري عليك‪ ..‬انت جذي تعجبني‪..‬‬

‫ابتسم خالد‪ ..‬وكيف ل اعجبك‪ ..‬كل انسان عندما يبيع عمره لحدهم يكون محط تقدير الناس‪ ..‬انا اموت‪..‬‬
‫والناس تفرح‪ ..‬الحمد لله ‪ ..‬ربنا تقبل منا صالح العمال‪..‬‬

‫خالد‪ :‬يالله انا اخليك الحين‬


‫جراح‪ :‬وين‬
‫خالد‪ :‬تعبان شوي ابي انام‪ ..‬والعصر اكون عندكم ان شاء الله‬
‫جراح‪ :‬مو تقطع عاد )يبتسم( ماقدر ماشوفك‪ ...‬اييني مغص‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شرب اينوووو‪ ..‬ههههههههه يالله في امان الله‬
‫جراح وهو ينظر اليه مغادرا‪ :‬في حفظه ورعايته‪...‬‬

‫بمغادرة خالد المجلس تصاعدت الدموع بعينيه حارقة كل بقعة في جسده‪ ..‬النار تشتعل في قلبه والحرارة‬
‫الغريبة تسري في كل عرق وفي كل جزء من عقله‪ ..‬يا ربي‪..‬كيف رضيت بهذا الشي؟ كيف وافقت على‬
‫ابتعاد فاتن؟؟ انا احبها فكيف انى لي ان اقبل ببعادها‪.‬؟؟ حبيبتي فاتن؟ استبتعدين عني‪..‬؟ تتركيني لغربتي‬
‫وحيدا‪ ..‬؟ انا وحيد في هذه الدنيا‪ ..‬ولم اشعر بهذا يوما بفضلك‪ ..‬والن‪ ..‬انتي من ستغادر دنيتي‪ ...‬يالله‪..‬‬
‫صبرك يا رحمان‪ ..‬اكاد اموت مكاني ول استطيع ان افعل شيئا‪..‬‬
‫دخل خالد السيارة وهو يحس باللم تتصاعد في قلبه‪ ..‬والدموع الخائنة سالت على وجناته حزنا وقهرا‪ ..‬ما‬
‫اقسى هذه الدنيا‪ ..‬كيف ستبعدني عن حبيبتي الوحيدة‪ ..‬وانا‪ ..‬كيف قبلت بهذا الشيء؟؟ يا الله‪...‬‬
‫اخفض خالد راسه وهو يبكي بحرقة قلب‪..‬‬
‫وفي تلك اللحظه عند باب منزل النهيدي‬
‫مشعل‪ :‬نص ساعة وانتي اتعدلين ‪ ..‬حشى عليج شمسويه‪ ..‬كلها ال عبايه لبسته وخلص‬
‫سماء‪ :‬اهي عبايه ول فاندايشن احطه في ويهي ول شرايك انت؟؟ لزم البنت تكشخ بكامل كشختها واهي‬
‫طالعة وال ما تحلى طلتها‪..‬‬
‫مشعل وهو يمتعض من رائحتها‪ :‬نعنبوووووو صابه العطر صب عليج‪ ..‬نعنبووووو هالريحة‪ ..‬تدرين ان الملئكة‬
‫تلعنج‬
‫سماء‪ :‬ل تتبلى على الملئكة‪ ..‬شكو الملئكة تكرهني‪ ..‬لني متعدلة؟‬
‫مشعل‪ :‬أي‪ ..‬تدرين ان المتبرجة ملعونه من اول عتبه تطئها ليمن ترد بيتها؟‬
‫سماء بدهشه‪ :‬وي مادريت‪ ..‬خلني اروح ابدل ملبسي واطير شويه من ريحة العطر‬
‫مشعل‪ :‬بعد‪ ..‬اقول ‪ ..‬خلج خلج مكانج‪ ...‬العصر نظهر منالبيت‪ ..‬الحين وقت صله وانتي وحدة فاظية‪..‬‬
‫سماء تتذمر وتضرب برجليها واهي تقف عند الباب‪ :‬العصر يعني ماكو هئ هئه هئ يااااه مشعلوووو باذبحك‬
‫والله بذبحك‬
‫مشعل‪ :‬اووووووووووص سكتي فظحتينا انتي هني‪ ..‬يالله دخلي داخل الحين انا بروح اصلي والعصر بطلع وياج‬
‫والله العظيم‬
‫سماء‪ :‬احلف مرة ثانيه‬
‫مشعل‪ :‬والله العظيم ورب الكعبة بطلعج خلص عاد ل تفظحينا اكثر‪..‬‬
‫سماء تقفز فرحا‪ :‬هي هي هي بطلع هياااا هيااا ايوا ايوا‬
‫يدفعها لتدخل‪ :‬أي هيا هيا بتطلعني‬
‫تكلمه وهي موليه ظهرها وتلتفت وهي ترقص فرحا‪ :‬من صجك وعد‪..‬‬
‫مشعل يضحك‪ :‬هههههههههههههه ايه ايه وعد وعد‪..‬‬
‫سماء‪ :‬فديت مشعليييييييييي يا بعد المشاعل والله‬
‫مشعل‪ :‬قسم بالل هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫دخلت فاتن وغادر مشعل متوجها للمسجد للصله‪ ..‬وخرجت فاتن خلفه وهي تركض‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬شفيج بعد‬


‫سماء‪ :‬عطني مفاتيج السيارة جنطتي نسيتها داخل‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬هاج وحطيه بعدين في درج الكومودينوو‬
‫سماء‪ :‬اوكيك يا كيك‬

‫رمى المفتاح وغادر ‪ ..‬وهي توجهت عند السيارة لتخرج حقيبة يدها‪ ..‬وعندما اغلقت الباب استدارت لتدخل‬
‫المنزل ولكنها توقفت‪ ...‬واستدارت مرة اخرى للمام‪ ..‬لعند منزل فاتن‪ ..‬كانت هناك عيون تراقبها‪ ..‬وتنظر‬
‫اليها‪ ..‬لم تعرف عيون من‪.‬؟‪ .‬وبقيت تنظر اليها الى ان تعرفت عليها‪..‬‬
‫مذ خرجت سماء لول مرة من المنزل منذ قليل حتى هذه اللحظة وعيون خالد ل تفارقها‪ ..‬كانت المشهد‬
‫الحي امامه ينظر اليها غير مصدق هذه الفتاة المعتوهة‪ ..‬كيف تتحرك في الشارع وكانه ل حسيب لها ول‬
‫رقيب‪ ..‬ولكنها ترتدي عباءة‪ ..‬والجميل‪ ..‬الذي اندهش منه هو احساسه بالفخر بها ‪ ..‬قبل ايام ‪ ..‬كانت ترتدي‬
‫ملبسا فاضحة‪ ..‬والن‪ ..‬العباءة‪ ..‬الحق يقال‪ ..‬تبدو انسانة صحيحة بهذه الملبس‪ ..‬ولكن الجنون مصيبة‪..‬‬

‫اما سماء فراقبته وهو داخل السيارة‪ ..‬وعندما تحركت لسيارة متقدمة ناحيتها لم تتحرك وانما وقفت وكانها‬
‫تنتظر منه ان يمر ناحيتها‪ ..‬وبالفعل‬

‫مرت سيارة خالد ناحية سماء الواقفة وهو ينظر اليها مبتسما‪ ..‬وابتسامته هذه كانت كالسهم القاتل الذي طار‬
‫في قلب تلك الشقية‪ ...‬محدثة الثر الكبير الذي من شانه ان هدم كامل اركان ثباتها في تلك اللحظه‪..‬‬

‫احست بالدوار‪ ..‬ما هذا الحساس‪ ..‬ما هذه المشاعر الغريبة‪ ..‬لم هذه الحرارة في وجهي‪..‬؟؟‬

‫هذا الغبي‪ ..‬ما باله يبتسم كالهبل‪ ..‬غريب امره ‪ ..‬احيانا يضحك واحيانا يصرخ واحيانا ينتقد‪ ...‬ما اغباااااه‪..‬‬

‫وظل خالد يسوق السيارة وفكره اعاد التوجه الى فاتن ليشعر بالحزن‪ ..‬لكن ‪ ..‬عادت ذكرى تلك الفتاة بالعباء‬
‫ة السوداء تطرق ابواب فكره‪ ..‬هذه الفتاة‪ ..‬ما امرها معي؟؟؟ لم هي بفكري هكذا‪...‬؟؟‬

‫سبحان الله‪ ..‬ل يطيح بعباده أي ظلم‪ ..‬انما العبد من يظلم نفسه‪ ..‬وال ربنا فهو لكريم معطاء‪..‬‬
‫يا ترى يا خالد‪ ..‬هل سماء هي العطية من ربك ‪ ..‬لكي تتخلى عن افكارك تجاه فاتن‪...‬؟؟‬
‫ويا ترى يا خالد‪ ..‬هل هي حبك الحقيقي‪ ..‬وفاتن تظل العجاب الغير منتهي‪..‬؟؟‬

‫جراح واصبح له العديد من الحلفاء على اخته في مساله السفر‪ ..‬هل سينجح بهذا مع امه‪..‬؟‬
‫هل ستوافق؟؟‬
‫ام سترفض؟‬

‫فاتن؟ كيف ستكون ردة فعلها؟؟؟ ما ذا قد تفعل‪..‬؟؟‬


‫مساعد‪ ...‬ما هي الخطط التي يرسمها في موعد القاء وصيه الب‪.‬؟؟‬

‫ومشعل‪ ..‬ماذا ستكون مشاعره عندما يعرف بسفر فاتن؟؟‬


‫هل سيظل العاقل الفاهم الذي ل يريد الخراب لعلقته مع اخيها؟‪.‬‬
‫ام ان الحب سيهوره ويلقيه في دروب " الشتات" )) هيهيهيهيهي مقطع الغنيه))‬

‫الجزء العاشر‬
‫الفصل الول ‪..‬‬
‫========‬
‫انه المساء‪ ..‬لم يصدق جراح ان الوقت قد حان ليخبر امه عن ما هو بصدد قوله لها‪ ..‬نظم الكثيرمن الفكار‬
‫والكثير من الكلم‪ ..‬ولكن كل هذا ل يعني شيئا‪ ..‬فبلحظة قد ينساه كله‪ ..‬وقد يتراجع في اقل من ثانية‪..‬‬
‫فالضغط كبير‪ ..‬ل يعرف كيف يسرد المر لمه‪ ..‬ل يريد ان يتعمق ولكن ل يستطيع ان يضمن موافقة امه على‬
‫هذا الشيء‪ ..‬ل يريد ان يخبرها بادق التفاصيل‪ ..‬او بالحرى‪ ..‬ل يريد ان يفتح باب اللم عند امه حتى ل تتذكر‬
‫اباه‪ ..‬ولكن هذا شيء محتم‪ ..‬لبد وان يذكر جهود اباه في هذا الموضوع ‪ ..‬فلوله لما حدث كل ما حدث‪..‬‬

‫لكم المسئولية صعبة بعض الشيء اقناع فاتن ليس بالمر الهين‪ ..‬او العادي‪ ..‬انها عنيدة‪ ..‬ول تقبل باي شي‪..‬‬
‫ولكن‪ ..‬معي اوراق رابحة كثيرة‪ ..‬امي‪ ..‬وخالد‪ ...‬ومساعد‪..‬‬

‫عزم القرار‪ ..‬ونهض من مكانه وتقدم ناحية غرفة امه‪ ...‬يمشي بخطوات ثابتة ويديه في جيبيه‪ ..‬ل ل ‪ ..‬ستقتنع‬
‫امي‪ ..‬مع ان ابتعاد فاتن صعب عليها‪ ..‬لكنها ستقتنع‪..‬‬

‫على تلك الفكار وصل الى غرفة امه‪ ..‬وكم شابت روحه عندما وصل هناك‪ ..‬وتخيل ‪ ..‬لو انه فتح الباب‪..‬‬
‫سيكون اباه بالداخل‪ ..‬جالسا على السرير وهو مغمض عينيه وموسد راسه للجدار‪..‬‬
‫اسند جراح مقدمة رأسه الى الباب‪ ..‬يبلع غصة الحزن التي عمرت قلبه‪ ..‬رحمة الله عليك يا ابتي‪ ..‬كيف انى‬
‫لنا ان نفكر بالعيش من دونك لباقي العمر‪..‬‬
‫وبهذه الكلمات وبيديه التي مسح رقائق الدموع‪ ...‬طرق الباب‪ ..‬واتاه صوت امه الحزين ليعيد تلك الحزان‬
‫التي طردها قبل قليل‬

‫ام جراح‪ :‬تفضل‪..‬‬


‫اطل برأسه وهو يبتسم بمرح‪ :‬مساء الورد والياسمين والريحان والنعناع‬
‫تضحك ام جراح‪ :‬هههههه هل والله بوليدي هل بالغالي وريحة الغالي‪ ..‬حياك يمة‬
‫يدخل جراح وهو يغلق الباب من خلفه‪ :‬الله يحييييج‪ ..‬ويبقيج‪ ..‬ويخلييييج‬
‫تبتسم ام جراح‪ :‬وياكم يا عيالي‪ ..‬تعال اقعد هني يمي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل مابي‪ ..‬بقعد هني بعيد عنج‬
‫ام جراح‪ :‬ليش ما تبي قرب امك؟؟ )بمرح(‬
‫جراح بغرور‪ :‬انا امي علمتني الحرمة اللي تقط روحها عليك بلها‪ ..‬ما نبيها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬مدمغة امك ما عرفت تعلمك‪ ..‬تعال هني )بنبرة فكاهيه( انا اعلمك اليوم درس ثاني‬
‫جراح‪ :‬ويييييي يمه بتخربيني هههههههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬مادري عنك هههههههههههههههههههههه طالع لي بشغلت يديده‪)..‬بغرور( مرة ثانية تبي توضح شي‬
‫وضحة زين ل تطلع على اشاعات‪..‬‬
‫وهو يتحرك من مكانه الى عند امه او بالحرى عند حظنها‪ :‬أي اشاعات هذي اللي تتكلمين عنها؟‬
‫ام جراح‪ :‬ل تقول اني علمتك انك ما تروح للمرة الي تقط روحها‪ ...‬كلهم‪ ..‬ال امك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬والله ليش ان شاء الله شفيها زيادة عن حريم الدنيا؟؟‬
‫ام جراح بحزن‪ :‬لن امك ما عندها في هالدنيا شي يكحل عيونها غير شوفتك يا بعد الشووووف‪..‬‬
‫ذابت اوداج قلب جراح من كلم امه العذب الفجيع ولكن‪ :‬يمه‪ ..‬يا بعد هالدنيا يا يمة‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬حبيبي وليدي‪ ...‬ها يمة‪ ..‬شفيك اليوم يايني على غير عوايدك‪) ...‬تنظر اليه بتمعن( اكيد في خاطرك‬
‫شي؟‬
‫جراح‪ :‬أي والله خاطري في موووووحة‬
‫تدفعه ام جراح‪ :‬هههههههههه ما امصخك‪ ..‬خلصني اببسرعة شتبي؟‬
‫جراح‪ :‬افا‪ ..‬شتبي؟؟ قويه بحقي يا ام جراح‪) ..‬يبتسم لها( فديت عمرج يمة‬
‫ام جراح‪ :‬والحين قول لي ‪ ..‬شفيك؟؟ لني حاسة ان في شي شاغل بالك‪ ..‬من جم يوم‪ ..‬وانت مشغول‪..‬‬
‫مشغول في شنو؟؟‬

‫ابتسم جراح لحدة مراقبة امه‪. .‬فهي لم تساله ال اليوم‪ ..‬وكعادتها انتظرته حتى ان ياتي هو لها‬
‫ليوضح لها ما يجول بخاطره‪..‬‬
‫استوى بجلسته‪ :‬يمة انا عندي سالفة وياج اليوم‪ ..‬مهمة لنا كلنا‪ ..‬وبالخص‪ ..‬فاتن‬
‫ام جراح‪ :‬فاتن؟؟‬
‫جراح‪ :‬يمــة‪ ..‬انا مادري انتي شنو رايج بس‪ ...‬فاتن شصار على دراستها؟‬
‫بتسائل ترد ام جراح‪ :‬والله يا يمة مادري‪ ..‬احنا ما قدرنا نتنفس على العطلة ال ‪ ..‬ال وابوك الله يرحمه راح‪..‬‬
‫ومنها انا مادري عن احوالنا ل شرق ول جنوب ول شمال‪ ..‬بس اللي اعرفه ان ابوك مخلي لها افلوس بالبنك‬
‫عشان تدرس‪..‬‬
‫استغرب جراح؟؟ امه على علم بهذا المر‪ :‬يمه‪ ..‬انتي تعرفين شي عن هالفلوس‪..‬؟‬
‫ام جراح‪ :‬اكيد يمه‪ ..‬ابوك ماكان يسوي شي من دون ما عرفه‪ ..‬ابوك حط بيت العايلة الجبير في يد شركة‬
‫مقاولت اللي سوته مطعم مادري فندق‪ ..‬واللي يطلع من هالفندق يحطونه في البنك‪ ..‬وبس‪ ..‬كل هذا اللي‬
‫اعرفه‪ ..‬الباجي تقد تروح تسال مساعد ولد الدخيلي‪..‬‬

‫لم يصدق جراح نفسه‪ ..‬هو الذي كان يعد نفسه لقول كل هذا الكلم اتضح ان امه تعرف به ‪ ...‬وكيف لم‬
‫يخطر هذا على باله‪ ..‬فل زوج يخفي امورا كهذه عن زوجته‪...‬‬

‫جراح‪ :‬زين يمة‪ ..‬انا مساعد ياني قبل جم يوم‪ ..‬وعلمني على كل هالشياء‪ ..‬وعلمني على ‪ ..‬اشياء ثانية بعد‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬شهالشياء‪..‬‬

‫وتكلم جراح مع امه باسهاب وبلغة مفهومة‪ ..‬فهي وان كانت عارفة فتظل جاهلة بمصطلحات وايضاحات هي‬
‫بغنى عنه‪ ..‬فهو اختصر عليها كل شي واخبرها المر ‪ ..‬من الوسط حيث تركته الى اخر شي قرأه من تلك‬
‫المجلدات‪ ...‬والظاهر ان والدته قد انزعجت لفكرة سفر فاتن للخارج‪ ..‬فهي ممتعظة وملمحها شابها الكدر‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يابوك وين تروح اختك بعيد عني‪ ..‬ول بامريكا؟؟ ماقدر يمه اخليها تروح بروحها؟‬
‫جراح‪ :‬يمه ماكو شي اسمه بروحها‪ ..‬هناك طلب عرب ياا يمة لو تعدينهم تضيعين‪ ..‬وبعدين اهي مو رايحة‬
‫تعيش هناك‪ ..‬رايحة تدرس‪ ..‬وراح يكون لها سكن خاص فيها وراح تكون لها تسهيلت احنا في بلدنا ما نلقاها‪..‬‬
‫ل تنسين اهي في بعثة‪ ..‬والبعثة نعمة يا يمة مانقدر نرفسها خصوصا ويا ظروفنا‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬صح يا يمه بس انا قلبي ما يطاوعني اخليها تروح هناك لحالها‪ ..‬ماقدر ارقد بالليل واهي مو وياي في‬
‫البيت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة مثل ما علمتي فاتن تكون جذي علمي مناير وال هذيج حالة خاصة‪ ..‬يمه‪ ..‬انتي ما تدري ابوي شكثر‬
‫تعب على هالبعثة عشان واحد منا بس ياخذها‪ ..‬وان كانت فاتن اللي بتاخذها ‪ ..‬بتاخذها‪ ..‬بس لزم نرضي‬
‫ابوي واهو ميت يا يمة‪ ..‬ترى هذي وصيته‬

‫تجهمت ملمح ام جراح‪ ..‬وكانت على وشك البكاء‪ ..‬ولكنها اخفضت البصر عن ابنها‪ ..‬كيف اترك ابنتي‪ ..‬ل‬
‫اريدها ان تغيب عن عيني ول اريدها ان تتغرب وهي صغيرة‪ ..‬تظل فتاة والفتاة ليس لها بالهوا أي خبرة‪..‬‬

‫جراح بنبرة مواسية‪ :‬يمة‪ ..‬انا ادري هالشي صعب عليج‪ ..‬اذا صعب عليج مرة انا الف مرة يا يمة‪ ..‬بس كل ما‬
‫احس انه صعب اذكر ابوي‪ ..‬ابوي كان يتمنى لنا او لواحد منا بس‪ ..‬انه يكون شي في هالدنيا‪ ..‬واهو تعب‬
‫وجهد‪ ...‬وحتى انه‪ ..‬راح عشاننا‪ ..‬فيعني احنا مانقدر نضحي ولو شي عشانه‪ ..‬وصدقيني يا يمة‪ ..‬ما بتندمين‪..‬‬
‫لني انا فكرت بالموضوع وما تظنين اني لو كنت مشكك لقل ثانية ما راح اييج واقول لج عنه؟؟‬
‫ام جراح بعصبية بسيطة‪ :‬بس يا يمة ماقدر‪ .‬ماقدر اخلي اختك تروووح عني بعيد‪ ..‬فاتن ما بترضى‪ ..‬ما تعودت‬
‫انها تطلع عن البيت لفترة طويلة‪ ..‬اهي البنت الوحيدة اللي كل ام تتمنى مثلها في هالدنيا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمه صح كلمج بس‪ ..‬انتي لزم تتقبلين هالشي‪ ...‬لن فاتن ان مافكرت بمستقبلها وبمصلحتها‪ ..‬عندها‬
‫الخو اللي يفكر عشانها‪ ..‬وانا احس ‪ ..‬لو تبين‪ ..‬رضاي بيكون بسفرها‪ ..‬وانا انشالله كل فترة وفترة‬
‫بزورهاواهي بعد كل فترة وفترة راح تيينا بالجازات وتقعد معانا‪ ..‬وللو انتي خايفة ان فاتن تتعرض للمصايب‬
‫هناك‪ ..‬اظني انتي مربيتها‪ ..‬ومو كل بنت تلقى مثل تربيتج يا يمة‪ ..‬فاتن بنت ل يعلى عليها بنت ثانية‪ ..‬وان شاء‬
‫الله راح ترفع راسنا كلنا وتبيض ويهنا‬
‫تبتسم ام جراح بحزن‪ :‬لو كانت الظروف ثانية‪ ..‬لو كنت انت اللي تروح‪ ..‬ما حسيت بشي‪ ..‬لكن‪ ..‬انا ادري‬
‫هالشي صعب عليك‪ ..‬لن هذي البعثة كان لزم تكون لك‬
‫يقطع جراح كلمها‪ :‬وانا ما اهتميت يمة‪ ...‬ول واحد منا عرف بهالشي‪ ..‬ال ابوي‪ ..‬لكن شوفي فاتن شلون‬
‫ذبحت عمرها بالدراسة‪ ..‬ل تاكل ول تنام ‪ ..‬ول ترتاح‪ ..‬عشان بس انها ترفع راس ابوي ‪ ..‬لنها تعرف رضى‬
‫ابوي يكمن في النجاح‪ ..‬لذا هي احق مني بهالبعثة‪..‬‬

‫اخفضت الم الحزينة بصرها‪ ..‬حزنا على ما قر بفؤادها‪ ..‬كلم جراح صحيح‪ ..‬ل يمكن ان اظلم ابنتي وادعها‬
‫تبقى هنا‪ ..‬بينما الفرصة سانحة لها بان تخرج من هذه القوقعة ومن هذا العالم الى عالم اخر‪ ..‬لم اعدها لهذا‬
‫الشي‪ ..‬ولم اجهزها له‪ ..‬كيف لي ان اترك صغيرتي الحبيبة في عالم ل تعرف عنه ال بالخبار‪ ..‬ويا ليته يسر‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬هذه رغبتك يا زوجي الحبيب‪ ..‬فانت قد تعبت‪ ..‬ولزلت اذكر سهاد الليالي الذي صاحبك ‪ ..‬تفكر بمصير‬
‫اولدنا بهذا الفقر‪ ..‬الحمد لله على كل حال‪ ..‬ولربما هذه هي هدية النجاح التي كنت تعددها لفاتن‪...‬‬

‫احس جراح ان امه موافقة‪ ..‬والحزن واجب عليها‪ ..‬لنها ‪ ..‬سريريا‪ ..‬قبلت بما قاله لها‪ ..‬وقد توافق‪ ..‬بل‬
‫احتمالية كبيرة انها موافقة‪ ..‬وبدأ يعد نفسه للموافقة‪ ..‬ستوافق‪ ..‬انا واثق بانها ستوافق‬

‫جراح بحذر‪ :‬ها يمة‪ ...‬شقلتي‪.‬‬

‫ابتسمت ام جراح بصمت‪ ..‬وكانت هذه هي البشارة‪ ..‬لقد وافقت امي‪ ..‬وااافقت‪ ...‬الحمد لله رب العالمين‪...‬‬
‫‪ %50‬من المهمة قد نفذ‪ ..‬والن‪ ..‬الخمسون الباقية‪ ..‬فاتن‪..‬‬

‫جراح‪ :‬صدقيني يمة‪ ..‬ما راح تندمين‪ ..‬راح تذكرين هالموقف بيوم من اليام وبتقولين لي‪) ..‬بصوت نسائي (‬
‫يعلني ماخلى منك يابومحمد‪ ..‬قلت وصدقت‪ ...‬فديت عمرك يا وليدي‬
‫ام جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫ضحك الثنان ولكن جراح كان اكثر فرحا‪ ..‬طبيعي‪ ..‬وكيف ل يفرح وهو ينفذ جزءا من وصية والده‪ ...‬اوه ‪..‬‬
‫الحمد لله انك ذكرتيني ايتها الكاتبة بالوصية‪ ...‬كيف انى لي ان انسى‪ ..‬شكرا‪...‬‬

‫جراح‪ :‬يمة‪ ..‬اكو شي ثاني بعد؟‬


‫ام جراح بخوف‪ :‬شصاير بعد‪.‬؟؟ منو بيسافر؟‬
‫جراح يبتسم‪ :‬ل يمة ماكو احد بيسافر‪ ..‬لكن‪ ...‬مساعد قبل جم يوم خبرني ان ابوي له وصية‪ ..‬ويبي موعد‬
‫ويانا عشان يقولها لنا‪..‬‬
‫ام جراح بتفكير‪ :‬قول له أي وقت ما يبي حياه الله يتفضل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬متى يناسبكم‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬مادري أي وقت يا وليدي حياه الله ‪ ..‬بس اختك‪ ..‬شنو بيصير عليها؟ اقصد متى بتقول لها؟؟‬
‫جراح‪ :‬خلي فاتن علي يا يمة‪ ...‬انا اللي بتفاهم وياها على هالسالفة‪ ..‬وبس هاا‪ ..‬ماابيها تعرف شي عن‬
‫هالموضوع منج‪ ..‬انا ابي افاتحها فيه اول باول‪ ...‬اتفقنا؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬اللي تشوفه يا وليدي‪..‬‬
‫ينظر الى الساعة‪ :‬فديت عمرج يمه يالله انتي نامي الحين‪ ..‬وباجر يحلهاالف حلل‪ ..‬وانا بعطي الريال موعد‬
‫ايينا يوم‪ ..‬يوم الربعاء؟؟ زين جذي؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬على راحتك يا يمه‪..‬‬
‫جراح بابتسامة‪ :‬قط قلت لج احبج؟‬
‫ام جراح‪ :‬هههههه ل والله من زمان ماقلت لي‬
‫يضم امه بقوة بين ذراعيه‪ :‬احبـــــــج يمة‪ ..‬احبـــج‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬وانا اموت فيك يا عمري‪..‬‬
‫جراح‪ :‬تصبحين على خير‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬تلقى خير يمة‪..‬‬
‫******************‬
‫)يوم المهمة المستحيلة‪(Mission imposible ..‬‬

‫ل مفر لفاتن ال ان تقبل‪ ..‬امي موافقة‪ ..‬انا موافق‪ ..‬خالد ايضا موافق‪ ..‬ل مفر لها ‪ ..‬ستوافق‪ ..‬وان كان هذا‬
‫اخر شي اقوم به في حياتي‪ ..‬لبد لوصية والدي ان تتنفذ‪...‬‬
‫نام جراح وهو يردد هذه الكلمات ‪ ..‬والمسكين‪ ..‬من شديد التعب لم ينتبه لنفسه في اليوم الخر ال بوقت‬
‫صله الظهر‪..‬‬
‫كان كالميت على فراشه‪ ..‬وما ان سمع الذان حتى فز قائما من مكانه؟؟ انمت طول هذا الوقت؟؟ يا ربي‪..‬‬
‫كم الساعة الن؟؟‬
‫تحرك الى ناحية الساعة‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬انها الحادية عشر والنصف‪ ..‬قم انهض‪ ..‬فاليوم يوم حافل لك‪..‬‬
‫*****‬

‫كان مساعد في المكتب غير قادر على العمل‪ ..‬تأتي الفكار به وتذهب‪ ..‬لم يتصل به جراح حتى الن‪ ..‬قال‬
‫بانه سيرد اليوم‪ ..‬ول خبر عنه حتى هذه اللحظة‪ ..‬انه الذان‪ ..‬ساقوم واصلي‪ ..‬حتى يتصل‪ ..‬هكذا امضي‬
‫الوقت‪ ..‬ويمضي عني‪..‬‬

‫في غرفتها كانت جالسة تصلي‪ ..‬وعندما انتهت‪ ..‬رفعت كفيها بالدعاء‪...‬‬
‫)) اللهم يا واسع الرحمة ويا عاطي الصبر ‪ ..‬الهمنا يا الهي بالصبر الجميل‪ ...‬اللهم فرج امورنا ووسع صدرونا‬
‫وارزقنا خيرا ورحمه ‪ ..‬الهي اقبل توبتنا‪ ..‬ووفقنا وافتحها علينا يارب‪..‬‬
‫ابتسمت وظهرت تلك الماسات البيضاء‪ ..‬واكملت‬
‫ووفج جراحوووووو الكريه وفرجها عليه وكبره بسرعة عشان ايني وياخذني واتزوجه ويتزوجني وانيييب ‪18‬‬
‫كتكوووت ههههههههههههههههه كلهم صفر مابي سوود‪((..‬‬

‫نهضت من على تلك السجادة وطوتها لتخرج من الغرفة‪ ..‬واذا بلؤي يطل عليها‬
‫لؤي‪ :‬انا هنييييييييييييي شقاعدة تسويييييييين تحشين فيني‪...‬؟؟‬
‫مريم وهي تمسك بصدرها‪ :‬بسم الله ) تغضنت ملمحها( قول الله ل يبارج في عدوينك‪ ..‬انت علمك جذي‬
‫هيلق وتطلع لي من تحت الرض‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اطلع من تحت الرض‪ ..‬دودة قالولج‪ ..‬دوده في بطن عدوينج‪ ...‬قوليلي مريوووم‪...‬‬
‫مريم‪ :‬شتبي‬
‫لؤي‪ :‬جم عمرج انتي الحين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش تبي تشتري لي هدية؟؟ مو اليوم عيد ميلدي‬
‫لؤي بنقمة‪ :‬ويه عاد انا متى شريت لج هدية عشان اليوم اسوي هالشي‪ ..‬بس اسالج انتي جم عمرج‪..‬؟‬
‫مريم‪ :‬جريب بصير ‪ ..19‬بشهر ‪10‬‬
‫يدخل غرفتها ويجلس عند الكرسي بتفكير وحاجبينه معقودان‪ :‬يعني اكبر منج ب‪)...‬يعد على اصابعه الجاهل(‬
‫بثلث سنين‪..‬‬
‫مريم باستغراب‪ :‬من هذي؟؟؟‬
‫من غير ادراكه بسؤال اخته يكمل كلمه‪ :‬اكبر منج بثلث‪ ..‬وانتي اصغر مني بثلث‪ ..‬يعني كبري‪ ...‬هياااااااااااا‬
‫مريم ‪ :‬اوووووووه‪ ..‬شسالفة‪..‬‬
‫لؤي يبتسم لها بخفة وحاجبه مرفوع‪ :‬تدرين يا مريم‪ ...‬انتي لزم تفرحين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وي يا حسرررة افرح على شنو‪ ..‬احنا طالعين من هالمصايب عشان يحصل لنا نفرح‬
‫لؤي‪ :‬نو ماي دير سستر‪ ..‬اليوم افرحي‪ ..‬لن اخوج )يهندم نفسه( محسوبج لؤي‪ ..‬بيتزوج‪..‬‬

‫لم تتكلم مريم بل تركت عينيها متمعنتين في اخيها‪ ...‬وانفجرت ضحكا‪...‬‬

‫لؤي الذي كان يبتسم تجهمت ملمحه‪ :‬ليش تضحكين‬


‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ها ها ها‬
‫نكته حلوة يا اخ لؤي‪ ..‬لو سمحت‪ ..‬ل تقول لي غيرها‪ ..‬ترى بموت‪ ..‬بشرق وانا اضحك‪...‬‬
‫هاهاهاهاهاهههههههههههههههههههه‬
‫بنظرات حاقدة‪ :‬تراج حمارة‪ ..‬مو ويه احد ايقول لج شي‪ ..‬ليش تضحكين‬
‫مريم بصريح العبارة‪ :‬انت من وين لك تتزوج‪ ..‬وانت من متى تحب بنت وحدة‪ ..‬وانت من متىىىى تفكر‬
‫بالزواج‪ ..‬هاه‪ ..‬اصل من بيخليك تتزوج‪ ..‬امي؟؟ ل يبا شيل هالفكرة من بالك‪ ..‬امي ما بتزوجك قبل ما يتزوج‬
‫مساعد‪ ..‬وبعدين ماكو بنيه فيها ‪ ..‬شرطه عقل) باصبعها( تتزوجك‪ ..‬انت احنا اللي خواتك مو شادينك‪ ..‬تعبل‬
‫على بنت الناس ليش‪...‬‬
‫تمسك يده وتجره للخارج‪ :‬تكفى‪ ..‬روح دارك غسل ويهك وتوضى وروح المسيد وصل‪ ..‬والله يفتحها عليك‪..‬‬
‫ونجحت باخراجه وهو صامت‪ ..‬وعند باب الغرفة قبل اان تغلق الباب في وجهه‪ :‬تقدر تضمني يا اخوي‪ ..‬انا‬
‫مستحيل افتح هالثم دام هالراس يشم الهوا شرط انك تنسى هالفكرة تماما ل بل تمسحها من خيالك‬
‫وفكرك‪ ..‬لن هذا شي مستحيل‪ ..‬م س ت ح ي ل‪ ...‬و‪ ...‬باي‪..‬‬

‫اغلق الباب بخفة في وجه لؤي المنصدم‪ ...‬انه غير مصدق من ردة فعل اخته‪ ..‬فهو لم يقل لها شيئا‪ ..‬وتهجمت‬
‫عليه بتلك الطريقة‪...‬‬
‫وفجاة فتح الباب مرة اخرى وظهرت مريم‪..‬‬

‫مريم‪ :‬بالمناسبة!! اليوم يوم فحصك للتقويم اللي على ظروسك‪ ..‬روح قبل ل تنسى‪..‬‬
‫واغلقت الباب‪...‬‬

‫وظل لؤي واقفا‪ ..‬وبغير وعي‪ ..‬مشى الى غرفته وهو يفكر بردة فعل مريم‪ ..‬اذا مريم التي هي اخته الصغيرة‬
‫كانت هذه ردة فعلها‪ ..‬فماذا ستكون ردة فعل امه واخيه‪ ...‬الموضوع بحاجه الى الدراسة‪..‬‬
‫******‬

‫ترررررررررررررررن‬
‫ترررررررررررررررررررررررن‬
‫تررررررررررررررررررن‬
‫كانت هذه هي الرنات الثلث الوحيدات بهاتف مساعد الذي كان ينتظرها‪ ..‬وعندما تاكد من الرقم المتصل‪..‬‬
‫اجاب عليه بكل تحفظ‬
‫مساعد‪ :‬الووو‪...‬‬
‫جراح‪ :‬هل مساعد‪ ..‬شخبارك؟‬
‫تنهد مساعد براااااااااحة غريبة سرت في اوصاله‪ ..‬واخيرا‪ ..‬واخيرا‪ :..‬هل جراح‪ ..‬ابخير الله يسلمك وانت كيف‬
‫حالك؟‬
‫جراح‪ :‬يجمل حالك ياخوي‪ ..‬ها‪ ..‬مستعد؟‬
‫مساعد بحذر‪ :‬امك وافقت؟‬
‫جراح يبتسم ‪ :‬اكوو شي جراح يعجز عنه‪ ..‬ل والحريم بعد‪ ..‬ههههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬حلووووو يا جراح‪ ...‬انت سويت شي مهم صراحة في حياتك وفي حياة هلك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بفضل نصيحتك وارشاداتك وال انا واخواني للحين ما لنا بر نرسي عليه‪..‬‬

‫احس مساعد انه يملك الدنيا في قبضته‪ ..‬وهذه الدنيا لم تكن ال فاتن‪ ..‬فاتن‪ ..‬انتي بين يدي‪ ..‬ل اكاد اصدق‬
‫هذا الشي‬

‫مساعد‪ :‬عيل عطني الموعد للزيارة عشان ارتب اموري من الحين‬


‫جراح‪ :‬والله مادري انت أي وقت تحس نفسك فاظي فيه حياك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يوم الربعاء انا فاضي‪ ..‬تعرف اجازة وماكو دوام‪ ..‬يناسبكم‬
‫جراح‪ :‬انا قلت يوم الربعاء بعد‪ ..‬يالله عيل‪ ..‬ننتظرك ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬جراح مثل ما وصيتك‪ ..‬ل احد من اخوانك يعرف هالشي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل تحاتي ول تحط في بالك‪...‬‬
‫اتى السؤال الذي كان يضايقه منذ بدء الموضوع‪ :‬واختك‪ ..‬ما كلمتها‪ ..‬؟‬
‫جراح‪ :‬اليوم ان شاء الله بقعد وياها انا وامي وولد خالتي‪ ..‬واللي فيه الخير الله يجدمه‪..‬‬

‫الفرحة كبيرة في قلب مساعد‪ ..‬النصر‪ ..‬ما احله‪ ..‬حتى وان كانت نسبته متوسطة‪ ..‬ال انه يعد نصرا‪ ..‬ونصرا‬
‫كبيرا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬خير عيل‪ ...‬يوم الربعاء بالعصر انا عندكم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬حياك الله‪ ..‬يالله عيل‪ ..‬بخاطرك‬
‫مساعد‪ :‬فيحفظ الله ورعايته‪..‬‬

‫اغلق جراح الهاتف عن مساعد وهو يعد نفسه لخته‪ ..‬فاتن‪ ..‬انتي لمهمة مستحيلة‪ ..‬ولكن‪ ..‬اعرفك‪ .‬ان‬
‫عرفتي ان الموضوع متعلق براحة ابي‪ ..‬فانتي لن تتواني عنه يااختي البارة‪..‬‬

‫قام جراح من الصالة وتوجه الى الخارج‪ ...‬امه كانت قد اوصته بشراء بعض الغراض التي يحتاجونها‪ ..‬ل‬
‫اعرف ان كان لنا راتبا معينا يستلمه والدي‪ ..‬فانا ل اذكر يوما كنا فيه عاجزين عن الماكل والمشرب‪ ..‬رغم‬
‫بساطته‪ ..‬ال انه لله الحمد تواجد في منزلنا ‪ ..‬يا ترى؟؟ من اين كان ياتي ابي بالمال؟؟ هذا شئ ليس مهما‪..‬‬
‫ولكني سأفتح موضوعه مع امي مرة اخرى‪..‬‬

‫كان على وشك ان يركب السيارة واذا بمشعل يناديه‪ ..‬فخرج له وهو يبتسم‬

‫جراح‪ :‬شدعووووة يالحبيب‪ ...‬ل تزور ول شي‪ ..‬عنبوو هالويه ال خطوتين يمكم‬
‫مشعل يبتسم‪ :‬هل فيك حبيبي‪ ..‬ل والله بس مشغول هاليام‪ ..‬تعرف الجامعة قريبة ولزم ازهب اوراقي‪..‬‬
‫تراني مو كويتي عندهم ههههههه‬
‫جراح‪ :‬ل عادي يوم يومين وتنتهي هالشكليات‪ ..‬بالعادة ما تطول‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬الله يسمع منك‪ ..‬شخبارهم البيت‪ ..‬وشخبارها الوالدة؟‬
‫جراح‪ :‬الحمد لله‪ ...‬عايشين بفضل الله‪ ..‬السموحة منك مشعل بس انا مضطر الحين امشي‬
‫مشعل يبتسم‪ :‬هاا‪ ...‬اشتري لي كيلو باميا ول كيلو بطاط‪ ..‬ال ييب هالرز ول ييب هالطبخة‬
‫جراح ‪ :‬هههههههههههههههههههاي أي والله صرنا رياييل بيوت وعلينا مسئوليات‪ ..‬بس تصدق‪ ..‬جذي احلى‪..‬‬
‫تحس روحك شي‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬اصدقك‪ ..‬وال انك متوله على الطلعات والديوانيات‪ ..‬والقهوة والشيشة‬
‫جراح‪ :‬ااااااااخ ل تييب طاريها‪ ..‬تراني ميتن عليها‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬اوكي ياللخو‪ ..‬ما طول عليك‪...‬‬
‫جراح‪ :‬اوكيي‪...‬‬

‫ويتركه مشعل متوجها لمنزله‪ ..‬وهو يطوي يديه في جيبيه ويخرجهما‪..‬‬

‫جراح مناديا‪ :‬مشعل‬


‫مشعل‪ :‬هل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬شرايك في جامعة ييل؟؟‬
‫مشعل‪ :‬جامعة ييل؟؟؟ شيابها لمخك؟؟‬
‫جراح وهو يفتح باب السيارة‪ :‬ل بس‪ ..‬فاتن اختي محصلة بعثة لهالجامعة‪ ..‬وشكلها بتوافق عليها‪ ..‬بس انت‬
‫قول لي شلونها هالجامعة زينة‪..‬‬

‫لنعيد وصف وضعية مشعل قبل ان يسمع كلمة عن سفر فاتن‪ ...‬كان واقفا وهو يتكأ على قدم اكثر من‬
‫الخرى‪ ..‬وعندما سمع بسفر فاتن‪ ...‬استقام على رجليه‪ ...‬والحياه غابت عن محياه‪ ..‬فاتن؟؟؟ تسافر؟؟؟؟؟‬
‫تقدم لجراح بالم‪ :‬بتسافر اختك؟‬
‫جراح‪ :‬أي ‪ ..‬ملقية بعثة لميركا‪ ..‬بهالجامعة‪ ..‬ومادري‪ ..‬شراييك فيها‪ ..‬زينة؟‬
‫مشعل‪ ..:‬اكيد‪ ....‬هذي‪ ...‬ثاني افضل جامعة باميركا‪. ..‬‬
‫ابتسم جراح‪ :‬الحمد لله‪ ..‬زين عيل‪ ..‬اخليك الحين‪...‬‬

‫لم يرد مشعل‪ ..‬وبقي واقفا في منتصف الطريق ‪ ..‬مر عليه جراح وغادر‪ ..‬وبقي هو على الطريق‪ ..‬تضربه‬
‫الشمس في قمة راسه‪ ..‬وبقي على الطريق‪..‬‬

‫تهيجت كل اعصابه وحواسه‪ ..‬تشنجت اوردته‪ ...‬وظاقت نفسه بعنف‪ ..‬يا للصواعق‪ ..‬يا للهول‪ ..‬فاتن مغادرة‪..‬‬
‫ستسافر؟؟ انها مغادرة عني‪ ..‬كيف انى لها ‪ ..‬ان تذهب وتتركني‪ ..‬كيف؟؟؟‬

‫توجه ببصره الى نافذه غرفتها‪ ...‬لبد وانها هناك‪ ...‬عمرت في قلبه المنية المجنونه بان يصعد ليراها‪..‬‬
‫ويكلمها‪ ..‬ل بل يعنفها‪ ...‬كيف جاز لها المر بان تذهب عنه وتتركه بعد ان لقيها في حياته‪ ..‬كيــف؟؟ هي وهي‬
‫التي تحبه‪ ..‬ها هي على وشك ان تذهب وتتركه‪..‬‬

‫لم يعرف أي طريقا لها‪ ..‬يريد ان يتكلم معها باي طريقة‪ ..‬لبد وان يكلمها قبل ان تتخذ هذا القار المجنون‬
‫بتركه‪ ..‬ل استطيع ان اصدق هذا الشي‪ ..‬فاتن تتركني؟؟؟ فاتن تهجرني؟؟؟ ل اريد هذا‪ ..‬يا ويلي‪ ..‬ل اطيق‬
‫هذا‪..‬‬

‫دخل منزلهم والدنيا تموج بعينيه‪ ..‬دوار شديد داهمه وهو يركب الدرج‪ ..‬ل يعرف ما سببه‪ ..‬وكأن العالم باسره‬
‫قد تداعي وسقط على كتفيه‪ ..‬محمل اياه مصيبة ول كل المصائب‪ ..‬فاتن مغادرة‪ ..‬انها مغادرة‪...‬‬
‫انتابته مشاعر غريبة قبل ايام‪ ..‬لم تكن جيدة ابدا‪ ..‬ال انه ابعدها بذكراه البسيطة من فاتن‪ ..‬ومن كلماتها‬
‫الشجية ومن نظرتها تلك التي اغدقته بها عندما كان واقفا عند باب منزلها‪ ..‬كيف هذا‪..‬؟ وهل سماء على علم‬
‫به‪..‬؟؟‬
‫بهذه الفكرة اسرع على الدرج متوجها الى غرفتها‪...‬‬

‫الخرى كانت جالسة وهي تستمع للموسيقى بوضع السماعات على اذنيها‪..‬‬

‫يرفعها مشعل عنها‪ :‬انتي كنتي تدرين؟‬


‫سماء بانزعاج واضح‪ :‬اووه مشعل شهالتصرفات؟‬
‫مشعل بالم‪ :‬جاوبيني كنتي تدرين؟‬
‫سماء‪ :‬ل ماادري هات السماعات؟‬
‫مشعل بالم اكبر‪ :‬سماء فاتن بتسافر بره الكويت كنتي تدرين بهالشي ول لء؟‬
‫انتبهت فاتن لكلمه وانصدمت الخرى‪ :‬شنو؟؟؟ بتسافر؟؟؟ وين بتروح‬
‫جلس مشعل بقلة حيلة‪ :‬بتروح اميركا‪ ..‬تدرس هناك؟‬
‫سماء بغباء‪ :‬اميركا؟؟ وليش؟؟ مو توك انت راد من هناك؟‬
‫مشعل‪ :‬مادري‪ ...‬سماء‪ ..‬بموت ياختي بموت‪ ..‬حاس ان الدنيا طاحت كلها على راسي ) يمسك راسه كمن‬
‫انتابه صداع اليم(‬
‫تقربت منه سماء بحنان‪ :‬يا بعد عمري يا خوي‪ ..‬سلمتك ما تشوف شر‪ ..‬بس‪ ..‬انت متاكد من هالشي؟؟‬
‫وبعدين‪ ..‬فاتن مستحيل تطلع بره الكويت‪..‬‬
‫مشعل يلتفت بلهفة‪ :‬شدراج؟؟؟ اهي قالت لج عن الموضوع‬
‫سماء‪ :‬ل ما قالت لي بس فاتن مستحييييييييييييل تترك اهلها واخوانها وتسافر‪ ..‬هالشي مو طبيعي ول يدش‬
‫العقل‪..‬‬
‫مشعل تعود له الالم‪ ..‬تعلق بامل ما اسرع زواله‪ :‬بس جراح كان متاكد من سفرها‪ ..‬وفرحان عليه‪...‬‬
‫اااااااااااااااااخ يا ربي ياربيييييي‬
‫قام من مكانه بقهر‪ ...‬يضرب بالراحتين وهو ل يعرف سبيل لها‪ ...‬وبدى كمن لمعت في مخيلته فكره رائعة؟‬
‫مشعل‪ :‬سموي‪ ..‬روحي لها‪ ..‬روحي لها وساليها ؟‬
‫سماء‪ :‬شنو شنو شنو؟؟ انا شكووو اروح لها‪ ..‬ياخي مابي اتدخل في شئونها‪ ..‬شبتقول عني؟؟ اكيد بتعرف‬
‫انك انت اللي دازني‪..‬‬
‫مشعل يجلس عند اخته بتوسل‪ :‬سماء تكفيييين يااختي والله بموت انا‪..‬‬
‫سماء بعجز‪ :‬بس ماقدر اروح لها يا مشعل‪ ...‬تخيل بس لو اروح لها واقول لها) تمثل وكانها ذهبت اليها( هل‬
‫فاتن شلونج شخبارج؟؟ انتي من صجج بتسافرين اميركا‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬مو جذي مو شرط بهالطريقة‪ ..‬روحي لها سولفي معاها اخذي وعطي بالكلم‪ ..‬وبالسوالف ايي‬
‫هالموضوع‬
‫يلتفت عن اخته‬
‫اخ يا ربي لو فيني بس ادخل لها البيت‪ ...‬لوووووووووووووو‬

‫على عكس توقعاتكم فسماء كانت جزئيا فرحة بما قاله مشعل عن ذهاب فاتن للدراسة‪ ..‬فهذه فرصة عظيمة‬
‫لم تكن فاتن لتحصل عليها ول بعد مليون سنة ‪ ..‬ولكن لنها طالبة مجتهدة لقيت ما صبرت له‪ ..‬الحمد لله رب‬
‫العالمين‪..‬لكن مشعل ل يملك ادنى حق بمثل هذه الردة للفعل‪ ..‬يبدو كالمغدور به او كالمطعون‪ ..‬وهو الذي‬
‫لم يتقدم خطوة واحدة للدفاع عن حبه لها‪..‬‬

‫مشعل واللم يضج بوجهه‪ :‬ها سماء شقلتي؟؟‬


‫اشاحت بنظرها عنه‪ :‬ل‪ ...‬وبيني وبينك‪ ..‬خلها تروح‪ ...‬تشوف مستقبلها‪ ) ..‬تنظر اليه مرة اخرى( اللي ملقيته‬
‫فاتن اليوم مستحيل كانت تلقيه ول بعد الف سنة‪..‬فليش انت ياي الحين تخرب هالفرصة عليها‪...‬‬

‫مشعل بصدمة‪ :‬انا؟؟؟؟؟ اخرب عليها؟؟؟؟ انتي شقاعدة تقولين‬


‫سماء‪ :‬الصج‪ ...‬قاعدة اقول لك الصج‪ ..‬ياخي خلها تروح وشوف مستقبلها ‪ ..‬خلها تروح وتبني هالطاقة او‬
‫هالعقل اللي اهي حابه تنميه‪ ..‬ل تصير لها حاجز يا مشعل‪ ..‬ل تكون حاجز‪..‬‬
‫قطعها مشعل‪ :‬بس خلص‪ ...‬يعني انا جذي بعيونج يا سماء‪ )...‬بالم يشير على نفسه( انا حاجز لفاتن؟؟؟ يصير‬
‫خير‪ ...‬لكن الغلط مو منج انتي‪ ..‬الغلط مني انا اللي يايلج اطلب منج شي‪ ..‬ما دريت ان الطلب عندج مذلة‪...‬‬

‫وخرج من غرفتها وهو يشرع الباب بالقوة‪ ...‬غير عابئ اذا تكسر او تهشم‪ ..‬المهم انه ينفس عن غضبه‬
‫العارم‪ ...‬وظلت سماء لوحدها‪ ..‬حزينة‪ ..‬على اخيها‪ ..‬وعلى اختها التي لم تتهنى بها كثيرا‪ ..‬لتسافر وتبتعد‬
‫عنها‪...‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫=========‬
‫في بيت فاضل وبالتحديد في المجلس‪ ..‬القلب الجريح جالس بالم‪ ..‬ينظر الى السقف بنظرات فارغة ل معنى‬
‫لها‪ ..‬لم يكن في قلبه أي امنية او رغبة في ان يغير من حياته‪ ..‬ولكم كانت المنيات عظيمة قبل امس‪..‬‬
‫واليوم‪ ..‬البال مفرغ‪ ..‬والقلب‪ ..‬جريح ويدمي الما‪ ..‬لكن‪ ..‬هذه رغبتك يارب العالمين‪ ..‬ل احد يعرف مصيره ول‬
‫يعرف مشيئة ربه من كل هذه المور‪ ..‬ثقتي بك فظيعة يا الهي‪ ..‬انت تبعث لي رسالة بهذه المصيبة‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫هل انا مستعد لها؟؟؟‬

‫دمعة ناعمة سرت على خده النحيل السمر‪ ..‬ابتسم عندما داعب شفاهه ومسحها بظهر كفه‪ ..‬دمعة شقية‪..‬‬
‫شقت طريقها لشفاتي وكانها على الرغم من حزني تريد ان تضحكني‪ ..‬ما اشقاك من دمعة‪..‬‬

‫وتذكر سماء‪ ..‬تلك الصبية الشقية‪ ..‬ما اشد الشبه بين هذه الدمعة وسماء‪ ..‬الثنتان دخلتا حزنه وحولتهما الى‬
‫ضحك وابتسام‪ ..‬وانا الذي كنت اتشاجر معها كل ما رأيتها‪ ..‬مسكينة‪ ..‬لبد وان اعتذر لها عندما اراها مرة‬
‫اخرى‪..‬‬

‫ويرن جهازه المحمول‪ ...‬انه جراح‪ ...‬ماذا يريد؟؟ اووووف ل اريد ان اذهب لمنزلهم‪ ..‬ل اتحمل ان اكون هناك‬
‫دقيقة واحدة وانا اعرف بذهاب فاتن بعيدا عني‪ ...‬ل اريد‪...‬‬
‫وصمت الهاتف ‪...‬‬

‫وعاد للرنين مرة اخرى‪..‬‬


‫وبقي خالد ينظر اليه‪ ...‬لربما المر ضروري وهام‪ ...‬ل اريد‪ ..‬ل اريد‪...‬‬
‫وصمت مرة اخرى‪..‬‬

‫افضل‪ ..‬يا ليته يصمت الى البد‪ ...‬ول يرن مجددا‪..‬‬


‫ووما اقصر هذه المنية فهاهو قد عاد الى الرنين‪ ...‬اللهم طولك يا روووح‪...‬‬

‫واجاب عليه بصوت مقبوض‪ :‬الووو‬


‫جراح‪ :‬وينك انت‪ ..‬ليش ما ترد؟‬
‫خالد وهو يتنهد‪ :‬وعليكم السلم‪ ..‬الحمد لله ابخير‪ ..‬اسال عنكم انتو شخباركم‬
‫انحرج جراح قليل‪ :‬الحمد لله نسلم عليك‪ ..‬انت شخبارك؟‬
‫اخباري؟؟ ماذا تظنها‪ ..‬هل تصدق يا ابن خالتي‪ ..‬اني سعيد جدا لدرجة اني قد اقفز لول خوفي من السقف‬
‫يضرب راسي ويغشى علي‪ :‬ابخير ‪ ..‬نحمد ربنا‪ ...‬شخبار خالتي؟؟‬
‫جراح‪ :‬الحمد لله تمام‪ ...‬تراني قلت لها البارحة‬
‫خالد وقلبه يعتصر الما‪ :‬وشقالت؟؟‬

‫كان في قلبه يتمنى رفضها‪ ..‬ولكن‬

‫جراح‪ :‬امي وافقت‪ ..‬تعرف مستحيل تمشي ضد وصية ابوي‪...‬‬


‫ما العن الماال العريضة التي تتهدم بلحظات مهانة‪ :‬الحمد لله‪ ..‬وفاتن‪ ...‬قلتولها؟؟؟‬
‫جراح‪ :‬اليوم ان شاء الله بالليل‪ ..‬بجتمع معاها انا وامي‪ ..‬وانت بعد‬
‫خالد بسخرية‪ :‬انا شكووو‪..‬‬
‫جراح بجدية‪ :‬خالد‪ ..‬خل عنك دور العاشق المعذب‪ ..‬انا ما قلت لك اللي قلته عشان هالدور البايخ‪ ..‬انا قلت‬
‫لك لني ابي ريال يشد ظهري ويا اختي‪ ...‬وبس‪ ..‬وانا ماكنت ادري انك مو قد هالشي جان ما قلت لك‪..‬‬
‫خالد يتدارك نفسه‪ :‬اسف جراح بس‪ ...‬خلنا من هالشي امتى تبيني اييكم؟‬
‫جراح‪ :‬بعد العشا‪ ..‬او‪ ..‬على الساعة ‪..9‬‬
‫خالد‪ :‬اوكي‪ ..‬انا عندكم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش ما تيي اتعشا ويانا؟‬
‫خالد‪ :‬ودي بس فاضل عازمني اليوم‬
‫جراح‪ :‬اوكي عيل‪ ..‬اليوم الساعة تسع وال تسع ونص‬
‫خالد‪ :‬ايصير خير‪..‬‬

‫واغلق عنه‪ ...‬ما هذه الحياة؟؟ لست بناقص‪ ..‬ولكن‪ ..‬ياتي المزيد ليشقيني‪ ..‬ل اعرف يا دنيا ما بالك معي‪.‬؟؟‬
‫حرمتني من كل شي‪ ..‬حتى فاتن‪ ..‬والن‪ ..‬تريدين ان تتفنني في تعذيبي بان اكون طرفا مساعد في ابعاد‬
‫ك‬
‫فاتن عن الكل‪ ...‬ليس لدي شي اقوله لك يا دنيا ال تبا ل ِ‬

‫وكم كان الوقت سريعا في المضي‪ ..‬فهاهي الساعة تدق الثامنة مساءا‪ ..‬وعائلة ابو جراح مجتمعة في المطبخ‬
‫وهم يتسامرون‪ ..‬على الرغم من البرود الذي يجتاح مرحهم المعتاد ال انه افضل من لشي بالنسبة الى ام‬
‫جراح‪ ..‬وجراح هو الوحيد الذي يبدو متغيرا!! للحسن طبعا‪..‬مثل هو من يضايق مناير بدل عن عبد العزيز‬
‫الجالس في المطبخ وهو يضحك بخفة‪ ..‬وفاتن تقلي الطعام مع امها ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله ما باجي شي على المدارس‪ ..‬شهر وانتو هناك‬
‫مناير بانزعاج‪ :‬اوووووووووووووف والله انت مغثة ليش تذكرني بها والله ناسيتها انا‪ ...‬يمه حطي في حسابج‬
‫هالسنة مو رايحة المدرسة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ماشاء الله منور انتي صار لج من يوم عمرج خمس سنوات وانتي في الروضة تقولين نفس الشي‬
‫وماجوفج نفذتي هالكلم‬
‫مناير‪ :‬انتو مخليني‪ ..‬والله والله لو بيدي جان ما رحت لكن شاقول‪) ..‬تقلد صوت امها( يابنتي البنيه راس مالها‬
‫شهادتها في هالدنيا سلح ضد المواقف‪ ..‬أي سلح هذا‪ ..‬ياكل تبن هالسلح‪ ..‬يومنه هذا سلح انا ضد العنف‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههه‬

‫فاتن‪ :‬بدل ما تقولين هالفصل بتشطر وبرفع من معدلي عشان النسبة‪ ..‬ل تنسين انتي اول سنه بالثانوية ‪..‬‬
‫منتي بالمتوسطة خلص‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ااااااااه يا قلبي ماقدر انا على هالدافورة‪ ..‬جايفة نفسج ويا نسبتج‪ ..‬والله انا ابي اعرف انتي تاكلين‬
‫الكتب‬
‫عزيز‪ :‬ل وانتي الصاجة تبلها وتشرب مايها‪..‬‬
‫التفت جراح الى اخيه بدهشة‪ :‬اوه اوه‪ ..‬شوي شوي يااا عادل امام صكيتنا بنكتك‪..‬‬
‫فاتن‪:‬فديييييييييته يوم انه ينكت علي‪ ..‬انت مالك خص‪ ..‬يالحاقد‬
‫جراح يمسك قلبه وكانه طعن‪ :‬اه اه يا قلبي‪ ..‬كلشي ول انتي يا الفتنة‪ ..‬فتونة‪ ..‬فتووووووونة‪ ..‬فاتن‪:‬‬
‫ههههههههههههه شتبي‬
‫جراح يقترب لها ويهمس‪ :‬فديت رفيجتج‬
‫تلتفت وهي تضربه بالمنشفة‪ :‬زول زول‪...‬‬
‫جراح يبتعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬يالله يا عيال رتبو الطاولة‪..‬‬
‫******‬
‫مساعد كان جالسا في الصالة وهو صامت‪ ..‬يتنعم بالهدوء‪ ..‬ل احد بالمنزل ‪ ..‬امه ومريم في منزل اخته‬
‫الجديد بصدد اعداده‪ ..‬ولم يعدن منذ الظهيرة‪ ..‬الحمد لله‪ ..‬ل ازعاج ول رنين صوت مريم ول لؤي‪ ..‬يبدو انه هو‬
‫الخر قد خرج‪ ..‬ما احلى المنزل وهو هادئ‪..‬‬
‫يبتسم وهو مغمض عينيه وراسه يتوسد الكرسي الوثير‪ ..‬كانت ملبسه مريحة للغاية‪ ..‬قميصا رياضيا رمادي‬
‫اللون وصروال رياضي اسود‪ ..‬يبدو صغيرا بتلك الملبس‪ ..‬وكانه ابن الحادية والعشرين‪ ..‬ااااه‪ ..‬كم مضى من‬
‫العمر يا مساعد‪ ..‬وانت لم تقم بشي يذكر في حياتك‪ ..‬حتى مساعداتك الى اهلك‪ ..‬لم تكن في نظرهم قيمة‬
‫كما هي رغبتهم في تزويجك‪ ..‬لكن‪ ..‬كيف لهم ان يفهمو ما تمر انت به‪ ..‬صعب‪ ..‬صعب على كل انسان ان‬
‫يعرف او ان يفهم مواقف احد ما‪ ..‬الحمد لله‪ ..‬كل شي وله حل بيوم ما‪..‬‬

‫افكاره كانت كلها متوجهة الى منزل ابو جراح‪ ...‬ل يعرف متى سيكشف جراح الموضوع لخته‪ ..‬مع انه يعطي‬
‫المر الهمية الكبرى‪ ..‬ففاتن شاءت ام ابت ستوافق على السفر والجامعة‪ ..‬كيف لها ان ترفض‪ ..‬كان بامكاني‬
‫ان اضغط عليها لكن‪ ..‬كل ما اتقرب منها تصدمني شرارات كهربية تصدر منها‪ ..‬هادئة ولكن‪ ..‬اعاصير هوجاء‬
‫بها‪ ..‬ل اتحملها ول اتحمل صباها الخطير‪...‬‬

‫كان يدقق في آنية زجاجية على الطاولة وهو يرى تلك النعكاسات التي تصطدم ببعضها وتكون اروع اللوان‪..‬‬
‫ويفكر بعيني فاتن‪ ..‬اااه من عينيها‪ ..‬تبعثر الجو الساكن وتشوبه بالسحب والرياح‪ ..‬كما فعلت بحياتي‪ ..‬فمن‬
‫كان ليعتقد اني قد اشغل بفتاة غيرك يا حبيبتي الزلية‪ ..‬ولكن‪ ..‬هذا عزاء ربي لي‪ ..‬انه خلقك مرة اخرى في‬
‫فاتن‪ ..‬لول بعض الشوائب ولكن كل شي يتنقى‪ ..‬حتى الماس نفسه‪ ..‬وفاتن‪ ..‬سانقيها بنفسي‪..‬‬

‫لم يرد على باله ل مرة ان فاتن ربما تحب مشعل‪ ..‬او انها يوما ما قد وجهت هذه المشاعر الجياشة لحد ما‪..‬‬
‫انانيته كانت صعبة جدا على أي احد‪ ..‬فمساعد من النوع الذي عندما يخطط ينفذ‪ ..‬ونادرا ما يخطئ‪ ..‬لكن‬
‫ياعزيزي يا مساعد‪ ..‬اتعتقد انك على صواب هذه المرة؟؟ يقال ان ل جرم ارتكب على الرض مثل جريمة‬
‫تفريق الحباء‪ ..‬وها انت على وشك ان تفرق بين قلبين عاشقين لم يتمنا من هذه الحياة ال بعضيهما‪ ...‬اانت‬
‫على استعداد لتقبل مثل هذه الجريمة الشنعاء‪ ..‬؟؟ ل اعرف ما بالك يا شخصيتي الحبيبة‪ ..‬لبد وان الحب قد‬
‫اذهب بعقلك‪..‬‬

‫يدخل لؤي وهو يغني بصوته الناعم‪ ..‬على غرار ابيه‪ ..‬يمتلكان صوتا ناعما‪ ..‬اما مساعد فصوته رجولي وقوي‬
‫يصل الى اعماق الذن‪..‬‬
‫كان يغني بصوت منخفض‪ ..‬وعندما انتبه الى اخيه المستلقي ابتسم وعلىصوته‬

‫لــؤي‪ :‬قلي يا حلو منين الله جابك‪..‬خزن جرح قلبي من عذابك‪..‬‬


‫جرح القلب من فرقاك خزن‪..‬محد مثلي بمحبوبه تمحن‬
‫هم هذا نصيبي وانجبر بيك‪..‬ل اني اتوب والله يهديك‪..‬‬

‫مساعد يضحك بعذوبة‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه‬


‫يجلس عند رجلي اخيه‪ :‬ههههههههههههههه عجبتك الغنية‪ ...‬تذكر قبل‪ ..‬ما تطلع الغنيه من سيارتك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ااااااااااه والله ذكرتني بايام‪ ..‬ههههههههههههه انا ونايف ما نخلي هالغنية‪ ..‬الشريط راح والغنية ما‬
‫راحت ههههههههههههه‬
‫لؤي‪ :‬عاد زمن‪ ..‬الحين انت كبرت وشيبت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ايه اكبر من ابوك انا‪ ...‬اللي يسمعك ما يقول انا اكبر منك بخمس سنوات ‪ ..‬ألف سنة عمري‬
‫لؤي‪ :‬انت فيك ما تبين هالكبر‪ ..‬بس انت اللي مسوي في روحك جذي‪ ..‬محد ضربكم على ايديكم )ينقلب‬
‫صوته الى صوت انثى( كل من شكى بس اشفيكم‪ ..‬محد ضربكم على ايديكم‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههه‬
‫لؤي يتلفت بالمنزل‪ :‬وينهم الزنانات الحنانات الرنانات زينة الدنيا وبهجتها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬في بيت نورو‪ ..‬يجهزون معاها البيت‪ ..‬شكلها عزمت اهي وفيصل على الزواج‬
‫لؤي‪ :‬شدعوة يعني اهي اللي تقعد بالبيت‪ ..‬اربعة وعشرين ساعة هناك‪ ..‬ول مرة شفتها من انخطبت تصدق؟؟‬
‫مساعد‪ :‬بعد هذي سنة الحياة البنت تتزوج وتروح تعيش ويا زوجها‬
‫لؤي‪ :‬تتزوج مو تنخطب‬
‫مساعد‪ :‬والله الحين الخطوبة مثها مثل الزواج‪ ..‬الزواج الحين شكليات عشان الصرف والخساير‪ .‬انا مادري‬
‫ليش فيصل ما عطها ويه‪ ..‬مو كفاية بالخطوبة وكل ذيج الخساير‪ ..‬فندق وتصميمات مادري من وين وفريق‬
‫تجميل‪ ...‬والله البنات غوى ومنكر‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ل تعيب‪ ..‬من عاب استعاب ‪ ..‬والعيب ريال واقف على الباب‪ ..‬ترى انت اليوم تقول جذي‪ ..‬باجر لي‬
‫تزوجت بصير فيك نفس الشي وانت بتظل واقف مكانك تقول هييي والله ههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬مينون اتزوج‪ ..‬ال اقول لك‪ ..‬انت شخبار نتايج الجامعة؟؟ متى بتتخرج؟‬
‫تلعثم لؤي بالرد‪ ..‬فهو لربما لم ينظر الى نتائج امتحاناته‪ ..‬لعلمه المسبق بها‪ ..‬ياويلتي لو عرف مساعد‪..‬‬
‫سيقتلني ويعلقني على مدخل المدينه مثال يحتذى به‬
‫لؤي‪ :‬والله تمام عال العال يسلمون عليك ومن زمان ما سمعو عنك شي‪ ..‬والتخرج لحقين عليه ياخوي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬والله خوفي ماتدري ساسك من كرياسك فيها‪ ..‬عندي احساس يقول لي ان الدوايح على كبر ويهك‬
‫لؤي‪ :‬ههههههههههههههه والله انك نكته نوكته ياخويه‪ ..‬اصل يا حبيبي انا مسوي لي مخطط ابعاده تصل الى‬
‫السبع سنوات او اقل‪..‬‬

‫مساعد وهو يتنفس الصعداء‪ ..‬ثرثرة لؤي في مثل هذه المور‪ ..‬ل تنتهي‪ :‬وشنو هالمخطط؟؟ لؤي بكل فخر‪:‬‬
‫اني لزم اوثق نفسي بموادي عشان ما اطلع وانا ناسي شي يعني اعيد المادة مرتين‪ ..‬ان احتجت‬
‫وللضروريات القاسية‪ ..‬ثلث مرات‪ ..‬اعجبك موو‬
‫مساعد بلهجة قاسية‪ :‬خل عنك هالغشمرة اللي ما منها فايدة وخط بالك على دراستك‪ ..‬لؤي‪ ..‬انت ما راح‬
‫تلقى لك شغلة زينة وعدلة وتصلح لمواطن كويتي بل شهادة‪ ..‬ل تظن انك كويتي خلص يعني بتلقى لك‬
‫الوظيفة اللي تبيها‪ ..‬انت لزم تتعب على عمرك ‪ ..‬زمن اول تحول والوظايف صعب تلقاها‬
‫لؤي‪ :‬لحقين على الوظايف‪ ..‬وان ظاقت بي الحوال ترى السيارات مالية الدنيا‪) ..‬ابتسامة ساخرة‪ ..‬وجميلة‬
‫نوعاما‪ (..‬بشتغل تاكسي‪ ..‬شرايك؟‬
‫اراد ان يصرخ به‪ ..‬ولكن هذه البتسامة تزحف الى القلب لترسم البتسامة على شفاه كل من‪ ..‬لطالما تميز‬
‫بها لؤي عن كل باقي الطفال‬
‫مساعد ‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬والله مادري شسوي فيك‪ ..‬خاطري اقطعك على استهتارك‪ ..‬لكن‪ ..‬قلبي ما يطيعني‬
‫لؤي بدلل البنات‪ :‬وااااي علي‪ ..‬اذوب القلوب‪ ..‬لزم يسموني لؤي الدخيلي‪ ...‬بين قوسين‪ ..‬مذوبهم‪..‬‬
‫هههههههههههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬قووووووووووووووم ويا هالويه‪...‬‬
‫******‬

‫دقت الساعة التاسعة ‪ ..‬ولم يظهر خالد حتى الن‪ ..‬جراح كان ينتظر ذهاب اخوته للنوم لكي يستفرد بامه‬
‫واخته‪ ..‬ويبدى موضوعه الذي يريد ان ينتهي منه‪ ..‬يا الله ‪ ..‬اعني على فاتن‪ ..‬صعبة المراس هذه الفتاة‪ ..‬ل‬
‫تقبل بشئ سبق وان رفضته‪ ..‬وخصوصا في هذه الفترة اعصيبة‪ ..‬امر مستحيل‪ ..‬ولكن‪ ..‬سنرى من سيغلب‬
‫الخر‪..‬‬

‫وصل خالد للمنزل وهو متضايق‪ ..‬ل يريد ان يدخل‪ ..‬ل يريد ان يجلس معهم‪ ..‬ول يريد ان يكون جزءا من‬
‫مخططات جراح لخته فاتن‪ ..‬لنه معترض على فكرة سفر فاتن وذهابها‪ ..‬لكن‪ ..‬يظل غريبا ول رأي له‪..‬‬
‫ووجوده هو مجرد مجاملة من جراح‪ ..‬لكي يطيب خاطري ولكي يجعلني افتخر بنفسي‪ ..‬ل يفقه شيئا بمدى‬
‫صعوبه هذا المر علي‪ ..‬لدخل‪ ..‬واشرك بهذه المسرحية‪ ..‬علها تنتهي في صالح احد ما‪..‬‬

‫ودخل المنزل‪...‬‬
‫واستقبلته خالته بفرح‪ :‬فديت ولد الغاليين يعلني ما خلى من ويهه‬
‫التفتت له فاتن بابتسامة ولكن بدت كالغريبة نوعا ما‪ ..‬ولم يهتم خالد كثيرا‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هل فيج خالتي‪ ..‬خبارج‪ ..‬عساج ابخير؟؟ شمسوية؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬بخير بشوفتك‪ ..‬تعال يمة اقعد يمي‪..‬‬

‫واكتمل العدد‪ ..‬لم تبقى ال مناير لتغادر‪ ..‬اشار جراح الى امه لتنتبه لوجود مناير‪ ..‬فهي الوحيدة الباقية‪..‬‬
‫وأومأت له امه باليحاب‬
‫ام جراح‪ :‬يما منور‪ ..‬بسج حبيبتي ذابت عيونج‪ ..‬قومي نامي من الصبح قعدة‪..‬‬
‫مناير‪ :‬يمة بس لحظة شوي المسلسل حلووو‬
‫ام جراح‪ :‬يالله يمة باجر يعيدونه وبتشوفينه‬
‫مناير تلتفت‪ :‬يماااا حرام والله ابي اكمله من زمان ما شفت منه شي واشوف الحداث كاثره فيه وانا خبر‬
‫كان‬
‫ام جراح‪ :‬يالله عاد ل ترديني ف كلمتي‬

‫استغربت فاتن من اصرار امها على مغادرة مناير للصالة‪ ..‬هناك امر غريب‪ ..‬شي ما يجري بينها وبين اخي‬
‫جراح‪ ..‬يا ترى ما هو؟؟‬

‫مناير‪ :‬يمه اخر لقطة اخر لقطة‪..‬‬


‫فاتن‪ :‬يالله منور روحي طاوعي امي وروحي نامي كاهي عينج مغزرة من التعب‪ ..‬روحي نامي وانا باجر بس‬
‫احطونها اقول لج‪..‬‬
‫مناير‪ :‬اوووووف حتى تلفزيون ما يخلونه نطالعه‪ ..‬تصبحون على خير‬

‫تضحك ام جراح على ابنتها‪ ...‬وهكذا‪ ..‬الساحة خالية‪ ..‬ول مفر لك يا فاتن‪..‬‬

‫ولكن‪ ..‬هي الخرى نهضت واعتذرت‪ :‬السموحة انا بروح انام الحين؟؟‬
‫قفز جراح من مكانه‪ :‬ل ل خلج‪ ..‬ل تروحين الحين‬
‫التفتت له فاتن باستغراب جعله يندم على قفزته‪ :‬تعبانة جراح من الفير وانا موتعية‪..‬‬
‫جراح مخففا لنبرته السابقة‪ :‬خلج فتون‪ ...‬نبيج في سالفة‪..‬‬
‫فاتن باستغراب‪ ..‬وتوجس‪ :‬سالفة؟ أي سالفة؟‬
‫ام جراح‪ :‬تعالي يمي يمه حبيبتي‪...‬‬

‫منصاعة لكلم امها توجهت فاتن لمكان بالقرب منها‪ ..‬وجلست‪ :..‬خير؟؟ شصاير؟‬

‫كان جراح على اهبة الكلم‪ ..‬وخالد عينيه معانقتا الرض‪ ..‬وامي تنظر الى يديها بحزن‪ ..‬ما الذي حصل‪ ..‬يا‬
‫ربي‪ ..‬لسنا ناقصين لقد تالمنا بما فيه الكفاية‪..‬‬

‫جراح‪ :‬الخير بويهج فتونة‪ ..‬بس الموضوع اللي احنا ياين انكلمج عنه‪ ..‬موضوع خير علينا وعليج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬شنو الموضوع‪..‬‬
‫جراح يفتتح‪ :‬فتون‪ ..‬قبل وفاة ابوي الله يرحمه وصلج ظرف من شركة الوفا للمحاماة عن بعثة دراسية اهما‬
‫مقدمينها لج ‪ ..‬دراسة مجانية في افضل جامعات اميركا عشان تدرسين اللي خاطرج فيه هناك‪...‬‬
‫فاتن تكمل‪ :‬وانا رفضت هالبعثة‪ ...‬وانت تدري بهالشي‬
‫بدأت دقات قلب جراح تتسارع‪ ..‬تبدو صارمة رفضها‪ ..‬كيف ستوافق‪ :‬ادري‪ ..‬وانا جزئيا كنت موافق معاج‪ ..‬لن‬
‫الظرف ماكان مساعد‪ ..‬وكنا احنا في صدمة وفاة الغالي الله يرحمه‪ ..‬وما كنا في صوابنا‪ ..‬نفكر على راحتنا‬
‫ول فاهمين السالفة عدل‪..‬‬
‫فاتن والخوف يدب في اوصالها‪ :‬شتبي توصل له جراح‬
‫كان جراح يبدا بالكلم وقاطعه خالد بنبرة هادئة جدا‪ ..‬ومقعنة بعض الشي‪ :‬اللي يبي يوصل له جراح اهو‪ ..‬ان‬
‫رفضج لهالبعثة المجانية المميزة بصراحة‪ ..‬شي استهتاري منج يا فاتن‪ ..‬خصوصا وان مو كل من يلقى مثل‬
‫هالبعثة اللي انتي لقيتها‪ ..‬وقاطتها للسف بالخمام‬
‫فاتن‪ :‬خالد انت تعرف انا ليش رافضة هالشي‪ ..‬وبعدين اللي عطاني بعثة في اميركا ما يقدر يعطيني بعثة في‬
‫الكويت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يا فاتن هذي البعثة من اولها لتاليها مخصصة عشان الدراسة بره الكويت‪ ..‬يعني دراسة على مستوى‬
‫متقدم وحديث ومتطور‪ ..‬للسف ما نقدر نوصل له للحين بالخليج‬
‫فاتن‪ :‬وشالمطلوب مني؟‬
‫ام جراح‪ :‬يا بنيتي ‪ ..‬مو زين انج ترفضين هالبعثة لنها في صالحج‪ ..‬اهي اللي بتاسس مستقبلج وتبني حياتج‬
‫وترزقج بشهادة قوية تنجحج في كل مجالت حياتج‬
‫لم تصدق فاتن ما تسمعه‪ ..‬ومن من؟؟ من امها؟؟ يعني انهم كلهم مشتركون في هذا المر‪ ...‬وابتعدت قليل‬
‫عن امها باشاره للنزعاج‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬اشكر اهتمامكم وكثر الله جميلكم لكن انا ما ابي هالبعثة وقراري نهائي ومحد يقدر يردني‬
‫جراح‪ :‬فاتن السالفة مو سالفة اختيارية‪ ..‬اهي البعثة ماياتج عشان انج تقبلينها ول ترفضينها‪ ..‬انتي مجبورة انج‬
‫تقبلينها؟‬
‫فاتن‪ :‬جراح انت شقاعد تقول‪ ..‬بس لنها ي افضل جامعات اميركا الخايسة خلص يعني لزم اوافق‪ ..‬ياخي‬
‫مابي‪ ..‬السالفة بالغصب اهي ول بالغصب‪ ..‬؟‬
‫خالد‪ :‬ل تفكرين بالموضوع من هذي الناحية فتون‪ ..‬اهي موغصب‪ ..‬لكن اهي اختياري نوعا ما اجباري‪..‬‬
‫فاتن بعصبية‪ :‬وانت طلعت لي فيها الحين‪ ..‬اختياري اجباري؟؟ شافهم من هالكلم‬
‫جراح‪ :‬يا فاتن هذي البعثة ابوي اللي حاط راس مالها عشان واحد منا ياخذها‪ ..‬تعب وشقى وسهر وتعنى‬
‫عشان واحد منا يستاهل هالمقام انه ياخذ شي او يستفيد من شئ من تعب ابوه وشقاه‪..‬‬

‫انصدمت فاتن من كلم اخيها الصريح‪ ..‬بعثة من راس مال كونه والدي؟؟ من اين لبي بالمال لكي يكون هذا‬
‫الراس المال‪ ..‬هي ليست بالغبية‪ ..‬تعرف مصاريف الجامعات الخارجية‪ ..‬وتعرف كم يتطلب من الجهود‬
‫والمساعي لكي يحصل طالب عربي عليها‪ ..‬ما هذه المعضلة يا ربي؟؟‬

‫فاتن‪ :‬شلون ابوي اللي حاطنها؟؟ وابوي من متى له راسمال عشان اييب لنا بعثات؟؟‬
‫جراح‪ :‬ابوي كان مشرك ببيتنا الجبير في مشروع استثماري والحمد لله طلع له باخير‪ ..‬وكان هالشي على‬
‫طول ست سنوات‪ ..‬والحمد لله الله ما خيبه وقدر انه يجمع من البيت مبلغ محترم او يمكن قوي عشان انه‬
‫يشرك احد منا في برنامج بعثات الشركات ‪ ..‬والحمد لله قدر ونجح‪ ..‬لكن‪ ) ...‬بالم( ما حصل له انه يخبرج‬
‫بهالشي‪....‬‬
‫فاتن‪ :‬وليش انا‪ ...‬ليش انا؟؟ ليش مو انت‪ ..‬ما تقول انها من ست سنوات‪ ..‬ليش مو انت الي ملقي‬
‫هالبعثة ‪.‬؟؟‬
‫جراح بالم‪ :‬لني استهترت وضيعت مستقبلي في اشياء تافهة‪ ..‬عمري ما سمعت كلمه يوم كان ينصحني عن‬
‫المدرسة ويترجاااني عشان ادرس‪ ..‬وانا كنت افضل الطلعات والسهر بايام المتحانات على الدراسة‪ ..‬مو‬
‫مثلج انتي يافاتن اللي كنتي تدرسين عشان ترضين ابوي‪ ..‬عشان تفرحينه بالنسب والعلمات‪ ..‬وهذي كتبة الله‬
‫ونصيبه‬
‫فاتن‪ :‬ل‪ ..‬مابي‪ ..‬مابي‪) ...‬تعتصر ملمحها الما( جراح ل تسوي فيني جذي‪ ..‬انا اختك‪ ..‬ل تبعدني عنكم‬
‫جذي؟؟؟ ل تجبرني ‪ ..‬تكفى‪..‬‬

‫وتشيح بوجهها بعيدا عنهم‪ ..‬متالمة‪ ...‬انها ممزقة بما قاله لها اخيها‪ ..‬كل هذا يقوم به والدي‪ ..‬ونحن ل نعلم‬
‫به‪.‬؟؟ الن تبررت عندي كل مواقفه وكل شجاراته التي لم يكن يبدو انها ستنتهي بينه وبين جراح حول‬
‫الدراسة‪ ..‬وكيف كانت صحته تسوء بعد تلك الشجارت وهو ممتعض‪ ..‬فابي ان كان ل يريد شيئا بهذه الدنيا ‪..‬‬
‫هي الحياة التي نعيشها ‪ ..‬محدودية خانقة واحيانا عجز مؤلم نكتفي بحمد الله عليه وبالدعاء لنفراج الهم‪...‬‬
‫لكن‪ ..‬كيف لي ان اغادر‪ ..‬كيف لي ان اتركهم‪ ..‬و‪....‬و‪ ....‬اتركه‪ ...‬كيف؟؟؟؟؟‬

‫ينهض ويتجه ناحيتها ليضمها بحنان ‪ ...‬ويهدئ من روعها‪..‬‬

‫جراح بهدوء‪ :‬فتون‪ ..‬ل تخلين قراراتج تكون سريعة ومندفعة‪ ...‬انتي لزم تفكرين‪ ..‬لزم تحطين في بالج‬
‫اولوياتج على اولويات الكل‪ ..‬محد راح يوقف لج في المستقبل مثل ما انتي توقفين الحين للكل‬
‫فاتن باندفاع‪ :‬مو مهم عندي‪...‬‬
‫يقاطعها جراح‪ :‬ل تقولين جذي‪ ...‬شوفيني وانا اخوج‪ ...‬كنت عاطي الدنيا ظهري ومستقبل الملذات والضياع‬
‫بعمري‪ .‬ليمن‪ ...‬ليمن ضربتني وفاة ابوي مثل الصفعة اللي تنبه الواحد على حياته وعلى الخسارة اللي اهو‬
‫قاعد يغوص فيها‪ ....‬وفات الوان‪ ..‬ومات ابوي‪ ..‬وخلني اطيح بحسافة ما تنتهي‪ ..‬حرارة في اليوف ما تهدى‬
‫ول تستكين‪...‬‬

‫اشاحت بوجهها عنه معترضة على كلمه داخليا‪ ..‬ل تريد ان تتكلم‪ ...‬لبد وانها على طريق الموافقة‪ ..‬ستوافق‪..‬‬
‫اعلم بهذا‪..‬‬

‫واكمل جراح‪ :.‬انا اللي مصبرني هاليام اهي هالسالفة‪ ..‬اللي ردني للحياة اهو هالطريق الوحيد اللي بين لي‬
‫اني اقدر ابيض حسابي عند ابوي‪ ..‬واخليه يرفع راسه فخر بي‪ ..‬اني قدرت اضمن على القل مستقبل واحد‬
‫من اخواني‪ ..‬وانتي مو أي واحد يا فاتن‪ ..‬انتي الم الثانية لنا‪ ..‬انتي اللي وقفتني لنا وقفة الرياجيل بين‬
‫الحريم‪ ..‬ومحد بعمرج يقدر يتحمل ربع المسئوليه اللي انتي تحملتيها باخر الفترة‪ ...‬صدقيني يا اختي انا ما‬
‫وافقت على هالشي وما استمريت فيه ال وانا متاكد ان هالشي صلح‪ ..‬لنه لو كان غلط ربنا ما راح يوافق‬
‫عليه ول راح يخليه يستمر‪ ..‬ول راح يخليه يظهر لنا مثل الومضات بالحياة‪...‬‬
‫فاتن بالم‪ :‬جراح‪ ...‬مابي‪ ..‬مابي‪...‬‬

‫صمت جراح‪ ..‬ل يعرف كيف يقنعها‪ ..‬انها رافضة تماما لهذه الفكرة‪ ...‬يا ربي‪ ..‬كيف ساقنعها‪ ..‬كيف؟؟؟؟‬
‫التفت الى امه مناجاة‪ ..‬لكن الخرى يبدو من ملمحها انها تراجعت عن الفكرة‪ ...‬ياويلتي‪ ..‬ها قد صفيت وحيدا‬
‫بهذه المعركة‪ ..‬ويبدو اني ساخسرها‪ ...‬ل اريد ان اخسرها‪..‬فخسارتي هي كخساره ابي‪ ..‬سامحني يا ابي‪...‬‬
‫سامحني‪ ..‬لم استطع ان افعل لك هذا الشي البسيط‪...‬‬

‫ولكن ظهر صوت خالد من اللشيء منقذا جراح‪ ..‬ومعيدا المل في داخله مرة اخرى‪...‬‬

‫خالد‪ :‬فاتن‪ ...‬تعالي معاي شوي‪.‬‬


‫فاتن‪ :‬وين؟؟‬
‫خالد يشير لها بيديه‪ :‬تعالي انتي ول عليج‪...‬‬
‫نظرت الى اخيها وكانها تنتظر منه الموافقة‪ ..‬واومأ براسه وغادرت مع خالد ‪ ...‬الى خارج تلك الدائرة‬
‫المكهربة‪ ..‬حيث الهواء الخفيف يبرد القلب من الحرارة‪...‬‬

‫مريم التي وصلت للمنزل لم تكف عن الثرثرة لمساعد النائم ولؤي السارح عند التلفاز‪ ..‬كانت فخورة بشقة‬
‫اختها البسيطة‪ ..‬لكن‪ ..‬عندما تثرثر مريم‪ ..‬ل منازع لها‪ ..‬يااااا للصبر‬

‫مريم‪ :‬وتعرف سعود ‪ ..‬حاطه لها نوع الحوض المائي اول ما تدش البيت‪ ..‬صراحة فظيع‪ ..‬صج انها شقة وثلث‬
‫غرف لكن شيك‪ ..‬مادري جم صرف عليها فيصل‪ ..‬ل والحلى بعد ان اكووو ثريات صغنونات في الصالة تطلع‬
‫عليك اول ما تدخل امخليه الجوو رهيب وحلووو‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬فيصل كان هناك؟‬


‫مريم‪ :‬لو الله ماكان هناك‪...‬اصل زوج اختك هذا يبين‪ ..‬ما شفته فحياتي ال مرتين‪ ..‬يوم الخطبة والملجة‪..‬‬
‫بس‪ ..‬وال اذا يانه هني قعد وياكم في الديوانية وال دش على امي بس وسلم‪ ..‬وايد متدين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مو مساله تدين ول كونه فري‪ ..‬ريال محترم حاط حرمة لبيوت الناس‪ ..‬والحمد لله لزم نفرح ونشكر‬
‫ربنا على زوج اخت مثل هذا‪...‬‬

‫مريم‪ :‬أيــه ماعليه مافيها شي‪ ..‬الحمد لله على كل حال‪ ..‬اهم شي نوروو تسد حلجها وتشبع‪ ..‬تدري سعود‪..‬‬
‫في البيت حاطين لهم‪..............................‬‬
‫)) لحظه مريم‪ ...‬ستوووب‪ ...‬دقائق من فضلك ول اظنها ستقتلك‪ ...‬ماشاء الله عليك‪ ..‬لنتكلم عن هذه‬
‫الشخصية قليل‪ ..‬فيصل‪ ...‬لم اطريه ال بالسم‪ ..‬لم تروه‪ ..‬ولم تتالفو معه‪ ..‬ولم تجتمعو به ول مرة‪ ..‬سمعتم‬
‫في البداية كيف نورة كانت تختال به‪ ..‬ولربما هذه ثالث مرة اذكره‪ ..‬لعرفكم عليه‪...‬‬
‫فيصل الراهي‪ ..‬شاب فضيل‪ ..‬يبلغ من العمر الخامسة والعشرين‪ ..‬يعمل باحدى الوزارات الحكومية بالدولة‪..‬‬
‫فيصل لم يكن له بالحب أي عنوان‪ ..‬بالواقع‪ ..‬لم تكن له صلة بالعالم ابدا‪ ..‬كان مبتعدا ومنعزل عنها واكثر‬
‫اوقاته بالبيت‪ ..‬وخروجه بسيط‪ ..‬لربما لحدى حفلت العراس والمناسبات الخاصة البسيطة جدا‪ ..‬فمكانه‬
‫المفضل هو المنزل‪...‬‬
‫بارا باابويه وباخوته‪ ..‬وبالخص‪ ..‬ألفتيات‪ ..‬يعلم بمدى حساسيتهن ومدى شفافيتهن ومدى حاجتهن للحب‬
‫والحنان والعطف المستمران‪ ..‬حتى لو اخطـأن ل يعاقبهن بالصراخ او النعيق الذي يخرق الذان‪ ..‬التفهم هو‬
‫اساس العلقات ‪ ..‬هذا هو شعاره‬
‫لم يكن يخطط لن يقع في حب نورة‪ ...‬ال عندما رآها مرة مع اخته )وداد( سرقت قلبه بكل ما للكلمة معنى‪..‬‬
‫فنورة جميلة بطبعها وخلبة وفاتنة وتسرق الضواء اينما حلت‪ ..‬وهذا كان له الثر العكسي‪ ..‬فهي اتخذت من‬
‫هذا الجمال غرورا وكبرياء‪ ..‬لكن‪ ..‬قلب المحب متسامح بطبعه‪ ..‬ل يقبل بان يضع صورة غير صورة الملك‬
‫لحبيبه‪ ..‬ولنه شاب ذو خلق عال لم يرضى بان تتطور علقته مع نورة ال في اطار شرعي وتحت انظار الرب‬
‫وظله‪ ..‬فتقدم لخطبتها‪ ..‬ولكون نورة صغيرة بتلك الفترة‪ٌ ..‬أجل طلبة الى ان تنتهي من الدراسة الثانوية‪..‬‬
‫فبقى هو ينتظرها بتوجس‪ ..‬ماذا لو رفضوني حتى بعد ان تتخرج‪ ...‬لكن‪ ..‬كل اعتقاداته وشكوكه خابت عندما‬
‫تقدم لها للمرة الثانية ووافقو اهلها عليه‪ ...‬وخطبها‪ ..‬وبهذه الخطبة ملك الدنيا باسرها‪..‬‬
‫يقدم لها روحه لو طلبتها من غير أي تفكير‪ ..‬اندفاعيته بحب نورة حيرت كل اخوتها‪ ..‬فهي بطبعها طلبة‪..‬‬
‫ولكن‪ ..‬كما قلت‪ ..‬قلب المحب‪ ..‬متسامح‪..‬‬
‫الن السؤال الذي يتراود لكم‪ ...‬لم ذكرت شخصية فيصل‪....‬؟‪.‬؟؟؟ اممم‪ ..‬اليام القادمة او الحداث القادمة‬
‫ستبين لكم سبب تقديمي له‪ ...‬وشكرا‪ ..‬اوه‪ ..‬نسينا مريم ‪ ..‬تفضلي يا مريم اكملي ما بدأته‪ ..‬اعانك الله يا‬
‫مساعد((‬

‫تكمل مريم‪ :‬و حاطين ديزاين ملئكة بغرفة يقولون حق العيال ههههههههه ما يستحون امخططيين من الحين‬
‫للعيال‪..‬‬
‫مساعد بضيق ولكن بابتسام‪ :‬انتي شكو بهالسوالف‪ ) ..‬ينادي امه( يمه هذي غثة ل تاخذينها مكان مرة ثانية‬
‫تطلع الم بابتسامة وهي الخرى تبدو كمن وز على رأسها الى ان تصدع‪ :‬والله حالنا من حالكم ل تظنون اننا‬
‫اقل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههه‬
‫مريم بقهر‪ :‬يعني الحين هذا يزاي اني اييب لكم اخر الخبار‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬كان حلو منه انه يكون موجز‪ ..‬مو نشرة الخبار مرة وحده‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههاااااي حلوة ‪..‬‬
‫لؤي وهو يغمز‪ :‬صورررررها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مالت عليكم اقول‪) ...‬تقف وهي تتخايل بالمشي( انا بعد‪ ..‬يوم اللي بسوي لي بيت‪ ..‬بخليه احلى بيت‪..‬‬
‫بيت فيه نافورة‪ ..‬وفيه ثريات‪ ..‬والجفصين والبلط من احلى ما يكون )نظرة غرور( بخلي اللي ما يتعجب‪..‬‬
‫يتعجب‪ ..‬وقطع بالعدو هذي ويوووه اروح لمي ابركلي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههاااي‬
‫يلتفت اليه لؤي بعصبية‪ :..‬انا منك اخذها واخرمطها وارميها في البحر‬
‫مساعد‪ :‬افا‪ ..‬مو مساعد اللي يسوي جذي بخواته‪ ..‬ال اذا انت‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬انا ماودي بس قسم بالله تقهرني‪ ...‬اليوم لو سمعت شقالت لي وانا رايح لها افضفض قلبي لها‪ ..‬كلتني‬
‫بهدومي‪ ..‬يعلها مال الويع‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههه انت عبالك هذي نورو‪ ..‬يبا هذي لوث‪ ..‬هذي تربيتي انا‪ ..‬علمتها شلون‬
‫تسد السالفة من اولها اذا حستها بايخة‪..‬‬
‫لؤي يعيد التفكير بصمت‪ :‬جني انسبيت‪..‬‬
‫مساعد بصدمة وهو يفتح عينيه علىوسعهما‪ ..‬وكم بديتا رائعتين‪ :‬ياااااه لؤي ‪ ..‬معدل الذكاء طاق عندك اللف‬
‫اليوم؟‪.‬‬

‫لؤي يبتسم بفخر‪ :‬عشان تعرف‪ ..‬يوم لك ‪ ..‬يوم عليك‪ ..‬مش كل يوم معااااك‬
‫مساعد بضحكة صدرت من داخلها‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫*****‬
‫جلسا الثنين عند حوض الزراعة البسيط‪ ...‬مبتعدين بضع القدام عن بعضيهما‪ ...‬صامتين‪ ..‬ل يتكلمان ول‬
‫يصدران أي جلبة في المكان‪ ...‬كانت فاتن منحنية وذقنها على ركبتيها‪ ..‬الحزن يشوب قلبها لكن من الذي‬
‫سيفهمها‪ ..‬انها بكماء‪ ..‬ل تقدر ان تتكلم‪ ..‬ول تقدر ان تعبر‪ ..‬فخوفها اكبر منها‪ ..‬تريد ان تصرخ باعلى صوتها‬
‫الخائف‪ ..‬ل اريد الذهاب‪ ..‬ل اريد ان اذهب وابتعد عنه‪ ..‬انا لم اصدق تواجده بقربي بعد تلك السنوات الطوال‬
‫التي حلمت به لتخلى عن كل شي واذهب بعيدا عنه‪ ...‬ل اريد‪ ..‬قل لهم انت يا ربي‪ ..‬اكشف انت لهم حالي‪..‬‬
‫فانا لن اتكلم‪ ..‬ل اقدر ان اتكلم‪...‬‬
‫لم يا ابي العزيز؟؟ لم هذا التكتم؟؟ هاقد سقطت المور تباعا بي‪ ..‬ما شأني انا؟؟ لم انا؟؟‬
‫ل تعرف لم تبادرت صورة مساعد في بالها‪ ..‬واقفا وهو ينظر اليها بانتصار‪ ..‬لكم اكرهه‪ ..‬اكرهه‪..‬‬

‫خالد الذي ضاع في افكاره‪ ..‬فهذه اللحظه كانت غالية على قلبه‪ ...‬ما احلى ان تكون فاتن جالسة بجنبه‪ ..‬ل‬
‫يهمه ان تكلمت او تحدثت‪ ..‬اهم مافي المر‪ ..‬انه يستطيع ان يسمع انفاسها الحريرية‪...‬‬

‫خالد بهدوء‪ :‬هدأتي‪..‬‬


‫لم تتكلم‪ ..‬وهزت راسها باليجاب‪...‬‬
‫خالد‪ :‬نقدر نتكلم‪..‬‬

‫لو كانت فاتن تعرف بما حدث مع خالد مع جراح ومدى المه بسفرها‪ ..‬لقالت انه على وشك البكاء‪ ..‬اما هو‬
‫ففسر صمتها على انه الموافقة‬

‫خالد‪ :‬فاتن‪ ...‬ل تظنين اني موافق على سفرج وابتعادج عن الكل ‪ ..‬اصل‪ ..‬انا ماشوف هالديرة ول هالدنيا من‬
‫دونج‪..‬‬
‫التفتت فاتن اليه بتوجس‪ ..‬نظرتها كانت غريبة‪ ..‬واسرع الى تعديل ما قاله‬

‫خالد‪ :‬ل تظنين اني احبج ول هالسوالف‪ ..‬شيلي هالفكرة عن بالج‪ ..‬ترى البنات ما خلصوا عشان اييج انتي ويا‬
‫هالراس‪ ..‬بعدي هالنظرات‬
‫ابتسمت فاتن وابعدت عينيها الى تلك البقعة التي كانت تنظر اليها لكن‪ ..‬اختفت‪ ..‬وجالت ابصارها لبقعة‬
‫اخرى‪..‬‬

‫خالد‪ :‬فتون‪ ..‬تذكرين عمي قبل‪ ..‬ايام ما يجمعنا قبل المدرسة ويقعد معانا بالساعات واهو يتكلم وينصح ويعيد‬
‫ويزيد‪ ...‬وشوي ال جراح تخب عينه من الرقاد وال انا اللي كل شوي انط له بموضوع عشان يتغير وهو‬
‫يهاوشني ويهزئني‪ ..‬؟؟؟‬
‫تهز راسها فاتن وهي تتذكر تلك القعدات‪ ...‬ما احلها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وتذكرين شلون كنتي اتهاوشينا انا وجراح عشان نبين الحترام وان ابوج لو ما كان يخاف علينا جان ما‬
‫عور راسه ويا يمعه خايبين؟‬
‫تبتسم فاتن وتهز راسها‪...‬‬

‫خالد بنظرة كلها الم‪ ...‬ل يعرف كيف يسرد هذا الكلم الذي يقطع قلبه من المرة الف مرة‪..‬‬

‫خالد‪ :‬عيل ليش انتي اليوم صايرة لنا الهيلق ‪ ..‬والخايبة اللي تعصب عمي‪...‬؟؟‬
‫التفتت فاتن له بكل دهشة‪ :‬انا يا خالد؟؟؟‬
‫لم ينظر اليها‪ ..‬اشاح ببصره كي ل يبكي‪ :‬فاتن‪ ..‬انا عارف ان مصيبتج ويا هلج كبيرة‪ ..‬وان الشيء صعب‬
‫عليج‪ ..‬لكن ما قد فكرتي بعمي المسكين اللي الله عالم شنو اللي قدمه عشان يلقى لكم مثل هالمستقبل‬
‫الحلو‪ ...‬مو كل من يا فاتن بظروف حياتنا يلقى هالبواب الذهبية تنفتح له بالحياة‪ ..‬شوفيني‪ ..‬لو ما انتو ولو ما‬
‫عمي بالخص اللي لمني في بيتكم على عكس أي واحد ثاني جان انا ضايع‪ ..‬ومن يدري‪ ..‬يمكن مت من زمان‬
‫واجتمعت بامي وابوي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يومي قبل يومك‬
‫التفت اليها وهويبتسم‪ ..‬ولم يكن يعرف ان دمعته قد هطلت من جفنه الحمر‪ ... :‬انا حامل فضل ابوج علي‬
‫ليوم القيامة‪ ..‬وبظل اقوم واقعد وانا اذكره بالخير والرحمة لروحه الكريمة اللي بصراحة ما تتوافر بهالزمن‬
‫الغادر‪ ...‬خصوصا لنا احنا الشباب‪..‬‬
‫فاتن التي شابت روحها بدمعة خالد ‪ ..‬لول مرة يبكي‪ ..‬لول مرة يبكي امامها‪ : ..‬خالد‪ ..‬انا ماقدر اروح‪...‬‬
‫خالد‪ :‬تقدرين ممو ما تقدرين‪ ..‬انتي خايفة فتون‪ ...‬وبس‪ ...‬هذا كل الموضوع‪ ..‬لكن‪ ..‬انتي ما حطيتي في بالج‬
‫المتعة اللي انتي راح تلقينها‪..‬‬

‫بحماسة يلتفت لها وهو يمسح عينيه وقلبه يتمزق على هذه التمثيلية التي يؤديها امامها‬
‫خالد بابتسام ولمعان بعينيه‪ :‬راح تلقين ذيج المكتبة اللي فيها من الكتب اللي يحوس عيونج الهبل‪ ..‬وراح تلقين‬
‫ذيج المباني اللي تضيعين فيها وهذا شي مو غريب عليج‪ ..‬راح تشوفين شباب من كل جنسيات العالم ‪ ..‬الحمر‬
‫البيض السمر السود الصفر كل شي كل شي‪..‬‬
‫فاتن تضحك لسلوبه في السرد‪ :..‬هههههههههههههههه‬
‫خالد يبتسم بصدق‪ :‬صدقيني‪ ..‬راح تكونين ولشي في هذاك العالم لن العالم ما راح يتمحور عليج انتي بس‪..‬‬
‫راح تكونين انتي ويا ثكنه من الشباب اللي راح يطلع منكم الذكي وراح يطلع منكم الطالح مثل ولد خالتج‬
‫الحلوو‪...‬‬
‫ابتسمت فاتن وكان وصفه قد اعجبها‪...‬‬
‫خالد‪ :‬تخيلتي‪ ...‬شفتي شكثر حلوة الفكرة‪ ...‬وشكثر مفاجات ومغامرات راح تكون لج هناك‪ ..‬فكري فيها‪ ..‬ل‬
‫حسيب ول رقيب؟‬
‫فاتن بعصبية‪ :‬شقالوك ؟؟‬
‫خالد يقطعها بضحكه‪ :‬ههههههههههههههههههههه سوري‪ ..‬فكرتج انا في دقيقة‪ ..‬هههههههههه بس‪ ..‬فكري في‬
‫اللي قلته لج‪ ..‬فكري في فرحة هلج يوم تردين لهم وعندج شهادة من اميركا‪ ..‬تخلين خالتي ينرفع راسها‪..‬‬
‫وعمي ينذكر بكل مرة ينادونج باسمه‪ ..‬الدكتورة فاتن عبدالله الياسي‪ ..‬حلوو مووو؟‬

‫فاتن وهي تبتسم‪ ...‬صحيح كلمه‪ ..‬هذا النسان‪..‬‬

‫خالد بهدوء مرة اخرى‪ :...‬فاتن‪ ...‬قبلي هالبعثة‪ ..‬وروحي‪ ...‬وخلي البواب الذهبية تنفتح عليج‪ ..‬وخلي هالروح‬
‫المحبوسة تطلع هناك‪ ..‬ظيعي في الجو هناك‪ ..‬اسبحي في ذيج المعلومات وذيج الحياة الغريبة‪ ..‬وردي لنا‪...‬‬
‫بعدين‪ ..‬وعندج كل السوالف اللي ما تمللنا ول تعور راسنا‪ ...‬وتخلينا كل ما نقعد معاج نكتشف فيج الكثير‬
‫الكثير‪...‬‬

‫التفتت فاتن له والدموع تتلل بعينيها‪ .....‬لقد جعلها تقوم بتلك الخطوة التي لم تصدق انها قد تقوم بها في يوم‬
‫ما‪ ..‬الخبيث‪ ..‬لقد اقنعها بفكره السفر‪..‬لربما ذكره لوالدي هو ما جعلني ارتبط بالموضوع اكثر‪ ...‬صحيح يا‬
‫فاتن‪ ..‬هذه فرصتك لكي تبدين شكرك وتردين جميل والدك الكبير عليك وعلى اخوتك‪ ...‬انها الفرصة يا فاتن‪..‬‬
‫انها الحياة التي انتي لطالما حلمت بها في دفتر يومياتك وخواطر حياتك‪ ...‬انها تلك اللحظه التي لطالما‬
‫تخيلتها ‪ ..‬وانه ثمر الجهد والتعب طوال تلك السنوات بالتفوق ‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬قلبي ما شانه لكي يتقطع هكذا بالرحيل عن من يحبه ومن يشتاق له‪ ...‬ما شان قلبي المسكين الذي‬
‫احب ول يريد من هذه الدنيا ال حبيبه‪ ..‬لم هذا الصراع في بالي‪ ..‬ولم هذه اللوعة الشديدة‪ ..‬احبه‪ ..‬وساغادر‪..‬‬
‫ولكني ساعود‪ ..‬دائما وابدا ساعود‪ ..‬ساعود له ولهلي ولكل الناس‪ ..‬لن ابتعد كثيرا‪ ..‬لن اغيب عنه طويل‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬كيف لي ان اقول كل هذا‪ ..‬هل قبلت يا ربي بهذا القرار‪..‬؟؟ هل قبلت بهذا المصير؟؟؟ هل هذي هي‬
‫كتبتك لي يا ربي؟؟؟‬
‫وفقني يا ربي‪ ...‬وفقني‪...‬‬
‫التفتت الى خالد لكنه لم يكن هناك‪ ..‬يااااه‪ ..‬هل ضاعت في افكارها الى تلك الدرجة بحيث انها لم تلحظ‬
‫مغادرته‪ ...‬لربما ارادني ان اكون لوحدي لكي اغوص اكثر بتلك الفكار‪ ...‬يا حبيب قلبي يا خالد‪ ..‬يا اخي‬
‫المفضل في هذا العالم‪ ..‬وصديقي الذي ل يغلبك صديق‪...‬‬

‫بدخولها للمنزل توجهت كل النظار اليها‪ ..‬وبالخص‪ ..‬اخيها جراح‪ ..‬كان يبدو كالمنتظر لحكم اما ان يحيه ‪ ..‬او‬
‫ان يميته‪ ...‬مسكين انت يا اخي‪ ..‬كلهم ل يستحقون مني الهتمام مثلك‪ ..‬ولهذا تقدمت له اول‪...‬‬
‫وجلست عند رجليه وهو ينظر الى عينيها ‪...‬‬
‫ولم تتكلم‪ ...‬وابتسمت بتلك العذوبة في قلبها‪ ..‬فتهللت نظرات اخيها وتشققت بشرته بابتسامة عارمة‪ ..‬فرفع‬
‫كفيه الى وجهه فرحااا وغبطا لما حققه‪ ..‬اااه يا اخي‪ ..‬لو كنت اعرف ان هذه سعادتك لما توانيت لحظة‬
‫عنها‪...‬‬

‫وبتلك اللحظه‬
‫والعائلة جالسة في تلك الصالة المنيرة‪..‬‬
‫الم عند ابنها‪ ..‬والخت عند رجل اخيها الذي يمسح على شعرها‪ ..‬وراس الخت على رجل اخيها‪ ..‬وابن الخالة‬
‫يضم ابن خالته بفرح وانتصار‪...‬‬
‫تبتعد الصورة‪...‬‬
‫وتبتعد‪ ..‬لتتجه الى تلك السماء‪..‬‬
‫حيث يقبع ‪...‬‬
‫رجل‪ ..‬يبتسم بكل فرح‪ ..‬وبكل فخر‪ ..‬وهو ينظر الى ابناءة‬
‫ثمره بتلك الدنيا‪...‬‬
‫ثمرات‪ ..‬لو وزعت في هذه الدنيا لتغطت بالنعيم والطيبة‪..‬‬
‫الحمد لله رب العالمين‪.‬؟‪...‬‬
‫فاتن ووافقت على السفر‪ ...‬ومساعد ونال ما اراده‪..‬‬
‫مشعل‪ ...‬ما موقعه من العراب‪..‬‬
‫اهل سيتقبل غربته مع فاتن‪ ...‬ام انه سيرفض وسيقوم بما ل يدخل العقل؟‪.‬؟؟‬

‫خالد‪ ..‬هل هذه هي اولى خطوات النجاح في حياته‪...‬؟؟ ام هذه النكسة التي ستؤدي به؟؟‬
‫جراح؟؟؟ ما الذي سيجري عليه الن وقد سقطت مسؤولية اخته عنه ولكن زادت بعد ان تغادر فاتن‪ ..‬فهي‬
‫التي كانت تمسك القارب من دفة اليسار‪...‬‬
‫ما الذي سيحصل؟؟؟ وما هي الحياة التي تنتظر فاتن‪.‬؟؟؟؟‬

‫الجزء الحادي عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪-----------------------‬‬
‫ها انا مسافرة‪ ...‬مغادرة هذه الدنيا الجميلة التي عشتها‪ ...‬مبتعدة عن كل احبابي وكل اقربائي‪ ..‬ومبتعدة عنه‬
‫ايضا‪ ...‬الرجل الذي لطالما تمنيته في حياتي‪ ..‬واردته وحلمت به نعومة اظافري‪..‬‬
‫مغادرة عن كل ما بنيته طوال ال ‪ 19‬عاما‪ ..‬ل اعرف‪ ..‬حتى اتفه الشياء تبدو لي غالية وقيمة على قلبي‪..‬‬
‫ياااااااه‪ ..‬كيف قبلت بكل هذا؟؟؟ كيف رضيت‪ ..‬اين ذهب عقلي؟ واين كانت اصابتي ورجاحة عقلي؟؟ قال لي‬
‫خالد كلما ل اذكره الن‪ ..‬هو من شجعني على السفر‪ ..‬ولكن‪ ..‬ل اذكر الن كلمه‪ ..‬لو كنت فعل قد اقتنعت به‬
‫‪ ..‬لكان الن يرن في اذني بعنف‪ ..‬ولكن‪...‬انا ل اذكر شيئا‪ ..‬إطلقا‪ ..‬إطلقا‪...‬‬

‫مضت اليام سريعة وحزينة على فاتن وهي تعد نفسها مع اخيها للجامعة‪ ..‬فحوصات مختلفة ورحلت متعددة‬
‫للمستشفى ولمكتب المحاماة وللبنك و‪ ..‬و ‪ ..‬و تستمر القائمة وكل هذا يجري وهي غير مهتمة او عابئة‪..‬‬
‫فبسرعة قبولها لتلك البعثة لم يكن لها مجال للتفكير او اخذ بضع ايام للوصول لقرار أخير بشانها؟؟‬

‫وها قد وصل يوم الربعاء وهي ل تعرف أي خبر عن مشعل‪ ..‬سمعت من امها واخيها ان اليوم سياتي لمنزلهم‬
‫مساعد الدخيلي‪ ..‬ليلقي عليهم وصية الوالد‪ ..‬ل رغبة لفاتن ان تجلس في مكان واحد مع ذلك المتعجرف‬
‫المغرور ولكنها ستحاول ان ل تعيره ادنى درجة من الهتمام‪ ..‬ولكن‪ ..‬ياريتها مريم هنا اليوم‪ ..‬انا احتاجها‬
‫بقوة‪..‬‬
‫*******‬
‫مساعد‪ :‬ل بس نجاة انا ابيج تظلين حاملة موضوع البعثة على انج انتي المنسقة‬
‫نجاه‪ :‬مادري يا مساعد انا ما عندي أي فكرة عن هالموضوع بس لو تعطيني اوراق عشان ادرسها تعرف يعني‬
‫اخذ فكره ولو مبسطة‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬ماله داعي يا نجاه خلص الحين السالفة انطلت عليهم انج انتي المسنقة‬
‫نجاه وهي تضع يديها على المكتب‪ :‬اموت واعرف انت ليش مو حاب تاخذ التقدير لكل هالبعثة‪ ..‬والله يا‬
‫مساعد اللي انت نظمته فيها محد يقدر يسويه‪ ..‬شغل مضبوط ما تفكر تروح في الوزارات في قسم البعثات؟‬
‫)وهي تضحك(‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬أي عشان شهرين وانا منتفخ من زود الجاي ول الجرايد اللي قاعد اقراها‪ ..‬خليني هني احسن‬
‫لي ولكم‪..‬‬
‫نجاه‪ :‬خلص عيل‪ ..‬انت قبل ل تييب أي احد عندي خلني اكون محتاطة وفاهمة الشي‪ ..‬مو مثل هذيج المرة‬
‫دخلت الولد علي وانا ما عندي أي فكرة لو ما كلمك الدايم عن هالبعثة‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ل بس انا اوعدج ان هالموقف ما يتكرر عليج‪)..‬ابتسامة دبلوماسية( اشكر مساعدتج يا نجاه‬
‫نجاه وهي تخرج من المكتب‪u o me msa3ed :‬‬

‫ض عنه‪ ..‬ها‬
‫يوطئ رأسه على الكرسي وهو يحدق بالسقف‪ ..‬لكم هو جميل عندما تقوم بعمل انت مسرور ورا ٍ‬
‫قد ضمنت مستقبل فتاة قد تشكر عليه طوال عمرك‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪..‬‬
‫ابتعد عن الكرسي قليل ليخرج اوراقا متعلقة بموضوع وصية اب جراح‪ ..‬ومعها‪ ..‬كان دفتر عالية الذي احتفظ‬
‫به لمدة طويلة ابتسم عندما رآه ‪ ..‬لم يقرأ منه منذ مدة طويلة‪ ..‬اخرجه وهو يخرج الوراق ‪..‬‬

‫لم يعر الوراق أي اهتمام ونصب بصره على ذلك الدفتر‪ ..‬كان بنيا جلديا وبه غرزات بيضاء على الجنب‪..‬‬
‫اوراقه صفراء غير مسطرة‪ ..‬ومليئ بالصور المتعددة‪ ..‬اكثرها شاعرية ورومانسية‪ ..‬يضحك‪ ..‬فباليوم الذي‬
‫اخبرته عالية عن الدفتر ضحك عليها بمليء فاهه ‪ ..‬ولكم انزعجت وغضبت منه ‪ ..‬حتى انها رمته بالدفتر على‬
‫راسه وابتعدت عنه لمنزلها‪ ..‬لحقها ولكنها اختفت عن ابصاره‪ ..‬ولينتظرها توقف عند المنزل واذا بها تعود‬
‫للمنزل مشيا على قدميها‪ ..‬وعندما رأته توقفت قليل ولكنها اعادت السير بسرعة لكي تدخل المنزل قبل ان‬
‫يمسكها عند الباب‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬نجحت بذلك لن مساعد لم يخرج من سيارته وبقي فيها ال ان تاكد بدخولها‬
‫للمنزل‪ ..‬هو ليس عديم الخلق الى تلك الدرجة لكي يلحقها ويمسكها بوسط الطريق‪ ..‬يكفي انها تاتي اليه‬
‫خلسة لتجلس معه‪..‬‬
‫ومنذ ذلك اليوم والدفتر بحوزته‪ ..‬لم يعطها اياه‪ ..‬واكتفى بان يعجب به لوحده‪..‬‬
‫وفي تلك الثناء ابتسم لذكرى شكلها الجميل ‪ ..‬كانت تشبه فاتن ال بشي واحد‪ ..‬قدها النحيل وطولها الفارع‪..‬‬
‫كانت كعارضات الزياء ولكن بحشمة‪ ..‬وهذا ما اعجبه بها‪ ..‬وحتى مرضها لم يكن ذي الهمية لديه‪ ..‬فشل‬
‫كلوي‪ ..‬هذا ما كانت مصابه به‪ ..‬وهذا ما اماتها‪ ..‬ولكم كانت تلك السنة صعبه عليه‪ ..‬كان باخر سنة دراسية‬
‫بلندن‪ ..‬ويعد بحث تخرجه مع زملئه عندما استلم الخبر‪ ..‬فقبل ايام انعدمت رسائلها التي كانت ترسلها اليه‬
‫ليستقبلها بلهفة‪ ..‬وجن جنونه وهو يفكر باسوء الشياء‪ ..‬وتحققت اسوأ مخاوفه‪ ..‬فقد استلم خبر وفاتها‬
‫باسبوع من انقطاع الرسائل‪ ...‬ل زال يذكر كلم امه بذلك اليوم‪..‬‬
‫)) حاولو وياها‪ ...‬حددوا موعد للعملية‪ ..‬وماتت قبلها بيومين‪ ..‬كان يومها يا وليدي‪ ..‬حكمة ربك اقبل بها ((‬

‫اسند راسه ليقيه من ذلك السيل الجارف من الذكريات ‪ ...‬ما باله قلبي ل يبكيك بعد الن يا عالية‪ ..‬لم ل‬
‫يعتصر الما كما الماضي عندما اذكرك‪ ...‬؟؟؟ الهذه الدرجة استفحلت فاتن بداخلي‪ ..‬لدرجة انها قد‪ ..‬اقست‬
‫قلبي عليك‪...‬‬

‫كل والف لء‪ ..‬قالها وهو يضرب على الطاولة الكبيرة‪ ...‬فاتن‪ ..‬فاتن ل تستحق منه كل هذا التعب‪ ..‬انها ‪ ..‬انها‬
‫مختلفة عنك انتي يا حبيبتي‪ ..‬انها طائشة وغبية وجاهلة ل تفهم أي شي‪ ..‬عمياء عاطفتها تسيطر عليها‪ ..‬ل‬
‫يمكنها ان تكون بنصف رجاحتك‪..‬‬

‫اسند راسه مرة اخرى‪ ..‬ما هذا الصداع الشديد الذي ينتابه‪ ..‬انه بحاجة الى اجازة‪ ..‬ولكن‪ ..‬متى يقدمها‪ ..‬فابو‬
‫زياد مقبل على سفر مع اهله والمكتب ومسئولياته ستقع على عاتقه لوحدة‪ ..‬لبد له وان يبقى ليرعى‬
‫المصالح‪ ..‬وفور عودة ابو زياد سياخذ هو الجازة‪ ..‬وسيخرج من هذه الجواء الخانقة‪ ..‬الى الراحة‪...‬‬

‫وابتسمت شفاهه وهو يذكر مريم اخته‪ ..‬لكم كانت تثرثر عن السفر خارجا‪ ..‬وانها تريد الدراسة مع فاتن‪..‬‬
‫وكيف ان فاتن هي المحفز الرئيس لها على الدراسة ولول فاتن لكانت قد بقيت في المدرسة حتى الن تعيد‬
‫ما عليها اعادته‪ ..‬كانت تبالغ اعلم بها ولكن ‪ ..‬عجيبه هذه الصداقة الحميمة بين مريم وفاتن‪ ..‬تقول انها كانت‬
‫صديقتها منذ ان كانتا طفلتان‪ ..‬فكيف ل اذكر وجود فاتن بحياتي مسبقا‪ ..‬؟؟؟ عجيب هذا المر‪ ..‬ل تصل بها‬
‫قليل وافرحها واخذها معي لمنزل ابو جراح‪ ..‬حتما ستكون غبطة‪..‬‬
‫ورفع السماعة ليتصل واذا بهاتفه المحمول يرن‪ ..‬والمنزل يتصل به‪ ...‬فاجاب عليه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الووو‬
‫مريم‪ :‬هل مساعد‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ماشاء الله عمرج طويل‪..‬‬
‫مريم بابتسامة‪ :‬وناااااسة من قاللك؟‬
‫مساعد‪ :‬يالخبلة توني بدق البيت عشان اكلمج‬
‫مريم‪ :‬صج والله‪ .‬حياتي اخوي‪ ..‬محد قط افتكر فيني ورفع السماعة واتصل غيرك انت وفتيييينة‬
‫كادت البتسامة ان تتوسع ال وذكر فاتن يعود اليه ليتجهم‪ :..‬زين مريم ابيج تزهبين حالج على الساعة ‪ 4‬جذي‬
‫عشاان بنروح بيت بو جراح‪..‬‬
‫مريم بفرح‪ :‬والللللللللللله احلف‪ ..‬والله احلف‪ ..‬احلف مساعد ماصدق‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬شكو ما تصدقين عبالج السالفة صعبة ‪ ..‬زهبي حالج وخلص ل تناقشيني اكثر‬
‫مريم ‪ :‬اوكيك ياكيك اوكيكككككككككك ياكيك‪ ..‬انا ازهب حالي وما تي البيت ال وانا زاهبة‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬سلمي على امي‪ ..‬ويالله بخاطرج‬
‫مريم‪ :‬ربي يطيب خاطرك ياخوي‪ ...‬باي‬

‫اغلق عنها فقزت مكانها فرحا‪ ...‬انها مشتاقه لهم‪ ..‬لها‪ ..‬وله ‪ ..‬وله وله وله‪ ..‬ههههههههههه كل شوقها الى‬
‫جراح‪ ..‬فمضى زمن طويل لم تره بها‪ ..‬وهذه الزيارة ستكون من افضل الزيارات‪ ..‬في قلبها احساس عميق‬
‫تجاه هذا المر‪ ..‬شكرا يا ربي‪ ..‬شكرا‪..‬‬
‫*****‬
‫مشعل الذي عاف الهناء والراحة وبقي مهموما طوال الوقت ل يريح جفنا ول ينبس ببنت شفة‪ ..‬اظلمت الدنيا‬
‫عليه وعلى عينيه‪ ..‬فبعد كل تلك المال العريضة ها هي تخبوو امام عينيه الواحدة تلو الخرى‪ ..‬فاتن راحلة‪..‬‬
‫راحلة الى بلد هي اجنبية عنه ‪ ..‬ل تفقه به شيئا ول يمكنها ان تعرف لعاداتهم وطباعهم لنها بعيدة كل البعد‬
‫عن قساوة المكان وغربته‪ ..‬كيف انى لجراح ان يتركها تسافر بعيدا عنه‪ ..‬وعن امها واخيها واختها واحبابها‬
‫واصحابها كلهم؟؟ فاتن ليست بتلك القوة لكي تغادر مجتمعا ضمها طوال عمرها لمجتمع هي بغنى عنه!!‬
‫ياربي‪ ..‬كيف لي ان امنع هذه السفرة‪ ..‬كيف لي ان اوقفها او ان اماطلها لكي تتاجل‪ ..‬وتلغى وارتاح‪ ..‬كيف؟؟‬

‫اما سماء فمنذ عرفت ذلك الموضوع وهي متوترة‪ ..‬ل تعرف ‪ ..‬حرام ما يصيب اخاها ولكن فاتن تستحق‬
‫فرصة ان تخرج من هذا العالم الى عالم اخر حيث تجد نفسها وتبحث عن ذاتها‪ ..‬فبزياراتها القليلة ولكن‬
‫الطويلة لفاتن عرفت فيها امورا كثيرة ولو ان انها ل تتكلم عنها كثيرا‪ ..‬فاتن بطبعها مغامرة وتحب المفاجات‬
‫والتحديات‪ ..‬وان كان هناك أي تحدي موجود فهي هذه السفرة‪ ..‬يارب وفق فاتن‪ ..‬فهي بحاجة لك‪...‬‬
‫في الصالة حيث التلفاز مفتوح ومناير وفاتن السارحة جالستان امامه وامهما معهما وهي تنظر الى الساعة‬
‫كل حين‪ ..‬خرج جراح منذ ساعة ولم يعد حتى الن‪ ..‬اين هو يا ترى‬

‫ام جراح‪ :‬يمه فاتن قومي اتصلي في اخوج طلع من ساعة ول رد‬
‫فاتن‪ :‬يمة يمكن ويا ربعه ول شي؟‬
‫ام جراح‪ :‬ربعة هالوقت من الصبح‪ ..‬يمة قومي اتصلي فيه جوفيه قلبي ماكلني عليه‬
‫فاتن وهي تنهض‪ :‬ان شاء الله مافيه ال العافية‪..‬‬

‫وتحركت فاتن لتتصل باخيها ‪ ..‬ال وهو يدخل المنزل‪..‬‬

‫مناير‪ :‬كاهو ياج بنفسه بعد‪..‬‬


‫جراح بغرابه‪ :‬ليش شصاير؟؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬ل يمة بس استهميت عليك شفتك تاخرت تحيرت عن مكانك‬
‫يجلس بجنبها وهو يتنهد‪ :‬اااااااااااااااه انا ماقدر ياناس ياعالم‪ ..‬كل هالحب ومن ملكة جمال العالم‪ ..‬يمه خفي‬
‫شوي ترى انا بموت جذي من زود هالرومانسة والشاعرية‬
‫فاتن بظيق‪ :‬بسم الله على روحك‪ ..‬بس هالرياييل ذبحة يدعون على اعمارهم وبس ‪..‬‬
‫وغادرت عنهم‪..‬‬
‫جراح باستغراب‪ :‬علمها فتون؟؟‬
‫مناير‪ :‬مادري شفيها من الصبح واهي معتفسة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬احد قايل لها شي ول مزعلها‬
‫ام جراح‪ :‬ل يمة بس اهي شوي متظايقة على سالفة السفر و شغلتها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬زين مافيها شي كل الناس تسافر وتدرس بره لهي اول وحده ول اخر وحدة‪ ..‬اااااه خل اقوم واروح‬
‫اشوفها شفيها شمافيها‪ ..‬وارد لكم‬
‫مناير‪ :‬والله ياريت تاخذني وياها عشان ل تمل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انتي بعد حطي بالج على عمرج ودراستج وراح تروحين وتوصلين لمستوى فاتن وتلقين بعثة‪..‬‬
‫مناير بضحكة‪ :‬هااااااااه‪ ..‬جان جذي‪ ..‬ابشروو‪ ..‬بلقى بعثة وباحس جامعات صوماليا‪ ..‬جان فيها جامعات يعني‬

‫يضحك جراح وامه ايضا ويتوجه للعلى حيث اخته الحزينة‪ ..‬ما بها فاتن؟؟ لم عليها ان تبدي كل هذا الحزن‬
‫وهي على سفر جميل ومغامرات قادمة ل يحصل عليها كل شخص‪ ..‬؟؟ اه يا فاتن لم هذا التجهم‪...‬‬
‫يدق باب غرفتها فيلقى جوابا حزينا‪ ::‬تفضل جراح‬
‫يدخل وهو يبتسم بعذوبة‪ :...‬دريتي انه انا؟؟‬
‫تبتسم فاتن‪ :‬ومن غيرك يعني اللي يحلق ورانه‪ ..‬ما عاد لنا ال انت‪..‬‬

‫التفتت عنه والدموع تتحادر على خديها بعنف‪ ..‬حتى جراح نفسه‪ ..‬تالم قلبه لكلمات فاتن‪ ..‬ما بالها تتحدث‬
‫هكذا؟؟ الم نوعد بعضنا بان ننسى الحزن واللم‪ ..‬ونبقي ما بقلوبنا ذكرى جميلة نبتسم عليها‪..‬‬

‫جراح يذهب اليها‪ :‬فتون‪ ..‬علمج؟؟ ليش زعلنة ؟ من مزعلج؟‬


‫فاتن وهي تمسح دموعها وعينيها على شرفة مشعل‪ : ..‬مافيني شي‪ ...‬محد مزعلني‪ ...‬ماكو شي‪..‬‬
‫وغابت في البكاء‪ ..‬لاا‪ ..‬انها تشكي من شيء‪ ..‬ماهو ياترى‪..‬‬
‫جراح‪ :‬فتون اذا في قلبج شي قوليه حبيبتي انا هني لكم اسمعكم وافهمكم‪ ..‬فتون ل تعورين قلبي عليج‬
‫قوليلي شفيج‪..‬‬
‫فاتن تلتفت اليه وتغيب في احظان اخيها‪ :‬جراح مابي اروح عنكم‪ ...‬ما بي اسافر وابتعد‪ ..‬ابي اظل وياكم‪...‬‬
‫ماقدر افكر اني مابشوفكم كل يوم وكل لحظة‪ ...‬تفهمني‪ ..‬مابي اروح عنكم مابي‪...‬‬

‫مسح جراح على راسها وهو يغمض عينيه‪ ...‬وانا الذي ظننت السوء‪..‬‬

‫بحنان بليغ‪ :‬بس اهدي انتي‪. ..‬اهدي‪ ..‬وبسج صياح‪ ..‬عورتي هالقلب والله‪ ..‬وانا من وين لي الصبر اتحمل‬
‫نعومتكم انتو يالحريم‪ ..‬لبج انتي ول امي ول منور على غثتها‪ ..‬من حلكم قلبي متعور ل وتبجين انتي الحين‪..‬‬
‫ماقدر صراحة‬

‫تضحك فاتن بنعومة لخيها‪ .‬وتمسح دموعها بظهر كفيها‪ ..‬ل يعني انها لم تعد حزينة بل‪ ..‬عليها ان تكتم اهاتها‬
‫كي ل تنفضح امام اخيها‪ ...‬فهي بغنى عن كل تلك الجدالت التي يمكن ان تصيب حياتها‪..‬‬
‫يجلس معها اخيها وهو يمسك بيدها‪ :‬فتون حبيبتي‪ ..‬انا ادري ان هالشي صعب عليج انتي بالذات انج تتركين‬
‫الكل والبيت والمسئولية اللي باين انج تستمتعين بها‪ ..‬وانا مالومج ياختي ابد‪ ..‬ابد‪ ..‬بس‪ ..‬في نفس الوقت‬
‫حرام انج تحرمين نفسج من هالنعمة اللي طاحت بين يديج‪ ..‬نعمة بفضل الله عز وجل ثم بفضل ابوي لقيتيها‪..‬‬
‫فاتن بحزن‪ :‬انا ماظن ابوي كان يبيني اسافر بعيد عنكم ول بعيد عن هلي وناسي جذي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ادري يا فاتن ول انا لو كانت الظروف غير كنت بقبل بسفرج بالعكس كنت بكون اول واحد انه يرفضها‬
‫ويخليج تقعدين معانا‪ ...‬بس انتي لزم تشوفين حياتج يا فاتن ‪..‬هذي فرصتج بالحياة انج تخرجين من النطاق‬
‫اللي احنا معيشينج فيه‪ ..‬روحي هناك حبيبتي وعيشي وشمي هوا ثاني‪ ..‬ارفعي راس ابوي والكويت بنجاحج‬
‫وتفوقج‪ ..‬خلج هناك راية بيضا نحملها في ويوه الناس اللي ندفع بها فقرنا وحاجتنا‪ ..‬ل تظنين انج راح تتغيرين‬
‫ول انج راح تتاثرين‪ ..‬انتي معدن اصيل ‪ ..‬والمعدن الصيل عمره ما يصدى ول يتغير لونه‪..‬‬
‫فاتن تبكي‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫جراح يضمها الى قلبه‪ :‬حبيبة قلب اخوووووووها والله‪ ..‬حبيبتي فتون‪...‬‬

‫صمتت‪ ..‬ل تستطيع ان تتكلم عندما تسمع اخيها‪ ..‬فهو متحمس لسفرها اكثر منها‪ ..‬ول تظن انه كان ليتوانى لو‬
‫كانت هذه فرصته ل فرصتها‪ ..‬حتى بحبه لمريم ال انه سيغادر ويرحل ويرجع وهو ظافر بشهادة يرفع راس كل‬
‫من به‪..‬‬

‫يارب‪ ...‬اجعلني من هؤلء الذين يفرحون بانجازاتهم‪ ..‬قوني يارب‪ ..‬اريد ان اكون مصدرا للفخر والحتفاء‪..‬‬
‫قوني يا ربي‪ ..‬قوني‪..‬‬

‫على الدعاء نزلت فاتن واهي مجبرة الى الطابق السفلي‪ ..‬وهي تجر نفسها لكي تبتسم او تبدو طبيعية امام‬
‫امها وان تكسب الوقت كله في صالحها من اجل ان تبقي ذكرى طيبة لها مع اهلها قبل رحيلها‪ ..‬وان كان هذا‬
‫شيء صعب ال انها ستحاول‪ ..‬وهذا جل ما تقدر عليه‪..‬‬

‫هاهي الساعة تشارف الثالثة ولم يصل مساعد للمنزل حتى الن‪ ..‬لم تستعجل مريم نفسها لتهب بالتصال‬
‫وانما انتظرت حتى ان ياتي اخاها‪ ..‬فهذا هو وقته عندما يتاخر باخر يوم بالسبوع‪ ..‬ول تريد ان تزعجه كي ل‬
‫يغير رايه بشان اصطحابها الى منزل ابو جراح‪ ..‬ستنتظر‪..‬‬

‫وطال النتظار الى الثالثة والنصف ولم يصل‪ ..‬فشغلت نفسها عن النتظار بالتزين‪ ..‬ولم يبقى شيئا لم تضفه‬
‫الى وجهها‪ ..‬ل تحتاج للمكياج كثيرا لكن انتظارها كانت ممل مما جعلها تقوم بما قامت به‪ ..‬اعجبتها النتيجة‬
‫ولكن كانت مبهرجة كثيرا‪ ..‬فبدأت تمسح فيه‪..‬‬
‫ال بصوت مساعد من السفل‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ياويلي‪ ..‬توه الحين ياي‪ ..‬انا الحين شلون اشيل هالخرابيط؟؟؟ )تنظر الى نفسها بالمرآة( يوووووووووه‬
‫يا مساعد شسويت فيني‪..‬؟؟‬

‫خرجت من غرفتها مسرعة لخيها تستبقيه اكثر ‪ ..‬وعندما نزلت‪...‬‬

‫مساعد بنظرة غريبة‪ :‬مريوووووم؟؟؟ شمسوية في روحج؟؟ شهالخرابيط اللي فيج؟ رايحة عرس انتي؟‬
‫مريم بحيا‪ :‬مادري يا خوي‪ ..‬بس انت اله يهداك تاخرت وانا ما احب انتظر رحت صبغت ويهي‪ ..‬دقايق بس‬
‫ورادتلك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ماعندي وقت مريم مواعد الناس على الساعة اربع‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ليش شصاير عندهم؟‬
‫امساعد‪ :‬مواعدهم على قراية وصية عمي بو جراح؟؟‬
‫ام مساعد بلهجة قاسية‪ :‬وما كو احد ال انت؟؟؟ جان خليت احد ثاني يسويها لهم‪..‬؟؟‬

‫لم تكن هذه بالجديدة على امه فهي منذ وفاتهم ومل حظتها لنشغاله الدائم بمسألتهم احست بالغيرة وتغيرت‬
‫تصرفاتها تجاه ال الياسي‪..‬‬

‫مساعد غير مبالي‪ :‬ل اكوو‪ ..‬بس انا اللي ابي جذي‪ ..‬ها يمة أي اعتراض ثاني‪..‬‬
‫تشيح بوجهها‪ :‬اللهم ل اعتراض‪ ..‬بس لو تحط بالك على حالك اكثر من بيت الياسي يكون خير يا وليدي‪..‬‬
‫مساعد بقلة صبر‪ :‬ان شاء الله‪ ...‬مريم‪ ...‬مرييييييم‬

‫مريم التي استفادت من جدال امه معه اتجهت الى غرفتها ومسحت اللوان بسرعة ولكن ما فعلته كان اسوأ‬
‫من السابق‪ ...‬ل بأس مع فاتن ستقوم بكل شي‪...‬‬
‫ونزلت وهي متغشية بشالها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬تدرين اني ماحب هالحركات‬
‫مريم‪ :‬الله عليك يا مساااعد اللي يسمعك يقول على طول بسويها بس اليوم عن ويهي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اللهم طولج ياروح‪ ..‬هذا اللي يبي البنات‪ ..‬خله يشبع من شقاهم‪..‬‬

‫تركها وطار الى سيارته وهي تجري من خلفه‪ ..‬وعندما ركبت تحركت السيارة مسرعة‪ ..‬مع ان منزل بو جراح‬
‫قريب ال ان مساعد ل يحب – خصوصا عندما يرافقنه النسوة‪ -‬ان يسير بهن في الشوارع‪ ..‬رجل تقليدي‪..‬‬
‫يحب الستر‪..‬‬

‫وفي السيارة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬مساعد امي شفيها وياك على بيت عمي؟‬


‫مساعد وهو ينظر امامه بحزم‪ :‬امج غيارة وما تحب ان عيالها يحبون غيرها‪ ..‬مو حركات ناس عدلة بس‬
‫شنسوي امنا ولها حق علينا‪ ..‬احسن شي نسويه اننا نسكت عنها وتخليها تقول اللي تقوله‪.‬‬
‫مريم بخوف‪ :‬يعني اهي ما تحب بيت عمي بو جراح؟‬
‫مساعد‪ :‬قبل ل الحين‪ ....‬مادري‬

‫توجست مريم‪ ..‬كيف لمي ان ل تحبهم‪ ..‬كانو رفاقا قبل ان آتي الى هذه الدنيا فما الذي حصل كي تكرههم‬
‫امي؟؟ يا ترى ماذا سيجري لي عندما ياتي جراح لخطبتي؟؟ هل سترفضهم بسبب هذه الكراهية؟؟‬
‫اوووووووووه لست بناقصة يا امي‪ ...‬تبا للحياة‪..‬‬

‫مساعد ينظر اليها‪ :‬وانتي علمج ساكتة‪ ...‬بالعادة تقرقين ول تسكتين؟‬


‫مريم‪ :‬ل مافيني شي ‪...‬‬
‫بصمت تفكر‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اقول مساعد‪ ..‬عادي اقعد وياك يوم اللي تقعد فيه وياهم؟‬
‫مساعد بصدمة‪ :‬طالع انا شلووون مافكرت بهالشي؟؟؟ نسيت اني بقعد وياهم؟؟ يا ذي الورطة‬
‫مريم بستغراب‪ :‬هو ليش؟؟؟ بقعد معاكم مافيها شي ل ني غريبة ول هذا سر من اسرار الحكومة السوفيتيه‪..‬‬

‫مساعد يبتسم‪ :‬ادري بس هالنوع من الجتماعات يبيلها خصوصية‪ ..‬خليني اردج البيت الحين‬
‫مريم‪ :‬شنوووووووووووووووو؟؟ كمل كمل دربك يالله يردني البيت‪ ..‬انا زين مني لقيت فرصة عشان اطلع‬
‫ليش تردني؟؟ مساعد خلص والله بقعد انتظركم في الصالة ول في المطبخ تكفى‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اخاف ينزعجون منج ول ينغثون؟‬
‫مريم‪ :‬ل ل تكفى ما بينغثون خلني اروح بس؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههه ل ل ماقدر اعرض الناس لهالنوع من المصايب اردج البيت احسن‪...‬‬
‫مريم‪ :‬لاااااا تكفي والله ببجي الحين‪..‬‬

‫مساعد الذي بدا مستمتعا بهذه المشاكسات مع اخته الصغيرة‪ ..‬ما احلها مريم‪ ..‬منذ ان كانت صغيرة وهي‬
‫على هذه الحالة‪ ..‬لكنه لم يكن معها كثيرا فكان شابا يحب الخروج كثيرا رغم تفوقه بالدراسة‪ ..‬وبعدها اتته‬
‫البعثة ليبتعد خمس سنين عنها ليعود ويجدها فتاة يافعة‪ ..‬انها اكثر شخص على هذه الدنيا لديه معرفة قوية‬
‫بفاتن‪ ..‬لو كان لي الحق بالسؤال لسألتها‪ ..‬ولكن اخاف من تفسيرها لردة فعلي‪ ..‬قد تقول اني احبها‪ ..‬وهذا‬
‫امر مستحيل‪ ..‬فانا ل يمكن ان احب فاتن‪ ...‬معجب بها نعم‪ ..‬احبها؟؟؟ لااا مستحيل‪..‬‬

‫فاتن وامها في المجلس ترتبان الطعمة على المائدة‪ ...‬لم تكن كثيرة ولكن الحمد لله تكفي من يجلس‬
‫عليها‪ ..‬على عكس تصور مساعد ففاتن ليست بالمستعدة ابدا له وليست مهتمة اطلقا لوجوده فيكفيها انه‬
‫سبب رحيلها عن اهلها‪ ..‬كانت ل تستسيغه‪ ..‬ولكنها الن تحولت من عدم الستساغة الى البغض‪ ..‬تبغضه‪..‬‬
‫وتتمنى رؤيته يعاني‪ ..‬عجيب امر فاتن فهي لم تتمنى حتى للحشرات بالمعاناة فكيف لها ان تتمنى كهذا الشي‬
‫الى شخص يعيش ويتنفس‪ ..‬؟؟ ماذا جرى لفاتن يا ترى؟؟‬

‫وسمعن بوق السيارة يعلن وصولهم‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬يمه فاتن طلعي من باب الزراعة عشان ل تمرين يم الريال‪..‬‬
‫فاتن من غير نفس‪ :‬انشاء الله‪..‬‬
‫وعند خروجها التفتت‪ :‬يمه لزم اقعد وياكم؟‬
‫ام جراح باستغراب‪:‬ليش يمه مالج خاطر تعرفين اللي يوصي فيه ابوج؟‬
‫فاتن‪ :‬مو جذي بس‪ ...‬تعبانة شوي ومالي خلق‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬كيفج يما على راحتج‪ ..‬روحي ارتاحي وانا بعدين لو تبين اخبرج بكل شي‬
‫فاتن تبتسم ابتسامة صفراء‪:‬شكرا يمة‪..‬‬
‫تخرج فاتن عن طريق الحوض ولكنها نسيت ما طلبته منها امها بالدخول للمنزل من هناك‪ ..‬ومرت على‬
‫الطريق المؤدي للباب الرئيسي ال بصوت من خلفها‬

‫مريم‪ :‬عبرت الشط على مودة وخليتك على راسي‬


‫التفتت اليها فاتن وتشقق وجهها من فرط الفرح‪ :‬مريووووووووووووووم‬
‫وتحاظنتا الرفيقتان‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يا بعدهم والله وحشتيني فتون‬
‫فاتن‪ :‬وانتي اكثر‪ ..‬من يابج؟؟ وليش ماقلتيلي؟‬
‫مريم بغرور‪ :‬اويييه ما تعرفيني شكثر احب المفاجاءات‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه فديت عمرج والله‪ ..‬احلى مفاجاة‪ ..‬وحشتيني يالخايسة‪ ..‬وليش مغطية ويهج‬
‫ترفع مريم الغطى‪ :‬شوفي؟‬
‫فاتن‪ :‬اااااااااااااه‪) ..‬تضع يدها على فمها( من سوى فيج جذي؟؟‬
‫مريم‪ :‬شليي سوا فيني جذي؟؟ ألعيلة عشان ايي بيتكم اللي سوت فيني جذي !!!‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه هه حليلج ارفيجتي‪ ..‬تعالي داخل بس حله‬
‫جراح يشوفج هالشكل؟؟‬
‫مريم‪ :‬هاهاهاي‪..‬بعدج هذا تبين الخلن يتطمشون علي؟؟ ايا العدوة‪..‬‬
‫فاتن تسحب يدها وتضحك‪ :‬هههههههههههههههههههههه تعالي داخل بسج قرقة‪..‬‬

‫مساعد كان ينظر اليهما من داخل السيارة وهو يراقب ضحكات فاتن‪ ..‬لكم هي غاوية ومثيرة للعصاب‬
‫ضحكتها‪ ..‬وكم تبدوو بريئة ول يمكنها ان تسيء الى احد ولكن‪ ..‬انظروا لما فعلته قبل ايام‪ ..‬كيف انى لها‪.‬؟؟‬
‫لم شوهت صورتها بهذه الطريقة بعيني؟؟ لم؟؟؟‬

‫جراح الذي كان يركض على الدرج ليخرج للرجل‪ ..‬توقف في وجه فاتن وهي تركب‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬بسم الله‪..‬‬


‫جراح‪ :‬فتون سكري هالدبابيس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اسمها ازرة مو دبابيس‬
‫جراح‪ :‬اللي هي سكريها‪ ..‬خليني الحق على الريال‪..‬‬
‫ال بمريم تدخل وهي منزلة غطاء وجهها‪ ..‬ويراها جراح‪..‬ابتسم اول وثم انصدم بشكلها‬
‫جراح‪ :‬شفيه ويهج؟‬
‫مريم التي فتحت عيناها صدمة وتسرع لتغطية وجهها‪ :‬ما فيه شي‪ ...‬فتون يالله‬
‫جراح بعصبية‪ :‬شفيه ويهج؟؟ وليش هالغشوة؟‬
‫مريم بتأتأة‪ :‬ام‪ ..‬ممم‪ ..‬مافيه شي ‪ ..‬بس‪....‬ت‪ ..‬ت‪ ..‬تغيررر‬
‫جراح بعصبية بالغه‪ :‬انا ماحب هالغطا وليش متصبغة وطالعة بالشارع؟؟؟‬
‫مريم‪ :‬هاو‪ ..‬انت شكو ويهي ووبكيفي؟؟‬
‫جراح الذي كره عمره‪ ..‬خرج كالعصار وفاتن يديها مازالتا متعلقتين برقبته‬
‫فاتن‪ :‬اصبر خلني اكمل‬
‫جراح يخرج من المنزل باكفهرار‪ ..‬كيف لها ان تخرج من المنزل هكذا؟؟ ل وتغطي وجهها بتلك الغشوة‬
‫الخفيفة؟؟؟ ياااااااااااااااااه ساقتلهَا!!!!!!!!‬

‫فاتن وهي تحرك يديها علمة لتخويف‪ :‬امبيييييييييييييه امبيييييييييييييه امبييييييييييييييييييه راحت عليج مريم‪..‬‬
‫شسويتي انت اليوم؟؟ عصبتيه من قلب؟ من زمان ما شفت جراح جذي؟‬
‫مريم التي كانت خائفة ولكن تتظاهر بالقوة‪ :‬خله على كيفه انا مالي شغل فيه‪ ..‬ويهي وانا حرة فيه!!!‬
‫فاتن‪ :‬امبيه امبيه امبيه والله انج جنيتي على عمرج يا مريوم باللي سويتيه اليوم‬
‫مريم‪ :‬اييييييييه عاد ال اخووج‪ ..‬طول عمره ماله شغل فيني ال بهالسوالف‪ ..‬عشان يعصب علي‪ ..‬وانتي يالله‬
‫خلينا نروح دارج نشيل هالزفت‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما بعطيج خله جذي ويهج هههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬عاجبج زف اخووج‪ ..‬يالله بسرعة جدامي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫*****‬

‫بخروج جراح من المنزل وصل خالد‪ ..‬كان يبدو هزيل ونظاراته غائبة عن وجهه‪ ..‬معروف عن نظره بالضعف‬
‫البالغ فما باله اليوم يسير بدونها‪ ..‬امره غريب؟‬
‫مساعد الذي خرج منذ رأى جراح خارجا‪ ..‬وقف عند السيارة ينتظره‪ ..‬وتقدم خالد اولهم بالسلم ثم جراح‬
‫وتوجهو الى المجلس سوية‪..‬‬
‫جراح بهمس الى خالد‪ :‬وينه نظاراتك اليوم؟‬
‫خالد‪ :‬ناسيهم في بيت فاضل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وعيونك؟‬
‫فاضل‪ :‬اسكت عني تراني ميت من التعب بسببهم؟‬
‫جراح‪ :‬ليش ما تروح تاخذهم؟‬
‫خالد الذي بدى مريضا‪ :‬بعدين يصير خير‪...‬‬

‫دخلو الى المجلس الذي كان معدا لهم‪ ...‬جلس مساعد في موقع يجعله في مواجهة الكل‪..‬‬

‫جراح‪ :‬حياك تفضل‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬زاد فضلك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬دقايق بس ابي اناديهم‬
‫مساعد‪ :‬ل خلك توه الناس‪..‬‬
‫جراح‪ :‬على راحتك‪....‬‬

‫خالد بقي ساكتا وهو مغمض العينين‪ ..‬يشعربصداع اليم في راسه عندما يفتح عينيه‪ ..‬ولكن سيتحمل اليوم‪ ..‬لم‬
‫يرد ان يقول الحقيقة لبن خالته لكي ل يفزعه‪ ..‬فهو كسر نظارته قبل يومين ول يعرف من اين ياتي بالمال‬
‫من اجل ان يصلح الخرى‪ ..‬سيستلف القليل من اصدقائه ولن يردوه‪ ..‬مع ان كل تبديل لنظاراته وحتى نظارته‬
‫الولى كانت من عند عمه ابو جراح‪ ..‬رحمك الله يا عمي‪..‬‬

‫وبعد النصف ساعة ‪ ..‬أي ان الساعة الرابعة والنصف‪ ..‬اجتمع الكل في المجلس‪ ..‬ال فاتن ومريم‪ ..‬استغرب‬
‫مساعد تغيبها‪ ..‬ل لن تفعلي بي هذا يا فاتن‪ ..‬لن ترحميني من تعذيبك اليوم؟؟‬

‫مساعد‪ :‬الكل موجود؟‬


‫جراح يتلفت ويفتقد اخته‪ :‬يمه وينها فاتن؟‬
‫ام جراح‪ :‬يمه اختك تعبانة وما تبي تقعد هني؟؟‬
‫جراح‪ :‬لزم يعني الكل يكون متواجد؟‬
‫مساعد‪ :‬أي لزم عشان التوقيع‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انا اوقع بالنيابه عنها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انت لك خانه توقيع واختك بعد‪..‬‬
‫خالد مصححا وهو متعب‪ :‬بنت خالتي ‪..‬‬
‫مساعد احس لنبرة خالد معه‪ ..‬ما باله هذا الولد؟؟‬
‫جراح‪ :‬دقايق اروح اناديها‪..‬‬
‫ام جراح التي علمت بتواجد مريم معها‪ :..‬ل يمة خلك مناير قومي انتي ناديها‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ليش انا؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬روحي عاد ل تعلين قلبي؟‬
‫مناير‪ :‬اوووف‪ ...‬ان شاء الله‪..‬‬

‫وتوجهت لتنادي فاتن‪..‬‬

‫مناير‪ :‬فاتن‪ ..‬فاتن‪ ..‬فتوووووووووون؟؟ فاتن؟؟‬


‫تفتح فاتن الباب‪ :‬شنو شنو شنو‪ ..‬شتبين؟‬
‫مناير وهي تغادر‪ :‬امي تبيج تحت في الديوانية نزلي لها بسرعة‪..‬‬
‫وغادت مناير وفاتن تحادثها‪ :‬منور قوليلهم مو يايه‪..‬‬
‫مناير تكلمها وهي توليها ظهرها‪ :‬مو شغلي يبونج تحت‪..‬‬

‫وغادرت‪..‬‬

‫فاتن وهي تجلس بغضب‪ :‬اووووووف مابي اروح‪..‬‬


‫مريم‪ :‬ليش انزين؟؟‬
‫فاتن‪ :‬مابي اشوف ويه مس‪...‬‬
‫توقفت عن الكلم ‪ ..‬ستوب فاتن‪ ..‬انتي علىوشك ان تشتمي اخ رفيقتك امامها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ماتبين تشوفين منو؟‬
‫فاتن بتعديل‪ :‬مابي اشوف ويه احد‪ ..‬ليعة جبدي منهم‪ ..‬مو كفاية سالفة البعثة بعد بروحي مو طايقة شي؟‬
‫مريم‪ :‬زين فتون نزلي وخليني انزل معاج؟‬
‫فاتن‪ :‬انتي خاطرج روحي بروحج انا مو رايحة‪..‬‬
‫قالتها وهي تنام على السرير‪ ..‬وتقفز لها مريم‬

‫مريم‪ :‬فتون تكفين حبيبتي روحي عشان اروح وياج‪ ..‬تكفين‪.‬؟‪ .‬تدرين مساعد اخوي بيناجرني ويهزئني لني‬
‫صافة الويه عندهم بس لو رحت معاج بقول له انج ما تحبين تروحين مكان بدوني‬
‫فاتن‪ :‬مريوم تكفين اللي فيني كافيني انا مابي اروح يعني مابي اروح؟‬
‫مريم‪ :‬واذا قلت لج عشان خاطري وخاطر جراح‪ ..‬تكفين‪..‬فتون انا اليوم يايه بيتكم عشان اعدل المور بيني‬
‫وبين جراح ولكن اللي سوييته بويهي حطم كل هالتخطيطات‪ ..‬شوفيني الحين رديت ادمية يالله عاد ل‬
‫تكسرين بخاطري وما تروحين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مريم ماب‪....‬‬
‫تقاطعها‪ :‬تكفييييييييييييييييييييييييييييييييييين‬
‫لمعت عيني فاتن بشر وهي تسمع رجاء مريم‪ :..‬بشرط؟‬
‫مريم‪ :‬اللي تبينه حلي وحللي كله لج‪..‬بس انتي اشرطي‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ابيج تسوين لي ويه البطه‪..‬‬
‫مريم بصدمة‪ :‬حرام علييييييييييييج‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬اتبيني ارووح‪ ..‬سويلي ويه البطة بسرعة‪..‬‬
‫مريم بذل‪ :‬اسويها لج يالحمارة‪ ..‬واامري لله‪..‬‬

‫وقامت مريم بمز شفتيها باصبعيها بحيث انهما امتدتا للمام واخرجت لسانك وهي تلفظ‪ :‬كواك‪ ..‬كواك‪...‬‬
‫وفاتن تضحك بقووووة على تلك الحركة‪ ..‬لم تقم بها مريم لربما منذ ‪ 10‬اعوام‪ ..‬ترفض القيام بها لن احدهم‬
‫صورها بتلك الهيئة وتضاحكن الفتيات عليها طوواااااااال الوقت‪ ..‬حتى لهذه الحينة‪..‬‬
‫وعلى تللك الحركات المخبوله نزلتا الى المجلس‪ ..‬ليتواجهن بمصيرهن‪ ..‬فاتن مع مساعد‪ ..‬ومريم مع جراح‪..‬‬
‫ومن يعلم ماذا تخبئ لهم هذه الجلسة‪ ...‬؟؟؟‬

‫عند بيت النهيدي غزلن وامها توهم واصلين‪ ..‬غزلن ما كانت فرحانة وايد بهالزيارة لنها ما تحب خالتها ام‬
‫مشعل‪ ..‬مو ما تحبها بالعكس اهي تحبها ماكو بنت تكره خالتها بس اهي تكره هالزيف اللي ام مشعل‬
‫محايطة نفسها وزوجها واعيالها وحياتها فيه‪ ..‬دومها كانت تتحدى بيت ابو زياد‪ ..‬مثل ما تزوجت ام زياد واحد‬
‫غني اهي بعد الثانية تزوجت بو مشعل‪ ..‬ولن ام زياد لها علقاتها الشخصية الواسعة بين الناس والمعارف‪..‬‬
‫اندفعت ام مشعل للشتراك في اتفه المناسبات الجتماعية والدخول في معتركات المرأة بغنها عن وجودها‬
‫فيها ‪ ..‬بس لن السالفة فيها سرقة الضواء والتسلط‪ ..‬هذا كان مراد ام مشعل كله‪..‬‬

‫قدرت بهالطريقة انها تدير زوجها واولدها لطريق اهم ما كانو بالتاكيد مخططين له‪ ..‬فمثل سماء‪ ..‬بنت على‬
‫عكس امها‪ ..‬متمرده لقصى الحدود ومشاغبة وتحب المشاكل بطريقة فظيعة‪ ..‬طبعا اهي ما تآذي احد‪ ..‬ما‬
‫تأذي ال نفسها‪ ..‬فمرة يوم كانو مسافرين في ديزني لند قدرت انها تسبب اكبر فوضى عالمية بظياعها‪..‬‬
‫واضطر الكل انه يلغي المتعة في هذيج الرحلة وقعدو يدورونها ليمن لقوها قاعدة ويا مهرجين تضحك وتتسلى‬
‫ول كان عليها أي سوء‪..‬‬

‫هذي سماء‪ ..‬والولد مشعل‪ ..‬هذا شغلة ثانية‪ ..‬قدرت امه انه تتحكم فيه واهو الصبي اللي معروف عن الصبيان‬
‫انهم متفردين بقراراتهم ومحد يسيرهم‪ ..‬ال ان هالولد ينصاع لكل كلمة تقولها امه‪ ..‬ما اقول انه سكانه امه‬
‫لكن‪ ..‬بعد النسان لزم يبدي رأيه ويدافع عن أي قضية من شأنها ان تحطم حياتها‪ ..‬فمثل أي صبي يبلغ من‬
‫العمر ال ‪ 13‬سنة يقبل انه ينحبس في مدرسة داخلية عسكرية‪ ..‬لمده سبع سنوات‪ ..‬ويرد من بعدها الكويت‬
‫عشان يدرس في ديرته‪ ..‬انا لو مكانه )غزلن( ما تحملت ‪ 7‬دقايق‪ ..‬اصل اهلي ما راح يصبرون علي مثل ما انا‬
‫ماقدر اصبر بدونهم‪..‬‬

‫دقو الجرس وظهرت لهم ام مشعل بابتسامتها المزيفة وثيابها اللفتة‪ ..‬واللي للسف الشديد تصلح لوحدة‬
‫اصغر منها ب‪ ..‬يمكن‪ 10 ..‬سنوات؟؟‬

‫ام مشعل‪ :‬يا هل والله حياكم الله زارتنا البركة‬


‫ام زياد‪ :‬الله يبارج فيج‬
‫ام مشعل‪ :‬يا حيا الله بخويتي ام زياد‪..‬‬

‫كانت نبرتها جاذبة لدرجة ان غزلن كان ودها لو تضحك‪ ..‬تحس نفسها قاعدة في مسلسل‪..‬‬

‫ام مشعل‪ :‬يا هل والله ببنيتي غزلن‪ ..‬ماشاء الله عليج كبرتي وحلويتي‪..‬‬
‫غزلن وهي تبوس خالتها‪ :‬حلت دنياج الحلوة عيونج خالتي‪...‬‬
‫ام مشعل‪ :‬هاو ليش واقفين دخلووو عن الشمس‪..‬‬

‫ودخلوو كلهم البيت الكبير‪ ..‬بيت كله ابيض واثاثه احمر يثير العصاب‪ ..‬مع انه راقي وستايل وكشيخ ال انه‬
‫التناقض في اللون البيض واللون الحمر كان غريب‪ ..‬يبين المكان مثل ال‪ ...‬اممممم مثل غرفة مهجورة‬
‫واثاثها كله مغطى بشراشف ال ان العكس هني ان الشراشف مرفوعة والثاث ظاهر واهل البيت يعيشون‬
‫فيه‪..‬‬

‫ام مشعل تقعدهم في الصالة الرئيسية‪ :‬حياكم الله يا هل والله فيكم‪..‬‬


‫ام زياد‪ :‬هل بيج عيوني ‪ ..‬ها شخباركم‪. .‬عساكم ابخير‪ ..‬وشلونه بو مشعل؟‬
‫ام مشعل‪ :‬والله بخير يسلم عليج مسافر اهو رايح زيوريخ وبعد جم يوم ان شاء الله بيرد لنا وبيرد وياه‬
‫الخير!!‬
‫قالتها بحبووور لكن غزلن رفعت حاجب لها‪..‬‬

‫ام مشعل‪ :‬يا حلتج يا غزلن والله انج غزال‪ ..‬كبرتي واحلويتي‪ ..‬؟‬
‫غزلن‪ :‬يمكن خالتي لكن ما اييبج‪ ..‬انتي احلى واكشخ‪..‬‬
‫ام مشعل وبزهو‪ :‬والله مو مني‪ ..‬هذا كله من حصص الرياضة اللي احضرها ويا حرمة النائب‪ ..‬ما اغير اكلي‬
‫ولكن امارس الرياضة‪ ..‬يبيلج يا وخيتي تجربين‪..‬‬
‫ام زياد الي كانت شوي متكتكه‪ :‬انا ورياضة؟ ل يا وخيتي‪ ..‬انا مثل ما خلقني ربي بتم‪ ..‬وبعدين المودة مودة‬
‫المتان ما دريتي؟‬
‫ام مشعل‪ :‬ههههههههههههههههه يقطع بليسج يا وخيتي‪ ..‬عن اذنج شوي‬

‫ترفع سماعة التلفون وتضرب رقم للمطبخ‪ ..‬عشان الخدامات يزهبوون القدوع )الفوالة(‬
‫غزلن تكلم امها بصوت واطي‪ :‬يمه ل نطول‪ ..‬ربع ساعة وطالعين‬
‫ام زياد بصوت هامس‪ :‬ل تفشليني يا غزلن ويا خالتج‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬يمه مااصبر عليها‪..‬‬
‫تقطعهم ام مشعل‪ :‬علمكم اتساسرون وتبسبسوون‪..‬؟؟‬
‫ام زياد‪ :‬ها‪ ..‬ل يا وخيتي شاسراره مابيننا اسرار ‪ ..‬بس غزلن كانت تسالني عن سموووي حبيبتي وينها في؟‬
‫ام مشعل‪ :‬هذيج معتكفة ويا اخوها‪ ..‬يا قلبي هالبنت شنو تحب اخوها‪ ..‬ما ترضى عليه ول تفارجه‪ ..‬وخصوصا‬
‫هالفترة لنه مريض؟‬
‫ام زياد‪ :‬اسم الله عليه‪ ..‬عسى ما شر؟‬
‫ام مشعل اللي ما كانت تدري عن حال ولدها ول راحت لعند داره‪ :‬ل والله ما فيه شي بس طلع ويا ربعه البحر‬
‫وشكله مرض‪ ..‬بس ل تحاتينه بعد جم يوم يقوم لج ‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬خانت حيلي والله ما يبت له حلو ول شي‪ ..‬وانتي الله يهداج يا سلوى ما تعلمين ول تخبرين‬
‫ام مشعل بلهجة بايخة‪ :‬شلووون اقول لج يا وخيييتي‪ ..‬انشغلت وااايد هالفترة‪ ..‬تعرفين مرت الوزير )‪(....‬‬
‫كانت عازمتني في ديوانيتها واحنا نعد برنامج للتبرع‪ ..‬و ‪...‬‬

‫غزلن في بالها كانت تفكر‪ ..‬شلون اشرد من هني‪ ..‬ووين اروح‪ ..‬مع اني ما احب سماء وايد بس اتمنى لو انها‬
‫كانت موجودة‪ ..‬هالبنت قوية وما تمشي لمها بالساهل‪ ..‬يعني لو كانت خالتي قاعدة وسماء معاها‪ ..‬ياويلكم‪..‬‬
‫الحرب العالمية الثالثة‪ ..‬مع انها اجماليا باردة لكن تظل حرب‪ ..‬سبحان الله اول مرة اشوف بنت ما تداني‬
‫امها‪..‬‬
‫**********‬

‫سماء اللي كانت قاعدة في دارها واهي تفكر بمشعل‪ ..‬حاله كل يوم عن يوم يسوء ويزيد‪ ..‬واهو ما يرضى‬
‫احد يدخل عليه‪ ..‬حاولت جم مرة انها توصل له الكل لكن ما رضى عليها وتم يرفض واهو قافل الباب ول‬
‫يرضى يفجه‪ ..‬اكيد فشلون له ويه يجابل الناس واهو على ذيج الحالة‪ ..‬يخاف يطلع من الدار ويسوي شي‬
‫يخليه يندم عليه طول عمره‪ ..‬لكن‪ ..‬السالفة ما تستاهل يا ناس‪ ..‬والله انا بموووووت ‪ ..‬حبيبتي تروح من يدي‬
‫وانا ماقدر اسوي شي‪ ..‬مربوطة يدي من ورى وعيوني اهي اللي تشوف وتشهد كل هالجرام بحقي وحقها‪..‬‬
‫انا اعرف فاتن‪ ..‬اهي مستحيل تقبل بالبعاد عني‪ ..‬مستحيل‪ ...‬تحبني يا ناس مثل مااحبها‪ ..‬لكن‪ ..‬شلون‬
‫وافقت شلوون؟؟؟‬

‫تحركت سماء وطلعت من دارها‪ ..‬توها بتنزل تحت ال تمر عيونها على دار اخوها‪ ..‬ما يصير اروح عنه‪ ..‬لزم‬
‫ادخل عليه واشوف شحالته‪..‬‬

‫تطق الباب‪..‬‬
‫سماء‪ :‬مشعل‪ ..‬حبيبي مشعل فج الباب‪ ...‬فج الباب مشعل خلني اكلمك‪..‬‬
‫رفع راسه اللي كان منكس على الطاولة‪ :‬مابي احد سماء روحي عني‬
‫سماء بخوف‪ :‬مشعل تكفى خلني ادخل‪ ..‬ابي اتطمن عليك‬
‫وقف مشعل‪ :‬روحي سماء انا مافيني شي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬حلفت عليك مشعل ال تفج الباب‪ ..‬فجه حبيبي خلني اشوفك‪..‬‬

‫بصعوبة اتخذ القرار‪ ..‬ما راح يظل بروحه‪ ..‬اهو يحتاج يكلم احد‪ ..‬والواحدة قضت على كل ذرة صبر فيه‪ ..‬وراح‬
‫فج الباب لخته الصغيرة‪ ..‬الوحيدة اللي اهتمت لحالته ويات تسال عنه‪ ..‬امه اللي امه ما فكرت تدق الباب وال‬
‫تسـأل عني‪..‬‬

‫يوم فتح الباب كانت سماء مبتسمة‪ ..‬ويوم شافت حالته اللي وصل لها‪ ..‬اختفت البتسامة وتوسعت عيونها‬
‫بخوف‪...‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل‪ ...‬شمسوي في روحك؟؟‬


‫ما تكلم مشعل ومشى عنها لداخل الغرفة وظلت هي عند الباب‪ ..‬دعوة غير مباشرة انها تدخل ‪ ..‬وبالفعل‬
‫دخلت وسكرت الباب من وراها‪ ..‬وبخووووف كبير عمر قلبها راحت لخوها‪...‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل حرام عليك اللي تسويه في روحك‪ ..‬هذي مو اخر الدنيا‪ ..‬مو زين اللي تسويه في نفسك‪ ..‬انت‬
‫جفت روحك بالمنظرة؟؟ طالع ويهك شلون خاك‪!!...‬‬
‫مشعل وهو يقعد بتعب على الكرسي‪ :‬مافيني شي‪ ..‬بس لني ما تحركت وايد و‪ ...‬الغرفة مافيها اضاءة كافية‬
‫راحت سماء تحرك ستار الشرفة الكبيررررة‪ :.‬اضاءة كافية؟؟؟؟ وهذا شنو تقول عنه‪..‬‬
‫يوم انتشر الضوء في الغرفة غمض مشعل عيونه وهو منزعج من الضوء‪ ...‬من زمااان ما شاف الضوء‪..‬‬
‫الستاير على طول مسكرة‪ ..‬لنها تطل على بيت بو جراح‪ ..‬وبالتحديد غرفة فاتن‪ ..‬يوم تعودت عيونه على‬
‫الضوء فتحها ‪ ..‬شوي شوي‪ ..‬ليمن بينت له الرؤية‪ ..‬وبينت ملمح دريشة غرفة فاتن‪ ..‬وبيت ابو جراح‬
‫الصغير‪...‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل‪ ..‬حرام عليك ترى اللي تسويه‪ ...‬مو زين لك‪ ..‬ول لصحتك‪ ..‬ول لي ول لحد‪ ..‬حتى فاتن‪ ..‬مو‬
‫زين عليك بالله‬
‫مشعل بظيج‪ :‬سماء ليش مكبرة الموضوع‪ ..‬اقول لج مافيني شي‪ ..‬بس لني ما طلعت وقاعد بداري خلص‪..‬‬
‫انا اجرمت؟‬
‫سماء تتقرب منه‪ :‬ل ما اجرمت‪ ..‬بس اللي انت مسويه في روحك اجرام‪ ..‬شوف ويهك وطالع حالتك‪ ..‬صار‬
‫لك جم يوم ما كليت ولشربت‪..‬‬
‫مشعل يبعد ويهه عنها لجهة ثانية‪ :‬ماني يوعان‪...‬‬
‫سماء‪ :‬انزين تكلم معاي قول شفيك‪) ..‬توقف واهي عاقده ذراعينها على صدرها( تكلم وقول شفيك؟؟‬
‫وقف مشعل واهو حاير‪ .. :‬اتكلم‪ ..‬اتكلم شقول‪ ..‬انا لو اقدر اتكلم جان تكلمت من زمان‪ ..‬بس انا مالي‬
‫حيلة‪ ..‬ما اقدر اغلط واقط البنت معاي بالغلط‪ ..‬ول اقدر اسكت واشوفها تطير من يدي‪ ..‬انا محتار يا سماء‬
‫محتار‪ ..‬وحيرتي بتقضي علي‪ ..‬بموت انا جذي‬
‫سماء ‪ :‬ياخي انت معيش روحك في عذاب بل سبب‪ .‬كاهو باب بيت البنت مجابل بابك‪ ..‬ليش ما تروح لها‬
‫وتتكلم معاهم وتطلبها ‪ ) ..‬يبتسم مشعل بقله حيلة ( ما بيرفضونك‪ ..‬ريال وما تنعاب‪ ..‬مافيك شي ناقص ولله‬
‫الحمد‬
‫مشعل يقطعها‪ :‬انتي مينونه ول صاحية‪ ..‬انتي فيج شي؟؟؟ عبالج احنا في قصة رومانسية مثل القصص اللي‬
‫تقرينها؟؟؟؟ مينونه انتي‪..‬؟؟‬
‫سماء‪ :‬ل مو مينونة‪ ..‬انا اتكلم لك بالواقع الصريح‪ ..‬انت ما تبي تغلط معاها اوكيه‪ ..‬انا معاك في هالشي‪ ..‬بس‬
‫ليش تسكت‪ ..‬ماله داعي تسكت‪ ..‬انت تحبها واهي تحبك ‪ ..‬خلص ‪?whats the matter‬‬
‫مشعل‪ :‬الماتر يا الصاحية ان انا صغير واهي اصغر‪ ..‬الماتر يا حبيبتي ان اهي بنت فقارة وانا ولد سلوى‬
‫الدلهمي‪ ..‬الواقع يا اختي اقسى مني ومنج‪ ..‬انتي تعرفين ان امي مستحيل توافق‪..‬‬
‫سماء بقزز‪ :‬يعلها ما وافقت طول عمرها‪ ..‬انت الحين بتقول لي انك مستعد تخسر فاتن على شان‪ ..‬امي؟؟‬
‫امي اللي ما اتشرف اناديها باسم امي؟؟‬
‫مشعل بغضب‪ :‬عيب عليج‪ ..‬هذي امج اللي يابتج وتعبت عليج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يا عمي روح قول هالشي لحد غيري‪ ...‬انت ما تقدر تخسر عمرك كله يا مشعل على ناس مو مهتمه‬
‫فيك سوى انك كنت بخير ول لء‪ ..‬حرام تضيع فاتن من يدك يا مشعل والله حرام‬
‫مشعل وهو يفكر ويقرض ظفر ابهامه‪ :‬مادري‪ ..‬شرايج لو اروح وراها اميركا وادرس هناك‪ ..‬في جامعة ثانية‪..‬‬
‫بس اكون جريب منها واتطمن عليها‪!!!..‬‬
‫سماء بصدمة‪ :‬انت مينووووون؟؟ توك ما ترضى عليها بالغلط‪ ..‬والحين بتروح وراها‬
‫يقعد مشعل بحيرة‪ :‬عيل شالحل‪ ..‬شالحل؟‪ ....‬انا بستخف‪ ..‬انا بموت ‪ ..‬انا بنتحر صدقيني بنتحر‪ ..‬ماقدر‬
‫اعيش وانا عارف انها بتكون بعيده عني‪ ..‬صعب يا سماء‪)..‬تهجد صوته بالبجي( صعب‪ ...‬مابيها تروح عني‪...‬‬
‫مابيها‪...‬‬
‫بكل صررررررررررررررراحة بجى مشعل‪ ..‬بجرى البركان الثائر اللي في قلبه‪ ..‬ينادي كل عرج ينبض بالدم‬
‫في جسمه عشان يبجي وياه‪ ..‬اهو محتاااج لكل الدعم لكن‪ ..‬يحس نفسه وحيد بهالمعركة اللي بدى يظن انه‪..‬‬
‫خاسرر فيها‪ ..‬وبيخسر فاتن لصالح العداء‪ ..‬وبتبتعد عنه‪ ..‬وترووح‪ ..‬ااااه يا فاتن‪ ...‬تاوه مشعل والدمع المرير‬
‫يتطفر من عينه بقهر‪ ..‬ومن شدة القهر كانت دمعاته ساخنة‪ ..‬تموج بعينه ليمن تطفر من الجفن‪..‬‬

‫يمون على كل اخت منظر اخوها بهذي الحالة‪ ..‬وسماء اللي بطبيعتها الدافئة والناعمة راحت لخوها ولمته لها‬
‫وانحنت له واهي تواسيه‪ ..‬ما تبي تتكلم معاه لنه راح ينفجر ان تكلم اكثر‪ ..‬ليش ياربي يصير جذي معاه؟؟ انا‬
‫اتذكره يوم كان في اميركا‪ ..‬معذب‪ ..‬واول ما وصلنا الكويت ردت روحه‪ ..‬ليش ياربي؟؟؟ يا ترى شهالسبب‬
‫المخفي الي يخلي اخوي يتعذب جذي؟؟؟‬
‫*********‬

‫في ديوانية بو جراح‪ ..‬الكل كان متواجد‪ ..‬ال عزيزة وعيالها لنها كانت مساافرة معاهم الى البحرين ديرة‬
‫ابوهم اللي اهي متطلقة منه‪ ..‬اما الحضور فكان كامل‪ ..‬ام جراح وولديها وبنتيها ومريم وخالد و‪ ...‬حد‬
‫السيف‪ ..‬عين الصقر مساعد‪ ..‬اللي برد خاطره يوم شاف فاتن تدخل الديوانية وتشاركهم الجلسة‪ ..‬على مين‬
‫يا فاتن ما بتحظرين ‪ ..‬انتي اصل سبب تواجدي هني في بيتكم وال هالوصية كل من يقدر يتوكل بها حتى لو‬
‫اخووج‪..‬‬
‫كانت ام جراح قاعدة واهي لبسه عباتها وفاتن يمها بجلبيتها وشيلتها‪ ..‬ومريم يمها ويم مريم مناير‪ ..‬وعلى‬
‫الطرف الثاني المقابل‪ ..‬جراح وخالد وعبد العزيز اللي قعد يم خالد ولد خالته لن خالد يمكن اقرب واحد لعبد‬
‫العزيز ‪ ..‬حتى اقرب من جراح‪..‬‬
‫كل شوي عيون جراح تنتقل الى مريم‪ ..‬بطريقة تخلي قلبها يفز‪ ..‬واهي تنغز فاتن اللي ما كانت تحس باي‬
‫شي في هالدنيا‪ ..‬فكرها كله في هالوصية‪ ..‬خايفة‪ ..‬تحس ان مصيرها كله محسوم في هالوصية‪ ..‬ليش ما‬
‫تدري؟؟‬

‫تكلم مساعد اللي كان قاعد عند الجدار المجابل للفراغ‪ ..‬والناس الباجيين على يدينه اليمين واليسار‪ ..‬الحريم‬
‫كانو على يساره والرياييل على اليمين‪...‬‬

‫مساعد بنبرة اسرة وصوت قوي وصل لعماق فاتن على الرغم منها‪ :‬انا هني مثل ما تدرون وتعرفون لقراية‬
‫وصية عبد الله خلف الياسي‪ ..‬اللي توفى رحمه الله عن عمر ما ينهاز ال ‪ 50‬سنة‪ ..‬توفي بالتاريخ ‪.. 19 ..\..\..‬‬
‫وهذي الوصية الي عمرها ‪ 5‬سنوات تعرضت لخر تجديد قبل ستة شهور بتاريخ ‪ .. 19..\3\13‬هالوصية اهي‬
‫اخر نسخة معدلة ومرتبة من قبل عبدالله‪ ..‬انا بمرر عليكم الورقة عشان تتاكدون من توقيعه لنكم اكيد على‬
‫معرفة فيه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يا وليدي ما يحتاج نتأكد عارفين انك ما بتغدرنا‪..‬‬
‫توه مساعد بيتكلم ال فاتن واهي تنفس شوي منها على مساعد بطريقة غير مشابهه‪ :‬انا ابي اقرى يمه‪..‬‬
‫) وهي ترمي مساعد بنظرة( ابي اشوف توقيع ابوي‪ ..‬اتاكد منه‬

‫ابتسم مساعد وعيونه الحادة لمعت بنظرة ما جاست ظل فاتن حتى لكنها وصلت الرسالة لمخها‪ ..‬انه سخر‬
‫منها ومن طفوليتها ‪ ..‬لكن‪ ..‬قلما يهمها هالشي من هالغول‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬عيب يا يمة‬


‫مساعد‪ :‬ل خالتي خليها اللي تقوله صح‪ ..‬اول اهو اجراء قانوني لزم‪ ..‬وثانيا‪ ..‬راح نلبي طلب النسة الصغيرة‪..‬‬
‫) يطالعها( تفضلو‪...‬‬

‫فاتن ما رمته بول نظرة لكنها تعرف انه ينتظر منها أي بادرة عشان يمسكها عليها لكن‪ ..‬ما عرفتني للحين يا‬
‫مساعد‪ ...‬والثاني كان مستمتع بهالشي‪ ..‬وفي خاطرة‪ ..‬بدت اللعبة يا فاتن‪..‬‬
‫واول من مسك الورقة كان جراح‪ ..‬طالع توقيع ابوه ومررها على خالد‪ ..‬ومن خالد لعبد العزيز اللي منبعد ما‬
‫شافها‪ ..‬وصلها لخته مناير اللي ما بطت ومررتها لفاتن‪ ..‬ظلت تناظر الورقة واهي تنشوف توقيع ابوها‪ ..‬ما‬
‫تنسى هالتوقيع ماحييت‪ ..‬تذكره وتذكر اللي خله يصير جذي‪ ..‬كان ابوها دوم يوقع بيده اليسار مع انه كان‬
‫يميني‪) ..‬بيد اليمين( وهذا اليوم كان ل يمكن نسيانه لنها قعدت وياه من بعد الغدا واهي تعلمه شلون يوقع‬
‫باليد اليمين ‪ ..‬وظلت وياه ليمن اجاد هالشي وفرح عليه من قلب لنه قدر به وبمساعدة بنته الحبيبة ‪..‬‬
‫مسحت الدمعة الساحقة اللي هزت وجدان مساعد لكن محد حس فيه‪ ..‬اول مرة يشوف دمعتها‪ ..‬واول مرة‬
‫يحس بهالشعور‪ ..‬انه ينسحق‪ ..‬ويتمنى قلبه قربها عشان يكون اهو اليد اللي تواسيها‪ ..‬مو يد امها‪..‬‬

‫وتمت الورقة بيدهم ليمن وصلت اخيرا بيد مساعد‪ :‬الحين بعد ما تاكدتو من الورقة‪) ..‬كان متوتر‪ ..‬ليش ما‬
‫يدري( الحين بشرح لكم الوصية‪ ..‬الوصية عبارة عن ‪ 9‬بنود‪ ..‬كل بند يتضمن شخص معين‪ ...‬بس قبل ل نتكلم‬
‫عن البنود اهم شي لزم تعرفونه اهو الممتلكات اللي راح تورثونها بالحق والعدل‪ ..‬اول شي الوصية هذي‬
‫الممتلكات اللي فيها عبارة عن مبلغ تاميني‪ ..‬قيمته ‪ 200‬الف دينار كويتي‪ 100 ..‬الف باالستثمارات بشركة‬
‫الوفا‪ ..‬وال ‪ 100‬الف الثانية بيدكم بتتوزع عليكم‪..‬‬
‫اهني الكل سكت‪ ..‬والكل خفت انفاسه‪ 200 ..‬الف دينار؟؟؟ من وين لنا؟؟؟ من وين له عبد الله كل‬
‫هالمبالغ؟؟؟‬

‫مساعد‪ :‬وثاني ممتلك اهو ‪ 100‬الف دينار ارباح ‪ 6‬سنوات عن طريق تاجير البيت الكبير لصالح شركة فندقيه‬
‫اجارها الشهري اهو ‪ 600‬دينار ويستلم ابوكم نسبة من ارباح المطعم بنسبة ‪ .. %5‬وبالضافة الى ارباح من ‪..‬‬
‫)يطالع الوراق والكل مندهش( من محلين للتصليح وورشة نجارة على مدى ‪ 12‬سنة‪..‬‬

‫جراح كانت عيونه ملزقة ويه امه اللي ما كان متغير ابدا ول كان مندهش‪ ..‬امي تدري بكل هذا من زمان ‪..‬‬
‫ول خبرتنا ول قالت لنا؟؟ طيب لِيش؟؟ ليش كل هالسرار؟؟ ليش كالفلوس موجودة واحنا عايشين في‬
‫هالظروف‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬قبل ل اقرى لكم الوصية‪ ..‬ابيكم تعرفون ان رغبة ابوكم في بقاء الشي تحت السرية اهو لنه ما‬
‫بغاكم تطالعون فوق‪ ..‬ابوكم ولد وعاشى ومات الله يرحمه واهو يتمنى انه يخلف اولد زاهدين في الحياة‪..‬‬
‫متواضعين معروفين بسمعتهم ل باموالهم‪ ..‬المال ترى يصنعه الناس‪ ..‬مو اهو اللي يصنع الناس‪..‬‬

‫جراح‪ :‬انزين‪ .......‬والبنود هذي شتقول‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬البنود هذي مثل ما قلت لك عشرة‪ ..‬وكل بند يحمل اسم‪ ..‬اول بند‪ ...‬يحمل اسم‪ ..‬نجاه علي‬
‫الشرجاوي‪ ) ..‬ام جراح( ‪ ..‬يا ام جراح انتي لج من هالدخل‪ 500 ..‬دينار راتب شهري يمشي لج‪ ..‬لمدة ‪5‬‬
‫سنوات‪ ..‬ومبلغ في البنك قيمته ‪ -20‬الف دينار كويتي‪..‬‬

‫ثاني اسم‪ ..‬اهو جراح عبدالله خلف الياسي‪ ..‬انت لك يا جراح راتب بقيمة ‪ 350‬دينار كويتي كل ‪ 3‬شهور يمتد‬
‫لي ‪ 3‬سنين‪ ..‬لنك انت للحين طالب في الجامعة‪ ..‬ومبلغ في البنك باسم ابوك‪ ..‬قيمته ‪ 20‬الف دينار كويتي‪..‬‬

‫ما صدق جراح‪ 20 ..‬الف بيدي‪ 20 ...‬الف‪...‬؟؟؟‬


‫مساعد كان فرحان لنه اليوم صاير مثل البابا نويل‪ ..‬يوزع هالمبالغ الطائلة على هالعايلة المسكينة اللي‬
‫عاشت طول عمرها بالكتفاء الشديد‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬ثالث اسم اهو خالد مرزوق البشتاشي‪..‬‬


‫انصدم خالد؟؟ ‪ :‬انا ؟؟؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬أي يا خالد انت‪ ...‬انت يا خالد لك في البنك مبلغ ‪ 10‬الف دينار كويتي‪ ..‬ومعاش كل ‪ 3‬شهور‬
‫بقيمة ‪ 200‬دينار كويتي‪ ..‬يمتد لي ‪ 3‬سنوات‪..‬‬

‫خالد ما صدق عمره‪ ...‬ل لحظة‪ ..‬انا في علم ول حلم؟؟؟ ‪ 10‬الف ومعاش كل ثلثة اشهور؟؟؟ ليش؟؟ انا‬
‫شسويت؟؟ انا شنسب لبو جراح عشان يعطيني كل هالفلوس‪..‬؟؟؟؟ انا عمري ما حققت في حياتهم اللي‬
‫يستاهل نص هالفلوس؟؟؟ ليش هالكثر ليش؟؟؟ ليش يا عمي هالكرم كله علي؟؟؟ هالكثر انت تحبني؟؟‬
‫هالكثر انت تعزني؟؟؟‬

‫تحرك مساعد من مكانه وبيده ظرف بني سمين شوي‪ ..‬وقام وعطاه لخالد‪...‬‬

‫بابتسام‪ :‬هذي اول ‪ 3‬الف من مبلغ العشرة الف اوصى بو جراح انها تنعطى لك عشان تبني لك غرفة في‬
‫بيتهم‪ ..‬واهو قال انك لو بنو لكم اهم وحدة ما راح ترضى انك تسكن فيها‪ ..‬لذا ظن ان لو كان المبلغ في يدك‬
‫ما راح تعترض‪..‬‬

‫غمض عيونه خالد وحنى ظهره لجدام‪ ...‬وبجى بل أي مقاومة‪ ..‬واهتزت ذيج العظامة بالبدن النحيل وهو مو‬
‫مصدق ابد من هالعطية الكبيرة اللي لقاها اليوم‪ ..‬طول عمره واهو عايش بالعازة‪ ..‬ال الحين‪ ..‬البواب كلها‬
‫تتفتح بويهه بطريقة غريبة وعجيبة‪ ...‬يا الله صحيح انك تمهل ول تهمل‪..‬‬

‫رد مساعد مكانه وقعد‪ ..‬يناظر خالد اللي كانت الصدمة قوية عليه وابتسم له‪ ..‬الله يهنيك يا خالد‪ ..‬صدق انك‬
‫ول كل الشباب‪ ..‬حط عينه على الورقة‪ ..‬وشاف السم التالي‪ ...‬وكان فاتن عرفت انها التالية ورفعت عينها‬
‫تنتظر بخوف اللي بيورثه أبوها اياه‪ ..‬يا رب‪ ...‬يا رب‪..‬‬
‫مساعد بنظرة الصقر امتد بصره لها‪ ..‬ولوجهها اللي كان ينبض باالف الحاسيس‪ ..‬هذي هي اللحظه‬
‫بصوت قوي ولكن ناعم ما يدري من وين طلع‪ :‬فاتن عبد الله خلف الياسي‪ ..‬انتي لج من ورث ابوج‪ ...‬معاش‬
‫كل ثلثة اشهر بقيمة‪ 500 ...‬دينار‪ ..‬ولج مبلغ في البنك وقدره ‪) ..‬سكت والكل كان يترقب( ‪ 120‬الف دينار‬
‫كويتي‪ ..‬يتجزا على مبالغ تستلمينها كل سنه كدفعات للجامعة ولقساطها واستلزماتج مع تمويل سنوي من‬
‫شركة الوفا لج‪..‬‬

‫تجمدت فاتن‪ ..‬بس عيونها كانت شبه النايمة‪ ..‬كل هالفلوس؟؟؟ كل هالفلوس لي؟؟؟؟ مابيهم‪ ...‬مابيهم‪ ..‬يا‬
‫ربي‪ ..‬هذا ثمن عمر ابوي‪ ..‬هذا هو ثمن حياته وثمن شقاه وتعبه وروحه اللي راحت ‪ ...‬هالثمن التافه اهو ثمن‬
‫عمر ابوي‪.‬؟؟؟؟؟‬

‫كمل مساعد وهو يجاهد عشان يبعد عيونه عن ملمحها‪ ..‬كانت تمر بكل المشاعر ال الفرح‪ ..‬شكلها ما كان‬
‫يبين انها وحدة فرحانة؟؟؟ ما يدري ليش يحس هالبنت غير عن كل البنات؟؟ فيها روح غريبة تميزها‪ ..‬هالبنت‬
‫تحب ابوها لدرجة الخيال‪ ..‬كل البنات يحبون ابائهم‪..‬لكن فاتن كانت غير‪ ..‬كان المها اعمق من الم امها مع انها‬
‫كانت اقرب لبوها منها‪ ..‬ليش يا ترى؟؟ ليش كل هالعاطفة‪ ..‬؟؟‬

‫يكمل مساعد وصيته‪ :‬لمناير عبد الله الياسي مبلع بقيمه ‪ 20‬الف دينار ينحط في عهده امها ليمن تبلغ السن‬
‫القانوني ‪ 21‬سنه‪ ) ..‬وكانه يتذكر شي( أي خالد انت بعد ينحط مبلغك بعهدة خالتك ليمن توصل ال ‪ 21‬سنه‪..‬‬
‫وانتي يا مناير بتمشين ويا معاش امج وحتى انت يا عبد العزيز يا صاحب البند السادس لك نسبه ‪ 20‬الف دينار‬
‫في حساب امك ليمن توصل السن القانوني وتمشي في معاش امك‪ ..‬شرايك؟؟ حلو؟؟‬
‫عبد العزيز اللي ابدا ما كان يهمه هالشي‪ :‬عادي‪..‬‬
‫ابتسم مساعد وكمل‪ :‬لعزيزة وعيالها ايمن واياد ‪ ..‬اللي يشغلو ن البنود السابع والثامن والتاسع‪ ..‬مبلع ‪10‬‬
‫الف دينار كويتي‪ ..‬وبس‪ ...‬هذا اللي تتضمنه الوصية‪...‬‬

‫وتم يتصفح الوراق اللي بيدينه ليمن وصل على الورقة الثانية‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬أي صج اخر شي نسيته‪ ..‬صك البيت والمحلين والورشة كله باسمج يا ام جراح‪ ..‬واذا تبين تسوين‬
‫توكيل لولدج جراح انه يمسك الزمام بالدارة وكل شي‪ ..‬انا ما عندي أي مانع واي وقت تبون تسوون هالشي‬
‫حياكم الله بمكتبي‪ ...‬وبهذا الشي ننتهي من كل الوصية‪...‬‬

‫الكل كان ساكت وكانه عاصفة او زوبعة مرت من صوبهم‪ ..‬مريم اللي كانت تناظر كل واحد فيهم واهي‬
‫مستغربة من الحال اليديد اللي مر على بيت بو جراح‪ ..‬من بعد ما كانوو فقارة وما عندهم شي الحين كل‬
‫واحد منهم‪ ..‬جبيرهم وصغيرهم في حسابه مبلغ محترم‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬صج لي قالو الله لو فتحها‬
‫يفتحها من اوسع ابوابه‪ ..‬الحمد لك يا رب‪..‬‬

‫مساعد كان يحتفظ بالصك الخيري من الوصية‪ ..‬الصك اللي ل اهو ول احد ثاني غير بو جراح يعرف عنه‪..‬‬
‫صك المفروض انه ينفتح اليوم‪ ..‬هالصك مخصوص لفاتن‪ ..‬وصية مكتوبة من اب لبنته يوصيها بشي يضمن‬
‫راحته في اخرته‪ ..‬وصية تمنى لو انه كان عايش في هالدنيا عشان ينفذها اهو مو احد غيرها‪ ..‬وصيه ترضيه‬
‫لقلب عاش طول سنوات في الم وعذاب فقد حبيبة‬
‫ومن شروط قراءة هالصك ان ما يتواجد فيه ال اربعة‪ ..‬اهو وفاتن وام جراح واخوها‪ ...‬انتو تعرفون هالشي‪..‬‬
‫لكن مساعد ما يدري عنه ول فكر فيه بيوم من اليام‪..‬‬

‫مساعد يبتدأ الكلم‪ :‬قبل ل اخلص منكم اليوم‪ ..‬في شي اخير خارج نطاق وصية الممتلكات والورث‪..‬‬
‫اهني بدت دقات فاتن تضرب بسرعة القطار‪ ..‬كل شي هان عليها ال ذيج اللحظة‪ ..‬تحس بالدقات واصلة‬
‫لذنيها‪ ..‬يا رب استر‪ ..‬استر من هالوصية‪ ..‬استر‬
‫مساعد يكمل بصورة رسمية جدا تخفي ارتباكه الشديد‪ :‬هالوصية من شروطها ان‪ ..‬يتواجد فيها اربعة‪ ..‬جراح‬
‫وام جراح‪ ..‬وفاتن‪ ...‬وانا بصفتي المحامي‪ ..‬لذا‪ ..‬الباجيين يقدرون يتفضلون الحين ‪..‬‬
‫خالد يمسح عيونه اللي كانت تعبانه‪ :‬ليش؟؟؟ ليش هالتخصيص؟‬
‫جراح‪ :‬صدقه خالد ليش هالتخصيص؟‬
‫مساعد يحك خده‪ :‬والله مادري يا جراح هذي شروط قراية هالوصية الخطية‪..‬‬
‫خالد‪ :‬يالله عيل احنا انتوكل‪ ..‬يالله مناير ياللله ريم‪ ..‬يالله عزوز‬
‫عبد العزيز‪ :‬ليش جراح وانا لء؟؟‬
‫جراح يبتسم‪ :‬لنك يا خوي بعدك صغير‪ ..‬وهالسوالف تنقال للكبار بس‪..‬‬
‫عبد العزيز‪ :‬خلص انا من يوم ورايح لزم تكون لي مكانه امبينكم‪ ..‬مو تطردوني حالي من حال العيال الصغار‬
‫مناير‪ :‬ويه عاد اسكت اكبر من يدوه نعيمة الله يرحمها‪..‬‬
‫عبد العزيز بعصبية‪ :‬جب انتي مالج خص‪..‬‬
‫مناير‪ :‬جب يجبك يالمتيح‪ ..‬يالله عن اذنكم‪ ..‬يالله مريم‬
‫قامت مريم واهي تستاذن‪ :‬عن اذنكم‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬اذنج معاج‪..‬‬
‫اما عيون جراح فكانت تراقبها بخفاء‪ ..‬يا ربي على هالبنت‪ ..‬الفلوس وصارت بيدي‪ ..‬والله ل خطبج اليوم قبل‬
‫باجر‪ ..‬بس ‪ ..‬يا رب اكبر واكبر نفسي‪ ..‬واصير مناسب لج يا مريم ولمقامج‪..‬‬

‫مناير واهي طالعة ويا مريم وخالد وراهم‪ :‬يا ترى شالسالفة‪ ..‬ليش امي وفتون بالسالفة بعد؟؟ ل يكون‬
‫بيعرسون اختي؟؟‬
‫خالد اللي فز من خاطر على هالجملة‪ :‬منور جب ول كلمة يالسبالة‪ ..‬دشي البيت ول اشوف ويهج مرة ثانية‬
‫هني سامعة‬
‫مناير التفتت له بصدمة‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪..‬كلتني بهدومي يا معود‪ ..‬شوي شوي‬
‫خالد‪ :‬يالله دشي داخل ل بتجوفين سنع الله فيج‪..‬‬
‫مناير بصوت واطي‪ :‬الحمد لله والشكر‪..‬‬

‫دخلت مريم ومناير البيت وفي قلب مريم الف سؤال عن هالوصية‪ ..‬ليش اخوي مساعد؟؟ يا ترى مثل ما‬
‫قال؟؟ لنه المحامي؟؟ ول هالشي يخصه شخصيا‪ ..‬؟؟ مادري والله قلبي ما يطمني على هالشي‪ ..‬يا خوفي‬
‫عليج يا فاتن مادري ليش للسف مصيرج يتلعبون فيه على كيفهم‪..‬‬

‫خالد اللي كان قلبه ماكله بسبب هالتكتم في اخر وصية من عمه‪ ..‬ليش هالتحديد والخصوصية في الوصية‪..‬‬
‫يعني احنا مالنا موقع من العراب‪ ..‬يعني عمي شنو في باله‪ ..‬مو كفاية سفر فاتن وابتعاده‪ ..‬شنو المصير‬
‫الثاني اللي راح تتحدد حياه فاتن به‪ ..‬يارب استرها‪..‬‬
‫تتوقعون شنو يكون باجي الوصية؟؟‬
‫بانتظار توقعاتكم وتحليلكم لمحتوى الوصيه‬
‫واكيد بانتظار ردودكم الرائعه ‪...‬‬
‫‪ ،،،،،‬روح الذكــــــــــــــرى‪،،،،،‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪--------------------‬‬
‫تحت في صالة بيت النهيدي ام مشعل كانت تتكلم ويا اختها ول تسكت‪ ..‬وغزلن قاعدة تهز برجلها ومن زود‬
‫الملل روحها طفرت‪ ..‬والظاهر ان امها مستمتعة بهالشي‪ ..‬شكثر امي عمية وما تشوف حقيقة خالتي سلوى‬
‫وزيفها‪ ..‬مسكينة امي طيبة بطبعها وما تعرف للناس من الطيب ومن الشري‪..‬‬

‫ام مشعل تقطع سرحان غزلن‪ :‬ها غزلن يمه شكلج مو معانه‬
‫انتهبت غزلن واهي تنزل ريلها‪ :‬ها‪ ..‬شصاير؟؟؟‬
‫ام زياد باحراج بسيط‪ :‬يمه‪ ..‬شفيج سرحانة؟‬
‫غزلن باحراج‪ :‬ل مو سرحانه بس قاعدة افكر‪ ...‬شنو مو معاكم؟؟؟‬
‫ام مشعل بحاجب مرفوع يبط الجبد‪ :‬ل بس كنا نسالج عن الزواج بهالوقت؟؟ شرايج فيه؟‬
‫غزلن‪ :‬الزواج بهالوقت؟؟؟ وليش رايي يهمكم‬
‫ام زياد‪ :‬يمه انتي‪..‬‬
‫قاطعتها ام مشعل بنبرة تحدي مخفية‪ :‬ل بس انتي في سن الزواج‪ ..‬وما اظنج بترفضين احد لو تقدم لج‬
‫غزلن بنفس السلوب‪ :‬والله مو كل من تقدم حياه الله‪..‬‬
‫ام مشعل‪ :‬ليش حبيبتي ل يكون تبين ولد المير؟‬
‫غزلن‪ :‬السالفة مو سالفة ولد المير‪ ...‬اهم شي في اللي بيتقدم لي انه يكون انسان قوي وسيرته زينة‬
‫ونفسه متسامحة‪..‬‬

‫عرفت ان خالتها تلمح لمها من فترة بشأن ان تكون اهي لولدها لكن وين يا خالتي‪ ..‬بعدج ما وصلتي‪..‬‬

‫ام زياد تسكت بنتها‪ :‬الحين اهو ما يا ‪ ..‬لي يا حياه الله‪) ..‬تلتفت لم مشعل( ترى يا وخيتي مو مهم في الريال‬
‫فلوسه ول مركزه‪ ..‬اهي شي انه يكون ريال ملتزم وما ينعاب‪..‬‬

‫ام مشعل كانت تبتسم لكن في داخلها كانت متقززة من اختها‪ ..‬على كبر سنها وعلى كبر مقامها ال ان‬
‫الفكار الرجعية السخيفة للحين في بالها‪ ..‬واهي اللهم يعلم شخافية لبنتها‪ ..‬صج لي قالو الناس مظاهر‬
‫خداعة‪..‬‬

‫ام مشعل‪ :‬بالنسبة لسماء انا مستحيل اخليها ترتبط في واحد مو من اصول عريقة ومن عايله جبيرة‪ ..‬عيل‬
‫بنت محمد النهيدي تاخذ لها قربووع من قرابيع البيوت الحكومية‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬يا خويتي ل ترفعين راسج بعدين رقبتج تنكسر واتاذين‪ ..‬وبعدين هالحجي توه الناس عليه سماء للحين‬
‫صغيرة وحتى غزلن بعدهم صغار‬
‫ام مشعل بنظرة لغزلن‪ :‬انا ماشوفها صغيرة كلش‪..‬‬
‫غزلن انقهرت من نبره خالتها‪ :‬ل خالتي‪ ..‬بعدني صغيرة‪ ...‬ال وينها سماء‪..‬‬
‫ام مشعل تبتسم لبنت اختها‪ ..‬نجحت في تغيير الموضوع‪ ..‬داهيه هالبنت‪ :‬فوق قاعدة اناديها لج‪..‬‬
‫ترفع السماعة وتوها بتضرب الحبات‪ ..‬ال تقطعها غزلن ‪ :‬ل خالتي خلج عن تدقين لها انا الحين اروح لها‪..‬‬
‫ام مشعل‪ :‬البيت مجدد وغرفتها تغيرت‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ل تحطين في بالج خالتي سماء لو وين كانت انا ادل غرفتها‪ ..‬مميزة‪..‬‬

‫ومن غير أي زيادة تحركت غزلن من مكانها متوجهه للدري الطويل وركبت عليه واهي تحس جزئيا بالخلص‬
‫من خالتها ومن تفاهاتها‪ ..‬صج لي قالو بعض الناس ينولدون ويعيشون ويموتون واهم فاضيين‪ ..‬يبيلهم تعبية؟؟‬

‫ام مشعل بعد ما راحت غزلن‪:‬يا ام زياد بنتج كلش مو طالعة عليج؟؟‬
‫ام زياد بانحراج‪ :‬اكيد‪ ..‬طالعة على ابوها اهي‪ ..‬ما شاء الله عليها ‪..‬‬
‫ام مشعل تبتسم مخففة على اختها‪ :‬بس ول يهمج ترى اهي حبابة وتدش القلب من ابوابه‪ ..‬بس‪ ...‬والله انا‬
‫في خاطري امنية يا ريت اتحقق والله!‬
‫ام زياد بحيرة‪ :‬شهالمنية؟‬
‫ام مشعل بنظرة جاذبة تستعملها لو كانت تبي توصل لشي اهي تبيه‪ :‬غزلن ‪ ..‬ومشعل‪ ...‬متزوجين!!!‬
‫غزلن اللي ماسمعت اخر ما قالته خالته تحركت بحريتها في الطابق الفوقي‪ ..‬بيت خالتها فخم بطريقة مثيرة‬
‫للقزز‪ ..‬كل شي موجود‪ ..‬لوحات وصور وديكورات تزيين على الطاولت ومناديل مخملية على الطاولت‬
‫وعليها انيات حمرا‪ ..‬كل شي يا احمر يا ابيض‪ ..‬ليش جذي؟؟ مكره المكان‪ ..‬ماكو ال الصالة المساعيه ماكو‬
‫الحمر والبيض بكثره‪ ..‬والذهبي دخل بطريقة حلوة وجرئية‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪--------------------‬‬
‫تحت في صالة بيت النهيدي ام مشعل كانت تتكلم ويا اختها ول تسكت‪ ..‬وغزلن قاعدة تهز برجلها ومن زود‬
‫الملل روحها طفرت‪ ..‬والظاهر ان امها مستمتعة بهالشي‪ ..‬شكثر امي عمية وما تشوف حقيقة خالتي سلوى‬
‫وزيفها‪ ..‬مسكينة امي طيبة بطبعها وما تعرف للناس من الطيب ومن الشري‪..‬‬

‫ام مشعل تقطع سرحان غزلن‪ :‬ها غزلن يمه شكلج مو معانه‬
‫انتهبت غزلن واهي تنزل ريلها‪ :‬ها‪ ..‬شصاير؟؟؟‬
‫ام زياد باحراج بسيط‪ :‬يمه‪ ..‬شفيج سرحانة؟‬
‫غزلن باحراج‪ :‬ل مو سرحانه بس قاعدة افكر‪ ...‬شنو مو معاكم؟؟؟‬
‫ام مشعل بحاجب مرفوع يبط الجبد‪ :‬ل بس كنا نسالج عن الزواج بهالوقت؟؟ شرايج فيه؟‬
‫غزلن‪ :‬الزواج بهالوقت؟؟؟ وليش رايي يهمكم‬
‫ام زياد‪ :‬يمه انتي‪..‬‬
‫قاطعتها ام مشعل بنبرة تحدي مخفية‪ :‬ل بس انتي في سن الزواج‪ ..‬وما اظنج بترفضين احد لو تقدم لج‬
‫غزلن بنفس السلوب‪ :‬والله مو كل من تقدم حياه الله‪..‬‬
‫ام مشعل‪ :‬ليش حبيبتي ل يكون تبين ولد المير؟‬
‫غزلن‪ :‬السالفة مو سالفة ولد المير‪ ...‬اهم شي في اللي بيتقدم لي انه يكون انسان قوي وسيرته زينة‬
‫ونفسه متسامحة‪..‬‬

‫عرفت ان خالتها تلمح لمها من فترة بشأن ان تكون اهي لولدها لكن وين يا خالتي‪ ..‬بعدج ما وصلتي‪..‬‬

‫ام زياد تسكت بنتها‪ :‬الحين اهو ما يا ‪ ..‬لي يا حياه الله‪) ..‬تلتفت لم مشعل( ترى يا وخيتي مو مهم في الريال‬
‫فلوسه ول مركزه‪ ..‬اهي شي انه يكون ريال ملتزم وما ينعاب‪..‬‬

‫ام مشعل كانت تبتسم لكن في داخلها كانت متقززة من اختها‪ ..‬على كبر سنها وعلى كبر مقامها ال ان‬
‫الفكار الرجعية السخيفة للحين في بالها‪ ..‬واهي اللهم يعلم شخافية لبنتها‪ ..‬صج لي قالو الناس مظاهر‬
‫خداعة‪..‬‬

‫ام مشعل‪ :‬بالنسبة لسماء انا مستحيل اخليها ترتبط في واحد مو من اصول عريقة ومن عايله جبيرة‪ ..‬عيل‬
‫بنت محمد النهيدي تاخذ لها قربووع من قرابيع البيوت الحكومية‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬يا خويتي ل ترفعين راسج بعدين رقبتج تنكسر واتاذين‪ ..‬وبعدين هالحجي توه الناس عليه سماء للحين‬
‫صغيرة وحتى غزلن بعدهم صغار‬
‫ام مشعل بنظرة لغزلن‪ :‬انا ماشوفها صغيرة كلش‪..‬‬
‫غزلن انقهرت من نبره خالتها‪ :‬ل خالتي‪ ..‬بعدني صغيرة‪ ...‬ال وينها سماء‪..‬‬
‫ام مشعل تبتسم لبنت اختها‪ ..‬نجحت في تغيير الموضوع‪ ..‬داهيه هالبنت‪ :‬فوق قاعدة اناديها لج‪..‬‬
‫ترفع السماعة وتوها بتضرب الحبات‪ ..‬ال تقطعها غزلن ‪ :‬ل خالتي خلج عن تدقين لها انا الحين اروح لها‪..‬‬
‫ام مشعل‪ :‬البيت مجدد وغرفتها تغيرت‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ل تحطين في بالج خالتي سماء لو وين كانت انا ادل غرفتها‪ ..‬مميزة‪..‬‬

‫ومن غير أي زيادة تحركت غزلن من مكانها متوجهه للدري الطويل وركبت عليه واهي تحس جزئيا بالخلص‬
‫من خالتها ومن تفاهاتها‪ ..‬صج لي قالو بعض الناس ينولدون ويعيشون ويموتون واهم فاضيين‪ ..‬يبيلهم تعبية؟؟‬

‫ام مشعل بعد ما راحت غزلن‪:‬يا ام زياد بنتج كلش مو طالعة عليج؟؟‬
‫ام زياد بانحراج‪ :‬اكيد‪ ..‬طالعة على ابوها اهي‪ ..‬ما شاء الله عليها ‪..‬‬
‫ام مشعل تبتسم مخففة على اختها‪ :‬بس ول يهمج ترى اهي حبابة وتدش القلب من ابوابه‪ ..‬بس‪ ...‬والله انا‬
‫في خاطري امنية يا ريت اتحقق والله!‬
‫ام زياد بحيرة‪ :‬شهالمنية؟‬
‫ام مشعل بنظرة جاذبة تستعملها لو كانت تبي توصل لشي اهي تبيه‪ :‬غزلن ‪ ..‬ومشعل‪ ...‬متزوجين!!!‬
‫غزلن اللي ماسمعت اخر ما قالته خالته تحركت بحريتها في الطابق الفوقي‪ ..‬بيت خالتها فخم بطريقة مثيرة‬
‫للقزز‪ ..‬كل شي موجود‪ ..‬لوحات وصور وديكورات تزيين على الطاولت ومناديل مخملية على الطاولت‬
‫وعليها انيات حمرا‪ ..‬كل شي يا احمر يا ابيض‪ ..‬ليش جذي؟؟ مكره المكان‪ ..‬ماكو ال الصالة المساعيه ماكو‬
‫الحمر والبيض بكثره‪ ..‬والذهبي دخل بطريقة حلوة وجرئية‪..‬‬

‫دورت بين البواب عن غرفة سماء وشافت باب الغرفة مفتوح وعليه اشارة‬

‫ضحكت غزلن على الشارة وضحكت اكثر يوم شافت عبارة ‪That include you too‬‬
‫غريبة البنت‪ ..‬كارهة الدنيا والعالم على شنو محد يدري‪ ..‬طقت الباب هو مفتوح بس محد رد عليها‪ ..‬فطلت‬
‫راسها لداخل ‪ ..‬ومحد كان موجود والستيريو شغال بصوت واطي‪ ..‬وردت روحها بره الغرفة ال وسماء تطلع‬
‫من دار ثانية‪ ..‬ووقفت غزلن مبتسمة لها‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬هل سماء شلونج؟؟ شخبارج؟‬


‫سماء‪ :‬هل فيج غزلن‪ ..‬شخبارج‪ ..‬شتسوين في داري؟‬
‫غزلن‪ :‬ل بس كنت ادورج وكاني لقيتج‪...‬‬
‫سماء كانت توها بتتكلم ال ومشعل يطلع من الدار بشكله المأساوي‬
‫مشعل‪ :‬سماء ما ابيج توصلين شي لم‪.....‬‬

‫سكت مشعل يوم شاف البنت الثانية الواقفة‪ ..‬واهي الثانية بعد بين عليها انها مرتبكة لموقعها‪ ..‬اهي ما سوت‬
‫شي غلط بس ما تدري ليش حست نفسها مثل الحرامية‪..‬‬
‫مشعل على طول رد داخل الدار‬
‫سماء‪ :‬عن اذنج غزلن شوية‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬بنتظرج في الصالة‪..‬‬

‫راحت سماء داخل الغرفة وسكرت الباب وغزلن ظلت واقفة مكانها‪ ..‬الحين هذا مشعل؟؟ شلي سوى فيه‬
‫جذي‪ ..‬هالت سوده والكشة طايرة‪ ..‬والحالة تكسر الخاطر‪ ..‬شفيه هذا معتكف بداره‪ ..‬غريبين افراد‬
‫هالسرة‪ ..‬يحيرون الواحد ليمن تطلع منه‪..‬‬

‫وراحت تنتظر سماء اللي كانت في نقاش مستمر مع اخوها حول هالموضوع‪..‬‬

‫سماء‪ :‬انا بساعدك مشعل ل تعطي هم بس المشكلةالحين في امك‪ ..‬شنو بتقول لها لو تقدمت لفاتن‪..‬‬
‫مشعل بحيرة‪ :‬انا بروحي مو مطمن لهالخطوة يا سماء‪..‬‬
‫سماء تيود راسها‪ :‬يا ربييييييييي‪ ..‬انت ليش جذي ‪ ..‬انت ليش خواف وما منك رجا ؟؟ يا اخي قوي قلبك عنبوو‬
‫انت تحبها ‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬احبها يعني خلص ماكو عقل ايفكر يا اختي الحلوة‪ ..‬صج انج ساعات اتيبين لي الغثة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬انا مليت منك ومن ترددك‪ ..‬يوم اللي بتقوي موقفك خلص تعال لي وانا ما بردك‪ ..‬يالله انا بروح‬
‫اشوف بنت خالتك شتبي مني ‪..‬‬
‫مشعل يذكر البنت المساعية‪ :‬من هذي؟؟ غزلن؟؟؟ ول ‪...‬‬
‫سماء‪ :‬ل هذي غزلن‪ ..‬ما تشوف عيونها اللي بتطير‪ ..‬ههههههههههه‬
‫مشعل يبتسم‪ :‬انتي والله مادري شصار فيج‪ ..‬جدام عيوننا واستخفيتي‪ ..‬الله يعين لو كنتي بعيدة؟‬
‫سماء بتفكير‪ :‬يا ريت يصير صج‪ ..‬ياريت البعثة كانت لي انا عشان اوريك شلوووون الحرية بتصير؟‬
‫مشعل‪ :‬يالله الحين عطيني مقفاج‬
‫سماء‪ :‬مو قبل ما توعدني انك بتروح تغسل هالويه ول تاخذ لك شاور‬
‫مشعل يدفعها لبره الغرفة‪ :‬يالله انتي وايد مصدقة الدور عاجبج تراه؟؟‬
‫سماء بصدمة‪ :‬يا ملقك ل تدزني جذي‪..‬‬

‫وسكر الباب في ويهها وظلت اهي واقفه بغضب‪ ...‬ابتسمت لخوها لن الحمد لله شوي تقدمت حالته احسن‬
‫عن قبل في تراجع مستمر‪ ..‬ولكن انا بظل على كلمي‪ ..‬كل شي بيدك انت يا مشعل‪ ..‬محد يقدر يوقف ول‬
‫يمشي سفر فاتن ال انت‪..‬‬

‫راحت لغزلن اللي كانت قاعدة تطالع الصور اللي على الطاولة‪ ..‬ول صورة معقوله لسماء‪ ..‬اما مشعل‬
‫فصوره هادئة وتييب الحزن في النفس‪ ..‬في عيونه العسليه نظرة تخشع القلب‪ ..‬يبين انه محتاج ومسكين‬
‫وقلبه مقبوض لكن من يفهم؟؟‬

‫سماء ‪ :‬يا حيا الله من يانا‪ ..‬بروحج يايه ول ويا خالتي؟‬


‫غزلن‪ :‬انا ايي بيتكم بروحي؟؟ ل امي معاي تحت وياامج‬
‫سماء‪ :‬مسكينة خالتي احس ان راسها انصدع نصين‪ ..‬من سوالف امي وهذرتها‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬هههههههههههه ل تقولين جذي عيب‪ ..‬هذي مهما كانت تظل امج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يالله الحمدلله ناس ملقيه وناس حتى الشوف محرومة منه‪ ..‬شخبارج بعد؟؟‬
‫******‬
‫في ميلس بو جراح الكل قاعد بتوتر واكثرهم فاتن‪ ..‬اللي من زود توترها كل شوي تسكر عيونها واهي تناجي‬
‫ربها‪ ..‬استرها يا رب‪ ..‬استرها‪ ..‬حتى مساعد اللي كان عارف بتواجد هالرسالة ما حس بالخطر منها ال لهذا‬
‫اليوم‪ ...‬يا ترى شنو موصي بو جراح فيه وطالب حظوري الشخصي في هالموضوع‪..‬؟؟‬

‫جراح‪ :‬اظن ان ماكو احد بعد موجود‪ ..‬وكلنا متشوقين نعرف شنو مكتوب بهالرسالة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬زين عيل خير البر عاجله‪ ..‬وخلونا نقراها‪..‬‬
‫فاتن تمسك بيد امها بقوة‪ :‬يمة انا خايفة‬
‫ام جراح اللي ما كان يبين عليها أي مظهر من مظاهر التشكك‪ :‬يمه قوي قلبج‪ ..‬ما في شي يكدر‪..‬‬
‫قالتها بابتسام نشر الهدوء في قلب فاتن اللي سرعان ما انقشع واهي تشوف ويه مساعد‪ ..‬كان يبين عليه‬
‫التوتر واكثر شي‪ ..‬الحذر‪ ..‬جنه صقر‪ ..‬وبينقض على صيدته‪..‬‬

‫مساعد واهو يفج الغلف الزرق المحكم‪ ..‬من زود توتره شقه بطريقة بسيطة وفتحه وطلع الورقه منه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫وتم يقرى في الرسالة داخليا ‪ ..‬وملمحه كانت المنظرة اللي تبين لهم شنو المكتوب‪ ..‬اول شي ملمحه كانت‬
‫عادية واهو يقرى وحواجبه معقوده‪ ..‬بعدين‪ ..‬انفجت عقدة حواجبه وانزمت شفاته عن التمتمة‪ ..‬وعيونه اللي‬
‫ما كان ينعرف شكلها بسبب التعقيده بانت ملمحها وظهرت شكثر حلوة ولوزية‪ ..‬اندهاش لمع في ويهه خلى‬
‫جراح واخته يتبادلون نظرات الحماس والتوتر لكن امهم ابدا‪ ..‬كانت عادية وكانها تعرف اللي مكتوب‬
‫بهالورقة‪...‬‬

‫خلص مساعد قراءة الورقة ونزل عيونه للرض والرسالة على ركبته‪ ..‬يارب‪ ..‬شنو هذا اللي في هالرسالة؟؟‬
‫ما اقدر اصدق ان بو جراح حط فاتن بعهدتي‪ ..‬رسم على فاتن وعلي ويطلب منا اننا نكون ‪ ..‬لبعض‪ ..‬شلون يا‬
‫ربي شلون؟؟؟ انا صج كنت معجب فيها بس‪ ..‬انا ما بيها‪ ..‬ما بيها‪..‬‬

‫جراح بعصبية‪ :‬شالمكتوب يا مساعد قول تراك حرقت اعصابنا‬


‫مساعد وهو يرفع الورقة واول ما انرفعت عيونه كانت على فاتن بنظرة غير مفهومة‪ ..‬الثانية من زود الحيرة‬
‫ما عرفت شنو قصده بهالنظرة ول قدرت تتكهن‪ ..‬كل اللي كان يهمها انه يقرى هالرسالة وينهي هالتوتر‬
‫الساحق للعصاب‪..‬‬

‫مساعد‪ ..‬بسم الله الرحمن الرحيم‪..‬‬


‫السلم عليكم ورحمه الله وبركاته‪..‬‬

‫أنا الحاج عبدا لله خلف الياسي‪ ..‬اكتب لكم انتم أفراد عائلتي وبالخص زوجتي الغالية وابني البار وابنتي‬
‫الغالية فاتن لعلمكم بآخر رغباتي‪ ..‬وبهذه الرغبة تكونون قد ضمنتم راحتي في أبدية رب العالمين‪ ..‬هذه‬
‫الرسالة ل يعرف عنها احد إل زوجتي نجاه وذلك باني قد تناقشت عنها معها قبل فترة وهي الشاهد الول‬
‫والخير على حقيقة هذه الرسالة‪ ..‬وتوقيعها أدناه يبين هذا الشيء‪..‬‬
‫توقف مساعد القراءة وظلت العيون والذان ترتقب باجي الرسالة اللي بدأها‪ ..‬لكن فاتن كانت عيونها ملمسة‬
‫الرض وتطالعها بخوف‪ ..‬يا ربي‪ ..‬يا ربي استر‪ ..‬استر يا ربي‬

‫وكمل مساعد‪ ...:‬اما بعد هذه التأكيدات أعلمكم يا أبنائي بأخر أمنية تمنيت من الله ان اكون انا محققها لكن‪..‬‬
‫بقراءتكم لهذه الوصية ل بد لي وان أكون قد مت ‪ ..‬وانتقلت روحي الى جوار الله الرحيم ‪ ..‬ابنتي فاتن‪.‬‬
‫تعلمين بمدى حبي لك ومدى تعلقي بك واعلم انك بالمثل يا بنيتي الصغيرة‪ ..‬لذا انتي ستكونين ‪ ). ...‬سكت‪.‬‬
‫مساعد وهو يبلع ريجه اللي نشف( ستكونين اول من‪ ...‬من يلبي‪ ...‬هذا الطلب‪ ..‬واعلمي انه سيرضيني ولن‬
‫يتعارض مع مصلحتك‪...‬‬

‫سكت مساعد للمرة الثانية وفاتن رفعت عيونها والدمع يتلل من الكلم اللي انقال‪ ..‬اااخ عليك يا ابوي‪...‬‬

‫ب في الدنيا يخطب رجل لبنته ولكن‪ ...‬انا اليوم اقوم بهذا الشيء ‪ ..‬واطلب منك يا‬ ‫مساعد يكمل‪ ... :‬ل أ ُ‬
‫بنيتي ان تقبلي في مساعد الدخيلي زوجا لك‬
‫تصاعدت النظرات‪ ...‬ومساعد يكمل واهو ايعلي الصوت وفاتن همهمتها علت وكبرت‬
‫مساعد‪ :‬يقيك من شر الدنيا ويبقيك في امانة وحفظ حيت سيهنأ قلبي لوعرفت بانك قد اصبحت له‪..‬‬
‫فاتن بصوت هامس ‪:‬ل‪ .....‬ل‪...‬‬

‫جراح يناظر اخته بشفقة‪..‬‬

‫مساعد يكمل واهو يرتعش وركبته ترجف من زود التوتر‪ :‬ولدي جراح اتمنى عليك ان تكون ولي امر اختك‬
‫فانت قد اصبحت رجل يشد الظهر بك‪ ..‬ابقي اخوتك وامك في دعامة الصحة والسلمة ‪ ..‬وهذه المنية تلبى‬
‫قبل سفر ابنتي فاتن ان شاء الله بخطبة بسيطة يتعبها عقد نكاح باربع سنين‪...‬‬
‫اسرتي الغالية‪ ..‬ل تبكوني فقد نلت الرحمة الكبرى‪ ..‬جوار ربكم‪...‬‬
‫وكان الله ولي التوفيق‪...‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله ‪ ...‬وبركاته‪..‬‬

‫وكانت هذي القشة اللي قصمت ظهر فاتن‪ ..‬وبصورة غريبة ولول مرة بحياتها حست بالدم والقهر يتفجر‬
‫بعروقها وما كان منها ال انها تتطافح حمم البركان منها ‪..‬‬

‫صرخت فاتن من النفعال‪ :‬جذب‪ ..‬كله جذب‪ ...‬أنت اللي اختلقته‪ ..‬كل شي جذب وأنت اللي اختلقته‬
‫جراح بحماس‪ :‬عيب يا فاتن‪..‬‬
‫المسكينة اللي ترتعش‪ :‬جراح‪ ...‬جراح أبوي مستحيل يسوي فيني جذي‪ ..‬أنا ‪ ...‬ا‪ ..‬أنا ما‪ .‬ما‪....‬‬
‫انفعلت فاتن بطريقة غير طبيعية وحست بالدورة تجتاحها وعيونها مسودة والرض رخوة تحت ريلها وطاحت‬
‫عند ريل أمها بااااااهة خشعت قلب مساعد‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬فاتن‪ ...‬يمــة فاتن‬


‫جراح يركع عند أخته ويحملها‪ :‬فاتن حبيبتي ردي علي‪ ..‬فتوون‪ ..‬فتون‪ ..‬يمه هاتي قلص الماي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ان شاء الله‬

‫سرعت للماي اللي كان على الطاولة وهذا خلها تحط عيونها بعيون مساعد اللي كان يبين عليه الهدوء‪..‬‬
‫وبعيونه لمعة غضب خفيف‪ ..‬وراحت لعند ولدها تناوله الماي‪.‬‬

‫يصب جراح شويه منه على يده ويرميه على ويه اخته‪ :‬فتون اصحي‪ ..‬اصحي فاتن‪...‬‬
‫شوي شوي فاتن حركت عيونها وحركت راسها ومدت يدها لجبينها تمسده من الصداع اللي انتابها‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫بهالصحوة صحت على الحقيقة المرة الجديدة اللي اهي لزم تواجهها‪ ..‬رغبات ابوها بعد موته بدت مستحيلة‬
‫لها‪ ..‬السفر ووافقت عليه‪ ..‬والتغرب ورضت فيه‪ ..‬لكن تكون لمساعد؟؟ ليش؟؟ شهالذنب اللي اذنبته بحياته‬
‫عشان تلقى كل هالعقوبات وهالجني اللي اهي بغنى عنه‪..‬‬
‫سالت الدمعة الحارقة من عيونها واهي تذكر ويه مشعل‪ ..‬اول رغبة ال وهي سفرها كانت نسبتها ‪ 50‬بالمئة‬
‫من البتعاد‪ ..‬لكن الحين رغبة ابوها في زواجها من ريال ثاني قضت على كل امل من امال حياتها انها تجتمع‬
‫معاه مرة ثانية‪ ..‬ليش يا ربي؟؟ ليش‪ ....‬كل اللي سويته اني حبيته ولني حبيته القي كل هالعذاب؟؟ ليش يا‬
‫ربي؟؟ انا ما اتحمل كل هذا ما اتحمل ‪..‬‬

‫جراح يعدل من قعدة اخته ويلتفت الى مساعد عشان يشوفه ال يتفاجئ باختفائة من الميلس‪ ..‬شلون طلع‬
‫من غير ما نحس فيه‪..‬‬

‫فاتن اللي حست الثانية بغيابه بدت تبجي بصوت عالي‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬هدي قلبج يا بنيتي علمج شابتها بجى ما صار شي؟‬

‫فاتن سكتت لنها ما تقدر ترد على امها ‪ ..‬شتقول لها لو ردت‪ ..‬مابيه‪ ..‬احب واحد غيره‪..‬‬

‫جراح اللي بدى يعصب‪ :‬يمه شهالسرار اللي انتوو مخبينها علينا‪ ..‬ابوي من صوب وانتي من صوب ثاني‬
‫فضحتونا يم الريال شلون انصدم ‪ ..‬يعني اهو بروحه يقرى مصير ابوي حاطه له‪ ..‬شهالحالة واللة؟‬
‫ام جراح‪ :‬الحين احنا فضحناك‪ ...‬يوم اننا بغينا مصلحتكم فضحناكم‪ ..‬استح على ويهك يوم انك اتيي وتكلمني‬
‫بهالطريقة ورغبة بوكم تراها ال لمصلحتكم انتو ما خبرناكم بها لننا ما بغينا راسكم هذا يعلى ويعلي ليمن ينزل‬
‫مرة وحده وتنكسر رقبتكم‪..‬‬

‫فاتن اللي كانت تبجي بصوت الحين اختفى صوتها وتمت آهاتها حبيسة صدرها‪..‬‬

‫ام جراح تتحرك عنهم‪ :‬مسوين السالفة فيها اجرام وفيها جذب وتلفيق‪ ..‬يوم انناا احنا فضحناكم ما شفت اللي‬
‫سوته اختك؟؟ جنه ال الزواج هذا نقمة وال الريال ما يستاهل‪ ..‬انتو لو تدرون هالريال الطيب شكثر عانى‬
‫وشكثر خسر وشكثر تالم ما يات هالكلمة منكم انتو يالعيال‪..‬‬

‫جراح اللي تلوم على عمره‪ :‬يمه ما قلنا شي والله مو قصدي اقول هالكلمة بس ما يصير جذي كل شي‬
‫بالخفاء وكل شي باخر الوقت يطلع ومرة وحدة‪ ..‬والحين ان فاتن تنخطب لمساعد؟؟ هذا شي مو واقعي يمه‬
‫يمكن فاتن لها امال ولها امنيات؟‬
‫ام جراح‪ :‬عنبو داركم اهو قال لكم زواج؟؟؟ قال لكم زوجوها الحين؟؟‪ ..‬خطبة ان مرت مرت وان ما مرت‬
‫الحمد لله رب العالمين كان لنا الشرف بمعرفة هالجودي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة هم بعد البنت يمكن ما تبي‬

‫ام جراح واهي تحاول تهدي نفسها‪ ..‬فشيلة يوم ان فاتن قامت وقطت اللي قطته على الريال بس بعد البنت‬
‫معذورة ما كانت متوقعة اللي بيصير معاها ‪ ..‬صدمة صابتها‪ ..‬بس اهي ليش في قلبها هالكره كله لمساعد؟؟‬
‫شي اهو مسويه لها ول من الله؟؟ يالله عكس عالية‪ ..‬الي كانت تموت بظله ومناها لو ان اخوها يعطيها منية‬
‫حياتها‪..‬‬

‫ام جراح تكلم فاتن اللي هدأت انتها العالية‪ ..:‬يمة فاتن‪ ..‬ترى الزواج قسمة ونصيب‪ ..‬ابوج ما يبي يظلمج ول‬
‫يبي انه يمشيج على شوره الله يرحمه ‪ ..‬هذي كله ال فكرة‪ ..‬ان ارتحتي الحمد لله وان ما ارتحتي ترى محد‬
‫بيغصبج‪..‬‬

‫سكتت فاتن‪. .‬شتزيد ول شتعيد‪ ..‬ما تقدر تتخيل فكرة انها باسم هذاك الريال اللي ما عرفت منه ال التذليل‬
‫والنظرات اللي تقهر والتهديدات‪ ...‬اكيد اهو فرحان بهالشي لنه من بعد ما شاف مشعل عند البيت اكيد قعد‬
‫يخطط شلون يقدر يبعدني عنه‪ ..‬مادري شنو اللي بيستفيده لو كسر بقلبي‪..‬‬

‫مساعد اللي كان قاعد بره البيت يفكر بصمت وعمق‪ ..‬ما تخيل ان هالفرصة تييه لعند ريله من غير توقعه‪..‬‬
‫اهو ما حط في باله ابدا هالشي ول كان مخطط له‪ ..‬بس ان الشي اييه من نفسه له‪ ..‬هذي هدية ما يقدر ال‬
‫يسجد لربه عرفانا بها‪ ..‬واخيرا فاتن صارت له‪ ..‬فاتن‪ ..‬اللي اخيرا طلعت من قوقعتها ورمت بقناع الهدوء‬
‫والسكون وصرخت عليه ‪ ..‬صج انه انقهر لكن كل هذا ما يغير شي من الواقع‪...‬‬

‫طلع جراح وهو يدور على مساعد‪ ..‬من بعد صرخة فاتن ما شاف من مساعد ال الغضب اللي لوح مثل‬
‫الشارة البعيدة بالخطر‪ ..‬لكن فاتن معذورة اهي زين منها تشد السفر والحين سالفة الزواج اللي طلعت لها ‪..‬‬
‫بس جراح حس بالمان لن في قلبه تمنى لو أن اخته تكون لمساعد لنها ضعيفة في هالدنيا لحالها ومساعد‬
‫اكثر شخص يقدر يحميها ويبني لها الحياة اللي اهي تستحقها‪..‬‬

‫جراح باحراج‪ :‬هل مساعد‬


‫يعتدل في وقفته‪ :‬هل فيك جراح‬
‫جراح يبرر‪ :‬السموحه منك والله ما ادري شصار على فاتن‪ ...‬انت تعرف هذي فترة حرجة واهي ‪...‬‬
‫مساعد يقاطعه بابتسامة‪ :‬ل عادي جراح ‪ ..‬انا عاذرها‪) ..‬تتسع ابتسامته( مو كل يوم اهي تلقى وصية توصي‬
‫بزواجها من احد‬
‫يضحك جراح بخفة‪ :‬وانت الصاج‪) ....‬ترجع الجدية في ملمحه( مادري هذا الوقت المناسب ول لء‪..‬‬
‫مساعد يقاطعه للمرة الثانية‪ :‬ل ‪ ..‬مو الوقت المناسب‪ ..‬لزم المور تهدى اكثر‪ ...‬ولزم اختك تفكر بطريقة‬
‫اوسع من اليوم‪ ..‬عشان يرسخ الشي في بالها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وانت‪..‬‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬شفيني؟‬
‫جراح‪ :‬شرايك؟؟‬
‫مساعد‪ :‬بكل صراحة‪ ..‬انا ما راح القى احسن عن بنت ابو جراح‪..‬‬
‫ابتسم جراح‪ :‬كان عندي احساس‪ ..‬الحمد لله‪ ..‬يارب تكون فاتن من نصيبك‪..‬‬
‫مساعد يبتسم بنصر‪ :‬يارب‪ ..‬زين اذا ما عليك امر‪ ..‬خبر الوالده تخبر مريم اني بروح الحين وبعد المغرب بييها‬
‫اخذها‪..‬‬
‫فرح جراح بس ما بين هالشي‪ :‬انشاء الله يبلغ‪..‬‬
‫مساعد وهو يركب السيارة‪ :‬يالله مع السلمة‬
‫جراح‪ :‬الله يسلمك هالله هالله في الطريج‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ان شاء الله‬

‫وعلى جذي تحرك مساعد من عند البيت ‪ ..‬وجراح ظل واقف في الدرب يناظر الشارع والفراغ‪ ..‬يتبع سيارة‬
‫مساعد بعيونه واهو مستغرب من التحولت الكبيرة اللي صارت في حياتهم بهذا اليوم‪ ..‬فهم اليوم ببركة الله‬
‫ثم بركة الوالد العزيز انتشلو من الفقر والحاجة الى درجة من درجات الثراء‪ ..‬بس اهم لزم ما يتوقفون عند‬
‫هذي الخطوة لزم يكبرون ويكبرون من نفسهم‪ ..‬هالثروة البسيطة لزم تظل وتكبر وتزيد‪ ..‬عشان يقدرون‬
‫يوفرون لنفسهم الخير والعافية وللناس اللي حواليهم‪..‬‬

‫وبنفس الوقت كانت غزلن طالعة من بيت خالتها واهي تفتح الباب لمها‪ ..‬واخيرا انتهت الزيارة وخلصت من‬
‫ثرثرة خالتها اللي ما تنتهي ومن بنت خالتها الغريبة الطباع‪ ..‬بس الشي الوحيد اللي ارتاحت منه اهو شوفة‬
‫مشعل‪ ..‬ما تدري ليش‪ ..‬من زمان ماشافته وكانت تتمنى لو تشوفه بس ما تخيلت ان حالته تكون جذي‪..‬‬
‫يمكن صج اهو مريض‪ ..‬الله يشافيه ان شاء الله‪..‬‬

‫واهي بتركب السيارة شافت الريال الواقف على باب بيتهم يكلم واحد ثاني‪ ..‬كان جراح واقف مع خالد اللي‬
‫كان بيروح‪ ..‬ما صدقت غزلن عيونها‪ ..‬واخيرا لقته‪ ..‬اهو نفسه الريال اللي شافته في المكتب‪ ..‬تلونت‬
‫ملمحها بمختلف اللوان‪ ..‬ياربي والله مو مصدقة عيوني‪ ..‬يافرحتي‪...‬‬

‫جراح‪ :‬ها بو وليد‪ ..‬اليوم يومك‪ ..‬صراحة مافرحت اليوم قد ما فرحت لك‬
‫خالد بابتسامة ناعمة‪ :‬الحمد لله على كل حال‪ ..‬والله اني مو عارف شلي سويته عشان القى كل هذا بس‪..‬‬
‫الحمد لله رب العالمين‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله عيل ‪ ..‬شد حيلك الحين وادخل الجامعة وادرس وانا بعد وياك‪ ..‬وفي نفس الوقت بنعدل البيت‬
‫وبنبي لك ملحق وخلص ما راح تضطر انك تسكن في البيت العود‬
‫خالد وهو يحك عيونه اللي معورة راسه‪ :‬خل هالحجي بعدين خذني الحين المستوصف خلني ابدل نظاراتي‪..‬‬
‫راسي منشلخ علي‬
‫جراح‪ :‬مو نظاراتك في بيت فاضل؟‬
‫خالد‪ :‬ل انا ما بغيت اقول لك الصج لن الوقت كان حرج الحين اوكيه عندي الفلوس اني اغير النظارات‪..‬‬
‫جراح يدفع خالد بمزح‪ :‬أي الحين صرت غني من قدك يا اخي من قدك‬
‫خالد يدفع جراح بمزح‪ :‬انا ال عشرة الف انت اللي طايح على كنز ‪ 20‬الف‬

‫ويدزه جراح‪ ..‬والثاني يدزه‪ ..‬ليمن تليمو على بعض وهم يضحكون وكل هذا جدام عيون غزلن اللي كل‬
‫هالموقف صار جدامها واضحكت على هالثنين ‪ ..‬على كبرهم ال انهم مرة وحدة صارووو يهال يتطاققون‪..‬‬
‫يحليلهم والله‪ ..‬وام زياد اللي استغربت وقفة البنت‪..‬‬

‫ام زياد‪ :‬غزلن‪ ..‬غزلن‪ ..‬يمة دخلي السيارة علمج واقفة‪ ..‬؟؟‬
‫انتبهت غزلن لمها وركبت سيارتها واهي تضحك‪ :.‬كاني يمه خير‪..‬‬
‫ام زياد تلتفت على الشباب‪ :‬واقفة بسبتهم‬
‫غزلن‪ :‬والله انهم ضحكوني‪ ..‬رياييل ويتطاققون‪ ..‬ههههههههه‬
‫ام زياد‪ :‬ام زياد خلج منهم هذيل مطافق يالله خلينا نرد البيت اكيد ابوج رد واخاف اخوج الليلة يتصل فينا‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬انشااااء الله يمة من عيوني‪...‬‬

‫وتحركت سيارة غزلن بالعمد قريب من الشباب اللي كانو واقفين‪ ..‬واول ماشاف خالد سيارة غزلن وقف‬
‫مكانه وهو مندهش‬

‫خالد‪ :‬واااو‪ ..‬تدري‪ ..‬خاطري والله اشتري لي سيارة جذي‬


‫جراح اللي انتبه للسيارة من ورى‪ :‬أي والله‪ ..‬سيارة مثل هذي تسوى الدنيا ومافيها‪ ..‬بس تدري‪ ..‬شفايدة‬
‫صرف الفلوس على سيارة ما دمنا نقدر نستفيد منها اكثر‬
‫خالد‪ :‬أي اكيد‪) ..‬بحزن تذكر مخططاته انه يشتغل وياخذ هذاك المعاش عشان انه بيخطب فاتن( مبالغ اقل‬
‫من مبلغ هالسيارة نقدر نكون فيه حياتنا ونبنيها‪ ) ...‬وعلى هذا تذكر الرسالة اللي طلعو من الديوانية عشانها (‬
‫جراح‪ ...‬شسالفة الرسالة اللي طلعنا من الديوانية بسببها‪ ..‬؟؟‬

‫اهني جراح تحير‪ ..‬ما يبي ينشر الخبر وفاتن للحين في صدمة الشي‪ ..‬وفكر ان النتظار لفترة اطول اهو‬
‫احسن خيار وافضل حل‪..‬‬

‫جراح واهو يفر ويهه للسيارة‪ :‬مافيها شي بس شويه توصيات على اخواني لي ولمي‪ ..‬ولفتونه بعد عشان‬
‫سفرها‬
‫خالد وهو يتبعه‪ :‬زين ليش فار ويهك‪..‬ظظ‬
‫التفت له جراح بويه مصطنع‪ :‬لن مالي خلق اطالع في ويهك ‪ ..‬جوفه شلون خاك‬
‫خالد اللي ماصدق ول كلمة من جراح تهاون عن الموضوع لن مارده راح يعرفه‪ :‬يحصل لك‪..‬‬
‫*******‬

‫من بعد صلة المغرب ظلت مريم ويا فاتن بالدار‪ ..‬خبرتها فاتن طبعا بكل شي وبكل حزن وصمت اليم قعدوا‬
‫في الدار ل هذي تكلم هذي ول شي يمر امبينهم‪ ..‬فاتن تفكر كيف ان حياتها في فترة بسيطة تهدمت وكيف‬
‫ان الحلم العريضة الوردية اللي بنتها لها ولمشعل‪ ..‬تبخرت في الهوا بكل بساطة وبكل هدوء‪ ..‬عواصف‬
‫ونيران وبراكين في قلبها لكن الهدوء اهو مظهرها‪ ..‬ما يخترق هذا الصمت حتى الدمعات اللي ما توقفت من‬
‫عيونها ‪..‬‬
‫كانت قاعدة على سريرها ومسنده يدها اللي ماسكة راسها عند الدريشة اللي تطل على دار مشعل‪ ..‬في كل‬
‫ثانية يكتمل دعاء في انها تشوفه وتبرد حرة قلبها في انها تشكي اللي فيها له‪ ..‬لكن ول شي تحقق من هذي‬
‫الدعية وكان هناك حاجز واقف بينها وبين ربها ‪ ..‬اكيد هالحاجز اهو مساعد‪ ..‬مريم اللي اهي اخته انصدمت من‬
‫هالشي وابدا ما وافقت عليه اكثر عن فاتن لنها تعرف ارفيجتها واهي تهتم لمصلحة فاتن اكثر من مصلحة‬
‫اخوها لنه قادر انه يتزوج أي بنت يبيها لكن فاتن هبت قلبها لواحد وتعرف ان الحب مستحيل يتكرر مرتين‪..‬‬
‫مسكينة فاتن‪ ..‬من وين تلقيها؟؟ من هلها ول من الناس؟؟ الله يساعد قلبج يا ارفيجتي‪...‬‬

‫تكلمت فاتن بصوت مبحوح من شدة اللم‪ :‬وينه؟؟؟ مليت وانا انتظر‪ ..‬وللحين ‪ ...‬ما شفته‬
‫مريم تمسح على جتف فاتن‪ :‬يمكن طالع من البيت‪..‬‬
‫تلتفت لها فاتن بنظرة كسيرة‪ :‬وين يروح؟ انا محتاجة اشوفه مريم‪ ..‬بموت ‪) ..‬ترد نظرتها للدريشة( بموت لو‬
‫ما شفته اليوم‪ ..‬ماقدر استسلم عن قدري من دونه‪..‬‬
‫مريم تلمه‪ :‬فتون حبيبتي ل تسوين في روحج جذي‪ ..‬أصبري‪ ..‬ان الله مع الصابرين‬
‫قامت فاتن بانفعال‪ :‬ماقدر اصبر ماقدر اسكت ماقدر ماقدر ماقدر‪..‬‬
‫وقفت بنص الغرفة واهي تمسك راسها بحيرة وبالم‪ ..‬راسها منصدع من شدة البجي لكن ما بيدها حيلة ما‬
‫تدري وين تولي‪ : ..‬احس ان بموت‪ ..‬بموت في هالدار ول احد يحس فيني‪ ..‬انا رضيت بالسفر عشانهم بس‪..‬‬
‫وعشان ابوي‪ ..‬وصبرت نفسي على فراق مشعل وفراقهم كلهم والحين‪ ..‬الحين يرموني في عهدة انسان ‪..‬‬
‫سبحان الله اكرهه من كل اعماقي‪ ..‬وانا اللي ما اكره الحشرة‪ ..‬ياربي فرجها علي‪..‬فرجها علي ياربي ول‬
‫تكسرها فيني‪..‬‬
‫مريم راحت لها ولمتها بكل قوة‪ :‬فتون حبيبتي ل تسوين في روح جذذي والله انا ما استحمل شوفتج وانتي‬
‫بهالحالة‪..‬‬
‫فاتن تسترخي وتبجي من قلب في حظن ارفيجتها‪ :‬ماقدر مريم‪ ..‬ريم انا انتهيت‪ ..‬خلص‪ ..‬انتهت حياتي‪ ..‬انا‬
‫كان امل عمري مشعل‪ ..‬والحين هالمل ضاع‪ ..‬ضاااااع‬

‫قعدتها مريم على السرير ومسحت دموعها‪ ..‬وخلتها تنام على ريلها واهي تمسح على شعرها بحنان‪ ..‬تسمي‬
‫بالرحمن وتقرى ايات من القران تهدي قلبها الملتاع‪ ..‬ال وطقات على الباب‪ ...‬خفيفة ولكن مسموعة‬

‫حركت مريم راس فاتن اللي كانت مغمضة عيونها وراحت تفج الباب بخفة‪ ..‬وشافت بنت طويلة وغريبة اول‬
‫مرة تشوفها جميلة بشكل لفت مثل عارضات الزياء‪..‬‬

‫سماء بحيا‪ :‬السلم عليكم‪ ..‬فاتن موجودة؟؟‬


‫مريم باستغراب‪ :‬أي كاهي بس‪ ..‬يمكن تكون راقدة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ااااه ‪ ...‬مادري‪ ..‬عادي ادخل‬
‫مريم بابتسامة‪ :‬عادي حبوبة دخلي‪...‬‬
‫ابتسمت سماء واهي تدخل‪ :‬تسلمين‪...‬‬
‫يوم دخلت سماء على طول توجهت عيونها الى فاتن النايمة على السرير‪ ..‬ويوم شافت شكلها المأساوي‬
‫فتحت ثمها بصدمة‪ ..‬حال فاتن من حال اخوها‪ ..‬خانت حيلي والله‪ ..‬ل مشعل لزم يتحرك ويسوي أي شي‬
‫عشان يرد بعضهم لبعض‪..‬‬
‫راحت سماء عند فاتن وقعد على ركبتها واهي تمسح الشعر عن ويهها التعبان‪ : ..‬حبيبتي فتون علمج؟؟‬
‫شفيج؟؟ )تلتفت لمريم( شصار؟؟ وليش جذي اهي تعبانة؟‬
‫مريم بحنيه تقعد عند راس فاتن‪ :‬ل بس اهي شوي تعبت نفسيا اليوم وصية ابوها‪..‬‬

‫سماء تناظر فاتن‪ :‬فتون‪ ..‬حبيبتي‪...‬‬


‫فتحت فاتن عيونها شويه‪ ..‬وشافت سماء‪ ..‬وتوسعت الفتحة اكثر واكثر‪ :‬سماء‪.....‬‬
‫ابتسمت سماء‪ :‬أي انا سماء‪...‬‬
‫دب النشاط في جسم فاتن يوم شافت سماء‪ ..‬وما تنوصف فرحتها وراحتها يوم تأكدت من وجودها في ذيج‬
‫اللحظة بدارها‪..‬‬
‫فاتن بلهفة‪ :‬سماء‪ ..‬شلونج؟؟ شخبارج؟؟ تولهت عليج‪ ..‬من زمان ما شفتج‬
‫سماء اللي قعدت على السرير‪ :‬فديت عمرج فتونة انا بعد من زمان ما شفتج‬
‫فاتن بفرح مجنون‪ :‬مريم‪ ...‬هذي سماء‪ ..‬اللي قلت لج عنها‪ ..‬اخت مشعل؟‬
‫مريم ابتسمت‪ :‬يا هل والله ‪ ...‬عاش من شافج‬
‫سماء بحبور‪ :‬مادري شيردون بس‪ ...‬تسلمين‪..‬‬
‫مريم ضحكت‪ ..‬وفاتن اامسكت سماء‪ :‬سماء شلونه مشعل؟‪ .‬شخباره‪ ..‬ووينه ماله أي خبر ول بينة؟؟ زعلن‬
‫مني؟؟ ل تقولين انه زعلن ترى انا مالي ذ نب‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شوي شوي على عمرج والله ما يسوى عليكم هالحب‪) ..‬تناظر مريم( بل هالحب التعبان‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وانتي الصاجة وانا من مساعة اهديها اهي ابد ما تسمع كلم احد‬
‫فاتن وكانها ما سمعت ول شي من اللي قالوه‪ :‬خبروني شلونه مشعل‪ ..‬من زمان ماشفته تولهت عليه من كل‬
‫قلبي‬
‫سماء توها بتتكلم بحماس بس يوم حست لمريم سكتت بحيا‪ ..‬وابتسامة مريم الحنونة كانت بمثابة التفهم‬
‫لها‪ ..‬ال ودقات على الباب وراس مناير يطل منه‬
‫مناير‪ :‬ريمو اخوج ياج‪..‬‬
‫مريم ‪ :‬دقايق وانا نازلة له ‪..‬‬
‫راحت مناير‬
‫مريم تناظر فاتن اللي ترجتها بعيونها‪ :‬ل تروحين مريوم باتي عندي الليلة‬
‫مريم‪:‬ياريت والله حبيبتي بس تدرين امي مالها احد في البيت نورو دومها مع زوجها ومالها احد غيري‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مابيج تروحين )وهي تلم مريم(‬
‫مريم‪ :‬يالله عاد عن الدلع كاهي سماء هني واهي اللي بتهديج ول بتخليج لحالج‪ ..‬صح السما‪..‬‬
‫سماء‪ :‬افا عليج‪ ..‬اعجبج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههه ‪ ..‬يالله فتينة‪ ..‬ابيج تهدين بالج وتستهدين بربج وان شاء الله الله يجدم الي فيه الخير‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ونعم بالله‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يالله قودباي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ههه باي باي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مع السلمة‪...‬‬

‫راحت مريم عن فاتن وسماء واهي قلبها مع خويتها‪ ..‬ما تقدر تخليها وفي نفس الوقت امها من لها‪ ..‬خصوصا‬
‫في هالفترة اللي شابب خاطرها بسبب مساعد على بيت ابو جراح ول احد يعرف السبب مع ان ام فاتن نجاة‬
‫محبوبة ول صادف يوم من اليام انها آذت احد ول عادت‪..‬‬
‫بس يمكن بخبر زواج مساعد الغير اكيد من فاتن يزحزح هالعداء الي مادري من وين حط في قلب أمي‬
‫الطيبة‪..‬‬
‫انتبهت مريم لنفسها‪ ..‬فاتن مستحيل تقبل في مساعد كزوج لها لكن مساعد‪ ..‬شنو رأيه عن هالموضوع‪ ..‬يا‬
‫خوفي حاط البنية في باله مستحيل يفجها‪ ..‬اخوي واعرفه‪ ..‬لوبغى الشي ‪ ..‬ياخذه‪ ..‬وخصوصا اذا كان‬
‫بالسالفة عناد وركوب راس‬
‫قبل ل تطلع من البيت كان جراح واقف عند الصالة وكانه ينتظر مريم اللي نازلة من على الدري واهي‬
‫سرحانة تفكر‪ ..‬ال وهو يوقفها‪..‬‬
‫جراح بصوت واطي‪ :‬مريم‪..‬‬
‫مريم انتبهت له‪ ..‬و‪ ..‬انتفضت‪ :‬هه‪ ..‬هه‪.‬هل‪ ..‬جراح‪..‬‬
‫جراح ياشر لها انها تمشي وراه للحوش الوراني‪ ..‬واهي مو عارفة تتبعه ول شنو‪ ..‬باين ان السالفة جايدة‪..‬‬
‫مريم واهي توقف عند الباب‪ :.‬خير شصاير؟‬
‫جراح‪ :‬وطي حسج‪ ..‬شوفي‪ ..‬ابيج اتجسين لي نبض اخوج على سالفة الخطبة‪ ..‬على ماظن انتي عرفتي‬
‫عنها؟؟‬
‫مريم‪ :‬أي عرفت‪ ..‬بس شلون اجس النبض؟‬
‫جراح‪ :‬سايسي اخوج عشان تعرفين‪ ..‬احنا ما نبي نظلم فاتن‪ ..‬ول نبي نسوي شي ضد رغبتها‬
‫مريم‪ :‬والله يا جراح مادري شقول لك‪ ..‬بس انا خايفة ان مساعد يحط الشي في باله عناد‬
‫جراح‪ :‬ل اخوج اكبر من هالسوالف وانا ماظن ان فاتن راح تلقى احسن منه بس حاولي ان الشي يكون بيني‬
‫وبينج‪ ..‬اذا الشي كان في ضرر محد راح يستانس لو صار‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله انا اشوفه واخبرك‪) ..‬انتبهت( اخبركم‬
‫جراح يبتسم‪ :‬تسلمين والله‪ .‬ال شخبارج وحشتيني‬
‫مريم بنفضة سرت فيها بغير عقل‪ :‬جب‪ ..‬ول كلمة‪ ..‬مع السلمة‬
‫وشردت مريم عن جراح اللي تلوى مكانه من الضحك على شكلها‪ ..‬كان قلبها يدق من ملمحه ومن ابتسامته‬
‫لكن‪ ..‬شقردي ما منه فايدة‪ ..‬وركبت سيارة اخوها‪ ..‬كان ساكت ول قاال كلمة وحدة طول الدرب ليمن خلها‬
‫عند باب البيت وتكلم‬
‫مساعد‪ :‬قولي لمي اني ما بتعشى في البيت‪ ..‬معزوم عند ارفيجي‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫وطلعت مريم‪ ...‬ال بصوت مساعد يناديها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مريم‪...‬‬
‫مريم تلتفت له‪ :‬هل‪...‬‬
‫مساعد بنظرة غريبة ولكن تسكر القلب‪ ..‬وكانه يترجى شي من اخته‪ ..‬اللي ما عندها أي اخبار تسر هالعيون‬
‫الحزينة‪ ..‬ولكن غصبن عنها ابتسمت له‪ ..‬ابتسمت ابتسامة خلت قلب مساعد يبعد الغم والهم الي حل عليه‬
‫من العصر للحين‪ ...‬وابتسم لها بالمقابل واهي سكرت الباب وراحت عنه داخل البيت‪ ..‬وعندها‪ ..‬تحرك‬
‫مساعد‪ ..‬لمزار عالية‪ ..‬يشكي همه لرب السما ثم لحبيبته عالية‪..‬‬

‫الجزء الثاني عشر‬


‫)الفصل الول(‬
‫‪---------------‬‬
‫))وانتهت الحلم((‬

‫مر الخميس والجمعة بصعوبة على فاتن‪ ..‬وعلى أهلها وبيتهم اللي استهموا لحالتها‪ ..‬كانت ل تشرب ول تاكل‬
‫ال القليل‪ ..‬اكل العصفور‪ ..‬وامها كل ما تي لها تكلمها تلقاها نايمة‪ ..‬تنام‪ ..‬تبتعد عن الواقع الليم اللي رماها‬
‫نصيبها في قدر ريال تبغضه كل البعض‪ ..‬من اول ما شافته وطاحت عينها بعينه‪ ..‬حست بالنفور منه وبالكره‪..‬‬
‫شالحل يا ربي‪ ..‬شالحل‪..‬‬

‫على يوم الجمعة وجراح راد البيت من صلة الجماعة اللي يحضرها اول مرة من ردة مشعل لحاله‪ ..‬الثاني بعد‬
‫طايح مريض من فترة واهو ول كان داري بشي‪ ..‬كان يمشي في الطريج واهو يفكر بالحل مع فاتن اخته‪..‬‬
‫هذي وصية ابوه فشلون يمشون بشور غير شوره‪..‬؟؟ فاتن ليش مو راضية تفهم هالشي اننا مانقدر نمشي‬
‫من غير شور ابوي‪ ..‬فكر في كل المور اللي يمكن تمنع فاتن من الزواج وكلها بدت غير منطقية له وغير‬
‫مفهومة‪ ..‬بنت ل يعلى عليها بالخلق عارفة دربها لربها ومحترمة وجودها كبنت وحاشمة نفسها واهلها‪ ..‬ترفض‬
‫زواج مثل هالزواج ليش؟؟ والبنت مصيرها يعني انها تتزوج‪ ..‬هل هي ما تبي تتزوج لنها ما تبي تترك البيت‬
‫والناس اللي فيه؟؟ او‪...‬‬

‫اووووووووووووف تعبت تعبت تعبت وتعب مخي معاي وانا اروح وايي في هالفكار اللي كل ما افكر فيها تقل‬
‫اهميتهافي بالي اكثر واكثر‪ ..‬يا ربي شالحل ويا فاتن؟؟ شالحل؟؟؟‬

‫دخل البيت وخلقه ظايق‪ ..‬ل يقدر يلتفت يمين ول شمال لن ماكو حل لهالسالفة‪ ..‬الله يهدي فاتن‪ ..‬الله‬
‫يهديها‪..‬‬
‫دخل المطبخ لمه اللي كانت قاعدة واهي ساندة راسها بيدها وجدامها صينية فيها اكل مو ممسوس‪ ..‬كانت‬
‫تكسر الخاطر بهالوضعية ودمعتها تلمع بعيونها‪ ..‬وكانها بقلة حيلة‪ ..‬وراح جراح وقعد يمها‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يمة‪ ...‬علمج قاعدة جذي؟؟‬


‫ام جراح‪ ..... :‬اختك مو راضية تحط شي بحلجها‪ ..‬صار لها ثلثة ايام واهي على هالحال‪ ..‬وان كلت كلت اكل‬
‫العصافير‪ ..‬اللي ما يطمن معدة ول بطن‪ ...‬شالحل وياها‪..‬؟؟ ماني عارفة شلون اهديها ول افهمها ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬زين يمة انتي حاولتي تكلمينها‪.‬؟؟ حاولتي انها تفتح قلبها لج وتخبرج اللي فيها؟‬
‫ام جراح‪ :‬يمة انا ماصبر على حالتها‪ ..‬روح شوفها‪ ..‬ما تقوم ال للصل وترد ترقد من بعدها‪ ...‬البيت ما يكفيه‬
‫ظل واحد واختفى منه الحين بعد ظل بنتي بروح‪) ...‬تبجي( والله انا مو ناقصة تعب وعوار قلب‪ ..‬مو ناقصة‬
‫احباب وفقد وحسرة‪ ..‬تحسرت ليمن شاب راسي على ابوك مابي اتحسر على شباب بنتي مابي ‪....‬‬
‫بجت ام جراح بحرقة قلب على حال بنتها واهي تحط راسها على الطاوله‪ ..‬جراح وين يلقيها ول وين ‪ ..‬فاتن‬
‫ليش تسوي جذي؟؟ كل التكهنات فكر فيها لكن ول وحدة اقنعته‪ ..‬محد راح يرد عليه ال اهي‪ ..‬فاتن ما غيرها‪..‬‬

‫هد امه وراح الطابق الثاني يشوفها‪ ..‬اليوم لزم يفهم منها اسباب كل هذا اللي مسويته في نفسها وفي‬
‫البيت‪..‬‬
‫=======‬
‫في بيت الدخيلي‪ ..‬كانت مريم توها مخلصة الصلة وراحت عند دار اختها نورة وما لقتها هناك‪ ..‬وما‬
‫استغربت‪ ..‬لن اختها نورة ناسية ان لها بيت وان لها اهل ودهم لو يشوفونها‪ ..‬واهي شكلها تبي اتخقق بعمرها‬
‫علينا وتبين غلها‪ ..‬خلها تولي والله ل اسال عنها ول هم يحزنون‪ ..‬حزت اللي ياز لي المزاج‪ ..‬ايصير خير‪..‬‬
‫ونزلت مريم بكل حرية من على الدرج واهي تتنطط‪ ..‬وشعرها الطويل البني محايط ويهها بشكل طفولي‬
‫حلو‪ ..‬مريم بعد مازالت صغيرة‪ ..‬وتستمع بدورها كالخت الصغيرة‪ ..‬وطلعت للي كانو في الصالة واهي شاقة‬
‫الحلج‪ ..‬ومرد هالبتسامة الواسعة خبت وتلتها صدمة قوية يوم شافت ريال مو غريب شكله عليها‪ ..‬وبسرعة‬
‫ردت من محل ما يات‪ ..‬واهي مصعوكة‪ ..‬يا ويلها ‪ ..‬الحين بيلحقها مساعد اللي مزاجه مثل الجبريت هاليام‬
‫وبيغسلها‪ ..‬وراحت دارها بسرعة واهي صاكة الباب وقاعدة بخوف على السرير‪ ..‬تنتظر ملك الموت‪ ..‬اوه‬
‫قصدي مساعد عشان ايي ويهزئها ويزفها‪..‬‬

‫ال نورة اللي داخلة عليها واهي ميتة من الضحك‪...‬‬

‫نورة‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه احد يشرد جذي‪..‬‬


‫مريم بخووف وزيغة‪ :‬سكتي عني مادريت وين يميني عن شمالي‪ ...‬وينه مساعد بره؟‬
‫نورة‪ :‬امبيه امبيه ههههههههههههههه بيذبحج‪ ..‬بسويج غدى العيد‪ ..‬اويلي على شبابج يا مريوم‬
‫مريم تضرب على خدينها بخوف مضحك‪ :‬واقردي على حالي واقردي على حالي‪ ..‬بيذبحني مساعد‪ ..‬يمه‬
‫بطني يمه بطني‪..‬‬
‫نورة واهي تضحك مرة ثانيه وقعدت يمها ‪ :‬ههههههههههههههههههه عنبو الشبه كبير بينج وبين لبقرة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬أي بقرة ذيج الحزة انا صرت ارنب اناقز والله مادري شلون ركبت الدري‪ ..‬وبعدين تعالي‪) ..‬واهي‬
‫تضربها على كتفها( هذا منووو اللي قاعد تحت بل حشمة ول احد يخبرني بوجوده؟‬
‫نورة‪ :‬هذول خطابج‪...‬‬
‫مريم بصدمة‪ :‬خطبوه للين السود الحمر‪ ..‬من هذول قولي الصج؟؟‬
‫نورة‪ :‬هذا خطيبي فيصل علمج ما تذكرينه؟‬
‫مريم‪ :‬الحين هذا خطيبج؟؟؟ والله من زود ماشوفه حفظت شكله‬
‫نورة‪ :‬ههههههههههههههههه شكله‪..‬‬
‫مريم بنظرة غرور‪ :‬ايه‪ ..‬وانتي زين منج ذكرتي ان لج اهل ولج ناس ولج بيت‪ ..‬عنبو دارج ما تستحين ما‬
‫تخيلين والله ان ابوي ماكل قرد عليج يالقردة‬
‫نورة‪ :‬شسوي والله البيت جهز ويبيله تعديللت وما نخلص ال بنص الليل وفيصل تعرفينه )بغرور وبحب( ما‬
‫يقدر على فراقي‪ ..‬ما يعرف ينام بدوني‪..‬‬
‫مريم تدزها‪ :‬ذلفي ذلفي ل تخربيني ترى انا للحين بنت شريفة عفيفة مالها في هالسوالف‬
‫نورة‪ :‬انتي وفتووووون‪ ..‬اشهد ان الويلت تسري من تحتكم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انجبي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬زين انا يايتج اخذج معاي تحت‪..‬‬
‫مريم نقزت من السرير لوسط الدار‪ :‬للللل يا عيوني‪ ..‬انا مو بايعة عمري اطلع جدام مساعد مرة ثانية‪..‬‬
‫ترى ان شافني بيذبحني اخوي وانا اعرفه‬
‫نورة‪ :‬يابنت الناس عاذرج ليش ان محد خبرج بوجود غريب في البيت‪ ..‬وثانيا انتي ليش ما تمشين بشيلة في‬
‫البيت والله احسن لج‬
‫مريم بتخفيسة بملمحها‪ :‬يعني منو الغريب في البيت‪ ..‬انا زين مني استحملها في الشارع بعد في البيت‬
‫نورة‪ :‬استغفر الله هذا ستر يا بنت الناس والستر ما يتعوض‬
‫مريم وهي تفج عيونها وابتسامة ساخرة‪ :‬ويليييي شعندها مرت الداعية‬
‫نورة بحرج‪ :‬بعد شنسوي‪ ..‬فديت قلبه‪) ...‬تستعجل مريم( يالله ريممممم خلينا ننزل وحشني‪..‬‬
‫مريم ترفع يدينها بالدعاء‪ :‬الحمد لله والشكر‪ ..‬من باب البيت الى مستشفى الميانين‬
‫نورة تضربها‪ :‬يعل عدوينج الموت‪...‬‬

‫ونزلت نورة ومريم والثانية مختبصة من نظرات اخوها مساعد‪ ..‬سلمت على الحاظرين من غير ما ترفع‬
‫عيونها ولنها تعرف لمساعد فراحت وقعدت يمه بالضبط وجنها لزقة فيه لزق‪ ..‬حتى اهو استغرب منها‬
‫هالشي‪ ..‬ويوم حطت عينها بعينه اضحكت له ذيج الضحكة اللي تذوب الواحد‪ ..‬فتم يضحك لها واهو يشد على‬
‫يدها‪ ..‬علقة مريم ومساعد ماهي علقة اخ واخته‪ ..‬علقة اب وبنته‪ ..‬وما احلى هالعلقة‪ ..‬حتى لؤي ونورة‬
‫اللي كانو معروفين بقربهم من الصغر لتقارب أعمارهم‪..‬يحسدون مساعد ومريم على هالقرب‪ ..‬الحمد لله‬
‫رب العالمين‪..‬‬
‫فيصل الثاني كان منحرج من المنظر اللي صار جدامه لنه ما يرضى به على خواته فكيف يرضاه على‬
‫الغرب‪ ..‬وتم الريال حسيبكم يستغفر ربه وجنه مرتكب اثم الدنيا والخرى‪ ..‬يمكن السبب الكبر لستغفاره‬
‫الطويل انه اندهش من جمال مريم ومن حسنها‪ ..‬كانت احلى من نورة بوايد‪ ..‬وهذا الشي يوم طرى على باله‬
‫خله يستغفر ربه طول الوقت‪ .‬ويوم قعدت نورة يمه والبتسامة المشرقة‪ ..‬نسى كل اللي فاته وردت الحلم‬
‫الوردية تطغى عليه‪ ..‬عجيب حب فيصل لنورة‪ ..‬اشبه بالقصص الخيالية‪ ..‬هذا الي طرى على بال مريم في‬
‫اخر اليوم من بعد الكثير من المواقف الغرامية بيناتهم اهي حضرتها من غير ما يدرون‪..‬‬
‫‪--------‬‬
‫جراح اللي دخل دار فاتن من بعد ماطق الباب وعيز ول احد رد عليه‪ ..‬شاف فاتن باحرام الصلة واهي قاعدة‬
‫على الرض تطالع في الفراغ‪ ..‬فظت من الصلة وبدل ل تدعي تمت سارحة في الفضاء تفكر‪ ..‬وتفكر ‪..‬‬
‫وتفكر‪ ..‬ليمن تاهت في التفكير‪..‬‬
‫جراح تحرك من عند الباب وسكره على هدوء وقعد عندها واهي من زود ماكانت سرحانه ما حست لوجوده‪..‬‬
‫تم يتأمل شكلها ومنظرها‪ ..‬وشلون الشحوب سحب كل التورد اللي كان بخدودها‪ ..‬هالت سودة محايطة‬
‫عيونها الشفافة الحلوة‪ ..‬ومخليها تبين مثل المرأة الهرمة اللي يفتقر ويهها للحياة‪ ..‬واخيرا واهي تحرك رأسها‬
‫التفتت له‪ ..‬وابتسمت بخفة‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬من متى وأنت هني؟‬


‫جراح‪ :‬من بعد ما كنتي أنتي هناك‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما فهمت عليك؟‬
‫ابتسم جراح وهو يغير الموضوع‪ :‬تقبل الله‬
‫فاتن‪ :‬منا ومنكم‪..‬‬

‫وقامت على حيلها بتعب واهي تلم السيادة‪ ..‬فصخت الحرام وتمت تطويه بيدها بهدوء وبسكون يطن بالذان‪..‬‬
‫وبعد ما خلصت راحت وقعدت عن اخوها واهي تجابله‬

‫فاتن‪ :‬خير جراح؟؟ فيك شي؟‬


‫جراح وعينه على الرض واهو يلعب في صوابع ريله‪ :‬انا مافيني شي؟؟ انتي شفيج؟‬
‫فاتن تبتسم بالم‪ :‬ان تكلمت ما بخلص‪ ...‬لذا خلني ساكتة عن ل اطلع قرقة‬

‫رفع عيونه الحزينة لها‪ ..‬وياريته ما رفعها‪ ..‬لنها جابلته بعيون غرقانة في بحر الدموع‪..‬‬

‫جراح‪ :‬فاتن‪ ....‬قوليلي‪ ..‬اشفيج؟؟؟ صدقيني‪ ...‬انا ما راح اسوي فيج شي ول راح الومج ول راح اطقج لنج‬
‫انتي ارفع من الغلط كله‪ ..‬بس هم النسان يظل غير معصوم عن الغلط‪ ..‬قوليلي يا ختي‪ ..‬خلي بالي يهدى‬
‫عليج ترى ل انا ول امي ول احد منا مرتاح من حالج هذا!!‬
‫فاتن‪ :‬انا اسفة اذا ظايقتكم بس ل تحطون في بالكم انت وامي‪ ..‬باقي كم سبوع وانا مسافرة وراح تطيح‬
‫مسؤوليتي عنكم‪ ..‬وبترتاحون‪..‬‬

‫كانت نبرتها قاسية لدرجة انها مرت مثل السهم في قلب جراح‪ ..‬وقلب فاتن اللي موته الحزن عن كل‬
‫المشاعر ظلت ساكتة واهي منزلة عيونها عن ويه اخوها اللي من زود الصدمة توسعت عيونه بشكل غريب!!!‬

‫جراح‪ :‬مشكورة وما تقصرين‪ ..‬هذا من طيب أصلج‪ ..‬يكون في علمج‪ ..‬هالحجي الوايد حلو ما يغير أي شي من‬
‫الواقع‪..‬‬
‫سبقته فاتن بالكلم بلهجة معادية ومستسلمة‪ :‬واقع اني بنحط في مصير انا ما ابيه‪.‬‬
‫جراح بصوت قوي‪ :‬واقع انج انسانة طيبة وحبوبة ال ان الصدمة مأثرة فيج‪..‬‬

‫انتبهت فاتن لنفسها‪ ..‬ومن نبرة اخوها عرفت اهي لي مستوى تدنت واهي الكبيرة العاجل الفاهمة‪ ..‬اللي‬
‫الكل يشد الظهر فيها‪ ..‬حتى اكثر من اخوها ‪..‬‬

‫جراح وهو يهدي نفسه ويتناسى كلمة فاتن‪ :‬شوفي فتين‪ ..‬ول واحد منا وده يصيبج شي ول يصير في مستقبلج‬
‫شي انتي ما تبينه‪ ..‬بس بعد الناس لو ياتها الشياء اللي ترتبط مستقبها ما ترفسها ول انه تتقبلها بكل رضوخ‬
‫للواقع‪ ..‬احنا ما مسكناج من يدج وقلنا لج لزم لزم تاخذينه ولزم لزم تتزوجينه‪ ..‬احنا عطيناج القرار كخيارين‬
‫‪ ..‬اثنيناتهم يناسبونج ‪ ..‬يا إنج تنخطبين بصورة غير رسمية وتسافرين‪ ..‬او انج تملجين وتروحين ‪ ..‬انتي لو‬
‫فكرتي فيها بنفسج راح يكون امان لج‪ ..‬ما بتظلين هناك لروحج‪ ..‬بيظل معاج وبيساندج وبيحميج‪..‬‬

‫سكتت فاتن ول نطقت بحرف واحد‪ ..‬ترفض كل الرفض انها تتخيل نفسها في أمان مع مساعد‪ ..‬لن هذا‬
‫النسان بالرغم من كل شي‪ ..‬مايقدر يوفر لها المان منه اهو بنفسه‪..‬و كلم اخوها كله ما يدش منطقها ول‬
‫تفهمه ول تبيه ول تستسيغه‪ ..‬لكن شلون تفهمهم‪ ..‬تظل ساكتة وكانها راضية احسن من انها تتكلم وتبين‬
‫اعتراضها في كلم يجرح اهلها اللي لهم فضل كبير عليها‪..‬‬

‫جراح وهو يتنهد‪ :‬انتي فكري في هالموضوع زين‪ ..‬انتي باجي على سفرج يمكن ال ‪ 3‬اسابيع‪ ..‬المدرسة بتبدي‬
‫بعد سبوع‪ ..‬عطينا رايج من بعد ما تفكرين بطريقة صحيحة وسليمة‪ ..‬واحنا ما راح نجبرج على شي‪..‬‬
‫فاتن بخوف من ذكر السم اللي في بالها‪ :‬وا‪ ....‬وابوي‪ ..‬؟؟‬
‫جراح‪ :‬شنو ابوي؟‬
‫فاتن‪ :‬هذا شي ابوي موصي عليه!!‬
‫جراح‪ :‬صح‪ ...‬بس اذا انتي مو راضية‪ ..‬بنضطر اننا ما ننفذه‪) ..‬تظايقت فاتن هني وجراح لحظ ظيقها وابتسم‬
‫بسرعة ومسك يدها( فتوون‪ ..‬ابوي ماكان يوم ول ابدا يتمنى لواحد منا الضيقة‪ ..‬ول العسر‪ ..‬ربج يقولها في‬
‫محكم كتابه " ان مع العسر يسر‪ ..‬ان مع العسر يسر " انتي تفكرين بس بالعسر‪ ..‬اليسر ما ياج في بالج‪ ..‬؟؟‬
‫فاتن بانشراح صدر‪ :‬ونعم بالله‪.‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬شفتي شكثر ان ذكر الله يريح الصدور ويشفيها‬
‫استغربت فاتن من اخوها اللي ماكان بهالقرب الديني لرب العالمين وابتسمت‪ :‬اشوفك صرت دعية؟‬
‫جراح‪ :‬آآآآآآآآه‪ ..‬الظروف يا اختي اهي اللي فتحت عيوني على درب ربي‪ ..‬اهي اللي بينت لي ان الله الرازق‬
‫والعاطي والخذ‪ ..‬وان مو كل شي في هالدنيا يكشف نياته من اول شي‪ ..‬كل المور لها حكمة ولها مصلحة‪...‬‬
‫والنسان لو ترك كل شي في يد الرحمن ما راح ينحل له شي‪ ..‬مو ان الله ما بيحلها بس الله يمهل ول‬
‫يهمل‪ ..‬وبينتظر النسان نفسه ليمن ايي ويحل كل هالمور‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن براحة‪ ..‬راحة حقيقية ما تخيلتها تجيس خاطرها من يوم سمعت عن موضوع مساعد‪ ..‬وابعدت‬
‫كل شي عن بالها ‪ ..‬وتمت تذكر الله في خاطرها وبكل هدوء تسبح باسم الله‪ ..‬وجراح يراقبها بفخر‪ ..‬هذي‬
‫فاتن اللي انا اعرفها‪ ..‬حبيبتي اختي‪ ..‬ربي يخليج لي واشوفج حرمة ترفع الراس امبين الناس‪...‬‬
‫******‬
‫خالد توه واصل عند باب بيت خالته واهو حامل مشويات مختلفة ومتنوعة‪ ..‬اليوم غدى اليمعة على حسابه‬
‫اهو‪ ..‬من قده بعد صار غني ويحسب للولي والتالي‪ ..‬اول ماعرف فاضل عن للي صار وياه ماصدق وتم يناقز‬
‫من الفرحة لخالد كان شي غيري طبيعي انه ينتقل من الفقر الى الغنى بلحظات‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪..‬‬
‫يمهل ول يهمل‪..‬‬
‫خالد الثاني بعد ما جاس ال ‪ 3‬الف اللي انعطت له‪ ..‬وخلها عند خالته ام جراح تحفظها عندها بالصون‪ ..‬طبعا‬
‫ال ‪7‬الف ماراح يلقاها ال بعد سنه كاملة ‪ ..‬يكمل ال ‪ 21‬ويستلمها‪ ..‬وان استلمها راح يوظفها في اشياء تفيده‬
‫وما تخليه محتاج لحد‪..‬‬
‫المشروعات اللي طافت في مخه كثيرة‪ ..‬لكن‪ ..‬اهو راح يستشير ناس يفهمون فيها اكثر منه عشان ما‬
‫يخيب‪ ..‬واكيد ان شاء الله راح يتوفج لن مطلبه منها خير ماهو شر‪ ..‬والله المستعان‬
‫اول ما وصل عند البيت التفت الى بيت النهيدي‪ ..‬وطرت سماء على باله‪ ..‬من زمان ما شافها من هذاك اليوم‬
‫من طاحت عيونه عليها‪ ..‬ل اراديا وسريريا كان يتمنى لو انه يشوفها كل مرة اهو يوصل فيها بيت خالته‪ ..‬بس‬
‫ول مرة الحظ حالفه بهالشي‪ ..‬يالله احسن‪ ..‬انا كنت ابي اعتذر منها بس اهي اكيد مو مفتكرة فليش انا‬
‫افتكر‪..‬‬
‫دخل البيت واهو يحمل الكياس وينادي على خالته‬

‫خالد‪ :‬يا أم جراح‪ ..‬يا خالتي‪ ..‬وينكم‪ ...‬خالتي؟؟‬


‫طلعت له ام جراح واهي تمسح عيونها بيدها‪ :‬هل يمة خالد‪ ..‬هل والله‬
‫على طول انتبه لها ولعينها المحمرة‪ :‬علمج خالتي‪) ..‬وهو ينزل الكياس( ليش تبجين؟‬
‫ام جراح‪ :‬ل يمه ل ابجي ول شي بس كنت اشتغل في البصل وحرقتني عيني؟؟ )تلتفت للكياس( شنو هذا؟‬
‫خالد بفخر‪ :‬هذا غدى يوم اليمعة‪ ..‬انا اليوم عازمنكم على احلى مشويات كلتوها بحياتكم‪ ..‬شرايكم‪.‬؟‬
‫ام جراح‪ :‬وليش تعبل على عمرك‪ ..‬بس صارت عندك الفلوس بتلعب فيها؟؟‬
‫خالد‪ :‬أي لعب يا خالتي والله صار بخاطري اليوم اغديكم على حسابي مافيها شي‪ ..‬يالله وينهم كلهم ناديهم!!‬
‫ام جراح‪ :‬روح لهم انت انا بظل هني ارتب السفرة‬
‫خالد‪ :‬اوكية‪..‬‬

‫من بعد ما طلع من المطبخ ركب خالد الدري وهويطق باب كل دار‪ :‬يا اهل البيت‪ ..‬وينكم انتوو يالله نزلو‪...‬‬
‫مناير‪ ..‬منور ويهد يالله نزلي‪ ..‬عزوز‪ ..‬عزوز يالله انزل الغدى زاهب‪..‬‬

‫انتبه جراح لصوت خالد وطلع من الدار وهو يبتسم‪ :‬اوووووووووب اوووووب شعنده المليونير‪..‬؟؟ علمك‬
‫تزعق بكل الدار؟‬
‫خالد‪ :‬يالله نزلو الغدى زاهب‪) ..‬طالت نظرته للباب وهو يتمنى ان فاتن تطلع‪ (..‬ناد على فتون وانت بعد يالله‬
‫نزلووو‬
‫جراح يلتفت لفاتن بداخل الدار‪ :‬يالله فتونة نزلي شكله خالد اهو اللي ياب الغدى اليوم‪..‬‬
‫فاتن بمرض‪ :‬مالي نفس‬
‫جراح‪ :‬افاااا‪ ..‬من بعد كل هالكلم اللي تقطع لساني عليه ما بتيين ول بتاكلين؟؟ يالله قومي ل احملج‬
‫ويوم فاتن امتعضت اكثر تقدم لها جراح واهو بينفذ الكلم اللي بيقوله‬
‫طفرت فاتن من مكانها‪ :‬بقوم بقوم بس خلص‪ ) ...‬تكلم نفسها بصوت واطي( حتى الكل بالغصب‬
‫جراح اللي سمعها‪ :‬هاااااااااااااا شعندج الحين احملج‪...‬‬
‫تقدم لها وتركض فاتن من عنده‪ :‬ما قلت شي‪ ..‬يمااااا‪...‬‬
‫*********‬

‫نورة وامها ومريم كانو قاعدين في الصالة والرياييل راحو الميلس يقعدون هناك‪ ..‬وبقولنا الرياييل يعني‬
‫مساعد وفيصل ولؤي القرقة وابوهم‪..‬‬
‫نورة اللي كانت الفرحة طافرة من عيونها واهي على وشك اتخبر اهلها بالخبر الحلو اللي في بالها‪ ..‬اكيد الكل‬
‫بيفرح‪ ..‬ولو انه ماطاف الشهرين لبو جراح من وفاته‪ ..‬بس‪ ...‬ما تقدر تتاخر اكثر خصوصا واهي ما بتسوي أي‬
‫حفلة او أي بهرجة زايدة لن اللي سوته في الخطوبه كفاها‪..‬‬

‫نورة‪ :‬يمة ابي اخبركم بشي؟؟‬


‫ام مساعد‪ :‬قولي يمة شفيج؟؟‬
‫نورة والحيا مغطي كل لون طبيعي فيها‪ :‬انا و فيصل بنتزوج بعد ‪ 3‬اسابيع‪..‬‬
‫مريم انصدمت وام مساعد باركت لهم‪ :‬الله يبارج فيكم يا بنيتي والله يتمم على خير‬
‫نورة تكلم مريم‪ :‬ادري انج منصدمة ليش انج ما زهبتي شي للعرس بس ل تحاتين ‪ ..‬خوات فيصل بيروحون‬
‫السعودية بعد جم يوم وبيشترون لهم كل شي جاهز من هناك‪) ..‬تكلم امها( عندهم احلى الفساتين واحلى‬
‫التصام‪...‬‬
‫تقاطعها مريم‪ :‬عمي بو جراح ما طاف عليه الربعين وانتي‪ ...‬بتتزوجين؟‬
‫ام مساعد‪ :‬يمة بعد الريال ما يقدر ينتظر اكثر؟‬
‫نورة عرفت ان سبب صدمة مريم اهو هالموضوع‪ :‬مريم انا بيتي جهز وخلص مالي قعدة هني وفيصل بعد‬
‫مستعيل‬
‫مريم‪ :‬قوليله انزين عمج توه متوفي ما بيقول لج شي‪ ..‬ماظنه عنجهي لهالدرجة؟‬
‫نورة متورطة ما تعرف شلون ترد على مريم وطالعت امها اللي بكل غضب اتجهت لمريم‪ :‬والله يا مريم محد‬
‫ياج وخذ شورج‪ ..‬الريال كيفه بحرمته‪ ..‬وانتي اخر من ايي ويتحكم في هالمور‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يمه انا عارفة موقفج من بيت بو جراح فلذا انا راح اسكت ‪ ..‬وبكل بساطة اذا العرس كان من بعد ‪3‬‬
‫اسابيع فانا مو حاضرة‪) ..‬قامت على حيلها( مبروك نورة والله يوفجكم ان شاء الله وباركي لفيصل عني‪ ..‬عن‬
‫اذنكم‪...‬‬
‫ام مساعد بعصبية‪ :‬علموووج بيت الياسي شلون تردين على الكبار وسحرتج نجوت وخلتج تصيرين تابعة لهم‬
‫مثل اخوج لكن ماقول يا خسارة حليب صدري فيكم انتو الثنين‬
‫التفتت مريم لمها بكل هدوء عشان ما تعصب وتقط شي اهي ما تحب تقوله‪ :‬يمه انتي راجعي نفسج قبل‪..‬‬
‫ليش احنا على قولتج تابعين لهم؟؟ ليش كانت عايلتنا على حد ما نذكر تابعة لهم؟؟ هل لنهم مو زينيين ول‬
‫العكس‪ ..‬عن اذنكم‬

‫الدموع كانت مغرقة عيون مريم لنها تحب امها وما تحب اتجادلها وفي نفس الوقت تكره التهامات الزائفة‬
‫من امها عن عايلة ما شافو منها ال كل الخير‪ ..‬أستبعدوا جراح اللي اهو سبب حياتها ول فاتن نصها الثاني‪..‬‬
‫فكرو في ذيج الم الحزينة اللي ما شافت الدنيا منها ال كل الخير‪ ..‬وبعد الدنيا خانتها في اعز ما عندها ابو‬
‫عيالها ‪ ..‬وبعد تمت تعطي وتعطي والناس ما تقدرها‪ ..‬خسارة ان امها الفاهمة العاقلة تقول هالكلم عن بيت‬
‫بو جراح واهم اللي كانو ربعهم من قبل ل تتواجد اهي في هالدنيا‪..‬‬

‫نورة تكلم امها‪ :‬يمة ليش تقولين جذي عن بيت عمي بو جراح؟؟ ما هقيتج معاديتهم جذي؟‬
‫ام مساعد بغيض‪ :‬من يوم ما سحروهم نجوت وعيالها‪ ..‬عيل اخوج اللي ماشوفه في البيت اسمع من الناس‬
‫عنه طايح في بيتهم اربع وعشرين ساعة‪ ..‬والله يا خوفي لو مطيح العين على فتينه بنتها‪..‬‬
‫نورة ابتسمت بكل فرح‪ :‬والله؟؟ ياريت والله ما راح يلقى احسن عن فتونة‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬انتي ينيتي؟؟انا ولدي ياخذ بنت الفقارة؟؟؟‬
‫نورة بصدمة‪ :‬يمة؟؟ احنا بعد فقارة؟‬
‫ام مساعد واهي تغض بصرها‪ :‬كنا‪ ..‬وفاتن ما تناسب مساعد‪ ..‬ياهل وما تفكر ‪ ..‬مساعد انا من زمان حجزت‬
‫له ابنت اللي بياخذها‬
‫نورة‪ :‬ومن هي انشاء الله؟؟ منى بنت خالتي سميرة؟‬
‫ام مساعد‪ :‬وليش هالنبرة ليكون مو عاجبتج؟‬
‫نورة بعصبية خفيفة‪ :‬يمه هذي تطلقت مرتين ‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬العيب مو فيها العيب في العثرات اللي تزوجتهم‪ ..‬وال اهي خوش حرمة واحسنهم‬
‫نورة سكتت لنها ما تبي تعصب امها اكثر‪ ..‬امها شكلها بدت تخرف وتقط الخيط بالمخيط‪...‬‬

‫نورة‪ :‬عن اذنج يمة‪..‬‬


‫ام مساعد‪ :‬أي‪ ..‬روحي لحقي اختج‪ ..‬أي‪ ..‬كلمي مو عاجبكم‪ ..‬االيوم صار كلمي مو عاجبكم‪ ..‬لكن هين يا‬
‫ريمو وانتي يا نوير‪ ..‬بتشوفون مني اللي ما بيعجبكم‪..‬‬

‫ركبت نورة الدري من بعد ما سمعت الكلم اللي يسد النفس‪ ..‬وراحت لختها مريم واهي زعلنة من الخاطر‪..‬‬
‫دخلت الدار )بالعادة ما تطق الباب نورة على مريم( واهي موطية راسها وقعدت على الكرسي‪ ..‬مريم كانت‬
‫على السرير واهي متكورة على دب شرته لها فاتن مرة‪ ..‬واهي تبجي وكل ماتسيل الدمعة تمسحها‪ ..‬لحظتها‬
‫نورة وبابتسامة راحت وقعدت يمها‬

‫نورة‪ :‬حبيبتي مريوم ما عليج من امي‪ ..‬اهي شوي كبرت في السن وقامت‪ ...‬استغفر الله لكن ل تلومينها‬
‫مريم بصوت واطي واهي تبجي‪ :‬والله انها ظلمت الناس‪ ..‬بتتعاقب على هالظلم‪ ..‬الحين خالتي نجاه تسحر‬
‫الناس وتخلينا توابع لها‪ ..‬هالمرة اللي ما تبي شي في هالدنيا ال الشرف والعفة‪ ..‬صارت ساحرة؟؟‬
‫نورة‪ :‬بعد انتي عذريها يا مريم والله تعرفين شكثر امي تغار علينا وشكثر متعلقة فينا‪)...‬تبتسم( يالله مريوم‬
‫عشان خاطري سكتي ماحب اشوفج تبجين!!‬
‫مريم‪ :‬وانتي الثانية حاجي ريلج انه ياجل هالشي‪ ..‬لن فتون بعد ما بتقدر تحضر‪..‬‬
‫نورة ‪ :‬ول يهمج انأجله‪...‬‬
‫مريم بتفكير‪ :‬تعال بعد جذي جذاك فاتن ما بتقدر تحضره‬
‫نورة ‪ :‬ليش بعد ل يكون بيحتدون سنة؟؟‬
‫مريم‪ :‬تعالي انتي ما تدرين؟؟ فتون بتسافر اميركا بعد ‪ 3‬اسابيع‪..‬‬
‫نورة باستغراب‪ :‬وليش بتسافر؟؟‬
‫مريم‪ :‬دراسة يا حياتي‪ ..‬محصلة دراسة مع عند ابوها الله يرحمه كل كورس –اقبضي الخشب‪ 20 -‬الف دولر‬
‫اميركي‬
‫نورة بصدمة‪ :‬هاااا؟؟‬
‫مريم‪ :‬هههههههه قولي ل اله ال الله‪ ..‬عمي بو جراح ترك لهم فلوس يا نورة الحمد لله رب العالمين ما‬
‫تتصورين شكثر‪..‬‬
‫نورة‪ :‬جم يعني؟‬
‫مريم بفخر‪ :‬كل واحد يعني استلم ‪ 20‬الف دينار كويتي ومعاشات لمدة معينة‪ ..‬يعني صارو راهيين‬
‫نورة‪ :‬يعني صارو اغنى منا؟‬
‫مريم‪ :‬احنا لو مساعد اخوي جان والله طحنا فقارة واخس منهم‪..‬‬
‫نورة‪ :‬زين ومن وين لهم هالفلوس‬
‫مريم‪ :‬بالحلل بعد من وين‪ ..‬هذا مساعد عاون عمي الله يرحمه في مبالغ تامين ومحلت ومطاعم فتحوها‬
‫والحمد لله توفجوا‪..‬‬
‫نورة‪ :‬شكلي انا بعد بحطلي جم فلس بيد مساعد عشان يخلينا نصير اغنياء‪...‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههه مالت عليج‬
‫نورة‪ :‬وعليج ههههههههههههههههههههههه‬
‫بعد صمت‪ ..‬تحيرت مريم تقول لنورة عن باجي السالفة ول لء‪ ..‬لكن‪ ..‬اهي ما تبي تفضح فاتن ول تبي تقول‬
‫لنورة انها رافضة الشي‪ ..‬اخاف نورة تاخذ موقف على فاتن‪ ..‬ل ل ماهي قايلة ول راح تخرب أي شي‪ ..‬اللي‬
‫بيصير من الله حياه الله‪..‬‬

‫ال تلفون نورة يرن على اغنيه ‪) ..‬ايه احبك‪ ..‬هذا حظي اللي انكتب‪ ...‬دربي اللي امشيه وادريبه تعب(‬

‫نورة‪ :‬فديت خراطيش قلبه‪..‬‬


‫وسكرت التلفون ‪...‬‬
‫مريم‪ :‬ليش سكرتيه؟‬
‫نورة بحيا‪ :‬مابي اخسره ول ابي اسمع صوته واهو يقول لي تعالي تحت‪ ..‬ابي صوته في سوالف ثانية‬
‫مريم تدزها‪ :‬استغفر الله اعوذ بالله منج ‪..‬تخربيني؟‬
‫نورة‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله اشوفج على خير‬
‫مريم ‪ :‬وانتي من اهل الخير‪...‬‬

‫نورة وقفت على الباب قبل ل تنزل تحت‪ :...‬تدرين مريم‬


‫مريم‪ :‬شنو؟‬
‫نورة واهي تبتسم للفراغ‪ :‬امي قالت شي مساعة اهي رافضته لكن انا عجبني حيل‪..‬‬
‫مريم باستغراب وهي تمشي صوبها‪ :‬شنو هالشي؟‬
‫نورة‪ :‬امي قالت ان مساعد اخوي يمكن حاط عينه على فتون ويبيها‪ ..‬تخيلي لو مساعد ياخذ فاتن‪ ..‬والله انه‬
‫راح يستانس ويرتاح لن فتون مافي عليها‬

‫مريم اندهشت من ردة فعل اختها‪ ..‬وانصدمت من تفكير امها وكانها بالفعل تحس بالوضع‪ ..‬اويله امي‬
‫وحست بالسالفة يا ويلك يا مساعد ال بتقوم لك الحرب العالمية الثالثة‪..‬‬

‫نورة‪ :‬يالله انا اخليج‪...‬‬


‫مريم‪ :‬في وداعة الله‪..‬‬

‫وراحت نورة عن البيت وخلى المكان من حسها‪ ..‬وقلب مريم تعصر على هالسالفة خصوصا يوم تذكرت ان‬
‫اختها خلص راح تتزوج‪..‬صج ان نورة ما قامت تعيش معاهم بصورة طبيعية من انخطبت )ملج بسنة الله‬
‫ورسوله( لكن‪ ..‬تظل ريحتها في البيت وباجي الغراض اللي في دارها‪ ..‬لكن الحين ما راح يظل شي من بعد‬
‫غيابها‪ ..‬اااااه عليج يا نورة‪ ..‬والله انج كبرتي وصرتي حرمة وبتتزوجين‪ ..‬الله يوفجج في حياتج‪...‬قالتها وشهاب‬
‫في السما يبرق وكانه يسمع لمنياتها‬

‫وتمنت مريم اكثر‪ :‬وانا بعد ‪ ..‬الله يوفجني ويا جراح‪..‬‬

‫في ذيج اللحظة كان فيصل واقف بالسكة ينتظر نورة تطلع من البيت واهو واقف ويا لؤي اللي ما سكت عن‬
‫القرقة‬
‫فيصل‪ :‬ان كان السالفة علي ل تحاتي ان بشوف لك وبسال وان شاء الله اجيك باحلى الخبار‪..‬‬
‫لؤي وهو يساسر فيصل‪ :‬أي بس هاا‪ ..‬حطني في بالك‪ ..‬مابي احد يعرف عن هالسالفة غيري وغيرك‬
‫فيصل يبتسم‪ :‬وليش ان شاء الله فيها شي؟‬
‫لؤي‪ :‬فيها اشياااااء‪ ..‬ابوي لو عرف مثل بيذبحني‪ ..‬بس انت تعرف‪ ..‬انا مالي غير هالحبوب‪ ..‬يبيلي امتن اكثر‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬والله انا ماشوف فيها أي سرية؟‬
‫لؤي‪ :‬انا بلى‪) ..‬شاف نورة طالعة من البيت( كاهي كونان يات‪ ..‬يالله اخليك الحين‪ ..‬في امان الله‬
‫فيصل‪ :‬ههههههههههههههههههههههه في حفظه‪..‬‬

‫وتم يطالع لؤي وهو يدخل البيت ووقف شوي يناحس نورة اللي كانت تطقه على ذراعه وهو يطالعهم‪...‬‬
‫والتفتت عينه الى الدريشة الي فوق‪ ..‬و شاف ان احد قاعد يناظر السما‪ ..‬كانت ذيج البنت الصغيرة‪ ..‬اخت‬
‫نورة‪ ..‬مريم اسمها‪ ..‬ونزل عيونه بسرعة يوم حس انها حست له‪ ..‬ما يدري‪ ..‬يحس باحساس غريب من‬
‫يشوفها‪ ..‬يمكن لنها اول مرة تيي جدامه ‪ ..‬من تزوج نورة واهو يسمع عنها \بس ويضحك على سوالفها‪..‬‬
‫والحين شافها حس ان الكلم عنها تطابق ويا شخصها‪..‬‬

‫محد يدري شنو يخبي لهم القدر من امور‪ ..‬لكن‪ ..‬الوقت الحالي‪ ..‬شلي راح يصير؟؟‬
‫*********‬

‫مساعد اللي طلع من بعد اخته ما راحت ‪ ..‬مخه ما كان ابد مرتاح‪ ..‬تفكير دائم واربعة وعشرين ساعة حيرة‬
‫وترقب‪ ..‬اهو عارف ل بل متاكد ان فاتن رافضته‪ ..‬وما كان ينتظر أي معجزة تصير‪ ..‬لن اللي بينه وبين فاتن‬
‫مستحيل يتجسد في علقة ل يمكن تنفك يوم من اليام ‪ ..‬مساعد ما كان من المؤيدين للطلق ابدا وكان في‬
‫باله دائما ان الدنيا مافيها مشاكل ولكن فيها حلول ما علينا ال اننا نبحث عنها ونحطها بالصراعات عشان‬
‫تتفكك وتنحل‬

‫قعد مع نفسه عند البحر وهو يفكر‪ ..‬في امكانية في يوم من اليام اني انفصل عن فاتن؟ اطلقها؟ اصل انا‬
‫ليش حاط في بالي مبدأ الزواج منها‪ ..‬صج الي طلب هالشي اهو رفيج عزيز علي ابو جراح لكن‪ ..‬أنا ما‬
‫خططت لهالشي‪ ..‬لني لو خططت له لو انطبقت السماء على الرض فاتن راح تكون لي‪ ..‬لكن‪ ..‬اتخيل لو‬
‫اني خططت‪ ..‬ما اقول اني خططت بس لو كنت مخطط‪ ..‬شلي راح يصير‪ ..‬برغبتها او ضدها راح تكون لي‪..‬‬
‫صج اني بعد الزواج ما راح ارغمها على شي راح اخليها اهي اللي تيي لي بنفسها‪..‬‬

‫ياااااااااااااااه يا بحر‪ ..‬يا وسعك ويا كثر بخلك ‪ ..‬تبخل على صدري انه يتوسع مثلك‪ ..‬وتاركني في حيرتي من‬
‫غير ما تتقدم بشي لمساعدتي‪ ..‬يمكن لنك ما تقدر تسوي شي‪ ..‬فلي يقدر اهو خالقك وخالقي‪ ..‬اتوجه لك يا‬
‫ربي واطلب منك‪ ..‬انك تحل هالمعضلة‪ ..‬انا مابي اشوف البنت تغلط‪ ..‬اعتبرها امانة في رقبتي وما اتمنى لها‬
‫ال كل الخير‪..‬‬

‫في نفس الوقت كانت فاتن قاعدة في حوش بيتهم واهي تفكر‪ ..‬قاعدة على الكرسي اللي ابوها كان يقعد‬
‫عليه واهو يشرب الجاي ويدخن ‪ ..‬ماكان يدخن وايد بس كل ليله لزم هالطقس‪ ..‬يقعد ويشرب شاي ويدخن‪..‬‬
‫كانت فاتن حاطه ريل على ريل وساندة راسها بصبعها‪ ..‬او بقوة يدها‪ ..‬واهي تفكر‪ ..‬تفكر بسفرتها وشلون تعد‬
‫نفسها لها‪ ..‬اهي مو مستعدة لها مو انها ما تبيها بالعكس‪ ..‬الحين ترسخت الفكرة واعتادت على الوضع انها‬
‫بتروح عشان تحصيل علمي‪ ..‬مو عشان تبتعد ول عشان انها بتمشي ضد رغبتها بالعكس‪ ..‬صارت الفكرة‬
‫تناسبها بشكل غريب‪ ..‬يمكن لنها فقدت المل بانها تحصل مشعل فيوم من اليام خصوصا ويا هالخطبة اللي‬
‫ياتها من محل ما غوى الله ادم‪..‬‬

‫يوم كانت سماء عندها توقعت انها تقول لها كل شي‪ ..‬لكن ما قدرت تنطق بول حرف‪ ..‬ما تبي الصدمة تكون‬
‫كبيرة عليهم الثنين‪ ..‬واكثر وحدة سماء‪ ..‬لنها متفائلة بطريقة محزنة‪ ..‬خيالية ومخها جامح‪ ..‬تذكرها بنفسها‬
‫قبل ل تطيح بكل هالمصايب‪ ...‬اهي لو تبي تعرف وين نقطة بداية المصاعب راح تلقاها بردة مشعل من‬
‫السفر‪ ..‬كل شي كان مستقر وهادئ لمن وصل وهيج كل المواج بالبحر وعصف الدنيا برياح خلها تقتلع كل‬
‫شي ثابت‪ ..‬وموت ابوها ما قصر فيها‪ ..‬والمفاجآت من بعد موت ابوها‪ ..‬وظهور مساعد الكبير في حياتها‬
‫واحتلله لشياء كثيرة واعتماد كل اهلها عليه‪ ..‬كل هذا له سبب‪ ..‬كل شي حصل له سبب من رب العالمين‪..‬‬
‫ومن يدري‪ ..‬يمكن يكون فاتحة خير عليهم كلهم‬

‫ابتسمت بينها وبين نفسها من هالفكار‪ ..‬يكون خير؟؟ وصلح؟؟ وين الخير ووين الصلح مع كل هالدموع وكل‬
‫هالعذاب‪ ..‬اهي من وعت من سالفة البعثة طاحت في سالفة خطبتها من ‪ ...‬ما تحب حتى تطري اسمه‪ ..‬الله‬
‫يعين قلبي ‪ ..‬ويصبر حالي على هالمصايب‪..‬‬

‫تحركت من مكانها واهي تحس بالدموع تتدافع في نفسها مع كل زفرة تزفرها وكل شهيق يشق الهوا‬
‫المحايط‪ ..‬انفاسها حارة ولهث ساخن يلفح من ثمها‪ ..‬لمست جبينها‪ ..‬سخونة بسيطة فيها‪ ..‬بس الجو صيف‬
‫يمكن السخونة نفسية اكثر منها جسدية‪ ..‬جذبت اطرافها واهي تمشي‪ ..‬التفتت للديوانية لقت مصابيحها‬
‫مطفية‪ ..‬ويا في خاطرها انها تدخلها‪ ..‬وتجدمت لها وتوها بتدخل ال تشوف واحد واقف عند الباب الحديدي‪..‬‬

‫توقفت كل عقارب الساعات في الدنيا عن الطق‪ ..‬وسكن الجو والريح هدت‪ ..‬الرطوبة نشفت والدم توقف‬
‫عن الجريان يوم تعرفت على النسان الواقف‪ ..‬هو ما غيره‪ ..‬اللي عيونه كانت تعزي نفسها بحزن فقد‬
‫شوفه‪ ..‬والحين كاهو جدامها واهي اللي اصبحت وامست على هالمنية‪..‬‬

‫اهو الثاني وقف من غير أي حاسية‪ ..‬اتخذ هالخطوة من بعد تفكير عاصف ومخيف‪ ..‬كان يراقبها من الشرفة‬
‫اللي تطل مباشرة على بيتهم‪ ..‬وما قدر يحبس نفسه اكثر من انه يتجدم لها ويروح لها لعند بابهم‪ ..‬واخيرا من‬
‫غير أي وعي راح‪ ..‬وحصل اللي حصل‬

‫تجابلو الثنين ومشاعر الكون كلها منعصفة فيهم‪ ..‬الحب القوي اللي يدق قلوبهم ويهز ابدانهم كان ظاهر على‬
‫محياهم‪ ..‬لكن فاتن استهجنت من نفسها شعور ‪ ..‬لول مرة تحسه وهي تكون مع مشعل‪ ..‬الذنب‪..‬‬

‫مشعل بعيون لمعة حزينة‪ :‬شلونج؟؟ شخبارج؟‬


‫فاتن بصوت واطي‪ :‬الحمد لله‪ ...‬وانت؟‬
‫مشعل وكانه كان ينتظر هالجواب‪ ..:‬عايش‪ ..‬ومو عايش؟‬

‫فاتن طالت نظرتها وهي تراقب ملمحه‪ ..‬كان مريض‪ ..‬تعبان‪ ..‬ولكن‪ ..‬هزيل‪ ..‬يا ترى شالسبب؟؟‬

‫فاتن‪ :‬عسى ما شر؟؟ فيك شي؟‬


‫مشعل‪ :‬فاتن‪ ...‬انتي صج بتسافرين؟‬
‫قالها وعيونه ترقرقت بالدمع‪ ..‬وفاتن الي تعودت على فكرة السفر رجع الموضوع لوله وكأنه صدمة عليها‬
‫واول من يخبرها اهو مشعل‪ :‬مادري‪...‬‬
‫مشعل بأمل‪ :‬شلون ما تدرين؟؟ جراح قال لي انج بتروحين؟‬
‫فاتن انتبهت لنفسها‪ ..‬اهي بتسافر‪ ..‬ليش قالت ما تدري‪ :‬صح‪ ...‬بسافر‪..‬‬

‫انصدم مشعل مرة ثانية ومن زود الصدمة عصر عيونه من شدة اللم‪ ..‬وكأنه يسمع الخبر لول مرة‪ ..‬واللي‬
‫آلمه اكثر شي اهو رضاها بهالشي وهو اللي كان متوقع انها اللي راح ترفض‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬وانتي راضية؟‬


‫فاتن وهي مستسلمة ودمعتها تسيل‪ :‬هذا قضاء ربك‪..‬‬
‫مشعل بكل جرأة‪ :‬واحنا‪..‬؟؟؟؟؟‬
‫انصدمت فاتن من سؤاله المتأخر‪ :..‬علمنا؟؟؟‬
‫مشعل‪ :‬انا وانتي‪ ...‬واللي بينا‬
‫فاتن التفتت عنه وهي تناظر البعيد‪ :..‬ماكو شي اسمه احنا يا مشعل‪ ..‬كان لزم نفهم هالشي من زمان‬
‫شلون ياتها القوة انها تقول هالكلم‪ ..‬هذا اللي انطرح في بالها‪ ..‬اما مشعل فكان كلمها مثل الجفن اللي‬
‫ينلف فيه‪ ..‬وناطر بس انه يندفن‪...‬‬

‫مشعل‪ :‬انتي اللي تقولين هالكلم؟؟‬

‫التفتت له فاتن بكل الم‪ ...‬تحاول تبرر لكن‪ ..‬ضاعت من الكلمات‪ ..‬وعيونها اللي كانت متألمة انتقلت نظرتها‬
‫من اللم الى الصدمة‪ ..‬لن اللي شافته كان شبه المستحيل‪..‬‬

‫مشعل كان يراقب نظرتها واندهاشها وصدمتها وكأنها قاعدة تناظر بشبح‪ ..‬التفت ال وشاف ريال واقف وراهم‬
‫‪ ..‬ما يعرف هالشخص بس اهو شافه من قبل‪ ..‬في عزا ابو جراح‪ ..‬والتفتت مشعل مرة ثاني لفاتن الي كانت‬
‫حاطة يدها على رقبتها وكانها تبتلع سم‪..‬‬

‫شالسالفة؟؟ هذا اللي كان يتبادر في ذهن مشعل‪..‬‬

‫وطبعا هذا الريال ما كان أحد غير‪ ..‬مساعد‪..‬‬

‫مساعد بصوت قاتل اشبه بالسكون المخيف‪ :‬فاتن دشي داخل‪..‬‬


‫وقفت فاتن مكانها وعاد الصوت يزعق مرة ثانية‪ :‬فاتن دشي داخل‪..‬‬

‫وانتفضت هي بخوف بس ما تحركت من مكانها‪ ..‬بقوة غريبة عمرت في جسمها ظلت ثابتة مكانها‪ ..‬وعيون‬
‫مساعد باردة ما تبين ل حياة ول موت‪ ..‬وكأنه كان متوقع هالنوع من اللقاءات‪ ..‬ومشعل اللي واقف امبينهم‬
‫مستغرب من هالثنين‪...‬‬

‫مشعل بصعوبة يكلم مساعد‪ :‬انت منو؟‬

‫مساعد وكأن مشعل اخر من ينتظره ايي ويساله اهو من‪ ..‬ول عاره أي اهتمام وعيونه كانت مركزة على فاتن‬
‫يبي يقهر نظرتها الخائفة اكثر‪ ..‬والثانية من زود الخوف كانت واقفة مكانها واهي جامدة‪ ..‬ما تبي تظل عشان‬
‫ل يناظرها اكثر‪ ..‬وما تبي تروح عشان ما تخلي مساعد مع مشعل لروحهم‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬مشعل ‪ ..‬انت روح‪ ...‬روح الحين؟‬


‫مشعل‪ :‬ليش‪) ..‬يلتفت( من هذا؟‬
‫مساعد‪ :‬ولك عين بعد للحين واقف وتتسأل‪ ..‬عطني مقفاك ورد من محل ما ييت‬
‫مشعل‪ :‬لو سمحت احترم نفسك‪..‬‬
‫مساعد يتقرب منه وبصوت مخيف‪ :‬انا محترم نفسي وانا سامح لك بالوقفة وال اللي بمثل موقعك ما يتكلم‪..‬‬

‫سكت مشعل من الفشيلة ومن الحراج ومن احساسه بالغلط‪..‬‬

‫وكمل عليه مساعد‪ :‬يالله فارج عن ويهي‪..‬‬

‫مثل الغريق اللي ما يقدر يلقي حبل النجاة ويستسلم للموت في امواج البحر ‪ ..‬موقف مشعل من هالريال‬
‫اللي ما يدري من وين الله قطه‪ ..‬وراح وهو يسحب ذله وعاره اللي خلى حتى فاتن تحمل من جزئه‪ ..‬أخطأ‬
‫خطأ كبير اليوم وجايد‪ ..‬حتى فاتن نفسها يمكن ما تسامحه‪..‬‬

‫يوم انسحب مشعل فاتن كانت عيونها تترجاه ل يبتعد وعيون مساعد عليها‪ ..‬يراقب كل شعور يطفر بعينها‬
‫وبنفسها‪ ..‬ويحس بالقهر والعنف يجوب نواحيه‪ ..‬ولكن شعور اعظم كان يدق في قلبه‪ ..‬شعور الغيرة‬
‫والحقد ‪ ..‬ورغبة في انه يقتلها ويقتل نفسه من بعدها‪ ...‬لنه اليوم اكتشف اللي كان خايف منه‪ ..‬واللي كان‬
‫مرتعب وكاره الدنيا بسببه‪ ..‬فاتن واهبة قلبها لغيره‪ ...‬لغيره‪..‬‬

‫فاتن بعد ما اختفى مشعل عن عيونها والدمع سيال على خدودها تلتفت لمساعد بكل ألم ‪ ..‬وعيونه الباردة ما‬
‫جابلتها ال بالصمت ونظرات التحقير اللي خلتها مثل الحشرة التافهة لكن‪ ..‬ما اهتمت‪..‬لن الميت من بعد‬
‫الموت ما يهمه شي‪ ..‬اهو فقد الروح وظل الجسد بارد بل أي حراك‪ ..‬وبكل نبرة جريحة تكلمت له‬

‫فاتن بصوت بايح من شدة اللم‪ :‬ليش‪..‬؟؟؟؟ انت ليش تسوي فيني جذي؟؟ انت من وين طالع لي؟؟؟ انا‬
‫شسويت لك‪ ..‬عشان‪ ...‬عشان تعاقبني جذي‪..‬؟؟؟‬
‫ابتسم مساعد بكل سخرية تقتل باجي فاتن‪ :‬عن الدراما والتراجيديا‪ ..‬ومسرح العشق والعاشقين هذا مو من‬
‫ذوقي ولني من مشجعيه‪..‬‬
‫فاتن وهي تمد يدينها في الهوا تبي إجابة‪ :‬انا ‪ ..‬من عرفتك‪ ..‬من عرفتك‪ ..‬وحياتي من مشكلة‪ ..‬لي مشكلة‪..‬‬
‫ماكو امان‪ ..‬كله تحفظ وحذر‪ ...‬شتبي مني؟؟ قول لي شتبي مني؟؟‬
‫تقرب منها بغضب‪ ..‬لدرجة انها حست بحرارة انفاسه تحرقها‪ :‬اللي ابيه منج يا فاتن بلقيه بلقيه‪ ..‬بهالدموع‬
‫ول بدونها‪ ..‬ل تظنين اني بلين ول بيعطف قلبي عليج‪ ...‬انا كنت افكر بخيار الزواج منج‪ ..‬لكن الحين‪ ..‬انتي‬
‫ملزومة بهالزواج‪ ..‬وبنشوف‪ ..‬من اللي بيخليج تعيشين احلمج الوردية مع فارس البطحا هذاك‪ ...‬سلم‪..‬‬

‫راح عنها وخلها واقفة بعصرة قلب وبآلم قاتلة في صدرها‪ ..‬تحس بالخنقة من كلمه‪ ..‬تحس بالموت من‬
‫تهديده ومن وعيده‪ ..‬وللسف الشديد‪ ..‬تحس بالموت لستسلمها‪ ..‬ولخذلنها ولعارها من نفسها ‪ ..‬كيف‬
‫وصلت نفسها لهالموقف‪ ..‬كيف سمحت لنفسها انها تنجر لهالدرجة من النحطاط‪ ..‬اللي يحب ما يأذي اللي‬
‫يحبه‪ ..‬واللي يحب ما يدنس حبه‪ ..‬الحب مشاعر تتكلل بالزواج‪ ..‬لكن انا‪ ...‬انا شسويت بحبي‪ ....‬شسويت؟؟؟‬

‫طاحت على الرض بحزن واهي تلم نفسها بالم‪ ...‬ما همها التراب ول همها كونها بالعراء بعيد عن جدران بيتها‬
‫المن لنها اليوم انسلبت‪ ..‬انسلبت من حبها ومن حقوقها‪ ..‬انسلبت منها احلمها وامنياتها وتحطم اخر ركن من‬
‫اركان عمرها القديم‪ ..‬وبدت اليوم عمر جديد‪ ..‬وبدت معاها احزان جديدة‪ ...‬اللي محد كان يعرفه من الثنين‬
‫اللي يوها‪ ..‬مشعل ومساعد‪ ..‬ان الليلة كانت تصادف ليله ميلد فاتن‪ ..‬اللي انتقلت فيه من عمر ال ‪ 18‬الى‬
‫‪ ..19‬فمادري شقول لج يا فاتن‪ ..‬عيد ميلد سعيد وال‪ ...‬ساعد الله قلبج‪ ..‬وعانج الله على مصايبج‪..‬‬

‫مشعل دخل داره وهو مو مصدق اللي صابه‪ ..‬مو مصدق اللي سواه‪ ..‬شكثر اهو جبان وغبي وضعيف‪ ..‬شكثر‬
‫اهو دنيئ ومستواه هابط وحقير‪ ...‬شسوى في فاتن‪ ..‬اكيد الحين الكل عرف عنهم‪ ..‬وعن علقتهم‪ ..‬وجراح ما‬
‫بيرحمها‪ ..‬على الرغم من حبه لها‪ ..‬ال ان الشرف يعلى على كل شي‪ ..‬فاتن شريفة ول احد يقدر يكلمها‬
‫لكن‪ ..‬المخاطرة اليوم كانت كبيرة‪ ..‬وكبيرة جدا‪ ...‬يا ربي‪ ..‬يا واسع الرحمة والغفران‪ ..‬ارزقني من وارف‬
‫مغفرتك وعفوك ورضاك‪ ..‬انا شسويت في فاتن اليوم؟؟ بس‪ ..‬بس هالريال ماله حق ‪ ..‬ماله حق ايي بيني‬
‫وبينها ويتدخل‪ ..‬من هو؟؟ ما اذكر شنو اسمه بس شكله خابره‪ ..‬اللهم يا مجيب الدعوات‪ ..‬احمي فاتن من‬
‫هالبليس اللي مادري من وين طلع بوقت الليل‪...‬‬

‫مساعد اللي كان واقف على الباب يحترق من الغيض مو عارف وين يدق بعمره من القهر اللي حايشه‪..‬‬
‫هالتعبان الخايس مسوي روحه روميو والغبية الثانية جولييت وبنت الفقير وولد الغنياء‪ ..‬ما عرفني مثل ما أنا‬
‫عارفه‪ ..‬ولد الخسيس سعود النهيدي ما غيره‪ ..‬اكيد‪ ..‬هذا الشبل من ذاك السد‪ ..‬لكن وين يا فتين‪ ..‬انا اللي‬
‫اوريج ‪..‬‬
‫وعقد بطلنا العزم ان باجر الصبح او العصر يكلم اهله عن فاتن وانه خلص بيتزوج‪ ..‬ما حسب في باله امه‬
‫اللي متشيشة من خاطر على بيت بو جراح‪ ..‬يا ترى شنو راح تكون ردة فعلها‪ ..‬هل راح تقدر توقف هالعناقيد‬
‫الغاضبة ول انها راح تفرح لتحقق أحد أهم أمنياتها‪...‬‬
‫اهو ما عاد في قلبه أي ذرة حب لها‪ ..‬لن اللي مثلها ما تستاهل الحب‪ ..‬تستاهل التعذيب وبس‪ ..‬في مخيلة‬
‫مساعد كانت السيطرة اهي الحل الوحيد عشانه يسير حياته‪ ..‬ما كان يدري انه بهالسيطرة راح يقتل جزء كبير‬
‫من شخصيته الحانية على الغير‪ ..‬من بعد هالموقف وين الطيبة تيي‪ ..‬النسان لو عامل غيره بطيبة‬
‫وباستحسان كلوه بثيابه ورمو عظامه للجلب‪ ..‬لذا في منطقة القوة والجلفة والصلبة اهي الحل الوحيد‪..‬‬
‫لمجابهة الناس‪ ..‬مادري‪ ..‬تفكيرك هذا صح يا مساعد ول غلط!!!‬
‫************‬
‫ول احد منهم رقد بذيج الليلة‪ ..‬وفاتن اللي شالت بعمرها بالغصب راحت دارها من غير أي كلمة لحد‪ ..‬انفردت‬
‫بنفسها ليلة كاملة واهي تناظر سقف دارها والدم يخررر بحر القلب‪ ..‬تبكي احلم ضاعت وتبكي موقف ذليل‬
‫انحطت فيه وتبكي‪ ...‬لسبب خافي‪ ..‬نظرة مساعد لها‪ ..‬مع انها ما تهتم فيه ولكن يظل اهو ريال‪ ..‬والبنت لو‬
‫ساءت سمعتها بين البنات يهون عليها اكثر من كونها مهانة بين الرياييل‪...‬‬
‫بعد صله الفجر اللي صلتها بتعب شديد رمت بنفسها على المخدة من غير أي لحاف‪ ..‬والدريشة اللي ما كانت‬
‫تتسكر تسكرت هذيج الليلة وانسدلت الستاير‪ ..‬واظلمت الغرفة وسادت الرحمة بالجو على فاتن عشان تتخدر‬
‫‪ ..‬وتسكر عيونها وتنام ‪..‬لصبح جديد‪ ..‬يمكن فيه بعض الخير‪ ..‬او يمكن تزيد الشرور فيه‪...‬‬

‫مشعل كان قاعد عند البلكون واهو معافي النوم‪ ..‬ينتظر فاتن ليمن اتيي وترفع الستارة مبشرة بصبح وامل‬
‫جديدين باشراقة ونعيم‪ ..‬لكن‪ ..‬طال النتظار وفاتن ما ظهرت‪ ..‬الشمس طلعت ولمست الرض بطهارتها‪..‬‬
‫لكن شمس الحياة ونورها للحين‪ ...‬ما ظهر‪ ..‬وينج يا فاتن‪ ..‬وينج؟؟؟‬

‫مساعد الثاني هم ما رقد‪ ..‬وظل عند البحر لي الفير ومن بعدها راح المسيد وصلى‪ ..‬ورد البيت وجان يلقى‬
‫امه اللي اكيد صحت بالليل واهي تتأكد من تواجد عيالها اندهشت لغيابه وهو اللي ما يفارج البيت من بعد‬
‫الساعة ‪ ..10‬يا ترى وين غب بويهه؟؟؟‬
‫ال وهو يدش البيت بهدوء وملمح الكدر باينة ولكن الجروح كلها خافية في قلبه‪ ..‬يتنفس بالغصب وكأنه يقطع‬
‫النفاس من الهوا عشان تدخل في رئته وتجدد الحياة والدم‪ ..‬شاف امه قاعدة بهدوء واهي تنتظره اكيد‪ ..‬فلذا‬
‫راح لها وقعد يمها‪ ..‬بهدوء وبكل ثبات وبكل اتزان‪ ..‬كأنه يعد الكلم الي تمنى لو انه يقوله في فرصة ثانية‬
‫لكن‪ ..‬ماكو احسن من الوقت‪ ..‬وخير البر عاجله‪...‬‬

‫ام مساعد تكلمت من بعد فترة صمت ل بأس فيها‪ ... :‬يمة‪ ..‬انا ما بسألك انت من وين ياي‪ ..‬ول من وين راد‪..‬‬
‫ول وين كنت‪ ...‬انت ريال جبير‪ ..‬وادرى بمصلحتك‪ ..‬وخابر اني ماحب اضغط عليك‪ ..‬بس‪ ....‬مادري‪ ..‬انت‬
‫بنفسك تعرف اللي انت معيش نفسك فيه‪ ..‬صح ول غلط؟‬
‫مساعد‪ :‬يمة‪ ...‬انا اليوم ياي ابري خاطرج عني‪...‬فلذا ما له داعي كل هالمقدمات اللي انا سلفا حفظتها‪..‬‬
‫باستغراب التفتت له‪ :‬شقصدك‪..‬؟‬
‫مساعد وهو يعدل وضعيته من بعد ما كان مستند بتعب‪ :..‬يمة انا قررت اتزوج‬
‫ام مساعد لفت ويهها عنها‪ :‬أي بلى‪ ..‬انت وينك وين العرس‪!!..‬‬
‫مساعد بصدمة‪ :‬هاه‪ ...‬الحين انا ياي اقول لج هالشي تقعدين تقولين ويني ووين العرس‪...‬‬
‫ام مساعد بتوتر‪ :‬يعني ياي تتغشمر علي بويه الفير ليش؟؟ مالي مزاج لك‪...‬‬
‫مساعد يمسك يدها وهو يبتسم‪ :‬جرى ايه يا ست الحاقه‪) ..‬اصل ام مساعد مصرية( ‪ ..‬انا يايج اليوم اقول لج‬
‫اني بتزوج‪ ..‬من صجي بتزوج يمة‪ ..‬شفيج؟؟‬
‫ام مساعد تناظره بنظرة حبوبة وحلوة وكأنها تترجاه‪ :‬ل تتغشمر علي مساعد تكفى‪...‬‬
‫مساعد يبتسم وتبان ظروسه‪ :‬والله العظيم اني ما اتغشمر‪...‬‬
‫ام مساعد بفرح وخوف‪ :‬يعني‪ ..‬عزمت على العرس ‪ ..‬خلص‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬أي يمة خلص‪ ..‬فرحي‪ ..‬يببيي‪ ..‬لولشي‪ ..‬ابي اسمع حسج‪ ..‬يالله‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬يا فرحتي‪ ..‬يا فرحتي يا وليدي ‪ ...‬وصدقني‪ ..‬ذوقي ما بيخبك‪ ..‬عندي لك الحرمة السنع‪.....‬‬
‫قاطعها مساعد‪ :‬يمة العروس جاهزة‪...‬‬
‫ام مساعد بصدمة )موقف كلسيكي(‪ :‬جاهزة؟ من اهي‪...‬؟؟‬
‫مساعد بكل قوة‪ :‬فاتن بنت عبد الله الياسي بو جراح الله يرحمه‪..‬‬

‫ام مساعد اللي كانت فرحانة مدت البوز شبرين‪ ..‬ولفت بويهها بعصبية عن ولدها وسكتت ول قالت ول كلمة‪..‬‬
‫ومساعد نفسه ما قال لها ول شي‪ ..‬ينتظرها ليمن اهي اتيي وتحاججه عشان يرد عليها بما يناسبها‪ ..‬لكنها‬
‫صدمته‪ ..‬يوم انها لفت بويهها بابتسامة مشرقة وفرحة‪ ...‬وكأن العروس عجبتها‪..‬‬

‫مساعد بابتسام‪ :‬اشفييييييييييج؟؟عجبتج العروس‪..‬؟؟‬


‫ام مساعد‪ :‬يمة قليبي‪ ..‬انا امك ومستحيل ترد لي طلب صح‪...‬‬
‫مساعد كره عمره‪ :‬يمة ارجوج‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬حلفت عليك يا وليدي‪..‬‬
‫مساعد وهو معرض عنها‪ :‬يمه تركي عنج هالحركات اللي ما لها داعي‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬مابيك تاخذ فاتن‪ ...‬ما تصلح لك‬
‫مساعد بعصبية‪ :‬يمة انا مابي ال فاتن يعني فاتن‬
‫ام مساعد بنبرة رجاء‪ :‬تكفى يمة‪ ..‬أستر على بنت خالتك‪ ..‬اهي محتاجتك اكثر من بنت بو جراح‪..‬‬
‫قام مساعد بطوله وعرضه‪ ..‬هزلت والله‪ :‬شقالوج انا لو تزوجت بتزوج زواج خيري‪ ...‬بنت اختج ناقصة عقل‪..‬‬
‫اروح انا اقط روحي بتهلكة اتزوجها‪ ..‬يمة هذي لو عاجل جان ما تطلقت مرتين‪ ..‬ترى الثنين اللي خذوها انا‬
‫اعرفهم‪ ..‬وكلهم قالولي ان الطلق كان اخر حل للتفاهم بيناتهم‪..‬‬

‫ام مساعد ‪:‬قص بلسانهم ولسانك يوم انك تخليهم يتكلمون عن بنت خالتج جذي‬
‫مساعد‪ :‬يمة منى وحدة مو صاحية لوتقطونها بالمراض النفسية يكون وايد احسن‪ ..‬وبعدين تعالي‪ ..‬خوش ام‬
‫انتي‪ ..‬الحين انا ولدج ياي اتزوج واتزوج احسن البنات تقومين تقوليلي روح تزوج وحدة مطلقة‪ ..‬ل ومرتين‬
‫بعد‪ ...‬شهالحب هذا اللي ما يتحمله اللي بين ظلوعي‪..‬‬
‫ام مساعد بقهر‪ :‬تتطنز يعني انت تتطنز؟؟؟ رحت شرق ول غرب فتون ما تاخذها‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة شرسة‪ :‬يمة انا مو ياهل صغير ولني لؤي‪ ..‬انا باخذ فاتن يعني باخذها‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬عيل روح‪ ..‬لني امك ول انت ولدي‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬حجي حرييييييييييييييييييييييييييم معصبات‬
‫ام مساعد تفر بويهها وتلم يدها في حجرها‪ :‬ل تموووووووووووووووووت علي ماني موافقة على بنت بو‬
‫جراح‪ ...‬انت بالله عليك ما تخيل‪ ..‬ريال عمره ‪ 27‬سنة يتزوج وحده اصفر منه بعشر سنين‪..‬‬
‫ابتسم مساعد اكثر‪ :‬يمة هذا احلى عمر للزواج‪ ..‬و احسن عمر بنت للزواج بالنسبة لريال مثلي خابر الدنيا اهو‬
‫عمر فاتن‪ ..‬ول تنسين اهي يتيمة وانا بتحمل مسئوليتها كامل‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ايا اللوتي توك تقول ما تبي تتزوج عشان شي خيري وبنت بو جراح عادي؟‬
‫مساعد وهو يركب الدري‪ :‬يمة بنت عن بنت تفرق‪ ..‬بنت؟؟؟ اصل منى ل بنت ول شافت النثوية بحياتها‪ ..‬يالله‬
‫يمة‪ ..‬انا بروح انام لي شوي وانتي رقدي بعد على هالسالفة‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬لووووووووا نشاء الله‬
‫مساعد يقطعها وهو يحس بتعب ‪ :‬ادري ادري ادري‪ ..‬لو اموت‪ ..‬انشاء الله اموت وتستانسين يا ست الحاقة‪...‬‬
‫بس يمة‪..‬‬

‫التفتت له وبنظرة الغضب اللي مافارجت عينها‬

‫مساعد‪ :‬فتينة انا باخذها‪ ...‬سمعتي‪...‬‬

‫صدت عنه واهي متغيضة من خاطر عليه وهو ركب الدري ودخل غرفته وهو يبتسم على امه‪ ..‬رمى بجثته على‬
‫السرير وهو يحظن المخده ‪ ...‬تم يناظر الغرفة من غير ما يرفع راسه‪ ..‬تغييرات جايدة بتصير في الدار‪ ...‬في‬
‫الدار؟؟ انا اللي ببني لها شقة في الليوان الي ورى‪ ..‬وبخليها مثل السجن‪ ..‬اللي ما تقدرين تفلين منه يا‬
‫فاتن‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫اول يوم دراسي‪..‬‬

‫واول مشاحنة في بيت بو جراح‬

‫ردت الروح فيه بصراخ مناير‪ ..‬وبمناحس عبد العزيز‪ ..‬بس الفرق الوحيد في هالسنة ان فاتن مو موجودة‬
‫عشان تسكتهم‪..‬‬

‫سماهر ردت من السفر قبل ليلتين واول من راحت له اهي مناير‪ ..‬وتمو يحنون على ام جراح ليمن وافقت‬
‫على المبيت‪ ..‬وبالمثل ام سماهر‪ ..‬ويوم باتو ويا بعض الميانين‪ ..‬عفسو البيت على راسهم لدرجة ان جراح‬
‫طلع لهم وهددهم بالذبح ان ما سكتوو‪ ..‬مساكين والله‪..‬‬

‫فاتن حالتها النفسية كل ما ايي لها وتتأزم‪ ...‬من بعد ذيج الليلة ما شافت ل مشعل ول مساعد‪ ..‬ووعيد الخير‬
‫لها ظل يرن في إذنها من تصبح ليمن تمسي‪ ..‬وتدعو ربها انه يفرج عليها وعلى حالها‪ ..‬لنها إن ظلت جذي‪..‬‬
‫كل شي راح ينكشف‪ ..‬حالتها الصحية ومظهرها الشخصي كان مأساوي‪ ..‬المرض باين عليها والتعب اللي ما‬
‫تدري مصدره هالك بدنها‪ ..‬ليمن قررت بآخر لحظة إنها تروح المستشفى خلص‪..‬‬
‫كان جراح يشيل بعمره عشان يغسل ويهه ويوصل مناير وعبد العزيز وسماهر وبشاير لمدارسهم‪ ..‬مسكين‬
‫من قبل سنتين اشتغل سايق عندهم )على فكرة بالبحريني اسمها دريول مثل المارات( يتحمل صراخهم‬
‫ونجرتهم على الكرسي الجدماني ليمن يوصلون المدارس‪ ..‬طبعا اللي مر بهالتجربة لمدة سنتين صارت عنده‬
‫الخبرة الكافية‪...‬‬
‫طلع من الحمام المشترك وهو يمسح ويهه الصبوحي بالفوطة‪ ..‬وشاف فاتن واقفة عند باب داره تطق‬
‫الباب‪ ...‬ابتسم وراح لها عندها بكل خفة‪ ..‬من غير ما تسمعه‪..‬‬

‫فاتن‪) :‬تطق الباب( جراح‪ ..‬جراح قوم‪ ...‬قوم وصل العيال المدرسة‪..‬‬
‫جراح بصوت واطي من وراها‪ :‬انا قمت من زمان‪..‬‬

‫انتفضت فاتن بين ايديه وهو ضحك ضحكة هستيرية‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬جليل حيا ليش تسوي فيني جذي؟‬


‫يقلد عليها جراح‪ :‬جراح‪ ..‬جراح قوم‪ ..‬قوم وصل العيال المدرسة )ترجع نبرتة طبيعية ولكن تهجمية( شنو انا‬
‫اشتغل عندكم سايق اوصل هالجنقل‪.‬؟ ماني موصلهم شبتسوين‬
‫فاتن اللي كلش ما كان لها مزاج للغشمرة‪ :‬يل عشان انا بعد اروح المستشفى‪..‬‬
‫بنبرة اهتمام‪ :‬علمج فتون؟؟ فيج شي؟؟ ليش المستشفى؟؟‬
‫فاتن وهي تمسح جبينها اللي كان معرق‪ :‬ل بس تعبانه شوي وابي اروح اخذ لي ادوية‪..‬‬
‫يلمس جبينها بكل حنية‪ :‬كاهو جبينج يشب ضو‪ ..‬يالله روحي لبسي عباتج وانا عندج بعد خمس دقايق‪...‬‬
‫فاتن بإبتسامة واهنة‪ :‬إن شاء الله‪..‬‬
‫راحت فاتن دارها واهي تسمع صوت جراح يصارخ على العفاريت‪ :‬عندكم اربع دقايق وعشرين دقيقة عشان‬
‫تزهبووون ل اطلع عنكم‪..‬‬
‫مناير تطلع والسشوار في يدها‪ :‬جراح والله حرام عليك اول يوم مدرسة هذا مو لزم انروح من وقت‬
‫جراح ‪ :‬يل يل شيلي هالمدفع اللي في يدج ويل زهبي‪ ..‬انتي وسمور ان ما زهبتوو والله ل اكسركم اليوم‪..‬‬
‫مناير واهي تدخل الغرفة‪ :‬اووووف بدينا بالنكد والمذلة يا ربي‪..‬‬

‫على الساعة سبع وخمس دقايق الكل كان جاهز‪ ...‬بس ينتظرون ام جراح تخلص سندويجات عشان يمشون‬

‫سماهر ومناير حاشرين ام جراح‪ :‬يمة نبي تونة‪ ..‬ونبي مرتديل‪ ..‬وحطي لنا هالجبن تراه عجيب مو سمور؟؟؟‬
‫سماهر‪ :‬لماحبه‪) ..‬ترص النظارة السميكة لعينها( خالتي انا ابي برغر دياي‪ ..‬ماحب اللحم‬
‫ام جراح تبتسم‪ :‬سويتلج يمة اللي تبونه‪ ..‬عزوز يمة شيل سندويجك كاهو زاهب‪..‬‬
‫يناظر عزيز السندويج‪ :‬يمة بس ثنتين‪..‬؟‬
‫جراح اللي كان يلف الغترة‪ :‬بسك بسك والله بتنفجر وبتخلق زوابع عندنا بالكويت‪ ..‬انت ما تخاف على‬
‫صحتك‪..‬؟‬
‫عبد العزيز بنبرة رجولية‪ :‬لااا تقعد تتطنز ل بالجنطة على ويهك‬
‫جراح‪ :‬تكفى ويا هالخدود‪..‬‬
‫ال وفاتن نازلة وراهم‪ :‬صباح الخير‬
‫الكل يرد‪ :‬صباح النور‬
‫التفتت لها ام جراح وشافتها لبسة‪ :..‬وين رايحة يمة‬
‫فاتن ‪ :‬يمة بروح المستشفى بدرب جراح‪..‬‬
‫ام جراح اللي تركت كل شي في يدها وراحت لبنتها‪ :‬خير يمة عسى ما شر‬
‫تبتسم فاتن‪ :‬ماشر بس شوي احس بحرارة وبلعيمي تحرقني‪ ..‬تعرفيني كل شي ول البلعيم‬
‫تنشف يدها في دراعتها‪ :‬نطريني يمه انا البس واروح وياج‬
‫وقفتها فاتن‪ :‬ل يمة وين والبيت من له‪ ..‬ظلي هني وانا جراح بيكون معاي‬
‫جراح‪ :‬أي يمة ل تهمين نفسج‪) ..‬بفخر( البطل جراح وياها‪..‬‬
‫عبد العزيز وهو قاعد وبدى ياكل اول سندويج المخصص للمدرسة‪ :‬امحق بطل قول ال بصل‪..‬‬
‫مناير وسماهر‪ :‬هاهاهاهاوووووووووووو )مناير( كفك بو فصوووول‬

‫وطقوا الكفوف ببعضها‪ ..‬يحرون جراح‪ ..‬وعلى جذي‪ ..‬تحرك الجيش المصغر المتجه الى المدرسة‪..‬‬
‫مناير قبل ما تدخل المدرسة نادتها فاتن‬

‫مناير‪ :‬خير؟؟‬
‫فاتن تمد يدها لمخباتها‪ :‬هاج هذا مصروف للمدرسة ادري فيج ما بتاكلين كل هذا‪..‬‬
‫مناير بابتسام وحبور خلها تبوس فاتن‪ :‬فديتج فتونة‪) ..‬وتطلع لسانها لجراح قبل ل تروح(‬
‫جراح‪ :‬أي‪) .....‬يتابعها واهي تطلع وهو يبتسم ‪ ..‬يكلم فاتن( كبرت مووو؟‬
‫فاتن وهي تناظرها‪ :‬لشقاها كبرت‪...‬‬
‫كان حس فاتن حزين لدرجة المستحيلت وفر جراح ويهها بصبعه‪ :‬فتون؟؟؟ علمج؟؟ ما بتقولي لي يعني؟؟‬
‫فاتن تبع ويهها بابتسامة بسيطة‪ :‬مافيني شي‪ ..‬يالله خلنا نروح‪...‬‬

‫حرك جراح السيارة بعد لحظات تأمل بفاتن‪ ..‬ما يدري شفيها؟؟ تغيرت وايد من بعد قبولها بالبعثة‪ ..‬وصارت‬
‫انطوائية على عكس روحها القبلية المرحة‪ ..‬اموت واعرف شلي سوى فيج جذي يا فاتن؟؟ شلي خلج تنقلبين‬
‫من المرح الى الحزن والهم الدائم‪ ..‬؟؟‬
‫********‬

‫مريم اللي كانت في المستشفى الثانية بعد عشان فحوصات الجامعة الي طلبوها عليها‪ ..‬طبعا المرافق كان‬
‫مساعد اللي ماااا صدق على الله إن مريم توافق على الدراسة‪ ..‬اول ما حصلوا الوراق من الجامعة حدد لها‬
‫يوم المستشفى واهي اللي كانت تبيها حجة تطلع من البيت رحبت بالفكرة‪...‬‬
‫في السيارة اللي الهدوء لفها‪ ..‬مدت مريم يدها للمسجل‪ ..‬واول ما بدلت الذاعة ضربها بخفة مساعد على‬
‫يدها‬

‫مريم‪ :‬هاو شدعوة يا حافظ‪ ..‬ال بغير الذاعة‪..‬‬


‫مساعد وعيونه جدام‪ :‬مابيج تغيرينها خليها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوووووف انزين‪...‬‬

‫تسندت على الكرسي وهي تطالع الناس‪ ..‬وتشوف الدنيا وما حواليها‪ ..‬ولمعت السوالف في بالها‪ ..‬مساعد‬
‫بالعادة مستمع جيد لنه ما يرد ل باوكية ول بل‪ ..‬دايم الهممم تطلع منه‪ ..‬ويعجبها لنه ما يقطعها ول يتملل منها‬
‫مثل لؤي‪ ..‬ثانيا هالسالفة يمكن تعجبه‪ ..‬لنها عن فاتن‪..‬‬

‫مريم‪ :‬سعودي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬همممم )اول وحده(‬
‫مريم تبتسم بمرح‪ :‬دراسة فتون وايد غالية‪..‬؟؟‬
‫مساعد‪ :‬امممهم‪) ...‬داخليا(‬
‫مريم‪ :‬يعني مو كل من يقدر يدرسها‬
‫مساعد‪ :‬اممم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انزين‪) ...‬تطالع جدامها بالسيارة( انا ابي اروح ادرس وياها‪..‬‬
‫يلتفت لها مساعد وهو يبتسم ويرد يطالع جدامه‪ :‬تبين تروحين تدرسين ول تقرقين وياها؟؟‬
‫مريم وهي تفتح عيونها بصدمة‪ :‬اعوذ بالله من قال جذي‪ ..‬انا رايحة في سبيل العلم يا خوي علمك جذي‬
‫شكاك‪..‬‬
‫مساعد وهو يلف السيارة‪ :‬لنج يا مريم خبز ايدي اللي انا عاجنه‪ ..‬واعرفج راعية قرقة وما تملين وارفيجتج‬
‫يمكن العن منج‪ ..‬فلذا انا بسدي بوش خدمة وبخليج في الديرة احسن لج وللحكومة الميركية‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وييييييه عاد بوش يتمناني اصل وانا اللي ارده‪ ...‬ال ما قلت لي مساعد؟؟ من بيروح ويا فاتن اول‬
‫الفترة؟؟‬
‫مساعد‪ :‬بنشوف جراح ول احد من الشركة او نخليها تسافر ويا جماعة البعثات الحكومية‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انا اقول لو انت اللي تروح وياها احسن‪..‬‬
‫يطالعها مساعد وهو رافع حاجب‪ ..‬وين تبين توصلين يا مريم‪ :‬وليش ان شاء الله‪ ..‬ماسح جغرافي لميركا‬
‫وحافظها؟؟‬
‫مريم وهي تتصنع الجهل والبراءة‪ :‬هاو ياخوي علمك انت مو دارس هناك‪..‬‬
‫مساعد وهو يبركن السيارة وويوقفها‪ :‬ل يا فالحة‪ ...‬انا درست في بريطانيا في جامعة اوكسفورد ل تسوين‬
‫روحج مو فاهمة شي او مو عارفة ويل عطيني مقفاج ل اليخج بالعقال‪..‬‬
‫مريم وهي تضحك بمرح‪ :‬هههههههههههههههههههههههه يا حلوك ياخوي‪ ..‬اعاد انك تخوفني بهالجم كلمة‪..‬‬

‫وطلعت من السيارة وهي ترد الشيله على جتفها‪ ..‬مريم بطبعها انيقة وتحب التنسيقات والكل كان معجب في‬
‫اناقتها اللي تتناسب مع حجابها المحترم وعباتها اللي ما بدلتها يوم بالملبس العادية‪ ..‬اليوم كانت لبسه‬
‫تدرجات البني‪ ..‬تي شرت بني يده طويلة ويتوسع عند الكم والعبايه كمها وسيع وفيها شك وتطريز اسود حلو‪..‬‬
‫مفتوحة عند الريل بستايل الدقلة )بالبحريني هذا( ولبسه شيلتين على بعض وحدة بنية من تحت والثانية سودا‬
‫بشك اسود متطابق مع العباية ولفته بخفة وحاملة جنطه بنيه فيهها تطريز يتطابق مع نعالها المداس‪ ..‬بكل‬
‫بساطة كانت انيقة‪..‬‬
‫مساعد كان لبس دشداشه كحلية وشماغ ابيض والساعة الفضية النيقة محايطه معصمه القوي‪ ..‬ونظارته‬
‫اللي ما تفارجه وهو طالع من البيت بالنهار‪ ..‬وعلى المشي لمحت مريم سيارة جراح اليوكن واقفة بعيد‬
‫عنهم‪ ..‬وظلت تمشي بهدوء وهي تراقب ان جان فيها احد وبالفعل لحظات ال ويطل جراح منها وهو نازل‬
‫يعدل شماغه وفاتن تطلع من الجهة الثانية‪ ..‬ول اراديا تشد على يد مساعد‬

‫مساعد‪ :‬هاا شفيج؟‬


‫مريم وهي تطالع فاتن وجراح‪ :‬مساعد هذي فتون وجراح اخوها‪..‬‬

‫التفت مساعد بكل شوق الى وين ما تكون فاتن‪ ..‬من زمان ما شافها ول تمتع بحسنها وجمالها‪ ..‬من ذيج الليلة‬
‫النحسة وهو ما شالها من فكره ول تحرك في موضوع خطبتها‪ ..‬الى هذي اللحظة اللي فزت كل عروق جسمه‬
‫منادية لها‪ ..‬وفاتن اللي كانت تمشي وهي تلم العباية ورى اخوها التفتت بطريقة عشوائية تطالع الناس‪ ..‬ال‬
‫تشوف مريم اللي تأشر عليها‪ ..‬وعيونها ل إراديا توجهت على الريال اللي واقف يمها‪ ..‬كان اهو بل شك‪ ..‬محد‬
‫ياخذ مريم ويوديها غيره‪ ..‬صاير مثل البادي قارد‪ ..‬وبكل اشمئزاز نزلت عيونها واهي تمشي صوب مريم اللي‬
‫تحركت الثانية‪..‬‬
‫جراح افتقد حس فاتن والتفتت ال شافها تمشي بعيد لمكان ثاني و‪ ..‬بنت ثانية معاها‪ ..‬لحظه‪ ..‬فز قلب جراح‬
‫يوم شافها‪ ..‬هذي حبيبة القلب وسيدته‪ ..‬يا بعد عمري هالبنت الحمارة من زمان ما شفتها‪ ..‬واهي اللي‬
‫وعدتني انها تخبرني اول باول عن فاتن وتستعلم لي التجددات‪ ..‬يمكن هذي فرصة تخلينا انتكلم‪ ...‬تلفت اكثر‬
‫وشاف مساعد الواقف بعيد‪ ..‬وخابت اماله العريضة كلها‪ ..‬اهو كان يبي يكلمها بس يعني ما يكلمها لروحه‬
‫قاعد وياها مو ناقصهم ال قلص جاي‪ ..‬ل ‪ ..‬لن حتى امه وياه في هالسالفة يبون يعرفون فاتن شمنه تشكي‪..‬‬
‫ويبون يعرفون التطورات من خلل مريم لنها اقرب وحدة فيهم لفاتن‪..‬‬

‫مريم‪ :‬فديت هالويه‬


‫فاتن بمرض ‪ :‬هل فيج‪..‬‬
‫مريم وهي تتفحص ويهها‪ :‬فتون علمج؟؟ شفيه ويهج خاك جذي؟؟‬
‫فاتن تسحب يد مريم‪ :‬لمسيه وبتشوفين‪..‬‬
‫يوم مريم لمسته فتحت عيونها على وسعهم‪ :‬اووووووووف‪ ..‬شمنه هالحرارة؟؟ رشح ول نشلة‪..‬؟‬
‫فاتن بتعب‪ :‬ل ول شي بس سخونة ما فارجتني من امس‪ ..‬قلت اليوم ايي المستشفى واشوف‪..‬وانتي‬
‫شتسوين هني؟‬
‫مريم‪ :‬فحوصات للجامعة‪..‬‬
‫فاتن اللي عيونها بالغصب ثابته ف ويه مريم مرة وحدة التفتت للواقف بعيد‪ ..‬وشافت انه نظرته ثابتة لها‪..‬‬
‫وواحد ثاني يقترب منه‪ ..‬جراح اخوها راح يسلم عليه‪ ..‬هالبليس‪ ..‬هذا مو ويه سلم‪ ..‬هذا بس الواحد يتعوذ‬
‫منه‪ ..‬وفي قلبها فاتن تعوذت من مساعد لكن ما اختفى ول خف ذكره بالعكس‪ ..‬زاد ‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬هل جراح‬


‫جراح‪ :‬خير مساعد فيكم شي؟‬
‫مساعد‪ :‬ل بس مريم عندها فحوصات الجامعة‪ ..‬ويايبها هني ‪) ...‬واخيرا ياه السؤال( وانتو؟‬
‫جراح‪ :‬فاتن حرارتها مرتفعة ويايين نفحص‪..‬‬
‫مساعد وقلبه يدق بقوة‪ :‬خطاها السو‪..‬‬
‫جراح‪ :‬خطاك اللش‪..‬‬

‫ويلتفت جراح الى فاتن اللي عيوننها كانت عليه واشر لها بيده وتحركت‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬يالله الريم انا بروح لجراح‬


‫مريم بصوت واطي وبحبور‪ :‬يا ليتني مكانج‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬الفال لج ان شاء الله بيوم الحمال‬
‫مريم وهي تضرب على صدرها‪ :‬ويلي ويلي ماقدر ماقدر‪ ..‬اشتغل القطار الكسبريس‪ ..‬شيوقفه الحين‪ ..‬وانتي‬
‫حمارة ما تيوزين عن هالكلم تدرين فيني اتقطع لين اسمعه‪..‬‬

‫فاتن تضحك ‪ ..‬وبضحكتها حست انها من زمان ما ضحكت‪ ...‬ايا عليها مريم دومها تضحكني‪ ..‬حتى وانا في‬
‫غمرة أحزاني‪..‬‬
‫وتحركت البنتين لمنزلتيهم‪ ..‬مساعد طبعا تحرك قبل جراح لجدام ومريم وراه وفاتن ورى جراح وكل شوي‬
‫توقف‪ ..‬لن راسها كان يدور‪ ..‬تمسكه بيدها واهي تمسح العرق المندي جبينها‪ ..‬شهالتعب المفاجئ‪ ..‬تحملت‬
‫وشوي شوي شدت على روحها عشان تمشي‪ ..‬ليمن حست انها بتنهار‪ ..‬ومالت على اليسار بدورة عنيفة‬
‫خلتها تفقد توازنها وترتجف رجليها وتقعد على الرض من غير حواس‪ ..‬جراح انتبه لها من صوت الأأه اللي‬
‫ظهرت منها‪ ..‬ومريم الثانية شافتهم من خلل التلفت اللي كل شوي تتلفته‪ ..‬وعلى طول ركضت ناحيتهم‪..‬‬
‫مساعد حس لغيابها‪ ...‬وشافها طايرة لعند البنت الطايحة‪ ..‬وانصدم‪ ..‬فاتن طايحة؟؟ ليش‪ ..‬ومشى لكن مو‬
‫بالسرعة اللي تتوقعونها‪ ..‬لنه من طبعه الهدوء ومشى بطريقة حازمة ولكن هادئة‪..‬‬
‫جراح اللي ركض لفاتن يوم قعدت على الرض وسندت جبينها على حافة سيارة واقفة‪ ..‬مو قادرة توقف‬
‫الدورة عن راسها‪..‬‬

‫قعد وراها وهويمسكها من يديها وبخوف كبير ‪ :‬فتون حبيبتي شفيج؟؟ ليش قاعدة هني‬
‫فاتن بصوت واهن‪ :‬ما‪ ...‬ماقدرت‪ ..‬اواصل‪ ...‬راسي يدور‪..‬‬

‫وبطريقة حنونة حطت راسها على صدر اخوها واهي فاقدة كل قوتها بالحركة‪ ..‬وهن كبير جاسها بذيج اللحظة‬
‫وقطت روحها في حظن اخوها اللي انشلت حركته من الثقل اللي انرمى عليه وتم قاعد مكانه‪..‬‬

‫مريم اللي وصلت والخوف ماكلها‪ :‬علمها جراح شفيها؟؟) تكلم فاتن( علمج فاتن؟؟ حبيبتي شفيج‪..‬؟؟‬
‫فاتن بصوت خفيف ‪ :‬مادري‪ ..‬تعبانة‪...‬‬
‫ووصل بذيج اللحظة مساعد‪..‬‬
‫مريم وقفت له والصيحة في صوتها‪ :‬مساعد تكفى روح ييب لنا احد ياخذها داخل؟‬
‫مساعد‪ :‬ليش شصار‪ ..‬شفيها قاعدة‪..‬‬
‫جراح بخوف‪ :‬ماتقدر اتحرك‪...‬تعبانة‪..‬‬
‫مساعد قلبه تضعضعت اركانه وهو يشوف فاتن على ذيج الحالة‪ ..‬نايمة في حظن اخوها وحواجبها معقدة من‬
‫زود التعب‪ ..‬والصفرة ماخذه كل لونها ال خدودها محمرين من الحر‪..‬‬
‫مساعد يكلم جراح‪ :‬ما عليه اكلمها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬شوف‪..‬‬
‫مساعد توقل على الرض وهو ييشيل النظارات عن عيونه اللي انكشف الهتمام والخوف فيهم‪ :‬فاتن‪..‬‬
‫فاتن‪...‬‬
‫ردت عليه بهمهمة من غير ما تفتح عيونها‪ :‬همممم‪..‬‬
‫مساعد يتقرب اكثر‪ :‬فاتن‪ ..‬تسمعيني‪ ..‬فجي عينج‪ ..‬خليني اشوفهم‪..‬‬
‫فتحت فاتن عيونها على ويه مساعد اللي في ذيج اللحظة‪ ..‬ما كان يشكل أي فزع او خوف عندها‪..‬‬
‫مساعد يبتسم ‪:‬شاطرة‪ ..‬زين تقدرين تواصلين للبوابة‪ ..‬ول ننادي لج بويل جير‪..‬‬
‫فاتن هزت راسها ايجابا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬شنو ويل جير ول تواصلين؟‬
‫فاتن بصوت ضعيف‪ :‬أواصل‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬خير عيل يالله وريني‪) ...‬يكلم جراح( جراح سند يدها خلها تتوازن بوقفتها‪..‬‬
‫ووقف جراح وهو يرفع فاتن بخفة بيدينه وهي الحمد لله وقفت‪ ..‬ويد جراح القوية من صوب ويد مريم من‬
‫الصوب الثاني اللي ماسكة يدها اقوى واقوى‪ ..‬وحست روحها بتقدر انها تواصل ومساعد واقف جدامها‪...‬‬
‫ابتسمت لخوها اللي كان يطالعها بخوف وكأنها تطمنه‪ ..‬ومن بعد اول خطوة غابت فاتن عن الوعي ومريم‬
‫صرخت صرخة خوف‪ :‬فتووووووون‪...‬‬
‫جراح اللي سندها وهي تطيح طاح معاها على الرض ولكن حاول ان تكون الطيحة خفيفة‪...‬‬
‫مساعد الي كان ثابت وتحرك بسرعة مثل الطير وهو يمسك يدين فاتن اللي هوو في الجو‪ ..‬تركهم بسرعة‬
‫وراح داخل المستشفى ينادي على احد اييبون سرير متحرك او وحدة طبية للباركات‪..‬‬
‫مريم وهي تبجي‪ :‬يا ذا الصبح النحس عليج يا حبيبتي‪ ..‬اسم الله عليج فتون‪ ..‬اسم الله عليج‪..‬‬
‫جراح وهو على وشك يبجي ‪ :‬فتون حبيبتي شفيج‪..‬‬

‫فاتن كانت نايمة وهي تهز راسها بتعب‪ ..‬شكلها اوتعت لكن مو قادرة اتحرك ول تتكلم‪ ..‬وبلحظات والوحدة‬
‫الطبيه معاهم في الباركات‪ ..‬حطوها على السرير المتحرك وبسرعة مشوا ودخلوها داخل المستشفى‪..‬‬
‫ومريم ويا جراح ومساعد وراهم‪...‬‬

‫دخلت فاتن بالطوارئ وظلو الثلثة ينتظرونها عند الستراحة وكل واحد منهم ياكله الخوف‪..‬‬
‫الطبيبة اللي عاينت فاتن كانت حنونة بدرجة انها خلت فاتن تبجي وتطلع اللي فيها‪..‬‬

‫وقعدت عندها الدكتورة‪ :‬ها فاتن‪ ...‬شخبارج الحين؟؟ تحسين بالدورة‪ ..‬ول راحت؟‬
‫فاتن بصوت كئيب‪ :‬مادري‪ ..‬راسي‪ ..‬راسي يالمني ‪..‬‬
‫الدكتورة تبتسم لها‪ :‬ماله داعي للبجي‪ ..‬انا بعطيج الحين ابرة وانتي ان شاء الله بتهدين‪ ..‬هذا المغذي كاهو‬
‫يمج‪ ..‬ل تسحبين يدج ول تكورينها عشان ل ينقطع ول تنغزج البرة ماشي؟؟‬
‫هزت فاتن راسها واالدكتورة تمسح عليه‪ :‬هدي بالج وطوليه حبيبتي‪ ..‬شوية تعب ودلع منج‪ ..‬وال انتي بعافية‬
‫وخير‪ ..‬ارتاحي شوي وانا اييج بعد دقايق‪..‬‬

‫من بعد هالكلمة غمضت فاتن عيونها اللي كانت مبللة بالدموع المتوترة والتعبانة‪ ..‬غمضتها للظلم وللوحدة‬
‫في مكان بارد وغريب‪ ..‬لكن‪ ..‬اهي مو خايفة‪ ..‬اهي تعبانة‪ ..‬تبي تنام‪ ...‬وبس‪..‬‬

‫طلعت الدكتورة من عندها وراحت عند جراح اللي فصخ الشماغ وظلت القحفية على راسه وهو ماسكه‬
‫بيدينه‪ ..‬مساعد كان واقف يم جراح ومريم واقفة صوبه وهي تمسح على ويهها كل شوي واهي تبجي‪ ..‬ما‬
‫تنلم ‪ ..‬اعز صديقة عندها طاحت جدام عيونها واهي المعروفة بالقوة‪ ..‬فشنو اللي تقدر تسويه غير انها‬
‫تبجي ‪..‬‬

‫جراح يوم شاف الدكتورة نقز‪ :‬ها دكتورة بشري‪..‬؟شفيها فاتن؟؟‬


‫الدكتورة‪ :‬ما فيها شي بس اهي فيها هبوط في ضغط الدم مصاحب لحمى‪ ..‬باين عليها تمر في فترة صعبة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ابونا توه متوفي من فترة واهي جريب تسافر بره‪..‬‬
‫الدكتورة تكلم مساعد وجراح بنفس الوقت‪ :‬اهي يمكن اكثر شي تعاني من ضغط نفسي كبير ماثر عليها‪..‬‬
‫انتو حاولو تريحونها وما تخلونها تتعب وايد حرام بنية بهالعمر مثل الوردة تطيح مريضة بهبوط في الضغط‪..‬‬
‫اهي بعد هزيلة يبيلكم تحاسبون على اكلها وشربها‪ ..‬وينها امها‪.‬؟؟‬
‫جراح‪ :‬الوالدة طال عمرج في البيت‪ ..‬انا الي يبتها‪..‬‬
‫الدكتورة‪ :‬وانت اخوها؟؟‬
‫جراح‪ :‬أي نعم‪..‬‬
‫الدكتورة وهي تقرب راسها لجراح‪ :‬البنية وايد تعبانة يا وليدي‪ ..‬حاسب على اختك ل مثل هالحالت تتكرر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬طيب دكتورة شنو المطلوب منا؟؟‬
‫الدكتورة‪ :‬حاولو قد ما تقدرون تخلونها تاكل‪ ..‬وابعدوها عن الضغوطات النفسية‪ ..‬السفر يمكن يريحها لنه‬
‫تغييرر‪ ..‬تعرفون احنا عندنا الصيف من احلى ما يكون‪) ..‬تضحك( ريحوها قد ما تقدرون‪..‬‬
‫جراح‪ :‬زين اهي بتظل هني وايد؟؟‬
‫الدكتورة‪ :‬ابيها تكون تحت اشرافي لليوم‪ ..‬بعد كم دقيقة بننقلها الى احد غرف العناية وبتقدرون تدخلون‬
‫عليها‪ ..‬عن اذنكم‪...‬‬
‫جراح‪ :‬مشكورة دكتورة‬
‫الدكتورة وهي تبتسم‪ :‬ولوو هذا واجبنا‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬يعطيكم العافية‬
‫الدكتورة‪ :‬الله يعافيك‪...‬‬
‫يوم راح الدكتور وقف جراح وهو متضايق بسبب حالة اخته‪ ..‬وعيونه كانت على الباب اللي يؤدي الى فاتن‪..‬‬
‫مساعد ما هان عليه يشوف جراح بهالحالة‪ ..‬ما ينلم اخته وتطيح جدام عينه‪ ..‬اهو يتخيل لو احد من اخوانه‬
‫يصيبه شي ما راح يصبر عليهم‪ ..‬وجراح بالخصوص لنهم توهم طالعين من مصيبة قلبه ما يتحمل مصايب‬
‫اكثر‪..‬‬

‫مساعد وهو يهدئ جراح‪ :‬ل تحط في بالك وايد‪ ..‬البنت تعبانة والحمد لله كاهي بتقوم بالسلمة جراح بصوت‬
‫كسير‪ :‬بديت احس بتأنيب الضمير بسبب البعثة اللي احنا جابرينها تسافر لها‪..‬‬
‫ماصدق مساعد اللي يسمعه ‪ :‬شقاعد تقول؟؟ هذا مستقبلها‪ ..‬وانت ماسويت شي غلط‬
‫جراح‪ :‬بس اهي ما تبي تطلع بره وتسافر‪ ...‬تبي تقعد هني بالكويت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هني ول هناك كله واحد‪ ..‬اصل الجامعة بتاخذ معظم وقتها وما بتخليها تحس بالوحدة بس انت اهم‬
‫شي ما تستسلم‪ ..‬هذا مصير اختك ومستقبلها اللي تتكلم عنه‪..‬‬

‫جراح اللي هز راسه وهو يحس بصحة كلم مساعد ما منع نفسه انه يتسائل في نفس الوقت عن سبب‬
‫هالهتمام من مساعد في سالفة فاتن ودراستها‪ ..‬ما يدري ليش يحس انه يبي يبعدها عن الديرة باسرع وقت‬
‫وباي ثمن‪ ..‬لكن ‪ ..‬اهو عنده حق‪ ..‬ويمكن جريب بعد يصير له حق على فاتن‪..‬‬
‫*********‬
‫سماء اللي ما راحت مدرسة اليوم‪ ..‬كعادتها باول يوم دراسي تفوت عليها اجمل اللحظات بحجة ان ماكو‬
‫احلى لحظات باول يوم‪ ..‬الكل مستانس على شقاه والكل فرحان بل سبب‪ ..‬اهي اولريدي ما عندها ربع يعني‬
‫لو راحت بتقعد ويا من؟؟ الطوفة‪.‬؟ خلها قاعدة هني احسن لها وللناس ما تبي تنكد عليهم‪..‬‬
‫سماء عمرها ما كانت شاطرة ول شاقة السما من العلمات‪ ..‬بالعكس‪ ..‬اهي كان كل شي فيها زين ال غبائها‬
‫الدراسي وتحصيلها العلمي الهابط‪ ..‬لكن هذا ما هم ام مشعل‪ ..‬لن اهم شي كان عندها اهو ولدها اللي الله‬
‫انعم عليه بنعمة الذكاء‪ ..‬وهذا اللي في مخيلة سماء مخلي مشعل افضل منها ‪ ..‬وبالعكس هذا الشي ما‬
‫يضايقها احسن‪ ..‬فكة من ويه امها ومن حنتها ورنتها وتحكمها اللي ما يخلص‪..‬‬
‫اللي كانت صج صج مشتاقة له سماء اهو ولد خاله فاتن‪ ..‬من زمان ما شافته‪ ..‬من اخر مرة يوم كان يراقبها‬
‫واهو داخل السيارة‪ ..‬ومن بعدها ل شافت ل ظله ول خياله‪ ..‬وين اختفى محد يدري‪ ...‬أيــــه انا شعلي منه‪..‬‬
‫خله يروح محل ما يروح‪...‬‬
‫ويات في بالها فكرة خطيرة‪ ..‬لو تروح بيت بو جراح الحين‪ ..‬راح تلقي فتون؟؟ اكيد بتلقيها فتون ما عندها‬
‫مدرسة تنتظر السفر اللي بيكون بعد اسبوعين‪ ...‬ويه يا حلها فتينة بتروح اميركا‪ ..‬ان شاء الله عاد ما تمل‬
‫منها مثل ما مليت انا‪ ...‬واتحمست البنت اكثر للفكرة وطارت من غرفتها الى بيت فاتن‪...‬‬
‫وعند العتبات دقت الجرس ووقفت تنتظر‪ ...‬واللي فتحت الباب ما كانت فاتن ‪ ..‬ام جراح‪ ..‬الي استقبلتها‬
‫بابتسامة عذبة وحلوة خلت سماء تشق الويه من البتسامة‬

‫ام جراح‪ :‬هل والله بسماء‪ ..‬شلونج يمه شخبارج‬


‫سماء في خاطرها ماتت‪ ..‬يااااه‪ ..‬محلى كلمة يمه من حلجها‪ :‬ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟؟‬
‫ام جراح وهي ترفع يدينها اللي كانو مشمرين وعليها ازار مطبخ‪ :‬تعبانة وهلكانه قاعدة انظف المطبخ‬
‫دخلت سماء ورا ام جراح واهي تسالها‪ :‬خالتي ليش ما تييبين لج خدامة واله مو زين تتعبين انتي وايد!!!‬
‫ام جراح تكلمها واهي تمشي جدامها‪ :‬ل يمة الخدامات ما يعرفون يسوون شي سنع مثلنا‪ ..‬هذا بيتي وصار لي‬
‫اكثر من ‪ 22‬سنة وانا انظف فيه واعرف كل فصفوص فيه‪ ..‬تبين الشغالة اللي توها يايه من بيتهم تعرف له‪..‬‬
‫سماء واهي تقعد‪ :‬والله حلج يا خالتي في ترتيب بيتج بس اذا كان يتعبج لزم اتيبين لج خدامة تساعدج‬
‫ام جراح تبتسم‪ :‬فكرتج حلوة بس ياريت لو احب ‪ ...‬فتون بعد شوي بترد وبتساعدني‬
‫سماء وهي تتلفت‪ :‬ليش اهي مو هني؟‬
‫ام جراح‪ :‬ل خانت حيلي راحت المستشفى ويا جراح تحس بحرارة وتعب‪..‬‬
‫سماء‪ :‬اهااا‪ ..‬خطاها السوء‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬خطاج اللش‬

‫وعم الصمت من بعد ذيج السوالف العابرة وسماء عيونها تلمس كل بقعة في البيت وتتفحصه‪ ..‬البيت يبيله‬
‫شغل وايد وترتيب اكثر‪ ..‬ياريت لو تقدر تسوي شي‪ ..‬ياريت؟؟؟ اهي تقدر مو ما تقدر‪ ..‬تقدر تنظف الغبار‬
‫وتقدر تمسح على الطاولت وتنظف ويا خالتها‪ ..‬اهي بهالشي راح تقتل الملل والنتظار لفاتن وبنفس الوقت‬
‫تكسب الوقت في انها تتعلم شي زين‬

‫سماء واهي تبتسم‪ :‬خالتي عطيني منظف وفوطة خليني اساعدج‬


‫ام جراح باستغراب‪ :‬ل لل ل ل يمة وين تساعديني خلج قاعدة هني انا اسوي كل شي‬
‫سماء راحت لم جراح‪ :‬تكفييين خالتي والله صار خاطري اعدل وارتب وياج‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم‪ :‬فديتج والله بس مو محتاجة لج انتي قعدي هني وونسيني‪..‬‬
‫سماء‪ :‬عاااااااااااااااااااااااااااااااد‬
‫ام جراح‪ :‬بس يمة‬
‫سماء‪ :‬عاد عاد عاد عاد عاد‬
‫ام جراح‪ :‬بسسسسسسسس خلص‪ ...‬هههههههههههههه خذي هالفوطة والمنظف في الدرج الثالث‪..‬‬
‫سماء بحبووور بالغ‪ :‬انزين وين انظف قبل؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬أي مكان تبين‪..‬‬
‫سماء‪ :‬بغسل المواعين‬
‫ام جراح حست ان سماء ما تعرف شي من غسيل المواعين ويمونون مواعينها عليها انهم يتكسرون كلهم‬
‫اليوم‪ :‬لللل حبيبتي‪ ..‬روحي مسحي الغبار احسن‬
‫سماء‪ :‬اممممممممم اوكييييييه‪..‬‬

‫وبفرح ونشاط عجيبين فيها بدت سماء الشغلة‪ ..‬واهي مستمتعة فيها بدرجة كبيرة‪..‬يمكن لنها اول مرة تنظف‬
‫شي او تساهم في جعل المور افضل‪ ..‬واهي تنظف اتمنظر في الصور المنتشرة في البيت‪ ..‬معظمهم ليهال‬
‫صغار‪ ..‬طبعا بيت مثل بيت بو جراح يدخلونه ناس وايد ما يحطون صور بناتهم وهم كبار‪ ..‬اصغار عشان الكل‬
‫يقدر يطالع‪ ..‬وفي صورة لفاتن ولجراح ومناير اللي كانت صغيرة تقطع القلب من حلتها‪ ..‬وفيها واحد اهي‬
‫تحس انه اهو ولد خالتهم‪ ..‬كان واقف وهو حاط صبعينه في ثمه يوسعه بطريقة تبط الجبد‪ ..‬ضحكت على‬
‫الصورة ومسحت عنها الغبار‪..‬‬

‫خالد اللي توه واصل عند البيت وهو لبس النظارة الجديدة وفرحان عليها من قلب لنها من اختياره وفريمها‬
‫)الطار( كان حلو ومناسب‪ ..‬وعلى قولته كشيخ وفله‪ ..‬دخل داخل البيت وهو يدور على خالته ويناديها‪..‬‬
‫سماء ما سمعته وهو ينادى ال يوم وصل عند البيت ووقفت في الصالة مكانها مستغربة وتنتظر تشوف اللي‬
‫ينادي‪..‬‬
‫ويوم دخل خالد اللي كان لبس دشداش انصدم من اللي شافه‬
‫كانت سماء واقفة واهي لبسة مريلة وفي يدها اليمين فوطة واليسار اللة اليدوية اللي تنظف الغبار‪ ..‬وكان‬
‫منظرها يضحك‪ ..‬ويهوس في نفس الوقت‪..‬‬
‫ال وام جراح اللي سمعت حسه طلعت له في الصالة‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬ها يمة وصلت‪..‬‬


‫خالد وعيونه على سماء باستغراب وبضحك يعمر خفوقه كله‪ :‬أي خالتي‪ ..‬تعالي خالتي انتي موظفة فراشة‬
‫هني؟‬

‫انصدمت سماء وكشرت بظروسها ‪ ..‬ما ايووز يعني هذا؟؟‬

‫ام جراح ‪ :‬عيب عليك تقول جذي‪ ..‬يمه سماء ل تواخذين عليه‪..‬‬

‫سماء ظلت ساكتة لنها ما تحب تتكلم في حظوره‪ ..‬مرة تكلمت ووكلها الخ ر ة اليوم ما تبي تعيد الشي مرة‬
‫ثانية‪..‬‬

‫خالد وهو يقعد على الكرسي وبعينه نظرة الشماتة والضحكة اللي مو قادر يحبسها‪ :‬ايه تعالي الطاولة هني‬
‫مغبرة نظفيها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمه عيب‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ال بقول لج انتي جم تاخذين على الساعة لو لج اجرة محددة؟؟‬
‫خلص اهني خلص صبرها سماء وهي تعطي المنظفه لم جراح‪ :‬خالتي انا بروح البيت بعدين لي صفا الجو بييج‬
‫خالد‪ :‬شكله ما بيصفى‪ ..‬خالتي تدرين النشرة الجوية شتقول ان جو الكويت وبالتحديد منطقتنا ما راح تنقشع‬
‫الغيوم‪ ..‬البيضاء طبعا‪..‬‬
‫سماء وهي تضرب بريلها على الرض‪ :.‬مع السلمة خالتي‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة سماء تعالي وين رايحة‪...‬‬

‫داعب السم مخيلة خالد‪ ..‬سماء‪ ..‬اسمها سماء‪ ...‬شهالسم الغريب والعجيب‪ ...‬صج انه اسم حلو‪ ...‬اسم على‬
‫مسمى‪..‬‬

‫ام جراح وهي متلومة‪ :‬زين جذي هييت البنت‪ ..‬والله انك سود الويه‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬تضحك‪ ..‬صج لي قالوو مصائب قوم عند قوم فوائد‪...‬‬
‫وراحت عنه المطبخ‪ ..‬وبس اختفت الخالة نقز من مكانه على طول وسرع عشان يلحق ‪ ..‬سماء‪..‬‬

‫الثانية كانت تمشي واهي معصبة حيل على الموقف اللي صار‪ ..‬هذا وانا الي حاسبه له حساب الوادم‪ ..‬صج‬
‫لي قالو جليل حيا وذيل الجل‪....‬‬

‫ما كملت الفكرة في بالها لنها تسمع احد يناديها‪ ..‬التفتت‪ ..‬ال اهو‪ ..‬الجل‪....‬‬

‫لحق عليها خالد وهو يناديها ويوم وقفت مشى لها بسرعة في وسط الشارع‪ ..‬ووقف بعيد عنها بخطوات‬
‫واسعة‪ ...‬وظلت اهي واقفة وعاقدة ذراعينها‪ ..‬ومن غير ما تتكلم‬

‫خالد‪ :‬انا ما كان قصدي كنت اتغشمر‪..‬‬

‫ظلت البنت ساكتة‬

‫خالد استغرب سكوتها يعرفها ام لسانين‪ :‬بس اشوف انج عقلتي وتسنعتي‪ ..‬الحمد لله انا والله معتبرج مثل‬
‫اختي الصغيرونة من جذي اعافرج واناحسج‪..‬‬

‫هذا اللي ناقص بعد‪ ..‬يناكدني اوكية‪ ..‬معيشني في قهر هم اوكية‪ ..‬لكن توصل فيه المواصيل انه يخليني اخته‬
‫الصغيرة‪ ..‬في بالها كلمة اخته ما كانت راكبة كلش ملش‪ ..‬وانهد رباط لسانها‬

‫سماء‪ :‬هي‪ ..‬لو سمحت انا ما عندي ال اخو واحد ومكفيني وساد عيني بعد‪ ..‬جان انت تبي خوات كاهم بنات‬
‫الدنيا خاوهم‪ ..‬انا مالك شغل فيني ل ني اختك ول انت اخوي‪ ..‬سامع‪..‬‬
‫انصدم خالد من كلمها لكن ضحك عليها‪ :‬ههههههههههههههههه اذا مو اختي شنو ان شاء الله اصل كلنا من ابو‬
‫واحد وام وحدة‬
‫سماء‪ :‬يا يا يا أي نوو‪ ..‬ادم وحوا صح‪ ...‬بس انا متبرية منك وما بيك تكون اخوي اوكية‪..‬‬
‫خالد اهني برطم‪ :..‬الظاهر اني عطيتج ويه اكثر من اللزم‪ ..‬يالله عن اذنج يا ‪ ...‬اختي‪..‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫راح عنها وهو يضحك عليها واهي من قهرها تضرب على الرض بريلها‪ ..‬الكريه ‪ ..‬السبال الماصخ المايع‪..‬‬
‫اكررررهه‪ ..‬ئال ايه ئال اختي‪ ..‬مالت عليك ‪ ..‬بالخمس‪..‬‬

‫خالد اللي دخل البيت وهو يضحك‪ ..‬وام جراح كانت في الصالة تكمل اللي بدته سما وكانت بتخلصه لوما‬
‫حضور خالد‪...‬‬

‫ام جراح‪ :‬شفيك تضحك؟‬


‫خالد‪ :‬ههههههههههههههههاي‪ ..‬على هالنكتة اللي اسمها‪ ...‬شنو اسمها يا ربي؟ ايه ايه ‪ ..‬سمااااء‪ ..‬شهالسم‪..‬‬
‫انا اول مرة اسمعه‪ ..‬خوش كاتبة هذي والله اسماء ما دري من وين يايبتها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬استح على ويهك بنت ل تعرفها ول تدري اهي من تتكلم معاها بهذي الطريقة‪ ..‬وين السنع خلود؟؟ انا‬
‫علمتكم جذي تحاجون البنات وترفعون الكلفة‬
‫خالد‪ :‬خالتي هذي مينونة رقلة‪ ..‬انا اعرفها من فترة‪ ..‬وما فيها شي بحسبة اختي الصغيرة‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬هم بعد‪ ..‬اهي لها اخوانها اللي مابيرضون عليها اتكلم واحد غريب‪ ..‬وعيب تكلم البنت مرة ثانية‬
‫مابي اشوف هالتصرف منك‪ ..‬سامع‪..‬‬
‫خالد وهو يقوم ويحب راس خالته‪ :‬ان شاء يالله يا بعد هالناس كلهم‪ ...‬يالله خالتي عن اذنج‪..‬‬
‫ام جراح‪:‬وين؟‬
‫خالد‪ :‬بروح لفاضل واحنا رايحين مكتب مساعدالدخيلي عشان التوظيف‬
‫ام جراح‪ :‬الله يوفجكم بمشيئته ويا رب فاتحة خير عليكم انتو الثنين‪..‬‬
‫خالد وهو ميود على قلبه‪ :‬آآآآآآآآآآه من هالدعية والله قلبي انا ما يتحمل‪...‬‬
‫ل حساس‪..‬‬ ‫انا احبك واحبك من دون الناس‪ ..‬يالي ملكت قلبي وخليته جمي ٍ‬
‫اعشق اسرارك وافعالك يا كايدهم‪ ..‬واحب اطريك انت من دون الناس‪..‬‬
‫ام جراح بابتسام‪ :‬صح لسانك‬
‫خالد‪ :‬صح بدنج‪ ..‬يالله خالتي في امان الله‬
‫ام جراح‪ :‬في حفظه ورعايته‪.‬‬
‫***********‬
‫واهم في النتظار في المستشفى راحت مريم ويا اخوها عشان الفحوصات اللي مسرع ما انتهت تحركت‬
‫مريم وراحت لوين دار فاتن‪ ..‬حطوها في احد غرف العلج وجراح مافارقها مثل الظل‪ ..‬ومساعد اللي كان‬
‫حاط سالفة مريم محط انتباهه عشان ل يتشتت تفكيره ويتوتر بسبب فاتن‪ ..‬كونها تعبانة شي‪ ..‬وكونها طايحة‬
‫هني في المستشفى وهو ما يقدر يسوي شي هذا اكبر من احتماله‪ ..‬يتمنى لنفسه العذاب ول انه يشوفها‬
‫معقدة الحاجب تشكي من آآه‪ ..‬صعب على قلب المحب انه يشوف حبيبه يتألم ويتعب وهو ما يقدر يلبي‬
‫النداء‪..‬‬

‫دخلت مريم الغرفة وشافت جراح قاعد عند السرير وهو ماسك يد فاتن ويلعب في صوابعها والثانيا نايمة على‬
‫جهة اخوها والمغذي في دمها والحجاب مايل شوي عن راسها‪..‬‬
‫راحت مريم صوبها بخفة وانتبه لها جراح وهي تعدل الشيلة على راس فاتن بطريقة انها ما تصحيها ول انها‬
‫تخنقها‪ ..‬والثاني عيونه على هالملك اللي مسيطر على كل مشاعره مثل المالك‪..‬‬

‫انتبهت مريم لعيونه وبحيا ابتسمت له‪ :‬شخبارها الحين؟‬


‫جراح‪ :‬نايمة واحسن بعد لنها ما نامت من فترة‪...‬‬
‫مريم وهي بتطلع‪ :‬بس عيل انا بنتظر بره ولين صحت نادني‬
‫جراح وهو يقوم‪ :‬ما يصير انتي تمي هني وانا بروح بره‬
‫مريم‪ :‬لا ما يصير‪..‬‬
‫جراح وهو يسكتها‪ :‬ما اتحمل فكرة انج بره بين الناس الرايح والراد يشوفج‪ ..‬تمي هني بين هالستاير اريح لج‪..‬‬
‫واريح لقلبي‪...‬‬

‫ماتت مريم من كلمه وتخزبقت وصار ويهها بالوان اشارة المرور‪ ..‬واااي قلبي بموت انا ما اليوم‪ ..‬شكلي انا‬
‫بترقد يمج فتون بسبب اخوج‪ ..‬يدري ان كلمه يسوي فيني شغل لكن ما يستحي ‪ ..‬فديت عمره هالجليل‬
‫حيا‪...‬‬

‫طلع من عندهم وخلى وراه الشماغ والعقال والطاقية‪ ..‬ومن اختفى على طول مريم قعدت مكانه وتمت‬
‫تتلفت تتاكد انه اختفى تماما‪ ..‬وجان ترفع الشماغ الحمر وهي تشمه المينونة ومستخفة على الريحة‪ ..‬هذا‬
‫عطره مايغيره‪ ..‬ريحته نفسها نفسها‪ ..‬شلون اعرف؟ لني من يوم وعيت على هالدنيا وانا اشم هالريحة‬
‫منه‪ ...‬أأأأأأه يا قلبي‪..‬‬

‫فاتن اللي صحت من يوم دخلت مريم لكن ما فتحت عيونها ويوم حست ان الجو فظى لهم فتحت عيونها‬
‫وشافت مريم المينونة تشم في الشماغ بطريقة شاعرية‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬الحمد لله والشكر‪..‬‬


‫انتفضت مريم وهي مفتحة عيونها وطاح الشماغ من يدها ويوم شافت فاتن مفتحه‪ :‬سود الله‪) ...‬انتبهت ان‬
‫فاتن صاحية( فتووووووووون حبيبتي خطاج السوو‬
‫فاتن‪ :‬خطاج اللش ‪) ..‬بتعب( الساعه جم ريم؟؟‬
‫مريم تناظر ساعتها‪ :‬الحين ‪ 12‬ونص‪..‬‬
‫فاتن فتحت عينها‪ :‬اووووف‪ ..‬صار لنا ست ساعات واحنا هني؟‬
‫مريم‪ :‬بعد لزم مو الميرة الموقرة طايحتلنا بدلعها ودللها‪...‬‬
‫ريخت فاتن راسها واهي تعبانه ‪ :‬هذي انتي واللي تعرفين اكثر منهم تقولين لي جذي؟‬
‫مريم‪ :‬فتون‪ ..‬ايه انا احبج واعزج واموت في دباديبج بس‪ ..‬اللي انتي كنتي تسوينه في نفسج غلط وانا كنت‬
‫الومج من البداية عدل لو مو عدل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يعني انا مخططة عشان كل هذا‪ ..‬اني اطيح واتعب‪ ..‬بالعكس انا لو ما كنت خايفة من هالنتيجة جان ما‬
‫نزلت المستشفى اليوم الصبح ويا جراح‪ ..‬جان ظليت في البيت بتعبي‬
‫مريم‪ :‬لكن شوفي النتيجة‪ ...‬طحتي في الباركات وزيغني جراح وموتي اخوي من الهم والغم وهما الثنين مو‬
‫عارفين شنو يسوون فيج‬
‫فز قلب فاتن يوم يابت مريم طاري اخوها انه مهتم ومنغم لحالتها‪ ..‬هذا شيبي فيني عشان يحس كل‬
‫هالحساسات‪ :‬واخوج شكوو‬
‫مريم بتفكير واهي تحوس شفايفها يمين ويسار‪ :‬فتون انا اليوم صج كنت متظايقة على حالج لكن هذا عطاني‬
‫فرصة اني اراقب الوضع زين‪ ..‬ولحظت ان اخوي مساعد‪...‬‬
‫ما كملت واهي تعقد صوابعها ببعض وفاتن اللي كانت تسمعها باهتمام ‪ :‬كملي شفيه اخوج؟؟؟ شلحظتي عليه‬
‫مريم‪ :‬فتون انتي صح ارفيجتي وحبيبتي وانا وياج امية بالمية ‪ ..‬بس انا اليوم لحظت ان مساعد اخوي‪.....‬‬
‫يحبج‪..‬‬
‫فاتن وهي تفتح عيونها‪ :‬شقلتي؟؟؟‬
‫مريم‪ :‬يحبج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وليش تعيدين الحجي؟؟‬
‫مريم‪ :‬انتي اللي سالتيني شقلت وجاوبت عليج‬
‫فاتن‪ :‬انا كنت اظن انج يمكن ينيتي زيادة‪ ..‬ول اقول لج‪ ..‬يمكن عطر شماغ جراح خبلج‪ ..‬اقول روحي غسلي‬
‫ويهج بماي بارد احسن‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش عاد كل هذا لني حسيت ان اخوي يحبج‪ ...‬مافيها شي فتون عادي‪..‬‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬انتي تبين تجلطيني اليوم؟‬
‫مريم‪:‬هههههههههههههه قاصرة انتي ل حبيبتي مابي اجلطج ول شي‪ ..‬بس هذا اللي انا حسيته وانتي كيفج‪...‬‬
‫بس هاا انا معاج امية بالمية‬
‫فاتن وهي تحوس شفايفها بحركة مماثلة لحركة مريم‪ :‬ايه باين‪...‬‬

‫وتمت تفكر‪ ...‬فاتن هذي الواحد لزم ما يقول لها شي لنها من تسمع شي خلص تطيح في دوامة ل بداية لها‬
‫ول نهاية من التفكير عن الشي‪ ..‬اخوها يحبني؟؟ هذا يعرف ايحب؟؟اصل هذا فيه قلب عشان يحب؟؟ لو فيه‬
‫قلب جان ما سوى اللي سواه بهذيج الليلة معاي ومع مشعل‪ ..‬بس ‪. ..‬اهي لو تذكر معاملة مساعد كانت دايما‬
‫من افضل ما يكون معاها‪ ..‬ال من شاف مشعل عند باب بيتهم‪ ..‬وال اهو كان دايما اوكية معاها ومعاملته‬
‫مافيها شي‪ ...‬بس اهي اللي بنت حواجز كراهية بينها وبينه من غير أي داعي او سبب‪ ..‬بلى اكو سبب‪ ..‬كفاية‬
‫انه يوقف بينها وبين مصيرها مع مشعل واهو الريال اللي مخطط انه يكون زوجها وشريك حياتها اللي ما تبيها‬
‫لو كانت معاه‪ ...‬بس ‪ ...‬اهي ليش ما تبيه يكون زوجها؟؟؟ لنه مستبد ومسيطر وانا ماحب السيطرة‪ ..‬اصل انا‬
‫ماحبه عشان افكر فيه بهذي الطريقة وزواجي منه امر مستبعد تماما‪ ...‬اوووووووووه يا ذي الحالة‪...‬‬

‫كانت عاقدة حواجبها واهي تفكر ومريم اللي كانت مشغولة بالشماغ ‪ ..‬ال والدكتورة تدخل عليهم‪....‬‬

‫الدكتورة‪ :‬شلونها الفاتنة الحين؟؟ ان شاء الله احسن‪...‬؟؟‬


‫فاتن بابتسامة وهي تبعد الفكار او مساعد عنها‪ :‬ابخير‪ ..‬احسن عن قبل‪..‬‬
‫الدكتورة خليني افصحج اول شي‪ ..‬بعدين يصير خير‪....‬‬

‫وتمت الدكتورة تفحص ضغطها ونبضها وهالمور اللزمة‪ ...‬وكانت النتيجة الحمد لله سارة‪..‬‬

‫الدكتورة‪ :‬زين‪ ..‬احسن عن الصبح بوايد‪ ...‬فاتن شوفي حبيبتي‪ ..‬انتي لو تبين انا اقدر احيلج على دكتور‬
‫نفساني ممتاز هني عندنا بالمستشفى‪ ..‬اهو اخصائي واستشاري ولاحسن منه‪ ..‬تقعدين معاه باجي الوقت‬
‫ويحاجيج وتكلمينه وتفشين عن خاطرج معاه‬
‫مريم بدهشة‪ :‬اتكلم دكتور نفساني؟؟ ليش انتي ينيتي فاتن؟؟؟‬
‫الدكتورة‪ :‬ل يا حبيبتي الدكتور النفساني مو بس عشان الميانين‪ ..‬ناس وايد عقال يروحون له ليمن تظيق‬
‫الدنيا عليهم ويبون احد يفهم في امورهم ويقدر يحلها لهم ‪ ..‬مع ان الحل الساسي يكون في يدهم‬
‫مريم‪ :‬عيل ل تحطين بالج وما نبي هالدكتور لني انا احسن دختورة مو فتون؟؟‬
‫فاتن بابتسامة‪ :‬أي نعم‪ ..‬دكتورة انا عندي احسن من اطباء العالم كلهم باستثنائج ال وهي مريم‪..‬‬
‫مريم بفرح‪ :‬فديتج يا نصي الثاني‪..‬‬
‫الدكتورة‪ :‬ههههههههههههههه الله يخليكم لبعض ان شاء الله ‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬زين دكتورة متى اقدر اطلع من هني؟‬
‫الدكتورة‪ :‬بس يخلص المصل روحي بس هاا فاتن ما وصيج‪ ..‬نامي زين وكلي زين ومارسي رياضة لو تقدرين‬
‫وريحي اعصابج قد ما تقدرين‪ ..‬وخلي اتكالج على رب العالمين وبتحسين بهذاك الوقت ان ما كو شي احسن‬
‫من التكال على رب العالمين لنه يحمل همومج وغمج وتوجهج له يثيبج عليه‪ ..‬اهو منفعة من الصوبين‪..‬‬
‫ثواب‪ ..‬وعافية‪...‬‬
‫فاتن بابتسامة راحة‪ :‬ونعم بالله ‪ ...‬انا بحاول وان شاء الله اقدر‬
‫الدكتورة وهي تمسح على راسها‪ :‬انا متاكدة انج راح تحاولين‪ ..‬ويالله عاد‪ ..‬خلي هالعيون الحلوة يرد لونها‬
‫ويرد جمالها‪..‬‬
‫فاتن والعبرة في خاطرها‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫ابتسمت الدكتورة وطلعت من عندهم‪...‬‬

‫مريم‪ :‬باين عليها بنت حلل‬


‫فاتن بابتسامة رضا‪ :‬الله يوفجها ان شاء الله‪...‬‬

‫وبعد فترة صمت بين الثنتين مريم اللي بدت الكلم وفاتن كانت مسكرة عيونها‪..‬‬

‫مريم‪ :‬فتون‪ ..‬شعن الدراسة؟؟؟‬

‫فاتن تنهدت ‪ ..‬شعنها ‪ ..‬ما تدري؟؟‬


‫مريم‪ :‬يعني انتي بتروحين ول لء؟؟؟‬

‫فاتن وهي تفتح عيونهها‪ ..‬وفي نفس اللحظة مساعد كان واقف عند الغرفة يتكلم مع الدكتورة‪...‬‬

‫وعن غير قصد سمعها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬الدراسة هذي يا مريم صارت مصيري‪ ..‬شي الناس حاطة كل آمالها عليه‪ ..‬وانا بعد ‪ ..‬جزئيا او‪ ...‬يمكن‬
‫كليا حاطة كل اآمالي على هالدراسة اللي راح ترسم مصيري ويا حياتي‪...‬‬
‫مريم بابتسامة حزينة‪ :‬يعني خلص‪ ..‬انا وانتي‪ ..‬راح انتفارق؟؟‬
‫فاتن وهي ترفع نفسها وتشد على يد مريم اللي كانت بيدها‪ :‬ما عاش اللي يقول هالكلم‪ ..‬انا واتني روح وحدة‬
‫في جسدين‪ .‬شلون تبينا نتفارق؟‬
‫مريم وهي تمسح دمعة سالت‪ :‬ل بس‪ ...‬احنا عمرنا ما تفارقنا مرة‪ ..‬بس مرة يوم انا كنت في العمرة قبل‬
‫سنتين‪ ..‬وبس‪..‬‬
‫فاتن بنبرة معارضه‪ :‬هاااا؟؟ من قال‪ ...‬اهي بس العمرة اللي انتي رحتيها‪ ..‬يوم رحتي جدة السنة اللي فاتت‪..‬‬
‫ولبنان قبل ثلث سنوات؟؟ والسنة اللي فاتت يوم رحتي بعد البحرين؟‬
‫مريم‪ :‬نعنبووووو غيرج مسويه لي مذكرات‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه امزح معاج‪ ...‬ههههههههههه‬
‫مريم ‪ :‬فتونة‪...‬‬
‫فاتن وهي تضحك‪ :‬ههههههههههههه هاا‪...‬‬
‫مريم بخبث‪ :‬ومساعد؟‬
‫اهني توقفت ضحكة فاتن بشكل مضحك خلى مريم تنقع من الضحك‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه‬
‫عنبوووووووو زاد غيرك يا خوي كابوس ههههههههههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬عيب‪ ..‬ل تقولين جذي على اخوج‬
‫مريم بصدمة وهي بعدها تضحك ومساعد الثاني اللي كان يتسمع كلمهم‪...‬‬
‫مريم‪ :‬شعندها ‪ ..‬من امتى فتون؟‬
‫فاتن وهي تصد مكان ثاني‪ :‬مهما كان هذا اخوج‪..‬‬
‫مريم بجدية‪ :‬صج صج فاتن‪ ..‬انتي مستعدة انج‪ ...‬تتزوجينه‪...‬‬

‫بذعر كبير واجهت فاتن هالكلمة وبانتظار وتوتر كبير انتظر مساعد منها الكلمة واخيرا‪ ...‬ياه الغيث‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬اللي الله كاتبه يا مريم بيصير‪ ...‬والله ما يبي انه يظلم احد بشي‪ ..‬انا ما بقدم على شي‪ ...‬بخلي كل‬
‫اتكالي على الله‪ ...‬هذا قدري واهو اللي رسمه‪..‬‬

‫مريم ل اراديا ارتاحت من كلمة فاتن لنها كانت بعض الشي ‪ ..‬يعني مو وايد شويه‪ ..‬موافقة على الزواج من‬
‫مساعد‪...‬‬
‫مساعد من بعد كلم فاتن كان مثل الواحد اللي ينصب عليه ماي بارد من بعد نار حارقة‪ ...‬مثل المجروح اللي‬
‫ينحط المرهم على جرحه ويبريه‪ ..‬وتسند على جدار الغرفة وهو مرتاح نفسيا وهو مسكر عيونه‪ ..‬ما ابالغ لو‬
‫اقول ان الدمعة كانت متجمعة في عينه‪ ..‬وما احلى هالدمعة‪ ..‬لول مرة تدمع عيون مساعد بالفرح‪...‬‬

‫بعد نص ساعة تحركو الناس‪ ..‬ومريم اللي ظلت ويا فاتن ليمن ردت البيت‪ ..‬طبعا مساعد اللي ظل واهي‬
‫بحكمها راكبة معاه ظلت معاهم‪ ..‬مريم المسكينة فرحت وبس حاولت تخبي هالفرحة بكون فاتن زوجة‬
‫اخوها‪ ..‬لن كل اخت ودها لو انها تكون ارفيجتها المفضلة اللي اهي واثقة منها ومن تصرفاتها انها تكون زوجة‬
‫لخوها‪ ..‬بس فاتن اللي انصدمت من نفسها ومن رضوخها لهالشي‪ ..‬يمكن اكثر سبب انها خلص ما تبي تعاني‬
‫اكثر‪ ...‬بس اهي ما وافقت‪ ..‬اهي قبلت بالواقع من بعد ما رفضته‪ ..‬والحين اهي في طريج يا انها توافق على‬
‫الشي‪ ..‬او انها ترفض‪..‬‬
‫جراح كان مرتاح لن فاتن كانت مرتاحة نفسيا اكثر وصحيا‪ ..‬وتوعد على نفسه انه ما يفكها قبل ما تسافر‬
‫بيخلي عافيتها ترد لها مرة ثانية‪ ...‬وهذا شي تحدي بالنسبة له اهو نفسه‪ ...‬لن ما ظل شي وفاتن تسافر‪..‬‬
‫اسبوعين او ثلثة بالكثير واهي باميركا‪ ..‬ويبيلها تشتري لنفسها اغراض وحاجات ‪ ..‬وفي هالرحلت المتعددة‬
‫راح يكون وياها خطوة بخطوة‪..‬‬

‫قبل ل تنزل فاتن‪ :‬جراح ما بيك تقول لمي شي عن اليوم؟‬


‫جراح‪ :‬بس احنا وايد تاخرنا فاتن واهي اتصلت لي اكثر من مرة؟‬
‫فاتن‪ :‬وانت قلت لها شي؟‬
‫جراح‪ :‬ل ل شقول لها قلت لها انهم ياخذونج فحوصات وهالسوالف‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل زين عيل المستشفيات معروفين بطول فحوصاتهم‪ ..‬يعني ماكو أي ضر‪ ..‬بس مابيها تعرف اني طحت‬
‫ول غيروه!!‬
‫جراح‪ :‬ل افا عليج انا قبلج في هالفكرة‪ ..‬بس ها فاتن‪ ..‬مابيج تسوين في روحج جذي مرة ثانية‪ ..‬هالمرة انا‬
‫وراج‪ ..‬ان كلتي اكلت ان ما كلتي انا بعد وياج‪ ..‬ان رقدتي برقد وان ما رقدتي بتلقيني احلى سهير‪...‬‬
‫كمل هالجمله وهو يبتسم ابتسامة تينن القلب‪ :‬ههههههههههههههههه ان شاء الله‪ ..‬عشانك انت بس انا راح‬
‫اسويه وال ااااا‪...‬‬
‫جراح‪ :‬هاااااااا شقلنا‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫*******‬

‫مريم الللي وصلت البيت ونفس الشي وقفها مساعد عشان ل تقول أي شي لمه ووين ما كانو‪ ...‬ومريم طبعا‬
‫اللي توافقت افكارها مع اخوها ما قالت أي شي ودخلت البيت وقعدت مع امها اللي كانت معصبة لسبب ماا‪..‬‬
‫بس ما حاولت انها تظيق عليها وانسحبت لغرفتها بهدوء وظلت هناك قاعدة تفكر في المستقبل‪...‬‬

‫ااااه يا دنيا‪ ..‬كانا كبرنا انا وفتون ‪ ..‬وتحتم علينا القدر اننا انتفارق‪ ..‬اهي تروح الغرب وانا هني بالشرق‪ ..‬اشهد‬
‫الشروق واهي تغرب عندها‪ ..‬مادري ارسل لها حبي مع الشمس‪ ...‬ول اشتياقي ويا القمر؟؟ اااه‪ ..‬ما تعود‬
‫على فراقج يا خويتي الحبيبة‪ ..‬اله يعيني على فراقج‪ ...‬احبج فتون‪ ..‬احبج‪....‬‬

‫وظلت تبجي الصديقة الحزينة على المستقبل اللي بدت بوادره بالحزن على قلبها‪ ..‬لكن ‪ ..‬هذا الحزن راح‬
‫يكون الوحيد وال راح تكثر؟؟؟؟ من يدري يا مريم‪...‬‬

‫الجزء الثالث عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------------‬‬
‫مر السبوع الول من قرب سفر فاتن وبدء السنة الدراسية الجديدة بسرعة بالنسبة لها ولهلها‪ ..‬لنها كانت‬
‫أيام سرقت وقتها كله‪ ..‬يوم في المجمع ول يوم في هالسوق ول يوم في شركة المحاماة توقع على أوراق ول‬
‫إنها تقعد في جلسة مع نجاة الدلهمي اللي ما توانت ابدا ولو للحظة انها تفوت جلسة وحدة مع فاتن‪ ..‬طبعا‬
‫من بعد تعليمات معينة من مساعد الي توصله أخبار زيارات فاتن اول باول واهو بمكتبه‪ ..‬ما يسوي شي بس‬
‫يقعد وهو ينتظر ويناظر الساعة وهي تطوف الوقت اللي يضيع عليه وهو يصمم ويفكر ويفكر ويفكر‪ ..‬الخطوة‬
‫الثانية من خطته لزم يتنفذ‪ ..‬ال وهو انه يتقدم للخطبة ويملج عليها قبل ل تسافر‪ ..‬اهو يدري ان هالشي صعب‬
‫لذا راح يخليه لخر شي‪ ..‬وقت ما تفظى من التشري ومن إعداد نفسها‪..‬‬

‫جراح اللي ما فارق اخته في كل المراحل وخطوة بخطوة يمشي معاها هالدرب اللي كان ثقيل عليها لو كانت‬
‫تأديه لحالها‪ ..‬اهو اللي ما يخصه شي في هالموضوع ويحس بالتعب فما بالها فاتن اللي كل السالفة تتمحور‬
‫عليها‪..‬‬

‫خبروهم ان السفر راح يكون بتاريخ ‪ .. 10\1‬وما اقرب هالتاريخ‪ ..‬وما اسرع مرور اليام ببال فاتن‪ ..‬لكن اللي‬
‫ريحها ان اخوها راح يكون مسافر وياها باول اسبوع عشان تتعود على البيئة اللي هناك وكان عندها اوراق‬
‫كثيرة ومتعددة عشان تؤديها‪ ..‬بس المشكلة اللي كانت تواجهم في الشخص الثالث اللي راح يكون من طرف‬
‫الشركة‪ ..‬نجاة ما كانت تقدر تسافر لظروف حملها ول احد فاظي منهم عشان يرافقهم في هالرحلة‪ ..‬ما ظل‬
‫يعني ال واحد‪ ..‬هيهيهيهيووووو ‪ ..‬مساعد ما غيره‪ ..‬بس للحين محد كلمه بهالموضوع اللي من يدري يمكن ما‬
‫يكون موافق عليه‪..‬‬

‫وقبل ل يردون البيت بهذاك اليوم قعدوا مع مساعد ويا نجاه‪ ..‬عشان اخر التشطيبات على الجراءات‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬كملتو الفحوصات؟‬


‫جراح‪ :‬أي وكلها عند الخت نجاه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬زين و الرخص والفيز والجواز وكل شي؟؟‬
‫نجاه‪ :‬كله زاهب وعند فواز الرجبي وان شاء بعد يومين راح يكونون عندي في المكتب‪..‬‬
‫وهالمرة السؤال كان موجه لفاتن‪ :‬كملتي كل احتياجاتج‪..‬‬
‫فاتن وعيونها مفتوحة بكل بلهة وبراءة‪ :‬أي‪ ...‬ما ناقصني شي؟‬

‫مساعد كان ذايب بذيج النظرة اللي تحسسه بالذنب‪ ..‬اهو اللي ما يحس في سوالف الشغل كان يتحسس من‬
‫نظرة فاتن‪ ..‬شلون ارمي هالبنت في فكوك السود والشياطين في اميركا‪ ..‬ما بتتحمل اسبوع واحد هناك‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬بس عيل خلص‪ ..‬ما بقى شي كل شي زاهب‬


‫نجاه‪ :‬لحظة بس مساعد‪) ..‬وهي تطالع الوراق‪ ( ..‬ماكو احد من طرف الشركة بيسافر معاهم‪ ..‬هذا اللي‬
‫ناقص بس‪..‬‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬شنو؟؟ وانتي مو رايحة معاهم؟‬
‫نجاه بنظرة واضحة‪ :‬أي مو رايحة‪ ..‬انا حامل والسفر مو زين لي‪ ..‬اول شهوري‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة‪ :‬مو وقتج يا نجاه‪ ...‬الحين ماكو احد متوافر؟؟‬
‫نجاة‪ :‬ول احد‪ ..‬مشاري بيسافر وفهد مو موجود وغسان بعد ‪ ...‬ال اذا‪) ...‬وبنظرة خبيثة(‬
‫جراح اللي عرض الموضوع‪ :‬ليش ما انت الي تسافر يا مساعد‪..‬‬
‫الثنين في نفس الوقت مساعد وفاتن‪ :‬ل‪..‬‬

‫وتناظرت العيون في بعض‪ ..‬الحمد لله اول تشارك بالراء مع انها مو في محلها‪ ..‬يعني هذا مو وقت إيكونون‬
‫متوافقين في شي مو في صالحهم‬

‫جراح اللي استغرب هالتوافق سأل‪ :‬ليش زين؟؟ )وعيونه تتناقل بين الثنين(‬
‫مساعد‪ :‬لن‪ ..‬لن انا ‪ ..‬اسمع‪ ..‬هذي فترة مزحومة علي وقضايا كثيرة انا استلمها‪..‬‬
‫نجاة‪ :‬كل شي تحت السيطرة هني ول تنسى غسان بيرد بعد يومين وبيكون حاظر لك يسوي كل اشغالك‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬ل ابو زياد بيطلع اجازة وانا لزم اكون متواجد عنده‪..‬‬
‫نجاة‪ :‬انا سكرتيرة ابو زياد وكل شي تحت السيطرة عندي ول ماكو ثقة‪..‬‬
‫احتار مساعد‪ ..‬ما ظل احد‪ : ..‬زين انتي ما تقدرين على كل شي‪..‬‬
‫ابتسمت نجاة‪ :‬مساعد‪ ...‬لو سمحت اسكت‪ ..‬ويالله روح زهب اغراضك بتسافر‬

‫تظايقت فاتن من خاطر على هالخبر اللي ابد ما يسر‪ ..‬ال يبط الجبد بس ما قدرت تتكلم او تقول شي فنزلت‬
‫عيونها في حظنها‪..‬‬

‫مساعد لحظ ظيقها ويمكن انقهر منه شوي‪ ..‬لهذي الدرجة يعني‪ ..‬قهرا لج يا فاتن‪ :‬اوكية‪ ..‬على بركة الله‪..‬‬
‫خلص يعني كل شي زهب وما ظلت ال الفحوصات ونتايجها نرسلها بالفاكس‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وباجر ان شاء الله تكون زاهبة‬
‫ابتسم مساعد هني ورفع حاجب يكلم فاتن‪ :‬خلص عيل ما ظل شي‪ ..‬يالله الحين اخليكم‪..‬‬

‫وطلع مساعد عنهم وفاتن اللي كان ودها لو تحط صبعها بعينه اللي تقهرها نظراتها‪ ..‬صج انه يقهر‪ ..‬اووووف‪..‬‬

‫جراح‪ :‬فتون‪ ..‬فتوون‬


‫واهي تنتبه من السرحان‪ :‬هل ‪..‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬يالله فتينة خلينا نرد البيت‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫وقبل ل يطلعون تكلمت نجاة‪ :‬فاتن ابيج اتيين لي باجر بروحج‪ .‬ابيج في موضوع هام بيني وبينج‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‬
‫ابتسمت نجاة لهم‪ :‬الله معاكم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬في حفظة وراعيته‪..‬‬

‫وهم طالعين مرو على مكتب مساعد اللي كان مفتوح وهو مو موجود فيه‪ ..‬وتحركو الى المصاعد وجراح اللي‬
‫كان يبين عليه التعب مفتح عيونه بالنص ويمشي‪ ..‬وفاتن تمشي وراه او بالحرى ملزقة فيه‪ ..‬هذا طبعها مع‬
‫اخوها او ابوها ليمن تمشي تلزق فيهم‪ ..‬جنهم ال بيطيرون‪ ..‬حتى ان الناس في المجمعات يوم كانت تمشي‬
‫وياه يظنونهم مخطوبين او شي من هالقبيل مو اخو واخته‪...‬‬

‫ويوم وصلو عند اللفت سمعو صوت ضحكه ناعمة لبنت‪ ..‬وبانت الرؤية‪ ..‬كانت بنت حلوة ل بل خلبة وأنيقة‬
‫واقفة مع مساعد عند المصاعد تسولف وتضحك‪ ..‬والكثر انه اهو يضحك وياها بعد‪ ..‬وقفتهم كانت عادية جدا‬
‫ال انها كانت من الثر انها تخلي فاتن تبتسم ابتسامة سخرية مع حاجب مرفوع يوم انها مرت صوبهم‬

‫غزلن اللي كانت ما تدري من اللي وراها انتبهت للشاب اللي دخل المصعد انه هذاك اللي اهي تشوفه‬
‫بالصدف‪ ..‬رفيق رحلة المصعد على قولتها‪ ..‬ويوم حست انه بيطير من يدها‬

‫غزلن‪ :‬مسكو المصعد لو سمحتو )صدت لمساعد وبنبرة سريعة( يالله مساعد انا اخليك الحين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬سلمي على الوالدة وزياد‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬يبلغ ان شاء الله‪..‬‬

‫ودخلت المصعد وتبعتها عيون مساعد الى عيون فاتن اللي كانت موجهة صوبه وكاننها تنتظر انتباهه‪ ..‬وعطته‬
‫ذيج البتسامة الخبيثة والحاجب المرفوع اللي خله يفج عيونه من الغيض‪ ..‬وما لحق ال والمصعد مسكر‪..‬‬
‫غزلن اللي اول ما دخلت كانت عيونها على جراح اللي كان موطيها وماسك زر الباب عشان ل يقفل‪ ..‬ودخلت‬
‫ووقفت بينه وبين فاتن‪ ..‬وهذا اللي قهر فاتن اكثر‪ ...‬غزلن حست ان هذي الفرصة المواتية انها تكلمه‪ ..‬تبي‬
‫تسمع صوته ‪ ..‬ما يصير جذي ما تنام الليل من زود ماتفكر فيه‪..‬‬

‫غزلن بابتسامة دلوعه‪ :‬الظاهر ان اكثر لقاءاتنا راح تكون في المصعد‬


‫جراح اللي استغرب من كلمها معاه‪ ..‬او يمكن لنه مايتذكرها زين لكن ما عاملها بجلفة‪ :‬الظاهر‪...‬‬

‫وسكت‪ ..‬ما عطاها فرصة انها تطول اكثر‪ ..‬لكن من على غزلن‪ ..‬اللي تبيه تلقيه ‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬انت تشتغل هني؟؟ ول موكل؟؟‬


‫جراح اللي يطالع فاتن ويطالع البنت ونزل عيونه‪ :‬ل الشيخة انا موكل هني‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اهاااا‪ ..‬ومن محاميك؟‬
‫)شهالبلوة( هذا كان في بال جراح‪ :‬مساعد الدخيلي‬
‫غزلن باعجاب واضح‪ :‬خووووووش محامي‪ ..‬احسنهم‪ ..‬المفضل عند ابوي‪..‬‬
‫جراح اللي عجبه الوضع وهو يناظر فاتن‪ :‬ليش ابوج موكل هني؟؟‬
‫غزلن‪ :‬هههههه‪ ..‬ل‪ ..‬ابوي صاحب الشركة‪..‬‬
‫فتح جراح عيونه بطريقة اندهاش حلوة‪ ..‬خلت قلب غزلن يرفرف من حلتها‪ :.‬يا هل والله‬
‫غزلن والحمرة في خدودها‪ : ...‬هل فيك‪...‬‬

‫وصلت للخر عند فاتن من مياعة هالبنت‪ ..‬صج جليلة حيا‪ ..‬شنو يصير لها عشان تتكلم وياه جذي‪ ..‬من شوي‬
‫مساعد والحين جراح؟؟ ل ما بقى ال خالد‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬احممم‪ ...‬جراح حياتي‪ ..‬وصلنا؟؟‬


‫جراح‪ :‬ها‪...‬‬
‫فاتن بعصبية‪ :‬وصلنا يالله‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫ومن غير أي كلمة ثانية طلع من المصعد ووراه فاتن اللي كانت متغيظة على الخر‪ ..‬صج لي قالو بنات جليلين‬
‫حياااا‪ ..‬ويلي عليج يا مريم‪ ..‬لكن هين يا جراحو‬

‫غزلن طلعت من المصعد واهي واقفة بحيرة‪ ..‬من هذي البنت‪ ..‬ما لحظتها‪ ..‬ما ظنتها ويا جراح‪ ..‬اهو دايما‬
‫ايي هني لحاله‪ ..‬من وين هالبنت؟؟ ل يكون بس‪ ..‬وفجت ثمها وغطته بيده‪ :‬ل يكو ن بس خطيبته‪ ...‬ول‬
‫حبيبته؟؟؟ يا ويل قلبي‪ ..‬بموت‪ ...‬شهالحظ يا غزلن‪...‬‬

‫وطلعت البنت مسرعة وراهم عشان ل يمشون ‪ ..‬وعند بوابة الشركة شافت سيارته اليوكن تتحرك بالطريج‬
‫نفسه اللي كان يتحرك فيه‪ ..‬بس الشي الزين اهي تدل بيته‪ ..‬وتعرف وين ايصير ‪ ..‬مو اهو ولد جيران بيت‬
‫خالتها‪ ...‬خلص عيل مافي السالفة أي حسافة‪..‬‬

‫فاتن بغيض تهز ريلها في السيارة وجراح اللي حاس لها ساكت ومتحسف على هالجم كلمة اللي قالها للبنت‪..‬‬
‫الحين اكيد فتون بتوصل كل شي لمريم‪ ..‬والثانية بعد انا ماقدر عليها‪ ..‬بتحرقني بنظراتها سنة كاملة‪ ..‬أي سنة‬
‫ان ما كان العمر كله‪ ..‬زين انا مالي ذنب‪ ..‬مو ذنبي اني حلو وجميل واجذب البنات‪ ..‬ويييييييه خل جمالك‬
‫ينفعك الحين‪ ..‬يوم الي بتشوهك فيه مريم‪ ..‬وبدى اول خطوة في جس النبض‪ ...‬نبض فاتن طبعا‪..‬‬

‫جراح‪ :‬فتون علمج؟؟؟‬


‫انفجرت فاتن‪ :‬علمي‪ ..‬؟؟ علمي؟؟ ل يا اخوي ما علمي شي‪ ..‬الي علمي اني توني عارفة ان اخوي جليل‬
‫حيا وما يستحي‪ ..‬لكن الشره مو عليه الشره على هالمزهرية المتحركة اللي من الف لون ولون متمايعة‬
‫عليك وانت ابد ما صدقت خبر‪ ..‬بالول مساعد والحين انت‪ ..‬يالله كملت السالفة‪ ..‬ويلي عليج يا مريم‪ ..‬صج‬
‫لي قالو اللي ما يعرف للصقر يشويه‪..‬‬

‫بل بل بل بل بل ‪ ...‬قال لها كلمتين‪ ..‬وماصارو كلمتين‪ ..‬ردت عليه بسيل من الكلم الفاضي اللي ماله معنى‪..‬‬
‫يعني هالكثر اهي معصبة‪..‬‬

‫جراح بنبرة هادئة‪ :‬زين أنا شذنبي؟؟ انا مالي شغل‪ ..‬ل تحطيني وياهم‬
‫فاتن‪ :‬انت اوص‪ ..‬اوص ول كلمة‪ ..‬مابي اسمع حسك‪ ..‬والله لو اني ماحبك ول اعزك ول احترمك‪ ..‬جان سويت‬
‫لك العن من جذي‪ ..‬وخبرت مريم عشان اهي اللي تتصرف معاك‪ ..‬لكن‪ ...‬ماقول ال ‪ ...‬مالت علي‪...‬‬
‫جراح‪ :‬بتقولين لمريم شبتقولين لها؟؟؟ اني كلمت بنت في المصعد؟؟‬
‫فاتن مو مصدقة‪ :‬يعني هذي قليلة‬
‫جراح يبتسم على سذاجة اخته‪ :‬فاتن عادي اكلم البنت مافيها شي انا ل تحرشت فيها ول تجاسرت عليها كل‬
‫اللي سويته اني كلمتها وبس‪ ..‬ترى انتي ابد ما تصلحين لميركا‬
‫فاتن‪ :‬اميركا غير والكويت غير‪ ..‬التخالط حرام‪ ..‬لكن اقول لمن‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش عاد انا شسويت‪ ..‬ياما حاجيت بنات في الجامعة والمعهد‬
‫فاتن‪ :‬ومستانس على هالشي‪ ..‬عموما مو انا اللي اصحي ظميرك‪ ..‬انت حر في نفسك والله يهديك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههه والله حالة اللي يسمعج مقطع هدوم البنت‪ ..‬عيب عليج والله حاطتني في منصة‬
‫التهام وتغززين عيني بصبعج تتهميني‪ ..‬انا اخوج حياتج على قولتج‪ ..‬تقولين لي جذي فتون؟؟ هزلت والله‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬أي أي هذا انت شاطر بهالحجي‪ ..‬انا ما عندي كلم معاك‪ ..‬واسكت عني طول الدرب‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم بخبث لفاتن‪ :‬ازين انتي ليش معصبة صج صج؟؟ لني انا كلمتها ول‪) ....‬يطالعها( لنها كلمت‬
‫مساعد قبلي وبعدين انا؟؟‬

‫بكل عنف صدت له‪ ..‬تناظره من غير تصديق‪ ..‬اهو متأكد من اللي قاله‪ ..‬عيونه كانت تبين انه متأكد‪ ..‬والجدية‬
‫ملمح من ملمحه‪ ..‬وما قدرت ترد عليه لنها ما تقدر تسيطر على نفسها‪ ..‬شقصده بهالكلم انها تغار على‬
‫مساعد؟؟؟ تغار عليه؟؟ هذا لو يختفي من هالدنيا انا اقلبها كرنفال احتفال دائم ل ينتهي‪ ..‬يبيني الحين على‬
‫اخر عمري اغار عليه‪ ..‬من زينه ومن حله؟؟ وال من حبي له‪ ..‬والله انا مادري اضحك ول ابجي بسبب اخوي‪..‬‬

‫وفضلت فاتن السكوت طول الدرب وما كانت تدري ان سكوتها كان علمة الرضا عند اخوها اللي ابتسم‬
‫لهالشي‪ ..‬خلص عيل‪ ..‬الخطوة الثانية من وصايا ابوه جريب يتنفذ‪ ..‬ان ما كان هالسنة راح يكون السنة‬
‫الياية‪..‬‬

‫ويوم وصلو البيت فاتن طلعت قبله وبسرعة مثل الريح دخلت البيت واهي معصبة‪ ..‬توها بتركب الدري لغرفتها‬
‫وتذكرت امها اللي تنتظرهم يمكن من الصبح‪ ..‬فمرت عليها المطبخ‬

‫فاتن تطل من الباب‪ :‬السلم عليكم‪..‬‬


‫وانتبهت لسماء اللي قاعدة وهي تقطع سلطة‪..‬وردت ام جراح السلم‪ :‬وعليكم السلم‪ ..‬ها يمة وصلتو؟؟ وينه‬
‫اخوج؟‬
‫فاتن وهي تدخل وتقعد يم سماء بالضبط اللي واجتهتا بابتسامة حلوة‪ :‬كاهو بره‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يالله عيل انا اخليكم‬
‫فاتن اللي ما صدقت تشوف سماء هني‪ :‬ل‪ ..‬خلج وين رايحة؟؟‬
‫سماء حست ان فاتن تبيها في سالفة‪ :‬ل بس قلت يعني تاخذون راحتج‬
‫ام جراح اللي ابد ما تحب هالحجي‪ :‬تمي وانتي معزومة على الغدى اليوم‪..‬‬
‫سماء بدهشة وفرحة‪ :‬والله؟‬
‫ام جراح‪ :‬أي والله‪) ...‬تكلم فاتن( يا حلوها هالبنت‪ ..‬هههههههههههههههههههههه‬

‫ابتسمت فاتن لمها موافقة على كلمها‪ ..‬صج‪ ..‬ياحلوها سمْاء‪ ..‬ويا حلو نسبها من‪ ..‬مشعل‪ ..‬وبس اختفت الم‬
‫صدت فاتن لسماء بلهفة تبي تسالها ال الثانية تجاوبها‬

‫سماء‪ :‬ادري ادري‪ ..‬بتسأليني عنه‪ ..‬لكن‪ ..‬ماكو خبر عنه‪..‬‬


‫فاتن بظيج‪ :‬للحين في الشاليه‪..‬؟‬
‫سماء‪ :‬أي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما يروح الجامعة؟؟‬
‫سماء‪ :‬بلى ايروح هذا دحانه ما يهد الكتب‪ ..‬بس ما ايي البيت‪..‬‬
‫فاتن وهي توسد راسها على الطاولة‪ :‬اووووووف ليش جذي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يالله عاد فتون متى بتقولي لي اللي صار امبينكم هذاك اليوم ورد وويهه مثل الشبح‬
‫فاتن‪ :‬شقول لج بس يا سماء‪ ..‬لو بيدي جان قلتلج من زمان بس‪ ...‬ماقدر‪..‬‬
‫سماء‪ :‬على راحتج‪ .‬بس طلبتج‬
‫فاتن ‪ :‬شنو؟؟‬
‫سماء تمد القرنبيط جدام فاتن‪ :‬قصصي هذا والله انه تعبني‪..‬‬

‫فاتن ابتسمت واستلمت المهمة بكل حب وتمت توريها شلون يقطعونه‪ ..‬وانتبهت لشي سماء قاعدة في البيت‬
‫والساعة توها ‪12‬؟؟؟‬

‫فاتن بغضب‪ :‬بعد اليوم ما رحتي المدرسة؟؟‬


‫سماء‪ :‬هاا‪)....‬بصوت واطي( وليه‪ ..‬وين طحت انا اليوم‪ ..‬ل فتون اليوم اجازة من المدرسة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل والله‪ ..‬اليوم السبت من السبوع االثاني للمدرسة‪ ..‬هذاك السبوع ثلث ايام مداومة بس‪ ..‬وهالسبوع‬
‫بديتيه باجازة‪ ..‬ما تقوليلي انتي تغيبين بامر منو؟‬
‫سماء بمرح‪ :‬بامر كيفي ههههههههههههههههههههه‬
‫فاتن وهي معصبة زود بسبب استهتار سماء‪ :‬انتي على هالحال ما بتسوين زين ونسبتج بتكون مثل ويهج؟‬
‫سماء‪ :‬تدرين‪ ..‬صبح وليل ادعي بهالشي‪ ..‬زين فتووون قوليلي شلون تقطعينه جذي‪..‬‬

‫هزت فاتن راسها واهي متعجبة من حال هالبنت اللي كارهة الدراسة‪ ..‬اهي مو كارهتها اهي كل شي تسويه‬
‫بالعناد‪ ..‬تبي تقهر امها وتعصبها لنها مو ماعطتها الهتمام الكافي ‪ ..‬مسكينة يا سماء‪ ..‬ضحية المجتمع الراقي‬
‫انتي‪ ..‬بس مشعل شلون مخليج جذي ما يهتم فيج كفاية؟؟؟‬

‫**********‬

‫طاف الوقت بسرعة وكاهم اخوانها وصلو البيت‪ ..‬والغدى زاهب وكل شي تمام ما بقى ال ينجبونه‪ ..‬وسماء‬
‫كانت معاهم طبعا‪ ..‬ومستمتعة بالجو العائلي الصخب بينهم‪ ..‬عبد العزيز ومناير وارفيجتها سماهر واختها‬
‫الصغيرة بشاير كلهم عندهم‪ ..‬وفاتن وجراح‪ ..‬والقعدة ول احلى ‪..‬‬

‫ال بهذيج اللحظة اللي اندق فيها الباب‪ ..‬وراحت فاتن تفتحه وردت داخل المطبخ ووراها خالد‪ ..‬اهني سماء ما‬
‫استحملت فكرة انها تكون متواجدة معاه في نفس الوقت‪..‬‬

‫اما خالد اللي كان شكله عادي ومتململ وكأنه متظايق‪ .‬ويوم شافها طار هالظيج كله والملل‪ ..‬وبدت ملمح‬
‫الستمتاع تعلو ويهه وتكسيه‪ ..‬واخيرا اكو برنامج يشغل نفسه فيه عن التحسف على فاتن‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يالله كاهو خالد وصل زهبو السفرة ليمن انجب لكم‪...‬‬

‫وعلى الغدى سماء قعدت بين فاتن وعبد العزيز وجراح وخالد كانو مجابلينها تحت ام جراح‪ ..‬اول مرة تاكل‬
‫على الرض ولكن كانت االقعدة وايد حلوة‪ ..‬الكل متنوع وتقليدي واطباق متنوعة لكل واحد‪ ..‬وشافت ان‬
‫عادات الكل بيناتهم متشابهة تقريبا‪ ..‬كلهم كانو ساكتين باستثناء ثلثة‪ ..‬مناير وسماهر وعبد العزيز‪ ..‬دومهم‬
‫يتنقرشون في بعض ويتناجرون على اقل الشياء وام جراح تسكت فيهم وحتى جراح‪ ..‬كان لباس فيه‪ ..‬عادي‬
‫ويتصرف تقريبا مثل مشعل ال ويا فاتن‪ ..‬كان مزيد حنيته حبتين‪ ..‬مثل يجدم لها الكل ول انه يصب لها عصير‬
‫ول يوصل لها السلطة‪ ..‬يعني حركات اخو يعز اخته‪ ..‬وانا المسكينة حتى اخو يعزني ما عندي‪ ..‬يوم صار‪..‬‬
‫اختفى وراح ‪ ..‬الله يعينني‪..‬‬
‫اما خالد فكانت عيونه على فاتن اكثر من سماء على عكس ما كان يتوقع‪ ..‬ونظرات اللوم في عيونه مو قادر‬
‫يخبيها‪ ..‬يحس انه يتقطع من داخله وهو يعرف بانها خلص راح تروح عنهم وتبتعد‪ ..‬يحس ان البيت خالي حتى‬
‫بوجودها‪ ..‬اااه يا الدنيا ‪ ..‬ليتنا ما نتفارق يا فاتن ونظل هذيل العيال اللي ما يخفون ول يركدون‪..‬‬

‫وانتبه الى سماء اللي كانت تاكل بيدها اليسار‪ ..‬اهي تستعمل يدها اليسار وباين ان حتى في الكل تاكل‬
‫باليسار‪ ...‬وهذي نقطة يقدر يتحرش بها فيها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬كلي بيدج اليمين‬

‫التفتت سماء وفاتن بننفس الوقت‪ ..‬ولحظت فاتن ان سماء كانت تاكل بيدها اليسار‪..‬‬

‫سماء بارتباك‪ .. :‬ما عرف‬


‫خالد‪ :‬ما تعرفين؟؟ تعلمي‪ ..‬اكو شي اسمه تعلم بالتعود‪ ..‬شوفي )يمسك الخاشوقة بيده( وغرفي من العيش‪..‬‬
‫)ويحط اللقمة في حلجة ويتكلم وحلجه متروس اكل( جذي‪..‬‬
‫سماء بقرف ‪ :‬صك حلجك عاد‪..‬‬

‫جراح وفاتن ضحكو في داخلهم بسبب غشمره سماء على خالد اللي انصدم من كلمتها ومن قرفها منه اكثر‬
‫شي‪ ..‬ايا ال‪...‬‬

‫خالد‪ :‬كلي كلي وانتي ساكتة‪..‬‬

‫وكلت بيدها اليسار مرة ثانية‪ ..‬ولحظت انه عصب‪ ..‬ورفعت اليسار ومدت اليمين‪ ..‬ورفعتها واهي تاكل‬
‫بطريقة تضحك الواحد والكل كان خاطره لو ينفجر من الضحك لكن احترموا موقف البنت انها ما كلت باليمين‬
‫غير هالمرة‪..‬‬
‫‪-------‬‬
‫في اليوم الثاني خبر مساعد أهل بيتهم بسرفته الى اميركا مع جراح وفاتن‪ ..‬ومريم الي من سمعت خبر‬
‫السفر تنقعت بدارها ل تطلع ول تخلي احد يدخل ول تاكل ول تشرب ال القليل‪ ..‬ميتة من البجي ومن الحزن‪..‬‬
‫ومن بمكانتها ما يبيجي وهو يشوف اعز حبايبها واقرب الناس لها ارفيجتها الغالية تسافر‪) ...‬ايا على ارفيجتي‬
‫اللي بالكويت‪ ...‬احبج ف‪(..‬‬

‫من لها من بعد فاتن؟ من راح ترافج ومن راح تماشي ول من راح تقول له كل اللي بخاطرها وكل اللي يجيش‬
‫بصدرها ولمن راح تبث مشاعر حبها وغرامها الى جراح؟ مالها ال الصمت القاتل اللي راح يخلص عليها‪ ..‬مالها‬
‫ال انها تكتم احزانها وافراحها الى يوم ترد فاتن‪ ..‬هذا احسن حل‪ ..‬لنها مستحيل اتييب احد مكان فاتن في‬
‫قلبها واسرارها دفينة وعميقة ما تنقال لحد غير فاتن‪ ..‬ااااه عليج يا ارفيجتي العزيزة‪..‬‬

‫ام مساعد طبعا سوت حفلة لكن محد اعتبر لها وسكتو عنها وخلوها تقول اللي بخاطرها فيه‪ ..‬طبعا لتعليمات‬
‫مساعد ‪ ..‬لؤي ما صدق هالخبر ‪ ..‬شلون جراح يسافر وهو ما يدري؟؟ وين العشرة ووين الخوة‪ ..‬طبعا الخوة‬
‫في باله ما طلعت ال يوم سافر جراح عشان يسافر معاه‪ ..‬لكن هذا كله كان غشمرة‪ ..‬راح يفتقد جراح االلي‬
‫بيسافر لمدة اسبوع واحد وبيرد من بعده‪..‬‬

‫على مساعد الوقت كان ظيج ولزم يتحرك باسرع من جذي‪ ..‬لزم الليلة يشيل ابوه واخوه ويروح ويتقدم‬
‫لفاتن‪ ..‬ما عنده أي استعداد انه يتاخر اكثر‪ ..‬عشان مرة وحدة ياخذ اجازته السنوية ويظل مع فاتن هناك لمدة‬
‫بسيطة لمن تتعود على الجو ومن بعدها يرد الكويت ‪ ..‬قلبه مو طايعة على هالشي ‪ ...‬لكن هذا هو الحال‪..‬‬
‫وفاتن محتاجة الى العزلة عشان تتأقلم على الوضع لنفسها‪ ..‬وتعمل الشياء لنفسها ‪ ..‬ما تعتمد على احد‬
‫وتقوي نفسها بنفسها‪ ..‬ثقته كانت كبيرة فيها وبقدرتها‪..‬‬

‫بالليل في ديوانية بيتهم وزوج اخته فيصل كان متواجد بعد‪ ..‬حس مساعد ان هذا الوقت المناسب في انه‬
‫ييتكلم بالموضوع مع أبوه‬

‫مساعد‪ :‬يبا‪...‬‬
‫بو مساعد‪ :‬سم يا وليدي؟‬
‫مساعد‪ :‬سم الله عدوك ‪ ..‬يبا انا خلص‪ ..‬قررت اني اكمل نص ديني وا‪ ..‬اخطب‪..‬‬
‫بو مساعد بابتسامة‪ :‬والله خوش خبر يا وليدي‪ ..‬انا ما عندي مانع ول أي اعتراض‪ ..‬بس امك قلت لها انت؟؟‬
‫مساعد‪ :‬يبا انا ما ابي امي اللي تختار لي ‪ ..‬انا اخترت وخلص‬
‫بو مساعد اللي كان يثق في ولده بعمى‪ :‬خلص عيل يا وليدي دامك اخترت‪ ..‬ماله داعي زود الكلم‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة‪ :‬انت اصبر شوي خلني اقول لك من اهي بالول‬
‫بو مساعد‪ :‬يا وليدي انت ريال كبير وفاهم وعاجل وعارف لمصلحتك‪..‬‬
‫مساعد باستسلم‪ :‬خلص عيل‪ ..‬توكلنا على الله‬
‫لؤي‪ :‬لحظه لحظه انا قول لي من اهي العروس!!‬
‫فيصل يضحك بخفة ومساعد يرد باستغراب‪ :‬وانت شكو؟؟ ابوي الحين اللي اهو ابوي ما يبي يعرف انت شكو؟‬
‫لؤي بتعجب‪ :‬افا يا مساعد انا اخوك الصغير الحباب‪ ..‬قول لي عشان اعرف من اهي مرتك اللي بتطبخ لي ول‬
‫بتغسل لي هدومي‬
‫مساعد‪ :‬يبا رد عليه انا مافيني على خباله‬
‫بو مساعد يتكلم وفيصل ميت من الضحك بس بهدوء‪ :‬انت ما تقول لي حرمة اخوك خدامة لك تغسل هدومك‬
‫ل وتطبخ لك‬
‫لؤي‪ :‬طالع هذا مو اهي بتيي مكان نورو‪ ..‬خلص‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬ليش نورة كانت تطبخ لك؟‬
‫لؤي‪ :‬هذي مافيها خير مرتك‪) ..‬يبتسم بفرح( الله يخلي ام لؤي‪ ..‬بتسوي كل شي‪ ..‬مو مساعد؟‬
‫مساعد‪ :‬بعد سميتها على اسمك‪ ..‬الحمد لله والشكر يا الله اني ل اشكي اليك وانما اطلب منك القضاء‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬القضاء علي؟؟ مو مشكلة‪ ..‬حلو وبارد منك‪..‬‬

‫بعد ما راح فيصل لبيتهم دخل مساعد واخوه وابوه الى البيت‪ ..‬والحمد لله كانو في الصالة قاعدين‬
‫ينتظرونهم‪ ..‬امه طبعا ما تحط عينها بعينه يازعم معصبة وزعلنه‪ ..‬ومساعد اختار قربها عشان يغثها وينغز‬
‫عليها‪ ..‬واهي ابد مو ماعطته ويه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يمه حرام عليج والله بسج تعبتي قلبي ‪..‬‬


‫لؤي الي قاعد عند ريل امه‪ :‬روح انت هذي امي انت لك حرمتك خلص‬
‫مساعد‪ :‬جب‪..‬‬
‫نورة نطت‪ :‬حرمته؟؟؟ أي حرمة؟؟؟‬
‫لوي بفرح‪ :‬أي افرحي يا نورة يببي‪ ..‬لولولشي‪ ..‬اخوج بيتزوج‪..‬‬
‫نورة بفرح كبير‪ :‬قووووووووول والله؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬انت ياخي خلني اقول سالفتي بروحي‬
‫لؤي‪ :‬ماقدرت احبس نفسي‪) ..‬بنبرة نسائية( دنه حطير من الفرحة وال ايه يا ماما‪..‬‬
‫ام مساعد بعصبيه‪ :‬لؤيوووووو‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬يا فديت هاللؤوووووويه منج‪..‬‬
‫نورة بفرح‪ :‬ومن هي العروس‪..‬‬
‫امساعد تلفت‪ ..‬شاف ان مريم مو موجودة‪ ..‬وينها؟؟؟‪ :‬وينها مريم؟‬
‫نورة‪ :‬كانت هني قبل شوي وراحت‪ ..‬ما قعدت حتى معانا‪..‬‬
‫ام مساعد بتعالي‪ :‬قلبها معورها على بنت الياسي‪ ..‬بتروح وبتخليها‪ ..‬الشره مو عليها عل اخوها اللي ما تحرك‬
‫عليها قد ما تحرك على بنات الناس‪ ..‬ما قول ال ‪...‬‬

‫مساعد اللي تحسس من كلمة امه لكن مو اهو اللي يزعل ويبرطم منها‪ ..‬هذي امه اللي خابزها وعاينها‪..‬‬
‫تقول لكنها ما تقصد‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬نورة روحي نادي عليها ماقدر اتكلم بلياها‪..‬‬


‫نورة‪ :‬شهالحب‪ ..‬انا بعد حبني جذي‬
‫مساعد‪ :‬ياالله قومي‪ ,,,.‬وال تدرين‪ ..‬محد بييبها غيري‪..‬‬

‫وراح مساعد عنهم وهو يمشي‪ ..‬وصل لدار مريم اللي كانت قافلة الباب‪...‬‬
‫طق على الباب بخفة‬

‫مساعد‪ :‬مريم‪ ...‬مريم‪. ..‬ريمم‪ ..‬وينج؟‬

‫مريم تطلع من الحمام وهي تنشف شعرها وطبعا ما سمعت أي شي من هدو ء طق اخوها‪..‬‬

‫وتقوت ضربته على الباب‪ :‬مريم‪ ...‬مريم وينج؟؟‬

‫انتفضت مريم وراحت تفج الباب بسرعة‪ :‬خير مساعد‪ ...‬فيك شي؟‬
‫مساعد‪ :‬الخير بويهج بس علمج صاكة الباب؟؟ فيج شي؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل مافيني شي‪..‬‬
‫مساعد ياشر على عينها بيده‪ :‬شفيها عينج؟؟؟ متورمة جنج تبجين؟‬
‫مريم بحزن‪ :‬ل بس متظايقه شوي‪..‬‬
‫بابتسامة تريح القلب‪ :‬تبجين على فاتن؟‬
‫مريم سكتت ولمعت عيونها بالدموع من جديد ولا سالت بعد‪ :‬تتشمت فيني؟؟‬
‫مساعد بطل الباب ولم اخته بكل حنان‪ :‬افا عليج مو انا مساعد اللي يموت فيج يتشمت‪ ..‬بس انتي يا حياتي ل‬
‫تسوين في روحج جذي ‪ ..‬انا اقوى الموت ول اقوى دمعج‬

‫مريم استعجبت من كلم اخوها لكن الوضعية كانت مريحة وظلت بحظنه تبجي بهدوء ولكن براحة‪..‬‬

‫مساعد يبعدها شوي‪ :‬يالله الحين‪ ..‬شرايج تنزلين تحت و تسمعين الخبر اللي بيزفه اخوج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مابي‪ ..‬امي بتقعد تتنقرش فيني وانا مالي خلق‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬عيب مريم‪..‬‬
‫مريم بحيا‪ :‬اسفة بس‪ ..‬مو وقتهها هذا‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬زين ما تبين تفرحين لي يعني؟‬
‫مريم ترتد لورى‪ :‬ادري الخبر اللي بتزفه‪ ..‬ما يحتاج اكون موجودة عشان اسمعه‬
‫مساعد‪ :‬وادري انج رافضة وموقفج من موقف ارفيجتج بس بعد‪ ..‬انا ما لومج‪..‬‬
‫مريم اندهشت من خاطر لكن هذي كانت الفرصة انها تعرف‪ :‬عيل ليش ؟‬
‫مساعد يهز راسه ويبتسم‪ :‬انتي بعدج صغيرة‪ ..‬لو كبرتي وتوسع تفكيرج اكثر‪ ..‬بتعرفين‪ ..‬مع اني تمنيتج انج‬
‫تكونين اكبر من جذي بس‪ .‬ما هو عليج انتي ملمي‪..‬‬
‫مريم بمرح بسيط‪ :‬هذي صارت اغنيه‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههه‪ ..‬يالله‪ ..‬تنزلين ول بتخليني انزل لحالي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ما عاش‪ ..‬دقايق بس الم شعري‪..‬‬

‫خذت البروش ولمت شعرها به‪ ..‬ونزلت مع مساعد ‪ ..‬وقعدوو في الصالة‪..‬‬

‫وتكلم مساعد‪ :‬الحين يا نورة انا اقدر اقول لج من اهي العروس‪..‬‬


‫نورة‪ :‬من؟‬
‫مساعد‪ :‬فاتن بنت عبد الله الياسي‬
‫نورة من الفرحة وقفت وصفقت بيدها‪ :‬صجججججججج‪.‬؟‪ .‬ماصدق‪ ..‬ماصدق‪ ..‬كلولولولولولولش‬
‫لؤي‪ :‬ايه انتي جنج مصريه سكتي‬
‫ام مساعد بعصبية‪ ..‬وجنها تطيح فيه كل الي فيها‪ :‬لؤي يا جليل الحيا‪..‬‬
‫لؤي بحيا‪ :‬يمة انا اسف‪ ..‬مو قصدي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يمة انتي ليش معصبة‪) ..‬وبدلل حلو وجذاب( يمة انا ماستاهل منج انج تفرحين لي‪ ..‬يمة انا مساعد‬
‫مو لؤي الخقة ول نورو الدلعة ل ريمو القرقة‪..‬‬

‫الثلثه فجو حلوجهم مو مصدقين اللي يشوفونه ويسمعونه‪ ..‬هذا مساعد ول احد ثاني؟؟ ل ويسبهم؟؟‬

‫ام مساعد‪ :‬انت اكيد غير‪ ..‬انت ريحة الغالي ابوك ‪ ..‬لكن انت قاهرني بهالختيار يا ولدي‬
‫بو مساعد‪ :‬يا سارة بدل ما تعصبين على ولدج لزم توقفين له وتشدين ظهره‪ ..‬بنت الياسي ماكو اعدل منها‪..‬‬
‫تراج انتي اللي مربيتها وفاهمة لها وعارفتها مثلها مثل بناتج‪ ..‬اليوم ياج الوقت وقلتي البنت مو خوش اختيار‬
‫ام مساعد بنبرة وقورة‪ ..‬لن زوجها الي يتكلم مو احد ثاني‪ :‬يابو مساعد البنت ما عليها خلف لكن ليش البعيد‬
‫والقريب اولى‪..‬‬

‫مساعد تسند وهو يسحب نفس بقهر‪ ..‬وبو مساعد ماقصر في امهم يوم سمع اللي قالته‬
‫بو مساعد باشمئزاز‪ :‬منو القريب‪.‬؟؟ بنت اختج منى؟؟؟ هذي اولى؟؟ اولى بشو؟؟ اهي ل تبي ولدج ول هم‬
‫يحزنون‪ ..‬تذكرين قبل يوم قلتي لهم بسبيل المزحة وشسو لج‪ ..‬ال احنا مو من قد المقام وال احنا ما نستاهل‬
‫بنتهم‪ ..‬شوفي بنتهم اللي كانو حاطينها ماسة العرش شسوت فيهم‪ ..‬يايين اليوم يبيعونها علينا واحنا اللي ما‬
‫نبيها‪ ..‬ليش ولدنا ان شاء الله ناقص ول فيه عوق‪ ..‬كامل والكامل الله وريال ل يعلى عليه‪ ..‬واذا انتي موافقة‬
‫تراني انا مو موافق‪..‬‬
‫مساعد بصوت واطي‪ :‬عاش ابوي‪..‬‬
‫ابو مساعد‪ :‬اسكت انت‪ ..‬بنت اختج ماقول عنها الشين لكن ماهي عاجل‪ ..‬لو عاجل جان ما تطلقت من خيرة‬
‫الرياييل ول مرتين بعد‪ ..‬سارة‪ ..‬صلي على نبيج واستغفري ربج‪ ..‬وباجر لبسي عباتج وشيلي بناتج وروحي‬
‫خطبي لولدج احسن البنات‪ ..‬والله ويات خلف عالية ‪ ..‬صج ان ربك يمهل وما يهمل‪..‬‬

‫اهني تغرقت عيون مساعد بالدمع ‪ ..‬مجرد يسمع اسم عالية من احد خلص تتهدم كل اركان الهدوء في‬
‫قلبه‪ ...‬يا ترى راح تقدر فاتن انها تكون مثل عالية في قلبه او اكثر؟؟ يا ترى راح تقدر تهز عرش عالية في‬
‫قلبي وتستحله وتخليه لها اهي ما احد غيرها؟؟ ماظن‪..‬‬

‫ام مساعد‪ :‬ل تعور قلبك يا بو مساعد البنت خلص انخطبت‪..‬‬


‫نورة هي تحوس بثمها بصوت واطي‪ :‬أي مينون خطبها )صدت عليها ام مساعد بنظرة تحرق الواحد(‪ ..‬اقصد‬
‫من الي تقدم لها‪. ..‬؟؟ صاحب الشأن والشرف‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ل تتطنزين‪ ..‬الله ما يطق بعصا‪ ..‬خطبها ولد عمها مشاري‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬الحمد لله ‪ ..‬نورة سمعتي النكتة اللي تقول‪ ..‬مينون تزوج مينونة يابو عشرة ميانين‬
‫نورة ومريم‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫وعلى الضحك انجرت ام مساعد بعد على الضحك وياهم‪ ..‬وضحكتها هذي كانت الشارة انها رضخت لفكرة ان‬
‫ولدها يبي يتزوج البنت اللي اهي الوحيدة تحس انها ما تناسبه‪ ..‬بس ما كانت فرحتها بالشكل المتوقع‪ ..‬كانت‬
‫تحن على زواج مساعد اكثر من أي احد في هالبيت‪ ..‬وردت فعلها كانت طبيعية جدا ‪ ..‬وعادية جدا‪ ...‬محد‬
‫يدري‪ ..‬شنو راح تكون مشاعرها مع اليام‪ ..‬تجاه مسألة فاتن وزواجها من ولدها الحبيب‪..‬؟؟‬
‫***********‬

‫اليوم الثلثاء‪ ..‬اليوم الرابع على تواجد مشعل في الشاليه‪ ..‬الجامعة بدت واهو مواظب لكن من غير أي حس‪..‬‬
‫ما يدري بالي وراه ول اللي جدامه‪ ..‬الهم والحزن كاسح كل شي فيه ومحطم نفسيته اللي طول عمره كانت‬
‫مهشمة‪ ..‬اخر موقف صار مع فاتن تركه محطم‪ ..‬والشخص اللي حقره جدامها خله يحس بمدى صغر حجمه‬
‫وتفاهه مشاعره تجاه فاتن مع العلم انها كبيرة وعظيمة‪ ..‬شلون قدر يحطمني بكلمات‪ ..‬يمكن ما تجاوزت‬
‫العشر من العدد‪..‬واثرها كان بليغ؟؟ من اهو؟؟ وشنو علقته بفاتن واهلها‪..‬كان موقفه حازم كانه‪ ..‬كانه؟؟؟‬
‫مادري مادري يا ربي‪ ..‬بس خايف من هالشخص اللي مادري من وين طلع لي‪..‬‬

‫وانت لي متى بتم خايف يا مشعل؟؟ لي متى بتم جبان جذي وموقفك ضعيف تبي كل شي يكون جاهز ومرتب‬
‫ومصفوف والكل ينتظرك وانت تتحرك ببطء‪ ..‬البنت ما بتوقف لك‪ ..‬ول بتنطرك لو انت حبيت النتظار‪ ..‬بتطير‬
‫من يدك وانت بتم قاعد تناظرها شلون تطير‪..‬‬
‫شلون يا ربي ‪..‬؟؟؟ ابي حل‪ ..‬انا ادري اني مو قد مسؤولية ول زواج ول ارتباط‪ ..‬وحتى هلي‪ ..‬امي بالخص !!‬
‫اللي راح توقف في ويهي مثل الجدار المنيع‪ ..‬وتمنع زواجي من فاتن لو كان هذا اخر شي تسويه في حياتها‪..‬‬

‫وقف عند البحر وهو يتنسم والهوا ما يدخل حتى لقرب نقطة‪ ...‬و حس بالوحدة الكبيرة‪ ..‬اهو يا هني لغرض‬
‫انه يقدر يفكر بهدوء ويبتعد عن الذنب وتأنيب الضمير ‪ ..‬لكن‪ ..‬اهو هني بعيد ما يدري شقاعد يصير هناك‪..‬‬
‫انقطعت اخبارهم كلهم‪ ..‬جراح اكثر من مرة اتصل فيه وهو من زود ما احساسه بالذنب ما رد عليه‪ ..‬وسماء‬
‫اللي في اليوم فوق العشر مرات تتصل ما يرد ال عليها مرتين‪ ..‬وما يطول بعد‪..‬‬

‫الظاهر ان الوقت صار انه يرد البيت‪ ..‬مو اليوم‪ ..‬باجر ان شاء الله‪ ..‬تهدى نفسيته ويصير الشي منسي مع ان‬
‫الشي مستحيل نسيانه‪ ..‬محفور في تعرجات الشارع اللي بين بيتهم وبيته‪ ..‬في ويه فاتن وفي ويه هذاك‬
‫الريال‪ ..‬تتمسك فيه قضبان بوابه بيت فاتن الصدئة‪ ..‬والهم‪ ..‬نسمة الهوا اللي حملته من مكان لمكان‪..‬‬

‫الله يعين قلبك يا مشعل‪ ..‬يا ترى ردتك هذي خير لك ول ‪ ...‬شر‪! ..‬؟!؟!؟!؟!‬
‫******‬

‫مساعد اللي ما قدر انه يقعد اكثر من غير ما يتكلم مع جراح عن هالموضوع‪ ..‬اهو مر عليه قبل يومين في‬
‫المكتب لكن ما حب انه يفاتحه لن فاتن كانت معاه بعد بس في مكتب نجاة‪ ..‬وما حب انه يزف لها الخبر في‬
‫نفس الوقت‪ ..‬اهي يبيها تكون اخر من يعرف عشان الناس اللي حولها يعدونها للوضع بطريقة صحيحة‪ ..‬ونورة‬
‫ومريم ما راح يقصرون ابد‪..‬‬

‫في قلبه كان خايف ان فاتن تمرض ول يصيبها شي‪ ..‬اهي ما راح ترفض‪ ..‬يعرف هالشي اكثر من غيره‪ ..‬لنها‬
‫ولو كانت في سن غبي ولها غلطاتها اهي تعرف الصح والغلط وتفهم لهم بنفس ما يفهم الكبير‪ ..‬وتعرف ان‬
‫النتظار على حب‪ ..‬او نزوة هذاك السخيف مضيعة للوقت واهدار لكرامتها وعزة نفسها‪ ..‬بس الخوف انها‬
‫تمرض وتتعب نفسيتها لن مهما كان يبقى الموضوع مستحل اكبر مساحة من اهتماماتها‪ ..‬ويمكن يكون‬
‫مركزها ان ما كان يبالغ‪ ..‬بس‪ ..‬اهي لزم ترضخ لواقع انها لي‪ ..‬مو له‪ ..‬لي انا وبس‪..‬‬

‫وكاهو عند باب بيتهم ‪ ..‬توه واصل‪ ..‬يبي يتكلم في الموضوع مع جراح ومع ام جراح بنفس الوقت‪ ..‬صحيح ان‬
‫الوضع مو تقليدي‪ ..‬بالعادة ام الريال اهي اللي تيي لم البنت تكلمها في الموضوع‪ ..‬بس‪ ..‬اهو يبي اول شي‬
‫يضمن فاتن عشان يخلي هله يتقدمون رسميا‪ ..‬مو سالفة تحدي للتقاليد بس‪ ..‬حفظ لكرامة هله واهل فاتن‪..‬‬

‫وكاهو جراح يتقدم ناحيته بابتسامة مريحة على طول خلت شفاة مساعد ترسم ابتسامة بالمثل‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يا حيا الله من يانا‪ ..‬حياك مساعد ليش واقف عند الباب‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يحيك‪...‬‬

‫وسرع جراح يولع الديوانية ومساعد وراه‪ ..‬كان لبس دشداشه بيضا ورافع الكمام وشعره الناعم اطول عن‬
‫طوله العادي‪ ..‬بس اهو كان في حاله بعيدة جدا عن الهتمام في مظهره‪ ..‬بس الي كان من صج مستهم منه‬
‫اهو الشيب البيض الخفيف اللي غزى مقدمة راسه‪ ..‬بس‪ ..‬يالله الشيب وقار ماهو عار‪..‬‬

‫جراح‪ :‬ولو اني زعلن عليك ليش انت ماخبرتني قبل اكثر عشان ازهب لك الدار‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انا بالعمد ييتك من غير موعد عشان اني ماحب الترتيبات ول القدوع ‪ ..‬لن الموضوع اللي انا يايك‬
‫بخصوصه اهم من هالترتيبات والعادات‪ ..‬ولنه ما يتحمل اني اقدع ومن بعدها اتكلم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل عادي حياك الله باي وقت عزيز وغالي‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة ولكن يدينه كانو يرتجفون‪ :‬الله يخليك‪ ..‬ال‪ ..‬ما خبرت الوالدة بجيتي؟‬
‫جراح‪ :‬ل بلى خبرتها‪ ..‬الحين اهي في جية‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ,‬اندق الباب االمفتوح على الزراعة اللي في البيت‪ ..‬وكانت اهي ام جراح اللي استقبلها ولدها‬
‫بابتسامة عريضة‪ ..‬واهي كانت تبتسم لكن مو بمثل ابتسامة جراح‪ ..‬لنها تركت البيت وفاتن واقفة بنص‬
‫الصالة ونظرات الخوف والرعب تكسيها من راسها لي ريلها‪ ..‬البنت حاسة ان اكو شي يصير‪ ..‬وشي جايد‬
‫بعد‪..‬‬

‫قعدت ام جراح بعد السلمات مع مساعد‪ ..‬ونفس الكلم اللي قاله جراح قالته‬

‫ام جراح‪ :‬يمة عاد جان خبرتنا بييتك نزهب لك شي ول شيات‪ ..‬فشيله جذي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الجايات اكثر خالتي‪ ..‬بس انا اليوم يايج في موضوع‪ ..‬واظن انج انتي وجراح عارفينه‪ ..‬يمكن حتى‬
‫فاتن تعرفه‪..‬‬
‫مررت ام جراح نظرها الخايف الى ولدها تبث شويه من مشاعرها الذعرة‪ :‬أي ‪ ...‬نعرفه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انا ل يايكم استعيلكم عشان شي‪ ..‬تعرفين السفر قرب‪ ..‬وانا مالي خاطر انها تسافر جذي بل احد ول‬
‫سند‪ ..‬قلت اهي لو سافرت بسافر معاها‪ ..‬طبعا بعد الملجة‪ ..‬واكون معاها لفترة ليمن ترسى على بر‪ ..‬وبعدها‬
‫ارد الكويت وانا مطمن‪ ..‬ولو اني ماطمن ول أآمن‪ ..‬بس‪ ..‬شنسوي؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬يا وليدي مادري شقول لك‪ ..‬بس‪ ...‬احنا للحين ما شاورناها‪ ..‬واهي كانت مريضة باخر اليام فلذا‪..‬‬
‫السالفة بتطول شوي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مو مشكلة خالتي ترى كل اللي قلته لج تخطيطات بسيطة ومسهلة‬
‫ام جراح‪ :‬أي يمة بالعكس اللي قلته صح وانسب شي‪ ..‬بس‪ ..‬بعد البنت لزم نسألها‪ ..‬ونعرف شنو رايها‪..‬‬
‫مساعد كان حاس بظيييج كبير والتوتر حارق كل اعصابه ‪ ..‬ما يدري من وين ياب هالبرود وهالتجلد‪ :..‬ماعليه‬
‫خالتي‪ ..‬اهي طرف مهم في هالموضوع‪ ..‬بس انا ييتكم اليوم عشان اطرح عليكم هالفكرة‪ ..‬وما ادري‪ ..‬اذا‬
‫توافقون عليه ول لء‪..‬‬

‫ظلو الثلثة ساكتين من بعد ما خلص كلم مساعد‪ ..‬يمكن كلهم كانو متوترين بسبب هالموضوع‪ ..‬فاتن ما بينت‬
‫ل موافقة ول معارضة على الموضوع‪ ..‬يعني ما رست ول رستهم معاها على بر‪ ..‬اهي صج هادئة وحالتها‬
‫الصحية في تحسن وما يبين عليها الهم‪ ..‬بس النظرات والمظهر اللي بدت عليه يوم عرفت ان مساعد ياي‬
‫يكلم امها واخوها رجع كل الخوف وكل الرعب يدب فيها وفي اوصالها‪..‬‬

‫كانت في الصالة الي حكت ارضيتها وهي تروح وتيي‪ ..‬قلبها حاير ومخها داير ما تدري شتسوي‪ ..‬اهي صج‬
‫حاطة اتكالها على رب العالمين ومسلمة مصيرها له‪ ..‬بس بعد‪ ..‬الشي اكبر منها ‪ ..‬الرفض على طرف لسانها‬
‫لكن ‪ ...‬ما تقدر تتكلم‪ ...‬تخاف انه يهددها ويفرض الشي عليها‪ ..‬واهي بصراحة ما بتسكت عنه ويمكن تتطاول‬
‫عليه بجم كلمة‪..‬‬

‫يا عجب تأثير هالنسان فيني‪ ..‬يطلع الي مخفي واللي عمري ما حسيته يتواجد بي‪ ..‬اكرهه‪ ..‬ليش ما يفهم‬
‫هالشي‪ ..‬نظراتي وتحركاتي واحساساتي اللي اوجهها له‪ ..‬ما يحس بها؟؟ انسان هذا ول جماد‪ ..‬اكيد جماد‪..‬‬
‫عيل اكو انسان في هالدنيا ما تغيرت نظرته ال مرتين‪ ..‬يوم اللي صرخت عليه ‪ ..‬ويوم اللي وصلني بالسيارة‪..‬‬

‫لزم يفهم انها ما تبيه‪ ..‬ما تبيه‪ ..‬وتمت تتلعث بكل شي‪ ..‬تمسك الستارة واهي ملت من النظر‪ .‬تنتظر امها‬
‫واخوها ليمن اييوون لكن ما تبي تسالهم ‪ ..‬في قلبها شوق انها تسمعه شنو يقول لهم‪ ..‬تبي تعرف شنو قاعد‬
‫ايصير امبينهم‪ ..‬ياربي يا حبيبي‪ ..‬انصفني‪ ..‬انصفني بقدري يا ربي‪..‬‬

‫وفاتن على هالدعاء دخلت امها من الباب وهي تفج الشيلة عن راسها‪ ..‬وانتبهت لها واقفة بنص الصالة وكانها‬
‫كانت تنتظر‪ ..‬ابتسمت لها الم وراحت عنها داخل المطبخ‪ ..‬تعجبت فاتن من حركة امها؟؟ شمعنى دخولها‬
‫للمطبخ جذي؟؟ وراحت وراها‪...‬‬

‫بتوتر تسالها‪ :‬يمة‪ ...‬شكان يبي منكم؟؟؟‬


‫ام جراح‪ :‬منو؟؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬مس‪ ..‬مساعد‪ ..‬اخو مريم‪...‬شيبي؟؟‬
‫ام جراح تلتفت لها بنظرة جامدة‪ :‬انتي تعرفين اهو ليش ياي‪ ..‬يعني ما له داعي ازيد عليج واقول لج‪..‬‬
‫فاتن بخوف‪ :‬وانتو‪ .......‬انتو شرديتو عليه‪...‬؟‬
‫بابتسامة اسف توجهت ام جراح لها‪ :‬حسافة على الزمن يا يمة‪ ..‬اللي ياب سوء ظنج فينا ‪ ..‬اننا نقدر نبيعج او‬
‫مستخسرينج‪)..‬مسكت الم كتف فاتن دللة على الحزن وبعين ملينانة دموع( حتى ثقة ما عدتي تثقين فينا يا‬
‫بنتي؟؟؟؟؟‬

‫كان اللم النابع في صوت الم‪ ..‬وكلماتها الحزينة مثل الصفعات المتكررة لفاتن‪ ..‬مو لنها كانت غلط ‪..‬‬
‫بالعكس‪ ..‬اهي ظنت مثل ما قالت لها امها‪ ..‬بس‪ ..‬ما قدرت تترجمها ال يوم يات امها وقالت لها هالكلم‪..‬‬
‫شكثر دنى مستوى تفكيرها بأهلها‪ ..‬شكثر اهي قاسية معاهم وشكثر مواقف خلتها تطيح من عينهم واهم‪..‬‬
‫ابد‪ ..‬ما حركو لها ساكن‪ ..‬لعاقبوها ول ناقشوها ول سوو لها شي‪ ..‬وان صابها شي طقوا الصدر حامي عليها‬
‫والراح تصفع الراح من الخوف عليها‪ ..‬واهي‪...‬‬

‫راحت امها عنها فوق واهي ظلت بالصالة وعيونها مفتوحه من غير تصديق على اللي اهي تسويه‪ ..‬كل‬
‫هالقساوة وكل هالظلم وكل هالنفور من أهلها‪ ..‬كل ما عندها في هالدنيا‪ ..‬علشان كونها تحب انسان ثاني‪..‬‬
‫هالكثر مشاعرها مهمة وثمينة‪ ..‬اكثر من أهلها‪ ..‬اهم شنو ذنبهم يوم اني احب من وراهم‪ ..‬وشنو ذنبهم يوم‬
‫اني معلقة روحي في واحد‪ ...‬بعد موقف واحد راح وتخلى وغاب‪ ..‬حتى السؤال ما يسأل‪ ..‬أي حب هذا؟؟ انا‬
‫الحب لي‪ ..‬اهو خوف جراح علي ومتابعته لي اول باول‪ ..‬اهو اللي كان عايش حياته ما عليه من احد‪ ..‬تخلى‬
‫عن حريته الشخصية ومتعه عشاننا‪ ..‬ول امي‪ ..‬اللي مغطية كل احزانها وتتجرع الهم ورى بعضه‪ ..‬ول تشكي‬
‫ول تحجي لحد‪ ..‬وانا؟؟؟ انا شنو دوري من بين هالناس؟؟؟ شنو موقفي؟؟؟ العداء‪.‬؟؟ النرفزة؟؟؟ التشكيك‬
‫في نوايا اهلي تجاهي‪...‬؟؟؟‬

‫غطت ويهها بصدمة كبيرة ‪ ...‬صدمة الصحوة على الواقع المؤلم اللي اهي آلت اليه‪ ..‬صدمة انها وصلت‬
‫لمرحلة انها تتعارض مع اهلها على امنيات‪ ..‬تافهة وسخيفة بالمقابل لفرحة اهلها‪ ..‬ماهي تضحية عشانهم ول‬
‫هو الواجب‪ ..‬هذا المقابل‪ ..‬لطيبتهم ولحبهم لي وولئهم ووقفتهم معاي‪ ..‬انا لو أحارب هلي عشانك يا مشعل‪..‬‬
‫هل انت راح تقدر تحارب هلك عشاني بيوم من اليام؟؟؟ هل راح تقدم تضحيات مثل تضحياتي‪ ..‬انت عندك‬
‫بس مستواك العائلي‪. ..‬انا عندي امي واخواني واختي‪ ..‬وولد خالتي وارفيجتي‪ ...‬حتى مساعد نفسه‪ ..‬ولو انه‬
‫ماله مكانة في حياتي‪..‬‬

‫لكن يا فاتن‪ ..‬هل معناته المقابل انج ترمين نفسج في علقة انتي ما خططتي لها ول وقع اختيارج على‬
‫الشخص اللي بيدخل فيها معاج؟؟؟‬

‫ل‪ ...‬طبعا ل‪ ...‬انا مساعد ماعرفه‪ ..‬ماعرف اهو من وين ول شنو طبعه ول من وين ياي!!‬
‫يعني مشعل اللي تعرفين اهو من وين؟؟ مادري‪ ..‬مادري‪ ..‬اللي اعرفه ان مشعل كان معاي لمدة سبع‬
‫سنوات‪ ..‬سبع سنوات وهو في مخيلتي ايعيش فيها وفي احلمي وامنياتي وامالي العريضة اللي رسمتها‬
‫بسقف داري ‪..‬‬

‫لكن‪ ..‬الحلم ما تجيس ارض الواقع بسبب قساوته وجديته‪ ..‬الحلم معادية الواقع‪ ..‬والواقع يا فاتن اهو اخر‬
‫محطة انتي بتوصلينها بالحلم‪ ..‬يا انها تردج بهداي‪ ..‬ول انها ترطمج لدرجة انج تطيحين في غيبوبه ما تقدرين‬
‫تطلعين منها‪ ...‬وان طلعتي‪ ..‬الله العالم شلون راح تمضين حياتج وانتي اللي تعودتي على الحلم المجانية‪...‬‬
‫الواقع ثمنه غالي‪ ..‬يدفعه النسان من حياته‪ ..‬والحلم‪ ..‬مالها أي ثمن ال ‪ ..‬معاناتج‪..‬‬

‫يعني شنو؟؟؟؟؟‬
‫خلص؟؟؟؟‬
‫انتهت الحلم‪.....‬؟؟؟‬

‫ل ‪ ..‬الحلم يا فاتن عمرها ما تنتهي‪ ...‬الحلم‪ ..‬تظل باقية في ذاكرة النسان‪ ..‬وذاكرة القلب يمكن قبل‬
‫العقل‪ ..‬ل ترجعين لها ‪ ..‬ول تحرمين نفسج من الحق بالحلم‪ ..‬احلمي قد ما تبين‪ ..‬لكن احلمي بواقعج‬
‫الحقيقي‪ ..‬حاولي انج تكونين في اطاره‪ ..‬ل تطلعين عنه ول تتجاوزين حدود المعقول!!!‬

‫دخل جراح البيت وهو يبتسم وشاف فاتن قاعدة وهي تناظر جدامها بطريقة غريبة‪ ..‬وكأنها قاعدة مع احد‬
‫يكلمها وتكلمه‪ ..‬واهي مثل المستمعة‪ ..‬راح قعد يمها وهو عاقد حواجبه‪ ..‬وبنبرة هادئة كلمها عن ل تخترع‪..‬‬

‫جراح‪ :‬فاتن‪ ..‬علمج قاعدة هني بروحج؟؟‬


‫فاتن اوتعت من السرحان وهي تسمع صوت اخوها السلسبيل‪ .‬ل إراديا ابتسمت في ويهه بحنان‪ :‬ل بس‪..‬‬
‫جذي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وينها امي عيل؟؟‬
‫تذكرت فاتن ان امها راحت عنها واهي زعلنه‪ :‬فوق في دارها‪ ..‬بس ‪ ..‬ل تروح لها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش؟‬
‫فاتن‪ :‬انا بروح لها‪...‬‬
‫جراح استغرب موقف فاتن بس ماحب يعارضها‪ :‬على راحتج‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬تصبح على خير‪..‬‬
‫الوقت كان مبجر لكن‪ :.‬وانتي من اهل الخير‪..‬‬

‫وبخطوات واثقة ناحية غرفة امها‪ ,‬رسمت فاتن على وجهها ابتسامة التقبل‪ ,‬والرضا‪ ,‬والقنوع‪ ..‬ولو انها كانت‬
‫بمثابة السجين الحادة اللي تطعن في قلبها‪ ..‬بكل خطوة كانت تدوس على حلم‪ ..‬وبكل خطوة كانت تمحي‬
‫ذكرى‪ ,‬وبكل خطوة‪ ..‬تبني ذاكرة جديدة لحياة جديدة‪ ..‬حياة بعيدة كل البعد عن اللي كانت تبيه‪ ..‬بعيدة عن‬
‫مشعل وحب مشعل‪ ,‬وقريبة‪ ..‬من مساعد‪ ,‬وسيطرة مساعد‪...‬‬

‫دخلت دار امها من غير ما تدق على الباب بعوايدهم‪ ..‬وامها اللي كانت قاعدة على الكرسي تخيط في دراعة‬
‫من دراعاتها رفعت راسها واهي تناظرها بحزن‪ ..‬لكن وجه فاتن الباسم كان سبب انها ترسم اهي الثانية‬
‫ابتسامة‪ ..‬ما كان من طبع ام جراح يوم انها متظايقه تكشر في ويه عيالها‪ ..‬كانت دايما تجابلهم بالحسنى‬
‫وبالبتسامة والفرحة‪..‬‬
‫قعدت فاتن عند امها واهي تناظر اللي قاعدة تخيطه‪ :‬يمة شقاعدة تسوين؟؟‬
‫ام جراح باستغراب‪ :‬اخيط دراعة عندي طايح تطريزها شوي‪..‬‬
‫فاتن‪ ..:‬يمة‪ ..‬شرايج لو انج تخلين الدراعة لبعدين‪ ..‬وتقعدين تخيطين لي فستان عرسي‪ ..‬مو احسن؟؟؟‬

‫انصدمت ام جراح من كلم فاتن اللي رافقته ابتسامتها المرحة والحزن اللي ماقدرت تمسحه من عينها‪...‬‬
‫مدت ام جراح يدينها بل تفكير الى بنتها‪ ..‬مو لنها اخيرا وافقت على اللي هم يبونه لها‪ ..‬ل‪ ...‬مدتها لنها تعرف‬
‫ان بنتها محتاجة لحضانها بذيج اللحظة‪ ..‬وفاتن اللي كانت نتظر الشارة من امها على طول‪ ..‬رمت بنفسها‬
‫والدمع يتطاير من عينها‪...‬‬

‫حلوة الحساس كانت غامرة النفوس‪ ..‬لكن الحزن‪ ..‬ما يروح بسرعة‪ ..‬الحب مستحيل ينمسح او ينسى‪..‬‬
‫الحب يظل باقي مثل المرارة اللي تمر في نفس النسان‪ ..‬لكن‪ ..‬القوة تكمن في ان النسان يدفن هذا‬
‫الحب من غير نسيانه‪ ..‬عشان لو حصل في يوم ومر في تجربة عاطفية يقارن بين هذا الحب‪ ..‬وهذاك الحب‪..‬‬
‫ويعرف‪ ..‬أي واحد فيهم اهو الحقيقي؟؟؟‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫))بحضر زفافك((‬

‫اول ما استلم جراح الخبر فرح فرحة كبيرة‪ ..‬موافقة فاتن كانت سريعة بعكس ما كانو يتوقعون‪ ..‬ام جراح ما‬
‫حاولت انها تظهر الفرحة الكبيرة عشان بنتها فاتن‪ ..‬وانتظر جراح الصبح بفارق الصبر عشان يخبر مساعد‬
‫هالخبر‪ ..‬يدري انه لو عرف راح يرتاح‪ ..‬كان يبين عليه البارح ان هالسالفة شايلة معظم تفكيره‪ ..‬وتوتره اللي‬
‫اول مرة يشوفه كان اكبر دليل على هالشي‪..‬‬

‫مساعد اللي صحى اليوم وهو تعبان راح الدوام حتى من غير ما يشرب الجاي اللي متعود يشربه‪ ..‬كانت‬
‫السيارة هادئة على عكس كل مرة‪ ..‬يكون القرآن اهو اللي يعمر في اجوائها‪ ..‬كان محتاج لكبر قدر من‬
‫الهدوء‪ ..‬حتى انه دخل المكتب وما وقف مع الموظفين‪ ..‬حتى صباح الخير ما ردها عليهم‪ ..‬مخه كان مشغول‬
‫والتوتر عامي بصيرته‪..‬‬

‫اول ما دخل قعد على الكرسي وهو يسكر عيونه‪ ..‬مسحه بظهر كفه علمة على التعب والنعاس‪ ..‬البارح قضاه‬
‫من غير ما يرقد او تجيس عينه النوم‪ ,‬النتظار طويل‪ ,‬الخوف اكبر‪ ..‬بس‪ ..‬اللي الله كاتبه بصير‪..‬‬

‫واول مكالمة وصلته‪..‬‬

‫بصعوبه رفع صبعه للتلفون يرد على السكرتيرة‪ :‬هل ميا؟؟‬


‫السكرتيرة‪ :‬ابو زياد متصل فيك أستاذ!‬
‫في خاطره مساعد تململ من اتصال ابو زياد لكن‪ :‬هاتيه‬
‫واول ما سمع بو زياد‪ :‬الوو مساعد‪ ..‬تعال عندي شوي ابيك في موضوع‬
‫مساعد‪ :‬ان شاء الله ابو زياد‪..‬‬

‫سكر مساعد وقام على طوله الى مكتب ابو زياد‪ ...‬دخل هناك وكان ابو زياد قاعد على كرسي الطاولة وهو‬
‫يناظر باوراق‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬صباح الخير ابو زياد‪..‬‬


‫ابو زياد يرفع عينه ونظارته على خشمه‪ :‬هل صباح النور مساعد‪ ..‬حياك اقعد‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يحيك‪ ..‬خير بو زياد اليوم من الصبح طالبني؟‬
‫ترك بو زياد الوراق وواجه مساعد‪ :‬علمك يا معود سمعت انك بتسافر اميركا‪ ..‬ما قلت يا ولدي‪..‬‬
‫مساعد وهو يبتسم لنبرة التحبب من ابو زياد‪ :‬ل والله يا بو زياد الموضوع يا بالصدفة وما وافقت عليه ال لني‬
‫كنت المتوافر الوحيد‪..‬‬
‫ابو زياد‪ :‬بس هم انا طالع باجازة ومسافر ويا العايلة!!! وما يصير انا و انت بنفس الوقت نطلع‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬والله مادري يا بو زياد انا سفري مهم جزء من الشغل‪..‬‬
‫ابو زياد‪ :‬والله انا ما ودي اطلع اجازة لنها تخملني بس العيال ذابحيني‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بس احنا مو لزم نكون بهالتشكك‪ ..‬ماشاء الله المكتب قايم بوجودنا ول عدمه‪ ..‬لن الموظفين‬
‫ماشاء الله عليهم مبيض الويه‪ ..‬وان جان على الدارة غسان رد امس‪ ..‬ونجاة بعد بتظل‪ ..‬يعني الثنين يقدرون‬
‫يغطون معظم القرارات الدارية‪..‬‬
‫ابو زياد‪ :‬وانت جم مدة اجازتك؟؟‬
‫مساعد‪ :‬شكلي باخذها سنوية‪ ..‬يعني شهر‪..‬‬
‫بو زياد‪ :‬حتى انا بعد قلت باخذها شهر‪ ..‬يالله انا بقصرها وانت خذها كاملة‪ ..‬وعليك بالعافية‬
‫ابتسم أبو زياد ورد عليه مساعد البتسامة‪ :‬تسلم يا بو زياد‪ ..‬بس هالشي مو اكيد‪ ..‬يعني اذا تأكدت بخبرك‪..‬‬
‫ابو زياد يتفحص بويه مساعد‪ :‬علمك مساعد؟ اليوم مو على عوايدك‪ ..‬تعبان ومالك خلق‪..‬‬
‫امساعد‪ :‬ل بو زياد بس شوي‪ ..‬ما رقدت زين‪..‬‬
‫ابو زياد بضحكته المشهورة‪ :‬هههههههههه الظاهر انك تحب؟؟ تحب يا مساعد ومن ورانا؟؟‬

‫امساعد اللي انحرج من قلب بسبب هالكلمة‪ ..‬اهو ان جان على الحب يحب من زمان‪ ..‬بس ليش الثار توها‬
‫ظاهرة عليه‬

‫مساعد‪ :‬الله يهداك يا بو زياد‪ ..‬أي حب‪ ..‬شيبنا على الحب‪ ..‬خله للصغار‪..‬‬
‫ابو زياد وهو يرتب شواربه‪ :‬ل يابوك‪ ..‬تكلم عن نفسك‪ ..‬انا بعدني شباب وصغير على الحب‬
‫امساعد بحاجب مرفوع‪ :‬وينج ياام زياد‪..‬‬
‫ابو زياد‪ :‬احم احم‪ ..‬يالله عاد ماله داعي تدخلها بالموضوع‪ ..‬اهي في القلب‪ ..‬وسيدته وحامته‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههه والقفل؟؟ من قافله؟؟؟‬
‫بوزياد‪ :‬ل‪ ..‬قلب الريال ما ينقفل‪ ..‬انا انقفل زحمة‪ ..‬من للحرمات العازبات‪..‬؟؟‬
‫مساعد اللي مات من الضحك‪ :‬هههههههههههههههههههههه يقطع بليسك يا بوزياد والله اني كنت متظايق اليوم‬
‫الصبح ههههههههههههههههههه‬
‫ابو زياد وهو مبتسم‪ :‬مو انا بالعمد خرتها ونجبتها معاك عشان تبطل هالتكشيرة اللي في ويهك‪ ..‬الحين اانا‬
‫تطمنت عليك‪ ..‬قوم روح مكتبك وشوف شغلك‬
‫مساعد‪ :‬مع انها طردة بس يالله‪ ..‬حلو وبارد منك ‪ ..‬عن إذنك‪..‬‬

‫راح مساعد وابو زياد يفكر فيه‪ ..‬والله ان مساعد خوش ريال‪ ..‬كل واحد لو يشوفه ويتعامل معاه ويعرف‬
‫شكثر اهو شاطر‪ ..‬يتمنى لو انه ما يفرط فيه‪ ..‬ودي بس لو يكون له نصيب ويا غزلن‪ ..‬احس ان محد بيحافظ‬
‫عليها كثره‪ ..‬لو بس‪ ..‬لوو‪...‬‬
‫********‬

‫غزلن من طرف ثاني كانت قاعدة في حديقة بيتهم تتريق يم المسبح كالعادة‪ ..‬ابوها راح من شوي واهي‬
‫قاعدة تشرب النسكافيه بهدوء‪ ..‬وتفكيرها كله متجه الى رفيق المصعد‪ ..‬قالت البنت اسمه‪ ..‬جراح‪ ..‬يا حلو‬
‫اسمه‪ ..‬يناسبه‪ ..‬مع انه قديم شوي بس‪ ..‬كل شي عليه حلو‪ ..‬ابتسمت بينها وبين نفسها وهي تضرب رأسها‬
‫بسبب ينوننها‪ ..‬إل وأمها يايه صوبها‬

‫ام زياد‪ :‬الحمد لله والشكر‪..‬‬


‫غزلن بدلع وهي تتخصر‪ :‬ليش ان شاء الله؟‬
‫ام زياد تبتسم‪ :‬انتي اللي تتبسمين لحالج‪ ..‬الغزيل فيج وما ادري؟؟‬
‫غزلن وهي تشرب‪ :‬مافيني شي‪ ...‬سلمتج‪..‬‬

‫لكن البتسامة كانت اكبر مخبر عن حالها‪ ..‬طالعتها امها على طرف وشافت البتسامة اللي على ثمها اللي‬
‫تجاهد في اخفائها لك على من يا غزلن؟؟ على امج؟؟‬

‫ام زياد‪ :‬ال اقول يمة‪..‬‬


‫غزلن‪ :‬هل ماما‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬الحين انتي اللي حددتي اننا لزم نسافر بس وين رايحين؟‬
‫غزلن بمرح‪ :‬يمة بنروح مكان لصار ول استوى مثله؟‬
‫ام زياد بفرح مشارك‪ :‬خوش عيل قوليلي وين رايحين؟‬
‫غزلن‪ :‬رايحين يا ماما سيشيل ايلندز‪ ..‬جزر سيشيل!!‬
‫ام زياد الي ما عرفت المكان‪ :‬فيه عرب؟‬
‫غزلن‪ :‬يمة العرب كل مكان اكيد بنلقي احد هناك‪..‬‬
‫ام زياد ‪ :‬اهم شي‪ ..‬والله اني ماحب اروح هالماكن بس انتي الله يهداج‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬يمة النسان لو ما استكشف بحياته هالمناطق بهالوقت متى بيسكتشفها بالله عليج؟؟‬
‫ام زياد‪ :‬بس بس عاد‪ ..‬كولومبوس مادري ابن بطوطة الكويت‪..‬‬
‫غزلن بغرور وهي ترفع ريلها لداخل الكرسي‪ :‬واحسن بعد‪ ...‬ابن بطوطة ما يتحداني‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬بقوم عنج شكلج ينيتي انتي‪ ..‬نزلي ريلج قبل‬
‫ونزلت غزلن ريلها‪ :‬مسامحة‬

‫و راحت امها عنها وتركتها مرة ثانية تغوص في احلمها الكبيرة‪ ..‬احلم تتضمنها اهي وجراح و‪ ..‬جزر سيشيل‪...‬‬
‫ضحكت بينها وبين نفسها على هالفكار المجنونة لكن ما تنكر‪ ..‬كانت افكار حلوة‪ ..‬ويا حلوها لو تصير صج‪..‬‬
‫**********‬

‫جراح الي توه قاعد من الرقاد بوقت الظهر حس ان ظهره يتقطع‪ ..‬كان قراره حكيم بانه ينسحب هالكورس‬
‫من الجامعة وان شاء الكورس الياي بيدش مرة ثانية‪ ..‬لن ظروف عايلته ما تسمح له انه يتغيب عن البيت‪..‬‬
‫طبعا اهو باول اسبوع راح يسافر مع فاتن وثاني اسبوع راح يرد ومن بعدها التعديلت في البيت وامه من لها‬
‫في البيت غيره‪ ..‬يالله برتب لها البيت وكل شي وبعدين بيدش الجامعة وبيسحب معاه خالد‪..‬‬

‫كان فخور بنفسه‪ ..‬ما كان يظن ان حب العائلة والوقفة معاها بهذي الحلوة‪ ..‬يمكن لن السيطرة صارت له‬
‫اهو بس وان محد يشاركه فيها ال امه بنسبة بسيطة بعد‪ ..‬الله يرحمك يا يبا‪ ..‬بفقدك تركت هوة كبيرة لكن ان‬
‫شاء الله اكون قد المقام واقدر اني البي لهلي كل ما نشدوني‪..‬‬

‫على طول من بعدها قضب التلفون واتصل في مساعد عشان يخبره بموافقه فاتن ‪ ..‬اللي صح يات سريعة‬
‫لكن في محلها‪ ..‬اكيد اقتنعت بالسباب وبان سفرها مع مساعد واهي مخطوبة اريح لها من سفرها واهي‬
‫عازبة‪ ..‬فديت اختي والله‪..‬‬

‫واتصل في مساعد‪ ..‬اللي ما كان يستقبل أي مكالمات‪ ...‬وقاعد في مكتبه يفكر ويفكر من غير ما يشتغل‪..‬‬
‫اصل نية الشغل ما كانت في باله ابدا بس جذي يشخبط عشان يبين لنفسه اللي ماكانت مقتنعة ابدا انه قاعد‬
‫يشتغل‪..‬‬

‫دقت السكرتيرة عليه ورد بملل‪ :‬ها ميا مابي أي مكالمات‪..‬‬


‫ميا‪ :‬بس أستاذ هذا جراح الياسي ويبيك ضروري‪..‬‬

‫نقز مساعد من مكانه‪ ..‬جراح اللي متصل‪ ...‬بهالسرعة؟؟؟ ليش يا ربي شصاير؟؟ ل يكون بس رفضت‪..‬‬
‫مستحيل توافق بهالسرعة‪ ..‬وبدت معدته تضطرب عليه‪ ..‬حتى العرق عرقه‪..‬‬

‫مساعد بنبرة سريعة‪ :‬وصليني به‪..‬‬

‫ووصله خط جراح‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬قوة جراح‬


‫جراح‪ :‬هل فيك مساعد شخبارك؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ابخير الحمد لله وانت؟‬
‫جراح‪ :‬الحمدلله ليكون بس مشغول لن السكرتيرة قالت لي‪..‬‬
‫قاطعه مساعد بنبرة متلهفة‪ :‬ما عليك منها قول لي‪ ..‬شقالت اختك‪..‬‬
‫جراح ابتسم ‪ ..‬الريال ملغوث على العرس‪ : ..‬والله مادري شقول لك ‪ ..‬ما ودي اكون انا اللي يوصلك هالخبر‬
‫بس‪..‬‬
‫اهني طاح قلب مساعد في بطنه‪ ..‬ولسبب غبي عصب‪ ..‬وبدت اعصابه تثور‪ :‬ليش‪ ...‬شنو الخبر؟؟‬
‫جراح‪ :‬مبروك‪ ..‬وافقت فاتن‪..‬‬

‫سكت مساعد‪ ..‬ما قدر يتكلم‪ ..‬حس انه انصم من بعد هالكلمة‪ ..‬ورد سال جراح‬

‫مساعد‪ :‬شنو الخبر؟؟؟؟؟؟‬


‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههه ‪ ..‬وافقت فاتن‪...‬‬
‫مساعد بحيرة‪ :‬متأكد؟؟‬
‫جراح‪ :‬تصدق ل‪ ..‬بروح اسألها مرة ثانية‪ ..‬اقول لك وافقت تقول لي متأكد؟؟‬
‫مساعد ‪ :‬ل بس‪ ..‬الموافقة يات سريعة!!‬
‫جراح‪ :‬ل بس فاتن كانت باخر اليام تفكر في هالموضوع من جذي يات الموافقة سريعة‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة قلقة ما قدر يفسر سببها‪ :‬الحمد لله‪ ..‬عيل ماكو وقت عندنا‪ ..‬متى انييكم‪..‬؟؟‬
‫جراح ‪ :‬والله حياكم باي وقت‪ ..‬اليوم الربعا‪..‬يوم الحداث في بيتنا‪ ..‬ههههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬ان شاء الله ليلة باجر عشان البيت يكونون مستعدين‪..‬‬
‫جراح‪ :‬براحتكم‪ ..‬يالله‪ ..‬اخليك الحين تشوف شغلك‪ ..‬مع السلمة‬
‫مساعد‪ :‬مع الف سلمة‪..‬‬

‫وسكر جراح عن مساعد اللي طاح في نوبة تجمد‪ ..‬مو عارف شلي قاعد يصير؟ كان ينتظر هالموافقة على‬
‫احر من الجمر‪ ..‬والحين ‪ ..‬يوم ياته بدى يتشكك من سرعة الموافقة؟؟ ليش يا ترى؟؟ ليش وافقت‬
‫بهالسرعة؟؟ يا ترى كلمها في المستشفى كان صحيح؟؟ ول انها وافقت عشان اهلها؟؟ انت الحين كنت تبيها‬
‫باي ثمن والحين يوم ياتك على طبق من ذهب بديت تتشكك؟؟ صج ما عندك سالفة‪ ..‬بس‪ ...‬ليش هالشك‬
‫فيني‪ ..‬ليش؟؟‬
‫خله يتحرك في هالموضوع باسرع طريقة ممكنة عشان يقدر يختلي فيها ويقدر يسألها اللي يبيه بينه وبينها‪..‬‬
‫وتبدى الرحلة مع فاتن‪ ..‬ويا نظراتها‪..‬‬

‫اول من اتصل فيه اهي مريم‪ ..‬اللي كانت طبعا في الجامعة باول اسبوع واخر يوم فيه وبالصدفة صارت‬
‫مواعيد انتهاء المحاضرات عندها مع مساعد كل يوم‪..‬‬

‫ردت عليه بفرح‪ :‬هل سعودي‬


‫مساعد بابتسامة‪ :‬هل فيج‪ ..‬ماقلنا بطلي سعودي هذا ماني ياهل عندج‬
‫مريم بمرح‪ :‬ههههههههه سعودي احلى‪ ..‬تخليني اتخيلك ياهل صغنون تلعب في الطريج ههههه‬
‫مساعد‪ :‬وايد قرقة‪ ..‬زين بقول لج‪ ..‬باركيلي!!‬
‫مريم‪ :‬مبروووووووك‪ ..‬شريت سيارة يديدة اكيد‪..‬‬
‫مساعد بخيبة‪ :‬ل يا مينونة‪ ..‬ارفيجتج وافقت‬
‫مريم بحيرة‪ :‬وافقت؟؟ وافقت على شنو؟؟ )تذكرت وانصدمت( وافقت على‪ ...‬الزواج؟؟؟؟؟‬
‫مساعد بحاجب مرفوع‪ :‬أي وافقت على الزواج‪ ..‬ليش ان شاء الله مستغربة؟؟ فيها شي لو تزوجتني؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل والله مافيها شي‪ ..‬انت ما عليك قصور بس موافقتها يات سريعة‪..‬‬
‫ورد الشك يستفحل في مساعد‪ ..‬حتى مريم حاسة بنفس الشي‪ :‬ايه‪ ..‬اخوها يقول انها كانت باخر اليام‬
‫تفكر‪ ..‬وو‪) ..‬ما يقدر يقنع نفسه بهالكلم(‬
‫مريم اللي مثله ماقدرت تقتنع‪ :‬زين مساعد ممكن خدمة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬قطني عند بيت عمي بو جراح قبل ل نروح البيت‪ ..‬ابي اقعد عندها شوي واستفسر منها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬مو من الحين الناس ظهر‪ ..‬العصر يصير خير‪ ..‬ال اقول لج متى تخلصين‬
‫مريم بحزن‪ :‬على الوحدة‬
‫مساعد‪ :‬وحدة وربع انا عندج‪ ..‬يالله مع السلمة‬
‫مريم‪ :‬الله يسلمك‪..‬‬
‫سكرت مريم عن اخوها واهي تدور مكان تقعد عشان تركز على هالصدمة او هالخبر المريع‪ ..‬فاتن وافقت‬
‫على مساعد؟؟؟ شلون؟ ومتى؟؟ وليش؟؟ اهي تحب مشعل فليش تتزوج مساعد؟؟ صار شي بينها وبين‬
‫مشعل خلها توافق على مساعد‪ ..‬ل ‪ ..‬انا لزم اروح لها واشوفها‪..‬‬

‫مساعد الي ماقدر يظل اكثر في المكتب استأذن من الشغل وطلع مبجر‪ ..‬يعني على الساعة ‪ 11‬جذي‪ ..‬وراح‬
‫مباشرة البيت‪ ..‬عشان يكلم امه‪ ..‬لزم يستغل الوقت قبل ل يستغله‪ ..‬ويوم دخل البيت سأل الخدامة عن امه‬
‫وقالت له انها في غرفة نورة ترتب اغراضها لنها بتاخذهم بيتها جريب‪ ..‬وراح لها مساعد‪ ..‬الله يعين قلب امي‬
‫الحين اكيد ملتاع على نورة‪ ..‬بس هذي سنة الحياة‪ ..‬البنت تكبر وتنضج عشان يوم من اليام يسلمونها لواحد‬
‫غيرهم‪ ..‬يكمل مسيرة الصون والحفظ‪..‬‬

‫الباب كان مفتوح‪ ..‬ودخل مساعد منه وهو يبتسم لمه اللي انتبهت لدخوله واهي تطوي في هدوم نورة‬
‫بحزن‪ ..‬ابتسمت له بالمقابل وانتبهت ان الوقت مبجر على ردته‬

‫ام مساعد‪ :‬مبجر يا وليدي اليوم؟؟ عسى ما شر؟؟‬


‫مساعد اللي قعد يمها واهو يلمها بذراعينه الطوال‪ :‬ياي مخصوص عشان اخبرج بخبر انتي تستحقين حصريته‪..‬‬
‫ام مساعد بابتسامة‪ :‬خير يا وليدي‪ ..‬وافقت بنت عبدالله؟؟‬
‫انصدم مساعد‪ :‬من قال لج؟؟‬
‫ام مساعد‪ :‬عيونك قالت لي‪ ..‬وبعدين‪ ..‬انا ادري انك امس رايح بيتهم عشان هالسبب‪..‬‬

‫مساعد ترك امه وهو يبتسم ومد يدينه في حظنه ومنزل راسه‪ ..‬وامه تناظره بمرح‬

‫ام مساعد‪ :‬ويييييييييي علمها العروس استحت‬


‫مساعد بصدمة وضحكه‪ :‬هههههههههههههههههه يمة الله يهداج‪...‬‬
‫ام مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه مبروك عليك يا وليدي‪ ..‬منك المال ومنها العيال‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يمة من قلبج هالمنية؟؟‬
‫ام مساعد‪ :‬اكيد يا عقلي‪ ..‬وين ما تي من قلبي وانت قلبي كله‪ ..‬بس انشاء الله تسعدك وتهنيك‪ ..‬وان ظايقتك‬
‫في يوم من اليام ل تظن اني بكون متساهلة معاها‪ ..‬مو انا الم اللي تلوم عيالها على اولد الناس‪ ..‬انا الوم‬
‫اولد الناس على شقى وعنى عيالي لني اعرفهم‪ ..‬مربيتهم بهذين اليدين‪ ..‬ما شقوني‪ ..‬بيشقون غيري؟؟‬
‫مساعد وهو يلم امه‪ :‬ل خلى ول عدم منج يالغالية‪..‬‬
‫ما يدري ليش حلت له موافقة فاتن الحين اكثر عن قبل‪ ..‬لن معاها كانت موافقة اغلى مخلوقة على‬
‫هالكون‪ ..‬أمه الحبيبة ما غيرها‪ ..‬وبدت له الحياة احلى عن قبل‪ ..‬وان اللوان الزاهية انرمت على رتابة حياته‬
‫وبساطتها‪ ..‬كل هذا بسبب دخولج في حياتي يا فاتن‪ ..‬لكن‪ ..‬انتي‪ ..‬شنو شعورج من كل هذا‪..‬‬
‫مساعد ما كان خبل ول كان غبي‪ .‬يعرف اكثر من غيرهم بمشاعر فاتن‪ ..‬يدري انها تحب هذاك الخايس اللي‬
‫شافه واقف عندها‪ ..‬لكن‪ ..‬اهو بقدرته راح يخليها تنساه وتنسى حبه‪ ..‬بس اهو على كلمته‪ ..‬اهو راح يتزوجها‬
‫صح لكن‪ ..‬اهي اللي راح تتخذ اول خطوة تجاهه‪ ..‬ما راح يخليها تتحكم في العلقة من اولها‪ ..‬وال هو ليش‬
‫الريال‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬زين يمة‪ ..‬متى يناسبج نروح لهم؟؟‬


‫ام مساعد‪ :‬الليلة زينة‪ ..‬خلنا نروح لهم الليلة‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة‪ :‬والملجة؟؟‬
‫ام مساعد بصدمة‪ :‬تبيها الحين؟‬
‫مساعد ‪:‬أي يمة لنها بعد ‪ 7‬ايام بتسافر وانا لزم اسافر معاها‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬بس عيل‪ ..‬في خلل هالسبعة ايام بنملج ولو اني بغيت افرح فيك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يمة مابي حفلت ول شي‪ ..‬خلي الملجة تكون عادية عائلية بيننا وبينهم‪ ..‬والعرس ان شاء الله اسويه‬
‫لج من اكبر العروس عشان تعزمين اللي تبينه‪ ..‬خصوصا ان ابوهم ما صار له الثلثة شهور من توفى‪ ..‬ما نبي‬
‫حفلة كبيرة‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬صح كلمك‪ ..‬بس عيل‪ ..‬روح خبرهم اننا بنكون عندهم هالليلة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يصير خير ان شاء الله‪..‬‬
‫وقام مساعد على طوله يتصل في جراح عشان يخلي هله يستعدون لهم‪ ..‬وبالصدفة كان خالد عندهم في‬
‫البيت‪ ..‬اللي طبعا ما يعرف عن الموضوع حتى مستهله‪..‬‬

‫جراح بنبرة محببة‪ :‬هل والله بمساعد‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬هل فيك شخباركم؟؟‬
‫جراح‪ :‬والله ما تغيرنا من قبل ساعة‪ ..‬انت شخبارك؟‬
‫مساعد‪ :‬ابخير‪ ..‬بس حبيت اعلمك عشان تخبر هلك ان الليلة بنكون عندكم جذي بعد العشا‪..‬‬
‫جراح بابتسامة‪ :‬حياكم الله والله يطرح البركة‪..‬‬

‫التفت خالد لكلمة جراح في التلفون‪ ..‬يطرح البركة؟؟ ليش من بيتزوج؟؟‬

‫مساعد‪ :‬يالله مع السلمة‬


‫جراح‪:‬الله يسلمك‪..‬‬

‫سكر جراح وعلى طول استلمه خالد بنبرة مرحة‪ :‬ها جراح بتتزوج؟؟‬
‫جراح يبتسم بفخر‪ :‬يا ليت‪..‬‬
‫خالد ‪:‬عيل من اللي بيتزوج؟‬
‫جراح بنبرة حريصة وجادة‪ :‬فاتن تقدم لها مساعد الدخيلي واحنا وافقنا‪..‬‬

‫تجمد خالد مكانه من صدمة الخبر‪ ...‬وعيونه على جراح ‪ ..‬وما افظع النظرة اللي رماها عليه وجراح ابد ما كان‬
‫منصدم منها‪ ..‬هذا ابسط ما يمكن يقدمه خالد له‪..‬‬

‫خالد بصوت هامس‪ :‬منو تقدم لفاتن؟‬


‫جراح‪ :‬خالد‪ ..‬تعال خلني اقول لك‬
‫خالد اللي طفح الكيل فيه ومسك جراح من قميصه‪ :‬تقول لي شنو؟؟ يا الخسيس‪ ..‬يوم انا بغيتها حرمتني منها‬
‫بحجج واسباب‪ ...‬والحين‪....‬‬
‫توه بيضرب جراح لكن كان اسرع منه ومسك قبضته‪ ..‬وحصره في يده‪ :‬خالد استهد بالله عن هالخبال‬
‫خالد‪ :‬والله ل ذبحك اليوم‪...‬‬
‫بعد التعارك ترك جراح خالد اللي بدى انه ضعف من هالنزال لهزله وصحته المتدهورة‪ ..‬وقام يمشي في‬
‫الحوش ومن بعدها قعد على اقرب نقطه وهو حاس انه نفسه بيغيب‪ ..‬طلع النبوب ونفخه في حلجه عشان‬
‫يسلك الهوا لرئته‪ ..‬من بعد هالنوبة الحادة قعد مع نفسه يفكر‪ ..‬ول اراديا طفرت الدمعة من عينه‪ ..‬وربط‬
‫الحداث ببعضها وتذكر يوم قالو لهم يطلعون بره‪ ..‬اكيد هني استغل الخسيس مساعد الوضع وطلب يد فاتن‪..‬‬
‫لكن شلون وافقو عليه‪..‬‬

‫خالد‪ :‬ليش مساعد؟؟ ليش؟؟؟ ليش اهو وانا الي ابيها‪..‬‬


‫جراح‪ :‬يا خالد‪ ...‬هذا كله قضاء ربك وامره‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ربك ما يرضى بالظلم يا جراح‪ ..‬انت اللي منعتني منها وشركتني في قدر انا ما كنت اتمناه‪ ..‬ول كنت‬
‫ابيه‪ ..‬خليتني اكون شريك لك على فاتن بسفرها‪ ..‬ووقلت لي اني لزم انتظر عشان اخطبها‪ ..‬والحين‪...‬‬
‫جراح بحزن‪ :‬خالد‪ ..‬هذا كله ما كان متوقع ‪ ..‬انا مستحيل كنت اوافق على زواج فاتن من مساعد او أي احد‬
‫ثاني في هالفترة‪ ..‬لكن هذي وصية ابوي‪..‬‬
‫خالد بنبرة ساخرة‪ :‬وابوك ما وصى ال على مساعد؟؟‬
‫جراح‪ :‬خالد قول لي الصراحة‪ ..‬خلنا نكون صريحين‪ ...‬من متى وانت تحب فاتن؟؟‬
‫خالد وهو يحس نفسه يطالع شريط ذكريات‪ :‬من ل اوعى على هالدنيا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش؟‬
‫خالد يطالع جراح بنظرة متململة‪ :‬ارجوك مو وقت حزايرك الحين‬
‫جراح‪ :‬ل صج قول لي ليش تحبها اهي بالذات؟ مو لنها البنت الوحيدة وبمعنى لوحيدة يعني ما شفت بنات في‬
‫حياتك غيرها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل بلى انا شفت؟‬
‫جراح‪ :‬وين يا حظي؟؟؟ في المدرسة الداخليةاللي كنت فيها ول الجامعة اللي رحتها؟؟ ول المجمعات اللي‬
‫كنت تروحها ويا ارفيجك فاضل؟‬
‫كل هذا كان بعيد عن الخيال لن خالد ما كان يروح مدرسة داخلية ول دخل الجامعة والمولت والمجمعات‬
‫مايحبها اهو وفاضل‪ ..‬شللي يبي يوصل له جراح؟؟‬
‫خالد‪ :‬بعد‪ ..‬قلبي انا اختارها يا جراح من فتح عيونه عليها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬شفت‪ ...‬عيونك مافتحت ال على فاتن‪ ..‬يعني ما شفت بنت غيرها‪ ..‬ل تقول لي مناير ول تقول لي شي‬
‫ثاني‪ ..‬انت ما شفت ال فاتن بحياتك‪..‬‬
‫وبهذي اللحظة سماء كانت رادة من المدرسة للبيت‪ ..‬وطبعا بهواش ومشاحن مع السايق‪ ..‬وخلت جراح وخالد‬
‫ينتبهون لها‪ ..‬واهني جراح استغل تواجد سماء اللي له اثره على خالد ولو ان محد لحظ غيره اهو‪ ..‬اكيد كيف‬
‫ما يلحظ واهو استاذ الغزل والمغازل‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يعني مثل شوف سماء‪ ..‬اهي البنت الثانية في حياتك الي انت شفتها‪ ..‬ولو تشوف تأثيرها عليك وانت‬
‫تكون متواجد معاها!!‬
‫خالد بنظرة استنكار‪ :‬هذي؟؟ هذي ال مينونة؟؟ شقالولك قاصر عشان احب وحدة مينونة؟‬
‫جراح بنظرة ماكرة‪ :‬من ياب طاري الحب؟؟؟‬
‫تورط خالد‪ :..‬انت اللي قلت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انا والله ما قلت حب ول غيره‪ ..‬انت اللي يبت طاريه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شتبي توصل له جراح‬
‫وقف جراح وهو يتمنظر في سماء‪ ..‬وفي ذيج اللحظة حس بمدى التشابه بين الثنين‪ ..‬ومدى الفرق بينهم‪:..‬‬
‫اللي ابي اوصل له يا خالد‪ ..‬انك للحين صغير‪ ..‬وما تقدر تقول لنفسك انك تحب ال لما تمر على تجارب‬
‫كثيرة‪ ..‬ولما انك تشوف وتشبع من الشوف وتنقي بين البنات ليمن تلقاها‪ ..‬البنت اللي انت لزم تكون واثق‬
‫من حبك لها‪ ..‬مو بنت عشت معاها طول عمرك اخر اللحظة تقول انك تحبها‪...‬‬
‫خالد‪ :‬وانت؟؟ شتبرر حبك لمريم؟؟ نقيت واخترت؟‬

‫فاتن بعصبيه‪ :‬اووووووووووووووو جراح‪..‬‬


‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه‪ ..‬شبيصير يعني‪ ..‬بيخطبونج رسمي ويمكن يعطونج شي كشبكه‪..‬‬
‫بعد ما عرف انا بسوالف الحريم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل الشبكة في الخطبة‪ ..‬صح كلمك!!‬
‫جراح‪ :‬امممممممم‪ ..‬تعالي انتي عندج هدوم ول شي تلبسينه‪..‬‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ما قصرت فيني انت السبوع اللي طاف‪ ..‬خمينا السوق كله‪ ..‬وانا شريت لي بعد جلبيه او ثنتين‪..‬‬
‫جراح‪ :‬زين يعني انتي جاهزة‪ ..‬ما باجي ال نخبر اخواني الصغار‪ ..‬منور وعزوز‪..‬يالله انا بروح ازهب الديوانية‪..‬‬
‫قبل ل يطلع من البيت التفت لها‪ :‬زين الحريم وين بيقعدون؟؟‬
‫فاتن ‪ :‬مادري‪ ..‬هني بالصالة‪...‬؟؟‬
‫مرر جراح نظره على الصالة وهو يهز راسه باليجاب‪ :‬المكان زين‪ ..‬يالله عيل اخليج‪..‬‬
‫طلع جراح من البيت وظلت فاتن لحالها‪ ..‬تفكر في هالشياء اللي قاعدة تصير بسرعة في حياتها‪ ..‬كل ما ايي‬
‫لها وتتقرب اكثر واكثر من مساعد‪ ..‬واهي الي تحس نفسها بعيدة كل البعد عنه وعن شخصيته‪ ..‬ما تقدر‬
‫تعرف ليش الله رسم لها على هالنسان؟؟ اهي ماتحس فيه ول تحس تجاهه ال بالعداء‪ ..‬وهو بعد هالليلة راح‬
‫يكون خطيبها‪ ..‬الرجل الوحيد اللي بيدخل حياتها‪ ..‬لكن قلبها؟؟؟ هل راح يقدر يدخله؟؟؟ هذا النسان بعيد كل‬
‫البعد عن الرومانسية والحب‪..‬‬
‫*************‬

‫مريم اللي رفض مساعد طلبها انها تروح لفاتن من بعد الجامعة ردت البيت واهي معصبة‪ ..‬مو مصدقة ان‬
‫فاتن وافقت بهذي السهولة‪ ..‬ليش؟؟ وحبها الكبير اللي من سبع سنوات لمشعل؟؟ تبخر في الجو؟؟‬
‫ان فاتن ما تتوفق في حب حياتها كان بمثابه الصدمة على مريم‪ ..‬لن فاتن اهي المل الوحيد اللي مريم‬
‫تستند عليه في الحب والغرام‪ ..‬ابس اهي لزم تحط في بالها شي ثاني‪ ..‬زواج فاتن من مساعد راح يقربها‬
‫اكثر من جراح‪ ..‬اووه جراح جذي ول جذاك انا قريبة منه غصب عني‪ ..‬لزم ما استغل علقة اخوي برفيجتي‬
‫لصالحي‪ ..‬وين النزاهة؟؟ بس فاتن عندها اشياء وايد تبررها لي‪..‬‬

‫ونورة اللي ردت البيت وهي تتجهز‪ ..‬واتصلت في فيصل عشان يكون معاهم‪ ..‬ظلت طول الوقت واهي تتعدل‬
‫وتجهز اختها معاها‪ ..‬مريم اللي طبعا نفسيتها كانت من نفسيه ارفيجتها‪..‬‬

‫اهي اكيد الحين بروحها ومحد معاها‪ ..‬ليش مااروح لها من الحين؟؟ ماظن مساعد يقول شي‪ ..‬وعرضت‬
‫الفكرة على نورة‬

‫مريم‪ :‬نوير شرايج لو نروح لفاتن نقعد وياها‪ ..‬اهي لحالها الحين ومحد يعاونها في التزهب والتعدل‪..‬‬
‫نورة‪ :‬اكيد بس ماظن مساعد يوافق‪ ..‬وبعدين امي بتيي لحالها يعني؟؟‬
‫مريم‪ :‬زين انا اروح وانتي ظلي مع امي‪ ..‬مافيها شي‬
‫نورة‪ :‬مادري روحي شاوري مساعد‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اخاف ما يرضى‬
‫نورة‪ :‬مساعد ما يرفض لج طلب‪ ..‬روحي له وجربي حظج معاه‪..‬‬

‫قامت مريم على حيلها الى غرفة اخوها‪ ..‬الباب كانت شبه المفتوح واهي طلت براسها منه وشافت مساعد‬
‫منسدح على الفراش وهو مسكر عيونه‪ ..‬شكله توه ماخذ له شاور بارد ومرخي اعصابه‪ ..‬ل اقعد اعور راسه‬
‫بالقرقة بيعصب علي بعدين‪..‬‬
‫وتوها بتطلع ال انتبه لها مساعد‬

‫مساعد‪ :‬خير مريم ‪..‬‬


‫التفتت له شافته مسكر عيونه وهو حاط يده على جبينه ‪..‬‬
‫مريم واهي واقفه‪ :‬ل بس‪ ..‬كنت ابي اسالك شي ومادري؟ بترضى فيه ول لء؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ليش ما تسالين وتعرفين؟؟‬
‫مريم راحت وقعدت عند ريله‪ :..‬مساعد‪ ..‬شرايك لو تاخذني لفاتن الحين‪ ..‬اكيد قاعدة لحالها واهي خايفة‬
‫ومرتبكة‪ ..‬حتى انا مرتبكة ومتوترة!!‬
‫مساعد اللي للحين عيونه مسكرة‪ :‬اهي لها عذرها انتي ليش بعد متوترة؟‬
‫مريم‪ :‬افا‪ ..‬الحين انا وفتينة روح وحده وتسالني هالسؤال‪ ..‬انت ل تحط في بالك انك بتتزوجها لك انت بس‬
‫خلص‪ ..‬تراك بتتزوجها عشاني انا بعد‪..‬‬
‫ابتسم هني مساعد وفتح عيونه‪ :‬انا ودي اخذج بس مابيج تروحين هناك وتخربين راسها‪..‬‬
‫مريم واهي مبققة عيونها من الصدمة‪ :‬انا‪.‬؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬
‫مساعد يقلد على نظرتها‪ :‬أي انتي‪ ...‬علبالج انا غشيم‪ ..‬مادري عنها وعن هذاك السبال ولد جيرانهم‪ ..‬ل‬
‫حبيبتي حطيني على بالج انا حاسبها صح‪ ..‬بس تدرين‪ ..‬باخذج لها‪ ..‬ترتبين لها امورها وتساعدينها‪ ..‬وخذي معاج‬
‫اغراضج عشان اني ما بردج ال معانا كلنا‬
‫وقطعت مريم كلمه‪ :‬دامك تعرف عنها وعن هذاك السبال على قولتك‪ ..‬ليش بتاخذها؟؟‬
‫مساعد‪ :‬البشر مو معصوم عن الغلط يا مريم‪ ..‬وانا انسان طول عمري كنت مستعد للمسامحة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬كلمك مو مفهوم‪ ..‬مو كلم الرياييل‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬الريال مو اللي يشوف العيب في الناس ويبعده عنه‪ ..‬الريال اللي يمسك يد الناس ويشيلها‬
‫من الغلط ويحطها في درب الصح‪ ..‬هذا هو الريال‪..‬‬

‫يوم عن يوم يزيد اعجاب مريم في اخوها كرجل وكاخ وكابن‪ ..‬مادري هالنسان من وين ياي‪ ..‬صج انه ساعات‬
‫يصير قراقوش وامره وحكمه اهو السائد لكن‪ ..‬يظل انسان واقعي وعملي ‪ ..‬يعني فاهم الدنيا صح‪ ..‬عيني‬
‫عليك باردة ياخوي‪ ..‬بس ماقول ال الله يعينك على فاتن لنها عكسك تماما‪..‬‬

‫وتلبية لطلبها حملها اخوها الى بيت ارفيجتها ‪ ..‬وحملت اغراضها معاها وراحت‪ ..‬ويوم وصلت البيت شافت‬
‫جراح واقف عند باب الديوانية وهو مفتحه وكانه يبيه يتهوى‪ ..‬مساعد بعد ما قطها مشى عنها‪ ..‬وظلت اهي‬
‫تمشي بكل هدوء لداخل البيت من غير ما تلتفت الى جراح‪ ..‬اللي ما بدى منه انه مستعد يعترض طريجها‪..‬‬
‫مرت عليها وهو يناظرها من غير ما يتعب واهي ما التفتت له ال بلمحة وكانه شي عادي واقف‪ ..‬صج ان‬
‫هالشي كثير عليها ويتعبها ال انه الصح‪ ..‬والصح اهو اللي يمشي‪..‬‬
‫لكن جراح كان مرافج مسيرتها لباب بابتسامة رضا على حبيبته وعلى ثقلها‪ ..‬وقبل ل تمشي بعيد عنه نغزها‬
‫بكلمة‬

‫جراح‪ :‬يا ارض لج حق تنهدي‪ ..‬اللي عليج‪ ..‬مو من قدي‪..‬‬


‫ما التفتت له مريم وكل اللي قالته‪ :‬اشوى انك تعرف‪..‬‬

‫وكملت دربها للبيت‪ ..‬واهو ميت من الحب لها‪ ..‬صج انها اختياري‪ ..‬بنفس مستواي في الغرور والكبرياء‪ ..‬وال‬
‫بنات هالزمن لو مرو على واحد يحبونه من صغر سنهم بيخلونه جذي ويروحون؟؟ ال يلغثونه ويلوثونه‪ ..‬فديت‬
‫هالشموخ‪..‬‬

‫دخلت مريم البيت وهي تتلفت‪ ..‬وينهم‪ ..‬ماكو احد‪ ..‬وراحت المطبخ اكيد بتلقي خالتها هناك‪ ..‬وبالفعل شافتها‬
‫وكانت مشغوله في المطبخ تطبخ طبخاتها الحلوة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬امممممممممممممم الريحة لخر الفريج واصلة‪..‬‬


‫انتبهت ام جراح لها وابتسمت‪ :‬هلااا والله بالغالية مريم‪..‬‬
‫مريم واهي تبوس خالتها‪ :‬هل فيج خالتي مبروك عليج يا ام العروس‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله يبارج فيج‪ ..‬فاتن فوق في دارها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬عنبووووو العدو طردة يمة؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههه ل يمة مو طردة ول شي بس الريحة لوث ابيج تروحين عن ل تتخيسين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اها‪ ..‬اوكيه دام السبب جذي فمعليه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يوم اللي لج يا مريم‪..‬‬

‫مريم في قلبها دعت في قلبها هالمنية بعد وقالت ياريت يا خالتي واتصيرين يمة من حق وحقيقي‪ ..‬وراحت‬
‫لفاتن بدارها‪ ..‬واعترضها مناير بالدرب‪..‬‬

‫مناير بعصبية‪ :‬تدرين ان الليلة فاتن بتنخطب؟؟‬


‫مريم‪ :‬تصدقين ل‪ ..‬من قالج انتي؟‬
‫مناير‪ :‬ل تجذبين ادري فيج انتي تعرفين كل شي عن فتون‪ ..‬ليش ما خبرتونا عشان نزهب روحنا‬
‫مريم‪ :‬العرس مو الحين بعد فترة ابوج توه متوفي‪ ..‬بس نبي ملجة بسيطة وخلص‬
‫مناير‪ :‬يعني ماعزم صديقاتي؟‬
‫مريم وهي تاخذ نفس‪ :‬صج فراقة‪ ..‬يالله ذلفي عن ويهي‪..‬‬

‫وراحت ودخلت دار فاتن‪ ..‬اللي كان بابها مفتوح ‪ ..‬دخلت مريم بكل هدوء لدرجة ان فاتن ما انتبهت لها‪ ..‬كانت‬
‫صافة الجلبية اللي بتلبسها الليلة وفوقها علبه مخملية زرقة وكانها لمجوهرات‪ ..‬راحت مريم وفتحت هالعلبة‬
‫وجافت فيها طقم ذهبي خفيف‪ ..‬حلو وناعم‪ .‬يناسب شخصية فاتن‪ ..‬واهني انتبهت فاتن لها‪ ..‬وابتسمت من‬
‫قلب يوم شافتها‬

‫فاتن‪ :‬مرييم؟؟‬
‫قعدت مريم يمها بنظرة كسيرة وحزينة‪ ..‬لن ويه فاتن كان بعيد كل البعدعن ويه العروس التقليدية‪ ..‬اللي‬
‫فيها انها تفرح او انها تحس بالسعادة والغبطة اللي تحق لها‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ليش فاتن؟؟‬


‫ابتسمت فاتن وهي تمسح الدمعات اللي مرت على خدودها وحفظت دربها‪ :‬ماكو ليش بهالسالفة يا مريم‪..‬‬
‫هذا مصيري‪ ..‬وهذا قدري‪ ..‬وأنا ما اقدر اتهرب‪..‬‬
‫مريم بقهر قامت من مكانها‪ :‬فاتن انتي تسمعين اللي قاعدة تقولينه؟؟ انتي ما تتهربين‪ ..‬انتي قاعدة تعاقبين‬
‫نفسج وتعاقبين اخوي وتعاقبين مشعل‪ ..‬انتي قاعدة تظلمين ثلثة مو بس نفسج‪..‬‬
‫فاتن تقوم وراها‪ : ..‬ظلمت اخوج؟؟ انا ما كنت حاطه اخوج في بالي ول كنت ابيه وانتي ادرى الناس‬
‫بهالسالفة‪ ..‬ظلمت مشعل؟ )صدت عنها بالم(اااه‪ ..‬انا ملقيته عشان اظلمه ول انصفه‪ ..‬اهو اللي ظلمني يا‬
‫مريم‪ ..‬اهو اللي ظلمني يوم راح عني وخلني لحالي‪ ..‬محد مظلوم ول اكو ظالم‪ ..‬كلنا في الهوا سوا‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انتي تدرين ان مساعد يدري عنج وعن مشعل؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ادري‪ ..‬مو اهو اللي وقف لي بهذاك اليوم يوم كنت اتكلم مع مشعل عند الباب‪ ..‬وقام وتهجم علي‬
‫وتامر على مشعل‪ ..‬وهددني‪ ..‬لكن ‪ ..‬انا ما وافقت بسببه‪ ..‬ل‪...‬‬
‫قعدت على السرير ومريم قعدت يمها‪ ...:‬انا‪ ..‬انا وافقت عشان اجزي هلي حقهم اللي عندي‪ ..‬انا وافقت‬
‫لن‪ ..‬هذا اهو الصح‪ ..‬والباجي غلط‪ ..‬يا مريم‪ ..‬احنا مالنا حق انحب ول ننغرم ول نخون ثقه هلنا فينا‪ ..‬اعظم‬
‫خيانة خيانة الهل‪ ..‬وبعدين‪ ..‬انا لزم انفذ وصية ابوي عشان يرتاح في قبرة‪ ..‬انا مادري شنو سبب رغبته في‬
‫زواجي من اخوج بس‪ ..‬هذي وصيته يا مريم‪..‬‬
‫مريم واهي تبجي‪ :‬والله ما دري يا فاتن‪ ..‬قلبي تقطع عليج يوم قال مساعد عن الموافقة لني اعرفج واعرف‬
‫اللي في قلبج من احنا صغار‪ ..‬مو سهل الموافقة بهالطريقةيا خويتي‪ ..‬مو سهل ابد‪ ..‬شقدر اسوي لج يا‬
‫فاتن‪ ..‬امريني انتي بس وانا انفذ لج‪..‬‬
‫فاتن وهي تبجي من حر قلبها‪ :‬ادعيلي يا مريم‪ ..‬أدعيلي من كل قلبج عند ربج‪) ..‬توجهت بنظرها الى الله( انه‬
‫يصبرني‪ ..‬وانه يرحمني‪ ..‬انا قدري ونصيبي وحياتي ما رحمتني‪ ..‬ابيه اهو اللي يرحمني‪ ..‬يرحمني وينور دربي‪..‬‬
‫انا مابي اغلط يا مريم‪ ..‬ول ابي اتالم‪ ..‬انا لي حق اني اكون فرحانة وسعيدة بحياتي‪ ..‬ادعيلي ‪ ..‬بالسعادة ولو‬
‫انها سبيل صعب‪..‬‬

‫ما قدرت فاتن تكمل لنها انهارت في حظن ارفيجتها اللي انهارت فوقها واهم يبجون‪ ..‬يا لعظم مصيبتهم‪ ..‬لن‬
‫هذي الحلم مو بس احلم فاتن‪ ..‬مريم كانت شريكة اولى فيها والمساعدة الكبيرة‪ ..‬كانت فاتن لمن تفقد‬
‫المل مريم اللي تحييه فيها‪ ..‬لكن اليوم‪ ..‬الثنتين ما يقدرون يسوون شي‪ ..‬هذي اول طامة طاحت عليهم‪..‬‬
‫مقتل حب ثنتيناتهم ربوه بحنان وصبر وتحسب‪ ..‬الله يعينهم‪ ..‬ويطلعهم من المصيبه الثانية‪ ..‬ال وهي سفر‬
‫فاتن‪ ..‬الحين الثالثة‪ ..‬لن مثل ما يقولون‪ ..‬الشي‪ ..‬ما يكمل ال بالتثليث‪ ..‬الله يعينكم ‪ ..‬ويصبركم‪..‬‬
‫****************‬
‫وصلت عايلة الدخيلي والعروس زهبت‪ ..‬تكلمو في الموضوع وجراح اللي كان مع خالد وقفو وقفة الرياييل‬
‫لختهم‪ ..‬خالد كان يتالم لكن تظاهر بالفرحة‪ ..‬بدر وفاضل ماقصرو وكانو موجودين‪ ..‬مساعد كان اكثرهم ثبات‬
‫ول كانه بيتزوج‪ ..‬الفرحة ما كانت كبيرة على ويهه والجمود كان اكبر‪ ..‬اتفقوا على ان الزواج يكون في شهر ‪2‬‬
‫بعطلة الربيع اللي بترد فيها فاتن من السفر‪ ..‬وبعدين يسافر لها مساعد كل ما قدر وحب‪ ..‬الملجة بعد‬
‫يومين‪ ..‬أي يوم الجمعة ‪ ..‬من بعد صلة العشا‪ ..‬مثل ما اتفقوا تكون عائلية وبسيطة ومافيها أي بهرجة نظرا‬
‫لوفاه ابو جراح‪ ..‬فاتن اللي كانت قاعدة يم ام مساعد اللي كانت فرحانة او يمكن افرحهم‪ ..‬لن فاتن كانت‬
‫حلوة وجميلة وتسلب العقل من لبه‪ ..‬ونورة اللي كانت كل شوي تيبب من فرحتها الكبيرة‪ ..‬فاتن تكون زوجة‬
‫اخوها‪ ..‬هذا اللي ما دخل عقلهم ابدا‪ ..‬مريم كانت متحفظة وما تركت فاتن ول دقيقة‪ ..‬تدري انها لو ظلت‬
‫لحالها راح تنهار‪ ..‬صح كلم فاتن‪ ..‬هذا قدرها‪ ..‬وهذا نصيبها‪ ..‬لن لو كان الشي فيه أي غلط او ان الله مو‬
‫راضي عليه ما كان بيتم بهالطريقة السريعة وبهالهدوء‪ ..‬وكان السما والدنيا احتفلت معاهم ببساطة‪ ..‬وتمنو ان‬
‫ابو جراح يكون راضي عنهم واهو مرتاح في قبره‪ ..‬الله يرحمه ويغمد روحه الينة‪..‬‬

‫قبل ل يطلع مساعد طلب من جراح انه يقعد مع فاتن شوي‪ ..‬جراح ما مانع وراح يشاور امه من ثم اخته‪..‬‬
‫الم ما قالت شي ور احو يسالون فاتن‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة‪ ..‬ريلج يبي يشوفج‪ ..‬و‪ ...‬يبي يقعد معاج شوي‪..‬‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ليش؟؟ بعد باجر الملجة ‪.‬‬
‫ام جراح‪ :‬مادري يقول يبي يعطيج مرسوم قبل الملجة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬بروحي بقعد معاه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬مادري عاد يمة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬معليه ‪ ..‬قوليلهم بعد شوي بيي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬سرعي ما نبي ناخر الناس‪..‬‬
‫فاتن وهي تبلغ الغصة‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫راحت داخل عند الحريم وقعدت مكانها يم ام مساعد‪..‬‬

‫ام مساعد بفرحة‪ :‬هل والله ببنيتي هل بالغالية مرت الغالي‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن بحبور‪ ..‬لكن اللي في قلبها كان ابعد من الحبور‪...‬‬

‫وقدمت ام مساعد شي بيدها‪ .. :‬هاج يمة‪ ..‬هذي هديتج‪ ..‬مني لج‪ ..‬ولو انها ما تناسبج وتستاهلين كل الخير‪..‬‬
‫بس يوم الملجة ان شاء الله بيكون عندنا وقت حق هدية تناسبج‬
‫فاتن‪ :‬ليش خالتي ما يحتاج عبلتي على نفسج‬
‫ام مساعد تطالع بناتها بصدمة‪ :‬عبلت على نفسي؟؟ هههههههه يا بعد عمري انتي مو قليلة انتي مرت الغالي‪..‬‬
‫وان ما عطيتج اعطي منو؟؟ يالله هاتي يدج وبسج دلع‪..‬‬

‫مدت فاتن يدها وقدمت ام مساعد معضدين ذهب عريضين‪ ..‬لبستهم فاتن وخلت الذهب يتلل بعينها الشفافة‪..‬‬
‫وتمت تتمنظر في يدها ‪..‬‬

‫ام مساعد‪ :‬ما غلط ولدي باختياره‪ ...‬كاملة والكامل الله‪ ..‬الف مبروك‪..‬‬
‫فاتن والدمعة طافرة بعينها‪ .. :‬ألله‪ ...‬الله‪ ..‬يبارج فيج‬

‫ولمتها ام مساعد بقوة خلت قلب فاتن يفز‪ ..‬ام مساعد كانت مليانة وحظنها كان دافي بشكل فظيع‪ ..‬يختلف‬
‫عن حظن امها ‪ ..‬حظن جديد‪ ..‬وامتياز جديد في حياة فاتن‪ ..‬ام جديدة ‪ ..‬يارب تكونون انتو العوض في‬
‫حياتي ‪ ..‬يا اهل زوجي المرتقب‪..‬‬
‫******‬
‫صار الوقت ان فاتن تدخل على مساعد قبل ل يروح‪ ..‬امه واخوه وابوه راحو قبل شوي‪ ..‬وظلو خواته اللي‬
‫بروحون معاه في اخر الوقت‪ ..‬كان في الديوانية وجراح قاعد معاه يونسه قبل ل تدخل فاتن‪ ..‬مع ان باله ابعد‬
‫من هالمكالن ال انه اخذ وعطى في السوالف مع جراح ‪ ..‬وعرف شي حلو عن هالعايلة انهم على كونهم‬
‫بسطاء‪ ..‬مرحين وحبوبين‪ ..‬مع ان خالد اللي كان معروف بالمرح اكثر شي كان اليوم على غير عوايده‪ ..‬حتى‬
‫السلم ما سلم عليه‪ ..‬يا ترى ليش؟؟ في سبب منعه من انه أيي ويسلم على زوج اخته المستقبلي‪..‬‬

‫يوم وصلت فاتن عند باب الديوانية كانت ريلها تمنعها من الدخول‪ ..‬ومريم اللي كانت واقفه يمها توقفت معاها‬
‫يوم وقفت ونورة اللي استغربت تمت تدفع فيها من غير أي علم او دراية‪ ..‬حست فاتن انها اسيرة بين يد‬
‫نورة اللي تجرها عشان تدخل واهي ابد مو طايعة ‪ ..‬وهم مريم الثانية حست بنفس الشعور‪ ..‬لكن‪ ..‬هذا مو‬
‫اسر ول حبس ول سجن‪ ..‬هذي خطوات تجاه المستقبل‪ ..‬اللي الله وحده عالم بحله ول مره‪..‬‬

‫نورة بحكم انها اكبر من جراح تحنحنت عشان انه ياخذ خالد وعبد العزيز ويطلعون‪ ..‬خالد الكسير طلع من‬
‫الديوانية وهو يحبس الدمعة ل تهل يوم سمع اليباب على الباب ‪ ..‬يا قهر هالقلب‪ ..‬يا حرة المواجع اللي اتقلب‬
‫فيه‪ ..‬ليش انا ليش؟؟؟ وليش انتي يا فاتن؟؟ وليش هذا النسان بالذات‪ ..‬اللي انا من اول ما شفته ما بلعته‪..‬‬
‫الله يعينج يا بنت عمي الغالي‪ ..‬ان صابج والله اهو يتحمل المسئولية وبهذاك الوقت من بيشيله من يدي؟؟؟‬

‫طلع وهو توه بيشغل السيارة ال احد يطق على الجامة‪ ..‬التفتت ال‪ ..‬مشعل النهيدي مبتسم في ويهه‪ ..‬تهللت‬
‫اسارير خالد من بعد التكشيرة اللي رافجته طول المساء‪ ..‬وطلع من السيارة يسلم على مشعل‬

‫خالد‪ :‬ياااااااااه يا مشعل وينك انت يا معود من زمان ما شفناك ول سمعنا حسك‪.‬؟؟ وينك في مندس؟‬
‫مشعل بنعومة تدل على تعب‪ :‬أي مندس قالولك حية وانا ما دري؟؟‬
‫خالد وهو يتنهد‪ :‬والله انك ابعد من هالوصف بس‪ ..‬وينك فيه ما شفناك من زمان؟؟‬
‫مشعل‪ :‬ل بس كنت في الشاليه قاعد‪ ..‬هالفترة فترة جامعات وانا ما قعدت في البيت وايد‪ ..‬كنت ابي جوء‬
‫هادئ‪) ..‬ويلتفت على بييت بو جراح( شخبارهم بيت بو جراح عساهم طيبين؟‬
‫ابتسم خالد لصالة مشعل اللي ما نسى السؤال عن بيت بو جراح‪ ..‬حسباله لله مو لنه ميت في بنتهم‪ :‬والله‬
‫بخير يسلمون عليك ويسالون عليك حتى‪ ..‬قبل يومين بس خالتي سالتني عنك وانا قلت لها مادري‪ ..‬اسالي‬
‫جراح ‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬الله يخليها فيها الخير خالتي‪ ..‬ترى حتى جراح ما يعرف اني مو هني‪) ..‬وفي قلبه كان يسال وميت من‬
‫الحرقة يا ترى فاتن عرفت اني مو هني(‬
‫خالد‪ :‬يالله عساك بس مرتاح؟‬
‫مشعل اللي كان خاطره بعيد كل البعد عن الرراحة‪ :‬الحمد لله‪ ..‬وينه جراح داخل؟‬

‫التفت خالد الى الديوانية وشاف النوار فيها مضاءة‪ ..‬ومرة وحدة انسمع صوت يباب من بعيد‪ ..‬ولعت جبده‬
‫هالمرة‪..‬‬
‫اللي قلبه انصاب وساح مثل الزبدة الساخنة اهو مشعل‪ ..‬يباب في بيت ابو جراح اللي ما صار له ثلثة شهور‬
‫من توفى؟؟ ليش؟؟؟؟ شصاير؟؟‬

‫مشعل يمسك خالد‪ :‬شصاير عندهم؟؟‬


‫خالد وهو يكبت الآهة في صدره‪ :‬ل بس‪ ....‬الليلة خطبة بنت خالتي‪..‬‬
‫مشعل ما حس لنفسه‪ :‬أي وحدة؟؟؟؟؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬فاتن‪ ...‬يالله اخليك‪ ..‬دير بالك على حالك‪..‬‬

‫مشى خالد بالسيارة وتحرك بعيد بعيد‪ ..‬هرب من هالبقعة‪ ..‬وكان يتمنى لو إنه ما يرجع لهالمنطقة مرة ثانية‪..‬‬
‫شنو فايدتها وفاتن مو موجودة فيها ول ظلها ول خيالها‪ ..‬يلعن الساعة اللي ننحرم فيها من صوتج يا فاتن‪ ..‬ما‬
‫اقدر اصدق انج بتكونين لهالنسان‪ ..‬ليش يا ربي؟ اهي شسوت بحياتها عشان تطيح في مصير هالوحش‪...‬‬
‫وهني هلت دمعات خالد اللي حبسها طول السهرة‪ ..‬وما الوع هالدمعات اللي صاحبتها زفرات حارة تلفح‬
‫جسمه النحيل‪ ..‬عانك الله يا خالد على مصيبتك‪ ..‬وصبرك عليها بالجميل‪..‬‬

‫مشعل اللي عينه طاحت على البيت وهو يسأل وما شالها من سمع الخبر‪ ..‬مستحيل!! انا في علم ول‬
‫حلم؟؟؟ خطبة فاتن؟؟ خطبة فاتن؟؟؟ خطبة فاتن؟؟؟ اكيد ين خالد‪ ..‬شلون تنخطب فاتن؟؟ من اللي‬
‫بيخطبها؟؟؟ وليش ؟؟؟ وأنا؟؟ وظل متشكك من اللي قاله خالد‪ ..‬ل ل‪ ..‬هذا اكيد ين‪ ..‬اكيدا اكيدا ين‪ ..‬وال‬
‫فاتن بتسافر بعد جم يوم ‪ ..‬شلون تتزوج؟؟ ل ل اكيد ين‪ ..‬خلني هني مكاني انتظر جراح‪ ..‬اشوفه شنو يقول‬
‫لي‪..‬‬
‫قعد مشعل عند عتبه باب بيتهم وقلبه يرقص مابين ظلوعه‪ ..‬ورجفة الخوف تهز اطرافه لكن حاول انه يجمد‬
‫نفسه وكثر من ذكر الله بهذيج الساع‪ ..‬وكل ما يسمع صوت وكانه يباب‪ ..‬تلوع نفسه وتنهد عشان يبجي لكن‬
‫يشد بعمره ويهديها‪ ..‬وكأن النتظار كان دهر في ذيج اللحظة‪ ..‬لكن‪ ..‬ما راح يتحرك من مكانه قبل ل يفهم‬
‫السالفة عدل‪..‬‬

‫فاتن اللي دخلت وعيونها تلمع بمليين الماسات‪ ..‬ظلت تمشي ويا نورة ومريم االلي كانت بعد تتلوع من‬
‫داخلها‪ ..‬الشي مو هين عليهم‪ ..‬هذي مسأله جبيرة‪ ..‬والله يعينهم في ذيج اللحظه صراحة‪ ..‬ما يدرون من وين‬
‫ياتهم القوة انه يصبرون‪...‬‬
‫التفتت فاتن اول ما دخلت الى مساعد اللي كان قاعد وهو موخي عيونه للرض‪ ..‬كان شكله غريب بهذيج‬
‫الليلة‪ ..‬مو قاسي ول جاف ول شرير مثل ما كانت تشوفه‪ ..‬كان حزين‪ ..‬وهادئ وكبير‪ ...‬اخذت نفس حاير‬
‫وهي تلوح بعيونها يمين ويسار‪ ..‬تبي تلقى المان‪ ..‬ووينه المان‪ ..‬جراح طلع وما ظل ال عبد العزيز‪ ..‬اللي اول‬
‫ما شافها راح لها‪ ..‬واهي لمته بقلبها قبل احظانها‪ ..‬وحست بشوي من المان‪ ..‬وتم يباب نورة يصم الذان‬
‫لكن‪ ..‬معذورة‪ ..‬اخوها مو أي واحد‪ ..‬وكل اخت تتمنى السعادة لخوها حتى لو كان هذا على دوس القلوب‪..‬‬

‫يوم وصلت فاتن لعند مساعد سلمت عليه‪ ..‬وصوتها ما وصله ابد‪ ..‬لكن في قلبه سمعها‪ ..‬ورد عليها السلم‪..‬‬
‫وتم واقف جذي بحيرة ونورة اللي تروح وتيي وهي تيبب‪ ..‬وحس انه ما يقدر يقول لها أي شي‪ ..‬والتفت‬
‫لمريم‪ ..‬وبالتفافه هذا صار قريب من فاتن على غير العادة وفز قلبه من التوتر‪ ..‬وبس ظل صوته ثابت وهو‬
‫يكلمها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬مريم شوفي نورة وخذي معاج عبد العزيز‬

‫وهني تلفتت فاتن بخوف لمريم اللي ما فارجت عيونها‪ ..‬وابتسمت لها بأطمنئان‪ ..‬يعني شبسوي فيها مساعد‬
‫وهي في بيتهم‪ ..‬ول شي‪..‬‬
‫وبالفعل مريم نادت على نورة وعبد العزيز‪ ..‬وطلعت وخلت الباب مفتوح‪ ..‬وطبعا اهي واقفة عنده‪ ..‬زين اهم‬
‫شي انه يكون في مكان واحد لحاله مع فاتن‪ ..‬بعيد عن الناس اللي يمكن تحيرها او تميلها ‪ ..‬كان في قلبه‬
‫الف سؤال وسؤال‪ ..‬لكن ما قدر يسأل أي شي‪ ..‬لنه يدري ان فاتن بهذي اللحظة ما يقدر يلقى منها ل حق‬
‫ول باطل‪ ..‬وظل ساكت ومنتظر‪ ..‬منتظر مثل الصقر ليمن تهدى الفريسة وتصفى لحالها عشان ينقض عليها‪..‬‬

‫التفتت لها وهو ياشر لها انها تقعد‪ ..‬قعدت بعيد عنه بكرسي‪ ..‬وهذي مسافة جدا جدا معقولة‪ ..‬كانت حلوة في‬
‫عيونه بهذيج الليلة‪ ..‬ويمكن التوتر مضفي جمال ثاني لها‪ ..‬الحمرة والتورد واللمعة الجذابه اللي في عيونها‪..‬‬
‫كانت من الثر انها تطيح مساعد صريع الهوى من فاتن‪ ..‬ولول مرة في هذاك الوقت قارنها بعالية وشاف ان‬
‫فاتن اجمل‪ ..‬ولكن عالية قلبها احلى من فاتن‪ ..‬يمكن لن قلب عاليه حبه‪ ..‬وقلب فاتن هوى غيره‪..‬‬

‫مساعد بصوت هادئ ومطمئن‪ :‬مبروك فاتن‪..‬‬


‫فاتن اللي انتفضت على صوته المخملي‪ :..‬الله يبارج‪ ..‬فيك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انا ودي لو اوعدج بآلف المنيات والف الوعود بهذي الليلة لكن انا‪ ..‬مو من شمايلي اني اوعد ‪...‬‬
‫بس انا اضمن لج اني ما راح أأذيج بيوم من اليام‪ ..‬او اسبب لج أي نوع من انواع المعاناة‪ ..‬حتى لو بين هذا‬
‫شي غريب في بالج‪..‬‬

‫بالفعل‪ ..‬كان هالشي غريب في بال فاتن‪ ..‬ما يخليها تتأذى ول يسبب لها نوع من أنواع المعاناة؟؟ والل قاعد‬
‫ايصير الحين؟؟ شنو تفسيره؟؟‬

‫مساعد‪ :‬بس هذي سفينه ما تمشي بواحد‪ ..‬هذي سفينه لها ربانين‪ ..‬واتمنى مع اني عارف انج راح تكونين‪..‬‬
‫)بابتسامة فخر( ربان ممتاز‪ ..‬يمكن احسن مني بعد‪...‬‬

‫عيونها الجاهلة كانت متعلقة في ويهه بطريقة تحير الواحد‪ ..‬حتى مساعد اللي تخبطت خطواته من نظراتها‪..‬‬
‫لهي جريئة ول هي بريئة‪ ..‬خايفة بالحرى‪ ..‬وحزينة‪ ..‬وكأنها تطلب منه شي اهو رافضه‪ ..‬كانت في ذيج‬
‫اللحظه تطلب منه الحرية‪ ..‬لكن هذا شي متأخر‪..‬‬

‫مساعد اللي خلص ما قدر يتحمل نظرتها اكثر‪ :..‬انا ادري انج ما تتمنين نفسج في هالموقع‪ ..‬ول تبين تكونين‬
‫الربان اللي يشيل معاي السفينة‪ ..‬لكن يا فاتن هذا نصيبج من ربج تقبليه بقول الحمد لله رب العالمين‪ ..‬وانتي‬
‫بتظلين فترة اكيد تظنين اني حرمتج من احلى احلمج ومن اجمل امنياتج لكن‪ ..‬بتعرفين في النهاية من الصح‬
‫ومن الغلط؟؟‬
‫فاتن بهدوء ‪ :‬يعني انت صح؟؟ وانا غلط؟؟‬
‫ابتسم مساعد لها‪ ..‬ابتسامة تدخل قلب فاتن لول مرة‪ ..‬حتى انها انتفضت منها‪ ..‬كانت بصراحة بصراحة‪..‬‬
‫حلوة‪ ..‬وجذابه‪ ..‬وتملكية‪ ..‬خلتها تسكت وتنزل عيونها للرض‪..‬‬
‫شال مساعد العلبة اللي شراها بكل حذر اليوم مع انه ما خذت من وقته وايد‪ ..‬ودفعه الى فاتن‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬هدية بسيطة بمناسبة خطوبتنا الليلة‪ ..‬وان شاء الله بليلة الملجة راح تلقين الهدية الثانية وتعجبج‬
‫اكثر‪..‬‬
‫فاتن بحيا‪ :‬تسلم‪...‬‬

‫وخلت العلبة في يدها من غير ما تفتحها وكانها اشارة له تقول‪ ..‬خلصت؟؟ يالله روح!!!‬
‫ابتسم مساعد‪ :‬زين ما بتفجينها تشوفين اللي فيها‪..‬‬
‫انتبهت فاتن لها ‪ ..‬وبهدوء وباصابع نحيلة وناعمة وبيضا فجت العلبة‪ ..‬ولمعت اللماسات والجوهرات في عيونها‬
‫وتللت في ويهها البيض‪ ..‬كان عقد ذهبي بالماسات محايطه جواهر من الزمرد الخضر المشكل على دواير‪..‬‬
‫بسيط وناعم‪ ..‬فيه خاتم وسوار وترجية‪ ..‬مسحت عليه فاتن بصوابعها تتمتع بنعومته ‪ ..‬اهي ما تحب اللون‬
‫الخضر لكن لون العقد كان جذاب‪..‬‬

‫مساعد بتوتر‪ :‬عجبج؟؟‬


‫فاتن هزت راسها ايجابا‪ :‬تسلم‪ ..‬وكلفت على نفسك!‬
‫مساعد‪ :‬ل كلفة ول شي‪ ..‬اذا ما شريت لج انتي اشتري لمنو؟؟ مو كل يوم انا اخطب؟؟‬

‫انتبهت له فاتن بنظرة طفولية وكانها مستغربة من اللي يقوله‪ ..‬وضحك هو الثاني‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههه ما عليج‪ ..‬انا ساعات تدق علي واخربط بس انتي فوتيها‪..‬‬

‫كل شي هان عليها ال نبرة صوته ‪ ..‬كان غير‪ ..‬كان انسان ثاني ما كان مساعد الحقير مساعد السخيف‬
‫مساعد المسيطر‪ ..‬كان هذا مساعد اللي طالع من قصة خيالية‪ ..‬فارس احلم الف البنات‪ ..‬ليش بيتغير عليها‬
‫الحين؟؟ ليش ؟؟؟ عشان يحسسها بالذنب من نفسها؟؟ اطللع على جلدك الصلي يا مساعد؟؟ ل تخدعني‬
‫بهالتصرفات !! انا خلص تمنعت منك‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يالله عيل‪ ..‬الهدية ووصلتج‪ ..‬اشوفج يوم الجمعة بالليل‪ ..‬مريم باجر بتمرج اهي ونورة عشان تروحون‬
‫السوق تتشرون لكم شي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما يحتاج‪ ...‬انا عندي اللي ابيه‬
‫مساعد ول كانه سمع شي‪ :‬معليه زيادة الخير خيرين‪ ..‬الساعة ‪ 4‬جذي بنمرج‪ ..‬انا بوصلكم وانتو نزلو وتشرو‬
‫ووقت ما خلصتو تدقون علي‪ ..‬انتي عندج جوال؟؟‬

‫هزت فاتن راسها بالنفي‪..‬‬

‫مساعد وهو يحوس ثمه‪ :‬ماعليج بعد الخطبة ان شاء الله انا اييب لج الجوال‪..‬‬

‫ووقف مساعد ووقفت معاه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬نادي على نورة ومريم اذا ما عليج امر‪..‬‬


‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫واهي تمشي وكانها تجر نفسها ناداها مساعد وهو يتمنى منها ابتسامة تخليه يسهر الليل عليها‬

‫مساعد بصوته السير‪ :‬فاتن‪..‬؟؟‬


‫التفتت له وكانها تلبي نداء الف سنة‪ :‬نعم‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة معوضة عن ابتسامتها‪ :‬تصبحين على خير‪..‬‬
‫ردت عليه بشبه البتسامة‪ :‬تلقى خير ‪...‬‬

‫جواب لول مرة يسمعه‪ ..‬تلقى خير‪ ..‬القى خير‪ ..‬يارب القى خير‪ ..‬ربي يسمع دعواتج ويستجيب لج‪..‬‬

‫اول ما طلعت من الديوانية شمت الهوا الحار اللي كان يندفع الى رئتها بقوة وكانها يحاول ينعشها ‪ ..‬كانت‬
‫هناك بل نبض وبل دقات والحين اهي مرتاحة اخيرا‪ ..‬ومرتخية اكثر‪ ..‬نادت على مريم ونورة اللي كانو زاهبين‬
‫بس قاعدين في الصالة ينتظرونها‪ ..‬ويوم دخلت لهم خبرتهم ان مساعد ينطرهم‪..‬‬
‫نورة سلمت عليها وباستها وراحت ‪ ..‬اما مريم فظلت مبتسمة لها بحب وراحة‪ ..‬فاتن راحت لها وضمتها بكل‬
‫قوتها‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬جان الموضوع فيه خير‪ ..‬انج راح تكونين اقرب لي‪ ..‬يا حماتي‬
‫ضحكت مريم‪ :‬وانتي بعد يا مرت اخوي‪ ..‬يالله فاتن‪ ..‬تصبحين على خير‪..‬‬
‫فاتن تذكرت مساعد يوم قال لها تصبحين على خير‪ :‬تلقين خير‪..‬‬

‫ومشت فاتن معاهم لعند الباب‪ ..‬واهي حاملة العلبة اللي فيها الطقم‪ ..‬دخلت مريم ونورة داخل السيارة‬
‫وراحو كلهم‪ ..‬وخلفو الهدوء من بعد العاصفة‪ ..‬ظلت فاتن تناظر السيارة اللي راحت وقلبها يتلوع من اللم‪..‬‬
‫توها بتدخل البيت عن وقفتها في الشارع ال لفت انتباهها احد واقف ‪ ..‬تمعنت فيه‪ ..‬غابت الصورة عنها‪ ..‬مو‬
‫لنه مو واضح‪ ..‬لن الدموع غرقت عيونها وعمت بصيرتها‪ ..‬مشعل ما غيره‪ ..‬مشعل ما غيره اللي واقف‪..‬‬
‫شسوي هني؟؟ وتوه الحين راد؟؟ ليش؟؟؟ ليش رديت يا مشعل‪..‬؟؟ كنت تنتظر مقتل الحلم ودفن المنيات‬
‫عشان تظهر مرة ثانية؟؟؟‬

‫تقدم لها ودمعاته سخية على خدوده‪ ..‬ونظرته التجريم لفاتن بعيونه‪ ..‬وكل اللي قدر يقوله لها‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬ليش؟؟؟ ليش فاتن؟؟؟ ليش؟؟‬

‫ماردت عليه ‪ ..‬اصل ماكو جواب ترد عليه‪ ..‬اصل كيف سمح لنفسه انه يجرمها بهالسؤال؟؟ من اللي غاب‪ ..‬انا‬
‫ول اهو؟؟ منو اللي ما حرك خطوة وحدة تجاه الثاني؟؟ انا ول اهو‪ ..‬اصل من المفروض اللي يتحرك للثاني؟؟‬
‫انا ول اهو؟؟‬

‫وصدت عنه بتدخل البيت لكن راسها ضج بالدم اللي يفور ‪ ..‬والتفتت له مرة ثانية ترد على سؤاله بسؤال‬
‫ثاني‪ .. :‬ليش توك راد؟؟؟ ليش تاخرت؟؟؟‬
‫مشعل‪ :‬يعني لني تاخرت‪ ....‬تروحين تتزوجينه؟؟؟ تتزوجينه اهو من بد الناس يا فاتن‪...‬؟؟؟‬

‫فاتن والقساوة اللي عمرها ما جاستها عمرت كل قلبها بهذاك الوقت‪ ..‬البنت مجروحة‪ ..‬الحرى مذبوحة‬
‫بحبها‪ ..‬من هذا اللي ياي لها الحين يلومها في ذبحها؟؟ مو اهو السبب؟؟ مو اهو الجبان اللي تخلى عنها؟؟‬

‫فاتن‪ :‬رد روح الشالية وتخبى فيه‪ ..‬جان هذا حب‪ ..‬معاذ الله منه‪ ..‬الحب اللي يقوم به واحد مو حب يا‬
‫مشعل‪ ..‬مو حب‪..‬‬

‫خلص‪ ..‬دخلت فاتن عنه البيت واهي تبجي ودمعها يسجب من خاطر‪ ..‬شابت روح فاتن بذيج الليلة‪ ..‬خطواتها‬
‫كانت معدودة لداخل البيت لكن بينت لها الدهر كله ‪ ..‬اول مرة بحياتها تبتعد جذي عن مشعل‪ ..‬اول مرة اهي‬
‫اللي تصد وتروح‪ ..‬اول مرة اهي اللي تجرح وترحل‪ ..‬لكن من اللي راح قبل؟؟ اهي ول اهو؟؟؟ من اللي‬
‫خان‪ ..‬انا ول اهو؟‬

‫دخلت البيت وهي تمشي بخطوات محسوبة بس من غير رؤية‪ ..‬راحت لعند دارها وسكرت الباب بكل هدوء‪..‬‬
‫بكل تخشب انسدحت على السرير واهي على حالها بهدومها والشيلة على راسها اللي حطته عشان تنام‪...‬‬
‫سكرت عيونها وهملت الدمعات زود بزود‪ ..‬والعلبة‪ ..‬ما زالت بين ايديها‪ ..‬كانت تبي تموت ‪ ..‬تموت ويكون‬
‫سبب ايقاف هالزواج سبب شرعي‪ ..‬ما تبي تنتحر ول تبي تشرد‪ ..‬مو من طبعها الذل والعار‪ ..‬كانت تبي رحمة‬
‫الله تنزل عليها بهذاك الوقت‪ ..‬وتموت‪ ..‬لكن يا فاتن الموت برايج اهو الحل؟؟ ليش الناس دايما ليمن تواجهها‬
‫المصائب والمواقف الصعبة الموت يكون الحل الخير؟؟؟ علبالهم الموت سهل؟؟‬

‫ابكي يا فاتن دام فيج دموع‪ ..‬وانت يا مشعل‪ ..‬روح وغادر وارحل عن حياتها‪..‬‬
‫انت يا مساعد ظل باقي‪ ..‬نشوف شنو اللي تقدر تقدمه‪ ..‬من جروح والم ‪ ..‬او محبة واحلم‪..‬‬
‫جراح‪ ...‬ل تفقد المل‪ ..‬وخلك من المنطق السخيف‪ ..‬يمكن هالمنطق نفسه يتيهك‪ ..‬ويبكيك دم قلبك‪..‬‬
‫مريم‪ ..‬يا اطيب مخلوق على هالدنيا‪ ..‬يا ترى الدنيا شتخبي لج‪..‬‬
‫خالد‪ ..‬رحلتك البعيدة عن بيت خالتك بهذيج الليلة‪ ..‬منزلتها سعيدة‪ ..‬ول حزينة؟؟؟‬

‫الجزء الثالث عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------------‬‬
‫مر السبوع الول من قرب سفر فاتن وبدء السنة الدراسية الجديدة بسرعة بالنسبة لها ولهلها‪ ..‬لنها كانت‬
‫أيام سرقت وقتها كله‪ ..‬يوم في المجمع ول يوم في هالسوق ول يوم في شركة المحاماة توقع على أوراق ول‬
‫إنها تقعد في جلسة مع نجاة الدلهمي اللي ما توانت ابدا ولو للحظة انها تفوت جلسة وحدة مع فاتن‪ ..‬طبعا‬
‫من بعد تعليمات معينة من مساعد الي توصله أخبار زيارات فاتن اول باول واهو بمكتبه‪ ..‬ما يسوي شي بس‬
‫يقعد وهو ينتظر ويناظر الساعة وهي تطوف الوقت اللي يضيع عليه وهو يصمم ويفكر ويفكر ويفكر‪ ..‬الخطوة‬
‫الثانية من خطته لزم يتنفذ‪ ..‬ال وهو انه يتقدم للخطبة ويملج عليها قبل ل تسافر‪ ..‬اهو يدري ان هالشي صعب‬
‫لذا راح يخليه لخر شي‪ ..‬وقت ما تفظى من التشري ومن إعداد نفسها‪..‬‬

‫جراح اللي ما فارق اخته في كل المراحل وخطوة بخطوة يمشي معاها هالدرب اللي كان ثقيل عليها لو كانت‬
‫تأديه لحالها‪ ..‬اهو اللي ما يخصه شي في هالموضوع ويحس بالتعب فما بالها فاتن اللي كل السالفة تتمحور‬
‫عليها‪..‬‬

‫خبروهم ان السفر راح يكون بتاريخ ‪ .. 10\1‬وما اقرب هالتاريخ‪ ..‬وما اسرع مرور اليام ببال فاتن‪ ..‬لكن اللي‬
‫ريحها ان اخوها راح يكون مسافر وياها باول اسبوع عشان تتعود على البيئة اللي هناك وكان عندها اوراق‬
‫كثيرة ومتعددة عشان تؤديها‪ ..‬بس المشكلة اللي كانت تواجهم في الشخص الثالث اللي راح يكون من طرف‬
‫الشركة‪ ..‬نجاة ما كانت تقدر تسافر لظروف حملها ول احد فاظي منهم عشان يرافقهم في هالرحلة‪ ..‬ما ظل‬
‫يعني ال واحد‪ ..‬هيهيهيهيووووو ‪ ..‬مساعد ما غيره‪ ..‬بس للحين محد كلمه بهالموضوع اللي من يدري يمكن ما‬
‫يكون موافق عليه‪..‬‬

‫وقبل ل يردون البيت بهذاك اليوم قعدوا مع مساعد ويا نجاه‪ ..‬عشان اخر التشطيبات على الجراءات‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬كملتو الفحوصات؟‬


‫جراح‪ :‬أي وكلها عند الخت نجاه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬زين و الرخص والفيز والجواز وكل شي؟؟‬
‫نجاه‪ :‬كله زاهب وعند فواز الرجبي وان شاء بعد يومين راح يكونون عندي في المكتب‪..‬‬
‫وهالمرة السؤال كان موجه لفاتن‪ :‬كملتي كل احتياجاتج‪..‬‬
‫فاتن وعيونها مفتوحة بكل بلهة وبراءة‪ :‬أي‪ ...‬ما ناقصني شي؟‬

‫مساعد كان ذايب بذيج النظرة اللي تحسسه بالذنب‪ ..‬اهو اللي ما يحس في سوالف الشغل كان يتحسس من‬
‫نظرة فاتن‪ ..‬شلون ارمي هالبنت في فكوك السود والشياطين في اميركا‪ ..‬ما بتتحمل اسبوع واحد هناك‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬بس عيل خلص‪ ..‬ما بقى شي كل شي زاهب‬


‫نجاه‪ :‬لحظة بس مساعد‪) ..‬وهي تطالع الوراق‪ ( ..‬ماكو احد من طرف الشركة بيسافر معاهم‪ ..‬هذا اللي‬
‫ناقص بس‪..‬‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬شنو؟؟ وانتي مو رايحة معاهم؟‬
‫نجاه بنظرة واضحة‪ :‬أي مو رايحة‪ ..‬انا حامل والسفر مو زين لي‪ ..‬اول شهوري‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة‪ :‬مو وقتج يا نجاه‪ ...‬الحين ماكو احد متوافر؟؟‬
‫نجاة‪ :‬ول احد‪ ..‬مشاري بيسافر وفهد مو موجود وغسان بعد ‪ ...‬ال اذا‪) ...‬وبنظرة خبيثة(‬
‫جراح اللي عرض الموضوع‪ :‬ليش ما انت الي تسافر يا مساعد‪..‬‬
‫الثنين في نفس الوقت مساعد وفاتن‪ :‬ل‪..‬‬

‫وتناظرت العيون في بعض‪ ..‬الحمد لله اول تشارك بالراء مع انها مو في محلها‪ ..‬يعني هذا مو وقت إيكونون‬
‫متوافقين في شي مو في صالحهم‬

‫جراح اللي استغرب هالتوافق سأل‪ :‬ليش زين؟؟ )وعيونه تتناقل بين الثنين(‬
‫مساعد‪ :‬لن‪ ..‬لن انا ‪ ..‬اسمع‪ ..‬هذي فترة مزحومة علي وقضايا كثيرة انا استلمها‪..‬‬
‫نجاة‪ :‬كل شي تحت السيطرة هني ول تنسى غسان بيرد بعد يومين وبيكون حاظر لك يسوي كل اشغالك‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬ل ابو زياد بيطلع اجازة وانا لزم اكون متواجد عنده‪..‬‬
‫نجاة‪ :‬انا سكرتيرة ابو زياد وكل شي تحت السيطرة عندي ول ماكو ثقة‪..‬‬
‫احتار مساعد‪ ..‬ما ظل احد‪ : ..‬زين انتي ما تقدرين على كل شي‪..‬‬
‫ابتسمت نجاة‪ :‬مساعد‪ ...‬لو سمحت اسكت‪ ..‬ويالله روح زهب اغراضك بتسافر‬

‫تظايقت فاتن من خاطر على هالخبر اللي ابد ما يسر‪ ..‬ال يبط الجبد بس ما قدرت تتكلم او تقول شي فنزلت‬
‫عيونها في حظنها‪..‬‬

‫مساعد لحظ ظيقها ويمكن انقهر منه شوي‪ ..‬لهذي الدرجة يعني‪ ..‬قهرا لج يا فاتن‪ :‬اوكية‪ ..‬على بركة الله‪..‬‬
‫خلص يعني كل شي زهب وما ظلت ال الفحوصات ونتايجها نرسلها بالفاكس‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وباجر ان شاء الله تكون زاهبة‬
‫ابتسم مساعد هني ورفع حاجب يكلم فاتن‪ :‬خلص عيل ما ظل شي‪ ..‬يالله الحين اخليكم‪..‬‬
‫وطلع مساعد عنهم وفاتن اللي كان ودها لو تحط صبعها بعينه اللي تقهرها نظراتها‪ ..‬صج انه يقهر‪ ..‬اووووف‪..‬‬

‫جراح‪ :‬فتون‪ ..‬فتوون‬


‫واهي تنتبه من السرحان‪ :‬هل ‪..‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬يالله فتينة خلينا نرد البيت‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫وقبل ل يطلعون تكلمت نجاة‪ :‬فاتن ابيج اتيين لي باجر بروحج‪ .‬ابيج في موضوع هام بيني وبينج‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‬
‫ابتسمت نجاة لهم‪ :‬الله معاكم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬في حفظة وراعيته‪..‬‬

‫وهم طالعين مرو على مكتب مساعد اللي كان مفتوح وهو مو موجود فيه‪ ..‬وتحركو الى المصاعد وجراح اللي‬
‫كان يبين عليه التعب مفتح عيونه بالنص ويمشي‪ ..‬وفاتن تمشي وراه او بالحرى ملزقة فيه‪ ..‬هذا طبعها مع‬
‫اخوها او ابوها ليمن تمشي تلزق فيهم‪ ..‬جنهم ال بيطيرون‪ ..‬حتى ان الناس في المجمعات يوم كانت تمشي‬
‫وياه يظنونهم مخطوبين او شي من هالقبيل مو اخو واخته‪...‬‬

‫ويوم وصلو عند اللفت سمعو صوت ضحكه ناعمة لبنت‪ ..‬وبانت الرؤية‪ ..‬كانت بنت حلوة ل بل خلبة وأنيقة‬
‫واقفة مع مساعد عند المصاعد تسولف وتضحك‪ ..‬والكثر انه اهو يضحك وياها بعد‪ ..‬وقفتهم كانت عادية جدا‬
‫ال انها كانت من الثر انها تخلي فاتن تبتسم ابتسامة سخرية مع حاجب مرفوع يوم انها مرت صوبهم‬

‫غزلن اللي كانت ما تدري من اللي وراها انتبهت للشاب اللي دخل المصعد انه هذاك اللي اهي تشوفه‬
‫بالصدف‪ ..‬رفيق رحلة المصعد على قولتها‪ ..‬ويوم حست انه بيطير من يدها‬

‫غزلن‪ :‬مسكو المصعد لو سمحتو )صدت لمساعد وبنبرة سريعة( يالله مساعد انا اخليك الحين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬سلمي على الوالدة وزياد‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬يبلغ ان شاء الله‪..‬‬

‫ودخلت المصعد وتبعتها عيون مساعد الى عيون فاتن اللي كانت موجهة صوبه وكاننها تنتظر انتباهه‪ ..‬وعطته‬
‫ذيج البتسامة الخبيثة والحاجب المرفوع اللي خله يفج عيونه من الغيض‪ ..‬وما لحق ال والمصعد مسكر‪..‬‬

‫غزلن اللي اول ما دخلت كانت عيونها على جراح اللي كان موطيها وماسك زر الباب عشان ل يقفل‪ ..‬ودخلت‬
‫ووقفت بينه وبين فاتن‪ ..‬وهذا اللي قهر فاتن اكثر‪ ...‬غزلن حست ان هذي الفرصة المواتية انها تكلمه‪ ..‬تبي‬
‫تسمع صوته ‪ ..‬ما يصير جذي ما تنام الليل من زود ماتفكر فيه‪..‬‬

‫غزلن بابتسامة دلوعه‪ :‬الظاهر ان اكثر لقاءاتنا راح تكون في المصعد‬


‫جراح اللي استغرب من كلمها معاه‪ ..‬او يمكن لنه مايتذكرها زين لكن ما عاملها بجلفة‪ :‬الظاهر‪...‬‬

‫وسكت‪ ..‬ما عطاها فرصة انها تطول اكثر‪ ..‬لكن من على غزلن‪ ..‬اللي تبيه تلقيه ‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬انت تشتغل هني؟؟ ول موكل؟؟‬


‫جراح اللي يطالع فاتن ويطالع البنت ونزل عيونه‪ :‬ل الشيخة انا موكل هني‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اهاااا‪ ..‬ومن محاميك؟‬
‫)شهالبلوة( هذا كان في بال جراح‪ :‬مساعد الدخيلي‬
‫غزلن باعجاب واضح‪ :‬خووووووش محامي‪ ..‬احسنهم‪ ..‬المفضل عند ابوي‪..‬‬
‫جراح اللي عجبه الوضع وهو يناظر فاتن‪ :‬ليش ابوج موكل هني؟؟‬
‫غزلن‪ :‬هههههه‪ ..‬ل‪ ..‬ابوي صاحب الشركة‪..‬‬
‫فتح جراح عيونه بطريقة اندهاش حلوة‪ ..‬خلت قلب غزلن يرفرف من حلتها‪ :.‬يا هل والله‬
‫غزلن والحمرة في خدودها‪ : ...‬هل فيك‪...‬‬

‫وصلت للخر عند فاتن من مياعة هالبنت‪ ..‬صج جليلة حيا‪ ..‬شنو يصير لها عشان تتكلم وياه جذي‪ ..‬من شوي‬
‫مساعد والحين جراح؟؟ ل ما بقى ال خالد‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬احممم‪ ...‬جراح حياتي‪ ..‬وصلنا؟؟‬


‫جراح‪ :‬ها‪...‬‬
‫فاتن بعصبية‪ :‬وصلنا يالله‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫ومن غير أي كلمة ثانية طلع من المصعد ووراه فاتن اللي كانت متغيظة على الخر‪ ..‬صج لي قالو بنات جليلين‬
‫حياااا‪ ..‬ويلي عليج يا مريم‪ ..‬لكن هين يا جراحو‬

‫غزلن طلعت من المصعد واهي واقفة بحيرة‪ ..‬من هذي البنت‪ ..‬ما لحظتها‪ ..‬ما ظنتها ويا جراح‪ ..‬اهو دايما‬
‫ايي هني لحاله‪ ..‬من وين هالبنت؟؟ ل يكون بس‪ ..‬وفجت ثمها وغطته بيده‪ :‬ل يكو ن بس خطيبته‪ ...‬ول‬
‫حبيبته؟؟؟ يا ويل قلبي‪ ..‬بموت‪ ...‬شهالحظ يا غزلن‪...‬‬

‫وطلعت البنت مسرعة وراهم عشان ل يمشون ‪ ..‬وعند بوابة الشركة شافت سيارته اليوكن تتحرك بالطريج‬
‫نفسه اللي كان يتحرك فيه‪ ..‬بس الشي الزين اهي تدل بيته‪ ..‬وتعرف وين ايصير ‪ ..‬مو اهو ولد جيران بيت‬
‫خالتها‪ ...‬خلص عيل مافي السالفة أي حسافة‪..‬‬

‫فاتن بغيض تهز ريلها في السيارة وجراح اللي حاس لها ساكت ومتحسف على هالجم كلمة اللي قالها للبنت‪..‬‬
‫الحين اكيد فتون بتوصل كل شي لمريم‪ ..‬والثانية بعد انا ماقدر عليها‪ ..‬بتحرقني بنظراتها سنة كاملة‪ ..‬أي سنة‬
‫ان ما كان العمر كله‪ ..‬زين انا مالي ذنب‪ ..‬مو ذنبي اني حلو وجميل واجذب البنات‪ ..‬ويييييييه خل جمالك‬
‫ينفعك الحين‪ ..‬يوم الي بتشوهك فيه مريم‪ ..‬وبدى اول خطوة في جس النبض‪ ...‬نبض فاتن طبعا‪..‬‬

‫جراح‪ :‬ههههههههههههههه والله حالة اللي يسمعج مقطع هدوم البنت‪ ..‬عيب عليج والله حاطتني في منصة‬
‫التهام وتغززين عيني بصبعج تتهميني‪ ..‬انا اخوج حياتج على قولتج‪ ..‬تقولين لي جذي فتون؟؟ هزلت والله‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬أي أي هذا انت شاطر بهالحجي‪ ..‬انا ما عندي كلم معاك‪ ..‬واسكت عني طول الدرب‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم بخبث لفاتن‪ :‬ازين انتي ليش معصبة صج صج؟؟ لني انا كلمتها ول‪) ....‬يطالعها( لنها كلمت‬
‫مساعد قبلي وبعدين انا؟؟‬

‫بكل عنف صدت له‪ ..‬تناظره من غير تصديق‪ ..‬اهو متأكد من اللي قاله‪ ..‬عيونه كانت تبين انه متأكد‪ ..‬والجدية‬
‫ملمح من ملمحه‪ ..‬وما قدرت ترد عليه لنها ما تقدر تسيطر على نفسها‪ ..‬شقصده بهالكلم انها تغار على‬
‫مساعد؟؟؟ تغار عليه؟؟ هذا لو يختفي من هالدنيا انا اقلبها كرنفال احتفال دائم ل ينتهي‪ ..‬يبيني الحين على‬
‫اخر عمري اغار عليه‪ ..‬من زينه ومن حله؟؟ وال من حبي له‪ ..‬والله انا مادري اضحك ول ابجي بسبب اخوي‪..‬‬

‫وفضلت فاتن السكوت طول الدرب وما كانت تدري ان سكوتها كان علمة الرضا عند اخوها اللي ابتسم‬
‫لهالشي‪ ..‬خلص عيل‪ ..‬الخطوة الثانية من وصايا ابوه جريب يتنفذ‪ ..‬ان ما كان هالسنة راح يكون السنة‬
‫الياية‪..‬‬

‫ويوم وصلو البيت فاتن طلعت قبله وبسرعة مثل الريح دخلت البيت واهي معصبة‪ ..‬توها بتركب الدري لغرفتها‬
‫وتذكرت امها اللي تنتظرهم يمكن من الصبح‪ ..‬فمرت عليها المطبخ‬

‫فاتن تطل من الباب‪ :‬السلم عليكم‪..‬‬


‫وانتبهت لسماء اللي قاعدة وهي تقطع سلطة‪..‬وردت ام جراح السلم‪ :‬وعليكم السلم‪ ..‬ها يمة وصلتو؟؟ وينه‬
‫اخوج؟‬
‫فاتن وهي تدخل وتقعد يم سماء بالضبط اللي واجتهتا بابتسامة حلوة‪ :‬كاهو بره‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يالله عيل انا اخليكم‬
‫فاتن اللي ما صدقت تشوف سماء هني‪ :‬ل‪ ..‬خلج وين رايحة؟؟‬
‫سماء حست ان فاتن تبيها في سالفة‪ :‬ل بس قلت يعني تاخذون راحتج‬
‫ام جراح اللي ابد ما تحب هالحجي‪ :‬تمي وانتي معزومة على الغدى اليوم‪..‬‬
‫سماء بدهشة وفرحة‪ :‬والله؟‬
‫ام جراح‪ :‬أي والله‪) ...‬تكلم فاتن( يا حلوها هالبنت‪ ..‬هههههههههههههههههههههه‬

‫ابتسمت فاتن لمها موافقة على كلمها‪ ..‬صج‪ ..‬ياحلوها سمْاء‪ ..‬ويا حلو نسبها من‪ ..‬مشعل‪ ..‬وبس اختفت الم‬
‫صدت فاتن لسماء بلهفة تبي تسالها ال الثانية تجاوبها‬

‫سماء‪ :‬ادري ادري‪ ..‬بتسأليني عنه‪ ..‬لكن‪ ..‬ماكو خبر عنه‪..‬‬


‫فاتن بظيج‪ :‬للحين في الشاليه‪..‬؟‬
‫سماء‪ :‬أي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما يروح الجامعة؟؟‬
‫سماء‪ :‬بلى ايروح هذا دحانه ما يهد الكتب‪ ..‬بس ما ايي البيت‪..‬‬
‫فاتن وهي توسد راسها على الطاولة‪ :‬اووووووف ليش جذي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يالله عاد فتون متى بتقولي لي اللي صار امبينكم هذاك اليوم ورد وويهه مثل الشبح‬
‫فاتن‪ :‬شقول لج بس يا سماء‪ ..‬لو بيدي جان قلتلج من زمان بس‪ ...‬ماقدر‪..‬‬
‫سماء‪ :‬على راحتج‪ .‬بس طلبتج‬
‫فاتن ‪ :‬شنو؟؟‬
‫سماء تمد القرنبيط جدام فاتن‪ :‬قصصي هذا والله انه تعبني‪..‬‬

‫فاتن ابتسمت واستلمت المهمة بكل حب وتمت توريها شلون يقطعونه‪ ..‬وانتبهت لشي سماء قاعدة في البيت‬
‫والساعة توها ‪12‬؟؟؟‬

‫فاتن بغضب‪ :‬بعد اليوم ما رحتي المدرسة؟؟‬


‫سماء‪ :‬هاا‪)....‬بصوت واطي( وليه‪ ..‬وين طحت انا اليوم‪ ..‬ل فتون اليوم اجازة من المدرسة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل والله‪ ..‬اليوم السبت من السبوع االثاني للمدرسة‪ ..‬هذاك السبوع ثلث ايام مداومة بس‪ ..‬وهالسبوع‬
‫بديتيه باجازة‪ ..‬ما تقوليلي انتي تغيبين بامر منو؟‬
‫سماء بمرح‪ :‬بامر كيفي ههههههههههههههههههههه‬
‫فاتن وهي معصبة زود بسبب استهتار سماء‪ :‬انتي على هالحال ما بتسوين زين ونسبتج بتكون مثل ويهج؟‬
‫سماء‪ :‬تدرين‪ ..‬صبح وليل ادعي بهالشي‪ ..‬زين فتووون قوليلي شلون تقطعينه جذي‪..‬‬

‫هزت فاتن راسها واهي متعجبة من حال هالبنت اللي كارهة الدراسة‪ ..‬اهي مو كارهتها اهي كل شي تسويه‬
‫بالعناد‪ ..‬تبي تقهر امها وتعصبها لنها مو ماعطتها الهتمام الكافي ‪ ..‬مسكينة يا سماء‪ ..‬ضحية المجتمع الراقي‬
‫انتي‪ ..‬بس مشعل شلون مخليج جذي ما يهتم فيج كفاية؟؟؟‬

‫**********‬

‫طاف الوقت بسرعة وكاهم اخوانها وصلو البيت‪ ..‬والغدى زاهب وكل شي تمام ما بقى ال ينجبونه‪ ..‬وسماء‬
‫كانت معاهم طبعا‪ ..‬ومستمتعة بالجو العائلي الصخب بينهم‪ ..‬عبد العزيز ومناير وارفيجتها سماهر واختها‬
‫الصغيرة بشاير كلهم عندهم‪ ..‬وفاتن وجراح‪ ..‬والقعدة ول احلى ‪..‬‬

‫ال بهذيج اللحظة اللي اندق فيها الباب‪ ..‬وراحت فاتن تفتحه وردت داخل المطبخ ووراها خالد‪ ..‬اهني سماء ما‬
‫استحملت فكرة انها تكون متواجدة معاه في نفس الوقت‪..‬‬

‫اما خالد اللي كان شكله عادي ومتململ وكأنه متظايق‪ .‬ويوم شافها طار هالظيج كله والملل‪ ..‬وبدت ملمح‬
‫الستمتاع تعلو ويهه وتكسيه‪ ..‬واخيرا اكو برنامج يشغل نفسه فيه عن التحسف على فاتن‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يالله كاهو خالد وصل زهبو السفرة ليمن انجب لكم‪...‬‬

‫وعلى الغدى سماء قعدت بين فاتن وعبد العزيز وجراح وخالد كانو مجابلينها تحت ام جراح‪ ..‬اول مرة تاكل‬
‫على الرض ولكن كانت االقعدة وايد حلوة‪ ..‬الكل متنوع وتقليدي واطباق متنوعة لكل واحد‪ ..‬وشافت ان‬
‫عادات الكل بيناتهم متشابهة تقريبا‪ ..‬كلهم كانو ساكتين باستثناء ثلثة‪ ..‬مناير وسماهر وعبد العزيز‪ ..‬دومهم‬
‫يتنقرشون في بعض ويتناجرون على اقل الشياء وام جراح تسكت فيهم وحتى جراح‪ ..‬كان لباس فيه‪ ..‬عادي‬
‫ويتصرف تقريبا مثل مشعل ال ويا فاتن‪ ..‬كان مزيد حنيته حبتين‪ ..‬مثل يجدم لها الكل ول انه يصب لها عصير‬
‫ول يوصل لها السلطة‪ ..‬يعني حركات اخو يعز اخته‪ ..‬وانا المسكينة حتى اخو يعزني ما عندي‪ ..‬يوم صار‪..‬‬
‫اختفى وراح ‪ ..‬الله يعينني‪..‬‬
‫اما خالد فكانت عيونه على فاتن اكثر من سماء على عكس ما كان يتوقع‪ ..‬ونظرات اللوم في عيونه مو قادر‬
‫يخبيها‪ ..‬يحس انه يتقطع من داخله وهو يعرف بانها خلص راح تروح عنهم وتبتعد‪ ..‬يحس ان البيت خالي حتى‬
‫بوجودها‪ ..‬اااه يا الدنيا ‪ ..‬ليتنا ما نتفارق يا فاتن ونظل هذيل العيال اللي ما يخفون ول يركدون‪..‬‬

‫وانتبه الى سماء اللي كانت تاكل بيدها اليسار‪ ..‬اهي تستعمل يدها اليسار وباين ان حتى في الكل تاكل‬
‫باليسار‪ ...‬وهذي نقطة يقدر يتحرش بها فيها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬كلي بيدج اليمين‬

‫التفتت سماء وفاتن بننفس الوقت‪ ..‬ولحظت فاتن ان سماء كانت تاكل بيدها اليسار‪..‬‬

‫سماء بارتباك‪ .. :‬ما عرف‬


‫خالد‪ :‬ما تعرفين؟؟ تعلمي‪ ..‬اكو شي اسمه تعلم بالتعود‪ ..‬شوفي )يمسك الخاشوقة بيده( وغرفي من العيش‪..‬‬
‫)ويحط اللقمة في حلجة ويتكلم وحلجه متروس اكل( جذي‪..‬‬
‫سماء بقرف ‪ :‬صك حلجك عاد‪..‬‬

‫جراح وفاتن ضحكو في داخلهم بسبب غشمره سماء على خالد اللي انصدم من كلمتها ومن قرفها منه اكثر‬
‫شي‪ ..‬ايا ال‪...‬‬

‫خالد‪ :‬كلي كلي وانتي ساكتة‪..‬‬

‫وكلت بيدها اليسار مرة ثانية‪ ..‬ولحظت انه عصب‪ ..‬ورفعت اليسار ومدت اليمين‪ ..‬ورفعتها واهي تاكل‬
‫بطريقة تضحك الواحد والكل كان خاطره لو ينفجر من الضحك لكن احترموا موقف البنت انها ما كلت باليمين‬
‫غير هالمرة‪..‬‬
‫‪-------‬‬
‫في اليوم الثاني خبر مساعد أهل بيتهم بسرفته الى اميركا مع جراح وفاتن‪ ..‬ومريم الي من سمعت خبر‬
‫السفر تنقعت بدارها ل تطلع ول تخلي احد يدخل ول تاكل ول تشرب ال القليل‪ ..‬ميتة من البجي ومن الحزن‪..‬‬
‫ومن بمكانتها ما يبيجي وهو يشوف اعز حبايبها واقرب الناس لها ارفيجتها الغالية تسافر‪) ...‬ايا على ارفيجتي‬
‫اللي بالكويت‪ ...‬احبج ف‪(..‬‬

‫من لها من بعد فاتن؟ من راح ترافج ومن راح تماشي ول من راح تقول له كل اللي بخاطرها وكل اللي يجيش‬
‫بصدرها ولمن راح تبث مشاعر حبها وغرامها الى جراح؟ مالها ال الصمت القاتل اللي راح يخلص عليها‪ ..‬مالها‬
‫ال انها تكتم احزانها وافراحها الى يوم ترد فاتن‪ ..‬هذا احسن حل‪ ..‬لنها مستحيل اتييب احد مكان فاتن في‬
‫قلبها واسرارها دفينة وعميقة ما تنقال لحد غير فاتن‪ ..‬ااااه عليج يا ارفيجتي العزيزة‪..‬‬

‫ام مساعد طبعا سوت حفلة لكن محد اعتبر لها وسكتو عنها وخلوها تقول اللي بخاطرها فيه‪ ..‬طبعا لتعليمات‬
‫مساعد ‪ ..‬لؤي ما صدق هالخبر ‪ ..‬شلون جراح يسافر وهو ما يدري؟؟ وين العشرة ووين الخوة‪ ..‬طبعا الخوة‬
‫في باله ما طلعت ال يوم سافر جراح عشان يسافر معاه‪ ..‬لكن هذا كله كان غشمرة‪ ..‬راح يفتقد جراح االلي‬
‫بيسافر لمدة اسبوع واحد وبيرد من بعده‪..‬‬

‫على مساعد الوقت كان ظيج ولزم يتحرك باسرع من جذي‪ ..‬لزم الليلة يشيل ابوه واخوه ويروح ويتقدم‬
‫لفاتن‪ ..‬ما عنده أي استعداد انه يتاخر اكثر‪ ..‬عشان مرة وحدة ياخذ اجازته السنوية ويظل مع فاتن هناك لمدة‬
‫بسيطة لمن تتعود على الجو ومن بعدها يرد الكويت ‪ ..‬قلبه مو طايعة على هالشي ‪ ...‬لكن هذا هو الحال‪..‬‬
‫وفاتن محتاجة الى العزلة عشان تتأقلم على الوضع لنفسها‪ ..‬وتعمل الشياء لنفسها ‪ ..‬ما تعتمد على احد‬
‫وتقوي نفسها بنفسها‪ ..‬ثقته كانت كبيرة فيها وبقدرتها‪..‬‬

‫بالليل في ديوانية بيتهم وزوج اخته فيصل كان متواجد بعد‪ ..‬حس مساعد ان هذا الوقت المناسب في انه‬
‫ييتكلم بالموضوع مع أبوه‬

‫مساعد‪ :‬يبا‪...‬‬
‫بو مساعد‪ :‬سم يا وليدي؟‬
‫مساعد‪ :‬سم الله عدوك ‪ ..‬يبا انا خلص‪ ..‬قررت اني اكمل نص ديني وا‪ ..‬اخطب‪..‬‬
‫بو مساعد بابتسامة‪ :‬والله خوش خبر يا وليدي‪ ..‬انا ما عندي مانع ول أي اعتراض‪ ..‬بس امك قلت لها انت؟؟‬
‫مساعد‪ :‬يبا انا ما ابي امي اللي تختار لي ‪ ..‬انا اخترت وخلص‬
‫بو مساعد اللي كان يثق في ولده بعمى‪ :‬خلص عيل يا وليدي دامك اخترت‪ ..‬ماله داعي زود الكلم‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة‪ :‬انت اصبر شوي خلني اقول لك من اهي بالول‬
‫بو مساعد‪ :‬يا وليدي انت ريال كبير وفاهم وعاجل وعارف لمصلحتك‪..‬‬
‫مساعد باستسلم‪ :‬خلص عيل‪ ..‬توكلنا على الله‬
‫لؤي‪ :‬لحظه لحظه انا قول لي من اهي العروس!!‬
‫فيصل يضحك بخفة ومساعد يرد باستغراب‪ :‬وانت شكو؟؟ ابوي الحين اللي اهو ابوي ما يبي يعرف انت شكو؟‬
‫لؤي بتعجب‪ :‬افا يا مساعد انا اخوك الصغير الحباب‪ ..‬قول لي عشان اعرف من اهي مرتك اللي بتطبخ لي ول‬
‫بتغسل لي هدومي‬
‫مساعد‪ :‬يبا رد عليه انا مافيني على خباله‬
‫بو مساعد يتكلم وفيصل ميت من الضحك بس بهدوء‪ :‬انت ما تقول لي حرمة اخوك خدامة لك تغسل هدومك‬
‫ل وتطبخ لك‬
‫لؤي‪ :‬طالع هذا مو اهي بتيي مكان نورو‪ ..‬خلص‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬ليش نورة كانت تطبخ لك؟‬
‫لؤي‪ :‬هذي مافيها خير مرتك‪) ..‬يبتسم بفرح( الله يخلي ام لؤي‪ ..‬بتسوي كل شي‪ ..‬مو مساعد؟‬
‫مساعد‪ :‬بعد سميتها على اسمك‪ ..‬الحمد لله والشكر يا الله اني ل اشكي اليك وانما اطلب منك القضاء‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬القضاء علي؟؟ مو مشكلة‪ ..‬حلو وبارد منك‪..‬‬

‫بعد ما راح فيصل لبيتهم دخل مساعد واخوه وابوه الى البيت‪ ..‬والحمد لله كانو في الصالة قاعدين‬
‫ينتظرونهم‪ ..‬امه طبعا ما تحط عينها بعينه يازعم معصبة وزعلنه‪ ..‬ومساعد اختار قربها عشان يغثها وينغز‬
‫عليها‪ ..‬واهي ابد مو ماعطته ويه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يمه حرام عليج والله بسج تعبتي قلبي ‪..‬‬


‫لؤي الي قاعد عند ريل امه‪ :‬روح انت هذي امي انت لك حرمتك خلص‬
‫مساعد‪ :‬جب‪..‬‬
‫نورة نطت‪ :‬حرمته؟؟؟ أي حرمة؟؟؟‬
‫لوي بفرح‪ :‬أي افرحي يا نورة يببي‪ ..‬لولولشي‪ ..‬اخوج بيتزوج‪..‬‬
‫نورة بفرح كبير‪ :‬قووووووووول والله؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬انت ياخي خلني اقول سالفتي بروحي‬
‫لؤي‪ :‬ماقدرت احبس نفسي‪) ..‬بنبرة نسائية( دنه حطير من الفرحة وال ايه يا ماما‪..‬‬
‫ام مساعد بعصبيه‪ :‬لؤيوووووو‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬يا فديت هاللؤوووووويه منج‪..‬‬
‫نورة بفرح‪ :‬ومن هي العروس‪..‬‬
‫امساعد تلفت‪ ..‬شاف ان مريم مو موجودة‪ ..‬وينها؟؟؟‪ :‬وينها مريم؟‬
‫نورة‪ :‬كانت هني قبل شوي وراحت‪ ..‬ما قعدت حتى معانا‪..‬‬
‫ام مساعد بتعالي‪ :‬قلبها معورها على بنت الياسي‪ ..‬بتروح وبتخليها‪ ..‬الشره مو عليها عل اخوها اللي ما تحرك‬
‫عليها قد ما تحرك على بنات الناس‪ ..‬ما قول ال ‪...‬‬

‫مساعد اللي تحسس من كلمة امه لكن مو اهو اللي يزعل ويبرطم منها‪ ..‬هذي امه اللي خابزها وعاينها‪..‬‬
‫تقول لكنها ما تقصد‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬نورة روحي نادي عليها ماقدر اتكلم بلياها‪..‬‬


‫نورة‪ :‬شهالحب‪ ..‬انا بعد حبني جذي‬
‫مساعد‪ :‬ياالله قومي‪ ,,,.‬وال تدرين‪ ..‬محد بييبها غيري‪..‬‬

‫وراح مساعد عنهم وهو يمشي‪ ..‬وصل لدار مريم اللي كانت قافلة الباب‪...‬‬
‫طق على الباب بخفة‬

‫مساعد‪ :‬مريم‪ ...‬مريم‪. ..‬ريمم‪ ..‬وينج؟‬

‫مريم تطلع من الحمام وهي تنشف شعرها وطبعا ما سمعت أي شي من هدو ء طق اخوها‪..‬‬

‫وتقوت ضربته على الباب‪ :‬مريم‪ ...‬مريم وينج؟؟‬

‫انتفضت مريم وراحت تفج الباب بسرعة‪ :‬خير مساعد‪ ...‬فيك شي؟‬
‫مساعد‪ :‬الخير بويهج بس علمج صاكة الباب؟؟ فيج شي؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل مافيني شي‪..‬‬
‫مساعد ياشر على عينها بيده‪ :‬شفيها عينج؟؟؟ متورمة جنج تبجين؟‬
‫مريم بحزن‪ :‬ل بس متظايقه شوي‪..‬‬
‫بابتسامة تريح القلب‪ :‬تبجين على فاتن؟‬
‫مريم سكتت ولمعت عيونها بالدموع من جديد ولا سالت بعد‪ :‬تتشمت فيني؟؟‬
‫مساعد بطل الباب ولم اخته بكل حنان‪ :‬افا عليج مو انا مساعد اللي يموت فيج يتشمت‪ ..‬بس انتي يا حياتي ل‬
‫تسوين في روحج جذي ‪ ..‬انا اقوى الموت ول اقوى دمعج‬

‫مريم استعجبت من كلم اخوها لكن الوضعية كانت مريحة وظلت بحظنه تبجي بهدوء ولكن براحة‪..‬‬

‫مساعد يبعدها شوي‪ :‬يالله الحين‪ ..‬شرايج تنزلين تحت و تسمعين الخبر اللي بيزفه اخوج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مابي‪ ..‬امي بتقعد تتنقرش فيني وانا مالي خلق‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬عيب مريم‪..‬‬
‫مريم بحيا‪ :‬اسفة بس‪ ..‬مو وقتهها هذا‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬زين ما تبين تفرحين لي يعني؟‬
‫مريم ترتد لورى‪ :‬ادري الخبر اللي بتزفه‪ ..‬ما يحتاج اكون موجودة عشان اسمعه‬
‫مساعد‪ :‬وادري انج رافضة وموقفج من موقف ارفيجتج بس بعد‪ ..‬انا ما لومج‪..‬‬
‫مريم اندهشت من خاطر لكن هذي كانت الفرصة انها تعرف‪ :‬عيل ليش ؟‬
‫مساعد يهز راسه ويبتسم‪ :‬انتي بعدج صغيرة‪ ..‬لو كبرتي وتوسع تفكيرج اكثر‪ ..‬بتعرفين‪ ..‬مع اني تمنيتج انج‬
‫تكونين اكبر من جذي بس‪ .‬ما هو عليج انتي ملمي‪..‬‬
‫مريم بمرح بسيط‪ :‬هذي صارت اغنيه‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههه‪ ..‬يالله‪ ..‬تنزلين ول بتخليني انزل لحالي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ما عاش‪ ..‬دقايق بس الم شعري‪..‬‬

‫خذت البروش ولمت شعرها به‪ ..‬ونزلت مع مساعد ‪ ..‬وقعدوو في الصالة‪..‬‬

‫وتكلم مساعد‪ :‬الحين يا نورة انا اقدر اقول لج من اهي العروس‪..‬‬


‫نورة‪ :‬من؟‬
‫مساعد‪ :‬فاتن بنت عبد الله الياسي‬
‫نورة من الفرحة وقفت وصفقت بيدها‪ :‬صجججججججج‪.‬؟‪ .‬ماصدق‪ ..‬ماصدق‪ ..‬كلولولولولولولش‬
‫لؤي‪ :‬ايه انتي جنج مصريه سكتي‬
‫ام مساعد بعصبية‪ ..‬وجنها تطيح فيه كل الي فيها‪ :‬لؤي يا جليل الحيا‪..‬‬
‫لؤي بحيا‪ :‬يمة انا اسف‪ ..‬مو قصدي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يمة انتي ليش معصبة‪) ..‬وبدلل حلو وجذاب( يمة انا ماستاهل منج انج تفرحين لي‪ ..‬يمة انا مساعد‬
‫مو لؤي الخقة ول نورو الدلعة ل ريمو القرقة‪..‬‬

‫الثلثه فجو حلوجهم مو مصدقين اللي يشوفونه ويسمعونه‪ ..‬هذا مساعد ول احد ثاني؟؟ ل ويسبهم؟؟‬

‫ام مساعد‪ :‬انت اكيد غير‪ ..‬انت ريحة الغالي ابوك ‪ ..‬لكن انت قاهرني بهالختيار يا ولدي‬
‫بو مساعد‪ :‬يا سارة بدل ما تعصبين على ولدج لزم توقفين له وتشدين ظهره‪ ..‬بنت الياسي ماكو اعدل منها‪..‬‬
‫تراج انتي اللي مربيتها وفاهمة لها وعارفتها مثلها مثل بناتج‪ ..‬اليوم ياج الوقت وقلتي البنت مو خوش اختيار‬
‫ام مساعد بنبرة وقورة‪ ..‬لن زوجها الي يتكلم مو احد ثاني‪ :‬يابو مساعد البنت ما عليها خلف لكن ليش البعيد‬
‫والقريب اولى‪..‬‬

‫مساعد تسند وهو يسحب نفس بقهر‪ ..‬وبو مساعد ماقصر في امهم يوم سمع اللي قالته‬
‫بو مساعد باشمئزاز‪ :‬منو القريب‪.‬؟؟ بنت اختج منى؟؟؟ هذي اولى؟؟ اولى بشو؟؟ اهي ل تبي ولدج ول هم‬
‫يحزنون‪ ..‬تذكرين قبل يوم قلتي لهم بسبيل المزحة وشسو لج‪ ..‬ال احنا مو من قد المقام وال احنا ما نستاهل‬
‫بنتهم‪ ..‬شوفي بنتهم اللي كانو حاطينها ماسة العرش شسوت فيهم‪ ..‬يايين اليوم يبيعونها علينا واحنا اللي ما‬
‫نبيها‪ ..‬ليش ولدنا ان شاء الله ناقص ول فيه عوق‪ ..‬كامل والكامل الله وريال ل يعلى عليه‪ ..‬واذا انتي موافقة‬
‫تراني انا مو موافق‪..‬‬
‫مساعد بصوت واطي‪ :‬عاش ابوي‪..‬‬
‫ابو مساعد‪ :‬اسكت انت‪ ..‬بنت اختج ماقول عنها الشين لكن ماهي عاجل‪ ..‬لو عاجل جان ما تطلقت من خيرة‬
‫الرياييل ول مرتين بعد‪ ..‬سارة‪ ..‬صلي على نبيج واستغفري ربج‪ ..‬وباجر لبسي عباتج وشيلي بناتج وروحي‬
‫خطبي لولدج احسن البنات‪ ..‬والله ويات خلف عالية ‪ ..‬صج ان ربك يمهل وما يهمل‪..‬‬

‫اهني تغرقت عيون مساعد بالدمع ‪ ..‬مجرد يسمع اسم عالية من احد خلص تتهدم كل اركان الهدوء في‬
‫قلبه‪ ...‬يا ترى راح تقدر فاتن انها تكون مثل عالية في قلبه او اكثر؟؟ يا ترى راح تقدر تهز عرش عالية في‬
‫قلبي وتستحله وتخليه لها اهي ما احد غيرها؟؟ ماظن‪..‬‬

‫ام مساعد‪ :‬ل تعور قلبك يا بو مساعد البنت خلص انخطبت‪..‬‬


‫نورة هي تحوس بثمها بصوت واطي‪ :‬أي مينون خطبها )صدت عليها ام مساعد بنظرة تحرق الواحد(‪ ..‬اقصد‬
‫من الي تقدم لها‪. ..‬؟؟ صاحب الشأن والشرف‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ل تتطنزين‪ ..‬الله ما يطق بعصا‪ ..‬خطبها ولد عمها مشاري‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬الحمد لله ‪ ..‬نورة سمعتي النكتة اللي تقول‪ ..‬مينون تزوج مينونة يابو عشرة ميانين‬
‫نورة ومريم‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫وعلى الضحك انجرت ام مساعد بعد على الضحك وياهم‪ ..‬وضحكتها هذي كانت الشارة انها رضخت لفكرة ان‬
‫ولدها يبي يتزوج البنت اللي اهي الوحيدة تحس انها ما تناسبه‪ ..‬بس ما كانت فرحتها بالشكل المتوقع‪ ..‬كانت‬
‫تحن على زواج مساعد اكثر من أي احد في هالبيت‪ ..‬وردت فعلها كانت طبيعية جدا ‪ ..‬وعادية جدا‪ ...‬محد‬
‫يدري‪ ..‬شنو راح تكون مشاعرها مع اليام‪ ..‬تجاه مسألة فاتن وزواجها من ولدها الحبيب‪..‬؟؟‬
‫***********‬

‫اليوم الثلثاء‪ ..‬اليوم الرابع على تواجد مشعل في الشاليه‪ ..‬الجامعة بدت واهو مواظب لكن من غير أي حس‪..‬‬
‫ما يدري بالي وراه ول اللي جدامه‪ ..‬الهم والحزن كاسح كل شي فيه ومحطم نفسيته اللي طول عمره كانت‬
‫مهشمة‪ ..‬اخر موقف صار مع فاتن تركه محطم‪ ..‬والشخص اللي حقره جدامها خله يحس بمدى صغر حجمه‬
‫وتفاهه مشاعره تجاه فاتن مع العلم انها كبيرة وعظيمة‪ ..‬شلون قدر يحطمني بكلمات‪ ..‬يمكن ما تجاوزت‬
‫العشر من العدد‪..‬واثرها كان بليغ؟؟ من اهو؟؟ وشنو علقته بفاتن واهلها‪..‬كان موقفه حازم كانه‪ ..‬كانه؟؟؟‬
‫مادري مادري يا ربي‪ ..‬بس خايف من هالشخص اللي مادري من وين طلع لي‪..‬‬

‫وانت لي متى بتم خايف يا مشعل؟؟ لي متى بتم جبان جذي وموقفك ضعيف تبي كل شي يكون جاهز ومرتب‬
‫ومصفوف والكل ينتظرك وانت تتحرك ببطء‪ ..‬البنت ما بتوقف لك‪ ..‬ول بتنطرك لو انت حبيت النتظار‪ ..‬بتطير‬
‫من يدك وانت بتم قاعد تناظرها شلون تطير‪..‬‬
‫شلون يا ربي ‪..‬؟؟؟ ابي حل‪ ..‬انا ادري اني مو قد مسؤولية ول زواج ول ارتباط‪ ..‬وحتى هلي‪ ..‬امي بالخص !!‬
‫اللي راح توقف في ويهي مثل الجدار المنيع‪ ..‬وتمنع زواجي من فاتن لو كان هذا اخر شي تسويه في حياتها‪..‬‬

‫وقف عند البحر وهو يتنسم والهوا ما يدخل حتى لقرب نقطة‪ ...‬و حس بالوحدة الكبيرة‪ ..‬اهو يا هني لغرض‬
‫انه يقدر يفكر بهدوء ويبتعد عن الذنب وتأنيب الضمير ‪ ..‬لكن‪ ..‬اهو هني بعيد ما يدري شقاعد يصير هناك‪..‬‬
‫انقطعت اخبارهم كلهم‪ ..‬جراح اكثر من مرة اتصل فيه وهو من زود ما احساسه بالذنب ما رد عليه‪ ..‬وسماء‬
‫اللي في اليوم فوق العشر مرات تتصل ما يرد ال عليها مرتين‪ ..‬وما يطول بعد‪..‬‬

‫الظاهر ان الوقت صار انه يرد البيت‪ ..‬مو اليوم‪ ..‬باجر ان شاء الله‪ ..‬تهدى نفسيته ويصير الشي منسي مع ان‬
‫الشي مستحيل نسيانه‪ ..‬محفور في تعرجات الشارع اللي بين بيتهم وبيته‪ ..‬في ويه فاتن وفي ويه هذاك‬
‫الريال‪ ..‬تتمسك فيه قضبان بوابه بيت فاتن الصدئة‪ ..‬والهم‪ ..‬نسمة الهوا اللي حملته من مكان لمكان‪..‬‬

‫الله يعين قلبك يا مشعل‪ ..‬يا ترى ردتك هذي خير لك ول ‪ ...‬شر‪! ..‬؟!؟!؟!؟!‬
‫******‬

‫مساعد اللي ما قدر انه يقعد اكثر من غير ما يتكلم مع جراح عن هالموضوع‪ ..‬اهو مر عليه قبل يومين في‬
‫المكتب لكن ما حب انه يفاتحه لن فاتن كانت معاه بعد بس في مكتب نجاة‪ ..‬وما حب انه يزف لها الخبر في‬
‫نفس الوقت‪ ..‬اهي يبيها تكون اخر من يعرف عشان الناس اللي حولها يعدونها للوضع بطريقة صحيحة‪ ..‬ونورة‬
‫ومريم ما راح يقصرون ابد‪..‬‬

‫في قلبه كان خايف ان فاتن تمرض ول يصيبها شي‪ ..‬اهي ما راح ترفض‪ ..‬يعرف هالشي اكثر من غيره‪ ..‬لنها‬
‫ولو كانت في سن غبي ولها غلطاتها اهي تعرف الصح والغلط وتفهم لهم بنفس ما يفهم الكبير‪ ..‬وتعرف ان‬
‫النتظار على حب‪ ..‬او نزوة هذاك السخيف مضيعة للوقت واهدار لكرامتها وعزة نفسها‪ ..‬بس الخوف انها‬
‫تمرض وتتعب نفسيتها لن مهما كان يبقى الموضوع مستحل اكبر مساحة من اهتماماتها‪ ..‬ويمكن يكون‬
‫مركزها ان ما كان يبالغ‪ ..‬بس‪ ..‬اهي لزم ترضخ لواقع انها لي‪ ..‬مو له‪ ..‬لي انا وبس‪..‬‬

‫وكاهو عند باب بيتهم ‪ ..‬توه واصل‪ ..‬يبي يتكلم في الموضوع مع جراح ومع ام جراح بنفس الوقت‪ ..‬صحيح ان‬
‫الوضع مو تقليدي‪ ..‬بالعادة ام الريال اهي اللي تيي لم البنت تكلمها في الموضوع‪ ..‬بس‪ ..‬اهو يبي اول شي‬
‫يضمن فاتن عشان يخلي هله يتقدمون رسميا‪ ..‬مو سالفة تحدي للتقاليد بس‪ ..‬حفظ لكرامة هله واهل فاتن‪..‬‬

‫وكاهو جراح يتقدم ناحيته بابتسامة مريحة على طول خلت شفاة مساعد ترسم ابتسامة بالمثل‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يا حيا الله من يانا‪ ..‬حياك مساعد ليش واقف عند الباب‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يحيك‪...‬‬

‫وسرع جراح يولع الديوانية ومساعد وراه‪ ..‬كان لبس دشداشه بيضا ورافع الكمام وشعره الناعم اطول عن‬
‫طوله العادي‪ ..‬بس اهو كان في حاله بعيدة جدا عن الهتمام في مظهره‪ ..‬بس الي كان من صج مستهم منه‬
‫اهو الشيب البيض الخفيف اللي غزى مقدمة راسه‪ ..‬بس‪ ..‬يالله الشيب وقار ماهو عار‪..‬‬

‫جراح‪ :‬ولو اني زعلن عليك ليش انت ماخبرتني قبل اكثر عشان ازهب لك الدار‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انا بالعمد ييتك من غير موعد عشان اني ماحب الترتيبات ول القدوع ‪ ..‬لن الموضوع اللي انا يايك‬
‫بخصوصه اهم من هالترتيبات والعادات‪ ..‬ولنه ما يتحمل اني اقدع ومن بعدها اتكلم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل عادي حياك الله باي وقت عزيز وغالي‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة ولكن يدينه كانو يرتجفون‪ :‬الله يخليك‪ ..‬ال‪ ..‬ما خبرت الوالدة بجيتي؟‬
‫جراح‪ :‬ل بلى خبرتها‪ ..‬الحين اهي في جية‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ,‬اندق الباب االمفتوح على الزراعة اللي في البيت‪ ..‬وكانت اهي ام جراح اللي استقبلها ولدها‬
‫بابتسامة عريضة‪ ..‬واهي كانت تبتسم لكن مو بمثل ابتسامة جراح‪ ..‬لنها تركت البيت وفاتن واقفة بنص‬
‫الصالة ونظرات الخوف والرعب تكسيها من راسها لي ريلها‪ ..‬البنت حاسة ان اكو شي يصير‪ ..‬وشي جايد‬
‫بعد‪..‬‬

‫قعدت ام جراح بعد السلمات مع مساعد‪ ..‬ونفس الكلم اللي قاله جراح قالته‬

‫ام جراح‪ :‬يمة عاد جان خبرتنا بييتك نزهب لك شي ول شيات‪ ..‬فشيله جذي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الجايات اكثر خالتي‪ ..‬بس انا اليوم يايج في موضوع‪ ..‬واظن انج انتي وجراح عارفينه‪ ..‬يمكن حتى‬
‫فاتن تعرفه‪..‬‬

‫الجزء الرابع عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪-------------‬‬
‫يعلن مطار الكويت عن مغادرة الرحلة رقم ‪ 137‬من الكويت إلى بوسطن الوليات المتحدة الميركية‪ ..‬فعلى‬
‫السادة المسافرين التوجه إلى البوابة رقم ‪ b2‬وشكرا‪..‬‬

‫هذا النداء اللي أعاد فاتن إلى الواقع‪ ..‬نداء رحلة الغربة‪ ..‬ويــــه سرحت وايد‪ ..‬يمكن تركوها لمدة ساعة‬
‫كاملة‪ ..‬وينهم للحين؟؟ تأخروا اليوم الصبح وهو ياين المطار‪ ..‬لن سيارة جراح ما طاعت تشتغل اليوم‪..‬‬
‫حرارتها ارتفعت وظلت مكانها‪ ..‬وانتظروا مساعد اللي كان يكمل باقي اشغاله في المكتب‪ ..‬واول ما وصل‬
‫لهم تحركو من البيت‪..‬‬

‫وداع اهلها كان مرير وحزين‪ ..‬مع ان اخوانها الصغار راحو الصبح للمدارس‪ ..‬بكى عبد العزيز وراح المدرسة‬
‫بدموعه‪ ..‬على غير العوايد اليوم خالتهم اللي وصلتهم‪ ..‬مناير ما بغت حتى انها تحط ويهها في ويه فاتن‪ ..‬لنها‬
‫من تشوفها تبكي‪ ..‬فاتن ابتسمت لهالذكرى لنها من تذكر طفولتها وحياتها مع اختها تذكر الهوشات والمضارب‬
‫والمخاصم‪ ..‬ههههههههههه يا حلوها مناير‪ ..‬ما بتابع مراحل كبرها‪ ..‬بتكبر وبتصير حرمة وأنا مو معاها‪ ..‬يالله‬
‫الدنيا نصيب‪ ..‬ومو نصيبي اكون معاها‪ ..‬لكن اللي كسر خاطري اهو عزوز‪ ..‬فديت عمره‪ ..‬بس اوصل بتصل‬
‫في البيت وبكلمه‪ ..‬بطيب خاطره لن الصبح كان متأخر على المدرسة‪..‬‬

‫وداع مريم اللي طبعا ليلة البارح ما فارجتها وظلت معاها لي وقت متاخر‪ ..‬ومساعد‪ ..‬اللي الحين رسميا صار‬
‫زوجها‪ ..‬ما عارض هالشي‪ ..‬وظلت تواسيها وتهديها وكل شوي تبجي على المستقبل‪ ..‬الحزين اللي انرسم لهم‬
‫بالفراق‪ ..‬ما قدرت مريم في يوم من اليام قبل هاللحظة انها تتخيل بفراقهم!! فاتن ومريم كل عمرهم كانو‬
‫مع بعض‪ ..‬حتى بالسفر ‪ ..‬مرة مرضت مريم قبل ل تروح العمرة وكانت هذي فرصة لها بالعيارة انها ما تقدر‬
‫تروح ال ومعاها احد يباريها‪ ..‬أي انها تبي فاتن‪ ..‬وابوها اللي كان يحبها ومثله مثل مساعد ما يقدر يرفض لها‬
‫طلب سأل بو جراح الله يرحمه انه يخليها تسافر معاهم وابو جراح ما رفض وراحت فاتن مع مريم ولؤي‬
‫ونورة وام مساعد الى العمرة‪ ..‬مساعد ما كان موجود كالعادة لنه كان قاعد في البيت مستغل هالفرصة‬
‫للعزاء والنحيب على الحب الضائع‪..‬‬
‫سفر فاتن هذي المرة كان مميز‪ ..‬صج انه حملها الى بلد بره لول مرة بحياتها واهي عمرها ما عدت نفسها‬
‫عشان مغامرة مثل هذي‪ ..‬بس اهي سافرت واهي متزوجة‪ ..‬صج ان الملجة كانت بسيطة وان كل المور‬
‫مشت بهدوء لكن‪ ...‬كانت متزوجة‪ ..‬سوى اعجب هذا فاتن ول لء‪ ..‬وكونها مسافرة واهي متزوجة بعث الله‬
‫الطمأنينة في خاطر فاتن‪ ..‬صج انها تتلوع وتتألم خسارة حب ربته مثل الياهل الصغير اللي ما كمل الربيع‪..‬‬
‫بس مثل ما يقولون الزين ما يكمل حله‪..‬‬

‫يوم راحت مريم عن فاتن بهذيج الليلة تمت تحاجيها وتسولف معاها بالتلفون طول الدرب‪ ..‬طبعا فاتن الحين‬
‫صار عندها جوال وتقدر مريم انها تلقيها باي لحظة وبأي مناسبة من غير ما يوقف احد في دربهم‪ ..‬ويوم‬
‫وصلت البيت صلت لربها ركعتين تدعي فيهم بالنجاح والتوفيج لفاتن لنها تستاهله‪..‬‬

‫داع ام جراح لفاتن كان مختلف من نوعه‪ ..‬طبعا امها اللي ما نامت عينها ول غفا لها جفن او طرف‪ ..‬واهي‬
‫تقوم وتقعد بالصله‪ ..‬تبي السلمة والنجاة لبنتها وولدها‪ ..‬الواحد ما يضمن عمره ل بطيارة ول بسيارة‪ ..‬وقلبها‬
‫كان منكل‪ ..‬طبعها مثل طبع أي ام تحب عيالها‪ ..‬وبالصبح يوم صحت فاتن راحت لها على طول ولقتها تحت‬
‫في المطبخ تطبخ وتسوي اكلت بسيطة ياكلونها في الرحلة علبالها ماكو اكل بالطيارة‪ ..‬فاتن اول ما راحت‬
‫لها ضمتها واهي ماعطتها ظهرها‪ ..‬تمت الم مولية ويهها لليدار وفاتن لمتها من ورى‪ ..‬ما تكلمت ول قالت‬
‫شي‪ ..‬والدمعات تسيل بهدوء‪ ..‬وداع حزين واليم‪ ..‬سبقه حرمان الم من بنتها‪ ..‬فاتن كانت صغيرة على‬
‫الزواج‪ ..‬او يمكن ما يقبل العقل انها تروح وتخلينا‪ ..‬شلون بتستمر الحياة من دونها واهي كانت دايما مثل‬
‫العمود اللي يمسك زاوية من البيت‪ ..‬تواجدها كان اكبر من جراح‪ ..‬ومعزتها ودورها في البيت كان اكبر‬
‫واشمل‪ ..‬كانت تلم اخوانها عن امها وعن مشاغلها‪ ..‬لن البيت كانت مشغاله اكبر‪ ..‬والمساعدة كانت‬
‫مطلوبة‪ ..‬عزيز ومذاكراته‪ ..‬مناير ومحاضراتها‪ ..‬ابوها ويا عدته‪ ..‬امها ويا عبالتها بالبيت‪ ..‬دورها كان عظيم‪..‬‬
‫والحين غيابها الطويل من راح يسده ويغطيه؟؟؟‬

‫يوم مشت السيارة وقفت ام جراح تناظرها من عند الباب الداخلي للبيت‪ ..‬ودمعها يسري بمرارة على خدها‬
‫واهي تشوف بعيونها وتشد رحيل غناة روحها‪ ..‬فاتن‪..‬‬

‫فاتن الثانية كانت عيونها ملزقة على بيتهم وعلى امها الواقفة بحزن وبموقف يكسر القلب والصبر‪..‬‬
‫ودعتها ببوسة من يدها تطير لخافق امها اللي مسكتها منالهوا ولمتها لثمها‪ ..‬وتمت واقفة تبجي والسيارة‬
‫تختفي من عيونها‪ ..‬حطت راسها على جانب الباب وظلت تبجي‪ ..‬واهي تردد‪ :‬ليتني ما خليتج تروحين‪ ..‬شلون‬
‫اخليج وانتي الروح فيني يا فاتن‪ ...‬ردج الله لي سالمة يا حبيبة قلب امج‪ ..‬ردج الله سالمة‪..‬‬

‫في ذيج اللحظه ما حبت فاتن انها تلتفت لبيت مشعل‪ ..‬عشان ما تفتح جروح اهي ضمدتها بعناية‪ ..‬بدمع العين‬
‫وبطلع الروح‪ ..‬هذا مقدر ومكتوب‪ ..‬نصيبنا في هذي الدنيا‪ ..‬ما نقدر نتحاشاه‪ ..‬لو كنت لك يا مشعل ما كان‬
‫شي في هالدنيا بيوقف في ويهك عشان تلقاني‪ ..‬ادري ان اهلك اهم مني‪ ..‬بس بعد‪ ..‬ما قدر ما الومك على‬
‫تضيعنا‪ ..‬تضييع حبنا‪ ..‬وتضيع مستقبلنا اللي كان من الممكن انه يكون‪ ...‬ولو ان فاتن رفعت بعينها بهذيج‬
‫اللحظة كانت بتشوف اخر مودعيها‪ ..‬ال وهو اول حب يدخل قلبها ويعمر بخفوقها‪ ..‬ما كانت تدري بوجوده‪ ..‬ول‬
‫حست حتى مثل ما كانت قبل تحس‪ ...‬اول خطواتها في درب النسيان‪ ..‬نسيان مشعل‬

‫يوم ابتعدوا عن البيت رفعت عينها الى جدام بدل حظنها وشافت عيون مساعد غارقة في ويهها وباين انها من‬
‫فترة‪ ..‬واهي الثانية ما حركت عيونها ونظرات اللوم تخترق روح مساعد قبل قلبه‪ ..‬تلومه على المصير اللي‬
‫قاده لها‪ ..‬تلومه على ابعادها وعلى كل شي صار في حياتها منحرف عن مساره‪ ..‬اهي كانت حاطة كل شي‬
‫في نصب التفكير وكل شي مرتب بحسب تفكيرها‪ ..‬كل هذي المور اللي كانت مثل المفاجآت اللي تتفجر في‬
‫ويهها واهي ما كانت تقدر تسوي شي ال انها تقبل فيها‪..‬‬

‫بنظرة مساعد هذيج كان يحاول انه يوصل لها شي من مشاعره ومن العواطف الجياشة اللي ما يقدر يحبسها‬
‫اكثر في صدره تجاهها‪ ..‬لكن صدها ولومها اللي كان عميق في عيونها قتل كل أمل في انه يواسيها‪ ..‬ما تبيه‬
‫ول تبي مواساته ول تبي أي قرب منه‪ ...‬وايش اللي يحبط اكثر من هذا؟ انك ودك تقدم ومحد يمد يده عشان‬
‫يستلم‪ ..‬وظل تاثير هالنظرة عليه طول الرحلة‪ ..‬كل الشوق اللي في قلبه لها انه يمسك يدها ول يلمها ول‬
‫يضمها كحق شرعي بصفته زوجها ضاع‪ ..‬ليش؟؟ السباب تحتفظ بنفسها لكن‪ ..‬التغيير ممكن‪ ..‬دوام الحال‬
‫من المحال‪ ..‬يا ترى هالمثل صحيح؟؟ ول بس انقال جذي؟‬

‫في بال فاتن اللي كانت تشغله باي شي عن الناس والمارة تفكر في زوجها مساعد‪ ..‬مساعد ‪ ..‬زوج؟؟؟‬
‫شلون صار هذا كله؟؟ ما اقدر اتخيل‪..‬‬

‫في يوم ملجتهم كان الجو عادي جدا‪ ..‬وكانت الترتيبات سهلة وهادئة‪ ..‬الملج يا وملج‪ ..‬حفلة بسيطة من بعدها‬
‫عشا للعايلة‪ ..‬وعلى الساعة ‪ 11‬راحو‪ ..‬حتى اهو ما شفته‪ ..‬لسبب خفي او يمكن واضح كان هذا الشي‬
‫احسن‪ ..‬مابغيت اني احتك فيه وايد‪ ..‬انا تزوجته عشان وصية ابوي‪ ..‬ومقابل تعب هلي‪ ..‬يستاهلون انهم‬
‫يرتاحون شوي من العبء‪ ..‬وراهم اثنين الله يعينهم عليهم‪..‬‬

‫لكن اللي اشتاقت له فاتن بصج بهذيج المناسبة اهو خالد‪ ..‬اللي ياها باخر الوقت ومعاه بوكيه ورد‪ ..‬عطاها اياه‬
‫وراح‪ ..‬ول قعد ول بارك ول شي‪ ..‬كان ظاهر عليه انه معترض على هالزواج‪ ..‬مو بس اهو ‪ ..‬حتى اهي لكن‪..‬‬
‫ما باليد حيلة‪..‬‬

‫تذكرت الملبس الللي شرتها باليوم اللي قبل‪ ..‬رحلتهم كانت ممتعة والحمد لله‪ ..‬مريم ونورة طبعا ما خلوها‬
‫تتكدر بلحظه وحدة‪ ..‬مريم قالت لها ان هالرحلة راح تكون رحلة الخساير‪ ..‬لن اخوها ما قرر يسوي حفلة‬
‫جبيرة لزم يتحمل الخساير اللي بتييه‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬طلعو من الشوبينغ بمبلغ محترم يهز الواحد‪ ..‬لكن مساعد‬
‫ابد ما رجف له جفن‪ ..‬فاتن تستاهل كل اللي شرته‪ ..‬ويا كثر ما شروا‪ ..‬جواتي وجناط ملبس بدلت جلبيات‬
‫شيل عبي نعالت اكسسوارات الخ الخ الخ‪ ..‬حتى فاتن ما قدرت تحمل كل اللي شرته‪ ..‬اهي شرت من قبل‬
‫مع جراح لكنها ما يابت ربع مشترياتها مع مريم ونورة‪ ..‬وبالحقيقة اهي استمتعت لن ماكو شي اروع للبنت ال‬
‫التشري‪ ..‬اسالووني مفلسة هلي‪.‬ههههههههه‬

‫مساعد كان هادئ‪ ..‬وهدوئه مو طبيعي بالحيل‪ ..‬لكن‪ ..‬يسكت جذي احسن من انه يتكلم ويفتح مواضيع‪ ..‬في‬
‫ذيج الرحلة ما كانت يتكلم ال مع مريم‪ ..‬مادري ليش تعلقه كبير فيها مع انها قرقة وايد وما حستها فاتن من‬
‫النوع اللي يمكن يتعلق فيه مساعد‪..‬‬
‫بنهاية رحلة هذاك اليووم ما قطوها بيتها‪ ..‬خذوها لبيتها المستقبلي‪ ..‬اللي راح يتعدل بشكل جذري بدخولها‬
‫للبيت‪ ..‬واول ما شافتها ام مساعد اللي كانت قاعدة في الليوان راحت لها ولمتها بعمق‪ ..‬خلت دمع فاتن‬
‫يتجمع بعينها‪ ..‬عجيبه هالم كتلة كبيرة من الحنان والعاطفة‪ ..‬شلون قدرت تنجب واحد مثل مساعد ل مشاعر‬
‫ول أحاسيس‪..‬‬

‫تعشت هذاك اليوم في بيتهم وحمدت الله على هالعزيمة لنها تبي تبتعد عن البيت‪ ..‬وعن فريجه‪..‬‬
‫وعن مشعل‪ ..‬من بعد ذيج الليلة ما تمنت انها تشوفه‪ ..‬اهي قتلته بكلماتها‪ ..‬لكن اهو بعد قتلها بتخليه عنها‬
‫وتركها وخلها تتخذ قرارما تدري شنو اخرته‪..‬‬

‫وفي اخر اليوم صار لها موقف ما تنحسد عليه ابدا‪ ..‬مريم ونورة طبعهم غدار‪ ..‬ويوم سوولها جوله في البيت‬
‫اللي عمرها ما شافته زين‪ ..‬ديوانية غرفة مريم وليوان البيت هذا اللي تعرفه‪ ..‬خذوها لغرفة زوجها‪ ..‬زوجها؟؟‬
‫غريبة هالكلمة على مسمعها!! وبذيج الغرفة ما كانو يدرون ان مساعد فيها‪ ..‬ويوم دخلو لقوه واقف وهو يزرر‬
‫قميصه وشوي من صدره ظاهر‪ ..‬فاتن اللي ولع ويهها بمليين اللوان ونزلت عيونها للرض مباشرة ما قدرت‬
‫انها تطلع بسهولة لن مريم ونورة كانو ياخرون طلعتهم واهي اللي ارتجفت ما بينهم تحاول تطلع ما خلوها‪..‬‬
‫مساعد اخر شي حس لها وطلعهم من الغرفة وهم يتضاحكون‪ ..‬اكثر شي على الليتات اللي ولعت بويهها‪..‬‬
‫وتمت تلوم فيهم وتطقهم طول اليوم‪..‬‬

‫وبيوم الملجة‪ ..‬لبست ملبسها وياتها مريم ونورة مبجرين وتعدلو جميع وعدلو مناير وسماهر وبشاير بعد‪..‬‬
‫حتى عزوز لو ياهم بهذاك الوقت جان حطوله جم لون‪ ..‬عزيزة خالتها حضرت واهي فرحانة حيل‪ ..‬افرح حتى‬
‫من أم جراح اللي كان الحزن عام عليها لكن ما خلوها مريم ونورة‪ ..‬حتى اهي عدلوها ومكيجوها وطلعوها‬
‫شباب جنها بنت عمرها ‪ 25‬سنة‪ ..‬يعني الجو كان جنان‪ ..‬حتى بالنسبة لفاتن‪..‬‬

‫بالعمد شرت طقم فيه لون الزمرد‪ ..‬كان عبارة عن جاكيت سواريه مطرز بشك‪ ..‬ذهبي واخضر وياقته كانت‬
‫عاليه وثابتة‪ ,‬والتنورة كانت من ثلث قطع‪ ..‬حريرية وسلسل من نفس تطريز الجاكيت وشيفون ذهبي وفيها‬
‫فتحات كثيرة لكن ما كانت مخربتها بالعكس كانت تبين مثل عارضات الزياء ويا جسمها على الرغم من‬
‫قصرها الجزئي خصوصا مع طول مساعد‪ ..‬ولبست من تحت توب ذهبي للرقبه‪ ..‬وشعرها راحت الصالون‬
‫قطعته على طوله القصير وصبغته بخصلت ذهبية خلته يصير جناان‪ ..‬والطقم لبسته ولبست معاه خاتم شروه‬
‫مريم ونورة شراكة هدية لها‪ ..‬الله ل يوريكم الخاتم طبعا لنه ضخم وكبير حيل على يد فاتن لدرجة ان يدها‬
‫ثقلت بسببه‪..‬‬

‫يوم ياها كتاب الملج حست ان الوضع غلط‪ ..‬ليش لزم هالكتاب؟؟ ليش لزم توقع؟؟ ليش لزم تنهي هالقعدة‬
‫الحلوة بكآبة وحزن؟؟ وبثبات وقعت على الكتاب وأمتلى البيت بيباب خالتها ونورة وخالتها اليديدة‪ ..‬ام‬
‫مساعد‪ ..‬اللي كانت فرحتها ما تنوصف‪ ..‬صج ان الحتفال كان بسيط لدرجة انه ما يرضي حتى ام المعرس‬
‫لكن هذا هو الوضع‪ ..‬اللي آلم في فاتن اكثر شي اهو تغيب سماء عن العرس‪ ..‬خبرتها عنه واهي ابد‪ ..‬ما‬
‫اعترضت بالعكس‪ ..‬ابتسمت لها وفرحت لها واتمنت لها السعادة‪ ..‬وقالت لها كلم خلها تحس بالفخر بهالبنت‬
‫الصغيرة ذات المظهر الطائش‪..‬‬

‫سماء‪ :‬يا فاتن انا تمنيتج حرمة لخوي وحتى هذي اللحظة‪ ..‬انتي ومشعل كنتم تكونون ثنائي ول احلى لكن ل‬
‫تجري الرياح بما تشتهيه السفن‪ ..‬والغلط مو غلطج حبيبتي ل‪ ..‬غلط اخوي اللي ما راعج‪ ..‬وما كان موجود‬
‫معاج‪..‬‬
‫فاتن واهي تمسح دمعتها‪ :‬بس انا جرحته يا سماء‪..‬‬
‫سماء وهي تناظر بنطلونها‪ :‬ادري‪ ..‬ومن جرحه بجى طول الليل‪ ..‬وندم على اللي سواه فيج بس انتي مالج‬
‫ذنب يا فاتن‪ ..‬وما ابيج تعيشين بالندم‬

‫ما كانت تدري ان فاتن ابدا ما كانت تلوم نفسها او حاسة بالندم‪ ..‬اهي صج جرحته لكنها ما راح تحمل نفسها‬
‫مسئولية انتهاء هذا الحلم الجميل لن مو البنت اللي تتحرك عشان تقلب الحلم الى حقيقة‪ ..‬الريال اللي لزم‬
‫يركض ويتعب‪ ..‬وبعدين الظروف بينهم ما كانت مواتية انهم يتزوجون او انهم يكونون لبعض‪ ..‬اهو ولد من‬
‫واهي بنت من؟؟‬

‫بهذاك اليوم ما شافت مساعد ول قعدت معاه‪ ..‬حتى الهدية اللي عطاها اياها كانت عند نورة اللي قدمتها لها‪..‬‬
‫وكان هذا الجراء افضل شي صار‪ ..‬مع انها تعودت على فكرة ان مساعد راح يكون متواجد معاها ‪ 24‬ساعة ‪..‬‬

‫الهدية فتحتها بآخر الوقت يوم صفى لها الجو ‪ ..‬كانت قاعدة في دارها واهي تمرر صوابعها على شعرها‬
‫بتفكير‪ .‬او باسترجاع لحداث الليلة‪ ..‬ويوم وصلت افكارها لمساعد تذكرت العلبة وراحت صوبها‪ ..‬كانت وردية‬
‫وفيها خيط مربوط من الجانبين‪ ..‬فجته وفتحته ولقت اللي فيه‪..‬‬
‫انبهرت من هذي القلدة اللي بالفعل تسلب العقل‪ ..‬كانت عبارة عن قلبين متداخلين في بعض‪ ..‬والماسات‬
‫اللماعة تحايط جوانبهم‪ ..‬يوم رفعتها بين صوابعها تدلى احد القلوب تحت والثاني فوق‪ ..‬وكأن اللي تحت على‬
‫وشك السقوط واللي فوق حامله وماسكه بقوة عشان ل يطيح‪ ..‬وويه مساعد اللي حضرها بقوة بهذاك الوقت‬
‫خلها تنفر من القلدة وترميها على السرير وتروح توقف عند المنظرة بقهر من شعورها‪ ..‬كانت واهي واقفة‬
‫عن المنظره تشوف القلدة شلون مرمية ونفس الوضعية اللي يات في بالها‪ ..‬وبعد فترة تأمل‪ ..‬ردت سريرها‬
‫وشالت الغراض وحطتهم في زاوية ثانية للصبح‪..‬‬
‫ومرت خمسة ايام من بعدها ما شافت مساعد وما تكلمت معاه ال يمكن ثلث مرات ولمور ضرورية‪ ..‬اهو‬
‫انتظرها وما كان معترض على جفاها بالعكس‪ ..‬واهي كانت تظن وافكارها يوم عن يوم تزيد حول نقطة انه‬
‫يمكن ما يبيها بس سوى اللي سواه عشان يبعدها عن مشعل‪..‬‬

‫للحين ما قدم لها دبلة تبين زواجهم‪ ..‬مع ان مظهرها تغير‪ ..‬صارت أنيقة وتغيرت ملمحها‪ ..‬واتضحت لها فكرة‬
‫ان الزواج يغير الناس‪ ..‬للحسن‪ ..‬حتى لو كان هذا الزواج مؤلم وحزين‪..‬‬

‫في ذيج اللحظه اقترب منها جراح وهو يبتسم‪ ..‬وشكثر كان متغير شكله وكأن جو اميركا راح يناسبه‪..‬‬
‫ومساعد اللي كان لبس بدلة كلسيكية‪ ..‬قميص ابيض وجاكيت وبنطلون بنفس اللون والنظارات تغيرت‪..‬‬
‫ماهي ذيج الشفافة البيجية‪ ..‬اليوم كانت سودة وما تبين شي من عينه‪ ..‬وشعره القصير لكن الناعم يهببه‬
‫الهوا‪ ..‬طوله كان فارع ورشاقته كانت غريب من نوعها‪ ..‬وجراح بالملبس العادية كان مثل الياهل يمه‪ ..‬حتى‬
‫ان شعره تغير‪ ..‬صار تسريحة ثانية‪ ..‬حتى اهي نفسها اليوم تخلت عن العبايه وبدلتها بتنورة سودة وسيعة‬
‫وتيشرت رفيع بنفس اللون وجاكيت جينز ازرق ديرتي ومعاهم صندل مناسب مع الجنطه‪ ..‬الشيلة كانت‬
‫لونين‪ ..‬تحت ازرق وفوق اسود‪ ..‬طبعا ذوق مريم‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يالله ما عندج شي قاصر؟؟‬


‫فاتن‪ :‬ل ما عندي‪..‬‬
‫مساعد ياشر لجراح براسه‪ :‬يالله عيل خلونا انروح‪..‬‬

‫وتحركو‪ ..‬مساعد جدام ويمه جراح وفاتن وراهم وراسها بالرض‪ ..‬تمشي ول كأنها تمشي‪ ..‬ما اصعب‬
‫هاللحظات‪ ..‬فراق الوطن‪ ..‬كان ودها لو تمسك كل بقعة في الكويت وتشمها‪..‬ااه يا ديرتي‪ ..‬صدقيني لو بيدي‬
‫ما عفتج ول رحت عنج وتميت فيج تلميني وتحظنيني مثل ما حظنتيني طول هالسنوات‪ ..‬مادري ليش خلوني‬
‫استخسرج بهالوقت‪ ..‬وانا اللي اموت فيج يا ديرة الطيبين‪ ..‬ل تنسيني يا دار الطيب والخير‪ ..‬ل تنسيني وانا‬
‫بنتج‪ ..‬احبج يا كويت‪ ..‬احبج‪..‬‬

‫الدرجة اللي قعدو فيها كانت الولى‪ ..‬طبعا مساعد ما حب ان اول سفرة لفاتن تكون في درجة السياحية‪..‬‬
‫وتعجب بينه وبين نفسه منها‪ ..‬ما فيها ملمح من ملمح الحماس للسفر ‪ ..‬اهي مثل ما عرف اول مرة تسافر‬
‫بره الخليج‪ ..‬يمكن سافرت في حياتها مرتين‪ ..‬وكلها للسعودية والبحرين وبس‪ ..‬يعني هذي اميركا اذا ما‬
‫فرحت لزيارتها بتفرح لوين؟؟‬

‫بالصدفة صارت مقاعدهم يم بعض‪ ..‬اهو وفاتن وجراح من بعدهم بكرسيين‪ ..‬فاتن اللي تمت تتلفت لخوها‬
‫تدوره ومساعد ما فارقت عيونه ويهها‪ ..‬يو م شافت جراح مستقر على كرسيه والطيارة تعلن للركاب بانهم‬
‫لزم يلبسون حزام المان استسلمت لمكانها وقعدت من غير ما تلقي نظرة وحدة على مساعد اللي كانت‬
‫نظرته باردة لها وتدري انها لو طالعته بهذيج اللحظة راح يقهرها‪ ..‬فاكتفت بانها تقعد وتربط حزام المان‬
‫وتناظر الفراغ اللي جدامها‪..‬‬

‫الهدوء كان غريب في الطيارة ما تدري شنو سببه؟؟ كونها محافظة عليه لنها قاعدة يم اكثر الناس بغض في‬
‫هالدنيا ول لنها محتاجة له؟؟ استغربت منه هدوئه وسكوته العميق‪ ..‬ورغبتها في انها تلقي عليه نظره كانت‬
‫اقوى منها ويوم رفعت عيونها صدمها بمراقبته لها‪ ..‬كان قاعد يم الدريشة وعيونه نعسانة تناظرها بهدوء‪..‬‬
‫خلتها بكل سذاجة تسأله‬

‫فاتن‪ :‬خير؟‬

‫مساعد ابتسم بنعومة خلت دقات قلبها تتراقص من الغيظ‪ ..‬ليش يضحك؟؟ قايلة له نكته‪..‬؟؟‬

‫مساعد‪ :‬مرتاحة؟‬
‫فاتن وهي تبعد عيونها عنه بندم‪ :‬الحمد لله‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الرحلة طويلة‪ ..‬لين طارت الطيارة انصحج انج تتحركين‪ ..‬عشان الدورة الدموية‪..‬‬
‫هزت راسها مثل البنت المطيعة‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫ابتسم مساعد اللي كان يحس بالمرض شوي‪ ..‬ما كان مريض بالعكس‪ ..‬مرضه اكثر شي نابع من النفسية‬
‫الزفتة‪ ..‬وال بالله عليكم ريال متزوج ما يقدر يجيس زوجته او يقول لها كلمتين على بعض من غير ما تزعل‪..‬‬
‫خلها على كيفها‪ ..‬كلها ال يومين ويستفرد بها‪ ..‬وبنشوف‪ ..‬من سيد من يا فاتن!!!‬

‫بعد الطيران بنص ساعة حست فاتن انها تعبانة وودها لو ترتاح شوي‪ ..‬فسكرت عيونها واهي شبه المؤمنة‬
‫على نفسها‪ ..‬ما كانت حاطة في بالها ان مساعد يمكن يستغل نومها لنه اهو الثاني كان يشرب كوفي بكل‬
‫هدوء وطلب الجريدة‪..‬بينشغل فيها ويمتنع عن الكلم معاها‪ ..‬فإرتاحت لهالشي وسكرت عيونها بكل هدوء‪..‬‬
‫لكن هيهات مساعد يبعد باله او تفكيره انش واحد عنها‪ ..‬اهي مستحلة كل عصب من اعصاب التفكير‪..‬‬
‫وماجت في باله بصور كثيرة وانتظاره الى الوصول بدى يضيق‪ ..‬ولكن‪ ..‬ما ردها بتكون معاي‪ ..‬وبتبدى المعركة‬
‫الولى من حرب فاتن ومساعد‪..‬‬

‫جراح اللي من قعد مكانه اللي كان بجنب كرسي فاظي سرح في خياله‪ ..‬وتذكر ويه مريم وحس بالشوق‬
‫والحنين للهل ولصحابه ولكل العزيزين على قلبه‪ ..‬ابتسم يوم تذكر ويه امه الصبح‪ ..‬كانت عيونها حمرة‬
‫والدمع لمع فيها‪ ..‬تم يهدي فيها ويوصي مثل الب اللي بيطلع من البيت ويبي يضمن ان كل شي بيكون‬
‫مرتب‪..‬‬

‫وطرت مريم على باله وشبح البتسامة مر على شفايفه‪ ..‬ما أحلى هالبتسامة ول هذيج الطلة‪ ..‬حتى الدمع‬
‫اللي كان يلمع في عيونها لفراقه كان عذب وجميل‪ ..‬خله قلب يرهف لها ويرغب بها‪ ..‬ما احلها من حبيبة‪ ..‬لو‬
‫كل من في هالدنيا لقى مثلها جان حلت الدنيا بعينه‪ ..‬ومريم بنت ول كل البنات‪ ..‬ربي يحفظج لي يا حبيبة‬
‫قلبي‪ ..‬والله يردني بالسلمة عشانج بس‪..‬‬

‫====================‬
‫في ذاك الفريج‪ ..‬وذيج الدار‪ ..‬وبالهدوء اللي يلف المكان والبرود الطاغي‪ ..‬كان مشعل قاعد والظلم يلف‬
‫داره‪ ..‬ول دريشة ول ستارة تكشف عن العالم الثاني‪ ..‬كان قاعد على سريره وهو لم ريله والثانية ممدودة‬
‫على الرض‪ ..‬اليوم سافرت فاتن‪ ..‬رحلت عن هالبلد اللي كان يعبده لوجودها فيه‪ ..‬وتركته لحاله في هالدنيا‪..‬‬
‫من غير أي معاون‪ ..‬أو احد ينشد منه العزا على فراقها‪ ..‬تزوجت وراحت‪ ..‬هذا اللي لقاه من اخته يوم سألها‬
‫عنها كانت تتكلم معاه والدمع يسيل من عينها‪ ..‬سماء اللي ماحبت احد في حياتها تعلقت بشدة في فاتن‬
‫لدرجة الستغراب‪ ..‬اهي عمرها ما حبت احد ول دخل احد خاطرها كثر فاتن‪..‬‬

‫تحرك شي في هذاك الهدوء‪ ..‬كانت دمعته اللي حتى اهي ما عادت تحبه ول تبي تكون معاه‪ ..‬ودها لو ترحل‬
‫مع فاتن وتلقى راحتها‪ ..‬بس خلص ‪ ..‬خلص يا مشعل‪ ..‬فاتن ما عادت لك‪ ..‬صارت لريال ثاني غيرك‪ ..‬وكل‬
‫احلمك الوردية معاها انتهت‪ ..‬انت اللي انهيتها بجبنك وبرودك‪ ..‬بدل ما تتواجد معاها في نفس المكان‪ ..‬رحت‬
‫عنها واهي اللي كانت محتاجتك‪ ..‬ليش ‪ ..‬انا ليش سويت جذي؟؟ ليش ذبحت حب عاش في قلوبنا من أول ما‬
‫عهدنا الدنيا‪ ..‬ليش؟؟ ليش انا جبان جذي؟؟ ليش؟؟ ليش؟؟؟‬

‫بجى مشعل ومن زود ما بجى بهذيج اليام انهك جسمه من الدمع‪ ..‬وملوحته صارت تسري في دمه مثله مثل‬
‫الوكسيجين‪ ..‬فاتن مالها أي ذنب‪ ..‬هذا الشي الوحيد اللي كان معقول في تفكيره‪ ..‬اهي مالها ذنب اني جبان‬
‫جذي‪ ..‬بس بعد‪ ..‬انا مو ذنبي‪ ..‬انها تروح عني وانا اللي ما صدقت اني القاها في حياتي‪ ..‬تروح عني جذي وانا‬
‫ابيها وما شبعت منها يا ناس‪ ..‬انا متى لقيتها عشان اشبع منها‪ ..‬انا بغيتها زوجة لي‪ ..‬تربي عيالي‪ ..‬وتكبر معاي‬
‫وتشيب وياي‪ ..‬لكن ‪ ..‬كل هذا الحين صار مستحيل‪ ..‬راحت تكون زوجة واحد ثاني وراح تكون ام عياله وتكبر‬
‫معاه وتشيب وياه وانا‪ ...‬اناا يا دنيا انا‪ ...‬انا وين اولي‪.‬؟؟ وين اروح؟؟؟ وين يا ربي وين؟؟؟‬

‫ردت سماء من المدرسة واهي متظايجة بالحيل‪ ..‬اهي راحت المدرسة وما كان لها خلق عشان ل تقعد في‬
‫البيت وايي في خاطرها انها تروح لمشعل‪ ..‬اهي غضبانة عليه وفي قلبها حرة بس‪ ..‬وين تلقاها؟؟ اهو السبب‬
‫في سفر فاتن‪ ..‬بروده وقلة اهتمامه في الموضوع ليمن طارت فاتن من يده‪ ..‬وراحت لواحد ثاني‪ ..‬وابتعدت‬
‫وتركتني هني من بعد ما تطمنت من الدنيا اني لقيت الرفيجة او الخت اللي طول عمري تمنيتها‪ ..‬بس وين‬
‫نلقى اخت مثلها وامنا بهالصورة المتوحشة‪ ..‬اكرهها‪ ..‬اهي السبب في كل شي‪ ..‬اهي السبب‪..‬‬

‫دشت دارها واهي ترمي بالجنطة‪ ..‬اليوم عطوها انذار‪ ..‬غياب ‪ 7‬ايام طول اسبوعين كان وايد‪ ..‬وطلبت منها‬
‫الناظرة انها تنادي على امها‪ ..‬بس شالفايدة الناظرة هذي ارفيجة امها روح بالروح على قولتهم كلووز‪ ..‬يعني‬
‫روحة امي بتكون عشان شربة جاي ول سوالف عن اخر مستجدات المجتمع الراقي او الديوانيات‪ ..‬مالت‬
‫عليهم‪ ..‬تفكيرهم ضئيل‪..‬‬

‫بدلت هدومها وعلى طول نزلت تروح بيت ابو جراح‪ ..‬هذا البيت اللي صار محطتها التالية من بعد بيتها اللي‬
‫عمرها ما حسته بيت‪ ..‬يوم دخلت بيت بو جراح ما لقت احد‪ ..‬اكيد كلهم زعلنين‪ ..‬اليوم فاتن سافرت ويا‬
‫جراح والبيت فاظي ال من الم وعزيز ومناير وسماهر الي ما يتفارجون‪ ..‬تتعامل معاهم لكن مو بنفس‬
‫الصورة الي كانت مع فاتن او ام جراح اللي تخليها تشتغل معاها في المطبخ وتؤنسها ول تزعل منها بالعكس‪..‬‬
‫تجابلها دوم بالبتسام الي يرد الروح في سماء‪ ..‬كانت صغيرة صح لكن تفكيرها كبير‪ ..‬ووحدتها فضيعة وحاجتها‬
‫افضع‪ ..‬ل ام ول ابو ‪ ..‬مشعل اللي كان عزاها في هالدنيا فقدته من بعد ما فقد فاتن‪ ..‬وما باليد حيلة‪ ..‬ما ردها‬
‫صفت بل احد في هالدنيا‪ ..‬الله كريم اللي بيعوضها خير ان شاء ‪..‬‬

‫دخلت المطبخ ولقت خالتها ام جراح قاعدة واهي تسند راسها بيدها والحزن غاشي هذيج الخشة الحلوة‪..‬‬
‫التفتت يوم شافت سماء واقفة على الباب‪ ..‬وما ابتسمت كالعادة‪ ..‬قلبها كان حزين اليوم على غير العوايد‪..‬‬
‫وسماء تقربت منها وقعدت على ركبتها مجابلها‪..‬‬

‫سماء بصوت ناعم‪ :‬علمج خالتي؟؟؟ فيج شي؟؟‬


‫ام جراح بصوت يبعث المرارة‪ :‬ما تمنيت هاليوم ايي‪ ..‬اللي بيتي يخلى من ثلثة‪ ..‬واحد والقلب صبر ويتناسى‪..‬‬
‫لكن الثنين اللي راحو‪ ..‬قلبي ما يقدر على فراقهم يا يمة‪..‬‬

‫ذاب قلب سماء من كلم ام جراح‪ ..‬كان حزين ويألم القلب بشكل فظيع‪ ..‬ما تخيلت ان في احد يوم من اليام‬
‫يقدر يبعث فيها هالكثر حزن وهالكثر فجع مثل ام جراح‪ .‬شهالنسانة اللي تتحمل نفسها جذي انا لو مكانها‬
‫وفي قلبي هالكلم وهالكثر جراح جان مت‪..‬‬

‫تقربت منها واهي تمسك يدها وتبتسم على الرغم من الدمعة اللي سرت‪ :‬خالتي‪ ..‬افا عليج‪ ..‬انا وين رحت‪...‬‬
‫وجراح بيرد لج ان شاء الله بعد سبوع‪ ..‬ل تحاتين ول تعورين قلبج‪...‬‬
‫ام جراح تبجي‪ :‬وفاتن‪ ..‬اااااااااه يا فاتن‪ ..‬فديت روحج يا فاتن‪ ...‬فديت روح هالبيت اللي فارجته‪..‬‬

‫غطت ام جراح ويهها بشيلتها وتمت تبجي بقووو ‪ ..‬وسماء مكانها عاجزة عن انها تسكتها‪ ..‬وفجأة حست بوجود‬
‫شخص ثالث معاهم‪ ..‬التفتت ال كان خالد‪ ..‬هذاك الصبي النحيل اللي نظارته دومها لزقة على عيونه‪ ..‬اللي‬
‫كانت ملمحه اليوم غريبة من نوعها‪ ...‬لدرجة انها اسرت خاطر سماء وخلت عيونها مملوكة لملمحه‪..‬‬

‫تقرب من خالته وبقربه هذاك تحركت سماء من الرض وقعدت على الكرسي اللي مجابل ام جراح‪ ..‬واهو‬
‫استحل مكانها على الرض واهو قاعد على ركبته‪ ..‬ونزل راسه لتحت ام جراح ومد يده النحيلة السمرة الى يد‬
‫ام جراح اللي كانت ماسكة الشيلة بها وهي تغطي عيونها‪..‬‬

‫خالد بصوت بعيد عن الواقع وكانه نابع من الخيال‪ :‬خالتي؟؟؟ علمج؟؟؟ ليش تبجين؟؟؟‬
‫نزلت ام جراح يدها واهي ميتة من البجي‪ :‬ابي عيالي‪ ...‬ابي عيالي‪ ....‬ردوهم لي‪ ...‬ابيهم خالد‪ ..‬اتصل في‬
‫جراح قول له خلص‪ ..‬امك هونت‪ ..‬رد فاتن معاك وما تبيكم تروحون‪ ...‬تكفى يمة ‪ ..‬جان لي غل في قلبك‪..‬‬
‫رد لي عيالي‪..‬‬

‫اول الشي تغضنت ملمحه بحزن عميق‪ ..‬وكأن هالشي غالي عليه لكن‪ ..‬فجأة جذي لمعت عيونه بابتسامة‬
‫ماكرة وكأنه كان يخطط لشي في باله‪ ...‬استغربت سماء منه هالشي‪ ..‬يمكن كان يواسيها لكن‪ ..‬الموقف ابدا‬
‫ما كان يستدعي البتسام‪ ...‬يا ترى شنو سبب ابتسامته؟؟‬

‫خالد‪ :‬ارد لج عيالج؟؟؟ شنو هذا بعد مو ناقص ال تقوليلي اطلع بره من بيتنا‪ ..‬ما اكفيج انا يا بنت سالم‪..‬‬
‫هالويه هالحل وخفة الدم هذي ما تكفيج؟؟؟ الحين يوم راحت القرفة فتون والشيفة جراحووو بينت جيمتهم‬
‫عندج وانا طلعت التوش‪ ...‬افا يالدنيا‪ ..‬كل شي توقعته ال هذا الشي‪ ..‬هزلت والله‪..‬‬
‫ام جراح واهي تبرر موقفها‪ :‬ل والله يمة ما كان قصدي جذي‬
‫خالد وهو يقوم‪ :‬ل هذا كان قصدج وانا عارررف‪ ..‬لكن‪ ...‬مالي ال اشيل هدومي وقشاري كله وارد من محل ما‬
‫ييت‪..‬‬
‫ام جراح مسحت دمعها وقامت على طولها‪ :‬ليش انت يبت اغراضك؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬يقولون‪ ..‬قلت البيت ماعاد فيه ريال ومالكم ال انا ‪ ..‬فشلت هدومي وييتكم‪ ..‬بس الظاهر اني ما سد‬
‫الفراغ‪ ..‬يالله عن اذنكم وسامحونا على الزعاج‪..‬‬
‫يودت ام جراح يده‪ :‬جب ول كلمة‪ ..‬هذار واحد‪ ..‬يالله شيلهم معاي باخذهم بدار فاتن‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل استغفر الله‪ ..‬شلون ما يصير ارقد في دار بنت‪ ..‬حطيهم بدار جراحو عشان تنبط جبده لو شافهم‬
‫هناك‪ ..‬ههههههههههههههه ‪..‬‬
‫ام جراح واهي ترجع للحزن‪ :‬يا نظر عيني يا جراح‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل ل خلص انا هونت ماني بقاعد عندكم دقيقة وحدة‬
‫ام جراح‪ :‬يل عاد يا خالد‪ ...‬يل حبيبي شيل الغراض وياي‪ ..‬بناخذهم دار جراح ليمن يرد وانا ارتب له دار‬
‫فاتن‪...‬‬
‫خالد‪ :‬حلو جذي انتي تمام‪...‬‬
‫راحت ام جراح واهي تحمل شوية من اغراض خالد اللي وقف مكانه شوي‪ ..‬وسماء قاعدة وراه في المطبخ‪..‬‬
‫تناظر هالصبي المحتال اللي قدر يقلب حال خالته في دقايق من الحزن الى الحماس‪ ..‬وما سمح لها انها‬
‫تزعل ولو للحظة بتواجده‪ ..‬صج ان في قلبه حب لهالخالة مافي ميزان في هالدنيا يقدر يقيسه‪ ..‬ومرة وحدة‬
‫التفتت لها وعيونه بعيونها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬شفيج تطالعيني جذي؟؟؟ خرعتج؟‬


‫اهي صج اخترعت من نظرته لها لكن‪... :‬ل‬
‫خالد وهو يرفع حاجب‪ :‬ظنيت بعد‪...‬‬

‫بدى يقهرها‪ ..‬لذا قررت سماء انها تنسحب في ذيج اللحظة‪ ..‬ابدا ما تتحمل انها تكون معاه بنفس المكان يوم‬
‫اللي يطالعها بنظراته التفحصية وكأنها سيارة او قوطي بيبسي‪ ...‬وقبل ل تطلع من البيت ناداها‪..‬‬

‫التفتت له بهدوء‪ :‬نعم؟؟‬


‫خالد بنظرة تهكمية‪ :‬انتي لي متى بتظلين جذي بل حجاب ول لبس سنع؟ ما تخافين ربج؟؟؟‬

‫هذي ثاني مرة يغلط عليها وعلى لبسها‪ ..‬واهي راح توقفه عند حده‪ ..‬ما راح تخليها تتثلث وتتربع ‪..‬‬

‫مشت له بكل غرور واهي متخصره بيد وحده‪ :‬اني البس جذي‪ ..‬وبل حجاب‪ ..‬وصاينة نفسي‪ ..‬احسن من‬
‫الحجاب واللبس السنع اللي على قولتك ونفسي خايسة‪ ..‬وهذي ثاني مرة انت تعطيني رايك اللي انا ابدا ما‬
‫احتاجه في لبسي‪ ..‬لبسي على كيفي‪ ..‬حتى اليوم اللي انا بيي فيه واتظايق منه اعرف انك بتكون اخر واحد‬
‫في هالدنيا اللي راح اطلب رايه‪ ..‬مفهوم؟؟‬

‫حوس خالد ثمه بزاوية وظل يناظرها بقهر‪ ..‬لكن في قلبه مشاعر عنيفة تتدافع وكلها ودها لو انه يبط عيونها‬
‫الزرق‪ ..‬مشت وراحت عنه تاركته في نص الصالة بفشيلته هذي‪ ..‬وقعد يكلم نفسه بصوت مسموع‪ :‬بنت‬
‫وتهزئك‪ ..‬والله قلت الخيرة‪ ..‬لكن الشره مو عليها‪ ..‬الشره عليك اللي تبي مصلحة الناس والناس ما تبيها‪..‬‬
‫خلك في حالك يا خي احسن لك‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يوم انك تبي مصلحة الناس اتيي تعلمهم اياها بهالطريقة؟؟؟‬
‫التفتت لها لنه تفاجأ من تواجدها واكثر شي من سماعها لكلمه‪ :‬خالتي؟‬
‫ابتسمت واهي تنزل‪ :‬يمة خالد‪ ..‬الواحد مو غلط انه يعطي رأيه ول ينصح الناس‪ ..‬لكن هذي مو طريقة‪ ..‬انك‬
‫تاخذ البنية وتهزئها بطريقة تخلي راسها ييبس وتاخذ الموقف بعناد‪ ..‬خلك سياسي اكثر‪ ..‬وخلك فهيم واعرف‬
‫اللي تبيه البنت‪..‬‬
‫خالد بحيا كبيير‪ :‬ان شاء الله‪ ...‬اصل‪ ..‬اصل انا مو مهتم فيها‪ ..‬بس قلت‪ ..‬اجر وثواب من الله‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم‪ :‬واللي يبي الجر‪ ..‬يهاوش الناس؟؟؟؟‬

‫صح كلمها ام جراح‪ ..‬اهو عمره ما عطى سماء رأيه بهدوء‪ ..‬دايما كان يناجرها ويناحسها ليمن يخليها تتحداه‬
‫وباخر الشي تفشله‪ ..‬بهذيج المرة طاحت عليه يالحقير‪ ..‬وقبل جم يوم سكر حلجك لوعت جبدنا‪ ..‬وهالمرة‬
‫انت اخر واحد ابي رايه‪ ..‬ليش ما يحاول يكون اكثر سياسة معاها؟؟ تعال؟؟ وانا شابي في اني اكون اكثر‬
‫سياسة معاها؟؟ اهي شنو بالنسبة لي‪ ..‬حيا الله بنت الجيران‪ ..‬انا والله ما عندي سالفة لكن مو مني‪ ..‬كله‬
‫منك يا الشيفة يا جراحو‪ ...‬خلك ترد من السفر ان ما وكلتك اياها سوخنة‪ ..‬ماكون خالد‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬اوووه زياد يالله عاد‪ ..‬ل تملقني اكثر‪ ..‬وافق وخلص ما بيصير فيك شي؟‬
‫زياد وهو يجفف شعره‪ :‬غزلن ماقدر هالوقت وايد زحمة علي‪ ..‬ماقدر اطلع من الجامعة بهالسهولة‪ ..‬ل تنسين‬
‫هذي سنة الثانية لي‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اووووووووووووف يعني بنسافر بلياك‪ ..‬يالله عاد والله حرام تسوي جذي ابوي زين منه اجل السفر‬
‫عشان بعدين وياي الحين تقول اعفوني‪..‬‬
‫زياد يبتسم‪ :‬غزلن سافري معاهم لحالج مو لزم انا أكون متواجد‪..‬‬
‫غزلن وهي تفج حلجها‪ :‬ل والله‪ ..‬تدري‪ ..‬انت تتعيزز علي فما راح اطول معاك واعتبرني زعلنة‬
‫زياد‪ :‬هههههههههه ما تعيزز يا م لسانين انتي‪ ..‬ول تزعلين مني ترى والله موقصدي بس هالفصل وايد زحمة‬
‫علي غزول‪..‬‬
‫غزلن وهي مبوزة‪ :‬يعني ماكو امل؟‬
‫زياد وهو يحمل الرنب اللي يربيه‪ :‬ماكو ال كاثرين جان تبين تسلمين عليها‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ودي والله بس ماحب الحيوانات المشعرة‪..‬‬
‫زياد‪ :‬عيل شتحبين؟‬
‫على طول طرى جراح على بالها‪ ..‬احب هذا النسان‪ ..‬تقدر اتييبه لي يا اخوي؟؟‪ :‬احبك انت وامي وابوي‬
‫واختي‪ ..‬زين بقول لك‪ ..‬انا الحين بخليك‪ ..‬بدق عليك بعد جم يوم وابيك تفكر في سالفة السفر‬
‫زياد اللي تملل من صج‪ :‬غزلن قلت لج‬
‫غزلن تقاطعه‪ :‬اااااااا مالي شغل‪ ..‬فكر زييييين ما زين محص مخك عشان تطلع الفكار السنعة‪ ..‬ويالله‬
‫اديوس موجاجوووو‬
‫زياد يبتسم‪ :‬اديوس موجاجا‪..‬‬

‫سكرت غزلن عن زياد اللي كان يبتسم لحاله‪ ..‬غزلن عاطلة عن الحياة وما تفكر ال بالسفرات والترفيه‬
‫والتنزه‪ ..‬ابوي خربها بدلله ودلعه لها‪ ..‬حتى الدراسة ما تفكر فيها وايد مع انها تدرس بس ول جنها‪ ..‬ما تقدر‬
‫تشوف هالدنيا ول تقدر تتقبلها ال بالعايلة كلها‪ ..‬مو شي غلط لكن‪ ..‬وايد تتطلب ووايد تتدلع‪ ..‬لدرجة انها تفقد‬
‫الواحد اعصابه‪ ..‬الله يهديها ان شاء الله ويرزقها ولد الحلل اللي بيردها لمخها‪..‬‬

‫نزلت غزلن للحديقة وشافت ابوها قاعد‪ ..‬شكله توه راد من الدوام ومو من عوايده بالصج‪ ..‬اهي زعلنة منه‬
‫لنه اجل سالفة السفر لبعد ما يرد مساعد من سفرته ‪ ..‬يقول ان الشغل ماله احد يمسكه ولزم واحد منهم‬
‫يكون متواجد‪ ..‬فطاح الفاس بالراس وخسرو اهم الرحلة على حساب مساعد‪ ...‬درت انه ملج وسافر مع‬
‫زوجته لكن ما عرفت من هذي البنت؟؟ يالله الله يهنيهم ببعض‪ ..‬ويستاهل مساعد‪..‬‬

‫قعدت بعيد عن ابوها واهي مبوزة وفاتحة شعرها الشقر‪ ..‬طبعا مصبوغ‪..‬‬

‫ابو زياد‪ :‬هل والله ‪ ..‬هل بالغالية بنت الغالية‪ ..‬حياج يابوج يمي عندي‬
‫غزلن‪ :‬انا ما حاجيك‪ ..‬مقاطعتك‪..‬‬
‫ابو زياد يطالع حرمته اللي تضحك‪ :‬وليش؟؟ افا‪ ..‬تدرين يا غزلن انا عوف الدنيا ول عوفج‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬أي أي قص علي انا ياهل عادي مقصصة عندك‪ ..‬مو كفاية مأجل السفر وضيعت علينا فرصة ذهبية‪..‬‬
‫ابو زياد يهمس لمرته‪ :‬اوووووو ردت حليمة لعادتها القديمة‪) ..‬على صوته( اقول حبيبي غزلن‪ ..‬ديري بالج على‬
‫نفسج ويالله اشوفكم بعدين‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬وين رايح؟؟‬
‫غزلن‪ :‬بيشرد‪ ..‬ما يبي يسمع كلمي؟؟‬
‫ابو زياد يبتسم‪ :‬أي يا حياتي مابي اسمع كلمج لني حافظه‪) ..‬يقلد على صوتها( انت ما تحبني ول تعزني ول‬
‫لي مكانة في قلبك‪ ..‬اجلت سفرتنا وضيعت علينا الفرصة حتى زياد ما راح ايي معانا ان شاء الله تستانس‪..‬‬
‫)يرد لصوته الطبيعي( اللي يسمعج يقول انا مو ابوج‪ ..‬عدوج‪ ..‬لكن بعد حلو وبارد على قلبي منج‪ ..‬ويالله عن‬
‫اذنكم عندي موعد ويا ابو مشعل اشوفكم بعدين‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬وصل سلمي له‪..‬‬
‫ابو زياد‪ :‬يبلغ‪ ..‬يالله مع السلمة‪..‬‬
‫ام زياد وغزلن اللي تحركت من مكانها لعند امها‪ :‬الله يسلمك‬

‫غزلن بعد ما راح ابوها تمت تاكل مكانها‪ ..‬والتفتت لمها لقتها قاعدة بحيرة‪ ..‬وبحزن خفيف‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬يمة علمج؟؟؟‬


‫ام زياد‪ :‬ل بس‪ .‬مقطع قلبي حال مشعل ولد سلوى‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ليش شفيه؟؟؟‬
‫ام زياد‪ :‬هد الدراسة وعافها وقاعد في داره ل ياكل ول يشرب‪ ..‬مرة وحدة انقلب حاله؟؟‬
‫غزلن باستغراب‪ :‬هاو؟؟ شدعوة يا حافظ ‪.‬؟؟ مرة وحدة صار فيه جذي؟‬
‫ام زياد‪ :‬أي والله حتى سلوى عاجزة وياه ما تدري شتسوي؟؟ اقول لها خذيه سافري معاه‪ .‬الله يهداها‬
‫مرتبطة اجتماعيا و ومادري شخرابيطه‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اعوذ بالله ‪ ..‬اكو ام في هالدنيا ما تراعي مصالح عيالها ‪ ..‬وتفضل مصالح مجتمع باسره على اسرتها‪...‬‬
‫ام زياد‪ :‬ل تلومينها يا بنتي خالتج انسانة مهمة رضيتي ول لء‬
‫غزلن‪ :‬أي مهمة‪ ..‬مهمة تهمل عيالها؟؟ مهمة سامحة لبنتها الصغيرة تكون من ألد العداء لها؟؟ انا بصراحة‬
‫ماشوف أي اهمية في ام مثل خالتي‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬الله يهديها يا بنيتي ويدلها على عيالها‪ ..‬ترى مشعل هذا غله في قلبي مثل زياد‪ ..‬خانت حيلي من يوم‬
‫وهو صغير مبعد عن الدنيا‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ل تقعدين تحاتينه ول شي‪ . .‬بيطلع من هالشي اقوى مني ومنج‪ ..‬الرياييل كلهم أقوياء يا يمة‪..‬‬
‫ام زياد تبتسم‪ :‬ل تقولين جذي‪ ..‬مثل ما احنا نعاني‪ ..‬اهم بعد يعانون‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اني واي‪ ..‬انا بروح المول بعد شوي‪..‬اتيين وياي؟؟‬
‫ام زياد بحاجب مرفوع‪ :‬وانتي متى بتجابلين دراستج ان شاء الله‬
‫غزلن‪ :‬يوووووه يمة لحقة عليها لحقة بس خليني اروح استانس واله ظااااق خلقي من قعدة البيت‪ ..‬يالله‬
‫سلموووه ماما‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬الله يهديج‪...‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫كان الوقت فجر والطيارة للحين تطير‪ ..‬وفاتن اللي ما ارتاحت بنومة كثر هذي اللي قضتها في الطيارة‪ ..‬ما‬
‫تدري لكن من اللي حرك لها الكرسي ولفها بغطاء وحط لها نوع المخدة تنام عليها؟؟ اكيد جراح‪ ..‬يوم اوتعت‬
‫بعد ‪ 10‬ساعات نوم متواصلة ما لقت مساعد يمها وعلى طول تحركت من مكانها الى كرسي اخوها‪ ..‬لقته‬
‫اهو الثاني راقد ومبين التعب عليه‪ ..‬متى نوصل عشان ينام زين ويرتاح من هالقعدة‪ ..‬حركت ظهرها وميلته‬
‫على جدام وورى لنها تحس بانه يتقطع عليها‪ ..‬تذكرت كلم مساعد انها لزم تتحرك عشان الدورة الدموية‪..‬‬
‫وبالفعل حركت ريلها شوي ويدينها بتمارين بسيطة واهي تقعد مكانها‪ ..‬وتفاجأت يوم شافت مساعد قاعد‬
‫مكانه‪ ..‬كان شكله متعب وكانه مريض‪ ..‬ويهه شاحب وعيونه حمر‪ ..‬يا في خاطرها تسأل عن أحواله لكن ما‬
‫تحب تتكلم معاه ال بالضروريات الحتمية بعد‪ ..‬خله يولي مريض الله يشافيه‪ ..‬مالي خلق له ول أبي اسمع‬
‫صوته‪..‬‬

‫وتفاجأت يوم سمعت اهي صوته يكلمها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬نمتي زين؟‬


‫ارتبكت فاتن‪ ..:‬الحمد لله‪ ..‬بس‪ ..‬ظهري تقطع‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬قلت لج تحركي شوي‪ ..‬جراح راقد؟‬

‫هزت فاتن راسها لني ما تبي تتكلم معاه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ما باجي شي ونوصل‪..‬‬

‫طالعت فاتن ساعة يدها‪ ..‬الساعة الحين ‪ 1‬الفير‪ ..‬طلعو من مطار الكويت الساعة ‪ 10‬وباجي من الرحلة‬
‫القليل‪ ..‬يل الله يرسينا على خير ‪ ..‬وهني قرص اليوع بطن فاتن‪ ..‬وتمت تتلفت على غرفة المظيفات تتمنى‬
‫لو انها تشوف احد منهم‪ ..‬لكن ماكو ‪ ..‬اكيد وقت العشا والغدى مرو ول احد وقظها‪ ..‬بس الحين شتسوي‪..‬‬
‫يوعانة وماكو شي تاكله‪ ..‬تذكرت اكل امها الخفيف‪ ..‬سلطة مسويتها وسندويجات‪ ..‬واستحت انها تروح لجراح‬
‫وتوقظه‪ ..‬ما تبي تخرب عليه رقاده‪ ..‬واضطرتها الظروف انها تكلم مساعد‪..‬‬

‫فاتن‪ . :‬متى يوزوعون الكل؟؟‬


‫ابتسم مساعد من غير ما يرفع عينه‪ :‬وزوعوه من زمان‪ ..‬ليش يوعانه؟‬
‫فاتن في بالها) اكيد يوعانه عيل ليش بسأل عن الكل‪ ..‬صج انك فطين(‪ :‬شوي‪..‬‬

‫وقف مساعد وفتح الدبه اللي فوق وطلع منها جنطه سودة وعطاها فاتن‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فيها شغلت بسيطة تقدر تسد يوعج الحين‪..‬‬


‫بتردد فتحت فاتن الجنطة وشافت اللي فيها‪ ..‬برينغلز وغرشة ماي وعلبه حافظة فيها سندويجات وعرفت من‬
‫اللي مسويها‪ ..‬اكيد مريم‪ ..‬تعرفها وتعرف شغلتها‪ ..‬وابتسمت فاتن على ذكرى اعز ارفيجة على قلبها‪..‬‬
‫وطلعت لها الماي وصبت منه قلص‪ ..‬ولن عادتها كانت معروفة في المشاركة بالكل ما ياز لها تحط شي في‬
‫حلجها قبل ما تعزم احد عليها‪ ..‬فل اراديا مدت كوب الماي الى مساعد‪ ..‬اللي رفع عيونه بعجب لها‪..‬‬

‫مساعد بنظرة غريبة‪ :‬ل مشكورة‪ ..‬مابي ماي‪..‬‬

‫ردت يدها لعند حلجها وتمت تشرب في الماي بهدوء‪ ..‬وبهذيج اللحظة ندم مساعد لنه ما شرب منه‪ ..‬على‬
‫القل بيتشارك معاها في شي‪ ..‬ابتسم مع نفسه على هالخبال‪ ..‬اتمنى اني اشاركها في شرب ماي واهي اللي‬
‫صارت شريكتي بالحياة‪ ..‬وبالزواج‪ ..‬وبالعمر كله‪ ..‬انا حطيت في بالي كل شي ال فكرة انها راح تكون لي ولي‬
‫انا بس طول هالعمر‪..‬‬

‫رفع عيونه لجدامه بنظره اسف‪ ..‬يقص على نفسه بهالفكرة‪ ..‬اهو وفاتن ابدا ما راح يكونون لبعض ‪ ..‬في‬
‫الزواج ايقولون انهم اثنين‪ ..‬لكن اهو وفاتن‪ ..‬راح يكونون ثلثة‪ ..‬سوى حب او ما حب‪ ..‬راح يكونون اهو‪..‬‬
‫وفاتن‪ ...‬والخسيس النذل اللي وهبته قلبها‪ ..‬وهذا شي يموت الرجولة بقلب أي ريال‪..‬‬

‫طول الوقت كان قاعد وسهران ما نام‪ ..‬يحس ان هذا الوقت اللي لزم ينام فيه‪ ..‬تعب من التفكير او مرض‬
‫بسبته‪ ..‬بينام ويصير اللي يصير‪ ..‬اهو تزوجها وخلص‪ ..‬مع انه ما كان يظن انه راح يعاني هالكثر من بعد‬
‫الزواج‪..‬‬

‫وسكر عيونه الناعسة ‪ ...‬وماهي ال دقايق وغاب في النوم‪...‬‬


‫فاتن كانت كل شوي تطرف عينها صوبه‪ ..‬تتأكد من نومه‪ ..‬وبالفعل كان نايم‪ ..‬لنها مررت يدها عند عينه تبي‬
‫تشوف مدى عمقه‪ ..‬والحمد لله باين انه مستسلم‪ ..‬ويالله كاهي لفرصة وياتها‪ ..‬متحرقة تبي تتعمق في النظر‬
‫اليه وكاهي يات الفرصة على طبق من ذهب‪ ..‬تبي تتمعن في هالمساعد اللي ما تدري من وين الله حطه لها‬
‫في دربها‪ ..‬قبل سنة‪ ..‬انا كنت بخير والحمد لله‪ ..‬عايشة حياتي ما عرفك ول اعرف شي يتعلق فيك ال انك‬
‫اخو ارفيجتي اللي قل ما همني‪ ..‬ومن بعد زيارتي لبيتكم‪ ..‬لقيتك‪ ..‬واقف في ذاك الليوان ومندهش بشوفتي‪..‬‬
‫كأني شبح يمر على عيونك‪ ..‬شبح انت يمكن صار لك فترة ما مر عليك‪ ..‬ومن بعدها‪ ..‬توالت الحداث‪..‬‬
‫وتزايدت الصدف والمناسبات الللي جمعتني فيك‪ ..‬مناسبات من شأنها انها تشيب القلب‪ ..‬لكن‪ ...‬بعد‪ ..‬انت‬
‫كنت موجود‪ ..‬في كل ظرف‪ ..‬وفي كل مناسبة‪ ...‬اقرب لي من حبل الوريد اذا كنت اقدر اقول‪ ..‬سمعت من‬
‫جراح عنك انك كنت متواجد في عزا ابوي الله يرحمه اكثر من القرايب‪ ..‬وانت كنت ويه الخير اللي عطانا‬
‫اللي ما كنا فيوم من اليام نحلم او حتى نتمناه لنه صعب علينا‪ ..‬الورث‪ ..‬مع انه يا من دم ابوي ‪..‬‬
‫ترقرقت الدمعات في عيون فاتن واهي تناظر مساعد وشلون ان شكله واهو نايم يذوب الصخر‪ ..‬لو يظل‬
‫جذي طول عمره انا بوافق على هالزواج‪ ..‬جذي‪ ..‬نايم ‪ ..‬ومسكر عيونه‪ ..‬ومستسلم‪ ..‬مابي نظراته اللي‬
‫تخترق روحي وتألمني‪ ..‬ما ابي عتبه ول لومه ول فشيلتي وياه‪...‬‬
‫مال راسها على الكرسي وعيونها مانزلت عن ملمح ويهه‪ ..‬ومرة وحده تصلب فك مساعد وتغضنت حواجبه‬
‫دليل على التألم‪ ..‬وعلى طول فاتن بعدت عيونها عنه لنه كان مثل اللي بيوتعي من رقاده‪ ..‬لكن بعد دقيقة‪..‬‬
‫هدى كل شي‪ ..‬ولنت ملمحه مرة ثانية في النوم‪ ...‬لكن هذي المرة قلب فاتن وقفها عن التدقيق فيه‪ ..‬لنه‬
‫تعب اليوم‪ ..‬تعب ووده لو يرتاح مابين ظلوعها‪ ..‬ل تلوعه اكثر من جذي‪ ..‬اهو مجروح ويبي من يداويه‪ ..‬وما‬
‫يظن ان مساعد اهو الشخص المناسب‪ ..‬او النسان اللي اهو يتمنى بمداواته‪ ...‬وينك يا مشعل؟؟ ليش تركتني‬
‫في هالمصير؟؟ احاربه لحالي والحب معناه اثنين‪..‬؟ ليش ؟؟ شلي سوانا واحد واحنا دومنا كنا اثنين‪.‬؟؟ يمكن‬
‫يا فاتن انتو دومكم كنتو واحد لكن‪ ..‬حبكم الكبير وراكم اشياء انتو مو قدها‪ ..‬وراني انا‪ ..‬وال مشعل ماظن في‬
‫يوم من اليام تطور خياله تجاهي عن العجاب‪ ..‬والحب‪..‬‬

‫يظنون الرياييل ان البنت في هالزمن ما ودها ال بالحب والغرام‪ ..‬وان اهم شي في علقة الثنين اهي العلقة‬
‫الغرامية‪ ..‬ما يدرون ان البنت من واهي في مهدها تحلم بيوم زواجها‪ ..‬يوم اللي الله سبحانه وتعالى يجمعها‬
‫في اللي مقدر لها به‪ ..‬يا انه يكون احتفال كبير يا انه يكون صغير وهادئ ويفتح العمر بهدوئه‪..‬‬
‫ماكو ريال في هالدنيا يفكر جذي‪ ..‬يمكن لن المشاغل عى راسهم اكبر من الحريم‪ ..‬وتفكيرهم اعمق من‬
‫جذي بوايد‪ ..‬لن كل هذا له ثمن بالنسبة لهم‪ ..‬ثمن حريتهم وثمن تغيير حياتهم وثمن استقلليتهم‪ ..‬ويمكن‬
‫الثمن كان غالي عندك يا مشعل من جذي‪..‬‬

‫ما بجت فاتن كالعادة ‪ ..‬اصل الدموع جفت ينابيعها وصارت خالية ما ودها تنسجب اكثر‪ ..‬تمت ساكته واهي‬
‫تناظر الفراغ اللي جدامها‪ ..‬وتفكر‪ ...‬دامني انا خصصت من عمري ‪ 7‬سنوات وانا افكر في حلم ما تحقق ول‬
‫جاس الواقع‪ ..‬ليش ما احلم بواقعي الحالي‪ ..‬اللي مو بيدي اخصص له وقت‪ ..‬لنه طول العمر‪ ..‬والتفتت الى‬
‫مساعد‪ ...‬يا ترى يا مساعد هل راح تسمح لك رجولتك بيوم من اليام انك تتقبلني في حياتك كزوجة‪ ..‬ل‬
‫تحدي‪..‬‬
‫=========================‬

‫مريم كانت قاعدة عند تلفون البيت تنتظر مساعد اللي وعد امه ان اول ما يوصلون هناك بيتصلون‪ ..‬تبي‬
‫تعرف عنهم لنهم غاليين على قلبها‪ ..‬تبي تعرف عن فاتن عشان قلبها يتطمن ‪ ..‬مع انه متطمن لنها في‬
‫عهدة احسن الرياييل ال وهو اخوها وزوجها‪..‬‬

‫وال التلفون يرن‪ ..‬وتقضبه مريم‪..‬‬

‫مريم‪ :‬الووو‬
‫نورة‪ :‬ها ما تصلو؟؟‬
‫مريم بخيبة امل‪ :‬هذي انتي‪ ..‬ل ما اتصلوو‪ ..‬يالله سكريه‬
‫نورة‪ :‬ههههههههههه شدعوة يا حافظ‪ ..‬خليني اسولف وياج وينها امي؟‬
‫مريم بتوتر‪ :‬اووووو نورو سكري ل يتصل مساعد الحين ويلقي الخط مشغول‪..‬‬
‫نورة‪ :‬اطلبي هالشي بأدب‬
‫مريم ‪ :‬بلييييييييييييييييييز‬
‫نورة‪ :‬اوكيك‪ ..‬ترى بقول لج الليلة حفلة عند وحدة من خوات فيصل‪..‬‬
‫مريم بتوتر‪ :‬ايصير خير بعدين يالله باي‪..‬‬
‫نورة بمرح‪ :‬ازين شخبارهم بيت بو جراح‬
‫مريم‪ :‬نوروووووووووو‬
‫نورة‪ :‬ههههههههههههه يالله باي‬
‫وعلى طووووول سكرته مريم واهي تعد الدقايق والوقت‪ ..‬ليش ما اتصلو‪ ..‬صار لهم ال ‪ 10‬ساعات وفوق‪..‬‬
‫بس مساعد قال يمكن ما يتصلون ال في يوم ثاني‪ ..‬لن الرحلة طويلة‪ ..‬اووووف انا شينطرني؟؟‬

‫=================‬

‫وكاهي الطائرة تحط في المطار ونهاية الرحلة يلعن عنها من قبل الكابتن‪ ..‬مساعد اللي ظل راقد حتى اول‬
‫نداء للركاب عشان حزام المان اضطرت فاتن انها توقظه عشان يربط الحزام‪ ..‬قلبها ما طاوعها انها توقظه‬
‫لنه كان تعبان وشكله يكسر القلب‪ ..‬والحين بيظلون في الدرب ليمن يوصلون للبناية اللي فيها الشقة اللي‬
‫اسـتأجروها‪ ..‬ياريت بس لو يرقد‪ ..‬يكون احسن له‪ ..‬انتبهت للي تقوله في نفسها‪ ..‬بس هذا مو عيب ‪ ..‬مهما‬
‫كان ومهما صار هذا الريال اهو زوجها‪ ..‬حبت ول ماحبت‪..‬‬

‫من بعد ما خذوا اغراضهم توجهوا للبوابة عشان تاكسي‪ ..‬ولقو لهم واحد وحطوا اغراضهم‪ ..‬لكن فاتن اللي‬
‫استعجبت من شكل راعي التكسي ظلت واقفة مكانها باستغراب‪ ..‬انتبه لها مساعد وابتسم‪ ..‬بالفعل‪ ..‬شكل‬
‫راعي التكسي كان غريب‪ ..‬شعره حبوش ولبس قحفية ولحيته طويلة‪ ..‬اكيد هذا اللي خلها تستعجب‪ ..‬لكن‬
‫كل هذا ما كان يهم مساعد‪ ..‬اللي همه اهي عيونها اللمعة الشفافة وهي تراقب هالمور‪ ..‬يا محلها‪..‬‬

‫جراح اللي كان الجو يثير الحماس فيه ما شال البتسامة عن حلجه‪ ..‬وظل يسولف ويا راعي التكسي اللي ما‬
‫كان معترض‪ ..‬وقعدت فاتن في الكرسي الوراني وكانت تنتظر جراح اللي المفروض انه يقعد معاها لكن‬
‫الظروف عاكستها‪ ..‬لن جراح قعد جدام مع السايق ومساعد فتح الباب اللي يمها وقعد بكل تملك‪ ..‬والظاهر‬
‫ان رايها ماكان مطلوب ومشت السيارة وهي تزم نفسها في زاوية بعيدة عن مساعد‪ ..‬يعني مو كفاية على‬
‫الطيارة وهني بعد؟؟ هزلت والله‪..‬‬

‫مساعد اللي كان ينتظر منها نفس واحد عشان يهد فيها لكن خيبت ظنونه وسكتت مكانها‪ ..‬عطى السايق‬
‫العنوان وعلى طول تحركو من عند بوابة المطار وراحو‪...‬‬

‫كان الدرب نفسه متعة لفاتن‪ ,‬الحياة ثانية هني‪ ..‬وكانه عالم منفصل عن الخليج‪ ..‬الشجار منتشرة وكاهم‬
‫يمشون فوق جسر مبني على بحيرة كبيرة‪ ,,‬كل هالمور نستها حتى نفسها وفتحت الدريشة وتمت تتمنظر‬
‫في كل شي بفرح‪ ,,‬الهوا المنعش كان يخترق جدران رئتها ويبث الحياة فيها من جديد‪ ..‬نست كل اللم‬
‫والحزان بهذاك الوقت‪ ..‬حتى انها نست مساعد اللي قاعد يمها ويتمنظر فيها‪ ..‬كانت قاعدة وهي مسندة‬
‫ذراعينها على الدريشة وويها يضربه الهوا بقوة وما كانت تبالي‪ ..‬البتسامة الراضية على ويهها تريح قلب‬
‫المهموم مساعد‪ ..‬وتم مبتسم طول الرحلة لنها كانت فرحانة ويمكن بعد مرتاحة جزئيا‪ ..‬وهذا اهم شي او‬
‫اكثر شي يتمناه مساعد في ظل هالظروف‪..‬‬

‫جراح اللي فتح له خط دولي عشان هالسبوع ظل متحقرص مكانه ليمن يوصلون ويتصل في البيت‪ ..‬ما‬
‫يصدق شكثر توله على اهله وامه واخوانه‪ ..‬ومساعد اللي كان كل شوي يراقب ساعته ينتظر اهو الثاني بفارغ‬
‫الصبر انهم يوصلون ويشوف الشقة‪ ..‬ال فاتن اللي كان الوقت يمضي منها واهي مو حاسة بعمرها‪ ..‬ما همها‬
‫وين بروحون ول وين بيقعدون‪ ..‬كفاية هالرحلة الحلوة اللي الظاهر انها ما راح تنتهي‪ ..‬وياريتها ما تنتهي وترجع‬
‫لرض الواقع‪ ..‬ارض اللم والحزان‪..‬‬

‫وما هي ال دقايق ووصلو الى المحطة‪ ..‬البناية اللي الشقة موجوده فيها‪ ..‬على طول مساعد دق تلفون‬
‫لصاحبه اللي وكله في هذي االمهمة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬الو‪ ..‬جورج؟‬


‫جورج‪ :‬خيي مساعد‪ ..‬ولك يا اهلين وسهلين؟؟ شو وصلتو؟‬
‫مساعد‪ :‬أي وصلنا جورج‬
‫جورج‪ :‬حمد لله عالسلمة‪ ..‬وينككوو هله باليربورت‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ما تعرفني يا جورج مافيني صبر انا هني تحت عند بوابة البناية انت وينك؟؟‬
‫جورج يطل عليهم من دريشة الشقة‪ :‬انا فوئك مباشرة بتشوفني‪ ..‬هلووو هلوو‬
‫المينون يلوح بيده والتفت له مساعد وهو يضحك‪ :‬أي اشوفك‪ ..‬يالله عيل انزل خلنا نشيل اغراضنا‬
‫جورج‪ :‬لك تكرم عينك‪ ..‬هله راح اجي لكن‪..‬‬

‫سكر مساعد عن جورج الخبل وحس بالهوا البارد يلفح‪ ..‬اكيد هذا شهر عشرة ‪..‬والشتا على البواب مو‬
‫بالخليج الحين الصيف على اوجه والرطوبة تكسر الظهر‪ ..‬بس بعد‪ ..‬ما يسوى هالهوا ذرة من ترابج يا كويت‪..‬‬

‫كانت فاتن واقفة وهي متكتفة والجنطه اللي حزامها طويل على ذراعها‪ ..‬ما كان يبين عليها شي‪ ..‬ل راضية‬
‫ول معترضة‪ ..‬ساكته وهادئة وكان السفرة كلها ما تعنيها‪ ..‬هذا الشي بدى يقزز مساعد ويخليه يقعد حياته‪..‬‬
‫قبل كان عاذرها الحين علمها ؟؟؟ والله هالبنات مايمشون ال بالطراقات‪ ..‬مالت علي انا اللي مدلعها‬
‫ومسوي لها حساب‪..‬‬

‫وصل جورج‪ :‬خيي مسااعد‪..‬‬


‫مساعد يبتسم من غير نفس‪ :‬هل والله جورج‪...‬‬
‫من بعد الستقبال‪ :‬نورت اميركا استاز مساعد‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بنورك‪) ..‬التفت مساعدلفاتن( هذي فاتن‪ ..‬وهذاك جراح اخوها‪) ..‬يلتفت لفاتن( هذا جورج‪ ..‬احد‬
‫المتعاملين في مكتب الوزاري هني‪ ..‬اهو اللي نظم لكم القامة هني‪..‬‬
‫جورج‪ :‬ولو خيي مساعد‪ ..‬اهل وسهل فيكن مدام‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هل فيك‪ ..‬زين وين الشقة؟‬
‫جورج‪ :‬هوني لحزات بس‪..‬‬

‫تم جورج يكلم راعي التكسي عشان ينزل الغراض لهم وانه بيزيدهم‪ ..‬مساعد وياه وجراح لكن فاتن كانت‬
‫تمشي بهدوء ناحية البناية اللي بصراحة اخذت كل صوابها‪ ..‬كانت تبين مثل اللي في الفلم‪ ..‬تمثل البيت‬
‫الهادئ والمريح والعائلي‪ ..‬تحرقت مكانها عشان تدخل وتشوف الشقة اللي يتكلمون عنها‪ ..‬اكيد بتطلع احلى‬
‫واحلى‪ ..‬بس ياربي متى يخلصون قرقة ويا راعي التاكسي؟؟‬

‫وبوقت بدى من المستحيل حصوله في وسط الضحك والنكت بين مساعد وجراح على جورج وراعي التاكسي‬
‫اخيرا تحركو المهابيل الثلثة ناحية البناية‪ ..‬طبعا فاتن تتقدمهم‪..‬‬

‫جورج‪ :‬بس يا ستي دئيئة تا عطيكي المفاتيح‪..‬‬


‫سلمها جورج المفاتيح وعلى طول راحت فوق العتبات ووقفت عنده وحطت اول مفتاح في المجموعة وانفتح‬
‫الباب‪ ..‬ومن غير ما تدري ان الباب بعد ما يتسكر ينقفل راحت على طول فوق واهي في نشوة كبيرة‪..‬‬
‫طالعت المفتاح وشافت ان رقم الشقة ‪b3-1‬‬
‫أي ان الشقة تصير في الطابق الثاني ثالث ممر الشقة رقم واحد‪ ..‬راحت فاتن وفتحت الشقة ودخلتها‪...‬‬

‫تمت واقفة عند الباب فترة وهي تتحسس الجو بنفسها‪ ..‬كان المكان يبين عليه انه كان مسكر‪ ..‬لن ريحة‬
‫الثاث المحبوس عامة المكان كله‪ ..‬لكن كل شي كان بيرفكت‪ ..‬الثاث متوزع بكل مكان‪ ..‬والصالة كبيرة‬
‫والمطبخ مفتوح على يسار الباب‪ ..‬وعلى اليمين بابين يم بعض‪ ..‬اكيد هذي الغرف‪ ..‬توزعت نظرتها اكثر‬
‫وشافت باب عند باب الشقة الرئيسي‪ ..‬فتحته لقته ستوراج‪ ..‬وكانه مثل الكبت عشان التعليق‪ ..‬وفيه نوع من‬
‫السلة عشان الجواتي والنعل‪ ..‬سكرت الباب وراحت لعند المطبخ ومسحت على البار )منضد الطبخ( وهي‬
‫تتحسس نعومته‪ ..‬الشقة ما كان يبين عليها أي مظهر من الفخامة‪ ..‬بالعكس‪ ..‬كانت حميمة وهادئة ورومانسية‬
‫شوي‪ ..‬الثاث كانت قطعه متنوعة من الماروني الى البيج ال وحدة عند الدريشة كان لونها ازرق ملكي وعليها‬
‫تكيات بلون البيض والماروني‪ ..‬كله طبعا كان مخمل وبعضه شاموا‪ ..‬والتنجيد كان قديم ولكن سميك‪ ..‬ومرة‬
‫وحده فزت مكانها على صوت‪ ..‬تمت تتلفت واهي تحاول انها تلقيه‪..‬وعرفت انه جرس الباب‪ ..‬من يدقه؟؟؟ ل‬
‫يكون بس‪..‬‬
‫راحت عنده وضغطت على حبه نحاسية‪?yes :‬‬
‫الي ضرب الجرس كان مساعد لكن جراح الي تكلم‪ :‬فتون الله يهداج بس سكرتي علينا الباب فتحيه الله‬
‫يخليج‪.‬؟؟‬
‫انصدمت فاتن بينها وبين نفسها‪ ..‬وبعدين ضحكت عليهم‪ ..‬وراتح لعند الدريشة الوحيدة اللي في الصالة ‪..‬‬
‫كانت وسيعة وكبيرة لكن هناك وحدة بس اللي تنفتح‪ ..‬وفتحتها وشافتهم واقفين في الشارع ونادت على جراح‬

‫فاتن‪ :‬جم تعطيني جراحو؟؟‬


‫جراح رفع راسه وشافها واقفة عند الدريشة وضحك‪ :‬ههههههههههه يل فتون فجي الباب ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬جمممم تعطيني؟؟‬

‫مساعد كان ساكت وهو لبس النظارة ورافع راسه يناظرها‪..‬‬

‫جراح‪ :‬طراقين ما تبين غيرهم‪ ..‬من بعد اذن ريلج يعني‪..‬‬


‫مساعد بصوت واطي‪ :‬حللك‬

‫ضحك جراح وفاتن اللي ما سمعت طنقرت‪ ..‬ما تدري شقال السخيف لجراحو لكن اكيد طنازة لن جراح‬
‫ضحك من قلب‪ ..‬السيابيل ‪..‬براويهم‪ ..‬وراحت وضغطت الحبة اللي تحت حبه الصوت في الجرس والظاهر ان‬
‫الباب انفتح‪ ..‬لكن اهي ما اهتمت‪ ..‬كملت عملية البحث في البيت والستكشاف وفتحت باب الغرفة الولى‪..‬‬
‫كانت حلوة بمعنى الكلمة‪ ..‬حتى انها حبست انفاسها من اناقتها‪ ..‬فيها مدفئة في الزاوية وكرسي ماروني عليه‬
‫تكيات حمر طويل يطل على المدفئة وعلى الدريشة اللي جنها بلكون ‪ ..‬والسرير كان عريض ووسيع وكانه‬
‫محفور من الرض‪ ..‬وامبين من الغرفة انها لزوجين‪ ..‬يعني حميمة و‪ ..‬رومانسية شوي‪ ..‬حتى ان اكو شموع‬
‫وحوض لورد مجفف وشوية شغلت للديكور‪ ..‬كرات ملونة ‪ ..‬وشراشف السرير الذهبية المحففة بساتان‬
‫ماروني مبين اللون حلو وملكي‪..‬‬

‫لكن كل هذا وقف في جانب ومشاعر الخوف اللي اجتاحتها في جانب ثاني‪ ..‬هذي غرفة زوجين ‪ ..‬يعني لها‬
‫ولمساعد‪ ..‬لكن انا واهو للحين ما تزوجنا يعني‪ ..‬ما راح نسكن في هالدار مع بعض‪ ..‬ليش انا خايفة ما فيها‬
‫السالفة اي شي‪ ..‬لكن… بعد جم شهر ‪ ..‬وتقريبا ‪ 4‬شهور بضطر اني اسكن معاه في هالغرفة‪ ..‬انا وهو‪..‬‬

‫قعدت فاتن على الكرسي وتنورتها الوسيعة اانفرشت على الكرسي العريض وعلى الرض بعد بمظهر‬
‫عشوائي خلها مثل الميرات‪ ..‬ولكن مشاعر الخوف اللي كانت على ويهها تاركة نقص في الكمال‪ ..‬هذا اللي‬
‫مر على بال مساعد يوم ظل واقف عند الباب يناظر من داخل‪ ..‬انقبض قلبه وهو يشوفها قاعدة وكأنها تنتظر‬
‫احد‪ ..‬تنتظره يمكن؟؟؟‬

‫مساعد‪ :‬عجبتج الدار؟؟‬


‫التفتت له فاتن وهي فاتحة ثمها ويدها قريبه منه‪ :‬ها؟؟؟‬
‫جوابها كان يبين انها مو على الكرة الرضية وهذا ابعد فكرة انها يمكن تكون تنتظره‪ :‬اقول عجبتج الدار؟‬
‫فاتن‪ :‬اي‪ ..‬بس‪ ..‬الشقة مافيها إل دارين‪..‬‬
‫مساعد وهو يرفع حواجبه‪ :‬واذا؟؟؟ انا وجراح في دار وانتي بهذي اذا عجبتج؟‬
‫هزت فاتن راسها‪ :‬اي عجبتني بس‪ ..‬ما بضيج عليكم انتو الثنين في غرفة وحدة‬
‫ابتسم مساعد‪ :‬ل تظنين اني ياي من قصر مفروش بالذهب‪ ..‬انا ولد الدخيلي ظقت النوم في دار مع لؤي ما‬
‫تبيني استحمل جراح؟؟‬

‫ل اراديا ابتسمت فاتن من الراحة اللي سرت فيها ومن كلم مساعد اللي كان طابع النكته فيه‪ ..‬وهذا الشي‬
‫من الكيد انه يسر مساعد لن فاتن لول مرة من بعد المواقف الغير سارة اللي حصلت لهم تبتسم بمرح‪..‬‬
‫وهذي تعتبر اول خطوة‪ ..‬نحو‪ ..‬المستقبل‪..‬‬
‫‪----------‬‬

‫كان الوقت فجر في الكويت على عكس اميركا اللي كانت مضواية في اول الظهر‪ ..‬والناس كلها في الشوارع‬
‫وفاتن قاعدة على حافة دريشة غرفتها تتابعهم‪ ..‬الناس كانو غير‪ ..‬مثل اللي في الفلم‪ ..‬يمشون ويطقون في‬
‫بعض ول يهتمون‪ ..‬الولد يلعبون عند اهلهم في المشي اللي يبي يدش هالمحل وال اللي يبي يحملونه‪..‬‬
‫وهالمشاهد كانت من المصدر اللي يخلي ابتسامة فاتن ترتسم كل شوي‪ ..‬وظلت قاعدة مكانها تتمتع بالنسيم‬
‫البارد للي ما يحلى لهم في الكويت ال فترة بسيطة‪ ..‬سمعت ل اراديا من مساعد لجراح ان هذا الخريف‪..‬‬
‫يعنى حتى الشتا ما بدى‪ ..‬وبوسطن معروف ثلجها في الشتاء‪ ..‬وفاتن ماكان في قلبها امنية اكثر من انها‬
‫تشوف الثلج لول مرة بحياتها‪ ..‬وتعهدت بينها وبين نفسها انها ما راح تترك هالمناسبة تمر من غير ما تكون‬
‫شاهدة عليها‪..‬‬

‫واللي ما كانت فاتن تعرفه ان مساعد طلع من البيت مع جورج عشان يروحون المكتب شوي ويتعرف عليه‬
‫مساعد بطريقة افضل‪ ..‬اهو كان يتعامل معاهم بس عن طريق النترنت ول الفاكسات او التلفون لكن هذي‬
‫تعتبر اول مرة له يزور فيها مكتب الستاذ بو زياد في اميركا‪ ..‬طبعا ما كان كبير‪ ..‬كان بسيط والي بالكويت‬
‫اكبر منه‪ ..‬لكن معظم الموظفين وللدهشة الكبيرة كانو خليجين‪ ..‬كانت فرصة بالنسبة لهم انهم يشتغلون في‬
‫شركة عربية‪ ..‬فرح بهالشي لنها فرصة يمنحونها لخوانهم العرب‪ ..‬والحمد لله يوم ان الدنيا ما خلت للحين‬
‫من اللي مثل بو زياد‪..‬‬

‫بعد ما تعرف على المكتب وقابل يمكن معظم الموظفين قرر مساعد انه يرد لروحه‪ ..‬جورج ما خله لكن من‬
‫يقدر يثني مساعد عن عزيمته‪ ..‬كان في خاطره انه يمشي للبيت على راحته‪ ..‬ويشوف هالطبيعة الحلوة‬
‫ويتمتع بالهوا البارد قبل ل يرد لكتمة البيت ولوجود فاتن اللي ما يقدر يتغلغل فيها‪ ..‬كان يمشي وهو لبس‬
‫جاكيت شبه الثقيل‪ ..‬الناس كانت لبسه ثياب شتوية لكن مو مثل جاكيت مساعد وهذا الي بينه مو متعود على‬
‫الجو‪ ..‬شعره الناعم نزل على جبهته وهو بتعب رده ورى لكن من يقدر يهزم الهوا‪..‬‬

‫كل تفكيره كان صوب فاتن وصوب الحياة اللي كان من الممكن انها تجمهم في اطار غير عن هذا الطار‪..‬‬
‫اطار الحب والغرام‪ ..‬والعشق والهيام‪ ..‬لن المكان موحش مثل القبر بالنسبة للقلب المعذب‪ ..‬بينه وبينكم‬
‫اهو ما يبي يقعد مع فاتن مكان واحد من غير ما يحس بحقوقه تجاهها‪ ..‬هذا الشي اكبر منه ‪ ..‬هذا شي متصل‬
‫في كونية خلقه‪ ..‬فالله عز وجل يوم خلق الريال خلق معاه القلب اللي يحب فيه‪ ..‬ومع الحب خلق الشوق‬
‫ناحية النسانة اللي يعتبرها زوجته‪ ..‬وصعب على زوج مغرم بزوجته مثل مساعد انه يظل معاها في مكان‬
‫واحد من غير ما يوجه لها كلمة‪ ..‬اقراب لكن اشبه بالغراب‪..‬‬
‫صح انه اهو اللي دفع الظروف كلها عشان هالموقف ايصير لكن اهو معذور‪ ..‬انانيته الساحقة وحبه الذاتي‬
‫لنفسه ولرغباته دفعوه انه يسوي اللي سواه ‪ ..‬فليش انا اليوم عيل ياي اتذمر من بعد فاتن عني؟ مو انا اللي‬
‫قلت بخليها اهي اللي تيي وانا بظل مكاني!! اهي اللي راح اتيي مووو انا‪..‬؟؟ ليش التغيير في الكلم الحين يا‬
‫مساعد؟؟ هالكثر انت ضعيف تجاهها‪..‬؟؟ هالكثر انت مشتاق لها؟؟؟ وال بس هذا الشي تحدي‪ ...‬تحدي‬
‫للنسان اللي ابعدتها عنه بالف الكيلومترات‪ ..‬ومع ذلك تحسه اقرب لها من حبل الوريد؟؟؟؟؟؟؟؟‬

‫مثل السم مرت هالكلمات على قلب مساعد اللي بلع ريجه وكانه يبل الجرح‪ ...‬وتابع مشيه ولكن بالم‬
‫وعذاب‪ ..‬عذاب الحب اللي بيضطر انه يحسبه مثل الليث الكاسر‪ ..‬لمن تخب قوته ويطيح صريع الالم‬
‫والوحدة‪..‬‬

‫فاتن اللي ظلت عند الدريشة ما حست بصوت في الشقة‪ ..‬اكيد لن جراح من وصل غير ملبسه وعلى طول‬
‫طاح على الكرسي الطويل اللي في الصالة وتلحف ونااااااااااام حتى ان صوت شخيرة مكسر الجدار‪ ..‬فاتن‬
‫تضحك واهي تسمعه ومن قلبها تتفداه‪ ..‬ما قصر جراح معاها‪ ...‬حتى مساعد‪ ...‬ما قصرو تجاهها وبالعناية‬
‫فيها‪ ..‬ولكن‪ ...‬من بعد ما يرح جراح شراح ايصير في هالشقة اللي بتنقلب ساحة حرب بيني وبين مساعد‪..‬‬
‫اهو ما بيرضى بهالوضع وانا مستحيل اميل له‪ ..‬رفعت بصرها بعجز للسما واهي تدعي في قلبها‪ ..‬يا رب‬
‫ارحمني‪ ..‬قدري ما رحمني فانا ااتوجه اليك انت يا ربي بالرحمة والصبر‪ ..‬انت عارفني يا ربي اكثر من‬
‫هالناس‪ ..‬وانت اللي تعرف شنو بداخلي‪ ..‬انا ما بي مشعل خلص‪ ..‬وبعد مابي مساعد‪ ..‬ما ابي هالثنين‪ ..‬ابي‬
‫اكون بعيدة بعيدة عنهم‪ ..‬بعيدة عن الحب الفاشل وبعيدة عن المستقبل المظلم‪ ...‬ابي اكون طير‪ ...‬ناظرت‬
‫بالدريشة ناحية السما الصااافية والغيوم المتيمعة في زواياها‪ ...‬ابي اكووون طير يسبح في فضاء هالبحر‬
‫السلسبيلي ‪ ..‬ما اكون ضايعة في هالدنيا‪ ...‬وانا جريحة‪...‬‬

‫سالت دمعة فاتن بحزن على خدها‪ ..‬وتنظمت هذي البيات في بالها بطريقة سريعة‪..‬‬

‫في بحرهم ضيعوني‪ ..‬بل شواطيء وحدود **** وبسهمهم عيشوني‪ ..‬جازو قليبي بصدود‬
‫يوم كانو هم يبوني‪ ..‬غرقوني بالوعود **** وبكلمهم اوهموني‪ ..‬وصدق قليبي الودود‬

‫سكت قلب فاتن لدقايق لسيل الدمع الساخن على خديها المتوردين‪ ..‬وصور مشعل تتدافع بطريقة غريبه‬
‫وقاتلة في بالها‪ ..‬ابتسامته وضحكته ونظرات الحب‪ ..‬والغرام ‪ ...‬وعادت الكلمات تتدافع في بالها‬
‫خلو دمعي في عيوني امسحه فوق الخدود‪ ..‬او اجازيهم بصوني وانكرو ذيج العهود‬

‫سكتت فاتن وهي تغمض عينها‪ ..‬تتاوه اخر تأوهات الحب اللي مات قبل ل ينولد‪ ..‬الحب الي ظل في احشائها‬
‫لكن الحياة ما كتبت له النمو‪ ..‬واجهضته قسوة اليام عليها وعلى قلبها‪..‬‬

‫وهني وصل مساعد لعند البناية‪ ..‬وهبت ريح باردة عليه فجاة خلته يلم نفسه بقوة واهو يسرع المشي‪ ..‬ولون‬
‫السما غاب فجاة وصار داكن‪ ..‬كانت عيونه تناظر السما وقبل ل ينزلها التفت الى االدريشة المفتوحة والى‬
‫فاتن اللي كانت قاعدة فيها واهي تمسح دمعها‪ ...‬اهي الثانية التفتت له ونظراتها كانت مصدومة؟؟ يعني اهو‬
‫مو في البيت؟؟ وين راح بهالوقت؟؟‬

‫سكت كل شي في الدنيا بهذاك الوقت‪ ..‬ونظرات الثنين متعانقة احلى عناق‪ ..‬غصبا عن فاتن التصقت عيونها‬
‫بعيونه‪ ..‬كانت مثل النجاة اللي كانت تطلبها من رب العالمين لكن في عيون عدوها اللدود‪ ..‬مساعد‪ ..‬كانت‬
‫تبي تلومه في نظراتها لكنها ما قدرت‪ ..‬فكل الحب وكل العاطفة كانت بعيونه اللي رغم بعدها المكاني ال انها‬
‫كانت قريبة منها ‪ ..‬فبينت له فاتن ل اراديا الحاجة الى العطف والحاجة الى الحنان‪ ..‬على الرغم من الكره‬
‫اللي في قلبها تجاهه‪..‬‬

‫مساعد ما قدر انه يبعد عينه عن احلى ملك شافه بدنيته‪ ..‬شنو عالية؟؟ عالية راحت خلص وظلت لي فاتن ‪..‬‬
‫فاتن اللي مادري شلون قدرت انها تعمر كل زاوية في جسمي من غير أي استئذان‪ ..‬انا اللي اكره التعدي‬
‫واكره السيطرة علي‪ ..‬كاهي هذي المخلوقة الضئيلة تحتل كل عصب وكل انش من حياتي من غير أي‬
‫استئذان‪..‬‬
‫في نظرته كان يتمنى منها انها تسكت‪ ..‬وتهدي بالها لنه ما راح يلمسها ول راح يضايجها بيوم ول راح يالمها‪..‬‬
‫اهو راح يريحها قد ما تبي‪ ..‬يفهمها انه انتشلها من الغلط لكن بعد‪ ...‬عذاب الضمير في مساعد دفع الدمع‬
‫الغزير الى عيونه اللي انغشت عن الرؤية وانقطعت ذيج الرابطة المميزة اللي جمعت فاتن ومساعد لول مرة‬
‫في الراحة‪ ..‬كانو ينشدونها عند الله ولقوها عند بعض‪...‬‬

‫بعد ما نزل مساعد عيونه عن فاتن دخلت داخل‪ ..‬وسكرت الدريشة‪ ..‬وسدلت الستاير الحريرية وهو كمل‬
‫المسيرة القصيرة لكن الشاقة الى البيت‪ ..‬ركب الدري واهو مو عارف ان فتحت له الباب شلون يناظرها‪..‬‬
‫بالحب؟؟ بالكره؟؟ بالجحاف اللي اهي تمارسه في ظل حياتهم‪ ..‬ما يدري‪ ..‬تايه في دوامة الحياة الجديدة‬
‫اللي قاعد يعيشها من غير أي ترتيب او استعداد او تخطيط‪..‬‬

‫طق الباب بهدوء وبعد مضي لحظات يات فاتن وفتحت الباب‪ ...‬كانت لبسة شال وردي مع بانطلون جينز وتي‬
‫شرت وردي بلون البيبي بينك‪ ..‬وخدودها متهيجة بسبب الدموع وعينها الشفافة صارت غامجة بسبب الحزن‪..‬‬
‫ولكن نظرتها كانت مهتمة‪ ..‬خلت عيون مساعد السودة الحادة ترتخي وتبرر شي ما انسال عنه‪..‬‬

‫واقف على الباب مثل الزاير‪ :‬رحت مكتب ابو زياد‪ ..‬اشوف الموظفين هناك‪ ..‬ومرة وحدة كنت ابي اتعرف‬
‫على المنطقة‪ ..‬ورديت‪..‬‬
‫فاتن‪ ........:‬تبي تاكل؟؟؟؟؟‬

‫سؤالها كانت ابعد من أي حاجة في مساعد‪ ..‬الكل؟؟ اخر شي يفكر فيه اهو الكل‪ ..‬اهي الثانية بعد حست‬
‫بغبائها‪ ..‬يعني شنو تبي تاكل فاتحة مطعم انتي الله يهداج؟؟؟ بس اهي كانت تبي تدخل في جو مألوف لها‪..‬‬
‫وان كان الحب ما راح يجمعهم بيوم من اليام فعلى القل لزم تحاول عشان الحياة اللي تنتظرهم‪..‬‬

‫مساعد ما قدر يمسك نفسه اكثر وتقدم لها بطريقة غريبة ابتعدت فاتن عنه بخطوات لكن يد مساعد كانت‬
‫اسرع منها ومسكها من ساعد يدها وقربها بطريقة بهدوء خلى قلب فاتن يرتعش من الدقات‪..‬‬

‫مساعد وعينه تلمع بحنان‪ :‬ما ابي هذا يصير مرة ثانية‪.‬؟‪.‬‬

‫استغربت فاتن؟؟ شنو اللي يصير مرة ثانية؟‪ ...‬ال وصبعه يمسح بعناية الدمعه الي سرت منها واهي واقفة‬
‫معاه من غير ما تحس‪ ..‬ما احترقت اهي يوم مسكها من ساعدها قد ما اتشعللت من لمسة صبعه لخدها‪..‬‬
‫وحست بالنفور القوي يحس في قلبها‪ ..‬وابتعدت بقسوة من يده واهي تحذره بعيونها‪ ..‬اهي تبي تتأقلم معاه‬
‫لكن‪ ..‬انها تكون على علقة طبيعية كاي زوجين فهذا شي ابعد من المستحيل‪ ..‬مو لنه اهي تحب مشعل‪..‬‬
‫اهي ما تحس باي شعور تجاه مساعد‪ ..‬اهي ما تحس فيه بذيج الطريقة‪ ..‬سبحان الله شعور ل ارادي منها‪..‬‬
‫وعشان انها تخلي حدود بينها وبين مساعد حذرته اهي بطريقة يمكن لول مرة تطلع فيها‪..‬‬

‫فاتن بصوت شرس ولكن هامس‪ :‬اخر‪ ..‬مرة لك‪ ..‬تلمسني‪ ....‬انت مالك حق ‪ .....‬انت اخر من يحق له‬
‫فيني‪ .....‬فاهم؟؟؟؟‬

‫كانت تبي تبين قوتها لكن انكسار ملمحها المتعذبة بشرت بالف االنواع من اللم القادمة‪ ..‬ومساعد انذبح‬
‫قلبه من تهديدها له‪ ...‬تهددني في لمسها‪ ..‬تمنعني من قربها واهي زوجتي‪ ...‬وانا اللي ‪ ...‬انا اللي ‪ ...‬يصر‬
‫مساعد من القهر على اسنانه‪ ..‬لكن هين يا فاتن‪ ..‬كلها ايام معدودة وانفرد فيج‪ ..‬ل جراح ول احد ثاني يقدر‬
‫يخلصج مني‪ ..‬ابشوف لمتى بيتسم هالدلع‪ ...‬انتي وانا‪ ..‬لزم نتواجه‪ ..‬وان كان هالشي ماي عجبج‪ ..‬لنه قلما‬
‫يهمني‪..‬‬

‫وغابت فاتن عن الساحة‪ ..‬اعتكفت بدارها بعد هالمنازلة الساكنة ولكن العنيفة بينها وبين مساعد‪ ..‬وسكرت‬
‫الباب وراها‪ ..‬قعدت عند الباب بهدوء واهي تحط راسها على ركبتها النحيلة‪ ..‬تبكي من حر قلبها من تعدي‬
‫مساعد عليها‪ ...‬يمكن فاتن لول مرة حست بانها ملك هالرجل اللي تكره‪ ..‬واول مرة تفهم هذا الشي على‬
‫انه حقيقة‪ ..‬مو كابوس تتوقع انها تصحى منه باقرب وقت‪ ...‬وغابت في موجة التعب المخالطة بالحزن‪..‬‬
‫ونامت فاتن‪ ..‬على ارض الغربة‪ ..‬ارض السجن الجديد‪ ...‬المغطى بالمخمل الماروني‪..‬‬

‫الجزء الخامس عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪-------------‬‬
‫ياااااااااااه الزحمة في هالجامعة‪ ,‬ومكتب تسجيل المواد فايض للخر والناس تنتظر ادوارها بالرقام‪ ..‬من‬
‫الصبح قعد مساعد ويا جراح ووقظوا فاتن الي ما غمض لها جفن البارحة كلها واهي تفكر باللي صار من‬
‫فترة‪ ..‬يوم لمسها مساعد‪ ..‬ياااه شنو حست بالحقد اللي في قلبها يتجمع مرة وحدة وينفجر بتهديد وابتعاد عن‬
‫المكان ‪ ..‬بصراحة خافت ل ينفجر مرة وحدة في ويهها‪ ..‬اهي شافته مرة وهو يعصب وكيف ان عصبيته كانت‬
‫بسكاات بس الشرار كان يولع وزين انه قبض نفسه ل يذبح مشعل‪ ..‬اهي لزم ما تحط نفسها في مواقف‬
‫معاه‪ ..‬تتجاهله قد ما تقدر‪ ..‬واذا هو فيه عزة نفس‪ ..‬بيسكت عنها مثل ما اهي ساكتة‪..‬‬

‫برودة المكان وغرابته وتقريبا وسعه خلها تحس بالوحشة لبيتها ولجو أهلها ولمها بالخص‪ ..‬يا ترى شخبارهم‬
‫من بعد سفري‪ ..‬تقريبا انا صار لي يومين بعيدة عن البيت والبارحة من الموقف الخايس ويا مساعد ما طلعت‬
‫من داري ‪ ...‬مادري اتصل جراح في البيت ول لء؟؟ ان شاء الله اتصل عشان يطمن امي علينا‪ ..‬ياحبي لج يا‬
‫مريم‪ ..‬تولهت عليج انتي الثانية اكثر‪ ..‬وقعدت فاتن تذكر وصايا مريم الكثيرة اللي تخللتها معظم الوقت وصية‬
‫وحدة‪ ..‬اتصلي فيني فتون ل تنسين‪ ..‬والله ان نسيتي ل شق لج حلجج‪..‬‬

‫مساعد اللي كان في الشارع يركض بكل هدوء‪ ..‬وافكاره طبعا كلها منصبة ناحية فاتن وناحية حياتهم‪ ..‬يفكر‬
‫بعمق شلون راح يخليها هني بالغربة لحالها‪ ..‬ما يقدر‪ ..‬السالفة ما عادت سالفه انه مايطيق يقعد في ديرة‬
‫اهي مو موجوده فيها‪ ..‬السالفة صارت انها شي من ممتلكاته والغيرة عليها بتذبحه‪ ..‬اهو صار موقف في‬
‫المطار وقت ما وصلو اميركا زين منه مسك اعصابه وما سوى شي متهور‬

‫كان في واحد يبين عليه انه خليجي يناظر فاتن بطريقة تخلي البنت مثل تتقفط في نفسها‪ ..‬لنها نظرة واحد‬
‫ما شاف بنيه في عمره‪ ..‬لكن اللي قهر مساعد اكثر انه يوم ركز عيونه الحادة على الريال الخسيس عشان‬
‫يستحي ما عبره هذاك الهرم وظل يناظر فاتن بكل وقاحة لدرجة ان مساعد خلص قرر انه يروح يكلمه‪ ..‬لكن‬
‫جراح سبقه بهالشي لنه يمكن كان ملحظ للوضع وراح وسحب فاتن من يدها وخله اهو اللي يكمل باقي‬
‫الغراض‪ ..‬مساعد كان يرمي الجناط بقهر وغيره عميه خلت السواد يشح بعينه‪ ..‬ومن هني بدت فكرته في انه‬
‫يترك فاتن في الغربة ما تعجبه‪ ..‬ولزم يغير من هالترتيبات شوي‪..‬‬

‫ابدا ما كان يهمه في هذيج اللحظة ان جان فاتن تحبه ول لء‪ ..‬لن مشاعر الستبداد فيه ردت مرة ثانية‪ ..‬عيل‬
‫انا ما ظلت ال هالنتفة تهددني‪ ..‬من الزود عاد انا اللي بموت عليها عشان المسها‪...‬‬

‫كل شي من كلمه كان متناقض‪ ..‬اهو كان يعرف ان بلمسة خدها كان يحس باللهيب يسري بعروقة و كان‬
‫الحساس عاد فيه مرة ثانية وتم يركض بسرعة شديدة ليمن حس ان صدره بينفجر من البرودة اللي تخللته‪..‬‬
‫فوقف مكانه وهو يلهث بقوة‪ ..‬والعرق البارد يزخ من جبينه‪ ...‬دقات قلبه كانت واصله حتى جبينه‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫وين ‪ ..‬ماقدر ينفس بكل هذا ال بهالركض‪...‬‬

‫وقف عند جدار وكانت كل المحلت مسكرة بهذاك الوقت ال محل واحد‪ ..‬كانه مخبز‪ ...‬تم يناظر الظباب اللي‬
‫عند المحل‪ ..‬كان الطحين ينرش على الرضية عشان يخفف من برودة المكان ويمتصها‪ ..‬ومن عند المحل‬
‫ريحة الخبز الحلو تفوح‪ ..‬هذا الشي خلى مساعد يتجه بافكاره الى طريج ثاني‪ ..‬لو ان فاتن واهو يتمتعون‬
‫بعلقة طبيعية‪ ..‬جان في مثل هالوقت اهو واهي عند هالمخبز ياكلون منه‪ ..‬وبمثل هالشارع يمشون واهم‬
‫متكاتفين‪ ..‬ساكتين وهمس الحب باروع الكلمات‪ ..‬لكن‪...‬‬

‫على طول غير مسارة مساعد لدرب الرجعة للشقة‪ ...‬واهو يفكر بحزن بفاتن‪ ...‬وبحياته اللي –يمكن‪ -‬توه‬
‫وعى على حجم الغلط اللي سواه بانه تزوجها بهالوقت‪..‬‬

‫فاتن اللي من دخلت الحجرة ما طلعت حست باليوع يقرصها‪ ,‬فطلعت من الحجرة في الفير وراحت للمطبخ‬
‫المفتوح وفتحت الثلجة لقت ان الغراض كثيرة فيها ‪ ..‬الظاهر ان اللي سموبه جورج زهب البيت على‬
‫اصول‪ ..‬ما قصر والله بس اهي ما بلعته ابدا لنه يمكن بايخ ودوم يتكلم بالنجليزي‪ ..‬تمنظرت بالمكان اكثر‬
‫وكل نظرة تزيد العجاب فيها‪ ..‬الشقة مثل ما ذكرنا انها مو فاخرة لكن حميمية بطريقة تشب الخاطر ‪..‬‬
‫الثاث الناعم ول الهدوء اللي يلف المكان ول لون الصبغ اللي مخلي المكان كلسيك ورومانتيك‪ ..‬لكن وين‪..‬‬
‫لو كانت ظروفها ثانية كان معليه‪ ..‬لو كانت طبيعة علقتها بمساعد غير‪ ..‬مساعد؟؟ ليش انت يا مساعد؟؟‬
‫ليش انت ومو مشعل‪.‬؟؟ ليش يا ربي؟؟ انا ما اعترض على حكمك لكن استغرب‪ ..‬يارب عونك ورضاك‪ ..‬تمت‬
‫تحوس في الثلجة واهي تطالع من الكل‪ ..‬طلعت زبدة فستق وناظرت اكثر جان في خبز تاكله‪ ..‬لكن لء‪..‬‬
‫سكرت الثلجة وحطت الزبدة‪ ..‬تذكرت انها شافت مربى وردت مرة ثانية وطلعته‪ ..‬وتحت الثلجة نوع من‬
‫الحافظة كان فيها كل انواع الخبز‪ ..‬روتي رول وسليس ومن هالسوالف‪ ..‬طلعت السليس وتمت تمسح واهي‬
‫تناظر الغرفة اللي اخوها نايم فيها‪ ..‬والله ان جراح مخراف نوم من يطيح خلص ما يقوم ‪ ..‬ما شاء الله عليه‪..‬‬

‫خلصت من الكل السريع ويمكن القليل شربت ماي وطلعت من المطبخ ‪..‬انتبهت الى صوت في الباب‪..‬‬
‫طالعت الساعة بخوف‪ ..‬من طالع بهالحزة يا ترى؟؟ وردت داخل المطبخ تشوف منو؟؟ يا ربي من ياي‬
‫بهالحزة‪ ..‬هذي اميركا بعد مو الكويت المان‪..‬‬

‫ال وتطل براسها من جدار المطبخ بخوف بسيط وفضول‪ ..‬كان مساعد وهو صاب عرق من فوق لتحت‪..‬‬
‫لبس بدلة رياضيه واول ما دخل البيت فصخ الجاكيت ورماه على الكرسي واهو يلهث من التعب وكانه راكض‬
‫ول شي‪ ..‬فاتن انتبهت لنفسها ان ما عليها أي شي يغطي شعرها لكن‪ ..‬اهي بالحسبة زوجته مو أي احد‬
‫غريب‪ ..‬وظلت واقفه مكانها متخبية ورى الحايط عل وعسى ما يشوفها‬

‫كان يلهث بقوة وكانه راكب يبل ول عابر محيطات‪ ..‬وراح صوب الثلجة بل حاسية عشان يشرب الماي‪ ..‬فتح‬
‫الباب وطلع غرشة زاهبة وشرب منها واهو مسكر عيونه ويحس ببالماي يسري في المريء الى المعدة‪ ..‬ويوم‬
‫فتح عينه شاف فاتن‪ ..‬ما نزل الماي ال بعد ما شبعت عيونه من منظرها‪..‬‬
‫كانت واقفة واهي مسندة نفسها كانها منخشة ول شي‪ ..‬شكلها الطفولي عكره شي واحد‪ ..‬نحل جسمها‬
‫الغريب‪ ..‬يذكرها قبل ‪ ..‬ما كانت ضعيفة بهالشكل‪ ..‬كانت ينقال عنها بعافية‪ ..‬لكن الحين صارت جلد على‬
‫عظم ووجناتها طافرة بشكل جذاب ومؤسف شوي‪ ..‬لكن اللي خله بصراحة يسكت واهو واقف‪ ..‬اهي‬
‫الخصلت البنيه الذهبية اللي على جبينها‪..‬‬

‫بصوت اهدئ من المعتاد‪ ..‬وبالصدفة خلى من صوت مساعد يجشى‪ :‬ما نمتي‬
‫هزت راسها بظيج‪ :‬ل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬متظايقة؟‬
‫فاتن تطالع يمين ويسار‪ :‬الغربة شوي مأرقتني‪ ..‬مو متعودة انام في مكان واسع‪..‬‬
‫ابتسم مساعد بطريقة خفيفة ما تبين سرور حتى انها ما بينت ابتسامة عند فاتن‪ :‬الله يخلي جراح ماخذ الرقاد‬
‫كله‬
‫فاتن واهي توايج مرة ثانية على الدار‪ :‬عليه بالعافية‪..‬‬

‫كان في خاطرها لو يخليها تروح تنام ويا اخوها‪ ..‬لكن ‪ ..‬مو عدله‪ ..‬هالشي بخليه ايحس بالغربة اكثر واكثر‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬اهي ما تقدر تجبر نفسها على النوم لحالها‪ ..‬صج انها كانت ترقد لحالها في البيت لكن هني غير‪ ..‬هني‬
‫غربة ومافي المكان شي واحد تألفه‪ ..‬وفجأة تحركت من مكانها رايحة للدار‪..‬‬

‫فاتن بصوت حزين‪ :‬تصبح على خير‪..‬‬


‫مساعد اللي وقف بحيرة‪ ..‬ل يقدر يوقفها ول يقدر يخليها تروح‪ ..‬وفجأة تذكر كلمتها‪ :‬تلقين خير‪..‬‬
‫واهي تمشي فاتن وقفت مكانها‪ ...‬ذكر كلمتها بهذاك اليوم‪ ..‬اهي دايما ترد على اللي يمسون عليها‬
‫بهالجواب‪ ..‬التفتت له بكل هدوء‪ ..:‬وياك‪..‬‬

‫وكملت دربها لدارها‪..‬‬

‫ظلت واقفه بنص الدار واهي تفكر‪ ..‬ونفس الشي مساعد واقف عند بار المطبخ وهو ساند جسمه بيده ويفكر‬
‫فيها‪ ..‬غربة‪ ..‬غربة من شنو فاتن؟ غربة البلد ول‪ ...‬غربة القلب‪ ...‬كل شي غريب عليج‪ ..‬هالبيت‪ ..‬وهالحياة‪..‬‬
‫)يبتسم بسخرية( وهالزوج‪ ..‬غربة ان كان في الظن شر بالنسبة لج بتستمر معاج طول العمر‪ ..‬يا ربي‪ ..‬انا‬
‫ليش امر في هالظروف‪ ..‬انا ما كنت حاط في بالي اني احبها‪ ..‬انا كنت معجب‪ ..‬شلي خلني احب‪ ..‬انا ماحب‬
‫ال عالية‪ ..‬من وين طلعت لي فاتن‪ ..‬من وين؟؟‬

‫وهي تهزهز ريلها وتناظر باحد الوراق اللي عطاها اياها جراح من شوي عشان تشوف فيهم وتكتب وتوقع‪..‬‬
‫تحدد وتختار المواد والمنهج الدراسي اللي بتتابعه‪ ..‬تخصصت في العلوم السياسية ‪ ..‬وهذا الشي كان من‬
‫ميولها‪ ..‬ويوم شافها مساعد تاشر على هالتخصص حس بالفخر منها ‪ ..‬وبنظرة مستقبلية تخيل فاتن حرمة في‬
‫الثلثين من عمرها باناقة وحزم تتخذ قرارات سياسية للمرأة تتدخل في شؤون الدولة‪ ..‬الله ‪ ..‬صج ان هالشي‬
‫يناسبها‪ ..‬شخصيتها قوية على الرغم من حجمها‪ ..‬ودورها فعال في مجتمع بيتها واكيد اهي ودها لو انها تكمل‬
‫هالمسيرة بس على نطاق اوسع‪..‬‬

‫وفجأة يمر شاب طوييييل جدامها واهي سرحانه بالوراق تقراهم وضامة رجلينها وساندة ظهرها بتعب وكل‬
‫شوي تتثاوب من قلة النوم‪ ..‬ابتسم الشاب ومشى عنها وتوقف فجأة ورجع لها‪..‬‬
‫حمل جنطتها اللي كانت طايحة على الرض‪excuse me :‬‬
‫رفعت فاتن راسها للي واقف جدامها‪ ..‬ومالت به بعيد‪..‬عشان توصل لهالشاب الطويل‪?yes :..‬‬
‫طبعا الشاب عرف انها عربية من حجابها ولباسها المحتشم‪ :‬هذي جنطتج؟؟ اذا مو جنطتج اسمحيلي باخذها‬
‫عاجبتني‪...‬‬
‫طالعتها فاتن بغرابة وكانها بتتعرف عليها‪ ..‬وطالعت جنبها تتاكد من جنطتها اللي حملتها اليوم الصبح ولحظت‬
‫الوردة اللي على الجنطه وعلى طول نزلت بعيونها على النعال المغطى اللي كانت لبسته وعرفت ان الجنطه‬
‫لها‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬ل جنطتي هذي‬


‫الشاب‪ :‬خسارة والله ان خاطري فيها‪..‬‬
‫فاتن مستغربة من "فهلوة" هالشاب‪ ..‬ومن كلمه شكله كويتي‪ :...‬اذا تبيها خذها‬
‫الشاب حس ان فاتن مالها مزاج للمزح‪ :‬انتي كويتيه؟‬

‫هزت فاتن راسها‪..‬‬

‫ووقف الخ والجنطه للحين في يده‪ :‬تدرسين هني؟؟؟‬


‫بعد هزت راسها فاتن واهي تلتفت صوب مساعد وجراح ‪ ..‬وينهم هذيل خلوني بروحي وراحو‪...‬‬

‫يطالع الشاب وين ما تتلفت فاتن كل شوي‪ :‬ترى الدراسة هني صعبة وانا انصحج انج تاكلين الكتب قد ما‬
‫تقدرين‪ ..‬من يدري يمكن تنجح السالفة وياج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬نعم؟؟؟؟؟؟؟‬

‫ضحك الشاب بقووو على استغراب فاتن منه‪ ..‬بس صراحة الحق ينقال‪ .‬البنت جميلة بشكل يسيح القلب‪..‬‬
‫ماهي جذابه لكن فيها هدوء يجلب العواصف في قلب أي ريال‪..‬‬

‫ال ومساعد يلتفت وكأنه حس ان فاتن بأزمة‪ ..‬وشاف ظهر الريال الواقف يمها واهي قاعدة تناظره بانزعاج‬
‫وصار بالصدفة انها صدت صوب جراح ومساعد وشافت ان مساعد يطالعها بظيج وكانه يشوف اللي يصير‪..‬‬
‫وسحب جراح معاه بعد ما كلمه والثاني التفت بعد لخته وظاق صدره يوم شاف نظرة العجز فيها‪ ..‬وراحو‬
‫عندها‪..‬‬

‫الشاب حس ان احد وراه والتفت والضحكة في عيونه وزادت اتساعتها يوم شاف اللي شافه‪..‬‬
‫الشاب‪ :‬مساعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬
‫مساعد وهو مظيج عيونه وكأنه مو متوقع هالشخص‪ :‬زياد؟؟؟‬
‫زياد ابد ما عطل‪ :‬مساااااعد‪) ...‬وهو يلمه(‬

‫جراح راح عند اخته وهو مستغرب مثلها‪ ..‬ومساعد اللي انقلب حاله من الظيج الى الفرح‪ ..‬زياد هذا كان مثل‬
‫الخو لمساعد يوم كان بالكويت‪ ..‬طبعا زياد اهو ولد صاحب الشركة اللي يشتغل فيها وحبه لهالولد يفوق‬
‫التصور لنه مثالياته في الحياة جميلة بالنسبة لشاب في مثل عمره ‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬هل والله بزياد والله اني ما توقعت اشوفك هني‬


‫زياد‪ :‬حتى انا بعد بس شفت شلووون انك وراي وراي وين ماروح؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههه بس تعال قول لي ‪ ..‬انا ما هقيتك هني‪ ..‬علبالي في بريستون؟؟‬
‫زياد‪ :‬لاااااا شبي في المحاماة والقانون‪ ..‬انا بدرس هني ان شاء الله العلوم السياسية وبتخصص القتصاد‪..‬‬
‫مساعد يبتسم ويناظر فاتن بلحظه‪ :‬خوش اختيار والله اهنئك عليه‪..‬‬

‫في قلبه كان يوجه هذا الكلم لفاتن بعد ‪ ..‬وامبين انها ما فهمت عليه لن نظرتها عادية وهادئة مما خلى جمال‬
‫عيونها يكتسح بشرتها كامل‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬طيب اعرفك على جراح الياسي‪ ..‬واخته‪ ..‬اللي اهي خطيبتي ‪ ..‬فاتن‪ ..‬اهي بتدرس بعد هني!!‬
‫التفت زياد بخيبة امل واضحة لويه فاتن واهو يبتسم بصدمة‪ :‬خطيبتك؟؟؟ )بدهشة يناظر مساعد( تزوجت‬
‫مساعد؟؟؟‬

‫مساعد حس ان الوضع حساس خصوصا وان زياد يعرف عن علقته بعالية وحس انه بيتورط لو تكلم زياد‬
‫اكثر‪..‬‬

‫زياد وعيونه متوسعة‪ :‬من اهل عبدالله الياسي يعني؟‬


‫مساعد بسرعة‪ :‬عيال عبد الله الياسي ‪ ..‬الله يرحمه‪..‬‬
‫انصدم زياد اكثر‪ :‬توفى؟؟؟؟ متى؟؟؟؟‬
‫جراح بحزن ‪ :‬قبل ‪ 3‬شهور وشي‪..‬‬
‫زياد بصدق‪ :‬البقية في حياتكم والله‪ ...‬انصدمت صراحة‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ل ما عليك شر‪ ..‬العمار بيد الله والموت حق‪...‬‬
‫زياد‪ :‬ونعم بالله ‪) ..‬يلتفت مرة ثانية لجراح( البقية في حياتك ‪) ...‬لفاتن( البقية في حياتج‪ ..‬اختي‪..‬‬
‫فاتن بصوت حزين بعض الشي‪ :‬حياتك الباقية‪...‬‬
‫جراح بسلوكه الي صار معتاد في انه يبعد الهم عن اخته تكلم‪ :‬ترى حتى فاتن تدرس علوم سياسيه تخصص‬
‫علم اجتمااع‪..‬‬

‫فرح مساعد لن جراح ل اراديا ومن غير معرفة غير الموضوع‬

‫زياد‪ :‬اوووه‪ ..‬ترانا ربع‪ ..‬خلص عيل انا سنة ثانية الحين واي دكتور بتسجلينه قوليلي عنه وانا اوريج فيه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بالحزام‬
‫زياد وهو يفج عيونه الخضرا بوسع‪ :‬ال بالعقال وانا اخوك‬
‫ضحك جراح ومساعد وفاتن اللي ماهزها الموقف تمت ساكتة واهي منزله راسها وعلى طول انتبهت الى‬
‫مساعد يوم ضحك‪ ..‬ولحظت‪ ..‬انه كل ما ضحك يحط يده على حلجه وكانه يخبي ضحكته‪..‬شهالعادة‪..‬‬

‫زياد بعد الضحك‪ :‬زين انا بخليكم بس لزم تعطيني رقمك هني عشان اتصل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬افا عليك بس ل تتصل ال مرة وحدة‬
‫زياد‪ :‬في اليوم؟‬
‫مساعد‪ :‬في السبوع يا اخي مافيني عليك وعلى سوالفيك‪..‬‬
‫زياد‪ :‬افا بينا عيش وملح يالهرم‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههه‬
‫جراح‪ :‬حياك الله باي وقت يا زياد‬
‫زياد‪ :‬الله يحيكم‪) ..‬يلتفت على واحد اسود ياشر له عشان ايي( زين انا بخليكم لن خوياي بذبحوني يايين‬
‫عشان التسجيل وانا يازعم رايح اييب لهم الوراق التسجيل ههههههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬يالله عيل تحمل في روحك وخلنا نشوفك‪..‬‬

‫بطول هذاك الوقت زياد يتجنب النظر لفاتن‪ ..‬بس يوم ضحكو لحظ انها ما تحركت فيها ول عضله ول ملمح‪..‬‬
‫تمت جامدة مثلها مثل تمثال الحرية‪ ..‬وقبل ل يروح عنهم التفت لها‪..‬‬

‫زياد‪ :‬انا اسف ما كان قصدي اهذي عليج بس سألي عني عند خطيبج وبيقول لج‪ ..‬انا من اصيد احد مافكه‬
‫اشحنه‬
‫فاتن بابتسامة مزيفة‪ :‬ل عادي‪..‬‬
‫زياد‪ :‬يالله عيل‪ ..‬اخليكم انا الحين‪ ...‬باي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬تحمل في روحك‬
‫زياد واهو واقف بعيد ويهز راسه بطريقة كوميدية‪ :‬ان شاء الله ماما‪..‬مع السلمة‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههه الله يسلمك‪..‬‬

‫جراح وهو يبتسم‪ :‬شخصية هواية‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬ما شفت شي والله‪ ...‬زين‪ ..‬الحين احنا خلصنا‪ ..‬تبون نروح نتغدى ول نرد البيت‬
‫فاتن ما خلت احد يتنفس‪ :‬البيت‪..‬‬

‫ومشت جدامهم وكأنها مو مستعدة لي نوع من النقاشات‪ ...‬وانصدم جراح من حركتها لكن مساعد تعود‬
‫عليها‪ ..‬التفت جراح بنظرات اعتذار لمساعد لكن ابتسامة مساعد المتفهمة خلته ساكت ومشووو من المحل‬
‫اللي كانو فيه وهم زعلنين لكن متظاهرين بالراحة‪ ..‬جراح لزم يكلم اخته ويشوف له حل معاها‪ ..‬ومساعد‬
‫لزم يصبر اكثر‪ ..‬العيلة ما تييب ال الندامة‪...‬‬

‫لكن فاتن اللي مشت وسوت روحها عنتر كلها ال عشر خطوات ووقفت مكانها وسط الزحمة واهي تدور‬
‫جراح او مساعد‪ ..‬غبائها اللي ما تدري من وين ينبع فيها بهاليام وصلها الى هالموقف‪ ..‬الحين شلون بتلقيهم‪..‬‬
‫وتمت عاطيه ظهرها للمكان اللي كانت فيه تنتظر احد اييها تفاجأت يوم حست باليد اللي مسكت كوعها بخفة‬
‫وسحبتها ورى جثة ما لبثت ال وعرفت لمن تكون‪ ..‬مساعد ‪..‬‬

‫ما طالعها ول ناظرها ول اهتم لردة فعلها لكن القهر اللي ياه من موقفها اهو اللي خله يسوي اللي سواه‪..‬‬
‫لكن انصياعها له كان مريح‪ ..‬وهدوئها اريح‪ ..‬وبهذا الشي تحركو من مكانهم وجراح يمشي وراهم وهو عارف‪..‬‬
‫ان التوتر بين مساعد وفاتن كبير‪ ..‬ويمكن يرجع لكونهم ما يعرفون بعض‪ ..‬وبهذي اللحظة تذكر يوم فاتن‬
‫وقفت في ديوانية بيتهم واهي تتهمه بالجذب والتلفيق‪ ..‬يا ترى فاتن شايفة شي على مساعد يخليها تعامله‬
‫بهالطريقة الجافة؟؟ وال هالتصرفات مو من شمايل فاتن‪...‬‬

‫================‬

‫مريم المسكينة تخمرت عند التلفون ول احد اتصل‪ ..‬حتى انها باليوم الثاني راحت الجامعة واهي مقهوووورة‬
‫على حركة اخوها‪ ..‬يوعد ول يتصل‪ ..‬وفتون الثانية‪ ..‬يا ويلها منها ان اتصلووو ل تشرشحهم وتوصل صوتها‬
‫للكونغرس الميركي‪..‬‬

‫يوم وصلت الجامعة على طول ياها اتصال من سمية‪ ..‬اهي مسميتها في التلفون قرقااا‪ ..‬وحاست بثمها يمين‬
‫ويسار يوم شافت السم‪..‬‬
‫مريم وهي تغير من صوتها‪ :‬هل سموي‪..‬‬
‫سمية‪ :‬وينج مريوم في الجامعة؟‬
‫مريم‪ :‬ل والله اتسوق‪ ..‬اكيد في الجامعة بعد اكو احد ايي غيري انا المقرودة بهالحزة؟‬
‫سمية‪ :‬ليش عندج محاظرات من وقت؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل بس يايه ويا ابوي نفس الدرب‪ ..‬لؤي مو فايج لي اييبني وايوديني‪ ..‬ااااخ على مساعد بس‪..‬‬
‫سمية‪ :‬ياحيه مساعد الحين تشوفينه هوايه ويا فتون ول يدري عنج ول عن هوا دارج‬

‫مريم واهي مستغربة؟؟ سمية ما تعرف ان فاتن تحب مشعل؟؟؟ فاتن كانت تعبر عن اعجابها به‪ ..‬لكن‪...‬‬
‫يمكن هذا الشي عادي بالنسبة لسمية!!‬

‫مريم‪ :‬ايه‪ ..‬اكيد هذا هو السبب‪..‬‬


‫سمية‪ :‬انزين انا الساعة تسعة بكون موجودة وين القيج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بكون عند الكوفي شوب‪ ..‬سمعيني مابي اروح هذيج الكافتيريا‪ ..‬كله مصبن وخرابيط‪..‬‬
‫سمية‪ :‬ان شاء الله عمتي جم مريم عندنا‬
‫مريم وحاجب مرفوع‪ :‬وحدة وتسدج‬
‫سمية‪ :‬ههههههههههه يالله عيل اخليج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬في امان الله‪..‬‬

‫سكرت مريم التلفون وراحت تتمشى ‪ ..‬كليه التجارة ابدا ما تفضى‪ ..‬ل صبح ول عصر ول مسى‪ ..‬متروووسة‬
‫اوادم‪ ..‬حشى ينبعون من الرض‪ ..‬لقت لها مكان عند زاوية وراحت تقعد عليه تنتظر محاظرة الساعة ‪10‬‬
‫اللي ما تدري متى بتبدى‪ ..‬على القل بتيي سمية وتونسها‪ ...‬الله لو فتون بس وياها في الكليه‪..‬‬
‫اوووووووووف جان السالفة تكون غير بالمرة‪ ..‬بس يالله‪ ..‬هذا القدر ولزم تمشي معاه وال ما بتقدر تمشي‪..‬‬

‫ال وبنت غريبة تمشي صوبها بابتسامة‪ ..‬استغربت مريم منها‪..‬‬

‫البنت‪ :‬السلم عليكم‬


‫مريم‪ :‬وعليكم السلم يا هل‬
‫البنت‪ :‬هل فيج حبوبة‪ ..‬مستجدة؟‬
‫مريم بخاطرها – مكتوب على جبيني‪ :-‬أي نعم‪..‬‬
‫البنت‪ :‬ينعم بحالج‪ ..‬شوفي هذاك اللي واقف )وتاشر البنت صوب واحد ايقطع القلب من حلته(؟؟‬
‫مريم الغبية طالت وين ما البنت تاشر بكل بلهة ليمن شافت واحد يطيح الطير من السما من جماله‪..‬‬
‫وبسرعة ردت عيونها للبنت‪ :‬شفيه؟؟‬
‫البنت بحاجب مرفوع‪ :‬موصل لج سلم‪ ..‬وهذي الورقة‪...‬‬

‫مدت البنيه الورقة ومريم اللي سذاجتها او يمكن صدمتها خلتها تستجيب لي شي من غير أي حسية‪ ..‬وخذت‬
‫الورقة وراحت البنت عنها بابتسامة‪..‬‬

‫مريم عيونه كانت مفتوحة بطريقة تخلي الواحد يضحك عليها من شدة الصدمة‪ ..‬واستغربت المواقف اللي‬
‫صار وياها للتو وفتحت الورقة وقعدت تقرى شنو المكتوب فيها‪....‬‬

‫هذا اللون عليك يجنن يشبه لون عيونك‪ ...‬نظرات العالم ما تطمن احذر ل يحسدونك‬
‫يسلم هالطول وهالنظرة وهالجسم المتناسق )ولع ويه مريم(‪ ..‬اكثرهم معجب بالمرة وبيني وبينهم فارق‬
‫اولهم اتقدم واعرف اولهم مجنونك‬

‫يا ربي‪ ..‬شهالوقاحة‪ ...‬شهالخلق المنحطة‪.‬؟؟؟ يا ويل عمري‪ ..‬وشالت مريم اغراضها بسرعة والورقة اللي‬
‫طاحت في حظنها كانها جمرة تحرقها طاحت على الرض وقت ما فزت مريم بسرعة واختفت بلمح البصر‪.‬‬
‫وعيون الصبي السخيف تلقط مسيرة مريم السريعة واللي معاه واقفين ناقعين من الضحك على البنت‪...‬‬

‫واحد من السخيفين‪ :‬اووووووووووف حرقت البنية عايض‪ ..‬شكاتب في الورقة‬


‫عايض وعيونه لزقة في خيال مريم اللي اختفى‪ :‬مو شغلك‪ ..‬اقول ناهد‬
‫ناهد اللي تضحك‪ :‬هااا‬
‫عاايض بعيونه العسلية الفاتحة‪ :‬روحي وراها وشوفيها وين راحت؟؟‬
‫ناهد‪ :‬تعال ل يكون اشتغل مراسلة ول ادري‪ ..‬انت تبيها روح وراها‪ ..‬انا خاطرت وصرت مرسال‬
‫عايض‪ :‬وين اروح بس وراها‪ ..‬الله يهداج زين شوفي احد من ارفيجاتج يمكن يعرفونها؟؟‬
‫السخيف‪ :‬الظاهر انها صابتك‪..‬‬
‫عايض وهو يرجع لخيال مريم اللي كان قاعد على الكرسي‪ :‬شي فيها شدني‪..‬‬
‫ناهد‪ :‬برائتها يمكن‬
‫السخيف‪ :‬غبائها بالحرى‬

‫في بال عايض ل البراءة ول الغباء اللي كان شاده‪ ..‬اللي ذبحه في مريم اهي ضئاله حجمها وهدوئها الملئكي‪..‬‬
‫وملمح ويهها الخالية من تبرجات بنات هاليام وحشمتها‪ ..‬يا انها سرقت قلبي وراحت‪ ..‬ومشى بخطوات ثابته‬
‫وهو يلتفت يمين ويسار وراح واخذ الورقة وطواها في مخباه ورجع لربعه‪...‬‬

‫اما مريم اللي تمت تمشي بغضب كبير واهي تحس بنرفزة‪ ..‬توها الخت واعية على الصدمة‪ ..‬وانا اقول ليش‬
‫امي طاح لسانها علي بسبب الكلية‪ ..‬اثريها بسبة الخمام المتيمع فيها‪ ..‬الخايس‪ ..‬شلون ياته الجرأة‪ ..‬والله لو‬
‫جراح هني جان خليته اييلك ويادبك وياكل من لحمك لكن وين‪ ..‬البطل مو هني جان ايادبك ويردك لبطن‬
‫امك‪ ...‬ويا هالويه‪ ..‬صابغه ماهوغوني )لون الخشب الغامج( اوووووووووف اكره هالكلية‪ ..‬اكرررره الدراسة‪...‬‬
‫كله منك مساعد‪ ..‬كله منك‪...‬‬

‫في وسط زحمة البنات يرن تلفون مريم‪ ...‬بإشمئزاز رفعته على استعداد انها تحطه سايلنت لكنها شافت‬
‫اسم خلى خاطرها ينفج للااااااااخر‪ ...‬سعووودي متصل‪ ...‬مساعد مساعد متصل‬
‫وردت بكل حبوووور‪ :‬يالكرييييييييييييييييييييييييييييييييييييه‬
‫مساعد يضحك من خااااطر‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬جذاب جذاب نصاب حرامي مدعي عليكم الطماط قول امين وينكم من يومين وانا انتظررركم‬
‫مساعد‪ :‬شوي شوي يا بنت الناس كليتيني بهدومي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وين ما اتصلتو وين‪ ..‬عطني عطني اياها خلني اشرب من دمها عطني‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههه شلونج ريووم‪.‬؟‪ .‬شخبارج؟؟‬
‫مريم‪ :‬انا بخير الحين صرت بخير بس عطني مرتك خلني اكسر خشمها‬
‫مساعد‪ :‬ل عاد كل شي ول مرتي ترى اسفرج‬
‫مريم‪ :‬تسفرني ل عيوني عطني اياها وانا براويك من اللي بيسافر‬
‫مد مساعد التلفون لفاتن ورى في السيارة وجراح اللي مر التلفون صوبه حس بروحه بتتقطع من‬
‫الشووووق‪ ..‬ليش فاتن ومو انا؟؟؟ ليش؟؟ بس اسمع صوتها يا ربي‪ ..‬ايسمع زعيجها‪...‬‬

‫ال فاتن وكانها تحس باخوها ‪ :‬معليه افتحه على السبيكر‬


‫مساعد‪ :‬معليه ‪ ..‬بس حاسبي لها من حسيتها تخربط شفريها‪..‬‬

‫وفتحت فاتن السبيكر وبهدوء‪ :‬الووووو‬


‫مريم طربقت بالسيارة‪ :‬الوووووو بعييييييييينج ‪ ..‬انتي رفيجة انتي‪.‬؟؟ انتي صديقة العمر والدرب انتي؟؟‬
‫اقوووووووووول انا ل عرفج ول تعرفيني خلص‪ ..‬انا بنسى كل غرامك وانسى حبيبي كل غرامي‬
‫فاتن وهي منفقعه من الضحك‪ :‬حبييييييييييبتي الريم‬
‫مريم‪ :‬انتي الخيانه وسط دمج لكن شنوووو ما هو عليج انتي ملمي‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬بس عاد خليني اقول لج يا عمري‬
‫مريم‪ :‬شتقولين ابي اعرف شتقولين‬
‫فاتن‪ :‬اوص اوص انتي وينج في اللي تصارخين على كيفج‬
‫انتبهت مريم للمكان اللي اهي فيه ولحظت ان نص الموجودين يطالعونها ‪ ..‬حمرت وخضرت وراحت مكان‬
‫بعيد لروحها جذي‪ :‬سكتي فتوووون والله اني مينونة يالسة اصارخ جدام الناس‪ ..‬خليني بس اقعد مكاني‪..‬‬
‫)تحوس شوي وترد تتكلم( هالووووو‬
‫فاتن‪ :‬يا احلى هالووووو في هالدنيا‬
‫مريم‪ :‬أي بعد لزقي‪ ..‬وينج امس‪ ..‬ليش ما اتصلتي‪ ..‬انا حاسبتها لكم متى توصلون وانتظرت وانتظرت ول احد‬
‫عبرني ونقعتوني ليمن طلعت ريحتي عند التلفون ول احد اتصل وافتكر‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬كنا تعبانين وطحنا بالرقاد اول ما وصلنا وقلنا باليوم الثاني بنتصل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بهم انا لاااا انا غير انا ‪ vip‬فيري امبورتنت بيرسون يا عيوني‬
‫فاتن‪ :‬يا بعدي والله الفي أي بي‪ ..‬شخبارج بس‬
‫مريم‪ :‬انا زينة ولو اني زعلنة؟؟ انتي شخبارج وشخبار عمريكا‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههه بخير تسلم عليج‬
‫مريم‪ :‬بوش وكلينتون‪ ..‬اقول فتون ماشفتي ول لمحتي توم كروز‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههه للحين ل بس ان شاء الله جريب‪ ..‬توصين شي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ول شي بس ابي مووووووووووووووحة من تومي فديت عمره‪.‬‬

‫فاتن نقعت من الضحك وعلى طول شالت التلفون من السبيكر لن هذي هي الخرابيط اللي تكلم عنها‬
‫مساعد قبل شوي‪ ...‬لكن بعد ما سمعها جراح والضحكة اللي كانت محبوسة انقلبت الى تجهم‪ ...‬توم‬
‫كروووز؟؟ الحمارة ما سالت حتى عني وطايحتلي بتوم كرووووز‪ ..‬خل ارد الكويت بوريها سنع الله‪..‬‬
‫بعد لحظت من السوالف ويا فتون والضحك فاقع بطنها عطت التلفون لمساعد اللي كان عايش في دنيا‬
‫موسيقيه برنات ضحكة فاتن‪ ..‬عليها ضحكة والله انها تذوب اللي مايذوب‪ ..‬لهي رقيقة مثل البنات ول خشنه‪..‬‬
‫فيها كل انواع الصوات‪ ..‬ههههههههههههه ويا كل ضحكة يضحك معاها بس يحبسها ويغطي ثمه بيده‪ ...‬جراح‬
‫حس لمساعد وبينه وبين نفسه ابتسم‪ ..‬سبحان الله‪ ..‬سرعة غريبة اللي حب مساعد فيها اختي‪ ..‬الله يهنيهم‬
‫ببعض ان شاء الله وتبادله فاتن الحب بالحب‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬لي ردينا البيت جراح لزم تتصل في البيت وتتخبر عنهم شلونهم شخبارهم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل تحاتي ول توصي حريص‪) ..‬يطالع فاتن( واذا نسيت ففتون شسالفتها‬

‫فاتن تبتسم وهي تناظر اخوها‪ ...‬وترد عيونها للمشاهد اللي بره‪..‬‬

‫مساعد يناظرها من المرايةاللي فوق واهي ابدا مو حاسه فيه‪ ..‬احسن‪ ..‬عشان يناظرها كيف ما حل له‪ ..‬اااه‬
‫عليج يا حبيبة قلبي ‪ ...‬حبيبة قلبي‪ ..‬اسم ترافق في بال مساعد من بعد طلوعه من الشاور اليوم الصبح حتى‬
‫هذي اللحظة‪ ..‬وده لو يبثه لفاتن بكل لحظة يتكلم معاها‪ ..‬لكن عزة نفسه اكبر من هذا كله وبعدين‪ ..‬شنو‬
‫السالفة خريط مريط‪ ..‬ل تنسى قبل اسبوع تقريبا شفتها واقفة مع ولد جيرانهم وما تدري شنو كانو يقولون‪...‬‬
‫ل تقعد تتناسى هالشياء لنها اهي بالتاكيد‪ ..‬ما نستها‪ ..‬وال هالسرحان والسهر وهالتفكير وهالغربة لشنو؟؟‬
‫اكيد له!!!‬

‫وكانت هذي الفكار السبب الكافي اللي خلى مساعد يحس بالكبت في قلبه‪ ..‬لكن التعب كان غالبه والساعة‬
‫كانت توها ‪ 12‬بالظهر‪ ..‬لااه‪ ..‬لزم يرد الشقة وينام‪ ..‬ويمكن ينام ليوم ثاني‪ ..‬ما يقدر يتم هالكثر صاحي ‪...‬‬
‫سهر وتفكير وانتظار‪ ..‬ارهق خياله وعقله من كثرهم‪..‬‬
‫===========‬
‫بيت بو جراح اللي الهدوء والسكون يلفه رجع فوضى وعفسة بهذيج الليلة‪ ..‬طبعا مو لن نسوا سفر جراح‬
‫وفاتن لن ايمن وعبد العزيز ماقعدو‪ ..‬يلعبون مني ومناك والفوضى فوق تحت والكراسي تتحرك والهواش‬
‫قايم‪ ..‬وعزيزة كل شوي تسكت فيهم واهي تسب‪..‬‬

‫ام جراح واهي تضحك‪ :‬خليهم يا خويتي والله ما يسوى عليج‬


‫عزيزة بعصبية‪ :‬يننوووني يننوني والله كله كورة في البيت كورة وفي المدرسة كورة هم في السيارة كورة‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههه بروحهم بتعبون وبيقعدون صبيان مو حلو عليهم قاعدين وساكتين‬
‫عزيزة‪ :‬ااااخ بس لو عندي بنت‪ ..‬مارزقني ربي ال بولدين‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬قولي الحمد لله غيرج ما عندهم‬
‫عزيزة واهي تناظرهم‪ :‬فديت عمرهم الحمد لله رب العالمين‪ ...‬شخبار فاتن وجراح؟‬
‫ام جراح واهي تسند راسها بيدها بخوف‪ :‬هذا احنا ننتظر خبر منهم ول يانا حتى تلفون؟‬
‫عزيزة‪ :‬ل ما عليهم شر معاهم مساعد ماشاء الله عليه‬
‫ابتسمت هني ام جراح‪ :‬الله يخليه والله صج حبيبي جراح ما قصر لكن لو ما مساعد والله ما ادري شسوينا؟؟‬
‫عزيزة تتلفت في البيت‪ :‬زين وينها منور؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬اكيد ويا سماهر بدارها‪ ..‬تعرفينهم هذول البنتين روح وحده في جسدين‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬وخالد؟‬
‫ام جراح‪ :‬اكيد في دار جراح يقعد هناك في الوقت الحالي‪..‬‬

‫ال وخالد يدخل البيت وهو معرق من قلب‪ ...‬وشكله يبين عليه انه تعبان‪...‬‬

‫بصوت تعب‪ :‬السلم عليكم‬


‫ام جراح انتفضت من مكانها يوم شافته‪ :‬وعليكم السلم )قامت( يمة خالد شفيك؟؟؟‬
‫خالد اللي كان يحس بظييج قوي في صدره ما قدر يتكلم وايد‪ :‬مافيني شي‪ ...‬بس‪ ...‬ابي انبوب التنفس‪..‬‬
‫مادري وين طاح‪..‬‬

‫وصدره يطلع اصوات تدل على انها نوبة من نوبات الربووو‪...‬‬

‫خالد بتعب‪ :‬ماشفتيه خالتي؟‬


‫ام جراح بخوف‪ :‬لو الله يمة ما شفته‪ ..‬ليش انت وين حاطه؟‬
‫خالد خلص حس بالنهيار‪ :‬خالتي ‪ ..‬مسكيني خالتي‪...‬‬

‫وقبل ل يكمل خالد طاح على الرض بنوبه اختناق يمكن تكون معتادة لكن تصير مرة كل سنة‪ ..‬لكن ما تقدر‬
‫ام جراح على تعب خالد تحس بالموت ‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة خالد حبيبي نظر عيني اشفيك‪..‬‬
‫خالد ما يقدر يتكلم لن التنفس عنده صعب‬

‫ام جراح‪ :‬عزيزة روحي دار جراح دوري له على انبوبه‬


‫عزيزة واهي تطلع من البيت‪ :‬انا احمل واحد معاي في السيارة في جنطه الدوية لحظات ورادة لكم‪..‬‬

‫راحت عزيزة وردت واهي حاملة النبوب اللي يتنشق منه خالد بالعادة لنها ممرضة ومثل هالشياء تتواجد‬
‫معاها في حالت المدرسة‪ ..‬اخذته ام جراح وناولته خالد عشان يستنشق منه‪...‬‬

‫خالد بعد الستنشاق تم هادئ واهو منسدح على الرض ومسكر عيونه ‪..‬وفاتح فمه مثل التعبان‪ ..‬لكن ما كانو‬
‫يدرون انه صاحي ويسمعهم ومستمتع بريحة النسوان‪ ..‬ال وبدخلة سماء للبيت اللي تعودت تدخل منه من غير‬
‫استئذان ‪ ..‬بكل بساطة لن اهله يرحبون فيها‪..‬‬

‫سماء‪ :‬السللللللللم‪...‬‬

‫وانقطع صوتها يوم شافت خالد طايح على الرض وتوسعت عيونها من الصدمة‪ ...‬شفيه هذا نايم على الرض‪..‬‬
‫ل يكون بس‪..‬‬

‫خافت سماء على خالد في قلبها وسالت بكل هدوء‪ :‬ش‪ ...‬شفيه خالد؟؟‬

‫ابليس كان مسكر عيونه وتوه بيفتحهم ال ورغبة يديدة في انه اينن سماء تعمر قلبه وتظاهر بالمرض اكثر‬
‫واكثر‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله مادري يابنيتي طايح على الرض بنوبه اختناق وللحين ماقام‪ ..‬يمة خالد يمه حبيبي قوم‪ ..‬بسم‬
‫الله عليك شفيك‬
‫سماء بحيرة‪ :‬زين سوو له عملية تنفس اصطناعي‪..‬‬
‫عزيزة‪ :‬يمة هذي حالة عادية والحين بيقوم‪ ..‬يمة خالد استرخي حبيبي ل تشد على روحكزز‬
‫لكن وين عن سماء ماقدرت تقر مكانها‪ :‬اذا ما تعرفون انا اعرف‪ ..‬هاا تنعزوا شوي خلوني‪..‬‬
‫انتبه خالد لقربها المخيف وعلى طول وقف على ريله‪ :..‬هي انتي شناوية تسوين‪..‬‬
‫انصدمت سماء لقعدته المفاجأة‪ ... :‬انت مافيك شي؟؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬أي مافيني شي‪ ..‬حشى لعنبوو الواحد ما يقدر يرتاح وياكم‪ ..‬ابي انام على الرض‪ ..‬وانتي ابد ما‬
‫تعطلين‪..‬تنفس اصطناعي بعد هذا اللي قاصر‬

‫من الحراج خالد كانو خدوده محمرات لن يعرف التنفس الصطناعي شلون يكون‪ ..‬لكنه كان مقهور من‬
‫جرأة سماء‪ ..‬ولكن اهي كانت مستعدة تنقذه؟؟ ليش؟؟‬

‫سماء باحراج‪ :‬انت كنت في حالة صعبة و‪..‬‬


‫خالد‪ :‬بس خلص‪ ..‬ل عاد تتكلمين في هالموضوع‪ ..‬يالله‪ ..‬اخليكم انا الحين‪..‬‬
‫وهو يركب الدري وقف ويناظرهم بنظرة تضحك‪ :‬حريم اخر زمن‪..‬‬

‫ركب خالد وهو من داخل ما يدري‪ ..‬يحس ببراكين تتفجر فيه من مشاعر غريبة‪ ..‬حريجة‪ ..‬ثلج وصعيق‪ ..‬ما‬
‫يدري‪ ..‬احاسيس متضاربة يمين ويسار‪ ..‬دخل الدار وسكر الباب‪ ..‬على طول نام على السرير وهو يفكر‪..‬‬
‫يفكر بسماء‪ ..‬هذي هالنتفة مادري شمسويتلي‪ ..‬اصل انا مافيني شي عليها لكن كله من جراحو المعفن خلني‬
‫احط عيوني عليها وخلص نشبت فيها‪ ..‬وال انا ل احبها ول ابيها‪..‬‬

‫احبها؟؟ ابيها؟؟ من ياب طاري الحب‪ ...‬ياويلي شهاللي قاعد يصير وياي‪...‬‬

‫ام جراح تحت ويا سماء وعزيزة‪ :‬يمة سماء ل تزعلين روحج خالد هذا يبيله تأديب‪..‬‬
‫سماء وهي تلعب بالقلص اللي على طاوله الصالة‪ :‬لخالتي عادي هذا انا ما عطته اقنور‪ ..‬ال قوليلي ما‬
‫اتصلت فاتن؟‬
‫ام جراح‪ :‬ل والله يا بنيتي ما اتصل‪...‬‬

‫ال وتلفون البيت يرن‪ ..‬ويتهلل ويه ام جراح‪ :..‬اكيد هذي اهي‪ ..‬ان جان اهي لج البشارة يا سموووي‪..‬‬

‫وراحت ام جراح ترفع سماعة التلفون بشغف‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬الوووو‬
‫جراح بصياح‪ :‬يمةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة حبيبتي يمةةةةةةةةةةةة‬
‫ام جراح والدمع يتيمع في عيونها‪ :‬جراح؟؟ يمة جراح؟؟ هذا انت؟‬
‫جراح‪ :‬أي يمة هذا انا‪ ...‬شخبارج يمه شلونج عساج بس بخير‪..‬‬
‫ام جراح والدمعة سالت‪ :‬يا نظر عيني يا جراح انا بخير انتو شخباركم وشمسويين وفاتن شلونها‬
‫فاتن يم جراح‪ :‬عطني اياها بكلمها‪..‬‬
‫جراح اللي ماعطها اقنور‪ :‬يمة كلنا بخير انتي شخبارج وشخبارهم العفاريت وخالد وخالتي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬كلنا ابخير يا وليدي بس مشتاقين لكم‪ ..‬عطني فاتن يمة‬
‫جراح‪ :‬يمة للحين ما شبعت منج‬
‫فاتن وهي مساكة يد جراح‪ :‬عطني التلفوووووون جرااااح‪..‬‬

‫مساعد كان شاهد على كل هذا عند طاولة المطبخ‪ ..‬يناظر الثنين اللي انقلبو مثل اليهال دقيقة وحدة يوم‬
‫سمعو صوت امهم‪ ..‬ويبتسم‪..‬‬

‫ال وتزخ فاتن السماعة من جراح‪ :‬الووو يمة‪ ...‬يمة حبيبتي‪) ....‬تهجد صوت فاتن( احبج يمة‪ ..‬ولهت علييييييج‬
‫ام جراح واهي تسترجع المشاعر الحزينة لفراق بنتها‪ :‬حبيبتي فاتن نظر عيوني فاتن‪ ..‬يا روح هالبيت‬
‫ونوره‪..‬شلونج يمة شخبارج؟؟‬
‫فاتن‪ :‬انا بخير يمة‪) ..‬تمسح دمعها بكم التي شرت( يمة برد هني‪ ..‬لبسين ثياب شتاا‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله احنا للحين الجو بس ماكو رطوبة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يمة ‪ ...‬يمة تعالي عندي قعدي جم يوم‪ ...‬بسج قعده هناك‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههههههه واخوانج من لهم‪ ...‬معليه يمه جراح عندج وريلج بعد ما بيقصر‪ ...‬ال شخباره؟؟‬
‫شمسويه وياه‬
‫ل اراديا انتقلت عيون فاتن من عند اخوها الى مساعد ‪ ...‬واحتارت شنو تقول‪ ..‬تخاف تتكلم عنه جدامه‪ ..‬لو‬
‫من وراه جان عاادي تألف جم كلمة لكن أهو يمها‪ ..‬وشكله بعد فهم ان الوالدة تسال عنه لنه ما فارج عيونها‬
‫لحظه‪..‬‬

‫فاتن باحراج‪ :‬ابخير يمة‪ ..‬يسلم عليج‬


‫ام جراح‪ :‬يمة فاتن ماوصيج عليه تراه ريلج‪ ..‬حطيه بعيونج‪..‬‬
‫فاتن واللون الحمر صابغها‪ :‬ان شاء الله يمة‪ ..‬ل توصين حريصة‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬وشخبارج بعد رحتي الجامعة‬
‫فاتن‪ :‬أي يمة‪ ..‬رحنا‪ ) ...‬يأشر جراح عليها عشان تعطيه السماعة( يمة جراح يبيج‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬وين يمة ما شبعت منج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مرة ثانية يمة‪ ..‬كاهو لحظه‪...‬‬

‫عطت جراح السماعة وقامت على طولها بعيد عن الكرسي‪ ..‬وجراح لهي ويا امه في التلفون‪ ..‬وقفت فاتن‬
‫ورى الكرسي واهي ماعطه مساعد ظهرها واهو كان واقف وهو ينتظر منها تلتفت عشان يشوف عيونها‪...‬‬
‫يبي يشوف النظرة اللي انرسمت في ذيج الليلة بها ‪ ..‬ليلة اللي شافها واقفة مع مشعل يوم يروح عنها ويدخل‬
‫بيتهم مثل الغبي‪ ..‬لكن فاتن ما عطته ادنى فرصة لنها ظلت واقفة واهي ماعطته ظهرها‪..‬‬

‫يوم خلص جراح المكالمة سكر التلفون وهو ياشر لمساعد‪ :‬دورك الحين‪..‬‬
‫مساعد وهو يسحب قلص الماي من جدامه ويرفعه لفمة‪ :‬ل ما يحتاج‪ ..‬مريم واتصلنا فيها‪ ..‬امي ان شاء الله‬
‫مرة ثانية‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ما يصير جذي‬
‫يبتسم مساعد‪ :‬عادي جراح‪ ..‬ال اقول لك‪ ..‬ما تبي نطلع شوي عن حكرة البيت‪..‬‬
‫جراح بابتسام‪ :‬وااااااااااو اكيد ابي اطلع‪) ...‬يلتفت لفاتن( فتون‪ ..‬فتوووون‪..‬‬
‫التفتت فاتن السرحانة بصوت وكلم مساعد‪ :‬هااا‪...‬‬
‫جراح‪ :‬اتيين معانا‪..‬‬
‫فاتن بتعب‪ :‬ل والله روحو انتو‪ ..‬انا تعبانة‪ ..‬يبيلي انااام عشان اقدر افتح عيوني بطريقة طبيعية‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بنفتقدج‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن‪ :‬تسلم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬امزح معاج ترى لتصدقين‬
‫فاتن واهي تضربه‪ :‬كريه‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه انزين مساعد دقايق اغير هدومي وراد لك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بسرعة عاد‪..‬‬
‫ويطير جراح للغرفة عشان يبدل هدومه والثنين واقفين عن بعد مسافة كبيرة بعض الشي‪ ..‬ونظراتهم‬
‫متصادمة‪ ,‬الثنين خاطرهم يخنقون بعض لكن هالحرب الباردة اهي اللي مسيطرة على كل شي‪ ..‬اللي‬
‫مسكتهم عن بعض وعن مط شعور بعض اهو جراح‪ ..‬لكن بعد ما يسافر جراح‪ ..‬هالبيت راح ينعفس فوق‬
‫تحت‪ ..‬عصبية مساعد‪ ..‬بالمقابل‪ ..‬برود فاتن‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬لو تبين تقدرين اتيين‬


‫فاتن بغرور‪ :‬مالي خلق‪..‬‬
‫مساعد يبتسم بسخرية‪ :‬والله انتي الخسرانة‪..‬‬
‫وخلها ومشى يمها عشان يروح الغرفة ال يوقفه صوت فاتن وهو يمر وذراعه يمر عند ذراعها‬

‫فاتن‪ :‬بتتأخرون؟؟‬
‫مساعد بنظرة ملل‪ :‬ما ندري‪ ..‬يمكن ما نرد ال بويه الصبح‬
‫فاتن بعصبية‪ :‬وانا هني بروحي؟‬
‫مساعد وهو يحقرها ويروح‪ :‬قلنا لج تعالي ما رضيتي‪ ..‬قلعتج‪..‬‬

‫وراح عنها ودخل الدار‪ ..‬واهي واقفة عند الصالة وقابضة يدينها‪ ..‬ل‪ ...‬والف ل يا مساعد‪ ..‬ما راح تقدر‬
‫تعصبني‪ ..‬انا بوريك‪ ..‬ان ما لفيتك بالجليد والصعيق ماكون انا فاتن‪ ..‬ابخليك تندم على اليوم اللي فكرت اني‬
‫اكون لك‪...‬‬
‫======================‬
‫بهذاك الوقت قط مشعل جنطته في السيارة لنه خلص بيرد الشاليه‪ ..‬ما يقدر يسكن في نفس الفريج اللي‬
‫كانت فاتن ونبضها يتخلل شوارعه وتعرجاته وشقوق طرجاته‪ ..‬خلص‪ ..‬الشي صار اكبر منه‪ ..‬مو بيده‪ ..‬ما‬
‫يقدر يتنفس الهوا اللي فاتن كانت تتخلله بعبيرها وعطرها‪..‬‬
‫الشوق لفاتن اخذ منه الصحة‪ ..‬في خلل هذيج الفترة نزل وزنه وسود ويهه وشعره طول ونزل على جبينه ‪..‬‬
‫قعد وهو مسند راسه على سقف السيارة‪ ..‬وهو يوجه نظره الى دار فاتن فبيت بو جراح الله يرحمه‪ ..‬يا بعد‬
‫هالدنيا يا فاتن‪ ..‬الدنيا وحشة بلياج‪ ..‬حتى لو ماكنتي لي‪ ..‬ما تمنيتج تبتعدين عني جذي‪ ..‬نهائيا‪ ..‬ماشوف حتى‬
‫عينج‪ ..‬وانا اللي تاهت افكاري فيج يوم كنت في الغربة ورديت لوطني وكاني اتغرب من بعدج‪ ..‬يا ترى‪ ..‬اللي‬
‫صار هذا كله في نصيب من؟؟ لو شنو صار يا فاتن‪ ..‬ابظل احبج ليوم الدين‪.‬ليوم اللي انبعث فيه حي جدام‬
‫رب العالمين‪ ..‬احبج فاتن‪ ..‬احبج‪..‬‬

‫عند طرف البيت الكوبل سماهر ومناير يتمشون وهم يتضاربون‪ ..‬طبعا هالثنتين مينن ومحد يقدر ما يراقبهم‬
‫في الشارع‪ ..‬اللي تعرقل الولى واللي تمط شعر الثانية‪ ..‬يعني حالتهم صعبة‪ ..‬مناير على عكس فاتن مو‬
‫ملتزمة بالحجاب لكن ثيابها محتشمة وبالمثل سماهر‪ ..‬يعني وين ما تروح مناير وراها سماهر‪ ..‬يالخوف بس لو‬
‫تزوجوا نفس الريال‪..‬‬

‫سماهر واهي تراقبل مشعل اللي كان يعدل اغراضه في السيارة الفخمة‪ :‬منوور شوفي حياتي المستقبليه‪..‬‬
‫مناير بالعمد ما طالعت وين ما اشرت سماهر ووجهت نظرها الى )تكرمون( حاوية زبالة عند نهاية الشارع‬
‫وكان عليها قطوة معفنة‪ :‬أي والله‪ ..‬بس عاد مو يم بيتنا ما نبيج تيين توصخين‬
‫سماهر ضربت مناير على ضهرها‪ :‬يالخايسة‬
‫مناير واهي منوجعة‪ :‬يعلج الفقر يالحمارة قولي امين‬
‫سماهر‪ :‬انتي قبلي‪ ..‬طالعي طالعي منوور‬
‫مناير‪ :‬اوووووووووه بنشوف اللي ذابحتنا فيه‬

‫وطالت مناير مشعل وهو يرتب اغراضه في الدبة واهي تناظره وهي معقدة حياتها‪ ..‬انا اعرف هالشخص بس‬
‫ما شفته وايد بالفريج‪..‬‬

‫سماهر‪ :‬هذا ارفيج اخوي جراح‪ ..‬اخو سماء‪..‬‬


‫سماهر‪ :‬والله انه عذاب‪ ..‬شوفي الشعر بس ول الكشخة‬
‫مناير وهي متعجبة من سماهر‪ :‬انتي والله مراهقة‪ ..‬كل واحد يعجبج‪ ..‬حتى اسلم اللي في الكافتيريا يوزع‬
‫الفلفل تحبينه؟‬
‫سماهر‪ :‬انجبي زين يعطيني فلفل حار وجاهز‬
‫مناير‪ :‬كله من مصارين البقر‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬يالوصخة‬
‫مناير‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه‬
‫واهي تضحك دخلو البيت الثنتين‪ ..‬لكن مناير انشد انتباهها الى مشعل ونظراته الى البيت‪ ..‬كانت يناظره وكانه‬
‫بيته اللي بيروح عنها‪ ..‬ويطالع شي فوق‪ ..‬تابعت نظره وعرفت انه يناظر دار فاتن‪ ..‬يمكن الدار عاجبته ول‬
‫الدريشة‪ ..‬مايندرى والله‪..‬‬

‫وركبت مشعل السيارة ومر من صوب مناير واهو ابد مو مفتكر فيها سواء شافته ول لء‪ ..‬سماهر ردت بره‬
‫مرة ثانية واهي تسحب مناير‪ ...‬وكالعادة يعني بالمناجر‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫اليوم اهو اليوم اللي بيرد فيه جراح الكويت‪ ..‬اكيد ما مر اسبوع لنه من بعد اربعة ايام يمع اغراضه وهو راد‬
‫الكويت‪ ..‬اهو صج انسحب من الجامعة لهالكورس لكن عليه اشغال كثيرة‪ ..‬منها او يمكن اولها ترميم البيت‬
‫من اول ويديد‪ ..‬وبالصراحة اهو يحس انه لو خلى فاتن ومساعد لحالهم يمكن يتأقلمون مع بعض لن فاتن‬
‫شوي صعبة في التأقلم خصوصا مع مساعد واهي كانت رافضة هالفكرة تماما‪..‬‬

‫مادري ليش فاتن كارهة مساعد جذي‪..‬؟؟ هالسؤال ما فارج خيال جراح ول دقيقة‪ ..‬كل مرة يشوف فيها‬
‫مساعد ول يشوف فاتن معاه في نفس المكان يحس بان الشرار يتطاير في الهوا‪ ..‬في سبب يا ترى يخليهم‬
‫عايشين جذي وخصوصا ان فاتن اختي ما عرفت ريال قبل غير مساعد؟؟ ليش اهو بالذات؟؟‬

‫يوم قعد يكلمها قبل ليلة السفر كانت ساكتة وهادئة وسألها اكثر من مرة ان جان كانت مرتاحة ول لء واهي‬
‫تهز راسها بابتسامة ابعد من الصج‪ ..‬وحاول انه يعرف منها ان جان مساعد متسبب عليها مرة لكن اهي ما‬
‫عطته جواب ايجابي‪..‬‬

‫جراح‪ :‬قوليلي يا فاتن ترى انا ما بسوي فيج شي‪ ..‬ل تسكتين عن الغلط ان جان الغلط موجود؟‬
‫وين تجاوب فاتن واهي عارفة ان الغلط فيها اهي‪ :‬ل يا جراح بس تعرف انا ماعرف هالنسان معرفتي فيه‬
‫كانت بمدة قياسية ان شاء الله اتعود عليه ‪..‬‬
‫جراح بظيج‪ :‬والله اني خايف انج ما بتتعودين‪ ..‬يا فاتن انا اخوج واعرفج زين ان ما ارتحتي من الول ما‬
‫بترتاحين بعدين‬
‫ابتسمت فاتن واهي ماسكة يده‪ :‬ل تفاول على اختك ‪ ..‬قول ان شاء الله اتأقلم على الوضع وانت ل تحطني‬
‫في بالك‪ ..‬اكو اشياء اهم مني لزم تهتم فيها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬فاتن حاولي انج تكونين صبورة‪ ..‬مساعد ريال ينشرى بالمال‪..‬‬

‫غصة في حلج فاتن منعتها من الرد‪ ..‬فاكتفت بهز الراس‪ ..‬والبتسام الزائف‪..‬‬

‫جراح فهم ان فاتن بعدها متظايقة لكن شسوي اكثر‪ :‬فاتن‪ ..‬تكفين‪ ..‬ل تخبين علي شي‪ ..‬ان جان صار لج شي‬
‫ل سمح الله ‪ ..‬أي شي ممكن يخطر على بالج‪ ...‬قوليلي‪..‬‬

‫في هالموقف يات في قلب فاتن حسرة‪ ..‬ما تغلبها حسرة ثانية‪ ..‬لو انها قالت لجراح عن اللي يصير في قلبها‬
‫وبحياتها وانها تحب مشعل‪ ..‬يمكن يضربها‪ ..‬يمكن يذبحها‪ ..‬او من يدري‪ ..‬يمكن يتفهمها‪ ..‬لنه يعرفها انها‬
‫مستحيل تسوي شي غلط في حياتها‪ ..‬والحب ماهو غلط‪ ..‬الحب يصير غلط لمن تنقلب معانية من الخير الى‬
‫الشر‪ ..‬لكن بعد شنو يا فاتن‪ ..‬بعد ما وقع الفاس بالراس‪ ..‬خلص‪ ..‬استسلمي لقدرج‪ ..‬ونصيبج‪ ..‬وادعي ربج‬
‫انه يسهلها عليج‪..‬‬

‫وما زال جراح يفكر‪ ..‬انه لو مساعد يتحرك اكثر تجاه فاتن‪ ...‬او ل‪ ..‬لو كانو لحالهم يمكن راح يتفقون على‬
‫أشياء كثيرة‪ ..‬الحيا بسبب وجودي يمكن ايكون تعطيل ‪ ..‬لذا انا لزم ارد عشضان يصفى الجو لهم‪ ..‬ارد لنصين‬
‫قلبي‪ ..‬أمي ومريم‪..‬‬

‫اااااخ عليها والله انها قرقا لكن اموت فيها يا ناس‪ ..‬انا شلون انتظر لمن اخطبها‪ ..‬انا ان ما تزوجتها بهالصيف‬
‫يكون خير‪ ..‬لكن ل‪ ..‬انا ما اقدر اعطل مستقبل البنت‪ ..‬لزم تدرس وتتعب على عمرها واتييب شهادة تفيدها‬
‫في المستقبل‪ ..‬بعدين انا اخذها‪ ..‬يوم اني اوقف على ريلي واشيل بروحي‪..‬‬

‫ظل يفكر من وفاة ابوه الى يومه هذا في شغلة ابوه‪ ..‬واكتشف الفوائد الكثيرة الي فيها وبدى يطالعها من‬
‫نظرة ثانية تماما‪ ..‬نظرة التفشل والحيا راحت وتخبت في مكان بعيد‪ ..‬وصار الشرف والتعب والجر يعجبه‬
‫اكثر‪ ..‬يمكن راح يستلم احد الورشات اللي ورثوهم ويديرها وبها اييب مدخول للبيت‪ ..‬بس يا ترى مريم راح‬
‫ترضى فيني لو كنت اشتغل بهالشغلة‪..‬‬
‫وفي المطار فاتن كانت زعلنة وحزينة ويدها ظلت في يد جراح حتى عند الكاونتر وما خلته‪ ..‬مساعد ما اهتم‬
‫لها ويمكن لنه بدى يحقر تصرفاتها وما يلومها مثل قبل على اقل شي‪ ..‬اهي تحتاج للوقت وانا ما عندي وقت‬
‫ادلع حريم‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬اول ما توصل في مطار العاصمة تتصل فيني ل تطنشني‬


‫جراح يبتسم‪ :‬اوووووو والله فتون حفظت هالسطوانة خلص بتصل فيج اول ما اوصل مطار الكويت‪ ..‬بعد‪..‬‬
‫امري على هالخشم؟؟‬
‫فاتن‪ :‬تحمل في امي وحاسب لها تراها تتعالج عن السكري ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ادري فاتن ‪ ..‬وبعد‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬منور‪ ..‬اقنعها بالحجاب‪ ..‬ماله لزوم السفور‬
‫جراح‪ :‬عاد هذا شغله امي مو انا‪..‬‬
‫فاتن بلوم يسلب القلوب ‪ ..‬ويملل شوي‪ :‬جراح انت تدري ان امي ما تقدر تجبر احد على شي‪ ..‬انت اقنعها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يووووووووووووه يا فاتن تراني والله مليت منج خلج بنت عاجل‬
‫فاتن بزعل ودمعتها اللي صارت بالمخبى هاليام تطلع وقت ما تبي‪ :‬صرت مملة مو‪ ..‬شكرا وما تقصر‬
‫صدت عنه واهي شوي وبتبجي وجراح يناظرها بعجز‪ :‬ااااااااااااههههههههه فتووون علمج بسج دلع والله والله‬
‫راح اسوي اللي تبين انتي بس ل تزعلين‬
‫فاتن‪ :‬أي أي حجي ‪..‬‬
‫جراح يطالع مساعد‪ :‬والله انا ينيت وياها هذي‬

‫مساعد يهز راسه بتعب يعني خلها منك ما عليك منها وجراح يضحك‪ ..‬وياويلك يا مساعد لن فاتن التفتت لك‬
‫ونظراتها كلها كره‪ ..‬حتى ان مساعد يمد ويهه جنه تمثال وفيه ضحكة بتطلع من خشمه‪..‬‬

‫ويا النداء اللي يعلن فراق الخوين الحبيبين عن بعض‪ ..‬وبالنداء زخت دموع فاتن واهي تحظن جراح ‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ل تروح‬


‫جراح وهو يمسح على راسها‪ :‬يالله فتون عاد حبيبتي بدل ل تدعيلي بالسلمة؟؟‬
‫فاتن وهي ترفع راسها وتمسح الدموع بكم التي شرت‪ :‬توصل بالسلمة يا ربي على اجنحه الملئكة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬امين يا رب العالمين ‪ ..‬يا حلوج ويا حلو ادعيتج يااختي الغالية‪...‬‬
‫)يلتفت لمساعد(‬
‫ما وصيك عليها مساعد تراها غالية ولو انها تتدلع وتحب الدلل‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة وهو يمسك كتف جراح‪ :‬ما عليك انا بحطها في عيوني شتبي اكثر‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ابي اكثر من عيونك‪ ..‬ابيك تحطها على بالك ‪ ..‬وفي قلبك‪..‬‬
‫انحرج مساعد لكن شسوي ‪ ..‬امره لله‪ :‬ان شاء الله جراح‪ ..‬انت بس سلم على الهل وتحمل في هلك‪..‬‬
‫تراهم امانة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬افا عليك بس‪ ..‬يالله‪ ..‬انا اخليكم )ينزل راسه لفاتن( احبج فتووون‬
‫فاتن تحظن اخوها مرة ثانية‪ :‬وانا بعد‪...‬‬

‫وبعد فترة من العناق راح جراح وهو يلوح لهم بخفة بيده وابتسامته الحلوة العريضة مغطية ملمح ويهه كلها‪..‬‬
‫وفاتن اللي عيونها كانت لزقة في ظل وخيال اخوها ما فارجته ال يوم اختفى تماما عن بصرها‪ ..‬وظلت واقفة‬
‫مكانها وعيونها بالرض‪ ..‬واخيرا‪ ..‬طاحت اسيرة في يد مساعد‪ ..‬ل اخو ول ولي ول حامي‪ ..‬لكن يا فاتن‪ ..‬اهو‬
‫زوجج مو أي غريب‪ ..‬من يقدر يقنعها‪ ..‬انا ماقدر‪ ..‬انتو تقدرون؟؟؟؟‬

‫طول درب الردة للشقة كانت فاتن ساكته ول تنطق بحرف واحد‪ ..‬استلم مساعد سيارة شيروكي من الشركة‬
‫عشان يستعملها‪ ..‬وكانت السياقة وياه مثل الحلم بالنسبة لفاتن‪ ..‬ما شاء الله سياقته هادئة ول يحس الواحد‬
‫ان التاير )الكفر( يضرب الرض‪ ..‬ولكن فاتن مستحيل تتقبله في حياته‪ ..‬اهي خلص هذا الشي صار خارج‬
‫سيطرتها‪ ..‬كرهه بدى يستفحل كل ذرية فيها‪ ..‬شلون يقدر ينام ويصحى وياكل ويمسى ويصبح واهو عارف ان‬
‫اللي تزوجها ماتبيه وتحب واحد غيره‪ ...‬صج انسان متلبد المشاعر‪ ..‬او يمكن ميت المشاعر‪ ..‬صج انا اشفق‬
‫عليه‪ ..‬من كل اعماق قلبي‪..‬‬

‫في قلب مساعد كان الهم متسلق اعاليه ومغطي اسفله‪ ..‬وجود فاتن بجنبه وهدوئها الدائم يخليه يحس بعدم‬
‫الستقرار‪ ..‬وجودها معاه في مثل هالوضعية أي انهم بروحهم ول احد معاهم يخليه يتوتر ويلتزم الصمت واهو‬
‫اللي يبي يتكلم معاها ويبي يبني علقة بينهم‪ ..‬وان خلت من المشاعر في اول الشي فمردها بتختلف مع‬
‫الزمن‪ ..‬من يدري‪ ..‬يمكن تحبني فاتن بيوم من اليام؟؟‬
‫ل يا معود شنو تحبك؟؟؟ انا مادري ليش فكرة انها تحبني مو داخلة في بالي‪ ..‬مابيها تحبني‪ ..‬لني ادري‪..‬‬
‫الحب الول اهو كل شي بهالدنيا‪..‬‬
‫صج انه يحس بالحب تجاه فاتن لكنه ما يساويء جزء من المشاعر اللي كان يحس بها يوم كانت عالية‬
‫موجودة على الدنيا‪ ..‬كان يحس بالجنون والدم مثل الذريات الهايمة على ويهها والنشاط عارم حتى في عز‬
‫التعب‪ ..‬فاتن المشاعر الموجهة لها مهدئة اكثر منها عاشقة‪ ..‬يبيها تهدى وتسكن‪ ..‬هو يعرف ان هالقناع الملبد‬
‫بالثلج غير حقيقي‪ ..‬اهي ماسكة نفسها ل تي وتخنقني والله خلها تحترم نفسها زين مني ما اشيلها من شعرها‬
‫واطيح فيها تكفح ليمن تنسى اسمها‪..‬‬

‫وصلت السيارة للبناية وعلى طول فاتن طلعت منها وراحت للباب الرئيسي‪ ..‬دخلت هناك ومساعد ركض‬
‫وراها عشان يلحق على الباب لكن‪ ...‬تسكر الباااب في ويهه وظل واقف في الشارع وهو حاط راسه على‬
‫الباب من القهر‪ ..‬يعني شسوي لها‪ ..‬هذي اول مواجهة بيناتهم‪ ..‬ومسرع ما طلع صوت من الباب يبين انه‬
‫انفتح من فوق وبنظرة قهر دخل مساعد وركب فوق‪ ...‬الظاهر ان اليوم ما بيعدي على خير‪..‬‬

‫دخل الشقة والباب كان مفتوح شوي‪ ..‬سكره من وراه وهو يطالع باب غرفة فاتن اللي تسكر بوقاحة في‬
‫ويهه وهو ابد ما تحرك ول سوى شي‪ ..‬راح عند المطبخ طلع له سلة الفواكه اللي تشرااها ويا جراح امس‪..‬‬
‫وتم ياكل فيها وما انكر لكم‪ ..‬كان منقهر‪ ..‬لكنه يعرف ان فاتن ياهل‪ ..‬والياهل ما ينخذ عليه‪ ..‬ما ردها بتطلع‬
‫وبتسوي حركات العن من هذي وبتنتظر مني اني اثور عليها عشان يبرد قلبها وتمسك علي‪ ..‬لكن مو انا يا‬
‫فاتن‪ ...‬بتتعبين معاي‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬طلعت فاتن من الدار وهي خافسة ويهها بقرف‪ ..‬راحت بسرعة داخل المطبخ او يمكن يمه ووقفت‬
‫واهي متخصره من الضيج عشان انه يتزحزح من يمها وتقدر تفتح الباب وتاخذ اللي تبيه‪ ...‬تباعد مساعد وهي‬
‫فتحت الباب وطلعت غرشة المربى وزبدة الفستق‪ ..‬سحبت جيس السليس وكانها ماخذة المؤنة وتروح داخل‬
‫الدار‪..‬‬

‫مساعد قبل ل تروح اعترض دربها‪ :‬وين رايحة؟؟‬


‫وقفت فاتن بظيج‪ :‬بروح داري‬
‫مساعد ياشر براسه على اللي في يدها‪ :‬بتاكلين بس‪ ..‬ما تبين تشربين؟‬
‫فاتن‪ :‬شنوو‬
‫فتح مساعد الثلجة وطلع غرشة عصير برتقال‪ :‬خذي هذا معاج‪ ..‬يكفيج حق جم يوم‪ ...‬عشان ما تعطشين‪..‬‬
‫خذت فاتن الغرشة واهي معصبة على الخر منه وراحت‪ ..‬ومساعد يضحك عليها من داخله ووقفها‪ :‬مرة ثانية‬
‫لو تبين أي شي انا بحطه لج عند الباب عشان ل تتعبين‪ ..‬المسافة طويلة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مو لزم‪ ..‬انا بروحي باخذه‪ ..‬ل تتعب نفسك‬
‫مساعد بنظرة تهكمية ولكن اسرة‪ :‬تعبنا لج راحة‪..‬‬

‫فاتن في نفسها كانت تسبه من فوق لتحت‪ ..‬ومنقهرة منه‪ ..‬ودخلت الدار بكل هدوء ول طالعت وراها‪..‬‬
‫ومساعد واقف عند المطبخ وهو يبتسم وتمنى في قلبه لو انها تلتت عشان يبط جبدها اكثر‪ ..‬بصراحة انا‬
‫مينون يوم ظنيت اني احبها‪ ..‬كان العجز مني تجاهج يا فاتن‪ ..‬لكن الحمد لله يوم اننا اختلينا ببعض‪ ..‬عشان‬
‫تعرفين من مساعد‪ ...‬وراح نام بداره واهو ينتظر صبح يديد لحرب يديدة‪..‬‬
‫========================‬
‫في اليوم الثاني‪ ..‬وقفت سيارة غزلن الفارهة عند باب بيت خالتها‪ ..‬اهي اتصلت قبل شوي وقالولها ان خالتها‬
‫مسافرة في رحلة عمل ومن جذي ما راح تكون موجودة اليوم‪ ..‬بتمضي اليوم ويا سماء وبالخص‪ ..‬راح تراقب‬
‫بيت الجيران يمكن تشوف ولدهم‪ ..‬جراح‪ ..‬الله حتى اسمه حلو‪ ..‬ياحظي فيك ‪ ..‬وياحظك فيني‬
‫هههههههههههههههه‬
‫دخلت البيت واهي تنتظر احد يستقبلها‪ ..‬طالعت الساعة‪ ..‬جافتها اربع العصر‪ ..‬اكيد سماء ردت من المدرسة‬
‫وبدلت هدومها وقعدت وارتاحت‪ ..‬امبيييه لو انها من النوع اللي يرقد بالعصر‪ ..‬ل ل ماظن‪ ..‬البنت هذي مو من‬
‫هالنوع‪ ..‬يالله عاد انا بنتظرها شوراي‪..‬‬

‫يوم يابت لها الخدامة العصير‪ :‬وينها سماء‪..‬‬


‫الخادمة‪ :‬ماما سماء يروح بيت جيران‪..‬‬
‫غزلن واهي ترفع العصير‪ :‬أي بيت جيران؟‬
‫الخادمة‪ :‬بيت بو جراح‪ ...‬هني في شارع قريب‪..‬‬

‫رشفت غزلن العصير وهي ترفع حاجب‪ ..‬يعني اهي في بيتهم‪ ...‬لو اروح وراها هناك؟؟ فشيلة؟‪.‬؟؟‬

‫غزلن‪ :‬زين خذي هذا العصير وانا بروح لها هناك‪..‬‬


‫الخادمة‪ :‬جين ماما‪..‬‬
‫بعد ما راحت الخادمة ظلت غزلن قاعدة مكانها وقلبها يدق‪ ..‬اهي شراح تسوي‪.‬؟؟ من صجها بتروح بيت‬
‫الصبي وتقعد ويا هله‪ ..‬وسماء شنو راح تكون ردة فعلها‪ ..‬اكيد بتنقهر لكن‪ ..‬اهي شكو‪ ..‬انا بعد بتعرف على‬
‫بيت الناس‪ ..‬من يدري‪ ..‬يمكن راح نصير عايلة في يوم من اليام‪..‬‬

‫وعلى طول الجريئة غزلن شالت اغراضها وناظرت عمرها بالمراية قبل وشافت انها في اوج اشراقتها‪ ..‬كانت‬
‫لبسه فستان حريري ازرق ملكي ومن تحته تي شرت يده طويله ومزمومة عند الكم‪ ..‬وكان شعرها الطويل‬
‫الغزير منشور على اجتفاها ومكياجها كان هادئ ال ان خطه الكحل كانت ذباحة‪ ..‬وتبين بياض عيونها بطريقة‬
‫باهرة‪..‬‬

‫تمت تمشي بقلق واهي تفرك صوابعها بحيرة‪ ..‬وضغطت على الجرس عشان يطلع لها احد‪ ..‬طلع لها عزوز‬
‫وهو يبتسم ويوم شافها فتح حلجه من الصدمة‪ ..‬البنت صدمته من جمالها‪..‬‬

‫غزلن بدلل‪ :‬هل حبوب‪ ..‬شخبارك؟‬


‫عبد العزيز‪ :‬انا؟؟؟ انا بخير‪ ....‬بخير وايد‪ ..‬انتي شخبارج؟‬
‫غزلن واهي تقرم خده بصوابعها‪ :‬انا بخير وايد بعد‪) ...‬تناظر البيت( سماء موجودة؟؟‬
‫عبد العزيز‪ :‬اكيد‪ ..‬هذا بيتها الثاني‪ ....‬على قولة امي‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬الله يخليك لها‪ ..‬زين ممكن ادخل بيتكم‬
‫عبد العزيز‪ :‬حياج الله‪ ..‬انتي بعد هذا بيتج الثاني‪...‬‬
‫غزلن بضحكة دلع‪ :‬ههههههههه حبيبي والله‪ ..‬تسلم‪..‬‬

‫دخلت غزلن البيت وهي منحرجة بعض الشي لكن هدفها كان اجرأ منها وخلها تدخل واهي مرتاحة بعض‬
‫الشي‪ ..‬يمكن بسبب جو البيت الدافئ‪ ..‬يوم شافتها سماء انصدمت ووقفت مكانها واهي متعجبة من تواجد‬
‫بنت خالتها في بيت بو جراح‬

‫سما‪:‬عزلن؟؟؟ شتسوين هني؟‬


‫راحت لها غزلن بابتسامة وابدالبنت مو مفتكرة‪ :‬هلاا سماء‪ ..‬شلونج حبيبتي شخبارج‬
‫واهي تبوسها وسماء ابد مو فاهمة السالفه‪ :‬ابخير الله يسلمج وانتي؟‬
‫غزلن‪ :‬ابخير اسال عنج وقالولي انج في بيت هالناس الطيبة‪) ..‬تلتفت لم جراح بحب لن عيونها مثل عيون‬
‫جراح بالضبط( السلم عليج خالتي‬
‫ام جراح بابتسام وفرح‪ :‬وعليج السلم حبيبتي شلونج شخبارج‬
‫غزلن‪ :‬ابخير الله يسلمج )تلتفت لسماء( قالي عبد العزيز ان هذا بيتج الثاني؟‬
‫سماء بحيرة‪ :‬تعرفين عزوز بعد‬
‫غزلن‪ :‬ههههههههههههههههه اكو احد انا ما عرفه هني ‪ ..‬كلهم اعرفهم‪ ..‬منكم وفيكم صح خالتي‬
‫ام جراح المندهشة وتضحك‪ :‬اكيد حبيبتي حياج الله‪..‬‬

‫صراحة وجرأة غزلن ما كانت ضدها بالعكس‪ ..‬ام جراح اللي من شافتها انبهرت وحست بمدى طيب هالبنت‬
‫على الرغم من مظهرها الراقي‪ ..‬ونظرتها لبيتهم المنعجبة حسست ام جراح ان هذي البنت بنت عز‪ ..‬لكن‬
‫قلبها طيب‪ ..‬مثلها مثل سماء‪..‬‬

‫وعلى جذي ظلو البنيات بالسوالف ويا ام جراح وهم ابد مو حاسين ول عارفين ان بعد دقايق يمكن بيوصل‬
‫جراح وبيطب عليهم‪ ..‬وطبعا قبل ل يطب اهو‪ ...‬تخيلو من طب؟؟؟‬

‫تخيلوو؟؟‬

‫تخيلتوو؟؟؟؟‬
‫==================‬

‫في ذيج الشقة الباردة كانت فاتن تذرع الدار‪ ..‬روحة وردة‪ ..‬والوراق اللي تبع الجامعة منتشرة على السرير‬
‫الواسع‪ ..‬ما تدري يش اليوم طاق في بالها انها تطلع وتشم هوا‪ ..‬لكن هالغول الي جاثم على حياتها ما بيسمح‬
‫لها‪ ..‬ما بيخليها تطلع من البيت‪ ..‬اكيد‪ ..‬اهو بيبدي افكاره الجهنمية قبلها‪ ..‬بيحبسها في البيت ول بيخليها تشوف‬
‫الدنيا‪ ..‬ل ل مساعد مو عنجهي بهالطريقة‪ ..‬اهو صج قراقوش‪ ..‬لكن الكلمة الطيبة تنفع وياه‪ ..‬بس ياناس ما‬
‫اشتهيه‪ ..‬كل ما اشوفه احس بعذاب الضمير‪ ..‬احس باني جرحت مشعل عشانه‪ ..‬مشعل اللي ماقدم لي في‬
‫هالدنيا شي غير الحب‪ ..‬بس بعد الوان‪...‬‬
‫رمت بنفسها على السرير واهي تطير‪ ..‬كانت بل حاسية والسرير كان مرن جدا‪ ...‬وتمت منسدحة مكانها‬
‫واهي موجهة حاسية السمع بكل طاقاتها‪ ..‬تتسمع اقل الشياء‪ ..‬من العالية‪ ..‬الى الخافتة‪ ..‬حتى اللي يمكن‬
‫تكون غير مسموعة‪ ...‬دق عقارب الساعة‪ ...‬اصوات السيارات بالشارع‪ ..‬صوت الهوا وهو يضرب الدريشة‬
‫ويبتعد‪ ..‬يزورها ويغادر‪ ..‬لمن سمعت صوت نابع من الشقة نفسها‪ ..‬صوت صرير باب وكأنه ينفتح‪ ...‬قامت من‬
‫على السرير وهي هادلة شعرها عشان تطلع تشوف شقاعد ايصير‪...‬‬

‫شافت مساعد واقف عند طاولة المطبخ وهو يناظر فوق عند الدراج‪ ..‬يدور على شي‪ ..‬طوله ماشاء الله فارع‬
‫وبنيه جسمه ماهي رياضيه لكن صلبة‪ ..‬وعلى ما يبين‪ ..‬انه ما عليه نعال‪ ..‬صروال اخضر غااامق وتي شرت‬
‫رياضي رمادي ‪ ..‬رفع ريله الى الدرج الرفيع ومد يده وطلع خلااط‪ ..‬خلط عصائر‪ ..‬ماشاء الله هذا بيت‬
‫جاهز ‪ ..‬حطاه على الطاولة من غير ما ينتبه لفاتن الواقفة ‪ ..‬مر على الثلجة وطلع فواكه‪ ..‬وفاتن تراقبه‪..‬‬
‫باين عليه ست بيت بارعة‪..‬‬

‫بنعومة وهدوء كان يقطع الفواكة ويقشرها‪ ..‬موز‪ ..‬فراوله‪ ..‬حتى تفاح‪ ..‬ومانجو‪ ..‬يقطعه ويطلعه منالقشور‬
‫لشرايح ويحطه في الخلط‪ ..‬طلع دبة عصير كوكتيل وصباه في الخلط‪ ..‬وحط جم خاشوقة سكر‪ ...‬وتم يخلط‬
‫العصير‪ ..‬واول ما نبع صوت الخلط المزعج رفع راسة لفاتن يناظرها ‪ ...‬هذي من متى واهي واقفة؟؟‬

‫والثانية كانت تراقب الخلط وحواجبها معقدة‪ ..‬وكأنها تنتظر من هالخليط أي لون راح يتكون‪ ...‬ووقف الخلط‬
‫ومع التوقف رفعت عيونها فاتن له‪ ..‬وشافته انه يفوشر بحركاته‪ ..‬طلع نوع القلص الكبير وصب العصير فيه‬
‫وحط مكعبين ثلج‪ ...‬حط الغراض مكانها والوصخ مكانه ونظف الخلط بسرعة وحطاه على الطاوله عشان‬
‫يجف‪ ...‬حمل العصير ودخل داخل الدار من غير أي كلممممممممممة وحدة يوجهها لفاتن‪...‬‬

‫مشت فاتن باستهتار وهي تقلد مساعد ليمن يمشي‪ ..‬مشيته دايما تكون رجل ضاغطة اكثر من الثانية‪..‬‬
‫ويازعم اهوو الحين جذاب ما لت عليه‪ ..‬وراح عند المطبخ وترفع ريلها يازعم انها تاخذ الخلط وتقلد عليه‬
‫وحدها منقهرة منه‪ ..‬وهزت راسها واهي تضحك هههههههه غبي معتوووه‪ ..‬علباله هو يونس‪ ..‬مالت عليه وتمت‬
‫اهي من الحرة تسوي لها طبخات بسيطة‪ ..‬تقدر تاكلها‪ ..‬مثل سوت لها طبقها الشهير كلب ساندويج بالدجاج‬
‫واللحم‪) ..‬كل الكلب ساندويج بهالطريقة( بس فاتن كانت تفنن فيه‪ ..‬زيتون وطمااط وخس وسوالف يعني ما‬
‫تخطر على البال‪ ...‬وفي غمرة المطبخ بدت تسوي حلويات اهي ما وعت لنفسها ال يوم وصلت لنص الشغل‪..‬‬
‫سوت فروت سالط وبعد كيكة مع الدريم ويب وكاهي تخبز كيكة ثانية بنكهة الشوكول عشان التحلية‪ ..‬وما‬
‫لحظت الساعة ال ان الدنيا غربت من زمان‪ ..‬جم صار لها بالمطبخ والوحش الكاسر في حجره ما طلع منه‪..‬‬

‫يوم خلصت من كل شي سحبت لها عصير تشرب منه‪ ..‬فتحت التلفزيون لقته مجهز بقنوات حديثة وشبكات‬
‫حلوة‪ ..‬بس ما عجبها شي‪ ..‬حطت برنامج طبخ صيني‪ ..‬وتمت تطالعه واهي تضحك على حركات الشيف لن‬
‫في نفس الوقت كان ينكت‪ ..‬ومع هالمطالع مددت نفسها اكثر وحست براحة في هالكراسي الدافية‪ ..‬سحبت‬
‫اللحاف اللي على حافة الكرسي وتغطت فيه‪ ..‬كانت تعبانة‪ ..‬طبعا اهي ما تعرف تنام من نفسها بالليل‬
‫فالحين بسبب الشغل والتدقيق والتركيز حست بالتعب‪ ..‬غمضت عيونها وال بها ساااااااااااابحة في عالم‬
‫النوم‪..‬‬

‫طلع مساعد بوقت الصلة ‪ ..‬وكان على نوم فاتن مر يمكن تقريبا الساعتين‪ ..‬واول ما شافها نايمة على‬
‫الكرسي وقف مكانه!! هذي شتسوي نايمة هني؟؟ مالها دار‪ ...‬سمع حس التلفزيون شغال ومد راسه يطالع‬
‫البرنامج‪ ..‬كان برنامج عن الزهور وتعديلها والتزيين‪ ..‬وفاتن ابد مو دارية عنه‪..‬‬
‫قعد بعيد عنها على قنفة ثانية‪ ..‬وهو يراقبها‪ ..‬حاط يدينه عند كوعة وهو يراقب طريقة نومها‪ ..‬كانت نايمة على‬
‫طرف اليمين ورقبتها مادتها على المخدة بكل راحة‪ ..‬ريل جاسفتها والثانية ممدودة وعليها كان دلغ‪ ..‬الظاهر‬
‫انها تحس بالبرد‪ ..‬وابد جنها في عالم ثاني تماما‪ ..‬عالم الراحة والحلم الوردية‪ ..‬ابتسم مساعد لمنظرها‬
‫الطفولي وشكثر تذكره باخته مريم‪ ..‬توه بيروح عندها ال واهي تتقلب مكانها على الكرسي وتعطيه ظهرها‪..‬‬
‫وتوجه نفسها للطرف الثاني وهالمرة البنيه تمددت اكثر من جذي‪..‬‬

‫حس مساعد ان ماله حق يناظرها جذي واهي نايمة لكن يا ناس‪ ..‬اعذروووه ‪ ..‬هذي مرته‪ ..‬وبالخص‪ ..‬حبيبه‬
‫قلبه اللي يعشقها ويذوب في هواها حتى مناجرها‪ ...‬راح داخل داره بسرعه وسحب بردة امه مزهبتها له‪..‬‬
‫وراح وغطى بها فاتن‪ ...‬اللي طبعا نومها كان ثجيل وما حست بشي‪ ..‬ال بالدم الساخن يعبر عروقها ويدفيها‬
‫ويخليهاتغوص في لذه النوم اكثر واكثر )) فيني نوووووم ههههههههههههه ))‬

‫تم يناظرها مساعد بفرح‪ ..‬يا ريتها تتم جذي‪ ..‬نايمة‪ ..‬ونايمة‪ ..‬وانا اناظرها‪ ..‬وما يتدخل بيننا أي احد‪ ..‬أي احد‪..‬‬
‫‪-------‬‬

‫نرجع للي وصل بيت بو جراح‪ ...‬طبعا اللي ياتهم بهذاك الوقت من العصر كانت مريم ول احد غيرها‪ ..‬يوم‬
‫دخلت كان الترحاب فيها من قبل ام جراح لاااا يضاهى‪ ..‬والتبوس والتحبب فيها ما خف ول هدى‪ ..‬ياحبها عند‬
‫ام جراح‪ ..‬تحبها مثل لو كانت فاتن‪ ..‬او مثل لو كانت زوجة ولدها اللي تمنتها له من يوم كانت صغيرة‪ ..‬مريم‬
‫تعرف بمشاعر ام جراح تجاهها لذا اهي دايما تحسس نفسها بالخجل تجاهها عشان عمرها واحترامها‪..‬‬

‫سماء راحت على طول وحظنت مريم اللي ابد ما توقعت اقل من هذا عند سماء لنها حبابه والواحد يتعود‬
‫عليها‪ ..‬اصل اهي نفسها مريم اشتاقت لسماء من جذي يات تزورهم اليوم وتزورها اهي بعد‪ ...‬لكن ‪ ..‬اهي‬
‫انصدمت يوم شافت شخص ثالث معاهم بالدار‪ ...‬بنت ول الحور من جمالها‪ ..‬اناقة‪ ..‬وبالخص‪ ...‬رفااااااهية‬
‫وعز تنبع من حناياها‪ ..‬وابتسامتها كانت ملكية وتبين عن برستيج عالي وراقي‪ ..‬لكن اللي حرق قلب مريم‬
‫اهووو سبب تواجدها عندهم‪ ..‬اهي اول مرة تشوفها‪ ..‬يا ترى‪ ..‬من هي البنت؟؟؟‬

‫سماء واهي تدخل مريم وكانها بنت من هالبيت‪ :‬حياج مريوم‪ ...‬شوفي هذي بنت خالتي الحبيبة‪ ..‬خالتي ومو‬
‫اهي ههههههههههههه ‪ ...‬غزلن‪..‬‬
‫مريم بابتسامة مساوية لبتسامة غزلن‪ :‬حيا الله غزلن‪..‬‬
‫غزلن بدللها وداهيتها المعروفة‪ :‬الله يحيج ويبقيج يا‪ ..‬مريم صح؟؟‬
‫مريم‪ :‬أي نعم صح‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬عاش من شافج والله‬
‫مريم بصدمة واهي تناظر ام جراح اللي ردت عليها بنظرة تفهم‪ :‬عاشت ايامج وايام مغاليج‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬ياحلوو كلمج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بعد اللي ربي عند ام جراح ههههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬تسلمين يا بعدي‬
‫مريم‪ :‬مو قصدي خالتي‬
‫ام جراح ‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه ما تيوزين‬
‫مريم بحيا‪ :‬لو ايوز جان ما كون مريم‪..‬‬

‫سماء وغزلن ضحكو بعد‪ ...‬لكن اللي حز في خاطر غزلن اهو مظهر هالبنت‪ ...‬مشابه او يمكن مطابق‬
‫لمظهر اخت جراح اللي شافتها‪ ..‬بنفس الطول تقريبا‪ ..‬نفس ملمح الويه مع ان هذي اغمج شوي‪ ...‬لكن‬
‫حشمتها ونور وييهها وبالخص مظهرها الراقي اللي ينم عن ذوق خلها تحس بالغيرة منها‪ ..‬يا ترى جراح‬
‫يعرفها؟؟؟ يشوفها بهالمظهر؟؟‬

‫مريم اللي كانت تسولف باسهاب ومن غير أي توقف مع سماء اللي تبادلها السوالف وام جراح تسمعلهم‬
‫واهي قاعدة امبينهم وكل وحدة تصفقها بالغلط وتستسمح منها وام جراح ابد فررحااااانه موت بهاليمعة اللي‬
‫يمكن ناقصة بفاتن بس ان شاء الله ما ردها بترجع بنتي‪ ..‬وبتسر عيوني بوجودها‪..‬‬

‫عند ذيج العتبة ‪ ..‬وصل التاكسي اللي وصل بطلنا جراح‪ ...‬وفي هذيج اللحظه قلب ام جراح بدى يدق بقووو‬
‫غير طبيعية‪ ...‬تمت تمسك صدرها واهي تضحك مع سوالف مريم وسماء‪ ...‬لكن مريم حست ان ام جراح‬
‫تغيرت الوانها ومرة وحدة قامت تتلفت على الباب تشوف ان يمكن احد وصل‪ ...‬وتمت تراقبها مريم بكل‬
‫هدوء ويوم حست ام جراح انها مراقبه‬

‫ام جراح بضحكة‪ :‬مادري‪ ..‬حسيت ان احد عند الباب‪ ...‬بس جذي‪...‬‬
‫مريم تبتسم‪ :‬بروح اشوف يمكن سمعتي شي ول شي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬أي يمة روحي شوفي‪...‬‬

‫قامت مريم على طولها واهي تمشي‪ ..‬بكل هدوء وبكل عفوية تقربت من الباب الرئيسي وفتحته ووقفت‬
‫تناظر احد يدفع للتاكسي وجنطة سفر خلت من قلب مريم يفز بفزع‪ ..‬ل يكون اهو؟؟؟؟ ل يكون كحل هالعين‬
‫وناظرها؟؟؟ وينه؟؟ وينه ما يلتفت‪ ..‬يشوفنيه؟؟ واشوفه؟؟ التفت حبيبي‪ ...‬ومن غير حسية نطق لسانها‬

‫مريم بهمس‪ :‬التفت حبيبي‪...‬‬

‫وهني التفت جراح وهو يزم عيونه بسبب الهوا البارد اللي يلفحه‪ ..‬ترى حتى الكويت البرد نازل عليها‪ ..‬وتجمد‬
‫مكانه يوم لمح الخيال اللي واقف على الباب تم يوايج فيه ويوايج‪ ..‬الهوا كان عامي عينه والتراب في كل‬
‫صوب ‪ ..‬لكن قدر يميزها‪ ..‬كانت اهي‪ ..‬منا عيونه اللي ما توقع انه يشوفها هني‪ ..‬في بيتهم‪ ..‬باستقباله‪..‬‬

‫حمل جنطته وتقدم للباب واهي طلعت بعد ‪ ...‬كانت بعيد عن الباب الرئيسي وام جراح اللي طال غياب مريم‬
‫عليها استغربت وقامت من مكانها لعند الباب‪ ..‬ويوم وقفت عنده شافته ‪ ..‬حبيب قلبها وروحها وكيانها كله‪..‬‬
‫جراح‪...‬‬
‫راحت ام جراح على طول واقطعت بين العيون احلى لقاء واحلى استقبال يمكن احد يلقاه‪ ..‬استقبال الحبيبين‬
‫يختلف عن أي شي في هالدنيا‪ ..‬ولكن بعد ام جراح لها مقامها العالي عند ولدها اللي من شافها خطر مريم‬
‫وراح لحظااان الم الولهانه‪ ..‬ومن دريشة الصالةاللي تطلع على الحوش كانت سماء تطلع وتبتسم‬

‫سماء‪ :‬هذا جراح‬


‫غزلن فز قلبها وقامت ويا سماء‪ :‬منو؟؟؟؟‬
‫سماء‪ :‬اايي عورتيني‪ ..‬اقول لج جراح هذا؟؟ وانتي شفيج لزقة جذي قومي؟‬
‫غزلن ‪ :‬انتي قومي تعرفينه انا ما عرفه‪..‬‬
‫سماء بحاجب مرفوع‪ :‬مادريت انج من قوم الصياعة‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬هههههههههههههههههههههههه قوم شنو؟؟؟‬
‫سماء‪ :‬قومي بس‪...‬‬

‫غزلن اللي تمت تضحك ولكن من شافت جراح قريب من عيونها وابتسامته اللي شافتها مرة يوم كانو‬
‫بالمصعد خلص‪ ..‬دابت فيه‪ ...‬وينك انت عني‪ ..‬ماا تدري ان جان انا في سما ول ارض‪ ..‬هايمة بخيال عيونك‬
‫اللي من يوم ما رميتني بنظرتك وانا متعلقة فيها‪ ..‬انت رحت وانا بقيت‪ ..‬لكن اليوم‪ ..‬يا ربي اليوم لقيتك‪..‬‬
‫وانت راجع من سفرك‪ ..‬حمد لله على سلمتك‪ ..‬يا حبيبي‪..‬‬

‫يوم توه جراح بيدخل البيت مريم وقفت مكانها لن سيارة ثانية وصلت‪ ..‬وكانت سيارة لؤي ال ‪gmc envoy‬‬
‫معروف مصرقع وسيارته سيارات مصرقعين‪..‬‬

‫شافها جراح انها توقفت مكانها‪ :‬شفيج مريم حياج داخل‬


‫تاشر بيدها بعجز‪ :‬لؤي هني‪ ...‬وصار لزم اروح‬
‫ام جراح‪ :‬بس يمه انتي توج واصلة‬
‫مريم‪ :‬خالتي بعد‪ ...‬ماقدر اقعد اكثر‪ ...‬امي مالها احد في البيت‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة بس نص ساعة زيادة ودخلي لؤي بعد‪...‬‬
‫جراح‪ :‬خلوه انا بروح له‬
‫مريم وجراح يطوف من يمها وقفته بنظرة عجز‪ :‬ل‪ ...‬خله ‪) ...‬تطالع ام جراح بخجل اللي عرفت ان الموقف‬
‫يستدعي انها تغيب شوي(‬

‫جراح‪ :‬مريم‪...‬‬
‫مريم‪ :‬ل تقول شي‪ ...‬اصل احنا وقفتنا هني غلط‪ ..‬خلني اروح بيتنا‪ ...‬اهم شي اني تطمنت عليك‪...‬‬

‫توها بتدخل داخل فتحت الباب ال جراح يناديها‪ :‬مريم‪...‬‬

‫الباب انفج ووقفت مريم واهي مجابلته واللي كانت واقفة عند الباب غزلن بابتسامة غريبة شوي‪ ..‬جراح توه‬
‫بيتكلم لكنه انصدم من شوفه البنت‪ ..‬هذي هي البنت الي في المصعد‪ ..‬بنت صاحب الشركة اللي يشتغل فيها‬
‫مساعد‪ ..‬شتسوي هني؟؟‬

‫غزلن الجريئة‪ :‬حمد لله على سلمتك جراح‪...‬‬

‫التفتت مريم بسرعة للصوت‪ ...‬تعرف جراح؟؟؟ هالبنت تعرف من اهو جراح‬

‫جراح يوم شاف مل مح مريم المستغربة حس انه يمشي لحبل المشنقة‪ :‬الله‪ ..‬الله يسل‪ ..‬يسلمج اختي‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬توها ما نورت الكويت‪..‬‬
‫انحرج جراح اكثر‪ :‬بنورر‪ ..‬رج‪...‬‬

‫وعيونه كلها كانت على مريم المنصدمة ‪ ..‬دخلت داخل البيت مريم بكل هدوء وسحبت جنطتها وام جراح‬
‫توقفها‪ :‬يمة مريم وين رايحة خلج هني‬
‫مريم بابتسامة لكن بقلب جريح‪ :‬ل خالتي لزم ارووح امي تنتظري وما قدر اخليها في البيت تعرفين بعد‬
‫السكري وكل شوي يبيلها دوى‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬تعاليلي يمة ل تقطعيني ‪ ..‬انتي فيج ريحة فتووون‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله يمة‪ ...‬لين اتصلت فتون خبروني‪ ..‬ولين عطتكم رقمها بعد خبروني‪ ..‬انا بحاول اتصل فيها‬
‫اليوم من تلفون البيت بس ما عرف فوارق التوقيت بينا وبينهم‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬ان شاء الله يمة بس تحملي في روحج وقولي للؤي هالله هالله في الطريج‪..‬‬
‫مريم بحزن اشاحت بويهها وطلعت‪ :‬ان شاء الله خالتي مع السلمة‪..‬‬
‫ام جراح اللي طبعا ما فاتها أي شي من الي صار حست بجرح مريم‪ : ...‬في امان الله يا بنيتي‪..‬‬
‫طلعت مريم من الباب وبنفس الوقت دخلت غزلن البيت بابتسامة دلع تخلي الواحد وده لو يعطيها بكس ما‬
‫تبي غيره‪...‬‬

‫غزلن‪ :‬وينج مريم للحين ما شبعنا منج‬

‫مريم ابد ما عطتها ويه وراحت لخوها وشافت ان جراح معاه‪ ..‬ولحكم وجود لؤي في الساحة الثنين ما تبادلو‬
‫النظرات ابدا وراحت مريم بمشاعر عكس ما كانت تتوقع ‪ ..‬كان اللم فيها والمشاعر المجنونة اللي يسمونها‬
‫الغيرة واحساس الخيانة عامر في خفوقها لكن وين يا ربي وين‪ ...‬معليه يا جراح‪ ..‬كل هذا بتاكله من الحامي‬
‫وانا مريم‪ ...‬بتشوف‪...‬‬

‫تم واقف جراح بره البيت وهو متلوم على اللي صار‪ ..‬الحين اهو في باله سؤال‪ ..‬هالبنية شتسوي في بيتهم‪...‬‬
‫من وين لها عنواننا وليش قاعدة ويا امي بحرية جذي؟؟ امي عادي بعد تدخل أي من بيتنا‪ ..‬ما تدري انها يمكن‬
‫تطلع سفاحة مجرمة قاتلة ابد مافي الدنيا امان على بالها‪..‬‬

‫تم يطالع البيت اللي كره وصوله له ‪ ..‬شكثر كان حاط اماال وتحقق جزء من حلمه ان مريم تكون باستقباله‬
‫لكن ظهور غزلن اللي في غير محله حوس الحلم كلها وحولها من حلم وردي جميل‪ ..‬الى كابوس مريع‪ ..‬الله‬
‫يفكنا منه‪..‬‬

‫توه بيدخل البيت ال سماء تجر يد غزلن من محلها وشوي تجلعها لها‬

‫غزلن‪ :‬أي سماء عدال عاد ‪...‬‬


‫سماء‪ :‬تعالي ابيج في سالفة في البييت‪..‬‬

‫جراح كان واقف بره وهو منزل راسه ويدينه في جيوب بنطلونه‪..‬‬

‫سماء اللي تعرف ان مريم تحب جراح وهو بالمثل وقفت بحيا‪ :‬سوري جراح‬
‫جراح يبتسم بغرابة‪ :‬على شنو؟‬
‫سماء‪ ...:‬سوري‪...‬‬

‫غزلن تطالعهم باستغراب وكأنها فاقدة قطعة من الحزورة‪ ..‬اكيد السالفة فيها شي‪ ..‬وال سماء ليش‬
‫تعتذر‪.‬؟؟‬

‫دخلو البنتين البيت الكبير الفاضي‪ ..‬وغزلن فجت يدها من سماء‬

‫غزلن بعصبية‪ :‬تراج مصختيها تجريني مثل العنز‬


‫سماء‪ :‬انتي اللي مصختيها ‪ ..‬تروحين تلحقيني وين ما اروح وبعدين تسوين اللي سويتيه‪ ..‬انتي ماتستحين؟‬
‫غزلن‪ :‬شسويت انا؟؟؟‬
‫سماء‪ :‬بس خلص‪ ..‬انا ابي اعرف من وين نزل الحب في قلبج اليوم عشان تزوريني‪ ..‬وال انتي كنتي مخططة‬
‫لكل هذا من قبل‪..‬‬
‫غزلن بحيلة واسعة وحاجب مرفوع‪ :‬علمج سموي‪ ..‬انتي بنت خالتي وانا احبج‬
‫سماء بصدمة‪ :‬ااااه ‪ ..‬يمة ‪ ...‬قلبي‪ ..‬تحبيني‪ ...‬ل ماصدق صراحة ارجوج قرصيني ‪ ..‬رديني لرض الواقع‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ههههههههههههههههههههههه شخصية كوميدية واااو تيننييين‪..‬‬

‫تمت البايخة غزلن تضحك وسماء ابدا مو عاجبها الوضع‪ ..‬اهي تعرف غزلن – من بعيد – انها تحصل على اللي‬
‫تبيه‪ ..‬وتصرفاتها واضحة ومكشوفة ‪ ..‬اكيد حاطة جراح في بالها او شي من هالقبيل لكن اهي لزم تحذرها‪..‬‬

‫سماء‪ :‬غزلن‪ ..‬احب اعلمج بشي واحد بس‪...‬‬


‫غزلن‪ :‬ال اهو؟؟‬
‫سماء بوسع صدر‪ :‬ان مريم لجراح‪ ..‬وجراح لمريم‪ ...‬يحبون بعض قبل ل انتي تنولدين‪...‬‬

‫غزلن اللي شوي انصدمت لكن توقعت هالشي‪ ..‬فشاب مثل جراح اكيد المعجبات يتهافتون عليه‪ ...‬لكن بنت‬
‫مثل مريم‪ ...‬تقدر تكون منافسة قوية لها ‪ ..‬لن مريم عندها المقومات اللي تفتقرها غزلن واللي يتمنونها‬
‫شباب هاليام‪ ..‬الحشمة والستر‪ ..‬لكن اهي ما ينقصها شي‪ ..‬اهي بنت ريال عود يقدر يفر الدنيا في دقايق‬
‫غزلن‪ :‬العتيج يقطونه يا سماء‪ ..‬واليديد هو اللي ينشرى وينلبس‪ ..‬انا ما بتحدى قدر احد ول بقلب نصيب احد‪..‬‬
‫اللي له نصيب في شي ‪ ..‬يلقاه يلقاه‪ ..‬لكن انا مالي شغل لو صار شي وخلى الحلم الوردية‪ ..‬تنتهي‪ ..‬عن‬
‫اذنج‪...‬‬

‫طلعت غزلن من البيت وسماء بحيرة وقفت داخل الصالة الكبيرة‪ ...‬هذي من وين طلعت؟؟ من وين يات؟؟‬
‫وليش جراح ولد خالتي‪ ...‬مابيها تخرب علقتي وياهم‪ ..‬انا زين مني لقيت العايلة اللي تضمني‪ ..‬والحين يايه‬
‫هذي تخربها‪..‬ز والله هالعايلة ما ايي وراها ال الخراب‪ ...‬يا ساتر الله‪..‬‬

‫بدل ل تطلع من البيت مرة ثانية ركبت سماء الدري بكل حزن‪ ...‬تتوقع انها خلص انبذت من بين عايلة بو‬
‫جراح‪ ..‬ما تدري ان هالعايلة لو الناس يسمونهم ما يكرهونهم ول يردونهم فيوم‪ ...‬لكن الله يعينهم‪ ..‬وبالخص‪..‬‬
‫اولدهم‪ ..‬لنهم انقطو في دوامة الزمن اللي تفتر ول توقف لحد ول تسمع لحد‪ ..‬ترمي كل واحد في جهة‬
‫اللي حددها لهم القدر‪..‬‬
‫===================‬

‫في الليل يوم وصل خالد ‪ .‬اخيرا ‪ .‬للبيت من بعد مبيت يومين على راس في بيت فاضل كانت ام جراح‬
‫تنتظره بقهر‪ ..‬لكن معليه خله يرد البيت اوريه‪ ..‬علباله هالبيت فندق‪ ..‬ياريته فندق بعد ما يقر في البيت خمس‬
‫دقايق على بعض‪..‬‬

‫دخل البيت وهو يغني طبعا‪...‬‬

‫ئولي ئولي جاي بعيد انا‪ ..‬احكي لي احكي لي حكاي بغني انا‪ ..‬حتى عمري يطول ‪ ..‬وئلبي عني يئول‪ ..‬غيرك‬
‫مش معئول‪ ..‬حبووو انا‪...‬‬

‫وبعيونه يدور ويدور‪ ..‬يمكن السوسة سماء موجودة‪ ...‬لكن لء‪ ..‬البنت مو هني‪ ..‬وشاف ام جراح اللي قاعدة‬
‫وهي تهز ريلها‪ ..‬ابتسم لها بخبث ومراضاة لكني اهي صدت عنه بعصبية خلته يحس ان الوضع متوتر‬
‫وحساس‪ ..‬وايد بات في بيت فاضل‪ .‬مو ذنبه‪ ..‬فاضل بغاه في سالفه وما كان يدري انها بتستمر ليومين‪...‬‬

‫خالد‪ :‬السلم عليكم‪....‬‬


‫صوت جراح من المطبخ طالع‪ :‬وعليكم السلم‪ ..‬واخيرا شرفت‪..‬‬
‫خالد انصدم‪ :‬جراحووووو؟؟ هذا انت‬
‫جراح‪ :‬أي انا ليش ‪ ..‬من متوقع؟؟ بابا نويل‪..‬‬
‫خالد يبتسم‪ :‬ههههههههههههههههههههههه اوب اوب ولد اميركا شعليك بدل ل تقول لي العم بو صالح تقول لي‬
‫بابا نويل ‪ ..‬شعليك عاد‪..‬‬

‫تحاببو الثنين‬

‫خالد‪ :‬حمد لله على السلمة‪ ...‬يا جاي من السفر‬


‫جراح قرصه‪ :‬انت شمسوي في امي؟‬
‫خالد‪ :‬ااااااااااااااااااااااااااوج‪ ..‬يا حمار يعوووور‪ ..‬علبالك مثلك متروس شحم ولحم‪ ..‬حدي هاليلد ‪ ..‬وبعدين‬
‫شمسوي في امي‪ ..‬قصدي خالتي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬روح لها اسالها اهي بتجاوبك‪...‬‬
‫خالد يلتفت لم جراح‪ :‬خالتي الحلوة‪ ..‬انتي ايتها الصهباء الجميلة‪ ..‬ما بالك مادة البرطم شبرين‪ ..‬؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬قوم اذلف عني‪..‬‬
‫خالد يفتح عيونه بصدمة‪ :‬اذلف‪ ..‬اين اذلف وانتي القدر يا سنيوريتا‪ ..‬ل ل تقتليني بهذه الكلمة فانا ساموت‬
‫ام جراح‪ :‬خالد؟؟؟‬
‫خالد يصطلب‪ :‬اسف خالتي‪..‬‬
‫جراح يا صوبه‪ :‬خوش دايلوغ‪ ..‬من وين؟‬
‫خالد بصوت خافت‪ :‬البارحة سهرانين على مسلسل مدبلج اوش‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اهااا‪) ..‬بصوت مسموع( يالله عيل يمة؟‪ ..‬انا بروح انام لي شوي لني احس ان عظامتي متكسرة ‪...‬‬
‫اخليكم ‪) ..‬يصد لخالد( الهمة الهمة يا خوسية خالد‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اوووش‪...‬‬

‫راح جراح وظل خالد واقف مكانه يم خالته اللي زعلنة عليه وصادة بعيونها عنه‪ ..‬لكن تصدقون في ذيج‬
‫اللحظة‪ ..‬تمنى خالد لو ان فاتن موجودة‪ ..‬لن محد يقدر يراضي خالته غيرها عنه‪ ..‬ااااه عليج يا نور هالبيت‪..‬‬
‫رحتي واظلمتيه‪...‬‬
‫خالد راح وقعد بكل هدوء يم خالته ‪ ..‬وبصوت حزين وجميل‪ :..‬تدرين خالتي‪ ..‬انا ليش كنت واقف مكاني ‪...‬‬
‫كنت انتظر‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬تنتظرني يعني انا اللي اراضيك؟؟‬
‫خالد يبتسم‪ :‬ل خالتي‪ ..‬انا انتظر فاتن تطلع لي من هالمطبخ ‪ ..‬ول تنزل من هالدرج واهي تخفس ويهها فيني‬
‫ههههههههههه‪ .‬تحوس بفمها يمين ول يسار تتظاهر بالظيج من تواجدي في البيت‪ ...‬بس الحين‪ ..‬ماكو احد ال‬
‫انا وانتي حبوبة‪..‬‬

‫ام جراح ابتسمت غصب عنها‪ ..‬طاري فاتن اييب لها البسمة والدمعة لو شنو كان موقفه‪ ..‬صوتها مفقود‬
‫منهالبيت‪ ..‬صراحة ما غابت فاتن عن هالبيت ال مرتين‪ ..‬يوم تسافر ويا بيت الدخيلي وهالمرة‪ ..‬وابد البيت ما‬
‫ينطااق‪...‬‬

‫ام جراح‪ :‬لها وحشة‬


‫خالد‪ :‬اوووووف‪ ...‬تصدقين خالتي‪ ...‬انا احس ان كل زاوية في هالبيت تناديها‪ ...‬الطاولة‪ ..‬كرسيها اللي تلزق‬
‫يم التلفزيون‪ ..‬سماعه التلفون يوم انها تسولف ويا مريم والضحك لخر الشارع هههههههههههه عمي بو‬
‫جراح‪) ..‬غاب صوت خالد( عمي بو جراح يناديها بوقت المغرب‪ ...‬يناديها عشان تحمل العدة وتقطها بالكاراج‪..‬‬
‫وال انتي‪ ..‬تنادينها عشان تسوي هالشي‪ ..‬ومنور تصرخ عشان اتييها وتساعدها في الواجبات‪ ..‬عزوز يرد البيت‬
‫وهو لعب كورة وموصخ روحه ول انه شاق فانيلته يبيها تخشها عنج‪ ..‬انااشتقت لكل هذا خالتي‪ ..‬انتي ما‬
‫اشتقتي‪ ...‬؟؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه‪ .....‬انا اشتاق؟؟ انا البنت ما تروح عن بالي‪ ..‬كل وقت احس انها‬
‫تناديني‪ ...‬احس انها توقظني لصلة الفير‪ ..‬تزهب الريوق عني لخوانها‪ ..‬اغسل ثيابها ول اكويهم‪ ...‬وحشتني‬
‫بنتي‪ ..‬ابي بنتي يا خالد‪ ..‬ابيها‪...‬‬
‫خالد يلم خالته بحنان وهو يبتسم‪ ..‬متلوم لكن ‪ ...‬هذا تنفيس‪ :‬انا معاج خالتي‪ ...‬انا بكون لج فاتن لو تبين‪..‬‬
‫بكون لج اللي تبينه‪..‬بس ل تبجين جدامي‬
‫ام جراح‪ :‬مابيك تطلع من البيت مرة ثانية‪ ..‬مابيك تنام بره البيت‪ ..‬ترد البيت من وقت‪ ..‬ابيك تقعد ويانا بكل‬
‫وجبة‪ ...‬مثل قبل‪ ...‬مثل يوم كانت فاتن موجودة‪ ...‬سامعني‪..‬‬
‫كل هذا كان وسط الدموع وخالد يبتسم بالم‪ :‬ان شاء الله‬
‫ام جراح‪ :‬مو ان شاء الله وماشوف شي‪...‬‬
‫خالد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه وووواااي انتي ماقدر على دلعج‪..‬‬
‫========================‬

‫صارت الدنيا مغرب وفاتن للحين نايمة‪ ...‬ما يدري مساعد شسوي فيها‪ ..‬الجو بعد برد‪ ..‬وراح ياب لها هالمرة‬
‫لحاف اقوى‪ ..‬ونومها ماشاء الله ثجيل‪ ..‬ما تهزه جبال‪ ...‬التلفزيون كان شغال وسكره‪ ..‬طلع من البيت ورد‬
‫وهي بعدها نايمة‪ ..‬ليمن استهم عليها‪ ..‬ل يكون تعبانة ولشي‪..‬‬

‫راح عندها وهو يحط مفاتيح الباب على الطاولة اللي يم الباب‪ ..‬فصخ الجاكيت السميك وحطاه على الكرسي‬
‫وقعد على ركبته عندها‪ ..‬كانت فارة ويهها عنده‪ ..‬وشكلها مثل الرسمة‪ ..‬شعرها الناعم مغطي المخدة وشوية‬
‫منه شابن في ويهها‪ ..‬ومن نعومته ليمن يتحرك يطلع اصوات‪ ..‬وكانه شرار‪ ..‬دفى يده مساعد قبل لنه صبوعه‬
‫باردة من الجو بره‪ ..‬تم يهفها ويوم حس ان الدفا رد فيها‪ ..‬حط يده على جبين فاتن بهدوء‪ ..‬بظاهر كفه‪...‬‬
‫حرارتها كانت طبيعية‪ ..‬واهي شكلها طبيعية يعني مافيها أي دللت على المرض‪ ..‬يمكن تعبانة؟؟؟ خلها نايمة‪..‬‬
‫بس ما يصير اهي ما كلت شي ‪ ...‬راح عند المطبخ بكل هدوء وهو يفتح باب الثلجة وعيونه عليها‪ ..‬انصدم يوم‬
‫شاف اللي فيها‪ ..‬حلويات واشياء منزلية ما كانت موجودة‪ ..‬من سواها؟؟ اهي؟؟ متى؟؟؟؟‬

‫طلع واحد منهم وهو يطالعه باستغراب‪ ..‬هالطبق مو غريب عليه‪ ..‬بس يمكن من زود ما نورة تطبخ وتسوي ما‬
‫كان يميز‪ ..‬اهو بس ياكل‪ ...‬اخذ خاشوقه وغرف بها شوي وتذوقه‪ ..‬حلى له الطعم‪ ..‬طبعا اهو مينون شوكول‪..‬‬
‫وتم ياكل فيه وهو متمتع بطعمه ومتلذذ الخ‪ ...‬في هالفترة ما كان يدري ان فاتن قعدت وهي تطالعه ياكل من‬
‫طبخها‪ ..‬من سمح له‪..‬‬
‫قامت من على الكرسي مثل اليهال ثيابها اللي ورى يا جدام وشعرها قيامة‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬وليش تاكل من اكلي‪..‬‬


‫مساعد مستغرب منها ومبتسم‪ :‬صح النوم‬
‫فاتن‪ :‬صح بدني‪ ..‬ليش تاكل منه‬
‫مساعد‪ :‬في الثلجة وكلته‪ ..‬ليش حرام‬
‫فاتن‪ :‬أي حرام‪ ..‬انا تعبت وانا اسويه‬
‫مساعد‪ :‬لكن حلوو‪ ..‬تدرين انا مينون شوكول‬
‫انقهرت فاتن لنها اهي الثانية تموت في الشوكول‪ :‬انا ماحبه ول ادانيه‬
‫مساعد‪ :‬ومن طلب حبج ومداناج له‪ ...‬انا اقول عن نفسي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬تبي شوكول سوها بروحك‪ ...‬اكلي )وهي تسحب الملة مثل اليهال( ل تاكله‪..‬‬
‫سحب مساعد المله بيده بكل خفة وفاتن ظلت واقفة مكانها‪ :‬ييبها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬عن اليهالة‪..‬‬
‫فاتن كلش مخها صار بلووووووك‪ :‬ييب الملة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬نووو‬
‫وهو ياكل بطريقة تخليها تنقهر‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬ييبها عشان ل يصير شي بتندم عليه‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬هاها‪ ...‬انتظرج تسوين شي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هات المله‪..‬‬
‫مساعد يتراجع لعند الحوض وهو حامل الملة بيده‪ :‬ما بييبها‪ ..‬شبتسوين؟؟‬

‫راحت فاتن عنده وتقربت منه باحراج‪ ..‬ومدت يدها تنتظره يحط المله بيدها لكن اهو ابدا ما عبرها وراح عنها‬
‫ول كانه يشوفها‪ ..‬لكن في قلبه كان يحس بالسخف من نفسه انه يحط عمره مع وحدة ياهل مثل فاتن‪...‬‬

‫فاتن راحت وقفت بمواجهته واهي رافعة حاجب‪ :‬مو كفاية انت بكبرك فررررض بحياتي‪ ..‬بعد على‬
‫اشيائي‪...‬؟؟؟؟‬

‫انجرح مساعد من كلمتها ‪ ...‬بالفعل انجرح وحس ان مثل الشوك ينغرز بقوة‪ ..‬لكن مثل ما يقولون ضرب‬
‫الحبيب مثل اكل الزبيب‪...‬‬

‫وقف بصلبة على الرض وهو يبتسم في ويهها بنعومة‪ :‬تدرين‪ ..‬احلى ما فيج‪ ...‬اهي عيونج لمن تكونين‬
‫معصبة‪ ...‬حتى لسانج هذا اللي ينقط سم‪ ..‬لكن يا فاتن حطيني في بالج‪..‬‬

‫ياخذ يدها اللي سحبتها لكن اهو قوى قبضته عليها ومددها وحط المله في يدها‪ :‬ل تستفزيني وايد‪ ...‬لنج‬
‫بتندمين‪...‬‬

‫بعد خصله شقرا عن عيونها المعصبة وهي شاحت بويهها بعيد عنه‪ ...‬هد يدها وراح لداره وما سكر الباب‪..‬‬
‫خله تقريبا مفتوح بربع المسافة‪ ...‬وظلت اهي مثل الفاشلة واقفة بالصالة‪ ...‬الملة ولقتها‪ ..‬لكن‪ ...‬اهي تمت‬
‫واقفة مكانها واهو اللي راح‪ ...‬من بعد تهديد مبطن بخطر‪ ..‬لكن اهو ما يقدر يسوي فيني شي‪ ..‬يخسي ال‬
‫اهو‪...‬‬

‫راحت وحطت الملة في المطبخ وراحت عند الكرسي ولقت بطانيات ولحفة على الكرسي‪ ...‬اللي تذكره اهي‬
‫تغطت بواحد‪ ..‬لكن من وين يوو هالثلثة‪ ...‬واهي قاعدة على الرض حملت الغطاء الحمر اللي يابه مساعد‬
‫وهي تشمه‪ ..‬هذي هي ريحته‪ ..‬شمتها فيه من قبل‪ ..‬ورمت اللحاف بكل هدوء على الكرسي وطوت الثاني‬
‫وحطته على الكرسي مثل ما كان‪ ..‬والثاني ظل على الرض‪ ...‬وراحت داخل دارها‪ ..‬وسكرت الباب‪...‬‬

‫مساعد في داره كان يحس باللم من كلمات فاتن‪ ...‬اهو بكبره فرض على حياتها‪ ...‬انا فرض على حياتها‪...‬‬
‫آآآآآه يا ربي‪...‬‬

‫وطرت على باله الغنية‪...‬‬


‫اليك المشتكى‪ ..‬ومن قلب بكى‪ ..‬من البعد يا عمري‪ ..‬دمعي اشتكى‪..‬‬

‫الله‪ ..‬كانت هذي اغنيه عالية المفضلة يوم كان اهو مسافر‪ ..‬ترسله رسايل واهي تكتب ابيات هذي الغنية‬
‫الساحرة وتعطرها من عطرها الحلو‪ ...‬وهو كان يشمه مثل المينون ويخليه على ويهه بكل هياااااام‪ ..‬احبج‬
‫عالية‪ ...‬احبج ‪ ..‬وياريتها فاتن تحبني مثل ما حبيتيني‪ ...‬راح اكووون اسعد انسان في هالدنيا‪ ..‬يا ترى‪ ..‬انا لي‬
‫نصيب في الفرحة والسعادة مع فاتن ول لء؟؟؟؟ يا ترى فاتن براسها اليابس راح تقبل فيني بيوم من‬
‫اليام؟؟؟ حتى لو‪ ..‬قربهامهم بالنسبة لي‪ ...‬وبعدها عن هذاك‪ ...‬اهم‪ .,.‬حتى لو على العنا والسهر يا فاتن راح‬
‫انتظرج‪ ..‬يناظر الباب‪ ..‬انتظرج تدخلين لي من هالباب وتغلقين ابواب العذاب والسهر الطويل‪ ..‬عشان نبدى‬
‫حياتنا من جد وجديد‪..‬‬

‫الجزء السادس عشر‬


‫الفصل الول‬
‫============‬
‫مر على غياب جراح الثلثة ايام‪ ..‬فيها مساعد وفاتن يطلعون طلعات رسمية الى الجامعة تكميل التسجيل‬
‫والى مكتبة الجامعة عشان الكتب‪ ..‬وكانو معزومين على جلسة افتتاحية الجامعة للطلبة الجدد لكن ما‬
‫حضروها‪ ..‬لضيق الوقت ول‪ ..‬لقلة النوم‪ ..‬بس الهدوء والتجنب امبينهم كان سادي بطريقة متوحشة لدرجة ان‬
‫مساعد اعصابه اختربت وصار ما يستحمل اقل الشياء من فاتن‪ ..‬مثل تأخرها المتعمد للسيارة يوم يتحركون‪..‬‬
‫ول دللها الزايد‪ ..‬وعدم توجيه الكلم له ال بطلع الروح‪ ..‬مثل كانو فيوم راجعين البيت وفي الجامعة ضاعت‬
‫جنطه فاتن وما قالت لمساعد انها ضاعت وسكتت عن الموضوع‪ ..‬ويوم ياها يطلب منها بعض الوراق اللي‬
‫كانت محتفظه فيهم بالجنطه فكرت انها تخبره ان الجنطه ضاعت‪ ..‬انقهر مساعد منها يوم عرف انها ضايعة‬
‫منالصبح‪ ..‬وتم يدور يدور ويدور الجنطه لمن لقاها عند كاونتر احد الشعب الدراسية ورداها لها‪ ..‬لكن بشنو؟؟‬
‫رماها عليها مثل الجمرة اللي تحرق يده‪ ..‬حتى ان فاتن انصدمت من حركته هذي وخذتها عذر عشان انها‬
‫تزعل مع ان موقفها يزعل اكثر‪..‬‬
‫وقعدت بدارها يومين من غير ما يشوفها مساعد‪ ..‬ول يدري عنها‪ ..‬بينه وبيننفسه ارتاح لن طريقة تصرفها‬
‫ظايقته‬

‫‪ ..‬في ذيج الليلة ظلت فاتن تراجع نفسها وأفعالها وحست بأنها ابتعدت عن شخصيتها الحقيقية وتقمصت‬
‫شخصية هذي البنت المزعجة ذات الميول الطفولية‪ ..‬لكن اهي ما تستحمله‪ ...‬مو بس ما تستحمله ما تحب‬
‫فكرة انها متواجدة معاه في نفس المكان‪ ..‬ما تحب تقعد في نفس المكان اللي اهو فيه ول تمشي يمه ول‬
‫تطلع وياه ول شي‪ ...‬تحسه فرض واجبار عليها‪ ..‬حتى هذي الشقة اللي انعجبت بها اول ما دخلتها‪ ..‬الحين‬
‫تحسها مثل السجن اللي يضغط عليها‪..‬‬

‫لكن بعد اهي مالها حق بهالتصرفات‪ ..‬مساعد ريال عود وجبير وفاهم‪ ..‬ما ظنه بيستحمل اكثر من جذي‪ .‬ما‬
‫رده بينفجر بيوم‪ ..‬والخوف انه ينفجر في ويهي‪ ..‬أي بعد ريال مثل هذا يسوي اللي يبيه ويحوس عايلة كاملة‬
‫ويبعدني عن هلي اللي ما كنت ارضى بالفراق ساعة ورضيت باربع او خمس سنين‪ ..‬هذا قادر على كل شي‪..‬‬

‫بعد باجر راح يكون اول يوم جامعي لها‪ ..‬اول يوم جامعي يعني اول تجربة لها في محيط متخالط شباب وبنات‬
‫وعيايز وشياب‪ ..‬وكل شي‪ ..‬حتى انها راح تكون في محيط من العادات الزينة والشينة اهي لزم تحط في بالها‬
‫انها في بلد الكل يخاف منه ويخاف على عياله منه‪ ..‬اميركا‪ ..‬بلد التحضر والحريات‪ ..‬بلد يرفض التخاريف‬
‫والزوائف اللي تغلف المجتمع ‪ ..‬بلد يرفض الرجعية والعادات والتقاليد‪ ..‬يحب التجدد واهم شي ‪ ..‬يحب‬
‫الفسق‪..‬‬

‫لزم اكون بعيده عن هذي الهواء‪ ..‬لزم اكون مثال يقتدى به لنفسي وللناس‪ ..‬لزم احافظ على نفسي من‬
‫كل بؤرة فساد‪ ..‬لزم اذكر ربي في كل لحظة احس نفسي خايفة عشان اقوى بيني وبين نفسي‪ ...‬مثل ما‬
‫سوى مشعل‪..‬‬

‫بابتسام ذكرت مشعل لكن عصرة القلب مثلها مثلها ‪ ..‬ما تغيب ابدا مع نطق السم بالشفايف‪ ..‬لكن الخفقات‬
‫هدأت وقلت عن قبل‪ ..‬ما عادت سريعة ومتضاربه كانها في سباق‪ ..‬صارت الحين احن واهدئ ‪ ..‬واريح يمكن‪..‬‬
‫لكن غشاء الحزن هذا ما يغيب‪ ..‬والوجع اللي يوصل لحنجرتها‪ ..‬مشعل‪ ..‬يا مشعل يا ترى شحالك؟؟ شلون‬
‫عايش وشلون متمكن من بعادنا‪ ..‬يمكن انت صرت اقوى مني وقبلت النصيب والقدر‪ ..‬انا ما قبلته‪ ..‬لكن‬
‫تماشيت معاه‪ ...‬يا سخرية القدر‪ ..‬النسان اللي احبه وودي لو اني اذوب في هواه بعيد كل البعد عني‪ ..‬واللي‬
‫امقته وودي لو انه يختفي عن ظاهر الدنيا‪ ...‬اقرب من الشريان‪ ..‬ياربي لشنو ترمز هذي المور ‪.‬؟؟ لي درب‬
‫ولي طريق ولي مصير‪ ...‬؟؟؟‬

‫وتساقط المطر‪ ..‬وشاجت الحزان في قلب فاتن‪ ..‬وامتزجت عذوبه القطرات ويا ملوحة دموعها‪ ..‬بجت‬
‫فاتن‪ ..‬اخيرا بجت وطلعت اللي فيها من آلم‪ ...‬جددت العزا على حبها الضائع وعلى الحلم وعلى المنيات‪...‬‬
‫ومسرع ما مسحت الدمع واهي تتنهد‪ ...‬ما مليتي يا فاتن؟‪ .‬ما مليتي من البجا على شي ماصار لكنه انتهى‬
‫وخلص ما راح يرد لج فيوم من اليام‪ ..‬لزم تصبرين‪ ..‬وتشوفين حياتج بالمنظار اللي اهو متوقع منج تشوفين‬
‫نفسج فيه‪..‬‬

‫شنو حب؟؟ شنو غرام ؟؟ الوله والهيام‪ ..‬كلها اوهام زرعوها في بالنا نزار قباني وجميل بثينه باشعارهم؟؟‬
‫روميو وجوليت بتضحيتهم ‪ ..‬قيس وليلى بغبائهم‪ ..‬كلها اوهام‪ ..‬كلها تخاريف مالها أي وقع من هالزمن‪ ..‬هذا‬
‫الزمن زمن القساوة‪ ..‬زمن اللي فيه القوي يحكم‪ ..‬والضعيف ينفذ وهو ساكت‪..‬‬

‫مساعد كان قاعد على القنفة اللي يم دريشة الصالة‪ ..‬يطالع هبوب المطر الناعم‪ ..‬يا حلوه ويا نعومته‪ ..‬كل‬
‫هذي الشياء لها القدرة انها تحرك في نفس النسان اشيا تتجه لرب العالمين لشكره‪ ..‬الحمد لله رب‬
‫العالمين على مطر الخير‪ ..‬التفتت تجاه غرفة فاتن وهو يفكر‪ ..‬صار لها تقريبا اليومين واهي داخل وما تطلع‪..‬‬
‫وان طلعت ما تحط عيونها بعيوني‪ ..‬هالكثر يعني تهديدي مشى عليها‪ ..‬ول اهي ما تبي تتعرض لي ‪ ...‬والله انا‬
‫احترت ويا هلبنت‪ ..‬ل تبي الجنه ول النار‪ ..‬وانا ماحب جذي‪ ..‬اكون معلق بين الثنين‪ ..‬وانا بعد شفيني صج ما‬
‫عندي عقل‪ ..‬يعني بنت انت مفارقها عن اهلها ‪ ..‬وفوق هذا كانت بوهم حب وبعدين اهي ما تعرفك ول تعرف‬
‫عنك ال انك اخو ارفيجتها المقربة‪ ..‬ليش ما تعرفها على شخصك الحقيقي؟ ليش ما تتقرب منها بدل ما تحتك‬
‫معاها باتفه الشياء وتخليها سالفة حياة وموت‪..‬‬
‫قام من على الكرسي ويدينه في مخابيه وهو محتار‪ ..‬متى بس تروح الجامعة وتنشغل‪ ..‬وتنسى كل هالعناد‬
‫وهالميهل‪ ..‬جذي بتصير احسن حالتها‪..‬‬
‫قعد بالصالة وهو مسترخي ومسكر عيونه‪ ..‬ينتظر من المطر يهديه‪ ...‬وبصوت باب غرفة فاتن ينفتح‪ ..‬طلعت‬
‫وويهها متنفخ من الصياح وعلى طول عدل مساعد قعدته المسترخية وهو يطالعها‪ ...‬منصدم من شكلها‬
‫وحالتها‪ ..‬يومين بالدار واهي تبجي؟؟؟‬

‫قام على طوله وراح لها‪ :‬شفيج؟‬

‫ما تكلمت فاتن وظلت واقفة مكانها ‪ ...‬ما تقدر تتكلم تخاف تنفجر من الحزن في ويهه‬

‫مساعد بصوت حنون‪ :‬علمج تبجين فاتن؟؟؟ فيج شي؟‬


‫فاتن بصوت مبحوح من البجي‪ :‬تعبانة شوي‪..‬‬
‫على طول تقرب منها ومد يده لجبينها‪ :‬فيج صداع؟؟ حمى؟؟ زكام؟‬
‫تبعدت فاتن عنه واهي تناظره بعجز‪ :‬مافيني شي‪ ...‬ابي ارد الكويت‪..‬‬
‫وقف مساعد بطوله جدامها وهو يناظرها من غير أي احساس‪ :‬تردين الكويت؟؟ شتسوين هناك؟‬
‫فاتن بصوت كسير‪ :‬أي شي‪ ..‬بس مابي اقعد هني‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ليش ما تبين تقعدين هني؟‬
‫فاتن‪ :‬لنك انت هني‪..‬‬
‫طعنة ثانية تصبها فاتن في قلب مساعد وهو يبتلع اللم ويسكت‪ :‬وليش‪ ..‬انا شفيني؟؟‬
‫فاتن وهي تذرف دمع ساخن‪ :‬ما ابيك في حياتي‪...‬‬
‫مساعد انقهر من كلمتها‪ :‬ما تبيني في حياتج؟؟؟ وليش؟؟ من قال لج اني في حياتج؟‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬عيل ملجتنا‪ ..‬وخلوتنا هذي في شقة لحالنا ‪ ..‬شتسميها؟؟؟ مو انت في حياتي‪..‬؟‬

‫تباعد عنها مساعد وهو منقرف‪ ..‬صح كلمها‪ ..‬احنا ليش ويا بعض‪ ..‬لكن هذا مو كلم ‪ ..‬يعني انا لمتى بتحملها‪..‬‬
‫واحد غيري ياخذها من رقبتها ويخلص عليها‪..‬‬

‫مساعد التفتت لها‪ :‬تبين تردين؟؟ ردي‪ ..‬محد وقفج‪..‬‬


‫فاتن واهي تشيح بويهها‪ :‬ما بتخليني‬
‫مساعد وهو يتحرك بسرعة مكانه‪ :‬ل والله من صجي اتكلم‪) ..‬راح عند الباب وفجة( روحي‪ ..‬طلعي‪ ..‬روحي‬
‫ول تردين انتي علبالج اناابيج؟؟؟ انتي علبالج اناميت عليج‪..‬؟؟؟ تظنين اني فرحان لني حابسج في هالمكان‪..‬‬
‫ل يا انسة ‪ ..‬انا مو مستانس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬عيل ليش جذي؟؟؟؟ ليش انا وانت طحنا في هالنصيب؟ ليش سويت فيني اللي سويته‪..‬؟؟ ليش‬
‫بعدتني عن‪ ....‬عن‪....‬‬
‫مساعد بصوت متألم‪ :‬ابعدتج عن حبيبج‪ ..‬عن نور عيونج‪ ..‬عن نبض قلبج‪..‬‬
‫فاتن بنظرة صدمة‪ :‬ما كان هذا قصدي‬
‫مساعد‪ :‬اووووه‪ ..‬مو قصدج‪ ..‬طيب انا اسف يا انسة والله ما كان قصدي‪ ..‬اعذريني‪ ..‬لني انسان وقح وما‬
‫اعرف انا بعدتج عن شنو‬
‫فاتن وهي تتحرك صوبه‪ :‬انت مالك حق‪ ..‬شهالجرأة اتيي وتكلمني جذي وانت اخر من يتكلم‪.‬؟؟‬
‫مساعد‪ :‬انا اولهم يا فاتن‪ ..‬انتي اذا ما تعرفين انااعلمج‪ ..‬انتي امانة‪ ..‬امانة برقبتي‪ ..‬وانا ماخذتج عشان سواد‬
‫عيونج‪ ..‬بالعكس‪ ..‬انا ما تخيلتج بيوم من اليام زوجة لي ‪ ..‬انا خذتج عشان وصية ابوج اللي كان يتمنى من بنته‬
‫اللي يتغنى بها انها تكون ذات شأن بهالدنيا‪ ..‬انسانة طموحة وانسانة جبيرة‪ ..‬كان يبي يجازيها على سنين‬
‫الحرمان‬
‫فاتن بدمع‪ :‬ابوي ما كان يبيني اكون جذي‪ ..‬زوجة ريال ل ابيه ول يبيني‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬تقدرين تتحدين قدرج؟؟ نصيبج؟؟ انتي عالمة بالغيب؟؟ ابوج ماكان‪ ..‬وشوفي على قولتج وين‬
‫قطااااج‪ ..‬شوفي يا فاتن‪ ..‬انا مستعد اتحملك عشان سبب واحد بس‪ ...‬وماكو غيره‪ ..‬لنج امانة‪ ..‬والمانة ما‬
‫يتفرط فيها‪ ..‬انتي اذا تبين تردين اوكيه‪ ..‬ما عندي أي مانع‪ ..‬باجر اردج‪ ..‬بس فكرة اننا ننفصل شيليها من‬
‫بالج‪ ..‬نهائيا‪) ..‬يمسك ذراعينها بقوة بسيطة( انتي بتروحين وبتيين‪ ..‬وانتي حرم مساعد الدخيلي‪ ..‬انج تكونين‬
‫فاتن الياسي مرة ثانية‪ ..‬هذا حلم انتي صعب توصلين له‪ ..‬سامعتني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬أي قلب حامله انت‪ ..‬انت حامل صخر في صدرك‪ ..‬انت لو تموت ما بتعرف هالشي لنك ما تحس‬
‫بالحياة ول بشي‪ ..‬وبتتعود على الوضع‪..‬‬
‫مساعد يبتسم بسخرية‪ :‬عاد انتي اللي تعرفين تعيشين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا عشت‪ ..‬ومت من يوم عرفتك‪ ..‬من اول يوم شفتك فيه‪ ..‬عرفت ان لك شي في حياتي‪ ..‬شي انا ما‬
‫ابيه‪ ..‬ما كنت اظن انه هالسجن وهالجبار‪..‬‬
‫مساعد وقلبه يتقطع من داخل لكن هيهات فاتن تخليه ينهار‪ :‬شوفي‪ ..‬كثر الكلم مابيفيدج‪ ..‬عندج الليلة بطوله‬
‫تفكرين‪ ..‬يا تردين الكويت‪ ..‬يا تتمين هني‪ ..‬وعرفي شي واحد‪ ..‬انا مستحيل ارفض لج طلب ‪ ..‬ال واحد‪ ..‬ال‬
‫وهو زواجنا‪ ..‬بيتم على رقبتج مثل حبل المشنقة‪..‬‬

‫راح عند المطبخ وهو يتنفس مثل السد الجائر‪ ..‬يحس بالقهر‪ ..‬يحس بالدم يفور في عروقه‪ ..‬ليش انا؟؟؟‬
‫ليش اهي‪..‬؟؟ ليش احنا‪...‬‬

‫وعشان ينفس هالعصبية راح عند بار المطبخ ورمى بكل شي موجود عليه في الرض‪ ...‬وفاتن من شدة‬
‫الصوت نقزت من مكانها‪ ..‬فجت عيونها بخوف‪ ..‬شفيه هذا‪ ..‬ين ؟؟‬

‫مساعد بصوت عالي‪ :‬اقهر ما علي في هالدنيا ‪ ...‬لمن يمشي شي عكس ما ابي‪ ...‬وهالدنيا ما عمرها مشت‬
‫بيوم بمثل ما بغيت‪..‬‬

‫وقف مكانه دقيقة وحدة ورعد السما يطق بهدوء وكأنه يهدي الوضع‪ ..‬فاتن واقفة عند الباب بخوف ومساعد‬
‫عند طاولة المطبخ بهدوء ولكن انفاسه متلحقة مثل القطار السريع‪..‬‬

‫في مخيلة فاتن ما توقعت بيوم من اليام انها تشوف بركان هايج‪ ..‬ولكنها اليوم شافت‪ ..‬لن شكل مساعد‬
‫تغير من البرود اللي كان كاسحه الى نيران تتشعلل‪ ..‬هذا اكيد مو صاحي؟؟ فيه شي؟؟ كلمي يعني سوى فيه‬
‫جذي؟؟ وليش يعصب دامه ما يبيني مثل ما ابيه؟ ليش هالنرفزة الزايدة ؟؟ يمثل علي يعني ول‪ ..‬ول هو له‬
‫مقصد منها‪..‬‬

‫تم يهدي روحه مساعد ويذكر ربه‪ ..‬ويتعوذ من الشيطان الي خله يفقد اعصابه دقيقة وحدة‪ ..‬مو جذي‪..‬‬
‫مابغيت اني اثور جذي جدامها‪ ..‬هالمواجهة وايد متسرعة‪ ..‬ماكان لزم اواجهها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬انا بطلع تبين شي؟؟؟‬


‫فاتن كانت الثانية تبي تطلع ‪ .. :‬وين بتروح؟‬
‫مساعد يناظرها بقرف‪ :‬يهمج؟‬
‫فاتن‪ :‬انا بعد ابي اطلع‪ ..‬مابي اتم هني بروحي‪..‬‬
‫مساعد بسخرية‪ :‬وبتتحملين ان معاج اكبر فرض بحياتج؟؟‬
‫فاتن‪ :‬خلك بعيد عني‪ ..‬وكل شي يصير بخير‪..‬‬
‫مساعد وهو يدخل داره‪ :‬خمس دقايق وتزهبين‪..‬‬

‫سكر الباب من غير أي انتظار انها ترد عليه‪ ..‬واهي بعد سرعت داخل الدار وراحت وطلعت لها جاكيت من‬
‫الكبت‪ ..‬طالعت ثيابها شافتها عادية ومناسبة‪ ..‬راحت الحمام وغسلت ويهها وردت دارها مرة ثانية‪ ..‬لبست‬
‫المقنع من تحت وعليه الشيله السودا اللي بنت بياض بشرتها ووهج خدودها اللي نبع من البجي‪ ..‬وطلعت بره‬
‫لمساعد اللي كان واقف عند الباب ولبس جاكيت بني ولفافة على رقبته‪...‬‬

‫ومن غير أي كلم تبعته بره البيت ‪ ..‬قفل الباب وحط المفاتيح بمخباته‪ ..‬ومشووو‪...‬‬
‫طلعو من البناية وهم يمشون بعيد عن بعض‪ ..‬المطر وقف وظلت قطرات بسيطة تتساقط من السما‪...‬‬
‫مساعد من زمان سبق فاتن واهي تمشي وراه تتبعه ولكن عن بعد‪ ..‬ورفعت ويهها للمطر عشان يتبلل ويهها‬
‫بقطراته العذبه‪ ..‬عل وعسى يطفي من نار الخوف اللي فيها‪ ..‬وتفكر في مساعد وردة فعله من اللي صار‬
‫كله‪ ...‬يا ترى انسان منزهق من اللي متزوجها وما يبيها يتصرف بهالتصرف؟؟ شكثر اهو مستبد ومتلبد‬
‫المشاعر‪..‬يبدي مشاعر الغير على نفسه‪ ..‬لكن الحق ينقال‪ ..‬هذا ريال انا لزم اخاف منه وما اجادله‪ ..‬لنه ما‬
‫يشوف شي حزة اللي هو غضبان‪..‬‬

‫مساعد بهذاك الوقت تم يتنفس بعمق واهو يتحسس خطوات فاتن وراه‪ ..‬وتم يمشي ول عليه جان تبعته ول‬
‫لء‪ ..‬اصل اليوم بيمشي قد ما يقدر عل وعسى ينسى‪ ..‬لكن وين ينسى‪ ..‬مستحيل يوم من اليام يتخطى مثل‬
‫هالتجربة النفسية القاسية‪ ...‬توقف في ويهه ول‪ ..‬تقول له عيني عينك ‪ ..‬ما ابيك‪ ..‬شلون خذتني‪ ..‬ماابيك جزء‬
‫في حياتي؟؟ واحد غيره يذبحها ويشرب من دمها لكن اهو الحيا منه ما سوى فيها شي‪ ...‬حس نفسه‬
‫مسلوووب الرادة‪ ..‬وفاتن – على الرغم منه‪ -‬معلقته مابين الجنة والنار‪ ..‬ومبين انه طايح بالنار وهو ول داري‪..‬‬
‫وال الجنه بعيدة كل البعد عنهم‪..‬‬

‫ظلووا يمشون ويمشون‪ ...‬والشمس توها بتشرق‪ ...‬يا ترى هالصبح اللي بتشرق عليه الشمس‪ ..‬في منه‬
‫الخير عشان فاتن ومساعد‪ ..‬يلقون حل لمشكلتهم؟؟؟‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫في الكويت‪ ..‬حزة الظهر‪ ..‬جراح تحرك من البيت مبجر‪ ..‬يبي يروح الجامعة عشان يقدم اوراق النسحاب‬
‫ومرة وحدة يمر على مكتب مقاولت عشان ترميم البيت وبناء ملحق لخالد فيه ويمر على البنات والولد من‬
‫المدرسة‪ ..‬وطول هالوقت تم يفكر في مريم ونظراتها له‪ ..‬صج انها كانت تبي تشرب من دمه‪..‬لكن اهو ماله‬
‫ذنب يوم ان ‪ ..‬شسمها؟؟ غزلن؟ ‪ ..‬أي اسمها غزلن‪ ..‬كانت موجودة في البيت‪ ..‬اهو راد البيت مستانس‬
‫واهي بصراحة خربت عليه وناسته‪ ..‬مريم الله يهداها عليها عقلية وحدة من زمن الجاهلية‪ ..‬خلص انا طالعت‬
‫البنت وطلعت تعرفني معناته احنا بيننا علقة‪ ..‬والله اللي يحط مخه بمخ البنات يعيز حيله‪..‬‬

‫وصل الجامعة وما ينكر ‪..‬ان في قلبه يات امنية قوية لو انه يشوف مريم هناك‪ ..‬طبعا مريم تدرس في كلية‬
‫التجارة نفسها اللي يدرس فيها جراح‪ ..‬وللسف الشديد انه مضطر ينسحب هالكورس وال راحت عليها كل‬
‫يوم فاج ويهي في ويهها‪ ..‬ههههههههههههههه فديت ويهها والله ياحلوها واهي معصبة‪ ..‬جنها جاكليت على‬
‫كاكاو‪..‬‬

‫دخل داخل الكلية وعلى طول مكتب التسجيل‪ ..‬قدم الوراق وانسحب وكل شي صار وزهب‪ ..‬فلقى انه عنده‬
‫وقت شوي عشان يتفرر ويمكن يشوف حد من ربعه او‪ ...‬يشوف مريم‪ ..‬فراح لستراحة معروووفة في‬
‫الجامعة ودخل‪ ..‬تم يناظر ويناظر الناس جان فيها احد لكن ما شاف ال واحد من الشباب‪ ...‬عايض السالم‪..‬‬
‫ابتسم جراح يوم شافه‪ ..‬هذا عايض صاحب اكبر سمعة بين البنات‪ ..‬طبعا ماهي شينة بالعكس‪ ..‬معروف عنه‬
‫بمساعدته المقصورة للبنات في البحوث والبروجكتات ومن هالسوالف‪ ..‬ياحبه لحرف الباء‪..‬‬
‫ههههههههههههههههههههههه‬

‫عايض‪ :‬ل ماصدق ‪ ..‬جراح الياسي بكبره هني‪...‬تو ما نورت الكلية‬


‫جراح وهو يبتسم ابتسامته اللي تخبل ‪ :‬هل فيك العيض‪ ..‬شخبارك عساك ابخير؟‬
‫عايض‪ :‬الحمد لله ابخير‪ ..‬ها ال ناسي دربك اليوم؟‬
‫جراح‪ :‬ل ياخوك بس اليوم انا ياي اقدم اوراق انسحابي من هالكورس‪..‬‬
‫عايض الي يدري بوفاة ابو جراح وحضر العزا‪ :‬أي‪ ...‬يالله معليه خيرها بغيرها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬أي والله‪ ..‬زين‪ ..‬انت شتسوي هني؟‬
‫عايض بابتسامة ماكرة‪ :‬بعد خبرك‪ ..‬انا اخو الخوات هني‪ ..‬ههههههههههههههههه وين ما يبون اضغطون على‬
‫الجرس وعايض موجود‬
‫جراح‪ :‬ايحكون المصباح وانت الصاج ههههههههههههههههههههههههه‬
‫عايض‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ‪..‬‬

‫تمو الثنين ايسولفون وهم وقوف‪ ..‬والبنت اللي كانت قاعدة على طرف بعيد وما تنشاف كانت حاضرة‬
‫لهالمحادثات‪ ..‬عرفتوها؟؟ أي والله مريم ماكو غيرها‪ ..‬قالتها لكم اهي محد ايي هالحزة ال اهي‪ ..‬وبالصدفة‬
‫كانت قاعدة عند شلة للبنات يسولفون ويضحكون على راحتهم‪ ..‬والظاهر انهم بعد حضور على هالواقفين‪..‬‬

‫وحدة من البنات‪ :‬وااااااي شوفي السمراني فديته‬


‫الثانية‪ :‬ل ل خلج منه شوفي الحاسر فديت هالطول والله‪..‬‬
‫وحده ثالثة‪ :‬تصدقون‪ ..‬عايض حلو‪ ..‬لكن اللي وياه احلى‪ ..‬مادري فيه شي عجيب‪..‬‬
‫الثانية‪ :‬ليش انتي تعرفينه‬
‫الثالثة‪ :‬لماعرفه بس كنت اشوفه‪ ..‬ماشاء الله محترم ولو ان في بنات يتعرضون له‪..‬‬
‫الثانية‪ :‬أي ماشاء الله عليه الله يهنيها اللي بتصيبه‪..‬‬
‫الولى‪ :‬تدرون‪ ..‬انا ودي في واحد يحبني جذي‬
‫الثالثة‪ :‬السمر ول البيض‬
‫الولى‪ :‬السمر‪ ..‬لكن البيض مادري شعليه‪ ...‬شكله جنتلمان وحبوب‬
‫الثانية‪ :‬ايييييييييييييييه يل الله كريم ههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫مريم اللي كان من الممكن انها تهيج وتعصب‪ ..‬ما سوت شي غير انها نزلت راسها واهي تبتسم‪ ...‬صج انه‬
‫جنتلمان‪ ..‬وصج ان يا حظي فيه وفي حله‪ ..‬وفي طيبة قلبه وحلوة روحه‪ ..‬لكن‪..‬اهو ليش سوى جذي ويا‬
‫غزلنوو السبالة؟؟ يعني ان ااستاهل منه؟؟ هذي تصرفات واحد بالله عليه يشوف حبيبته اللي هي انا؟؟؟‬

‫يوم رفعت راسها مريم واهي تطالعه لحظت انه شافها ولكن عيونه كانت متعلقة فيها بشكل غير طبيعي‪..‬‬
‫وكأنه منصدم وفرحان على هالصدمة‪ ...‬ومسرع ما بعد عيونه يوم حس انها تطالعه بعد‪ ..‬ابتسمت بحيا مريم‬
‫واستحت علىويهها‪ ..‬شهالحركات‪ ....‬لكن لحظه؟؟؟؟؟؟‬

‫رفعت راسها هالمرة بصدمة‪ ..‬هذا منو اللي واقف وياه؟؟ توه ملتفت عايض وقدرت مريم تشوف شكله‪...‬‬
‫مسود الويه ماغيره؟؟ شسوى جراح وياه؟؟ ل يكون ارفيجه‪..‬‬
‫وما قدرت انها تتابع افكارها لن صار وقت المحاظرة‪..‬اهي ما شا ء الله عليها ما تحب تلبس ساعات وعشان‬
‫تتنبه لوقت المحاظرة تسوي لها ‪ alarm‬قبل المحاظرة بربع ساعة عشان تقدر تتحرك ‪)..‬هذي انا جذي‬
‫هيهيهيهيو( ورن ال ‪ alarm‬بهذاك الوقت وصار عليها انها تتحرك‪ ..‬ويوم قامت قابلتها نظرات جراح المتسائلة‬
‫عن المكان اللي بتروحه‪ ..‬لكن اهي ما قدرت تحط عينها بعينه اطول عشان ل احد يلحظ‪ ..‬ومرت من صوبهم‬
‫بسرعة وطلعت من الستراحة‪..‬‬

‫طبعا عايض ما راحت مريم عن عيونه ال بعد ما اكلها أكل‪ ..‬وتم ساكت وهو يطالعها وجراح اللي يبي يترخص‬
‫ويلحقها يستأذن بعد‪..‬‬

‫جراح‪ :‬زين عايض انا بخليك الحين‪..‬‬


‫عايض‪ :‬حتىانا بعد‪ ..‬يالله اخليك‪..‬‬

‫توهم بيطلعون ال بنت تنادي عايض‪..‬‬

‫البنت‪ :‬لو سمحت اخ عايض‪...‬‬


‫التفت عايض وحس ان هذا مو وقته‪ :‬ه ه هل اختي‪ ...‬امري‪..‬‬

‫جراح ما وقف ينتظره وعلى طول طلع من الستراحة ورى مريم‪ ...‬وماصار له ثواني ال واهي جدامه‪ ..‬شلون‬
‫عرفها؟؟ انا اقول لكم‪..‬‬

‫في ذكرى من ذكريات جراح لمريم انها كانت تمشي مثل الصبيان‪ ..‬يعني مشيه جنقل‪ ..‬لكن يوم جراح علق‬
‫عليها تمت تغير في هالمشية الى شي العن‪ ..‬مشية العارضات‪ ..‬لكن فاتن بيوم من اليام قعدت وياها عند‬
‫حوش البيت الوراني وتمت تعلمها مشية الثنتين تعودوا عليها‪ ..‬وتمو يمشون عليها ‪ ..‬واللي يشوف مريم‬
‫وفاتن من ورى ما يقدر يفرق أي وحده من الثانية ‪ ..‬ال اذا التفتو طبعا‪...‬‬

‫وتم جراح يمشي وراها بكل هدوء واهي يرن تلفونها ‪ ...‬كانت اختها نورة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ها نورة‪..‬‬


‫نورة‪ :‬هل فيج وينج انتي؟‬
‫مريم‪ :‬عندي محاظرة بروحها الحين‬
‫نورة‪ :‬افا‪ ..‬والله بغيتج اتيين وياي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬توج متفرغة‪ ..‬سكتي نورو بقول لج شي‬
‫نورة‪ :‬هل شفيج؟‬
‫مريم بوناسة‪ :‬جراح ولد عمي عبدالله هني؟؟‬
‫نورة‪ :‬بربج؟؟ في الكلية؟؟‬
‫مريم ‪ :‬اييييييييي‬
‫نورة‪ :‬ايا مسودة الويه خلص انا بقول لمساعد يطلعج منها‪ ..‬تبين تلعبين عالكمان ويا امي؟؟‬
‫مريم‪ :‬مالت عليج يالسودة انا الحين قلت جذي صج انج مو ويه احد يقول لج شي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه اتغشمر وياج طالع هذي خافت من صج‪ ..‬زين قوليلي‪ ..‬حلو ول اينن؟‬
‫مريم‪ :‬وااااااااااي يخبل نورو لبس دشداشه كحلي غامجة وصاير يهبل الحمار يبي البنات يغازلونه‬
‫نورة‪ :‬وييييييييه لو ما كنت تكبر منه جان تحلمين فيه‬
‫مريم‪ :‬جبي يالحمارة يالله بسكره عنج‪..‬‬
‫نورة‪ :‬زين متى تخلصين‬
‫مريم‪ :‬الساعة ‪ 4‬ليش؟‬
‫نورة‪ :‬زين عيل انا باجل الطلعة لمن تخلصين عشان اني ماعرف اتسوق بلياج‬
‫مريم‪ :‬علمتيني والحين ما تقدرين تتخلين عني‬
‫نورة‪ :‬هههههههههههههههه شنسوي بعد‪ ..‬يالله حبوبه باي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬باي‪...‬‬

‫توها بتمشي مريم ال جراح يوقفها‪ :‬يوم اني حلو واينن واهبل ليش تسوين اللي تسوينه؟‬
‫انتفضت مريم وشوي يطح التلفون‪:‬بسم الله الرحمن‪ ..‬انت من وين طالع؟‬
‫جراح بابتسامة‪ :‬من المصباح العجيب‪ ..‬ليش تتغزلين فيني جدام اختج هااا؟؟ ما تستحين؟‬
‫مريم بعصبية‪ :‬وانت ليش تتسمع‪..‬؟؟ مو قله حيا هذي؟؟‬
‫جراح يازعم معصب‪ :‬هااا‪ ..‬مريووم لمي لسانج ل اقصه لج‬
‫مريم‪ :‬وييييييي عاد خرعتني موووووت ارجوك‪ ..‬يالله انقلع عني ابي اروح محاضرتي‬
‫ال يوقف جدامها جراح ول هامه حجي الناس‪ :‬زين من صجج‪ ..‬انا حلو واهبل‪ ..‬واينن؟؟‬
‫مريم وهي تبي تحبطه‪ :‬ويييييييييييييييييي ل يكون صدقت؟؟ تراني اجامل ما اقصد‪ ..‬وي مسكين من صجه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬تحبيني يالسبالة؟‬
‫مريم بضيج وحيا‪ :‬انت كل ما شفتني سالتني هالسؤال‬
‫جراح‪ :‬حرام عليج توني اسالج‪ ..‬تحبيني مريم‪..‬‬
‫بغرور واهي تذكر غزلن‪ :‬ل‪ ...‬انا ماحبك‪ ..‬يالله اذلف عني‪..‬‬

‫وراحت عنه مريم وظل جراح واقف مكانه وقلبه يتفجر من الحب‪ ..‬ياويل عمري‪ ..‬ياويل عمري من هالبنية‪..‬‬
‫مادري اروح واتراجع عن النسحاب واظل وياج في هالكلية اخليج ما تعرفين ريلج من يدج‪ ...‬لكن معليه‪..‬‬
‫انابصير طيب واحسن منج‪ ..‬بخليج تدرسين على رويحاتج‪ ..‬لكن وين عني يا مريم‪ ..‬ماردج للجريح وانتي‬
‫تضحكين‪..‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫الساعة ‪10‬بتوقيت بوسطن الوليات المتحدة الميركية‪...‬‬
‫كانت فاتن تتقلب على فراشها‪ ..‬بتقعد بعد جم ساعة ‪ ..‬مع انها ماردت البيت ويا مساعد ال على الساعة‬
‫سبعة‪ ..‬بس الحمد لله‪ ..‬والله ان الطلعة نستها كل الهموم اللي كانت جايستها‪ ..‬والمشي والهوا النظيف نشط‬
‫خلياها العصبية من بعد هوا الشقة اللي عطبها‪ ..‬طبعا ما نطقت بول حرف مع مساعد‪ ..‬من بعد هيجانه‬
‫مستحيل تكلمه ال بعد اسبوع يمكن‪..‬‬

‫تذكرت يوم عطاها الخيار انها تطلع من البيت وترد الكويت مع اجبارية زواجهم من بعض‪ ..‬يا ناس انا بقبل فيه‬
‫وبزواجه بس مابيه يتعرض لدربي ‪ ..‬هذا شي عاهدت نفسها عليه‪ ..‬بتقبل فيه "بحياتها" بشرط انه ما يطلب‬
‫اكثر من هالشي‪ ..‬يحمد ربه انها بتعطيه هالشي‪ ..‬بعد شنو يتطلب زيادة ليش؟؟؟‬

‫في غرفته كان نايم ومو نايم‪ ..‬يحس بالسخونة تعمره‪ ..‬مشمشيه البارحة في الجو البارد ما ساعده‪ ..‬خصوصا‬
‫وان ثيابه كانت شوي خفيفه مع انه لبس جاكيت‪ ..‬لكن البرد والمطر ما ساعده‪ ..‬حط يده على جبينه شافه‬
‫محموم‪ ..‬تأفف لنه ما يحب المرض‪ ..‬قام على حيله وتوه بيوقف ال بعطسه قوية ردته على السرير‪ ..‬ل ل‪..‬‬
‫خلص الشي صار رسمي‪ ..‬مساعد مزجم‪..‬‬

‫طلع من الدار وهو كلش مو متمني انه يشوف فاتن‪ ..‬وللسف كانت واقفة بنص المطبخ تشرب عصير‪..‬‬
‫وكالعادة ين مساعد وهو يشوفها تشرب‪ ..‬صج انه مو شايف خير‪ ..‬لكن ما عطاها ويه‪ ..‬فتح الثلجة وهو يصبح‬

‫مساعد‪ :‬صباح الخير‪..‬‬


‫فاتن بصوت مبحوح‪ :‬صباح النور‪.‬‬

‫رجع السكوت مرة ثانية وهو يسحب غرشة العصير‪ ..‬صب له قلص وردها وفتح احد الدراج اخذ منها بندول ‪..‬‬
‫شرب حبتين منه على الريج ويا عصير‪ ...‬رد القلص بالمغسلة وروح داره‪ ..‬من غير أي كلم‪..‬‬

‫فاتن وقفت عند الطاولة بظيج وهي تناظره‪ ..‬شفيه ويهه منكشف لونه وجنه مريض؟؟ ل يكون مزجم ول‬
‫محموم‪..‬؟؟ عاد احد ياكل بندول على الريج‪ ..‬كيفه اللي يبيه يسويه‪..‬‬

‫زهبت لها ريوق خفيف وتوها بتدخل الدار‪ ..‬لكن مساعد ما راح عن بالها‪ ..‬يمكن صج مريض؟؟ اذا مريض‬
‫شسوي له‪ ..‬بس بقعد في الصالة يمكن يحتاج شي‪...‬‬

‫راحت وقعدت على الكرسي اللي في الطاوله المجابل غرفته‪ ..‬وفتحت التلفزيون بصوت واطي على قناة‬
‫تعرض افلم‪ ..‬وتمت مندمجة واهي مستعدة لي طلب من مساعد‪...‬‬
‫‪######‬‬
‫مرت ساعات ومساعد ما طلع من الدار‪ ..‬وفاتن اللي تشغل نفسها باشياء مستغربة من اختفائه‪ ..‬بالعادة‬
‫يقوم يطلع ول يسوي لنفسه مشاوير ويقعد‪ ..‬وينها الصحيفة يمكن قاعد يقراها‪ ..‬تمت تناظر المكان اللي اهو‬
‫بالعادة يحط الصحيفة فيها وما شافتها‪ ..‬اليوم بكبره غريب‪ ..‬لكن الجو حلوو ‪..‬راحت وطلت من الدريشة تتمتع‬
‫بالهوا البارد اللي يلفح من بعد المطر‪ ..‬الطبيعة في بوسطن كانت خلبة‪ ..‬واكبر دليل اهو الوقت الي مضوه‬
‫امس وهم يتمشون‪ ...‬وصلوو لمكان بعيد لمن حسوو بالعجز انهم يردون لمنطقتهم بسهولة‪ ..‬لكن مساعد‬
‫شكله حافظ الطريج من زود ما يطلع وردينا بوقت اقصر من روحتنا‪ ..‬اربع ساعات واحنا نمشي‪ ..‬والفكار‬
‫تاخذنا يمين ويسار‪..‬‬

‫في ذيج اللحظه التفتت صوب غرفة مساعد لنها سمعت صوت فيها‪ ..‬ال ومساعد يطلع منالغرفة وشكله‬
‫معتفس شوي‪ ..‬يعني شعره مو مرتب وحامل فوطة شكله بيتسبح‪ ..‬وهو يمشي بهدوء مر عليها من غير أي‬
‫اعتبار ودخل الحمام وسكر الباب‪ ..‬وجهت سمعها فاتن للحمام تنتظر صوت الماي‪ ..‬وكاهي سمعته‪..‬يسبح‪..‬‬
‫شالت عمرها وراحت المطبخ‪ ..‬في خاطرها اليوم تسوي كم طبخة جذي تفتح النفس‪ ..‬وبتسوي هالمرة طبخة‬
‫الشوكول بملتين‪ ..‬لها ولمساعد عشان تحد من الهواش امبينهم‪ ..‬ما تبيه يجيس صحنها فلذا اهي بتسوي له‪..‬‬

‫يوم طلع من الحمام كان لبس الروب اللي كان هناك والفوطة خلها داخل الحمام‪ ..‬راح المطبخ وفاتن‬
‫تتجنب انها تناظره لنها تقريبا استحت من منظره وهو ماخذ حريته معاها‪ ..‬لكن اهو مو مهتم لوجودها‪..‬‬
‫وسحب كبسولت البندول وصب له عصير وشربه مرة ثانية‪ ..‬اهني فاتن حست انها لزم تتكلم معاه‬

‫فاتن‪ :‬مو زين تاكل بندول على الريج‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬مالي خلق اكل‪..‬‬
‫فاتن‪ ...:‬زين بسوي لك شي خفيف‬
‫يقطعها مساعد وهو يسكر الثلجة ويمشي عنها‪ :‬مابي شي منج‪...‬‬

‫راح داخل الغرفة وسكر الباب وفاتن المنحرجة واقفة بغييييييييض وسط المطبخ‪ ..‬السخيف التافه‪ ..‬معتوه‬
‫واحد‪..‬‬

‫بصوت مسموع‪ :‬صج ما استحي على ويهي‪ ..‬انا احاجي ناس جذي ليش؟؟ اسكت عنه يعله ما يسمع الكلم‪..‬‬
‫وانا شعلي منه‪ ..‬خله ياكل البندول على الريج ‪ ..‬شبصير فيه‪..‬؟؟ خله يولي ان شاء الله عمره ما ‪....‬‬
‫سكتت فاتن لنها بطبيعتها ما تحب تدعي على احد‪ ..‬لكن الغيض او يمكن الحراج بلغ منها المبلغ‪ ..‬فتمت‬
‫ساكته واهي تطبخ ‪ ..‬والظاهر ان مزاج الحمق فيها ساعدها لنها من غير حاسية شافت نفسها مزهبة اربع‬
‫طبخات ‪ ..‬معكرونة بالشطة الحارة ولفافات بالدجاج والمايونيز‪ ..‬كيك بالشوكول ودريم ويب المخلوط بقطع‬
‫براونيز شوكول‪ ..‬وهذا اليسكريم اللي عجب مساعد‪...‬‬

‫عظت على شفاتها واهي تفكر‪ ..‬مايصير اخليه جذي على الريق‪ ..‬المريض لزم ياكل عشان دفاعات جسمه‬
‫تتحسن‪ ..‬وانا بسوي الخير وبقطه بحر‪ ..‬ما عليه منه ول بنتظر منه كلمة شكرا مع انه لو فيه شويه سنع وذرابة‬
‫جان قالها‪..‬‬

‫زهبت من كل شي بطبق وسوت له عصير ليمون طبيعي مع السكر ‪ ..‬وحطته على صينية ويا نوع من الفوط‬
‫اللي ينظفون بها الفم‪..‬‬

‫حملت الصينية واهي تذكر ربها عشان ل تنحرج اكثر والحمد لله اهو فيه عادة انه ما يسكر الباب زين‪ ..‬فدخلت‬
‫بكل هدوء وشافته نايم على السرير وهو جاسف ريوله بتعب‪ ..‬البندول مسوي فيه مفعول مثل السحر‪ ..‬لكن‬
‫اهو لزم يقوم عشان ياكل شي‪..‬‬

‫استغربت فاتن تجاوبها لمساعد وهو مريض‪ ..‬يمكن هذا تعويض عن اليام اللي فاتت وهي تعامله بوقاحة‪..‬‬
‫اهي صح كانت معذورة لكن مصختها‪ ..‬راحت عنده وهي واقفه تناديه‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬مساعد‪ ...‬مساعد‪...‬‬


‫رد عليها بتعب‪ :‬هاا‪....‬‬
‫فاتن بصوت ناعم وهي ترجع الشعر لورى اذنها‪ :‬مساعد قوم اكل لك شي مو زين ترقد وانت على ريجك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مابي‪..‬‬
‫فاتن كان خاطرها ترفسه‪ :‬قوم مساعد لزم تاكل‪ ..‬قوم انا زهبت لك كل شي كاهو الكل‬
‫مساعد بعصبية بسيطة‪ :‬قلت لج مابي ل تعورين راسي‪..‬‬

‫وتم معقد حواجبه من التعب لن من صج مو قادر يقوم‪ ..‬من يقوم راسه يفتر‪ ..‬فاتن اللي انحرجت من قلب‬
‫من معاملته طقت جبدها وطلعت من الحجرة واهي تتكلم بصوت واطي‬

‫فاتن‪ :‬قمت ول ما قمت كيفك انا اهم شي سويت الواجب‪ ..‬مالي علي‪..‬‬

‫كانت فاتح عين والثانية صاكها واهو يسمع هذرتها‪ ...‬مادري شتبي تثبت ويا هالمعاملة‪ ..‬تجرح وتداوي‪ ..‬يهال‬
‫اخر زمن‪..‬‬
‫تم نايم وهو يشم ريحة الكل‪ ..‬صج صار له فترة من اخر مرة اكل لكن عنادا فيها ما باكل‪ ..‬مالت عليها وعلى‬
‫طباخها الياهل‪..‬‬

‫تمت فاتن قاعدة في الصالة وهي تهز ريلها جدام التلفزيون‪ ..‬فاتحته عشان تمضي الوقت وياه‪ ..‬وتنتظر‬
‫الوقت عشان تروح وتاخذ الصحون‪ ..‬اكيد الحين طاح عليه مثل الملهوف وقاعد ياكل فيه‪ ..‬أي من يقدر على‬
‫طباخي انا‪ ..‬هاهاهاي ‪ ..‬ما بقى ال انت يا مساعد الدخيلي‪..‬‬
‫مرت ساعة على هالموقف وراحت الدار فاتن عشان تشيل المواعيب " الفاضية " على قولتها‪ ..‬وانصدمت‬
‫من الزين يوم شافتها ما انلمست‪ ..‬طالعت مساعد وطالعت الصحون‪ ...‬احسسسسسسسسسسسسسن‬
‫يعله ما اكل‪ ..‬راحت وشالت الصحون وسكرت الباب بقووووو من القهر‪ ..‬مساعد اللي بعده ما رقد ابتسم يوم‬
‫سمع صوت الباب وهو يشد على عيونه من قوة الصوت‪ ..‬مسكينة‪ ..‬تظن انها اهي بس اللي تقدر تحرق‬
‫الدم‪ ...‬ما عرفتيني زين يا بنت الياسي‪..‬‬
‫قام وغطى راسه باللحاف وسمح للنوم انه ياخذه لااااخر عالم ‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫العصر بتوقيت الكويت‪..‬‬

‫عند بيت بو جراح قعد خالد ويا عبد العزيز وفاضل ارفيجه اللي زاره هالمرة بناءا على اوامر ام جراح‪ ..‬ماكو‬
‫روحة لبيت فاضل‪ ..‬لنه ما تآمن له‪ ..‬من يروح يبات واهي ما تحبه يبات بره البيت‪ ..‬كفاية قبل متحملة الحين‬
‫ما عنده عذر‪ ..‬وان شاء الله كلها ايام ومتعهدين البناء بيوونهم عشان البني والترميم‪..‬‬

‫كان عبد العزيز يناحس خالد وفاضل اللي ودهم لو يذبحونه المتين لكن في نفس الوقت يسوي لهم حركات‬
‫بالكورة يخليهم يضحكون‪ ..‬عبد العزيز – مثله مثل اخوانكم اللي بمثل عمره‪ -‬مينون كرة قدم‪ ..‬ووده لو انه‬
‫يصير لعب جبير يخلي الكل يفتخر فيه وودهم الصغار لو انهم يكبرون ويصيرون نفسه‪ ..‬طموحاته كبيرة‬
‫ادري‪..‬‬

‫خالد‪ :‬زين فاضل متى الدوام تراني مليت وانت تقول لي اصبر واصبر‪..‬‬
‫فاضل وهو يولع زقاير‪ :‬انطر انت شوراك كلها ايام ويرد عليها فاروء‬
‫خالد وهو يحوس ويهه‪ :‬هذا اسمه اييب الفقر شبالك الخير ؟؟‬
‫فاضل‪ :‬ل يا عنوني اصبر وكل شي بصير بخير‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ان شاء الله ‪...‬‬

‫قالها وعيونه تتوجه عند بيت بومشعل‪ ..‬قلبه منشغل على سماء‪ ..‬صار لها تقريبا اليومين ما يات بيت خالته‪..‬‬
‫بالعادة اهي لزقة جونسون ول عنزروت ما تفارج‪ ..‬يشوفها على الغدى والعشا والعصاري حتى الصبح لنها‬
‫خايبة ما تروح المدرسة‪ ..‬طالعه عليه‪ ..‬ساعات تفوت وجبة ول وقت معين لكنها لزم تكون موجودة‪ ..‬لكن‬
‫يومين فترة طويلة على غيابها‪ ..‬ل يكون تتغلى عصعص الزقاير‪ ..‬والله بكيفها تتغلى من اليوم لباجر مو خالد‬
‫جميل جمال اللي يموت عليها‪ ..‬لكن والله في قلبي حرة عليها‪ ..‬وحشتني السبالة‪..‬‬

‫ال ويد فاضل تهزه‪ :‬هي انتت؟‬


‫خالد بظيج‪ :‬هاااااااااااا‬
‫فاضل‪ :‬طالع هذا مادري اطفيها على جبينك؟؟ من قاعد احاجي انا هاا قول لي ؟؟‬
‫خالد‪ :‬اووووووف انت سوالفك ما تخلص‪ ..‬ول ام مرزوق راعية البز‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ما علينا‪ ..‬ام مرزوق ام مرزوق بس انت‪) ..‬بنظرة خبث( شتطالع هناك؟؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬وين هناك‬
‫فاضل ‪ :‬هييي‪ ..‬على ماما يا بابا‪ ..‬قاعد تطالع هالفيل‪ ..‬من هناك يسكن‬
‫ال عبد العزيز ايي‪ :‬هناك حبيبة القلب‪..‬‬
‫خالد‪ :‬حبيبه في عينك قول امين‬
‫عبد العزيز‪ :‬ههههههههههههههاااااي‬
‫فاضل يطالع خالد بخبث ومكر‪ :‬أي حبيبة قلب ؟؟ ما عرفها انا هذي؟؟‬
‫عبد العزيز يمثل مثل البنات‪ :‬سماااااااء الحلوة الجميلة‪ ...‬اللي ما يقدر يعيش من دونها‪ ..‬اه اه اه‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬ايا النيس‬
‫خالد بعصبيه‪ :‬يالتمبة اسكت ل افششك الحين‬
‫عبد العزيز ما زال في التمثيل‪ :‬اااه خالد‪ ..‬بل بياخة‪ ..‬كريه واحد‪ ..‬لوعة انت‪ ..‬اه اه‬
‫فاضل‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫خالد يقوم بعصبية الى عبد العزيز‪ :‬بتسكت ول احشر هالكورة بحلجك‪..‬‬
‫عبد العزيز يشرد منه‪ :‬معصقل ماتقدر علي‬
‫يحاول يمسكه خالد لكن وين يتعب وعزووز ينرفزه‪ ...‬شوي وقف وهو منهد الحيل‪ :‬اوريك لكن يالتمبة‪ ..‬ان ما‬
‫فششتك وخليتك تطير الى الخفجي‪..‬‬
‫عبد العزيز وهو يركض باخر الشارع‪ :‬هاهاهاهاهاع‪ ....‬الحق على سموي قبل‪..‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫خالد وهو يقعد‪ :‬جب يالزفت‪...‬‬
‫وبعد فترة‪ ..‬وفاضل يناظره بحمق‪ ..‬ولكن في نفس الوقت يبتسم‪ ..‬لن خالد صار له فترة مو صاحي‪ ..‬اهو‬
‫صج قال له انه يحب فاتن بنت خالته لكن اهو اكتشف تغير عجيب وغريب فيه من ايام‪ ..‬وعرف الحين السبب‪.‬‬
‫اثره الكلب يحب وما يقول‪..‬‬

‫لحظ خالد سكوت فاضل‪ :‬علمك انت ساكت؟‬


‫فاضل وهو ينفض الزقاير‪ :‬ل بس‪ ...‬افكر‬
‫خالد‪ :‬اذا تفكر في كلم عبد العزيز انت فاضي وما عندك شغلة‬
‫يبتسم فاضل‪ :‬ومن قال لك اني افكر في عبد العزيز‪...‬‬
‫خالد‪ :‬اعرف مخك انت يبيله فلش فمن جذي قلت اكيد يفكر في هالسالفة‪..‬‬
‫فاضل بصوت خافت‪ :‬واطي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شنوووووو؟‬
‫فاضل يرفع صوته‪ :‬اقول لك واطي‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬طالع عليك‬
‫فاضل‪ :‬عيل تحب ول تقول لي ‪..‬؟؟؟ صج ارفيج ‪ ..‬وارفيج مثالي بعد‪ ..‬وانا اللي فاجر لك قصة حب هالزمن‬
‫الغابر وانت ابد مو معبرني‪...‬‬
‫خالد‪ :‬لن ماكو شي اقوله لك‬
‫فاضل‪ :‬عيل اكووو بنت وانا مادري عنها‬
‫خالد وهو يهز راسه يبعد ويه سماء عن مخيلته‪ :‬السالفة ماتستاهل كل هذا‪ ..‬كل السالفة ان اخت مشعل‬
‫النهيدي اسمها سماء‪ ..‬بنت مصرقعة جنها بنت زلمة تعيش في هذاك البيت اتيي بيت خالتي وانا على طول‬
‫امحاربها‪ ..‬يعني مافيها شي شقول لك‪..‬؟؟ اصير لك مثل البنات اليوم صار لي جذي ويا سماء وجذي ويا‬
‫سماء؟؟‬
‫فاضل‪ :‬نفس الشي صار لك ويا فاتن واخرتها طلعت لي تحبها؟‬
‫خالد وهو يذكر فاتن بحزن‪ :‬فتووون؟؟؟ فتون غير يا فاضل غير‪ ...‬فتون وردة هالدنيا اللي من راحت ذبل كل‬
‫شي بعيوني!!!‬
‫فاضل‪ :‬مو باين‬
‫خالد‪ :‬شلون يعني‪ ..‬تبيني اقطع هدومي جدام الناس؟؟؟ واقول وينج يا فاتن وينج يا نبع الماي؟؟‬
‫فاضل يضحك‪ :‬ل بس صراحة انا لزم اشوف هالسماء‪ ..‬ما يصير لزم احكم عليها‬

‫تذكر خالد لبس سماء اللي يبط الجبد‪ ..‬واكثر شي‪ ..‬ويهها اللي يتعلق فيه اللي ما يتعلق‪ ..‬ومستحيل يخلي‬
‫ارفيجة فاضل لنه ايعرفه يقدر الجمال لمن يشوفه بطريقه سوقية يعني مثله مثل شباب هاليام‪ ..‬وما طول‬
‫ابد في الشي‬

‫خالد‪ :‬مافي تشوفها ول شي؟؟‬


‫فاضل بحاجب مرفوع‪ :‬ليش؟؟ تغار؟؟‬
‫خالد‪ :‬ل اغار ول شي البنت بحسبة اختي وما احبك اتبصبص فيها‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬بحسبة‪ ..‬ومووو اختك‪ ..‬انا بظل هني اليوم بنتظرها لمن تطلع من البيت‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ما بتطلع‪ ..‬ول بتظل انت واقف هني يالله انقلع‬
‫فاضل‪ :‬هاهاهاهاها‪ ..‬شارع عمك هذا؟؟؟ ول شاريه؟‬
‫خالد‪ :‬شاريه بكيفي‪ ..‬يالله انقلع‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه اليوم بروح لكن باجر وين‬
‫خالد‪ :‬يالله اذلف ما وراك ال التعب‪..‬‬

‫وتوه بيدخل فاضل سيارته ال وسماء تطلع من البيت‪ ..‬لكن شلووون‪ ...‬كانت لبسة تنورة موردة شوي قصيرة‬
‫لنص الساق‪ ..‬وعليها صندل من احد الوان التنورة مسطح‪ ..‬وعليها تي شرت يده طويله وفوقه لفافه وشعرها‬
‫الحريري الطويل شوي مهدود على ويهها بطريقة ملئكية خلت من قلب خالد يدق بقووووو حتى انه ما عرف‬
‫ساسه من بنكرياسه‪..‬‬

‫اما فاضل فشلع الحلج من هالبنت‪ ..‬وعيونه طاحت على خالد مباشرة وشافه موووووت الريال ما يدري عن‬
‫روحه شلون يطالعها‪ ..‬الخايس‪ ..‬اثريه مخبي علي حووووورية نازلة من السما‪ ..‬لكن الحق ينقال البنت ما‬
‫جنها خليجيه‪ ..‬وال الخليجيات جذي‪ ..‬الخدود حمرا والشعر اشقر والعيون خضرا‪ ..‬يا عمري والله هالبنت‪..‬‬
‫وتذكر حبيبته سمية واستحى على ويهه ونزل عيونه‪..‬‬

‫سماء تمشي صوب خالد بكل هدوء وحلوة وقلب الثاني متصرقع من الدقات‪..‬‬

‫سماء بابتسامة ناعمة‪ :‬قوة خالد‪...‬‬


‫خالد‪ ..:‬الله‪ .‬يقويج‪ ...‬عاش من شافج‬
‫سماء بحيرة وابتسامة‪ :‬ما عرف شيردون؟؟‬
‫خالد توقع هالشي منها‪ :‬يقولون عاشت ايامك‪..‬‬
‫سماء بدلل واهي حااسة لتاثيرها على خالد‪ :‬عاشت ايامك خالد‪ ..‬خالتي موجودة؟‬
‫خالد وهو مبهت‪ :‬أي‪ ..‬موجودة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬عن اذنك‪..‬‬

‫توها تدخل سماء البيت وخالد وعى على نفسه‪ ..‬سعابيله سالت من فمه على البنت واشكره عيني عينها‪..‬‬
‫لكن وين‬

‫خالد‪ :‬سماء‪..‬‬
‫التفتت له بدلل‪ :‬نعم؟‬
‫خالد ‪ :‬يازعم بنية انتي اليوم؟؟ )يازعم = اونج(‬
‫سماء انصدمت‪ :‬شلون؟؟‬
‫خالد‪ :‬بهالثياب؟؟ يازعم بنية؟؟‬

‫انقهرت سماء منه ‪ ..‬صج ان الحمار حمار لو لبسوه ذهب‪ ..‬هذا ايوز؟؟ انا اقص شعري واحلق شواربي‬
‫بمووووس ول يعقلل‪...‬‬

‫سماء‪ :‬معتووه واحد‪..‬‬


‫خالد يبتسم‪ :‬طالع عليج‬

‫دخلت سماء بقهر البيت وهي موو مصدقة‪ ..‬واهي اللي تمت ساعة كاملة تتلبس في هالثياب‪ ..‬الخايس من‬
‫مساعة وانا اطالعه من دريشة مشعلووو وانا ميتة عليه السبال وهو ابد مو حاس‪ ..‬مالت عليه الشيفة الغلط‬
‫مو منه مني انا الهبلة اللي قاطة روحي عليه‪ .‬لكن انت ما ينفع معاك ال الطق والمضارب‪ ..‬سبال واحد‪..‬‬

‫خالد واقف وهو يناظر خيالها اللي يدخل البيت‪ ..‬ل صج اليوم سماء سوت فيه شغل‪ ..‬الريال داخ من حلها‪..‬‬
‫لكن ليش بل حجاب‪ ..‬تخيلها لو كانت متحجبة مثل فتون ‪ ..‬بيطلع هالجمال كله‪ ..‬لحظه‪...‬‬
‫لحظظظظظظظظظظه خلووود‪ ..‬هذي سماااء مو فاتن‪ ..‬اشفيك تفكر فيها جذي‪ ..‬شعليك انت منها ‪..‬‬
‫تسطفل ان شاء الله انت ما عليك منها‪ ...‬لكن شفيه قلبي يدق جذي من شافها‪ ...‬ل يكون بس نوبة ربووو‬

‫ال وفاضل يضربه على راسه من ورى‪ :‬ايا الواطي‪) ..‬يقلد على شكل خالد( بحسبة اختي وما احبك اتبصبص‬
‫فيها ‪ ..‬وانت اللي شوي وتاكلها بعيونك؟؟؟ صج انك‬
‫خالد‪ :‬انقققققققققلع‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه‪..‬‬

‫وقبل ل يتحرك من المكان شغل السيارة والمسجل على اعلى صووووت‬


‫" " قولي لي ‪ ..‬قولي لي‪ ..‬ماذا افعل فيك ‪ ..‬فانا في حالة ادمان‪ ..‬قولي لي‪ ..‬قولي لي‪ ..‬كيف سانقذ‬
‫نفسي ‪ ...‬من اشواقي واحزاني‪" "...‬‬
‫فاضل واهو يطلع من السيارة‪ :‬وااااااااااااااااااااااااو‬

‫وراح عن خالد اللي ظل واقف وهو يضحك على خبال فضول اللي مو في محله‪ ..‬بس يا ترى يا خالد شنو‬
‫تفسير دقات قلبك اللي طربقت صدرك في مرورها‪ ..‬ول ريحتها‪ ..‬ول شعرها الحريري‪ ...‬لكن الحمارة من‬
‫سمح لها تطلع الشارع جذي؟؟ صج ما تستحي‪ ..‬اوريج سمووووي‪...‬‬

‫وتوه بيدخل داخل البيت ال وشي يشغله‪ ..‬وأجل المواجهة الى مرة ثانية‪..‬‬
‫===============‬
‫سماء اللي دخلت البيت وهي منبطة جبدها شوي تمت تدور على خالتها ام جراح‪ ..‬من زمان ما شافتها واكيد‬
‫حاطه في خاطرها على اللي صار ويا السبالة غزلنووو لكن وين اودي ويهي صراحة انحرررق من الفشلة‪..‬‬
‫بعد شسوي في غزلن اذا اهي ما تستحي على ويهها ول تخيل‪ ..‬صج انا مالي ذنب اذا انا من هالعايلة‬
‫الفاقدة‪ ..‬واحد خسرني اغلى اخت والثانية تبي تخسرني احلى ام واخو في هالدنيا من بعد مشعل‪..‬‬

‫سماء اللي استغربت غياب ام جراح عن الطابق الرضي‪ ..‬وينها؟؟ ل يكون تشتغل فوق؟؟‬

‫سماء‪ :‬خالتي؟؟؟ خالتي؟؟ظ‬


‫ال وصوت ام جراح بعيد‪ ..‬وكانها بالكاراج‪ :‬هل يما سما انا هني‪..‬‬
‫وراحت سما لها بفرحة‪ ..‬الظاهر ان ام جراح ما حطت في خاطرها لكن من يدري‪..‬‬

‫ال وسماء واقفة على الباب بابتسامة‪ :‬قوة خالتي‬


‫ام جدراح بصوت خايف‪ :‬حاسبي يمة فوقج كارتون‬

‫سماء ما تدري بالدنيا وسحبت الباب اللي فوقه الكارتون مسنود وكان كله قواطي شوي مليانة طاحت فوق‬
‫ريلها وحدة منها ومن الضربة تعفرتت سماء‪...‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمةةةة ةشفييييج‬


‫سماء‪ :‬خالتي ريلي‪ ...‬اااااااااي‪.....‬‬
‫ام جراح تنادي بصوتها‪ :‬جرااااااااااح؟؟؟ خالللللللللد؟؟ يمه لحقو عليييي‪..‬‬

‫خالد بهذاك الوقت كان داش البيت وهو يركض صوب الكاراج يشوف شمنه تشكي خالته‬

‫خالد‪ :‬شفيييج خالتي؟؟ علمج تصارخين؟‬


‫ام جراح اللي كانت قاعدة على الرض تمسك ريل سماء اللي الظاهر انها تورمت من الضربه‪ :‬يمه رووح ييب‬
‫لي ثلج عشان احطها على ريل سماء‬
‫خالد اللي يطالع سماء القاعدة على الرض وهي تبجي‪ :‬شفييييها؟؟ شسوت بعد؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬ماسويت شي هذي انا حطيت الكارتون فوق الباب مؤقتا عشان افضي شوي مكان ال والمسيجينه‬
‫ما تدري فتحته وطاااح على ريلها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬دقايق والثلج عندكم‪..‬‬

‫وراح خالد وهو يهز راسه من العجب‪ ..‬الله يلعنك يا فضول والله ان عينك حاااارة يا مال الضعفة‪ ) ..‬بالبحريني‬
‫هذي لووووول(‬

‫من بعد ما حطت ام جراح الشاش على ريل سماء اللي من البجي صارت خدودها مثل الوهج يضحك اللي ما‬
‫يضحك‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ها سماء للحين تعورج؟؟‬
‫سماء تهز راسها والدمع يلمع بعيونها وخالد يطالعها من بعيد‪ :‬ل‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة انتي بعد عوبة ما تعرفين تسوين شي‪ ..‬على طول فتحتي الباب جذي الحمد لله انها قواطي‬
‫فاضية الحمد لله‬
‫سماء‪ :‬خالتي وايد تعورني ريلي‪..‬‬
‫ام جراح بنظرة لوم‪ :‬قومي ناخذج المستشفى‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شقول لبيتنا لو رديت بالجبيرة‬
‫ام جراح‪ :‬ما عليج الحين خلينا نروح المستشفى‬
‫خالد‪ :‬مافيها شي خليها يمه دلع بنات‬
‫ام جراح‪ :‬حرام عليك خالد البنت تتلوى‪ ..‬يمكن كسر واحنا نسكت عنها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬يمة ما عليج منها من قال لها تدخل عرض وبس‬
‫سماء‪ :‬انت كله تهاوش وبس؟‬
‫خالد‪ :‬جب ول كلمة‪ ..‬ما عليج منها خالتي‬
‫سماء بدموعها وقهرها ‪ :..‬انت ليش ما تحبني؟؟ انا شسويت لك؟؟‬
‫خالد اللي انصدم من كلمها لكن ظل على عوابته‪ :‬ماحبج كيفي الحب بالغصيبة اهو؟؟‬
‫ام جراح بعصبية‪ :‬بس خالد‬
‫سماء‪ :‬خلص خالتي ‪ ..‬وقت ما هذا هني انا ما بيي بيتكم‪ ..‬وقت اللي اهو مو هني اتصلي فيني عشان اييج‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وي يمة تكفين ‪ ..‬ما بغينا نفتك منج جم يوم رديتي مرة ثانية؟؟‬

‫ما قدرت سماء بطبيعتها الحساسة انها تظل اكثر بهالمكان وام جراح اللي تلومت من قلب على خالد وموقفه‬
‫مع فاتن ‪ ...‬طلعت سماء من البيت واهي تجر ريلها التعبانة وتمسح دموعها بطريقة تكسر قلب اللي ما‬
‫ينكسر‪ ..‬اما خالد فظل مكانه وهو فاج عيونه بتعب يطالع سماء‪ ..‬للحين في صدمة كلمه اللي قطاه عليها؟؟‬
‫بس احسن‪ ..‬خلها تروح‪ ..‬ماابي اشوفها مرة ثانية‪ ..‬ماابي‪..‬‬

‫ويوم راحت سماء عصبت ام جراح من الزين‪ :‬انت ما تستحي؟؟ من متى وانت تطرد الناس من البيوت؟؟؟‬
‫الحين البنت شسوت فيك عشان هالعداوة كلها؟؟؟‬
‫خالد بهدوء وحزن وهو يلعب بقدمه‪ :‬ما تعجبني‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ليش هو على كيفك يعني؟؟؟ البنت مرتاحة واهي قاعدة في البيت احسن من قعدتها في هذاك‬
‫البيت الخالي معظم الوقت بروحه والشياطين تلعب في راسها‪..‬‬

‫سكت خالد لن ما عنده حجة قوية مع خالته‪ ..‬اهو مع نفسه مو عارف اهو ليش ما يبيها اتيي البيت‪ ..‬يمكن‬
‫عشان ل يصير اللي قاله له اثنين‪ ..‬فاضل وجراح‪..‬‬

‫ام جراح تتكلم ويا خالد ال وجراح يدخل البيت‪ ..‬ويلحظ ان الجو متوتر لن خالد واقف ويدينه ورى ظهره‬
‫وعيونه بالرض وام جراح واقفه بعيد عنه وتكلمه‪..‬‬

‫جراح وهو يرفع النظارة‪ :‬السلم عليكم‪..‬‬


‫ام جراح تاخذ نفس‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫قعد جراح وهو يناظر امه اللي كانت تناظر خالد ‪ :‬علمكم؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬ول شي‪ ..‬يمة تبي غدى؟؟؟ طلعتك من الصبح‬
‫جراح‪ :‬ل يمة اكلت قبل ل ايي البيت‪ ..‬شصاير؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬ما صار شي بس كنت اكلم خالد عن البناي‪..‬‬

‫جراح يعرف ان امه تجذب‪ ..‬لن اهي ماتوقف خالد جذي ال لنه مسوي شي ‪ ..‬وشي جايد‪ ..‬ويمكن اهي ما‬
‫تبيه يعرف بهالشي من جذي قاعدة تقول له موضوع غير‪..‬‬

‫جراح‪ :‬انزين‪ ..‬زهبو حالكم‪ ..‬لن المقاول بيينا بعد اسبوع يمكن‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬واحنا بنقعد في البيت وقت البناي والتعديل؟؟‬
‫جراح‪ :‬ل طبعا ما نقدر نقعد يمه هذا ترميم شامل‪ ..‬بنشيل الهدوم وهالثاث الخربان كله بنقطه وبنشتري كل‬
‫شي ‪..‬‬
‫ام جراح بصدمة‪ :‬نقط الثاث؟؟ ينيت يمة‪ ..‬هذي الفرشة ما صار لها سنتين عندنا‬

‫جراح وهو يحوس ثمه‪ ..‬امه عاد اللي متعلقه باغراض البيت‪ :‬يمة هذا كله خربان ورايحة عليه من الرطوبة‬
‫خلينا نقطه ما نبيه‬
‫ام جراح‪ :‬ونصرف الفلوس بعما‪ ..‬ل يابوك‪ ..‬الزين خلوه والخربان قطوه‪ ...‬ومو كله خربان انا معتنية فيه من‬
‫زمااان‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة حتى لو اعتنيتي فيه الجو ما يسمح بهالشي‪ ..‬خلينا نقطه احسن‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ل‪ ...‬بعدين وين بنروح ل بدى الترميم والبناي؟‬
‫جراح‪ :‬مادري نتاجر لنا شقة‪..‬‬
‫خالد بصوت حزين‪ :‬خلونا نروح البيت العود نقعد هناك جم يوم‬
‫جراح بنظرة لخالد‪ :‬انت الثاني بعد‪ ...‬البيت العود حالته حاله وبروحه يبيله هدم‬
‫خالد بنظرة كره‪ :‬يعني شقصدك؟ انا عشت في خرابة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بدينا بالحساسيات‪ ..‬يمة انتو سوو اللي تبون وقولولي بعدين‪ ..‬انا بروح انام لن عيني حارقتني ابي‬
‫ارتاح قبل الذان‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬روح يمة ارتاح‪...‬‬

‫من بعد ما انسحب جراح من عندهم‬

‫خالد وهو يركب الدري‪ :‬انا بعد بروح ارتاح‬


‫ام جراح بنببرة امرة‪ :‬قر مكانك‪..‬‬
‫التفت لها خالد‪ :‬شنو بعد خالتي؟؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬تيي وياي الحين وتعتذر للبنت‪..‬‬
‫خالد بصدمة‪ :‬شنوووووووووووووو ما بقت ال الحمرة اعتذر لها‬
‫ام جراح اهني فقدت اعصابها ومسكت اذن خالد‪ :‬بتسمع الكلم ول شنو؟؟ تراك وايد مصختها‪ ..‬عطيناك ويه‬
‫زيادة عن اللزوم لمن تميت تقص بويهنا‬
‫خالد المنصدم من المسكة‪ :‬اااااااخ خالتي مو جذي عاد حرام عليج مطيتيها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يالله جدامي عيل‪..‬‬
‫خالد‪ :‬أي أي أي انزين بس فجيني ‪ ..‬فجيني واللي يسلم قلبج‪..‬‬

‫فجته ام جراح‪ ..‬وهي تناظره والضحكة فيها لنها من زمان ما شدت اذن احد‪ ..‬حتى عيالها الصغار‪ ..‬لكن خالد‬
‫ما كان يسلم من مسكتها‪ ...‬وطالعت اذنه اللي صارت حمرا حتى الجانب من ويهه‪...‬وبعيونه دمعه اللم مثل‬
‫ما كان صغير‪..‬‬
‫أم جراح ‪ :‬جليل حيا‪ ..‬انا علمتك جذي؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬بس عاد خالتي والله انا اسف ‪ ..‬بروح لها‪ ..‬بروحي عاد‬
‫ام جراح‪ :‬ليش ان شاء الله عشان تعميها زود؟‬
‫خالد‪ :‬ل عيل تعالي لي ويا عباتج هذي واطلبي أم البنت ‪ ...‬وخليها تمسك اذني الثانية مو احلى؟؟‬
‫تخيلت ام جراح الوضع وانفجرت بالضحك‪ ...‬وخالد يطالعها باستغراب‪ ..‬وبفرحة‪ ..‬خالته لول مرة من بعد‬
‫هالمصايب كلها تضحك هالضحكة اللي عرفوها بعهد زوجها‪ ..‬ويا كثر شوقهم وافتقداهم لها‪ ..‬ولحظت ام جراح‬
‫ان خالد يناظرها باستغراب‪ ..‬اهي من نفسها ااستغربت‪ ...‬لكن‪..‬‬

‫ام جراح تتقرب من خالد وتفركها بيدينها مثل ما تسوي يوم كانو صغار لمن يبردون‪ :‬خالد‪ ...‬ل تتحدى شي في‬
‫هالدنيا‪ ...‬ان جان ببتتحدى ‪ ..‬تحدى الشيطان لنه خصم صعب ولكن من السهل انك تبعده عند دربك‪ ..‬تحدى‬
‫الجهل لن نور العلم احلى من ظلمه‪ ..‬لكن قلبك )وتحط يده بيدها على صدره( القلب صعب انك تتحداه‪..‬‬
‫وصعب انك تكبح جماحه‪ ..‬هذا القلب بهذا العمر فرس هايج‪ ..‬ومن يمسك الفرس الهايج اللي يبي يرووح‬
‫بالبراري ويشق عرض الهوا بسرعته؟؟‬

‫انصدم خالد من كلم خالته اللي –على الرغم من التبطين‪ -‬ال انها كانت تطلب منه انه يكون متساهل مع‬
‫نفسه وقت ما تكون سماء متواجدة‪ ..‬لنه يبين متوتر ومنرفز ومضطرب وقت ما تكون جدامه او معاه في‬
‫نفس المكان‪..‬‬

‫بس اهو ما يبي يكون غير اللي اهو عليه‪ ..‬ما يبي يكون متساهل ما يبي يكون حبوب ول راقي‪ ..‬ما يبي ينغرم‬
‫فيها وتروح مثل ما صار له ويا فاتن‪ ..‬كفاية جروح‪ ..‬جرح فاتن لحينه ينزف وما برى‪ ..‬ما فيني مكان لجرح‬
‫ثاني واعاني واتألم وانا اطالعها تروح من ايدي وانا ساكت‪ ..‬ليش ماتفهموني ليش؟؟ اني خلص تعقدت وما‬
‫ابي احب ول ابي انحب ول شي‪ ..‬وسماء ‪ ..‬اااااااه منها تجرني لها مثل المغناطيس مع ان البنات اللي مثلها ما‬
‫يعجبوني‪..‬‬

‫خالد يهز راسه لخالته‪ :‬زين خالتي انا بخليج الحين بروح بيتهم ان كانت هناك بستسمح منها‪ ..‬رضت كان بها ما‬
‫رضت كيفها عندها قصر بكبره تدق راسها فيه ليمن تعيز‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله يهديك يا وليدي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬يل خالتي‪..‬‬

‫وطلع خالد من البيت وهو متململ ‪ ..‬يجر نفسه جر لبيت سماء ‪ ..‬وقف عند الباب وهو محتار ويصفر‪ ..‬ادق‬
‫الجرس ول مادقه‪ ...‬دقه دقه‪ ..‬برنامج‪..‬‬

‫دق الجرس وانتظر رد‪ ..‬وفتحت الباب الخادمة الندونيسية اللي فيها قبح الحمد لله رب العالمين خل من‬
‫نفس خالد تشمئز‪..‬‬

‫الخادمة‪ :‬يس‪..‬‬
‫خالد اللي انجليزيته تحفه‪ :‬سماء بليز‪..‬‬
‫الخادمة‪just a minute :‬‬

‫راحت الخادمة وخالد مشمئز للحين من شكلها ويتعوذ من بليس‪ ..‬صج عليها خشة تنرفز اللي ما يتنرفز‪..‬‬

‫وكاهي سماء تظهر له من الباب وعيونها للحين لمعة بالدمع‪..‬‬

‫سماء‪ :‬شتبي؟؟‬
‫خالد اللي بهت في ويهها‪ ..‬وتم يتأمل ملمحها‪ ..‬انا اول مرة اشوف بنت حلوة هالكثر واهي تبجي بالعادة‬
‫يخرعووون وهم يخفسون ويههم‪ :‬سماء‪ ..‬احم‪ ...‬سمعيني‬
‫سماء‪ :‬ياي تعتذر؟‬
‫خالد بهدوء‪ :‬ايه‬
‫سماء بصرخة‪ :‬اذللللللللللللللللللللللللف‬

‫تعرفون لو واحد مثل قعد في تيار هوائي قوييييي وتحسون ان ملمح ويهه بتطير‪ ...‬هذا كان مفعول صرخة‬
‫سماء في ويه خالد‪ ..‬لدرجة انه وقف مكانه من بعد ما سكرت الباب في ويهه مو قادر يشيل عمره‪ ..‬اذنه‬
‫انصمت وراسه يدور‪ ...‬يوم وعى على الصدمة مشى بكل هدوء لبيتهم‪ ..‬مو قادر يستوعب‪ ..‬اهو حي‬
‫ولميت؟؟ عنبوها من بنت‪ ..‬كل هذا يطلع منها؟؟‬
‫سماء اللي راحت غرفة مشعل تراقب خالد وهو يدخل البيت حسته نوع الزعلن او الحزين لنها ما قبلت‬
‫اعتذاره‪ ..‬وزعلت اهي بينها وبين نفسها‪ ..‬يا حليله يايني لعند باب البيت يعتذر مني ‪ ..‬لكني مو معزة ابوه كل‬
‫ما جرحني يا ويعتذر‪ ..‬خله يولي وياكل من دواااه‪..‬‬

‫لكنها ما كانت تدري ان خالد في ذيج اللحظة ما كان زعلن او حزين‪ ..‬كان ودة لو يدفع نص عمره عشان‬
‫سمعه يرد‪...‬‬

‫))) هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه (((‬


‫‪---------------------------‬‬

‫الساعة ‪ 2‬الفجر في بوسطن‪..‬‬

‫بنوم عميق سبحت فاتن فيه اتصلت فيها احلم متعددة‪ ..‬منها الزين الي رسم ابتسامة ومنه الشين الي خلى‬
‫العرق يزخ من جبينها‪ ..‬لغياب مساعد عن الساحة كان الثر العظيم في هذي الراحة‪ ..‬كانت نايمة ول تحس‬
‫بنفسها ‪ ..‬يمكن صار لها حوالي الست ساعات ‪ ..‬صلت العشا وراحت تنام على طول لن الجو متعب‪ ..‬وباجر‬
‫يوم جامعي ما تقدر تفوته ولزم تقعد من الصبح‪..‬‬

‫لكن بصوت الرعد اللي في السما صحت فاتن بفزع بسيط‪ ..‬اهي ما تخاف منه لكن أي واحد ينام في مثل‬
‫هالظروف الطبيعية ومثل هالصوات يصحى‪...‬‬

‫لمت اللحاف اللي تغطت فيه بهدوء وسحبت التي شرت الثقيل ولبسته‪ ..‬وبهدوء طلعت من الدار وتفاجات‬
‫بان نور المطبخ مشغل‪ ...‬وفتحت عيونها اكثر شافت مساعد واقف عند بار المطبخ وماعطها ظهره وعلى‬
‫الفرن ابريق الجاي وكأنه ينتظره يغلي‪ ..‬لمت شعرها بهدوء وراحت عنده‪ ...‬كان مسكر عيونه ومحني راسه‬
‫وطوله الشامخ منقطع من التعب‪..‬‬
‫خافت فاتن عليه من صج لن لونه ماكان طبيعي‪..‬‬

‫فاتن بصوت ناعم‪ :‬مساعد‪..‬؟؟؟‬


‫التفت مساعد بانتفاضة‪ ..‬كان غافي شوي ‪ : ..‬هل‪...‬‬
‫يوم رفع راسه وعيونه الحمرا في ويهها تضاربت دقات فاتن بخوووف عليه‪ ..‬شكله ابد ما يطمن‪ ..‬هذي مو‬
‫حمى ول زكام‪ ..‬شكلها انفلونزا حادة‪ ..‬ولونه صاير اصفر وشعره معفس‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬فيك شي مساعد‬


‫مساعد بصوت هادئ ‪ ..‬وحزين بعض الشي‪ :‬انتظر الماي يغلي‪ ...‬شمصحيج؟؟ فيج شي؟‬
‫فاتن‪ :‬ل بس كنت عطشانة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اها‪...‬‬

‫وسكت‪ ..‬تساند على البار وهو يتنفس من فمه لن جيوبه النفية كانت مسدودة‪ ..‬وفاتن تسمع صوت تنفسه‬
‫واهي مضطربة‪ ..‬تعرض عليه مساعدتها ول لء؟؟ اهي سوت له اكل وما اكله وقهرها بهالحركة‪ ..‬يعني اهو‬
‫مريض لزم احد يعتني فيه‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬زين روح دارك وانا لزهب الماي بييبه لك‬


‫مساعد بتعب‪ :‬ل كاهو ما باجي شي عليه‬
‫فاتن بالحاح‪ :‬مساعد روح دارك وانا بييبه لك وياه الفكس والبندول بعد‪..‬‬
‫مساعد بضيج‪ :‬روحي نامي باجر عليج دوام‪..‬‬

‫حست فاتن انها بتطقه الحين بالمقلة المعلقة فوق راسه‪ ..‬صج ان راسه يابس‪ ..‬لكن على من؟؟ مو علي انا‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ل‪ ..‬بسرعة روح دارك وانا بييك‬


‫مساعد كلش تضايق‪ :‬فاتن‪..‬‬

‫فاتن قطعته بحزم‪ :‬روووح بسرعة ول تعاند‪ ..‬تراك مللتني من مساعة وانا اقول لك‪..‬‬
‫انصدم مساعد من كلمها‪ :‬انزين انا ماقلت لج تعالي سو‪..‬‬
‫فاتن تقطعه بسرعة‪ :‬يالله بسرعة عن الكلم الفاضي‬
‫مساعد‪ :‬فاتن‬
‫فاتن‪ :‬مساعد روح تكفى‪ ...‬تغطى باللحاف وانا بييب لك الجاي‪..‬‬
‫مساعد وهو يحس بتعب وصج محتاج للراحة‪ ..‬دامها عارضه خدماتها انا شعلي‪ ..‬اخاف بعدين تقول مغصوبه‬
‫وانا فرض عليها بحياتها‪ ..‬ياريت لو عندي مسجل عشان اسجل كل كلمة تقولها‪..‬‬

‫افتر وراح داره بهدوء وهو يخب الرض من التعب‪ ..‬وفاتن اللي يمكن لول مرة تراقب او تناظر مساعد فترة‬
‫طويلة لحظت اشياء فيه‪ ..‬تراه نسخة مطورة من مريم وطوله غريب وعرض جسمه اغرب‪ ..‬ما يبين عليه‬
‫عمره ‪ ..‬لكن ضخامته اهي اللي تبين للناس انه كبير‪ ..‬اول ما شافته اهي عطته عمر الثلثين‪ ..‬لكنه قريب من‬
‫الثلثين‪ 27 ..‬عمر مو هين‪ ..‬لكن بصراحة تحركت فيها اشياء كانت ساكنة قبل تجاهه‪ ..‬مثل هالتوتر اللي‬
‫يصيبها لمن يناظرها بكل هدوء‪ ..‬تحس انه نظرته الباردة تعصبها‪ ..‬اهو ليش جذي؟؟ ليش يبين لي تملكه مع‬
‫انه يمكن في سبحانيته وما عليه مني ‪..‬‬

‫صوت البريق نبهها من سرحانها‪ ..‬ومسرع ما صبته في الكوب وحطت وياه جيس ليبتون‪ ..‬تمت تحركه‬
‫وتحركه واهي سرحانه ‪ ..‬وفي خاطرها لو انه ياكل شي عشان ما يبلع الدويه على الخالي‪ ..‬ومن غير أي‬
‫اكتراث زهبت له سندويج وشويه خبز ممسوح بزبد وشرايح برتقال عشان الفيتامينات‪ ..‬وحطت له البندول في‬
‫صوب وحملت الفكس في مخباتها وراحت الدار‪..‬‬

‫كانت منورة بهدوء عند الزاوية ومساعد مسند ظهره وكانه منسدح‪ ..‬ووحدة من ريله منطوية والثانية ممدوده‬
‫والجو الخانق مالي الغرفة‪ ..‬فتحت فاتن الباب بهدوء ودخلت بالصينية ومساعد اللي انتبه لها فتح عينه وشاف‬
‫انها يابت اكل بعد‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬مابي اكل بس ابي الدوا‬


‫فاتن‪ :‬دوا بل اكل مو زين‪ ..‬لزم الفيتامينات‪..‬‬
‫مساعد بسخرية‪ :‬خبري فيج علوم سياسية شلي حولج طب؟؟‬
‫فاتن بسخرية اكبر‪ :‬الظروف وما تستدعي‪..‬‬

‫سكت عنها مساعد وهو يسكر عيونه ومو قادر يتنفس‪ ..‬راحت فاتن وفتحت الدريشة بمستوى بسيط عشان‬
‫يدخل الهوا المنعش ولكن البارد‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬سكريها ناوية علي بالتهاب رئوي‪..‬‬


‫فاتن‪ :‬التهاب رئوي ول اختناق‪ ..‬الغرفه محتاجة تبديل في الهوا‪ ..‬دقايق واسكرها‪..‬‬

‫سكت مساعد لن كلمها صح‪ ..‬لكنها تقهر لمن تطلع عارفه لكل شي‪..‬‬

‫تمت واقفة والصينية جدام مساعد وما مسك ال البندول والجاي‪..‬‬

‫فاتن باعتراض‪ :‬آ آ آ آ آ‬


‫مساعد رفع راسه بضيج‪ :‬شنو؟؟؟‬
‫فاتن بابتسامة‪ :‬اكل قبل‪..‬‬
‫مساعد يرفع حاجب‪ :‬مابي ‪ ..‬شنو غصب اهو؟؟‬
‫فاتن‪ :‬أي ‪ ..‬غصب‪ ..‬يالله اكل‪..‬‬

‫رمى مساعد البندول وحمل شريحة برتقال واكلها بهدوء‪ ..‬وشكله عجبته‪ ..‬والثانية والثالثة‪ ..‬وشوي من‬
‫السندويج ‪ ..‬شرب الجاي ومن بعده البندول والماي‪..‬‬

‫مساعد بسخرية‪ :‬ها ماما‪ ...‬فرحانه‬


‫فاتن بابتسامة انتصار‪ :‬عفية على الشاطر‪good boy ..‬‬

‫بنقمة رماها نظرات اهي ابدا ما عبرته وظلت تمشي بفخر وكبرياء‪ ..‬وسكرت الباب بهدوء من وراه‪ ..‬حطت‬
‫الغراض بالمطبخ واهي تضحك من قلب عليه‪ ..‬صج انه ياهل‪..‬‬

‫مساعد كان للحين يراقب ظلها اللي اختفى عن عيونه‪ ..‬صج انها ياهل‪..‬‬

‫غطى روحه زين‪ ..‬وضرب على المخدة عشان تنتفخ‪ ..‬وريح نفسه عشان ينام‪..‬‬

‫فاتن طارت نومتها خلص‪ ..‬وراحت دارها من بعد ما نظفت المطبخ زين عشان تزهب لها بدلة تلبسها باجر‪..‬‬
‫لو كانت بالكويت جان اهي ومريم طقمو في العباية‪ ..‬لكن خسارة اهني ما تقدر تلبس عبايه‪ ..‬لكن ماشاء الله‬
‫ثيابها وايد محترمة ومحتشمة‪ ..‬تمت تنقي فيهم ومن زود اعجابها بهم ما قدرت تختار‪ ..‬الملبس كانت انيقة‬
‫وتنم عن ذوق‪ ..‬ذوق جراح وذوق مريم‪ ..‬اووويا عليهم هالثنين‪ ..‬متى يارب نفرح بهم‪ ..‬ياخوفي لو صار نصيبهم‬
‫من نصيبي‪ ..‬والله بنتحر‪..‬‬

‫وعشان هالثنين طلعت بدلتين‪ ..‬وحدة من اختيار جراح والثانية مريم‪ ..‬ولحظت ان اللوان تركب على بعض‪..‬‬

‫كانت بنطلون شاموا كحلي وعليه نوع من التنورة الحريرية بلون ازرق سماوي‪ ..‬والجاكيت للبدلة الثانية ازرق‬
‫سماوي عليه دواويح‪ ..‬لبستهم فاتن على بعض لقتهم ستااايل‪ ..‬وطلعت لها تي شرت كحلي ياقته رفيعه بس‬
‫بل اكمام ول اكتاف‪ ..‬وحطتهم على السرير‪ ..‬طبعا عندها من اللفافات اللي يسدها ويسد فريج‪ ..‬وطلعت‬
‫قفحية سماوية والشال كان ازرق‪ ..‬والكسسوارات ما تحبها لنها تحس بالحكة‪ ..‬والصندل كان كحلي والجنطه‬
‫كانت قطم بعد‪ ..‬وبجذي زهبت فاتن باحلى حلة‪ ..‬وباحلى شياكة‪ ..‬متى ايي الصبح عشان تلبس هالهدوم‪..‬‬

‫وبفرحة النتظار غفت فاتن ‪...‬‬


‫‪-----------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------‬‬
‫الكويت العصر‪..‬‬

‫كانت مريم في دارها تقرى في احد الملزمات اللي عطوهم اياه‪ ..‬تحضير عشان المشاركة‪ ..‬بصراحة الدراسة‬
‫كلش مالها طعم لمن تكون لحالها‪ ..‬صج سمية لزقة فيها اربع وعشرين ساعة لكن لو كانت فاتن موجودة‪..‬‬
‫جان انا اكثر وحدة مستانسة في هالدنيا‪ ..‬لكن وين القرادة قرادة لو لبسوها الماس والذهب‪..‬‬

‫تمت تقرى وتقرى واهي تطالع تلفونها‪ ..‬ول يتصلون ول يستحون على ويههم‪ ..‬الحين الوقت فير عندهم مااقدر‬
‫اتصل‪ ..‬لكن ياويلهم مني والله ل دوس في بطونهم‪ ..‬خل بس يرد مساعد‪ ..‬دواه عندي‪..‬‬

‫ال ونورة تدخل عليها الدار ‪ ..‬غريبة اليوم نورة في البيت‪ ..‬وامس بعد نامت عندنا‪..‬‬

‫نورة بصوت حزين‪ :‬قوة‪..‬‬


‫مريم باستغراب‪ :‬يقويج‪....‬‬

‫دخلت نورة وقعدت على السرير جدام مريم‪ ...‬لل نورة مو طبيعية‪ ..‬شكلها بتبجي؟‬

‫مريم‪ :‬نورو علمج‪..‬‬

‫وما قالتها مريم ال ونورة تنفجر بالبجي‪ ..‬شاب قلب مريم على اختها‪ ..‬اهي اللي فرحانة طول الوقت تصيح‬
‫مثل هالصياح الحين؟؟ شفيها؟؟ ليكون بس ريلها مختلف وياها؟؟؟‬

‫مريم تلوي على اختها‪ :‬نورو حبيبتي علمج؟؟ ليش تبجين؟؟ فيج شي؟‬
‫نورة‪ :‬مافيني شي؟‬
‫مريم‪ :‬عيل ليش تبجين‪..‬؟؟‬
‫نورة‪ :‬ماابجي‬
‫مريم‪ :‬عيل شنو هذا مطر الخريف؟؟ يالله تحجي شفيج‪..‬‬
‫نورة رفعت راسها وويها محمررررر من البجي‪ :‬مريم فيصل ما يحبني‪...‬‬
‫مريم بغباء‪ :‬شفيه؟‬
‫نورة‪ :‬فيصل ما يحبني‪ ....‬مايحبني‪..‬‬
‫مريم اللي بصراحة انقهرت‪ : ..‬نورة‪ ..‬قومي ذلفي دارج‪ ...‬ول تعورين راسي‬
‫نورة بصدمة‪ :‬مريم حرام عليج‬
‫مريم بعصبية‪ :‬عيل يايه لي بدموعج اللي تسجب الحر منج وتقولين لي فيصل ما يحبج‪ ..‬دارلينغ ماباجي على‬
‫زواجكم ال اسبوعين وين ما يحبج الريال ذايب فيج‬
‫نورة‪ :‬انا لحظته هاليام وايد شارد وكله متظايق واقل شي اقوله يزعله‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يمكن نفسيته تعبانة ول شي صاير له بالشغل‪ ..‬يمكن مريض ما تدرين‬
‫نورة‪ :‬بسم الله عليه ل تفاولين عليه‪..‬‬
‫مريم خاطرها تلخ نورة بكس‪ :‬يما انتي سالتيه شفيك شمافيك حياتي تعبان من شي‬
‫نورة‪ :‬قلت له وجان ينفجر في ويهي مافيني شي مافيني شي يعني ما يصير اسكت ما يصير اتظايق حرام‬
‫علي هذوج انتي تتظايقين معظم الوقات وانا ما الح عليج‬
‫مريم‪ :‬جووو الحمار‪ ...‬قال لج جذي؟؟‬
‫نورة بحزن كبير‪ :‬ايه‪ ..‬ويوم قلت له حالك مو عاجبني ‪ ..‬ايقول لي انا جذي‪ ..‬تبيني حياج الله ما تبيني ‪ ..‬كيفج‪..‬‬
‫مريم توسعت عيونها‪ :‬ل بالله قال جذي؟؟؟‬
‫نورة ما تكلمت وغابت في موجة بجي كبيرة‪ ..‬وما هان على مريم ان اختها تبجي جذي لن نورو على دلعها‬
‫وبياختها ال انها غالية وعزيزة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬نورو ل تبجين حبيبتي تراج قطعتي قلبي‪ ...‬صلي على النبي ومافي شي‪ ..‬ل تخافين‪..‬‬
‫نورة‪ :‬انا كنت خايفة من فترة كان في قلبي شك‪ ..‬لكن بكلمة هذا صراحة خلى الشك يتحول ليقين‪ ..‬مريم‬
‫بموت انا ماقدر اتحمل اكثر‪..‬‬

‫مريم‪ :‬صلي على النبي حبيبتي وما فيج ال كل الخير‪ ..‬بس بعد اهو صاج يعني يمكن متظايق ول في خاطره‬
‫شي وانتي ما سويتيه وليمكن انتي مسويه شي وما عجبه‬
‫نورة‪ :‬مثل شنو؟؟ والله انا ماسوي شي ال وياه وبرضاه‪ ..‬اصل الرياييل عوار راس اللي تحط بالها بهم تتعب‪..‬‬
‫مريم واهي تتذكر جراح‪ ..‬وابتسامته اليوم في الجامعة‪ :‬أي والله‪ ..‬تعب وعوار راس ولوووعه بعد‪..‬‬
‫نورة بحزن واهي تبجي‪ :‬لكن صدقيني ما برضى عليه ال لمن يقول لي شفيه‪ ..‬انا زوجته وجريب بعيش وياه‬
‫في بيت واحد يخبي علي اسراره وهمومه ‪ ..‬مو انا المفروض اكون كاتمة اسراره واكثر انسانة تفهمه في‬
‫هالدنيا‪..‬‬
‫مريم تلوي على اختها من ظهرها‪ :‬ويييييييي فديت العاااااجل انا والله اروح في خرايطها‪ ..‬حبيبتي ما عليج‪..‬‬
‫هذي فيس وتعدي ‪ ..‬ريلج يمكن خايف على عزوبيته ولفيه شي وانتي ماتدرين‪ ..‬بس انتي ل تعصبين وياه ول‬
‫تفتحين وياه حوارات وزعلي وبرطمي قد ما تبين لمن يستحي على ويهه اللي جنه يزرة واييج للبيت‪..‬‬
‫))قامت مريم جدام نورة وقعدت عند ريلها بطريقه سينيمائية((‬
‫يمسك يدج ويقول لج‪ ::‬سامحيني ‪ ..‬سامحيني يا اميرتي الغالية يا ذات العيون الشهلوية القوس قزحية‪ ..‬انتي‬
‫لمن تزعلين قلبي يزعلل‪ ..‬فل تزعلي يا عيوني لني اموت بزعلك‪.‬ز‬
‫نورة تسحب يدها بدلع‪ :‬مابي‪..‬‬
‫مريم تحوس عينها‪ :‬ماذا؟؟ مابي؟؟ ما هذه المابي؟؟ ويحك يا ابنه العرب؟؟ قولي ل اريد‪..‬‬
‫نورة واهي متسمتعة‪ :‬ما اريد‬
‫مريم‪ :‬اقول نورة انتي جم نسبتج في العربي؟؟ اكيد زيروو‬
‫نورة ‪ :‬ل وانتي الصاجة ماينس واااان ههههههههههههههه‬
‫مريم ‪ :‬ههههههههههههههههههههههه ايه ايه حلاااج وانتي تضحكين‪ ..‬مو بنت الدخيلي اللي اخر عمره الريال‬
‫يبجيها ويحزنها‪..‬‬
‫نورة‪ :‬صح كلمج‪ ..‬مو فصووول النتفه يبجيني‪ ...‬تراه مثل ما زعلني وزعلي غالي‪ ..‬يراضيني‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يا عيني يا ليلي‪ ..‬ماقدر انا الصراحة‪..‬‬
‫نورة تمسك مريم وتلمها‪ :‬عمري عليج مريم‪ ...‬يعل عيني ما تبجيج يوم اللي تبجي به العيون‪..‬‬
‫مريم اللي شاب قلبها من كلمه اختها‪ :‬عمري نورو‪ ..‬دموعج غالية يا بعدهم والله‪..‬‬
‫نورة‪ :‬زين انا بخليج وانتي ذاكري‬
‫مريم‪ :‬ان شاءالله‪ ..‬ومثل ما وصيتج‪ ..‬حقريه لمن يذوب‪..‬‬
‫نورة‪ :‬الذوب شويه عليه‪ ..‬لمن يسيح ويختفي عن الكرة الرضية ههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫راحت نورة عن مريم بعد ما فججت خاطرها ‪ ..‬لكن مريم ظلت مكانها تفكر في اختها‪ ..‬هذي اول مرة تزعل‬
‫نورة فيها من فيصل بهالطريقة ويتصرف معاها بهالشكل‪ .‬يا ترى‪ ..‬اهو في قلبه وحده ثانية؟؟ ول من صجه‬
‫عاف اختي؟؟؟ لكن ياويله لو سواها‪ ..‬مساعد بيدوس في بطنه وبيخليه يطلع الدللع من حلجه‪ ..‬لو سواها‬
‫صراحة‪ ..‬مو ريال‪ ..‬لكن نورو داهية ما يقدر عليها بتخلي روااانه يسيح عليها‪..‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫دخلت نورة دارها واهي كارهه الدنيا ‪ ..‬شافت اغراضها ميمعة في جناط كبار عند الباب‪ ..‬اكيد امي امزهبتهم‬
‫لي‪ ..‬لكن ان ظل فيصل جذي والله ل عرس بيصير ول هم يحزنون‪ ..‬انا صج كنت ابات وياه لكن اهو في دار‬
‫وانا في دار‪ ..‬وما جاسني ول شي‪ ..‬لكن الناس شبتقول‪ ..‬ياما حذرتني امي وكلمتني ومساعد وابوي لكن انا‬
‫حبي كان اعمى له ‪ ..‬لكنه سبال وما يستاهل‪ ..‬الكريه‪ ..‬الحمار‪ ..‬كل الرياييل حمير‪ ..‬ما يفهمون‪ ..‬علبالهم ل‬
‫حبتهم الحرمة خلص لزم يستغرون‪ ..‬لكن هين يا فيصل‪ ..‬ان ما وريتك‪..‬‬

‫قعدت على السرير ال والتلفون يرن‪ ..‬وكانت رنته‪ ...‬تمت تناظر التلفون وهو يصيح واهي ابد ما حركت‬
‫ساكن‪ ..‬وسكت التلفون بروحه‪ ...‬دقيقه طافت ورد اتصل ورن التلفون‪ ...‬وتم يرن ويرن ويرن ‪ ..‬يمكن فوق‬
‫ال ‪ 10‬مرات ونورة ما شالته‪ ..‬دخلت الحمام تسبح وطلعت والتلفون يرن‪ ..‬واخيرا‪ ...‬قررت انها تشيله‪..‬‬

‫نورة بصوت ملن‪ :‬الوو‪..‬‬


‫فيصل‪ :‬انتي وينج ما تردين على التلفون؟؟‬
‫نورة‪ :‬كنت مشغولة‪ ..‬نعم في شي؟؟‬
‫فيصل حس لها انها زعلنه لكن حركتها انها ما تجاوب يديده صراحة‪ :‬نورة ابيج في كلمة‪ ..‬من في بيتكم‬
‫الحين؟؟‬
‫نورة‪ :‬محد في بيتنا‪ ..‬انتظر ابوي ل رد وبعدين تعال‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬زين حياتي دخليني البيت لزم اكلمج‬
‫نورة‪ :‬ماابي اكلمك‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬نورة‪ ..‬اغزي ابليس‬
‫نورة‪ :‬انت اغز بليس فيصل‪ ..‬ومثل ما لوعتني هاليومين عليك بلوعك مثل الشي‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬اسف نورة والله اسف بس نفسي كانت ظايقة!! وما حبيت اظيقج وياي اكثر‬
‫نورة‪ :‬ل والله‪ ..‬تخليني ارد البيت وانا اتبجبج صبح وليل مو عارفة ل يمين ول شمال من الضيجة وتقول لي ما‬
‫تبيني اتظايق؟؟ صج ان طريقتك عجيبة وما منها طريقة‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬حياتي زين انا بييج الحين خلينا نروح البيت ونتفاهم‬
‫نورة‪ :‬ماكو تفاهم‪ ..‬لمن تستوعب اللي سويته فيني بينك وبين نفسك‪ ..‬يا فيصل انا زوجتك مو أي غريبة‪..‬‬
‫ولمن انت تخبي علي اسرارك بتدفعني انا بعد اني اخبي عليك اسراري‪ ..‬وجذي حياتنا ل راح تكون سعيدة ول‬
‫وضحة‪..‬‬
‫فيصل وهو يبتسم على كلمها‪ ..:‬وضحة؟؟ من هذي؟‬
‫نورة‪ :‬اخت سعيدة‪..‬‬
‫فيصل يضحك‪ :‬هههههههههههههه انزين طلي من دريشتج‪..‬‬
‫نورة باستغراب‪ :‬مالي خلق‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬زين طلي وشوفي حبيبج شلون متلزق يبيج‬

‫عقدت نورة حواجبها‪ ..‬وراحت عند الدريشة تشوف‪ ..‬ال وفيصل واقف عند سيارته الرنج ويطالعها من فوق‬
‫والتلفون معلق في اذنه‪..‬‬

‫نورة‪ :‬شمييبك؟؟ متى ييت؟؟‬


‫فيصل‪ :‬اصل انا هني من ثاني مرة اتصل فيج وما تردين علي‪ ..‬كنت متصل فيج ابي اعزمج على مكان جذي‬
‫نطلع فيه ونريح قلوبنا‬
‫نورة واهي تقعد‪ :‬ل ما بي اطلع وياك‪ ..‬ورد يا ولد الناس من محل ما ييت‪.‬‬
‫فيصل‪ :‬افاا‪ ...‬وهالعاشق الولهان السهران ليل البارح ما غفا جفنه ول تغطى بنوم‪..‬‬
‫نورة‪ :‬وييييييييي بياع حجي‬
‫فيصل‪ :‬ههههههههههههههههههههه مسموحة وبالحل بعد‪ ..‬يالله الحين تعالليلي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬نوووووووو ايم فيري سوري‬
‫فيصل‪ :‬مافهم انجليزي‪ ..‬تعالي واقولها بالعربي‪..‬‬
‫ماتت نورة في الغرفة وتسيحت منه‪ ..‬صج انه ل زعل زعل ول فرح يطير الواحد من عقله‪ :.‬دقايق‪ ..‬بس هااا‬
‫ما تطول‪ ..‬قول الي في خاطرك وانقلع‪.‬‬
‫فيصل‪ :‬انقلع‪ .‬انقلع ما فيها شي‪ ..‬بس طلعي انتي بالول‪.‬‬

‫سكرت نورة عن حبيب روحها واهي تتلبس بسرعة عباتها وشيلتها ‪ ..‬وبما انها توها طالعة من الحمام ما‬
‫حطت بويهها ول شي من الزينة ونزلت له تحت‪ ..‬وقفت وياه شويه واهي مادة برطمها ال ويد فيصل تسحبها‬
‫وتدخل السيارة من الصوب الثاني واهو وياها وعلى طول ‪ ..‬تحركو من مكانهم الى مكان ثاني‪ ..‬وين يقدرون‬
‫يتكلمون ويفضفضون عن روحهم براااااااااحة‪ ..‬وكل هذا كان جدام عيون مريم اللي لمعت بسعادة واهي‬
‫تشوف فرحة اختها بويهها‪..‬‬

‫الله يسعدج يا نورة ويسعدني ويسعد الكل في هالدنيا‪ ..‬السعادة حق شرعي ياتي مع الولدة يا ناس فاسعوا‬
‫الى سعادتكم‪ ...‬هههههههههه‬

‫السبب الحقيقي اللي خلى فيصل يتظايق نسبيا من نورة اهي مشاعره الجديدة وافكاره الغبية نوعا ما تجاه‬
‫زواجهم‪ ...‬كل رجل قبل الزواج يحس انه مقدم على خطوة جبيرة فلذا يحاول انه يتدارك هالغلط على حسب‬
‫تفكيرهم بانه يتوقف او انه يختبر الطرف الثاني بشدة الحب‪ ..‬ويمكن السبب الثاني اهي مشاعره الجديدة‬
‫تجاه مريم‪ ..‬يخاف منها لنها غريبة وما تشابه مشاعره لنورة حبيبة قلبه‪ ..‬ياترى هل راح تكبر هالمشاعر ول‬
‫تظل نزوة واحد جريب بيتزوج وخايف على عزوبيته‪...‬؟؟ الله يستر بس‪ ..‬لكن في غياب زوجته وحبيبته عرف‬
‫فيصل انه ماله بد من نورة وانها اغلى شي عليه في حياته‪ ..‬ول مريم ول مشاعر مراهقه تقدر تغير هالشي‪..‬‬
‫اذان الفجر في بوسطن‪..‬‬
‫قامت فاتن واهي تعبانة من الرقدة البسيطة اللي راحت فيها‪ ..‬حستها اعمق من النوم المتواصل المساعي‪..‬‬
‫لململت روحها بخفة وقامت من على السرير وطلعت من دارها‪ ...‬توضت ونسلت شعرها على خفيف وتوها‬
‫بتدخل دارها عشان تصلي‪ ..‬ال تلفت نظرها غرفة مساعد‪ ..‬يا ترى شحاله الحين؟؟ اكيد نايم وغاط في سابع‬
‫نومة‪ ..‬الكل ريحه والدوى خدره‪ ...‬عشان تطمن فضولها راحت وطلت على الغرفة من الباب‪..‬‬
‫وفتحت عيونها بصدمة يوم شافت مساعد نايم على السرير بل لحاف والعرق يزخ منه‪ ..‬وشكله كانه بيموت او‬
‫يحتضر‪ ..‬مسكت على قلبها ودخلت الدار بسرعة والظاهر ان الحرارة ارتفعت عليه و حالته جادت عن قبل‪..‬‬
‫قعدت على السرير يم ذراعه واهي تراقب حواجبه المعقدة بتعب وفمه المفتوح عشان يتنفس وخدوده‬
‫متوهجة من الحرارة‪..‬‬

‫مسكت يده بخوف واهي تهزها‪ :‬مساعد‪ ...‬مساعد‪ ..‬بسم الله عليك علمك؟؟‬

‫ما صحى مساعد ول فتح عيونه وظل مكانه ‪ ...‬خافت فاتن اكثر ‪ ..‬ل يكون بيصير فيه شي؟؟ يا ربي استر يا‬
‫رب‪..‬‬

‫راحت المطبخ على طول وملت ملة بالماي البارد شوي وحملت معاها فوط عشان الكمادات‪ ..‬وراحت الدار‬
‫بسرعة‪ ..‬قعدت عند سريره واهي تعاين ويهه التعبان المصفر‪ ..‬مسحت بكفها على جبينه تتحسس حرارته‬
‫شافتها عالية‪ ..‬مسكت على قلبها‪ ..‬قعدت تدور بين الدراج يمكن فيها ثرمومثر ول شي يقيس الحرارة‪...‬‬

‫ما لقت شي وتمت محتارة‪ ..‬غمست اول فوطة في الماي البارد وتيمدت اصابعها‪ ..‬عصرتها وحطتها فوق‬
‫جبين مساعد وهو يـتألم‪ ..‬عورها قلبها على شكله‪ ..‬يا ربي استرها ل يصيده شي‪..‬‬

‫وتمت جذي فاتن تحط الكمادات ول احترت تشيلها وتحط وحدة ثانية عشان تمتص الحرارة من جسمه‪...‬‬

‫صارت الساعة خمس ‪ ..‬ومساعد للحين حرارته مرتفعة شوي‪ ..‬بس ما تعرف فاتن شكثر بالضبط‪ ...‬قعدت‬
‫على الرض عند سريره بعجز‪ ..‬يا ربي الريال بيموت جدامي وانا ما دري شسوي وياه؟؟؟ يا ربي ارحمني‪ ..‬ما‬
‫عرف شسوي وياه؟؟‬

‫تمت فاتن تبجي من العجز اللي فيها‪ ..‬ما تدري شتسوي ويا مساعد عشان تخف حرارته‪ ..‬الصبح طلع عليهم‬
‫واهو للحين حرارته مرتفعة‪ ..‬ما قدرت تنام ول دقيقة‪ ..‬وتفكيرها كله تجاه هالرريال‪ ..‬وفجأة‪..‬‬

‫فتح مساعد عيونه بتعب وهو ينطق بشي‪ ..‬قامت فاتن واهي ترجع الخصلت ورى اذنها‪..‬تمسح دمعها واهي‬
‫تتقرب منه‪ ..‬شكله كان يعور القلب ويوجعه‪ ..‬تعبان ومعرق ويتحرك بظيق في مكانه‪ ..‬اكيد السخونة اهي‬
‫اللي مظايقته‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬مساعد‪ ...‬مساعد تسمعني؟‬

‫مساعد يتمتم بشي وهو يبلع ريجه بصعوبة‪..‬‬

‫فاتن وهي تتقرب منه بطريقة يمكن لول مرة تسويها‪ ..‬ويدها على صدره بخفة‪ :‬مساعد تكلم‪ ..‬قول شي‪..‬‬

‫مسك مساعد يدها بطريقة مفاجاة وبينت حرارة جسمه اللي انتقلت لفاتن برعشة‪..‬‬

‫مساعد بصوت ضعيف‪ :‬ابي ‪ ..‬ماي‪..‬‬


‫فاتن اللي كانت حواسها مشلولة بسبة لمسة يده‪ :‬ها‪...‬‬
‫مساعد يبعد يده عنها‪ :‬مااااي‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسح دموعها‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬ان شاء الله‪..‬‬

‫طلعت فاتن من الدار واهي تمشي للمطبخ‪ ..‬صبت كوب ماي وحسته بارد شوي‪ ..‬صبت نصه وحطت شوية‬
‫ماي دافي‪ ..‬وخذته لمساعد‪ ..‬عشان يشربه‪..‬‬

‫دخلت الدار وهي تمسك الماي بهداي عشان ل ينصب من يدها‪ ..‬لن خوفها وارتباكها دفع جسمها كله‬
‫للرتعاش‪ ..‬كأنها اهي اللي محمومة مو مساعد‪..‬‬

‫فاتن واهي تحط القلص‪ :‬خلني بس ارفعك ما تقدر تشربه وانت نايم على ظهرك‪..‬‬
‫مساعد ما اعترض ول شي لكن جثته كبيرة وثقيلة وفاتن هزيلة جدامه‪ ..‬لكنها مسكته من عند اكتافه وحاولت‬
‫ترفعه وظنت انها ارفعته لكن الجهد كان كله لمساعد لنها لو من اليوم لباجر ما بتقدر‪ ..‬فرفع نفسه شوي‬
‫واهو يحس بلمسات فاتن وباهتمامها الغريب ‪.‬‬

‫جدمت له الكوب‪ :‬سم‪..‬‬


‫مساعد بصوت تعبان‪ :‬بسم الله‪...‬‬

‫شرب الماي كله مرة وحدة وهو معرق‪ ..‬ومن التعب يده كانت ترتعش ومد الثانية عشان يسندها‪ ..‬وفاتن‬
‫تراقبه والدمع يلمع بعينها‪ ..‬خايفة عليه‪ ..‬بكل صراحة كلش خايفة عليه ل يصيده شي‪ ..‬الظاهر ان طبيعة فاتن‬
‫الطيبة الحنونة المحبة ردت في مثل هالظروف‪ ..‬يا ترى دايمة ول وقتية‪,,‬‬

‫بعد ما خلص مساعد من الكوب عطاه فاتن وهو ينسدح مكانه مرة ثانية‪ ..‬وفاتن تراقبه بكل حذر وترقب‪..‬‬
‫يمكن يطلب شي ثاني‪..‬‬

‫مساعد بصوت واطي‪ :‬روحي نامي‪ ...‬باجر وراج دوام‪..‬‬


‫فاتن بصوت باكي‪ :‬معليه‪ ..‬وقت المحاظرة متأخر‪ ..‬ل تحاتي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ابيج ترتاحين‪ ..‬روحي نامي وانا ان شاء الله بقوم‪ ..‬هذا كله عشان الحرارة تروح عني‪ ..‬ل تحاتين‬
‫فاتن واهي تكتم صيحة فيها‪ :..‬ل تحاتيني‪ ...‬انا مرتاحة جذي‪..‬‬

‫ابتسم مساعد ابتسامة خفيفة وهو مسكر عيونه وحط يده على صدره وردت حواجبه تعقدت للتعب الكبير‬
‫اللي فيه‪ ...‬ومع هدوء انفاسه حست فاتن انه نام‪ ...‬فقربت ويهها صوبه عشان تتأكد انه نايم‪ ..‬مو ميت‪ ..‬ويوم‬
‫سمعت انفاسه الهادئة بعدت ويهها عنه بحرج‪ ..‬ماتدري ليش حست انه مو نايم‪ ..‬بس مسكر عيونه‪..‬‬

‫احساسها كان في محله‪ ..‬لن مساعد ما يقدر ينام بسبب الحمى‪ ..‬ولكن انفاسه هدت لن العواصف اللي في‬
‫داخل جسمه سكنت بشوفه فاتن واهتمامها‪ ..‬ويوم قربت ويهها له شم عطرها وعبيرها الفتان وحس انه‬
‫خلص‪ ..‬لو يقدر يقوم قام‪...‬‬
‫****‬
‫فاتن اللي ظنت انها تقدر تواصل مع مساعد وتعتني فيه بنفس الوقت اكتشفت انها تحاول محاولت فاشلة ‪..‬‬
‫لنها بس حطت راسها على الكرسي الطويل اللي في دار مساعد على طول نامت ول تدري عن روحها‪...‬‬
‫ومساعد الثاني اللي خفت الحمى عنه شوي نام بعد مثل اليهال‪ ..‬وظلو الثنين في جوو ساكن ‪ ..‬ويمكن لول‬
‫مرة ‪ ..‬انفاسهم تعانقت بهدوء وحالمية‪ ..‬على عكس وضع اصحابها‪ ..‬وين الحرب والعداء والنفور سايد‪ ..‬لكن‬
‫مثل هالموقف اللي خلى من فاتن تحس بعجزها وقت ل طاح مساعد يغير فكرتها عنه‪ ..‬ومساعد اللي يظن‬
‫ان قلب فاتن تحجر عليه‪ ..‬هل من الممكن انه يغير تفكيره ويحط امال يا انها تشيله سابع سما يا ترميه‬
‫للرض‪..‬‬
‫من يدري‪ ...‬النتظار لنظرة الحب من فاتن‪ ..‬طويل ول قصير‪ ...‬؟؟؟؟‬

‫الجزء السابع عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------------‬‬
‫))في هذا الجزء ذكر العناصر الثانية او الشخصيات راح يكون بحت او قليل لن هذا اليوم يوم مهم بالنسبة‬
‫لفاتن وبالنسبة لحياتها ‪ ...‬شي يقدر انه يغير محور حياتها تمااااماا‪ ..‬لذا ل تستعجبوو لو ما قريتو شي عن‬
‫الشخصيات الثانية‪ ..‬وبتكتشفون شخصيات يديده((‪..‬‬

‫مساعد وهو يوقظ فاتن بظيج‪ :‬فاتن… فاتن اصحي… اصحي فاتن قومي جوفي الساعة جم الحين‪..‬‬
‫فاتن واهي تململ على القنفة الناعمة‪ :‬مااابي…‬
‫مساعد‪ :‬اوووف فاتن قومي تاخرتي ما عندج وقت تتزهبين‪..‬‬
‫فاتن واهي تغير مكانها عشان تتباعد عن مساعد‪ :‬ماابي ازهب‪ ..‬تعبانة‪,.‬‬
‫مساعد تظايق من قلب‪ :‬اوووه فاتن قومي وراج جامعة ‪..‬‬

‫انتبهت على كلمة جامعة‪ ..‬اي جامعة؟؟؟ تعال‪ ..‬اليوم اول يوم جامعي‪ ..‬شفيها راقدة للحين؟؟‬

‫فاتن وهي ترفع راسها وشعرها منثر‪ :‬الساعة جم‬


‫مساعد وهو يحس بدورة‪ :‬عندج ساعة عشان تزهبين يالله‪..‬‬

‫فاتن وهي تقوم بسرعة من مكانها‪ ..‬ناسية انها قظت الليل في دار مساعد‪ ..‬ويوم راحت عند الباب تذكرت‬
‫انه مريض‪ ..‬التفتت له شافته قاعد على الرض وساند راسه بده وشكله تعبان مرة ثانية‪ ..‬فراحت صوبه‬
‫بخوف‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬شخبارك الحين؟؟ احسن؟‬


‫رقع راسه وهو معقد حواجبه‪ :‬ل اليوم احسن عن امس‪ ..‬بس انتي روحي زهبي عشان اوصلج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل مايحتاج توصلني الجامعة قريبة ‪..‬‬
‫مساعد بظيج‪ :‬يعني بتروحين مشي؟؟؟؟؟ روحي زهبي بسرعة عن الكلم الفاضي‪..‬‬

‫رفعت فاتن حواجبها‪ ...‬هذا ليش يحاجيني جذي؟؟ صج انه ماعنده اسلوب في الكلم‪ ..‬هذا وانا مراعيته‪ ..‬صج‬
‫انه‪.....‬‬

‫فاتن‪ :‬اوكيه‪..‬‬

‫راحت دارها واهي معصبة ال مفووووووله عليه‪ ..‬هذا يصير ادمي؟؟ مثل مايقولون ذنب ال‪ ...‬ما تصير سيدة‬
‫لو شنو سوت الناس‪ ..‬خله يولي مثل ماييبي انا بغيت راحته اهو ما يبيها يصطفل‪..‬‬

‫طلعت من دارها وراحت الحمام‪ ..‬ظلت شوي لن الوقت مايسمح انها تسبح‪ ..‬اهي البارحة سابحة بالليل ل‬
‫ردت تشوف ‪ ..‬طلعت من الحمام ومساعد واقف عند الدريشة والضوء ساطع عليه‪ ..‬ووهج من الشمس‬
‫لمس عيونه وبين حلاااا لونها بعيونها‪ ..‬وهني فاتن وقفت مكانها‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬خلصتي؟ظ‬
‫فاتن‪ :‬ها‪ ..‬ايه خلصت‪...‬‬

‫وراحت عنه دارها واهي تمسك قلبها‪ ...‬عيونه غير عن مريم ‪ ..‬بالضوء يطلع لونها احلى!! ياريت عيوني جذي‪..‬‬
‫مو شفافه مثل الجزاز‪..‬‬

‫دخلت دارها ويا على بالها انها تتكشخ اليوم بما انه اول ايام الدراسة‪ ..‬رمت بعدة الماكياج على السرير‬
‫وحطت لها فاونديشن خفيف بلون المشمش يعطيها رونق مع انها مو قاصرة‪ ..‬سحب الكحل التركواز‬
‫ورسمت عينها من فوق‪ ..‬ومن داخل الكحل السود ولكن احتارت‪ ..‬اسود ول ابيض‪ ..‬اهي عيونها محتاجة‬
‫للتوسعة‪ ...‬رسمت العين من تحت بالتركواز ومن داخل البيض‪ ..‬وبينت عيونها روووووعة خصا ويا التضاد بين‬
‫اللون التركواز ويا البني ‪..‬لبست هدومها وحطت لها لب قلووس وردي ناعم بلمعة بسيطة‪ ..‬والرموش خلتها‬
‫لحالها بل ماسكرا ول شي‪ ..‬وكاهي في ظرف ‪ 20‬دقيقة زاهبة للجامعة‪..‬‬

‫طلعت بره الدار واهي تدور على مساعد‪ ..‬ولقته واقف عند الباب وبعد مسند راسه عند حد الباب‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬كاني زهبت‪..‬‬

‫رفع راسه مساعد بكل هدوء وعود عيونه للرض‪ ...‬ماصار له ثانية ال رفعها مرة ثانية بانبهار من اناقة فاتن‬
‫ومن جمالها‪ ...‬طبعا اهو ما خبى مشاعر العجاب وتم يناظرها مثل اللي مو شايف خير‪ ..‬وفاتن فقط ويهها‬
‫وصار مثل الطماط تنتظر الخ مساعد ينزل عيونه‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬علمك؟؟؟‬
‫مساعد وعيونه دايرة بسبب جمال فاتن‪ :‬بصراحة‪...‬‬
‫فاتن اللي خافت من ردة فعله‪ :‬شنو؟‬
‫مساعد‪ :‬اللون هذا‪ ..‬ليق عليج بالمرة‪..‬‬

‫حمرررررر ويه فاتن من اطراء مساعد‪ ...‬لكن ما زعلت ‪ ..‬بالعكس‪ ..‬رأي الريال في المرأة خصوصا في‬
‫حالت العجاب جميل ويعطي الثقة‪..‬‬

‫فاتن بحمرة‪ :‬شكرا‪...‬‬


‫مساعد ‪ :‬العفو‪ ...‬يالله انا انتظرج بره‪..‬‬

‫توه مساعد بيطلع ال ويضرب راسه في الباب من غير حواس‪ ..‬ويهزه من اللم وفاتن ماسكه فمها ل تضحك‬
‫عليه‪ ..‬وطلع مرة ثانية وشكله منحرج من اللي صابه واول ما اختفى عن فاتن ضحكت الخبلة على موقفه‬
‫وبلعت الضحكة بسرعة عشان ل يكتشف انها ضحكت‪..‬‬

‫ركبت السيارة يمه وهو مسرع ما غطى عيونه بالنظارات عن ل تبين نظرات الخلسة كل شوي لفاتن‪ ..‬وهي ‪..‬‬
‫بدت اعتصارات التوتر والضطراب تضرب معدتها‪ ..‬الخوف بدى يدب فيها وفي اوصالها‪ ..‬خايفة من التحديات‬
‫والمغامرات اللي راح تواجهها اليوم‪ ..‬حتى انها حست ان ملبسها ما تناسب الجامعة‪ ..‬اوووووووف يا ريتني‬
‫لبست غيرهم‪ ..‬بانطلون جينز وتي شرت صوفي ينفعون‪ ..‬بدلة كاملة وتركواز‪ ..‬يالحالة‪...‬‬
‫مساعد حس لظيج فاتن وتوترها لكن ما تكلم وياها لن جبده ليعة من المرض‪ ..‬صج ان الحرارة انخفضت‬
‫لكن اثارها للحين موجودة‪ ..‬جيوبه النفية مسدودة وما يقدر يتنفس‪ ..‬وعيونه ترمش للنوووم‪ ..‬اليوم ما يدري‬
‫شلون اوتعى عشان يقعدها من الجامعة‪..‬‬
‫كان متنرفز يبي كلينكس ويوم قعد من الفراش تم يناظر المكان‪ ...‬كان يظن انه بالكويت في داره وانصدم‬
‫يوم شاف ان المكان مختلف‪ ..‬تمت عيونه تدور تدور اكثر يمكن يكون حلمان ول شي‪ ..‬شاف فاتن نايمة على‬
‫القنفة واهي متلحفة باللحاف اللي عطاها اياها هذاك اليوم‪ ..‬ماصدق عيونه وتم يناظرها بعمق واهو يلحظ‬
‫نومها العميق‪ ..‬مثل اليهال‪ ..‬هههههه حتى انها تمد برطمها مثلهم‪ ...‬يا حلوها ويا حلها على القلب‪ ..‬مد يده‬
‫للبجورة عشان الكلينكس وشاف الساعة ان ما باجي على محاظرة فاتن – اللي هو حافظ توقيتها‪ -‬ال ساعة‬
‫او اقل يمكن‪ ..‬ففزع مكانه وراح صوبها وصار الي صار‪ ..‬لكنه عمره ما بينسى‪ ...‬ولو ان ظروفه ما سمحت‬
‫له‪ ..‬اعتنائها فيه البارحة‪ ..‬حتى انها كانت تبجي علي‪ ..‬هالنسانة تحيرني‪ ...‬بتقتلني بالسبيلين‪ ..‬كرهها العمى‪..‬‬
‫او اهتمامها الجبير‪ ..‬انا يعني ميت ل محالة‪..‬‬

‫يوم وصلو للجامعة ظلت فاتن قاعدة مكانها وعيونها مبققة على العداد الهايلة اللي تدخل الجامعة‪ ..‬انا بروح‬
‫هناك؟؟؟ مينونة ل بالله طار عقلي‪..‬‬

‫مساعد يكلمها‪ :‬فاتن‪ ..‬طالعيني‪..‬‬


‫التفتت له فاتن خوف‪ :‬ها‪...‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬هني يا فاتن احلمج‪ ..‬اهني يا فاتن خطواتج للمستقبل اللي انتي بنفسج بتبنينه‪ ..‬الساس يبدى‬
‫اليوم‪ ...‬والعمران السنوات اليايه انشاء الله ان الله احيانا‪ ..‬ل تخافين ول تحاتين‪ ..‬انتي قدها وقدود‪ ..‬ولو ابوج‬
‫اليوم هني جان قال لج نفس الكلم‪..‬‬
‫فاتن اللي حست براحة عظيمة بكلم مساعد‪ :‬بس بعدني‪ ..‬متوترة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بقول لج شغلة‪ ...‬اول يوم دراسي لي في جامعة اوكسفور‪ ..‬مو بس توترت‪ ..‬ههههههههههههههه ال‬
‫تكرمين ما فارجت الحمام‪ ..‬لكني قدرت على نفسي واخيرا ثبت هدوئي وطلعت ومشيت وطالعت جدامي ول‬
‫التفت لشي‪ ..‬الى ان وصلت للكلس وقعدت هناك‪ ..‬وتميت مثل اللوح ل التفت ول شي حتى ان رقبتي‬
‫عورتني ههههههههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه‬
‫يكمل مساعد‪ :‬لذا ما عليج‪ ...‬ل تسوين اللي سويته لكن حاولي ان نظرتج تكون جادة ومصممة‪ ..‬ل تهزج الريح‬
‫ول تبعدج عن دربج‪ ...‬حافظة رقم الكلس؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ايه كلس ‪b building-18‬‬
‫مساعد‪ :‬واسم المحاظر؟‬
‫فاتن‪ :‬جوناثان اركنسن‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬خووش‪ ...‬بس عيل‪ ..‬انتي ريدي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬فيري‪..‬‬
‫ضحك مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههه الله يوفجج وينور دربج‪ ..‬اقري لج جم سورة تثبت قلبج‪ ..‬وخلص‪..‬‬
‫نبض الشكر لمساعد في فاتن من اعماق قلبها‪ .... :‬شكرا‪..‬‬
‫مساعد اللي خفق قلبه من هالبنت‪ :‬العفو‪...‬‬
‫فاتن تاخذ نفس عميييييييق واهي تتشبث بكلمات مساعد المعاونة‪ ....:...‬الساعة جم بتيني؟؟‬
‫مساعد‪ :‬يخلص دوامج الساعة ‪...3‬‬
‫فاتن‪ :‬يمكن المحاظرات فصيرة بما انها اول يوم‬
‫يبتسم مساعد وهو يحس بالوهن بجسمه‪ :‬مادري‪ ..‬بس ماظن‪ ..‬على العموم انتي عندج جوالج‪..‬‬

‫تذكرت فاتن الي نسته‪ ..‬وحطت يدها على فمها من الصدمة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬نسيتيه؟؟‬

‫هزت فاتن راسها بعجب‪ ...‬يا الله عليها حركات تقهر‪ ..‬ال تبط الجبد‪ ..‬وحوست فمها بزعل‪...‬‬

‫مساعد ‪ :‬هاج جوالي‪ ..‬استعمليه وقت ما تحبين‪ ..‬وانا ل رحت البيت بدور جوالج وبستعمله‪ ..‬اوكيه؟‬
‫فاتن بحرج‪ :‬اوكيه‪ ...‬انزين انا بنزل الحين‪..‬‬
‫ونزلت فاتن من السيارة ومساعد ناداها‪ :.‬فاتن‪...‬‬
‫ردت له عند الدريشة‪ : ..‬هل‪...‬‬
‫مد لها مساعد الجوال بعجب ‪ :‬هذا هو الجوال‪ ...‬استعمليه‬

‫فاتن شوي وتضرب روحها بسبب غبائها‪ ..‬شفيها اليوم؟؟ تحس نفسها انها مو على بعضها‪ ..‬ما عندها تركيز ول‬
‫ادراك للي تسويه‪ ..‬اووووووووف يالله بالعقل‪..‬‬
‫فاتن بحيا وحزن‪ :‬شكرا‪...‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬العفو‪ ..‬تراها تصير في احسن العايلت‪...‬‬

‫ابتسمت فاتن لكنها ما فهمت اللي قاله مساعد‪ ..‬وتمت تمشي بعيد عنه وهي تحط الجوال في جنطتها‪...‬‬

‫مساعد ما فارقت عيونه ظل فاتن ال يوم ابتعدت وراحت‪ ..‬يا الله ‪ ..‬صج انه اليوم بهت يوم شافها بهالحلة‪..‬‬
‫اهي كانت انيقة يوم اييوون هني‪ ..‬بس ملمح الحزن كاسيتها ومكرهتها شوي‪ ..‬لكن اليوم‪ ..‬ول هالتركواز‪..‬‬
‫السماوي لونه المفضل‪ ..‬وهذا اللي خله يموت عليها من خاطر‪ ..‬فيها شي غريب اليوم‪ ...‬ماهي فاتن ام‬
‫لسان‪ ...‬اهي اليوم فاتن المرتبكة‪ ..‬فاتن الخايفة والمتوترة اللي ودها لو ترمي بهمومها على احد وترتاح‪...‬‬
‫لكنها ما تدري اني مستعد اكون لها هالحد‪ ..‬واخليها ترمي همومها مثل ما تبي بس اهم شي‪ ..‬انها ما تحرمني‬
‫من ابتسامتها الحلوة‪..‬‬

‫ابتسم مساعد وتحرك بسيارته لدرب الرجعة للبيت‪ ..‬وقلبه مع فاتن‪ ..‬يحميها ويهدئها عن الخوف اللي فيها ‪....‬‬
‫‪-------------------------------‬‬

‫جماعات متفرقة‪ ..‬اشكال غريبة وعجيبة‪ ..‬الوان واجناس ما تنعد ول تحصى‪ ..‬ضاعت بينها فاتن‪ ...‬تمشي‬
‫وبيدها ورقة الدليل للجامعة وتناظر الناس بخوووف‪ ..‬جماعات صافة نفسها عند بوابة الجامعة عشان‬
‫الشتراك في بيوت الخوية‪ ..‬ول نشاطات ثانية منها الرياضي والجتماعي والثقافي والدبي‪ ..‬ومنها للزياء‬
‫والناااقة‪..‬‬

‫تعجبت من اناقة البنات اللي في الجامعة‪ ...‬طبعا كلهم كانو اميركيات‪ ..‬وملبسهن غريبة‪ ..‬مشابهه لملبس‬
‫الصبيان‪ ..‬بعضهم كان يتحلى ببعض الناقة اما الباجيين يبين عليهم انهم هني عشان الدراسة والدراسة بس‪..‬‬
‫لكن اهي‪ ..‬مالت عليها جنها وحدة من العايلة الحاكمة بهالملبس‪ ..‬لو لبست الجينز والتي شرت الصوفي كان‬
‫احسن لها‪...‬‬

‫على كل حال تمت تمشي وتمشي وهي تدور مبنى ستانفود واهي محبطة لنها ما لقته‪ ..‬الجامعة واسعة‬
‫وجبيرة ويعيز الواحد يلقي فيها ال شي واحد‪ ..‬اوادم‪ ..‬اوادم ‪..‬و ‪ ...‬اوادم‪ ..‬لكن ما حطت في بالها وتمت‬
‫تمشي وتمشي وتمشي لمن لقت المبنى ‪ ...‬تنهدت براحة وفخر لنجازها‪ ..‬ناظرت الساعة لقتها ‪ 10‬و ‪45‬‬
‫دقيقة‪ ..‬ما باقي على المحاضرة على ربع ساعة‪ ..‬والحين مهمة البحث عن الكلس‪..‬‬

‫هالكلس كان مختلف لن المحاضر اللي فيه دكتور جبير او محامي مشهووور يدرسهم فيه‪ ..‬ما كان سهل انها‬
‫تسجل فيها لكن مساعد مادري شسوى عشان تلقى هالكلس‪ ..‬بصراحة جودة المواد الدراسية ونوعية‬
‫الدكاترة اللي سجلت وياهم خلت من جدول فاتن متميز بحد ذاته‪ ...‬واهني وقفت تتذكر مساعد وابتسامته‪..‬‬
‫تحيرت منه ومن تصرفاته‪ ..‬ل شعوريا حست بشعور الب اللي فقدته من مده‪ ..‬بصراحة والحق ينقال‪..‬‬
‫مساعد ما قصر وياها‪...‬‬

‫دخلت المبنى وياااااريتها مادخلت‪ ..‬الزحمةةةةة عامرة المكان والممرات وبعد تجمعات طلبية عشان بعض‬
‫النشاطات‪ ..‬لكنها ما انتبهت لها‪ ..‬ووقفت عند باب كلس كبير اشبه بالمدرجات ناظرت رقمه‪ ...‬اهو الكلس‬
‫اللي تبيه‪ ...‬وناظرت اللي بالداخل‪....‬‬

‫تكتلت بشرية بنات وصبيان وحريم ورياييل بهالكلس لاااااا يعدون ول يحصون‬
‫الي قاعد على الكرسي واللي قاعد على الطاولة واللي واقفين لن ما عندهم مكان‪ ..‬وهذا المنظر كان محبط‬
‫لفاتن بشكل ما تتصوره‪ ..‬يات متأخرة من جذي مو قادرة تلقى مكان تقعد فيه‪...‬‬

‫حوست ثمها من الظيج اللي جاسها بذيج اللحظة‪ ...‬ال بصوت يناديها‪ ..‬صوت حريمي‪..‬‬

‫البنت‪.…hey you.. lady in blue :‬‬

‫التفتت فاتن باستغراب‪ ..‬من اللي يناديها ‪ ..‬واشرت على روحها ‪ ..‬وكأنها تقول ‪ ..‬انا؟؟؟‬

‫البنت‪..yeah you.. come on over :‬‬

‫حملت فاتن كتبها زين ودخلت الكلس‪ ..‬وبدت التصفيرات واصوات العجاب والنظرات البايخة من الشباب‪..‬‬
‫اللي كان معظمهم من النجليز‪ ..‬وانزعجت من هالموقف لمن وصلت الى البنت اللي نادتها‪..‬‬

‫البنت‪ :‬يديدة انتي هني؟‬


‫فاتن اللي جنها ما تعرف عربي‪??sorry :‬‬
‫البنت‪ :‬اقول لج‪ ...‬يديدة؟؟؟‬
‫فاتن تعجبت البنت عربية‪ :‬ايه‪ ....‬انتي عربية؟‬
‫البنت بابتسامة‪..not showed right? I know :‬‬
‫اسمي هيام‪ ..‬وهذي تال‪ ..‬وهذي جيسي اميركية وابوها عربي‪ ..‬وهذا باكستر‪ ..‬اسمه كريستيان لكن باكستر‬
‫اسمه الثاني‪ ...‬وهذا مروان‪..‬‬

‫فاتن تناظر الجماعة باستعجاب‪ ..‬بنات وشباب‪ ..‬اختلط مريح بالنسبة لهم‪ ..‬يالعجب‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬تشرفنا‪...‬‬
‫مروان اللي كان شكله ما يريح شوي‪ :‬الشرف لنا ‪lady in blue‬‬
‫هيام‪ :‬وانتي شسمج؟؟‬
‫فاتن‪ ... :‬فاتن‪ ...‬الياسي‪..‬‬
‫هيام ‪ :‬حلووو اسمج‪ ..‬حياج الله قعدي ويانا‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ماكو مكان‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ل عادي من قاللج‪ ..‬معظم اللي هني مالهم سالفة بالكلس‪ ..‬هههههههه الدكتور هذا محد ياخذ له‪..‬‬
‫الناس تبي علمات ما تبي رسوب‪..‬‬

‫خافت فاتن من كلم هيام الغريب عن الدكتور‪ ..‬ياربي استرها‪ ..‬وفجأة راح بصر هيام عن فاتن للي وراها‪..‬‬
‫وبطريقة غريبة على فاتن لمعت عيون البنت‪ ..‬والتفتت فاتن للي تشوفه… وكان اهو…‬

‫وتقرب منهم الشاب شوي شوي واهو مو مصدق اللي يشوفه بعيونه‪ ..‬خطيبة مساعد معاهم في الكلس… و‬
‫شعرفها بهيام؟؟ اكيد نادتها الملقوفة‪..‬‬

‫مروان بدلل‪greetings greetings prince charming :‬‬


‫زياد‪ :‬هل فيكم‪) ...‬يناظر فاتن بعيونه الساحرة( ال معانا؟؟‬
‫فاتن بحيا واستغراب‪ ..:‬ل بس‪ ...‬نادوني وانا‪ ...‬عندي كلس هني‪..‬‬

‫زياد عشان يقول لها شي تقرب منها بطريقة خلت فاتن ترجع على ورى بسرعة وتضرب في ريل هيام اللي‬
‫قاعدة على الطاولة‪..‬‬

‫زياد‪ :‬ههههههههههههههههههه ما باكلج انا‪..‬‬


‫فاتن بغضب خفيف‪ :‬ل بس‪....‬‬
‫هيام بعصبية تجاه زياد‪ :‬البنت ما عندها هالحركات‬
‫زياد بابتسامة ساااحرة‪ :‬وانتي شعليج‪ ..‬ل يكون بس امها ول ادري؟‬
‫هيام‪ :‬الم العرابة عندك مانع؟‬
‫زياد‪ :‬ل عندي جاسم‬
‫هيام‪what ever :‬‬

‫وكل هذا جدام فاتن وعيونها اللي تلقط المواجهات بينها واهي ابد مووو مرتاحة لهالزياد‪ ...‬والنقاذ ياها‪..‬‬
‫الدكتور وصل واعداد هائلة من الناس طلعت من الكلس حتى اصدقاء هيام الغريبين الطوار طلعو بعد‪..‬‬
‫وظلت اهي وهيام وهذا الطويل‪ ..‬زياد‪ ..‬وعلى طول سحبتها هذي هيام تقعد صوبها جدام وزياد راح وراهم او‬
‫ورى فاتن بالكرسي مباشرة‪ ..‬عشان يقدر يراقبها ويراقب كلمهم مع بعض‪ ...‬البنت عاجبته يا ناس ومو قادر‬
‫يشيلها من باله‪ ..‬جميلة ولكن فيها شي احلى من الجمال‪ ..‬شنو؟؟ ما يدري‪ ..‬اليام بتثبت له هالشي‪..‬‬

‫وبدى الدكتور يشرح لهم عن نفسه وعن وظيفته وعن شخصيته وعن متطلبات المادة والمقرر‪ ..‬وبدى على‬
‫فاتن اللي انجليزتها كانت قوية لكن مصطلحاتها شوي بسيطة بالنسبة لهالدكتور‪ ..‬وهي تسجل اللي يقوله في‬
‫ورقة والظاهر انها الوحيدة اللي سوت جذي‪ ..‬وهيام تناظرها باستعجاب واستلطاف‪ ..‬حتى فاتن لسبب‬
‫غرريييب استلطفت هيام لن طبيعتها كانت جريئة وصريحة واللي في قلبها على لسانها ‪ ..‬كفاية انها انقذتني‬
‫من وحدة اول يوم جامعي‪ ..‬وانا اعرف هالوحدة‪ ..‬كريهه ومملة‪ ..‬ومحبطة‪ ..‬اوويا عليج يا مريم ليتج معاي‬
‫هني‪..‬‬

‫مثل ما توقعت المحاضرة ما طالت بس الواجبات المدرسية عشان اليوم الثاني او المحاضرة الثانية كانت‬
‫مستحيلة‪ ...‬قرائة ‪12‬صفحة عن القانون الفلني‪ ..‬وتحضير قضية المحامي الفلني والقضية الفلنية‪ ..‬خلت مخ‬
‫فاتن يفتر‪ ..‬وطلب منهم الدكتور لب توب‪ ..‬عشان التواصل السريع بالنترنت‪ ..‬وعلى جذي‪ ...‬انتهت‬
‫المحاضرة وطلع الدكتور من الكلس‪ ..‬ووراه الطلب‪ ..‬وتمت فاتن مكانها تفج ورقة الجدول عشان المحاضرة‬
‫الثانية ومكانها‪..‬‬

‫هيام اللي كانت واقفة عندها‪ :‬متى عندج المحاضرة الثانية؟؟‬


‫فاتن‪ :‬بعد ‪ ...‬ساعة يمكن‪..‬‬
‫زياد ينط عليهم‪ :‬حلووووووو انا بعد ما عندي شي ال بعد ساعة‬
‫هيام بظيج‪ :‬وانت من عزمك‪ ..‬يالله فاتن تعالي معاي‬
‫زياد بسخرية‪miss j :‬‬
‫هيام تلتفت له بعصبية‪ :‬مو شغلك‪ ...‬يالله فتوووووون‬
‫زياد يكلم فاتن‪ :‬فاتن تبين اتيين ويانا؟؟‬
‫فاتن بحيا‪ :‬ل‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههههههه خليني اقول لج بالول وين‬
‫هيام‪ :‬البنت ما تبي شنو بالعافية؟؟؟‬
‫زياد وهو يمطط جسمه ويسند راسه بيده‪ as you want miss j :‬بس ل تيونني تقولون لي ودنا وخذنا وتعال‬
‫بنا‪ ..‬تراني احذركم‪..I don't have time for pranks ..‬‬
‫هيام‪ excuse me :‬ل ينط لك عرج مو محتاجين لك ‪ ..‬صح فاتن‬
‫فاتن اللي ما تدري تجاوب بأي ول لء‪ : ..‬مادري‪..‬‬
‫هيام وهي تسحبها لبره الكلس‪ :‬أحسن بعد‪....‬‬
‫قبل ل يطلعون نادى زياد على فاتن‪ :‬فااتن‬
‫التفتت له المسيجينة‪ :‬نعم؟؟‬
‫زياد‪welcome to real world :‬‬

‫مافهمت فاتن شكان قصده‪ ..‬يمكن اهو حس لها انها ضايعة من صج‪ ..‬ضايعة بهالعالم اللي اهي ما تعودت‬
‫عليه‪ ..‬عالم فوضوي غريب وعجيب‪ ..‬اهي متعودة على الروتين والرتابة بالثانوية وبالمتوسطة وبالبيت وكل‬
‫شي‪ ..‬لكن هني‪ ..‬كل شي متغير وكل شي غير اعتيادي والوحدة ذابحتها‪ ..‬صج ان هيام تدلها وتمشيها معاها‬
‫لكن‪ ...‬الغربة شي كريه‪ ..‬وخصوصا في أماكن العلم‪ ..‬لكن يالله مردها بتتعلم‪ ..‬وفي خاطرها ياها انها تكلم‬
‫امها‪..‬لكن الحين وقت الفير عندهم‪ ..‬اااه عليج يمه‪ ...‬تولهت عليج‪...‬‬

‫قعدو عند كراسي مجابلة للصالة الرياضية في الجامعة‪ ..‬وهيام هناك اجتمعت بشباب اكثر واكثر‪) ...‬اقصد‬
‫بنات وصبيان( واول ما سوته اهي التعريف بفاتن‪ ..‬اللي ابتسمت لهم بكل حيا وما نطقت بكلمة وحدة‪ ..‬وحدة‬
‫من البنات النجليز قامت لها وباستها مثل ما يبوسون العرب وهذا الشي احرج فاتن اكثر عن قبل لكن البنت‬
‫الميركانية كانت حلوة وحبوبة‪ ..‬وبعدين رجعت وقعدت يم شاب مليييييح‪ ..‬كان اسمر وله رسمه حواجب تذبح‬
‫وعيونه لوزية ووجناته مرسومة بويهه والشوارب خط كلسيك‪ ...‬ونظرته فيها شوي من الحراج لفاتن لنها‬
‫تمت تناظره بطريقه تفحصية‪ ...‬والميركانية اللي وياه النقيض له‪ ..‬اكيد خليجي‪ ..‬قلبي يقول جذي‪..‬‬

‫هيام‪ :‬أعرفج على القااانق )العصابة( هذي )من اليسار لليمين( نينا‪ ,‬واللي باستج كريستي ‪ ,‬وهذا عبدالرحمن‬
‫طالب سعودي بجامعتنا‪ ..‬شاعر ويتحدى روبرت أي فروست‬
‫عبد الرحمن بصوته الرخيم‪??shut up :‬‬
‫هيام‪ :‬هههههههههههههههههههه اوكي اوكي‪ ..‬وهذا ناجي سوري الصل وعنده الجنسية الميركية‪ ..‬وعزت وناهد‬
‫وفاطمة من المغرب وهذا‪) ..‬واحد زنجي( تي بول‪ ...‬ترافس بولكشير‪ ..‬من ساوث كارولينا‪..‬‬
‫تي بول‪ :‬مرهبا ‪...‬‬
‫فاتن تبتسم له بعذوبه‪ :‬مراحب هههه‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههه يتكلم عربي‪and guys the lady in blue is faten ...‬‬
‫عبد الرحمن بنظرات ساحرة‪ :‬عاشت السامي‬
‫فاتن بحيا‪ :‬عاشت ايام‪..‬كم‪..‬‬
‫تي بول قام وكانه يمسك على قلبه‪faten faten beautiful name what does it means :‬‬
‫فاتن‪it means charm :‬‬
‫عبد الرحمن‪) like zyad prince charming :‬بغمزة لهيام(‬
‫‪Right hyam‬‬
‫هيام‪go to hell :‬‬
‫عبد الرحمن وكريستي‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫بسبب عصبية هيام المتكررة لمن تسمع اسم زياد ولمن تتواجد معاه في مكان واحد حست فاتن ان بينهم‬
‫شي‪ ..‬يمكن عداوة او محارب‪ ..‬ما تدري لكن اهي شعليها‪ ..‬اهي بس بتهز راسها اما الكلم بتتجنبه‪ ..‬وتمت‬
‫تناظر الناس ولقت نظرات عبد الرحمن تكتسحها من عاليها لسافلها‪ ..‬وانقهرت صراحة‪ ..‬من المفروض يعني‬
‫مثل ما تكلمو وشافت اهي بعيونها كريستي اهي رفيجته ‪ ..‬وجليل حيا صراحة شلون يطالع الناس‪ ...‬سبال‬
‫واحد‪..‬‬

‫هيام‪ :‬اوكي قاااااااااااايز ‪I'm leaving now with lady in blue so I can show her the university‬‬
‫‪and the campus in a direct sight‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬شوي شوي عليها يا هيام تراها جديدة وما لها خلق لسوالفك‬
‫هيام‪ :‬انت اسكت ول تتكلم وكريستي حطي بالج عليه‬
‫كريستي بعربية حلوة‪ :‬ما اليك منه‪ ..‬ماسكته من رقبته‪..‬‬

‫استعجبت فاتن ان البنت تتكلم عربي ومن استعجابها ضحكت هيام عليها واهي تودع الشباب‪ ..‬وتمشي ويا‬
‫فاتن بعيد عن القروب لنها لحظت اقتراب زياد منهم‪..‬‬

‫هيام‪ :‬شرايج في الجامعة لحد الن‪..‬‬


‫فاتن بنظرة استحاله‪ :‬مااااااااااااااادري صراحة مخي تشوش‬
‫هيام‪ :‬هههههههههههههههههههههه أي نو أي نو‪ been there done that ..‬وانا بعد مثلج كان معاي اللي خلني‬
‫احس ان اول يوم جامعي يوم مشوش‬
‫فاتن‪ :‬من؟؟‬
‫هيام بحزن وبظيج‪ :‬هذا اللي اسمه زياد‪ ..‬اهو كويتي‪ ..‬واظنج كويتية بعد؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ايه‪..‬‬
‫هيام‪it figures :‬‬
‫فاتن‪ :‬وانتي؟؟‬
‫هيام‪ :‬انا بحرينية‪ ...‬بس ابوي دكتور في الجامعة هني و عشت يمكن ‪ 10‬سنوات ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اهاا‪ ....‬وهالقروب‬
‫هيام‪ :‬بعضهم اعرفهم من الثانوية وبعضهم توني هني بالجامعة‪ ..‬بتستغربين لحجم العرب اللي يدرسون‪ ..‬لكن‬
‫مو كلهم مستعدين لهالنوع من التجمعات‪ ..‬بالعكس احنا نشوفها شي زين عشان الروح والتضامن العربي‬
‫فاتن بابتسامة وهي توسع عيونها‪ :‬أي الظاهر ان الكل مستعرب‪ ..‬حتى الميركانية‬
‫هيام‪who Christy?? She is a dolll :‬‬
‫كريستي هذي تعلمت عربي عشان خاطر عبد الرحمن‪ ..‬جفتيه؟؟ اللي عيونه حلوة ونظراته ما منها فايدة‪..‬‬
‫هذا سعودي ‪ ..‬لكنه بصراحة يا فاتن رجل بكل معنى الكلمة‪ ..‬شاطر وينجح في ككل المواد وينجح كل‬
‫الشباب‪ ..‬عنده استعداد لي شي‪ ..‬مغامر درجة اولى‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬لكن؟‬
‫هيام‪ :‬شفتي زياد صح‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬ايه شفته‬
‫هيام ‪ :‬عبد الرحمن وزياد روح بجسدين‪ ..‬يعني كل واحد يعرف عن الثاني كل شي ‪ ..‬مغرورين لكن لهم‬
‫الحق‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وانتي؟؟‬
‫هيام‪ :‬آنه؟؟ شفيني؟؟؟‬
‫فاتن بنظرة تفحص‪ ... :‬ول شي‪..‬‬
‫هيام‪ :‬نو نو صج شفيني؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬شعندج ويا زياد؟؟‬
‫هيام‪ :‬انتي بعد لحظتي؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬هههههههه الشي مو غريب او انه مو مألوف عشان ما يتلحظ‪ ..‬يبين ان بينكم كيمستري!!‬
‫هيام‪ :‬ال متفجرات‪ ..‬انااكرهه ‪ ..‬لكني احبه اكثر من روحي‪ ..‬واهو مغرور‪ ..‬وجايف نفسه علي‪ ..‬يغيضني طول‬
‫الوقت وعلباله اهو ‪ prince charming‬البنات هني لزقة فيه واهو ابد مالت عليه مايحس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وانتي ليش تحبينه دامنج تعرفين انه جذي؟‬
‫هيام‪ :‬بس‪ ..‬مزاج‪ ..‬اليوم احبه باجر اكرهه‪ ..‬هاي الشي صار عادي عندي‬
‫فاتن تبي تغير الموضوع‪ :‬آآآآآآآه يوعانه‬
‫هيام‪ :‬سكتي انا حد امي يعانه‪ ..‬شرايج نروح ناكل شي؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬اكيد‪...‬‬
‫هيام‪ :‬اوكييييييييييك‪..‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬

‫وصل مساعد البيت وهو يحك عيونه‪ ..‬يحسها منملة وكأنها محتاجة للنوم لكن ما كان عنده استعداد ينام‪..‬‬
‫يمكن بينسدح شوي لكن النوم‪ ..‬نو واي‪ ..‬راح عند المطبخ وهو يفرك شعره ويفتح الثلجة‪ ..‬لقى فيها نوع‬
‫العلبة المغطية‪ ..‬فتحها وشاف ان فيها سندويشات باردة وابتسم طلعها من الثلجة وحطاها بالمايكرووييف‬
‫عشان تسخن‪ ..‬فصخ الجاكيت ورماه على القنفة القريبة من المطبخ‪ ..‬وتم واقف ينتظر السندويش وهو‬
‫يفكر‪ ..‬يا ترى شخبارها الحين؟؟؟ شمسوية؟؟ اكيد ضايعة‪ ..‬ياريتني ما خليتهاو قعدت وياها‪ ..‬لكن شبتحس‪..‬‬
‫اني من صج سجانها وحابسها‪ ..‬لكن ما عليه‪ ..‬بتتعود‪...‬‬

‫رن المايكروويف وطلع مساعد السندويش منه وحمل له عصير وبندول وراح عند التلفزيون قعد ياكل‪ ..‬باب‬
‫غرفة فاتن كان مفتوح ومثل علبة الشوكول اللي تنادي الواحد عشان يمد يده وياكل منها‪ ..‬واهو يحارب‬
‫شعوره انه يدخل ويدور فيها ويشوف‪ ..‬يتعرف على شخصية فاتن من خلل اغراضها الشخصية‪ ..‬لكن شنو صج‬
‫ما كو حيا ماكو احترام للخصوصيات‪ ..‬زين اهي زوجتي مو أي غريبة‪ ..‬ل يكون انا بعد دخلت هالسالفة في‬
‫بالي ان مالي شغل فيها‪..‬‬

‫ما كمل الساندويش وتم يحوس في الصاله يلعب في كل شي وبا ب الغرفة مفتوووح بطريقة مغرية‪ ..‬راح‬
‫عند الدريسر اللي يم الحمام يطالع شكله‪ ..‬صج انه لوعة‪ ..‬جو المرض شسوى فيه‪ ..‬لكن معليه كلها جم يوم‬
‫ويرد مساعد ‪ ..‬طول شعره عاجبه‪ ..‬شكله هالمرة بس بيخفف من تحت‪ ..‬وبيخليه يطول شوي‪ ..‬لمتى القصة‬
‫الحربية على قوله مريم ههههههههههههههه‪ ..‬والله اني اشتقت لها بس الحين الناس وقت‪ ..‬بنتظر لبعدين‬
‫وبتصل فيها‪..‬‬

‫تم يحك لحيته اللي ظهرت وهو متملل منها‪ ..‬يحلقها ول يخليها‪ ..‬ما يدري‪ ..‬باب الغرفة مشوشه ومو مخلي له‬
‫المجال انه يفكر في شي ثاني‪ ..‬لكن انا اقوى منه وبنشوف ‪ ..‬من اقوى يا باب‪..‬‬

‫راح داره وسحب له الفوطة وطلع عشان يدخل الحمام‪ ..‬وقبل ل يدخل راح عند باب غرفة فاتن وعشان ينهي‬
‫هالصرااااح سكره وانهى الفتحة الموجودة بكل اغراء له‪ ..‬دخل الحمام وهو مبتسم علباله ان صراعه مع باب‬
‫غرفة فاتن انتهى‪..‬‬

‫وفي الحمام فكره ما راح عن الباب‪ ..‬لزم لزم يفتحه لو شنو صار‪ ..‬وبس خلص السبوح طلع وعلى طول‬
‫لغرفة فاتن وهو لف الفوطة‪ ..‬فتح الباب وارتاااااحت نفسه‪ ...‬شاف ان الغرفة مريحة بشكل وهادئة بطريقة‬
‫رائعة‪ ..‬تناسب فاتن بكل الزوايا‪ ..‬دخل داخل الدار وهو يفتح الليت اللي يم الباب وكان عبارة عن مصباح‬
‫معلق على الطوفه‪ ..‬مشى داخل الدار وهو يرفع التي شرت الوردي اللي لبسته فاتن باول يوم‪ ...‬يوم اللي‬
‫لمس خدها‪ ...‬ماحبه هالتيشرت ذكرياته لوعه‪ ..‬ورماه على الكرسي‪..‬‬

‫مشى اكثر صوب خزانة الملبس وشاف ان فاتن ماشاء الله عليها مستقرة واهو اللي اغراضه للحين في‬
‫الجناط ما طلعها‪ ..‬تم يناظر الثياب وشافها انيقة وبسيطة او بعضها يتكون من اكثر من قطعة وخلها تصير‬
‫متكلفة شوي على بنت مثل فاتن‪ ..‬اكيد مريم‪ ..‬هذي الملبس من ذوقها اهي ونورة‪..‬‬

‫ترك الملبس والتفتت على علبة بنية خشبية حلوة لماعة‪ ..‬حملها بين ايده وفتحها لقاها تطلع موسيقى‪ ..‬ومن‬
‫داخلها طقم ذهبي يوم معن النظر فيه عرفه‪ .‬هذا الطقم اللي شريته لها بيوم الخطبة‪ ..‬كان عبارة عن سلسلة‬
‫ذهب ويتدلى منها قلبين متلزقين‪ ..‬واحد تحت والثاني فوق وكانه يمسكه عن ل يطيح‪ ..‬اهو بالعمد اختار‬
‫التشكيلة عشان يبين لفاتن انه راح يكون متواجد لها بكل الظروف‪ ..‬وما يدري جانها فهمت ول لء‪ .‬الظاهر‬
‫انها مافهمت لنها كانت جاسية بالونة الخيرة‪..‬‬

‫قعد على سريرها وتوه بيفتح العلبة من تحت ال عبير فاتن اللي شماه ليلة البارحة يهاجم حاسة الشم عنده‪..‬‬
‫تم يتشمم الريحة ويحااول يتبع مصدرها‪ ..‬حرك الغراض المرمية على السرير ولقاها‪ ..‬زجاجة عطر وردية‪..‬‬
‫اسمها شاليس ‪ ..1946‬الظاهر انه عطر جديم‪ ..‬او معتق او شي جذي‪ ..‬صج لن الريحة شوي كلسيكية‬
‫وحلوة‪ ..‬حطاها عند خشمه يشمها‪ ..‬وضاع في العبير‪ ..‬ضحك على روحه وردها مكانها‪ ..‬تحرك من مكانه‬
‫للدريسر اللي يم الكبت‪ ..‬اغراض واغراض ل تعد ول تحصى‪ ..‬اوراق واقلم وشياشي عطور صغيرة ودهن‬
‫عود‪ ..‬اخذ منه وحط له تحت اذنه لنه اهو مغرم بالعود ‪ ..‬والله شي حلوو قاسم مشترك‪ ..‬والله هذا ثاني‬
‫واحد لو حط باله مساعد لن فاتن مينونة شوكول مثله‪..‬‬

‫لقى التلفون على علبة مجوهرات ثانية عند الدريسر ‪ ..‬حتى تلفونها يا ناس ناعم ورقيق‪ ..‬ويناسب شخصيتها‪..‬‬
‫وفيه نوع من الكسسوار اللي يتدلى بحرف ال ‪ f‬ووراه فراشه ملونه‪ ..‬حمله معاه لبره الغرفة وبصعوبه شال‬
‫نفسه من الغرفة‪ ..‬وقبل ل يطلع تذكر شي لفت انتباهه‪ ..‬ورد للدريسر مرة ثانية‪ ..‬فتح الدرج اكثر اللي كان‬
‫شبه المفتوووح وطلع منه صور مربطة ببعضها بخيط اصفر حريري‪ ..‬فجاها لقاها صور لفاتن واهي صغيرة‪..‬‬
‫ووحدة شكلها يديدة‪ ...‬ردهم كلهم ال وحدة‪ ...‬كانت فاتن فيها بل حجاب واهي تبتسم وشادة على عيونها من‬
‫الشمس‪ ..‬ما كانت تناظر اللي يصورها‪ ..‬عيونها على شي ثاني والشعر مغطي جبينها واهي تسحبه‪ ...‬ترده‬
‫لورى يمكن او ترتبه‪ ..‬شي في هالصورة بعثر مشاعر مساعد يمين وشمال‪ ...‬كل ما ايي له يغوص اكثر واكثر‬
‫في فاتن وفي جمالها ورقة احساسها‪ ..‬اهي ما كانت جميلة بالمعنى اللي يهز المشاعر‪ ..‬لكن فيها شي‪ ..‬اينن‬
‫الصاحي‪ ..‬ويعقل المينون‪ ..‬شي يعقد ويفج العقد‪ ..‬تناقضات‪ ..‬كفاية بشرتها ولون شعرها‪ ..‬شخصيتها‬
‫وحجمها‪ ..‬التناقص بعينه‪..‬‬
‫رد الصور ولفها ال الصورة الي عجبته‪ ..‬وراح داره بعد ما سكر الباب بهدوء‪ ...‬دخل داره وسكر الباب وحط‬
‫الصورة عن البجورة يم الساعة‪ ..‬وتم يناظرها‪ ..‬وابتسامة الحب تكسو ملمحه‪ ..‬يا ترى لو كانت فاتن تناظر‬
‫اللي يصورها‪ ..‬الصورة اختلفت‪ ..‬معانيها توسعت ول ظاجت‪ ..‬بتبين عادية ول هم نفس الغموض‪ ..‬ما يدري‪..‬‬
‫ااااه عمره ما حب الحيرة ول قلة الفهم لكن في مثل هالظروف‪ ..‬كلمة ما ادري اهي عزاه الوحيد‪ ..‬عشان‬
‫يعذر حالته النفسية‪..‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫فاتن وهيام في كافتيريا‪..‬‬

‫تمت هيام تناظر فاتن بتفكير طويل وعميق‪ ..‬هذي البنت من اول يوم يات واستحوذت على اهتمام الكل‪..‬‬
‫حتى اهتمامي‪ ..‬ليش؟؟ ماادري‪ ..‬بس فيها شي غريب ومهم يمكن انا ابي اعرفه‪ ..‬اكيد ابي اعرف شنو طبيعة‬
‫علقتها بزياد‪ ..‬لني لحظته شوي عادي وياها واهي – مع انها ما بينت‪ -‬وكان بينهم معرفة‪ ..‬مادري صراحة‬
‫لزم اعرف منها شعلقتها فيه‪ ..‬يمكن من اهل ويمكن من انساب ويمكن ويمكن‪ ...‬بخوف نزلت راسها هيام‪..‬‬
‫يمكن يحبون بعض‪ ..‬او بينهم علقة حب وغرام‪ ...‬والله بموت انا ‪ ..‬بموت والسبب انت يا زياد‪..‬‬

‫فاتن تناديها‪ :‬هيام‪ ..‬علمج ساكتة؟‬


‫هيام واهي تنزل الساندويش من يدها‪ :‬مافيني شي بس‪ ..‬شبعت‪..‬‬
‫فاتن تناظرها‪ :‬ماشاء الله عليج ما كلتي شي‪ ..‬علمج؟‬
‫هيام بظيج‪ :‬مافيني شي فاتن‪...‬‬

‫سكتت فاتن‪ ..‬لن ملمح هيام بدت توضح ونوع اللي تقول لها انها ما تبي تتكلم اكثر‪ ..‬واهي بعد نزلت‬
‫الساندويش لنها بصراحة اكلت وايد‪ ..‬وشبعت‪..‬‬

‫هيام بصوت خايف ومتوتر‪ :‬فاتن بسالج سؤال بكل صراحة وابيج تجاوبيني عليه؟‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬شفيج؟؟؟ اسأليني زين؟‬
‫هيام‪ :‬انتي وزياد تحبون بعض صح؟‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬انا ومنو؟؟؟؟؟؟؟؟ شفينا؟؟؟‬
‫هيام وشوي تبجي‪ :‬انتي وزياد تحبون بعض ‪ ..‬ول بينكم علقة او هيستوري صح‬

‫فاتن اللي بصراحة تظاااايقت للخر من هالكلم‪ ..‬هذا واهي تحاول تحشم نفسها والناس تشك فيها‪..‬‬
‫شهالوادم اللي مخها يبيله فلش‪ ..‬هبت فاتن على ريلها وعلى طول بتمشي عن هيام بسبب القهر‪...‬‬

‫هيام تلحقها‪ :‬فاتن وين رايحة؟‬


‫فاتن بظيج‪ :‬وراي محاظرة عن اذنج‬
‫هيام‪ :‬زعلتي صح؟‬
‫فاتن وهي ما تناظرها بالعيون‪ :‬ل ما زعلت بس انتي ما عندج سالفة‪ ..‬انا ما بيني وبين زياد أي شي‪ ..‬زياد من‬
‫معارف زوجي وبس‪...‬‬
‫هيام بصدمة‪ :‬هاا‪...‬‬

‫وبهاللحظة فلتت فاتن من يد هيام ومشت عنهاا‪ ..‬والثانية واقفة بصدمة‪ ..‬فاتن متزوجة‪.‬؟؟؟ ما يلوووووووق‪..‬‬

‫وفاتن تمشي بقهر وشويه ظيج في ممرات الحرم وهيام تلحقها‪ ..‬واهي ابد مو ماعطتها ويه خير شر‪ ..‬هذي‬
‫اخر الثقة في الناس ول باول يوم شوفي شلووون عطتج اياها في ويهج‪ ..‬مو لله عشان هالمادري شسمه‪..‬‬
‫أي زياد‪...‬‬

‫هيام توقفها‪ :‬شفيج انتي اناديج من نص ساعة ما تردين علي‬


‫فاتن‪ :‬فوضى ما قدرت اسمعج‬
‫هيام ‪ :‬ما قدرتي ول ما تبين‬
‫فاتن بحيا‪ :‬علمج خلص كاني قلت لج ان مابيني وبينه أي علقة‬
‫هيام‪ :‬زعلتي فتوون‬
‫فاتن‪ :‬ل ما زعلت ولو سمحتي اسمي فاتن مو فتوون‬
‫هيام تلم فاتن بكل حرية وكأنهم ربع من سنين‪ :‬حبيبتي فتووووووون والله انا اسسسسفة ومو قصدي‬
‫صدقيني‪ ..‬بس تدرين الغيرة عامية عيني‪ ..‬من اجوف بنت تسلم على زياد ول تسولف وياه حتى لو شي عادي‬
‫خلص اين واستخف‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وانتي يعني هالفكار في بالج من مساعة للحين وما تكلمتي ال الحين؟؟‬
‫هيام بحيا واحراج‪ :‬بصراحة‪ ..‬أي‪ ...‬فاتن ل تلوميني انتي بنت جميلة وفيج ملوووحة عربية وخليجية روووعة‬
‫يعني ما تنعابين‬
‫فاتن‪ :‬تحلي بالثقة وما بتحسين بهالشي‪..‬‬
‫هيام بحزن‪ :‬تظنين انه سهل؟؟ غلطانه تراج‪ ..‬وايد وايد وايد صعب في هالبلد‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ماظن‪ ..‬ناس وايد تيي هني تدرس وتكمل دراستها وترد ديارها وما عليها من شي‪ ..‬بس انتي اللي‬
‫مزودتها على نفسج حبتين‪..‬‬
‫هيام‪ :‬للحين زعلنة‬
‫فاتن وهي تبتسم‪ ..‬وين تزعل‪ ..‬اهي قلبها اطيب من الطيب‪ :‬ل ما زعلت‪..‬بس شوي تظايقت‪..‬‬
‫هيام‪ :‬حبيبتي فتون‪ ..‬عيل انتي متزوجة‬
‫وتذكرت فاتن زوجها‪ ...‬مساعد‪ :..‬أي‪ ..‬متزوجة‬
‫هيام‪ :‬بس انتي وايد صغيرة‬
‫فاتن بابتسامة‪ :‬بس تزوجت‪..‬‬
‫هيام‪ :‬الله يسعدج وهنيج يا رب في حياتج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬أمييين‪..‬‬

‫ومشو الثنتين في مهمة البحث عن المبنى الثاني اللي فيه محاظرة فاتن‪ ..‬وفي خياالها ما راح مساعد عن‬
‫بالها من يوم سألتها هيام ان جان اهي متزوجة‪ ..‬وشلون انها صغيرة على الزواج‪ ...‬يمكن لول مرة فاتن‬
‫تكشف لحد انها متزوجة‪ ..‬لن ما حصلت لها الفرصة من قبل‪ ..‬ول اراديا حست بشعور المان اللي تخلل كل‬
‫اوصالها بعمق‪ ..‬متــزوجة‪ ..‬متزوجة من مساعد الدخيلي‪ ..‬اخو ارفيجتي الغالية‪ ..‬لكن‪ ..‬انا ما احس في زواجنا‬
‫مع بعض‪ ..‬وما احس فيه‪ ..‬يمكن يأثر علي في اشيــاء لكن‪ ..‬انا ما احس فيه‪..‬‬

‫يا ترى يا فاتن هالكلم نابع من قلبج‪..‬شلون ما تحسين فيه وبالمس ما قدرتي تنامين بهنا وهو يتخلل افكارج‬
‫وراحتج وحتى احلمج اللي انتي مالج يد فيها‪ ...‬يا فاتن العمر مااا يثبت على شي ودوام الحال من المحال‪..‬‬
‫حطي هالشي زين ما زين في بالج‪ ..‬وبتعرفين‪..‬اذا مساعد يأثر فيج ول لء‬
‫‪--------------------‬‬
‫كان مساعد قاعد في الصالة وهو منثر الجرايد اللي تيمعت في البيت ويقراها‪ ..‬منشغل فيها وهو يقرى لكن‬
‫كل شوي يطالع الساعة‪ ..‬وشوي منقهر لن فاتن ما اتصلت عشان تخبره شصار وياها ول شماصار‪ ..‬يعني‬
‫اكيد اهي مدبرة حالها هناك‪ ..‬على عكس ما توقعت‪ ..‬بس يالله اهي تعرف‪ ..‬وبعدين اهي من زود الحب يعني‬
‫اللي بتتصل وتخبرني عن احوالها‪ ..‬صج انا فاضي وما عندي سالفة‪ ..‬لكن انا لااازم اخذ يوم جذي وياها ونطلع‬
‫من البيت‪ ..‬نسوي لنا برنامج بسيط جذي وممتع عشان نطلع من هالشقة الكئييبة‪..‬‬

‫حس بالدورة في راسه ورفع عينه عن الجرايد‪ ...‬غبي‪ ..‬نسى نظاراته بالكويت واهي اهم شي عنده‪ ..‬ما يقدر‬
‫يقرى من دونها وان قرى دار راسه‪ ...‬ترك عنه الجرايد وتم منسدح على الكرسي وهو يفكر‪ ..‬الساعة الحين‬
‫ثمان بتوقيت الكويت‪ ..‬يعني مريوم اكيد قامت ول امي‪ ...‬خلني اتصل فيهم واتطمن‪...‬‬

‫اخذ تلفون فاتن واتصل على البيت‪ ..‬ويرن ويرن ويرن‪ ...‬وكاهو شالوه‬

‫مريم واهي تتثاوب‪ :‬آآآآآآآآآآآآلو‪..‬‬


‫مساعد يبتسم‪ :‬هل مريووووم‬
‫مريم بتعب‪ :‬هل مساعد‪ ....‬مساعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سعووووود هذا انت؟؟‬
‫مساعد‪ :‬والله عرفتيني قبل الحين شلون ما عرفتيني؟؟‬
‫مريم‪ :‬اموووووووووه امووووووووه امووووووووووه اخوي الحبيب والله وحشتني وحشتني‬
‫مساعد‪ :‬وانتي بعد شخباركم عساكم ابخير؟‬
‫مريم‪ :‬احنا بخير يا مال الخير‪ ..‬سعود تصدق لؤيوو ما يرضى يوصلني الجامعة كله اروح ويا ابوي وانا دوامي‬
‫متاخر؟‬
‫مساعد‪ :‬ليش انا موصيه عليج؟‬
‫مريم‪ :‬أي أي قول له مساعد مااااااا يوصلني الحمار‬
‫مسساعد‪ :‬بل هاللفاظ‪ ..‬وينها امي زين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مساعد شنو امي قول للؤي ؟‬
‫مساعد‪ :‬مريم ل رديت الكويت ايصير خير اوكيه‬
‫مريم باحباط‪ :‬اوكيه‬
‫مساعد‪ :‬وينها امي؟؟‬
‫مريم‪ :‬لحظه ‪)..‬بصراااااااخ يطم الذان( يمــــــــــــــــــــــة‪ ...‬مــــاما‪..‬‬
‫لؤي يطلع من المطبح‪ :‬ماما بعينج ‪ ..‬قد البقرة وماما‬
‫مريم‪ :‬مو شغلك تراني شكيت عليك عند مساعد؟‬
‫لؤي‪ :‬وين ان شاء الله بالحلم ول الرؤيا هههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬هاه‪ ..‬هني في التلفون؟‬
‫لؤي بصدمة‪ :‬مساعد بالتلفون؟‬
‫مريم‪ :‬يااس‪..‬‬
‫لؤي ياخذه من يدها‪ :‬ذلفي زين‪ ...‬آآآآآآآآلووو مصر‪ ...‬ازايك يا مساعد يا حبيب البي انته‪ ..‬عامل ايه واحشني يا‬
‫مومو اخص عليك ما تسالش عن حبيبك روح البك لؤي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههه شلونك لؤي شخبارك؟؟ ايالمعصقل ليش ما توصل مريم الجامعة بوقت‬
‫محاضراتها؟؟‬
‫لؤي‪ :‬حرام عليك دانا بشتغل دي اليام‬
‫مريم تشد السماعة من يده‪ :‬جذااااااااااب‬
‫يرميها لؤي بعيد‪ :‬ابعدي يا وحشة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬حتى هني بالتلفون مناجر‪ ..‬اقول لك وينها امي؟؟‬
‫لؤي‪ :‬لحظه‪ ..‬يمة‪ ..‬يمةةةةةةةةة‪..‬يمةةة‪..‬‬
‫طلعت ام مساعد من المطبخ‪ :‬شفيك والله هديت البيت بصراخك‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬يبيج فارس الغبرا‪ ..‬هازم البطحا مساعد الدخيلي‬
‫ام مساعد تهلل ويهها بالفرح‪ :‬مساعد؟؟ يا روح قلبي يا مساعد‪..‬‬
‫لؤي يكلم مساعد‪ :‬هااااااا‪ ..‬بدينا‪ ..‬يالله عن الخيانة احنا بعد اخوانك التفرقة حرام‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههه يالله ويا ويهك‪ ..‬صج ل قالو عنك سولفجي‪..‬‬

‫تمسك ام مساعد السماعة وهي تمسح عيونها‪..‬‬

‫ام مساعد‪ :‬يمه مساعد‬


‫انرسمت البتسامة‪ ..‬ابتسامة المان في قلب مساعد‪ ..‬صوت امه بعث فظيع للهدوء في نفسه‪ :‬يا روح‬
‫مساعد انتي‪ ..‬يا بعده والله‪ ..‬شلونج يمة شخبارج عساج ابخير؟‬
‫ام مساعد‪ :‬الحمد لله يمة انا بخير انت شلونك‪ ..‬وشلونها عروسنا‪ ...‬عساها ابخير؟‬
‫يبتسم مساعد ويا كلمة عروسنا‪ ...‬واثقين الهل‪ :.‬الحمد لله يمة ابخير ل تحاتينا‪ ..‬انتي شخبارج ويا الدوا‪..‬‬
‫تاكلينه؟؟‬
‫ام مساعد‪ :‬أي يمة ويا مريم ولؤي من بيفجني هههههههههههههه خانت حيلي يرد متأخر وبعد اييني يسالني‬
‫كلتي الدوا ول لء‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬خانت حيلج بعد‪ ..‬ومتأخر؟؟ اوريه وينه؟‬
‫ام مساعد‪ :‬خله يمة توه شباب‪ ..‬خله يستانس‬
‫مساعد‪ :‬يمة تذكريني يوم كنت بعمره‪.‬؟؟؟‬
‫ام مساعد‪ :‬اصابعك يدك مو سوى يا وليدي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬يالله انتي وويا ولدج احرار‪ ...‬انزين عطيني اياه شوي‬
‫ام مساعد تكلم لؤي‪ :‬ها يبيك؟؟‬
‫لؤي اللي توه بيطلع‪ :‬وين يمة انا بشرد عنه اكيد الحين يبي يزفني؟‬
‫ام مساعد‪ :‬وانا شدراني كلم اخوك‪..‬‬
‫يمسك لؤي السماعة وعاد انه زعلن‪ :.‬نعم؟؟ شتبي؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬لؤي‪..‬‬
‫لؤي بنعومة‪ :‬ل ل ل مسائد‪ ..‬انا زئلن‪ ..‬زئلن يا روهي‪..‬‬

‫مساعد يضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههه زئلن يا روهي‪ ..‬شوف التوفة‪ ..‬تق راسك فيها‪ ..‬انزين ما وصيك‬
‫على مريم‪ ..‬وصلها مسكينة ما عندها احد لمن ارد‪ ..‬مافيها شي‪..‬‬
‫لؤي‪ :.‬مابي يبا غصب اهو‪ ..‬بالغصب‪ ..‬ماحبها ول احب اوصلها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ليش هذي اختك‬
‫لؤي‪ :‬ما تعرفني على صديقاتها؟؟‬
‫مساعد بحزم‪ :‬لؤي؟؟‬
‫لؤي‪ :‬هههههههههههههههههه امزح وياك اصل ارفيجاتها كلهم جياكر ماكو ال فتون وانت خذتها‪ ..‬بوصلها ل‬
‫تخاف‪ ..‬بس على شرط؟‬
‫مساعد‪ :‬والله حالة وياك اقول بسكره انا الحين‬
‫لؤي‪ :‬وتكسرها فيني؟؟‬
‫مساعد‪ :‬مالي خلقك‪ ..‬يالله سلم عليهم‬

‫لؤي حس ان مساعد ماله خلق من صج‪ ..‬بس مو عشان شي‪ ..‬اكيد فيه شي‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬انت بخير؟؟‬


‫انصدم مساعد من سؤال لؤي اللي مو فوقته‪ ..‬اكيد الحين امه يمه ومريم وبتبدى دوامة السالة شفيه علمة‬
‫عسى ما شر؟؟‬

‫مساعد‪ :‬ماشر شفيك ل تخلي امي تحاتي‪ ..‬يالله ‪ ..‬تحملو بروحكم‪..‬في امان الله‬
‫لؤي‪ :‬فداعت الرحمن‪..‬‬

‫سكر مساعد عنهم وهو يستعد لعطسة يديدة‪ ..‬عطس‪ ..‬وتحمد ربه‪ ..‬وانسدح على القنفة بهدوء وهو يفكر في‬
‫فاتن‪ ..‬ياترى الحين شقاعدة تسوي؟؟ليش ما اتصلت‪ ..‬والله اني مشتاق اعرف اهي شقاعدة تمر فيه‪...‬‬
‫حمارة قسم بالله يبيلها طق ليمن تعيز‪ ...‬لكن انا ليش مشتاق لها جذي؟؟ خلها تولي‪ ..‬اللي يبيني يجيني‪ ..‬وانا‬
‫ما بهتم فيها اخاف تشوف نفسها علي وانا مو ناقص لعب عيال‪ ..‬كلها جم يوم وارد الكويت وافتك‪ ..‬افتك؟؟‬
‫أي بلى افتك‪ ..‬انا فاتن بلااائي في هالدنيا والخرة‪..‬‬
‫‪----------------‬‬
‫االمحاظرة الخيرة واطول وحدة اليوم‪ ..‬ساعة وربع وتنتهي‪ ..‬لكن يمكن مثلها مثل الباجيين‪ ..‬تنتهي بسرعة‪..‬‬
‫الخوف ان بهالمحاظرة محد ويا فاتن من اللي عرفتهم اليوم‪ .‬وبصراحة اريح لن هيام هذي التزقت فيها مثل‬
‫الستيكر ومافارجت‪ ..‬سوالفها حلوة لكن ما تناسب شخصية فاتن‪ ..‬يعني وايد سبورت وماخذة راحتها ويا‬
‫الشباب‪ ..‬واهتمامها المقزز في زياد يقرف الواحد‪ ..‬يعني اهي معاديته واربع وعشرين ساعة على حد ما‬
‫عرفت فاتن تسبه وتتهاوش وياه بس من طرف ثاني تحبه‪ ..‬يعني هذا مو حل للعلقة اللي بينهم‪ ...‬بس احسن‬
‫يالله جذي ول عصيان رب العالمين‪ ..‬مع ان هالجامعة كلها فوقها وتحتها عصيان بس الحمد لله رب العالمين‪..‬‬

‫انتظرت وانتظرت وامتلى الكلس شوي شوي بالطلب‪ ...‬وبدى وقت المحاظرة والدكتورة للحين ما وصلت‪..‬‬
‫على حد علمها الدكتورة عراقية ساكنة في اميركا من زمان‪ ..‬هذا اللي قالته لها هيام‪ ..‬وانتظرت فاتن شلون‬
‫هالدكتورة تكون‪..‬‬

‫ودخلت الدكتورة للكلس ‪ .‬وساد الصمت شوي والهدوء واهي تدخل‪...‬‬


‫فاتن تعجبت من الدكتورة يومنها دخلت عليهم‪ ...‬كانت على كرسي متحرك اوتوماتيكي‪ ..‬ويوم وصلت عند‬
‫منصة الدكتور وقفت جدامهم واهي تبتسم بخفة‪ ...‬وفاتن مثلها مثل كل الطلب في الكلس تناظرها بهدوء‬
‫واستعجاب‪ ..‬صج ان طموح المعوقين تفوق التصور‪..‬‬

‫الدكتورة‪good evening dear student, my name is sharrifa elwa3d.. This course is not :‬‬
‫‪applied to many students like your major but it's wanted for you... Well as you see I'm‬‬
‫‪a paralyzed and that wasn't an obstacle or devastation to me... you see learning is a‬‬
‫‪wonderful process in life, learning socialistic literature is a spectacular thing, every one‬‬
‫‪of you will experience a fantastic adventure. I don't like failure but it is spreading, so‬‬
‫‪..co operate with me people then you can guarantee success‬‬
‫)صباح الخير يا طلبي العزاء‪ ..‬اسمي شريفه الوعد‪ ..‬وهذا الكورس مو مطلوب للطلب اللي في مثل‬
‫تخصصكم لكنه مطلوب عليكم‪ ..‬مثل ما تجوفون انا مشلولة ولكن هذا ما كان عائق او مصدر للحباط لي‪..‬‬
‫شوفو‪ ..‬التعليم عملية رائعة في الحيا‪ ..‬وبالخص الدب الجتماعي شي رائع‪ ..‬كل واحد منكم بيخوض تجربه‬
‫ممتعة‪ ..‬انا ماحب الفشل لكنه للسف الشديد ينتشر‪ ..‬لذا تعاونو معاي عشان تضمنون النجاح(‬

‫)فجاة تصد لفاتن اللي كانت تطالعها بعمق واعجاب غريب(‬

‫‪?Understood,, lady in blue‬‬

‫انصدمت فاتن ‪ ..‬الكل اليوم ناادها بهالسم‪ ..‬ل يكون بس بيطيح عليها ‪ ..‬ولحظت الدكتورة استعجاب فاتن‬
‫وابتسمت لها‪...‬هزت فاتن راسها للدكتورة اللي دشت خلق فاتن بطريقة قوية وغريبة بعض الشي‪ ..‬بصراحة‬
‫الشكر كله يعود لمساعد لنها ما تمللت من ول محاظرة‪ ..‬ال الولى لن اللي وياها ما يعجبونها‪ ..‬هذا زياد‬
‫وهيام‪...‬‬

‫الدكتورة‪will I don't have any thing else to say so you can leave :‬‬

‫وهمت الناس كلها بتقوم وتطلع ووقفتهم الدكتورة‬

‫الدكتورة‪not………. After you write the course obligation :‬‬


‫كل الطلب‪ :‬اووووووووووووووووووووه‬
‫الدكتورة تبتسم‪yeah yeah what an ohhhhh.. Please people prepare this assignment... :‬‬
‫‪...Page 7 to page 20... And try in the discussion questions... Thank you all for coming‬‬

‫من بعد هالكلم الكل طلع من المحاظرة وظلت الدكتورة تعدل من وضعية كرسيها عشان تطلع بس انتبهت‬
‫ان للحين في احد في الكلس‪ ..‬والتفتت لفاتن‪...‬‬

‫الدكتورة بعربية حلوة‪ :‬للحين انتي هني؟ ما تبين تروحين‬


‫فاتن‪ :‬بلى‪ ..‬ابي ‪..‬‬
‫الدكتورة تبتسم‪ :‬اشوفج في الكلس الجاي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‪...‬‬

‫وطلعت الدكتورة عن الكلس وفاتن ظلت قاعدة هناك‪ ..‬تفكر في الدكتورة ووضعيتها‪ ..‬صدج انها انسانة‬
‫قوية‪ ..‬تظهر وسط مجتمع غريب وعجيب على كرسي متحرك‪ ..‬ول‪ ..‬ثقتها بنفسها عجيبة وغريبة وتجذب‬
‫الناس بطريقة حلوة ومحيرة‪ ..‬االله يشافيها من اللي فيها‪..‬‬

‫فكرت فاتن‪ ..‬بما ان كل المحاظرات انتهت‪ ..‬فلزم تتصل في مساعد الحين‪ ..‬طلعت التلفون من جنطتها‬
‫وطالعته‪ ..‬كان حتى التلفون يدل على شخصية مساعد‪ ..‬كبير ومعقد وغريب من نوعه‪ ..‬اهي تعرف رقمها‬
‫فدقت عليه وانتظرت احد يرفعه‪ ..‬وانتظرت وانتظرت‬

‫مساعد في الطرف الثاني ماعاق حط راسه على طول نام‪ ...‬وفز من مكانه يوم سمع التلفون يرن برنه‬
‫شاعرية ‪ ..‬اسم المقطوعة )‪ ( ninawa‬ويوم شاف رقم ما عرفه اول الشدة لكنه قراه عدل وعرف اته‬
‫رقمه‪ ...‬يعني فاتن مو حافظة اسمه في الجوال‪..‬‬

‫بصوت كله نوم‪ :‬الووو؟‬


‫فاتن دق قلبها لاراديا من صوته‪ ......:‬الو‪ ..‬قوة ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يقويج‪...‬شلونج؟؟ شخبارج؟‬
‫فاتن‪ .... :‬ابخير‪ ...‬انا خلصت‪ ..‬و‪.....‬‬
‫مساعد‪ :‬و؟؟‬
‫فاتن‪ :‬اذا تقدر اتيني تعال‪...‬‬
‫مساعد يبتسم‪ ..‬وقت الستهبال هذا‪ :..‬والله مادري شرايج انتي‬
‫فاتن انحرجت‪ :‬اوكيه برجع مشي‪..‬‬
‫مساعد‪:‬لللل تبينها من الله يايج يايج الحين‪) ...‬بصوت واطي( محد يستهبل؟‬
‫فاتن‪ :‬شنو؟‬
‫مساعد‪ :‬ول شي دقايق وانا عندج‪ ...‬باي‬

‫ما ردت فاتن وسكرت التلفون بكل هدوء ومساعد يناظر التلفون بحمق‪ ..‬والله انها تبط الجبد‪ ..‬انا شكلي‬
‫بذبحها وبفتك منها‪ ..‬ياهل وقسم بالله ياهل وطاحت في جبدي يعني اربيها فاضي كلش ما عندي شغلة‪ ..‬اقوم‬
‫اروح اييبها واشبع عيوني منها مو كفاية طول اليوم غايبة‪..‬‬

‫لبس الجاكيت وهالمرة طاقية سودا )قحفية( على راسه وطلع من الشقة‪ ..‬اول ما نزل تحت حس بالهوا‬
‫البارد يلفحه واقشعر جسمه شوي‪ ..‬النفلونزا راحت عنه بشكل يحير‪..‬بس خشمه للحين مسدود واحسن شي‬
‫قاعد يصير اهو العطاس مع انه يتنرفز منه لكنه احسن عشان يطرد الميكروبات‪ ..‬يالله يا فاتن‪ ..‬اشوفج‬
‫الحين‪ ..‬وان ما تحجيتي وقلتي شنو صار لج باليوم الجامعي مادري شبسوي فيج‪..‬‬

‫ظلت فاتن واقفة تنتظر مساعد عند نفس المكان اللي قطاها فيه الصبح‪ ..‬وهي تتمنظر في الناس ومستمتعة‬
‫بالي تشوفه‪ ..‬حلو لمن النسان يجتمع في مكان كل الناس تكون حواليه كل الجناس وكل العراق على‬
‫الرغم من العنصرية الكبيرة ويتفاعل معاها‪ ..‬اهي صج ما تفاعلت ال ويا فئة بسيطة من الناس لكنها عرفت‬
‫النجليزي والثيوبي والنيجيري والميركي والسعودي وكل شي ‪ ...‬الله يهدي الجميع‪...‬‬

‫تم مساعد يتمنظر في الناس وهو يدور على فاتن‪ ..‬ما لقاها‪ ..‬اكيد واقفة لي في نفس المكان الي وقفتها‬
‫الصبح‪ ..‬بنت ذكية مثلها بتفكر بنفس الشي‪ ...‬وبالفعل يوم راح مساعد شافها واقفه هناك بس قاعدة عىل احد‬
‫الكراسي وتتمنظر في الناس‪ ...‬وقف السيارة بعيد عنها وظل داخلها يطالعها‪..‬‬

‫كانت عيونه تتحرك وتترسم بالمشاعر بنائا على المشاعر اللي تنرسم في ويه فاتن‪ ..‬ساعات تبتسم وساعات‬
‫تنزل راسها تناظر ساعتها تنتظره‪ ..‬في ذيج اللحظة نادى قلب مساعد فاتن عشان تلتفت له ول تحس‬
‫لوجوده‪ ...‬لكن‪ ...‬الحواجز بينهم كبيرة وعظيمة‪ ..‬ما يقدر يهدمها كلها في يوم واحد ول اسبوع‪ ..‬ليش جذي يا‬
‫فاتن‪ ...‬انا ليش اكون ضعيف تجاهج‪ ..‬ليش احس ان عمرج يربكني ونظراتج اللي يمكن ما تقصدين فيها شي‬
‫تثيرني وتوترني وتخليني اقول كلم انا ما اعنيه واتصرف تصرفات عكس اللي اتمنى‪ ..‬يا فاتن حسي فيني ولو‬
‫شوي‪ ..‬حسي في قلبي اللي كان يحلم فيج وفي وصالج ‪ 7‬سنوات‪ ..‬اخاف اقولها لج وتصدين عنها وتخلينها‬
‫يتيمة بسكة العذاب اللي انا منرمي فيها من اول ماشفتج‪ ..‬كلمة ‪ ...‬حروفها اربعة لكن كل واحد يجسد اعظم‬
‫ما فيني‪ ..‬فاتن رحميني‪...‬‬

‫ا== امل الدنيا‬


‫ح= حب ماله حدود‬
‫ب= بذرة وفاة واخلص‬
‫ك= كلي لج‪ ...‬لج يا فاتن لج‪..‬‬

‫طلع مساعد من السيارة وهو يتنفس بقو‪ ..‬ودموعه من شدة عواطفه تيمعت في عيونه‪ ..‬لكنه قاومها بجداره‬
‫ومشى بخطوات ثابتة صوب فاتن اللي للحين ما انتبهت له‪...‬‬

‫وهو يمشي كان يناديها ويترجاها في قلبه ويدعو ربه انها تهديه شي من سعادة الدنيا الكبيرة‪ ..‬محتاج لج انا يا‬
‫فاتن‪ ..‬محتاج لج ولحظنج ودفاج‪...‬‬

‫تذكر ليلة البارحة يوم حطت يدها على صدره وبالخص عند قلبه‪ ..‬من هذي اللمسة حس بالشفا‪ ..‬وحس ان‬
‫صحته ردت والتدهور غاب عنه‪ ..‬ويوم مسك يدها وحس لدفاها سرت الروح فيه من غير أي ارادة‪ ..‬لكن‬
‫البرود اللي بيكتسحها الحين عظيم على دماغه التعبان‪..‬‬

‫في قلب فااتن نقزت المشاعر الجياشة وخلتها تتنهد من خاطرها على الذكريات اللي عبقت الجو لفترة‪..‬‬
‫وحست ان هالمشاعر متوجهة ناحية شي‪ .‬والتفتت‪ ..‬وشافته‪ ..‬كان مساعد يمشي صوبها ويوم شافها انتبهت‬
‫له اصطلب اكثر وسرع من خطوته بطريقة خلت قلب فاتن يطرق بنفسه مثل الحديد‪...‬‬

‫واخيرا‪ ..‬بعد مسيرة عناء طويلة وصل مساعد لفاتن وهو يبتسم‪ :‬انتظرتي وايد؟‬
‫فاتن اللي حست ان الجو برد‪ :‬ل‪ ...‬بس‪. ..‬عادي‪..‬‬
‫مساعد لحظت انكماشها على نفسها‪ :‬بردانه‪:‬؟‬
‫فاتن‪ :‬ل عادي‪ ....‬نروح ؟‬
‫مساعد‪ :‬على راحتج!!‬

‫استغربت فاتن هدوئه ويمكن سلسته في الكلم‪ ..‬وكانه مو متظايق‪ ..‬وهذا شي يديد عليه‪ ..‬اهي من عرفته‬
‫وحواجبه كانت معقدة وكأن مخه اللي حامله براسه مايهدى من التفكير ودائم النشغال‪..‬‬
‫قامت من مكانها واهي ما تبي تطول اكثر في هالمكان‪ ..‬واول ما وقفت هزتها ريح باردة بصراحة خلتها‬
‫تقشعر‪ ..‬لكنها شدت على عمرهاوتحركت وبالحركة هذي ضرب كتفها ذراع مساعد الطويل وزاد الرتباك‬
‫فيها‪ ..‬شلون برد وياه البيت وانا على هالحالة‪ ..‬احس اني مريضة‪...‬‬
‫مشو الثنين بطريقة عادية ومبينة للناس انا ما فيهم شي لكن العواصف كانت رهيبة في داخل الثنين‪..‬‬
‫وبسبب الزحمة ضاعت فاتن من عند صف مساعد لكنه وقف ينتظرها لمن تظهر له وكملت مشيها لكنه‬
‫صدمها يوم مسك كفها وسحبها وياه بهدوء للسيارة وسط الناس‪ ..‬فاتن كانت حاملة الكتب في يد وظامتنهم‬
‫لصدرها واليد الثانية منسحبة في راحة مساعد الكبيرة الدافية‪ ..‬واهي تمشي وراه بكل طواعية وكأنها منومة‬
‫مغناطيسيا‪..‬‬
‫يوم وصلت للسيارة فتح لها الباب من غير ما يطالع في ويهها ودخلت واهي بعد تتحاشى ويهه‪ ..‬ركب مساعد‬
‫السيارة وسكر الباب والهدوء عم المكان وصم اذانهم شوي وبعد لحظات بدت سنوات شغل مساعد السيارة‬
‫عشان يردون البيت‪...‬‬

‫اول ما وصلت فاتن الشقة مشت بكل هدوء لدارها عشان تنام‪ ..‬تعبانة ومخها فاض عليه كل هالتحمل النفسي‬
‫والفكري ليوم واحد‪ ..‬اول شي الجامعة ومساعة يوم مساعد ياها‪ ..‬ظل ساكت في السيارة وسكوته ما سوى‬
‫خير فيها‪ ..‬يارب انفر منه لكن مادري شقاعد يصيرفيني‪ ..‬كهربا تسري من عروقي من غير شعور‪ ..‬اااه ياربي‬
‫ارحمني‪..‬‬

‫دخلت الدار وسكرت الباب من وراها على طول ومساعد اللي وصل من بعدها ناظر المكان الخالي اللي‬
‫خلفته فاتن من بعد ما دخلت غرفتها‪ ...‬في قلبه رضا عميق وفظييييييع‪ ..‬لنه غصبن عن فاتن حس للي تحس‬
‫فيه‪ ..‬حس انها مرتبكة وانها متوترة ومستهجنة الوضع اللي تمر فيه‪ ..‬ماهي بهذاك الذكاء انها تخبي حقيقة‬
‫مشاعرها‪ ...‬وانا ماني ولد البارحة اللي ما افهم لكل هالشياء‪..‬‬
‫قعد في الصالة وهو يتنفس بظيييييج‪ ..‬البيت صج يكدر ويظيج الخلق‪ ..‬لزم ارتب طلعة جذي حلوة ويا فاتن‬
‫نلحق على اخر ايام الدفا‪ ...‬ومن بعدها‪ ...‬اروح الكويت ارتب لها البيت الي بتسكن فيه‪..‬‬

‫قام من مكانه وهو يفصخ الجاكيت ال وباب غرفة فاتن ينفتح‪ ..‬والتفت لها مساعد وبعيونه شوق ولهف ‪..‬‬
‫كانت لبسة تنورة موردة حريرية يتخللها البيج وعليها تي شرت ياقته وسيعة صوفية وردية وشعرها مهدود‪..‬‬
‫واللون الزرق للحين محايط عيونها‪ ..‬مشت صوبه واهي حافية ومرتبكة‪..‬‬

‫فاتن بصوت اشبه بالهمس‪ :‬هذا تلفونك‪ ....‬شكرا‪..‬‬


‫مسكه مساعد من يدها ومن هالمسكة تلمست اصابعهم وسرت الدائرة الكهربية مرة ثانية لكن الثنين‬
‫حافظو على هدوئهم‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬العفو‪....‬‬

‫وراحت فاتن لغرفتها‪ ..‬وسكرت الباب‪ ..‬وظل مساعد واقف مكانه وقلبه ينزف بالدقات‪ ..‬احبها‪ ..‬احبها وغصب‬
‫عن روحي احبها‪ .‬ولو ودها بروحي‪ ..‬ارخصها‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫مر على سفر فاتن حوالي الثلثة ارباع الشهر‪ ..‬وكل ما زادت الفترة زاد ارتياح فاتن في مكانها الجديد‪..‬‬
‫وتأقلمها مع بيتها الحميمي‪ ..‬وكل ما تزيد الفترة يقرب موعد سفر مساعد عنها ورجعته للكويت‪ ..‬اهي ما‬
‫كانت حاسة بهالشي كثر مساعد لنه يكتم مشاعره اللي تغلبه ويكتم حزنه وكدره لسباب كثيرة منها‪ ..‬قلة‬
‫اهتمام فاتن بوجوده او عدمه‪ ..‬ولنها بتأقلمها هذا للمكان يبين له انها يمكن بترتاح من دونه‪ ..‬ماكو أي مصادر‬
‫للزعاج او الهواش او التوتر‪ ..‬عمره ما حس بقلة قيمته ال ويا فاتن‪ ..‬الكل كان يعتمد عليه‪ ..‬امه وابوه‬
‫واخوانه الشركة الموظفين حتى ابو زياد اللي يدير الشركة كلها ما يقدر يطوف يوم من غير تعليماتي اللي‬
‫تريحه‪ ..‬لكن فاتن‪..‬‬

‫كان الوقت صبح ويوم اجازة‪ ..‬فاتن للحين راقدة ويحق لها لن الساعة تقريبا ‪ 7‬ونص الصبح‪ ..‬كان مساعد‬
‫قاعد في المطبخ وهو مسند ظهره بعجز للطاولة وهو يفكر‪ ..‬الوضع صاير ميئوس منه‪ ..‬حلم ان فاتن تحبه‬
‫مستحيل يتحقق فيوم‪ ..‬ولكن بعد احنا راح انتزوج ما يصير تظل علقتنا جذي‪..‬لزم تتغير اشياء لني بصراحة‬
‫ماابي اتزوج تمثال ول مزهرية‪ ..‬انا ل تزوجت ابي استقر وارتاح وابي عيال خاصين فيني‪ ..‬فيني اجبرها لكن انا‬
‫قلبي ينكسر من نظرتها العادية شلون عيل لوجبرتها فيوم‪ ...‬اااااااااخ والله قهر‪ ..‬خاطري اشقق روحي ‪..‬‬
‫اوووف شسوي في عمري يا ربي‪ ..‬انا وين طحت‪..‬؟؟ هذا عقابك يا رب العالمين؟؟ ول امتحانك؟؟ تراني‬
‫محتار وما عندي احد التجئ له ال انت ‪ ..‬اعيني يا رب العالمين‬

‫وعلى صوت البريق وهو يغلي رد مساعد لواقعه المؤلم من خياله الكثر ايلم‪ ..‬وهو يصب له الماي الحار‬
‫ويضيف الحليب ويا الكوفي‪ ..‬زهب الكوب وتوه بيشربه ال صوت من غرفة فاتن خله ينتفض‪ ..‬شصاير؟؟‬
‫شقاعد ايصير هناك؟؟؟‬

‫وبسرعة ترك الكوب اللي في يده وراح للدار‪ ..‬طرق على الباب جم مرة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن فجي الباب؟؟؟ علمج شفيج؟؟‬

‫مافي رد‪ ..‬اكيد ما تبين ادخل‪ ..‬لكن مو على كيفها‬

‫مساعد‪ :‬فاتن فجي الباب‪..‬‬


‫فاتن من داخل الدار‪ :‬ادخل!!‬

‫دخل مساعد بسرعة وشاف الفوضي اللي في الدار‪ ..‬شقاعد ايصير؟؟ وفاتن صاحية وهو علباله نايمة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شقاعد ايصير‬


‫فاتن وسط الزحمة بعيون مفتوحة عالخر‪ :..‬مو عاجبني الديكور وقلت اغيره شوي‪..‬‬
‫مساعد بظيج‪ :‬شنو؟؟؟؟‬
‫فاتن وهي تقوم ووهي تنفض البيجاما اللي عليها‪ :‬ل بس قلت ارتب الغرفة‪ ..‬ماحب ارقد وجدامي شي‪ ..‬احب‬
‫ارقد وجدامي الفراغ‪..‬‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬شلون؟؟‬
‫فاتن وهي تحمل صناديق يابتها وياها‪ :‬ل بس ينشغل تفكيري وايني ارق‪...‬‬
‫استغرب مساعد من صج‪ ..‬اول مرة يسمع عن عادة جذي‪ ..‬بس الناس أجناس‪..‬‬

‫ال وفاتن تتكلم بروحها‪ :‬مرة سافرت ويا بيتكم العمرة ورقدنا انا ومريم في غرفة في الفندق والسقف كان‬
‫مزين وطول ‪ 3‬ايام ما قدرت ارقد ول ارتاح‪..‬‬
‫مساعد بتفكير‪ :‬سافرتي ويا بيتنا؟؟‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬أي‪ ..‬كانت مريم مريضة وانا رحت وياها بنائا على عيارتها‪ ..‬ورحت ويا بيتكم ‪..‬‬

‫سؤال في بال مساعد كان يتردد وقاله في خاطرة وانا وين كنت ؟‬

‫ويا جواب فاتن لسؤاله اللي ما انطرح‪ :‬انت ما كنت هناك على مااظن‪ ..‬للحين تدرس يمكن؟‬
‫مساعد بتفكير‪ :‬اااه‪ ..‬صح‪..‬‬
‫فاتن وهي تركب الصندوق فوق الدريسر الرفيع‪ :‬وكانت عمتي متوفية من ‪ 3‬سنوات‪...‬‬

‫رفع مساعد عيونه بألم صوب فاتن‪ ...‬عالية‪ ..‬ليش تيبين لي طاريها‪.‬؟؟؟ عالية حبيبة قلب مساعد‪ ..‬عالية اللي‬
‫كانت فيوم روح مساعد‪ ..‬راحت وراحت روح مساعد معاها‪ ..‬ليمن لقاها في عيونج‪..‬‬

‫وهو يقعد على السرير وكأنه مسموح له ‪ :‬كانت علقتج قوية في عمتج؟‬

‫فاتن وهي تلتفت له وشافته قاعد على السرير‪ ..‬تظايقت شوي لكن‪ ...‬اهي تبي تتكلم ويا احد عن الهدوء‬
‫والصمت اللي تتعايشه من يوم عرفت مساعد‪ ..‬من يدري‪..‬يمكن هذا شي يعود بالفايدة عليها‪..‬‬

‫فاتن وهي تتسند على الكبت الماهوغني‪ :‬كلمة قوية مالها معنى‪ ..‬انا وعمتي كنا مثل‪ ...‬الروح الل في‬
‫جسدين‪ ..‬تعرف شلون؟؟ يعني‪ ..‬ما كنت اقدر اعيش من دونها لكنها‪ ...‬راحت عني‪ ..‬و‪...‬‬

‫لمعت الدمعة بعيون الثنين وفي نفس الوقت نزلو عيونهم‪ ..‬هذا القاسم المشترك العظيم بينهم‪ ..‬الثنين‬
‫كانت روحهم في عالية‪ ..‬الثنين كانو ميتين عليها ولكنها خانتهم وتركتهم‪ ..‬مساعد طبعا يذكر سوالف عالية‬
‫وياه عن فاتن‪ ..‬وشلون انها ل تزوجوا بتاخذها وياها لبيتها المستقبل‪ ..‬سواء اهو رضى ول لء‪ ..‬وطبعا مساعد‬
‫كان من المستحيل انه يرفض طلب لعالية وكان مستعد انه ياخذ البنت معاه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فراقها كان صعب على الكل‬


‫استغربت فاتن وظيجت عيونها‪ ..‬وكمل مساعد‪ :‬اقصد عليكم انتو‪ ...‬كنت اعرف غلها عند ابوج الله يرحمه‪..‬‬
‫وشكثر ‪ ...‬شكثر زعل يوم ‪ ..‬توفت الله يرحمها‪..‬‬
‫فاتن وهي تمشي في الدار تجاه الدريشة‪ :‬تموت الجسوم وتبقى الرسوم‪ ...‬فان مات الجسم‪ ..‬فهاك الرسم‪..‬‬
‫عالية راحت لكن الناس تقول‪ ..‬انها تركت في هالدنيا رسم لها‪ ..‬وانا مادري هالرسم وين‪..‬‬

‫في بال مساعد كان يفكر ‪ ..‬الرسم انتي يا فاتن‪ ..‬ولو ما تصدقين‪ ..‬انتي نسخة من عالية لكن قلبج يختلف‪..‬‬

‫فاتن تكمل وهي تمسك الستائر الحريرية‪ :‬كان لها اشياء في البيت لكنها من بعد وفاتها اختفت بطريقة‬
‫غريبة‪ ..‬كنت اتمناها لنفسي بس اكيد ابوي خباها في مكان عني‪ ..‬لن حالتي الصحية كانت متدهورة شوي‪...‬‬

‫هني مساعد تم يناظر فاتن بحذر‪ ..‬السالفة صار لها اكثر من سبع سنوات وللحين تذكرها وكأنها كانت‬
‫البارحة‪ ..‬تراها حادة وانا ما اهتميت لهالشي‪ ..‬خلص عيل بخلي المذكرات والدفاتر عند امي عشان ل ردينا‬
‫الكويت في الزواج‪..‬‬

‫فاتن واهي تناظر اللي برع الدريشة‪ :..‬الجو وايد حلو اليوم‪ ...‬ياريت اكو جامعة؟‬
‫مساعد ابتسم‪ :‬خاطرج تطلعين‪..‬‬
‫فاتن تلتفت له بابتسامة من غير ما تناظره‪ :‬شوي‪ ...‬يعني لو كان الجو يساعد‬
‫قام مساعد على طوله وهو يقاطعها‪ :‬بس عيل زهبي نفسج بعد صله الظهر بنطلع‪...‬‬
‫فاتن وعيونها مفتوحة‪ :‬ما بي اطلع ترى‬
‫مساعد وهو يزفر بملل‪ ..‬اروح لها يمين تطلع لي يسار‪ : ..‬بس خلص عيل‬

‫ندمت فاتن على تسرعها‪ ..‬اهي مو بس تبي تطلع ال ذايبه‪ ..‬بس نفسها عزيزة ويا مساعد وما بتقول له‪ ..‬مو‬
‫اهي اللي تتراجع ‪ ..‬خلها على صغر عقلها ‪ ..‬وبتنجح‪..‬‬
‫بان الظيج عليها بشكل واضح ومساعد قبل ل يطلع التفت لها‪ :‬اذا بتخلين في بالج الحوائط والجدران اللي‬
‫تبين تبنينها فانتي راح تظيعين وقتج وبتخسرين اشياء كثيرة‪ ..‬استمتعي باللحظة واستغليها‪ ..‬العناد ما بيفيدج‪..‬‬

‫ما ردت فاتن على مساعد ول نطقت بكلمة‪ ..‬تمت واقفة تناظر مساعد وهو الثاني بعد‪ ..‬وكأن هذي اللحظة‬
‫كانت مقبولة من الثنين‪ ..‬لن فاتن تدري انها تصد وتبني حواجز بينها وبين مساعد يمكن ما تكون لصالحها‪..‬‬
‫ومساعد بعد‪ ..‬يمكن اهو يشد الحبل في نفس الوقت اللي اهي تشده‪ ..‬يعني الرخاوة زينة والشدة تقص‬
‫الحبل ‪..‬‬

‫توه بيعتذر مساعد على كلمه‪ :‬انا اسف‪....‬‬


‫تقطعه فاتن‪ :‬انزين بعد الصلة نطلع‪...‬‬

‫سكتت وهي تناظره بتساؤل واهو احتار‪ ..‬يبتسم‪ ..‬ول يظل متجهم مثل ما اهو‪ ...‬لكن ابتسامتها سبقته‪ ..‬وتلون‬
‫ويهها باحلى رقة واحلى نعومة وطفولة عمره ما حلم فيها‪ ..‬وبادلها البتسام‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬اذا خلصتي عفستج ولميتي قشارج‪ ...‬بعد الصلة بنطلع‪...‬‬


‫فاتن ‪ :‬اوكية‪..‬‬

‫طلع عنها وهو مو داري بروحه‪ ...‬وعلى طول دخل داره وعلى غير العوايد‪ ..‬سكر الباب‪ ..‬سكره وتسند عليه‬
‫وهو يفكر فيها وفي ابتسامتها‪ ..‬يا الله‪ ..‬ابتسامتها سحر غشا عيني وبصري‪ ..‬وحتى فكري ‪ ..‬ما عدت افكر‬
‫مثل قبل‪ ..‬يا الله‪ ..‬هذي البنت بتخلبني‪..‬‬

‫راح وقعد على السرير وهو ضام يديه عند فمه وبتفكير عميق‪ ..‬والبتسامة للحين ما فارقت ويهه‪ ..‬دامنا بنطلع‬
‫اليوم‪ ..‬لزم نطلع على اصووول‪ ...‬باخذها لنادي القوارب‪ ..‬نستاخر لنا قارب جذي مرتب وكشيخ‪ ..‬ونستانس‬
‫فيه‪ ..‬ول اخذها للبحيرة‪ ..‬ول هالبارك‪ ..‬ول هذاك المول‪...‬‬

‫فاتن من طرف ثاني وقفت في الدار وهي مبتسمة‪ ..‬واحساس الرضا عامرنها‪ ..‬لول مرة من بعد ملجتها من‬
‫مساعد حست انها سوت شي زين‪ ..‬شي الثنين اتفقوا على كونه زين ويناسبهم‪ ..‬بس ياترى‪ ..‬هالهدوء اللي‬
‫تخلف وراه العواصف‪ ..‬ول راح يستتب المان‪ ..‬والهدوء بيعم علينا احنا الثنين‪ ...‬؟؟؟‬

‫مسكت على قلبها فاتن واهي تقعد على السرير‪ ...‬كلمة احنا الثنين كانت غريبة الصدى عليها‪ ..‬اثنين‪ ..‬متى انا‬
‫ومساعد صرنا اثنين؟؟ وليش انا تقبلته؟؟ هذا قضائك وواسع رحمتك يا ربي‪ ..‬انك تنزل الرضا في قلبي‬
‫لهالنسان‪ ..‬مع اني مستحيل انسى اللي سواه فيني‪ ..‬وانسى انه كان السبب الول في عذابي ودموعي اللي‬
‫مرارتها وملوحة سجبها على بالي لهالوقت‪...‬‬

‫مسرع ما انقضت لحظه الرضا من بال فاتن ورد سربال الحزن والسى يغطي ملمحها‪ ..‬ويكسوها الضيم مرة‬
‫ثانية‪ ..‬لو‪ ...‬لو يا دنيا كلمة مثل ما تخلي المل يشعشع في القلب ‪ ..‬تألمه وتجرحه‪..‬‬
‫لو كان الوضع غير‪ ..‬لو كنت انا للحين في الكويت‪ ..‬واشوف مشعل كل يوم‪ ..‬كنت راح احس بهالمشاعر؟ ‪..‬‬
‫كنت بظل على حبي له؟؟ صج انا اللي ابتعدت وانا اللي سكرت البواب وطردت الريح‪ ..‬ومحد مثلي تجرع‬
‫كاس المر مرات ومرات‪ ..‬لكن‪ ...‬هل انا واثقة‪ ..‬اني كنت بظل على ذاك العهد وذاك الدرب؟؟‬

‫سبع سنين‪ ..‬سبع سنين مضت من حياتها واهي تفكر وتبني وترسم وتتخيل‪ ..‬وتكتب اروع الحلم على رمال‬
‫البحر اللي يات موجة مساعد العاتية ومسحتها‪ ..‬وتركت الصفحات نظيفة غير ملموسة‪ ..‬تعب وشقى جزء من‬
‫عمرها‪ ..‬لكن‪ ...‬عسى ان تكرهوا شيئا وهو خيٌر لكم‪ ..‬يمكن اهو ما كان قصده‪ ..‬يمكن اهو بغا لي الخير‪..‬‬
‫يمكن ويمكن‪....‬‬

‫ارتباك فاتن في ذيج اللحظة ما كان عشان شي‪ ..‬ما كان خوف او ارتعاب او توتر‪ ..‬كان خوفها دافعه شي‬
‫واحد بس‪ ..‬ال وهو النسيان‪ ..‬موجة النسيان العاتية اللي يات من بعد مساعد تكتسح حياتها‪ ..‬وتنسيها احلى‬
‫سبع سنوات قضتها في ذاك الحب‪ ..‬او ‪ ..‬وهم الحب‪ ..‬ل ‪ ..‬ما كان وهم‪ ..‬كان حلم جميل‪ ..‬نسجت خيوطه‬
‫وشبكتها بحبي وحناني‪ ..‬وصباي ومراهقتي‪ ..‬من غير حاسيه اني يمكن اكون او اطلع غلطانة‪ ..‬او مذنبة‪...‬‬

‫ااااه من الحب‪ ..‬او من خيال الحب‪ ..‬اصعب من الحب نفسه بالف مرة‪ ..‬بس‪ ..‬الله يعينني ‪ ..‬وينسيني‬
‫ويرضيني ويراضيني‪..‬‬

‫مسحت الدمعة الحريرية اللي انسابت على خدها المشمشي بحنان‪ ..‬وكأنها جوهرة او ماسة تبي تحتفظ فيها‪..‬‬
‫لكن‪ ...‬ليش الدموع‪ ..‬الحياة جدامي‪ ..‬لزم اشوفها بعين يديدة وبفكر يديد وبخيال يديد‪ ..‬انا الحين انسانة‬
‫كبيرة وفاهمة وواعية‪ ..‬و‪ ...‬متزوجة‪ ...‬لكن‪ ...‬هذا مو عائق‪ ..‬الزواج ما كان عمره عائق‪ ..‬الزواج‪ ..‬مثل طوق‬
‫المان‪ ..‬مثل حلم الزمان‪ ...‬حلم كل بنت‪ ..‬وصبي‪ ...‬حرمة وريال‪ ..‬شايب وعيوز‪ ...‬ليش ما استمتع بهالحلم‬
‫وابنيه واحكيه مثل ما بنيت حب مشعل في قلبي ‪...‬على القل هالحلم راح يكون له معنى اكبر فيني‪...‬‬

‫مسكت الدمعه باناملها وقربها من يدها وهفتها‪ ..‬وكأنها تطيرها بعيد عنها وعن حياتها‪ ...‬استعدادا للمستقبل‬
‫الجديد‪ ..‬بابتسامة رضا‪...‬‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫غريبة حالتي وياك قريب وما قدرت القاك‪ ..‬نصيبي في هواك اتعب وربي مقدر الفرقا‪..‬‬
‫انا والله ما ودي اضيع حلمنا الوردي‪ ..‬واعيش بهاجس الفرقا ليالي تتعب حالي‬

‫هذي كانت البيات اللي وقفت في باله‪ ..‬وقفت وتمت تنعاد وتنعاد مع ان الغنية يمكن انتهت من فترة لكن‬
‫صدى هالبيتين يمر وينعاد من غير أي حيلة انه يتوقف‪ ..‬وصوت البحر في ذيج الليلة يهز وجدان كل انسان‪..‬‬
‫فما باله اهو اللي حاسس بالنار تشعل في نواحيه‪ ..‬مر تقريبا الشهر من خطبتها وسفرها‪ ..‬للحين مو قادر‬
‫يحس بالواقع ‪ ..‬الصدمة بعدها فيه لكنه ما يقدر يستوعب اللي صار‪...‬‬

‫اللي تصير هالمواقف بينها تمر على علقاتهم السنوات‪ ..‬ويوصل الوضع لليأس من بعض‪ ..‬وبعدها يتخذون مثل‬
‫هالقرارات‪ ..‬لكن انا ‪ ...‬ما صار لي السته اشهر وصار كل هذا معاي‪ ..‬كل هذا العذاب وكل هذا أللم اللي‬
‫حواسي ما تستوعبه‪ ..‬عمري ما حسيت بضعف و خذلن مثل هذا‪..‬‬

‫وقف عند البحر وهو يتحسس الدمعة اللي تسيل‪ ..‬مستحيل يوقف سيل الدمع‪ ..‬ريال والمفروض ان قلبه‬
‫يصير مثل الصخر لكنه يحس بالرجفان كل ما ذكر اسمها وتخر دموعه غصبن عنه‪ ..‬سكر عيونه وهو يفتح ثمه‬
‫من صعوبة التنفس وويه فاتن يرجع كل شوي تحت جفونه‪ ..‬ويه تحلم فيه طول سبع سنوات وتخيل شلون‬
‫راح تتطور ملمحه ‪ ..‬ويوم صارت له‪ ..‬طار الحلم وابتعدت‪ ..‬والسبب اهو‪ ..‬اهو ‪...‬‬

‫فتح مشعل عيونه بقهر يوم تذكر مساعد‪ ..‬مسكني في وقت‪ ..‬انا ما كنت اقدر اسوي فيه شي احتراما لفاتن‪..‬‬
‫وال‪ ...‬الحيــوان‪ ..‬ان ما خليت قلبه ينحرق مثل ما حرق قلبي‪ ..‬ما كون انا مشعل‪ ..‬اوريك‪ ..‬اوريك في اعز ما‬
‫تملك‪ ..‬اوريك في اعز ما تبي‪ ...‬حتى لو كان هالشي بيذبحني‪ ..‬بس اهم شي‪ ..‬ان قلبك يحترق وروحك تنجرح‬
‫جرح‪ ..‬ما يبرى ول يتداوى‪..‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫الغرفة منقلبة الفوقاني تحتااني ول تدري شلون ترتبها‪ ..‬وما تقدر تطلب المساعدة من مساعد لنها بكل‬
‫بساطة المسئولة عن هذي الفوضى فأهي اللي راح ترتبها‪ ..‬لكن الكبت الحين اللي تزحزح وعلق مو راضي‬
‫يتحرك شتسوي فيه؟؟؟‬
‫اوووووووف والله حالة‪..‬‬

‫طلعت من الغرفة وهي رايحة صوب المطبخ‪ ..‬يمكن تلقى شي سطحه ناعم عشان تحطه تحت الكبت‬
‫وتسحبه من فوقه‪ ..‬ادري تفكير ناس اقوياء وعندهم عضلت لكن فاتن جذي‪ ..‬تحب انها تسوي الشياء‬
‫بنفسها‪ ..‬وتحريك الشياء الثقيلة ‪ ..‬غراامها‪..‬‬
‫لقت نوع الصينية المسطحة وكانها لتقطيع السلطة ول شي جذي‪ ..‬سطحها كان املس ويناسب‪ ..‬حملته‬
‫وراحت صوب دارها‪ ..‬ال ومساعد يدخل البيت وهو حامل جريدة وشوية اغراض‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬السلم عليكم‬


‫فاتن‪ :‬عليكم السلم‪..‬‬

‫وراحت دارها‪ ..‬لكن اللي في يدها خل مساعد يوقفها وهو يضحك‪ :‬بتطبخين في دارج؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ها؟؟؟ )انتبهت للي في يدها( لااا من قال‪ ..‬بس ابي احرك الكبت‪ ..‬ولزم شي مسطح من تحته عشان‬
‫يتحرك‪..‬‬
‫مساعد وهو يفتح عينه‪:‬تحركين شنو؟‪.‬؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬الكبت‪ ..‬ما ابيه جدامي بحطه عند الزاوية؟‬
‫مساعد‪:‬بتحركينه بروحج؟‬
‫فاتن‪ :‬أي‪ ..‬مافيها شي‪ ..‬تراه خفيف بس مشكلته انه رفيع‪..‬‬
‫مساعد مستغرب‪ :‬تحركين الكبت بروحج؟؟؟‬
‫فاتن حست بانه يستخف فيها‪ :.‬عن اذنك بروح احركه‪..‬‬

‫راحت فاتن دارها واهي منقهرة من استخفاف مساعد بها‪ ..‬صج يعني ‪ ..‬شعباله؟ ماقدر احرك شي‪..‬ان صج‬
‫معصقلة لكني شاغول‪ ..‬واحب الحركة‪ ..‬مالت عليه عاد‪ ..‬يبين عليه خامل وكسول‪..‬‬
‫مساعد راح ووقف عند باب الدار وهو مستغرب من هالبنت‪ ..‬اذا اهي ما تحترم بنيه جسمها غيرها يحترم‪..‬‬
‫تحرك الكبت عيل‪ ..‬خلونا نشوفها شتسوي؟؟ ئال ايه احرك الكبت‪ ...‬ورينا شلون بتحركينه‪..‬‬

‫حطت فاتن اللوح تحت الكبت وراحت تسحبه من ورى عشان يدخل اللوح من تحت‪ ..‬لكنها ما قدرت‪..‬‬
‫هالشغلة يبيها اثنين‪ ..‬بس وين‪ ..‬مساعد واقف مثل العلم على الباب وشكله غير مستعد لتقديم العون‪ ..‬لكن‬
‫من يحتاجه ‪ ..‬فشررر اطلب منه ‪ ..‬خله يولي‪ ..‬بسويها‪..‬بس ان شاء الله ما يطيح علي الكبت واطيح صريعته‪..‬‬

‫سحبت فاتن الكبت من ورى وانصدمت من ثقله‪ ..‬وارخت يدها من عليه وهي متخصرة وتفكر‪ ...‬لمت شعرها‬
‫بيدها وثبتته بكليب بس الخصلت تناثرت كلها وحايطت ويهها وخلت شكلها جنان بعيون مساعد اللي كان‬
‫متسند على الباب وهو عاقد ذراعيه على صدره‪ ..‬ينتظر انجاز من فاتن في تحريك الكبت‪..‬‬

‫خطرت فكرة في بالها انها تدفع الكبت وتدز اللوح بريلها لتحته لكن‪ ..‬اهي لزم تكون دقيقه عشان ما يطيح‬
‫الكبت من جدام‪ ..‬هم هالشي يبيله اثنين‪ ..‬بس بتسويها بروحها وان شاء الله ما يصير شي‪...‬‬

‫سمت بالرحمن‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ..‬ودفعت الكبت اللي من شدة الدفع تهاوى جدام وسرع مساعد‬
‫بيده ومسكه عن ل يطيح وفاتن طفرت من مكانها علبالها الكبت بيطيح على مساعد‪..‬‬
‫وصرخت بصوتها‪ :‬مساعد؟؟؟؟؟‬
‫ثبته مساعد بيدينه مع انه ضرب كتفه بقوة خلته يحس انه يمكن انخلع ول شي‪ ..‬لكن ماهمه‪ ..‬ثبت الكبت مرة‬
‫ثانية على الرض وهالمرة تحته اللوح وفاتن اللي من الخوف شوي ويغمى عليها‪..‬‬

‫راحت صوبه‪ :‬ما تعورت؟‬


‫مساعد اللي كلش ما كان يحس بجتفه‪ :‬ل ما تعورت‪ ..‬بس انتي شوي شوي‪ ..‬كل شي بتسوينه بروحج‬
‫ماتقدرين هذا شغل اثنين‪) ..‬عصر عيونه من الم جتفه‪ ( ..‬يالله خلينا نحركه ‪..‬‬
‫فاتن بخوف‪ :‬ل ل خلك خلك انت اكيد تعورت انا حسيت انه ضربك؟‬
‫مساعد بظيح‪ :‬ما تعورت يا بنت الناس يالله خلينا نكمل اللي بديتيه‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يعني ما تعورت‬
‫مساعد‪ :‬اوووووه‪ ..‬قلت لج ما تعورت يالله بسرعة‪..‬‬
‫فاتن بخوف‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬روحي ورى الكبت وانا من جدام بس حاسبي ل يطق فيج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاءالله‪..‬‬

‫وراحت فاتن بناءا على تعليمات مساعد وهي عارفة ال متاكدة ان مساعد ضرب في الكبت‪ ..‬وضربه جايدة‬
‫بعد بس هو وايد عنيد وما بيتكلم ال بعدين‪ ..‬ياربي انا شسويت يعني ما برتاح ال لمن اذبحه؟؟‬

‫مساعد‪ :‬نطري العد‪ ..‬واحد‪ ..‬اثنين‪ ..‬مسكيه‪..‬‬

‫دفعه مساعد مرة وحدة وخله مسافه بسيطة من اللوح اللي سحبته فاتن من تحت‪ ..‬وعلى نفس العملية اللي‬
‫تكررت مرة او مرتين ‪ ..‬تزحزح الكبت من مكانه القديم للمكان اليديد‪ ..‬وبانت المدفاة بصورة احلى مع انها‬
‫صغيرة لكنها عطت طابع احلى في الدار‪ ..‬وظلت فاتن ومساعد يناظرون انجازهم‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ترى الدار هذي احلى‪ ..‬بادليني؟‬


‫فاتن بابتسامة‪ :‬لااا‪ ..‬مستحيل‪..‬‬
‫مساعد وهو رافع حاجب‪ :‬ترى الشقة شقتي؟‬
‫فاتن ناظرته بغرور‪ :‬باسم فاتن الياسي‬
‫مساعد وهو يكتم الضحكة‪ :‬بس اقدر اطردج‪..‬‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬من صجك؟‬
‫مساعد ماقدر هالمرة ملمحها ذبحته‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله بسرعة‬
‫زهبي روحج ما باقي شي على الصلة‬
‫فاتن بخوف وبنفس الوقت رجفان في قلبها غريب وعجيب من ضحكة مساعد‪ :‬ل ل ما بنطلع اليوم؟‬
‫مساعد بصدمة‪ :‬ليش؟شالمانع‬
‫فاتن‪ :‬انا احس ان ذراعك تعور؟‬
‫مساعد‪ :‬ياه‪ ..‬اجذب عليج يعني‪ ..‬ما تعور ياله خلينا نطلع من هالبيت‪...‬‬
‫فاتن بتردد‪ :‬مادري‪..‬‬
‫مساعد غمض عيونه هالمرة بسبب اللم اللي في جتفه وبسبب تردد فاتن‪ :‬بطلع بروحي عيل وبخليج؟‬
‫فاتن‪ :‬للللل‪ ..‬بيي وياك‪ ..‬ل تخليني بروحي؟‬
‫مساعد‪ :‬مو بيتج هذا‬
‫فاتن باحراج‪ :‬مابي انحبس هني‪ ...‬كفاية طول اليوم‪ ...‬بطلع اليوم تغيير جو‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬بس عيل خلص‪ ..‬بس ها ما اوصيج‪ ..‬لبسي شي ثقيل‪..‬‬
‫فاتن سرى الدفى فيها من اهتمامه‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫مساعد يناظرها وفي قلبه ميل للستهبال وياها‪ ..‬خاطره يقط عليها كلمه تخليها تحمر وتخضر‪ :..‬تدرين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬شنو؟‬
‫مساعد‪ :‬الوردي ليق عليج موت‪ ...‬دوم لبسيه‪..‬‬

‫وسرى المفعول مثل السحر على فاتن وحمرت البنت وخضرت ومساعد اللي تحققت امنيته طلع من الدار‬
‫وهو يكتم الضحكة وانفجر بها في وسط الصالة على مسامع فاتن‪ ..‬بصراحة انقهرت منه‪ ..‬يعني لزم حركاته‬
‫البايخة‪ ..‬بس صراحة يوم ضحك‪ ...‬صج ل قالو الضحك يصغر‪ ..‬صار جنه واحد بعمر جراح ول خالد‪ ..‬وبينها وبين‬
‫نفسها ضحكت على ضحكته‪ ..‬وهذي اول مرة فاتن تضحك فيها على شي من قبل مساعد‪ ..‬ااااخ هالتأقلم‬
‫ينرفز ويفرح بنفس الوقت‪ ..‬تبشير ان حياتي ما راح تكون جحيم‪ ..‬ويقهر‪ ..‬لنه لمساعد‪ ...‬بس‪ ...‬مساعد‬
‫شفيه‪ ..‬ليش ماابتسم له واضحك له‪ ..‬وتكون فرحتي مخصصة لفرحته؟؟؟ تراه زوجي قبل كل شي‪...‬‬
‫ههههههههههههههه اكيد ينيت عشان افكر مثل هالتفكير‪ ..‬لكن‪..‬ما علي‪ ..‬مليت من الكتمة والحزن‪ ..‬خلني‬
‫افرح شوي‪..‬‬
‫==============‬
‫الساعة ثمان بالليل‪ ..‬في بيت ابو مساعد‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ل يا حبيبتي ما ابي البس هاللون؟؟‬


‫نورة وهي تشد على عينها‪ :‬مريم شفيج هاللون انتي تحبينه ليش الحين ما تبين تلبسينه‬
‫مريم وهي تحط ريلها على الثانية وبغرور‪ :‬بس‪ ..‬كيفي‪ ..‬ابي البس اسود!!‬
‫نورة‪ :‬مريم بليز والله مافيني عليج انتي قايلتلي خذيلي على ذوقج والحين تقولين لي جذي؟‬
‫مريم وهي تتجاهل كلم اختها وبحاجب مرفوع‪ :‬السود من شراه‪ ..‬ها ‪ ..‬قوليلي‪ ..‬اكيد ارفيجتج العزيزة اللي‬
‫مادري شسمها‪..‬‬
‫نورة بعصبية‪ :‬أي ‪..‬قولي جذي السالفة ‪ ..‬دام احلم شاريه اللون خلص انتي ليش ما تشترينه‪ ..‬انتي لمتى‬
‫بتحطين البنت في بالج جذي‪ ..‬ما عندج سالفة ترى‪ ..‬هالبنت بتكون نسيبتج وجريب ان شاء الله ان قدرت اقنع‬
‫امي عدل اخليها تكون حرمة للؤي‪..‬‬
‫مريم وهي تفتح عينها بصدمة‪ :‬هاو هاو هاو‪ ...‬ما بقت ال عود العسكريم ارفييييييجتج‪ ..‬ل حبيبتي‪. ..‬لؤي حرمته‬
‫انا بختارها‪ ..‬واي وحدة ال نسيبتج هذي‪ ..‬يااااااع شنو هذا قطططع‪..‬‬

‫احم‪ ..‬هذا مقطع من هواش مريم ونورة اللي كان بعد ما راحت نورة عن مريم السوق ويا خوات فيصل على‬
‫عكس ما وعدتها‪ ..‬انها راح تكون وصيفتها والداية عليها طول فترةالتشري لكن الظاهر ان نورة غيرت‬
‫خططها‪..‬يمكن بسبب مريم لنها دايمة النشغال ولنها من النوع اللي يتملل في الشوق اذا كانت الشروات مو‬
‫لها‪...‬‬

‫"نرجع بالحداث قبل طبعا عشان نعرف السبب الرئيسي للحرب العالمية بين مريم و‪ ..‬واحلم‪..‬‬

‫في ليلة خطبة نورة تعذرت فاتن عن الروحة واهني تحطمت احلم مريم كلها في انها تقضي وقت ممتع ‪..‬‬
‫طبعا نو فتوون نو فن‪ ..‬وظلت طول الليلة واهي مادة براطمها شبرين وملنة وطفرانة تبي ترد البيت ولي‬
‫قالت لمها جذي هاوشتها او حقرتها‪ ..‬فظلت تنتظر الوقت بنفسه ينتهي عشان ترد وتنتهي هالمسخرة‬
‫المملة‪..‬‬

‫في ظل ذيج الحفلة كانت احلم – اللي اهي بالمناسبة ارفيجة نورة‪ -‬قاعدة ويا ارفيجاتها وايتطنزون عالرايح‬
‫والياي‪ ...‬لمن وصلت عيونهم للبنت اللي لبسة فستان لفندر وكان شكلها انتحاري على حد قول احلم‪ ..‬تمو‬
‫يضحكون عليها ويتريقون لكن هذا ما كفاهم‪ ..‬راحو صوب مريم واهم يضحكون ويعاملونها مثل اليهال‪ ...‬طبعا‬
‫مريم والناس تسوي حركات جذي جدامها‪ ..‬مالهم ال النعال لكنها احترمت نفسها وتحركت عنهم واهم‬
‫يضحكون بشدة‪..‬‬

‫ويوم حانت الزفة كانت مريم تشد الدمعة في خاطرها وتحبسها عشان ل تطيح‪ ..‬اول الموقف المحرج مع‬
‫البنات والحين زفة اختها اللي بصراحة تعور قلبها حتى لو كانت نورة تحقرها معظم الوقت ليش انها اصغر‬
‫منها بثلث سنين‪ ...‬ويوم عند الستيج بالكوشة كانت بتروح توقف يم اختها ال ما وعت باحلم هذي الكريهة‬
‫تدفعها عن الستيج وتروح اهي وتوقف يم نورة واختهم الثانية اللي ما تعرف اسمها لوقتكم هذا وقفت يم‬
‫اخوها‪...‬‬

‫مر شريط الذكريات مثل ما قلته في بال مريم‪ ..‬ومع اللم المصاحب لن مريم ما بتنسى هالمناسبة اللي من‬
‫بعدها يات نورة البيت وناجرتها عليها وقالت لها انج اتهاوشين ويا البنات‪ ...‬مع ان مريم ما تعرضت لحد لنها‬
‫ما كلمت احد‪ ..‬لكن كل اللوم طاح عليها واهي استحملت واسكتت لن نورة مستحيل تقتنع ببرائتها‪ ...‬ال بهذا‬
‫الوقت لن نورة عانت بشكل بسيط من احلم وغرورها وتفاهتها يمكن‪ ..‬مع انهم كانو من الربع العدلين‪..‬‬
‫بس‪ ...‬دوام الحال من المحال‪"..‬‬

‫وينقطع سيل الفكار او الذكريات الكريهة في نفس مريم مع طلعة امهم من المطبخ‬

‫ام مساعد‪ :‬علمكم انتو الثنتين اتناجرون جذي؟؟ يا نورة هذا وانا اقول انتي العاجل تحطين راسج براسها؟‬
‫مريم بصدمة‪ :‬شقصدج يمة يعني انا مو صاحية؟؟ تعالي جوفي بنتج شمسوية‪ ...‬على كيفها اقصد على كيف‬
‫احلااااااام تختار لي القطع والملبس اللي تبي تلبسني اياها‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ما فيها شي‪ ..‬البنت اكبر منج وعندها ذوق‪ ..‬للحين اذكر اللي لبسته اختج تراه من ذوق هالبنت؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل والله‪ ..‬اشوفج وايد مستانسة عليها‪ ..‬ل يكون بس صدقتي ان لؤي بياخذها‪..‬؟‬
‫ام مساعد‪ :‬وليش ما ياخذها‪ ..‬مع اني تمنيتها لمساعد بس يالله اخوج خذ اللي بخاطره فيها‪ ...‬مع انها مو قد‬
‫المقام؟؟‬

‫مثل الصخرة اللي طاحت على راس مريم كانت كلمه امها‪ ...‬فاتن مو قد المقام؟؟؟؟ شقاعدة تخربط امي؟؟‬
‫وانا اللي علبالي اهي تجاوزت هالشي؟؟؟‬

‫نورة لحظت الحزن اللي هاجم مريم من كلم امها‪ :..‬يمة عاد مو جذي‪ ...‬فاتن بنت ول كل البنات‪..‬‬
‫ام مساعد بحاجب‪ :‬أي بنت ول كل البنات؟؟ جذي تاخذ اخوكم ول تخليه يتصل ول يسأل ول شي؟؟ صج انها‬
‫ول كل البنات‪ ..‬اصل انا قلبي مو راضي يعني مو راضي ول احد بيقنعني‪ ..‬ماخذ لي بنت الياسي‪ ..‬قلو البنات‪..‬‬
‫يالله رضينا عشان خاطره‪ ..‬شنسوي ولدنا ومجبورين في مرته لو شنو كانت‪...‬‬

‫قامت مريم بعصبية من مكانها‪ ..‬ولول مرة تهاجم امها بالكلم‪ :..‬فاتن مو قد المقام يمكن‪ ..‬بس لتنسين‪..‬‬
‫من وين كنا انييب الكل وقت ما كان ابوي محبوس في السجن ‪ ...‬ل تنسين هالشي يمة‪ ..‬ول تنسين بعد بنتهم‬
‫اللي ماتت وولدج تعذب عشانها‪ ..‬بدل ل تقولين هاذي رحمة من رب العالمين‪...‬‬

‫ام مساعد‪ :‬بس عاد‪ ...‬ذلفي دارج‪ ..‬عنبوووو الساعة اللي ييتي فيها‪ ..‬والله ما كرهت نفسي بضنا يبته كثرج‪..‬‬
‫لسانج هذا‪ ..‬متبري منج‪ ...‬يالله ذلفي‬

‫راحت مريم دارها واهي تهمل الدمع ‪ ..‬صراحة اليوم امها اثبتت انها تكرهها بحق‪ ..‬يعني الكل تعامله معاملة ال‬
‫انا‪ ..‬لؤي ويرقد عند ريلها‪ ..‬نورة وبحظنها‪ ..‬مساعد تاج راسها ‪ ..‬اما انا‪ ..‬البطة السودة‪ ..‬من لي؟؟؟ محد‬
‫محد‪..‬‬

‫دشت دارها وصفقت بالباب بقوووو ندمت عليها‪ ...‬لكن ‪ ..‬ط‪ ..‬ز فيهم‪ ..‬اخر زمن بعد يسبون فاتن‪ ..‬ما يدرون‬
‫ان فاتن ضحت باغلى ما عندها عشان تتزوج ولدهم‪ ..‬لكن اهم‪ ..‬صج ما يقدروون‪ ...‬اكرههم‪ ..‬اكررههم‪..‬‬

‫ال تناظر الدب اللي في دارها‪ ..‬تسمية جراح لن خشمه احمر‪..‬‬

‫مريم‪ :‬اكرهك انت بعد‪ ..‬اكرهك لنك مو راضي اتيي وتخلصني من هالبيت‪ ..‬ما تيي وتريحني من هالوحدة‪ ..‬مو‬
‫كفاية اختك راحت وخلتني الحين انت بعد‪ ..‬وانا اشره على من يا ربي؟؟على واحد ل يحس ول يشعر‪ ..‬اموت‬
‫انا احسن لي‪..‬‬

‫وغابت مريم في موجة بجي تعور القلب‪ ..‬مع انها معظم الوقت مزوحة والجدية مو من سماتها بس لزعلت‬
‫مريم تزعل الكل معاها‪ ...‬ورضاها صعب‪..‬على قولة البيت بالشلة‬

‫اذا زعلتي لو رضا كل زعلن‪ ..‬ما حس قلبي للرضا فيه داعي‬


‫‪-------------------------‬‬
‫الثاني‪ ..‬قصدي العاشق الولهان كان في البيت وهو ملن موعارف شيسوي‪ ..‬باجر بيوون المتعهدين يشوفون‬
‫البيت ويعطونوهم القياسات والشياء المطلوبة للبناء‪ ..‬وامه للحين ما حركت ساكن في الغراض‪ ..‬يعني يذبح‬
‫عمره ويا امه هذي‪ ..‬ل ابد يخليها تسوي اللي على كيفها‪ ..‬اهم شي راحتها مع انها تقهرني بس بيتها وهي حرة‬
‫فيه‪ ..‬لكن الي فيه مو بسبب البيت‪ ..‬يا ناس زود الشوق يحرق اللي ما يحترق‪ ..‬وشوق العشاق لضى ونار‬
‫تسعر في الخفوق ما يطفيها ال ويه الحبيب‪ ..‬او سماع صوته‪ ..‬وهو محروم من الثنين‪ ..‬مبادئه واخلقه تمنعه‬
‫من انه يتطاول على سمعه مريم‪ ..‬حتى لو كانت حبيبته او حياته‪ ..‬اهو عنده خوات ويخاف عليهم‪ ..‬فما يروح‬
‫يسويها في بنات الناس‪..‬‬
‫لكن يا ربي‪ ...‬ياربي‪ ...‬مشتاق‪ ..‬مشتاق لعيونها العسلية‪ ..‬ولويهها الحلو‪ ..‬الطفولي الخالي من العيوب‪ ..‬ماهي‬
‫حلوة مثل كل الحلوات‪ ..‬ول هي جميلة بجمال رباني‪ ..‬فيها من الحل الي شلع العقل من قلبي وانا العاجل‪ ..‬ل‬
‫بالله ل اجذب ما كنت عاجل بعمري‪ ..‬وين‪ ..‬ومثل هالملك يعيش بحياتي‪ ..‬طول عمري وانا الحظها‪ ..‬حتى وانا‬
‫ما احبها‪ ..‬شي غريب فيها شدني لها‪ ..‬شي مااقدر اوصفه ول اقدر اقوله‪ ..‬اخاف لو قلته‪ ..‬ينتشر وكل الناس‬
‫تسويه‪ ..‬ابيه سر‪ ..‬ابيه شي خاص فيني لها‪ ..‬شي محد يعرفه عنها ال انا‪..‬‬

‫قام من مكانه وهو يحك راسه بعصبية‪ ...‬الناس كلها في دورها وانا قاعد هني متحقرص‪ ..‬مو عارف اروح يمين‬
‫ول يسار‪ ...‬ابي اشوفها‪ ..‬والله صارت شوفتها مثل الدوى لي‪ ..‬مثل المخدر‪ ..‬اعوذ بالله شقاعد اقول‪..‬‬
‫استغفر الله العظيم‪...‬‬

‫راح المطبخ وهو يحاول يتناسى هالشي بافضل طريقة‪ ..‬الكل‪ ...‬جراح فيه عادة لمن يكون متوتر او متظايق‬
‫يتناسى هالشي بالكل‪ ..‬والخص الحلوة ‪ ..‬وثلجتهم ماشاء الله ما تخلى مع ان فاتن راحت لكن امه ما‬
‫تقصر‪ ..‬حتى مناير وسماهر يحاولون بس‪ ...‬ما علي‪ ..‬لو انشاء الله ماصخ باكله ‪ ..‬بس انسى انسى هالنار‪..‬‬
‫واطفيها‪..‬‬

‫حط كل شي على الطاولة وبمتعة زائفة شهى نفسه للكل‪ ..‬وتوه بيغرف من اول ملة ال وويه مريم ينرسم‬
‫جدام عيونه‪ ..‬غمض عيونه بشدة عشان ل ترجع لكنها رجعت ااكثر واكثر‪ ..‬مرة واهي تطلع لسانها‪ ..‬ومرة‬
‫واهي فاجة عيونها بصدمة‪ ..‬ومرة واهي‪...‬‬

‫اووووووووووووووووووووووووف بس عاد خلص ذبحتيني حمرااان‪ ..‬ماقدر خلص سكتي شوي خليني انسى‪..‬‬

‫تنسى‪ ..‬ما تقدر تنسى‪ ..‬ما تقدر تنسى نعومتها وخفة روحها وحلوة وجودها‪ ..‬ما تقدر تنسى عفتها وشرفها‬
‫وطهارتها‪ ..‬ما تقدر تنسى الشرار اللي تولعه فيك لمن تمر‪ ..‬انت ما كنت جذي جراح‪ ..‬كنت تحبها ومعجب‬
‫فيها‪ ..‬اما مجنون بها‪ ..‬فهذا شي يديد!!!‬

‫قام من على الطاولة وهو يرفع دشداشته بظيييج‪ ..‬رفع نفسه وقعد على طاولة المطبخ‪ ...‬وهو ياخذ تفاحة من‬
‫الصحن وياكلها‪ ..‬قضمة وحدة وخلها مكانها‪ ...‬ال وخالد يدخل عليه‪...‬‬

‫خالد‪ :‬اوه‪ ..‬شفيك يالقطو قاعد على الطاولة؟‬


‫جراح وهو يناظره من تحت‪ :‬مافيني شي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل صج جراح شفيك ل يكون بس صرت علبه من علب البهارات‪ ..‬هههههههههههههههههههه‬
‫يضحك خالد وجراح يناظره بكره‪ :‬ما عندك سالفة‬
‫خالد يفج عينه‪ :‬اووووووووووووووه‪ ..‬وازاب مااان‪ ..‬ليش تكلمني جذي )بصوت نسائي( انا قلبي رهيف‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بليزز خالد مالي خلق‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انزين بقولك‪ ..‬رحت بيت فظول ‪ ..‬الجلب شراله ديفي دي‪ ..‬وياب فلم مصروووق لكن شنو يا جراح‪..‬‬
‫قسم بالله شعر جسمي كله وقف ستاند باي هههههههههههههههههههه‬
‫جراح بملل‪ :‬فلم شنو؟‬
‫خالد وهو يفج الثلجة‪ :..‬فلم عند النبي عيسى‪ ..‬وشلون وقت الهداية والنبوة‪ ..‬لكن شنو يا جراح‪. .‬‬
‫جراح‪ :‬اكو النبي عيسى بالتمثيل؟‬
‫خالد‪ :‬أي واحد معصقل مادري شاصلة‪ ..‬الفلم مووو عنقريزي‪ ..‬ل يتحجون بهرج ثاني مادري جنه هندي‬
‫ههههههههههههههههههههه‬
‫جراح‪ :‬وانت كل شي تطالعه ويا فاضل؟ ماتخافون رب العالمين؟‬
‫خالد يفج عيونه‪ :‬جراااااح هذا الفلم عالمي‪ ..‬تعرف شنو عالمي‪ ..‬ياخي يراويك المسيح عليه السلم شكثر‬
‫تعذب‪ ..‬وحتى تصدق ‪ ..‬مريم العذرا كانت موجودة‪ ...‬ققسما بالله القصة‪....‬‬

‫ضاع صوت خالد الي يشرح لجراح عن قصة الفلم من يوم انذكر اسم مريم‪ ...‬مريم العذرا‪ ...‬مريم حبيبة‬
‫جراح‪ ..‬مريم ينون جراح اللي على ايدها بيدش المصح ول بيطلع ال بقرار اميري‪..‬‬

‫جراح نقز مرة وحدة من على الطاولة جدام عيون خالد اللي انصدم‬

‫هي سبايدر مان‪ ..‬شوي شوي‬ ‫خالد‪:‬‬


‫بعيونه اللمعة بافكار جهنمية‪ :.‬خالد‪ ...‬النسان ل بغى شي لزم يطيب خاطره صح؟؟‬ ‫جراح‬
‫ل ‪ ..‬مو صح‪..‬‬ ‫خالد‪:‬‬
‫ول كانه يسمع لخالد‪ :‬النسان لزم ما يوقفه شي‪ ..‬وليتوقف عشان شي‪..‬‬ ‫جراح‬
‫جراح ارجوك‪ ..‬ل يكون بس بتروح تستشهد في فلسطين‪..‬‬ ‫خالد‪:‬‬
‫اللي كان غايب عن الوعي ذيج اللحظه‪ :‬ايه‪..‬‬ ‫جراح‬
‫خالد‪ :‬يالمينووووون‪ ..‬خالتي ‪...‬‬

‫ما لحق خالد الغبي على جراح اللي طلع من البيت مثل البرق‪ ..‬ركب سيارته وعلى طول طلعها من غير‬
‫تسخين ول شي‪ ..‬وعلى طول‪ ..‬عند بيت لؤي‪....‬‬

‫مريم اللي كانت قاعدة على انغام اغنيه مكانه الخالي لعبد الكريم عبد القادر‪ ...‬تتسمع واهي تتشبذ بالنسمات‬
‫لن البجي خلص اخذ مأخذه منها‪ ..‬ول احد لهاللحظه صعد لها يواسيها‪ ..‬اكيد‪ ..‬علبالهم اهم على حق من جذي‬
‫ما يتنزلووون‪ ..‬لكن معليه بسوي اضراب‪ ..‬اضراب شامل ل اكل ول شرب‪ ...‬مع اني بمووووت ان ما كلت ‪..‬‬
‫لكن بشوفون‪...‬‬

‫ماهي ال دقايق وجراح واقف عند باب بيت مريم‪ ...‬باب اللي بياخذه للسعادة البدية‪ ...‬يتخيل لو انه يدش‬
‫عرض بيت الناس ويقول لهم انا ياي اخذ بنتكم على سنة الله ورسوله‪ ..‬الحرام ماهو من شيمنا‪ ..‬ااااااخ بس‬
‫لو اقدر اقولها‪ ..‬انا شغل ما اشتغل‪ .‬دراسه ما كملتها‪ ..‬لكن‪ ...‬لكن لزم اتكلم لمريم‪ ..‬ما يصير اخليها تروح‬
‫من يدي‪ ..‬انا هالبنت بموت ان ظاعت مني‪..‬‬

‫طلع من السيارة وهو يهندم نفسه ‪ ...‬ضربته الريح الباردة ورد داخل السيارة وهو يتقرقص‪ ..‬شهالبرد اللي‬
‫حلس علينا‪ ..‬ورفع تلفونه يتصل بلؤي‪..‬‬
‫يرن‬

‫يرن‬

‫يرن‪..‬‬

‫لكن وين ينشال‪ ..‬لن لؤي ضايع في سابع نومة‪ ..‬وهني قطع المل جراح‪ ..‬وهو يتحقرص في سيارته‪ ..‬شسوي‬
‫الحين‪ ..‬احاجي منو الهبل راقد‪ ..‬ومساعد باميركا ماقدر اكلمه بهالسالفة بالتلفون‪ ...‬اوووووووووف‬
‫شهالحالة‪...‬‬

‫ورد اتصل في لؤي‪ ..‬ونفس الحالة‪ ..‬التلفون يرن ويرن والثاني ول يشيله‪ ..‬ياربي شهالحالة‪ ..‬شنو الممكن‬
‫اقدر اسويه‪ ..‬مالي ال الصبر‪ ..‬كفاية ان الينون يابني لعند باب بيتهم‪ ..‬سوالف جذي ما تصير بالقوة‪ ...‬لزم‬
‫يبيلها صبر‪ ..‬ويبييلها تحكيم للعقل‪ ...‬حركات روميو ول فارس الغبرا ماتمشي‪ ..‬اوووووووف لو بس اشوفها‪..‬‬

‫يتكلم بصوت مسموع‪ :‬شوت شوت شوت‪ .‬لو بس اشوفها‪ ..‬اشوفها ياربي اكحل عيوني بويهها السمح‪...‬‬

‫بهذيج اللحظة قامت مريم من على السرير وويهها متنفخ من البجي‪ ..‬راحت عند المنظرة تشوف نفسها بجت‬
‫مرة ثانية مو عشان شي عشان شكلها اللي تخفس‪ ...‬وراحت الحمام تغسله بالماي البارد‪ ...‬ويوم طلعت من‬
‫الدار حملت الفوطة الصغيرة تنشف ويهها وحست بالجو يبرد في الدار‪ ..‬وراحت عند الدريشة عشان‬
‫تسكرها‪ ...‬وهي تحاول تحركها لنها شوي انرصت‪ ..‬شافت سيارة يوكن ‪ ...‬واقفة عند بيتهم‪...‬‬

‫اهي السيارة ما جمدتها كثر معرفتها بصاحب السيارة‪ ..‬هذا جراح ماكو غيره‪ ...‬شسوي عند البيت‪...‬؟؟ ياي‬
‫للؤي‪...‬‬

‫بهذيج اللحظة رفع جراح عيونه بعجز فوق وكأنه حس لوجود مريم في المكان‪ ..‬ومن طاحت عيونه عليها راح‬
‫الظيج عنه‪ ..‬حواجبه اللي كانت معقدة تحللت عقدتها واستوت بخط مائل في الوسط‪ ..‬وارتسمت على شفاته‬
‫ابتسامة الرضا والراحة‪..‬‬
‫اما الثانية فظلت مادة برطمها بزعل ودلل‪ ...‬لكن بهذيج اللحظة أي زعل واي دلل ايي‪ ..‬هذا الحبيب ‪ ..‬هذا‬
‫البهجة الي انتظرتها طول عمري عشان تصير‪ ...‬يا مرحبا فيك ومرحبا باللي جابك‪ ...‬اهل وسهل بالعزيز‬
‫الغالي‪ ...‬حبيب قلبي نور عيوني من صباي‪ ..‬جراح ‪..‬‬

‫طلع جراح من السيارة وهو يناظر مريم براحة وهنا وكان عينه سابحة في فضى الهدوء‪ ..‬بكل هدوء وقف عند‬
‫مقدمة السيارة وتسند عليها‪ ...‬وهو مو مصدق‪...‬‬

‫وكأنه مقطع من فيلم كلسيكي‪ ..‬من بطوله كلرك غيبل وفيفيان لي‪ ...‬مع انه كان ذهب مع الريح لكن هذا‬
‫المقطع‪ ..‬من احلى قصة عرفتها مريم‪ ..‬قصة حبها‪ ..‬قصة حبها وشغفها لحبيب الطفولة‪ ..‬جراح‪..‬‬

‫حس جراح ان طالت نظرته لمريم خصوصا واهي مو لبسه حجاب‪ ..‬لكن شالمانع‪ ..‬هذي حبيبتي‪ ..‬وكل شي‬
‫حلل بالحب والحرب‪..‬‬
‫وقف مرة وحدة جراح واتفاجأت مريم من حركته‪...‬‬

‫قام أشر على نفسه‪ ...‬ومريم تهز راسها جنهه تقول‪ :‬شفيك؟؟؟‬

‫ورسم قلب كبير بيدينه وانصدمت مريم يوم شافته‪...‬‬

‫وبعدين اشر جراح عليها بيده‪ : ...‬انتي‪...‬‬

‫انا احبج‪..‬‬

‫واسترخي كل شي في جسم مريم وظلت واقفة بل حواس‪ ...‬جراح ابتسم لتأثير الكلمة على مريم ولكنه‬
‫ركبت سيارته وراح بعيدعنها‪ ...‬يخليها تستمع بالجو اللي خلها تسبح فيه‪ ..‬وهو الثاني ماكان يمشي على‬
‫الرض‪ ..‬كان يطير بالجو‪ ...‬شعور بالخفة ‪ ..‬وكأن الدنيا ما فيها جاذبية ارضية‪ ..‬وبدل ل يروح عند بيتهم‪ ...‬ابتعد‬
‫عن المكان‪ ..‬عشان ينشر من السحر اللي لمسه على الكويت كلها‪ ..‬ان ما كانت الدنيا كلها‪...‬‬

‫ومريم اللي ظلت متصنمة مكانها من اعتراف جراح بحبه لها‪ ..‬لول مرة‪ ..‬من ست سنوات يعترف لها بانه‬
‫يحبها‪ ..‬واهي اللي ظنت ان حبها له من طرف واحد‪ ..‬وهذا العتراف خلها تقعد مكانها بكل هدوء وهي ماسكة‬
‫قلبها‪ ...‬شعور جديد طغى عليها‪ ..‬شخصية جديدة دخلت عليها‪ ...‬دنيا ثانية اهي تعيش فيها‪ ..‬عمرها ما توقعت‬
‫هالشي‪ ..‬عمرها ما توقعت حب جراح لها‪ ...‬يحبني‪ ..‬يحبني انا‪ ..‬من دون الناس‪ ...‬يحبني‪...‬‬

‫وفي طرف ثاني‪ ..‬كانت غزلن قاعدة تعد نجوم السما‪ ..‬وكأنها تعدها وتخليها مثل المهلة اللي راح تقربها‬
‫لجراح بمجرد انقضاها‪ ..‬يا الله لو بس يصير لي جراح‪ ..‬راح اكون شاكرة لعطائك يا رب العالمين‪ ...‬مريم هذي‬
‫ما تناسبه‪ ..‬ما راح تعطيه كل الحب اللي انا اقدر اعطيه اياه‪ ...‬جراح لغزلن‪ ..‬وغزلن لجراح‪ ...‬هذا التصحيح‬
‫اليديد يا بنت خالتي العزيزة‪...‬‬

‫ياترى‪ ..‬شلي تخطط له غزلن عشان انها تتقرب لجراح اكثر وتبعد مريم نهائيا عن حياته‪ ...‬وشنو راح تكون‬
‫ردة فعلها لو ان خططها اتجهت بالعكس تجاهها‪....‬؟؟؟ صدمة كبيرة لبنت العز‪ ...‬او لبنت العامة مريم‪...‬‬
‫‪------------‬‬
‫الساعة صارت ‪ 12:30‬بالظهر‪ ..‬ومساعد زهب من فترة وينتظر فاتن تطلع من الدار‪ ..‬ويعد قلبه لمظهر فاتن‬
‫الجديد‪ ..‬يا ترى اهي بتسمع كلمي بان الوردي ليق عليها ول شنو؟؟ يمكن اهي زعلت لني قلت لها هالشي‪..‬‬
‫مادري والله بس مابي هاللحظة تخترب‪ ..‬لن نادي اليخوت ينتظرنا وما بردها البيت ال لمن تتمايل من‬
‫التعب‪..‬‬
‫مساعد كان كاشخ من الزين‪ ...‬حلق لحيته او خففها ‪ ..‬وخله شعره اللي بدى يطول شوي مبلل بالجل ولبس‬
‫تي شرت ماروني بدم الغزال وبانطلون اسود شاموا ‪ ..‬وفوقهم جاكيت اسود ولفافة على الرقبة‪ ..‬اسود وبها‬
‫ماروني‪ ..‬ولون عيونه البنية البندقية مغمجة اليوم اكثر عن العادة‪..‬‬
‫وانفتح الباب‪..‬‬
‫طلعت فاتن منه‬
‫وغابت روح مساعد عنه‪..‬‬

‫كانت باحلى حلة للبنت‪ ..‬كانت لبسة شال بيجي حريري اطرافه موردةومن تحته مقنع بيجي اغمج ومورد‬
‫بنفس الديزاين‪ ..‬وتنورة وردية تتدرج من الفاتح للغامج من فوق لتحت‪ ..‬وتي شرت مع جاكيت جينز بلون‬
‫البيج‪ ..‬وجنطه صغيرة بورد اخضر شاحب‪..‬والويه الحسن ما كان فيه شي ال لمسات خفيفة من الخضر‬
‫والخدود موردة والشفايف لمعة‪..‬‬

‫ما قدر مساعد يمسك قلبه‪ ..‬اهي حلوة وال اهو يشوفها حلوة؟؟ ما يصير‪ ..‬كل مرة لها شكل مختلف ‪..‬‬
‫الجامعة السبوع اللي فات ما قصرت فيها‪ ..‬يوم ازرق ويوم اخضر وويوم ماروني ويوم ويوم‪ ..‬لكن اليوم‬
‫البنت وايد مصيفة‪ ..‬ليش؟؟‬

‫مساعد بصوت مبحوح من شدة العجاب‪ :‬ما تحسين ان ملبسج صيفية؟‬


‫ناظرت روحها فاتن وهي تحسه صاج بكلمه‪ :‬بس عاجبيني‪..‬‬
‫مساعد يناظرها وهو حاط يده على ثمه بتفكير‪ :..‬لو تغيرين التنورة بس‪ ..‬لل‪ ...‬وال اقول‪ ...‬ورد ييفكر‪..‬‬
‫وفجأة حس بالجرأة وسحب يدها‪ :‬تعالي معاي‪..‬‬

‫والثانية تمشي وراه بصدمة لنه يمسكها بشكل عادي مو جنه علقتهم من اكثر علقات الزواج رسمية ودخلها‬
‫الغرفة‪ ...‬راح عند الكبت واهي ظلت واقفة عند الباب تنتظره ‪ ..‬ناظرها بلفته سريعة وكانه يطلب الذن منها‬
‫واهي هزت راسها‪ ..‬فتح درج الملبس المعلقة وتم يناظرها‪ ...‬وطلع تنورة خضرا باهته وسيعة لونها مشابه‬
‫للورد اللي في الشيلة والجنطه‪...‬‬

‫بابتسامة‪ :‬من مريم عرفت للبس البنات‪ ..‬واظن هالتنورة تنفع‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن مو عشان ان اللون يتناسب‪ ..‬لن اللي اختارها ريال‪ ..‬اهي البنت ما عرفت تناسق‪ ..‬الله يخليج‬
‫يا مريم محد سالم منج ياروح الناقة‪..‬‬

‫مساعد باستغراب‪ :‬مو عاجبج اللون‪..‬‬


‫فاتن واهي تروح يمه وتسحب التنورة من عنده‪ :‬ل عاجبتني‪ ..‬بس لو سمحت عطني دقايق وبطلع مرة ثانية‪..‬‬

‫مساعد ابتسم وطلع من الدار‪ ...‬وسكر الباب من وراه‪ ...‬وانتظرها وانتظرها‪ ..‬لمن طلعت بعدين بالتنورة‪..‬‬
‫وهي مثل اللعب اللي في البوكسات الموسيقية‪ ...‬ولبسة معاهم صندل حليبي ناعم وخفيف وكعبة طويل‬
‫شوي‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬الحين؟؟؟‬
‫مساعد يبتسم بخفة ‪ :‬بيرفكتو‪..‬‬
‫ضحكت فاتن‪ :‬هههههههههههههه الحمد لله‪ ..‬نقدر نروح‪..‬‬

‫مساعد يبتسم ويهز راسه‪ ..‬وتحركت فاتن صوب الباب جدام مساعد والثاني واقف وهو يناظرها واهي تمشي‬
‫بخفة‪ ..‬وبعدين لحقها‪ ..‬وطلعوا من البيت وبحركة التف فيها مساعد خلت اللم اللي من مساعة للحين‬
‫وهويرن في جتفه يرجع مرة ثانية ومن شدته هالمرة غمض عيونه بقوة وشد عليها بسبب اللم‪...‬‬

‫وفاتن حست له يتألم‪ :‬جتفك‪..‬؟؟‬


‫مساعد‪ :‬ل بس شوي يألمني‪..‬‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ل بس خلص خلنا نروح المستشفى والطلعة تتأجل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ل ل خلينا نطلع اليوم وبعدين نروح له‪..‬‬
‫فاتن بظيج‪ :‬مالي نية بالطلعة؟‬
‫مساعد اللي اللم مكدره من صوب فاتن اتيي له من الصوب الثاني عشان تزيد عليه‪ :‬فاتن لو سمحتي‪ ..‬قلت‬
‫لج بنطلع الحين وبعدين نروح المستشفى ل تقعدين تعصبيني‪...‬‬
‫قال اخر جملة بالصراخ اللي خلى فاتن تعصب من قلب عليه وتعاند اكثر بالموضوع‪ :‬ما ابي اطلع خلص‪..‬‬
‫مساعد سكر الباب وقفله وراح عنها ‪ :‬خلج اهني واقفة لمن ارد بتدشين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬والمفتااااح‪..‬‬

‫ما عطاها ويه ونزل من الدري وهو معصب للخر‪ ..‬واهي منصدمة من حركاته السخيفة‪ ..‬شنو يعني غصب‬
‫اطلع وياه‪ ..‬صج انه ما عنده احساس‪ ..‬مابي اطلع وياك غصب‪ ..‬اووووووووووووووووووف‪ ...‬وقفت مكانها‬
‫شوي تبي تنتظره يمكن يرد مرة ثانية‪ ..‬لكن اهي الظاهر تحلم شوي‪ ..‬وبعصبية واهي تدق بريلها الرض‬
‫طلعت من البناية تشوفه مشى ولظل مكانه‪ ...‬ل‪ ..‬كاهو واقف‪ ...‬وبالسيارة بعد‪ ..‬راحت من غير ما تناظر‬
‫بشكله ودخلت السيارة وسكرت الباب بالقوة‪ ..‬لكن مساعد ما اهتم لها واول ما دخلت مشى السيارة بكل‬
‫هدوء‪...‬‬

‫وهذي بداية الطلعة وشكلها بصراحة حماسية‪ ..‬هذا اللي فكرته فاتن‪ ..‬اذا من بدايتها تناجرنا وتهاوشنا‪ ..‬بعد‬
‫يحمد ربه اهتم لموره‪ ..‬وال وحدة ثانية ما تعطيه ويه‪ ...‬مالت علي‪..‬‬

‫ومساعد اللي اللم من جهة مظايجه وعصبية فاتن وبياختها من جهة ثانية‪ ..‬صج انها ياهل يعني حتى لو اقتنع‬
‫ساعات انها بنت كبيرة وفاهمة ترد وتسوي حركات اليهال‪ ..‬ياخي جتفي وكيفي يعله الخلع مو شغلها‪ ..‬مو انا‬
‫فرض على حياتها خلها على راحتها ما ابي اتعبها ول ابيها اتعب روحها عشاني ‪..‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫هيام في بيتها الكبير كانت تفكر بالتصال لفاتن لكن ما تدري‪ ..‬يمكن اهي مشغولة ويا ريلها‪ ..‬لكن‪ ..‬اهي ملنة‬
‫وما تدري شتسوي غير انها تتصل فيها‪ ..‬ل شنو تتصل فيها‪ ..‬خلها على راحتها اليوم ويك اند‪..‬‬
‫راحت عند الجهاز وفتحت ماسنجرها‪ ..‬لقت عندها يوم فتح اضافة جديدة‪..‬‬
‫‪Half_life_half_death‬‬
‫استغربت‪ ..‬من صاحب هاليميل‪ ..‬ما تذكر انها عطت ايميلها لحد‪ ..‬وطبعا رفضت الضافة‪ ..‬وظلت تحوس‬
‫وتلوس بالنت والشات وكل المواقع‪ ...‬حست روحها زهقانة‪ ..‬وقررت انها تسكر كل شي ‪ ..‬وتوها بتسكر‬
‫المسنجر ال رسالة توصلها‪ ..‬فتحت الرسالة وانتظرت الصفحة انها تكتمل‪ ..‬وتمت تقرى الرسالة‪..‬‬
‫____________‬
‫‪!Hai there my name is 7amad andi found Ur email in one of the sending groups‬‬
‫قروب‪ ..‬انا ما اشترك بقروبات‪ ...‬ايييي هذاك‪ ...‬انزين ؟؟‬
‫??‪And I liked it a lot.. I really want to have you on my msn sometimes what you think‬‬
‫‪Tonight is good?? That is fine with me 7 pm‬‬
‫‪I will be waiting‬‬
‫‪7amad‬‬

‫استغربت هيام من قلب‪ ..‬شيبي هاذي صج انه لزقة‪ ..‬بس‪ ...‬انا خلني اظيفة شوراي‪ ..‬ل ريل ول حبيب مثل‬
‫الناس‪ ..‬وان جان هاذي السبال زيادو فهو ما بينفعني‪ ..‬مالت عليه احبه الكريه‪ ..‬وظافت اليميل في اللست‬
‫عندها وعلى طول طلعت من المسنجر‪ ..‬على امل اللقاء بهالحمد اليوم‪ ...‬من يدري يمكن يكون وراه شي؟؟؟‬
‫‪---------------------------‬‬
‫وصلت السيارة عند الميناء‪ ..‬وفاتن ابد مو مشتهيه انها تطلع من السيارة ابدا‪ ..‬ما تبي هالرحلة لنها خلص‬
‫عرفت شنو بيصير فيها فما يحتاج انهم يواصلونها‪ ..‬لكن هالعنيد هالراس اليابس من يقنعه‪ ..‬اوووووف والله‬
‫اهي حالة‪..‬‬

‫مساعد من جاف اليخوت جدامه نسى فاتن واهله ونسى روحه‪ ..‬وعلى طول طلع من السيارة وراح عندهم‪..‬‬
‫مشى لوقت وايد عشان بس يوصل‪ ..‬لكن الحمد لله كاهو وصل وكاهي اليخوت جدامه‪ ..‬يا قلبي اقول اليوم‬
‫بروح فيها بروح‪..‬‬

‫وفاتن للحين في السيارة‪ ..‬التفتت لها والبتسامة مو شادة ويهها ‪ ..‬وفاتن من شافت ابتسامته اللي جنها‬
‫ابتسامة اليهال بادلته البتسام مع انها كانت متغيظة بهذيج اللحظة‪ ..‬لكن‪..‬شلي خلها تبتسم له‪ ..‬يمكن فرحته‬
‫الكبيرة وحماسة المثير لهالرحلة‪ ..‬وبكل طواعية طلعت فاتن من السيارة وهي متحمسة بحماس مساعد‪...‬‬
‫يمكن الرحلة على عكس ما توقعت راح تكون حلوة‪..‬‬

‫تمت تمشي بوسط الشارع وهي تناظر المكان بعين شبه مسكرة بسبب الشمس الصاطعة‪ ..‬والجو كان‬
‫منعش مو بارد‪ ...‬جافت الناس للحين لبسة ملبس صيفية‪ ..‬اكيد متعودين على هالجو‪ ..‬وراحت وقفت عند‬
‫مساعد‪ ..‬مو لزقة فيه بس القرب كان زين‪..‬‬
‫ال ومساعد يمد يده جدام عينها‪ :‬شوفي اليخت اللي هناك؟؟‬
‫فاتن ناظرت مساعد اول واقشعرت من قربه لها‪ .. :‬وين‪.‬؟؟‬
‫مساعد يناظرهاوهو يبتسم‪ :‬طالعي وين اشر‪..‬‬
‫وراحت عيونها المتوترة لناحية اليخت‪ ...‬وانعجبت فيه بصراحة‪ ..‬كان صغير مو كبير لكن لونه البيض وحوافه‬
‫الساااج كانت حلوة‪ ..‬واسم القارب كان‪dreams ..‬‬
‫ابتسمت فاتن لليخت وشعور التفاؤل يعمها‪ ..‬ل هالرحلة بتكون خير علينا‪ ..‬على القل نغير هالجو‪..‬‬
‫مد مساعد يده وكأنه ينتظرها تحط يدها فيها‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬بتوتر كبير حطت فاتن يدها بيد مساعد ولكن لمسه‬
‫يده صارت معتادة لها‪ ...‬لكن هالمرة مسكته كانت خفيفة وناعمة‪ ..‬وسحبها معاه لعند اليخت‪ ..‬واهي تحس‬
‫انها دايخة ول سكرانة‪ ..‬هذا تأثيره عليه كبير وما اتحمله صراحة‪ ..‬وسحبت يدها من يد مساعد وهو توقف‬
‫مستغرب من سحبه يدها ‪ ..‬لكنها ما عطته ويه ومشت جدامه واهي متوترة وخايفة من ردة فعله‪ ..‬لكنه ما‬
‫اهتم لها ومشى بخطوات واسعة لمن سبقها ومشى جدامها واهي ظلت وراه‪..‬‬

‫ما درت فاتن شنوع من القهر خلفت في مساعد‪ ..‬كان وده لو انه يمسكها ويقطعها لكنه ما قدر يسوي فيها‬
‫شي‪ ..‬ياهل ما يحط باله وياها‪ ..‬صار الحين يندم على انه طلعها وياه اليوم‪ ..‬من المفروض والصح انه يخليها‬
‫في البيت‪ ..‬كان غبي يوم ظن ان العلقة تغيرت بينهم‪ .‬فاتن بتظل حاطه الحواجز بيني وبينها‪ ..‬وانا صراحة ما‬
‫عندي التحمل اني انتظرها تبعدها عشان اتيني‪ ..‬انا بخليها على راحتها‪ ..‬ول بقول لها شي‪ ..‬خلها مثل ما تبي‬
‫بيصير‪...‬‬

‫وهذي العلمة الثانية على ان الرحلة فاشلة‪ ..‬بانتظار الثالثة عشان تكون ثابتة‪..‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫ما مرت ساعة ال وهيام تقعد على الجهاز مرة ثانية‪ ..‬تبي تصمم جم صورة عشان تواقيع طالبينها منها اخوانها‬
‫الصغار‪ ..‬وتمت تصمم وكل شي‪ ..‬وعشوائيا ككل مرة فتحت المسنجر‪ ..‬ويوم فتح ما لقت احد ال صاحب‬
‫اليميل الغريب‪ ..‬وكان نك نيمه حزين‪...‬‬
‫))يا صاحبي شوف الدهر خلني اصرخ اااه‪ ..‬يا صاحبي عفت الصبر مقدر على فرقاااه((‬
‫استغربت لن بيت الشعر هذا من اغاني فرقتها المفضلة‪ ..‬الخوة‪ ..‬واهي بعد كانت حاطه بيت من ابيات‬
‫اغانيهم‪...‬‬
‫))اسألني لو حبيت‪ ..‬انا غيرك ما هويت‪((..‬‬

‫دقيقة مرت واهي تفكر‪ ..‬تدخل ول شنو؟؟؟‪ ..‬تدخل تكلمه ول مايحتاي‪ ...‬اوووف والله حالة‪..‬‬
‫ال وهو يدخل‪...‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬متحيرة؟؟‬
‫استغربت هيام ودزت الويه المستغرب‪ :‬من شنوو؟‬
‫يا صاحبي‪ :‬تدخلين ول لء؟؟‬
‫انصدمت هيام من اللي قاله‪ ..‬شلون عرف؟؟ ل يكون بس واحد من اخواني؟‬
‫يا صاحبي‪?any body there :‬‬
‫اسالني‪ :‬هل‪...‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬شفيج ما تردين؟‬
‫هيام‪ :‬ما فيني شي بس‪ ...‬انت من وين لك ايميلي؟‬
‫يا صاحبي يدز ابتسامة‪ :‬على مااظن قريتي ايميلي‪...‬‬
‫اسالني‪ :‬أي قريته بس‪ ...‬ماني متطمنة‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬ل تخافين ما اعظ )‪(6‬‬
‫دزت هيام ويه البتسامة‪ :‬الحمد لله وانا اللي كنت خايفة‬
‫ياصاحبي‪ :‬ههههههههههه معاج حمد‪ 23 ..‬سنة‪ ..‬وانتي؟‬
‫فكرت هيام‪ ...‬تجذب ول تقول الصج‪ ..‬اهو مبين عليه صاج ليش اجذب‪ :‬هيام ‪ 20‬سنة‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬العمر كله‬
‫اسالني‪ :‬عاشت السامي‬
‫يا صاحبي‪ :‬عاشت ايامج‬
‫اسالني‪ :‬اجمعين‪...‬‬

‫صمت دار بينهم واهي تفكر في شنو تقول له وتنتظره يتكلم لكنه كانت ساكت‪ ..‬وينه ال يبي يتكلم معاي‬
‫ومادري شنو‪ ..‬والله الظاهر انه مو مقتنع‪..‬‬

‫وهذي بداية الطلعة وشكلها بصراحة حماسية‪ ..‬هذا اللي فكرته فاتن‪ ..‬اذا من بدايتها تناجرنا وتهاوشنا‪ ..‬بعد‬
‫يحمد ربه اهتم لموره‪ ..‬وال وحدة ثانية ما تعطيه ويه‪ ...‬مالت علي‪..‬‬

‫ومساعد اللي اللم من جهة مظايجه وعصبية فاتن وبياختها من جهة ثانية‪ ..‬صج انها ياهل يعني حتى لو اقتنع‬
‫ساعات انها بنت كبيرة وفاهمة ترد وتسوي حركات اليهال‪ ..‬ياخي جتفي وكيفي يعله الخلع مو شغلها‪ ..‬مو انا‬
‫فرض على حياتها خلها على راحتها ما ابي اتعبها ول ابيها اتعب روحها عشاني ‪..‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫هيام في بيتها الكبير كانت تفكر بالتصال لفاتن لكن ما تدري‪ ..‬يمكن اهي مشغولة ويا ريلها‪ ..‬لكن‪ ..‬اهي ملنة‬
‫وما تدري شتسوي غير انها تتصل فيها‪ ..‬ل شنو تتصل فيها‪ ..‬خلها على راحتها اليوم ويك اند‪..‬‬
‫راحت عند الجهاز وفتحت ماسنجرها‪ ..‬لقت عندها يوم فتح اضافة جديدة‪..‬‬
‫‪Half_life_half_death‬‬
‫استغربت‪ ..‬من صاحب هاليميل‪ ..‬ما تذكر انها عطت ايميلها لحد‪ ..‬وطبعا رفضت الضافة‪ ..‬وظلت تحوس‬
‫وتلوس بالنت والشات وكل المواقع‪ ...‬حست روحها زهقانة‪ ..‬وقررت انها تسكر كل شي ‪ ..‬وتوها بتسكر‬
‫المسنجر ال رسالة توصلها‪ ..‬فتحت الرسالة وانتظرت الصفحة انها تكتمل‪ ..‬وتمت تقرى الرسالة‪..‬‬
‫____________‬
‫‪!Hai there my name is 7amad andi found Ur email in one of the sending groups‬‬
‫قروب‪ ..‬انا ما اشترك بقروبات‪ ...‬ايييي هذاك‪ ...‬انزين ؟؟‬
‫??‪And I liked it a lot.. I really want to have you on my msn sometimes what you think‬‬
‫‪Tonight is good?? That is fine with me 7 pm‬‬
‫‪I will be waiting‬‬
‫‪7amad‬‬

‫استغربت هيام من قلب‪ ..‬شيبي هاذي صج انه لزقة‪ ..‬بس‪ ...‬انا خلني اظيفة شوراي‪ ..‬ل ريل ول حبيب مثل‬
‫الناس‪ ..‬وان جان هاذي السبال زيادو فهو ما بينفعني‪ ..‬مالت عليه احبه الكريه‪ ..‬وظافت اليميل في اللست‬
‫عندها وعلى طول طلعت من المسنجر‪ ..‬على امل اللقاء بهالحمد اليوم‪ ...‬من يدري يمكن يكون وراه شي؟؟؟‬
‫‪---------------------------‬‬
‫وصلت السيارة عند الميناء‪ ..‬وفاتن ابد مو مشتهيه انها تطلع من السيارة ابدا‪ ..‬ما تبي هالرحلة لنها خلص‬
‫عرفت شنو بيصير فيها فما يحتاج انهم يواصلونها‪ ..‬لكن هالعنيد هالراس اليابس من يقنعه‪ ..‬اوووووف والله‬
‫اهي حالة‪..‬‬
‫مساعد من جاف اليخوت جدامه نسى فاتن واهله ونسى روحه‪ ..‬وعلى طول طلع من السيارة وراح عندهم‪..‬‬
‫مشى لوقت وايد عشان بس يوصل‪ ..‬لكن الحمد لله كاهو وصل وكاهي اليخوت جدامه‪ ..‬يا قلبي اقول اليوم‬
‫بروح فيها بروح‪..‬‬

‫وفاتن للحين في السيارة‪ ..‬التفتت لها والبتسامة مو شادة ويهها ‪ ..‬وفاتن من شافت ابتسامته اللي جنها‬
‫ابتسامة اليهال بادلته البتسام مع انها كانت متغيظة بهذيج اللحظة‪ ..‬لكن‪..‬شلي خلها تبتسم له‪ ..‬يمكن فرحته‬
‫الكبيرة وحماسة المثير لهالرحلة‪ ..‬وبكل طواعية طلعت فاتن من السيارة وهي متحمسة بحماس مساعد‪...‬‬
‫يمكن الرحلة على عكس ما توقعت راح تكون حلوة‪..‬‬

‫تمت تمشي بوسط الشارع وهي تناظر المكان بعين شبه مسكرة بسبب الشمس الصاطعة‪ ..‬والجو كان‬
‫منعش مو بارد‪ ...‬جافت الناس للحين لبسة ملبس صيفية‪ ..‬اكيد متعودين على هالجو‪ ..‬وراحت وقفت عند‬
‫مساعد‪ ..‬مو لزقة فيه بس القرب كان زين‪..‬‬
‫ال ومساعد يمد يده جدام عينها‪ :‬شوفي اليخت اللي هناك؟؟‬
‫فاتن ناظرت مساعد اول واقشعرت من قربه لها‪ .. :‬وين‪.‬؟؟‬
‫مساعد يناظرهاوهو يبتسم‪ :‬طالعي وين اشر‪..‬‬
‫وراحت عيونها المتوترة لناحية اليخت‪ ...‬وانعجبت فيه بصراحة‪ ..‬كان صغير مو كبير لكن لونه البيض وحوافه‬
‫الساااج كانت حلوة‪ ..‬واسم القارب كان‪dreams ..‬‬
‫ابتسمت فاتن لليخت وشعور التفاؤل يعمها‪ ..‬ل هالرحلة بتكون خير علينا‪ ..‬على القل نغير هالجو‪..‬‬
‫مد مساعد يده وكأنه ينتظرها تحط يدها فيها‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬بتوتر كبير حطت فاتن يدها بيد مساعد ولكن لمسه‬
‫يده صارت معتادة لها‪ ...‬لكن هالمرة مسكته كانت خفيفة وناعمة‪ ..‬وسحبها معاه لعند اليخت‪ ..‬واهي تحس‬
‫انها دايخة ول سكرانة‪ ..‬هذا تأثيره عليه كبير وما اتحمله صراحة‪ ..‬وسحبت يدها من يد مساعد وهو توقف‬
‫مستغرب من سحبه يدها ‪ ..‬لكنها ما عطته ويه ومشت جدامه واهي متوترة وخايفة من ردة فعله‪ ..‬لكنه ما‬
‫اهتم لها ومشى بخطوات واسعة لمن سبقها ومشى جدامها واهي ظلت وراه‪..‬‬

‫ما درت فاتن شنوع من القهر خلفت في مساعد‪ ..‬كان وده لو انه يمسكها ويقطعها لكنه ما قدر يسوي فيها‬
‫شي‪ ..‬ياهل ما يحط باله وياها‪ ..‬صار الحين يندم على انه طلعها وياه اليوم‪ ..‬من المفروض والصح انه يخليها‬
‫في البيت‪ ..‬كان غبي يوم ظن ان العلقة تغيرت بينهم‪ .‬فاتن بتظل حاطه الحواجز بيني وبينها‪ ..‬وانا صراحة ما‬
‫عندي التحمل اني انتظرها تبعدها عشان اتيني‪ ..‬انا بخليها على راحتها‪ ..‬ول بقول لها شي‪ ..‬خلها مثل ما تبي‬
‫بيصير‪...‬‬

‫وهذي العلمة الثانية على ان الرحلة فاشلة‪ ..‬بانتظار الثالثة عشان تكون ثابتة‪..‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫ما مرت ساعة ال وهيام تقعد على الجهاز مرة ثانية‪ ..‬تبي تصمم جم صورة عشان تواقيع طالبينها منها اخوانها‬
‫الصغار‪ ..‬وتمت تصمم وكل شي‪ ..‬وعشوائيا ككل مرة فتحت المسنجر‪ ..‬ويوم فتح ما لقت احد ال صاحب‬
‫اليميل الغريب‪ ..‬وكان نك نيمه حزين‪...‬‬
‫))يا صاحبي شوف الدهر خلني اصرخ اااه‪ ..‬يا صاحبي عفت الصبر مقدر على فرقاااه((‬
‫استغربت لن بيت الشعر هذا من اغاني فرقتها المفضلة‪ ..‬الخوة‪ ..‬واهي بعد كانت حاطه بيت من ابيات‬
‫اغانيهم‪...‬‬
‫))اسألني لو حبيت‪ ..‬انا غيرك ما هويت‪((..‬‬

‫دقيقة مرت واهي تفكر‪ ..‬تدخل ول شنو؟؟؟‪ ..‬تدخل تكلمه ول مايحتاي‪ ...‬اوووف والله حالة‪..‬‬

‫ال وهو يدخل‪...‬‬


‫يا صاحبي‪ :‬متحيرة؟؟‬
‫استغربت هيام ودزت الويه المستغرب‪ :‬من شنوو؟‬
‫يا صاحبي‪ :‬تدخلين ول لء؟؟‬
‫انصدمت هيام من اللي قاله‪ ..‬شلون عرف؟؟ ل يكون بس واحد من اخواني؟‬
‫يا صاحبي‪?any body there :‬‬
‫اسالني‪ :‬هل‪...‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬شفيج ما تردين؟‬
‫هيام‪ :‬ما فيني شي بس‪ ...‬انت من وين لك ايميلي؟‬
‫يا صاحبي يدز ابتسامة‪ :‬على مااظن قريتي ايميلي‪...‬‬
‫اسالني‪ :‬أي قريته بس‪ ...‬ماني متطمنة‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬ل تخافين ما اعظ )‪(6‬‬
‫دزت هيام ويه البتسامة‪ :‬الحمد لله وانا اللي كنت خايفة‬
‫ياصاحبي‪ :‬ههههههههههه معاج حمد‪ 23 ..‬سنة‪ ..‬وانتي؟‬
‫فكرت هيام‪ ...‬تجذب ول تقول الصج‪ ..‬اهو مبين عليه صاج ليش اجذب‪ :‬هيام ‪ 20‬سنة‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬العمر كله‬
‫اسالني‪ :‬عاشت السامي‬
‫يا صاحبي‪ :‬عاشت ايامج‬
‫اسالني‪ :‬اجمعين‪...‬‬

‫صمت دار بينهم واهي تفكر في شنو تقول له وتنتظره يتكلم لكنه كانت ساكت‪ ..‬وينه ال يبي يتكلم معاي‬
‫ومادري شنو‪ ..‬والله الظاهر انه مو مقتنع‪..‬‬

‫يا صاحبي‪ :‬بقول لج نكتة‬


‫اسالني‪ :‬تفضل‪...‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬هذا قزم تناجر ويا حرمته جان تبي تعاقبه حطت نعاله فوق التلفزيون‪..‬‬

‫تمت هيام تقرى النكته واهي من النوع الصعب تضحيكه‪ ..‬بس دزت له ابتسامة‪..‬‬

‫‪‬يا صاحبي‪ :‬بايخة‬


‫اسالني‪ :‬ل بالعكس بس انا ماحب اضحك ‪ ...‬والنكت ما تضحكني‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬ليش‪ ..‬ترى الضحك مو حرام‬
‫ابتسمت هيام‪ :‬ل بس‪ ...‬ماحب‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬الظاهر ان شخصيتج قوية‪..‬‬
‫دزت ويه خجول‪ :‬تقدر تقول‬
‫يا صاحبي‪ :‬بس مو علي‪...‬‬
‫استغربت‪ :‬شنووووو؟‬
‫يا صاحبي‪ :‬انا ماحب البنت اللي شخصيتها رجولية اكثر منها قوية‪..‬‬
‫استغربت اكثر هيام‪?excuse u :‬‬
‫دز لها ابتسامة‪ :‬على العموم احنا علىوعدنا الساعة ‪ ...7‬اشوفج على خير باي‪...‬‬

‫طلع وسكره من غير ما ينتظرها تقول له شي‪ ...‬هذا اللي قهر هيام عدل ومن الزين بعد‪ ..‬شعلباله هالسبال‬
‫على كيفه يدش ويطلع‪ ..‬ل بعد ماكو احترام ينتظرني اقول له شي‪ ...‬لكن معليه‪ ...‬على طول دورت اسمه‬
‫وبلوك وديليت من غير أي تردد‪ ..‬أي بلى‪ ..‬العورة اللي بتكون موجودة الساعة ‪...7‬‬

‫طلعت من النت ومن الغرفة كلها واهي متغيضة من هالسبال اللي اسمه حمد‪ ..‬مالت عليه لكن معلية‪....‬‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫راح مساعد وكلم المكتب اللي استاجروا منه اليخت والحمد لله كل شي اوكية‪ ..‬عطوهم سترات النجاة وكل‬
‫شي والراديو شغلو في حاله يطلبون مساعدة ول شي جذي‪ ..‬وفاتن اللي واقفة عند البحر والنسيم يضربها‪..‬‬
‫صج ان الطلعة اختربت من الزين لن من يوم سحبت يدها ومساعد من حزتها ما كلمها ول نطق بحرف‬
‫معاها‪ ..‬او لو طالعها زين‪ ..‬بس جذي احسن‪ ..‬ياخي عليه نظرات تقهر وتربكني انا مالي مزاج للرباك‪ ..‬كفاية‬
‫فكرة اني بكون وياه لروحنا‪ ..‬شدعوة يعني بالبيت اهو في ديرة وانا في ديرة؟؟ يالله الله المستعان‪ ..‬شبيصير‬
‫في هالطلعة‪ ..‬الله العالم‪..‬‬

‫اخذ مساعد سويج اليخت وطلع من المكتب وراح لعند ما فاتن كانت واقفة‪ ..‬ويوم شافها وقف شوي وهو‬
‫يسحب نفس عشان يستحملها‪ ..‬اهو خاطره انه يقطعها من الضرب لكن‪ ..‬خله متحظر اكثر من جذي‪ ..‬اهو‬
‫ماله دخل فيها ‪ ..‬اللي تبيه تسويه‪ ..‬لكن سالفة اني اخليها لحالها هذا شي اهي لزم تشيله من بالها نهائيا‪...‬‬
‫وييوم تقرب منها عشان يروح لعند المنصة ضرب جتفه جتفها من غير عمد ‪ ..‬بس اهو ما عبرها وراح عنها‬
‫واهي ظلت واقفة ومادة البرطم شبر‪ ..‬وكلها لحظات ال ويوقف جدامها من بعيد‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ل يكون بس مقررة انج توقفين مثل الصنم بنص الدرب‪ ...‬يالله خلينا نكمل هاليوم على خير‪..‬‬

‫ما تكلمت فاتن وكتمت الغيض في نفسها وراحت وراه واهي تتنهد‪ ..‬ومساعد يراقبها بحاجب مرفوع‪ ..‬مع ان‬
‫النظارات خبت عيونه‪ ..‬أي بعد دلع بنات ما عندنا‪ ..‬امشي بالطيب اييج بالطيب‪ ..‬تعوينها اكسرها لج‪..‬‬

‫ركبووو اليخت‪ ..‬وفاتن انعجبت فيه بشكل كبير‪ ...‬وكان الجو فيه حميمي وحالم‪ ..‬يعني عكس وضعيتهم‪..‬‬
‫ومساعد على طول راح عند كرسي القيادة وشغل المحرك‪ ...‬فصخ الجاكيت اللي عليه وشمر السواعد‪ ...‬وهو‬
‫يحس بنشوة كبيرة كلم فاتن‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يمكن نتاخر لليل هني‪ ..‬لتحاتين انا اعرف لهالسوالف ل تظنين اني مو خبير‪ ..‬بس انتي لبسي لج‬
‫سترة نجاة اللي يبتهم وخلص‪ ...‬اوكية‪..‬‬

‫هزت فاتن راسها‪ ..‬والدمعة منكشحة في عينها لكنها اقوى من تهزيئاته‪ ..‬ما راح تخليه يعصبها اكثر‪ ..‬اهي‬
‫بتصير مثل الحايط‪. .‬‬

‫مساعد‪ :‬مستعدة‪..‬‬

‫هزت راسها فاتن‪...‬‬

‫مساعد من غير اهتمام‪ :‬يالله عيل‪....‬‬

‫من يدري‪ ..‬بهالرحلة القصيرة‪ ..‬شراح يصير ف فاتن ومساعد‪ ...‬هل راح ينقلب الزعل الى رضا‪ ..‬والرضا‬
‫ينتقل الى العجاب‪ ..‬والعجاب للحب‪..‬؟؟؟؟‬

‫ويا ترى مشعل‪ ..‬هل له ظهور مرة ثانية في القصة‪,,,‬‬

‫وحمد هذا‪ ..‬من يكون‪..‬‬


‫وجراح ومريم‪ ..‬راح يتمون قصة الحب ول غزلن وفيصل او عايض راح يغيرون دفة الحداث‬

‫الجزء الثامن عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------------‬‬
‫في وسط ذاك البحر ما كان يتخلل صوت الريح الباردة المنعشة أي صوت ال محرك اليخت‪ ..‬مساعد كان‬
‫ظايع في فرحة السياقة وفاتن ظايعة في فتنة امواج البحر الخضر الزرق‪ ..‬جماله كان عجيب وغريب من‬
‫نوعه‪ ..‬الماي كان شفاف ويكشف اللي تحته كله‪ ..‬وما كانت تبادل بهالجمال الطبيعي باي شي‪ ..‬تمنت لو ان‬
‫امها معاها‪ ..‬امها تحب البحر‪ ..‬وشكثر كانو يروحون البحر يوم كانو صغار تلبية لرغبة امهم‪ ..‬كان ابوهم ياخذهم‬
‫وياه عند الشط ويعلمهم السباحة لكن اهي كانت تخاف من فكرة الغوص في المياه‪ ..‬كثافة الماي عند‬
‫السباحة تفزعها لكنها ما ابتعدت عن البحر وايد بالعكس‪ ..‬حبته وحبت صوته القوي وشلون يكلمها وشلون‬
‫يفهم اللي بداخلها‪ ..‬اهي تدري ان كل هذي الشياء مجازية ومالها وقع في الحقيقة‪ ..‬البحر ما يسمع ول يتكلم‬
‫ول يتفاعل مع احد‪ ..‬لكنه له سحره الخاص‪ ..‬سحره اللي ما يقدر احد انه يسبر اغواره او يتفهم فيه‪..‬‬

‫مساعد كان يتذكر مزار عالية اللي كل ليلة يهديه زيارة او طلة يذكره بالوصل اللي بينهم ما غابت عالية عن‬
‫باله في ذيج اللحظة‪ ..‬وحضورها القوي معاه في نفس المكان نسااه فاتن مع ان فاتن في البداية كانت الصلة‬
‫الروحية بين مساعد وعالية لكن الحين الوضع اختلف‪ ..‬فاتن بانت على حقيقتها انها تختلف عن عالية ‪ ..‬عالية‬
‫تعلى على فاتن بدرجات ودرجات‪ ..‬عالية فيها اللي فاتن مستحيل يكون فيها‪ ..‬فيها الحب ‪ ..‬الحب لي انا‪..‬‬
‫الحب والحنان اللي ما انوجد في قلب حرمة بهالدنيا‪ ..‬يمكن اهو انوجد في قلب فاتن‪ ..‬لكن مستحيل يكون‬
‫لي‪..‬‬

‫نزل راسه بهالكلم او الصراع النفسي اللي كان يدور فيه‪ ..‬وبلمحة لفاتن شافها قاعدة واهي مسكرة عيونها‬
‫ومبتسمة وسانده رقبتها بيدها واهي مستمعة بالجو‪ ...‬الشال اللي على راسها كان يطير وخصلت عند جبينها‬
‫كانت طالعة ومحلية ويهها ‪ ..‬طفولي لدرجة كبيرة‪ ..‬وبنفس الوقت قاسي وعنيف‪ ..‬مثل الصخر اللي يضربه‬
‫الموج ول ينهز‪ ..‬هذي انتي يا فاتن‪ ..‬صخرة‪ ..‬تضربج امواج حبي وتحاول انها تهز وجدانج‪ ..‬لكنج ما تحسين‪ ..‬ما‬
‫تحسين بالنار اللي تسعر فيني‪ ..‬تظنين اني بارد واني ما احس لكنج غلطانه‪..‬‬
‫وحس مساعد بالظيجة شوي واختار بقعة حلوة عند البحر يمها صخر ووقف اليخت‪ ..‬قام من على كرسي‬
‫القيادة ويوم يا يقعد ويا فاتن عند الكراسي انتبهت فاتن ان اليخت توقف‪ ..‬لكن الهوا كان بعده يهب بنعومة‪..‬‬
‫ويوم انتبهت لوجود مساعد في نفس المكان تذكرت مضايقاته لها‪ ..‬ونزلت عيونها بالرض‪ ..‬صارت ما تكرهه‬
‫وقت ل ظايقها‪ ..‬ما تدري‪..‬شعور غريب يمر فيها من الحسرة واللم لمن يظايقها او تحس انها غير مرغوب‬
‫فيها ‪ ..‬اهو طيب ما عليه كلم لكن عيبه اهو تملكه في الناس‪ ..‬ورغبته انه يسير كل شي على كيفه‪ ..‬اهي ما‬
‫تعودت يوم انها تكون تحت أمرة احد‪ ..‬حتى امها وابوها كانو يخلونها على راحتها تتصرف من غير أي تحكم‪..‬‬
‫لكن اهو‪ ..‬يبيله فترة عشان يفهم هالشي‪ ..‬هذا ان استمروا ويا بعض‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬حلو الجو صح‪..‬‬


‫هزت راسها فاتن واهي تبتسم‪ :‬حلو ومنعش‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬لكن ول يسوى شي من الكويت‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬وياك‪ ...‬الكويت ‪ ...‬شي ثاني‪ ..‬اااه عليج يا كويت‪..‬‬

‫رفع حاجبه مساعد‪ ..‬وقال في خاطره ‪:‬الكويت‪ ..‬الكويت واهل الكويت‪ ..‬هز راسه من افكاره‪ ..‬صج انه غبي‪..‬‬
‫اهو مو بهالسطحية عشان يعيش نفسه بالشك ودواماته‪ ..‬اهو اكبر من هالسوالف‪ ..‬لكن تواجده مع فاتن‬
‫بنفس المكان يخليه يحس بانه صغير وتفكيره ضئيل‪ ..‬تأثيرها الياهل‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬مساعد‪..‬؟؟؟؟؟‬

‫ناظرها مساعد بكل جوارحه‪ ...‬لول مرة فاتن تناديه‪ ...‬لول مرة تتلفظ باسمه ‪ ..‬ول‪ ..‬بنعومة تهلك الغول‪..‬‬
‫فما بال مساعد النسان العادي‬

‫بارتباك‪ .. :‬ه‪ ..‬هل‪...‬‬


‫فاتن بارتباك لنها ما تدري شتقول له‪ ..‬في خاطرها كلم لكن‪ ... :..‬ما ‪ ..‬ما تقدر تروح هناك‪..‬‬
‫وتاشر بيدها ويناظر مساعد لوين ما تأشر‪ ..‬شاف ان هناك نوع من المرفأ للقوارب‪..‬‬
‫ورد يطالعها‪ :‬ليش؟‬
‫فاتن بارتباك وهي تهز اجتافها‪ :‬مادري‪ ..‬يمكن نشوف المكان‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اهني مو عاجبج‪..‬‬

‫ما كانت تبي تبين له خوفها‪ ..‬اهي تخاف انها توقف في مكان محايطه الماي‪ ..‬تتحرك فيه اوكي‪ ..‬لكن فكرة‬
‫انها تكون وسط لجة الماي ترعبها‪..‬‬

‫بتوتر‪ :‬ل بس‪ ....‬انشوف ونستكشف‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬انزين بعد ساعة جذي‪ ..‬لن عندنا كل الوقت‪.‬‬
‫وتمت فاتن تفكر بعجز بشي عشان يخليهم يروحون هناك‪ :..‬انزين‪ ..‬ما عندنا شي ناكله في اليخت‪.‬؟؟ نروح‬
‫نشتري لنا خرابيط‪..‬‬
‫مساعد يفكر انه ينازعها شوي‪ :‬بس انا ماحب الخرابيط‪ ..‬لو تلقين لي مطعم يطبخ عيوش ولحوم اوكيه‪..‬‬
‫خرابيط انا ما حبها ‪ ..‬يععع‪ ..‬تسمن الواحد‪ ..‬وانا ابي احافظ على جسمي‬

‫قال هالجملة وهو يمسح على بطنه المسطح‪ ..‬واستحت فاتن من حركته مع انها كانت عادية‪ ..‬لكنها خلتها‬
‫تناظره وتناظر بنيه جسمه واستحت وردت تحاول وياه‬

‫فاتن‪ :‬بس انا يوعانة‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬اوووووووه‪ ..‬جنج ياهل‪ ..‬انزين ما تقدرين تصبرين شوي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬لاا ما قدر‪) ...‬وبرجا( عاد‪..‬‬

‫ذاب قلبه من ويهها المترجي‪ ..‬يا حلوج والله وانتي تترجين‪ ..‬خاطري تترجين لي طول عمرج بس عشان‬
‫اشوف هالحل‪ ..‬وما هان عليه يشوفها جذي من غير ما يلبي لها طلب‪ ..‬غبي انت يا هالقلب‪ ..‬يذوبك هالشكل‬
‫السمح‪ ..‬مالت عليك ومن مساعة للحين تتوعد فيها ال بوريها والمادري شنو‪ ..‬اثرك خقة وما منك فايدة ول‬
‫رجا‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬بشرط‪..‬‬
‫فاتن استغربت‪ ..‬شرط ‪ :‬أي شرط؟؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬انج ما تناحسيني طول اليوم‪ ..‬بسنا فاتن‪ ..‬احنا صار لنا شهر الحين ويا بعض‪ ..‬لزم نحاول اننا‬
‫نتقبل بعض‪ ..‬ما نقدر نستمر جذي‪..‬‬
‫انصدمت فاتن من طلبه‪ ...‬لكنه كان عادل وحقاني‪ ..‬صح ‪ ..‬لمتى بظلون جذي لكنه مو من السهل عليها‪ ...‬مو‬
‫بسبب مشعل ول بسبب بدايتهم مع بعض‪ ..‬اهي عاشت وياه شهر وشافت طبعه واخلقه‪ ..‬وما تحسه من‬
‫النوع اللي تتسامح مع كل شي يسويه‪ ..‬ودامنه فتح المجال عشان انهم يعدلون مسارهم‪ ..‬ليش اهي ما‬
‫تشرط بعد‬

‫فاتن‪ :‬بشرط؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬شرط بشرط؟‬
‫فاتن استحت ونزلت عيونها‪ ... :‬شرطي انك ما ‪ ...‬ما تحاول انك تتحكم فيني‪ ...‬تخليني اتصرف معاك على‬
‫سجيتي‪ ...‬انا ما حب التحكم‪ ...‬كل ما تشد معاي ‪ ..‬انا اشد اكثر‪ ..‬مثلك ما ابي الخيط ينقطع واطيح واتعور‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬بس انا ماحب الدلع‬
‫فاتن بصوت انثوي وعميق‪ :‬وانا ما اتدلع‪ ..‬انا كبرت على الدلع‬
‫مساعد وهو يناظر جدامه‪ :‬ما يبين‬
‫فاتن تقر‪ :‬أي اعترف‪ ...‬بس انت بعد تتعامل معاي جني ياهل ما جني حرمة ومربية اخوانها‪ ..‬لو ما تدري انا‬
‫ربيت مناير ويا امي وعزيز كان مثل ولدي‪ ..‬انا يايه من بيئة كنت اكبرهم‪ ..‬لكن ويا معاملتك تحسسني للحين‬
‫كأني بالحظانة ول الروضة‪..‬‬

‫مساعد يناظرها بكل عمق وجدية‪ ..‬لنه بصراحة يستمتع لمنه يعرف اشياء خاصة عنها وعن حياتها وجوانب من‬
‫شخصيتها اللي مريم كانت دايم تسولف له عنها دايما‪ ..‬يبي يعرف الصج من الغلط‪ ..‬يبي يعرف هل مريم‬
‫كانت تبالغ ول فاتن صج جذي‪..‬‬

‫فاتن وهي تحس بنظراته تربكها‪ ..‬نزلت عيونها بحظنها واهي تفرك يدينها‪ :‬لذا‪..‬عشان نقدر اننا نتواصل احسن‬
‫من جذي‪ ..‬لزم التقديم من الطرفين ‪ ..‬مثل ما تعرف‪ ..‬اليد الوحدة ما تصفق‬
‫مساعد‪ :‬صح‪......‬‬

‫وبتفكير ‪ ..‬بين الثنين‪ ..‬وخصوصا مساعد اللي ضاع في كلم فاتن المنمق والصريح واللي ما فيه أي تردد او‬
‫تأتأة ‪ ..‬الظاهر انها معدة هالكلم عندها من زمان‪ ...‬بليسة‪..‬‬

‫واخيـــــــــــــــــرا‬

‫مساعد‪ :‬موافق‪...‬‬
‫بابتسامة رضا وراحة كبيرة ‪ :‬اتفقنا عيل‪..‬‬
‫وقف مساعد‪ ..no :‬للحين ما اتفقنا‪..‬‬
‫استغربت فاتن‪ :‬شلون‪..‬‬
‫مد يده مساعد لفاتن مصافحة مثل رجال العمال‪ :‬في عالم العمال والبزنز‪ ..‬التفاقيات تتم باليادي‪ ..‬عشان‬
‫انها تكون متبادلة‪..‬‬
‫فاتن بابتسامة ومدة يدها بهدوء‪fair enough :‬‬

‫مسك مساعد يد فاتن وصافحها بكل هدوء وهو يسحبها عشان تقوم‪ ..‬واهي قامت‪ ..‬ووقفت بطريقة مباشرة‬
‫وقريبة منه‪ ..‬خلت كل عرج فيها ينتفض ويستغرب هالقرب‪ ..‬ومساعد كان ويهه جامد لكنه مرتبك مثل طالب‬
‫في المدرسة جدام مدرسته‪ ..‬وتراجع خطوة او خطوة ونص‪ ..‬وابتسم عشان يخفف التوتر اللي ساد شوية‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يالله انزين ل تعطلينا خرابيطج تنتظرج‪..‬‬


‫فاتن‪ :‬اوكيه‪...‬‬

‫راح مساعد عند كرسي القيادة وهو يحس انه مثل الطير الي طلع من القيود‪ ..‬البتسامة مو رايحة عن ويهه ‪..‬‬
‫معانقة ملمحه معانق‪ ..‬غريب هالشعور‪ ...‬شلون يعمر الجسم ويمليه دفا وغمرة‪ ..‬شسمه ياناس هالشعور‬
‫عشان كل ما تظايقت احس فيه‪ ...‬وتحرك القارب من مكانه‬

‫فاتن بس راح مساعد عنها قعدت على الكرسي وهني تمسك يدها اللي ترتجف من قبضة يده‪ ..‬عمق‬
‫شخصيته ولباقته اللي ساعات تستحوذ على انتباهها تخليها مثل الياهل جدامه‪ ..‬لكن ارتباكه وتوتره المقابل‬
‫لتوترها يخليها تستغرب‪ ..‬واحد مثل مساعد‪ ...‬أكيد تعامل مع الكل من الناس‪ ..‬الحريم والرياييل‪ ..‬فليش‬
‫جدامي انا احسه ساعات متوتر‪ ..‬لكن الهم تم‪ ..‬انهم اتفقوا على شي مشابه للهدنة‪ ..‬والحمد لله هذا اللي‬
‫اهي تتمناه‪ ..‬الهدوء النفسي‪..‬‬
‫===============================‬

‫في الكويت‪ ..‬شاليه بيت النهيدي‪..‬‬

‫مشعل بصوت تعبان‪ :‬آلو‪..‬‬


‫سماء اللي كانت قاعدة بدارها تصبغ اظافر ريلها انصدمت يوم سمعت صوته‪ ....:‬مشعل؟؟؟‬
‫ابتسم مشعل‪ :‬شلونج ‪miss perfect‬‬
‫اشرق ويه سماء واهي تسمع حس اخوها‪ :‬مشعلوووووو‪ ..‬مشعل يالسبااااااااااااااااااااااال‬
‫مشعل‪ :‬ههههه‪ ..‬ليش بعد شسويت‪...‬‬
‫سماء واهي تبجي‪ :‬يالحمار صار لي شهر وانا اتصل فيك وانت ولترد علي‪ ..‬ول تسأل ول تقول وينها اختي‬
‫شلونها شخبارها‪ ..‬صج ان ما عندك قلب‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬اسف سماء‪ ..‬بس ‪ ..‬كانت حالتي النفسية تعبانة وما حبيت اظيجج وياي‪..‬‬
‫سماء واهي تبجي‪ :‬بس انا مو أي وحدة‪ ..‬انا اختك اللي تحبك وتموت عليك‪ ..‬تدري شكثر انا اعاني من دونك‬
‫تدري؟؟؟؟‬
‫مشعل وهو يحس بالدمعة تخونه وتنزل‪ :‬ادري‪ ....‬ادري سماء‪...‬‬
‫سماء‪ :‬ل ما ظنك تدري‪ ....‬لو تدري ما خليتني بروحي ‪ ...‬امي وابوي مسافرين وانت بعد رايح عني‪ ....‬مخليني‬
‫بروحي في هالبيت الكريه‪..‬‬
‫مشعل بدهشة‪ :‬امي مسافرة‪ ..‬وين؟؟‬
‫سماء‪ :‬شدراني فيها‪ ...‬عندها مؤتمر‪ ..‬خلتني هني ويا الخادمة‪ ...‬لكن انت يالسبال‪ ...‬هين اوريك‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ل تعورين قلبي زود سماء‪ ..‬خلص‪ ..‬كافي عذاب واله يكفيني ما ياني‪..‬‬
‫سما وهي تمسح دمعها‪ :‬بس خلص انا بنسى كل شي بس رد البيت‪ ...‬رد البيت اقعد وياي خلنا نسوي اللي‬
‫نبيه في غياب الغولة‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ل تقولين جذي‬
‫سماء‪ :‬سوري بس‪ ...‬ماقدر اضبط روحي‬
‫مشعل ‪ :‬دومج ما تقدرين تضبطين روحج‪ ..‬يالبطة‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫بعد هدوء نفسي‪...‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل‪.....‬‬
‫مشعل يرد عليها بتنهيدة‪ :‬آآآآآآآآآآآآآه ل تسأليني سماء‪ ..‬ل تسأليني‪ ..‬خليني بحالي‪ ..‬انا زين مني ساكت‪ ..‬ان‬
‫تكلمت‪ ......‬مادري شبيصير فيني‪...‬‬
‫سماء‪ :‬ما عليك حبيبي‪ ..‬انت رد البيت وخل ماما سماء تعتني فيك وخلص‪ ..‬ارمي كل شي ورى ظهرك‪..‬‬
‫العمر توه بادي فيك‪...‬‬

‫ما يدري مشعل ليش يحس انه خلص‪ ..‬القطار فاته مثل ما يقولون مع انه شباب‪ ..‬ما دام فاتن غير موجودة‬
‫معناه الحياة غير موجودة‪ ..‬معناه الشباب ماله طعم ول مذاق‬

‫مشعل‪ :‬اوكيك سماء‪ ..‬انا برد البيت باجر‪..‬‬


‫سماء‪ :‬وااااااااااااااااااااااااااااااو قيف مي فايف‬
‫مشعل‪ :‬ههههههههههه لج تن بعد شتبين‪..‬‬
‫سماء‪ :‬واو واو واو‪ ..‬أحبك يا أروع أخ بهالدنيا‪ ..‬أحبك‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬حتى أنا بعد أحبج‪ ..‬يل‪ ..‬باجر مدرسة روحي رقدي بل سهر بل فايدة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ان شاء الله بس قبل ابيك توعدني انك صج بتيي باجر‬
‫مشعل‪ :‬هاه‪ ..‬شنو يعني اجذب عليج‪ ..‬انا ل قلت لج شي اعنيه واسويه‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ل بس ابيك توعدني‬
‫مشعل‪:‬ليش؟‬
‫سماء‪ :‬علمونا بالمدرسة وعد الحر دين‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬الله والمدرسة ادري فيج ما تروحينها‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههاي‪ ...‬هواية ماي دير براذر‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬خيابتج ال مو هواية‪ ..‬يالله‪ ..‬انا بخليج الحين‪ ...‬تصبحين على خير‬
‫سماء‪ :‬وانت من اهل الخير والعافية والمازول‬
‫مشعل‪ :‬هههههههههههههههه خبلة ما عليج شرهه‪ ..‬يالله باي‬
‫سماء‪ :‬بايات‪...‬‬

‫سكرت سماء عن التلفون وهي فرحانة من كل قلبها‪ ..‬يا الله‪ ..‬احلى شي صار لي من فترة‪ ..‬اخوي يتصل‬
‫فيني من بعد ما حرقت تلفونه من التصالت لمن قفل تلفونه والحين‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬مع انه اكيد‬
‫زعلن ال ميت زعل على ظياع فاتن من يده لكن‪ ..‬قدر ومكتوب‪ ..‬من يدري‪ ..‬يمكن فاتن الحين مرتاحة واهو‬
‫بعد يمكن يلقي الحب الحقيقي‪..‬‬

‫ابتسمت لنفسها‪ ...‬الحب الحقيقي‪ ..‬أهي شتعرف في الحب‪ ..‬عمرها ما حبت احد ول تحب الفلم الرومانسية‬
‫ول تشتهي اللون الحمر‪ ..‬من مقرفاتها هاللون‪ ..‬لكن اهي انسانة فضولية وودها لو ان هالشعور يمر فيها مثل‬
‫ما يمر في الناس كلها‪ ..‬ليش اهي مو غير؟؟ اهي انسانة ولها الحق وكامل الحرية انها تحب‪ ..‬وتنحب لكن‪..‬‬
‫من يستاهل في هالدنيا‪ ..‬شباب هاليام ضايع ما يبي من البنية ال السمنه ‪ ..‬وانا مستحيل اخضع لرجل في‬
‫هالدنيا‪...‬‬

‫ضحكت على نفسها بهالكلمة‪ ..‬تخضع لرجل‪ ..‬اهي مع حياتها هذي بتكون شاكرة لرب العالمين ان تزوجت‬
‫فيوم‪ ...‬الفظاوة وقلة الهتمام في حياتها ما خذتها للدرب الغلط بالعكس‪ ..‬اهي ربت نفسها احسن تربية ولو‬
‫ان حريتها في لبسها ساعات مقززة لكن اهي انسانة تحبب التغيير وشكلها من اهم المور اللي تستحوذ على‬
‫اهتمامها‪ ..‬مو ذنبها انها ‪fashion mode‬‬
‫ههههههههههههههههههههه ‪..‬‬
‫وتابعت تصبيغ اظافرها واهي تدندن بالحااان اغنية آشر ‪) yeah yeah‬اظنكم تعرفونها( لمن سمعت صوت‬
‫الباب الرئيسي‪ ..‬ناظرت الساعة اللي على الرف اللي عند سريرها‪ ..‬الساعة تسعة بالليل‪ ..‬من يايهم‬
‫هالحزة؟؟؟ ‪...‬‬

‫قامت من مكانها واهي تطل على الدريشة عشان تشوف من‪ ..‬ال وطق على باب غرفتها يفزعها‪..‬‬

‫سماء‪ :‬بسم الله‪come in ...‬‬


‫الخادمة‪?madam some one is asking about you :‬‬
‫سماء باستغراب‪??who :‬‬
‫الخادمة‪the neighbors :‬‬

‫انرسمت البتسامة بوسع على ثم سماء‪ ...‬الجيران‪ ...‬اكيد خالتي ام جراح ما غيرها‪ ..‬وبسرعة كبيرة طلعت‬
‫من دارها واهي تركض واهي مو مهتمة بمنظرها ول شكلها شلون‪ ..‬حتى ان فستانها كان شوي قصير لكنه‬
‫مغطى منفوق واكمامها طويلة وتتوسع عند الكوع‪ ..‬وكان شكلها اثيري بهذاك المظهر‪ ..‬وبسرعة كبيرة راحت‬
‫عن الباب الكبير وفتحته بكل حبوووور وترحيب‪..‬‬

‫سماء‪ :‬اهليييييييييي ‪.............‬‬

‫ضاع الكلم منها يوم شافت اللي واقف‪ ...‬كان اول ما فتحت الباب ماعطها ظهره والحين يوم فجته التفتت‬
‫لها وهو جامد‪ ....‬واهي يوم شافته تجمدت اكثر واكثر‪ ....‬اهو ما غيره‪ ...‬من بد الناس كلها‪......‬‬
‫خالد بصوت حميم‪ :‬مساء الخير‪..‬‬
‫سماء بتردد واهي تحس بالبرد فجأة‪ :‬مساء النور‪...‬‬
‫للحظات بدى خالد راضي‪ ..‬ويوم ناظرها رفع عيونه بعيونها وبغضب خفيف‪ :‬شهالملبس‪....‬؟؟؟‬
‫سماء‪ ...:‬شنو؟؟ظ‬

‫وافسدت اللحظة‪ ..‬وعيون سماء تتجول على ملبسها‪ ....:‬علمهم؟؟‬


‫خالد بصوت اشبه بالهمس‪ :‬استغفر الله العظيم‪) ...‬رفع صوته( انزين‪ ...‬خالتي تبيج الحين‪ ...‬يالله فمان الله‪...‬‬

‫وراح عنها من غير أي كلم ثاني‪ ....‬وهي اللي ظلت تعد دقات قلبها المتسارعة من شافته ما اسرع تحركه في‬
‫افساد اللحظة الحلوة ‪ ...‬حلوة؟؟ مالت عليه هالسبال ان جان اكووو لحظة حلوة وياه‪ ..‬بس‪ ..‬اهو على حق‪...‬‬
‫ملبسي يا ناس مو زينة للطلعة لكنها مريحة للبيت‪ ...‬وتمت تناظر الفراغ اللي جدامها واهي للحين يم‬
‫الباب‪ ...‬وفجاة‪ ....‬لمعت الفكرة الجهنمية فيبالها‪ ....‬ها ها ها ‪ ..‬استاذ خالد‪ ..‬انت اليوم ميت ل محالة‪ ..‬بتجوف‬
‫شلون ان سماء تقدر تطيحك من سابع سما‪ ...‬لعند ريلها‪..‬‬

‫وراحت فوق‪ ..‬تبربس وتدعس‪ ...‬وتحضر لمفاجأتها المنتظرة‪..‬‬

‫اما خالد اللي من طلع من عند سماء وهو متكدر ويرمي قبضاته في الهوا الخالي‪ ...‬منقهر منها ال خاطره‬
‫يفجرها‪ ..‬شهاللبسس يعني اهي ما تعرف اللبس الصح من الغلط‪ ..‬يعني ياناس انا غلطان‪ ..‬البنت مثل‬
‫البقرة‪ ,,‬البقرة تميز اهي ما تميز؟؟ وانا استحي والله العظيم استحي عمري ما طالعت بنات جذي‪ ..‬انا ماني‬
‫ملك بس‪....‬‬

‫والتفتت عند باب بيته الجديد‪ ..‬بين عمه المرحوم وهو يتذكر فاتن‪ ...‬فاتن مثال الحشمة والخلق والستر في‬
‫هالديرة كلها‪ ..‬يا الله عليها‪ ..‬من السباب اللي خلتني احبها اهي حشمتها‪ ..‬يعني عمرها ما قالت هذا ولد‬
‫خالتي كل يوم معانا ما بلبس حجاب عليه‪ ..‬من اول ما لبست الحجاب بالبتدائية وهي تتغطى علي‪ ..‬ال‬
‫سيابيل هالزمن الهابط سمائو ومنووور‪ ..‬وسمور ام خمستعش عين‪ ...‬لكن مردهم بيعقلون‪ ..‬واولهم هالبقرة‬
‫العودة‪...‬‬

‫دش البيت وهو يزفر‪ :‬الحين بتيي خالتي؟‬


‫ام جراح بحاجب مرفوع واهي تناظره‪ :‬شقلت لها؟؟‬
‫خالد التفتت لها وهو يبتسم بملل‪ :‬ل تخافين‪ .‬ل تحاتين‪ ..‬اميرتج بخير وبسلمة وما قطيت عليها أي كلمة‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬عبالي بعد‪ ...‬بتنام؟‬
‫خالد‪ :‬ل بس‪ ....‬بقعد في المطبخ‪...‬‬
‫جراح اللي كان بالصالة بعد بس راقد على ريل امه تكلم‪ :‬الحالة النفسية خالد؟‬
‫خالد‪ :‬انت مالك شغل‪...‬‬
‫ضحك جراح وام جراح استغربت‪ :‬حالة نفسية؟؟؟ شهالحالة النفسية‬
‫خالد‪ :‬يوووه خالتي ما عليج منه‬
‫جراح وهو يفتح عيونه ويقعد يم امه وهو يلمها‪ :‬يمه خالد فيه حالة نفسية لمن يكون متظايج ياكل من غير‬
‫حواس‪...‬‬
‫ام جراح بصدمة‪ :‬هذا ياكل؟؟ ما تجوفه هيكل عظمي‪ ..‬معصقل يكسر الخاطر‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شكرا خالتي‪ ..‬رفعتي معنوياتي صراحة ماقدر اشكرج كفاية‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫قامت ام جراح وراحت لخالد اللي كان واقف عند المطبخ‪ :‬يمة حبيبي شمنه الحالة النفسية؟‬
‫خالد‪ :‬يمة ما عليج منه هذا ولدج اكبر مورد للشاعات‪ ...‬انا مافيني شي بس يوعان‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬انتظر شوي لمن اتيي سماء وكلنا نتعشى‬

‫خالد تذكر شكل سماء وملبسها وفكرة ان جراح ايكون قاعد معاهم واهي بهالملبس ظيقت عليه اكثر‪..‬‬

‫خالد‪ :‬مابي يمة مو يوعان‬


‫ام جراح بدهشة‪ :‬توك يوعان؟؟؟‬
‫خالد بابتسامة ‪ :‬طار اليوع يمة‪...‬‬

‫ام جراح بدت تعصب صراحة‪ ..‬حال خالد هاليومين مو عاجبها‪ ..‬شفيه جذي ليش يتصرف بطريقة تخلي الواحد‬
‫ايضيع وهو يحاول يعرف علمه‪..‬‬

‫ال ودقات على الباب تعلن هدوء المناجر بين ام جراح وخالد‪..‬راح جراح يفج الباب ال وقف مكانه بدهشة‪..‬‬
‫وهو يبتسم ويناظر خالد اللي كان يرفع نظرة عشان يجوف من عند الباب‪...‬‬

‫جراح‪ :‬حيا الله القاطعة‪ ..‬جذي عاد مرة وحدة‪ ...‬بيعينا في السوق‪..‬؟‬
‫سماء بحيا‪ :‬اشتريكم بالغالي شدعوة‪..‬‬

‫ودخلت سماء وبانت الرؤيا عند خالد اللي كان متكدر‪ ..‬لنها ان دخلت البيت بهذيج الملبس‪ ...‬ياويلها بذبحها‬
‫بتلها من شعرها‪ ...‬لكن لء‪ ...‬انصدم خالد يوم شاف شلي لبسته‪ ...‬كانت لبسة جلبية سودة مطرزة‬
‫بالحمر‪ ..‬وعلى راسها شيلة سودا مطلعة بياضها كله‪ ...‬ومسك خالد على قلبه عشان ل يموت‪ ...‬شنو هذا‪..‬‬
‫يحليلها بالشيلة‪ ..‬يا قلبي عليها‪..‬‬

‫ام جراح اللي انعجبت بمظهرها‪ :‬الله بالزين ‪ ..‬حيا الله الحل كله‪ ..‬زعلنة منج انا صراحة كل هاليام وما‬
‫تزوريني‪..‬؟‬
‫راحت سماء بكل حب ولوت على ام جراح‪ :‬فديت عمرج والله مو مني‪ ...‬بس كنت تعبانة وريلي ما تساعدني‬
‫بس انا اليوم كنت بييج بس تعرفين البيت محد له‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يالله معلية‪ ..‬انا اليوم ماقدرت اصبر عنج ومن جذي خليت هالمطفوق يناديج‪..‬‬

‫رفعت سماء عيونها على خالد اللي كان واقف مثل الصنم‪ ..‬ماكلها بعيونه‪ ..‬مو مصدق اكيد اللي قاعد يشوفه‬
‫لكن‪..‬الياي اعظم يا عزيزي‪..‬‬

‫سماء‪ :‬وانا بعد ما صبرت عنكم ويايتكم اكل من اكلكم تراني يوعانة بالحيل خالتي‬
‫جراح‪ :‬اووووووف بلحق على الكل ل يخلص‪..‬‬
‫سماء‪ :‬خالتي شوفيه‬
‫جراح‪ :‬هاهاهاها يالله ان قدرتي تاخذين شي انا وخالد اليوم يواعة‪..‬يعني الكل بيخلص بيخلص‪..‬‬
‫سماء‪ :‬اكيد خالتي بتشيل لي شويه ‪ ...‬صح خالتي؟‬
‫ام جراح‪ :‬يالله عاد عن الدلع وخلو البنت تاكل وياكم‪ ...‬يالله تعالو المطبخ الناس صارت ليل‪..‬‬
‫سماء تسال جراح وعيونها على خالد‪ :‬وينهم مناير وعزوز‬
‫جراح‪ :‬رقوووود شعبالج هذول وراهم مدارس‪ ..‬من زمان تعشووا‬
‫سماء‪ :‬وي دياي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬عبالج الكل مثلج يا البوومة‬
‫سماء بصدمة‪ :‬مابوم ال انت‪...‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههه يالله خلونا ناكل واله بطني لزق بظهري‪..‬‬

‫راح جراح داخل المطبخ وسماء وراه واهي تناظر خالد من فوق وتحت واهي تحس بغيرته بعينه‪ ..‬ياي شنو‬
‫الحساس صج انه فظيع‪ ..‬مذوقني الويل على حسابك لكن معليه‪ ..‬انا ما اقول ال وانفذ‪ ..‬ههههههههههههههه‪..‬‬

‫قبل ل تدخل المطبخ التفتت له من بعيد شوي‬


‫سماء بصوت هامس‪ :‬ما تبي تاكل؟؟‬
‫خالد رافع حاجبه وهو متظايق ‪ :‬ما ابي آكل‪...‬‬
‫سماء‪ :‬على راحتك‪...‬‬

‫وكانت تهم بالدخلة وفي خاطر خالد الف والف شي يسويه لكنه يحس ان لسانه مربوط‪ ..‬وتوها بتدخل عنه ال‬
‫صوت يطلع منه من غير أي لجااام‪..‬‬

‫خالد‪ :‬شحلتج وانتي لبسة الشيلة‪...‬‬

‫كانت هالكلمات بالجدارة انها توقف سماء بصعقة مثل الكهرباء‪..‬‬

‫خالد‪ :‬تخيلتج جذي‪ ..‬لكنج طلعتي احلى بوايد في الواقع‪....‬‬

‫تيبست سماء مكانها واهي مو مصدقة اطراء خالد لها‪ ..‬ل الدنيا انقلبت‪ ..‬مستحيل هالشي صج‪ ..‬مستحيل انه‬
‫يمدحها‪ ...‬يقول لها‪ ..‬انها ‪ ...‬حلوة ‪ ...‬يشوفها حلوة بعيونه‪ ..‬يا رب السماااء‪ ..‬سماء بيغمى عليها‪...‬‬

‫ال وصوت ام جراح يوعيها من هالصدمة الحلوة‪ :‬يالله يمة خالد سماااء دخلووو‪..‬‬

‫انتفضت سماء من صوت الخالة وتوها بتدخل ال خالد يدخل قبلها من على طرفها اليمين‪ ..‬واهي مو مصدقة‬
‫قربه هذا اللي يربك حواسها كله‪..‬‬
‫خالد من جهة ثانية كان يحس بانه على وشك يطير‪ ..‬ول ينفجر‪ ..‬ول كأنه طايح من الطابق ال ‪20000‬‬

‫مو قادر يصدق هالمشاعر القوية او العنيفة فيه‪ ..‬عمره هالحساس ما مر فيه يوم كان يحب فاتن‪ ..‬كانت‬
‫المشاعر هادئة وحالمة ورومانسية‪ ..‬اما ويا سماء‪ ..‬فهي عنيفة ومتمردة وغير مفهومة‪ ..‬يا ربي ارحمني مو‬
‫قادر اضبط مشاعري‪ ..‬ان ظلت هالبنت وياي والله بموت انا‪ ..‬قلبي ما يتحمل كل هالمشاعر‪ ...‬وبسبب‬
‫هالتوتر النفسي الشديد اللي كان يعاني منه خالد نفخ النبوب الهوائي في حلجه وهو يقعد على الطاولة‪..‬‬

‫جراح يوم شافه قاعد ابتسم لنه كان شاهد على كل اللي صار بين سماء وخالد‬

‫جراح‪ :‬وين‪..‬؟؟ تقول ما تبي تاكل؟؟؟‬


‫خالد‪ :‬انفتحت شهيتي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الله لنا يمة الله لنا‪ ..‬يالله بالشهية اللي تنفتح‪..‬‬
‫ام جراح تنتبه لسماء اللي دخلت المطبخ ووقفت يمها عند الفرن‪ :‬يمة سماء يالله قعدي ‪...‬‬
‫سماء‪ ............ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫راحت وقعدت سماء عند الجهة اليسار‪ ..‬مجابلها خالد وعلى طرف الطاولة جراح ومن الطرق الثاني ام‬
‫جراح‪ ...‬وكل هذا ما غاب عن عيون جراح اللي شوي وينفجر من الضحك لكن في نفس الوقت يحس بعبق‬
‫الرومانسية والحنين لم العيال‪ ..‬طبعا من غيرها ‪ ..‬الميييم‪ ..‬اااخ عليج يا مريم زماني‪ ...‬احبج‪...‬‬
‫‪------------‬‬
‫خلص العشا وسماء بالغصب كلت لها لقمة وحدة مثلها مثل خالد‪ ..‬اللي احترم وجود سماء معاهم في مكان‬
‫واحد وما رفع عيونه لها ال مرة وحدة يمكن‪ ...‬وحس اللحظة طالت بهذاك الوقت‪ ..‬اهو ما يبي يغلط في حق‬
‫سماء‪ ..‬وما يبي يألم قلبه اكثر‪ ..‬هالمرة المناسبة راح تكون اكبر‪ ..‬هالبنت ارفع من مقامه بألف الخطوات‬
‫والدرجات‪ ..‬ما راح يقدر يسوي شي ومستحيل اهلها يوقفون معاه عشان ياخذها‪ ..‬لحمايتها منه ومن فقره‪...‬‬
‫اوووووووووف انا ليش افكر بهالشياء‪ ..‬انا مستحيل احب سماء‪ ..‬سماء حلوة وجميلة‪ ...‬وحلوة‪ ...‬وجميلة‬
‫)وعيونه تبهت على شكلها الجميل( حلوة‪ ....‬وجميلة لكن‪ ...‬لكن لاا ) يشد على عيونه( مستحيل احبها‪....‬‬
‫مستحيل احبها ‪ ...‬حبي لها معاناة‪ ..‬وبعدين انا هالكثر مخي صغير ما اقدر اعيش مع بنت غريبة عني ال ولزم‬
‫احبها؟؟ صج اني متخلف عقليا‪ ..‬نقدر نكون اصدقاء‪ ..‬أي نعم‪) ..‬وهو يبتسم(اصدقاء‪ ...‬احلى شي في هالدنيا‬
‫الصداقة‪ ...‬وتذكر فجأة الفلم الهندي اللي جافه قبل فترة يوم الممثل يقول‪) ..‬الحب صداقة‪ ( ..‬وبوز مرة‬
‫ثانية‪ ...‬وكل هذا تحت عيون جراح اللي ما يصدق الفلم اللي يجوفه في ويه ولد خالته‪...‬‬

‫جراح‪ :‬خالد‪ ..‬خلص الفلم ول شنو؟‬


‫انتبهت له سماء و خالد بعيون حيرانة‪ :‬ها؟؟؟‬
‫جراح‪ :‬الفلم اللي ويهك منظرته خلص ول شنو )وهو يشرب العصير(؟‬
‫خالد وهو يقوم‪ :‬تسلمين خالتي‪ ...‬العشا كان عجيب‪ ...‬الحمد لله رب العالمين‪..‬‬
‫وعلى طول قام من مكانه وهو متظايق بالحيل من نفسه‪ ..‬شهالحالة يا ربي انا ما يصير ما اضبط نفسي جدام‬
‫الناس‪ ..‬والله انا ما استاهل اللي يصيبني‪ ..‬اوووووف‬

‫سماء اللي تظايقت يوم قام خالد من مكانه‪ ..‬لحظته ما كان معبرها على الطاولة وقام بسرعة من خلص‪..‬‬
‫وبنفس الوقت لحظت انه ما اكل ال البسيط‪ ...‬وتمت متظايقة من نفسها واهي تساعد ام جراح في الصحون‬
‫اللي على الطاولة ويوم خذت صحن جراح‪ ...‬همس لها‬

‫جراح‪ ... :‬ما عليج منه‪ ...‬اهو متحير هذا كل شي‪ ...‬تعرفين الواحد مو كل يوم يشهد جمال مثل جمالج؟؟‬
‫وهو يبتسم لها وسماء اللي انحرجت من اطراء جراح حست بالراحة النسبية بس بعد‪ ..‬اهي متعجبة من‬
‫الحواجز اللي يحطها خالد بينها وبينه‪ ..‬كل هذا عشان اني مو متحجبة او اني البس اشياء ما تعجبه؟؟؟ ماظن‬
‫ان هذا السبب كله‪ ..‬ليش اهو مبتعد عني جذي؟؟؟‬

‫طلع خالد وطلع وراه جراح وهو يحمل تفاحة بيده‪ ..‬يقضمها بكل شراهة وهو يراقب ملمح خالد اللي وقف‬
‫عند التلفزيون وحمل اجهزة التحكم‪ ..‬عاد انه بطالع التلفزيون‪ ..‬شي لزم تعرفونه عن خالد ‪ ..‬اهو مجنون‬
‫افلم هندية لذا ل قعد يطالع شي فلزم يكون هندي‪ ..‬خليجي ماعليه شره متاثر‪ ..‬ومن ما يتاثر‪...‬‬

‫جراح وهو ينسدح على الكرسي اللي مجابله‪ :‬خلود ترى السبوع الياي بيوون المتعهدين يبدون الشقل‪..‬‬
‫خالد وهو سرحان‪ :‬اها‪...‬‬
‫جراح يرفع حاجبه من سرحان ولد خالته‪ ..‬وبدى يختبره‪ :‬يبون منك مقدم ‪ 4000‬دينار‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اوكيه‪..‬‬
‫جراح يبتسم والضحكة ماليه ويهه‪ :‬ولزم تلبس بدلة رقص شرقي وتهز يا وز‬
‫خالد‪ :‬اوكيه‪) ..‬انتبه( ها؟؟؟؟؟ شتخربط انت؟‬
‫جراح‪ :‬ل بس‪ ..‬اختبرك‪ ...‬اشوفك وياي ول لء‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬انا وياك فلذا خل عنك السخافة زين‪..‬؟‬
‫جراح يقلد على نبرة صوت خالد‪ :‬زين‪ ...‬ههههههههههههههه‬

‫بعد فترة صمت وعيون خالد كل شوي تتسلل للمطبخ‪ ...‬وينها منخشة هناك‪...‬‬

‫جراح‪ :‬ترى الوقت تاخر‪ ..‬وانا بروح انام‪..‬‬


‫خالد‪ :‬ترى اخر الجيران ما عرفو بهالسالفة تبيني اروح اخبرهم‪ ....‬خير يا طير يعني بتروح تنام تصبح على‬
‫خير‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههاي حلووووووة يا جميل‪ ..‬حلوة منك‪ ..‬بس حاسب على عمرك ل تطير‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ها ها ها ‪...‬‬

‫يطل جراح بعيونه داخل المطبخ وياكل التفاح ‪ :‬ترى ما بتيي لك بريلها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شنهو؟؟؟؟‬
‫جراح يرفع حواجبه‪ :‬سماء‪ !!.‬ما بتيي لك بروحها‪ ..‬البنت روحها عزيزة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ومن قالك اني ابيها اتي‪ ..‬وروحها عزيزة احسن لها عيل تقط روحها على اللي يسوى واللي ما يسوى؟‬
‫جراح وهو منشغل بالتفاحة‪ :‬ل بس اقول لك‪ .......‬لنها ماتتضيع‪ ..‬وبنت مثلها تساوي بنات العالم كلهم‪ ...‬ال‬
‫وحدة يعني )بابتسامة ناصعة(‬
‫خالد وهو يناظرها بحسرة من داخل المطبخ‪ :‬وانا ما حطيتها في بالي عشان انها تضيع من يدي على‬
‫قولتك‪) ......‬بنبرة حزينة وهو موطي راسه( الله يوفجها في حياتها‪ ..‬تستاهل كل الخير‪..‬‬

‫جراح اللي تظايق من صد خالد المستمر لسماء‪ ..‬اهو يعرف انها البنت المناسبة له لو شنو سوى‪ ..‬لكن الغبي‬
‫غبي‪ ..‬ويمكن اهو يفضل انه ينام على وذنه‪..‬‬

‫وقام جراح من مكانه وراح وقف عند خالد وبهمس في اذنه‪ :‬خالد‪ ...‬ل تعاند‪ ..‬البنت تبيك‪ ..‬بس انت لزم‬
‫تحطها في بالك قبل‪ ..‬وانا ادري انها في بالك‪) ...‬وياشر على قلب خالد( وفي قلبك‪ ...‬انسى فاتن‪ ...‬وما راح‬
‫يصير لك وياها اللي صار ويا فاتن لن علقتكم كانت مستحيلة‪ ..‬لكن هذي‪...‬‬
‫)ياشر على سماء(‬
‫اهي البيت والحظن الدافي والبلد اللي انت كنت تنشده‪ ..‬وتناجيه بعيونك للناس الغلط‪ ..‬اللي حسيته حتى‬
‫بكونك بيننا وبوسطنا‪..‬‬

‫ابتسم جراح لخالد اللي كان مندهش من كلم جراح‪ ...‬صعب هالنسان يعرف كل شي‪ ..‬مستحيل يعني شلون‬
‫يعرف مثل هالمور اللي تظل في قلب النسان وما يتجرى اللسان يقولها‪..‬‬
‫جراح يصوت بعالي صوته‪ :‬يمة‪ ..‬سموووي‪ ..‬انا بعتزل وبروح انااااااام‪ ..‬تصبحون على خير‬
‫ام جراح‪ :‬وانت من اهل الخير يمه‬
‫سماء اللي كانت قريبة من الباب‪ :‬تلقي خير‪...‬‬
‫جراح يكلم خالد وهو يركب الدري‪ :‬تصبح على خير‪...‬‬
‫خالد وكأنه يعيد كلم سماء‪ .... :‬تلقي خير‪..‬‬

‫ام جراح تسولف ويا سماء الشاردة في المطبخ‪ :‬يمة سماء امج متى بترد من السفر؟‬
‫سماء‪ ..:‬هااا؟؟‬
‫تلتفت الم لسماء‪ :‬يمة علمج احاجيج‪...‬‬
‫سماء تنتبه‪ :‬هل خالتي‪ ...‬شتقولين؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬اقول لج متى بترد امج من السفر‪...‬‬
‫سماء‪ :‬يمكن باجر ول بعد باجر‪ ..‬اتصلت اهي وقالت للخادمة امس ‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة لزم تزهبين لها البيت‪ ..‬ما يصير اكيد بترد واهي تعبانة ما تقدر على زهابه بروحه‪ ..‬بيوونكم‬
‫ظيوف وزوار‪ ..‬لزم الصول والتيكيت‪..‬‬
‫سماء بابتسامة‪ :‬عاد خالتي شينظفون في البيت دومه نظيف وان جان على الخادمة خليها تحلل معاشها‬
‫تستلم اكثر من الموظف الحكومي شتبي بعد‪ ..‬بيت تحت امرتها وتصرفها من قدها؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬بس يمة يد عن يد تفرق‪ ...‬يد حرمة البيت تزين البيت‪ ..‬وهالخادمات ما عندهم هاللمسة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يعني خالتي انا اللي اعرف‬
‫ام جراح‪ :‬ل يمة ما قلت لج جذي‪ ..‬ادري فيج بعدج صغيرة بس النسان يتعلم من اهو صغير عشان ل كبر‬
‫يكون متقن للشي‪..‬‬

‫سماء تناظر ام جراح بابتسامة كبيرة وام جراح مستغربة؟؟‬


‫ام جراح‪ :‬هو؟؟ علمج تطالعييني جذي‪..‬؟‬
‫سماء‪ :‬خالتي‪ ...‬انتي انسانة كلش كلش راقية تدرين‪ ...‬وايد هايد ستااااند‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬شهاي ستانده بعد؟؟‬
‫سماء‪ :‬يعني‪ ...‬فيج سمووو ومقامج رفيع‪ ....‬اذا كبرت‪ ..‬ابي اكون مثلج‪ ...‬بيت حميم وعيال طيبين‪ ...‬وقلب‬
‫مثل الذهب‬
‫ام جراح ابتسمت لسماء بحب‪ :‬وي فديت قلبج يا عمري‪ ..‬انا جذي؟؟‬
‫سماء‪ :‬مو بس جذي ال جذي وجذي وجذي ونص بعد‪...‬‬
‫ام جراح تلم سماء‪ :‬يا بعد قلبي هالنتفة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه‬

‫بعد ساعة من الزمن‪...‬‬

‫خالد‪ :‬يالله خالتي تصبحين على خير‪..‬‬


‫ال وام جراح طالعة من المطبخ وياها سماء‪ :‬تلقى خير يمة‪..‬‬

‫وكانت لبسة عباتها على راسها اللي تطلع فيها بالفريج‪ ....‬واستغرب خالد‬

‫خالد‪ :‬على وين؟؟‬


‫ام جراح‪ :‬بوصل سماء لبيتهم؟؟‬
‫خالد‪ :‬وين بيتهم في بلجيكا ال حذفة حصااه‪..‬‬
‫ام جراح بصدمة‪ :‬ويه‪ ..‬الساعة عشر الحين وين حذفه حصاه‪ ..‬لزم البنت امانة في رقابنا‪...‬‬
‫خالد‪ :‬بس عيل خلج في البيت ما يصير تظهرين انا اوصلها‪..‬‬

‫سماء فرحت‪ ...‬بيوصلني‪ ..‬ياويل قلبي‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬ل يمة ما يصير انت تعبان وبعدين ال جريب منا ما بياخذ مني وقت‪..‬‬
‫يسحب خالد العباية من على راس ام جراح ‪ :‬يالله عاد‪ ..‬صج ان الطريج ذبحتج‪ ..‬يالله داخل ما عندنا حريم‬
‫يطلعون بانصاص الليالي‪ ..‬هاو شتبين الناس تقول عنا‪..‬؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬خلووود‬
‫خالد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه أي والله ميتة على السكة ‪ ..‬خليني انا بظهرها وانتي ما عليج‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬بس هاا‪ ...‬ان ظيقت بها ال ‪...‬‬
‫خالد يقطعها‪ :‬ما بيييييييظج بها‪ ...‬واصل ) وهو يرفع حواجبه في ويه سماء( انا مالي خلق‪..‬‬
‫سماء بدهشة وهي تبادله القزز‪ :‬وي عاد انا اللي لي خلق‪....‬‬
‫خالد يفج عيونه بويهها‪ :‬شتقولين؟؟‬
‫ام جراح اللي تخبت سماء وراها‪ :‬ما تقول شي يالله عاد وصل البنت‪...‬‬
‫خالد‪ :‬ان شاء الله‪) ...‬ويناظر سماء( جدامي؟؟‬
‫سماء‪ :‬ان شاء الله‪ ....‬تصبحين على خير خالتي‪) ..‬وهي تبوس ام جراح(‬
‫ام جراح‪ :‬وانتي من اهل الخير والعافية يمة‪...‬‬

‫وطلع خالد من البيت ووراه سماء‪...‬‬

‫" كان يمشي خالد بسرعة عشان سماء تلحقه ويخلص هالمسؤولية على خير‪ ..‬لكن سماء على عكسه‪ ..‬كانت‬
‫تمشي واهي تناظر السما‪ ..‬وعاجبتها النجوم شلون منثورة بعرض الفضا وشلون القمر ساطع في ذيج الليلة‪..‬‬
‫يابخت اللي ساهر تحته‪...‬‬

‫انتبه لها خالد لن وصل بيتها واهي للحين تمشي في نص الدرب‪..‬‬

‫خالد‪ :‬يالله يام مرزوق‪ ..‬ماعندي الوقت كله‪..‬‬


‫سماء‪ :‬من ام مرزوق‪..‬‬

‫واهي تمشي بسرعة لعتبة البيت‪..‬‬

‫خالد‪ :‬ام مرزوق ‪ ....‬ينية‪..‬‬


‫سماء مسكت على قلبها‪ :‬انا ينية؟؟‬
‫خالد يبتسم‪ :‬ليش؟؟؟ ما تدرين ان كل بني ادم فيه يني؟؟‬
‫سماء‪ :‬وي بسم الله علي فيك ول فيني‪...‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههه يا المينونة صج هالكلم واسالي خالتي‪...‬‬
‫سماء‪ :‬انا مافيني شي‪...‬‬
‫خالد بصوت واطي‪ :‬انتي قمة الينانوة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شلون شلون شلون؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬ل ول شي يالله انقلعي داخل‪...‬‬
‫سماء‪ :‬بس خلص كاني عند بيتنا انت انجلع بيتكم‬
‫خالد‪ :‬اووووف‪ ..‬دشي بسرعة وسكري الباب وراج وقفليه وبعدين بمشي‪..‬‬

‫سماء بابتسامة رضا وقفت واهي مجابلة خالد وهو يناظرها باستغراب‪..‬‬

‫خالد‪ :‬اشفيج واقفة مثل الصنم وتتبسمين مثل الميانين‪ ..‬قايلج نكتة‬
‫سماء ما اتهمت لي كلمة من اللي قالهم‪ .... :‬تخاف علي؟؟‬
‫خالد ارتجف قلبه من نبرة صوتها‪ :‬ل ماخف عليج‪ ..‬اخاف منج‪ ...‬انتي تخوفين بلد وما عليج خوف‪ ..‬بس‪ ...‬انتي‬
‫امانة برقابنه‪ ..‬ولزم النسان يوفي بأمانته‪..‬‬
‫سماء اللي عجبها الحوار قعدت على عتبات البيت الرخامية‪ :‬ل صج صج خالد‪ ...‬من قلبك‪ ...‬ما تخاف علي؟؟؟‬
‫خالد اللي تظايق من راحة سماء لنه يتوتر وياها‪ ..‬واهي مو حاسبة حساب احد البنوته فرية يعني ما تخاف من‬
‫شي‪..‬‬

‫خالد‪ :‬قومي قومي يالله مو استحلت لج القعدة‪..‬‬


‫سماء‪ :‬ليش؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬ل والله شعبالج اهني اوروبا قاعدتلي بنص الشارع عاد ان السوالف عجبتج‪..‬‬
‫سماء بحماس‪ :‬ل صج صج السوالف عجبتني سولف لي‪ ..‬بدل ل تناجرني طول الوقت‬
‫خالد‪ :‬انا؟؟؟‪) .........................‬سكت وهو يتحلف فيها بيذبحها( ‪ ...‬لو سمحتي دشي البيت‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ماا بدش‪ ...‬شبتسوي؟؟‬
‫خالد بعصبية‪ :‬شبسوي‪ ..‬بلمج من شعرج وبرميج داخل‪...‬‬
‫سما واهي فاجةعيونها‪ .. :‬واااااو‪ ..‬شعنده رامبو‪...‬‬
‫خالد بصوت ناعم‪ :‬لتعصبيني سماء‪ ...‬دشي داخل‪....‬‬

‫وقفت سماء واهي تناظره بعيونها الناعمة الحلوة‪ ...‬وروحها هيمانة في هالمعصقل اللي سلب وجدانها‬
‫الصغير‪....‬‬

‫سماء‪ ...:‬طلب‪ ...‬ول أمر؟؟‬


‫خالد اللي ذاب بعيونها‪ ....:‬سماء‪ ...‬ارجوج‪ ....‬لتسوين فيني جذي‪..‬‬
‫سماء بصدمة‪ :‬اسوي فيك؟؟؟ شسوي فيك؟؟‬
‫خالد اللي ندم على كلمه‪..‬البنت شذنبها‪ ..‬البنت مالها أي ذنب في انك صرت مهووس فيها‪ ..‬شيلة وجلبية‬
‫ومظهر مؤدب يسوي فيك كل هذا‪...‬‬

‫خالد‪ :‬دشي داخل سماء‪..‬‬


‫سماء‪ :‬ل‪ ...‬ما بدش‪ ...‬ال قبل ما تقول لي‪ .....‬انا شسويت فيك‪...‬‬

‫نزل خالد عن الرصيف ووقف بالشارع وهو يتنهد بقوة‪ .....‬صج انها مو راضية تفهم‪ ..‬ول يقدر يفهمها اكثر من‬
‫جذي‪..‬‬

‫خالد‪ :‬سماء سماء اشفيج ما تفهمين‪ ...‬خلص انا اسف مو قصدي الكلم الي قلته دشي البيت‪..‬‬

‫سماء بنعومة ‪ :‬قولها مرة ثانية؟‬


‫خالد‪ :‬شنوووو‬
‫سماء‪ ...:‬اسمي‪ ...‬قوله مرة ثانية‪..‬‬

‫حرقة سرت في صدر خالد من عفوية سماء اللي بتذبحه‪ ...‬لكنه ما قدر يرفض طلبها‪ ...‬بس هالمرة في نبرة‬
‫احسن‪ ..‬وبكلم ثاني‪..‬‬

‫خالد‪ :‬سماء دشي البيت‪ ...‬مو حلو البنت تطلع في الشارع بهالوقت‪ ..‬وبهالساعة من الزمن‪ ..‬لزم تحاسبين‬
‫على نفسج من حجوة الناس عليج‪ ...‬اذا انتي ما تهتمين‪ ...‬غيرج يهتم؟؟‬
‫سماء‪ :‬غيري‪....‬؟؟؟ مثل منو؟؟؟؟‬
‫خالد توتر مرة ثانية‪ :‬كل من‪ ..‬اهلج امج ابوج اخوج خالتي ‪...‬‬
‫سماء قاطعته‪ :‬وانت!!! تهتم؟؟‬
‫خالد ارتبك هالمرة وارتباكه طلع برجفة‪ :‬سماء‪ ...‬شلون ما اهتم‪ ...‬انتي بحسبة‪ ..‬اختي‪...‬‬
‫ابتسمت سماء بألم‪ ...‬اخته‪ ...‬بحسبة اخته‪ :...‬جذاب‪ ...‬انا مستحيل اكون اختك‪..‬‬
‫خالد وهو يرتجف من صج‪ ..‬يمكن بسبب الجوو‪ :‬شنو مستحيل‪ ..‬صدقيني‪ ..‬انا معتبرج مثل اختي‪..‬‬
‫سماء شوي وتبجي‪ :‬ما يهمني‪ ...‬انت تعتبرني مثل اختك ول عمتك‪ ...‬لكن انا ما اعتبرك مثل اخوي‪....‬‬
‫خالد‪ :‬ليش ان شاء الله مو قد المقام؟؟‬
‫سماء‪ ...:‬لن الخت ما تفكر باخوها‪ ...‬ولتحس لخوها‪ .......‬مثل ما ‪ ...‬انا احس لك‪ ....‬الله ما يرضى‪ ..‬موو؟؟‬

‫سكت خالد لكن حلجه تم مفجوج‪ ...‬وسماء اللي كانت واقفة على عتبة باب البيت وقفت للحظات‪ ..‬لكنها‬
‫تراجعت ودخلت البيت وتركت خالد في دوامة من الصدمات اللي توالت عليه‪ ...‬شتقول هذي؟؟ شقاعدة‬
‫تخربط؟؟ اهي صاحية؟؟ في كامل قواها العقلية؟؟؟ شلون ‪ ...‬ما يصير‪ ...‬ليش؟؟؟ لا مستحيل‪ ..‬مستحيل ‪..‬‬
‫اكيد تجذب‪ ....‬اكيد‪ ...‬اكيد مينونة هذي‪ ..‬ينت‪ ..‬ينت المينونة‪ ....‬مستحيل‪...‬‬

‫ورجع خالد البيت بكل عصبية‪ ...‬حمارها انا تستهبل علي‪ ..‬اخر زمن بعد هالهيلق تقص علي انا‪ ...‬ووقف على‬
‫باب البيت مرة وحدة‪ ..‬بفكرة ثانية‪ ...‬لكن‪ ..‬لو صج‪ ..‬طلعت تحبني‪ ..‬شفيها؟؟؟ مو حرام انها تحبني‪ ..‬انا مو‬
‫ناقص ولني عايب‪ ..‬مافيها شي اذا حبتني‪ ..‬بس‪ ..‬فاتن اللي كانت فاتن العاجل ماحبتني‪ ...‬فشلون هذي البنت‬
‫بتحبني‪ ...‬هل ممكن ان اكو بنت تحبني هالدنيا؟؟ ومن يا ناس؟؟ سماء‪...‬‬

‫التفتت لبيتها وهو يناظره بغرابه‪ ..‬وكأنه شي نازل من الفضاء‪ ...‬من هذاك اليوم‪ ..‬اول ما شفتها‪ ..‬واهي مكونه‬
‫شي فيني انا ما عرفه ول فاهمه ول اقدر اني استوعبه‪ ...‬ليش؟؟؟ شالسبب؟؟ حاولت اني اتناساها بفاتن‪..‬‬
‫وبقلبي اللي تعلق بها‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬ظلت اهي السبب للمناجر والهواش‪ ..‬اللي كان‪ ..‬على عكس الناس‪ ..‬متعة‬
‫لي‪ ..‬ومصدر فرح وسروور‪..‬‬

‫الناس ل ذكرت مناجرها ويا الناس تذكره بالم‪ ..‬او بظيج‪ ..‬انا كنت اذكره بفرحة وابتسامة‪ ..‬وخصوصا هذاك‬
‫اليوم‪ ...‬يوم ما ذكرتها ودمعتي تسيل‪ ...‬ابتسمت وقطعت درب الدمعة الي اختفت‪..‬‬

‫تم واقف على الباب وهو مو عارف شيسوي‪ ..‬يسكت‪ ..‬ول يتقدم‪ ..‬ول يتراجع‪ ..‬وينهي قصة يمكن تكون من‬
‫احلى القصص‪ ..‬اذا الحب ياني لحد بيتي‪ ..‬فليش ارفضه‪ ...‬مو من عوايدي اني ارفض شي‪ ..‬ال الذل والعار‪...‬‬
‫)وهويلتفت لبيت النهيدي( واذا انتي ييتي لي يا سماء‪ ...‬مستحيل اردج‪ ...‬مستحيل‪.....‬‬

‫راحت سماء دارها واهي تبجي بحرارة‪ ..‬مو مثل اليهال اللي يرموونن بنفسهم على السرير ويحظنون‬
‫المخدة‪ ...‬بالعكس‪ ..‬بقلب كسير وروح هايمة قعدت على الكرسي وهي تحس بسيل الدمع الساخن على‬
‫وجناتها وصول لرقبتها‪ ...‬شهاللم‪ ..‬شهالحساس الغريب‪ ..‬ليش احس اني بموووت‪ ..‬وكأني لو استمريت‬
‫بفارق الدنيا‪ ...‬حرقة وبرودة قشعريرة وراحة ما اقدر امييز بها‪ ..‬وويهه‪ ..‬ما يفارق عيني ‪ ...‬وتحركاته وكل‬
‫شي يسويه‪..‬يخليني مراقبة له ومستشعرة بكل مشاعره واحاسيسه‪ ..‬ليش احس بهالقرب منه ولكن اهو بعيد‬
‫عني كل البعد‪ ..‬لو تكلمت اكثر جان عرف وعرفت انا وياه بحقيقة مشاعري تجاهه‪ ..‬بس احسن اني سكت‪..‬‬
‫لكن‪ ...‬عيونه كانت تقول كلم ثاني عن اللي نطق فيه‪ ...‬ليش جذي‪ ...‬ليش يا خالد‪...‬‬

‫قامت من مكانها ووقفت عند الدريشة واهي تفتكر ان خالد يمكن راح بيتهم واكيد توسد السرير ونام‪...‬‬
‫واندهشت يوم شافت خالد واقف عند بيتهم ومستند الجدار‪ ..‬وهو او ما لمحها واقفة عند البلكون اعتدل في‬
‫وقفته‪ ..‬وبلهفة وترقب ناظرها‪ ...‬سماء الثانية بعد اللي ما توقعت انها تشوفه في السكة انمحت كل مشاعر‬
‫الحزن واللم فيها الى الفرح والسرور‪ ..‬حتى انها في وسط دموعها ابتسمت له‪ ..‬وخالد حسها ابتسامة النور‬
‫اللي تضوي ظلم الليل‪ ..‬وتقدم لها ووقف بنص الشارع‪ ..‬وسماء حست بروح الحماس تعمرها وكأن يطلب‬
‫منها انها تتقدم معاه مثل ما تقدم‪ ...‬وعلى طول‪ ...‬طارت من غرفتها بفرحة وغبطة كبيرة‪ ..‬واهي تركض بكل‬
‫عنفوانها وبكل روح الحب اللي لونت حياتها بهذاك الوقت‪ ..‬وما وعت لنفسها ال واهي واقفة عند باب البيت‬
‫وقلبها يرفرف بالدقات القوية‪..‬‬

‫يوم شافها خالد عند الباب‪ ..‬وقف مكانه‪ ..‬ماقدر يواصل اكثر‪ ..‬يخاف ل تقرب اكثر يتهشم الشي‪ ..‬لنه مثالي‬
‫على انه يكون واقعي‪ ..‬وتمنى لو ان هذي اللحظة تستمر‪ ..‬وسماء اللي استغربت وقفته بنص الشارع قررت‬
‫بعقليتها الساذجة والمتحررة انها اهي تتقدم له‪ ...‬وبالفعل‪ ..‬طلعت سماء من عند الباب وراحت لخالد في‬
‫الشارع‪ ..‬بجلبيتها ولكن من غير الشال‪ ..‬واهي حافية بل أي شي يغطي قدمها‪ ...‬تقدمت شويه لكن خالد الي‬
‫حرك نفسها وما خلها تتعدى حدود بيتهاا‪...‬‬

‫خالد‪ ..........:‬انـتي متـاكدة؟‬


‫سماء والدموع تلمع بعينها‪ ...:‬بشـنـو؟‬
‫خالد يحرك عيونه على ويهها‪ :‬سماء‪ ....‬واثقة من انج‪ ...‬ما تعتبريني اخووج؟‬

‫سماء ما تكلمت‪ ..‬هزت راسها واهي تحس انها ما كانت واثقة من شي في حياتها مثل هالموضوع‪..‬‬

‫خالد‪ :‬سمـاء‪ ..‬انـا ما ابيـج تندمين بعدين‪ ...‬لنج‪ ....‬ان خطيتي هالدرب‪ ..‬ما ابيج تناظرين اللي وراج‪ ...‬لن كله‬
‫ماضي‪ ..‬وكلـه مو مهم‪..‬‬
‫سماء‪ :‬اللي يتقدم الحين خطوة لجدام للثاني‪ ..‬معناته انه وعد‪ ..‬وعهد‪..‬‬

‫وقامت اهي باول خطوة واهي تناظر خالد بكل ثقة واهو مو قادر يصدق هالليلة‪ ..‬شلون ما حس ان اليوم راح‬
‫يكون يوم المصير والتقرير بالعلقة بينه وبين سماء‪ ..‬سماء‪ ..‬سماء اهي نفسها‪ ..‬اللي كنت افكر فيها بطريقة‬
‫ثانية‪ ..‬في لحظات‪ ..‬في ثواني بظلم ليلة منورة بالنجوم والبدر‪ ..‬تصير شي عظيم وكبير في حياتي‪ ...‬تصير‬
‫اهي الشي اللي يخليه يرجف مثل البردان ويناجي دفاها‪ ..‬وهو يراقب ملمحها وابتسامتها الممزوجة بالدموع‬
‫تقدم بالخطوة صوبها‪ ..‬ويوم ثبت رفع راسه لها‪ ....‬وشاف الوجه السمح ممنون وشاكر لهاللحظة‪...‬‬

‫خالد‪ :‬مـاكو تراجـع ‪...‬‬


‫سماء‪ :‬ول خطـوة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬وعد‬
‫سماء‪ :‬عهـد‬

‫ابتسم لها وهو يحس بالراحة والدفا يسري في خلياه ووجدانه‪ ..‬واهي كانت تبتسم بسعادة وحبور‪ ..‬لنها في‬
‫هذي الليلة لقت ضالتها في خالد‪ ...‬والمفاجاة كانت في احساسها بالنضج والكبر‪ ..‬وان التغيير مطلوب‪..‬‬

‫راحو الثنين لمضاجعهم في نشوة عارمة‪ ..‬خالد فصخ تي شرته وبدل البانطلون بصروال مريح وتي شرت‬
‫اريح‪ ..‬وهو مو قادر يحس بروحه‪ ..‬ونام على السرير وهو فاتح عيونه‪ ..‬ما يبي يسكرها عشان ل يروح ويه‬
‫سماء عن نظره‪ ..‬وهو مو قادر يصدق انه يحس بهالمشاعر لسماء من بد البنات كلهم‪ ...‬سماء اللي ماظن انه‬
‫بيلقي بنت مثلها في حياته‪...‬جريئة وعفوية ومتحررة‪ ..‬كانت تمثل التضاد في كل شي اهو يتمناه في البنت‪...‬‬
‫عكس فاتن لكن فيها شي رائع يميزها عن فاتن‪ ...‬صراحتها ووضوح مشاعرها‪ ..‬ماهي قوية ول هي ثابته‬
‫بالعكس‪ ..‬اهي مثل المركب اللي يتمايل بالموج لكنها في نفس الوقت‪ ..‬باقية‪ ..‬وما تتحرك‪ ..‬يارب‪ ..‬يارب‬
‫ثبتني على الطريج الصح‪ ..‬لني ماابي اكون غلط‪ ..‬تعبت من كوني على غلط‪ ...‬تعبت‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫مر على الرحلة تقريبا ‪ 3‬ساعات والثنين للحين ما رجعو لليخت‪ ..‬عاجبهم الرصيف اللي الناس متيمعة عليه‬
‫ومستمتعة بوقتها‪ ..‬اجازة وكل الناس طالعة في المنتزهات وتتمشى ويا عيالها واصحابها‪ ..‬ومساعد وفاتن كل‬
‫شوي يتوقفون وياكلون لهم من الخرابيط اللي شرووها ‪ ..‬ويرجعون مرة ثانية للمشي‪ ..‬كانت مواضيعهم‬
‫محدودة ومساعد ما كان يفتح أي موضوع لنه يخاف يكون مصدر ملل لفاتن لذا اهي كانت تقول شي واهو‬
‫يعلق عليه‪ ..‬ويا كثرها المواضيع اللي فتحتها فاتن‪ ..‬معظمها شيق ال واحد خله يسكت وما يرد عليها ال بالله‬
‫اعلم‪..‬‬

‫من ناحية فاتن كانت مرتاحة من هالرحلة الناضجة‪ ..‬وتصورت في بالها لو ان حياتها مع مساعد كانت جذي‬
‫فهي راح تكون مرتاحة‪ ...‬ابتسمت بألم يوم قالت هالشي في مخيلتها‪ ...‬مرتاحة‪ ..‬مرتاحة ‪ ..‬صارت الراحة‬
‫شي مهم بالنسبة لي‪ ..‬بدل ل اقول عاشقة‪ ..‬مجنونة‪ ..‬محبوبة‪ ..‬اعيش في قصة خرافية ما يحلم فيها احد‪..‬‬
‫جنة العشق وفردوس الهيام‪..‬صارت هذي اشياء ثانوية بالنسبة لي‪ ..‬يا الله‪..‬ا كره نفسي ‪ ..‬اكره هالفاتن‪..‬‬
‫واكره هالشخصية الجديدة اللي صرت لزم امشي على خطواتها‪ ..‬ما ابي جذي‪ ..‬عمري ما بغيت اني اكون‬
‫جذي‪ ..‬لكن‪ ...‬الظاهر ان حلم الفقير عمره ما يتحقق‪ ..‬وهذي هي حالتي‪..‬‬

‫كان مساعد بهذيج اللحظة عند احد الكشاك اللي تبيع البوبكورن او شعر البنات‪ ..‬وشرى لفاتن بوبكورن‬
‫وعصير وهو شراله بندول لن الصداع بيفجر راسه‪ ...‬وهو يمشي لفاتن وقفت له بنوتة شقرى وفي كل الغنج‬
‫والدلع‪ ..‬وكأنها تبي اللي في يده‪ ..‬ابتسم لها مساعد بصدق‪..‬‬

‫مساعد‪?you want this :‬‬


‫البيبي‪ :‬اهااا‪..‬‬
‫مساعد اللي نزل لها وتوقل‪I'll give it to you but.. give me a kiss first : ..‬‬
‫ام الياهل يات للبنت ووقفت جريب واهي تبتسم لمساعد‪ ..‬اللي الياهل ياته بنعومة وباسته على خده وسحبت‬
‫البابكورن وراحت عنه لحظن امها واهي مستحية‪..‬‬
‫ام البنت‪I'm so sorry she has this bad habit :‬‬
‫مساعد‪an angel like that with bad habit? No way can she have what ever she wants :‬‬
‫ام البنت‪thank you :‬‬
‫مساعد‪any time :‬‬

‫وهو يناظر البيبي ويلووح بيده لها‪ ..‬واهي بعد تلوح له بس بحيا وهي تتخبى ورى امها‪ ..‬ومن بعدها كمل‬
‫مساعد دربه لفاتن اللي كانت قاعدة على احد المقاعد وطبعا كانت عيونها وحواسها متوجهة له ‪ ..‬وكانت‬
‫شاهد على كل اللي صار بينه وبين الياهل‪ ..‬وحز هالشي اكثر بخاطرها‪ ..‬كل يوم قاعدة تكتشف فيه شي‬
‫يديد‪ ..‬واليوم اكتشفت فيه التساوم والمراضاة والهدوء‪ ..‬والحين أبويته وحبه لليهال‪..‬‬

‫واول ما وصل وقعد يمها ‪ :‬مسامحة بس سبقتج وحدة في البوبكورن‪..‬‬


‫فاتن بابتسامة‪ :‬حلل عليها‪..‬‬

‫ابتسم لها مساعد وهو يعطيها العصير ومسرع ما سكت عنها وهو يناظر الناس في البارك‪ ..‬وفاتن اللي فتحت‬
‫العصير وشربته من غير أي تعطيل لنها تحس بالعطش‪ ..‬وبمثل هالجو السوائل احلى شي عندها ونكهة‬
‫الجوافا غرامها‪) ..‬مثلي هاها( وتمت تشرب العصير بهدوء‪ ..‬لكن العواصف كانت في دماغها‪ ..‬هالتناقض في‬
‫حالها يسقمها ويمرضها‪ ..‬اهي رافضة العاطفة من مساعد لكن ليش تحس انها بحاجة لها‪ ..‬وتبي تكتشفها‬
‫فيه‪ ..‬لكنها ما تقدر تحبه‪ ..‬بس تبيها‪ ...‬انانية واستبدادية منها ما تدخل بعقل احد‪..‬‬

‫ومن ظيجها في افكارها بدت تهز ريلها واهي قاعدة‪ ..‬ومساعد اللي ما تفوته تحركات فاتن ولو للحظة انتبه‬
‫لحركة ريلها المتوترة‪ ..‬ومن غير ما يناظرها وهو يشرب العصير‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬علمج؟‬
‫انتبهت له فاتن وهي تعض على شفتها‪ :‬ها؟؟‬
‫مساعد ينزل العصير عن حلجه‪ :‬علمج تهزين ريلج؟؟ متظايقة؟‬
‫فاتن‪ :‬ل ل ما فيني شي‪ ....‬مافيني شي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬متأكدة؟‬
‫فاتن اللي تظايقت من بعد ما كلمها مساعد وقطع افكارها‪ :‬ايــه‪ ..‬ما فيني شي‪..‬‬
‫مساعد بنبرة ساخرة‪ :‬الحمد لله رب العالمين‪...‬‬

‫ما انتبهت فاتن للسخرية بصوته وغابت مرة ثانية في أفكارها‪ ..‬واهي تتوقع أحداث المستقبل وشراح يصير‬
‫فيها؟؟ خايفة بكل صراحة وبكل بساطة من المستقبل‪ ..‬لن كل ما يمر الوقت يتقرب موعد الزواج وموعد‬
‫الندماج لروحها مع روح مساعد‪ ..‬او يمكن حياتها بحياة مساعد‪ ..‬يا الله‪ ..‬هل انا ابالغ بهالخوف ول من حقي؟؟‬
‫والله اني مو عارفة شلون اتصرف معاه ول شلون راح اسعده بزواجنا‪ ..‬انا خطوبة ومو قادرة اتصور نفسي‬
‫قاعدة وياه بنفس المكان ‪ ..‬ال ان هذا الوضع كان اضطراري‪ ..‬وهو خطيبي‪ ..‬ال زوجي بس‪ ..‬الزواج ما تم‬
‫بيننا‪ ..‬وردت ريلها مرة ثانية تهتز ‪ ..‬ومساعد انتبه لها‪...‬‬

‫مساعد وهو يهب على ريله‪ :‬يل خلينا انتمشى؟‬


‫فاتن اللي كانت قاعدة للحين‪ :‬وين انتمشى؟‬
‫مساعد نروح لليخت‪ ..‬لني مليت من القعدة‪..‬‬
‫فاتن تناظر المكان اللي وقفوا فيه اليخت‪ :‬لكن انا ما بي اروح‪..‬‬
‫مساعد يلتفت لها وشبه البتسامة على ويهه‪ :‬بس عيل تمي هني‪ ..‬وانا اذا برد البيت بييج وباخذج؟‬
‫فاتن بنظرة عصبية‪ :‬انت من صج ول تتغشمر؟‬
‫مساعد وهو يتمطط‪ :‬للل ول الله ليش اتغشمر انا من صجي اتحجى‪ ..‬تبين تقعدين قعدي‪ ..‬عيثي في هالبارك‬
‫وانا بروح وبرد لج‪..‬‬
‫فاتن من العصبية قامت على حيلها واهي متنرفزة‪ :‬بس خلص ردني البيت وكمل برنامجك‪..‬‬
‫مساعد وقف لها بصمت وهو متظايق للخر‪ :‬ردينا؟؟؟ ردينا؟؟؟‬
‫فاتن ‪ :‬ل ما ردينا ول رحنا انت اصل كله على كيفك تبي تسوقني يمين يسار على كيفك طلعتني من البيت‬
‫غصب وبتدور فيني باليخت غصب وكل شي غصب حتى العصير غصب‪ ..‬الظاهر انا الغصب صار شي اساسي‬
‫بهالحياةاللي راح نعيشها‪..‬‬
‫سكت مساعد وما رد عليها‪ ..‬وفاتن اللي من النفضة ظلت واقفة جدامها واهي تقلب في عيونها يمين يسار‪..‬‬
‫ومستعدة للطراق اللي راح يحوس مخها‪ ..‬وانتظرت وانتظرت شي من مساعد ‪ ..‬لمن افتر عنها وراح يمشي‬
‫ول هو معبرها او راد عليها بكلمة‪ ...‬ما تستاهل الكلم‪ ..‬هذي البنت خلص‪ ..‬انا غسلت يدي منها لنها ما بتسمع‬
‫الكلم ول بتطيع ول بتعديها على خير‪...‬‬

‫ظلت فاتن واقفة مكانها واهي تناظر هالعملق اللي راح عنها‪ ..‬ما توقعته يروح ويخليها بروحها واهو اللي كان‬
‫لها مثل الظل‪ ...‬شلون راح عنها جذي‪ ..‬وعلى طول ارسل مخها رسالةالى ريلها عشان تتحرك وتمشي‪...‬‬
‫وتلحقه محل ما راح‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬تبعت فاتن مساعد اللي سبقها بالمشي وهي متلومة على نفسها‪ ..‬شهالتقلب النفسي فيها‬
‫وشهالمزاجية اللي عمرها ما مرت بها‪ ..‬ليش هالحالة النفسية الصعبة ملزمتها مثل الطيف في بال‬
‫العطشان‪ ..‬ليش قرارة نفسها مو هادية ول هي قادرة تعرف اهي شتبي‪ ..‬ل النار تعجبها ول الجنة‪ ..‬وتمشي‬
‫بين الثنين‪ ..‬ليـش يا رب ليـش؟‬

‫أما مساعد فحاله ل يسر ول يطمن لن الغضب والقهر وصل فيه موصل يمكن ل شاف فاتن جدامه يقطعها‪..‬‬
‫قسم بالله ان ما وقفني عنها شي ال عيونها‪ ..‬وال انا ذبحتها الحين وحكرتها بيدي وخلصت عليها‪ ..‬انا مينون ‪..‬‬
‫مينون انا احط نفسي ويا ياهل ‪ ..‬متزوجها عشان اشيلها عن الغلط‪ ...‬اي اي قص على حالك مثل ما قصيت‬
‫في البداية‪ ..‬انت ما تزوجتها عشان اتشيلها عن الغلط والله البنت ملك وما تنعاب بشي‪ ..‬انت تزوجتها لنك‬
‫ما تحملت فكرة انها تكون لواحد غيرك‪ ..‬فلعبت لعبة من سبق لبق‪ ..‬وانت سبقت لكنك ما راح تلبقها بيوم‪..‬‬
‫غبي غبي غبي ومخك قد الذبانه ‪ ...‬مالت علي مااااااالت علي‪..‬‬

‫كانت هذي الكلمات اتصارخ في خيال مساعد وهو يمشي بهدوء لكن النار كانت تسعر فيه‪ ..‬وقاوم الشعور انه‬
‫يلتفت ويشوف الخبلة اللي خلها ورااه ‪ ..‬ما يدري ليش يحس انها تمشي وراه‪ ..‬والله كيفها بتمشي ما‬
‫بتمشي لني خلص ما عدت اتحملها ‪ ..‬ما عدت اتحملها ول اتقبلها وان جان اهي تعرف للكلم المعسل انا‬
‫اعسل منها‪..‬‬

‫وصل لليخت وركبه وعلى طول راح عند كرسي السائق وشغل المحرك‪ ..‬وفاتن اللي وصلت وهي تركض من‬
‫بعد ما اختفى عن نظرها خيال مساعد‪ ..‬وانتبه لها مساعد والتفت ‪ ..‬كانت واقفة والهوا يهبها واهي تلهث‬
‫واهي حاملة جنطتها بيدها وتنورتها الناعمة تنساب من بين سيقانها‪..‬‬

‫الحين تبي تركب اليخت بس مو عارفة لنه شوي بعيد عنها ويبيلها تنط‪ ..‬ورفعت الجنطة واهي تبي تدخل‬
‫واول ما حطت ريلها تهامل اليخت في الماء وخافت ورفعت ريلها وتمت واقفة تنتظر من مساعد انه ايي‬
‫ويخلصها‪ ..‬وهو يراقبها ويوم حس انها تنتظره تهفهف وبملل مصطنع راح لها وهو يمد يده لها‪ ..‬بغرور مسكت‬
‫فاتن يده وحطت ريلها داخل اليخت وتوها بتدخل وتهامل اليخت مرة ثانية ولكن بدخول فاتن لليخت وجان‬
‫تطيح على مساعد بكل قوتها‪...‬‬

‫لكن مساعد اللي مسكها بقوته ما قدر انه يصارع تهامل اليخت على الماي وتمايل اهو الثاني لمن اخرتها ثبت‬
‫مكانه وهو ماسك فاتن اللي كانت من شدة الخوف حاطه يدينها على ويهها‬
‫لحظات مرت من هالتجربة القاسية او المضحكة بعد وشوي شوي فجت فاتن يدها عن ويهها وتشوف نفسها‬
‫عند مساعد اللي كان منحرج والسبب اللي خلها تعرف انحراجه اهي نظراته اللي كان صاد بها مكان ثاني‪..‬‬
‫ويوم لحظت المكان اللي اهي فيه على طول طفرت منه مثل النار اللسعة‪ ..‬ومن شدة الحراج راحت‬
‫قعدت على الكرسي وكلمة شكرا لصقة بطرف لسانها لكن الحيا كان اكبر منها‪..‬‬

‫راح مساعد واهو مرتبك بالحيل لمكان السايق‪ ..‬وحرك اليخت عشان يحس بالدم يمشي فيه‪ ..‬يالله‪ ..‬تمنيت‬
‫اكون قربها‪ ..‬لكن مو بهالقرب‪ ..‬احاسيسي كلها انصدمت‪ ..‬ما قدرت اتخيل يوم من اليام اكون قريب منها‬
‫جذي‪ ..‬حط يده على قلبه وهو يتحسس النبض اللي كان على وشك انه يفجر قلبه‪ ..‬وهو يتذكر عطرها وشذاها‬
‫ونعومتها وخفتها‪ ..‬ال ويهها ‪ ..‬لنها كانت مخبيته من الخوف‪ ..‬اااه يا يمة‪ ..‬قلبي ما قدر ‪...‬‬
‫للحظة من اللحظات اللي مرت نادى قلب فااتن على مساعد عشان ينقذها‪ ..‬للحظة من اللحظات هام‬
‫العشق في قلب فاتن لمساعد‪ ..‬للحظة من اللحظات‪ ..‬اللي مرت عليهم‪..‬‬

‫وتحرك اليخت لبقعة ثانية حامله على سطحها اثنين‪ ..‬انقلبت احوالهم ‪ 180‬درجة‪ ..‬الله العالم‪ ..‬توها الرحلة‬
‫بادية‪ ..‬شراح تكمل عليه‪ ..‬؟؟‬
‫‪----------------------------‬‬
‫كأي يوم عابر مرت اللحظات والدقائق والساعات على مريم واهي بدارها‪ ..‬ومثل ما اول دخلت الجامعة‪..‬‬
‫تذاكر‪ ..‬يا الله علي والله اني دافورة من دشيت الجامعة وانا متشطرة ادرس واذاكر واحظر وكل شي‪ ..‬بس‬
‫ياريت يلحظني الدكتور ويخليني اجاوب‪ ..‬الهيس الربد دومه يخلي الفصيخ يجاوبون‪ ..‬ترى ما يدري من تحت‬
‫اللفافة والعباية‪ ...‬اخليه يستخف‪ ..‬ويا ويهه‪ ..‬لكن محد يقدر‪ ...‬وتطالع الدب وتبتسم بخبث‪ ..‬وتحاجي روحها‬

‫مريم‪ :‬ال انت جوجو مووو؟؟ فديت هالخشم والله ‪..‬امواااااح‪..‬‬

‫رمت بنفسها بخفة على السرير وهي تضحك من خاطر‪ ..‬وطاحت على كتبها وهي تتنهد‪ ..‬يا الله سعادة ل‬
‫توصف‪ ..‬وحلم جميل ل يكاد يتصدق‪ ..‬ما احلى الحب‪ ..‬وما احلى العشاق‪ ..‬وما احلى كل اثنين يعترفون‬
‫بمحبتهم‪ ..‬اااخ لو بس احنا انقليز هههههههههههههههههههههههههه ‪...‬‬

‫لحظت الوقت‪ ..‬شافتها الساعة ‪ 1‬تقريبا بالليل‪ ...‬خلها تنام احسن لها‪ ..‬وقبل ل تروح وتنام‪ ...‬تذكرت جراح‬
‫اللي زارها عند بيتهم‪ ...‬وشلون رسم لها كلمة احبج في الجو‪ ...‬شلون اعترف لها بحبه‪ ..‬وشلون استقبلت‬
‫اعترافه‪ ..‬بس تعال‪ ..‬انا ما رديت عليه‪ ..‬ما قلت له يعني اي لف يو تو؟؟ يا ترى اهو يدري اني احبه؟؟ وين ما‬
‫يدري الريال خابزني وعاينني بعد‪ ..‬شلون ما يعرف‪ ..‬بس تعال احسن‪ ..‬خله اهو يعترف وانا اظل ساكته‪..‬‬
‫على قوله محمد عبده‪ ..‬الحب علمها السكوت وعلمني الكلم‪ ..‬ههههههههههههه يا بعد عمري محمد عبده له‬
‫من الغاني لكل مناسبة‪ ..‬اااخ عليج يافتون‪ ..‬لو انتي وياي الحين جان خليتج اتقطعين من زود وناستي‪ ..‬صج‬
‫لي قالو ما تكمل الفراح ال بحظور اهل الفرح‪ ..‬يا عمري يا فتون‪ ..‬يا ترى شقاعدة تمرين فيه من مغامرات‬
‫ويا مساعد الشقي‪..‬‬

‫شقاعدة تمر فيه ارفيجتج‪ ...‬اهي العواصف بحد ذاتها‪ ..‬من بعد ذيج المسكة مساعد ما حط عينه عليها وكأنه‬
‫مشمئز ول متظايق‪ ..‬يا الله هالكثر ظايقه لمسي‪ ..‬تراني تظايقت اكثر‪ ..‬وربي‪ ..‬تظايقت من خاطر‪ ..‬ليش‬
‫يمسكني جذي‪ ..‬لو اطيح ول يلمسني‪ ..‬اصل احنا مو متزوجين شلون يتصرف وياي هالتصرف‪ ...‬صج لي‬
‫قالووو شباب اخر زمن‪ ..‬وعاد انها البنت عصبت ورفعت ريلها وحطتها على الثانية بعصبية وهي تهزها وعاقدة‬
‫ذراعها على صدرها ‪ ..‬وتنفخ‪ ..‬تمثيليه التعصيب‪..‬على امل ان مساعد ينتبه لها‪ ..‬لكن‪ ..‬هذا المل اشبه‬
‫بالميت‪ ..‬لنه من جابل جدام ما فر ويهه ول مرة‪..‬‬

‫ما فر ويهه لنه يخاف ينفضح اليوم‪ ..‬وتنفضح معاه كل مشاعره وكل اعتداداته بنفسه الرجولية‪ ..‬اليوم الظاهر‬
‫انه ما بيعدي على خير‪ ..‬مابيعدي قبل ل اقول لها احبببببببببببببج احبببج يالياهل‪ ..‬ياللي قلبتي حياتي فوق‬
‫تحت‪ ..‬ياللي تخليني اغار من كل شي عليج‪ ...‬حتى الرض الي تمشين عليها‪ ...‬احبج وودي لو المج بدل‬
‫هالوحدة اللي انتي عايشة فيها‪ ..‬ابيج‪ ..‬ابيج لي ولي انا بس‪ ...‬وان يات الظروف انج تكونين لغيري‪ ..‬ما راح‬
‫ارتاح ال لمن اذبحج واذبح روحي بذبحج‪ ..‬خلص‪ ..‬انا ما عدت اتحمل ياناس رحموني‪ ..‬رحموني وتفهموني‪ ..‬انا‬
‫ماقدر على بعادها عني‪ ..‬صج جريبة واجرب من كل هالناس لكنها بعيدة‪ ..‬بعيدة وابيها تمد يدها لي عشان‬
‫اقربها‪..‬واخليها واعيشها في قلبي‪ ..‬تستمتع بدقاته المينونة وحبه الكبير‪..‬والله يا فاتن ل حبيتيني راح تكونين‬
‫الملكة بهالدنيا‪ ..‬راح تكونين ملكة مملكتي‪ ..‬راح تكونين الدنيا اللي انا اشوفها من خللج‪ ...‬وكانت هذي‬
‫الكلمات من الجدير انها تخليه يستدير ويناظر فاتن‪ ...‬او يشبع نظره منه لنه يوعان‪ ..‬يوعان لها‪ ..‬ولحبها‪..‬‬
‫جووع فطري وغريب وعجيب تجاه هالمخلوقة‪ ..‬وتوه بيردد عليها الكلمة اللي تدور في باله وتطحن اعصابه‬
‫مثل الرحا‪ ..‬شاف العصبية ونظرات الحتقار بعيونها‪ ..‬وتوقف سيل الكلمات من بال مساعد‪ ..‬وعلى طول‪..‬‬
‫وهو يلتفت كل دقيقة لفاتن يحاول يخفف سرعة اليخت ويوقفه عشان يروح يشوف شلي مظايج اميرة‬
‫الميرات‪ ...‬وفاتن اللي تلقت عيونها بعيون مساعد انتفض قلبها منه‪ ..‬يا الله‪ ..‬هذا وانا اتوعد فيه من مساعة‬
‫للحين‪ ..‬نظرة وحدة منه ترجفني جذي‪ ..‬عنبوووها مسكة اللي مسكني اياها‪ ..‬جذي تسوي فيني‪ ..‬اكيد ‪ ..‬ليش‬
‫ما تسوي‪ ..‬انا مو متعودة على هالمواقف‪ ..‬بس بعد‪ ..‬من سمح له‪ ..‬اللئيييم‪ ..‬المتعدي‪ ...‬ال‪ ...‬ال‪ .....‬ال‪...‬‬
‫مجبر‪ ....‬اي اي‪ ..‬مجبر‪ ..‬يجبرني اسوي اشياء انا ما افكر فيها‪ ..‬كل شي‪ ...‬كل شي يصير بالصدفة وياه‪..‬‬
‫العقل‪ ..‬ماكوو‪ ...‬اهو اللي مضيع عقلي‪..‬واليوم‪..‬انا برده لي‪ ..‬بوضع الحدود بيني‪ ..‬وبينه‪ ..‬ال‪ ..‬مجبر‪...‬‬

‫وراح مساعد قعد يمها بكل هدوء‪ ...‬وهو يناظرها بطريقة خلت فاتن تقشعر وتنتفض بذيج اللحظة‪ ..‬ومساعد‬
‫المسيكين اللي كان مهتم لظيقها وحاط نفسه بين ايديها‪ ..‬وهو يرفع النظارة حاجاها‬

‫مساعد بنبرة مهتمة‪ :‬فاتن علمج متظايقة؟‬


‫انصدمت فاتن‪ :‬انا؟؟ متى؟ اقصد‪ ) ..‬عادت الى ظيقها المصطنع وهزة الريل( أيه‪ ..‬انا متظايقة‪ ..‬انا متظايقة‬
‫ومتظايقة وظيق الدنيا حايشني‪..‬‬
‫مساعد وقلبه يألمه‪ :‬فيني ول فيج‪ ..‬ليش شمنه الظيج؟؟؟‬
‫فاتن اللي كانت تفتح عيونها وتسكرها بخوف ‪ ..‬جنها داشة امتحان ول داشة عرين اسد‪ :‬شمنة الظيج‪ ..‬اسال‬
‫روحك‪ ..‬شمنة انا متظايقة‪..‬‬
‫مساعد وهو يعقد حواجبه بصدمه‪ :‬اسال روحي؟؟ ليش‪ ..‬انا سبب ظيجج؟؟‬
‫فاتن وهي مترددة من اهتمامه العنيف بها بهاللحظة‪ ..‬شقول له يا ناس‪ ..‬حللوني‪ .. :‬ا‪ ...‬ا‪ ...‬ايـــة‬
‫وفج عيونه مساعد وعلقت بسرعة فاتن‪ :‬جزئيا‪..‬‬
‫مساعد قام من مكانه وهو ثائر‪ :..‬شسويت لج؟‬

‫فاتن اللي خافت من نبرة صوته مع انها كانت منخفضة‪ :‬شيسويت‪ .‬لي‪ ..‬انت اخبر‪ ..‬انا مو‪ ...‬انا موو اخصائية‬
‫تقريرات اعطيك تقارير باللي تسويه‪ ...‬لزم تكون ع‪ ..‬ع‪ ..‬عارف للي تسويه وياي‪ ..‬ويخليني ‪ ..‬اتظايق‪..‬‬
‫مساعد على صوته في ذيج البقعة اللي كانو بروحهم فيها‪ :..‬عارف؟؟ والله العظيم انا ماعرف شسوي وياج‪..‬‬
‫اروح لج يمين تطلعين لي يسار‪ ..‬كل شي اسويه مو عاجبج حتى اللي ما اسويه مو عاجبج‪ ....‬شسويت بالله‬
‫عليج‬
‫فاتن اللي انتفضت من صرخته‪ ... :‬ل ‪ ..‬تصارخ علي‪ ..‬ل تصارخ‪ ..‬ما بتثبت شي بالصراخ‪..‬‬
‫مساعد اللي شوي ويمسك شعره من القهر‪ :‬يعني ‪ ...‬اقطع هدومي انا‪ ..‬اقطع هدومي‪ ..‬انتي شتبين بالضبط‬
‫شتبين‪ ..‬تبيني اذبح روحي‪ ..‬تبيني اغل )اقط( روحي بالبحر‪) ...‬ولمعت عيونه وفاتن بنفس الوقت فتحت ثمها‬
‫من الصدمة( اي‪ ..‬بسويها‪ ..‬بسويها لج عل وعسى ترضين‪...‬‬
‫وتوه بيرمي روحه ال تنط فاتن وتمسك يده‪ :‬وين رايح؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬بغل روحي خلص‪ ..‬انا ما ابي هالدنيا‪ ..‬والله مليت‪ ..‬مللتيني‪ ..‬ذبحتيني‪ ..‬خليتها تطق بجبدي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬خلها تطق بس ل تغل روحك بالبحر‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬فاتن تراج ذبحتيني والله بسج ميهل‪ ..‬مليت انا والله مليت‪...‬‬
‫فاتن رمت يده بعصبية وكملت‪ :‬شنو مليت ومليت طايح لي مليت ومليت‪ ...‬ترى مو بس انا الللي تقهر في‬
‫هالسالفة انت العن مني لو سمحت‪ ..‬ل تبري روحك وتخليني بموقع التهام‪ ..‬انت السبب‬
‫مساعد يضحك من القهر وهو يحوم مكانه‪ :‬هههههههههههاااااااااااااااااي ههههاااي ههههااااي يا قلبي والله انا‬
‫بموت ) ويصيح الحين( لو ادري بس هالمحكمة اللي ناصبتها لي هني بعرض البحر شنو اتهامها بس لو‬
‫ادري‪ ...‬؟؟‬
‫فاتن‪ :‬يعني تسوي روحك خبل ومو فاهم وانت اقل الشياء تحط بالك عليها‬
‫مساعد يوقف وهو يتنفس بعمق ويتكلم بصوت مترجي‪ :‬شسويت فيج‪ ..‬ولله شسويت فيج قوليلي بس والله‬
‫بقطع روحي‪..‬‬

‫انحرجت فاتن من ذكر الموضوع لنه في هاللحظة لو قالته راح يبينها سخيفة‪ .‬بس اهي لزم تحط الحواجز‬
‫والحدود بيناتهم‪ .‬مالجين صح بس مو معناته له الحق في اللمس وهالسوالف‪ ..‬بعدهم على العرس بشهر‬
‫اربعة‪..‬‬

‫فاتن بحرج واهي تبتعد عنه وتقعد‪ .... :‬يــوم مســكتني؟‬


‫مساعد‪ :‬ها؟؟‬
‫فاتن ترفع صوتها ‪ :‬يوووووم ‪) ..‬سكتت واهي تاخذ نفس وتهدي نفسها( يوم مســكتــني‪ ..‬قبل شوي‪..‬‬
‫مساعد بعدم تصديق‪ :‬انتي‪ ..‬من صجج ؟؟‬
‫فاتن قامت من مكانها واهي متوتر وتضم وتفج بيدينها‪ :‬اي اكيد من صجي‪ ..‬انا صج مملوج عليها لكن‪ ..‬أحنا ما‬
‫تزوجنا‪ ...‬احنا للحين‪ ...‬بيناتنا حدود وحواجز)واهي تلتفت وتوجه صبعها في ويهه من بعيد( انت لزم تحترمها‬
‫وما تطوفها‪...‬‬

‫مساعد سكت واهو يناظرها بعدم تصديق‪ ..‬الحين هذا اللي مظايقها‪ ...‬اني مسكتها؟؟ يعني اهي غبية ول‬
‫تتغيبى‪ ..‬يعني اهي دقمة ول تتديقم‪ ..‬يا ناس‪ ..‬انا اللي موقفني عنها ما روح واخلص عليها ويهها السمح اللي‬
‫حتى بغبائه يتغلغل بعروقي‪ ..‬لكن‪...‬‬
‫مساعد بصوت واطي‪ :‬يعني انتي‪ ...‬من صجج تتكلمين‬
‫فاتن‪ :‬اووووووووه‪ ..‬تراك ضيجت بي‪ ..‬خذني بالعقل‪ ..‬احرجتني ويا مسكتك هذي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يعني انتي ما كنتي متورطة شلون تركبين اليخت‬
‫فاتن‪ :‬بلى‪. ..‬بس ما كان له داعي المسكة وهالسوالف‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬فاتن‪ ....‬حرام عليج‬
‫فاتن‪ :‬شنو حرام علي‪ ..‬ترى هذا الصح‪ ..‬ويمكن انت ما تعرفه بس بعلمك اياه؟‪..‬‬

‫سكتت فاتن يوم شافت عيون مساعد اللي لو كانت تقتل جان اهي صريعتها الحين‪ ..‬الغضب وعدم التصديق‬
‫والظيج وبنفس الوقت‪ ..‬لونهم الجذاب كان خليط ومزيج خطير يخليها تفكر مرتين باللي تقوله‪ ..‬بس‬
‫بهاللحظة اهي مخها في حاله غضب‪ ..‬ما تدري‪ ..‬صج ان السالفة سخيفة اللي اهي تتناقش فيها بس اهي في‬
‫حالة غضب ونفور وعنف‪ ..‬تبي تظهره في ويه مساعد وما همها‪ ..‬ما يخوفها‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬الظاهر انج ما بتتادبين جذي‪..‬‬

‫واستغربت فاتن من كلمه ال ان يد مساعد اللي مسكتها طيرت كل شي من بالها ‪ ..‬والعنف اللي واجهها به‬
‫خلها في حالة غيبوبة‪ .‬تمشي وراه واهي تتحسس اللم شلون يطوف في جسمها مثل المحلول العجيب‪..‬‬
‫خلها بحالة من الصدمة والكهربا‪ ...‬جرها مساعد داخل الدرج اللي يؤدي الى الغرفة الوحيدة في اليخت‪..‬‬
‫ويوم دخلها الغرفة سكر الباب من وراه وفاتن اللي كانت تمشي وراه مثل العصفورة طارت بالغرفة يوم‬
‫رماها على السرير بكل قوته‪..‬‬
‫والهلع بدى يدب فيها بكل معنى الكلمة‪ ..‬ويوم سكر مساعد الباب بقوة سادت صرخة في جسمها ما قدر‬
‫لسانها ينطق بها من شدتها‪ ..‬يمكن تتفجر مع هالصرخة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬حواجز؟؟ حدود‪ ...‬حبيبتي‪ ..‬انتي زوجتي وحليلتي‪ ..‬والزواج وهالسوالف البطالية اللي الناس ابتدعتها‬
‫كلها مجرد شكليات‪ ..‬انا لو اسوي فيج اي شي‪ ....‬محد راح يتكلم لي؟؟‪ ...‬فشلون تفكرين بهالموضوع؟؟؟‬
‫ومعصبة روحج ومسوية من السالفة قضية ومحكمة‪..‬‬

‫خافت فاتن من مساعد ومن تهجمه ومن كلمه الغير منمق او يمكن السوقي ونقزت من مكانها لعند طرف‬
‫السرير من غير ماتحس بقميصها اللي طلع من التنورة وشيلتها اللي ما عاد لها لزمه لن شعرها كله طلع من‬
‫تحتها‪..‬‬

‫وهي تفرك رسغها اللي قبض عليه مساعد‪ :‬شقصدك بهالكلم‪..‬‬


‫مساعد اللي كان مثل الثاير يحوم يمين ويسار‪ ..:‬انتي وايد دفعتي فيني‪ ..‬ووايد تحملتج وصبرت عليج من‬
‫تزوجتج‪ ..‬لكنج اتيين وتحطين بيني وبينج حواجز‪ ..‬وحدود‪ ...‬هذي القشة اللي بتقصم ضهري‪...‬‬

‫وهو يتقرب منها بغضب‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬زين انا اسفة والله مو قصدي‪ ..‬والله مو قصدي بس حل عني‪..‬‬


‫مساعد يضحك ‪ :‬احل عنج‪ ...‬احل عنج وين‪ ...‬مسرع ما تراجعتي بكلمج‪ ..‬من اللي يتحجى الحين الحدود‬
‫والحواجز‪ ..‬ول انتي‪..‬‬
‫فاتن اللي شوي وتبجي من الحزن اللي عم فيها‪ :‬تكفى مساعد‪ ..‬واللي يسلمك‪ ...‬انا اسفة وغلطانة‪..‬‬
‫وكل هذا كان عبارةعن تحفيز لمساعد انه يتقرب منها اكثر واكثر‪ :‬ابي اشوف لسانج الحين شبينطق‪ ..‬ابيج‬
‫توريني شلووون هالحواجز والحدود بتظهر‪ ..‬ومن وين بتطلع‪ ..‬وانا ما يفصل بيني وبينج ال الهوا‪ ..‬والهوا ما‬
‫ينمسك‪..‬‬
‫فاتن اللي وصلت للزاوية من عند السرير وهي مرتعبة من قلبها وشوي بتنهار‪ :‬تكفى مساعد اذكر ربك‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ربي يقول اني حرمتي وانا لي الحق اني اسوي معاج اللي ابيه‪....‬‬
‫ويوم وصل لها انهارت فاتن وشوي تطيح على الرض من الخوف ومسكها مساعد ويوم انمدت يده عند فاتن‬
‫صرخت‪ :‬لاا‪...‬‬
‫وقف مساعد قباالها عندجدار الغرفة بعصبيه‪ :‬سمعيني‪ ....‬سمعيني‪ ) .....‬يأشر بصبعه في ويهها واهي تبجي‬
‫ودموع الخوف والذعر تهل من عيونها مثل الشلل( هذي‪ ...‬اول مرة‪ ...‬واخر مرة‪ ...‬واحلف بالله يا فاتن‪...‬‬
‫بالله ‪ ...‬اول مرة واخر مرة تتحديني في شي‪ ....‬اهو ملكي‪ ...‬اخر مرة تستفزيني في شي انا اقدر عليه‪ ...‬ول‬
‫تظنين اني ما اقدر عليه‪ ...‬ترى انتي كنتي تباتين وياي في شقة وحدة وما يفصل بيننا ال جدار‪ ...‬جدار يا‬
‫فاتن‪ ...‬من السهل اني اخترقة واوصل لج‪ ...‬لكن‪) ..‬وهو ينزل يده والقهر ينبع من عيونه وقلبها ذايب من‬
‫شكلها الحزين( انا احترمتج‪ ..‬واحترم قرارج‪ ..‬وحريتج على عيني وعلى راسي‪ ...‬فل تعتبرين احترامي ضعف‬
‫مني تجاهج‪ ...‬ل‪ ...‬انا احترامي لج معناته تقديري لج‪ ..‬ترى انا اقدر اسوي كل شي‪ ..‬كل شي‪ ..‬اقدر اني‬
‫انسى‪ ...‬انسى غلج في قلبي‪ ..‬واذبحج ‪ ..‬فل تستفزيني ارجوج‪ ...‬اترجاج واتوسل لج‪ ..‬لني مابكون مسئول‬
‫عن نتيجة أفعالي وياج‪ ...‬سامعتني؟؟؟‬
‫انتفضت فاتن بين يد مساعد واهي تبجي‪ ...‬ويوم حسها مساعد انها تقريبا ثابته مكانها‪ ..‬تراجع عنها وهو متلوم‬
‫من قلب على موقفه تجاهها‪ ..‬شسوى فيها‪..‬؟؟ ارعبها وهز كيانها الصغير‪ ...‬ل واللعن‪ ..‬في خضم انفعاله‬
‫اعترف بغلها اللي يعمر قلبه ‪ ...‬انهزم في الموقف اللي ظن في بدايته انه فاز فيه‪ ...‬وعلى طول من غير اي‬
‫كلمة ثانية طلع من الغرفة وهو يحس بالنهيار‪ ..‬خلص‪ ..‬ماكو شي يقدر يسويه يصلح اللي صار‪ ...‬من بعد‬
‫هالمواجهة‪ ..‬اهو في طريج وفاتن بطريج‪...‬‬

‫اما فاتن اللي من غاب مساعد عن جو الغرفة طاحت على الرض وهي مو مصدقة‪ ..‬زلزلل‪ ..‬فيضان‪..‬‬
‫طوفان‪ ..‬عاصفة‪ ..‬وال اعصار‪ ..‬كل الظواهر الطبيعية مرت عليها للحظة من اللحظات‪ ..‬لوقت يمكن ما تعدى‬
‫الدقيقتين‪ ..‬تهدمت كل اركانها واعلنت انهزامها بضعفها جدام مساعد‪ ...‬مثل السد اللي متعدين على حكمه‪..‬‬
‫وداخلين عرينه من غير استئذانه‪ ..‬مثل الثور الهايج‪ ...‬رمى عليها افظع الكلمات‪ ...‬وواجهها بقوته اللي هشمت‬
‫كل حناياها‪ ..‬واهي اللي كانت تظن انها قوية‪ ...‬طلعت هشه بالمقارنة مع مساعد‪ ...‬شرارة حولت الموقع الى‬
‫ساحة حامية الوطيس‪ ..‬بدت موجة البجي تهزها بعنف‪ ..‬وهي خايفة وترتعش مكانها‪ ..‬ما تدري ليش خايفة‪ ..‬او‬
‫على شنو خايفة‪ ..‬على نفسها‪ ..‬على مساعد‪ ..‬على قلبها اللي مو قادرة تسكن انينه‪ ..‬ول على الهجوم اللي‬
‫تعرضت له اليوم‪ ...‬بس‪ ..‬الحق ينقال‪ ..‬اهي السبب ‪ ..‬اهي السبب‪ ...‬كلمه ما كان غلط‪ ..‬كلمه كان صح‬
‫بصح‪ ...‬بس‪ ..‬اهي‪ ..‬ليش عصبت يوم مسكها‪ ..‬ليش الغضب اللي كان لنفسها وجهته لمساعد وهو اللي من‬
‫شافها متظايقة نسى ظيقه وياها يسال عنها وعن سبب ظيقها‪ ..‬وال المعاملة الحلوة اللي فيالبارك‪ ..‬وال‬
‫الرحلة من بدايتها لنهايتها‪ ..‬وكلمات كانت ترن في بالها من كلم مساعد‪..‬‬

‫))انا احترمتج‪ ..‬واحترم قرارج‪((..‬‬


‫))‪ ...‬فل تعتبرين احترامي ضعف مني تجاهج‪ ...‬ل‪ ...‬انا احترامي لج معناته تقديري لج‪((.‬‬
‫))ترى انا اقدر اسوي كل شي‪ ..‬كل شي‪ ..‬اقدر اني انسى‪ ...‬انسى غلج في قلبي‪ ..‬واذبحج((‬

‫وانصدمت من الكلمة اللي ذكرتها للحظات‬


‫))انسى غلج في قلبي‪ ..‬انسى غلج في قلبي‪ ..‬انسى غلج في قلبي((‬

‫وتمت تردد هالكلمة بلسانها‪ :‬غلج‪ ..‬غلج ‪ ..‬بقلبي‪ ....‬غلج‪...‬‬

‫وغابت في موجة منا لبجي واهي تحاول تمحي هالكلمة من راسها‪ ..‬ل مستحيل‪ ..‬مستحيل‪ ..‬هالشي ما‬
‫يتصدق‪ ..‬مو معقول‪ ...‬ما يصير يغليني‪ ..‬ما يصير‪ ..‬اهو يحتقرني ويكرهني ويعاقبني ويحتجزني عنده‪ ..‬ما يصير‬
‫يحبني‪ ...‬اهو متزوجني عشان يقهرني فحبي لمشعل‪.‬؟‪ .‬عشان ينتقم مني‪...‬‬
‫ينتقم منها‪ ..‬ليش ينتقم ؟‪ .‬انتبهت لنفسها‪ ..‬ليش ينتقم مني وانا ما بيني وبينه اي صلة او اي علقة‪...‬ليش‬
‫يعني من قلة الناس اللي بيحطني في باله‪ ...‬وتمت تسترجع في بالها لحظات قديمة مرت بينها وبن مساعد‪..‬‬
‫لكن حالتها النفسية ما ساعدتها ابدا‪ ..‬وخلتها منهارة على ذيج الرض‪ ..‬وشالت عمرها بالغصب وراحت على‬
‫السرير وهي متهالكة من البجي اللي بجته‪ ..‬ومن الخوف‪ ..‬اللي للحين اثاره عليها‪ ..‬اكيد هاليوم ما راح‬
‫ينسى‪ ..‬هاليوم راح يظل في ذاكرة الزمن اللي جمع بينها وبين مساعد‪ ...‬لكن‪ ..‬هل راح تظل الوضاع جذي؟؟‬

‫مساعد اللي طلع على السطح ووسع الفضا والبحر كان ول شي بالنسبة لمشاعره المتألمة‪ ..‬مثل السد‬
‫المجروح‪ ..‬او مثل النمر اللي خسر معركة البقاء في الحياة‪ ...‬يحس بالخسارة والهزيمة في معركة اهو كان‬
‫مستعد لها بكل جوارحه ومستعد انه يمضي فيها بكل جرأة‪ ..‬لكن‪ ...‬اليوم اهو انجرح‪ ..‬انجرح وارهب وتعدى‬
‫على اغلى الحبايب‪ ..‬على نبض قلبه‪ ..‬على سبب حياته‪ ..‬على الشمعة للي نورت ظلم دنيته من بعد فقدان‬
‫عالية‪..‬وبهالشي حس بالكتمة تخترق صدره ‪ ..‬وتم يمسح عليه بيده وحس ان نفسه ما يساعده ول يكفيه‪...‬‬
‫وعلى طول ركب على الحد من القارب ورمى روحه بعنف في الهوا‪ ...‬وغاص بالبحررررررررررر‪...‬‬

‫في عالم الكثافة والصدمة المائية غابت مساعد وهو مسكر عيونه وحابس انفاسه‪ ..‬وتم ينتظر جسمه الل‬
‫يهوى ثقله في الماي‪ ..‬وكاهو يرجع للسطح بدفعه منه للماي وينساب مثل الحرير باختراق العرض ويوصل‬
‫للسطح بشهقة قوية‪ ...‬طلبا للهواء‪ ..‬ورد غاص مرة ثانية ودفع نفسه‪ ..‬لمن حس بالتعب والهلك‪ ..‬وتم يجدف‬
‫بذراعينه لليخت اللي ابتعد عنه ‪ ..‬ويوم وصل ركب ‪ ...‬وهو يجر نفسه جر‪ ..‬وبلله بالماي خله يثقل اكثر‪..‬‬
‫وصارت مهمة تواجده على السطح صعبه‪ .".‬لكن ماكو شي صعب على مساعد‪ ..‬وكاهو على ارضية اليخت‪...‬‬
‫وهي منسدح بطوله الفارغ وانفاسه المتلحقة والسريعة المخنقة‪ ..‬كان تدريب عنيف لجسمه اللي ما تعرف‬
‫للرياضة من فترة‪ ..‬خصوصا رياضته المفضلة‪ ..‬السباحة‪ ...‬وظل منسدح على الرضية‪ ...‬الى حين ما يقدر‬
‫يتنفس بانتظام‪..‬‬
‫=================‬
‫مرت الساعات على الثنين وهم متفارقين بالمكان لكنهم لول مرة يمكن في حياتهم قريبين من بعض بالفكر‬
‫والعقل‪ ...‬كانت فاتن نايمة على السرير وهي ما تقدر توقف سيلن الدمع من عينها على اللي سوته اليوم ويا‬
‫مساعد‪ ..‬ومو قادرة تشيل كلمته من بالها‪ ..‬ما تقدر تتصور ليش قال اللي قاله؟؟ ماكو سبب يدفعه لذكر مثل‬
‫هالشي‪ ..‬ولكن كل ما تذكر صراخه عليها في هالغرفة تغيب ملمحها بذراعها وبنوبة بجي يديدة‪..‬‬

‫اما مساعد اللي ينتفض من البرد بس يهز جسمه وينفضه وكانه يبعد البرد عنه ما حرك القارب ول انش واحد‬
‫من مكانه‪..‬ينتظر الشارة من فاتن‪ ..‬ما يقدر ينقلها من المكان ال بامرها‪ ..‬ووقت ما تكون اهي مستعدة‪ ..‬راح‬
‫ينفذ اللي عليه‪ ...‬وظل ينتظر‪ ..‬وينتظر‪ ..‬والجو يغيم عليهم‪ ..‬واذيال الليل تقترب من السماء وتكسيها غروب‬
‫ول احلى‪ ..‬لكنه كان حزين‪ ..‬وكأن مشاعر مساعد طلعت منه وطاولت السماء ومزجت سوادها بصفارها ‪...‬‬
‫والوانها النارية اللي ما تأذي العين بنورها‪ ..‬ومرحلة النتظار‪ ..‬ما زالت في دربها‪ ..‬وما زالت في محطتها‪..‬‬

‫حست فاتن ان معدتها تتقلص من شدة اليوع والضطراب اللي فيها‪ ..‬ومن زود التعب خافت تنام‪ ...‬لذا قامت‬
‫من مكانها واهي تترنح من زود العياء اللي فيها‪ ..‬وراحت عندباب في الغرفة‪ ..‬وفتحته‪ ..‬لقته حمام فاخر‬
‫وروعة‪ ..‬مع انه صغير‪ ..‬ووقفت عن المنظرة شافت عيونها المتورمة والمنطقة اللي عنك خشمها محمرة مثل‬
‫الكرزة‪ ..‬مسحت عليها عشان يغيب اللون لكن من غير اي نتيجة‪ ..‬ترجع تحمر مثل ما اهي‪ ..‬رفعت كميها‬
‫وفتحت الماي ويوم تحسسته لقته بارد‪ ..‬خذت منه غرفة ورمتها على ويهها وحست بالنتعاش‪ ..‬واهي تحس‬
‫بتجلط بشرتها بسبب برودة الماي‪..‬شافت منديل معلق وتمت تتححسسه بصوابعها‪ ..‬بعدين بللته وعصرته عن‬
‫الماي‪ ..‬وحملته وياها برع الحمام‪ ..‬وتمت تمسح على رقبتها من جدام وورى‪ ..‬وتنشف ويهها من قطرات‬
‫الماي السايلة‪ ..‬وقعدت على حافة السرير بتنهيدة‪ ..‬شافت الغرفة مظلمة‪ ..‬معناته ان الليل اكيد هبط عليهم‬
‫واهم في البحر‪ ..‬ولزم يردون‪ ..‬وتوها بتطلع لمساعد ويوم وقفت المكان اللي وقفه قبل شوي صادها مثل‬
‫الرتعاش اللي خلها تحس بتقلص في معدتها‪ ..‬وتحركت من المنطقة لمنطقة ثانية واهي تناظرها‪ ..‬وتتحسف‬
‫على كل شي سوته وقالته بحق مساعد‪ ..‬لكن ‪ ..‬بعد فوات الفوت ما ينفع الصوت‪ ..‬لكن هذا مو معناتها انها‬
‫ما ترد للبيت‪ ..‬خلهم يردون البيت وكل واحد يرقد بداره يمكن يهدى او يرتاح‪..‬‬

‫طلعت من الغرفة وهي تعدل من شيلتها‪ .‬وانصدمت من برودة الجو اللي اخترقت كل حواسها‪ ..‬بس قاومتها‬
‫وطلعت على سطح اليخت اللي كان مساعد قاعد على كراسيه وهو حاط يديه بمخابي الجاكيت اللي مسكر‬
‫وثم مساعد مغطى داخله وشعره يتطاير ويا الهوا وراسه معانق الرض‪ ..‬يوم حس ان احد ثاني متواجد وياه‬
‫بنفس المكان‪ ...‬رفع راسه لطرف اليمين وشافها‪ ..‬كانت واقفة وهي متكتفة‪ ..‬وكان العبرة خانقه احاسيسها‪..‬‬
‫ووقف بكل هدوء وبكل راحة وعيونه لزقة بويهها‪ ..‬وما تحرك ول بوصة من مكانه‪ ..‬وفاتن اللي من غير اي‬
‫حسية تحركت خطوة وحدة لعند السطح‪ ..‬ومن هالخطوة خطوة ثانية‪ ..‬ومن الخطوة الثانية ثالثة‪ ..‬لمن وقفت‬
‫على مسافة بعيدة والقريبة من مساعد حست بصوت انين في داخلها‪ ..‬وكان مغناطيس يعيث فيها يجذبهااكثر‬
‫واكثر لمساعد‪ ..‬ما تدري شقاعد يصير فيها‪ ..‬ول اراديا‪..‬‬

‫فاتن بصوت مبحوح والصدق ظاهر فيه‪ :‬انا‪ ....‬آسفـــة‬

‫وجه مساعد نظراته له وعيونه اللي كانت مليانة بالدمع على مظهرها‪ ..‬وكان وده لو انه يقدر يخفف عنها‬
‫وطأة الحزن‪..‬‬

‫تقربت فاتن وهي ترجح يدينا يمين ويسار‪ : ..‬انا ‪ ...‬ما ادري‪ ....‬انا صح غلطانة‪ ....‬و‪ ..‬قسيت عليك‪ ...‬وم‪....‬‬
‫وتسببت‪ ...‬بس ‪ ....‬انا ‪....‬‬

‫سكتت فاتن وهي تفسر كل شي بعيونها‪ ..‬ومساعد اللي كان واقف وهو يراقب ملمح ويهها بنظرة كسيرة‬
‫ماقدر انه ال يسحب نفس عميق وبنفس الوقت يغمر الدمعه اللي جالت في عيونه‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬يمكن انت ما راح ‪. ...‬ـسامحني ابد على اللي‪...‬‬


‫قطعها مساعد‪.‬وهو يحط صبعه عند حلجه‪ :‬اوووووش‪ ....‬بس ‪ ...‬ل تقولين اكثر‪...‬‬

‫فاتن بعيونها اللمعة حست بالموت‪ ...‬ما يبي اي تفاوض بالموضوع‪ ...‬ونزلت راسها من شدة اللم اللي حست‬
‫فيه يتضرع بالدم اللي بوييها‪..‬‬

‫مساعد بشبح ابتسامة على ويهه‪ :‬لني مسامحج من زمان‪ ...‬بس اتمنى عليج لو انج تسامحيني بالمقابل‪..‬‬
‫رفعت راسها فاتن وهي تشهق من البجي‪ .. :‬انا؟؟؟‬
‫مساعد وهو يتحرك بعصبية‪ :‬ما ادري‪ ...‬فقدت اعصابي ‪ ...‬وحسيت اني كنت بتفجر‪ ...‬لكن‪ ..‬انتي ما تستاهلين‬
‫مني‪ ....‬فاتن‪ ..‬انا ‪ ..‬ماابيج تتعذبين معاي‪ ..‬وان كنتي تحسين انج بتتعذبين معاي‪ ...‬صدقيني‪ ..‬انا بنفذ لج اللي‬
‫تبينه‪ ....‬اللي تبينه‪...‬‬
‫في ذيج اللحظة حست فاتن ان باب النجاة اللي كانت تدعي ربها ليل ونهار ينفتح شوي شوي لها‪ ..‬وكل اللي‬
‫عليها انها تدخل فيه‪ ...‬وخلص‪ ..‬تنتهي رحلة العذاب اللي بدتها من وفاة ابوها‪ ..‬تقدر تطلب منه اللي تبيه‪..‬‬
‫تقدر تطلب اي شي اهي ترغب فيه‪ ...‬حتى لو كانت‪ ...‬حريتهامن مساعد‪!!..‬‬

‫فاتن بحذر‪ :‬اي شي؟؟‬


‫مساعد وهو يتكلم بحماس‪ :‬صدقيني فاتن‪ ..‬انا ما اقول شي ال وانا قده‪ ..‬وعلى قد كلمتي‪ ..‬لو كنتي بتطلبين‬
‫المستحيل‪ ...‬راح احاول اني اخليه ممكن عشانج‪...‬‬
‫قال هالكلمة وهو يحاول انه يمسك الجرح اللي فتحه بقلبه من خلل كلمه هذا‪ ..‬لكن‪ ..‬الحب مو الحتكار‪..‬‬
‫الحب الطاعة‪ ..‬الرومانسية هي مو بالتكبيل للشخص اللي في المقابل‪ ..‬الحب اهو ان الحبيب يوفر السعادة‬
‫والراحة النفسية للحبيب الثاني‪ ...‬ولكن هذا ما كان يدور في بال فاتن‪ ...‬كانت اهي ترتجي هاللحظة بكل‬
‫نشوة فيها‪ ..‬وفجأة سالت الدموع مرة ثانية بعيونها واهي مغشية‪ ..‬تشوف شريط الحداث اللي صارت لها مع‬
‫مساعد‪ ..‬من اول ما شافته‪ ..‬لهذي اللحظة‪ ..‬يوم وفاة ابوها‪ ..‬يوم قراية الوصية‪ ..‬بالمستشفى‪ ..‬بالخطبة‪..‬‬
‫والملج‪ ..‬والى صراخه بهذيج الليلة‪ ...‬ويوم هو مريض‪ ..‬ويوم اهي سهرت علىراحته‪ ..‬ويوم‪ ...‬يوم اللي ياها‬
‫للجامعة ياخذها للبيت‪ ...‬بيتهم‪ ..‬شقتهم اللي ضمتهم في خضم المعارك الصعبة اللي تواجهوا بها‪ ...‬معارك‬
‫اهي ما ظنت انها تقدر تخوضها معاه لنها ضعيفة وما تقدر عليها‪ ..‬لكن واهي تسترجع هالذكريات لحظت شي‬
‫عميق‪ ...‬لحظت شخصيتها ‪ ...‬لحظت قوة التحمل اللي كانت تظن انها ما تملكها‪ ..‬لحظت فاتن الجديدة‬
‫اللي كانت لفترة من اليوم ما تعجبها‪ ..‬كيف انها بهاللحظة قدرت انها تستحوذ على اهتمامها الكبير‪...‬‬

‫ومساعد اللي كان ينتظر قرار فاتن اللي يا اما راح يكون بالعدام‪ ..‬او انه يكون بالتبرئة والتحرير‪ ...‬ونطقت‬
‫القاضية‪..‬‬

‫فاتن‪ ......:‬انا ‪ ....‬ما ابي‪.....‬ما ابي انفصل‪ ...‬ول ابي اتطلق ‪....‬‬

‫زفرااااااااااااااات الراحة صدرت من مساعد‪ ...‬ومسرع ما انقبضت‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬بس ابيك تروح عني ‪ ....‬ابيك ترجع الكويت‪....‬‬


‫مساعد استهجن هالقرار منها‪ ...:‬ليش؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ابي اقعد مع نفسي‪ ...‬ابي افكر بالمور اللي انا‪ ...‬ما حطيتها في بالي من قبل‪ ...‬ابي اسيطر على‬
‫نفسي اكثر من جذي‪ ..‬بالختصار‪ ...‬ابي ارسي على بر‪ ...‬اذا تمينا على جذي‪ ..‬محد راح يتضرر ال احنا الثنين‪..‬‬
‫وانا ‪ ) ...‬بانين عميق( تعبت‪..‬‬
‫مساعد ابتسم لها دليل على الستعداد اللي أهو فيه‪ : ..‬خلص عيل‪ ...‬انا برجع الكويت‪ ..‬ولو تبين‪ ..‬باجر بعد‪...‬‬
‫انصدمت فاتن‪ :‬باجر؟؟؟بس رحلتك بعد اسبوع؟؟‬
‫مساعد يبتسم وهو يهز راسه‪ :‬ما عليه‪ ..‬نشتري تذكرة ثانية‪ ...‬خلص فاتن‪ ..‬اللي تبينه راح يصير‪ ...‬بس‪ ...‬لي‬
‫طلب منج‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬شنو؟‬

‫مساعد وهو يتقرب منها‪ ..‬ويطلع نوع من السلسله اللي كانت في جاكيته‪ ..‬من لمعان الذهب اللي فيها كانت‬
‫تبرق بالوان مختلفة‪ ..‬وتتدلى منها دبلة‪ ..‬ذهبية‪ ..‬بثلث ماسات‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬هذا‪...‬‬

‫تمت فاتن تناظر السلسلة بعجب واستغراب‪ ..‬اي صح‪ ..‬اهم مخطوبين‪ ..‬ولزم تلبس دبلة للخطوبة‪ ...‬شلون‬
‫راح عن بالها هالموضوع‪ ...‬وسحب مساعد يدها بهدوء‪ ..‬ونزل الدبلة في راحتها‪ ..‬وسكرها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ابيج تحاولين انج تتقبلين هالهدية مني‪ ..‬وانتي تفكرين بوضعج‪ ..‬تفكرين بوضعي معاج‪ ...‬تفكرين ان‬
‫كل شي راح تفكرين فيه ما راح يكون لج انتي وبس‪ ..‬راح يكون لنا احنا الثنين‪ ..‬انا بصراحة مابيدي شي غير‬
‫اني انفذ اللي تبينه‪ ..‬لكن يا فاتن‪ ..‬حياتي انا ترى كلها بين ايديج‪ ..‬وانتي بنفسج تقدرين تقررين‪ ..‬شنو راح‬
‫يصير فيها‪...‬‬

‫عقدت فاتن حواجبها وابعدت يدها عن مساعد وهو تحس بالظيج مرة ثانية وهب مساعد يتكلم لها بتخفيف‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬للل‪ ..‬ما ابيج تتنرفزين‪ ..‬صدقيني‪ ...‬انا عطيتج هالدبلة بسلسلة‪ ..‬عشان ما اغصبج انج تلبسينها‬
‫بصوابعج‪ ..‬يوم الي انتي تحسين انج تقدرين تتحملينها فيهم‪ ..‬معناته راح تقدرين تتحمليني في حياتج‪ ...‬واذا‬
‫خليتها باقية بالسلسلة‪ ..‬راح افهم هالشي بعد‪ ..‬وصدقيني‪ ...‬بكون شاكرن لج‪ ..‬وقفتج اللي قضيتيه وانتي‬
‫تحاولين انج تصلحين حياتين بدل الوحدة‪ ...‬محد خسران‪ ..‬والشرف كان عظيم لي يا فاتن‪ ..‬اني اكون قريب‬
‫منج كل هالقرب لفترة من فترات حياتنا‪ ...‬وهذي الذكريات والحداث كلها ما راح تغيب عن بالي‪ ...‬صدقيني‪..‬‬

‫ماقدرت فاتن تعقب على كلم مساعد الصادق النابع من القلب‪ ..‬اهو بنفسه انصدم بكلمه وبمدى واقعيته‪..‬‬
‫لول مرة يحس انه يميل ‪ ..‬لول مرة يحط الناس بدل نفسه‪ ..‬من وفاة عالية واهو يمشي الناس على هواه‬
‫عن ل اتيي الفرصة والناس تمشيه على هواها‪ ..‬مثل ما صار له ويا عالية‪ .‬الكل ابعده عنها لمن ماتت عنه‬
‫وغابت واهو ظل وحيد يعاتب البحر ويبكي النجوم بعزاه‪ ..‬لكن فاتن ‪ ...‬فاتن اهي اللي راح تكون مقررة‬
‫لمصيره‪ ..‬هل ياترى مساعد راح يكرر الغلط مرتين‪ ..‬ول هالمرة راح يكون على صواب‪..‬؟؟ كل هذا بيد فاتن‪..‬‬
‫اللي بدت تحس بعمق المسؤولية الملقاه على كاهلها‪..‬‬

‫لحظها ترتجف من البرد وهي تلم نفسها‪ :...‬روحي داخل الغرفة والحين احنا رادين البيت‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل بقعد هني مليت من الحكرة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬على راحتج‪..‬بس وقت الي تحسين انج بردتي روحي داخل‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫وراح مساعد لعند القيادة‪ ...‬وشغله‪ ..‬وابتعد عن هذي البقعة اللي مستحيل في يوم من اليام راح تنمسح عن‬
‫باله‪..‬ابتعد عنها لفترة‪ ..‬مو بس فترة لو تبي العمر كله بشرط انها توعدني بيوم اكون فيها اقرب الناس لها‪..‬‬
‫ولو للحظة وحدة‪ ..‬فهاي اللحظة راح تكون مو بس خير علي‪ ..‬ال امل عمري كله‪...‬‬

‫وفاتن اللي قعدت على الكرسي وهي تناظر الغرووب بتمتع‪ ..‬وفيها نوع من الهدوء النفساني اللي عم من بعد‬
‫العاصفة اللي مرت فيها حياتها‪ ..‬وتمت تناظر السلسلة اللي بيدها وكيف ان اللمعان يخبي بصرها ‪ ..‬والدبلة‬
‫اللي دحرجتها باصابعها في حظنها‪ ..‬واللماسات الثلث‪ ..‬رفعت عيونها تناظر مساعد اللي كان عاطها ظهره‪..‬‬
‫وهو منشغل بالقيادة‪ ..‬يا ترى‪ ..‬ياسيد من سالف الزمان‪ ..‬ظهر من من اللمكان‪ ..‬من حايط بيتهم‪ ..‬من بوابة‬
‫بيتهم ‪ ...‬وقف‪ ..‬وشافني‪ ..‬وشفته‪ ..‬وما توقعت بيوم اني اوصل فيه معاك لهالوقت‪ ..‬تضحيتك هذي اللي بديت‬
‫احس لها‪ ..‬شنو معناها في حياتي؟؟؟؟ هل راح اوفي لك‪ ...‬ول راح اكتشف ‪ ..‬ان ل سبيل للحب بيناتنا‪...‬‬

‫الجزء التاسع عشر‬


‫الفصل الول‬
‫‪---------------‬‬
‫يوم مدرسي يديد‪ ..‬ويوم صحوو ومنعش ‪ ..‬وقظ الناس كلها رب العالمين بنور الشمس واشعتها اللي تطاولت‬
‫وتطفلت على كل بيت‪ ..‬والكل استقبلها بحفاوة وبكل ترحاب‪ ..‬فعلى كل حال‪ ..‬الكل اهل وماكو ظيوف‪..‬‬
‫وشعور من اللفة يعم قلب الم الحبيبة‪ ..‬وهي تستقبل اشعة الشمس بدريشة مطبخها‪ ..‬قاعدة وبخار الجاي‬
‫يعبق بريحة السكر ويا الحليب الممزوج بورق الشاي‪ ..‬وهي فرحانة لسبب ما تقدر تعلمه ول تقدر تفهمه‪ ..‬ول‬
‫تفهم اسبابه‪ ..‬لكن الراحةاللي عامة قلبها تحسها لول مرة من وفاة الغالي زوجها العزيز‪ ..‬ما تدري ليش‬
‫تحس بوجوده في ارجاء البيت‪ ..‬وكان اشعة الشمس حملته معاها‪ ..‬وحملت روحه اللي خلته ينتشر في كل‬
‫ارجاء البيت الحميم‪...‬‬

‫وأول الواصلين للم السعيدة‪ ..‬جراح‪ ..‬أحد اسباب فخرها بالحياة‪ ..‬واحد السباب اللي ترسم على شفاها‬
‫ابتسامة السعادة‪..‬‬

‫جراح بحنية وهو يلوي على امه‪ :‬صباح الورد‪ ..‬محمل بالرياحين‪ ..‬ومعطر بالمشمووم‪ ..‬لغلى خل على‬
‫هالكون‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬صباح الخير يمة‪ ...‬شصبحت عليه؟‬
‫جراح وهو يقعد على الكرسي‪ :‬آآآآآآآآآآآآه والله للحين كل شي بخير‪ ..‬بس في بالي شي‬
‫ام جراح‪ :‬سم‬
‫جراح‪ :‬سم الله عدوج‪ ..‬يمة كلها يومين والترميم عندنا يعني ما قررتوا للحين وين بنروح؟‬
‫ام جراح‪ :‬يمة الشور شورك انت اللي تقرر هالشي مو احنا‬
‫جراح‪ :‬هاه‪..‬الحين انا قلت لج نروح شقة مفروشة ما رضيتي قلتي ال بيت العائلة‬
‫ام جراح‪ :‬ل يمة وين بيت العايلة خلنا في الشقة المفروشة بس خلها جريبة من المدارس تعرف ما ابي اكون‬
‫بعيدة عن عيالي‬
‫جراح‪ :‬وي عليج انتي ‪ ..‬ماقدر عليج‪ ..‬يالله عيل انا بقوم الحين‪..‬‬
‫ام جراح وهي تقوم وولدها يقوم‪ :‬وين رايح يمة اشرب جايك‪..‬‬
‫جراح وهو عاقد حواجبه‪ :‬ل يمة ماابي انا مادري شصادني من اكل ول اشرب شي بعز الصبح تلوع جبدي وانتي‬
‫مكرمة‪ ..‬بس خليني جذي يمر علي ساعة ول ساعتين‪ ..‬بعدين اوكية‬
‫ام جراح‪ :‬والله انك سوالف‪..‬‬
‫جراح وهو يبوس جبين امه‪ :‬يالله يمة في امان الله‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬فوداعت الرحمن يا وليدي‪ ...‬ربي حافظك‪..‬‬

‫ابتسم لها جراح وهو يطلع من البيت‪ ..‬لبس نظارته وراح‪ ...‬ثاني الوافدين‪ ..‬كان عبد العزيز وهو مفتح‬
‫قميصه‪..‬‬

‫عزيز‪:‬يمة زرري قميصي‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬وي عاد ريال عرضك عرض الباب وما تقدر تزرر قميصك؟؟‬
‫عزيز‪ :‬يمة ل تسوين لي فيها سالفة يالله زرريه تعرفين احب تزريرج‬
‫ال ومناير تظهر‪ :‬تحب تزريرها ول ما تقدر تزرره من كثر ما اهو ظيج عليك‪..‬‬
‫عبد العزيز من طرف عينه‪ :‬بدينا على سوالف الحريم‪ ..‬ما اقول لج انطمي ول تحاجيني؟‬
‫مناير وهي تصب لها شاي‪ :‬وي وي بسم الله عليك يالريال شوي ل اتقطع من حجيك‬
‫قام ولد الحمية‪ :‬والله ل اكفر بج اليوم‪..‬‬
‫ام جراح بنبرة حازمة‪ :‬عزوز‪ ..‬منور ويهد تركي عنج اخووج‪ ..‬وانت‪ ..‬من وين هالحجي‪ ..‬شنو بعد بكفر بج؟؟؟‬
‫يووز عن هالحجي‪ ..‬انا بس لو اعرف انت تماشي من‪..‬؟؟‬
‫مناير‪ :‬يماشي من يعني‪ 2pac shakoor ..‬الفريج‪ ..‬سعيدوو ول فهد اخو سمووور‪ ..‬كلهم متايح وطايحين على‬
‫بعض‬
‫عزيز‪ :‬يمة والله ل ابجيج عليها سكتيها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬منور قومي ذلفي بره بسرعة‬
‫مناير بصدمة‪ :‬يمة ابي افطر‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬شيلي زحيرج وزحري برع‪ ..‬يالله عن الصدعة من الصبح‪..‬‬

‫مناير وهي تحمل السليس والجبن والكوب‪ ..‬وقبل ل تطلع طلعت لسانها لعبد العزيز اللي قلب جفنه لها يلوع‬
‫جبدها ‪ ..‬وبالفعل لعت جبددها‬

‫مناير‪ :‬وي يمة المسخ‬


‫عزيز‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫انقطعت ضحكته بضربة من يد امه‪ :‬بسك‬
‫عزيز‪ :‬ااااخ‪ ..‬هههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح وهي حابسة الضحكة فيها‪ :‬ل تضحك ل ينفقع الزرار بعيني‪..‬‬
‫عزيز‪ :‬هههههههههههههههههههه يمة انتي وايد خفيفة تاكلين ريش؟‬
‫ام جراح بصدمة‪ :‬عزوز‪..‬‬
‫عزيز‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫ضحكت ام جراح على ضحكة ولدها واخر عنقودها‪ ..‬عبد العزيز هذا له سحر خاص‪ ..‬التمرد والحمية والغرور‬
‫كاسح كل شي فيه‪ ..‬لكن وزنه الكبير مشكلة‪ ..‬ولزم يخفضه شوي ل يكون عرضة للمراض‪..‬‬

‫عزيز بعد فترة وهو ياكل‪ :‬يمة‪ ..‬متى فتون بترد‪ ..‬ولهت عليها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله يمة انا اكثر منك‪ ..‬بس تو الناس عليها تو المدارس فاتحة‬
‫عزيز‪ :‬والله ولهت عليها‪ ..‬احسن من هالقرقة منوروو‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬انت طنشها عنك وبس وكل شي بينحل‪ ..‬اذا حطيت راسك براسها بتكبر المشاكل بينك وبينها‬
‫عزيز‪ :‬يمة‪ ..‬شنو احط راسي براسها نمشي متلزقين‪ ..‬والله انتو الحريم سوالف‪..‬‬

‫وراح عنها عزيز وهي منصدمة‪ ..‬واخيرا عبرت عن هالصدمة بضحكة كبيرة وهي تشيل الصحون من على‬
‫الطاولة‪ ..‬وحطتهم بالمغسلة وتوها تفتح الماي عليهم‪ ..‬ال باحد يلمها من ورى‪ ..‬انصدمت ام جراح ويوم‬
‫شافت ان راس هالشخص على كتفها عرفت من اهو‪ ..‬وابتسمت‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬صباح الخير‬


‫خالد‪ :‬اممممممممممممم‬
‫ام جراح‪ :‬هههههههههه بسك رقاد‪ ..‬ما رقدت زين يمة‪ ..‬البارحة ما رديت ال بوقت متأخر‬
‫خالد بصوت ناعس‪ :‬يكفيني هالكثر نوم‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬انزين فجني شوي بغسل الصحون‬
‫خالد‪ :‬خليهم يولوون‪ ..‬خليني راقد‪...‬‬
‫ال مناير تدخل المطبخ‪ :‬والله حالة‪ ..‬انا اول مرة اشوف صبيان هالكثر دليعة‪ ..‬اصطلبووو يعل شارون العمى‪..‬‬
‫التفت لها خالد‪ :‬انتي شكو‪ ..‬شكوو يا القرقة يالذاعة اللي ما تقفل‪ ..‬قومي ذلفي المدرسة‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ل والله شلون اروح المدرسة وجراح طلع؟؟‬
‫ام جراح تضرب على راسها‪ :‬وي يالمصيبة‪ ..‬وانامثل المخدية خليته يطلع؟؟ يمة شوفه للحين برع ول راح؟‬
‫خالد وهو يحك عيونه‪ :‬لحظة بغسل ويهي‪..‬‬
‫منوور وهي تصرخ‪ :‬وين تغسله وانت تغسله اكيد بيرووح؟‬
‫خالد بعصبية‪ :‬عيل اطلع الشارع باللي بعيني‪ ..‬الناس توها قاعدة من الرقاد‬
‫مناير بقزز‪ :‬وعووووووووووو عليك والله انك اشمئزاز؟‬
‫ام جراح‪ :‬انا بروح اشوفه‬
‫خالد‪ :‬ل خلج انا بروح‪ ..‬بس انا بروح اشوفه تدرين ما بخليج اتروحين ليش الدلع بعد‪..‬‬

‫وطلع خالد من المطبخ بعد ما شد شعر مناير‪..‬‬

‫مناير‪ :‬ااااااااااااي يعل يدك الكسر‪..‬‬


‫خالد وهو يطلع من البيت‪ :‬لمن تلبسين حجاب مثل البنات السنعات ما بخليج‪..‬‬
‫مناير‪ :‬مو لبسة غصب اهو‪ ..‬هاو؟؟‬

‫طلع خالد ال وماكو احد برع عند الكراج‪ ..‬وتأفأف الحين ماكو سيارة وشلون يوصل مناير وسماهر واختها‬
‫بشاير للمدرسة؟؟ وهذا جراح شلون يطلع جذي‪ ..‬ال توه بيدخل له داخل عشان يتصل له‪ ..‬ال نجمة بالصبح‬
‫تظهر له‪ ...‬ووقف مكانه مثل الباهت‪..‬‬

‫كانت سماء بزي المدرسة الخاصة اللي تروحها‪ ..‬تنورة رمادية وقميص كمه قصير والصخمة )الصديري اللي‬
‫فوق القميص( بيدها وشعرها ذيل الحصان‪ ..‬وخصلة ناعمة قصيرة على ويهها‪ ..‬وشكلها كانت تراقبه لنها‬
‫طلعت من البيت وهي تركض‪ ..‬واول ما شافته شقت حلجها بابتسامة‪ ..‬والثاني من زود حلة ابتسامتها شق‬
‫حلجه‪ ..‬وتموا واقفين جذي يم بعض‪ ..‬ال مناير تطلع له من البيت بزعيجها‬

‫مناير‪ :‬راح موو؟؟ ادري فيه‪ ..‬هالسبال ما ينطر احد‪ ..‬الحين راح انا من بياخذني المدرسة‪ ..‬ما اتحمل اني‬
‫اغيب هالسنة لني صراحة ابي انجح وان غبت وما سمعت شرح المدرسة مستحيل افهم الكتاب‪ ..‬يا ناس انا‬
‫علمي مو ادبي اللي اقدر االف فيه‪ ..‬خالد خالد اشفيك انت بعد واقف‪...‬؟؟‬
‫انتبه خالد لقرقتها‪ :‬ها‪ ..‬شفيج؟؟ منو مات؟‬
‫مناير بظيج‪ :‬مات؟؟ انا بموت‪ ..‬والله حرام عليكم وصلوني المدرسة ما بقى على الدوام ال خمس دقايق‪..‬‬
‫والله حرام وينها فتووون هالحزة‬
‫خالد‪ :‬جب ول كلمة الحين بدش اتصل فيه اجوفه وين راح!!‬
‫ال سماء تتقرب منهم‪ :‬صباح الخير‬
‫مناير‪ :‬صباح النور‬
‫خالد اللي يتمنظر في ويهها السمح وعيونه مسيحة من قلب عليها‪ :‬هل ‪ ..‬والله‬

‫انتبهت مناير لنبرة خالد‪ ...‬واتعجبت؟؟ علمه هذا شوي ويسيح؟‬

‫سماء‪ :‬هل فيك‪..‬علمككم اتناجرون من الصبح‬


‫خالد بصوت ناعم لول مرة يظهر منه‪ :‬ل ول شي‪ ..‬بس جراح راح عن البنات ونسى يقطهم المدرسة؟‬
‫سماء‪ :‬انزين خلهم ايوون وياي ‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل شلون ايعبلون عليج‬
‫سماء‪ :‬افا عليك شنو يعبلون احنا ال اهل‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل ل ما نقدر نخحليكم‬
‫مناير من الوسط‪ :‬ل تقدرون‪ ..‬يالله سموي انا بييب جنطتي بس لزم بالول نمر على سمسم واختها‬
‫بشووورة‪..‬‬
‫سماء واهي تضحك‪ :‬ان شاء الله ول يهمج بس انتي ييبي جنطتج؟؟‬

‫وعلى طول دخلت مناير البيت تييب جنطتها‪ ..‬وسماء ظلت واقفة ويا خالد اللي كان مبهت وهو يناظرها‪..‬‬
‫وهي مستحية وميتة من الوناسة عليه‪..‬‬

‫سماء‪ :‬شفيك تناظرني جذي؟‬


‫خالد وهو عاقد حواجبه والصوت الجديد يظهر منه‪ :‬شلون؟‬
‫سما‪ :‬جذي‪ ..‬جنك اول مرة تشوفني بحياتك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ل والله عادي‪..‬ليش‪.‬؟؟ انتي تحسينها غير‪..‬‬
‫سماء‪ :‬اي احسها غير‪ ..‬مو مثل قبل‪ ..‬جنك جايف شي يلوع جبدك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬والله انتي للحين تلوعين الجبد‬
‫سماء بصدمة ‪ :‬ها؟؟‬
‫خالد وهو مستمتع‪ :‬اي للحين تلوعين الجبد‪ ..‬انا الل اجاملج بهالنظرات‪ ..‬ابي احسسج انج تغيرتي‪ ..‬بس انتي‬
‫مثل ما انتي؟‬
‫سماء وهي تضيج بعيونها‪ :‬انا ؟؟؟؟ الله يخليك‪ ..‬ان جان انا الوع الجبد انت بكبرك قزز‪..‬‬
‫خالد ‪:‬ها ها ها ‪ ) ..‬وهو يتسند على عمود الباب اليساري( فشر‪ ..‬انا احلى منج على فكرة؟‬
‫سماء وهي تتخصر‪ :‬ل والله؟؟‬
‫خالد وهو ميت عليها‪ :‬اي والله‪ ...‬بس تدرين شي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شنو؟؟‬
‫اصطلب خالد مرة ثانية وهو يمشي صوبها على مقربة‪ :‬انا احلى منج‪ ..‬لكنج انتي‪ ..‬حياتي كلها‪ ..‬وشنو احلى‬
‫منج انتي يا حياتي؟؟‬

‫انصدمت سماء من كلم خالد‪ ..‬وتصلبت عروقها كلها‪ ..‬ول اراديا ابتسمت لخالد وهو تنزل عيونها عنه‪ ..‬وهو‬
‫يقرب راسه منها عن بعد‪..‬‬

‫خالد‪ :‬شنو انا غلطان؟؟‬


‫سماء وهي تاخذ نفس عنه‪ :‬بس عاد يالله‪ ..‬وايد عطيتك ويه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ليش‪ ..‬مو انتي حبيب‪...‬‬
‫ال ومناير تقطعهم‪ :‬يالله انا كاني زهبت‪..‬‬

‫وسماء اللي حاست بفمها‪ ..‬لن خالد كان توه بيقول لها شي‪ ..‬ولحظ خالد ظيجها وفرح عليها من خاطره‬
‫وكسرته بعد شوي‪ ..‬لنها عطشانة للحب والهتمام بطريقة تخلي الواحد تتخشع حناياه‪..‬‬

‫مناير‪ :‬وينها سيارتكم‪..‬‬


‫سماء‪ :‬دقايق بس اييب اغراضي واخلي السايق يطلعها من الكاراج‪..‬‬
‫مناير بغبطة‪ :‬واااااااااو وناسة يعني بنروح في سيارة كشخة؟؟‬
‫خالد‪ :‬عيب‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شنو السيارة الكشخة ؟؟ نفسها نفس العادية‪ ..‬ال ان المكيف ابرد‪..‬‬
‫مناير‪ :‬يامعودة خلي هالكلم لج‪ ..‬انتي شابعة منهم‪ ..‬خلينا احنا اللي نستانس‪ ..‬وي اناااااااسة‪..‬‬

‫سماء من كلم مناير تظايقت شوي وبينت هالظيج بابتسامة لكن خالد نظرا لقربه العاطفي الجديد من سماء‬
‫خله يحس لها ويفهم ان كلم مناير جرحها‪ ..‬يمكن هالكلم مايجرح لكن البنت اللي مثل سماء‪ ..‬ظروفها باينة‬
‫على ويهها حتى لو ما شكت او تحجت لحد ‪ ..‬ذم مناير في خاطره وحز بقلبه ان سماء تزعل‪..‬‬

‫سماء بنبرة حزينة شوي‪ :‬عن اذنكم بس اروح اييب اغراضي‪...‬‬

‫وراحت سماء عنهم وعيون خالد لزقة فيها والقهر في قلبه يصب من حزنها‪ ..‬يا الله يحس ان قلبه يتقطع‪..‬‬
‫كل هذا لنها زعلنة؟؟‬

‫ويصيد منوور‪ :‬انتي يالهيسة )تتبعها مسكة لشعرها(‬


‫مناير تصرخ‪ :‬ااااااي‪ ..‬خل شعري خلخل الله ظروسك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬عيل ليش لسانج هذا اللي متبري منج ينطق‪ ..‬ما تفهمين ‪ ..‬ماكو مشاعر صخر انتي اللي في بالج تهدينه‬
‫هد الله بطنج‪.‬‬
‫مناير وهي تنعز يد خالد عنها‪ :‬اووووووووه تراك مصختها يا اخي‪ ..‬شيل يدك ل والله‬
‫خالد‪ :‬والله شنو ها ) وهو يقوي على يده(‬
‫مناير بصوت كسير‪ :‬ترى ببببببجييييي خلوووووووووود‪..‬‬
‫خالد وهو يفجها‪ :‬مالت عليج ياليربة‪ ..‬والله انج حمارة‪ .‬زين فيني اني خليتج والله ل انقف لج هالشعر‪..‬‬
‫مناير وهي تسحب شعرها من تحت‪ :‬شتنقف موكفاية عليك كل هالشعر طاح مني‪..‬‬
‫خالد‪ :‬احسن لج ان عدتيها مرة ثانية ل احلحسج مثل الخروووف‪..‬‬
‫مناير وهو تصر على ظروسها‪ :‬يا بو عرعوور دييج‬
‫ويمسكها خالد مرة ثانية‪ :‬شنو يالعوووووووبة؟؟‬

‫صوت من البعيد ياهم‪ :‬ياخلي خل البنت حرام عليك‪..‬‬


‫والتفت خالد للصوت وتهللت اساريره من الفرح‪ :‬هل والله بمشعلووووووووووووووه‪..‬‬

‫وراح خالد يلم مشعل بفرررح والثاني اللي من شاف بيت بو جراح نزفت جروح قلبه مرة ثانية وصرخ باله‬
‫باسمها‪ ...‬فاتن‪ ..‬ومناير اللي يوم شافت مشعل ظلت ساكتة مكانها وحواجبها معقدة وهي تناظر مشعل وخالد‬
‫واستقباله المرح‪..‬‬
‫خالد‪ :‬مالت عليك يالقاطع والله انك ما تستحي‪..‬‬
‫مشعل يبتسم بخفة‪ :‬ل شدعوة والله استحي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انا اراهنك انك ما تستحي‪..‬‬
‫مشعل وهو يمثل بالحيا‪ :‬والله‪ ..‬صدقني شووف انا استحي‪ ..‬ل تخليني اصيح الحين‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههاااي مالت عليك‪ ..‬والله ولهنا عليك من زمان ما شفناك‪..‬‬
‫مشعل بابتسامة وهو يحك لحيته الخفيفة‪ :‬ل بس شوي اشغال والحين كاني رديت‪ ..‬وايد هملت اختي ووايد‬
‫ابتعدت عنها‪ ..‬ما ادري شعلمها ول شخبارها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هذا هو عين الصح‪..‬‬

‫ال وسماء طلعت من البيت والسايق يفتح باب الكاراج اللكتروني‪ ..‬واول ما شافت مشعل اللي التفت لها‬
‫وقفت مكانها من الصدمة‪ ..‬بعدها على طول طارت لخوها اللي راح لها عند البيت‪ ..‬ابتسم لها وهي على‬
‫طول لمته ولوت عليه‪...‬‬

‫مشعل‪ :‬استحي عاد عيب‬


‫سماء وهي شوي تبجي‪ :‬شعووووووول حبيبي والله ولهت عليك يالكريه يالعووووي‪..‬‬
‫مشعل يضحك‪ :‬ههههههههههه الحين كل هذا فيني‪ ..‬يالله مع السلمة برد الشاليه‬
‫تسحبه من يده سماء‪ :‬ل والله ما صدقت على الله انك رديت بتروح‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬عهههههههههه عيل هذا استقبال ويا ويهج‪ ..‬تعال شعول‪ ..‬ولهت عليك ومادري شنو‪..‬‬
‫سماء بحياء‪ :‬يالله عاد والله من الصدمة ما عرفت شقول‪ ...‬والله ولهانه عليك يالكريه‬
‫مشعل يفق عيونه‪:‬ها؟؟‬
‫تحط يدها على ثمها مثل اليهال‪ :‬مو قصدي والله هههههههههههه‬
‫مشعل‪ :‬هههههههههههههههههههههههه يالله وريني عرض اجتافج وللمدرسة )بصوت حازم( يالله‬
‫سماء‪ :‬وي بسم الله كاني رايحة‪) ..‬تناظر مناير اللي واقفة عند خالد( يالله منووور‪..‬‬
‫مناير قبل ل تروح لسماء تكلم خالد اللي عيونه لزقة فيهم وهو عاقد حواجبه‪ :‬وايد تحب اخوها موو؟؟‬

‫خالد بتفكير عميق‪ :‬اي‪ ...‬الظاهر‪ ..‬انها وايد تحبه‪ ..‬وايد‪...‬‬

‫مافهمت مناير اللي قاله خالد وراحت عنه بكل هدوء للسيارة وهي تمشي جدام مشعل وتركب السيارة‪..‬‬
‫وخالد كان مستغرب او يمكن متخوف بعض الشي‪ ..‬هذي مب اول مرة يشوف التآخي بين سماء ومشعل‪..‬‬
‫مرة شافهم قبل‪ ..‬بس يا ترى‪ ..‬اخوة مشعل لسماء راح تكون عائق في سبيل الحصول على اخته‪ ..‬اهو اكيد‬
‫طيب وارفيجنا ويعرف لنا اكثر من اي احد ثاني‪ ..‬بس يظل اهو ولد القصر‪ ..‬وتظل اخته اهم شي عندهم‪ ..‬وما‬
‫يبون لها ال الزين‪ ...‬ل ل‪ ..‬انا اكيد مزودها شوي‪ ..‬هذا شي مو وراد بهالوقت‪ ..‬لكن والله‪ ...‬وانا كاني احلف‪..‬‬
‫ان محديقدر يوقف في طريجي‪ ..‬ل بغيت اتليعن والله محد راح يوقف في دربي‪ ..‬سمحتلهم ويا فاتن‪ ..‬لكن‬
‫سماء‪ ..‬مستحيل تروح من يدي‪...‬‬

‫كان هذا اخر ما بدر في بال خالد وهو يناظر القصر وكانه قطعة حجر ما تسوى منه ول شي‪ ...‬ودخل البيت‪..‬‬
‫والله العالم‪ ..‬بعد هذاك الصبح الجميل‪ ..‬اي نوع من العواصف بتهب‪..‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫على غير العوايد اليوم مثل ما جفنا قبل ان جراح طلع من البيت من غير ما ينتظر اخته يوصلها للمدرسة طلع‬
‫من البيت وهو شاكر ربه ان محد حسله بشي‪ ..‬راح اليوم الجامعة من وقت‪ ..‬لنه محتاج محتاج انه يقعد ويا‬
‫مريم ويكلمها بموضوع مهم جدا‪ ...‬صار له اهو جم يوم يفكر بالموضوع وخلص‪ ..‬لمتى بصبر‪ ..‬انا صغير بس‬
‫اهم شي اخذ البنت‪ ..‬ما خليها تطير من يدي جذي‪ ..‬البنت كل ما كبرت كل ما صار الوضع اخطر‪ ..‬خلني من‬
‫الحين القطها قبل ما ياخذها غيري‪..‬‬

‫وظل قاعد في السيارة وهو يراقب السيارات اللي عند باركات اولياء المور وهو يراقبهم‪ ...‬رافع ريله على‬
‫السيت وهو منكمش ويتسمع كم اغنية‪ ..‬وعيونه تراقب السيارات‪ ..‬الداخلة والطالعة‪ ..‬اللي يعرفه ان مريم‬
‫تروح الجامعة من الصبح‪ ..‬واكيد اليوم بيشووفها‪ ..‬وتوه على هالفكار جان تشتغل الغنية الكثر تفضيل‬
‫عنده‪"..‬يـاعمري انـا فديـتك انــا ياريتك هنا وياي‪ ..‬حياتـي انا عذاب وهنا وقربك منا دنياي‪ ..‬تدلل حبيبي وتامر‬
‫امر‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اي والله‬
‫اعيش بصحاري واروح القمر‬
‫جراح‪ :‬خوش والله‬
‫تدلل حبيبي وتامر امر ‪ ..‬اعيش بصحاري واروح‬
‫جراح‪ :‬تروح‬
‫حبيبي ارووح‬
‫جراح‪ :‬تروح‬
‫واروح القمر انا ارووح انا ارووح‪..‬‬

‫جراح وهو يدندن ويا الغنية شاف سيارة لؤي الشيفي بليزر‪ ..‬وما صدق روحه ونقز مرة وحدة‪ ...‬طالع روحه‬
‫بالمنظرة ورتب شعره السود النيق ورتب الشوارب الكلسيك بصبعه واللحيه الخفيفة اللي صارت موضة‬
‫بالنسبة له‪ ..‬وجيك ويهه يمين ويسار ابتسم البتسامة التوم كروزيه وطلع‪ ..‬وهو يرفع اكتافه وينزلها كانه بيروح‬
‫الحرب‪ ...‬وتم يمشى‪ ...‬لمن وصل الى الممر الي يمشون فيه الطلب من السيارات لداخل الحرم الجامعي‪..‬‬
‫وتم يناظر يعيونه او يدور على خيال لمريم‪ ..‬وشاف بنات وايدات بس وحدة منهم كانت لبسه عباية واكيد‬
‫اهي‪ ..‬واللي خله يتأكد انها كانت لبسة شال‪ ..‬ومرة وحدة طاح من على طرفها وفرت ويهها للجهة اللي تبي‬
‫تعدله منها وشاف ويهها وتروووش ويهه‪ ..‬وردت مريم كملت مسيرتها وجراح وراها‪ ..‬تمت تمشي مريم بطول‬
‫الكلية عشان تروح عند اللوكرات‪ ..‬تقط الكتب الي يابتها وتاخذ المعنية للمحاظرة الياية وجراح وراها‪ ..‬يمشي‬
‫وكأنه مو حاسس بالدنيا يناظرها وهو مفتخر بها وكيف انها حتى عيونها ما ترفعها من وسط الجماهير‪ ..‬وكيف‬
‫ان البنات اللي متواجدين في الكلية يختلفون تمام الختلف عن مريم لنها احسن منهم وأأدب منهم‪ ..‬اااه‬
‫عليج يا مرتي‪ ..‬ما انلم لو اقول اني احبج‪..‬‬

‫وفجأة اختفت مريم عن عيون جراح‪ ..‬وتم يدورها ويدور اثرها من بين الناس‪ ..‬وما شاف منها شي‪ ..‬اهو‬
‫يعرف مكان اللوكرات بس استحى انه يروح لهالهناك‪ ..‬بس اهو يبيها فيموضوع حيل مهم بالنسبة له‪ ..‬موضوع‬
‫يتعلق بقرار مصيري مهم‪ ..‬وتم واقف مكانه وهو ينتظرها يمكن تظهر له مرة ثانية‪...‬‬

‫صوت من قريب خله يجفل‪ :‬مفاجاة صراحة؟؟‬


‫انتبه للصوت النثوي جراح‪ ..‬والتفت لها‪ ..‬وتجمد مكانه‪ ... :..‬اي والله‪ ...‬شلونج غزلن‪..‬؟؟ )وبطنه يعوره لنه‬
‫مريم ماصار لها من اختفت ال ثواني ياخوفه لو تظهر له بهاللحظة(‬
‫غزلن بحبور‪ :‬ولله انا بخير دامني شفتك‪ ..‬اوبس ‪ ..‬اقصد بشوفتكم ال هني بالجامعة‪ ..‬اللي سمعته انك‬
‫انسحبت؟؟‬
‫جراح بتوتر‪ :‬اي‪ ..‬انا انسحبت بس‪ ..‬عندي جم شغلة اسويها هني‪ ..‬و‪ ...‬ربعي مواعدهم اليوم و‪ ...‬ال انتي‬
‫شتسوين هني؟‬
‫غزلن‪ :‬ل انا ما ادري هني‪ ...‬انا يايه بس جذي ويا ارفيجاتي‪ ..‬وبس جفتج‪) ..‬بنظرة اعجاب( ما قاومت وييتك‬
‫اسلم عليك‪..‬‬
‫جراح يبتسم لها بتوتر ‪ ...‬لو ما ييتي كان احسن‪ :‬هل فيج والله من طيب اصلج‪...‬‬

‫ال ومريم تطلع من جهة اللوكرات وهي ترتب الشال على اجتافها‪ ..‬وعلى وشك انها تطوف من جهة جراح‬
‫وغزلن من غير ما ترفع عيونها‪ ..‬ما صدق جراح ان هالشي يصير معاه وللمرة الثانية‪ ..‬ل مستحيل مريم‬
‫تشوفني واقف هني‪ ..‬وفجأة لف على غزلن وعطا مريم ظهره‪..‬‬

‫جراح‪ :‬ال ما قلتيلي عزلن انتي شتدرسين‪..‬‬


‫غزلن وهي مندهشة من التفافة جراح السريعة‪ ..‬ولكونها صارت بموقعه الصلي انتبهت للي طافت من‬
‫طرفهم من غير ما اهي تنتبه لهم‪ ..‬مريم ما غيرها‪ ..‬ورفعت عيونها لجراح اللي كانت عيونه على طرف‬
‫محجرها‪ ..‬وكأنها تراقب اللي يطوف من جانبها‪ ..‬ورفعت حاجبها بقهر‬

‫غزلن‪ :‬انا ادرس فنون‪...‬‬


‫جراح يازعم مهتم‪ :‬والله‪ ..‬اي نوع؟؟‬
‫عزلن‪ :‬الرسم‪ ...‬المائي‪..‬‬
‫جراح وهو يعقد ذراعاته وهو يمد يده لحنجه بحركة الهتمام‪ :‬اهاا‪ ...‬شي ممتع‪..‬‬
‫ويحرك عيونه يلجهة اليمين وشاف مريم انها مبتعدة وعلى طول فكر انه يشيل عليه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬كان من الحلو اني اشوفج الصبح يا غزلن‪ ..‬تحملي بروحج واشوفج على خير‪...‬‬
‫غزلن بقهر‪ :‬وانا بعد كان‪.....‬‬

‫ومشى على طول قبل ل يترك المجال لغزلن انها ترد عليه‪ ..‬وبعد ما مشى عنها كملتها‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬كان من الحلى‪ ..‬والعز‪...‬‬

‫نزلت راسها بحزن وظيج كبير يعم فيها‪ ..‬وهي تراقب جراح يتبع مريم في خطاها‪ ..‬وفجأة تذكرت كلم سماء‬
‫لها‪" ..‬مريم لجراح وجراح لمريم قبل ل تكونين موجودة"‪ ...‬وشلون انها كانت واثقة من هالشي‪ ..‬لمن تكون‬
‫البنت مينونة الريال شي سهل‪ ..‬لكن لمن يكون الريال مينون البنت‪ ..‬هذا شي ول بسهولة الجبال‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫اللي يصبر ينال‪ ..‬وانا بصبر وبنال‪ ..‬وين بتروح مني يا جراح‪...‬‬
‫ال يات ارفيجة غزلن لها وراحت وياها من بعد ما ابعدت غيوم الحزن عنها بهالوعيد‪ ..‬والله العالم باللي راح‬
‫تقوم فيه غزلن عشان تحقق اللي في بالها‪..‬‬
‫===================‬
‫من بعد ذاك اليوم العنيف‪ ..‬اللي مر فيه كل من مساعد وفاتن‪ ..‬اول شي سووه من بعد ما رجعوا البيت‪-‬من‬
‫بعد الصلة‪ -‬اهو النوووم العميق‪ ...‬فاتن اللي من دخلت دارها بالغصب غيرت هدومها وصلت صله ربها‬
‫واستسلمت للنوم من غير لحاف‪ ...‬ومساعد بالمثل‪ ..‬بس قبل ل يرقد كان لزم ياخذ له سبوح من بعد‬
‫الغطس اللي غطسه بالبحر‪ ..‬وكان هذا الشي اكبر علج له عشان يهدي اعصابه‪ ..‬ومثل الشي صار له مع‬
‫فاتن‪ ..‬ما ارهق نفسه من بعدالصلة بالتفكير او اي شي ال لدقيقة وحدة يوم فكر بفاتن‪ ..‬وفكر انها اكيد‬
‫تعبانة‪ ..‬وراح عند الجدار الفاصل بينهم ووقف وهو يحاول يسمع صوت او حركة‪ ..‬ل شي‪ ..‬الهدوء الساكن‬
‫وبس‪ ..‬ابتسم لهالشي وراح على سريره‪ ..‬لم الوسادة الخالية‪ ..‬ونام‪...‬‬

‫على تنبيه صلة الفجر‪ ..‬اوتعت فاتن بعيون فزعة تدور على مصدر الصوت عشان تنهيه‪ ..‬ويوم لقته ضغطت‬
‫على الحبة بسرعه‪ ...‬وحطت راسها مرة ثانية‪ ..‬لكن من بعد هذاك الصوت المدوي في عز النوم‪ ..‬وتقلصات‬
‫اليوع اللي هاجمتها‪ ..‬ما قدرت فاتن ال انها تتخلى عن الدفوة وعبق النووم اللذيذ‪ ..‬وتقوم وتصلي صله ربها‬
‫وتاكل لها شي‪ ..‬بعدين ترد مرة ثانية للنوم‪...‬‬

‫صار لها وقت واهي تتقلب‪ ..‬لمن حست بانها خلص اوتعت بنسبه ‪ 70‬بال ‪ 100‬وراحت عن الدفوى‪ ..‬لبست‬
‫الروب القطني الماهوغني‪ ..‬وطلعت من الدار وهي تهدي من شعرها‪ ..‬وشافت مساعد طالع من الحمام وهو‬
‫مكمل وضوء‪ ..‬وأول ما شافته تمت واقفة تناظره واهو الثاني بعد يناظرها‪ ..‬ابتسم لها‪ ..‬ويوم مر من صوبها‬

‫مساعد بصوت اقرب للهمس‪ :‬اول مرة اصحى قبلج‪...‬‬


‫فاتن وهي تبتسم لهالشي‪ ..‬لنه بالفعل‪ :‬اول مرة‪ ..‬واخر مرة‪..‬‬

‫ضحك مساعد وهو يدخل الغرفة وفاتن تسمع رنة ضحكته‪ ..‬ومن بعد ما دخل الغرفة وقفت وهي تناظر خياله‪..‬‬
‫وتبتسم‪ ..‬هزت راسها ودخلت الحمام‪..‬‬

‫غسلت ويهها وتوضت للصلة وطلعت من الحمام وهي تسبح باسم الله‪ ..‬وعبق غريب سرى في الشقة خلها‬
‫تتذكر جو بيتهم في مثل هالوقت‪ ..‬بحياة ابوها‪ ..‬الله‪ ...‬ما اجمل هالحساس‪ ..‬ريحة الذكريات لمن تسري في‬
‫الدم وتنعشه‪ ..‬تخلي النسان يحس بالنشوى والفرحة الله يدوم هالشعور‪..‬‬

‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ..‬السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪..‬‬

‫وقليل من البسملة والدعاء اللي نطقت به فاتن‪ ..‬ومن بعدها ‪ ..‬فرغت من الصلة‪ ...‬وما قدرت تتم اكثر لن‬
‫عصافير بطنها بتزقزق‪ ..‬وطلعت من الغرفة على طول وشافت مساعد واقف بالمطبخ‪ ..‬وعلى طول راحت‬
‫هناك وهي تنتفض مكانها من البروودة‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬شطابخ؟‬
‫مساعد‪ :‬ول شي بس توست ويا زبد‪ ..‬انطر التوست‪..‬‬
‫فاتن وهي تروح عند الثلجة‪ :‬انا مادري يمكن اكنس الثلجة كلها‪ ..‬يووووع يا ناس‪..‬‬

‫ضحك مساعد عليها وتوه بينطق بشي‪ ..‬اهو ياما عرض عليها الكل بالرحلة لكن اهي وعنادها ما خلووه حتى‬
‫يخدمها بابسط الشياء‪..‬‬

‫فاتن وهي تشرب من الكوب اللي على الطاولة من بعد ما صبت فيه العصير‪ :‬وايد برد!!!!‬
‫مساعد وهو يلف براسه بس للدفاية اللي في الصالة‪ :‬التدفئة مسكرة‪ ..‬بروح اشغلها‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظره ‪ :‬مشكور‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬العفو‪...‬‬

‫امممم‪ ..‬شي غريب في مساعد‪ ..‬هذا اللي فكرت به فاتن وهي عاقدة حواجبها وتراقبه شلون يفتح التدفئة‪..‬‬
‫كلها ال دقايق والدفء عم المكان وسرى بالصالة وخلها تكتسي بحل الدفوة‪ ..‬وانتعشت فاتن بسببها‪ ..‬لكن‬
‫مساعد كان رسمي معاها زيادة عن اللزوم‪ ..‬مو رسمي لكن فيه شوية من الرسمية‪ ..‬والروتينية‪..‬‬
‫يوم زهب التوست‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ماتبين؟؟‬
‫فاتن‪ :‬بسوي لي الحين‪..‬‬
‫مساعد خذي هذا وانا بسوي لج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل شنو اخذه الحين بسوي لي شي ما يخطر على بالك‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ما اشك بهالشي‪...‬‬

‫استغربت فاتن بزياداها‪..‬‬

‫وراح وهو يحمل قلص العصير لغرفته وقبل ل يدخل‪ :..‬تصبحين على خير‪..‬‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬وانت من اهل الخير‪..‬‬

‫وصار الغير متوقع‪ ..‬لول مرة من تواجده معاها في نفس البيت مساعد يسكر باب الغرفة‪ ...‬انصدمت فاتن‬
‫بكل معنى الكلمة‪ ..‬شهالبرووود والله من بعد هالدفوة كلها بردت من تصرفات مساعد‪ ..‬بالعادة يكون اكثر‬
‫حميمية من جذي!! شفيه‪ ..‬ل يكون للحين حاط في باله سالفة اليخت‪ ..‬تراني قلت له اني اسفة واني مو‬
‫زعلنة ‪ ...‬ليش‪ ..‬شفيه يا ربي‪ ...‬والله غريبة‪ ..‬صج ان الناس احوال ومسرع ما تتبدل احوالهم ‪ ..‬بسرعة‬
‫البرق‪ ..‬الله يعين بس‪ ..‬الله يعين‪..‬‬

‫وبظيج غييير مفهووم في بال فاتن سوت لها توست واحد من بعد ما كانت تحس بالجوع‪ ..‬مسحته بالزبدة‬
‫الكثيفة تمت تاكل فيه وهي في المطبخ وعيونها على باب دار مساعد‪ ..‬مستغربه او مستهجنة هالبرود اللي‬
‫فيه‪ ..‬انا اللي لول مرة احس باللفة وياي يقوم اهو ويعاملني بغرابة‪ ..‬وكأني انسانة ما يعرفها ال بشكل‬
‫سطحي‪ ..‬ما جني زوجته‪...‬‬
‫نزلت يدها في ذيج اللحظة فاتن‪ ...‬زوجته؟ظ شهالعتراف الخطير اللي يمكن نطق به لسانها على زلة‪...‬‬
‫زوجته! زوجة مساعد‪ ..‬لول مرة بحياتي ‪ ..‬لول مرة من يوم عرفته للحين انطق بهالشي‪ ..‬اعترف بهالشي‬
‫من بعد ما كنت ارفضه تمام الرفض‪ ..‬يمة شفيني‪ ..‬ليكون حايشني فايروس ول وباء‪ ...‬اعوذ بالله‪. ..‬‬
‫شبع غريب وعجيب هاجم معدة فاتن لدرجة انها حست بالتخمة وكأنها ندمت على اللي اكلته‪ ..‬وردت كل شي‬
‫مكانه ونظفت من وراها‪ ..‬وهي عاقدة حواجبها دخلت دارها وخلت الباب مفتوح على خفة‪..‬‬
‫وهي غرقانة بالتفكير شلعت الروب عنها وحطته عند احد عواميد السرير‪ ..‬يا الله شفيه مساعد اليوم وياي‪ ..‬ل‬
‫يكون بس هذا تنفيذ لكلمه انه بيخليني على راحتي‪ ..‬على راحتي مو يتجاهلني‪ ..‬زين انا شاللي مظايقني من‬
‫هالموضوع‪ ..‬انا صج قلت له ابي راحتي بس ما بغيته يتغير علي جذي‪ ..‬بعدني محتاجة اني اعرفه واتعرف‬
‫عليه اكثر‪ ..‬مو معناته على راحتي يعني انقلع ول توريني عرض اجتافك ول حاجيتني حاجني جني سكرتيرة‪ ..‬ول‬
‫زميلة عمل‪ ..‬وانقلب الستغراب والستهجان في فاتن الى غضب‪ ..‬اووووف والله حالة ‪ ..‬انا يعني ما اطلع من‬
‫شي ال ادخل في شي ثاني‪ ..‬قسم بالله‪...‬‬

‫بغضب رفعت اللحاف وغطت فيه راسها ومن بعده التكية حطتها على ويهها ‪ ..‬تغصيب لنفسها بالنوم وترك‬
‫هالفكار اللي تحس بشواذها بعقلها‪ ..‬وكيف انها غير مرغوبه في حسيتها لكن غصبن عنها تتولد بعنف‪ ..‬وكلها‬
‫على من‪ ..‬على مساعد‪ ...‬اووووف مليت يا مخي مساعد مساعد مساعد‪ ..‬خلني شوي انام والله مالي‬
‫مزاااج‪..‬‬

‫لحظات من السكووون العقلي وعيونها مشدودة من تحت اللحاف‪ ...‬سكنت مشاعر فاتن الهايجة لدقايق‬
‫وحركت التكيه عن راسها وشوي شوي نزلت اللحاف عن ويهها‪ ..‬وبعيونها اللي تتنقل من جانب المحجر الى‬
‫الجانب الثاني‪ ..‬وتذكرت سلسلة الذهب اللي عطاها اياه مساعد‪ ..‬مو السلسلة الدبلة‪ ..‬وسحبت الجنطة الي‬
‫كانت على الطاولة وطلعتها منها‪ ..‬رمت الجنطه على الطرف ابعيد من السرير وطلعت السلسلة من الكيس‬
‫المخملي السود وهي تسحبها بتأني‪ .‬لمن تدلدل الثقل اللي اهو الدبلة‪ ..‬وشافتها شلون تلمع وتكون الف‬
‫اللوان في كل التفافة‪ ..‬بعيون مرتاحة وشبح ابتسامة راقبت فاتن الدبلة وجربتها منها وطالعت من داخل‬
‫الدبلة‪ ..‬ما شافت ل اسم ول شي‪ ..‬ول تاريخ ول عنوان‪ ..‬مثل كل المعاريس يسوون‪ ..‬حركة اجنبيه لكنها‬
‫رائجة‪ ..‬وحزنت‪ ..‬كل اثنين ل تزوجوا يهبون بهالحركة تيمنا ببعض‪ ..‬وتقريب لنفسهم من بعضهم‪ ..‬لكن انا‪ ..‬انا‬
‫حتى هالخطوة ما خطيتها تجاه هالنسان‪ ..‬حسسته اني ابيه بعيد مني لدرجة انه تأقلم مع هالوضع‪ ..‬وكاني‬
‫احصل النتايج العكسية من الشي الي كنت ابيه‪ ..‬اااااه يا قلبي‪ ..‬والله اني تعبت‪ ..‬تعبت‪ ..‬عمري ما طاف‬
‫العشرين سنة وانا احس اني امر بهموم الثلثين ول الربعين‪ ..‬يالله كل شي وله سبب‪ ..‬وهي تراقب الدبلة‬
‫كيف تتراقص وتتدلى من السلسلة‪ ...‬غابت فاتن في نومة الهدوء‪ ...‬تاركة وراها قلب الله اعلم بحاله‪ ..‬رغم‬
‫بروده ال انه يعيش بنار هائجة‪..‬‬

‫عاد انه حمل وياه الكل عشان ياكله‪ ..‬من بعد معاملته الجافة لفاتن اتخمت معدة مساعد‪ ..‬وما عاد يقدر ياكل‬
‫شي‪ ..‬حط الصحن على طرف السرير وحمل الكوب وراح لعند الجامة العريضة‪ ..‬يتمنظر في فجر بوسطن‬
‫الشاعري‪ ..‬وهو يحس بالنار تتأجج في اطرافه‪ ..‬فاتن كانت تحس بالبرود‪ ..‬اما انا كنت احترق من داخلي‪..‬‬
‫شلون بصبر‪ ..‬انا قلت بصبر لكن هالشي مستحيل‪ ..‬هالشي صعب بالنسبة لي‪ ..‬انا ما تعودت اصبر‪ ..‬وانا‬
‫وعدتها اني اصبر‪ ..‬لكن‪ ..‬ما اقدر‪ ..‬صعب علي اعيش معاها في نفس المكان‪ ..‬صعب علي اصبر وانا اجابلها‪..‬‬
‫يبيلي ارووح عنها صج‪ ..‬اخليها على راحتها ‪ ..‬تتصرف مثل ما تبي‪ ..‬تفكر مثل ماتبي‪ ..‬تعيش حياتها مثل ما‬
‫تبي‪ ..‬بس بشرط انها تنفذ اللي اتفقت فيه وياي‪ ..‬وال انا ما راح اقدر اضبط نفسي‪ ..‬يمكن حتى انتحر‪..‬‬

‫يا للكبتة اللي يمر فيها مساعد وكيف ان مشاعره تخونه في ابسط اللحظات‪ ..‬يطلب المستحيل‪ ..‬يطلب حب‬
‫فاتن ويطلب حنية فاتن‪ ..‬لكن هالشي صعب‪ ..‬صعب البنت تحبه بهالسرعة‪ ..‬ويا كل شي اهو سواااه عشان‬
‫يألمها‪ ..‬اهو ما حس بهالشي لكن هذا الشي حقيقي‪ ..‬اهو آلمها‪ ..‬واللي يفترق عن موطنه وعن اهله وعن‬
‫احلم يمكن رسمها بعناء وحفرها بجدران الزمن‪ ..‬صعب انه يتخلى عنها بالساهل‪ ..‬لكن اهو سوى اللي سواه‬
‫وماكو مجال للتأسف‪ ..‬من جذي‪ ..‬اهو لزم يبتعد عنه‪ ..‬يكفر عن ذنوبه اللي اقترفها بحق فاتن‪ ..‬يترك لها‬
‫الخيار والحرية انها تقرر باللي تبيه‪ ...‬حتى لو كان هالشي معناته‪ ..‬موتي من جديد‪ ..‬خلص‪ ..‬لمتى بحبسها‪..‬‬
‫خلني انا اللي اموت‪ ..‬وفاتن تفرح‪ ..‬ما بقدر اني الجمها اكثر من جذي‪ ..‬ما بقدر‪..‬‬

‫وراح عند التلفون اللي بداره‪ ..‬واتصل في شركة الطيران وحجز له تذكرة رجوع للكويت‪ ..‬والرحلة تحددت ‪..‬‬
‫عالساعة ‪ 10‬بالصبح‪ ..‬ياله تكون فاتن فيها راقدة‪ ..‬ما عندها جامعة ول برامج‪ ..‬بروح عنها وبخليها تنعم بحريتها‬
‫من بعد التكبيل اللي عانته وياي‪..‬‬

‫استغل فرصة ان النوم استحال على عيونه‪ ..‬جمع اغراضه بحزن وجهد عظيم‪ ..‬رتب اغراضه ولمها بالجناط‪..‬‬
‫لبس له ملبس تناسب الجو والرحلة‪ ..‬وكانت لسبب ما تعكس حالته النفسية‪ ..‬بلوزة سودة وبانطلون رمادي‬
‫وجاكيت مطري جلدي اسود‪ ..‬واللفافة الرمادية على رقبته‪ ..‬والساعة طقت على السبع‪ ..‬فكر انه يروح من‬
‫غير ما يخبر فاتن‪ ..‬لكن ‪ ..‬ما هان على قلبه‪ ..‬ولزم يخبرها‪ ..‬ياربي اتصل فيها وانا في المطار‪ ..‬ول‪...‬‬
‫مادري‪ ...‬خلني اكتب لها ملحظة‪ ...‬وشوي شوي تشجعت الفكرة في باله‪ ..‬وعلى طول راح عند الدرج‬
‫وطلعت دفتر‪ ..‬يمكن يصلح للجروسري ليست‪ ..‬لكن ما يهم اهم شي انه يكتب لفاتن خبر سفره‪ ..‬ويتعذر لها‬
‫باي شي‪ ..‬يتعذر؟؟ ل‪ ..‬انا عمري ما تعذرت والعذار ماهي من طبايعي‪ ..‬انا بكتب لها الصراحة واهي بتقدرها‬
‫اكثر من العذار‪..‬‬

‫كمل مساعد الملحظة اللي طالت يمكن‪ ..‬وطوى الورقة وهو يطع من داره لدار فاتن‪ ..‬الحمد لله الباب كان‬
‫مفتووح‪ ..‬دخل على هدوء وهو يراقبها‪ ..‬وكانت ماعطته ظهرها وغايصة في النوم على الطرف الثاني‪ ..‬حمد‬
‫ربه مساعد على هالشي‪ ..‬لنه كان في صالحه‪ ..‬حط الورقة على الطاولة واخذ نوع من المجسم الكريستالي‬
‫وحطاه كثقل على الورقة‪ ..‬وتوه بيرتفع ال وتلتفت فاتن للطرف الي اهو كان واقف فيه‪ ..‬وتلتفت معاها يدها‬
‫اللي كانت ماسكة السلسله ومشتبكة باصابعها‪ ..‬والدبلة تتدلى منها‪ ..‬فتح مساعد حلجه باستغراب ويمكن‬
‫بدهشة‪ ..‬وفرحة نسبية سرت فيه‪ ..‬ان تكون الدبلة عندها شي لكنها حاملتها في يدها دليل على انها جادة في‬
‫مسألة التفكير‪ ..‬وهذا الشي كان الكفيل انه يبعد ثلث الحزن الي كان عامر فيه‪ ..‬ونشر مكانه الحبور‬
‫والمتنان‪ ..‬يالله شكثر احس نفسي بسيط جدام هالبنت‪ ..‬يمكن بسبب بساطتها الخاذة‪ ..‬وابتسم‪ ..‬انحنى‬
‫على فاتن وباسها على جبينها‪..‬‬

‫وبصوت اقرب للهمس‪:..‬تصبحين على خير‪ ..‬يا حبيبي‬

‫وطلع من الدار مساعد‪ ..‬وفي قلبه مليين الحزان والفراح اللي كانت تتراقص في وداع اليم وفراق فجيع‪..‬‬
‫لمعت الدمعات بعيونه وهو حامل جنطته‪ ..‬فتح الباب ووقف دقايق عنده وهو يتذكر تواجد فاتن في المكان‪..‬‬
‫وايامه الي مضت وياها ‪ ..‬وابتسم‪ ..‬ان كانلي نصيب‪ ..‬راج ترجع هاليام‪ ..‬وان ما كان لي نصيب‪ ...‬بتكون مثل‬
‫الكنز المحمي ‪ ..‬في كهف قلبي‪..‬‬

‫طلع وهو مسكر الباب‪ ..‬قفله وسحب المفتاح وياه‪ ..‬علما بالنسخة اللي يحتفظون فيها عند الدرج اللي يم‬
‫الباب‪..‬‬

‫وبهذاك الصبح البرد‪ ...‬افترق مساعد حسيا عن منشد قلبه‪ ..‬وحس بالختناق والكره‪ ..‬لكنه ملزم على‬
‫هالشي‪ ..‬النسان لزم يضحي في سبيل حصوله على اشياء‪ ..‬وان كان تضحيته هذي متمثلة انه يترك فاتن‬
‫لحالها في غربة اهو وصلها لها‪ ..‬فهو لزم يتحمل هالغلط‪ ..‬وان ما تحمله من راح يتحمله‪ ...‬خلص‪ ..‬اللي الله‬
‫مقدره بيصير‪ ..‬ومستحيل احد يغير القضاء والقدر‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪--------------‬‬
‫مريم اللي كانت توها طالعة من المحاظرة الولى اللي بدت على ملل وانتهت بملل‪ ..‬وكالعادة الدكتور ما‬
‫قومها ول عطاها اي اعتبار‪ ..‬الظاهر انها لزم تسوي شي معاه‪ ..‬ياانها تكلمه ياانها تحط علمه على جبينها ‪..‬‬
‫))نحن هناا(( والله اتعب واذبح عمري واناا اذاكر واكرج الكتاب جني داشة امتحان عشان اشارك‪ ..‬واهو‪..‬‬
‫حاقرني ويا ويهه‬
‫وطلعت من الكلس وعلى طول في ويهها بنت حبابة وتدش القلب تعرفت عليها في احد المحاظرات‪ ..‬اسمها‬
‫منيرة‬

‫منيرة‪ :‬قوة ريوووم‬


‫مريم‪ :‬هل فيج منور‪ ..‬شلونج شخبارج؟‬
‫منيرة‪ :‬الحمد لله ابخير اسال عنج‪ ...‬ها شفيج مكشرة‪..‬‬
‫مريم بظيج‪ :‬هذا الدب الدكتور عيز حيلي وانا ارفع يدي واهو تطنيش‪ ..‬والله حالة‬
‫منيرة‪ :‬زين حبيبتي ماله داعي تذبحين عمرج المشاركة مو مهمة‬
‫مريم‪ :‬ادري انها مو مهمة لكن لزم يعرفني الدكتور‪ ..‬كل البنات ينادي اساميهم وهو يناظر الدفتر حافظهم ال‬
‫انا لمن يقرى اسمي يدورني‪ ..‬مو حالة صراحة‪..‬‬
‫منيرة‪ :‬طولي بالج حبيبتي ولزم تعرفين ان البنات اللي مثلنا ما ينعطون ويه‪..‬‬
‫مريم‪ :‬والله حاله حتى التعليم لزم التفصخ فيه‪ ..‬اعوذ بالله منكر‪..‬‬
‫منيرة‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫بعد هالضحك راحت مريم ويا منيرة للوكرات تقط كتبها لن ماكو محاظرات ال بعد ساعة‪ ..‬وجراح المسيكين‬
‫من زود ما ينتظر تعب‪ ..‬ول احد من ربعه شافه‪ ..‬احسن ل الحين يفتحون لي سوالفهم البطالية‪ ..‬هههههههه‬
‫بطالية قبل كانت شغلي الشاغل الحين‪ ...‬اااخ عليج يا مريم‪ ..‬والله انج بدلتيني‪ ..‬خليتني من انسان بطالي‬
‫لنسان له اهدافه بالحياة‪..‬‬

‫وبهذاك الكانتين كان حاط ريل على ريل والعصير اللي شراه جدامه وهو يحس بالملل‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬دخلت مريم‬
‫ويا منيرة للكانتين وهم يضحون مع بعض‪ ..‬وانتبه لها جراح ومن شافها توسعت ابتسامته‪ ..‬ومريم اللي طبيعتها‬
‫تغري جراح اكثر واكثر انها ما تناظر احد ول تحط عينها باحد وكانهم اصنام‪ ..‬ويوم راحت عند زاوية اللي‬
‫يقعدون عليها البنات بالعادة انتبهت اللي معاها لنظرات جراح اللي لزقة فيهاومو مفارجتها‪ ..‬وابتسمت عبالها‬
‫انه يطالعهم‪ ..‬واستغرب جراح منها ورفع لها حاجب‪..‬‬

‫منيرة‪ :‬ريوووم شوفي شوفي‪..‬‬


‫مريم بدهشة واهي تدور علىطاوله فاظية‪ :‬هاا؟؟ وين؟‬
‫منيرة ‪ :‬شوفي هالمزيون اللي يناظرنا‪..‬‬
‫مريم تناظر منيرة بغباء‪ :‬منوور‪ . .‬عيب عليج‪...‬‬
‫منيرة‪ :‬ل والله شوفيه مريوم يقطع القلب من حله‬
‫مريم‪ :‬وي سجين ول ادري ههههههههههه‬

‫والتفتت مريم للي تأشر عليه منيرة وهي تضحك واول ما شافت جراح انقلبت الضحكة الى تجمد ‪ ...‬جراح ما‬
‫احد غيره هني؟؟ ويناظرهم؟؟ يناظر منيرة؟؟؟؟‬

‫منيرة‪ :‬اينن مووو؟؟‬

‫مريم انقهرت وحست بالدم يفور فيها‪ ..‬وجراح حس بالفوران بعد اهو الثاني‪ ..‬شلون سمحت لنفسها انها‬
‫تناظر ويا ارفيجتها‪ ..‬اصل من سمح لها ترافج بنات جذي؟؟ والله ل اوريج يا الحمارة‬

‫مريم‪ :‬منور انا بطلع من هني‪..‬‬


‫منيرة‪ :‬ليش وتفوتين علينا هاللقطة‬
‫مريم اللي انقهرت من كلم منيرة بس ما تلومها‪ :‬ل بس انا راسي يعورني وبطلع‪..‬‬
‫منيرة‪ :‬يالله خلينا نقعد ريوووووم‬
‫مريم‪ :‬اسمي مريم مو ريم‪ ..‬وانا بطلع‪ ..‬اولريدي ماكو طاولت‪...‬‬
‫منيرة‪ :‬ل والله كاهي حنان بنت خالتي ويا ارفيجتها خلينا انروح وياهم‬
‫مريم‪ :‬انتي روحي انا بطلع‪..‬‬

‫وما عطت منيرة وقت اكثر وطلعت عنها واهي متظايقة بالحيل‪ ..‬الحين جراح يناظر منيرة؟؟؟ ول شنو؟‬
‫شالسالفة الحين‪ ..‬يا ربي بغيت اشرب من دمها يوم قالت لي شوفي المزيون‪ ..‬مع اني ماشفته بس يوم‬
‫ذكرت كلمها وقت ل شفته حسيت بالدم يثور فيني‪..‬لكن اوريه هالهيس‪ ..‬ما ايوووز عن ييات الجامعة‪ ..‬ليش‬
‫ياي اليوم اكيد عنده صيدة‪ ..‬الجذاب اللوتي‪..‬‬

‫وطبعا جراح طلع ورى مريم اللي كانت معصبة بالحيل وهي مو مصدقة‪ ..‬انها اول تمنت شوفة جراح لكن هل‬
‫بيتعود علي كل يوم اييني الجامعة هني؟؟ والله مو حالة ان شاء الله اطلع بروحه هالدكتور منرفزني والحين‬
‫انت يا جراح‪..‬؟؟ والله انا وين اولي بروحي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مريم‪ ...‬مريم‪...‬‬

‫انتهبت مريم له وشافته على مسافة قريبة منها لدرجة انها انصدمت من بطأها‪.‬‬

‫مريم‪ ...:‬نعم؟؟؟ في شي؟؟‬


‫جراح انصدم من برودها‪ :‬السلم عليكم‬
‫مريم‪ :‬وعليكم‪ ...‬خلصني شتبي؟‬
‫جراح‪ :‬علمج داش مكتب تخليص معاملت؟؟؟ شلونج مريم شخبارج؟؟ وينج من زمان ما جفناج‪ ) ..‬وهو‬
‫يغمز(‬
‫مريم بعصبية‪ :‬ل والله واللي كان قاعد في الكافتيريا يدي ؟؟‬
‫جراح‪ :‬حرام عليج عاد كل هالروح الشبابية وتشبهيني بيدج السماج‬
‫مريم‪ :‬خلصني شتبي‪..‬‬
‫جراح ما سمعتي الغنية اللي تقول رضاك انته غالي رضى الناس تالي شرريتك انا بالكون‪..‬‬
‫مريم‪ :‬الظاهر انك ما عندك سالفة يالله عن اذنك‪..‬‬
‫جراح يوقفها‪ :‬صبري عاد شوية‪ ..‬اقول‪ ..‬متى بيرد اخوج من السفر؟‬
‫مريم‪ :‬والله انت اخبرليش ما تسأل اختك؟‬
‫جراح‪ :‬هاه‪ ..‬الحين انا اسالج تردين على بسؤال‪ ..‬ليكون جذي بعد زواجنا؟؟‬
‫مريم‪ :‬اي جذي‪...‬‬

‫انصدمت مريم‪ ...‬زواجنا؟؟ زواج منو؟؟؟؟ والتفتت لجراح بسرعة‪..‬‬

‫مريم بنبرة اشمئزاز‪ :‬وايد خفيف‪ ...‬تتطنز علي ؟‬


‫جراح‪ :‬ههههههههههه احد يتطنز بهالسوالف‪ ..‬ل يبا ما اتطنز‪ ..‬مريم‪ ..‬انا ابيج ‪ ..‬ومو مستعد اني اخاطر زود‬
‫بحياتي بدونج‪ ..‬لذا‪ ..‬عندج تقريبا اممم ) وهو يناظر ساعته اللي بيده( عندج تقريبا ‪ 30‬ثانية عشان تردين علي‬
‫ان جان انتي موافقة ول لء‪..‬‬
‫مريم بغضب‪ :‬جراح والله هالسالفة مافيها غشمرة‪ ..‬لعب العيال هذا مو علي‪..‬‬
‫جراح‪ 20 :‬ثانية‪ ..‬يمر الوقت بسرعة يالله‬
‫مريم بتوتر‪ :‬تراك بتندم لو طلعت تتغشمر علي‪..‬‬
‫جراح‪ 15 :‬ثواني مسرعهااااااااا‪...‬‬
‫مريم وهي تحس ان اعصابها بتتفجر‪ :‬والله جراح حرام عليك‬
‫جراح‪ ..10 :‬ماشاء الله كل كلمة ‪ 5‬ثواني‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انزين‪ ..‬مادري‪ ..‬شقووول‬
‫جراح‪ 5 :‬ثوااااني‪..‬‬
‫مريم‪ :‬موافقة موافقة بس بس‪..‬‬

‫ابتسم جراح ابتسامة النصر‪ ...‬وعيونه للحين على ساعته‪ ..‬ويوم رفعها على ويه مريم الخائف المتوتر‬
‫والمرتبك‪ ..‬ابعد البتسامة عن ويهه‪...‬‬

‫جراح‪ :‬خلص‪ ..‬ماكو ردة بهالسالفة‪ ...‬انتي وافقتي‪ ..‬وانا بروح بيتكم على أساس موافقتج‪ ..‬عن اذنج الحين‪..‬‬
‫وراي مشاوير مأجلهم عشان حلة ويهج‪ ...‬أشوف ويهج بخير‪..‬‬
‫مريم‪ .....:‬وانت‪ ..‬بخير‪...‬‬

‫بابتسامة قاتلة مشى جراح عن مريم وهو يحس انه بينفجر من فرط السعادة‪ ..‬ومريم اللي مو مصدقة اللي‬
‫صار وياها الحين ‪ ..‬معقولة‪ ..‬معقولة ان جراح بيخطبها؟؟؟ معقوله اللي قاله‪ ..‬اهي في حلم ول علم‪ ...‬ل ‪..‬‬
‫لزم تأكد هالشي‪ ...‬ونادت على جراح بصوتها ‪ ..‬ما اهتمت ان كان عالي ول منخفض‪..‬‬

‫مريم‪ :‬جرااااح‬
‫التفتت لها وهو مستغرب نداها‪ ....:‬هل‪...‬‬
‫مريم بنظرة توسل‪ :‬من صجك‪....‬‬
‫جراح وهو يبتسم لها ‪ ....‬يالله‪ ..‬ياعدم ثقتج فيني يا مريم ‪ ..‬حط يده على قلبه من بعيييد‪ .... :‬اقسم لج‬
‫بالله‪ ....‬ووعد شرف‪...‬‬
‫ل‪ ..‬الحين صدقت مريم‪ ...‬صدقت ان الحلم الجميل على وشك انه يتحقق‪ ..‬انه ما راح يهب في سيول الزمن‬
‫مثل ما راحت احلم فاتن‪ ..‬اهي بعدربت هالحلم مع فاتن واعتنت فيه‪ ..‬وكاهي نتيجة العتناء تعطي ثمارها‪..‬‬
‫وجراح بيتقدم لها اول ما يوصل مساعد‪ ..‬يالله ماني مصدقة‪ ..‬احس اني بطير من الفرحة‪..‬‬

‫جراح اللي حس ان وقفته وهو يناظر مريم شوي مستهجنة‪ ..‬ولف براسه وراااح عن هالممر بصعوبة كبيرة‬
‫وهو يحاول انه يلتفت لمريم اللي ظلت واقفة‪ ...‬لمن غاب عن عيونها خيال جراح ‪ ..‬في الزحاام‪...‬‬
‫=============================‬
‫الساعة كانت على الثمانية والنصف‪ ..‬وبدت خيوط النهار تدغدغ عيون فاتن اللي كانت في نوووم عميق‬
‫ومريح‪ ...‬من بعد محاولت انها تصارع الضوء‪ ..‬قررت النسحاب ‪ ..‬وهي تقوم من على سريرها مدت يدينها‬
‫لشعرها كالعادة تحاول تملسه‪ ..‬ولحظت السلسلة المشتبكة بصوابعها‪ ...‬سحبتها بتأني ورمتها على البجورة‬
‫او بالضبط على ملحظة مساعد‪ ...‬من غير ما تشوفها ‪ ...‬وراحت بتكاسل للحمام‪ ..‬طاحت عيونها على‬
‫المطبخ اول شي شافت انه خالي ونظيف ومرتب‪ ...‬وينه مساعد‪ ..‬للحين راقد يمكن‪ ...‬ودخلت الحمام ‪...‬‬

‫من بعد ما طلعت منه كانت توها بترووح دارها مرة ثانية لكنها انصدمت يوم شافت باب غرفة مساعد‬
‫مشرع‪ ...‬اهي اللي تذكره انه يوم راح ينام بالفجر وسكر الباب من وراه‪ ..‬يعني قعد؟؟ لفت بعيونها للمطبخ‬
‫شافته خالي‪ ..‬ماكو احد‪ ..‬وين راح يعني؟؟؟؟ غريبة‪..‬‬

‫بفضووول غريب سرى فيها‪ ..‬مع ميلها لفكرة انه يمكن طلع بمشوار صباحي‪ ..‬حبت لو انها تدخل غرفته‬
‫وتشوووفها ‪ ..‬او بصريح العبارة تفتش فيها‪ ..‬يمكن تلقي اشياء‪ .‬ما راح تقدر تشوفها لو كان مساعد موجود‪..‬‬
‫فخلها تستغل عدم وجوده في شي مفيد‪ ..‬ويمكن بناء عشان مسألة التفكير اللي اهي وعدته فيها‪ ..‬وبابتسامة‬
‫عريضة راحت المطبخ‪ ..‬صبت لها ماي وحطته بالمايكرووييف‪ ..‬على درجة حرارة عالية عشان يصخن‪ ..‬طلعته‬
‫وزهبت لها نسكافيه‪ ..‬وراحت لغرفة مساعد وهي مبتسمة‪...‬‬
‫اول ما دخلت‪ ..‬لحظت الترتيب اللي كانت الغرفة عليه‪ ..‬ماشاء الله احسن مني في الترتيب‪ ..‬وتمت تتمنظر‬
‫في المكان يمكن تلقي اشياء مقطوطة ول ثياب ول شي‪ ..‬ابد‪ ..‬ماكو شي في المكان‪ ..‬وكأن ما يسكن في‬
‫الغرفة احد‪ ..‬كان هالشي مضحك بس على غرابة من الوضع‪ ..‬يعني هالكثر اهو مرتب؟؟ راحت عند الدراج‬
‫اللي يم السرير تفتحها‪ ..‬ما لقت فيها ال دفتر ملحظات وقلم‪ ..‬وفتحت الدرج اللي تحته ما لقت شي‪...‬‬
‫راحت للطرف الثاني ومثل الحركة وهم ما لقت شي‪ ...‬استغربت فاتن‪ ...‬وطاحت عيونها على الخزانة‬
‫المحفورة في الجدار وتوها بتتحرك عشان تروح لها وجرس البيت يرن‪...‬‬
‫انتفضت فاتن مكانها‪ ..‬من يا ربي؟؟ اول مرة احد ايينا من الصبح‪ ...‬اهي ما انتفضت من الخوف‪ ..‬بس لن‬
‫التفاف الصمت حولها خلها تحس بالفضاوة والجرس كان بمثابة العصار اللي ما بعد السكووون‪ ...‬وسمت‬
‫بالرحمن وراحت عند الباب وحملت الشال اللي كان معلق وحاولت تفج الباب لقته مقفول‪ ..‬وزادت حيرتها‪..‬‬
‫وين طلع مساعد وسكر الباب‪..‬؟؟؟‬

‫بصوتها الخائف‪?who is it :‬‬


‫جورج اللبناني‪ :‬هيدا انا ستي فاتن جورج‪ ...‬فيك تفتحي الباب ازا بتريدي‪..‬‬
‫زادت حيره فاتن‪ ..‬هذا شيايبه هني ‪ : ..‬لحظة شوي‪..‬‬

‫طلعت النسخة الموجودة في الدرج اللي يم الباب‪ ..‬وفجت الباب‪ ..‬وشافت جورج واقف مكانه‪...‬‬

‫جورج بابتسامته ‪ :‬صباح الخيرات ستي‪...‬‬


‫فاتن‪ :‬صباح النور‪..‬‬
‫جورج‪ :‬ليك وينو الستاز مساعد‪ ..‬ما شرفنا اليوم وانا متفئ معوو عموعدنا؟‬
‫فاتن‪ :‬موعد؟؟ اي موعد؟؟‬
‫جورج‪ :‬هيكي موعد نتباحس فيه انتقاله لهووني مشان ما يتركك لحالك‪..‬‬

‫انصدمت فاتن‪ ..‬مساعد اللي واعدها انه يخليها تفكر براحتها‪ ..‬ينتقل الى اميركا عشان يظل وياها‪ ..‬هاه وين‬
‫الحترام في التفاقات‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬والله اهو مو هني شكله طالع من الصبح‪ ...‬ما ادري عنه‪..‬‬
‫جورج‪ :‬لكن ما إجاني‬
‫فاتن‪ :‬اتصلت فيه‬
‫جورج‪ :‬ايه وبيعطيني سقنل انه مغلئ‪..‬‬
‫كل هالشياء كانت تزيد الغرابة في نفس فاتن اكثر واكثر‪ :‬ما ادري يمكن طلع بمشوار ول شي‪ ..‬مسافة‬
‫الدرب وهو راد واول ما يرد انا اخبرك‪..‬‬
‫جورج‪ :‬تسلمي ستي واسفين كتير ازعجناكي ‪...‬‬
‫فاتن بابتسامة صفرا‪ :‬ل حياك الله باي وقت‪..‬‬
‫جورج‪ :‬اشوف وشك بخير‪ ...‬يالله مع السلمي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الله يسلمك‪...‬‬

‫من بعد ما راح جورج دارت فاتن في دوامة كبيرة‪ ..‬وين راح مساعد؟؟ وشلون اهو متفق ويا جورج انه يقعد‬
‫هني واهو قال لي انه موافق على فكرة انه يروح وانا اظل هني بروحي؟؟ يا ترى اهو يقص علي؟؟ يالله‬
‫شهالحالة‪ ..‬اهو وينه الحين هذا وقته انه يتخبى‪ ...‬اووووف ‪..‬‬

‫وبظيج راحت دارها واهي متنرفزة حيل من مساعد‪ ..‬خله يرد بس‪ ..‬لزم اتكلم وياه‪ ..‬علباله انا ياهل يقص‬
‫علي بجم كلمة واخرتها يطلع انه يخطط لعكس اللي يقوله‪ ..‬هين يا مساعد‪ ..‬انا اوريك‪ ..‬هذا وانا اللي حاطه‬
‫في بالي اني من قلب افكر في سالفته‪ ..‬طلع مو قدها‪ ..‬انسان مسيطر وكل المور تتسير على هواه‪ ..‬لكن‬
‫لهني وخلص‪ ..‬انا نفذ صبري منه‪..‬‬

‫وراحت عند سريرها عشان ترتبه من القهر‪ ..‬لنها لزم تشغل نفسها بشي عن ل تكسر الغراض اللي‬
‫جدامها‪ ..‬وانتبهت للسلسلة اللي كانت على الباجورة‪ ..‬وحملتها بين يدها باستهزاء وخيبة امل‪ ..‬لكنها انتبهت‬
‫للورقة اللي كانت تحتها‪ ..‬عقدت حواجبها‪ ..‬وكأنها رسالة‪ ..‬شالت الثقل عن الورقة وفتحتها‪.....:.‬‬

‫)) عزيزة قلبي فاتن‪..‬‬


‫قد تصدمين‪ ...‬ل اعرف‪ ..‬لربما تصدمين ولربما ترتاحين‪ ..‬فانا اليوم مغادر‪ ..‬سأغادر بوسطن اليوم متوجها الى‬
‫دار سكنتيها وسترجعين لها باذن الله بعد تغلبك على مصاعب الحياة في الغربة‪ ...‬فاتن‪ ..‬قد تعجز كلماتي عن‬
‫وصف شعوري أزاء ما اقترفته بحقك‪ ..‬لكن صدقيني‪ ..‬كلها كانت في سبيل ان تكووني انسانة متوجهةلسبيل‬
‫مصالحها‪ ..‬وان بالحياة امور أهم من القصص الخرافية‪ ..‬لكني قد وقعت بفخك‪ ..‬وها انا فريسة تنزف جراحها‬
‫دماء ل ترى بالعين المجردة‪ ..‬اضمدها كل ليلة ولكن يكفي ان تراك عيناي لتفتك كل الضمادات وتسيل الدماء‬
‫من جديد‪ ..‬صدقيني ‪ ..‬لاريد منك صدقة ول شفقة على حالي‪ ..‬انا انسان تعود على خيانة الدهر امرار‪ ..‬فان‬
‫غدر بي هذه المرة ‪ ..‬لن اكون ال باقي الرماد ‪ ..‬وما فعله الدهر‪ . .‬سيكون بمثابة ذر الغبار‪ ..‬وان كنت كذلك‪..‬‬
‫سيظل في قلبي النبض‪ ..‬وبكل نبضة ادعو فيها لك بالحياة المثمرة‪ ..‬والهناء والصفاء‪ ...‬وارجوك‪ ...‬عيشي‪..‬‬
‫كما لم تعيشي في حياتك‪ ..‬وظلي اسعد انسانة‪ ..‬وان كانت هذه السعادة لربما ‪ ..‬سبب كاف لكي تزيد من‬
‫ثخن الجراح‪..‬‬
‫‪((.....‬‬

‫نزلت فاتن الرسالة وهي تحس بالنغزات في صدرها‪ ..‬يا الله‪ ..‬شهاللم الفظيع‪ ...‬شقاعد يقول هذا‪ ....‬رفعت‬
‫الورقة عشان تكمل القراءة وهي في حالة صعبة‪..‬‬

‫))لم اقوى ال على ان اذكر لك غلك في قلبي‪ ..‬ولكن‪ ..‬ها انا ‪ ..‬اعلن لك اليوم عن تيمي بك‪ ...‬واعرف ان‬
‫هذا ل يزيد ول ينقص‪ ...‬صدقيني‪ ..‬حاولت ان اتكيف مع هذا يا سيدتي الصغيرة وانما ‪ ..‬انانية القلب اقوى من‬
‫اي شعور في هذه الدنيا‪...‬‬

‫دمت سالمة‪ ..‬يا سيدتي الصغيرة‪..‬‬


‫مساعد الدخيلي((‬
‫على طول تكورت الورقة بقبضة فاتن‪ ...‬مسافر‪ ..‬وين مسافر‪ ..‬وين راح؟؟؟؟ قال وصدق بكلمه‪ ...‬قال لي‬
‫بروح عنج باجر‪ ...‬وراح‪ ...‬ل مو الحين‪ ..‬مو الحين‪ ...‬ل مو جذي‪ ..‬على القل مو جذي‪ ..‬ما صدقت حست انها‬
‫يمكن لعبة ‪ ...‬اي لعبة يلعبها وياي مساعد عشان يلين قلبي بسرعة‪ ..‬ولكن هبت الحادثة القريبة اللي من‬
‫شوي صادتها‪ ..‬يوم دخلت داره وشافتها مرتبة وخالية تقريبا من كل الشياء‪ ...‬وعلى طول بهجوم عنيف‬
‫للغرفة والدموع تتدافع بعيونها‪ ...‬راحت فاتن تجيك الغرفة بعصبية‪ ..‬وبجنون قبضت على الخزانة وفتحتها‪...‬‬
‫واهتزت مشاعرها‪ ..‬ماكو ال العلقات الخالية‪ ..‬حطت يدها على حلجها تكبت اناات صريعة في حنجرتها‪...‬‬
‫ومسكت بطنها وهي تحس باللوعة‪ ..‬يا الله‪ ..‬شسويت فيه‪ ..‬شسويت انا فيه؟؟ هالكثر انا مجرمة بحقه‪ ..‬وانا‬
‫اللي كنت اظن اني الضحية‪ ...‬بس ليش‪..‬؟؟ ليش طلع عني جذي ليش؟؟؟ مسافر‪ ..‬وين مسافر‪ ..‬وين راح يا‬
‫ربي‪ ..‬وين الحقة وين اروووح له‪...‬‬

‫ال والنتفاظة ترجع فيها مرة ثانية وهي تسمع الجرس مرة اثانية‪ ..‬وفتحت عيونها بصدمة‪ ..‬يمكن مساعد رد‬
‫مرة ثانية‪ ..‬غير رايه ورد مرة ثانية عشان يقعدون ويا بعض ويتفاهمون وينطر اخر السبوع عشان رحلته‪..‬‬
‫راحت وانقضت على الباب وما شافت ال جورج مرة ثانية‪..‬‬

‫جورج‪ :‬مدام فاتن بتعرفي انو الستاز مساعد بيسافر الويم‬


‫فاتن بحزن كبير‪ :‬ل‪ ..‬اي‪ ..‬اقصد توني الحين دريت‪ ..‬تركي لي النووت‪...‬‬

‫رفعت يدها اللي كانت السلسلة تتدلى من صوابعها والورقة المكورة‪...‬‬


‫فاتن‪ :‬انت من قال لك‪..‬‬
‫جورج‪ :‬هل اتصلت فيه وجاوب علي وئال لي هيك‪ ..‬بس يوم شفتك ئبل حسيت انك ما بتعرفي شي عن‬
‫هالموضوع وفكرت اني خبرك‪..‬‬
‫فاتن بحذر‪ :‬قالك متى موعد الطيارة؟؟‬
‫جورج‪ :‬ايه‪ ..‬بعد شي‪ ...‬ساعة‪...‬‬
‫فاتن بحماس‪ :‬عيل اقول لك‪ .‬خلنا نروح له المطار‪..‬‬
‫جورج‪ :‬بس يا ستي انا ما عندي سيارة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مو مهم ناخذ تاكسي نتاجر سيارى اي شي تكفى لزم الحق عليه‪..‬‬
‫جورج‪ :‬صار انتي فيكي تجهزي بسرعة قياسية‪..‬؟؟‬
‫فاتن‪ :‬دقايق بس وانا رادة‪..‬‬
‫جورج انا بنزل تحت احجز لنا كاب وارجع لك‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬صار‪...‬‬

‫راح جورج عن فاتن اللي ركضت على الدار وهي تداري دمعها اللي يحاول انه يتقاذف على خدودها وهي مو‬
‫مصدقة اللي سواه وياها مساعد‪ ..‬انه يروح ما عليه بس جذي؟؟ وانا راقدة؟؟؟ يا الله هالنسان عقدة من‬
‫الغموض والسرار انا مافيني عليه‪...‬‬

‫لبست جينز ازرق فضفاضي وبلووزة بيجيه طويلة للركبه وعليها نوع من التي شرت اللي على شكل الجاكيت‬
‫الطويل رمادي ولبست لفافة بيضا وجوتي الرياضي وطلعت من الشقة من بعد ما قفلت الباب‪ ..‬والسلسلة‬
‫والورقة في يدها‪ ..‬طلعت من البناية وهي منصدمة من برودة الجو‪ ...‬وتنتظر جورج اييها‪ ..‬كلها ال ثواني واهو‬
‫واقف على باب البناية في كاب ) تكسي( وركبت فاتن ورى وتحرك التكسي‪ ..‬للمطار‪...‬‬

‫مساعد اللي زهب اغراضه من زمان حس ان الوقت ما قاعد يمر بسرعه‪ ..‬يبيه يركض ويسرع عشان يرد‬
‫الكويت باسرع وقت‪ ..‬وتظل فاتن نايمة وما تكتشف سفره ال بعد ساعات‪ ..‬زين انه خبر جورج‪ ..‬اهو بيفهمها‬
‫وبيعلمها‪ ..‬اكيد بصفته يعرف عن ظروف عملنا بيدور لها عذر وجذي بكون معفي عن هالمسئولية‪ ..‬الغصة‬
‫بعدها فيه‪ ..‬ولكن ‪ ..‬اهون‪ ..‬اهو يحس ان اللي سواه صح‪ ..‬وبطلعته عن فاتن بيكون قد كلمته لها‪ ..‬وفي‬
‫السوق الحرة البسيطة في هذاك المطار شاف محل ازهار‪ ..‬عجبته باقة من اللفندر‪ ..‬حب لو انه يدخل‬
‫ويشتريها بس يخاف تذبل‪ ..‬خصوصا وانه راح يظل في الطيارة لفترة طويلة‪ ..‬يالله ‪ ..‬وبعدين يشتري الورد‬
‫يعطيه من‪..‬؟؟ اللي وده يهديها الورد ما تبيه في الوقت الحالي‪ ..‬ول يمكن تبيه بعد‪ ..‬خلص ماكو أمل‬
‫لهالشي‪ ..‬خله من الوجاع اللي فيه‪..‬‬
‫راح عند الة للكوفي السريع‪ ..‬واختار له شوكول ساخنة‪ ..‬صب منها‪ ..‬وظل واقف عند الجامة العريضة يتمنظر‬
‫ف الطيارات‪ ..‬وباله مع فاتن‪ ..‬يا ترى للحين راقدة ول شنو؟؟؟‬

‫فاتن اللي كانت في التاكسي وهي تعد الدقايق ويدها على قلبها‪ ..‬والسلسلة الذهبية تتدلى من صوابعها وجنها‬
‫رفيق مهم لها بهالرحلة‪ ..‬تمنت لو انها تلحق على مساعد يالله تقدر توقفه‪ ..‬او انها تلقى منه على تبرير عن‬
‫هالحركة وياها‪ ..‬ما تدري ليش تحس انها لزم توقفه‪ ..‬توقفه عن هالسفرة ‪ ...‬لنها يمكن صارت واهي ما‬
‫تدري عن السالفة‪ ..‬او تحس بالذنب انها السبب في هالشي‪ ..‬اهي اللي دفعته للسفر‪ ..‬اهي وعنادها وبرودها‬
‫وعصبيتها وهواشها‪ ..‬انا السبب‪ ..‬ومحد يتحمل الملم غيري‪ ...‬يا رب بس‪ ..‬طلبتك في هالشي‪. .‬اني القاه قبل‬
‫ل يروح‪ ..‬لنه ان راح وهو على هالحال‪ ..‬ما ظن اني اقدر اواجهه فيوم ثاني‪ ..‬ما اقدر‪...‬‬

‫انتبه جورج لفاتن المتوترة واللي ما قدرت انها تمحي كل دمعه تسري من عينها‪ : ..‬صبرك يا مدام دئائن ونحنا‬
‫هونيك‬
‫فاتن‪ ... :‬سرع جورج‪ ..‬ما ابي يفوتني‪..‬‬
‫جورج‪ :‬ولك تكرم عينك‪Please hurry my body ..‬‬
‫السايق‪.,ok :‬‬

‫تحرك التاكسي اسرع من سرعته القبلية‪ ...‬وبينت اثار المطار اللي مساعد فيه‪ ..‬يا ترى‪. .‬بتلحق فاتن على‬
‫مساعد ول لء‪..‬‬
‫=============‬
‫كلها ساعة ال ربع وتنتهي رحلة الصبر اللي يمر فها مساعد‪ ..‬تواق انه يسافر‪ ..‬مو فرحا ‪ ..‬ولكن هربا‪ ..‬وهو‬
‫يحس انه يقدر ينثني عن اللي في باله في اي دقيقة‪ ..‬ومحال هالشي يصير وياه‪ ..‬ما يقدر ينثني اكثر من جذي‬
‫‪ ...‬لزم يكون موقفه اقوى‪ ..‬عشان يبين في عيون فاتن هالشي‪ ..‬وتعرف اني ريال على قد كلمتي‪ ..‬ل بغيت‬
‫اسوي الشي اسويه وسيف الحق على رقبتي‪ ..‬بس يارب يعيل الوقت ويخليه يمر‪ ..‬عشان ما تلعب الشياطين‬
‫براسي‪ ..‬اعوذ بالله منها‪..‬‬
‫واخيــــــــــــــــرا‪ ..‬وصلت فاتن للمطار‪ ..‬ومن اول ما وقف التاكسي طارت فاتن منها للبوابة‪ ...‬وجورج اللي‬
‫يتحاسب ويا الريال بسرعة عشان يلحق على المدام‪ ...‬وفاتن نظرا لنها ما تذكر المطار زين وقفت عند الباب‬
‫وعلى طول لحق عليها جورج‪ ..‬ومن شافتها ما عطته ويه اشارة على العيلة وانهم لزم يتحركون بسرعة‪..‬‬
‫وبالفعل‪ ..‬مشت فاتن بسرعة ويا جورج لداخل المطار وهو يدورون على مساعد‪ ...‬مروا على السوق الحرة‬
‫اللي كان مساعد واقف يمها بدقايق‪ ..‬وعيون فاتن تتجول على المسافرين المتواجدين‪ ..‬شافت كل الناس‬
‫وكل الجناس‪ .‬ال اهو‪ ..‬ما شافته‪ ...‬وطالعت الساعة اللي كانت مصفوفة في احد الجدران‪ ..‬نص ساعة على‬
‫الرحلة‪ ..‬ما بباقي وقت‪ ..‬اكيد في الطيارة ومنشغل بتخليص اموره‪ ..‬وشدت على عيونها دليل على العجز‪...‬‬
‫ااااه يا مساعد‪ ..‬وينك‪ ..‬والله انك بتاكلها حامية مني على اللي تسويه فيني‪ ...‬فتحت عيونها‪ ...‬على جامة‬
‫كبيرة‪ ..‬وطيارة تتحرك برع‪ ..‬ومن الطيارة انتقلت عيونها الى الريال اللي كان واقف وهو يناظر اللي برع‪..‬‬
‫دققت في ملمحه وهي تتنفس بقوة‪ ..‬تقربت اكثر‪ ..‬وبدت الصورة توضح لها اكثر واكثر‪ ...‬هذا هو مساعد‬
‫ماكو غيره‪ ...‬مشت له بهدوء وهو مو عارفه‪ .‬تلومه‪ ..‬ول تلمه ‪ ..‬ول توقف وتتامل فيه وتودعه الوداع الصحيح‪..‬‬
‫ما تدري‪ ..‬ضاعت منها كل الفكار‪ ..‬ال فكرة انها تروح له‪ ..‬وتشوفه‪...‬‬

‫مساعد اللي خلص اللي في الكوب التفت يدور على زبالة يرمي فيها القلص البلستيكي‪ ..‬انتبه للشخص اللي‬
‫يتقرب منه‪ ..‬وانهد كيانه يوم تعرف عليها‪ ...‬فاتن ما غيرها‪ ...‬وتجمد مكانها وهي بعد وقفت ‪ ...‬وتوقعت انه اهو‬
‫اللي بيخطي صوبها‪ ..‬لكنها كانت غلطانه‪ ..‬ظل مساعد واقف مكانه وكأنه ينتظرها اهي تتقدم‪ ..‬واذا اهي‬
‫قامت بكل اللي قامته قبل شوي‪ ..‬بضع خطوات ما بتضرها‪ ..‬تقدمت له‪ ..‬وهي تلومه بعيونها وحواجبها رمسة‬
‫العقدة اللي في الوسط صارت من ملمحها‪..‬‬

‫واخيـــرا‪ ..‬صارت بمواجهة مساعد اللي كان يناظرها بعيون تعبانة‪ ..‬عيون انسان استسلم خلص‪ ..‬ما عاد يقدر‬
‫يهرب من مشاعره اكثر‪ ..‬وما عاد يقدر يصمد اكثر في وجه سبب تعاسته الحالية‪..‬‬

‫فاتن‪ ....:‬وين رايح؟‬


‫شبح ابتسامة مر على مساعد‪ :..‬رايح الكويت؟؟‬
‫فاتن‪ ..:‬جذي؟؟؟ بالسكتة‪...‬‬
‫مساعد وهو يناظر يدها‪ :‬على ماظن قريتي الملحظة‪) ..‬و عيونه على جوج اللي واقف بعيد( وجورج خبرج؟؟‬
‫فاتن‪ ...:‬طلعت منا لبيت‪ ..‬مستغل كوني راقدة‪ ...‬ورحت؟؟؟ ليش؟؟ انا ما قلت لك سافر‪ ..‬ما قلت لك‬
‫روح‪...‬‬
‫مساعد ‪ :‬هاه‪ ..‬عيل شتبين‪ ..‬تبيني اقعد‪ ..‬واناظرج‪ ..‬واكلمج ببروود‪ ..‬واشعل الستغراب فيج؟؟؟ هذا اللي‬
‫تبينه؟؟؟ الظاهر اني كنت غلطان عنج‪...‬‬
‫فاتن وهي تلوح بيدها‪ :‬شلون؟؟؟ غلطان عني؟؟‬
‫مساعد‪ :‬كنت اظن انج انسانه بسيطة‪ ..‬لحول ول قوة لج‪ ...‬ظهرتي انسانة قوية وتتحملين كل هالمشاعر‬
‫الجمة في وقت واحد‪ ..‬وطلعت انا الضعيف‪ ..‬اللي ما قدرت اتحمل فكرة وجودي معاج من بعد هالرحلة‪..‬‬
‫واني اصبر على مطالبج‪ ..‬ماقدرت‪ ..‬ومن جذي رحت‪..‬‬
‫فاتن برجاء‪ :‬بس كنا نقدر نقعد‪ ..‬ونتكلم‪..‬‬
‫مساعد يقطعها وهو يلتفت عنها‪ :‬شنتكلم عنه اكثر من أمس؟‬
‫فاتن وهي تروح وتوقف في ويهه‪ :‬اللي صار امس‪ ..‬كانت افراج عن كبت‪ ..‬كان ‪ ...‬افراغ عن شحن عاطفي‬
‫مرينا فيه احنا الثنين‪..‬‬
‫مساعد بحزن‪ :‬وتبين كلمنا طول عمرنا يكون عبارة عن تفريغ فاتن؟؟‬
‫فاتن‪ :‬مساعد تكفى‪ ..‬انا حياتي وحياتك مو عادية‪ ..‬ل بدايتها ول نهايتها ول حتى خللها‪ ...‬ليش ما تبرر مواقفنا‬
‫بدل ل تكون انسان متطلب‪ ...‬ليش؟؟؟‬

‫سكت مساعد عنها‪ ..‬كلمها منطقي‪ ..‬ويدش العقل‪ ..‬لكن‪ ..‬القلب له احكامه ‪..‬‬

‫وكملت فاتن‪ ...:‬انك تسكت عني شي‪ ..‬تعاملني ببرود شي‪ ..‬لكن تروح عني جذي‪ ..‬انا اعتبره غدر فيني‪..‬‬
‫تراك انت اللي يبتني هني‪ ...‬تروح وتتركني بروحي؟؟‬

‫ذاب قلب مساعد من كلمها‪ ..‬وما عرف شلون يرد عليها‬

‫فاتن بدمعة سحقت قلبها وقلب مساعد معاها‪ :‬هذي المانة اللي وصاك ابوي عليها؟؟ تتركني بالغربة جذي‪ ..‬ل‬
‫معين ول رفيج‪ ..‬ال )ترفع يدها اللي فيها الملحظة( ‪ ...‬نوت‪ ..‬تكتب فيه‪ ..‬عن معاناتك وعن مشاعرك‪ ...‬لكن‪..‬‬
‫شنو عني انا مساعد‪ ..‬شنو عن معاناتي‪ .....‬ول مشاعري‪..‬‬
‫بوسع عيونه راقبها مساعد‪ :..‬شنو عن معاناتج فاتن؟؟ شنو عن مشاعرج‪ ...‬شهر وانا مضيته معاج افتح معاج‬
‫كل المواضيع‪ ..‬وانتي اللي كنتي تتهرببين‬
‫فاتن تبرر‪ ... :‬انا كنت احاول‪ ...‬اني ا‪ ...‬اتأقلم‪..‬‬
‫هز راسه مساعد‪ :‬ما كان تأقلم‪ ..‬كان تغصيب‪ .‬كنتي تغصبين نفسج‪ ..‬وتعودين ال تزرين على عمرج عشااان‬
‫تتقبلين واقع وجودج معاي‪ ...‬هذا اللي صار‪ ..‬ل تقولين اتأقلم‪ ..‬لن اللي كانت معاي طول هالشهر باستثناء‬
‫هذي اللحظة‪ ..‬او لحظات بسيطة ما كانت فاتن‪ ...‬كانت بعيدة كل البعد عن فاتن اللي ‪ ...‬اعرفها‪..‬‬
‫فاتن‪ .. :‬لحظة‪ ...‬انت ما تعرفني‪ ..‬ول تعرف عني شي‪ ...‬انت تزوجتني وانت ما تعرفني‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ول انتي تزوجتيني وانتي تعرفين عني شي‪ ..‬لكن تدرين‪ ..‬انا في فترة بسيطة‪ ..‬يمكن محزنة لكن‪..‬‬
‫قدرت اعرف فيها عنج اكثر مما تتصورين‪ ...‬ول تظنين انها كلها مو في صالحج‪ ..‬تغلبت الشياء اللي في‬
‫صالحج عن الثانية‪ ..‬وبديت اقدرج بعيوني كأمراة‪ ..‬مو بنت في عمر اختي الصغيرة‪...‬‬

‫نداء الرحلة قطع عليهم كلمهم‪ ...‬وصار لزم على مساعد انه يروووح‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬هذي رحلتي‪...‬‬

‫فاتن وعيونها تبرق من الدمع‪ ...‬سكتت وما قدرت تتكلم او تزيد عليه‪ .‬تبيه يقعد ما تدري ليش‪ .‬هل تكفيرا عن‬
‫احساسها بالذنب انها دفعته للسفر‪ ..‬ول حاجتها لمان مساعد اللي ما غاب عنها طول هالفترة‪...‬‬

‫مساعد‪ ::‬فاتن‪ ..‬انتي خلج على اتفاقنا‪ ..‬انج تفكرين‪ ..‬وتحاولين انج تتقبليني في حياتج مع ان هالوقت فات‪...‬‬
‫لنج لو حاولتي بتحاولين في البداية‪ ...‬بس‪ ..‬انا املي فيج كبير‪ ..‬وان حتى كان هالشي مو في صالح علقتنا‪..‬‬
‫انا على قد كلمتي لج‪ ...‬وقد وعدي‪ ..‬اني مستعد انفذ لج اللي تبينه عشان تكونين سعيدة‪ ..‬وطبعا هذا مطلبنا‬
‫كلنا في النهاية‪ ...‬السعادة‪ ...‬موو؟؟؟‬

‫وهي ضامة يدينها الى صدرها‪ ..‬حست فاتن بالحزن واللم يكتسحها ‪ ...‬كلمه مؤلم وفي نفس الوقت واقعي‪..‬‬
‫يا الله على قلب هالنسان‪ ..‬قوة ما شافتها في حياتها بريال‪ ...‬شلون يقدر يتكلم جذي‪ ..‬وقلبه محترق على‬
‫هالسالفة‪ ..‬اهي خلص عرفت انه يحبها‪ ..‬وانها متيم بها‪ ...‬بس‪ ...‬ليش؟؟ ليش يحبني؟‪....‬‬

‫مل مساعد من سكوت فاتن‪ ..‬وحس انه لو راح الحين‪ ..‬هذا راح يكون افضل شي‪ ...‬مع ان الكلم كان غير‬
‫مثمر وما لين عزم مساعد بالسفر‪ ..‬لكنه مثل ما قالت‪ ..‬تفرييغ‪..‬‬

‫وهو يوصيها‪ ...:‬ديري بالج على حالج والدراسة هالله هالله فيها‪ ..‬ل تطلعين من البيت وايد ال بالظروريات وانا‬
‫راح اخلي لج سايق‪ ..‬بدبر كل شي ويا جورج وهو ما بيقصر‪ ...‬واذا تظايقتي بخلي اخووج اييج هناك‪ ..‬او تلقين‬
‫لج اجازة في الوقت الحالي وتردين الكويت‪...‬‬

‫هزت فاتن راسها بالموافقة‪...‬‬

‫ابتسم مساعد بألم‪ :‬يالله‪ ..‬اشوفج على خير ان شاء الله‪ ..‬توصين شي؟؟؟‬

‫رفعت فاتن اخيرا عيونها لمساعد‪ ..‬والدمع يترقرق مثل الماس‪ ..‬يبرق لونه في عيون مساعد‪ ..‬ذابت حناياه‬
‫لكن قوة شخصيته ما بينت هالشي ‪ ...‬وظلت ملمح ويهه قاسية مثل الصخر‪ ..‬والله اعلم باللي يمر فيه من‬
‫ذوبان‪...‬‬

‫فاتن بصوت مبحوح‪ .....:‬سلمتك‪.....‬‬


‫مساعد‪ :‬الله يسلمج ) ياخذ نفس عميق(‪ ...‬انا اوصيج‪ ..‬بذكر الله‪...‬‬
‫فاتن بهيجة دمعة‪ :‬ل اله ال الله‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬محمد رسول الله‪ ...‬مع السلمة‪...‬‬

‫وراح مساعد عن فاتن واول ما التف ويهه عنها‪ ...‬سالت دمعته اللي داراها براحة يده‪ ..‬وهو مو قادر يتخيل‬
‫نفسه يبجي‪ ..‬اول مرة ابجي على احد غيرج يا عالية‪ ..‬ابجي على الي خلفتيها في هالدنيا عشان تبليني من بعد‬
‫ما كنتي انتي سلوتي‪ ..‬الله يعيني يا عالية‪ ..‬ما قد حسيت بوحشتج على نفسي قد هاللحظة‪ ...‬وينج عني‬
‫وينج؟؟؟؟ تبعدين الذى عني وعنها‪...‬‬

‫فاتن اللي كانت تراقب مساعد وهو يغيب عن عيونها ويختفي بين الزحام‪ ...‬ظلت دموعها سايلة وجاريه على‬
‫خدودها حارقة ونابعة من القلب‪ ...‬دموع خسارة يمكن تكون محققة‪ ..‬نظرا لعدم الحلول او لعدم الستقرار‪..‬‬
‫يا الله‪ ..‬توه ما راح مساعد لكن في قلبي بدت الوحشة ‪ ...‬والتفتت فاتن عن المشهد الحزين‪ ..‬وهي تراقب‬
‫الطيارات من الجامة وبالها مو معاها في هالدنيا‪ ..‬بالها ويا مساعد اللي قلب حياتها فوق تحت بهالكلم‪...‬‬
‫حبها‪ ..‬حبها وانغرم فيها على اللي شافه منها‪ ..‬حتى انه يعرف انها تحب واحد ثاني‪ ..‬هم حبها‪ ...‬ولكن‪ ..‬قسوته‬
‫الغير عادية تخلي منه انسان غير حقيقي‪ ...‬يا ربي‪ ..‬انا شسوي‪ ..‬والله اني ضايعة‪ ..‬ضايعة يا ربي‪ ..‬دلني على‬
‫دربي دلني‪..‬‬
‫غطت ويهها بكفها وهي تهتز من البجي‪ ...‬وهدأت انتها يوم حست باللي في صبوعها‪ ...‬رفعت كفها عن عيونها‬
‫وهي تراقب السلسلة والدبلة ‪ ....‬شلون اهي لمعة وبراقة واخاذه‪ ..‬وتحبس النفاس‪ ..‬وبدت تفكر في شكل‬
‫الدبلة‪ ..‬دائرية‪ ...‬متشابكة من كل الطراف‪ ...‬ل فتحات ول ابواب تخلي الريح تمشي منها‪ ...‬ال الفراغ اللي‬
‫في الوسط‪ ..‬لكن سمك المادة يخليها بعيدة عن عرضة الفسخ‪ ...‬او القطع‪ ...‬دائرة‪ ..‬او دوامة‪ ..‬من اللوان‬
‫اللي تتراقص في الضوء‪ ..‬تبين ان الحياة عبارة عن مجموعة الوان‪ ..‬وكل لون فيها ‪ ..‬يرمز عن نمط او جو‬
‫معين في يوم من ايام الحياة‪ ...‬ولفت فاتن راسها للدرب اللي راح فيه مساعد‪ ...‬وهي ل اراديا تتبسم‪ ...‬راح‬
‫اهو الحين‪ ..‬لكن‪ ..‬مرده بيرجع‪ ...‬مرده بيرجع‪ ..‬وبهذاك الوقت‪ ..‬انا راح اكون‪ ..‬راسية على بر‪ ..‬راح اكون مثل‬
‫هالدبلة‪ ..‬اللي تلمع بالوان‪ ...‬وكل لون يعبر عن شي‪....‬‬

‫تقرب منها جورج بعد فترة وبنبرة شبه المعزية‪ :‬شو رايك مدام‪ ..‬ترجعي بيتك ول‪...‬‬
‫فاتن بابتسامة‪ ..:‬نرجع ‪ ...‬ليش لء‪ ...‬لكن مثل ما يقولون‪ ..‬القلب هو البيت وانا قلبي‪......‬‬
‫جورج يبتسم‪ :‬ولك يا ستي انا ما بعرف بحكايات الحب والغرام‪ ..‬انا كل اللي اعرفه المحاكم وبس‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن له‪ ..‬وهي تحس بتقلص العضلت اللي فيها من البجي‪ ...‬جورج الله يهداه‪ ..‬حكايات الحب‪ ...‬ل‪..‬‬
‫هذي مو حكايات الحب‪ .‬هذي حكايات الحياة‪ ...‬وهذي وقائع الحياة اللي تصيب النسان‪ ..‬هذي المور العادية‬
‫السهلة المعتادة اللي تواجه الناس‪ ..‬واللي الله يمشيها ويمشي الناس في دوامتها‪ ..‬لمن يوصلووون‪ ..‬او‬
‫يمكن‪ ...‬ما يوصلوون‪...‬‬

‫طلعت ويا جورج‪ ..‬وركبوا في تاكسي كانت في النتظار‪ ...‬وتحركوا لدرب الرجعة للبيت‪ ..‬وبطريجهم كانت‬
‫فاتن تراقب الجو وتغييراته‪ ..‬وتقارن بينه وبين ماكان اول ما وصلت‪ ..‬صحوة وانتعاش‪.‬واليوم‪ ..‬مغيم وكئيب‪..‬‬
‫حتى اميركا زعلنة على رحيلك يا مساعد‪ ..‬لكن انا اوعدها‪ ..‬انك بترجع‪ ...‬وان ما رجعت عشانها‪ ..‬بترجع‬
‫عشان‪ ) ...‬ترفع الدبلة جدامها( عشان اللي بيننا‪ ..‬وعشان اللوان‪ ..‬اللي انت تحتاجها بحياتك‪....‬‬

‫تحركت الطيارة معلنة الرحلة والرحيل الى الكويت‪ ...‬وما اصعب هالرحلة على مساعد لنه يوم يا كانت فاتن‬
‫معاه‪ ..‬لكن اهو رايح وقلبه معاها‪ ..‬وخوفه عليها كبير‪ ...‬صارع نفسه الف مرة انه ما يرد لها محل ما كانت‬
‫واقفة‪ ..‬قطعت قلبه لكن‪ ..‬اهو لزم يقسى على نفسه وعليها‪ ..‬عشان تفهم وتعقل‪ ..‬ومن الجنطه اللي كانت‬
‫معاه على الطيارة طلع دفتر اشعار عالية اللي يحمله معاه‪...‬‬
‫وفتح على صفحة‪ ..‬معلمة بتاريخ نهايةالسنة‪...‬‬
‫)) كبرت الطفلة‪ ..‬وكبر عقلها‪ ...‬وما اسهل كبر العقل في ظروف الحياه هذه‪ ..‬ولكن‪ ..‬قلبها‪ ..‬اسيكبر مع‬
‫عقلها‪ ..‬ام سيظل عاشقا للمنيات‪ ..‬والرغبات السحرية؟؟؟ ارجوك يا طفلتي‪ ..‬ل تكبري‪ ..‬فكبر القلب‪ ..‬معناه‬
‫الشيخوخة((‬

‫مرحلة انتهت وهاهي المرحلة الجديدة تبتدي في حياة فاتن ومساعد وكل من حولهم‪ ...‬يا ترى‪ ...‬في المرحلة‬
‫الجديدة‪ ..‬كم من المصاعب قد يواجهون‪ ...‬والسبيل الى الحرية النفسية والفكرية والعاطفية‪ ...‬حقيقي‪..‬‬
‫ومرسوووم‪...‬‬

‫الجزء العشرون‬
‫الفصل الول‬
‫‪---------------‬‬
‫مثل الحلم اللي أنقضى‪ ..‬ومثل لذته السريعة على النفس‪ ..‬استيقظ مساعد بنظرة كسيرة للعالم‪ ..‬يا هي‬
‫وحشتج يا فاتن بهالدنيا‪ ..‬وكيف انها تسوى وتسوى وياج‪ ..‬لن من اول ما راح مساعد عن فاتن بالمطار ودخل‬
‫الطيارة كانت عروقه كلها تشتكي من الهجران والوحشة‪ ..‬اذا اهو اللي راد لهله وناسه وديرته يعاني من‬
‫جذي!! الله يعين فاتن اللي عايشة بالغربة‪ ..‬ل حبيب ول قريب ول اخو ول صديق‪ ..‬والسبب من‪ ...‬أنت‪ ..‬ااااه‬
‫يا فاتن‪ ...‬يا احلى كلمة يتغنى بها اللسان‪ ..‬يا اجمل واقع‪ ..‬وأألم واقع‪..‬‬
‫ابتسم مساعد وهويذكر ويه فاتن‪ ..‬حتى واهي معصبة‪ ..‬وهي قاعدة من النوم‪ ..‬وهي تبتسم‪ ..‬واهي معصبة‪..‬‬
‫وهي مهتمة‪ ..‬مناحسة‪ ..‬كل شي‪ ..‬شكلها محفور في ذاكرة الريال‪ ..‬مو قادر يعرف شلون يشيلها ول يخليها‪..‬‬
‫لن كل الثنين بيتسبب في نهايته‪..‬‬

‫كانت الساعة ‪ 6‬المغرب بتوقيت الكويت يوم نزل مساعد‪ ...‬اول ما لفحه هوا الكويت العليل سكر عيونه‬
‫بفرحة‪ ..‬ومن سكر عيونه شاف ويه فاتن العالق بجفونه‪ ..‬وانعصر قلبه عليها‪...‬‬

‫خلص معاملته ويا المطار والجنط‪ ..‬وصار لزم يرد البيت‪ ..‬بس شلون واهو ما عنده سيارة‪ ..‬اهو الحين لزم‬
‫يزهب له شي يقوله للناس لن رجعته غير متوقعة هالوقت‪ ..‬اهو المفروض يرجع بعد اسبوع تقريبا ول خمسة‬
‫ايام لكنه متجدم‪ ..‬مع ان يمكن اللي بيقوله ما راح ينطلي على عدد كبير من الناس‪ ..‬ومنهم اهل فاتل‪..‬‬
‫وخصوصا جراح‪ ..‬لكن اهو بيقدر يفتح قلبه لجراح ويقول له نظرا لنه اهو يعرف ان علقته مع فاتن شوي‬
‫حساسة لنهم كانو ويا بعض لفترة من الزمان‪..‬‬
‫اتصل في صديقه فهد اللي ياه عند المطار وسلم عليه ووصله البيت‪ ..‬واول ما وقف مساعد عند بيتهم حس‬
‫بالوحشة لفاتن‪ ..‬التفت لوراه ‪ ..‬وكانه بشوفها واقفة تنتظره يتقدم خطوات عشان تلحقه‪ ..‬لن ما كان وراه ال‬
‫الفراااغ‪ ...‬سم بالرحمن وضرب على الجرس‪ ..‬انتظر شوية ال ومريم تفج الباب‪ ...‬ووقفت متصنمة وهي‬
‫تناظره‪ ..‬وابتسامته في ويهها خلتها تهز البيت باسمه‬

‫مريم‪ :‬سعوووووووووووووووووووووودي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬اوش اوش‪ ...‬فضحتينا‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يمة مساعد وصل‪ ...‬نووووروووو مساعد هني‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬والله انج فضيييحة يا مريم‪..‬‬

‫وعلى طول الصغيرونة هامت في احضان اخوها الحبيب‪ ..‬يا لله ان مساعد في قلبها بمثابة الب الحنون‪..‬‬
‫والثاني بعد اللي شم ريحة فاتن فيها لمها بذراعاته‪..‬‬

‫مريم تناظر من وراه‪ :‬وينها فتون؟؟ ما يات وياك؟‬


‫مساعد‪ :‬الله يهداج فاتن وراها دراسة شلون اتيي؟؟‬
‫مريم بصدمة‪ :‬يعني خليتها بروحها وييت هني؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬اي بروحها؟؟ يمها الجامعة وسكن الطلب والحمد لله كونت لها اصدقاء‪..‬‬
‫مريم‪ :‬والله ان عليك قلب‪ ..‬خذني لها مساعد والله اني تولهت عليها حرام عليك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههه يا بنت الناس خليني اتنفس قبل‪..‬‬

‫ونزلت ام مساعد ويا نورة من على الدري واستقبلووه بالحضان وهواللي ما ما نع‪ ..‬لنه كان محتاج للمة‬
‫الناس‪ ..‬يا الله فارقتهم طول هالفترة وما حسيت لفراقهم ال بهاللحظة‪ ..‬اللله يحفظج سالمة يا فاتن‪..‬‬

‫ام مساعد‪ :‬شلونك يمة شخبارك عساك ابخير؟‬


‫مساعد‪ :‬ابخير يا مال الخير انتي طمنيني عليج وعلى صحتج‬
‫نورة‪ :‬اي اي انا بتشكى عليها تراها تعاند في البر وما ترضى ال بالغصب‪..‬‬
‫مساعد بنظرة تأنيب لمه‪ :‬ها يمة‪ ..‬ما اتفقنا على انج تاخذين الدوا‪..‬‬
‫ام مساعد وهي تمسك خصر ولدها الفارع القامة‪ :‬يمة مو كل يد يد الغالي‪..‬‬
‫يضحك مساعد‪ :‬يا عيني عليج يا راعيتها‪ ..‬الحين عاد بتقردينني بهالكلم‬
‫ام مساعد وهي تتنعز عنه‪ :‬الله عليك الحين انا اقردن‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههه )وهو يضمها( يا ناس احبها‪...‬‬

‫وقعدوا مع بعض ونورة ومريم خذوا اغراض مساعد لغرفته وهو يمشي وراهم وضام امه لصدره ‪ ..‬ما يدري‬
‫ليش‪ ..‬يبي يحس بالمان‪ .‬لنه في حاله نفسية ضعيفة ومهزوزة‪ ..‬ما يدري ليش يحس بالذنب لبسه لراسه‪..‬‬
‫شلون يلم اهله وناسه ومخلي فاتن بروحها هناك؟؟؟‬

‫نورة وهي تبتسم ابتسامة كريست‪ :‬ها مساعد شيبتلي من هناك؟؟‬


‫مساعد‪ :‬شيبت لج؟؟ شقالولج رايح سياحة انا؟‬
‫مريم‪ :‬تبي تقول لي انك رحت اميركا وما شريت لنا شي؟؟؟ شهالبخل يا اخي؟؟؟ حرك ظرسك والله انك‬
‫بخييل‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههه والله مادري فاتن شرت لكم شي وانا حطيته في هالجيس‪ ..‬جوفوه يمكن‬
‫يعجبكم‪...‬‬
‫مريم‪ :‬وااااااو اكيد اكسسوارت واكسسوارات على ذوق الملكة فاتن تسوى الدنيا كلها‪..‬‬

‫ابتسم مساعد لكلم مريم عن فاتن‪ ..‬حتى السوالف عنه تدغدغ مشاعره وتسليه عن وحشتها‪..‬‬

‫نورة وهي تتمعن في السلسلة النتيييك اللي كان قلبها محفووور بالعاج‪ :‬وااااااااو‪ ..‬كشخة‪ ..‬عمري فتووون‬
‫دومها مولعه بالنتيك‪ ..‬مريووم حلو على السويتر السود اللي شريته مووو‬
‫مريم وهي تتمعن في الخاتم الياقوتي اللي شرته لها فاتن وتبتسم‪ :‬يا الله تذكرت!!‬
‫مساعد‪ :‬شنو تذكرت‪..‬‬
‫مريم وهي تكابد الدمع بعيونها‪ :‬يوم احنا صغار كنت اقول لها اني بس اصير غنيه بشتري لي خاتم كبير مثل‬
‫الملكات‪ ....‬وهي ذكرت‪ ...‬وشرت لي ‪ ...‬عمري فتوووون ولهت عليها‪...‬‬

‫طلعت مريم من الغرفة وهي تبجي ‪ ..‬ومساعد عيونه لحقتها والسى ظهر على ملمحه بقووو‪..‬‬
‫نورة‪ :‬بروح اشوفها‪ ...‬عن اذنكم‪..‬‬
‫ام مساعد وهي تقعد على السرير وحاجب مرفوع‪ :‬والله ما يرزي عليها شهر من راحت ارفيجتها‪ ..‬قبل طول‬
‫الصيف ما تشوفها‪..‬‬
‫مساعد يلتفت لمه من غير ما يناظرها بالعين‪ :‬بعد‪ ..‬اهي تعودت اذا ما شافتها على القل تسمع صوتها‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬دلع بنات‪ ..‬ال قول لي يمه شخبارك عساك ابخير‪..‬‬
‫مساعد في ذيج اللحظه اخر ما كان يحس فيه اهو الخير‪ :‬الحمد لله يمة‪ ...‬الحمد لله‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬بس عيل اخليك انا الحين‪ ..‬اكيد وراك صلة وتعبان‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬تسلمين يمة‪ ..‬اول ما يوصل ابوي صحيني ابي اسلم عليه‬
‫ام مساعد‪ :‬ان شاء الله يمة‬

‫راحت ام مساعد عن ولدها اللي من تسكر الباب حط راسه بين ايديه‪ ...‬وفز من مكانه بعصبية كبيرة‪..‬الحين‬
‫ادرك غلطته بتسرعه بالرجعة عن فاتن‪ ..‬يا الله شهالقلب اللي علي شلون قدرت اتحمل فكرة اني اخليها‬
‫بروحها‪ ..‬انا اللي متوعد ومتعهد‪ ..‬بس‪ .‬والله ما قدرت اتحمل اكثر‪ ..‬اللي صابني ويا فاتن اكثر من ما اتحمل‪..‬‬
‫بس ما بخليها بروحها‪ ...‬بفكر بقرار اني اطرش مريم تدرس وياها‪ ..‬وان كان على حسابنا‪ ..‬بس اهم شي‬
‫اخلي ونيس لفاتن‪ ..‬ما يصير تقعد بروحها جذي‪ ..‬حس بالظيج‪ ..‬وعلى طول دخل الحمام عشان يشيل شويه‬
‫من هالظيج اللي حايشه‪..‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫مريم في الدار اللي قعدت تبجي وتبجي ونورة تخفف عليها لكن ماكو اي امل‪..‬‬

‫نورة‪ :‬مريم ‪ ..‬ريمو حبيبتي علمج تبجين جذي‪ ..‬ما فيها شي فاتن‬
‫مريم‪ :‬والله ولهت عليها نورة لني بصراحة مشتاقه لها من زمان ما كلمتها ول شفتها تعرفين شلون اهي‬
‫كانت وياي طول عمري والحين ما اشوفها‪ ...‬والله صعب علي‪.‬‬
‫نورة تبتسم‪ :‬ادري فيج يا ريوووم بس والله مو زين على عمرج‪ ..‬تتعبين وتتعب نفسيتج وياج‪..‬‬

‫مريم وهي تمسح دمعها والخاتم في يدها‪ ...‬فجت قبضتها وشافته وابتسمت‪ ...‬تذكرت مناسبة هاليوم‪ ..‬كانو‬
‫قاعدين في الكلس والبلة كانت لبسة خواتم ل تعد ول تحصى في يدها ولكن واحد منهم عجب مريم‪..‬‬

‫وبهمس لفاتن‪ :‬فتوون‪ ...‬شوفي خاتمها الوردي‪..‬‬


‫فاتن بهمس‪ :‬اي واحد؟؟وايد خواتم لبسة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههااااي جوفي الوردي الكبير‪..‬‬
‫تمت فاتن تناظر صبوع المدرسة واخيرا قدرت تلقط الخاتم اللي تتكلم عنه مريم‪ :‬شفيه؟؟‬
‫مريم‪ :‬حلوو مووو؟‬
‫فاتن تناظر مريم بغباء‪ :‬مالت عليج‪ ...‬اي حلوو شفيها‪..‬‬
‫البلة بصوت عالي شوي‪ :‬مريم وفاتن‪ ...‬انتبهو للدرس‪..‬‬
‫انتبهت فاتن للمدرسو وويهها مصبغ باللون الحمر‪ :‬ان شاءالله ابلة‪...‬‬

‫سكتت عن مريم وهي مستحية لنها ماتحب المدرسات ينبهونها بالسكوت‪ ..‬ومريم اللي نقعت من الضحك‬
‫على شكل فاتن خلتها تعوي ثمها وتطلع لسانها في ويهها وهذا اللي خلى مريم تضحك اكثر‪ ..‬وبعد فترة من‬
‫الصمت في الصف ردت مريم تقرقر عل راس فاتن‪..‬‬

‫مريم بهمس‪ :‬فتوون قوليلها اني ابي الخاتم‪...‬‬


‫فاتن بهمس‪ :‬مريم ان ما سكتي والله بالقلم على ويهج‬
‫مريم بصوت عالي وكانها نست روحها‪ :‬افا وين الصداقة فتييينة؟؟‬
‫البلة‪ :‬مريم‪ ...‬فاتن‪ ..‬هذي ثاني مرة انبهكم بالسكوووت‪ ...‬الثالثة تروحون للمشرفة‪ ..‬سامعين؟؟‬
‫مريم اللي تحجت لن فاتن انقفط ويهها‪ :‬ان شاء الله ابله بس حبيت اقول لج‪ ..‬ان خاتمج وايد حلوو‬
‫البلة تصبغ ويهها‪ :‬خاتمي؟؟‬
‫مريم ‪ :‬اي هذا الوردي الجبير‪ ..‬وايد وايد حلووو عليج بالعافية‪...‬‬
‫البلة وهي مستحية‪ :‬يعافيج ربي وبسج قرقة يالله انتبهي للدرس‪ ..‬لو تبتهي لكثر ما تقرقييين جان انتي‬
‫متفوقة‪..‬‬

‫كل الطالبات ضحكوا على مريم حتى فاتن ورمت الكل بنظرة احتقار ال فاتن لنها قرصت يدها‪..‬‬
‫ومن بعد هالصف كانت فسحة الستراحة‪ ..‬وطبعا مريم وفاتن وسمية الثلثي المرح قاعدين ويا بعض‬
‫يتريقوون‪ ...‬ومريم زعلنة من فاتن وفاتن هم زعلنة من مريم وهذي سابقة‪..‬‬
‫سمية اللي لحظت البرود بين الثنتين استغربت الوضع‪..‬‬

‫سمية‪ :‬علمكم انتو الثنتين وراكم ساكتين؟؟شي صاير؟؟‬


‫فاتن سكتت ومريم الثانية وتبادلووو نظرااات تحرق كل وحدة منهم ونظرا لن مريم اقسى من فاتن اللي‬
‫طبيعتها مرهفة غلبت فاتن وخلتها توخي بعيونها‪...‬‬

‫سمية‪ :‬وي بسم الله قلت لكم شي صاير ما قلت لكم تحارقو بالعيون‪ ...‬ها ام جعلن )مريم( شصاير بينكم؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل بس‪ .‬اكتشفت اليوم ان الدنيا مافيها اصدقاء‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مالت عليج عاد‬
‫مريم بعصبية‪ :‬ل تسبين ويا ويهج‪ ..‬مو كفاية يعني اللي سويتيه في الصف اليوم‬
‫فاتن‪ :‬والله محد قاللج تفتحين اذاعة الصباح‪ ..‬يعني كان لزم تتكلمين بالموضوع بالصف ما كنتي تقدرين‬
‫تنتظرين الفسحة اللي بعده‬
‫سمية‪ :‬اوب اوب اوب‪ ...‬اوقفوا‪ ...‬شالموضوع‪..‬‬
‫مريم‪ :‬كل اللي صار ان البلة انيسة لبسة خاتم حلووو اليوم وعلقت عليه‪..‬‬
‫سمية‪ :‬اي خاتم وايد خواتم تلبس ذي‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬ضحكتي يارب مادري شقول ‪...‬‬
‫سمية‪ :‬زين كملي‬
‫مريم‪ :‬زين ان جان كلمت هالكحل اللي يمج وابد ما تقدر تهمس وتتصاصر صوتها لبيتهم ‪ ..‬مسكتنا البلة‬
‫وهزئتنا‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬وانتي تعرفين ان نقطة ضعفي ان البلة تنشدني في الصف وتقول لي سكتي‪ ..‬ماحب هالشي يا بنت‬
‫الناس جم مرة بعلمج‬
‫مريم‪ :‬سكتي يالبطيخة‪ ..‬ال قلت لها بصريح العبارة ابلة خاتمج عجبني‪...‬‬
‫سمية بدهش‪ :‬جدام البنات؟‬
‫مريم‪ :‬اي جدامهم‪ ..‬ليشششششش انا شقلت؟؟‬
‫فاتن ‪ :‬ردي عليها سمية‪ ..‬انا مافيني صراحة‪..‬‬
‫سمية‪ :‬فشلتينا يعلج ريلج يخمج‪..‬‬
‫مريم بحيا‪ :‬حرام عليج ل تدعين جذي‪ ..‬استحيز‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬عبالج هذي ادمية‪..‬‬
‫مريم‪ :‬واله صدقوني خلوني بس اكبر واشتغل ول اتزوج واحد غني بشتري لي مثل هالخاتم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا ل كبرت بشتريه لج ول تزعلين‬

‫مريم‪ :‬وي ما ابيي مالج حليان ومصدي ‪ ..‬ل ومو طالع من القلب‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬افا‪...‬‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههه اتغشمر وياج‪ ..‬تحبيني يالحمارة تموتين فيني‪ ..‬مادري شلون بتفارقيني يوم‬
‫من اليام‪..‬‬
‫فاتن وهي تضم مريم‪ :‬انا افارقج‪ ..‬انا وانتي مثل البيض والقشرة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مثل الزهرة والنحلة‬
‫سمية الغيورة‪ :‬مثل البصلة وقشرتها‪...‬‬
‫مريم تاشر بصبعها على سمية‪ :‬وانتي الريحة هاهاهاهاها‬
‫سمية‪ :‬ويا راسسسسسسج‪...‬‬

‫نورة‪ :‬هدأتي؟؟‬
‫مريم وهي تمسح على ويهها‪ :‬ايــه‪ ..‬شوي‪..‬‬
‫نورة تبتسم‪ :‬مريوووم‪ .‬انا ادري بغل فاتن في قلبج‪ ..‬وصدقيني‪ ..‬اذا الله عطانا عمر‪ ..‬ل اخذج لها انا بنفسي‬
‫هناك باميركا‪..‬‬

‫ضحكت مريم‪...‬‬

‫نورة استعجبت‪ :‬تضحكين؟؟ علبالج اجذب؟؟ ل حبيبتي انا قد كلمتي‪ ..‬وبتجوفين ان ما خذتج هناك ويا فيصل‪..‬‬
‫صدقيني عشان خاطر عيونج كل شي تطلبينه يتم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬تسلمين وما تقصرين‪...‬‬
‫نورة وهي تهب بوقفتها‪ :‬يالله‪ ..‬انا بخليج الحين‪ ..‬بروح اتجهز اليوم عندنا عزيمة في بيت خالة فيصل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ياحبهم اهل ريلج للعزومات‪ ..‬كانا عشنا عمرنا بل عزومات‪.‬‬
‫نورة تضحك‪ :‬يا مريم هذي عايلة جبيرة ويحبون يتيمعون‪ ..‬مو مثلنا‪ ..‬عودتنا امي على قعدة البيت وما نزور‬
‫احد ول نتواصل ويا احد‪ ..‬ترى الجماعات احلى شي في العوايل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬والله ما ادري‪ ..‬عمري ما جربت هالشي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬اذا تزوجتي بتعرفين‪...‬‬
‫علىطاري الزواج تغيرت الوان مريم ونورة لحظتها‪ ...:‬شفيج ريوم؟‬
‫مريم‪ :‬ها‪ ...‬انا؟؟ ما فيني شي‪ ....‬ليش؟‬
‫نورة‪ :‬من يبت لج طاري الزواج تغيرت الوانج‪...‬‬
‫مريم‪ :‬الواني؟؟ الله يهداج اشارة مرور تغيرت الواني؟؟ ل ما فيني شي بس بروح اغسل ويهي‪...‬‬
‫نورة‪ :‬على راحتج‪ ..‬يالله اشوفج على خير‪..‬‬

‫قبل ل تطلع نورة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬نورة‪.‬؟‬
‫نورة‪ :‬هل؟‪..‬‬
‫مريم‪ :‬لتباتين الليلة هناك‪ ..‬تعالي هني‪ ..‬خاطري نقعد ويا بعض مثل قبل‪..‬‬
‫نورة بابتسامة عريضة بينت مدى فرحها من اقتراح مريم‪ :‬افا عليج‪ ...‬ما طلبتي يا غناة روحي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وييي شعندها بنت المارات‪..‬‬
‫نورة‪ :‬هههههههههههههههههههه ‪..‬‬

‫راحت نورة عن مريم اللي تمت واقفة عند باب الحمام وهي تذكر فاتن‪ ...‬الله يذكرج بالخير يالغالية‪ ..‬ومن‬
‫فاتن انتقل بالها الى جراح ولقائها وياه امس بالجامعة‪ ..‬يالله حدي خايفة‪ ..‬ل يصير بس شي جايد‪ ..‬امي‬
‫ومنقلب مزاجها على بيت الياسي‪ ..‬الله يعين قلبي والله ل صار شي ‪ ..‬بموووت‪ ..‬لكن سعوود ما بيعور قلبي‪..‬‬
‫اهو احن علي من امي‪ ..‬على طاريه‪ ..‬ليش ما اروووح له‪..‬‬
‫دخلت مريم الحمام بسرعة وغسلت ويهها ‪ ...‬وراحت دار اخوها‪..‬‬

‫كان مساعد يصلي وعلى عادته يخلي الباب شوية مفتوح طلت مريم براسها وشافته ‪ ..‬وبهدوء دخلت الغرفة‬
‫وراحت عند السرير‪ ..‬فجت الجنطة وطلعت الغراض‪ ..‬وحال ما خلص مساعد صله استغل ترتيب مريم‬
‫للغراض وتم يقرى شوي من القرآن‪ ..‬ويوم فرغ فرغت مريم وياه‪ ...‬والتفتت له بابتسامة وبادلها بالمثل‪...‬‬
‫وراح وقعد بكل هدوء على السرير وهي يمه‪ ...‬كانت قاعدة وهو قاعد وراسه بين يديه‪ ..‬وكانه يعاني من‬
‫صداع‪ ..‬وكان في قلب مريم الف سؤال لمساعد‪ ...‬لكنها ما قدرت ال تسأله هالسؤال‪..‬‬

‫مريم بصوت حنون‪ :‬شالخبار؟؟؟‬


‫رفع راسه مساعد وهويبتسم بألم‪ ...‬وبعد فترة من الصمت‪ ..:‬وانا اللي حسبالي ان ويهي منظرة لحوالي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان جان على انه منظرة فهو منظرة وخوش منظرة‪ ..‬بس ابيك انت تقول لي‪...‬‬
‫مساعد وهو يناظر مريم‪ :‬الحال ما يسر‪ ...‬او اظنه ما يسر؟؟‬
‫مريم وهي تعقد حواجبها‪ :‬ما توالفتو؟؟‬
‫مساعد بتنهييدة منا لعماااااااق‪ :.‬الموالفة هو اقل شي يمكن صار‪...‬‬
‫مريم‪ ....:‬من جذي رديت؟‬
‫مساعد وهو يرتب اللحاف اللي كان على السرير‪ :‬يمكن‪ ....‬اهو السبب‪ ..‬ول ما ادري‪..‬ظاقت فيني الدنيا يا‬
‫مريم‪ ...‬حسيت اني انسان ضعيف‪ ..‬ما اقدر اسوي شي‪ ..‬لول مرة بحياتي احس اني عاجز وما اقدر امد يدي‬
‫ول اقدر افكر ول اقدر ابتكر شي‪ ...‬الهزيمة على يد فاتن سحقت كل عزيمتي‪ ..‬وانا الي كنت اظن اني قادر‬
‫اني اسيطر على اموري طلعت غلطااان‪ ...‬انهزمت يا مريم‪ ....‬على يد بنت‪ ..‬يمكن ما طاف عمرها العشرين‬
‫سنة‪ ..‬هزمتني ببرودها‪ ..‬وجفاها‪ ..‬وملمح ويهها اللي تخلي من قلبي مثل الشمعه‪ ..‬تذوب وتذوب ويخبووو‬
‫ضواها‪ ..‬ويحترق المل باحتراق خيطها‪ ..‬لمن خلص‪ ..‬تعبت وييت‪....‬‬
‫مريم من غير تصديق‪ :‬فاتن سوت كل هذا؟؟؟ مستحيل!!‬
‫مساعد وهو يسند راسه على يده اللي ماسك بها الجدار‪ :‬صدقيني مريم‪ ..‬ما ابي اجرمها ‪ ..‬ول ابي ابينها‬
‫شرسه وضاريه ومحد يقدر عليها‪ ...‬لكنها يا مريم حقل مفخخ‪ ..‬اي شي اقوله ممكن ينفجر في ويهي‪..‬‬
‫وحاولت‪ ..‬وربي حاولت‪ ...‬ما قدرت‪..‬‬
‫مريم‪ :‬مستحيل هالشي؟؟ شلون‪ ..‬وانت مساعد؟؟‬
‫مساعد يضحك بقهر‪ :‬مو هذي المشكلة‪ ..‬اني انا مساعد‪ ...‬مساعد اللي عمره طاف السبع وعشرين سنة‪..‬‬
‫وبنت اصغر منه بسبع سنين تقدر تحطمه‪ ..‬بنظرة براءة‪ ..‬وتخليه بانتظار نظرة حب تخلي الدم يجري في‬
‫العروق‪...‬‬

‫مريم اللي قامت وراحت لعند اخوها وهي تمسك ذراعه‪ :‬حبيتها يا مساعد؟‬
‫واخيـــرا استسلم الصخر الي في مساعد وسمح لنفسه بالنكسار‪ ..‬بدمعه من مآقي عيونه‪ ..:‬حبيتها؟؟ هذي‬
‫الحب شوية عليها‪ ...‬هذي لو اهبها بعمري‪ ..‬ما اوفي لحقها‪ ..‬فاتن جوهرة يا مريم‪ ..‬لزم الناس تصونها‪ ..‬فاتن‬
‫خطر على الكل‪ ..‬لن محبتها تقدر تاخذ العقل‪ ..‬مريم‪ ..‬انا خلص‪ ..‬ما عدت اتحمل‪ ..‬والله ما عدت‪ ...‬انا كبير‬
‫على هالسوالف‪ ..‬والله كبير‪ ..‬مااحب هالمراهق اللي قاعد ينمو بداخلي‪ ..‬ماحب هالطائش اللي وده لو يوقف‬
‫على شرفتها وينتظرها لمن تطلع له وتهديه احلى العبارات ول ترميه بمنديلها ول ترسله بوسه في الهوا‪ ..‬تقدر‬
‫تخليه يسكر وينتشي بها ليام‪ ...‬انا ابي استقرار‪ ..‬ابي امشي على ارض ثابته‪ ...‬لكن‪....‬‬
‫سكت مساعد لن الكلم اللي في قلبه سيلن ويخاف يجرفه ويجرف كل اللي عرفه بحياته بلحظة‪ ..‬لذا فضل‬
‫السكوت على كثر الكلم‪ ...‬ومريم احترمت صمته وشاركته نحيبه بهدوء‪ ...‬ولكن الله اعلم بالعواصف‬
‫والمعارك النفسية اللي يمر فيها قلب مساعد‪...‬‬
‫لكن عقل مريم كان يصرخ بالحقيقة اللي عرفتها من فترة‪ ..‬ان مساعد كان يحب عمه فاتن المتوفاة عالية‪..‬‬
‫وكانت تحس بالشك ان لربما مساعد ما يحب فاتن ولكن يحب شبح عالية اللي يعيش في فاتن واللي الكل‬
‫حتى ابوها الله يرحمها كان يشوفها فيها ‪ ...‬وما قدرت تهدى اكثر‪ ..‬ويوم لحظت سكوووت اخوها وهدوئها‪..‬‬
‫حست انه الوقت المناسب انها تفتح وياه هالسالفة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬مساعد‪ ...‬ابيك اسالك‪ ....‬شي صراحة وابي جوابك يكون بنفس صراحة سؤالي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬سألي مريم‪...‬‬
‫تباعدت عنه شوي وراحت ووقفت عند باب الغرفة‪ ..:‬حبك لفاتن هذا‪ ...‬لشخص فاتن ول‪ ...‬لروح ‪.. ...‬‬
‫سكتت مريم لن حواجب مساعد تعقدت‪ ...‬وحثها على الكلم‪ :‬كملي مريم‪ ...‬لروح منو؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل تفهمني غلط مساعد لكن‪ ..‬انا اعرف انك كنت ‪ ...‬تحب عمة فاتن‪ ...‬اللي توفت عالية‪..‬‬
‫مساعد انصدم‪ ...‬مريم تعرف بهالموضوع من خبرها‪ ..‬فاتن؟؟‪ :‬وانتي شدراج‪..‬‬
‫توترت مريم‪ .. :‬انا‪ ...‬ل بس‪ ...‬بكل صراحة انا سمعته من كلم بينك وبين امي‪ ..‬عرضيا يعني مو قصدا مني‪..‬‬
‫ما كنت ابي اسمع السالفة ومو من عوايدي اني اتصنت على الناس لكن يوم سمعت اسم عالية ل اراديا‬
‫توقفت و‪ ...‬تميت اسمع ‪...‬‬
‫مساعد وهو يتنهد‪ :‬الحمد لله‪ ..‬علبالي سمعتي السالفة من احد يعني مثل فاتن ول اهلها‪)...‬انتبه لها مرة ثانية(‬
‫زين ‪ ..‬عيدي سؤالج مرة ثانية‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انا كل اللي فيني يا مساعد اني مستغربة صراحة‪ ...‬حبك لفاتن هذا لها ‪ ..‬ول للروح اللي تسكن فاتن‬
‫وهذا شي واضح للعيان‪ ..‬ول بسبب حاجة فيك‪ ..‬تحاول انك تبثها من خلل فاتن؟؟؟‬
‫مساعد وهو يقعد على الكرسي اللي عند الجامة ويمسح ويهه بيده‪ :‬ظنيج جذي في البداية‪ ..‬كل هالمووور‬
‫اللي قلتيها استثناء الحب لفاتن بروحها‪ ...‬انا اول ما شفت فاتن‪ ..‬ل اله ال الله ظنيت ان عالية ردت الدنيا‪..‬‬
‫ومن بعد ما عرفت صلتها فيها قلت مستحيل هالبنت تضيع مني‪ ..‬ويوم شفتها‪ ..‬بهذاك اليوم واقفة ويا ‪...‬‬
‫) صر على اسنانه لن مجرد الذكرى تأجج حطب الغيرة فيه( ‪ ..‬حسيت اني لزم اقتلعه من داخلها بجذوره‪..‬‬
‫وكانت حاجتي اني اكون بامان مبثوثه في كون فاتن بعيدة عنه‪ ..‬كنت اعمى وما قدرت افهم ان فاتن تقدر‬
‫تكون قريبة منه لو كانت باخر العالم‪ ...‬ومن بعدها‪) ..‬يبتسم بحنان وكان فاتن موجوده وياه( في اميركا‪..‬‬
‫تميت اراقبها واراقب ابسط الشياء اللي تسويها وصرت مينونها يا مريم‪ ..‬ما اجذب عليج ما عدت اشوف‬
‫لعالية ول النبتة الضارة اللي نبتت في قلب فاتن‪ ..‬ما عدت اشوفها ال اهي‪ ..‬وانا‪ ...‬بعالم مافيها ال احنا‬
‫الثنين وصراعاتنا؟‪..‬؟‬
‫مريم وهي تقعد يمه‪ :‬يعني انت الحين تحب فاتن عشان فاتن‬
‫مساعد‪ :‬احب فاتن عشان فاتن ولجل فاتن وفقط فاتن‪....‬‬
‫مريم وهي تهب علىريلها وروح الحماس متشعلله والتفاؤل يلمع بويهها‪ :‬عيل خلص‪ ..‬ل تعور لك قلبك‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ليش؟؟‬
‫مريم‪ :‬لنك لزم تثق بكل اللي اقوله‪ ..‬انت بكل صراحة يديد في هالساحة‪ ..‬صج ان عمرك ما يسمح لك وصج‬
‫انك حبيت من قبل‪ ..‬بس‪ ...‬الحب الحقيقي ينعرف لمن يكون العذاب اكثر من الراحة‪ ..‬وما الحب ال العذاب يا‬
‫اوخي العزيز‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬الظاهر انج خبيرة في هالمجال‪..‬‬
‫توترت مريم لكنها ابتسمت لخوها بذكاء وهي تغير الموضوع‪ ...:‬شوف‪ ..‬دامني انا شفت هالشي فيك فاتن‬
‫لزم شافته‪ ..‬وصدقني اذا شافته معناته اهي تعيش في دوامة اعنف من اللي انت عايشها‪ ..‬وفاتن مشكلتها‬
‫منظهرها الهادي لكن مخها‪ ....‬طوفان من الحيرة والفكار‪..‬‬
‫مساعد والمل يلمع فيه‪ :‬من صجج مريم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههه من صجي‪ ..‬هذا اذا مو الحين قاعدة وتتكلم ويا نفسها عنك وتعد خصالك الزينة‬
‫وتنشد بك‪ ...‬صدقني‪ ..‬فاتن مثلها مثلك‪ ..‬عاشت في وهم وخيال بنته في سبع سنوات وما تحقق لها ال‬
‫بشهرين او اقل‪ ...‬صدقني‪ ..‬بتحس بطعم الحب الحقيقي‪ ..‬او يمكن حسته من اول ما اختفيت انت عن‬
‫ساحتها‪..‬‬

‫مساعد الي ما صدق اللي تقوله مريم‪ ....‬لكن ما يدري ليش يحس بالقتناع من كلمها‪ ..‬ليش انها اقرب‬
‫انسانة لفاتن‪ ..‬واكثر وحدة فاهمتها بهالدنيا‪ ..‬ويمكن اهي ادرى فيها‪..‬‬

‫مساعد وهو متحمس وكان الهم اللي فيه سحااابه عدت ومرت‪ : ...‬تدرين مريم‪ ..‬لو قرقتج هذي كلها تطلع‬
‫صح‪ ...‬والله ل ابني لج قصر من العاج‪...‬‬
‫مريم‪ :‬وي هههههههههههههههههههههههه شابي في قصور العاج‪ .‬فرحتك وفرحة اعز انسانة على قلبي تسوى‬
‫هالدنيا وما فيها يا خوي‪ ...‬اهم شي بس اشوفك مرتاح وفرحان‪ ..‬واحب اقوللك‪ ..‬خلك ريلكس‪ ..‬الحب كله‬
‫استرخاء‪ ..‬واللي يشد يقطع الحبل‪...‬‬
‫مساعد وهو يضم مريم‪ :‬يا نبببع الصفا والحنان انتي‪ ...‬متاكدة انج ‪ 19‬سنة‬
‫مريم بطنازة‪ :‬وييي طالع هذا‪ ..‬انا عمري ‪ 20‬سنة شكوو مصغرني سنة ما بغيت اكبررر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههه يا بعد الكبار انتي والله‪...‬‬

‫ضم مساعد اخته في حنان بالغ ورغبه في المان‪ ..‬لنه ماحس فيه ال بهالوقت‪ ..‬يمكن اهو سبب سفره انه‬
‫كان محتاج احد يكلمه جذي عن فاتن ويهدي قلبه ويوسع صدره في مثل هالموضوع‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬بس عيل‪ ..‬المهمة عليج انتي الحين؟‬


‫مريم باستغراب‪ :‬مهمة؟؟ شمهمته؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ابيج تقولين لي‪ ..‬ال تفصفصيين لي حياة فاتن من اول ما فهمتوا لبعض‪ ..‬لخر شي م في حياتكم‪..‬‬
‫حتى الحين وانتووو بعاد‪ ..‬ابيج تخليني اعرفها مثل ما اعرف خطوط راحتي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه بس شررررررط‬
‫مساعد‪ :‬لج عيوني لو تبينهم؟؟‬
‫مريم بعجز‪ :‬ما ابي ارووح الجامعة من الصبح والله ملييييييييييييييييييت طقت جبدي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههه افا عليج ما طلبتي والله‪ ..‬بس الجامعة‪ ...‬حسبي حسابج‪ ...‬الليسن وبتتدربينه‬
‫مريم من غير تصديق‪ :‬جذبه ابريل؟‬
‫مساعد‪ :‬اي ابريل يالخدية احنا في نوفمبر‬

‫مريم‪ :‬واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي باخذ الليسن يا فرحتي منووو قدي منوووووووووووووو؟؟؟‬


‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫في ذيج الشقة المظلمة بخيوط الفجر الناعم‪ ..‬تكورت فاتن في سرير مساعد ‪ ..‬حست بالوحشة طول اليوم‬
‫وما هنالها النوم ال في دارها‪ ..‬تحسس نفسها بالمان‪ ..‬وريحة مساعد لفه شراشف السرير والمخاد‪ ..‬وهذا‬
‫الشي الوحيد اللي دفعها للنوووم‪ ..‬ل ولقت بعد الملطف اللي يحطه له من بعد الحلقة ويابته وياها الغرفة ‪..‬‬
‫عشان كل ما خافت تتأمن بهالريحة‪ ..‬الشقة كانت كريهه وكبيرة وفارغة على فاتن‪ ..‬وما حذبت فكرة انها‬
‫تبقى فيها بروحها ابدا‪ ..‬بس شتسوي‪ ..‬لزم تتقبل‪ ..‬لنها ان ما تقبلت ما بتمشي الوقت ول بتعديييه‪..‬‬

‫طول اليوم كانت قاعدة في الصالة وهي مشغلة التدفئة والتلفزيون يشتغل على احد القنوات الخبارية‪.‬‬
‫شافت كل شي‪ ..‬حروب وثقافيات نجوم وسينما ومسلسلت وكل شي‪ ..‬لكن عقلها ما كان معاها‪ ..‬كانت‬
‫عيونها بس تراقب التحركات لكن عقلها كان كله في الماضي‪ ..‬نبش ذكريات تواجد مساعد في حياتها‪ ..‬وما‬
‫تدري ليش كل ما تدور توقف عن مشهد واحد‪ ...‬عيون مساعد في المطار‪ ..‬شلون حست انها تبين شخصية‬
‫وملمح ويهه شخصية ثانية‪ ...‬كان له اسم في قلبها لكن عقلها رفض ترجمته‪ ..‬ورفض انه يحلل الشيفره لها‬
‫وخلها بحيرتها تنتظر متى ما استقبل عقلها هالكلمة عشان تقدر تشوف المور اوضح من كونها ضبابية‪..‬‬
‫وحاولت تسوي مقارنة بين مساعد وبين مشعل لحظت الفروووق الهائلة‪ ..‬والهتمامات القليلة المشتركة‪..‬‬
‫يمكن لنها ما شافت مشعل ول فهمت عنه وايد ‪ ...‬ال من سوالف متفرقة من اخوووها‪ ..‬اهي حتى بحبها ما‬
‫اعترفت له‪ ..‬بس العيون كانت اهي المرسال بينهم للف الرسايل على طول وقت معرفتهم ببعض‪ ..‬لكن هذا‬
‫بعد‪ ..‬ما يعني شي‪ ..‬العيون تقول وتتكلم لكن اللسان هو اللي ينطق ويقول الحق ويقطع الباطل‪..‬‬
‫وعلى هالكلم اللي كان يدور فيها حست بالنوم‪ ..‬وانسحبت لفراشها لكنها حست بالخوف‪ ..‬وطلعت من‬
‫الغرفة وهي تسحب اللحاف وجم وسادة وياها عشان تنام بالصالة‪ ..‬ويوم قعدت على القنفة الكبيرة شافت‬
‫باب دار مساعد مشرع‪ ..‬وخطرت الفكرة في بالها‪ ..‬ليش ما تروح تنام هناك‪ ..‬احسن لها‪ ..‬يمكن تحس‬
‫بالمان وتشعر بوجود مساعد على غيابه وتتغلب عل الخوف اللي فيها ‪ ..‬وراحت‪ ..‬دخلت الدار‪ ..‬تنشقت‬
‫الريحة اللي تدور فيها‪ ..‬مزيج من عطره الرجالي‪ ..‬ومن ريحة الغرفة المنعشه‪ ..‬وعطر افتر شيف‪ ..‬تبسمت‬
‫عليه لنها ذكرت مرة موقف بينها وبينه‪ ..‬كان يحلق في الحمام وهو مفتح الباب ويدندن بالحان ملخطبة‪ ..‬وهي‬
‫كانت توها بتدخل الحمام ال وشافته هناك‪ ..‬وظلت واقفة من غير ما تشغله‪ ..‬وظلت تراقبه شلون يحلق‬
‫بسلسة وان منطقة الحلق عنده بسيطة‪ ..‬يعني مو لعينه مثل بعض الرياييل في التلفزيوون‪ ..‬وهو يوم انتبه‬
‫لها كانت نص اللحيه الكريمية رايحة وبعيون طفولية سألها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬تبين تدخلين؟‬


‫فاتن بوسع عيونها‪ :‬ل بس اول ما تخلص بدخل؟‬
‫مساعد‪ :‬اوكك دقايق‪..‬‬

‫وزين منها حبست ضحكتها من شكله لنه كان غريب من نوعه شوي وتمت تراقبه وتراقبه‪ ..‬لمن خلص اخر‬
‫شي التفت لها وهو رافع حاجب‬

‫مساعد‪ :‬في بقعة‬


‫انتبهت فاتن له لنها شوي كانت سرحانه في ويهه‪ :..‬ها‪ ...‬وين؟؟ لحظه‪..‬‬
‫رفعت ريلها عشان تطالع ويهه وهي تراقبه ومادة شفايفها حركة على الدقه ومضيجة عيونها وانصدمت فيه‬
‫وهو يضحك على شكلها‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬علمك؟‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه ل بس شكلج هههههههههههههههههههه جنج تدققين بسالفه خطيرة‬
‫فاتن‪ :‬زين انت قلت لي شوفي ان جان اكوو شعر‪ ..‬وانا قعدت اشووف‬
‫مساعد وهو يطلع من باب الحمام‪ :‬هههههههههههههه ل ما عليه مشكورة وما تقصرين ‪ ..‬زين في شعر‬
‫فاتن اللي حمقت‪ :‬اي‪ ...‬وايد‪..‬‬
‫مساعد وهو يتحسس‪ :‬زين زين‪ ..‬نبي لحية خفيفة على القل‪...‬‬

‫بعيون غضبانة سكتت عنه‪ ..‬وهو مشى عنها وقبل ل يروح عنها كشكش شعرها الحريري من جدام وراح غرفته‬
‫والفوطة على جتفه‪..‬‬
‫كانت مشيته غريبه‪ ..‬لمن يمشي يده اليمين ترووح ورى ظهره‪ ..‬وريله مستقيمة لدرجة ان ماكو اي ميلن في‬
‫خطواته‪ ..‬صلب ويابس‪ ..‬واحلى ما كان فيه اهو شعره‪ ..‬حيويه ونشاط ولوون حلوو‪ ..‬يمكن قرب شكله‬
‫الخارجي لقلب فاتن نابع من الشبه الكبير بينه وبين مريم ال انه يمكن ازون من مريم‪ ..‬لن مريم بطبيعتها‬
‫شيطانة وبليسة يمكن الواحد ما يلحظ حلها ال بالتعمق في شكلها‪..‬‬

‫صحت على منبه الصوت في غرفتها‪ ..‬شافتها الساعة ‪ 5‬الفير ولزم تصلي الحين ‪ ..‬ومن البرد اللي قرصها‬
‫سحبت وياها اللحاف الخفيف وراحت عند الحمام‪ . .‬شغلت الماي الحار وهي متسندة على الباب تنتظرالبخار‬
‫يظهر‪ ..‬وتمت تناظر البيت بعيون نعسانه وتذكرت تلفونها‪ ..‬تركت اللحاف على الرض وراحت صوب غرفتها‪..‬‬
‫دخلت وفجت الليت وراحت عند البجورة اللي يم السرير‪ ..‬فتحتها وطلعت التلفون‪ ..‬كان مقفل‪ ..‬ويوم‬
‫فتحته‪ ..‬يا في خاطرها لو انها تتصل في اهلها‪ ..‬اكيد صاحيين الحين الساعة وحدة الظهر عندهم‪ ..‬واتصلت ‪..‬‬
‫يرن التلفون‪ ..‬ويرن‪ ..‬ويرن‪ ...‬ول احد يشيله‪ ..‬ليش؟؟ لنهم كانو مشغولين في نقل الغراض وتطليعها من‬
‫البيت عشان ان المرميين يووهم والبيت في حاله فوضى‪ ..‬ولمن تعبت فاتن سكرته‪ ..‬واستغربت‪ ..‬وينهم‬
‫هذول ما يردون‪ ...‬وتوها بترمي التلفون ال طرت في بالها مريم‪ ...‬وابتسمت وعلى طوووول اتصلت فيها‪...‬‬
‫ومريم كانت في المحاظرة وتلفونها على الفويس ميل‪ ..‬وعصبت فاتن يوم سمعت الرسالة تتكلم‪ ..‬وتركت‬
‫رساله لمريم انها ترن لها اول ما تطلع‪ ..‬وسكرت التلفون‪ ..‬ومن مريم‪ ..‬دار بالها له‪ ..‬لمساعد‪ ..‬اهي‬
‫استغربت انه ما اتصل فيها لحد الحين‪ ..‬يمكن مشغول ول شي‪ ..‬خصوصا وانه يمكن وصل المغرب امس‪..‬‬
‫بس‪ ..‬مو معناته ينساني‪ ..‬خلني انا اصير احسن منه وادق واتطمن عليه‪..‬‬
‫وبتردد‪ ..‬اتصلت فيه‪..‬‬
‫كان مساعد غايص في الوراق اللي جدامه‪ ..‬طبعا يوم وصل الوراق واصلة لليدار‪ ..‬وقضايا وتأمينات وسوالف‬
‫ل اول ول تالي‪ ..‬ويوم رن تلفونه تهفهف لنه ما سكت طول اليوم‪ ..‬لكن الحين كان مبايله‪ ..‬يا ترى من؟؟ رفع‬
‫السماعة وشاف اسمها‪ ...‬فــاتن‪ ..‬وما صدق روحه‪ ..‬وبعد ما رن وايد‪ ...‬اخيرا رفعه‪ ..‬وبصوت مو مصدق‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن؟؟‬
‫فاتن اللي تصنمت يوم سمعت صوته ما نطقت بشي‬
‫مساعد ‪ :‬الو‪ ...‬فاتن‪ ...‬فاتن‬
‫ردت لرض الواقع‪ :‬الو‪ ...‬هل ‪ ...‬معاك‪..‬‬
‫مساعد تضاربت دقات قلبه‪ :‬هل فيج‪ ...‬شلوننج‪ ..‬شخبارج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الحمد‪..‬الحمد لله ابخير‪ ...‬انت شخبارك‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬انا بخير ماعليج مني انتي علومج واخبارج وشمسوية‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬والله مامسوية شي‪ ...‬بس توني قاعدة من الرقاد‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬خلتلج الساحة‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن‪ :‬ل بس‪ ...‬كنت تعبانة شوي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اسم الله عليج‪ ..‬شي يعورج؟؟‬
‫فاتن تحيرت‪ ..‬كان خاطرها لو شي يعورها عشان تشوف خوفه عليها‪ ...:‬ل سلمتك‪ ..‬مافيني ال العافية‪...‬‬
‫ضاق في صدر مساعد سؤال بس حسه شوي طفولي او حق يهال‪ ...:‬امممم قاعدة للصله‬
‫فاتن وهي تذكر ماي الحمام‪ :‬اووووووووو‪ ..‬لحظه لحظه‪..‬‬

‫راحت وسكرت ماي الحمام اللي كان يشتغل من اول ما صحت للحين‪ ...‬وردت للتلفون‬

‫فاتن‪ :‬الووووو‬
‫مساعد ‪ :‬علمج شصاير عندج؟‬
‫فاتن‪ :‬ل بس نسيت الماي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬اها‪.....‬‬
‫وساد الصمت بينهم‪ ..‬اهو يحاول يسمع نفسه واهي تدور على كلم تقوله له‪ ..‬اهي نفسها مستغربه اتصالها‬
‫له‪...‬‬

‫فاتن بصوت حنون‪ :‬حمد لله على السلمة‬


‫ذاب قلب مساعد من نبرتها‪ ..:‬الله يسلمج ويحفظج‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬مرتاح؟؟‬
‫تنهد مساعد وخذ راحته‪ :‬لو تبين الصج‪ ..‬ما اقدر احس بالراحة وانا مخليج بروحج‪..‬‬

‫سكتت فاتن‪ ..‬زين والله انه حس فيني‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬بس‪ ..‬انتي قدها وقدود وانا واثق منج‪ ..‬وواثق من قدراتج‪..‬‬
‫فاتن‪ ..:‬انا ‪ ..‬انا ابي لب توب‪...‬‬
‫استغرب مساعد‪ :‬لب توب؟؟ للجامعة يعني‪..‬‬
‫صفقت فاتن على راسها‪ ...‬يالفطينة‪ ..‬يالشاطرة يالحلوة يالجميلة‪ ..‬هذا اللي طلعتي فيه‪ ..‬ابي لب توووب‪..‬‬
‫صج يعني ‪ ..‬لو تصفقين راسج بالطوفة احسن‪ :..‬ايه‪ ..‬لني احتاجه ويبيلي بعد خط انترنت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬افا عليج انتي بس ل تحاتين وبيوصلج اللب توب‪ ..‬وخط النترنت‪ ..‬بعد شي ناقصج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬امممممم‪ ...‬عادي يعني اطلع واتشرى اغراض وهالسوالف‪..‬‬
‫مساعد‪:‬البيت بيتج ولزم تعتنين في نفسج وتشترين اللي تبينه واللي تحتاجينه‪ ...‬الفيزا عندج؟‬
‫فاتن اللي نست مكان الفيزا‪ ..:‬اممممم اي عندي‪ ...‬عادي استخدمها‬
‫مساعد يضحك‪ :‬هذي فلوسج مو فلوس الغير‪ ..‬وعلى راحتج ‪ ..‬لو تبينها كلها بعد محد بيعترضج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههه‪ ..‬الحمد لله‪ ... ...‬رحت بيتنا؟؟‬
‫مساعد‪ :‬قصدج اهلج؟؟ ل والله ما رحت لهم اليوم انا معزم بعد ما اطلع من الدوام‪ ..‬ليش شي في خاطرج‬
‫فاتن‪ :‬ل بس‪ ...‬سلم عليهم وقول لهم اني ولهت عليهم‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يبلغ ان شاء الله‪..‬‬

‫وبصعوووووووبه بالغة حاولت فاتن انها تقول له شي‪ ..‬شي يبرد هالثلوج اللي بينهم لن مساعد قال لها انه ما‬
‫راح يتقدم لها بخطوة دامنها مب ملتزمة باتفاقهم‪ ..‬واهي حاولت والله العالم انهاتنطق بكلمة عشان تبين له‬
‫انها صادقة بوعدها‪..‬‬

‫فاتن‪ ...:‬البيت‪ ..‬فاضي بدونك‪ ..‬و‪...‬‬


‫مساعد اللي كان شبه مسكر عيونه‪ ..‬واخيرا نطقت بالي كنت اتمناه تقوله‪ ..:‬و؟‬
‫فاتن بحيا وكانه جدامها‪ ...:‬و‪ ..‬حسك ‪ ..‬مفقود‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬و‪...‬؟؟‬
‫فاتن وهي تخبي ويهها في الجدار والتلفون عند اذنها‪ ..:‬وحشتني‪..‬‬
‫سكر عيونه مساعد وكانه سارح في حلم لذيذ‪ :..‬حتى انتي‪ ..‬وحشتيني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬صج؟؟؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬اي صج‪ ..‬وحشتيني‪ ..‬واكثر وحشني‪ ..‬كشتج منالصبح‪..‬‬
‫انصدمت فاتن‪ ..‬لكنها ‪ ..‬ضحكت يوم سمعت رنه ضحكته الحلوة‪ :..‬هههههههه ‪ ..‬اي اضغطني‪ ..‬عبالك بصيح‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههه ل ليش تصيحين‪ ..‬احلى شي كشتج زين‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬دوم هالضحكة يا رب‪ ..‬مو يوم‪..‬‬
‫فاتن اللي حلت لها السوالف‪ ..‬شكثر سهل انها تكلمه في التلفون او انها ما تشوفه او تحط عينها بعينه‪:‬‬
‫وياك‪...‬‬

‫لول مرة تشقق حلج مساعد من البتسامة‪ ..‬ما صدق عمره‪ ..‬ما يدري ليش هالشعور المفرح اللي يخلي‬
‫العروق تتفجر بالدم‪ ..‬يا ترى‪ ..‬تفاؤل مريم في محله‪ ..‬والله كلم البنت يبين هالشي‪ ..‬يا قلبي لو يطلع كل‬
‫كلمه صح‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬زين‪ ..‬انا بخليك الحين‪ ..‬بروح اصلي واتزهب للجامعة‪...‬‬


‫مساعد‪ :‬اوكي شوفي انتي اليوم بس دبري لج احد ياخذج هناك وبالردة جورج بيكووون عندج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاءالله‪ ..‬بكلم هياام اللي اعرفها واهي ما تقصر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ثقة يعني؟‬
‫فاتن‪ :‬اي الحمد لله بنت حشيم وتخاف ربها‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬حلوة؟‬
‫انصدمت فاتن‪ ..:‬اي ‪ ..‬حلوة‪ ..‬ليش؟‬
‫مساعد‪ :‬ل بس اسالج‪..‬‬
‫تظايقت فاتن‪ ..:‬اي حلوة البنت‪ ...‬عالعموم‪ ..‬انا بخليك الحين‪...‬‬
‫مساعد اللي شوي وينقع من الضحك‪ :‬ديري بالج على حالج و‪ ..‬سلميلي على هيام‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬بس خلص‬


‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههه شقلت‪..‬‬
‫فاتن بظيج‪ :‬يالله مع السلمة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يسلمج‪...‬‬

‫وسكرت التلفون بسرعه فاتن‪ ..‬صج انه ما يستحي‪ ..‬يسألني عن بنت؟؟ شهالحركات يعني اللي تقهر‪ ..‬شعليه‬
‫من هيام ول من غيرها‪ ..‬يعني ما ياز له سؤال ال هذا‪ ...‬صج انه يقهرررر‪ ..‬دخلت الحمام وغسلت ويهها واهي‬
‫مو قادرة تشيل نبرة صوته من بالها‪ ..‬يالله صوته حميم وناعم ويدش القلب‪ ...‬وشلون كلماته ناعمة‬
‫وانسيابيه‪ ..‬رفعت فاتن ويهها للمنظرة اللي بالحمام وهي تهز راسها‪..‬‬

‫فاتن‪ ::‬اااخ منج ياللوتية‪ ..‬ما عرفتي قدر الريال ال يوم راح‪)...‬تقلد على روحها( كلماته انسيابيه‪ ..‬ناعمةة‪..‬‬
‫يدش القلب‪ ...‬مالت عليج اقووول بالخمس‪...‬‬

‫صلت وقعدت تقرى لها شوية من القرآن‪ ..‬ويوم خلصت من السورة‪ ..‬طلعت اغراض كانو عندها من البيت‪..‬‬
‫مبخر صغيرون وفحم وبخوور‪ ..‬ماتدري ليش طابت في نفسها لو انها تشم ريحه البخور في البيت‪ ..‬واي بخور‬
‫البخور الماراتي الصيل‪ ..‬دخنت الغرفة وطلعته وحطته على التلفزيون بالصالة‪..‬‬
‫ويوم لقت دار مساعد مفتوحه كشرت بعيونها لكنها انمحت التكشيرة بمجرد ذكر صوته‪ ..‬وحملت المبخر‬
‫ومعاها قرص يديد من البخور ودخلت‪ ...‬سكرت الدريشة والستارة وحطت بخور اكثر‪ ..‬وتمت تمشيه على‬
‫طول الدار وعند الستارة والشراشف‪ ..‬لمن حست ان الغرفة تشبعت من الريحة‪ ..‬وطلعت من الدار والباب‬
‫مفتوووح‪ ..‬عشان تحسس نفسها بوجود مساعد الي ما يحب الباب يكون مسكر ‪..‬‬

‫فطور خفيف من مربى وزبد وجبن وبيض مخفوق صففته على الطاولة وهي تسحب الكرسي الطويل اللي‬
‫كان دايما مساعد نوع اللي يستند عليه ل وقف ينتظر الكل عشان يزهب‪ ..‬تذكرت موقف الملة اللي فيها‬
‫لطبق الشوكول بالكيك‪ ..‬وبينها وبين نفسها اضحكت على تصرفها‪ ..‬ياااه شكثر كنت طائشة وياهل‪ ..‬لكن ما‬
‫عليه ‪ ..‬كل شي ويتغير‪ ..‬دوام الحال من المحال‪..‬‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫هيام اللي صحت من بدري اليوم وهي متظايقة‪ ..‬يعني من اول الصبح وهي تحس بالظيج في صدرها الله‬
‫يعينها على باجي اليوم‪ ..‬عطلة اسبوعية فاشلة من نوعها ظلت فيها بالبيت ول تحركت ول راحت ول ردت‪..‬‬
‫وكله على حساب من‪ ..‬على حساب هالسخيف اللي ظايفها في المسنجر‪ ..‬من بعد ما حذفت ايميله من‬
‫الليست اللي عندها ردته مرة ثانية وانتظرت وانتظرت لمن ملت وقامت على الكمبيوتر وظل المسنجر شغال‬
‫ال انها في حالة ال ‪ away‬وبعد ما شبك‪ ..‬شكله جاف اني حطيته بلوك وديليت‪ ..‬يالله شاسوي الحين والله‬
‫اني تورطت‪..‬‬

‫اهي ما تبي تكلمه ول انها تخلق علقات يديدة لن مالها بارض اهي كل اللي تبيه انها تعتذر منه على اسلوبها‬
‫وخلص ينهون الشي على خير‪ .‬لكن اهو ما دخل ول شبك وهذي اللي قاهرها اكثر شي‪ ..‬يعني مستحيل واحد‬
‫يضيفني لدقايق يخليني طول وييك اند انتظره‪ ..‬والله ياهي حاله‪...‬‬
‫اول ما قعدت اليوم نزلت تحت وما كان احد صاحي ال امها كعادتها تزهب لهم الريوق‪ ..‬لنها ما تثق بريوق‬
‫الخدامات وتحب شغل البيت‪ ..‬اسم ام هيام كان صبحه بس لنها ما تحبه الكل يناديها ام علي‪ ..‬على اخوها‬
‫الصغير‪...‬‬
‫راحت لها هيام وهي تقعد جدامها على طاولة المطبخ‪ :‬صباح الخير يمة‪..‬‬
‫ام علي‪ :‬صباح النور يمة‪ ...‬شعندج يالسه ) بالبحريني قاعدة( على الطاولة نزلي ويلسي على الكرسي‬
‫هيام‪ :‬مابي‪ ..‬ليعة جبدي والله هالويك اند اخس ويك اند على قلبي‬
‫ام علي‪ :‬اكيد‪ ..‬حابسه روحج في حجرتج وين ما تلوع جبدج‪ ..‬جم مرة قلنالج تعالي ويانا تعالى ويانا تعيززتي‬
‫ما تبين‪..‬‬
‫هيام‪ :‬وانا لي بارض عبالج ارووح ملهي وياكم‪ ..‬جوفي طولي جني ابقرة‪..‬‬
‫ام علي بسخرية‪ :‬البقرة متوون انتي ال زرافه‬
‫هيام‪ :‬ل والله واتعدلينها لي‪...‬‬
‫ام علي‪ :‬هههههههههههههههه شدراني عنج‪ ..‬شعنه معصبه روحج وخاطرج لو اتصطرين عمرج‬
‫هيام وهي توقف بملل جدام امها‪ :‬اوف اوف اوف والله ان خاطري‪ .‬وينها يدج صطريني‪..‬‬
‫ام علي‪ :‬هههههههههههههههه وعليه بنتي حبيبتي ما يسسوى عليج‪ ..‬قلت لج خلينا انعرسج ما رضيتي‪..‬‬
‫هيام‪ :‬اوف والله اني غبية لو عرسيت ول ظليت هاللون بقهر وعوار راس‪ ..‬عالقل في واحد اسندر راسه‪..‬‬
‫ام علي‪ :‬هههههههههههههههههههه شدعوة يعني انتي مب مسندرى راسنا‪ ..‬يالله حبيبتي روحي قعدي اخوانج‬
‫وابوووج خليهم ينزلون يتريقوون‪..‬‬
‫هيام ‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫هذي صورة من صور التعامل السري في بيت هيام‪ ..‬صداقة ومحبة وتكانف‪ ..‬يعني ام هيام وابوها ما‬
‫حسسوها يوم انها بروحها في البيت ياما امها كانت كاتمة اسرارها واللي تقول لها كل شي‪ ..‬وامها قبل ل‬
‫تكون امها كانت صديقتها اللي تقدر تحط راسها على جتفها وتشكي كل اللي بسدرها ‪ ..‬لكن هيام ما قدرت‬
‫حس امها او يمكن استحت او مراعاة لمشاعرها ما خبرتها يوم عن زياد ال القليل‪ ..‬يمكن لن كثرته بيأديها‬
‫لمشاكل‪ ..‬لن مهما كان الهل ل عرفوا ان بنتهم متعلقة في واحد بيبعدونها عنه بشتى الطرق‪ ..‬مو عشان‬
‫شي عشان مصلحة بنتهم‪ ..‬ومثل ما يقول المثل‪ ..‬الباب اللي اييك منه الريح تسده وتستريح‪..‬‬

‫راحت فوق هيام وهي توعي الجيش الصغير المكون من اخوها علي واختيها التوأم هيا وهالة‪ ..‬وابوها اللي‬
‫نومه كان عميق لدرجة انه يبيله صفارة انذار توقظه‪ ...‬لكنه بالخير طاع ونزل‪ ..‬وهيام بعد وياهم بس قبل ل‬
‫تنزل راحت عند دارها تسكر الباب‪ ..‬لكنها شافت شي يولع عند الكمبيوتر ‪ ..‬محادثة من المسنجر‪ ..‬من يا‬
‫ربي؟؟ ل يكون احد من هلي في البحرين؟؟؟‬

‫راحت عندالكمبيوتر وشافت اول التوبيك يولع‪ >< ..‬يا صاحبي شوف الدهر<> وما صدقت خبر‪ ..‬وعلى طول‬
‫قعدت على الكرسي‪..‬‬

‫كان كاتب لها ‪ good morrow :‬على طريقة الشكسبيرية‬


‫إسالني لو حبيت‪ :‬صباااااح النور؟‪..‬‬
‫يا صاحبي ‪ :‬اووه انتي اهني ‪...‬‬
‫إسالني لو حبيت‪ :‬اي انه هني ‪ ...‬انت بعد اهني؟؟‬
‫يا صاحبي‪ :‬انا على طول اهني‪ ..‬ادور نار احاجيهم لكن ابد‪ ..‬ماكو احد مستعد‪..‬‬
‫ابتسمت هيام بقهر‪ ..‬يعني كان هني طول الوقت‪ ..‬وحاطني على البلوك‪ ..‬لكن انا سويت له بلوك وديليت‪...‬‬
‫يعني متعادلين‪ :‬على العموم‪ ..‬انا بخليك الحين بروح اتريق!!‬
‫يا صاحبي‪ :‬ريوق هالحزة شعندكم؟؟؟‬
‫سماء‪ :‬ما عندنا شي بس ‪ ...‬جذي ما عندنا سالفه‪ ..‬نظيع وقت قلنا بنتريق‬

‫يعني شلون شعندنا الناس من تقعد الصبح تفطر‪..‬‬

‫يا صاحبي‪ :‬ههههههههههههههاااي‪ ..‬حلوة هذي‪..‬‬


‫إسالني ‪ :‬على صاحبتها‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬اكيد‪ ...‬ما ابي اعطلج‪ ..‬روحي تريقي وان شاء الله لنا لقاء يديد‪..‬‬
‫إسالني‪ :‬ان شا الله‪ ..‬يالله‪ ..‬تشاو تشاو‪..‬‬
‫يا صاحبي‪ :‬في حفظ الله ورعايته‪..‬‬

‫عظت هيام على شفاتها التحتيه‪ ..‬يعني يبي يبط جبدي‪ ..‬لكن مب علي انا‪ ...‬يازعم يعرف للصول‪ ...‬سكرت‬
‫المسنجر وهي تحس بالفرح‪ ..‬ما تدري ليش‪ ..‬وكان بالها ارتاح‪ ..‬واخيرا كلمته‪ ..‬لكن تعال‪ ..‬مع اني ما اعتذرت‬
‫له‪ ..‬بس يالله اهو بروحه ماشا ء الله عليه حبوب وشكله نسى‪ ..‬يعني انا سويت واهو سوى‪ ..‬متعادلين‪ ...‬وي‬
‫واخيرا‪...‬‬

‫ارتاحت هيام من الهم اللي كان فيها ‪ ..‬ونزلت تحت لبيتهم بشكل ثاني او بنفسيه ثانية‪ ..‬مبتسمة ومتسامحة‬
‫وفوق كل هذا‪ ..‬متحملة اخوانها اللي معروف عنهم قادة الشطانة في العائلة‪..‬‬
‫ام علي‪ :‬اشفيج رحتي مبرطمة ورديتي بابتسامة سقنل توو‬
‫هيام‪ :‬فكرت فيها ماما‪ ..‬يعني ليش اعور راسي واحرق اعصابي على اشياء والله العظيم ما تسوى‪ ...‬الدنيا‬
‫يومين‪ ..‬يوم لنا ويوم علينا‪ ..‬وانا احس ان اليوم اللي لنا لزم نستمتع فيه‪ ..‬صح بابا‪..‬‬
‫ابو علي من غيير ما يرفع عيونه وهو يقرى الجريدة‪ :‬صبحة خلص بنشيل النترنت من عند بنتج ترى كل‬
‫هالسوااااات منه‪..‬‬
‫ام علي‪ :‬ههههههههههههههههههههه تبي النقلب اصير في بيتنا ل ابوي خله خله‪ ..‬ول تكشر بنتي حبيبة قلبي‪..‬‬
‫علي‪ :‬شوي شوي احنا هني بعد اوكيه‪..‬‬
‫ام علي‪ :‬وي عاد انتنور هالبيت‪..‬‬
‫تشقق علي والبنتين ثارو وبنفس الوقت تكلموا‪ :‬واحناااااااااااااااا‬
‫ام علي‪ :‬انتووو شموع هالبيت يا بعد امي وابوي‪..‬‬

‫الكل ضحك على هالكلم الحلو من الم وهيام اللي كانت فرحانة اكثرهم‪ ..‬واخيرا تكلمت معاه‪ ..‬الظاهر انه‬
‫شخص حبوب ويحب يعامل الناس مثل ما يعاملونه حتى لو كان بالشر‪ ..‬يعني اهو صج حشري شوي لكنه‬
‫طيب‪ ...‬ااااخ عليك يا زياد لو انت بس اللي تكلمني مو اهو‪ ..‬والله جان اعبر لك عن اللي في قلبي كله‪...‬‬
‫واخليك تفهم‪ ..‬ان في هالدنيا قلب ينبض بس عشانك‪..‬‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫السابعة اربع العصر بتوقيت الكويت‪..‬‬

‫بيت بو جراح اللي كان عامر اليوم صار بحاله يرثى لها‪ ..‬وام جراح اللي ما صدقت ان بيتها يصير جذي‬
‫ماقدرت توقف دموعها‪ ..‬وجراح يهدي فيها ويسكن فيها وابد ماكوو اي مجال للتصليح‪ ..‬الحرمة مو قادرة‬
‫اتحمل مشهد بيتها‪ ..‬يعني شالحل يا ربي ؟؟؟ وخالد اللي اكثرهم فرحان بهالشي يكسر ويا الهنود اللي يايين‬
‫وماخذه الحماس ويا عزيز‪ ..‬فرحانين ان بيتهم الخرب اخيرا بيكوون يديد‪ ...‬وام جراح كل ما يكسروون شي‬
‫ينكسر قلبها اكثر واكثر‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يمة خليني اخذج الشقة والله احسن لج‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬ل خلني اهني ‪ ..‬خلني اشوف سواياك‪ ..‬خلني اشوف شسويت في بيتي‪..‬يعلك السعادة شوف‬
‫شقاعدين يخربطون بداري‪ ..‬يالله قلبي ما اقدر اتحمل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة يعني انتي الله يهداج‬
‫ام جراح‪ :‬بس ول كلمة‪ ..‬حتى الثاث خليتهم يقطونه والله من وين لك انت تأثث البيت من يد ويديد‪..‬‬
‫جراح‪ :‬من وين لي؟؟ الله الرزاق يمة والخير ونعم بالله وايد‪ ..‬يالله انا بخليكم الحين اليوم بروح الورشة‬
‫بشوفها وبجيك العمال بعد مرة وحده‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬اااخ يا بيتي ااااخ‬
‫جراح‪ :‬يالله يمة خليني اقطج البيت منوور هناك بروحها ويا سماهر اخاف يستخفون من حله الشقة‪..‬‬
‫ام جراح وهي تهز راسها بأسف‪ :‬ليتني ما طعتك ‪ ...‬ليتني ما سمعت كلمك‪ ....‬هذي اخرتها اللي يسمع‬
‫للصغار‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بعد صغار‪ ..‬يالله معليه مسمووحة )وهو يصوت على خالد( خالد‪ ..‬خالد‪ ..‬خااااااااااااالد‪..‬‬
‫المخبل خالد يلتفت له‪ :‬هاااااااااااااا؟؟؟‬
‫جراح بصوت عالي‪ :‬حط بالك على عزوووووز باخذ امي الشقة وبروح الورشة وبرد لكم‪..‬‬
‫خالد بصراااخ‪ :‬اووووووكييييييييييييييه‬
‫جراح‪ :‬تقولين لي انا مينون شوفي هذا اللي تخبل من يوم كسرنا البيت‪ ..‬وكانه ينتقم‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يعلني اعرسكم وافتك منكم‪..‬‬

‫ارتبش جراح من سمع هالكلمة‪ ..‬لكن توه الناس‪ ..‬ما بيقول لمه من الحين‪ ..‬لزم ينتظر فترة شوي على‬
‫القل بس يزهب البيت ويزهب قسمه اللي صممه ويا المهندسين وما راح يأثر على مساحة البيت ابدا‪..‬‬
‫بالعكس راح يتوسع من ورى شوي‪ ..‬لن البيت كبير بس وايد اغراض الحين ل سوووه وعدووله كل شي‬
‫بيتعدل‪ ..‬بس يزهب البيت‪ .‬على طول ‪ ..‬طيران لبيت مريم ويخطبها وغصب عنهم يوافقون بهذاك الوقت‪..‬‬
‫وان ما وافقوا ‪ ..‬بخطفها وبتزوجها في تايلند وبرد‪ ..‬والله اناسة مخي فللللم‪ ..‬هههههههههههههههههههه ‪..‬‬

‫من بعد ما راح جراح ويا امه للشقة يات سيارة بيت النهيدي وهي محملة بسماء اللي يوم شافت بيت بو جراح‬
‫فتحت ثمها‪ ...‬التصليح جذي يسوي؟؟؟ هذا البيت صار دماااار‪ ..‬ووين اهله؟؟ في البيت ول ‪..‬‬
‫طلعت من السيارة وهي مو مصدقة‪ ..‬وراحت عند الرصيف اللي يمه وهي تناظر بذهوول للبيت الحنون‬
‫الدافي يتحول الى حطام‪ ..‬حسبي الله على اللي كان السبب‪..‬‬

‫خالد اللي انصمت اذنه من التكسير قرر النزول اخيرا ولكن عزوزز الروح القتالية ظل ويا الهنود‪ ..‬نزل تحت‬
‫خالد وهو ميت من العطش وراح عند الكولر الي كان مصفوف‪ ..‬وشرب ماي‪ ...‬وصب له مرة ثانية وصباه‬
‫على راسه من شدة التعب‪ ..‬وهو يلتفت شاف سماء واقفة عند الباب وعلى طول راحت لها‪ ...‬وهو يفوشر‬
‫بال ‪safety helmet‬‬

‫خالد‪ :‬صباح الخير‪...‬‬


‫سماء اللي اول شي ما عرفته لكن يوم شافت ملمحه زين‪ :‬شسويتوو بالبيت‪..‬‬
‫خالد وهو يبتسم بفخر‪ :‬والله انا ما ابي اشهد لنفسي بشي بس والله كسرناه تكسير‪ ...‬وعزوز ‪ ..‬البلدزر‬
‫البشري ما قصر‪ ..‬الهنود ترى خقاق ما سووو شي كله احنا‪..‬‬
‫سماء ‪ :‬وفرحان‪..‬‬
‫خالد بفخر‪ :‬والله نحمد الله ‪...‬‬
‫سماء بقهر وهي تتجدم صوبه لدرجه انها اجفلته‪ :‬قول يعلكم اسهال ما تشفون منه ال لمن ينتهي البيت‪..‬‬
‫يعلكم تندثرون وتنجلعون‪ ..‬هبوب يهب على راسكم قول امين‪ .‬ليش سويتو في البيت جذي انتقام يا ذا‬
‫النحس‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اوووس‪..‬عيب شنو هالكلم‪ ..‬مع ان صريخج صم اذني بس انتبهت لجم كلمة قلتيها‪ ..‬عيب سماء هذا وانا‬
‫بو عيالج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬بو عيالي ‪) ....‬سكتت سماء لنه يحاول يقردن وهي بعز قههرها( تصدق‪ ..‬على هاللي سويتووه مردكم‬
‫بتندمون‪ ..‬بيت شحلته ينبع منه الدفا والحنان تروحون تهدمونه جذي‬
‫خالد‪ :‬علمج هذاا الترميم جذي يسوي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ترميم‪ ..‬هذا صار مختبر صواريخ ‪ ..‬ل ونووية بعد‪ ..‬حسبي الله على بليسكم ‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههااي يحليلج تذكريني بيدتي الله يرحمها مثلها اتكلمين‪ ..‬تعالي يا خلف الخليف‬
‫وشوفي شلون بنسوي البيت‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ليش البيت فيه مجال ان الواحد يطوف فيه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انا بمشي وانتي امشي وراي‪ ..‬بسوي لج درب‪..‬‬
‫سماء‪ :‬بس ل تتعور‪..‬‬
‫خالد يلتفت لها وهو يبتسم ببلهة ‪ :‬ليش؟؟ تخافين علي؟؟‬
‫سماء‪ :‬وييييي اخاف عليك‪ ...‬يالله جدامي ابي اجوووف‪..‬‬

‫خالد وهو يعذبها كل ما تمشي ويحسها تطوف يوقف لمن شوي وتلزق فيه وتصارخ عليه وهو يضحك‪ ..‬واخيرا‬
‫وصلووو لداخل البيت اللي كان خالي من بعد ما كان ملياانا‪ ..‬والمطبخ اختفت ملمحه تماما لن موقعه‬
‫بيتغير‪..‬‬

‫سماء وهي تمسك راسها‪ :‬وين راح المطبخ‪...‬‬


‫خالد‪ :‬المطبخ‪) ...‬بعيون واسعة مثل اليهال ويدينه بحركه اختفاء( باااااااااااااااااااح‬
‫سماء بحزن‪ :‬اااخ يا قلبي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬تعالي وراي بوريج شي عجيب‪..‬‬
‫سماء وهي ترفع حاجب‪ :‬شنوو اللي عجيب‪...‬؟؟‬
‫خالد وهو يتقرب منها‪ :‬بوريج قسمنا ان شاء الله‪..‬‬
‫استحت سماء‪ :‬شقسمه‬
‫عض خالد على شفاته‪ :‬اقصد قسمي‪ ..‬ببني لي نوع من الشقة الصغيرونه المتداخلة على بعضها‪ ...‬هني ‪..‬‬
‫فوق الكاراج تشوفين‪..‬‬
‫ياشر له بيدها وهي تشوف‪ :‬اي‪ ..‬شفته‪ ...‬عيل وناسة‪ ...‬بيكون لك شقة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اي بيكون لي شقة‪ ..‬بس‪ ..‬مثل ما يقولون‪ ..‬البيت هو حيث القلب ‪ ..‬وانا قلبي‪...‬‬

‫استحت سماء من كلمه وتراجعت شوي عنه‪...‬‬

‫ياشر خالد بيده‪ :‬وانا قلبي يفرق شارع بيني وبينه‪ ...‬بس تدرين شلوون‪..‬‬
‫سماء وهي بالغصب تحاول ترفع عيونها‪ :‬شلون؟‬
‫خالد وهو يلتفت عنهاا ويدخل اكثر‪ :‬سمعت من عمي بو جراح الله يرحمه‪ ..‬من صبر نال‪ ..‬وانا بصبر‪...‬‬
‫وبصبر‪ ..‬عشان انال قلبي‪)..‬وهو يلتفت( وصدقيني‪ ...‬مستحيل احد يوقف في دربي‪ ...‬مستحيل اسمح لحد انه‬
‫ياخذ اللي لي‪ ..‬مستحيــل‬

‫بعيون حالمة راقبته سماء وهي مو مصدقة‪ ..‬يا الله‪ ..‬يعنيني بهالكلم‪ ..‬ويعنيه من خاطره‪ ..‬ويتوعد انه‬
‫مستحيل احد يوقف بدربنا‪ ..‬يعني ل امي ول احد ثاني ممكن يتعدى علينا‪ ..‬او يفرق بيننا‪...‬‬

‫سماء اللي حست انها لزم تروح‪ :‬زين‪ ..‬انا بروح الحين‪...‬‬
‫خالد اللي كان يراقب ملمحها بحذر‪ :‬سماء‪...‬‬
‫التفتت له‪ ..:‬هل‪...‬‬
‫خالد‪ ...:‬مستحيل سماء‪ ..‬احد يوقف بيننا‪ ...‬مستحيل‪..‬‬

‫ابتسمت له سماء ‪ ...‬وما تدري ليش حست انها تبي تسوي له حركة جذي من حركات قبل‪ ...‬وكل اللي سوته‬
‫انها طلعت لسانها له وراحت‪...‬‬

‫كانت طايرة من الفرح وهي تتخطى الشارع اللي يفصل بينها وبين قلبها مثل ما قال خالد‪ ..‬وهي تحس ان‬
‫الف النجوم تلمع بعينها ومشاعر هايجة مثل الفروس البرية تتراكض بدمها وممو عارفة هل انها تسكن ول‬
‫تتحرك لحتى يجيسها العياء وتقعد‪ ..‬ويوم دخلت البيت كانت البتسامة شاقة حلجها بس مسرع ما اختفت يوم‬
‫شافت امها قاعدة في الصالة‪..‬ومشعل قاعد معاهم‪..‬‬

‫ام مشعل‪ well well well :‬شوفو من قرر يشرفنا بحظوره‪ ...‬هل يمة سماء‪ ..‬هل حبيبتي‪ ..‬تعالي خليني‬
‫اضمج وسلمي علي‪ .‬مو توني رادة من السفر‪..‬‬
‫سماء وهي متخصرة وسط الصالة‪ :‬شدعوة يعني مو اول مرة ‪ ..‬ول اظن اخر مرة‪..‬‬
‫ام مشعل بضحكة‪ :‬ههههههههههههه الله عليها بنتي دومها شاطرة‪ ..‬تعالي يمه خليني اضمج والمج لصدري‪..‬‬
‫سماء بظيج‪ :‬ماله داعي لهالرسميات اللي انتي بغنى عنها ‪ ..‬ادري بوقتج ممتلء وما يسع‪..‬‬
‫ام مشعل اللي انقهرت من لسان بنتها‪ :‬روحي دارج يمه ارتاحي وغيري ملبسج ونزلي عشان انتغدى‪ ...‬وبعد‪..‬‬
‫ماكو بيت ام جراح اللي تروحين لها‪ ..‬خلص‪ .‬تهدم بيتهم‪..‬‬
‫سماء وهي تززر على اسنانها‪ :‬ويا فرحتج‪...‬‬
‫ام مشعل ببراءة‪ :‬فرحتي؟ ل والله يمة‪ ..‬ليش افرح‪ ..‬بس اللي سمعته انه بيتهم بيتعمر‪ ..‬لكن شنو‪ ...‬اللي‬
‫يربى في خرابة‪ .‬يتم مخه خرابه لو حطووه في قصر من ذهب‪..‬‬
‫سماء‪ :‬الخرابة اللي تتكلمين عنها‪ ...‬تسوى قصور الذهب كلها اللي غارة عيونج‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬سماء‪ ...‬بس خلص‪ ..‬يالله روحي دارج وغيري ملبسج‪ .‬ونزلي عشان نتغدى‪...‬‬
‫سماء اللي ما صدمها موقف اخوها‪ ...‬دوومه جبان وما يقدر يتكلم لها‪ ..‬لدرجه انه حتى ما فاتح امي بمووضوع‬
‫فاتن وخلها تروح من يده بسهولة‪ : ..‬ما ابي غدى‪...‬‬
‫سماء وهي تركض على الدري وشافت ابوها جدامها بابتسامته الواسعه‪ :‬حبيبة قلب ابوها‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هل يبا‪...‬‬

‫وغابت في حظنه الواسع‪ ...‬يا الله شكثر كانت محتاجة للمة من ابوها‪..‬‬

‫بو مشعل‪ :‬توج رادة حبيبتي؟ يالله روحي غيري ملبسج ونزلي تحت خليني اشبع من ويهج ياويه الحسن‪..‬‬
‫سماء‪ :‬يبا ما ابي اغدى‬
‫ابو مشعل‪ :‬أفا‪ ..‬كسره بحقي يا بنت النهيدي‪ ..‬نزلي يا عمري ابي اسولف وياج والله اني تولهت عليج‪ ..‬يالله‬
‫دقايق وتزهبي ونزلي تحت‪ ..‬انتظرج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ان شاء الله‪ ...‬عن اذنك يبا‪...‬‬

‫راحت سماء عنهم وهي تحس بالظيج يعم في قلبها‪ ..‬يا الله شكثر البيت كان حلووو بلياهم‪ ..‬والحين ردوا‬
‫وردت معاهم شرورهم‪ ...‬وتذكرت كلم خالد اللي من شوي‪ ..‬مستحيل احد يوقف بيننا‪ ..‬واكيد امي بتوقف في‬
‫ويهي ومشعل بيظل ساكت وابوي مثل الشي‪ ...‬لنهم ما تعلموا شلون يردون عليها‪ ..‬لكن انا‪ ..‬اعرف شلون‬
‫اوقف في ويهها‪ ..‬ومستحيل‪ .‬توقف اهي في ويهي‪ ...‬وفي ويه حبي وسعادتي‪..‬‬

‫ماظنت سماء ان الوضع يمكن يتأزم‪ ..‬وما ظنت ان يمكن احد من اهلها شافها وهي تسولف ويا خالد‪ ..‬لكن‬
‫مثل ما يقولون الجدران لها اذان‪ ..‬ويا ترىنبعة الصفا والطفولة سماء وخالد‪ ..‬راح يستمرون على هالحال؟؟؟‬
‫ول الصراع لجل بذرة يتمنون لو انهم يزرعونها بارض خصبة تكبر وتكبر وتعمر وتظلل‪...‬‬

‫وسماء اللي تظن ان اهي بغنى عن اهلها‪ ...‬ما كو في قلبها انتظار‪ ..‬لنظرة الحب يمكن بعيون امها؟؟؟‬
‫هالنفور وهالكراهية المصطنعة وهالعدم اهمية لتواجد امها في المكان‪ ..‬مو دليل على مدى احتياجها لمها‬
‫وكرهها لكره امها لها‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫صارت الساعة ثمانية وفاتن للحين قاعدة في البيت‪ .‬جهزت من فترة بس ظلت اشياء بسيطة مني ومناك‬
‫تشغل بالها‪ ..‬ومنهاالبحث عن الفيزا‪..‬ما تدري باي جنطه حطتها‪ ..‬وظلت تدور في كل الشنط‪ ..‬وتدور على‬
‫الطقم الذهبي اللي اهداه مساعد لها اول ما خطبها وما تدري وين راح‪..‬‬
‫واخيرا‪ ..‬لقت الطقم ف علبه من العلب الكارتونية الصغيرة وتشققت من الوناسة‪ ..‬وحطته يم ريلها وهي‬
‫تدور على الفيزا‪ ..‬وهذي هي بعد الفيزا ولقتها‪ ..‬يا الفرحة الكبيرة‪ ..‬قامت من مكانها وحملت علبة الطقم‪..‬‬
‫وفتحته‪ ..‬وتمت تتمنظر في القلبين‪ ..‬وابتسمت وعلى طول سحبت السلسلة ولبستها‪ ..‬والتراجي والخاتم‬
‫الناعم‪ ..‬فكان كل شي بيرفكت‪ ..‬وراحت عند طاولة السرير ورفعت البوكيت المخمل االلي فيه الدبلة المعلق‬
‫بالسلسلة‪ ..‬وسحبتها‪ ..‬وعادت دوامة الفكار والترددات تشعل فيها؟‪ ..‬البسها ‪ ..‬ول هذا استعجال‪ ..‬ما ابي‬
‫البسها ال لمن احس واعرف لنفسي اني خلص‪ ...‬مستعدة للخطوة الثانية ال وهي زواجنا‪ ..‬وبدل من لبس‬
‫الدبلة لبست السلسلة والدبلة معلقة فيها‪ ..‬وشافت روحها بالمنظرة وابتسمت برضا عن حالها‪ ..‬وبكحل اخضر‬
‫على لون ملبسها رسمت عيونها من فوق ‪ ..‬وخلص‪ ..‬هذا كان كل الميكب اللي قدرت تحطه لن مو من‬
‫طبعها التصبغ‪ ..‬ويوم زهبت راحت للتلفون ودقت على هيام‪..‬‬

‫هيام الي استغربت اتصال فاتن وهي توها واصلة الجامعة‪ :‬الوووو فتوووووووون‪..‬‬
‫فاتن بحيا وبفرحة من نبرة هيام‪ :‬هل هيوووم‪ ..‬شلونج شخبارج‬
‫هيام‪I'm great what about you :‬‬
‫فاتن‪ :‬انا بعد اوكيه ‪ ...‬بس متورطة‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ليش شصاير‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬خطيبي سافر بهالويكاند وما اعندي احد يقطني الجامعة فمادري اذا تقدرين‪..‬‬
‫هيام‪ no problema mochaha :‬الحين باييج‬
‫فاتن براااحة‪ :‬ثاااااااانكس‪ ..‬والله اني ماقدر اعبر لج انقذتيني صراحة‬
‫هيام وهي تحك السيارة‪ :‬وينها شقتكم‬
‫فاتن‪ :‬يم الجامعة بس يبيلج اتيين يم تقاطع )’’’(و)’’’( وخلص على يمينج هذي العمارة الرابعة‪ ..‬بابها اخضر‬
‫غامج‬
‫هيام‪ perfect :‬الحين انا عندج‪ ..‬يالله تزهبي‬
‫فاتن‪ :‬زاهبة من غير ما تقولين‪..‬‬
‫هيام‪ok then just give me a se and I'm there :‬‬
‫فاتن‪ :‬اوكيه‪..‬‬

‫سكرت فاتن عن هيام وهي مستغربة‪ ...‬هالبنت دومها ترطن انجليزي‪ ..‬ساعات احسها ما تعرف عربي‪ ..‬مع‬
‫انها توها في اميركا شي من ‪ 10‬سنوات‪ ..‬يعني اهي ربت في البحرين وتعرف للعربية‪ ..‬يمكن هذا نوع من‬
‫الندماج في بيئتها‪ ..‬الله العالم‪ ..‬بس قلبي مرتاح لها‪ ..‬بس ما يرتاح للي تحبه‪ ..‬هذا زياد‪ ..‬دومه ينغز بالكلم‬
‫وحركاته مو مفهوومة بالحيل‪..‬‬

‫وبالفعل توجيهات فاتن كانت دقيقة لن هيام كانت موجودة بعد ‪ 5‬دقايق‪..‬ورنت لفاتن اللي نزلت بسرعة وهي‬
‫تقفل الباب‪ ..‬حملت كتبها زين ونزلت من الدري بدل المصعد وشافت في دربها عايلة اميركية تعودو يشوفونها‬
‫وابتسمت في ويههم فاتن وراحت‪..‬‬
‫ركبت ويا هيام وعلى طول تحركو للجامعة‬

‫هيام‪ ..nice location :‬جريب من الجامعة وكشخة‬


‫فاتن‪ :‬ايه‪ ...‬هذا اللي يشتغل ويا مساعد مدور الشقة‬
‫هيام‪ :‬الظاهر انه يعرف للمنطقة‬
‫فاتن‪ :‬لبناني الصل اميركي الجنسية‪ ..‬عاش هني يمكن ثلثة ارباع حياته‬
‫هيام‪interesting so how was ur weak end :‬‬
‫ما اصعب هالسؤال‪ ..‬ويك اند‪ ..‬هذي كانت حياة بحالها‪ ..‬لكن‪ ..‬محد له الصلحية انه يعرف شنو صار فيها لذا‬
‫بكل اقتضاب‪ :‬الحمد لله اوكيه‪ ..‬وانتي‬
‫هيام‪my weak end stunk until this morning :‬‬
‫فاتن‪ :‬ليش؟؟‬
‫هيام‪ :‬بقول لج السالفة بعد البريك‪ ..‬لنها طويلة ويبيلها وقت‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اهااا‪...‬‬

‫وبعد هالهدوء القصير وصلو الجامعة هيام وفاتن‪ ..‬وكل وحدة منهم تحمل في نفسيتها اشراقة على حدة‪..‬‬
‫فاتن باشراقة الحياة الجديدة اللي اهي تحسها في نفسها وهيام باشراقة الشخص الجديد اللي عرفته‪ ..‬ما‬
‫تدري ليش تحس انه وايد متغلغل فيها لسبب غريب‪ ..‬وكانها تعرفه‪ ..‬او تعرف اسلوبه بطريقة غريبة‪ ...‬بس‬
‫اليوم اهي لزم تتحرى من ربعها اذا احد منهم عطى ايميلها لشخص معين‪..‬‬

‫هيام‪ :‬شوووووت‪ ..‬نسيت اللبتوب‪ ..‬يبتي لبتوبج؟‬


‫فاتن‪ :‬ل ما يبته‪ ..‬أصل ما شريت ‪ ...‬قلت لمساعد قال لي جريب بحصله‪..‬‬
‫هيام‪ :‬المشكلة ما نقدر ندخل بلياه‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬حلفي؟؟‬
‫هيام بحزن‪ :‬ايه ما تدرين‬
‫فاتن‪ :‬ل والله ما دريت‪ ..‬شالحل الحين؟‬
‫هيام‪ :‬ما ادري ماادري‪ ..‬خليني بس اجيك على احد الربع‪..‬‬

‫واتصلت هيام في باكستر لكنه ما بيي الجامعة وما ظلت ال تال‪ ..‬اللي اتفقت ويا هيام انها تعطيهم لبتوبها‬
‫ولبتوب ارفيجتها وجيسي‪ ..‬وانحلت المشكلة‪..‬‬

‫هيام‪ :‬اهما واقفين لنا عند ال ‪b – building‬‬


‫فاتن‪ :‬يالله عيل خلينا نرووح‬
‫هيام‪let's go :‬‬

‫راحت سماء ويا فاتن واستلموا البتوبات ودخلو المحاظرة بسرعة‪ ..‬وشافوو زياد في الكلس رووم وياه‬
‫عبدالرحمن السعودي وهم يتعبثوب باللبتوب ويضحكون مع بعض‪ ..‬ويوم وصلت هيام وفاتن حركات لتهدئة‬
‫الوضع بين زياد وعبد الرحمن‪ ..‬ويوم قربوا البنتين‪..‬‬

‫زياد‪ :‬هل والله فاتن‪ ..‬عاش من شافج‪ ..‬من زمان ما شفناج‬


‫فاتن وهي متعودة على اسلوبه البايخ‪ :‬هل فيك‪ ..‬عاشت ايامكم‪..‬‬

‫وقعدت مكانها وهيام بالمثل‪ ..‬وتم عبد الرحمن يتظاحك ويا زياد على شي بينهم وهيام اللي تظايقت منهم‬
‫وبين على ويهها‪ ..‬ومسكت فاتن فجأة يدها وهي تبتسم لها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ما عليج‪ ..‬طولي بالج‪..‬‬


‫هيام ترد لبتسام لفاتن‪what ever :‬‬

‫ودخل الدكتور وانسحب عبد الرحمن‪ ..‬وبدت المحاظرة‪...‬‬


‫‪------------------------------------‬‬
‫مساعد اللي مخلص دوامه ظل في المكتب لوقت اطول عشان يخلص المور اللي فاتته‪ ..‬واليوم على غير‬
‫العوايد راح الشغل بالثياب العادية يعني بنطلون وقميص ‪ ..‬تعود من لبسه في اميركا ونسى الدشداشة‬
‫والغترة‪ ..‬والكل لحظ هالشي‪ ..‬حتى حياة البرسونال اسستاند لبو زياد اللي علقت على مظهره بغمزة‪ ..‬وهو‬
‫اللي من كلم مريم معاه ظل منتشي ومرتاح واتصال فاتن فيه خله مرتاح اكثر واكثر‪ ...‬خطوتها كانت جبيرة‬
‫وهو يقدر هالشي منها‪..‬‬

‫زهق من كثرة الوراق اللي كان لزم يعابلهم لكن راح الكثير وبقى القليل‪ ..‬ويمكن يخليه لباجر‪ ..‬لنه ما يقدر‬
‫يتحمل اكثر من جذي‪ ..‬يمكن يمر الليل ‪ ..‬او اي شي ثاني‪ ..‬مع انه ما سواها مرة بحياته بس يبي يملي وقته‬
‫قد ما يقدر عشان يقدر يحط شي في باله غير فاتن واللي يمكن تسويه في هذي اللحظات‪..‬‬

‫تحرك من المكتب وهو يتمطط من التعب وظهره الي تقطع عليه من القعدة‪ ..‬وريله اللي كانت متشنجة من‬
‫كثرة التنقلت اليوم‪ ..‬من الزيروكس الى المطبعة ومن المطبعة للرشيفات‪ ..‬ومن الرشيفات للمحاسب‬
‫واللئحة مستمرة‪..‬‬
‫مدد ريله بشكل اقوى عشان يحرك العضلت‪ ..‬خلص مدامه رد الكويت يعني لزم يرد للجيم اللي كان‬
‫يروحله‪ ..‬وهالشي بيخليه يحس بالطاقة اكثر‪ ..‬خصوصا ويا رياضته المفضلة‪ ..‬السباحة‪..‬‬

‫طلع من البناية وهو متوجه لبيت بو جراح الله يرحمه عشان يزور اهل فاتن ويخبرهم عن احوالها‪ ..‬اكيد اهم‬
‫مشتاقين لها بالحيل‪ ..‬وما نسى الغراض البسيطة اللي شرتها فاتن لهلها دليل على تفكيرها بهم‪ ..‬بتنفيذه‬
‫لهالشياء البسيطة واللي ماتنذكر يحس بالفرحة لنه يقدر يلبي لفاتن ابسط الشياء وتظل وتبقى في ذاكرته‪..‬‬
‫يوم وصل عند بيت بو جراح هز راسه بغير تصديق؟؟؟ هذا بيتهم؟؟؟ شصار فيه‪ ..‬شلي سواه بهالحالة‪ ,,‬ترميم‬
‫هذا ول موقع تفجيرات‪ ...‬وتم واقف مكانه وهو مو مصدق اللي يشوفه‪ ..‬وعلى طول اتصل في جراح‪..‬‬

‫جراح اللي كان في الورشة ما يسمع التلفون‪ ..‬وهو يصارخ ويا العمال واللت مغطية على كل صوت‪ ..‬ومن‬
‫بعدها دخل جراح المكتب والتلفون كان ساكت‪ ..‬وما انتبه له ال يوم رن مرة ثانية‪ ..‬وشاف ان مساعد اللي‬
‫متصل وبدهشة رد على تلفون‬

‫جراح‪ :‬مساعد؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هل جراح شلونك شخبارك؟‬
‫جراح‪ :‬ابخير الله يسلمك انت شخبارك‬
‫مساعد‪ :‬الحمد لله ابخير؟؟ انت وينك في؟‬
‫جراح‪ :‬انا في الورشة ويا العمال‪ ..‬وايد اشغال تعطلت هني‪ ..‬ويبيلها متابعة من يديد‪ ..‬انت وينك؟؟؟صوتك‬
‫واضح؟؟‬
‫مساعد‪ :‬لني في الكويت ‪...‬‬
‫جراح اندهش‪ :‬في الكويت؟؟ من متى؟؟‬
‫مساعد ‪ :‬البارحة بس رديت‪ ..‬واقف عند بيتكم ومستغرب من حالته‬
‫جراح‪ :‬عندنا حالة ترميم في البيت‪ ..‬مساعد فاتن هناك بروحها؟؟ ليش رديت مبجر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اسبوع واحد مافرق جراح‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ليش؟؟ صار بينكم شي؟؟‬
‫مساعد‪ :‬خلك من هالكلم قول لي الحين وين اقدر اشوف بيتكم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اصبر شوي انا الحين بطلع من الورشة‪ ..‬وينك فيالبيت؟‬
‫مساعد‪ :‬انت اللي خلك ادلي الورشة الحين يايك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اوكيه‪ ...‬انطرك‪..‬‬

‫سكر جراح عن مساعد وهو منصدم من رده مساعد المبجرة‪ ..‬صج انها اسبوع لكن‪ ..‬اخر ما توقعه ان مساعد‬
‫يخلي فاتن ويرد بسرعه‪ ..‬اهو ظن انه يمكن يتأخر مو يجدم السفرة‪ ..‬الله اعلم باللي صار بيناتهم‪ ..‬فاتن ما‬
‫كانت متقبلته من الزين في البداية وهذا السبب اللي خلني ارد الكويت عشان يقدرون يلقوون المجال انهم‬
‫يتفاهمون فيما بعضهم‪ ..‬الله يعين‪..‬‬
‫كلها ال عشر دقايق ومساعد عند جراح‪ ..‬راقبه جراح من خلل الجامة اللي كانت تطل على الشارع وشاف‬
‫مساعد واستغرب‪ ..‬في البداية ما عرفه‪ ..‬شعره كان اغلظ وجسمه اضعف من قبل بس طوله الفارع هذا‬
‫اهو‪ ..‬وابتسم يوم شافه لبس ثياب عادية مو الدشداشة والغترة مثل ما تعوده‪..‬‬

‫طلع له جراح ويوم شافه مساعد ابتسم‪ ..‬مو عشان الفرحة بشوفه مسااعد لنه شاف فاتن فيه وملمحه‬
‫القريبه من حبيبة قلبه‪ ..‬صار مهووس بسيدته الصغيرة اللي تصاحبه في ويوه الناس كلها‪..‬‬

‫جراح‪ :‬حيا الله مساعد‪ ..‬توها ما نورت الكويت‪..‬‬


‫مساعد وهو يضحك على شكل جراح‪ :‬الله ينور حياتك‪ ...‬شفيك صاير لي واحد من العمال‪..‬‬
‫جراح‪ :‬تصور اني لبس دشداشة واول ما دخلت هني قلت لهم ‪ ..‬وينه الوفروول‪ ..‬ههههههههههههههه‬
‫مساعد‪ :‬يعطيك العافية‪ ..‬الظاهر انك مستلم الشغل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بيني وبينك الورشة ماادري عنها ال اليوم طول وقت ما رديت وانا في الكلية اخلص اوراق انسحابي ويا‬
‫المتعهدين والبناء والشقة وكل شي‪ ..‬يعني زحمة شوي‬
‫مساعد‪ :‬وهذا شي حلو بعد انك تركض عشان بيتكم زين سويت‪ ..‬النسان دايما يبدى براس الحية مو بذيلها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههه ‪ ...‬يالله‪ ..‬قول لي‪ ..‬ليش رديت مبجر عن اختي وخليتها هناك بروحها؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههه‪ ...‬خفت منك ترى‪..‬‬
‫جراح‪ :‬امزح وياك تدري فيني‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬افا عليك عاد‪ ...‬ل بس‪ ..‬حسيت ان الضغط كثر على اختك وعلي انا بعد‪ ..‬وكان لزم اطلع عنها شوي‬
‫عشان تحس لفراقي وتشتاق لي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬احم احم‪ ..‬من المفروض اني اعرف هالسوالف‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه‪ ..‬اي عيل شلون تتعلمون انتو يالصغار‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وي عاد ل تخربني ترى امي تخاف علي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ادري فيك‪ ...‬خايفين عليك وعلى شبابك‬
‫جراح بزهو‪ :‬اي عشلون عيل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله خلنا نروح البيت اكيد انت وصايا فاتن واصلة للسما‪ ..‬وسلماتها وتعليماتها ومراحبها‬
‫مساعد‪ :‬اي والله حتى ان لبيتكم صوغة ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الله ليش العبالة‬
‫مساعد‪ :‬ان جان علي انا ما اييب شي لما اسافر‪ ..‬هذي اختك‬
‫جراح‪ :‬الحريم لهم عادات‬
‫مساعد‪tell me about it :‬‬
‫جراح وهو يفتح عيونه‪ yes yes :‬صرت عنقريزي مساعد؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههه ياخي بالغلط‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههه يالله دقايق اغير ملبس وراد لك‪..‬‬

‫ظل مساعد فيالسيارة والدنيا بدت تظلم‪ ..‬وبالشتاء الدنيا تظلم والذان بعده ما اذن‪ ..‬وصل جراح وتحركت‬
‫السيارة الى بيت ام جراح‪ ..‬عشان يوصلون لها اخر اخبار بنتها‪..‬‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫بوقت اللي هبط الليل في الكويت كان الصباح باوجه في اميركا وفاتن كانت قاعدة في احد الستراحات اللي‬
‫تنتشر فيالجامعة مع البنات من الشلة‪ ..‬صج ان معظمهم اميركيات لكن كانوو مصدر راحة لفاتن‪ ..‬وهيام بعد‬
‫اللي كانت ثنائي في الجامعة ويا فاتن من وصلت‪ ..‬حتى كريستي غارت بسبب هالشي بس تواجد عبد‬
‫الرحمن الربع وعشرين ساعي يبعد عنها هالشعور‪ ..‬لكن تظل في قلبها محبه خاصة لفاتن نظرا لطبيعتها‬
‫الناعمة والطيبة‪..‬‬

‫هيام كانت تضحك ويا فاتن وفاتن تبادلها الضحك ولكن بهدوء ومن بعيد كان يراقبهم زياد وعبد الرحمن كان‬
‫يراقبه‪ ..‬ويوم مل من تجاهل زياد له وقف في ويهه‬
‫عبدالرحمن‪ :‬وش بلك جالس ااحاكيك وعيونك على ‪the lady in blue‬‬
‫زياد يبتسم وعينه للحين على اللي يناظره‪ :‬يالغبي مو قاعد اطالع فاتن ‪ ..‬قاعد اطالع هيام‪ ..‬صج انها غبية‪..‬‬
‫وعواطفها بتخونها فيوم‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬كيف؟؟‬
‫زياد‪ :‬شلون كيف بعد‪ ..‬يعني ان ظلت على هالغباء اللي اهي عايشته صدقني بتنصدم يوم‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬قصدك عن سالفة حمد‪ ..‬عادي يا زياد‪ ..‬كل بنت لمن تلقي لها حد يهتم بها تميل له‪..‬‬
‫زياد وعيونه على هيام وهو يشدهم‪ :‬يعني ما توقعتها تكون بهالغباء يعني ‪ ..‬حسيتها بتصيدني بسرعه لكنها‬
‫طلعت مدمغة‪..‬‬
‫عبدالرحمن وهو يولع صلب زقارة‪ :‬عادي يا اخي انا تعلمت ليه انت منت براضي تتعلم زيي‪..‬‬
‫زياد‪ :‬مادري شلون ‪ ..‬تصدق ساعات خاطري امسكها جذي وارقعها بكسات لمن تفهم وبعدين برتاح‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬حاسب‪ ..‬تراك باميركا‪ ..‬لو كنت في مكان ثاني كان السالفة عادية وبتمر بهدوء‪.‬‬
‫زياد‪ :‬مالت عليك عاد انت وايد ساخر‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬والله مهي بحاله انت وياها‪ ..‬تحبها من اول ماطاحت عينك عليها ومنت براضي تعلمها بهالشي‬
‫ولعب معاها لعبة القط والفار‪ ...‬صدق اني معجب كبير بحماسية تووم لكن جيري كان يقهرني‪ ..‬صدقني‬
‫هاللعبة حلوة لكنها اذا طالت سمجت‪..‬‬
‫زياد‪ :‬شتبيني اسوي عيل‪ ..‬اللي اهي تبيه‪ ..‬اني اروح لها واقول لها لو سمحتي يا ذات الملمح الجميلة اهديني‬
‫قلبك لني بل قلب فقد فقدته عندما رأيتك‪..‬‬
‫عبد الرحمن يتصنع الهتمام ‪ :‬ايش قلت‪ ..‬عيده لو سمحت بستخدمه في قصيدتي الجديدة‬
‫زياد‪ :‬وخر زين ل بكس على عينك‪ ...‬اهي من طرف‪ ..‬وفاتن من طرف ثاني‪...‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬يا هذي الحالة الرجال بو قلبين‪ ..‬وش بلها فاتن بعد‪ ..‬بالصراحة انا ما عجبتني ابدا‪ ..‬هادئة زيادة‬
‫عن اللزوم‪ ..‬وثقيله وثقلها مسمجها‪..‬‬
‫زياد يلتفت له‪ :‬ويازعم متعلم انت وعارف وخابر البنات‪ ..‬يا خبل هذا النوع احلى نوع من البنات‪ ..‬هذا النوع‬
‫اللي يخليك تعيش بحيرة وهم مرتاحات‪ ..‬هذا النوع اللي يخليك تتطعم ليلك وتكره نهارك‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬يعني انت لزم تحدد مصيرك ‪ ..‬فاتن ‪ ..‬ول هيام‬
‫زياد‪ :‬فاتن راحت من يدي‪..‬‬
‫عبد الرحمن باستغراب‪ :‬كيف؟؟‬
‫زياد‪ :‬فاتن هذي خطيبة شريج ابوي في شركته‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬انقلع‪ ..‬متزوجة؟؟؟‬
‫زياد‪ :‬ايه متزوجة‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬عليهم الحرام‪ ...‬والله اني كنت امزح عنها‪ ..‬صدقني كنت حاطها في بالي‪ ..‬يا خساااارتي‪..‬‬
‫ياحظه اللي متزوجها‪...‬‬
‫زياد‪ :‬اهي بعد يا حظها‪ ..‬مثل مساعد ما يتحصل‪ ...‬بس مادري ليش احس ان هناك برود بينهم وفجوات‪...‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬زياد‪ ..‬يا رجال انا قلبي حبك والله اني ابغي حياتك ل تتدخل بين الرجال وحرمته فيها قص رقاب‬
‫يا شيخ‬
‫زياد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه‪ ..‬تدري ششي‪..‬‬
‫عبد الرحمن ‪:‬ايش يا بو افكار جهنمية‪..‬‬

‫زياد وهو يقعد ويلم عبد الرحمن من رقبته‪ :‬شوف‪ ..‬انا برافج فاتن‪ ..‬وبصير صديقها عشان اني اتقرب من‬
‫هيام اكثر‪ ..‬بخليها تفهم اني مو مهتم فيها وجذي بتكون السالفة عادية وشوي شوي اتقرب من هيام ‪ ..‬شرايك‬
‫عبد الرحمن‪ :‬يا عيني على الفكار العربية‪ ..‬هنا العقل وال واحد زي هالزبايل اللي هنا بروح لها برجله يقول لها‬
‫الصراحة وللي في قلبه‪ ..‬قلب رجال منصب بموية باردة‬
‫زياد وهو يعقد حواجبه‪ :‬ما عجبتك فكرتي‬
‫عبد الرحمن‪ :‬ل والله‪ ..‬ما عجبتني‪ ..‬زي وجهك‪ ..‬يالله انا عندي كلس لزم احضره‪ ..‬اشوفك على خير‪..‬‬
‫زياد‪ :‬الخير بويهك‪...‬‬

‫راح عبد الرحمن عن زياد اللي ظل قاعد وهو يناظر هيام وشلون تضحك‪ ...‬وتذكر بداية المعاناة‪ ..‬مثله مثل‬
‫فاتن اول ما وصل اميركا وخصوصا هالجامعة‪ ..‬يدور على كلساته ومن بين هالكلسات شافها قاعدة وهي‬
‫تضحك‪ ..‬تم باهت مكانه وهو يناظر شكله شلون ان البتسام صار له معنى ثاني في ويهها‪ ..‬وشلون ان اللوان‬
‫كانت متداخلة ‪ ..‬من عيونها للون وجناتها وشفايفها‪ ..‬وشعرها الحمر البرغندي‪ ..‬وبياض بشرتها المصاحب‬
‫بالوردي‪ ..‬وكيف ان شكلها عبر عن ملكة جمال احلم كل شاب‪ ..‬وراح ودخل الكلس وعيونه عليها لمن دعم‬
‫فيه واحد وطيح كل الكتب اللي كان حاملها وخلى كل النتباه يتوجه له‪ ..‬بابتسامة قله حيله وجهها زياد للكل‬
‫تبادل الكل الضحك وياه ‪ ..‬وحتى ان وحدة من البنات قامت وشالت الكتب وياه‪ ..‬وواحد من الشباب فضى‬
‫مكان يمه عشان يروح ويقعد‪ ..‬وعبد الرحمن بعد كان في الكلس وصلب الزقارة كان على طرف ثمه‪ ..‬ومن‬
‫بعد ما سلم على زياد وجه عيونه على صيدته‪ ..‬اللي كانت تتمثل في كريستي المنبهرة بجماله وهو يغمز لها‬
‫واهي تضحك ويا هيام‪..‬‬

‫عبد الرحمن‪ ..:‬خليجي؟؟‬


‫زياد‪ :‬اسجد لله بالشكر ‪ ..‬كويتي‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ /‬سعودي وكلي فخر‪..‬‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههههههه هل فيك‬
‫عبد الرحمن‪ :‬يبقيك‪..‬‬
‫ومرت اليام على هذاك الحال وتلحمت الرباعة‪ ..‬جماعة زياد اللي صار اهو لسبب غريب نوع من القيادي‬
‫لها ‪ ..‬وجماعة هيام اللي بكل صورة واضحة اهي قيادية لها‪ ..‬لكن النفور بين الثنين كان متمثل في المناجر‬
‫اللي كانوو يمرون فيه‪ ..‬لن زياد كانت طبيعته واسلوبه في الكلم كوميدي والطنازة على الغيركانت هوايته‬
‫بس الي قلبه كبير بيعرف ان زياد يعبر عن حبه بالكوميديا لكن طبيعة هيام الحساسة منعت هالتفهم فيها‪..‬‬
‫بس ما منعها هالشي من ان يتغلغل زياد في قلبها بطريقة غير معقولة‪ ..‬يمكن بسبب شعبيته بين الناس‬
‫واسلوبه الصريح اللي تكرهه فيه لكنها تعشقه‪..‬‬

‫وجذي طافت السنة عليهم‪ ..‬رد فيها الكويت زياد ولكنه رد اميركا بسرعة لنه ما قدر على فراق هيام وتفاجأ‬
‫يوم درى انها راحت البحرين زيارة لهلها‪ ..‬وهذا الشي ما منعه انه يكون وقت حلو ‪ ...‬واهله بعد ما قصروووا‬
‫عنه زاروه وظلووا وياه وكان الوقت ممتع وياهم‪ ..‬ال ان امنيته في السلم بينه وبن هيام ظلت قائمة على‬
‫امل التقلب‪ ..‬اهو ساعات يفضل هالعلقة على شي احسن منها‪ ..‬يمكن عشان ل يا وقت انه يروح ‪ ..‬يكون‬
‫سهل عليه انه يواصل حياته او حتى ينسى‪ ..‬مع ان هيام بنت ل تنسى‪..‬‬
‫واخيرا ويا حركته اللي ساعات يحس انها السبيل الوحيد عشان يوصل لها‪ ..‬وساعات يحسها حركة ما تتناسب‬
‫ويا طبيعة علقة ويا هيام‪ ..‬يمكن تكتشفة بيوم وتنعدم كل المال في علقة تنشأ بينهم‬

‫وقظه المنبه اللي يحطه في ساعته عن موعد المحاظرة‪ ..‬هز راسه عن ذكريات هيام وراح للمحاظرة‪..‬‬
‫وهني يوم مشى اضطر انه يمر عند جماعة البنات‪ ..‬واول ما شاف هيام نزل عيونه ووجهها لفاتن بابتسامة‬
‫تسلب النفاس‪ ..‬كل اللي سوته فاتن انها نزلت عيونها من غير اكتراث ول كأن احد طاف عليها‪ ..‬وهيام اللي‬
‫رفعت عيونه على البتسامة العذبة اللي وجهها زياد لفاتن‪ ..‬ويا للحمم البركانية اللي تأججت في قلبها تجاه‬
‫هالريال‪..‬‬

‫هيام وهي تزر على ظروسها‪ :‬أكرهه‪..‬‬


‫فاتن تضحك بخفة‪ :‬ياريت كلمج صج‬
‫هيام‪ :‬لوالله فتوون‪ ..‬اكررهه‪ ..‬اكررهه ولو يحصل لي جان زريت رقبته ونحرته‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوووه‪ ...‬عاشقة من الطراز الجرامي‪ ..‬هههههههه‬
‫هيام‪ :‬تتطنزين‪ ..‬صدقيني‪ ..‬لو يصيدج جذي ما بتتقشمرين هاللون‪ ..‬جان بتحترقين مكانج جنج على ضوو‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههه اول‪ ..‬اسمها غشمرة‪ ..‬ثانية‪ ..‬طنشيه يا عمري‪ ..‬اللي ما يستاهل ما ينعطى ويه‪..‬‬
‫وبعدين انتي ليش تبلين عمرج بهالسوالف بعدج صغيرة‪..‬‬
‫هيام‪ :‬تبيني مثلج يعني انطر الريل لمن اييني‪ ..‬نوو واي حبيبتي انا ما بتزوج ال عن حب‪..‬‬

‫وجهت فاتن عيونها لهيام بحسافة‪ ...‬شلون تفكر عني‪ ..‬تفكر اني كنت قاعدة وانتظر الزوج مثل كل البنات‪..‬‬
‫ما تدري اني عشت حسرة عمر وفرحة ما تمت‪ ..‬ايه لو بس تدري‪ ..‬وفكرت فاتن بمساعد‪ ..‬مع انه ما راح من‬
‫بالها على الرغم من المشاغل‪ ..‬ال انها هذي المرة فكرت فيه بعمق‪ ..‬وشافت شكثر اهي ضعيفة من دونه‬
‫لنه كان السند الكبر لها يوم كانت هني وكانت تحسه المضاد اللي تواجه به الناس‪..‬‬
‫تمت تحوس في اليسكريم اللي تاكله‪ ...‬ويرن تلفونها على ‪))..‬أغلى حبيبة(( وما صدقت عمرها فاتن‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬يا اغلى حبيبة‬


‫مريم‪ :‬يا بعدهمممممممممممممممممممممممممممم‬
‫فاتن ‪ :‬مريوم حبيبتي يا بعد عمري‬
‫مريم‪ :‬ياخلف امي وابوي يا عزي وشماغي‬
‫فاتن‪ :‬ولهت عليج يالقردة‬
‫مريم‪ :‬وانتي اكثر يالجرادة‪ ..‬من زماااان ما سمعت حسج اللي يلوع الجبد‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههه حلفي انتي بس‪ ..‬شلونج شخبارج عسااااااج ابخير‬
‫مريم‪ :‬والله الحمد لله ابخير اشقح وازقح وكل شي‪ ..‬وانتي‬
‫فاتن‪ :‬انا بخير وبخير وبخير‪ ..‬بس متولهه عليكم‬
‫مريم‪ :‬ما تتوله عليج العافية يا قلبي دومها وياج‪ ...‬ال قوليلي‪ ...‬ليش طردتي اخوي؟‬
‫انقبضت فاتن‪ :‬طردته؟؟ متى؟؟‬
‫مريم‪ :‬هو اللي قالي‪ ..‬انج طردتيه‪..‬‬
‫فاتن بحيرة‪ :‬اهو قال لج جذي‪.‬‬
‫ال ومساعد يدخل البيت ومريم قاعدة في الصالة تأشر عليه‪ ..‬اشر على روحه فاكدت له طلبها وراح وقعد‬
‫عندها‪ :‬اي اهو قال لي انج حذفني ملبسه كلها في الشارع وقلتيله ل اشوف رقعة ويهك هني مرة ثانية‬
‫فتح مساعد عيونه بدهشة؟؟ تحاجي منو هذي؟؟ وبحركة سريعة حطت مريم صوت فاتن على السبيكر‪..‬واول‬
‫ما سمع ضحكتها رج صدره بدقات قلبه‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسج‪ ..‬والله حمارة انتي شهالسوالف اللي مثل ويهج‬
‫مريم‪ :‬اي ترى اقول لج انتي لعديتي الكويت بتكونين فرحانة من زمان خبرنا الحكومة ومسيجة المطار عنج‬
‫فاتن‪ :‬وي شدعوة انا عندي اميركا شلي بالكويت‬
‫مريم‪ :‬شوووف الحمارة‪ ..‬تتبرى ‪ ..‬اسجدي لربج لنج كويتية‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الحمد لله ولشكر‪ ..‬عيل انا طردت اخوج‪ ...‬ترا ما يعرف يكنس ول يغسل ول ينظف‬
‫رفع حاجب مساعد لمريم وهي خاست من الضحك‪ :‬هههههههههههههههههههاااي ما علمته امي مسيجينه ذايبه‬
‫عليه تعلم عشان حرمة المستقبل ما يطيع‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههه يبيله درووس من دروسج‬
‫مريم‪ :‬اي والله‬
‫فاتن‪ :‬بسج قرقة وقوليلي شعلووومج‬
‫مريم‪ :‬والله تسرج العلوم اسال عن علومج‬
‫فاتن‪ :‬اووووووووووووووووه يا مريم شقول لج‪ ..‬والله يبيلي اقعد وياج عشان بس اتكلم واتكلم لمن يهدى‬
‫قلبي‪..‬‬
‫مريم تغمز لمساعد وتتمتم بحلجها ))ما قلت لك ((‪ :‬شفيج يا عمري شفييييج‪..‬‬
‫فااتن‪ :‬مادري مريوم‪ ..‬دوامة اطوف فيها مو عارفة وين الدرب عشان اطلع‪ ..‬حياتي كلها تعلقت بسلسلة‬
‫وحلقة ما ادري ادخلها واوعد روحي اني ما اطلع منها ول اتخلى عنها وانسحب بهدوء‪..‬‬
‫عوره قلبه مساعد على كلم فاتن ولف ويهه عن مريم اللي لحظت هم اخوها‪ :..‬فاتن حبيبتي انتي طول‬
‫عمرج كنتي فاهمة وعاجل‪ ..‬وانا عندي ثقة فيج وفي خيارج واعرف اسبابج في حال الزين ول الشين‬
‫فاتن‪ :‬والله يا مريم ياريتج وياي على القل عندي احد اتكلم معاه ‪ ...‬ماكو احد اقدر اعبر له عن مشاعري‪..‬‬
‫البارحة صعب علي النوم وانا افكر‪ ..‬ما قدرت‪ .‬احس نفسي ضايعة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬لو تصدقين انا ليش ضايعة بتحسيني متناقضة‪ ..‬انا ضايعة بل مساعد‪)..‬اصطلب مرة وحدة مكانه مساعد‬
‫ولنت ملمحه(‪ ..‬وكملت فاتن‪ :‬انا صج في نفس الوقت كنت اعتبره اخر شخص يمكن اكون محتاجة له لكن‬
‫الحين اقول لج‪ ..‬مع ان المدة الي غاب فيها كانت قصيرة يمكن ما تعدت اليومين‪ ..‬بس ‪ ...‬بديت احس بجيمته‬
‫في البيت وفي الروتين اليومي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬فاتن‪ ...‬شقصدج من هالكلم كله‪..‬‬
‫فاتن اللي تزقرها هيام عشان المحاظرة الياية‪ :‬مريم انا بخليج الحين ول رديت البيت بكلمج‪ ..‬لزم اروح‬
‫المحاظرة الحين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوكيه حبيبتي بنتظر اتصالج‪ ..‬ديري بالج علىروحج ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله حبيبتي‪ ..‬يالله ‪ ..‬سلميلي‪ ..‬سلميلي على مساعد‪...‬‬
‫مريم تناظرمساعد وهي تبتسم‪ ..:‬يبلغ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬بـــاي‬
‫مريم‪ :‬بـــــاي‪..‬‬

‫وتسكرت المحادثة‪ ..‬وفاتن اللي لدقيقة وحدة حست ان احد ثاني ويا مريم‪ ..‬او يمكن هذا تفكيرها‪ ..‬كان وياا‬
‫احد ثاني‪ .‬ول‪..‬؟؟؟؟ ما ادري‪...‬‬

‫مريم في طرف ثاني حطت تلفونها على الطاولة ومساعد اللي كان ضام يدينه عند حلجه بتفكير‪ ..‬كلم فاتن‬
‫الحين‪ ..‬كان بمثابة حيرة يديدة في حياته‪ ..‬اخر شخص ممكن تحتاجله لكنها تحتاجله‪ ..‬ليش هاللغاز في‬
‫كلمها‪ ..‬وليش هالمشاعر المخبية‪ ..‬وليش هالدوامة اللي اهي بغنى عنها‪ ..‬هالكثر قرار الستقرار صعب‬
‫عليها‪ ..‬والسلسلة والدبلة ‪ ..‬شلون تكلمت عنهم‪ ...‬هالبنت بتينني‪..‬‬

‫مريم وهي تحط يدها على جتف مساعد‪ :‬علمك؟؟‬


‫مساعد يهز راسه‪ :‬ول شي‪ ..‬بس حيرة يديدة وافكار يديدة‪) ...‬بسرعة غير الموضوع( ام جراح تسلم عليج‬
‫والبنات بعد‪..‬‬
‫مريم ‪ :‬ل تغير الموضوع مساعد‪ ...‬صدقت كلمي ول لء‪..‬‬
‫قام مساعد وهو متظايق‪ :‬اصدق شنو في كلمج مريم؟ انها تفكر فيني؟؟ انها حاطتني على بالها وانها تحاول‬
‫تخلص نفسها من الحيرة اللي اهي عايشتها‪ ..‬اي مصدقج‪ ..‬بس انا خايف من اخر افكارها‪ .‬خايف من اخر‬
‫استنتاجاتها‪ ..‬لو وصلت لقرار انها خلص ما عادت تبيني ول عادت تحس اني يمكن اشغل حيز من حياتها‪..‬‬
‫شبصير فيني انا؟؟ تخيلي الوقت والكم الهائل من الجهد اللي راح ابذله عشان بس اوصل فيه لشي يهديني‪..‬‬
‫وما ادري‪ ..‬اهي ما حطت لي مهلة ول شي‪ ..‬بظل انتظر وانتظر من غير اي موعد نهائي او حد‪..‬‬

‫زفرت مريم من الظيج وقامت على ريلها‪ ..:‬تدري شلون؟‬


‫مساعد‪ :‬شنو؟‬
‫مريم‪ :‬انت وفاتن الله حطكم لبعض عشان شي واحد‪ ...‬القرقــــــــــــــا وبس‪ ..‬يعني يا اخي ياحبكم للحجي‪..‬‬
‫اهي من يوم واحنا صغار تقرق على راسي والحين انت‪ ..‬بصراحة صج لي قالو كل واحد ياخذ شبيهه بالدنيا‪..‬‬
‫وفاتن خذتك وانت خذتها‪ ..‬الحين لو سمحتوا‪ ..‬دبرو لكم حل‪ ..‬وبسكم دوامات وصراعات نفسيه ما وراها ال‬
‫التعب وعوار الراس‪ ..‬عيشوو حياكم ترى انتو قاعدين تظيعون وقت ثمين من عمركم‪...‬‬
‫راحت مريم تاركة مساعد في صدمة من موقفها‪ ..‬هذي واهي الغير معنية ثارت الله يعين المعنيي بالسالفة‪..‬‬
‫دخل هالبيت على جناح السرعة لن معدته كانت تتنافض من اليوع‪ ..‬ومن بعد محادثة فاتن صار ما يشتهي‬
‫الكل‪ ...‬ففكر بمكان يقدر يحس بالحرية فيه غير هالقفص اللي يقبض على نفسه‪ ..‬سحب عمره وطلع من‬
‫البيت‪ ..‬الى البحر‪....‬‬
‫‪-----------------------------‬‬

‫مناير اللي كانت قاعدة ويا رفيجة دربها سماهر ومخها في مكان ثاني‪ ..‬مخها منصب باهتمام على ولد‬
‫الجيران‪ ..‬مشعل‪ ..‬ما تدري ليش هالنسان داخل بالها بطريقة مزعجتها‪ ..‬بطريقة تخليها تفكر مرتين لما‬
‫تشوفه‪ ..‬تحس ان له علقة في بيتهم وعائلتهم‪ ..‬نظراته للبيت والحزن المرسوم على ويهه لمن يناظر البيت‬
‫يشكك الواحد فيه‪ ..‬هذا شسالفته ويا بيتنا؟؟؟ ل يكون اخوي بس امي ما تبينا نعرف عنه؟؟؟ اشوف جراح‬
‫وايد متعلق فيه‪...‬‬

‫سماهر‪ :‬منور ترى بروح بيتنا‪...‬‬


‫مناير تنتبه‪ :‬ها‪ ...‬ليش بتروحين؟؟ شقتنا احلى من بيتكم زين تمي وياي‬
‫سماهر‪ :‬مادري شفيج سرحانه ومخج مو وياي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬سموور‪ ..‬ابيج تفتحين مخج وياي‬
‫سماهر‪ :‬مالت عليج يام ريل عور‪ ..‬انا الحين يبيلي افتح مخي شقالولج مينونة مقفل‪..‬‬
‫مناير وهي تشد على حلجها‪ :‬يمة منج انتي قمة الدقم في المجتمع الكويتي‪ ..‬سمعيني‪ ..‬شفتي هذا اخو‬
‫سماء‪..‬‬
‫سماهر وهي ترص نظاراتها‪ :‬منو؟؟ اي هذاك الحلو‪ ..‬بو خشم طويل‪ ..‬واللي شعره ناعم‪ ..‬واللي‪.‬‬
‫مناير‪ :‬انا سألتج سؤال محدد ليش توصفينه لي‪..‬قلنا عليج نظارة بس مو لهالدرجة‬
‫سماهر‪ :‬ههههههههههااااي‪ ..‬ليش‪ ..‬عاجبج؟‬
‫مناير‪ :‬قطع فيج انا يعجبوني الرياييل يخسوون دمار دنيا هذول‬
‫سماهر‪ :‬طاع هذي‪ ..‬عيل من يعجبج؟؟ اليهال؟؟؟ ول البزارين؟‬
‫مناير‪ :‬جبي زين‪ ..‬قلت لج من اولها فتحي مخج وياي‪ ..‬انزين ما شفتي نظراته لبيتنا شلون حزين وقلبه يعوره‬
‫سماهر‪ :‬انا ما عندي وقت اطالع صبيان مافيني على بدر يزخني زخ من الطق‪..‬‬
‫مناير وهي تناظر سماهر بغباء‪ :‬انتي مولودة بتاريخ الغباء؟؟ ول الغشامة ‪ ..‬ول الدقامة‬
‫سماهر‪ :‬جبي عاد ل بالنعال على ويهج‪ ..‬وايد سمحتلج اشوفج خرطتيها ‪..‬‬
‫مناير‪ :‬وي عدااااااااااااااااال‪ .‬بموت من الخوف‪ ..‬كلمة ثانية واسويها بروحي‬
‫سماهر‪ :‬ايا جليله الحيااأ‪..‬‬

‫وترميها بالمخدة ومعركة يديدة بين البنتين اللي طافو ال ‪ 15‬وعقليتهم عقلية ال ‪ 5‬سنوات‪ ..‬لكن هذا مو‬
‫معناته ان مناير ما تحاول تكتشف اللي قاعد يصير في الخفاء‪ ..‬ااو بالحرى صلة مشعل ببيتهم‪ ..‬ما تدري ليش‬
‫تحس ان الدم يربط بينهم‪ ...‬ما ادري عنها انا صراحة نانسي دروو شتخطط‪ ..‬بس اليام بتبين لنا‪..‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫فاتن اللي خلصت محاظراتها ووقفت عند البارك اللي دايم ينتظرها مساعد هناك‪ ..‬وتمت تراقب الرايحين‬
‫والرادين مثل كل مرة واهي تسرق النظرات لساعتها‪ ..‬وين جورج للحين ما ياني‪ ..‬مع ان الجامعة مو بعيدة‬
‫وانا تقريبا حفظت الدرب لو رديت مشي‪ ..‬بس اوامر مساعد تقتضي اني ما امشي ‪ ..‬وانتظر جورج‪ ...‬ورن‬
‫تلفونها‪ ..‬شافت الرقم استغربت‪ ..‬ما تعرف من صاحبه‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الوو‬
‫جورج‪ :‬اهلين مدام فاتن‪ ..‬كيفك‪.‬‬
‫فاتن وهي تتنهد‪ :‬الحمد لله جورج انت شخبارك‪ ..‬وينك؟‬
‫جورج‪ :‬للسف معرفت المكان اللي وصفو لي الستاز مساعد بس اذا بتريدي تعالي عند الشارع مشان‬
‫اخدك‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬دقايق وانا عندكم‪..‬‬

‫سكرت فاتن عن جورج واهي متظايقة‪ ..‬شلون تركب ويا ريال غريب‪ ..‬اوووف‪..‬شهالحالة‪ ..‬يعني اليوم وبس‬
‫باجر ان شاء الله كل شي يتعدل‪ ..‬بس مساعد شلون رضاها علي‪ ..‬صج يعني غباء‪..‬‬
‫راحت بظيجها للسيارة وشافتها ديورانقوو سودة وجورج يأشر لها‪ ..‬وهي منزلة راسها ومستحية مو عارفة‬
‫شلون تروح تركب ورى‪ ..‬بس ‪ ..‬اهي تبعت حاستها وراحت وفتحت الباب الوراني وقعدت‪ ..‬وما كان يبين على‬
‫جورج اي ادنى للعتراض‪..‬‬

‫جورج‪good evening :‬‬


‫فاتن‪ :‬مساء النور‪...‬‬
‫جورج‪ :‬فيكي تاخدي الكيس اللي جنبك فيه اللبتوب وان شاء الله خط النترنت يكون عندك بالمسا‪ ..‬راح‬
‫تجيبه لك جوزتي ميشيل‪..‬‬
‫استغربت فاتن‪ :‬متزوج جورج؟‬
‫جورج‪ :‬ولو مدام‪ ..‬انا متزوج وعندي توأم‪ ..‬شيلي وشيرلي‪ ..‬جوزتي اميركانيي‪ ..‬وهي اللي ان شاء الله بتتكفل‬
‫فيكي‪ ..‬تجيبك من الجامعة وتاخديك‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل ماله داعي للعبالة‪ ..‬ان جان على الردة اوكيه لكن الروحة اتفقت ويا ارفيجتي اهي اللي بتاخذني ‪..‬‬
‫جورج بحيرة‪ :‬ما فهمت عليك شو ئلتي‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن‪ :‬ولك يا عمي بئلك ارفيئتي هي اللي بتتاخودني الجامعة‬
‫جورج‪ :‬عفارم عليكي يا ستي لك شو هالحكي الحلوووو هيك بدي اياكي لبناني‬
‫فاتن بكل اعماق قلبها ضحكت‪ :‬ههههههههههههههههههههه والله حالة صرت لبنانية ومساعة بحرينية‪ ..‬يل‪..‬‬
‫النسان لبد له بالتغييرات‪..‬‬
‫جورج بالخليجي‪ :‬على قولتكم‪ ..‬دّوام الحال من المحال‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬هههههههههههه دوام‪ ..‬مو دّوام‬
‫جورج‪ :‬ومنكم نستفيد‪...‬‬

‫وصلت فاتن عند بيتها وهي تبتسم لجورج‪ ..‬مسكين ‪ ..‬ظهر الريال عكس ما كانت تتوقعه‪ ..‬صج ان النسان ما‬
‫يعرف الناس ال لمن يعاشرها‪ ..‬وانا‪ ...‬دايما احكامي تنطلي على الناس قبل ل اعرفها‪ ..‬صج اني دقمة‪..‬‬
‫وطرى مساعد على بالها‪ ..‬يا الله شنو كانت تحتقره في بداية علقتها به‪ ..‬وشلون كانت تنفر من ذكر اسمه‪..‬‬
‫واكثر شي بهذاك اليوم اللي وقفت فيه بويهه وصرخت عليه واتهمته بالجذب‪ ..‬شهالجرأة‪..‬‬

‫دخلت الشقة وهي تتنشق الريحة اللي فيها‪ ..‬احلى شي‪ ..‬البخور لمن يتسكر في البيت‪ ..‬سكرت عيونها وهي‬
‫تبتسم‪ ..‬راحت عند الكراسي وقطت الغراض اللي كانت عندها‪ ..‬ما عندهاوقت لزم تطلع الحين وتروح اي‬
‫ميني ماركت تتشرى للبيت اغراض‪ ..‬وعلى طاري هالفكرة وقفت بينها وبن نفسها‪ .‬لول مرة تحس باللفة ‪..‬‬
‫لن هذا بيتها‪ ..‬واهي لزم تعتني فيه‪ ..‬وهالمسألة على قد ما تخرع‪ ..‬تفرح‪ ..‬لن فكرة ان النسان يمتلك شي‬
‫لنفسه يقدر انه يعمره ولانه يدمره‪ ..‬تحيي روح الحماس فيه‪ ..‬والتنافس‪ ..‬بين نفسه الطيبة ونفسه الشريرة‪..‬‬
‫وتمت تضحك على نفسها وهي بهالفكار‪..‬‬

‫راحت دارها وغيرت هدومها للبس لسبورت وعلى طول للحمام عشان تتوضى وتصلي‪..‬‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫على طول من وصلت البيت هيام ركيض على النترنت‪ ..‬فتحت المسنجر وانتظرت المسنجر ايكون وهو‬
‫يدور‪ ..‬راحت وغيرت ملبسها على عيل وعيونها على القائمة اللي تنتظرها تنفتح‪ ..‬واخيرا‪ ...‬الول ما اهتمت‬
‫له‪ ..‬الثاني ما اهتمت له‪ ..‬لكن الثالث‪..‬‬

‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‬

‫ما صدقت‪ ..‬كانت توها بتنقز من الفرحة‪ ..‬موجود هني‪ ..‬وبعد ثانيتين‪ ..‬دخل عليها بالزقاير‪..‬‬

‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬واخيرا رديتي البيت‬


‫إســألني لو حبيت‪ : ..‬ليش‪ ..‬كنت تنتظرني؟؟‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬ل والله‪ ..‬وايد مصدقة روحج‪ ..‬اكيد منتظرج عيل شنوو‬
‫ماقدرت تضبط روحها هيام‪ ..‬ول تعرف سبب فرحتها الجبيرة‪ :..‬اسفة عيل لني خليتك تنتظر‪ ..‬بس كان عندي‬
‫مشوار‪..‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬اي مشوار‪ ..‬لزم اعرف‪..‬‬
‫إسـألني لو حبيت‪ :‬كنت رايحة اخذ اختيني من مدرسة البالية‪..‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬ياقلبي عليهم‪ ..‬عندج صورهم‬
‫إسـألني لو حبيت‪ :‬اكيد‪..‬‬

‫وورته صور اختينها وهم لبسين ثياب الباليه‪ .‬وحده منهم على شكل نحلة والثانية فراشة‪..‬‬

‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬يا قلبــــــــــــــــــــي عليهم‪breath taking ..‬‬


‫إســألني لو حبيت‪ :‬تسلم‪ ...‬طالعين على اختهم‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬يالله عاد عن التواضع‪ ..‬انتي اكيد احلى منهم‬
‫إســألني لو حبيت‪ :‬لو سمحت‪ .‬بل مغازل‪ ..‬ترى استحي‪..‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬ههههههههههههههههههه شدعوة‪ ..‬ال اتغشمر‬

‫اختفت الضحكة من على ويه هيام‪ ..‬ونغزها قلبها‪ ..‬ويوم لحظت سكوتها‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬ترى اتغشمر‪ ..‬انتي اكيد حلوة بطبعج‪..‬‬
‫إســألني لو حبيت‪ :‬تسلم‪...‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬يسلمج ربي انزين‪ ..‬انا الحين لزم امشي‪..‬‬
‫انصدمت هيام‪ :‬توه الناس‪..‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<> ‪ :‬نظرات ماكرة‪ ..‬ليش‪ ..‬تبين تسولفين وياي؟‬
‫انحرجت هيام‪ :‬ل والله ل تصدق عمرك‪ ..‬بس قلت يمكن‪ ..‬انت تبي تسولف دامنك تنتظركل هالفترة‪..‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬شسوي ‪ ..‬انا انسان مشغول ومشاغلي ما تنتهي‪..‬‬

‫رفعت هيام حاجبها وتهكمت‪ ..‬بيزنس مان ول ادري‬

‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬بالنجليزي يقولونها ‪business man‬‬


‫انصدمت يوم شافت انه شلون قرى اللي في بالها‪ :‬اي والله‪ ..‬الله يعينك‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬الجميع يارب‪ any way my beauty queen g2g now ..‬متى‬
‫اقدر اشوفج؟‬
‫إســألني لو حبيت‪ :‬ماادري‪ ..‬انا متواجدة تقريبا معظم الوقت‪ ..‬بس اكون ‪away‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬يالله فظي روحج انا بيي بعد ساعتين جذي ابيج تكونين موجودة‬
‫هزت راسها هيام‪ ..‬وايد مصدق روحه‪ :‬ان شاء الله‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬ماابي انشاء الله‪ .‬ابي حاظر حمد‬
‫إســألني لو حبيت‪ :‬ل تعويها ‪..‬‬
‫<>البــارحة قلبــي ‪ ..‬زادت مـواويــله<>‪ :‬هههههههههههههههههههه ‪ ..‬ياحلوج‪ ..‬يالله‪cya ..‬‬
‫إســألني لو حبيت‪take care :‬‬

‫سكر المسنجر زياد وهو يتنهد‪ ..‬والله ما بيده حل ال هذا‪ ..‬هيام من المستحيل تتقرب منه‪ ..‬فيها حساسية‬
‫ضدي‪ ..‬وكل ما احاول اتقرب منها تلقى الطريقة اللي تبعدني فيها عنها‪ ..‬بس انا‪ ..‬انا شاللي بستفيده من‬
‫التقرب لهاجذي‪ ..‬انا لزم ماحطها في بالي‪ .‬بنت مثل هيام صعب الواحد يتعامل معاها‪ ..‬على شطانتها ال انها‬
‫حساسة واقل شي يجرحها‪ ..‬لو نسمة الهوا‪...‬‬

‫قام من على الكمبيوتر وهو بظيق‪ ..‬يمكن ممتد وياه من اول ما شافها‪ ..‬او من اول ما عرفها‪ ..‬اهي قدرت‬
‫تتغلغل في قلبه مثل ما هو تغلغل فيها ‪ ..‬ول يخفى هالشي‪ ..‬بس اهي لها طبع كريه تخلي الواحد دائما في‬
‫موقف دفاعي وياها‪ ..‬وما يستحمل منها اقل الشي‪ ..‬مثل ما اهي ما تستحمل شي من الناس‪..‬‬

‫لكن‪ ..‬هل هذي الطريقة المثلى يا زياد انك تتقرب منها‪ ...‬الله اعلم‪ ..‬من بعد هالحركة شنو راح يكووون‬
‫موقفك في حياة هيام‪ ..‬اللي بدت تتعلق في هالشخص‪ ..‬من غير اي ادراك فيها‪..‬‬
‫‪-----------------------------------‬‬

‫الساعة ‪ 12‬بالليل‪ ..‬ومشعل واقف عند خراب بيت بو جراح‪ ..‬واللوعة تنتفض في عروقه‪ ..‬فاتن‪ ..‬يا من كنتي‬
‫نورا يشعشع من شقوق ورقعات هذه الجدران‪ ..‬يا نبراس الطهارة والحشمة والمان‪ ..‬ويا عيون الحور التي‬
‫دجت بالهدوء والخلو من زيف العالم الحقيقي‪ ..‬سحقت يا فراشة مزدانة بالوان الحب والعشق‪ ..‬وسحق حبنا‬
‫برجل الغاشم المعتدي‪ ..‬وببرود عاشق ابله‪ ..‬لم يعرف ان للعشق معارك‪ ..‬وحبيبته سلحا فتاكا يواجه به‬
‫ادعاءاتهم‪ ..‬جبنت يا هذا وتركتها تطير وترحل من يدك‪ ..‬رحلت الى بلد‪ ..‬الله اعلم كيف تمر ظروفها هناك‪..‬‬

‫دخل داخل البيت الخربة‪ ..‬وهو حامل وياه مصباح‪ ..‬والمل اكبر منه في انه يلقى شي من بقايا البيت‪ ..‬او شي‬
‫يخص فاتن‪ ..‬وانتقل من اللي كانت فيوم صالة‪ ..‬ودخل للمطبخ اللي احتفل باهله وتجمعاتهم‪ ..‬حتى اهو كان‬
‫في يوم من اليام من اهله‪ ..‬ولقى نصيبه من القعده فيه‪ ..‬وابتسم يوم ذكر فاتن بهذاك اليوم واقفة بل حجاب‬
‫ونظرات الذهول اللي ما زالت اثارها واضحة في ابتسامة مشعل كل ما ذكرها‪ ..‬دخل المطبخ وهو يمسح على‬
‫الطاولة بنعوومة‪ ..‬وهو يتخيلها شلون كانت يمكن في المطبخ‪ ..‬تطبخ‪ ..‬ول تحضر شي من الحلو اللي كانت‬
‫مشتهره فيه ‪ ...‬وفجأة داهمته ذكرى هذاك اليوم الصيفي يوم كانت ارفيجتها يايتها‪ ..‬يوم كانت واقفة‪ ..‬وهو‬
‫واقف في البلكون يناظرها‪ ..‬ومستمتع بمشهدها‪ ..‬الى ان شاف هذاك الحقير وهو يناظرها بالمثل‪ ..‬ما حس‬
‫بالخطورة اللي كان لزم يحسها‪ ..‬كل اللي قدر يحسه الزعل‪ ..‬زعل على فاتن بل سبب‪ ..‬وكان وده لو انه‬
‫ينهش من لحمها بسبب الغيرة اللي شبت بين ظلوعه‪ ..‬لكن ‪ ..‬بوفاة ابوها والظروف اللي حايطتهم استدعت‬
‫منه انه يتناسى‪..‬‬

‫انا شاركتها في ظروف اصعب من اي ظرف‪ ..‬شاركتها النحيب على ابوها‪ ...‬شاركتها عزاااه‪ ..‬كنت اقرب لها‬
‫من حبل الوريد‪ ..‬فشلون يا ربي شلووون‪..‬‬
‫ولول مرة يعبر مشعل عن غضبه يوم رفس الكرسي اللي كان في المطبخ‪ ..‬وهو يلهث بلهيب النار‪ ...‬وكل ما‬
‫يحس بالشعور يعرف‪ ..‬انه انتقامه لزم يكون كبير‪ ..‬لزم يكووون فعال‪ ..‬لزم يكووون‪ ..‬مميت‪..‬‬

‫يقال عندما يحب احدهم شخصا‪ ..‬ويكون هناك شخص ثالث متسبب بفراق اشبه بالدخول للنار من شده لظى‬
‫الشوق‪ ..‬تخلق شخصية في العاشق‪ ..‬وينقطع الخيط الذي يفصله عن الجنون‪ ..‬فل يبقى فيه ال النتقام‪..‬‬

‫مشعل وصل لمرحلة عاطفية ما يقدر انه يتراجع منها‪ ..‬واهو لزم يبدأ خطته بالنتقام‪ ..‬النتقام القاتل‪..‬‬
‫الهادئ‪ ..‬يتقرب من مساعد بطريقة ما تخطر على باله ‪ ...‬بخليه يحس بالموت وهو على قيد الحياة‪ ..‬بخليه‬
‫يحس‪ ..‬بجزء من اللوعة اللي انا عايشها‪ ..‬بخليه يعرف‪ ..‬من فينا ‪ ...‬اللي يستاهل‪ ..‬ومن فينا اللي ما‬
‫يستاهل‪ ..‬انا وعدته‪ ..‬وعدته بالليلة اللي تعدى فيها على مملكة حبي‪ ..‬وسرق مني ملكة قلبي‪..‬‬

‫بخليك تندم يا مساعد‪ ..‬بخليك تتمنى لو ان عينك ما طاحت على فاتن‪ ..‬ببعدك عنها لدرجة انك ماتفكر انك‬
‫تتقرب منها مرة ثانية‪ ..‬بسلب منك امل الحياة مثل ما سلبته مني‪ ..‬وبسترجع فاتن منك‪ ..‬ولو بالذبح‪..‬‬

‫مشعل وبينت نيته الشينة تجاه مساعد‪ ..‬ومساعد اللي خبر كان ما يدري بشي في هالعالم ال المدار اللي اهو‬
‫يدور فيه‪ ..‬فاتن‪ ..‬وفاتن اللي بدت مشاعرها ل اراديا منها تتسلل وتهرب بخجل الى مساعد‪ ..‬من غير ادراكها‬
‫بدت فاتن تفكر في مساعد بالصغيرة والكبيرة‪ ..‬وتعد الكلم في نفسها لوقت رجوعه‪ ..‬وتفكر بطريقة اكثر‬
‫انارة عن قبل‪ ..‬وكانها ‪ .‬واخيرا‪ ..‬رضخت‪ ..‬لمطلب هذا السيد الذي اتاها من سالف الزمان‪ ..‬وتوجسها او‬
‫حسها بالخطر ما كان ينبئها ان العاشق اللي في يوم كانت تظنه سبب وجودها بالدنيا على وشك انه يعيد صبغ‬
‫دنيتها مرة ثانية باللوان‪ ..‬لكن‪ ..‬الوان من نوع اخر‪ ...‬من يدري ‪ ..‬شنوعها هاللوان‪ ..‬اللي يعلم وحده اهو رب‬
‫العالمين‪...‬‬

‫الجزء الحادي والعشرون‬


‫الفصل الول‬
‫‪----------------‬‬
‫وبهذه الحياة‪ ..‬تمر اليام بمرور النسيم البارد على صفد الوجوه‪ ..‬يا ان تفرحهم‪ ..‬او تدفعهم لصقيع الوحدة‬
‫والحزن‪ ..‬او انها ترفعهم من مرتبة الى مرتبة‪ ..‬كأنها متحكمة‪ .‬او قادرة على تغيير ما تريد تغييره‪ ..‬نسمة‬
‫خفيفة قد تفعل ما تفعله باوراق الشجر الحزينة المتساقطة‪..‬‬

‫الشتا القارس‪ ..‬هذا المعروف عنه في بوسطن‪ ..‬لكونها ولية على حدود البحر‪ ..‬وفاتن الي لول مرة تجرب‬
‫شتا بارد مثل هذا كانت حبيسة البيت معظم الوقت‪ ..‬لكن وقت الجازات كانت البرامج تنزل عليها من حيث ل‬
‫تعلم‪ ..‬يعني مثل عائلة جورج موريدساي صارت من اقرب الشياء لها‪ ..‬يا كثر المناسبات اللي حضرتها وياهم‪..‬‬
‫وميشيل‪ ..‬الله هذي صارت ارفيجة عزيزة ومسئولة عن تحولت كثيرة في حياة فاتن‪ ..‬تعرفت عليها يوم‬
‫وصلت لها خط النترنت في البيت وتمت معاها معظم الوقت تعلمها على الكمبيوتر واستعمال النترنت اللي‬
‫فاتن تقريبا كانت جاهله فيه لمحتوياته و لتعاليمه لذا سمعت منها وفهمت وتعلمت اشياء بسيطة ووعدتها‬
‫ميشيل انها تعطيها مجال اكبر في المرة الياية عشان تفهمها هالشي بطريقة اوسع‪..‬‬

‫ومن بعد هالزيارة توالت الزيارات‪ ..‬لمن يابت وياها ميشيل بنتيها اللي تعلقت فاتن فيهم بطريقة تخبل الواحد‪..‬‬
‫يعني من تروح مكان ول تشتري شي معين شيل وشيرلي ايوون في المرتبة الولى‪ ..‬حتى خوات هيام لكن‬
‫بنات جورج كانت لهم الحصة الكبيرة‪ ..‬وفي ظل هالعايلة الحلوة والسوالف اللي كانتتسمعها فاتن من ميشيل‬
‫عن الستاذ مساعد خلتها بمعرفة اكبر واوسع ‪ ..‬عرفت اشياء بسيطة لكن لها المعاني العديدة في نفسها لنها‬
‫تعرفها على مساعد‪..‬‬

‫اما في الكويت كانت الحوال هادئة وساكنة‪ ..‬اتصالت فاتن الحينيه لمساعد كانت غير كافية له لكنه كان‬
‫ساكت وراضي لنها في كل مرة تكون في حال يتفوق عن حال لدرجة انه حس رجعته كانت في محلها‪ ..‬لنها‬
‫يمكن لقت الجو اللي يناسبها واللي يخليها تحس براحة اكبر من جذي‪ ..‬بينه وبين نفسه كان مرتاح لراحتها‬
‫لكن ااخ من الشوق اللي لمن يعمر في القلب يعمر بقوووه غريبة تخليه عاجز عن اي الوظائف الحيوية‬
‫المعتادة‪ ..‬لكن طبيعة مساعد الهادئة والقوية والحزم اللي فيه ما كانت تبين شي من هذا كله‪ ..‬فالناس كانت‬
‫تشوفه مثال للرتقاء والسند والعون‪ ..‬ومنهم ابو زياد‪..‬‬

‫غزلن اللي كانت طول هالفترة تشكي من بؤس وكآبة ما يعلم بحالها ال رب العالمين‪ ..‬وامها اللي ما تفارقها‬
‫عيونها‪ ..‬ترقب حال بنتها وقلبها مو متطمن‪ ..‬ل اكل تاكله ول قعدة تقعدها ويانا‪ ..‬دومها حابسة روحها في‬
‫دارها ول الكلية اللي الحين صارت تروحها بانتظام‪ ..‬ما كانت تدري الم ان بنتها تروح الجامعة في امل انها‬
‫تشوف جراح ول تلتقي فيه‪ ..‬لكن في بالها ما شالته ابدا واهي متحينة الفرصة المناسبة عشان تكلمه وتخبره‬
‫بالي يطوف فيها من مشاعر له‪..‬‬
‫لكن جراح يمكن اخر من يهتم لمشاعر غزلن‪ ..‬فمن بدى بالشغل في الورشة يطلع من البيت في الصباح‬
‫الباكر وما يرد ال وقت المغرب او ساعات يسرح العمال اللي كون علقة ممتازة وياهم من وقت ويروح البيت‬
‫يعوض نفسه عن النوم اللي اهو محتاجه‪ .‬لكن كل هالمشاغل ما شغلته عن حبيبة القلب مريم اللي لزم يدور‬
‫يوم في السبوع عشان يروح الجامعة ويراقبها بهدوء كعادته‪ ..‬ويحفظها ويصوونها عن عيون الكل اللي ما‬
‫ترحم‪ ..‬وخصوصا عيون الشباب الطائشين‪..‬‬

‫ومن الشباب الطائشين نروح لعايض اللي يمكن نسيتوه‪ ..‬طبعا اهو نظرا لكونه طالب في السنة الخيرة في‬
‫الكلية قل اهتمامه بمريم لنه ما يشوفها وايد لنشغاله الكبير‪ ..‬وشوي شوي قامت تروح عن باله ‪ ..‬بس من‬
‫يدري‪ ..‬يمكن ل لقاها مرة ثانية تتجدد هالمشاعر اللي فيه وتكبر رغبته وتصير اثبت من قبل‪..‬‬

‫نورة اللي زواجها تحدد واخيرا بعد شهر من كل هالحداث‪ ..‬تحدد بهالتاريخ عشانه التاريخ اللي بترد فيه فاتن‬
‫من اميركا بسبب عطلة الكريسماس اللي عندهم‪ ..‬وفيها بتجتمع العائلة بالطريقة الصحيحة مع ان ام مساعد‬
‫ما بذلت ادنى جهد عشان تواصل بين العائلتين للتحول المفاجئ في مشاعرها تجاههم‪ ..‬ما صار تحن عليهم‬
‫مثل قبل ‪ ..‬صارت تكرههم وتغار منهم لن مساعد يزورهم تقريبا بشكل يومي من بعد الدوام ويرد وهو تعبان‬
‫وينام شوي لذان المغرب‪..‬‬

‫مريم‪ ...‬اااه من مريم اللي شادة حيلها في الدراسة اخيـــرا قدرت انها تثبت وجودها بالكلس اللي اهي فيه‬
‫والمدرس لحظها ومن زود ما لحظها صار اهي من اشطر الطالبات‪ ..‬لن الدكتور الجامعي من يلحظ احد‬
‫الطلب مهتم لل‪ ( nonsense) ..‬اللي يقوله علباله يمثل دور في المجتمع وتعليم الطلب لكن الكثيرين‬
‫حذروا مريم من هالدكتور لنه اللي يقوله شي واللي يقوله الكتاب شي ثاني تماما‪ ..‬اما من الصعيد العاطفي‬
‫فهي على أمل كلم جراح لها والنشاط والحيوية اللي تتقد فيها محد يقدر يعرف شنو سببه‪ ..‬لن الدراسة مثل‬
‫ما ذكرت مغطية كل شي وهذا كان مصدر لفرح وسرور مساعد‪..‬‬

‫نيي بعد لمناير وسماهر اللي ظلت الثنتين في اوج صداقتهم بس لول مرة مناير ما تستعين بالصديقة الروحية‬
‫في الكتشاف والتحقيق في مسألة مشعل النهيدي‪ ..‬لنها حطت المشروع وقف التنفيذ لحتى ما يرجعون‬
‫لبيتهم اللي اكتمل ثلثة ارباعة وما بقى ال الربع الخيرا ال وهو الفرش والتنجيد‪ ..‬وام جراح اللي فرحت‬
‫للنتيجة اللي آل لها بيتها لكن في قلبها حزن البيت القديم والطابع اللي كان يحمله من دفء وحنان‪ ..‬من‬
‫يدري‪..‬يمكن هالتغيير تكون عوايده زينه‪ .‬من اولها‪ :‬تخسر شويه من هالحسرة اللي تبلعها في الصباااح وهي‬
‫تناظر اركان البيت الخالية من حس زوجها وحبيب قلبها‪..‬‬

‫مشعل اللي كان لهي في النبش عن مساعد وعن خلفياته‪ ..‬حياته والجامعة الي راحها وكل صغيرة وكبيرة‪..‬‬
‫وعشان هالشي استغل منصب امه الجتماعي لول مرة في حياته من بعد ما كان ما يعترف ول يحب‬
‫هالشي‪..‬ا كتشف ان لمكانتها الجتماعية فائدة على كل حال‪ ..‬واختفت معالم وجهه الحلوة وتخبت ورى النحل‬
‫والضعف اللي كان فيه‪ ..‬ما كان حاط في باله ان الدنيا مليانة بنات‪ ..‬كانت يا إما فاتن‪ ..‬يا الموت‪ ..‬والموت‬
‫حاصل ل محالة ومو مشكلة لو انه تقرب اكثر‪ ..‬هذاك الولد اللي كانت البسمة تنرسم لشوفة ويهه ولمعرفة‬
‫خلفيته الطيبة‪ ..‬صار انسان بل روح وبل حياة وبهدف ينخاف منه‪..‬‬

‫عصفاير الحب‪ ..‬خالد وسماء‪ ..‬اللي الظروف الحالية ان خالد يسكن على بعد من سماء ما حدت لقاءاتهم‬
‫اللي احتفت بالمناجر والهواش‪ ..‬وشوية حب لن على قولة الخبير العاطفي خالد ان العلقات محتاجة لقليل‬
‫من كل شي‪ ..‬وسماء الخبلة ما اعترضته ابدا‪ ..‬وسالفة بيتهم او أمها بالذات ما كانت مهتمة لها‪ ..‬لكن ام‬
‫مشعل كانت عنصر ل يغفل عنه لنها كانت متابعة بنتها والسايق اللي كان ساكت في يوم صار مخبر عن بنتها‬
‫لمها‪ ..‬وظلت اهي ساكتة وبتظل ساكتة الى اللحظة المناسبة اللي بتمسكهم وتنزل فيهم عقابها اللي ما راح‬
‫يهمها شنو راح تكون عواقبه‪..‬‬
‫)احداث شهر كامل اتسم بالتطورات في نفسية الكل(‬
‫‪------------------------------‬‬
‫من بعد المدرسة‪ ..‬تعودت سماء انها تروح بيت خالتها ام جراح وتقعد هناك شوية وياها وترجع عشان محد‬
‫يلحظ غيابها‪ ..‬ولكن يمر فيها ان محد كان في بيتها معترض على هالشي اصل الكل لهي في مشاغله فما‬
‫كانو يدروون ‪ ..‬وهي هناك تتعلم دروس في الطبخ من ام جراح‪ ..‬او دروس في التنظيف‪ ..‬او حتى التطريز‬
‫بالخرز اللي كانت ام جراح خبيرة به‪ ..‬وكل يوم تتقن سماء شي‪ ..‬حتى انها صارت شوي محافظة على‬
‫دراستها وتتابع دروسها اول باول‪ ..‬روحة المدرسة صارت مهمة لها لنها عن طريقها بتقدر تشوف خالتها ‪ ..‬و‬
‫وولد اخت خالتها‪ ..‬يعني اهي ما كانت تروح هناك وتطيح الميانة ويا خالد لكن اهو عليه حركات تغليها ما ترد‬
‫البيت ال واسهم الحب تطيح براسها على المخدة وما تقعد ال باليوم الثاني‪ ..‬ومثل الحال‪..‬‬

‫حتى خالد نفسه اللي بانشغال جراح في الورشة صار اهو المسئول عن متابعة عملية البناء في البيت‪..‬‬
‫وهالشي ابدا ما كان مظايقه على الرغم انه فوت فرصة العمل في شركة الوفا اللي فاضل صار مداوم فيها‬
‫لكن‪ ..‬الفرص كثيرة‪ ..‬وبعد اخر مكان وده يشتغل فيه اهو شركة خطيب فاتن لنه بكل بساطة يكرهه ول‬
‫يحبه‪ ..‬ما عطاه الفرصة عشان يحبه ول ما يحبه بس هالشي نابع من قلبه‪ ..‬لن مهما كان فاتن كانت في يوم‬
‫مناته وهذا العملق يا بكل هدوء واخذها من الكل‪ ..‬ومو بس لن اخذ فاتن‪ ..‬لنه ابعدها عن الكل وفاتن مثل‬
‫النبتة اللي ما تعيش ال وسط شعابها وهو شسوى؟؟ اقتلعها وزرعها في تربة ما تناسبها ولهوى ما يناسبها‬
‫وكل ما تمر فيه ما يناسبها بس لنه اهو ظن انه الحل النسب مشى رايه على الكل‪ ..‬للسف حتى على جراح‬
‫لكن‪ ..‬الزمن كفيل انه يوري خالد والكل عن سبب او رغبة مساعد في ابعاد فاتن‪ ..‬هل كان لمصلحتها ول لء‪..‬‬

‫سماء وهي تعلن انتهاء قطعتها الفنية‪ :‬خللللللللللللللصت‪..‬‬


‫ام جراح وهي تبتسم لها‪ :‬اشووووف‬

‫تزر نظارتها لخشمها اللي تستعملها في الخياطة وتناظر القطعة باهتمام وسماء متحمسة لرأي ام جراح‬

‫ام جراح وهي فاجة عيونها‪ :‬يمة سماء‪...‬‬


‫سماء‪ :‬هاا‬
‫ام جراح‪ :‬تراااج سبقتيني‪ ..‬حلوو وايد يمة‪..‬‬
‫سماء بفررحة كبيرة‪ :‬صجججججججججججج ياس ياس ياس‪ ..‬منووور يام العفن شوفيني غلبتج‪..‬‬
‫مناير اللي كانت قاعدة في طرف ثاني تحاول المستحيل في قطعتها بصدمة‪ :‬خلصتي؟؟؟‬
‫سماء‪ :‬هاهاهاي اي خلصت‪ ..‬انتي وينج للحين؟؟ في الخط الول هههههههههههه؟؟‬
‫مناير بحزن‪ :‬الخط الول؟؟ قولي ان جان شبكت خرزة للحين‪ ..‬يعلج ريل سموووي انتي مخج داهية ليكون‬
‫زارعين لج اليابانيين رقاقة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ل رقاقة ول شي‪ ..‬هذا يسمونه ذكاء طبيعي‬
‫مناير وهي ترمي اللي بيدها وتروح لهم‪ :‬ذكاء طبيعي؟؟ عيل خلص انا افظي نفسي تماما من هالشي لني‬
‫بكل هدوء‪ ..‬وبكل محبة‪ ..‬ما اتمتع به هههههههههههههههااي‬
‫سماء‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬ل يمة ل تقولين جذي ترى مو كل من شاطر بهالشي‪ ..‬والتعلم حبة حبة‬
‫سماء‪ :‬صح عدل كلم خالتي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬شنو عدل كلم خالتج ل يمة مابي اخرز ول ابي شي‪ ..‬اصل انا بفظي نفسي للشرطة‬
‫ام جراح تلتفت لها بحواجب معقدة‪ :‬شنو؟؟‬
‫منايربفخر وهي تنفخ صدرها‪ :‬قررت‪ .‬اني اذا كبرت وخلصت الزفت اللي اسمه مدرسة ول اظن بعد‪ ..‬بشتغل‬
‫في الشرطة‪ ..‬قسم التحقيق والجرايم‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والعثرة بالعدوو‪ ..‬شياب هالوظيفه في بالج‪ ..‬اخوج ما بخليج؟‬
‫مناير باعتراض‪ :‬شنو ما يخليني يمة هاي الشي الوحيد اللي انا شاطرة فيه‬
‫سماء تضحك‪ :‬القرقة؟؟‬
‫مناير بحاجب‪ :‬لاا‪ ..‬التحقيق‪ ..‬انا احب انبش واحفر وادعس لمن القى الحلووول‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ام الحلووول عيل‪..‬‬
‫مناير‪ :‬اي نعم ام الحلووول‬
‫ام جراح وهي تقوم‪ :‬ل حلووول ول محلوووول‪ ..‬يالله انتي بتدرسين تمريض ول من هالشغلت الحريمية شغل‬
‫الشرطة خليه للرياييل‪..‬‬
‫مناير وهي تتخصر‪ :‬وليش يعني الرياييل‪ ..‬ترى اكو محققات حريم لو ما تدرين‬
‫سماء‪ :‬في وين هذا؟‬
‫مناير بهمس‪ :‬انتي سكتي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬صدقها فاتن وين هالمحققات الحريم ‪..‬‬
‫مناير وهي تخفض صوتها‪ :‬في اميركا)تعليه( بس الكويت دوله متقدمة من كل النواح يعني مو غريبة تلقين‬
‫المحققة كونانة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬
‫ام جراح‪ :‬انتي اصل مادري شتسوي ويا سماهر في هالغرفة شتسولفون عنه شتخربطون‬
‫مناير وهي تستند على باب المطبخ‪ :‬يما هذا مستقبلنا‪ ..‬نناقشه بكل هدوء‪..‬‬
‫وسماء تتكلم معاها في نفس الوقت‪ :‬وبكل محبة‪...‬‬

‫مناير تغمز لسماء اللي تضحك‪ ...‬وخرخشة عند الباب تعلن القادم‪ ..‬جراح اللي كان منهد الحيل من شعره‬
‫اللزق بجبينه‪ ..‬مع ان الجو كان شتا لكنه منصب من العرق‪..‬‬

‫سلم وهو يطيح على الكرسي‪ :‬السلااااااااااااااااااااااااااااام‬


‫الكل‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫ام جراح باهتمام‪ :‬هل والله يمة‬
‫جراح بتعب‪ :‬هل بييييج يمة‪..‬‬
‫ام جراح تروح عن ولدها‪ :‬يمة ‪ ..‬علمك‪..‬؟‬
‫جراح‪ :‬ل بس اليوم اختربت علينا المكينة وتمينا نصلح فيها للحين وما تصلحت‪ ..‬الظاهر ان يبيلنا وحدة يديدة‪..‬‬
‫والشغل زايد هاليام ول ادري‪ ..‬يبيلي احد يعاوني صراحة ما اقدر اشده بروحي‪..‬ي عني انا اشوف الحسابات‬
‫ول اعاون العمال ول شنو‪ ...‬صراحة تعبـــت‬
‫ام جراح‪ :‬زين شوف واحد من ربعك يمكن محتاج شغلنة ول شي‬
‫جراح‪ :‬ماادري‪ ..‬انا بجوف‪ ..‬على العموم انا بروح اسبح وانام وحسسسج يا منور ل اسمعه ترى بقطعج‪..‬‬
‫مناير وهي تتخبى وى سماء‪ :‬وي انا شسويت ‪...‬‬
‫ام جراح بخوف‪ :‬يمة هد روحك شوي وكل لك لقمة‬
‫جراح‪ :‬ل يمة كليت في الورشة وياالعمال ‪ ..‬بروح انام لني صراحة دااايخ‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬سلمة راسك يا حبيبي‪..‬‬
‫مناير بهمس لسماء‪ :‬شوفي الحب والله ناس وناس هالبيت‪.‬‬
‫سماء‪ :‬اوووش انتي بس‪..‬‬

‫راح جراح لغرفته‪ .‬سحب الفوطة ودخل الحمام‪ ...‬وبسرعة كبيرة انتهى منه وطلع وهو ول على باله ال السرير‬
‫وينخمد فيه لباجر‪..‬‬

‫سماء وهي تناظر الساعة صارت اربع‪ :‬يالله خالتي انا برد البيت الحين؟‬
‫ام جراح تزمت‪ :‬يالله شوفو الثانية؟؟ ما بتتغدين؟‬
‫سماء‪ :‬ل يمة شبعانه وايد كليت بالمدرسة؟‬
‫ام جراح‪ :‬عيل لمن انا مسوية هالطباخ كله؟؟‬
‫مناير‪ :‬والله يمة انتي وايد تهدرين في النعمة محد من عيالج ياكل‪ ..‬كلهم ريجيم‬
‫سماء‪ :‬ل مو جذي بس انا صج اليوم كليت وايد بالمدرسة‪ ...‬لو تبين خالتي نجبي لي في صحن وانا باخذه‬
‫معاي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يابعد عمري يا سماء‪ ..‬لحظة بس اعطيج الصحن‬

‫ابتسمت سماء من اطراء ام جراح لكن ما سلمت من عيون مناير اللي راحت لها وهي تتمايل‪..‬‬

‫وبهمس‪ :‬اييي‪ ...‬ل بغيتي تقرين بشي‪ ..‬مسكي الحية من رقبتها‪ ..‬ياللوتية انتي‬
‫سماء بهمس‪ :‬شتخربطين انتي؟‬
‫مناير وهي تتبسم بخبث‪ :‬اي‪ ..‬لزقي بامي‪ ..‬وحبيها وحببيها ‪ ..‬عشان ال‪ ..‬احم احم‪ ..‬عود الزقاير اللي ميته‬
‫عليه‬
‫سماء باحراج‪ :‬منوور يالحمارة عن هالحجي انا مو قدي شي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬على دادا يا دادا‪ ..‬وهالصحون امتى بتردينها اللي كل يوم خذتي لج واحد‪..‬‬
‫سماء باحراج‪ :‬انتي اصل حمارة‬
‫مناير وهي تقعد براحة‪ :‬من زمـــان وي توج تدرين‬

‫سماء تناظرها وتهز راسها لكنها نوعا ما ابتسمت لها‪ ..‬وخذت الصحن من ام جراح وراحت البيت‪ ..‬طول‬
‫الدرب وهي تفكر بخالد‪ ..‬الله ‪ ..‬الحين بروح هناك وبشوفه‪ ..‬خانت حيلي اكيد يشتغل ومتعب ويا هالجو‪ ..‬برد‬
‫عليه صراحة لكن شسوي فيه اقول له ما يسمع كلم‪ ...‬لكن اهي ما تخليه على راحته وكيفه‪ ..‬كل يوم قبل ل‬
‫تطلع من عند ام جراح تاخذ له صحن فيه شي يملي بطنه لنه وايد معصقل‪ ..‬وهو ابدا ما يرفض هالشي‪ ..‬ول‬
‫احد سألهاليش ماخذه له الكل قالت موصيني عليه‪..‬‬

‫واخيرا وصلت‪ ..‬وعيونها على البيت اللي انبنى كله وما بقى له ال التنظيف والتأثيث‪ ..‬لكن هذا مو الي دار في‬
‫بالها‪ ..‬اللي شغل بالها اهو وين العمال ووين خالد‪ ..‬اللي بهاللحظة يكونون متيمعين عشان كلهم يروحون‬
‫بدربهم‪ ..‬يا قلبي وين راحو ‪ ..‬ل يكون رد البيت قبل ل يشوفني‪.‬؟ مايلوم ال نفسه ل سواها‪..‬‬

‫طلعت من السيارة وهي حاملة الصحن والجنطه المدرسية وتدور بعيونها على احد‪ ..‬وصلت لعند الباب وهي‬
‫تتسمع اصوات يايه من الحديقة الورانية اللي كان فيوم بركه سباحة‪)..‬تسلية( دخلت اكثر واكثر‪ ..‬شافت‬
‫الستاذ خالد مبسط ويا العمال على الرض فارشين لهم الكل وياكلوون وعزوز معاهم‪ ..‬ما صدقت عيونها‬
‫سماء‪ ..‬صج خيانة‪ ..‬كل يوم انا اوصل له الكل واخاطر بعمري واليوم قاعد ويا العمال‪ ..‬هين يا خلووود‪..‬‬

‫من زود ما كان غارق في الكل ما لحظ كتلة النار اللي واقفة جدامه ال يوم رفع راسه وهو يصرخ على احد‬
‫العمال‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ديف‪ ..‬باني لاو‪..‬‬

‫ومن ديف اللي ما يتشاهد لسماء‪ ..‬اللي كانت في ذيج اللحظة مثل الرسم اليحائي‪ ..‬شعرها المرفوع‬
‫وخلصتها اللي تتمايل على صفحات ويهها والغضب اللي مخلي خدودها مزوزمة ومحمرة وعيونها الحلوة‬
‫الخضرة مشدودة بغيض‪ ..‬على طوول ذكر هذيج اليام اللي كان يتناجر فيها معاها‪ ..‬وكلها ثواني تلتفت عنه‬
‫وتطلع من محل ما دخلت‪ ..‬وصله الماي وطنشه‪ ..‬وقام على طوله يلحق وراها‪..‬‬
‫وهي تتنافض من الغيض والصحن بيدها‪ ..‬اذا نشدني بصفقه بالصحن على ويهه‪..‬‬

‫وايييها نداه‪ :‬سماء‪ ..‬سمااء‪ ..‬ايتها السماء الغاضبة‪ ...‬سماااء‪..‬‬


‫وهي تمشي مرة وحدة توقف وتلتفت له وتطر اذنه من الصراخ‪ :‬الظاهر ان سلطان اليوع غلبك اليوم وتغديت‬
‫وانت تدري اني بييب لك غدى من عند خالتك‪ ..‬صج ل قالو سو خير وقطه بحر يعني انت مو ويه احد يسوي‬
‫لك شي‪..‬‬
‫خالد وقف وهو يهز راسه‪ : ...‬بس عاد والله اذني حرام عليج انتي شناويه علي‪ ..‬اول شي عيوني من الله‬
‫عمية ماشوف والحين اذني ‪ ..‬يعني ما بترتاحين ال تطرينها من قرقتج‪ ..‬والله رحميني انا جلد على عظم‬
‫مسكين فقير‪..‬‬
‫سماء بغضب‪ :‬مسكين فقير مو علي انا مسكين فقير على الكل انت اكبر لوتي وانا اعرفك‪ ..‬قول لي ليش‬
‫تغديت ها؟؟ ما تدري اني يعني بييب لك وياي شي تاكله؟‬
‫خالد‪ :‬وانا بنطر كرمج علي يعني ‪ ..‬يبا يووعان ما اقدرصراحة انتظرج يا صاحبة السعادة لمن تشرفين بيتكم‬
‫وتييبين الماجلة وياج؟‬
‫سماء بصدمة‪ :‬كلم يديد‪ ...‬وهالكلم‪ ..‬من زمان ول توه؟‬
‫خالد‪ :‬ولو من زمان يعني شبتسوين‪ ...‬ها‪ ..‬اشوفج استحليتيها وتحبين تهددين‪..‬‬
‫سماء بحاجب مرفوع وخبث‪ :‬شبسوي؟؟ بقول لك شبسوي‪) ..‬دفعت بالصحن في ويه خالد وانصب على‬
‫ملبسه شويه من الشوربة( هذا اللي بسويه‪ ..‬ومن يوم ورايح‪ ..‬كل ويا ديف ومادري كومار مادري اي حمار‪..‬‬
‫بــاي‬

‫راحت سماء وهي معصبة ومو عارفة اهي شنو تركت وراها‪ ...‬بهالحركة اللي سوتها من شوي اهي خلقت‬
‫لروحها مشكلة مالها اي حل‪ ..‬لن خالد بكل بساطة تم يناظرها وهو شادة على اعصابه‪ ..‬يا ويلج يا سماء على‬
‫فعلتج‪ ..‬هذي اول مرة تسوين وياي هالحركات‪ ..‬حسبالي عقلتي لكن تدرين‪ ..‬هين‪ ..‬هذا الخلد ان جان‬
‫عطااااج ويه‪ ..‬يالسحلية‪..‬‬

‫خذ الصحن وياه ورد داخل البيت يكمل غداه‪ ..‬لكن وين والمعدة انملت بحجي سماء اللي ماله داعي‪ ..‬يعني‬
‫صج ل قالو الحريم يسوون من الحبه قبة‪ ..‬يعني شفيها لو اليوم كلت ويا العمال‪ ..‬كل يوم انتظرها اتييب لي‬
‫وانامتيبس من اليوع ‪ ..‬مع اني افطر واكل قبل الصلة لكن بعد ايووع‪ ..‬لكن اليوم ل فطرت ول شي يعني‬
‫الحالة صعبة‪ ..‬لكن هين يا سماء‪ ..‬بدل ل تسألين ليش ما انتظرتني اليوم يا حبيبي وتستفسرين‪ ..‬تجبين‬
‫الشوربة علي‪ ...‬اوريج‪ ..‬يام العيون الحول‪..‬‬

‫دخلت سماء البيت وهي ترقع الباب وراها‪ ..‬من القهر مو عارفة شتسوي‪ ..‬خاطرها لو ترجع ورى وتكفخ خالد‬
‫على اللي سواه‪ ..‬صج ان السالفة تافهة في بال اي احد‪ ..‬بس اهو كل يوم ينتظرني ليش اليوم ماانتظر‪ ..‬هذا‬
‫وانا رادة مبجر من بيت خالتي‪ ..‬صج انه ما يستاهل‪...‬‬

‫توها بتركب الدري وامها في ويهها‪..‬‬

‫ام مشعل‪ :‬حيا الله من يانا‪ ..‬تو الناس يمة ليش رادة مبجر‪ ..‬ردي من محل ما ييتي وكملي وقتج‬
‫سماء وهي تمد يدها في ويه امها‪ :‬لو سمحتي‪ ..‬مالي خلق لكلمج‪ ..‬وفريه لوقت العشا‪ .‬جدام الكل عشان‬
‫تفرحين مثل كل مرة‪..‬‬

‫راحت سماء عن امها او بالحرى طوفتها وخلتها في حالة من العصبية للي خلتها تشد بقبضتها على الدرج‬
‫لكن‪ ..‬سرعان ما رخت قبضتها واهي ترجع للي شافته من شوي‪ ..‬هذي المشاهد زادت عليها‪ ..‬سماء‪ .‬ويا‬
‫هالصبي اللي من بيت الجيران‪ ..‬اكيد بينهم شي‪ ..‬لكن‪ ..‬مو هذا وقته‪ ..‬بنتظر لج اكثر يا سماء‪ ..‬لمن اوصل‬
‫منج للحد اللي ما بتتمنين فيه اني اتكلم لج فيه‪..‬ولسانج هذا‪ ..‬اعرف شلون اقصه‪..‬‬
‫‪---------------------------‬‬
‫صارت عادة عند مساعد انه يتم في الشغل ساعة من بعد ما يخلص الدوام وهو يخلص اشغاله العالقة‪ ..‬طبعا‬
‫اهي مو عالقة معظمها يخص اليوم الثاني بس اهو دؤوب على هالشي ويبي يمضي وقته في اشي احلى من‬
‫عد الوقت عشان اتصال فاتن‪ ..‬طبعا صار لها ثلثة ايام ما اتصلت وهو ما حسب‪ ..‬ماحسب صدقووه‪..‬لكنها من‬
‫ثلثة ايام ما اتصلت‪ ..‬اكيد انشغلت في التعديلت الي قالت عنها في البيت‪ ..‬ومشاغل الكلية اللي تخليها تقعد‬
‫مع صلة الفجر وتنام من وقت‪ ..‬اكيد هذه اهي مسببات تاخرها وال ليش بتتاخر‪ ..‬بس‪ ..‬مايدري لسبب غريب‬
‫في نسفه انه خمس دقايق ما بتعطلها عن مشاغلها‪ ..‬معقولة انها ما لقت خمس دقايق فضاوة عشان تتصل‪..‬‬
‫الله اعلم بها‪ ..‬عل العموم مااقدر اتصل فيها الحين لني ان اتصلت بتكون اعصابي فالته واهي ما بتاخذ عللى‬
‫نص كلمي لنها بتكون في سابع نومة ال اذا كانت مثل ما تقول تقوم من الصبح‪..‬‬

‫قام من عند المكتب وهو يتنهد‪ ..‬ووزنه كل ما يا له ينقص اكثر واكثر ومداومته على الجيم كثرت‪ ..‬وتصلبت‬
‫عضلته لكن على ضعف في وزنه‪ ..‬وهالشي ما اثر ال على حيوية ويهه‪ ..‬يعني قلة النوم اللي يشكي منه وقلة‬
‫الكل‪ ..‬كل هذي كانت مسببات لنعدام الحيوية في ويهه‪ ..‬ولكن شعره الناعم اللي صار طويل كان مصدر‬
‫اعجاب الكل‪ ..‬وتحيروا الموظفين في المكتب عن شكله الحالي‪ ..‬هل من الممكن ان هذا الريال الوسيم اللي‬
‫ملمحه تقريبا صارت شبه الوربية كان في يوم من اليام مساعد الدخيلي الضخم اللي ما ينعرف لون شعره‬
‫من الغترة والعقال؟؟ صج ل قالو‪ .‬دوام الحال من المحال‪..‬‬

‫طلع من المكتب وهو يتثاوب ويتمطط ويمدد ذراعاته‪ ..‬يناظر المكاتب المكشوفة يلقيها خالية‪ ..‬ال من بعض‬
‫المراسلين اللي في الشركة‪ ..‬ومنهم فاضل بس ما كان يعرفه‪ ..‬راح عند المطبخ الصغير وصب له شوية جاي‬
‫وحليب‪ ..‬وخاشوقة صغيرونه من النسكافيه‪ ..‬حطاه في الميكرووييف عشان يسخن شوي‪ ..‬وهو ينتظر تذكر‬
‫ايام النتظار في الميكروويف في مطبخ شقة بوسطن‪ ..‬ويا فاتن‪ ..‬كانت ذيج اللحظات تنشرى بفلوس الدنيا‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬وين الحين يا ريته بس يقدر يلقي لحظة وحدة‪ ..‬وهو راد المكتب حس انه يسمع نغمة معينه‪ ..‬نغمة‬
‫تلفون‪ ..‬تم يمشي وهو يتبع الصوت‪ ..‬ويوم وصل لعند مكتبه عرف انها نغمة تلفونه‪ ..‬دخل داخل وماكان ملقي‬
‫ال الهدوء التام‪ ..‬رفع حاجب‪ ..‬اتخيل يعني صوت الرنة؟؟؟ راح عند المكتب ورفع التلفون شاف ان اكو مسد‬
‫كول‪ ..‬فتح التلفون ودور عن الرقم‪ ..‬فج عيونه يوم شافه‪ ..‬سيدتي الصغيرة‪ ..‬فاتن اللي اتصلت‪ ..‬شلون فوت‬
‫هالمكالمة وانا اللي انتظرها‪ ..‬وعلى طول بيتصل فيها‪ ..‬دق الرقم اللي حفظه غيبا وتوه بيضغط على‬
‫التصال‪ ..‬توقف‪ ..‬لحظة‪ ..‬انا ليش اتصل فيها‪ ..‬مو اهي المفروض اذا مالقت جواب‪ ..‬تتصل مرة ثانية عشان‬
‫تتاكد؟؟ خلها‪ ..‬اذا تبي‪ ..‬بتتصل مرة ثانية‪ ..‬ل ابين لها اني متشوق لهالمكالمة‪..‬‬

‫فاتن من طرف ثاني كانت توها فارغة من الفطور يوم اتصلت‪ ..‬لكن يوم ما لقت جواب راحت دارها عشان‬
‫تغير هدومها‪ ..‬مو معقولة‪ ..‬ثلثة ايام ما اتصلت‪ ..‬وعى ماظن اهو للحين في الدوام‪ ..‬لهالدرجة مشغول يعني‬
‫عشان ما يرد علي‪.‬؟؟ وللحين ماشاف اني متصلة فيه؟؟ وليش مارد اتصل‪ ..‬والله كيفه اهم شي اني‬
‫اتصلت‪ ..‬مع اني وايد مصختها يوم ما اتصلت‪ ..‬بس والله العالم ان كان عندي تقديم لموضوع البحث اللي لزم‬
‫نسلمه بعد اسبوعين وهيام ما قصرت فيني كل يوم اتي وتشغلني‪ ..‬كنت حاطته في بالي بس ما لقيت‬
‫جانس‪ ..‬من الجامعة للتقديم ومن التقديم للفراش‪..‬‬

‫طلعت من دارها واهي تسمع التلفون يرن ‪ ..‬وهي تركض وتسحب الدلغ لريلها طاحت على التلفون‪ ..‬لقتها‬
‫هيام المتصلة‪ ...‬وبخيبة امل واضحة‬

‫فاتن‪ :‬هل هيووم‬


‫هيام‪?rise and shine princess are you ready:‬‬
‫فاتن‪ yes I'm ready :‬بس عطيني جم دقيقة بكمل لبسي‬
‫هيام‪ :‬اوووكيه يالل ناطرتج تحت ل اتاخرين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل تحاتين ما بتاخر‪..‬‬

‫سكرت فاتن عن هيام وهي ترجع للغرفة عشان تكمل لبسها‪ ..‬ويوم زهبت‪ ..‬حملت كتبها وجنطه اللبتوب‬
‫وطلعت من الغرفة بعد ما سكرت الجامة وصلت للباب ووقفتها رنة التلفون‪ ..‬اكيد هيام متصلة‪ ..‬وراحت‬
‫بسرعة للتلفون الي نسته ومن غير ما تشوف من اللي متصل ردت عليه‬

‫فاتن‪ :‬دقايق وانا تحت‬


‫مساعد وهو يبتسم‪ :‬تحت وين؟‬
‫تصنمت فاتن‪ ...‬مساعد اللي متصل‪ ...‬تو الناس‪ :..‬تحت العمارة؟‬
‫مساعد‪ :‬رايحة الجامعة؟‬
‫فاتن‪ :‬ايـه‪ ..‬عندي تقديم اليوم‪ ..‬ولزم اروح مبجر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬معطلج‪..‬‬
‫فاتن وهي ترمي اغراضها على الكرسي وتقعد‪ :‬ل بالعكس‪..‬‬

‫الدقيقة الصمت اللي صارت معتادة بينهم‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬شلونج‪ ..‬شخبارج؟‬


‫فاتن‪ :‬الحمد لله‪ ..‬ابخير‪ ..‬وانت؟؟‬
‫مساعد‪ :‬الحمد لله عايشين‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬دووم‪....‬‬

‫دقيقةالصمت الثانية‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬للحين بالدوام‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬ايــه الحين طالع‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اها‪...‬‬

‫دقية الصمت الثالثة تلتها سؤال مشترك‪..‬‬


‫فاتن ومساعد في نفس الوقت‪ :‬وينك طول هال‪...‬‬
‫ضحك مساعد‪ :‬انتي سألي‪..‬‬
‫فاتن وهي مستحية‪ :‬ل انت‪...‬‬
‫مساعد‪ ..:‬بكون وايد مرتاح لو كنتي الولى‪..‬‬
‫فاتن وهي تحك جبينها من الحيا‪ ..:‬وينك من ثلثة ايام‪ ..‬لحس‪ ..‬ول خبر‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ليش؟؟ وحشتج؟؟‬
‫فاتن وهي تعض على شفتها‪ ...:‬مو عن جذي بس‪ ..‬استغربت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬زين انتي وينج طول هالثلثة ايام‪ ..‬ل حس ول خبر‪..‬‬
‫ضحكت فاتن‪ :‬وحشتك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬وهذا الشي يبيله سؤال‪..‬؟؟‬

‫انحرجت فاتن الي ظنت انها بتخليه يضحك‪ ..‬جوابه الصريح خلها شبه المسكتة‪ ..‬يا الله مسهل كلماته‪ ..‬وانا‪..‬‬
‫ما اقدر اقول له كلمتين على بعض‪...‬‬

‫مساعد وهو يحرك القلم على الوراق‪ :‬ما عجبج جوابي‪ ..‬آسف ماكان‬
‫قطعته فاتن‪ :‬ل ‪ ...‬بالعكس‪...‬‬

‫سكت مساعد وهو يترقب كلمها‪..‬‬

‫فاتن وهي تستجمع قواها‪ ....:‬عجبني و‪...‬‬

‫يرن تلفونها بالخط الثاني هيام‪ ...‬اكيد تاخرت عليها وايد‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬عندي خط‪ ..‬هذي هيام تنتظرني تحت‪..‬‬


‫مساعد وهو يبتسم بخيبة امل‪ :‬ل ااخرج عليها‪ ..‬بعد ما تخلصين‪ ..‬بدق عليج‪ ..‬شرايج؟؟‬
‫فاتن تبتسم‪great :‬‬
‫يضحك مساعد لها‪ :‬هههههههههههههههههه ‪ ..‬توصين شي‪..‬‬
‫فاتن وقلبها يخفق‪ ...:‬سلمتك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬عيل‪ ..‬في امان الله‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬فوداعة الرحمن‪..‬‬

‫سـكرت فاتن عن مساعد وهي تتلقط النفاس‪ ..‬هالريال يوم عن يوم يزيد غرابه عليها‪ ..‬ويوم عن يوم يزيد‬
‫غموضه في نفسها‪ ..‬ويوم عن يوم يزيد غله في قلبي من غير اي معنى‪ ..‬ل اراديا ومن غير اي حواس‪ ..‬التجي‬
‫له‪ ..‬حتى لو ما اتصلت فيه‪ ..‬مو معناته اني ما افكر فيه‪ ..‬بالعكس‪ ..‬اهو تقريبا مستحل ‪ 60‬ب‪ %‬من افكاري‪..‬‬
‫وانا نايمة وانا قاعدة وانا اكل واناادرس‪ ..‬لزم شي يشدني له‪ ..‬بس ياريتني بمثل صراحته معاي‪ ..‬مع اني‬
‫تخطيت وايد حواجز كنت ابنيها بيني وبينه بوجوده لكن الحين احس نفسي اقرب له بوايد‪ ..‬وخصوصا بوجود‬
‫ميشيل وجورج‪..‬‬

‫وتلفون من هيام قطع سيل افكارها‪ ..‬سكرته في ويهها وحملت الغراض ونزلت تحت بسررعة‪ ..‬ركبت‬
‫بالسيارة وهيام اللي كانت تطق على السكان ‪ ..‬وبكل هدوء قعدت فاتن وهي تنتظر هيام‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬يل شتنتظرين‪...‬‬


‫هيام وهي تبتسم من تحت النظارة‪ ..:‬اممم‪ ...‬انتظر مثل‪ ..‬سوري هيام لني تاخرت بس صادني شمثنغ‪ ..‬وانا‬
‫اقول لج ل ل عادي بس ما نبي نتاخر على اخر تدريب‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوووه‪ ..‬سوري هيام على التاخير بس ‪ ..‬اتصل فيني‪ ..‬خطيبي وما طولت وياه والله‪..‬‬
‫هيام وهي تضحك‪ :‬ايـــــه‪ ..‬مساعد ‪ ...‬شلونه شخباره؟؟‬
‫فاتن بحيا‪ :‬الحمد لله بخير ‪ thank you for asking‬واذا سمحتي يالله خلينا نروووح‬
‫هيام وهي تبي تينن فاتن شوي‪ :‬ال ما قلتيلي فاتن‪ ..‬شلونه ريلج‪ ..‬وسيم ول عادي؟؟‬
‫فاتن بدهشة‪ :‬وانتي شلج فيه؟؟‬
‫هيام‪no just asking :‬‬
‫فاتن‪none of ur business :‬‬
‫وخلينا نروووح لني ابي اتدرب‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههههههههه تتدربين ول تستحين توصفين ريلج‪ ...‬تغارين فتونة؟؟‪ .‬مني انا؟؟‪..‬‬
‫‪!Please‬‬
‫انا اخر وحدة لزم تغارين منها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ادري فيج‬
‫‪Very emotionally attached person‬‬
‫هيام وهي تحرك السيارة وتضحك‪ :‬ما لحظتي شي فاتن؟‬
‫فاتن‪ :‬شنو؟؟‬
‫هيام‪ :‬صرتي ترطنين انجليزي ‪..‬‬
‫‪Like me‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههه من عاشر قوما‬
‫هيام بلهجة مضحكه‪forty days baby :‬‬
‫ههههههههههههههههههههه‬

‫وتحركوو البنتين للجامعة‪..‬‬

‫اما مساعد الي جزئيا ارتاح من المكالمة مع فاتن ظل ينتظر اكثر من هالشي‪ ..‬صار له فترة واهو اللي يعبر‬
‫جع في بالها كوني‬
‫عن مشاعره وفاتن الي ساكته‪ .‬الظاهر‪ ..‬صار لزم اني ارجع لها هناك‪ ..‬وارجع لها وار ّ‬
‫موجود‪ ..‬يمكن وهي بهالتحسن الي على مااظن اسمه تحسن بتتطور علقتها معاي‪ ..‬وهو يحمل جنطه اوراقه‬
‫وقف شوي‪ ..‬وهو يتخيل مثل استقبال فاتن له‪ ..‬ابتسم ابتسامة تبين انه يفكر بخبالة عن نفسه‪ ..‬وحمل‬
‫الجنطه وطلع من المكتب‪ ..‬وهو يخطط لمفاجاة يحملها وياه لزيارة فاتن‪ ...‬بس يا ترى‪ ..‬شهالمفاجاة؟؟؟‬
‫‪------------------------‬‬

‫الساعة الثامنة بتوقيت الكويت‪..‬‬

‫كانت مريم توها فارغة من الصلة وناشرة كتبها على السرير عشان تروح تذاكر‪ ..‬طبعا من بعد فرحتها بان‬
‫الستاذ عرفها زادت مذاكرتها وحبها للدراسة بشكل كبير وغير طبيعي فصار نادرا ما يشوفونها الهل ال في‬
‫اوقات معينة لكن قعدة الليل اللي تعودوا عليها صارت تتغيب عنها لن حتى نورة اللي كانت معروفة بغيبتها‬
‫قامت تتواجد اكثر من مريم‪ ..‬الى هذي النقطة اللي ابو مساعد)ياللي وحشتكم( حس بغياب بنته‪..‬‬

‫كان ينتظرها تنزل عشان تقعد وياهم هذي الليلة لكنها بعد ما نزلت‪ ..‬واول ما ياته نورة تصب له الجاي‪..‬‬

‫ابو مساعد‪ :‬يبا نورة روحي نادي على اختج من زمان ما شفناها؟؟‬
‫نورة‪ :‬شنادي يبا غايصة في الكتب بتاكلهم واهي تذاكر‪..‬‬
‫مساعد يبتسم ولؤي يطالعه وبو مساعد يرد‪ :‬عنبو دار هالكتب ما فرغت منهم‪ ..‬غيرها يخلص منهم ويحذفهم‬
‫واهي للحين‪ ...‬هذي الله ل يقوله اخرتها على هالكتب‪..‬‬
‫لؤي وهو يناظر مساعد‪ :‬يبا عندك اللي تلومه على اللي يصير لمريم؟؟‬

‫مساعد من غير ما يناظر لؤي ابتسم لنه يدري انه بيلوومه‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬يبا هذا كلللللللللللله من تحت ولدك البكر‪ ..‬هذوووه‪ ..‬صاحب العضلت المفتولة‪..‬‬
‫مساعد وهو يتحسس ذراعه‪ :‬صج والله‪ ..‬مع اني ما بغيت انهم يبينون بس ‪ ..‬الله كريم‪..‬‬
‫لؤي يشد على عيونه وبو مساعد يتكلم‪ :‬يبا مساعد صج اللي سمعته؟‬
‫مساعد‪ :‬يا طويل العمر متى كانت الدراسة تذبح احد بالعكس‪ ..‬الدراسة تحيي في الناس اشياء ما ظنوو انها‬
‫فيهم ومريم من هالناس‪ ..‬اهي تشوف راحتها لمن تدرس وتذاكر وتحظر دروسها اول باول‪ ..‬مو مثل هذا‪..‬‬
‫راعي التكسي اللي ل شغلة ول شغلنه‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ليش اشتغل‪ ..‬دامكم ما تبون اتعرسوني مثل ما ابي ليش اشتغل‪ ..‬بفعد ف البيت تحت ريل امي لمن‬
‫تقررون انكم تزوجوني بشد على عمري‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بعدك صغير على الشقا‪..‬‬
‫ام مساعد اللي بغت هالكلمة البريئة من مساعد عشان تفتح قضية كبيرة ‪ :‬عرفت‪ ..‬عرفت ان اللي ياخذ احد‬
‫من بره الهل يكون شقا‪ ..‬لكن يوم اني انا يبت لك العروس قلت ماابي‪..‬‬
‫مساعد يبتسم وهو وده يمط شعره‪ ..‬يعني كان ظروري انهي تكلم بهالموضوع‪ ..‬ما تكلم ول قال لي وشرب‬
‫الجاي بهدوء‪..‬‬

‫نورة اللي حاولت تهدي الوضع‪ ..‬او تشغل امها بسالفة ثانية‪ :..‬يمة حبيبتي امتى تفظين عشان نروح محل‬
‫الذهب والمجوهرات‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ليش بعد ‪ ..‬انتي العروس ول انا‪..‬؟‬
‫لؤي‪ :‬ههههههههههه يبا تخيل امي بلبس بنات هاليام بالعروس وقاعدة على الكوشة‪..‬‬
‫ابو مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه‬
‫ام مساعد بعصبيتها اللي على مساعد طلعتها على لؤي‪ :‬لؤيووووو يووووز‪..‬‬

‫بحركة انه يقفل حلجه ويرمي المفتاح سكت لؤي وعيون مساعد اللي على طرف تراقبه ويضحك‪..‬‬

‫نورة‪ :‬ل يمة الله يهداك بس ابي ذوقج انتي ل يعلى عليه في هالسوالف‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬بشوف اموري وبقول لج‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اي نورة علبالج امي وحدة سهل‪ ..‬امي مارغريت تاتشر ما تيي صوبها من ناحية الزحمة‪ ..‬شنو يشغل‬
‫جدولج يمة؟؟ اي ايه‪ ..‬غداكم‪ ..‬عشاكم‪ ..‬جاي ابووي‪ ..‬ماجلة بوي ل راح الصيد‪ ...‬شبك الصيد اللي محذفه في‬
‫الكاراج ومخلني اسوي كاراج بره‪ ..‬يعني ‪ ..‬مثل هالمور صح يمة‪..‬‬
‫ام مساعد‪ :‬ويعني شنو اللي لزم يشغل حرمة البيت غير هالمووور؟؟؟ يعني اهتم بدراستي‪ ..‬واسافر عن‬
‫ريلي واخليه بروحه في الديرة انطر اتصالته‪..‬‬

‫التفتت مساعد باللحظة اللي الكل التفت له ‪ ...‬لكن عيونه كانت كلها على امه‪ ..‬يناظرها‪ ..‬باستغراب‪ ..‬وكان‬
‫هالحرمة غريبة عليه‪ ..‬وينها يوم كانت بيوم من اليام مثل الخت ويا ام جراح وينها الحين؟؟ شلي غيرها عليهم‬
‫‪ ...‬كل هذا غيرة لني خذت فاتن؟؟؟ عشان ما يفتح مواضيع اهو بغنى عنها‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬تصبحون على خير ‪..‬‬


‫نورة ولؤي بصوت خافت وحزين على اخوهم‪ :‬وانت من اهل الخير‪..‬‬

‫لفت بويهها ام مساعد ومساعد ما عور راسه الليلة مثل كل ليله يروح ويبوس راسها لنها ما راح تقدر‬
‫هالشي‪ ..‬راح عند ابوه وباس راسه وركب الدري‪...‬‬

‫بس غاب هاجت ام مساعد‪ :‬يعني انا اللي امه‪ ..‬امه يا ناس‪ ..‬راضعته من دم قلبي‪ ..‬ليش يسوي فيني جذي‬
‫ليش‪..‬‬
‫بو مساعد‪ :‬شسوي فيج الولد؟؟ والله انا ما شفت منه شي‪ ..‬على كلمج اللي يقطر سم راح غزى بليس‬
‫وكظم غيضه وراح ينام‪ ..‬يطيح براسه هذا اللي الله اعلم شنو يدور فيه‪ ...‬هموم ذابحته وبدل لتقعدين له‬
‫وتوانسينه قاعدتله مثل الحرمة الثانية‪ ..‬يا هل الليل النحس ‪..‬انا اروح انخمد احسن لي‪..‬‬

‫راح بو مساعد لداره اللي تصير تحت وتارك الكل في صدمة كبيرة‪ ..‬حتى مساعد اللي يوم سمع حس امه‬
‫وقف عند الدري وتسمع باقي كلمهم‪ ..‬يعني ابوي يحن علي وهو الريال اللي ما يدري بشي‪ ..‬وامي اللي اهي‬
‫الم المفروض انها تكون القلب العطوف تسوي فيني جذي‪ ..‬الله يخليج يا يمة ويهديج‪ ..‬ويخليك يا يبا لنا سند‬
‫وذخر‪..‬‬

‫توه بيدخل داره ال وقف عند الباب لدار مريم اللي تجابله‪ ..‬فكر انه يروح عندها لكن‪ ..‬ل ماله خلق‪ ..‬يبي‬
‫ينام‪ ..‬يحس بتعب غرريب فيه‪ ..‬وتوه بيدخل الدار ال مريم في ويهه بابتســامة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬هــل واللــه‬


‫مساعد يبتسم بظيج‪ :‬هل فيج‪..‬‬
‫انتبهت له مريم وعقدت حواجبها‪ ..:‬علمك سعودي؟؟ فيك شي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬جم مرة قايلج اسمي مساعد‪ ..‬مو سعودي‪ ..‬اصغر عيالج انا؟؟‬
‫مريم‪ :‬اي اصغر عيالي‪ ..‬ياريتك ولدي عشان بس اعرف شلي مظايقك بهاللحظة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ماكو شي مظايقني بس تعبان شوي‪..‬‬

‫ونورة ولؤي يركبون الدري‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬وين؟؟ خليتوا امي وييتوا؟؟‬


‫مريم‪ :‬وين خلوو امي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬انت تعرف امي ل عصب ابوي عليها تروح وراه بعد دقيقة‪..‬‬
‫مريم بحيرة‪ :‬ابوي معصب عل امي؟؟؟ ليش؟؟‬
‫لؤي‪ :‬يالله اهو اللي بيحل كل شي مع اني ماحبه لمن يهاوش امي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يا ذا الناس خبرووني شصاير‪..‬‬
‫نورة‪ :‬ابوي ما قال شي غلط بس تعرف الرياييل ما يعرفون يبينوون عاطفتهم ال بالصراخ‪..‬‬
‫مساعد وهو موو ناقص هالحوار يدخل غرفته‪ :‬عن اذنكم انا بناام‪..‬‬

‫وتوه بسكر الباب ال الثلثة يهجمون عليه‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬اووووووووف الظاهر ان هالليلة بتطوول‪..‬‬


‫لؤي‪ :‬اي بتطول‪) ..‬وهو يرمي نفسه على السرير ويتنقز( يالله مساعد خلنا نبات ويا بعض الليلة‪..‬‬
‫مريم تقعد على السرير يم لؤي بنفس الحماس‪ :‬اي والله خلنا خلنا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هي هي هي ‪ ..‬والله‪ ..‬شرايج نورة انتي بعد‪..‬‬
‫نورة بنظرة موافقة‪ :‬ليش ل‪..‬سوو لي مجال‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬والله؟؟ من صجكم‪ ..‬يالله بررره ل تكفخ بعمركم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬طالع هذا‪ ..‬سعووودي ‪behave ur self‬‬
‫مساعد‪ :‬والله ‪ ..‬انا ول انتي‪ ..‬يالله طلعو من الدار‪..‬‬
‫ولؤي اللي مااا هامه اللي يقوله مساعد‪ :‬يالله بنات رووحوو ييبو جبس وبيبسي وعصير وكاكاو من تحت خلونا‬
‫نسهر الليلة في غرفة مساعد‪..‬‬
‫البنات نقزوو من مكانهم‪ :‬اوكييييك دقاقيق واحنا عندكم‪..‬‬

‫طلعو البنات ولؤي يراقبهم واهو يبتسم‪ ..‬ولف براسه لمساعد الي كان السرور اخر علمات ويهه‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬شفيك تطالعني‪ ..‬شي منكر؟؟ اليوم احنا موو مخلينك‪ ..‬نرد لك يهال‪ ..‬تقعدنا بدارك وتقرنا لنا قصص‪..‬‬
‫الميرة عالية والصياد‪..‬‬
‫ابتسم مساعد على هالذكريات‪ ..:‬ماعادت اي اميرة عالية ول عاد في صياد‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬بلى‪ ..‬بس اختلفت السامي‪ ..‬من الميرة عالية الى الميرة فاتن‪ ..‬ومن الصياد الى ‪ ..‬العاشق الولهان‪..‬‬
‫مساعد يقعد على السرير يم لؤي‪ :‬هالكثر يبان علي؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ههههههههههههههههه‪ ..‬يبان؟؟ يا اخي احنا صرنا ما نعرفك‪ ..‬وينه مساعد الضخم اللي قبل نظرة منه‬
‫تهزنا كلنا‪ ..‬الحين صرت واحد يحلى الجو وياه‪ ..‬قبل ما كنا نقدر نتكلم وياك لكنك الحين صار قلبك اوسع من‬
‫هالمور كلها‪ ..‬ان جان هالتغيير اللي فيك سببه فاتن على الرغم من مساوئه انا احمد الله يومنها دخلت‬
‫بحياتك!!‬
‫مساعد يبتسم بحنان وبصدق في ويه هالطفل الكبير اللي اسمه لؤي‪ ..:‬من قلبك هالكلم؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ل يمة مو من قلبي من لساني‪ ..‬يالله بتخلينا نبات الليلة ول شنو؟؟‬
‫مساعد‪ :‬باتو‪ ..‬شوراكم‪ ..‬باجر الربعاء وانتووو احرار‪ ..‬البنات لكن على السرير واحنا على الرض‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اوكيك‪..‬‬
‫ودخلوا البنات محملييين باكياس من الجبس والبيبس وما لذ وطاب اللي كان مخزن في الثلجة‪ ..‬وابتدت‬
‫السهرة بين الربعة‪ ..‬وزعيمهم كان‪ ...‬مساعد الياهل‪..‬‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫الساعة ‪ 1‬الظهر بتوقيت بوسطن‪..‬‬

‫بقت ساعتين وترد فاتن البيت لكنها وصلت من التعب اللي ودها لو ترد البيت مبجر‪..‬لكنها بتحاول انها تحتمل‬
‫الساعتين الباقيتين‪ ..‬تركت الجماعة وراحت عند مكتبة الجامعة عشان تستعير جم كتاب محتاجته للمحاظرة‬
‫الياية لن الساينمت اليديد يتطلب منها مهارة كتابية في الظروف الجتماعية‪ ..‬كل هذا يمكن يكون تعب لكن‬
‫حبها الغريب لدكتورة المادة وتقديرها لجهودها انها تييهم كل يوم بالمحاظرة وهي مقعدة يخليها تحس انها‬
‫لزم تقدم شي بالمثل‪ ..‬وراحت المكتبة هي مووو دارية باللي يتابعها‪ ..‬من؟؟ طبعا محد غيره زياد وعبد‬
‫الرحمن‪ ..‬يبون يخلون فيها عشان يقعد زياد ويكلمها‪..‬‬
‫كانت فاتن بهذاك اليوم لبسة تدرجات البيج والوردي وصايرة مثل الملك‪ .‬حتى انها يوم تمر على جماعة من‬
‫الشباب الميركان ينظرون لها باعجاب وهي تبتسم في ويههم‪ ..‬هالشي صار عادي بالنسبة لها لن اللي‬
‫يمشي وراسه منكس يطلعون عليه اشاعات‪ ..‬فهي صارت شوي تمتع بروح رياضية وتبتسم ويا الكل وكانهم‬
‫مجتمع صغير‪..‬‬

‫عبد الرحمن يستوقف زياد‪ :‬والله انك بتخلينا بمواقف حنا بغنا عنها‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ما قلت لك تعال وياي انت اللي رزيت ويهك‬
‫عبد الرحمن بصدمة‪ :‬انا كذا يا حمار‪ ..‬الشرهه ماهي عليك علي انا القرد الي تبعتك‪..‬‬
‫زياد‪ :‬روح زين محد ماسكك‪..‬‬
‫عبدالرحمن‪ :‬قلبي ما يستحمل اخاف يصيبك شي اتأذى انا‬
‫زياد بنظرة غير مصدقة‪ :‬ويي عليك انت عاد اكبر جذاب شفته بحياتي‬

‫يضحك عبدالرحمن ويكملون متابعة فاتن لمن دخلت المكتبة‪ ..‬وعلى طول من بعد ما ورتهم هويتها واصلت‬
‫للطابق الثالث لللي فيه كل اللي تبيه‪ ..‬وزياد طبعا وراها وعبد الرحمن شاف كريستي هناك وراح قعد وياها‬
‫يراقب الوضع بصمت‪..‬‬

‫سحبت فاتن كم كتاب تحسها بحاجة لهم‪ ..‬وقعدت عن احد الطاولت وهي تفتح دفتر ملحظتها وتقتبس‪..‬‬
‫)سهل موو‪ ..‬يا ريتني اسويه بالصج‪ (.‬وزياد اللي كان واقف عند احد الصفات تسلل بكل هدوء وراح وقعد يمها‬
‫وهي اللي كانت غارقة ما حست فيه ال يوم قعد ‪..‬‬

‫زياد وهو يطالع الكتاب‪interesting book :‬‬


‫فاتن باستغراب‪ :‬شتسوي هني؟‬
‫زياد‪ :‬اللي تسوينه انتي‪ ..‬شتسوي هني؟‬
‫فاتن‪ :‬اجمع معلومات عن الساينمت‪..‬‬
‫زياد‪ :‬هههههههه مواعد تسليم الساينمت بعد الكريسماس وانتي من الحين‪good girl..‬‬
‫فاتن‪ :‬على ماظن تدري انه عيب تيي وتقعد هني وياي؟؟‬
‫زياد‪ :‬يالله فاتن تدرين اني ما بيي اقعد معاج عشان اني اظايقج ول اغازلج بمفهوم اهلنا بالكويت‪ ..‬انا هني ياي‬
‫اخلق معاج حوار عادي وبسيط جدا‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم‪ :‬وانا يا اخي العزيز يايه هني وعندي مفهوم اهلي بالكويت اني اقعد معاك هني شي غلط‪..‬‬
‫انا ياية للدراسة مو القرقا‪..‬‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههه يعني انا اللي ياي للقرقا‪..‬؟؟؟‬

‫تناظره فاتن بطريقه موافقة على اللي قاله‬

‫زياد‪ :‬حرام عليج صدقيني انا ياي هني للدراسة بس انا فاتتني سنة لني انتقلت من تخصصي الولي للتخصص‬
‫اللي احبه؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ارجوك زياد اختصر علي وقول شتبي؟؟؟‬
‫زياد‪ :‬زين انج اختصرتي الدرب وانا اللي كنت بعزمج على كوفي واخسر‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ما كنت بقبل‪..‬‬
‫زياد باابتسامة‪ :‬واااو‪ ..‬يعني ما كنت بخسر في كلتا الحالتين‪lucky me ..‬‬

‫حاولت فاتن انها تكشر في ويهه لكن شي من ملمحه تألفه خلها تبتسم له بطواعيه وكانه اخوها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬خلصني شتبي؟؟؟‬


‫زياد‪ :‬اوكيك‪ ..‬كلمة وحدة‪ ..‬هيام!!!‬
‫فاتن بصدة‪ :‬من؟؟‬
‫زياد‪ :‬شفيج طرمة؟؟ اقول لج هيام‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬علمها هيام؟‬
‫زياد‪ :‬الله من زمان ما سمعت لهجتنا‪ ..‬الله يسلمج‪ ..‬انا ابيييي منج انج‪ ..‬تواصلين بيني وبين هيام‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اواصل بينكم؟؟ ليش؟؟‬
‫زياد‪ :‬ل بس عندنا حملة تبرعات للكشافة؟؟ عشان اتعدل علقتي فيها ياااا ذكية‪..‬‬
‫فاتن مستغربة‪ :‬تتعدل علقتكم؟؟؟ شلون مافهمت عليك‪..‬‬
‫زياد وهو يتسند على ظهر‪ :‬شوفي فاتن‪ ..‬انا ادري انج تدرين وهيام اللي خلتج تدرين اننا انا واهي على حرب‬
‫فتاكة وكل يوم جامعي وكل لقاء بيناتنا مركز ومعركة صح‪..‬؟؟‬
‫فاتن وهي ترفع حواجبها‪ :‬اذا الواحد خذاها بالمنطق اي‪..‬‬
‫زياد‪ :‬اوكي‪ ..‬خلينا نقول‪ ..‬اممممم اني مو مستسلم من هالحرب لكن‪ ..‬طقت جبدي‪ ..‬وابي احل السلم‪..‬‬
‫شالمطلوب مني؟؟‬
‫فاتن‪ :‬الراية البيضاء‪..‬‬
‫زياد‪ :‬راية بيضا؟؟ ل ‪ ..‬ل ل ‪ ...‬انا ما ارفع راية بيضا‪ ..‬انا ما انهزمت‪ ..‬انا ابي سلااام‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬حتى الراية البيضة تعلن السلاام‪ .‬وانتهاء الشي‪..‬‬
‫زياد‪ :‬بس من غير استسلم‪ ..‬بس انا طقت جبدي‪ ..‬وابي اغير الوضاع شوي؟؟‬
‫فاتن‪ :‬انزين‪ .‬فرضنا انك تبي جذي ويا هيام‪ ..‬انا شدخلني؟؟‬
‫زياد يبتسم‪ :‬شدخلج‪ ..‬يا بعد شبد امج انتي الساس في هذا كله‬
‫فاتن بحزم‪ :‬احترم نفسك‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ان شاء الله ههههههههههههههههههه‬
‫فاتن وهي تعقد حواجبها وتنزل عيونها‪ :‬ماظن اني بفيدك بشي‪ ..‬لن هيام حرة بنفسها‪..‬‬
‫زياد‪ bull :‬هيام اكثر انسانة شفتها بحياتي الناس تاخذها يمين ويسار بالكلم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬وتبيني انا اللي تاخذها يمين ويسار بالكلم‪.‬‬
‫زياد‪ :‬بس بالكلم الصح‪ ..‬انتي انسانة وايد فاهمة وعاجل يا فاتن لدرجة اني استصعب فكرة انج اصغر مني‪ ..‬ل‬
‫وبجم سنة بعد‪ ..‬بس‪ ..‬اكيد كانت لج ظروفج اللي خلتج اكبر من الكل‪ ..‬حتى الكبار‪..‬‬
‫فاتن وهي تفتح القلم‪ :‬والله ودي اساعدك بس‪ ..‬ما ابي اتدخل‪..‬‬

‫راحت فاتن وهي تكتب في الدفتر لكنها ماقدرت وعيون زياد تراقبها بحزن‪ ..‬واهو اللي كان حاط المل في‬
‫فاتن انها تقدر تطيح الحطب بينه وبين هيام‪ ...‬رفعت راسها فاتن بنظرة بريئة‪..‬‬

‫فاتن‪ ... :‬صدقني زياد‪ ...‬ودي ‪ ..‬بس‪ ..‬انت لو تفكر فيها لو هيام درت باللي قاعد يصير الحين ‪..‬‬
‫سكتت فاتن وكمل عليها زياد‪ :‬بتفزعج‪ ...‬موووو‪..‬‬

‫فاتن سكتت وهي تزر اسنانها‪..‬‬

‫زياد‪ :‬بتفزعج‪ ..‬لنها تكره فكرة ان بنت ثانية تكون موجودة معاي‪ ..‬ما تفهمين‪ ..‬هيام تحبني مثل‪ ..‬مثل‪...‬‬
‫فاتن بهدوء‪ ..:‬مثل ما انت ‪....‬تحبها‪..‬‬
‫زياد باستسلم‪ :‬اي‪ ..‬بس مو هذا اللي انا ابيه‬
‫فاتن‪ :‬عيل شنو؟؟؟‬
‫زياد وهو يعقد حواجبه ويبعد عيونه عنها‪ :‬ما تفهمين‪..‬‬

‫للحظة فاتن حست انها اهي المعنية بهالشي‪ ..‬ما تدري ليش ذكرها كلم زياد بالمواقف الخيرة بحياتها‪..‬‬
‫وبالتحديد‪ ..‬مشعل‪...‬‬

‫فاتن وهي تسكر كتبها‪ ..:‬شوف زياد‪ ..‬بقول لك شي‪ ..‬ابيك تفهمه زين‪ ..‬ول فهمته ترد علي‪ ..‬مو لزم الحين‬
‫خلله للمرة اليايه‬
‫زياد باهتمام‪ :‬شنو‪..‬‬
‫بعد ما كملت فاتن كتبها وترتيب اغراضها‪ :..‬شوف‪ ..‬الحب‪ ..‬اللي فيه واحد‪ ..‬مايتم‪ ..‬مثل النبته اللي تربتها‬
‫صالحة ومحد يرويها علبالهم ان هالتربة بتنفذ كل هذا غلط‪ ..‬اليد الوحدة عمرها ما صفقت‪ ..‬انت تحبها‪..‬‬
‫وتدري انها تحبك‪ ..‬عندك خيارين‪...‬‬

‫زياد بصمت‪ ..‬ينتظر منها تكمل‪ ..‬وهو مستعجب من كلمها اللي كانه نابع من تجربة شخصية‪..‬‬

‫فاتن وهي تكابد الرتجاف اللي فيها‪ :..‬يا انك‪ ...‬تعترف‪ ..‬وتحاول‪ ..‬ال تحارب عشان هالشي لنه مثل اليمان‪..‬‬
‫يا انك‪ ...‬ترفع الراية البيضا وتستسلم‪ ..‬وما تتقدم خطوة وحدة انت مو واثق انك بتندم عليها ول بتكون فرحان‬
‫بها‪..‬‬

‫سكتت فاتن عنه وهو تم موجي نظراته لحظنه‪ ..‬ومو عارف هل يقدر هالبنت ول يمشي عنها‪ ..‬كلمها كان بليغ‬
‫وصريح لدرجة الصعوبة‪ ..‬يا ترى اهي مرت بهالتجربة من قبل ول تتكلم بالشي عن طريق الفتراض او‬
‫العقل؟؟‬

‫فاتن وهي تحمل كتبها‪ :‬انا بروح الحين‪ ..‬مع السلمة‪..‬‬

‫راحت فاتن وزياد ما رد عليها ‪ ..‬ويوم توها بتوصل عند المصعد وقفها باسمها‪..‬‬

‫زياد‪ :‬فاتن‪..‬‬
‫التفتت له فاتن وعيونها تلمع بالبراءة والهدوء اللي كن من داخله العواصف‪ :...‬نعم؟؟‬
‫زياد تقدم لها بكل هدوء‪ :..‬شــــكرا‪..‬‬
‫ابتسمت بخفة فاتن ‪ :‬العفـو‪..‬‬

‫وصل المصعد وانسحبت فاتن عن زياد اللي كان يناظر ويهها بفرحة صادقة‪ ..‬ما هي نظرة حب ‪ ..‬نظرة‬
‫اعجاب‪ ..‬ودخلت البنت في قلبه بطريق الخوة‪ ..‬ما احلها لو كانت صج اختي‪ ..‬ويا حظ مساعد فيج يا فاتن‪..‬‬
‫ويا حظي فيج كاخت لو تقبلين اخوتي‪..‬‬

‫نزلت فاتن وهي توقف عند الستعارة‪ ..‬اخذت الكتب وطلعت من المكتبة وعيون عبد الرحمن تلحقها‬
‫وتناظرها‪ ..‬البنت مهما كانت بالهدوء ال انها تحرك اللي ما يتحرك‪ ..‬وكريستي لحظت عيونه‪ ..‬ويوم شافت‬
‫اللي يناظره زعلت وبوزت ونزلت عيونها‪..‬‬
‫التفتت لها عبد الرحمن‪) ..‬طبعا الحوار كان بالنجليزي بس بترجمة بالعربي(‬

‫عبد الرحمن بنظرة استغراب‪ :‬علمك؟؟؟ مويمة وزعلنة؟‬


‫كريستي‪ :‬ل ما فيني شي بس‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬بس‪...‬؟؟‬
‫كريستي‪ ..:‬احسك‪ ..‬اظنك معجب ببنت ثانية‪..‬‬
‫عبد الرحمن فتح عيونه بصدمة والضحكة تلون عيونه اللوزية‪ :‬هههههههههههههه‪ ..‬شهالحساس‪ ..‬والظن‪..‬‬
‫ارجوك مرة ثانية ل بغيتي تظني ظني شي عدل زي الناس‪..‬‬
‫كريستي‪ :‬ل تلعب علي عبد الرحمن شفتك كيف تناظر فاتن‪ ..‬انت معجب فيها من اول ما طاحت عينك‬
‫عليها‪..‬‬
‫عبد الرحمن بطبيعته الستهتارية‪ :‬اكيد انعجب فيها لنها بنت تستاهل العجاب‪..‬‬
‫كريستي بحمق وخدودها حمروا‪ :‬كنت عارفة‪ ...‬بس اللي ابي اعرفه شلي تحاول تثبته وانت للحين معاي؟؟‬
‫عبدالرحمن يمسك يد كريستي المعصبة‪ :‬شوفي يا حياتي‪ ..‬فاتن اللي انتي تغارين منها‪ ..‬حرمة متزوجة‪ ..‬يعني‬
‫ممتلكات رجال ثاني‪ ..‬يعني انا لو انعجبت فيها اعجابي فيها سببه شي جدا افلطوني وعادي‪ ..‬ماهو زي‬
‫عقليتك الميركانية‪..‬‬
‫كريستي بصدمة‪ :‬فاتن متزوجة؟؟‬
‫عبدالرحمن‪ :‬ايه متزوجة‪ ..‬ولو سمحتي خلينا نطلع من هنا ضيقتي صدري ابغي ادخن‪..‬‬
‫كريستي‪ :‬اسفة حبيبي ما كان هدفي اني اضيق صدري‪..‬‬
‫عبد الرحمن بضيق‪ :‬انتي الحين ضيقتيه سوى كان هذا هدفك ول لء‪ ..‬تجين معي؟‬
‫كريستي‪ :‬ل بظل ويا الشباب نكتب البحث‪..‬‬
‫عبدالرحمن‪ :‬يالله اجل‪ ..‬اشوفك على خير‪ ..‬بــاي‬
‫كريستي بنظرة الحب‪ :‬احبك‪..‬‬
‫عبد الرحمن يبتسم بسخرية‪ :‬ايه‪ ..‬وانا كمان‪..‬‬

‫راح عنها وبنفس الوقت نزل زياد من المصعد وعبد الرحمن كان يمشي ووراه زياد وعيون كريستي على عبد‬
‫الرحمن بنظرات كلها حب‪ ...‬ووحدة من البنات تكلمها‪..‬‬

‫تال‪ :‬مادري انتي شنو عاجبج فيه انسان مغرور والكثر من جذي انه هني بس لفترة وبيروح؟‬
‫كريستي وعيونها على الفراغ اللي كان حامل عبد الرحمن من فترة‪ :‬هذا اكثر انسان انا احبه في هالوجود‪..‬‬
‫لنه بببساطة يمتلك اللي يفتقرون له كل شباب اميركا‪ ..‬انا احبه‪ ..‬تعرفين شنو كلمة احبه‪ ...‬احب عبد‬
‫الرحمن‪..‬‬
‫تال‪ :‬تندمين على حبج له‪..‬‬

‫سكتت كريستي لنها مو بس متاكدة انها بتندم ال انها واثقة‪ ..‬لكن من يقدر يمنع القلب من التخبط في‬
‫الحزان وفتح مجالت متعددة لمجاري الدمع‪ ..‬هذا اهو ثمن الحب‪..‬‬
‫=======================‬
‫الكويت ‪ ..‬الساعة العاشرة مساءا ً‬

‫سماء اللي من موقفها ويا خالد ما تحركت من غرفتها‪ ..‬حيرتها منعتها من اي شي‪ ..‬وندمها اللي يا متاخر‬
‫عليها خلها في حالة من الصمت والسكون‪ ..‬قاعدة عى السرير وهي تفكر‪ ..‬حاولت انها تنام لكنها ما قدرت‪..‬‬
‫تمت تحوس في الطابق الفوقي اللي اهلها نادرا ما يقعدون فيه‪ ..‬قعدت يم التلفزيون لكنها قامت عنه لخلوه‬
‫من اي شي ممتع‪ ..‬يمكن الظيقة اللي فيها ما خلتها تتهنى بشي‪ ..‬مشعل اللي تغير ‪ 180‬درجة صارت ما‬
‫تعرفه‪ ..‬كان دايما قاعد في البيت ونادرا ما يطلع‪ ..‬الحين انقلبت الية وصار ما يقعد في البيت وعلى طوول‬
‫بره‪..‬واذا كان موجود عدمه مثل الشي‪ ..‬ما يندرى شصار فيه‪ ..‬يمكن طقته ريح يوم كان في الشالية ول شي‪..‬‬

‫راحت وقفت عند البلكووون وهي تناظر بيت ابو جراح‪ ..‬مع ان الظلم كان اللي مجابلها ال انها شافت شي‬
‫يتحرك داخل البيت‪ ..‬بغرابة دققت النظر فيه شوي شوي‪ ..‬وتأكدت الرؤيا‪ ..‬هناك احد في البيت‪ ..‬من يا‬
‫ربي؟؟‬
‫طلعت الجاكيت الطويل البني ولبسته‪ ..‬لفت الشال على راسها ورمته على اجتافها‪ ..‬وطلعت من غرفتها‬
‫متوجهة لبيت بو جراح عشان تشوف من اللي هناك؟؟‬
‫طلعت من البيت وهي مو مهتمة ان جان احد موجود يراقبها‪ ..‬حتى لو كانت امها اللي كانت قاعدة في مكان‬
‫مخفي عن احد‪ ..‬كانت تشوف سماء وين رايحة‪ ..‬ومن طلعت وسكرت الباب راحت الطابق الثاني عند‬
‫الدريشة اللي تطل على الشارع من الصالة الفوقية‪ ..‬وظلت واقفة في الظلم تراقب بنتها اللي طلعت من‬
‫البيت متوجهة للبيت المجابل‪ ..‬وظلت ترتقب شي بحاجب مرفوع‪..‬‬
‫دخلت سماء البيت وهي ترتجف ‪ ..‬من البرد وشوية من الخوف ‪ ..‬يا ترى قراري كان في محله اني ايي هني‬
‫بالليل‪ ..‬يعني انا صج شجاعة بس الظلم خوفي الوحد بهالعالم‪ ..‬وهي تكلم نفسها بمحاولة لتهدئة الوضع‪..‬‬
‫وصلت الى الحوش الوراني اللي كان خالد قاعد فيه العصر ويا العمال ‪ ..‬وكان هناك احد واقف في الوسط‪..‬‬
‫ووقفت سماء في الظلم‪ ..‬وهي تراقب من هالشخص‪..‬‬

‫التفت خالد على جهة اليمين وهو حاط يدينه في مخابي الجاكيت اللي كان لبسه وهو يزفر‪ ..‬وسماء اللي‬
‫تحركت من مكانها طلعت صوت خلت خالد يلتفت ‪..‬‬

‫خالد‪ :‬من هنــاك؟؟‬

‫ترددت سماء ‪ ..‬تطلع ول ما تطلع؟؟ اذا طلعت مشكلة واذا ما طلعت بعد مشكلة‪ ..‬لذا‪ ..‬تروح للمشكلة الخف‬
‫عليها لن الغوص ف الظلم بلعبه منو هناك ما بتعجبها‪ ...‬وخطت خطوة في المقدمة وهي تعلن عن نفسها‪..‬‬

‫سماء بصوت هادئ‪ :‬هذي انــا!!‬

‫رماها خالد بنظرات باردة ولئمة وحزينة بعض الشي‪ ..‬وما اكترث لوجودها ولف ويهه عنها‪..‬‬

‫سمـاء بصوت حنون‪ :‬شتسوي هني؟؟‬


‫خالد‪ ..:‬بيتنا وكيفي‪...‬‬
‫سمــاء لحظت جفاه‪ :‬بس‪ ..‬برد عليك‪..‬‬
‫خالد يبتسم بسخرية‪ :‬شفايدة الجاكيت عيل؟؟؟‬

‫سكتت سماء عنه وهي متـلومة على نفسهـا‪ ..‬بروده هذا او جفاه اكبر دليل على انه زعلن منها على اللي‬
‫صار اليوم العصر‪ ..‬يا الله صبيت الشوربة على قميصه؟؟ شهالجرأة‪...‬‬

‫خالد والنسمة الظبابية تطلع من ثمه ‪ :‬شتسوين هني؟؟؟ الوقت متأخر‪ ..‬ردي محل ما ييتي‬
‫سماء بصوت مترجي‪ :‬خـالد اسفة‬
‫خالد وهو يهز راسه بعصبيه‪ :‬ل تتاسفين‪ ...‬ارجوج‪ ..‬ل تتاسفين على شي انتي مو ندمانه عليه‪ ..‬يخلي من‬
‫الوضع اتفه من حقيقته‪..‬‬
‫سماء وهي فاجة عيونه‪ :‬خالد انا والله اسفة‪ ..‬والله نادمة على اللي سويته‪..‬‬
‫خالد بعصبية يلتفت له‪ :‬تدريـــــن‪....‬‬

‫سكت وكانه تراجع عن اللي يبي يقوله‪ ...‬وسماء ما طاقت هالشي‪..‬‬

‫سماء‪ :‬ادري شنو؟؟؟؟‬


‫خالد‪ :‬انسي وروحي بيتكم‪...‬‬
‫سماء وهي تتقدم له‪ :‬ادري شنو خالد‪ ..‬تكلم‪ ..‬قووول‪ ..‬اعتبر نفسك في محكمة ومطلوب منك تبري روحك‬
‫يبتسم بسخرية خالد وهو يبتعد عنها‪ :‬محكمة‪ ..‬اانا مو ناقص محاكم سماء‪ ..‬انا ماطلبت المحاكم‪..‬‬
‫سماء‪ :‬بس عيل قول لي ‪ ..‬شنو اللي ما ادريه‪ ..‬قول لي علمني فهمني‪) ...‬تقربت منه اكثر وبصوت مليان‬
‫رجا( علمــني‪..‬‬

‫خالد وعيونه بالسما‪ :‬تدرين من امتى وانا هني واقف‪ ...‬من العصر‪ ..‬من العصر وانا هني‪ ..‬في هالبرد‪..‬‬
‫سمــاء بدهشة‪ :‬شتسوي هني؟؟؟ ليش ما رديت البيت؟‬
‫خالد يناظرها بغير تصديق‪ :‬يعني تبين تقولين لي ان ما عندج فكرة لسبب وجودي هني؟؟‬
‫سماء بصدق‪ :‬اي من صجي‪ ..‬ليش واقف هني؟؟ ليش ما ترد البيت‪ ..‬اكيد خالتي مستهمة عليك‪..‬‬

‫خالد يضحك بقهر‪....‬وهني ثارت سماء‪..‬‬

‫سماء‪ :‬ليش كل ما قلت لك شي تضحك‪..‬‬


‫تجدم لها خالد‪ :‬لنج انتي تضحكيني سمااء‪ ..‬انتي تضحكيني‪ ..‬انا هني‪ ..‬لني‪ ...‬لني كنت‪ ..‬انتظرج اتيين‪..‬‬
‫انتظرج اتيين وتعتذرين عن اللي سويتيه اليوم‪ ...‬لكن‪ ..‬بينت لي حقيقتج اليوم‪ ..‬انج‪ ...‬انج اعز من انج تعتذرين‬
‫لواحد مثلي‪..‬‬
‫سماء بصدمة‪ ..‬من اللي قاله ومن احساسه الخاطئ‪ : ..‬كنت هني؟؟؟ تنتظرني؟؟؟؟؟‬
‫خالد يبتسم وهويخلي مسافة معقولة بينهم‪ :‬اي‪ ..‬اي‪ ..‬الحين افرحي‪ ..‬افرحي انا اكوو غبي بهالدنيا ينتظرج‪..‬‬
‫ينتظرج اتيين ‪ ..‬ل وتعتذرين بعد‪ ...‬ههههههههههههههههههه والله يوم كنت افكر في هالشي ماكان بمثل‬
‫هالسخافة اللي الحين اشوفه فيه‪ ..‬تدرين شي‪ ..‬انسي كل شي‪ ..‬وردي بيتكم‪ ..‬احسن لج‪ ..‬الوقت متاخر واذا‬
‫احد شافج هني ويا واحد مثلي لاا وفي بيت مبني‪ ...‬ما راح يكون لصالحج هالشي ول لصالحي‪..‬‬

‫ظلت سماء واقفة مكانها وهي منصدمة من خالد‪ ..‬ما تصورت انه ورى هالنسان النحيل‪ ..‬هالنسان الفكاهي‬
‫اللي دووم يتحرطم على الناس ويتلعب وياهم هالشخص الحساس‪ ..‬والرومانسي من نوعه‪ ..‬ينتظرني طول‬
‫هالوقت عشان اييه واعتذر‪ ..‬يعطيني الفرصة اني اراجع نفسي واييه‪ ...‬رفعت عيونها اللي لمعت بالدمع‪...‬‬
‫وخالد يناظرها كل شوي وينزل عيونه للرض‪...‬‬

‫خالد‪ :‬يالله شتنطرين‪ ...‬روحي بيتكم‪...‬‬

‫وكانها ما تسمعه راحت له وكل خطوة تخطوها كانت بمثابة فجوة مرسومة في مستقبلهم‪ ..‬كل خطوة خطتها‬
‫سماء عشان تتقرب من خالد كان بمثابة موقع الغااام اهي لو درت شنو عقباه ما خطت‪..‬‬

‫سماء واهي قريبة من خالد‪ ...:‬اســفة‪..‬‬

‫خالد اللي حس بصدق اسفها النابع من قلبها سكت‪...‬‬

‫سماء والدمعة تساندها‪ ..:‬صدقــني‪ ..‬اسـفة‪..‬‬


‫خالد بصوت هادئ‪ :‬ردي البيت سماء‪..‬‬
‫سماء وهي تعقد يدينها عند حلجها‪ :‬انا وايد وايد وايد اســفة خالد‪ ...‬اســفة‬

‫رفع عيونه لها بابتسامة خفيفة اللي سرعان ما انمحت يوم لمح شخص ثالث موجود معاهم‪ ...‬رفع راسه خالد‬
‫بصدمة وسماء اللي كانت تناظره استغربت اتجاه عيونه والنظرة المرسومة عليها‪ ..‬والتفتت محل ما كان‬
‫يناظر‪ ..‬ومثل النظرة اللي كانت بعيون خالد كانت بعيون سمـاء‪..‬‬

‫من كان هذا الشخص اللي قدر انه يمحي لحظة كانت من الممكن انها تحتفي بها السمـاء بهذيج الليلة اللي‬
‫كانت مرصعة بالماس‪ ..‬ووانقلبت كل الحوال فيها‪ ..‬الى نذير بعواصف هائجة في الدرب‪..‬؟؟‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫فاتن بفرحة كبيرة‪ :‬هل يمــــة‬
‫ام جراح بحبوووور ‪ :‬هل بحبيــبة امها ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ولهت عليج يمة حبيبتي شلونج شخبارج‬
‫ام جراح‪ :‬احنا بخير يا مال الخير انتي شخبارج عساج ابخير‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الحمد لله الحمد لله شلونهم منور وعزووز وجراح وخالد‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله منور وعزوز هذهم نفس الـشي مشيبيني‪ ..‬جراح وخالد خانت حيلي ما يقروون بالبيت‪ ..‬الول‬
‫في الورشة والثاني ببناء البيت؟‬
‫فاتن وهي تقعد وترجع خصلة من الشعر ورى اذنها‪ ..:‬البيت؟؟ بناء‪ ..‬يالخونة كل شي من ورااااي؟؟ يمة متى‬
‫بنيتوو‬
‫ام جراح‪ :‬ههههههههههه بنينا تونا والله من شهر والحمد لله الشغل زهب‬
‫فاتن بدهشا‪ :‬شهر يمة ولادري بشي‪ ..‬قوية بحقي يا ام جرااااح قوية‪ ..‬ما يرضونها العرب فيني‪..‬‬
‫ام جراح ‪:‬ههههههههههههههههههههههه حسبي الله عليج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل صج يمة شلون بنيتوو وشبتسوون في البيت‪...‬‬
‫ام جراح ‪ :‬والله يمة اخوج اللي خطط وانا وقعت وبس‪..‬‬

‫فاتن اللي حست بالحنين لبيتها القديم‪ ..‬الله !! بيتها الدافي الحنون راح وبيي مكانه هيكل يديد ‪ ..‬شلون‬
‫سواها جراح‪ ..‬وذكرياتنا ‪ ..‬وين خذها‪ ..‬ذكرياتنا ويا ابوي‪ ..‬ويا بعض‪ ..‬وبروحنا‪.‬؟؟ شلون قدر‪..‬‬

‫ام جراح اللي حست بغياب حس بنتها‪ :‬يمـة فاتن معاي؟‬


‫فاتن وهي ترجع من بحر الذكريات‪ :‬هل يمة معاج‪ ...‬بعد‪ ..‬شخباركم‪ ..‬عساكم ابخير؟؟ شلووونها سماء‬
‫وسماهر؟؟‪ ..‬ولهت عليهم صراحة‬
‫ام جراح اللي حست بحزن بنتها على البيت القديم‪ :‬يمة فاتن‪ ..‬دوام الحال من المحال‪ ...‬وكل شي له يوم‬
‫ويتغير‪ ..‬النسان‪ ..‬لزم يعيش حياته يوم بيومه‪ ..‬كثر الرجعة لورى‪ ..‬تأخره‪ ..‬صح ول كلمي غلط؟‬
‫فاتن تبتسم وهي تمسح الدمعة اللي سرت على خدها‪ :‬تدرين يمة انتي شنو مشكلتج؟؟ ان كلمج عمره ما‬
‫كان غلط وهذا شي عظيم فيج‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬محد معصوم عن الغلط‪ ..‬البشر على القل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬صــح‪ ..‬بعد شخباركم‪ ..‬ولهت عليكم قولو وينكم في الحين وين قاعدين؟‬
‫ام جراح‪ :‬اخووج تاجر لنا شقة مفروشة‪ ..‬واختج مستخفة عليها كل يوم تعزم في رفيجاتها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههه انيقة الشقة‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله يابنتي انا تعودت على البسيط وشوية اثاث ما يفرق عندي‪ ..‬بس الحلو فيه انه بعمارة وهو‬
‫بالطابق الثالث‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬واااااااي‪ ..‬لو انا ما قعدت هناك‬
‫ام جراح‪ :‬ادري بج‪ ..‬المرتفعات زيغة ورهبة عندج‪..‬‬
‫فاتن بحبور‪ :‬والله عشان تعرفون اني سبيشل‪ ..‬هههههههههههههه‬
‫ام جراح وهي تذكر بنتها اللي ما شافت منها ال الخير‪..:‬دوم هالضحكة‪ ..‬يمة‪ ..‬ما قالج مساعد متى بتردين‬
‫الكويت‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يمة ان شاء الله بنهاية هالشهر برد لج‪ ..‬برد لج ولحظانج‪ ..‬يا بعد هالدنيا‪.‬‬
‫ام جراح بابتسامة‪ :‬يعلني ما خلى منكم يا عيالي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انزين يمـة ل قعد جراحوو قوليله وسلمي على منوور وعزوزي‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬يبلغ يا حبيبتي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬توصين شي؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬سلمة قلبج يمة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الله يسلمج‪..‬‬

‫وانتهت المكالمة‪ ..‬وفاتن روحها مثل كل مرة تسمع حس امها ول احد من اخوانها تهيم منها‪ ..‬الى هذيج البلد‪..‬‬
‫وهذيج العايلة‪ ..‬لكن هالمرة الخبر ما فرحها ابد‪ ..‬البيت راح‪ ..‬غيرو البيت‪ ..‬غيروا البيت اللي اطرافه وزواياه‬
‫تغنت باحلى ذكريات‪ ..‬غيرو مكان الكرسي اللي كان يقعد فيه ابوي‪ ..‬ومحل التلفزيون‪ ..‬والمطبخ‪ ..‬ما يندرى‬
‫ان جان غيروا البرجة اللي بناها ابوي‪..‬؟؟ الله يسامحك يا جراح‪ ..‬ليش سويت جذي‪ ..‬وامي‪ ..‬امي باين عليها‬
‫مرتاحة على هالشي‪ ..‬هالكثر كانو متظايقين منه؟؟ وانا اللي كنت حاسة انه اخر بقايانا من ابووي‪ ..‬الله‬
‫يرحمك يا يبا‪ ..‬يا عز ودلل كل بنت بهالدنيا‪..‬‬

‫راحت ووقفت عند الدريشة وهي تناظر الجو البارد شلون يلفح الناس اللي ما تهتم‪ ..‬وتمر وتطوف بالسكة‬
‫وهي مرتاحة‪ ..‬متعودين على هالجو‪ ..‬لكن انا‪ ..‬اااه يا زمن‪ ..‬في الوقت اللي ظنيت اني خلص تأقلمت على‬
‫الشي يطلع لي شي يخليني احس بالبعد التام ‪ ..‬ناظرت الساعة اللي كانت على الرف اليديد المضاف في‬
‫ديكور الصالة‪ ..‬كانت تبين على توقيت بوسطن‪ ..‬الساعة الحين ثلث ونص يعني عشر ونص بالكويت‪ ..‬يا ترى‬
‫احد قاعد الحين‪ ..‬يعني من اهل مساعد‪ ..‬هو‪ ..‬ول اخته‪..‬؟؟ ماادري‪..‬‬

‫زفرت فاتن وهي تحس بالوحدة القاتلة في ذيج اللحظة‪ ..‬ودخلت دارها وهي تجر للحاف اللي كان عالكرسي‪..‬‬
‫تنام شوي‪ ..‬ما وراها شي‪ ..‬ل مسئولية ول اي بحث او اساينمت جامعي‪ ..‬والعشا سريع التحضير‪ ..‬تروح تنام ل‬
‫يصيدها الحباط المعتاد‪..‬‬

‫دخلت الدار وهي ترمي بروحها على السرير‪ ..‬لول مرة بحياتها تحس بانها فوضوية جذي‪ .‬يعني كل هالهدوم‬
‫المحذفة بالغرفة والجنطات‪ ..‬واللبتوب الي كان على الكومودينو‪ ..‬انسدحت على طرف وهي تناظر المشهد‬
‫اللي كان باب غرفتها يطل عليه‪ ..‬بحزن كبير زفرت وسكرت عيونها بسبب هالملل‪ ..‬وتمت ترجع بذكرياتها الى‬
‫اليام الي كان مساعد موجود‪ ..‬لكن بعد ظيجها منعها من التفكير باي شي‪ ..‬شدت على عيونها اكثر وهي تحث‬
‫نفسها على النوم‪ ..‬وفجأة‪ ..‬سمعت صوت‪ ..‬صوت رنة تلفونها‪ ..‬استغربت‪ ..‬مناللي بيتصل‪ ..‬اكيد هيااااام‬
‫وسوالفها عن الرجل الغامض بحياتها‪..‬‬

‫قامت على حيلها وراحت للتلفون‪ ..‬رفعته بملل وسرعان ما تحولت نظرة الملل الى دهشة‪ ...‬مســاعد ما‬
‫غيره‪..‬‬

‫فاتن بهدوء‪ :‬الوو‬


‫مسـاعد‪ :‬الو‪ ..‬فاتن؟؟‬
‫فاتن وهي تقعد على القنفة بهدوء‪ :‬هل‪ ...‬معاك‪..‬‬
‫مساعد وهو يعض على شفاته‪ :‬علمج فاتن‪..‬‬
‫فاتن بدهشة‪ :‬ما علمي شي‪ ...‬ليش؟‬
‫مساعد‪ :‬صوتج غريب‪....‬‬
‫فاتن وهي تدفع بغصة مرت بحلقها‪ :‬ل ما فيني شي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬متاكدة؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ايــه‪ ..‬بخير‪ ..‬انت شخبارك؟؟‬
‫مساعد بحيرة وهو يحك راسه‪:‬ماادري شقول لج‪...‬‬
‫فاتن وهي تعقد حواجبها‪ ..:‬ليش؟؟ فيك شي؟‬
‫مساعد وهو يفكر‪ :‬اممممممم‪ ..‬اول شي‪ ..‬انا مو بالبيت‪ ..‬ثانيا‪ ..‬متظايق‪ ..‬وحاس بالوحدة‪ ..‬ثالثا‪ ..‬ما اقدر ارد‬
‫البيت‪..‬‬
‫فاتن بدهشة‪ :‬ليش؟؟ شصاير؟؟؟‬
‫مساعد يبتسم بصعوبه‪ :‬ايــه غرفتي مستحلينها العفاريت الثلثة‪..‬‬
‫فاتن وهي مو عارفة شللي يقصده‪ :‬مساعد شكلك تعبان‪..‬‬
‫ضحك مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه‪ ..‬من صجي انا اتكلم‪ ..‬نورة ومريم نايمين على سريري‬
‫ولؤي ياب الفراش ونام عالرض‪ .‬يبوون يرجعون لورى الزمان يوم كانو صغار ويباتون عندي‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه ههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫تفاجا مساعد من ضحكتها القوية الرنانة‪ ..‬وبشكل ما رجت كل اعضاءه الحيوية بداخل جسمه بشكل غير‬
‫طبيعي‪ ..‬وكأنها بدت احتفال بعز الليل‪..‬‬

‫يوم سكتت فاتن ظلت قهقهاات بسيطة تطلع منها‪ ...‬ويوم حس مساعد بهدوئها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬هههههههه‪..‬‬
‫ردت فاتن وضحكت‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه‪...‬‬
‫مساعد وهو مو مصدق هالضحكة وتمنى لو ان الزمن ياخذه ويحطه عند فاتن عشان يتأكد انها كانت تضحك‪:‬‬
‫الظاهر ان السالفة عجبتج؟؟‬
‫فاتن وهي تمسح عيونها ‪ :‬ل بس‪ ....‬هههههههههههههههههههه‪ .‬مريم قالت لي مرة بس ما صدقتها‪..‬‬
‫ههههههههههههههههههههههه‬
‫توجس مساعد‪ .‬شقالت لها ‪ ..‬قالت عن القصص وبنبرة كان يحاول فيها انه ما يكشف زيغه‪ :‬والله‪ ..‬شقالت‬
‫لج؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ل بس‪ ..‬قالت لي انهم يوم كانو صغار يروحون لك وويخلونك تقرى لهم القصص لمن انت تنام واهم‬
‫للحين صاحيين‪ ..‬هههههههههههههههه‬
‫مساعد اللي ارتاح جزئيا‪ :‬ايه‪ ..‬وانا اقدر اساندج بهالشي‪ ..‬لني كنت انام وهم ينامون معاي لكن كل واحد‬
‫متلحف ودفيان وانا المسكين بل لحاف ول غطى‬
‫فاتن اللي تخيلت مساعد بعمر اصغر ومثل هالحركات الظريفة‪how cute :‬‬

‫مساعد بحيا بسيط‪ :‬شكرا‪..‬‬


‫فاتن وهي اخيـرا تحس ان الجرأة وصلت لها‪ :‬لو كانت هالسالفة طالعة في اول علقتنا‪ ..‬ما كنت بحس جذي‪..‬‬
‫بس‪ ..‬فكرة انك واحد تروي القصص‪ ..‬من غير اي مبالغة تجذب الواحد‬
‫مساعد‪ :‬افهم من كلمج انج تبيني اروي لج قصة؟‬
‫فاتن وهي تحس بالمتعة من بعد الملل‪ :‬اي وليش لء‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اكيد لء‪..‬‬
‫انصدمت فاتن‪ :‬ليش؟؟‬
‫مساعد يبتسم وهو مو مصدق‪ ..‬يا الله نبرة صوتها كافية بجنوني‪ :‬ل بس‪ ..‬الوقت متأخر وانا صار لزم انام‪...‬‬
‫)وبتفكير( بعد تفكير‪ ..‬انتي اللي لزم تروين لي مو انا‪ ..‬عشان تساعديني على النوم‬
‫فاتن وهي تبتسم بحيا‪ :‬انا‪ ..‬ماعرف قصص‪..‬‬
‫مسـاعد بصوت جدي‪ :‬ماتعرفيـن قصة الميرة‪ ..‬والصياد؟‬
‫فاتن وهي تبتسم‪ :‬ل والله‪ ..‬ماعرف قصص اميرات‬
‫مساعد بصوت حنون‪ :‬ما تعرفين قصة البنت‪ ..‬اللي كانت مغلفة بقشرة بيضة‪ ..‬ويوم كبرت وزاد حجمها‬
‫طلعت منها وشافت العالم‬
‫فاتن وهي ترفع حاجبيها وتبتسم‪ :‬والله؟؟ كانت في قشرة بيضة‬
‫مساعد بنبرة جدية مغايرة لوقع القصة الخرافية‪ :‬اي‪ ..‬انا اقول لج ‪ ..‬اهي كانت في بيضة‪ ..‬قشرة بيضة‪ ..‬يعني‬
‫ماكو محاح ول بياض‪ ..‬عادية يعني اهي كانت داخل‪ ..‬وسبحان الله داخل هالقشرة كان عندها كل شي‪..‬‬
‫مدرسة‪ ..‬وبيت واهل‪ ..‬واصدقاء‪ ..‬لمن في يوم‪.‬ز اضطرت انها تكسر البيضة‪ ..‬لن العالم اللي اهي بداخله ما‬
‫صار يسعها‪ ..‬وحبها اللي كانت ما تعرفه لمعرفة الي يدوور في هالكوون تتزايد فيها‪..‬‬

‫فاتن اللي تنهدت ‪ ..‬انه يقول قصة شي‪ ..‬لكنه قصة عني وفي هاللحظة تعني اشياء‪ ..‬هالسيد يحس فيني من‬
‫غير ما اتكلم‪ ..‬شلون عرف اني كنت اعان من وحدة وان اسالة لجوبه اهو يقولها كانت تدور في بالي‪..‬‬

‫مســاعد وهو يتثاوب‪ ..‬ضحكت فاتن عليه ‪ ..‬ورد عليها‪ :‬تضحكين‪ .‬اي مو عز الظهر مثلكم‪ ..‬احنا بالليل الحين‬
‫فاتن‪ :‬ل بس‪ ...‬خانت حيلي ليش ما تروح تنام‪ ..‬انا متاكدة ان احد غرف هالشرار مفتوحة‪ ..‬ادخلها وتلحف‪..‬‬
‫وال تبي رايي‬
‫مساعد وهو يستند على كرسي السيارة وبمتعة‪ :‬شنو؟؟‬
‫فاتن بحيا لكن الندفاعات اللي كانت بداخلها اقوى من اي شي‪ :‬لك غرفة فاضية هني‪ ..‬ومفتوحة لك باي‬
‫وقت‪ ..‬حياك الله فيها‪..‬‬
‫مساعد الي كان مسكر عيونه من بعد كلم فاتن هذا‪ ...‬دعوة لدخول حياتها ول للغرفة بس‪ :‬ادخل الغرفة‪ ..‬ول‬
‫ادخل دنيتج فاتن‪..‬‬
‫سكتت فاتن عن مساعد لن جواب سؤاله هذا لللحين ما وصلت له‪ ..‬اهي وصلت له لكن‪ ..‬ما تبي تتسرع‪:...‬‬
‫اقدر اني ما اجاوب‪...‬‬
‫مساعد اللي شوي تظايق‪ :‬لج مطلق الحرية‪ ....‬بس اسالج‪ ..‬وما ابي احثج‪ ....‬لمتـى؟‬
‫فاتن اللي كانت تنطق من غير اي وعي وبحرية كبيرة‪ :‬جدامنا العمر كله عشان هالجواب‪ ..‬فليش الحين‪..‬‬

‫فتح مساعد عيونه على وسعها‪ ...‬اللي سمعه واقع ول تأثير النوم اللي يدور في راسه؟؟ جدامنا العمر؟؟‬
‫شقصدها بهالكلمة‪ ..‬اهي رفضت تجاوبني لكنها بكلمها هذا جاوبت‪ ..‬يا الله ‪ ..‬ابي اكون واثق‪ ..‬ما ابي افرح‬
‫لشي يتأرج بين الحقيقة والرغبة انه يكون حقيقي‪..‬‬

‫فاتن الي غاب حس مساعد عنها‪ :‬مساعد‪ ..‬مساعد؟؟‬


‫يتنبه مساعد‪ :‬هل فاتن‪..‬‬
‫فاتن وهي تسكر عيونها بحيا‪ :‬ل يكون رقدت؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬اااه‪ ..‬ل ما كنت راقد‪ ..‬بس‪ ..‬ما ودي اخليج لكن‪ ..‬لزم اخليج‪..‬‬
‫فاتن وهي تحس بالوخز في قلبها‪ ..‬اكيد متظايق عشان اني ما جاوبته‪ ..‬لكن لو اهو ذكي بيعرف انا شنو‬
‫قصدي‪ :..‬معليــه‪ ..‬بتروح البيت؟‬
‫مساعد‪ :‬البيت هو القلب يا فاتن‪ ..‬وانا قلبي‪ ..‬بعيد عني‪..‬‬

‫سكرت عيونها ودقات قلبها ترج بصدرها‪ ...‬شهالمشاعر اللي تنهال عليها‪ ..‬قبل ربع ساعة كانت بحال والحين‬
‫بمجرد سماع صوته صارت في حال وكل كلمة يقولها حال وحال وحال‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هل‪..‬‬
‫مساعد وهو يناظر السما‪ :‬يمكن تحسين اني وايد صريح في مشاعري تجاهج‪ ..‬ويمكن‪ ..‬لني ما تعودت بحياتي‬
‫شي غير الصراحة‪ ..‬يا السكوت‪ ..‬يالكلم‪ ..‬ولنج يمكن عندج فكرة عن مشاعري‪ ..‬تجاهج‪ ..‬فاظنج تعذريني‪..‬‬
‫بس‪...‬‬
‫فاتن وهي تستحثه يكمل‪ :‬بس شنو؟؟‬
‫مساعد يبتسم‪ ...:‬بس ما ابيج تظنين اني ابي ااثر على قرارج‪ ..‬فالهم بنهاية كل شي‪ ..‬اهي راحتج‪..‬‬
‫هزت فاتن راسها بغير تصديق‪ ..‬على رغم كل شي‪ ..‬راحتها اهي الهم‪ ..:‬اشكر‪ ..‬اشكر هالشي فيك‪..‬‬
‫وبصراحة انا ‪ ...‬احترم‪ ..‬هاليثار‪ ..‬وهال‪...‬التقديم منك‪ ..‬لني بصراحة ما حسيت بنفسي سيدة نفسي ال‬
‫بفضلك‪..‬‬
‫مساعد اللي كان مغموور بشكرها‪ :‬فاتن ل تشكريني بشي‪ ..‬بس ابيج تسوي شي واحد‬
‫فاتن‪:‬شنو هو‬
‫مساعد بنبرة فكاهية‪ :‬تندمين نفسج على كلمج اووووول اللي كنتي تواجهيني به‪..‬‬

‫استحت فاتن وعضت شفاتها‪ ..‬يا هالحراج‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه ههههههههههههههههه تدرين‪ ..‬ادفع نص‬


‫عمري عشان اشوف ويهج الحين‬
‫فاتن‪ :‬مستانس‪ ..‬تدري؟؟ فيك طبع من اختك!! تحبووون تفشلون الناس‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههه اختي وانا الللي مربيها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬خوش تربية‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‪....‬‬

‫بعد صمت‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬تصبحين على خير فاتن‪ ..‬مع انه ظهر‪..‬‬


‫فاتن‪ ..:‬تلقــى خير يا مســاعد‪..‬‬
‫سكر عيونه وهو يتنشى باسمه بصوتها‪ :...‬يالله‪ ..‬في امان الله‪ ..‬سيدتي الصغيرة‬
‫فاتن‪ :‬في حفظ الرحمن‪..‬‬

‫سـكر مساعد التلفون عن فاتن وسحبه لقلبه‪ ..‬وكانه يبي قلبه بعد يرتوي مثل ما ارتوت اذنه من كلم فاتن‬
‫الحلو‪ ..‬اليوم كانت غير‪ ..‬كان فيها اندفاع‪ ..‬جرأة‪ ..‬كلم اهي يمكن كانت قبل عاجزة انها تقوله‪ ..‬يمكن صح‪..‬‬
‫وجودها بروحها ساعدها وعاونها عشان تكوون اكثر اقبال على هالموضوع‪ ..‬ول يوم قلت لها عن كلمها اوول‪..‬‬
‫كلمها الجارح‪ ..‬كلمها اللي كان يدخل قلبي مثل السم وبدل ل يطرده يرحبه ويهلي به ويجدمه قبل اي شي‪...‬‬
‫الله يا فاتن‪ ..‬كوني فخورة بنفسج‪" ..‬اعتزي وهللي بين النساء‪ ..‬فانتي اليوم ملكت قلب رجل‪ ..‬وقلب الرجل‬
‫ل تمتلكه ال رجولته‪".‬‬

‫دخلت الدار وهي تمشي بهدوء‪ ..‬والتلفون عند رقبتها ويدها تمسكه‪ ..‬تفكر بهالحساس اللي كان يمر فيها من‬
‫اتصل مساعد لحتى هذي اللحظة‪ ..‬احساس كانت تحلم فيه‪ ..‬تحلم فيه بلياليها اللي كانت تعدها لمشعل‪..‬‬
‫لكنها ما حست بها ال هاليوم‪ ..‬شلون يا ربي؟؟ يا قادر على كل شي‪ ..‬ياللي فيووم دورت الحال من مشعل‬
‫الى مساعد وهالثنين كانوو النقيض بحياتي‪ ..‬واحد كان يمتلك احلمي ‪ ..‬والثاني كان يمتلك عذابي‪ ..‬صار الول‬
‫بلااا اهمية والثاني‪ ...‬اااااه من الثاني‪ ..‬الثاني ان كانت حياتي مو بيده‪ ..‬فموتي راح يكووون‪...‬‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫احم احم‪ ..‬نرجع للكشن‪..‬‬

‫اصوات صادرة من داخل البيت وظل شخص خلى من ابتسامة خالد المرسومة تتحول الى نظرة ملؤها‬
‫الرهاب‪ ..‬يا ربي من اللي ياي هالحزة‪ ..‬ل يكون احد من اهل بيت سماء شافوها طالعة ولحقوها لهني‪ ..‬بتروح‬
‫وطي ان ما اختفت‪..‬‬

‫سماء الثانية اللي شافت الخيال اللي لزقت عيون خالد عليه وانصدمت‪ ..‬لكنها مو عشان ان اكو احد ثالث‪..‬‬
‫لنها عرفت خيال من‪ ...‬مشعل ما غيره‪ ..‬ويوم ناظرت عيون خالد على طول اشر لها بحركة السكووت‪..‬‬
‫وسحبها من يدها الى زاوية بكل هدوء وهم يمشون على اطراف اصابعهم‪ ..‬سماء كانت توها بتتكلم لكن يد‬
‫خالد اللي مخبية بقفااز كانت اسرع وغطت حلجها‪ ..‬وعيونه كانت على مصدر الصوت سرع خالد وهو يسحب‬
‫سماء بهدووء الى ممر ظيج يطلعهم من الحديقة الورانية الى ممر جانبي من البيت‪ ..‬ومشعل اللي حس ان‬
‫اكو صوت طالع مشى وراه لمن طلع بالحديقة الثانية لكن‪ ..‬ماكو شي‪ ..‬استغرب‪ ..‬لنه على وشك انه يقسم‬
‫انه سمع حد‪..‬‬

‫سحب خالد سماء بهدوء على اطراف اصابعهم وتوه بيمر من عندالجدار ال يمرر مشعل من عند الباب ويوقف‬
‫خالد مرة وحدة وقلبه طايح عند ريله‪ ..‬بس مروره في هالمحنة الغريبة من نوعها عليه ما ترك مخه بل تفكير‬
‫بسبب ولو كان تافه عن تواجد مشعل‪ ..‬من الممكن انه سمع اخته يعني وهي تطلع؟؟ ول شافها يايه‪.‬؟؟ الله‬
‫العالم‪..‬‬

‫سماء الي كان حالها ما يسر لكنها في نفس الوقت وقفت قوية بجنب خالد عشان ما تبين له ضعفها‪ ..‬وانها‬
‫قادرة على مثل هالمواقف الي مااظن احد منا قادر عليها‪..‬‬

‫عيون خالد كانت مثل الصقر اللي يراقب مشعل وهو يمشي الشارع وكل شوي يلتفت للبيت‪ ..‬وكل ما يلتفت‬
‫يخبي راسه خالد عن عيونه‪ ..‬ويوم رفع عيونه مرة ثانية انصدم يوم شاف مشعل داخل البيت‪ ..‬اكيد الحين‬
‫بلحظ غياب سماء‪ ..‬وعلى طول التفتت لها‬

‫خالد بهمس‪ :‬اخوج دش البيت‪..‬‬


‫سماء وهي فاجة عيونها وبتفكير‪ ...:‬خلنا ندخل من الباب الثاني‪..‬‬
‫خالد وهو يناظر البيت‪ :‬وينه؟؟‬
‫سماء تتجدمه وتطلع من الممر‪ :‬تعال وراي‪..‬‬

‫مشى خالد ويا سماء ودقات قلبهم تترقص بسبب الخوف والزيغ‪ ..‬في اي لحظة يمكن ينكبسون واملهم بالله‬
‫قوي‪ .‬لنهم وان محد كان يصدق ما كانوو يسوون شي غلط‪ ..‬مع خلوتهم بنفسهم كانت اكبر غلطة لكن من‬
‫يقدر يقنع العاشقين‪ ..‬وهم ما كانو مختلين‪ ..‬بينهم رب العالمين كان موجود وظميرهم الصاحي‪ ..‬وبدر اتسم‬
‫بالطهارة والعفة اللي رفرف بنوره على ويه الثنين‪..‬‬

‫مرت سماء بهدوء من على الطريج وخالد اللي يبي يتأكد من سلمة سماء وراها‪ ..‬دخلت من الممر وهي‬
‫تتنفس بقوة ويوم وصلت عند الباب حركته لقته مفتوووح وحمدت الله واشرت على خالد بعلمة النجاح‪..‬‬
‫وتوها بتدخل ال وخالد يوقفها‪..‬‬

‫خالد بهمس‪ :‬شوفي اول ما تصعدين دارج وري الليت مرتين ورى بعض عشان اعرف‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ان شاء الله‬

‫توها بتدخل وسحب الشال عشان ينبهها انه يبي يقول لها شي‪ ..‬انسحب الشال من على راسها والتفتت له‬
‫سماء‪ :‬ها؟؟‬
‫خالد وهو ماسك الشال بيده وبعيونه الحب كله والهتمام‪ :‬ديري بالج على روحج‪..‬‬
‫سماء تبتسم وتنزل من على العتبة وهي ناسية الموقف اللي اهم فيه‪ :‬قول لي اول شي سامحتني‪..‬‬

‫مشعل اللي كان توه بيركب الدري عشان يروح داره سمع اصوات نابعة من المطبخ‪ ..‬وأمه اللي كانت في‬
‫الصالة رافعة حاجب تدري باللي قاعد يصير كله بس فضلت السكوت على اي شي‪ ..‬تبي تشوف شلون بتقدر‬
‫سماء تطلع روحها من هالورطة‪ ..‬وبهدوء ثلجي ظلت قاعدة تناظر التلفزيوون‪ ..‬ومشعل اللي دخل المطبخ‬
‫يبي يتأكد من الصوت ان جان صجي ول يـتخيل له‪..‬‬

‫خالد‪ :‬اي سامحتج يالله دخلي‬


‫سماء بعيون كلها رجاء‪ :‬ما كان قصدي ارمي عليك اشوربة لكن كنت مقهورة‬
‫خالد وهو يلمح طيف احد‪ :‬دخلي يالله نتكلم مرة ثانية‪..‬‬

‫ومشعل اللي شاف احد واقف عند الباب عقد حواجبه وسرع من خطوته عشان يضبط اللي واقف‪..‬فج الباب‬
‫بسرعة ‪..‬‬

‫ماشاف ال سماء يالسة تربط احد الجياس اللي كانت مصفوفة عندالباب‪..‬وهي يوم لمحت اخوها اللي واقف‬
‫رفعت راسها له‪..‬‬

‫سماء‪ :‬منزله الخمام اللي بداري لهالحمارة‪ ..‬جم مرة قلت لها تنزلهم لكنها ما تسمع الحجي‪..‬‬
‫مشعل وحواجبه معقدة‪ :..‬ولبسة جاكيت‪ .‬هالكثر برد‬
‫سماء وهي تمر من صوبه عند باب المطبخ وهي تدعي ربها انه ما يسمع رقيص قلبها‪ :‬اذا انت ‪..‬مو بردان انا‬
‫بلى‪ ..‬يالله‪ ..‬تصبح على خير‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬وانتي من اهله‪...‬‬

‫واهي اللي ظنت انها نجت وقفها صوت اخوها وهو يناديها‪..‬‬

‫التفتت له وهي تحاول تبلع ريجها بصعوبه‪ :‬ه‪ ..‬هل‪...‬‬


‫راح صوبها بكل هدوء ونظرة غريبة مرسومة على ويهه‪ ..:‬متى بيزهب بيت فاتن؟؟‬
‫سماء‪ :‬ها‪ ...‬اي اي‪ ..‬بعد سبوع بيخلصون الرضية الماربل ووكلها سبوع واييبون الثاث‪ ..‬يعني ثلثة اسابيع‬
‫بالكثير وهم هني‪...‬‬
‫مشعل‪ :‬وفاتن؟؟ ما تدرين متى بترد‪...‬‬
‫سماء وهي تحوس ثمها‪ ...:‬ل ‪ ..‬ما ادري‬
‫مشعل يرفع حاجب‪ :‬سماء‪ ...‬تدرين‪ ..‬متى بترد فاتن؟‬
‫سماء وهي تخوز بعيونها بعيد عنه‪ :‬بترد في الكريسماس‪..‬‬
‫مشعل من غير تفكير ‪ :‬وايد مبجر‪..‬‬
‫سماء تناظره‪ .. :‬مبجر؟؟ على شنو؟؟‬
‫مشعل يلتفت لها ويتدارك خطاه‪ :‬ها‪ ...‬ل ول شي‪ ..‬يالله تصبحين على خير‪...‬‬
‫سماء‪ :‬مشعل‬
‫مشعل بصوت حازم وكانه ينهي هالحوار‪ :‬تصبحين على خيررر سماء‪..‬‬
‫سماء بقهر عنيف‪ :‬تــلقى خير‪..‬‬

‫طلعت سماء من المطبخ تاركة اخوها اللي بدت الحيرة تغطي ملمحه‪ ..‬انتقامه للحين ما تبلورت افكاره‪..‬‬
‫وفاتن جريب بترد‪ ..‬يعني اهو لزم يكوون اسرع من جذي‪ ..‬لزم يوصل لنتيجة بسرعة‪ ..‬وال كل شي بينتهي‪..‬‬

‫سماء اللي طلعت من المطبخ وهي ناسية المغامرة العنيفة اللي مرت فيها من شوي ويا خالد وتوها بتركب‬
‫دري الصالة والتفتت لمها‪ ..‬مو لن امها تلفت انتباهها‪ ..‬لنها نادتها‪...‬‬

‫ام مشعل‪ :‬ما شفتج وانتي نازلة بالزبالة‪..‬؟؟‬


‫سماء اللي نغزها قلبها من سؤال امها‪ ..:‬لني‪ ..‬لنج‪) ..‬وبهدوء( وانتي من متى تشوفني اصل‪ ..‬يعني بتفرق ان‬
‫شفتيني ببداية حياتي ول وانا نازلة بالزبالة؟؟؟‬

‫رفعت حاجب ام مشعل وبادلتها سماء نفس نظرة التحدي‪ ..‬يمكن نفور سماء من امها لنها ما تهتم لها‪ ..‬لكن‬
‫تظنون في بالكم مهما كانت المشاكل او حجمها بين ام وبنتها تخلي هالبرود يعم اوصالهم تجاه بعض‪ ..‬اكيد‬
‫اكوو سر‪ ..‬وهالسر يمكن يكوون الشي الي بيفهم سماء ان جان في يوم من اليام بتحن لمها‪ ..‬ويبرر لها برود‬
‫مشاعرها تجاهها ‪ ..‬سواء كانت راضية عنها ول لء‪...‬‬
‫وهالكره الكبير والضغينة اللي تحملها ام مشعل في قلبها لبنتها‪ ..‬معقولة تنبت في قلب ام مهما كان قلبها‬
‫قاسي‪..‬؟؟؟؟‬

‫ركبت سماء الدري‪ ..‬وقبل ل تدخل دارها راحت عند دار ابوها ‪ ..‬لقته راقد والكتاب على صدره‪ ..‬ابتسمت‬
‫وراحت عنده بهدوء‪ ..‬سحبت الكتاب والنظارة اللي كانت عند خشمه‪ ..‬سحبت اللحاف اكثر وسكرت الليت‪..‬‬
‫وطلعت من الدار وهي تسكر الباب بهدوء‪..‬‬

‫دخلت دارها وتذكرت اللي طلبه منها خالد‪ ..‬فتحت الباجورة مرة وسكرتها ومرة انية وسكرتها‪ ..‬وبعد فترة‬
‫فتحتها وراحت عند البلكون وهي تناظر ان شافت احد ول لء‪ ..‬وشافته‪..‬‬

‫كان واقف وهو لف الشال اللي سحبه منها عند رقبته‪ ..‬وابتسمت في ويهه بعذوبه ويمكن ما لحظ ابتسامتها‬
‫لكنه مرر لها بوسة بالهوا مثلت سماء كانها خذتها‪ ..‬وحفظتها بقلبها‪ ..‬وبهالطمأنينة ‪ ..‬راح خالد عن سماء اللي‬
‫كانت واقفة وهي تناظره يمشي عنها‪ ..‬هذا اول رجل‪ ..‬واخر رجل‪ ..‬يدخل حياتي‪ ..‬وهذا عهد مني لنفسي‪..‬‬
‫اني مستحيل اسمح لي رجل غيرك يا خالد يدخل حياتي‪ ...‬لن لو اجتمعت الرجال كلها ببعضها ما راح تكوون‬
‫منك واحد‪..‬‬

‫وخالد كان يمشي وهو يشم الشال اللي كان يحمل اريج سماء الناعم‪ ..‬اريجها اللي اليوم قدر يشمه اكثر من‬
‫مرة‪ ..‬اليوم المخاطرة والمغامرة اللي مروا فيها اكبر دليل على قدرتهم اجتياز مصاعب‪ ..‬والهم انه ما تركها‬
‫لحالها في هالشي‪ ..‬قدم نفسه عليها في اكثر من مرة‪..‬ومستعد انه مو بس يقدم نفسه‪ ..‬يخليهم يقطعونه في‬
‫سبيل راحتها‪ ..‬عهد علي يا سماء‪ ..‬ل اخليج مرتاحة بحياتج‪ ..‬انتي كنتي ضايعة‪ ..‬وان شاء الله هدايتج على‬
‫يدي‪ ..‬انا كريم‪ ..‬وانتي تستاهلين يا كل الغل‪ ..‬وانا مابغتج الدنيا انتي تراج دنيتي‬
‫‪----------------------------‬‬
‫دخـل مساعد البيت وهو يتثاوب من شدة التعب‪ ..‬لكن الفرحة اللي في قلبه اليوم مالها اي مقياس‪ ..‬وما كان‬
‫يظن انه في يوم راح يلقي كل هالفرحة بليلة حزينة مثل هذي‪ ..‬ما يدري ليش حس بالحزن من بعد مكالمة‬
‫فاتن‪ ..‬هل بسبب الشووق الي كان فيه‪ ..‬ول ان مثل هالتطور صار في مكان له خصوصيته ‪ ...‬اي‪ ..‬مزار‬
‫عالية‪ ..‬اللي ما كان ياخذ احد له ول يرد على احد فيه‪ ..‬لكن اليوم حس بعظم الوحدة وهو قاعد هناك مع ان‬
‫هالوحدة كانت مصاحبه لمدة ست سنوات‪ ..‬وحس ان مكالمته لفاتن مطلوبة ‪ ..‬ومحققة‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬اتصل‬
‫فيها‪ ..‬وكلمها‪ ..‬واهي ‪ ..‬بعد ‪ ..‬كلمته وبادلته شي من المشاعر اللي اهو غرقان بها‪ ..‬وانجبر خاطره يوم حس‬
‫انها يمكن تمر بنفس اللي يمر فيه‪ ..‬وان كان شي بسيط‪ ..‬فالبسيط من الكثير‪ ..‬والحمد لله على كل حال‪...‬‬

‫راح عند الغرفة فتحها‪ ..‬لقاهم نايمين على حالهم‪ ..‬ابتسم لهم ابتسامة الب الحنون‪ ..‬وراح عند غرفة مريم‬
‫يسحب له لحاف ومخدة‪ ..‬راح عند الغرفة وسكر الباب ‪ ..‬مر على البنات لقاهم نايمين مثل الملئكة بهدوء‪..‬‬
‫ومريم بنومتها المعتادة اللي كان يمضي وقت يوم هم صغار ويراقبها‪ ..‬راسها الي بوضعية مستقيمة ويدينها‬
‫المرميتين على طرفهها‪ ..‬وكانها مستسلمة‪ ..‬غطاها زين وراح انسدح يم لؤي اللي كان راسه وريله شمال‪..‬‬
‫عدله مساعد شوي وهو يحشره بزاوية‪ ..‬انسدح على الرض وهو دايخ‪ ..‬وكلها ثواني ال لؤي منقلب على‬
‫مساعد وحاشر راسه عند ظهره‪ ..‬تأفاف مساعد منه والتفتت له لقى شكله مثل العيال الصغار‪ ..‬ابتسم لكن‬
‫هذا ما كان سبب يدفعه للتضحية‪ ..‬عدله زين وحط حاجز من المخدات الصغار بينه وبين لؤي يقيه من هجومه‬
‫المفاجئ بالليل‪ ..‬ونام على جنب‬
‫العيال‪ ...‬شنو احلى منهم بهالدنيا؟ بهجة غريبة ولو كان النسان رافضها لزم فيوم يتقبلها‪ ..‬ابتسامتهم‪..‬‬
‫لعبهم‪ ..‬برائتهم اللي تصب من نهل حنانهم البكر‪ ..‬كل شي فيهم مثير‪ ..‬يفكر لو ان المور استقرت ويا فاتن‬
‫وفكروا بالولد‪ ..‬شلون راح تكون حياته‪ ..‬ما يدري‪ ..‬يخاف يصير طماع ويكشف عن اوراقه كلها ويخسر‬
‫بالنهاية‪ ..‬ليش ما يخلي نفسه اصلب من جذي‪..‬وما يتمنى كل شي‪ ..‬القليل نحمد الله عليه‪ ..‬وتم مبسم بينه‬
‫وبين نفسه بافكاره الي تغلبت عليه وامانيه اللي تصاعدت فيه‪ ..‬لدرجة انه غاب في النوم وهوو يفكر‬
‫بهالشياء‪..‬‬

‫المنيات‪ ..‬شي جميل‪ ..‬يلمع في سماء الفكر كالنجمات العاليات‪ ..‬ينور الليل الممزوج بظلمة منشية‪ ..‬ليبقيها‬
‫صاحية وهي متأرجحة‪ ..‬وما احلى امنية امتزجت بدم العاطفة وتمحورت في خلد الخاطر‪ ..‬كم هي جميلة‬
‫المنيات‪ ..‬وكم جميل تحقق المنيات‪ ...‬لكن‪ ...‬بهذه الدنيا تكمن الشرور المعادية التي تقف بالمرصاد لها‪..‬‬
‫لتحطمها فور مرورها امام العين‪ ...‬ومن يدري ما يكمن من الشرور في نفوس البشر لتحطم ما تبغيه‬
‫القلوب الطيبة‪...‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪--------------‬‬
‫النتقال‪ ..‬احلى شي في البيت اليديد‪ ..‬اكو مراحل احلى منها مثل ااختيار الغرف‪ ..‬هندسة التأثيث‪ ..‬ومن بعدها‬
‫التنجيد‪ ..‬مرحلة جميلة تمر بها اي عائلة ‪ ..‬فبعد كل شي التغيير شي مهم في نفسيه كل انسان‪ ..‬على سبيل‬
‫المثالث‪ ..‬شخص عاش طول عمره لبس الرمادي‪ ..‬ومرة وحدة يلقى نفسه باللون الزرق ول الخضر‪ ..‬يحس‬
‫نفسه مخلوق من جديد‪ ..‬والمخلوق من جديد مستعد لي شي جديد‪..‬‬

‫وهذي كانت حالة عايلة ابو جراح المتواضعة‪ ..‬الي خل منها تجديد البيت القديم في سعادة وهيام كبيرين‪..‬‬
‫ماصدقووا ان هذاك البيت المحشور بالثاث يمكن يكوون بهالوسع وبهالرحابة‪ ..‬حتى ام جراح نفسها ما كانت‬
‫تظن انها بتلقى بيتها بهالسعادة‪ ..‬اللون البيض اللي يعم المكان واللوان العاجية والتصاميم اللي اظافها خالد‬
‫على البيت خلى منه قصر صغير‪ ..‬يمكن نبالغ لو قلنا قصر بس بالمقارنة مع حاله القديم البيت صار قطعة من‬
‫قصر‪..‬‬

‫مناير بفرحة وهي ضامة يدينها‪ :‬ماااااااااصدق بيتنا صار حلوو جذيييييي‬
‫خالديبتسم وجراح واقف يمه بحبووور‪ :‬يالله منووور عليج برووحج عزمي اللي تبين‪..‬‬
‫مناير‪ :‬بس اعزم‪ ..‬قول ال امير الدولة بكبره فديت عمره بعزمة‪..‬‬
‫خالد نقع من الضحك عليها‪ ..‬وعزيز ينزل من على الدري وهو فرحان‪ :‬يمةةةة اناابي الغرفة اللي يمج‬
‫ام جراح‪ :‬ل الغرفة اللي يمي لفاتن‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وين بها فاتن اصل ماكو غرفة لها‪..‬‬
‫ام جراح بصدمة‪ :‬شنو؟؟ وين لزم تقعداختك ل يت؟؟‬
‫جراح‪ :‬بالكاراج‪ ..‬ههههههههههههههههههاااي‬
‫خالد‪ :‬ههههههههههههه ل يا روحي الكاراج للسيارة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬والله السيارة طول عمرها واقفة بره ما بيصير فيها شي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬مو اليوكن المعفنة‪ ..‬سيارتي اليديدة‪..‬‬
‫التفتت له جراح بصدمة‪ :‬والله؟؟ متى ان شاء الله؟؟؟ او من وييين؟‬
‫خالد‪ :‬من وين مو شغلك‪ ..‬انا خلص‪ .‬قررت‪ ..‬وبظهر لي سيارة‪..‬‬
‫جراح وهو يوقف يمه‪ :‬خالد انتبه لدراستك بالول‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اي بنتبه بس لمتى بظل البيت بسيارة وحدة المشاغل بتكثر الحين وانا لظهر لي سيارة بتكون عادية‪..‬‬
‫ل تحاتي‬
‫جراح وهو يهز راسه‪ :‬والله ينخاف منك‪ ..‬تطلع لك بورش مرة وحدة‬
‫خالد‪ :‬اي بورش‪ ..‬ل يبا انام احب الظيييج‪..‬‬

‫مناير وهي تصرخ من الطابق الثاني المستحدث‪ :‬واااااااااااااااااااااااااااااي‪ ..‬اينن البيت‪ ..‬ماصدق ان اكوو‬
‫مساحة جذي‪..‬‬
‫ام جراح تضحك عليها ويا جراح‪ :‬مسكينة بنتي بتين اليوم‪ ..‬استرو عليها‪..‬‬
‫جراح يصوت عليها‪ :‬منوووور دشي دار خالد وشوفيها‪..‬‬
‫مناير من فوق وهي تفتح باب الغرفة اليديدة‪ :..‬والله حرام عليكم شوي شوي علي والله انا ما اااستحمل‪..‬‬
‫)وهي تفتح باب غرفة خالد شااافت الديكور الحلوو والجو الشاعري للغرفه اللي للحين ما انفرشت‪ (..‬واااااااي‬
‫خلوود يالسااااحر‬
‫راح خالد فوق لمناير اللي تصرررررخ وهي يبتسم لها‪ :‬شرااايج؟‬
‫مناير وهي تروح عند السطوانة اللي كانت اهي الفاصل بين الغرفتين المتداخلتين على بعض‪ :..‬والله خلووود‬
‫شي خطيييير‪ ..‬شنو هذا‪ ..‬شلون جذي الديزاين‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شوفي هذي السطوانتين اهي اللي بحط عليها ستارة‪ ..‬نوع من الديكور جذي ستارة حريرية والغرفة‬
‫هذي بتكون للقعده وهناك السرير‪..‬‬
‫مناير وهي تلتفت له بحبوووور‪ :‬وناااسة صراحححة‬
‫جراح اللي ركب وهو يبتسم‪ :‬تعالي شوفي قسمي ويّني‬
‫مناير‪ :‬خذوووووووووووووووني‪..‬‬

‫وراحو الثلثة لقسم جراح اللي كان اكبر من خالد شوي لنه غرفتين وصالة بالوسط‪ ..‬صغيرة عشان هالشي‬
‫كان لزم ياخذ غرفه امه القبلية اللي بناءا على طلبها راح تسكن تحت وغرفتها استوت وعشان هالغرفة تنبني‬
‫كان لزم يضحون بالحديقة الصغيرونة الي كانت عندهم‪..‬‬

‫مناير وهي واقفة وسط الصالة الفاصلة بين الغرفتين بهبل‪ :‬وانت ‪ ..‬بتحط ستاير ول شي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬لااا ماكو ستاير‪ ..‬جذي بخليها‪ ..‬بل ابواب ول شي‪..‬‬
‫مناير وهي تلتفت لهم والدمعة طافرة بعيونها‪ :‬جراح‪ ..‬احبك ‪ ..‬والله احبببببك ‪..‬‬

‫وتحظن اخوووها اللي ميت من الضحك عليها‪ ..‬يوم شاف دمعتها حس بالفرررح الحقيقي في حياته‪ ..‬سوى‬
‫شي خلى من اخته الصغيرونه تفرح‪ ..‬حتى امه اللي كان متوقع انها ما تفرح وايد لكنها فاجأته‪ ..‬اكيد وين ما‬
‫تفرح ومطبخها صار سبيشل‪ ..‬بس‪ ..‬ياريت فاتن تكون موجودة‪ ..‬اهي كانت زعلنه عليه ويوم كلمته قبل جم‬
‫يوم بينت له هالشي من غير ما تتكلم‪.‬ز كانت نبرتها مؤنبة وحزينة وكل ما يكلمها عن البيت اليديد تغير‬
‫السالفة‪ ..‬جراح قطعة من فاتن ويفهمها زين‪ ..‬اهي كانت زعلنة ليش ان البيت تغير‪ ..‬علبالها احنا سوينا جذي‬
‫عشان نمحي ذكريات ابوي‪ ..‬غلطانة‪ ..‬سوينا اللي سويناه عشان البداية اليديدة‪ ..‬ابوي شي بيظل عايش في‬
‫قلوبنا للبد ومو لزم نظل على العهد القديم عشان نذكره‪ ..‬اهو حتى بغياب جسمه ال ان روحه حاضرة بيننا‪..‬‬

‫ال بصوت عزيز يهز البيت‪ :‬يماااااااااااااااااااااااااااااااااا‬


‫انتبهوو للصوت وجراح بخوف‪ :‬هذا عزيز؟‬
‫مناير وهي تطل من الباب وتحرك نفسها عشان تطلع‪ :‬اي هذا اهووو‬

‫نزلوو الثلثة لتحت وهم يدورون مصدر الصوت‪ ..‬وتحركوا بارجاء البيت بحثا عن عزيز اللي لقوه في الكاراج‬
‫ويا ام جراح اللي كانت واقفة ويدها مغطية حلجها وتناظر الكارتونات المقططة عالرض‪..‬‬

‫جراح بخوف‪ :‬يمة شفيكم‪ ..‬علمك عزيز تصارخ‬


‫عزيز والدمعة تطفر بغضب من عيونه‪ :‬العمال باقو اغراض ابووي!!‬
‫جراح بصدمة‪ :‬شنو؟؟ اي عمال؟؟؟ شدراك؟‬
‫عزيز وهو ياشر وصوته يعلى بصياح‪ :‬شوف الغراض شلون منثرة‪ ..‬ماكو الدريسات ول العدة‪..‬‬

‫جراح وهو ينزل لعند الغراض يدور من بينها وهو حاس براسه يدور‪ ..‬اغراض ابوي‪ ..‬انا وصيتهم بالخص انهم‬
‫ما يجيسون الكاراج‪ ..‬شلون عيل صار جذي؟؟‬

‫خالد‪ :‬ل عزيز ما يصير ياخذونهم‪ ..‬مو على كيفهم‬


‫عزيز وهو يصيح‪ :‬علبالك هذول اوادم‪ ..‬اكيد باقوهم بعد اللي يبوق ما يقول باخذ‬
‫جراح بصراخ‪ :‬جب عااااد خلني اركز‪ ...‬متى شفتو الغراض جذي‬
‫ام جراح كانت ساكته ونظرتها كسيرة ‪ ..‬لول مرة تشوف اغراض زوجها من وفاته‪ ..‬ما كانت تدري ان مكانهم‬
‫كان الكاراج وعزيز يبرر‪ :‬انا ييت اجيك الكاراج‪ ..‬جان اشووف الغراض محذفة يمين ويسار‪)..‬وبتهديد ووعيد(‬
‫والله ل جستهم‬

‫جراح وهو يمرر صوابعه بشعره بحيرة وتوتر‪ ..‬شلون صار جذي؟؟ شلون باقوو الغراض‪ ..‬ومن سمح لهم‪..‬‬
‫بعدين‪ ..‬اهم مستحيل ياخذونها‪ ..‬يا الله راسي يفتر مو قادر افكر زين‪...‬‬

‫خالد بصوت هادئ‪ :‬زين جراح شنو خذو شنو ما خذو‬


‫جراح بعصبية‪ :‬انا ادري يا خالد ادري؟؟ والله بروحي ظايع‪ ..‬ظاااااايع‪ ..‬يلعن الحالة والله ما دريت ‪ ..‬توني‬
‫اقول باخذهم بحطهم في الورشة لكن‪ ..‬ااخ يالقهر‬
‫مناير ل قهرو ل شي روحوو للشركة اللي طرشتهم وقولولهم‪ ..‬ان ما رضوا رفعوا عليهم قضية‬
‫جراح بصراخ‪ :‬منوور ذلفي ل اسطرج الحين‬
‫زعلت مناير وبوزت على اخوها ونزلت راسها‪..‬وخالد يهدئ الوضع‪ :‬شوي شوي يا جراح بالهدوء كل شي يكون‬
‫اوكيه‪ ..‬بعدين كلم مناير صح‪ ..‬هذا حقنا مو لعبه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬لكن يا خالد‪ ...‬اووووووووووووف‪..‬‬
‫ومن مكان بعيد‪ ..‬اشبه بالمقبرة المهجورة‪ ..‬او بالشارع المغيم بالضباب‪ ..‬ضباب الحزن والذكريات وعودة‬
‫الجراح للنزيف صدر صوت من ام جراح وعيونها اللي مافارجت اغراض ريلها العزيز‪ :‬شوفوو‪ ..‬شوفوو العلبة‬
‫البنية‪...‬‬
‫جراح يلتفت لمه‪ :‬اي علبه؟؟‬
‫ام جراح وهي تنزل عند اغراض زوجها وتدور بينها‪ :‬علبة بنية‪ ....‬معلمة‪ ...‬فيها قفل‪ ....‬ابوك حاط فيها‬
‫اغراض‪ ...‬اغراض اخته الله يرحمها‪...‬‬

‫جراح يرجع بذكرياته يوم ايمع اغراض ابوه‪ ..‬علبه بنية‪...‬؟؟؟ هذيج العلبة اللي يوم طاحت بيده تم يقلب فيها‬
‫لكن ما لقى لها اي مفتاح‪ ..‬وزاد الهم على قلب جراح بضياع هذا الصندوق‪ ..‬بروحها اغراض ابوي المرحوم ل‬
‫ويضيع صندوق اخته المرحومة‪ ..‬يا الله ‪ ..‬ارحمني من هالقهر‪..‬‬

‫خالد وهو يحس بالخسارة بس موقفه انه يحاول يهدئ الوضع‪ :‬جراح‪ ...‬خلنا نروح الشرطة ونشوف‪ ..‬يمكن‬
‫يلقون لنا حل‬
‫جراح وهو يحس باللم‪ :‬يلقون لنا حل بشنو؟؟ بشنو يا خالد؟؟ اغراض عتيجة نروح نشتكي عنها نطالب بها‪..‬‬
‫محد بيعطينا ويه‪ ..‬خلها على الله يا اخي انا بروحها النار اللي فيني ماكلتني‪ ..‬ل تزيدها علي بالقهر‪..‬‬
‫سكت خالد وعزيز يبجي بهدوء وهو مستند للكبت اللي مسنود على الجدار‪ ..‬مصيبة جديدة حلت على هالعايلة‬
‫المسكينة‪ ..‬من بعد ما برت بعض الجروح ‪ ..‬ال انها عادت تصب من فيض الحزن اللي حاولوا قبل ل يرممون‬
‫بيتهم يرممونه فيهم‪ ..‬لكن مع مثل هالمور اللي تشيج الحزان في القلب‪ ..‬تصعب سالفة الشفاء وطريقه‬
‫يبين طويل ومتعب وشااق‪..‬‬

‫اتفقوا‪ ..‬ان الخبر هذا ما يوصل لفاتن‪ ..‬ولموا بعض ‪ ..‬ومن فرحتهم بالبيت اول ما وصلوا طلعو وكل واحد‬
‫فيهم شايل هم في قلبه‪ ..‬وفجاة‪ ..‬صار البيت الجديد بارد وعديم الهمية‪ ..‬وفرحتهم به‪ ..‬خبت بكل درب خطته‬
‫السيارة في درب الرجعة للشقة‪..‬‬
‫طبعا السؤال الحين اللي يدور في بال الكل وين راحت كل هالشياء‪ ..‬العدة والغراض طبعا العمال خذوها‪..‬‬
‫لكن العلبه البنية‪ ..‬من اخذها؟؟ اخر ذكريات الشابة عالية‪ ..‬واخر احلمها وامنياتها وتفاصيل عن اهم الحداث‬
‫اللي مرت عليها في هذي الفترة‪ ..‬انها تضيع شي‪ ..‬لكنها تطيح في اليد الغير مناسبة شي ثاني‪ ..‬شي يعني‬
‫بداية النهاية‪ ..‬لعلقة يمكن تحاول انها تستبصر النور في ظلم الوحدة والفراق‪..‬‬
‫======================‬
‫وصل المكتب متاخر على غير عوايده ‪ ...‬لكن اهوو خبرهم انه راح يتاخر شوي‪ ..‬لن اليوم كان يوم حافل‬
‫بالنسبة له‪ ..‬راح اول شي مكتب الطيران‪ ..‬حجز تذاكر سفر عشان يروح لها ويلقيها ويشوفها‪ ..‬التحسن‬
‫الكبير بعلقتهم خلااه ثابت‪ ..‬لكن الثقة ما زالت مهزوزة‪ ..‬ومن الصعب الواحد يستشف منه اي شي عن‬
‫هالموضوع‪ ..‬حتى مريم الي ظنت انها يمكن تكوون قريبة له وتعرف منه اول باول‪ ..‬لكنها فشلت‪ ..‬ظل‬
‫مساعد كاتم التطورات اللي تصير بينه وبين فاتن‪ ..‬وما احلها تطورات‪ ..‬اول شي‪ ..‬زادت وتيرة المكالمات‪..‬‬
‫فهي من كونها حينيه‪ ..‬صارت يومية‪ ..‬وباوقات حميمة مثل‪ ..‬ردته للبيت من بعد الدوام‪ ...‬تفضي فاتن نفسها‬
‫نص ساعة من الجامعة وعفستها عشان تكون قادرة انها تحط نصاب تفكيرها وتركيزها معاه‪ ..‬ول اهو ساعات‬
‫يتصل لها قبل ل ينام‪ ..‬عشان ينام بالليل وهو متشبع من رنة صوتها الناعمة‪..‬‬

‫فاتن الثانية كانت حالتها ممااثلة‪ ..‬ال انها يمكن انشط من مساعد الهادئ‪ ..‬اهو كان عبارة عن السكون اما‬
‫اهي كانت الثورة‪ ..‬المشاعر الفياضة الي تجيش فيها خلتها شخص ثاني تماما‪ ..‬تذكرون فاتن الهادئة الحزينة‬
‫ذات النظرات الباردة؟؟ تحولت تماما الى المرحة دائمة البتسام والي بعيونها تشعشع االف النجمات‪..‬‬
‫ميشيل وهيام لحظوا هالشي فيها وعلقوا عليه اكثر من مرة لكنها ترد عليهم بنفس الجواب ‪ " ..‬مو شي‬
‫خااص بس‪ ..‬الحياة تستاهل اننا نجابلها بالبتسامة" كلم كاذب صح‪ ..‬اكيد‪ ..‬وما الحب ال الكلم الكاذب‪ ..‬يعني‬
‫عاشق يمشي بنص الشارع وينط ويقفز ول وقفوه الناس قالوله علمك استخفيت؟ يقول لهم ل‪ ..‬اجرب‬
‫الجاذبية الرضية!!‬

‫الهتمام والمشاعر المتبادلة شي جميل بهالعالم‪ ..‬لكن في قلب رجل مثل مساعد هذا الشي غير كافي‪..‬‬
‫الطمع والطموح الى ما اهو افضل وخصوصا مع شخصية مثل شخصيته النتظار في ظل هالتبادل العاطفي‬
‫شي ممل ومضيع للوقت‪ ..‬لكن مثل ما يقولون الدقة هي السرعة‪ ..‬واهو ل صار دقيق في تفسير كلم فاتن‬
‫اللي يسمعه منه وتنقيته من الشوائب‪ ..‬راح يكون سريع في انه يوصل لها‪ ..‬يتفهمها مع انه ما يفهم نص اللي‬
‫تقوله له‪ ..‬لكن مجرد فكرة انها النقيض للي اهو يعرفها تخليه يحس بالثورة بداخله‪ ..‬لكن وين وهدوء‬
‫العواصف يكتسحه‪ ..‬بعمره ما كانت الثورة من اهتماماته‪ ..‬حتى ويا عالية اللي كانت في يوم تستحثه انه‬
‫يوقف ويصرخ باسمها ويعلن للعالم بصوته انه يحبها‪ ..‬كان يكتفي انه يبتسم لها وينزل راسه ويقول بمقتضب‬
‫الجمل‪ "..‬انتي تدرين ‪ ..‬هذا كفاية لي"‪..‬‬

‫دخل المكتب واول من لقاه اهي نجاة وبطنها الكبير‪ ..‬وبابتسامة ناعسة واجهها‪ :‬صباح الخير يا الم العزيزة‬
‫نجاة بنظراتها الدائمة لمساعد‪ :‬مساعد‪ ..‬صباح النور‪ ..‬طلبتك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬لج عيوني‪ ...‬امري‬
‫حياة‪ :‬تقدر تحمل عني هالبطن لخر الدوام؟‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههه‪..‬‬

‫راح عنها وهو يضحك على خفة روحها‪ ..‬مشى بالممر والكل يراقبه‪ ..‬التحول المظهري فيه كبير‪ ..‬فهو من رجع‬
‫اميركا استبدل الزي التقليدي بالبدلت ‪ ..‬او ساعات الملبس الرياضية العاادية‪..‬‬

‫قعد بالمكتب وهو يطلع الوراق من الظرف‪ ..‬اهو بهالشي راح يخلق فرحة كبيرة‪ ..‬كلها اسبوع وانا عندها‪..‬‬
‫طبعا اهو ما حدد هالموعد ال يوم اتفق ويا فاتن‪ ..‬واهي بعد فترة صمت كبيرة وافقت‪ ..‬وهذا كان كفيل انه‬
‫يعيل في مساعد انه يشتري التذاكر‪..‬‬

‫الرحلة بعد اسبوع‪ ..‬يعني بيقدر يقعد وياها يومين على بعض وبعدين يرجعها وياه الكويت‪ ..‬هم انا مشتاق لها‬
‫اهلها مشتاقين عني زوود‪..‬‬
‫ال وتلفونه يرن ‪ ...‬راقب الساعة شافها ‪ 12‬الظهر‪ ..‬خمس الفجر‪ ..‬فاتن اللي كانت متصلة‪ ..‬ورد عليها بهدوء‬
‫نفسي مصاحب بهيجان في العاطفة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬صباح الخير‪...‬‬


‫فاتن ‪ :‬اتشووووووووو‪ ..‬صباح النور‬
‫عقد حواجبه‪ :‬رحمج الله‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الحمد لله‪..‬‬
‫مساعد وهو يشد بعيونه‪ :‬زكام؟‬
‫فاتن‪ :‬انفلونزا‪ ..‬طريحة الفراش‪..‬‬
‫مساعد بصدمة‪ :‬من امتى؟؟‬
‫فاتن الدايخة وهي تمسح عينها عن الدمع‪ .. :‬من‪ ..‬امس الظهر يوم اسكره عنك‪ ..‬الظهر بتوقيت الكويت‪..‬‬
‫مساعد وهو متظايق‪ :‬وما خبرتيني؟؟؟‬
‫فاتن وهي تسكر عيونها‪ :‬ماكو شي يستاهل‪ ..‬انفلونزا بسيطة‪ ...‬وي‪ ..‬يروح‪ ..‬اتشوووووووو‬
‫مساعد‪ :‬اووووف‪ ..‬رحمج الله‪ ..‬اي بسيطة شوفي عطسج؟؟‬
‫فاتن وهي ترمي براسها بتعب‪ .. :‬ل الحمد لله‪ ..‬كل شي اوكيه‬
‫مساعد ‪ :‬انزين من معاج ما يصير تقعدين بروحج روحي مستشفى او عيادة‬
‫فاتن‪ :‬لااا ماله داعي‪ ....‬هيام بتيني بعد الجامعة وهي بتشوف اموري‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬فاتن‪ ..‬ارجوج عن الستهتار‪ ..‬ما تقولين لي ليش مرضتي‪..‬‬

‫سكتت فاتن وهي بنفسها تتذكر‪ ..‬ايه‪ ..‬الرؤيا واضحة كالشمس‪ ..‬كانت طالعة من الحمام الدافي البخاري‬
‫ومرة وحدة تجابلت بالدريشة اللي كانت فاتحتها والهوا البارد المصاحب بالجليد ‪ ..‬وكملو باجي القصة‪..‬‬

‫فاتن ‪ :‬كنت واقفة عند الدريشة وشعري مبلول‪ ..‬ما كنت ادري‬
‫مساعد ‪ :‬يعني شنو ما كنتي تدرين‪ ..‬ترى بوسطن مو الكوييت؟؟ هذول بردهم يذبح‬
‫فاتن‪ :‬اي ادري بس‪..‬‬
‫مساعد وهو يزفر‪ :‬بس شنووو يا فاتن‪ ...‬انا ما خليتج بروحج عشان تكونين مستهترة ومسترخصة‪ ..‬ما تقدرين‬
‫تتحملين مسؤوليتج يعني هالكثر هالشي صعب‪..‬‬
‫فاتن بصوت طفولي والصداع ضارب بالنص‪ :‬ل تهاوشني مساعد‪ ..‬انا بروحي تعبانة ل تزيد تعبي‪..‬‬

‫ذاب قلب مساعد من نبرتها‪ ..‬يا الله اهي تعبانة وانا بعيد عنها شلون بتحمل فكرة اني ما ارعاها‪ ..‬اهي رعتني‬
‫وسهرت علي بليلة مرضي وانا بعيد عنها‪ ..‬ل قالو عني حيوان صدقوا‪ ..‬شلون قدرت اخليها بروحها وايي هني‪..‬‬
‫شلون؟؟‬

‫مساعد بصوت كسير‪ ..:‬ما كان لزم اخليج بروحج‪ ..‬انا غلطان غلطان‪..‬‬
‫فاتن وهي تهفهف‪ :‬اووووف صار للسالفة شهر وانت للحين تلوم نفسك‪ ..‬خلص مساعد‪) ..‬بصوت حنون( ل‬
‫تصعب المور عى نفسك‪ ..‬انت سويت اللي مله عليك‪ ..‬ععق‪ ..‬عقلك‪ ..‬اتشووووووووووووووو‪..‬‬

‫سكر عيونه مساعد دللة على قلة الصبر‪ ..‬وبعد ما لحظ ان الهدوء استتب‪ : ..‬فاتن‪..‬‬
‫فاتن بهمهمة تعب‪ :‬اهمممم‪..‬‬
‫ابتسم على الهمهمة ‪ :‬لزم تروحين مستشفى‪ ..‬واللي يسسلمج‬
‫فاتن وهي تعقد حواجبها ‪ :‬مااابي‪..‬‬
‫مساعد بصوت ناعم‪ :‬شنو مابي‪ ..‬عشان خاطري‪ ..‬يالله روحي‪..‬‬
‫فاتن وصوتها يغيب‪..‬كانها بتنام‪ ... :‬ما ابي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬ول عشان خاطري‪ ..‬شنو مذلة السالفة‪..‬‬
‫فاتن بصوت خافت‪ :‬تبيني اروح المستشفى تعال لي وخذني‪ ..‬انا بروحي ما برووح‪..‬‬
‫افتر راسه من دعوتها‪ ..‬يا الله خفي علي يا فاتن ل والله امرض انا الثاني‪ ..:‬انا بييج بعد اسبوع تبين تنتظرين‬
‫لسبوع؟؟ انا ما ارضى‪ ..‬شوفي هيام ول ميشيل زوجة جورج‪..‬‬

‫فاتن والهدوء لفها‪....‬‬

‫مساعد بحيرة‪ :‬فاتن؟؟؟ الوو‪...‬‬

‫ومرة ثانية‪..‬ل رد ول جواب‪..‬‬

‫مساعد بقلق‪ :‬الو ‪ ..‬فاتن؟؟ وينج‪..‬‬


‫انتبهت‪ ..:‬الووو‪...‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬خلص‪ ..‬انتي رقدي الحين‪ ..‬وانااا بتصرف‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬امهممممم‪..‬‬
‫يا قلبي على التعبانة‪ ..:‬يالله‪ ..‬تصبحين على خير‪..‬‬
‫فاتن وكان النفلونزا ماثرة فيها‪ ...‬وخلتها تهلوس‪ ..:‬تعال لي مساعد‪ ....‬محتاجتك‪..‬‬
‫سكت مساعد وهو مو قادر يثبت رجفان يده‪ ..‬سند التلفون بجتفه وهو يدلك يده المرتعشة‪ .. :‬معليه‪ ..‬كلها جم‬
‫يوم‪ ..‬وانا عندج‪ ...‬ل تحاتين‪ ..‬يالله‪ ...‬ديري بالج على نفسج‪ ...‬اح‪ ..‬مع السلمة‪..‬‬
‫فاتن بصوت طفولي‪.... :‬الله يسلمك‪..‬‬

‫سكر التلفون وقلبه مو مرتاح‪ ..‬ما يقدر يتأخر عليها‪ ..‬اهي بروحها جبانة وروحة المستشفى بروحها تخليها‬
‫عاجزة عن التصرف‪ ..‬قالت له مريم مرة عن رهاب فاتن من المستشفيات‪ ..‬من وفاة عمتها‪ ..‬واهي ما تروح‬
‫هناك ال بالضرورة او ان احد ساحبها‪ ..‬فما بالك اني ادفعها لهالشي ويا شخص غريب‪ ..‬لزم اروح لها‪ ..‬ما‬
‫يصير جذي‪..‬‬

‫وظل مساعد على هالحالة ‪ ..‬لمن راح البيت‪ ..‬وبسبب هالتفكير الدائم بحالة فاتن ما قدر ياكل‪ ..‬والكل لحظ‬
‫تجهمه والقلق وخصوصا حواجبه المعقدة‪ ..‬مريم اللي كانت تاكل لقمة وعيونها عليه ‪ ..‬وهو مو حاس‬
‫لنظراتها‪ ..‬ويوم رفع راسه اخيرا شاف عيونها اللمعة تراقبه‪ ..‬ابتسم لها وردت له البتسامة لكن يوم طارت‬
‫ابتسامته عقدت حواجبها مريم‪ ..‬علمه مساعد‪ ..‬اكو شي يعوره؟؟؟‬

‫ويوم راح استلمته ام مساعد‪ :‬ما ياكل‪ ..‬ول يعطي احد ويه‪ ..‬كلش هالولد ما عاد ولدنا‪..‬‬

‫نورة سكتت وهي تناظر مريم المنقهرة‪ ..‬وانتظرت بفارغ الصبر ان ابوها يفرغ من الكل عشان تقدر تمشي‬
‫من وراه‪ ..‬ويوم فرغ على طوول راحت فوق لخوها وهي تحس بان السالفة متعلقة بفاتن‪ ..‬اهو باخر اليام ما‬
‫صار يخبرها باشياء مثل ققبل‪ ..‬يمكن صار يتظايق ل خبرها عن اخر التطورات بينه وبن فاتن‪..‬‬

‫دخلت داره وهو ما كان داخلها‪ ..‬في الحمام‪ ..‬عرفت من صوت الماي‪ ..‬راحت وقعدت عند السرير وهي تبعد‬
‫قميصه اللي كان على السرير‪ ..‬ويوم طلع شافها‪ ..‬ابتسم لها وهو يمسح ويهه بالفوطة وهي ترتقب‪..‬‬

‫مساعد بصوت هادئ‪ :‬فاتن مريضة‪..‬‬


‫عيون مريم توسعت بشكل غريب والخوف اكل ملمحها‪..‬‬

‫مساعد وهو يهديها‪ ..:‬شوي شوي مريم‪...‬‬


‫مريم بخوف‪ :‬شفيهاااااااااا؟‬
‫مساعد وملمحه تختبص مثل اخته‪ :‬انفلونزا حادة‪ ..‬كل ما اكلمها تعطس‪ ..‬مريم‪ ..‬انا شسويت‪ ..‬والله ما‬
‫بسامح نفسي ان صار فيها شي‪..‬تراني السبب مريم‬
‫مريم وهي تمسح على جتفه‪ :‬ل تقول جذي مساعد‪ ..‬خل عنك الحين هذا وقول لي‪ ..‬شبتسوي؟؟ فتوون ما‬
‫بتحاسب لروحها لزم احد يراكض وراها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ل تحاتين ان جان على هالسالفة انا حجزت تذاكر بس السفر بعد اسبوع‪ ..‬تعرفين الرحلت باميركا‬
‫هالوقت وايد زحمه ‪ ..‬عطل وكريسماس ومادري شعلتهم‪..‬‬
‫مريم بحزن‪ :‬ياريتني وياها‪ ..‬صراحة فكرة انها مريضة وبروحها في الغربة تشيش بخاطري‪..‬‬
‫مساعد وهو يوقف‪ ..:‬وانا شقول انا شقوووول؟؟ اللي قاعد هني مثل الطرطوور‪ ..‬تعرفين اني حاس بالغباء‬
‫وقله الحيلة وانا ماحب هالشي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬شوف انت صبر روحك وان شاء الله بعد اسبوع انت هناك‪ ..‬اسبوع جم يعني سبعة ايام‪ ..‬يعني بالكثير‬
‫بالكثير‪ ...‬باليمعة انت عندها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬لمن تحل اليمعة واهي بهالحال انا روحي بتطلع‬
‫وبالنتظار ليوم السفر ظل مساعد مفكر‪ ..‬حتى انه ما خبر مريم عن التذكرة اللي قطعها لها‪ ..‬اهي الثانية‬
‫بتسافر وياه‪ ..‬وجم يوم ما بيأثر عليها‪..‬‬
‫======================‬
‫نروح لمريضتنا اللي اسكنت نفسها الغرفة‪ ..‬ماتطلع وول تدري باحد‪ ..‬اهي جذبت على مساعد بسالفة‬
‫المرض‪ ..‬اهي ما مرضت من البارحة ول شي هالشي مبتدي عليها من فترة يعني بس بخفيف‪ ..‬ويوم‬
‫سالفةالدريشة زاد عليها المرض‪ ..‬وبطول الليل ما قدرت تسكر عين وهي ترتجف‪ ..‬حتى القومة ماتقدر‬
‫عليها‪ ..‬ال هيام اللي اتصلت فيها درت عن حالها ووعدتها انها تييها وتعتني فيها وتشوف احوالها‪..‬‬

‫لكن في قلب فاتن صج اهي تمنت لو كان احد من اهلها معاها‪ ..‬امها ول اخوها ول حتى مريم‪ ..‬اهي تعودت‬
‫لمرضت هالثلثة يكونون متواجدين معاهم‪ ..‬حتى جراح قبل وفاة ابوي ويا جدوله المزدحم كان يوفر الوقت ‪..‬‬
‫لكن بحق اهي مو متعودة على هالمكان ال ويا مساعد‪ ..‬لو كان موجود معاها بيتكفل بالموضوع باحسن صورة‬
‫وما بيحسسها بانها معزولة‪..‬‬
‫كانت نايمة على السرير يوم ياتها هيام‪ ..‬ظلت تدق على الباب وتدق وتدق وفاتن ما تدري ‪ ..‬اخر شي اتصلت‬
‫فيها وبالغصب قدرت فاتن تشيل السماعة‪...‬‬

‫فاتن بتعب‪ :‬الوو‬


‫هيام بنبرة حنونة‪ :‬هل فتوون‪ ...‬انا هني يالله تعالي فتحي الباب‪..‬‬
‫وهي تمسح جبينها المحموم‪ :‬هيام‪ ..‬ما اقدر اشيل عمري‪....‬‬
‫هيام‪ :‬عيل شلون؟؟ اظل واقفة على الباب؟؟‬
‫فاتن وهي تحاول تفكر لكن عبثا‪ ..:‬مادري‪ ..‬لحظةشوي‪..‬‬

‫نزلتفاتن التلفون وهي تدفع بنفسها عشان تقوم‪ ..‬اول ما قعدت على السرير حست براسها يدور‪ ..‬تمت‬
‫قاعدة وهي تمسده بيدها‪ ..‬يوم حست بثباتها رفعت روحها وهي تقوم‪ ..‬تمت تمشي وهي تتسند الجدار عشان‬
‫ماتفقد توازنها‪ ..‬والحمدلله وصلت للباب بسهولة‪ ..‬فتحته ولقت هيام واقفة وهي تنتظر‪ ..‬استقبلتها هيام‬
‫بابتسامة ويوم تعمقت في ملمح فاتن التعبانة طار السرور منها ويا محله الخوف‪...‬‬

‫هيامو هي تسند فاتن‪ :‬فتوون حبيبتي‪ ..‬شفيج؟؟‬


‫فاتن وهي تبتسم‪ :‬ما فيني شي بس‪ ..‬ما قدرت اشيل عمري ‪ ..‬تعبانة ما ادري شجايسني‪..‬‬
‫هيام وهي تحط يد فاتن على رقبتها‪ :‬بسم الله عليج عين وما صلت عالنبي‪ ..‬ياله تعالي وياي‪..‬‬

‫مشت هيام فاتن لغرفتها ‪ ..‬ويوم وصلتها ردت للباب وحملت الغراض اللي خلتهم عند الباب‪ ..‬دخلتهم‬
‫وسكرت الباب وراحت لعند المطبخ‪ ..‬حطت الغراض ورجعت لفاتن اللي كانت تحاول تغطي نفسها‬
‫بارتجاف‪..‬‬

‫هيام وهي تسحب يد فاتن‪ :‬خليه عنج‪..‬‬

‫سمعت فاتن الكلم وهي تسكر عيونها بتعب ‪ ..‬يا الله من هالنزلة الصحية‪ ..‬صج انها من اقوى ما صابها مرة‪..‬‬

‫هيام بعد ما رتبت لها السرير‪ :‬الحين شلون‪..‬‬


‫فاتن وهي ترتعش من تحت الغطا‪ :‬بررررد‪...‬‬
‫هيام وهي تفرك يد فاتن بيدينها‪ :‬بسم الله عليج يا فاتن‪ ..‬بشغل التدفئة اوكية‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اوكيه‪...‬‬
‫‪---------------‬‬
‫قررت مريم في اليوم الثاني انها تزور عايلة فاتن‪ ..‬من زمان ما شافتهم ول راحت لهم من انتقالهم من‬
‫البيتهم للتصليح‪ ..‬والحين اهي الفرصة المناسبة‪ ..‬وبنفس الوقت مساعد قرر انه يروح بهالزيارة ويا مريم‬
‫عشان يعرف اخبار فاتن اللي ما سمع منها من هذاك اليوم‪ ..‬وان شاؤ الله يلقى اخبار تريحه مع انه منزعج‬
‫من هالسالفة لكن الله العالم شنو الظروف اللي تمر فيها فاتن عشان تمتنع عن التصال‪ ..‬تمتنع عنه لكن‬
‫اهلها لزم بيدرون عنها‪ ..‬مريم كانت تيب تروح عشان تشوف هالعديم الحساس اللي من هذاك اليوم‬
‫بالجامعة ما شافته‪ ..‬والله ل شفته اليوم لحرقه بعيوني‪ ..‬بخليه يحس انه ما يسوى شي‪ ..‬عيل‪ ..‬بنات الناس‬
‫لعبه عنده ‪ ..‬ل يابوووك هذي انا الريم مو اي احد ‪ ..‬والله ل وريك النجوم بعز الظهر‪..‬‬

‫مر هالحوار في بالها وهي في المصعد تنتظره يوصلها للشقة‪ ..‬ويوم وقف‪ ..‬هزت روحها وطلعت‪ ..‬بالعمد‬
‫اليوم شوي مغمجة على المكياج‪ ..‬ومسوية اشراقات في ويهها‪ ..‬واشترت لم جراح باقة ورد حلوة من‬
‫القرنفل الوردي ويا الوركيد‪ ..‬وصلت عند الشقة وطقت الباب‪..‬‬

‫بالصدفة كان جراح واقف في الصالة وهو لبس صروال الدشداشة البيض وتي شرت كت ‪ ..‬يعيل عزيز‬
‫عشان يطلع من الحمام‪..‬‬

‫جراح‪ :‬عزوووز ويهد يالله اطلع وراي شغل‪..‬‬


‫عزيز‪ :‬حماامك اهو حزة ما بغيت طلعت الناس منه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬والله بتندم على لسانك هذا‪..‬‬

‫ويضرب الجرسس‪..‬‬

‫بشر يناظر باب الحمام ويمشي لعند الباب والفوطة على جتفه‪ ..‬ويوم فج الباب انقلبت نظرته من الملل‬
‫والظيج الى الفرح الكبير‪ ..‬مريم اللي يوم شافته جابلته بحاجب شوي ويخرق سقف جبينها‪..‬‬
‫جراح بابتسامة‪ :‬هل والله‪ ..‬هل بالقاطعين‪ ..‬ما تستحين يعني ما جنا اهل ول انتي وحدة منه توج تزورينا اليوم‪..‬‬
‫مريم بصوت عادي‪ .. :‬وينها خالتي؟‬
‫استغرب جراح برودها‪ :‬علمج رافعة خشمج؟؟‬
‫دخلت مريم وهي مو معبره كلمه‪ ..‬وبهدوء وكبرياء تناظر المكان‪ ..‬وبعدين حطت عيونها على جراح من فوق‬
‫لتحت باحتقار‪ ..:‬وينها خالتي؟؟‬
‫جراح ساكت ومو مستوعب هالتصرف من مريم‪ :..‬بدارها‪ ..‬لحظة‪..‬‬

‫راح وهو يناظرها وعيونه ما فارجته‪ ..‬وقف عند باب غرفة امه اللي تشاركها مناير فيها‪ ..‬طق الباب وهو مجابل‬
‫مريم اللي التفتت عنه وراحت قعدت عند الكراسي‪. .‬الشقة كانت حلوة وذوق رفيع‪ ..‬واكيد هالحمار الي‬
‫اختارها‪ ..‬والله ان قلبي ارتاح يوم شافه‪ ..‬وانا اللي تحسبت ان صابه شي‪ ..‬لكن هين انا اوريك يا جراحو‪..‬‬
‫ياناس صاير حلوو كل ما له يحلى ويحلى‪ ..‬فديت هالويه‪ ..‬حمار اكرهه‪..‬‬

‫ام جراح تطلع له من الغرفة وهي لبسة احرام الصلة‪ :‬هل يمة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة مريم هني‪..‬‬
‫التفتت لها ام جراح وهي مو مصدقة‪ ..‬وبفرح راحت لها‪ :‬هل واللللللله بالريم والغزالة‪..‬‬
‫ابتسمت مريم ل اراديا بحبور لم جراح ولمتها بالمجابل‪ :‬وي فديت هالويه يعلني ما خلى منه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬تو الناس يا بنت الدخيلي‪ ..‬وينج ما تولهتي علينا اللي توج يايتنا؟؟‬
‫مريم‪ :‬شسوي خالتي الكلية ماخذه كل وقتي‪ ..‬وانا الحين باجازة ومن جذي يتج‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ما يا اخوج؟‬
‫مريم‪ :‬ل بيرجع بس راح يشتري شي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬حياج الله يمة قعدي البيت بيتج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬تسلمين‪..‬‬

‫راحت مريم تقعد وجراح بعده واقف عند الغرفة وهو عاقد ذراعينه عند صدره وهو ينتظر من مريم انها‬
‫تناظره لكنها الحمارة مطنشة‪ ..‬وام جراح انتبهت له‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة علمك واقف عند الغرفة جنك ناطور‬


‫ضحكت مريم وحطت يدها عند حلجها تكتم الضحكة ووجراح الي انقهر منها مشى عند داره‪ :‬ول شي بروووح‬
‫انااام‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والورشة‪..‬‬
‫جراح وهو يدخل الغرفة ويسكر الباب‪ :‬خلها تولي‪...‬‬

‫سكر الباب بقوة ومريم تضحك للمرة الثانية وتكتمها بسرعة عن لتنتبه ام جراح لها‪..‬‬

‫تهز راسها الم المسكينة وابتسامة عجز‪ .. :‬توه متنازع ويا عزيز عشان الحمام‪ ..‬والحين بيروح ينام‪ ..‬يوم عن‬
‫يوم يضيع فكري بهالولد‪..‬‬
‫مريم وهي تناظر دفتها‪ :‬يمكن شي يعوره ل سمح الله‬
‫ام جراح تناظرها من تحت بمكر‪ :‬اي‪ ..‬شي يعوره‪ ..‬الله يعلم شنو هالشي‪ ..‬وانتي؟؟شي يعورج؟‬
‫مريم بعيونها المتسائلة‪ :‬ل ليش؟‬
‫ام جراح ل بس ‪ ..‬اشوفج ملزقة عيونج بعيونج‪ ..‬قلت يمكن فيج شي‪..‬‬
‫مريم بحيا‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬ل ول شي ‪ ..‬بس‪ ..‬جذي‪..‬‬

‫كلها دقايق ال والجرس يرن مرة ثانية‪..‬‬

‫مريم‪ :‬اكيد مساعد‪..‬‬

‫ام جراح وهي تروح تفج الباب‪ ..‬وبالفعل كان مساعد وهو مبتسم في ويه ام جراح اللي بدت تحفر في قلبها‬
‫مكانه كبيرة لهالريال الطيب‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬تو ما نور البيت‪..‬‬


‫مساعد بحيا‪ :‬بنورج عمتي‪ ..‬شخبارج عساج طيبة؟‬
‫مريم‪ :‬وين خالتي؟؟ وانا يعني ما سدج؟‬
‫ام جراح‪ :‬ويه انتي عالعين والراس‪ ...‬شيختهم ويسكتوون‬
‫مريم بدلع‪ :‬اي جذي‪...‬‬
‫يوم سمع جراح صوت مساعد فكر انه يطلع لكن فكرة انه يطلع ويواجه نظرات الحتقار اللي مريم تجابله بها‬
‫خلته يقعد مكانه‪ ..‬تم يناظر خالد اللي كان في عز النوم‪ ..‬ول اراديا سحب المخدة وتنفيسا عن الغضب حذفها‬
‫على المسكين اللي فزع برقاده ونقز من مكانه‪..‬‬

‫خالد‪ :‬ها ‪ ..‬شنو شصاير؟؟؟‬


‫جراح وهو يلتفت عنه‪ :‬ماكو شي‪ ..‬يالله ارقد‪..‬‬
‫خالد وهو مبهم والنوم ماثر عليه‪ ..:‬من رماني بالمخدة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬نام يالله وفكنا من حشرتك‪..‬‬
‫خالد وهو ينام مكانه ‪ ..‬وقبل ل يستسلم للنوم‪ :‬خرى عليك‪..‬‬

‫التفتت له جراح بعصبية شوي ويشققه‪ ..‬لكن المسكين ما يستاهل‪ ..‬يستحق اللي قاله له‪ ..‬لكن مريم علمها‬
‫اليوم مستخفة علي‪ ..‬تعال‪ ..‬ل يكون بس شافتني هذاك اليوم ويا غزلن بالجامعة‪ ..‬ل يااخي السالفة صار لها‬
‫سنة وانت للحين تخاف منها‪ ..‬ايو الله اخاف‪ ..‬هالبنت غزلن وايد جريئة وانا مافيني اتورط في مشاكل انا‬
‫بغنى عنها‪ ..‬يعني لو مريم تجكني وياها راحت علي‪ ..‬حتى لو بريء ينحكم علي بالعدام ورشقا بالنظرات‪..‬‬
‫بس اهي شفيها اليوم يعني جذي‪ ..‬صج انها حماااااااارة ويبيلها ضرب‪..‬‬

‫لكن اهو ليش يخاف منها؟؟ اهي عندها شي خلها توضحه ل تقعد تقط نظرات تسم‪ ..‬وبعزم تلبس من غير اي‬
‫سبووح وزيد من التعدل حبتين عشان يبهرها ويخليها سايحة من قلب‪..‬‬

‫وتخيلو الموسيقى الحماسية وجراح اللي يطلع من الغرفة وهو متوقع حلج مريم يصطك بالرض من شوفته‬
‫هالمرة‪ ..‬لكن‪..‬‬

‫خابت المال كلها‪ ..‬مريم ما كانت موجودة‪ ..‬بس مساعد قاعد في الصالة ويا امه‪ ..‬ومن شافه راح له بخيبة‬
‫امل واضحة على محياه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬هل مساعد شلونك شخبارك؟‬


‫مساعد‪ :‬الحمد لله ابخير‪ .‬وانت؟؟ والورشة‬
‫جراح‪ :‬انا بخير الورشة بتكسر ظهري يوم‪ ..‬بس يالله الحمدلله رب العالمين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬امك قالت لي انك تحتاج احد مساعد لك‪ ..‬ليش ما تكلم لؤي‪ ..‬هذا ذابحنا ل شغلة ول مشغلة‬
‫جراح‪ :‬ماا دري انا بكلمه وبشوف وياه ‪ ..‬بصراحة انا بموت ان تميت بروحي‬
‫ام جراح‪ :‬بسم الله على روحك من الموت‪) ...‬تلتفت لمساعد( زين يمة فاتن ماوصلتك اخبارها‪..‬‬

‫اهني رجت دقات قلب مساعد؟؟ ما يدرون عنها؟؟ انا ما ادري عنها ول اهلها‪ ..‬يا قلبي‪ ..‬وينها فاتن؟؟؟‬

‫جراح اللي كان متظايق ما استحمل فكره انه يقعد اكثر‪ :..‬يالله انا بخليكم مستعيل‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬بامان الله‪..‬‬

‫طلع جراح من البيت ‪ ...‬ويوم وصل عند سيارته شاف مريم طالعة من عند سيارة اخوها وهي حاملة كيس‬
‫بيدها‪ ..‬يالله فرصة وياته من الله‪ ..‬وراح عندها وهو معصب وشوي يكفخها‪ ..‬مريم من شافته وقفت شوي لكن‬
‫سرعت بخطوتها عشان تدخل العمارة قبل ل يوقفها‪..‬‬

‫جراح وهو يسرع شوي‪ :‬تعالي تعالي تعالي ‪...‬‬


‫مريم بظيج‪ .‬اوووووووووووف‪ ..‬شتبي؟‬
‫جراح بصدمة‪ :‬ها؟؟؟ شنو هالووووف بعد؟؟ ل وشتبي؟؟ انتي ما تقولين شقارصج؟؟‬
‫مريم‪ :‬ما قارصني شي‪ ...‬خلصني شتبي؟؟ ابي رووح لخوي‬
‫جراح يقلد عليها‪ ... ..‬خلصني شتبي؟؟ ابي رووح لخوي ‪) ..‬بصوته العادي( هي انتي‪..‬علمج مختبصة علي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬انا ل مختبصة ول شي‪ ..‬انا الحمد لله ابخير وبعافية ‪ ..‬وبكامل قواي اعقلية‬
‫جراح‪ :‬ل والله منتي بقواج العقلية‪..‬‬
‫مريم بعصبية‪ :‬ليش‪ ..‬شايفني اعد نجوم الظهر ول محوله بعيني‬
‫جراح بهدوء‪ :‬مريم‪ ..‬علمج يابنت الناس‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش تحس اني فيني شي؟؟‬
‫جراح‪ :‬لنج مو طبيعية‪ ..‬نظراتج هذي ما تعودتها منج‬
‫مريم‪ :‬نظراتي؟؟ قول لي زين شفيها نظراتي؟؟؟‬
‫جراح‪ :‬مثل ويهج يعني شنو شفيها‪ ..‬جني بايق حللج‪..‬‬
‫مريم وهي تهز راسها‪ ..‬توقعت انه يفهمها لكنها غلطانه‪ : ..‬مشكلتك انك ما تحس ول بتحس في يوم من اليام‬
‫مشت عنه لكنه سرع عليها واعترض دربها‪ :..‬مريم ما يصير جذي تهاوشيني وتعاقبيني وانا ما ادري بشي‬
‫عالقل علميني بغلطي عشان اعرف شلون اصلحه‬
‫مريم‪ :‬يعني من هذاك اليوم للحين ماشوفك وتقول لي شفيني؟؟‬
‫جراح فج حلجه وهو يفهم السالفة اخيرا‪ ..‬اهاا‪ ..‬انا شلون مافهمت حركات حواء هذي‪ ..‬لمن يغيب ادم بدل ل‬
‫تقول له اسباب غيضها تواجهه بالبرود وحرق الدم‪ :..‬اهاااااااااااااااااا والله خرعتيني علبالي شي ثاني والله‪..‬‬
‫مريم بشك‪ :‬شي ثاني؟؟ شي ثاني مثل شنو؟؟؟؟‬

‫لسبب غريب مر طيف غزلن في خيال مريم‪..‬‬

‫جراح وهو يلتفت عنه بابتسامة رضا‪ :‬يعني السالفة سالفة شوق‪ ..‬خلص عيل‪ ..‬يالله روحي لخوج ل تتاخرين‬
‫عليه‪..‬‬
‫مريم وهي منقهرة‪ :‬هي انت‪..‬‬
‫وانقلبت الية‪ ..‬مريم اللي توقف في ويه جراح‪ :..‬هههههه شنو؟؟‬
‫مريم تقلد على ضحكته‪ ::‬هههه شنو‪ ..‬احترم نفسك‪ ..‬وينك في طول هاليام؟؟ من الجامعة للحين وانا‬
‫ملقيتك؟؟ وينك في؟؟‬
‫جراح‪ :‬ويني في؟؟ انتي وينج في؟؟ ليش ما ييتي بيتنا عشان تعرفين انا ويني فيه؟؟‬
‫مريم‪ :‬كاني اليوم هني عندكم عشان اعرف‬
‫جراح‪ :‬تووووه الناس بابا‪ ..‬يعين لو انا مسوي حادث وفي المستشفى ما بتيين تسالين عني ال يوم الرخصة‪..‬‬
‫او يوم الوفاة‪..‬‬
‫مريم بفزع‪ :‬يعل يومي قبل يومك ل تفاول‪..‬‬
‫مات جراح من كلمتها لكن‪ : ...‬عاد انج الحين تحبيني‪ ..‬يالله ذلفي‪ ..‬ل بارك الله ف الحريم‪ ..‬لكن خليني‬
‫اخذج‪ ..‬بخليج تندمين‪ ..‬ويا هالويه‪..‬‬

‫مريم وهي تناظره بحيرة‪ ..‬يالله‪ ..‬شلون قلب الية‪ ..‬الحين انا الزعلنة وبعدين خلني انا اللي اوقف له واقول‬
‫له‪ ..‬احبه الحمار‪ ..‬والله بيذبحني هذا فيوم‪..‬‬

‫وجراح يناظرها وهو يركب السيارة‪ ..‬يبتسم في ويهها ويبتعد‪ ..‬الهدوء كان من ملمحه لكن الحفلة اللي كانت‬
‫تترقص من داخله كانت غيرطبيعية‪ ..‬والله انه يحب هالبنت حبب لو طاف جبال كسرها بالنص‪ ..‬انا شلون‬
‫حبيتج يا مريم والله شلون ما حبيتج من زماااان‪ ..‬وال انا حبيتج من زمان بس ما عرفت هالشي ال الحين‪...‬‬
‫يعل عيني ما تبجيج يا عزا العيون الحزينة‪..‬‬

‫راحت مريم للشقة وهي تحس بان الدمع بيطفر من عينها‪ ..‬ليتها راحت ويا جراح وما اضطرت انها تقعد في‬
‫بيتهم بدونه‪ ..‬واول ما دخلت شافت اخوها قاعد والتلفون عند اذنه‪ ..‬ونظرات الخوف محاصره عيون الم‬
‫الحزينة‪..‬‬

‫ووبحواجب معقدة‪ :‬علمكم‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬اخوج يتصل في فاتن‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ليش هي شفيها؟‬
‫ام جراح‪ :‬ما تدرين انها مريضة‪..‬‬

‫رفعت مريم عيونها لخوها اللي كان الحزن عامر ويهه‪ ..‬وهو ينتظر احد يرفع السماعة‪..‬‬

‫ونزل التلفون بيأس‪ :‬ماكو رد‪ ...‬الظاهر انها ما تسمعه ‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬يا حسرة قلبي عليج يا فاتن‪...‬‬
‫مريم‪ :‬صلوو عالنبي‪ ..‬فاتن مافيها شي ان شاء الله‪ ..‬يمكن صج ما تسمعه او مشغولة في شي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬يا بعد عيني والله ما دريت انها مريضة‪ ..‬واهي ما تتحمل المرض‪ ..‬بسرعة تضعف‪..‬‬

‫وتلفون مساعد يرن‪ ..‬وبلهفة رفعه يوم شاف اسم فاتن المتصلة‪ :..‬الووو‪..‬‬
‫فاتن وهي تحاول تعدل من صوتها التعبان‪ ..:‬الوو‪ ..‬هل مساعد‪...‬‬
‫مساعد وفي قلبه عتب لو يصبه على فاتن تغرق‪ :‬هل فيج فاتن‪ ..‬شلونج‪ ..‬شخبارج؟؟ ان شاء الله احسن‪..‬‬
‫فاتن اللي كانت ابعد من الصحة تظاهرت بالعافية‪ :‬احمد لله ابخيرر‪ ..‬اسال عنكم انتو شخباركم‬
‫مساعد في قلبه‪ ..‬اي مبين تسالين‪ :..‬الحمد لله ابخير‪ ..‬هاج امج تبيج‪..‬‬
‫وصل مساعد التلفون لم جراح لنه ما استحمل يكلم فاتن جدام الكل‪..‬في قلبه هواش وصراخ لكنه سكت‬
‫واستسلم للهدوء‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬هل يمة‪ ..‬شلونج؟؟‬


‫فاتن بفرح‪ :‬هل بالغالية‪ ..‬الحمد للهابخير انتي شخبارج؟‬
‫ام جراح‪ :‬ولهانة عليج يمة ما سمعت عنج ال اليوم‪ ..‬وينج طول هاليام‬
‫فاتن عشان ما تخوف امها‪:‬انا بخير يمة‪ ..‬بس نزلة برد بسيطة وعدت على خير‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬عدت؟؟ يعني انتي الحين احسن؟‪.‬‬

‫سمع مساعد كلمة احسن‪ ..‬تعدلت صحتها ول حاولت انها تخبر احد‪ ..‬او انها تخلي احد يطمنهم‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬اي يمة‪ ..‬احسن‪...‬‬


‫ام جراح‪ :‬يمة‪ ..‬ديري بالج على نفسج‪ ..‬ادري فيج انتي ما تهتمين بصحتج وقت المرض‪..‬رحتي المشتشفى؟‬
‫فاتن‪ :‬اي يمة رحت‪ ..‬عطوني ادوية ومتابعتها‪ ..‬والحمد لله‪)..‬تعصر عيونها من الرتعاش الي فيها(‬
‫ام جراح‪ :‬الحمدلله يمة‪ ..‬ديري بالج على صحتج وهالله هالله في الدوية‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاءالله يمة‪ ..‬اتوصين شي؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬سلمة قلبج يا ايمة‬
‫فاتن‪ :‬يسلملي عمرج‪ ..‬مع السلمة يمة‬
‫ام جراح‪ :‬الله يسلمج يالغالية‪..‬‬

‫سكرت ام جراح عن فاتن وهي نسبيا مرتاحة‪ ..‬لكن غريزة الم الي بمثابة الحاسة السادسة نبهتها ان صحة‬
‫بنتها متزعزة‪ ..‬وفاتن بطبيعتها ما تحب تخوف احد عليها ول تزيغ احد‪ ..‬يمكن اهي تجذب عليها ‪..‬‬

‫مريم‪ :‬شلونها الحين‬


‫ام جراح‪ :‬تقول احسن‪..‬‬
‫مريم‪ :‬الحمدلله رب العالمين‪ ..‬اهي قوية وبتشد على عمرها ‪..‬‬
‫ام جراح ‪:‬الله يسمع منج‪ ..‬انتي ادرى فيها‪ ..‬المستشفيات ما تدانيهم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل يمة صلي عالنبي‪ ..‬فاتن اقوى من جذي‪ ..‬واذا على الصحة اهي تقدر نعمة رب العالمين وما بتخلي‬
‫روحها تتعب زوود‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬لله يسمع منج‪..‬‬
‫مساعد اللي ظايجة فيه الدنيا‪ ..:‬يالله مريم خلينا نروح‬
‫ام جراح‪ :‬وين يمة ما شبعنا منكم‬
‫مساعد‪ :‬الله يخليج بس عندي جم شغلة اخلصها‪ ..‬تقعدين مريم ول تردين‬
‫مريم‪ :‬ل بردوياك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬عمتي انابروح لفاتن هالجمعة‪ ..‬وان شاء الله الثنين احنا عندكم‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله يردكم بالسلمة يمة‪ ..‬واحنا بظرف هالسبوع خلص بنكون في البيت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يتمم على خير‪..‬‬

‫وراح مساعد ويا اخته للسيارة ‪ ..‬وهو من شدة الغضب ضغط على حبة المصعد بقهر‪ ..‬ومريم لحظت هالشي‬
‫فيه وما قدرت تتكلم ل تنكفخ‪ ..‬لن مساعد ل عصب يظهر عرج في نص جبينه يخرع ‪..‬‬

‫وفي السيارة‪..‬‬

‫مريم بهدوء‪ :‬مساعد فاتن مو قصدها ما تخب‪...‬‬


‫قصفها بصرخته‪ :‬مريم بس خلص‪ ..‬انا اصل انسااان غبي وغشيم وما عندي سالفة اعور قلبي‪ ..‬ولو سمحتي‬
‫سكري السالفة‪..‬‬
‫مريم بحزن‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫كمل مساعد الرحلة وهو معصب عالخر‪ ..‬هالجمعة يصير خير‪ ..‬بروح هناك‪ ..‬ومعليه يا فاتن‪ ..‬بشوف انا اخر‬
‫قله اهتمامج هذي واستهتارج لمتى؟؟ انا هني معذب روحي عشانج وانتي‪ ..‬ناس ما تقدر ول تحس‪..‬‬

‫وشبت نار الفوضى بقلب مساعد على فاتن‪ ..‬اهي ما كانت مستهترة‪ ..‬لكن حالتها الصحية ما كانت تسعفها‪..‬‬
‫والله العالم انها حاولت وحاولت لكنها ما قدرت‪ ..‬لكن‪ ..‬بهالشي‪ ..‬هل راح يحاول مساعد انه يوري فاتن ولو‬
‫لدرجة ضئيلة من الي ورته‪ ..‬هل راح يحاول انه ينتقم منها‪ .‬ولو بشكل بسيط؟؟؟‬

‫جراح اللي كان في السيارة وهو منتشي من الموقف اللي مر فيه ويا مريم كان يدندن على الحان الغنية‬
‫المشغلة‪ ..‬ويوم وقف عند الورشة شاف سيارة فخمة واقفة‪ ..‬باستغراب طلع من السيارة وهو متوجه‬
‫لداخل‪ ..‬شاف ريال وبنت واقفين في المكتب وكانهم ينتظرون‪ ..‬دق قلبه بخوف من البنت‪ ..‬لن شكلها وان‬
‫كانت ماعطته ظهره ال انها مو غريبة عليه‪..‬‬

‫جراح وهو يدخل‪:‬السلم عليكم‬


‫التفت الريال‪ ..‬والبنت ظلت ماعطته ظهره‪ :‬وعليكم السلم والرحمة‪ ..‬انت جراح‬
‫جراح‪ :‬اي نعم انا ‪..‬‬
‫الريال‪ :‬هل فيك ولدي ‪ ..‬انا هشام الكندي‪ ..‬انا يايك اليوم من شركة الوفا‪ ...‬على ماظن خبرك مساعد اننا‬
‫نبيك في شغلة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اي قال لي‪ ...‬هل شقدر اخدمك‪) ....‬التفتت البنت وخرس لسان جراح(‪...‬‬

‫يا ترى‪...‬‬
‫من كانت البنت‪..‬‬
‫طبعا‪ ..‬غزلاان‪...‬‬
‫زيارة غريبة واللي ياي من وراها اغرب‪...‬‬

‫حبايب قلبي هذا هوا الجزء الواحد والعشرين‬


‫الي انحذف والجزء القادم هوا الجزء الجديد‬
‫وانا بانتظار ارائكم الحلوه وردودكم المشجعه‬

‫الجزء الثاني والعشرون‬


‫الفصل الول‬
‫‪----------------------‬‬
‫اطل الصبح الجميل من نافذة الحياة‪ ..‬يبلل الجفاف ويهديه من الندى الحريري‪ ..‬استبقت كل نضارة اللوز‬
‫والجوز‪..‬‬
‫كالريشة المداعبة لنف احدا‪ ..‬تطل خيوط الدنيا الذهبية ‪ ..‬وتسترق النظر من كل نافذه‪ ..‬متطفلة جميلة ‪..‬‬
‫كطفلة بريئة‪ ..‬تنبه اباها بان علي النهوض والجلوس عند مائدة الطعام‪ ..‬لكي يبدأ احتفال اليوم الجديد‪..‬‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫بهذاك النور بدت فاتن تفتح عيونها بهدوء‪ ..‬الظلم بعده لف الغرفة لكن الشمس العنيدة تخللت من بين‬
‫الصعوبات‪ ..‬واول ما قعدت شافت هيام اللي باتت وياها طول الليلة‪ ..‬الليلة هذي والليلة اللي قبلها‪ ..‬ابتسمت‬
‫فاتن‪ .‬ما قصرت وياها هيام وصارت لها مثل الخت اللي اهي تفتقدها بهالغربة‪ ..‬لكن اللي اهي صراحة‬
‫مفتقدته اهو صوت مساعد واهلها‪ ..‬من زمان ما تدري عنهم‪ ..‬من طاحت قبل يومين بهالمرضة وهي ما تدري‬
‫بشي‪ ..‬ال من يوم تتصل في مساعد وكلمت امها بنفس الوقت‪ ..‬بس للحين ما تدري عنهم شي‪..‬‬
‫حست انها في حالة تسمح لها انها تقوم‪ ..‬سحبت اللحاف عنها ومدت يدها للروب‪ ..‬خذته وهي توقف لفته‬
‫عليها باحكام‪ ..‬وشوي شوي وبهدوء طلعت من الدار وهي تمسك الجدار للتوازن‪ ..‬للحين الدورة ما خفت‬
‫عليها لكن السخونة الظاهر انها ولت من زمان‪ ..‬راحت في الصالة وهي تتفقد بيتها اللي وحشهاا‪ ..‬واول ما‬
‫طاحت عينها عليه اهو التلفون اليديد‪ ..‬الظاهر انه وصل ووصل الخط وياه‪ ..‬راحت عنده وهي فرحانه وقعدت‬
‫على الكرسي‪ ..‬حملته وعلى طول ضربت الرقم اللي يطوف في بالها مثل الحلم الوردي‪ ..‬شافت الساعة‬
‫اول لقتها اربع الفير بتوقيت بوسطن‪ ..‬يعني الساعة ‪ 11‬بتوقيت الكويت‪ ..‬اهو بالداوم الحين‪ ..‬وظلت تنتظر‬
‫احد يرفع السماعة لكن عبثا‪ ..‬وسكرت الخط وضربت مرة ثانية بتركيز يمكن ضافت رقم زيادة او رقم غلط‪..‬‬
‫لكن ماكو اي رد‪ ..‬يمكن مشغول ول شي‪ ..‬وراحت من عند الصالة وراحت عند المطبخ تصب لها شوي من‬
‫العصير‪ ..‬تحس بعطش كبير فيها‪ ..‬صبت لها شوي واول ما رشفت رن تلفون البيت‪..‬؟؟ من؟؟‬

‫راحت بهدوء لعند التلفون وبصوتها النفلونزي اليديد‪ :‬الو‪...‬‬


‫مساعد وهو يحس بالراحة تسري فيه من غير اي سبيل‪ :‬الو؟؟ فاتن؟؟‬
‫فاتن الي البتسامة غطت ملمحها‪ :‬ايه‪ ..‬فاتن‪ ..‬مساعد شلونك؟‬
‫مساعد ‪ :‬الحمد لله انتي شخبارج؟؟ عساج طيبة؟؟ شلون النفلونزا معاج؟؟‬
‫فاتن وهي متظايقة من بروده في السؤال‪ :‬الحمد لله احسن الحين‬
‫مساعد اللي كان وده لو يطير لها بهاللحظة لكن غروره كان اكبر منه‪ ..:‬الحمد لله ‪ ..‬هذا رقم من؟‬
‫فاتن‪ :‬مديت لي خط للبيت‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اووه‪) ..‬ووببروود ينم عن قهر فيه( مبروك‬
‫فاتن ‪ :‬الله يبارك فيك ‪) ..‬وبصوت حزين( الظاهر انك مشغول‪ ..‬فبخليك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ايه‪ ..‬اوكي معليه‪ ..‬ديري بالج على نفسج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬مع السلمة‪..‬‬
‫وكل اللي رد عليها عشان يسرع من هالمكالمة اهو‪ :‬باي‪..‬‬
‫وسد الخط في ويه فاتن الي مستهجنه هالتصرف فيه‪ .‬لول مرة يواجهها ببرود مثل هذا‪ ..‬يمكن عنده مشكله‬
‫ول شي‪ ..‬او مشغول ‪ ..‬او ما يبي يكلمني ليش ما اكون صريحة ويا نفسي‪ ..‬يمكن هاليومين خلوه يعيد التفكير‬
‫باشياء‪ ..‬وظلت قاعدة مكانها وهي تحس بالمرض مرة ثانية‪ ..‬لكنها ما كانت تدري ان هالمرض مرض نفسي‬
‫بداخل عقليتها‪..‬‬

‫وكلها كم دقيقة ال ويرن التلفون من يديد‪..‬‬

‫شالته‪ :‬الوو؟؟‬
‫مساعد‪ :‬يعني انتي ما تحسين؟؟ انتي ما عندج ذرة من الحساس‪ ..‬اول شي بديتي تتجاوبين وياي‪ ..‬وببعدين‬
‫تطورنا بالسلوب‪ ..‬لين تسوين اللي تسوينه وتخليني مثل المتحقرص مكاني ماادري عنج ل خبر ول علم؟؟‬
‫يعني شنو تتوقعين مني ل اتصلي‪ ..‬اجابلج بالحضان وانسى العنى اللي تعنيه لج طول هالفترة وانا اضرب‬
‫افكاري يمين ويسار‪ ..‬فاتن‪ ..‬انا ما اطلب منج انج تطيحين لي بس ما توقعت منج انج ما تفتكرين حتى براحتي‬
‫‪ ..‬اللي اهي بمعرفة كل امورج الصغيرة والكبيرة‪..‬‬

‫سكتت فاتن‪ ..‬شتقدر تعقب من بعد هالسيل الهائج من العتاب والملمة‪ ..‬شتقدر تقول له او شلون تهديه‪...‬‬

‫وبصوت هادئ‪ :‬مساعد انا‪..‬‬


‫مساعد يقطعها بعصبية‪ :‬ما ابي انا فاتن‪ ..‬ما ابي تبريراتج ول ابي اعذارج لنها ما بتنفع وياي‪.‬‬

‫سكتت فاتن‪ ...‬يعني حتى فرصة للدفاع عن نفسها ما عطاها‪...‬‬

‫مساعد‪ :‬هم ساكته‪ ....‬شفيج ما تتكلمين‬


‫فاتن بصوت هادئ وهي تحس بالحيا شوي‪ .. :‬ما ادري‪ ..‬انت ماتخليني اتكلم‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يالله تكلمي ابيج تتكلمين‪ ..‬ول تدرين‪ ..‬هذا الشي براحتج‪..‬بتتكلمين تكلمي ما ابتتلكمين هذا شي‬
‫خاص فيج لكن عرفي وحطي بالج اني لييتج الجمعة بتشوفين شي ما شفتيه‪ ..‬اوكيه‬
‫فاتن‪ :‬اليمعة بتكون هني‬
‫مساعد‪ :‬اي هاليمعة بكووون عندج‬
‫فاتن بصوت ناعم وفرح‪ :‬الله اييبك بالسلمة‪..‬‬
‫مساعد وهو يحس بالظيج وكلمها الحلوو والهادئ‪ :‬الله يسلمج‪..‬‬

‫وبعد فترة سكت فيها مساعد وهو يحس بالصيحة تتدافع فيه‪ ..‬اكررها ياناس‪ ..‬اكره هالمشاعر اللي تخليني‬
‫احس فيها‪ ..‬اكره تاثيرها علي مثل الياهل‪ ..‬اكرهها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬هديت؟؟‬
‫مساعد‪ ..:‬شنو؟؟‬
‫فاتن‪ :‬اقول لك هديت‪ ..‬عشان اتكلم ؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ايه‪ ...‬هديت‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم‪ ...:‬ولهت عليك؟؟؟‬
‫مساعد وهو يحس ان الوقت كلش مااااا يساعد مثل هالكلم‪ :‬ارجوج فاتن‬
‫تبتسم فاتن‪ :‬جاوبني بكل صراحة‪ .‬ولهت عليك يعني عشان هالعصبية كلها والفوران بدمك‪ ..‬لني ما اتصلت‬
‫فيك بيومين‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬هاه‪ ..‬يومين‪ ..‬وكانها ساعتين عندج‪ 48 ..‬ساعة تراها‪ ..‬مو هينة ول قليلة‪..‬‬
‫فاتن وهي مومصدقة هالعصبية بهالريال‪ ..‬يا ناس رحموني منه‪ .. :‬انزين‪ ..‬اقول لك شي‪ ..‬يمكن يخليني اساوم‬
‫وياك هالعنى الي تعنيته‪..‬‬
‫مساعد وهو يسخر‪ :‬قولي اللي تقولينه ما ظن انه يسعف بشي‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬اوكيه‪ ..‬طول هالثمانية واربعين ساعة‪ ..‬انا ما اتصلت فيك وانا كنت بحالة مرضية ما سمحت لي اني‬
‫حتى اااكل‪ ..‬لكن‪ ...‬انا طول هالثمانية واربعين ساعة‪ ..‬ما مرت ساعة علي ال وذكرتك‪ ..‬واتمنى وجودك‬
‫وياي‪ ..‬على رغم ان هيام وميشيل ما قصرو وياي‪ ..‬ال اني تمنيتك انت على الكل‪ ..‬وبسبب امنيتي هذي لقيتك‬
‫وياي‪ ..‬اذا مو بالجسد بالروح‪ ...‬وهذا كان السبب الي خلني اشفى بسرعة‪..‬‬

‫غابت صوت مساعد ونفسه انقطع من كلمها‪ ..‬اهي وحدة من الثنتين‪ ..‬ياهي محتالة‪ ..‬او اللي قالته صج‪ ..‬اهو‬
‫صج تحسنت علقتهم ببعض لكن مو لدرجة انها تفصح له عن شوقها له ومدى حاجتها العنيفة اللي فيها‪ ..‬اللي‬
‫قالته مو ناقصة ال كلمة وحدة وخلص ترتسم الموجات في هذاك الجدول الهادئ‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬فاتن مضت هاليام وهي تحاتيه‪ ..‬تدري انه يزعل او يتظايق اذا ما سمع منها يومييا‪ ..‬شي خاص فيه‬
‫ما تقدر تفسره ف يبالها‪ ..‬يمكن حسه بالمسئولية تجاهه وفكره انه مسئول عن اللي يصيبها‪ ..‬لكن عصبيته‬
‫انها ما خبرته بمرضها ول اتصلت فيه خلااه مثل المينون‪ ..‬هذي ثالث مرة تشوف مساعد يهد فيها‪ ..‬اول مرة‬
‫يوم صراعهم في البيت‪ ..‬ثاني مرة باليوم التاريخي في اليخت‪ ..‬وثالث مرة احين‪ ..‬بس هذي تعتبر اخف هزة‬
‫على نفسها‪..‬‬

‫مساعد وهو يتنفس بصعوبه‪ :‬فاتن‪....‬‬


‫فاتن بحب كبير‪ ...:‬هلا‪..‬‬
‫مساعد وهو يعقد حواجبه‪ :‬ما ادري‪ ..‬احس اني ظايق‪ ..‬ظايقة الدنيا فيني‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬بسم الله عليك شمنه الظيج‪..‬توك قبل جم يوم بخير‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬اي بخير‪ ..‬فاتن‪ ..‬انا ما استحمل فكره انج مريضة‪ ..‬انا طول هاليام ومو عارف شسوي ومالي اي‬
‫قرار بنفسي‪ ..‬ابيج تقولين لي وبكل صج‪ ...‬انتي بخير؟؟ ول تجذبين علي؟‬
‫ابتسمت فاتن يمكن بخيبة امل‪ ..:‬ليش تبي تعرف؟؟؟ هاشي شنو وقعه عليك؟؟‬
‫مساعد‪:‬شنو وقعه علي‪ ..‬يا بنت الناس انتي مسئوليتج في رقبتي‪ ..‬مااقدر ما اطمئن عليج‪..‬شلون اجابل اهلج‬
‫عنج وشلون اخبرهم انج مريضة وانا اللي متحمل مسئوليتج‪ ..‬ما اقدر اتحمل فكرةاني ما أديت المان صح‪..‬‬
‫لاا‪ ..‬هذي هي خيبة المل‪ ..‬اللي شوي كان النذير لها لكن كلمه الحين اهو خيبة المل بعينها‪ ..‬يعني ما توقعتها‬
‫يرفعها لسابع سما‪ ..‬لكن كلمه هذا كلش ما كان في محله‪ ..‬توقعته يغرقها بكلمات الحب والهتمام‪ ..‬لكنها‬
‫مسئولية بالنسبة له وامانة لزم يؤديها صح‪..‬‬

‫فاتن وهي تبتسم‪ :‬عالعموم انا بخير وصحة وعافية‪ ..‬ولتحاتيني‪ .‬وتقدر تأدي امانتك براحة‪..‬‬
‫مساعد حس ان كلمها مبطن‪ :‬ليش؟ظ شقصدج بهالكلم؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ما قصدي شي‪ ..‬مضطرة اخليك‪ ..‬الذان قرب ولزم استعد للصلة‪ ..‬يالله توصي شي؟‬
‫مساعد في باله تفاجأ من اسلوب فاتن اللي صار قديم عليه‪ ..‬ردت بحركات البرود يعني‪ ..:‬سلمتج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ياله مع السلمة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يسلمج‪...‬‬

‫سكرت فاتن عن مساعد وهي متظايقة بالحيل‪ ..‬اوهام‪ ..‬مجرد اوهام بنيتها في بالي عن هالريال‪ ..‬كنت‬
‫متوقعة اذا تطورت وياه راح اهو يتطور بنفس الشي‪ ..‬لكن كنت غلطانة‪ ..‬اهو مثل ما اهو مستحيل انا ايي‬
‫واغيره‪ ..‬تملكي ومسيطر ومعتد بنفسه وشلون الناس تفكر عنه اهو اهم ما يمكن يجول في باله او راسه‪ ..‬انا‬
‫مستحيل اقدر اغيره لن اللي يربى على هالشي ما يغيره‪..‬‬

‫مساعد نفس الشي عادت له افكاره القديمة عن فاتن من بعد اسلوبها الجاف ويــاه‪ ..‬الظاهر انها ما قدرت‬
‫تستحمل كونها مسالمة ومسايرة لي طول هالوقت عشان ترد لعادتها القديمة‪ ..‬انا غلطان يوم فكرت انها‬
‫يمكن تكبر او تعقل‪ ..‬الياهل ياهل لو طعموووه مثل الكبار‪..‬‬

‫وبهذي المكالمة ظل مزاج مساعد ردئ‪ ..‬وفاتن اردئ‪ ..‬لكنها غطت هالشي بالنوم العميق اللي ما قدرت‬
‫تستحلي فيه‪ ..‬فكلمات مساعد واسلوبه التملكي اللي اهي تمقته رد لها مرة ثانية‪ ..‬بس يوم الجمعة اهو راح‬
‫يكون موجود‪ ..‬الله العالم شلون بتتصرف وياه مرة ثانية‪ ..‬الظاهر ان ماكو اي تغيير لنه مثل ما اهو رافض له‬
‫اهي بعد بترفض‪ ..‬اهو مو احسن منها بشي عشان تعامله غير‪..‬‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫فوضى البيت اليديد والثاث وتركيبه كانت اشبه بالحرب في بيت بو جراح‪ ..‬دخلو كلهم وعاونوا العمال على‬
‫هالشي ولكن لمن خالد وعزيز ومناير يشتركون في شي‪ ..‬يعني مع السلمة يا اعصاب جراح‪ ..‬تم يصارخ‬
‫ويسب ويهاوش فيهم ولكن ظلوا على لعبتهم هالثلثة وظلو بدل ل يسرعون الشغل بعددهم يأخرونه بتفاهة‬
‫التصرفات‪ ..‬اول غرفة تركبت كانت غرفة خالد ومن بعدها تعطل الشغل‪ ..‬لنه من بعد ما تركبت غرفته ظل‬
‫ياخر شغل الباجييين ولكونه مرتاح ان شغله تم ظل يماطل في اشغال الثانيين وجراح كان صعب عليه انه‬
‫يتحمل‪ ..‬اول‪ ..‬لن مثل هالجو اللي يتطلب منهم الدقة ما يساعد وجود يهال ‪ ..‬ثانيا‪ ..‬الموقف الخيري اللي‬
‫صاده ويا غزلن خله معكر المزاج لحتى هذي اللحظة‪ ..‬فتطورات غريبة عجيبة صارت بينهم وهوو ما كان‬
‫راضي بها‪...‬‬

‫من بعد ما شافها ظل ساكت وهو يسمع لبوزياد وهو يكلمه عن الطلبية اللي يبونها من الورشة‪ ..‬عدد معين‬
‫من المكاتب وعدد معين من الكراسي وستاير وغيره وغيره‪ ..‬وكانه داش محل مفروشات ما يدري ان جراح‬
‫لو بيسوي جذي فهو لزم يستعين بمحلت ثانية‪ ..‬بس دامه مستعد الريال لي مبلغ ما عارض جراح متجاهل‬
‫فكرة ان يمكن التعب يكسر ظهره وهو يعدل ويرتب المور ‪ ..‬وعيون غزلن اللي ظلت تطارده طول المحادثة‬
‫خلته ما يرتاح منها‪ ..‬ولسبب ما‪ ..‬كرهها‪ ..‬وكره جرأتها الزايدة وابتساماتها المبالغ فيها‪ ..‬وحس ان في قلبها‬
‫مطلب له وانها نوع للي قاطة روحها‪ ..‬وقبل ل تطلع توعدت له انها بتزورهم في البيت‪ ..‬مبيخها من بنت‪ ..‬بس‬
‫ياخوفه لو مريم وغزلن يتلقون – مثل ذيج المرة‪ -‬ما راح يتحمل جراح‪ ..‬اهو وايد غرقان بعلقته ويا مريم‪..‬‬
‫لول مرة يكون بهالحالة من الغرقان العاطفي >> مصطلحات‪..‬‬
‫جراح وهو يصارخ‪ :‬مو جذي مو جذي يا خالد شوي شوي الثاث كله خشب شوي ويتكسر‬
‫خالد‪ :‬ما عليك جراح انا اعرف شتقصد بس خلني اسحبه لك من داخل‬
‫جراح وهو يصارخ‪ :‬اقول لك مااا يدخل الكرسي علللق بالباب‪....‬‬

‫وظلو يحاولون ويا الكرسي لمن دخلوه شوي شوي‪ ..‬واخيرا دخل‪ ..‬حطوه بالصالة الثانية‪ ..‬يديدة‪ .‬صار بيتهم‬
‫افي الطابق التحتي يتألف من صالتين متداخلين ببعض‪ ..‬التلفزيون في وحدة والثانية فيها طاولة الطعام‬
‫الصغيرة‪ ..‬وكان الثاث تتراوح الوانه بين البنفسجي البارد والبني والبيج‪ ..‬خلى طابع البيت يسوود بالهدوء‬
‫والراحة‪..‬‬

‫مناير اللي كانت تختار في الوان الفرش اللي يابه لهم جراح باختياره‪ ..‬كل فرش بلون الغرفة بس المشكلة‬
‫ان مناير مو عاجبها فرشها وتحاول تلقي ثاني بس يناسب غرفتها‪ ..‬وبهالوقت‪ ..‬ياتهم زيارة من صاحبة المقام‬
‫الرفيع‪ ..‬وبنفس الوقت كان خالد ينزل اغراض سرير عزيز من الشاحنه‪ ..‬ويوم شاف سما وهي تتقرب منهم‬
‫ابتسم لها ابتسامة تسيح القلب وهي نزلت عيونها الرض بخجل وطاح العمود اللي كان حامله خالد على قدم‬
‫عزيز‬

‫عزيز بصراخ‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي‬


‫خالد انتبه له وسماء ضحكت‪ :..‬اسف عزوز والله ماادري‪..‬‬
‫عزيز وهو يطالع سماء بحقد‪ :‬يعني كان لزم اتيين هالحزة‪..‬‬
‫وسماء اللي متعودة على اسلوب عزيز العدائي ‪ :‬كيفي والله حزة اللي بيي مو شغلك‪..‬‬
‫عزيز‪ :‬مالت عليج انزين‪..‬‬

‫سماء وهي تطلع لسانها لعزيز‪ ..‬وبهالشي حمل عزيز قاعدة السرير بروحه ودخل البيت‪ ..‬وخالد ظل واقف‬
‫وهو يتمنظر في سماء بحب ورقة‪..‬‬

‫سماء وهي تضحك عليه خجل‪ :‬وييي شوي شوي ‪ ..‬طاحت عينك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اأأأأأأأأاه خلها تطيح‪ ..‬والله على حلها‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ايه ايه‪ ..‬اضبط روحك شوي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اضبط روحي؟؟ والله انا ضابط روحي من زمان‪ ..‬بس من يوم شفت هالشقرا ام عيون خضرا ضعت‪..‬‬
‫تضحك سماء‪ :‬ههههههههههههههه‪..‬‬
‫خالد يكمل‪ :‬لو سمحتي انتي من اي كوكب‪ ..‬كوكب العسل ول القيمر؟؟‬
‫سماء‪ :‬وييييع ما اشتهي الثنين‪..‬‬
‫خالد‪ :‬افا‪ ...‬بس تدرين ‪ ..‬انا اتقبل روح المنافسة اللي فيج‪ ...‬لنج احلى من الثنين‬
‫سماء‪ :‬بس عاد مصختها وايد عطيتك ويه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ويه‪ ..‬ل تكفين كوووع ‪..‬‬

‫سماء وهي تصر على اسنانها بتعبير فكاهي‪ :‬والله يبيلك كف مو كوووع‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هاهاها‪ ...‬الظاهر اني وايد عطيتح ويه‪ ..‬هاااج يودي‪..‬‬
‫ويرمي عليها المخدات‪ ..‬وحدة ورى الثانية وهي تضحك وتركض في مكانها تحاول انها تتحاشى ضرباته‪ ..‬وظلو‬
‫الثنيين على هاللعبة‪ ..‬لمن طلع لهم جراح واعصابها طافره بويهها‪..‬‬

‫وبصوت هادئ اجفل سماء اللي كانت ناقعة من الضحك ‪ :‬لو سمحتووا‪ ..‬اذا خلصتوا لعب العيال هذا تعالو‬
‫داخل وسوو شي مفيد يعني‪..‬‬

‫والتف جراح عشان يدخل البيت ال وسماء تحذفه بالمخدة الصغيرونه وتصيد راسه‪ ..‬شقهت بالضحكة وجراح‬
‫التفتت بعصبية وكان الشرار ينبع من عيونه‪..‬‬

‫خالدبصرخه‪ :‬في الصميم‪..‬‬

‫توه جراح بيتكلم ال وخالد يرميه بالمخدة الثانية‪ ..‬وانقلبت السالفة الى معركة المخاااد والصراخ تعالى في‬
‫هذاك الشارع وسماء تتنقز مثل النحلة لن ابتدى المثل‪ ..‬انا على ولد عمي وانا وولد عمي على الغريب‪ ..‬خالد‬
‫وجراح ما رحموها‪ ..‬وظلوا على هالحالة‪ ..‬لفترة من الوقت‪..‬‬

‫وبالمغرب انتهى فرش البيت ال من اغراض المطبخ اللي لزم يرتبونها ولكنهم بسبب التعب الكبير اللي مروو‬
‫فيه اجلو ليوم ثاني‪ ..‬وظلوا كلهم في الصالة وكل واحد منسدح مكانه من التعب‪ ..‬ال مناير اللي ظلت للحين‬
‫تشوف في الفرش وتدقق لمن لعت جبد خالد منها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬منوور هاتي الفرش البرتقالي انا ابيه‬
‫مناير‪ :‬لااااااااااا خلووه ابي افكر واقرر‪ ..‬لزم غرفتي تصير بيرفكت‪..‬‬
‫خالد وهو يقوم لها‪ :‬ولي زين بيرفكت قالت لي‪ ..‬يالله هاتيه‬
‫مناير وهي تحمل الفرش وتوقف‪ :‬لااا حرام عليك خالد بليز ل تحرمني من هالمتعة‬
‫خالد‪ :‬اي متعة وانتي ماسكة هالفرش من الصبح هاتيه بسرعة‪..‬‬
‫سماء وهي ترفع فرش ثاني‪ :‬هذا يناسب الدار بعد‪..‬‬
‫عزيز ينغز‪ :‬ليش تختارين انتي ل يكون دارج؟؟‬

‫استحت سماء وسكتت مكانها وهي تخزر في عزيز اللي كان يضحك بهبل ويد جراح تصفع راسه من ورى‬
‫بخفة‪ ..‬لمن بلع ضحكته‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة اتصلو في اختكم والله اني ولهت عليها شوفوها شلونها شخبارها؟‬
‫سماء ‪ :‬اي اي عفية جراح اتصل في فاتن؟‬
‫جراح ‪ :‬اي اي عفية جراح‪ ..‬على حسابج ان شاء الله غالي التصال بامريكا‪..‬‬
‫خالد اللي نسى تواجد سماء شوي وردت فيه رووح الحب لفاتن‪ :‬والله انك بخيل انا اتصل في شيخة البنات‬
‫ول علي‪..‬‬

‫ابتسمت سماء له بفرح‪ ..‬واتصل فيها خالد‪ ..‬يمكن هذي ثاني مرة يمكن يسمع صوتها خالد من بعد ما راحت‬
‫فاتن‪ ..‬واول اللحظات كان متوتر ويعرف ان توتره كان ظاهر على ويهه وجدام الكل‪ ..‬وجراح الي كان دايما‬
‫يراقب الوضع بالنسبة لخالد في تواجد ما نسى هالعادة اللي فيه‪ ..‬لكن هالمرة بتكثيف نظراته على سماء‬
‫بنفس الوقت‪..‬‬

‫واول ما رفعته فاتن بصوت عالي ومسرور لنه رقم خالد‪ :‬خلووودووو والكرييييه‬
‫خالد اللي رج قلبه‪ :‬فتووون الهيييييييييييييلق‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههه ولهت عليك يالكرييييه تو الناس تتصل فيني‪..‬‬
‫خالد وهو فرحان من قلب‪ :‬وانتي اكثر يالكريهه والله لج وحشة فتيييينة‪..‬‬
‫فاتن بزهو وهي تكح شوي ‪ :‬ادري ادري ل تقول لي ادري بكل شي‪ ..‬شخبارك وشخبار البيت‬
‫خالد‪ :‬يمكن البيت احسن مني اليوووم ولكن الكل يسلم عليج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬كلهم وياك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اي كلهم‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬وااااااااااااي ليتني وياكم اكيد القعدة حلوة‬
‫خالد‪ :‬ل والله‪ ..‬ما تحلى القعدة ال وياج يا شيختهم‪..‬‬

‫بابتسامة هادئة جابت سماء كلمه خالد‪ ..‬لكن في قلبها كانت النغصة قوية شوي‪ ..‬وهذا الشي لحظه جراح‬
‫بنظراته‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬بسك عاد يالله ما تيووز‬


‫خالد‪ :‬ل صج صج فتونة متى بتفكرين فيني يعني لمتى بتعلقيني‪.‬؟‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يمةةةة وين امي زهقتني‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ههههههه لحظة شوي يا حلوة الحلوات‪...‬‬

‫مد التلفون خالد لم جراح وراح قعد يم ولد خالته وبكل بساطة تجاهل سماء ووجودها في المكان‪..‬‬

‫ام جراح ظلت تسولف ويا بنتها عن البيت اليديد وخالد اللي كان شبه المتعلق بالتلفون لنه كل شوي يخبر‬
‫خالته بشي عشان تنقله لفاتن اللي كانت تظحك وترد عليه وسماء اللي جديدة في ساحة الغيرة تواجه‬
‫الموقف ببروود ولكن علمات الفيض واضحة على ويهها‪ ..‬واللي حس بهالشي مو بس جراح‪ ..‬حتى مناير ‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬سماء معانا بعد جان تبينها‪..‬‬

‫يوم سمعت فاتن اسم سماء على طول يا على بالها جراح‪ ..‬وكان صعب عليها تتكلم ويا البنت من بعد هالشي‬
‫لكن‪ ..‬بما ان سماء موجودة وانذكر اسمها لزم تحاجيها‪ ..‬مو حلو بحقها فمهما كانت اهي مو غلطتها اللي‬
‫صار‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬عطيني اياااها يمة ولهت علليها‪..‬‬


‫اشرت ام جراح لسماء بالتلفون اللي راحت وردت بروح اخر ما تتسماه هو المرح‪ :..‬الووو فتووون‬
‫فاتتن‪ :‬هل سمووووي الحلوة‪ ..‬شلونج حبيبتي شخبارج؟‬
‫سماء‪ :‬الحمد لله ابخير انتي شخبارج؟؟ وشخبار اميركا وياج؟‬
‫فاتن‪ :‬سكتي عنها طيحتي في الفراش باردة ياخيج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬اي والله ان جان على البرد اهي باردة بس انتي اكيد اقوى منها‬
‫فاتن‪ :‬احااااول واصااارع‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههه يعطيج العافية حبيبتي‬
‫فاتن‪ :‬الله يعافيج‪ ..‬انزين حبيبتي لزم اصكه الحين‪ ..‬تعبانة شوي بس ل تقولين لمي‬
‫سماء‪ :‬اوكيك حبيبتي‪ ..‬ديري بالج على نفسج‪..‬‬
‫خالد اللي دش عرض‪ :‬ل تخلينها تسكره ابي اقول لها شي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله حبيبتي‪..‬‬
‫سماء قهرا في خالد‪ :‬اوكيك بااااي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬باياااااات‪..‬‬

‫سكرت سماء عن فاتن وهي ترمي التلفون على خالد‪ ..‬وهو مو مصدق اللي صار‬

‫خالد‪ :‬ليش سكرتيه ؟؟ ما قلت لج اني ابي اقول لها شي‪..‬‬


‫سماء من غير ما تناظرها وحواجبها تشق عرض جبينها‪ ..:‬كانت مستعيلة وما عندها وقت‪..‬‬
‫خالد بغيض‪ :‬شهالتصرفات اللي ما تتسمى لليهال يعني صج حركات‪..‬‬
‫سماء وهي تبتسم تحاول تغيضه‪ :..‬مو انا ياهل؟؟ تحمل عيل‪ ...‬يالله خحالتي انا بروح البيت‬
‫ام جراح‪ :‬يمة قعدي ما عليج منه‬
‫سماء بزهو‪ :‬انا؟؟ علي من منو؟؟ من هذا؟؟ ل خالتي انا تحصنت من زمان‪ ..‬يالله اشوفكم على خير‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وانتي من اهل الخير‪..‬‬
‫مناير‪ :‬سموووي ل تنسبن باجر تعالي وياي عشان نروح السوق نشتري قطع الديكور لغرفتي‬
‫سماء‪ :‬ول يهمج حبيبتي‪ ..‬يالله مع السلمة‪..‬‬
‫الكل ‪ :‬الله يسلمج‪..‬‬

‫وطلعت سماء من البيت وهي تحس انها بتنفجر من الصياح‪ ..‬يالله عليك يا خالد ‪.‬جذي تسوي لي ‪ ..‬مو فاتن‬
‫اللي متصلة ملكة جمال العالم‪ ..‬وبدت دوامة الشكوك تصارع مخ هالبنت الصغيرونه اللي ما تفهم شي في‬
‫الحب‪ ..‬وخالد اللي كان بحالة العن من سماء ظل متحقرص مكانه لكن غياب ام جراح اللي كان ورى طلعه‬
‫سماء مباشرة خلته ينقز من مكانه ويلحقها‪ .‬لو ان شاء الله واقفة عند بيتهم‪..‬‬

‫جراح يصوت عليه قبل ل يطلع‪ :‬ل تتهور خالد‪..‬‬

‫لكن عبثا فيه لنه غاب عن البيت تماما‪ ..‬مناير تطالع جراح اللي كان يهز راسه‪ ..‬خالد يحب سماء اوكيه مافيها‬
‫شي‪ ..‬لكن ماله داعي للتهور‪..‬‬

‫مناير‪ :‬خلهم‪ ..‬اهما تعودوا على هالشي من زمان‪..‬‬


‫جراح‪ :‬روحي دارج وبل حجي فاضي‪..‬‬

‫خالد اللي وقف سماء وهي واقفة عند بيتهم‪..‬‬

‫خالد‪ :‬تعالي هني‪..‬‬


‫التفتت له سماء بهدوء وهي تحاول انها ما ترتكب نفس الغلط مرتين‪ :.‬نعم؟؟‬
‫خالد ‪ :‬شمعنى هالحركات‪..‬‬
‫سماء وهي تفتح عيونها بغباء‪ :‬اوه؟؟ حركات؟؟ حركات‪ ..‬حركات من يا خالد‪ ..‬انا المدمغة ول انت العاشق‬
‫الولهان‪)...‬تقلد عليه( يا حلوة الحلوات‪ ..‬القعدة ما تسوى بدونج يا شيختهم‬
‫خالد وهو فاج عيونه بصدمه‪ :‬الحين كل هذا لني قلت جذي لفاتن؟؟‬
‫سماء‪ :‬ل والله شتتوقع‪ ..‬انك تتعامل ويا وحدة مثلها مثل اليدار‪ ..‬غلطان يا روح قلبي‪ ..‬انا ما عندي هالحركات‬
‫ما اسويها فل تسويها لي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬والله بتتعبين سماء ‪..‬‬
‫سماء‪ :‬بشنو؟؟‬
‫خالد‪ :‬اذا حطيتي نفسج ويا فاتن لنها بكل بساطة غير عنج‪..‬‬
‫سماء اللي حست بكلم خالد مثل الطعنة‪ ..‬ويمكن فهمته على عكس ما قصده خالد‪ :‬شقصدك؟؟ اني يعني‬
‫مو مساوية لها‪ ..‬انها احسن مني بشي؟؟‬
‫خالد وهو منصعق من بال سماء‪ :‬شنو؟؟ من قال جذي الحين‬
‫سماء وهي ترتجف من الغيض‪ :‬انت الحين قلت‪ ..‬مو ناقصني اعرف ال انك كنت تحبها قبل‪...‬‬
‫سكت خالد وهو يهز راسه ويبعد بعيونه عن سماء‪ ..‬وسكوته هذا كان بمثابه الزيت اللي ينصب عالنار‪..‬‬
‫وصدقت سماء اللي بغت تصدقه من صمت خالد‬

‫سماء برجاء‪ :‬تحجى ل ‪ .‬قووول‪.‬؟؟؟‬


‫خالد‪ :‬سماء‪ ..‬انتي مخج صغير‪ ..‬وفي مثل هاللحظة اي‪ ..‬تخليني اتمنى لو انج تشابهين او انج تكونين برجاحة‬
‫عقل فاتن‬
‫سماء وهي تصارخ والدمع الصريع يهوي على خدودها‪ ..:‬ماعرف‪ ..‬ماعرف اكون على قولتك برجاحة‪ ..‬اسفة‬
‫لني مو مثل فاتن خالد صدقني اسفة‪ ..‬بس اذا تبيني تبيني مثل ما انا ‪ ..‬مو تلزق فيني صفات احد‪..‬‬
‫خالد‪ :‬سماء علمج صايرتلي غبية ما تفهمين‬
‫سماء وهي تتنشج ملمحها من الحزن‪ :‬الحين بعد غبية؟؟ ل صراحة كملت يومي‪...‬‬

‫دخلت سماء البيت وسكرت الباب في ويه خالد بقوة لدرجه انه انصم من صوته‪ ..‬ضم راسه بين يدينه وهو‬
‫حاس انه جرح سماء من غير ما يقصد‪ ..‬يعني اهو ما قال لها شي غلط‪ ..‬والظاهر انها زودت السالفة حبتين‪..‬‬
‫اخخ من اليهال اااااااخ‪ ..‬ورد الباب انفتح مرة ثانية وسماء الهايجة تطلع من جديد‬

‫سماء‪ :‬وتعرف شي‪ ..‬من يوم ورايح‪ ..‬ما ابي اشوفك‪ ..‬ول ابي حتى اسمع حسك‪ ..‬انت واحد غبييييييييييييي ما‬
‫تستاهل‪..‬‬

‫وردت سكرت الباب بقوة اكبر من جذي‪ ..‬وثاااارت في خالد العصبية لدرجه انه قرر يدش البيت ويلحقها‬
‫ويكفخها جم طراق عشان يبرد حرته فيها‪ ..‬لكن‪ ..‬وين‪ ..‬ما يقدر يدخل البيت لن الباب فيه نوع من القفل‬
‫الكهربي اللي من يتسكر من داخل اللي برع ما يقدر يفتحه‪ ..‬وظل واقف عند الباب بعجز والنار تسعر فيه‪..‬‬
‫حس انه ما يقدر يقعد اكثر‪ ..‬شال روحه وشغل السيارة وطلع‪....‬‬

‫اما سماء اللي دشت البيت وهي منفجرة بالصياح والبجي‪ ..‬راحت على طول لدارها تاركة ابوها وام مشعل‬
‫وسط الصالة منصدمين من شكلها‪ ..‬على القل ابوها‪ ..‬ام مشعل ما كانت حاسه لها ول معذبه نفسها حتى‬
‫عشان تحس‪..‬‬

‫بو مشعل‪ :‬علمها البنت هايجة بالبجي؟‬


‫ام مشعل بهدوء‪ :‬انت اللي دلعتها شوف لوين وصلتها؟‬
‫بو مشعل بغيض‪ ..:‬انا ما دلعتها‪ ..‬انا عوضتها عن اللي اهي فاقدته‪ ..‬منج‬
‫ام مشعل ترفع عيونها بلوم‪ :‬ل تحط شي علي‪ ..‬انا مالي شغل‪ ..‬اهي بنتك‪ ..‬تصرف وياها‪..‬‬

‫هز راسه بو مشعل من هالحرمة القاسية وشال بعمره ورى بنته يشوف شنو فيها‪ ..‬وصل عند دارها وما سمع‬
‫ال صوت صياحها المكبوووت بقهر صغر سنها وكونها عاجزة عن شي ال البجي بصوت عالي‪..‬‬

‫بو مشعل يحاول يفج الباب وما يقدر‪ :‬يبا سمي فجي الباب حبيبتي‬
‫سماء وصت شهقاتها‪ ..:‬مابي‪ ....‬ماااابي‪ ..‬مابي مابي‪...‬‬
‫ابو مشعل يعز عليه يسمع بنته بهالصوت‪ :‬حبيبتي‪ ..‬ردي علي والله يعز على ابوج يشوفج جذي‬
‫سماء‪ :‬ما فيني شي‪ ..‬روح عني‪ ..‬بس خلص خلوني بحالي‪ ..‬ما ابي شي‪..‬‬

‫سكت بو مشعل عن بنته‪ ..‬فهو ان عرف شي عنها فهو كرهها للضغط‪ ..‬تحب تمشي المور اللي تخصها‬
‫براحتها فهي شاطرة فيها‪ ..‬وال شلون بنت تربي نفسها بنفسها بهالدنيا‪ ...‬الظاهر انه كان غلطان يوم انه‬
‫حطها بعهدة حرمة قاسية قلب مثل سلوى‪ ..‬الله يعين قلبج يا بنتي على وحدتج بهالدنيا‪...‬‬

‫يمكن الغيرة القاتلة الي شبت بهالبنت الصغيرة كانت سبب في بكائها‪ ..‬لكن الحسرة والحرقة اللي في قلبها‬
‫كانت سبب صياحها وتشنج جسمها في البجي‪ ..‬عمرها ما حست بالحرمان مثل هاللحظة ‪ ..‬الحرمان من‬
‫خالد‪ ..‬اهي صج قالت له ما ابي اشوفك ول اسمع حسك‪ ..‬لكن هذي المنية ابعد من انها تحقق في حياتها‪..‬‬
‫لنها بتحقق هالمنية راح تموت سماء‪ ..‬درجة تعلقها في هالصبي زادت عن الحد المعقول‪ ..‬وهو بالمثل‪ ..‬يا‬
‫ترى بيقدرون يحلون مشاكلهم‪..‬؟؟ ول هم توهم صغار على الحب ومثل هالمواجهات بتحسسهم بمدى صعوبه‬
‫قدرتهم على مواجهة الصراعات‪..‬؟؟‬
‫‪----------‬‬

‫مساعد اللي رد البيت وايد متاخر على غير العوايد ما طاح شي في بطنه ول كلم احد ول عطى احد ويه‪ ..‬من‬
‫السيارة الى البيت ومن داخل البيت الى غرفته بصمت وسكون تام‪ ..‬ما يبي يعطي وياخذ بالحجي ول يبي احد‬
‫يكلمه‪ ..‬وخصوصا مريم‪ ..‬لنها بتفتح وياه تحقيق عن فاتن‪ ..‬او عديمة الحساس فاتن‪ ..‬والله يحس بالتحسف‬
‫راكبه لراسه‪ ..‬شلون قدر يصدق انها بتتعدل وياه‪ ..‬وكاهي تفتعل له موقف سخيف وكبير بحقه وهو اللي ما‬
‫بغى منها شي غير الحساس فيه‪ ..‬لكن هالشي الظاهر انه من المستحيلت‪..‬‬

‫تسبح على السريع ووطى راسه المخدة امل في النوم‪ ..‬وتوه بيغط عيونه ال دقات الباب تنبهه‪ ...‬اكيد مريم‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬دخلي الباب مفجوج‬


‫مريم دخلت وهي تبتسم لخوها وهي تضحك‪ :‬واااي انت ساحر ‪ ..‬شلون عرفت انها دخلي مو ادخل؟‬
‫مساعد وهو حاط يده على عينه‪ :‬خلصيني مريم شتبين؟‬
‫مريم وهي تجفل‪ .. :‬وييي‪ ..‬ماااكو سنع اليوم‪ ..‬يالله شيخة البنات داشه عليك حاجها قوم لها‪..‬‬
‫مساعد بصوت حازن‪ :‬مريـــم‪..‬‬

‫سكتت مريم‪ ..‬الظاهر انه من صج معصب‪ ..‬شفيه؟؟ الشركة يعني؟؟ اهو قلما اييب هموم الشغل وياه‬
‫البيت‪ ..‬ووسعت عيونها بتفهم ‪ ..‬اي‪ ..‬السالفة مافيها ال حرف واحد‪ ..‬الفاااء يا عيني‪ ..‬اكيد مسويتله شي‪ ..‬اهو‬
‫من جم يوم مو على طبايعه‪..‬والسبب اهو مرض فاتن‪ ..‬بس ليش اهو جذي يعني لزم يسهل على روحه‬
‫السالفة والله ما يسوى‪...‬‬

‫مريم‪ :‬انزين بخليك الحين‪ ..‬ماتبي تاكل؟‬


‫مساعد‪ :‬ل ماابي اكل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوكي‪ ..‬تصبح على خير‪..‬‬
‫قبل ل تطلع مريم وقفها ‪ :‬مريم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬امر‪..‬‬
‫مساعد وهو ياشر بيده اللي على عينه صوب الظرف‪ :‬اي بعد ذكرتيني‪ ..‬زهبي اغراضج بتيين وياي هالجمعة‪..‬‬
‫مريم باستغراب‪ ..:‬وين؟؟‬
‫مساعد‪ :‬باخذج وياي عشان ناخذ فاتن‪ ..‬زهبي لج شوية اغراض ما بنتم وايد هناك‪..‬‬
‫مريم وهي منصدمة من هالخبر اللي وصلها‪ .. :‬احلللللللللللف‬
‫مساعد‪ :‬اوووش‪ ..‬والله راسي يعورني خليني انااام‪....‬‬
‫مريم وهي مو مصدقه‪ :‬ماصدق‪ ..‬ماصدق ‪ ..‬اي اي‪ ..‬نام ‪.‬عشان ترتاح‪ ..‬وانا بروح ازهب اغراضي‪ ..‬مو‬
‫مصدقة‪ ..‬بشوف فتون بشوف اميركا يا قلبيييي احبك سعوود تصبح على خيررر وااااااااااي‪..‬‬

‫طلعت مريم من الغرفة وهي تترك ابتسامة على شفايف اخوها‪ ..‬يعني لو كان الواحد يحس نفسه طايح من‬
‫اعلى نقطة تظل مريم سبب عشان تخليه يتناسى هالخوف ويضحك‪..‬الحمد لله انه قدر يفرحها بهالشي‪..‬‬

‫دقايق ثانية مرت ال والتلفون يرن‪ ..‬ويرن‪ ..‬ويرن‪ ...‬لمن سكت بروحه وجفل مساعد من نومه على اخر‬
‫الصيحات‪ ..‬ويوم خذ التلفون وشاف اللي متصل ‪ ..‬لقاها سيدته الصغيرة‪ ..‬وفرح من قلب لنها متصله فيه ‪..‬‬
‫مع ان توه الناس على اخر مكالمة وزين منها فكرت‪ ..‬بس الحمد لله اهي فكرت‪ ..‬وعلى طول اتصل فيها ‪..‬‬

‫فاتن اللي كانت في الصالة قاعدة والغيض ماكلها‪ ..‬من الصبح للحين واهي بروحها‪ ..‬حاولت تنام لكن ما‬
‫قدرت‪ ..‬هالوحش في بالها من مكالمتهم الصبح‪ ..‬وجم مرة لجمت رغبتها بالتصال فيه لكن ما يستاهل‪ ..‬ويوم‬
‫الحين تتصل فيه مايرد عليها‪ ..‬خله ‪ ..‬ياكل دواه ول بتصل فيه وان اتصل‪ ...‬ما برد‪ ..‬ايه علبالكم ما اقدر‪..‬‬
‫لتنسون انا فاتن اللي راسها يابس‪ ..‬ما برد عليه بشوووف‪..‬‬

‫والتلفون يرن‪ ...‬ومن المتصل‪ ..‬طبعا بو الشباب مساعد‪ ..‬ولكن فاتن بطبيعتها العنودة ما ردت على التلفون‪..‬‬
‫وخلته جدامها يرن وهي مو مهتمة‪ .‬انا تعبانة صحيا‪ ..‬مو رادة عليه‪ ..‬ما اقدر اتحرك عذري معاي‪ ..‬احس بوهن‬
‫في عظامي‪ ..‬وتمت تعذر لنفسها اسباب عشان ما ترد لمن سكت التلفون‪ ..‬ومن سكت التلفون انبها‬
‫ضميرها‪ ..‬ومن القهر مالت ملمحها للبجي بسبب العجز‪ ..‬ولكن رن التلفون مرة ثانية‪ ..‬وردت الحيرة فيها‪..‬‬
‫ارد عليه ول ماارد‪ ..‬انزين صرنا متعادلين يعني يوم ما رد علي ما رديت عليه الحين شنو عذري‪ ..‬خلني ارد‬
‫ويصير خير‪..‬‬

‫وعلى طول ما هي تفكر سكر مساعد الخط اللي كانت توها بترد عليه‪ ..‬والشي دفع الصراااخ فيها بسبب‬
‫القهر‪ ..‬وما عطلت نفسها وردت تتصل فيه‪..‬‬
‫مساعد اللي كان واصل حده من القهر على فاتن‪ ..‬يعني شنو وحدة بوحدة‪ ..‬ما ارد عليها ما ترد علي‪ ..‬والله‬
‫اني ل صدتج يا فاتن لخليج تندمين‪ ..‬وكاهي الهبة من رب العالمين توصله وتتصل فاتن وما عطل مساعد رفع‬
‫السماعة من نص الرنة الولى‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شنو يعني؟؟ وحدة بوحدة‪ ..‬ما ارد عليج ما تردين علي؟؟؟ انتي ما بتقولين لي متى بتبطلين‬
‫هالحركات‬
‫فاتن اللي ياها كلم مساعد مثل العصار زلزل كيانها‪ ..:‬بسم الله علي شوي شوي‪ ..‬انا مو قصدي‪ ..‬بس كنت‬
‫مساعد بصراخ‪ :‬شنو؟؟ بس كنتي شنوو؟؟ تحجي‪ ..‬او تعذري لنفسج فاتن؟؟ شنو يعني تحاولين تثبتين ان‬
‫السلطة لج انتي؟؟ ها؟؟ كلميني حاجيني قولي اي شي بدل هالسكوووت‬
‫فاتن اللي بدى صوتها يعلى‪ :‬انت تعطي الواحد فرصة مساعد‪ ..‬الظاهر انك متعود على ان الكلمة الولى‬
‫والخيرة تكون لك‬
‫مساعد الي تحرك بعصبية من على السرير ووقف‪ :‬فاتن شوفي‪ ..‬انا ولله صابر‪ ..‬والله العظيم صابر ل تخليني‬
‫افلت من اعصابي‬
‫فاتن اللي خلص ما عادت تتحمل منه اكثر‪ ..:‬واذا انت صابر يعني انا اللي موصابرة‪ ..‬ليش دايما تحاول تخلي‬
‫ان السالفة عنك انت‬
‫مساعد بصوت هادئ ولكن بقهر‪ :‬انا؟؟ انا يا فاتن؟؟ يعني من اللي يتصرف مثل اليهال طول هالفترة ومن‬
‫يعامل الثاني باستغفال ويخلي اشياء مهمة مثل سالفة مرض وتجاهل واستخفاف ‪ ..‬تراني مو ياهل فاتن؟؟‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬انت علمك‪ ..‬اقول لك مريضة واله العظيم طايحة مثل الميتين تقعد تلومني ليش ما اتصلتي‪ ..‬وبعدين‬
‫سالفة التصال هذا شي راجع لي انا مو راجع لك انت‪..‬‬
‫خلص‪ ..‬انفجرررت العصاب بمساعد‪ ..‬توصل فيها المواصيل لهالكلم‪ :‬شنو يعني؟؟ انتي تتصدقين علي‪ ..‬انا‬
‫اشحت عندج التصالت؟؟؟ وايد مصدقة روحج انتي‪ ..‬او تدرين‪ ..‬عندج واحد غشيم )بصراخ( سمح لج انج‬
‫تصدقين نفسج ويااااه‪..‬‬
‫فاتن بصوت هادئ وسط كلم مساعد‪ :‬انا انا وانا‪ ..‬هذا كل شي‪ ..‬انت انسان مسيطر وومتملك وتظن انك‬
‫بتقدر تسيرني مثل ما اتبي‪ ..‬افهم شي واحد‪ .‬مستحيل‪ ..‬مستحيل مساعد تمشيني مثل ما تبي‪ ..‬وبعدين‪ .‬زانا‬
‫بسكر تامرني بشي‬
‫مساعد بصراخ‪ :‬تقدرين تروح الجحيييييم‪...‬‬
‫فاتن‪ :‬باي‪..‬‬

‫ومن غير ما تنتظر منه شي عشان تنهي هالمكالمة سكرت فاتن الخط بويه مساعد اللي ظل مصعوق وهو‬
‫واقف مكانه‪ ..‬لحظة‪ ..‬اهي سكرت الخط في ويهه ول هو يتخيل هالشي؟؟ تجرأت وسكرت الخط في ويهه‪...‬‬
‫يا الله‪..‬‬
‫اعصاير‪ ..‬براكين هايجة‪ ..‬فيضانات‪ ..‬تقدرون تقولون ال)تسونامي( بدت في مساعد‪ ..‬هذي هالياهل‪ ..‬فاتن ما‬
‫غيرها تسكر الخط في ويهه‪ ...‬الموقف فيه دافع للقتل‪ ..‬ومن يا ترى الضحية‪..‬‬

‫برمية وحدة انضرب التلفون في الجدار وتفتت الى قطع وتساقط مثل البرد على الرض‪ ..‬صريع بل روح ول‬
‫حياة‪..‬‬

‫ظل مساعد واقف مكانه وهو معصووف بالغضب‪ ..‬اهي نوت على عمرها يوم سكرت التلفون بويهه‪ ..‬نوت‬
‫على عمرها من الزين‪ ..‬وما عليه يا فاتن‪ ...‬انا بسكت عنج‪ ..‬ليوم الجمعة‪ ..‬هاليوم اللي بتلقين فيه نفسج‬
‫ضايعة‪ ..‬مالج اي احد يخبيج عني‪ ..‬وانا وراااج والزمن طويل‪..‬‬

‫مريم اللي سمعت صراخ مساعد ويا اختها واخوها طلعو من دورهم وهم يناظرون بعض‪ ..‬لول مرة يسمعون‬
‫صراخ مساعد‪ ..‬وعرفوا صراخه هذا ويا من‪ ..‬فاتن ما غيرها‪ ..‬نورة تناظر مريم بعتب المسكينة اللي مالها‬
‫ذنب‪ ..‬ليش؟؟ لنها ارفيجتها واهي تتحمل الذنب‪ ..‬ونتيجة لهاشي راحت مريم مثل الم المسكينة تشوف ولدها‬
‫اللي معصب‪..‬‬

‫طقت الباب بهدوء ونورة واقفة يم لؤي بتوجس ينتظرون مساعد يرد‪...‬‬

‫مريم‪ ..:‬مساعد‪ ...‬مساعد‪ ..‬هذي انا مريم‬


‫مساعد بصراخ‪ :‬مريم روحي دارج ‪ ..‬ول تييني ‪ ..‬ترى ان دخلتي ما بتلومين ال نفسج‪...‬‬

‫ارتجفوا الثنين من صراااخ مساعد لكن مريم ما اعتبرت له‪ ..‬اهي علقتها بمساعد اقوى من انها تهتز‬
‫بصراخه‪ ..‬لكن اهي بتنفذ رغبته‪ ..‬اهو اللي يبيه انه يظل بروحه هالفترة‪ ..‬وخله بروحه‪ ..‬واستدارت عشان‬
‫ترجع دارها وتوها بتدخل ال مساعد يطلع من الغرفة وهو لبس جاكيته الطويل‪ ..‬من غير ما يلتفت لهم نزل‬
‫من الطابق التحتي وطلع من البيت‪ ..‬بسرعة كبيرة لف السيارة وشخطها بعيد عن هالمكان‪..‬‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫فاتن الثانية اللي الغيض تملكها لول مرة بحياتها لدرجة انها صارت غير قادرة على التحكم فيه‪ ..‬راحت الغرفة‬
‫وهي تصفق الباب وراها وترمي روحها على السرير‪ ..‬حطت ثمها على المخدة تكتم صرخة زلزلت كيانها‬
‫فيها‪ ...‬حركتها هذي كانت قوية‪ ..‬لكن اقل ما كان يستحقه مساعد‪ ..‬لا‪ ..‬كان لزم مو اسكره بعد ما اقول له‬
‫باي‪ ..‬اسكره في ويهه وسط بربرته اللي ما تتوقف‪ ...‬يسوي اللي يسويه‪ ..‬تراه هو اللي بيندم مو انا‪ ..‬وسالفة‬
‫تطور العلقات‪ ..‬يشيلها من باله‪ ..‬قامت من على السرير وهي تشووت المخدات من القهر‪..‬‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫خالد اللي كان قاعد في السيارة عند الكاراج وهو يفكر بسماء‪ ..‬طل على غرفتها شاف النور مطفي فيها‪..‬‬
‫اكيد نايمة‪ ..‬ورد عيونه الى حظنه وهو يحس بالحزن ياكله‪ ..‬يا الله شلون واجهتني اليوم‪ ..‬حسيتها مجروحة من‬
‫خاطر علي‪ ..‬والله انا ما كان قصدي ياناس‪ ..‬بس ما قدرت اضبط نفسي ويا فاتن وهالشي ما طلع ال عفويا‪..‬‬
‫فاتن مهما كانت غالية وعزيزة علي‪ ..‬بس سماء اهي اللي احبها ولزم تفهم هالشي‪ ..‬مالت علي الي يقولون‬
‫انا حاولت او قمت بجهد عشان تفهم هالشي مني‪ ..‬كل اللي سويته اني صبيت البانزين على النار وولعتها اكثر‬
‫واكثر‪ ..‬مالت علي صج لي قالو الغبي غبي لوو لبس طووق الذكاء‪..‬‬

‫وجراح اللي كان في داره يرتب بعض الثياب‪ ..‬بعد تفكير قررت العايلة انها تبات الليلة هني في بيتها اليديد‬
‫وباجر يطلعون اخر اغراضهم وخلص‪ ..‬تنتهي رحلة النتقال عندهم اللي ما طالت عن الشهر‪ ..‬قام جراح يجيك‬
‫على خالد بداره‪ ..‬لنه من طلع للحين والساعة متاخرة ما رجع البيت‪ ..‬نزل تحت وطلع لعند الكاراج شافه‬
‫فاضي‪ ..‬السيارة مو هني يعني اهو مو هني‪ ..‬وتوه بيدخل داخل عن البرد لمح مؤخرة السيارة‪ ..‬وطلع وهو‬
‫حافي يتأكد من اللي شافه وبالفعل‪ ..‬كان خالد موجود داخل السيارة وهو رافع ريله ومنزل راسه‪...‬‬

‫طق عليه جراح الجامة والثاني جفل ‪ ..‬اشر له انه يفتح الباب وبملل فتح خالد‪ ..‬وراح جراح بسرعة لن الهوا‬
‫ابرد من انه يوقف فيه بتيشرت كات‪..‬‬

‫جراح‪ :‬اووووووووووف‪ .‬برد برد برد‪ ..‬ما اقدر‪ ..‬وااااه‪...‬‬

‫لحظ سكوت خالد‪ ..‬وعدم تعليقه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬علمك خالد؟؟ وينك من مساعة؟؟‬

‫طلع خالد النبوب لنه يحس ان تنفسه صار صعب‪ ..‬ضغط للهوا‪ ..‬ورجع النبوب مكانه وظل ساكت‪..‬‬

‫جراح‪ :‬خالد‪ ..‬شفيك انا احاجيك‪..‬‬


‫خالد ‪ :‬شتبيني اقول لك‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬يا خي رد علي‪ ..‬شفيك وشصار بينك وبين سماء؟؟‬
‫خالد بصوت هادئ‪ :‬ل تتدخل جراح خلني احل مشاكلي بروحي؟‬
‫جراح‪ :‬ياخي شنو تحلها بروحك من ويهك باين انك ماحليت شي ‪...‬‬
‫خالد‪ :‬كيفي‪ ..‬انا ما ابي احلها‪ ..‬ولابيك انت تيي وتحلها‪ ..‬اصل انت سببها فليش تحاول انك تصلحها؟‬
‫جراح بصدمة‪ :‬انا سببها؟؟ ليش‪ ..‬انا اللي قعدت اتميع في التلفون ويا فاتن‪ ..‬يعني ماكو حشمة لهالبنت‬
‫المسيجينة؟؟ ما تتوب انت يعني ؟؟‬
‫خالد‪ :‬انا ما تميعت اوكيه‪ ..‬هذا اول شي ‪ ..‬ثاني شي انت السبب‪ ..‬انت اللي خليتني احط عيني على سماء‬
‫لمن طحت فيها والبنت كاهي زعلنة ول تبي تشوفني ول تبي تسمع حسي‪ ..‬لوما انت واللي يطلع من تحت‬
‫راسك انا ما صار فيني كل هذا؟‬
‫جراح‪ :‬روووووووووووووووح لوما انا ما حط عينه على سماء‪ ..‬قبل ل انا اتكلم ول اسوي شي انت كنت ميت‬
‫عليها ‪ ..‬كفاية نظراتك لها ومناجرك وياها‪ ..‬تقعد تحط السالفة علي انا‪ ..‬يا حبيبي‪ ..‬الحب لعبة‪ ..‬ان ما لعبتها‬
‫عدل تطلع وانت تبجي‪ ..‬العبها عدل تطلع وانت فايز ببنت تسوى الدنيا وما فيها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬بسك من كلم الدعايات‪ ...‬اي الحب لعبة‪ ..‬الحب اللي ما فيه تفهم مو حب‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اي تفهم الله يهداك‪ ..‬انت تراك غلطان من راسك لكرياسك‪ ..‬ل تحاول تطلع روحك من التهمة‪..‬‬
‫خالد وهو يجفل مكانه من الغيض‪ :‬جراح‪ ..‬انت ما تدري ‪ ..‬انا رحت لها وراها اوقفها عشان تتكلم‪ ..‬تمت تخرط‬
‫وتمرط وياي وانا انقهرت‪ ..‬و‪ ..‬و‪...‬‬
‫جراح‪ :‬و‪ ..‬و‪ ..‬و شنو يا خالد؟؟ شنو؟؟‬
‫خالد بعتاب لنفسه‪ :‬قلت لها‪ ...‬ياريتج عقلج برجاحة عقل فاتن‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اهااااا‪ ..‬يا حلوك يا حلوك يا خالد‪ ..‬الحين البنت محترقة بغيرة بسبب فاتن‪ ..‬تروح تزيد الحطب بالنار‬
‫وتكملها‪ ..‬اقول‪ ..‬انت ما خاطرك تشتغل في مسابقة اغبى صبي على كوكب الرض‬
‫خالد وهو يسند راسه بيده‪ :‬ل تزيد المواجع فيني يا جراح بروحي بمووووووووت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬تدري‪ ..‬زين تسوي فيك سماء‪ ..‬اصيلة والله بنت ناس اللي تسوي فيك جذي‪ ..‬انا لو مكانها ‪ ..‬الكف‬
‫بعطيك اياه‪ ..‬وتدري شي؟؟ انت صح كلمك‪ ..‬مشاكلك الخاصة حلها بنفسك‪ ..‬انت افهم من اي احد‪ ..‬ويالله‪..‬‬
‫دخل السيارة قبل ل تدخل‪ ...‬تصبح على خير‪..‬‬

‫طلع جراح من عند خالد اللي كان في بؤرة اليأس‪ ..‬ياربي‪ ..‬ياربي يا حبيبي شسوي وياها‪ ..‬هذي البنت زعلها‬
‫مصيبة‪ ..‬تقعد باليوم واليومين‪ ..‬وانا ما اصبر عليها‪ ..‬قبل كنت اتحمل لني ما كنت اعرف حقيقة مشاعري‬
‫تجاهها‪ ..‬الحين شلون اصبر واهي اساس وجودي بهالدنيا‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ارحمني من هالبنت تراني بييين منها‪..‬‬
‫بيييين‪..‬‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الساعة ‪ 1‬الفجر بتوقيت الكويت ومساعد للحين عند البحر‪ ..‬ركب البطاقة بالتلفون اللي بسيارته‪ ..‬لكن ما‬
‫تعنى وفتحه‪ ..‬خله مسكر عشان ل تتصل فيه فاتن ول يغري نفسه ويتصل‪ ..‬الهدوء ما بعد العاصفة‪ ..‬دايما‬
‫يكون مخلف بالدمار‪ ..‬والخسارة الفادحة‪ ..‬اليوم خسر مساعد‪ ..‬خسر اهم شي اهو حاول يحافظ عليه‪ ..‬هدوء‬
‫اعصابه‪ ..‬يا الله بنت مثل هذي تثير العصاب ما شفت بحياتي‪ ..‬طريقة كلمها وهدوئها وتصرفاتها‪ ..‬ل وتسكر‬
‫التلفون بويهي‪ ..‬هذي القصمة اللي تقسم ظهري بالنص‪ ...‬لكن هين يا فاتن‪ ..‬انا لج ‪ ..‬انا للللج يا فاتن‬
‫وبنشوووف من اللي بيطلع منها‪ ..‬السالفة ما عادت حبيني واحبج‪ ...‬السالفة صارت‪ ..‬احترميني احسن لج‪...‬‬
‫وهين‪ ..‬انا كلها السالفة جم يوم ويايج‪...‬‬

‫وطرت الفكرة في باله‪ ..‬اهو قال لها انه بيي يوم الجمعة‪ ..‬واهي لنها بتكون في قمة النتظار والتوتر راح‬
‫تنتظر هاليوم‪ ..‬يالله‪ ..‬بنشوف يوم الجمعة شلون بتواجه هالشي‪ ..‬ان ما خليتج يا فاتن تندمين ‪ ..‬وبدل ما‬
‫تندمين تبجين‪ ..‬ما كون مساعد‪ ..‬انا وايد دلعتج وصبرت عليج‪ ..‬خليج هالمرة‪ ..‬درس من دروس القساوة اللي‬
‫اتحلى فيها‪ ..‬وانا بشوف‪ ..‬من بيرضخ لمن‪..‬‬
‫‪----------‬‬
‫تهديد ووعيد من مساعد لفاتن‪ ..‬يا ترى‪ ..‬هل هو صائب‪ ..‬او في محله‪.‬؟؟ محد يدري‪ .‬ولكن‪ ..‬هل الطبيعة او‬
‫الظروف او القضاء والقدر بيكون طرف ثالث في هالمعركة الحامية بين ادم وحواء‪..‬‬

‫فاتن ساكنة‪ ..‬وثورة العصاب فيها على اوجهها لكنها تعودت انها ل عصبت تسكت‪ ..‬ومرة وحدة تنفجر‪ ..‬من‬
‫يعلم‪ ..‬يمكن مثل ما كلت مناير منها طراق‪ ..‬ياكل مساعد الطراق الثاني‪ ..‬عادي جدا‪ ..‬ولو الخوف انه يرتد‬
‫عليها جان من زمان حطت الشي في بالها‪ ..‬حياك الله مساعد‪ ..‬بتيي هالجمعة‪ ...‬حياك الله‪ ..‬باسوأ يومين لك‬
‫باميركا‪ ..‬بخلي الشهر اللي طافك وياي ييتجسد بطريقة اقوى‪ ..‬في يومين‪ ...‬وال ماكون انا فاتن‪...‬‬

‫وسط هالنار الحامية‪ ..‬وهالمعركة القوية‪ ..‬من غير ادراك الثنين‪ ..‬كان التهديد والوعيد بمثابة الحطب اللي‬
‫تسقي الناااار ‪ ..‬نار العشق والغرام بين الثنين‪ ..‬فاتن اللي صار مساعد شغلها الشاغل‪ ..‬ومساعد اللي صارت‬
‫فاتن بمثابة التحدي اللي يخلي الدرينالين يثور بدمه‪..‬‬

‫يالله‪ ..‬كونوو حاظرين‪ ..‬لمعركة القرن‪ ..‬او انتقام القرن بين هالثنين‪ ...‬وظلو ويا نظرة حب عشان‬
‫تعرفووووووون‪..‬‬

‫مريم وهي تتفدع يم امها ‪ ..‬ومن ضحكتها القوية دفعت امها بعد للضحك وياها‪ ..‬ما قلت لكم ان قلبها طيب‪..‬‬
‫بس الغيرة ذباااحة سألوني انا اشوف امي في البيت‪ ..‬وبعد فترة من الهدوء‪..‬‬

‫مريم بصوت حنون وهي لمه امها‪ :‬يمة‪ ..‬توصين شي من اميركا؟‬


‫ام مساعد‪ .:‬ويــه يا حسرة‪ ..‬شوصي‪ ..‬لو رايحة الدمام قلنا ما عليه‪ ..‬ال عمريكا‪ ..‬شدرانا شفيها شمافيها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههههه يا حلوج امي‪ ..‬تدرين عاد‪ .‬بعطلة العيد والله لنروووح العمرة‪..‬شرايج؟‬
‫ام مساعد‪ :‬ايه‪ ..‬ويا اخوج عاد اللي ما عنده وقت‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل صج صج يمة ‪ ..‬رمضان جريب‪ ..‬وان شاء االله بالعيد نروح العمرة‪ ..‬بس عطينا موافقتج وكل شي‬
‫يتم؟‬
‫ام مساعد‪ :‬ليش بتتوسطين لي عند فاتن؟؟؟؟‬
‫مريم‪ :‬ها؟؟؟؟؟؟ يمممممممممممة شقلناااا ‪..‬‬

‫سكتت ام مساعد وشاحت بويهها عن بنتها‪ ...‬وبعد هدوء بسيط بين الثنتين‬

‫ام مساعد‪ :‬ديري بالج على نفسج يمة‪ ..‬وهالله هالله في الصلة‪ ..‬وذكري ربج وحطي عينج على اخوووج‪ ..‬ما‬
‫ابي يصيدكم شي‪ ..‬انا هو راح هذيج المرة وقلبي احترق‪ ..‬مو انتي الغالية الثانية‪...‬‬
‫مريم بفرح كبير ودموعها تدافعت بعينها‪ :‬يعلني ما خلى منج يالغل‪ ..‬انا غالية‪ ..‬اذا انا غالية انتي شنوووو؟؟‬
‫نورة وهي تنزل‪ :‬لاااااااااااااااااااااااااا ل اسمح بهذه الخيانة‪ ..‬يمة انا العرووووس ومريم الغالية؟؟‬
‫شهالخيااانة ‪ ..‬هزلت والله ‪..‬‬
‫ام مساعد تضحك لها‪ :‬وي انتي ام الغل بهالبيت يالعروووس‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ايه ايه امي تقول لج جذي بس لنج عرووس مو عشان اي شي ثاني‬
‫نورة وهي تلم امها‪ :‬يمة شوفيها؟؟‬
‫ام مساعد‪ :‬ل يمة ل تقولين جذي‪ ..‬انتو كلكم قطعة من يوووفي وحشاي‪ ..‬وكل واحد منكم له مقامه‪..‬‬
‫مريم‪:‬بس انا اكثر‬
‫نورة‪ :‬ل انا اكثر‪...‬‬
‫لؤي اللي دخل عليهم‪ :‬ل انتي ول اهي انا‪) ..‬يطير لحظن امه( احظنيني يا بت ‪ ..‬دانا ولهان عليكي كتيييير‪..‬‬
‫وخرو انتو الثنتين‪..‬‬
‫نورة ومريم‪ :‬يمــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪---------------------------------------------‬‬

‫غزلن في غرفتها الكبيرة الفخمة وثيابهها المنثرة بطول الغرفة وعرضها‪ ..‬قررت انها تزور بيت ام جراح اليوم‬
‫ولزم تبين في اووج اناقتها‪ ..‬وبعد بهالزيارة اقنعت امها بصعوبة انها تيي وياها ‪ ..‬استحت الم نظرا للعلقة‬
‫السطحية او المعدومة‪ ..‬تعذرت سماء بكل اللي تقدره لمها لكنها ما قدرت تقنعها ال بشي واحد وصار من‬
‫صالحها‪ ..‬التعامل اليديد بين ابوها وجراح‪ ..‬وروحات ابوها الدايمة له او حتى زيارات جراح للمكتب‪ ..‬اهي ما‬
‫شافته من بعد هذاك اليوم لكن اكتفت صراحة لنها بينت له انها مهتمة فيه‪ ..‬لكنها مو بس مهتمة فيه‪ ..‬فكرة‬
‫الحصول عليه صارت تحدي بالنسبة لها واهي لزم تكون قد كلمتها‪ ..‬مستحيل تخليه يضيع من يدها عشان بنت‬
‫بسيطة مثل مريم‪ ..‬جراح محتاج لبنت راقية وستايل وبرستيج مثلي‪ ..‬واهو الظاهر متاثر منها يعني ما يبيها‬
‫تضيع من جذي اوهم نفسه انه يحبها وانها شي بحياته‪..‬لكن اذا عرف باهتمامي فيه وبحاجتي له بيفرق بيني‬
‫وبينها ‪ ..‬وان شاء الله يشوف اني انسب له منها‪ ..‬ياااي عليه‪ ..‬يخبل هالولد‪ ..‬مخبلني وعافس افكاري‪..‬‬

‫ودخلت عليها اختها ))غصون(( اللي كانت توها راجعة للكويت ويا زوجها الدبلوماسي‪ ...‬ويوم شافت الفوضى‬
‫تعجبت‪...‬‬

‫غصون‪ :‬يا الله غزلن‪ ..‬شسويتي بالدار قلبتيها فوق تحت؟؟‬


‫غزلن وهي تدور في الكبت‪ :‬هذا وانا للحين ما لقيت اللي ابي البسه‪ ..‬غصون شوفيلي البلوزة اللفندر‪..‬‬
‫ماركة كلوي‪..‬‬
‫غصون‪ :‬الله يهداج وين بلقى لج ويا هالعفسة‬
‫غزلن‪ :‬وووووه والله بمووت غصوون ساعديني ل تعورين لي راسي زود‬
‫غصون‪ :‬زين خلي عنج هاللون‪ ..‬الحين شتا ليش ما تلبسين شي تدرجي‪ ..‬يعني البني ول الخضر‪ ..‬حلو عليج‬
‫ويا لون شعرج‬
‫غزلن وهي واقفة يم المنظرة تتخيل اللي قالته اختها‪ :‬تهقين؟‬
‫غصون‪ :‬اي‪ ..‬وايد يليق عليج وبيبين لون شعرج زين‪..‬‬

‫والغبية غزلن على طول راحت بفكرها بجراح‪ ..‬يا ترى شنو لونه المفضل‪ ..‬اهي كل مرة تشوفه كانت تلقاه‬
‫بالدشداشة‪ ..‬ويوم رد من اميركا كان لبس جاكيت رياضي احمر‪ ..‬يمكن يحب اللون الحمر‪ ..‬ما يندرى ‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬بلبس احمر‪...‬‬


‫غصون باستغراب‪ ..:‬شعرج احمر وهدومج بعد‪ ..‬ل ل‪ ..‬خليه لمرة ثانية ولبسي اللي قلت لج عليه‬
‫غزلن ‪ :‬اوكيك‪ .‬بلبس‪) ...‬وهي تمد يدها للكبت( هالجاكيت‪ ..‬وو‪ ...‬اممم )مدت يدها لتنورة قصيرة بكسرات‬
‫متداخلة‪ (...‬شرايج؟؟‬
‫غصون‪ :‬حلوو‪ ..‬لبسي وياهم بووت رفيع‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اكيد‪ ...‬متأكدة حلوين‪..‬‬
‫غصون‪ :‬اي حلوين‪ ..‬وبعدين على اللي سمعته من امي واللي سمعته منج انهم ناس بسيطين يعني حدهم‬
‫سوق المباركية‪..‬‬
‫غزلن بغيض‪ :‬غصوون‪ ..‬ارجوج‪ ..‬هالعايلة وايد قريبة علي قلبي وما احب احد يستخف بهم‪ ..‬اهم بسطاء لكن‬
‫قلبهم كبير‪..‬‬
‫غصون‪ :‬بسم الله عليج عاد شوي شوي‪ ..‬اللي يسمعج يقول لج مطلب منهم‪..‬‬
‫غزلن بتوتر‪ ..:‬شقصدج يعني‪ ..‬انا ‪ ..‬زرتهم مرة ويا سماء‪ ..‬بنت خالتي سلوى‪ ..‬ولقيتهم طيبين‪..‬‬
‫غصون وهي تزفر‪ :‬على العموم انتي حرة‪ ..‬طول عمرج كنتي حرة وبتظلين حرة يعني لو قلنا وعيزنا محد‬
‫بيسمع لنا‪..‬‬
‫غزلن‪..you are so right about this :‬‬
‫غصون‪ :‬عيل انا بخليج الحين‪ ..‬بنزل‪ ..‬ما اقدر اتاخر الليلة عندنا عزيمة عشا‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬وانتو كل ليلة عزيمة‪ ..‬ما قريتوا من رديتو من ايطاليا‪..‬‬
‫غصون‪ :‬شسوي‪ ..‬هذا حمود ما يكل ول يتعب‪ ..‬ولكن انا شعلي‪ ..‬بيني فريق تقديم مآدب وكل الي علي اني‬
‫اختار لون الزهور والزاوية اللي بنخلي الطاولة فيها‪...‬‬

‫طلعت غصون من الدار وغزلن تفكر في اختها‪ ..‬من تزوجت صارت انسانة سطحية وهمها في مظهرها‪..‬‬
‫كانت غير قبل ل تتزوج‪ ..‬روح الحماس وحبها للحرية والتفكك من القيود الجتماعية مخليتها غير عن البنات‪..‬‬
‫لكن من تزوجت حمود تغيرت‪ ..‬طالعت روحها بالمنظرة وتخيلت روحها حرمة جراح‪ ..‬راح تتغير ‪ 100‬درجة‪..‬‬
‫بتصير ابسط من جذي‪ ..‬وبتصير احشم من جذي‪ ..‬يمكن اهو من النوع اللي ما يحب ال البنات المتحجبات‪.‬‬
‫نظرا لذوقه المريع في اختيار بنات مثل مريم‪ ..‬لكن انا اقدر اخليه يستخف علي اليوم‪ ...‬بخليك يا جراح تصير‬
‫مثل الميت فيني‪ ..‬ومن درجة ما تموت فيني بتكره الحياة بدوني‪ ..‬ههههههههههههههههههههاي‪..‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫جراح اللي كان في الورشة مو حاسس بنفسه ابد‪ ..‬مو الصبح وهو راقد على المكتب‪ ..‬يعدل في رقدته بعد‪..‬‬
‫من زود التعب اللي يواجهه يوميا نسبة النوم عنده صارت قليلة‪ ..‬وحتى بسيطة‪ ..‬فلذا كان يعوض هالنوم في‬
‫النوم بالشغل‪ ..‬اللي ينتج عنه تعطيل في الشغال‪..‬‬

‫رن تلفونه وانتفض من مكانه وهو يتثاوب‪ ..‬شاف ان لؤي المتصل‬

‫جراح بصوته المتروس نووم‪ :‬الوووو‬


‫لؤي‪ :‬يخسسسسسسس هالصووووت وراعيه القاطع اللي ما يستحي على ويهه‬
‫جراح‪ :‬جب جب ‪ ..‬انا اللي ما استحي ول انت ؟؟ما تسأل عني من رديت ول شي‪ ..‬خلص‪ ..‬صرت ريال بيتنا‬
‫خلص طلعت من القرووب‬
‫لؤي‪ :‬جب ول كلمة انت اصل اكبرررررر خاين واكبرررررر لووتي‪ ..‬انا تدري ليش متصل فيك‪ ..‬عشان شي‬
‫واحد بس‬
‫جراح‪ :‬شنوووو‬
‫لؤي‪ :‬ختفتفتفتفتفتوووووووووووو عليييييييك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مالت عليك يالحمار‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬وينك في‪.‬؟؟؟‬
‫جراح وهو يتثاوب‪ :‬في الورشة بعد وين‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬كل هنااااك؟؟؟‬
‫جراح‪ :‬هذا وانا كل هناك والشغل متعطل‪ ..‬والله محتاج لحد يساعدني لؤي ما اقدر احط بالي على كل شي‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬يالهيسسسسس الربد وانا وين رحت‪..‬‬
‫جراح وهو يتذكر كلم مساعد عن لؤي‪ :‬اي تعااااااااااال ذكرتني‪ ..‬صج تبي تشتغل وياي؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ماااااااالت عليك تو الناس تعرض علي الشغل‪ ..‬ياخي شغلني ابي اتزوج والله ذايبة حناياي وانا العي‬
‫بهالسالفة‪...‬‬
‫جراح‪ :‬ل تلعي ول شي‪ ..‬تعال اي وقت‪ ..‬وال اقول لك‪ ..‬خلني اعلمك من الحين دامك فاضي‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شدراك اني فاضي؟؟‬
‫جراح‪ :‬انت دومك فاضي واكيد قابض هالسيارة وتلوووي فيها‪..‬‬
‫لؤي وهو يمثل بالصياح‪ :‬احبك جراح‪ ..‬دومك حاس فيني‪ ..‬ياخي شهالقلب الحنون اللي تحمله في صدرك‪..‬‬
‫ابوووووس قلبك انا‪..‬‬
‫جراح وهو يضحك‪ :‬يا عيني عليك انت يا ناعم يا رقيق‪ ..‬يالله هز طولك وتعال ول تتاخر‬
‫لؤي‪ :‬عطني العنوان زين‪...‬‬

‫من بعد ما عطى جراح لؤي العنوان سكر التلفون وويهه متهلل‪ ..‬واخيييرا لقى له المساعد‪ ..‬ومن بعد‪ ..‬اعز‬
‫رفيج على قلبه ومن الهل ومصلحتهم مشتركة‪ .‬الحين ما باقي ال اسنع له الشغل زين بس طبعا شغل مثل‬
‫هذا ماكو ضمانات ول شي من هالكلم لكن الجر زين‪ ..‬ويمكن يعتبر هالشغل مؤقت لمن يلقى شغل احسن‬
‫منه‪ ..‬ومن يدري يمكن يتوسع شغل الورشة‪ ..‬وتصير في يوم شركة‪ ..‬بس ل نطمع ونخلي الشياء تمر بهدوء‪..‬‬
‫مثل ما كانت‪..‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫االنتظار للساعة اربع كان مثمر ‪ ..‬ومريم طول هالوقت استغلته عشان اشياء مفيدة لها‪ ..‬مثل تدريم اظافرها‬
‫وياا اختها نورة ‪ ..‬ومن بعدها صبغت شعرها بلون افتح من لون شعرها وصار جنان من بعد ما غسلته‬
‫وسشورته‪ ..‬ولبست بهالمناسبة بدلة بتدرج اللون الخضر اللي اهي مغرمة فيه ‪ ..‬وتفننت عاد هي في الميكب‬
‫الي حاطته عشان تبين انها انسانة متألقة ومرة وحدة بتخبر ام جراح بسالفة سفرها‪ ..‬هالشي بفرحهم لنهم‬
‫بيردون وياهم فاتن‪ ..‬يا الله فتوون ما يندرى شلون تغيرت ول تعدل شكلها‪..‬يمكن نحفت ويمكن زادت البطة‬
‫ادريبها اذا كانت بروحها تسوي العمايل‪..‬‬

‫اللي كانو بيروحون بهالزيارة اهي مريم واختها نورة لن امهم بتروح تعزي ناس من جيرانهم‪..‬‬

‫نورة‪ :‬زين من بياخذنا؟‬


‫مريم وهي تحط الماسكرا‪ :‬مساعد الي بياخذنا‪..‬‬
‫نورة‪ :‬وليش مو لؤي؟؟ احسن ‪ ..‬عالقل بنوصل بسرعة‬
‫مريم‪ :‬لاا مو جذي‪ ..‬اناابي مساعد ياخذني قبل محل جذي اشتري فيه هدية‪..‬‬
‫نورة‪ :‬وااي انتي ليش ما قلتيلي انا بعد بشتري هدية‬
‫مريم بظيج‪ :‬يعني يا نورة رايحين بيت الناس وهو يديد شلون ما تفكرين بهالشي‪..‬‬
‫نورة‪ :‬ل زين زين قلتيلي‪ ..‬لكن الحين ششتري لهم‬
‫مريم‪ :‬اي شي‪ ..‬انا باخذ لهم هاي آله القهوة ويا الكاباتشينو‪ ..‬وورد‪ ..‬ومساعد قال بيشتري هدية غير لهم‪..‬‬
‫نورة‪ :‬اووف عيل انا ششتري لهم؟؟‬
‫مريم ‪ :‬اي شي تحفة فنية ول شي‪..‬‬
‫نورة وهي تفكر‪ :‬للل تدرين‪ ..‬انا بشتري لهم شي من محل انتيكات‪ ..‬شي جذي ديزاين وشموع وهالسوالف‪..‬‬
‫حلو صح‬
‫مريم تبتسم لها‪ :‬من خبيرة الشمع كل شي حلوو‬
‫نورة‪ :‬هههههههههههههههههههههه‪ ..‬زين انا بخليج بروح اسنع روحي‬
‫مريم من غير ما تناظر نورة‪ :‬انا بروح من غير عباة‪..‬‬
‫نورة التفتت لها‪ :‬بخليج مساعد؟‬
‫مريم‪ :‬ملبسي حشام يعني وكلها بالسيارة روحه ورده‬
‫نورة‪ :‬اممم صح‪ ..‬عيل انا بعد بروح وياج نفس الشي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بخليج فيصل؟؟‬
‫نورة بحالمية‪ :‬ويـــه من فيصل‪ ..‬هذا لو اقول له اشرب سم عني يشربه‬
‫مريم‪ :‬ويــــــــــــــــــه عااااد عطونا شوي‬
‫نورة بهجوم‪ :‬ماكو يالله ذلفي‪ ..‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫راحت نورة ومريم تضحك عليها وتدعي في قلبها ان الله يحفظ اللي بين اختها وريلها‪ ..‬ومن اختها وريلها اييها‬
‫اهي ويا جراحوو الحمار وخلص يرتاحوون‪ ..‬ملت من الهبال وياه والستهبال ‪ ..‬الحين كل شي لزم يتعدل‪ ..‬مو‬
‫بيتهم زهب‪ ..‬خلص اهوو قال لي هالشي انه بيي يخطبني‪ ..‬فديت عمره والله لو يبيني اروح وياه المحكمة‬
‫وبس خلص بواااااااااااااافق‪ .‬فديت عمره والله‪..‬‬
‫جراح اللي شاف ان لؤي ما يفهم شي في الحسابات خله مسئولية الطلبات والعمال عليه وهو استلم‬
‫الحسابات والتوصيلت‪ ..‬ومرة وحدة صارت الشغلةا سهل منها ما في‪ ..‬ويمكن بعد يحتاجون واحد ثالث بس‬
‫خلهم يشوفون الحوال وهم اثنين بعدين يقررون‪..‬‬

‫وتم الشغل باسهل ما يكون وتوصلوا لشي‪ ..‬ان شاحنه وحدة ما تكفيهم ويبيلهم اكثر‪ ..‬عشان يقدرون يوصلون‬
‫الشي مرتين في نفس الوقت لمكانين مختلفين‪ ..‬وهالفكرة كانت طبعا من رؤيا الشريك اليدد لؤي اللي كان‬
‫مستمتع من قلب‪ ..‬شغلنه سهله وما يبيلها حك مخ وعوار راس ول مدير يصرخ ول شي‪ ..‬الدوام من ‪ 8‬الى‬
‫اربع استراحة ساعتين من ‪ 12‬الى ‪ 2‬وشاحلى من هالشغلنة‪ .‬والراتب بعد زين على قد الحال‬

‫جراح وهو مبتسم‪ :‬ها شرايك بالشغل‬


‫لؤي وهو ميت من الفرحة‪ :‬ل تحاجيني والله ان رديت البيت زين‪ ..‬ههههههههههاي‬
‫جراح‪ :‬شدعوة كله ال شغل‬
‫لؤي وهو بطريقته المبالغة في وصف مشاعره‪ :‬تعرف شنو يعني قعدة البيت؟؟ اااااااااه يا جراح دماااااااااار‬
‫هذي تحطم كل اللي فيني‪ ..‬مئدرررررش ائعد اكتر هناااك يا رااقل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههه اوكيك يا سنية بس خلص‪ ..‬الورشة ورشتك ووقت ما تبي افتحها واشتغل‬
‫لؤي‪ :‬لني احب النجارة بعد واحب البتكار‬

‫جراح يذكر لؤي بالمدرسة كان يرقد طول الوقت وبحصه التدريب المهني يقوووم‪..‬وضحك عليه‪ ..‬وبالسوالف‬
‫مني ومناك ابتدت سالفة ل خطرت على بال جراح ولاا مالت حتى‪..‬‬

‫جراح‪ :‬متى السفر؟‬


‫لؤي‪ :‬اوووف ل تسكت‪ ..‬يوم الخميس السفر والوصول يوم الجمعة وامي حاشرتنا بالبيت وعافسته بزعلها؟‬
‫جراح‪ :‬ليش؟؟‬
‫لؤي‪ :‬بعد مساعد مو كفاية انه هو بيروح بعد بياخذ وياه مريم ‪..‬‬
‫بهت جراح‪ ...‬مريم‪ ...‬ليشششششششش‪ :‬من بيروح وياه؟‬
‫لؤي‪ :‬الريم العصل‪...‬‬
‫رجف قلب جراح‪ ..‬هاذي الحمارة شلون تسافر وما تقول لي ‪ :‬ومن قال لك انها بتسافر ويا اخوك؟‬
‫لؤي وهو يضحك بسخرية‪ :‬ما يحتاج الستعدادات على ساق وقدم‪ ..‬ومريم الله يهداها لو ماتبي تعرف احد‬
‫يدري كفاية اغراضها وسوالفها اللي يدري عنها حتى راعي الجمعية‪..‬‬

‫سكت جراح وهو يحس بمرارة تطوف في حلجه‪ ..‬ومن متى تدري اهي بهالسالفة؟ وما فكرت حتى تخبرني‪..‬‬
‫شلون بتسافر‪ ..‬وشكثر بتم هناك‪ ..‬تظايق جراح من غير اي سبب‪ ..‬يمكن لنه كان متوقع انها تكون موجودة‬
‫ومعاه بنفس الديرة خصوصا والحين ردوا بيتهم والمسافة قصرت يعني حتى لو ما شافها يطمن قلبه‪ ..‬ليش‬
‫بتسافر معاه‪ ..‬لكن معليه انا وراج يا مريم‪ ..‬تروحين وتسافرين وتيين على كيفج وانا هني مثل الطرطووور‪..‬‬
‫هّين‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬انزين وين اخذ هذا؟‬
‫جراح من غير نفس‪ :‬خذه المكان اللي تبيه‬
‫استغرب لؤي‪ :‬زين شفيك انت الحين؟‬
‫جراح وهو يقوم ‪ :‬مافيني شي‪ ..‬انا بروح البيت بتم هني؟‬
‫لؤي‪ :‬ل ما بتم الحين يرد مساعد والغدى بينحط‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله عيل خلنا نقفل‪..‬‬

‫راح لؤي لعند المكتب وجراح عند العمال وقال لهم انهم بيسكرون مبجر اليوم‪ ..‬مع ان الشغل اللي كانو‬
‫مخططيين انه يزهب اليوم ما زهب لكن باجر يوم يديد وان شاء الله يصير كل شي لنه ان تم هني اكثر ما‬
‫راح يركز والتركيز اهم شي ‪..‬‬

‫طلع جراح ويا لؤي من بعد ما سلمه نسخة من المفاتيح‪ ..‬وركب سيارته جراح وعلى طول تحرك الى بيتهم‪...‬‬
‫‪-------------------------‬‬

‫غزلن وهي فاضحة امها في البيت‪ :‬ياا الللللللله يممممممممممة ل تعطلينا خلينا نروووح‬
‫ام زياد وهي تنزل من الدري والعباية بيد الخادمة تبخرها لها وبحزم‪ :‬غزلن علمج يمة مقروصة جذي الناس‬
‫توها ما استراحت في بيتها لو تخلينها لبعد باجر يصير خير‪..‬‬
‫غزلن بانزعاج كبير‪ :‬ل والله؟‪ ..‬شرايج ما نروح لهم مرة وحدة‬
‫ام زياد‪ :‬يمة والله فشلة ماعرف الحرمة ول شي‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬يمة هذي فرصتج انج تعرفينها‬
‫غصون وهي واقفة عند الدري‪ :‬والله انا مادري انتوو رايحين تخطبون لهم ول تزورونهم‪ ..‬هذول ناس بسيطين‬
‫وكل هالستعدادات مو مهمة لهم يا غزلن‬
‫غزلن وهي متوترة‪ :‬شوفي غصووون مالج شغل زين انا بسوي اللي بسويه‬
‫غصون تكلم امها‪ :‬هذا اخر الدلع والدلل شوفي شمسويه فيكم هالبنت‬
‫غزلن‪ :‬والله موتي حرة مو كل يوم انا بنتهم الصغيرة‬
‫ام زياد بحزم وهي تسكت الثنتين‪ :‬بس‪ ..‬بدن‪ ..‬يالله سكتوووو ل اادبكم انتو الثنتين‪..‬‬

‫واحتراما للم الوقورة انتهى النقاش بين غصون وغزلن اللي كانت مرتجفة من شدة التوتر‪ ..‬مجرد فكرة انها‬
‫تشوف جراح تخليها ترتعش‪ ..‬ولاا هالمرة بعد بتشوف اهله اللي من زمان ما شافتهم‪ ..‬يا الله يصير كل شي‬
‫اوكيه وما تطلع لي عقبات انا بغنى عنها‪..‬‬

‫وطلعت الخادمتين الثنتين من المطبخ وهم حاملت الهدية الكبيرة من نوعها اللي هي عبارة عن تحفة فنية ول‬
‫اروووع‪ ..‬وغصون يوم شافتها‪..‬‬

‫غصون بدهشة‪ :‬وين بتخلونها هذي؟؟‬


‫غزلن‪ :‬بناخذ اليوكن اليديد ‪..‬‬
‫غصون‪ :‬اهاا‪ ..‬ههههههههههههههه‬
‫غزلن اللي تنرفزت وصرخت‪ :‬يمـــــــــــة شوفيها‬
‫ام زياد‪ :‬غصووون يمة خلج منها والله حرام عليكم ذبحتونا خلونا نروح ل بارك الله العدووو‬

‫وطلعت ام زياد ويا بنتها المدللة وغصون اللي رن تلفونها توجهت له‪ ..‬ركبوا الخدم الهدية تحت اشراف غزلن‬
‫الي تمت تصارخ عليهم عشان ل يصيبها شي‪ ..‬شعرها الطويل كان مغطي ظهرها كله وطريقه انسيابه كانت‬
‫رائعة والبدلة اللي عليها كانت مخليتها عملية ورقيقة ال بلمحة الناقة الخشنة ال وهو البوت اللي ساقه‬
‫طويل‪ ..‬ودخلت السيارة ويا امها اللي كانت حلقة الفكار تدور في بالها بصمت عن بنتها‪ ..‬اليوم راح يتضح كل‬
‫شي‪ ..‬حالتها النفسية اللي قبل جم يوم‪ ..‬وهالتوتر اللي صايدها من هالزيارة‪ ..‬واهي اللي ما تحب الزيارات‬
‫العائلية ‪ ..‬والله ما يندرى شنو اللي يمر من تحت راسج يا غزلن‪ ..‬الظاهر ان كلم غصون كان صح‪ ..‬بسبب‬
‫دلعنا ودللنا لها صرنا عاجزين عن كلمة ل في ويه غزلن‪ ..‬الله يستر منج يا بنتي‪ .‬ويطلعنا من الي تحت‬
‫راسج‪..‬‬
‫================‬

‫مساعد الي كان هادئ من ليلة المناجر ويا فاتن محد عرف شنو سبب هدوئه‪ ..‬يمكن هذا الهدوء ما قبل‬
‫العواصف‪ ..‬ويمكن هدوء ما بعد العواصف‪ ..‬يرد البيت مبجر وياكل زين ومسترخي ‪ ..‬والله اعلم شنو الي يدور‬
‫في باله للمسكينة فاتن‪..‬‬

‫مريم اللي نزلت على الساعة ثلثة وشافته قاعد ياكل ويا امه اللي تسولف له‪ ..‬وتفاجأت يوم شافته‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هل مساعد‪..‬‬

‫مساعد ياشر براسه لنه كان ياكل‪ ..‬وهو من طبعه الهدوء وقت الكل‪..‬‬

‫مريم وهي تقعد‪ :..‬يمة خاطري في قباقب متى بتسوون لنا؟؟‬


‫ام مساعد‪ :‬قولي لبووج اهو الصياد مو انا‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بــيــــه ان جان على ابوي الواحد يهون‪ ..‬من متى قايلة له ابيه وكل مرة نفس الشي )تقلد على بحة‬
‫صوت ابوها( المرة الياية كم شيخة الحريم مريم عندنا؟‬
‫ضحك مساعد على مريم وهو موطي راسه واستلمتها امها‪ :‬عيب عليج هذا ابوووج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ابوي على عيني وعلى راسي لكن ليش يوعد وما يوفي‪..‬‬
‫ال بدخلة البو اللي توه راد من البحر ولبس وزار وبيده كيس ‪ :‬ام مساعد‪ ...‬يوووووه يام مساعد‪..‬‬
‫ام مساعد وهي تهب له‪ :‬هل هل بالغالي كاني‪..‬‬
‫بو مساعد‪ :‬وينج انتي من ساعة اناديج‬
‫ام مساعد‪ :‬استغفر الله توووك وصرت من ساعة؟؟‬
‫بو مساعد‪ :‬خذي الجيس ل بارك الله في العدوووو‬
‫مريم وهي تضحك لبوها‪ :‬يعطيك العافية يبببااااا هههههههههههههاي‬
‫بو مساعد‪ :‬وانتي علمج شاقة الحلج بالنص‪ ..‬قومي ويا امج ونظفي السمج‬
‫مريم بصدمة ومساعد نقع منا لضحك عليها‪ :‬يبا‪ ..‬شلون؟؟؟ انا‪ ..‬مريم ‪ ..‬ام الدل والدلل‪ ..‬اللي الخادمات‬
‫يحوشون يم ريلي انظف سمج‪ ..‬فشررررررررررر بالمصري بعد‪..‬‬
‫بو مساعد‪ :‬شنو يعني امج احسن منج بشنو؟؟ والله لو تنوزنون يا بنات الديرة كلكم مثل ام مساعد ماتيوون‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوب اوب يبا ل تغازل‬
‫ام مساعد بحيا تدعي لبو مساعد‪ :‬يارب يخليك لنا ذخر وسند يا نظر عيني‬
‫مريم وهي تصم اذنها‪ :‬لااااااااااا ماابي اسمع تخربوووناا انتوووووو‬
‫بو مساعد وهو يقعد على الطاولة‪ :‬يخربونها ست الحسن والجمال‪ ..‬بنات هالزمن ينخاف منكم‬

‫مساعد يضحك وهو ساكت على كلم ابوه‪ ..‬ولكن مسرع ما استلمه‪..‬‬

‫بو مساعد بسخرية‪ :‬وانت؟؟؟‬


‫مساعد بصدمه‪ :‬سم يا طويل العمر‪..‬‬
‫بو مساعد‪ :‬سم يا طويل العمر‪ ...‬شفيك ساكت ومقلقل روحك على اختك وانت العن منها‬
‫مريم ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههاااي عمري ابو محد يطلع مظلوم وياااه‪ ..‬يبا‪ ..‬خلنا في موضوعنا‬
‫بو مساعد‪ :‬تخلخلت ظرووووس‬
‫مساعد ومريم يكملون‪ :‬العدووو )مريم بروحها ومساعد يضحك( زين يبا‪ ..‬وين القباقب اللي وعدتني فيهم؟؟؟‬
‫ها‪ ..‬؟؟ ها ياااا خلف هاا‪ ..‬وين المانة وين الوعد‪ ..‬يبا الكويت امانــــة وبناتها امانة ل تكسرون بخاطرهم؟‬
‫بو مساعد وهو يناظر مساعد‪ :‬انا ابي اعرف هذي باي يوم يات‪ ..‬يوم اللسان وطوالته‪ ...‬للقباقب لزم نروح‬
‫فيلجا وانا مووو نوكر )خدام( ريلج اللي ارووح لج وايي‪..‬‬
‫مريم بحيا‪ :‬وااااط يبا‪ ..‬كسرتني‪ ..‬ما ادري ان كنت اتجبر مرة ثانية ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انا اعرف شلون اجبرج‪ ..‬يالله روحي لبسي ورانا درب نتشرى ونرجع‪..‬‬
‫بو مساعد‪ :‬وين رايحين‪) ..‬يكلم ام مساعد( وانتي ما علمتي عيالج منج ال الهياتة‪ ..‬ودي اشوف هذاك‬
‫المعصقل ول نووورة ابد ما اشوفهم وهذي كل يوم ما حطت العباية على راسها وهّيت بالفريج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يبا رايحين بيت المرحوم عبدالله الياسي‪..‬‬
‫بو مساعد بكل احترام‪ :‬اهاا‪ ..‬رايحين بيتهم‪ ..‬الله يرحمه‪ ..‬روحي يبا وشوفي عمه اخوووج ان جانها محتاجة‬
‫شي‪ ..‬بعد احنا اهل ونسايب ما يصير ما نواصل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان شــــــــاء الله يبا‪ ..‬من هالعيــن وهالعيــــن‪..‬‬

‫راحت مريم ورى اخوها مساعد وتوه بيدخل غرفته اهي قدرت تلحقه وتوصل له‪..‬‬

‫مريم‪ :‬سعوووود سعود سعود‪..‬‬


‫مساعد يلتفت لها بكل هدوء‪ :‬هل‪..‬‬
‫مريم تقلد عليه‪ :‬هل‪ ..‬شنو هل قول لي‪..‬‬
‫مساعد بحيرة‪ :‬شقول لج؟‬
‫مريم وهي تحوس ثمها‪ .. :‬شصار بينك وبين فاتن؟‬
‫مساعد يعقد حواجبه‪ :‬شنو يعني يصير؟؟‬
‫مريم‪ :‬ماتكلمتوا يعني من هذيج الليلة؟‬
‫مساعد وكأنه ما يذكر شي‪ :‬اي ليــلة؟؟‬
‫مريم‪ :‬ليلة العرس‪ ..‬ليلة المعركة العالمية‪ ..‬اللي راح تلفونك ضحيتها‪..‬‬
‫مساعد وهو يلف راسه عنها‪ :‬مريم ماعندي وقت لهالسوالف وروحي تزهبي ونادي نورة بعد عشان نروح‪ ..‬ما‬
‫ابي اتاخر وراي اشغال‪..‬‬

‫دخل الغرفة وسكر الباب ومريم واقفة مكانها بصدمة‪ ..‬شفيه هذا؟؟ ماكلين حلله‪ ..‬والله ويا هالويه‪ ..‬مالت‬
‫علي انااللي ملحقة وراك‪ ..‬بس غموضه هذا اكيد وراه شي‪ ..‬وانا ما يصير اسكت عنه‪ ..‬ل يكون بس هون عن‬
‫فتون وما يحبها‪ ..‬اقوم اتصل في ارفيجتي واشوفها قبل ل امشي‪..‬‬

‫فاتن اللي كانت تتعمد انها ترمي تلفونها في مكان غير عن اللي اهي فيه ما سمعت الرنين المتعدد اللي كانت‬
‫مريم تسببه باتصالتها‪ ..‬والسبب الحقيقي ان فاتن كانت في سابع نومة‪ ..‬طبعا في غرفة مساعد اللي تعودت‬
‫تنام هناك من سفره‪ ..‬على الرغم من انها حاملة في قلبها عليه ال انها ما قدرت تتخلى عن الحساس اللي‬
‫يتولد فيها بالنوم في هالغرفة‪ ..‬طبعا الراحة اهي اهم شي‪..‬‬

‫يوم عجزت مريم خلت عنها التصال‪ ..‬وراحت تتزهب للزيارة التاريخية‪ ..‬وهي مو عارفة شنوع من التطورات‬
‫النفسية اللي راح تولدها فيها‪..‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫في هذيج اللحظة وصلت غزلن ويا امها لبيت ام جراح اللي كانت ما تدري بهالزيارة‪ ..‬وكانت قاعدة في‬
‫الصالة ويا بنتها مناير وهم يطالعون التلفزيون‪ ..‬ويوم رن الجرس الجديد تلفتت ام جراح اول الشي مستغربة‬
‫بس بعدين عرفت‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة روحي شوفي من عند الباب‪..‬‬


‫مناير وهي لزقة في التلفزيون‪ :‬يمة قولي لعزوز‬
‫ام جراح‪ :‬تدرين ان اخووج ما قر في البيت من ردينا‪ ..‬روحي ردي يمة ريلي تعورني ماقدر اقوول‬
‫مناير وهي تلتفت‪ :‬يمة‪ ..‬انتي ما تدرين ان اكثر حالت الختطاف للبنات المراهقات تكون في خدر بيوتهم؟؟‬
‫يعني يردون على الجرس مثل حالتي؟؟‬
‫ام جراح وهي تهف‪ :‬اووووووووووووووووووووووووووووووف‪..‬‬
‫مناير ‪ :‬اي يمة ‪ ..‬تخيلي يعني لو رحت ارد على الباب وما رديت لج؟؟ شبصير عليج وانا بنتج الثانية وحبيبة‬
‫قلبج‬
‫ام جراح بعصبية‪ :‬روحي ردي على الباب وان شاء الله يخطفونج على قولتج عشان افتك من قرقتج‪..‬‬
‫مناير وهي مو مصدقة‪ ..:‬من صجج يمة؟؟ ما تبيني؟؟‬
‫ام جراح بعصبية زايدة‪ :‬منووور ويهد روحي ردييي‪..‬‬

‫راحت مناير وهي مخبصة ملمحها ‪ ..‬وتمت تتوعد في الزاير اللي ياهم هاللحظة‪ ..‬احد ايي بيوت الناس‬
‫بهالوقت‪ ..‬صج يعني ماكو احساس‪..‬‬

‫فجت الباب بملل وهي تصيح‪ :‬نــــعــــم‪..‬‬

‫ومسرع ما راح صياحها وتعدلت وقفتها يوم شافت بنت حلوة وانيقة وياها وحدة عيوووز‪ ..‬لحظة اهي تعرف‬
‫هالبنت‪ ..‬مرة ياتهم‪ ...‬بس شنو اسمها نست‪...‬‬

‫غزلن بفرح‪ :‬هل منوور شلونج حبيبتي‪..‬‬


‫مناير بصدمة‪. :‬ه‪ ..‬هلا فيج‬

‫وراحت غزلن وتمت تبوس في مناير اللي مو متعودة على هالنوع من التصرفات‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬امج هني؟‬


‫مناير‪ :‬اي‪ ...‬امي هني‪ ...‬حياكم الله‪..‬‬
‫غزلن بفرح كبير‪ :‬الله يحيج‪..‬‬

‫وراحت مناير وتبعتها غزلن ويا امها اللي كانت مفتشلة‪ ..‬الله يطلعنا من اللي في راسج يا غزلن‪..‬‬

‫دخلت مناير البيت وراحت لمها بسرعة‪..‬وقالت لها وام جراح من زود الصدمة والرتباك وقفت مكانها ول هي‬
‫عارفة تسوي شي‪ ..‬وياتها غزلن بكل محبة وفرح وكانها ماشافتها من زمان‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬شلونج خالتي شخبارج؟‬


‫ام جراح بابتسامتها العادية‪ :‬الحمد لله ابخير انتي شلونج عساج طيبة‬
‫غزلن‪ :‬الحم دلله ابخير‪) ..‬تاشر لمها( هذي امي ‪..‬‬
‫ام جراح باستقبال رحب‪ :‬هل والله توه ما نور البيت‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬الله ينور دنيتج‪ ..‬شلونج شخبارج‪ ..‬مبروك عليج‬
‫ام جراح بحياها وتواضعها‪ :‬الله يبارج فيج‪ ..‬حياكم تعالو قعدو‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬لحظة بس اشووف السايق‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬على راحتج‪)..‬تكلم ام زياد( حياج الله تفضلي‪..‬‬
‫ام زياد المحرجة‪ :‬زاد فضلج الشيخة‪..‬‬

‫وتمو الحرمات قاعدين ويا بعض ومناير اللي راحت غرفتها تغير هدومها مستغربة من هذي البنت‪ ..‬اهي‬
‫عارفتها بس مو ذاكره اسمها‪ ..‬والله الظاهر ان امي بعد مو عارفتها‪ ..‬ليش مااروح لسماء واتاكد منها عن‬
‫هالبنت؟؟؟ اي والله فكـــرة‪..‬‬

‫ولمعت فكرة ثانية في بال المحققة مناير‪ ..‬ليش ما تروح بيت سماء ومرة وحدة تستكمل اللي بدته في‬
‫التحقيق عن هذا المشعل ‪ ..‬من يدري يمكن اليوم راح تعرف اشياء توصلها للحقيقة عن هالشخص‪ ..‬يمكن‬
‫راح تعرف اذا له علقة خاصة بعايلتهم واذا احساسها هذا طلع صحيح‪ ..‬فديتني والله احسن محققة في‬
‫هالدنيا‪ ..‬لوو يصطفون كلهم ما يلقون مثلي بهالدنيا‪..‬‬

‫غيرت هدومها مناير ونزلت تحت عشان تروح بيت سماء‪ ..‬وعند باب البيت وقفتها غزلن وهي تمسك يدها‬

‫غزلن‪ :‬وين رايحة؟‬


‫مناير باحراج واستغراب‪ :‬رايحة بيت ارفيجتي ليش؟‬
‫غزلن وهي تبتسم‪ :‬قعدي وياي ابيج تونسيني‬
‫مناير‪ :‬ههي‪ ..‬كاهي امي وامج قعدي وياهم وبيونسوونج‬
‫غزلن‪ :‬ابيج انتي تقعدين وياي انتي وايد حبوبة واحسج راعية سوالف‬
‫مناير في خاطرها‪ ::‬يا بنت الناس ل تفشليني انا اسمج ماعرفه ليش تتلزقين‪ -: ::‬انشاء الله في المستقبل‬
‫نقعد ويابعض‪ ..‬بعدين مسافة الدرب وانا رادة ل تحاتيني‬
‫غزلن‪ :‬انتظررررج ترى ل تتاخرين‬
‫مناير بابتسامة زائفة‪ :‬فديتج والله مابتأخر عليج‪..‬‬

‫وراحت عزلن عن مناير داخل البيت تاركتها في تساؤل ‪ ..‬هذي البنت واحد من الثنين‪ ..‬يا هي تحس بالوحدة‬
‫وياية بيتنا‪ ..‬يا حاطة عينها على شي‪ ..‬ما يندرى‪ ..‬هفهفت مناير‪ ..‬والله مشكلة‪ ..‬من يوم بدت التحقيقات صار‬
‫لها بدل الشغل عشرة‪ ..‬حتى هذي غزلن يبيله الواحد يستكشف عنها‪ ..‬الحين اروح لسماء واخليها تعلمني‬
‫بكل شي‪..‬‬
‫‪------------------------‬‬

‫كانت فاتن نايمة لكن عادتها بالصحو من وقت ما خانتها‪ ..‬وكاهي الساعة تسعة واهي عند المطبخ تزهب لها‬
‫الريوق‪ ..‬نسكافيه عادي وسندويجات بالبيض والمايونيز والدياي‪ ..‬تفننها بالسندويجات يخليها ملكتهم‪ ..‬من‬
‫خلل انعكاس صورتها من جامة الكبت لحظت انها ضعفت اكثر من قبل‪ ..‬وشي ثاني بين لها هالشي اهي‬
‫ملبسها الي تسبح فيهم‪ ..‬والله حاله‪ ..‬انا لزم اسمن اكثر من جذي ما بين لهم اني تعبانة صحيا ول شي‪ ..‬بس‬
‫هالنفلونزا سوت سواياها في يومين‪ ..‬بس معليه‪ ..‬الكل الدؤوب بيرجع كل شي‪ ..‬عطلة الكريسماس كانت‬
‫مبتدية من بداية مرضها ‪ ..‬و بتستمر الىالسنة اليديدة‪ ..‬احلى شي انها راح تقضي سنتها اليديدة يا اهلها‪..‬‬
‫عشان تتمتع بأيامها‪ ..‬لكن لو راحت وفكرت بتشوف انها حتى بالكويت بتكون حرم مساعد خلف الدخيلي‪..‬‬
‫يعني لزم لزم اطلع وياه واشوفه ويشوفني‪ ..‬خله يشوفني حلله لكن اهو اللي بيندم على اللي سواااه‪ ..‬انا‬
‫مو مستعدة اتنازل قبل ما هو يتنازل ويترك حب السيطرة الي فيه‪..‬‬

‫وبمتعة تمت تحسب الدقايق والساعات على وصوله‪ ..‬هالمرة وصوله راح يكون شي مغاير تماما‪..‬‬
‫==============‬
‫سيارتين وقفوا عند بيت بوجراح بنفس الوقت‪ ..‬سيارة جراح وسيارة مساعد‪ ..‬ومريم من شافت جراح دقات‬
‫قلبها خانتها وبدت تطفر منها اليه‪ ..‬وشعور من الفرحة غمرها لكن اهي لزم تحاسب على وجود اخوها وياها‪..‬‬
‫واول ما نزلت من السيارة ويا مساعد ونورة سلم جراح على الثنين وتم واقف وياهم بالسوالف اما هي‬
‫وقفت بعيد عند اخوها وابتسامة رضا على شفاها كان جراح غافل عنها‪..‬‬
‫يوم التفت جراح لها مسرع ما بعد عيونه عنها‪ ..‬ما يقدر يناظرها وهي اللي بتسافر عنه؟‪ ..‬شلون قدرت تسوي‬
‫جذي؟ ما تخبرني بسفرها عني‪ ..‬هين يا مريم ان ما خليتج تهونين عن هالسفر‪..‬‬

‫نورة وهي تأخر مشيها عن مساعد الي خط الدرب كله ووصل للديوانية‬
‫نورة في اذن مريم‪ :‬واااي يا محلااه‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اووش سكتي‪ ..‬ذبحني نورووه‬
‫نورة‪ :‬جبي ياللي ما تستحييين‪ ..‬عيني عينج‬
‫مريم بصدمة‪ :‬انتي بعد‪..‬‬
‫نورة‪ :‬انا غير‪ ..‬انا اكبر منه‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يالله عاد حللتيها‪..‬‬

‫بهذيج اللحظة طاف جراح من جدام مريم ونورة اللي واصلوا دربهم الى باب البيت‪ ..‬ومريم اللي ما كانت‬
‫ملحظة ظيج جراح وفسرته انه ملزوم فيه لن نورة ومساعد معاها‪..‬‬

‫دخلووا البيت‪ ...‬ووقفت مريم مكانها من الصدمة اللي شافتها‪ ..‬هالبنت‪ ..‬اسمها غزلن‪ ..‬يوم رد جراح من‬
‫السفر شفتها هني‪ ..‬بنت خالة سماء‪ ..‬اخت مشعل‪ ..‬شيايبها هني‪..‬‬

‫التفتت ام جراح الى الحضور الجديد وحتى الظيوف ال وهي عزلن وامها‪ ..‬ويوم تلقت عيون الخصمتين تطاير‬
‫الشرر في عيون غزلن‪ ..‬يعني ما ياز لها اتيي ال اليوم؟؟ وانا هني؟؟‬

‫ودخلت مريم بكل هدوء هي واختها وهم حاملين الهدايا اللي يابوها واستقبلتهم ام جراح احلى استقبال يمكن‬
‫حتى حز بخاطر غزلن هالشي لكن شي واحد لزم تفهمه ان مريم رابية بهالبيت ‪ ..‬ومعزتها من معزة اولد‬
‫هالم الطيبة‪ ..‬لكن يا خوفي لو ان هالم بعد حاطتها في بالها لولدها‪ ..‬وانا اللي ابي اكسبها شبيصير علي‪..‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫مناير اللي دخلت لسماء بكل هدوء ظلت قاعدة في الصالة وهي تنتظرها اتييها وبنفس الوقت كانت مأخوذه‬
‫بأناقة البيت وكشخته‪ ..‬يعني بيتهم صار شي جميل‪ ..‬لكن هالبيت ما يعلى عليه‪ ..‬وكأنه قصر‪ .‬اهو بالفعل‬
‫قصر‪ ..‬كان هالبيت من اكبر البيوت اللي انبنوا في هالفريج‪ ..‬وتحركت روح التحقق في مناير وقامت على‬
‫حيلها وهي تستكشف هالبيت‪ ..‬عشان الدلئل والحقائق‪.‬‬

‫راحت وهي تتمشى عند طاولة كان عليها اطارات متعددة لصور اهل البيت‪ ..‬يمكن اكثرها كانت لحرمة وولد‪..‬‬
‫وهالولد كان مشعل ما غيره‪ ..‬وتمت تراقب ملمحه مناير بحاجب مرفوع مثلها مثل شيرلوك هولمز‪ ..‬تمت‬
‫تتمنظر فيها وتدقق وتدقق لمن اندعس خشمها عند عينها ‪ ..‬ويوم لحظت اشياء خياليه دارت في بالها وقفت‬
‫وهي تمطط ظهرها اللي كان منحني طول هالوقت‪ ..‬مو حاسة بالشخص اللي كان واقف يناظرها‪..‬‬

‫ويوم التفتت تفاجأت انها شافته‪)..‬موضوع البحث( ‪ ::‬مشعل ‪::‬‬

‫وقفت وهي تناظره بشموخ وبين الصمت تكلمت‪ ....:‬انتظر سماء‪!.‬‬


‫مشعل بابتسامة راقب ملمحها‪ ..‬قريبة وبعيدة بنفس الوقت من فاتن‪ ..:‬انتي اخت جراح صح‬
‫مناير بغرور‪ :‬اي نعم‪ ..‬صح‪..‬‬
‫ابتسم مشعل‪ :‬دقايق بس وتنزل لج سماء‪ ..‬اهي شوي تعبانة اليوم‬
‫مناير‪ ..:‬اوكيك‪ ..‬بنتظرها‪...‬‬

‫استغرب مشعل من تصرفها الجاف او المغرور شوي لكنه ما عطاها اي اهمية‪ ..‬وراح عنها ‪ ..‬اما هي ظلت‬
‫تناظره وهي تتوعد فيه‪ .‬انا لزم اكتشف حقيقتك‪ ..‬لزم‪..‬‬

‫ومن بعد ما راح مشعل ياتها سماء وهي لبسة البيجاما‪ ..‬وعيونها متنفخة وكشتها منشورة‪ ..‬استغربت مناير‬
‫يوم شافتها بس تذكرت الخلف للي دار بينها وبين خالد‪..‬‬

‫سماء وهي تلم مناير‪ :‬منووووووووور‬


‫مناير‪ :‬ويييييييه شوي شوي على عمرج؟؟ علمج سماء‬
‫سماء وهي شويوتبجي‪ :‬بموت منووور‬
‫مناير‪ :‬وخري زين‪ ..‬احد يموت على هالمعصقل‪..‬‬
‫سماء‪ :‬منور ذبحني ولد خالتج‬
‫مناير‪ :‬تراج للحين ياهل‪..‬خلي عنج خلوود وسمعيني عندي لج سالفة‬
‫سماء باستغراب‪ :‬سالفة؟‬
‫مناير‪ :‬سالفة خطيــــــرة‬
‫سماء تسكتها‪ :‬صبري‪) ..‬تتلفت‪ ..‬اكيد امها قاعدة في مكان وهي تتسمعهم( تعالي وياي داري ل احد يسمعنا‬
‫مناير‪ :‬اوكيه‬
‫وراحو الثنتين لدار سماء‪..‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫مشعل اللي طلع من البيت اول ما بيركب سيارته شاف جراح طالع من الديوانية ومعاه شخص‪ ..‬ويوم تعرف‬
‫على ملمحه ظل واقف وهو يتمنظر فيه‪ ..‬هذا هو الحقير‪ ..‬خطيب فاتن‪ ..‬شسوي هني؟؟ ل يكون‪ ...‬ليكون‬
‫فاتن ردت؟؟؟ وينها طيب؟؟ ماشوفها؟؟؟‬
‫‪---------------------‬‬

‫مريم من بعد ما تلقت اتصال من مساعد وسكرته‪..‬‬

‫مريم وهي تقوم‪ :‬يالله خالتي احنا بنروح‬


‫ام جراح بصدمة‪ :‬بهالسرعة‬
‫نورة بابتسامة‪ :‬تعرفين مساعد دومه مشغول‪ ..‬وخصوصا باجر السفر بعد انشغل زود وزود‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ويييه‪ ..‬الله يردكم بالسلمة ان شاء الله ووياكم بنتي بعد‪..‬‬
‫مريم بابتسامة حلوة ومرحة‪ :‬ويردني وياهم بعد‬
‫ام جراح بصدمة‪ :‬انتي بعد؟‬
‫مريم‪ :‬اي انا بعد ليش ماوح ويااااهم يحليلي ما رحت اميركا بحياتي‬
‫ام زياد تضحك لها‪ :‬ولله يمة انا رحتها وياريتني ما رحتها‪ ..‬تكسر الريل والعظامة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل عاد خالتي انا محد بيقنعني‪ ..‬لزم اروح بروحي واشوووف‬
‫ام زياد‪ :‬روحي وان ما انا قنعتج انتي بتقنعييين‬
‫مريم بحالمية‪ :‬وي فديتني منو قدي‪..‬‬

‫ضحك الكل عليها وهي على الرغم من راحتها ال ان نظرات غزلن لها وهدوئها ما طمنها‪ ..‬تذكرت مريم‬
‫هالبنت وموقفهم السابق وشلون كانت لزقة ونعومة ويا جراح وكانها بتكسر ظفرها‪ ..‬لكن هين لج انا وراج يا‬
‫بنت الناس ان ما خليتج تندمين على هالشي‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬يمة احنا بعد لزم نروووح‪..‬‬


‫ام جراح‪ :‬يا الله عليكم يا ما كله يا ما خله‪..‬‬
‫ام زياد تبتسم‪ :‬ل ياوخيتي بس بنتي بالبيت وخليتها بروحها‬
‫ام جراح‪ :‬ليش ما يات وياكم جان كملت القعدة‬
‫ام زياد‪ :‬ما تقصرين الشيخة‪ ..‬يالله‪ ..‬على العموم تشرفنا بمعرفتج‬
‫ام جراح‪ :‬الشرف لنا الغالية‪ ..‬ولو‬

‫وبهالشي‪ ..‬طلعوا الظيوف كلهم مرة وحدة‪ ..‬غزلن وامها اللي راحو عند سيارة السايق اللي انتظرهم ومريم‬
‫ونورة اللي راحو عند سيارة اخوهم‪ ..‬ومشعل اللي كان يراقب كل شي من داخل سيارته المعتمة‪ ..‬يراقب‬
‫الكل لمن طاحت عيونه على خالته وبنتها‪ ..‬كانو واقفين عند السيارة بس تكلموا فيما بينهم وتوجهوا للبيت‪..‬‬
‫وظل هو يشغل نفسه لنه مايبي يفوت على عمره مراقبة مساعد‪ ..‬اللي كان مثل الصخر ساكت وهادئ وما‬
‫يهز حتى راسه‪ ..‬دخل السيارة ويا خواته وتحرك من المكان الى مكان ثاني‪ ...‬ومشعل ورااااه بهدوء‪..‬‬

‫جراح اللي يوم شاف مريم طالعة نزل عيونه لكنه رفعها مرة ثانية يوم شاف غزلن‪ ..‬ومن شافه يناظرها‪..‬‬
‫مريم ما غيرها‪ ..‬والتفتت بين الثنين بقهر وهي محترقة من داخلها‪ ..‬يعني انا يوم ناظرني نزل عيونه‪ ..‬ويوم‬
‫شافها؟؟ ما اقول ال مالت عليــــــك‪..‬‬

‫جراح اللي نزل عيونه عن غزلن تم يناظر الرض ويوم مشت مريم صوبه ما قدرت تمنع نفسها من كلمه‬
‫وحدة‪..‬‬

‫مريم بصوت واطي‪ :‬مالــت عليك يوم انك تشوفها قبلي‪..‬‬


‫رفع جراح راسه ل اراديا من كلمها‪ .‬يعني لحظته؟؟ خلها تولي‪ ..‬باللي مااااااا يوفج‪ ..‬مو اهي بتسافر ول‬
‫فكرت تخبرني‪ ..‬يالله خلها تصطفل‪ ..‬يعلها ان شاءالله ما ااا ترضى‪..‬‬

‫ركبت مريم السيارة وغزلن اللي كانت تنتظر وياامها اللي تبي تزور اختها دامنها موجودة في المنطقة‪ ..‬ويوم‬
‫راحت الم عند بيت خالتها تقدمت اهي صوب جراح اللي كان واقف‪..‬‬

‫غزلن بابتسامة‪ :‬السلاام‪..‬‬


‫جراح من غير ما يرفع عيونه‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫غزلن وهي تراقب ملمحه وكان يبين انه متظايج‪ :‬خير جراح‪ ..‬فيك شي؟‬
‫جراح وهو يرفع راسه بحيا‪ :‬ل سلمتج‪ ..‬ما فيني ال العافية‪ ..‬وانتي فيج شي؟‬
‫غزلن بصدمة‪ :‬ل ما فيني؟؟‬
‫جراح‪ :‬الحمدلله‪ ..‬يالله‪ ...‬مع السلمة‪..‬‬
‫ومثل كل مرة ما خلها حتى تكمل السلم وراح عنها‪ :‬الله يسلمك‪..‬‬

‫دخل جراح البيت وهو معصوف من مريم‪ ..‬يعني اهي تزعل وانا اراضيها لكن انا لو زعلت ما تهتم ول تحط‬
‫ببالها‪ ..‬خلها تولي‪ ..‬تروح وترد على كيفها انا مالي شغل فيها‬

‫طول الدرب حاولت مريم انها تحبس الصرخة اللي فيها‪ ..‬ياريتها بس تقدر ترد بيت ام جراح عشان تداوي‬
‫هالمغرور‪ ..‬لكن ماله داعي‪ ..‬اهو ما يستاهل‪ ..‬يناظر غزلن جنه ما شاف خير‪ ..‬خل غزلن تنفعه‪ ...‬خله يلقى‬
‫منها اللي ملقيه مني طول هالسنين‪ ..‬لكن خلص يا جراح‪ ..‬انت لزم لزم تتأدب‪ .‬وان كان هالشي على‬
‫حساب راحتي‪..‬‬

‫مساعد اللي لحظ سكوت مريم في السيارة ويوم وقف عند البيت‬

‫مساعد‪ :‬مريم؟؟‬
‫مريم بهمهمة حزينة‪ :‬هممم‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬علمج؟؟ فيج شي؟‬
‫مريم‪ :‬ل‪ ..‬ابي اروح البيت‬
‫مساعد‪ :‬كاهو البيت جدامج‪..‬‬
‫التفتت مريم وشافت انهم وصلوا‪ ..‬الظاهر انها كانت سرحانه طول الوقت‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوكيه‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬ل تنسين تزهبين اغراضج باجر من الصبح احنا طالعين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله‬

‫قالتها وهي تسكر الباب وحاسه بالحزن لبلعومها‪ ..‬لو احد يكلمها بتنفجر من الصياح عليه الحين‪ ..‬ليش جذي‪..‬‬
‫ليش يعني قبل ل اسافر يعني لزم اتكدر‪ ..‬وانتبهت لنفسها وهي بغرفتها‪ ...‬اهي ما خبرت جراح انها‬
‫بتسافر‪..‬بس اكيد مساعد قال له يعني وشنو الفرق لغبت عنه يومين‪ ..‬كاهي غزلن اللي بتملي وقته عليه‪..‬‬
‫وبهالفكرة ما قدرت مريم اكثر وغطت عيونها وغابت في نحيب يديد‪ ..‬مسرع الفرحة اللي صابتها عشان تطير‬
‫في دقايق‪..‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫مناير اللي نزلت من دار سماء وهي تتساسرها‪ ..‬وتوشوش في اذنها وتطمن سماء عن موضوعها ويا خالد‬
‫تفاجأت يوم شافت ان ام زياد وغزلن كانو في الصالة ويوم شافت غزلن مناير عند سماء استغربت‪ .‬يعني‬
‫سماء اهي ارفيجة مناير؟؟‬

‫مناير‪ :‬يالله سموي انا بروح‬


‫سماء‪ :‬اوكيك‬
‫مناير‪ :‬خلج صاحية باللي قلت لج عليه وبتنجحين‬
‫سماء‪ :‬ولي زين مسوية روحج ناصحة‬
‫مناير بنظرة اجرام‪ :‬صج ل قالو ل شبع ال‪::‬‬
‫سماء وهي تدفعها‪ :‬ولي ويا هالراس‪..‬‬

‫طلعت مناير من الباب وسماء اللي ما كان لها مزاج لخالتها او بنت خالتها بالحرى كانت مجبورة انها تروح‬
‫وتسلم عليهم‪..‬‬

‫اما مناير اللي طلعت من البيت تفتح رباط جوتيها الرياضي ونزلت تصلحه‪ ..‬ويوم رفعت راسها لقت مشعل‬
‫اللي رد من متابعة مساعد لبيتهم جدامها‪..‬‬

‫مشعل يبتسم‪ :‬حاسبي لراسج‬


‫مناير بذكاء‪ :‬انا محاسبة له لكن ناس ما يحاسبوون‬
‫مشعل بغرابة‪ :‬شقصدج؟‬
‫مناير‪:‬مع السلمة‪..‬‬

‫وراحت عنه وهي متنفرة منه‪ ..‬هالنسان فيه شي مو عاجبني مادري‪ ..‬سماهر تشوفه وسيم وحلو وعيونه‬
‫مادري شقالت عنهم لكن انا قلبي ما يطمني منه‪ ..‬فيه شي غريب شي يخلي الواحد يحترس منه‪ .‬وانا لزم‬
‫اتكشف هالشي‬
‫مشعل ظل واقف وهو يفكر بهالبنت الصغيرونه‪..‬صغيرونه لكن لسانها طويل‪ ..‬وعلى طول تذكر فاتن‪ ..‬كانت‬
‫التضاد لهالبنت‪ ..‬فيها ملمح من ملمحها بهذاك اليوم اللي وقفته بنص الشارع لكنها بعد تختلف‪ ..‬فاتن كانت‬
‫مثال للنعومة والرقة لكن هذي‪...‬‬

‫هز راسه ودخل بيتهم‪..‬‬


‫‪----------------------------------------‬‬

‫اليوم السفر‪ ..‬اليوم الموعود‪ ..‬ما قدرت فاتن فيه تنام ول تستريح‪ ..‬تحاتي هالوقت اللي قاعد يمر بسرعة‬
‫ويخلي موعد ملقاتها بمساعد اقرب واقرب‪ ..‬يا الله بكون بروحي وياه في نفس المكان‪ ..‬ما اقدر اتخيل‬
‫هالشي‪ ..‬اهو قال لي يا الخميس بالليل او الجمعة وما ادري ليش احس اني ارجح الخميس‪ ..‬يمكن يبي‬
‫يسويها لي مفاجاة‪ ..‬يا قلبي اي مفاجاة اللي انتظرها انا اليوم بنقتل بنذبحج منه‪ ..‬لكن‪ ..‬انا لزم اكون اقوى‬
‫من جذي انا توعدت في نفسي وتحلفت اني ما خليه يأثر فيني‪ ..‬وين مايأثر‪ ..‬اول ما قعدت وياه كنت اكرهه‪..‬‬
‫ويوم راح ندمت على روحته‪ ..‬ويوم بيرجع لي انا قلبي مادري وين احطه‪ ..‬قلبي اللي خاينني وراح لصوبه‬
‫ومنتظر وصوله اكثر من اي شي‪ ..‬يا الله صبرني‪ ..‬صبرني على لقياه‪..‬‬

‫مساعد اللي كان يزهب الغراض في المطار ويا مريم ونورة ولؤي معاهم ‪ ..‬تركو الم وهي تبجي فراق بنتها‬
‫وولدها ول كانهم بيغيبون فترة وبيرجعون‪ ..‬وعيون مساعد وتفكيره كانو مشتتين‪ ..‬يعني اهو بجسمه موجود‬
‫لكنه غايب عنهم‪ ..‬روحه وتفكيره ويا فاتن‪ ..‬ولوما مريم معاه جان الشي راح يكون مختلف‪ ..‬يمكن عادي‬
‫اخذها من شعرها واضربها بالحايط بعدين اخذها والمها لصدري واباريها‪ ..‬يا حبيبتي يا فاتن‪ ..‬يا اقوى متحدية‬
‫واصغرهم‪ ..‬يا ربي شهالتوتر اللي قاعد احس فيه ‪ ..‬ما بصير شي‪ ..‬بدخل عليها بشكل عادي وبكون عادي وما‬
‫بكلمها ول حتى بعطيها ويه‪ ..‬ههااه‪ ..‬هذا اذا اهي اهتمت لوجودي‪ ..‬ل ومريم بعد عنصر التشيت راح تكوون‬
‫فعالة وياها‪ ..‬بتلزق فيهاوانا الصفر اللي على اليسااار‪ ..‬اصل مفاجأتي لها راح تكوون كافية‪ ..‬مريم اللي راح‬
‫توقف لها وتفهمها اني انسان لزم القى اللي ابيه يا تستحيل حياتي الى الجحيم‪ ..‬وفاتن لزم تعرف هالشي‬
‫وتحترمه بعد لو تبي‪ ..‬لني مو مستعد اربي يهال‪ ..‬وعلى سالفتها اللي سوتها هذاك اليوم‪ ...‬انا اوريها‪ ...‬كف ما‬
‫تبي غيره‬

‫لؤي‪ :‬مساعد‪ ..‬مســـــأعد؟‬


‫مساعد وهو يلتفت بجفل‪ :‬ها ها هلاا فيك‬
‫لؤي يبتسم بخبث‪ :‬هاا‪ ..‬فكرك مو وياك‪ ..‬ويا الحبيبة ‪ ..‬اقول ‪..‬مو هذي الخطوط اهي نفسها اللي رحت معاها‬
‫هذيج المرة‬
‫مساعد‪ :‬اي انا رحت هناك وعجبوني صراحة وقلت اذا اضطريت اني اسار مرة ثانية بسافر على هالخطوط‪..‬‬
‫لؤي ‪ :‬بس عيل يا قلبي يا اخوي‪ ..‬تحمل بروحك وحط بالك على مريوم يمكن بهالشيلة علبالهم اهي من‬
‫جهات او جهات‬
‫مريم وهي تضرب لؤي‪ :‬عمى بعينك شنووو جهات والله شرفهم هالشيلة ويا راسك‬
‫لؤي‪ :‬وااااااااو اثنينهم مزاجهم مثل الفلفل‪ ..‬يالله اخليكم انا الحين وراي الشغل‬
‫مساعد باستفراب‪ :‬اي شغل؟‬
‫نورة وهي تناظر مريم من تحت لتحت‪ :‬وي ما تدري الحين لؤي يشتغل ويا جراح في الورشة‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬اووه‪ ..‬شي حلوو والله‪ ..‬يالله بالتوفيج‪ ..‬ديرو بالكم على امي ول تخلينها بروحها يا نورة‬
‫نورة وهي تنزل عيونها بحيا‪ :‬والله من زمان ما خليتها بروحها وتطمن‬
‫مساعد‪ :‬يالله عيل‪ ..‬بخليكم‪..‬‬
‫لؤي ‪:‬تحملو بروحكم‪..‬‬

‫وانطلق مساعد ويا مريم وهم رايحين عند التذاكر ‪..‬‬


‫‪------------------------------------------------------------‬‬

‫رن جرس البيت في شقة فاتن اللي جفلت مكانها وهي توقف‪ ..‬يا رب‪ ..‬ما يصير‪ ..‬الحين يا‪ ..‬ل ماصدق وين‬
‫ايي الحين‪ ..‬تو الناس على رحلتهم‪ ..‬وراحت هي عند الباب تفتحه وارتااااااااحت يوم لقتهم ميشيل ويا جورج‬
‫وبناتهم الثنتين‪...‬‬

‫الحوار دار بالنجليزي بس مترجم بالعربي‬


‫لبست الشال بسرعة وفتحت الباب‪ :‬هلااا والله‬
‫ميشيل ‪ :‬هل بيكي‬
‫جورج وهو حامل الغراض الباجيه‪ :‬كيفك ستي فاتن‬
‫فاتن‪ :‬منيحا الحمد لله‪ ..‬انتو شخباركم عساكم طيبين‬
‫جورج‪ :‬منااح‪ ..‬شو مافي اخبار عن استاز مساعد‬
‫فاتن وهي ترتعش من داخلها‪ :‬ل والله بس الليلة بالترجيح او باجر يبكونون موجودين‬
‫ميشيل‪ :‬الله يجيبهم بالسلمة ‪...‬‬

‫وظلت فاتن ويا هالعصابة الصغيرونة الي متعوها لكن ما زالو عنها التوتر‪ ..‬ظلت تفكر في نفسها ان جان‬
‫مساعد نسى اللي سوته وياه ‪ ..‬وقدر بينه وبين نفسه انه يسامحها ويخلي اللي صار يعدي ويطوف‪ ..‬لكن ل‪..‬‬
‫انا اللي سويته فيه مو جليل‪ ..‬سكرت التلفون في ويهه وهذا شي ل يغتفر عليه‪ ..‬يا الله كان لزم يعني تسكر‬
‫التلفون في ويهه‪ ..‬وكان لزم تتجاهله وت ما كانت مريضة‪ ..‬يعني حرام يا ناس انا ما قدر اتهنى بنومي ول‬
‫ليلي‪..‬‬

‫بوسط احاسيس التوتر اللي جاست فاتن كان الخوف عامر خفوقها‪ ..‬سبب ماتقدر تسيطر او تفكر بحقيقته‪..‬‬
‫يمكن طول الرحلة الي اهي مرت فيها من قبل ساند هالخوف اللي فيها‪ ..‬لكن اهي ليش تخاف‪ ..‬تحط املها‬
‫في رب العالمين ويخليها تكون في احسن حال‪..‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫جراح اللي كان في الورشة قاعد وحاط راسه على الطاولة‪ ..‬مو نايم كالعادة لكن الصداع اللي حلس على‬
‫راسه ما خله يرتاح بنووومه ‪ ..‬وعشان ما يقعد في البيت راح الورشة وقعد فيها قبل العمال وقبل الكل‪..‬‬
‫وهويفكر في مريم اللي بتسافر اليوم واهي زعلنة منه‪ ..‬لكن هم انا زعلن على سفرها ومو طايق الدنيا‬
‫بدونها‪ ..‬يا ترى اهي حست بنفس الشعور يوم انا سافرت؟؟؟‬

‫وسد خده للطاوله وهو يحس بطعم الفرقا مثل المرار في حلجه‪ ..‬حتى الدمعة شوي وتسري من عيونه‪ ..‬يا‬
‫الله يا مريم شلون خليتج تروحين من غير ما طيب خاطرج‪ ..‬كبح جماح قلبه امس انه ما يروح لعند دريشتها‬
‫مثل كل مرة ويقول لها او يعبر لها عن اللي يتخالج مشاعره‪ ..‬الغرور كان اكبر منه ووحش الكبرياء استيقظ‬
‫عنده‪..‬‬

‫مادري شكان ينتظر انها تييه بروحها وتستسمح منه‪ ..‬لو كنت متكبر مرة مريم كلها على بعضها غرور‪..‬‬
‫احبــــــــج يالمغرورة‪ ..‬وان رديتي‪ ..‬ل مني لج الهدية‪ ..‬هدية حبنا‪ ..‬هدية بتخليج تطقطقين براسسج من زود‬
‫وناستج‪ ..‬بتقدم لج‪ ..‬واللي فيها فيها‪ 21 ..‬سنة ‪ 21‬سنة‪ ..‬الي اكبر مني ما يسدون روحهم انا ساد عمري ولله‬
‫الحمد‪ ..‬باخذج يا مريم‪ ..‬باخذج وبخلي عيوني تتكحل بشوفتج يا نظرها‪..‬‬
‫‪---------------------------------------‬‬

‫مرر الوقت على فاتن مثل السحاب والغيوم على الشمس الي بددتها باشعتها الساخنة‪ ..‬وصارت الدنيا ليل‪..‬‬
‫منورة بنجوم المصابيح والضاءات وعيون فاتن ترتقب الباب اللي بيندق‪..‬‬

‫ميشيل وجورج راحوو من زمان وظلت اهي بروحها تنتظر وصول مساعد‪ ..‬الساعة الحين ‪ 12‬ونص بالليل‪..‬‬
‫وكلها دقايق واهم يكونون موجودين‪ ...‬يا الله قلبي مو قادرة اضبط مشاعره‪ ..‬مو قادره‪ ..‬احس انه بيغمى‬
‫علي لو شفته‪ ..‬ما ادري‪ ..‬مادري شهالحساس اللي يمر فيني‪ ..‬مو قادرة ارسى على بر من هالمشاعر‪..‬‬

‫وبسبب او اخر مرت على بالها الدبلة اللي عطاها اياه مساعد‪ ..‬لبستها على رقبتها جم يوم لكن حست انها‬
‫اهانة لهالنوع من الرتباط‪ ..‬فالحيوان هو اللي يكبل من رقبته دللة على الملكية‪ ..‬وخلتها بمكان محفوظ لمن‬
‫تستعد لهالشي‪ ..‬وما تدري ليش ان كل عروقها وجهت عقلها وارسلت لها رسائل ان هذي هي اللحظة‪ ...‬هذا‬
‫اهو الستعداد يا فاتن‪ ..‬هذي اهي اللحظة اللي كنت تنتظرينها من زمان‪ ..‬كاهي ياتج وتحينت لج قبل دقايق‬
‫من وصول مساعد‪..‬‬

‫راحت الغرفة‪ ...‬واي غرفة‪ ..‬غرفة مساعد‪ ...‬فتحت احد الدرااااج ولقت الجيس المخملي ‪ ..‬قلبته فوق يدها‬
‫وانسابت السلسلة مثل الحرير على كفها الحمر‪ ..‬والدبله تدلت بين صوابعها‪ ..‬رفعت الحلقة الل متناهية‬
‫وطالعت فيها‪..‬‬

‫وتخيلت‬

‫لو ان حياتها كانت‬

‫حلقة ل متناهية‬

‫من الزعل والخصام‬

‫الرضا والتفاهم‬
‫الحب والهيام‬

‫ما راح تكون سعيدة؟؟ ما راح يكون هالشي كفيل انه يخليها تعيش بين السحاب‪ .‬وبحب مساعد اللي اهي‬
‫تدري فيه راح تكون مثل الميرات‪ ..‬وملكة زمانها؟؟‬
‫بفرح كبير‪ ..‬سحبت الدبلة‪ ..‬ومررتها على بنصرها النحيل‪ ..‬دخلت الدبلة لمن ثبتت عند العنق‪..‬‬

‫وبصورة سحرية‪ ..‬تحولت البنت الحزينة الى اميرة‪ ..‬تلمع النجوم حواليها‪ ..‬واسرار الحب تنكشف لها ‪ ..‬وتتفتح‬
‫الورود بغير مواسمها‪ ..‬وتنفلق الصخرى وتنبت محل الشق وردة جورية تندت اوراقها بعذب الماء‪ ..‬اللي‬
‫حلوته كانت سبب للونها الراقي المزدان بحمرة الدم الناضج المخفوق بضربات القلب‪..‬‬

‫وهي على هالحال دق الجرس‪ ..‬وعلى عكس حالتها االلي قبل شوي يوم تفتح الباب ‪ ..‬الخوف والتوتر‬
‫والرتباك‪ ..‬كان ويهها مشرق باحلى ابتسامة‪ ..‬فتحت الباب وهي تنشر نور البتسامة للشخص الزائر‪..‬‬
‫وانصدمت‪ ..‬يوم لقتها ميشيل‪ ..‬بوجه مرتعب وخائف‪..‬‬

‫فاتن‪ ..:‬ميشيل؟ هذي انتي؟؟‬


‫ميشيل بخوف‪ :‬ايه هيدي انا فاتن‪...‬‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬نسيتي شي؟؟؟‬
‫ميشيل وهي تدخل‪ :‬حبيبتي جورج بدو يدخل‪ ..‬فيكي تلبسي اشاربك‪..‬‬
‫فاتن اللي انصب قلبها من هالغموض‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫راحت عند الكرسي اللي مجابل التلفزيون وهي ترفعه وتلفه على راسها كانت قناة الخبار تشتغل‪ ..‬وتمت‬
‫عيونها على شاشة التلفزيون وجورج يدخل البيت ووجهه مكفهر مثل ميشيل‪..‬‬

‫انتبهت فاتن الى التلفزيون اكثر لقته بث مباشر‪ ..‬نقل حي لوقائع طائرة منكوبة‪ ..‬تبع خطوط شركة معينة‪..‬‬
‫ما استغربت الخطوط لنها كانت فيها يوم يات اميركا باول اليام‪ ..‬وتمت تراقب الوضع اكثر واكثر‪ ..‬ولجت‬
‫الدقات بقلبها بعنف‪ ...‬ورفعت عيونها لميشيل وجورج اللي كانو يراقبون ملمحها بحذر‪..‬‬

‫فاتن بحيرة‪ :‬شنو يعني؟؟‬


‫جورج وهو يقعد عند الكرسي‪ ..:‬مدام فاتن‪ ..‬زكري ربك‪ ..‬ماحدا ضامن عمرو‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬شنو؟؟ شقاعد تقول‪ ..‬شصاير؟؟‬

‫ناظرت التلفزيون وجابلت جورج‪..‬‬

‫وانفجرت في ويهه بهدوء‪ .. :‬ل‪ ...‬تظن مساعد؟؟ لااااااا شنو من صجك‪ ..‬اصل لو تحسبها اهو ‪ ..‬على‬
‫خطوط‪ ..‬ثانية‪ ..‬واصلااا الوقت ما‪ ...‬ما يسعف‪...‬‬
‫جورج وهو يناظر مرته بخوف وميشيل تتكلم‪ :‬حبيبتي‪ ..‬هيدا الخبر منئل من شي ساعتين‪ ..‬ونحنا اتصلنا منشان‬
‫نعرف مساعد على اي خطوط‪..‬‬

‫فاتن وهي تغطي ثمها‪...‬تنتظر احد يتكلم‪ ..‬ولكن صوت التلفزيون كان مثل الوزز في اذن الواحد‪..‬‬

‫وبصوت عالي كان محد يسمعها‪ ...:‬وو‪ ..‬اهو على اي خطوط‪..‬‬


‫جورج وهو يناظرها بتحسف‪ ..:‬مساعد على هيدي الخطوط‪...‬‬

‫ظلت فاتن ساكنة مكانها‪ ..‬لول مرة بحياتها ما مر في بالها اي طيف من طيوف التفكير‪ ..‬ول فكرة‪ ..‬ول لمحة‬
‫لشي من هالشياء‪ ..‬الصمت القاتل‪ ...‬وكلمة وحدة‪ ...‬مساعد على هذي الخطوط‪...‬‬

‫رفعت عيونه المذعورة الى التلفزيون وهي تراقب الطيارة كيف تشتعل بالنار‪ ..‬والمعلق يعلق بحزن ويشكي‬
‫للمذيع عن خسارة فادحة في الرواح البشرية‪..‬‬

‫سكرت عيونها بخوف ووجه مساعد الباسم وطوله وعرضه وملمحه و ‪ ,,,‬و ‪ ....‬و‪...‬‬

‫كان شريط ذكرياتها اللي بدى قصير ويا مساعد مر جدام عيونها ‪ ..‬وبصرخة الستغاثة جالت كلمة ضائعة في‬
‫دهاليز عقلها‪ ...‬كلمة يمكن للسف الكبير يات متأخرة‪..‬‬

‫وبهمس ميت من قلب فاتن‪ .... :‬لء‬


‫هذي نهايه الجزء الثاني والعشرين‬
‫بانتظار ردودكم‬
‫وسامحوني عالتأخير‬

‫روح الذكرى‬

‫الجزء الثالث والعشرون‬


‫الفصل الول‬
‫‪-------------------‬‬
‫بهدوء النتظار ‪ ..‬وبسكون الفجر البارد ‪ ..‬ترقب القلب سماع خبر يكذب هالصدمـة الكبيرة في نفسها‪ ..‬تراقب‬
‫الوضع من الدريشة‪ ..‬ترتقب وصوله‪ ..‬ترتقب وقفته عند باب البناية عشان يهدي قلبها الذايب‪ ..‬قلبها الملتاع‬
‫اللي مو عارفة شلون تخليه يسمع للواقع ويصدق انه ما راح ايي‪ ..‬ان مساعد خلص‪ ...‬ما عاد بالدنيا‪..‬‬

‫شدت بعيونها تذرف الدمع سكاب‪ ..‬ما قدرت توقف رجفان شفاتها ال يوم حطت يدها عليها‪ ..‬وحست بالوهن‬
‫يعم جسمها فتكورت على نفسها لمن طاحت على الرض ‪ ..‬تـلوع قلب فاتن على حبها المذبوح‪ ..‬على حبها‬
‫الصريع‪ ..‬على جنيــن حتى ما ربى فيها وكاهي تشيع جثمانه وهي بعيدة عنه‪..‬‬

‫لوعة الحرمان يا ربي‪ ..‬جربتها في ابوي‪ ..‬ومساعد الحين ‪ ...‬بس هالحرقة يا ربي شأسبابها‪ ..‬ما حسيتها على‬
‫ابوي ‪ ..‬تقبلت قضائك وقدرك‪ ..‬وحسيت بفراغه‪ ..‬لكن هالنسان‪ ..‬غيابه شاب النار بين ظلوعي‪ ..‬ما اقدر‪..‬‬
‫احس باللهيب يمر فيني مثل مرر الرياح والسحب ‪ ..‬أأأأأأأأأأأأأأأأاخ‬

‫تكورت بنفسها على هذيج الرض الباردة وهي تشكي الم ينزع منها الروح‪ ..‬وتمت على ذيج الحال وهي تناجي‬
‫ربها ‪ ..‬يا الله‪ ..‬يا الله‪ ..‬يا الله‪ ..‬نزعة اليمان بفاتن قوية ‪ ..‬من صغرها‪ ..‬تعودت انها تتقبل قضائه وقدره لو‬
‫شنو صار فيها ‪ ..‬مع انها تظل حزينة معظم الوقت واهي تعرف ان حزنها ما راح يرجع لها شي‪ ..‬لكن في‬
‫هالحالة مو عارفة تسوي شي‪ ...‬قضاء ربها في موت مساعد ما كان مفهـوم لعقلها اللي علقت فيه المال‬
‫والمنيات الكبيرة في هالعلقة‪..‬‬

‫ظلت نايمة على الرض وهي حاطه صبعها اللي فيه الدبلة يم شفايفها‪ ..‬تحسس دفو هالحلقة ‪ ..‬وكانها نابعة‬
‫من دفء مشاعر وأحاسيس مساعد لها‪..‬‬

‫اهو كان بس دفء مشاعره؟؟ ول رقته؟؟ ول قوته؟؟ ول ضعفه؟؟ ول قلبه الطيب الحنـون‪ ..‬ول ‪ ....‬ول ‪..‬‬
‫حبه‪ ..‬حبه الشفاف اللي ينسـاب من عمـق القسـوة اللي فيه‪ ..‬وينتشر ويمحي كل اثر من آثار الحـزن ويبدد‬
‫غيوم البجي من عيـونها‪..‬‬
‫يعني خلص؟؟ انتهى كل هذا؟؟ انتهى مساعد وانتهت مشاعره؟؟ انتهى دفئه وعمق احساسه‪ ..‬انتهت كل‬
‫هذي العطايا والهبات‪ ..‬يا الله‪ ..‬اغفر لي يا ربي ‪..‬لني ما شكرتك على نعمك اللي غطيتني بها ولكن ما حسيت‬
‫بها‪ ..‬اغفر لي‪...‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫بالليــلة اللي طافت من بعد ما سمعت الخبر فاتن من جورج وميشيل انتظرت بعض الوقت‪ ..‬انتظرت بعض‬
‫الدقايق‪ ..‬او يمكن الساعات ما تدري ما حست بالوقت ول بشي‪ ..‬كان الفراغ لفها والدمع اهو المؤشر الوحيد‬
‫على انها تتنفس‪ ..‬ظل جورج يتصل ويبلغ سلطات معينه منها السفارة ومنها خطوط الطيران عشان يأكدون‬
‫الخبر عليهم‪ ..‬وكلهم جاوبوهم بنفس الشي نظرا لحجم الخسارة الفادحة في الرواح البشرية‪ ...‬نعلمكم‬
‫بهالشي في وقت لحق وما عندنا اي حصيلة مؤكدة عن عدد الضحايا‪..‬‬

‫من بعد ما فرغ جورج من هالتصالت تم يناظر فاتن وهو يحس بتأنيب الضمير‪ ..‬ولو انه غير مسئول عن شي‬
‫أنبه ضميره على هالبنت الصغيرة اللي يمكن ترمـلت‪ ..‬ويمـكن لء‪ .‬الترجيح في هالسالفة صعب لن مشكلة‬
‫لو النسان رجح بحياة احدهم او موته‪ ..‬لنهم لو رجحوا ان مساعد حي راح يكون المل قوي ‪ ..‬واذا ياتهم‬
‫الصدمة بعكس هالمل راح تكوون الصدمة أكبر واكبر‪ ..‬لذا التزم الصمت ووجه نفسه لربه وهو يدعي ان‬
‫ترجيح المل اللي الزمه لنفسه بس يكون صحيح‪ ..‬وان مساعد يكون على قيــد الحياة‪..‬‬

‫ظلت فاتن ساكنة وهي تناظر الفراغ وتنتظر مثل ما كان جورج وميشيل منتظرين‪ ..‬لمن وردهم التصال من‬
‫تلفون جورج‪ ..‬اللي هز رنينه البيت وارجف كل عضله في فاتن وجورج ‪ ..‬واستحال لونها الى البياض التاااام‬
‫بسبب الخووف والتوتر والرتبـاك ورد عليه جورج بكل هدوء‬
‫جورج‪ :‬ايه ايه‪ ..‬ايه مايكل ‪ ..‬هيدا انا شو الخبار‪) ..‬يسمع وهو يزدي ريجه وفاتن وياه بنفس الحساس وميشل‬
‫تضمها( اهاا‪ ...‬اهاا‪ ...‬طيب في كويتيين هونيك؟؟؟ ) ارتجف فك جورج وهو يصلب ملمحه( طيب‪ ...‬شوف‬
‫لي ‪ ..‬شوف لي اسم‪ ..‬مساعد‪ ..‬مساعد خلف الدخيلي‪) ..‬وكانه يحتج الطرف الثاني( ياخييي شوف وبس انا‬
‫بدي اعرف ‪...‬بعرف بعرف انكن مشغولين والعدد كبير بس بدي اعرف‪ ..‬طيب لمين اروح مشان اعرف‪..‬‬
‫السفارة‪) ..‬وهو يأشر لقلم وورقة( ايه‪ ..‬شو اسمه الشخص؟؟ ايه‪ ...‬متاكد راح توصلن الليست‪ ..‬اهاا‪ ...‬شو‬
‫اسمو‪ ...‬اهاا‪ ..‬ايه سجلتوو‪ ..‬ايه ايه سجلتوو لك شو بيك‪ ..‬طيب‪ ...‬يالله ميرسي مايكل عزبناك معنا‪ ..‬ايه ولو‪..‬‬
‫يالله تيك كير‪..‬‬

‫سكر جورج عن مايكل وهو يلف الورقة في جيبه ويهب وهو واقف‬

‫ميشل‪ :‬شو جورج؟؟ شو الخبار؟‬


‫جورج وهو يناظر فاتن بحذر‪ ..:‬ما بعرف‪ ..‬العدد كبير والسلطات مشغوله بمعرفة‪ ....‬عدد الجسس لكل‬
‫سفارة‪ ..‬اكترهن خليجيين‪..‬‬
‫سكرت فاتن عيونها‪ ..‬مو مصدقة‪ ..‬يا الله‪ ...‬يا الله كون لي امل بداخلي‪ ..‬انه للحين حي‪..‬‬

‫جورج‪ :‬انا بدي روح هلء‪ ..‬ميشيل بدي اياكي تضلي هوون مع مدام فاتن‬
‫فاتن بصوت مبحوح‪ ...:‬ل‪ ...‬اذا تبين تروحين روحي‬
‫ميشل‪ :‬ل حبيبتي بدي ضل وياكي هون‪ ..‬مافيي خليكي لحالك‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا اوكي‪ ..‬البنات مالهم احد في البيت‪ ..‬روحي لهم شوفيهم‪..‬‬
‫ميشيل‪ :‬البنات بخير ومعاهن جارتنا مسز دايفيدز وما راح يصيرلن شي‪..‬‬
‫فاتن بعجز لنها مو قادرة على المجادلة اكثر‪ :‬على راحتج‪...‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫من بعد هالنتظار اللي طال لجم ساعة طل الصبح عليهم واضطرت ميشيل انها تروح لبناتها وتركت فاتن‬
‫لحالها‪ ..‬تنازع الوحدة والوحشة اللي في قلبها واللم والصراع اللي تواجهه في قلبها‪ ..‬يا الله‪ ..‬مصعب‬
‫هاللحظات‪ ..‬ما اشدها وما اقساها علي‪ ..‬ول خبر وصلني من جورج ول شي‪ ..‬وكل ما طال انتظاري زاد‬
‫تعمقي في فكرة انه ما راح‪ ....‬ما راح يرجع لي بخبر عن مساعد‪..‬‬

‫ظلت على حالتها في البكاء والنحيب‪ ..‬ولمن حست ان الرض حفرت لها مكان حاولت بكل جهدها انها تقوووم‬
‫وتحرك جسمها‪ ..‬ويوم وقفت على حيلها رن التلفون‪ ...‬وقبضت على قلبها بقوة‪ ..‬يــاربي‪ ..‬من هذا اللي‬
‫متصل‪ ..‬ويا مساعد على بالها وبكل لهفة قبضت على السماعة وبصوت يرتجف‬

‫فاتن‪ ..:‬الووو‪..‬‬
‫كان جورج‪ ..‬وامبين ان المكان اللي هو فيه مليان بالفوضى‪ :‬الو‪ ...‬مدام فاتن‬
‫فاتن وهي تعلي صوتها‪ ..:‬هل جورج‪...‬‬
‫جورج اللي كان يمسح دمعته بهذاك الوقت‪ ..:‬مدام فاتن ازا فيني هلء ميشيل رح تكون عندك‪ ..‬بدي اياكي‬
‫تجهزي وتجي معها عمركز الغاسة هوني بملحق السفارة بالمطار‪..‬‬
‫ضربت فاتن على صدرها من الحسرة‪ ...‬ملحق السفارة بالمطار‪ ...‬يعني‪ ..‬الخبر وصل‪ ...‬الخبر مؤكد‪ ...‬يا‬
‫ربي‪ ...‬يا ربي‪ .... :‬ان شاء الله‪...‬‬
‫جورج وهو يحتسب لربه‪ ..:‬مدام فاتن‪...‬‬
‫فاتن وهي ترتعش‪ ...:‬هااا‪..‬؟؟!!‬
‫سكت جورج وما كمل‪ ...‬وظلت كلماته معلقة بالهوا اللي غصبنا عنها فاتن فهمتها‪ ...‬وسكرت السماعة‪ ..‬راح‬
‫دارها وهي تترنح‪ ..‬وعيها وصوابها ما كان وياها‪ ..‬كان في اتفه شي يمكن تفكر فيه‪ ..‬تلبس اي لون؟؟؟‬
‫اسود؟؟ ول عادي‪ ..‬حكت راسها بيدها اللي ترتعش‪ ..‬وطلعت لها بانطلون اسوود وتي شرت بنفس اللون‬
‫وفوقهم لبست جاكيت طويل بني ‪ ..‬ربطت الحزام اللي فيه من غير ما تزرره ولفت الشيلة على راسها‬
‫وحملت التلفون وطلعت بالصالة‪ ..‬وقفت عند الكرسي وحست لنفسها ترتعش‪ ..‬دخلت شعرها بارتعاش وهي‬
‫تتلقط انفاسها‪ ..‬تخشعت حناياها من الخوف والرتباك وصارت مو عارفة‪ ...‬هل تعد نفسها للفاجعة اليديدة‬
‫بحياتها‪ ..‬ول تتعامل الشي بكل هدوء وتتفائل‪ . .‬لكن تذكر صمت جورج وتنشد ملمح ويهها استعدادا للبكاء‬
‫ولكن تسكت نفسها كل شوي‪ ..‬لمن رن تلفونها‪ ..‬وكانت ميشيل‪...‬‬

‫ما عطلت فاتن انها ترد على التلفون او شي مماثل‪ ..‬وكل اللي سوته انها سكرته في ويه ميشيل وطلعت من‬
‫البيت من غير حواس‪ ..‬دخلت مرة ثانية وسحبت مجموعة المفاتيح وهي ترتعش ‪ ..‬تمسك بهم بيدينها الثنتين‪..‬‬
‫وقفت عند الباب بره واهي ترتعش‪ ..‬تدور مفتاح الباب لكن غشاوة الدمع كانت مالية عينها فمنعت عنها‬
‫الرؤيا‪..‬‬
‫طاحت المفاتيح عنها على الرض‪ ..‬وانحنت عشان تاخذها لكن الضعف اللي فيها خلها تطيح على الرض ‪..‬‬
‫وانهارت فاتن مرة ثانية‪ ..‬لكن لملمت شتات نفسها وقامت وهي تسحب المفتاح الصح‪ ..‬مسحت دمعها بكم‬
‫الجاكيت‪ ..‬ونزلت من على الدري‪ ..‬لمصير الله اعلم محفوف بشنو؟؟‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫في الكويت الوقت بعده عصر‪ ..‬وجراح اللي تخلف اليوم عن روحة الورشة لنه يحس بالصداع‪ ..‬تم قاعد في‬
‫البيت وبالخص في المطبخ ويا امه‪ ..‬عادته يحب يقعد وياها ويسولف او انه يسكت ويشوفها تروح وتيي في‬
‫المكان‪ ..‬لو ايي الواحد له قبل وفاه ابوه الله يرحمه ما كان يظن انه من النوع البيوتي‪ ..‬لكن الحين‪ ..‬سبحان‬
‫الله مغير الحوال‪ ..‬والشي المفرح اكثر ان سالفة قعدته في البيت معظم الوقت مفرحته ومونسته لنه صار‬
‫يعرف سوالف البيت وعيونه على كل واحد من اخوانه‪ ..‬صج النسان ما يعرف طعم المسئولية ال اذا مر‬
‫فيها‪ ..‬قبل كنت اتافاف من قعدةالصبح وتوصيل مناير وعزيز وفتون‪ ..‬الحين‪ ..‬احس ان هذا حق من حقوقهم‬
‫علي وما يتطمن بالي عليهم ال لمن اخذهم واقطهم‪..‬‬

‫لكن ام جراح كانت شبه المتظايقة‪ ..‬يعني حواجبها كانت معقودة معظم الوقت وقلبها يدق بخوف وارتباك ما‬
‫تدري ليش‪ ..‬طول الوقت وهي تفكر بفاتن وقلبها يهوس بذكر هالبنت‪ ..‬ومرة وحدة طاحت سلة السلطة من‬
‫يدها وانتفضت الم مكانها‪..‬‬

‫ام جراح وهي حاطه يدها على صدرها‪ :‬بسم الله الرحمن‪..‬‬
‫جراح انتبه لها‪ ..:‬يمــة علمج‬
‫ام جراح وهي حاطه يد على خصرها والثانية على صدرها وتسمي بالرحمن ‪ :..‬ما فيني شي يمة‪..‬‬

‫وانحنت عشان تجمع اللي طاح‪ ..‬وجراح وياها‪ ..‬ويوم وقفت على حيلها لفت بويهها عن جراح اللي حسها‬
‫متظايقة‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يمة‪ ..‬علمج؟؟ شفيج متظايقة‬


‫ام جراح‪ :‬ل يمة ما فيني شي سلمتك‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬ههاه‪ ..‬شوفي ويهج شلون صاير ويدج ترتعش‪ ..‬شلون مافيج شي؟؟‬
‫ام جراح وهي تمسك قلبها وتواجه ولدها‪ ..:‬يمة‪ ..‬قلبي اليوم مفزوز على اختك‪...‬‬
‫جراح يتقرب منها‪ :‬اختي؟؟ من؟؟ مناير؟ ول فاتن‬
‫ام جراح‪ :‬فاتن‪ ..‬يمة ما ادري قلبي عاصرني ‪ ...‬مادري شلون‬
‫جراح‪ :‬يمة يمكن خوفج هذا ماله داعي‪ ..‬يعني لو فيها شي اكيد بتتصل مو عاجزة اهي‪...‬‬
‫انقطع كلم جراح لن جرس البيت اندق‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬دقايق وارد على الجرس‪...‬‬

‫راح جراح عن امه وهو يمشي بخفة للباب عشان يشوف من اللي عنده‪ ..‬وكان لؤي‪ ..‬وويهه ما يطمن الواحد‪..‬‬

‫جراح‪ :‬هل لؤي‪..‬‬


‫لؤي اللي كان فكه يرتجف ‪ :‬هل جراح‪ ..‬تعال شوي ابيك‬
‫جراح اللي انتقل خوف لؤي فيه لحقه عند الباب الرئيسي للبيت‪ ..:‬علمك لؤي؟؟ فيك شي؟؟؟‬
‫لؤي وهو يحك ذقنه بيده اللي ترتجف‪ :‬اتصلو فيني السفارة قبل شوي‪ ....‬قالولي ‪ ...‬ان حادث‪ ..‬طيارة‬
‫لخطوط)’’’( طاحت قبل شوي‪...‬‬
‫جراح انقبض قلبه وعقد حواجبه بخوف‪ ...:‬انزين‬
‫لؤي وهو شوي ويبجي‪ ..:‬يظنون‪ ....‬ان مساعد و‪ ...‬مريم عليها؟؟؟‬
‫جراح انهز كيانه وكانه انصم ‪ :‬شنو؟‬
‫لؤي وهو يحك راسه‪ :‬مادري شسوي جراح‪ ..‬من قالولي الخبر وانا‪ ....‬وانا ميـــت‪ ..‬ميـــت‬
‫جراح وهو يمسك لؤي بانفعال‪ :‬شنو انت ميت‪ ..‬تحجى عدل قووول بالضبط شقالولك‬
‫لؤي وهو يهتز وكانه يبجي‪ :‬مادري جراح‪ ..‬السالفة جايدة‪ ...‬مساعد‪ ..‬ومريم‪ ..‬مرة وحدة‪ ...‬مادري مادري ‪...‬‬
‫انهار لؤي بين يدي جراح والثاني من شدة صدمته حس بالقوة تندفع فيه ورفع لؤي اللي كان متهالك على‬
‫نفسه‬
‫جراح‪ :‬لؤي؟؟ خلك قوي‪ ..‬خلنا نروح للسفارة نتأكد منهم‪ ..‬ما يصير جذي نخرع نفسنا على اشياء يمكن مو‬
‫صجية‪ ..‬يمكن اغلط‬
‫لؤي‪ :‬مادري‪...‬‬
‫جراح وهو يبلع ريجه‪ :‬خلني اقول لك‪ ..‬الحين تمسك نفسك وتتمالك اعصابك‪ ..‬بنروح السفارة‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اليوم اليمعة ما يفتحون‪..‬‬
‫جراح‪ :‬نروح لمكتبهم التابع في المطار‪ .‬ما يصير ‪ ..‬لزم نتأكد من كل شي‪ ...‬ان جان هالخبر صح ول لء‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شلون ؟؟‬
‫جراح‪ :‬ما عليك انت‪ ..‬تعال وياي‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اوكي‬

‫دخل جراح البيت وهو يطير من السرعة‪ ..‬يحاول يستوقف نفسه عشان يفكر لكن ماكو مجال للتفكير‪..‬‬
‫مستحيل‪ ..‬مستحيل يوقف ويفكرويتخيل‪ ..‬يتخيل مريم‪ ..‬انها ما عادت على الحياة‪ ..‬مستحيل يخلي نفسه‬
‫عرضه للشيطان ومخه مثل الفلم اللي يتصور جدامه‪ ..‬ناس مذبحه محترقة منفصلة أعضائها‪ ..‬ومريم منها‪..‬‬
‫ازدرى ريج متدافع في حلجه من شده الهلع اللي فيه وسمى بالرحمن ‪ ..‬حمل اغراضه وطلع من البيـت‪..‬‬
‫وبصوت الباب التفتت ام جراح الى الباب وما لقت احد‪ ..‬جراح من راح يرد على الباب ما رد‪!!...‬‬

‫التقى بلؤي اللي كان عند الباب‪ ..‬وراح وياه‪ ..‬الى المـطار‪..‬‬
‫‪--------------------‬‬

‫خالد اللي تم قاعد في داره وهو يحوس في اللبومات اللي عنده‪ ..‬واحد عطاه اياه فاضل والثاني من عند‬
‫مجموعة جراح‪ ..‬واحد كان لماجدة الرومي‪ ..‬ياخي شهالذوق على جراح؟؟ يا حبه للحريم حتى المغنيات‪..‬‬
‫حلته يسمع لصباح اللمي ول شي من هالمغنيين‪ ..‬حط السيدي وتم ينتظره لمن يشتغل‪ ...‬وهو قاعد ‪..‬‬
‫واشتغلت الغنية‪..‬‬
‫‪ :::..‬احتاج اليك‪..‬‬
‫واهرب منك‪..‬‬
‫وارحل بعدك من نفسي‪..‬‬
‫في بحر يديك‪..‬‬
‫افتش عنك ‪..‬‬
‫فتحرق انوارك شمسي‪..‬‬
‫وجهك فاجأني كالمطار‪..‬‬
‫في الصيف وهب كما العصار‪..:::..‬‬

‫تم خالد قاعد وهو يسمع الغنية وهو ساكت‪ ..‬ويوم يا هالمقطع‪..‬‬

‫‪:::..‬فالحب قرار‪..‬‬
‫والبعد دمار‪:::..‬‬

‫رد على ماجدة الرومي‪ :‬لكن اليهال وين يفهمون‪ ...‬اااااااااااه‪..‬‬

‫نام على الرض وهو يتنهد‪ ..‬ما اروع الحب‪ ..‬سكر مر على القلب ‪ ..‬لكنه يظل في الساس سكر‪ ..‬ويا حلوج يا‬
‫سماء‪ .‬ويا مرووورة زعلج‪ ..‬خاطري بس خاطري‪ ..‬لو اشوفج الحين‪ ..‬وتدرين شنو؟؟ ما ابي اشوفج‪ ..‬ابيج‬
‫اتعذبين واتيين بروحج لعندي هني‪ ..‬ويا هالراس اللي جنه فطر‪ ..‬احلى راس‪ ..‬يعلني ما خلى منه‪..‬‬

‫وبطرقات على الباب‪..‬‬

‫خالد وهو يقعد ونظارته الطبية فوق راسه‪ :‬نعم‪..‬‬


‫مناير تطل براسها‪ :‬عصفورة جميلة عند الباب‪..‬‬
‫خالد وهو مشمئز‪ :‬ماشوف ال غراب خااك‪..‬‬
‫مناير وهي تطل بجسمها من الباب‪ :‬وي عااااااااد تتمنى انت‪..‬‬
‫خالد‪ :‬خلصيني شتبين؟‬
‫مناير وهي تفتح عيونها‪ :‬اااه‪ ..‬يعني استحقار‪ ..‬بس عيل‪ ..‬ما بقول لك اللي كنت بقوله‪ ..‬مع انه يهمك بس‬
‫خلص‬
‫خالد‪ :‬وييييييييه شبعنا من هالحركات‪ ..‬يالله ذلفي‪..‬‬
‫مناير وهي تسكر الباب‪ :‬مسكينة سماء بتضطر انها تنتظر‪...‬‬

‫تسكر الباب‪ ..‬لكن خالد رفع راسه بسرعة ونقز من مكانه ورى مناير اللي كانت تتسمع طلعته من الغرفة ‪..‬‬
‫ويوم فج الباب طفرها‪..‬‬

‫خالد بلهفة‪ :‬وين تنتظر؟‬


‫مناير‪ :‬بسم الله علي‪ ..‬شوي شوي عاااد‬
‫خالد وهو يواجهها ‪ :‬وين بتنتظرررررر‬
‫مناير‪ :‬ماني قايلة )تطلع لسانها(‬
‫يمسكها خالد من شعرها‪ :‬منوور‪ ..‬ما براشيلج‪ ..‬وين بتنتظر‪ ..‬اصل متى كلمتيها‬
‫مناير وهي تصرخ‪ :‬واااااااااااي فج شعري يعل ظروسك الففففففففججججججج‬
‫خالد وهو يرخي من يده على شعره‪ :‬مو قبل ما تقولين لي‬
‫مناير‪ :‬بقول لك يعلك مرة حوسة تلعوز دنياك‬
‫خالد‪ :‬اذا سماء عادي‪ ..‬يالله قولي‪..‬‬
‫مناير وهي ترتب شعرها‪ :‬نعنبووو دارك يا المعصقل جذي تسوي في شعري والله حرام‬
‫خالد يمد يده وكانه بيمسكه‪ :‬قولي ل اتيييج الحين اللي تنقفه كله‪..‬‬
‫مناير وهي تتراجع‪ :‬خلص خلص بقول لك‪ ..‬هو‪ ..‬ومن الحب ما يقتل‪ ..‬بتنتظرك‪ ....‬بتنتظرك‪..‬‬
‫خالد يتابعها باهتمام‪ :‬بتنتظرني بتنتظرني‬
‫مناير وهي تضحك‪ :‬هههههههه جنك ببغاء‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اووووووووووووووه قولي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬وي بسم الله‪ ..‬بتنتظر اليوم‪..‬‬
‫خالد بفرح‪ :‬وين؟‬
‫مناير بصوت واطي‪ :‬بالحديقة اللي ورى بيتنا؟‬
‫خالد وحلجه انشلخ من الضحكة‪ :‬متىىى؟‬
‫مناير‪ :‬الساعة ثمانية؟‬
‫خالد‪ :‬ثمانية؟؟؟‬
‫مناير‪ :‬ايه ثمانية‪ ..‬ما تقدر تتأخر‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اوكيك‪. .‬ثمانية‪...‬‬
‫مناير وهي تنزل‪ :‬يالهل اخليك‬
‫خالد يسحبها من ذراعها ‪ :‬تعااااااااااااااالي هني‪..‬‬
‫مناير‪ :‬واااااااااي عليك شتبي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اهي اللي دازتج‪..‬‬
‫مناير وهي تفج عيونه‪ :‬حشى علييييييييييييها ما دزتني‪) ..‬وبخبث( اهي لمحت‪..‬‬
‫خالد مو مصدق عمره‪ :‬شلوووووون؟‬
‫مناير وهي تبتسم له‪ :‬ما بقول‪..‬‬

‫وقبل ل يمسكها طارت مناير وخالد توه بيعني نفسه ويلحقها‪ ..‬لكن ‪ ..‬شهمه‪ ..‬اهي قالت ول لمحت‪ ..‬اهم‬
‫شي انه بيشوفها هالليلة‪ ..‬ولزم يزهب نفسه عشانها‪ ..‬والله ل وريج نجوم القايلة بعز الليل يا سموي‪ ..‬انا ما‬
‫خليتج تتأدبين هالليلة‪ ..‬ماكوووون بو الخلد‪ ..‬وتوه بيدخل داره ويرد يطلع مرة ثانية ويتكلم بصوت مرتفع‪..‬‬

‫خالد بثقة كبيرة وغرور‪ :‬ترى حمران مو عاجزة عن شي ‪ ..‬تقدر تسوي اي شي في مجريات الحداث‪ ..‬صح‬
‫حمرمر؟؟‬

‫ههههههههههههههههههههههههههه صح يا خالد‪..‬‬
‫‪--------------------------------‬‬
‫وراحت العصفورة الصغيرونة الى البيت الثاني‪ ..‬عشان تكمل مهمتها‪ ..‬ويوم دخلت البيت ما حطت في بالها‬
‫سالفة تحقيقها‪ ..‬لنها مأجلتها‪ ..‬ويوم قالت لها الخادمة تنتظر اكثر‪ ..‬كفخت كلمها بعرض الحايط وراحت فوق‬
‫لوين ما غرفت سماء‪ ..‬ويوم فجت الباب عن غرفتها شافت سماء قاعدة عند الكرسي وهي تطالع الدريشة‬
‫وعلى اذنها سماعات الستيريو‪...‬‬

‫راحت لها مناير شوي شوي وبهزة قوية اجفلت اللي في سماء ‪ :‬وااااااااااااهاهاههاهاا‬
‫سماء‪ :‬انطله علييييييييييج‪ ..‬صج انج حمارة‬
‫مناير‪ :‬هههههههههههههههههههههههههاااي‬
‫سماء‪ :‬من سمح لج تدخلين غرفتي‪ ..‬ما شفتي اللي كاتبته؟‬
‫مناير‪ :‬سوري مي نو انجليش‪ ..‬مي عربيك‪..‬‬
‫سماء وهي معصبة على مناير‪ : ..‬شتبين خلصيني‪...‬‬
‫مناير‪ :‬وي‪ ..‬مالت عليج تدرين عاد‪ ...‬يالله اخليج‬
‫سماء‪ :‬ل ل ل تعالي‪ ...‬شفيج شحقه يايه؟‬
‫مناير‪ :‬جوووو هاذي‪ ..‬صج ما تستحين على ويهج‪ ..‬شنو ماكو سنع فيج؟؟؟‬
‫سماء وهي تهز راسها‪ :‬اوووووه يا منور جنج ال اليوم تعرفيني‪ ..‬خلصيني وقوليلي‪ ..‬شالسالفة؟؟‬
‫مناير وهي تقعد على السرير‪ :‬مو بعد قلص عصير ازغده‬
‫سماء‪ :‬لج اللي تبينه وقوليلي‪..‬‬
‫مناير بخبث‪ :‬شفيج متحرمصة ال تبين تعرفين‪ ..‬شكلج تشمين ريحة السالفة‬
‫سماء بصدمة‪ :‬خالد؟؟‬
‫مناير‪ :‬بلحمه ووعظامته‪..‬‬
‫سماء بلهفة‪ :‬شفيه؟؟‬
‫مناير‪ ..:‬ثلث كلمات بس ‪ ..‬ثمانية‪ ..‬ورى بيتنا‪ ..‬الليلة‪..‬‬
‫سماء وهي مستغربة‪ :‬اهو اللي قال لج‬
‫مناير‪ :‬شنو عيل انا اللي مسويه هالشي‪...‬‬
‫سماء‪ :‬ل مو قصدي‪) ...‬وقفت وهي تفكر( بس اهو يعرف اني زعلنة ليش يطلبني؟؟‬
‫مناير‪ :‬مادري يمكن يبي يعزمج على اسكريم‬
‫سماء‪ :‬منوور‬
‫مناير‪ :‬شدراني فيج عيل‪ ..‬يالله‪ ..‬وما على الرسول ال البلغ وكاني قلت لج‪ ...‬يالله سي يو تونايت‪.‬‬
‫سماء بذكاء‪ :‬توج يو نو انجلش‬
‫مناير‪ :‬سمتايمز اصير كليفر‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههه انتي كليفر‪ ..‬انتي قمة الينون‬
‫مناير‪ :‬ميرسي‪ ..‬بــاي‬
‫سماء‪ :‬بايات‪...‬‬

‫طلعت مناير‪ ..‬يعني ‪ mission accomplished‬سوت اللي عليها وراحت‪ ..‬طبعا اهي ما هان عليها تشوف‬
‫هالحب اللي ينمو جدام عيونها وتسكت عن هالزعل والخصام‪ ..‬خالد غبي وسماء اغبى منه ‪ ..‬مو وقتهم‬
‫يتزاعلون‪ ..‬واهي بتسوي فيهم خير وبتخليهم يتراضون‪ ..‬عشان انها تحس بالطاقة اليجابية حول ما حولها‪..‬‬

‫مناير كانت مراهقة عكس المراهقات‪ ..‬تفكيرها الغريب من نوعها خلها مستفردة بنفسها‪ ..‬مختلفة تمام‬
‫الختلف عن فاتن وقريبة في الشكل منها تمام القرب‪ ..‬يعني الواحد يستغرب منها ‪ ..‬ناعمة من بره‪ ..‬ومينونة‬
‫من داخل‪..‬‬

‫طلعت من البيت وهي تربط شعرها الطويل ويوم بتطلع لقت مشعل داخل البيت بنفس الوقت‪ ..‬وعلى‬
‫عكس كل مرة يفتح وياها حوار طاف من عندها وهو رافع راسه‪ ..‬ويوم مشى عنها رفعت حاجب له باحتقار‪..‬‬
‫ونادته‬

‫مناير‪ :‬هي انت‪..‬‬


‫التفتت لها مشعل وهو مستغرب‪ ..‬يطالع حول ما حوله‪ ..:‬من ‪ ...‬انا؟؟‬
‫مناير وهي تتخصر‪ :‬ل ‪ ..‬النخلة اللي يمك‪..‬‬
‫ابتسم مشعل‪ : ..‬خير‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ل بس حبيت اقول لك‪ ...‬كون حذر‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ليش‪ ..‬شصاير؟؟؟ عاصفة ياية؟‬
‫مناير وهي تحك راحتها بالثانية‪ :‬اذا تقدر تقول‪ ...‬ل تظن انك تمشي على هالرض من غير ما توجعها‪) ...‬تاشر‬
‫على عينها( العييون عليك‪ ...‬حاسب لنفسك‪..‬سلم‪..‬‬

‫طلعت مناير‪ ..‬او قصدي مناير بوند‪ ..‬من بعد تهديد او تحذير لمشعل اللي للسف الشديد ما اخذه على محمل‬
‫الجد واعتبرها حركة من حركات بنات الصغار‪ ..‬كان غبي ما يعرف ان البنات الصغار لو حكموا العالم ما‬
‫صارت حرووب‪ ..‬وعيون مناير اللي كانت عليه تراقبه في ادق التفاصيل‪ ..‬منها روحاته ويياته ودخوله المستمر‬
‫في كاراج بيتهم حتى بوقت متأخر من الليل‪ ..‬اكيد هناك مخبي عمايله‪ ..‬لزم اعرف‪ ..‬اهو شسالفته‪ ..‬وليش انا‬
‫ما اشتهيه جذي!!!!‬

‫هل راح تكون مناير اهي نجاة فاتن من نوايا مشعل الشينة؟؟ ول شنو؟؟‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫جراح ولؤي وصلو المطار اللي كان في حاله فوضى‪ ..‬وخصوصا المكان اللي عند مكتب خطوط شركة‬
‫الطيران‪ ..‬الناس كلها بحالة يرثى لها ‪ ..‬الكل يسأل عن اهلهم اللي سافروا على هالخطوط وبهذي الرحلة‪..‬‬
‫وجراح ولؤي واقفين مكانهم مو قادرين يخترقون الحشد‪ ..‬لؤي كانت نظرته متألمة وحزينة اما جراح كان‬
‫رافض هالشي في باله‪ ..‬مو تكفيرا بقضاء الله ول شي‪ ..‬بس‪ ..‬شي فيه‪ ..‬حاسته ‪ ..‬او حبه او قلبه اللي ما‬
‫انذره بشي عن مريم‪ ..‬اهو بالعادة يحس لها‪ ..‬ويحس للي يصيبها‪ ..‬مثل هذيج الليلة يوم وقف عند غرفتها‪..‬‬
‫حسها متظايقة واهي كانت متظايقة‪ ..‬فما لقى سبيل او لحظة مناسبه كثر هذي ‪ ..‬يوسع سدرها ويعلن حبه‬
‫لها‪ ..‬وحبه لها اكيد وماهو من الغرور سبب لراحه هالبنت‪..‬‬

‫لؤي بخوف‪ :‬جراح ما بنقدر نسألهم‬


‫جراح وهو يطمنه‪ :‬ل تحاتي بندخل ونشووف‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬جراح قلبي مو قادر اتحمل‬
‫جراح اللي يعرف لطبيعه لؤي ‪ ..‬حبه لهله كبير وتعلقه شديد لدرجه انه ما يقدر يصبر على فراقهم‪ :‬ل تحاتي‪..‬‬
‫انا وياك‪ ..‬ورب العالمين وين راح؟؟ خل قلبك يقوى باسمه‪..‬‬

‫غصبن عن جراح المرتجف رسم ابتسامة مطمئنة للؤي‪ ..‬ويوم وصلوو المكتب‪..‬‬
‫جراح‪ :‬السلم عليكم‬
‫الموظفة‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬احنا هني لن اثنين من اهلنا سافروا‪) ..‬سكت وذكر نفسه‪ ..‬ما صار فيها شي ( من المفروض انهم‬
‫يسافرون على هالخطوط والرحلة‪...‬‬
‫الموظفة المرتبكة بسبب عدد الناس‪ :‬والله ياخوي ما نقدر نقول لك اي شي لمن يوصلنا خبر من مكتب‬
‫السفارة هناك واسفين يعني‬
‫جراح‪ :‬انزين ما ياتكم اسماء ول شي‪..‬‬
‫الموظفة ‪ :‬بلى عندنا عطني السماء اللي عندك‬
‫زادت ضربات قلب جراح في هذيج اللحظة‪ ..:‬م‪ ..‬مساعد خلف الدخيلي‪ ..‬مريم خلف الدخيلي‪..‬‬
‫الموظفة وهي تجيك‪ ...‬ويوم شافت السماء رفعت راسها لجراح بحذر وبنظرة غريبة‪ :‬لو سمحت الشيخ‬
‫انتظرنا برع واحنا بنرد عليكم كلكم خبر‪...‬‬
‫جراح‪ :‬الشيخة بس لو سمحتي‪..‬‬
‫الموظفة برجا واضح لجراح وبهمس‪ :‬شوف الحاله اللي هني ل تظن ان حالنا اسهل من حالكم‪ ...‬لو سمحت‬
‫اتبع التعاليم وظل هناك وراح نخبركم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله‪...‬‬

‫بلع ريجه وهو يحس انه ما يشوف‪ ..‬ما يشوووف ياناس‪ ..‬انعمت عينه عن الرؤية‪ ..‬شكل الموظفة ما كان‬
‫يطمن ‪ ..‬وكلمها المبطن ما ريحه‪ ..‬يا رب‪ ..‬شهالحالة‪ ..‬يارب يا حبيبي وسع علينا هالظيج‪..‬‬

‫في عائلة كانت قاعدة متألفة من حرمة كبيرة في السن وبنت وريال ثاني وصبي صغير‪ ..‬شكلهم عرفوا ان‬
‫اللي يصيرون لهم على الطيارة لنهم فزعوا المكان على راسهم بالمطار‪ ..‬وجراح اللي اشاح بعيونه عن‬
‫منظرهم التفتت الى لؤي اللي كان يراقبهم بهلع ودمعته على جفنوه‪ ...‬لفه جراح وياه بسرعه خله يجفل‬

‫جراح‪ :‬لؤي‪.....‬‬
‫لؤي بخوف‪ :‬جراح ما قدر‪...‬‬
‫جراح بصوت حازم‪ :‬لؤي‪ ...‬شوفني‪ ..‬انا مو مستعد اخسر شي‪ ...‬مو مستعد‪ ..‬خسرت بما فيه الكفاية‪ ..‬صير‬
‫مثلي‪ ..‬ل تستعد للخسارة‪...‬‬
‫لؤي وهو متحير من كلم جراح‪ ..:‬شقصدك؟‬
‫جراح وهو يكابد الصرخة اللي داخله‪ ...:‬ل تستعد لخسارة شي‪ ....‬اذا مو عشان احد‪ ..‬عشاني انا‪) ...‬تهجد‬
‫صوت جراح القوي( تكفى‪...‬‬

‫هز لؤي راسه وللحظه لمح نظرة من المل القاتل بعيون جراح‪ ..‬ما قدر يفهم هالنظرة‪ ..‬ماقدر عقله‬
‫يترجمها ‪ ...‬يا ترى شلي يقصده جراح بالخسارة‪ ...‬يا قلبي عليه ‪ ..‬قلبه على قلوب الناس‪ ..‬اكيد‪ ..‬اهو عانى‬
‫من خسارة ابوه ما يتمنى هالشي لحد‪..‬‬

‫كلها دقايق ووصلت لهم الموظفة اللي كان جراح وياها مساعة‪ ...‬وهي تاشر لهم على مكان ثاني ويتبعها‬
‫جراح ولؤي من الخوف ظل واقف مكانه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬بشري الشيخة‪..‬‬


‫الموظفة وهي تبعد عيونها عن جراح‪ ...:...‬لقينا السماء‪...‬‬
‫جراح وهو يهتز مثل الورقة ‪ :‬وو‪...‬‬
‫رفعت الموظفة عيونها لجراح‪ .......:..‬اسمائهم على الرحلة‪...‬‬
‫وكانه ما سمع شي‪ ..‬لنه للحظه حس انه انصم من دقات قلبه‪ ... :.‬شنو؟؟‬
‫الموظفة وهي تنزل عيونها بتوتر وترفعها‪ ...:‬اسمائهم على ‪ ..‬ألرحلة‪..‬‬

‫ل شئ‪ ...‬ل شئ من بوادر الحياة قد تعالى على وجهه‪..‬‬


‫ح‬
‫بقي كالثابت‪ ..‬كالجبل‪ ..‬كالقلب الذي غرس فيه رم ٌ‬
‫وتدافعت صورتها في باله‪..‬‬
‫ورنة ضحكتها بغرابة في اذنه‪ ..‬وكان المزيج ساحقا‪..‬‬
‫اعلن موتها‪ ...‬ومؤشر حياتها‪..‬‬

‫يوم راحت الموظفة عنه تم لؤي يناظرها ويناظره بخووف‪ ..‬وراسه يتحرك بسرعة يمين ويسار‪ ...‬وتقرب من‬
‫جراح اللي كان واقف وعيونه ملزقة الرض‪ ..‬وكان فيها شي مهم جدا‪ ..‬جوهرة ثمينة ما يبي يفارجها‪ ..‬تقرب‬
‫من لؤي ولمس جتفه‪ ..‬وارتعش جراح من لمسته‪ ..‬وكان ارض الواقع كاااااان بهذيج البرودة اللي صقع ما‬
‫بداخله‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬جراح‪ ...‬شالسالفة‪ ..‬شقالت لك‪...‬‬
‫جراح وهو يناظر لؤي ببلهة‪ ..‬يحاول يتكلم لكن‪ ...‬ما يقدر يحرك شي فيه‪ ..‬انشل تماما في ذيجاللحظة‬
‫لؤي وهو يهز جراح بقوة هالمرة‪ :‬جراااااااح‪ ..‬شقالت لك‪ ..‬حرام عليك ارحمني ‪...‬‬
‫جراح وهو يهمس‪ ..:‬اسمائهم‪...‬‬
‫لؤي وهو يصرخ‪ :‬شفيهاااااااااااااا!‬
‫جراح ودمعه تسري من عيونه‪ ...:‬على الرحلة‪...‬‬
‫لؤي بصدمة‪ :‬لاااااااااااااااااااااا‬

‫تم يتلوى لؤي وسط المطار وذيج الساحة‪ ..‬يا الله‪ ..‬آلم‪ ..‬اوجاع‪ ..‬تقطع في معدته‪ ..‬تفجرات عنيفة فيه‪...‬‬
‫لاا‪ ..‬مستحيل‪ ..‬ما صدق‪ ....‬مستحيل‪ ...‬مريم‪ ....‬ل مستحيل‪ ..‬مساعد‪..‬‬

‫لؤي وهو يمشي يمين ويسار‪ :‬ل‪ ..‬ما يصير‪ ..‬عفية ل ما يصير‪ ..‬مو مريم‪ ..‬ول مساعد‪ ..‬ل ‪ ..‬عفية يا ناس‪..‬‬
‫عفية‪ ...‬تكفووون‪ ...‬ماقدر‪ ..‬يمة ‪ ....‬اخوي‪ ..‬اختي‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ل يا ربي لاااه‪...‬‬

‫جراح اللي سحقت خدوده الدمعات ماااا ما ت المل فيه‪ ...‬كل شي يقول انهم راحو‪ ..‬انهم ما راح يردون‪..‬‬
‫مريم هناك‪ ..‬في هذيج الصورة اللي رسمها‪ ..‬ومساعد معاهها‪ .....‬لكن ما صدق‪ ..‬ماصدق هالشي‪ ..‬قلبه ‪..‬‬
‫قلبه دليله‪ ..‬قلبه الي ينبض‪ ..‬شنو معنى نبضه؟؟ مستحيل القلب ينبض لمات السبب لنبض القلب‪ ..‬اهو مؤشر‬
‫حياة مريم‪ ..‬اي‪ ..‬قلبه مؤشر ان مريم مازالت على قيد الحياة وتتنفس‪...‬‬

‫رفع تلفونه وهو يرتجف وضرب الرقام التابعة لفاتن‪ ...‬ورفع السماعة ينتظرها ترفعها‪ ..‬اكيد وصلها الخبر‪..‬‬
‫اكيد‪ ..‬اهي بتعرف كل شي‪ ...‬محد بيبدد الضلل اللي هو فيه غير فاتن‪..‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫كانت واقفة وهي تمسح دمعاتها الساكنة وجورج داخل المكتب ويا الجموووع الغفيرة في هذاك المكتب‪..‬‬
‫راحوا المطار لكن ما لقو اي خبر‪ ..‬فتوجهوا الى مكتب شركة الطيران وما لقوا مكان على هالشي‪ ..‬وبذكاء‬
‫جورج وحسن تدبيره ساقها الى مكتب الطيران وبالفعل‪ ..‬لقووو كل شي‪ ..‬لقوا الناس ولقوا الدموع ولقووو‬
‫الجراح ولقو اللم‪ ..‬يعني هذول هم اهل العزا‪ ..‬هذول هم اهل الضحايا‪...‬‬

‫ظلت فاتن قاعدة وهي تراقب دمعها‪ ..‬تناظر الناس وتراقب احوالهم‪ ..‬وتعد نفسها للنضمام لهم‪ ..‬تلفونها كان‬
‫يرن ولكنه كان على السايلنت فما كانت تدري بشي‪ ..‬جراح ضرب وعجز في التصالت لكن اهي ما كانت‬
‫على قيد الحياة عشان تعرف لتلفون او ترد على اتصال‪ ..‬كانت في حالة تامة من العجز والسكون‪ ..‬والنزيف‬
‫البطيئ اللي يتهدل باحشائها‪..‬‬

‫ورجع لهم جورج وهو معصب‪..‬‬

‫ميشيل‪ ..:‬بشرنا‪..‬‬
‫جورج‪ :‬لك يلعن ابوو اليوم اللي جينا هوني‪ ..‬مافين يحكو كلمتين على بعض‪...‬‬

‫ميشيل‪ :‬حبيبي بدك تهدي اعصابك مابينفع هيك‪..‬‬


‫جورج وهو يهدي نفسه‪ ..‬ووجه عيونه لفاتن‪ :.‬مدام فاتن‪ ..‬خلي املك بالله وان شاء الله نسمع شي منيح‪..‬‬

‫بسكوت واجهته فاتن وهي تجذب كلمه‪ ..‬اهي تعرف انه يعرف لكنه ما يبي يقول‪ ..‬ما يبيها تزعل‪ ..‬ول يبيها‬
‫تحزن‪ ..‬ول يبيها تبجي‪ ..‬لكن ليش التأخير‪ ..‬خلوها تعرف!! خلوها تكتشف‪ ..‬واكشفوا الوراق لها‪ ..‬وخبروها انه‬
‫رااااح‪ ..‬وراحت معاه كل الحلم وكل المال‪ ..‬خلوها تكتشف فدح غلطتها اللي ما راح تقدر تصلحها في يوم‪..‬‬
‫وعوووها لغرورها وين وصلها‪ ..‬لتمسكها بشي وهمي خلى كل الواقعية اللي جدامها تغوص في بحر النسيان‬
‫اللي كانت تمر فيه‪..‬‬

‫كانت بسمة الثغر ممننوعة‪..‬‬


‫محسوبة عليها‪...‬‬
‫ظنت انها فقدت واكتفت فقدا‪..‬‬
‫لكنها الن عادت لتفقد‪..‬‬
‫وبعمق‪...‬‬
‫لن يعود‪...‬‬
‫ولن يعوووود‪..‬‬
‫وسيترك كلمات معدة تضيع في الهواء البارد‪...‬‬
‫وتضيع معها الوان الحلقة الذهبية‪...‬‬
‫وبهذي اللحظة وقف عند المكتب موظف على كرسي‪ ..‬وطالب الجموع انها تهدى وتسكت‪ ..‬وكانت بيده‬
‫ورقة‪ ..‬ورقه باسماء اللي كانو على الرحلة‪ ...‬الكل كان يراقب هالريال اللي واقف لكن فاتن عيونها كانت‬
‫على الرض‪ ..‬انهزامية كانت‪ ..‬لنها تعرف‪ ..‬ان كل هذا بسببها‪...‬‬

‫الريال بدى يذكر اسماء‪ ..‬وبكل اسم كانت صرخة تطلع‪ ..‬وبكل اسم شخص ينتحب‪ ..‬وبكل اسم عين تدمع‬
‫وتذرف لهيب الحزن‪ ..‬الى هذيج اللحظة‪ ...‬يوم انقرى السم‬

‫تصلبت عروق فاتن يوم سمعته‪ ..‬وتاهت دقات قلبها في صمت دليل على توقف تنفسها‪ ..‬وتكرار اسماء‬
‫الضحايا كان مرتين‪ ..‬فالمرة الولى كانها ما كانت كافية انها ترطم فاتن بارض الواقع المرير عشان المرة‬
‫الثانية تزيدها جروح وآلم‪ ..‬رمت بنفسها تلقائيا على ميشيل بعجز وهي تأن‪ ..‬انين الموت‪..‬‬

‫يعني خلص‪ ...‬هذا هو البت في القرار‪ ..‬مساعد مات‪ ..‬مساعد صار نقض من انقاض هذيج الجموع البشرية‬
‫الميتة‪ ..‬صار شي حتى ما تقدر تتعرف عليه‪ ..‬ول تقدر تشوفه او تميز ملمحه‪ ..‬يا ربي‪ ..‬يا ربي صبرني ‪...‬‬
‫ياربي البسي من ثوب تجلدك‪ ..‬يا ربي ارحمني‪ ..‬ارحمني وموتني‪ ..‬ما ابي هالفترة تيني‪ ..‬ما ابي اتعرف عليك‬
‫يا مساعد‪ ..‬ما ابي‪ ..‬ما ابي‪..‬‬

‫ظلت ميشيل تواسيها والدمع يسجب منها‪ ..‬وجورج واقف وهو موجه نفسه لرب العالمين ويصلي صلة سريعة‬
‫في قلبه وسط نحيب وانين فاتن الفجيع‪ ..‬تأن مثل صوت الحشى لمن يتقطع‪ ..‬يحس الواحد ان خليا جسمها‬
‫تطلع ويا كل صوت من اصواتها‪ ..‬كانت تبكي فقد‪ ..‬وتبكي حب ضااع ما تكلل بكلمة‪ ..‬ما انرسمت معالمه‪ ..‬يا‬
‫الله‪ ..‬فقدت احلمي مرة‪ ..‬وهان علي‪ ..‬الحين افقد حبيبي‪ ...‬وما اظن انها تهون‪..‬‬

‫وظل اسمه‪ ..‬يتردد على لسانها‪ :::.: ...‬مساعد‪ :::‬مساعد‪ :::‬مساعد‪.... :::.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫جراح اللي يسكن لؤي عن الصياح‪ ..‬وهو ينتظر فاتن تشوف مكالماته وترد عليه‪ ..‬لكنه ما كان يدري ان حال‬
‫اخته يرثى له‪ ..‬كانت تميل براسها يمين ويسار من شدة اللم‪ ..‬وتحس بالغربة تهجع بنواحيها‪ ..‬اااه يا غربة ‪...‬‬
‫لقيتج باسوأ احزاني‪ ..‬وخذتي مني اغلى ما عندي‪ ...‬اغلى ما في وجووودي ‪ ...‬ليتك ما ارتبط فيني يا مساعد ‪..‬‬
‫ول صار حظي من حظك‪ ..‬تموت وتخليني ‪..‬‬

‫بهذذيج السيارة ظلت تبجي وتبجي وهي مسكرة عيونها‪ ...‬وتحسس دفو الدبلة بيدها وهي تزفر لهيييب القلب‬
‫اللي حارق كل مجرى من مجاري تنفسها‪ ...‬لحظات اشبه بسكرات الموت‪ ..‬لكن الفرق‪ ..‬ان الواحد يحس‬
‫فيها بالحياة كما لو لم يحس بها مسبقا‪ ..‬اهي تمنت الموت‪ ..‬لكن بكل امنية زادت بالحياة‪ ...‬وزادت دقات‬
‫قلبها اللي صارت تدق باسم مساعد‪ ..‬صريعة هوا واحد مصرووع‪...‬‬

‫ميشيل ما رضت تخليها‪ ..‬ما سمحت لنفسها تترك فاتن تعتزل بالشقة وخيال مساعد فيها‪ ..‬ما عاونها قلبها لكن‬
‫الحاح فاتن انهم يرجعونها الشقة خلهم عاجزين ال يلبون طلبها‪ ..‬وتركوها‪...‬‬

‫حاولت ميشيل انها تخليها تروح وياها لكن بعد رفضت فاتن‪ ..‬اعتبرت هالشي محكم وخاص فيها‪ ..‬ما تكلمت‬
‫ول قالت لي‪ ..‬كلمة لء الملتاعة فيها كانت كافية‪ ..‬تتلوع وتتقلب مثل ما يتقلب حشاها بداخلها‪ ..‬وكان صرخة‬
‫الحب تستنجد لحد ‪ ..‬وكان الحب توه ينولد‪ ..‬انجاب شي لشي مفقود‪ ..‬ما افضع هذا الحساس وما‬
‫اقسااااه‪...‬‬

‫ركبت فاتن الشقة وهي تمسح دمعها وتتهالك على كل عتبه من عتبات الدرج‪ ..‬ترفع نفسها بالحييييل وهي‬
‫تذرف دمع قااااهر لكل ذرة جلد‪..‬‬

‫وقفت عند الباب‪ ..‬ساندت براسها‪ ..‬وهي تشد على عيونها وتصرخ بالصممممت صرخة حسرة على شي‬
‫ثمين‪ ...‬هدأت نفسها بكلمة يهدى فيها الليث وهو في الموت‪ ..‬يا الله‪ ..‬يا الله‪ ..‬يا الله‪ ..‬وكم كان رب العالمين‬
‫كريما عليها‪ ..‬هدأها‪ ..‬واثلج صدرها باسمه وشعشع نوووره سبحانه جل وعظم‪ ..‬وفتحت باب الشقة‪ ..‬وهي‬
‫تدخل بهدوء واهتزاز‪...‬‬

‫سكرت الباب من وراها والتفتت الى المطبخ وبعينها جالت على وحشة البيت‪ ..‬ارتعدت فرائصها يوم شافت‬
‫كبر الفرااااغ اللي متسبب فيه غياب مساعد‪ ..‬حست له يوووم سافر‪ ..‬لكن الحين‪ ..‬واهي تعرف انه ما راح‬
‫يرجع‪ ...‬كان اقوى عليها من اي شي‪..‬‬

‫ومرة وحدة‬
‫من غير اي ادراك منها‪..‬‬

‫وبامنية عمرت جسدها وتسربت في دمها وجرى بها حمى العروووق وحرارة القلب‪..‬‬

‫سمعت صوت طالع من غرفته‪..‬‬

‫استغربت الصوت‪...‬‬

‫من هني؟؟؟‬

‫شهالصوت‪ ...‬اتخيله ول شنو؟؟؟‬

‫ظلت واقفة مكانها واهي متشككة واتحس انها بدت تفقد عقلها‪..‬‬

‫يعني لهالدرجة فقدانه خلها تحس بوجوده؟؟؟ تتخيل وجوده في البيت‪...‬‬

‫وقفت بين صراع الشك والمل اللي سطع من عيونها واهي ترتقب احد ايي من باب الغرفة‪...‬‬

‫وتوها بتتحرك‪....‬‬

‫وتجمدت مكانها‪..‬‬

‫لن الشي اللي كان في الغرفة اسرع منها وطلع‪...‬‬

‫كان اهو‪...‬‬

‫ماصدقت فاتن‪ ..‬من شدة الصدمة العنيييفة طاحت المفاتيح من يدها على الرض مخلفة صوووت قوي‪..‬‬
‫كان واقف يناظرها بكل دهشة‪ ..‬كان مظهرها مخيف‪ ..‬ومجرى الدمع خاط دربه على عينها ‪ ..‬وكانها تبكي‬
‫فقيد‪ ..‬تحرك صوبها بكل خوف ودقات قلبه تضرب على العالي‪..‬‬

‫مساعد بصوت رقيق‪ :‬فاتن؟؟‬

‫ما كو اي صوت‪ ..‬كانت واقفة وهي مغطية ثمها وتهز راسها بعنف‪ ..‬تبي تطرد هالوهم‪ ..‬تبي تطرد هالخيال ‪..‬‬
‫لكن ما قدرت‪...‬‬

‫مساعد يتقرب منها واهو خلص فقد اعصابه‪ :‬فاتن ؟‪..‬؟ جاوبيني‪ ..‬علمج؟؟ شفيج ؟؟؟ ليش كنتي تبجين‪..‬‬
‫فاتن وهي تهمس‪.....:‬مساعد‬
‫تقرب منها مساعد وهو يحس بالجنون‪ ..:‬ايه‪ ..‬مساااعد‪ ..‬علمج فاتن‪ ..‬نسيتيني؟؟؟‬
‫فاتن وهي تعلي صوتها وكانها تبي تصحى من هالشي‪ .... :‬مساعد؟؟؟‬
‫مساعد يمسكها بهذيج اللحظة بخفة‪ :‬فاتن علمج‪...‬‬

‫وشدة الصدمة ما خلت فيها اي مجال للوعي‪ ..‬وتهاملت‪ ..‬مثل ورقة خريفيه تسقط من اعلى الشجر بين‬
‫ذراعي مساعد اللي امسكها بكل قوته‪ ..‬وغابت فاتن عن الوعي‪..‬‬

‫مساعد بصوته االعالي‪ :‬فااااتن؟؟؟‬

‫طلعت مريم هذيج اللحظة من الغرفة يوم سمعت اسم فاتن ووييههها متهلل‪ ...‬ويوم شافتها طايحة على‬
‫الرض واخوها راكع على ركبته يمها‪ ..‬انهلعت‪...‬‬

‫وراحت صوبها على جناح السرعة‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫في هذيج الصالة وهوينتظر من فاتن ترد عليه التلفون‪ ..‬ول فوق ال ‪ 15‬مرة متصل فيها واهي ابد ما تدري‬
‫وكل ما تتجاهل اتصاله يزيد خوفه‪ ..‬لدقيقة من الزمن ترك نفسه مجرد من سلح الصبر في ساحة معركة‬
‫الموت‪ ..‬والتسليم ان مريم ومساعد ما عادوا على هالحياة ‪ ..‬ومسرع ما سالت دمعته عشان ترده الى صوابه‬
‫انه كل شي جايز ‪ ..‬واهم شي انه يــتأكد من فاتن‪..‬‬

‫لؤي اللي كان يبجي طول الوقت وهو منكس راسه ما سمع ول نصيحة من نصايح جراح‪ ..‬طبعا مو اهوو‬
‫صاحب المصيبة‪ ..‬مو اهو اللي فقد اخويين‪ ..‬مو هو اللي فقد روح البيت اللي هم فيه‪ ..‬يا الله‪ ..‬ما اروع‬
‫وحشتك يا بيتنا بلياااا مريم ومساعد‪ ..‬نزلت راسه وهو يبجي بحرارة‪..‬‬

‫اما جراح اللي كان محتار ما يدري يروح يسأل المكتب مرة ثانية ول لء‪ ..‬يمكن غلطوا في السم‪ ..‬بس يبي‬
‫يشوفهم ماخذين اي رحلة‪...‬وراح للؤي عشان يطمن عليه‬

‫جراح بصوت مطمئن‪ ..:‬لؤي‪ ..‬لؤي‪..‬‬


‫لؤي بصوت كسير‪ :‬ها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬لؤي طالعني‪..‬‬
‫رفع لؤي عيونه لجراح بحزن‪ :‬شفيك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انا بروح اسأل الموظفة مرة ثانية‪ ..‬اكيدالسالفة فيها شي‪ ..‬مستحيل يعني‪ ..‬ماادري قلبي مو مطاوعني‬
‫اصدق‪..‬‬
‫لؤي وهو مستسلم‪ ..:‬سوو اللي تبيه‪ ..‬انا بروح البيت‪..‬‬
‫جراح وقفه‪ :‬وين رايح؟؟ البيت؟؟ ل ‪ ..‬خلك هني لمن نتأكد‪..‬‬
‫لؤي بصوت مبحوح‪ :‬شتتاكد؟؟ خلص جراح راحوو‪ ..‬راحت الغالية والغالي‪..‬‬
‫جراح اللي نشب فيه الحمق‪ :‬ل تقول جذي اشفيك انت‪...‬‬
‫لؤي وهو يناظر الفراغ‪ :‬خلص‪ ..‬ما عادت مريم موجودة ول مساعد ‪ ..‬ظلينا برحنا بهالدنيا‪ ..‬ل اخو ول اخت‪..‬‬
‫جراح ما عاد يتحمل هالضعف اللي قاعد يوصل له من لؤي فخذه بقوة من ذراعه وثبته عن الجدار بقوة‪:‬‬
‫‪..‬اسمعني لؤي‪ ...‬اذا مابتثبت روحك وتسكت‪ ..‬والله ل انسى غلاااك في قلبي وانثر ويهك بيدي‪ ..‬تراني قادر‬
‫على كل شي بهاللحظة‪ ..‬خلك من هالضعف اللي فيك‪...‬‬
‫لؤي اللي انصدم من صراااخ جراح عليه واستغرب منه هالردة الفعل‪ ..‬ما قدر يسوي شي غير انه يسكت‬
‫ويتفائل بتفائله‪..‬‬

‫راح عنه جراح ودخل داخل المكتب مرة ثانية اللي متروس بالنٍاس‪ ..‬وبصعوبه قدر يوصل للموظفة عشان‬
‫يسألها بالسماء اللي لقتهم‪ ...‬قلبه محروووق وهو ما عارف يرضخ مثل ما رضخ لؤي ول يظل ثابت مثل ما‬
‫اهو‪ ..‬كلها لعبة‪ ..‬لعبة ويا الوقت‪ ..‬يا اقطعه يا يقطع كل مؤشر للحياة عندي‪ ..‬وأنا مو مستعد للخسارة‪..‬‬

‫جراح وصوته يوصل بالغصب للموظفة‪ :‬لو سمحتي‪ ..‬لوسمحتي اختي‪..‬‬


‫التفتت له الموظفة وهي تاشر براسها لزاوية معينة‪ ..‬راحت جراح لعند الزاوية وتبعته الموظفة بهدوء وبشكل‬
‫مواسي ‪..‬‬
‫الموظفة‪ :‬امرني اخوي‬
‫جراح وهو يبلع ريجه‪ ..:‬لو سمحتي ‪ ..‬ممكن توريني اللسته اللي فيها السامي‪ ..‬لني‪ ..‬ماقدر اصدق‪..‬‬
‫الموظفة بنظرة متعاطفة مع جراح‪ ..:‬ان شاء الله‪..‬‬

‫مات جراح من الخوف يوم قالت له انشاء الله‪ ..‬يعني من صجها ‪ ...‬من صجها بهالخبر‪ ..‬مساعد ومريم ‪...‬‬
‫راحو؟؟؟؟؟ يات الموظفة وهي توري جراح خط الرحلة اللي كانو فيها مساعد ومريم‪..‬‬

‫الموظفة‪ :‬شوف‪ ..‬هذول السامي‪ ..‬وهذا رقم الرحلة‪ ..‬وهذا توقيتها ودرجتها‪ ..‬ونوعيه المتعة ‪ ..‬و‪......‬‬
‫غابت صوت الموظفة وهي تتكلم لن جراح كانت عيونه غايصة ببحر من الدمع‪ ..‬وهو يحاول يتنفس بس مو‬
‫قادر‪ ..‬طلع من المكتب وهو يبي يتنفس‪ ..‬مشى من غير هوادة لبره المطار وهو ما يقدر يتنفس‪ ..‬مو حاس‬
‫بنفسه‪ ..‬طلع عند البااب وهو يمسك الدشداشه عند منطقة الصدر‪ ..‬تم يدور في مكانه برجفان‪ ...‬اكيد اهو‬
‫قاعد يموت‪ ..‬لنه يحس بان شي قوي ينتزع منه‪ ..‬اهي الروح‪ ..‬اكيد الروح‪ ..‬روحي قاعدة تطلع مني‪ ..‬لني ما‬
‫بتحمل فكرة الحياة من دونج يا مريم‪ ..‬ما بتحملها‪...‬‬

‫ظل واقف مكانه وهو يسحب سحب من الهوا ياريته بس لوووو يحسه كيف يمر في صدره‪ ..‬ووسط هالتنفس‬
‫كانت انااات‪ ..‬ومن انات انقلبت الى شجن‪ ..‬ومن الشجن الى صيااااح‪ ..‬ومن الصياح الى صررااااااخ‪..‬‬

‫صرخ جراح بكل صوته‪ ..‬صرررخ وهو يتمنى لو ان عروووق جسمه تتفجر بالدم العبييط‪ ..‬يتفجر ويمووت وما‬
‫يعود في هالدنيا اي حسافة او ملمة من بعد مريم‪ ...‬مريــم‪ ..‬يا اغنية عذبة تنسااب من الشفايف‪ ..‬يتغنى بها‬
‫كل حبيب وكل عاشق من يحس ان الدنيا ما عادت تترنح بالحب‪ ..‬مريم‪ ..‬عذوبة الطفولة‪ ..‬وروعة الشباب‪..‬‬
‫وجنون المراهقة‪ ..‬راحت‪ ..‬؟؟؟ رحتي يا مريم‪ ..‬رحتي عني؟؟ تركتيني لحالي بهالدنيا؟؟؟ مريـــــــم‪!!!!!.‬‬
‫لحق لؤي جراح يوم شافه طالع من المكتب وكانه ينازع شي بداخله‪ ..‬ويوم شافه طايح على ركبتيه بزاوية‬
‫بعيدة بالمطار وقف وهو مشدووه بهالمنظر‪ ..‬وراح له ومسكه من جتوفه‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬جراح‪ ..‬جراح علمك‪ ..‬علمك ياخوي؟؟؟‬


‫جراح والدمع يطفر من عيونه من غير حواس‪ ..:‬راحت‪ ...‬راحت لؤي‪ ..‬ما عادت موجودة‪ ...‬راحت الغالية‪..‬‬
‫راحت مريم لؤي راااااحت‪...‬‬
‫لؤي وهو يبجي ويلم جراح‪ :‬قلت لك‪ ...‬قلت لك ما صدقتني‬
‫جراح وهو ينوووح بألم‪ :‬ماقدر‪ ..‬ماقدر لؤي‪ ..‬لو انا اللي مت ول هي‪ ...‬لو كل الدنيا راحت ول مريم‪ ....‬مريم‪..‬‬
‫مريم يا جراح‪...‬‬
‫لؤي اللي اكتشف بهذيج اللحظة القوية حب جراح لمريم‪ ..‬الحب اللي شك فيه من بداية مراهقتهم والعناد‬
‫اللي كان بينهم والمناجر والهواش‪ ..‬لن ما بعد المسبة محبة‪ ..‬وااخ عليك يا جراح‪ ..‬واخ عليج يا مريم‪ ..‬انتهى‬
‫اللي بينكم قبل ل يبدى‪..‬‬

‫وبخضم ذيج اللحظة ترك جراح لؤي وراح عنه وهو يمشي بقوة ‪ ..‬يشق عرض الهوا وهو في حالة الرفض التام‬
‫للي يصير‪ ..‬مستحيل‪ ..‬مستحيل مريم ترووح‪ ..‬اذا اهي راحت‪ ..‬انا شكو بهالدنيا‪ ..‬انا لشنو بهالدنيا‪ ..‬اروح انا‬
‫وياها بعد‪..‬‬

‫لؤي وهو يلحقه ويمسكه من يده‪ :‬وين رايح جراح‬


‫جراح وهو يرفع يده عن لؤي‪ :‬خلني بروووح‬
‫لؤي وهو يوقف في ويه جراح‪ :‬ل تين جراح هذا قضاء ربك‪ ..‬شوفني انا اخواني ومصبر نفسي‪...‬‬
‫جراح وهو يوقف ويصرخ في ويه لؤي‪ :‬انت اختك واخوووك‪ ...‬انا هذي الدنيا كلها بالنسبة لي‪ ...‬انت لك‬
‫دنيتك‪ ..‬انا دنيتي راحت خلااص‪..‬‬

‫راح جراح عن لؤي اللي ظل واقف وهو معصوف‪ ..‬هالكثر جراح يحب مريم؟؟ من متى حبه بدى لها؟‪ ..‬اكيد‬
‫من زمان وال ما كان بيقول عنها انها دنيته‪ ..‬وتم واقف وهو يناظر جراح وهو يركب سيارته‪ ..‬وشخط بها بقوة‬
‫وطلع من الشارع وهو شاق الطريج‪..‬‬

‫يا ترى‪ ..‬الضلل اللي قاعد يعيش فيه كل من لؤي وجراح ويمكن يوصل وينتشر للعايلة راح يوضح؟؟‬
‫‪---------------------------‬‬
‫على سريرها في غرفتها كانت نايمة‪ ..‬وحواليها كان اهو واخته‪ ..‬مريم تراقبها بخوف وهدوء وهي تراقب‬
‫شحوب ويه فاتن‪ ..‬ودرجة حرارتها المرتفعة شوي‪ ..‬تمت تحس بالذنب واللوم في قلبها على مساعد‪ ..‬جم‬
‫مرة قالت له انهم لزم يتصلون ويخبرونهم انهم راح يـتاخرون‪ ..‬لكنه ما رضى‪ ..‬ويوم وصلهم خبر الطيارة‬
‫اللي طاحت اصررت عليه لكنه قال ان فاتن تدري بانهم يا اليوم او امس كانو بيوصلون يعني اهي مو غبية‪..‬‬
‫كاهو الحين طيحنا بورطة والبنت مغشي عليها ول ندري شعرفت ول ما عرفت‪...‬‬

‫ياب لها مساعد املح وقعد يمها وهو يشممها اياه‪ ...‬وبهزات خفيفة براسها بدت فاتن تستقيظ وترجع لرض‬
‫الواقع بصداع قاتل‪ ..‬مسكت راسهاوهي تترنح يمين ويسار‪ ..‬وعلى لسانها اسمه‪ ..‬ومن سمعه مساعد وشاف‬
‫تحركها تقرب منها وهو يمسك يده ولمحه الخوف والذنب العظيم كاسيه ويهه‪..‬‬

‫مساعد بصوت رقيق‪ :‬انا هني‪ ...‬معاج‪..‬‬


‫مريم وهي تتقرب منها‪ :‬فديت روحج فتوون‪ ..‬اذا مريضة ليش طالعة حبيبتي‬

‫فاتن وهي تعصر عيونها من شدة التعب والرهاق‪ ..‬تحس بالوهن بعظامتها‪ ..‬وهي تتسمع اصوات اصوات‬
‫مألوفة عليها‪ ..‬بكل هدوء فتحت عيونها وهي ترفرف بجفونها‪ ..‬ويوم شافت ويهه ابتسمت‪ ..‬مدت بصرها لها‬
‫وشافتها وانصدمت‪...‬‬

‫فاتن بصوت ناعم قريب للهمس‪ ... :‬مري‪..‬مريم‪...‬‬


‫مريم وهي تبتسم لها والدمعة مغرقة عيونها‪ :‬عيــــون مريم انتي‪ ..‬يا بعد قلبي يا فتوون‬
‫فاتن وهي تشيل يدها من كف مساعد وتحطها على يد مريم‪ :‬حبيبتي مريم‪ .....‬هذي انتي؟؟‬
‫مريم وهي تنسدح يم فاتن وتمسح على شعرها‪ :‬اي يا عمري هذي انا‪ ..‬ما صبرت على فرقاج وييتج‪.‬‬
‫فاتن اللي كانت للحين في ظل صدمة موت مساعد‪ ..‬ول كانها تحس بوجوده‪ :‬شلون انتي هني‪.....‬‬
‫ومساعد‪ ....‬وينه؟؟‬
‫مساعد متحير من فاتن ومن صحتها المتزعزعة‪ :‬فاتن انا هني علمج؟؟ كاني هني‪..‬‬
‫رفرفت بعيونها له بصدمة وهي تسمع حسه‪ ..‬ما تصدق انه موجود‪ ... : ...‬مساعد‪..‬‬
‫مساعد وهو يبعد خصله الشعر اللي على جبينها‪ ...:‬اي‪ ..‬هذا انا‪..‬يالغالية كاني ييتج‪..‬‬
‫فاتن وهي ترفع روحها تحاول انها تدخل بهالشي اكثر واكثر‪ ..‬ومساعد ساعدها ورفع راسه ورقبته وسندها‬
‫بيده‪...‬‬

‫فاتن والدمعة تسيل من زاوية عيونها وتراقب ملمح مساعد بعيون منتشية من التعب‪ ..‬وهي تراقب ملمحه‬
‫مو مصدقه‪ ..‬فمدت يدها تتحسس ويهه اكثر عشان تصدق الواقع اللي اهي فيه‪ ...‬ويوم حست لدفء وجنته ‪..‬‬

‫فاتن ودمعه الفرحة ترتسم في عيونها وبهمس‪ ...:‬مساعد‪..‬‬


‫مساعد اللي ما كان في هالدنيا ‪ .. :‬عيون مساعد‪ ..‬قلب وروح مساعد‪ ...‬اسم الله عليج‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك تي شرت مساعد وهي تسحب نفسها لجتفه عشان تلمه‪ ..‬تحس فيه اكثر واكثر‪ ..‬ابتسمت‬
‫في ويهه وهي مو مصدقة هالفرحة‪ ..‬ولمته اليها وهي تبجي من شدة الفرحة‪ ..‬وتهتز بيد مساعد اللي غصبن‬
‫عنه دمعت عيونه‪ ..‬ومريمم من زمان سالت دمعاتها‪ ..‬عمرها ما شافت فاتن بهالحالة‪ ..‬ولمن‪ ..‬لمساعد؟؟ يا‬
‫حظك يا خوي في فاتن‪..‬‬

‫فاتن وهي حاطه راسها على جتف مساعد وتبجي‪ ...:‬يوم قالولي‪ ..‬انك ‪ ...‬انك على ذيج الرحلة‪ ..‬مت ‪...‬‬
‫والله‪ ..‬ما كنت عارفة شلوون يعني‪ ..‬بس ما حسيت بالحياة‪ ...‬ماقدرت احس‪ ..‬تخيلتك بعيد عني‪ ..‬ومستحيل‬
‫اشوفك بعد اليوم‪ ...‬ظااااقت فيني الدنيا‪..‬‬
‫دمعة مساعد خلست من جفونه وسالت على خده‪ :‬ل يا حبيبتي‪ ..‬انا ما رحت انا هني وياااج‪ ..‬ل تحاتين خلص‬
‫رفعت فاتن راسها وهي تحس بالفرح الكبير وتبتسم في ويهه‪ ..:‬مساعد‪ ...‬انا اسفة‪..‬‬

‫مريم اللي شوي شوي سحبت نفسها وطلعت من الغرفة تركت المجال لهم عشان يتفاهمون‪ ...‬ظلت واقفة‬
‫بالصالة وهي تمسح دموعها‪ ..‬تتحسس حرارة وجنتها وتخيلت لو ان الوضع كان بالنسبة لها ولجراح‪ ...‬يا الله‪..‬‬
‫جان بييين‪ ..‬مو بس بيين ال بموت روحي‪..‬‬

‫مساعد وهو يمسح على شعر فاتن وهو ساندها بيده‪ .:‬ل يا حبيبتي‪ ..‬انتي مو اسفة‪ ..‬اصل ما صار شي عشان‬
‫تتاسفين عليه‬
‫فاتن وهي تبجي ‪ :‬مادري‪ ..‬يوم حسيت ان‪ ..‬في امكانية انك تروح عني وانا ‪ ...‬وانا مزعلتك‪ ...‬حسيت‬
‫بالموت‪ ...‬وانا عمري ما حسيت فيه بفقد احد‪ ....‬حتى ابوي‪..‬‬

‫مساعد وهو يكابد الدمع من عيوه لكن هيهات‪ ..‬موقفه ويا فاتن بهاللحظة اكبر من قدرته على الستحمال‪..‬‬
‫شلون قدر يسوي فيها جذي؟؟ شكثر اهو ظالم‪ ..‬ظن انه يتعامل مع خصم قوي لكنه اذى فراشه وكان على‬
‫وشك انه يسحقها من شدة الحزن‪..‬‬

‫مساعد وهو يساعدها انها تساند روحها عند السرير‪ ..‬شاف ادوية عند السرير وواحد منها مسكن‪ ..‬سحب من‬
‫العلبة حبه وصب لها ماي وقدمه لها‬

‫مساعد‪ :‬شربيه عشان يهديج‬

‫بارتجاف مدت فاتن يدها الى مساعد واخذت منه الحبة وشربتها‪ ..‬واهتزت يدها وهي حاملة الماي بيدها وسند‬
‫قاعدته مساعد وهو يناظرها بعجز ‪ ..‬بعد ما فرغت مسحت ثمها بكوعها‪ ..‬رسمت ابتسامة طفولية كان من‬
‫اثرها انها تثير الحزن في مساعد بطريقة مخيفة‪ ..‬نزل راسه وهو يمسح بصبعه عينه اللي ما جفت من الدمع‪..‬‬
‫واستغربت فاتن منه ورفعت راسه بيدها‪..‬‬

‫فاتن بصوت مهزوز‪ :‬علمك؟؟‬


‫مساعد يرفع راسه وهو يبعد عيونه عنها عن ل تشوف دمعه‪ :‬ل ول شي‪ ..‬بس‪ ..‬تعبان من السفر‪ ...‬وانتي بعد‬
‫شكلج للحين تعبانة من المرض‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم في ويهه‪ :‬ل‪ ..‬مو تعبانة‪ ...‬بس‪ ..‬شوي ‪...‬مرتبكة‪...‬‬
‫مساعد يبتسم في ويهها بعذوبه وخشمه محمر‪ ..:‬ل ما عليج‪ ..‬شوفي‪ ..‬الحين ابيج تنامين‪ ...‬اكيد ليلة امس‬
‫كانت صعبة وشاقه عليج‪ ..‬ما ابيج تتعبين روحج اكثر‬
‫فاتن وهي تعترض بعجز‪ :‬بس ما ابي انام‪...‬‬
‫مساعد يقطعها‪ :‬اووش اوووش اوووش‪ ..‬شوفي‪ ..‬انا ابيج تحطين بالج على صحتج‪ ..‬كفاية انا ساكت عن‬
‫سالفة مرضج‪ ..‬وكيف انج ما اعتنيتي بنفسج وهذا كان مطلب بسيط مني لج‪ ..‬كنتي تعرفين ان راحتي هي‬
‫براحتج ‪ ...‬وطول ما كنتي مريضة انا ما كنت مرتاح‪..‬‬

‫نزلت فاتن راسها خجل وحياءا منه‪ ..‬وهو لحظ انها تظايقت ‪..‬‬
‫رفع راسها مثل الب اللي يطيب خاطر بنته من بعد ما عنفها‪ ..:‬بس بعد‪ ..‬اهم شي انج تكونين بخير وسلمة‪..‬‬
‫وكاني ييتج‪ ..‬يعني عناية ‪100‬بال ‪ 100‬هههههههه‬

‫ضحكت فاتن وياه بخفة‪ ...‬ويوم سكتت عن الضحك رفعت عيونها له وهي تناظره‪..‬‬

‫مساعد‪ ..:‬تدرين‪...‬‬
‫فاتن بهمهمة‪ ..:‬هممم‬
‫مساعد وهو شوي ينفجر من الضحك‪ :‬شكلج ووييهج امنفخ مثل الكيكة هههههههههههههههههه‬
‫فاتن انحرجت اول الشدة لكن بضحكته شاركته‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ادري ل تقول لي‪...‬‬
‫ههههههههههه‬
‫مساعد من بعد ضحكه طويلة اللي حتى عينه دمعت‪ :..‬بس بعد‪ ..‬احلى كيكة‪..‬‬
‫استحت فاتن ونزلت عيونها‪ :..‬تسلــم‪..‬‬

‫قام مساعد ويترك يد فاتن اللي انصرعت يوم شافته رايح عنها‪..‬‬

‫فاتن بخوف‪ :‬وين رايح؟‬


‫مساعد يناظرها بغرابه ويناظر يده المسحوبة بيدها ويبتسم‪ :‬بخليج ترتاحين‪..‬‬
‫فاتن بخوف‪.:‬له له‪ ..‬خلك هني وياي‪ ..‬ل تروح عني‬
‫مساعد وهو يقعد يمها‪ :‬علمج فاتن لش خايفة‬
‫فاتن ونظرتها مشوبه بالحزن‪ ..:‬ل ما بي‪ ...‬خلك وياي‪ ..‬تكفى‪ ..‬طلبتك‪ ..‬ل تروح عني ما ابيك تغيب عن عيوني‬
‫قاطعها مساعد‪ :‬اوش اوش اوش فاتن‪ ..‬شوي شوي‪ ..‬سمي بالرحمن‪...‬‬
‫فاتن وهي تحط يدها اليمين على قلبها وتلمع الماسات بالدبله بعيون مساعد اللي توه ملحظها‪ ..:‬بسم الله‬
‫الرحمن الرحيم‪..‬‬

‫اما عيون مساعد كانت على الدبلة اللي بيد فاتن ‪ ...‬ورفع عيونه بفرحة صامته لويهها‪...‬يعني خلص‪ .‬تقبلتني‪..‬‬
‫خلص‪ ..‬انا بحياتها‪ ..‬انا جزء ل يتجزء من هالمخلوقة الصغيرة‪ ..‬انا لها ‪ ..‬وهي لي‪ ...‬سيدتي الصغيرة‪ ..‬لي‪....‬‬
‫اهتزت اوداجه‪ ..‬وتغنت دقات قلبه باروع قصيدة حب بهالشي‪ ..‬الدبلة شي رمزي لمعاني كثيرة حملوها الثنين‬
‫بحياتهم اللي مرووا فيها من تواجدها المادي بينهم‪..‬وخلتهم يحسوون ان بوجودها كل الشياء بتم وبغيابها ما‬
‫راح يبقى اي شي‪ ..‬وانتظار كلمة تمجيد الحب طويل‪ ..‬او يمكن عقيم‪ ..‬لكن لاء‪ ..‬كاهي الدبلة‪ ..‬الرمز‬
‫لهالمعاني ‪ ..‬ملتف بحذق حول عنق صبعها‪ ..‬برهان على ان المل متجدد‪ ..‬وان الحياة ابتدت‪ ..‬وان الربيع بدى‬
‫في عمق الشتا بحياة مساعد‪ ..‬يعني لرد الكويت هالمرة‪ ..‬فاتن بتكون معاه جنب لجنب‪ ..‬واذا تمنى المان‬
‫يلقيه معاها‪ ..‬واذا بغى التفهم شاف عيونها‪ ..‬ونظرة الحب؟؟‪ ..‬وانتظاره‪ ..‬؟؟ انتهى النتظار؟؟ ومثل ما‬
‫صبرت‪ ..‬نلت‪.‬؟؟؟‬

‫استغربت فاتن سكوته وهو يراقبها‪ :..‬علمك‪..‬‬


‫مساعد رفع يدها اليمين وعانقها بيده الثانية‪ ..‬وعرفت فاتن سبب سعادة مساعد وسكووته الهادئ‪ ..‬ونزلت‬
‫عيونه خجل وفرح‪ ..‬ومن المكان اللي ما ظنت انها راح تنتشل فيه بصوته ‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن؟؟‬
‫رفعت عيونها فاتن بعد تحضير لنظره عيونها ‪ ..‬ويوم رفعتها كانت باسمة والدمعة مكونة بريق ما يتجابل ببريق‬
‫اروع الماس‪ ..‬بادلها مساعد النظرة اللي كانت مثل الثلج على الصدر‪ ...‬وابتسم ابتسامة عريضة تنم عن فرح‬
‫وراحة عظيمة‪...‬‬

‫مساعد بصوت ناعم‪ ...:‬يعني‪ ..‬هذي هي نظرة الحب!!!‬


‫استغربت فاتن‪ ..:‬نظرة شنو؟؟‬

‫مساعد هز راسه وهو يبتسم ‪ ..‬مو قادر‪ ..‬ما يدري‪ ..‬يسجد لربه شكر‪ ..‬ول ينقز من الفرح‪ ..‬ول يظل ساكت‬
‫وهو يراقب ملمح هالملك اللي خلص‪ ..‬صار جزء عظيم منه ومن احساسه وقلبه‪..‬‬

‫واخذ روحه على جنب السرير‪ ..‬ونام وخلى بينه وبين فاتن مسافة شبه الكبيرة‪ ..‬وظلت يده معانقه يدها‬
‫تشدها عشان تنام‪ ..‬وطاوعته فاتن وهي بالمثل‪ ..‬نامت وهي مجابلته ويدها بيده‪..‬‬
‫ابتسم لها مساعد‪ ...‬وابتسمت هي بالمثل‪ ...‬وسكرت عيونها‪ ..‬عشان تغوص في الحلم الجميل‪ ..‬اللي لول‬
‫مرة يتكون على ارض الواقع‪..‬‬
‫======================‬
‫ظل جراح ساكن في زاوية من زوايا الشارع اللي يم بيت مريم‪ ..‬ما راح عند غرفتها لنه ببساطة ما تحمل‬
‫الظلاام اللي كان لف الغرفة‪ ..‬ما جفت دموعه ول نشفت‪ ..‬ظلت تنهمل مثل مطر صيفي ‪ ..‬بارد ومنعش‬
‫لحرارة فظيعة تعمر في جسمه‪ ..‬واحتضارات يسجلها الزمن بكل ودج من اوداجه‪ ..‬ظل يتنشق من الهوا قدر‬
‫ما يقدر‪ ..‬ويمسح ويهه اللي مسرع ما يرجع مبلول ‪ ..‬ظلت خصله من خصلت شعره معلقة بالهوا‪ ..‬ومنحنيه‬
‫بحزن لعظم المصيبة اللي كان عايشها صاحبها‪..‬‬

‫رفع راسه وهو مسكر عيونه وتنهيدة من اعماق اعماقه انصدرت من ثمه بحرقة‪ ..‬تبرد شوي من اللي يشتعل‬
‫بداخله لكن ‪ ..‬ماكو فايدة‪..‬‬
‫‪----‬‬
‫مريم بطرف ثاني كانت ترتب اغراض فاتن اللي كانت بالصالة ومنها الجاكيت اللي كانت على الكرسي‪ ..‬يوم‬
‫رفعته عنه طاح من احد الجيوب تلفونها ورفعته ويا الجاكيت‪ ..‬شافت ان فيه مسد كولز وجم رسالة‪ ..‬فتلقائيا‬
‫راحت وفتحت التلفون وضغطت على حبه الكشف عن هالمسد كولز‪ ..‬شافت انهم ‪ 25‬مكالمة ما انرد‬
‫عليها ‪ ...‬لجراح‪ ...‬بهالرقم الحاح‪ ..‬الحاح غريب وعجيب من نوعه‪ ..‬ياترى هاللحاح اللي في جراح‪ ..‬راحت‬
‫وجيكت عند الرسايل وشافت ان هناك ‪ 3‬رسايل منه بعد‪..‬‬

‫فتحت اول وحدة شافت المكتوب فيها‬

‫>> فتون ردي علي ل تخليني جذي خبريني شصاير<<‬

‫فتحت الثالثة لقتها‪..‬‬

‫>> فاتن واللي يسلم لج غاليج تكفين ردي علي طمنيني<<‬

‫خافت مريم ‪ ..‬شفيه جراح‪ ..‬ل يكون بس ‪ ...‬ويوم فتحت الثالثة‬

‫>> فاتن‪ ..‬ما يصير‪ ..‬ما يصير مريم تروووح‪ .....‬تكفين طفي ناري وردي علييي<<‬

‫زاغت مريم‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ليكون بس وصله خبر الطيارة ومثل فاتن علباله اننا كنا على الطيارة‪ ..‬يا ربي‪..‬‬
‫شسوي الحين‪..‬‬
‫ظلت مريم محتاسة مكانها بالصالة وهي عاقدة حواجبها‪ ..‬طالعت الساعة لقتها توها صبح يعني ‪ ..11‬يعني‬
‫بالكويت جم‪ 6 ..‬المغرب‪ ..‬ماادري‪ ..‬والله مو عارفة شسوي له‪ ..‬ادز له رساله اخبره‪ ...‬ول شنو؟؟؟ اي اي‪..‬‬
‫ادز له رساله‪ ..‬احسن من اني اتصل فيه‪...‬‬

‫وعلى طول تحركت ودزت له رساله وكتبت فيها‪..‬‬

‫>> جراح انا مريم‪ ..‬ما صار فينا شي‪ ..‬احنا هني ببوسطن بالسلمة‪ ..‬طمن الكل<<‬

‫وارسلتها‪ ..‬ويوم انرسلت تمت تنتظر التقرير‪ ..‬وكاهو وصلها‪ ..‬عسى بس يوصلها شي من بعد هالرسالة‪..‬‬
‫‪----‬‬
‫صوت الرسالة رن في تلفون جراح‪ ..‬والتفت له بأسى‪ ..‬وتجاهله‪ ..‬لمن سكت وانطفى نور التلفون‪..‬‬
‫‪----‬‬
‫تمت تنتظر مريم وهي تعض على اظافرها‪ ..‬يا ربي علمه هذا ما يرد؟؟ مو يم التلفون‪ ..‬لكن‪ ..‬انا ليش‬
‫ارسلت له المسج‪ ..‬خله يولي‪ ..‬مو اهوو يطالع غزلنو‪ ..‬يمكن مشغول وياها وما يقدر يرد‪ ..‬لمت نفسها بقوة‬
‫على هالفكار اللي فيها‪ ..‬مو من طبعها القسوى على جراح لو شنو صار‪ ..‬ولنت مرة ثانية وتحركت عشان‬
‫ترد المسج الثاني‪...‬‬

‫>> جراح‪ ..‬احنا بخير‪ ..‬ل تحاتي‪ ..‬وفتوون بعد ويانا‪<< ..‬‬

‫وارسلته ‪ ..‬ومثل الشي انتظرت التقرير وانتظرته لمن يرد على هالرسالة‪..‬‬
‫‪------‬‬
‫رن التلفون مرة ثانية بالمسج ولكن هالمرة انزعج جراح منه وسحبه بقوووة وفتحه عشان يسكره من حبه‬
‫التشغيل وبالغلط ضغط على زر ‪ Show‬وانفتحت الرسالة‪ ...‬وشاف اللي مرسل الرقم‪ ..‬كانت فاتن‪ ..‬وضاعت‬
‫عيونه يمين يسار وهو يقرى الكلمات‪ ..‬سكر عيونه وقراها مرة ثانية‪..‬‬
‫>> جراح‪ ..‬احنا بخير‪ ..‬ل تحاتي‪ ..‬وفتوون بعد ويانا‪<< ..‬‬

‫وعلى طول تحرك للمسج القبلي اللي ما رد عليه وفتحه‪ ..‬وتوقف قلبه يوم شاف المكتوب فيها‪..‬‬
‫>> جراح انا مريم‪ ..‬ما صار فينا شي‪ ..‬احنا هني ببوسطن بالسلمة‪ ..‬طمن الكل<<‬
‫ما يدري‪ ..‬هذي جذبه‪ ..‬وهم‪ ..‬خدعة من خدع الزمن اللي خدعه قبل شوي‪ ..‬وعلى طول ما عطل نفسه‬
‫واتصل‪ ...‬اذا اهي مريم بترد عليه‪..‬‬
‫‪-----‬‬
‫وبفزع رن تلفون فاتن باغنيه راشد الماجد‬
‫>> غضت عيون ول غضت‪ ..‬عين من حبك وهادى بك‪..‬‬
‫انته ياللي روحك اتهنت‪ ..‬يا متى روحي اتهنى بك‪<<..‬‬
‫وكان هنى دنيااها‪ ..‬جراح المتصل‪ .‬يا ربي‪ ..‬شسوي الحين‪ ..‬ارد عليه ول لء‪ ..‬حرام موو؟؟ مايصير اتكلم وياه‬
‫في التلفون‪ ..‬غلط‪ ..‬بس هالشي غلط‪ ..‬بس‪ ..‬انا عادي اكلمه في الصج يوم يا التلفون صار حرام‪ .‬شهالنفاق‪..‬‬
‫انزين بس مرة بكلمه ول بكلمه مرة ثانية‪ ..‬حتى اني بصلي صلة استغفار‪ ..‬بس اسمع صوته واطمنه‪..‬‬

‫وردت من بعد رنين قاتل بالتلفون‪ ..‬وبكل هدوء‪ ...:‬الوو‬


‫جراح يفتح عيونه وهو يلهث من الخوف‪ ..:‬الووو‪ ..‬مريم‪....‬؟؟؟؟‬
‫مريم وهي تبتسم‪ ..:‬هل ‪ ...‬هل جرااح‪ ..‬شلونك‬
‫جراح وهو يبجي من حر قلبه ويصرخ‪ :‬مريم‪ ..‬هذي انتي؟؟؟؟‬
‫مريم وحاله جراح النفسيه تنتقل لها‪ ..:‬اي جراح بسم الله علي‪ ..‬هذي انا علمك‪..‬‬
‫جراح وهو يبجي بقوة‪ ..:‬مريم‪ ..‬حلفي لي‪ ..‬حلفي انج انتي‪..‬‬
‫مريم والدمع يتدافع بعيونها‪ :‬جراح ‪ ..‬بسم الله عليك‪ ..‬علمك‪ ..‬ل توجع لي روحي بنوحك‪..‬‬
‫جراح وهو يسحب الهوا سحب‪ ..:‬تكفين‪ ..‬حلفي لي‪ ..‬حلفي لي بربج‪ ..‬انج مريم‪..‬‬
‫مريم‪ .‬وهي تبجي وياه‪ ...:‬ورب العالمين‪ ..‬اللي قسم اليوم ليل ونهار‪ ..‬وقسمني نصين‪ ..‬نص انا ونص انت‪..‬‬
‫اني مريم‪..‬‬

‫سكر جراح عيونه بشدة وهو يبجي من قوة شعوره‪ ...‬يا الله‪ ..‬يا محلى الراحة‪ ..‬يا احلى راحة مرت على‬
‫قلبي‪ ...‬اشكرك يا ربي‪ ..‬اشكرك يا ربي‪ ..‬قلبي ما خاني‪ ..‬ما خنتني يا قلبي ‪ ..‬مثل ما هديتني على حبها‪..‬‬
‫هديتني على حياتها‪...‬‬

‫مريم وهي تحاول تستكشف غيبة جراح‪ ...:‬جراح‪ ..‬جراح وينك؟؟‬


‫جراح يرد عليها‪ :‬انا مو بالدنيا‪ ..‬مو بالدنيا‪..‬‬
‫مريم وهي تمسح عيونها ‪ :‬ياحمار ل تخوفني عليك والله‪ ..‬وينك؟؟ ليش ما ترد عليي‬
‫جراح‪ :‬انا هني‪ ...‬او‪ ..‬معااج‪ ..‬ليش ما تحسين لي؟‪.‬؟‬
‫مريم وهي تبجي‪ :‬علمك؟؟؟ تبجي ؟؟؟‬
‫جراح ودمعته تسيل من زاوية عيونه براحة وهدوء‪ ..‬اخر عهده بالدمع‪ ...:‬ل بس‪ ...‬ابجي شعوري‪ ..‬اني كنت‬
‫ميت قبل ثواني‪ ..‬وبقدرة رب العالمين‪ ..‬ثم بصوتج رديت للدنيا‬
‫مريم وهي تحط يدها على صدرها‪ .:‬الحمد لله‪ ..‬وانا اللي خفت عليك‪ ..‬اسم الله عليك يالغالي‪ ..‬فيني ول فيك‬
‫جراح يهب عليها‪ .:‬ل ‪ ..‬لااا تكفين ل تفاولين على عمرج‪ ..‬كفاني ما ياني اليوم وانا احس بفقدج‪ ...‬وكاني‬
‫لقيتج‪ ..‬خليني اتغنى بوجودج وياي‪ ...‬خليني ارتاح‪..‬‬

‫سكتت مريم‪ ..‬وما انسمع منها لجراح ال صوت نفسها المنتظم‪ ..‬وكان مثل الموسيقى الناعمة على مسامعه‪..‬‬
‫وصدره يرج من دقاته‪ ..‬ولكن مخه بدى يشتغل‪ ..‬اذا مريم ومساعد بخير ووصلوا اميركا عيل ليش اساميهم‬
‫على الرحلة الي طاحت‪..‬‬

‫جراح‪ :‬عيل ليش اساميكم ويا الناس اللي طاحو بالطيارة؟؟ مع انكم وصلتو متاخرين‬
‫مريم وهي تمسح دمعتها‪ :‬لن‪ ..‬مساعد بدل التذاكر ويا ناس ثانيين‪..‬كانو يبون الرحلة المبجرة وهو بدل‬
‫وياهم‪ ..‬وخذينا تذاكرهم وحولناها لنا‪ ..‬وهم كان الوقت ظيج عليهم تكلمو ويا المطار وسمحوا لهم يروحون‬
‫وهناك اذا وصلو يعدلوون وياهم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬زين ليش ما خبرتونا وليش ما كلمتوا احد‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ما حطينا في بالنا ان الرحلة اللي فوتناها صار فيها جذي‪ ..‬والله يا جراح الله كتب لنا عمر يديد‬
‫بهالدنيا‪ ..‬ماتصدق شكثر شاكرة لرب العالمين‪ ..‬كرمه علىبني ادم عظيم ول احد يوقف ويقدر هالنعمة‪ ..‬الحمد‬
‫لله رب العالمين‬
‫جراح‪ :‬وانتي الصاجة‪ ...‬محد يقدر هالنعمة‪ ....‬وخصوصا انا‪ ..‬ماقدرت نعمة وجودج بهالدنيا ال باللحظة اللي‬
‫حسيت اني‪ ...‬اني فقدتج‪...‬‬
‫مريم وهي مستحية منه‪ :..‬ل تخاف‪ ..‬انا كاني هني بالدنيا بلحمي وعظامتي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اي‪ ...‬الحمد لله على وجودج وياي‪ ..‬احمد الله الف مرة‪..‬‬

‫بعد صمت حلو بينهم‪ ..‬ومريم تتغنى بكلماته ‪ ..‬اضطرت انها تسكر المكالمة لنها طالت اكثر من اللزم‬

‫مريم‪ .. :‬انزين‪ ...‬انا بخليك الحين‬


‫جراح باعتراض‪ :‬ليش؟؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل والله‪ ..‬يالله ابيك تروح تطمن اهلنا يمكن درو بهالخبر ول شي‪ ..‬ما ابيهم يتعبون لشي مو صج‪ ..‬يالله‬
‫سو لي هالخدمة‬
‫جراح وهو يبتسم بخفة‪ :‬شبتعطيني؟؟‬
‫مريم وهي تفتح عيونها‪ .:‬ما تستحي؟‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم اللي تغنت اذنها بضحكته الحلوة‪ ..:‬بعد‪..‬على الليي ما عطتك شتبي اكثر‪ ..‬لو تبي خط قبري اعطيك‬
‫اياااه واندفن في قفرى ثانية‬
‫جراح اللي راحت ضحكته من محل ما يات‪ ..:‬يالله جب‪ ..‬بسج من كلم المووت‬
‫مريم اللي بدت تتمتع‪ .:‬اي والله‪ ..‬من يدري‪ ..‬يمكن ما رحت في هالرحلة بروح في الرحلة الثانية‪ ..‬الموووت‬
‫حق علينا كلنا يا جراح‬
‫جراح‪ :‬جب ويالله تصبحين على خير‪...‬‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههههه وانت من اهل الخير‬
‫جراح‪ ..:‬لحظة‬
‫مريم‪ :‬شنو؟؟‬
‫جراح وهو يسكر عيونه ويتنفس بانتظام‪ ..‬ويحس بانتفاخ ويهه بسبب البجي‪ ...:‬احـــبج يا حمارة‪..‬‬
‫مريم اللي انصبغ ويهها بلون احمر قاني‪ ..‬نزلت عيونها خجل وحيا‪ ..‬ودقات قلبها ترقص رقص من الفرحة‪::‬‬
‫تصبح على خير‪..‬‬
‫جراح اللي ما كان منتظر منها اي شي‪ :‬وانتي من اهل الخير‪...‬‬
‫‪-----‬‬
‫سكرت مريم عن جراح وهي مغتبطة ‪ ..‬مسحت عيونها عن الدمع اللي انصب من شوي‪ ..‬وظلت تفكر فيه‬
‫وتصيح بهدوء‪ ..‬بجى على فكره او تخيل انه يمكن يفقدني‪ ..‬بجي وجراح قلبه اصلب من الصخر‪ ..‬على ابوه‬
‫نادرا ما شافه احد يبجي ‪ ..‬لكن علي انا‪ ...‬مو تخسيس لقدر ابوه‪ ..‬لكنه تحمل عشان اهله‪ ..‬لكن عشاني انا ما‬
‫تحمل‪ ...‬وانا اللي كنت اظن انه يقدر يكلم وحدة غيري‪ ...‬ويحب وحدة غيري‪ ..‬والله لو رحت الدنيا من شرقها‬
‫لغربها‪ ..‬مثل جراح ما بلقي‪..‬‬
‫‪--------‬‬
‫ظل جراح واقف عند بيت مريم وهو يتنفس براحة‪ ..‬سيارة لؤي للحين ما وصلت للبيت‪ ..‬ياترى وينه من‬
‫مساعة للحين‪ ..‬ورفع تلفونه عشان يتصل فيه‪..‬‬

‫رد لؤي بصوت حزين‪ :‬الوو جراح‬


‫جراح وهو يبتسم بحنان على لؤي‪ .:‬وينك في الحين لؤي؟‬
‫لؤي ‪ :‬توني واصل عند بيتنا‪..‬‬
‫التفت جراح الى عند باب بيت مريم وشاف سيارة لؤي واصلة عند الباب‪ : ..‬بس عيل دقايق وانا عندك‪..‬‬

‫طلع جراح من السيارة وهو رايح للؤي اللي طلع له من السيارة وعيونه تدور في ويه جراح بنهم‪ ..‬ما يدري‬
‫ليش يحسه مرتاح شوي‪ ..‬وكان‪...‬‬

‫جراح يبتسم في ويهه‪ :‬طالع ويهك جنك حرمة ظايع نعالها‬


‫لؤي استغرب طنازة جراح‪ :‬وانت ويهك جنه نعال ان جان ما تدري‬
‫جراح ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه‪ ..‬ابشرك‬
‫لؤي وقلبه يرقص‪ :‬شنو؟؟‬
‫جراح وهو يلم لؤي‪ :‬اتصل فيني مساعد من شوي وقال لي انهم بخير ووصلو بالرحلة المتاخرة‪..‬‬
‫لؤي وهو فاج عيونه مثل المنصدم‪. .:‬ل تجذب‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ورب الكعبة‪ ...‬اتصل فيني وقال لي‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬زين‪ ..‬زين ليش‪ ..‬ليشما اتصلو فينا‬
‫جراح‪ :‬ماكانو يدروون ان كل هذا بصير‪ ..‬وانت ادرى ان هالوقت الدنيا زحمه وولد من عند من‪..‬‬

‫مسح على ويهه لؤي وهو يرتعش‪ ..‬وكل اللي سواه انه سجد على الرض وسجد وباس الرض وجراح مات من‬
‫الضحك عليه‪ ..‬ويوم وقف لم جراح بقووووة ومن زود ما تعلق فيه حمله جراح وتمووو يصارخون من زود‬
‫الناسة‬

‫لؤي‪ :‬واااااااااااااااااااااااااي واي ‪ ..‬والله اني مت مت يا جراااااااح ماحسيت للنفس فيني‪ ..‬وانا تاخرت عن‬
‫البيت ماابي اخبرهم‪ ...‬يا الله‪ ..‬فرحتني فررررررررحك الله‪..‬‬
‫جراح وهو يضحك‪ :‬وياااك يا حبيبي‪ ..‬ويااااك‪...‬‬
‫لؤي‪ :‬يالله عيل‪ ..‬انا بخليك الحين ‪ ..‬يمكن ابيت وصلهم شي ول شي‪ ..‬بروح اشوفهم قبل ل يصير اي شي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اوكي انا بعد برووح‪..‬‬

‫ويوم التفتو الثنين عشان يروحون دربهم وقف لؤي جراح ‪...‬‬

‫جراح وهو يلتفت‪ :‬هل‪..‬‬


‫راح له لؤي ومسكه من رقبته‪ ...:‬يالشين‪ ..‬تحب اختي ول تقوللي‪ ..‬صج انك حمار‪ ..‬شلون سمحت لنفسك‬
‫انك تحب اختيي؟ هاا‪ ..‬ما تقول‬
‫جراح اللي تصنم من كلم لؤي‪ .‬شيرد عليه الحين‪ ...‬ال ولؤي يضحك له بقوة‬

‫لؤي‪ :‬هههههههههههه شووووف ويهك شلون صار‪...‬‬


‫جراح‪ :‬مادري فيك قاعد تهددني‪ ..‬مهما كان هذي اختك‪ ..‬و انا لزم احترمك‬
‫لؤي‪ :‬شفيك جراح‪ ..‬ترى لو لفت مريوم الدنيا كلها مثلك ما راح تلقي وانت المثل‪ ..‬شوف‪ ..‬انا ماابييييك تتاخر‬
‫تعال وخذها وفكنا منها وخل البيت يفضى لي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يا حمار قاعدة على قلبك‬
‫لؤي‪ :‬ل‪ ..‬مو قاعدة على قلبي‪ ..‬بس ما ابي من بعد ما عرفت انك تحبها تتاخر عنها‪ ..‬واذا تبي مساعدتني انا‬
‫بساعدك‬
‫جراح‪ :‬قبل ل تتحجى انا من زمان قررت‪ ..‬ان شاء الله اول ما ترد اهي بكلم اخووك مساعد‪..‬‬
‫لؤي وهو يبتسم‪ :‬ااااااااااااااااااااااااااااخ‪ ..‬والله اني اليوم عشت‪..‬عشت عمري كله‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‬
‫جراح‪ :‬ايه‪ ..‬احنا فرحنا وغيرنا ما قدر يفرح‪ ..‬الله يرحم جميع امواتهم ويجعلها من اخر الحزان‬
‫لؤي‪ :‬امين يارب العالمين‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله عيل‪ ..‬اخليك الحين‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬في امان الله‪.‬‬

‫راح جراح عن لؤي وهو يحس انه مو على الرض‪ ..‬مايحس ان بخطواته يوجع الرض‪ ..‬الهدوء كان عام كل‬
‫جسمه‪ ..‬واقسم انه ل راح البيت على طول يحط راسه وينام‪ ..‬على استعداد للخيال اللي اهو عايشه‪..‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪--------------‬‬
‫الساعة ثمان‪ ..‬وخالد قاعد في الصالة وهو ينتظر مناير تنزل من غرفتها‪ ..‬حزة العشا شلون بيلقي سماء‬
‫اليوم يا ناس‪ ..‬والله ان منوووور حمارة اكيد تجذب علي‪ ..‬والله لطلعت تجذب ل انتف شعرها هذا مثل ريش‬
‫الديييج‪..‬‬

‫ونزلت بهذيج اللحظة مناير للصالة وشافت خالد قاعد عند الستراحة اللي صمموها يم المطبخ وهو اول‬
‫ماشافها فز من مكانه لها وسحبها من كم قميصها الى الصالة الداخلية‬

‫مناير وهي تهمس‪ :‬هههههههههههههههههههاي شوي شوي علي يالعاشق الولهان‬


‫خالد‪ :‬جب‪ ..‬الساعة ثمان ‪ ..‬وينها سماء‬
‫مناير وهي تضحك على خالد وتروح عنه‪ :‬وانا شدراني وينها يمكن هونت‪..‬‬
‫ويسحبها خالد بقهره من شعرها لعنده‪ :‬تعــــــالي يا العصفورة‬
‫مناير‪ :‬اااااااااااااه يعلك يا خالد شنو‪ ..‬امراض الدنيا كلها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬كلها فيني فقر دم ونقص حاد في الوزن والربوو شي ناقص يالله قوليلي وينهااااا‬
‫مناير توها بترد عليه بصراخ ال الجرس يضرب‪ ..‬وتبتسم بشر لخالد‪ :‬يمكن اهي‬
‫رمى خالد شعرها وراح وهو يتزحلق على الرضية البورسلين ووصل للباب وفج الباب‪ ..‬وكان اهي‪..‬‬
‫كانت واقفة وهي مشدوهة من السرعة اللي انفج الباب فيها‪ ..‬ظلت واقفة وهي مبطلة عيونها على وسعها‬
‫وخالد اللي تخصر عند الباب يازعم وقفة خطيرة‪..‬‬

‫خالد‪ :‬مساء الخير‪..‬‬


‫سماء وهي توقف بغرور‪ :‬خير ‪ ..‬شتبي؟؟‬
‫خالد بصدمة وفي خاطره‪ ::‬مالت على هالويه‪ ..::‬شنو شابي؟؟ ما ابي شي‪ ..‬انتي شتبين‪..‬‬
‫سماء وهي مستغربة‪ :‬مو انت اللي داز مناير عشان تعتذر‪..‬‬
‫فج عيونه خالد على وسعهم‪ :..‬انا؟؟؟ عشان شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬

‫ال وام جراح تطل من الباب وتشوف سماء‪ :‬هل يمة سماء‪..‬‬
‫سماء تلتفت لم جراح بابتسامة‪ :‬هل فيج خالتي‬
‫ام جراح توقف عند الباب‪ :‬وينج يمة من يينا البيت وانتي ما ييتينا‪ ..‬علمج ليكون بس )تفرص ذراع خالد(‬
‫زعلنة منا ول شي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اااااااااي‪ ..‬يعور خالتي‪..‬‬
‫سماء وهي تضحك على الفرصة‪ :‬ل والله خالتي ماني زعلنة ‪)..‬تطالع خالد بتعالي( اذا بزعل بزعل عشان‬
‫شي يستاهل‪ ..‬مو على يهال‪..‬‬
‫ام جراح وهي تضحك‪ :‬ههههههههه عفية على بنتي الشاطرة‪ ..‬دامنج ييتي تعالي توه العشا زاهب‬
‫سماء وهي تطالع خالد‪ :‬وااااو‪ ..‬كشخة عيل‪ ..‬بنغث ناس‪..‬‬

‫دخلت سماء البيت وهي تمر من صوب خالد اللي واقف ومنصدم من تصرف سماء‪ ..‬لكن منووور الجلبة‪..‬‬
‫هييين لج ان ما نتفت شعرج كله‪ ..‬واول ما التفت للباب وهو يسكره جافها واقفة وهي تفرك يدها‪ ..‬وباجرام‬
‫تقدم صوبها وعيونه تشب حريجه‪..‬‬

‫مناير وهي تتوسله‪ :‬تكفى‪ ..‬انتخيتك‪ ..‬خاف ربك فيني‪ ..‬والله بغيته صلاااح فيكك‪..‬‬
‫خالد ياشر بيده عشان تسكت‪ ..‬وعيونه اللي تقدح من الشرار‪ ..:‬بيني وبينج تصرف ثاني‪ ..‬بس‪ ..‬دامن‬
‫السمجة دشت الحظرى‪ ..‬خلص‪ ..‬ماكووو خوف‪ ..‬اسحبها شوي شوي‪ ..‬لمن اشيلها من الماي‪..‬‬
‫مناير وهي تحس بحماس خالد‪ :‬ايه خالد‪ ...‬وانا وياك‪ ..‬لو تبي‪ ..‬اسن لك الصنارة‬
‫ضربها على راسها‪ :‬صنارة بعينج‪ ..‬دواج بعدين‪) ..‬يمسك شعرها( شعرج هذا بلووووته كله‪ ..‬بسويييه بكرة‬
‫خياطة وببيعه للصالووونات‪..‬‬
‫مناير بخوف‪ :‬والله حرام عليك مجرم شعر انت‪ ..‬؟؟‬
‫خالد‪ :‬محد قال لج ما اتحجبين‪ ..‬هين لج‪ ..‬انتي والحمارة الثانية‪ ..‬ان ما ادبتكم‪ ..‬ماكو خالد بن عبد العزيز‬

‫راح خالد وهو نافخ صدره ومناير وراه تقلد عليه‪ :‬خالد بن عبد العزيز‪ ..‬بشه ما تقدر تنفش ريشك‪ ..‬تهزئك‬
‫سمووي وانت راضي‪) ..‬تبتسم بفرح( والله اليوم بنشهد اكشنااات خصوصا وجراح من ياا راح ينااام‪..‬‬
‫خووووووووووش‪..‬‬
‫‪--------‬‬
‫ظلت العايلة تاكل عشاها بهدوء‪ ..‬ال من توتر بين سماء وخالد اللي كان منقهر حده منها‪ ..‬اول شي‪ ..‬ولسبب‬
‫بليغ‪ ..‬ملبسها اللي ما تعجبه‪ ..‬كانت لبسه فستان جينز نفس الوفرول بس على تنورة‪ ..‬وقصير لركبتها‪ ..‬وهو‬
‫محذرها الف مرة ان هاللبس ما يحبه‪ ..‬والظاهر انها متعمدة فيه عشان تقهره‪ ..‬ومن زود ما كان منقهر من‬
‫مظهرها عاف الكل ومناير تراقب الوضع وتسجل ملحظاتها‪ ..‬وضرب الجرس‪..‬‬

‫مناير وهي تشقح‪ .. :‬انا بروح ارد‪...‬‬

‫راحت مناير وظلت سماء ويا عبد العزيز وخالد وام جراح على الطاولة‪ ..‬خلصت ام جراح من الكل وشالت‬
‫صحنها وحطته بالمغسلة‪ ..‬وعبد العزيز وياها‪ ..‬وظلت سماء بروحها على الطاوله ويا خالد اللي من راحت ام‬
‫جراح تم يناظر سماء باجرام وكل اللي سوته انها اشاحت بعيونها عنه بغرور‪ ..‬اللي دفع الجرام فيه اكثر‬
‫واكثر‪..‬‬

‫مناير اللي كانت على الباب اهي ارفيجتها سماهر‪ ..‬وكانت معصبة ومناير تبتسم في ويهها‬

‫مناير‪ :‬فديت هالويه والله حبيبتي‪..‬‬

‫سماهر مدت يدها وصفعت مناير بخفة ‪ ..‬انصدمت مناير من سماهر‪ ..‬معنى هالصفحة ان سماهر غضبانة‪..‬‬
‫واللي بين هالشي اهي التكشيرة اللي على ويهها المخدخد‪..‬‬

‫سماهر‪ :‬هذا لنج حاقرتني من جمن يوم‪ ..‬وجم مرة شفتج تروحين بيت سماء‪ ..‬قولي لن بيتكم صار يديد‬
‫صرتي ما تحبيني وما تبيني اكون ارفيجتج‪..‬‬
‫مناير وهي منصدمة‪ :‬سمووووور‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬سمور بعينج تحملينها قرحة قولي امين‪..‬‬
‫مناير وهي منصدمة‪ :‬شهالحجي‪ ..‬سماهر علمج حبيبتي؟ وليش هالطراق‪ ..‬صرقعتي مخي به‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬انتي لنج حمارة‪ ..‬تدرين من متى ما جفتج‪ ..‬ال في المدرسة‪ ..‬ومن المدرسة ماشوفج‪..‬يالله برري‬
‫لي ليش ماشوفج ومنتي ارفيجتي مثل قبل‪..‬‬
‫مناير ‪ :‬وطي حسج وخليني اقول لج‪..‬‬

‫مناير وهي تسحب سماهر بعيد عن عتبه الباب‪ ..‬ماتدري يمكن احد يسمعها‪ ..‬الدنيا مالها امان والجواسيس‬
‫بكل مكان‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬علمج شفيج تسحبيني بعيد‪ ..‬ماتبيني ادش بيتكم؟؟‬
‫مناير تمد يدها وتصفع سماهر بنفس خفة الصفعة القبلية‪ ..:‬شوفي يالحمارة‪ ..‬انا في مهمة خطيرة وعالية‬
‫السرية والتكتم مطلووووب‬
‫سماهر ويدها على خدها‪ ..‬رصت النظارة وتكلمت‪ :‬شهالمهمة اللي مادري شتخربطين عنها؟‬
‫مناير بحاجب مرفوع وهي تشير براسها لبيت النهيدي‪ :‬ولد هالبيت؟‬
‫سماهر تطالع البيت بغباء‪ :‬علمه‬
‫مناير وهي تهز راسها‪ :‬ترى طلع خطير مثل ما قلت لج‬
‫سماهر‪ :‬شلوون؟‬
‫مناير وهي تحط يدها على جتف سماهر‪ :‬سموور‪ .‬انا ما ابي اورطج ال بعد استعدادج التام انج تكونين معاونتي‬
‫‪ 100‬بال ‪ ..100‬ماابي اي تردد ول خوف‪..‬‬
‫سماهر وهي تشيل يد مناير‪ :‬مادري عنج الحين بتدخليني بالصاعقة ول الكوماندووز‪ ..‬انتي شفيج‪ ..‬خربت‬
‫راسج الفلم الميركية‪..‬‬
‫مناير‪ :‬والفلم الميركية ياعمري ما صارت ال لن هالقصص واقعية وحقيقية‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬زين انا مستعدة وانتي تدرين بهالشي‬
‫مناير وهي تهز راسها‪ :‬اي بلى‪ ..‬يوم قلت لج باول الشدة قلتيلي ل مافيني اخاف بدر يدري ويقصب رقبتي‬
‫الحين صرتي مستعدة؟‬
‫سماهر‪ :‬ل هذاك اول ‪ ..‬يوم بديتي تحقريني انا ماصبرت‪ ..‬لزم اشترك وياج‪ ..‬قوليلي وانا بتابعج‪ ..‬شاكتشفتي‬
‫عنه‬
‫مناير وهي تحط راسها عند راس سماهر‪ :‬السالفة ومافيها ان ورى هالمشعل سر خطير‪ ..‬دومه يطلع ويشاوط‬
‫بالسسيارة والشي اللي يشتغل عليه بكاراج بيتهم‪ ..‬وبيني وبينج )تطالع يمين ويسار ان جان اكو احد يسمعهم‬
‫وبهمس( انا باول ايام بيتنا ما اشتغلوا فيه جفته يلووي داخله‪..‬‬
‫سماهر بغباء‪ :‬يمكن مظيع شي هناك‬
‫مناير وهي تاخذ نفس ‪ :‬يا عبيطه‪ ..‬يام العبط‪ ..‬له في بيتنا‪) ..‬وتوقفت عن الكلم وكان فكرة لمعت براسها(‬
‫تعالي؟؟ انا شلون ما فكرت فيها‪ ..‬يمكن مظيع شي هني‪ ..‬او يمكن شي له‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬شقاعدة تقولين انتي مافهم عليج؟‬
‫مناير وهي تحوس بثمها‪ .:‬انا اشك‪ ..‬ان مشعل النهيدي‪ ....‬اخوووي‪ ..‬بس احنا ما ندري عنه‪..‬‬
‫سماهر تناظر مناير بغباء‪ ..‬يعني اهي واحد من الثنين‪ ..‬يا ينت‪ ..‬يا ينت‪ ..‬تعال هذا واحد‪ :‬منوور‪ ..‬انتي وايد‬
‫استخفيتي‪ ..‬ويبيلج تشوفين دكتور‬
‫مناير‪ :‬عيل شتفسيرج‪ ..‬احسه ينسب لبيتنا‪ ..‬له شي في بيتنا‪ ..‬احد منا‪ ..‬ومن يكوون؟؟ غير امي يعني يا خبل‪..‬‬
‫سماهر وهي تهز راسها‪ :‬هذا ينون منووور‬
‫مناير‪ :‬يمكن‪ ..‬يمكن هذا ينون )وهي تناظر بيت النهيدي وبالتحديدي بلكووون غرفة مشعل( بس انا قلبي ما‬
‫خانني قبل‪ ..‬هالريال فيه شي ‪ ..‬له شي في بيتنا ‪ ..‬عيونه تقووول‪ ..‬وانا افهم كلم العيون‬
‫سماهر وهي ترص نظارتها‪ :‬زين انا بقول لج باجر ما بروح المدرسة‬
‫مناير بصدمة‪ :‬ليــــــــــــــش؟‬
‫سماهر‪ :‬ل بيي بعدين بس قبل برووح اخذ لي عدسات )ابتسامة عريضة(‬
‫مناير بفرح‪ :‬حلللللللللللللللللفي‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬ايه‪ ..‬بددددر لقى شغل زين واول شي بسويه بالمعاش بيشتري لي عدسات بدل هالنظارات‪ ..‬جني‬
‫بكيييززة‬
‫مناير وهي تلم ارفيجتها العزيزة‪ :‬فديتج احلى بكيييزة‪ ..‬زين تعالي وياي داخل البيت‬
‫سماهر‪ :‬ل فشلة وقت عشى‬
‫مناير‪ :‬هااا‪ ..‬اشوفج انتي الحين اللي تتغلين‪ ..‬يالله دشي سماء هني‬
‫سماهر بغيرة واضحة‪ :‬ايـــــــــــــــه‪ ..‬صارت سماء اللي تقعد في بيتكم مو انا‬
‫مناير ‪:‬وي مالت عليج سماء من زمان اتيي بيتنا وتقفن‪ ..‬يالله انتي وراها‪ ..‬بسرعة جدامي يالله‬

‫وتدفعها وشوي تطيح سماهر‪ :‬انزين يالحمارة انطله عليج‬


‫مناير‪ :‬عساااج ريل يبهدلج‬
‫سماهر‪ :‬عساج ريل ينتف ريشج‬
‫مناير‪ :‬وي سكتي خلوود مو راحمني كل شوي يشده‬
‫سماهر‪ :‬تستاهلين‪ .‬لمتى بتعقلين وبتتحجبين‪.‬؟؟؟‬
‫مناير اللي سماهر الثانية بعد مو متحجبه‪ :‬مادري عنج الحين يا مريم العذرااااااا اللي يسمعج يقول حتى‬
‫الغشوى لبستها‪ ..‬جدامي بس جدااااامي‪..‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫غسيل الصحوون‪..‬‬
‫كانت ام جراح تغسل الصحون وسمااء تنشفها وياها‪ ..‬سماهر ومناير وعبد العزيز عند التلفزيون‪ ..‬ماخذين‬
‫راحتهم لن جراح راقد الليلة معناته راح يسهرون‪ ..‬ما وراهم احد يصرخ كل شوي‪ ..‬روحو نامو‪ ..‬ال باجر ان‬
‫قعدتوو متاخرين بمشي عنكم‪ ..‬يعني تهديدات كل اخ لخوانه بسالفة الصبح‪...‬‬
‫وخالداللي لبس جاكيته وراح قعد بالحديقة الورانية اللي صارت تقريبا خالية‪ ..‬مع تخطيطات لشي يديد فيها‪..‬‬
‫دريشة المطبخ اللي توسع صارت بدل ل تطل على الديوانية صارت تطل على الحديقة لن موقع المغسلة‬
‫تغير‪ ..‬ومن خلل هالدريشة كانت سماء تراقب خالد الل كان قاعد على كرسي خشبي حطووه ورى‪..‬‬
‫صارعتها رغبه انها تروح وياه وتكلمه‪ ..‬وتهدي الوضع بيناتهم‪ ..‬صار لهم الحين اكثر من اربعة ايام متخاصمين‪..‬‬
‫واهي فترة طويلة عليها‪ ..‬اكل مثل الناس ما تاكل وهنى ما تتهنى وبالمدرسة روحتها وردتها مثل الشي‪ ..‬لزم‬
‫تكلمه الليلة وال ما راح ترتاح‪ ..‬حتى لو اهو الغلطان‪ ..‬اعفي عنه واصير احسن منه‪ ..‬مالي بد عنه اهو سبب‬
‫وجودي بهالدنيا‪..‬‬
‫وبهدوء تسللت من عند ام جراح‪ ..‬وراحت الصالة وشافت مناير منسدحة على الرض ويمها سماهر وعزيز‬
‫نايم على الكرسي‪ ..‬وشالت روحها وطلعت من الباب الى الخديقة‪...‬‬
‫كان واقف وهو ماعطها ظهره‪ ..‬وقفت وهي متكتفة عن البرد‪..‬‬

‫سماء بهدوء‪ :‬برد الليلة‪..‬‬


‫التفتت لها خالد بنظرة باردة مالها اي معنى‪ : ..‬هذا الشتا بالخليج‪ ..‬نهاره صحو وليله بارد‪..‬‬
‫سماء بسخرية‪ :‬اها‪ ..‬لحظت هالشي‪ ..‬بما اني اعيش بدولة خليجيه‪...‬‬

‫حوس ثمه عنها ومشى بعيد عن المكان اللي كان واقف فيه‪ ...‬وهي واقفة تناظره‪ ..‬راحت عند محل اللي هو‬
‫واقف فيه وقفت بنص المكان‪..‬‬

‫سماء بهدوء‪ :‬خالد‪...‬‬


‫خالد وقلبه يتنهد من سمع اسمه بصوتها ورد عليها بهمهمة‪ :‬همممم‬
‫سماء وهي تنزل راسها وتلعب بالحصى بريلها‪ :‬تراني بعدني زعلنة عليك‪ ..‬بس‪ ..‬شفايدة طول الزعل اذا محد‬
‫كان مهتم انه حتى يراضيني‪..‬‬
‫التفتت لها خالد وهو يفكر‪ ::‬يعني اهي من صجها الحين‪ ..‬زعلنه واهي الغلطانة‪ ..::‬صح كلمج‪ ..‬شفايدة الزعل‬
‫اذا ما كان احد مهتم انه يراضي الزعلن‪...‬‬
‫سماء وهي تحس انه ينغز لها بهالكلم‪ ..:‬على العموم‪ ...‬انا ماابي اطول عليك‪ ..‬تصبح على خير‪..‬‬
‫خالد ما رد عليها لن روحتها وايد مستعيله‪ ..‬وبدل ل يرد عليها التحيه وقفها‪ :‬سماء تمي شوي‪..‬‬
‫وقفت سماء وهي متظايقة منه‪ ..‬لكن شافته ينحني للرض وهو يحمل بجفيه حصى والثانية رمل‪ ..‬شقاعد‬
‫يسوي‪.‬؟؟ راح صوبها وهوو يتنشق الهوا وكانه جيوبه النفيه مسدودة‪..‬‬

‫خالد ‪ :‬هاتي يدج‪..‬‬


‫سماء باستغراب مدت يدها‪ ..‬وحط بيدها حصى او كتله رمل متجمدة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هاتي الثانية‪..‬‬
‫من غير اي ادراك لهالتجربة العلمية السخيفة من نوعها في بالها مدت الثانية‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شوفي‪) ..‬حط يده براحتها ولمس كورة الرمل( شوفي الرمل اذا تحاطط على بعضه‪ ..‬وتماسك ‪..‬‬
‫وتفهم نفسه وطبيعته يتكور على بعضه‪ ...‬ولمن تكثر الضغوط عليه وتكثر‪) .‬ضغط على الكورة وتهشمت(‬
‫تتهشم‪...‬‬
‫تنهدت سماء وعيونها على الرض‪ ..‬وتحرك خالد من عندها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬انا ما اقدر اجبرج على شي‪ ..‬انتي بطبيعتج حساسة‪ ..‬يمكن صح كلمج‪ ..‬انا الغلطان بحقج‪ ..‬بس انتي‬
‫بعد غلطتي‪ ..‬يوم فهمتي كلمي غلط‪) ..‬التفتت لها( انا عمري ما تمنيت اني اقارنج باحد‪ ..‬لني يوم حطيتج في‬
‫بالي‪ ..‬حطيتج انتي سماء‪ ..‬باخطائج وتميزج وايجابياتج‪ ..‬بس انتي اجبرتيني هذيج الليلة اني اقارن‪...‬‬

‫نزلت سماء عيونها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬استعددت اني اسامح واني اغفرلنفسي واصالحج‪ ..‬لكنج ما رضيتي‪ ..‬كان راسج مغطى بعصبه الغيرة‬
‫القاتلة لدرجة انج انتي اللي زعلتيني بكلمج ‪ ..‬شوفي انا مالووومج على غيرتج‪ ..‬ناس تقول‪ ..‬ملح المحبه‬
‫الزعل واحلى الحبايب اللي دايم يغاروون‪ ..‬بس انتي حطيتيها كوهم في بالج‪ ..‬وهم خلج تزعلين وتتظايقين‬
‫طول هالفترة‪ ..‬وبظيقج هذا ظايقتيني وياااج‪ ..‬اذا بتم علقتنا جذي كلها ظيج وكدر ومخاصم‪ ..‬ما راح تنجح‪..‬‬
‫احد منا بيمل من الثاني وبيندم من هالشي‪ ..‬انتي صغيرة وانا فاهمج‪ ..‬بس لزم تكبرين‪ ..‬حلوة البنت لمن‬
‫تكبر على يد ريال ولمن الريال يكبر على يدها‪ ..‬كبريني وياج‪ ..‬وارجوج‪) ...‬وهو يضم يدينه عند حلجه( خليني‬
‫اكبرج وياي‪ ...‬هذا مطلبي منج‪ ..‬انا تعاهدت بيني وبين نفسي اني اخلييج اسعد انسانة بهالدنيا‪) ...‬تناظره‬
‫بعيوون كلها امتنان( اني ما ااخليج اتحسين بالحرمان اللي انتي عايشته‪ ..‬فاسمحيلي هالشي‪ ..‬انا ما ابي منج‬
‫شي يا سماء ال الفرصة‪ ..‬وبس‪..‬‬
‫سكتت‪ ..‬ماقدرت ترد على كلمه البليغ القوي‪ ..‬جمع في نفس الوقت‪ ..‬صفة المحامي والحبيب والصديق‬
‫والموالي واهم شي‪ ..‬خالد‪ ..‬الصبي اللي حبت فيه التعقيد‪ ..‬وحبت فيه الوجود المتعددة‪ ..‬والتغييرات‪ ..‬وكاهي‬
‫الحين تحصله‪ ..‬بتغييراته‪..‬‬

‫خالد ينتظر منها جواب‪ ..:‬ها‪ ..‬شقولج‪...‬‬


‫سماء وهي ترمي الرمل اللي بيدها‪ ...:‬بشرط واحد‪..‬‬
‫خالد‪ :‬ششرطج؟؟‬
‫سماء وهي تبتسم‪ ...:‬انك توعدنيي‪ ..‬وسط كل هالشياء‪ ..‬ما تنسى‪ ..‬من هي سماء‪ ..‬وماتقارني فيوم باحد‪...‬‬
‫خالد يبتسم لها‪ ...:‬حتى لوو بنفسي؟؟‬
‫سماء‪ :‬ايه حتى لو بنفسك‪ ..‬انا لزم اكون ثقة بنفسي‪ ..‬انا عايشة وسط ناس تحطيم الثقة بالنفس مهنتهم‬
‫واختصاصهم‪ ..‬ابي احس بحريتي معااااك مثل ما لزم انت تحس بحريتك وياي‪..‬‬
‫خالد يهز راسه‪ :‬عادل كفاية‪ ...‬ها شرايج؟؟؟ حبايب؟؟‬
‫سماء وهي تلف براسها بغرور والبتسامة ساطعه على ويهها‪ ...::‬بدري على عمرررررك‪..‬‬

‫راحت عنه وتركته يضحك وهو راضي‪ ..‬واخيرا‪ ..‬قدر انه يستحل منها شي مهم‪ ...‬ثقتها‪ ..‬وصح كلمها‪ ..‬اهي‬
‫لزم ترتاح مثل ما انا مرتاح‪ ..‬ولزم تكون نفسها مثل ما انا نفسي‪ ..‬يا عمري يا سماء‪ ..‬ليتني بس اكبر‪ ...‬جان‬
‫والله ما وقفني عنج شي يا الغل‪ ..‬ول بعدني عنج شي‪..‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬

‫في ذيج الشقة وذيج الغرفة كان مساعد قاعد وهو يراقب نفس فاتن الهادئ‪ ...‬تمت على وضعيتها ويدها بيده‬
‫طووول ساعتين كاملتين‪ ..‬اهو نام في ساعة بس حبه للتقلب ما خله يرتاح في نومه لذا اوتعى من شي نص‬
‫ساعة‪ ..‬وتم يراقبها ويراقب ملمحها‪ ..‬ووفوق كل هذا‪ ..‬يتحسس الدبلة بيده‪ ..‬اهي بيدها دبله وانا لزم بعد‬
‫يكون عندي دبلة‪ ...‬وان شاء الله جريب اروح اشتريها وارتاح‪...‬‬

‫حس لعظامته تتحرك فيه ولزم يتحرك‪ ..‬وضعيه مثل هذي ما تساعد جسمه ابدا‪ ..‬خصوصا وان السرير مو‬
‫طبي ويعور الجسم‪ ..‬فبسهولة تحرر من يد فاتن وتحرك من السرير بخفة‪ ..‬عشان ل ينبهها‪ ..‬ارسل لها بوسه‬
‫في الهوا وطلع من الغرفة بكل هدوء‪..‬‬

‫وهو يسكر الباب التفت الى مريم اللي كانت قاعدة بالصالة وهي تناظره مبتسمة‪ ..‬راح لها والبتسامة مرصعة‬
‫على ويهه بحبووور‪ ..‬اشر لمريم على الغرفة الثانية وهي هبت وياه وراحت‪..‬‬

‫دخل الغرفة وقعد على السرير وجابلته‪ :‬علمك‪..‬‬


‫مساعد وهو حاط يدينه بثبانه ومبتسم‪ ...:‬فرحان مريم‪..‬‬
‫مريم تبتسم له بكل اتساع حلجها‪ :‬ياعمري انا اللي فرحاان‬
‫يضحك مساعد‪ .. :‬فرحان وبنفس الوقت‪) ..‬راحت ابتسامته( متظايق من نفسي‪..‬‬
‫مريم وهي تتفهمه‪ :‬انا بعد‪ ..‬متظايقة‪ ..‬منك‪..‬‬
‫‪----‬‬
‫على عكس ما توقع مساعد بانسحابه الهدوء فاتن اوتعت‪ ..‬او انتبهت للدفا الليكانت يدها محاطه فيه اختفى‪...‬‬
‫بس تمت تتقلب في السرير شوي بطلب الراحة والنوووم‪ ..‬لكن‪ .‬عبث‪ ..‬نومها القصير ساعدها وايد‪ ..‬وكاهي‬
‫تحس بالنشاط‪ ..‬يمكن شوفه مساعد‪ ...‬وقعدتها وياه قبل ل تنام ساعدتها اكثر شي‪ ...‬تمت تتذكر ابتسامته‬
‫وعيونه اللي كانت مدمعه‪ ..‬يا الله‪ ..‬اهي بحقيقة ول علم‪ ..‬قبل ساعات كانت على وشك الموت لكن الحين‪..‬‬
‫تحس بالحيا تضج بعروقها‪ ..‬الحمد لله رب العالمين اللي جبر بخاطري‪ ...‬ورحم الله اموات الناس اللي‬
‫ضاعوا‪ ..‬بس‪ ...‬اهي في بالها فكرة محيرتها‪ ..‬لو ان مساااعد ما كان على الطيارةاشلون انذكر اسمه‪...‬‬
‫تمت تفكر في هالسالفة وتحط حلول في بالها‪..‬‬
‫يمكن تسجل علىالرحلة لكن ما راحها‬
‫يمكن راحها بس باخر الوقت ما لقى مكان لن مناسبات كثيرة اميركا قاعدة تمر فيها واكثر الخطوط تكون‬
‫مزدحمه‪..‬‬
‫يمكن قعدو متاخرين وطافتهم الرحلة‪..‬‬
‫ويمكن ويمكن ويمكن ويمكن‪ ....‬لمن حست انها خلص‪ ..‬ما عاد فيها اي نوووم‪ ...‬تمططت على السرير شوي‬
‫وبعدين حطت بريلها على الرض‪..‬‬
‫طلعت من الغرفة وهي تفتح الباب بهدوء‪ ...‬تمت تمشي وسمعت اصوات طالعة من الغرفة الثانية‪ ..‬توها‬
‫بتدخل لها لكن شي خلها توقف وتسمع‪..‬‬

‫مريم‪ :‬يا مساعد انا مالوومك‪ ...‬بس تصرفك كان فيه شوي من القسوى على فاتن‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ادري مريم واله ادري‪ ....‬كان ودي بس ما تعرفين شنوع الشعور اللي كان فيني‪ ..‬قهرتني باخر‬
‫اليام‪ ...‬وحسيت ‪ ..‬ان هذا الشي بيعلمها درس‪ ..‬بيعلمها غلاي في قلبها مثل ما انا مغليها‬
‫مريم وهي تهز راسها‪ :‬بس انك تخليها تعيش بهالصراع وبهالخوف‪ ..‬وبهالغربة‪ ..‬صراحة انا ما عجبني هالشي‬
‫فيك‪ ..‬انت احن من جذي‪ ..‬احن بوايد‪..‬‬

‫وقفت فاتن وهي مو مصدقة‪ ...‬كان يعرف باللي قاعد يصير‪ ..‬ول فكر انه يتصل ويخبرها لنه‪ ....‬لنه يبي‬
‫ينتقهم منها‪ ....‬ينتقهم منها بهالطريقة‪....‬‬
‫ول اراديا ظهرت روحها عند الباب‪ ..‬ويهها معصوووف من الغضب والصدمة الكبيرة‬

‫مساعد من غير ما يعرف انها واقفة عند الباب‪ :‬ادري يا مريم والله ادري وما تدرين شلوون الذنب راكبني‬
‫لراسي‪...‬‬

‫انهى هالجملة وشافها واقفة عند باب الغرفة‪ ..‬وانصدم‪ ..‬وحس ان الكلمات ما تسعفه اكثر‪ ..‬كان ويهها مثل‬
‫اللوحة اللي تكشف عن مشاعر الغضب والعنف‪...‬‬
‫وحتى مريم‪ ..‬حست ان بداية المشاكل اللي ماانتهت من يوم طلعو من الكويت كاهي ترد لهم مرة ثانية‪...‬‬
‫بس من بعد فترة سكوون الله يعينك يا مساعد‪ ..‬من اللي بيييك من فاتن‪ ..‬ترى اذا عصبت عصبت من قلب‪...‬‬
‫الله يعينك بس‪..‬‬
‫يا ترى‪ ..‬من بعد هالي سمعته فاتن‪ ..‬شراح يصير بينها وبين مساعد‪...‬‬

‫الجزء الرابع والعشرون‬


‫الفصل الول‬
‫‪---------------‬‬
‫الله يطلعنا من هالمصيبة‪..‬‬

‫كان هذا اللي يدور في بال مريم وهي تناظر ويه فاتن المشرر من الغضب‪ ..‬نظراتها اللي لو كانت تحرق جان‬
‫مساعد الحين رماد‪ ..‬ومساعد اللي من شاف فاتن واقفة نظرة الضياع كانت بعيونه‪ ..‬توقعت مريم ان فاتن‬
‫بعد هالنظرة خلص بتمشي عنه لكنها كانت غلطانه لنها بكل هدوء تقدمت عند باب الغرفة‪..‬‬

‫بهدوء العواصف‪ ..:‬كنت تدري بكل شي‪...‬‬


‫حاول يتكلم لكنه ما حط كلمتين على بعض إل‪ :‬فاتن سمعيني‪..‬‬
‫عل صوتها‪ .:‬كنت تدري‪ ..‬وكنت عارف‪ ..‬وما فكرت حتى تتصل فيني؟؟‬
‫مساعد وهو يبرر‪ :‬سمعيني فاتن الوقت ماكان‪..‬‬
‫قطعت بأسى‪ :‬تبي تبين غلك عندي بهالطريقة‪.‬؟؟ )بهمس( انت شلون عايش بهالقلب؟ انت متأكد انك من‬
‫البشر؟‬
‫مساعد وهو يوقف ويمد يدينه‪ :‬اقدر اشرح لج فاتن‪..‬‬
‫فاتن بصوت عالي شوي‪ :‬ل تشرح لي‪) ...‬خانتها عيونها ولمعت بدمعة الصدمة( ما ابي شروحاتك‪ ...‬خلها لك‪...‬‬

‫وطلعت من الدار وهي تمسح عيونها ووقف مساعد للحظة جدام مريم وكأنه يستنجدها‪ ..‬هزت مريم جتوفها‬
‫عاجزة ومشى عنها مساعد ورى فاتن‪ ..‬يصلح العش الجميل اللي ما لبق وحطاه كاهو قاعدة قشاتها تتهاوي‬
‫في الهواا مودعة النعيم‪..‬‬

‫وبكلمة ما قدر حتى يكملها ‪ :‬فاتن سمعيني‪..‬‬

‫وصفقة الباب اللي لمست ريحها القوية ويهه‪ ...‬وقف مكانه اول الشدة مصدوم‪ ..‬بعدها تخصر وهو منزل‬
‫راسه‪ ...‬يارب انا شسويت‪ ..‬تهفهف مساااعد وهو مو عارف ؟؟ يدخل الباب؟؟ ول يخليها على راحتها‪ ..‬ل ل‬
‫الخيار الول احسن لنه مو مستعد يعيش طول هالفترة في حيرة وقلق وتفكير‪ ..‬لذا بصوووت هادئ سلها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬فاتن‪ ...‬فاتن‪ ....‬فجي الباب فاتن‪ ..‬خلينا نتكلم‪..‬‬

‫فاتن وهي واقفة عند الدريشة مو قادرة توقف سيل الدمع‪ ..‬يارب شكثر اهي غلطانة وغبية وعمية‪ ..‬خليته‬
‫يتسلل فيني لمن ضعفت جدامه‪ ..‬وبعد الضعف ما عدت اقدر اكوون قوية‪ ..‬غبية غبية‪...‬‬

‫مساعد وهو يتسند على الباب بطوله الفارع‪ :‬فاتن تكفين‪ ..‬خلينا نتفاهم‪ ..‬ل تخلين مثل هالشياء التافهة تصعب‬
‫الوضع بيناتنا‪..‬‬

‫للحظة نفضت اذنها الكلمة‪ ..‬لكن مسرع ما ردت لها‪ ...‬اشياء تافهة؟؟؟ اشياء تافهة‪ ...‬يا الويل‪ ..‬ثارت في‬
‫فاتن الحمية‪ ..‬اشياء تافهة؟؟ اني معلقة بين السماء والرض‪ ..‬بين الحياة والمووت‪ ..‬تافهة؟؟ اني شوي افقد‬
‫مخي واستخف؟؟ تافهة؟؟؟ ظلت واقفة وهي مشددة على قبضة يدها‪ ..‬وراحت عند الباب وفجته بقوة بسيطة‬
‫مساعد كان منزل راسه وهو واقف عند الباب ويوم انفج الباب طلعت له فاتن بثورة عارمة‪ ...‬حس ان لسانه‬
‫ملجم لنها ما عطته ال ثانية وبدت بسيل الكلمات‪..‬‬

‫فاتن بعصبية ‪ :‬تافهة؟؟ امور تافهة ؟؟ شي تافه انك تعلقني وتعلق صبري بين الحياة والموت مااعرف واين‬
‫اصفع براسي ؟؟ شي تافه اني حسيت بالموت لن اعز ما املك بهالدنيا يمكن راااح‪ ..‬راح ومالي احد غيره‬
‫) كانت تتكلم واهي تتجدم بخطواته ومساعد يرجع وراه( بقول لك شنو التافه ؟؟ خلنا نحدد معنى التفاهة‪..‬‬
‫التفاهة )وصوتها يرتفع( يا استاذ اهو انت‪ ..‬انت إنسان تافه وشديد التفاهة بعد لنك حاولت تختبرني من خلل‬
‫منظوووور ينم عن عقليه ظيقة ‪ ..‬هههااه‪ ..‬واي عقلية اظيج من عقليتك‪ ..‬تختبر حبي في موتك؟‪ ..‬انت لو انا‬
‫جدامك ومشاعري كلها تتوجه لك ما حسيت بها بتحس بها لو كنت انت ميت ول لء؟؟؟؟‬

‫سكتت فاتن ومريم اللي طلعت من يوم سمعت صراخ فاتن وقفت عند الباب وهي مو مصدقة اللي قاعد‬
‫يصير‪ ...‬مساعد ظل واقف وبينه وبين القنفة ل يطيح عليها شبر واحد‪ ..‬واقف بطوله وهو مفتح عيونه كلها‬
‫يراقب فاتن‪ ..‬كانت نارية‪ ..‬اعصابها هائجة لكن فوق كل هذا‪ ..‬كان هجومها عليه مثل هجوم اللبوة بممتلكاتها‪..‬‬
‫وشنو اللي قصدته؟؟؟ مشاعرها لو تتوجه لي وانا وياها ما بحس لها؟؟ اهي متى وجهت هالنوع من‬
‫المشاعر؟؟؟ متــى؟؟ مشاعر وعواطف متى وجهتيها يا فاتن متى؟؟‬

‫بعد لحظات‪ ..‬او يمكن اقل لنها ما لمست ارض الواقع من بعد الصدمة اوتعت فاتن لنفسها‪ ..‬ودليل وعيها‬
‫اهي عيونها اللي بعد ما كان ويه مساعد الهدف الول لها والوجهة الحقيقية تقلبت يمين ويسار بخجل او يمكن‬
‫بارتكاب‪ ..‬ارتجفت شفايفها بسبب الصراخ اللي صرخته اليوم وفي ويه من؟؟ مساعد ما غيره‪...‬‬

‫تراجعت خطوات عنه وهي مستحية وتوها بتوصل عند الباب وزمجر مساعد‬

‫مساعد بصوت ارعن‪ :‬لو سمحتي؟؟ عيدي اللي قلتيه؟؟ مشاعر؟؟ اي مشاعر اللي وجهتيها حضرتج؟؟‬
‫انحرجت فاتن بشكل فظيع‪ ...‬ما كانت تعرف عاقبة كلمها ال الحين‪ :‬كنت اقولها‪ ..‬على سبيل‪ ...‬سبيل ال‬
‫مساعد وهو يكتفت جدامها‪ :‬سبيل شنوووو يا فاتن؟؟؟‬
‫ضربت بريلها على الرض‪ :‬تعرف شي‪) ..‬بتحدي واضح( انا مو مستعدة اشرح لك اي شي‪ ...‬انت مثل ما‬
‫فهمتها فهمتها‪ ..‬الظاهر ان لعبة اسمع الشي وافهمه صارت ميثاق يديد بحياة الناس‪ ..‬واهم الحياة حياتنا‪ ..‬مثل‬
‫ما خليتني صريعة الفكار بالخبر ‪ ..‬انت بعد‪ ..‬افهم اللي قلت لك بمثل ما فهمته‪..‬‬

‫التفتت عنه وهي بتدخل الغرفة وتوها بتسكر الباب‪ ..‬مساعد ما قدر يضبط اعصابه ‪ ..‬اخيـرا اهي اللي بغت‬
‫هالشي واهي اللي بتتحمل ثمنه‪ ..‬اليوم انا خلص ما بتحمل منها اي شي خلص انتهى مساعد الصبور وانتهت‬
‫ايام الصبر اللي ماله حدود وقبل ل يدخل مسكته مريم‬

‫مريم بخوف واهي لول مرة تشوف اخوها جذي‪ :‬مساعد اذكر الله‪..‬‬
‫مساعد وهو يمشي عنها ويدفع بالباب ورى فاتن‪ :‬مالج دخل‬

‫دخل الغرفة وفاتن تراجعت برعب لخطوات من وراها‪..‬‬

‫مساعد بصوت مرتفع‪ :‬تعالي انتي هني‪ ....‬انتي يالياهل تلعبين على منو ها؟؟؟‬
‫صدمات متتالية؟؟ ياهل؟ وتلعبين‪ :‬احترم نفسك‬
‫مساعد وهو منفلت‪ :‬احتــرم نفسي؟؟ انتي ‪) ...‬يلهث بقوة( ل تخليني اذبحج الحين‪ ..‬شوفي انا وايد صبرت‬
‫عليج فاتن وصبرت على يهالتج وياي جم مرة سكت وقلت اهي بروحها تعقل وتفهم‪ ..‬اهي بروحها بتستنتج‬
‫لكني غلطان الياهل يتم ياهل لو ما ياه احد وأدبه ما يتأدب‬
‫فاتن اللي كانت ترتعش لكن ما تدري من وين القوة اللي ياتها وواجهت مساعد‪ :‬انا الياهل ول انت المسيطر‬
‫المتنعت اللي ما تحترم مشاعر احد‪) ..‬تمثل بصورة وتنفخ صدرها( انا وانا وانا‪ ...‬والناس اللي حواليك؟؟ ما‬
‫تعرف شكثر صعب ان الواحد يرضيك وانت ما ترضى؟‬
‫مساعد وهو يصرخ‪ :‬الواحد يرضى يا فاتن لمن يلقى شي يراضيه انا شملقي منج قوليلي؟‬
‫فاتن وهي تحاول تتكلم لكن كبريائها يمنعها‪ .. :‬انت‪ .....‬انت لو كان الشي جدامك‪ ..‬ما تفهمه‪ ....‬والمشكلة‬
‫اني ما حب التفسير ول التحليل‪....‬‬
‫ماقدر مساعد عظ على شفاته من الغيض وومسكها من ذراعها وجرها له‪ :‬شوفي‪ ..‬انتي اليوم وحدة من‬
‫الثنتين‪...‬‬

‫)تناظره برعب مو مصدقة انه ميودها بهالقوة اللي خدرت حواسها (‬

‫مساعد‪ :‬يا انج تتحجين‪ ...‬يا ما تفلحين اليوم‪ ...‬فاتن انا صبري اليووم ذرة وطارت‪) ...‬زمجر( تحجي‪..‬‬
‫فاتن تصارخ بنفس صراخه‪ :‬مو قايلة شي‪ ..‬ولني متحجية و‪..‬‬
‫مساعد وهو يشد اقوى على يدها لن حس للمها من اعتصارات ملمحها‪ :‬و شنو؟؟‬
‫فاتن وهي تصرخ بوسط انكسار بصوتها‪ :‬فج يدي‪..‬‬
‫قوى من اعتصار يده عليها وقربها‪ :‬ما بفجها‪ ..‬او تدرين‪...‬‬

‫فجأة رماها ومن زود ما كان ساحبها انعدم توازنها وترنحت على الرض وهي واقفة لمن ضربت بالسرير‪...‬‬

‫كمل كلمه وهو يتلتفت مثل السد‪ :‬انا خلص‪ ...‬ما عدت محتاج منج اي كلم لن تدرين شنو؟؟ اكتشفت‬
‫حقيقتج اليوم‪...‬‬
‫فاتن وهي تمسد على ذراعها وهي تمسح دمعة اللم اللي طلعت بغير أوانها‪ :‬وانا بعد اكتشفت حقيقتك؟‬
‫نزل لها مساعد وهو يصرخ فيها‪ :‬ل فاتن ما بتفهميني‪ ...‬ترى اذا انا لو المشاعر توجهت لي وما فهمتها انتي ما‬
‫راح تميزين بالناس اللي تشعر لج وتحس لج‪ ...‬انتي انسانة تحسين ان العالم ظلمج‪ ..‬وان الدنيا ظلمتج ‪..‬‬
‫بواحد مثلي‪ ..‬حطي في بالج شي واحد ل غير‪ ..‬اذا اناااا‪ ..‬واعيد واقوووول انا ‪ ..‬مليت منج وما بغيتج انا اللي‬
‫برمييييج‪.‬وال من بعدها انتي بتظلين وياي هني‪..‬‬

‫فاتن وهي تمسسح دمعتها بقهر بظهر كفها‪ :‬معروفة هالسطوانة وسمعتها و حفظتها‪....‬‬
‫مساعد‪ :‬زيـــــــــــــــن عيل‪ ...‬واخيرا طلعتي تعرفين شي لكن تدرين‪ ..‬انتي مخج ما يسوى شي بهالعقل لنج‬
‫ما وقفتي بيوم وفكرتي ان يمكن هالنسان الخايس الي واقف يمج سوى اللي سوااااااه عشان يحس لجيمته‬
‫عندج‪ ..‬ولنه خايس وتعلم اليهاله منج ما فكر ال بهالسلووب‪..‬‬

‫طالعته فاتن بعيون منصدمة‪ ..‬وهي تلهث من البجي المحبوس فيها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فرحة‪ ..‬لول مرة بحياتي احسها من يوم عرفتج اجتاحتني مثل العواصف‪ ..‬ييتي انتي بكل سهوللة‬
‫لغبااائج بالتعاون مع غبائي قضيتي عليها‪ ..‬علبالج انا يحلى لي هالوضع؟؟ تراج غلطانه‪ ..‬من اليوم رقم واحد‬
‫حاولت كل المحاولت وياج وانتي اللي تصدين‪ ..‬حتى هذي اللحظة يوم اخيــــــرا تكرمتي علي انج ترضين‬
‫وتفرحيني ما حلت لج‪..‬يتي عشان هالشي السخيف‪...‬‬
‫قاطعته فاتن وهي توقف مكانها‪ :‬مو سخيف‪ ..‬انا كنت بين الحياااة والمووووت؟؟‬
‫مساعد وهو يحرك يدينه‪ :‬وليش بين الحياااة والموت‪ ..‬من انا ها فاتن؟؟ مو انا سجانج؟؟ مو انا ظالمج‪ ..‬ليش‬
‫ما حسيتيها فرصة بأنج يمكن بيوم من اليام راح تتحررين‪ ..‬وتروحين وتسرحين وتمرحين‪..‬‬
‫فاتن وهي تعصر عيونها ومو مستحملة هالكلمات منه وصرخت ل اراديا‪ :‬لني احبــــــــــــــك‪..‬‬

‫سكت مساعد وهو فاج عيونه ويلهث من الصراخ‪ ..‬وهي واقفة وهي تعتصر من اللم اللي فيها‪ ..‬انهارت‬
‫دفاعاتها كاملة واتضحت الصورة في بالها‪ ..‬الكلمة‪ ...‬الكلمة البدية اللي حامت فيها من بداية حياتها حتى هذي‬
‫اللحظة‪ ..‬واخيرا نطقت بها‪ ...‬ولمن‪ ...‬لمســاعد؟؟ غطت ويهها بكفينها وهي تبجي من فرحة الشعووور ومن‬
‫الشخص الغلط‪...‬‬

‫مساعد ظل واقف مكانه وهو مو مصدق‪ ...‬هذا اللي يبيه صح؟؟؟ بس ليش؟؟ ليش يحس باللم يعتصر جوانبه‬
‫ونواحيه من غير اي حس او معرفة‪ ...‬يمكن احساسه بالغلط بدى يتنامى انه سوى في فاتن اللي سواه‪.‬؟؟ او‬
‫يمكن الحساس اللي ولده في فاتن بشي كريه ومخيف مثل الموت والفراق؟؟؟ يمكن غضب فاتن اللي تأأجج‬
‫من شوي بدى يرجع له‪ ...‬ويتداخل بحنقه على نفسه؟؟‬

‫امامريم اللي ظلت واقفة وهي تسمع تهللت اساريرها يوم سمعت كلمه احبك‪ ...‬فاتن تحب مساعد؟؟؟ يا‬
‫الله‪ ..‬يا ربي يا ححبيبي‪ ..‬ما تخيب امل ورجا احد‪...‬‬

‫ونحيب فاتن اللي كان يذوب الصخر مأذي قلب مساعد‪ ..‬مهما كان ما يحب يسمع هالنين منها لنه يقتل‪..‬‬

‫مساعد بصوت خفيف‪ :‬وليش تبجين الحين؟؟ سكتي‪ ..‬ل تبجين‬


‫فاتن وهي تلتفت له‪ :‬انت‪ .....‬طبيعتك‪ ...‬انا ما اقدر عليك ول اقدر على نمط افكارك‪ ...‬انت كل شي عندك‬
‫ماله افق‪ ..‬وحد فاصل بينهم‪ ..‬يا حيا يا موووت‪ ..‬اختبرتني بمشاعر الفراق اللي )عصرت عيونها( بكل معنى‬
‫الكلمة ذبحتني‪ ...‬انا كنت اعيش جنه يا مساعد‪ ..‬جنه افكاري عنك‪ ..‬وشلون انك بغيابك عني هذيج الفترة كان‬
‫لصالحك‪ ..‬ويات سالفةالمرض عشاان تخرب علي الجواء‪ ..‬بس بعد‪ ..‬لخر لحظة‪ ..‬للحظة اللي لبست فيها‬
‫دبلة‪ ..‬تبين اني ملكك‪ ..‬اعترفت لنفسي اني ملكك يا مساعد لك انت ووحدك‪ ...‬ياني خبر انك يمكن تكون‬
‫ميت‪...‬‬

‫استدارت عنه وقعدت على السرير وهي تنتحب‪ ..‬ظل واقف مساعد مكانه وهو متألم‪ ...‬ما في قلبه ملم ال‬
‫على نفسه‪ ..‬ولول مرة هالشي يصير‪ ..‬الملمة العميقة اللي ما يشترك بها احد ال اهووو‪ ...‬اهو وعقليته‬
‫السخيفة‪...‬‬
‫ماقدر يقعد بالغرفة اكثر لن فاتن علت نوبها بجيها‪ ..‬يمكن لن شعور المتنان فيها كان اقوى واقوى واللي‬
‫تبجيه كاااان انقضاء هذاك الكابوس المزعج‪ ..‬لكن بعده مساعد مثله مثله‪ ..‬او يمكن بجيها هذا على دفاعاتها‬
‫اللي انهزمت واستسلاامها لمساعد بكلمة من اربع حروف كل حرف يخلف بحياتها فصل او يمكن مرجع‬
‫عشان تحتسب منه وتفكر بعقلنية‪ ..‬لكن وين العقل ويا شخص مثل مساعد ويـن؟‬
‫راح داره ولبس الجوتي )كان حافي طول الفترة( لبسه ولبس من فوقه الجاكيت وطلع من الغرفة ومسكتة‬
‫مريم بوسط الصالة وهي حاملة كوب ماي لفاتن‪..‬‬

‫مريم بهمس‪ :‬وين رايح؟‬


‫مساعد ‪ :‬خليني بروح اشم هوا‪...‬‬
‫مريم وهي مستعجبة منه‪ :‬بدل ل تقعد وتعدل غلطك؟‬
‫مساعد وهو يبتسم بسخرية‪ :‬ما تلحظين اني بدل ل عدل شي ادمر كل شي‪ ...‬خليني اروح يمكن يكون‬
‫احسن لها‪...‬‬

‫راح مساعد ومريم تمد يدها عشان تمسكه لكن ما صابته‪ ..‬راح وطلع من البيت وهي واقفة بنص الصالة تهز‬
‫راسها‪ ...‬واهي اللي كانت تظن ان قصة اصعب قصه على هالوجود‪ ..‬وين اهي ووين فاتن ومساعد اللي بينهم‬
‫مشاكل اكبر من ما يتحملووون او يفهمووون‪ ..‬هزت راسها بغير رضى وراحت داخل الدار ‪..‬‬

‫كانت فاتن نايمة على السررير وهي مخبية ويهها‪..‬يمكن للحين تبجي ‪ ..‬او يمكن توقفت‪ ..‬ماقدرت تعرف‬
‫مريم‪ ..‬حطت كوب الماي على الكومودينو‪ ...‬وراحت ونامت على طول فاتن‪..‬‬
‫ويوم حست لها فاتن التفتت لها ولمتها وبجت بحده وقوة ويا مريم‪...‬‬

‫وبعد فترة من الهدوء‪....‬‬

‫مريم بصوت حنون‪ :‬هديتي‪...‬‬

‫هزت راسها فاتن‪...‬‬

‫ابتسمت مريم‪ :‬زيين وريني خشتج الكريهة والله ولهت عليج‪..‬‬

‫بانت ملمح فاتن يوم حركت راسها وانفجرت مريم من الضحك عليها‪...‬‬

‫ضربتها فاتن‪ :‬ضحكي علي يا الكريهة علبالج انتي مزيونة‬


‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههه انا لو ووو ويهي مقطع بعد ازين منج‪ ..‬شوفي ويهج جنه كيكة اسفنجية‬
‫صدت عنها فاتن‪ :‬روحي ووولي عني‬
‫لمتها مريم من وراها‪ :‬وي فديـــــــــــــــت الياسي لمن يزعل‪ ..‬اخ تزعل واراضيك بماي عيوني يا عيوووني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اي بلى‪ ..‬روحي روحي لخوووج باريه‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وي فديتج انتي واخوي يعل ربي ما يحرمني منكم انتو الثنين‪ ..‬يا حلوكم‪ ..‬ونستوووني جني ياهل مرة‬
‫ثانية توم وجيري بس على اوادم ههههههههههههههههههههه‬

‫رفستها فاتن رفسه ولكن مريم ما كلت من الضحك‪ ..‬لمن ل اراديا تبعتها فاتن بالضحك وتمو يضحكووون‬
‫لفترة وهم يتطنزون على بعض‪ ...‬وبعد الهدوووء‬

‫فاتن وهي تتنهد‪ :‬احبـــه مريم‪...‬‬


‫ابتسمت مريم بحيا‪ :‬فديت عمرج‪ ...‬حتى انا احبه‬
‫ضحكت فاتن‪ ....:‬مادري مريم‪ ...‬انا مادري شفيني وياه‪ ..‬اخاف منه‪ ..‬اخاف منه مريم لدرجة اني ماقدر ما‬
‫ارتجف لمن يكون موجود‪...‬‬
‫مريم وهي تقعد‪ :‬انتي متأكدة؟‬
‫فاتن وهي تقعد وياها‪ :‬شلون؟‬
‫مريم‪ :‬انج خايفة منه؟؟؟؟‬
‫فاتن وهي مستغربة وتضم يدينها‪ :‬مادري‪ ..‬انتي تشوفين شي ثاني؟‬
‫مريم‪ :‬مو يمكن انتي خايفة من مشاعرج؟؟ خايفة من الحساس اللي يبثه مساعد فيج؟؟‬

‫سكتت فاتن ول اراديا تغلغل في بالها احداث معرفتها بمساعد‪ ....‬وكملت مريم بهدوء‪..‬‬
‫مريم‪ :‬فاتن انا ما بقول لج شي الحين ال اذا انا اشوف الحق فيه‪ ...‬انا صاحبتج وشفتج بحب مشعل‪ ..‬وشفت‬
‫شلون كنتي تنمين هالحب ولو بالسكوت‪ ..‬ويوم يا شكثر فرحتي وقلبج طار وغاب عن الوعي‪ ..‬لكن انتي طول‬
‫هالسنوات ما قلتي احبه ال مرة وحدة‪ ..‬وتراجعتي عنها بعدين اذا تذكرين‪..‬‬

‫سكتت فاتن وهي منزلة عيونها وحاطه ذقنها على ركبتها‪...‬‬

‫مريم وهي تمسد ريلها‪ :‬انتي ما تخافين من مساعد‪ ..‬انتي تخافين من مشاعرج اليديدة اللي متوجهة‬
‫لمساعد‪ ..‬انتي حبيتي من قبل‪ ..‬بس حبيتي بروووحج‪ ..‬كنتي لحالج بهالحب ومالج احد تبثين له هالمشاعر‪..‬‬
‫لكن هالمرة الوضع مختلف‪ ..‬انتي تحبين والمحبوب جدام عيونج تحسينه بلحمه وشحمه وما يخفى عليج انه‬
‫اهو الثاني يحبج بعد‪ ..‬من جذي انتي خايفة ل أكثر من هالوضع اليديد عليج‪...‬‬
‫فاتن وهي تشيح بعيونها‪ :‬الحب مو خوف يا مريم الحب لزم تييه الراحة‬
‫مريم وهي تبتسم بمرح‪ :‬علبالج كل العشاق مريم وجراح‪ ..‬ل يا عيوووني‪...‬‬
‫ضحكت فاتن‪ :‬ياربي عليج‬
‫مرمي‪ :‬ههههههههههههههههههه ايه اقول لج‪ ..‬شوفي فاتن‪ ..‬انا عشت‪ ..‬من فتحت عيوني على الحمار اخووج‪..‬‬
‫ويوم قلت احبه عرفت اني أحبه اهو ماحب احساس المراهقة اللي يبثه فيني‪ ...‬لمن تمكنت منه وخليته اهو‬
‫اللي يحبني وانا اللي ماحبه‬
‫فاتن وهي تفتح ثمها بتعجيز‪ :‬آآآآآآآآآآآآه بتقصين علي تقولين انج ما تحبينه‬
‫مريم بغرور تهز جتفها‪ :‬اي صدقيني ماحبه‪) ....‬قربت ويهها لفاتن( لني صرت الحين مينووووونته‪..‬‬
‫فاتن بحالمية لمريم‪ ....:‬ياربي ل يحرمني من ويهج المبتسم‪ ..‬ودومني أشوفج فرحانة انتي والحمار اخوي‬
‫ههههههههههههههه‬
‫مريم تضربها‪ :‬وي يعلج ريل شقردي ل تقولين لحبيبي حماااار ل ذبحج‪..‬‬
‫‪--------------------------‬‬
‫مساعد اللي ظل يحووم في بوسطن موعارف وين يروح‪ ..‬طلع من البيت ول يظن انه بيرد مبجر‪ ..‬ما يبي‬
‫يتواجه ويا فاتن‪ ..‬ويهه منقفط ومستحي ومو عارف شلون يواجهها‪ ..‬عيل انا مساعد العارف الفاهم تطلع مني‬
‫هالحركات؟؟ اذا انا راح مني العقل من تم له؟؟‬

‫وقف عند احد المحلت خذ له كاباتيشنو عالسريع وظل يشربه وهو يتمشى‪ ..‬ومن غير حس وصل للبناية‪ ..‬وما‬
‫حب انه يدخل‪ ..‬ثانيا اهو ما عنده المفتاح يعني لزم يدق الجرس‪ ..‬استغنى عند دخلة البناية وراح وقعد عند‬
‫عتبه بيت مجابل للبناية وهو يشرب ‪ ..‬ظل على ذيج الحالة وهو يتذكر كلمة فاتن‪ ...‬احبك‪ ...‬يا الله كلمة كبيرة‬
‫له بس ما يدري ليش اهو مو قابل بها‪ ..‬حسها طالعة من وسط ظرف قاهر وظرف غير مناسب‪ ..‬كلمة احبك‬
‫لزم تطلع وتنبع من الراحة‪ ..‬يوم انطقت بها فاتن ما كانت بهذي القوة والراحة‪ ..‬كانت نابعة من ارتجاف‬
‫شفايفها‪ ..‬خوفها وخشيتها انها تفقد او تخسر حد‪ ..‬ابيها ل قالت احبك‪ ..‬تقولها ورموشها ترف‪ ..‬وترتبك عيونها‬
‫بعيوني‪ ..‬ويوصلني دفى كلمتها من مشارق الرض ومغاربها‪ ..‬ابيها ل قالت احبك‪ ..‬تقولها بصمت‪ ...‬وانا اللي‬
‫افهمها‪..‬‬

‫اظلم الليل واسدل استاره وانتشر نور المصابيح في الشقة‪ ..‬فاتن اللي خلت مريم نايمة على سريرها من‬
‫شدة التعب‪ ..‬رتبت السرير لن مريم بطبعها ما تعرف تنام في سرير فوظوي‪ ..‬ابتسمت لها وطلعت من الدار‬
‫بعد ما خلفت نور بسيط‪...‬‬

‫اول ما طلعت من الدار تلفتت ‪ ..‬تدور مساعد لكن ل حس ول خبر‪ ..‬وين راح؟؟ ل يكون بس هون ورد‬
‫الكويت؟؟ خله ل يرد‪ ..‬مادري شلون بواجهه وانا اعترفت له بالشي اللي خبيته في قلبي لفترة من الزمن ‪...‬‬
‫شي انا نفسي ما كنت اتجرأ اقوله‪ ..‬والظاهر انه مو راضي عن هالشي لنه ماعلق ول قال شي‪ ...‬هزت‬
‫راسها وهي توقف بالصالة‪ ...‬التفتت بعد فترة الى غرفة مساعد‪ ..‬تمت تفكر وهي تعض على شفاتها‪ ..‬ادخل‬
‫وارتب اغراضه ول شنو؟؟ وبهذي الفكرة تذكرت عبق ريحته الحلوة ‪ ..‬رجالية وبنفس الوقت هامشية من زمن‬
‫ثاني‪ ..‬متخالطة بريحة الرياييل القوية‪ ..‬مثلها مثل ريحة ابوها الله يرحمه وريحة جراح‪ ..‬وبينها وبين نفسها‬
‫فكرت‪ ..‬مجرد فكرة تواجده في البيت تبث الراحة‪ ..‬والهدوء والسكينة‪ ..‬والمان‪ ..‬بس لو انه ما سوى فيني‬
‫اللي سواه‪ ...‬ليش خلني اعيش كل هالصراع‪ ..‬يكتشف قدر نفسه بهالسلوب‪ ...‬ول وتجرا وقال لي اني‬
‫ياهل؟؟؟‬

‫في هذي اللحظة اهي كانت واقفة عند الدريسر البسيط في الغرفة وطالعت روحها في المنظرة‪...‬ومثل‬
‫الميانين كلمت روحها‬

‫فاتن وهي تبرر‪ :‬يعني انا صج صغيرة بالعمر لكن الوقت كله علمني ودربني عن الحياة وفهمت اشياء وانا‬
‫صغيرة بالسن‪ ...‬يعني انا مخي كبير وعقلي فاهم‪)....‬تناظركم برجاء( موو؟؟‬
‫هزت راسها تبعد هالفكار لنها اخر ما تحتاجه‪ ..‬اهي ما راح تسامحه ‪ ..‬طريقته هذي في انه يذوقني طعم‬
‫موته بيني وبينكم نجح لكن اذا سمحت له بهالشي وسامحته راح يتمادى‪ ..‬يوم من اليام بيوصلني خبره عيني‬
‫عينك عشان يكتشف شلون بذبح روحي وانا اعزي عليه‪ ..‬الموت شي كريه وما احبه يتلعب بي‪ ..‬التلعب ويا‬
‫الموت يولد اليأس ول يأس مع الله‪ ..‬انا تحديت الموت وفقده يوم ابوي‪ ..‬ما بقدر عليه ويا مساعد اللي هو‬
‫الحين جزء مني‪ ...‬ما بقدر‪..‬‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫وقف وهو يتمطط‪ ...‬وهو رافع يدينه ارتفع قميصه شوي‪ ..‬تثاوب من غير اي حسية ونفض راسه‪ ..‬ساعتين ال‬
‫شوي مضت عليه وهو قاعد بره‪ ..‬يتمنظر بالرايح والجاي‪ ..‬يعني هذي حالة؟؟ قاعد قبال بيتي وما اقدر‬
‫ارووح؟؟ يعني شالحل وياها انا مليت يا ناس‪ ..‬خاطري والله ادخل داخل واسطرها كف محترم واقعد واخليها‬
‫تصب لي الجاي وتحط القدووع واهي ساكتة وتهز راسها‪ ..‬للحظة تخيل فاتن جذي وابتسم‪ ..‬بعدين ما بتكون‬
‫الحياة حلوة‪ ..‬ما بتكون حلوة بمناجرها وبمناحسها ومشاحنها وياي‪ ..‬احلى شي فيها ل حاجيتها وصدت عني‬
‫وراحت والحقها‪ ..‬تخليني انا اللي كبر الفيل الحقها‪ ..‬واهي غزالة بعدها من المهد صغيرونه‪ ..‬رفع عيونه لعند‬
‫دريشة الصالة اللي تطل على الشارع‪ ..‬رفعها بكل امل وهو يتبسم للنور الخافت منها‪ ..‬والستاير اللي تغطي‬
‫اللي قاعد يصير فيها‪ ..‬تمنى بهذيج اللحظة لو انها تطل عليه‪ ..‬تطل عليه وتهديه نظرة من نظراتها اللي ذوقته‬
‫طعم حلوتها اليوم قبل المصيبة والمعركة‪..‬‬

‫تم يخط بريله وهو يدور في نفس المكان‪ ..‬البرد لف المكان بطريقة هستيرية ومستحيلة بعض الشي‪ ..‬لن‬
‫البرد المعتاد عليه في الخليج اهو بعض المطار ومن بعدها سبرة الجو والضباب والبرد القارص بهبوط الليل‪..‬‬
‫لكن هني كان البرد نوع ثاني وكانه معذب‪ ..‬اظلمت الدنيا بسرعة والساعة بعدها يمكن اربع العصر‪..‬‬

‫نزل راسه وهو مستمتع بهالجو‪ ..‬تم يدور بريله وهو قاعد وكفينه بمخبات الجاكيت الشاموا الطويل‪ ..‬وشاف‬
‫ندفة‪ ..‬طاحت على ركبته‪ ..‬طالعها باستغراب وبفرح ‪ ..‬مسكها بيده‪..‬ذابت من الخجل من لمسته وضاعت‪..‬‬
‫رفع راسه وهو مبتسم وحضر اول هبوط للثلج ببوسطن‪ ..‬تم يناظر السما بفرحة‪ ..‬ما احلى هالندفات اللي‬
‫تتساقط بتهامل وبدلل‪ ..‬بهدوء الملئكة على الرض‪..‬‬

‫وجه عيونه للجامة اللي تطل على الشارع‪ ..‬وشافها واقفه وعيونها معلقة بالسماء‪ ..‬ما صدقت فاتن‪ ..‬لول‬
‫مرة من حياتها تشووف وتشهد تساقط الثلج‪ ..‬ما كان مثل جو المطر الدافئ‪ ..‬البرودة والسكون الثاقب‬
‫للذان يحوووم في ارجاء المكان‪ ..‬ابتسمت بحنان لهالنعمة اللي اهي تشهدها‪ ..‬وهي تسمي بالله بصوتها ‪...‬‬

‫نزلت ببصرها لقت كل الناس واقفة وهي تتمنظر في الجو الجميل الي استحل الى لباس ابيض مثل فستان‬
‫العروس‪ ..‬رغم ان الرمادية بعد كانت متصبغة بالجو وبالسماء‪ ..‬لكن بعد كانت بمثابة لوحة من لوحات بقعة‬
‫عشق او رومانسية‪ ..‬او حزن او تراجيديا‪ ..‬وشافته‪...‬‬

‫تلقت عيون فاتن ومساعد بابتسامة الفرح من هالعجاز الي يشهدونه‪ ..‬وللحظة من الزمن نسوو كل شي‬
‫صار بيناتهم‪..‬‬

‫اشر مساعد لفاتن بيده عشان تنزل له‪ ..‬استغربت اهي بالول وترددت‪ ..‬ليش انزل له‪ ..‬اهو اللي هايت من‬
‫مساعة للحين خله اهو اللي يدخل البيت‪ ..‬لكن في نفسها تمنت لو انها تتطلع وتعيش بهالجو‪ ..‬الدريشة ما‬
‫توفي ول تكفي‪ ...‬فحملت نفسها ولبست جاكيتها والشال السود اللي معتادة تلبسه في الطلعات السريعة‪..‬‬

‫اول ما نزلت من على الدرج ووصلت للعتبات ظلت واقفة وهي معاندة الروحة لمساعد‪ ..‬تسكر الباب من‬
‫وراها وظل يراقبها مساعد بعين مسرورة‪ ..‬كان بياض ويهها مثل النور ‪ ..‬لدرجة انه في لحظة من اللحظات ما‬
‫حسها عربية‪ ..‬لونها وملمحها من ملمح الجانب‪ ..‬مثل امها‪ ..‬بعدين اهو تواضع لها وتقدم بخطوات لكنه رد‬
‫مرة ثانيه ولحظ استغراب فاتن يوم تراجع‪..‬‬

‫قبل كم دقيقة كان يراقب وردة مصارعة ‪ ..‬ذبلن كل الوردات اللي انولدن معاها وظلت اهي ثابتة وراسخة‬
‫متحدية كل هذي الظروف الجوية‪ ..‬ولمعت اهي وسط الذبوول وتللت بالندى المتقطر من على اوراقها‪..‬‬

‫مساعد برقه‪ :‬اعتذر منج‪ ..‬فكونج اجمل من الملك الواقف جدامي ماقدرت ال ان امحيج عن هالدنيا واخذج‬
‫لها عشان يكتمل جمالها للحظة من لحظات الدنيا‪ ..‬لج مني عذري يا ورده‪...‬‬

‫وبهدوء قطفها ‪ ..‬مو كالعادة اللي يستعمل الواحد القوة عشان ينتزع الشي‪ ..‬وكان الوردة طواعيا قدمت‬
‫نفسها فداء ليد مساعد عشان تروح لفاتن‪ ..‬فداء للمحبة وتضحية لمحبين‪ ..‬وحمل مساعد الوردة بيده وهو‬
‫يحس بالسخف لكن بنفس الوقت ما كره هالشي في نفسه وبعفوية صادقة وصل لفاتن اللي كانت تناظره‬
‫نظرة لو فيه يقدم للعالم عمره كله عشان يفهمها‪...‬‬
‫مد يده لها ‪...‬‬

‫فاتن بعجب‪ :‬ليش؟؟‬


‫مساعد وهو يناظرها بعيونه الواسعة اللي بدت احلى من كل مرة‪ :‬عشان تعذريني‪ ..‬وتسامحيني‪...‬‬
‫فاتن وهي ترفع حاجب بغرور‪ :‬تعترف بغلطك‬
‫مساعد وهو يركب عتبه ‪ ..‬ويتقرب من فاتن اكثر ‪ :..‬اي‪ ..‬انا غلطان‪ ..‬ما كان لزم امتحنج بشي مثل هذا‪..‬‬
‫لكن‪) ...‬وهو مخفض بصره ويناظر الوردة( النسان ل عشق يسلم التفكير للقلب‪ ..‬والقلب شي اعمى ما له‬
‫ال الدم وضخه‪ ..‬ويقدم على تصرفات يندم عليها يا لحقا‪ ..‬او في نفس الوقت‪..‬‬

‫تمت فاتن سارحة بملمح مساعد‪ ..‬متخايبة على نفسها‪ ..‬اسامحه ول ما سامحه؟ يارب شلون اقدر ما سامحه‬
‫وعنده مثل هالملمح اللي تجذب فيني العبرة‪ ..‬هالنسان اندفن بعروقي مثل الدم‪..‬حتى الدم يجري ويغيب‬
‫ويحل مكانه شي ثاني‪..‬‬

‫فاتن اللي حست بعبرتها سايحة سايحة ‪ :‬مساعد‪...‬‬


‫بهمهمة‪ :‬هممم‬
‫فاتن وهي تنزل عيونها اللي تغرقت بالدمع‪ :‬انا ليش يصيدني جذي معاك؟؟‬
‫استغرب مساعد‪ :‬شلوون؟‬
‫فاتن وهي ترفع عيونه وتكااابد الدمع‪ ...:‬جذي‪ ..‬بل حول ول قوة‪...‬‬
‫ابتسم مساعد بخفة وكان البتسامة ما حلت‪ :‬ما فهمت عليج‬
‫فاتن وهي تناظره بعتب‪ :‬انت تعرف شنو قصدي‪..‬‬
‫تقدم مساعد بعتبه ثانية وصار ما يفرق بينه وبين فاتن ال عتبة ويصير وياها بنفس المستوى‪ :‬فاتن‪ ...‬بسألج‪...‬‬
‫ومن غير توتر‪ ..‬او اعصاب‪) ...‬ارتبكت الكلمة بثم مساعد لكنه قالها وسط الرتجاف البسيط(‪ ...‬انا شنو‬
‫بالنسبة لج‪...‬‬

‫سؤااااال صعب‪ ...‬سؤال صعب انطرح عليها‪ ..‬ما قدرت تجاوبه‪ ..‬تمت تراقب وتدور بعيونه على شي يقدر‬
‫يخليها تجاوبه‪ ..‬لكنها ما لقت شي‪ ..‬خافت ل تنسى نفسها لدقايق‪ ..‬خافت ل تضيع في خطوط وملمح ويهه‪..‬‬
‫فتراجعت خطوة والخوف بمعالمها‪ ...‬اضطرب مساعد من هالشي‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن انا اسف ما كان‪...‬‬


‫قاطعته‪ :‬ل ‪ ..‬بس‪) ...........‬نزلت عيونها للرض‪ ... (..‬ماقدر اجاوبك‪....‬‬

‫بخيبة امل ‪ ...‬عانقت عيونه الرض لكنه ابتسم بسرعة‪ ..‬ما يبي الحزن يجيسه كافي هم وحزن‪...‬‬

‫مساعد وهو يقدم لها الورده‪ :‬على القل‪ ...‬خذيها مني‪ ..‬اهي ضحت بعمرها عشان توصل لج‪ ..‬قبليها على‬
‫القل‪..‬‬

‫مد يده النحيلة اللي العروق ملتفه التفافات معقدة‪ ..‬ناظرت فاتن تكوين يده الدافية ولحظت ان كل شي فيه‬
‫معقد‪ ..‬حتى مجاري العروق‪ ..‬خذت الوردة بالبهام والوسطى والسبابه‪ ..‬قربتها من قلبها وبابتسامة جياشة‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬تســلم‬

‫تقدم مساعد للعتبة وصار قريب من فاتن‪ ..‬رفعت عيونها بكل تقدير له‪ ..‬وكانت ممتنة لرب العالمين لن وجه‬
‫مساعد كان غريب عليها ‪ ..‬مبتسم ومسامح والطيبة تنبع من مخاشيعه‪ ..‬مسك يدها الثانية اللي كانت خالية‬
‫ولقاها دافية ال من النامل اللي بدت تبرد‪..‬‬

‫التفت للشارع‪ :‬شفتي الثلج؟‬


‫فاتن بابتسامة واسعة وسط دموع‪ :‬ايه‪ ...‬اول مرة اكتشف‪...‬‬
‫مساعد يلتفت لها باستغراب‪ :‬شنو؟؟‬
‫فاتن والضباب المنحل من ثمها يلف المكان‪ :‬ان الثلج بارد هههههههههههههههههههههه‬
‫ضحك على سذاجتها‪ :‬هههههههههههههههههههههههه ل واازيدج من الشعر بيت‪ ...‬يذوووب في الحرارة‬
‫فاتن بمرح‪ :‬والله؟؟ ما درييييييييييييييييييييييييييت‬

‫ضحك مساعد عليها ورنه ضحكته بالمكان‪ ..‬وتمت فاتن تضحك وياه وهي مو مصدقة شكثر حلوة هالرنة‪ ..‬مثل‬
‫الشمس ل بلجت بعد ليل خانق وكاتم‪ ..‬مثل الهوا البارد بعد صيف رطب‪..‬‬
‫مال راسه لجنب‪ :‬ندخل داخل ول؟؟؟؟‬
‫فاتن بحيا‪ :..‬ندخل‪...‬‬

‫تقدم عنها للباب وانتظرها تفجه لكنها انتظرته اهو اللي يفج الباب‪..‬‬

‫مساعد باستغراب‪ ...:‬ما عندج المفتاح؟‬


‫فاتن بحيرة‪ :‬توقعت ان عندك انت المفتاح؟؟‬
‫مساعد ‪ :‬اوبس ههههههههههههه ‪ ..‬انزين لحظة بدق على مريم تفجه‪..‬‬
‫فاتن بعجز‪ :‬مريم نايمة‬
‫مساعد منصدم‪ :‬شنو؟؟؟؟‬

‫وللحظة من اللحظات‪ ..‬بدى ان الجو ابرد من اللي ظنووه‪ ..‬اكيــد‪ ..‬وفكرة انهم علقوا في الشارع بروحهم‬
‫وسط هالبرد كانت كافيه انها ترجف اوصالهم‪..‬‬

‫ابتسم مساعد بعجز في ويه فاتن‪ :‬شالحل؟؟‬


‫فاتن بالفصحى‪ :‬اتسألني انا؟ مريم لو ندق عليها من اليوم لباجر ما بتحس‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬خصوصا واذا كانت تعبانة‪...‬‬

‫تلفت براسه يمين ويسار وهو مبتسم‪ ..‬فرحان لهالوضع لنه اخيرا حلى له الجو ويا فاتن بس البرودة كانت‬
‫مثل العضو الغير فعال بالشي‪ ..‬لكن شنو اكثر رومانسية من انهم يكونون مع بعض في مكان مثل هذا‪..‬‬

‫مساعد يناظرها‪ :‬شرايج اعزمج على كوفي‪..‬‬


‫فاتن وهي ترتعش‪ :‬كوفي ول ماي حار‪ ..‬خلنا بس نروح اي كافيه عن هالبرد‪...‬‬
‫ضحك مساعد ‪ :‬هههههه‪ ..‬يالله عيل‪ ..‬سرينا‪..‬‬

‫نزل من العتبات وهو يلفت الجاكيت على رقبته‪ ..‬وفاتن اللي عدلت الشيلة اكثر عشان ما يطلع الشعر منها‪..‬‬
‫مشوووا في ذاك الممر وهو يتقرفطون من البرد‪ ..‬ارتجفت فاتن بقوة لنها مووو متعودة على برودة مثل‬
‫هذي ونحل جسمها ماكان عنصر فعال‪ ...‬اتجهت عيونها ل اراديا الى مساعد اللي كان مثل حالها‪ ...‬وعفويا‬
‫مدت يدها الى يده وضمت نفسها لذراعه بقرب غير متوقع بالنسبة لمساعد‪....‬‬

‫ارتجفت اعضائه من قربها هذا وما رفضها بالعكس‪ ..‬رحب بها ولم جتفها بيده وظلوو يمشووون سوا‪ ...‬للكافيه‬
‫اللي بيضمهم مرة ثانية بهدوء‪ ..‬بس ما دامهم في درب الروحة‪ ..‬خلهم يتمتعووون‪ ..‬بهالبرد الحلوو‪ ..‬وبدفاهم‬
‫المشترك‪...‬‬

‫نبض في قلب فاتن اسم مساعد‪ ..‬وكل خفة تهافتت على الثانية تنتظر دورها باسمه‪ ..‬وبال مساعد كان‬
‫غايب‪ ..‬السعادة سدت كل مجرى من مجاري التفكير‪ ..‬ظلت عيونه مبحلقة جدام وهو يناظر درب السعادة‬
‫المغطى بالثلج‪ ..‬تناثرت بركة رب العالمين على هيئة ثلج‪ ..‬اللي تساقط مثل الورد البيض‪ ..‬دليل سعادة‬
‫وحاجة للدفى‪ ..‬ان كان في هالوضع دفى الجسد‪ ..‬ففي كل وضع اهو دفى الروح والنتمااء‪..‬‬

‫غابت وللبد من مخيلة مساعد عالية‪ ...‬وضاع مشعل في غياهب عقل فاتن‪ ..‬وتلقت النبضات في احلى حله‬
‫واحلى احتفال‪ ..‬احتفال اللقاء الجديد والحب النضر العذب‪ ..‬الحب اللي يقدرون يتبادلونه بين الناس وجدام‬
‫الناس‪...‬‬

‫لكن‪ ..‬الزين‪ ..‬مثل ما يقولون‪ ..‬ما يكمل‪ ..‬والشيطان يكمن بمحلت ما يلحظها النسان‪ ..‬واللي يحب يضيع‬
‫بنشوة الحب‪ ..‬لمن يسقط بدائرة الشك‪ ..‬اللي ل خروووج منها‪....‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫الوان الفرح عمت المكان‪ ..‬والفرحة تشعلعلت بالكل‪ ...‬السنة الجديدة على المشارف والكل متوقع اللي ما‬
‫يتوقع بهالفرحة وهالبداية المنعشة لكل القلوب‪ ...‬وبهذيج الليلة اجتمع الكل في بيت بو جراح وهم يستعدون‬
‫لستقبال فاتن اللي بتييهم بعد اربعة ايام بالضبط‪ ..‬طالت الرحلة بسبب الظروف اللي مرت بها رحلة مساعد‬
‫ومريم‪ ..‬طبعا جراح تظايق بهالشي لكنه ماا طول اكثر من فترة بسيطة ونسى هالموضوع وحط كل تركيزه‬
‫واهتمامه بهالموضوع اللي لزم يفتحه ويا مساعد عشان يضمن مريم‪ ..‬وكان مقرر انه يكلم امه لكنها وايد‬
‫مشغوله بالترتيب لفاتن خصوصا ان غرفتها تغيرت وصارت تحت ويا امي بدل فوق ويا الكل‪..‬‬
‫سماء كانت قاعدة ويا ام جراح ترتب وخالد قاعد عند التلفزيون وهو يبرمج القنوات اللي انحطت بالرسيفر‬
‫والشتراكات اليديدة‪ ..‬وهو عاقد حواجبه لكن بالتركيب والعداد محد عليه‪ ..‬وعزيز قاعد على راسه وهو‬
‫يناوشه‪..‬‬

‫عزوز‪ :‬يالله يالمعصقل والله شكثر فاتتني مسلسلااات‬


‫خالد بطرف ثمه‪ :‬مادري هالمسلسلت شنو‪ ..‬المحقق كونان وبي بليد‪..‬‬
‫عزيز‪ :‬يالله اشتغل بسرعة ل فونيش الحين‬
‫جراح يضحك وخالد يلتفت له‪ :‬انا وين اقدر اشوووف ودبتك سادة عيوني‪..‬‬

‫عزيز استحى شوي لكنه ضرب خالد على جتفه بقوة خلته يفصخ من مكانه ويتمايل شوي‪ ..‬وفج عيونه خالد‬
‫بحمق‪..‬‬

‫خالد‪ :‬يالحمار ل تضرب‪..‬‬


‫عزيز وهو يضحك‪ :‬هههههههههههههه لمسة وحدة وهف من مكانه‪ ..‬انت مافيك حيل ابد‪..‬‬
‫خالد وهو يهز راسه‪ :‬فيني حيل والله ل مسكتك بروحك بتشوف شبسوي فيك‬
‫يقوم له عزيز وهو نافخ صدره‪ :‬شبتسوي يعني؟؟ والله اطشرك هني‪...‬‬
‫خاف خالد من عزيز لنه ضخم بانسبة لسنه‪ :‬يمة يا ويلي منك‪ ...‬روح اذلف عني‪ ..‬انتي يطقونك ابر؟ ول تشيل‬
‫حديد‪ ..‬اعوذ بالله من هالجثة‪..‬‬
‫عزيز وهو يقعد‪ :‬علبالي بعد‬

‫وجراح كان يضحك عليهم وهو يتناوش ويا خالد اللي ما يرد عليه ‪ ..‬وتم خالد يبرمج القنوات لمن صرخت‬
‫سماء صرررررخة كبيرة‪...‬‬

‫ارتجفوا الكل من صرختها‪ ..‬وهز راسه خالد وهو ميود على قلبه‪ : ..‬سماااء‬

‫قام على حيله ورااح وهو يركض للغرفة وجراح وراه وعزيز‪ ..‬ويوم دخل خالد لقى سماء واقفة فوق السرير‬
‫وام جراح مختفية من الغرفة ‪ ..‬كان منظرها يرجف القلب‪ ..‬خايفة وترتجف مثل الورقة‪..‬‬

‫خالد وهو يتقدم لها‪ :‬علمج تصارخين؟‬


‫سماء وهو مرتعبة‪ :‬عفية طلعني خالد مافيني اقعد هني‪..‬‬
‫خالد وهو يتقدم اكثر‪ :‬ليش شصاير؟‬
‫سماء‪ :‬شكبره كااان طلعني تكفى‪..‬‬
‫خالد وهو مستغرب‪ :‬شنو اللي شكبر‪...‬؟؟؟ شالسالفة؟؟‬
‫اتييهم ام جراح وهي حاملة النعال اللي يستخدمونه للمطبخ‪ :‬وخرووو فضووا الدرب‪..‬‬
‫جراح يستغرب امه‪ :‬يمة علمج حاملة النعال‪..‬‬
‫سماء وهي ترتجف‪ :‬خالتي مو يمي تكفين اخافه يتطشر عليي‬
‫خالد‪ :‬اووووووووه تحجووو شالسالفة‪...‬‬
‫ام جراح وهو قاعدة على الرض وتطل تحت السرير‪ :‬يمة زهيوي شكبر‪ ..‬مادري من وين طلع لنا‪..‬‬
‫انتفض خالد وهو متحقرص مكانه‪ :‬شنو؟؟ زهيوي‪ ....‬زهيوي فالبيت‪ ....‬خالتي صيديه ل يطلع وايي غرفتي‪..‬‬
‫سماء وهي تترجا‪ :‬خالتي تكفين‪ ..‬مو يمي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ما شفتيه وين راح‪..‬‬
‫سماء‪ :‬انا من ركبت على السرير ما شفت شي‬
‫خالد وهو ضاربه التوتر‪ :‬خالتي ل تفوتينه‪ ..‬جراح عاون خالتي وذبحووه‬
‫جراح وهو يناظر كل من خالد وسماء وشلوون التوتر متلبسهم هز راسه‪ :‬يهال اخر زمن‪..‬‬

‫دخل داخل الدار واخذ النعال من امه وهو ماسك عمره عن الضحك‪ :‬يمة خليني انا خبير بالصراصير‪..‬‬

‫وتم يلوس على الرض بكل هدوء واهو ينتظره‪ ..‬وعيون الكل على الرض وهم يترقبون صيدة جرااح باي‬
‫وقت‪ ...‬في الوقت اللي دخلت فيه مناير البيت وهي متشققة من الفرحة تجر سماهر اللي غيرت النظارات‬
‫الى عدسااات‪..‬‬

‫مناير‪ :‬تعالوو شوفوو سمووور بلا انظاراتتتت‪..‬‬


‫الكل في وقت واحد‪ :‬اووووووووووووووووووش‪..‬‬
‫مناير الي توها تتكلم‪ :‬شصاير؟؟ شفيه جراح على الرض )لمحت الصرصووور متعلق على الستارة اللي‬
‫بالغرفة وبصرخة مدويه( يمةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة زهيوييييييييييييي‬
‫سماء صرخت وخالد بنفس الوقت‪ ..‬وكلهم شافو يد مناير اللي تأشر عليه وجراح اللي توتر رفع راسه بسرعة‬
‫من تحت السرير وضرب بحده ورد انطبح على الرض من قوه الضربه‪ ..‬والزعيج والصريخ على اخره وهم‬
‫يأشروون عليه‪ ..‬وجراح يصرخ عليهم يبيهم يسكتوون‪ ..‬وتعاظمت المصيبة‪ ..‬طلع الصرصور سوبرماان زمااانه‬
‫وتم يطير في وسط الغرفة وسماء اللي من زود الصريخ تعلقت بالجدار وهي ترتجف وتسكر عيونه‬

‫سماء وهي تصرخ‪ :‬قلبيييييييي بعدووووووووووه‬


‫عزيز الي مستمتع بالوضع‪ :‬يلعن يوومه شهادة بالطيران‬
‫خالد وهو يحوس مكانه عايز على وضع سماء‪ :‬طلعي يا سمااء من الغرفة‬
‫سماء وهي ترجف‪ :‬والله ما تحرك‪..‬‬

‫ولهاللحظة طار الصرصووور عند راس سماء وفجت عيونها بشكل يبين انها خلص بتموووت وسحب بهذيج‬
‫اللحظة النعال خالد من عند جراح العاجز عن التركيز وركب السرير وضرب الزهيوي بالجدار ورهسه بقوه‪..‬‬
‫طاحت سماء على السرير وهي متصنمة من الصدمة والخوف اللي ضرب الحد القياسي عندها‪..‬‬

‫خالد وهو يضرب الزهيوي عدة ضربان‪ :‬مووووت‪ ..‬يعلك‪ ..‬المووووت‪..‬‬

‫وعقب ما تأكدوا انه صار بمستوى السطح انتهت الزوبعة والكل سكت وهو يسمي على روحه وسماء قاعدة‬
‫على السرير وهي ترتعش‪ ..‬تقربت منها ام جراح وهي مشفقة على حالها‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬بسم الله عليج يمة ‪..‬‬


‫لمت سماء ام جراح وهي ترتجف‪ :‬خالتي‪ ...‬مت مت‪..‬‬
‫خالد اللي قعد على السرير بعيد عن سماء وخالته‪ :..‬والله انه هلكنا‪...‬‬

‫تموا في صمت لفترة‪ ..‬وهم يسترجعوون هالمعركة القوية اللي اخذت منهم اصواتهم‪..‬‬

‫انفجرت سماهر وهي تضحك‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫طالعوووها وهم مستغربين‪ ..‬وكانها مينونة‪ ...‬وتبعتها بعدين ضحكة مناير‪ ....‬ومن ضحكة مناير هز راسه جراح‬
‫وعزوز ضحك وام جراح وجراح الى سماء وخالد اللي تمو يهزون راسهم وهم يضحكون بخفة ‪ ..‬ناظرو بعض‬
‫وانفجرووو في ويووه بعض من الضحك وهم متفشلين من بعض‪ ..‬طلعوو يخافوون من نفس الشي‪ ..‬ال وهو‬
‫الصراصير‪...‬‬

‫طلعووا من الغرفة وهم يضحكون ومناير اللي انسدحت على الرض من زود الضحك وعزيز واقف وهو يضحك‬
‫وماسك دبته ياه جراح من وراه وضربه على راسه وسكته عن الضحكة‪ ..‬وام جراح تمسح عيونها اللي ادمعت‬
‫من الضحك راحت عند المطبخ‪..‬‬

‫سماء اللي تبعت خالد يوم طلع من الغرفة وهي تمشي وراه للصالة مستحية من قلب على هالموقف التفت‬
‫لها خالد وهو يغمز لها ‪ ..‬ضحكت له وراحت قعدت عند مناير وسماهر اللي بدت دورة ثانية من الضحك على‬
‫هالموقف‪..‬‬

‫جراح‪ :‬والله ما يسوى علينا كل هالصريخ‪ ..‬على صرصووور‪...‬‬


‫خالد‪ :‬اي والله‪. .‬بس شفت شسويت فيه‬
‫عزييـــز‪ :‬يعنبوووووه ماخذ دبلوم بالطيران‬
‫جراح وخالد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫عزيــز يستمر بالتعليق‪ :‬هذا لو ما صدناه والله اخذه للطيران في الجيش يمكن ينفعهم‬

‫الكل ضحك‪..‬‬

‫وعلى طول الوقت وهم يمرحون بهالنكته‪ ...‬ال مناير تنتبه لسماهر وتسكت الكل‬

‫مناير‪ :‬اووووووووووووش خلونا من هالصرصور‪...‬‬


‫جراح‪ :‬شعندج‬
‫مناير وهي توقف وتمد يدينها بالدعاء‪ :‬فاتحة سريعة لروووح الصرصووور‬

‫ضحك الكل‪..‬‬
‫مناير‪ :‬اتغشمر وياكم‪ ...‬بس صراحة يمة هذا ما سمنه شي ال اكلج‪ ..‬شفته شكبررررر‬
‫خالد ‪:‬شكبر؟؟ اقول لج حسيييييت بمتوونه بالضربه‬
‫الكل بنفس الوقت‪ :‬وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع‬
‫مناير بقرف‪ :‬وع عليك‪ ..‬انزين سمعوووووووووني‪) ..‬الكل انتبه لها( لو سمحتوو‪ ...‬شوفووو هالبنت اللي وياي‪..‬‬

‫طالعوها بهدوء وهم مو عارفين شنو بالضبط‪ ..‬واول من انتبه اهي سماء‪..‬‬

‫سماء باستغراب‪ :‬سمووور وينها النظارات‪..‬‬


‫ابتسمت سماهر بحيااا‪ :‬راحت‪ ..‬باااح‪..‬‬
‫خالد يضحك‪ :‬اي والله وينها النظارات؟؟‬
‫مناير‪ :‬النظارات راحت ومكانها يات العدساااات‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم لسماهر‪ :‬والله ان حلتج بينت الحين يا سماهر‬
‫سماهر اللي ناظرت جراح بنظرة مبهتة‪ :‬والله؟؟ تشوفني حلوة‬
‫رفع حاجب خالد وجراح ابتسم لها في ويهها‪ :‬اي والله محلوة‪ ..‬احلى من منووور‬
‫تداركت مناير الموقف‪ :‬احم احم‪ ...‬اهيهيهي‪ ..‬اهي حلوة بس‪) ..‬تخزر بجراح( مو احلى مني‬
‫جراح وهو يوقف‪ :‬والله كلكم حلويــن‪ ..‬خوات جراح معروفين بحلاااهم‪) ...‬يلتفت لسماء( صح سمووي‬
‫سماء وهي تبتسم في ويهه‪ :‬صح يالخوو‬

‫انحبطت سماهر وبين على ويهها‪ ..‬وخالد انتبه لها‪ ..‬راح جراح المطبخ وعيون هالصغيرة تلحقه‪ ..‬والكل تبع‬
‫جراح بهذيج اللحظة ال اهي وقفت وهي تحس بالحزن وخالد تم وياها شوي‪..‬‬

‫خالد‪ :‬سموور؟؟ علمج ؟؟؟‬


‫سماهر‪ :‬ها‪)...‬بحزن( ل ول شي!!‬
‫خالد ‪ :‬سموور؟‬
‫سماهر‪ :‬هل‬
‫خالد‪ ..:‬يام الجكر‪ ...‬ل يقص عليج جراااح‬
‫سماهر وهي معصبه‪ :‬المعصقل‪ ..‬احلى منك ويا هالويه الي جنه جوزة‬

‫استنكر خالد وراحت عنه سماهر‪..‬‬


‫ووسط الضحك على ذيج السفرة الكل يستعرض افكاره اللمعة )الغبية من نوعها( على بعض في شأن‬
‫الساحة الي ورى واللي لاازم تنملى لنها موحشة على حد تعبير ام جراح‪ ..‬طبعا اخوهم ما بغى يجبرهم بشي‬
‫اهم موو موافقين عليه‪ ..‬لذا عطاهم الفرصة عشان كل واحد يقترص‪..‬‬

‫خالد وهو نافخ صدره‪ :‬انا اقترح نادي رماية‪) ..‬حرك جسمه وكانه حامل شوزن ويصوب( ببااااااو‪ ..‬جذي‬
‫ضحكت سماء من قلب عليه وهو الغبي فرحان على هالفكرة ويودته منوور‪ :‬مالت عليك افكار مثل ويهك‪...‬‬
‫جراح انا عندي الشوووور وانا اختك‪ ..‬سوووها حديقة عدنية جناااءبها من العناب والثمار ما ل يعد ويحصى‪..‬‬
‫ومرة وحده سووو فيه نافووورة كلااس جذي عشان كل الناس تناظر الحديقة اللي في بيت بو جراح رحمة‬
‫الله عليه‪..‬‬
‫الكل حاول يرد عليها لكن سماهر اللي ردت‪ :‬مسكينة انتي والله يبيلج مصح عقلي‬
‫ضحك جراح على تعليق سماهر ومسكه عزوز وهو مشتط‪ :‬انا عندي الشوووور ومثل ما قالت العصلاااا منوور‬
‫مناير‪ :‬عصل بعينك قول أمين‬
‫يلتفت لها عزوز‪ :‬جب‪ ....‬شوف جراح انا اعلمك‬
‫جراح يقلد على عزيز وبحماسه‪ :‬علمني علمني خالي علمني‪....‬‬
‫يضحك خالد وعزيز يستنكر‪ :‬شنو تتطنز علي؟؟؟؟؟؟ مو كفوو احد يحاجيك‪..‬‬
‫مرة ثانية عزيز ويا كلماته اللي اكبر من عمره وياته ام جراح مسرعة ومن وذانه مطته‪ :‬انت ما تيوووز عن‬
‫هالحجي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬وين ايووز وهالدبة كله من دللج ودلعج‬
‫نزل راسه عزيز وهو زعلن وام جراح تكمل عليه‪ :‬والله كلهم دلعتهم ماشفت واحد منهم طول لسانه مثله‪..‬‬
‫مناير تسر لسماهر‪ :‬ما عليج منها ‪ ..‬عمرها ما دلعتني ‪ ..‬كأنها ماتشوف ال هالهيكل )خالد( وهالدقم)جراح(‬
‫وهالعود الزقاير )فاتن(‬
‫خالد انتبه لها‪ :‬جبي انتي‬
‫مناير وهي منتفضة‪ :‬بسم الله‪) ...‬اوتعت( يارب نفاظية على اصوووووول تجيسك يا خلووود‬
‫سماء تناظر مناير بقرف وانتبهت لها مناير‪ :‬شفيج حبيبتي تطالبيني‪..‬‬
‫سماء ما ردت عليها ودعت‪ :‬يارب تفكنا من منووووور عاجل وليس آجل‪..‬‬
‫ــن‬ ‫خالد‪ :‬آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جراح‪ :‬اوووووووووووووووووووووووووووش‪ ..‬سكتووو بس خلص يالله عطونا افكااار‬
‫عزيـــزز‪ :‬انا ما قلت فكرتي يالله سمعوووني يمة شوفيهم يطيرون مني اعصابي‬
‫ام جراح وهي تشد على راسها‪ :‬واااه يا قلبي شهالعصاب الي تطير منك‪ ..‬انا بينني هالولد‪..‬‬
‫جراح ‪:‬هههههههههههههههههه خلوه خلوه‪ .‬قول يا مومبا ‪ ..‬شتبي يا حبيبي‪..‬‬
‫عزيــزز‪ :‬ملعب كرة قدم‪ ..‬ونعزم لها لعبين المنتخب‪..‬‬
‫ابتسم جراح‪ :‬مع اني وياك بهالفكرة بس خلنا ندور غيرها احلى‪...‬‬
‫خالد‪ :‬اي المنتخب‪ ..‬مو كفاية انت وعيال خالتي عزووزة ليش يعني بعد ‪ ..‬وبعدين من عيال المنتخب‪ ..‬انا‬
‫ادري فيك تقصد المنتخب البحريني بس بسكت عنك‪...‬‬
‫عزيـــز بحماس‪ :‬اتحداهم يعني‪ ..‬والله انهم صخوووكم يالكويتيين‬
‫خالد الي موووته الكورة وروحة الوطنيه عالية‪:‬اسكت يالدب ل والله بالخاشوقه على ويهك‪ ..‬هذا كويتي‬
‫موووووووووووووج محد يقدر عليه‪...‬‬
‫عزيـــز‪ :‬هذا البحريني ما تغلبووونه‬
‫خالد اللي توه بيسب وهو يقوم مكانه قعده جراح‪ :‬بسكم عاد والله انتووو مو ويه احد ياخذ ارائكم انا بسوي‬
‫كل شي بكيفي‪...‬‬
‫سماء برقة‪ :‬انزين ما خذتوا رايي‪..‬‬
‫التفتت لها جراح وخالد اللي مات يوم سمع صوتها‪ :‬تفضلي يا كايدتهم‪ ..‬ابهرينا بأرائج‪..‬‬
‫سماء الي فهمت نبرة خالد غلط كشرت بويهه‪ :‬شوف جراح‪ ..‬فكرة منور لحد الحين احلى فكرة بس‪ ..‬لو‬
‫تخلي عنها الحديقة الغنااء والعناب والرياحين ومادري شخرابيطه‪...‬‬
‫جراح وهو مهتم‪ :‬شلون يعني‪...‬‬
‫سماء وهي تبتسم‪ :‬يعني انا طول عمري كان خاطري في بيتنا حديقة وفيها اراجيح‪) ..‬دورفات( يعني لو تخلي‬
‫ثنتين وبكل ثنتين ثنتين يصير الجو حلووو‪ ...‬وعند الزاوية تقدر تخلي نافورة صغيرووونة طبيعة يعني تحط فيها‬
‫حصى والنبات عليها وايد تصيرالفكرة حلوة‪..‬‬

‫ام جراح وهي تلتفت لها‪ :‬اي يمة بس النبات والحشيش اييب الحشرات ‪ ...‬ومطبخي انا بيكووون يمها‬
‫جراح يعقب‪ :‬ل يمة بنسوي نوووع الحد‪ ..‬حتى تصدقين‪ ..‬بنحط نخله‪ ..‬ابوي دومه كان ودة بنخلة بالبيت‪ ..‬بنحط‬
‫نخلة‬
‫مناير‪ :‬يالله عاد بتصير لنا حديقة شهرزاد هذي‬
‫خالد‪ :‬وانتي الصاجة حدائق بابل‪ ..‬انا للحين على فكرتي نادي رماية‪..‬‬
‫جراح يكلم سماء من غير مايلتفت لهم‪ :‬دامنج انتي اللي عطيتينا الفكرة المراجحين واختيارهم علىذوقج‪..‬‬
‫وحتى النافورة بس الزرع انا بهتم فيه بشوووف احد‪..‬‬
‫سماء وهي متحمسة‪ :‬والله؟؟ انا بكون مسئولة‬
‫ام جراح وهي تضحك‪ :‬وي يمة ليش ما تكونين مسئولة؟‬
‫سماء‪ :‬وناااااااااااااااااسة عيل من باجر بروووح‪...‬‬
‫جراح ي ضحك عليها وخالد ابد ما اعترض ومناير تناظرهم بحاجب مرفوع والتفتت الى سماهر‪...‬‬

‫مناير‪ :‬سموور‪ ..‬على سالفة الدلع‪ ..‬ازيدج وحدة‪ ...‬الجبنة الفرنسية )سماء(‬
‫جراح‪ :‬وتعالو‪ ..‬هالشغل كله لزم يتم قبل ل تيي فاتن‪ ...‬نسوي لها مفاجاة‪)...‬التفت لمه( توني الحين ذاكر ان‬
‫فتوون تحب الراجييح وليش مانسوي لها وحدة؟؟؟‬

‫ابتسمت بفخر ام جراح وتذكرت جيه بنتها القريبة‪ ..‬يالله‪ ..‬والله اني لخذج بين احضاني والمج واحطج بوسط‬
‫قلبي ول ابعدج عني يا نور عيوني‪...‬‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫ظلو في هذاك الكوفي شوب وسط سوالف كثيرة وضحكات ‪ ..‬ول فوق ال ‪ 4‬اكواب شربها مساعد من‬
‫الكاباتيشنو وفاتن اللي اكتفت بالجوكليت ميلك شيك‪ ..‬تمت تسمع منه ومن هدوء ملمحه سوالف واخبار‪..‬‬
‫وهي ظلت تتسمعه‪ ..‬سألته عن البيت ووصفه لها والظاهر انها استحسنت وصفه‪..‬‬

‫مساعد وهو يبتسم يبعد شعره عن جبينه‪ :‬يمكن ماعرف اوصف زين بس حالة البيت وايد حلوة وانيقة‪..‬‬
‫فاتن وهي تسند رقبتها بيدها‪ ..:‬يمكن‪ ..‬بس ماظن راح يكون بدفا البيت مثل قبل‪..‬‬
‫مساعد وهو يرفع الكوب عشان يشرب‪ :‬شلوون؟‬
‫فاتن وهي تبحر بعالم ذكرياتها ‪ ..‬وخصوصا ذكريات البيت‪ :‬مادري‪ ..‬البيت قبل كان له مظهر ثاني‪ ..‬صج انه‬
‫عتيج وشوي متهالك لكنه كان دافي ‪ ...‬وفيه احساس غريب يخلي الواحد يحس بالنتمااء‪..‬‬
‫ابتسم مساعد‪ :‬هذي حال البيوت القديمة‪ ..‬احنا مثل يوم‪ ..‬يوم ابوي ينسجن واظنج تدرين‪..‬‬
‫هزت فاتن راسها باليجاب‪ :‬عرفت من طبيعة علقتي ويا مريم بس ما فهمت ليش أهو دخل السجن‪..‬؟؟‬
‫مساعد وهو يبرر باقتضاب‪ :‬ل بس كانت سالفة غش وخداع ابوي طاح ضحيتها‪ ..‬قضى اللي عليه ورد ‪..‬‬
‫والناس اللي تعرف لطبيعته ولخلقه ما عافته ابد من هالشي ‪ ..‬يعرفون انه ما يخوون احد‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم‪ :‬ومحد يعترض‪...‬‬
‫مساعد وهو يناظرها بطريقة متسائلة لكنه هز راسه وسألها‪ :‬انزين وين وصلت؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ما وصلت لشي‪ ..‬بس كنت تتكلم عن البيوت القديمة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ايه‪..‬‬
‫فاتن وهي تستوقفه‪ :‬و‪...‬‬
‫مدت يدينها بتردد واشرت له على بعد‪ : ..‬شوي من رغوة الكاباتيشنو عند شفاتك‪..‬‬
‫على طول سحب مساعد النابكن ومسحه‪ ..‬ومن بعد المسح‪ :‬راح؟؟‬
‫فاتن وهي تبتسم بحيا ‪ :‬اي راح‪..‬‬
‫ابتسم لها مساعد‪ :‬هذي مشكلة الرغوة‪ ..‬فضيحة هههههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههه‬

‫وبين هالضحكة المتبادلة ضاعت السالفة اللي فتحها مساعد ويا فاتن‪ ..‬وظلوو من بعدها يتلفتون يمين ويسار‪..‬‬
‫فاتن الى الناس اللي في الكافيه ومساعد الى المشهد الخارجي من المقهى‪..‬‬

‫وبنفس الوقت تكلمو‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬الظاهر ان الثلج‪ / ...‬فاتن‪ :‬ما يندرى مريم ممتى‪..‬‬

‫سكت مساعد وفاتن وهي فاجة شوي ثمها‪ ..‬وسكرته وهي تبتسم‬

‫مساعد‪ :‬شقلتي؟‬
‫فاتن وهي تحك رقبتها‪ :‬ل بس‪..‬ما يندرى متى بتم نايمة‪ ..‬تأخر الوقت‪..‬‬
‫ناظر مساعد ساعته اللي تحوطت على رسغه بطريقة تملكيه ولحظت هالشي فاتن‪ :‬صج‪ ..‬صار لنا اهني‬
‫ساعة ونص‪..‬‬
‫استعجبت فاتن وضاعت فكرة الساعة عن بالها‪ :‬والله؟؟‬
‫مساعد ‪ :‬اي والله‪ ..‬ها شرايج نحاول وياها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬على كيفك‪..‬‬

‫سحب تلفونه ودق على تلفون مريم‪ ..‬تم ينتظر وينتظر وفاتن تراقبه وهو كل شوي يلتفت لها ويرجع عيونه‬
‫الى الفراغ‪ ...‬لمن ظهرت السيقنل‪no answer..‬‬

‫مساعد‪ :‬ماكو جواب‪ ..‬شكلها متغططة من قلب‬


‫ضحكت فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههه ‪..‬‬
‫مساعد مستغرب ضحكة فاتن‪ :‬شفيج؟‬
‫فاتن‪ :‬ل بس‪ ..‬هههههههههههههه‪ ..‬تذكرت سالفة ههههههه‪ ..‬حسبي الله على بليس‪...‬‬
‫مساعد اللي تحمس لهالسالفة‪ :‬شهالسالفة؟‬
‫فاتن وهي تحرك راسها‪ :‬ل بس‪ ...‬مرة في المدرسة‪) ...‬سكتت وردت تضحك( كان عندنا حصة اهي ما كانت‬
‫تحب المدرسة وتقول ان شرحها مثل‪ ..‬هههههههههههههه‪ ..‬يعني تتطنز عليها‪ ..‬وبعدين تعهدت على روحها انها‬
‫كل ما تيي هالحصة تنام‬
‫مساعد اللي كانت السالفة مو عاجبته‪ ..‬يكره التلكع بالمدرسة‪ :‬وبعدين؟‬
‫فاتن وهي تضحك بخفة‪ :‬ل بس‪ ...‬مرة كبستها المدرسة ويات لها واهي بهالحالة‪ ..‬وياتها وبكل هدوء هزتها‪..‬‬
‫ويوم انتبهت مريم ناظرت المدرسة وقالتلها المدرسة ‪ :‬علمج مريم متغططة‪ ..‬تعبانة حبيبتي‪..‬‬

‫وانفجرت فاتن بالضحك‪ ..‬وعلى عكس كل حالة مساعد ما شاركها الضحكة وظل ساكت وهو مستنكر ضحكة‬
‫فاتن اللي يوم حست انها تضحك بروحها حاولت تسكت روحها وهي تتفس الصعده عشان تروح منها‬
‫الضحكة‪...‬‬

‫ويوم هدأت‪... :‬علمك؟؟؟‬


‫هز راسه بالنفي‪ :‬ل ول شي‪ ...‬خليني ادق مرة ثانية‪..‬‬

‫تحيرت فاتن منه‪ ...‬شلي زعله الحين؟؟ توه يضحك وشحليله‪ . .‬ماقلت شي يعني يخليه يتظايق‪ ..‬تمت تراقبه‬
‫وهو ينتظر احد يرد على التلفون‪ ...‬ويوم لقى رد‬
‫مساعد بحزم‪ :‬الو مريم‬
‫المتغططة بالنوم‪ :‬هممممممممممممممم‬
‫مساعد‪ :‬اقول قومي على حيلج فجي الباب احنا بره وما عندنا مفاتيح‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اممممممممممممممممممممممممم‬
‫مساعد شد على فكه‪ :‬مريم قومي بسرعة يالله‬
‫مريم بظيج‪ :‬انزييييييييييييييين‪ ...‬ياه‪ ..‬باي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬باي‪..‬‬
‫نزل مساعد التلفون وفاتن مستنكرة هالتغير الكبير في حالة مساعد‪ ..‬انسان مزاجي والله كل وقت له مزاج‪..‬‬
‫الله يعينه على حالته‪ ..‬ونزلت عيونها بحزن الى كوب الميلك شيك الشبه المنتهي‪ ..‬لحظ مساعد انها‬
‫تظايقت‪ ..‬كانت تضحك والحين تظايقت‪ ...‬ما لمها لم نفسه اللي ما يتحمل اي مظهر من مظاهر التلكع‬
‫والذكريات اللي مثل هذي‪ ..‬نوم في حصص وقله اهتمام‪ ..‬هذي ذكريات ما تضحك ال تخلي الواحد يمسك‬
‫نفسه ويلومها‪..‬‬

‫بصوت رقيق‪ ....:‬مسامحة بس‪ ...‬شوي فقدت اعصابي‬


‫فاتن بنظرة شبه الحزينة‪ ...:‬ل عادي‪...‬‬
‫مساعد يتقرب منها وهو يبتسم بخفة‪ :‬ل بس‪ ..‬انا شوي‪ ..‬وايد متعصب على سوالف المدرسة‪ ..‬لني اظن ان‬
‫ماكو مدرس مو زين‪ ..‬كل المدرسين يحاولون اللي يقدروون عليه لكن الطلب واراداتهم‪ ..‬واني اعرف انا‬
‫ختي كانت تسوي جذي او حتى انتي تخليني اشمئز‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم وتناظر قاع الكوب‪ :‬وايد تصعب من المواقف‪ ..‬بعض اللحظات لزم تتساهل وتضحك‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬بس هالشي ما يضحك‪...‬‬
‫فاتن وهي ترفع عيونها‪ ...:‬أنا ضحكني‪ ..‬وهذا كفاية‪..‬‬

‫حاول انه يرد عليها لكن نظرة التحدي اللي بعيونها خرسته‪ ..‬هزم تحديات فاتن بابتسامة كشفت عن صف‬
‫اسنانه‪ ...‬رجف قلبها وخلها تبتسم غصبن عنها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شرايج؟؟ نرووح؟‬


‫فاتن‪ :‬شرط؟؟‬
‫مساعد‪ :‬امري‪..‬‬
‫فاتن وهي تغمز بمرح‪ :‬تخليني وياك بالجاكيـت‪...‬‬
‫تدربحت دقات قلبه وهو يسمع كلماتها هذي الطفولية‪ ..‬ما تناسب عمره ول تنسااب عقله لكن تغللت فيه مثل‬
‫الحلااوة بالريج‪ :...‬ول يهمج‪ ..‬الجاكيت وراعيه‪ ..‬تحت امرج‬

‫استحت فاتن لكن مو مثل كل مرة تبعد عيونها عنه وتتهرب منه‪ ..‬تمت تناظر عيونه وهي ممتنة وتحرك بعدها‬
‫مساعد من مكانه واهي بالمثل‪ ..‬لبست جاكيتها وهي ترتب شيلتها ومساعد اللي كان يتلبس بنفس الوقت‬
‫لحظ ان واحد قاعد يراقب فاتن بنظرات كريهة‪ ..‬شد على فكه وريح عيونه وراح عند فاتن ومسكها من كفها‬
‫وسحبها لبره الكافيه وعيونه على هالسفية لمن انتبه له واستحى على عمره ونحى بصره‪ ...‬فاتن طبعا كانت‬
‫ما تدري بول شي‪..‬‬

‫طلعوا من الكافيه ويد مساعد بيد فاتن‪ ...‬وهو يمشي ويجرها وراه سحبها لعنده وضمها لعنده بخفة وحنان‪..‬‬
‫ابتسم برضا وهي تمت ساكته وملمحها هادئة‪ ..‬كلها كم دقيقة ووصلوا الى البناية‪ ..‬وانتبهت فاتن ان الوردة‬
‫مو عندها‪...‬‬

‫التفتت لمساعد‪ :‬نسيت الوردة؟‬


‫مساعد وهو مستغرب‪ :‬خليها‪..‬‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬اخليها؟؟ ل‪ ..‬الحين بروح اخذها وارد‪..‬‬
‫تذكر مساعد نظرات هذاك الريال وبسرعة‪ :‬ل ‪ ..‬خلج‪ ..‬انا بروووح‪..‬‬

‫هزت راسها وهي موافقة‪ ...‬وراح عنها مساعد بخطوات واتصلت في مريم بجهة ثانية‪...‬سكرته مريم بويه‬
‫فاتن وشكلها بتنزل عشاان تفجه‪ ..‬ظلت فاتن واقفة وهي تنتظر مريم تفج الباب وبيدها تلفون مساعد ‪ ..‬تمت‬
‫تحوس فيه وفي القاليري بكل عفوية‪ ..‬ووصلت الى ملف اسمه )رسايل( وانعجبت بالسم وحست انه يمكن‬
‫يضم اشياء‪ ..‬وتوها بتفج اول رساله ال ومريم نزلت وفجت الباب لها وطلعت راسه وملمحها متخفسة‪..‬‬

‫ضحكت فاتن عليها‪ :‬صح النوووم؟‬

‫مريم بتعب حطت راسها على جتف فاتن اللي ضمتها وتوه الباب بيتسكر من وراهم ال ومساعد يدخله بسرعة‬
‫البرق والتفتووا له بصدمة‪ ..‬وضحك في ويههم وركبوا كلهم داخل الشقة‪..‬‬

‫على طول من دخلو راحت مريم على القنفة اليديدة ونامت وسحبت اللحاف وتغطت وفاتن تضحك عليها وهي‬
‫تفصخ جاكيتها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬غيرتي الديكوور‬


‫التفتت له بابتسامة‪ :‬اي‪ ..‬كانت المساحة كبيرة والثاث على طولها‪ ..‬دخلت بعضه الغرف والبعض حطيته‬
‫كزوايا ويبت بعد كم طاولة جذي‪ ..‬ليش مو حلو؟‬
‫مساعد وهو يناظر المكان‪ :‬ل بس كان قبل اشرح‪ ..‬الحين شوي فاظي‪..‬‬
‫فاتن وهي تتحرك صوب المطبخ‪ :‬شكلك تحب الفوضى‪..‬‬
‫مريم من النوم‪ :‬مساعد وفوضى‪ ..‬شكلج غلطااانة‪..‬‬

‫التفتت فاتن وهي مستغربة ومساعد منتظر اخته تبرر له‪..‬‬

‫فاتن تكلمه‪ :‬ليش انت مو فوظوي؟‬


‫مريم اللي تكلمت‪ :‬مساعد هذا ما يدخل مكان ال يرتبه‪ ..‬اتييه حكه ل شاف شي مو في مكانه‬
‫مساعد‪ :‬مو عن شي بس ‪ ..‬احس بال‪ ..‬ماحس بالتوازن لو اشوف مكان مو مرتب‬
‫فاتن تضحك‪ :‬عيل مريم طالعة عليك‪..‬‬
‫مريم وهي تقعد‪ :‬طالعه عليه شكلج مينونة‪ ..‬انا بالنسبة له فوظوية‪..‬‬
‫فاتن وهي تطلع كوب من المطبخ‪ :‬اذا انتي فوظوية انا شنو؟‬
‫مريم وهي تحط راسها على ريل اخوها وشافت فاتن هالموقف وشعور مر فيها بطريقة كريهة خلها تلتفت‬
‫عنهم‪ :‬انتي قمة الفوظى‪ ..‬يام الخلجين‪..‬‬
‫مساعد وهو يمسح على راس مريم‪ :‬ل والله‪ ..‬كل انسان يعبر عن نفسه بهالشياء‪..‬‬
‫فاتن وهي ترميه بنظرة غيرة هو ومريم‪ :‬شلون؟‬
‫مساعد وهو يرفع عيونه لها بتعب‪ :‬ل بس‪ ..‬النسان اللي يفضل المكان خالي ما يحب الختلط بالناس وايد‬
‫والوحدة من سماته‪ ..‬والنسان اللي يحب الفوضى يحب تجمعات الناس‪..‬‬

‫عفويا فكرت فاتن بنفسها‪ ..‬صج ان تحليله النفسي كان بسيط ويمكن ابسط الناس تفكر فيه بس اهوو قال‬
‫شي عكس ما سواااه فيها‪ ..‬اهي تحب تجمعات الناس صح وما تحب تقعد بروحها لكنه خلها هني في هالشقة‬
‫بروحه بس لرغباته النفسية‪ ..‬وبسبب هالفكرة بان الحزن على ملمح فاتن ولكن محد كان مهتم كفاية في‬
‫بالها انه يلحظ هالشي‪..‬‬

‫حطت الكوب على الطاولة وهي تفكر بالنسحاب‪ ..‬ومرة وحدة طلعت فيها مريم‬

‫مريم‪ :‬شرايج فتوووون نطبخ؟‬


‫فاتن تبتسم بعجز‪ :‬اطبخ؟؟ ل والله ما فيني‬
‫مريم وهي تتثاوب‪ :‬حتى انا والله بس مادري خاطري اطبخ‬
‫مساعد وهو موافق الفكرة‪ :‬والله فكرة مو هينة‪..‬‬
‫فاتن وهي منقهرة من الثنين‪ :‬ل بس مااا‪ ...‬مااقدر اطبخ‪ ..‬تعبانة شوي‪ ..‬بروح انام‬
‫مريم بطبيعتها التملكية‪ :‬بنصوت‪ ..‬والغلبية تنجح‪...‬‬

‫رفعت يدها ومساعد وياها وفاتن فتحت ثمها تبي تتكلم‪ ...‬وسكتت وهي تحوس بثمها‪..‬‬

‫مساعد يناظرها وهو مبتسم ابتسامة تطيب الخاطر‪ :‬ما عندج مفررررر‪...‬‬

‫قام على حيله وتقدم لها من ورى البار وهو يهمس لها‪ :‬تقدرين تعوضين الكاكاووو اللي ما رضيتي آكله ذيج‬
‫المرة‪..‬‬

‫غمز لها‪ ..‬واهي انحرجت من هالذكرى‪ ..‬رمته بنظره لكنها اشاحت عيونها في بحر التفكير‪ ..‬ويمين ويسار تفر‬
‫براسها لمن رضت‪ ..‬وانضمت هي ومريم بالطبااااااااخ‪ ..‬وبهالشي نست فاتن الغيرة اللي انصبت في قلبها‪..‬‬
‫وبعد التفكير حست بسخفها لن مساعد ومريم اخواااان ليش تغار ما عندها سالفة‪ ..‬وبهالنفسية اليجابية بدت‬
‫روحها الحماسية في الطبخ‪ ...‬ومساعد اللي راح تسبح عشااان يصحصح اكثر‪ ..‬ما يبي ينام‪ ..‬يحس بالراحة‬
‫والهتمام واللفة بين هالثنتين‪ ..‬سيدتين صغيرتين يطبخون له‪ ..‬اي ملك انا اليوم؟؟ ويوم طلع من الحمام لقى‬
‫مريم تذوق فاتن اللي كانت تعجن خليط كيك‪ ...‬وتأشر لها بعيونها انها لزم تقلل‪ ..‬والثانية وياها‪ ..‬واول ما‬
‫طاحت عيون فاتن عليه ابتسمت‬

‫فاتن‪ :‬نعيما‪..‬‬
‫مساعد وهو يقعد على الكرسي الطويل اللي يم بار المطبخ‪ :‬ينعم ويجمل بحالج‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن له ونزلت عيونها للخليط‪ ...‬وبعد ما خلصت منه‪ :‬مريم‪..‬مريم‪...‬؟؟‬


‫مريم اللي تعابل اللي على النار‪ :‬فتوون مو وقتجج‪..‬‬
‫فاتن وهي تلف براسها لمريم‪ :‬مريم عاد تعالي ذوقي الخليط‪ ..‬يمكن يبيله شي ول شي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بعدين بعدين‪..‬‬
‫مساعد وهو يعرض مساعدته‪ :‬اقدر اذوقه‪..‬‬
‫فاتن بتسائل‪ :‬ابي الصراحة لن اذا مو حلو الحين ما بيحلى بعدين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انتي هاتيه ول عليج‬

‫رفعت له فاتن الملعقة الخشبية وذاق منها مساعد وهي تشد على عيونها تنتظر جوابه‪ ..‬وشافت ملمحه كلش‬
‫ما تطمن‪ ...‬وكان الطعم قززه‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬مو حلوو؟‬


‫مساعد وهو مشمئز‪ :‬استغفر الله‪ ..‬بس تدرين ‪ ..‬الواحد ما يحكم من مرة وحدة‪ ..‬حطي على صبعج وانجرب‪..‬‬
‫استغربت فاتن لكنها حطت صبعها وطلعت شوي من الخليط‪ ..‬اخذ مسحه من صبعها وتذوقه وهالمرة شكله‬
‫استحسن الطعم‪...‬‬

‫مساعد وهو فرحان‪ :‬اي جذي‪ ..‬لمن يجيسه العسل لزم يصير حلووو‬
‫انصبغت فاتن بالدم ومريم اللي مافاتها الموقف تحمحمت‪ :‬احممحمحمحمحممممممم نحن هنا‪..‬‬

‫شالت فاتن الخليط عن مساعد اللي اهو الثاني انحرج بس رفع حاجب لمريم وضحكت المينونة‪...‬‬

‫من بعد كل هالطباخ اللي كان معظمه من الحلووو بس النودلز اللي طبخته مريم كان بمثابه العشااا ‪ ..‬كلوووه‬
‫بفرحة وتموا ينتظرون الحلو اللي سوته فاتن لكنهم كانو تعابة واجلووه لمرة ثانية‪ ..‬واتفقوا ان مريم تنام ويا‬
‫فاتن ومساعد ينام بالغرفة على الرغم من انه اصر انه ينام بالصالة والنبات بالغرف بس طبعا البنات كانت‬
‫لهم سوالفهم اللي يبون يسهرون الليل عليها‪ ..‬ورجحت كفه البنتين لن الفوز بالتصويت‪ ..‬للغلبية‪..‬‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫سهرة طويلة مضوها كل من فاتن ومريم وهم يتسامرون بالسوالف‪ ..‬خبرتها اشياء فرحتها وخبرتها‬
‫اشياءحزنتها لكنهم في النهاية نامو على خبر حلو‪ ..‬خبر يخليهم يتشوقون لروحة الكويت اكثر من قبل‪ ..‬ال وهو‬
‫اندماج الروحين جراح ومريم‪ ..‬لنهم يستاهلون‪ ..‬فاتن مو بس فرحت ال طارت من الفرحة على هالشي لن‬
‫لو دار جراح الدنيا مثل مريم ما راح يلقى ومريم بالمثل‪ ..‬بس السبب الكبر اللي خلها تفرح اهي التربية اللي‬
‫الثنين تعرضوا لها مع بعض‪ ..‬العلقة المتينة اللي تربطهم‪ ..‬يمكن اهي اساس استمرارهم ودوم الخير وياهم‪..‬‬
‫وهذا شي مهم بأي علقة بين اثنين بعيد عن الزواج‪ ..‬الستمرارية على نفس العهد والنهج بس للحسن‪..‬‬

‫مساعد اللي صحى بالليل عطشان طلع من داره وهو مو قادر يشوف شي ‪ ..‬ما يبي يفتح عينه عشان ل يطير‬
‫النوم‪ ..‬راح شرب ماي والتفت الى باب الدار لقاه مفتووح شوي‪ ..‬وبطريجه لغرفته مر على الدار وسكر‬
‫الباب لكن الفضول دفعه انه يطل على سيدتيه الصغيرتين‪ ..‬لقاهم نايمات من غير غطا وكل وحدة في‬
‫اتجاااه‪ ..‬ابتسم على هالوضع ودخل‪ ..‬سحب اللحاف اللي كان على الكرسي وبهدوء فرشه عليهم‪ ..‬وبالصدفه‬
‫كان باتجاه فاتن‪ ..‬بعذوبه لحظ خصلتها اللي محايطه ويهها وهي نايمة مثل الملئكة‪ ..‬بعد الخصله عنها ‪..‬‬
‫ولمست شفايفه ارنبة خشمها بطريقه ما خلها تحس فيه‪ ..‬ابتسم لها‬

‫مساعد بهمس‪ :‬يا احلى سيدة‪ ..‬واجمل أميـرة‪..‬‬

‫بمثل الهدوء اللي دخل فيه طلع‪ ..‬ول حرك ساكن في الغرقانتين‪ ..‬راح داره وهو يتنهد ‪ ..‬انسدح والنوم طار‬
‫من عيونه‪ ..‬متى‪ ..‬متى ايي اليوم اللي تشاركه فاتن هالعمق ‪ ..‬متى راح يكون له الوقت انه يراقبها واهي‬
‫نايمة من غير اي حساسيات ‪ ...‬متى راح تكون له‪ ..‬بحيث انه يضمن انها ما راح تكون لحد‪ ..‬متى؟؟‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫من الصبح طلع جراح وراح للورشة‪ ..‬من بعد هذاك اليوم اللي قضاااه برعب ورهبة بالخبر اللي تجذب ماراح‬
‫لها وكان من المفروض بهذاك اليوم انهم يوصلوون طلبية الكندي للمكتب‪ ..‬لكن اهو رايح الحين وان شاء الله‬
‫العمال يوصلوون عشان اول شي يكون اهي التوصيلة‪..‬‬

‫دخل مكتبه من بعد ما فتح الورشة وتوه ماقعد على الكرسي ال التلفون يرن‪...‬‬

‫رفعه جراح‪ :‬ورشة الياسي للنجارة‪..‬‬


‫غزلن اللي كانت قاعدة على مكتب ابوها‪ :‬هل جراح‪..‬‬
‫رفع حاجبه‪ :‬هل فيج‪ ..‬من معاي؟؟‬
‫حبت غزلن انها تمازحه شوي‪ :‬معجبة‪...‬‬
‫رفع حواجبه جراح‪ ..‬ورفع السماعة من وذنه وسكرها‪ ...‬جذي‪ ..‬بل اي مقدمات‪ ..‬لكنه خلى على ويه غزلن‬
‫اكبر علمة استفهام‪ ...‬سكره؟؟ سد الخط في ويهي؟؟؟ وردت اتصلت مرة ثانية‬
‫رفعها جراح من غير نفس‪ :‬ورشة الياسي‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬شوي شوي عاد‪ ...‬بطيت اذني وانت تسده‪..‬‬
‫جراح بقزز‪ :‬والله مووو فاضي ‪ ..‬خلصيني من معاي؟‬
‫غزلن وهي تغمز وتضحك‪ :‬اقول لك معجبة‪...‬‬
‫جراح‪ :‬بسده ترى‪..‬‬
‫غزلن وهي تضحك‪ :‬معجبة بأعمالكم يا غبي‪...‬‬
‫لعت جبده‪ :‬لو سمحتي عن الغلط‬
‫غزلن‪ :‬معاك غزلن الكندي )فتح الكاف ووتسكين النون(‬
‫علبالها لو ذكرت اسمها راح تقل لوعته وغصبن عنه جامل‪ :‬يابنت الناس جان قلتي من زمان سديته في ويهج‬
‫غزلن بضحكة ناعمة‪ :‬يعني لو عرفت انها انا ما سديته‬
‫بلع ريجه غصب‪ :‬ل بس ظرف عن ظرف يختلف‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬بس الحق ينقال وايد شديد‪..‬‬
‫جراح وهو يسكر عيونه بملل‪ :‬الشدة مطلوبة‪ ..‬والريال بشدته‬
‫غزلن وهي متسكرة‪ :‬صح لسانك‪...‬‬
‫جراح وهويحاول ينهي المكالمة‪ :‬طلبتكم ان شاء الله بتوصلكم بعد ساعة او اقل ان شاء الله‬
‫غزلن بحيرة‪ :‬لكن انا ما اتصلت لك عشان الطلبية؟‬
‫جراح باستغراب‪ :‬عيل ليش؟‬
‫غزلن وهي تعظ لسانها على استعجالها‪ ..‬وقعدت تفكر بعذر‪ :‬اه‪ ..‬بغيت اسأل‪ ..‬ان جان تنجدون حق قعدة‬
‫بالحديقة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اسمنا ورشة للنجارة يعني لكل شي خشبي‪..‬‬
‫غزلن وهي تسكر عيونها بعجز‪ :‬صح‪ .‬صح‪ ..‬وينه مخي؟؟ هههههه‬
‫سايرها‪ :‬ههههه‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬طيب عيل‪ ...‬الطلبية بتوصل بعد شوي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله‪ ...‬تامرين على شي‬
‫غزلن‪ :‬ل بس ‪) ....‬بحيا( بتكون وياهم؟‬
‫جراح وهو يبي يخنق روحه‪:‬مادري ‪ ..‬ليش؟؟‬
‫غزلن وهي حاسة نفسها تغرق اكثر واكثر بالفشيلة‪ :‬ل بس‪ ..‬كنت ابي اتفاهم ويااك على سالفة التنجيدات‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل انشاء الله اكون موجود‪ ...‬وان ما كنت )بالغصب قالها( حياج الله باي وقت‪..‬‬
‫ابتسمت غزلن بفرح‪ :‬تسلم‪ ...‬وننتظر طلبيتكم‪ ..‬مع السلمة‬
‫جراح‪ :‬يسلمج ربي‪...‬‬

‫سكره اهو قبل‪ ..‬وتنهد من قلب من القهر‪ ..‬يعني بنت خفيفة مثل هذي ما بيشوف‪ ..‬ئال ايه معجبة‪ ..‬ياختي‬
‫روحي ولي ‪ ..‬زمن اول المعجباااات مافي قلبه مجال‪ ..‬وين المجال ومريم شادته من الميين للشمااال‪ ..‬يا بعد‬
‫عمري هالعصل متى ترد‪ ...‬واكحل عيوني بشوفتها‪ ...‬ال ولؤي يدخل ووراه سيارة العمال اللي وصلت‪..‬‬

‫لؤي وهو يقعد على السرير وعيونه متورمة‪ :‬صباح الخيــــــــــــــــر‬


‫جراح وهو يضحك ‪ :‬صباح النووور‪ ..‬شفيهم عيونك جنهم تيل‪..‬‬
‫لؤي يناظر جراح بقزز‪ :‬تتطنز ويا ويهك‪ ..‬وين انا من سالفة مريم ومساعد عيوني جذي‪ ..‬امي سوت لي جمود‬
‫اليوم لكن ما نفع‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬هههههههههههههههههههه من الصياح يالبنية‪ ..‬تصيح كأنك بنت يعلك مرة‪..‬‬
‫لؤي وهو يتنهد‪ :‬من بئك لباب السمااا يا خويه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انزين لؤي طلبتك اليوم‬
‫لؤي‪ :‬هااا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بل‪ ..‬ها‪ ..‬الناس تقول سم‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ما عندي وقت للمجاملت‪ ..‬قول شتبي؟‬
‫جراح وهو يعطيه ارصده المكاتب والكراسي‪ :‬ابيك توصل هالطلبية لهالمكتب‪..‬‬
‫لؤي وهو يبقق عيونه‪ :‬نعم نعم نعم؟؟؟ عيد مرة ثانية ما سمعتك اذني وصخة‪ ...‬اروح وين؟؟؟ يبا انا ما رووح‬
‫طلبيات انا هني مشرف‪..‬‬
‫جراح وهو يترجا‪ :‬لؤي والله انا وايد مشغول شغل امس خليته والحسابات ضاعت علي واكيد كل اعتفس اهني‬
‫ابي اقعد وارتب المور وانت ما بياخذ منك هالشي وقت كلها دقايق‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شوف ويهي‪ ..‬انا زين مني طلعت اليوم‪ ..‬ل ل فيري سوري ماقدر‬
‫جراح ‪ :‬عاد انت اللي بتخليني اترجاك‪ ..‬ل فيري ول تايد‪ ..‬بتروح يعني بترووح‪ ..‬وهاك )رما عليه الرصده( روح‬
‫على هالعنوان واتصل اذا ضيعت‪..‬‬
‫لؤي بنظرة حزينة‪ :‬يعني شنو هذا شغل ول استعباد؟؟؟ ترى اقدر افنشك تعسفيا‪..‬‬
‫جراح وهو يرفع حواجبه ‪ :‬لو سمحت‪ ...‬طالع الوضع عدل ‪ ..‬من المدير ومن الموظف‪..‬‬
‫وقف لؤي وهو يجمع الوراق بغيض‪ :‬وانا اللي كنت فاااااكر اني صديقك‪ ..‬لكنك ثووول ما لك صاااحب‪ ...‬بي‬
‫باااااااااي للبد‪..‬‬

‫ضحك عليه جراح وقبل ل يطلع من الورشة صرخ عليه‪ :‬ل تنسى تشتري ريوووق بالردة يوعااااان‬
‫لؤي وهو يكلمه من الدريشة‪ :‬يعلك اليووووووع سنة مو شاريلك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬عيل ماكووو مرتب هالشهر‪...‬‬
‫لؤي‪ :‬ميااانة امي بتصرف علي‬
‫جراح وهو يفكر بسرعة‪ :‬بسحب دعوتي تراااا ‪...‬‬
‫انصدم لؤي‪ :‬للللللل تكفى‪ ...‬تراها تهز رجاجيل‪..‬‬

‫نقع جراح من الضحك ولؤي يركب السيارة ويا جم هندي بالشاحنة لن الطلبية اولريدي هناااك‪ ..‬ولحقوهم‬
‫الهنديين الباجيين بالوانيت عشان الحمال‪..‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫خالد اللي توه صاحي من النوووم نزل تحت وهو مسكر عيونه _كالعادة_ ينتظر خالته اللي نطرته وهي تتكلم‬
‫في التلفون عشان تسويله ريوق‪ ..‬مع انه مو يوعان بس دامنها فديت قلبها عرضت انا ليش اردها‪..‬؟؟ سكرت‬
‫ام جراح الخط وهي تمسح عيونها وتضحك‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يغربل بليس ام بدر والله انها هلكتني‪..‬‬


‫خالد وهو يبتسم بنشوة‪ :‬فديت هالضحكة ل خلى ول عدم‬

‫ابتسمت ام جراح وتمت تسولف وياه في سوالف متعددة واهي تسويله شي ياكله‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة متى بتروح الجامعة وتقدم اوراقك؟‬


‫خالد‪ :‬يمة هالكورس بخليه يطووف وبدور لي شغله ‪ ..‬يمكن اروح الورشة ويا جراح والكورس الياي ان شاء‬
‫الله يتم كل شي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬بس ما بتتأخر عن الدراسة؟‬
‫اتأخر؟؟ هاذي الدراسة لو بديتها صح بنتهي من وقت‬ ‫خالد وهو يتمطط ويتثاوب‪ :‬شنو ات‬
‫ام جراح‪ :‬الله يوفجك يمة ويهدي قلبك وينور دربك‬
‫خالد وهويبتسم‪ :‬فديت عمرج والله‪..‬‬

‫زهب الريوق وحطته له‪ ..‬اكل منه وشاركته اهي بعد لنها ما تريقت‪ ..‬بالعادة تتريق ويا جراح بس اهو خبرها‬
‫من البارحة انه بيطلع من وقت‪ ..‬بس ان شاء الله ما ينسى يتريق‪..‬‬

‫خلص خالد وشال بعمره‪ ..‬تسبح وتلبس وطلع من البيت متوجه ويا فاضل اللي اليوم اجازته الى أحد محلت‬
‫السيارات عشان يشتريله سياااارة‪..‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫وصل لؤي الشركة وهو يتثاوب كل شوي‪ ..‬اشترى له عن جراح الريوق وتم ياكله ول عزم احد من الهنود‪ ..‬يوم‬
‫مل ويا العمال‪ ..‬دش داخل للريسبشن وهو حاط‬ ‫وصلو ما قط الكل أخذه وياه لداخل‪ ..‬ما تعنى ول فكر انه يح ّ‬
‫النظارة على عيونه‬

‫واللقمة بحلجه‪ :‬وين مكتب هشام الكندي‪ ..‬؟؟‬


‫الموظف بابتسامة‪ :‬في الطابق الرابع‪..‬‬

‫ل قال شكرا ول شي‪ ..‬المزاج خربان من قلب اليوم‪ ..‬أشر على العمال عشان يدخلوون كل شي‬

‫لموظف الستقبال‪ :‬انزين الخوو‪ ..‬احنا عندنا توصيله لمكتب هشام الكندي خبرهم عشاان نقدر نحمل‬
‫الغراض‪..‬‬
‫الموظف‪ :‬ان شاء الله‬

‫رفع الموظف التلفون عشان يخبر المكتب ولؤي ركب اللفت عشان يروح الطابق‪ ..‬فرق السما والرض بينه‬
‫وبين اللي فيه‪ .‬كلهم كاشخين وريحتهم واصلة لخر الدار دبلوماسيين وشيوخ اما اهو‪ ..‬تي شرت اسود هاي‬
‫نيك‪ ..‬وسيعه لنه ضعيف شوي‪..‬بانطلون كاكي وسيع وشعره الطويل لعند رقبته والناظرة على عيونه وكل‬
‫شوي ياكل من هالسندويشة ويشرب من العصير لمن لوع جبد الي وياه‪ ..‬طبيعة لؤي غير اكتراثية‪ ..‬يعني‬
‫المظاهر النيقة واللي يحسب لها الواحد الف حساب مو من طبايعه‪..‬‬
‫وسامته كانت مقبولة بس حلوة روحه اهي اللي تجمله وخصوصا عيونه الطفولية‪..‬‬
‫وصل للطابق وهو يتوجه لعند احد الزبايل عشان يرمي الورق اللي بيده‪ ...‬والعصير تم وياه‪ ..‬راح عند‬
‫الريسبشن اللي كانت بنت‪ .‬فللظرورة احكام‪ ..‬رفع النظارة والبتسامه أخاذه‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬يسعد صباحج‬


‫الموظفة بحيا‪ :‬وانت السعد‪ ..‬امرني‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ما يامر عليج عدوو‪ ..‬ورشة الياسي تحت خدمتج‬
‫الموظفة بابتسامة‪ :‬حياكم الله باي وقت‪ ..‬امر الشيخ‬
‫لؤي‪ :‬ل ل‪ ..‬مرة ثانية؟؟ ما يامر عليج عدوو‪ ..‬بس عندنا طلبية لهشام الكندي‪..‬‬
‫الموظفة‪ :‬بأسم الستاذ هشام الكندي؟‬
‫لؤي وهويبتسم‪ :‬والله مادري عنه استاذ ول مدرس‪ ..‬بس السم هشام الكندي‪..‬‬
‫ضحكت الموظفة بصوت واطي ‪ :‬دقايق بس وارد عليك‪..‬‬

‫رفعت السماعة وتمت تدق ارقام‪ ..‬تكلمت ويا احد ويوم أكدوا لها الخبر سكرت الخط‬

‫الموظفة‪ :‬حياكم الله وين الطلبية‪..‬‬


‫لؤي وهو يتنهد‪ :‬تحت خدمتج باي وقت‪..‬‬

‫ابتسمت الموظفة له‪ ..‬طريقته واسلوبه اخاذين‪ ..‬ويسلبون العقل‬

‫غزلن اللي من سمعت ان طلبية الياسي وصلت على طول‪ ..‬طلعت اغراضها )الماكياج ( من الجنطه وتمت‬
‫تعدل عمرها‪ ..‬الكحل وتمسح الي ساح‪ ..‬تحط الرووج والحمرة فوقه‪ ..‬ترتب شعرها الحريري اللي ما يحتاج‬
‫اي ترتيب‪ ..‬عدلت ثيابها اللي كانو قميص مخطط عموديا بالوردي والبني والخضر‪ ..‬وتنورتنا المخملية البنيه‬
‫اللي كان الحزام عند بطنها وبوت مخملي مثل التنورة ‪ ..‬طلعت من المكتب وقلبها يدق بقوة‪ ..‬متوقعه انها‬
‫تشوف جراح ‪ ..‬واكيد راح يتخبل عليها وعلى ستايلها‪ ..‬بصعوبه خلت ابوها يقعد اليوم في البيت واهي اللي‬
‫بتتولى ادارة المكتب‪ ..‬ما بتتولها لنها ما تعرف شي ‪ ..‬نجاة اهي اللي بتهتم بكل شي بس اهي لزم تشوف‬
‫جراح اليوم‪..‬‬

‫وصلت لعند ريسيبشن الطابق والبتسامة منورة ويهها وكان لؤي ماعطها ظهره وسايح على الموظفة وحست‬
‫ان الشخص هذا مو جراح‪..‬‬

‫الموظفة اللي التفتت لغزلن‪ :‬هل فيج انسة غزلن‪..‬‬

‫التفتت لؤي اللي كان يبتسم واللي يوم شاف غزلن‪....‬‬

‫ماااااااااااااااااات‪ .‬صريع الهوا‪ ..‬كيوبد رمى بالسهم واخترق قلبه وخلص‪ ..‬انطبعت هالبنت في مخيلته‪...‬‬

‫خيبة امل غزلن ‪ ...‬والشراقة بويه لؤي ‪ ...‬يا ترى ‪ .‬وراها شي‪ ..‬ول هالموقف راح يكوون واحد وما راح‬
‫يتكرر‪...‬‬

‫يا ترى شو بقيه هالمغامرة‪ ..‬وهالتجربة الجديدة على كل من غزلن ولؤي‪ ..‬ورجعة فاتن‪..‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪--------------‬‬
‫في مكتب ورشة الياسي‪..‬‬
‫جراح وهو يرفع السماعة‪ :‬ورشة الياسي للنجارة‬
‫خالد وهو يبتسم‪ :‬هل بولد الخالة هل‪...‬‬
‫جراح يقط الوراق ويتنهد‪ :‬هل فيييييييييييييك‪ ...‬اااااااااااااخ‬
‫خالد‪ :‬اوف اوف اوف‪ ..‬ااخ مرة وحدة‪ ..‬ياخي انا خلوود مووووو نااس هههههههههههههاي‬
‫جراح وهو يضحك‪ :‬جب يا حمار‪ ..‬وبعدين‪ ..‬اي ناس‪ ..‬غسل حلجك قبل فاهم؟‬
‫خالد‪ :‬ايوا فاهم يا معلم‪ ..‬انزين بقول لك‪ ..‬انت مشغول الحين؟‬
‫جراح وهو يناظر الوراق الوردية والبرتقالية والبيضا اللي كانت كلها ارصده وفواتير‪ :‬ل والله مو مشغووول‪..‬‬
‫ليش؟؟‬
‫خالد‪ :‬ابيك تطلع بره الورشة شوي لني واقف هناك‬
‫جراح مستغرب‪ :‬علمك مستبطر‪ ..‬تحاجيني وانت واقف عند الورشة ليش ما تدخل؟؟؟‬
‫خالد وهو متحمس‪ :‬لني ابيك تطلع لي يا روح البي‪...‬‬
‫جراح‪ :‬انزين لحظات وانا عندك‬
‫خالد‪ :‬ااوكي يالله باي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬باي‪..‬‬

‫تنعز جراح عن الطاولة وهو يمط ظهره اللي يحسه متكسر من القعدة‪ ...‬وقام وطلع من المكتب لعند باب‬
‫الورشة‪ ...‬اول ما شاف انصدم وتبطل حلجه‪...‬‬

‫كان خالد يالس في سيارة يديدة غريبة اول مرة يشوفها ويوم التفت خالد له طلع من السيارة وهو‬
‫مستانس‪...‬‬

‫خالد بزهو‪ :‬شرايك؟؟‬


‫جراح وهو يتفحص السيارة‪ ..:‬والله ‪ ...‬تبي الصج‬
‫خالد بفرحة‪ :‬اي اي‪...‬‬
‫جراح وهو بين البتسام والحيرة‪ :‬السيارة ما عليها كلم‪ ...‬بس حق منوو؟‬
‫خالد وهو مستغرب‪ :‬حق منو؟ الحين انا اللي اسوقها ويايبها لعندك وتقول لي حق منو؟ حقي يالمدلقم‪..‬‬
‫جراح بنظرة لخالد‪ :‬من وين لك الفلوس؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬شقالولك انا واحد غني جانك ما تدري‪..‬‬
‫جراح يمسك خالد‪ :‬ما اتغشمر وياك‪ ..‬من وين لك الفلوس‪ ..‬انت راس مالك ال ‪ 3‬آلف وهذي يمكن فوووق‬
‫ال ‪ 6‬آلف‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انزين السيارة مستعملة موو من الوكالة‪..‬‬
‫جراح وهو مو مصدق هالشي‪ :‬تبي تقول لي ان هالسيارة بلمعتها انها مو من الوكالة‪ ..‬طيب حتى لو ما كانت‬
‫من الوكالة‪.......‬‬

‫سكت جراح‪ ..‬تم يتفحص السيارة فوق وتحت‪ ..‬من داخلها ومن بره‪ ...‬وعيونه ملتصقة بها لدرجة انه وتر‬
‫خالد‪..‬‬

‫خالد‪ :‬شقاعد تبحلق فيه والله العظيم انها ب ‪3‬آلف‪ ..‬جراح شفييك؟؟‬
‫جراح‪ :‬اسكت شوي‪) ...‬راح عند المكينة( فج الباب بسرعة‪..‬‬
‫خالد وهو متنرفز‪ :‬خذتها كاراج وقالولي انها زينه‪ ...‬ما فيها شي‪..‬‬
‫جراح بعصبية‪ :‬اقول لك فج باب المكينة‪...‬‬

‫بحمق راح خالد وفج باب المكينة من داخل السيارة وجراح من انفتح الباب رفعه‪ ..‬وتم يجيك ويحوس ويلوس‬
‫فيها وخالد طلع له‪..‬‬

‫خالد‪ :‬مافيها شي علمك ؟؟‬


‫جراح وهو يرفع راسه وهو معصب‪ :‬من وين لك هالسيارة؟؟متأكد انها ب ‪ 3‬آلف‪..‬‬
‫خالد وهو يضحك‪ :‬نظيفة صح؟؟ يبا هذا الفضلي مو احد ثاني‪ ..‬دور لي هالسيارة وهذي من عند ارفيجه ما يبيها‬
‫يبي يتزوججج ومحتاج الفلوووس‬
‫جراح وهو يناظر السيارة‪ :‬وباعها ‪ 3‬آلف؟؟ ترى السيارة وايد وايد نظيفة؟؟‬
‫خالد يضحك‪ :‬شفيك جراح‪ ..‬الناس ل احتاجت تبيع روحها مو بس سيارات‪ ...‬اهي مستعملة بس نظيفة ولن انا‬
‫وايد عجبتني السيارة ما رضى انه ما يجبر بخاطري‪..‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬والله ان جان كلمك صح الله يوفجه‪ ..‬بس انت يا حمار شلون صرفت الفلوس كلها‬
‫خالد وهو متحمس‪ :‬ياخي شوووووف السيارة والله انا ما كنت مستعد اخذ لي وحدة جذي كنت ابي وحدة‬
‫كلك‪ ..‬كان في بالي وانيت ‪ gmc‬لكن من شفتها تصرقعت‪..‬‬
‫جراح وهو يدخل السيارة‪ :‬والله حلوة‪ ..‬تناسبني اكثر منك‬
‫خالد بنظرة غرور‪ :‬ايه ايه‪ ..‬خلك ويا هاليووكن جنك ال راعي غنم‪ ..‬يالله قوم عن سيارتي خلني بس ارووخ‬
‫اغااازل‬
‫ضحك جراح‪ :‬وينها سماااء عنك؟؟‬
‫خالد وهو يناظره بعيون‪ :‬شنو؟؟ يباا انا طير حر ل سماء ول غيرها تقدر تمنعني من المغاازل‬
‫جراح وهو يحط يده على جتف خالد‪ :‬من قلبك هالكلم‬
‫خالد يبتسم ابتسامة حلوة‪ :‬من صجك انت انا ال مستقوي لنها مو هني لو سمعتك جان يااااااااااي سحر عيونو‬
‫ونزراته‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه‬

‫وراح خالد عن جراح اللي ظل واقف وهو يطالعه‪ ...‬اختفى ودخل جراح يعابل باقي الوراق‪..‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫بذيج الغرفة قامت الحوسة واللوسة والعمال مو قادرين يدخلوون الفرش اللي يابوه‪ ..‬ولؤي ابدا مو قاعد‬
‫يعطي احد شوور‪ ..‬واقف عند الباب وبنظرات جريئة يناظر غزلن اللي كانت قاعدة وهي تهز ريلها من القهر‪..‬‬
‫نظراته كانت هادئة وصامته وكأنه يطالبها او ينتظرها ترد عليه بنظرة لكنها من بعد الحتقار اللي جابلته فيه ما‬
‫عطته ويه‪ ..‬وشكلها حتى ما تنتبه لوجوده في المكان وياها‪ ..‬لكن لؤي قوووي عين وما يستحي ومايفهم من‬
‫البنت اذا كانت تبي ول ما تبي‪..‬‬

‫غزلن اللي كانت شابعة قهر وكل ما تشبع تزييد يووع له‪ ..‬سواها فيني‪ ..‬طرش واااحد )رفعت عيونها لعند‬
‫لؤي وشافته يناظرها( واحد ل يستحي ول يخيل على ويهه مبقق عيونه جنه ال شايف جاكليته‪ ..‬يالقهر والله‬
‫اني بصيح‪ ...‬لكن يا ويلك يا جرااااح ان ما خليتك تقووول قاق ماطلع غزلن‪ ..‬عيل تفضل هالخيمة )مريم( علي‬
‫انا‪.‬؟؟؟ يا ويلك‪..‬‬

‫واحد من الهنود ينادي لؤي التفت له ‪ :‬اوووش‪ ..‬اسكت‪..‬‬

‫ورد للمراقبة‪ ..‬ولكن هالمرة غزلن ما استحملته اكثر‪..‬‬

‫غزلن بقرف‪ :‬مو من المفروض انكم تساعدهم؟؟‬


‫لؤي اللي انتفض قلبه يوم سمع صوتها‪ ..‬حتى صوتها حلو‪ :‬ليش؟؟ مظايقج؟‬
‫غزلن في خاطرها‪ ::‬اوووف‪ -::‬ل مادري بس شكلك غلط وانت واقف جذي‪..‬‬
‫لؤي وهو يحط يدينه في مخباته‪ :‬انا موو مسئول عن هالسوالف‪ ..‬والعمال يعرفون لشغلهم‪ ..‬آآآآه )باستغراب(‬
‫انتي وحدة من موظفات الستقبال ول سكرتيرة‪..‬؟؟‬
‫الصدمة كانت كبيرة على غزلن‪ :‬شنوووووو؟؟ اانا موظفة استقبال؟‬
‫لؤي‪ :‬اووه‪ ..‬يعني موظفة هني‪) ...‬ابتسم( تراج منورة المكان‬
‫وقفت غزلن وهي شادة على ظروسها‪ :‬انتبه لشغلك احسن لك‪..‬‬
‫لؤي شافها واهي تمشي عنه ووقفها‪ :‬وين رايحة‬
‫غلزلن اللي شوي وتكف لؤي‪ :‬شنو وين رايحة؟؟؟‬
‫لؤي وهو يتسند بخمول على الباب‪ :‬ل بس خلج هني ‪ ..‬اسولف وياج واتونس‪..‬اسمج غزلن صح‪..‬؟؟‬
‫غزلن وقفت وهي عاقدة ذراعاتها‪ :‬اي اسمي غزلن‪ ..‬بس بالنسبة لك‪ ..‬انســـة غزلن‪ ..‬سامع‪..‬‬

‫عطته نظرة مغرورة وراحت‪ ..‬ظل يناظرها وهوو مستغرب هالتصرف منها‪ ..‬الظاهر ان مرتبها اكثر من ما‬
‫تستحق من جذي شايفه روحها على الناس‪ ..‬حدج سكرتيرة يام الليف‪ ..‬لكن حلوة يالقهر‪ ..‬آآآآخ انها دخلت‬
‫بالي‪..‬‬

‫وتم واقف لؤي عند المكتب ال وفاظل ايي عنده وعرفه على طول‪..‬‬

‫قاضل‪ :‬لؤي؟؟‬
‫لؤي يلتفت له وابتسم‪ :‬هلااااااااااااا بالفضلي‪ ..‬هل بالغالي هلااا‪ ..‬شتسوي هني؟؟ تقااازل يالميهود؟‬
‫فاضل‪ :‬ههههههههههههههه انا اشتغل هني وين اغازل قالولك سوق شرق‪ ..‬اانت شتسوي هني؟؟‬
‫لؤي وهو يناظر الدرب اللي مشت عليه غزلن قبل شوي‪ :‬والله قبل شوي كنت اقازل‪ ..‬بس الحين مااكو‬
‫الصيدة راحت‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬اي والله هالمكتب يعورك راسك‪ ..‬كل وحدة احلى من الثانية‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬دامنك تشتغل هني تعرفها عيل‪.‬؟؟‬
‫فاضل بتفكير‪ :‬من ؟؟‬
‫لؤي وهو يقلد عليها‪ :‬تعطيك نظرات بعيونها خذي وتخز وشعرها ‪)...‬يمسح على ويهه بحسرى( اااه من‬
‫شعرها‪ ..‬اهو كافي للعذاب‪..‬؟‬
‫فاضل‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه يقطع بليسك يالمسكين انت‪ ...‬يالله انا بخليك مشغوووول‬
‫شوي‪..‬وينه اخوك ما ينشاف هني؟‬
‫استغرب لؤي‪ :‬اخوي؟؟ ليش؟؟‬
‫فاضل بحيرة‪ :‬ليش ما تدري ان اخوك يشتغل هني؟‬
‫لؤي الخداي‪ :‬ل والله ما دريت‪ ..‬آآآآآآآآه وانااقول هشام الكندي مو غريب السم علي‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬اهو معروف ببو زياد‪..‬‬
‫لؤي يتقرب من فاضل‪ :‬والله بيني وبينك مساعة تقول لي عنه السكرتيرة لكن انا طل كلش ماعرفته‪ ..‬لبو‬
‫زياد ول هشام‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه عادي انت من زمان مخدي مو توك‪..‬‬
‫لؤي يناظره بنظرة عتاب‪ :‬استح على ويهك‪ ..‬انا اكبر منك شلون تكلمني جذي‬
‫فاضل‪ :‬مسامحة يالجبير انت‪ ...‬يالله اشوفك على خير‬
‫لؤي‪ :‬في امان الله‪..‬‬
‫راح فاضل عن لؤي المحترق يبي يعرف وينها غزلن لكن ما عرف‪..‬‬

‫بعد ما كملت الغرفة كان لزم يروحون لغرفة الجتماعات يدخلون الكراسي‪ ..‬وبالصدفة كانت غزلن مارة من‬
‫هذاك الصوب وهي طالعة من مكتب نجاة‪ ..‬وشافت العمال في ويهها ووقفت في زاوية وهي منقرفة‪ ..‬راحت‬
‫عنهم وتوها بتدخل المكتب ال لؤي في ويهها وشوي تدعم فيه‪..‬‬

‫غزلن بتكبر‪ :‬ما تشوف؟؟ حاسب لجدامك؟‬


‫لؤي اللي تظايق من نبرتها‪ :‬انا هني واقف من زمان انتي اللي ما عندج ترافيك ليت‪ ..‬طقي بريك مرة ثانية‬
‫غزلن‪ :‬ها ها ها ‪ ..‬وايد خفيف‪ ..‬فارج يالعمي‪..‬‬

‫دخلت داخل المكتب وهي تطق جتف لؤي‪ ...‬اللي بدت شوي شوي تظايقه اكثر واكثر‪ ..‬ولؤي مو من العادة‬
‫انه يتظايق‪ ..‬لنها اذا تظايق تصير مصيبة‪..‬‬

‫يوقفها وهو جدام ويهها‪ :‬انا عمي ول انتي اللي حاطه ستارة على عينج من اللوان؟؟‬
‫غزلن وهي تفق عيونها‪ :‬شنهو؟؟؟ انت مينون ول صاحي‬
‫لؤي‪ :‬انا صاحي لكن انتي كشتج شكلها مو مخليتج تفكرين صح‪..‬‬
‫غزلن وهي تعلي صوتها‪ :‬اطلع بره ل سطرك الحين‬
‫لؤي‪ :‬ليش شايفتني دفتر ول ادري؟؟؟ انا ابي اعرف انتي ليش شايفة نفسج؟‬
‫غزلن وهي تتحرك من جدامه‪ :‬انا موووو محتاجة اني ابرر لك شي‪ ..‬ولو سمحت روح شوف شغلك‪..‬‬
‫لؤي وهو يتكلم بواطي حسه‪ :‬يلعن ذا الشكل ‪ ..‬حلوة ومغرورة‬
‫غزلن الي حست انه تكلم‪ :‬شقاعد تبربره على روحك؟؟‬
‫لؤي‪ :‬اقووول اني بخلي اخووي يفنشج من هني‪ ..‬انتي مو ويه سكرتاارية‪ ..‬ماكو اخلق ول حشيمة‬
‫غزلن وقفت وهي تضحك باستهزاء‪ :‬ومن اخوك ان شاء الله‪ ..‬السكيوريتي؟؟‬
‫لؤي وهو نافخ صدره‪ :‬اخوووي عمج‪ ...‬انا اخوي مساعد خلف الدخيلي لو ما تدرين!!‬

‫سكتت غزلن وهي مو مصدقه‪ ...‬اهي حست ان شكل هالصبي مألوف‪ ..‬مو لنه اخو مساعد‪ ..‬لنه يشبه شكل‬
‫مريم شوي‪ ...‬في نفس النظرات اللي بالعيون لكن ما تصورت انه اخو مساعد‬

‫غزلن بصوت واطي‪ :‬انت اخو مساعد؟‬


‫لؤي يلووي في المكتب مثل السد‪ :‬اي نعم‪ ..‬انا اخووه‪ ..‬علمج تخرعتي؟؟ اي معلوووم‪ ...‬الحين عرفتي‬
‫منصبج ومنصب اخووي‪ ..‬ترى عادي اخليه يعطيج فونيش هني‪) ..‬يبتسم( واعزمج على ورشتنا تشتغلين‬
‫معانا ‪ ..‬محتاجين لوحدة ترد على التلفون‪..‬‬
‫غزلن اللي كرهت هالشخص بصورة غير طبيعية‪ :..‬لو سمحت‪ ..‬أطلع بره‪..‬‬
‫لؤي يفق عيونه‪ :‬هي انتي‪ ....‬اقول لج اخووووي مساعد خلف الدخيلي‬
‫غزلن وهي تعلي صوتها‪ :‬وانا ابوي هشام الكندي شعندك؟؟‬

‫واااااااااال‪ ..‬صار ويه لؤي قد النقطة‪ ..‬الحين هذي بنت صاحب هالمكتب‪ ..‬وانا من مساعة للحين اتعافر وياها‬
‫مثل الفار والقطوو‪...‬‬

‫لكن قوي العين قوي عين‪ : ..‬والله تصدقين‪ ..‬ما دش في بالي انج سكرتيرة‪ ...‬لنج احلى من السكرتيرات‬
‫الجيكر‪ ..‬يا كايدتهم‬
‫غزلن‪ :‬انت صج ما تستحي‪ ..‬اشوف عرض اجتافك يالله‪..‬‬
‫لؤي وهو يستهبل‪ :‬ليش تبين تخيطين لي دشداش‪..‬‬
‫غزلن وهي شوي تفقد اعصابها‪ :‬روح شوف شغلك لااا اطلبك لك المن الحين‬
‫لؤي وهو يتجدم شوي وهو شبه المتوسل‪ :‬تكفين طلبتج‪ ..‬امي تبيني ‪ ..‬لتقطيني سجن‪ ..‬تكفين طلبتج‪...‬‬
‫)يمسك ذقنه( وهاللحية‪..‬‬
‫غزلن وهي قرفانه منه‪ :‬اطلع بره‪ ..‬اطــلع‪..‬‬
‫لؤي وهو يتوسل لها وهو طالع‪ :‬تكفين‪ ..‬انا عندي حرمة وعيال‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ما يخصني انقلع‬
‫لؤي وهو شبه اللي بيصيح‪ :‬واحد من عيالي مريض والثاني اخرس‪...‬‬
‫غزلن ‪:‬أوووووووووووووووووووه ربك كريم يالله ‪..‬‬
‫لؤي وهو واقف عند الباب‪ :‬تكفين ل تقطعين رزقي ترى مالها العنوود احد غيري )العنود الحرمة الملفقة(‬
‫غزلن وهي شوي بتبجي‪ :‬بس خلص اطلع ‪ ..‬ما بسوي فيك شي‪..‬‬
‫لؤي وهو يتظاهر بالفرحة‪ :‬صج والله‪ ..‬حلفي‬
‫غزلن وهي تعصب‪ :‬والله‪ ..‬والله ما بسوي فيك شي بس فااااااارج فارج‬
‫لؤي وهو فرحان‪ :‬يالله‪ ..‬يالله يوفجج ‪ ..‬ويبارج فيج‪ ..‬ويكبرج ويعرسج ويحليج مع انج حلوة‬

‫غزلن‪ :‬نعم؟؟؟؟؟ اطلع بره‪ ..‬بررررره‪..‬‬


‫لؤي‪ :‬ان شاء ان شاءالله طالع عمرج بس ل تعصبين‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬سكر الباب وراااك‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ان شاء ان شاء الله ‪ ..‬تامرين امر انتي‪..‬‬

‫طلع وسكر الباب وراه وظل واقف وهو ناقع من الضحك عليها ‪ ..‬صج انها برنامج والواحد يلعب بها يمين‬
‫وشمال‪ ..‬طل عليها من الجامة اللي في الباب‪ ..‬وهي كانت حاطه راسها بيدينها وهي تهزه من العوااار‪ ..‬ويوم‬
‫رفعته انصدمت بشوفته توها بترفع السماعة تتصل في المن ال لؤي فهم حركتها واشر لها انها تخلي السماعة‬
‫وهي تصرررخ بعالي صوتها‬

‫غزلن‪ :‬انقلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللع‬

‫على طول طار لؤي من عندها وهو يضحك من قلبه وماسك بطنه‪ ..‬والله انها برنامج‪ ..‬حبيتها يا ناس ول‬
‫تلوموووني في حبها‪ ..‬يا قلبي هالبنت والله‪..‬‬

‫اما غزلن اللي ظلت يدينها على ويهها فترة وهي تحس بالنار تسعر فيها‪ ..‬ما كان قاصرها ال هذا‪ ..‬كفايه انه‬
‫كريه‪ ..‬ل ويطلع بعد اخووو السبالة مريم‪ ...‬اللي سارقة قلب جراح وعقله‪ ..‬وحارمتها منه‪ ..‬ولسانه طووويل‬
‫بعد ول يستحي‪ ..‬خسارة انه مو موظف هني‪ ..‬جان خليت ابوي يجوووته جوووووت‪ ..‬خسارة بس‪..‬‬
‫===========================‬
‫اول القاعدين في هذيج الشقة كانت مريم‪ ..‬لنها اكثر وحدة نامت‪ ..‬خلت فاتن راقدة واول ما تحركت تقلبت‬
‫فاتن في السرير ونامت على عرضه‪ ..‬ناظرتها مريم وضحكت‪ ..‬طلعت من الدار وهي تفرك عيونها‪ ..‬توها‬
‫بتدخل الحمام ال كان مفجوج واخوها كان هناك يحلق‪..‬‬

‫مريم وهي تتثاوب‪ :‬صباااااااااااااااااااااااااااااح الخير‪..‬‬


‫مساعد التفت لها ‪ :‬صباح النووور‪...‬‬

‫كان خده مترووس كريم وهو يحلقه بعيون ظيجة‪ ..‬مريم وهي واقفة وشوي تنام على الباب‪..‬‬

‫مساعد انتبه لها وضحك‪ :‬ليش قاعدة؟؟ روحي كملي نوووم؟‬


‫مريم‪ :‬هاذي مرتك ما تخلي احد ينام‪ ..‬خبري براسها يم راسي‪ ..‬قعدت لها ال راسها عند ريلي‪ ..‬تمللل‪..‬‬
‫مساعد بصوت واطي‪ :‬فديتها‪..‬‬
‫مريم تفج عين وعين‪ :‬فديتها؟؟؟‬
‫مساعد وكانه ما تكلم‪ :‬فديتي منوو؟‬
‫مريم وهي تتجتف‪ :‬على ماما يا بابا؟؟؟ بتطووول سعووود‬
‫ياخذ شويه ماي ويرشه على ويهها‪ :‬ل تقولين لي سعووود‬
‫مريم وهي معصبه‪ :‬ل تطشر علي مااااي‪..‬‬
‫مساعد وهو يضحك ويحلق‪ :‬هههههههه قطوة ما تحبين الماي‪..‬‬
‫مريم وهي تفج عيونها بفكرة‪ :‬مساعد ليش ما تاخذ لي قطوة‬

‫ما رد عليها‪ ..‬رماها بنظرة استهزاء وكمل‪..‬‬

‫مريم‪hey you man I'm talking to you :‬‬


‫مساعد‪ :‬انتي ولبج على روووحج )يطق المووس بالماي( بعد قطوة؟؟‬
‫مريم وهي تترجا‪ :‬تكفى تكفى مساعد‪ ..‬صدقني بيكون خبرة لي في المستقبل‬
‫مساعد بحيرة‪ :‬ليش؟؟ بتشتغلين مدربة للقطاو ههههههههههههه‬
‫ضربته على زنده‪ :‬هيهيهي‪ ..‬ويا هالويه‪ ..‬ل بس‪ ..‬بعتني فيهم وبحاسب لهم عشا نبعدين )بحيا( ل يبت عيااال‬
‫اقدر اتحمل فيهم واتكفل بهم‪..‬‬
‫مساعد بنظرة جانبية‪ :‬توج صغيرة على هالسوالف‪ ..‬خلج عنها انتي مو محتاجة لها‬
‫ال بصوت فاتن وهي واقفه عند باب دارها اللي يطل مباشرة على الحمام‪ :...‬انا كبرها وكاني متزوجة‪) ...‬تاشر‬
‫بصبعها للدبله اللي فيها(‬
‫ناظرها مساعد بنظرة حازمة‪ ...‬لكن في قراره نفسه كان وده لو يروح ويعطيها قبلة الصباح لن شكلها كان‬
‫جنان‪ ..‬شعرها متشربك من النووم وملحة عيونها من الصبح ترجف اي قلب‪ ..‬سكت وهوو يكمل حلقه‬
‫نفسه ‪ ..‬بعد عيونه لنه لو ناظرها اكثر جان ذاب جدامها‪..‬‬

‫زلت اي والله‪ ..‬الحين فاتن عبد الله الياسي تسكتك يا الدخيلي والله هزلت‬
‫مريم وهي تضرب بريلها‪ :‬هُ ِ‬
‫مساعد بنظرة غرور وفاتن تنتظر منه كله‪ ..‬رماها بنظرة ورد للحلقة‪ :‬فاتن وضعها غير عن وضعج‬
‫فاتن تستفسر وهي تتسند على الباب‪ :‬شلون غير‬

‫ارتجفت يده ذيج اللحظة وشوي كان يجرح نفسه‪ ..‬ثبت نفسه وهو مسكر عيونه‪ ..‬حست مريم ان مساعد بدى‬
‫يعصب وطالعت فاتن باستفهام لكن فاتن ما اهتمت‪ ..‬وتمت تراقبه‪...‬‬

‫ما كمل باقي اللحية وخلها ‪ ..‬تم يشطف ويهه بالماي وسحب الفوطة ينظف ويهه وهو يناظر روحه‪ ..‬شاف‬
‫انه بالفعل جرح نفسه وكاهو الجرح بسيط‪ ..‬لكن ‪ ...‬الله يسامح اللي كان السبب‪...‬‬

‫وقف بين الثنتين وكل شوي يناظرهم‪ :‬زهبووو حالكم لننا بعد جم ساعة بنطلع‪..‬‬
‫مريم‪ :‬وين بنروووح؟؟‬
‫مساعد‪ :‬مادري‪ ..‬نتمشى شوي‪ ..‬ونتشرى اغراض ‪ ..‬انا ادري ان نوروو طلبت منججج الف شغله‪..‬‬
‫مريم بصدمة‪ :‬شدراك؟‬
‫مساعد وهو يدخل يمر من عند فاتن حتى ما رماها بنظرة واهي بالمثل‪ :..‬لنها تستحي تقول لي اي شي‪..‬‬

‫دخل داره وما سكر الباب‪ ..‬وظلت فاتن تناظر مريم وكانها تقول لها‪ ..‬شفتي شلون‪ ...‬مريم تطل براسها عند‬
‫دار مساعد تشوف جانه يطالعهم ول لء‪ ..‬وتقدمت بهدوء من فاتن وهي تدوس على صروال البيجاما الطويلة‪..‬‬

‫مريم بهمس‪ :‬شـفيه تخزبق يوم شافج؟‬


‫فاتن وهي تبتسم من القهر‪ :‬والله يمكن انا غولة ول ادري؟؟‬
‫مريم تطقها على ذرااعها‪ :‬بسج من المأساويه سندريل‪) ..‬تعمز لها( يالله نغسل ويههنا؟؟‬
‫ضحكت فاتن على مريم اللي دخلت الحمام وتوها بتحلقها ال مساعد طلع من الغرفة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن ‪..‬‬


‫التفتت له وهي على ضحكتها ويا مريم‪ :‬هل‪...‬‬
‫الرتباك نفسه رد لمساعد‪ :‬تعالي شوي لو سمحتي‪..‬‬
‫فاتن بطاعة‪ :‬ان شاءالله‪..‬‬

‫دخل مساعدالدار ومريم كانت تناظر فاتن وتاشر لها )شصاير( لكن فاتن ما عرفت شنو‪ ...‬وراحت ودخلت‬
‫ورى مساعد الدار‪ ..‬مريم سكرت باب الحمام وفاتن طقت باب دار مساعد‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬حياج تعالي‬

‫دخلت فاتن وشافت رتابة الغرفة‪ ...‬ال من الفوطة اللي كانت على الكرسي‪ ..‬كان قاعد عند طرف الكرسي‬
‫وهو يأشر براسه لها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬تعالي هني شوي‪..‬‬

‫راحت فاتن بهدوء وقعدت عند الكرسي اللي كان مجابله‪ ...‬وهو كان قاعد يحوس في جنطه صغيره عنده‪...‬‬
‫طلع منها جم بطاقة واوراق واشياء ثانية‪..‬‬

‫يمد الوراق لها‪ :‬هاج‪...‬‬


‫فاتن امسكتهم وهي مستغربة‪ :‬شنو هذول؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬شويه اغراض‪ ..‬بطاقة بنك‪ ..‬واوراق حساب مصرفي انا سويته لج‪ ..‬عشان كل ما احتجتي‪..‬‬
‫عشان تكون عندج سيولة ‪ ..‬بدل بطاقات الئتمان‪..‬‬
‫فاتن الي شكلها ارتاحت لهالفكرة‪ :‬زين لني مليتهم‪..‬‬
‫ابتسم مساعد‪ :‬احد يمل من بطاقات الئتمان‪ ..‬انا بالغلط عطيت مريم ونورة مرة البطاقة‪ ..‬ردوو لي بفاتوة‬
‫ول فاتورة بنت الملك‪ ..‬ههههههههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬ههههه‪ ..‬مريم ونورة حبهم التشري‪ ..‬لكن انا ما تعودت على هالشي‪..‬‬
‫مساعد يناظرها بهدوء‪ ..‬نزل عيونه عنها وهو يعض على شفاته‪ :‬بس خلص‪...‬‬
‫حست فاتن بكلمته هذي جنه طردها‪ ..‬فقامت على طولها وتوها بتطلع‪ ....‬ال تذكرت جورج المسكين ويا‬
‫ميشيل والتفتت لمساعد‬

‫فاتن‪ :‬مساعد؟ جورج المسيجين ويا حرمته ما يدروون عن سالفة رحلتكم‪...‬‬


‫مساعد وهو يهز راسه‪ :‬ليش؟؟؟ اهم كانو وياج‬
‫فاتن‪ :‬اول بأول‪ ..‬ماخلوني والله‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اصيل هالجورج والله‪ ..‬ول يهمج‪ ..‬انا بسبقكم بالطلعة‪ ..‬بروح له اشوفه انتو تزهبوو وارد لكم‪..‬‬
‫فاتن بابتسامة‪ :‬جبر الله بخاطرك‪..‬‬
‫كلمة كبيرة بحق مساعد من فاتن‪ : ...‬وخاطرج ‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن له وهي تحس بشعور غريب يمر فيها‪ ..‬ويهه وملمحه وهدوئه ورزانته اكثر من استحمالها‪...‬‬
‫طلعت من الدار ودخلت دارها وهي تتفس الصعداء‪..‬‬

‫اما مساعد ظل قاعد وهو يتذكرها‪ ..‬ريحتها وصلته يوم قعدت يمه‪ ..‬وما قدر يخلص وياها السوالف لن تاثيرها‬
‫عليه اكثر من استحماله‪ ..‬مساعد تعدى مرحلة انه يطالع فاتن ويسكت‪ ..‬الحين مشاعره الملتهبة تجاه هالبنت‬
‫صارت ثائرة فيه وما تتحمل شوفتها بكل هدوء ‪ ..‬لذا كل ما تجاهلها يكون احسن له مع ان حتى تجاهلها يسبب‬
‫له اكبر جرووح‪ ..‬لكن ما يقدر‪ .‬لزم يتحمل غيابها عنه عشان ماا يرتكب شي اهوو مو مستعد له‪..‬‬

‫أما فاتن اللي ظلت في الغرفة وهي قاعدة عند الدريسر وماسكة البطاقات تناظرهم‪ ..‬بكل عفوية سحبتها‬
‫لعند خشمها تشمها‪ ..‬يمكن فيها من ريحة مساعد‪ ..‬لكن‪ ..‬كانو عاديات‪ ..‬وعضت على شفاتها لنها نست تطلع‬
‫عطره ما بعد الحلقة‪ ..‬كان اهوو الشي الوحيد اللي يخليها تسترجع المان اللي يغيب عنها طول اليوم‪ ..‬فديت‬
‫ريحته‪ ..‬وفديت طلته وشوفته‪..‬‬

‫رددتها بينها وبين نفسها من غير اي استحاء‪ ..‬لن هالريال خلص صار جزء منها لووو محته من هالزمن تظل‬
‫اجزائها تنشد اليه‪...‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ردوا العمال ويا لؤي من المكتب بعد فترة طويلة‪ ..‬بس جراح ما حس للوقت لنه كان منشغل زيادة عن‬
‫اللزوووم‪ ..‬واول ما وصلووو راحو العمال عند المكاين ولؤي دخل على جراح والنظارة على عيونه‪ ..‬جراح ما‬
‫رفع عيونه بس حس لوجوده‪ ..‬ومرة وحدة‬

‫لؤي بصوت واطي‪ :‬احبــــها‪..‬‬


‫رفع راسه جراح بتعجب‪ ...‬وشاف لؤي اللي كان قاعد وعيونه مغطيه‪ ..‬وشكله غريب‪ :..‬تحب من؟؟‬
‫لؤي‪ :‬غزلاان‪..‬‬
‫انصدم جراح‪ :‬شعرفك فيها؟؟‬
‫لؤي وهو يناظر جراح ‪ :‬شفتها هناك في المكتب‪ ...‬جراح‪ ..‬أحبها‪..‬‬
‫جراح وهو مو مستوعب‪ :‬شلوون تحبها؟؟ وشلون شفتها‪ ..‬قول لي السالفة‬
‫لؤي وهو يناظر الفراغ كان الموقف يتكرر جدامه ويمثله جدام جراح‪ :‬كنت واقف ويا هالموظفة الستقبال الي‬
‫عندها احلى ظروووس‪ ..‬يات من وراي‪ ..‬التفت لها وانا اضحك‪ ..‬طارت الضحكة وتبققت عيوني‪ ..‬و‪ ...‬حبيتها‪...‬‬
‫جراح وهو يناظره بحالمية‪ :‬وبعدين؟؟؟‬
‫لؤي وهويرفع النظارة‪ :‬جراح‪ ..‬انا هذي لزم اتزوجها‪..‬‬

‫جراح وهو يضحك ويرجع للوراق‪ ..‬وما تكلم ول قال ول كلمه‪...‬‬

‫لؤي يناظره‪ :‬ما سمعتني شقلت؟؟‬


‫جراح‪ :‬شقلت؟‬
‫لؤي ‪ :‬ابي اتزوجها‪....‬‬
‫جراح وهو يضحك‪ :‬ههههه‪ ..‬انت ان جان على الزواج تبي تتزوج كل يوم بنت‪...‬‬
‫لؤي بجدية‪ :‬جراح‪ ..‬طالعني بعيوني وانا اتحجى معاك‪..‬‬

‫رفع عيونه جراح وشاف شكل لؤي الجدي‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬جراح‪ ..‬انا من صجي‪ ...‬هالبنت عفست حياتي فيوم واحد‪..‬‬


‫جراح‪ :‬لؤي‪ ..‬انا مو توني اعرفك‪ ..‬خابزك وعاينك لو تبي بعد‪ ..‬انت ما تحبها ول شي‪ ..‬انت معجب فيها‬
‫لؤي‪ :‬تتكلم كانك تعرف لمشاعري واللي بداخلي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل‪ ..‬اتكلم لني اعرف هالبنت واعرف شلون شكلها‪ ..‬جذابه وحلوة وجمالها رباني‪ ..‬لكن‪ ..‬ماهي من‬
‫صنفك‪..‬‬
‫لؤي وهو يستهتر‪ :‬صنفي؟؟ ليش يعني شايفني من طايفة البلبل ول ادري؟‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههه ل‪ ..‬مو بلبل‪ ..‬لكن اهي ما تناسبك‪ ..‬انت قلبك طيب‪ ..‬اما اهي‪....‬‬
‫سكت جراح ونزل عيونه للوراق واستحثه لؤي‪ :‬اهي شنو؟؟؟ شكلك خابرها زين؟؟؟‬
‫جراح‪ :‬ل خابرها ولشي‪ ..‬هالبنت وايد مدللة ابوها‪..‬اللي اهي تبيه اييها‪ ..‬وشوي دليعة وفيها خبال‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬آآآآآآآآآآه‪ ...‬يعني مثلي‪ ..‬ل ل‪ ..‬هذي اهي شريجت حياتي‪ ..‬انا ادري‪ ..‬احس بهالشي‪ ..‬ما تقدر تمنعني‪..‬‬
‫جراح وهو يستند على الكرسي‪ :‬وانا ما بمنعك‪...‬‬
‫لؤي وهو واقف‪ :‬تدري‪ ..‬انا هذي بتزوجها‪ ..‬برضاها غصب عنها‪ ..‬بتزوجها‪..‬‬

‫راح لؤي وجراح بدى يفكر فيه‪ ..‬لكن ما عليه خوف‪ ..‬باجر بشوووف بنت ثانية وبيقول نفس الشي‪ ..‬لكن شي‬
‫في شكل لؤي خله يخاف شوي‪ ..‬غزلن كلش ما تناسب لؤي ول يظن ان لؤي يناسبها‪ ..‬اهو طبعه حساس‬
‫ورقيق قلبه على كونه ريال‪ ..‬غير عن مساعد‪ ..‬خبل وما يفهم وايد بهالمور‪ ..‬وغزلن كريهة ولزقة ودليعة‬
‫ومدللة ابوها‪ ..‬الله يعينك يا لؤي على بلواك جان صج حبيتها‪..‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫وقف خالد عند باب المدرسة ينتظر مناير وسماهر يطلعووون‪ ...‬من بعد ما راح لم جراح اللي شببت السيارة‬
‫وسوت له جم حركة تحفظها عن العين‪ ..‬مع انه للحين ما سجلها ول سوى فيها اي شي‪ ..‬لكنه من الخضة‬
‫عليها ما فكر بهالشي ال يوم وصل عند المدرسة‪ ..‬اما اليوم بيخلي منوور تصفق براسها من الوناسة‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬يوم طلعت مناير وسماهر وبشاير من المدرسة راحو عند سيارة ام بدر اللي اهي ام سماهر‪ ..‬لكن‬
‫الللي كان واقف مجابل سيارة ام بدر طق هرن لمناير اللي انتبهت له من شدة الصوت‪ ..‬وتمت تبحلق شوي‬
‫اللي في السيارة وطلع راسه خالد‪...‬‬

‫خالد يصوت عليها‪ :‬منوور تعالي‪..‬‬


‫سماهر‪ :‬منور؟؟ هذا خالد ولد خالتج؟‬
‫مناير وهي تروح صوبه‪ :‬اي هو‪ ..‬يالله بخليج‪..‬‬
‫سماهر بعصبية‪ :‬ما بتردين ويانا‬
‫مناير‪ :‬اوووف عليج ما تشوفينه واقف هني‪ ..‬ل تزحرين بلياااي نطريني بيييج اليوم‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬وعد‪...‬‬
‫مناير‪ :‬اوكييييي وعد‪..‬‬

‫راحت مناير عند خالد ‪ ..‬وعند خالد يعني عند ويهه‪ :..‬انت شتسوي هني؟؟‬
‫خالد‪ :‬اقازلج يالحلوة‪ ..‬ممكن الرقم ‪) ..‬يبتسم لها(‬
‫مناير تتدلع‪ :‬ل والله للحين ما شريت لي تلفوون هههههههههه‬
‫خالد‪ :‬عيل ما منج فايدة‪ ...‬شرايج في السيارة‬
‫مناير‪ :‬حدها وااااو‪ ...‬لكن حق منووو؟‬
‫خالد‪ :‬حق يدتي ام عبد الله‪ ..‬حقي انا بعد حق منوو‬
‫مناير بفرح‪ :‬صجججججججججججججججججججججججج والله؟؟‬
‫خالد يقلد عليها‪ :‬اي صججججججججججج‪..‬‬
‫مناير وهي تركب السيارة بحماااس وصفقت الباب بقوة‪ :‬يالله خلووود فرررني فرر اليوم‬
‫خالد‪ :‬شوي شوي على الباب يالميهودة‪ ..‬بتكسرينه بلعااانتج‬
‫مناير‪ :‬وااي‪ ..‬سوري سوري خلود بس السيارة وايد كشخة‪ ..‬ما توقعت ان اخوووي بتصير عنده سيارة جذي؟‬
‫خالد بنظرة‪ :‬اخووج؟؟ الحين صرت اخوووج‬
‫مناير اللي انحرجت‪ :‬يالله عاد انت اخوووي من شافت عيوني هالدنيا‪..‬‬
‫خالد‪ :‬يا عمري والله منووور‬
‫مناير بفرح‪ :‬شرايك نرووح ناخذ سمووي؟ظ‬
‫خالد يمسك على قلبه‪ :‬من صجج انتي بس‪ ..‬ااااخ‪ ..‬دستي على العوووق‪ .‬لو ادري بس متى تيي من‬
‫المدرسة؟‬
‫مناير بتفكير‪ :‬اهي دوامهم اطول من دوامنا بشي‪ ...‬ساعتين؟؟‬
‫خالد يبتسم بمرح‪ :‬عيل ول يهمج‪ ..‬نرووح انتفرررر اليوم قد ما تبين لمن تعمى عيوونج‬
‫مناير‪ :‬واااااااي اوف ان عيني بتعمى‪..‬‬
‫انتبه لشعرها ومسكه خالد‪ :‬جم مرة قلت لج تحجبي منووووووور؟‬
‫مناير‪ :‬اوووووووف بس والله خلص توووبه انت طلعني كل يوم والله بلبس حجااب‪..‬‬
‫خالد وهو يفج شعرها‪ :‬اوكي عيل‪ ..‬اناكل يوووم بيييج وباخذج بجم فرة جذي عشان بس تتحجبيين‪..‬‬
‫مناير وهي تمسد البقعة اللي شدها خالد‪ :‬يعل عدوينك المرض‪ ..‬اللي يقولون عشان بتفررررني عشان كل‬
‫يوووم اتييب سمااء‪..‬‬
‫خالد‪ :‬عمتج وانتي عبدتها سامعة‬
‫مناير‪ :‬يالله سووووووووووووق‪..‬‬
‫لكن اللي ما يعرفونه هالثنين ان سماء اليوم ما راحت المدرسة‪ ..‬طريحة الفراش سندريل للصخونة اللي‬
‫صابتها‪ ..‬حتى ام جراح اللي قاعدة في بيتها اللي ما يفرق عن بيتهم مسافة دقيقة‪ ..‬لن بالعادة لو سماء تغيب‬
‫اتيي لم جراح تقعد وياها‪ ..‬لكن اهي اليوم ما ياتها‪ ..‬وظنت ام جراااح انها بالمدرسة‪..‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫مشعل كان عندها وحاط الثرمومتر الكهربائي في اذنها يجيس حرارتها‪ ..‬كانت لحيته غامجة وتحت عيونه‬
‫السواد والضعف باين عليه‪ ..‬لكن حلااة عيونه للحين على حالها‪ ..‬تهبل اللي ما ينهبل‪ ..‬وهذا اللي مر في بال‬
‫سماء على مرضها‪..‬‬

‫سحب الثرمومتر وشاف حرارتها انها زايدة بدرجة‪ :..‬يبيلج تروحين المستشفى‪..‬‬
‫سماء وهي تتحرك بتعب في السرير‪ :‬مابي‪...‬‬
‫يبتسم لها بحنيه ويمسك على جبينها‪ :‬لزم تروحين‪ ..‬درجة حرارتج شوي مرتفعة‬
‫سماء‪ :‬انت بروحك قلتها‪ ...‬شوي‪ ...‬بتروح باجر‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬انتي ليش عنيدة؟‬
‫سماء وهي تتحاشى النظر له‪ :‬كيفي‪..‬‬
‫مسك ذقنها وناظرها بعيونه‪ :‬سماء‪ ...‬شفيج علي؟‬
‫سماء تناظره بحزن وتكابد‪ :‬ل ما فيني شي‪ ...‬ليش انت حاس بشي؟‬
‫مشعل‪ :‬ماحسج سماء اللي اعرفها‪..‬‬
‫سماء بسخرية‪ :‬شدعوة يعني انت مشعل اللي اعرفه‬
‫تعجب‪ :‬شقصدج؟‬
‫سماء وهي تتحرك في السرير‪ :‬ول شي‪..‬انا برقد‪...‬‬

‫ما تكلم مشعل ول قال شي‪ ..‬اهي عطته ظهرها وسكرت عيونها متظاهرة بالنوم‪ ...‬ظل مشعل قاعد وهو‬
‫يفكر في سماء‪ ..‬وفي تغيرها معاه ‪ ..‬وكلمتها اللي قبل شوي‪ ..‬واهي الثانية حست باللوم في قلبها يضربه‬
‫ضرب بالدقات‪ ...‬فلفت راسها لخوها‪ ...‬شافته منجس راسه وهو يفكر‪..‬‬

‫سماء بصوت حنون‪ :‬مو قصدي‪....‬‬


‫رفع عيونه لها بحزن‪ ...:‬ول انا‪...‬‬

‫حست انها العلمة لحديث‪ ..‬العلمة انها بتسمع منه شي من بعد اعتزاله الكبير‪..‬‬

‫سماء‪ :‬مشعل؟؟؟ انت ليش صرت جذي؟‬


‫مشعل وهو يتنهد بحرقة‪ ... :‬شلون جذي؟‬
‫سماء والدمعة خانتها‪ ...‬مجرد فكرة الكلم ويا اخوها تسليها وتجبر بخاطرها‪ :‬تغيرت‪ ..‬ودومك بدارك ول‬
‫بالكاراج‪ ..‬ما اشوفك ول اقعد وياك‪...‬‬
‫مشعل وهو يبتسم بألم‪ :‬شتبيني اسوي سماء؟؟؟‬
‫سماء‪ :‬يعني انا ما عليه متعودة على التجاهل‪ ...‬لكن حتى دراستك خليتها وانت متفوق‪ ..‬وشكلك تغير‪..‬‬
‫والسواد مغطي عيونك‪).....‬بعد تفكير( كل هذا بسبب فاتن؟‬

‫السم كان مثير للجلبة في نفس مشعل لدرجة انه رفع عيونه لسمااء وكانه يستنكره‪ ..‬اسم يتردد صداه في‬
‫عمق نفسه‪ ..‬لكن ما يتجرأ انه يلفظه بقوة عشان ل تسمعه اذنه‪...‬‬

‫مشعل وهو يهدي من نفسه‪ :‬رقدي سماء‪ ..‬انتي تعبانة‪ ..‬واذا ماااا صرتي احسن باخذج المستشفى ) وابتسامة‬
‫حنونة( عشان تعرفين اني مااتجاهلج‪...‬‬

‫استسلمت سمااء‪ ..‬بهالسرعة غير السالفة‪ ..‬بانت الدموع في عيونه وتمنت لو انه يبجي ويعبر عن نفسه‪..‬‬
‫لكن لء‪ ..‬مستحيل اييها هالشي منه‪ ..‬انغلق على نفسه وما عاد يهتم بالدنيا ول شي فيها‪ ..‬فاتن راحت ويمكن‬
‫تعيش حياتها احسن منه‪ ..‬لكن اهوو‪ ..‬نفس ما اهوو‪..‬‬

‫طلع مشعل من الدار وهو يمسح عيونه‪ ...‬تركت سماء في نفسه اكبر فاجعة‪ ..‬اسم فاتن اللي من زمان ما‬
‫سمع لسان احد يتفوه به‪ ..‬دخل داره وهوو يسكر الباب ويقفله ما ورى ول ليت‪ ..‬وراح عند السرير‪ ..‬وعند‬
‫الصور اللي كانت منشورة عليه‪ ...‬صور كان مشغول فيها قبل جم يوم‪ ..‬البوم لقاه في كاراج بيت بو جراح‪..‬‬
‫ولقى فيه جم صورة وجم حاجة لفاتن يوم كانت صغيرة‪ ..‬جمع الشتات واحتفظ فيه لنفسه‪ ...‬ووحدة من‬
‫الصور كانت لفاتن وهي كبيرة‪ ..‬ما كان عليها حجاب لكن هذا الشي ما هم مشعل وايد‪ ..‬كانت نظرتها في‬
‫الصورة نظرتها في الحياةالعادية‪ ..‬اهي كانت تظن ان نظراتها بسيطة وهينة مثل كل الناس‪ ..‬لكن لء‪ ..‬فاتن‬
‫كانت تحمل معنى بكل نظرة‪ ..‬وهذا اللي خبله عليها‪ ...‬بهالصورة كانت تناظر اللي يصورها بهالنظرة العادية‬
‫والبتسامة الخفيفة على شفايفها‪ ..‬وخدينها الناعمين بطياته الخمرية‪ ..‬وانتحب مشعل‪ ..‬ضم صورة فاتن‬
‫لصدره وهو يبجي من حر قلبه‪ ..‬لزقها لدرجه انه تمنى لو انها تتغلغل داخل صدره عشان تظل وياه فكل مكان‬
‫يروحله‪..‬‬

‫مشعل بصوت باكي وخفيف‪ :‬اكرهك‪ ...‬اكرهك‪ ...‬قد ما حبيتها اكرهك‪ ...‬اكرررهكك‪...‬‬

‫واستمرت انتحابته ‪ ..‬وما زالت النزعة في قلبه تزيد وتزيد‪ ..‬كل ما يشوووف شي من عند فاتن تقوى الرغبة‪..‬‬
‫اكتفى من الخسارة‪ ..‬صار الوقت ان مساعد يخسر بعد مثل ما هو خسر‪ ..‬ما يدري ان مساعد عاش بالحرمان‬
‫مدة اطول منه‪ ..‬ان جان اهوو خسر بنت قدر انه يتصل وياها فترة زمنية محدودة‪ ..‬فمساعد عاش اكثر من‬
‫خمس سنوات بحب عالية وهي على قيد الحياة‪..‬‬

‫ما يدري انه بفكرته الخطيرة بيذبح اخر المشاعر في مساعد‪ ..‬انه بينهي اي رغبة بالحياة فيه‪ ..‬فبعد نووور‬
‫الحياة اللي نبع له في ويه فاتن‪ ..‬يمكن يعيش مساعد بظلمة الحياة لمن يموووت‪..‬‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫على طلب فاتن راح مساعد لجورج في بيته‪ ..‬وظل ينتظر جواب من احد‪ ..‬ويوم انفتح الباب وشافه جورج‬
‫انصدم‪ ..‬وعلى طول اخذه بالحضان ومساعد يضحك له‪ ..‬ماصدق جورج وميشيل بالمثل‪ ..‬وظل وياهم مشعل‬
‫لفترة من الزمن وهوو يشرح لهم اللي صار بالضبط وتسائل جورج مثل اللي تسائلت عنه فاتن واضطر انه‬
‫يجذب‪ ..‬مو يجذب‪ ..‬ولكن يقول شي مغاير عن الحقيقة المعرووفة‪ ..‬والحمد لله تقبلها جورج لنه كان افرح‬
‫من انه يجذب مساعد‪ ..‬وبالنهاية طلع مساعد من عندهم وهو متوجه لفاتن ومريم عشان ياخذهم وياه‪...‬‬

‫وصل للشقة وفج الباب‪ ..‬دخل وما لقى احد بالصالة‪ ..‬اكيد بالغرفة‪ ..‬راح عند غرفة البنات ولقا فاتن واقفة‬
‫وهي تستعرض الملبس عند مريم اللي للحين بالبيجاما‪ ..‬كانت فاتن واقفة وعليها قميص وردي وتنورة حليبيه‬
‫قصيرة من جدام وتطول من ورى‪ ..‬وما عليها شي عند قدمها الناعمة‪ ..‬مثل البالرينا‪..‬‬

‫يوم شافته مريم‪ :‬اوووووووه متطفل عندنا‪ ..‬شتبي رووح خلنا نتجهز؟‬
‫مساعد يتظاهر بالعصبية‪ :‬الحين مخلكم ساعة وشي عشان تتجهزون واخر شي بعدكم مثل الشي‪..‬‬
‫ظلت فاتن واقفة مثل المجرمة ومريم اللي ترد على مساعد‪ :‬شفيك هذي اميركا مو الكويت يالله هيله هيله‬
‫نلبس‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يالله مريم بسرعة تلبسي انتي وياها ل تأخرونا‪ ..‬ترى اذا حضر الذان ماكووو طلعة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يالله عاااااااد عندي وايد مشاوير هني‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬كيفج عااد انا قلت لج‪...‬‬

‫وطلع مساعد من الغرفة ومريم زفررررررررت‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ليش تزفرين صح كلمه‬


‫مريم‪ :‬يالله عادانتي الثانية ريلج يعني كلمه صح؟‬
‫فاتن وهي ترمي مريم بالمخده‪ :‬ل مو جذي‪ ..‬لن كلمه صح‪ ..‬ساعة وانتي مو راضية عن شي البسه‪ ..‬عاد انا‬
‫اللي اهتم لج‬
‫مريم وهي تضرب على صدرها‪ :‬انا يالخايسة‪..‬‬

‫ضحكت فاتن على مريم وتنازعو الثنتين وبسرعة تمو يتلبسون‪ ...‬ومساعد اللي دخل داره فج الجنطه اللي ما‬
‫طلع منها شي‪..‬طلع منها جاكيت وتي شرت هاي نيك اخضر غامق‪ ..‬وبانطلون كاكي شامواا‪ ..‬راح عند الخزانه‬
‫وهو يحمل الملبس يعلقها ‪ ..‬واول ما فتح الخزانة شاف ملبس معلقة فيها‪ ...‬تقرب منها وهو منصدم من‬
‫هالملبس‪ ..‬ملبس بنات‪ ..‬وويوم وصلته ريحتها‪ ..‬عرف لمن‪ ..‬هذي ملبس فاتن لن ريحتها معروفة وتنشب‬
‫بالملبس كلها‪ ..‬قرب بدله من البدلت لويهه وتم يشمها‪ ..‬فكر باستغراب‪ ..‬شتسوي ملبس فاتن في خزانته‬
‫اذا هي نايمة في الغرفةالثانية؟؟ كانت تنام بداري يوم انا مسافر؟؟ ولاا ملبسها فاظت واستخدمت‬
‫هالخزانة‪..‬‬

‫يالله بدت سلسلة يديدة من التساؤلت في بال مساعد عن هالوضع‪ ..‬لكن لبس ملبسه بسرعه‪ ..‬عشان ما‬
‫يتأخروون‪ ..‬وطلع من الدار وهو حامل العطر وتعطر بالصالة وكانت مريم وفاتن واقفات وهم عاقدات‬
‫ذراعاتهم عند صدروهم‪ ..‬يازعم كانو ينتظرووونه فترة عشان يجهز‪..‬‬

‫ابتسم في ويووهم‪ :‬الله‪ ..‬شهالزين‪ ..‬وحدة وما نقدر عليها هم ثنتين‪ ..‬ل صراحة انا ماقدر اطلع وياكم جذي‬

‫مريم اللي كانت بدلتها باللون السود والبيض تجدمت منه‪ :‬شووف‪ .‬ترى ان جرب اذان الظهر ماكووو طلعة‬
‫سامع؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههه انتي يام لساااان‪) ..‬ناظر فاتن وشافها مثل الوردة باللون البيض والوردي‪..‬‬
‫الوانها المفضلة ‪ ..‬وبهاللحظة‪ ..‬الوانه المفضلة( ‪ ..‬محلوة ‪..‬‬
‫استحت‪ :‬عيونك الحلوة‪..‬‬
‫مريم اللي حبت شوي تحرج فاتن‪ :‬والله يبا غصبن عنج‪ ..‬ترى مساعد مو بس عيونه الحلوة بكبره حلوو‪..‬‬
‫فاتن وهي ترفع حاجب‪ :‬شقصدج يعني؟‬
‫مريم‪ :‬قصدي واظح )وهي تنفخ صدرها( تحمدين ربج لن ريلج اخوي الجميل‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬سرى المفعووول كالسحر‪ ..‬وكاهي فاتن منصبه باللون الحمر من الحيااا‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬هههههههه خلونا من هالحجي ويالله نطلع‪...‬‬

‫مشى عنهم وراح عند الباب ومشت مريم وراه ولحقتها فاتن وما سمع مساعد منها ال صرخة‪..‬‬

‫التفتت لمريم‪ :‬علااامج؟‬


‫مريم اللي تمسح على ذراعها‪ :‬ول شي ولشي‪) ....‬تكلم فاتن بهمس( يالحيوانة‪!!.‬‬
‫فاتن وهي تبتسم بمرح‪ :‬يالله نرووح؟؟‬
‫‪------------------------------‬‬
‫نقع خالد ويا مناير عند المدرسة‪ ..‬طلعووو كل الطلب وركبوو ويا أهاليهم وسايق بيت النهيدي ما بين‪ ..‬خالد‬
‫شوي ويكسر السكان وهو يضرب عليه‪ ..‬وينها يعني؟؟ معقولة طلعت من المدرسة‪ ..‬انزين انا ماظلت بنت ما‬
‫بققت فيها اليوم وما شفت سماء بينهم ‪ ..‬وينها هالسحليا؟؟‬

‫مناير‪ :‬خلنا نرد البيت شكلها اليوم ما راحت المدرسة‬


‫خالد وهو منقهر‪ :‬انا محلف عليها المدرسة ماا تفارجها‪ ..‬معقولة كسرت بحلفتي وغابت؟‬
‫مناير‪ :‬عاد انت‪ ..‬اممممف عليك‪ ..‬يمكن مريضة البنية حايشها شي وانت على طول حلفتي وحلفتي؟‬
‫سحب شعرها خالد‪ :‬ل تدعين عليها يام الخلجين‬
‫مناير وهي تصرخ‪ :.‬حرام عليك يالظالم والله شعريييييي خاف ربك فييه‪..‬‬

‫ترك شعرها وحرك السيارة بدرب الردة للبيت‪ ..‬وبطووله وقلبه ماكله على سماااء‪ ..‬يا ربي شفيها؟؟ علمها؟؟‬
‫وينها اليوم؟؟ ل يكون صح كلم هالقرفة ومريضة اهي بالبيت‪ ..‬يا عمري عليها لم ول ابوو مثل الناس يقعدون‬
‫وياها ويسهرون على حالها‪ ..‬واكيد تمرض وين ما تمرض واهي اتيي البيت بهالبرد ومجرخها شعرها ماااي‪..‬‬

‫واول ما وصلوا عند البيت طلعت مناير من السيارة بتدخل البيت‬

‫خالد يوقفها‪ :‬وين وين وين؟؟‬


‫مناير بزعلها‪ :‬بدخل داخل شتبي فيني؟‬
‫خالد‪ :‬شابي فيج؟؟ مابي فيج شي‪ .. .‬ما بتروحين لسماء تشوفينها؟‬
‫مناير‪ :‬والله انا مو مكلفة فيها‪ ..‬انت تبي تعرف عنها روح لها بروحك؟‬
‫خالد وهو يروح لها ويصارخ‪ :‬يا حمارة اذا قلت لج شي روحي بطيبة خاطر ل تخليني اسحب كشتج اليوم بعد‪..‬‬
‫مناير وشوي بتصيح‪:‬بروح لها‪ ..‬لكن شعري ل تجيسه حرام عليك‪...‬‬

‫راحت عنه وظل هو واقف عند الباب بينتظرها لمن ترد‪...‬‬

‫دخلت مناير براحتها البيت‪ ..‬وبطلت الباب من غير انها تضرب على الجرس‪ ..‬لن بيت سماء دايما فاظي‬
‫بهالحزات‪ ..‬راحت عند الدري وتوجهت صوب دار سماء‪ ..‬توها بتفج الباب ال باب ثاني ينفج‪ ..‬باب دار مشعل‪..‬‬

‫مناير وهي تحط يدها على صدرها‪ :‬يمةةة‪ ..‬بسم الله الرحمن الرحم‬
‫مشعل بغرابة‪ :‬علمج؟؟ شايفة يني؟‬
‫مناير‪ :‬انت‪ ....‬انت ول سبعين الف يني مثلك‪ ..‬وينها سماء؟؟‬
‫مشعل باستغراب‪ :‬انتي شلون تدخلين البيت براحتج‪..‬‬
‫مناير ترفع حاجب‪ :‬الظاهر انها عادة انتشرت بين الناااس‪..‬‬

‫اندهش‪ ..‬شك ان مناير يمكن تعرف بروحاته للبيت‪ ..‬واهي بالفعل تعرف‪..‬‬

‫مناير‪ :‬وينها سماء؟‬


‫مشعل‪ :‬بدارها‬
‫توهابتدخل ويوقفها‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬خليها‪ ..‬محمووومة وما راحت المدرسة اليوم‪ ..‬خليها تنام يمكن تخف حرارتها‬
‫قرب مشعل من مناير خلها تضطرب‪ ..‬وتباعدت عنه‪ :‬شوي شوي علي‪ ...‬ل تنط‪ ..‬شفيها مريضة شمنه؟؟‬
‫مشعل‪ :‬مادري مرة وحدة مرضت‪...‬‬
‫مناير‪ :‬اها‪ ...‬اذا قعدت قول لها انيي ييتها‪..‬‬

‫والتفتت عنه بتطلع‪..‬‬

‫وقفها مشعل‪ :‬مناير‪...‬‬


‫التفتت له غرابه‪ :‬شتبي؟؟‬
‫مشعل‪ :‬اسمج مناير صح‪)..‬بابتسامة(‬
‫مناير بملل‪ :‬اي‪ ..‬اسمي مناير‪ ...‬نعم امر؟‬
‫مشعل يهز راسه‪ :‬ابي اعرف شي واحد؟؟‬
‫مناير وهي تتجتف‪ :.‬شي واحد‪ ,.‬حياك‪ ..‬لك الفرصة بالف شي‪..‬‬
‫مشعل بنظرة صادقة‪ :‬انا شسويت لج عشان تعامليني جذي‪..‬‬

‫دق قلبها‪ ..‬وارتبكت شوي‪ ..‬تبعثرت نظراتها يمين يسار‪ ..‬تشتت في تفكيرها لكنها مااا تزعزعت جدامه‪..‬‬

‫مناير بهدوء‪ :‬لنك ما تعجبني‪ ..‬وليش ما تعجبني؟؟؟ هذا شي راجع لي‪ ...‬باي‪..‬‬

‫راحت عنه وهي تزرع وراها استفساار‪ ..‬غريبة هالبنت‪ ..‬وكانها ملكة زمانها‪ ..‬صغيرة ولكني احسها اكبر مني‪..‬‬
‫الله يعين اهلها عليها ‪ ..‬باين انها ام لساااان‪ ...‬ماظنتي انها اخت فاتن ببالدم‪ ..‬يمكن اخت خالد ولشي‪ ..‬لن‬
‫مافيها شي من فاتن ال ملمحها الناعمة‪..‬‬

‫راحت مناير لعند خالد اللي ينتظرها وهي متظايقة من المشاعر اللي فيها عن هالمشعل اللووعة‪..‬‬

‫خالد بلهفة‪ :‬ها بشري‪..‬‬


‫مناير وهي تسحب شعرها بيدها‪ :‬ل تشد شعري‪ ..‬تراها مريضة‬
‫خالد ضرب على صدره‪ :‬كلللللللللللله منج يام لسانين‪ ..‬انتي دعيتي عليها‪ ..‬وكاهي طاحت‬
‫مناير‪ :‬والله انا مالي شغل اهي مريضة من الصبح وانا توني قلت هالشي وبعدين انا ما دعيت عليها اهي‬
‫ارفيجتي‪..‬‬
‫خالد تم يحوس ويلوس بمكانه‪ ::.‬هذي مشكلة ل مرضت ما عندها احد يباريها ول شي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ل بلى عندها‬
‫خالد يناظرا‪ :‬من؟؟؟؟‬
‫مناير‪ :‬اخووها ويه العصل‪ ..‬قاعدوياها وما خلني ادخل‪..‬‬
‫خالد‪ :‬خله يحط باله عليها ل كفخة‬
‫مناير‪ :‬تقول لي عاد قول لروووحك‪...‬‬

‫وظلت مناير تشكك وما زالت بشكها عن مشعل‪ ..‬لكن مشاعر غريبة اليوم اجتاحتها يوم سألها عن سبب‬
‫معاملتها‪ ...‬يمكن لن قلبها شوي‪ ..‬لكن مستحيل‪ ..‬هذا مستحيل اسكت عنه انا‪ ..‬لمن اكشف سره‪ ..‬وخالد‬
‫اللي تم مثل الطير يحوم مكانه ما دخل البيت‪ ..‬ينتظر اي خبر عن حالة سماء الصحية‪ ..‬قعدتها بالبيت بروحه‬
‫ما تطمنه‪ ..‬وده لو بس يرووح لها ويباريها اهو بنفسه‪..‬‬

‫الجزء الخامس والعشرين‬


‫الفصل الول‬
‫‪--------------‬‬
‫الوقت يمر كالحرير‪ ..‬ان كان طيبا‪ ..‬ينساب بين الصابع ويغيب سريعا… وبهذا الوقت الممتع تلقى لك من‬
‫الفرحة اوجها‪ ..‬مرة بضحكة‪ ..‬او مرة بغمزة‪ ..‬او امرارا بنظرات‪ ..‬تجعلك مرتبكا ل تعرف اين تخبئ وجهك‪..‬‬
‫تظل سارحا وهائما بين الناس‪ ..‬وكأنك ل تجد لنفسك سبيل الى بالغرررق‪..‬‬

‫كانو في احد المجمعات وفاتن اللي يمكن ما شرت ال شيئين استحلت مريم الساحة وتمت تتشرى لها اللي‬
‫تبيه‪ ..‬طبعا ما عاندها مساعد وخلهاعلى سجيتها لنها بترد نص الغراض بعد خمس دقايق‪ ..‬لحظ مشتريات‬
‫فاتن القليلة وما حب انه يظايقها بالتساؤل‪ ..‬اهي تعرف ان لو بغيت تشتري محد بيقول لها لء او بيوقفها‪..‬‬
‫يمكن هالشيء نابع منها نظرا لتربيتها‪..‬‬
‫كانت مريم اللي تسبقهم‪ ..‬ومساعد يمشي بنفس مستوى فاتن‪ ..‬ل قراب ول بعاد‪ ..‬لكن شي بينهم يبين انهم‬
‫ناقصين‪ ..‬يمكن مسكة اليادي؟؟ او‪ ..‬التقرب اكثر‪ ..‬او كلمات يتبادلوونها‪ ..‬ما تدري فاتن بس حست ان شي‬
‫ناقص بينها وبين مساعد‪..‬‬

‫وبعدين وقفوا عند محل للمجوهرات مريم حبت تدخله‪ ..‬فدخلووو معاها‪ ..‬عشانها‪ ..‬لحظت فاتن ان‬
‫المجوهرات والمصوغات تختلف في انواعها‪ .‬حلوة وجميلة‪ ..‬ولكن معظمها خفيف مو مثل اللي بالخليج‪ ..‬كان‬
‫في العرض قليد معروضة من الذهب البيض واللولو‪ ..‬تمت تناظرها وطاحت عيونها على وحدة منهم‪ ..‬اسم‬
‫تصميمها ‪ pure white‬ولسبب غريب دخلت في بالها‪ ..‬كانت لؤلؤة محايطها الماس‪ ..‬وسلسلتها من الذهب‬
‫البيض‪ ..‬تمت تراقبها وعيونها تلمع‪..‬‬

‫ال ياها صوته في اذنها‪ :‬عجبتج؟‬


‫هزت راسها وهي مبتسمة‪ :‬وايــد‪..‬‬

‫ابتسم لها مساعد‪ ..‬كان يناظرها وعيونها مشدووهة بالتصمم‪ ..‬ولكن احلى من هذا كله اهو قربها منه‪ ..‬وعدم‬
‫فزعها اووو خوفها‪..‬‬

‫التفتت له بابتسامة هادئة ولحظت الشرود بعينيه في ويهها‪ ..‬واستغربت منه‪ ..:‬شفيــك؟‬
‫مساعد يهز راسه وهو يوقف عدل‪ :‬ل ول شي‪...‬‬

‫وبسرعة التفت الى مريم وبصوت هادئ‪ :‬مريم يالله خلصي‬


‫مريم وهي تستلم من عند البياع‪ :‬انزين عاد كاني خلصت‪..‬‬

‫ابتسمت للبياع وخذت اللي شرته‪ ..‬زوج من الساعات رجالية ونسائية ‪ ..‬هدية ول احلى حق نورة وفيصل‬
‫بمناسبة زواجهم‪ ..‬اكيد بتفرح فيها نورو لن الساعة ماركة ومن صنفها‪ ..‬ويوم طلعت ويا مساعد وفاتن اللي‬
‫كانت هادئة بصورة مو طبيعية‪..‬‬

‫وقف مساعد في الوسط وهو يفكر‪ :‬لحظة‬


‫التفتت له فاتن‪ :‬خير؟‬
‫مساعد يبتسم لها ‪ :‬الخير بويهج بس نسيت شي هناك‪ ..‬لحظة بس‪..‬‬

‫راح مساعد عن البنتين اللي ظلووو واقفين ينتظرونه‪ ..‬وما تأخر‪ ..‬كلها دقايق ال وهو طالع ويعدل في جاكيته‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬يالله نكمل‪..‬‬

‫وتحركت الجماعة في هذاك المجمع وهم يتسامرون‪ ..‬مريم كل ما تكلمت ضحك مساعد واكثر كلمها كله‬
‫نغزات على فاتن وتقليد اللي به تخلي فاتن تستحي وتتحلف فيها لكن نظرات مساعد الجسورة لها تخليها‬
‫عاجزة عن اي شي وخصوصا في هالمكان‪ ..‬كانت تحاول انها تتحاشاه او انها ما توقف وياه‪ ..‬لكنها تنسى‬
‫نفسها ويضيع انتباهها وحسها بالمكان فتلقي جتفها يضرب بجتفه‪ ..‬او انها تكون واقفة وهو وراه ول تراجعت‬
‫تضرب فيه‪ ..‬وتتلقى عيونه بعيونها بفرحة وبسرور وتهدئة للوضع‪ ..‬لكن اي تهدئة يمكن تساعد فاتن وهي‬
‫تحس بهالجحافل من المشاعر فيها ‪ ..‬تلهبها وتخليها تحس بالحرارة في ويهها‪ ..‬كل ما يصير لها موقف مع‬
‫مساعد تحط يدينها على ويهها تخفف من الحرارة‪ ..‬صج‪ ..‬ان مثل هالمشاعر ما تناسبها لنها تفضحها‪..‬‬

‫مريم اللي ميتة من الضحك على فاتن تساسر مساعد‪ :‬خف عليها الله ل يهينك ترى البنت احترقت‪..‬‬

‫مساعد ضحك على مريم ولحظت فاتن الوشوشة بينهم‪ ..‬ولكنها ما اهتمت‪ ..‬وتمو يمشوون ويا بعض ‪ ..‬لمن‬
‫تلقت فاتن بجماعة الجامعة كلها قاعدة في قاعة المطاعم بهذاك المجمع‪ ..‬واللي من شافتها كريستي على‬
‫طول راحت لها‪..‬‬

‫المحادثة كلها بالنجليزي مترجمة‪:‬‬

‫كريستي‪ :‬هل فاتن‪ ..‬حبيبتي شلونج شخبارج؟‬


‫فاتن وهي تبتسم بحرارة‪ :‬هل فيج كريستي والله ولهت عليكم انتو شخباركم؟‬
‫كريستي‪ :‬احنا كلنا بخير وكلنا هني؟‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬ولله؟؟ هيام بعد؟‬
‫كريستي‪ :‬ل هيااام مو معانا‪) ..‬قربت نفسها من فاتن( زياد معانا ومن عرفت هالشي ظلت في البيت‪..‬‬
‫ضحكت فاتن‪ :‬ههههههههههه هالبنت ول بتتغير‪..‬‬

‫الثنين اللي واقفين مثل الطرشان بالزفة‪ ..‬واجهت فاتن كريستي بهم‬

‫فاتن‪ :‬كريستي‪ ..‬هذي صديقة الطفولة مريم‪..‬‬


‫كريستي بحرارة وهي تتكلم عربي‪ :‬هل مريم‪..‬‬
‫استغربت مريم وابتسمت‪ :‬هل فيج‪...‬‬
‫كريستي بعربية مهشمة‪ :‬فاتن قالت لنا انج واايد‪ ..‬انتي وايد وايد هلوة‪..‬‬
‫مريم وهي مندهشة‪ :‬وانتي الحلى الغالية‪ ..‬تسلمين وما تقصرين‪..‬‬
‫لحظت كريستي مساعد والتفتت لفاتن بعيون مدهوشة‪?and this handsome man :‬‬
‫فاتن بحيا وهي تناظر مساعد‪this is my fiancé :‬‬
‫كريستي بدهشة‪ohh is this musa3ed? Finally we meet you :‬‬
‫مساعد بدهشة‪??why :‬‬
‫كريستي وهي تتقرب من مساعد بطريقة ما عجبت فاتن‪because she was talking about you very :‬‬
‫‪much and we all wanted to see you‬‬
‫قربت نفسها اكثر لعند اذن مساعد وهني حامت في فاتن الغيرة مثل الحية‪..‬‬
‫كريستي تهمس‪I think she wants to keep you for her self :‬‬
‫ضحكت في ويهه ومساعد اللي استحى بعد من هالوقفة‪ ..‬لكن ما بين‪well I'm all hers she doesn't :‬‬
‫‪have to keep me‬‬
‫كريستي وهي تتنهد‪ :‬ااااااه‪ ..‬ياريت بس‪ ..‬لو كل الرياييل ‪ ..‬مثلك‪...‬‬

‫فاتن اللي كانت تستشيط من الغيض بداخلها لكن قله حيلتها في مثل هالمور كانت الغالية فظلت ساكتة‪..‬‬

‫كريستي‪ :‬اوكي هاني‪ ..‬انا بخليك الحين‪ ..‬برووه اشوووف ال ‪ guys‬بتيين اتسلمين؟؟‬
‫فاتن وهي تتحاشى النظر في ويه كريستي وما مسحت ابتسامتها‪ :‬ل ل ‪perhaps in another time ..‬‬
‫كريستي‪ lovely :‬نشوفك ان شاء الله بعد الكريسماس‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫ويوم راحت كريستي التفتت فاتن وهي تضج من القهر‪ ..‬والموقف للحين بعده بعيونها‪ ..‬كريستي تتقرب كل‬
‫شوي وتتكلم ويا مساعد وهي لبسة هذيج الملبس‪ ...‬ومساعد وياها وعادي‪ ..‬الظاهر انه متعود على‬
‫هالمواقف من جذي ما تأثر‪ ..‬ومن غيضها تمت تمشي بسرعة ومريم على طول عرفت سبب غيض فاتن‪ ..‬لن‬
‫ويهها محمر مثل الفراولة‪..‬‬

‫مساعد ينادي فاتن وهي تمشي ‪ :‬فاتن نطري شوي‪..‬‬


‫لكن فاتن وقفت بعصبية وهي مجتفة ذراعاتها‪ :..‬يالله بسرعة ابي ارووح البيت‪..‬‬
‫مريم ما تكلمت ومساعد رد عيلها‪ :‬ليش؟؟؟ تونا يايين؟‬
‫فاتن وهي عاقدة النونة ومعصبة‪ :‬ل بس ابييي اروووح‪ ..‬تعبانة‪..‬‬
‫مساعد باهتمام تقرب منها‪ :‬تحسين بشي؟؟؟‬
‫فاتن وهي تتباعد عنه وترتجف من شدة الغيض اللي فيها‪ :‬ل ما حس بشي ول شي ‪ ..‬بس ابي‪ ..‬ارد البيت‪..‬‬
‫)ورفعت عيونها له برجاااا بليغ( تكفى‪..‬‬
‫مساعد اللي عمره ما رفض طلب لفاتن استغرب توعكها‪ :..‬بس خلينا نعرف شنو فيج قبل‬
‫فاتن وهي شوي تبجي نزلت عيونها للرض ومريم تكلمت‪ :‬مساعد خلها على سجيتها‪ ..‬ونرد البيت لني أنا بعد‬
‫تعبانة‪..‬‬
‫مساعد اللي محتار واكره ما عليه حيرته‪ :‬مريم ما يصير جذي لزم فيها شي‪..‬‬
‫فاتن وهي تتمتم‪ :‬يا ربي‪....‬‬
‫مساعد سمعها ومثل حدة القرش تقرب منها‪ :‬شنو ياربي؟؟؟ تكلمي شفيج؟؟‬

‫على صوت مساعد على فاتن وبسبب هالصراخ انتفضت‪ ..‬وبارتجاف شفتيها نزلت دمعة من عيون فاتن‬
‫ومشت عنهم‪..‬‬

‫ظل مساعد واقف ومريم تتجدم خطوتين وتنادي فاتن وتلتفت لمساعد اللي ويهه كان مثل لوحة اعاصير من‬
‫الغيض‪..‬‬

‫مريم‪ :‬مساعد يالله عاد خلنا نلحقها‪..‬‬


‫مساعد بغيض‪ :‬انا الحق هالياهل؟؟ انتي تبينها روحي لها والله انا مووو مسئول‪..‬‬
‫مريم وهي توقف عنده ‪ :‬مساعد تكفى طلبتك‪ ..‬ل تسويها لنا سالفة هني‪ ..‬يالله خلنا نروح نشوف شفيها‪..‬‬
‫مساعد وهي يتحرك بقهر مكانه‪ :‬تعرررف اهي احسن من غيرها ان اكره ما علي اهي هالدلعة اللي فيها‬
‫واهي مو راضية تفج عنها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬يمكن اهي من صج متظايقة او فيها شيي يعني تستحي تقول لك ايااه؟‬
‫مساعد وهو يهزبراسه‪ :‬شتستحي تقوللل‪. .‬علبالج ماعرف لها انا؟؟؟ انا خلص تعبت وزهقت وطقت جبدي‬
‫وكل شي فينييي بسبب حركاتها‪ ..‬ريل الشيب يطلع براسي تمشيني بزر ل صار مثلها ول استوى‪..‬‬
‫مريم وهي تمسك ذراعه‪ :‬فديت عمرك ل تعصب ول تسوي فيها موقف‪ ..‬يالله حياتي سعوود خلنا نروح لها‪..‬‬
‫تباريها‪ ..‬البنت تعبانة ‪ ..‬وانا اعرف فتوون بالطيب تمشي‪..‬وانت الله يهداك جبريت وما يحكونك؟؟؟‬
‫مساعد وهو يمشي‪ :‬مشكلتي اني طايح وسط يهااال ولني عارف ابين عمري بينكم‪ ..‬يالله نروح وراها‬
‫ونراضي الميرة يالله بسسسسسسس ترضى‪..‬‬

‫راحت مريم ورى مساعد وهي تتلفت تدور على فاتن‪ ...‬ومساعد بالمثل‪ ..‬ولقوها واقفة عند شاشة عرض‬
‫للكريسماس وهي ماعطة الناس ظهرها‪ ..‬وراح مساعد عندها لكن وقف وهو ينتظر مريم اللي شافتها وراحت‬
‫لها‪..‬‬

‫مريم بحنان‪ :‬فتوووووووووون؟‬


‫التفتت فاتن وهي منتففضة وعيونها مثل الجمررر محمرة‪..‬‬
‫مسكت قلبها مريم‪ :‬فديت عمرج فتوون‪ ..‬شعليه البجى؟؟‬
‫فاتن وهي تهز راسها بألم‪ :‬ول شي مريم‪ ..‬بس ظايج صدري‪ ..‬واخووج والله انه‪...‬‬
‫سكتت فاتن وهي تنتفض ونحبها بدى‪ ..‬وتقرب منهم مساعد وهو معصب‪.‬‬

‫مساعد‪ :‬اذا خلصتي نحيبج قولي عشان نرد البيت‪..‬‬

‫فاتن وهي منصدمة من كلمه ومريم تهز راسها وتمسكه بيدها‪ ..‬ومرة وحدة تكلمت فاتن‬

‫فاتن وهي ترتعش‪ :‬والله محد جبرك انك تظل هني‪ ..‬تقدر ترووح او تظل محل ما انت يمكن تكوون افرح‪ ..‬انا‬
‫خابرة هالمجمع من كثر ما ييته‬
‫مساعد وهي يماشيه‪ :‬ل والله؟؟ حلفي بس‬
‫فاتن وهي تتصرف بغير عقلنيه وتضرب بريلها للرض‪ :‬اي‪ ..‬واقدر اطلب لي تاكسي وارد الشقة بروحي عندي‬
‫مفاتيحها؟؟‬
‫مساعد وهو يتجتف بطريقة تقهر‪ :‬والله‪ ..‬حلفي بس؟؟؟ يا حليللللللج انتي والله يالكبيرة‪..‬‬
‫فاتن وهي تتقرب منه‪ :‬انت مغروووور تدري‬
‫مساعد يتقرب منها اكثر وهو معصب‪ :‬وانتي ياهل‬
‫مريم واقفة بينهم‪ :‬وانتوووووو ما عندكم سالفة وتلوعون الجبد وردوني البيت بسرعة‪ ..‬توبة والله اطلع معاكم‬
‫مرة ثانية‪ ...‬والله اليهال احسن منكم‪ ..‬يالله بسرعة خلصونا وردوووني البيت‪..‬‬

‫سكت مساعد ورفع حاجب يناظر مريم ومن مريم لفاتن اللي التفتت عنه وهي تشهق من البجي‪ ..‬بجيها كان‬
‫هادئ لكن اذا طولت فيه تشهق‪ ..‬وشهقتها خافتة وهادئة‪ ..‬ومن بعد هالحد الفاصل من مريم مشى مساعد‬
‫لطريج الخروج من هالمجمع‪ ..‬ووراه فاتن ومريم اللي تواسيها‪ ..‬ولكن فاتن موو قادرة تحبس الدمعات فيها‪..‬‬
‫كل ما حبستها ذكرت مساعد وابتسامته لكريستي‪ ..‬شكله مرتاح من هالشي واكثر شي قهرها اهووو برووده‬
‫تجاااه تقرب كريستي منه يعني ريال ثاني بيتنعز لكن اهوو‪ ..‬مالت علي انا اللي حارقة قلبي على ناس ما‬
‫يستاهلوون‪ ..‬والله انه حقيــر لكن الله يسامحه‪..‬‬

‫ومساعد يفكر عن فاتن بغير هدى‪ ..‬يعني شنوو اللي قهرها اكثر شي؟؟ انها طالعة وياي‪..‬ول انها شافت شلة‬
‫الجامعة اللي على فكرة معظمها من الشباب‪ ..‬كان ودها تروح ويعني وجودي منعها‪ ..‬خلها ترووح مثل ما تبي‬
‫انا ما بوقف في ويهها تراها اهي اللي لبست الدبلة ووافقت على كل شي‪ ..‬انا مو مسئول عن خبالها ‪ ...‬يهال‬
‫اخر زمن ‪..‬‬

‫وصلوو لعند السيارة وفاتن ما خفت شهقاتها‪ ..‬ومن راحت وقفت عند الكرسي الوراني وبنظرة سريعة لمحها‬
‫مساعد وزااادت وتيرة الغضب فيه‪ ..‬يوم راحوو كانت جدام والحين ورى‪ ..‬اكبر دليل انها ياهل‪ ..‬شهدو عليها ‪...‬‬
‫وفتح السيارة وقعد فيها وطق السلف ومريم راحت ووقفت ويا فاتن‬

‫مريم بهمس‪ :‬كسري الشر فاتن وركبي جدام‬


‫فاتن وهي تهز راسها‪ :‬مااابي‪..‬‬
‫مريم وهي تترجا‪ :‬عشان خاطري فاتن؟‬
‫فاتن‪ :‬مريم ارجووج‬
‫مريم تقطعها‪ :‬عشاااااااااااان خاطر اللي في بطني؟؟‬
‫فاتن بصدمة وهي تناظر مريم شنو؟؟‬
‫مريم‪ :‬هههههههه اتغشمر معاج بس شفت ان غلي ما ينفع قلت اجرب غل ولدي؟‬
‫فاتن تمسكها وهي مو فاهمها‪ :‬شقاعدة تخربطين‬
‫مريم‪ :‬امززح ويا هالراس على طول‪ ..‬فلم هندي اهوو‪ ..‬يالله ركبي جدام‬
‫فاتن‪ :‬مابي‬
‫مريم تدفعها‪ :‬يالله بسررررررررعة‪...‬‬

‫وراحت فاتن عند الباب‪ ..‬ومسحت دمعتها ودخلت ‪ ..‬سكرت الباب وراها وحطت الجنطة بحظنها وشعرها كان‬
‫يطل من عند شيلتها لكنها خبته بسرعة وتجتفت وقعدت‪ ..‬وكل هذا كان مساعد شاهد عليه‪ ..‬ومريم اللي‬
‫دخلت وقعدت وتعدلت وكل شي لحظت ان مساعد بعده واقف‪..‬‬

‫مريم‪ :‬شفيكم‪ ..‬يالله مساعد‬


‫مساعد يكلم مريم‪ :‬ل بس‪ ..‬نشوووف ان جان في اي تغيير في الراي؟؟؟ )يلتفت لفاتن( ليش قاعدة جدام ما‬
‫كنتي بتركبين ورى؟؟‬
‫التفتت له فاتن وارتعشت شفاتها ومن غير اي كلاام افترت للباب وحاولت تفجه لكنه كان مسكر‪..‬‬

‫فاتن من غير ما تلتفت له‪ :‬فج الباب‪..‬‬


‫مساعد يناظرها وهو رافع حاجبه‪ :‬موو فاجة ‪ ..‬شبتسوين؟‬
‫فاتن تلتفت له وهي معصبة‪ :‬اقول لك فج الباب ل والله اكسر الجامة‬

‫تهكم مساعد وضحك بخفة‪ ...‬وحرك السيارة وطالع جداااام‬

‫بتمتمة‪ :‬يــاهل‪..‬‬

‫تمت عيون فاتن لزقة فيه‪ ..‬وهي متألمة من خاطر على اللي يسويــه‪ ..‬كل ما اييله واسلوبه يوطي عندها‬
‫اكثر واكثر‪ ..‬صج انه انسان متناقض‪ ..‬يصالح ويهاوش‪ ..‬يرتكب الغلط وما يحب يعترف بها‪ ..‬تسندت على‬
‫الكرسي وتمت تبجي بكل هدوء غير مهتمة لزفرات مساعد اللي كل شوي تطلع منه‪ ..‬ومريم اللي قاعدة‬
‫ورى اتضحت لها الصورة اللي يمكن مو مساعدة ‪ ..‬مساعد وفاتن مثل النار والزيت‪ ..‬كل ما تجربووو تشعللو‪..‬‬
‫واللي اغرب من هذا كله ان فاتن تتحدى مساعد ومساعد ما يردها ول يعاملها مثل ما يعاملنا‪ ..‬لا‪ ..‬يتحداها‬
‫بزيادة ويتصرف بطريقة‪ ..‬يمكن‪ ...‬طفولية‪ ..‬وهالشي خلها تحس ان شخصية فاتن بدت تتداخل في شخصية‬
‫مساعد‪ ..‬وبسرعة كبيرة‪ ..‬ومن يدري يمكن اكوو جوانب من شخصية مساعد في فاتن؟؟ الله اعلــم‪..‬‬

‫وصلوووا للبيت وكانت زفرة الراحة لن فاتن اول مااا وقف مساعد السيارة فجت الباب وطلعت منه وراحت‬
‫عند العتبات ‪ ..‬فتحت الباب ودخلت وتسكر الباب من وراها ‪ ..‬واختفت‪ ..‬ومريم اللي ظلت واقفة تنتظر‬
‫مساعد ما تكلمت ول قالت شي ومساعد كان يمشي بهدوء ورزانه ال ان العروج اللي كانت تتطافر في ويهه‬
‫بكيفها خلتها وبينت لها حالة اخوها النفسية‪ ..‬مساعد مو بس معصب‪ ..‬ال بداخله بركان‪ ..‬ومثل ما كسر‬
‫التلفون هذيج المرة‪ ..‬الله يعلم هالمرة شبيكسر‪..‬‬

‫دخلو البيت مريم ومساعد وما كان هناك اي اثر لفاتن‪ ..‬ودارها مسكر‪ ..‬فعلى طول تحركت مريم لعند الدار‬
‫وهي تحط الجياس على الكراسي‪ ..‬حاولت تفج الباب لكنه كان مسكر‪ ...‬فالتفتت الى مساعد اللي كان‬
‫واقف وهو حاني ظهره وساند جسمه بيده عند طاولة المطبخ‪..‬‬

‫مريم بصوت ناعم‪ :‬فتوون‪ ....‬فتووون؟؟‬


‫فاتن وهي تفج الباب وقفت وويهها منعفس من البجي‪ ..‬سحبت مريم داخل وقبل ل تسكر الباب هاجت فيها‬
‫كلمات لمساعد‪ ...‬كان واقف وهو هادئ‪ ..‬واللي قهرها فيه انه بل ملمح‪ ..‬فحست انها لزم تتكلم وال راح‬
‫يصيدها شي‪..‬‬

‫طلعت ووقفت على مسافة من باب دارها وهي تأشر عليه‪ :‬انت سبب هذا كله‪ ..‬محد غيرك‪ ..‬ل تظن انك‬
‫بهدوئك هذا وبشخصيتك )تحرك نفسها بتعبير عن شخصية مساعد( القوية اللي يهابها الكل بتأثر فيني‪ ..‬انا‬
‫اعرفك اكثر عن هالناس كلها واعرف انكك انســان متخلف‪ ..‬تظن اني بنصاع مثل كل هالناس اللي تعيش‬
‫حواليهم‪ ..‬فانت غلطان‪ ..‬انا اذا يبس راسي لو شنو يصير ما يلين‪ ..‬ل لك ول لغيرك‪...‬‬
‫مساعد وهو يبتسم يحاول يغيضها‪ :‬خلصتي؟؟‬
‫فاتن انقهرت من ابتسامته وصرخت‪ :‬ل والله‪ ..‬ما خلصت‪ ...‬تدري شنو اكثرر‪ ....‬انا اكرهك‪ ..‬وكرهي لك كبر‬
‫هالدنيا‪...‬‬
‫دخلت داخل الدار ومن الغيض رمت بنفسها على الرض عند السرير وسرت فيها انتحاااااابة قوية وبجي‬
‫بصوت مرتفع وهي متألمة بعمق‪...‬‬

‫يوم شافها مساعد جذي التفتت وتعفست ملمحه وارتجفت شفاهه مو قادر يتصرف وياها‪ ..‬ومريم اللي واقفه‬
‫بعجز عند باب الغرفة ‪ ..‬ما تدري تروح تواسي من ول توقف ويا من‪ ..‬لن الثنين بحالة الله اعلم فيها‪ ..‬والله‬
‫ان عين وما صلت على النبي‪ ..‬توهم اوكي والحين انجلبووووو فوق تحت‪...‬‬

‫مريم وهي واقفة عند الباب‪ :‬انا بروح دارك مساعد‪ ...‬واذا خلصتووو‪ ...‬قولووو لي‪) ..‬راحت عند الجياس‬
‫وسحبتهم( لني ما ييت هني عشان اشهد على كل هذا‪...‬‬

‫دخلت الدار وسكرت الباب بهدوء‪ ...‬وظل المكااان على حالة‪ ...‬ال بصوت انتحابه فاتن وهي حاطه راسها بين‬
‫اجتافها عند احد عواميد السرير وعلى الرض‪..‬‬

‫مسح مساعد على صدره وتنهد بتنهيدة قوية‪ ..‬التفتت لقى باب دار فاتن مفتووح‪ ..‬تصارعت في نفسه الرغبة‬
‫انه يروح وياخذها بحظنه ويهديها ويستسمح منها‪ ..‬ورغبة انه يخليها تبجي ويصرعها زود بتجاهله لها‪ ..‬لنها ما‬
‫تستاهل‪ ..‬تقهر وتقط حجي على كيفها‪ ..‬وانا اللي لزم اظل مثل الحمار اسمع لكلمها واتعدى علىى نفسي‬
‫واستسمح منها؟؟ ل والله ما يصير هالشي‪ ..‬اهي الغلطانة‪ ..‬اهي اللي انعفست دقيقة وحدة وكل ما سألناها‬
‫قالت مافيني شي وما فيني شي‪ ..‬خلها‪ ..‬مثل ما بغت بصير‪ ...‬واكثر بعد‪..‬‬
‫‪---------------------------‬‬

‫المغرب حل على المنطقة والناس كلها دخلت بيوتها عشان الراحة وطلبا للهدوء‪ ..‬ومنها اللي فتح النوار‬
‫عشان تضوي هالهالظلمة ومنها هجر بعض الغرف فاستوحشت بالظلمة‪ ..‬مثل غرفة سمــاء‪ ..‬ظل خالد واقف‬
‫وهو يناظرها وينتظر منها انها تفج الليت عشان يقدر يجوفها‪ ..‬لكن عبثا لن الظاهر ان رجاه ونداه مو قادر‬
‫يوصل لها‪ ..‬شي يحيل بينه وبينها‪ ..‬ال وهو المـرض‪ ..‬من عرف انها مريضة ما تحرك من مكانه وهو يراقب‬
‫دارها ومستمرض بمرضها‪ ..‬وكأن السقم اللي بها بهالشي بدى يستفحل فيه‪ ..‬ظل قاعد وهو حاط يده على‬
‫خده ويناظر وينتظر‪ ..‬ينتظر خبر صحة سماء‪..‬‬

‫ويا وقت العشا وصعدت له مناير بندى الكل‪ ..‬دقت على الباب‬

‫خالد بصوت حزين‪ :‬الباب مفجووج‪..‬‬


‫طلت براسها مناير‪ :‬خلود العشا زاهب يالله انزل‬
‫وتوها بتطلع وقالها خالد‪ :‬ما بي شي‪...‬‬
‫مناير طلت مرة ثانية وهي عاقدة النونة‪ ..:‬شنو؟؟‬
‫خالد يناظر برع البلكوون‪ :‬مابي شي‪ ..‬مو يوعان‪..‬‬
‫مناير وقفت بصدمة وهي تناظره ‪ :‬غريبة‪ ..‬بالعادة انت اول واحد‪..‬‬
‫خالد بظيج‪ :‬لكن اليوووم صارت‪ ..‬مو يوعان‪ .‬الظاهر انج حسدتيني ول شي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههههههههههههههه‪ ..‬يقطع بليسك احسدك على شنو‪ ..‬اصل انا احاول اني احافظ على رشاقتي‪...‬‬

‫وظنت انها بهالشي راح تخليه يرد عليها يرد مثل كل ردوده‪ ..‬لكن لا‪ ..‬وحست مناير ان هالشي متعلق‬
‫بسماء‪ ..‬وراحت لعند خالد ووقفت على راسه‪ ..‬تناظر للي ينظر له‬

‫مناير‪ :‬ماكو خبر عنها؟‬


‫خالد تنهد‪ :‬آآآه‪ ..‬تسأليني انا؟؟ انا ما بيدي شي‪ ..‬ماقدر ادخل بيتهم واروح لها‪...‬‬
‫مناير حطت يدها على جتف خالد بحنان‪ :‬تبيني اروح لها‪..‬؟؟‬
‫خالد يلتفت لها بشوق‪ :‬من صجج؟؟‬
‫مناير وهي تستغر‪ :‬اي‪ ..‬بس ماكوو شي ببلااش‬
‫خالد وقف وهو يواجهها‪ :‬لججججج اللي تبينه منوور بس روحي لها‪ ..‬وبردي قلبي عليها‪..‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههههه شوي شوي يا عاشق الغبرا‪) ..‬بحيا(ل تخربني ترى انا صغنونة مادري بشي‪..‬‬
‫خالد يرفع حاجب‪ :‬انتي‪ ..‬انتي ام الديفان كل شي تعرفييييين‪..‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههههههههههههههههه كيفييي ام الديفان برايي‪ ..‬انزين‪ ..‬دقايق بس اروح لها وارررررد لك باحلى‬
‫الخبار‪..‬‬
‫خالد يبتسم‪ :‬شوفي بعطيج شي عطيها ايااااه‪..‬‬
‫مناير‪ :‬اوووووووووووووه‪ ..‬شعنده اعطيها شي‪ ..‬صج انه الحركة مو شي‪ ..‬مثل الهيالق اللي بالشارع‪...‬‬
‫خالد‪ :‬جبي‪) ..‬سحب شرييييط اغاني وعطاه مناير( عطيه سماء‪ ..‬خليها تسمعه‪..‬‬
‫مناير تطالع الشريط شافت اسم المغني )فرقة الخوة( وحذفت الشريط على خالد‪ :‬وااااااااااااع‪ ..‬الحين هذا‬
‫شريط احد يعطيه بنت‪ ..‬صج انكككككككك غبي‪..‬‬
‫خالد يرفع الشريط بغرابة‪ :‬ليش شفيه؟؟ هذا علووي بحر مو اي احد‪ ..‬هذا شاكي الحزان والشواق واحسن‬
‫رسالة لي بنت؟؟‬
‫مناير وهي ليعة جبدها‪ :‬تكفى بس تكفى‪ ..‬بزووووع الحين‪ ..‬ل تلوع جبدي اكثر‪ ..‬هذا سفير الجكر بالبحرين‪..‬‬
‫يالله يالله انا بروح لها وارجووك بلعلي بحر ول هبابه‪..‬‬
‫خالد يمسكها من شعرها ويجرها لعنده‪ :‬انتي ما تتوووووبين؟؟‬
‫مناير‪ :‬وااااااااااااااااا هئ هئه انت اللي ما تتوووب عن شعري والله كفرت فيني انتتت‪..‬‬

‫خالد وهو يشد اكثر ومنايرمصروووعة ووصل الصوت لجراح اللي طلع من الدار وهو لبس تي شرت كت‬
‫والقلم عند اذنه‪ ..‬يايب الشغل لعنده في البيت‪..‬‬

‫جراح ‪ :‬اووووووووووووووووووووه منوور خالد شصاير ما تستكوون‬


‫مناير اللي بين يدين خالد‪ :‬جراح انقذني مني والله مشتكاااي عليه هالخايس‬
‫ويشد خالد اكثر‪ :‬انا خااااايس؟؟؟؟؟؟؟؟‬
‫مناير‪ :‬وااااااااااااااااااااااااي شعري‪..‬‬

‫راح جراح وفج خالد عن مناير وهو معصب وراسه يتفجر فيه كل شوي عصب‪..‬‬

‫جراح‪ :‬موناقصكم ترى‪ ..‬والله مو ناقصكم‬


‫مناير ويه تبجي‪ :‬ل تحاجيني حاج هالحمار اللي كل شوي شد شعري ماكله حلاااله ول شي‪..‬‬
‫جراح يلتفت لخالد‪ :‬خالد لمتى بتشد شعرها؟‬
‫خالد‪ :‬لمن تستحي على طولها وتلبس حجاب مثل كل البنات‪..‬‬
‫مناير‪ :‬مابي مابي‪..‬‬
‫جراح يلتفت لها‪ :‬تعالي انتي صج متى بتستحين علىويهج وتلبسين حجاب؟‬
‫مناير‪ :‬وييي مو على كيفكم‪ ..‬انا ما بلبس بكيفي‪..‬‬
‫جراح وهو معصب‪ :‬ل والله؟؟ شنو على كيفج؟؟ يباااا هذا ستر وجدار الحرمة سترها ‪ ..‬استحي على ويهج‬
‫وبسج ويا هالكشة المطرورة‪...‬‬
‫مناير‪ :‬شوفوو ل تجبروني على شي لن حجابي ما بيكون له معنى‪ ..‬لااازم اكون واثقة منه وراضية عشان‬
‫البسه‪ ..‬مو مثل بعض البنات البسه ونص الشعر بره‪..‬‬
‫جراح‪ :‬مو لزم تكونين مثلكم ل تطلعين شعر‪ ..‬ما يحتاج ترى ما يببيلها ام وابوو‪ ..‬انتي تحجبي وشووفي شلون‬
‫الوضع‪ ..‬انتي حتى تجربة يالحمارة ما تجربين‪..‬‬
‫مناير وهي شوي وتبجي‪ :‬والله مابي لاا تجبروني‪..‬‬
‫خالد يحاجي جراح‪ :‬والله هذي مو ويه حجي )مد يده( هاذي واحد يمسكها ويلوي هالريش ) الشعر(‬
‫وتتخبى مناير وى جراح‪ :‬انقذني منه هاللسحلية‪..‬‬
‫جراح‪ :‬خالد بس خلص مناير وانتي الثانية‪..‬‬

‫بعد ما هدى الوضع شوي‪..‬‬

‫جراح‪ :‬منور تعالي وياي‪....‬‬

‫طلعت مناير ويا جراح وهي تتخبى عن خالد اللي يأشر لها بالذبح ان شافها مرة ثانية‪ ..‬وطلعت واهي من قلب‬
‫المسيجينة خافت‪..‬‬

‫دخل وياها جراااح وتوه بيسكر الباب ال عبد العزيز ياي لهم‬

‫عزيز بعصبية‪ :‬يالله عاد امي تنطركم عشان تحط العشى‬


‫جراح‪ :‬قول لها بعد شوي‬
‫عزيز‪ :‬لاااااااااا يا معود شنو بعد شوي تراني يوعاااان‪..‬‬
‫جراح وهو معصب‪ :‬انت مو بس توك يوعان انت من يابوك يووعان‪ ..‬ما تقدر تستحمل شوي؟‬
‫عبد العزيز‪ :‬كلش ملش ماااقدر‪ ..‬ياللهبسرعة بسرعة تراني باكل عنكم كل شي‬
‫جراح‪ :‬والله ياخوفي تنفجر علينا بيوووم من اللي بيمعك ذيج اللحظة‬
‫عبد العزيز‪ :‬يالله عن الحجي الزايد ويالله نزلو‪ ..‬انتوو ما تيون ال بالعين الحمرا‪ ..‬مالت عليكم من عيال‪..‬‬

‫ونزل وجراح مستغرب‪ ..‬رمش بعيونه ودخل الدار ومناير كانت واقفة عند المنظرة وهي تمسح على شعرها‬

‫مناير بصوت واطي‪ :‬يعلللللللللللك ما تربح يا خلوود‪ ..‬نقف شعري كله يعللللله الميهود‪ ..‬يعني لوو اهو اصلع ما‬
‫عليه جان نقول بداعي الحرة‪ ..‬لكن شعره احلى من شعر البنات شعليه من شعري‪....‬؟؟‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههه‪ ..‬ما عليج اهو يبي صلحج بس مشكلته انه وايد حازم في هالمور‪..‬‬
‫مناير وهي تلتفت لجراح‪ :‬ما عليك منه‪ ..‬جوف سمووي شتلبس ل وكشتها مثلي بعد منشورة ول يقول لها‬
‫شي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬لنه ما عليه ل امر عليها ول نهي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ل والله‪ ..‬مو اهي البنت اللي بتصير حرمته وذابحنه عشانها وما عليه امر ول نهي عليها؟‬
‫جراح‪ :‬عيب‪ ..‬انتي ما عليج من هالمور‪ ..‬انتي تعتبرين بالنسبة له اقرب منها‪ ..‬وله حق عليج انتي‪ ..‬اهي عندها‬
‫اخوان واهل يفهمونها ويعقلونها‪..‬‬
‫مناير وهي تقعد عند جراح برجا‪ :‬جراااااح تكفى ل تلبسني حجاب غصبن عني‪..‬‬
‫جراح يضحك بدهشة‪ :‬ههههههههههههههههههه ومن قال لج اني بسوي جذي؟‬
‫مناير ‪ :‬ل بس شكلك صار مثل ابوي ل بغى يقول لي شي عشان اسويه‬
‫فرح جراح بألم طفيف‪ :‬والله؟؟ اشبه ابوي؟‬
‫مناير بصدمة‪ :‬هذا بعد سؤال‪ ..‬اصل انت من توفى اابوي ما حسستنا بفراغه‪ ..‬صح ان‪) ..‬غصت مناير غصبن‬
‫عنها( استوحشنا صوته وحسه‪ ..‬لكنك ما قصرت صراحة‪ ..‬صرت مثل ابوووي بالضبط‪ ..‬نسخة مصغرة منه‪..‬‬
‫ومن جذي‪ ..‬انا ماصيح الحين عليه‪ ..‬لنك موجود‬

‫الله الله‪ ..‬شهالحجي‪ ..‬اللي خلى من قلب جراح مو بس يرجف‪ ..‬ال يرجف مثل الطير من حلته‪ ..‬الحين انا‬
‫صرت مثل ابوي؟؟؟ انا معوض اخواني عن غيبة ابوي‪ ..‬وانا اللي كنت اظن اني مقصر عليهم‪ ..‬لكن طلعت‬
‫مراعيهم وحاط بالي وياهم‪ ...‬لمعت عيونه بالدمع وخشع قلبه ونطق دماااغه بكلمة من زمان ما ناداها احد‬
‫بجهوور‪ ...‬يبــاا‬

‫مناير استغربت هدوء جراح الغريب‪ ..:‬جراح؟؟ علمك؟‬


‫انتبه لها‪ :‬ها‪.‬؟‪ ..‬ول شي ‪ ..‬بس انتي وايد اتحجين‪ ..‬وبالعمد عشان مااا اقول لج اللي ابي اقوله‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ههههههه‪ ..‬منوور انا ام العلووم اعلمك ترى ههههههههههه‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههه ما يحتاج تقولين‪ ...‬انزين‪..‬‬
‫مناير وهي تنزل عيونها‪ :‬بشررررط؟‬
‫جراح احتار‪ :‬شنو بشرط؟‬
‫مناير‪ :‬ادري ادري انك تبيني البس الحجاب‪ ..‬بلبسه‪ ..‬لكن بشرط؟‬
‫جراح‪ :‬الحجاب مافيييه شرووط‪ ..‬بتلبسينه تلبسينه عدل‪ ..‬ماكوو شرووط‬
‫مناير‪ :‬ابي البسه كتجربه‪ ..‬اشوف حالي فيه‪ ..‬بعدين احطه على طوول‪..‬‬
‫جراح يتجتف‪ :‬متى تلبسينه يعني؟‬
‫مناير وهي تفكر وتحوس بلسانها بحلجها‪ :‬امممممممم‪ ..‬اذا رديت من المدرسة‪ ..‬واذا عجبني بلبسه على‬
‫طول‪) ..‬بمرح( شرايك؟‬
‫جراح يرفع حاجبينه‪ :‬تدرين انج مو ويه احد يحاجيج بالعقل لنج صخل والصخل مافيها عقل‬
‫مناير‪ :‬هههههههههههههههههه لو سمحت‪ .‬احلى صخلااااا‪ ...‬شرايك لكن في الفكرة‬
‫جراح‪ :‬مثل ويهج‪ ...‬بس سوي اللي تبينه‪ ..‬بس هاااا‬
‫مناير‪ :‬شنوو؟‬
‫جراح يبتسم‪ ..:‬ترى اذا لبستيه لزم تلبسينه على خالد بعد ‪ ..‬ماهو محرررم‪ ..‬عادي تاخذينه في المستقبل مو‬
‫اخوج ول شي‬
‫مناير تضرب على صدرها‪ :‬مينوووووووووووووووووون انت انا اخذ هالمعصقل‪ ..‬تراه مينوون ومافيه عقل‪ ..‬انا‬
‫اخاااف منه شلون اخذه‪ ..‬اصل‪ ..‬انا ما بتزووج‪ ..‬بظل جذي عزابية‪ ..‬بشتغل شرطية ومحد يبي وحدة تشتغل‬
‫في مكافحة المخدرات‪..‬‬
‫جراح يضرب جتفها‪ :‬ياله ياله فارجي‪ ..‬انتي اذا احد عطاج ويه زودتيها‪ ..‬يالله روحي ‪..‬‬
‫مناير وهي تضحك ‪ :‬انزين عاد ل تتعشووون بروح اشوف سمووي قبل بعدين برد‬
‫جراح‪ :‬ليش شفيها سماااء‪..‬‬
‫مناير‪ :‬تراها مريضة‪ ..‬ومن جذي عاشق الغبراا تعبانة نفسيته‬
‫جراح‪ :‬اااهاااااا‬
‫مناير تساسر جراح‪ :‬بيني وبينك‪ ..‬بغى يعطيني شريط لعلووي بحر لكني آبيت ان ل اخذه‪ ..‬يبي يفشلني‬
‫الحمارر‪.‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه ههههههههههههههههه عنبووو دارررررج‬
‫منووور‬
‫مناير‪ :‬ههههههههههههههههههههه اعلمك انا اعلمممممممممك‪ ..‬يالله بروح اشوف سموويوو‪..‬‬

‫طلعت مناير وهي تاركة جراح بنووبة ضحك ل تخلص ولاا تنتهي‪ ..‬توها بتنزل من الطابق ال انها تذكرت اتفاقها‬
‫ويا جراح‪ ..‬بتلبس الحجاب كتجربة برع المدرسة‪ ..‬وفي البيت اي‪ ..‬عشان تشووف الوضع وياااه‪ ..‬ولكن‬
‫المشكلة اهي ما عندها ول شال ولاا لفافة عشان تلبسها‪ ..‬وفكرت على طوول بفاتن‪ ..‬اهي ملكة اللفافات‪..‬‬
‫اشكال وانواع عندها‪ ..‬ونزلت دار فاتن بسرعة‪ ..‬ودخلتها ودورت لها على لفافه وطلعت وحدة بيضا‪ ..‬لفتها‬
‫على ويهها وكان شوي من شعرها طالع‪ ..‬هزت راسها‪ ..‬اهي اكره ما عليها اللي لبسة شيله ومطلعة شعر‪..‬‬
‫لذا غطت الشعر وبانت حمرة خدوود مناير البيضة وسط هاللون‪ ..‬وابتسمت بينها وبين نفسها راااحة من‬
‫الحجاب اللي عليها‪ ..‬وراحت عند الباب وطلعت‪..‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫في بيت الدخيلي‪..‬‬

‫كان لؤي قاعد في داره وهو مو حاس بعمره‪ ..‬كأنه قاعد في قارب ويتحرك فيه بعرض البحر‪ ..‬ومن غيرها‬
‫غزلن اللي ماخذه كل حواسه‪...‬؟؟ ظلت ملمحها متعلقة في ذاكرته مثل النشبة‪ ..‬واهو مووو كاره هالشي ابد‬
‫بالعكس‪ ..‬بس اللي معور قلبه انه ماكو فرصة عشان يشوفها مرة ثانية‪ ..‬يروح المكتب؟؟ ل مايصير‪ ..‬يمكن‬
‫اهي مو كل يوم تروح هناك‪ ..‬الظاهر انها كانت هناك بل شغلة ول مشغلة لنها كانت باول الشدة قاعدة‬
‫وياهم‪ ..‬اااااااااه عليج ياغزلن ‪ ..‬الناس زين منها تستحمل غزال واحد‪ ..‬لكن انتي‪ ..‬غزلاااان‪ ..‬ااااخ بس الله‬
‫يعين قلبي عليييييج‪...‬‬

‫وطرقات على الباب ويطل من بعده راس نورة‪ :‬احم احم العروس هني‪..‬‬
‫التفت لها لؤي‪ ...:‬هل‪ ..‬شتبين؟‬
‫نورة حوست ثمها بس اهي متعودة هالشي من لؤي‪ :‬ابيك‪ ..‬وما ابيهم‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ههههههه تراني محجوز لمرتي‪..‬‬
‫نورة وهي تدخل‪ :‬ههههههههه احنا وهالمرة‪ ..‬وينها بس خلنا نشوفها؟؟‬

‫لؤي يفكر بغزلن ويبتسم بنشوى مثل السكران ويسكر عيونه‪..‬وما غاب هالشكل عن نورة‬

‫نورة‪ :‬اوب اوب اوب‪ ..‬شفيييييييييييه العاشق الولهان يبتسم بسكرة ونشوى‪..‬‬
‫لؤي يناظر نورة بنعااس‪ :‬أحب‪..‬‬
‫نورة وكانها سامعة اسطوانة معروفة‪ :‬أها‪ ..‬انزين يالله انزل تحت العشااا زاهب وفيصل هني‬
‫لؤي يمسك يدها‪ :‬شفيييييج؟؟؟‬
‫نورة وهي تهز راسها بنفي‪ :‬شنو؟؟ مافيني شي‪ ..‬ليش فيني شي؟؟‬
‫لؤي‪ :‬شفيج طقيتي كلمتي بعرض الحايط كانها ما همتج؟‬
‫نورة واهي مو عارفة شعنه يتكلم لؤي‪ :‬شفيك لؤي شتتكلم عنه؟‬
‫لؤي‪ :‬هاه‪ ..‬انا توني قايلج اني احب‪ ..‬وانتي ابد قزرتيني بها؟؟‬
‫نورة ‪ :‬أهااااااااااااا‪ ..‬عادي يعني‪ ..‬انت كل يوم تحب‪ ..‬وكل يوووم في قلبك وحدة‪ ..‬يعني شالغريب اليوم‬
‫لؤي اللي عصب شوي‪ :‬نورة‪ ....‬طبي لسانج لاا تشوفين الويل الحين‬
‫نورة استهجنت هالنبرة من لؤي‪ :‬شنو؟؟؟؟ شفيك مستخف‪ ..‬هذي انا يااا لؤي‬
‫لؤي بقرف‪ :‬تدرين‪ ..‬فارجي احسن‪ ..‬والله انج مو ويه احد يحاجيج‪...‬‬
‫نورة بزعل‪ :‬انا الحين جذي؟؟ ما عليه‪ ..‬الله يسامحك‪ ...‬يالله العشا تحت‪..‬‬
‫لؤي باشمئزاز وهو يتحرك من على السرير للحمام‪ :‬مابي شي‪...‬‬

‫طلعت نورة بزعل من الغرفة ونزلت تحت‪ ..‬ولؤي يشطف ويهه بالماي‪...‬‬

‫يوم لقتها امها تحت لحظت ان لؤي مو معاها‪ ..:‬وينه اخووج‬


‫نورة تقعد في الصالة يم ريلها‪ :‬ما بيي‪ ..‬ما يبي عشاا‬
‫ام مساعد ‪:‬شفيج انزين؟؟‬
‫نورة وهي تعدل من ملمحها‪ :‬ل يمة مافيني شي ‪...‬‬

‫راحت ام مساعد المطبخ وظلت نورة ويا فيصل‪ ..‬اللي هو الثاني لحظ شكلها المكفهر‪..‬‬

‫فيصل‪ :‬حياتي‪...‬‬
‫نورة‪ :‬هل حبيبي‬
‫فيصل‪ :‬علمج؟؟ زعلنة!!‬
‫نورة وهي تعقد حواجبها وتهز راسها‪ :‬ل عمري مافيني شي‪ ..‬بس شوي تعبانة؟‬
‫فيصل‪ :‬تهاوشتي ويا لؤي؟‬
‫نورة وهي تناظره ‪ :‬لاااا ما تهاوشت ول شي‪ ..‬بس تعبانة‬
‫فيصل يبتسم‪ :‬توج مثل الفرس تتناقزين بالمكان‪ ..‬ومن رحتي له تعبتي‪ ...‬شهالتأثير‪..‬‬
‫نورة وهي تمسك يد ريلها وتلعب بصبوع يده‪ :‬مافيني شي عمري‪ ..‬اذا فيني صدقني بقول لك ما بخبي عليك‬
‫شي‪..‬‬
‫فيصل اللي يحب يخلي نورة على راحتها لنها بعد خمس ثواني من سكوته بتقول له‪ :..‬على راحتج‪..‬‬
‫وبالفعل‪..‬‬
‫‪5,4,3,2,1‬‬
‫نورة‪ :‬لؤي يقول انه يحب‪ ..‬ويوم ما اعتبرت لكلمته عصب وكفخني بالحجي ودخل الحمام وهو معصب‪..‬‬
‫فيصل بنعومة‪ :‬هههههههههههههه ‪...‬‬
‫انتبهت له نورة وهدت يده‪ :‬تضحك؟؟ تضحك علي؟‬
‫فيصل وهو يمسك خشمها‪ :‬اي‪ ..‬أضحك عليها‪ ...‬وقالت شنو؟؟ مو زعلنة‪ ..‬ولو فيني شي بقول لك‪ ..‬وانتي‬
‫خمس ثواني ما تستحملين وتفرغين اللي فيييج‪..‬‬
‫نورة تبتسم وتتلزق بريلها اكثر‪ :‬شسوي عمري‪ ..‬مالي غيرك بهالدنيا اشكي له همي‪ ..‬بس تدري‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬شنو حياتي‪..‬‬
‫نورة وهي تناظر الفراغ واهي منزعجة‪ :‬مو عاجبني كلم لؤي‪ ..‬لنه لول مرة يعصب علي وانا اتطنز عليه في‬
‫سالفة انه يحب‪..‬‬
‫فيصل‪ :‬يمكن صج متظايق\‪..‬‬
‫نورة‪ :‬ل ل‪ ...‬لؤي ما عصب على شي‪ ..‬الظاهر ان السالفة جايدة ومن صجه يحبها‪...‬‬
‫فيصل‪ :‬من؟؟ظ‬
‫نورة‪ :‬مادري‪..‬‬

‫وصلهم صوت ام مساعد وهي تقطع عليهم‪..‬‬

‫ام مساعد‪ : ..‬يالله يا عيال العشا زاهب‪..‬‬


‫فيصل‪ :‬عمتي وينه عمي؟؟‬
‫ال بو مساعد طالع من الدار وهو يلف الغترة باهمال على راسه‪ :‬كاهو عمك سم‪..‬‬
‫فيصل يضحك‪ :‬سم الله عدووك يا عمي‪..‬‬
‫بو مساعد‪ :‬وينه عشاااج؟؟؟‬
‫ام مساعد ‪ :‬وين بعد في المطبخ‪..‬‬
‫بو مساعد باشمئزاز‪ :‬والله هالبيت كلش خلى من بعد مريم‪ ...‬وين حسها ووين لقافتها‪..‬‬
‫نورة ‪:‬احممم‪..‬يبا ادري انك تحبها اكثر مني بس مو جذي عيني عينك‬
‫بو مساعد اللي ابد مايعرف يجامل‪ :‬وانتي ما تقولين لي شناقصج؟؟ شوفي ريلج اللي احلى من القمر نفسه‬
‫شتبين في واحد شايب وظرسه طايح مثل ابوووج؟؟‬
‫نورة واهي تلم ابوها‪ :‬ويه ويه ويه‪ ..‬دست عالعووووق يا بوو مساعد‪ ..‬انت الخير والبرررررركة‪ ..‬انت وانت‬
‫شايب حلوو الله يعين يوم كان شباب‬
‫ام مساعد‪ :‬ما عليج شكله جذي من عرفتله‬
‫بومساعد‪ :‬حلفي انتي بسسسسس‪..‬‬

‫ضحك فيصل والكل‪ ...‬ودخلووو للمأدبة عشان العشى‪..‬‬


‫‪-------------------‬‬

‫فاتن اللي كانت قاعدة في دارها للحين‪ ..‬والباب المفتوووح على مصراعيه ومساعد اللي منسدح في الصالة‬
‫على احد الكراسي‪ ...‬مسكر عيونه وهو حاس بتعب غريب يحن عليه‪ ..‬لكن اهو ما يقدر يروح مكان ثاني‪..‬‬
‫والطلعة ما كانت خيار بالنسبة له لنه ما يبي يطلع‪ ..‬لذا ظل في المكان وهووو منتظر‪ ..‬وفاتن قاعدة على‬
‫الرض للحين وهي تناظر الفراغ والدمع المتيبسه مجاريه على خدودها مانعة اي تفكير فيها‪ ..‬ما عاد فيها دمع‬
‫تبجيه‪ ..‬وما عاد فيهااا ال حرقة اليوووف والغيرة اللي ما تعرف اسمها تنهش في قلبها مثل الذيب‪ ..‬تنتظر‬
‫دخلة مساعد عليها ومصالحه‪ ..‬لكن لحياة لمن تنادي‪..‬‬

‫وصار وقت الصلااة من فترة واهي ما تحركت عشان تروح وتتوضى وتصلي‪ ..‬ظلت مكانها وهي تهز جسمها‬
‫بهدوء‪ ..‬لكن نداء رب العالمين اقوى من الصخر اللي يتفتت بكلمة الله اكبر‪ ..‬فما بالك بني ادم اللي كتلة من‬
‫المشاعر‪ ..‬فقامت فاتن وهي ما غيرت هدومها‪ ..‬وحست بريلها اللي تنملت وهي قاعدة‪ ..‬فهزتها شوي‪..‬‬
‫عشاااان تقدر تتحرك عليها‪ ..‬مططت ظهرها وطلت براسها برع الدار‪ ..‬شافت مساعد منسدح مثل الحوت‬
‫وسطه‪ ..‬اشمئزت منه شوي لكن ما منعها وجوده من الطلعة‪ ..‬فبكل هدوء وضربة رجولها بالرض الخشبية‬
‫الخافتة تصدر صووت جميل‪ ..‬توها بتسكر بتدخل الحمام ال مساعد يناديها‪..‬‬

‫صوت يفت الصخر من لطافته‪ :‬فاتن‪..‬؟؟؟‬

‫ما توقفت ولااا حرك فيها صوتها قيد انمله‪ ..‬ودخلت الحمام وسدت الباب في ويه مساعد ‪ ..‬ظل نايم وهوو‬
‫يتنهد‪ ...‬بس ما يلوومها‪ ...‬قعدته بهالوقت وهو يفكر وصل لنتيجة انه اهو الغلطان‪ ..‬غلطان بشنو ما يدري‪..‬‬
‫بس اكيد اهو الغلطان لن هذي اهي ظروف حياته ويا فاتن‪ ..‬اهو الغلطان واهو اللي مسوي كل شي واهي‬
‫البريئة‪ ..‬واهو بحبه الجارف لها ما يقدر انه يخليها جذي اكثر‪ ..‬لزم احد الطرفين يتنازل‪ ..‬والبنت راس مالها‬
‫كرامتها‪ ..‬واهو ريال‪ ..‬كلمته مسمووعة‪ ..‬لذا خله يصير احسن منها واهو اللي يراضيها‪..‬‬

‫تمسحت فاتن وطلعت من الحمام وهي تنشف يدها بالفوطة‪ ..‬علقتها وطلعت من الحمام وسكرت الباب‬
‫ومساعد بهذيج اللحظ وقف‪ ..‬وما عبرته فاتن ومشت على طول لعند الغرفة لكنه كان اسرع منها ووقف عند‬
‫باب الغرفة‪..‬‬

‫مساعد بنفس النبرة‪ :‬فاتن؟؟‬

‫ما ناظرته ول شي بس تنهدت ووقفت وهي منكسة راسها‪ ..‬كانت المسافة بينها وبينه معقولة وهي واقفة بل‬
‫حراك‪..‬‬

‫مساعد بنفس النبرة مرة ثالثة‪ :‬فاتن؟‬


‫فاتن‪ :‬همممم‪..‬‬
‫ما عجبته الهمهمة‪ ..‬ورد نشدها مرة رابعة‪ :‬فاتن؟؟‬
‫فاتن بصوت خافت وهي منشدة العصاب‪ :‬هااا‪..‬‬
‫مساعد وهو يبتسم يحاول يكسر الجليد‪ :‬ما يقولون هاا‪ ..‬يقولون نعم‪..‬‬
‫ناظرته بغرور اليهال‪ :‬شنو الحين؟؟ درس في الخلقيات‪..‬‬
‫مساعد بنظرته الرجولية اللي بالعادة تهدم غرور فاتن‪ :‬ل‪ ..‬انتي قمة بالخلق‪ ..‬ومو انا اللي بعلمج ‪..‬‬

‫اهتزت بهالكلمة‪ ..‬عيل هذي بداية المصالحة‪ ..‬انه يذكر فضائلي‪ ..‬لكن هين‪ ..‬من اليوم اللي بيقبل مراضاااه‪..‬‬

‫فاتن بصوت خافت‪ :‬خلني بروح اصلي‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬انا ما صليت شلون تصلين قبلي؟؟؟‬
‫فاتن تناظره بعيون تعبانة‪ :‬والله محد قابظك‪ ..‬روح صل‪..‬‬
‫مساعد يبتسم بنعومة‪ :‬ماقدر اصلي وانتي مو راضية عني‪..‬‬

‫ناظرته فاتن وهي تحس بحلااااة ويهه اللي تستفحل فيها‪ ..‬اوهوو‪ ..‬كاهو الشعور نفسه يرد لي مرة ثانية‪..‬‬
‫بمشي عنه عشااان لا يزيد‪...‬‬

‫وحاولت انها تتعداه وتدخل الغرفة‪ ..‬لكنه كان اسرع منها ومسك بيدها بنعومة‪..‬‬

‫فاتن تناظره بعجز‪ :‬تكفى‪ ..‬ما فيني والله مساعد‪ ..‬ارحمني‪..‬‬


‫مساعد يناظرها برجاء‪ ... :‬فاتن‪ ...‬انتي ليش جذي؟؟‬
‫هزت يدها من يدها‪ : ..‬خل يدي‪..‬‬
‫لكن يد مساعد كانت ثابتة مثل الصخر‪ ..:...‬مابي‪..‬‬
‫ناظرته فاتن بقهر‪ ..‬وحاولت انها تفج يده عند يها‪ ..‬وهو اللي الظاهر استمتع بتظاهرها بالقوة‪ ..‬تسند عند الباب‬
‫ويده بيدها‪ ..‬وفاتن تحاول تفج صوابعه‪ .‬اول شي حاولت بالهدووء‪ ..‬لكن بعدين زادت قوتها واهي تبعد‬
‫صوابعه‪ ..‬ويده ابد ما تتحرك‪ ..‬صج انها نحيلة ويبين ان ما فيهاحيل ال انها ثابتة وراسخة مثل الجبل‪ ..‬ويوم‬
‫عجزت فاتن تنهدت بعجزز‬

‫فاتن‪ :‬شنو الحين؟؟ بتظلل جذي ماسكني؟؟‬


‫مساعد يرفع يده اليسار وهو يناظر الساعة‪ :‬والله عندي كل الوقـت‪ ..‬مو مستعيل؟؟ وانتي؟‬
‫فاتن بصوت حازم‪ :‬مســاعد؟؟‬
‫مساعد بهدوء‪ :‬لبيـــه‬
‫فاتن وهي تبعد عيونها عنه بقله صبر‪ :‬فـج يدي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مابي‪ ..‬شنو بس انتي اللي تتدلعين وتتيهليين علينا‪ ..‬انا بعد‪ ..‬مابي افج يدج‬
‫فاتن وهي تعصب‪ :‬فج يدي والله بدوووس على ريلك الحين‬
‫ضحك مساعد‪ :‬هههههههههههههههه‪ ..‬انتي اللي بتتعورين‪ ..‬ما عليج نعال مثل الهندية‪..‬‬
‫فاتن وهي معصبة‪ :‬مســأعد‬
‫مساعد يفج عيونه لها بمرح‪ :‬هاااااا‪ ..‬هههههههههههههههههه‬

‫استغربت منه‪ ..‬اكيد مينون هذا‪ ..‬شلون يضحك وانا معصبة‪ ..‬صج ان ماكو مشاعر‪ ..‬وحاولت قد ماتقدر انها‬
‫تفج يده‪ ..‬لكن ماقدرت‪ ..‬ووقفت مكانها بعجز‬

‫فاتن‪ :‬يا ربــــــــــــي‪.‬‬


‫مساعد يجكجك بحلجه‪ :‬شنو؟؟ ما تقدرين؟؟ تصدقين‪ ..‬السباحة سووت شغل فيني وصرت اقوى من المظهر‬
‫العادي‪ ..‬تبين تشوفين عضلتي ‪..‬‬
‫فاتن وهي تتظاهر بالقرف‪ :‬والله عضلتك اخر ما يهمني‪ ..‬لو سمحت فج يدي ‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مو فاجها‪ ..‬ولو سمحتي ل تترجيني لني مااا بهدج‪..‬‬
‫فاتن بنفس التحدي‪ :‬ما بتفجها يعني‪ ..‬بسحبك‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬اللاااااااااااااه وفي احلى من هذا‪) ..‬تقرب منها وصار كوعها يضرب صدره( اكون وياج بكل خطوة‬
‫فاتن وهي تتنعز عنه باضطراب‪ :‬رووح زيييين‪..‬‬

‫جرت نفسها لداخل الدار ولقت هالشي سهل لن حركتها صارت منوطة بحركة مساااعد وياها‪ ..‬وظلت تتحرك‬
‫بالدار‪ ..‬فرست السيادة وهوو ماسكها للحين‪ ..‬وسحبت الحرام عشان تلبسه لكن ماقدرت ويدها الثانية‬
‫محبوسة بيده‬

‫فاتن‪ :‬الحين شنو؟‬


‫مساعد يفكر وهو مسحب شفتيه‪ :‬تبين مساعدة؟‬
‫فاتن‪ :‬ل مابي بس فج يدي ابي البسه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬لل‪ ..‬شوفي‪ ..‬انتي استخدمي يدج اللي مو ماسكها وانها الثانية‬
‫فاتن بظيج‪ :‬ما تحس ان الموقف وايد سخيييف وما يناسب شخصيتك المهيبة‬
‫مساعد بمرح‪ :‬وماكو احلى من السخافة‪ ..‬لمتى الواحد بيحط في باله وبيقعد يحسب الف حساب لكل شي‪..‬‬
‫وخصوصا اليهال امثالك‬
‫فاتن بغرور‪ :‬لعلمك انت الياهل مو انا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بــــــــاين‪ ..‬مثل الشمس تصدقين‪..‬‬

‫رمته بنظرة وهي مو مصدقة هالتصرف منه‪ ..‬وهالمرة تصرفت بطيش‪ ..‬وحاولت تسحب يدها بقوة منه‪ ..‬وهو‬
‫واقف مثل اليبل اللي ما اهتز ول خطوة مثل اهتزازها وهي واقفة‪ ..‬جرت يدها جرر لمن حست انها بتفصخ‬
‫وبالفعل‪ ..‬صدر صووت نابع من حركة العظم فيها‪) ..‬طرقعة العظم( وتـأوهت فاتن‬

‫مساعد اللي رخى يده شوي وفاتن اللي طاحت يدها مثل الريشة بيده‪ ..‬مسكها وهو يمسك رسغها‪..‬‬

‫فاتن بصوت متألم‪ :‬يعووور‬


‫مساعد وهو عاقد النونة‪ :‬وين يعورج؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬مكان اللي تطرقع‪...‬‬
‫مسح مساعد بيده على المكان‪ ..‬وحس ان احسن شي يسوي انه ياخذ اليد لجدام وورى‪ ..‬وبالفعل ‪ ..‬يوم‬
‫وداها على ورى ما اثر لكن يوم يابها جدام صرخت فاتن‬

‫فاتن‪ :‬اااااخ‪..‬‬

‫فج عيونه مساعد بصدمة ‪ ...‬هل يعقل انه آذاها‪ ..‬وبعد فترة من الهدوء‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬حركي يدج‪..‬‬

‫حركت فاتن يدها يمين ويسار‪ ..‬حست ان فيها شوية الم لكن احسن من مساعة‪..‬‬

‫فاتن ببنعومة‪ :‬احسن الحين‪..‬‬


‫اخذ مساعد يدها وظل يمرنها شوي ويدلكها‪ :..‬هذي اخر اليهالة‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظره من تحت قصتها‪ :‬اليهالةول البلااسة‬
‫مساعد يناظرها بايجاب‪ :‬زين زين‪ ..‬تعترفين بتصرفاااتج‬
‫فاتن تضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههه‬
‫ناظرها بغرابه‪ :....‬شفيج تضحكين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬عليك‪...‬‬
‫مساعد يرفع حاجب‪ :‬ليش؟؟ نكتة ول ادري؟‬
‫فاتن‪ :‬ما تقدر فيوم انك تعترف انك غلطان‪ ...‬ليش هالشي يعني؟؟ هالكثر صعب علييييك؟؟؟‬

‫سكت مساعد‪ ..‬وبسكوته هذا ملمحه ظلت ثاتبه وهو يناظر فاتن وترك يدها اللي طاحت على جنبها‪ ..‬رفعتها‬
‫لعندها وضمتها لصدرها باليد الثانية وهي تدلكها‪ ..‬والتفتت عنه وهي ترفع احرام الصلة عشان تلفه‪..‬‬

‫مساعد بصوته‪ :‬فاتن؟؟‬


‫التفتت له ‪ :‬نعم‪..‬؟؟‬
‫مساعد رفع عيونه لها ‪ ..‬وما احلى النظرة اللي كانت مرسومة‪ ..:‬انا‪ ..‬اسف‪..‬‬

‫ما ردت عليه وفاتن وظلت مبهوتة بذيج النظرة‪...‬‬

‫وكمل مساعد ‪ :‬ما كان قصدي ازيد عليج‪ ..‬بس انا انقهرت يوم انج ما قلتي شفيييج؟؟ حسيت ان هالشي‬
‫محرم علي اني اعرفه‪ ..‬وان محرم علي اعرف عنج شي وعن مشاعرج‪ ..‬مع انج تدرين ان حياتي كلها‬
‫مربوطة في شعورج لكنج تتجاهلين هالحقيقة‪..‬‬

‫بينها وبين فاتن حست بالغلط الذاتي لنفسها‪ ..‬لكن شتقول‪ ..‬اقول له اني كنت استحي من اني اقول لك باللي‬
‫يصير فيني؟؟ اي نوع من النيران اللي كانت فيني‪ ...‬والله ماقدر‪ ..‬ماقدر اقولها لك‪ ..‬ما اقدر‪..‬‬

‫مساعد وهو يتقرب‪ :‬لذا انا اسف ومرة ثانية ما بحاول اتدخل فييي مشاعرج‪ ..‬انتي وقت ما حسيتي انج‬
‫تقدرين تقولين ليييي قولي‪ ..‬ترىى انتي حرة اول واخيرا‪..‬‬

‫ظلت ساكتة فاتن‪ ..‬حتى هالجواب ما عجبها من مساعد‪ ..‬يمكن بقرارة نفسها بغته يصر عليها بمعرفة‬
‫مشاعرها‪ ..‬ونزلت عيونها‪ ..‬وكانها مو راضية‬

‫مساعد‪ :‬علمج؟؟؟ مو راضية؟‬


‫فاتن وهي تهز راسها‪ ..:‬ل ل ول شي‪ ..‬بس‪ ...‬بصلي‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬اطلع يعني؟؟‬
‫فاتن‪ :‬البيت بيتك‪ ..‬وخذ راحتك فيه‪..‬‬

‫قالتها ولبست الحرام وبدت الصلة‪ ..‬واعتبر مساعد ان سكوتها وكلمها دعوة انه يقعد في الغرفة مثل ما‬
‫يبي‪ ..‬واهو ما عاق‪ ..‬راح وقعد عند الدريسر‪ ..‬وظل يناظر الغراض المحذفة في كل مكان‪ ..‬صور معلقة عند‬
‫الجامة‪ ..‬لول مرة يشوفها‪ ..‬لمجموعة من اليهال‪ ..‬عقد حوابجه وهو يحدق بالصورة‪ ..‬وتمكن بمعرفتهم‪..‬‬
‫سحب الصورة وظل يناظر فيها‪ ..‬وتهللت اساريره يوم شاف مريم اخته‪ ..‬ويمه بنت بيضا شوي طويلة بالنسبة‬
‫لسنها‪ ..‬اكيد اهي فاتن‪ ..‬وولد يشابه فاتن يمكن جراح‪ ..‬وبنوتة صغيرونه‪ ..‬يمكن اخت فاتن الصغيرة‪ ..‬وتم‬
‫يناظرها بحالمية وهو يحس ببرائتهم‪ ..‬وخصوصا فاتن ومريم‪ ..‬والنظرة الهادية المرسومة عليهم‪..‬‬

‫وظل يناظر الصور والغراض اللي على الدريسر وهو مستغرق‪ ..‬وفاتن اللي فضت منالصلة لحظت‬
‫استغراقه‪ ..‬لذا استغلت هالفرصة عشان تطلع له الهدية اللي شرتها من فترة له‪ ..‬لكن ما ورته اياها لظيق‬
‫الوقت‪..‬‬

‫طلعت العلبة الحمرا وهي تتوجه لمساعد واهني اهو وعى من استغراقه ويوم شافها قريبة منه‪..‬‬

‫بابتسامة‪ :‬هذي انتي ومريم وجراح؟‬


‫ابتسمت فاتن وهي تنماظر الصورة‪ :‬ل‪ ..‬هذي انا ومريم ومناير وخالد‪ ..‬هذا خالد )تاشر على الصورة(‬
‫مساعد يبتسم بمرح‪ :‬يشابهج يوم كنتو صغار‪ ..‬لكن الحين تغير شكله‬
‫فاتن‪ :‬ما تغير شكله‪ ..‬الضعف ذبحه‪ ..‬وغير من ملمحه موول‬
‫مساعد‪ :‬ايه لحظته وايد ضعيف‪ ..‬يبيله تغذية‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اقوى مني ومنك هذا المعصقل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههه‪..‬‬

‫وحط الصورة مكانها ووقف وبانت فاتن مثل الصفر يمه‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬اسف‪ ..‬لني تطفلت عل اغراضج‬


‫فاتن بابتسامة حانية‪ :‬ل عادي‪ ...‬تفضل‬

‫جدمت العلبه له واستغرب مساعد‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شنو هذا؟‬


‫فاتن بحيا‪ :‬فجه‪..‬‬

‫ما عاق مساعد وفج العلبة‪ ...‬واستفحلت ملمحه الى لشي‪ ..‬ل شعور ولاا احساس طغى عليه بهذيج‬
‫اللحظة‪ ..‬وماتت فاتن يوم شافت ملمحه‪..‬‬
‫بخوف‪ ..:‬شفيك؟؟ ما عجبتك؟؟‬
‫مساعد رفع عيونه لها بهدوء‪ ..:‬شنو هذا؟؟‬
‫انحرجت فاتن وانحرق ويهها‪ ..‬وتوها بتسحب العلبة‪ :‬اسفة‪ ..‬ماكان قصدي‬

‫لكن يد مساعد كانت قوية وما قدرت تاخذ العلبة‪..‬‬

‫فاتن بحزن رفعت عيونه له‪ :.‬شفيك؟‬


‫مساعد اهني بدت ملمحه تتماوج بين الفرحة وبين الحزن‪ ..‬بين التألق والخبوو‪ ..‬بين المرح وبين الكسل‪ ..‬وما‬
‫قدر ينطق بول كلمة‪...‬‬
‫يا ترى شكانت الهدية؟؟؟‬

‫انا اقول لكم‬

‫كانت دبلة فظية‪..‬‬


‫بكل بساطة‪..‬‬
‫ل تتخللها تصاميم‪ ..‬ولااا اي شكل من الشكال‪ ..‬فضية سادة حلقة دائرية‪ ..‬لمعت الدمعة بعيون مساعد فرحة‬
‫من هالهدية‪..‬‬

‫مساعد وهو يرفع راسه لفاتن‪ :::‬تسلمــين‪..‬‬


‫ابتسمت فاتن على مضض‪ ..‬الظاهر ان الهدية عجبته‪ ..‬لكن ليش ما يبتسم‪ :‬العفــو‪ ..‬تراك انت بعد عطيتني‬
‫هذي )ترفع صبعها(‬
‫مساعد اهني ابتسم‪ :‬ادري‪..‬بس ماكان لزم انتي بعد‪..‬‬
‫فاتن بحزن‪ :‬ليش‪ ..‬انت تبيني اثبت انك زوجي‪ ..‬ما تبيني اثبت اني زوجتك؟؟؟؟‬

‫مات مساعد بهذيج الكلمة‪ ...‬وذابت حناياااااه من خاااطر عليها‪..‬‬

‫مساعد بهمس‪ ..:‬انتي شنو؟؟‬


‫ابتسمت فاتن بحياا‪ ....:‬زوجتك‪...‬‬

‫سكر مساعد عيونه وهو مو مصدق هالنعمة‪ ..‬وهو اللي قرر ان يخليها بعذاب فعلتها‪ ..‬ال انها قدرت مثل كل‬
‫مرة انها تذوبه ذوبان الثليج ‪ ..‬يا بالحزن والحرقة‪ ..‬او الفرحة العامرة‪ ...‬وكاهي الحين سوتهافيه‪ ..‬قدمت له‬
‫الدليل والثبات على انه زوجها‪..‬‬

‫مساعد وهو يبتسم ويتنفس الصعداء‪ ..:‬بس انتي اللي لزم تحكمين فيها‬
‫فاتن بغرابه‪:‬شلون؟؟‬
‫مساعد يقدم لها العلبة‪ :‬انتي ما سمحتي لي اني البسج الدبلة‪ ..‬لكن انا تقليدي‪ ..‬وحرمتي اهي اللي تلبسني‪...‬‬
‫اخذت فاتن العلبة وهي ممتنة والدمعة لمعة بعينها‪ : ..‬ول يهمك‪...‬‬

‫سحبت الدبلة بهدوء من العلبه‪ ..‬ورمت بالعلبة على الطاولة وهي تنحني عند مساعد‪ ..‬وسحبت يده اليمين‪..‬‬
‫ولبسته الدبلة اللي كانت شوي وسيعة عليه ودخلت بسهولة‪ ..‬وظلت يد فاتن بيد مساعد وهي تبتسم له‬
‫برقة‪..‬‬

‫ما تكلم مساعد‪ ..‬ول قال لها اي شي‪ ..‬قرب نفسه لها وباسها على جبينها‪ ...‬وضمها لصدره‪ ..‬ويوم قدر ينطق‬
‫قالها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شكـــرا‪..‬‬

‫ال وصوت مريم يقطع عليهم ذيج اللحظة‪ :‬كلولولولولولولوولولش‪ ..‬يا معيرس عين الله تراك القمر يهدي‬
‫والنجوم كلها ورااك يا سعوود يا عاشق غزال الهوى يناديك ويقول لك تعال‪ ... ..‬كلولولولش‪ ..‬ياناس صلوو‬
‫على منهو درى سعوووده‪..‬‬

‫وظلت مريم تغني وترقص ومساعد وفاتن يضحكون عليها ومسرع ما لمتهم وباركت لهم وهي ميتة من‬
‫هالفرحة‪ ..‬واخيرا‪ ..‬التحمت فاتن بمساعد‪ ..‬وهو بالمثل‪ ...‬لكن ظلت معلقة بالهوا كلمة‪ ..‬تختم هذي الفرحة‬
‫بصك السعادة‪..‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫نرجع للديرة‪..‬‬

‫وصلت مناير بيت النهيدي ويدها بالشيلة وهي تغطي شعرها عن ل يطلع‪..‬‬

‫تمرمر بروحها‪ :‬والله حالة قلنا نلبس حجاب كاهو من الحين يخون بي ويطلع الشعر مني والله حالة‪ ..‬اوووف‬

‫وانفج الباب لها‪ ..‬وكان مشعل‪ ...‬واتقززت مناير يوم شافته‪..‬‬

‫مشعل يبتسم لها‪ :‬هل مناير‪..‬‬


‫مناير‪ :‬هل‪ ...‬وينها سماء؟؟‬
‫مشعل‪ :‬بعدها مريضة‪ ..‬ليش امري‪ ..‬فيج شي؟؟‬
‫مناير بقرف‪ :‬لم افيني شي‪ ..‬بس ابي اشوفها‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬مانصحج ‪ ..‬لنها وايد مريضة ويمكن تعديج؟‬
‫مناير بصدمة‪ :‬والله؟؟ وايد مريضة؟‬
‫مشعل بحزن‪ :‬حرارتها كل ما ايي لها ترتفع اكثر‪...‬‬
‫مناير‪:‬شتنطر زين خذها المستشفى‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬قلت باخذها هناك الحين وانتي ييتي‪ ..‬كنت طالع اسخن السيارة‬
‫مناير‪ :‬اهااا‪ ..‬زين زين عيل يالله لااا تطول عليها‪ ..‬وانا بنادي امي‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ل ل تعبلين على امج‬
‫مناير‪ :‬شنو؟؟ ترى سماء بنتنا اكثر من ما اهي اختك‪ ..‬ومو احنا اللي نخليها واهي مريضة‪ ..‬يالله انابروح انادي‬
‫امي‬

‫مشعل تم يناظر هالمغرورة وهي تروح عنه‪ ..‬وتمنى للحظة لو ان فاتن تكون اهي مكان مناير‪ ..‬شراح يكون‬
‫تصرفها‪ ..‬اكيد مو اقل من مناير‪..‬‬

‫دخلت مناير البيت وهي خايفة‪ ..‬وكان للسف الشديد خالد هناك بعد‪ ..‬وراحت لمها‬

‫مناير‪ :‬يمة‪ ..‬مشعل النهيدي يبييييج تروحين وياه المستشفى‬


‫قطت ام جراح الخاشوقة اللي كانت بيدها ووقفت بخوف‪ :‬ليش يمة‪ ..‬شفيه مشعل؟‬
‫مناير وهي تناظر خالد بزاوية عيونها والعاصفة اللي حلت فيه‪ .. :‬ل اهو مافيه شي‪ ..‬بس سماء شوي تعبانة‬
‫ويبي ياخذها المستشفى؟؟‬
‫ام جراح مسكت قلبها‪ :‬فديت سماء‪ ..‬من متى مريضة؟؟ وانا مادري عنها؟؟ اقول اهي اليوم ما بينت قلت‬
‫يمكن امتحانات ول شي‪..‬خلص خلص‪ ..‬روحي قوليله الحين بييه بس البس عباتي وايييه‪..‬‬
‫مناير‪ :‬انشاءالله‪..‬‬

‫وراحت ام جراح ومناير ظلت واقفة مكانها وهي تناظر خالد اللي نزل عيونه للرض وهو منهار‪ ...‬وصلت حالة‬
‫سماء للمستشفى‪ ...‬شباقي؟؟؟؟‬

‫مناير راحت لخالد‪ :‬خالد ترى اهي بس حرارتها مرتفعة مافيها شي جايد‪..‬‬

‫راح عنها خالد وركب فووق وهووو ميت من القهر‪ ..‬والصيحة واصلته لعيونه ‪..‬دخل داره وتم يناظر بالدريشة‬
‫شاف سيارة مشعل اللي طلعت من الكاراج الثاني وهو فيها‪ ..‬وشاف خالته تنظم له وهو يوم شافها باس‬
‫راسها وتموو يسولفون شوي ودخلت ام جراح البيت وغابت شوي‪ ..‬ويوم طلعو بعد فترة كانت سماء لبسة‬
‫جاكيت وام جراح تسند جسمها ومشعل وياها‪ ..‬وفتح لها الباب وحطاها داخل‪ ..‬ومناير انضمت لهم بعدين‪..‬‬
‫وركبو السيارة ام جراح ومشعل وسماء‪ ..‬وتحركت السيارة بعيد عن المنطقة‪...‬‬

‫من بعد ما غابت السيارة طاح خالد على الرض وهو حاط راسه بين يديه‪ ...‬مثل اليائس والبائس وقف‪ ..‬ول‬
‫حول ول قوه فيه‪ ..‬قله حيله منعته من التقرب لسماء عشان يباريها ويهديها‪ ..‬كاهي راحت المستشفى واهو‬
‫ظل هني‪...‬‬

‫يا ترى‪ ..‬شراح يصير في سماء؟؟ وهالحرارة راح تعدي بخير؟؟ وخالد‪ ..‬بيظل على موقفه‪ ..‬وفاتن متى بترد‬
‫الكويت‪ ...‬ومساعد شنو بعد هالدبلة؟؟؟‬

‫مريم وجراح شراح يصير بيناتهم بعد ما يرررردوون من السفر‪ ..‬ولؤي هل راح يلتقي بغزلن مرة ثانية‪ .‬وان‬
‫لقاها‪ ..‬شراح يصيررر بيناتتهم؟؟؟‬
‫حبه حقيقي ولاا مثله مثل اي حب يمر فيه؟؟‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪----------------‬‬
‫العــودة الى الوطن‪..‬‬
‫============‬
‫في بوسطن‪..‬‬

‫هدأت الوضاع بين فاتن ومساعد‪ ..‬وكل شي تم على اكمل وجه‪ ..‬ال من توتر العودة الى الديار‪ ..‬ظلت فاتن‬
‫ويا مريم يتسامرون بين بعضهم‪ ..‬وفي اليوم الثاني صحوا من وقت على غير العوايد ‪ ..‬سوو لبعض احلى‬
‫فطور ومساعد للحين ما بين في المكان لكن ما انتبهوا لغيابه لن اثنتين ل اجتمعوا ينسون العالم كله‪ ..‬ظلوا‬
‫يتسامرون ويضحكون على سوالفهم وذكرياتهم‪..‬‬

‫مريم وهي تشهق‪ :‬وتذكرين بعد‪ ..‬يوم سموووي تسكر الباب على يدهاه‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫فاتن وهي تمسح عيونها‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههه اما انها نقزت نفزة هذاك اليوم؟؟ بس‬
‫والله كسرت خاطري ههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫ممريم‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههه والله اهي ملقوفة محد قال لها تلعب بالقفص‪ ..‬الحين قفص‬
‫طيور ديزاين بالمدرسة انتي شكوو فيه ههههههههههههه‬

‫وبعد نوبة من الضحك بين الثنتين خلصوا الريوق ونظفوا من وراهم ‪ ...‬ومريم تمططت بتعب وهي تتثاوب‪..‬‬

‫مريم بتساؤل وهي تلم شعرها الطويل الكثيف‪ :‬فتوون؟ شلون كنتي تقظين وقتج هني؟؟ والله ماكو برنامج‬
‫احس‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم وهي تحط الصحون بامكانها‪ :‬ل والله يا مريم كانت وياي ميشيل مرت جورج ارفيج مساعد‬
‫هني والله ما قصرت وياي‪ ..‬كل يوم تاخذني مكان‪ ..‬كل يوم سوق وكل يوم سوبرماركت‪ ..‬والله وناسة الجو‬
‫وياها‪ ..‬كنت بالجازات ماقعد دومي وياها‪..‬‬
‫مريم وهي تقعد على الكرسي وهي متمللة‪ :‬والله خاطري انا وانتي نطلع ويا بعض‪ ..‬بس قراقوش ما بيخلينا‬
‫فاتن وهي ترفع حاجب‪ :‬جبي‪ ..‬ل تقولين قراقووش‪ ..‬اخوج هذا‬
‫مريم وهي تغمز لفاتن‪ :‬اهيييي‪ ..‬بدينا بحركات سي السيد‪ ..‬يالله عاد ل تخربيني تراني جاهزة للتخريب‬
‫فاتن ‪ :‬هههههههههههههههه ماشاء الله عليج مادري من الخراب فيناااا‪..‬؟؟‬
‫مريم وهي تضرب صدرها‪ :‬يااااا هايفة‪ ..‬انا خراب؟‬
‫فاتن وهي تفتح عيونها وتاشر على مريم‪ :‬والله اللي على راسه بطحا يتحسسها ههههه‬
‫مريم تفكر وهي تعوي بثمها‪ :‬اي والله‪ .‬فضحت روحي بروحي هههههههههههههههههههه انزين فتوون‪ ..‬خلينا‬
‫نطلع حبيبتي؟‬
‫فاتن وهي تلتفت لباب غرفة مساعد‪ :‬مساعد للحين راقد شلون نطلع؟‬
‫مريم‪ :‬شعليج من مساعد‪ ..‬نتصل في هذي ميشيلاا ونطلع وياها‪..‬‬
‫فاتن وهي منصدمة‪ :‬ومساعد؟‬
‫مريم وهي تهف‪ :‬وليييه كل كلمة والثانية قالت لي مساعد‪ ..‬حطي له نوت ول شي ‪ ..‬يعني خبريه‪ ..‬ول‬
‫طرشي له مسج‪ ..‬وال تدرين )بتفكير شرير تناظر مريم الدار ( عندي لج فكرة‪ ..‬تعالي وياي‪..‬‬

‫فاتن وهي تحط الفوطة وتروح لها‪ ..‬ال شافتها شوي بتدخل الغرفة واشرت لها بهمس‬

‫مريم‪ :‬شفيج؟‬
‫فاتن بهمس‪ :‬وين راحية؟‬
‫مريم وهي تضحك بمرح‪ :‬بنرووح نعذبه شوي‪ ..‬نعنبوو للحين نايم؟؟ ل يمة ما يصير لزم يتعود على قعدة‬
‫الصبح‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك مريم من ذراعها ‪ :‬ل حرام خليه ينااام‪ ..‬اهو بالغربة مايرقد زين‪..‬‬
‫مريم‪ :‬جب انتي مالج خص‪ ..‬اخوي وكيفي‪ ..‬يااااه ‪..‬‬
‫فاتن وهي تحس برووح مريم المرحة وقفتها‪ :‬لحظة لحظه‬
‫راحت فاتن عند المطبخ ومريم تناديها‪ :‬وين رايحة؟؟‬
‫ردت فاتن وهي حاملة عوود من المكنسة الطويلة اللي تستعملها لجمع الوسخ بالمطبخ‪ :‬ما يصير نعذبه بل‬
‫عود‪ ..‬هههههههههههههههههه‬
‫مريم وهي تلم فاتن‪ :‬فديت تربيتي انا ههههههههههههههههههه ‪..‬‬
‫ودخلوو الثنتين على اطراف اصابعهم واللي ساعدهم طبعا اهو باب مساعد اللي ما يتسكر‪ ..‬ويوم لقوه كان‬
‫نايم على بطنه ويده عند جبينه وكانه ماسكه‪ ..‬وشكله مرة جنان‪ ..‬والتي شرت اللي عليه منعفس من زود‬
‫التقلب‪ ..‬اللحاف كان تحت بطنه وشويه منه على ريله وهوو غارق في سابع نوومة‪ ..‬وبسبب عمق النوم فيه‬
‫بين وكانه واحد صغير‪..‬‬

‫وقفت فاتن وهي حاطه يدها على قلبها‪ :‬يا قلبي عليه‪ ..‬شوفي شلون نايم يالله حرام عليج ل تسوين فيه شي‬
‫مريم‪ :‬اووووش‪ ..‬تدرين‪ ..‬على مياعتج هذيي انتي روحي ونغزيه؟‬
‫فاتن وهي تتراجع وعيونها مفتوحة‪ :‬ل والله حرام علي‪...‬‬
‫مريم‪ :‬يالله جدامي ل بوكس على ويهج‪...‬‬

‫انصاعت فاتن لرغبة مريم لن يمكن الرغبة هذي فيها اهي الثانية بعد‪ ..‬وحملت العودة وحطتها بثمها وهي‬
‫تعدل شعرها‪ ..‬وراحت عند مساعد من الطرف الثاني‪ ..‬وخذت العود من ثمها ويه تناظر مريم اللي ناقعة في‬
‫مكانها من الضحك‪ ..‬قعدت عنده وهي ترفع العود شوي شوي ‪ ...‬وتوها بتحطه في اذن مساعد ال وعى لها‬
‫وهو فاج عيونه على الخر واهي انتفضت مكانها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شبتسوووون يالشياطين هااا تبووون‬

‫فاتن ومريم تصارخوا الثنتين والولى شردت لكن فاتن المسكينة اللي ما وصلت لعند الباب الل مسكها‬
‫مسااععد وسحبها برع الغرفة وهي تتفازع من الضحك ويوم مسك مريم اللي كانت توها بتدخل الغرفة تم‬
‫يعافرهم ويدلدغهم لمن فدعن من الضحك وهوو يضحك عليهم‪..‬‬

‫مثل البوو الحنووون اللي يلعب بنتينه لعبهم وسلااهم وضحكهم‪ ..‬ووقت اللي ظنوو انهم بيتعشووون به‪..‬‬
‫تغدى بهم‪..‬‬

‫من بعد هالمزحة الحلوة بين الثلثة قامو البنتين وسوو له احلى ريوق وهو يسبح‪ ..‬وتموو في وقت مسالم‬
‫وجميل وحتى منبعدها طلعوو‪ ..‬يتشرون اغراض سريعة لن باجر السفر وماكو وقت لهم عشان يردون‬
‫ويصلحون كل شي‪..‬‬

‫تمت فاتن فرحانة واهي تتمشى ويا مساعد‪ ..‬صح ان مريم بينهم طول الوقت لكن الجو كان مكتمل‪ ..‬واللي‬
‫كمله اهي ضحكات مساعد المتتالية وراحة بال فاتن‪ ..‬وفوق كل هذا اهي الدبل اللي جامعتهم ببعض‪..‬‬
‫‪-----------‬‬
‫يوم وصلوو البيت لقت فاتن هيام واقفة عند الباب وهي تدق الجرس‪ ..‬نزلت لها من السيارة لكن سؤال من‬
‫مريم وقفها؟؟‬

‫مريم‪ :‬من هذي البنت؟‬


‫فاتن وهي مبتسمة‪ :‬تعالي وياي بعرفج عليها اسمها هيااام واطيب من الطيب كله‪..‬‬
‫مريم بغيرة‪ :‬شنو اطيب من الطيب كله يعني تحطم علي؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههه ل ما تحطم عليج انتي شيختهم يا بعدي‬
‫مساعد وهو يبتسم ويتدخل بمرح‪ :‬وانا انزين؟‬
‫طالعته فاتن باستغراب وحيا شوي‪ :....‬انت؟؟‬
‫مساعد وهو يطالع جدامه وينزل النظارة‪ :‬اكيد عيل من بيرجو؟؟‬
‫فاتن بتساؤل‪ :‬بيرجو‬

‫مريم نقعت من الضحك يوم قال مساعد بيرجوووو‬

‫‪::..‬بيرجو‪ :‬هندي يغسل السيارات عند بيت بومساعد‪..::‬‬

‫فاتن بحيرة‪ :‬شفيج تضحكين يالحمارة؟‪ ..‬خلص انا بطلع الحين‪..‬‬

‫طلعت فاتن من السيارة وراحت لهيام الي يأست ونزلت العتبات وتوها بتدخل السيارة وصوتت عليه فاتن‪...‬‬

‫هيام‪ :‬واخيــــــــرا ‪the queen has arrived‬‬


‫وينج انتي؟؟ وليش ما تردين على تلفونج؟‬
‫فاتن بحيا وهي تلم هيام‪ :‬فديت عمرج والله ما كنت بالبيت وتلفوني بالبيت بعد‪..‬‬
‫هيام‪hello.. the cell phone use is in every time not only in college :‬‬
‫فاتن ويه تلتفت لمريم اللي ياتهم‪ :‬انزين شوي شوي من لسانج الي ينقط عسل ترى هذييي)بقرب مريم(‬
‫صديقتي الغالية وشقيقة روحي واخت زوجي‪ ..‬مريم‬
‫هيام اللي كان مظهرها رياضي‪ ..‬يعني من طخة سبايس قيرلز‪ ..‬بانطلو جينز ظيج وجوتي رياضه وجاكيت‬
‫منفووخ‪Hey mariam nice to meet you at last ..‬‬
‫مريم اللي استانست على هيام‪ hello you :‬مع اني ماعرفج ول سولفت لي ام حديجان عنج قبل‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههههههههههههههه حلوة هاي ام حديجان‪ ..‬ادري فيها تستحي مني‪ ..‬او تغار )ترفع حواجبها هيام‬
‫بغرور(‬
‫فاتن وهي تتنهد‪ :‬ويــــه عاد سكتي سكتي ل يغمى علي الحين ههههههههههههه‪ ..‬شيايبج هني‬
‫مريم‪ :‬عيب فتون‬
‫هيام‪ :‬ل ل خليها خليها‪ ..‬هذي وحدة ما تستحي على ويهها مو كفاية ان من بدت العطلة ما كلفت على عمرها‬
‫ورفعت السماعة تتصل‪ ..‬سودة ويه اقوووول‬
‫فاتن وهي تمسح على خدها‪ :‬والله ابيض مني ماكو‪ ..‬ويالله يا تنجلعين يا تقولين شل ياية‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههههههههههههههه انزين عاد ‪invite me for a coffee or cappuccino‬‬
‫فاتن باصرار مرح‪ :‬عندنا توفي ما نعزززم‬
‫هيام‪ :‬دخيييييييييييل الله يا بخلججج والله حرااام‪..‬‬

‫والتفتت هني لمساعد اللي تحنحن شوي وذابت فيه هيام‪ ..‬وتمت تناظره وحلجها مفتوح‪ ..‬وهو طاف من بينهم‬
‫ودخل داخل البناية بعد ما تمتم شي لفاتن واهي ردت عليه بحمرة خدود‪ ..‬ان شا الله‪..‬‬

‫بعد ما راح مساعد مسكت هياام فاتن‪ :‬ل تقوليييييييييييييييين‬


‫فاتن هزت راسها بحيا ومريم تضحك‪ :‬هههههههههههههه استحت‬
‫هيام منفعلة‪ :‬يا قلبي عليه‪ ..‬شهالحلاااوة كلها‪ ..‬والله لوو يصير يسوون منه حلوى‬
‫فاتن بغيرة‪ :‬يالله عاد جب وايد سمحتلج‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ارجوج ل تقربين لغيرتها تراها نااااار‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههههه طالعة على ارفيجتها‬
‫فاتن‪ :‬يالله بسرعة بسرعة ندخل تراه وصاني اننا ما نطول هني‬
‫هيام‪ :‬انا ماقدر ادخل فاتن‬
‫فاتن تلتفت لها‪ :‬وليش ان شاء الله بعزمج على كاباتشينو ل تحاتين‬
‫هيام ‪ :‬ههههههههههههههه يخسج‪ ..‬ل بس انا بعد ساعتين جذي بسافر ويا بيتنا‪ ..‬بنروح نيويورك للكريسماس‬
‫فاتن وهي تمسك قلبها‪ :‬اغبطططططططططج‪ ..‬يا حظج والله‬
‫هيام وهي ترفع حواجبها‪ :‬شفتي شلووون‪ ...‬انزين يالله فتون تامريني علي شي‬
‫مريم اللي خذت راحتها وياهيام‪ :‬انا اللي اامررج مو فتوون‬
‫هيام‪ :‬هههههههههههه من عيوني الثنتين طلبي‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ابي توم كروز اذا شفتيه قوليله ان مريم بنت خلف الدخيلي تسلم عليك‪..‬‬
‫هيام‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس‪ ..‬واللهما طلبتي‪ ..‬هههههههههههههههههههههه‬
‫يالله حبايبي انا بخليكم الحين‪ ..‬واشوفكم على خير‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ديري بالج على حالج ول تقطعين‬
‫هيام وهي تعقد حواجبها في ويه فاتن‪ :‬انتي اللي تقولين ولااا شنو؟؟ انا ما قطعتج انتي اللي ابد ما عندج احم‬
‫ول دستووور‬
‫مريم وفاتن‪ :‬هههههههههههههههههههه‬
‫هيام‪ :‬على العموم اخليكم انا‪.‬؟‪ .‬يالله ‪cya after the break bye bye‬‬
‫فاتن ‪:‬في امان الله يقولون‬
‫هيام‪ :‬اووبس‪ ...‬في امان الكريــــــم‪..‬‬

‫بحركة كوميدية تركتهم هيام وراحت ومريم تضحك عليها وتبادل فاتن الراءالمعجبة بهيام وشخصها الطيب‪..‬‬
‫=============================‬

‫الساعة خمس الفجر في بيت بو جراح‪..‬‬

‫من بعد انتظار طويل ومتعب بالنسبة لمناير اللي تنازلت عن سريرها اليديد ونامت في الصالة‪ ..‬ظل جراح‬
‫قاعد وهوينتظر امه وخالد اللي من دخل داره ما طلع منها‪ ..‬الكل كان منتظر ردة الم من المستشفى ويا‬
‫سماء اللي حالتها الصحية متدهورة شوي‪ ..‬وعلى دقة الساعة خمس بالضبط وقفت سيارة مشعل عند بيت بو‬
‫جراح‪ ..‬ولخالد وجراح اللي ماناموا انتبهو وطلع جراح منالبيت وبالفعل حدسه كان صااج‪ ..‬كاهي امه ويا‬
‫مشعل‪.‬ومشعل بسس‪ ..‬وينها سماء؟؟؟؟‬
‫نفس السؤال طرحه خالد بعيونه المتلهفة وهو يدور على اثر لها‪ ..‬لكن ما شاف شي وبدت مواجعه تتقلب‬
‫بداخله‪ ..‬وهو موو حاس بنفسه نزل تحت بارتعاش‪..‬‬

‫جراح يكلم مشعل‪ :‬يعني حالتها الصحية جايدة؟؟‬


‫مشعل وهو يحك راسه وحواجبه معقدة‪ :‬الدكتور يقول التهاب رئوي بسيط‪ ..‬وترقدت هناك للمراقبة ‪ ..‬ويمكن‬
‫باجر العصر نردها‪ ..‬يبون يشوفونها وياهم ويتأكدون من صحتها واحسن هالشي بالنسبة لها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬مافيها ال كل العافية بس البنت ضعيفة شوي ويبيلها عناية‪) ..‬تلتفت لمشعل بابتسامة( يمة انت روح‬
‫البيت الحين ول تنسى صلة ربك‪ ..‬وان شاء الله عالثمانية نروح لها مرة ثانية‬
‫مشعل وهويبتسم بحيا‪ :‬خالتي والله فضلج علينا طايل وما نقدر نوفي لج‬
‫ام جراح وهي تعصب عليه‪ :‬ل تقول جذي‪ ..‬تراها بنتي مثل ماهي بنتكم‪ ..‬ونيستي سماء يعلني ما خلى منها‪..‬‬
‫وان عدت هالحجي ازعل منك‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ههههههههه سلمي خالتي‬
‫ام جراح‪ :‬ل هنت يا ولدي‪ ..‬يالله انا اخليكم ‪ ..‬ويالله يمة جراح انت بعد رووح صل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله يمة‪..‬‬

‫وراحت ام جراح داخل البيت واول مافجت الباب لقت خالد واقف وهو يرتعش عند الدري‪ ..‬وكانه كان ينتظر‬
‫دخلتها‪ ..‬واول ما شافته ابتسمت في ويهه مواساة‪ ..‬وراح لها خالد وشفاته مبيضه من زود التوتر‪..‬‬

‫خالد‪ :‬يمة‪ ..‬بشري‪..‬‬


‫ام جراح بإستغراب‪ :‬أبشرك بشنو؟؟؟‬
‫خالد وهو يرتجف من زود الخوف‪ :‬سماء يمة‪ ..‬شلونها؟؟ شخبارها؟‬
‫ام جراح اللي بدت تلتقط خيوط عاطفة ولد اختها‪ :..‬ابخير والحمد لله‪..‬‬
‫خالد وهويناظر الباب ويناظرها‪ :‬عيل‪ ....‬ليش مايبتوها وياكم؟؟؟ وينها؟؟‬
‫ام جراح تمسك خالد من جتفه‪ :‬يمة خالد؟؟ علمك؟؟ ليش تتكلم جذي؟؟‬

‫خالد اللي شوي وينهار في ويه خالته‪ ..‬بس يعرف اذا كشف لها عن حقيقة مشاعره ما راح يكون هالشي‬
‫لصالحه‪ ..‬لنه يعرف ان خالته انسانة حازمة في مثل هالمور‪ ..‬بتحرم على سماء دخلة البيت وبتحلف عليه انه‬
‫ما يتعرض لها‪ ..‬اهي اكيد حاسة بشي بس مو لدرجة انها تعرف بالحب اللي يجمعهم‪..‬‬

‫ام جراح وهي تتقرب منها‪ :‬يمة البنت مافيها شوي بس خليناها هناك للمراقبة‪ ..‬ولكن ما عليها شر ان شاء‬
‫الله‪ ..‬صليت يمة؟؟‬

‫هز راسه بالنفي وهو يحاول انه يخبي حزنه الفظيع‪...‬‬

‫ام جراح تبتسم‪ :‬يالله يمة رووح توضى وصل‪ ..‬حرام تخليها لطلووع الشمس‪ ..‬يالله يمة هداك ربي‪..‬‬
‫خالد بهمس‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫قالها لم جراح وهي تحركت عنه وراحت عند دارها‪ ..‬وفكر انه يروح المسيد ويصلي عشان مرة وحدة يروح‬
‫من بعدها للمستشفى‪) ..‬كل الجماهير يناظرووون خالد ويلتفت لهم وهو عاقد النونة( عيل شنو؟؟ تبوني اقعد‬
‫هني واحط يدي على خدي وانتظر خبر من الناس؟؟ ول فوق كل هذا الناس تستجوبني‪ ..‬ما بتفهموني‪ ..‬اذا‬
‫حبيتوو وصار لكم هالشي – الله ل يقوله – بتحسون وبتعرفون‪..‬‬

‫وطلع من البيت وهو يركب السيارة‪ ..‬توجه لمسيد الفريج عشان من بعده يروح المستشفى‪ ..‬والله العالم‬
‫شراح يواجه هناك‪..‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫بوسطن في بيت هيام‪..‬‬

‫وصلت هيام البيت وهي تصوت على امها وابوها‪ ..‬طبعا الربشة كانت على قدم وساق لن العايلة مابترد ال‬
‫بعد فترة ثلثة اسابيع‪ ..‬واهي صابرة على طلعة البيت لنها بتحمل معاها اللب توب اللي صار اهم لها من‬
‫نفسها‪ ..‬اكيد‪ ..‬لن صديقها المفضل والمقرب " حمد" اهم شي عندها بهاللحظة‪ ..‬بفضله اهي قدرت تتخلص‬
‫في ازمتها النفسية المتعلقة بزياد‪ ...‬تواجد حمد في حياتها خلها تنسى شوي شوي زياد وتتحاشاه قد ما تقدر‬
‫او انها تحتمله‪ ..‬لن اذا لقت واحد احسن منه ليش تظل تنهل من مواجعه جذي‪ ..‬خله ينطق بالف طقاق اهم‬
‫شي اني ارتاح لني مليت من معارضته الدائمة لي‪ ..‬وحمد يسواه‪ ..‬صج اني ماحبه ول بحبه مثل ما حبيت‬
‫زياد‪ ..‬او احب زياد في الوقت الحالي بس عصفور بيدك ول عشرة على الشجرة‪..‬‬

‫شبكت على المسنجر وهي تنتظر بيتهم يجهزون لنها جهزت من فترة واغراضها كانت تحت‪..‬‬
‫ولقت حمد موجود‪..‬وكان نك نيمه‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‬

‫ودخلت عليه على طوووول هيام‪ ..‬وكان نك نيمها‬


‫>> اشقـــد احــبك<<‬

‫>> اشقـــد احــبك<< بفرحة‪ :‬هل واللله‪..‬‬


‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<يرسل ويه حزين‪ :‬هل‬
‫>> اشقـــد احــبك<<‪ :‬شفيك ليش زعلن‪..‬‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪:‬ل مو زعلن ول شي‪ ..‬بس ‪ ..‬بفتقدج‪...‬‬
‫ابتسمت هيام بخبال ‪ :..‬ل عاد لتقول جذي‪ ..‬بتحسسني بالذنب‪ ..‬كلها ايام ورادة‪..‬‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪:‬اي اي بلى قصي علي‪ ..‬ايام قالت ايام‪..‬‬
‫ثلثة اسابيع يالظالمة وين ايام‪ ...‬انا وين ارووح انزين طول هالثلثة اسابيع؟‬
‫هيام اللي ماخبرت حمد او زياد عن حملها للبتوب حبت تعذبه شوي‪ :‬شنيسوي بعد لزم تتحمل ‪ ..‬انا مو‬
‫طايرة ول مهاجرة ما ردي برجع لكم بعدين‪..‬‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪:‬ممكن اطلب منج طلب هيام؟‬
‫هيام وهي تعض على شفاتتها‪ :‬اذاكان محرج ‪I'm very sorry I can't do any thing to you‬‬
‫حمد وهو يرسل لها الويه اللي رافع حاجبه‪ :‬شدعوا عاد بطلب منج قطعة ارض ولشي‪ ..‬كل اللي بطلبه منج‬
‫اهو مزيونة نيويوركية‪ ..‬امووووت فيهم انا قطع ما شاء الله عليهم‬
‫دبت الغيرة في هيام‪ :‬سوري‪ ..‬اطلب شي ثاني غير هذا‬
‫زياد وهو يبتسم‪ :‬ليش ان شاء الله ما تقدرين‪ ..‬حلة الخت اهي اللي تدور لخوها الحرمة‪ ..‬بترفضين طلبي‬
‫يعني؟‬
‫هيام يوم شافت كلمه اخت تهكمت‪ ..‬اي والله اخته‪ : ..‬لو سمحت انا ما عندي ال اخو واحد وعمره ‪ 13‬سنة‪..‬‬
‫حمد‪ :‬شدراج يمكن اانا اخووج وانتي ما تدرين‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههههههه فلم هندي‪ ..‬امي يابتك وخذووك من عندها وعطوها طفل ميت‪..‬‬
‫حمد وهو يرسل لها الويه الحزين‪ :‬ل تحلفين‪.‬؟؟؟ انا اخووج؟؟ يعني هذي قصتي‪ ..‬انزين ابي امي ابي ابوووي‪..‬‬
‫عطيني امي اكلمها‪ ..‬حلمت بهاللحظة من الطفووولة الحزينة التعيسة‬
‫هيام‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههه شوي شوي على عمرج يااا جورجي ل ينط لج عرج‬
‫حمد ‪ :‬هاهاهاي‪ ..‬جورجي انتي‪ ..‬يام الخصلت الذهبية‪..‬‬

‫عظ لسانه زياد‪ ...‬شقلت‪ ..‬وهيام بالنفس استغربت‪ ..‬اهي من فترة ويا فاتن راحت وغيرت لون شعرها وكان‬
‫الهايلات اشقر وخصلت‪ ..‬وبدى الشك مثل البكتيريا كيف يتقسم ويستفحل في خيال هياااام‪..‬‬

‫هيام‪ :‬شقلت؟؟ خصلت ذهبية‬

‫قامت زياد عن الكرسي وهو شوي ويضرب روحه كف‪ ..‬تم واقف مكانه وهو عاض على يده‪ ..‬والله اني غبي‬
‫غبي‪ ..‬لو ما انفضح انفضح‪ ..‬صج اني غبي ودرجة اولى بعد‪..‬‬

‫وقعد عند اللبتوب وشاف الكلم واخره كان‪ ::..‬وينك‪..::‬‬

‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪ :‬معاج ليش تسألين‬
‫هيام وهي تعض على شفاتها‪ :‬شلون عرفت ان خصلتي ذهبية؟‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪ :‬يعني تعترفين؟؟؟ انتي شعرج اشقر‪ ..‬واااو‬
‫ترى انا اموت بالشعر الشقر‪ ..‬بس السود ملكهم شرايج؟؟ انا لو بتزوج وحدة باخذها بشعر اسود طويل مثل‬
‫اللفافا‪..‬‬
‫قدر زياد بتغير دفة الكلم الى تضييع السالفة ويا هيام الغيورة‪ :‬انزين انزين صجيتنا ويا هالحرمة اللي بتاخذها‪..‬‬
‫شوي ل تطلع لك بكيزة‪ ..‬هههههههههاي‪..‬‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪ :‬متى بتسافرون؟؟ شكلكم طلوتوو )وويه‬
‫بلسان(‬
‫هيام‪ :‬بل‪ ..‬اشكره طردة‪ ..‬يالله معليه الله يسامحك‪...‬‬

‫ال بصوت امها وابوها واخوانها على الدري‪..‬‬

‫هيام‪ :‬كاهو نداك وصل لرب العالمين‪g2g amigo take a good care of your self ...‬‬
‫>> منهو لطيفيـ منـ بعدكـ‪ ..‬يا شبيهـ الريحـ يالليـ مالكـ قياسـ<<‪ :‬يالله يالله يا بنت كلينتوون‪ ..‬تحملي بروحج‬
‫والله الله باللي وصيتج عليه‬
‫من غير ما تعطيه ويه‪ :‬بـــــــايـــــــ‬

‫وسكرت المسنجر وطلعت‪ ...‬ضحك عليها زياد شوي ويوم تذكر الكبسة اللي كان يبنكبس فيها يمسح عرقه‪..‬‬
‫بس تطورات كثيرة يشهد لها زياد صارت له بالونة الخيرة‪ ..‬واخيرا عاد عليه دوره كحمد بالفائدة ويا هيام‪..‬‬
‫قدر يعرف منها اشياء كثيرة ما كان يعرفها بسبب عنادها وتعنتها ويااها‪ ..‬لكن الحين كل شي تغير‪ ..‬قدر‬
‫يستكشف فيها اشياء كثيرة عن نفسها اهي يمكن لو عرفت راح تنصدم‪ ..‬لكن كل هذا لمصلحتها لنه خلص‬
‫عشقها حتى النخاع‪ ..‬ورسمها في باله انها البنت اللي لزم ياخذها‪ ...‬لن مثل هيام ما راح يلقى‪ ..‬صج ان وايد‬
‫تطورات لزم تصير في مظهرها مثل الحجاب والملبس الكثر احتشام‪ ..‬اهو يشوف خواته وساكت عنهم ما‬
‫يقدر يسكت اكثررررررر عن زوجته‪ ..‬خواته لهم ابوهم وازواجهم لكن هيام‪ ..‬زوجته ولزم تسير علىىى طوعه‪..‬‬
‫‪-----------------------‬‬

‫خالد اللي وصل للمستشفى وهوو مرتعد‪ ..‬ما يدري ل راح شلون يسالهم عن سماء‪ ..‬كان قاعد في السيارة‬
‫وهو يضرب على السكان بالتوتر‪ ..‬سمى بالرحمن وعد من الواحد الى العشرة وطلع من السيارة‪..‬‬

‫سكر الباب ورفع ياقه الجاكيت الرياضي الي عليه وغطى رقبته كلها‪ ..‬الهوا كان بارد وقوي شوي‪ ..‬سرع من‬
‫خطوته ودخل داخل المستشفى وتجابل جسمه بالدفا الساكن هناك‪ ...‬راح لعند الريسبشن ووقف وهو ينتظر‬
‫دوره‪ ..‬صج انها الساعة سبعة الصبح لكن المستشفى فل‪..‬‬

‫يوم وصل دوره‬

‫خالد‪ :‬السلم عليك‬


‫الموظف‪ :‬وعليكم السلم‬
‫خالد‪ :‬الشيخ بس ابي اعرف وين غرفة سماء النهيدي؟؟‬
‫الموظف‪ :‬ان شاء الله بس متى دخلت هي هني؟‬
‫خالد وهو مستغرب‪ :‬بالليل امس‪..‬‬
‫الموظف ‪ :‬دقايق بس‪..‬‬

‫ويوم لقى اسمها الموظف قال لها انها بقسم الطوارئ المراقبة المؤقتة‪ ..‬راح عنه خالد وهو يتوجه لهالقسم‪..‬‬
‫يوم دخله لقى نرس عند القسم الهادئ شوي‪ ..‬ولكنه حس بالبرووود يوم وقف مكانه‪ ..‬لذى بدافع الحركة‬
‫توجه الى نرس قاعدة في مكتب الموظفين‪..‬‬

‫خالد‪ :‬السلم عليكم‬


‫النرس بابتسامة‪ :‬وعليكو السلم‬
‫خالد‪ :‬الشيخة بس ممكن اعرف وينها سماء النهيدي؟؟‬
‫النرس بابتسامة‪ :‬في الغرفة الرابعة ‪ ..‬على ايدك الشمال‪..‬‬
‫خالد يبتسم لها‪ :‬تسلمــين‪..‬‬

‫راح عنها خالد وهو يمشي حسب التعليمات‪ ..‬وتم يحسب البواب اللي يمر عليها‬

‫خالد بهمس‪ .. :‬واحد‪ ...‬اثنين‪ ....‬ثلثة‪) ...‬يتلفت يمين ويسار ( ويوم وصل عند الباب الرابع وقف‪ ..‬دقات قلبه‬
‫كانت غير محسوبة في هذيج اللحظة لنها فاقت الحد المعقول‪ ..‬وبرجله دخل داخل وهو يطل براسه‪ ..‬لقى‬
‫السرة المنتشرة لكن كلها كانت خالية ال واحد وكان مغطى‪ ..‬اكيد اهي‪ ..‬ويوم راح ووطل من الستارة وهو‬
‫واقف لقاها نايمة ‪ ..‬تيبس عن الحركة بسبب مظهره الشاحب‪ ..‬وشفاتها المبيضات‪ ..‬ومن بين الستاير دخل‬
‫بهدوء‪ ..‬ووقف عند ريلها وهو يناظرها بطولها‪ ..‬كانت مغطية والغرفة دافية عليها ونقط العرق منتشرة على‬
‫جبينها‪ ..‬وفوق شفتها العلوية‪ ..‬والمصل مرتبط فيها وجهاز دقات القلب‪..‬‬

‫بكل هدوء قعد على الكرسي الجريب منها‪ ..‬وتم ساكت وهو يناظرها‪ ..‬ويتمتع بمشهدها المؤلم اللي ريح قلبه‪..‬‬
‫ابتسم في ويهها يوم لقى عيونها مرتاحة‪ ..‬الحمد لله على القل اكو اشارة تبين راحتها‪ ..‬وفجأة وكانه حسدها‬
‫تعقدت حواجبها بدافع اللم‪ ...‬وتمت تتحرك بظييج في مكانها‪ ..‬وعلى هالحركة النابعة من القعدة الثابتة على‬
‫السرير فتحت عيونها‪ ..‬وكانت الضاءة عند سريرها معيقة لفتح عيونها‪ ..‬فقام خالد وسكر ااحدهم وخلى الثاني‬
‫بحيث ان يكون المكان منور‪ ..‬وحطت سماء يدها على عيونها بسبب التعب وفجتها وهي تمسح الشعر اللي‬
‫علىجبينها‪ ..‬وتمت تطالع اللي قاعد وياها‪ ..‬الرؤيا كانت مو واضحة عندها لكن الملمح سبحان الله تعرفت عليها‬
‫مباشرة‪...‬محد يمتلك هالويه النحيل وهالخشم الطويل غيره‪...‬‬
‫فهمست بدافع الحب والتعب‪ ...:‬خالــد‪..‬‬
‫ابتسم خالد وتشقق‪ ..‬والدمعة خانته بهذيج اللحظة وتقرب منها‪ :..‬عيـــونه‪..‬‬
‫سماء وهي تفج عيونها على وسعها‪ : ..‬خالد؟؟ هذا انت؟‬
‫خالد‪ :‬ل والله ولد عمه‪ ..‬اكيد انا عيل منوو؟؟ حمد لله على السلاامة‬
‫سماء وهي ترفع راسها‪ .. :‬شتسوي هني؟؟؟ ووينه مشعل؟؟؟‬
‫خالد انحبط شوي‪ :..‬الحين هذا سؤال؟؟ شسوي هني ياي والله كشتة؟؟ ووينه مشعل بمخباتي‪ ...‬الحين انتي‬
‫ويه احد يزورج؟؟؟‬
‫سماء وهي مو عارفة شقاعد يخربط‪ .. :..‬تكفى‪ ..‬ابي ماي‪ ..‬عطشانة‪ ..‬بموت من الحرر‪ ..‬ابي ماي‪..‬‬
‫خالد وهو يهب على ريله‪ :‬ان شاء الله ما طلبتي يام وليد‪...‬‬

‫رنت هالكلمة في بال سماء وخلتها غصبن عنها تبتسم‪ ..‬معناته هذا خالد اللي وياها اهي مو قاعدة تهلوس‪..‬‬
‫وياها بالماي في كوب صغير‪...‬‬

‫حطاه عند حلجها‪ :‬سمي‪...‬‬

‫رفعت راسها من غير ما يلمسها وتمت تشرب منه رشفة ونزلت راسها منبعده‪...‬‬

‫سماء همس‪ :‬تسلم‬


‫خالد وهو حط الكوب على الطاولة‪ :‬الله يسلمج؟؟؟ شلونج؟؟ شخبارج؟؟ شلونها صحتج؟؟‬
‫سماء وكانها ما سمعت شي من اللي قاله‪ ...:‬انت شتسوي هني؟؟ ل شافك مشعل بيذبحك؟؟ مابي يصير‬
‫فيك شي‪..‬‬
‫خالد وهو يبتسم لها‪ .. :‬ما يقدر اصل اخوووج ان سوى فيني شي ما عندي ال لحيته اللي طول دشداشته‪..‬‬
‫اسحبه منها سحااب‪ ..‬هههههه‬
‫سماء بتعب ضحكت‪ :‬هههههه‪ ...‬فديت قلبك‪ ..‬بس ليش تخاطر‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اخاطر‪ ..‬ااااخ يا قلبي‪ ..‬انتي تدرين انا يوم شفت شصار فيني؟؟؟؟ والله بغيت اييين‪...‬‬
‫سماء وهي تناظره بحالمية‪ :‬خفت علي؟‬
‫خالد بجدية‪ :‬سماء‪ ..‬انا بهالدنيا طول عمري كنت )يرفع صبعه( واحد‪ ...‬ويوم شفتج بحياتي صرت )يرفع الصبع‬
‫الثاني( صرت اثنين‪...‬الحين الواحد مايقدر يعيش بل الثنين‪ ..‬وانتي بكيفج؟؟‬

‫ابتسمت سماء له وظلت تناظره بحلم وتنهد خالد بتعب‪..‬فخافت عليه‪..‬‬

‫سماء‪ :‬شفيــك؟‬
‫خالد وهو يهز راسه‪ :‬هالبتسامة بتكون نهايتي‪..‬‬

‫ضحكت سماء‪..‬‬

‫خالد‪ :‬لل‪ ..‬هالضحكة بتكون نهايتي‪...‬‬


‫سماء‪ :‬بس عااااد‪ ..‬بسك قردنة‪..‬‬
‫خالد وهو يتقرب منها‪ .:‬تدرين‪ ..‬انتي طول عمرج جيكرة ‪ ..‬بس اليوم‪ ..‬محلــوة‪ ..‬مستعملة لوكس؟؟‬

‫ضحك سماء بصوت رفيع هالمرة‪..‬‬

‫خالد‪ :‬فديت هالضحكة والله‪ ..‬اضحي دووم‪ ..‬ترى والله قلبي يتشعلعل ل شافج تعبانة‪..‬‬
‫سماء بحيا‪ :‬بسك يا خالد المريخي‪..‬‬
‫خالد وهو يبتسم بحنان‪ :‬ما يقدر اصل ايعتب قربي‪..‬‬

‫ال بصوت احد داش الغرفة‪ ..‬وصوت ام جراح اللي فضح الزائرين‪ ..‬فخاف كل من خالد وسماء‪ ...‬وحس ان‬
‫الوقت يلعب فيه وشوي وينكبس‪ ..‬وعلى طول نزل من تحت الستارة لعند السرير الثاني‪ ...‬وبنزلته دخلت ام‬
‫جراح لداخل الستارة عند سماء يوم حست بصوت‪ ..‬وشافت سماء قاعدة ومبطلة عيونها علىوسعها‪...‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة؟؟ معاج احد؟‬

‫هزت راسها سماء بالنفي‪ ..‬وهي ميتة من الخوف‪ ..‬وطالعت محل ما نزل خالد وما لقت حتى ريله‪ ..‬والحمد‬
‫لله ان ستارة سماء كانت مسكرة من كل الجهات فطلع منها خالد وهو ينتبه لخطواته‪..‬لكنه لممح مشعل من‬
‫بعيد وانصدم الريال وما درى شيسوى‪ ..‬ال وقف ورى باب الغرفة من تحت‪ ...‬ما يبين شي‪ ..‬ودخل مشعل‬
‫بهدووء ودخل للستارة‪ ..‬ولكن ‪ ..‬على عكس ام جراح خلى مساحة بسيطة مفتوحة تخلي الواحد يشوف‬
‫الداخل والطالع من الغرفة‪ ..‬ومات خالد بهذيج اللحظة شسوي‪...‬‬

‫ال ام جراح تاتي بالنقاذ‪ :‬يمة مشعل سكر الستارة احد يدخل علينا بل احم ولدستوور‬
‫مشعل وهو يسكر الستارة‪ :‬ان شاء الله خالتي‪..‬‬

‫سكرها مشعل ولكن بغير احكاام‪ ..‬وترك فتحة بسيطة تبين لسماء خالد‪ ..‬الي من تسكرت الستارة طلع‬
‫بسرعة من الغرفة ولمحته سماء الليكانت شوي متصلبة مكانها بسبب التوتر‪ ..‬واسترخت واصدرت تنهيدة‬
‫عميقة‪..‬‬

‫تسائل مشعل‪ :‬علمج سماء؟؟؟‬


‫سماء‪ :‬ها‪ ...‬انا؟؟ ؟ول شي‪ ..‬بس شوي راسي يعورني‪ ..‬وحررر‪..‬‬

‫نزلت عيونها عن مشعل وهي تبتسم‪ ..‬ولحظت خالد اللي كان واقف مرة ثانية وتصلب جسمها من التوتر‪..‬‬
‫لكنه شسوى؟؟ ارسل لها بوسة من العمممممق ورااااح‪ ..‬وخلها متخدرة وردت تتنهد على هالخالد‪ ...‬والله ان‬
‫حبه للمغامرات ساحق وقاتل‪ ..‬لدرجة انه فيوم من اليام راح يورطهم‪..‬‬

‫طلع خالد من المستشفى وهوو مو عارف ان ام جراح اللي لمحت سيارته في الباركات حست للوضع‪..‬‬
‫ولكن‪ ..‬الله اعلم اي نوع من العواصف راح يواجه خالد من خالته‪...‬‬

‫طلع وهو مستانس ومحبووور‪ ..‬وشغل المسجلة على اغنية الخوة البحرينية‪..‬‬

‫‪ ::..‬اشكثر عذبني الوله‪ ..‬وانتي تدرين‬


‫اشكثر قلبي يذكرج يا نور العين‪..‬‬
‫انتي طيفج يسليني لو تبعدييين‪::..‬‬

‫خالد‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآآآآه‪ ..‬ااااه منك ياا علوووي بحر‪ ..‬والله انك تدوس عالعوووق‪ ..‬يا قلبي يا سماء‪ ..‬احبج ‪ ..‬والله‬
‫احبج‪ ..‬ولو حبي لج جرم‪ ..‬انا اكبر مجرم‪..‬‬
‫‪----------------------‬‬

‫في المكتب كان لؤي قاعد وهو متظايق‪ ..‬من كلم نورة ومن قله اهتمامها‪ ..‬ومن الحب اللي معذبه‪ ..‬وصل‬
‫الشغل من وقت على غير العوايد‪ ..‬يمكن لنه ما ذاق النوم بطول الليل‪ ..‬لذا ونس نفسه بالشغل‪ ...‬لكن‬
‫ياريته اشتغل‪ ..‬ال قعد على الكرسي وهو يناظر الفراغ ويفكر بالغزلاااان‪..‬‬

‫وبدخلة جراح اللي كان لبس نظارة وويهه متنفخ وويتثاوب‪..‬‬

‫جراح انصدم يوم شاف لؤي‪ :‬السلم عليكم‬


‫لؤي بزفرة‪ :‬وعليــــــــــكم السلم‪..‬‬
‫جراح وهو يشيل النظارة‪ :‬لؤي؟؟ شتسوي هني؟‬
‫لؤي‪ :‬لبس‪ ...‬مليت بالبيت وقلت ايي الشغل من وقت‪ ...‬ما عندي مكان ثاني اروح له‪) ..‬انهى الجملة‬
‫بابتسامة(‬
‫جراح وهو يبتسم له بمواساة‪ :‬شفيك؟؟ شكلك تعبان ومتظايج؟؟ قول لي وانا اخوووك ل تخبي عني شي‬
‫لؤي وهو يصد عن جراح ببرطم‪ :‬انت؟؟ انت ما منك فايدة‪ ..‬كلكم ما منكم فايدة‪ ..‬اشكي لكم همي تتطنزون‬
‫علي‪ ..‬سوري فيري سوري‪ ..‬ما بقول لك شي‪..‬‬
‫جراح وهو يضحك‪ :‬ههههههههههه‪ ..‬افا‪ .‬انا الحين جراح اللي خابزك وعاجنك تقول لي جذي‪ ..‬والله قوية‬
‫بحقي‪ ...‬قول لي وانا اخوووووووووك والله ماني متطنز عليك؟‬
‫لؤي وهو متفائل‪ :‬احلف؟؟‬
‫جراح‪ :‬وراس اختك‬
‫لؤي معصب‪ :‬ل تحلف باختي‪ ...‬ترى اذبحك‬
‫جراح ‪ :‬هههههههههههههههه انزين وراس حرمتي اللي اهي اختك‪ ..‬قول شفيك؟؟‬
‫لؤي وهو يتنهد‪...:‬‬

‫لــي صـــاحبـن خـذني بزينــه‪ ..‬عــن كــل مــزيونــن ورعبــوب‬


‫روحــي غــدت بنـــظــرة رهيــنه‪ ..‬والــقلـب مــن نظـــراته يــذوب‬
‫جراح‪ :‬الله‪ ..‬الله عليك يا لؤي الماجد‪) ...‬بتفكير‪ (.‬متاكد من هالشي؟؟؟؟‬
‫لؤي وهو يتسند ويحط راسه على جبينه‪ :‬جراح‪ ...‬ماجذب عليك لو اقول لك اني مافكرت بزواجي منها‪ ..‬حتى‬
‫اني تخيلت اولدي منها‪ ..‬وحياتي وياها‪ ..‬صدقني‪ ..‬اذا ما كانت لي صراحة انا بعيش ببؤس طول حياتي‪..‬‬

‫جراح اللي في قلبه ما رضى على ارفيجه ببنت مثل غزلن لن لؤي يستاهل من هي احسن منها اخلقا‪ ..‬مو‬
‫انها وحدة منحطه بس غرورها وثقتها الزايدة بنفسها تخليها قاسية على اللي مثل لؤي‪ ..‬ولؤي حساس ويمكن‬
‫ينصدم بها‪ ..‬لكن لو ما اهو عارف لطبيعة لؤي الساحرة جان ما فكر باللي فكر فيه‪ ..‬وقرر اللي قرره‬

‫جراح‪ :‬شووووف‪ ...‬انا خلص‪ ..‬بقول لك شي‪ ...‬انا عندي خطة‪ ..‬اذا نجحت‪ ..‬انا راح ازفك لكوشتها متى ما‬
‫بغيت‪..‬‬
‫لؤي وعيونه تلمع بالمل‪ : ..‬احلف بس‪.‬‬
‫جراح وهو يتسند‪ :‬انا اعرف بالضبط انت شنو يبيلك وياها‪ ....‬مهمة رسمية‪ ..‬تخليييك متواجد في محيطها‬
‫وتتعرف عليها قلبا وقالبا‪ ...‬وانت بطبعك يا الساحر راح تقدر تسحرها‪ ..‬وتخليها ذايبة فيك‪..‬‬
‫لؤي وهو ينط عن جراح‪ :‬تدري يا جراح ان سويت كل هذا شبسوي لك‪...‬‬
‫جراح يضحك‪ :‬شبتسوي‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬والله ل غني بعرسك‪Go Go Go Charly Like It's Your Birthday Yu Yu Yu ...‬‬

‫مات جراح من الضحك علىىىىى لؤي المينووون‪ ..‬وفي قلبه حس بكل دقيقة ان تفكيره صح بلؤي وغزلن‪ ..‬اهو‬
‫الشخص المناسب لها‪ ..‬لنها بحاجه الى تسنيع‪ .‬ولؤي اذا بغى يسنع احد محد يوقف في دربه‪ ..‬خصوصا اذا حط‬
‫عاطفته كلها في هالشي‪..‬‬

‫طول اليوم والثلثي قاعد في البيت بين الشغل وترتيب اغراض فاتن الكثيرة‪ ..‬واكثرها هدايا واشياءات تذكارية‬
‫لخوانها ‪ ..‬الل لمريم عطته اياها‪ ..‬طبعا مساعد كان كل شوي يطلع من البيت ويرد عشان الحجز والتذاكر‬
‫وشي من هالقبيل‪ ..‬وللسف الشديد يوم لقى الرحلة لقاها ترانزيت وطويلة ويمكن تستغرفهم اكثر من الوقت‬
‫المعتاد‪ ..‬فهم راح ينطلقون من بوسطن الى مطار هيثروو‪ ..‬ومن هيثروو راح يتحركون الى الخليج‪ ..‬وهالشي‬
‫راح يتعبهم وايد واهو عارف‪ ...‬بس شسوون‪ ..‬التوقف في لندن راح ياخذ منهم تقريبا ثلث ساعات متواصلة‪..‬‬
‫الله يعينهم والله‪..‬‬

‫يوم وصل البيت لقى الشقة فاضية وما فيها احد‪ ..‬فتوقع ان الثنتين في غرفة فاتن‪ ..‬فراح يطل عليهم وما‬
‫لقاهم هناك‪ ..‬واستغرب وشوي انصب قلبه؟؟ وين راحو هذووول؟؟ ال سمع وشوشه في الحمام وصوت‬
‫سوالف وضحكات خفيفة‪ ..‬فتحرك صوب الحمام وطق الباب‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬مريم؟؟ فاتن؟؟ انتووو هني‬

‫الثنتين اللي كانو قاعدين يتمكيجوون بالي عند فاتن انصموووو يوم سمعوو حس مساعد‪ ..‬توقعوه يـتأخر‪..‬‬
‫وفاتن اللي كان مكياجها صاخب ومريم اللي العن منها استحو يفجون الباب‪..‬‬

‫ورد مساعد يناديهم‪ ..‬ولكن بعصبية شوي‪ :‬انتووو وينكم؟؟؟ تكلمو‬


‫فاتن بصوت مهزوز‪ :‬احنا هني‪ ..‬ل تحاتيي‬

‫حس مساعد ان السالفة فيها ان‪ ..‬وكان لزم انه يشوف شقاعد يصير‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن فجي الباب بسرعة‪ ..‬شقاعدين تسوون داخل‪..‬‬


‫مريم تضرب على خدها وفاتن تهديها‪ :‬سكتي انتي شفيج‪) ..‬كلم مساعد( مافينا شي بس شغلة بنات‬
‫وطالعين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬فجي الباب اقووول يالله‪..‬‬

‫فاتن زادت دقات قلبها من الخووف‪ ..‬عمرها ماطلعت جذي جدام احد‪ ..‬حتى في حفلة ملجتها كان المكياج‬
‫اخف من جذي‪ ..‬لنهم قاعدين يتطنزون بهاللحظة‬

‫فاتن تهمس لمريم‪ : ..‬يا ويلنا يا مريم‬


‫مريم‪ :‬ياويلنا بس؟؟ ياويلنا دبل‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬مالنا ال نفج الباب‪...‬‬

‫زادت وتيرة عصبية مساعد‪ ..‬يمكن بسبب الصداع اللي كان جايسه‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬فجو الباب يالله لكسره على رووسكم الحين‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انزين انزين‪) ...‬تكلم مريم( مالنا ال نطلع‪...‬‬
‫مريم وهي تبجي‪ :‬والله انا شلي بهالمكياج والله بيعفسنا فتووون‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يعفسنا ول يكسر علينا الباب‪ ..‬يالله خلينا نطلع‪..‬‬

‫وبعد لحظات‪ ..‬انفج الباب‪ ..‬وكانت عيون مساعد اول الشدة هادية ومعصبة‪ ..‬لكن يوم شاف الثنتين فتحها‬
‫على وسعها‪ ..‬وهو مو مصدق اللي يشوفه‪....‬‬

‫مساعد بصدمة‪ :‬شمسويـــــــن‪..‬؟؟؟؟؟‬

‫سكتو ولتكلمو‪ ..‬ومريم اللي لمحت ويهها في المنظرة سمت بالرحمن لنها خافت شوي‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬قاعدين في الحمام وتعفسون بويهكم؟؟ انتو فيكم ذرة عقل؟؟؟ شهالميهل؟؟؟ محد غيرج انتي يا‬
‫مريم‬
‫مريم وهي ترفع يدها‪ :‬احلف لك بالله انه كل هذا يا بمحظ الصدفة ل غير‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬جب ول كلمة‪ ..‬صدفة قالت‪ ...‬انا جم مرة قايلج هالمسخرة ماحبها‪ ..‬شوفو ويهكم اذا كان عادي‬
‫وطبيعي شحليله‪ ..‬لزم يعني هالسوالف‪..‬‬
‫فاتن بصوت هامس وهي ورى مريم‪ :‬زين احنا ال في البيت‬
‫مساعد‪ :‬انتي سكتي عاد‪ ..‬هذا وانا اللي حاسبج الفاهمة العاجل‪ ...‬مريم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬سمم‬
‫مساعد وهو يهز راسه‪:‬تروحين تغسلين ويهج هذا‪ ...‬وتعطيني من بعدهاكل هالصباغ اللي عندج عشان اقطها‬
‫بالخمام‬
‫فاتن وهي شوي وتبجي‪ :‬ترى كل هذا غالي‪ ..‬حرام تقطه في الزبالة‬
‫مساعد وهو معصب‪ :‬والله محد قال لكم تشترونه يوم انه غالي‪...‬‬
‫مريم ‪:‬عيل تبينا نستعمل بو ‪ 200‬فلس؟؟‬
‫مساعد‪ :‬جب ول كلمة‪ ..‬يالله عطيني هالخرابيط بسرعة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل والله حرااام مساعد‬
‫مساعد معصب‪ :‬ل تحلفين بالله على هالخرابيط‪..‬‬
‫مريم‪ :‬والله والله ما بحط لي مرة ثانية‪ ..‬بس بقعد اتمنظر فيه‪ ..‬عاد عاد مساعد‬
‫مسادع‪ :‬ل ل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬عشاني مسااااعد‬
‫مساعد وهو يعصب‪ :‬قلت لج لاااه هاه ما تفهمين‪.‬؟؟‬
‫فاتن بصوت رقيق‪ :‬انزين‪ ..‬عشاني‪ ..‬خلهم‪ ..‬ل تحذفهم‬

‫مساعد فتح عيونه من الغيض‪ ..‬لكن عيون فاتن اللي كانت وسط ظلل من البنفسجي والسود كيف ان اللون‬
‫الطبيعي ظهر بطريقة ذباحة وخطيرة خلى من قلبه يخفق بقوة‪ ..‬صج ان المكياج كان صاخب لكنه خطير‬
‫ومحترف‪..‬‬

‫مساعد وهو يبعد عيونه عنها‪ :‬ماكو‪ ..‬يالله هاتوو وروحو غسلووه‪..‬‬
‫فاتن تتوسل مرة ثانية‪ :‬تكفى مساعد‪ ..‬طلبتك‬

‫اوووف‪ ..‬داست عالعوق هني فاتن‪ ..‬وتم مساعد يعض شفاته من الغيض‪ ..‬اهي قالت عشاني اول شي‪ ..‬وزين‬
‫منه تحمل‪ ..‬وبعدين يات له وقالت تكفى‪ ..‬لا وكللته بطلبتك بعد‪ ..‬وين له الحيل مساعد عشان يرفض‪..‬‬

‫مساعد بانهزام‪ :‬زين‪ ..‬بس توعدووني اني ماشوفكم جذي‪ ..‬قطع جنكم ال سيابيل ميمعة‪..‬‬
‫مريم اللي كلش ما كانت حزة فطانتها‪ :‬الحين انا يوم ترجيتك ما رضيت يوم فاتن ترجت رضيت؟؟ ليش انها‬
‫زوجتك يعني؟؟‬
‫مساعد اللي ولع من العصبية‪ ..‬والحراج شوي‪ :‬مريــم؟؟ وايد لسانج طويل‪ ..‬تدرين‪ ..‬ل لج ول لها‪ ..‬هاتي‬
‫هالخرابيط )على صوته( هاتيــــه‪..‬‬

‫مريم انتفضت من صوته وعطته الجنطة اللي كان فيها هالسوالف كلها‪ ..‬وجدام عيونهم حذفها مساعد‬
‫بالزبالة‪ ..‬وربط الجيس وطلعه وقبل ل يسكر الباب‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ما رد لكم ال هالوسخ كله قايم عن ويوههكم‪ ..‬جليلت الحياااا‪..‬‬


‫سكر الباب بقوة وانتفضوا مكانهم‪ ...‬ومسكت فاتن مريم من رقبتها‬

‫فاتن‪ :‬كان لزم يعني تتكلمين ويا ويهج؟؟؟ انا قلت له واهوو رضى لكن انتي‬
‫مريم وهي تتخصر‪ :‬ل عيل حبيبتي يطيعج وانا يضرب كلمي بعرض الحايط‪ ..‬جوفي عن حركات حرمة الخو‬
‫منا لحين‬
‫فاتن وهي معصة‪ :‬الحين انا جذي يالخايسة‪ ..‬والله ل نتفج اليوووم مثل الدياية‬
‫مريم ‪ :‬هيهيهيوووو حلوة هذي‪ ..‬انا دياية يام اربع واربعين‪..‬‬

‫وبالسبيبة والشتيمة تضاربوا الثنتين ودخلو الغرفة وماظل كريم مااستعملووه عشان يقشعون هاللوان القوية‬
‫من ويههم‪..‬‬

‫يوم رد مساعد على طول دخل داره وهو حاس ان راسه بينفجر عليه‪ ...‬ل يكون بس سخوونة واهو ما يدري‪..‬‬
‫دايما تبتدي وياه جذي‪ ..‬بس والله انقهر يوم شافهم اليوم بهالحالة‪ ..‬جم مرة محذر مريم عن هالسوالف‪ ..‬لن‬
‫المكياج يجمل فيهم ويظهر فيهم ملمح لزم ما تظهر‪ ..‬وشحلتهم بلياه‪ ..‬مثل الوردة الطبيعية‪ ..‬لكن الحمار‬
‫حمار لو طوقته بالذهب‪ ..‬ل وجاره الهبل العودة وياها‪ ..‬الله يعينا بس على بلوانا‪ ..‬يهال وطاحو بجبدي‪..‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫غزلن اللي تمت تحووم في المكان مثل الطير المجروح‪ ..‬وهي حاسة بالخيانة والغدرمن جراح‪ ..‬وتفكيرها‬
‫اللي شرد عنهاوهو رايح لهالغبي لؤي‪ ..‬شكثر منقهرة ومنبطه جبدها وودها لو انها تشوفه الحين عشان بس‬
‫تصفعه‪ ..‬غبي ومغرور‪ ..‬ل وينكت بعد‪ ..‬هذا اللي ناقصني‪..‬‬

‫اعتكفت عن الكل وعن الكل من السالفة وهي تفكر شلون تسترجع اعتبارها من جراح‪ ...‬ماكو شي احسن‬
‫من اني اروح له الورشة‪ ..‬بس ل‪ ..‬هذا يعتبر دخولي الى عرين السد‪ ..‬لزم اجره الى داخل بيتي‪ ..‬الى‬
‫عريني‪ ..‬ولزم اهو اللي ايني‪ .‬لذا‪ ..‬ما عندي شي احسن من الجلسة اللي بغيتها منهم‪ ..‬راح تخليه يتواجد في‬
‫بيتي اكثر من الوقت اللزم‪ ..‬وراح يكوون بيدي ووسطها‪ ..‬وبتحكم فيه مثل ما ابي‪ ..‬مو انا العميلة ولزم‬
‫يرضيني‪ ..‬هين يا جراح‪ ..‬علبالك تتلعب ويا وحدة سهلة‪..‬‬

‫ضحكت لنفسها‪ ..‬ما كانت عارفة بمخططات جراح ولؤي عليها‪ ..‬وكيف ان الصدف راح تجمعها مع جراح لكن‪..‬‬
‫بتواجد لؤي‪..‬‬

‫وطلعت منالعتكاف وهي حاسة بالفرح والهدوء النفسي‪ ..‬واستقبلتها امها الليكانت قاعدة بالصالة ويا اختها‬
‫غصوون‪..‬‬

‫غصون‪ :‬واخيــرا‪ ..‬من يانا‪ ..‬حيا الله الغايبين‪ ..‬شدعوة هالقطاعة كلها‬
‫غزلن وهي تحط راسها على ريل امها اللي فرحت بشوفتها‪. :‬كيـــفي‪..‬‬
‫غصون تضحك بسخرية‪ :‬والله انج ملقية خيــر‪..‬تتدلعين على كيفج ول احد يقول لج شي‬
‫غزلن بغرور‪ :‬ليش محتــرة؟؟ ول بينفقع قلبج من الغيــرة‬

‫بنظرة حقيرة جانبية جابت غصون غزلن ولكن الثانية ما عطتها اي اعتباروسكرت عيونها واهي مرتاحة بحظن‬
‫امها‪..‬‬

‫ال تلفون البيت يرن‪ ..‬وام زياد قامت على طولها‪..‬‬

‫ام زياد‪ :‬اكيد ولدي ما اتصل من يومين‪) ...‬ترد على التلفون( الو‪) ...‬تهللت اساريرها( هل بريحة الغاليــــن‪..‬‬
‫هل بحبيب قلب امه هل‬
‫زياد وهو يتدلع‪ :‬هل باغلى حبيبة وبعد قلبي وبعد روحي كلهم‪ ...‬شلونج ام زياد؟؟ شخبارج؟‬
‫ام زياد بفرحة كبيرة‪ :‬بخير يا يمة بخير يامال الخير انت شخبارك عساك طيب؟‬
‫زياد وهو يذكر هيام ويحس انه ابدا مو بخير من سالفة سفرتها‪ :‬بخير يمة وطيب طاب حالج انتي شلونج‬
‫عساج طيبة؟؟‬
‫ام زياد‪ :‬احنا بخير يمة بس والله مشتاقين لك‪ ..‬متى بتيي يمة خبري في هالفترة اجازات‪..‬؟؟‬
‫زياد‪ :‬اي اجازات بس بضطر اني أأجل سفرتي‪ ..‬عندي بروجكت ولزم اخلصه‪ ..‬وتعرفين اذا رديت لج ما‬
‫بتخليني اذاكر على طول قاعد بحظنج واتدلع‪..‬‬
‫ام زياد‪ :‬ههههههههههههههههههههه الله اكبر عليك‪ ..‬الحين انا سوي فيك جذي؟؟ تدري بغلك وتتغلى زود؟؟‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههااي‪..‬والله خاطري في حرمة مثلج يمة‪ ..‬ما عندج بنت خالة ول بنت عمة‬
‫جذي مثل حلااج‬
‫ام زياد وهي تهمس له ‪ ..‬تعرف بضنا ولدها في الغربة‪ :‬ليش؟؟؟ وينها جولييت عنك‬
‫ضحك زياد من خاطر‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه فديت روحج والله‪ ..‬حلوة‬
‫هذي جولييت‪ ..‬يمة جولييت سافرت‪ ..‬وخلتني وراحت‪..‬‬
‫ام زياد اللي ما تعجبها هيام لنها تعذب ولدها‪ :‬احسن‪ ..‬يمكن تنساها بسفرها هذا‬
‫غزلن اللي لقطت كلم امها‪ :‬ينسى منو؟؟؟؟ )بحماس( ينسى منو يمة‪...‬‬
‫غصــون‪ :‬انتي شعليج خليه براحته‪..‬‬

‫غزلن تطلع لسانها لغصون‪ ..‬وتستمر المحادثة بين الم وولدها‪ ..‬لمن انتهت وسكرت السماعة ام زياد‪..‬‬

‫وهي تتنهد بحرقة قعدت‪ :‬فديت هالولد والله‪ ..‬وحشني بدرجة اني ماقدر انام الليل لفرقاه‪ ...‬حد اييب ضناه‬
‫ويسفره برع الديرة‪ ..‬الله يسامحك يا بوزياد‬
‫غزلن‪ :‬يمة زين والله ان زياد عنده ابو مثل ابوي‪ ..‬يراعي ويطرشه احسن الجامعات‪ ..‬ترى ناس ما يحصل‬
‫لهم كل هذا‪..‬‬
‫غصـون‪ :‬لن محد يتعب على نفسه‪ ...‬واحنا مالنا شغل بالناس اذا هم مو قادرين‪ ..‬عندهم لكشختهم ونفختهم‬
‫ما يحطون لنفسهم عشان التعليم‬
‫غزلن بقرف‪ :‬انتي ما تقولين لي ليش نكدية جذي؟؟ يبا فيج نكد طلعيه على ريلج مو سمن عالعسل وياه‬
‫ومثل القرف علينا‬
‫ام زياد‪ :‬غزلن يمة عيب هذي اختج الكبيرة‬
‫غصون بسخريتها المعتادة‪ :‬خليها يمة خليها‪ ...‬انا قلما اهتم للهة الدلع والغنج هذي‪ ..‬قولي اللي تقولينه يا‬
‫غزلن‪ ...‬تراني ماهتم لج‬
‫غزلن بعصبية قامت‪ :‬لن لو كان فيج قلب او حس من الحاسيس اللي تمر بالناس الطبيعية كنتي بتهتميين‪..‬‬

‫ابتسمت غصون بحقارة الى غزلن والثانية طلعت من الصالة بعد ما استأذنت من امها‪ ...‬ودخلت دارها وهي‬
‫حاسة ان ودها لو تخنق غصون‪ ..‬صج انها بايخة وما عندها حس للفكاهة والعن مافيها اهي سخريتها وروحها‬
‫النكدية‪ ..‬الله يعييييييين ريلها عليها‪..‬‬

‫وعشان تبهج نفسها ما فكرت بسالفة غصون وايد وتوجهت الى التلفون عشان تتصل في جراح‪ ..‬وتخلي‬
‫عملية النتقام او استرجاع الذات تاخذ محلها‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬

‫كان لؤي قاعد على المكتب وجراح اللي شوي وينام على الكرسي الطويل اللي في المكتب في حالة هدوء‪..‬‬
‫العاشق الولهان يفكر بمزيونته وجراح اللي ذبلنه عيونه منالنووم‪ ..‬ورن التلفوون‪ ..‬وازعج المكان بكبره‪..‬‬

‫رفعه لؤي وهو يتنهد‪ :‬الياسي للنجارة‪..‬‬


‫غزلن وهي تستغرب الصوت‪ ..‬ماهو صوت جراح‪ :‬السلم عليكم‪ ..‬ممكن اكلم جراح الياسي؟؟‬
‫لؤي وهو موحاس لنبرة الصوت لنها انعم من نبرة غزلن بهذاك اليوم‪ :‬لحظة بس‪..‬‬

‫لؤي ينادي جراح اللي كان نايم على الكرسي‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬جراح‪ ..‬جراح‪ ...‬جراحووو؟؟؟ )ماسمع جراح‪ ..‬واخذ لؤي مشبك للوراق وحذفه عليه وانتبه جراح(‬
‫جراحوو قوووم يبونك تلفون‬
‫جراح وهو تعبان من قلب‪ :‬امففففففففففففف من بعد يا ربي‪..‬‬

‫قام على طوله وهو يروح عند التلفون‪..‬‬

‫جراح وصوته تعبان‪:‬ألووو‬


‫غزلن اللي برد قلبها يوم سمعت حسه‪ :‬هل جراح‪..‬‬
‫جراح اللي عرف صوتها على طول‪ ..‬لنه بنفس المياعة والبياخة‪ ..‬ونبه لؤي للمتصل‪ :.‬هلفيج غزلن‪ ..‬شلونج‬
‫لؤي من سمع اسمها تطربق قلبه من خاطر‪ ..‬وغزلن ردت بدلع‪ :‬والله انا موزينة؟‪ ..‬مريضة ومالي نفس اكل‬
‫واحس بضعف‬
‫جراح اللي شوي ويصفق التلفون بالجدار‪ :‬سلمتج ما تشوفين شر؟؟ اي خدمة انسة؟؟‬
‫غزلن رفعت حاجب على لقب انسة‪ :‬اي والله انا متصلة فيك عن سالفة طقم الحديقة اللي طلبتك فيه‪ ...‬ابي‬
‫اعرف متى تقدر اتيينا عشان نكمل هالسالفة ونجهزها باسرع وقت‪..‬‬
‫جراح اللي يبتسم للؤي‪ :‬والله حاظرين لج الشيخة وقت ما بغيتي‪ ..‬متى تبينا انييكم؟؟‬
‫غزلن تبتسم‪:‬والله وقت ما عجبكم حياكم الله‪...‬‬
‫جراح وهو يأشر على لؤي بورقة وقلم‪ :‬الشيخةبس لو سمحتي العنواان‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬اكيد‪ ...‬العنوان اهوو )‪(,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬‬
‫جراح تأكد من المنطقة مرتين لنها منطقة ناس راقيين شوي‪ :‬اي عرفت المنطقة‪ ..‬ان شاء الله باجر نكون‬
‫عندكم‪..‬‬
‫غزلن اللي فرحت من قلب يوم قال لها باجر لن باجر اهو الخميس‪ :‬هههههههه‪ ..‬وينه عقلك‪ ..‬باجر الخميس‬
‫وانتو ما تداومووون‬
‫ضرب جراح على جبينه من الصدمة‪ :‬اي والله ما نداوم‪ ..‬السموحة منج بس منزود الشغال ماكو احساس‬
‫باليام‪..‬‬
‫واهي الغبية علبالها من زود وناستة بجيته لها نسى روحه‪ :‬والله ان جان على لاشغال الكل مشغووول‪ ..‬لكن‬
‫العقل لزم ما يروح عشان تتم هالشغال على احسن ما يكون‬
‫لوعة‪ ..‬زوعة‪ ..‬ظيقة صدر‪ ..‬تطفير اعصاب‪ ..‬هذي كانت اسماء لغزلن في مخيلة جراح‪ :..‬اي والله صح كلمج‪.‬‬
‫‪.‬بس عيل يوم السبت احنا عندكم وان شاء الله نسوي القياسات ونييب لج عينات من نوع الخشب اللي تبينه‬
‫غزلن وهي تتكلم بغزل‪ :‬والله اللي ايي منك حياه الله‪ ..‬انا اثق بذوقك‪ ..‬اصيل وما عليك كل‪..‬‬
‫قطعها جراح‪ :‬بس عيل الشيخة ملتقانا يوم السبت‪ ..‬في امان الله‬
‫غزلن ككل مرة‪ :‬في وداعة‬

‫سكر جراح الخط‪ ..‬في ويهها‪ ..‬وما خلها حتى تكمل‪..‬‬

‫لؤي وهو متحمس مكانه‪ :‬ها شصاير؟؟‬


‫جراح وهو عافسس ملمحه‪ ::..‬والله لو ما انته حبيب قلبي وعزيز روحي جان هالبنية انا هيمتها‪ ..‬لكن انا‬
‫عارف انك قدها وقدود وانك بتخليها تستوي عاقلة‪ ...‬يالله عليك بها‪ ..‬يوم السبت بدزك هناك ويا شانتنوو ‪..‬‬
‫تسوون قياسات‪ ..‬وتيننها شوي‪ ..‬وترجع‪ .‬عشان نرسم للخطة الياية ونخليها ماشية ماشية‪..‬‬
‫لؤي وهو يقوم ويضرب يده بيد جراح‪ :‬والله بدونك انا ماسووووووووووووى ‪..‬‬

‫ضحكو الثنين وخصوصا لؤي اللي تفدع من زود الوناسة‪ ...‬اللي عرفه من جراح ان غزلن بنت موهينة‪ ..‬وهذا‬
‫الشي خله يزيد خباله حبتين عشان يعذبها ويتنحس عليها ويخليها تفقد اعصابها‪ ..‬لنها تستاهل ‪ ..‬اللي يحب‬
‫احد لزم يغير طبايعه الغير مرغوب فيها‪ ..‬عشان يكون الشخص بيرفكت وان ما كان احد كامل بهالدنيا‪..‬‬
‫‪---------------------------‬‬
‫ليلة قبل السفر‪ ..‬ببوسطن‪..‬‬

‫من زود التوتر اللي حاش فاتن ما قدرت تنام‪ ..‬مو مصدقة انها بترد الديرة لمها واخوانها وحياتها‪ ..‬واهم شي‬
‫من هذا كله‪ ..‬ذكرياتها وريحة ابوها‪ ..‬اللي ولهت عليها من قلب‪ ..‬اهي سوت شي من فترة ما علمت احد‬
‫عليها‪ ..‬قبل ل تسافر )لحظوا زين( حملت معاها علبة صغيرونية بنية تبع ابوها‪ ..‬مقفوله‪ ..‬ونست تاخذ المفاتيح‬
‫معاها من جذي حطتها بالجنطة عشان اذا راحت تفجها هناك وتلقي شي من شيات ابوها‪ ..‬وبعد وياهم خذت‬
‫غترته اللي كان يلبسها اذا كان قاعد فيالبيت‪ ..‬واذا حست بالغربة كانت تلمها اهي وتشم عطر مساعد من‬
‫جهة ثانية‪ ..‬وتبتعد عنها كل مشاعر الخوف والغتراب‪ ..‬اذا كان حارس روحها موجود‪ ..‬وابوها الغالي بالفكر‪..‬‬

‫طلعت منا لدار وهي حاطه يدينها بمخبات البيجاما‪ ...‬ولقت الجناط مصفوفة برع الدار مثل ما وصاهم مساعد‬
‫اللي كان اليوم مزاجه ل يحتمل‪ ..‬لكنه الحمد لله ما غلط ععليها بشي ول زعلها ول ظايقها مثل كل مرة‪..‬‬
‫هالمرة اهم الثنتين تحملوو العتاب‪ ..‬لكن ليش مزاجه كان متعكر ما تدري‪ ..‬حتى انه ما تغدى وياهم‪ ..‬ظل في‬
‫الدار ول طلع للعشا‪ ..‬اكل له لقمة بحواجب معقدة وشرب عصير وراح‪...‬‬

‫غريبة حالته اليوم‪ ..‬يمكن تعبان ول شي فيه‪..‬‬

‫راحت عند المطبخ وصبت لها كوب من العصير تشربه‪ ..‬ولقت نور غرفة مساعد مشغل من الباب المفتوح‪..‬‬
‫وياها شعور متطفل انها تدخل وتشوف حالته‪ ..‬بس يمكن ترتد عليها حامية لن اعصابه شوي ل تحتمل‪ ..‬لكن‬
‫السؤال خير ما تسويه له‪ ..‬وحملت روحها وهي حاملة كوب عصير برتقال طازج مثل ما يحبه مساعد‪...‬‬
‫وراحت له‪..‬‬

‫طرقت على الباب وياها صوته العميق‪ ..‬المختلط بالوجع‪ :‬تفضل‪.‬‬

‫طرقت على الباب وياها صوته العميق‪ ..‬المختلط بالوجع‪ :‬تفضل‪.‬‬

‫دخلت وهي تطل براسها اول شي بابتسامة ناعمة‪ ..‬التفتت لها مساعد ومسرع ما اختفت ابتسامتها يوم‬
‫شافت حالته ‪ ..‬كان شعره شوي مشعث ولونه مختفي ومبهت وقاعد وهو حاني ظهره مواجه الدريشة‪...‬‬

‫بخوف دخلت له وراحت صوبه ‪ :‬علمك مساعد؟؟ فيك شي؟؟‬


‫مساعد يهز راسه بوجع‪ ...:‬مادري‪ ..‬بس راسي شوي مصدع‪) ...‬يسكر عيونها وهو يمسد راسه بصوابعه(‬
‫واحس انه بينفجر علي‪..‬‬
‫على طول قعدت على ركبتيها عند ريله وهي تحط العصير على الطاولة‪ :‬شمنه الصداع؟؟؟‬
‫مساعد وهو يطالع عيونها واثر الكحل اللي سايح على جفنها السفلي مخليها في منتهى الروعة‪ ..‬يبتسم لها‬
‫باطمئنان‪ :‬ما عليج‪ ..‬هذا الصداع اذا ياني ياني مرة وحدة في السنة‪ ..‬وشكله مطول علي لباجر يمكن‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬سلمات‪ ..‬ما تشوف شر‪ ..‬تبي بندول‪ ..‬ول بندول سليب عشان تنام‪ ..‬باجر ورانا سفرة وبتتعب جذي‬
‫مساعد يبتسم لها بخفة‪ :‬ليش؟؟ تخافين علي؟؟‬
‫فاتن انحرجت وانصبغت باللون الحمر‪ ... :‬شرايك يعني؟؟؟؟‬
‫مسح على راسها بيده الحنونة وهو يطمنها‪ :‬ما عليج مني‪ ..‬اذا اكو بندول عطيني اياااه‪ ..‬بشربه وبنام‪ ..‬ان شاء‬
‫الله بس انام‪...‬‬
‫فاتن وهي خايفة شوي‪ ..:‬والله غريب صداعك‪ ..‬ما قطت سمعت فيه‪...‬‬
‫مساعد يبتسم لها وهو عاقد حواجبه يحس باللم‪ :‬ما عليج انتي‪ ...‬انا قمة الغرابة لو فكرتي فيني عدل‪ ...‬ماكو‬
‫شي مثل الناس‪ ..‬فضائي ههههههههههه‬
‫فاتن اللي ما استساغت نكتته‪ :‬يمكن من الحسن اننا نروح المستشفى‪..‬‬
‫مساعد اللي بدت اعصابه تظيق عليه‪ :‬وليش؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ماندري شفيك؟؟ يمكن شي جايد‬
‫مساعد اللي بدى يتظايق‪ :‬ل شي جايد ول شي‪ ..‬تكفين فاتن‪) ...‬سكت يهدي نفسه( ل تسأليني وايد‪ ..‬اخاف‬
‫اعصب عليج لني بروحي ماسك اعصابي من مساعة‪...‬‬

‫شالت فاتن عمرها ووقفت عشان تروح تييب له البندول‪.‬ز ومسكها مساعد منيدها‬

‫مساعد ‪ :‬شفيج زعلتي‬


‫باستغراب طالعته فاتن‪ :‬ل ما زعلت‪...‬‬
‫مساعد‪ :‬عيل وين رايحة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬بروح اييب لك البندول‪ ...‬عشان ترتاح‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬اهااا‪....‬‬

‫واطلق يدها شوي شوي‪ ..‬لمن اخلى سبيلها وراحت اتييب له البندول‪ ..‬وردت له وهي تدخل بهدوء ‪ ..‬لكن‬
‫مساعد من روحة فاتن حس بغثة عميقة تييه‪ ..‬وجبده ليعه وكانه مو قادر يتحمل‪...‬‬

‫شرب البندول بصعووبه وهو مو حاسس بالراحة ابد‪..‬‬

‫مساعد وجبينه معرق‪ .. ..:‬بروح الحمام‪ ...‬شكلي برجع‪..‬‬

‫قام على طوله واختل توازنه وفاتن معاااه‪\ ..‬يوم اختل توازنه مسكته من خصره وهي تسانده‪ ..‬سند يده على‬
‫جتفها ومشاها وياه بسرعة لعند الحمام‪ ..‬اول ما وصل عند الباب اختل توازنه للمرة الثانية ولكن هالمرة فاتن‬
‫شهقت منالخوف‪...‬‬

‫فاتن‪ :‬مساااعد‪ ...‬علمك؟؟؟؟؟ ل تسوي فيني جذي‪ ..‬خلنا نروح مستشفى‪..‬‬


‫مساعد وهو حاس بالدورة‪ :‬ما عليج‪ ..‬هذا كله بسبب الصداع‪...‬‬

‫سحب روحه سحاااب لمن وصل عند التويلت‪ ..‬وظل عنده وهوو ماسك بطنه وحاس ان الدنيا تدور فيه‪..‬‬
‫وفاتن اللي ما عاقت وخلته بروحه مسكته من جبينه وهي تمسح عليه بهدوء‪ ..‬لمن انتابت مساعد نوووبة‬
‫ترجيع قوية‪ ..‬صاحبته فاتن فيها اول باول‪ ..‬وكانت دفعاته قويه وهادئة‪ ..‬وخالية لن ما طاح في بطنه شي من‬
‫الصبح‪..‬‬

‫بكل دفعة من جبد مساعد كانت فاتن تذرف الدمع القوي‪ ..‬وهي تمسكه من اجتافه تعيينه على اللي يصيبه‪ ..‬يا‬
‫ربي‪ ..‬كل ما يي هني يمرض‪ ..‬ل يكون بس متسمم ول يدري‪..‬‬

‫بعد ما خلص مساعد تراجع لورى وقعد على الرض من بعد ما كان قاعد على ركبتيه‪ ..‬نزل راسه وهو يرتجف‬
‫مثل الورقة ومنكمش على نفسه شوي‪ ..‬مسحت فاتن جبينه عن العرق وشغلت الماي في الحوض وبللت‬
‫يدها ومسحت فيها ويه مساعد‪ ..‬اللي ما كان رافض هالهتمام‪ ..‬لنه ما كان واعي‪..‬‬

‫من بعدها صاحبته فاتن لعند غرفته‪ ..‬كان يحس بالهدوء الداخلي‪ ..‬لن الترجيع دايما يهدي العضاء بعد طرد ما‬
‫هو ثقيل على النفس‪..‬‬
‫سحبته للسرير وتمدد عليه بتعب وهو منبطح على بطنه‪ ..‬كان يرتجف من شدة الدفع اللي صابه‪ ..‬وفاتن اللي‬
‫تمت وياه وهي تعدل من ثيابه وتغطيه باللحاف بخفه‪ ..‬راحت عند السرير وتمت تمسح على راسه بهدووء‪..‬‬
‫وهي تسمي بالرحمن عليه‪ ..‬ومن بعد خمس دقايق يمكن غاب مساعد عن الدنيا بنوومة متعبة‪ ..‬وظلت فاتن‬
‫وياه وهي خايفة بدرجة فضيعة عليه‪ ...‬ترتقب الصبح يطلع عليهم‪ ..‬وتشوفه بحال احسن‪...‬‬

‫من بعد فترة طويلة تأكدت من خللها فاتن ان مساعد خلص نام‪ ..‬سحبت نفسها بهدوء وراحت للصالة ‪.‬‬
‫سحبت اللحاف اللي على القنفة الطويلة ودخلت دار مساعد مرة ثانية‪ ..‬عدلت المخدات اللي على الكرسي‬
‫فيها وانسدحت عشان تنام وتراقب مساعد وحالته الصحية المتددهورة‪ ..‬مثل كل مرة تسهر عليه وهو تعبان‪..‬‬
‫لمن غابت عن النوم وفي بالها حبيبها مساعد وخوفها عليه‪..‬‬
‫=====================‬
‫الليل بالديرة‪..‬‬

‫جراح اللي من وصل البيت العصر راح لداره ونااام اعمق نومة يمكن قظاها بحياته‪ ..‬اما خالد اللي من زود‬
‫فرحته بشوفه سماااء وتطمنه عليه ما قدر يرد البيت ال بعد فترة‪ ..‬ويوم دخل البيت لقى خالته قاعدة بنص‬
‫الصالة وشكلها متظايقة‪ ...‬فاستغرب خالد هالشي منها‪ ..‬وخاف‪ ..‬ليكون بس سماء مريضة او تعبانة‪..‬‬

‫فراح لها المسكين وهو مو عارف شبيصير فيه من خالته‪..‬‬

‫وقف على راسها‪ :‬السلم عليج خالتي‪..‬‬


‫ام جراح التفتت له وبعدين سلمت‪ :‬وعلكم السلم‪ .....‬توك ياي؟‬
‫خالد‪ :‬اي توني‪ ..‬ليش شصاير؟‬
‫سكرت التلفزيون ووقفت على حيلها مواجها خالد بنظرة كلها غضب‪ ..:‬شكنت تسوي اليوم‬
‫في المستشفى؟‪..‬‬

‫وااااااااااال‪ ..‬مباشرة‪ ..‬ضربة قاضية تطيح كل ظروس خالد‪ ..‬تلبك وما عرف شيقول‪ ..‬لن كلمها كان واثق‬
‫وثابت‪ ..‬وحس انه مكشووف ل محال‪ ..‬وما كو مجال انه يتهرب‪..‬‬

‫ام جراح زادت وتيرة غضبها وهي تشوف عيونها اللي نزلت الى الرض‪ ..:‬تحجى؟؟ ما تقول؟؟؟ )مسكته من‬
‫جتفه بغضب وهي ترجه( الحين هذي اخر التربية ياخالد؟؟؟؟ وانا الللي كنت الطرشة في الزفة‪ ..‬اخر من‬
‫يعلــم بسوالفك؟؟؟‬
‫خالد اللي حس بالذنب العظيم من هالسالفة‪ .... : ...‬خالتي اشرح لج‬
‫سكتته ام جراح‪ .. :‬ول كلمة‪ ..‬مابي اسمع منك ول شي‪ ...‬شووووف‪ ...‬وحدة وماكو ثانية غيرها‪ ...‬المياعة هذي‬
‫اتركها‪ ..‬وبنت الناس ما عليك منها‪ ...‬لهي من ثوبك ول انت من ثوبها‪ ...‬البنت صغيرة وما تفكر عدل‪ ...‬ل‬
‫تلعب بافكارها ولتوهمها بشي انت ما تقدر عليه‪ ...‬هذي بنت ناااااس وعايلة ولها اسم ومركز‪ ....‬مو انت اللي‬
‫بتحظيها بحياتك‪...‬‬

‫بنظرات كلها الم وحزن قاتل واجه خالد الرض‪ ...‬نزلت دمعته مباشرة على البورسلين اللمع‪ ..‬جرح فظيع‬
‫والم وضيع وحقيقة مرة واجهتها به ام جراح‪ ..‬لول مرة تقسى عليه بهالطريقة‪ ..‬يمكن لنها فكرت‬
‫بمصلحته ‪ ..‬او يمكن لن معظم كلمها كان صح‪ ..‬لن سماء ماهي من ثوب خالد وهو بالمثل‪..‬‬

‫حنت عليه يوم شافت دمعته تسري على خده‪ ..‬ولكن ما خففت من صرامتها‪ ..‬تركت جتفه وتمت تاشر على‬
‫ويهه‪..‬‬

‫ام جراح‪ ...:‬اللي تحت ما يشاهد اللي فوق‪ ..‬تنكسر رقبته يا خالد‪ ..‬وهالبنت بحسبة مناير بنتي‪ ..‬ما ابي ل يات‬
‫البيت ينقلب كل شي فوق تحت‪ ..‬ما ابي الغلط يصير في بيتي‪ ..‬وما ابي ‪) ..‬تهدج صوتها( ما ابي اشوفك‬
‫تتعفر بالغلط وانا ساكته عنك‪ ...‬هالبنت وان كان اللي بينك وبينها حقيقي‪ ..‬فهو ما راح يصير‪ .‬عمرك شفت‬
‫الزيت ينخلط بالماي‪...‬‬

‫هز راسه خالد بالنفي من زود اللم العظيم فيه‪...‬‬

‫وحنت ام جراح عليه وهملت دمعتها عليه ومسكته من ذراعاته‪ ...:‬يانور عيوني يا خالد‪ ..‬شفت بحياتك ام تذبح‬
‫ولدها بنفسها؟؟؟ غيري انا‪...‬‬
‫طالعها بعيونها المغرقة بالددموع وهو يحس بالذبح يترجاها‪ ::‬يمــة‬
‫ام جراح تسكر عيونها بالم‪ :‬ل تترجاني ياخالد‪ ...‬ماكو اي رجا بهالسالفة‪ ...‬فكر فيها عدل‪ ..‬بتلقيني صاجة‬
‫وانت الغلطاان‪..‬‬
‫تركته ام جراح‪ ..‬ظلت تناظره شوي وهي تشوف كيف ان اللم يتلوى في هالولد‪ ..‬غطت ثمها بيدها وراحت‬
‫عنه وهي تحس بالوجع يتخلل حتى عظمها‪ ..‬وهنها مشهد خالد‪ ..‬وذبحها حزنه‪ ..‬وشيبها مظهره‪ ...‬جرحت اعز‬
‫طفل ربته بحياتها‪ ..‬طفل ربته بكل الحنان‪ ..‬عطته اللي ما ينعطى‪ ..‬حتى اولدها يمكن ما لقو منها اللي لقاه‬
‫خالد‪ ..‬دخلت دارها وهي تلعن نفسها‪ ..‬اليوم ولول مرة‪ .‬اجرت ام جراح دمع عيني خالد اللي بعد هالرأي من‬
‫خالته حس انه بيتقطع من القهر‪ ...‬يمكن لن الحقيقة لوعى عليها الواحد بالصدمة تكوون مؤلمة‪ ..‬شديدة‬
‫وقاسية كارض متعطشة للماي‪..‬‬

‫وركب الدري وهو يحس بالحتضارات في نفسه‪ ..‬طلبت خالته منه انه يفكر‪ ..‬راح يفكر‪ ..‬لكن شيفكر فيه؟ انه‬
‫يخسر سماء بعد ما صارت الروح فيه والجسد‪ ...‬شفكر فيه؟؟ النتحار بنفسه؟؟؟ مثل ما انتحر ويا فاتن وهو‬
‫ما كان يحبها صج‪ ...‬لكن هالبنت اهي حياته كلها‪ ..‬مستحيل اهو اللي يصير وياه جذي‪ ..‬مستحيل‪....‬‬
‫‪--------------------‬‬

‫بالصبح اللي بلج عليهم بالرحمة اوتعووو‪ ..‬وطبعا مساعد اولهم‪ ..‬اللي وعى على الساعة سبع الصبح وهو‬
‫منتفض مكانه‪ ..‬يااااااااااه‪ ..‬شكثر كان تعبان وحالته النفسية صعبه من قلب‪ ..‬تذكر تواجد فاتن وياه وتم يتلفت‬
‫لن اخر ذكراه عنها اهي كانت يوم قعدت على السرير تمسح على راسه‪ ..‬تم يتحسس السرير ما لقاها وياه‬
‫وحمد ربه‪ ..‬التفت الى الكرسي لقاها نايمة واللحاف طايح من عليها‪ ..‬ارتاح يوم شافها وهدى باله وقلبه‪ ..‬وهو‬
‫اللي ظن باسوى الفكار‪ ..‬يمكن نامت وياه او باتت معاه‪ ..‬صج انهم مالجين بس مو لهالدرجة‪..‬‬

‫شاف الساعة وانصدم يوم لقاها سبع الصبح‪ ..‬يعني من صجي ما اوتعيت لصله الفجر؟؟؟؟ وعلى طول قام‬
‫من الفراش وهو يستغفر ربه‪ ..‬وبحركته السريعة في الغرفة نبه فاتن له‪ ..‬اللي كانت سكرانه بالنوم لدرجة‬
‫انها ما عطته اعتبار‪ ..‬وضاعت الحسبة فيها وعلباها اهي راقدة بدارها‪ ..‬شالت بعمرها من على الكرسي‬
‫وراحت على السرير‪ ..‬متخيلة نفسها بايام عدم وجود مساعد باميركا وياها‪ ..‬راحت على السرير وتغطت‬
‫باللحاف ونامت مرة ثانية‪ ...‬يوم رد مساعد كانت عيونه على الكرسي فلقاااه خالي‪ ..‬توجهت عيونه على‬
‫السرير لقاها هناك نايمة‪ ...‬استعجب وانصدم من حركتها‪..‬‬

‫راح عندها وهو مو مصدق اللي يصير‪ ..‬من صجها يعني فاتن ؟؟ تنام بطريقة عادية وكانها متعودة على النوم‬
‫هني‪ ..‬هذا اكبر دليل يبين لي انها كانت تنام بالدار وانا مسافر‪ ..‬اااه يا قلبي عليها‪ ..‬نزل لعندها وهو يراقب‬
‫ملمحها‪ ..‬وبرطمها اللي كانت مادته وهي نايمة‪ ...‬لحظ هالحركة عليها اكثر من مرة‪ ..‬ولحظ بعد يدها اللي‬
‫تحطها توسد خدها بها وهي نايمة‪ ..‬حركة حلوة‪ ..‬مثل اليهال الصغار‪ ..‬ابتسم لها وحرك شعرها عن جبينها‪...‬‬

‫فرس السيادة وكبرر تكبيرة القامة‪ ..‬وبدى يصلي‪..‬‬

‫بعد ما خلص صله صار لزم انه يوقظ فاتن بعد‪ ..‬عشان يتحركون لنهم لزم يكونون بالمطار الساعة‬
‫عشرة‪...‬‬

‫راح لها بكل رفق وحنان‪ ...‬هز جتفها من فوق اللحاف بخفة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬فاتن؟؟ فاتن؟؟‬


‫بهمهمة ردت عليه‪ :‬همممممم‬
‫ابتسم لها مساعد‪ .. :‬فاتن‪ ..‬قومي يالله‪ ..‬ورااانا سفر‪ ..‬والوقت متاخر شوي‪..‬‬
‫فاتن فتحت عيونها بتعب‪ ...:‬صصجج؟‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههه‪ ..‬ايه صج‪ ..‬ليش؟؟ انتي تعبانة؟‬

‫فاتن تهز راسها بنعااااس قوي‪ ..‬ذوب قلب مساعد‪..‬‬

‫مساعد بجرأة واضحة مستغل نعاسها القوي‪ .. :‬يالله حياتي‪ ..‬قومي زهبي عمرج وقومي ام حديجان وياج‪..‬‬
‫تراها تطول في النوم‪ ..‬ومافينا نتاخر الرحلة طويلة‪..‬‬
‫تمت تراقبه فاتن واقترحت عليه اقتراح‪ :‬شرايك نتم هني‪ ..‬ل نرد‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههه‪ ..‬من صجج انتي؟؟ تتمين هني؟؟ وياي‪..‬‬

‫هزت راسها بايجاب بتعب‪..‬‬

‫مساعد بحالمية‪ :‬وياي ؟؟ عادي؟؟ ما تتظايقين‪..‬‬


‫فاتن وهي تغطي ويهها‪ ...:‬مافيني ارووح تعبانة ابي انام‪...‬‬
‫وفي خضم التعب الي ياها اوتعت لنفسها واوتعت انها تكلم مساعد‪ ...‬مساعد اللي تعرفه مومساعد المريض‬
‫اللي البارح خافت عليه‪ ..‬وجفلت في ويهه‬

‫فاتن‪ ...:‬انت ما كنت تعبان امس؟؟؟ شتسوي قاعد الحين؟؟‬


‫مساعد بدهشة‪:‬شنو؟؟؟‬
‫فاتن قامت من على السرير‪ :‬ليش ما ترتاح انت البارحة بطوله ما نمت زين‪..‬‬
‫مساعد يخبث‪ :‬شلون انام وانتي نايمة على سريري؟؟‬
‫فاتن وهي توها بتعترض‪ :‬انا؟؟؟؟‬

‫وشافت المكان اللي هي فيه‪ ..‬اهي اللي تعرفه انها كانت نايمة على الكرسي‪ ..‬شلي يابها على‬
‫السرير‪...‬وطالعت مساعد بعيووون مفتوحة ونعسانة‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬انا شيابني على السرير؟؟‬


‫مساعد وهو يناظرها بمكر‪ ...:‬ما تبين تعرفين؟‬
‫طاح قلبها فبطنها‪ ::‬ليش؟؟؟ شصاير؟؟؟‬
‫مساعد وهو ينزل عيونه بحيا‪ ...‬احلى وقت للمقالب‪ ..:..‬فاتن‪ ..‬احنا‪ ...‬مادري شقول لج‪ ..‬بس‪...‬‬

‫رفع عيونه لها بعجز‪ ..‬خلها تحس بالخوف‪ ...‬ودقات قلبها تضاربت‪ ..‬ويوم حس مساعد لها ابتسم في ويهها‬

‫مساعد بضحكة تبين كل ظروسه‪ :‬اتغشمر معاج شفيج تخزبقتي‬


‫فاتن وهي منصدمة‪ :‬شنووووووووووو؟؟‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههه وحدة بوحدة‪ ,,‬بغيني اتغزيني بعود امس‪ ..‬انا ليوم طيحت قلبج‪ ...‬شرايج‬
‫تعادلنا‪...‬‬

‫رفعت حاجب في ويهه وهو يضحك‪ ..‬وقهرها شكله لنه كان يعصر قلبها من حلوته‪ ..‬وخذت المخده وضربته‬
‫بها‪...‬‬

‫فاتن وسط الضربات‪ :‬خفيف وماكل ريش‪ ..‬وحاسب ل تطير‪..‬‬


‫مسك يدينها مساعد وهو هالك من الضحك‪ :‬بس بس واله بس‪..‬‬
‫فاتن بعدها تضرب فيه‪ ..:‬بس‪ ..‬والله لو من الويم لباجر‪ ..‬ما يكفييييك‪..‬‬
‫ولعب عليها مرة ثانية‪ :‬اااه ااااه‪..‬‬
‫مسكت فاتن قلبها‪ ..:‬شفيك؟؟ شصادك؟؟‬
‫مساعد وهو يمسك جبينه بتعب‪. :‬راسي‪ ..‬راسي‪ ..‬رد علي الصداع‪ ....‬ماقدر ااااه‪ ..‬كله منج‬
‫فاتن وهي تعتدل بقعدتها بحيرة‪ :‬ليش؟؟ شسويت فيك؟؟ ووين ايعورك‪..‬‬

‫مسك يدها مساعد وكانه بيوجهها لراسها‪ ..‬لكنه بدل هذا نزلها لى عند صدره وبالتحديد قلبه‪ ..‬وفرش راحة‬
‫فاتن على قلبه اللي كان يدق بقوة من الضحك‪..‬‬

‫مساعد بصوت ناعم‪ ::‬هني يعورني‪ ..‬من اول ما لمحت عيوني ويهج‪ ...‬وعرفتج‪ ...‬بدى يطعن فيني بكل مرة‬
‫اسمج ينطري على بالي‪ ...‬فاتن‪) ..‬تزيد دقة قلبه( فاتن )تزيد دقه قلبه(‪) ..‬الخيرة كانت بهمس( فاتن‪..‬‬

‫ساحت فاتن؟؟ ل شوية عليها‪ ..‬تبخرت بالهوا‪ ..‬هم شوية‪ ..‬اهي تجمدت وتصلبت يدها على صدره وهي‬
‫تتحسس لدقات قلبها شلون تضرب بالعروق اللي براحتها‪ ..‬وسحبت يدها من يدها بسرعة وطلعت من الغرفة‬
‫وهي مرتعشة ارتعاش‪ ..‬ومساعد اللي تم يناظرها ضحك عليها ورمى بروحه على السرير وهو يتنهد من شدة‬
‫الضحك‪..‬‬

‫دخلت فاتن دارها ولقت مريم واقفة بوسط الدار وهي تدور عليها‪ ..‬لحظت انها معتفسة فوق تحت‬
‫واستغربت عليها؟؟‬

‫مريم‪ :‬وينج انتي البارحة ما حسيت لج وياي‪ ..‬بالعادة ريلج بحلجي ول شعرج ‪ ..‬امس كلش حرية تامة‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك جبينها تحد من الحرارة الساخنة اللي لفتها‪ :‬مريم لمسيني‪...‬‬
‫مريم تلمس جبين فاتن‪ :‬شفيج؟؟؟ مفولة عالخير‪ ..‬محموومة؟؟‬
‫فاتن تهز راسها بايجاب‪ :‬اي‪...‬‬
‫مريم‪ :‬ليش انزين؟؟ كله من اليسكريم امس‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬ل ل‪ ....‬كله من هذا‪...‬‬
‫سحبت يد مريم وحطها على صدرها‪ ..‬وكان قلب فاتن يدق بجنووون وبل توقف‬

‫مريم‪ :‬الله ‪ ..‬شعنده قلبج؟؟ ريس ول سباق؟؟ شصاير؟؟‬


‫فاتن تهز راسها بالنفي‪ ..:‬مادري‪ ..‬مادري‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بسم الله عليج ما تشوفين شر‪ ..‬ويالله خلينا نزهب اغراضنا ترى بنطلع من وقت من هني‪..‬‬

‫وظلو الثنتين او مريم اهي اللي تطلع الغراض وفاتن اللي ترتجف بشدة من قوة مشاعرها‪ ..‬ودقات قلب‬
‫مساعد الي تداخت فيها من راحة يدها الى العروق لمن وصلت الى قلبها وتضاعفت ويا دقاتها الخاصة‪ ...‬يا‬
‫ويلها من الحب اللي بدى يعمر فيها مثل نقطة الحبر بالماي‪ ..‬كيف ينتشر ويغطي المساحة بلووونه وان كان‬
‫بدرجة باهتة‪..‬‬

‫ماصار لهم من الوقت ال ساعة‪ ..‬قرروا انهم يتريقون بالمطار‪ ..‬عشان ل يتاخرون‪ ..‬وعدت فاتن شقة الحرية‬
‫اللي عاشت فيها فترة حلوة‪ ..‬علىو عد العودة بعد ثلثة اسابيع لستئناف الفصل الدراسي‪...‬‬

‫طول الوقت كان الصمت سيد الموقف بينها وبين مساعد‪ ..‬لكن كلم غريب يجول بيناتهم في هالصمت اللي‬
‫كان مشوش ومربك لها‪ ..‬اما مساعد الي كان ثابت وغير مهزوز‪ ..‬يبتسم لها بعفوية لكنها تفهمها بطريقة‬
‫ثانية‪ ..‬تحسسها وتخلي الدم يفور في ويهها‪..‬‬

‫يا ترى‪ ..‬هذا هو الحب اللي فاتن كانت تنشده بحياتها‪...‬‬


‫او هذي بداية التعلق بمساعد اللي يمكن راح ترطمها بالواقع‪ ..‬وبتخليها يتيمة حبه البدية‪..‬‬

‫والصندوق اللي وياها‪ ..‬ذكريات عالية الخاصة جدا والخيرة مع مساعد‪ ..‬شراح يكون مخلفاتها على فاتن‪...‬‬

‫الجزء السادس والعشرين‬


‫الفصل الول‬
‫‪----------------------‬‬
‫بوسطن في الصبح‪..‬‬

‫وصلو للمطار بالوقت المناسب‪ ..‬كملو اغراضهم وزهبو كل الحاجيات اللي كانت وياهم ويوم خلصوا كل شي‬
‫لقوا ان عندهم وقت يفطروون قبل ل يروحون‪ ..‬وخصوصا ان مساعد ما طاح شي في بطنه من امس بسبب‬
‫الصداع اللي باغته‪ ..‬كان قوي وشديد‪ ..‬اغلب الوقات اللي أييه فيه لمن ما ينام عدل ول يرتاح زين‪ ..‬ولكن اهو‬
‫يتحمله يوم كامل عشان في اليوم الثاني يصحى واهو بأحس حال‪..‬‬

‫لكن اليوم اهو مو بس بأحسن حال ال بأفضل واروع حال‪ ..‬فاتن ما شاء الله عليها يوم عن يوم يزيد تقربها‬
‫منه وتزيد حاجتها تجاهه وهذا اللي مخليه هادئ ومرتاح‪ ..‬وقربها له وتوترها لمن يتقرب منها يخليه يحس بحبها‬
‫تجاهه‪ ..‬ما عاد التجهم والكتئاب سمة من سماتها ‪ ..‬صارت مرحة وتضحك بأكثر من مناسبة وتدور سوالف‬
‫عشان تتكلم عنها وهو مثل الب الحاني ينصت لها بكل هدوء ورحبة صدر‪ ..‬بالفعل‪ ..‬اهو يحس انه ابوها‪ ..‬مو‬
‫عشان فارق السن اللي مو كبير ولكن بسبب ضعف فاتن والمواقف اللي جمعتهم ببعض في ظل هالظروف‪..‬‬
‫خله يكون مثل المين على حياتها والحارس على سعادتها‪ ..‬وهذا الدور من يؤديه غير الب؟؟؟‬

‫ويمكن تواجد مريـم كان له الدور الفاعل بهالفرحة ورفع الكلفة‪ ..‬لكن أكيـد اللي بيرتاح بوجود شخص ثالث‬
‫بيرتاح لو كان شخصين‪!!.‬‬

‫هذا اللي كان يمر في باله وهو يناظر اللوحة اللي جدامه ويشرب من القهوة الحلوة ‪ ..‬سارح ومريم وفاتن‬
‫يسولفون بخفة والضحك سيد الموقف‪ ..‬الى ان من زود الفدعة اللي كانت فيها فاتن ضربت ريلها ريل مساعد‬
‫من تحت الطاولة وانتفض مساعد من الصدمة اللي كان فيها بانفعال‪.‬‬

‫شاف فاتن حاطة يدها على ثمها وهي تكتم ضحكة ولكن دمعة الضحك اللي في عيونها كانت الطفل اللي‬
‫يترجا المسامحة على هالفعلة‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬شوي شوي ل تكسرين ريلي‬


‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههه فشلها‬
‫ضربتها فاتن على جتفها‪ :‬جبي انتي‪..‬‬

‫ضحك مساعد‪ ..‬واستمروا الثلثة بالضحك والفرحة‪ ..‬لمن حان وقت الرحلة‪ ..‬ومساعد اللي نسى ساعته في‬
‫الشقة تم متنرفز ومتظاايق على هالشي لنه ما يقدر يعيش من غير ساعة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬انزين استعمل ساعة التلفون؟‬


‫مساعد وهو يطالع يمين ويسار يدور على ساعة الحايط‪ :‬ماحب ‪ ..‬ماعرف ال اذا كانت في يدي‪ ..‬يالله خلونا‬
‫انزين الحين نتحرك وبعدين يصير خير‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوكيك‪ ..‬فتون ‪) ..‬تلفتت مريم( وينها فاتن؟؟‬
‫يات لهم فاتن من طرف المطعم اللي كانو قاعدين فيه‪ :‬انا هني شنو؟ بتمشوون؟‬
‫مساعد وهو متظايق‪ :‬اي الساعة عشرة الحين‪...‬‬
‫فاتن استغربت ضيج مسااعد‪ :‬علمك؟‬
‫مريم اللي تكلمت‪ :‬ظيع حرمته‪..‬‬
‫جفلت فاتن‪ :‬ظيع شنو؟‬
‫مساعد‪ :‬اوووه يا مريم والله مو وقتج؟؟‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههاي‪ ..‬ما تشوف شكلك‪ .‬كل هذا عشان ساعة‪ ..‬ما يسوى عليك‬
‫مساعد شوي ويرتكب جريمة في مريم‪ :‬يالله امشي جدامي لل والله ماردج الحين‬
‫مريم تضرب على صدرها مثل العيايز‪ :‬حرام عليك تغربني عن امي وابوي‪ ..‬ادري فيه خلووفي ميت علي‬
‫الحين والشوق ذابحه‬
‫فاتن اللي حبت تفشل مريم مثل ما تفشلها دوم‪ :‬احم‪ ..‬خلوفي ولاااااااااا‬
‫مريم تناظر فاتن برجا‪ :‬فتوون‪) ..‬طالعت مساعد بسرعة والحمد لله ما كان عاطهم ويه فهمست لها( يالجلبة‬
‫انا ارفيجتج‬
‫فاتن تضحك بهمس‪ :‬الحين صرتي ارفيجتي؟؟؟ والله ل هينج اليوم‪..‬‬
‫مريم‪ :‬تكفـــــين‪..‬‬
‫مساعد اللي تحرك ورد رجع لهم‪ :‬علمكم تتبسبسووون ما شبعتو انتو يالله‪..‬‬
‫فاتن ومريم يتحركون بسرعة من مكانهم‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫في السوق الحرة اللي طلعو منها توجهوا لعند الكاونتر لكن فاتن كان في قلبها امنية انها تشتري لمساعد‬
‫الساعة اللي اهو مفتقدها‪ ..‬ولذا ما حطت بخاطرها واستأذنت منه‬

‫مساعد بهدوء‪ :‬ما تقدرين تأجلين هالشي لسوق المطار هناك؟‬


‫فاتن وهي تترجا بعيونها‪ :‬ل والله شفته مساعة واايد عجبني‪ ..‬يناسب امي وانا ما شريت لها شي‪..‬‬
‫مساعد باستسلم‪ :‬انزين ل تتأخرين حدج عشر دقايق انا بروح الكاونتر ويا العصل اكمل اوراقج‬
‫وردي لنا‬
‫فاتن تبتسم بامتنان‪ :‬تسلم‪..‬‬
‫مريم على طول‪ :‬انزين بيي وياااج‬
‫مسكها مساعد من جتفها‪ :‬انتيماتروحين مكان ان رحتي وياها طافتنا الطيارة‪..‬‬
‫مريم ومساعد يسحبها‪ :‬فتووووووون‪..‬‬

‫نقعت فاتن من الضحك عليها وراحت بسرعة لمحل المجوهرات اللي كان عند طرف المطعم‪ ..‬دخلته بكل‬
‫هدوء‪ ..‬وتمت تدور –بسرعة‪ -‬على ساعة حلوة تناسب مساعد‪ ..‬لقت وايد لكن للحين ما دخلت فبالها وحدة‪..‬‬
‫لمن شافت ساعة مستطيلية وسيرها فظي لمع ويتخلله خط اسود في الوسط ‪ ..‬ماتت عليها وعلى طول‬
‫أشرت عليها وطلعتها لها الموظفة‪ ..‬تمت تناظرها وحستها تناسب مساعد وشخصيته‪ ..‬او يمكن حياتهم‪ ..‬خط‬
‫فاصل لطرفين متساويين‪ ..‬ورجولية ولها عنفوان قوي‪ ..‬فعطتها الموظفة عشان تلفها وتاخذها وياها‪...‬‬

‫في وقت قياسي وصلت فيه فاتن لمساعد ومريم وهي حاملة الجيس‪ ..‬كان عبارة عن ‪ 7‬دقايق و ‪ 30‬ثانية‪..‬‬
‫شلون عرفت؟؟ لن مريم حسبته لها‪..‬‬

‫مريم وهي تبتسم بمرح‪ :‬ماشاء الله وقت قياسي حتى ما يا للعشر دقايق‪ ..‬فتون اثبتي انج حرمة مساعد‬
‫بهالتواقيت القياسية‪ ..‬وفوق كل هذا حطمتي الرقم‪ ...‬اهنئج انتي رسميا مقبولة كزوجة لمساعد‬
‫فاتن تتخصر لها‪ :‬ل والله‬
‫مساعد اللي مات على فاتن بهالحركة وفتت مريم اعصابه بكلمها‪ ..‬يا الله صج ان اليهال حلوين بس لمتى‬
‫الواحد يستحملهم‪ :‬والله والله اول ما نوصل الديرة بدخل مستشفى ميانين انا محتااج علج بسبتكم نشفتوووو‬
‫ريجي يالله روحوا‪..‬‬
‫مشت فاتن من عنده ولظيج الدرب لعند الكونتر ضربت بجتفه بهدوء وشمت ريحته الحلوة ولكن كان فيها‬
‫خليط ثااني‪ ..‬اول مرة تشمه‪ ..‬دهن عود؟؟ بل‪ ..‬مساعد شايب يحط له دهن عود؟؟‬

‫ودخلو الطيارة‪ ..‬وبدت سالفة ثانية ال وهي سالفة الكراسي‪ ..‬ومريم اللي ما رضت انها تقعد بروحها ومساعد‬
‫اللي كان اخجل من انه يتكلم ويطلب قعدة فاتن وياه‪ ..‬بس كل هذا مو بيدهم‪ ..‬التذاكر اهي اللي تقول‪ ..‬وبما‬
‫انه طائرتهم مليانة كان لزم عليهم انهم يكونون متقيدين بالمقاعد‪ ..‬وصارت مقاعدهم متناثرة‪ ..‬يعني فاتن‬
‫كانت على جنب الجامة‪ ..‬ومساعد وراها بكرسييين‪ ..‬ومريم في الجهة الثانية وهذا اللي حبطها من قلب‪..‬‬
‫تدلعت على مساعد لمن مللته لكنه ما عطاها ويه وراشاها عشان تروح وتقعد‪..‬‬

‫واخيــرا‪ ..‬اقلعت الطيارة‪ ..‬والكل استعد في مكانه بهدوء‪ ..‬منمدجين بتحرك الطائرة‪ ..‬نحو طريق العودة‪..‬‬
‫‪---------------‬‬
‫المغرب بالديرة‪..‬‬

‫رجع جراح البيت من العصر ونام لمن جرت أذيال الليل المظلمة وخطت نور النهار‪ ..‬وكان في حلمه اشياء‬
‫متعددة‪ ..‬منها فاتن اخته اللي جيتها قريبة‪ ..‬ومنها مريم‪ ..‬محبوبتة الزلية‪ ..‬ومنها لؤي‪ ..‬يمكن لن مساحة‬
‫تفكيره الحالية كلها منصبة على خطتهم اللي بتاخذ مفعول ان شاء الله من بعد باجر‪..‬‬

‫يا غالبين‪ ..‬يا مغلوبيـن‪ ..‬لزم يفهمون ان الخصم اللي يتعاطون وياه اهو ولؤي موو سهلة بالمـرة‪ ..‬هذي بنت‬
‫حوت وعادي انها تدخلنا سجن‪ ..‬لكن كل شي بالعقل والحكمة‪ ..‬وكل شي بالهداااوة وما للربشة اي مجال‪..‬‬

‫طلع من الغرفة والنوم للحين على راسه لكن كان لزم ينزل لنه ما شاف امه ال من الفجر‪..‬يروح يشوفها‬
‫ومرة وحدة يسأل عن سماء واخبارها‪..‬‬
‫نزل تحت لكن ما لقى احد غير عبد العزيز اللي مرتزع بالصالة وهو نص نايم يطالع التلفزيون‪ ..‬ومناير اللي‬
‫كانت في الصالة الثانية ويا سماهر ناشرين اغراضهم‪ ..‬وطبعا متحجبات لن سماهر من شافت مناير على‬
‫طوووول لبست الحجاب‪ ..‬وان كان بمرحلة التجربة‪..‬‬

‫راح لهم جراح وهو يحك راسه ويتثاوب‪ :‬وينها امي؟؟‬


‫مناير تطالعه بقرف‪ :‬بسم الله‪ ..‬كل هذا حلج‪ ..‬امي بدارها من دخلت بعد الغدى ما طلعت‪..‬‬
‫جراح باستغراب‪ :‬والله؟؟ ليش؟‬
‫مناير وهي تكتب في دفترها‪ :‬مادري ‪ ..‬شكلها زعلنة ول متظايقة‪ ..‬ما تغدت زين‪ ..‬حتى خالد ما تغدى!!‬
‫جراح ابتسم لمناير‪ :‬ماشاء الله عليج صايرة المراقبة على الكل‪...‬‬
‫سماهر وهي تناظر جراح باعجاب خجول‪ :‬بعد‪ ..‬كل بنت لزم تكون بمثابة الم الثانية‪..‬‬
‫جراح وهو يناظرها بتحبب‪ :‬والله؟؟ ومن قالج يا شطورة‬
‫نزلت عيونها بقليل من الحرج‪ :‬مادري‪ ...‬شدراني انا‪ ..‬اصل ما عرف شي‪..‬‬

‫ضحك عليها جراح ولف عنهم وراح دار امه‪ ..‬طق الباب بكل هدوء وسمع صوتها الي يعطيه الذن بالدخول‪..‬‬

‫طل براسه وبابتسامة حلوة‪ :‬الحلوة زعلنة؟‬


‫التفتت له وهي جامدة‪ :‬من قال؟‬

‫نبرة صوتها كانت كافية لجراح عشان تبين له ظيق امه‪ ..‬فراح لعندها وسكر الباب وراه‪..‬‬

‫جراح وهو يقعد عند ريلها‪ :‬يمة؟؟ علمج؟‬


‫ام جراح وهي تطوي الملبس اللي كانت عندها من غير ما تناظر في ويهه‪ :‬ول شي؟؟‬
‫استغرب جراح‪ :‬يمة؟؟ حطي عيني بعينج؟‬
‫مسك خدها واهي تظايقت وسحبت يده عنها‪ :‬قلت لك مافيني شي‪...‬‬

‫سكت جراح وهو يعض على شفته‪ ...‬شفيها امي؟؟ اكيد حايشها شي؟؟ول متظايقة من شي‪ ..‬بالعادة اهي ما‬
‫تتظايق ال اذا كانت السالفة جايدة؟؟ بس اهي ما بتخبرني يعني وانا بظل حيران جذي؟؟ ل والله ما خلييييج‪..‬‬

‫جراح‪ :‬انزين يمة قوليلي يمكن اعرف شلون اصحح الوضع‬


‫قامت ام جراح وهي حاملة شوية منا لثياب المطوية وحطتها بالكبت‪ :‬ماكو شييي يستاهل التصليح‪ ..‬اللي يبيله‬
‫تصليح انا اصلحه وال انت شاك في قدرتي؟؟؟‬

‫قالت هالجملة بنظرة حادة الى جراح مع حاجب مرفوع‪ ..‬اول مرة ترمقه امه بهالنظرة‪ ..‬لدرجه انه انزعج‪..‬‬
‫جراح وهو موطي راسه‪ :‬ل يمة انتي الكل بالكل‪ ..‬طيب‪ ..‬اخليج على راحتج‪..‬‬
‫وقبل ل يطلع وقفته من غير ما تناظره‪ :‬تغديت؟؟‬
‫جراح وهو زعلن‪ :‬مو يوعان‪...‬‬
‫ام جراح وهي ترمقه بعيونها من طرف‪ .. :‬شوف خالد‪ ..‬اهو الثاني ما تغدى‪ ..‬حط له لقمة ياكلها‪ ..‬اذا اكل‪..‬‬
‫زين‪ ..‬ما اكل‪ ..‬رد الصحن المطبخ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬تامرين على شي؟‬
‫ام جراح‪ :‬ما يامر عليك عدو‪...‬‬

‫طلع جراح من الغرفة وهو متظايق‪ ..‬وموطي راسه توجه للمطبخ‪ ..‬لحظته سماهر اللي بطبيعته المراهقة‬
‫تلحق عيونها جراح وين ما راح‪..‬‬

‫هزت جتف مناير‪ :‬منور منور‬


‫مناير بظيج‪ :‬اووووه شفيج؟‬
‫سماهر بهمس‪ :‬مادري شفيه اخووج متظايق شوي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬توه بخير من شوي شلي بظايقه؟‬
‫سماهر وهي تفكر‪ :‬منور انتي ما لحظتي ان امج معصبة ومالها خلق شي اليوم؟‬
‫مناير الي ظيقها بسبب ظيق امها‪ :‬ل والله ما لحظتها‪ ..‬وبعدين ما عليج منها‪ ..‬الحريم اتييهم فترة من فترات‬
‫حياتهم شسمونها ياربي؟؟ اي اي‪ ..‬صدمة منتصف العمر‪..‬‬
‫سماهر وهي تناظرها بتفكير‪ :‬صدمة؟؟ مو صدمة يالدقمة أزمة‬
‫مناير‪ :‬اووووووه يالله عاد‪ .‬صدمة ول ازمة‪ ..‬كلها في الهوا سوا‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬انزين شنو يصير فيهم في هالفترة‬
‫مناير وهي تناظر خويتها‪ :‬الحين انتي‪ ...‬عرفتي شنو اسمها وصححتيه لي‪ ..‬ما تعرفين شنو يصير فيها؟؟‬
‫سماهر باحراج‪ :‬انزين انا صححت لج ما كشفت عن الغيب‬
‫مناير‪ :‬كتبي كتبي واللي يسلم والدينج‪ ..‬مافيني على الصدعة‪..‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫أما خالد اللي في الغرفة كان هادئ وساكن وماتحرك من مكانه ال الى الحمام ورد مرة ثانية‪ ..‬تم منسدح‬
‫على بطنه وهم متوسد المخدة وتفكيره هايم‪ ..‬بسماء وبكلم خالته اللي اليوم رمته عليه مثل السم‪ ..‬ما نوت‬
‫الشر عليه لكن كان كلمها حيل قاسي‪..‬‬

‫طلبت منه شي مستحيل ال وهو نسيان سماء ‪ ..‬شلون يناساها‪ ..‬واهي صارت جزء عميق منه ما يقدر يتأصله‬
‫بسهـولة‪ ..‬بس على القل‪ .‬لزم يحقق رغبة خالته‪ ..‬اهي ما قالت اللي قالته ال لنها تعرف الصح من الغلط‪..‬‬
‫حرمة جبيرة وعاشت عمرهـا وشافت من الدنيا اللي ينشاف‪..‬‬

‫تم قاعد وهو يتخيل ملمح سماء التعبانة اليوم في المستشفى‪ ..‬شفاتها المبيضة ووجناتها المحمرة بسبب‬
‫الحمى اللي فيها‪ ..‬ول شعرها اللي كانت لمعته خابية غير عن كل مرة‪ ..‬قد ما فرح اليوم حزن وانجرح‪..‬‬
‫بتنهيـــدة عميقة سكر عيونه وهلت دمعة من عيونه‪. .‬غليضة‪ ..‬مالحة وشديـدة‪ .‬تبين الرتباك والتردد اللي في‬
‫نفس خالد‪..‬‬

‫دخل عليه جراح من غير ما يطق الباب وهو حامل صحن الكل‪..‬‬

‫جراح وهو يحطه على الطاولة‪ :‬خالد هاك الكل‬


‫رفع راسه خالد وشاف اللي يابه جراح‪ :‬خذه وياك مو يوعان‪..‬‬
‫التفت له جراح‪ :‬ليش مو يوعان؟ امي تقول ما اكلت شي‬
‫حط راسه على المخدة مرة ثانية وهو يسكر عيونه‪ :‬مو يوعان‪...‬‬

‫استغرب جراح من حالة خالد‪ .‬اكيد فيه شي وال مااا بيستغني عن الكل‪ ..‬طاحونة ماشاء الله عليه‪ ..‬وسدحته‬
‫بعد مو طبيعية‪ ..‬راح لعنده وقعد على السرير‪...‬‬

‫جراح ‪ :‬خالد؟؟ شفيك؟؟‬

‫ما رد عليه‬

‫تم يهز جتفه‪ :‬خلووووووود‪ ..‬خلود خلود خلود شفييييك‬


‫خالدد اللي تنرفز‪ :‬اووووووووه مافيني شي مافيني؟‪ ..‬خلني بحالي بس‪..‬‬
‫جراح‪ :‬طالع هذا‪ ..‬صج ما تستحي‪ ..‬شفيك‪) ..‬ينزل لعنده( زعلن على سماء؟؟ سمعت ان الحمى فيها زادت‪..‬‬
‫نقز خالد من مكانه‪ :‬أحلف‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههه فال الله ول فالك‪ ..‬هههههههههههههه بس شكلك والله عجيب‪ ..‬من صج عاشق‪.‬‬
‫عقد حواجبه وظل يناظر جراح بألم والثاني يضحك‪ ..‬بس حس ان خالد حزنه أعظم من حالة سماء المرضية‪..‬‬

‫جراح‪ :‬علمك خالد؟؟ فيك شي؟؟ شكلك مو طبيعي‬


‫خالد وهو يسحب نفسه لورى ويستند على مقدمة السرير‪ :‬مافيني شي ‪...‬‬
‫جراح يناظره بقهر‪ :‬يعني كل كلمة والثانية طحت لي مافيني شي مافيني شي؟؟ قول لي بسرعة شفيك؟؟‬
‫شصار وياك؟؟ وليش ما تاكل؟؟ ترى الغدى مجبوس دياي لو ما تدري؟؟‬
‫خالد وهو يوطي راسه بحزن‪ :‬اللي ماله حظ طول عمره ماله حظ‪..‬‬
‫فتح عيونه جراح وهو مستغرب من كلم خالد‪ :‬شياب هالكلم الحين؟‬
‫رفع ويهه المعذب وتم يناظر جدامه‪ ..:‬هذا شي صج جراح‪ ..‬انا طول عمري ما كان لي حظ‪ ..‬ل بأم وابو‪ ..‬ول‬
‫باخو ول اخت‪ ..‬او احد يشيلني ويهتم فيني مثل الناس العاديين‪ ..‬فليش اظن اني اذا كبرت بكون محظوظ‪..‬‬
‫بحب بنت؟؟ ول زوجة؟؟ ول عيال؟؟‬
‫مافهم جراح شي من خالد‪ ..‬لكن حس ان السالفة متعلقة بسماء‪ :.‬خالد شالسالفة بالضبط‪ ..‬تعرف انت تقدر‬
‫تقول لي اي شي‪ ..‬انا ما بزعل منك ول بظايقك‪ ..‬قول لي وريح قلبك ياخوي‪..‬‬
‫خالد يناظر جراح بعجز‪ :‬اكتشفت اني ما اناسب سماء جراح‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم بسخرية‪ :‬توه الناس؟؟‬
‫خالد اللي اخذ كلم جراح بالجد‪ :‬كنت تدري يعني؟؟؟‬
‫جراح يناظر خالد‪ :‬خالد شفيك؟؟ يوعان بوقس؟؟ شهالحجي اليديد‪ ..‬وشهالتراجيديا اليديدة‪ ..‬سماء ما‬
‫تناسبك؟؟ من قال لك هالحجي‪..‬‬

‫ما حب خالد انه يقول شي عن خالته بغيابها‪ ..‬ول انه يذكر قساووة كلماتها لنه يحبها اكثر من نفسه‪..‬‬

‫لكن جراح اصر عليه‪ ..:‬قول؟؟ من قال لك هالحجي؟؟‬


‫خالد وهو يوقف ويبعد ويهه عن جراح‪ :‬اشياء وايد قالت لي‪ ...‬مركزها‪ ..‬غناها‪ ..‬عايلتها وحياتهم الراقية‪ ..‬اهي‬
‫اللي قالت لي‪..‬‬
‫قام جراح وهو يهز راسه‪ :‬انت شكلك ناقص وجع راس وتبي توجع راسي وياك‪ ..‬لو سمحت انا توني صاحي‬
‫من النووم وما ابي اي قلق ‪) ..‬راح عند الباب( يا تتكلم ياا امشي عنك‪..‬‬
‫التفت له خالد‪ :‬تعال وين رايح؟‬
‫جراح‪ :‬بطلع بروح اكل لي شي‪..‬‬
‫حزن خالد‪ ..:‬اوكي على راحتك‪..‬‬
‫زفر جراح‪ :‬يالله لخر مرة؟‪ ..‬بتقول ول شنو؟‬

‫خالد وهو يلتفت الى البلكوونة‪ ...‬ويسمع صوت مناير مرة وحدة‬

‫مناير‪ :‬انا بقول لك‪..‬‬


‫جراح يلتفت لمناير‪ :..‬شبتقولين؟؟)يطالع خالد( شصاير؟؟ شي وانا مادري عنه؟؟‬

‫خالد يناظر مناير بغير فهم؟؟ مناير تدري عن السالفة‪..‬‬

‫مناير‪ :‬السالفة ومافيها ان هالطفسسسس مل منا‪ ..‬وما يبينا‪ ..‬ويتعيزز علينا‪ ..‬ولننا نحبه فهو يتغلى‪ ..‬هاذي‬
‫السالفة ومافيها‪..‬‬

‫ارتاح خالد لن مناير ما قالت شي‪ ..‬لكن كلمها كان وايد حلوو ومثل البلسم الشافي‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬تظل مصيبته‬
‫اكبر من هالشي‪..‬‬

‫جراح‪ :‬كلم مناير صح‬


‫خالد وهو يبتسم بألم‪ :‬ل مو صح طبعا‪ ..‬انا مو قاعد اتغلى ول شي‬
‫مناير وهي تقعد على الكرسي‪ :‬اعترف احسن لك‪ ..‬ل اشتكي عليك عند الشرطة الحين‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههه‬
‫جراح وهو يروح عند خالد ويمسكه من جتوفه‪ :‬يالله عاد يالمعصقل‪ .‬والله ذليتنا؟؟ قول بابا‪ ..‬شفيك؟؟ قول‬
‫لجراحي‪ .‬جراحي ابووكم ترى قولوووله‬
‫خالد‪ :‬وايد ماخذ الدوور‬
‫جراح ‪:‬ههههههههه بعد حمران ما عطتني اياااه‪..‬‬
‫خالد وهو حاقد‪ :‬انا ودي اذبحها على هاللم اللي ما عطتني اياه‪..‬‬
‫جراح باستغراب‪ :‬اي الم؟؟ وليش اصل لزم تتألم؟؟‬
‫خالد بحزن‪ :‬ول شي‪ ..‬بس النفسية شوي تعبانة هالجم يوم‪ ..‬خلوني بحالي والله بصير احسن‪..‬‬
‫جراح‪ :‬جوف اذا ظليت جذي‪ ..‬وما اكلت صحن العيش هذا‪ .‬ل صفقه بك‪ ..‬واخليك تندم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههه واهون؟؟‬
‫جراح والله عاد تهون ومية وستين الف مرة بعد‪ ...‬دلعة رياييل بعد‪ ..‬اخر زمن‪ ..‬يالله منوووره‪..‬‬

‫طلعت مناير ويا جراح من الغرفة وردت احزان خالد تشيييج فيه من جديد‪ ..‬ما يقدر يخبرهم‪ ..‬ول يقدر يقول‬
‫هالشي لحد‪ ..‬لنه خلص‪ ..‬لزم ينهي الموضوع من اول وجديد‪ ..‬عليه فضل كبير لهالناس الطيبة‪ ..‬واذا ما كان‬
‫اهو اهل للمانة من عيل؟؟؟ لزم يسوي اللي يرضى عليه رب العالمين ثم خالته لنها بحسبه امه‪ ..‬وان كانت‬
‫سماء‪ ...‬سماء بنت صغيره‪ ..‬والله العالم‪ .‬يمكن هالنفلونزا اللي ضربتها تكون ويه خير عليها‪. .‬تبعدها عني‬
‫وعن دربي‪ ..‬لني ما بقدر ابتعد بروحي‪ ..‬لزم اهي الثانية بعد تبتعد‪ ..‬عشان يخف اللم‪ ..‬وتخف الجرااااح‪...‬‬

‫توعد وتعهد بنفسه انه ما يشوفها مررة ثانية‪ ..‬واذا صار وشافها ما راح يتعاطى وياها زين‪ ..‬واذا كانت اهي في‬
‫البيت اهو بيطلع‪ ..‬واذا طلعت يرد‪ ..‬او ما يرد‪ ..‬على كيفه هالشي‪ ..‬بس لزم ماااا يتواجد معاها بنفس‬
‫المكان‪..‬‬

‫يا ترى راح يكون قادر على هالشي‪ ..‬والمسكينة سماء؟؟ اللي مالها ذنب بكل هذا راح تتحمل؟؟ ول راح تتغلى‬
‫على خالد وتقبل الي يسويه فيها من غير اي شكوى او ملم‪..‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫وصلت الطيارة الى لندن ومريم اللي ياتها حالة هستيرية بسبب التشنج اللي فيها من القعدة‪ ..‬اما فاتن الي‬
‫بدت تحس بتوعك صحتها لكن خبت هالشي عن الكل‪ ..‬كانت تحس بحرارة وثقل ببلعيمها‪ ..‬لكن ما تكلمت‬
‫ومشت السالفةبالسوائل الي تشربها مثل الميانين‪ ..‬مساعد كان اهدأهم‪ ..‬بس كان شي مرسوم على جبينه‬
‫مرافقه طول الرحلة‪ ..‬عقدة بحواجبيه وتفكير عميق‪ ..‬محد يدري اهو في شنو يفكر‪ ..‬بالعادة فاتن تخلي‬
‫نفسها مراقبة عليه بمثل هالحالت لكن صحتها متدهورة شوي وما تقدر تفكر زين‪..‬‬

‫لحظت مريم توهج خدود فاتن وسألتها والثانية قالت لها انه توتر بسيط بسبب الرحلة وطولها‪..‬‬

‫نزلووو المطار عند الستراحة‪ ..‬وظلو هناك الى حتى ينادونهم للطيارة الثانية اللي بتنقلهم الى الديرة بسلمة‬
‫ان شاء الله‪ ..‬وهني فاتن بدت تحس بتحسن شوي‪ ..‬بس اول ما حطت ريلها وتواجهت ويا الهوا البارد خابت‬
‫ظنونها ‪ ..‬دخلت الستراحة على امل الدفوو يرد لها صحتها لكنها كانت غلطانه‪ .‬اللم كانت من كل طرف فيها‬
‫وراسها يدور وعيونها ناعسة ومثقله عليها‪..‬‬

‫مساعد بعد ما قعدهم راح يشتري لهم شي يشربونه‪ ..‬ويوم رد لقى مريم قاعدة وهي تحوش في جنطتها‬
‫وفاتن حاطه راسها على مسند الكرسي بتعب‪ ..‬زادت وتيرة دقات قلبه من منظرها‪ ..‬يبين عليها المرض‪...‬‬
‫واسرع صوبها‪ ..‬ا‬

‫حنى راسها عليها وهو يمسح على راسها‪ ..:‬فاتن؟؟؟ علمج؟؟‬


‫ناظرته فاتن بزاوية عيونها ورفعت راسها بتعب‪ ... :‬ما علمي شي‪ ....‬بس راسي يدوور‪..‬‬
‫مسك جبينها مساعد ولحظ انه محرور ‪ ..‬ونفس الشي لخدودها وتأكدت شكوكه‪ :..‬محموومة؟؟؟‬
‫فاتن تبتسم بوهن‪ :‬ل بس‪ ..‬الرحلة شوي طويلة وانا ما نمت زين امس‪..‬‬
‫مساعد وهو يتحرك من عندهم‪ ..:‬لحظة شوي‪..‬‬

‫قامت مريم من مكانها وراحت عند فاتن تلمسها‪ ..‬لقتها حامية وتلظي‪..‬‬

‫مريم ‪ :‬يالحمارة وانا اللي انقص علي‪ ..‬توتر الرحلة ها؟؟ شوفي ويهج شلون صاير؟؟‬
‫فاتن وهي تمسح العرق اللي ينزل من شعرها‪ ..:‬ل مافيني شي شفيج‪ ..‬بس مادري مرة وحدة‪ ..‬بسرعة جذي‬
‫مريم‪ :‬يمكن سخونة ل ‪ 24‬ساعة ما عليج انتي ان شاء اله تصحصحيين‪..‬‬
‫فاتن اللي بدى الوهن يستفحل فيها اكثر واكثر‪ :...‬ان شاء الله‪...‬‬

‫رد لهم مساعد وهو يمشي بقوة‪ ..‬على مرض فاتن لحظت فيه نحل جسمه‪ ..‬صج ضعف‪ ..‬وصار جسمه غير‬
‫عن قبل‪ ..‬وشعره بعد‪ ..‬هلوسة الحموومة الي فيها بدت‪ ..‬وكانت حاسة لنفسها انها تهلوس‪ .‬لنها لو بتلحظ‬
‫شكل مساعد جان لحظته من اول ما شافته مو الحين يوم بردوون؟؟‬

‫مساعد وهو ينحني على ركبه جدام فاتن‪ :‬بنظل هني الليلة‪ ..‬وباجر ان شاء الله بنكمل الرحلة اذا كنتي احسن‬
‫فاتن وهي فاجة عيونها بدهشة‪ :‬ليش؟؟ انا ترى مافيني شي؟؟ ل تطول السالفة وهي قصيرة مساعد‬
‫مساعد اللي يبتسم لها بخفة‪ :‬ل تحاولين‪ ..‬انتي بتظلين هني‪..‬‬
‫فاتن وهي معصبة‪ :‬انا ما بظل‪ ..‬انا ابي ارووح البيت‪ ..‬ما ابي اتأخر اكثر‪) ..‬الهلوسة( ولهت على ابوي‬
‫واخواني‪ ...‬ابي اروح لهم‪..‬‬

‫بدهشة ناظر مساعد مريم اللي حطت يدها على ثمها‪ ..‬فاتن من قلب مريضة وبدت هلوستها تقوى شوي‪..‬‬
‫وكان راسها بهذيج اللحظة يترنح لمن طاح بتعب على جتف مريم‪..‬‬

‫مساعد من غير اي تعطيل‪ :‬يالله قومي مريم‪ ..‬الجناط بتيينا بعد شوي‪..‬‬
‫مريم ‪:‬اوكي‪..‬‬

‫وقفت مريم ومساعد اللي وقف فاتن وسندها بجسمه‪ ..‬وتم ماسكها وهو تقريبا اللي يمشيها لن راسها كان‬
‫طايح على صدره وهي معرقة من الحمومة اللي فيها‪ ..‬مريم كانت خايفة على فاتن لنها اول مرة تشوفها‬
‫جذي‪ ..‬ويمكن بعد تطول عليها لن الحمومة ما تظل يوم وتروح‪ ..‬بس ان شاء الله تخف عليها‪..‬‬

‫وصللو للسيارة اللي تبع المطار وركبوها وجناطهم كانت فيها‪ ..‬استغرقهم وقت وهم ينتظرون بس كان شي‬
‫عادي بالنسبة لهم‪ ..‬وتحركت السيارة الى الهوتيل اللي بيقعدون فيه حتى ترتاح فاتن من المرض‪..‬‬
‫=================‬

‫هيام اللي وصلت نيويورك بكل سعادة وهدوووء كانت حاملة اللبتووب عندها وهي متشبثه فيه‪ ..‬ابوها جم مرة‬
‫عطاها نظرة تأنيب لكنها ترد عليه بابتسامة مشاكسة ودلوعة عشان تنسيه حمقه‪..‬‬

‫اتتظرت حتى استقروو في بيت العائلة اللي استقبلتهم بكل حفاوة‪ ..‬تبعتهم حتى وصلوولهم لغرفهم‪ ..‬واول ما‬
‫دخلت غرفتها على طووول رمت باغراضها وفتحت اللبتووب واانتظرت خط النترنت لمن يووصل‪..‬‬
‫واخيررررررا شبكت على المسنجر‪..‬‬

‫لقت حمد موجود بتوبيك يديد‪ >> ..‬اسافر عنك وتسافر معايا‪ ..‬ترافقني في حلي وارتحالي‪ <<..‬لكنه كان‬
‫اااوااي ومو موجوود‪ ..‬لذا استغلت هالفرصة وراحت غيرت التوبيك وكتبت‪ ..‬باقي المقطع‬
‫>> تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانت في عمري وحالي‪<<..‬‬

‫مع ان الوضع معكوس وهي اللي مسافرة وهو اللي باقي لكن بعد‪ ..‬لقت عبدالرحمن بعد شابك اون لين‬
‫وحبت تتعافر وياه شوي‬

‫دشت عليه ‪ :‬طحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت عليك‪ ..‬شقاعد تسوي هااا؟؟ تاكل حب شمسي؟؟‬


‫عبد الرحمن وهو يرسل ويه نعسان‪ :‬هذي انتي؟؟ ل والله جالس اتتن؟؟ ليش تامرين على شي؟‬
‫هيام ترسل له ويه ضاحك‪ :‬ما يامر عليك عدووو‬
‫عبد الرحمن وهو يرسل ويه مستغرب‪ :‬ل اله ال الله‪ ..‬فيك شي هيام؟؟ سلمتك قولي؟‬
‫هيام‪ :‬ل ما فيني شي ليش؟؟؟ ‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬ل بالله البنت عقلت‪ ..‬والله اني مستغرب‪ ..‬جدا جدا بعد‪..‬‬
‫هيام‪ :‬هههههههههههاااي‪ ..‬ياخفيف‪ ..‬شخبار كريستي؟‬
‫عبد الرحمن ‪ :‬واللي يرحم والديك ل تجيبين لي طاريها‪ ..‬متعبتني مرة وماني بطايق الحكي معها‪..‬‬
‫هيام ‪ :‬ليش انزين شسوت فيك؟‬
‫عبد الرحمن‪ :‬اسطوانتها القديمة‪ ..‬انا وشو بصير فيني ل رحت عني يا عبد الرحمن‪ ..‬انا مقدر اعيش من‬
‫غيرك‪ ..‬انا بينتهي عمري‪ ..‬وزي هالحكي‪..‬‬
‫هيام وهي معصبة‪ :‬وهالحجي مو عاجبك يعني؟؟ انت ما تقول لي شينقع بعينك؟؟‬
‫عبد الرحمن‪ :‬التراب مثلااا؟؟؟ ههههههههههههههههاااي‪..‬‬
‫هيام وللي عصبت من قلب‪ ..:‬انت وزيادو‪ ..‬ما منكم فايدة‪. .‬اللي تحبكم وتودكم ما تبونها واللي ما تبيكم وراها‬
‫مثل ال****‬

‫عبد الرحمن‪ *** :‬كثر الله جميلك ‪ ..‬اصيلة وبنت اصول كمان‪ ..‬فتحي عينك زين يا صغنونة وشوفي‪ ..‬ماهو زي‬
‫ما يقولون اصابع يدك ماهي بسواا تراها سوى بالرجاجيل‪..‬‬
‫هيام اللي مافهمت نغزته‪ .. :‬شقصدك؟؟؟؟؟‬
‫عبد الرحمن اللي من قلب عصب‪ :‬اذا حنا الرجاجيل ما ينقع بعيننا ال التراب تراكم منتوو بأقل‪ ..‬كلمناكم‬
‫بالعقل ما بغيتوو‪ ..‬ناجرناكم ما بغيتو‪ ..‬حبيناكم هم ما بغيتو الواحد وشو يسوي بعمره عشان تقبلونه‪ ..‬انه يلعب‬
‫لعبتكم ويغلبكم فيها كمان‪..‬‬
‫هيام‪ :‬انت اصل انسان مريض نفسيا‪ ..‬اتمنى لك الشفاء العاجل انت وزياد‬
‫عبد الرحمن‪ :‬كثر الله خير الوالدة ماهي مقصرة عشان انتي تجين وتدعين كمان‪..‬‬
‫لعت جبدها من الكلم وياه‪ :‬يالله انا طالعة توصي شي‬
‫عبد الرحمن‪ :‬سلميلي علىىىىى العاشق الولهان‪ ..‬باي‬

‫ما تكلمت هيام ول قالت شي من شدة الصدمة‪ ..‬وطلع عبد الرحمن قبل ل تطالبه باي تفسير‪ ..‬العاشق‬
‫الولهان؟؟ شقصده بهالشي؟؟ من هذا العاشق الولهان؟؟ ل يكون بس يعرف عن حمد؟؟ أصل ما يصير يعرف‬
‫لن فتون الوحيدة اللي تعرف‪ ...‬يا رربي‪ ..‬ل يكون بس خبرت فاتن احد وانفضحت سالفتي‪...‬؟؟ يا ربي‬
‫شهالوهقة اليديدة؟؟؟‬

‫لحظت الليست اللي عندها وشافت حمد بعده اواي‪ ..‬لكن شتسوي‪ ..‬تطلع ول تظل؟؟ تخلي المسنجر ول‬
‫لء؟ ما تقدر لن هذا مو مثل خط البيت اللي تقدر تخليه وقت ما تبي‪ ...‬اشتراكها محدود وبسيط‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ان‬
‫اشلون الحين اشفي غليلي؟؟؟‬

‫وبدى السبب الكبير اللي راح يحرم هيام من النوم والمتعة طول هالجازة‪ ..‬واللي فوق كل هذا ان زياد كان‬
‫رايح لها نيويورك‪ ..‬لن الخ مو محتمل فكرة ان هيام تكون بعيدة عنه‪ ..‬متناسي سالفة النت تماما اللي اهو ما‬
‫حط باله عليها على عكس هيام‪ .‬يمكن غلطتها انها ما خبرته بصفته اهو حمد بحملها اللبتووب‪ ..‬ومن يدري‬
‫يمكن هالشي يعود عليهم بالفضل‪ ..‬او السوا‪..‬‬
‫‪---------------------‬‬

‫وصلو الفندق وحال فاتن بعده مثل ما اهو‪ ..‬غطاها مساعد بجاكيته الطويل وظل اهو بملبسه الثقيلة العادية‪..‬‬
‫ومريم الثانية اللي طلعت لها شي تلبسه عن هالبرد القارص‪ ..‬ويوم طلع من السيارة ما عطل ومشى فاتن‬
‫وياه لعند الفندق وقعدها في الريسبشن ويا مريم‪ ..‬سوى كل المور وياهم ورتب كل شي‪ ..‬وياهم الحاجب‬
‫وهو ينتظر جناطهم واشر لمساعد على المصعد وعلى طول تحركو للجناح‪..‬‬

‫دخلوه وما حتى عطت مريم الفرصة انها تشوف الجناح شلون‪ ..‬حط مساعد فاتن على الكرسي وهي خلص‬
‫في حالة جدا صعبة من الحمى اللي ياتها‪ ..‬كانت عيونها منتشية وشبه المتسكرة‪ ..‬والحرارة عالية وشفاتها‬
‫مبيضة بسببها‪ ..‬ومساعد الي شكله يرثى له بسبب صحة فاتن المتدهورة‪ ..‬تم يفرك يدينها بدفى يديه عشان‬
‫يخفف عليها‪..‬‬

‫وبصوت حاني بهديها‪ :‬ما عليج فاتن‪ ..‬كل شي بصير اوكي‪ ..‬انتي بس يبيلج الراحة‪ ..‬وخلص كل شي تصلح‪..‬‬
‫ما عليج‪..‬‬

‫كان راسها في زاوية الكرسي بكل تعب‪ ..‬ولمن دخل الحاجب الجناح وهو يدخل الجناط ويا واحد ثاني راح له‬
‫مساعد بسرعة‬

‫مساعد‪will you call on a doctor?? My wife is very sick and I want someone to examine :‬‬
‫‪!her‬‬
‫الحاجب بابتسامة ‪ff course sir just a minute and we'll serve you more properly‬‬

‫راح الحاجب عن الغرفة بعد ما اكرمه مساعد بدولرات اميركية‪ ..‬تقرب لفاتن وحملها هالمرة بقوته كلها‬
‫وكانها ريشة‪ ..‬وهي المسكينة مترنحة من التعب ووعيها كان ابعد من هالدنيا‪ ..‬حطاها على السرير وهو يرتب‬
‫لها المكان‪ ..‬ورفع عنها الشيله وشال الصندل اللي كانت لبسته وغطاها باللحاف وهو مثل المينون‪ ..‬يرتعش‬
‫ويرتجف لكن بعد قوته كانت في نظراته الضايعة‪ ..‬ووويهه اللي من الخوف سود وحواجبه تشربكت بعقدة ل‬
‫تنفك‪..‬‬

‫مريم وهي تمسك جتفه يوم كان قاعد عند السرير‪ :.‬مساعد‪ ..‬شفيك؟؟ ل تحاتي جذي؟؟ مافيها شي ان شاءا‬
‫اللله حمى وتزول‪..‬‬
‫مساعد وهو يناظر مريم بعيون متوترة شوي ويرد يطالع فاتن اللي كانت تتحرك بظيج بالسرير‪ ..:‬مادري ‪..‬‬
‫قلبي مو مطمنني‪ ..‬بهالسرعة مرضت‪ ..‬اهي كانت بخير ومرة وحدة اعتلت‪ ..‬الله المستعاااااان بس‪ ..‬ل يصير‬
‫فيها ترى‪....‬‬

‫سكت وهو يسكر عيونه ويشد على شفايفه بقوة لمن راح الون منهم‪..‬‬

‫وبانتظار الدكتور اللي كان بيييهم‪ ..‬ظل كل من مساعد ومريم بحالة القلق المنفردة‪ ..‬وكل واحد ويا‬
‫تكهناته‪.‬؟؟ شممكن يصير في فاتن؟؟ الله العالم‪ ..‬ولمتى رحلتهم بتتاجل؟؟ محد يدري؟؟‬

‫يوم وصل لهم الدكتور لقاهم بحالة من التوتر الشديد‪ ..‬وراح بابتسامة مطمئنة عند فاتن وكان يفصحها‪..‬‬
‫ويراقب نبضها وحرارتها‪ .‬سوى لها فحص لضغط الدم لقاه طبيعي‪ ..‬قاس الحرارة لقاها مرتفعة حبتين‪..‬‬
‫فتوجه لمساعد لنه كان اكثر واحد متوتر‪..‬‬

‫الدكتور النجليزي‪she is having a strong fever but nothing to worry .. keep her worm and :‬‬
‫‪wet and don't stop the fluids tomorow she will be just fine‬‬
‫مساعد‪?don't you think we should taken her to a hospital :‬‬
‫الدكتور‪i will agree on that if the sercumstances were better.. she can't be transported :‬‬
‫‪in this rough weather‬‬

‫زادت توترات وتقلصات مساعد لمن انتفض مكانه من العصبية‪ ..‬فراح له الدكتور وهو يهدأه‬

‫الدكتور‪no need to worry young man she is strong and we'll manage.. do as i said and :‬‬
‫‪she won't be in danger.. marry christmas‬‬

‫طلع الدكتور من بعد تحية الكريسماس‪ ..‬ومساعد اللي راح وقعد يم فاتن وهو يمسح على جبينها ‪ ...‬كانت‬
‫شفاتها تنطق باشياء من غير صوت‪ ..‬والتعب على ويهها كافي انه يدفع مساعد للعذاب‪ ..‬بس ظل ساكن‬
‫وهادي وهو يمسح جبينها‪..‬‬

‫مساعد بنبرة امرة لمريم‪ :‬يييبي لي كمادات باردة‪ .‬عشان تمتص الحرارة اللي فيها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫وظلو‪ ..‬على هذي الحالة وهم مو عارفين باي حالة راح تستيقظ فيها فاتن‪ ..‬يوم طويل كانت بانتظارهم‪ ..‬او‬
‫يمكن ليلة لن الليل هبط عليهم‪ ..‬والله العالم شرايح يصير‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪--------------‬‬
‫ورجعت سماااء بالصبح الثاني الى المنطقة‪ ..‬وكانت فرحتها برجعتها اكثر من فرحتها بصحتها اللي استعادتها‪..‬‬
‫شوقها الكبير والعواطف المجنونة اللي اجتمعت كلها في ثورة عارمة بداخلها خلت النشاط يتشعلل فيها‬
‫ويزداد‪ ..‬وكل دقيقة تقربها من الفريج كانت عبارة عن موعد وعهد مع السعادة اللي تمنتها طول حياتها‪ ..‬ما كا‬
‫نت محتاجة شي في بالها بهذيج اللحظة ال شوفه عائلتها الثانية ‪ .‬او يمكن عائلتها الوحيـدة وسيد حياتها‪ ..‬خالد‬
‫ما غيره‪..‬‬

‫من يوم المستشفى واهي حالتها بتحسن مستمر‪ ..‬او من شافته واهي مسلمة نفسها للحياة من جديد عشان‬
‫تعيش‪ ..‬واليوم كاهي ترد لهم واهي بابهى حله مع لمعة المرض بعيونها‪ ..‬لكن هذا ما كان مانع اوو شي قادر‬
‫انه يخليها ‪ ..‬بالعكس ‪ ..‬حياة سماء كملت الحين واهي باحسن حال يمكن تعيشه‪..‬‬

‫وقف مشعل السيارة وتم يحوس فيها وسماء اللي فجت الباب عشان تطلع‪..‬‬

‫مسكها على طول‪ :‬وين رايحة؟‬


‫سماء وهي مبتسمة‪ :‬بروح اسلم على ام جراح‪..‬‬
‫مشعل يبتسم‪ :‬شوي شوي على عمرج‪ ..‬اول شي دشي البيت ارتاحي اكلي لج شي شربي شاي بعدين‬
‫روحي؟‬
‫سماء‪ :‬بسوي كل هذا ويا ام جراح ‪..‬‬
‫مشعل بحزم‪ :‬سماء شفيج؟؟ كفاية والله المرة انغثت ويانا تمت طول الوقت‬
‫سماء اللي تظايقت من كلم مشعل‪ :‬ام جراح ما تنغث من احد‪ ..‬خصوصا انا‪ ..‬تحبني مثل بنتها‬
‫مسح على راسها بحنان‪ :‬وحتى انا احبج مثل بنتي وانا بعد وياج اقول انها تحبج ومن التيكيت انج تخلينها ترتاح‬
‫شوي‪ ..‬وانا اليوم المغرب بييي وياااج لها‪..‬‬

‫سماء اللي حست بالمرض مرة ثانية‪ ..‬يعني ماكو مجال انها تشوف خالد‪ ...‬وبهدوء هزت راسها موافقة لخوها‬
‫عن سالفة الروحة‪ ...‬ويوم طلعت من السيارة تمت تناظر غرفة خالد اللي تطل على واجهة البيت‪ ..‬وانمسك‬
‫قلبها‪ ..‬يا ترى اهو هناك الحين؟؟ ول طالع بمشوار؟؟ ياريته بس يكون موجود عشان يطلع لي ‪ ..‬يا الله‬
‫واحشني بشكل مع ان ماصارت لي ‪ 24‬ساعة من اخر مرة شفته‪ ..‬شلون صبرت عنه طول حياتي شلون؟‬

‫دخلت وياه البيت ولقت الحربا ام مشعل موجودة وهي تشرب قهوة الصباح‪...‬اول ما شافتها نزلت الكوب‬
‫بابتسامة‪..‬‬
‫ام مشعل بنبرتها العميقة المغرورة‪ :‬يا حيا الله من يانا‪ ..‬خطاج السوو يمة سماء‪..‬‬
‫سماء وهي واقفة عند ذراع اخوها‪ :‬خطاج اللش‪..‬‬
‫ام مشعل‪ :‬تعالي عندي يمة خليني احبج‪ ..‬ولهت عليج والله البيت ما يسوى من دونج‪..‬‬
‫ابتسم سماء بسخرية‪ ..‬خطاب جميل‪ ..‬يا ترى جم عطاها ابوي عشان تقوله‪ :.‬ما توله عليج العافية‪ ..‬دومها‬
‫معاج‪..‬‬
‫ام مشعل بابتسامة حقيرة‪ :‬حبيبة قلبي ‪ ..‬تعالي عندي خليني اشوفج‪..‬‬
‫سماء وهي تتهرب‪ :‬مرة ثانية‪ ..‬تعبانة برتاح‪..‬‬
‫أم مشعل‪ :‬اي روحي حبيبتي ارتاحي وانا اوعدج اني راح اسهر على راحتج‪..‬‬
‫توها سماء بتموت ال مشعل يرد عنها‪ :‬خلج يمة ارتاحي انا بهتم فيها‪) ..‬يبتسم بلطافة عشان يهدي الجو( مثل‬
‫ما يقولون اكمل جميلي‪..‬‬
‫سماء وهي تناظره بغرور‪ :‬تكمل جميلك؟؟ ليش انا حسنة عشان تكمل جميلك فيني؟‬
‫مشعل‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه يالله تعالي دارج‪..‬‬

‫راحت سماء ويا مشعل فوق ولكن ظلت تناظر ام مشعل اللي رجعت لكوب الشاي اللي تشربه‪ ..‬مزيفة‪..‬‬
‫ومليانة بالنفاق والكذب والغرور‪ .‬كانت براقة ولمعة مثل كل مرة‪ ..‬مثل دمية البورسلين اللي تنباع بآلف‬
‫الدنانير‪ ..‬بس مشكلتها انها فاظية ومافيها ذرة من الحاسيس والمشاعر‪ ..‬الله يعين نفسج على نفسج‪..‬‬

‫يوم وصلو فوق سماء ومشعل اللي كان حمل جنطتها‪ ..‬يا في خاطر سماء انها تظل في غرفة اخوها اكثر من‬
‫غرفتها المملة‪..‬‬

‫كان مشعل واقف عند باب غرفتها‪ ...‬وهي اللي سرعت وراحت عند غرفته ويوم شافها هناك اضطرب بقوة‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬وين رايحة سماء‪..‬‬


‫سماء اللي فتحت الباب وناظرته بابتسامة‪ :‬بنام في غرفتك مابي غرفتي‪..‬‬
‫مشعل بصوت خايف‪ :‬لااا سماء تعالي‪..‬‬

‫ولكن‪ ...‬بعد شنو؟؟ دخلت سماء الغرفة والبهجة في ويهها ومسرع ماانقلبت هالبهجة الى صدمة‪ ..‬شحب ويهها‬
‫يوم شافت الغرفة شلون صارت‪ ..‬وهالصور المنتشرة على الجدران بكل شراهة‪ ..‬ورفعت عيونها لمقدمة‬
‫السرير وشافت الصورة المكبرة لفاتن حطت يدها على ثمها بخوووف وهي ترتعش؟؟‬

‫مشعل ين‪ ..‬اكيـد ين يوم سوى كل هذا؟؟ من وين له صور فاتن؟؟ وهل اهي سبب اعتكافه بهالغرفة وما‬
‫يطلع منها ال اذا ياع او عطش؟؟‬

‫التفتت بخوف اليه وهو كان واقف عند الباب بنظرة باردة‪ ..‬وحشية‪ ..‬او يمكن حتى ل تمت للحياة‪ ..‬سودت‬
‫عيونه اكثر‪ ..‬وتقدم بالغرفة وفكه كان مرصوص بقو‪ ..‬وكانه مايقدر يتكلم بسبب هالشيء‪..‬‬

‫سماء وهي تراقبه يحط اغراضه على السرير‪ ..‬ويقعد بهدوء‪ ..‬ويرفع راسه في ويهها بكل بساطة وكأن الغرفة‬
‫ما تعني له شي‪ ..‬او أن وجود صور فاتن بكل مكان شي مبرر وعادي‪..‬‬

‫سماء وهي تحس باللم باحشائها‪ :‬انت ينيــــت؟؟‬


‫تمت عيونه باردة وهادئة‪ ...:..‬سماء‪ ..‬روحي دارج‪...‬‬
‫سماء اضطربت بقوووة هالمرة‪ ..‬وصارت تحس باللم مو بس بداخلها‪ ..‬حتى جسمها‪ : ..‬انت تدري شقاعد‬
‫تسوي؟؟؟ البنت مو حللك عشان تنشر صورها جذي؟؟‬
‫مشعل وهو بعده على هدوئه ولكن بصوت أعلى‪ :‬روحي داااااارج سمااااااء‪..‬‬
‫سماء وهي تهز راسها بصعوبة‪ :‬حرام عليك مشعل؟؟؟ والله حرام عليك‪ ...‬فاتن مالها ذنب باللي صار‪ ..‬حكمة‬
‫ربك هذي‪ ...‬تخيل شنو شعورها ل عرفت بهالشي؟؟ انت شفيك صرت ما تفكر بأحد‬
‫مشعل على صوته اكثر ووقف من القهر ‪ :‬روحي دارج سماء وانسي اللي شفتيه‪...‬‬

‫وقفت وهي مو مصدقة ‪ ..‬تدور اخوها في هالشخص المريض لكن ما قدرت تلقاه‪ ..‬هزت راسها تنفض هالواقع‬
‫او هالصدمة الرهيبة على نفسها‪ ..‬مشعل وصل لهالشي‪ ..‬صار مهووس بشي اسمه فاتن؟؟ يا الله‪ ..‬ليش‬
‫جذي؟؟ شذنبه اخوي؟؟ ذنبه انه حب يعني‪..‬‬

‫رقت ملمح سماء اكثر لخوها وما سمعت كلمه وراحت لعنده عشان تباريه شوي لكن صرخة مشعل عليها‬
‫خلتها ترتعد ‪..‬‬
‫مشعل بصوت عالي‪ :‬فاتن لي‪ ..‬وطول عمرها بتكون لي‪ ..‬كانت وما زالت وبتكووون للبد لي‪ ..‬مو مساعد‬
‫الدخيلي اللي بياخذها مني‪ ..‬مثل ما اخذها‪ .‬انا بسترجعها‪ ..‬بالقووو‪ ..‬وبخليه يندم على انه تطاول في يوم من‬
‫اليام لشي ملك مشعل ‪ ...‬قضيت حياتي كلها وانا احلم فيها‪ ..‬ابني حياتي معاها بسراب‪ ..‬تراجعت عن حلم‬
‫الرجعة الف مرة اكون نفسي وارجع وانا واثق وثابت من نفسي‪ ..‬ويوم يصير كل هذا ياخذها مني‬
‫سماء الل يانقهرت من كلمه‪ :‬اهو ما اخذها بالغصب مثل ما تقول‪ ..‬اهو اللي سواه انه اتخذ موقف وخطوة‬
‫عشااان هالبنت‪ ..‬انت شسويت؟ ما تقول لي؟؟؟ تميت واقف تناظرها مثل الغبي‬
‫راح لعندها مثل العصااار‪ :‬ما كان عندي خيــار سماء؟؟؟ واللي يحب ما يخون ول يغدر‪ ..‬ول يروح لحد ‪..‬‬
‫الحب فررررص يا سماء ان راحت وحدة الثانية تكون موجودة مكانها‬
‫سماء تصحح له‪ :‬الحب مو فرص‪ ..‬الحب مسئولية مشعل‪ ..‬انت ما تقدر‪ ..‬ما تقدر تحتفظ بصورها وتناظرها‪..‬‬
‫رب العالمين ما يرضى‬
‫ضحك بسخرية عليها‪ :‬وصرتي تعرفين رب العالمين؟؟ اكبر مجحفة واكبر قانتة على قضاء الله وقدره‬
‫انجرحت من كلمه‪ :‬انا ما كنت عمري مجحفة‪ ..‬ول كنت عمري قانتة‪ ..‬قضاء رب العالمين قبلته مثل ما ينقبل‬
‫السم بالحلج عشان الحب‪ ..‬وانا مو محور الكلاام‪..‬‬

‫سكتت شوي لنها حست ان راسها يفتر عليها بقوة‪ ..‬ومو قادرة تحس بشي‪ ..‬صدمة تواجد فاتن الحي والقوي‬
‫في الغرفة خلها تحس انها فقدت اليوم شي عزيز وغالي عليها‪ ..‬الخ‪ ..‬الوحدة بهالدنيا لو تفقد الولد تلقاه‬
‫مرة ثانية بالحمل‪ ..‬ولو فقدت الزوج تقدر تتزوج مرة ثانية‪ ..‬لكن ل فقدت الخو‪ ..‬من لها بهالدنيا؟؟؟؟‬

‫قبل ل تلتفت وتطلع‪ ...:‬الله يعيــــنك‪ .‬ويا ويلك من عذاب الله‬

‫طلعت من الغرفة وهي تحس انها عاجزة عن شي‪ ...‬راسها كان يفتر وهي مو حاسة بشي‪ ..‬راحت لداراها‪..‬‬
‫واول ما فجت الباب‪ ..‬سرعت للسرير ونامت عليه بكل ارتجاف‪ ..‬ما كانت مصدقة اللي شافته عند مشعل‪..‬‬
‫وفوق كل هذا ما كانت مصدقة الواقع اللي لزم تعيشه؟؟ مو كفاية حرمان الم الحين اخوها بعد لزم‬
‫تفقده؟؟ وكيف ما تفقده واهو مو في صوابه‪...‬‬

‫من بعد اللي شافته سماء ما طلع مشعل وراها‪ ..‬كانت حالتها مثل الفصول الربعة‪ ..‬تكفهر وتزهر وتشحب‬
‫وتعرق‪ ..‬لن قلبه على حالها بس رفض انه يتقدم لها بخطوة‪ ..‬عيل اهوو على غلط؟؟ وان فاتن ما تحق له‬
‫بشي؟؟ والله اللي خلق السماء والرض مفصولة بأفق‪ ..‬ان ما لفاتن احد غيري‪ ..‬مثل ما انا مالي احد غيرها‪..‬‬
‫بترجع‪ ..‬اكيد بترجع‪ ..‬وبرجعتها هذي ما راح اسمح لها انها تظل بعيدة عني‪..‬‬
‫‪---------------------------‬‬
‫الفجر كان مروره صعب على مساعد ومريم اللي انسحبت ونامت بالغرفة الثانية بالجناح‪ ..‬ظل مساعد واقف‬
‫عند الدريشة وهو يلحظ توقف الحركة بالمكان المزدحم بالناس‪ ..‬كل الناس طالعة بالليل‪ ..‬اجازات واكيد ما‬
‫يبون يضيعون الوقت بالقعدة في بيوتهم‪ ..‬وبسبب هالنقطاع بالحركة ما قدر انه يطلع فاتن من الفندق‬
‫وياخذها للمستشفى‪..‬‬

‫حاول اللي قدر عليه معاها‪ ..‬كمادات بارده‪ ..‬تبريد عشان تروح الحرارة منها لكنها تزيد اكثر واكثر‪ ..‬كانت‬
‫نايمة على السرير وشعرها تبلل كله بسبب التعرق اللي هي فيه‪ ..‬ظلت نايمة وهي عاقدة حواجبها ومادة‬
‫يدينها وكانها مسلمة روحها‪ ..‬ما استحمل مساعد يناظرها وظلت عيونه الواهنة تناظر السماء برجااا‪..‬‬

‫صوت صدر من فاتن‪ ...‬وتخلل هالصوت شهقات خفيفة‪ ..‬اربكت مساعد وشلته من الحركة‪ ..‬كان مظهرها‬
‫مخيف ويعور القلب‪ ..‬ما كان يقدر يتقدم لها‪ ..‬يخاف ‪ ..‬ل تموت بين ايديه‪ ..‬ووسط هالشهقات اللي كانت‬
‫تشهقها اسماء تنطق بها‪ ..‬ماقدر يميزها مساعد‪ ..‬كانت مخفية بتأوهات اللم اللي فيها‪..‬‬

‫وقف عند السرير وهو يتابعها‪ ..‬ومرة وحدة شهقت فاتن بقوة وفتحت عيونها بخوووف‪..‬‬
‫راح لعندها مساعد وتم يهديها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬هدي فاتن سمي بالرحمن‬


‫مثل الحية تلوت بين ايديه‪ ..:‬ابوي‪ ...‬ابوي‪ ....‬ابوي مساعد‪ ....‬ابوي‪..‬‬
‫احتار مساعد وياها‪ :...‬شفيه ابوج؟؟؟ صلي عل النبي فاتن‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ابوي راح عني‪ ..‬راح ويا عالية؟؟ خذاها المدرسة‪ ..‬قالت بتاخذني )بدت فاتن تبجي( ماخذتني‪ ....‬ما‬
‫خذتني‪....‬‬
‫انفطر قلب مساعد على هالذكرى اللي تمر في بال فاتن بهلوسة الحرارة‪ :..‬ما عليج ما عليج‪ ..‬ظلي وياي‬
‫انتي هني‪ ..‬شلون تروحين وياهم وما تظلين وياي‪) ..‬بلغ الغصة( خلج وياي‪.‬‬
‫رمت فاتن براسهاعلى المخدة وهي تتحرك بغير ارتياح‪ ..:‬ابي اروح وياهم؟؟؟‪ ....‬ابي ارووح‪ ....‬يمة ليش‪..‬‬
‫ليش ما ياخذووني‪ ..‬ابي اروح ويا عمتي عاليــة‪ ...‬عاليــة‪..‬‬
‫ترردد اسم عالية على اذن مساعد كان كابوس فظيع لكنه تم يحاول يجتاحه من غير ما يحط باله على‬
‫هالشي‪..‬‬

‫فاتن وهي تبجي في هلوستها‪ ...:‬راحت ‪ ..‬راحت‪ ..‬بسرير أبيض‪ ....‬شرشف ابوي‪ ..‬كان مليان دم‪ ...‬دم‪ ...‬ابوي‬
‫راح‪ ..‬وهي راحت‪ ....‬بسرير ابيض‪ ..‬ما ابي‪ ...‬ما بي سرير ابيض‪ ..‬ما ابي‪...‬‬

‫غطى مساعد ويهه بقله حيلة ومسح عليه وهو يتمالك نفسه عن ل ينهار‪ ..‬الموقف اصعب منه‪..‬‬

‫وبدت هلووسة فاتن توصل الى الماضي القريب منها‪ ..:..‬جراح‪ ...‬ومشعل‪ ...‬مشعل حراااام يسوي ‪ ..‬ليش؟؟‬
‫انا مالي ذنب‪..‬‬

‫نفض يدها من يده من اول ما سمع السم‪ ...‬وقعد باستقامة على السرير‪ ....‬مشـعل؟ هذا اسم‪.....‬‬

‫كملت هلوسة فاتن قاطعة افكار مساعد‪ ...:.‬مساعد‪ ..‬ماله ذنب‪ ....‬مشعل ‪ ...‬انا اسفــة‪ ..‬ما كنت ابي‪...‬‬
‫والله‪ ..‬بس‪ .....‬مساعـد‪..‬‬

‫تمت تناديه بصوتها وهو ابدا‪ ..‬ما يحس لنداها‪ ..‬كان ظايع‪ ..‬وهايم بنيران الغيرة اللي سحقت فيه كل ما قدرت‬
‫انها تسحق‪ ..‬وتم متصلب وهو يسمع اسمه يترردد على لسانها‪...‬‬

‫فاتن وهي ترتجف مكانها‪ ...:‬مســاعد‪ ...‬مســاعد ما ما ت‪ ...‬ما مات‪ ..‬احبـك‪ ..‬احبــك مســاعد‪ ..‬احبـــك‬

‫همست بكلمة احبك اكثر من مرة‪ ..‬وكانت المطر اللي تساقط على مساعد من بعد النار اللي كانت تسعر‬
‫فيه من السم اللي ذكرته‪ ..‬وتم يتمنى لو انه يعلم الغيب ويدري شلون يدخل احلمها عشان يعرف اهي عن‬
‫شنو تهلوس‪ ...‬وفاتن اللي يدها كانت ممدوده وهي تتحرك من غير ارتياااح توقفت حركتها شوي شوي‪..‬‬
‫وارتخت‪ ..‬وكانها فقدت الوعي‪ ..‬بتررد مسكها مساعد‪ ..‬ورتب لها السرير‪ ..‬وقلبه يتنافض من الغيض والقهر‪..‬‬
‫وحش اوتعى فيه‪ ..‬وخله يحس بالقرف من حياته‪ ..‬الكراهية اهي اللي انتشرت في ثواني من سمع اسم‬
‫هالشخص‪ ..‬فاتن كانت مريضة والله العالم بالحلم اللي كانت تمر فيها‪ ..‬لكن‪ ..‬هل كان مساعد مستعد‬
‫للمسامحة؟؟ يمكن‪ ..‬او يمكن لء‪ ..‬هالشي اكبر منه‪..‬‬

‫حبه للتملك والتسلط على الشياء اللي يمتلكها كان اكبر منه‪ ..‬لكن وهو يراقب ملمح فاتن المستكينة وثمها‬
‫اللي كان يرتعش بسبب الحرارة خبت هالنار‪ ..‬وهالوحش رد ونام فيه‪ ..‬وهو يحس ان هالمسكينة مالها ذنب‬
‫بهالحياة؟؟ مثل ما اهو ماله ذنب بانه خسر عالية وكره حياته وتجذرت فيه صفات ما كانت متأصلة‪..‬‬

‫قام على ريله وهو يتنهد بحرقه‪ ..‬ليش؟؟؟ ليش كان لزم ان يكون لفاتن حب قبله‪..‬؟؟ اهو صح كان له حب‬
‫لكن كان مجبر على ترك هالحب‪ ..‬يعني الحين فاتن اهي اللي كان لها الخيار؟؟؟‬

‫غريبة هالدنيا‪ ..‬قد ما تبعد بال النسان عن اسباب ترد تدور عليه وترده من أول نقطة تحرك فيها‪ ..‬ردت‬
‫مشاعره تصارعه في سالفة فاتن وحبها وتوجيـه حبها له‪ ..‬وكأن اعترافها بحبه ما كان كافي له‪ ..‬كان يبي شي‬
‫ثاني‪ ..‬يبي التخصيص‪ ..‬مايبي اسم مشعل وان طرى في هلوسة فاتن وهي مريضة ما يطري في حياتها‪ ..‬لو‬
‫فيه يدخل حياة فاتن ويشطب على هالسم الى البد‪..‬‬

‫مثل ما كانت الحرارة تنخفض في فاتن وتنفسها يهدى بسبب العناية اللي لقتها غصة مساعد بنفس الوقت‬
‫ترتفع بارتفاع الزئبق‪ ..‬ما كان يبين على هالشي ال فكه المتصلب‪ ..‬كان باله النايم صاحي وكأنه عمره ما‬
‫صحى ‪ ..‬صحى بأسم وشخص ما يكره ولكن يتمنى عدم وجوده‪ ..‬يمكن على غرور مساعد وتسلطه‬
‫الستسلم لهالحقيقة كل انسان بهالدنيا قبل ل يقترن بأحد كان يعيش حياته بحد تفكيره وذاته والتفكير عند‬
‫بعض الناس ما يشكل عنصر مهم‪ .‬فاتن ما يبين عليها الهتمام لهالشي‪ ..‬يمكن لنها عاقلة كفاية وتفهم ان‬
‫اللي سوته وتصرفته كان بمنطلق حريتها وسنها الطائش‪ ..‬بس من الصواب ان مساعد بدل ل يعيش هالحرب‬
‫النفسية مع نفسه انه يفتح مجال للكلم ويا فاتن‪..‬‬

‫اهي مو مشكلة المشكلة اهو اللي يمكن يدخل بمعارك ضارية معاها واهي بتكووون بمنتهى البرود معاه بحيث‬
‫ان افتراسه راح يكون اقوى من اي مرة‪ ..‬لذا فضل شي الكل ما ينتهي عليه‪ ..‬الرضــا‪ ..‬والقبـول‪ ..‬انه اهو‬
‫اللي دخل بحياة فاتن وغير موازينها‪ ..‬مو اهي ‪..‬‬

‫على هذي الصراعات بلج النهار ومساعد بعده صاحي والنوم شارد لبد نقطة من العالم اللمتناهي‪ ..‬تحرك‬
‫عشان يروح ويصلي‪ ..‬توضى ويوم رجع عشان يفرش السيادة ويصلي‪ ..‬لقى فاتن قاعدة عند طرف السرير‬
‫بوهن وهي ترتجف تصب لها ماي من البريق اللي كان على الكومودينو عند السرير‪ ..‬فراح بسرعة وحملها‬
‫عنه‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬عنـج!! خلج مستريحة‪..‬‬


‫ابتسمت بوهن في ويهه وسكرت عيونه‪ ..:‬تسلم‪..‬‬

‫مساعد يبتسم لها ويقدم لها القلص اللي تمنته‪ ..‬يدها كانت ترتجف بشدة لدرجة ان الماي كان يتنافض داخل‬
‫القلص‪ ..‬ومسك مساعد القلص وهو اللي شرب فاتن‪ ..‬انقطر قلبه بشدة لحالتها الصحية المتدهورة‪ ..‬بينت‬
‫له شكثر اهي ضعيفة البنية بحيث انها التقطت المرض اسرع مما يتصور‪ ..‬ويوم خلصت من شرب الماي‬
‫تكورت على نفسها وهي تحط راسها على المخدة بارتجاف‪..‬‬

‫مساعد ينحني لها ويناظر ويهها‪ .. :‬علمج فاتن؟؟ ليش ترتعشين؟؟‬


‫فاتن وشفايفها مزرقة بسبب البرد اللي تعانية من بعد الحرارة‪ ..:‬برررد‪ ...‬برررد‪ ..‬سكر الدريشةز‪.‬‬
‫مساعد يناظر الدريشة اللي تتكلم عنها‪ .. :‬مسكرة الدريشة‪ .‬لحظة بس‪...‬‬

‫قام عنها وتم يغطيها باكثر من لحاف وبالمفرش الليكان على السرير‪..‬وحكم غطاها عشان ما ترتجف اكثر‪..‬‬
‫وتم يمسح راسها لمن انتهت نوبة الرعشة اللي فيها‪ ..‬وسكرت عيونها بسلم‪ ..‬وبشفايفها المبهتة وعيونها اللي‬
‫تجمع سواد التعب عليها بكل سهـولة‪ ..‬ويوم هدأت وتيـرتها سكنت ‪ ..‬وتمت تراقب عيونه بنظرة لها معاني‬
‫كثيرة‪ ..‬اسكرت مساعد ولينت ملمحه في ويهها وانولدت بهذييح اللحظة ابتسامة منه لها‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬علمج؟؟؟‬

‫ما تكلمت فاتن‪ ..‬مدت يدها النحيلة ولمست وجنه مساعد اطراف اصابعها‪ ..‬كانت دافية ولكن خفيفة الوقع‪..‬‬
‫وطى مساعد راسه عشان توصل راحتها له‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬احتضن كف فاتن بخد زوجها وهي ممتنة لله بتواجده‬
‫معاها‪ ..‬وبعد فترة نزلت يدها وحطتها تحت اللحاف‪ ..‬وهي تبتسم براحة لكن حواجبها كانت معقودة‪..‬‬

‫يشيب قلب مساعد بهالتناقض في الحالت وياه‪ ..‬وقت اللي اهو يكوون مرتاح يلقى له شي يعكر صفو‬
‫راحته‪ ..‬لكن تطري من فاتن تصرفات وحركات تخليه غير مصدق‪ ..‬وكانها مثل الملك اللي يبعد ذكر الشيطان‬
‫عن باله‪ ..‬وكانت هذي مناسبة تخليه يتعوذ من بليس‪...‬‬

‫نامت فاتن مرة ثانية‪ ..‬او يمكن سكرت عيونها بدافع الراحة‪ ..‬وتحرك مساعد صوب السيادة عشان يصلي‪...‬‬
‫وقبل ل يصلي تذكر اخته مريم وراح عندها عشان يصحيها على الصلة‪ .‬اول سؤال سألته مريم كان عن فاتن‬
‫وهو طمنها عن حالتها‪ ..‬وارتاحت‪ ..‬رد للغرفة وبتكبيرة الصلة‪ ..‬انغمس في صلته‪..‬‬
‫==================‬
‫اوتعت سمـاء وهي تحس بالحشرجة بحلقها‪ ..‬ما قدرت تتابع نومها براحة لنها ما قدرت ترتاح اصل‪ ..‬اهي يوم‬
‫غطت عيونها بسبب العياء اللي هجم عليهـا مرة وحدة‪ ..‬قامت وشربت شوية من الماي للي كان على‬
‫الطاولة‪ ..‬شافت جيسة مليانة بالدوية‪ ..‬وطلعتها كلها ‪ ..‬اكيد مشعلل اللي يابها‪ ..‬طلعت لها من شريحة قرص‬
‫من الدوا‪ ..‬وشربته بكل هدوء‪ ..‬وردت وطت راسها على المخدة وهي تفكر بمشعل اخوها اللي لزم احد‬
‫يتحرك عشانه‪...‬‬

‫محد عرف عن مشعل واللي يسويه ال سماء‪ .‬ولزم تتصرف قبل ل يسوي شي متهور ويطيحهم كلهم بورطة‬
‫ل اول لها ول تالي‪ ..‬لزم تكلم احد‪ ..‬يمكن ابوها‪ ..‬بس الحسرة ان ابوها عمره ما تحرك لهم بشي‪ .‬يمكن‬
‫بالفلوس كان مستعد لي شي لكن لشي خاص فينا عمره ما تحرك‪ ..‬من عيل؟؟ امه؟؟ بس هذي الخايسة ما‬
‫تحس حتى لنفسها بتحس لولدها‪ ..‬اهي السبب باللي صار في مشعل‪ ..‬واهي اللي تتحمل الذنب كله‪..‬‬

‫قامت من السرير وهي تعبانة‪ ..‬وتوها واقفة على ريلها ال تسمع صوت من تحت يخض البيت‪ .‬صراخ عيوز‬
‫النار ام مشعل‪ ..‬وبتعب راحت عند الباب وطلعت ووسمعت قبل ل توصل عند الدري صوت ثاني‪ ..‬صوت‬
‫طفولي تعرفه زين‪ ..‬صوت مناير ما غيرها‪..‬‬

‫ام مشعل بعصبية‪ :‬انتو شفيكم على كيــفكم‪.‬؟؟ تدخلين وتطلعين على راحتج؟؟ شنو استراحة هالبيت بالنسبة‬
‫لج‬
‫مناير بغرور وهي واقفة من غير ما تتكلم‪ ..‬صج انها محرجة لكنها تعرف طبيعة هالحرمة اكثر من اي احد‬
‫ثاني‪..‬‬

‫مناير‪ ..:‬والله الباب دومه مفجوج وانا دشيت‪ ..‬ومافيها شي‪ ..‬مو جني ببوق شي ول بتعدى على بيتح العزيز‪..‬‬
‫ام مشعل بعصبية كبيرة‪ :‬ولج لسانج بعد‪ ..‬انتي متأكدة انج مربية عدل؟‬

‫سكتت مناير وهي تثور من العصبية وتوها بترد عليها بما يناسبها ال صوت سماء من فوق الدري‪..‬‬

‫سماء‪ :‬مناير؟ شتسوين تحت تضيعين الوقت‪ ..‬تعالي فوق ول عليج‪..‬‬


‫ام مشعل وهي تصرخ والبيت اللي كان مغطى بالبورسلين ضج بصوتها المزعج‪ :‬سماء انا ما راح اسمح‬
‫بالفوضى في بيــــتي‪..‬‬
‫سماء تناظرها بغرور وابتسامة‪ :‬والله مثل ما هو بيتج‪ ..‬تراه بيـــتي‪ ..‬تعالي مناير بروحي تعبانة ل تلوعين لي‬
‫جبدي‪..‬‬

‫رمت مناير ام مشعل نظرة شفقة على حالها وراحت للدري وركبت بكل هدوء‪ .‬اما ام مشعل كانت تشعلل‬
‫من الغضب والحمق على هالتعدي على سلطتها بهالبيت‪ ..‬لكن ما عليه هانت السالفة‪ ..‬كلها جم يوم‪ ..‬او جم‬
‫اسبوع وتروح سماء عنها ول ترد‪ ..‬المدرسة الخاصة اللي كلمت ابوها عنها راح تكون اهي الخلص لها منها‪..‬‬
‫بس اهي ناقصة الموقف اللي راح تمسكها عليها وتكمل السالفة ‪ ..‬وتتنهد سلوى تنهيدة الراحة اللي اهي‬
‫بحاجة لها‪ ..‬ويكون البيت لها ولوحدها‪ ..‬اهي صج راح تورث وايد من ابوو مشعل لكن مو مثل اللي راح تورثه‬
‫سماء‪ ..‬ولزم تضمن انها تورث هالشي كله‪ ..‬او مشعل لنه الحق من هالدخيلة‪ ..‬بنت الدخيلة‪..‬‬

‫مناير يوم دخلت دار سماء غطت ثمها مثل الي تدخل منطقة خطرة وتخاف تلتقط شي‪ :.‬انا ازوورج لكن لزم‬
‫اراعي صحتي مافيني اطيح معلولة مثلللج‬
‫سماء وهي تضربها‪ :‬جبي انتي يالحمارة ‪ ..‬مادري وين داشة ال ‪dead zone‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههه مافهم عنجليزي‪ ..‬قوليلي تيليتابيز اقول لج لبيــه‬
‫سماء‪ :‬هههههههههه‪ ..‬فديت عمرج‪ ..‬فديتتتتتتتت عمرج انتي والله‬
‫مناير وهي تضحك‪ :‬وييييييي التلزق بس‪ ..‬كله عشان معصقل النون ادري فيج انتي‪..‬‬
‫سماء وهي تلم مناير وهي تتظاهر بالبراءة‪ :‬افا عليج منوووووووور انا الحين جذي؟‬
‫مناير وهي تغطي ثمها‪ :‬قومي قومي‪ ..‬ل التقط منج شي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه‬

‫راحت عنها وقعدت على الكرسي الكبير المريح اللي بدارها وهي تحط المخدة على ركبتها‪...‬‬

‫سماء بتعب‪ :‬ها مناير؟؟ شخباركم؟؟ وشخبار خالتي والكل‪)..‬وبابتسامة ماكرة( وشسالفة الشال اللي فوق‬
‫راسج؟؟ ل يكون غدرتي فيني وتحجبني وانا مادري؟؟‬
‫مناير وهي ماخذة راحتها وتعدل الشيلة اللي فوق راسها‪ .. :‬تجربة تجربة‪ ..‬انا في مرحلة الختبار‪ ..‬اذا نجحت‬
‫وبكل تفوق راح يظل هالشال على راسي حتى يوارى جثماني الترب البارد‪ ..‬قولي يالله بعد عمرن طويل‬
‫سماء‪ :‬ههههههه بعد عمرن طويل‪ ..‬وسمور وياج؟؟‬
‫مناير‪ :‬كلنا على الدرب الصحيح يا اوختاه‪ ..‬ننتظرك تهتدين معنا‬
‫سماء‪ :‬شعندها عمو خالد؟‪..‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههههههههههههههههه حمارة‪ ..‬انزين انتي شلونج شلونها صحتج وشخبارج‬

‫سرحت سماء بملمح مناير اللي بكبرها وبالشال يمكن صارت اقرب لفاتن بالشكل‪ ..‬وخافت ل يشوفها‬
‫مشعل و‪...‬‬

‫مناير‪ :‬الووووووو‪ .‬سماء شفيج سرحانة فيني )بدلع والثانية تداركت روحها( ل يكون بس معجبة‪ ...‬ترى انا‬
‫ارحب بالتواقيع لعلمج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬هههههههههه انجبي ويا ويهج‪ ..‬انا بخير والحمد لله بس ناقصني الحيل عشان اقوم واقدر اتحرك‬
‫مكاني‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ايــه‪ .‬الله يقومج بالسلمة وترى لج وحشة يام قرنين ووايد ولهت عليج وعلى حشرتج وياي في البيت‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ما تشوفين وحش يالغل‪..‬‬
‫مناير وكانها ترجع لنقطة قديمة‪ :‬سماء بسألج؟؟ انتي ما تستحين على ويهج صراحة؟‬
‫سماء باستغراب‪ :‬ليششش؟؟؟‬
‫مناير‪ :‬انا ادري ان عندج مشاكل ويا امج بس بهالطريقة تكلمينها؟؟ انتو ليش جذي متحاربين جنكم نسوان‬
‫ريل‬
‫ابتسمت سماء ورفعت الكوب عشان تشرب وقبل ل تشرب‪ ..:‬مو انا وهي نسوان ريل‪ ..‬اهي ويا امي‬
‫مناير انصدمت وحوست راسها على جنب‪ :‬اهي ويا امج؟؟ ليش انتي هذي مو امج‬
‫سماء تهز راسها وهي تبلع الرشفة‪ ..:‬الحين انتي شفتيها وشفتيني؟؟ بالله عليج انا بنتها؟؟؟ ما عندج نظر‬
‫شوي؟؟ اهي سمرة وشعرها فاحم وانا بيضة وشعري مايل للشقورة‬
‫مناير بصدمة‪ :‬يعني انتي بنت ضرة هذي‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ايه انا بنت زوجة ريلها‪ ..‬وسندريل اهي انا‪ ..‬بس بدل ل يكون لي اختين منها شريرتين مثلها عندي‬
‫اخو‪) ...‬تنهيدة( اطيب من الطيب كله‪ ..‬عوض من رب العالمين‬
‫مناير‪ :‬ستوووووووب‪ ..‬ل تعطي المحقق ال الحقائق التااااامة‪ ..‬شوفي ابي اسمع قصتج من اللف للياء‪..‬‬
‫وماعرف انا جذي نقاااط‪..‬‬
‫سماء بابتسامة‪ :‬عمري ما تكلمت عن هلموضوع مع احد‪ ..‬يمكن محد كان حاضر بيني وبينها مثلج انتي‪ ..‬غير‬
‫اهلي يعني‪..‬السالفة كلها يا حبيبتي‪...‬‬

‫" ابوي كان متزوج من سلوى وباعتبارها الزوجة الولى بحياته كان واهب كل جهوده وحبه وحياته لها‪ ..‬واهي‬
‫كانت انسانة مجحفة بحقه يعني عمرها ما اعترفت بافضال ابوي عليها‪ ..‬كانت تشتكي معظم الوقت من قله‬
‫اهتمامه ومن قله المستوى الجتماعي اللي معيشها فيه مع انها كانت مثل الميرات ما تطلب شي وينرفض‬
‫لها‪ ..‬احدث السيارات‪ ..‬اغلى الملبس‪ ..‬والمجوهرات العريقة والصيلة‪ ..‬كانت نزعة وعقدة النقص فيها ما‬
‫تشبع ول ترتوي‪ ..‬ابوي عاد لمن انولد مشعل زااد غيثه عليها وتم مثل الخاتم اللي بصبعها لحد يومج هذا‪ ..‬لكن‬
‫وصل لمرحلة من عمر مشعل حس نفسه ما يقدر يتحملها اكثر من جذي‪ ..‬كان مشعل عمره سنتين يوم بدت‬
‫مشاكلها ويا ابوي‪ ..‬لدرجة ان ابوي لفترة طويلة يمكن فوق الخمس سنوات مهاجر الديرة ليطاليا‪ ..‬وتم هناك‬
‫فترة طويلة وبس توصله اخبار اهله واخباره لهم‪ ..‬بس كان هاجر سلوى لفترة من حياته‪ ..‬لمن رجع من بعد‬
‫ست سنوات‪ ..‬حامل وياه بنت صغيرة ال وهي انا‪" ..‬‬

‫مناير وهي مشبكة حواجبها وتستمع بكل اهتمام لهالشي‪ ..:‬انزين‪ ...‬وانتي من وين ييتي؟؟؟؟‬

‫كملت سماء بحزن وغصة عميقة‪..‬‬

‫" الله ما رزقني باللي رزقج اياه يا مناير‪ ..‬ام مثل المخدة الحريرية من نعومة اتكالج عليها‪ ..‬ول ابو – مع اني‬
‫ما عرفت ابوج ال اني واثقة من شخصيته شلون كانت‪ -‬مثل جذع الشجرة الثابت اللي ما تقدرين تخافين‬
‫وياه‪ ..‬كان ابوي عملي زيادة عن اللزوم وياي وامي ما وعيت عليها بهالدنيا ال من خلل الصور اللي حملتها‬
‫عنها‪ ..‬تزوجها ابوي بعد ستة اشهر من وصوله لهني‪ ..‬كان اسمها بيانكا‪ ..‬ظلت على ديانتها وما تخلت عنها‬
‫عشان خاطر ابوي وهو كان مو مهتم لهالشي لدرجة كبيرة‪ ..‬اهو كان يحتاج الى رفيقة بهالغربة عشان ما‬
‫يرتكب المعاصي‪ ..‬ووسط هالزواج القصير انا ييت لهالدنيا‪ ..‬سماء كان اسمي‪ ..‬لني عبرت عن حرية ابوي‪..‬‬
‫طبعا مو اهو اللي تكلف وسماني امي اللي سمتني‪ ..‬كانت تحب ابوي حب جنوني لدرجة العبادة لكنها ما‬
‫تحملت‪ ..‬وفجأة من غير سابق انذار ماتت امي‪ ..‬حرمة عمرها ‪ 26‬سنة توفت بسكتة قلبية‪ ..‬الله العالم شلون‬
‫ماتت‪ ..‬شالني ابوي وياه وردني من محل ما هو تخلف قبل فترة من الزمن‪ ..‬قطني بعهدة امه لفترة اللي‬
‫اهي يدتي‪ ..‬توفت الله يرحمها قبل ‪ 7‬سنوات‪ ..‬وتميت هناك عندها لحتى يخلي سلوى ترضى عليه‪ ..‬وهي‬
‫بطبيعتها الداهية ما حبت انها تخليني عن يدتي اكثر حتى لااا اكسب محبة احد‪ ..‬واخذتني بعهدتها‪ ..‬خلتني اربي‬
‫نفسي بنفسي‪ ..‬اهملتني واهملت كل وعد‪ ..‬وبمسامحتها السحرية لبوي خلته يرد مثل ما كان والعن‪ ..‬خسرت‬
‫كل شي بحياتي له جيمة‪ ..‬حتى مشعل يوم فهمت عليه حرمته مني عشان ل تقربني منه‪ ..‬وخلته بمدرسة‬
‫داخلية لمده سبع سنوات‪ ..‬ومنها طلع ريال لكنه عمره مانساني )سالت دمعتها اللي مسحتها بسرعة( وتم‬
‫يباريني ويهديني واهو عارف لوضعي‪..‬‬

‫مناير بشفقة واضحة ناظرت سماء اللي كانت بهذيج اللحظة اثيرية وكانها عجوز تروي قصة لحفيدتها‬
‫المفضلة‪ ..‬عرفت الحين مناير من وين استمدت سماء هالبشرة وهالمظهر الغريب من نوعه‪ ..‬صج ان ملمحها‬
‫عربية ال ان تكوينها الخلقي اجنبي ‪ ..‬وحتى الفكري‪..‬‬

‫سماء‪:‬‬
‫" تربيت‪ ..‬وعشت‪ ..‬بروحي‪ ..‬ابوي ما قصر علي‪ ..‬وتم طول عمره يناديني بنتي وما قصر علي‪ ..‬كنت بنته لكن‬
‫مو على نفس الليفل اللي يمكن ابوج كان يناديج فيه‪ ..‬انا بنته بالدم بس‪ ..‬مو بالتربية او الهتمام او العاطفة‪..‬‬
‫ادري انه متلوم فيني‪ ..‬ويحس انه ظلمني بهالحياة بس انا عمري ماحطيت بالي‪ )..‬غاب صوتها بالغصة( يمكن‬
‫حطيت بالي بس تجاهلت هالشي لن كثر التفكير بيتعبني‪ ..‬وانا لحتى ما عرفتكم يا مناير ل تظنين اني ما كنت‬
‫اعرفكم‪ ..‬بالعكس‪" ..‬‬

‫ابتسمت مناير لهالشي‪ :‬شلوون؟‬


‫سماء وهي تمسح دمعتها‪ :‬اول ما ردينا من اميركا‪ ..‬نزلت وتميت اناظر التجمع اللي كان عند بيتكم ويا‬
‫الشباب‪ ..‬كانو قاعدين ويا جراح وفاتن رادة من المدرسة وهي تمشي‪ ..‬ولحظتكم مرة بالصيف متجمعين‬
‫وانتو عند البرجة اللي كانت ورى ‪ ..‬كنتو قاعدين‪ ..‬وهناك‪ ..‬شفت خالد وياكم‪..‬‬

‫قالت هالجملة سماء وكانها ضايعة باثير سحر ماا‪..‬تسترجع اللحظة بتنهيدة اشتياق كبير‪ ..‬واستحثتها مناير انها‬
‫تكمل‪..‬‬

‫مناير‪ :‬وو ‪ ..‬خالد؟؟ )بمكر طبعا(‬

‫سماء‪ :‬خالد خالد‪ ...‬شقول لج عن خالد‪ ..‬طول ما عرفته عمره ما حسسني بشي غير الهتمام‪ ..‬صج انه‬
‫عذبني وصج انه لوع جبدي في مناسبات كثيرة لكن كلها كانت ترجع لمصدر واحد ال وهو الهتمام‪ ..‬حسيت‬
‫بقلبه الطيب ومشاعره الصاجة وحس الهتمام فيه‪ ..‬هههههههه‪ ..‬تصدقين اول شي ناوشني عليه كان شنو‬
‫مناير اللي رفرفت بعيونها تمنع دمعة تنزل‪ :‬شنو؟؟؟‬
‫سماء ‪ :‬كان يقول لي ‪ ..‬شهالملبس اللي عليج؟؟ انتي شلون طالعة جذي؟؟؟ هههههههههههههههه‬
‫مناير اللي انضدمت‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه اعذري ولد خالتي اللي ما عنده اتيكيت وبروتوكول‪..‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههه‬
‫سماء وهي تمسح عيونها‪ ...:‬كان يقولها وعيونه مفتوحة بتحدي الشمس واشعتها القوية‪ ..‬بريق )وهي تأشر(‬
‫لمعان مادري شنو كان بعيونه اللي سحرني فيه‪ ..‬ول ضعف جسمه ول وجناته البارزة‪ ..‬ول شعره اللمع‪ ..‬ول‬
‫نظارته ‪ ..‬هههههههههههههههههه‪ ..‬كان شي يسمونه اعجوبة الطبيعة ‪ freak of nature‬ما عمري شفت واحد‬
‫مثله‪..‬‬
‫مناير ‪:‬احم احم‪ ..‬ل تخربينا لو سمحتي بعدنا صغااار‬
‫سماء‪ :‬ههههههههههه‪ ...‬بس تصدقين منور‪ ..‬انا ما حس عمري اني عشت قبل ما عرفكم‪ ..‬انتووو خليتوا الحياة‬
‫تسري فيني مثل الدم ‪ ...‬وانا ما كنت حاسة بالراحة قبل ما عرفكم‪ ..‬ومن عرفتكم انا بأمان‪ ..‬عارفة ان اكووو‬
‫ناس وراي وناس تحامي عني وتدافع‪ ..‬واني ما بظل بروحي ابدا ابدا‪..‬‬
‫مناير الي ابتسمت لها‪ :‬وعندج شك بهالشي؟؟؟‬
‫سماء بثقة وابتسامة‪ :‬كلش لااااااء ههههههههههههههههههههه‪..‬‬

‫مناير اللي قامت وراحت قعدت على الكرسي ولمت سماء‪ ....‬لمتها بقوووو وكانها تبين لها انها مستحيل تكون‬
‫فيوم غريبة‪..‬‬

‫مناير‪ :‬اول ماشفتج يالشقرا ما حبيتج غرت منج‪ ..‬لكنج ساحرة مثل ما احنا سحرة‪ ..‬قدرتي تتغلغلين فينا بكل‬
‫هدوء‪ ..‬وبكل محبة‪...‬‬
‫سماء اللي تعرف هالمقطع من الغنية‪ :‬اسمع الكلمة الخيرة‬
‫مناير مغرمة اصيل‪ :‬ما ابيـــــــــــــــــــك‪..‬‬

‫ضحكت سماء والثنتين ظلو يغنون باقي المقطع بحبور وفررررررحة وبهذي اللحظة نست سماء جزئيا‬
‫المشكلة العويصة اللي تواجهها ويا اخوها مشعل‪ ..‬لكن اهي ما راح تنسى وايد‪ ..‬مردها بتذكر ومردها بتحاول‬
‫تعرف شالحل عشااان تخلص اخوها من هوسها‪..‬‬

‫يوم ردت مناير البيت ما لقت احد تحت‪ ..‬ال امها وجراح اللي كان – مثل ابوها – موطي راسه ومسكر عيونه‪..‬‬
‫ابتسمت لنه دومه تعبان‪ ..‬ووين ما يتعب وهو كل يوم من الصبح الى العصر في هالورشة‪ ..‬الله يعينه‬
‫ويوفجه‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬شلونها سماء؟‬


‫مناير وهي تقعد عند امها ‪ :‬والله الحمد لله‪ ..‬بس اليوم خبرتني يا يمة شي عنها صدقيني اني انصدمت‪..‬‬
‫ام جراح باستغراب‪ :‬شقالت لج؟‬
‫مناير وهي تفكر‪ :‬يمة تدرين انها مو اخت مشعل خليصته وان امها كانت ايطالية‪ ..‬وان هذي سلوى حرمة ابوها‬
‫حارمتها من كل شي بهالدنيا‪) ..‬كل شي بهالدنيا مو الفلوس‪ ..‬لنها وسخ دنيا(‬
‫ام جراح وهي تهز راسها ‪ :‬والله انا قلبي كان حاس‪ ..‬لن مستحيل بهالدنيا ام تخلي عيالها جذي بل اهتمام‬
‫ورعاية‪ ..‬اااااه بس على سماء‪ ..‬يعل عيني ما تبجيها‪ ...‬حالها وايد صاعب علي‪...‬‬
‫مناير وهي تبتسم لمها بخبث‪ :‬يمة شرايج نزوج سماء لخالد؟؟ وتصير وحدة منا وفينا‪..‬‬
‫ام جراح ناظرتها بنظرة حانقة وشوي معصبة‪ :‬منووور‪ ..‬قومي نامي بسرعة وعن الهذرة الزايدة‪..‬‬
‫مناير اللي انصدمت من امها‪ :..‬يمة شفيج؟‬
‫ام جراح قامت وهي منقهرة‪ :‬سوالف تقرف الواحد من نفسه‪ ..‬اعوذ بالله ‪ ...‬يالله قومي نامي مابي ارد‬
‫واشوفج هني‪..‬‬
‫راحت ام جراح غرفتها تاركة مناير بعاصفة هوجاء وغريبة‪ ..‬يعني شفيها الحين انا شمقترحة عليها؟؟ جوهرة‬
‫كوهينور ولاا السلم ويا اسرائيل؟؟؟ صج ان امي غريبة يعني وتصرفاتها اغرب‪ ..‬وما فكرت مناير اكثر‬
‫بهالموضوع‪ ..‬وراحت بتركب الدري لكنها تذكرت انها خلت الباب الخارجي مفتووح وردت من محل ما يات‬
‫عشان تقفله وترجع داخل‪..‬‬

‫يوم وصلت عند الباب وسحبته عشان تقفله رفعت راسها عشان تلقي ويه مشعل في ويهها مثل الكابوس‪..‬‬

‫وهي تنتفض‪ :‬بسم الله الرحمن‪...‬‬


‫مشعل اللي ما عرف مناير وكان يظنها فاتن‪ : ...‬هذي انتي؟‬
‫مناير بعصبية‪ :‬ل والله الخادمة؟؟ وشقصدج بهذي انتي‪..‬‬

‫ظل فترة يناظر شكلها وعيونه مرتبطة بعيونها‪ ..‬كانت غير بهذي اللحظة عن فاتن بس بنفس اللحظة مشابهه‬
‫لها‪ ..‬شي غريب فيها‪ ..‬شي مو راكب عليها ما شافه عليها من قبل‪ ..‬شاف الهالة البيضة اللي محايطه راسها‬
‫عبارة عن شال ابيض من التافتاه‪ ..‬ول شعره تطلع منها‪..‬‬

‫وبكل عفوية سألها‪ :‬متى تحجبتي‪..‬‬


‫مناير اللي تناظره وحاسه انه مو صاحي فيه شي‪ :‬من فترة‪ ..‬ما تحجبت بس اختبر الحجاب شلون‪..‬‬
‫بابتسامة صادقة ولمعة بالعين‪ ...:‬ل تختبرين الحجاب‪ ..‬خليه عليج على طول‪ ..‬لنه محليــج‪ ..‬الله يحفظج‪..‬‬

‫راح عنها وهو تاركها في موقف ل يحسد عليه‪ ..‬كانت واقفة ويدها معلقة بالباب المزخرف‪ ..‬نظراتها اخترقت‬
‫الحدائد اللي كانت تتخلل الباب بتصاميم حلوة وهي مو عارفة شتفكر فيه‪ ...‬وخزة قوية بقلبها خلتها تحس‬
‫بالخطر‪ ..‬او بعدم المان والستقرار‪ ...‬راح مشعل صح‪ ..‬واختفى‪ ..‬دخل بيتهم لكن اهي ظلت واقفة وهي‬
‫تفكر بشكله‪ ..‬كان غريب وبنفس الوقت حزين ومبهج‪ ...‬مبهج للنظر مو لنفسه‪ ..‬بياض بشرته اللي ظهرته‬
‫اللحية السودا ‪ ..‬ول عيونه اللمعة بألف الحزان والسرار‪..‬‬
‫ولدقيقة من الدقايق تمت تفكر شلي ممكن يابه لعند باب بيتنا؟ وليش سألني ان كنت انا اللي واقفة ول احد‬
‫ثاني؟؟‬

‫وكانها وصلت للي تبيه لكن ماعرفت تترجمه في بالها‪ ..‬وفوق كل هذا قطع صوتها صوت خالد اللي طلع لها‬
‫من الباب‪..‬‬

‫خالد‪ :‬منور شتسوين هني؟؟‬


‫التفتت له وهي عادية‪ :‬انا؟؟ ل بس كنت توني رادة من عند سماء‪ ..‬ونسيت اقفل الباب‪ ..‬انت شمطلعك‪..‬‬
‫خالد اللي من سمع اسم سماء تهلل ويهه وراح لعند مناير‪ :‬رحتي لها؟‬
‫مناير بابتسامة‪ :‬اي رحت لها‪ ..‬ردوها اليوم لصبح‬
‫خالد ‪ :‬ادري انهم ردوها‪ ..‬انا كنت اطالعها يوم ردوها‪..‬‬
‫مناير باستغراب‪ :‬وما طلعت لها‪..‬‬
‫سألته هالسؤال اللي كان كفيل بانه يجيش الحزان بصدره‪ ..:‬يالله مناير‪ ..‬دشي البيت‬
‫توه بيلتفت عنها ومسكته من يده‪ ...:‬خالد‪ ..‬انت فيك شي؟؟؟؟ شي صاير وما تبي تقوله‬
‫التفت لها بابتسامة مخنوقة بالعبرة‪ :‬شي مثل شنو‪ ..‬ل ما عليج انا بخير‪ ..‬بس يالله خلينا ندخل الجو يكسر‬
‫العظام‪..‬‬

‫مناير هزت راسها موافقة على كلمه وتبعته‪ ..‬او مشت وياه بنفس المستوى‪ ..‬دخلت اهي وهو ظل واقف‬
‫وكان شي يطلب منه التوقف‪ ..‬التفت الى بلكووون سماء لقاها واقفة هناك وهي تناظره‪ ..‬وكم كان المنظر‬
‫مهدئ للعصاب‪ ..‬ومسرع ما تعكر صفو ذيج اللحظة وتذكر خالد كلم خالته امس عن هالموضوع‪ ...‬السماء‬
‫عمرها ما التقت بالرض‪ ..‬وان صار – بارادة رب العالمين – راح يكون على حساب البشرية كلها‪..‬‬

‫بقتل نفسه لف راسه‪ ..‬ودخل البيت‪..‬‬

‫سماء كانت واقفة تناظره بكل لهفة‪ ..‬ويوم لوحت له انه يظل لها شوي تناظره التف عنها بكل هدوء ودخل‬
‫البيت‪ ..‬ول كانها همته‪ ..‬غاصت في قلبها المخاوف‪ ..‬يا ترى شفيه خالد؟؟ مو بنفس الحيوية اللي كان يوم‬
‫اييني المستشفى؟؟ شصار عليه؟؟ ل يكون بس زعلن ول شي؟؟‬
‫======================‬
‫في الصبح الثاني من بعد هاليوم‪..‬‬
‫لؤي اللي كان مختبص بالورشة من بعد ما وصل جراح اللي كان توه متسبح وشعره بعده مبلل ياكل تفاحة‬
‫وبكل برود اعصاب‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬جراح والله انك نذل‪ ..‬انت شنوو يمر في عروقك ما تقول لي‬
‫جراح وهو يبتسم‪ :‬تيزاب؟؟ خاطرك تشرب؟‬
‫لؤي وهو يقعد على الكرسي ومحتاس‪ :‬يالله عاد والله انك ذليتنا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انا اروح ايه‪ ..‬انت ما تيي وياي!!‬
‫لؤي رد تطفر مكانه ‪:‬ليـــش انزين؟؟ مو هذي خطتنا؟؟ مو هذا اتفاقنا؟؟‬
‫جراح وهو يتمعن في التفاحة‪ :‬اتفاقنا كان اني اروح اول شي عشان اهدي الوضع‪ ..‬انت ان رحت من اول لقاء‬
‫وما صار اي شي رسمي خلص بتطيح لنا البزنس ومابصير شي‪ ..‬اعرفك خبل وما تعرف تتصرف‬
‫لؤي وهو يحرك نفسه بعصبية‪ :‬واللـــــــــه العظيم اني بتصرف عدل‪ ..‬احلف لك براس امي‬
‫جراح يبتسم‪ :‬هههههههههههه اسم الله على راس عمتي‪ ..‬ال ما قول لك اخوك واختك متى بردون مو جنهم‬
‫طولو شوي؟؟؟‬
‫لؤي ‪:‬بردون يمكن باجر‪ ..‬جرااااااااااح هذا مو موضوعنا الله يخليك؟‬
‫جراح وهو يتصنع النسيان‪ :‬مو موضوعنا؟؟ عيل شنو موضوعنا؟؟ ذكرني لني نسيـت‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬هئ هئ ‪ ..‬والله انك نذل واكبر مذل للناس‪..‬ذلك الله يوم اللي تي تخطب اختي‪ ..‬والله ل خليك تبجي ‪..‬‬
‫جراح وهو يفج عيونه بويه لؤي‪ :‬الحين هذا كلم ينقال لواحد يبي لك الخير‪ ..‬لكن انت مو ويه احد يتمنالك‬
‫الخير‪ ..‬يالله اذلف عن ويهي وانا متراجع عن كل مخططاتنا‬
‫ما صدق لؤي هالشي‪ ..‬وانصدم وتم يناظر جراح بغير تصديق‪ :‬من صجك؟؟‬
‫جراح يتظاهر بالغرور‪ :‬اي والله من صجي‪ ..‬عيل اتمنا لك الخير وانت تتمنى لي الذل‪ ..‬شهالصداقة‪ ..‬وين‬
‫المخوة ويا هالويه‪..‬‬
‫لؤي وهو يروح عنده‪ :‬انا اتطنز وياك اشفيك خذتها جد‪ ..‬صدقني ‪ ..‬صدقني يا جرااااح ان مهدت لي الدرب اني‬
‫اتزوج غزلن صدقني بعطيك مريوووم ببلش وفوقها غرشة بيبسي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬جب يا حمار لتقول عن مريم جذي‪) ..‬بزهو وهو يقضم التفاحة( هذي شيخة الحريم‪ ..‬مرت شيخ‬
‫الرياييل‬
‫لؤي‪ :‬شيخ الرياييل وعم الرياييل كلهم بس تكفىىىىى‪) ..‬بصوت هادئ( خلني اروح وياك‬
‫جراح بكل برود‪ :‬لء‪...‬‬

‫وبالقعل‪ ..‬جراح كان على قد كلمته‪ ..‬لن مو لؤي وخباله اللي بيهدم كل مخططاته‪ ..‬راح جراح ويا شانتنوو‬
‫لعند بيت غزلن عشان تصميم الجلسة اللي تبيها‪ ..‬مع انه ما عنده ادنى فكرة بس شانتنو خوش رسام وهو‬
‫عبارة مصمم الورشة‪ ..‬بيرسم الديزاين مثل ما تبيه والشغلل بيكون لؤي مسئوله‪ ..‬لزم يثبت على ارض معاها‬
‫عشان ما تقدر تتراجع‪..‬‬

‫ويوم وصلووا للبيت‪ ..‬اوه سوري‪ ..‬كلمة بيت شوية عليه‪ ..‬كان قصر من القصوور اللي تنخحط في الجرايد‪..‬‬
‫بيت مؤلف نصه من طابق ارضي‪ ..‬وعند الجهة الثانية يرتفع لطابق ثاني‪ ..‬والياسمين متسلق الجدران بطريقة‬
‫ناعمة وحلوة‪ ..‬وقناديل المصابيح متدلية من كل طرف وكل جهة‪ ..‬الزرع عامر المكان وبطريقة خلبة وتجذب‬
‫النصر‪ ..‬كان القصر رمادي والجامات ملووونة بزخارف اسلمية تاركه طابع قديم عليه‪..‬‬

‫دق الجرس وفتحه بواااب او يمكن الزراع‪ ..‬وكان له علم مسبق بجيتهم‪ ..‬اكيد‪ ..‬غزلن وما ادراك ما غزلن‪..‬‬
‫عادي لو انها مسوية بوفيه لجيتهم‪..‬‬

‫يوم دخلووو قعدو عند جلسة بسيطة بمقدمة البيت وهوينتظر طلعة غزلن له‪ ..‬واخيرا شرفت البنت ‪ ..‬وشنو‬
‫كانت لبسة؟؟!؟!؟!؟!‬

‫جلبية فاخرة الصنع والطراز‪ ..‬وتراجي تراثية تتدلى من اذنها والكحل السود مبين شفافيه عيونها بطريقة‬
‫جذابه لواحد ثاني غير جراح‪ ..‬لنه كان عارف ان من ورى هالجمال كله فراق وعقدة نقص‪ ..‬وان مريم كانت‬
‫مالية عيونه‪ ..‬كفاية شعر غزلن اللي يتدلى بكل دلع جدام عيونه عشان يرفضها‪ ..‬مستحيل يخلي حرمته تكون‬
‫عرضة للبصر بهالمظهر‪ ..‬ان جان تبي يذبحها يعني‪ ..‬ولكن ما كان هذا مانع انه ما يبتسم لها اول ما تقربت‬
‫منهم‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬حيا الله من يانا‪ ..‬والله وزارتنا البركة‪ ..‬حيا الله جراااح‬
‫جراح‪ :‬الله يحيج ويبقيج‪ ..‬شلونج شخبارج‬
‫غزلن بدلل وهي تقعد‪ :‬الحمد لله ابخير‪ ..‬تفضل اقعد شفيييك واقف‪..‬‬
‫جراح‪ :‬زاد فضلج‪) ...‬تم يتلفت بالبيت وهومبتسم( بصراحة البيت روعة‪ ..‬بجم تبونه )عن طريق المزح(؟‬
‫غزلن‪ :‬ههههههههه عشانك ببلش‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله عيل وروني مقفاكم‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يقطع بليسك‪..‬‬

‫جراح في قلبه كان ليعة جبده بس شسوي‪ ..‬عشان لؤي كل شي يهون‪ ..‬لؤي يمكن في قلب جراح اعز من‬
‫اي انسان ثاني‪ ..‬حتى مريم‪ ..‬لنه من وعى على هالدنيا واهو يشوف لؤي جدامه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬زين‪ ..‬خلينا بالجد‪ ..‬احنا هني عشان نعرف عن افكارج عند الجلسة اللي تبينها‬
‫غزلن‪ :‬لحظة انزين‪ ..‬خلني اقهويكم ول اريقكم‪ ..‬الناس صبح اكيد ما كلتو شي على لحم بطنكم ياين‪..‬‬
‫جراح وهو متظايق‪ :‬ل والله الشيخة ما تقصرين تونا ماكلين وشبعانين‪ ..‬بس احنا ياين ناخذ تصاميم اولية‬
‫وقياسيات للمساحة وبعدين نمشي‪..‬‬

‫توها بتعترض لكنه قطعها وكمل‬

‫جراح‪ :‬مثل ما تعرفين مو بس انتي زبونتنا‪ ...‬ورضا الزبون مهم‪) .‬ابتسامة لمعة (‬

‫سكتت غزلن وهي تحس بمدى ذكاء جراح‪ ..‬يعرف ويفهم كل شي وفوق كل هذا يتغيبى‪ ..‬معليه‪ ..‬وراه‬
‫والزمن طويل‪ ..‬مو غزلن بنت الكندي اللي بتتوانى عن شي تتمناااه‪..‬‬

‫غزلن وهي تصوت على الخادمة‪ :‬ساسواااتي‪ ..‬ساسوااتي‪...‬‬

‫طلعت هالساسواتي وكانت معقولة‪ ..‬ويابت وياها رزمة من الوراق وعطتها غزلن وراحت‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬انا عندي التصاميم اللي ابيها منك‪) ..‬ابتسامة لمعة وهي تقدمها لجراح( يعني انا ماسوي شي قبل ما‬
‫درسه عدل‪ ..‬واعرف بنتايجه‪..‬‬

‫حسها مخادعة‪ ..‬وغير صادقة بكلمها‪ ..‬لكن فيها شي يخلي الواحد يتحير منها‪ ..‬ليش يعني؟؟ واهي تظن نفسها‬
‫من؟؟ ما تقدر تمتلك كل شي لو كان في بالها التملك‪ ..‬لكن كل شي تقوله وكل شي تسويه يخليه يرسم خط‬
‫او درب ثاني يقربها من لؤي‪ ..‬لن محد بيشفيها غير قلب لؤي الطيب‪ ..‬اللي على طيبته ال انه مو غبي‪ ..‬احنا‬
‫وراج يا غزلن والزمن طويــل‪..‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪--------------‬‬
‫نيويورك بالشتا تساوي العالم كله ‪ ..‬جمال الطبيعة الخلب والحركة الدؤوبة في طرقاتها تخليها منال‬
‫الراغبين‪ ..‬الثلج الخفيف اللي ينزل في فترة من النهار عشان يغطي الطرقات كلها بالثلج والناس تروح‬
‫الباركات عشان تلعب فيه مغطيها وكاسيها بحلى حلة‪..‬‬
‫والتزيينات للكريسماس القريب كانت على قدم وساق‪ ..‬كانت هيام تمشي ويا اخوانها وبنت العايلة اللي‬
‫مظيفيينهم في البيت في السنترال بارك‪ ..‬وهم يضحكون ومصطكة اسنانهم بسبب البرد لكن بعد النتعاش‬
‫كان سبب يخليهم يبقون عرضة لهالهواء الطلق‪..‬‬

‫رؤيا كان اسم البنت‪ ..‬وهيام مو انها ماحبتها ول شي بس ما عجبتها خقتها بنفسها واعتدادها والتخقق بنيويورك‬
‫في الشتا‪ ..‬رؤيا عاشت طول عمرها باميركا نظرا لطبيعة عمل ابوها المتهجر‪ ..‬وبسبب هالشي‬
‫لهجتها العربية كانت مشبعة بالنجليزية‪ ..‬يمكن تصنع او يمكن شي حقيقي فيها‪..‬‬

‫رؤيا بغنج وهي لبسه قبعة من الفروو البيض على راسها‪ :‬اتصدقين ان نيويورك والحياة الجتماعية تكون‬
‫اقوى شي بهالفترة‪ ..‬خسارة بس جان هالسنة عندي سلسلة من الحفلاات‬
‫هيام اللي تسألها من غير نفس‪ :‬ليش انزين خسارة؟؟‬
‫رؤيا‪ :‬بعد الكريسماس بيي واحد يخطبني‪ ..‬وابوي ما يبيني اتفاعل ويا اصدقائي‪..‬‬
‫هيام اللي استغربت‪ :‬ليش انتي جم عمرج عشان بتنخطبين‬
‫رؤيا‪ :‬انا اكبر منج يا حبوبة‬
‫هيام انصدمت‪ :‬والله؟؟ جم عمرج‬
‫رؤيا بابتسامة‪ :‬كبيرة كفاية عشان اسمي نفسي ‪woman‬‬
‫هيام‪?yeah but how old :‬‬
‫رؤيا‪ 22 :‬سنة‪..‬‬
‫هيام‪ :‬أهااا‪ ..‬ل عودة انتي ترى مب صغيرة‪..‬‬
‫رؤيا بغرور‪ :‬اكيد انا كبيرة‪ ..‬السن الكبير في اميركا فضيلة‪ ..‬مب مثل العرب الجهل‪ ..‬اللي البنت اذا كبرت‬
‫يطيح سوقها‪ Oh my god ..‬انا مادري شلون عايشين في جهلهم‬
‫هيام اللي انبطت جبدها من رؤيا‪ :‬لو سمحتي‪ ...‬ل تنسين وتطلعين من اصلج‪ ..‬انتي بالول عربية وحمدي ربج‬
‫على هالشي‪ ..‬الميركا ما عندهم تأصل‪) ..‬واضافت وهي واقفة( واللي يطلع من اأصله جليل اصل‪Don't ..‬‬
‫‪mind‬‬

‫راحت هيام عن رؤيا وهي تحس بالعصبية‪ ..‬كانت لبسة قبعة فرنسية‬
‫وشعرها اللمع منتشر على جتفها‪ .‬واللفافة اللي لفتها على رقبتها معاونة بشرتها الناصعة بالحمرار والتوهج‪..‬‬
‫راحت عن رؤيا وهي متظايقة منها بقوو‪ ..‬قليلة ادب وجليلة اصل‪..‬تسب العرب ويا ويهها‪ ..‬ما تدري ان بخير‬
‫العرب قامت هالدول المنحطة‪ ..‬مالت عليها‪ ..‬حياتها الجتماعية ؟؟ مالت عليج وعلى حياتج الجتماعية‪..‬‬

‫وبصوت مسموع فكرت‪ :‬الله يعين اللي بياخذها‪ ..‬غبي وما يفهم شي‪..‬‬
‫البصوت من وراها‪ ..‬مألوف واشبه بالموسيقى‪ ... :‬من الغبي واللي ما يفهم شي؟؟‬
‫التفتت هيام بجنون لصاحب الصوت‪ ..‬ولقته زياااااد‪ ..‬وكمل لها‪ ..:‬وانتي دومججج محاججة على الناس؟‬

‫ما صدقت اللي تشوفها جدام عينها‪ ..‬زياد ما غيره؟؟ فنيويورك؟؟ ليش يعني؟؟‪ :‬زياد؟‬
‫زياد وهو يتلفت ومنصقع بالبرد‪ ...:‬اي زياد ليش‪ ..‬من توقعتي؟؟ امنا الغولة مثلاا؟؟‬
‫هيام باستغراب‪ :‬شتسوي هني؟؟‬
‫زياد‪ :‬اعتمر‪ ...‬ليش ياي يعني؟؟ مليت من بوسطن وقلت ايي نيويورك كتغيير )وبتلفيق وكذب( مادريت انج‬
‫هني جان ما ييت‪..‬‬
‫ردت الروح الشرسة في هيام على زياد لكن اللي كان غير هالمرة ان محد غيرهم موجود‪ :‬والله نيويورك مو‬
‫بس لك‪ ..‬لكل الناس‪ ..‬وعن اذنك‪..‬‬

‫وهي تمر من عنده سمعته يضحك بخفة‪ ...‬التفتت له بحدة‬


‫هيام‪ :‬ممكن اعرف شيضحكك‪..‬؟‬
‫زياد وهو يحرك ريله بالثلج‪ :‬اللي على راسه بطحة يتحسسها ترى!!‬
‫هيام تكتفت‪ :‬شقصدك؟؟‬
‫زياد وهو يناظر كل شي ال اهي‪ ..‬لنها بتفقده توازن عقله‪ :‬ل ول شي‪ ..‬بس انا مستغرب منج؟‬
‫هيام‪ :‬ليش ان شاء الله؟‬
‫زياد وهو يتقرب منها بخطوة‪ :‬لنج جذي‪...‬‬
‫هيام تتظاهر بالظيج‪ :‬وشلون يعني جذي؟؟ ممكن تحدد؟؟‬
‫زياد يبتسم بحلااوة‪ :‬جذي ‪ ..‬سمعي نفسج شلون تتكلمين وتتصرفين‪..‬؟؟ )وبصوت اعمق( عمرج ما بتتغيرين‪..‬‬
‫تفكرين بالناس باللي تتمناه نفسج‪ ..‬من غير اعطاء الفرصة لهالناس انها تبين لج العكس‪..‬‬
‫هيام وهي ترفع حاجب‪ :‬يمكن عندي الحاسة السادسة عن الناس واعرفها من اول انطباع‬
‫زياد وهو يصحح لها‪?first impression is never right :‬‬
‫هيام‪ it's always right :‬على فكرة‪ ..‬بالنسبة لي‪ ..‬دومه صح‪..‬‬
‫زياد‪ :‬غلطانة‬
‫هيام وهي تضرب الرض‪ :‬ل مو غلطانة وتدري ليش؟؟ لني عطيتك اكثر من فرصة انك تبيني على غلط لكن‬
‫لااء‬
‫زياد وهو يتصنع بعدم الهتمام‪ :‬وليش انا يعني من بد الناس؟؟؟‬

‫هيام اللي تداركت نفسها‪ ..‬انحرجت من زياد؟؟ شتبرر له؟؟ شتقول له؟؟ انها مينونته من اول ما شافته؟؟ ان‬
‫مجرد شوفته هني بنيويورك حلت لها الدنيا وسخنت لها الجوو‪ ..‬وان تفكيرها اللي كان منصب على حمد كله‬
‫تبخر وراح وصار زياد نصبه؟؟ ماقدرت شي غير توخي بعيونها بالرض‪..‬‬

‫بعد فترة من الزمن‪ ...:‬انا بروح الحين؟‬


‫تمناها تقعد اكثر لكن كبريائه اعظم‪ ..:‬اوكيك‪ ..‬اشوفج على خير‪..‬‬

‫التفتت عشان تروح ووقفها بصوته‬


‫زياد‪ :‬خلينا نشوفج عاااد‪..‬‬
‫ما ردت عليه‪ ..‬ناظرته بطريقة معبرة خلته يفهم منها اشتياقها له‪..‬‬
‫ورغبتها المتبادلة بهالشي‪ ..‬ومن بعدها مشت عنه وغابت بعيد‪ ..‬وظل هو يفكر فيها وهو يمشي بطريج الردة‬
‫لفندق الريتز اللي قاعد فيه‪..‬‬
‫يفكر بالخطوة الجديدة اللي لزم يقوم فيها‪ .‬خلص ما عاد يتحمل هالجفا وهالتجاهل بينه وبين هيام‪ ..‬لزم‬
‫يتغير‪ ..‬بيتحملها وبيتحمل تقلب مزاجها وحساسيتها المرهفة‪ ..‬شوفتها هني وبهالشكل كانت كافية انها تخليه‬
‫مغرم فيها من اول وجديد‪..‬‬

‫اما هيام اللي راحت لعند رؤيا ما غاب عن الثانية اللي صار بين هيام وزياد ويوم وصلت استلمتها‬

‫رؤيا بابتسامة مرحة‪ you naughty you :‬من هذا الجميل اللي كان وياج؟‬
‫هيام بغيرة‪ :‬ما تستحين على ويهج‪ ..‬على ما اظن انتي جريب بتتزوجين‬
‫رؤيا من غير حيا‪ :‬والله ماكو مجال‪ ..‬انا بتزوج موو تزوجت‪ ..‬بس تدرين صرااااحة جميل بشكل‪..‬‬
‫هيام تتقرب منها‪ :‬بعدي عيونج عنه‪..‬‬
‫رؤيا بابتسامة جميلة ‪ :‬يالله عاد هيام ادري انج ميتة عليه انا مو قصدي‪ ..‬شفيييج؟؟‬
‫هيام اللي استعادت هدوئها‪ ..‬وجود زياد وياها بنفس المكان كفيل انه يروعها ‪ :‬مافيني شي‪ ..‬اسفة بس‪...‬‬
‫متوترة شوي‪ ..‬نرد البيت؟‬
‫رؤيا‪..sure :‬‬

‫راحو الثنتين للبيت وهم يفكرووون في نفس الولد‪ ..‬لكن رؤيا تفكر فيه عشان هيام‪ ..‬ومن اضطراب هيام‬
‫الشديد فهمت رؤيا ان هيام متعلقة بهالشاب‪ ..‬امممممم‪ ..‬الظاهر اني لاازم اكون المغامرة الرومانسية اللي‬
‫اتمناها‪ ..‬هيام وايد متعنتة وما راح تقبل بأي شي‪..‬‬
‫‪-------------‬‬
‫صحت فاتن وهي ترمش بعيونها لضوء الشمس اللي كان موجه لعيونها‪..‬‬
‫وبصعوبه وثقل بجسمها انقلبت للجهة الثانية وتمت تحس بحميميه الدفوو اللي هي فيها بابتسـامة‪ ..‬من بعد‬
‫الكوابيس اللي مرت فيها‬
‫حلمت حلم جميل‪ ..‬أنها حامل‪ ..‬وبطنها كان كبير‪ ..‬والكـل كان مستانس على هالشي‪ ..‬وهي قاعدة في بيت‬
‫ابوها وحتى ابوها كان موجود معاها واهو اكثرهم فرحا‪..‬‬

‫دمعت عيونها واهي نايمة وسط الحلم‪ ..‬الله يرحمك يا بو جراح‪..‬‬


‫يرحمك ويطيب ثراك‪ ..‬ولهت عليك يا يبا ويا ريتني اشوفك‪ ..‬وان ما كان بالصج فبالحلم‪..‬‬

‫فتحت عيونها لنها خلص ما تقدر تنام اكثر‪ ..‬رفعت راسها الثقيل بسبب الحمومة اللي كانت فيها وهي تناظر‬
‫الغرفة‪ ..‬كانت وسيعة وبنية الثاث والجدار‪ ..‬ودورت بعيونها على شيء مألوف ولقته جدامها ‪ ..‬عند الزاوية‬
‫اللي على يدها اليمين‪ ..‬كرسي كبير عريض‬
‫كان مساعد قاعد عليه وهو موطي راسه ونايم ‪ ..‬يدينه كانو مستريحين على جنب وهو منزل راسه بنوومة‬
‫عميقة‪..‬‬

‫تمت تناظره فاتن بتحبب‪ ..‬وهامت روحها بشكله‪ ..‬فسحبت نفسها وجرت التنورة اللي كانت عليها من ملبسها‬
‫امس وسيعة ولحقت وراها مثل الذيل‪ ..‬لمست ريلها العارية ارضية الغرفة ومشت بهدوء عند مساعد‬
‫‪ ..‬قعدت عند الرض يم ريله وهي تتمنظر فيه‪ ..‬كانت تحس بالتعب والدوار لكن كانت احسن من امس‪..‬‬

‫لسبب غريب انتبه مسـاعد من نومه ورفع راسه بجفل‪ ..‬وكانه ما يشوف فاتن جدامه تم يمطط رقبته اللي‬
‫تعبت وهو موطيها‪ ..‬واول ما فتح عيونه وهو يمسح على راسه لقاها قاعدة عند ريله وتنورتنها منفرشة على‬
‫الرض‪ ..‬كانت باهتة ولكن حمرة بسيطة بخدودها ‪ ..‬عيونها لمعة بالمرض وشعرها الناعم الخفيف مو مرتب‪..‬‬

‫انحنى لعندها وهو مستغرب‪ :‬فاتن؟؟ شلي صحاااج؟؟‬


‫فاتن بصوت مبحوح ‪ :‬مادري‪ .‬ما ياني نوم‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انزين ليش قمتي من على سريرج‪ ..‬جان ارتحتي عليه‬
‫صوته كان حنون وناعم لدرجة الهيام‪ ..:‬ما دري‪ ..‬كان راسك موطي قلت اشوفك نايم ول قاعد‪...‬‬

‫ابتسمت في ويهه ابتسامة عذبه نشرت الحياة فيه‪ ..‬فمد يده بطريقة محترفة وتحسس جبينها‪ ..‬كانت حارة‬
‫لكن مو مثل امس‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬قومي وياي خليني اقيس حرارتج‬


‫فاتن وهي تمتعض مثل اليهال وتتربع على الرض‪ :‬مااابي‪..‬‬
‫ضحك عليها بخفة‪ :‬شنو ما تبين‪ ..‬يالله قومي وياي خليني اشوووف حرارتج‪ ...‬واطلب لج شي تاكلينه‬
‫فاتن وهي تتأوه من التعب الخفيف‪ :‬مابي اكل شي‪ ..‬ابي اروح الحمام‪ ..‬وينه؟؟‬
‫مساعد وهو يمد يده لها عشان تقوم‪ :‬قومي وياي انا اخذج الحمام‪..‬‬
‫استحت فاتن والظاهر ان هلوستها بعدها فيها‪ :‬ماقدر امشي تعبــانة‬
‫ضحك عليها مساعد وانحنى لها وهو يناظر عيونها اللي مغطيتها قذلتها‪ :‬تعبانة‪ ..‬ول يهمج احملج لو تبين‪..‬‬

‫ومن غير اي تعطيل حملها مساعد وهي مثل الريشة بيده ظلت تضحك بخفة‪ ..‬ويوم وصلها عند باب الحمام‬
‫نزلها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬يالله دخلي وانا بنتظرج عشان اردج للسرير‪..‬‬
‫فاتن وهي تمشي بخفة‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫دخلت الحمام وغسلت ويهها بالماي الساخن ‪ ..‬ومن بعدها طلعت لمساعد اللي كان يتثاوب عند الباب وهو‬
‫مبهدل حالته‪ ..‬شعره كان مرتب لكن قميصه طالع من البنطلون وحافي بل جوتي بس دلاغ‪..‬‬
‫ردت له بحماس وتعب بسيط‪ :‬خلصت‪..‬‬
‫مساعد يبتسم بمرح‪ :‬احملج؟‬
‫فاتن تهز راسها بموافقة‪ ..‬وحملها مساعد بنفس الخفة المساعية‪..‬‬
‫وتم في نص الصالة يحركها شوي وهي تضحك بمرح ولكن التعب هاجمها‪..‬‬
‫ومساعد ما طول عليها وعلى طوول خذها للسرير وناامت عليه وهي شوي تحس بدوار‪ ..‬لكن البتسامة ووهج‬
‫الضحك ما راح عن وجهها وخلف احلى اثر‪..‬‬

‫تم مساعد يناظرها اول لشي وهو قاعد على كرسيه وصراعاته وشكوكه تتحدر مرة ثانية فيه‪ ..‬ما يدري‪..‬‬
‫البنت مريضة والهلوسة دايما تكون تعبير عن اللي بالحلم‪ ..‬يا ربي ‪ ..‬ل يكون بس فاتن كانت تحلم ول ؟‪...‬‬
‫كانت كوابيس فيها‪ ..‬وكلمة احبـك؟؟ نابعة من قلبها ول شنو‪..‬‬

‫لحظت ارتياحها الجميل وفرحة عينها الحلوة‪ ..‬ولول مرة بحياته يحس بالنغزة من فرحهها‪..‬‬

‫مساعد بحذر وهو يتصنع البتسام‪ :‬فرحــانة اشوفج؟‬


‫فاتن بحيا تناظره‪ :‬ل بس‪ ..‬حلـمت حلم حلــو‬
‫تصلب فك مساعد وهو يسمع هالشي منها‪ ..:‬والله ‪ ..‬زين‪ ..‬خبرينا‪..‬‬
‫استحت فاتن اكثر وبين على ويهها الرتباك‪ :‬ل بس‪ ..‬اهو حلـو بس بخليـه لنفسي‪...‬‬
‫مساعد وهو يحس بالشك مثل السكين براسه‪ ..:‬ليش يعني ما تبين تخبريني؟‬
‫فاتن وهي مستحية‪ ..:‬ل بس لني احس اني استبق المور‪ ..‬خلها على الله‪ ..‬مردك بيوم من اليام بتعرفها‪..‬‬
‫مساعد وهو يتهكم بقهر‪ :‬ان الله احيانا‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن على اخر كلمة‪ ..‬ما بذلت ادنى مجهود انها تفكر او تفهم شي ثاني من كلمه ‪ ..‬اهي خلص‬
‫عرفت انها تحبه‪ ..‬ومو بس تحبه ال تعشقه بجنون‪ ..‬شلون تأخرت عن حبه طول هالوقت واهو جدامها ‪..‬‬
‫يمكن النسان لزم يحتاج لشي مثل ضربة على الراس عشان يقدر يفهم هالشي‪ ..‬وانا هالحمومة اثرت فيني‬
‫وخلتني اعرف مقداره بعيني‪ ..‬اهي صج كانت تعبانة لكن طيفه وخياله اللي كان موجود معاها ما فارقها‪..‬‬
‫يلملمها بعد شتاااتها‪ ..‬يضمها بعد وحدتها‪..‬‬

‫ظلت فترة من السـكون بين الثنين‪ ..‬وحس مساعد انه خلص بينفجر‪..‬‬
‫ودليل هالشي انه من زود العصبية اللي فيه كان ريله ترتجف بقووو وهو حازم يدينه عند راسه ويفكر‪ ...‬وفاتن‬
‫اللي طول الوقت كانت فرحانة تكدرت على هالمظهر‪ ..‬وقامت من على السرير وقعدت على‬
‫طرفه‪..‬‬

‫فاتن بهدوء‪ :‬مســاعد؟؟‬


‫انتبه لها‪ ..:‬ها؟؟‬
‫فاتن بتفكير في ويهه‪ :‬علمك؟؟؟ ترتجف ريلك؟؟‬
‫مساعد يلحظ نفسه ويوتعي على حاله‪..:‬ل ل ‪ ..‬ما فيني شي‪ ...‬بس‪ ..‬شوي تعبـان؟‬
‫فاتن وهي تبذل جهد في التفكير فيه‪ ..:‬اذا تعبـان تعال نام انا خلص ما فيني نوم‬
‫مسـاعد يهز راسه بابتسامة مغصوبة‪ :‬ل ل ‪ ..‬ما ابي فاتن‪ ..‬نامي انتي ‪) ..‬بصدق خلى من صوته يتهجد( انتي‬
‫اذا ارتحتي‪ ..‬انا ارتـاح‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن بالمقابل‪ :‬وانت بعد اذا ارتحت انا ارتاح‪ ..‬تعال نام وانا بروح اتنعش‪..‬‬

‫تم يناظرها بنظرة غريبة لول مرة تشوفها فاتن‪ ..‬وغاص قلبها بسبب هالنظرة‪ ..‬وكان رجااا او توسل فيها‪..‬‬
‫ليش ‪..‬؟؟ اهو شنو يبي مني عشان يوصل للتوسل وللرجاء؟؟‬
‫وبهدوئها راحت لعنده وقعدت عن المقعد الصغير اللي عند الكرسي وتمت تناظر عيونه بخوف‪ ..‬وهو اللي‬
‫بيضت شفاته بسبب هاللي قاعد يمر فيها حاول انه يثبت فكـه اللي يرتجف من التوتر‪..‬‬

‫فاتن وهي تحط يدها على يده‪ ..:‬مساعد؟؟ علمك؟ فيك شي؟ في بالك شي معيـن‬
‫خلص‪ ..‬طفح الكيــل عنده‪ ..‬ما يقدر يصبر اكثر وبصوت عميق وهادئ ومتطلب‪ ...:‬فاتن‪ ..‬قوليلي عن‬
‫مشــعل‪..‬‬

‫كانت حواجبها مغضنه لكن يوم طرى اسم مشعل على لسانه استوت حواجبها وعيونها توسعت بطريقة‬
‫غريبة‪ ..‬وكأنه يصفعها او يردها لواقع اهي ما كانت عارفته‪ ..‬اهي تجاوزت مشعل اي صح‪ ..‬لكن ان مساعد‬
‫يطلب منها شي بهالموضوع‪ ..‬كان الشي قوي عليها‪ ..‬بعدت يدها عن مساعد وبعدت عيونها لنها ما قدرت‬
‫تناظر لعيونه اللي مجرمتها بشكل فظيع‪ ..‬وكأنها خاينته وياه‪..‬‬

‫فاتن وهي تناظرة برجاء‪ :‬شياب هالموضوع؟‬


‫مساعد وهو يثبت نفسه‪ :‬مو مهم شلي يابه‪ ..‬فاتن احنا مقدمين على حياة زوجية‪ ..‬ومن مقوماتها اهي‬
‫الصراحة بين الزوجين‪ ...‬انا ابي اعرف منج‪ ..‬قصتج وياه‬
‫وهي تناظر يدينها المعقدوتين بثبانها‪ :‬شتبي تعرف بالضبط؟‬
‫مساعد بلهفة ينحني لها‪ :‬كل شي‪ ...‬كل شي فاتن‪ ..‬من اللف الى اليـاء‪ ..‬ابي اعرف عنج انتي ومشعل‬
‫وشلون وليش ومتى وعلى شنو؟؟ كل هذاااااا ابي اعرفه‪..‬‬
‫بنظرة مساوية لنظرته‪ ..:‬كل شي مسـاعد؟؟‬
‫مساعد بثقة‪ :‬كل شي فاتن‪..‬‬

‫ابتعدت عنه فاتن وراحت قعدت على السرير وهي تحس بالوحشة‪ ..‬تحس بانها تشتت من بعد ما ظنت انها‬
‫متلملمة‪ ..‬لكن هالشي ما فرق عندها‪ ..‬كله واحد‪ ..‬متعودة على الحرمان والفقدان والضياع يبي يعرف كل‬
‫شي‪ ..‬ول يهمه‪ ..‬بيلقي كل هذا اللي يبيه لنها ما راح تخبي شي عنه عشان ل ايي بيوم ويعرفه من احد ثاني‬
‫ويلوومها ‪..‬‬

‫بدت بصوت هادئ‪ ..‬اشبه بالغير مسموع‪ ..‬لدرجة ان مسـاعد عقد حواجبه وهو يركز على حاسة السمع عنده‬
‫عشان يسمعها‪..‬‬

‫بدت فاتن تسرد عليه احلمها‪ ..‬وشبكة الخيوط اللي كانت تمددها عشان تحيك فيها هالحلم‪ ..‬خبرته عن‬
‫الطفولة‪ ..‬وخبرته عن المراهقة‪ ..‬وخبرته عن الحزان وعن الصدمات والستيعاب‪ ..‬والتفهم والتعقد‪ ..‬خبرته‬
‫عن هذا كله‪ ..‬ويوم وصلـت لبعد وصول مشعل‪..‬‬
‫ابتسمت بعطف صوبه وكملت‪...‬‬

‫فاتن وهي تناظر اصابعها‪ :‬مثل كل بنت ظنيت اني راح القى السعادة البدية والحلم الوردية اللي تمنيتها‬
‫طول هالفترة اللي كنت افكر فيه بها‪ ..‬ويوم رجع خلص حسيت ان كل هذا واقع ل محال‪ ..‬واهو بعيونه بين‬
‫هالشي‪ ..‬الى ان )تنهدت او سحبت نفس عميق ( توفى ابوي‪ ...‬وغاصت همومي لمنحنى او بعد ثاني‪ ..‬ما‬
‫نسيت ول توانيت عن شي لكن اشياء ثانية كانت تهمني‪ ..‬إلى ان اليوم اللي ييت فيه انت وخليتني افكر وارجع‬
‫واذكر‪ ..‬كنت مرتاحة بالوضع اللي قاعد يصير معاي لكنك انت اللي عقدته علي‪...‬‬

‫تم يناظرها بهدوء وهو مستمع‪ ..‬والقهر والغيـرة تنهش فيه مثل الصقر ‪ ..‬ل تلومونه‪ ..‬يحبها ويغار عليها من‬
‫ذرة الهوا‪..‬‬

‫فاتن تكمل‪ ..:‬ييت بسالفة الجامعة وانا على مضض قبلتها‪ ..‬ويوم قبلتها ييتني بطلب ثاني‪ ..‬اصعب طلب يمكن‬
‫مر بحياتي‪ ..‬الزواج منك‪ ..‬انا يوم طلبت مني الزواج ما فكرت فيك بالزوج؟؟؟ فكرت بالزواج نفسه‪ ..‬تصدق‬
‫ان قلبي رق على حالك انك راح تتزوج بنت تحب واحد ثاني غيرك‪ ..‬او يمكن في يوم من اليام وهبت مشاعر‬
‫معينة لشخص غير زوجها‪ ..‬انا ظنيت هالشي غير عادل واجرام بحقه‪ ..‬رفضت في بادي المر‪) ..‬كملت بحيااا‬
‫وهي تتجاهل عيونه( بسببك‪ ..‬لن شي معين فيك كان يوترني‪ ..‬يخليني غير راسية على قرار‪ ..‬وكاني بلااا‬
‫تفكير وبل عقل وانا رفضت هالشي‪ ..‬رفضت اكون بل عقل‪ ..‬بعدين قبلت‪ ..‬على أمل ‪)..‬بخجل تطالعه( انك‬
‫انت ترفض‪...‬‬

‫ابتسم مسـاعد في ويهها علمة على استحالة هالشي‪ .‬لنه لو يا يذكر نفسه باول خطبته لفاتن يذكر البحر‬
‫اللي غرق نفسه فيه‪ ..‬شلون ان البحر نفسه ولجته ما منعته من هالشي‪ ..‬فكيف امل بسيط يشعشع في قلب‬
‫بنت ظنت انها مغرمة راح يمنعه؟‬
‫كملت فاتن وهي تحس بالدوار والثقل بعيونها‪ ..:‬واستمرت الحال‪ ..‬وصارت الخطبة‪ ..‬ومن بعدها الملج‬
‫الرســمي‪ ..‬وانت تعرف باقي القصة‪..‬‬

‫مساعد وهو يدور على شي في ويهها لكنه ما لقى ال شفافيه عيونها اللي يتخلل لها الشخص‪ ..‬وتوه بيتكلم لها‬
‫ال سمعها تتكلم من يديد‪..‬‬

‫فاتن وهي تناظر الفراغ جدامها‪ :‬بالليلة اللي شفتني اكلمه‪ ..‬ما كانت هذي اخر مرة‪ ...‬يوم قررت اني‬
‫اتزوجك‪ ..‬شفته بعد بالصدفة )كلمها كان انسيابي وكانها ما تتمنى انه يصدقها او ل( وسألني‪ ..‬وقلت له‪..‬‬
‫جرحت مشاعره‪ ..‬جرحت مشاعره عشان يفهم اني مستحيل اكون له‪) ..‬تناظره بعيون كسيرة وهي تبتسم‬
‫بضعف( ما ظن تعرف شنو شعور التجريح عشان النقاذ‪..‬؟؟ مووو؟؟‬

‫هز راسه بالنفي وهو يذكر عالية بهذيج اللحظة‪ ..‬على مرضها ال انها ما صدته بيوم‪...‬‬

‫وكملت فاتن‪ ....:‬جرحته عشان انقذه من هالوضع‪ ..‬عشان ما يضيع اوقات من حياته وهو يتندم او يتحسف او‬
‫يتحسرر‪ ...‬النصيب مكتوب بيد الرحمن‪ ..‬واللي يصير بهالدنيا كله مسلسل ومتعاقب ومكتووب قبل ل ننولد‪..‬‬
‫مساعد بعد وقفه تفكير بسيطة تخللها تساقط الثلج بالهدوووء‪ ..:‬حبيتيــه؟‬
‫التفتت له فاتن بابتسامة واهنة ‪ :‬بعد كل هذا تسألني؟؟ ان كنت حبيته ول لء؟‬

‫مثل الحربة انغرست دمعاتها بقلبه‪ ..‬اعترافها الكسير بحبها لهالشخص‪ ...‬حبت شخص ثاني غيري‪ ....‬يا الله‪..‬‬
‫ما اكره هالشعور اللي يمر فيني‪ ..‬وكان مالي لزمة بهالوجود‪...‬‬

‫بانشغاله بنفسه ما حط باله على فاتن اللي كانت تسجب الدمع حار على وجنتيها‪ ..‬وكأن ألم الماضي رجعت‬
‫لها ولكن بعزاء ورثاء على حالها‪ ..‬وبنفس الوقت قلبها الجريح يبكي الحب الجديد اللي يعمر في خفوقها مثل‬
‫الطير اللي من ويه مساعد وملمحه يبين ان راح ينقتل من المهد‪ ..‬لكن ما على الخسارة اي عتب ‪ ..‬كل هذا‬
‫مقدر ومكتوب‪..‬‬
‫وان كان مقدر ومكتوب اني احب مساعد وهو ما يحبني عادي‪ ..‬تحملت قبل وبتحمل الحين‪ ..‬الله خلقني من‬
‫كتلة صبر‪ ..‬واذا فقدت صبري ابكي‪ ..‬ابكي حتى مايريحني ربي من بكائي وعنائي‪..‬‬

‫حطت راسها بين ركبتيها وهي تنوح بهدوء الملئكة ومساعد يراقبها من غير ما يتحرك ول خطوة؟‪ ..‬كان يعرف‬
‫انها تبجي ‪ ..‬ومو بس تبجي‪ ...‬ال تنزف من قلبها‪ ..‬ولكن شي بوضعيتها اهو اللي خله يستكين مكانه‪ ..‬اهي‬
‫نفس الوضعية اللي كان يحط نفسه فيها ليالي طويلة يبكي فراق روح عالية عن روحه‪ ..‬تم يراقبها وهو مو‬
‫عارف هل يروح لها ويواسيها ويوقف عنها هالنوح‪ ..‬ول يخليها تطلع ما انكبت في قلبها فترة طويلة لحتى ما‬
‫تستريح وتستكين ‪ ..‬الخيار الثاني كان افضل‪ ..‬لكن مو قدام عيونه‪ ..‬لنه ما يقدر يستحمل دمعتها‪..‬‬

‫رفعت فاتن راسها وهي تمسح عيونها براحة يدينها مثل الصغار‪...‬‬
‫ولكن رجفة البكاء ما خلتها وهزتها بعنف‪ ...‬لملمت نفسها على بعضها‬
‫وتمت قاعدة وهي تناظر الثلج وهو يتساقط بطريقة عذبه وجميلة تختلف‬
‫عن مشاعرها بهذيج اللحظة‪ ..‬وفجاة!‬

‫تقدم مساعد صوبها وهوو يمد يده لها بابتسامة عذبه‪ ..‬ما تظن انها فيوم شافته بهالحلوة وهالجمال‪ ..‬والطيبة‬
‫تشعشع من عيونه مثل البريق العجيب‪ ..‬كانت يده ثابته وراسخة تصوير عن حياتها اللي راح تستمر ان قبل‬
‫فيها مساعد بحياته مرة ثانية‪ ..‬ومده ليده ااهو استعداده لستقبالها من يديد‪...‬‬

‫مدت يدها بهدوء اليه‪ ..‬ووقفت بمقابلته‪ ..‬مسكها بحنانه وعطفه ورعايته‪ ..‬باسها بين الحاجبين بهدوء‪ ..‬وقربها‬
‫من صدره مثل الب الحاني ولمها‪ ..‬ومن كثر تأثير الموقف عليها بجت فاتن مرة ثانية بحظن مساعد وكانها‬
‫تحظن ابوها‪ ..‬تمسكت به بقوة وما خلته ال بعد ما فرغت اللي فيها بصعوبه‪..‬‬

‫تم يمسح على راسها وهو يهدي فيها والووش تطلع من بين شفايفه بحب ورضا‪ ..‬من اهو عشان يحكم على‬
‫هالمسكينة‪..‬؟؟ ل ينسى نفسه ضحية فقدان الحب لمدة سبع سنوات من غير اي حاسية على الستمرار‪...‬‬
‫ولكن اهي‪ ..‬تمت بهالوضع اكثر من سبع سنوات واهي تحلم وبلمح البصر‬
‫اختفى كل هذا‪ ..‬مو أنا السبب ول احد ثاني‪ ..‬مثل ما قالت‪ ..‬حكمة رب العالمين وقدرنا المرسووم ‪...‬‬

‫بعد ما رفعت راسها عن صدره وهي تعتذر عن الدمع اللي لعوزت فيه القميص‪..‬‬

‫مساعد وهو يناظرها بعيونها‪ ..:‬ابي منج شي فاتن‪...‬‬


‫فاتن وهي تناظره باهتمام‪ :‬اطلب‪ ..‬اللي تبيه‬
‫مساعد وهو يبتسم لها‪ ...:‬كلمـة‪ ...‬من اربعة حروف‪ ..‬وبس‪..‬‬

‫ابتسمت له بشقاوة‪ ..‬وكأنها ما تبي تفرحهه بهالشي‪ ...‬وبهدوء تحركت عنه ووقفت بروحها على بعد مسـافة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬لزم يعني؟‬
‫مساعد بابتسامة الشقاوة اللي على محياها‪ ..:‬شرايج؟؟ هالشي مهم‪ ..‬ول ل‬
‫فاتن وهي تعقد ذراعينها على صدرها‪ :‬ماظنها مهمـة‬
‫ابتسم لها وتراجع عنها وكانه طالع من الحجرة‪ :‬بس عيل انا مالي قعدة هني‪) ..‬يلتفت لها قبل ل يطلع( اذا‬
‫حسيتي نفسج بتقولينها‪ .‬تعرفين وين تلقيني‪..‬‬
‫فاتن بابتسامة وبجرأة‪ :‬واذا قلت لك اني بغيابك بعد القاك‪..‬؟؟؟‬

‫ل خلص‪ ..‬هذي كانت القشة‪ ...‬وظلت عيونه معانقة عيونها بنظرة الحب السرمدية‪ ..‬ما ابتسم لها ول قال لها‬
‫شي‪ ..‬بريق عيونه‬
‫الخاذ كان الكافي‪ ..‬وبهدوء طلع من الغرفة وسكر الباب‪ ..‬راح عند القنفة اللي بالصالة ونام عليها‪..‬‬
‫بهدوء استسلم الى الراحة وهو يتذكر كلمات فاتن‪..‬‬

‫مرت ربع ساعة من غاب مساعد عن فاتن‪ ..‬واهي اللي النشاط حل فيها بصورة غير طبيعية قعدت تدور على‬
‫الجناط عشان تبدل ملبسها‪ ..‬ويوم ما لقتها بالغرفة راحت الصالة وهي تدور‪ ..‬ما شافت مساعد اللي كان‬
‫راقد مثل الياهل على القنفة ال بعد ما فرت عيونها على شمالها‪..‬‬

‫كان نايم على جنبه اليمين ورجلينه مجفوستين على داخل ويدينه بينهم‪ ..‬وراسه متوسد مخدة الكرسي بكل‬
‫هدوء وكأنه قابل بأي شي بهذيج اللحظة‪..‬‬

‫تقربت منه بكل هدوء‪ ..‬وقعدت عنده وهي تفكر بشكله‪ ..‬عجيب هالنسان‪ ..‬ساعات ينقلب مثل الشايب اللي‬
‫شاف أهوال الدنيا‪..‬‬
‫وساعات لولد ما يعرف من هالدنيا ال البسيط‪ ..‬ليش هالتناقض بشخصيته؟؟ وليش هالسحر الغريب يعمره؟؟‬
‫يمكن لني فيوم من اليام تحاملت عليه وتكبرت على فكره انه يمكن يكون انسان طبيعي عادي له سحره‬
‫الخاص فيه؟؟‬

‫ابتسمت لنفسها‪ ..‬شلون قدرت تتحامل عليه فيوم‪ ..‬اكيد كانت مينونة‪ ..‬بس الله العالم بظروفها بذيج الفترة‪..‬‬
‫مدت اصابعها الى شفاتها وطبعت بوسه خفيفه عليها ومسحت على خده من بعدها‪..‬‬
‫‪-----------------------‬‬

‫العصر بالديرة‪..‬‬

‫من بعد هذيج المشاحنة بينها وبين مشعل ما شافته سماء مرة ثانية ول فكرت انها تروح له ‪ ..‬يكفيها ما ياها‬
‫منه ومن ينونه اللي بيدمره‪ ..‬اهي ما حطت في بالها شي اكثر من يمكن هلوسة في مشعل‪..‬‬
‫ما كانت تدري ان جنونه هذا تعدى الحدود وصار يفكر باللي اهو العن شي بهالدنيا‪ ..‬الساءة والتجريح‬
‫والتعذيب‪ ..‬صمم مشعل على أفكاره وباللي صار مع سماء خله ولول مرة بحياته يحس بالكره تجاه فاتن‪..‬‬
‫الكل يدافع عنها والكل يعطيها المبررات‪ ..‬وانا الناس ل تكلمت معاي شقالت لي؟؟؟ مينون؟؟ ومو من‬
‫حقك؟؟ يعني اهو من حقها تسوي اللي تسويه؟؟ طيب‪ ..‬بخلي الناس كلها تكشفها على حقيقتها‪..‬‬
‫بخليها تندم على هالتشجيع اللي لقته من الناس عشان تتركني‪..‬‬

‫تحركت سماء من البيت بهدوء وهي لبسة ملبس ثقيلة والشال اللي محليها على راسها‪ ..‬دخلت حدود بيت بو‬
‫جراح وهي تبتسم بهدوء ‪..‬‬
‫اول ما دخلت البيت لحظت الهدوء اللي عام بس صوت التلفزيون الخافت‪ ..‬طلت براسها عند الصالة لقت‬
‫عزيز قاعد يطالع التلفزيون والدفاتر والغراض المدرسية – كالعادة‪ -‬منتشرة حوله وكانه كان يدرس‪..‬‬

‫راحت عنده بهدوء وهو مفتح ثمه يطالع الكرتون بهدوء‪..‬‬


‫سماء بالعدال عشان ل تخوفه‪ :‬عزوووز‬
‫انتبه لها‪ :‬هاا‪)..‬شافها عدل( هل بالسمااا هل‪ ..‬وينج انتي يا لقاطعة طول هاليام؟‬
‫فرحت من اهتمام عزيز‪ :‬فديت عمرك كنت مريضة شوي والحين صحيت؟‬
‫عبد العزيز‪ :‬اهاا‪ ..‬ترى محد بالبيت‪..‬كلهم راحوو بيت خالتي عزيزة‬
‫‪..‬‬
‫سماء ‪ :‬أهااا‪ ..‬الكل الكل ) في بالها كان خالد(‬
‫عزيز وهو يفكر‪ :‬ايه كلهم‪ ..‬بس جراح لا‪ ..‬هذاك بالورشة‪..‬‬
‫سماء‪ :‬اهااا‪ ..‬انزين انا بروح اذا ردو خبرهم اني ييت اوكيك‬
‫عزيز‪ :‬ليش انزين انتي وحدة منا وفينا عادي تعالي بعدين‬

‫سماء ابتسمت على عفوية كلم عزيز اللي يفرح القلب‪ ..‬عمره ما ازعجها ول عور راسها بالعكس كان الخ‬
‫اللي تتمناه كل بنت‪ ..‬فيدت عمره والله‪..‬‬

‫طلعت من البيت وهي تفكر بخالد‪ ..‬يا الله‪ ..‬مادري شلون واقفة الظروف حائل بيني وبينه‪ ..‬من زمان ما‬
‫شفته ول عرفت اخباره‪ ..‬لكن معليه الليلة بييهم وان شاء الله يكون موجود‪ ..‬يلعوزني ويعذبني مثل كل مرة‪..‬‬
‫يا الله ماكو وحدة بالدنيا مثلي‪ ..‬تشتاق لعذابها‪..‬‬
‫=================‬

‫خالد وهو قاعد عند فاضل في بيتهم يتسمع للشرطة اللي قاعد فاضل‬
‫يمكسها ببعض‪ ..‬هندي على عربي‪ ..‬انجليزي على باكستاني‪..‬‬
‫هالسوالف‪..‬‬

‫تم خالد ضايع بالحيرة اللي اهو فيها وفاضل اللي كان مشغول لدرجة انه ما انتبه للي قاعد يصير ويا خالد‪..‬‬
‫واذا كلمه قال له ) اسمع اسمع‪ ..‬اووووف ‪ ..‬اسمع هالبيت‪ Yeah yeah ..‬اي جذي‪ (...‬ويرد لللحان الي اهو‬
‫ضايع فيها‪ ...‬وخالد بنفس الحال‪ ...‬منسدح نص سدحة وفي خياله طيف واحد‪ ...‬سماء ول احد غيرها‪...‬‬

‫بداية الشي حس ان الوضع شوي عادي والحمد لله لفترة اقتصر عليه اهو بس‪ ..‬بس الحين اهي طلعت من‬
‫المستشفى وصارت متواجدة بنفس المكان وياه‪ ..‬وعاجل او اجل راح تكون موجودة بعد في البيت‪..‬‬
‫شلون بقدر اتحمل وجودها وكلم خالتي في بالي مثل العاصفة او الدوامة‪ ..‬شلون؟؟ ماقدر اتصور نفسي‬
‫متجاهل لها او لوجودها او ما احس حتى بها‪..‬‬

‫الحيرة هذي وصلت المرارة له‪ ..‬حس ان حياته صعبة وما يقدر يتنفس ذرة من الهوا‪ ..‬الهموم اللي مثقله‬
‫صدره ما تخليه يحس بالراحة‪..‬‬
‫قبل بالوضع اول لنه يوم تحاسب مع نفسه حس ان الشي غلط يصير تحت سقف بيت عمه وخالته اللي ما‬
‫لقى منهم ال الخير‪ ..‬بس اهو شسوى؟ ؟ذنبه انه حب يعني؟؟ انزين ولو كان غلطان بهالشي والكل متفق‬
‫عليه‬
‫أهي ليش تبيني اترك سماء‪ ..‬وليش قالت لي ان السما عمرها ما تلتقي بالرض‪ ..‬سماء مو جذي‪ ..‬عمرها ما‬
‫تكلمت لي عن وضعها الجتماعي او موقفها او حتىى اهمية هالشي بالنسبة لها‪ ..‬اهي قبلت تقعد ويانا لحظات‬
‫طويلة ببيت عمي يوم كان مو قد المقام وما تذمرت او قالت شي‪ ..‬بالعكس‪ ..‬لحظاتها معانا كانت اطول من‬
‫بيتها‪ ..‬يا اللله وش هالحيرررررررة‪..‬‬

‫ووسط هالوضع زفر زفرة طويلة من عمق قلبه‪ ..‬حتى ان فاضل حس فيها‪..‬‬
‫وانتبه له وسكر كل شي ‪..‬‬

‫فاضل بتساؤل‪ :‬علمك؟‬


‫خالد يناظره‪ :‬شنو؟‬
‫فاضل‪ :‬تتنهد؟؟ خير عسى ما شر؟؟‬
‫خالد وهو يتهكم‪ :‬توك منتبهلي يعني؟؟ حط بالك على الميكسات ل يفوتك شي‪ ..‬انا بطلع الحين‬
‫توه بيوقف خالد ويطلع ال فاضل يوقف له‪ ..:‬علمك انت؟؟؟ شفيك ؟؟‬
‫خالد بعصبية‪ :‬والله مو حالة وياك‪ ..‬اييك تقعد تحط بالك على الميكسات ومثل الحمار واقف جدامك وانت ابد‬
‫ما همك شي‪ ..‬ياخي قولها بالويه ل تيني وخلص ياااااه‬
‫استغرب فاضل من نبرة خالد لكن اهو يعرفه زين‪ ..‬خالد مايقط حجي ويجرح ال اذا كان مهموم او معصب‪...‬‬
‫فما حط باله فاضل على كلم خالد‪..‬‬

‫فاضل‪ :‬اقعداقعد هني وقول لي شفيك‪..‬‬


‫خالد اللي ما رضى يقعد‪ :‬ل حشى علي ان قعدت‪ ..‬بروح خلص‪..‬‬
‫فاضل وهو يرميه على الكرسي‪ :‬انثبر مكانك ل بارك الله في هالخشة‪ ..‬يالله تحجى بسرعة وقول لي‪..‬‬
‫شفيييــك؟‬
‫خالد وهو معصب‪ :‬مافيني شي‪ ..‬شفيني بعد‪ ..‬ما فيني شي‪ ..‬ول شي‪ ..‬ذرة احساس وذرة شعور مافيني‬
‫شتبي مني انت هاااا؟؟‬
‫فاضل اللي ابتسم له بتخفيف‪ ..:‬السالفة فيها بنت النهيدي؟؟‬
‫خالد وهو يناظره بقهر ويفجر الي انكبت فيه‪ ...:‬من يوم دخلت حياتي هالبنت وانا مالقيت طعم للهنا ول‬
‫الرااحة‪ ..‬مو يوم ما عرفتها وانا مهيم وضايع ومو عارف شسوي‪ ..‬حركة اسويها احسب لها الف حساب‪ ..‬واذا‬
‫ما حسبت طااااح كل شي فوق راسي‪..‬‬
‫فاضل بابتسامة‪ :‬يعني صج؟؟ انت تحبها؟‬
‫خالد‪ :‬انا حبيتها وفرغت من حبها بعد‪ ...‬انا ما احبها الحين انا ماقدر اعيش من دونها‪...‬‬
‫فاضل‪ :‬وهذا اللي هامك وباط جبدك ومخليك عصبي جذي؟‬
‫خالد وهو يريح راسه للكرسي‪ :‬خالتي ‪ ..‬خالتي خالتي وكلمها‪..‬؟؟‬
‫فاضل باستغراب‪ :‬خالتك شدخلها بالموضوع‪..‬‬

‫وقال خالد لفاضل كل شي بالتفصيل ‪ ..‬وبعد ما سكت لفترة خمس دقايق عقب خالد على السالفة بغصة‬
‫خالد‪ :‬ليش انا فاضل ليش؟؟ والله انا ما سويت شي بحياتي‪ ..‬حرام يعني اتهنى واحب وانحب؟؟ عشان توقف‬
‫في ويهي اغلى انسانة بحياتي كلها‪ ..‬اللي لو تطلب دمي عطيتها اياه من غير تفكير؟؟ حرام يعني والله‬
‫حرام؟؟ انا ماستاااهل وربي ما استاااهل‪) ..‬غاب صوته من القهر اللي فيه(‬
‫فاضل هز راسه وابتسم‪ :‬صج انك اجبن انسان شفته بحياتي‪..‬‬
‫انصدم خالد على كلم فاضل‪ ..:‬ليش يعني؟؟ لني افكر بخالتي قبل ل افكر بنفسي‬
‫فاضل وهو يناظره على جهة‪ :‬بسألك؟؟ انت عمرك فكرت بنفسك؟؟ صج صج ‪ ...‬تحس انك فكرت بحياتك‬
‫بيوم؟؟؟ يوم بالمدرسة كنت تنضرب وتضرب عشان ولد خالتك‪ ..‬ويوم كبرنا كنت دايما وياهم واول باول‬
‫بمشاغلهم‪ ..‬ويوم مات عمك وقفت لهم وقفة الولد قبل ما تكون ولد الخالة‪ ..‬وسمحت لنفسك انك تتعذب‬
‫بسفر بنت خالتك وقبلها خطبتها لواحد غيرك‪..‬انت يوم سويت هالشياء فكرت بنفسك؟؟؟؟‬
‫سخط خالد من كلم فاضل ووقف بعصبية‪ :‬شفيك انت شقاعد تقول؟؟ انا ما فكرت بنفسي بهالمواقف اللي‬
‫تقولها لن افضال بيت عمي اكبر من تحملي‪ ..‬صراحة ما في عايلة بهالزمن بتتحمل واحد وياهم فوق اللي‬
‫عندهم وبتربيه وبتهتم فيه وبأموره مثل ما اهتمو لي‪ ...‬صراحة انا ما اقبل بكلمك لني يوم سويته سويته‬
‫عشان ارد جميلي‬
‫فاضل بدهشة‪ :‬على حساب نفسك؟‬
‫خالد‪ :‬ولو على حساب رروحي‬
‫فاضل وهو مستغرب وعاقد حواجبه ويوقف‪ :‬ماظن ان لو اهل بيت عمك سمعوو كلمك بيوافقوونك‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬شلون؟‬
‫فاضل‪ :‬ما راح يقبلون بكلمك لنك بكل صراحة تبينهم اغراب وهم اقراب‪ ..‬ليش تقول انك ترد جميل؟؟ الي‬
‫يرد الجميل يرد جميل بفعل خير ‪ ..‬مو باهلك نفسه‪ ..‬الخير ينرد بالخير‪ ..‬مو انك ترد جميل بانك تأذي نفسك‬
‫وقلبك ومشاعرك؟؟ مو حـالة هذي‪ ..‬ياخي انت من وين تفكر؟؟‬
‫خالد وهو محتار‪ :‬انت ما تفهم فاضل‬
‫راح له ومسكه من جتفه‪ :‬ال افهمك اكثر من نفسك‪ ..‬خالد‪ ...‬فكر بعقلك‪ ..‬وفكر بنفسك ولو لمرة يا حبيبي‪..‬‬
‫مثل ما انت متوله على الناس وان كانو يستاهلون مثل بيت عمك ترىىى محد بيتوله عليك‪.‬صدقني‪ ..‬انا ارفيجك‬
‫واقول لك‪ ..‬هالززمن ياحبيبي كل من يبكى على ليلاه‪..‬‬

‫ما حب خالد كلم فاضل له وظل يرن في اذنه طول الدرب لبيت خالته‪..‬‬
‫ماقدر يصدق ان فاضل صديقه يقول جذي‪ ..‬ليش ما يصدق؟؟ وليش لزم يطلع كلم ارفيجه غلط‪ ..‬الناس‬
‫بشر وماهي ملئكة‪ ..‬يمكن اهو غلط يوم حط نفسه في موقف المضحي دايما‪ ..‬يمكن كان عليه انه ينادي‬
‫بحقوقه لو بغى ما يصير انه يسكت‪ ..‬الساكت عن الحق شيطان‪ ..‬لو كان يحس بسماء كحق من حقوقه محد‬
‫راح يوقف في دربه وحتى خالته اللي – اكيد تتمنى له التوفيج‪ -‬قالت له اللي قالته‪ ..‬قالته اكيد عشان مصلحته‬
‫وعشان مشاعره لكن لزم يبينلها ‪...‬‬

‫وقف السيارة عند بيت خالته عزيزة وهو في دوامة اعنف من الحيرة‪ ..‬ولكن حاول انه يثبت نفسه ويسكن‪..‬‬
‫لحتى ما يدور حل لنفسه في هالمسألة‪..‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫‪--------------‬‬
‫هيام اللي كانت قاعدة وفاجة الكمبيوتر جدامه وتجيك الليست اللي عندها تشوووف حمد ان جان اون لين ول‬
‫لء ما توفقت‪ ...‬مسكر مسنجره وما شغله يمكن ليوم كامل‪ ..‬مو من عوايده‪ ..‬على القل ظنت انها بتلقى‬
‫منه ايميل يستفسر فيه عن صحتها وعن سفرتها اللي تعفست من شافت فيها زياد‪ ..‬ورؤيا الغريبة من نوعها‬
‫تلحقها كل مكان ومللتها‪..‬‬

‫تمت تراقب اللبتوب في جلسة المانيكيور المنزلية وياها بس تعترف انها استمتعت بنص سوالفها‪ .‬وضحكت‬
‫وقت اللي كان لزم تضحك‪ ..‬وفجأة دخل احد على المسنج ولحظت هالشي رؤيا وناظرت هيام‬
‫رؤيا‪ :‬فارس احلمج اللي تنتظرينه دخل‪..‬‬
‫على طول هجمت هيام على اللب توب يوم شافت اللي قالت عنه رؤيا‪..‬‬
‫لكن ما كان احد غير كريستي‪ ..‬اللي على طول دخلت على هيام تسأل عنها‪ ..‬تمت تستفسر عن احوالها وهي‬
‫تجاوبها بروح خايبة شوي‪ ..‬وبدأ الحوار المشوق‪..‬‬
‫الحوار مترجم‪..‬‬
‫‪) Snowwhite‬كريستي(‪ :‬هيام ما دريتي؟؟‬
‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪ :‬شنو ما دريت؟ شصار؟‬
‫‪ :Snowwhite‬زياد بنيويورك‪..‬‬
‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬اولد نيوووز دريت من زمان‬
‫‪: Snowwhite‬شلون دريتي‪..‬؟؟‬
‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬شفته بالسنترال بارك‪ ..‬باي جانس‪..‬‬
‫‪: Snowwhite‬اممممممممممممم وكل هذا من ورانا؟؟ تظنين ليش اهوو رايح هناك‬
‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬والله يروح محل ما يروح انا ما يهمني‬
‫‪: Snowwhite‬متأكدة‬

‫تنهدت هيام لنها اكبر جذابة‪ ..‬ما تنكر انها كانت ‪ over the moon‬يوم شافت زياد بنيويورك‪ ..‬لكن ما تنسى‬
‫بعد الكدر اللي هي تمر فيه على غياب حمد‪..‬‬

‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬انزين شخباركم وشخبار القايز‬

‫وبدت كريستي تسرد سوالف الشباب واللي يسوونه بهالجازة‪ ..‬طبعا كريستي تعرف عن سالفة زياد لن عبد‬
‫الرحمن خبرها لكن حلفت انها ما تذكر شي عن هالموضوع جدام هيام لتعليمات زياد الصارمة‪..‬‬

‫‪ Snowwhite‬وانتي؟؟ شبرنامجج؟‬
‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬والله ‪ boring‬في ‪ boring‬بس شنسوي اتحمل‬
‫وانتي شخبارج ويا عبد الرحمن‬
‫‪ Snowwhite‬عال العال‪ ..‬بسألج؟؟ حمد شخباره؟‬
‫هيام ويه تتنهد تذكرت حمد وسوالفه وظاق صدرها ‪ :..‬للحين ما شفته اون لين‪ ..‬من ييت نيويورك ‪..‬‬
‫‪ Snowwhite‬اكيد بععد السفر متعبه‪..‬‬
‫استغربت هيام ‪ ::.‬سفر؟؟ ليش انا قلت لج انه مسافر‬

‫صمت طويل مضت فيه كريستي تخللته اساله هيام لها ‪ :‬وينج؟؟؟ كريستي؟؟ ‪ hello‬كريست وينج؟؟‬
‫‪: Snowwhite‬هل هل انا معاااج!!‬
‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬انا متى قلت لج ان حمد مسافر‪..‬‬
‫‪ Snowwhite:‬اااه‪ ..‬ل بس انا تصورت انه يمكن مسافر ول شي‪ ..‬من جذي قلت لج اللي قلته لكن انتي ما‬
‫عليج مني‪ ..‬قوليلي شخبااارج؟؟ طيبة؟؟‬

‫سكتت هيام‪ ...‬هذي ثاني مرة ينغز احد لها عن سالفة حمد‪ ..‬اول شي وياا عبد الرحمن والحين ويا كريستي‪..‬‬
‫وما وعت من تساؤلتها ال كريستي تارسة لها الصفحة باستفسارات عن غيابها البسيط‪..‬‬

‫)تسافر وانت ساكن بالحنايا‪ ..‬وترجع وانته في عمري وحالي (‪:‬بقول لج قصة كريستي‪..‬‬
‫‪: Snowwhite‬وااااااو‪ ..‬قولي من زمان ما سمعت قصص‪ ..‬بس ان شاء الله حلوة‬
‫هيام اللي قلبها كان يتنافض من الحمق‪ : ..‬يمكن تعجبج‪ ..‬هذا واحد ووحدة معجبين ببعض لكن اعداء بعض‪..‬‬
‫وهذا الواحد عشان يتطنز ويستهبل على البنت وكانه مقصر بحقها اتخذ شخصية يديدة وتعرف عليها وكمل‬
‫تمثيليته عليها‪ ...‬تظنين هالقصة مألوفة ول لء‪..‬‬

‫كريستي وصمتها كانو غريبين‪ ..‬ومثل الجمر اللي تتقلى عليه هيام بقلة صبرها‪ ..‬انتهت مهلة التفكير عن‬
‫كريستي وسكرت هيام النت في ويهها وهي معصبة ومكفهره‪ ..‬طلعت من دار رؤيا وهي معصوفة باللي‬
‫فيها‪ ..‬لو تشوف زياد جدامها جان كسرت اللبتووب على راسه‪..‬‬

‫قعدت على السرير وهي تتذكر اول ايام حمد وياها‪ ..‬شهرين من عرفته‪ ..‬وسوالفه‪ ..‬اسلوبه‪ ..‬احساسها انه‬
‫قريب ومعروف عندها‪ ..‬لكن تكراره الكثر من مرة انه في الخليج ووصفه الدقيق خلها تحس انها يمكن‬
‫غلطانة‪ ..‬لكن اهي ما حط في بالها انها عمرها ما كانت غلطانة تجاه شي‪ ..‬ول شي‪ ..‬طول عمرها‪..‬‬

‫رددت بينه وبين نفسها انها تكرهه‪ ..‬وانها لزم تثأر لنفسها منه‪..‬‬
‫لمتى بظل يتطنز عليها‪ ..‬اهو شنو راح يستفيد منها اذا اختلق شخصية يديدة؟؟ صج انه مريض نفسيا‪ ..‬وعلى‬
‫طول رن تلفونها ال كريستي المتصلة‬

‫هيام على طول مسكتها‪ :‬حمد اهو زياد صح؟؟؟‬


‫كريستي‪ :‬هدي بالج يا هيام والله ما يسوى عليج‬
‫هيام وهي تحس بالتفجر بداخلها‪ :‬كنت ادري‪ ..‬والله كنت ادري بس تغيبيت على نفسي‪ ..‬ظنيت اني يمكن‬
‫اكون غلطانة ‪ ..‬ياربي‪ ..‬والله قهررر‪ ..‬والله قهررر‬
‫كريستي‪ :‬ارجوج هيام ممكن تهدين وتسمعيني‪...‬‬
‫هيام‪ :‬اسمع شنو؟؟ بتدافعين عنه؟؟ وانتي مشتركة وياه‪ ..‬من المفروض انج تكونين صديقتي‬
‫كريستي‪ :‬تراج مللتيني‪ ..‬ما تهدين يعني تخليني اتكلم لج واقو للج كل شي‪..‬‬
‫هيام‪ :‬شبتقولين يعني شبتقولين‪..‬‬
‫كريستي ‪:‬بقول لج انج ايستي بزياد لدرجة انج خليتيه يتبع هالخطوة الغبية من نوعها ولكن الحلوة‪ ..‬كان يبي‬
‫قربج لو شنو صار فيه لكنج ما سمحتي له حتى بهالشي‪ ..‬وما حس ان له سبيل غير هذا‪..‬‬
‫وعبدالرحمن اللي عطاه اليميل‪ ..‬وهو دخل عليييج بشخصية حمد عشان يقدر يتقرب منج‬
‫سكتت هيام‪ ..‬صج ان الموضوع من حقه انه يفرحها لكن حركة زياد ل تغتفر‪ ..‬والثأر اهو حلها الوحيد‬

‫هيام وهي تنهي المحادثة‪ :‬كريستي انا بخليج الحين ماقدر افكر عدل‪ ..‬ارد عليج بعدين‬
‫كريستي‪ :‬ل تطولين‪ ..‬باي‬
‫هيام ‪ :‬باي‬

‫سكرت هيام وهي تحس ان راسها متصدع‪ ..‬من هالسالفة وثانيا من ريحة الصبغ‪ ..‬وتمت في دارها وهي‬
‫اسيرة التفكير بحل ويا زياد ‪ ..‬لن هالموقف ما ينسكت عليه‪ ..‬ولزم تطلع بحل وياه‪..‬‬
‫=================================‬
‫انتظرت سماء المغرب بفارغ الصبر مع انها كانت مشغولة باغراضها المدرسية‪ ..‬تمت تتصل في بنت تعرفها‬
‫بالصف عشان تزودها اول باول عن المواد اللي فاتتها‪ ..‬شادة حيلها بالحيل هالمرة وما تبي تخسر على روحها‪.‬‬

‫تمت تحل واجباتها وهي تحس بالزكام الخفيف والحمى اللي تلشت منها‪ ..‬تمت تتنفس من ثمها لنسداد‬
‫الجيووب لكنها احسن من قبل بوايد‪ ..‬طلبت من الخادمة انها تييب لها الكل بدارها لن مالها طاقة تجابل احد‬
‫من هالبيت‪ ..‬ل مشعل ول أمه‪ ..‬وبعد شوي بتروح بيت خالتها عشان تزورهم وتلقى الوقت اللي اهي تستمع‬
‫فيه‪..‬‬

‫وكان دعواها استجابت‪ ..‬وكاهي الواجبات تخلص‪ ..‬والكل كلته كله‪ ..‬شالت عمرها ولبست نعالها وبعدها‬
‫بملبسها الثقيله‪ ..‬لمت شعرها بذيل الحصان والشال على راسها طلعت من البيت‪ ..‬طبعا كانت ام مشعل‬
‫قاعدة في الصالة بس ول وحدة من اثنتين عطت الثانية اعتبار‪..‬‬
‫وبفرحة راحت سماء داخل بيت ام جراح ‪..‬‬

‫فجت الباب وهي تبتسم في ويوه اللي قاعدين‪ ..‬شافتهم عاديين جدا ‪..‬‬
‫ال ويه واحد من شافها تم متصلب عليها‪ ..‬كان اهو محد غيره‪..‬‬
‫خالد‪ ..‬اهدته اروع ابتسامة يمكن تهديها لحد‪ ..‬وهو شسوى؟؟ تجاهل هالبتسامة ونزل عيونه واستاذن من‬
‫اللي قاعدين وراح فوق‪..‬‬

‫اما ام جراح اللي شافت سماء راحت لها ولمتها وحمدت الله على سلمتها‪ ..‬مع انها معصبة منها بس حملت‬
‫خالد ذنب الغلطة كلها‪..‬‬

‫سماء كانت مثل الخلجة اللي مافيها روح‪ ..‬من تجاهل خالد ابتسامتها وراح فوق وهي مو في حالها‪ ..‬حست ان‬
‫النقزات تتسارع لقلبها ‪..‬‬
‫شفيه خالد؟؟ زعلن من شي؟؟ شفيه مويم وما يرد ابتسامتي‪..‬‬
‫بعد ما خلى الجو من ام جراح الي راحت للمطبخ استلمت سماء مناير‪:‬‬
‫سماء‪ :‬منور؟؟ علمه خالد‬
‫مناير بهمس‪ :‬والله مادري شفيه ‪ ..‬من امس ‪ ..‬امم‪ .‬اول امس وحالته ما تسر الواحد‪ ..‬مادري يمكن مطقوق‬
‫على راسه ول شيزز‬
‫سماء وهي متوجسة بالشر‪ ..:‬فيه شي يعني؟؟ احد مزعله‬
‫منايرو هي تفكر‪ :‬على حسب علمي لا‪ ..‬بس خالد جذي مزاجي‪ ..‬ومحد يعرف له زين‬
‫سماء المتشككة‪ :‬أهااا‬
‫ما سرها اللي قالته لها مناير وحست ان السالفة اكبر من جذي‪ ..‬كان البؤس بعيون خالد اعظم من اي ش‬
‫يمكن تشوفه‪ ..‬وكأنه فاقد‪ ..‬وكأنه مو فرحان لني موجودة‪ ..‬وكأنه متلوم فيني ول شي‪ ..‬وانا اللي توقعته‬
‫بيرفح لجيتي‪ ..‬الظاهر اني كنت غلطانة‪..‬‬

‫تمت سماء طول الليلة وهي تنتظر شي من خالد لكنها ما قدر تتلقى ال تجاهله التام‪ ..‬حتى على العشا ما‬
‫حضر‪ ..‬وهذا اللي ظيقها اكثر‪ ..‬وحست انها اهي السبب اللي ما خله ينزل‪ ..‬اسـتأذنت بهدوء من خالتها اللي‬
‫ما اعترضت وتركتها على راحتها‪ ..‬ويوم بتطلع من البيت كان جراح في ويهها‬
‫ابتسم لها بحرارة‪ :‬حيا لله من يانا‪ ..‬حمد لله على السلمة‬
‫سماء بابتسامة مصطنعة‪ :‬الله يسلمك‬
‫جراح‪ :‬شلونج سماء الحين عساج ابخير‪..‬‬
‫سماء وهي تتحاشى عيون جراح بنجاح‪ :‬الحمد لله احسن الحين انت شخبارك؟‬
‫جراح‪ :‬والله الحمد لله‪) ..‬طل براسه داخل البيت( شفتي خالد؟‬
‫وكأن السؤال طعنها وبانت ملمح اللم على ويهها‪ ..:‬اي شفته‪ ..‬عن اذنك جراح بروح البيت‪..‬‬

‫ومن غير اي انتظار لعذر جراح راحت سماء البيت وهي تحمل بصدرها قلب مذبوح‪ ..‬ما تدري شالسالفة ول‬
‫شفيه خالد عليها متحامل؟؟ يا الله بس يطلعنا من هالسالفة‪..‬‬

‫يوم دخلت البيت لقت ابوها قاعد ويا امها وما اعتبرت كالعادة لهم‬
‫‪ ..‬بالنسبة للثنين كان هالشي مجرد فاصل للكلم اللي كان يدور بيناتهم‪ ..‬وطبعا كان عنها اهي‪ ..‬واستغلت ام‬
‫جراح سوء التصرف من سماء بهلحظة حليف لها في كلمها ‪..‬‬

‫ام مشعل بعد ما راحت سماء‪ :‬شفت شلون؟؟ شفت طبايعها واخلقها‪..‬؟؟ يا حبيبي انا ما ابي ال صلح‬
‫البنت‪ ..‬تراها تهمني مثل ما تهمك‪ ..‬وانا مستحيل اسوي فيها شي‪) ..‬بتصنع ممتاز( غالية علي بغلاااوة مشعل‬
‫ويمكن اكثر‪..‬‬
‫بو مشعل وهو يفكر ويتنهد بعمق‪ :‬بس مدرسة داخلية؟؟ ماقدر‪ ..‬قلبي ما يطيعني على هالشي يا سلوى!‬
‫البنت بعدها صغيرة‬
‫ام مشعل وهي تحقد عليه من داخلها‪ :‬احســـن‪ ..‬من وهي صغيرة نمكسها ونلجمها ونعدل اخلقها‪ ..‬ول تبيها‬
‫تكبر وما عندها اي استعداد لكل هالشيااء‪..‬؟؟‬
‫قام من على الكرسي وهو بعده يفكر‪ : ..‬خليها تعدي هالفصل الدراسي وان شاء الله خير‪ ..‬انا بروح انام‬
‫الحين على هالفكرة وان شاء الله ارد عليج خبر‪ ..‬بس هاا سلوى‪ ..‬ما ابيج تضغطين عليها ول تخبرينها‬
‫ام مشعل وهي توقف ويا زوجها‪ :‬مينونة قالولك؟؟ مخدية؟؟ ل ‪ ..‬انا بنتظرك ترد علي وبعدين نفتح انا وانت‬
‫الموضوع معاها‪) ..‬ابتسامة عذبه( عشان تحس ان لها ام وابوو يخافون عليها‪..‬‬

‫سكت بو مشعل وعقب على كلمها بروحته للدري‪ ..‬ركب لداره وسكر الباب عليه‪ ..‬اما سلوى اللي ظلت في‬
‫وسط الصالة تضمر اقوى الشرور تجاه سماء اللي ما سوت لها شي بهالدنيا‪ ..‬وكأن بنفس اللحظة رب‬
‫العالمين يعاقبها في من افتخرت فيه وميزته من الناس‪..‬‬

‫بهذيج اللحظة كان مشعل في غرفته وهو وسط الظلم‪ ..‬نور خافت من غرفته يظهر‪ ..‬ويفكر‪ ..‬باجرام شلوون‬
‫يستقبل فاتن ومساعد؟ وشلون يتخلص من مساعد عشان فاتن تكون له من غير اي حواجز‪..‬‬
‫‪--------------------------‬‬
‫حل اليوم الثاني‪..‬‬
‫اليوم التاريخي‪..‬‬

‫الصبح الساعة تسع ونص كان جراح ويا لؤي يفهمه بالضبط شنو لزم يصير في حديقة بيت غزلن ‪ ..‬جراح كان‬
‫واثق من لؤي ومن تفكيره مع انه خبل ومربوش زيادة عن اللزوم بس هذا المطلوب عشان يطفش غزلنوو‬
‫المغرورة‪..‬‬

‫لؤي وهو رابط عدة النجارة على خصره بحزام ويشرب الجاي ويا جراح اللي ما سكت من مساعة للحين‬
‫بالتعليمات‬

‫لؤي‪ :‬والله فاهم لك شعبالك‪ ..‬انا وايد حاط بالي على هالمضوع لني مابي اضيع ول ابي ارتكب الغلط‪..‬‬
‫)ابتسامة مشرقة( بس ابي اروح هناك واشوفها‪ ..‬والله صدقني بتمشي الخطة جذي )يطرق بصوابعه(‬
‫جراح وهو متسند ويطالعه‪ ..:‬يالله عيل انا معتمد عليك‪ ..‬وشوف‪ ..‬ان تبعت كلمي والله زواجك بيكون ويا‬
‫زواجي‬
‫لؤي وهو يفكر باحباط‪ ..:‬بس احنا بعدنا صغار على العرس‪ ..‬جم اعمارنا؟؟ ‪21‬؟‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههه توك تحبها وتبيها‬
‫لؤي‪ :‬ههههههه امزح وياك‪ ..‬هذي لو تبيني اليوم بتزوجها‪ .‬بس راسها يابس‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ياله عيل‪ ..‬روحوو وانا انتظر منك التفاصيل‪ ..‬او النجازات‪ ..‬ما نرضى بشي غير النتصار‬
‫لؤي هو يضحك‪ :..‬والله اللي يسمعك البنت ماكله حللك‬
‫جراح وهو يضمر في نفسه السباب الخاصة لتحمسه‪ :‬لؤي‪ ..‬انا وايد احبك‪ ..‬وابي لك الخير‪ ..‬هالبنت صج‬
‫راسها يابس بس طيبتك كفيلة‪..‬‬
‫لؤي يبتسم بحب‪ :‬بتحبني يا قراح؟؟‬
‫جراح بابتسامة عذبه‪ ..:‬آآآه‪ ..‬اوي اوي‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬يا بعد شبدي انت ‪ ..‬يالله اشوفك بعدين ‪..‬‬

‫طلع لؤي وجراح حاط كل آماله فيه‪ ..‬ومتوقع نتيجة موو الفضل ‪..‬‬
‫طبعا لنه اول يوم لكن مع اليام راح ينجز كل هذا لؤي واحسن بعد‪..‬‬
‫‪------------‬‬
‫غزلن كانت صاحية من الفجر‪ ..‬ويمكن بعد ما نامت من زود الوناسة‪..‬‬
‫تمت تجمل في نفسها وماسك ورى الثاني وشعرها وملبسها اللي جهزتها وكل شي‪ ..‬متجهزة لتواجد جراح‬
‫اللي راح يكوون بمثابة اللتحام‪..‬‬
‫راح تستغل وجوده لصالحها‪ ..‬تقربه منها وتوريه جانبها السنع‪..‬‬
‫تعترف انها في معظم لقاءاتها ويا جراح كانت مبالغة او جريئة لكن الحين راح يلقي منها شي ثاني تماما‪..‬‬
‫عكس اللي كان متوقعه‪ ..‬راح يكون فخووور بها‪...‬‬

‫ولسبب مااا ما تعرفه طرى على بالها لؤي‪ ..‬وتمت تفكر فيه بقرف وازدراء‪ ..‬لكن ما تقدر تتجاهل حقيقة‬
‫سحره وشخصيته الحبوبة حتى وهي بهذاك المزاج‪ ..‬خفة دم لكنه مو من ذوقي‪ ..‬ااااه من جراح اللي ملك‬
‫فيني كل شي‪ ..‬من نظرة وحدة سلمت قلبي له‪..‬‬

‫ضحكت على نفسها بهالكلمات‪ ..‬وردت لستعداداتها الدؤوبة‪..‬‬

‫الساعة عشرررر وتوه واصل البطل لؤي ويا شاحنة الشغل‪ ..‬كان لبس تي شرت اسوود بل ياقة وطويل‬
‫الكمام‪ ..‬بنطلون بيجي وجوتي رياضه مريح‪ ..‬شعره الطويل جاف من فوق ورطب من داخل لنه توه متسبح‪..‬‬
‫لحيته الخفيفة طالعة على اطراف خديه ومزينة شكله والنظارة على عيونه ويا العمال‪ ..‬من هوايات لؤي اهي‬
‫السويرات الجلدية اللي يلبسها‪ ..‬يحبها وما يقدر يستغني عنها‪ ..‬الساعات بعد غرام ثاني له‪ ..‬يحب يحط اشياء‬
‫بيده‪ ..‬حتى يوم كان صغير كان ياخذ مضاعد امه الذهب ويلبسها‪ ..‬مو لن فيه جانب اثنوي ل بالعكس‪ ..‬لكن‬
‫كل ناس واهوائها‪..‬‬

‫دخلوو اهو وفريق النجارة الى داخل البيت وظلو بالحديقة وهو تصرف مثل الملك‪ ..‬مع انه يخبر للنجارة شوي‬
‫لكن شانتنو اهو اللي راح يدير معظم الشغل ولؤي بيطقطق على الخشب وينحت وياهم‪..‬‬

‫يوم وصل خبر وصول فريق العمل الى البيت لغزلن على طول طارت لهم برى البيت ولقت امها رايحة قبلها‬
‫وكانت واقفة ويا لؤي وتسأله‪..‬‬
‫كان عاطي اللي طالع من البيت ظهره ومثل ما قلت قبل ان بنيه جسمه مشابهة لبنية جسم جراح باستثناء‬
‫لون العشر والطول‪ .‬جراح شعره اسوود ولؤي بني غامج شوي‪ ..‬يفتح بضوء الشمس‪..‬‬

‫غزلن ظلت بعجز تنتظر الشخص هذا يلتفت عشان تتاكد منه لن الخوف بدى يزلزل قلبها‪ ..‬رفع لؤي كبس‬
‫من عند خصره من غير سقف له ولبسه‪ ..‬وهو يسولف ويا ام زياد اللي يوم شافت غزلن استاذنت من لؤي‬
‫وراحت لعندها‪ .‬واول ما وصلت عندها قرصتها من ذراعها ودخلتها البيت‬

‫غزلن وهي ميتة من اللم‪ :‬اااااااااااااااااااااااااي يمةةةةة يعورررر‬


‫ام زياد بعصبية‪ :‬لزم يعورج لن لو ما عورج ما بتعرفين شكثر انا معصبة‬
‫غزلن وهي زعلنة من قلب على امها وانصبغ ويهها باللون الحمر‪ ..:‬يمة انتي عمرج ما طقيتي‪ ..‬شالداعي‬
‫اليوم؟‬
‫ام زياد‪ :‬يمكن كانت هذي غلطتي اني ما ضربتج بيووم‪ ..‬لكن من يوم ورايح خلص مالج ال الضرب‬
‫غزلن بزعل كبير‪ :‬ليش ان شاء الله؟؟؟ بنت الخادمة ول ادري‬
‫ام زياد‪ :‬جب ول كلمة‪ ..‬شهالبدعة اليديدة؟؟ قعدة في الحديقة؟؟ من طلب منج التفكير بحديقة البيت‬
‫وتخططين لقعدة‬
‫باحراج تمت غزلن تبرر لمها وهي تطالع كل مكان ال عيونها‪ :‬يمة بيتنا ناقصته وايد اشياء‪ .‬حديقة كبيرة‬
‫وعريضة ولكن ماكو شي يفرح فيها‪ ..‬لزم شوية ديكورات عشان‬
‫ام زياد‪ :‬جب ول كلمة‪..‬‬
‫غزلن بصدمة‪ :‬يمة انا جب‬
‫ام زياد وهي تسحب نفسها بحززم‪ ..‬وبعيوون مثل السهام على بنتها‪ :‬شوفي غزلن‪ ..‬هذي اخر بدعج بهالبيت‪..‬‬
‫انا صابرة عليج من زمان‪ ..‬ومن زمان ساكته عنج وانتيي بهالحال‪ ...‬شوفي‪ ..‬اذا في راسج شي انا‬
‫اعرف اشلون اطلعه‪ ..‬ل تظنين اني ساكته عنج عشان شي‪ ..‬ال انا منتظرتج انتي تيين وتخبريني‪ ..‬لكن اقول‬
‫لج‪ ..‬ماكو شي يصير من وراي من يوم ورايح‪ ..‬سامعة؟؟؟‬

‫راحت ام غزلن عن بنتها فوق واهي معصبة وغصبها اللي عصف بنتها بقوو ما خلها على هددى‪ ..‬غزلن ظلت‬
‫تفكر في موقف امها وفوق كل هذا فوق اسلوبها الخشن وياها‪ ..‬عمرها ما تعاملت بهالمعاملة‪..‬‬
‫اللي خلها تحس بالتعاسة وكان ماكو حزن بهالدنيا ال ياها وفطر قلبها‪ ..‬انا غزلن تسوي لي امي جذي؟؟‬
‫حبيبتها ومدللتها‪...‬؟؟؟‬

‫تغرقت عيونها بالدمع وهي مو مصدقة اللي يصير وياها‪ ..‬قعدت على الكرسي وهي تصيح من خاطر‪ ..‬يمكن‬
‫بسبب الضغوطات اللي كانت تحس فيها من قلبها ومن عقلها والحين من امها‪ ..‬فتركت العنان لنفسها انها‬
‫تبجي وتبجي‪..‬‬

‫لؤي اللي لحظ دخول المدام ويا بنتها – اللي ما شافها زين – وما طلعوو حس بالتوتر‪ ..‬ل يكون بس صار شي‬
‫‪ ..‬لزم يعرف ما يصير ما يعرف فيه‪ ..‬وبفضوله المعتاد اللي تذرع بالماي عشانه دخل البيت‪..‬‬
‫واول ما دخل سمع شهقات بسيطة يايه من منحنى داخل البيت‪ ..‬طل براسه وهو يرفع الكابس عنه‪ ...‬نزل‬
‫نظاراته وهو يمشي صوبها‪ ..‬كانت هي ‪ ..‬اكيد هي‪ ..‬وال هالشعر الشلل لمن غيرها‪ ..‬تقدم بكل هدوء‬
‫وهي كانت تتنافض من البجي ‪ ..‬قاعدة وضامة رجليها وفاجتهم عند القدم‪ ..‬ومغطية ويهها بيدينها مثل الياهل‪..‬‬
‫رق قلبه لمظهرها ونزل عندها شوي‪..‬‬
‫لؤي‪ .... :‬انسة‪...‬؟؟ علمج تبجين‪..‬‬
‫غزلن من تحت ايدينها‪ :‬مافيني شي‪....‬‬
‫وردت تبجي‪ ..‬تحير لؤي ‪ ..‬يفطر قلبه انه يشوفها جذي‪..‬‬
‫ومد يده الى علبة الكلينكس اللي كانت على مقربة‪ ..‬ومداه لها‪ :‬هاج يودي‪ ..‬ل تبجين‪ ..‬حرام بنت مثلج تبجي‪..‬‬
‫نزلت يدينها غزلن وسحبت الكلينكس وهي جاهلة لهالشخص اللي يمها‪..‬‬
‫وتمت تمسح ويهها وهي تشهق من البجي‪ ..‬واخيرا لفت بعيونها للشخص اللي كان وياها ‪ ..‬ويااااااااااااا‬
‫للصدمات‪..‬‬
‫غزلن وهي توقف بخوف وذعر‪ ...:‬انت؟؟؟؟؟؟‬
‫لؤي وهو يناظرها باستغراب‪ ..:‬ل ‪ ..‬مو انا‪ ..‬انتي‪...‬‬
‫غزلن متجاهلة سخريته‪ ..:‬شتسوي هني؟؟؟؟؟ من سمح لك تدخل‬
‫لؤي وهو منحرج بسؤالها‪ :‬كنت عطشان ابي ماي‪ ..‬ومحد عطاني ويه يوم دقيت ‪ ..‬ألجرس )جذبه طبعا(‬

‫غزلن وهي منصدمة من وجود لؤي بالمكان بدال جراح‪ ..‬اكيد لعبة من جراح‪ ..‬مقلب من مقالبه‪ ..‬وما كان‬
‫لهالحقيقة وقع ال بالشدة‪ ..‬وتمت تبجي من غير ما تخبي ويهها‪..‬‬

‫لؤي وقلبه متوجع‪ :‬ل تبجين تكفين‪..‬‬


‫غزلن تأشر له على الباب‪ ..:‬اطلع بره‪ ...‬بسرعة‪..‬‬
‫انحرج لؤي من هالشي وتم يهديها وهو واقف‪ :‬انتي بس هدي اعصابج‪..‬‬
‫غزلن على صوتها‪ :‬اطلع بره‪ ..‬تبي تيننيي انت‪ .‬اطلع برع‪...‬بررررره‪..‬‬
‫سحب نفس كبير لؤي ‪ ..‬صج ان طردتها تعتبر اهانة بس اهي في ظرف ما يسمح للواحد انه يعصب عليها‬
‫زود‪ ..‬وبكل هدوء‪ ..‬بعد ما رمى عليها نظرة بائسة بينت لها عمق كلمتها عليه طلع‪..‬‬

‫ظلت غزلن واقفة مكانه بعد ما طلع لؤي‪ ..‬وتمت تطالع الكلينكس اللي كان بيدها ‪ ..‬سمح لنفسه انه يدش‬
‫البيت‪ ..‬ويقعد يمي ويسحب كلينكس ويعطيني اياه؟؟ هذا اكيد مينون ومو صاحي وبايع عمره بالرخيص‪ ..‬لكن‬
‫جراح‪..‬‬
‫تصاعد الغضب فيها مثل النااار المتأججة‪ ..‬ما تصدق لي مستوى نزل جراح‪ ..‬لكن اهو يبيها جذي؟؟ خلص‪ ..‬له‬
‫اللي يبيه‪ ..‬اهي حاولت قد ما تقدر انها تكووون عاقلة بهالوضع لكن الظاهر اهو اذكى من ما يظن‪..‬‬

‫راحت دارها وعلى جناح السرعة غيرت هدومها وسحبت مفاتيح السيارة وطلعت من البيت‪..‬‬

‫طافت الحديقة ولؤي كان قاعد عند الهنود اللي كانو يصممون ويخططون الرض وما لحظها ال بعد ما طلعت‬
‫من كراج البيت الدخلي للشارع بسرعة وشخطتها‪...‬‬

‫تم واقف وهو مفكر‪ ..‬وين رايحة؟؟ وليش كانت تصيح؟؟ شصار بينها وبين امها؟؟ تمنى في نفسه لو انه‬
‫يللحقها لكن‪ ..‬بدى شوي شوي يتراجع‪ ..‬مو وايد ولكن شوي‪ ..‬الظاهر انها بنت صعبة‪ ..‬لكن ‪ ..‬خله يترك كل‬
‫شي بيد الله ‪ ..‬بجذي المور راح تنحل‪ ..‬وبظيقة صدر تابع الشغل ويا العمال‪ ..‬ومسرع ما ياهم الريوق اللي‬
‫طلبته ام زياد لهم‪..‬‬

‫اما غزلن اللي وصلت للورشة لعند جراح دخلت بكل عصبية وهي علبالها بتخوف جراح‪ ..‬دخلت له المكتب‬
‫وصفقت بالباب بالجدار‪..‬‬
‫وجراح اللي كان قاعد يكتب في الفواتير رفع راسه بغضب على هالسلوب لكن ملمحه تفاجئت يوم شافها‪..‬‬
‫بصوت متفاجئ سألها‪ :‬غزلن؟؟ عسى ما شر‬
‫غزلن وهي شوي وتعصف المكان بصوتها المرتفع‪ ..:‬انت قول لي‪ ..‬فيك قلب ول صخر‪..‬؟؟؟‬
‫انصدم جراح منها وحس بعدم الرتياح‪ ..‬وبعد عيونه عنها وتنهد بعمق‪...‬‬
‫جراح بصوت هادءئ وبارد‪ :‬امري الشيخة؟؟ شي مقصرين فيه‬
‫وقفت غزلن جدامه بكل هدوء وملمح النكسار على ويهها‪ ..:‬يعني من صجك ما تحس فيني؟؟ ما تحس للي‬
‫احسبه لك؟؟‬
‫جراح وهو يحاول يغير الموضوع‪ ..:‬على ما ظن العمال وصلوو لكم الحين‪..‬‬
‫غزلن اللي كانت تاثيرات وايد فيها بهذيج اللحظة‪ ..‬كلم امها وتجاهل جراح ووجود لؤي الغير مرغوب فيه اهو‬
‫سيد كلمها‪..:‬يعني لهالدرجة تحسني غبية مافهم حركاتك وياي‬
‫عصب جراح خلص ووقف لها بكل هدوء وبينت فوارق الطول بيناتهم مع انهم كانو بعاد‪ :‬عندي لج سؤال واحد‬
‫بس؟؟ علبالج الناس لعبه عندج؟‬
‫غزلن اللي عصبت من قلب‪ :‬انا ول انت؟؟ تعرف زين ما زين انييييي مو بس مغرمة فيك‪ ..‬ال مينوووونتك‪..‬‬
‫وانت ما عندك ال هاللعيب تلعبها علي مثل الفار والقطوو‪ ..‬مخلي الوضع معكوس بدل ل انت تكون وراي انا‬
‫وراك؟؟ ما عندك ذرة شعور او احساس؟؟‬
‫جراح اللي حسها مصختها خلص‪ :‬لو سمحتي‪ ..‬اذا انا ما عندي احساس لج‪ ...‬انتي حسي لنفسج‪ ..‬جوفي‬
‫غرورج وعقدة النقص اللي فيج لوين وصلتج؟؟؟ اذا تبين ردي بيتكم احسن لج‪ ..‬وشغلنا الللي احنا متفقين‬
‫عليه خلص ينفض من هاللحظة‪..‬‬
‫غزلن اللي انصدمت من كلمه‪ :‬عقدة نقص؟؟ اني احبك اطلع بعقدة نقص‬
‫جراح بصوت حازم‪ :‬الظاهر اني لزم اذكرج‪ ..‬اني انسان على وشك الرتباط‪ ..‬وتراني مو كرسي او طاولة او‬
‫حتى ساعة تقدرين تمتلكينها بعد ما تعجبج‪ ...‬وانا ل تظينن اني ما عرف لسوالفج كلها من طأطأ لسلم‬
‫عليكم‪ ..‬لو سمحتي‪ ..‬عزي نفسج واكريمها‪ ..‬وردي من محل ما ييتي‪ ..‬وانا فيني اخلي اللي صار هني يتم‬
‫هني ‪ ..‬محد‬
‫ال انا وانتي وربج اللي اكيد مو راضي عليج‪ ..‬خلي لنفسج قيمة واعتبار‪..‬‬

‫ل مستحيل‪ ...‬اكيد اليوم هو يوم غزلن المشئووم‪ ..‬من بعد شوق النتظار تييها الصدمات متوالية وحدة ورى‬
‫الثانية‪ ..‬طلعت من الورشة وقبل ل تختفي تماما رجعت لجراح‬
‫غزلن وهي تتوعد فيه‪ ..:‬راح تندم‪ ..‬صدقني‪ ..‬راح تندم‪..‬‬
‫راحت غزلن وهي تاركة جراح بحاله من النفووور والغضب‪ ..‬ركبت سيارتها وشخطتها مرة ثانية بدرب البيـت‪..‬‬
‫انا عيل يلعب فيني؟؟ ول يقط علي كلم اهو مو قده؟؟ لكن هين يا جراح‪ ..‬انا تعاملت معاك بالطيب‪ ..‬الظاهر‬
‫ان ما يمشي معاك ال القوة والعسر‪ ..‬هين‪ ..‬انا لك يا جراح‪..‬‬

‫ردت البيت من غير ما تعطي لؤي ويه‪ ..‬ال يوم صوت عليها شانتنو عشان التصميم اللي اهي تبيه‪ ..‬وبغير‬
‫ارادتها وقفت وهي لبسة الجينز والتي شرت الصووفي الطويل وشعرها مثل الطاقة على جتوفها منهدل‪..‬‬

‫كان لؤي يراقبها من تحت نظارته وهو منهمك بالتفكير‪ ..‬كانت نارية وعصبية والغضب اللي فيها يحرق الولي‬
‫والتالي‪ ..‬اما هي ل اراديا وجهت نظرها الى لؤي اللي كان واقف وهو مستند الى لووح‪ ..‬ما كانت ملمحه تعبر‬
‫عن شي‪ ..‬ال الخديعة اهو ويا الخسيس ارفيجه‪..‬‬

‫ارتباك‪ +‬فشيلة‪ +‬مخططات جهنمية= غزلن بهذيج اللحظة‪ ..‬ظنت انها مستحيل بيوم تلقى هالنوع من‬
‫التعامل معاها لكنها غلطانة‪ ..‬كل شي جايز بهالدنيا‪ ..‬سواء كان الشخص ولد الفقير ول ولد الكابر‪..‬‬
‫لكن هين يا جراح‪ ..‬ان ما خليتك تندم على اللي سويته فيني‪ ..‬وفي من ؟؟ في اعز هالناس‪ ..‬ارفيجك‪ ...‬وعلى‬
‫هالفكرة الجهنمية ابتسمت للؤي بعذوبة ودخلت من بعدها البيت‪..‬‬

‫وكانت عارفة لوقع هالبتسامة عليه فهي خلته مثل المينون‪ ..‬بهت لونه وتشعبت الفرحة في قلبه بصورة غير‬
‫طبيعية‪ ..‬من زود الوناسة ظل في حالة من الذهول والنشوى‪ ..‬ما عرف شلون يطلع هالشي ال بالسرحان‪..‬‬

‫ويوم ردوا من هناك كان جراح ينتظره بفارغ الصبر عشان يعرف منه اللي صار‪ ..‬وخبره لؤي بالحرف الواحد‬
‫البداية الى النهاية وقت ما اتبسمت له غزلن‪ ..‬جراح بالحيل ما تطمن‪ ..‬وظنها حركة منها‪..‬‬
‫فهمها عالطاير ولكن شلون يقدر يفهم لؤي اللي كان اسعد انسان بهالوحود‪ ..‬الظاهر ان هاللعبة راح تنقلب‬
‫عليهم‪ ..‬غزلن خصم ل يستهان به‪ ..‬والصراحة اهي الحل الوحيد بينه وبين لؤي‪ ..‬لمتى بخبي عليه هالشي؟؟‬
‫مو المفروض انهم صاحبين‪ ..‬خلص‪ ..‬اذا تطورت المور اكثر من جذي الصراحة راح تكون اخر اورااااق يقدمها‬
‫جراح في هاللعبة‪ ..‬لكن الفوز‪ ..‬راح يكون له‪ ..‬هالبنت لزم تعرف حدودها‪ ..‬لزم‪..‬‬
‫=====================‬
‫في اليوم الثالث‪ ..‬بالطائرة المتوجة الى البلااد‪.‬‬

‫كانت فاتن قاعدة يم مساعد ووراهم مريم مباشرة‪ ..‬نايمة من زود التعب اللي واجهته بهالرحلة الطويلة من‬
‫نوعها‪..‬اما فاتن ومساعد كانو قاعدين بكل هدوء يا اما يسولفون او يغفي مساعد كل شوي وتنبهه فاتن اللي‬
‫النوم كان اخر شي تفكر فيه‪ ..‬لنها تستغل نوم مساعد المتقطع عشان تدقق بملمحه اللي صارت اهي‬
‫مينونتها‪ ..‬خشمه الطويل‪ ..‬وشواربه الخفيفة‪ ..‬واللحية اللي ارتسمت على خديه ‪ ..‬والشعر اللي كان يطيح‬
‫بتعب على جبينه‪ ..‬السواد المحايط عيونه بسبب الرهاق‪ ..‬وفوق كل هذا يده الناعمة الطويلة‪ ..‬اللي يتخللها‬
‫جرح بعرض ظهرها‪ ..‬يا ترى شسبب هالجرح‪ ..‬مسحت عليه بيدها وهي تتحسسه‪ ..‬وتذكرت بهذيح اللحظة‬
‫الساعة اللي شرتها له‪ ..‬وطلعتها من جنطتها ‪..‬‬

‫وعلى هالحركة نبهت مساعد من نومة ثانيه لكنه ظل منتشي وشبه المسكر عيونه‪ ..‬لحظ انشغالها وما حط‬
‫باله لن التعب كان اقوى منه‪ ..‬لكن بالنهاية حس ان مالها النومة طعم‪ ..‬وظل صاحي شوي وهو يمسح على‬
‫ويهه‪..‬‬
‫مساعد وهو يتثاوب‪ :‬الساعة جم؟؟‬
‫فاتن وهي تناظر ساعته اللي طلعتها من العلبة‪ :‬الساعة الحين ‪ 3‬الظهر بتوقيت لندن‪..‬‬
‫ناظرها بتعجب‪ :‬بتوقيت لندن؟؟ يا حيج!!‬
‫فاتن‪ :‬ههههه‪ ..‬مو انا اللي تقول‪) ..‬ترفع الساعة( هذي تقول؟؟‬
‫ناظر مساعد الساعة باستغراب وتعجب‪ ..‬من وين لها فاتن هالساعة الرجالية من نوعها‪ : ..‬من وين لج‬
‫هالساعة؟؟‬
‫فاتن وهي تناظرها باعجاب‪ :‬عجبتك؟‬
‫مساعد ‪ :‬ايه عجبتني بس ‪ ..‬من وين لج؟‬
‫بهدوء سحبت يده من عند الكرسي وحايطت معصمه النحيل بها‪ : ..‬يوم كنا في السوق الحرة بالمطار شريتها‬
‫لك‪ ..‬ما حبيت حيرتك بالوقت ‪ ..‬متعودة عليك الدقيق اللي ما تظيع الدقايق منه‪ ..‬وحبيت اني اساعدك في‬
‫هالحيرة وهالضياع‪..‬‬

‫ما كلف مساعد نفسه انه يناظر الساعة او يدقق فيها او يلمح لها باعجابه‪ ..‬واكتفى بنظرة عميقة الى فاتن‬
‫اللي كان ويهها بعده شاحب بسبب الحمى لكنها بصحة يحمد الله عليها‪..‬‬

‫فاتن باستغراب‪ :‬شفيك تطالعني جذي؟؟‬


‫مساعد وهو ساند راسه بيده‪ ..:‬مادري‪ ..‬انتي مو مخليتني بحالي‬
‫فاتن بحيرة‪ :‬شلون؟‬
‫مساعد وهو يمسك يدها اللي كانت للتو بيده ويفرج بين اصابعها بكل هدوء‪ . :‬مرة تكونين واضحة مثل‬
‫الشمس بعز الظهر‪ ..‬ومرة تكونين قمر مختفي بين النجوم‪ ..‬مرة تكونين كلمة مكتوبة على صفحا بيضا‪..‬‬
‫ومرة‬
‫مثل الفقرة اللي لزم اعرف عنج بين السطور‪ ..‬وانا اكره قراءة ما بين السطور‪ ..‬فاتن‪ ..‬مزيجج هذا تركيه‬
‫الله ل يهينج‪ ..‬لني ما اتحمله‪..‬‬
‫سحبت يدها بهدوء والبتسامة الهادئة ما فارجتها‪ ..:‬بعد انا جذي‪ ..‬شقدر اسوي لك؟؟‬
‫مساعد وهو يناظرها ‪ :‬تقدرين تخفين علي‪ ..‬انا يديد بهالشي‪ ..‬مو من زمان‪ ..‬توني فيه؟؟‬

‫ماقدرت ترد عليه لن عيونه كانت مخرسة لسانها تماما‪ ..‬غريبة هالحالة وياه‪ ..‬ما يعجبه حتى رضاها ول يعجبه‬
‫جفاها‪ ..‬انسان متطلب وصعب‪ ..‬ويمكن هني يمكن سحره‪ ..‬ان النسان ما يدري شنو لزم يقدم عشان يرضى‬
‫عليه‪...‬‬

‫وبعد فترة من الصمت‪ ...:‬شكرا على الساعة‬


‫بابتسامة هادئة‪ :‬ل عادي‪ ..‬عليك بالعافية‪..‬‬

‫سكتوو‪ ..‬وكل واحد منشغل بالثاني‪ ..‬التحليلت اللي ل بداية لها ول نهاية لكن من مساعد وفاتن عن نفسيهم‪..‬‬
‫لكن درايتهم التامة ان حياتهم راح تكووون اشبه بالحلقات اللمتناهية سهلت عليهم التفكير الحين لن اللي‬
‫يايهم اصعب‪ ..‬واعظم‪ ..‬واقوى‪ ..‬واكبر‪..‬‬
‫‪-----------------‬‬

‫جو من الكآبة تخلل بيت بو جراح‪ ..‬خصوصا مع غياب صوت الوناسة فيه خالد‪ ..‬وام جراح اكثرهم تأثرا‬
‫بهالشي‪ ..‬حتى فرحة وصول فاتن القريب ما كانت كافية انها تفرحها ‪ ..‬ظلت متجهمة ولحد هذي اللحظة‬
‫ما شافت خالد من بعد ليلة البارحة اول ما وصلت سماء‪ ..‬الظاهر ان طلبي وايد قوي عليه وما يقدر يتحمله‪..‬‬
‫لكن اهو لزم يسمع لصوت الحق والكلم السنع‪ ..‬وال ما راح ينجح بحياته‪ ..‬لن سماء اهي ابعد امنية يمكن‬
‫ينالها واقواها‪ ..‬واهي بعدها صغيرة ما شافت الدنيا ول فطنت على وضعية حياتها اللي اهي رافضتنها‬
‫بهاللحظة‪..‬‬
‫لكن انا ام واعرف وافهم لتغيرات الولد‪ ..‬وانا مو مستعدة اشوفه يتعذب وهوو غارق معاها بالحب‪..‬‬
‫لكن ام جراح ما كانت تدري ان بكل الحالتين خالد كان في اسوا حالته‪ ..‬الظيقة اللي النفسية التعبانة اثرت‬
‫عليها كانت شديدة عنده‪ ..‬ومعظم الوقت يستنشق من النبوب اللي عنده واسم سماء محايط كل جوانب‬
‫تفكيره‪ ..‬وشكلها البارحة اللي كان يبين عليه العذاب لغموضه خله محرووم من النوم‪ ..‬تم يتقلب على سريره‬
‫وهو يراقب نور غرفتها اللي ما انطفى لحتى وقت متأخر من اليوم‪ ..‬اكيد تمر بالي امر فيه‪ ..‬وتعرف وتفهم‪..‬‬
‫على عكس تفكير خالتي سماء وايد فطينة وذكية وتفهم للي ما ينفهم له وهو طاير‪ ..‬لكن يا ربي انا شلون‬
‫بقدر اواجهها‪.‬؟؟ شلون بقدر اعيش على هالمسافة وهالمقربة‪..‬‬
‫ما حس لنفسه ال رغبه انه يطلع ويفج عن اللي بخاطره من الزمات‪ ..‬وسحب مفاتيح السيارة وتحرك من‬
‫الغرفة نزول الى الطابق السفلي‪..‬‬
‫مر من عند خالته وصبح عليها وما تكلم معاها مطول‪ ..‬واهي اللي احترق قلبها على هالشي ما بادلته ال‬
‫البروود بملمحها‪..‬‬
‫طلع خالد من البيت وهو كسير ما يدري وين يضرب براسه‪ ..‬وتوه بشغل السيارة ال شاف سماء واقفة عند‬
‫باب البيت بحزن وانكسار‪ ...‬تم يناظرها من جامة السيارة الداخلية لنها كانت واضحة وراه مباشرة‪ ..‬وبهدوء‪..‬‬
‫ثبت نفسه وطلع من السيارة وهو يفتر لها بهدوء‪..‬‬

‫كان ويهها هادئ‪ ..‬لكن شاحب‪ ..‬ولونه رايح‪ ..‬والشال على راسها وكانها منوور الثانية ‪ ..‬لبسه تي شرت بيجي‬
‫طويل وتنورة توصل لتحت ركبتها وسيعة شوي‪ ..‬ابتسم لها بصعوبة وما ردت عليه البتسام‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شلونج الحين؟؟ عساج بخير؟؟‬
‫سماء تناظره من غير تصديق والدمعة مغرقة عيونها‪ ...:‬انت من صج تسألني؟؟ ولقاعد تتغشمر؟؟؟‬
‫انفطر قلب خالد لكن حاول انه يحافظ على هدوئه‪ :‬ل والله من صجي‪ ..‬ليش اتغشمر يعني؟؟؟ مافيها‬
‫السالفة غشمرة؟؟‬
‫تقربت منه سماء والعذاب مرسوم عليها بكل حذافيره‪ ...:‬خالد؟؟ انا سويت لك شي؟؟ غلطت بحقك في‬
‫شي؟؟؟‬
‫ذاب قلبه بهالكلمة وابتسم بألم غصبن عنه‪ ..:‬ل والله ما سويتي شي‪ ...‬ليش؟؟‬
‫سماء وهي تلوح بيدينها بعجز‪ :‬لني عيزت وانا افكر‪ ..‬فكرت بكل الحتمالت وما وصلت ال الى لوم نفسي‪..‬‬
‫اكيد انا مسويتلك شي وما ادري عنه‪ ..‬ترى والله ان ارتكبت بحقك اي غلط تراني اسفة‪ ..‬والله اسفة‪..‬‬
‫ما حب خالد انه يطول اكثر لنه راح ينهار وهو يشوفها جذي‪ :‬سماء ما عليج انتي ما سويتي شي‪ ..‬وانا استأذن‬
‫منج لني مستعيل شوي‪ ..‬اشوفج على خير‪..‬‬
‫بهروووب بالغ السرعة ركب سيارته خالد وطار من عند البيت وهو يحس ان الدمع يتحارق بعيونه‪ ..‬ظل‬
‫يناظرها من الجامة وكان راسها منكس للرض بفجع‪ ..‬بعد عيونه عنها وهو يكابد الدمع‪ ..‬مستحيل يبجي‪..‬‬
‫مستحيل يذرف دمعة‪ ..‬لزم يقوى‪ ..‬اذا ما قوى نفسه الحين فما راح يقدر بعدين‪ ..‬لزم يقوى‪ ..‬لزم‪..‬‬

‫وقفت سماء لفترة من الوقت‪ ..‬فكرت انها تدخل وتسلم على ام جراح لكن ما يا في خاطرها انها تظل بهذاك‬
‫المكان دقيقة وحدة من بعد اللي صار ويا خالد‪ ..‬او الصقيع خالد‪ ..‬جذي وصلت المواصيل فيه؟؟‬
‫التجاهل والبرود؟؟ ليش طيب؟؟ انا شسويت؟؟ شارتكبت من جرم بحقه عشان يعاملني جذي؟؟‬

‫كانت واقفة وماعطية ظهرها للباب‪ ..‬اللي وصلت عنده بدقايق سيارة تاكسي‪ ..‬طلعت منها وحدة وراحت ورى‬
‫سماء بهدوء‪ ..‬وبغمرة احزان سماء التفتت للبنت اللي كانت واقفة وراها‪ ..‬وتهللت اساريرها بابتسامة ناصعة‬
‫وهي مو مصدقة اللي تشوفه‪..‬‬

‫سماء وهي تلم فاتن بقووة‪ :‬فاااااااااااااااااااااتننننننننننن‬


‫فاتن وهي تلم سماء بقوووة مضاعفة‪ :‬حبيبة قلبي سماااااء ‪ ..‬نظر عيوني هالبنت والله‪ ..‬شلونج حبيبتي‬
‫شخبارج‬
‫سماء وهي تلم فاتن بقوة وكانها فاقدة عزيز وقاعدة تواسي نفسها باحظان هالخت الرائعة‪ :‬وينج يا فاتن؟؟‬
‫والله ان في قلبي كانت امنية اني اشوووفج‪ ..‬حمد لله على السلمة‬
‫فاتن وهي تناظر ويه سماء الشاحب‪ :‬الله يسلم قلبج وروحج‪ ..‬علمج سماء؟؟ مريضة؟‬
‫سماء‪ :‬ل بس ‪ ..‬انحميت من قبل جم يوم‪ ..‬لكن الحين الحمد لله‬
‫فاتن‪ :‬حتى انا بعد هم الحمد لله طافت عني وعدت على خير‪..‬‬
‫سماء وهي تراقب فاتن بفرحة بالغة وكان وجودها مل المكان بهجة وسرور وردت تلمها مرة ثانية‪ :‬احبببج‬
‫فاتن والله ولهت عليج‬
‫فاتن وهي تمسح على راس سماء بحنان‪ :‬وانا بعد يا حبيبتي‪) ...‬رفعت راسها( امي بالبيت؟؟ واخواني؟‬
‫سماء‪ :‬عزيز فبيت خالتج عزيزة ومناير ويا سماهر و‪ ..‬جراح بالورشة وخالد توه راااح )انهت جملتها عن خالد‬
‫بحزن لكن حاولت انها تخبيه(‬
‫فاتن‪ :‬عيل تعالي وياي خليني اروح لمي الحين‪..‬‬
‫انتبهت سماء لمريم ومساعد اللي كانو واقفين‪ ..‬وبابتسامة جميلة رحبت فيهم‪ :‬حمد لله على سلمتكم‪..‬‬
‫ردت عليها مريم وهي تتقرب منها تبوسها‪:‬الله يسلم روحج وقلبج‪ ..‬الله الله يا حلاوة هالويه‪ ..‬لبستي حجاب؟‬
‫سماء بحيا‪ :‬تجربة‪ ..‬انا ومنوور نجرب الحجاب‬
‫فاتن بدهشة‪ :‬قولي والله‪ ..‬والله فاتتني اشيااااء‪ ..‬عن اذنكم شوي ادخل البيت‪..‬‬

‫طارت من عند مقدمة الباب فاتن ووقفت عند باب بيتها‪ ..‬تحسست الباب اللي كان متخلف‪ .‬من بعد ما كان‬
‫بني ماهوغني صار ابيض عاجي‪ ..‬مسكت القبضه وهي تحس بروحها تطلع منها ‪ ..‬فجت الباب ودخلت داخل‪..‬‬
‫لقت‬
‫المكان مختلف عن اللي تركته‪ ..‬البياض والتوهج بكل بقعة وكان البيت من سالف الزمان والتاريخ‪ ...‬دورت‬
‫بعيونها على شي مألوف‪ ..‬وما قدرت تلقاه ال بصوت من المطبخ‪ ...‬اكيد امها‪ ..‬ومشت بسرعة وراحت عند‬
‫هناك وجنطتها بيدها‬

‫وقفت عند المطبخ وهي تناظر خيال امها الي يتحرك يمين ويسار‪ ..‬والتفتت الم التفافه بسيطة مسرع ما‬
‫ردت عيوناه من بعدها لشغلها‪ ..‬لكنها توقفت‪ ..‬والتفتت بعنف هالمرة لبنتها اللي كانت واقفة بابتسامة ودمعة‬
‫ساااجبة حااارة‪..‬‬
‫ام جراح وهي تمسح على ثمها‪ :‬فاتن؟؟‬
‫فاتن اللي طارت لحظن امها‪ :‬يمة يمة يمة‪...‬‬
‫تلقت العاشقتين لبعضهم بالحضان‪ ..‬ما صدقت ام جراح ان هالكتلة البشرية كانت فاتن‪ ..‬تمت تناظرها كل‬
‫شوي وتشمها وتبوسها وتلمها وتحظنها وتبجي بين ذراعاتها وترد تناظرها‪ ..‬وهي مو مصدقة‪..‬‬
‫باستها على عينيها وعلى وجناتها وجبينها ولمتها بقووووة الى صدرها وهي مو مصدقة‪ ..‬والدمع احر من اللهيب‬
‫المتناثر من ا لبراكين‪..‬‬

‫ام جراح وسط بجيها‪ :‬رديتي يمة؟؟ رديتي واخيرا لقلب امج المتعذب؟؟ رديتي لبيتج ولهلج ولناسج؟؟؟ رديتي‬
‫للي نسيتيهمفاتن وهي تبجي وتحلف بالله‪ :‬وربج اللي قدرج علي تسعة شهور اني ما نسيتج بول لحظظة‪..‬‬
‫عشتي وياي بكل دقيقة وبكل ثانية‪ ..‬ما حسستيني بغرفة نفسي يا يمة ‪ ..‬لكن شي في الخاطر عليييييج‬
‫ام جراح‪ :‬لج عيوني يا بعد عيوني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اسمي اسمعه من اسمج‪ ..‬احس اني ماني بغريبة‪ ..‬احس اني مألوفة بهالبيت اليديد‪..‬‬
‫ام جراح وهي تمسح على راس بنتها وتبوس جبينها‪ ..:‬حياج الله يا بنتي‪ ..‬يا فاااااتن‪..‬‬

‫ان شاء الله يكون عجبكم الجزء انا بنتظار ارائكم‬

‫الجزء السابع والعشرين‬


‫الفصل الول‬
‫‪--------------------‬‬
‫تغيب لكن‪..‬‬
‫ما غدرتك ول خنت‪..‬‬
‫تبعد ول زلت اتحمل وصابر‪..‬‬
‫ما غيرتني ‪.‬‬
‫‪ .‬غيبتك ما تلونت‪.‬‬
‫‪ .‬ولزالت اشواقي على ما انت خابر‪..‬‬
‫لو صابني جرح الزمن من جفاك انت‬
‫‪ ..‬انكر عذابي منك‪..‬‬
‫واجحد واكابر‪..‬‬
‫باقي على عهد الهوا ما تهاونت‪..‬‬
‫لو ينكسر مع خاطري الف خاطر‪..‬‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫لسان حال الشاعر اللي ينطق به قلب جراح اللي ترقصت اوداااج قلبه من الخبر اللي وصلهم‪ ..‬وعلى طول‬
‫ركب السيارة وهو رايح للبيت على أمل ان مريم تكون موجودة بالبيت‪...‬‬

‫ردت‪ ..‬ردت وردت الدنيا وحلوتها بعيوني‪ ..‬للحظات حسيت ان وجودي فيها ماله معنى من غير وجودها‪ ..‬ما‬
‫اتخيل عهد من العمر من غيرها ‪ ..‬يا اهي يا الموت ياربي واستغفرك واطلب عفوك ورضاك‪ ..‬انا هالنسانة ما‬
‫اقدر اعيش من دونها لو شنووو صار‪..‬‬

‫وصل للبيت وعلى طول طلع منها وهو يركض برشاقة لداخله وعيونه بدل ل تدور على مسافرته )اخته( كان‬
‫يرقب المكان بعيون جلية يدورها ‪ ..‬يمكن تكون موجودة‪ ...‬لكنه ما شاف ال امه واخته فاتن قاعدين في‬
‫الصالة ويا سماء اللي كانت الفرحة مو سايعتها‪..‬‬

‫فاتن يوم شافت جراح تهلل ويهها وهو من زود الفرحة يوم شافها صرخ باسمها بالبيت‪ :..‬فتووووووووووون‪...‬‬
‫راحت فاتن لخوها وضمها بقووووته وهوو مو مصدق هالفرحة‪ ..‬الله‪ ..‬واخيرا اكتملووو‪ ..‬واخيرا تجمعوا كلهم‬
‫تحت سقف واحد‪ ..‬يا الله شهالشعور‪ ..‬شعور القرب والتواجد والنضمام والندماج‪..‬‬

‫رفعت راسها والدمع يلمع بعيونها‪ :‬وحشتني يا الكريــــه‬


‫جراح وهو يضحك فيه ويهها‪ :‬انا كريه؟؟؟ تموووونين يالغالية‪ ..‬انتي شخباااارج عساج طيبة ؟؟ شلونها صحتج‬
‫فاتن وهي تبتسم وتكابد رغبة البكاء‪ :‬والله الحمد لله بخير‪..‬للحين كل شي مستكين وهادئ‪ ..‬هههههههههههه‬
‫من كلم فاتن استنتج جراح انها من صج مرتاحة‪ ..:‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬هذي كانت دعواتنا لج يالغالية انج‬
‫تكونين بخير‪ ..‬وبألف خير وعافية‪..‬‬
‫راحت وقعدت يم امها مرة ثانية وجراح قاعد عند طرف الكرسي‪ :‬متى بيون عزوز ومناير‪ ..‬والله تولهت‬
‫عليهم‪...‬‬
‫جراح يناظر ساعته‪ :‬ما باجي شي‪ ..‬دقايق وهم هني‪..‬‬
‫فاتن وهي متحمسة مكانها‪ ..:‬والله اني يبت لعزوز كل اللي يبيه‪ ..‬سوالف وشغلت ما يلقي مثلها هني‪..‬‬
‫جراح وهو يتكبر عليها‪ :‬الله عاد الحين بتبين لنا خقتها انها راحت اميركا‬
‫فاتن بغرور‪ :‬والله انت الي وديتني انا ل كنت بروح ول شي‪ ..‬ومن حقي ترى اميركا هي ام الدنيا‬
‫سماء وهي تصحح‪ :‬غلطانة‪ ..‬خالتي اهي ام الدنيا‬
‫فاتن وهي تناظر سماء بمحبة وام جراح‪ :‬فديت قلب بنيتي حبيبتي‪..‬‬
‫وتلم ام جراح سماء وتغار فاتن‪ :‬يمــــة اليوم حظنج مخصص بس لي انا‪..‬‬
‫ام جراح وهي تلم الثنتين‪ :‬يمة انا لكم كلكم علمكم مختبصين‬
‫قام جراح علىطوله وهو يحمل اغراضه ‪ :‬يالله انا بروح اسلم على مساعد‬
‫فاتن وهي تضحك وتعض على شفاتها‪ :‬اصبر انزين الليلة بيينا‪..‬‬
‫جراح يناظر فاتن باجرام‪ :‬ل ل بسلم عليه ومرة وحدة باخذ لؤي؟‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬لؤي؟؟ ليش؟؟‬
‫جراح‪ :‬يشتغل وياي الحين في الورشة لو ما تدرين )ومباشرة تذكر موقفه ويا غزلن وتكـدر شوي صاحبنا(‬
‫يالله انا اخليكم الحين‪..‬‬

‫وطلع جراح من البيت مباشرة الى بيت مساعد عشان يشوف مساعد او بالحرى يقدر يسلم على مريم‬
‫ويتلقى وياها ويطفي جمر الشوق اللي اهو يتلظى عليه‪ ..‬مع ان ذكر غزلن افسد الفرحة والبهجة‪..‬لكن مجرد‬
‫ذكر مريم وويهها المملوح‪ ..‬يخليه بتمام السرحان بعالم اجمل من اللي يعيشه بمشاكله ويا غزلن الهبل‪..‬‬

‫أول ما وصل البيت ما صدق عمره‪ ..‬ما يدري ‪ ..‬يطق براسه ول شنو‪..‬‬
‫الحمد لله ان لؤي اليوم رد بيتهم مباشرة من بيت غزلن عشان يستقبل مريم ومساعد‪ ..‬وهذا عذر ول أحلى‪..‬‬

‫دخل بهدوء وهو يمسح راحة يده المعرقة على البنطلون وهو متوتر‪..‬‬
‫يعض شفته وهو يضرب على الجرس‪ ..‬وتم واقف وهو ينتظر‪ ..‬لحظات مرة وطلع له لؤي من الباب وهو رافع‬
‫حاجب له‪..‬‬

‫لؤي وهو يسكر عيونه من ضوء الشمس‪ :‬نعم؟؟‬


‫جراح باندهاش‪ :‬نعم الله عليك‪..‬‬
‫لؤي وهو متكتف‪ :‬خير بووووو محمد‪ ..‬آمر الشيخ‬
‫جراح وهو يتحلف في لؤي‪ ..‬يدري ليش اهو يسوي جذي‪ :‬الخير بويهك ياااا حبيبي‪ ..‬بس ياي اسلم على ريل‬
‫اختي‪ ..‬ممكن؟‬
‫لؤي وهو لعب الدور‪ :‬والله مادري شقول لك‪ ..‬حريمنا منتشرات بالبيت!!‬
‫جراح وهو يبتسم‪ :‬ليش عندكم حالة استنفار هههههههههههههههه‬
‫لؤي وهو يفج عيونه‪ :‬هي لو سمحت‪ ..‬ل تتطنز‪ ..‬ترى فيها قص رقاب‪..‬‬
‫جراح وهو يدفع الباب الحديدي‪ :‬تدري شي؟؟ انا واحد حمار يوم اني انتظر واحد مثلك يفج لي الباب‪ ...‬يالله‬
‫سو لي درب بدخل اسلم على مساعد‪..‬‬
‫لؤي وهو يصد جراح بيده‪ :‬جراح من صجي‪ ..‬مافي تدش ول تشوف مريم‪..‬‬
‫جراح وهو فاج عيونه‪ ..‬لكن قلبه فزع من الدق بذكر اسم مريم واحتمالية شوفتها‪ :‬ياخي شفيك لو ابي اجوفها‬
‫جان جفتها من وراك بس كاني اقول لك سو لي درب عشان ادخل‪..‬‬
‫لؤي وهو يفكر‪ :‬ااااه صح صح‪ ...‬انتظر مكاااانك وانا شوف لك‪) ..‬راح ورد التفت له( انثبر مكااانك‬
‫جراح بقله اعصاب‪ :‬يااااااااااااه انقلع ياخي لوعت جبدنا‪..‬‬

‫لؤي قبل ل يدخل البيت يأشر بعيونه ) ل تدخل(‬

‫لحظات مرت من دخلة لؤي ال وهو يطلع مرة ثانية لجراح‪ :‬يالله الدرب سالكة‪...‬‬
‫جراح وهو يمشي لداخل‪ :‬الحمد لله‪ ..‬هاااا جيك يمكن زارعين الغام ول شي‪..‬‬
‫لؤي وهو يدفع جراح عند الباب‪ :‬يالله عاااااد تتطنز ويا هالويه‬
‫جراح يناظره بتعلي‪ :‬ل تدز مديرك‪...‬‬
‫لؤي بنظره طفولية‪ ... :‬السموحة‪..‬‬
‫جراح يناظره من فوق لتحت‪ :‬اخر مرة‪..‬‬

‫دخلو داخل البيت الثنين وجراح يطل براسه للصالة اللي كان مساعد فيها‪ ..‬كان واقف وهو توه بيطلع لهم‬
‫وتلقوو عند الستاارة اللي كانت تفصل بين الصالتين‪..‬‬
‫=‪=-=-=-=-=-‬‬
‫بعد التحيات والسوالف البسيطة الخفيفة اللي تبادلوها قرر جراح انه يطلع‪ ..‬لكن مريم اللي ما درت بوجوده‬
‫لنها راحت قبل ل يكلمها لؤي كانت مغيرة ملبسها وغاسله ويهها عشان تنزل تحت وتقعد عند أمها‪ ..‬وقبل ل‬
‫تطلع ردت للدب اللي كانت تسميه جراح‪ ...‬خذته من على الكرسي وهي تناظره بحنان وتبتسم‪ ..‬مسكت‬
‫خشمه بشقاوة وتركته‪ ..‬باسته عليه‬
‫مريم‪ :‬تدري‪ ..‬لو اتيي لي اليوم واشوفك‪ ..‬راح اكون اسعد انســانة على هالدنيا‪..‬‬
‫ردت الدب مكانه وهي تفل شعرها عشان ترد تلمه بالكليب‪..‬‬
‫من غير اي حاسية نزلت من على الدري وهي تغني وبنفس الوقت كان جرااح واقف ويااا لؤي ومساعد لنه‬
‫يبي يروح وهم ما خلوه ال تتغدى معانا وال تقعد ويانا‪ ..‬لكن جراح باحراج وويه محمر ما رضى‪ ..‬ومريم اللي‬
‫وصلت لعند الدرجات الخيرة تسمع النجرة اللي عندهم‪ ..‬فبكل براءة راحت لهم وهي مبتسمةوتنقز جدامهم‪:‬‬
‫طحت عليكم تتناجرون ها‪ ..‬عند امي بتجو‪...‬‬

‫صعقها الشخص الثالث اللي معاهم لدرجة انها ظلت واقفة مكانها وهي فاجة ثمها من الصدمة‪ ..‬جراح الي‬
‫يوم شافها ثواني ال وعيونه معانقة الرض بغصبببب عليه ولؤي زقر مريم بحده‬
‫لؤي‪ :‬روحي دارج‬
‫انتفضت الثانية بعد هالجمود اللي صابها وراحت على طول لدارها‪..‬‬
‫يوم وصلت الغرفة دخلت وسكرت الباب وراها وهي حاطة يدها على قلبها‪ ..‬عصرت عيونها من الوناسة اللي‬
‫فيها وهي تسحب انفاااسها بسرعة‪ ..‬يا الله‪ ..‬مسرع ما تحققت امنيتي‪..‬؟؟ هذا جميلك فيني يا ربي؟؟‬
‫ااااااااااااه احبك يا ربي احبك‪ ...‬يا بعد عمري‪ ..‬يا عزا هالعيووون الحزينة‪ ..‬صج ان الدنيا ما تسوى بلياااااك يا‬
‫جراح‪..‬‬
‫يا نظر عيني‪ ..‬وهي تتدارك عمرها على طول راحت عند الدريشة‪ ..‬اكيد بلقاااه وهو طالع‪ ...‬وتوها تتقرب من‬
‫الدريشة وهي ترمي بروحها على الكرسي اللي كان هناك شافت سيارته تطوف من صوبها وهو ما يبين‬
‫بداخلها‪ ..‬لنها مخفية‪ ..‬تحسفت وعضت شفايفها بقهر‪ ..‬ظلت قاعدة على الكرسي وهي فرحانة فرح كبير‪..‬‬
‫احلى من الشوووفة ما بلقي‪ ..‬يعلني مااااااااااااااخلى من هالويه‪..‬‬

‫التفتت للدب وراحت وحملته وهي تبوسه بعمق‪ :‬فديييييييييتك فديــــتك ياللي دومك تجبر بخاطري‪ ..‬جبر الله‬
‫بخااااطرك يا حبيبي‪..‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫بيت بو جراح اليوم ما خلى من الناس‪ ..‬او بالحرى ما خلى من الهل والحباب اللي زاروهم بكل وقت‪..‬‬
‫عزيـزة وعيالها عسكروو في البيت من يد ويديد‪ ..‬مناير وعبد العزيز يوم ردو من المدرسة ما صدقوا انهم‬
‫يجوفون فاتن جدامهم ‪ ..‬الثاني صاح والولى تمت واقفة وهي تناظرها ويوم وسع لها المجال راحت لها ولمتها‬
‫بكل قوتها‪ ..‬بجت مناير لنها من شافت فاتن حست انها افتقدها وكأن شي غالي عليها انوجد بعد ما كان‬
‫ضايع‪ ..‬الله ‪ ..‬الحلم الوردي تحقق والسعادة البدية تكونت‪ ..‬الحمد لله على كل حال‪..‬‬

‫سماء اللي طلعت من البيت من بعد ما قدرت انها تتسلل ول احد يوقفها ويخليها تقعد هناك اكثر‪ ..‬صج انها‬
‫فرحت بوجود فاتن بالبيت بس ما تحملت فكرة ان المكان العزيز على قلبها خالي من سبب معزته‪ ..‬وما‬
‫تستحمل فكرة ان الكل فرحان وهي صدرها ضايق بالحيل‪..‬‬
‫تتمنى تشوف خالد لكن ترد وتفكر بينها وبين نفسها اهي ليش تتمنى شوفته؟ عشان يتجاهلها ويعاملها جنها ل‬
‫كانت ول بتصير شي بحياته‪.‬؟؟ خلها تتعذب بروحها مثل ما اخوها يتعذب‪ ..‬يمكن عذاب مشعل مبرر له‪ ..‬يمكن‬
‫فاتن واهلها على طيبتهم ال انهم يعذبون الناس من حواليهم من غير ادراكهم‪ ..‬يعني لو مشعل بس‬
‫بالسالفة ‪..‬‬
‫حتى انا بعد ‪ ..‬قاعد يصير لي نفس الشي‪..‬‬

‫توها بتطلع من البوابه بلمعة الدمع بعينيها وهي تسترجع موقفها الصبح ويا خالد ال وكان الله مرسله لها‪..‬‬
‫توقفت سيارته جدامها وهي ظلت تناظره أول شي بس بعدين بكل عنفوان الكبرياء فيها مشت من جدام‬
‫السيارة وقطعت الشارع حتى تناها لذنها او خيل لها ان خالد يكلمها‪..‬‬
‫التفتت له وهي عاقدة حواجبها‪ :‬نعم؟؟؟‬
‫خالد وهو يبتسم بألم وعيونه مظلمة‪ .. :‬قلت مساء الخير‪..‬‬
‫سماء وهي تشد على جرح نازف بقلبها‪ ..:‬مساء النور‪...‬‬

‫ظلت واقفة وهي تناظره وهو بالمثل‪ ...‬ولكن شي بان في ويهه ‪ ..‬عذاب ما ترك سماء بحال سبيلها‪ ..‬وعزة‬
‫نفسها في التجاه الثاني تمنعها حتى من انها تكلمه او تخليه يسترسل بالكلم وياها‪ ..‬والتفتت على عقبها‬
‫عشان تروح وتتعذب لحالها‪..‬‬
‫نطق بأسمها بكل قوته‪ ...:‬سمــاء‪..‬‬
‫التفتت له وهي متعذبه‪ :‬نعم خالد؟؟ شتبي؟؟؟‬
‫خالد وهو يشد على ملمحه بسبب اللم‪ ...........:‬ل تروحين‪..‬‬
‫سماء وهي مو قادرة تتحمل نفسها وسمحت بالحزن انه يحل والدموع تهطل‪ :‬ليش؟؟؟ انت ما خليتني اليوم‬
‫الصبح‪ ..‬مثل هذيج الليلة‪ ..‬ومثل كل مرة اشوفك فيها من رديت من المستشفى؟؟ ليش لزم اظل لك وانت‬
‫اللي رحت عني في اكثر من مناسبة وكنت محتاجة لك‬
‫خالد وهو يتجاوز السيارة ويوقف على بعد امتار منها‪ ..:‬سماء‪ ..‬تكفيــن‬
‫سماء وهي تصده بيدها‪ :‬ارجوك خالد‪ ...‬ل تدور وتلف‪ ...‬مابيك تدوخ وتدوخني وياك‪ ..‬تبي تقول شي مباشر‬
‫قوله‪) ..‬بعذاب( ماقدر اتحمل هالحرب اللي انا فيها اكثر‪..‬‬
‫خالد وهو يتقدم لها‪ ..:‬سماء‪ ..‬انتي تحبيني؟؟؟‬
‫سماء وهي مو مصدقة انه يسألها ‪ ..‬فظل واقفة وهي تناظره باستغراب‪ ..:‬شنو؟؟؟‬
‫خالد وهو مقوي نفسه اكثر‪ :‬تحبيـــني؟؟؟‬
‫سماء وهي تناظره بعجب‪ :‬يعني اذا اتعذب لتجاهلك لي ومو قادرة اذوق الهنا ببعدك عني شسمون‬
‫هالشعور؟؟ مو هذا الحب؟‬
‫خالد وهو يكرر مرة ثانية سؤاله‪ :‬سماء تحبيني ول لء؟‬
‫سماء بصوت عالي‪ :‬اي احبك‪ ...‬احبك واحبك واحبك‪ ..‬واكثر من نفسي احبك‪ ...‬ومنية هالدنيا اللي اعيشها اهي‬
‫حبك‪) .....‬لنت ملمحها بحزن( خلص‪ ...‬هذا الرد اللي كنت تبيه‪.‬؟؟؟‬
‫خالد وشبح البتسامة والتهليل اللي في ويهه كان بمثابة نبراس في ليلة مظلمة ما تنيرها ل نجمه ول قمر‪:..‬‬
‫اي‪ ..‬هذا الي كنت ابيــه‪..‬‬
‫سماء وهي محتارة تجدمت منه‪ ..:‬خالد؟؟ ممكن اعرف انت شفيك؟؟؟؟؟‬
‫خالد والبتسامة تصرخ في ويهه‪ ....:‬روحي بيتكم‪ ...‬ويصير خير‪...‬‬
‫انقهرت‪ ...:‬انزين انا جاوبتك انت بعد جاوبني‪..‬‬
‫خالد وهو يتجدم منها‪ ...:‬اجاوبج على شنو؟‬
‫سماء وهي تهز ريلها بعصبية وراحة تسري فيها شوي شوي ‪ ..:‬اتحبني؟؟‬
‫خالد وهو يناظرها بابتسامة ورافع حواجبه ‪ :‬ليش؟؟ يهمج هالشي؟‬
‫سماء بصدمة‪ :‬ل والله؟؟؟ اكيد يهمني‪ ..‬تحبني ول شنو؟؟‬
‫بتهكمه وروح المرح اللي ردت فيه مرة وحده‪ ..:‬اخر زمن انا احب هالشكال‪ ...‬بلقا وشقرا‪ ..‬روحي بابا‪..‬‬
‫راح عنها وهي واقفة بصدمة مكانها ‪ ..‬ومن شدة الصدمة كان ثمها مفتوووح والدمعة اللي سرت على خدها‬
‫من حزنها السابق جفت على خدها بفاعل الهوا البارد اللي لشط ويهها‪ ..‬التفت لها خالد وابتسم في ويهها‬
‫على شكلها وحط يدينه بجيبه وهوو يتأمل منظهرها‪..‬‬

‫خالد وهو منسحر‪ ...:‬احلى من الحل نفسه‪ ..‬واصفى من الثلج النقي‪ ..‬وما تبيني احبج؟؟ انا اذا ما حبيتج‬
‫شفايدتي بهالدنيا؟؟؟ همم؟؟‬

‫دارت الدنيا بعيون سماء وهي مو عارفة ترقص ول تقعد على الرض وتضم راسها لركبتيها‪ ..‬كل اللي قدرت‬
‫تسويه انها تلتف على عقبها وتدخل البيت‪ ..‬ومن غير اي حاسية بأحد راحت فوق غرفتها ‪ ..‬فجت الباب‪..‬‬
‫وازعجها ظلم الغرفة وفتحت اول ليت جدامها‪ ..‬لا‪ ..‬راحت فتحت اللي على الطرف الثاني‪ ..‬واللي فوووق‬
‫بالسقف‪ ..‬وبثريا الحمام‪ ..‬وورت الشمعات اللي كانو على طرف‪ ..‬ويوم بدى المكان وكأنه قطعه منيرة من‬
‫السماء‪ ..‬وقفت بحبووور مكانها‪ ...‬وهي تبتسم بقوووو‪ .‬وكان هالنوووور نابع منها‪ ..‬وكأن هالشمعات لهيب من‬
‫الحريق الهائل في نفسها‪ ..‬حريق الحب اللي ياكل الخضر واليابس‪....‬‬
‫واخذت عمرها ورمته على السرير بمررررررح وهي تضحك بعالي صوتها‪..‬‬

‫أما خالد اللي دخل البيت وهووو فرحان من قلب على اللي صاده‬
‫خلاااص عقد قراره‪ ...‬من قال ان سماء مستحيلة عليه؟؟ ماكو شي بهالدنيا مستحيل؟؟ وخصوصا بالحب‪..‬‬
‫كل شي حلل بالحب والحرب‪ ..‬ان كان بيضطر انه يعيش حرب مع الناس على سماء او حتى مع سماء نفسها‬
‫فهو راح يكون اول المتجندين عشانها‪ ..‬شلون سمح لنفسه باليأس والقنوط من رب العالمين وهو الكثر ايمانا‬
‫بحكمته وتدبيرررره‪..‬‬
‫صج ان بني ادم ما ينقع بعينه ال التراب‪...‬‬
‫وعلى هالتوهج من الفرحة العظيمة اللي جابهها سمع صووووت حبوب على اذنه‬

‫كان فاتن وهي متخصرة بالصالة وكانها زعلنة‪ :‬تووووو النااااااااس؟؟؟ ما جنها غربت الدنيا واظلمت وانت‬
‫حظرتك للحين ما ييت؟؟؟‬
‫خالد بمفاجاة‪ :‬فتووووووووووووووووووووووون السووووووووووووسة‬
‫فاتن وهي فرحانة من قلب‪ :‬خلووووووووووووووووووود العصلللللللللل‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫باليــــوم الثاني في نيويورك‪...‬‬
‫قدرت هيام – بابتزاز كرستين – انها تحصل على محل أقامة زياد في نيويورك ومع من وبرنامجه وكل شي من‬
‫خلل عبد الرحمن الغبي‪..‬‬
‫واستعدت وحضرت كل اسلحتها النثوية عشان تطيح هالغبي مرة وللبد في شراك بحبها‪ ..‬مو مستعدة انها‬
‫تضحي براحتها اكثر‪ ..‬وأول سلح راح تستخدمه اهوو افتكهم‪ ...‬تغيير المزاج والسلوب‪ ..‬اللي راح يخلي زيااااد‬
‫يعيش في دوامة من الصراع والفكار اللي راح تخليه مثل المينون‪..‬‬

‫على هالفكرة ابتسمت لنفسها وهي تهندم شكلها جدام المنظرة اللي كانت منورة بالسبوت ليتز المتوزعة‬
‫على جوانبها‪ ..‬غرفة رؤيا كانت غرفة نجمات الفلم السينمائية الولية‪ ..‬كلسيكية بصورة فظيعة وعلى‬
‫الزاويات اللي في الغرفة كانت المزهريات المزدانات بالورد الطبيعي اللي تتبدل كل يومين‪ ..‬حياتهم كانت‬
‫فاخرة وهاي كلس لخر درجة‪ ..‬حتى بيت هيام ما كان بمثابه بيتهم‪ ..‬قمة البذخ والفخفخة‪..‬‬
‫في قلب هيام ما ظنت انها تقدر تعيش في مكان جذي لن الهدوء في البيت من أهم الملمح اللي ترتجيها في‬
‫المكان اللي تسكن فيه‪..‬‬
‫وبيت رؤيا – على فخامته‪ -‬ال انه ما كان ‪. her type‬‬

‫تأكدت انها قادرة على تسييح زياد بشكلها النثوي الجميل‪ ..‬لبست قبعة من الغرووو الوردي الحليبي وابتسمت‬
‫لنفسها‪ ...‬وطلعت من الغرفة‪..‬‬

‫كانت لبسة بانطلوون جينز لو ويست ديرتي‪ ..‬وبوت بيجي مثل لون الجاكيت اللي عليها وتي شرت هاي نك‬
‫ابيض وشال محايط رقبتها من الكاشمير البيض الناصع‪ ..‬وقفازات جلدية بيضة‪ ..‬ووقفت بالصالة وين ما كانت‬
‫أمها قاعدة ويا أم رؤيا وبنتها‪...‬‬

‫هيام وهي تبتسم لمها‪ :‬يمة انا عندي مشوار بلقي رفجاني هني وبرد بعد ساعتين‪..‬‬
‫ام هيام اللي كانت منحرجة من بنتها شوي لنها استعدت وجهزت نفسها من غير ما تخبرها اول شي‪...:‬انزين‬
‫يمة اخذي وياج احد اخوانج‬
‫فتحت هيام عيونها بدهشة‪ ..:‬اخواني؟؟ يمة بلقي اصدقائي بس ‪ ..‬اخواني ما بيرتاحون هناك‪..‬‬
‫عيون ام رؤيا ورؤيا يلحقون ملمح الم اللي اكتنز ويهها باللون الحمر وكل شوي يعمق لونه‪ .:‬اي يمة بس ما‬
‫يصير تطلعين بروحج‬
‫وباندفاع عرضت رؤيا صحبتها‪ ..:‬انا بروح وياها!!!!!‬
‫ام رؤيا وهي موافقة بنتها‪ ..:‬اي‪ ..‬رؤيا تقدر تروح وياها‪ ..‬ثنتيناتهم من نفس العمر وما راح يملووون ويا بعض‪..‬‬
‫ام هيام وهي تناظر بنتها‪ ...:‬من طرفي موافقة‪ ..‬ها يمة هيام شرايج؟‬

‫هيام اللي في نفسها صرخت لاااااااء‪ ..‬ما تتحمل دقيقة من غباء وسطحية رؤيا بس ما قدرت ال انها توافق‪...‬‬
‫لنها لزم تطلع‪..‬‬

‫غصبت ابتسامة كانت رافضة انها تطلع وحطتها على شفايفها‪that is fine with me ...:‬‬
‫نطت رؤيا من مكانها وهي فرحاااااانه‪great finally something fun to do :‬‬
‫ام رؤيا بارستقراطيتها‪ :‬رؤيا‪ ..‬خفي شوي‪ ...‬هذا مو تصرف بنت بمثل مقامج الجتماعي‪..‬‬
‫رؤيا وهي تتدارك نفسها‪ ..:‬آسفة ما ما ‪...‬‬

‫وبهدوء مشت لبرع الصالة وعيون هيام تلحقها وتراقبها شلون تتصرف بغباء‪ ..‬صج انها تافهة وفارغة‪ ..‬بس‬
‫يالله دام الطلعة لزم تكون وياها وياها‪ ..‬اهي بتظيعها شوي وبتروووح تكمل مشوارها‪ ..‬او انها بتخليها تيي‬
‫وياها بس من غير ما تحسسها باللي بتسويه‪..‬‬

‫ويوم جهزت رؤيا تمت هيام تناظرها بدهشة‪ ..‬كانت بالفعل بدرجة عالية من الناقة‪ ..‬الفرووو البني والكاشمير‬
‫الحمر كان تخالطهم عجييب في ثيابها وخلها تصير مثل لعب الباربي اللي يبيعونهم في السواق‪ ..‬حست‬
‫بالغيرة هيام من رؤيا لكنها على درجة عالية من الثقة بالنفس‪ ..‬وما اهتمت لها وايد‪ ..‬ويوم يا وقت الطلعة‪..‬‬

‫هيام تساسر رؤيا‪ :‬شوفي اللي بصير اليوم ماابي احد يعرف عنه بيكون سر بيني وبينج‬
‫رؤيا بحماس‪ :‬ليش؟؟؟ شبتسوين انتي؟؟‬
‫هيام وهي تضبط اعصابها‪ :‬مالج شغل‪ ..‬بس الي بصير اليوم انتي بتكونين شريجتي فيه لذا مابيج تخورينه‬
‫وتنجبينه!!‬
‫رؤيا باستغراب‪ :‬اخور وشنو؟ مافهم عربي وايد ترى؟‬
‫هيام بقله صبر‪ :‬يكون احسن‪..‬‬
‫مشت هيام عن رؤيا اللي مسكتها من ذراعها‪ :‬طلعتج اليوم رومانسية صح؟‬
‫هيام بحيا‪ :‬ليش تسألين‬
‫رؤيا بفرح كبير‪ :‬وااااااااااااو ‪ a romantic adventure how sweet‬واكيد اللي شفناه هذاك اليوم معني‪..‬‬
‫استغربت هيام لذكاء رؤيا بس ما عطتها جواب صريح‪ :‬انتي امشي معاي وبروحج بتعرفين‪..‬‬
‫رؤيا‪let us not delay it more :‬‬
‫وطلعوو البنتين‪ ..‬مع ان الختلف بينهم كان صارخ‪ ..‬هيام كانت محتشمة على الرغم من ان ملبسها كانو ظياج‬
‫ال ان رؤيا كانت الفادحة‪ ..‬عصاقلها كلها بره والتنورة قصيرة لكن الحياة في اميركا علمتها ان اذا انتي ما‬
‫اهتميتي‪ ..‬ألناس ما بتهتم‪ ..‬وتحركووو في سبيل تحقيق الخطة اليديدة‪..‬‬
‫==================‬
‫كان الوقت فجر‪ ..‬صحت فيه فاتن عشان تقوم تصلي‪ ..‬واختلف التواقيت بين الديرة واميركا ما خلها تنام‬
‫براحة ال انها كانت مرتاحة على النوم‪ ...‬لكن الشوق اللي فيها خلها تسهر وماتنعم بغمضة جفن‪ ...‬شوقها‬
‫لمساعد اللي بدى يكبر وينمو بكل لحظة غياب عنها‪..‬‬
‫الله‪ ..‬ما اجمل الشووق والنتظار‪ ..‬ومتى بتبلج الشمس بطهارتها وتنور الدروووب اللي بتقيد مساعد لي‪ ..‬مع‬
‫اني عارفة انه حتى لو اضطر يمشي في درب حالك الظلم بيدلني ويدل مكاني‪..‬‬

‫بعد الصلة طلعت من غرفتها اللي كانت من الروعة انها وايد انعجبت فيها‪ ..‬جراح وامها وسماء كانو‬
‫المسئولين عنها ولذا طلعت بابهى حلة‪ ..‬جراح يعرف لللون وامها تعرف لذوقها وسماء بفطرتها قدرت‬
‫تعرف الشكل اللي اهي تبيه‪ ..‬لبست شالها الحريري اللي دايم تلبسه بالبيت وطلعت بالصالة وهي تجيك‬
‫المكان‪ ..‬كان هادي وبارد ويتسم بالصفاء‪ .‬التغيير كان لزم في بيتنا‪ ..‬بس اللي ماقدرت تتصوره او تتخيله اهو‬
‫المساحة الكبيرة اللي يتسم فيها البيت‪ ..‬يمكن لن الحديقة الورانية كانت ماخذه كل المساحة وابوها ما حب‬
‫انه يخربها عشان التسلية اللي سواها‪...‬‬

‫طلعت في البررررد وهي تتلحف بالشال اللي عليها‪ ..‬تحس بالرطوووبة الناعمة تنسدل على خدها بندى لذيذ‬
‫يعبق المكان بريحة التراب والرمل‪ ..‬خليط جميل‪ ..‬والزرع بعد اللي كان في البيت المجاور لهم‪ ...‬كانت‬
‫مبتسمة وهي مسكرة عيونها وتتنسم هالهوا‪ ...‬واقفة بنص الرض الخالية اللي على وشط انها تمتلي بمختلف‬
‫التحف الفنية بتصميم سمااءو اشراف جراح‪...‬‬

‫حست ان احد ثاني موجود معاها‪ ..‬ففتحت عيونها وتمت تتلفت وما شافت احد‪ ...‬قشعريرة سرت فيها والهوا‬
‫البارد اخترق عظااامها ‪..‬‬
‫غريبة‪ ...‬اهي على وشك انها تحلف باحساسها باحد ثاني معاها‪ ...‬من يا ترى هالشخص؟؟؟ ماحطت الموضوع‬
‫في بالها اكثر ودخلت من الحديقة الورانية الى داخل البيت‪...‬‬

‫ومن داخل البيت مشت ومشت ومشت الى ان وصلت لمقدمة البيت‪ ..‬تجيك الحوال هناك‪ ...‬لحظت ان‬
‫الحووض القديم الزراعي ما عاد موجود‪..‬‬
‫والديوانية ما زالت مكانها لكن بتصميم يديد‪ ..‬كانا ارفع شي في البيت‪ ..‬ومكان حوض الزراعة صارت غرفتها‪..‬‬
‫والباب الحديدي كان مفتوووح‪ ...‬استغربت‪ ..‬مو معقولة ان الباب يكون مفتوح لزم امها او احد من اخوانها‬
‫يسكره قبل ل ينامون‪ ..‬معقوله يعني‪..‬‬

‫راحت وهي بتسكر الباب ويوم سحبته لداخل وحطت المزلااج فيه رفعت راسها عشان تشوف الواقف‬
‫حدامها‪...‬‬

‫ببساطة تجمدت‪ ...‬وعيونها العسلية توسعت من المنظر‪ ...‬واستغرابها ودهشتها ودقات قلبها المتنااثرة بعنف‬
‫بارجاء صدرها هزتها‪...‬‬
‫مشـــعل ما غيـــره‪..‬‬

‫كان واقف وهو حاني ظهره‪ ..‬وكأنه مو مصدق اللي يجوفه‪ ..‬كان يحسبها مناير اللي بدت ملمح فاتن تزحف‬
‫لها بخووف لكن اهو غلطان‪ ..‬هذي اهي فاتن‪ ..‬بطولها وبعرضها‪ ..‬بويهها السمح وبنظراتها ويدينها ‪..‬‬
‫بياض ونقاوة وطهارة الثلج‪ ..‬وجمر الغضى اللي يعانق عيونها العسلية‪ ..‬بلهيب ل يخمد ول يستتب‪..‬‬
‫أجميلة عذبة انتي يا منال الصابرين‪ ..‬أم انتي داء يحمله قلبي لبد البدين‪..‬‬
‫تمت ساكته ورجل متخلفة بخطوة ورجل الثانية متجمدة بخطوة ويوم تقرب مشعل منها ما قدرت تحرك‬
‫نفسها لكن فكرة ان الباب مسكر ريحتها نسبيا لكن ظلت منصدمة لشكله الحالي‪ ..‬ولمظهره اللي يرثى‬
‫عليه‪..‬‬

‫مشعل والدمعة تلمع بعينه‪ ...:‬حمد لله على سلمتــــج‪...‬‬


‫فاتن وهي تهدي شفتين مضطربتين‪ ..:‬الله ‪ ...‬الله يســــلمك‪...‬‬

‫ليش جذي؟؟ ليش لحيته كبيرة وعيونه كسيرة واللم يختلج ملمحه‪ ..‬شصاير بالدنيا؟؟ ليش اهو بهالحالة؟؟؟‬

‫من بعد نومة طويلة صحى مساعد بهدوء‪ ..‬تفتحت عيونه بطريقة طبيعية وهادئة‪ ..‬حرك راسه يمين ويسار وهو‬
‫يحاول يدور الوقت اللي ضاع منه وهو نايم‪ ..‬لمن طاحت يده على الساعة اللي عطته اياه فاتن‪ ..‬تم يناظر‬
‫الوقت لقاها الحين الساعة ست ال ربع من الصبح‪ ..‬حوالي ال ‪ 10‬ساعات نااام‪ ..‬ورد حط راسه على المخدة‬
‫وهو دايخ من التعب‪..‬‬
‫بهدف مواصلة النوم اكثر‪ ...‬وبالوعي البسيط اللي اهو كان فيه تذكر الصلة اللي فاتته‪ ..‬ونقز من مكانه‬
‫بسرررعة لن الشمس طلعت‬
‫والصلة باتت قضاااء عليه‪ ..‬تحسف من قلب على هالعملة لن صلة الفجر من اهم الصلوات اللي لزم تتأدى‬
‫في اوقاتها‪ ..‬لنها اكثر من صلة‪ ..‬اهي اختبار على حب الله والقيام بواجباااات نحووو الله عز وجل‪..‬‬

‫من بعد ما فرغ من الصلة كانت النومة طايرة طايرة من عيونه‪ ..‬بس بعد حط راسه على المخدة وتغطى في‬
‫أمل انه بأعجوبة ما راح ينام‪..‬‬
‫لكن ما قدر‪ ..‬تم يتقلب يمين ويسار وفي باله ويهها الحلوو وملمحها الناعمة وانحرم من النوم بكل سهولة‪..‬‬
‫رفع الساعة مرة‬
‫ثانية لقاها الساعة ست الفجر بالضبط‪ ...‬اكيد نايمة الحين‪ ...‬ول بعدها صاحية من صلة الفير‪ ..‬يعني متى‬
‫بتكون صلة الفير الساعة‬
‫خمس‪ ..‬قامت وردت نامت‪ ..‬بس بينه وبين قلبه تمنى لو انها تكون صاحية‪ ..‬فلذا عشان يجيكها رفع التلفووون‬
‫وتوه بيدق على رقمه ال انه استوقف نفسه‪ ..‬يمكن نايمة او توها نايمة وما تبي احد يزعجها؟؟ بس هذا انا‬
‫مساعد مو اي احد ثاني‪..‬؟؟؟ يا الله الثقة بس‪ ..‬نام نام لاا تنكفخ الحين‪ ..‬اي والله انا مساعد‪ ..‬خير يا طير‪..‬‬
‫مساعد قال‪..‬‬
‫حط التلفون مكانه ورد وتغطى بالكويلت الزرق الملكي وتم ساكت لفترة بسيطة وساكن مكانه‪..‬لحتى‬
‫استسلم للنوم مرة ثانية‪..‬‬
‫=====================‬

‫ظلت فاتن خمس دقايق متصنمة بغرفتها واهي تتذكر مشعل وشكله‪ ..‬لحية سودا غليضة وهالت زرقا حوالي‬
‫عيوونه‪ ..‬نحل جسمه بطريقه مثيرة للشفقة واللم يتضرج حناياه‪ ..‬يا رب‪ ..‬ليش جذي؟؟ معقولة انا السبب‪..‬‬

‫ما قدرت تتكلم معاه اكثر‪ ..‬لنها حست ان وقفتها غلط بهالوقت من الزمن ويا انسان غريب وما يمت لها بأي‬
‫صلة‪ ..‬يا لله‪ ..‬صار غريب‬
‫مشعل‪ ..‬مشعل اللي فيوم من اليام من ناسي وهلي‪ ..‬صار غريب علي اليوم‪ ...‬يا الله‪..‬‬

‫مشعل اللي ظل لهاللحظة واقف مكانه وهو يسترجع فاتن اللي كانت معاه في وقت من اوقات الدنيا ‪ ...‬في‬
‫الوقت اللي هلك من التضرع‬
‫منرب العالمين انها ترد له ويشوفها ويكحل عيوونه بشكلها‪ ..‬لقاها غير‪ ..‬لقى فاتن ثانية‪ ..‬ما كانت فاتن اللي‬
‫حبها وعبد ملمحها‪..‬‬
‫كانت هذي اجمل من فاتن القبلية‪ ..‬كانت بنت يملؤها العنفوان والصحة والفرح اللي هجم على أساريرها‬
‫هجوم فتاك وصارت مثل الحلم‬
‫السرمدي البدي‪ ..‬هدوئها الملئكي‪ ..‬وصوتها العذب‪ ..‬وخجلها‪ ..‬وأكثر شي يؤلم‪ ..‬اهو الحدود اللي كانت‬
‫تعاملني من خللها‪..‬‬

‫تجدد حب فاتن في قلبه والعهد على قلبه تقوى انها لزم تكون له‪..‬‬
‫ردة فاتن للديرة هالمرة للبد ما راح يسمح لها تروح مرة ثانية‪..‬‬
‫تظل وياه هني وما تفارجه لحتى يوم الدين‪ ..‬بس المشكلة انها هالمرة مووو حرة ‪ ..‬اهي مرتبطة بهذاك‬
‫الحقير اللي لزم يدور له‬
‫مشعل سالفة تخليه يفك ارتباطه من فاتن للبد‪..‬‬
‫حس لمظهره المبهدل من نظرات فاتن‪ ..‬وعلى طول بس دخل البيت راح لداره‪ ..‬وتم قاعد فيها وهو يرتب‬
‫نفسه ويهندم شكله‪ ..‬راح يرد مشعل القبلي ولكن بعقلية يديدة ونفسية يديدة‪ ..‬العاشق الولهان الي يضرب‬
‫راسه بأول حايط جدامه‪ ..‬ل‪ ...‬عنده كل الوقت انه يفك خطبه فاتن من مساعد‪ ..‬ويخليها تكون له وبس له‪...‬‬
‫ابتسم لنفسه على هالفكرة‪ ..‬لكن ان فاتن بعد ما بغت تكووون لي‪ ..‬راح تضطر انها تعاني مثل ما اانا عانيت‪..‬‬
‫وانتقامي راح يكوون عظيييم منهم‪..‬‬

‫لكن الشاهد الغريب على هالحادثة كانت اخر من يمكن يتوقعه احد او يمكن اولهم‪ ..‬كانت مناير تناظر الناس‬
‫من الدريشة لنها بالعادة‬
‫تصحى للمدرسة من وقت عشان تحل واجباتها اللي ماتحب تسويها بعد المدرسة‪ ..‬كانت واقفة عند الدريشة‬
‫من بعد ما كانت تغسل ويهها‪..‬‬
‫وشافت فاتن اللي راحت تسكر الباب ومن بعدها تطاولت عيونها لمشعل‪ ..‬اللي تقرب من بعد فترة بعد‪..‬‬
‫وكانه تكلم وقال شي لفاتن‪..‬‬
‫اللي بعد فترة قياسية تراجعت ودخلت البيت ‪ ..‬وعلى طول راحت دارها‪..‬‬

‫تمت تفكر مناير وهي قاعدة على سريرها‪ ..‬شالسالفة بين هالثنين؟؟؟‬
‫يعني اهو يعرف فتوون وياي يسلم عليها ويتحمد لها على سلمة ردتها من السفر؟؟ معقولة يعني؟ فتون مو‬
‫من النوع اللي يسولف ويا شباب الفريج ‪ ..‬صج تعرفهم لكن مووو جذي‪ ..‬اممممممممم لزم اعرف شسالفه‬
‫هاللقاء‪ ..‬وعشان اعرفه لزم احط بالي على هالثنين‪ ...‬من غيرما يحسوون‪..‬‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫وصلت هيام لعند الساحة المجابلة للفندق اللي يسكن فيه زياد‪..‬‬
‫فندق راقي وفخم والمنطقة اللي اهو فيه وايد كلس‪ ..‬اليست سايد‪..‬‬
‫ظلت واقفة في الساحة والثانية ترتجف من البرد‪..‬‬

‫رؤيا‪ :‬هيااام ل تخلينا واقفين هني تراني بنجلب ‪ ice man‬رحميني بلييييز‬
‫هيام وهي تهف يدينهااللي كانو على الرغم من القفاز ال متيمديين من البرد‪ :‬ما عليج كلها دقايق واحنا‬
‫رايحين‪ ..‬بس ابي أتأكد ان‬
‫هذا اهو الفندق ول لء‪..‬‬
‫رؤيا‪ :‬فندق منووو؟‬
‫هيام وهي تحقر سؤالها وتناظر الساعة‪ :‬توها الساعة ‪ ..12‬شرايج نروووح نتريق وناكل شي‬
‫رؤيا باستخفاف‪ :‬الريوق كان قبل ثلث ساعات لو ما دريتي يعني‪..‬‬
‫هيام تناظرها‪ :‬الساعة تسع تريقتو؟؟ شنو دياي انتوو؟؟‬
‫رؤيا‪ :‬هذا مو دياي هذا تقاليد وعادات سليمة‬
‫هيام بصووووت هامس‪ :‬واللي يرحم والدينج بس‪) ..‬علت صوتها ( ازين صبري كم دقيقة واحنا طالعين من‬
‫هني‪..‬‬

‫وتموو واقفين وهم يتراقصون مكانهم من البرد وينتظروون زياد يطلع من الفندق عشان تتم عملية المطاردة‬
‫وحفظ الجدول اللي اهو يمشي عليه‪ ...‬وكلها ال نص ساعة مضوها في البرد القارص وكاهو زياد يطلع من‬
‫الفندق ببدلة سوووودا غامجة وعلى راسه كاب ستايل القولف‪ ..‬وتم يمشي وهو يدخن زقااارة ومشى من‬
‫عندهم وهم تخبووو ورى احد الشير وهيام اللي كانت خايفة من انه يشوف رؤيا الهبلة‪..‬‬

‫لكن الحمد لله ما انتبه لهم‪ ..‬وتم يمشي من جدامهم وهو مو مهتم لشي‪ .‬ومن بعدها على طول تبعنه البنتين‬
‫وكل ما حسوو انه يمكن‬
‫يلتفت عليهم يتخبون ورى شي‪..‬‬

‫لمن وصلهم ويا مشيته الى مطعم صغير على كورنر بسيط‪ ..‬دخله وظلو واقفين بره‪..‬‬

‫هيام وهي تستحث رؤيا‪ :‬يالله خلينا ندخل‬


‫رؤيا‪ :‬ل مابي‪..‬‬
‫هيام ‪ :‬ليش ما تبين؟؟؟‬
‫رؤيا وهي تناظر المحل بتعاسة‪ :‬المحل للمخبوزات‪ ..‬وانا ما ابي اكل‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ما يحتااج تاكلين انزين‬
‫رؤيا تخصرت‪ :‬ل والله‪ ..‬انا ادمية ترى وايي في خاطري شي آكله‬
‫هيامم‪ :‬انزين ليش ما تاكلين‬
‫رؤيا وهي معصبة زود ‪ :‬والله؟؟انتي تدرين ان المخبوزات والبستريز ان اكليتها على طول تروووح في‬
‫زنودج؟؟‬
‫هيام ‪ :‬انزين ياختي ضبطي نفسج ول تاكلين‬
‫رؤيا بتعاسة بالغة‪ :‬ماقدر‪ ..‬اسفة هيام رديني البيت‪..‬‬
‫هيام بعصبية‪ :‬رووووووووحي زين‪ ..‬ظلي هني مكانج انا بدخل ول بــتأخر عليييج‬
‫رؤيا بصدمة‪ :‬وتخلني بروحي‬
‫هيام وهي تمشي بعيد عنها‪ :‬ما عليج كلها جم دقيقة وارد لج‪..‬‬
‫وبالفعل‪ .‬من غير أي اعتبار لشكاوي رؤيا راحت هيام لعند الكوفي شوب‪ ..‬او محل المخبوزات‪ ..‬اهي ما كانت‬
‫تعزم انها تدخل‪ ..‬بس‬
‫بتشووف زياد ان جان كان قاعد ويا احد ول بروحه‪..‬وتحقق اللي تبيه‪ ..‬كان قاعد بروحه وهو يشرب كوفي‬
‫ويطالع في جريدة يمكن كان المحل يبيعهها‪ ..‬والحين خلص‪ ..‬لزم تدخل في محض الصدفة وتشوفه وتبدي‬
‫اول مسرحياتها في السلوب اليديد‪..‬‬

‫دخلت المحل وقلبها يدق بقوووه‪ ..‬من غير النكار ان زياد كان في ابهى حلاته‪ ..‬واهي ما كانت اقل منه‪..‬‬
‫وقفت عند الكاونتر وهي‬
‫تتحرك بغير هداي في مكانها‪ ..‬وودها لو تلتفت وتشوف زياد اللي كان وراها بس لزم ما تخليه يحس فيها‪..‬‬
‫وطلبت لها شويه من الخبز والدونات عشان تاكله على الرييج‪ ..‬وكافي اسبريسووو دي كااف‪..‬‬
‫وتمت واقفة وهي تنتظر‪ ..‬ال يوم ياها صوووت زياد من وراها‪..‬‬
‫زياد‪ :‬هياااام؟‬
‫هيام تتصنع الدهشة‪ ..:‬زيااااد‪)_ ...‬رسمت ابتسامة وسيعة غريبة علىىى نظر زياد(_‪ ..‬اخر من توقعته‪ ..‬شتسوي‬
‫هني‪..‬‬
‫زياد وهو مستغرب من روحها المرحة‪ :‬والله ياي اتريق‪ ..‬وانتي؟‬
‫هيام ‪??the same thing :‬‬
‫سكتت وهي تبتسم له بمرح وحبوور كبير‪ ...‬ويوم زهبت طلبتها اخذت الجيس والكوفي‪ ..‬وتوها بتروح‬
‫زياد اللي مستعجب‪ :‬وين بتروحين؟‬
‫هيام‪ :‬بروح لرفيجتي‪ ..‬تنتظرني برع‪..‬‬
‫زياد ‪ :‬انزين ما تقدرين تظلين هني شوي‬
‫هيام تتصنع البراءة ولكن من داخلها تفجرت من الوناسة‪ :‬ليش؟؟؟‬
‫زياد وهو يبتسم بحيرة ويمسح على جبينه‪ :‬ل بس ‪ ..‬ابي أتاكد انج هيااام اللي اعرفها ول لء‪..‬‬
‫هيام وهي تبتسم لنها ادركت ان حركتها يابت مفعول‪ :‬انا هيام ليش شكك هذا؟؟؟ فيني شي غريب يعني؟‬
‫زياد‪ :‬مو بس شي‪ ..‬اشياء‪ ...‬مثل مرررحج‪ ...‬وعبوسج اللي ما يا هالمرةوانتي مجابلة ويهي‪ ...‬على عكس اول‬
‫امس‪..‬‬
‫هيام وهي تبتسم له بحالمية‪ :‬تدري يا زياد‪ ..‬الواحد اذا وقع بالحب ما يعرف العبوس ول الكره‪ ..‬يصير كل شي‬
‫حلوو ب عيونه ولزم عليه انه يبتسم لكل بهالدنيا‪..‬‬
‫زياد وقلبه يدق بقوو‪ ...:‬وقع في ال‪ ..‬حب؟؟‬
‫هيام تهز راسها بحبور‪ ...:‬انزين‪ ..‬انا بخليك الحين‪ ..‬ماقدر اتأخر اقدر‪..‬‬
‫مشت ومشت لمن راحت عند الباب وزياد كان واقف وحلجه مفتووح بصدمة‪ ..‬والتفتت له عند الباب قبل ل‬
‫تروح‪..‬‬
‫هيام بفررررح كبير‪..love is magic ...:..‬‬
‫راحت هيام عن زياد وهي ميتة من الفرررررح على نجاح حركتها ويااه‪ ..‬واهي نفذت اللي كانت تبيه بكل نجاح‬
‫وحسن تدبير‪ ..‬وكاهو زياد اللي طلع ورى هيام يشوفها وين رايحة مو متأكد من رده فعلها‪ ..‬تحب؟؟ واقعة في‬
‫الحب؟؟ تشوف الدنيا ورية‪ ..‬ويا من؟؟؟‬
‫انغرزت سكين الغيرة بعمق في قلبه‪ ..‬وصار مثل المحمووووم‪ ..‬يمسك جبينه كل شوي وهو مو مصدق اللي‬
‫شافه من شوي‪ ..‬هيام‪ ...‬هيام ما غيرها اللي عمرها ما جابلته بابتسامة ‪ ..‬ابتسمت اليوم في ويهه وعاملته‬
‫احسن معاملة‪ ...‬يا ترى‪ ..‬شهالسرر الخطير اللي يحووم حواليها‪ ..‬ل يكون هذي خدعة منها عشان انها‬
‫تستميلني لشي؟؟؟‬

‫ما طول بالكافي ‪ ..‬دفع للمافن اللي أكلها والجريدة اللي قراها والكوفي‪ ..‬وطلع على طووول وهو على اثر‬
‫هيام والبنت اللي معاها‬
‫لكنهم اختفوو من عينه‪ ..‬وظل مكانه بكل حيرة‪ ..‬وبسررررررعة كبيرة توجه للفندق عشان يـتأكد من الوضاع‬
‫اللي اهوووو قاعد يتشكك منها بقووة‪..‬‬

‫يوم وصل غرفته اللي كانت في الفندق على طول وصل الكمبيوتر بالنترنت )سبيد دايلينغ( ‪ ..‬وجيك ايميلته‬
‫لقى في النبووكس‬
‫ايميل واحد‪ ..‬فتحه‪ ..‬وكان من هيام‪..‬لقى فيه هالكلاام ‪..‬‬
‫>> حمد‪ ..‬يمكن انت راح تظن اني مينونة ول شي‪ ..‬بس صدقني‪ ...‬انا اكتشفت بغيابي عنك اللي يمكن ما‬
‫تتوقعه‪ ..‬انا بديت اغرف شوي شوي في بحرك يا حمد‪ ..‬طيبتك واخلقك وسوالفك الحلوة وحلاوة معشرك‬
‫نستني اكبر همومي وبينت لي باقي الشباب تافهين بعيوني‪ ...‬انا كنت احس ان بيناتنا كونيكشن معين بس‪..‬‬
‫بسفري هذا‪ ..‬عرفت شنو اسم هالكونيكشن‪ ...‬اذا انت كنت تعرفه ‪ ..‬قول لي اياااه عشان ماكوون ظانة شي‬
‫غلط‪...‬‬
‫للبد‪ ..‬لك‪ ..‬هيــــــام<<‬
‫زياد وهو يفكر بصوت عالي وبقهرررر بليغ‪ ..:‬للبد لك‪ ...‬هيام؟؟ للبد؟؟؟؟ شفيها هذي ينت؟؟؟؟؟‬
‫قام من مكانه وهو مو حاس بعمره‪ ..‬ل مستحيل‪ ..‬مستحيل هذا قاعد يصير‪ ..‬هيام بدت تحب حمد‪ ..‬بدت تحب‬
‫حمد‪ ..‬وانا للحين ما بديت شي وياها‪ ..‬ل ما يصير‪ ..‬شلون تحب حمد‪ ..‬وانا وين رحت‪ ..‬ل يا ربي لاااا مو‬
‫جذي‪ ..‬ما يصير‪..‬‬

‫اول ما ردت هيام البيت جيكت على اليميل من غير اي انتظار‪ ..‬ولقت‬
‫ان المسج اللي طرشته صار له كونفرمايشن‪ ..‬يعني وصل وانقرى‪..‬‬
‫وااااااااااو‪ ..‬البارت العجيب من اللعبة صار‪ ..‬والحين لااااااازم تحرك الرحا براحتها‪ ..‬ما تبي تطحن الحب كله‪..‬‬
‫لزم تحركه بهدوء‪ ..‬وتكون اهي الهادئة وهو المعصب‪ .‬ولت ايامك يا زياد اللي فيها تحرق كل ذرة من ذرة‬
‫الصبر‪..‬‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫بيت بو زياد ‪..‬‬

‫كانت السبوع قبل اليوم الخير من انتهااء الحديقة او الجلسة اللي تصممت عشان تكون في سنتر الحديقة‬
‫الخلفية لبيت بو زياد‪..‬‬
‫وكانت في اروع حلة لن النجارين اللي اشتغلو عليها – ورشة الياسي – من اتقن النجارين وبينهم جراح اللي‬
‫كان يحط بين الن والن‬
‫لمساته عليها‪ ..‬طبعا بعد ما يتأكد ان غزلن بتعترض دربه او طريجه‪ ..‬ولؤي اللي من شاف غزلن بهذاك اليوم‬
‫وهي تبتسم له ما شافها مرة ثانية‪ ..‬واستغرب من هالشي‪ ..‬يمكن اهي مريضة ولشي‪ ..‬او حايشها شي‪ ..‬الله‬
‫يستر بس‪..‬‬

‫وعلى هالحالة كان لؤي قاعد بكل الملل بالعالم وهو يسمع لتعاليم جراح له‪ ..‬ويوم حس جراح ان لؤي مو‬
‫معاااه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬لؤي شفيك؟‬
‫لؤي وهو مبوز‪ :‬مافيني شي‪...‬‬
‫جراح يوقف ويحط يده على جتف لؤي‪ :‬خبرني شفيك‪ ..‬مو من عوايدك اتملل من الشغل‪ ..‬وهني بالذات؟؟‬
‫لؤي وهو يناظر البيت ويرد لجراح‪ ..:‬صار لها فترة من اخر مرة شفتها فيها‪..‬‬
‫جراح بتشكك‪ ..:‬يمكن مريضة؟؟‬
‫لؤي‪ :‬تهىقى‪ ...‬هذا اانا اللي حاطه في بالي بس مادري ‪ ...‬خايف شوي‪..‬‬
‫جراح وهو يطمنه‪ :‬ل ما عليك‪ ..‬ل تخاف ول شي‪ ..‬اهي بس تلقي الوقت بتييك بروحها‪ ..‬ما عليك‪ ..‬يالله انا‬
‫بروح الحين‪ .‬انتو بس‬
‫تخلصوون ردوو الورشة عندنا توصية ثانية يديدة‪ ..‬ويليها شغل‪.‬‬
‫لؤي‪ :‬وشبتسوي عيل في الفرش والتنجيد‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بخلي بس جم واحد وياك والباجيين باخذهم المحل اليديد‪ ..‬تصدق‪ ..‬ناقصنا عمال وايد‪ ..‬بس بخليها على‬
‫الله‬
‫لؤي‪ :‬الله كريم‪..‬‬

‫وراح جراح عن لؤي وهم مو عارفين للعيون اللي تراقبهم‪ ...‬كانت غزلن تراقب جراح وهو يطلع منالبيت‬
‫عشان تطلع وتروح للؤي‪..‬‬
‫خلص‪ ..‬النتقام بدى ولزم تشتغل فيه أول بأول‪ ..‬مسكين لؤي ماله ذنب‪ .‬لك محد قال له انه ينضم ويا جراح‬
‫عشان يهينوني انا‪...‬‬

‫رتبت من شعرها ويوم تأكدت من مظهرها تحركت على طول للطابق التحتي‪ ..‬للحين ما تتكلم ويا امها زين‪...‬‬
‫يمكن لن غزلن انصدمت بمعاملة امها لها ‪ ..‬لكن اهي ما راح تنزل روحها لحد‪ ..‬حتى لو كان هالحد اهي امها‬
‫‪ ..‬نفسها عزيزة‪ ..‬واهي ما غلطت بشي‪..‬‬

‫طلعت منالبيت وهي توقي عيونها بيدها عن الشمس‪ ...‬وبهدوء راحت لعند العمال ووين يشتغلون‪ ..‬لقد لؤي‬
‫قاعد يحفر في الرسم اللي كان على الخشب عشان يطلع التصميم عدل‪ ..‬وبهدوء نادته‪..‬‬

‫التفتت لها لؤي وهوو مستغرب من الصوت‪ ..‬ويوم شاف ويهها اتهللت ملمحه بالفرحة والسرووور‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬يا هل والله‪..‬‬
‫غزلن بدلل‪ :‬هل فيك‪ ...‬عساكم عالقوة‬
‫لؤي وهو موو مصدق نبرة غزلن‪ ...:‬الله يقويييج‪..‬‬
‫كان مثل المهبول عليها‪ ...‬ومفتوون لخر الحدود‪ ..‬غبي واحد‪ ..‬بلعب عليك لمن اقول بس‪ ..‬وانت على غبائك‪..‬‬
‫وحلجك المشرع‪..‬‬
‫غزلن وهي تتفحص الشغل‪ ..:‬شغل مضبوووط‪ ..‬والله مادري شلون اشكركم‪ ..‬او اشكرك‪..‬‬
‫نبرتها كانت قاتلة بالنسبة للؤي‪ ...:‬الله يخليج‪ ..‬انتي السبب وال احنا ما كنا بنيي ونبدع عندكم‪ ..‬مع اننا‬
‫مبدعين‪ ..‬بس وجودج‬
‫اهو اللي زاده ابداع‬
‫غزلن ‪ :‬ههههاي‪ ..‬سلمت وما قصرت‪ ..‬من طيب اصلك‪..‬‬
‫لؤي وهو يكمل ‪ :‬طبعا اهو حلو بس اكيد حلووو بسبب شغلي وتفنني عليه‪) ...‬يبتسم بغباء في ويهها( شرايج؟‬
‫ضحكت وهي تحس بخاطرها انه يبيله كف على ويهه‪ ..:‬صح‪ ...‬انزين‪ ..‬ابيك في كلمة بيني وبييينك‪...‬‬
‫ما صدق لؤي‪ ..‬حس روحه بيحلق‪ ..:‬انا؟؟؟ تبيني انا؟؟‬
‫غزلن بدلل‪ .. :‬مادري ان جان اكو احد غيرك يستاهل اني اكلمه‪..‬؟؟‬
‫لؤي وهو يقط المحفرة من يده ويبتسم بمل ثمه‪ ..:‬افا عليج‪ ..‬مالج ال انا‪ ..‬حياج الشيخة‪ ..‬اعتبري نفسج في‬
‫بيتج‪...‬اووه‪ ..‬هذا هو‬
‫بيتج‪ ..‬حييني حييني‬

‫ماصدقت غزلن درجة الغباء اللي اهو عليها‪ ..‬ولكن ما عورت راسها اكثر‪ ..‬وتمت تماشيه بغبائه وتفاهته‪ ..‬لن‬
‫اللي تبيه منه لزم‬
‫تلقااااه‪ ..‬وما تحاول انها تستفز صبرها باي نوع من النواع‪..‬‬

‫يوم قعدووو عند الكراسي كانت مائدة صغيرة من الكيك والقهوة والحلااوة البسيطة مصففة بعناية‪..‬‬
‫ساسواتي اللي سوتها‪ ..‬ويابتها‬
‫على امر من غزلن‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬تفضل‪..‬‬
‫لؤي وهو يحمل اكثر من كيكة بيده‪ ..‬وويوم حس انه ما يقدر يصب له‬
‫القهوة‪ ...:‬لو سمحتي‪ ..‬صبي لي قهوة‪..‬‬
‫غزلن وهي تناظر يده المترووسة بقرف‪ ...‬لبت طلبه بكل سعاااادة وابتسامة مزيفة‪..‬‬
‫تم ياكل لؤي من غير حاسية وهو متلذذ‪ ..‬وشرب القهوة اللي عطته ايااااه وبعد ما خلص‪..‬‬
‫لؤي‪ ..:‬ااااااااح‪ ..‬احلى كيك كلته بحياتي‪ ...‬اكيد انتي اللي مسويته صح‪..‬‬
‫غزلن بصدمة‪ :‬انا؟ اطبخ؟؟ وليش‪ ..‬عندي بدل الطباخة ثلاث‪ .‬وكلهم بشهادات عالمية‬
‫لؤي بعفوية‪ ..:‬يمكن‪ ..‬بس مو بحلااوة اذا كان بيد راعية البيت والحلل‪ ..‬صدقيني‪ ..‬حتى لو كان مرر بيظل‬
‫حلوو‬
‫استغربت من كلمه هذا‪ ..‬وتمت تناظره وهي مو مصدقة‪ ..‬لكنها ما اهتمت للموضوع وايد وبدت سالفتها اللي‬
‫تبييييه فيها‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬لحظت انك تشتغل تحت امرة‪ ...‬جراح الياسي ‪..‬‬
‫لؤي وهو ياكل من الحلوة الثانية‪ :‬اي نعم‪...‬‬
‫غزلن وهي تراقبه بحاجب مرفووع‪ ..:‬بس انا حسيتك اكثر معرفة ودقة منه‪ ..‬ليش ما تكون شريجه بدل ما‬
‫تكون موظف تحت امرته‬
‫لؤي‪ :‬لنه اهو صاحب الورشة الوحيد‪ ..‬وانا ما عندي اي ملكية فيها‪ ..‬واهو زين منه شغل واحد عطالي بطالي‬
‫مثلي‪ ..‬يعني مثلم اي‬
‫قولون مد ريولك على قد لحافك‪..‬‬
‫غزلن وهي تضبط اعصابها من غباء لؤي‪ ...:‬صح كلمك‪ ..‬ما شاء الله عليك فاهم كل شي‬
‫لؤي بحبووور‪ ..:‬صبري علي شوي‪ ..‬انتي للحين ما جفتي شي‪ ..‬انا لف الدنيا وادورها بصبعي هذا‪) ..‬يرفع‬
‫السبابة (‬
‫غزلن وهي حاسة انها بتنفجر‪ ..:...‬انزين‪ ..‬ليش ماتفتح لك ورشة‪ ...‬بعد عن الشراكة وعن المرة‪ ..‬عشان‬
‫تكون سيد نفسك‪ ..‬وبالخبرة اللي عندك‬
‫قطعها لؤي وهو ياشر على الكيكة اللي يمها‪ :‬بتاكلين هالقطعة؟ظ‬
‫غزلن تمت تناظر لوين يأشر‪ ..‬ومدت له الصحن اللي عليه الكيكة‪ ..:‬تفضل‪..‬‬
‫لؤي وهو يلتهم الكيكة‪ ..:‬شكرا‪...‬‬
‫ظاقت نفسها وهي تشوفه شلون يتصرف‪ ..‬بمنتهى السوقية والغباء‪ ..‬من وين طالع هذا؟؟ من اي حفنة من‬
‫الناس ظاهر لها‪ ..‬شهالحظ العاثر اللي حط انتقامها في قمة الغباء هذا‪ ..‬؟؟‬
‫لؤي وهو يرد عليها ‪:‬عن اللي قلتيه قبل شوي‪ ..‬اني افتح ورشةلنفسي‪ ..‬فهذا شي صعب‪ ..‬ودي بس ماقدر‪..‬‬
‫لن السيولة والخبرة عندي ضعيفة شوي‪ ..‬فلذا بنتظر جم سنة عند جراح‪..‬‬
‫غزلن وهي تحك راسها‪ :‬انت مستعد انك تتم بهالوظيفة‪..‬؟‬
‫قالتها بقرف خل من عيون لؤي تناظرها بكل روعة وشفافية مثل اليهال‪ ..:‬ليش؟؟ تشوفين غلط او شبهة في‬
‫هالشغلة‬
‫غزلن وهي تهز راسها‪ :‬ل ل ل امن قالللل‪ ...‬صل على النبي بالعكس‪ ..‬الشغلنة وايد شريفة وتسد الرمق‪.‬‬
‫بس‪) ...‬قردنة( ما‬
‫تناسب واحد مثلك‪ ..‬شكلك زقرت وكشيخ‪ ..‬والنجارة مو من ثوبك‪..‬‬
‫لؤي وهو يبتسم بحيا‪ ..:‬انتي اليوم صراااااحة تضغطيني من اقلب‪ ..‬انا مقدر على المدح ترا اخبرج من الحين‪..‬‬
‫بس اذا تبين تمدحيني لج مطلق الحرية ماقول لااا‪)..‬ابتسامة ناصعة( ااقبل كل شي منج‪..‬‬
‫غزلن وهي خلص فقدت كل ذرة من اعصابها‪ :‬انزين انا اقول لك اني مستعدة اني امولك‪ ..‬في ورشتك‬
‫اليديدة‪...‬‬
‫لؤي وهو مستغرب منها‪ ...:‬وليش يعني؟؟؟ توج تقولين انها شغلنه ما تناسبني‬
‫غزلن وهي متورطة‪ :‬ل بس‪ ...‬حسيتك‪ ...‬حسيتك شغوف بها لدرجة انك مستمتع بها‬
‫لؤي‪ :‬اي بلى مستمتع بس اذا تحسيني اكشخ من هالسوالف‪ ..‬ليش ما تطلعين لي فكرة يديدة‪..‬‬
‫غزلن وهي ضايعة‪ :‬فكرة يديدة؟؟ مثل شنوووو؟‬
‫لؤي‪ :‬تشوفيني زقرتي ويبيلي شغلنة سنعة تناسبني‪ ...‬ليش ما تدبرين لي شغلنة ثانية‪ ..‬عطيني مثال‪..‬‬
‫غزلن وهي تفكر‪ ..‬وتحس نفسها منحرفة ابعد الحدووود عن خطتها‪ ..:..‬اممممم‪ ..‬يمكن‪ ....‬مكتب تخليص‬
‫معاملت‬
‫لؤي وهو يستند ويقهقه بضحكه طفولية‪ ..:‬الله يهداج بس‪ ..‬غيره غيره‬
‫غزلن وهي فاجة عيونها عليه‪ ..‬بس فكرت انها تجرب مرة ثانية‪ .. :‬امممم محاسب‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬ههههههاهاهاهاهاههاهاهااااااااااي‪ .‬يا حلوج‪ ..‬وحدة ثانية‬


‫غزلن وهي تفقد اعصابها شوي شوي‪ ..:‬اوووه بس خلص ما عندي افكار‬
‫لؤي وهو فاج عيونه‪ ..:‬انزين الحين انتي زرعتي في بالي هالفكرة مو راضية تعطيني مثااال‪ ..‬ليش عاد ل‬
‫تحبطيني‪..‬‬
‫قامت غزلن من مكانها‪ ..‬لنه ان ظلت اكثر راح ترتكب جريمة فيه‪ :..‬على العموم‪ ..‬انا مضطرة اني اخليك‬
‫الحين‪ ..‬بس ان شا الله راح‬
‫تفكر بالموضوع‬
‫لؤي وهو الثاني يوقف‪ ..:‬بس هاا انتي بعد فكري لي بفكرة وياااج عن نفسي‪) ..‬يبتسم( اعتزم اني اكون‬
‫حياتي‪ ..‬عشان ازهبها لملكة احلمي ودنيتي‪..‬‬
‫غزلن وهي شوي وتزووع من كلمه‪ ..:‬عن اذنك‪..‬‬
‫وراحت بسرعة داخل البيت وظل لؤي يناظرها بذكاء وحذق‪ ...‬هاه‪ ...‬ياية تقص علي انا‪ ...‬الحين عرفت‪ ..‬شي‬
‫بينها وبين جراح‪ ...‬وهالشي جاايد وكبير لحد خلها انها تتقرب مني‪ ...‬اول شي بسويه‪ ..‬اعرف هالشي من‬
‫جراح‪ ..‬وثاني شي‪ ..‬اتغدى بها ‪ ..‬قبل ل تتعشى بي‪...‬‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫صار العصر ومساعد توه طالع من الشغل‪ ..‬الجهاد اللي كاسر ظهره مووو مخلنه في هدوء‪ ..‬وظنى شوووقه‬
‫لفاتن بعد مو راحمه‪ ..‬ضايع بين الثنين‪ ..‬معشوقته سيدته الصغيرة‪ ..‬ول هالمكتب اللي مافيه ال النكد‪...‬‬

‫طلع منا لبناية وهو معتزم الوجهة لبيت فاتن‪ ..‬يزور خطيبته اللي ما فكرت ول حشمته واتصلت فيه تطمنه عن‬
‫احوالها‪ ..‬لكن اكيد‬
‫ملتهية بأهلها وناسها‪ ..‬ولزم تكووون مشغولة فيهم‪ ..‬يا حبيبتي والله‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫في البيت فاتن كانت تفضي اغراضها شوي شوي‪ ..‬ويوم وصلت لعند العلبة البنية لقتها الفرصة المثالية انها‬
‫تسأل أمها عن‬
‫هالعلبة‪ ..‬او عن المفاتيح‪ ..‬عشان تفتحها وتلقي شي من مواريث ابوها‪ ..‬او حتى عمتها عالية‪ ..‬لن ابوها يمكن‬
‫اهو اللي احتفظ‬
‫باجزاء من اغراض عالية بعد وفاتها‪..‬‬
‫وتوجهت عند امها تسألها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يمة‬
‫ام جراح بتحبب‪ :‬عيووووون امها‬
‫فاتن وهي تبوس امها‪:‬حبيبتي انتي‪ ..‬يمة وين مفاتيح الصناديق اللي كانو بالكاراج‬
‫ام جراح باستغراب‪ :‬عند باب الكاراج البراني‪ ..‬ليش؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ها‪ ..‬ول شي بس‪ ..‬اسأل عنهم‪..‬‬
‫راحت فاتن عن امها وعلى حسب تعليماتها لها لقت المفاتيح معلقين‪..‬‬
‫في حلقه دائرية كبيرة وخيط ابيض معلق فيهم‪ ..‬سحبتهم وراحت لدارها وهي تسرع من خطوتها‪ ..‬والله العالم‬
‫شبتلقي‪..‬‬
‫جربت المفاتيح كلها ‪ ..‬وما قدرت انها تلقي اي واحد يناسب‪ ..‬ال الخيريي‪ ..‬لقته اسوود معفن يمكن من زمن‬
‫الغبرااا‪ ..‬وفتح‬
‫الصندووق‪ ..‬وتوها بتفتش اللي فيه‪ ...‬دق جرس الباب‪...‬‬
‫راحت تفج الباب عن امها هي تغطي شعرها‪ ..‬رفعت سماااعة التلفون عشان تشوف من اهوو‬
‫فاتن‪ :‬نعم؟؟‬
‫سمع مساعد صوتها وابتسم‪ ...:‬فجي الباب اقوووول‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬من معاااي؟؟‬
‫مساعد يتصنع الخشونه‪ ..:‬من يعني‪ ..‬هذا انا‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬أي نعم بس من معاااي؟؟‬
‫مساعديبتسم بهداي‪ :‬هذا انا مساعد‪..‬‬

‫وااااااه وااااااه من القلب‪ ...‬اللي دق دقااااات بعنف الطبل‪..‬‬


‫مساعد؟؟ مساعد ما غيره؟؟ اللي جفاها النووم وهي تفكر فيه‪ ..‬وضاعت روحها وهي حيرانة فيه‪ ..‬مساعد‬
‫ماغيره‪..‬‬

‫سكرت السماعة وعلى طول فجت الباب وظلت واقفة‪ ...‬تناظره وتشبع عيونها من مظهره‪..‬‬

‫كانت لبس بانطلون شاموا اسود وقميص ماروووني وعليه جاكيت صوفي اسود‪ ..‬والشعر مايل على جبينه‬
‫بتعب والنظارة على عيونه‪ ..‬ويوم شافها سرع من خطوته ووقف عندها على الباب‪..‬‬
‫فاتن والحيا بخدودها‪ : ..‬يا حيا الله من يانا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يحييييج ويخليج‪..‬شلونج؟؟ شخبارج؟؟‬
‫فاتن وكانها ما سمعت سؤال‪ :‬والله زارتنا البركة‬
‫ضحك مساعد‪ :‬الله يبارج فيج‪ ...‬شخبارج فاتن‬
‫فاتن وهي تهمس‪ :‬هاا؟؟؟ انا‪ ..‬بخير‪ ..‬انت شخبارك؟؟‬
‫مساعد وهو يكلمها بهدوء‪ :‬بخير والحمد لله‪ ...‬بس‪ ...‬مشتااااق لج‪..‬‬

‫فاتن اللي احمرررت من الحيا على كلمته هذي‪ ...‬ما كانت تدري ان ارتباكها هذا كان مضاعف فيه بس هدوئه‬
‫ورزانته ما سمحوو له بانه يتحرك بعكس ما يبي‪...‬‬

‫تحركت من عند الباب اللي كان مستحلة عرضه وسمحت له بالدخول‪..‬‬


‫وقبل ل يدش تنسم من هواها وسكر عيونه بنشوى‪ ..‬ودخل البيت وهو يرتب من ملمحه عشان يجابل‬
‫"عمته" ‪.‬‬
‫سلم عليها وسولف وياها ومسرع ما خلصت السوالف خلتهم ام جراح بروحهم في الصالة الداخليةعشان‬
‫تسويله شي ياكله‪ ..‬عارضها وايد بس ما قدر عليها ‪ ..‬وشوي اهو كان موافق على هالشي لنه يوووعان وبطنه‬
‫يصررررخ من اليووع‪ ..‬وفاتن اللي كانت قاعدة بعيد عنه تناظره بهدوء وارتياااح وكأنها مو مصدقة وجوده‬
‫معاها في البيت‪..‬‬
‫مساعد يناظرها بحلوة‪ ..:‬شفيج؟؟ قاعدة بعيد؟؟؟ حياج ‪ ..‬اقربي مني‪..‬‬
‫ماعاقت البنت وتحركت من مكانها‪ ..‬وراحت قعدت معاه على نفس الكرسي‪ ...‬اللي كان لشخصين‬
‫مساعد وهو يبتسم‪ :‬جذي احسن‪ ..‬ترى بقول لج‪..‬‬
‫فاتن بحالمية‪ :‬هل‪..‬‬
‫مساعد يقرب راسه منها‪ ...:‬الديرة كلش ما تنفع عليج‪ ..‬باميركا انتي احلى‪ ..‬فرررية وشيوخية‪ ..‬مو هني‪ ..‬جنج‬
‫بنت عرب‬
‫هههههههههههههههه‬
‫ضحكت فاتن ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه وانا بنت عرب‪ ...‬ههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫على هالضحك زال التوتر بين الثنين‪ ..‬وتمووو يتسامرون فيما بين بعضهم‪ ...‬لمن يات ام جراح وحطت‬
‫لمساعد الكل‪ ..‬فاتن استأذنتهم لنها بتروح دارها عشان شغلة تسويها‪..‬‬
‫دخلت دارهاو سكرت الباب وراها‪ ..‬راحت عند المنظره وهي تفرص بخدودها عشان يتوردون اكثر‪ ..‬صج انها‬
‫ما تستحي تتعدل عشان‬
‫ريلها‪...‬؟؟ انزين التعدووول للريل مو لحد ثاني‪ ..‬صج انا غبية وقدمة‪ ..‬تمت تسرح بشعرها يمين ويسار وهي‬
‫تمسح الكحل اللي سايح‬
‫على الجوانب‪ ..‬وهي تعابل روحها جدام المنظرة‪ ..‬لقت العلبة جدامها واهي مفتووحة‪ ..‬وورقة معلقة بسقفها‪..‬‬
‫تحيرت‪ ..‬ما تذكرت اناه فتحت العلبة‪ ..‬ل ل اهي فتحتها بس الجرس وقفها عن الحركة‪..‬‬
‫وراحت عند السرير وجافت الكلمات المكتووووبة‪...‬‬
‫مؤرخة بتاريخ ‪1997 -4-19‬‬

‫لحبيبتي قلب الطفال‬


‫لحبيبتي براءة الطفال‬
‫تغضب في لحظه وترضى في لحظه‬
‫حزنها لحظات وفرحها لحظات‬
‫تخاصمني وتصالحني في الحال‬
‫لحبيبتي قلب حساس ‪ ,‬هي ليست ككل الناس‬
‫هي ياقوت ‪ ,‬هي مرجان ‪ ,‬بل هي ألماس‬
‫طفلتي في دمي وفي وجداني فهي النفاس‬
‫أحبها في كل الحوال‬
‫أحبها حين تغضب وحين تأتي وحين تذهب‬
‫حين تجد وحين تلعب‬
‫هي قصيدتي هي شعري هي الموال‬
‫لحبيبتي قلب الطفال‬
‫م‪ .‬الدخيـــلي‬
‫حبيبك‪..‬‬
‫======================‬
‫لمن الرسالة مرسلة‪ ..‬ومن هذا م الدخيلي‪ ...‬يا ترى‪ ..‬شتحمل هالغلبة من اسرار بحياة كل من مساعد‬
‫وفاتن‪. ..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫دارت الدنيا بعيون فاتن وهي تقرى هالنوتة الصغيرة المعلقة على سقف غطاء العلبة‪ ...‬كانت راسها محتر من‬
‫الخوف والتوتر اللي جاسها من لحظات‪ ..‬فتمت تنبش في الشياء اللي داخل بقلة صبر‪ ..‬طاحت على رزمات‬
‫من المقطوعات الشعرية والقصاصات اللي فيها كلام من سالف الزمان والعشق‪..‬‬

‫لقت كتاب‪ .‬او اشبه بالرواية‪ ..‬فتحتها لقت فيها كلمة‪) ..‬حبيبـــك م‪ .‬الدخيلي( وتاهت في الحيرة والضياع‪..‬‬
‫بدت تنبش في الرواية لقت‬
‫ان بعض السطور مخطوطة من تحتها‪ ..‬او كلمات معينة وكانها تشكل جمل‪ ..‬من زود الصداع اللي صابها كانت‬
‫الكلمات تتراقص بعيونها وما قدرت تثبت نظرها اكثر‪ ..‬لمن ترجع كل هالقصاصات وهالشعار‪...‬‬
‫من‪...‬‬
‫ال بصوت الباب يندق عليها وهي بسرعة سحبت الشال اللي كان على سريرها وغطت الغلبة يوم انفتح عليها‬
‫الباب‬

‫ام جراح بصوت واطي‪ :‬يمة فظحتينا يم الريال وين رايحة عنه ومخليته بروحه‬
‫قامت على ريلها وواجهت امها‪ :‬اسفة يمة بس ‪ ...‬كنت ابي‪ ..‬اعدل شعري‬
‫ام جراح بابتسامة‪ :‬وييي بسج تعدل لهالريل والله بتينيين ترى‪..‬‬
‫فاتن بضحكة باردة‪ :‬ل شدعوة يمة بس شعري كان مظايقني‪..‬‬
‫تدفع امها عشان تطلع وياها من الغرفة‪ ..‬ما تبيها تحط بالها على الصندوق الي تركته‪ ...‬واول ما حطت بريلها‬
‫بالصالة طاحت عيونها‬
‫على مساعد اللي كان مرخي راسه على طرف وهو مسكر عيونه‪ ..‬م‪ .‬الدخيلي‪ ..‬من م الدخيلي‪ ..‬الدخيلي‬
‫عايلة مريم ‪ ...‬من هذا اللي‬
‫بحرف الميم‪ ..‬غيره‪ ...‬كانت حواجبها تعلن اضطراب روحها‪ ..‬وعذاب ويهها كان اهوو العنواان‪ ..‬اللي مثل‬
‫جريدة تنشر خبر عاجل بالبونط العريض‪ ..‬بس الحمد لله ان مساعد مسكر عيونه‪ ..‬الظاهر انه وايد تعبان‪..‬‬
‫راحت وقعدت عنده‪ ...‬ول اراديا مدت يدها على كفه‪ ..‬واوتعى مساعد‪ ..‬وعيونه من التعب حمرت‪..‬‬
‫مساعد بصوت تعبان وآسر‪ :‬وين رحتي عني؟‬
‫فاتن وقلبها يضطرب من الدق‪ ..:‬ل بس كنت في غرفتي شوي‪..‬‬
‫مساعد يبتسم وهو يطالعها‪ ..:‬محلوووة‬
‫فاتن بحيا ابتسمت لكن تذكرت الرسالة بسرعة‪ ..‬وغابت ابتسامتها‪ ..:‬تفضل‪ ..‬اكل لك شي‪..‬‬
‫مساعد وهو يوطي حسه‪ :‬انا مو يوعان‬
‫فاتن‪ :‬ل شنو مو يوعان‪ ..‬بترد امي يعني‪ ..‬اكل لك لقمة زين طيب معدتك‪..‬‬
‫مساعد بابتسامة ناعمة صغرته عشر سنوات عن عمره‪ ..:‬وكليني بيدج عشان يطيب الكل‬
‫استحت فاتن وبعدت عن بالها الكدر اللي جابهها‪..‬‬

‫هذاك الوقت مناير كانت نازلة تحت‪ ...‬وشافت مساعد قاعد تحت ويا فاتن‪ ..‬وعلى طول سحبت لها شال‬
‫وحطته على راسها‪ .‬خلص الحجاب صار جزء ل يتجزا منها اهي وسماهر‪ ..‬مع ان الكل تم يتشمت عليهم‬
‫بالمدرسة يازعم فقدووو الكشخة‪ ..‬لكن مناير بغرور نفسها قدرت تثبت الحجاب وتحطه غصبن عن الكل‪..‬‬
‫وطلعت جدام مساعد‪ ..‬هذي يمكن اوول مقابلة لها ويا زوج اختها‪ ..‬الضخم من نوعه‪..‬‬
‫مناير بابتسامة عريضة‪ :...‬السلم عليكم‬
‫تم يناظرها مساعد بدهشة‪ ...‬شكلها مقارب بصورة طفولية من فاتن‪ :.‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫ابتسمت لها فاتن‪ :‬حياج منووور‪..‬‬
‫مناير وهي تقعد مجابلهم بحيا‪ :‬الله يحيييج‪...‬‬
‫وقعدت وهي تناظر مساعد بحيا‪ ..‬وتمت تفصفص في شكله‪ ...‬نسخة رجالية من مريم‪ ..‬بس فيه من لمعة‬
‫عين لؤي‪ ..‬لكن امه المصرية كلش مااا خلى ول بقى منها‪ ..‬حلوو ‪ ..‬بس مادري ليش مااا حسه يناسب‬
‫فتون‪..‬اسمر اسمريكا مو فتوون بلقااا ‪ ..‬تمت تناظر اختها اللي كانت تببتسم في ويهها مثل الخبلة‪ ..‬اكيد‬
‫منحرجة‪ ..‬مادري احرجهم شوي‪..‬‬
‫مناير وهي تهز ريلها‪ .. :‬متى بتعرسووون؟؟ ابي افصل لي فستاان بالملجة ما صار لنا وقت‪..‬‬
‫ابتسم مساعد بشقاوة وفاتن اختنق لون ويهها من الغمج‪ ..‬وبصوت واطي‪ :‬منوور مو وقتج‬
‫مساعد يبتسم لمناير‪ :‬عاد انا مثلج‪ ..‬اقول متى بنتزوج‪ ..‬ونغرح الكل‪ ..‬وانتي تفصلين فستاانج وانا البس‬
‫بشتي‪...‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههه‪ .‬بشت‪ ..‬مال اول يلبسون بشت‪ ..‬البس تاكس‬
‫رفع حواجبه مساعد بضحكة‪ :‬تاكس‬
‫منايربغرور‪ :‬اي‪ ..‬تاكس‪ ..‬خلك كلسيك شوي‪ ..‬لمتى الدشدااشة والبشت‪ ..‬خلكم زقرتية‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫فاتن وهي مختنقة من الغيض‪ :‬منور‪ ..‬قومي حبيبتي‪ ..‬روحي لسماهر اكيد تنتظرج الحين‬
‫مناير وهي تهز ريلها وهي متأكدة من نجاح خطتها‪ ..:‬ل والله ما تنتظرني اهي اليوم بترووح المستشفى‬
‫لظروسها‪) ..‬تتوسع ابتسامتها( فاضية انا‪...‬‬
‫فاتن وهي تناظر مساعد اللي مستااانس شكله على مناير ‪ :‬انزين خلج هني‪ ..‬بس سدي حلجج شوي‪..‬‬
‫مناير وهي تناظرها بدهشة‪ :‬فتون صج متى بتتزوجين خلص خلينا نفوشر ببيتنا اليدي ونعزم الناس‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ليش ومن قال لج ان العرس بيكون في البيت‪..‬‬
‫مناير صفقت بيدينها‪ :‬اكيد في فندق صح؟‬
‫فاتن بحيا‪ :‬منووور‬
‫مساعد يوافق عليها‪ :‬أكيد‪ ..‬وافخم الصالت بعد‪ ..‬وع شنو بيت‪ ..‬انتي توج تقولين خلنا زقرتية ونعرس في‬
‫بيت؟؟ ما يصير‪..‬‬
‫سكتت فاتن وهي تغطي ويهها من الحياا‪ ..‬ومناير نقزت من الفرحة‪ :‬واااااو بموت من الفشار ارحموني‬
‫شوي‪ ..‬ماقدر مرة وحدة تظهر لنا المائدة‪ ..‬يالله فتوون كل ما عيلتي يكون احسن‪ ..‬وال اقول لج ل ل‪..‬‬
‫ابطي‪ ..‬عشااان اجهز كل شي بحذافيره‪ )..‬وهي تمد يدها لقطع‬
‫الخيار المقطع في صحن(‬
‫ثووورت فاتن على مناير‪ :‬منووور‪ ..‬حبيبتي ليش ما تروحين تساعدين امي في غرفتها‪ ..‬قاعدة بروحها‬
‫خاويها ‪..‬‬
‫مناير وهي تتخصر‪ :‬ولش ما تخاوينها انتي؟؟؟ )تناظر مساعد اللي كان ويهه محمر من الضحك( اووه صج‪...‬‬
‫البعل الكريم هني‪) ..‬قامت على طولها‪ (..‬خلص عيل انا بخليكم‪ ....‬وهني وعافية على قلبج خووي مساعد‪..‬‬
‫ول تخف في الزيارات‪ ..‬خاطرنا نتعرف عليك عن كثب‪..‬‬
‫مساعد وهو يبتسم لها‪ :‬افا عليج‪ ..‬ما طلبتي‬
‫راحت مناير وممساعد راق لها بصورة كبيرة‪ ..‬الظاهر انه واحد كشيخ وتكانه ‪ ..‬الله يعين بس ما يطلع حمار‬
‫مثل مشعلوووه‪ ..‬وهي بدربها رايحة لمها شافت باب دار فاتن مفتووح على خفيف‪ ...‬وابتسمت بمكر ودشت‪..‬‬
‫تبي تجووف شيابت لها فاتن من اميركا لنها نطرت ونطرت تفج فاتن عن الصووغة وفاتن ما فجت‪ ..‬اذا هي‬
‫ما بتفج انا حاظرتن لها يعني مافيها فرق كلنا خوات‪..‬‬
‫دشت بكل هدوء وحاولت قد ما تقدر انها ما تطلع صووت‪ ..‬ويوم دشت داخل الغرفة لقت الشال اللي على‬
‫السرير وكأن شي تحته‪ ...‬سحبت الغطاء بكل هدووء وشافت العلبة مفجووجة وجم ورقة طايحة على‬
‫السرير‪ ...‬راحت وقررت منها جم قصاصة ورق مكتووب فيها جم بيت شعري او نثر حلوو‪ ..‬استعجبت منه‬
‫مناير‪ ..‬وتمت تدور في العلبة اكثر لقت فيها صور‪ ..‬وصورة صفرا قديييمة وكأن اللي فيها فاتن‪ ...‬لكن مو‬
‫فاتن هذي‪ ..‬شوي شكلها مريض ومصفرة والصورة يبين عليها قديمة‪ ...‬هذي العمة عاليـــة‪ ..‬ما عرفتها مناير‬
‫لنها ما ربت وياها مثل ما ربت فاتن‪..‬‬

‫تمت تقرى في القصاصات والوراق‪ ..‬منها رسايل واشعار ومنها مكاتيب تعبر عن شوق الليل للنهار‪ ..‬وشافت‬
‫في كل ورقة توقيع‪ ..‬مـ الدخيــلي‪ ..‬من هذا الدخيلي؟؟؟ هذي عايلة زوج فاتن‪ ...‬ومن هذا اللي يكتب‬
‫هالرسايل ‪ ..‬وكلها لشخص واحد‪ ..‬عمتي عالية‪...‬‬

‫حست لصوت جريب منها وعلى طول سحبت لها جم ورقة وجم صورة وطلعت من الغرفة بسرعة‪ ..‬وبدل ل‬
‫تروح لمها طلعت برى البيت لنها كانت معزمة على زيارة بيت سماء عشان تكمل تحقيقاتها عن مشعل‪..‬‬
‫لنها بدت تشك فيه لقصى الدرجات‪ ..‬وسماء اكيد تعرف شي معين عن اخوها مايصير ما تعرف عنه واهو‬
‫قريب منها جذي‪..‬‬
‫=================‬
‫خالد اللي كان مع فاضل وهم يغسلون السيارة‪ .‬بجد ونشاط‪ ..‬واحد البتسامة مو مفارقة عينه والثاني يراقب‬
‫الول باستعجاب وفرحة‪..‬‬
‫لن دوام المحال والحمد لله ان مزاجه تغير‪ ..‬ال والراديو يشتغل على أغنية تراثية عراقية‪..‬‬
‫))هذا الحلو جاتلنــي((‬
‫خالد يصوت على فاضل‪ :‬طول طول على الصــــوت‪..‬‬
‫راح فاضل وطول على الصوووت‪..‬‬
‫هذا الحلو جاتلني يا عمة‪ ..‬فدوة شقد احبه واريد اكلمه‪..‬‬
‫وانتي اشلون عمتي‪ ..‬وبأيامه افهتمتي‪.‬‬

‫خالد وهو يتنهد وفاضل يطق صبع ويرقص على الغنية‪..‬‬


‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههههههههه شفيك ترقص‪..‬‬
‫فاضل وهو يطق صبع‪ :‬وليش ماطق صبع‪ ..‬انت تضحك وفرحان وماطق صبع‪ ..‬ال افصخ ثيابي لو تبي‪..‬‬
‫خالد ‪:‬هههههههههههههه ل تفظحنا بس ‪ ..‬خلك خلك‪..‬‬
‫تم يضحك خالد وهو منزل راسه عن فاضل‪ ..‬متحاشى نظراته التفحصية له‪ ..‬الله‪ ..‬محلى الفرحة على ويه‬
‫خالد‪ ..‬حتى في بال فاضل‪..‬‬
‫فاضل وهو يمسك على السيارة‪ ...:‬الظاهر ان مشكلتك ويا سماء انحلت‪..‬‬
‫رفع راسه خالد وهو يبتسم بهدوء‪ ...:‬تقدر تقول‪..‬‬
‫فاضل يبتسم بمكر‪ :‬شلون يعني‪ ..‬نص ونص ‪ ..‬ول فل‬
‫خالد يبتسم وهو يمسح‪ :‬اشتغل وبسك هذرة‪..‬‬
‫فاضل يوقف عنده‪ :‬تحجى ل بالصابون الحين‪..‬‬
‫خالد يضحك‪ :‬ههههه‪ ..‬شتبي اقول لك‪ ..‬تبيني اقول انك كنت صح وانا غلط‪...‬‬
‫فاضل وهو يهز راسه بغرور‪ :‬هذا شي من الشياء لكن انا في شنو كنت صح وانت في شنو كنت غلط؟‬
‫يتسند خالد على السيارة وهو ناسي انها مغطية بالصابون‪ ..:‬سماء يا فاضل‪ ..‬اكبر صح صار في حياتي‪..‬‬
‫والغلط مني اني اخليها تروح من يدي بكل سهولة‪ ..‬هذا ما يقبله العقل ول الفكر‪..‬ماظن اني كنت صاحي يوم‬
‫فكرت بهالشي‬
‫فاضل وهو يحك خشمه‪ :‬زين ‪ ...‬زين انك يوم عقلت‪ ..‬وحطيت عقلك براسك و عرفت خلصك‪ ...‬بس خالتك؟‬
‫خالد‪ :‬شنو خالتي؟؟ خالتي اذا تحبني صج بتفهمني ‪ ..‬بتوقف معاي‪ ..‬اهي شافت الموضوع من جهة وحدة ما‬
‫عطتني مجال ‪ ..‬او انا الغبي ما عطيتها المجال انها تفهمني من صوبي انا‪..‬‬
‫وقف له فاضل‪ :‬انت اهني محط اعجاب بالنسبة لي‪) ..‬مد يده بابتسامة عريضة( سلم ل بارك الله في العدوو‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههههههه‬
‫بعد فترة من السكوون‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬بس انت تعرف ان حبك لسماء يبيله ‪ ...‬ويبيله وايد بعد‪...‬‬
‫خالد وهو يهز راسه بحواجب معقوودة‪ :..‬ادري‪ ..‬واكثر شي متوهق منه اهو هالشي‪ ..‬صج اني اعارض كلم‬
‫خالتي لكن ما انكررره‪ ..‬كلمها كله صح في صح بس شسوي ‪ ..‬انا حبيتها وخلص قلبي انجبر فيها‪....‬‬
‫ماقدر اتخيل عمري بدونها‪ ..‬ولزم اشد على عمري ‪) ..‬يوقف بصلبة وهو يمط ظهره( ‪ ...‬سماء تستاااهل وانا‬
‫كريم‪..‬‬
‫ابتسم له فاضل وحط يده على جتفه‪ ... :‬يا خالد انا الله ما رزقني باخوو‪ ..‬كله خوات‪ ..‬لكن من صحت عيوني‬
‫على هالدنيا كنت انت‬
‫جدامي‪ ..‬وصدقني انا وياك الف بالمية‪ ..‬واذا تبي تختطف سماء‪) ..‬يضرب على صدره( حاظرن لك‪ ..‬بايعها‬
‫بالبلااش‪..‬‬
‫ضحك خالد على فاضل واستعداده الكبير‪ ..‬ولكن في نفس الوقت الكلاام ويا فاضل خله في حالة من‬
‫الــتأهب‪ ..‬خلص ما عاد هذاك‬
‫الصغير اللي يستمتع بالحياة قد مايبي‪ ..‬الحين اهو كبر ووراه مسئولية‪ ..‬وسماء تستاهل منه كل شي‪ ..‬لزم‬
‫يتحدى الكل‪ ..‬حتى نفسه‬
‫في اثبات قوته وعزيمته على هالشي‪..‬‬
‫===================‬

‫فرغ مساعد عن الكل‪ ..‬وام فاتن اللي استأذنت منهم وراحت تنام نومة العصر اللي تحب تقظيها‪ ..‬خذت فاتن‬
‫الكل اللي ما أكل منه‬
‫مساعد ال بالغصب‪ ..‬شكله كان تعبان والسواد محايط عيونه‪ ..‬مرهق اكيد‪ ..‬ما نام بالليل ال يمكن نص‬
‫الوقت‪ ..‬اهي نفسها ما قدرت‬
‫تنام بس تحس بنشاط السعادة فيها مستحلها كلها‪ ..‬لكن كل شوي ‪ ..‬كل ما ترجع وتفكر بالرسايل اللي‬
‫شافتها قبل شوي‪ ..‬تفكر‪ ..‬يا ترى من اللي في عايلة مساعد كان قريب منها‪ ...‬بعدت عن بالها امكانية مساعد‬
‫مثل او احد‪ ..‬يمكن من طرف عمامهم‪ ..‬لن لو كان مساعد اهوو اللي عمتها كانت تحبه‪ ..‬ما تدري شراح‬
‫تسوي‪ ..‬يمكن بتطيح في دوامة من الشك والصراع النفسي اللي ما راح تهديها‪..‬‬

‫كانت تغسل الصحون بكل هدوء وتنشف كل واحد على حدة وبعدين تروح للثاني‪ ..‬وسمعت ضحكة من وراها‬
‫والتفتت‪ ..‬كان مساعد واقف وهو مستند على الباب‪...‬‬

‫مساعد بصوت رجولي عميق‪ :‬يعطيج العافية‬


‫التفتت عنه للماي بويه محمر‪ :‬الله يعافيـــك‪..‬‬

‫راح لعندها بس ما وقف وياها‪ ..‬وتسند على الطرف الثاني وتم يناظرها وهي تشتغل‪ ..‬مستغرب‪ ..‬او مراقب‪..‬‬
‫حست بعيونه مثل السووط اللي يضرب من حدتها‪ ..‬وطالعته لقته هايم في الماي اللي كان يشتغل على‬
‫الصحن‪...‬‬

‫لوحت بيدها جدام عيونه وانتبه لها‪ ..‬ابتسم‪ ..:‬شفيج‬


‫فاتن وهي تغضن حواجبها بابتسامة ناعمة‪ ..:‬انا؟ مافيني شي؟؟ انت اللي تطالع الماي‪ ..‬عمرك ما شفت‬
‫ماي؟؟‬
‫مساعد باستهبال‪ :‬ل والله ما شفت‪ ..‬ليش هذا هو الماي؟؟‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههه‪ ..‬تصدق عاااد ‪ ..‬ههههههههههههههههههههههههه‬
‫ضحك معاها شوي‪ ..‬وتحرك بتعب الى عند طرف الفوطة ومسك الصحن عنها ونشفه‪ ...‬واهي ابدا ما‬
‫اعترضت‪ ..‬بالعكس‪ ..‬اعجبها هالوضع‪ ..‬وكأن هذي صورة من صور المستقبل اللي راح يجمعهم مع بعض‪...‬‬
‫وتمت سرحانة بهالمستقبل اللي رسمته في بالها في لحظات‪ ..‬وتمت تمد الشياء واحد ورى الثاني ومساعد‬
‫حاس فيها انها سرحانه‪ ..‬لمن اخر شي مدت يدها له وهي مستغرفة بالحلم الوردية‪ ..‬وهو ما عطل‪ ..‬اخذ‬
‫يدها وتم ينشفها بالفوطة واهي انتبهت له وهو يحاول يحطها في السلة‪..‬‬
‫فاتن بخوف‪ :‬شقاعد تسوي‪..‬‬
‫مساعد وهو رافع حواجبه ببراءة‪ :‬انتي تمدين لي كل شي انشفه واحطه في السلة‪ ..‬قلت احط يدج بعد‪..‬‬
‫انهى هالجملة وهو يتكركر من الضحك ويوم سحبت فاتن يدها من عنده وهي منحرجة ومعصبة شوي انفجر‬
‫من الضحك وهو يمسك بطنه عليها‪ ..‬وهي تمت واقفة والشرر يتطاير من عيونه حرجااا من هالموقف‪ ..‬يعني‬
‫من صجها سرحت جدامه؟؟ يا الله‪ ..‬لكن هين انا اوريك يا مساعد وتضحك علي بعد‪..‬‬

‫ويا هالضحك دخل جراح البيت وهو عاقد النونة مستغرب حس من اللي في المطبخ‪..‬‬

‫اول ما دخل شاف مساعد واقف وهو يضحك‪ ..‬وفاتن ماعطته ظهرها وهي تدخل الصحون مكانهم‪ ..‬استغرب‬
‫منهم وتم مبتسم‪..‬‬
‫جراح السلم عليكم‬
‫مساعد وهو يهلل بويه جراح‪ :‬وعليــــكم السلاام‬
‫راح لعند مساعد وحيااااه‪ ..:‬يا حيا الله من يانا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الله يحيك ويبقيك‪..‬‬
‫جراح يناظر فاتناللي كانت تشيل وتحط في الغراض معصبه وظاق خلقه شوي‪ ..‬علباله للحين اخته على‬
‫كرهها لمساعد‪..‬‬
‫جرا ح بهمس لمساعد‪ :‬شفيها القنبلة الذرية؟؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬مافيها شي بس ضغطها شوي‪..‬‬
‫جراح يبتسم بفرح‪ :‬لااا؟؟ عيل حلل عليك‬
‫فاتن التفتت لنها سمعت اللي دار بيناتهم‪ :‬حلل علي؟؟ ونعم الخوو انت‪ ..‬بدل ما تهاوشه وما تخليه يتطنز‬
‫علي‪...‬؟‬
‫جراح وهو يحط يده على جتف مساعد‪ :‬والله هذا الريال انا ما تدخل في حياته وهو حر فيج حرمته وعلى كيفه‬
‫لو علقج بالمروحة‪) ..‬يتلفت( وين بعد ما عندنه مروحة‪ ..‬سامعة؟؟‬
‫فاتن وهي تتنخصر وترفع حاجب‪ ..:‬بنشوف بعدين هالكلم ويا حرمتك‪ ..‬نفس الشي ولاااا‪...‬‬
‫جراح‪ :‬لو سمحتيييييييييي‪ ..‬حرمتي ما عليج منها‪ ..‬هذي تقعد على فرش من ريش‪ ..‬واللي يظايق اذنها من‬
‫كلمة اقطع لسان اللي ظايقها‪..‬‬
‫فاتن تضحك‪ :‬خووووش ريال‪ ..‬ليش ربي ما رزقني واحد مثله )وهي تخز مساعد(‬
‫سكت عنها مساعد وعطاها جم نظرة تذوب الصخر وجراح اللي تكلم‪ :‬والله الناس اجناس‪ ..‬ومساعد له‬
‫سحره في شخصيته‪ ..‬مووو مساعد؟؟‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬تسلم وما تقصر‪....‬‬

‫اما فاتن اللي للحين ساكتة بسبب نظرات مساعد لها‪ ..‬صج انه اذا ضحك او تغشمر يرد لسنين ورى‪ ..‬بس‬
‫معظم الوقت جدي ويبين عليه كبر السن‪ ..‬يمكن هذا اكبر سبب يخليني انحرج منه على أقل الشياء‪ ..‬مو مثل‬
‫خالد او جراح‪ ..‬غير عنهم مساعد‪ ..‬حتى بتصرفاته وهدوئه العميق‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬زين انتو طلعو الحين خلوني اسوي الجاي واييبه لكم‬
‫جراح‪ :‬بس عيل ما نعطلج ‪ ..‬حياك مساعد‬
‫مساعد‪ :‬شنو حياك البيت بيتي يا اخي‪..‬‬
‫جراح وهو يحط يده على صدره‪ :‬اوه عيل مسامحة الخو‪ ..‬حييني زييين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههه حياك الشيخ ‪...‬‬
‫ومشى جراح وهو طالع من المطبخ وهو يفكر انه يفاتح مساعد بموضوع مريم ول يخليه لبعد ما يشاور امه‬
‫عن هالموضوع‪ ..‬بس لزم يلمح له بالسالفة وامه ما بترفض‪ ..‬ومن مثل مريم‪ ..‬مريم اللي ما تنرفض ابدا‪..‬‬

‫اما مساعد فكان وراااه‪ ..‬وبعدين رد لفاتن وبصوت هادئ كلمها‬


‫مساعد‪ :‬حاسبي ل تصبين على يدج شي ول تحطين شي مكان شي‪ ..‬تراني هني ما رحت مكان‪...‬‬
‫فجت عيونها على ويهه وهي مستغربة لهجته معاها‪ ..‬كانت واقفة وهي حاطه يدينها عند بطنها وتناظره مثل‬
‫الياهل للي اكبر منه‪..‬ضحك عليها مساعد وطلع من المطبخ ‪ ..‬التفتت على روحها وهي تمسح جبينها‪ ..‬انا‬
‫شفيني وياه؟؟ كل ما قال لي كلمة تخزبقت‪ ..‬يالله هذا وانا جريب بتزوجه ‪ ..‬وبعدين للحين ما تعودت عليه‪..‬‬
‫مو صعب علي اني ما اسمع كلم حب‪ ..‬بس‪ ..‬ليش يستصعب علي الوضع‪ ..‬واتخزبق‪..‬‬
‫وترتجف يدي )تناظر يدها( كل ما قال لي كلمة او لمح لي بشي‪...‬‬
‫وتذكيره لي بتواجده‪ ..‬ليش اخاف من هالشياء كلها ‪ ..‬ليش؟؟؟‬

‫وبصورة غير طبيعية ومن غير اي ادراك‪ ..‬ياتها صورة مشعل اليوم الفجر وهو واقف جدامها‪ ..‬صج انها ما‬
‫تحس له ول تجدم ول تأخر عليه ‪ ..‬بس ماتدري ليش حست بالخوف‪ ..‬يمكن خايفة من مساعد لو عرف انها‬
‫اليوم وقفت وياها‪ ..‬لكن اهي ماسوت شي غلط ول خططت لهالشي‪ ..‬الله يستر بس من تفكيررر مساعد لو‬
‫درى‪..‬‬
‫‪-------------------------‬‬

‫نرجع لمناير اللي كانت اول شي في بيت سماهر قعدت ويا ارفيجتها شوي ومهمة البحث عن الحقيقة كانت‬
‫في بالها لذا ما طولت وراحت على طول لبيت سماء‪ ..‬معلوم ان اخر مرة وايد اثرت من كلم ام مشعل لكن‬
‫اهي نادرا ما تعطي السفهاء ويه‪ ..‬لكن لزم اهو بيتها ولزم تحترمها‪ ..‬الله يعين بس اشلون بتستقبلها‪..‬‬

‫دخلت البيت بهدوء ككل مرة وطلت براسها مثل المتطفلة الصغيرة‪..‬‬
‫حست لدفوو البيت وتجدمت داخل‪ ...‬مشت بهدوء على اطراف اصابعها‪..‬‬
‫كشفت عن المكان بعيونها اللوزية وما حست ان احد موجود‪ ..‬ابتسمت لنفسها ومشت بسرعة على اطراف‬
‫اصابعها لعند الدري صوب غرفة سماء‪..‬‬
‫لمن وقفها صوووت احد بنص الصالة‪ ..‬ما كان احد غريب فهي تعرف هالصوت‬

‫التفتت وهي مكرررهه ويدها على صدرها‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ..‬انت ما تقول لي من وين تطلع‪..‬؟؟؟؟؟‬
‫كملت هالجملة وهي تمتلي بالندهاااااااش والستعجااب من اللي تشوفه جدامها‪ ...‬شخص غريب وجديد‬
‫الملمح على عيونها تمـــاما‪..‬‬
‫كان مشعل اللي كلمها ولكن ما كان مشعل اللي تعرفه ‪ ..‬مشعل هذاك وع‪ ..‬لكن مشعل هذا‪ ..‬رووعة‪..‬‬
‫كان حالق وويهه منوور ببياضه‪ ..‬عيونه العسلية الفاتحة تبرق بالضووء‪ ..‬وشعره مثل شعر جراح ستايل وقصة‬
‫حلوة‪ ..‬لبس بيجاما‬
‫كحلية ومبينته كشيخ‪ ..‬وظلت واقفة جدامه مثل الصغيرة‪..‬‬

‫مشعل وهو راص عيونه في ويهها‪ :‬انتي دومج تدخلين البيت مثل الحرامية‬
‫مناير‪ :‬شنو شنو شنو؟؟ انا حرامية‪ ..‬والله انتو اللي بيتكم مشرعه بيباانه ما تعرفون اختراع اسمه مفتاح‬
‫وقفل‪...‬‬
‫مشعل ‪ :‬اوف اوف عليج‪ ..‬بلعتيني دقيقة وحدة‪) ..‬يبتسم لها( سماء مو هني لو تبينها!!!‬
‫مناير بدهشة‪ :‬مو هني؟؟ وينها؟؟‬
‫مشعل‪ :‬مادري طلعت ويا ابوي‪ ...‬شكله خذاها سوق ول شي‪..‬‬
‫مناير وهي تفكر بويهه مشعل‪ :‬أهـــــــــــــــــــــــا )بعد هدوء(بس عيل انا مالي قعدة هني‪..‬‬
‫مشعل يراقبها بعيونه وهي تطلع من البيت‪ ..‬واخرها‪ :‬مناير‪..‬؟‬
‫التفتت له وهي تزفر بمل‪ :‬نعم؟؟؟‬
‫مشعل‪ :‬انتي ليش تنقزين بكلمج صوبي‪ ..‬؟؟؟ انتي جايفة مني شي غلط‬
‫مناير وهي تبتسم بدهاء‪...:‬زين انك فتحت الموضوع‪ ..‬انت قول لي‪ ..‬انا جايفة منك شي غلط عشان اسوي‬
‫كل هذا‬
‫مشعل وهو يرف بعيونه‪ ..‬مرتبك من مناير شوي‪ :‬ل ما اذكر اني سويت شي غلط‪ ...‬ليش انتي حاسة بشي؟‬
‫منايير وهي على ابتسامتها‪ .:‬ل تسوي روحك ما تدري‪ ..‬انا اعرف ان لك شي في بيتنا‪ ...‬واعرف انك طول ما‬
‫احنا كنا بعيد عن بيتنا ايام الترميم كنت هناك‪ ..‬شكنت تسوي‪ ..‬هذا اللي ما عرفه‪ ...‬وشلي بينك و‪) .....‬غيرت‬
‫رايها( على العموووم انا ماشية‬
‫مشعل يوقفها بصوت حاد‪ :‬شلي بيني و‪ ..‬كملي؟؟؟‬
‫مناير وهي تلتفت له‪...:‬انا اكمل؟؟؟ ليش انت ما تعرف‪...‬‬
‫سكت مشعل عنها‪ ..‬وحس بخطورتها اقوى من اي لحظة‪ ..‬اهي دومها كانت تنغز عليه بالكلم‪ ..‬بس الحين‬
‫حسها تعرف اشياء اهو ما حط باله عليها‪ ..‬مثل‪ ..‬شلون عرفت انه كان يدور في بيتهم طول هذيج الفترة؟؟‬
‫اكيد احد قالها لها‪..‬‬

‫ومن بعد ما اختفت عن البيت طلع وراها يبي يلحقها ويخليها تكمل اللي بدته فيه من دائرة للشكوك‬
‫والوساوس‪ ..‬اخطر شي يمكن يصيده اذا احد فهم او عرف اللي يجول في باله من افكار‪ ..‬اويكشف شي من‬
‫مخططاته‪..‬‬

‫لكن‪ ..‬وقف على الباب وهو يطالع ابعد طرف من بيت بو جراح‪ ..‬ولقى شخصين واقفين على الباب‪ ..‬البنت‬
‫عرفها‪ ..‬ومن غيرها منال عيونه وكحلها‪ ..‬والثاني‪ ..‬صاحب ابشع كوابيس ولوعة عاشها مشعل طول غياب‬
‫فاتن عنه بهذيج الشهور اللي طافت‪ ..‬ومن شدة الصدمة ظل واقف مكانه وهو يطالعهم‪..‬‬

‫دخلت فاتن وتوجه مساعد للسيارة‪ ..‬اللي توه بيدخلها ال انه التفت للشخص اللي كان يناظره بحدة الصقر‪..‬‬
‫توقف مساعد مكانه وهو مستقيم بطوله‪ ..‬مو مصدق اللي يشوفه‪ ...‬ما تمنى انه يشوف هالشخص ابدا مرة‬
‫ثانية بحياته لكن‪ ..‬الدنيا وظروفها اقوى من اي ارادة‪ ...‬وكاهم تلقو‪...‬‬

‫بعيون مساعد كانت رغبة مسح مشعل عن الوجود‪ ..‬وعشان يلبي هالشي‪ ..‬فكر انه يتجدم له ‪ ..‬لكن‪ ..‬مو‬
‫حركات رياييل‪ ..‬لحد الحين اهو ما تعرض له‪ ..‬ول سوى له شي‪ ..‬لكن ان سوى يا ويله‪ ..‬ما بيلوم ال حاله‬
‫ونفسه‪ ..‬وعلى هالفكرة ونظرة الحتقار بعيونه دخل سيارته مساعد‪ ..‬وقبل ل يطلع فيها وصلت سيارة ثانية‬
‫عند بيت فاتن وطلعت منها البنت نفسها الي جافها امس‪ ..‬لكن ما اهتم‪ ..‬طلع بسيارته من منحنى ثاني‬
‫وغاب‪...‬‬

‫اما مشعل اللي ظل يناظر مساعد وهو ينتظر منه اقل حركة‪ ..‬تنهد وقرر انه يلف ويدخل البيت‪..‬‬

‫‪-------------------------------‬‬

‫جراح وهو يحط بعمره على الكرسي‪ :‬أأأأأأأأأأاخ والله تعب‬


‫فاتن وهي تدخل المطبخ بالغراض‪ :‬شمنه التعب‪..‬‬
‫)تدخل سمااء ويتحرك جراح لعند المطبخ وتنزل مناير(‬
‫يتلقى الجميع في المطبخ‬
‫سماء‪ :‬السلم عليكم‬
‫الكل‪ :‬وعليكم السلم‬
‫تتبعهم مناير وهي تدخل وتفتح الثلجة‪ :‬وعليكم‪ ..‬وينج في رحت لج البيت مو هناك‬
‫سماء وهي تقعد على الطاولة عند جراح‪ :‬ل بس رحت السوق ويا ابوي‪..‬‬
‫ابتسمت لها فاتن ومناير تقعد يمها‪ :‬شطاري عليج للسوق اليوم؟‬
‫سماء اللي كانت الراحة ظاهرة عليها‪ :‬بس‪ ...‬جذي‬
‫تقلد عليها‪ :‬بس‪ ..‬جذي‪ ...‬ياخي تحجي قولي ششريتي لييي؟؟‬
‫سماء‪ :‬ليش ما عندي شغلة ال اشتري لج‪ ..‬شريت لي والله‪ ..‬ووو ‪)..‬تطلع شي من جنطتها الرياضيه( وهذا‬
‫شريته لفاااتن‪..‬‬
‫كان بروووش فضي على فراشه فيه فصووص تلمع‪..‬‬
‫فاتن فرحت للهدية‪ :‬فديت قلبج والله حلووو‬
‫سماء بحيا‪ :‬عجبني وقلت يناسب فتوون‪ ..‬جان شريته لج‪..‬‬
‫مناير وهي معصبة‪ :‬وانا يا الحمارة ما شريتي لي شي؟؟؟‬
‫سماء وهي توقف يم فاتن‪ :‬وليش اشتري لج‪ ..‬جوفي هالفلفل ‪ ..‬هدية لج هههههههههههههههههههههههههههاي ‪..‬‬
‫ضحك كل من جراح وفاتن على مناير اللي‪ ..:‬هي هي هي ‪ ..‬ويا هالراس‪ ..‬لكن اوريج سموووي‪ ..‬يام العبل‪..‬‬

‫وتلحقوو الثنتين ويا بعض وطلعو من المطبخ‪ ..‬ويلست فاتن ترتب في الغراض بهدوء‪ ..‬وجراح يحوم عليها‬
‫مثل الذبانة‪..‬‬
‫جراح بصوت مشابه لليهال ل بغو شي‪ ..:‬فتوون‬
‫فاتن تقلد على نبره صوته‪ :..‬هااااا؟؟‬
‫ابتسم لها‪ :‬شفيييج؟‬
‫فاتن وهي تماطل‪ :‬انا؟؟ مافيني شي‪ ..‬سلمـــــــتك‪ ..‬انت اللي شفيـــك؟؟‬
‫جراح يتصنع‪ :‬انا؟؟ مافيني شي‪ ..‬سلمة قلبج ‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الحمد لله عيل‪..‬‬
‫ابتسمت لتردد اخوها في الكلم‪ ..‬احلى شي ل لقيتي ريال يصعب عليه يبيدي اللي في خاطره‪ ..‬لكن قلعته‬
‫خله يولي‪ ..‬ما بتتكلم له ال‬
‫لمن يتعب على عمره ويتكلم‪ ...‬واخيـــرا تكلم جراح‬
‫جراح‪ :‬فتوون‪ ..‬بسالج سؤال‬
‫فاتن‪ :‬اسال؟؟‬
‫جراح وهو يحرك يدينه ساعة ويمسحهم ساعة‪ :‬تظنيني مؤهل للزواج؟؟‬
‫ناظرته بعيونها بخبث‪ :‬من اي ناحية يعني؟؟‬
‫جراح‪ :‬من‪ ..‬كل النواحي‪ ..‬شنو من اي ناحية بعد‪ ..‬اهو الزواج له نواحي‬
‫فاتن وهي تفهمه‪ :‬ل يا خوي‪ .‬قصدي‪ ..‬من ناحية مادية ول عاطفية‪...‬؟‬
‫جراح يهز راسه‪ :‬كل النواحي‪ ..‬تظنيني مستعد؟؟‬
‫فاتن وهي تفكر‪ :‬اممممممممممم‪ ..‬عاطفيا‪ ..‬مليوون اكيد‪ ..‬ماديا‪ ..‬مادري انت شرايك؟؟؟؟‬
‫جراح باستغراب‪ :‬شلون ما تدرين؟؟ انا اشتغل لعلمج‬
‫فاتن‪ :‬ادري تشتغل بس‪ ..‬هذا الشغل اللي انت تبي تتم عليه؟؟‬
‫جراح‪ :‬فتووون‪ ..‬انتي تدرين شكثر تدخل الورشة؟؟؟ ما تتصورين‪ ..‬احنا لنا سمعة بالنجارة وانا ما دري‪..‬‬
‫وماشاء الله انا افكر‬
‫بالتوسع يعني ما بنتم جذي‪ ..‬جريب ان شاء الله نتوسع وتزيد الشغال‪..‬‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬يارب خير وعافية عليكم‪ ...‬بس ما تحس عمرك شوي صغير على‬
‫الزواج‪..‬‬
‫جراح يبتسم بألم‪ :‬واحنا باخر سنة ما كبرنا زيادة عن عمرنا يا فاتن؟؟؟ تظنين اللي صابنا كان هين؟؟‬
‫فاتن وهي تفكر بحزن صوب ابوها‪ ..‬الويه اللي افتقدته بكل عنفووااانها‪ ...:‬الله يرحمك يا ابوي‪....‬‬

‫عم الصمت بين الثنين‪ ..‬وما قدرت فاتن ال انها تكابد دمع هالك من عيونها‪ ..‬تظن انها راح تقدر عليه لكن‬
‫ماااا قدرت‪ ..‬وظلت تبجي وهي تمسح بعيونها‪ ..‬واحترم اخوها بكائها‪ ..‬ويوم هدأت‪..‬‬

‫جراح بصوت مبحوح من شدة اللم‪ ..:‬فاتن‪ ..‬انا محتاجلها‪ ..‬واهي محتاجتلي‪ ..‬ما نقدر نعيش من غير بعض‪ ..‬انا‬
‫اعرف اهي شتجاابه‬
‫بهالوقت‪ ..‬بس انا ولله فاهم وابيها الحين قبل بعدين‪ ..‬بس ابي رايجز‪ .‬تعرفين‪ ..‬انتي رايج دومه من راي‬
‫امي‪ ..‬واذا قلت لج بتوقين‬
‫وياي‪ ..‬وبتخليني اربط حلمي بالواقع واصير خلص‪ ..‬ملك لها واهي ملك لي‪) ...‬مسك يدين فاتن( تكفين فاتن‪..‬‬
‫وقفي معااي‪..‬‬
‫فاتن وهي تذرف دمعه خفيفة‪ :‬افا عليك يا جراح‪ ..‬لك مو بس وقفتي ‪ ..‬ال روحي كلها فداااك‪ ..‬مو بس اوقف‬
‫وياك ال اكون كلي بكلي‬
‫معاااك‪ ..‬انت تجدم بالخير‪) ..‬شدت على يده والبتسامة منورة ويهها( والله معاااك‪..‬‬
‫جراح يضحك في ويه فاتن‪ :‬عيل خلص‪ ..‬اذا امي وافقت خلينا انروح من اليوم‬

‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههه صل عالنبي‪ ..‬زواج نورة جريب ل تخرب عليهم هالعرس‪ ..‬وانتظر لبعد‬
‫الزواج‪ ..‬ونجوووف الخير‪..‬‬

‫صبر جراح نفسه‪ ..‬وهو متوجة صوب غرفته‪ ..‬الليلة بيكلم امه‪ ..‬وان شاء الله راح توافق وما راح توقف‬
‫بويهه‪ ..‬يعرفها الزم ما عليها‬
‫فرحته وما بترفض بنت مثل مريم‪ ..‬وان شاء الله تعدي كل المور بخير‪ ..‬ويرتاح ويفتك من هالهموم اللي‬
‫مشيبة راسه‪ ..‬واهم شي‪ ..‬يفتك من اللزقة غزلن‪..‬‬

‫قبل ل تروح فاتن لدارها رن تلفون البيت‪ ..‬وراحت له وهي ما تفكر بشي‪ ..‬وردت على السمااعة‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ألو‪....‬‬
‫مساعد وهو يتسمع صوتها‪ ...‬شلون ناعم وشلون مكتفي‪..‬‬

‫فاتن استغربت ألوووو؟؟؟‬

‫ظل ساكت مساعد وهو يتسمعها‪ ...‬وينتظر ردة فعل منها‪..‬‬

‫فاتن تظايقت‪ :‬ألوووو‪ ...‬اخر الووووووو‪...‬‬


‫مساعد وهو يحمحم‪ ...:‬مابيج تردين على التلفون مرة ثانية‬
‫استغربت فاتن من الكلم ل من الصوت لنها عرفته‪ :‬مساعد؟؟ شفيك ما تتكلم؟‬
‫مساعد‪ :‬سمعتي شقلت لج‪ ..‬ل تردين على التلفون‬
‫فاتن تبتسم بخبث‪ :‬وليش؟؟؟‬
‫مساعد‪ :‬تعرفن ليش‪ ..‬صوتج وايد غاوي‪ ..‬مابي احد يسمعه ‪ ..‬غيري‪...‬‬
‫انحرجت فاتن‪ .:‬انا صوتي حلو‪ ..‬ناس يقولون لي جنج ياهل‪ ..‬ول فيج زكام‬
‫مساعد‪ :‬ما عندهم ذوق‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههه‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ل تضحكين‪ ..‬بقول لج‪ ...‬عندج وقت تزورينا في بيتنا‪..‬‬
‫فاتن ادهشت‪ ...:‬الحين؟‬
‫مساعد‪ :‬ل مو الحين‪ ..‬الحين ابي رتاح مالي خلق لج‪..‬‬

‫ضحكت فاتن‪..‬‬

‫مساعد وهو يكابد اله اللي اختلجت صدره من ضحكتها‪ :‬يعني جذي بعد صلة المغرب‪ ..‬تتعشين في بيتنا‬
‫وتقعدين ويا نورة لنها اهي اللي‬
‫طالبتج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ول يهمك‪ ..‬انت بس قول لي الوقت وانا اييك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬خلص عيل الحين‬
‫فاتن بدهشة‪ :‬هااا؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬بعد صلة المغرب‪ ..‬على الساعة ست ونص جذي‪ ..‬خبري الوالدة ‪...‬‬
‫فاتن ‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬

‫كان ودة لو انه يقول لها كلمة حلوة قبل ل ااا يخليها لكن الغيوووم )مريم ونورة لزقين فيه لزززق( وسكر‬
‫الخط عن فاتن بهدوء‪ ..‬ونورة اللي انصدمت‬

‫نورة‪ :‬ويييييييييييييييييييي طالع هذا ما عنده سنع‪ ..‬جذي تسكر عن زوجتك؟؟؟ صج انك ما تعرف للرومانسية‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه‬
‫مساعد وهو محرج شوي لكن ما بين هالشي‪ :‬عيل شتبيني اسوي؟؟ ابوس السماعة ول احطها على صدري‬
‫عشان تسمع دقات قلبي؟؟؟‬
‫نورة تبتسم‪ :‬مافيها شي‪ ...‬سو لها جذي‪ ..‬بالعكس هالحركات تسيح البنات‬
‫مريم‪ :‬ما عليك منها مساعد هذي قمة الخراااطة والمراهقة‪ ..‬عمرها الف سنة وللحين تسوي هالحركات‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههههههههههه‬
‫نورة محرجة‪ :‬جبي يا مال الدعسة‪..‬‬
‫مريم بصدمة‪ :‬انا مال الدعسة‪ ..‬هين ان ما فشلتج‪ ..‬تصدق مساعد هذاك اليوم شتسوي؟؟ اتعافر ويا فيصل‬
‫من اللي يسكر‪ ..‬ال انت سكر‪ ..‬ال‬
‫انت قبل‪ ..‬ل انت قبل‪ ..‬انت قبل‪ ..‬انزين انا وانت بنف الوقت‪..‬واحد ‪ ..‬اثنين‪ ..‬ثلثة‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مريم تكمل بحمااس ونورة ميتة من الحياا‪ ...:‬وفوق كل هذا ما سكرته ويا الواحد والثنين والثلثة‪ ..‬وتمت نص‬
‫ساعة لمن اخرتها سكرته‪..‬‬
‫يمكن فيصل سحب الفيشة ول شي‬
‫نورة معصبة‪ :‬ل تجذبيــــــــــــــــــــن‬
‫مريم تطلع لسانها بحركة حرررررة‪ .. :‬ال سويتي جذي‪...‬‬
‫نورة تضرب بريلها الرض‪ :‬وانت ما تجوفها قاعد تضحك عليها‬
‫مساعد هو يغطي ويهه بالضحك اللي ملى بطنه‪ :‬هههههههههههههههه حسبي الله عليج مريم والله هلكتيني من‬
‫الضحك‪..‬‬
‫نورة وهي زعلنة‪ :‬لكن هين يا مساعد‪ ..‬الحين تخليها تتغشمر علي وتضغطني وانت تبارك لها‪...‬‬
‫مساعد وهو يمسح عين دامعة‪ :‬والله حرام عليكم‪ ..‬ذبحتووني‪ ..‬انا بذبح روحي خلص‪ ..‬والله مشكلة اللي‬
‫يجوفكم حريمي موو خواتي‬
‫مريم وهي تلم مساعد من قفاااه‪ :‬وي فدييييييييييييت ريلي‪ ..‬تصدق لو انت ريلي‪ ..‬جان وناااااااااااااسة‬
‫الحسناء والوحش‬
‫مساعد يناظرها بدهاء‪ :‬الحين انا وحش؟‬
‫نورة‪ :‬تهبين اخوي وحش انت الوحشة‪..‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫ليلة في نيويورك‪..‬‬
‫ما رضت هيام انها تطلع ويا رؤيا ال بعد فترة طويلة من الترجي لها‪ ..‬وما قررت انها تطلع ال بعد ما حست‬
‫انها لزم تكمل يومها‬
‫بفرررح‪ ..‬بعد هالتقدم في الخطة اللي اقدمت عليها ويا زياد لزم تهني نفسها وتكااافئ‪ ..‬لذا طلعت ويا رؤيا‬
‫بابهى حلة ولحلى حفلة في افخم الصالت‪ .‬صج انها كانت مسكجر بين النجليز والعرب الي ما كانو عرب‬
‫بس اهي فاهمة وواعية وما حطت نفسها بمواقف اهي بغنى عنها‪...‬‬

‫تمت مستمتعة بالحفلة وهي تشرب العصير وتاكل من المقبلت اللذيذة‪ ..‬لمن وقف في ويهها ريال اشبه‬
‫بعارضين الزياء من حلااه‪ ..‬لكن فيه شي كره نفس هيام فيه‪ ...‬تم يسولف وياها واهي ابد ما تعطيه ال نقاط‬
‫بسيطة عنها‪ ..‬ويوم مل منها راح ودور له على وحدة ثانية‪..‬‬

‫وفجأة من ابواب الصدف ظهر زياد عند باب الغرفة اللي الحفلة فيها ومعاه جماعة من الشباب‪ ..‬هيام ما‬
‫انتبهت له لكن رؤيا بلى وعلى‬
‫طول راحت لهيام وخبرتها بهالشي‪ ..‬هيام لنها ما حسبت حساب هالشي كانت شبه المضطربة‪ ..‬لكن اول ما‬
‫حست ان عيووون زياد كانت عليها‬
‫على طول تلبست بالهدوء وبادلته بابتسامة المعرفة اللي بينهم‪ ..‬وتقدم لها‪...‬‬

‫زياد وهو يعلي على صوته اللي يضيع وسط الفوضى‪ ..:‬شتسوين هني؟؟‬
‫هيام‪ :‬امتع نفسي‪ ..‬وانت؟؟‬
‫زياد يعي على صوته‪ :‬اعرف واحد ‪ ..‬يعرف واحد‪ ..‬يعرف واحد يصير لصاحب هالحفلة‪) ...‬ابتسمم(‬
‫هيام‪!!!! nice :‬‬

‫سكتوا عن بعض وهيام قلبها يضرب من الضطراب‪ ...‬وزياد اللي كان في قفزات من المزاج‪ ...‬فرح لنه‬
‫شافها‪ ..‬وحزن يوم ذكر الي قالته له‬
‫اليوم‪ ..‬وانبسط من تغييرها ‪ ..‬ولو ما هو على حساااب نفسه‪..‬‬

‫زياد‪ :‬شرايج انروح مكان اهدى من هذا‪..‬‬


‫هيام‪ :‬ليش؟؟ مستمتعة هني‪....‬‬
‫زياد وهو يسكر عيونه من شدة الفوضى‪ ..:‬ل بس‪ ...‬ابي اتكلم معاج في موضوع‪...‬‬
‫هيام تمثل بعدم السمااع‪ :‬هاااا؟؟؟؟‬
‫زياد وهو يصرخ‪ :‬اقوللل ابيج في موضوووووع‬
‫هيام‪ :‬اوكيــــــه‪...‬‬

‫راحت عنه وهي معتزمة انها تخليه ينتظرها شوي‪ ..‬لذا راحت ودورت على هذاك الريال اللي كان يسولف‬
‫وياها قبل شوية‪ ..‬وتمت واقفة‬
‫وياه في موقع على مقربة من نظر زياد‪ ..‬بالعمد عشان يجوفها‪..‬‬
‫وحققت اللي تبيه لن زياد وقف وهو مصطلب مكانه يناظرها وهي تضحك من كل قلبها لهالشخص‪ ...‬ويوم‬
‫سوت نفسها انها لحظته اشرت عليه‬
‫وهي حاملة جاكيتها راحت عنده‪ ...‬لكن الريال اللي كانت وياه تجرأ ومسكها من ذراعها بعد ما عجبته‬
‫سوالفها‪...‬‬

‫ارتعدت هيام وزياد ثارت فيه الغيرة‪ ..‬وبغير اي تفكيرررر تجدم لعند هاللي واقف وماسك يدها وبعد يده بنظرة‬
‫حادة واخذ هيام وراح وياها مكان ثاني‪...‬‬

‫ظلت تعد دقات قلبها المتسارعة من الموقف اللي صابها بس الحمد لله ان الريال ما مسكها من ذراعها بس‬
‫طرف التي شرت‪ ..‬ولكن موقف زياد‬
‫منه اهو اللي مسبب هالدقات‪...‬‬

‫زيادبعصبية‪ :‬ماتقولين لي ليش واقفة معاه وانتي قايلة انج بتيين وياي‬
‫هيام تتصنع الهدوء‪ :‬شفيك زياد عادي اهو من معارفي وتكلمت وياه‬
‫زياد يتقرب منها وهو معصب‪ :‬ما يهمني من معارفج ول لء‪ .‬ان صار هالشي وتكرر ما تلومين ال نفسج‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ليش ان شاء الله؟؟؟ مسئول عني ول مسئول‪..‬‬
‫زياد ‪ :‬جب‪ ....‬يالله بل حركات ارعة‪..‬‬

‫تبتسم له بخفة ودهاء‪ ..‬ولكن ما كانت تدري ان ابتساماتها طعناات في قلب زياد‪..‬‬

‫بعد صمت‪...‬‬
‫زياد وهو يهدء نفسه‪ ..:‬هيام؟؟ ممكن اعرف‪ ...‬انتي شفييييج اليوم؟؟‬
‫هيام وهي تتصنع الجهل‪ :‬انا؟؟ شفيني؟؟ ما فيني شي؟؟؟‬
‫زياد وهو مستغرب‪ :‬غيـــر‪ ..‬وما افهم لج‪ ...‬تعامليني جني انسان وانا عمري ما حلمت بمعاملتج‪..‬‬
‫هيام فرحانة لهالشي‪ ..:‬ليش؟؟ انت ما تتمنى اني اعاملك زين مثل ما اعامل الناس؟؟‬
‫زياد‪ :‬ل بس‪ ...‬مو جذي‪ ..‬مرة وحدة‪ ..‬قبل يومين جفتج وكنتي هنيام اللي اعرفها‪ ..‬لكن اليوم‪) ...‬يحك راسه‬
‫بعصبيه ( ممكن اعرف السبب منج انتي هيام‬

‫هيام وهي مووو ناوية انها تخفف علي هالشي‪ ..‬جابهته‪ ..‬وهي مشرقة الويه‪ ..‬واثقة من نفسها‪ ..‬ومن‬
‫شعورها‪ ..‬ومن كلمها‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬من خطتها‪..‬‬
‫هيام‪ ...: ..‬اكيد ممكن‪ ...‬انا تجاوزتك زياد‪ ..‬وحبيت واحد ثاني‪....‬‬

‫‪......‬‬

‫هيام وزياد‬
‫فاتن ومساعد‬
‫خالد وسماء‬
‫والهم‪ ...‬جراح ومريم‪ ...‬شلي ينتظروونه‪ ..‬ومصيرهم ‪ ..‬شنوو راح يكون‪...‬‬
‫بيدين راح تنحل كل هالمور‪ ..‬ويدين راح تتصعب هالمور‪..‬‬
‫شنو دور مناير في هالقصة‪ ..‬وشلون راح تكمل هالحلقات المفقودة لختها‪ ..‬وشلوون راح تمنع مشعل من‬
‫هدم حلم جميل‪ ..‬او هل راح تستطيع تسوي هالشي‪ ...‬؟؟‬

‫الجزء الثامن والعشرين‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------------‬‬
‫مر أسبوع من رجعة فاتن والحالة بعدهامستقرة‪ ..‬او انها بين التوتر المخفي تحت طبقات التمثيل والغير‬
‫مبالة‪ ..‬قرب فاتن لمشعل ما كان‬
‫يهمها كثر ما كان يخوفها‪ ..‬لكن بوجود مساعد حواليها ومعاملته الطيبة وياها خلها في أمان وعدم اهتمام‬
‫يمكن ما كان في صالحها‪..‬‬
‫حبها الجديد الي كان يعمر في خفوقها مثل الطير الحر ما ترك لها لحظة من غير هناء وفرحة‪ ..‬واهي ظلت‬
‫مثل المتعطشة تنهل من فيض‬
‫هالحب ‪ ..‬مع ان ول كلمة حب ول اعتراف ساد بيناتهم‪ ..‬معاملتهم لبعض ضلت تاخذ خطوات بطيئة نوعا ما‬
‫ولكن مطمئنة‪..‬‬

‫أكثر ما كان يخوفها اهي زيارتها لبيت عمها المستقبلي‪ ..‬مع انها تعرف لطيبة قلب ام مساعد ال انها ما كانت‬
‫عارفة شلون راح تتعااامل من قبلها والحين انقلبت الموازين ‪ ..‬فهي تغير دورها من ارفيجة بنتها العزيزة‪ ..‬الى‬
‫زوجة ولدها العزيز‪ ..‬ومساعد مو اي ولد‪ ..‬على حسب اللي عرفته من مريم قبل تواجده بحياتها وبعد‪..‬‬
‫مساعد بمثابة الب الثاني في البيت‪ ...‬وهذا شي ما استغربته فاتن لنها تعرف لمدى سعة صدر مساعد‪ ..‬أللي‬
‫يتحمل شي من وحدة غريبة‬
‫مثلها عليه‪..‬‬

‫لكن هالمل كان غير محقق لن ام مساعد ما كانت في البيت‪ ..‬بس بعد كان الشي احسن بالنسبة لها ‪...‬‬
‫مستعدة لشوفتها لكن بعد‪ ...‬وظلت‬
‫طول الوقت ويا نورة ومريم وتعرف اخبارهم وتضحك لسوالفهم‪ ..‬مثل ايام قبل ‪ ..‬بس بفرق ان البيت صار‬
‫بيتها ‪ ..‬مو مثل قبل تيي ويا ابوها ول ويا امها‪..‬‬

‫وما ظل ال اسبووع وشوي لزواج نورة والستعدادات على قدم وساق‪..‬‬


‫وخصوصا بالنسبة لمريم وفاتن اللي ما عندهم فستان لهالزواج ونورة زعلنة على هالسبب‪ ..‬وسماء وجراح‬
‫ومناير كانوو مشغولين في‬
‫الزراعة اللي يصممونها‪ ..‬طلبوو الزراع اللي بصمم لهم المكان وما كان احد غريب غير ابو بدر جارهم‪ ..‬ومن‬
‫بعد المدرسة كانت مناير وسماء يروحون ويا جراح ‪ ..‬خالد كان مختفي طول هالفترة وهو يشتغل بالسر عن‬
‫العايلة‪ ..‬احد اصدقائه عطاه هالشغل وكان متعب لدرجة انه ما كان يقدر يقعد في البيت‪ ..‬يا ينام يااا في‬
‫الشغل‪ ..‬حتى سماء ما كان يشوفها ال في أوقات معينة وما يكلمها‪ ..‬من بعيد لبعيد‪..‬‬
‫ما يبي يجتمع معاها مرة ثانية ال وهو مستعد انه ياخذها ويروح وياها بعيد‪ ..‬ما عاد في باله ال فكرة انه يتزوج‬
‫سماء‪ ..‬مستحيل يخليها‪ ..‬لنه ما يبي يظل وياها على هالحال في اطار غلط‪ ..‬سماء ما تستاهل ال كل الخير‪..‬‬
‫ولزم تلقي الخير‪ ..‬وهو بيحرص على هالشي‪..‬‬
‫‪-----------------‬‬

‫في بيت بو جراح في الحديقة الخلفية‬

‫كل من سماء وجراح ومناير وام جراح يركبوون النافورة الصطناعية وسط الرض اللي انفرشت بالتربة‬
‫عشان تنزرع‪ ..‬وكان الجو ول اروع‪ ..‬صح انه بارد لكن النتعاش كان شي حلوو‪ ..‬طبعا مناير كانت في جهة‬
‫وهي تقرى في الرسايل اللي كانت عندها‪ ..‬وكل ما تختفي يناديها جراح ويقطع عليها الجولة التحقيقية اللي‬
‫اهي فيها‪..‬‬

‫الرسايل كانت مثيرة للشك والجدل‪ ..‬رومانسية صح‪ ..‬تعبر عن علقة روحية اكيد‪ ..‬لكن من من؟؟؟ م‬
‫الدخيلي؟؟ من يا ترى‪ ..‬اخووو مريم؟؟‬
‫ماظن‪ ..‬لنه لو كان يحب عمتي عالية ما راح ياخذ فاتن‪ ..‬ولو كان هالشي صحيح فليش اخذ فاتن؟؟ عشان‬
‫سبب معين يعني ول؟؟؟‬

‫جراح وهو يصوت عليها‪ :‬منوووور ويهد انتي وينج؟‪.‬‬


‫مناير ‪ :‬ها؟؟ انا وين؟؟ في المصباح ليش؟‬
‫جراح وهو منقهر من عبطها‪ ..:‬بتتكفخين منووور تعالي ساعدي يالله‬
‫تربعت على الكرسي اللي كان في المكان‪ ..:‬ل والله سامحني ياخوي‪ ..‬انا انسانة تبحث بين الوراق‪ ..‬مو بين‬
‫الترب والوسخ‪ ..‬سوري فيري‬
‫سوري‪..‬‬
‫رمى الرفش من يده وراح صوبها‪ :‬بتشتغلين ويانا غصبن عنج وانتي راضية‪..‬‬
‫مسكها من جتفها وجرها‪ ..:‬غصبن عني وانا راضية شلون ذي ما تصير‪ ..‬عدل من تركيب الجملة‪..‬‬
‫واستلمت رفش وياهم‪ ..‬وتمت تحفر مرة وعشر مرات تعذب وتعفس لمن طردها جراح من المكان‪ ..‬وهذا‬
‫كان مطلبها‪ ..‬يعني انا مناير بنت‬
‫عبد الله الياسي‪ ..‬اشتغل زراعة‪...‬؟؟ ل بابا‪ ..‬اانا اللي وراي اكبر من ذي كله‪ ..‬انا ورااااي كشف الحقائق‬
‫والسوالف المخبية‪ ..‬اللي الله العالم شتعني‪!!..‬‬

‫طلعت من البيت وهي بالمواجهة ويا مشعل‪ ..‬ويه العنز ما غيره‪ ..‬مع ان العنز ابعد ما يمكن يقرب له لكن‬
‫مشاعر مناير المضطربة لمن تلقيه خلت هاللقب مصاحب له‪ ..‬هو بعد شافها بس من تحت نظارته‪..‬‬
‫ركب السيارة وبنفس الدرب كانت مناير طالعة تمشي بهدوء لبيت سماهر‪ ..‬طاف من يمها بسيارته الكابريس‬
‫السودا وغاب عن الطريج بالمفترق‪ ..‬ظلت واقفة دقايق وهي تناظر بيتهم وتناظر السيارة اللي راحت‪ ..‬تمت‬
‫تتفحص الشارع لقته خالي من الناس‪ ..‬وبفكرة جنونية‪..‬‬
‫قررت انها تقتحم بيت مشعل‪ ..‬وبالقتحام هذا ‪ ..‬بتدخل غرفته وتدور فيها اللي تقدر عليه عشان تلقى سبب‬
‫لعلقته ويا اهلها‪..‬‬

‫وعلى طول‪ ..‬مشت بسرعة لداخل الباب اللي ما كان مسكر‪ ..‬مفتوح على خفيف‪ ..‬وبدل ل تدخل من الباب‬
‫الرئيسي راحت لعند باب المطبخ‪..‬‬
‫وتمت هناك واقفة وهي ماسكة انفاسها ‪ ..‬تراقب الخدامة من الدريشة يالله تلقى شي‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬طلعت‬
‫الخدامة من المطبخ لداخل البيت‪..‬‬
‫وعلى طول انتهزتها مناير كفرصة‪ ..‬لكن وتوها بتدخل المطبخ‪ ..‬صوت من وراها ناداه‪ ...‬وتجمدت مثل قطعة‬
‫الخشب‪..‬‬

‫‪------------------------‬‬

‫في غرفتها كانت هيام قاعدة‪ ..‬سرحانة بحالمية في ذكرياتها مع زياد‪ ..‬الرجل الوحيد والول والخير اللي‬
‫بيدخل حياتها‪ ..‬هذا اللي تأكدت منه من بعد ما عرفت انه اهو حمد‪ ..‬صج ان قلبها كان ماكلها على‬
‫هالموضوع‪ ..‬وكانت تتسائل باليوم الف مرة قبل ل تعرف الحقيقة ان كانت جادة مع حمد وال اهو السد اللي‬
‫بتواجه الفراغ اللي يحايطها وبرود معاملة زياد معاها‪ ..‬لكن يوم عرفت انه اهو نفسه زياد‪ ..‬ارتاحت نفسها‬
‫اكثر‪ ..‬وقلت الصراعات والشكوك‪ ..‬صح انها عصبت على هالمعاملة لكن‪ ..‬الشي في النهاية يبقى حلو‪ ..‬شلون‬
‫انه اقبل على خطوة يائسة عشان يتقرب منها‪..‬‬

‫قامت من على السرير وراحت وقعدت عند الدريسر تمنظرت في شكلها‪..‬‬


‫شعرها الشقر المايل للبني ‪ ..‬عيونها البنيه اللمعة‪ ..‬بشرتها ‪ ..‬ونقاوة ملمحها‪ ..‬كانت تناظر نفسها وهي‬
‫تتحاول تلقي نقاط شبه بينها وبين زياد‪ ..‬لكن اهو غير عنها ‪ ..‬تمام الختلف‪ ..‬حواجبه العريضة الدقيقة‪..‬‬
‫وعيونه الناعسة‪ ..‬ابتسامته اللي تظهر منها خفقة الخد‪ ..‬وجبينه العريض‪..‬‬
‫صج انه زعل يوم قالت له انها تحب‪ ..‬لكن لو اهو ذكي شوي بيعرف اهي شقصدت من اعلنها حبها لحمد‪..‬‬
‫الشخصية المزعومة‪ ..‬اهي تحبه اهو‬
‫لكن مافهم لها‪..‬‬

‫بعدها تذكر شكله من بعد اعترافها بحبها لواحد غيره‪ ..‬شلون ان رجولته انطعنت‪ ..‬وبان غبائه ولااحت بوادر‬
‫الخوف على شكله‪ ..‬اهو ظن انه بهالشي بيتقرب مني ‪ ..‬لكن في قلبه ندم وتأنيب ضمير انه علقني في‬
‫انسان وهمي ل صلة له للواقع‪ ...‬وما احلى شعووور الندم فيك ياااا زياد‪..‬‬
‫‪---------‬‬
‫من طرف ثاني كان زياد في تقلب كبير في المزاج‪ ..‬طاح في ورطة وطيح معاااه هيام‪ ..‬وما يقدر يتخلص منها‬
‫بسهولة لنه بيحتاج لقووول‬
‫الحقيقة‪ ..‬وقول الحقيقة معناااه نهاية كل امل او حتى بصيص مع هيام‪ ..‬لذا عشان يخفف من الوضع‪ ..‬اتصل‬
‫في عبد الرحمن يستمد منه أراء‪..‬‬

‫زياد‪ :‬ادري عبد الرحمن المشكلة كبيرة‪ ..‬بس )تخترق صوابعه شعره بعصبية( اوووووف مادري مادري‪ ..‬كل‬
‫شي صار غلط‪ ..‬والسبب انا وغبائي‪...‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬هدي اعصابك يا زياد ما يسوى عليك‪ ..‬اسمعني‪ ..‬انا اعطيك رايي وياليت تتقبله‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ل عبد الرحمن‪ ..‬ماقدر اعترف لها‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪ :‬يالله عليك‪ ..‬انت خليتني اتكلم‪ ..‬اسمعني‪ ..‬ماهي هذي فكرتي‪ ..‬ابقول لك‪ ..‬ليه مااا تخلي حمد‪..‬‬
‫يبتعد عن هيام‪ ..‬يقول لها انه بيتزوج ول بيخطب‪ ..‬هذي سوالف كلسيكية حقتنا شباب الخليج يعني كل بنت‬
‫تصدقها‪..‬‬
‫زياد‪ :‬انا ولله الحمد مو نذل‬
‫عبد الرحمن بضحكة‪ :‬وبهالحركة عاد انك حمد ‪ ...‬وش تكون فيها؟؟ ملك‪...‬‬
‫زياد وهو يسند جبينه للجامة‪ !!I don't need this :‬ليش ما منعتي منه يااااااا النذل خليتني اغرق ول‬
‫وقفتني؟‬
‫عبد الرحمن يبتسم بشر‪ relax dude :‬بعدك على بر المان‪ ..‬صدقني‪ ..‬زوج حمد‪ ..‬وانهي قصته من‬
‫هالجابتر‪ ..‬وبتعيش في سعادة وأمان مع الست هيام‪..‬‬
‫زياد‪ :‬آآآآآآه‪ ..‬امري لله‪ ..‬شبرنامجك انت؟‬
‫عبد الرحمن‪ ..:‬مدري والله الظاهر اني بجلس بالبيت؟‬
‫زياد بسخرية‪ :‬ليش وينها لزقة جونسون؟‬
‫عبد الرحمن بقرف‪ :‬ياخي ل تجيب سيرتها ل عاد ليلك‪ ..‬والله انها نااااااشبة ببلعوومي‪ ..‬كيف كانت تتغلى‬
‫وطبعها ناري‪ ..‬وكيف صارت الحين‪ ..‬يالله خلها على الله كلهم كم فصل وارجع من محل ما جيت‪..‬‬
‫زياد يبتسم‪ :‬الله يعطيك على قد نياتك‪ ..‬يالله‪ ..‬انااخليك الحين‪..‬‬
‫عبد الرحمن‪adieus :‬‬
‫سكر زياد عن عبد الرحمن وهو يفكر في خطة يديدة‪ ...‬لزم لزم تنجح هالخطة‪ ..‬حمد تواجده من البداية كان‬
‫غلط‪ ..‬لكن كل غلط ولزم يتصلـــح‪..‬‬

‫‪--------------------------‬‬
‫خالد اللي كان في المعمل يشتغل بتعب‪ .‬عيونه كل شوي تسكر لكنه يرد ويصحصح‪ ..‬صحته متأزمة من ظيق‬
‫التنفس لكن اللي يصبر ينال‪ ..‬وفجأة‬
‫توقف الشغل عندهم بالبريك القصير‪ ..‬كان معمل للزجاج واللومنيوووم في الثاث‪ ..‬لقى عنوانه من عند احد‬
‫الربع‪ ..‬وفي هالبريك تعود من فاضل اييه‪..‬‬

‫تم قاعد عند حافة المصنع يم جماعة من الشباب‪ ..‬وكلها دقايق وياااه فاضل‪..‬‬
‫فاضل بابتسامة‪ :‬عساكم عالقوة‬
‫خالد يبتسم بنعوومة‪ :‬الله يقويك‪..‬‬
‫قعد يمه وولع زقارة ‪...‬وبعد مدة‪..‬‬
‫فاضل وهو يأشر بصبعه اللي ضام الزقارة‪ .. :‬جم الراتب بالشهر؟؟‬
‫خالد وهو يحك عينه من تحت النظارة‪ :‬على هالتعب وهالمذبحة‪ 250 ..‬دينار‪ ..‬صافي‪ ..‬لكن ويا الوفر تايم‬
‫والعلوات ‪.. 350‬‬
‫فاضل بصرخة تعنت‪ :‬واااااااا ما يسوى عليك؟؟ جم شهر بتشتغل هني ان شاء الله‬
‫خالد يبتسم‪ :‬خلص هذا شغلي وبيمع منه ‪..‬‬
‫فاضل وهو يهز راسه ومنكس عيونه‪ ...:‬بعدك على هالفكرة؟؟؟‬
‫خالد وهو ياكل من السندويجة‪ ..:‬اهممم‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬انزين ماكوو بديل ثاني؟؟ مثل‪ ..‬تعال معاي اشتغل‪..‬‬
‫خالد‪ :‬لاا‪ ..‬مابي‪) ..‬يحط السندويجة مكانها( عاجبني المكان وين ما انا قاعد‪ ...‬مرتاح ولله الحمد‪..‬‬
‫فاضل‪ :‬بس يا خالد انت صحتك مو لهناك‪ ..‬انت ناسي عندك الظيجة ونظرك ضعيف ومثل هالشغلت تتعبك‬
‫زود‬
‫خالد‪ :‬خل عنك محاتى الحريم انا مافيني شي‪ ..‬احسن منك ومن شكلك‪..‬‬

‫سكت عنه فاضل وتم يمز بالزقارة لمن خلصت‪ ..‬وخالد يشرب الماي‪ ..‬ويوم خلصت من الماي‪..‬‬

‫خالد‪ ..:‬شعندك انت؟؟؟ متى بتملج؟‬


‫فاضل وهو يضحك بسخرية‪ :‬من صجك؟؟؟ الحين بنت الجامعة بتاخذ لها واحد حافي منتف؟؟؟ خلها على الله‬

‫تذوق خالد طعم اللم في نبرة ارفيجه وكلمه بالحيل ما يطمن‪..‬‬


‫فاضل مو من عوايده يتألم‪ ...‬واذا تألم الكل يعاني معااه‪..‬‬

‫خالد يحط يده على جتف فاضل‪ :‬فاضل شصاير بينك وبينها؟‬
‫فاضل يولع صلب ثاني ‪ ..‬وبشفااايف مبيضة‪ ..:‬اتقول انها ما تبي واحد مو مكمل دراسته‪ ...‬وما تبي واحد‬
‫يشتغل الشغلنه‪ ..‬وتبي وتبي‪ ..‬ياخوي ‪ ..‬زمان اول تحول‪ ..‬وما عادوا البنات يقنعون بالجليل‪ ..‬الله يسترها‪..‬‬
‫خالد بنظرة متفهمة‪ :‬طيب اهي ما طلبت شي مستحيل‪ ..‬اهي كل اللي طلبته كان من مصلحتك؟‬
‫فاضل‪ :‬اي مصلحة يا خالد انت الثاني؟؟ روحتي للمدرسة يعني اهد الشغل واذا هديت الشغل من لهلي‪..‬‬
‫خالد‪ :‬الله عليك تصعبها الحين‪ ...‬في شي اختراع اسمه المدرسةا لليلية‪..‬‬
‫فاضل يبتسم بألم‪ :‬ناسي اني مكمل ثانوية‪ ..‬هذي تبي جامعة‪...‬وانا مالييي خلق ‪ ..‬والزم ما علي اهم خواني‬
‫احط عيوني عليهم‪..‬‬
‫خالد يهز راسه‪ :‬انزين ومن قال لك ان هلك بيتضررون‪..‬‬
‫فاضل هني تنهد بحرارة‪ :‬لنها ما تبي هلي يااا خالد‪...‬‬

‫سكت خالد‪ ..‬عاقد النونة وهو فاج حلجه شوي‪ ..‬ما تبي هله؟؟ عشان يحصلها لزم يتخلى عن هله‪.‬؟؟؟ فاضل‬
‫مستحيل يترك هله عشان احد‪ ..‬ول حتى عشان نفسه‪..‬‬

‫سكت خالد وابتسم فاضل‪ ..:..‬جفت شلون؟؟ جفت شلون ان بنات هالزمن تغيروا‪ ..‬مو مثل قبل‪ ..‬الي تتمنى‬
‫انها تعيش ويا ام الريال وخواته‬
‫وتعاشرهم‪ ...‬ااااااه الله كريم‪..‬‬
‫خالد وهو يهز راسه بتشاؤم‪ ..:‬الله يطلعنا من صرعات هالزمن‪ ..‬بنات ما يبون اهل الصبي‪ ..‬وبنات ما يبووون‬
‫فقر الصبي‪ ..‬وبنات يبون وما‬
‫يبون؟؟ تدري شلون؟‬
‫بنبرة حزينة‪ :‬شلون؟‬
‫خالد وعيونه محتدة‪ .. :‬اللي خلقها خلق الف غيرها‪ ...‬اللي ما تبي هلك معناته ما تبيك‪ ..‬خلها عنك ما تبيها‪..‬‬
‫اهي صج بنت ول كل البنات‪ ...‬بس ما تستاهل ‪..‬‬
‫فاضل وهو يشيح بعيونه‪ ..:‬ل تقول جذي‪ ..‬مهما كانت هذي القلب‪..‬‬

‫سكت خالد عن فاضل‪ ..‬مع ان تفكيره غلط لكن صح كلمه‪ ..‬اهي مهما كانت حبيبته ومصدر فرحته بيوم من‬
‫اليام‪ ..‬ودعى في قلبه ان ما اييه يوم يخليه اهو وسماء يتعرضون لمثل هالشي‪ ..‬مع انه مستحيل بس محد‬
‫ضامن اليام‪..‬‬

‫‪----------------‬‬

‫وقف قلب مناير لدقايق لكن سرعان ما رجع لدقاته يوم شافت الشخص اللي كان يناديها ‪ ..‬محد غير سماهر‬
‫اللي لحقت بها وهي تشوفها بالشارع‪..‬‬

‫مناير تراجعت عن العتبات وراحت سحبت مناير لعند زاوية مخفية عن العيون‪..‬‬

‫بهمس‪ :‬انتي شتسوين هني ما تقوليلي؟؟‬


‫سماهر بهمس‪ :‬انا اللي بسألج؟؟ ليش داشة هني وسماء ببيتكم؟؟‬
‫مناير‪ :‬مو شغلج لكن ليش لحقتني لهني؟‬
‫سماهر بظيج‪ :‬ما تبيني يعني ايي وياج؟‬
‫مناير تضربها على جتفها‪ :‬خبالج‪ ..‬واله مو جزتج الحين ردي البيت ابي ادخل واجوووف اللي بيي من تحت‬
‫راس مشعلووه‬
‫سماهر‪ :‬اووووه دوشتينا بهالمشعل‪ .‬حبيبتي منووور‪. .‬تعوذي من بليس مافيه شي الصبي انتي الي تتوهميين‬
‫هالسوالف‪..‬‬
‫مناير بغباء تناظر سماهر‪ :‬اوكي اتوهم لكن مابيج وياي‪ ..‬روحي تكفيييييييين ‪..‬‬

‫بنظرة تأنيب تراجعت سماهر عن مناير‪ ..‬وطلعت من البيت‪ ..‬اما مناير فمسكت على قلبها وتمت تهدي‬
‫بعمرها‪ ..‬ومرة ثانية تمت تراقب المكان‬
‫لقته بعده خالي من الخادمة‪ ..‬فشكرت ربها على هالشي‪ ..‬ودخلت المطبخ بخلسة وهدوء وهي تلف الشيلة‬
‫عدل‪ ..‬تمت تمشي على اطراف اصابعها لمن وصلت لزاوية كان الدري واضح منها لفوق‪ ..‬لن المطبخ كان‬
‫مفتوح من جهتين جهة على الصالة وجهة الدري‪ ..‬وركبت على الدري‬
‫بهدوء وقلبها يرتعش من الخوف‪ ..‬كان احد قاعد في الصالة وصوت التلفزيون على قناة اخبااارية‪..‬‬

‫ركبت لفوق‪ ...‬ووصلت بأمان ‪ ..‬تمت تتنهد بهدوووء وهي توقف ارتعاشة الخوف منها‪ ..‬وعلى طول من غير اي‬
‫تعطيل دخلت داار مشعل‪ ..‬لنها‬
‫شافته اكثر من مرة واقف هناك‪ ..‬يم غرفة سماء‪ ..‬واول ما دخلت كان الظلم لف الغرفة‪ ...‬وفتحت الليتات‪..‬‬

‫‪-------------------------------‬‬

‫الحديقة الخلفية لبيت هشام الكندي‪..‬‬

‫بدت التنجيدات للقعدة اللي من بعد ما ناجر الكل غزلن عليها بدو يمدحونها ويطرون على التصميم الحلو‪..‬‬
‫وغزلن صاحبة النفس المغرورة ما عطتهم ويه لنها بعدها ما نست هواشهم‪ ..‬ولحد الحين ما تكلم امها ول‬
‫امها مبادرة بحركة معينة تبين انها مستعدة تسامح بنتها لنها قاعدة تغلط والدلع لعب براسها وخربه‪ ..‬بتخليها‬
‫على حالها لمن اهي بنفسها بتدرك غلطها‪ ..‬يمكن هذي خطيئتهم انهم دللوها زيادة عن اللزوم لكن بعد اللي‬
‫يكبر يعقل‪..‬‬

‫كان لؤي اللي مستلم شغل الورشة لجم يوم لغياب جراح عنها وانشغاله في حديقة بيتهم‪ ..‬بالنسبة لغزلن‬
‫فهو رسم خطته عدل‪ ..‬اول شي ايننها ‪ .‬بعدها اعرف اللي في راسها‪ ..‬من بعدها يعقلها‪ ..‬واخر شي‪..‬‬
‫يتزوجها‪ ..‬خلص البنت دشت راسه من ورى وجدام يعني ماااكو مجال انها تبتعد عنه او انه يتنازل عنها‪ ..‬لو‬
‫شنو صار‪ ..‬حتى لو اهي ما بغت‪ .‬الظاهر من معاملتها ويا اهلها انهم بايعينها ما يبونها‪ ..‬دليعة ومدللة وانا يا‬
‫حبي للدلل‪ .‬اكبر دليع‪ ..‬خلص‪..‬‬
‫اهي لي وانا لها‪ ..‬بس ياويلها لو عذبتني لني ما برحمها بعذبها بالمقابل‪..‬‬

‫كانت غزلن قاعدة عند طرف البرجة وهي تقرى في كتاب‪ ...‬الكتاب كان عذر عشان تقدر تقعد وتراقب‬
‫روحات وييات جراح اللي قلت في الفترة‬
‫الخيرة‪ ..‬لكن اهي ما تبي تشوفه بالعكس تبيه يبتعد عن لؤي عشان تقدر تسيطر على هالغبي‪ ..‬مسكين‪..‬‬
‫قالت في نفسها‪ ..‬مايدري ان‬
‫ارفيجه يلعب من وراه ويحب اخته ومسوي فيها قصة روميو وجولييت‪..‬‬
‫لكن انا اوريك يا جراح ان ما خليتك تنقهر وتيي لعند تتوسلني لحبي‪ ..‬ماكوون غزلن‪..‬‬

‫حس غصون من مسافة بعيدة‪ :‬تشرفين على ابداعج؟؟‬


‫ناظرتها غزلن بالنظارة الشمسية السودا‪ ..:‬بعد‪ ..‬ارعى حللي‪..‬‬
‫غصون وهي تقعد ببدلتها النيقة الكحلية وقميصها البحري‪ ..‬كانت في منتهى الناقة‪.:‬تستاهلين صراحة‬
‫الطراء‪ ..‬الشغل ممتاز والفريق مبدع‪ ..‬لو كان عندي حديقة جان سويت لي‪..‬‬
‫عزلن وهي تناظر الكتاب‪ :‬تقدرين تسوين لج حديقة بس ل تظنين انها بتطلع مثل هذي‪) ..‬ابتسامة غرور(‬
‫بادلتها نظرة كلها معنى‪ ..:‬اكيد‪) ..‬وهي تناظر لؤي( اذا كان فيها واحد مثل هذا‪) ..‬تناظر غزلن بهدوء( ماظن‪..‬‬

‫عقدت حواجبها غزلن ورفعت عيونها عن الكتاب‪ ..‬ناظرت غصون اللي كان حاجبها مرفوع بطريقة مقرفة‪..‬‬
‫وناظرت لؤي‪...‬‬
‫بهجوم ماله معنى‪ ..:‬ما تستحين‬
‫غصون بضحكة مؤلمة‪ :‬شفيـــج‪ ..‬الحديقة من ابداعج‪ ..‬مو هذا الولد بعد‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬انتي وحدة متزوجة غصووون‪..‬‬
‫غصون وهي تتهكم‪ .. :‬متـزوجة؟؟؟ لحقيبة دبلوماسية وبدلة ارماني ‪ ...‬وين الريال‪ ...‬مادري‪..‬‬

‫حست غزلن ان نبرة اختها مشوبة باللم‪ ..‬بس بعد‪ ..‬اللي لمحت له بمنتهى الغلط‪..‬‬

‫وبعد فترة من الصمت سألت غصون‪ ...:‬تشوفين مساعد الدخيلي؟؟‬


‫غزلن وهي تهز راسها بتفكير‪ ..:‬اممم ‪ ..‬فترة صارت لي‪ ..‬ليش؟؟‬
‫غصون ولمحة من الذكريات تطبع في شكلها‪ ..:‬ل بس‪ ..‬من زمان ما سمعت عنه‪ ...‬رجل بمعنى الكلمة هذا‬
‫مساعد‪..‬‬
‫غزلن الجاهلة بهالذكريات‪ ..:‬اي والله‪ ..‬تدرين انه ملج‬
‫بنفس عميق‪ ..:‬ايه قال لي ابوووي‪ ..‬متى بيتزوج‪ ..‬عشان نروح عرسه‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬هههههههههههه‪ ...‬شللي عايلج‪ ..‬ماظن ان هالمستوى من العايلت يهمج‬
‫غصون وهي توقف‪ ..:..‬صح‪ ...‬بس مساعد غير‪..‬‬

‫ناظرت لؤي مرة ثانية وهي تحرك السلسلة اللي على رقبتها وغزلن قلبها يهبط من دقاته ‪ ..‬خوف هو‪ ..‬ول‬
‫شعور ثاني‪..‬‬
‫غصون‪ .:‬تدرين‪ ...‬هالولد فيه شي‪ ..‬مادري‪ ..‬شي عميــق‪ ..‬اليوم شفته وانا داخلة البيت‪ ..‬وابتسامته فيها‬
‫ذكرى حلوة‪..‬‬

‫والتفت على عقبها راجعة للبيت‪ ..‬وقبل ل تروح وقفتها غزلن‪..‬‬

‫غزلن‪...:‬تدرين انه اخو مساعد الصغير‪..‬؟؟‬


‫بدهشة ناظرته غصون وهي مو مصدقه‪ :‬والله؟ وانا اقول؟؟ مع انه مختلف تمام الختلف‪ ..‬ال انه فيه شي‪...‬‬
‫غزلن وهي تناظر لؤي‪ ...‬ومن غير اي حس ‪ :‬صح‪ ..‬فيه شي‪..‬‬

‫بسخرية ناظرت غصون اختها‪ ..‬ورجعت للبيت‪ ..‬وفي فكرها تجول ذكرياتها ‪ ...‬عن مساعد الدخيلي؟؟؟ يا ترى‬
‫هالذكريات‪ ..‬شتتعلق عنه؟؟ وفي شنو؟؟؟ وما هو دوور مساعد في حياة غصون؟؟‬

‫‪------------------------------‬‬

‫في السوق مريم وفاتن ونورة يتجولون بحرية وضحك وشوشرة‪ ..‬السايق اللي وصااه فيصل انه يتبعهم بكل‬
‫خطوة كان اهو الحرية‪ ...‬كانو ساعة يشترون وعشر ساعات يسولفون ويضحكون ويتسامرون مع بعض‪..‬‬
‫ومريم اهي سيدة المجال‪..‬وفاتن اللي ما بخلت لن حياتها باميركا علمتها قليل من اسلوب النفتاح‪ ..‬ما عادت‬
‫مثل قبل ل مشت عيونها معانقة الرض‪ ..‬علمتها جولتتها ويا مساعد انها تطالع وتشهد وتحلل وتفكر بالشياء‪..‬‬

‫وبآخر الجولة قعدوا في مطعم على جانب من المجمع وطلبو شي يشربونه عشان يروون عطشهم‬

‫نورة وهي مثارة وويهها محمر‪ ..:‬والله اني ماقد فرحت بشوبينغ كثر هذا‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن ومريم ردت بشراسه‪ :‬قوليها بعد لن فاتن معانا‬
‫نورة‪ :‬وليش ماقول‪ ..‬ال اقول ونص‪) ..‬بابتسامة رضا( انا مادري ليش حسيت بان فاتن خيار ل يعلى عليه‬
‫كزوجة لحد اخواني‪ ..‬وخصوصا مساعد‬
‫انحرجت فاتن وحمر ويهها‪ ..‬اما مريم ردت بصرامة‪ :‬والله انا كلش ما شفتها حرمة لحد اخواني‪..‬‬
‫فاتن تضربها على جتفها‪ :‬وليش؟؟ مو قد المقام‬
‫مريم تاشر على ويه فاتن من غير ما تناظرها‪ :‬طالع هذي؟؟ الحين انتي مو قد المقام؟؟ ليش بالله واحنا عيال‬
‫منوو يعني؟؟ ل بس‪ ..‬انا ماشفتج حرمة لمساعد لنه بمثابة ابونا وما حسيت ارفيجتي الصغيرونة امي‪..‬‬
‫)ابتسامة غبيه (‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههه والله انج مو صاحية‪..‬‬
‫مريم بفخر ترفع حاجبينها‪ ..:‬واعــتـز‪..‬‬

‫بوسط السوالف والعصير اللي ياهم قرروا انهم مرة وحدة ياكلون شي ويردون البيت‪ ..‬وبالزاوية الثانية من‬
‫المطعم ‪ ..‬بعيد عن عيون مريم كان عايض‪ ..‬قاعد ويا جماعة من الشباب وهم يتسامروون ومو هامهم شي‪..‬‬
‫لمن لفت نظره التنديل لنه كان يبي يطلب شي‪ ..‬وشافه واقف عند طاولة مريم ومرة وحدة شافها وياهم‪..‬‬
‫وردت دقات قلبه تنبض لها البنت‪ ..‬صج انها غريبة من نوعها واثرها اغرب عليه‪..‬‬
‫شلون تأثر بها وهو اللي ما قط نطق لسانه بلسانها‪ ..‬يمكن لنها غير عن البنات‪..‬‬

‫وحاول انه يتجاهل وجودها لنها اخر ما يمكن انه يغزر نفسه معاها‪ ..‬وكأنه حاس ان البنت مو من طينته‬
‫المايعة ‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬حس التحدي فيه ما خلاه على راحته‪ ..‬ويوم ياااه التنديل ‪ ..‬مسك منديل واخذ القلم‬
‫وكتب بيت شعر علية وعطاه التنديل واشر له انه يوصله لمريم‪ ..‬والتنديل الغبي بكل حسن نية راح ووصل‬
‫العصير مرة وحدة والمنديل لجهة مريم ‪ ..‬وحط المنديل المطوي يم عصيرها‪ ..‬واهي بعد ما شربت العصير –‬
‫وعيون عايض ترقبها من تحت لتحت‪ -‬سحبت المنديل عشان تمسح ثمها‪ ..‬وبالصدفة لقت المكتوب‪..‬‬
‫ليتك تعرف ان الهوى سهم ذباح‪ ..‬وقلوب عشاق المحبة رقيقة‬
‫استغربت مريم من المنديل‪ ..‬بس ما عطته انتباه اكثر‪ ..‬يمكن احد كاتبه بالغلط‪ ..‬بس شلون اييب لها منديل‬
‫وسخ‪ ..‬صج انه حمار‪ ..‬وما تكلمت ويا احد زيادة عن الموضوع لنها بمجرد ما جعمزت المنديل نست‬
‫لموضوع‪ ..‬وبدت في سواليفها ويا مريم وفاتن‪..‬‬

‫التنديل رد مرة ثانية عند طاولة غير عن الطاولتين واشر له عايض انه اييه‪ ..‬وسحب منديل ثاني من بعد مااا‬
‫شاف ردة فعل مريم عشان يأكد لها عن الموضوع‪ ..‬وكتب على المنديل شي ‪ ..‬وعطاه التنديل اللي بكل غباء‬
‫ورحب صدر وصله لمريم‪ ..‬وهالمرة عطاها ايااه في اليد واهي استلمته باستغراب وتوتر‪ ..‬وجدام عيون كل‬
‫من نورة وفاتن‪..‬‬

‫فتحت المنديل ولقت مكتوب بداخله‪..‬‬

‫وليتك تعرف اني ليا شفتك ارتاح‪ ..‬والقلب يسعد يوم يلقى رفيقه‬

‫تظايقت‪ ..‬يعني اول مرة غلطت‪ ..‬ثاني مرة معناته تعمد‪ ..‬والتنديل الحمار راح ول تقدر تسأله ‪ ..‬بس مردها‬
‫بتسأله اول ما يوصل‪..‬‬

‫فاتن وهي تراقب ملمح مريم المعصبة وهي تكور المنديل وترميه بالزبالة الجريبة‪ :‬مريم علمج؟؟؟‬
‫مريم وهي عاقدة حواجبها بظيج‪ :‬مافيني شي بس العصير مو حلوو‪..‬‬
‫نورة‪ :‬طلبي لج عصير ثاني‪..‬‬
‫مريم وهي حاسة بحرارة في صدرها من الظيج والتوتر‪ ..:‬ل مابي خلص‪ ..‬هونت‪ ..‬من يوم ورايح بشرب‬
‫ماي‪..‬‬

‫تبادلو كل من فاتن ونورة نظرة غريبة وعيون مريم اللي كانت تحس بظيييج بصدرها منكسة على الطاولة‬
‫ولحظ عايض توترها‪ ..‬اكيد ومن اللي مثلها ما تتوتر‪ ..‬بنت بمثل عفتها واخلقها اكيد بتتوتر يوم انها تلقي‬
‫هالنوع من " المظايقات" ‪ ..‬بس شسوي‪.‬؟؟ الشي اكبر منه!! تسبب له نوع من الجنون وهو الصاحي‪ ..‬ويوم‬
‫يا عنده التنديل مرة ثانية‪ ..‬سحب منديل وكتب اعتذار‪..‬‬

‫‪ ::..‬آســــــــف ‪..::‬‬

‫ووصله التنديل لمريم مثل الشعور وهو حاس بالفخر ما يدري انه راح ينكفخ بالنعال‪ ..‬ووم وصل المنديل‬
‫لمريم اخذته بهدوئة وطلبت من‬
‫الهندي انه يوقف‪ ..‬وبوقفه الهندي اضطرب عايض مكانه وهو حاس انه راح ينسطر اليوم‪ ..‬وتم مكانه وهو‬
‫يحس بالرعشة تسري في صدره‪..‬‬
‫فتحت مريم المنديل‪ ..‬وقرت كلمة‬

‫‪ ::..‬آســــــــف ‪..::‬‬

‫واشرت للهندي بالمنديل ‪ :‬من اللي مطرش هذا؟؟‬

‫اشر الهندي بكل بساطة الى عايض اللي كان فاج عيونه بطريقة تبين انه انجك‪ ..‬اما مريم يوم شافته دق‬
‫قلبها بعنف وفاتن ونورة يراقبون الوضع باستغراب‪ ..‬من هذا الصبي وشفيها مريم وياه؟؟؟‬

‫نظرة مريم لعايض كانت قاتلة‪ ..‬بحدة وبسواد خلها ما تحس ال بالقساوة بملمحها‪ ..‬وهو اللي من الحيا ومن‬
‫نظرتها اللي خلته يحس بجيمته اللي تبخرت نكس عيونه للطاولة‪ ..‬وتم محتاس مكانه لمن قام وراح‪ ...‬وربعه‬
‫تمو يصوتون عليه وهو ابدا مو ماعطي احد ويه‪...‬‬
‫كانت الرجات في صدره عنيفة ومووو مصدق ان هالتصرف بدر منه ولمن؟؟‬
‫لبنت مثل مريم‪....‬‬

‫اما مريم بعد نظرتها الخاطفة والقاتلة لعايض كورت المنديل وقطته‬
‫فاتن مطالبة‪ :‬مريم شالسالفة تكلمي؟؟‬
‫مريم وهي منزله عيونها وهي عاقدة حواجبها‪ :.‬ل بس‪ ..‬واحد واطي كل شوي يطرش لي منديل كاتب عليه‬
‫بيت شعر‪ ..‬الظاهر انه مشبه علي بأحد‬
‫مثله‪..‬‬
‫نورة ابتسمت ومسكت يد مريم‪ ..:‬ما عليج حبيبتي مثل هالمواقف صايرة وعيال الحرام كثار‪ ..‬ل تعورين قلبج‬
‫وين ما تعور قلبها‪ ..‬مريم قلبها من زمان انفطر على هالحركة اللي صابتها‪ ..‬لكن تمت ساكتة وهي عاصية‬
‫الدمع بعينها‪ ..‬ال ان فاتن اللي تفهم شعور مريم تجاه هالحركات عرفت انها كاتمة قهر في نفسها‪ ..‬وعشان‬
‫تهدي من قهر ارفيجتها‪..‬‬

‫فاتن لنورة‪ :‬نورة خلينا نروح من هني‪..‬‬


‫نورة بصدمة‪ :‬طلبنا الكل؟‬
‫فاتن تتكلم ومريم تناظرها‪ .:‬ل بس خلينا نروح‪ ..‬بعزمكم على بيتنا شرايكم؟؟ تاكلون من طباخي وطباخ‬
‫امي‪ ..‬وتحلى القعدة اكثر‪..‬‬
‫نورة وهي تراقب مريم الي كانت تناظر فاتن وحست انها مستعدة لهالقتراح‪ :‬خلص عيل‪ ..‬سرينا‪...‬‬

‫اشرت نورة على التنديل ويا لحدها وقالت له وعطته فلوس العصير وراحو‪ ..‬مريم طول الرحلة لبيت فاتن‬
‫ظلت ساكتة وهي حاسة بنغصة في‬
‫قلبها‪ ..‬تتمنى لو انها ما كانت في المجمع وجدام الناس عشان تلوي رقبه هالخسيس بالعقال اللي كان على‬
‫راسه‪..‬‬

‫سخيف ‪ ..‬رددت في قلبها‪ ..‬مو كفاية شعره التافه باول ايام الجامعة والحين باديها وياي في المجمعات‪ ..‬صج‬
‫انه جليل اصل‪ ..‬وحيا بعد‪..‬‬
‫اااخ لو فيني اقول لجراح جان لوى له هاليد وكسرها‪ ..‬خلها يحملها سنة كاملة على بطنه‪..‬‬

‫يوم وصلت السيارة بيت بو جراح كان جراح طالع من فترة خمس دقايق ويا امها وسماء ‪ ..‬رايحين محل‬
‫بورسلين يختارون جم اصيص وجرة عشان‬
‫يحطونها بالزاويات‬

‫‪-------------------------------‬‬

‫غزلن من طرف ثاني ظلت تجيل ببصرها على اوليات التنجيد اللي في القعدة‪ ..‬وبعيد عن مشاعر النتقام‬
‫والضطراب العاطفي اللي عندها‬
‫استحسنت الشغل‪ ..‬واستحسنت ذوق لؤي انه يخلي المكان باللون الخضر المخملي‪ ..‬مع ان الشمس بتذبحه‬
‫ال انهم بيجددونه كل ما سنحت الفرصة‪..‬‬

‫تحسست الخلق وهي تبتسم بخفة‪ ..‬وكان البتسامة خفية عن عيون الناس‪ ..‬تبادل نفسها الطيبة اللي غلفتها‬
‫بالتصنع والغرور اللي ما منه فايدة‪ ..‬باجر اخر ايام شغلهم عندها‪ ..‬هذا اللي مر في بالها بتنهيدة‪ ..‬ولزم اكمل‬
‫شغلي ويا لؤي‪ ..‬عشان اقدر اسيطر على جراح من أول ويديد‪ ..‬ما يصير اخليه يلعب فيني مثل ما يبي‪ ..‬انا‬
‫بعد ابي دور في اللعبة‪..‬‬
‫اجهدتها هالفكرة‪ ..‬من زمان كانت جاهدتها لكنها الحين حست انها على وشك الستسلم‪ ..‬ومن زود الحساس‬
‫بالخذلن قعدت على الكرسي الغير مكتمل وهي تضم رجلينها لعند صدرها‪ ..‬كانت الجلسة مغطاااة بالطربال‬
‫من الجوانب كلها عشان ان السماء تهدد بالمطار‪ ..‬وما يبون الشغل يخترب قبل لاا يكمل‪ ..‬وطبعا هذي كانت‬
‫بادرة لؤي‪..‬‬

‫لؤي‪ ...‬تردد اسمه في بالها من غير اي حسبان‪ ..‬اي شعور توقظ فيها اليوم من نظرات غصون العديمة الحيا‪..‬‬
‫شعور غريب ما حسته بحياتها‪ ..‬وكان احد يتعدى على شي من خاصياتها‪ ..‬ولكن هذي هي غصوون‪ ..‬عمرها ما‬
‫كانت شي غير هالشخص‪ ..‬مع انها كانت انعم من جذي‪....‬‬

‫بدلة ارماني وجنطة دبلوماسية‪ ..‬هذا اللي وصفت زوجها من بعد قصة الحب الغرامية اللي جمعتهم‪ ...‬يارب‪..‬‬
‫جذي الزواج بعد الحب؟؟ الزوج يصير شيء والزوجة تصير شي ‪ ..‬وتختلف المعايير والصفات وتتحول الى‬
‫اشياء ل حياة لها‪..‬‬

‫على هالفكرة الحزينة‪ ..‬تلونت السماء بحزنها‪ ..‬وتلبدت الغيوم‪..‬‬


‫وانطلقت بالندماج مع بعضها‪ ..‬سالبها بموجبها‪ ...‬تكابدت اكثر‪..‬‬
‫واطلقت الدمع‪ ..‬عادت الغيوم باللون السود‪ ..‬ومع هالجو ازدادت غصاات غزلن الغير مفهومة فيها‪ ..‬وناولت‬
‫نفسها دمع‪ ..‬يمكن من بعده تترفه نفسيتها‪..‬‬

‫تبجي اهي صح‪ ..‬لكن على شنو؟؟؟؟ على جراح اللي من أول ما عرفته للحين ما بادلها بادنى شعور من‬
‫مشاعرها الجياشة ناحيته‪..‬‬
‫تبجي على لؤي اللي بغبائه بيحطم مخططاتها تجاه جراح‪..‬؟؟‬

‫تبجي على فراق امها وفقدانها لصوتها الحنووون اللي حرمتها منه بسبب شي اهي ما تظن انها ارتكبت اي‬
‫غلط في قيامه؟؟‬

‫تبجي على اختها غصون‪ ..‬اللي بطبيعتها القاسية ما سمحت لها انها تحزن وياها على حياتها اللي تمر فيها‪..‬‬
‫والظلم اللي انحطت فيه‪..‬‬
‫يمكن غصوون حبت زوجها لكن‪ ..‬مو لدرجة انها ترتبط معاه‪ ..‬او انها حلمت بالرتباط‪ ..‬لكن اهو خذل احلمها‪..‬‬

‫تبجي على نظرات اختها لواحد اصغر منها يمكن باربع سنوات‪ ..‬وكانها بنت السادسة عشر‪..‬‬

‫وبانعدام الفكار في راسها لحزنها العميق‪ ..‬شهقت بطاقة عظيمة داعية للحزن ونكست راسها على ركبتها‪..‬‬
‫وكان شعرها البني ملموووم في عصبه رقيقة خلت الخصلت متدلية منها بهدوء وطواعيه‪..‬‬

‫مرت عليها الدقايق‪ ..‬ومسحت دمعها بركبتها الي كانت مثبتتها بيدينها‪ ..‬وحطت خدها اليسار المواجه لجدام‬
‫على ركبتها‪..‬‬
‫وبهالمواجهة شافته واقف جدامها تحت المطر‪..‬‬

‫كان لبس كاب ازرق مبلل من المطر وهو يناظرها بهدوء‪ ..‬رفعت راسها وعيونها المظيجة بالدمع العميق‬
‫تناظره باستغراب‪ ..‬تطالبه بايضاح‬
‫عن تواجده بهالمكان‪..‬؟‬

‫وكأنه سمعها وفهمها‪ ..‬وتجدم بخطوة الى داخل الجلسة وسحب جنطة العدة اللي كانت تحت الطاولة‪..‬‬
‫وبحركته هذي انكمشت غزلن على‬
‫نفسها اكثر بظنها انه راح يتجدم صوبها‪..‬‬

‫لؤي بصوته الناعم وابتسامة طفولية مهدئة‪ ..:‬نسيتها‪ ..‬خفت ل تبوقينها‪ ..‬ورديت لهم‪..‬‬

‫تظايقت لسبب او لثاني من سخريته‪ ..‬وكأنها كانت موجهة لها شخصيا‪ ..‬ووقفت على ريلها وهي تواجه‬
‫ابتسامته اللي استفحلت لرماد من نظرات‬
‫الجرح اللي كان في نفسها‪ ..‬واهي انطلقت على عقبها وهي تمشي بالمطر بعيد عنه‪..‬‬

‫ما وعت ال للؤي يناديها من وراها‪ ..‬وهووو مبللل بحدة من المطر‪ :..‬غزلن‪..‬‬
‫التفتت له وهي تشهق من البجي‪ :‬شتبي؟؟ ياي تتطنز اكثر؟؟ول ظل فيني شي ما تلعبتو فيه انتو الثنين‪...‬‬

‫ظل لؤي يناظرها بعذاب‪ ..‬لؤي اللي عمره ما بدى عليه اللم والضنا‪ ..‬كان وجهه يتضرج بالحزن على شكلها‬
‫ودموعها القوية‪..‬‬

‫غزلن وهي تشهق‪ ...:‬خلص‪ ..‬ما عدت ابي اشوفك‪ ..‬ول اشوف رقعة ويهك‪ ..‬واذا بصفي حسابي ويا احد‪...‬‬
‫بصفيه بطريقتي الخاصة‪..‬‬

‫وقبل ل تلتف على عقبها ياها صوت لؤي وهو واقف بحزم واتساع بسيط بين ريليه‪ ..:‬تكونين غلطانة لو فكرتي‬
‫ان الناس ضدج‪ ..‬انتي اللي‬
‫بنيتي السياج حول نفسج‪ ..‬لزم انتي – بروحج‪ -‬تتحركين وتنزعينها‪ ..‬ترى انتي متساوية وياي‪..‬‬

‫سكت شوي وهو يفكر‪...‬‬

‫رد تكلم‪ ..:‬في لحظتج هذي‪ ..‬بعذابج وبؤسج‪ ...‬محنا متساويين‪ ..‬انا صرت احسن منج‪...‬‬

‫ارتد على عقبه وهو بعده مواجهها‪ ..‬رشح المطر زاد وكانه دم يتدفق من جرح عميــق‪ ..‬ظلت غزلن واقفة‬
‫وهي تناظر اختفاء لؤي عنها بطريقة هادئة‪ ...‬لمن وصل لعند الباب وركض واختفى‪ ..‬صوت السيارة اللي كان‬
‫فيها ماكان مسمووووع ال عند التشغيل‪..‬‬

‫تعاسة غزلن زادت‪ ..‬وألمها كبر‪ ..‬وجرحها عمق‪ ...‬دخلت البيت وهي تقطر من الماي وتركض من غير اي‬
‫وعي لداخل البيت‪ ..‬ما انتبهت حتى لمها اللي كانت تناظرها اهي ولؤي يوم كانو واقفين‪..‬‬
‫‪-------------------------------------------‬‬

‫في مطبخ بيت الياسي‬

‫من وصلووا على طول تحركو للمطبخ لنهم كانو يواعة‪ ..‬ومريم اللي كانت بائسة في السيارة اول ما حطت‬
‫بريلها على بيت حبيبها جالت الفرحة في خاطرها‪ ..‬وتبدل مزاجها تدريجيا الى الخبال بعينه‪ ..‬ظلو الثلث في‬
‫المطبخ يتعاونون في الطبخ‪ ..‬فاتن تقطع السلطة ومريم تسخن الزيت عشان المقليات اللي بسوونها ونورة‬
‫تقطع الفواكه للعصاير‪ ..‬ووسط التسامر والضحك والنكت والذكريات‪ ..‬رن تلفون البيت اللي المطبخ كان فيه‬
‫تلفون موصل بخط البيت‪..‬‬

‫رفعته فاتن وهي تضحك والسجين بيدها‪ ..:.‬ألووو‪..‬‬


‫سمع لنبرة صوتها المشوبة بالضحك وابتسم‪ ...:‬دوم يارب‪..‬‬
‫عرفت صوته وعلى طوول توازنت بنفسها‪ ...:‬معاكم‪ ..‬لكن على شنو؟‬
‫مساعد وهو يحرك القلم بيده والسماعة باليد الثانية‪ :‬الضحكة اللي كنتي تضحكينها‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم وبصوت هامس‪ .:‬الفضل ما يعود لي كله لخواتك؟‪..‬‬
‫مساعد باندهاش‪ :‬معاج ريا وسكينة‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههه اي معاي‪..‬‬
‫مساعد يتنهد وهو يحل القميص عن رقبته‪ :‬الله يعينـــج‪ ..‬بس شالمناسبةظ‬
‫فاتن‪ :‬ول شي بس‪ ..‬طلعنا وعزمتهم باخر اللح‪..‬‬
‫قطعها بصوته الحازم‪ :‬طلعتي؟؟؟؟ متى طلعتي‬
‫فاتن وهي تتدارك جملتها المقطووعة‪ ..:‬امم اليوم بالظهر‪ ..‬اتصلت فيني نورة وما جال بخاطري اني ارفض‬
‫لها‪ ..‬ووافقت‪..‬‬
‫مساعد ببرود قاسي‪ :‬وما جال بخاطرج اني يمكن بطلب منج تخبريني على القل‪..‬‬
‫فاتن بعفوية‪ :‬وليش اخبرك؟؟؟‬

‫سكت مساعد‪ ...‬مصدوم من جوابها‪ ..‬ليش تخبرني؟؟؟‬

‫مساعد وهو ما يبي يطول بالموضوع اكثر‪ ..:‬اذا عرفتي ليش لزم تخبريني‪Give me a call, all right ..‬‬
‫‪ gorgeous‬يالله مع السلمة‪...‬‬

‫ومن غير ما ينتظر ردها عليه سكره مساعد‪ ..‬من شده عصبيته كانت يده ضاغطة على القلـــم ‪ ..‬رمااه وهو‬
‫يمرر يدينه بشعره بتفكير‪ ..‬رجعت‬
‫حليمة لعادتها القديمة‪ ..‬وانت يا مساعد لزم ترجع الياهل اللي كنت عليه معاها في التعامل‪ ..‬تعقل نفسها من‬
‫نفسها ل‪ ..‬ما يصير‪ ..‬اوكي يا فاتن‪ ..‬عيل ليش تخبريني؟؟؟ أبتسم في نفسه‪ ..‬شاف ان الوقت شارف على‬
‫النتهاء‪ ..‬وحزم اغراضه ورتب المكتب بهدوء‪..‬ترك الربطة مهملة مثل قبل‪ ..‬حمل الجاكيت والجنطه وطلع من‬
‫المكتب‪..‬‬

‫شافته نجاة اللي كانت توها طالعة من مكتب بوزياد واستغربت‪ ::‬رايح مساعد‬
‫مساعد وهالت التعب محايطة عينيه الجميلتين‪ ..:‬اي نجاة ليش في شي؟؟‬
‫نجاة‪ :‬ل بس كنت بقول لك ان‪..‬‬
‫انقطعت جمله نجاة بجملة ثانية‪ ..:‬ان غصون الكندي هني‪ ..‬ودامنك قاطع وما تسأل عن اصحابك‪ ..‬اصحابك ما‬
‫يقطعوونك‪..‬‬

‫ابتسم مساعد لغصون‪ ..‬وتذكر‪ ..‬غصون‪.‬؟؟ وما ادراك ما غصون‪ ..‬هذي البنت اللي كانت في حياته مثل‬
‫السحــر‪ ..‬جميلة وبارعة في‬
‫الحنكة‪ ..‬لكن اللي افتقرته اهو‪ ..‬ذوق مساعد بالبنات‪ ..‬كانت بعيدة كل البعد عن ذوقه‪..‬‬

‫مساعد بصوته الرجولي وابتسامة أسرة‪ ..:‬اهلين غصون‪ ..‬توه ما نور المكتب‬
‫غصون بوقفتها المحنكة‪ ..:‬بوجودكم‪ ..‬عاد ل تقول جذي جدام ابوي‪..‬‬
‫توه منصدم وما بعده صحى من الصدمة‪ ..‬ههههههههههههه‬
‫مساعد وهو يتكأ على المكتب‪ ..:‬حتى انا انصدمت‪ ..‬متى أخر مرة من ييتي هني؟؟ ثلث سنوات؟؟؟‬
‫غصون بابتسامة‪ ..:‬المدة بالضبط‪ ..‬من تزوجت ‪ ..‬ما عدت ايي مكتب ابوي‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بس طيفج ماااا غادر المكان‪ ..‬غزلن متواجدة هني على اهب الستعداد‬
‫غصون بضحكة انثوية راقية‪ :‬اي غزلن‪ ...‬اممممم شي من نوعها هالبنت‪..‬‬
‫مساعد وهو يوقف على ريله مرة ثانية ويتنهد‪ ..:‬اكيـــد‪ ..‬كلكم عيال الكندي‪ ..‬كل واحد يحمل طابعه الخاص‬
‫في نفسه‪ ...‬على فكره شفت زياد في اميركا‪..‬‬
‫غصون وهي عاقدة حواجبها بابتسامة‪ :‬وانت متى كنت في اميركا؟؟‬
‫مساعد وهو يبتسم وحاجبه المغرور مرفووع ‪ :‬مع خطيبتي‪ ..‬كانت تسجل بالجامعة وشفته هناك‪ ..‬زمـــالة‬
‫بالجامعة‪..‬‬
‫غصون‪ ..:‬اااه‪ ..‬خطيبتك‪ ..‬قالولي عنها‪...‬‬

‫سكت مساعد وما تكلم‪ ..‬وهجمت على باله ذكرى غصوون معاه‪...‬‬

‫غصون وهي تحرك من يدها المزدانه بالمجوهرات‪ ..‬تراقب الساعة‪ ..:‬الوقت تأخر‪ ..‬وصار لزم ارجع لبيت‬
‫الزوجية‪ ..‬اشوفك على خير‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬وانتي من اهل الخير والعافية‪ ..‬سلميلي على الجنتلمان‪..‬‬
‫غصون‪ :‬وانت سلم لي على الليدي‪..‬‬
‫مساعد وهو يحني راسه باحترام‪ :..‬يبلغ‪...‬‬
‫راحت غصون من جدام مساعد وهو يناظرها‪ ..‬صارت مثل لعبة البورسلين‪ ..‬لمعة بالمجوهرات والملبس‬
‫النيقة‪ ..‬لكن ما زالت مثل ما اهي‪ ..‬فارغة المشاعر‪ ..‬واكبر دليل‪ ..‬لمعة عيونها اللي ما تغيــرت‪..‬‬

‫ومن بعد تحركها بفترة‪ ..‬ياته نجاة وهي تسلمه بعض الوراق‪ ..‬وبعد التسليم‬

‫نجاة‪ ..:‬انا شي واحد يحيرني في عيال الكندي‬


‫مساعد باستغراب‪ :‬شنو اهو؟؟‬
‫نجاة‪ :‬ان البنات طالعين بطخة‪ ..‬والولد اهو الوحيد اللي يحمل جينات امه وابوه‪) ..‬ضحك مساعد ونجاة تحاول‬
‫انها تفهمه اكثر( يعني صج‪ ..‬الصفات اللي لزم تنوجد بالولد‪ .‬من الغرور والتفاهة والسطحية‪ ..‬متواجدة‬
‫بالبنات‪ ..‬ل شغلة ول مشغلة‪ ..‬رفاهية وفخفخة وعقل فاضي‪..‬‬
‫مساعد وهو يحمل الجنطة‪ ..:‬ل تحطين في ذمتج نجاة‪ ..‬ترى كما تدين تدان‬
‫مسكت نجاة بطنها المنتفخ وهي تعقد حواجبها‪ ..:‬قل اعوذ برب الفلق‬

‫ضحك مساعد عليها بعمق وطلع من المكتب بعد وداعها‪ ..‬واول ما ركب السيارة التفت الى تلفونه الي كان‬
‫ناسيه من الصبح للحين هناك‪..‬‬
‫شاف ان فيه مسد كولين من فاتن‪ ..‬واحد الساعة عشر الصبح‪ ..‬والثاني الساعة ‪ .. 1‬ورسالة من بعدها‬
‫بتوقيت الساعة ‪ 9‬الصبح‪..‬‬

‫>> صبـــــاح مكلل برياحين عطرة‪ ..‬تحملها مراسيل النسم الباردة‪..‬‬


‫علها تبين لك وتحتفظ بحرارة الشواق‪ ...‬صبــــاح الخيــر<<‬

‫نسمة الهوا الباردة‪ ..‬رسولة فاتن اثلجت صدره اللي كان متظايق منها‪ ..‬وحس انه – وهو يبتسم ويحرك‬
‫السيارة‪ -‬انه ضايع في متاهاتها‪ ..‬في الوقت اللي تحسسه انه ماله قيمة او تواجد بحياته يلقى منها معاملة‬
‫مثيلة‪ ..‬تكلمت معاي بالطريقة الجافة من غير ما تبين سبب ظيقها‪ ..‬وكان الجفااااف من عوايدها‪ ..‬ول اراديا‬
‫ول حسيا‪ ..‬توجه الى بيتها‪ ..‬يكحل عيونه بشوفتها‪..‬‬
‫‪----------------------------------‬‬

‫يوم فتحت مناير الليتات بالغرفة تمت واقفة تناظر الهدوء اللي يعم الديكور‪ ..‬صور فاتن طبعا كلها راحت وكل‬
‫اثر من ذيج الثار تغطى بصور لوحات كلسيكية وبورتريهات‪ ..‬ورسمات يدويه لملمح غير واضحة‪ ..‬ظلت مناير‬
‫واقفة بتشكك وهي تسكر الباب وراها‪ ..‬تمت تتنشق عطر الرجالي المتسكر بالغرفة زائدا البخوور الطيب‪..‬‬
‫تمشت في الغرفة بهدوء وهي تفتح المجارات‪ ..‬شافت ورقة ودفتر نوتات على طرف السرير وسحبت صفحة‬
‫وتمت تكتب ملحظاتها عن الغرفة‪..‬‬

‫اول منطقة بدت فيها اهو الدريسرز‪ .‬فتحت كل المجارات شافت ممتلكات مشعل فيها‪ ..‬ما لقت شي مهم ‪..‬‬
‫تمت تحاوس بالعطور وشمتها‪ ..‬كتبت ارائها عن كل عطر‪..‬‬

‫اول عطر كتبت عنه "" رائحة الجرام المطلقة""‬


‫والعطر الثاني "" احسااس الخوف من مناير""‬
‫اما العطر الثالث اللي اكثر شي عجبها وشمته اكثر من مرة بتواجدها ويا مشعل‪ ""..‬ريحته وهوو يتصنع البراءة‬
‫ويحاول يقنعني انه مااا‬
‫سوى شي بحياتة غير ذبح زهيوي‪"".‬‬

‫تحركت من هالمنطقة الى الكومودينو القريب من السرير الكلسيكي‪..‬‬


‫كانت غرفه مشعل رائعة بمعنى الكلمة‪ ..‬التنجيد الميركي الفاخر بالخشب السمر والثاث بين اللونين‬
‫الماروني والبيجي‪ ..‬السرير كان رفيع وفيه عموودين عند المقدمة بس‪ ..‬مخدتين‪ ..‬وحدة حريرية والثانية‬
‫قطنية‪ ..‬غرفته تصرخ بالبذخ اللي يعانونه في هالبيت‪..‬‬
‫ويوم فتحت الجرار لقت بالدرج الول رزمة من الوراق المدعوسة في ملف شفاف‪ ...‬وعلى طول طلعته‪...‬‬
‫لقته خرابيط وخرابيش‪ ..‬واشعار‬
‫متناااثره ‪ ..‬غير موزونة ولكن تعبر عن عاطفة‪..‬‬

‫منها هالشعر‪..‬‬

‫>> يا حلو اليام لو ترجع على كيفي‪ ..‬ما كان قلبي شكا فرقى مواليفه<<‬
‫>>كان قريب ول يحتاج تكليفي‪ ..‬واليوم راح ودمعي صعب توقيفه<<‬
‫>>من عقب الحباب مكسورة مجاديفي‪ ..‬غرقان واالموج يلعبي على كيفه<<‬

‫مناير بتفكير مسموع‪ ...:‬ايام؟؟ ترجع‪ ..‬فرقى‪ ..‬قريب راح‪ ..‬دمع‪ ..‬احباب‪ ..‬الموج؟؟ شيقصد فيه؟؟ فراق صح‬
‫لكن مع من؟؟؟؟‬

‫واول ما طرى على بالها من غير اي تفكير معين اهووو سفر اختها فاتن‪ ..‬دق قلبها بعنف لدرجة انها مسدته‬
‫بيدها‪ ..‬ويات على بالها ذكراها هذاك اليوم الصبح وهي تشوف فاتن واقفة مع مشعل‪ ..‬وازدادت مجاري‬
‫الخوف في دمها‪ ..‬وتمت تدور وتنبش اكثر‪...‬‬

‫لقت بعد قصاصة مكتوب عليها شي‪ ..‬وبين هالشياء خط مرسوم بدقة باللون الحمر على سطر معين من‬
‫الكلم‪..‬‬

‫>> ‪ ...‬نحن قوم‪ ..‬ان احببنا ‪ ..‬متنا‪<< ..‬‬

‫سيطر الخوف عليها بطريقة غيـر معقولة في بالها‪ ..‬وتمت تدور ولكن بتوتر عنيف بين الشياء وتفتح‬
‫الدرووج‪ ..‬ويوم ما لقت شي راحت لعند الدرج الثاني وهي تدور فيه وما لقت ال صندووق فيه كبكات اقمصة‬
‫ودشاديش‪ ..‬ووسط هالدبابيس شافت سلسلة ذهبية فيها قلب ما عرفت شكله ال يوم سحبته‪ ..‬كان على‬
‫شكل ورقة قديمة فيها آية الكرسي‪ ..‬وبدت ماكينة الذكريات تشتغل عندها‪ ..‬اهي تذكر هالسلسلة بس وين ما‬
‫تدري‪...‬‬

‫قطع فكرها صوووت رجولي متحدث من التفكير اكثر‪ ..‬تجمدت فرائصها وخفتت حركتها من الضطراب‪..‬‬
‫ولكن بديهيتها الكبيرة خلتها تجمع الوراق و وتسحب بعضهم وتطويهم في جيب بانطلونها‪ ..‬وتوها بتلتفت للباب‬
‫ال ان شي شد عيونها للنظر‪ ..‬شي كان مدسوس تحت مخدة السرير الوثيــر‪ ..‬بهدوء راحت لعنده وسحبته‪..‬‬
‫واهتز جسمها يوم شافته‪..‬‬
‫وما طولت اكثر لن الصوت قرب منها اكثر واكثر‪ ..‬خلها سريعة الحركة لكن من غير انكار احتضار الروح من‬
‫الخوف على المستقبل البعيد‪ ..‬فتحت باب الشرفة اللي كان فيه درج يوصل للباب الرئيسي وطلعت منه‬
‫ناسية فتحة بسيطة من الباب ‪ ...‬شردت بكل استطاعتها واهي تحس بالنار تتأجج فيها من الخوف والرعب‪..‬‬
‫دخلت البيت ومن غير اي كلمة توجهت لغرفتها‪ ..‬سكرت الباب وقفلته وحطت يدها على صدرها وهي تحس‬
‫انها ميتة ل محالة‪ ..‬بعد اللي عرفته اهي ميتة‪..‬‬

‫دخل مشعل داره وهو مسرع صوووب السرير ‪ ..‬ما يصدق انه نسى صورة فاتن تحت المخدة من بعد ما كان‬
‫يتأكد انه لزم يصطحبها وياه بكل مشوار من مشاويره‪ ..‬قريبة من قلبه وبالضبط مع كل دقة من دقاته‪..‬‬
‫صاحبة مصاحبة‪ ..‬مد يده لتحت المخدة‪ ...‬فما لقى شي‪ ..‬مداها اكثر‪ ..‬وتوتر قلبه ‪ ..‬وتم يدور اكثر واكثر‬
‫واكثر‪ ..‬لمن طاحت عيونه وهو رافعها على التيار الهوائي اللي كان يضرب الستارة ويلوحها في الهوا‪ ..‬مثل‬
‫العاشقة الهائمة‪ ..‬تدور على مسكن وملجا لكن هيهات الهوا يتلعب فيها مثل ما يتلعب القرصان بالسيرة‪..‬‬
‫مأرجحة بالهوا مطالبا اياها انها ترمي نفسها من غير الأمل بالنجااة‪..‬‬

‫سحب يده من تحت المخدة ببطأ‪ ..‬ابيض ويهه وقست نظرته‪ ..‬راح عند الستارة بهدوء وهو يسحب الباب‬
‫ويسكره‪ ..‬ورفع عيونه مباشرة لبيت‬
‫بو جراح‪ ..‬نظراته اخترقت الجدران بعنف‪ ..‬جالت وجالت بين الردهات والصالت لمن وصلت الى هذاك القلب‬
‫اللي اهتز من الدق العنيف‪..‬‬
‫وكأن مناير بنفس الوقت حست لنظراته وسحبت روحها من الغرفة هربا منه‪ ..‬وما شافت نفسها ال بغرفة‬
‫خالد فجت الباب وراحت عند‬
‫الستارة وكشفتها بجرأة وعدم خوف‪ ..‬لبؤة تحمي عرينها من المخاطر‪..‬‬
‫وشافها بهذيج اللحظة مشعل ووسع فتحة الستارة‪ ..‬وصار على مرأى منها‪..‬‬
‫رمت عليه من النظرات اللي تقدر ترميه‪ ..‬سهام تخترق كبد السماء ولكن تظيع بغربة الفضاء وتضل دربها‬
‫لقلب مشعل مميتة ايااه‪ ..‬وظل هو بنظرته الباردة‪ ..‬نظرة القرش وهو ينقض على فريسسته‪ ..‬ال انها بعيدة‬
‫المنال‪ ..‬وبحركة تقدمية‪ ..‬سكر الستاارة واختفى عن عيون مناير‪..‬‬

‫بهذيــــح اللحظة‪ .‬بنفس الوقت تلقت سيارة جراح ويا امه وسماء بسيارة مساعد‪ ...‬وانطلقووو الجماعة الى‬
‫داخل البيت‪...‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪--------------‬‬
‫الجماعة انقسمت الى نصفين‪ ..‬نورة ومريم اللي ظنو انها بتكون قعدة بسيطة فرحوا يوم عرفوا ان سيدة‬
‫المطبخ ام جراح نفسها راح تطبخ لهم شي ياكلونه على السريع‪ ..‬لن الدخيليه معظمهم كانو في البيت‪..‬‬
‫وفوق كل هذا شيخهم مساعد الدخيلي‪ ..‬اللي فاتن من شافته تطاير الشرر من عيونها لكنها حافظت على‬
‫هدوئها‪ ..‬والجماعة الثانية كانت في الصالة ) ال وهما الرياييل( ومساعد كان ماخذ راحته على عكس ما هي‬
‫فاتن اللي تتقلب مكانها مثل الهايمة على ويهها‪ ..‬لهو شوق ول هو من هالسوالف‪ ..‬ال عصبية وقهر‪ ..‬انها‬
‫تتصل فيه طول اليوم وترسل له مسج وهو ابد ل معبر‪ ..‬لكن اييها بالظهر ويقول لها ويخرط الي يبيه ويسكر‬
‫التلفون‪ ..‬هذي هي الحرب‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬ما راح تعصب ول شي‪ ..‬بتخليها حرب باردة‪ ..‬وهو اللي بيندم عليها‪..‬‬

‫جراح‪ ..‬اول ما شاف مريم ونورة قاعدين في البيت حس بالنشراح بصدره‪ ..‬لكن ما عاق انقلب هالنشراح‬
‫الى حاجة ملحة انه يكون مالك هالعايلة بينه وبين نفسه‪ .‬ورغبته هذي اللي ما زال يؤجلها بدت مستحيلة‬
‫الـتأجيل‪ ..‬وقرر‪ ..‬ل بل صمم انه ما ينهي هالليلة ال بحديث خاص مع أمه وفاتن‪..‬‬

‫كيف كان لي قلب – افصح لنفسه‪ -‬اني اشوفها قاعدة في البيت‪ ..‬وانا عارف ان رغبتها هذي ألح في نفسي‪..‬‬
‫كيف اني ماني عارف كيف اخليها فرحانة ومكمل الدنيا بعيونها وانا ادري‪ ..‬وكل واحد يدري انه بيده فرحة‬
‫البنت اللي حاطها بقلبه‪ ..‬الصبر والبتعاد هو اللي يكدر الخواطر ويبعد المشاعر عن الطريج الصحيح‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫هذا الشي ما عاد مستمر‪ ..‬مريم ما بتطلع هالشهر وما بترد الجامعة‪ ..‬ال واسمي يلتف حوالي اصبعها‪ ..‬وويهها‬
‫يشعشع بجمال امتلكي لها‪ ..‬تحت إشراف أعز قدرة وأقواها‪ ..‬ياربي‪ ..‬يا حبيبي يا ربي‪ ..‬وفقني بكل خطوة‪..‬‬
‫محـتاج للتوفيج ومن غيرك نطلب منه هالتوفيج‪..‬‬

‫زهب عشى الريــاييل وما رضت فاتن انها توديه بصمت وتجاهل لكلم امها‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة فاتن سحبي عشى ريلج وروحي له‪..‬‬


‫فاتن وهي مغتاضة من كلمه ريلج‪ ..‬هذا ريل‪ ..‬هذا لوح‪ :‬يمة قولي لجراح والله مالي خلق شوفي ملبسي‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم لبنتها وتضربها بدلل على جتفها‪ :‬وييي انتي ويا كشختج‪ ..‬شحليلج‪ ..‬ول عاد هالفار اللي حاطته‬
‫على التي شرت )ميكي‬
‫ماوس( يالله يمة روحي لريلج من زمان ماقعدتي وياه يالله عفية على الشاطرين‪..‬‬

‫ناظرت فاتن امها بطريقة تكسر الخاطر‪ ..‬يعني انا ليش اروح له‪ ..‬حرمته وخلص يعني لزم اطيعه ولزم‬
‫اسوي له اللي يبيه‪ ..‬مادري من‬
‫الراقد عني صبح وليل‪ ..‬ولمن اقول راقد ما اعني بالنوم اعني بالتجاهل‪ ..‬خله على كيفه‪ ..‬متى ما بغى يصحه‬
‫من هالتجاهل‪ ..‬يمكن راح يلقاني جدامه ولهانة عليه‪ ..‬لكن اني الحق وراه من مكان لمكان‪ ..‬مستــحيل‪..‬‬

‫مقدمة طويلة وعريضة ‪ ..‬هذا كان كلم فاتن‪ ..‬يمكن ما كانت تسمع النداء الصارخ في نفسها انها تروح‬
‫ووتجابله وتقعد وياه‪ ..‬تدقق في زوجها ‪ ..‬وتناظره‪ ..‬وتشوفه‪ ..‬وترسمه في صفحات أيام مستقبلها الجميــل‪..‬‬
‫صج انه يسوي فيها كل هذا‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬يظل جميل مستـقبلها وياه‪ ..‬زوج مثل مساعد‪ ..‬ما راح تلقي‪..‬‬

‫دخل جراح من باب الديوانية اللي مطل على المطبخ وهو يسرع فيهم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة وينه أكلكم الريال من متى قاعد؟‬
‫ام جراح‪ :‬وانا كاني اقول لختك مادري شفيها شتتحرطم عليه؟‬
‫جراح وهو يتحرك بسرعة لفاتن‪ :‬فتون حملي الكل ويل روحي له انا بروح اغير هدومي كله تراب ووسخ‪..‬‬
‫فاتن وهي تقضم قطعة يزر‪ .. :.‬انزين غير هدومك وانزل اخذ العشا‬
‫وقف في ويهها وهو يرميها بنظرة ‪ ..‬واخر شي همس لها‪ ..:‬روحي له ل تنضربين اليوم‪..‬‬
‫فاتن بنظرة تحدي‪ :‬انتظرك ‪ ..‬يالله يالله‪ ...‬سو اللي قلت عليه‪..‬‬
‫جراح يطالعها برجا‪ :‬فتوون خلينا نعشيهم ويروحون ابيكم في موضوع هام اليوم‪..‬‬
‫عقدت حواجبها وعرفت اهو شيبي يقول‪ ..‬بس ماكو مانع في التجنن‪ ..:‬اممم يا ترى ماهو هذا الموضوع المهم‬
‫جدا‪..‬‬
‫جراح وهو شوي يقطع هدومه‪ :‬فتووووون‪ ..‬مو وقتج والله‪ ..‬يل روحي الحين انتي‪..‬‬
‫فاتن وهي تنزل عيونها‪ ..‬فرحانة ولكن بتمثيل انها متظايقة‪ ..:‬انزيــــن‪ ..‬حشى‪ ..‬الملك عندنا ول أدري‪..‬‬
‫مساعد قال مساعد‪ ..‬يالله بنروح له‪) ...‬تأفأف‪ ( ..‬يمة‪ ..‬وينه الكل‪..‬‬
‫ام جراح تناظر ولدها‪ :‬عقلتها؟؟ قول الله يرزقك ببنت الحلل اللي تطيب خاطرك وخاطري‪..‬‬
‫بعد هالدعوة‪ .‬رفع جراح يده للسماء وكأنه يطلب المطر‪ :‬أميـــــــن‪ ..‬يمة مرة ثانية ادعي‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم‪ ..:‬قول الله يرزقك ببنت الحلل اللي تطيب خاطرك وخاطري‪..‬‬
‫جراح بصوت رفيع شوي‪ :‬آميـــــــــــــن‪ ..‬ربي الدعوة من بيتنا مو بيت ام بدر‪...‬‬

‫ضحكت فاتن على أخوها‪ ..‬وحملت الكل‪ ..‬اللي كان بسيط على كثـرته‪..‬‬
‫وطلعت من المطبخ وهي عارفة انها بأبهى حلتها‪ ..‬وابهى حلتها معناته حلة أميــركا‪ ..‬ملبس عادية وكلش‬
‫مافيها من ببهرجة العرووس لمعرسها‪ ..‬وهذا اللي اهي تفضله‪ ..‬لنه لو تزوجها ما بيتزوجها عشان كشختها‪..‬‬
‫بيتزوجها عشان الجمال الروحي الي فيها‪..‬‬
‫وما كانت تدري ان جمالها الظاهري كان مسيــطر على الجواء‪..‬‬

‫دخلت الديوانية‪..‬‬

‫ولقت أخوها عبد العزيــز قاعد ويا مســاعد‪ ..‬يسولف له عن الكــورة وداش فيها حمــاس الخ ومسـاعد‪,‬‬
‫اللي كان مجابل الباب وكأنه ينتظر دخولها‪ ,‬يشاركه الحماس بحنان أبوي‪ ..‬مسكت فاتن على قلبها أول ما‬
‫شافته‪ ..‬وحســت للحظات ان أبوها موجود معاهم في شخص مســاعد‪ ..‬يالله‪ ..‬للحين ما عادت تفهــم‪..‬‬
‫شلون ان هالمان اللي تحسه سببـه مساعد وكأنه أبوها المرحوم‪ ..‬كل هذا لنه أرفيج ابوي على صغر ســنه؟‬

‫أول ما دخلت عرفت مسـاعد مع انه ما شافها‪ ..‬بس دقات قلبه اللي كانت اكبر جلجلة وفرحة بشوفتها خبرته‬
‫عنها‪ ..‬كانت بعيد وهي ترتب الكل على الطــاولة‪ ..‬وعزيــز اللي سوالفه ما خلصت كان الشخص الوحيد اللي‬
‫تمنى وجوده مساعد لنه بسوالفه راح يخليه مشغول العين ل الفكر عن فاتن‪..‬‬

‫عبد العزيز بحماس‪ ...:‬وبعدين‪ ...‬يابها لك حسين علي بيليه‪ ..‬وقولين ورى بعض لو تصدق‪) ..‬وقف وهو يمثل‬
‫حركة القول( ما يابها من جدام مثل طلل يوسف‪ ..‬لاااا‪ . ..‬يابها لك على طرففففف‪ ..‬يا سلم عليه ‪) ..‬يشد‬
‫على عيونه( كسر الشبك‪..‬‬
‫مساعد يبتسم له‪ ...:‬شقاااه ما كســره‪..‬‬
‫عبد العزيز وهو متجاهل الي قاله مساعد‪ :‬اقول لك‪ ..‬المباراة فظيعة‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن لعبد العـزيز وهو يتكلم وتوها بتطلع‪ .‬ال يطلع عبد العزيز من طرفها ويدفعها لعند الباب‪..‬‬
‫ضحكت عليه شوي‪ ..‬وتوها بتطلع‪..‬‬

‫مساعد واقف وراها‪ :..‬حيــاج‪ ..‬تعشــي وياي‪..‬‬

‫وقفت شوي واهي تسترد نفســها‪ ..‬من صجه الحين يتكلم‪ ..‬يبيها تصفعه بالكل‪..‬‬

‫التفتت له وهي مبتسمة‪ ....:‬عافيــة عليك‪ ..‬انا من زمان أكلت وشبعت‪ ...‬تفضل انت‪ ..‬وسد يوعك‪ ...‬وجراح‬
‫بييلك بعد شوي‪..‬‬
‫مساعد يمشي جم خطوة صوبها‪ : ..‬انــزين قعدي وياي شوي‪) ..‬يعرف انها زعلنة( مو كفاية حاقرتني طول‬
‫اليوم‪ ...‬قعدي شوي‪ ..‬خليني على القل ارضى عليج‪..‬‬

‫نظرتها كانت نارية‪ ..‬ومن شدة ناريتها ازدادت اضاءة المكان باللون الصفر بعيون مساعد‪ ..‬وحـس انها راح‬
‫تنفجر عليــه اليوم‪ ..‬مثلها مثل أيام اميركا ولكن بحل ثاني‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ليش ويهها يتلل مثل ليلة عيد كل ما‬
‫اشوفها بهاليام‪ ..‬مستغرب حالها ول ني عارف‪..‬‬

‫فاتن وهي تتكتف وبغرور تضيف شي‪ :..‬والله الرضا‪ ..‬ماهو محسوب علي انا بس‪ ..‬الرضا محسوب على‬
‫الجميــع‪ ..‬بس من اللي يؤدي ويشجع‬
‫الناس انها تؤدي وياها‪..‬‬
‫توها بتطلع ال بصوته يوقفه‪ :‬شقصدج؟؟؟‬

‫التفتت له وشافت ان ويهه متسائل‪ ..‬لكن بلمعة ماكرة وشقية‪ ..‬مثل اليـهال‪ ..‬ماكر وخبيث تعرف لهالمزاج‪...‬‬
‫فبادلته المزاج بالمزاج‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك باب الديوانية‪ :‬ول شي‪ ..‬انا بخليك الحين بييب لك عصيـر‪ ..‬انت سم بسم الله وتهنى‬
‫بلقمتك‪..‬‬
‫مساعد يبتسم‪ :‬ل تحاتين‪ ..‬جذي ول جذاك‪ ..‬بوجودج ول عدمه بتهنى تدرين ليش؟؟؟‬
‫فاتن اللي ظاقت روحها من كلمها وتجهم شكلها‪ ..:‬ليـش؟‬

‫مساعد وهو يروح لعندها وعيونه ظيقة وكأنه يبي يستأصل شي منها‪..‬‬
‫وكان بالفعل‪ ..‬ورقة خس صغيرة متعلقة بشعرها‪ ..‬سحبها بكل هدوء من الخصلة وهووو يحاسب على أنه ما‬
‫يألمها‪..‬‬

‫وبعد ما خلص تم يناظر الخسة بيده ويناظرها بأهتمام‪ ..‬وكأنه دكتور‪ ..‬وهي عيونها تحولت من التجهم الى‬
‫التسائل‪ ..:‬لنه يكــفيني‪ .‬اني اسمع ‪ ..‬دقات قلبج‪ ...‬تناديني بكل دقيقة بعد بيني وبينج!!‬

‫وينها فاتن بعد هالجملـة‪ ..‬واقفة جدامها صح‪ .‬لكنها هايمة‪ ..‬ومن زود الحساس العميــق الي حسته‪ ..‬تمت‬
‫رموشها ترف بغيـر تصديق‪...‬‬
‫وما حست انها قادرة على البتعاد قيد انملة من المكان‪ ..‬ال ان مساعد هو من بادر بهالحركة‪ ..‬وراح لعند‬
‫الكل‪ ..‬وشمر ساعدييييه‪..‬‬
‫وارتعش من البرد شوي‪..‬‬

‫وبنظرة غرور لفاتن‪ :‬لو سمحتي اذا بتدخلين دخلي اذا ما بتدخلين سكري الباب‪ ..‬متنا برد‪...‬‬

‫وهاهي اللحظة الجميلة تطيـر من فاتن‪ ..‬ومساعد اللي عارف وقف هالكلمة عليها تم مخفض عيونه مشغول‬
‫عاد انه بالكل‪ ..‬ولكن في نفسه ضحكة كبيرة مجلجلة‪ ..‬ما ردها بتعااانق المكان بعد روحتها‪..‬‬
‫وبالفعل‪ ..‬سكرت فاتن الباب‪ ..‬وظلت واقفة عند الباب وهي تفكر‪..‬‬
‫هذا ليش جذي؟؟؟ يبيني اضربه يعني؟؟ ول متحمس للهواش‪ ..‬تراني جاهزة والله‪ ..‬ومسكت مكنسة تراب‬
‫الزراعة اللي كان يم باب‬
‫الديوانية الداخل‪ ..‬مادري ادخل له الحين واعطيه جم ضربه‪...‬؟؟ لكن لااء‪ ..‬ليش‪ ..‬انا ما بسوي فيه كل هذا‪..‬‬
‫مدت يدها بخفة للباب‪ ..‬وفجته ‪ ..‬وشرت على طول‪ ..‬سامحة للهوا البارد اللي ميت منه مساعد انه يتخلل‬
‫له‪ ..‬وهو اللي كان يضحك ويهتز بخفة عليها‪ ...‬ضحك من أعماقه يوم شاف هالحركة منها‪ ..‬وفوق كل هذا‬
‫كانت تمشي بخفة وهي تضرب الكف بالكف وكأنها مستمتعة بهالشي‪ ..‬التفتت له قبل ل تروح عنه وابتسمت‬
‫له‪ ..‬وهو كل اللي سواه انه حنى راسه بحركة بسيـــطة مثل جنتلمانية النجليز قبل‪ ..‬وهذا اللي قهرها وخلها‬
‫تدخل‪..‬‬

‫مريم الي كانت متحقرصة مكانها ونورة اللي من صارت صلة المغرب وهي مو فاجة التلفون عن اذنها‪..‬‬
‫قاعدة في زاوية وتضحك بخفة‬
‫ونعومة على كلم ريلها اللي يسمعها أياه‪ ..‬وكل ما تروح لها مريم تستعجلها تسكتها الثانية بزم اصابعها‬
‫وهمسة‪ :‬بعد شوي ‪...‬‬

‫ما تقدر تقعد في نفس المكان اللي فيه جراح‪ ..‬ما تدري ليش‪.‬؟؟ ظيقة في نفسها صابتها‪ ..‬لنها ما تبي تروح‬
‫لعنده وتسولف له‪ ..‬مشتاقة‬
‫لسواليفه لكن ل‪ ..‬بتخليه يحس على دمه وايي لعندها‪ ..‬مو ايي ويسولف‪ ..‬ما سوينا شي‪ ...‬ايي لعندها وينهي‬
‫هالعذاب اللي اهي تمر‬
‫فيه‪ ..‬يارب‪ ..‬يارب )وهي تناظر السما(‪ ..‬خلي هالليلة تعدي على خير وارد بيتنا بسلمة وصحة‪ ..‬لني ان ظليت‬
‫هني اكثر ما بطلع‪..‬‬

‫نزل جراح من غرفته وهو واقف بالصالة‪ ..‬طبعا صالة الحريم ما كانت قريبه منها وما يبين اللي قاعد فيها‬
‫ليش ان الستارة كانت مسكرة‪ ..‬الستارة اللي كانت من أفكار خالد للمكان‪ ..‬عبارة عن ستارة مخملية عاجية‬
‫مزينة بالورد البنفسجي على الطراف‪ ..‬تتدلها منها خيوووط صوفيه مخلية طابع ملكي على المكان‪ ..‬وقف‬
‫جراح وهو يحس بوجود مريم‪ ..‬ابتسم لوجودها وتم واقف يـتأمل هالبيت بها على طــول‪..‬‬

‫وكأن القلب ينادي جزئه‪ ..‬حست مريم لوجود جراح العزيز على قلبها وهدأ توترها‪ ..‬وتمت قاعدة مكانها‬
‫ويدينها بحجرها وهي تلوم في‬
‫قلبها‪ ..‬لوم وعتاب جميل من قلب حبيب الى حبيبه‪ ..‬ولكن في نفس الوقت تصبر نفسه باالصبر الجميل‪..‬‬

‫تم جراح في نفسه‪ ..‬يلقي احلى الكلم ينجرف معاه احساسه‪ ..‬لكن ابعد نفسه من هالدائرة وطلع من الصالة‬
‫لباب البيت‪ ..‬متوجه‬
‫للديوانية‪..‬‬

‫رجعت فاتن المطبخ وهي تطالب امها بالعصــير اللي كان جاهز‪ ..‬فحملته وهي تعد نفسها لحرب ثانية مع‬
‫مساعد‪ ..‬لكن بل خس بشعرها‪..‬‬
‫راقبته في المنظرة الي كانت على الباب لقته خالي من الشوائب‪..‬‬
‫وراحت الديوانية‪ ..‬وملمحها اللي كانت مكتسة بالبرود اللي تبي تواجه مساعد فيه سرعان ما انقلب الى‬
‫صدمة وجود جراح بالمكان‪..‬‬
‫وما آثرت البتعاد وتقدمت‪ ..‬حطت العصير وهي تراقب عيون مساعد اللي كانت مثل شكلها المصدوم لكن‬
‫على شوي من الفكاهة‪ ..‬بعد ما‬
‫حطت صينية العصير مباشرة حطت عيونها بعيونه‪ ..‬لقته شوي وينفجر من الضحك عليها‪..‬‬

‫فاتن بقهر‪ ..:‬اذا بغيتوو شي تعال انت جراح خذه‪..‬‬

‫وطلعت من المكان مقهورة ومساعد يضبط نفسه من الضحك وجراح مستغرب منها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬شفيها ذي؟‬
‫مساعد وهو يربت على جتف جراح‪ :‬سوالف حريم‪ ..‬بعدك صغيــر عليها‪..‬‬

‫ومن قال مساعد هالجملة لجراح‪ ..‬حس الثاني انها الفتيلة اللي بتفجر القنبلة اللي فيه‪ ..‬لكن مو الحيــن‪..‬‬
‫بيقعد ياخذ ويعطي وياه بالكلم لمن يكمــل‪ ..‬وهني بيعرف أحساس مساعد تجاه واحد مثله اذا راح وتقدم‬
‫بمثل هالعمر ومثل هالشغلنة‪..‬‬

‫‪----------------------‬‬

‫كانت الساعة سبع وخالد توه راجع البيت‪ ..‬متهالك من التعب‪..‬‬


‫وعيونه مايشوف منها زين والحمد لله انه وصل البيت على خير وسلمة‪ ..‬وقف السيارة على الباب وظل فيها‬
‫شوي‪ ..‬سند راسه للكرسي‬
‫وهوو يتنهد بعمق‪ ..‬يحس باليوع لكنه اتعب من انه يروح وياكل له شي‪ ..‬بيظل في السيارة شوي وبعدين‬
‫بيدخل‪...‬‬

‫بالصدفة سماء كانت طالعة من البيت حاملة طبعا حلااوه تسويه الخدامة ويعجبها وايد‪ ..‬وفكرت ان راح يكون‬
‫بادرة طيبة منها انها اتييب شي وياها لبيت خالتها ‪ ..‬ومثل ليلة الحتفالت المزدانة باللعاب النارية كان ويهها‬
‫يوم شافت خالد‪ ..‬مع انه ما يبين من داخل السيارة‪ ..‬وراحت لعندها يمكن تشوفه بصورة اوضح‪ ..‬واول ما‬
‫تقربت ما شافته من داخل السيارة لنه طلع‪..‬‬

‫وقف جدامها وهو مبتسم بتعب ويناظرها براحة‪ ..‬واهي بالمثل‪..‬‬


‫سماء‪ :‬عاش من شافك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬عاشت ايامج ‪..‬‬
‫سماء وهي تتدلل عليه‪ ..:‬مع اني لزم اكون معصبة‪ ..‬والعجرة بيدي واضرب راسك بها على قلة الشوفات‬
‫منك‪ ..‬لكن بعد‪)..‬ابتسمت( اقول عاش من شافك‪...‬‬
‫خالد‪ :‬هههههه‪ ..‬العجرة مرة وحدة‪ ..‬شعندها مرت الكهف‪ ..‬وشحامله بيدج؟؟ )بمكر( عشاي؟‬
‫سماء وهي محرجة ولكن متداركة نفسها‪ :‬وييي ل تطري نفسك‪ ..‬هذا حلووو لخالتي‪ ..‬ليش مطبخ البراج اللي‬
‫اسوي لك عشااك واييبه‬
‫لك‪ ..‬الللي ييت من عندهم اكيد وكلوووك‪ ..‬والظاهر ان اكلهم اطيب منا من جذي لزق فيهم‬
‫خالد‪ :‬بل بل بل علييييييج‪ ...‬لسان وحدة هذا اللي عندج ول عشر‪..‬‬
‫سماء وهي تحس بالظيييج فجأة‪ ..‬وكانه تووها واعية على فراق خالد الطويل‪ ..:‬هذا مو لساني اللي يتكلم‪..‬‬
‫هذا العقل وشكثر ما تحمل من الفراق‪ ..‬والقلب‪ ..‬ل تسأل عنه تراه في العن احواله‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههه والله وتعرفين تتكلمين‪ ..‬هاتي هاتي اللي في يدج خلينا نذوووقه‪..‬‬

‫وبطواعية راحت لعنده وهي تحمل الصحن بحفاوة‪ ...‬تكفل اهو بمهمة فج الغطا عن الصحن وتم يناظر الكل‬
‫بشهية‪..‬‬

‫خالد‪ :‬من مسويه؟‬


‫سماء بجذب سريع‪ :‬آنا‪..‬‬
‫يناظرها بعين وحدة‪ :‬عيني بعينج‪..‬‬
‫سماء ‪ :‬هههههههههههههه انا اللي سويته‪ ..‬حطته بالصحن وغلفته‪..‬‬
‫خالد‪ :‬آهاااا‪ ..‬وجذي صار؟؟؟‬
‫سماء بمرح طفولي‪ ..:‬اهمممم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههه ويا هالويه‪ ..‬تدرين ان راسج جنه راس بصل؟؟‬
‫ضحكت‪ :‬وانت راسك جنه مسمااار‪..‬‬
‫خالد‪ :‬يحصل لج هالراس انتي اول؟؟‬
‫سماء بكدر‪ :‬انزين انت تطنزت علي خلني اتطنز عليك‬
‫خالد وهو مشغول بالكل‪:‬انتي ويه التطنز اول؟؟؟‬
‫تصاعدت انفاس سماء بكدر وغيــض‪ ..: ..‬يعني انت اللي ويهه‪..‬‬
‫عرف انها بدت تعصــب ومن زمان ما خلها تعاني وياه‪ ..:.‬ياله جب جب ‪ ..‬ما فيج خير ال هاللسان جاهز‬
‫للتصدير‪ ..‬يل‪ ..‬بنات آخر زمن‪..‬‬

‫تركت الصحن بيده‪ ..‬وهي مغتــاضة عليه‪ ..‬هذي هي سماء في بال خالد‪ ..‬ما تتغيــر‪ .‬ويا حلوها لو تظل مثل ما‬
‫اهي ما تتغيــر‪..‬‬

‫ورجعت للبيت وهو ما حاول يوقفها لنه يعرف بعد ظرف خمس دقايق بترد البيت‪..‬‬

‫اول ما دخلت سماء البيت كانت رايحة لدارها ككل مرة من غير اي تكليف بنفسها‪ ..‬ال بزمجرة صوت ابوها‬
‫في البيت منادية ‪..‬‬

‫التفتت لقتهم الثلثة قاعدين مكانهم‪ ..‬مشعل وهو منزل عيونه وعاقد يدينه على ركبتيه‪ ..‬سلوى وهي حاطة‬
‫ريل على يل ونظرات النتصار تبرق بعيونها‪ ..‬وابوها اللي كان متوكل على الكرسي وشوي شوي يرجع لظهر‬
‫الكرسي ويريح نفسه‪..‬‬

‫سماء وهي تتجدم لهم‪ :‬نعم يبا‪ ..‬بغيت شي؟‬


‫ابو مشعل‪ :‬انتي وينج يبا من زمــــــان عهدي عنج تقعدين ويانا؟؟ خلص ما تبينا؟؟‬
‫سماء وهي تمشي صوب ابوها طواعيا مع انها متظايقة من خالد ‪ ..‬ولكن هالظيق احلى ما عندها‪ :..‬حاشا‬
‫والله‪ ..‬شوفتك ياويه الخيـر احسن شي بحياتي‪..‬‬

‫رفع عيونه مشعل بعذاب واضح‪ ..‬وسماء من شافته حست ان ورى هدوء حرمة ابوها ونداء ابوها شي‪ ..‬وشي‬
‫جايد بعد‪..‬‬
‫سماء‪ :‬شفيكم متجمعين اليوم؟؟ شي صاير وانا مادري‪..‬‬
‫سلوى‪ ..:‬شي صاير‪ ..‬لكن لمصلحتج‬
‫سماء وهي تناظر سلوى من فوق لتحت‪ ..‬اذا الشي طالع منها فمعناته انه مو لصالحي‪ :‬شهالشي يباا‪..‬‬
‫بو مشعل وهو يتقرب من بنته شوي‪ ..:.‬يا بنتي‪ ..‬هالموضوع‪ ..‬انا شخصيا فكرت فيه وايد‪ ..‬وما ييت بعلمج عنه‬
‫ال بعد ما تأكدت مليون بالمية بصحته‪..‬‬
‫سماء وهي منكمشة على نفسها ويدينها لزقات بحجرها‪..‬عانقت عيون مشعل لدقيقة وما عجبها اللي شافته‬
‫فيها‪ ..‬وردت لبوها‪ ..:..‬شصاير؟‬
‫بو مشعل‪ ..:‬يبا سماء‪ ..‬انا قررت‪ ..‬اني ادزج مدرسة خاصة داخلية في اميــركا‪ ..‬تردين منها حرمــة سنعة‬
‫فاهمة للدنيا مقوية دراستج‪ ...‬السالفة ما بتاخذ منج‪..‬‬

‫قطعته سماء وهي واقفة بويهه مغبــر‪ ..:‬انت اكيد ينيت‪...‬‬


‫ناظرها بغير تصديق‪ ...:‬سماء حشمي‪....‬‬
‫سماء وهي ترتعش من الشي‪ ..:‬مستحيل انت اللي _ هذي اهي ما غيرها‪ ....‬حرمتك اللي فكرت بهالموضوع‪..‬‬
‫تم يطالعها بعيون معصبة ولكن بهدوء ينطق‪ :‬هذي أمج‪..‬‬
‫سماء وهي ترفع صوتها عند نقاط بالكلم‪ :‬حشى عليــــها هذي أمي‪ ..‬ل تشبهها ول للحظة بأمي‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬سماء عيب‪..‬‬
‫سماء وهي تصرخ وتأشر على مشعل‪ :‬انت اسكت‪) ...‬بغير تصديق تناظره وهي عاقدة حواجبها( انت اللي‬
‫ظنيتك اخوي‪ ...‬وحسبتك بتحميني‪ ..‬اخرتها رحت لمك‪ ..‬وخليتني بروحي‬
‫مشعل‪ :‬شهالحجي سماء انا بعدني أخوج ول انتي ناسية‪..‬‬
‫ول كانها تسمع لكلمهم‪ :‬ل تظنون ان ما وراي أهل‪ ...‬وانتووو مو السلطة علي‪ ...‬انا وراي ناس يحامون عني‬
‫وما يرضون علي‪...‬‬
‫سلوى باحتقار‪ :‬ومن هالهل‪..‬؟؟؟ ام جراح ومعاوينها‪..‬‬
‫سماء وهي تمسك صدرها من اللم المتصاعد‪ ..‬غربة‪ ..‬وحشة‪ ..‬عذاب‪..‬‬
‫وحدة ابدية تعاني منها‪ ..‬ما تدري‪ ..‬لكنه شي يمر في حلقها امررر من اي عذاب عاشته‪ :..‬غسلي حلجج ل‬
‫يبتي طاريها مرة ثانية‪ ..‬ام جراح هذي عطتني بظرف قصير اللي انتي ول ابوي عطيتوني اياه بطول عمركم‬
‫بو مشعل اللي خلص عصب‪ :‬شلي ما عطيناج اياه بالضبط؟؟ احنا اللي ما عطيناج وال انتي اللي ما قبلتي‬
‫شي منا ول فرصة حتى انج تقبلينا ‪..‬؟؟‬
‫سماء وهي تذرف اول دمعة من سيل دمعات متلحقة‪ ..:‬انت لو تحبني‪ ...‬ما قلت لي اللي قلته‬
‫بو مشعل وهو يهدي في قلبها المروع‪ :‬يا يبا المكان يصلح لج‪ ..‬وانتي دومج تتشكين من الملل‪ ..‬هالمكان ما‬
‫بيمللج‬
‫سماء وهي تتقرب من ابوها وتمسك ذراعينها‪ :‬يبا خلص انا مو ملنة من شي صدقني‪ ..‬مابي اروح هناك‪..‬‬
‫تكفى يبا‪) ...‬تحظن ابوها وهي‬
‫تنشد المان( تكفى يبا‪ ..‬ابوس يدك ل تبعدني عنكم‪..‬‬
‫سلوى وهي تحس ان موقفها بخطر‪ ..:..‬احنا ما نبعدج يا يمة احنا نبي مصلحتج‬
‫انتفضت سماء من حظن ابوها وكان هالحية السامة على وشك انها تأذيها‪ :..‬بعدي عني‪ ..‬انتي وافكارج‬
‫بمصلحتي‪ ..‬انا عرفتلها قبل ل تيين انتي تقولينها لي‪..‬‬
‫سلوى اللي خلص حست انها وصلت للي تبيه‪ ..:‬ووين مصلحتج هذي يا سماء؟؟ طلعات نص الليل لبيت ام‬
‫جراح اللي الله يعلـــــم اسبابها؟؟ ول هذاك الصبي اللي من شوي كنتي واقفة وياه‪..‬‬

‫نظرات بو مشعل ومشعل كانت تجري بين عيون سماء المتعذبة وانفاسها اللي من شدة صعوبتها بدت تصدر‬
‫انين مريــر‪ ..‬وبين عيون سلوى اللي‬
‫تحقق انتصار تلو النتصار في سماء‪ ..‬يوم رد العتبار ياااا يا سماء‪ ..‬ايامج الي تصرخين فيها علي انتهت‪..‬‬

‫مشعل بحميته‪ :‬من هذا الصبي اللي توقفين وياه؟؟؟‬

‫سماء وهي عاجزة عن الكلم‪ ..‬مو لنها انجكت ولكن‪ ..‬ان كل شي طلع في ويهها مرة وحدة‪..‬‬

‫صرخ مشعل‪ :‬من أهوو؟؟‬


‫بو مشعل‪ :‬هدي روحك‪) ..‬يكلم سماء( هذي مصلحتج اللي تتكلمين عنها؟؟؟ )عيون مليانة تحقير لها ولذاتها‬
‫المرتعشة( هذي المصلحة اللي ياية اليوم تفكرين بها بالنيابة عنا؟؟؟ ومن هذا الولد‪...‬‬

‫سماء المجروحة من عمق ‪ ...‬ما قدرت تتكلم لنها باكبر محنة مرت فيها من محنات عمرها الصغير‪..‬‬

‫مشعل يمسكها من يدينها‪ :‬تكلمي سماء ل والله انسفج من الدنيا‬


‫نفضت نفسها من يدينها‪ :‬انت اخر من يتكلم وياي‪ ...‬سامع‪ ..‬ل والله ورب العرش اوديك بألف داهية اليوم‪..‬‬
‫ياي تسوي روحك ريال علي‪.‬؟؟؟ انت شوف نفسك قبل بعدين كلمني‪..‬‬

‫صفعة مدوية للكيان المتزتزع‪ ..‬رمت بسماء على الرض من شدتها‪ ..‬ما كانت من مشعل‪ ..‬كانت من بو‬
‫مشعل اللي ما فكر بيوم انه يمد يده على بنته‪..‬‬

‫صفعة‪ ..‬تردد صداها في قلب خالد‪ ..‬مثل الضربات العنيفة وخلته يرج مثل الطبل باذن المضطرب‪..‬‬

‫صفعة‪ ..‬قلبت موازين ليلة هادية على الناس‪ ...‬وخصوصا بيت بو جراح‪ ..‬اللي من غير حسية او معنى‪ ..‬تقلبت‬
‫الحوال النفسية فيهم‪..‬‬
‫واولهم ام جراح القلب الحنون‪..‬‬

‫صفعة‪ ..‬ادت دور عظيم في انها تذبح آخر عزة نفس حملتها في نفسـها بنت صغيـرة بالعمر ولكن كبيرة في‬
‫العقل‪ ..‬تعاني ظروف مريرة ففي امور حياتها واحوالها‪..‬‬

‫قامت سماء من على الرض وهي ماسكة خدها بيد مرتعشة‪ ..‬دمعتها اللي انذلت بالجفن‪ ..‬وعيونها اللي كانت‬
‫مبتسمة بمرارة ويأس‪ ..‬متأكدة انها خلص فقدت كل سند لها بهالدنيا‪ ..‬اذا نفسه ابوها – سبب تعاستها‬
‫الحقيقي‪ -‬اهو اللي تعدى عليها بهالضربة‪..‬‬

‫سماء وهي تهتز ولكن بصوت ثابت‪ ...:‬اضربني‪....‬قد ما تبي اضربني‪ ...‬لو تبي بعد‪ ..‬اذبحني‪ ..‬لكن تدري‪ ....‬انا‬
‫روحة من هالبيت ماني رايحة‪..‬‬
‫بو مشعل بتحدي‪ :‬من قال‪ ...‬انتي باجر بتطلعين من المدرسة وبتزهين حالج يا جليلة الحيا ورايحة على‬
‫هالمدرسة‪..‬‬
‫سماء بتحدي وصوت هادئ‪ ...:‬ما بروح‪ .....‬بتضربني؟؟؟ اضربني‪ ...‬مابروح‪ ....‬لتظن اني وحيدة بهالدنيا‪..‬‬
‫)على صوتها( انا عندي اريل الخوااااان‪ ..‬وعندي زوووج اقوى منك واحسن منك‪ ..‬وعندي ام‪) ...‬تناظر سلوى(‬
‫لو تلوت هالحية بنار جهنم عشان تصير مثلها ما قدرت‪ ...‬وخوات واصدقاء‪ ...‬ما احتااااجكم انا‪..‬‬
‫مشعل وهو ثائر مكانه‪ :‬سماااء‪ ..‬سكتي‪ ..‬ل والله انتي ميتة الليلة‪..‬‬
‫سماء وهي تبجي بعمق وصوت رفيع يزلزل زوايا البيت‪ :‬اي موت اللي بتموتوني أياه اليوم اعظم من الموت‬
‫اللي سقيتووني اياه من يوم انا صغيــرة للحين؟؟؟ ما تقول لي؟؟؟ اي موت اعظم يا مشعل من الموت اللي‬
‫خليتني القيه بدارك )بومشعل وام مشعل يناظرون بعض بغرابة عن اللي تقصده سماء(‪ ..‬اي موت اعظم من‬
‫هالم اللي اجبرتوها علي واجبرتوني عليها وانتو تدرون ‪ ..‬وبالخص انت ‪ ..‬يا يبا تعرف انها ما تبيني ول‬
‫بترحمني من شخصها السيئ‪..‬‬
‫بو مشعل بصرخة‪ :‬ذلفي دارج وبل هذرة زايدة ياللة‪..‬‬
‫تراجعت سماء لعقبها وهي ناوية الطلعة من الباب‪ ..:‬ما ظنيت بيي هاليوم‪ ..‬يا يبا اللي بشوف نفسي فيه‬
‫كارهتك‪ ..‬لكن اعرف‪ ..‬انا ماكرهك‪ ..‬لكن مستحيل‪ ..‬اقبل فيك كأبو لي مرة ثانية‬
‫مشعل‪ :‬وين رايحة؟؟‬

‫ما قدر يسمع منها جواب لنها كانت اسرع منها وطلعت من الباب‪..‬‬
‫وبروووح هابطة راحت بيت بو جراح اللي كانو الدخيلية يستعدون للروحة منه‪ ..‬وبجريها السريع الخائف واخوها‬
‫وابوها اللي لحقينها استرعى انتباههم‪ ..‬واولهم مساعد اللي طلع من السيارة ووقف عند الباب‪.‬‬

‫طارت سماء بدمع ساخن واثار صفعة ابوها على خدها لحظن ام جراح‪..‬‬
‫لكن مشعل كان اسرع منها ومسكها بنص الدرب الي هي تبي تمشيه‪..‬‬
‫وانقطعت سبل الحياااة منها‪ ..‬وسحبها مشعل لداخل البيت وهي تتلوى مثل الحية بيده‪ ..‬لمن طلع جراح اخيرا‬
‫من البيت وام جراح ورااه وراحوو لعند اللي قاعد يصير‪ ...‬وجراح اللي نفسه ابت يشوف اخته تمر بهالحالة‬
‫راح لعند مشعل‪..‬‬
‫جراح‪ :‬خلها يا مشعل شقاعد تسوي فيها‪..‬‬
‫مشعل اللي كانت جملة امه عن سماء متعلق قلبها في واحد من بيت الياسي محمية قلبه ترك سماء برمية‬
‫على الرض ومسك جراح من رقبته‪ :‬ولك ويه تتكلم انت واهلك‪ ..‬انتووو اللي ما يا خير منكم لحد من الناس‪..‬‬
‫كفاااااية بسكم ذبحتوو الناس‪..‬‬
‫جراح انصدم من كلم مشعل وهو مو عارف شأسبابه‪ ..‬ولكنه مسك يد مشعل اللي على قميصه‪ ..:‬وسع‬
‫الصدر واذكر الله يا مشعل‪...‬‬

‫مشعل اللي غضبه بدى يفكر‪ ..‬وعلى طول ضرب جراح على ويهه مباغتة ما خلت جراح حتى انه يستعد‬
‫لشي‪ ..‬وبهالموقف طلعوو كل اللي في بيت بو جراح للشارع وهم يراقبون اللي يصير‪ ..‬وام جراح مسكت‬
‫على قلبها ومساعد تحرك صوبهم ومشعل الجبان يضرب جراح اللي كان على الرض‬
‫يتلووى من الضرب ول هو قادر يرفع نفسه‪ ..‬تقدم صوبهم بطوله المهيب وبعد بين مشعل وجراح وهو يقي‬
‫جراح من ضرب مشعل‪..‬‬

‫اما الثاني يوم شاف مساعد واقف بينهم ين ينووونه وسيطرت عليه شيااطين الغضب وبدى يهجم على‬
‫الثاني‪ ..‬لكن مساعد اللي قام له على‬
‫طوله ومسكه من رقبته بشراسة حمية الريال‪ ..‬ما ضربه ول شي لكن ثبته بيده‪..‬‬

‫مساعد بهمس وبصوت طالع من بيت اسنانه‪ :‬اذا تبي عمرك انقلع من هني ل والله ما راح اكون مسئول عن‬
‫نفسي‪..‬‬

‫دفع مشعل بيده وهو مشمئز منه‪ ..‬وراح لعند جراح عشان يوقفه على ريله وياته ضربه من وراه من مشعل‪..‬‬
‫وما ألمته بكثر ما أاججت فيه اللي بغى يكتمه‪ ..‬وبالصدفة كانت طلعة فاتن من البيت وشافته‪ ..‬هوى مشعل‬
‫على الرض بضربه قاتلة من مساعد له في بطنه‪ ..‬وتقدم بو مشعل وهوو مستشيط من الغضب‪...‬‬

‫بو مشعل‪ :‬خل يدك عن ولدي‪..‬‬


‫مساعد‪ :‬خل ولدك بعيد عن الناس‪...‬‬
‫بو مشعل‪ :‬ما يا الخراب ال من ورى راسكم‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬الخراب ما يي ال من قلة الهتمااام‪...‬‬

‫والتفت عنه منتهي من الكلم‪ ..‬والتفت عن مشعل اللي قام مرة ثانية على ريله بنية الهجوم مرة ثانية على‬
‫مساعد وصوت فاتن اللي يراقب‬
‫الوضع ل اراديا بدر منها‪..‬‬

‫بخوف‪ :‬مسااااعد‪..‬‬

‫حس مساعد بنداها شي‪ ..‬وتلقف مشعل بدل ل ينضرب منه‪ ..‬كبل يدينه ورى ظهره ورماه على الرض‪..‬‬
‫تجدم له بو مشعل‪ :‬كف يدينك‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬كف ولدك عن الناس‪ ..‬ترى والله بعدني ما حطيت بالي عليه‪ ..‬ان حطيته ما تلقاه ال مكسر في‬
‫بيتك‪..‬‬

‫التف مساعد وهو يرفع جراح عن الرض‪ ..‬ولكن ما أرتفع جراح ‪ ..‬نايم وهو مبسد يدينه على الرض وويهه‬
‫مزرق‪ ..‬جثى مساعد صوبه وهو مرتعب من المنظر‪ ..‬تحسس لنفس جراح لقاه غايب عن الحياة ‪ ..‬ولكن‬
‫نبضه خافت وبسيط‪ ..‬تم يهزه وهو مو عارف شلون يصحيه‪..‬‬

‫تحرك بسرعة وسرعته كانت الشي اللي لفت انتباه الحريم للي قاعد يصير‪ ..‬وتحركت ام جراح بغير هدوء‬
‫مكانها‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬شفيه ولدي‪ ..‬ليش بعده طايح‪..‬‬

‫فاتن وهي ماسكة قلبها وتروح عند مساعد اللي حمل التلفون ويتصل‪..‬ما تكلمت لكن سمعته يطلب اسعاف‬
‫عندهم‪ ..‬ويطلب طريقة اسعاف‬
‫عشان يبلغ الحياة لجراح قبل ل يفوت الوان‪..‬‬

‫فاتن وهي تمسك يده‪ :‬مساعد شفيه اخوي‪..‬‬

‫ما تكلم وياها وسرع صوب جراح‪ ..‬ورفع راسه بعد ما قعد يمه‪ ..‬وسد خشمه وتم يعطيه من التنفس‬
‫الصطناعي اللي قالوله عنه‪ ..‬حسب النشات اللي عطوه اياه في طريقة السعاف وتم يهوس على صدر‬
‫جراح عشان يخليه يتنفس‪ ..‬والكل في حالة من التأهب والحساس بالخطر‪ ..‬ال مشعل اللي كان يداري نزف‬
‫خشمه‪..‬‬

‫مريم ظلت واقفة وهي ماسكة احد عوامد الباب وروحها طلعت من جسدها وهي تشوف جراح نايم على‬
‫الرض واخوها يعاين فيه‪...‬‬

‫وتم للمرة الثالثة يكرر مساعد نفس اللي سواه وهو يمسك على قلب جراح اللي ما صدرت منه حركه‬
‫للحين‪ ..‬وهالمرة تم يهف فيه ثمه لمن‬
‫أخيــرا‪ ..‬رجع جراح للدنيا‪ ..‬من بعد اختناق بسيط في القصبة الهواية من ضرب الغبي مشعــل‪..‬‬

‫‪----------------------------‬‬

‫خالد اللي كان توه طالع من الحمام لبس هدومه ونشف شعره عن الماي‪ ..‬وهو يحس بألف المتاعب في‬
‫جسمه‪ ..‬ما وعى ال على طرق‬
‫عنيف للباب ‪ ..‬فجاه ولقاها مناير اللي ترتجف من الخوف‪..‬‬

‫خالد بخوف‪ ..:‬منور شفيج؟‬


‫مناير‪ :‬الحق خالد مشعل في الشارع يطق في جراح وسماء بداري خايفة وتبجي وحلجها يطلع منه دم‪..‬‬
‫خالد وقلبه طفر منه‪ :‬ليش شصاير؟؟‬

‫ما انتظر جواب من مناير وراح لعند غرفتها ولقى سماء متكورة على نفسها ‪ ..‬دخل ومناير كانت وراه‪ ..‬راح‬
‫لعندها وقلبه مفجوع عليها‪..‬‬
‫لقاها تهز جسمها وهي تأن مثل القطاو‪ ..‬يلس عند ريلها من غير ما يلمسها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬سماء علمج؟؟ فيج شي؟؟؟‬

‫ماردت عليه سماء وظلت بحالتها النفسية العصبية‪..‬‬

‫خالد‪ ..:‬سماء تكفين واللي يرحم والدينج‪..‬‬


‫سماء تقطعه بصوت خافت‪ ....:‬انا ما عندي والديـــــن‪ ..‬اليوم انا ما عندي أحد‪ ...‬ما عندي احد‪....‬‬
‫سكت عنها وهو ينزل عيونه ووقف لمناير‪ :..‬شصار تحت؟؟؟‬
‫مناير وهي تمسح دمع‪ ..:‬مادري‪..‬انا ما لحقت ال يوم مساعد ضرب مشعل‪ ..‬وجراح كان نايم على الرض‪..‬‬
‫)قطع عليهم صوت السعاف اللي وصل لهم‪( ..‬‬

‫خالد‪ :‬شهاصوت؟؟؟‬
‫مناير‪ :‬مادري كأنه اسعاف؟‪.‬‬

‫طار خالد من مكانه وهوو يتوجه للخارج يشوف شقاعد يصير هناك‪..‬لكن صوت سماء وقفه‬

‫سماء‪ :‬ل تروح عني خالد‪..‬‬

‫تقرب منها مرة ثانية ولكن توقف‪ ...‬ونظرة الصدمة كاسحة ويهه‪..‬‬
‫اصابع عريضة مرسومة على خد سماء اللي دومه متسم بالحيوية‪ ..‬محمر مثل قطعة الجمر المضوية‪..‬‬

‫خالد برعب‪ :‬من ضربج؟؟‬


‫سماء وهي تتجاهل سؤاله‪ :‬ل تروح عني‪ ....‬تكفى‪ ..‬تم وياي‪..‬‬

‫نزلت لها مناير وضمتها لعندها وهي تأشر لخالد انه يروح ويستعلم عن اللي صاير‪..‬‬
‫لقى الحريم متيمعين على الباب ومر من صوبهم رايح لعند جراح اللي كان المسعف يالس يمه وهو يراقب‬
‫كل مؤشراته الطبيعية‪ ..‬طبعا كان يعاني من ارتجاج خفيف بالرأس‪ ..‬بسبب رفسات مشعل له‪ ..‬بس خالي من‬
‫الرضوض والكسور وتنفسه كان طبيعي ولكن الجهاد واحتباس الدم فيه خله يحس بالدوخة والتعب‪ ..‬وظل‬
‫نايم على الرض يم ام جراح اللي من شافت ولدها راحت لعنده وقلبها يصب خوف‪ ..‬حملوه للمستشفى‬
‫للمعاينة الزائدة باشراف مساعد‪.‬وبعد ما راح السعاف‪...‬‬

‫خالد يكلم فاتن الي واقفة يم مساعد ‪ :‬شصار فاتن؟؟‬


‫فاتن وهي مسندة جسمها لذراع زوجها‪ :‬مشعل ضرب‪..‬جراح‪..‬‬

‫ثارت في خالد العواصف‪ ..‬مشعلوه ما غيره يضرب اخوه؟؟ وحامت فيه نفسه من القهر ‪ ..‬خد سماء لح في‬
‫عيونه مثل الرؤيا اللي تعاااند الشخص وتأبى الرحيل‪..‬‬

‫دخل داخل بيتهم ولقى مشعل واقف عند باب الصالة وابووه يعاينه‪..‬‬
‫راح لعند رقبه مشعل وسحبه سحب‪..‬‬

‫خالد‪ :‬ما بقى ال انت تضرب جراح يالنذل‪..‬‬

‫وهوى عليه في حرم بيت النهيدي ضرب فيه وهو متصور ان اللي ضرب سماء اهو ما غيره‪ ..‬ومساعد اللي‬
‫لحق خالد لداخل البيت حاول يوقفه‬
‫لكنه كان اسرع منه ولخفة حجمه كان يضرب مشعل بقوة تخلي الثاني يهوى من غير اي حسية‪..‬‬

‫نزلت سلوى وهي تمسك على قلبها‪ :..‬ولدي‪...‬‬

‫وابو مشعل يمسك في مساعد ومساعد يحاول انه يفج خالد عن مشعل‪..‬‬
‫لمن قدر اخيـــرا انه يخلصه‪ ..‬ويسحبه بعيد‪..‬‬

‫خالد وهو يحس باللم يعتصره ‪ :‬ما بقى ال انتووو تمدون يدكم على سماء‪ ..‬احمدوا ربكم انها عايشة بينكم يا‬
‫المجرميــن‬
‫سلوى بصراخها عمت المكان‪ ..:‬ولدي‪ ..‬حرام عليكم شسويتو فيه ولدي‪..‬‬
‫بو مشعل‪ :‬والله لوديك بستين الف داهية‬
‫خالد‪ :‬ستين الف داهية ترمي ويهك فيها‬
‫مساعد‪ :‬بس يا خالد خلص‪..‬‬
‫سلوى قامت مثل الحية الرقطة وهي تستعدللهجوم‪ :‬قول الله ل يبارج فيك‪ ..‬ياي تحامي عن منو؟؟ عن‬
‫هالخايسة‬
‫خالد يصرخ عليها‪ :‬خاست عظامج ببدنج وغسلي ثمج ل تكلمتي عنها مرة ثانية‪.‬‬
‫سلوى‪ :‬مافيك خير ل انت ول هلك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬الخير يطوفج ويطوف طوايفج كلها ل تكلمتي عن بيت الياسي‪ ..‬ابي اعرف شي واحد من اللي ضربها‪..‬‬
‫من العديم الرجولة فيكم اللي‬
‫ضربها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬بس يا خالد‪..‬‬
‫بو مشعل اللي مشتعل مثل الجمرة من الحمق‪ :‬ولك عين بعد تتكلم‪...‬؟؟‬
‫خالد‪ :‬ولي عين ولي شرف اني ماخليكم يا الحيوانات تلمسوونها؟؟؟‬
‫مشعل وهو يلهث من الضرب اللي كله من شوي‪ ..:‬يعني انت اللي لعب براسها؟‬
‫خالد وهو يبي يهجم على مشعل‪ :‬لعب برااااسها ؟؟؟ انا لعب براسها؟؟ انا شايله بوسط عيوني ‪ ...‬ياللي ما‬
‫عندكم قلب ول رحمة‬
‫سلوى‪ ..:‬ان ما خليناك تروح بستين الف داهية‪ ..‬انت القاها‬

‫مشعل اللي بعده على فكره وهجم على خالد يبي يضربه وقامت الهوشة مرة ثانية وفججهم مساعد وبو‬
‫مشعل عن بعض‪..‬‬

‫مساعد يزمجر ببيت النهيدي‪ :‬والله ان مديت يدك يالساطي ل خليك تندم على يوم اللي يابوك فيه‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬بذبحك خالد‪ ...‬ومو بس بذبحك‪ ..‬بذبحها اهي فوقك؟؟‬
‫خالد وهو ميود من مساعد‪ :‬ابيك بس تجرب منها‪ ..‬ان ما وديتك بستين الف داهية‪..‬‬
‫سلوى‪ :‬انتي اللي بتذوق الدواهي ‪..‬‬

‫سحب مساعد خالد لبرى البيت‪ ..‬ولحقهم مشعل وهو يحس بالقهر يعمه‪..‬‬
‫واكثر شي آلمه ان فاتن كانت تشوفه وهو يتصارع ويا ريلها‪..‬‬

‫قدر مساعد ان يهدي الطراف ومشعل راح لعند بيت بو جراح بهدف انه ياخذ سماء من هناك‪..‬‬

‫وقفت له ام جراح‪ :‬وين رايح؟؟‬


‫مشعل‪ :‬بعدي عني ‪ ..‬بروح اخذها وخلص‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله ما تدخل بيتي ول تاخذها‬

‫من طرف ثاني مسك مساعد خالد اللي يبي يرووح لمشعل جليل الصل والحيااا‪ ..‬والجدال بين ام جراح‬
‫ومشعل بده في خفة وام جراح اللي‬
‫عمرها ما حصلت موقف مثل هذا‪ .‬لقت ان الناس متيمعة حوالي بيتها يطالعون اللي قاعد يصير‪..‬‬

‫مشعل‪ :‬كل اللي نبيه يا ناس اهي بنتنا‪ ..‬طلعوها من بيتكم خلاص‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬والله ما تدخل بيتي وتطلعها عنوة وغصب عنها‪ ..‬دامنها لقية المان ل انت ول غيرك كفوو يطلعها‬
‫وراسي يشم الهوا‪..‬‬
‫راح مساعد وخالد يتبعه لعند باب البيت‪ ..‬وفاتن ظلت واقفة مكانها بنص الشارع‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ما تطلع البنت‬
‫مشعل وهو يتصرف بحقارة تجاه الكل‪ :‬طلعوها قلنالكم‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ما تطلع البنت‪ ..‬مو كفاية مهيمنيها على ويهها طول عمرها‪ ..‬خلوها عندي‪ ..‬انا ابيها مستعدة اخذها‬
‫بحظني والمها وارعااها‪..‬‬
‫مشعل‪ :‬ليش انتي عبالج اهي ما عندها ام؟؟ طلعوها قلنالكم‪ ..‬وما نبي شي ثاني‪..‬‬
‫مساعد يمسك ام جراح من طرف‪ :‬عمتي‪ ..‬واللي يسلم قلبج‪ ...‬طلعو البنت‪ ..‬مالكم حق عليها ول شكوكم‬
‫بالمخافر انتوو اللي بتتضررون‪..‬‬
‫ام جراح تمسك يدين ولدها اليديد‪ :‬ما بي اطلعها‪ .‬بيذبحونها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬والله ماقدرووو يذبحونها جليلين الحيا والصل‪..‬‬

‫وثار عليه مشعل مرة ثانية ولكن هالمرة للي وقفت بينهم كانت فاتن‪ ...‬وبنظرة من عيونها قدرت انها تلجمه‪..‬‬
‫وبأي نظرة‪ .‬نظرة‬
‫بعيدة عن كل الحب اللي يمكن في يوم عطته اياه‪ ..‬ما حست انها توقف انسان‪ ..‬كان اشبه بالحيوان بنظرها‪..‬‬

‫فاتن بصوت هامس‪ ..:‬خلوها‪ ..‬انا بطلعها‪..‬‬

‫وقبل ل تمشي ‪ ..‬ردت على عقبها في ويه مشعل‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬هذي آخرى الرجولة اللي فيكم؟؟؟‬

‫نظراتها جالت بين الثلثة اللي كانو واقفين‪ ..‬ودخلت البيت وتبعوها الحريم كلهم‪ ..‬ال مريم اللي تمت واقفة‬
‫على الباب وهي خايفة مرتعبة‪ ..‬منظر جراح بعده في عيونه‪ ..‬ويوم راحت فاتن تقربت من اخوها وهي‬
‫تهمس‪..‬‬

‫مريم‪ :‬مساعد‪ ..‬جراح ماله احد‪ ..‬روحوو له‪ ..‬ما يصير تخلونه بروحه‪ ..‬روحو له‪..‬‬
‫مساعد يلتفت لخالد بعد ما نبهته اخته‪ ..:‬خالد‪ ..‬تعوذ من بليس وروح لجراح ول تظل هني اكثر‪ ..‬ل يسوونه‬
‫ويشكووونك في المخفر‪..‬‬
‫خالد‪ :‬انا ما همني شي )تهدج صوته( لو يبون‪..‬ياخذوني المخفر‪ ..‬ما يهمني شي‪..‬‬
‫مساعد يلتفت له وهو يلمح بريق العذاب بعيونه‪ :‬اسمعها مني وانا اخوك‪ ..‬اذا انت تبيها بتنالها ‪ ..‬واذا هي من‬
‫نصيبك هي لك‪..‬‬
‫خالد وهو يضبط شفتين مرتعشتين‪ :..‬مابيها تروح ان خذوها والله بيأذونها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬وين يأذونها ما يقدرون الدنيا مو سايبة‪..‬‬

‫ظل الشك بعيون خالد وهو واقف‪ ..‬لكنه ماقدر‪ ..‬وحمل روحه ودخل البيت‪ ..‬يشوف شلي بتقدر عليه فاتن‪..‬‬

‫فاتن اللي دخلت دار مناير اللي كانت لمة سماء وهي تبجي‪..‬‬
‫والثانية مو في حالها الطبيعي‪ ..‬تهتز مثل ورقة بمهب الريح‪ ..‬راحت لعندها واهي تمسح على راس اختها اللي‬
‫حالها اصعب من اي حال‪..‬‬

‫مسكت سماء عن مناير وحطتها على صدرها وسماء من حست لفاتن بدت تبجي بصوت رفيع وعالي يقطع‬
‫القلب‪ ...‬صوت ما يصدر عن بنت في مقتبل العمر‪ ..‬انات مكبوتة في نفس جبل تعب من الصموود‪..‬‬

‫سماء‪.. :‬فتووون‪ ...‬ل تخلينهم ياخذوني‪ ..‬تكفــــــين‪..‬‬


‫بجت فاتن وهي تمسح على راس سماء لكن مسحت دمعها عشان ما تبين ضعيفة جدامها‪ :..‬ما بخليهم‪ ..‬انتي‬
‫بس سكتي‪ ..‬وهدي روحج‪..‬‬
‫ترتعش بين يدينها‪ ...:‬فــاتن‪ ..‬ل تخلينهم ياخذوني‪ ..‬مابي اخليكم‪ ...‬ابيكم انا‪ ..‬انتو تبوني؟؟‬

‫ام جراح اللي دخلت على هالجملة راحت وقعدت عندهم وهي تضم سماء عن فاتن وتبجي الكل وياها‪ ..‬حتى‬
‫فاتن نفسها‪...‬‬

‫سماء‪ :‬يمة ل تخليني ارووح عنج‪..‬يمة تكفين‪ ..‬بموت بليااااج انا ماقدر اعيش بدونج‪..‬‬
‫ام جراح وهي تبجي‪ :‬يمة شبيدي عليج؟؟ انا لو بيدي شي جان ما خليتهم ياخذونج مني‪ ..‬لكن انا مابيدي شي‪..‬‬
‫سماء ترفع راسها المتعب والمعذب‪ :‬يمة‪ ..‬انتي امي‪ ...‬شلون تقولين جذي‪ ..‬حامي عني‪) ...‬ماكانت بصوابها(‬
‫شلون بتهديني ‪ ..‬هديتيني مرة بتهديني مرة ثانية؟؟‬

‫ام جراح وهي تناظر فاتن عاجزة عن فهمها‪ ..‬لكن فاتن عرفت ان سماء بسبب الصياح والهستيريا ما قامت‬
‫تستوعب اللي تقوله‪..‬‬

‫مسكت مناير‪ .. :‬روحي ييبي لها ماي‪..‬‬

‫راحت مناير وظلت سماء بحظن ام جراح وهي تبجي‪ ..‬ووصل لعندهم خالد‪ ..‬وقف على الباب وهو يناظرهم‪.‬‬
‫ويتمنى من احد انه ينتبه له‬
‫عشان يخليه يدخل‪ ..‬شافته فاتن وعذب قلبها الحال اللي وصل عليه خالد‪ ..‬اهي روحها تروح ول عزيزها خالد‬
‫يصيبه شي‪ ..‬واشرت له براسه عشان يدخل‪ ..‬وما اسرع تجدمه بالغرفة لعند ام جراح‪..‬‬

‫خالد بصوت حاني ينادي لى سماء‪..:‬سمــاء‪ ..‬سمــأء بسج عاد اشقيتي الروح ببجااج‪ ..‬هدي روحج خلص‪..‬‬
‫سماء وهي تناظره‪ ..‬وبدت الشكوى من قلبها لقلبه‪ ...:‬يبون يبعدوني عنك‪ ...‬يبون يقطوني بمدرسة‪ ..‬طول‬
‫عمري‪ ..‬ما يبوني وياك خالد‪..‬‬
‫وانا ما طيق الدنيا بدونكم يمة‪ ..‬مابي الدنيا بلياااكم‪..‬‬
‫خالد وهو يناظر خالته اللي صعب حالها يوم شافته مكسور الخاطر‪ : ...‬يمة انا شبيدي عليكم‪ ..‬انا ما قلت لك‬
‫يا خالد‪ ..‬ما قلت لك هذول‬
‫ناس كبااار ليش تحط راسك براسهم‪ ...‬البنت مالها ذنب‪ ..‬انا ما خفت عليك انت ريال وما ينخاف عليك‪ ..‬انا‬
‫قلبي انشعب على هالمسيجينة اللي تعاني من كل صوب‪..‬‬

‫خالد وهو يكلم سماء‪ ..:‬سماء‪ ..‬طالعيني‪ ..‬سماء سمعيني‪ ..‬طالعيني‪..‬‬

‫رفعت عيونها له‪ ..‬وابتسم في ويهها‪..‬‬

‫خالد بصوت هادئ‪ ..:‬سمعيني‪ ...‬انتي تبينا صح؟؟؟ تبينا؟؟‬

‫هزت راسها بهدوء‪..‬‬


‫خالد‪ :‬بس عيل‪ ..‬اذا تبينا‪ ...‬ماكو احد بيفرقج عنا‪ ..‬ل اهلج‪ ..‬ول المدرسة اللي يقولون عنها‪ ..‬بتمين ويانا‪ ....‬في‬
‫قلبنا وروحنا‪ ...‬وما بتغيبين ول لحظة‪ ..‬اذا مو عن الناس‪ ..‬عني انا‪ ..‬ما بتروحين‪..‬‬

‫غابت وسط انين في حظن ام جراح اللي اهي بعد تبجي وتأن‪..‬‬

‫خالد وهو يذرف اول دمعة من الوقت كله‪ ..:‬سماء‪ ..‬عليج الله ال تسمعيني‪...‬‬
‫رفعت عيونها له وهي متعذبة‪ :‬ل تطلب مني هالشي‪ ..‬تدري شنو يعني علي هالشي‪ ..‬انا بروح ول برد‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اللي يابج مرة هني‪ ..‬بييبج مرة ثانية لنا‪ ..‬وكل ما ابتعدي‪ ..‬ومهما ابتعدي‪ ..‬تظلين بيناتنا ‪ ..‬عزيزة‬
‫وقريبة‪ ..‬انتي وحدة منا وفينا يا سماء‪ ..‬منتي غريبة حاشاج‪..‬‬
‫سماء‪ :‬ل تبيعني خالد‪..‬‬
‫وآآآه من هالكلمة‪ :‬اشتريـــج بالغالــي‪ ..‬اللي عمري ارخص منه‪ ..‬اشتريج بهلي كلهم‪ ..‬يالغالية واصفج بين‬
‫المنى‪ ..‬ل تقولين جذي‪..‬‬
‫انا ما بيعج‪ ..‬انا ابيج تفهمين‪ ..‬هذول هلج ‪ ..‬والزم ما عليهم اهي مصلحتج‪ ..‬وان ما كنتي تدرين‪..‬‬
‫سماء‪ :‬مابيهم‪ ..‬ابيكم مابيهم‪ ...‬مابيهم‪..‬‬
‫تقرب منها خالد اكثر‪ ..:‬سماء‪ ..‬انتي تامنين بالله؟؟‬
‫سماء ‪ :‬الله ما يرضى يا خالد‪..‬‬
‫خالد يكرر سؤاله بقلب مذبوح كالطير‪ ..:‬انتي تامنين بالله يا سماء‪..‬‬

‫هزت راسها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬بس عيل‪ ..‬ربج هذا احسن من اي حد فينا‪ ..‬وهو اللي بيطمنج ويهديج وينور دربج وقلبج‪ ..‬ربج يا سماء‬
‫هو وصلج بيننا وبينج‪..‬‬
‫ربج هذا هو اللي بيرحمج وبياخذ حقج‪ ..‬ل انا‪ ..‬ول خالتي‪ ..‬ول واحد فينا قد المسئولية ‪ ..‬قد ربج‪..‬‬

‫كفاية‪ ..‬دخول كلمة الله عز وجل كانت كافية في قلب سمــاء انها تنهي النحيــب‪ ..‬اعظم وسيلة وواسطة‬
‫بينها وبين احبابها‪ ..‬راح‬
‫تكون الله عز وجل وهذا اللي لزم يكوون‪ ..‬رب العالمين اللي النسان لزم ما يذكره بالمصائب‪ ..‬وانما بالخير‬
‫والفراح‪..‬‬

‫ذكر رب العالمين‪ ..‬واستسلمت سماء اخيــرا‪ ..‬لكن دمع الفراق امر على روحها من المر‪ ..‬وخالد ما‬
‫استحمل‪ ..‬وما قدر يظل اكثر‪ ..‬فشال‬
‫روحه وطلع‪ ..‬على الوجهة اللي دلها عليه مساعد‪ ..‬يم جراح‪ ..‬يبتعد قد ما يقدر‪ ..‬يواصل ولد خالته اللي ما‬
‫قصر عليه بيوم‪ ..‬لكن شعن قلبه ياناس؟؟ ‪ ..‬حاله اللي مشيب راسه‪..‬‬

‫اول ما ابتعد عن البيت صرخ ‪. :‬لااا‪ ...‬حرام‪ ..‬ليش سماء‪..‬‬


‫استغفرك ياربي‪ ...‬ليش سماء ليش؟؟؟ انا ما صدقت اني لقيتها‪ ..‬خلص ضاعت من يدي‪ ..‬ضاعت سماء؟؟‬
‫راحت خلص؟؟؟‬

‫الجزء التاسع والعشرين‬


‫الفصل الول‬
‫‪---------------------‬‬
‫الفراق‪ ..‬أشد معاني الحيـاة ايلما على قلب النسان‪ ..‬تجربة أشبه بنزع الروح خصوصا لو كان هالفراق‬
‫لشخص عزيز‪ ..‬وهو بالفعل شخص عزيز‪ ..‬بنت تسكن الروح قبل القلب‪ ..‬طيبة قلبها لو تنوجد بقلبين بالدنيا‬
‫جان الناس بخير‪ ..‬عمرها ما آذت احد‪ ..‬بالعكس‪ ..‬استجدت الحب قد ما تقدر‪ ..‬والرب عطاها عائلة من بعد‬
‫بحث طويل وعناء اطول في الرحلـة‪ ..‬وفوق كل هذا لقت قلب محب طاهر صادق الود‪..‬‬
‫ولكن‪..‬‬
‫الزين ما يكمل‪..‬‬

‫كاهي سماء‪ .‬تستعد‪ ..‬وتذبح نفسها في الدقيقة الف مرة بتجهيز نفسها للرحيل والبعد الخير‪ ..‬اللي راح يكون‬
‫طويل للقاء من يديد‪ ..‬ماتت‬
‫الحاسيس فيها وانعدمت الرؤيا الحالمية في نفس هالبنت الصغيـرة‪..‬‬
‫زهبت اغراضها‪ ..‬مع مناير بحزن شديد ‪ ..‬فظت الغرفة وكأنها ما راح ترجع لهالبيت مرة ثانية‪ ..‬لن الميت ل‬
‫رتبو داره خلوووها من كل‬
‫شي‪ ..‬حتى الثاث‪ ..‬تعرى غرفته تماما وتدفن مثل ما اهو يندفن‪..‬‬
‫وسماء تحس نفسها ميتة‪ ..‬من جذي ما تبي تخلي ول أثر من أغراضها‪..‬‬
‫مع انها عارفة ان محد راح يسهر ليل الفراق عليها غير بيت بو جراح‪ ..‬ما تستغرب هالحال في بنت خسرت‬
‫الم قبل ما تفتح عيونها‬
‫على الدنيا‪ ..‬وخسرت أخوو تفتحت عيونه على جانب مظلم‪ ..‬وأبو‪...‬‬
‫لحد هذا الوقت معصوبة عينه بزوجة مستبدة‪..‬‬

‫تعترف ‪ ..‬وبحق‪ ..‬ان سلوى حطمتها‪ ..‬حطمتها وقطعتها لشلء صغيـرة‪ ..‬ما تقدر ال انها تزم هالشلء بين‬
‫نفسها وتغادر هالدنيا السعيدة‪ ..‬اللي تبتعد عنها قبل بمسافة شارع‪ ..‬الحين راح تكون آلف الكيلومترات‪..‬‬
‫والعديـد من الشوارع والطرقات‪ ..‬وبعد من كبره يقتل كل شمعة أمل في قلب النسان‪..‬‬

‫مناير وهي ترفع احد الطارات من الغرفة وكان فيها صورة مشعل ويا سماء وهم يضحكون‪ ..‬وشكثر كان يبين‬
‫عليهم الفرح‪ ..‬او يمكن الراحة‪ ..‬وخصوصا مشعل‪ ..‬راحت عند سماء اللي كانت على السرير وهي تطوي‬
‫مناديلها الحريرية وتحطها بالجنطه‪ ..‬وقعدت يمها على السرير‪..‬‬

‫مناير بصوت خالي من الحيوية‪ ..:‬هذا أخر شي على الرف‪..‬‬

‫مدت سماء يدها للفريم من يد مناير اللي مادتها‪ ..‬طالعت الصورة بنظرة خالية من التعبير‪ ..‬ولكن‪ ..‬لحت‬
‫ابتسامة على شفتها‪ ..‬من برودتها كر شعر جنب مناير‪..‬‬

‫مناير‪ ..:‬شفيج تضحكيـن؟‬


‫سماء وهي تهز راسها بالنفي‪ :‬ول شي‪ ..‬بس يقولون جليل الحظ جليل حظ من مولده الى موته‪ ..‬وانا واخوي‬
‫جليلين حظ‪...‬‬
‫مناير باستغراب‪ :‬شلون؟‬
‫سماء وهي تحط الفريم بالجنطه الثانية‪ ..:‬مشعل‪ ..‬جليل حظ لنه بمثل هالقلب الطيب‪ ..‬والذوق الرفيع‪ ..‬لكن‬
‫ما كان عنده الصدر الحاني اللي يهتم له عشانه اهو‪ ..‬وانا‪ ..‬اللي تمنيت رويحة ام طيبة‪ ..‬بعد ما لقيتها في أمج‬
‫طارت مني بلحظة كنت فيها عاصبه عيني عن سلوى‪..‬‬
‫مناير وهي تتنهد بقووة‪ :‬يعــلها الموت‪..‬‬
‫سماء وهي تبتسم بمرارة ساحقة لبنت بمثل عمرها‪ ..:‬الموت؟؟ اهي ملك موت‪ ..‬فشلون تتمنين لها‬
‫الموت‪ ...‬تدرين منور )بصوت حزين( انا ما آلمني شي بهذيج الليلة شي كثـر معرفتني اني ما كنت حاسبة لها‬
‫اي حساب‪ ..‬واهي اللي كانت ترسم علي وتخطط لمن نفذت اللي فبالها‪ ..‬صراحة‪ ..‬اهنيها على اللي سوته‪..‬‬
‫مناير وهي تمسح دمعه بخفاء عن سماء‪ ..‬ما تبي تحسسها بقلبها الذايب على فراق اخت ول اروع‪ :‬يالله‪ ..‬هذا‬
‫نصيبج بالدنيا‪ ..‬هذا حظج من رب العالمـين‪ ..‬واللي أييج من ربع العالمين‬
‫كملت عليها سماء‪ :‬نقول وراه الحمد لله رب العالمين‪) ..‬ابتسمت( الحمد لله رب العالميــن‪..‬‬

‫مرت لحظات ومناير تدقق في سماء‪ ..‬تلقي خطوط الجمال والحسن الرفيع فيها‪ ..‬عذبة وجميلة وكانها من‬
‫سالف الزمان‪ ..‬كانت تمتلك ويه نحيل ولكن وجناته رفيعة‪ ..‬ثم مكتنز وجبين عريض مخطوط عند الخدود‬
‫بالشعر البني اللمع‪ ..‬عيونها كانت تحمل لمعة الحزن والدمعة اللي جاهزة للذرف‪ ..‬يمكن نظراتها المحتدة‬
‫تبينها بأوقات قاسية بل قلب‪ ..‬لكن انكسار حاجبيها يفتت اي فكرة سيئة‪ ..‬يدينها اللي توضب بهم كانو دقيقتين‬
‫‪ ..‬اصابع طويلة بأظافر صغيرة وعروق ظاهرة‪..‬‬

‫اللي يشوفها‪ ..‬يقول انها مرسومة لخالد‪ ..‬لن فيها من ملمح خالد الطفولية والحزن اللي يجمعهم ببعض‬
‫بصورة مثيرة للحزن‪ ..‬وكانت هذي الفكرة اللي تركت مناير في ويه معصوف متكدر‪ ..‬متجهم من الدمع‬
‫الجارف اللي بيهطل منها‪ ..‬ويوم فرغت سماء من الجنطة وسكرتها رفعت ويهها الى مناير وشافتها بهالحالة‪..‬‬

‫سماء وهي تفتح عيونها بوسعها وتقبض النفس بصعوبة‪ :‬مناير‪ ..‬ل تبجين‪ ..‬تراني والله ملتاعة وما فيني افارجج‬
‫‪..‬‬
‫طاحت مناير على سماء وهي تلمها بقوة‪ ..:‬سموي مادري شلون بشوف الدنيا بدونج؟؟؟ انتي والله بمعزة‬
‫فاتن ويمكن اكثر من قربج لي‪..‬‬
‫سماء وهي تدفن ويهها بشال مناير البيض‪ : ..‬منور تكفين ل تتكلمين‪ ..‬قلبي ذايب رحميني شوي‪..‬‬
‫رفعت ويهها مناير وناظرت سماء وهي تمسح على شعرها‪ ..:‬احبج وانتي اختي وربي يدري‪ ..‬انا متأكدة انج في‬
‫زمن كنتي منا وفينا‪ ..‬انا عمري ما شفت احد يشابهنا كثرج‪ ..‬انتي ملك يا سماء‪ ..‬مثلج مثل امي‪..‬‬
‫سماء وهي تبتسم وتمسح دمعها‪ ..:‬زين والله ذكرتيني‪ ..‬بروح لخالتي‪ ..‬قبل ل امشي‪..‬‬
‫مناير‪ :‬متى رحلتج؟‬
‫سماء وهي تناظر الساعة‪ ..:‬بعد‪ ..‬شي ساعة وربع‪..‬‬
‫مناير‪ :‬عيل ماكو وقت‪ ..‬خلينا نروح‪..‬‬
‫لبست سماء شالها السود‪ ..‬ولفته بسرعة على راسها وهي منتحبة ‪ ..‬وويهها حمر من اكتناز الدمع بعيونها‪..‬‬
‫وجرت نوووح في نفسها وقلبها المجروح لهالفراق الصعب‪ ..‬وطول دربها وهي طالعة من دارها والدري‬
‫وطلعتها من البيت‪ ..‬الى الشارع اللي وقفت فيه يوم ويا خالد واعترفت له‪ ..‬وطلبت منه عهد على انه ما‬
‫يتركها‪ ..‬بثقة انها اهي اللي بتظل وهو اللي يمكن يروح‪ ..‬لكن مسرع ما انقلب حكم رب العالمين‪ ..‬كاهي اهي‬
‫اللي بتروح عنهم‪ ..‬وبتظل غريبة النفس حتى مماتها‪ ..‬من دونهم‪ ..‬لنها تدري ان ما بعد الفراق اهو البرود‪..‬‬
‫والبرود هذا اللي بيقتلها‪ ..‬شوي شوي‪ .‬ان ماكان مرة وحدة‪..‬‬

‫دخلت البيت اهي ومناير‪ ..‬بس ما لقو احد هناك‪ ..‬واستغربو شوي‪ ..‬وصوتت مناير‪..‬‬
‫مناير‪ :‬يمة؟؟؟ يمة؟؟؟؟ جراح وينكم؟؟‬
‫طلع صوت جراح من الحديقة الخلفية‪ ..:‬احنا ورى تعالي هني‪..‬‬

‫راحت مناير وتبعتها سماء ‪ ..‬وفجوا الباب بهدوء‪ ..‬وانصدمو يوم لقو اللي لقووه‪..‬‬

‫كانت الحديقة جاهزة ومصممة‪ ..‬والنافورة اللي اختارتها سماء ويا جراح مصفوفة بوسط الرض بصورة‬
‫شاعرية حزينة‪ ..‬كانت عبارة عن دلوو مكسوور ولكنه يحافظ على الماء فيه مع ان القطرات تنقط منه لكنه‬
‫بعد يحتفظ به بالقعر‪ ..‬وابتسمت في ويه جراح اللي كان واقف‪ ..‬شكله‬
‫كان مريض بسبب اللي صابه هذيج الليلة لكن باستثاء الضربة اللي على ويهه فهو بأفضل حالته‪..‬‬

‫سماء وهي عاجزة عن الكلم‪ :‬متى؟؟؟‬


‫ابتسم جراح ‪ :‬كله اليوم الصبح‪ ...‬يا البارحة وانتي ما كنت موجودة ‪ ..‬وجهزته انا و‪ ...‬خالد وكملناااه كله‪ ..‬هدية‬
‫لج‪) ...‬غصة بلعها جراح( قبل ل تروحين‪..‬‬

‫ابتسمت سماء والدمع مختنق بعيونها‪ ..‬تناظر المكان برضا عميق وقلب صادق الحساس‪ ..‬ابتسمت وضحكت‬
‫يوم شافت كل اللي كان موجود‪..‬‬
‫تصويرها الخيالي صار حقيقي‪ ..‬والله شي جميل على قلبها‪ ..‬وطالعت جراح مرة ثانية‪..‬‬

‫سماء‪ :‬والله ما تصورت انه بصير جذي‪ ..‬احلى من تخيلي‪..‬‬


‫جراح‪ :‬كله بفضلج‪ ..‬وان شاء الله بعد ما تردين بتلقين الزرع كله نبت‪ ..‬وهدية منا لنا‪..‬‬

‫شافته رايح عن زاوية عند اصصيص عاجي فيه تراب وزرعة صغيـرة جديدة العهد‪ ..‬ولحقته عشان تشوف‪..‬‬

‫جراح‪ :‬هذي الزرعة بأسمج‪ ..‬امي حطتها عشان تسقيها اهي لج بنفسها‪ ..‬وكل ما كبرت ونضرت‪ ..‬راح تكون‬
‫دليل انج مثلها يا سماء‪ ..‬ما نبيج‬
‫اول ما تختفين عن نظرنا تهملين نفسج‪ ...‬عرفي انج انتي هالنبتة‪ ..‬واحنا نعتني فيج حتى لو ما كنتي جريبة‬
‫منا‪..‬‬

‫ذاقت نفس سماء بسبب الحب اللي عمرها بهذيج اللحظة لهالخو العظيم‪ ..‬وتمت عيونها تدور صاحبة السعادة‬
‫والفرحة الدائمة في قلب‬
‫اي انسان يعرفها بمعرفتها‪ ..‬والتفتت مثل الحايرة مكانها وردت بعيونها لجراح‪..‬‬

‫سماء‪ :‬وينها خالتي؟‬


‫جراح وهو يبتسم بحزن‪ :‬في دارها‪.‬‬

‫ما انتظرت سماء‪ ..‬ومسحت دمعها اللي حمر ويهها‪ ..‬ودخلت داخل البيت‪..‬‬

‫بدرب حفظته عن ظهر قلب راحت لعند باب الدار ولقت ام جراح قاعدة وفاتن معهاا تمسح على جتفها‪..‬‬
‫واول ما التفتت فاتن لوجود سماء لقتها الثانية بويهه متألم‪ ..‬حزيـن‪ ..‬متألم‪ ..‬ابتسمت فاتن بعجز في ويه‬
‫سماء ونظرتها كانت كافية انها تجر الونة في نفس سماء‪..‬‬
‫فاتن الوجه المبتسم الدائم ‪ ..‬اشبه بالملئكة‪ ..‬حزين اليوم على شانها‪..‬‬

‫سرعات ما زاد حزن سماء وهي تشوف ويه ام جراح اللي التفتت للزائر الثالث ‪ ..‬وراحت لها بسرعة وحطت‬
‫راسها على حظنها وهي تلم حوضها‬
‫بقووة‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬ملوعني فراقج‪ ...‬والله وكان قلبي يجلعوونه من منبته‪ ..‬سامحيني يا بنتي‪..‬‬
‫سماء وهي ترفع ويهها برجا‪ :‬يمة‪ ..‬اسامحج على شنو؟ على حبج؟؟ ول حزنج لفراقي‪ ..‬حزني يا يمة ماكو‬
‫غيركم حزين علي ‪ ..‬حزنووو علي تكفووون‪ ..‬اذا انتو ما حزنتو من اللي يحزن ‪..‬‬

‫ظلوو في هذيج اللحظة بصمت جميل‪ ..‬مجتمعين كلهم في مكان واحد‪..‬‬


‫ال من نقص‪ ..‬نقصه‪ ..‬نقص هذاك الصبي النحيل اللي شافته بظهر حار من صيف ماضي‪ ..‬صيف الماضي‬
‫الجميل‪ ..‬اللي من عرفتهم فيه امتلت‬
‫حياتها بالمعنى والحساس‪ ..‬حس العائلة الثمين اللي ما يقدر بثمن‪ ..‬دورت سماء بحظن ام جراح على‬
‫احساسها بهذيج اللحظة‪ ..‬وحست انها عاجزة لن بكل لقاء مع خالد كان لها أحساس ثاني‪ ..‬احساس متعاظم‬
‫وشديد‪ ..‬أشبه بالورد وهو يتفتح‪ ..‬بالجليد وهو يذوب وينصهر‪ ..‬بروود الصم والحمم‪ ..‬وينه؟؟ ل يحرمني منه‬
‫بآخر دقايقي‪ ..‬ماقدر اتم اكثر وانتظر‪ ..‬مع اني بنتظره طول عمري‪ ..‬طول عمري يا خالد بنتظرك‪ ..‬ول ابد‬
‫بتغيب عن بالي‪ ..‬وانا بذكراك منغرسة ياا من ملكت احساسي بطفولته وبراءته‪ ..‬بطهارة قلبك الطيب‪..‬‬

‫جرس البيت قرع وقطع عليهم ‪ ..‬وفاتن اللي تحركت لنها عارفة من اللي ياي‪ ..‬مسحت ويهها ولمت الشيلة‬
‫وكان جراح هاب انه يروح‪..‬‬

‫وقفته فاتن‪ :‬خلك‪ ..‬انا اللي بروح‬

‫كانت من التصميم والثبات انها وقفت جراح وطلعت اهي‪..‬‬

‫فتحت الباب وكانها مستعدة لهالمجابهة طول عمرها‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬ما خاب ظنها ‪ ..‬كان اهو‪ ..‬بجبنه وتفاهته‪..‬‬
‫تحركت صوبه بنظرة مشوبة بالنكران لي شي يتعلق به في حياتها مرة‪..‬‬

‫فاتن بنص الدرب‪ ..:‬نعم؟؟‬


‫مشعل وهو يرفع نظرة مرتجفة آسفة لفاتن‪ : ..‬بس‪ ..‬سماء‪ ...‬لو تنادينها‪..‬‬
‫فاتن وهي تقطع كلمه‪ :‬دقايق‪..‬‬

‫راحت وردت على عقبها مرة ثانية ‪ ..‬من فوق كتفها‪ ..‬طيرت كلماتها من غير اي اهتمام‪..‬‬

‫فاتن‪ .. :‬انت من الجبن يا مشعل انك حسفتني على اني قط عرفتك بيوم‪) ..‬التفتت له وهي تشوفه( الله‬
‫يعينك على ما بقى من حياتك‪ ...‬لنك صدقني بتعيش في تعاسة وذنب هالبنت اللي برقبتكم كلكم‪ ...‬قالو ان‬
‫كل شي يتعوض ال الخو‪ ...‬ولكن اخو مثلك‪ ..‬ماظن ان في أخت بتتحسف عليه‪ ...‬واحمد ربك لو ان سماء يوم‬
‫من اليام سامحتك‪ ..‬وهذا الشي مو نابع منك انت ول بتصرفك غلطان لو فكرت جذي‪ ..‬راح يكون نابع )احتد‬
‫صوت فاتن الغاضب( من قلبها الطيب البريئ اللي ما بغى منك ول من امك ول حتى ابووك اللي اهو سبب‬
‫اللي اهي فيه ال الحب بالحب‪ ..‬لكن اثبتو كلكم ثلثتكم انكم مو اهل بالحب‪) ..‬قست جملتها( والحمدلله اني‬
‫فهمت هالشي قبل فوات الوان‪ ..‬مع اني قاسيت منك اللي قاسته اهي منك‪ ..‬جبنك ‪ ..‬وقلت حبك لي‬
‫انسان‪ ..‬غير نفسك‪...‬‬

‫وقفت لدقايق وهي تضبط اهتزاز الغضب في نفسها‪ ..‬وهي تراقب ملمحه الهايمة بأرض مهجورة‪ ..‬ارض حبه‬
‫اللي اهي تركتها في يوم من اليام‪ ..‬ولول مرة – للسف الشديد‪ -‬فرحت فاتن لنها آلمت قلب احد‪ ..‬لن الي‬
‫سواه مشعل محد سواه ‪ ..‬اللي سواه في سماء قبل ثلث ليالي كان من العظمة والكبر لدرجه انه آسى قلب‬
‫امها بدرجة فظيعة‪..‬‬

‫دارت على عقبها وهي رايحة عنه‪ ..‬مو عارفة اي وقع خلفته في نفسه‪..‬‬
‫ارتجت اصداء صوت فاتن في عمق مشعل‪ ..‬وعرف ان هالشي ما راح يوقف لعند هني‪ ..‬ما حس ان فاتن‬
‫يمكن بيوم من اليام تواجهه بهالكلم‪..‬‬
‫لكن ‪ ..‬هذا مو شي‪..‬ملمة المحب لحبيبه احلى من العسل‪ ..‬اللي قهره اهوو منطق الحقير مساعد اللي ظهر‬
‫من بين شفايفها‪..‬‬

‫استنكار واضح من مشعل لفاتن الجديدة‪ ..‬وتوعد وعهد انه لزم يردها لصوابها‪ ..‬خطوة يديدة من مشعل‬
‫للينون‪ ..‬اكيد ل محالة‪ ..‬لنه قرر‬
‫شي بهذيج اللحظة ‪ ..‬ال وهو انه يرد فاتن فاتن الولية‪ ..‬وهذا قبل مااا يفوت الوقت‪ ..‬شلون؟؟ اليام بتكشف‬
‫هالشي‪..‬‬

‫‪------------------------‬‬
‫وانتهت الجلسة اللي كانت تصممها ورشة الياسي ببيت غزلن واخر التنجيدات كانت على يد لؤي اللي كان‬
‫منهمك بهالشغل مع ان طيف‬
‫غزلن حارمه التركيز‪ ..‬لكن الهم الي في نفسه كان اكبر من انه يبينه لذا خفاه بين طيات مشاعره‪..‬‬

‫وصوت أنثوي ‪ ..‬ماكر طغى على حسه للتو‪ ..‬خله يلتفت بنظرة باردة‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬نعم؟؟‬
‫غصون‪ :‬اقول عساك عالقوة‪ ..‬ياولد الدخيلي‪..‬‬
‫لؤي وهو يراقب ملمحها الناضجة‪ ..‬مشابهه لغزلن لكن مختلفة بنفس الوقت‪ ..:‬الله يقويج‪..‬‬
‫غصون‪ :‬انت اخو مساعد صح؟‬
‫لؤي‪ :‬صح‪ ..‬ليش السؤال؟‬
‫غصون وهي مندهشة‪ :‬انا مادري ان ليش محد يذكرني ؟؟ الظاهر ان مساعد الوحيد اللي يذكرني‪..‬‬
‫لؤي وهو عاقد حاجبينه يحاول يفهم اللي قالته‪ ..:‬ليش انتي تعرفينا؟‬
‫غصون وهي تقعد في الجلسة وتستريح‪ :‬شغل سنع‪ ..‬ما تقصرون صراحة اثبتوو انكم على جدارة‬
‫لؤي‪ :‬تسلمين‪..‬‬
‫غصون وهي ترفع عين مرهقة من الشمس الباردة ‪ :‬انا ما عرفكم كلكم‪ ..‬بس اعرف اخوك‪ ..‬كنا على مقربة‬
‫في يوم من اليام‪ – ..‬مهنيا اقصد‪ ..‬كنت اتدرب في شركة ابوي على المحاماة وهو كان المشرف علي‪..‬‬
‫لؤي وهو يتنهد بتفهم‪ :‬أهااا‪) ..‬ابتسم بطفولة( الحين عرفتج‪..‬‬
‫غصون‪ :‬ههههههههههههههههه‪ ..‬شخبار الهل‪..‬‬
‫لؤي اللي حس بالمتعة من طريقة كلمها ‪ ..‬غير عن غزلن‪ ..‬فيها شي من النضج‪ :‬والله الوالدة موصلة لج‬
‫سلم‪..‬‬
‫غصون بدهشة‪ :‬لي انا؟‬
‫لؤي‪ :‬اي‪ ..‬اهي قالت لي كل ما تشوف‪ -- - -..‬شسمج؟؟‬
‫غصون بذكاء‪ :‬توصل السلم وما تعرف لمن‬
‫لؤي‪ :‬توه السم في بالي‪ ..‬بس نسيـت‪..‬‬
‫غصون‪ :‬هههههههههههههههه‪ ..‬غصون‪..‬‬
‫لؤي وهو يطرق بصعبه وكانه لقى اللي كان في باله‪ :‬صح‪ ...‬غصـون‪ ..‬تسلم عليج وتقول لج تبي الصحن اللي‬
‫خذتيه منها‪..‬‬
‫غصون‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ‪..‬‬

‫وشرفت سيارة النسة غزلن اللي من دخلت الكاراج عيونها تدور على سيارة احد من الورشة‪ ..‬من اللي‬
‫كانت تدوره بالضبط هذا اللي ما‬
‫عرفت له‪ ..‬ولكن هذا شي‪ ..‬والشي ثاني كان اقوى عليها يوم لقت لؤي يشتغل وغصون معاه ‪ ..‬وكاهو ريل‬
‫غصون يطلع من البيت ويلقيهم‪ ..‬يارب يجك هالجليلة الحيا ويصفعها تصفع‪..‬‬

‫طلعت من السيارة وهي ودها لو تحرق لؤي بعيونها بس للسف كانت تحت نظارات شمسيية غامجة‪ ..‬ومشت‬
‫بأتجاههم وهي تحاول تتجاهله لكن ل‪..‬‬
‫مظهره الطفولي اللي بدى في عيونها انقى حتى من اليهال ما ساعفها‪..‬‬
‫غزلن بهدوء‪ :‬السلم‬
‫الكل ‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫بو فلح )زوج غصون(‪ :‬هل والله بغزلن‪ ..‬اسف ما هنأتج على هالتصميم الحلو‪..‬‬
‫لؤي يبتعد لكن عيونه كانت مراقبة للوضع من تحت لتحت وغزلن تكلم زوج اختها‪ ..:‬تسلم‪ ..‬التصميم كان‬
‫جاهز‪ ..‬التقدير كله لطاقم العمل‪ ..‬يعطيهم العافية )وهي تناظر لؤي اللي ابتسم بحدة وذكاء(‬
‫غصون وهي تقي عيونها من الشمس‪ :‬انا بدخل الحين‬
‫زوجها‪ ..:‬ليش حبيبتي خلج‪ ..‬الجو حلوو والهوا منعش‬
‫غصون وهي تبتسم بتصنع‪ :‬ادري بس‪ ..‬ما ابي‪ ..‬بدخل داخل‪)...‬تلتفت الى لؤي من غير اي احساس لزوجها(‬
‫تشرفنا لؤي‪..‬‬
‫لؤي وهو يحني راسه‪ :‬الشرف لي‪..‬‬

‫وراحت غصون من غير اي اكتراث لزوجها او طلبه انها تظل‪. .‬بكل بساطة اهي مو في المزاج العاطفي انها‬
‫تصغي لكتله التحجر والشغال زوجها‪ ..‬دخلت البيت وغابت عن الساحة‪..‬‬

‫بو فلح بابتسامة غبية‪ :‬انا بعد بلحق حرمتي‪ ..‬ومرة وحدة اتسامر ويا حرمة عمي‪ ..‬اشوفكم على خير‪..‬‬

‫راح زوج غصون وظلت غزلن واقفة وهي تناظره لمن غاب‪ ..‬وبهدوء وجهت راسها او نظراتها الى لؤي اللي‬
‫كان منهمك باللمسات الخيرة‪ ..‬مو مهتم يعني؟؟ ما يحس لنفسه غلطان؟؟ يمكن اهو من غرور جراح بعد‪..‬‬
‫وفيه من الل في ارفيجه المعتد‪..‬‬
‫غزلن وهي تتلمس الخشب المنحوت بعناية‪ ..:‬اليوم أخر يوم؟؟‬
‫لؤي وهو يطرق على احد القطع‪..:‬أيه ان شاء الله لننا مشغولين وورانا اكثر من التزام‪..‬‬
‫غزلن‪:‬أهااا‪..‬‬

‫تم يطرق بهدوء ظاهري لكنه كان مرتبك من داخل‪ ..‬لنها واقفة تناظره بطريقة غريبة‪ ..‬ومن زود ما كان‬
‫متوتر بهالشي توقف عن الطرق وطالعها بهدوء‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬في شي؟؟‬


‫غزلن تتصنع البراءة‪ ..:‬شي؟؟ شي مثل شنو؟؟‬
‫لؤي وهو مستغرب‪ :‬مادري يعني انتي واقفة جذي‪ ..‬عندج شي تقولينه؟؟‬
‫غزلن‪ :‬هههه‪ ..‬البيت بيتي الحين‪ ..‬وانت اللي تسألني شسوي واقفة هني ول هناك‪..‬‬

‫حس لؤي انه واضح بعيونها‪ ..‬لذا‪ ..‬سكت عنها وتابع اللي يسويه بكل هدوء‪ ..‬وظلت اهي على حالتها تراقبه‬
‫وهي عاقدة ذراعاتها وتراقب بتنهيدة حزينة‪ ..‬حملت روحها وراحت وقعدت بعيد عن المكان‪ ..‬انتهى شغلهم‪..‬‬
‫يعني كل اللي بديته باء بالفشل‪ ..‬لقدرت اتحرك صوب جراح ول انش‪ ..‬وكل ما اييلي وانا )تناظر لؤي( اروح‬
‫باتجاه ثاني غلط‪..‬‬
‫الظاهر اني ما حكمت مخي مثل ما كنت اظن‪ ...‬الظاهر اني كنت متوقعة زيادة عن اللزوم اني راح انجح‪ ..‬ما‬
‫دريت ان الهوا لعبة ما يلعبها‬
‫ال الهوى نفسه‪..‬‬

‫سحبت نفسها بتخاذل للبيت والهم واضح والتنهيدة شاهد عيان على حالتها‪ ..‬اول ما اختفت عن عيونه رفع‬
‫راسه لؤي وهو يتابع خطواتها اللي مسرع ما رجعت وهي تمشي بسرعة صوب السيارة‪ ..‬مرت من صوبها‬
‫بسرعة خطيرة بعض الشي‪ ..‬خلت من شعرها يتطاير وراها مثل اللي يبي‬
‫يهرب او يرجع من محل ما يا‪..‬‬

‫اختفت بالكاراج وقلب لؤي مرتبك عليها‪ ..‬ومسرع ما سمع محرك السيارة يتشغل بحماس‪ ..‬وصوت دواسة‬
‫البانزين تفحط على السفلت‪..‬‬
‫وبسرعة رجعت السيارة ورى‪ ..‬وظهرت لمحة منها وغابت ‪ ..‬ركض لؤي وهو يرمي الغراض اللي بيده وسرع‬
‫صوب الباب الرئيسي عشان يشوف شلي صاير‪ ..‬واول ما طلع ما لقى ال غبرة المرسيدس اللي كانت فيه‬
‫غزلن‪ ..‬وعلى طول ما عطل نفسه وركبت البليزر وطوالي وراها‪..‬‬
‫يشوفها وين يمكن ترووح‪..‬‬

‫سباق طويل بيناتهم لحق فيه لؤي غزلن حتى اخر اللدنيا‪ ..‬ظن انه فر البحرين كلها في ثواني وهو يلحق‬
‫وراها‪ ..‬واهي ابدا ما اا فكرت‬
‫انها تخفف سرعة ول تخفف تجاوزات‪ ..‬حتى انها طافت اشارة حمرا وشخطت الشارع بعنف اهتز من تحتها‬
‫السفلت‪..‬‬

‫لؤي وهو يكلم نفسه بالسيارة‪ .. :‬ل هذي أكيد ناوية تذبح روحها اليوم‪ ..‬وين بتروح بس ويا هالمزاج‪..‬‬

‫وهو يلحق وراها لقاها متوجهة عند البحر ‪ ..‬وكانت شاخطة السيارة بقوووة لدرجة انها قفزت قفزة كبيرة من‬
‫على الرصيف اللي اخترقته وتأذت السيارة شوي‪ ..‬ووقفتها ببريك قوي عند الشاطي مباشرة وسيارة لؤي‬
‫وراها‪ ..‬ويوم توقفت سيارتها بهذيج القوة ضاع امان لؤي عليها ووقف السيارة وراح عندها‪..‬‬

‫طلع من السيارة وهو ميت من الخوف يمكن صابها شي ول من القفزة تأذت‪ ..‬لقاها مسندة راسها على‬
‫الكرسي وتتنفس بقوة بسبب‬
‫الدرينالين اللي تدافع فيها من شدة الحماس‪ ..‬وطرق على الباب‪..‬‬

‫غزلن تفتح الباب بقوة في ويهه وشوي تفجره بغضبها‪ :‬شتبي لحقني لهني؟؟؟‬
‫لؤي وهو مندهش من اسلوبها ويكلمها بصوت ناضج مشوب بالخوف‪ :‬انتي شفيج تسوقين جذي؟؟ حاسبي‬
‫على روحج شوي ال ذبحتي روحج وانتي تتجاوزين وتسرعين‬
‫هجمت في ويهه بعنف‪ :‬ومن انت عشان تقول لي ل اسرع وال ل اتجاوز‪ ..‬انا بكفي اسوي اللي ابيه‪ ..‬مو انت‬
‫اللي تتحكم فيني‪..‬‬
‫لؤي وهو يناظرها بأشمئزاز‪ ..:‬الظاهر انج من قلب مينونة‪..‬‬
‫غزلن وهي تصرخ‪ :‬مينونة؟ اي مينونة؟؟ الوحدة عندكم يا مجتمع الرياييل لمن تتكلم بحرية وطلقة وتعبر عن‬
‫اللي في نفسها مثلكم تطلع مينونة‪ ..‬لكن لو فكرتو بالشي بالطريقة الصحيحة بتلقون انكم انتو الميانين ‪..‬‬
‫واكبر ميانين بعد‪..‬‬
‫لؤي وهو يتجاوزها رايح عند السيارة‪ :‬ما احتاج اسمع منج هالحجي‪..‬‬

‫وراح عند السيارة‪ ..‬والحمد لله ان الباب كان مفتووح‪ ..‬سحب مجموعة المفاتيح الموصلة بالسيارة وسكر‬
‫الباب‪..‬‬
‫غزلن بويهه‪ :‬شتسوي؟؟ رد المفاتيح‪..‬‬
‫لؤي وهو يتجاوزها‪ :‬ل‪..‬‬
‫توقف بويهه مرة ثانية‪ :‬شفيك انت؟؟ مينون‪ ..‬اقول لك رد المفاتيح بسرعة‪..‬‬
‫لؤي يصرخ في ويهها‪ .:‬لاااا‪) ..‬خفف من صوته( انتي وحدة دليعة‪ ..‬مدللة‪ ..‬وتافهة‪ ..‬وغبية‪ ..‬وعقلج اصغر من‬
‫الحب الشمسي‪ ..‬انا ما بخليج تسوقين وانتي بهالتصرفات الغبية‪ ..‬عقلي‪ ..‬بنات كبرج يأسسون بيت‪ ..‬شتبين‬
‫تسوين انتي بعمرج؟؟ تكبرين وتصيرين مثل اختج؟؟؟؟ بل مشاعر وبل احاسيس؟؟‬
‫غزلن بصدمة‪ ..:‬وانت شعرفك باختي؟؟ ومن سمح لك تتكلم عنها جذي‪..‬‬
‫لؤي وهو يسكتها‪ :‬انا بتكلم عنها مثل ما ابي‪ ..‬ما سبيها ول لعنتها‪ ..‬انا اشفقت على حالها‪.‬ول تظنين اني‬
‫ماعرف اختج‪ ..‬انا اعرفها وخوش معرفة بعد‪ ..‬بس انا من عاداتي اني مابين للناس اني اعرفهم لني ابي‬
‫اعطيهم فرصة انهم يبينون لي بصورة يديدة وبتصرفات يديدة‪..‬لكن انتي للسف الشديد‪..‬‬

‫راح عنها وهو يحس بانه لول مرة بحياته يحس ان اعصابه محترقة‪..‬‬
‫لول مرة بحياته يحس بالنار تشب فيه‪ ..‬لول مرة يعصب ويقول الشي اللي يمر في خاطره في اللحظة‬
‫نفسها‪..‬‬

‫التفتت لها‪ ..:‬علبالج انا واحد غبي مافهم وانتي تافه ومخي قد البلوطة‪ ..‬انتي الغبية‪ ..‬انتي التافهة ‪ ..‬انتي اللي‬
‫مخج قد البلوطة يوم انج تفكرين ان اكو ريال بهالمواصفات‪ ..‬انتو الضعاف‪ ..‬انتو الغبيات‪ ..‬انتووو اللي ما‬
‫عندكم حس – بغض النظر عن كل الحاسيس والمشاعر اللي رب العالمين وهبكم‪ -‬باللي حواليكم‪ ..‬تلحقين‬
‫ورى جراح وكأنه الزهرة وانتي النحلة والمفروض ان الوضع يكون مغاير‪ ..‬او حتى انه ما يصير‪ ..‬لن البنت ما‬
‫تلحق احد‪ ..‬البنت معززة مكرمة بشرفها ببيتها‪ ..‬ل احد يمسها ل بكلمة ول بلمسة ول نظرة‪ ..‬لكن‪ ..‬انتو بنات‬
‫هالزمن‪ ..‬ينيتو‪ ..‬قصوو عليكم بكلمة التحرر فطلعتوو فطينات بشعركم ول طريقة مكياجكم ول لبسكم‪..‬‬
‫غلطانات لو فكرتوو ان في ريال بهالدنيا يبي وحدة مثلكم‪ ..‬وان كان في فهذا ريال تافه مثله مثلكم‪..‬‬

‫سكت لؤي وهو يلهث من الغضب‪ ..‬وغزلن المصدومة صابها خرس عن الكلم‪ ..‬ماهي قادرة تصف كلمة على‬
‫كلمة‪ ..‬ليش؟؟ بسبب غضبه؟؟ ول ذكائه‪ ..‬ول معرفته عنها وياجراح‪ ..‬وشلون وصفها وسمح لنفسه يعيد ويزيد‬
‫بهالوصف‪ ...‬شلي قاعد يصير‪..‬‬

‫لؤي وهو يضبط اعصابه‪ :‬خليني اردج بيتكم‪ ..‬مالي خلق المشاكل ول لي بارض‪..‬‬

‫راح عنها وهو يدخل السيارة ويصفق الباب وراه‪ ..‬وظلت اهي واقفة عند السيارة بعجز‪ ..‬ماتدري اتروح ول‬
‫لء‪ ..‬ولكن يوم تحركت سيارة‬
‫لؤي عشان توصل لعندها‪ ..‬رفعت عيونها له ولقت نفسها اخر شي يمكن يطالعها بهذيج اللحظة‪ ..‬وباحراج‬
‫وسخف واحباط وقله احترام للنفس‪..‬‬
‫جرت روحها للكرسي الخلفي من الطرف الثاني وقعدت‪ ..‬واول ما سكرت الباب تحركت سيارة لؤي بعيد عن‬
‫هالمكان بهدوء‪ ..‬على عكس قيادتها‬
‫المتهورة ‪ ..‬كان حاملها في السيارة وكأنها أمانة او جوهرة ثمينة ملقاه على عاتقه ولزم يوصلها بسلمة‪..‬‬

‫ظلت طول الوقت وهي تناظر الوطي من عيونها‪ ..‬وهي مو مصدقة اللي بدر من لؤي تجاهها‪ ..‬كتلة الغباء مثل‬
‫ما اعتقدت اخر شي ما طلع كتلة غباء‪ ..‬انسان له احساس وله شعور وله معنى بهالدنيا‪ ..‬يحس ويكتم‬
‫أحساسه بغية اعطاء الفرص للناس‪ ..‬مستحيل هالولد يكون حقيقي‪ ..‬مافي مثله من الريـاييل‪ ..‬حتى جراح‬
‫نفسه اللي اعتقد اني صنف معين من البنات وما فكر حتى انه يستكشفني عشان يلقى فيني اللي ما يبي‬
‫يلقاه‪ ..‬لكن هالشخص‪..‬‬

‫حاولت ترفع عيونها وتناظره لكن هالشي كان متعذر عليها‪ ..‬ما تقدر تحط ويهها بويهه لنه محمرة وعيونها‬
‫على وشك النفجار بالدمع‪ ..‬لكن استحملت‪ ..‬عصت الدمع والحساس بالغباء عشان بس انها تظل ثابتة‬
‫مكانها‪ ..‬وكم راح تتحمل عشان بس توصل البيت‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬مع اخر امنية بانت ملمح الشارع اللي تألفه عيونها ‪ ..‬شارع البيت ‪ ..‬وعلى طول هبت روحها انها‬
‫تتحرك اول ما توقف السيارة‪ ..‬ما تستحمل اي دقيقة صمت ويا لؤي‪ .‬طلعت من السيارة وهي تمشي بسرعة‬
‫ودخلت البيت‪ ..‬ولؤي اللي حرك السيارة عشان يروح ول يرد مرة ثانية تذكر ان اغراضه بعدها في البيت‪..‬‬
‫دخل بسرعة وهو يتحاشى اي احد وسحب الغراض ورتبهم في علبة العـدة وتوه بيطلع من البيت‪..‬‬

‫غصون‪ :‬لؤي وين رايح؟؟‬


‫التفتت لها لقاها اهي وامها طالعين من البيت‪ :.‬ل بس خلصت الشغل ونودعكم‬
‫ام زياد‪ :‬ل والله ما تروح جذي‪ ..‬اليوم انت بتتغدى معانا ان شاء الله‬
‫لؤي وهو يفكر بغزلن مباشرة‪ :‬ل ل خالتي تسلمين وما تقصرين‪ ..‬برد الورشة وراي شغل‬
‫غصون‪ :‬ل عاد انت مو غريب انت ولد الدخيلي وواحد منا وفينا‪ ..‬يل عاد ل تكسر بخواطرنا‪..‬‬
‫لؤي وهو متردد‪ :‬ودي بس ماقدر‬
‫ام زياد‪ :‬ول عشان خالتك‪ ..‬يالله عاد نور بيتنا اليوم‪..‬‬

‫ماقدر يرفض طلب هالم الطيبة‪ ..‬اللي شاف في ملمحها شي من غزلن وتمنى لو ان شي من اخلقها‬
‫واطباعها في بنتها بعد‪ ..‬لكن للسف الشديد غزلن لزم تطلع من باله لنها ما تستاهل العنا‪..‬‬

‫قعد وياهم وتغدى وشرب جاي وطلع على العصر القريب وغزلن ما فارجت دارها ول طلعت منها‪ ..‬وظلت‬
‫حبيستها لحد مااااااا تقدر تطلع روحها من الكلم اللي قاله لها لؤي‪ ..‬صج انها اليوم خلص عادت بل احترام‬
‫لنفسها‪ ..‬شلون قدرت انها تصيـر جذي ما تدري‪ ..‬هالكثر تعدت حدودها وهالكثر انفج لجامها وهامت على ويهها‬
‫مثل الفرس البري‪ ..‬مستحيل‪ ..‬فكرت في بالها‪ ..‬مستحيل اشوف لؤي مرة ثانية‪..‬‬
‫وجراح لزم انهيه من حياتي نهائيا‪ ..‬ومستحيل اقبل بحياتي مرة ثانية‪ ..‬مستحيل ارجع غزلن اللي كانت من‬
‫بعد هاليوم‪ ..‬انا خلص‪ ..‬بتم مكاني وين ما انا من غير اي تعديل في نفسي‪ ..‬بظل في داري ول بطلع‪ ..‬ول‬
‫اظن ان لو روحي فارقتني احد بيهتم‪ ..‬اذا انا ما اهتميت‪ ..‬محد راح يهتم‪..‬‬

‫‪-------------------‬‬

‫سكن الجوو بالحزن اللي دار في أطراف بيت بو جراح‪ ..‬الكل ساكت وهو يسحب نفس عميـق‪ ..‬دمعه تسري‬
‫وتنمسح بسرعة عشان ل تلفت نظر احد‪..‬‬
‫ام جراح بعدها في دارها وهي ذايب حشاها على سماء اللي انتزعوها ‪ ..‬ما تكلمت ويا احد‪ ..‬وحتى مريم اللي‬
‫ياتهم من بعد روحة سماء عن‬
‫البيت بربع ساعة‪ ..‬تلقفت فاتن اللي كانت شبه الهايمة على ويهها‪ ..‬تنتفض بعمق وروحها مهتزة وتحتاج‬
‫لشوفته‪ ..‬شوفة مساعد اللي تطمنها‬
‫من كل الخطار‪ ..‬دايما كان موجود وقت ل هي حست بهالحاسيس الجياشة‪ ..‬وشوفة مريم نسبيا تريحها‪..‬‬

‫مريم ويا فاتن بصالة الحريم‪ ..:‬متى راحت؟‬


‫فاتن‪ :‬قبل ل اتيين بربع ساعة‪..‬‬
‫مريم بحزن‪ :‬ليتني لحقت عليها‪ ..‬والله قلبي منشعب عليها‪ ..‬فديت عمرها الله يردها بالسلمة‬
‫فاتن وهي تهز ريلها بتوتر‪ :‬الله يردها بالسلمة‪..‬‬

‫لحظت مريم توتر فاتن وما قدرت ال انها تسألها‪..‬‬

‫مريم بتوجس‪ :‬من اللي يا وخذها؟‬


‫فاتن اللي حست ان مريم تقرى افكارها‪ ..:‬من تظنين يعني؟‬
‫مريم وكانها تسترجع قهر في نفسها‪ ..:‬صراحة‪ ..‬انا ما قد كرهت احد كثر ما كرهته‪ ..‬يعله ماا يترقع بدنياه‪..‬‬
‫مجرم‪ ..‬جبان وتافه‪..‬‬

‫سكتت فاتن‪..‬لن ما كان في جعبتها اكثر من الهانات لمشعل‪ ..‬لن اللي دار بينها وبينه الصبح كفاية‪..‬‬

‫مريم‪ ..:‬شخباره جراح؟؟‬


‫فاتن تبتسم‪ :‬الحمد لله‪ ..‬اول يوم تعب علينا لكنه بطل وقام بخير وسلمة‬
‫مريم بصوت واطي‪ ..:‬الله يسلم روحه‪...‬‬
‫فاتن تبتسم لها‪ ...:‬تراه قام وهو يهلوس‪..‬‬
‫مريم باستغراب‪ :‬اسم الله شيهلوس؟؟‬
‫فاتن وهي تتصنع الجهل‪ :‬مادري‪ ..‬شي عنج‪ ..‬وانه لزم يخطبج‪ ..‬بس تدرين هذي كلها هلوسات‪..‬‬
‫مريم وهي تنقز من مكانها‪ ..:‬شنو؟؟ هذي هلوسات‪ ..‬صلي على النبي تذكري زين يمكن ما هي هلوسات‪..‬‬
‫فاتن وهي تكتم ضحكة‪ :‬اللهم صلي وسلم عليه بس انا حاسة انه ما كان في وعيه‪ ..‬بس تدرين‪ ..‬امي كانت‬
‫وياه‪ ..‬اذا اهو كان يهلوس فامي ما بتهلوس‪) ..‬بنظرة آسفة لمريم( ااخ عليج يا مريم الظاهر ان بينملج عليج‬
‫عاجل وليس آجل‪..‬‬
‫بتفاعل ما استدركت نفسها مريم به‪ ..:‬الله يسمع منــــج ومثل ماقلتي عاجل وليس آجل‪..‬‬
‫فاتن بنظرة متوسعة لختها‪ :‬مريوم؟؟؟؟ ركدي عيب عليج‪..‬‬
‫مريم وهي ترتب من نفسها المتحمسة‪ :‬شسوي يا فاتن‪ ..‬والله تقرح فوادي وانا انطر هاليوم‪ ..‬أبيه ايي الحين‬
‫قبل بعدين والله ان القلب منشعب‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههه‪ ..‬الله يعينج على بلواج‪....‬‬

‫دخل خالد البيت وهو مسرع صوب فاتن‪...‬من غير اي اكتراث لمريم‪..‬‬

‫خالد‪ :‬راحت سماء؟‬


‫فاتن وهي منصدمة ووقفت على ريلها‪ ..:‬اي راحت‪ ..‬من نص ساعة‬

‫خالد وهو يرد على عقبه طالع من البيت‪..‬‬

‫وقفته فاتن وهي تمسك يده‪ :‬وين رايح‪..‬‬


‫خالد‪ :‬خليني بروح لها‪..‬‬
‫فاتن الملتاعة‪ :‬وين بتروح يا خالد صل على النبي‪..‬‬
‫خالد والبؤس يجول على ويهه‪ :‬لزم اوصل لها شي فاتن‪ ..‬اوصل لها شي مني عشان ل تنساني‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اصبـر انزين خلني اروح وياك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬فاتن ما عندي وقت‪..‬‬
‫مريم‪ :‬دقايق يا خالد اصبر وانتزهب وانروح وياك‪..‬‬

‫سكت دللة على الرضا‪ ..‬وراحت فاتن وسحبت عباتها من دارها وطلعت منها‪ ..‬ولحقت خالد وركبت معاه‬
‫السيارة ومريم معاهم بعد‪ ..‬متوجهين للمطار‪..‬‬

‫وفي الدرب اتصل مساعد على مريم وردت على طول‪..‬‬

‫مريم‪ :‬هل مساعد‬


‫مساعد‪ :‬مريم وينها فاتن؟‬
‫مريم‪ :‬لحظة بس‪..‬‬

‫سلمت مريم التلفون لفاتن وهي تأشر براسها لها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬هل مسـاعد‪..‬‬


‫مساعد بتوتر‪ :‬وينج فاتن؟؟ دقيت عليج لمن تعبت يدي‪..‬‬
‫فاتن تذكرت انها من العيلة ما سحبت تلفونها‪ :‬مساعد انا رايحة المطار الحين ويا خالد‪ ..‬بنلحق على سماء‬
‫قبل ل تروح‪..‬‬
‫مساعد اللي اضطرب‪ :‬وين تروحون لها؟؟ ليش شعندكم وياها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل بس نبي نسلم عليها قبل ل تروح‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬انزين دقايق وانا عندكم‪..‬‬
‫فاتن الي استغربت ليش مساعد بيي ولكن ما اعترضت‪ :..‬على خير‪..‬‬

‫سكرت التلفون عنه من غير اي اعتراض ومساعد حمل جاكيته وطلع من المكتب من غير اعتبار لحد ‪ ..‬شغل‬
‫السيارة وحركها على طول بوجه‬
‫السرعة الى المطار‪ ..‬فكرة ان مشعل يمكن يكون هناك اهي اللي خلته يتحرك بهالسرعة‪ .‬وما راح يخليه‬
‫يختلي بفاتن‪ ...‬هذا شخص خطير ومخيف من نوعه‪ ..‬وفاتن بالليلة اللي صار فيها كل شي تبادلت وياه نظرات‬
‫تركت في نفسي الخوف عليها‪ ..‬اهي تتحداه لكنها ما تعرف اهي شنو خلفت فيه بسفرها‪ ..‬حس في مشعل‬
‫حقد وكره يمكن لو ينتشر الدنيا ما تكون بأمان‪..‬‬

‫ووصلوو للمطار‪ ..‬ومشى خالد بسرعة وهو يتلفت يمين ويسار ولكن من غير ما يناظر احد‪ ..‬كان مستعين‬
‫بعيون قلبه عشان يلقى اللي‬
‫يدورها‪ ..‬وما قدر لن الناس كثيرة والزحمة كبيرة‪ ..‬وفاتن معاه بالمثل‪ ..‬واخيــرا يوم لح مساعد لهم اتجهت‬
‫له فاتن ‪ ..‬كان يمشي صوبها بهدوء وثبات خلها تحس انه السفينة اللي بتنجيهم من الهيمان اللي اهم فيه‪.‬‬
‫مسـاعد‪ :‬ها؟؟ لقيتوها‬
‫فاتن بهدوء‪ :‬ما لقيناها و )تاشر براسها على خالد اللي يمشي ( وهو مو راضي يتنازل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ما ينلم‪ ..‬واحد غيره يسوي اكثر من جذي فقد الحبايب مو هين‪..‬‬
‫استغربت فاتن‪ ..‬ل بل انصفعت من كلمه‪ ..‬فقد الحبايب؟؟ اهو شعرفه بفقد الحبايب‪ ..‬وبطريقة مالها اي‬
‫علقة بالموضوع‪ ..:‬شقصدك بالكلم‪..‬‬

‫نزل عيونه له يراقب التساؤل اللي فيها ‪ ..‬ومر على باله طيف عالية بطريقة غريبة‪ ..‬شي في عيون فاتن بين‬
‫له انه في خطر‪ ..‬لكن تدارك نفسه بطريقته المعتادة‪ ..‬لكن ما كان هذا معنااه انه طلع من دوامة الصراع‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬ما عليج انتي الحين‪...‬‬

‫تركها وياليته ما تركها لنه رمى في نفسها افظع الشكوك‪ ..‬وكيف ان الشياء تلبست على دماغها‪ ..‬تذكرت‬
‫القصائد اللي قظت فيها ليالي واهي تقراها ‪ ..‬تتحرى فيها عن السهر والعذاب والفراق ولوعة الحباب‪ ..‬وان‬
‫الليل والبحر والنجوم تشهد على عذاب محبين‪ ..‬وم‪ .‬الدخيلي‪ ..‬م‪ .‬الدخيلي‪..‬‬

‫مساعد اهو اقرب انسان لعايلتنا ‪ ..‬او لبوي‪ ..‬اهو اللي تواصل ويا ابوي من صغره مثل ما سمعت من امي‪..‬‬
‫وصغره كان في سن المراهقة‪...‬‬
‫وسن المراهقة‪ ..‬عمتي عالية لو حية‪ ..‬مساعد راحي كبرها بسنة او سنتين بس‪ ..‬وعمتي كانت عاشقة‪ ..‬كانت‬
‫تحب‪ ..‬وسمعت من مريم مرة ان مساعد ماله حظ في الحب‪...‬‬

‫جالت عيونها بحسرة واهي تركب الصور‪ ..‬قطعة على قطعة ‪ ..‬ترسم لها صورة حزينة وأليمة بنفسها‪ ..‬النبؤة‬
‫على وشك التحقق‪ ..‬مسـاعد‬
‫بالفعل يمكن ارتبط بحياتها ‪ ..‬اهي كانت تحس او تشك انه يمكن كان له دور بحياتها في جيل ثاني‪..‬‬

‫لكن ما ظنت انه يكون له هالدور بهالحيـاة‪ ..‬ولمن‪ ..‬عمتها؟؟‬

‫ظل مساعد يدور على خالد لمن لقاه‪ ..‬ومسكه من يده‪..‬‬

‫خالد منصدم من وجود مساعد‪ :‬مساعد؟؟ انت هني؟‬


‫مساعد يبتسم له بحنان اخوي‪ :‬عيل انت هني وانا ما ايي؟؟ لزم اييلك‪..‬‬
‫خالد بيأس وصوته باح من الحزن‪ :‬مساعد دخيل والديك‪ ..‬دورها وياي‪ ..‬ماني ملقيها‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ول يهمك‪ ..‬انت تعال وراي وانا اللي ادلك عليها‪..‬‬

‫خذه مساعد وفاتن اللي لمحتهم لحقتهم اهي ومريم ‪ ..‬وشافته يتوجه للمغادرين‪ ..‬وسرعت صوبهم قبل ل‬
‫يروحون‪ ..‬ولقوها هناك واقفة‪..‬‬
‫كانت ملحفة راسها بشال اسود شلشي‪ ..‬لبسة بنطلون اسود وسيع وقميـص هندي الستايل باللونين السود‬
‫والبيض‪ ..‬ويوم تاكد انها اهي توجه خالد لها بسرعة‪ ...‬ومن غير انتباه احد وخصوصا مشعل راح لها وسحبها‬
‫من عنده من ذراعها من غير اي اهتمام من احد‪ ..‬ويوم هي فزعت من احد يسحبها التفتت واطمئن قلبه‬
‫وعيونه المتعذبة تهللت بشوفته‪..‬‬

‫سماء‪ :‬خالد‪.‬‬
‫خالد يبتسم بعذاب ‪ :‬ما هان علي اخليج واروح )مد يده لجيبه وهو يسحب جيس مصنوع يدوي عليه صورة‬
‫وردة وقطرات عسل‪ ..‬اخذ يدها وبسط‬
‫كفها وحطاه فيها( هاج‬
‫سماء باستغراب‪ :‬شنو هذا؟‬
‫خالد يهمس لها وهو يتحاشى عيون مشعل‪ :‬هذا دللة انج لي انا وبس‪ ..‬ان لو نسيتيني صوابعج ما بتنساني‪..‬‬
‫بتظلين وياي‪ ..‬بحلقة حياتي ودايرتها‪ ..‬ما راح تنسيني مثل ما انا راح انساج‬
‫سماء‪ :‬خالد بلحقة ول بدون انا ما بنساك‪ ..‬حد ينسى روحه‬
‫خالد‪ :‬علمتني الدنيا اني ماثق بالظروف‪ ..‬واني اتمسك باشياءواقعية مادية حقيقية‪ ..‬خليه بصوابعج‪ ..‬وكل ما‬
‫مال قلبج لنسياني ذكريني به‪..‬‬
‫سماء بدمعة وابتسامة عذاب‪ :‬ما راح انساك‪ ..‬عمري كله ما راح انسـاك‪..‬‬

‫تركها خالد‪ ..‬عشان تروح في حال سبيلها‪ ..‬صح ان مشعل انتبه لهم ‪..‬‬
‫لكن ما تحرك ول سوى اي شي لن اللي لفت انتباهه كانت فاتن ويا زوجها اللي واقفين يم بعض‪ ..‬وشلون‬
‫حس ان اللي كان له في يوم صار‬
‫لهالحقيـر‪ ..‬ويوم التفتت فاتن له تناظره بالعيون‪ .‬ابتسم لها بمكر وخبث‪ .‬وكانه يطلب منها الستعداد للي‬
‫بصير فيها‪..‬‬

‫اختفت سماء من عيون الكل‪ ..‬اهي ومشعل‪ ..‬واختفت عن عيون خالد‪..‬‬


‫مرة ‪ ..‬ولمدة طويـلة‪ ..‬حس بالوحشة‪ ..‬حس بالكره ‪ ..‬والعذاب يتجرع من نفسه الف مرة ومرة‪ ..‬هامت‬
‫روحه في المكان ‪ ..‬وما قدر يستحمل‬
‫ال انه يطلع‪ ..‬يطلع ويفك عمره من هالجو الكابت‪ ..‬تحرك من بينهم وتوها فاتن بتمسكه ال يد مساعد تمنع‬
‫يدها‪..‬‬

‫فاتن بخوف‪ :‬خلني اروح له‬


‫مساعد وهو يناظر خالد وكانه يشوف حاله قبل جم سنه فيه‪ :‬خليه يا فاتن‪ ..‬خليه‪ ..‬احسن ماله انه يكون‬
‫بروحه‪) ..‬يناظرها بابتسامة حنونة( خليه يا اطيب ام بهالدنيا‪ ..‬تخاف على عيالها وترعاهم‪..‬‬

‫من الحزن العميق حطت فاتن راسها على جتف مساعد وهي تراقب خطوات خالد اللي ضاعت في الزحام‪...‬‬

‫وانتهى فصل حزين مرير على قلب خالد‪ ..‬اللي ما اكتفى من فقد الحباب‪ ..‬عشان اييي له اليوم اللي يفقد‬
‫فيه أمل الحب والحيـاة من جديد‪..‬‬

‫يا تـرى‪ .‬هل بتدور اليام وتخلي سماء تنسى خالد‪ ..‬ول خالد ينسى ويبعد سماء‪ ..‬وتظل الوهم والخيال‪..‬‬
‫الحساس اللي بثته فيه مجرد اسطورة يعتنق بها الحياة‪ ..‬ول‪ ..‬امل الرجوع واللقاء ‪ ..‬يجمع بينهم‪..‬‬

‫)من هذا الجزء‪ ..‬راح تتوقف سيـرة حيـاة كل من سماء وخالـد‪ ..‬واحداثهم راح تكون مقتصرة فقط في‬
‫الحوارات اللي يشتركون بها‪..‬‬
‫ابي اخليهم معنيين بالهدوء والبتعادعن الصورة لن لو كانو في الواقع بطلب منهم انهم يبتعدون عن الواقع‪..‬‬
‫ويحملون انفسهم في موكب الحب والفراق‪ ..‬بأحلى تعابيره وتجسيداته‪(..‬‬

‫====================‬
‫عندي لكم نقــاط عديــدة‪ ..‬ابــي افهمـــكم ايــاها‪..‬‬

‫لحــظت ان العديـــد منــكم ضايــع شوي من هالجــزء‪ ..‬وبقــول لكم شالسبــب‪..‬‬

‫السبــب ان الجزء الخيــري _قبل هذا_ كان يتكلم عن الفوضى اللي صارت بين سماء واهلها واهل بيت بو‬
‫جراح‪ ..‬وهالجزء يتكلم بعد طواف يومين من هالموضوع‪ ..‬اللي ظل على حاله الى يوم الرحيل‪ ..‬لنهم سرعوا‬
‫بسفر سماء اكثر ‪ ..‬الظاهر اني كنت غلطانة يوم اني طوفت يومين من غير ذكر احداث‪ ...‬بس انا حبيت اني‬
‫اطوف القصة لن ما بغيت اطول في الوصف‪...‬‬

‫كان لزم على القل اني اذكر شي‪ ...‬بس مادري‪ ..‬حبيت ان امشي الحداث بسرعة‪ ..‬ولزم يبتعد احد عن‬
‫القصة لني عندي اربعة كوبلت لزم اسهل اللي بينهم‪..‬‬
‫====================‬
‫بعلمكم بس بشي واحد خططت له‪ ..‬وابي منكم العلــم‬
‫انا بعد كم جزء بطوف القصــة جــم سنــة‪ ..‬لن شي بيصير‪ ..‬واتمنى منكم انكم تكونون على علم بهالشي‪..‬‬
‫====================‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-------------‬‬
‫مسـكينة منايـر‪ ..‬من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار خالد واهي تراقبهم ‪ ..‬او تراقب‬
‫الكريه وهو يحط اغراضها بالسيارة واغراضه ‪ ..‬وشافت سماء تدخل السيارة وتتحرك من جدام عيونها الى‬
‫مصير الفراق‪..‬‬

‫تمت طول اليوم وهي تتذكر احداث اليام اللي فاتت‪ ..‬قبل ثلث ليالي ‪ ..‬وقبل وقت الفوضى‪ ..‬كل شي كان‬
‫هادئ ومقبول ال الفكار اللي تجول في بالها عن الرسايل اللي لقتها في دار فاتن وعن السلسلة اللي لقتها‬
‫في علبه مشـعل‪ ..‬تذكرت جراح اللي ظل يوم ونص بالمستشفى يشكي من التعب‪ ..‬واخرتها ردوه البيت في‬
‫اليوم الثاني العصر وحالته الصحيـة متوعكة شوي ال انه كان قادر على البتسام والمنازع‪ ..‬مخفف لجو الحزن‬
‫الثقيل بالبيت‪..‬‬
‫ام جراح ظلت طول هالفترة مابين غرفتهاوانشغالها بالحديقة ويا جراح‪ ..‬حزنها الكبيـر الغريب من نوعه ما‬
‫ترك الفرصة لحد انه يكلمها‪ .‬صح انها ترد بس ببال وفكر مشغول‪ ..‬ومن تختلي بنفسها تلقاها مناير بدمع‬
‫منهمر‪ ..‬ولوعة قلب ‪..‬‬

‫الله العالم وين خالد اختفى طول هاليام‪ ..‬اللي محديعرفه انه كان يشتغل صبح وليل عشان ينسي نفسه اللم‬
‫اللي اهو فيه‪ ..‬دوامات إضافية‪ ..‬وتعب وجد وانكسار قلب ‪ ..‬الله يعينه‪ ..‬فراق سمـاء ما هو هيـن‪ ..‬مع ان‬
‫السبب غريب والمسبب اغرب‪ ..‬سماء على قصر معرفتهم بها ال انها قدرت تدخل في قلوبهم من غير اي‬
‫استئذان‪..‬‬

‫وهي تفكر راحت عند " علبة الدلة " اللي تحتفظ بداخلها أدلتها كمحققة على القضايا اللي تفتش فيها‪..‬‬
‫وسحبت منها الصور اللي خذتها لعمتها عاليـة وهي شبـاب والسلسلة اللي خذتها من صندوق مشعل‪ ..‬ما‬
‫تدري ليش ان هالسلسلة مألوفة بعينها‪ ..‬فراحت وهي حاملة الغراض الى دار امها‪ ..‬صج ان امها مالها قلب‬
‫على أي شي‪ ..‬لكن بتحاول انها تبعدها عن هالجو بكشف بعض غموض وحقائق عن الماضي‪ ..‬وخصوصا‪..‬‬
‫ماضي العـمة عالية‪ ..‬سمعت عنها وايد لكن معرفة شخصية ما تمت بيناتهم‪..‬‬

‫نزلت تحت وراحت على طول لدار أمها‪ ..‬لقت الباب مفتوح‪ ..‬طرقات خفيفة سرت على ذاك الباب وياها‬
‫الصوت الحنون‪...‬‬

‫ام جراح‪ :‬ادخلو الباب مفتوح!!‬

‫دخلت مناير وهي ترسم ابتسامة لمها اللي توها فارغة من الصلة‪ ..‬انتظرتها دقايق وهي تسبح وتقرى الدعاء‬
‫السريع وهي فاتحة يدينها ‪ ..‬ووسط دعائها سرت دمعة من زاوية عيونها‪ ..‬مسحت ويهها كامل بها‪ ..‬وسحبت‬
‫الحرام وجابلت مناير‪..‬‬

‫مناير‪ :‬تقبل الله‪...‬‬


‫ام جراح بابتسامة حزينة‪ :‬منا ومنكم يمـة؟؟ انتي صليتي؟؟‬
‫مناير‪ :‬يمة عاد ل تحرجيني‪ ..‬انا عودة الحين واكيد صليت‪..‬‬
‫ام جراح تناظرها بتشكك‪ ..:‬انتي شوي مو مواظبة على الصلة‪..‬‬
‫مناير تبتسم‪ :‬هذاك قبل‪ ..‬انا الحين حرمة مرمووقة وعلمات الحرمة المرموقة نور الصلة‬
‫ام جراح‪ :‬ماقدر عليج يالمرموووقة‪..‬‬
‫مناير‪ :‬هههههه‪ ...‬يمــة‪ ..‬شوفي هذي السلسلة!!‬
‫سحبت ام جراح السلسلة من يد مناير وهي تناظرها بتشكك‪ ..‬ويوم تعرفت عليها تهلل ويهها‪ :..‬فديت ريحة‬
‫الغوالي‪ ..‬وين لقيتها هالسلسلة‪..‬‬
‫لحظت مناير شكل امها المتغير امية درجة وتسائلت‪ ..‬ليش فرحت وايد‪ :‬لقيتها بالكاراج قبل جم يوم‪ ..‬يمة انا‬
‫والفة هالسلسلة مو غريبة علي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة هذي سلسلة عمتج عالية‪ ..‬ابوج الله يرحمه كان يستخدمها كفواصل للقرآن ‪ ..‬يحط سلسله‬
‫عمتج الله يرحمها من توفت‪ ..‬ولمن هو توفى‪ ..‬الله يرحمهم اجمعين‬

‫مناير وهي تذكر ابوها‪ ..‬وتذكرت وين شافت السلسلة‪ ..‬حتى انها مرة حاولت تسحبها من القرآن بس ماقدرت‬
‫لن ابوها سكره عنها ومشى وهو يبتسم‪ ...‬الله على ابتسامتك يا يبا‪ ..‬شلون انها كانت تنور المكان في ظرف‬
‫ثواني‪ ..‬الله ل يحرمنا منك‪..‬‬

‫مناير وهي تمسح عينها‪ :‬الله يرحمهم‪ ...‬انزين يمــة‪ ..‬عمتي عالية كانت مخطوبة؟؟‬
‫ام جراح تناظر بنتها بغرابة‪ :‬ليش تسألين؟؟‬
‫مناير وهي تتحاشى انتباه امها‪ :‬ل بس‪ ..‬انا مادري ليش احس انها كانت مخطوبة‪..‬‬
‫ام جراح وهي تبعد عيونها وتشغلها باشياء بالغرفة‪ :‬عمتج كانت شبه المخطوبة‪ ..‬بس ‪ ..‬ربج ما كمل وتوفت‬
‫اهي الله يرحمها‪..‬‬
‫مناير وهي تحاول انها تطول القصة‪ :‬اهي ماتت من سرطان الرئة صح‪..‬‬
‫ام جراح تصحح لها‪ :‬ل يمة‪ ..‬اهي خذاها ربج من السل‪ ..‬التهابات بالرئة‪ ..‬كانت ضعيفة من وهي صغيـرة‪ ..‬الله‬
‫يرحمها‪..‬‬
‫منايـر‪ :‬أهــا‪ ..‬الله يرحمها ‪)..‬تمت تناظر امها من طرف عيـونها( أنزيـن يمة‪ ..‬ما قلتيلي‪ ..‬من اللي خطبها‪..‬‬

‫ناظرت ام جراح مناير باستغراب‪ ..‬ودارت في بالها الشكوك‪ ..‬هذي شلي تبي توصل له‪ ..‬ببربستها في‬
‫الغراض شلي عرفته‪..‬‬

‫مناير اللي حست ان نظرات امها تعمقت فيها وتوترت شوي‪ .. :‬يمة‪ ..‬علمج‪ ..‬سؤال بريء هذا‬
‫قعدت ام جراح يم بنتها بنظرات هادئة ولكن مستفسرة‪ :‬يمة منوور‪ ..‬انا اعرفج‪ ..‬بنتي مو غريبة علي‪ ..‬شلي‬
‫تعرفينه ومنتي قادرة توصلين لحكـه؟؟؟‬
‫منـاير وهي تحاول تخفي اللي تعرفه‪ ..:‬يمة شفيج انا بس استفسر‪..‬‬
‫قطعتها ام جراح‪ :‬مناير ل تلفين وتدورين‪ ..‬قولي يمـة؟؟؟ شعندج؟؟‬
‫مناير اللي تمت تناظر امها‪ ..‬مو من مهام المحقق الخفي انه يخبر اللي حواليه بقضاياه‪ ..‬لكن‪ ..‬الضروريات‬
‫تحكم‪ ..:‬يـمة‪ ..‬انا شفت عند فاتن قبل جم يوم اوراق‪) ..‬مدت يدها اللي كانت في جيبها وطلعت منها اوراق(‬
‫وفيها هالسوالف‪ ..‬حجي حب‪ ..‬وفراق وشوق‪ ...‬وصورة عمتي عاليـة‪ ..‬اللي تشبه فاتن وايد‪ ..‬او فاتن تشبها‬
‫مادري بالضبط‪...‬‬

‫خذت ام جراح رزمة الوراق والصورة‪ ...‬وابتسمت اول ما شافت عالية‪..‬بنتها اللي ما ولدتها‪ ..‬مع انها كبيـرة‬
‫يوم خذتها بحظنها لكن بعد‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬فديت هالويه‪ ..‬الله يرحمج يا عاليـة‪ ..‬صج‪ ..‬فاتن خذت منها وايد‪..‬‬
‫ابتسمت مناير‪ ..:‬صح‪) ...‬وردت تفكر‪ (..‬يمـة‪ ..‬قوليلي‪ ..‬تقدرين ترى تستأمنيني على هالشي‪..‬‬

‫ام جراح وهي تناظر بنتها بعجز‪ :..‬انا ما بقول لج اسامي لو هذا اللي تطلبينه!!‬
‫منـاير تتحرك بعيل مكانها‪ :‬يمـــة علمج؟؟ حاولي انج تثقين فيني شوي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬انتي لسانج طويل شوية ال تقولين لختج‪...‬‬
‫منـاير لقفت الكلمة على طول‪ ..:‬اختي؟؟ فاتن‪..‬؟؟ ليش فاتن بالضبط‪...‬‬

‫تعقدت الفكار‪ ..‬وتشابكت الشكوك في مناير‪ ..‬وتصاعدت فيها الصراعات ‪ ..‬وام جراح طاحت في حفرة‬
‫كلمها‪..‬‬

‫ام جراح وهي تغير الموضوع‪ ..:‬ل بس‪ ..‬لن‪...‬‬


‫مناير‪ :‬لن شنو يمة؟؟؟ لن اللي كانت عمتي عالية مخطوبة له‪ ..‬من الدخيـلي‪..‬‬
‫ام جراح وهي تناظر مناير بعتب‪ :‬منووور‪ ...‬انا اللي ابي اعرفه انتي شدراج بكل هالسوالف‪..‬‬
‫مناير وهي تسحب الورقة من يد امها وتوريها‪ :‬لن اللي مكتوب في الورقة اهو م‪ .‬الدخيلي‪ ..‬من هو "م"‬
‫يمة‪ ...‬؟؟؟‬

‫ام جراح وهي حايرة ما بين البوح والسكوت‪ ..‬بس شتسكت عنه‪ ..‬مناير وصلت للي ما ينوصل له‪ ..‬وهم اللي‬
‫كانو يحاولون يخبون هالحقيقة قد ما يقدرون‪..‬‬

‫مناير بعجز تناظر امها‪ :‬يمــة‪ ..‬قوليلي‪) ...‬بخوف قالتها واخيـرا( هو مسـاعد خطيب فتـون صح؟؟‬
‫ام جراح تمسك مناير بيدينها‪ :‬وطي حســج‪ ..‬قول الله ل يبارج بعدوينج‪..‬‬
‫مناير وهي تناظر امها باستغراب‪ :‬يمـة علمج محد بالبيت‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ادري ان محد بالبيت‪ ..‬بس الجدران لها اذان‪ ..‬شوفي منوور‪ ..‬اياني واياج اختج تعرف بهالسالفة‪..‬‬
‫مناير ما زالت على استغرابها‪ :‬وليش يمـة؟؟ ما فيها شي ترى عادي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬شدراج انتي بعدج ياهل‪ ..‬الحرمة ل عرفت ان ريلها له ماضي وله من هالسوالف‪ ..‬واختج بعد ما‬
‫كانت غريبة ‪ ..‬ماضي ريلها عمتها الوحيدة مو احد ثاني‪ ..‬بتستخف‪ ..‬وخصوصا ل شافت صورها وصور عاليـة‪..‬‬
‫بتلحظ شكثر التشابه بينهم‪..‬‬
‫مناير وهي مو فاهمة عدل‪ :‬انزين مافيها شي يخلق من الشبه ارب‪...‬‬

‫سكتت مناير وهي تتعمق بكلم أمها‪ ...‬وتمت تروح بذاكرتها لبعيد‪ ..‬وتستنتج اللي تبيه‪ ..‬لو فاتن تشابه عاليـة‪..‬‬
‫فمسـاعد بيلقى ماضيه مرة ثانية عن طريق فاتـن‪ ..‬شبه عالية‪ ..‬ومن نفس العايلة‪ ..‬فهذا يعني‪ ...‬السبب اللي‬
‫خله يرتبط فيها أول شي‪ ...‬وفاتن ل عرفت هالشي‪ ..‬بتحس ان كل قدراتها وشخصيتها وأهميـتها وثقتها‬
‫بنفسها مالها اي اساس من الصحة يوم ان واحد تقدم لها وتزوجها على أساس انها شبه حبيبـته الماضيـة‪..‬‬

‫ناظرت امها برعب‪ ..‬وما كانت تسمع نص اللي تقوله لنها ضايعة في استنتاجاتها وتحليلتها الخاصة‪..‬‬

‫ام جراح بخوف‪ :‬فهمتي علي منور‪ ..‬الله يرضى عليج‪ ..‬خلينا بل مشاكل‪ ..‬كفاية القلب مشتعل بعده على‬
‫سماء‪ ..‬مابي بنتي الثانية تعتفس حياتها‬
‫منـاير وهي تهز راسها بنفي‪. .:‬ل تحاتين يمة‪ ..‬بكون قد المسئولية‪ ..‬وفاتن ان شاء الله ما بييها ال كل الخيـر‪..‬‬
‫ام جراح تبتسم لبنتها ولكن تعرف ان مناير الواحد ما يثق فيها‪ ..:‬يالله يمـة‪ ..‬روحي ‪ ..‬ذاكري لج جم كلمة‪..‬‬
‫وخلي اخوج وياج بعد خانت حيلي من زمان محد انتبه له‬
‫مناير وهي ويا امها بتغيير الموضوع‪ :‬يمة عزيز بدراسة ول بدون تنك ل تعورين قلبج‬
‫ام جراح تضربها بخفة على ذراعها‪ :‬اقول مالت عليج من اخت‪..‬‬
‫‪---------------------‬‬

‫راح خالـد واختـفى عن صفحـات اليـام وهو محتفظ بلوعته الخاصة‪ ..‬بعيـد عن الكل يحـاول انه يستـعيد‬
‫حيـاته اللي طارت قبل دقايـق برحلة الله العـالم مـتى راح تنتهي‪ ..‬اقلـعت اليـوم لكن متـى بتحط برحـلها‬
‫مرة ثانيـة بأرض حيـاته؟؟ هذا هو النتظـار‪..‬‬

‫فاتن راحت ومساعد ومريم اللي حست الثالثة انها موجودة في غير مكانها‪ ..‬ومن جذي طلبت منهم انهم‬
‫يقطونها البيت‪ ..‬وظل مسـاعد ويا فاتن اللي ضايعة في زحمة افكارها ومشاعرها الحزينة على خالد‪ ..‬آخر‬
‫توقعاتها‪ ..‬خالد وسمـاء‪ ..‬مع ان شي بيناتهم كان يجلب البتسامة في نفس الواحد لو فكر انهم لبعض‪ ..‬لكن‬
‫الحيـن‪ ..‬المعاناة والرضوخ لقسـوة التفاوت الجتماعي‪ ..‬مثل اللي صـار لها ويا مشـعل‪ ..‬لكن كان لصالحها‪..‬‬
‫اهي راحت في سبيـل احسن‪ ..‬سبيـل اصلح نفسـها‪ ..‬ولو تفكـر في الشي زيـن‪ ..‬كان من الفضل لها انها‬
‫روح‪ ..‬لنها ما تظن ان مشـعل بيتحرك لها بيــوم‪ ..‬على عكـس سماء‪ ..‬الي تحدت اهلها في يـوم شديد‪..‬‬
‫واضطرت وعانت وقاست‪ ..‬على صغر سنـها‪.‬‬

‫وقف بها مساعد وهو يناظرها‪ ..‬ينتظر منها انها تصحى من سرحانها‪ ..‬لكن تمنى لو انها تظل اكثر‪ ..‬تذكر يوم‬
‫بالمطار سألته اهو شقصده بكلمه‪ ..‬خاف انها تفهمه على النحو الغلط‪ ..‬لكن اهي مافتحت وياه الموضوع مرة‬
‫ثانية‪ ..‬وظلت ساكتة مفكرة بوضع خالد وسماء يمكـن‪..‬‬

‫انتبهت فاتن ان المشاهد اللي جدام عيونها ما عادت تتحرك‪ .‬معناته السيارة متوقفة‪ ..‬والتفتت على مساعد‬
‫اللي كان مستند على زاوية من الكرسي‪..‬‬

‫فاتن وهي ترمش بعيونها‪ ..:‬ويــن أحنا؟؟‬


‫مساعد يبتسم لها بخـفة‪ .:‬جدام البـحر‪ .‬ما تشوفينه‪..‬‬

‫طالعت فاتن جدامها واهي تحاول انها تتعرف على المكان‪ ..‬كان البحر بزرقته جدامها‪ ..‬الهوا المنعش والسما‬
‫الفاقدة بعض ألوانها الحيوية تغطي الفق‪ ..‬وعلى طول ترجلت من السيـارة عشان تتنفس من هالهـوا‬
‫المنعـش‪ ..‬ومن وراها مسـاعد‪..‬‬

‫راحت فاتن عند الحافة وهي تفتح ذراعينها تستقبل هالهوا البارد على القلب برحب صدر‪ ..‬ابتسمت لحلوة‬
‫الجوو على نفسها والتفتت الى مساعد وهي تدخل خصلتها اللي طارت بفاعل الجو وترتب الشيلة بحيث انها‬
‫تكبح جماحها‪..‬‬

‫مساعد الثاني تم واقف وهو حاط يدينه في مخبى البنطلون‪ ..‬وربطة العنق السودا تتطاير بالهوا يمين‬
‫وشمال‪ ..‬مجنونة برية ولكن بقيود‪ ..‬ترتد عن حكم سيدها ولكن ترجع وتخضع‪..‬‬

‫وهو يرتب شعره ‪ ..:‬شرايج في هالجو؟؟؟‬


‫فاتن وهي تبتسم وتحتظن نفسها عن البرودة القويـة‪ .. :‬عجيب‪ ..‬بس بررررد‪..‬ههههه‬
‫مسـاعد‪ :‬حلته المكان ببرودته‪) ..‬يتراجع ويستند على السيارة( تدرين اني قظيت فترات من حيـاتي بليالي‬
‫طويلة موحشة على النفس‪ ..‬بهالمكان‪)...‬يناظر المكان بابتسامة فخورة( كانت لنا لحظاتنا‪ ..‬انا وهالصخر‪..‬‬
‫وهالرمل وهالبحر‪) ..‬يناظرها ( كانت ممتعة أقول لج‪..‬‬

‫فاتن وهي تبتسم له بدلل‪ ..‬وتتراجع لعنده ‪ ..‬وقفت وهي مولية ظهرها للبحر وهو مجابله‪ ..‬ما تدري ليش‬
‫حست ان كلمه عن لحظـات من حياته ريحت بالـها‪ ..‬ظل واقف مكانه يراقب البعد بين السما والرض‪ ..‬وهي‬
‫تراقب النعكاس على ويهه‪ ..‬فضلت المشهد اللي ملمحه ترسمه على مشهد البحر اللي كان في منتهى‬
‫الروعة‪ ..‬والسما اللي كانت تنذر بمطر بسبب سواد غيومها ما هتمها‪ ..‬السواد اللي يحايط عيـونه واهدابه‬
‫اهم‪ ..‬خطوط الكبر تحايط جوانب عيونه‪ ..‬حصن منيـع‪ ..‬ما يتدخل ول يستوطي عليه شي‪ ..‬ما احله من رجل‪..‬‬
‫يناقض شكلها‪ ..‬وتكوينها وتصويـرها‪..‬‬

‫ناظرها مساعد وهو يبتسم ويتنهد‪ :‬بسج مطالع‪ .‬تحفظين شكلي؟؟ ترى اقدم لج امتحان وان رسبتي ياويلج‬
‫فاتن اللي انحرجت شوي‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬امتحان مرة وحدة‪ ..‬اسكت عني بروحي خايفة من هالمتحانات‪..‬‬
‫مساعد يناظرها باهتمام‪ :‬ليش؟؟؟ مو قدها؟؟‬
‫فاتن‪ :‬ل عادي بس‪ ..‬تعرف‪ ..‬مستويات عن مستويات تفرق‬
‫مساعد وهو يمسك يدها‪ :‬ما عليج‪ ..‬انتي هذي امتحانات تحدد مستواج عشان تدخلج الى الدراسة الحقيقية‪..‬‬
‫ترى كل اللي تدرسينه الحين تقوية لج وللغتج‪ ..‬ما عليج اهم شي لزم تعتبرين له انج تجتازينها بتوفق عشان‬
‫تقوين نفسج‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬لزم تحبينها عشان تبرعين فيها‪ ..‬لن الحب اهو سيد كل المعاني بهالوجود‪..‬‬
‫وسيد كل ابداع‪) ..‬يشبك اصابعها باصابعه( وتفنن‪..‬‬

‫تمت ضايعة بعيـونه‪ ..‬تفكـر فيه بطريقة يديدة على نفسـها‪ ..‬تفكر‪ ..‬انها مستحيل تبتعد عنه بيوم‪ ..‬ما راح‬
‫تحتمل كونه غير موجود بحياتها‪ ..‬لن الشي راح يخلف عليها مرارة في نفسها مستحيل تفتك منها‪ ..‬ولكن‪..‬‬
‫شكوكها كانت كبيـرة‪ ..‬وفضولها اكبر ‪ ..‬لزم تعرف عنه قد ما يعرف هو عنها‪ ..‬واكيد اهو يعرف اكثر‪..‬لنها ان‬
‫عرفت عن مساعد شي فهي بتعرفه من طرف ثاني‪ ..‬لكن لو هي عرفته منه معناته حصريا ولول مرة‪..‬‬

‫فاتن وهي تستند على السـيارة وتجابل البحر‪ ..:‬شلون كانت حيـاتك؟؟ قبلي يعني‪ ..‬قبل فترة طويلة‪ ..‬ايام‬
‫الدراسة؟؟‬
‫مساعد يبتسم ‪ :‬ليش هالسؤال؟؟‬
‫فاتن تفتح ثمها بوسع وهي حابسه النفس تحاول تبرر سبب سؤالها‪ :‬تقدر تقول فضول‪ ..‬بعدين‪ ..‬انا مو احد‬
‫غريب‪ ..‬انا اللي يسمونها زوجتك‪ ..‬يعني من المفروض اشياء مثل هذي تكون روتينية وكلسيكية‬
‫مسـاعد وهو يتكتف وبنظرة عميقة‪is that so :‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬يس‪ ..‬اتز سوو‪) ..‬تولي ظهرها للبحر وتواجهه( لذا‪ ..‬خبري‪Spit it out ..‬‬
‫مساعد وهو يرفع اكتافه وبابتسامة عاجزة‪ :‬مافي شي مهم عشان تعرفينه‬
‫فاتن بفضول‪ :‬اكيد في شي‪ ..‬يعني‪ ..‬عادات‪ ..‬هوايات‪ ..‬اي شي‪...‬‬
‫مسـاعد وهو ينزل راسه ويبتسم‪ ..‬يرجع لشريط ذكرياته‪ ..‬وفاتن تراقبه من تحت لتحت بعيون ظيجة منتظرة‬
‫اي شي بسيط وتافه يمكن منه‪ ..‬لما أخيــرا رفع راسه بعجز‬

‫مساعد‪ :‬ماكو شي‪..‬‬


‫فاتن بصوت هامس‪ :‬أوووووووووووف‬
‫مساعد يقطعها بضحكة‪ :‬في اشياء بسيطة يعني‪ ..‬بس‪ ..‬انا مو متعود اني اتكلم عنها لحد‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا اي احد؟؟‬
‫مساعد يناظرها بثقة‪ ..:‬شوفي‪ ..‬انتي يمكن تكونين اي شي‪ ..‬ال احد‪ ...‬سامعة؟‬
‫تجاهلت الطراء اللي اضطرب له قلبها وتمت على اصرارها‪ :‬بس بعد‪ ..‬قول لي‪ ...‬تكلم وياي‪ ..‬قول اي شي‪..‬‬
‫فكر لدقايق وهو يناظرها بمكر‪ ..‬وهي تبتسم له مثل اليهال‪ ..‬واخيرا‪ ..:‬انزين‪ ..‬بقول لج‪ ..‬شرط انج تقعدين‬
‫وياي‪ ..‬وما تملين‪ ..‬ول تلوع جبدج‪ ..‬الزم ما علي راحة جمهوري العزيز‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه‪ ..‬ول يهمك‪ ..‬اوعدك اني راح اكون من اكثر الجماهيـر حماسا‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههه‪ ..‬خلص‪ ..‬اعـتمد‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬يالله‪ ..‬عند الثلثة‪ ..‬واحد‪ ..‬اثنين‪ ..‬ثلثة‪.‬‬

‫ضحك عليها مساعد شوي‪ ..‬وتحرك من مكانه‪ ..‬للسيارة‪ ..‬سحب الدوسات اللي عند مقعد السايق واللي يمه‪..‬‬
‫وطلعهم ‪ ..‬فرشهم على الرض بكل طواعية ومد يدينه برومانسية‪..‬‬

‫مساعد‪My lady :‬‬


‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههه ‪Such a gentleman‬‬
‫مساعد‪ :‬عشان تعرفين‪) ..‬قعد وقعدت اهي يمـه‪ ..‬متربعين ( آآآآآآآآه‪ ..‬بسم الله الرحمن الرحيم‪..‬المواطن‬
‫مساعد خلف الدخيلي‪ ..‬العمر ‪ 27‬سنة‪ ..‬مواليد ‪..19‬‬
‫قطعته فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫مسـاعد وهو يتفكه عليها‪ :‬شفيـج‪ ..‬خليني ابدى بالبطاقة الشخصيـة‪ ..‬احسن شي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههه‪ ..‬كمل كمل ‪ ..‬هههههههههههههه‬
‫مساعد وهو يكتم ضحكه بخفة دم‪ ..:‬مواليد‪ 1976 ..‬برج الحمـل‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬مثـلي‪..‬‬
‫مساعد وهو يبتسم‪ :‬حلـو‪ ..‬يعني نتشارك بالصفات‪ ..‬انزين‪ ..‬خريج جامعة اوكسفورد قانون التجاري‪ ..‬ولكني‬
‫تخصصت في شي ثاني ال وهو الـتأمين‪ ..‬بس على نكهة القانون‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههه‪..‬‬
‫مساعد يكمل‪ ..:‬عشت حوالي سبع سنوات وانا مادري شصير بالدنيا‪ ..‬آلة شغل وكسب مال عشان اعيش‬
‫بيتنا واعيد ترتيبه من اول ويديد‪ ..‬عشان خاطر عيون ستنا الحاقة‪ ..‬منعزل‪ ..‬ماحب الكلم وايد‪ ..‬مع ان التأمين‬
‫يطلب الكلم والقناع‪ ..‬لكن تميزت بقلة كلمي ودللته‪..‬‬
‫فاتن بغرور‪ :‬أحم احم‪...‬‬
‫مساعد يناظرها بضحكة‪ :‬شفيـج‪ .‬تقدرين تنكرين هالشي‪..‬‬
‫فاتن وهي تفكر بماضيها ويا مساعد قبل الزواج‪ ..‬وتذكرت شكثر كان مقنع‪ ..:‬ل‪ ...‬كمل‪..‬‬
‫مساعد يناظرها بخبث بعيونه ويكمل‪ ..:‬عازب‪ ..‬لم يسبق لي الزواج مسبقا‪ ..‬عمري ما شربت‪ ..‬يات لي فترة‬
‫ادخن فيها‪ ..‬تركت التدخين حبا في الخيول‪ ..‬تركت الخيول لني وايد طويل وما انفع‪..‬‬
‫قطعته فاتن‪ :‬تحب الخيول‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يرسم حاجبين معقودين‪ :‬ومن ما يحبهم‪ ..‬انـزين‪ ..‬هواياتي‪ ..‬كرة القدم‪ ..‬وساعات السلة‪ ..‬لكن‬
‫عشقي اهو السباحة‪) ..‬يأشر بيده( وهالبحر ياما سبحت فيه‪ ..‬حاولت اني اغدره لكن ‪ ..‬تعرفين‪..‬‬

‫ابتسمت له بنعومة‪..‬‬

‫كمل مسـاعد‪ ...:‬تعرفت قبل ال ‪ 6‬شهور لبنت طيبة حلوة‪ ..‬اسمها فاتن‪ ..‬بنت اعز ربعي‪ ..‬وتمنيت من ربي‬
‫اني اتزوجها لمن قدرت‪ ..‬وكاني‪ ..‬متزوج منها‪) ..‬نزلت فاتن عيونها(‪ ..‬بس بعد‪ ..‬أحس ان دربي وياها‬
‫طويـــل‪ ..‬ويلزمنا الوقت عشـان تتعود اهي على فكرة اني لها واهي لي‪..‬‬
‫فاتن ترفع عيونها بسرعة‪ ..:‬بس‪..‬‬

‫سكتت‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬بس شنـو؟؟؟ )يبتسم( علمج‪ ..‬انا ما قلت لج شي‪ ..‬بس‪ ..‬اخبرج يعني انج شي كبير في حياتي‪..‬‬
‫واملي بالله‪ ..‬ما يهزه ريح‪ ..‬مثل الجبل صامد‪..‬‬
‫فاتن بغرور وابتسام خفيف‪ .:‬احسن‪ ...‬لنه راح يكون طويل‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬ههههههههههه‪) ..‬يغطي ثمه شوي(‪ ..‬هههههههههههههه‪ ..‬انتي‪ ...‬آآآه‪ ..‬مادري شقول عنج‪) ...‬يتنفس‬
‫بعمق( وانتي قولي لي اي شي عنج‬
‫فاتن‪ :‬ل ل ل ل تغير الموضوع‪ ..‬السالفة عنك انت‪ ..‬مو عني آنا‪..‬‬
‫مساعد باستغراب‪ :‬ليش؟؟ هذا ما يكفيج‪..‬‬
‫فاتن وهي تضحك في ويهه بخفة‪ ..:..‬يعني هذي كل حياتك؟‬
‫مساعد وهو يفكر بحاجب معقود‪ :‬تقريبا‪ ...‬اممم‪ ..‬ايه‪ ..‬هذي كل حياتي‪ ..‬ليش؟؟ ما تكفيج؟؟ خالية من‬
‫الحماس‪ ..‬ادري‪ ..‬طول عمري ماحب لعبة الشرطة والحرامية‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل اقصد‪. ..‬تبي تقول لي‪ ..‬ورى هالمظهر‪ ..‬مساعد الجامد‪ ..‬اللي ما يهتز ول يرتجف‪ ..‬ماكو انسان ثاني‪..‬‬
‫متخلف تماما‪ ..‬النقيض لشخصك؟‬
‫مساعد يطالعها بنكران‪ :‬سيكلوجيا‪ ..‬؟؟‬
‫فاتن‪ :‬اهتمـــام‪ ..‬المعروف ان في كل انسان شخصين‪ ..‬الشخص الجيد‪ ..‬والشخص الشين‪ ..‬وانت اكيد‪ ..‬فيك‬
‫من الثنين‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬حلو السجع‪.‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههه‪ ..‬بس قول لي‪ ...‬اشياء مدفونة فيـك‪ ..‬عميـقة‪ ..‬من الصل في نفسك‪ ..‬أكيد فيها شي مختلف‬
‫عن اللي اشوفه‪ ..‬اكثر تعقيد وبعده بسيط على نفسك‪..‬‬
‫مسـاعد يهز راسه وهو ضام يدينه على صدره‪ :‬انتي وايد صعبة ومتطلبة‪..‬‬
‫فاتن وهي تقعد على ساقينها‪ ..:.‬مستفسرة بالحرى‪..‬‬
‫مسـاعد يتنهد‪ :‬شتبيني اقول لج يعني‪ ...‬اشياء دفينـة فيني‪ ..‬أممممم‪...‬‬

‫ظل مسـاعد ساكت وهو يحاول انه يحصل شي من اللي تبيه فاتن منه‪ ..‬وهي تراقب ملمحه بجدية واكثر‬
‫صرامة‪ ..‬لزم فيه شي‪ ..‬لزم‪ ..‬مستحيل انه خالي من هالسوالف‪ ..‬لزم يتداخل فيه البيض والسود‪...‬‬

‫فاتن من عمق صمتها تكلمت‪ ..:‬قط حبيت مسـاعد‬


‫رفع عيونه بسرعة على ويهها بنظرة خالية من المشـاعر‪ ..‬وكأنها فرصته بهالسؤال‪ ....: ..‬ليش تسألين؟‪..‬‬
‫فاتن وهي تريح نفسها على الرض وتنفض التراب من يدينها‪ ...:‬بس‪ ..‬سؤال بسيط وبريئ‪) ..‬بنظرة معاكسة‬
‫للبراءة( او يمكن كلسيكي‪ ..‬من بهالزمن ما حب‪ ..‬؟؟‬
‫مساعد وهو يتدراك نفسه ولكن بصعوبه‪ ...:‬صح‪ ..‬من ما حب‪ ..‬بس‪..‬‬
‫سكت‪ ..‬وردت عليه‪ ..:‬بس شنو؟؟‬

‫ظل مساعد يناظرها بتشتت‪ ..‬عمره ما جذب‪ ..‬وعمره ما تهرب من الصـراحة‪ ..‬بس ما يدري ليش عيون فاتن‬
‫تكبله‪ ..‬لول مرة يشوف نفسها ما يلقى شي من عاليـة في ويهها‪ ..‬غير عن أول مرة يوم لقاها‪ ..‬وعن اليام‬
‫اللي ظل يسجل فيها نقاط الشبه بيناتهم‪ ..‬لكن الحيـن‪ .‬كانت مختلفة تماما‪ ...‬شي غريب على عيـونه‪ ..‬وكأنه‬
‫يشوفها للمرة الولى‪ ..‬ومثل ما طاح بحبها اول مرة لنها تشابه عاليـة‪ ..‬طاح بحبها مرة ثانية‪ ..‬لكونها فاتن‪..‬‬
‫المستقبلة بشخصيتها‪..‬‬

‫مسـاعد وهو فاتح ثمه يحاول يتكلم‪ ..‬وما قدر ينطق ال بهالكلمة‪ ..:‬لو كان الجواب‪ ...‬أي‪ ...‬شبيكون رايج؟؟‬

‫فتحت فاتن عيونها على مسـاعد‪ ..‬بهدوء وراحة‪ .‬وكان الهواء ما يضايقها‪ ..‬وتعمقت في عيـونه وين ما لقت‬
‫بالعمـق شك‪ ..‬او خوف‪ ..‬او حـتى جواب غيـر مريح لسـؤالها‪ ..‬وانتباها الجبن‪ ..‬ما تبي تسمع هالوقائع‬
‫والحقـائق‪ ..‬حتى لو صـار‪ ..‬ليش تعرفها‪ ..‬عشان تعيش في حالة دائمة من الشك والصـراع النفـسي‪ ..‬فكرة‬
‫ان مسـاعد يمكن حب وحدة غيـرها خلتها غيـر قادرة على الحتمـال‪ ..‬النانية المتصاعـدة في نفسـها بدت‬
‫شغلها‪ ..‬وآثرت السـكوت على أي شي ثـاني‪..‬‬

‫مسـاعد لحظت سـكوتها وعمـق الكلم المخفـي في نفسها‪ ..‬وما حـب انه يسـتمر في هالشي أكثر‪ ..‬فقام‬
‫عنها وتمشى لعند الحـافة المطلـة على جرف البـحر‪ ..‬وقف وهو يتنهد من الهـوا الي في صدره ويبدله‬
‫بالنتعاش الطبيـعي ‪ ..‬ما أحلى البحر‪ ..‬حتى في هيـجانه‪ ..‬يبين انه من اروع اللي يصير في هالدنيا‪ ..‬رغم‬
‫سكـوته ال انه له صراعاته الخاصـة‪ ..‬صراعات ما يحب يشركها بأحد ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬هو يقبل بصراعات الناس‬
‫وحالتهم ومشاكلهم وهمومهم‪ ..‬ويحاول قد ما يقدر انه يـحل اللي يستطيع عليه‪..‬‬

‫ما وعى ال على يد على ظهره‪ ..‬التفتت لها لقاها فاتن‪ ..‬بويـه مبـتسم ولكن مشـوب بالحزن‪ ..‬مسك يدها بيده‬
‫وعطى البحر ظهره وجابل منظر اروع من كل المناظر ‪ ..‬فاتن‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬لو كان في يوم ‪ ..‬الدنيا كتبت لي اني بالماضي احب‪ ..‬فصدقيني‪ ..‬كل المحبة وكل العشـق بيكون‬
‫عتيج الصـوف وقديم الطراز‪) ..‬وهو يحط يده على طرف ويهها( أنتي يا فاتن من أروع الشياء اللي تعرضت‬
‫لها بحيـاتي‪ ..‬انتي دخلتي حياتي في فترة غيبوبة‪ .‬ما كنت واعي فيها على الدنيـا‪ ..‬انتي يا فاتن‪ ..‬نبراس‪ ..‬من‬
‫مصابيح الفجر البـعيد‪ ..‬اللي تنور سما ليله حالكة‪ ..‬ل تظنين اني شاعر ول مؤلف‪ ..‬لن اكبر الشعراء هم‬
‫المسـاكين‪ ..‬وانا مسـكين‪ ..‬بدونج‪ ..‬كنت مسكيـن ومن امتلكتج‪ ..‬صرت ملك زماني‪ ..‬على عدم مبادلتج‬
‫الشعور بالشـعور‪..‬‬
‫فاتن وهي تنطلق مثل الريح اللي تعدو في الغلف الجوي‪ ..:‬ومن قال لك‪..‬؟؟‬
‫مسـاعد وهو يبتسم بهدوء‪ :‬ل تظنين اني قلت اللي قلته اطالبج بشي‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك يدينه لول مرة بحياتها‪ ..‬تبادره بمثل هالحركة‪ :‬مسـاعد‪ ..‬انت كنت في غيـبوبة وانا كانت‬
‫عصـابة على عينـي‪) ..‬تحرك عيونها يمين ويسـار تبي مسـاند لها بهاللحظة( كل انسان يمـر بمرحلة بحياته‪..‬‬
‫يتمنى ويتمنى ويتمنى ويتعمق بالمنية‪ ..‬لم اييه شي ويجهض هالمال‪ ..‬ويعيش في سكـون الروح من بعد‬
‫الفقد‪ ..‬ويتم ساكت وراكد مو عابيئ بشي‪ ..‬لكن‪ ..‬اتيـه الصحـوة من مكان اللي ما يعرفه‪ ..‬انت‪ ..‬لقيتني في‬
‫بيـتكم‪ ..‬وانا‪ ..‬لقيتك في أميركا‪ ..‬بشقتنا‪ ..‬وين ما فقدت المل انك على الدنيا وبعدك تتنفس‪ ..‬حي وسالم‬
‫مثلي ومثل كل الناس‪ ..‬لكن‪ ..‬شفت‪ ..‬لقيتـك عندي وقريب مني‪ ..‬علمني هالشـي‪ ..‬اني ما افرط فيك‪ ..‬لني‬
‫جربت شعور اني خسـرتك‪) ..‬لمعت العين بدمع( والشعور كان اشبه بالموت‪ ..‬صدقني‪.‬؟‪.‬‬
‫مسـاعد وهو مبتهج وبنفس الوقت‪ ..‬هالكلم مو كافيه‪ ..:‬لني كنت الحامي عنج‪ ..‬وشي يديد بحياتج‬
‫قطعته فاتن‪ ..:‬لنك بديت كل ما اشوفك‪ ..‬اكتشف فيك شي يديد‪ ..‬وكل ما اكتشف‪ ..‬القى شي يديد في‬
‫نفسي‪ ..‬منها‪ ..‬دقات قلبـي‪..‬‬

‫تم يناظر عيونها بعذاب البحث الطويـل‪ ..‬وليالي من السـهر وارهاق العقل بالتفكيـر‪ ..‬وهي الثانـية‪ ..‬تبي تكمل‬
‫اللي بدته بس الكلمات تزاحمت في فكرها ونفستها‪ ..‬فماعرفت شتقول او ما تقول‪ ..‬وكل اللي قدرت عليه‬
‫اهو‪ ..‬انها تحط راسها على صدره الحنون‪ ..‬وتكمش نفسها عنده‪..‬‬

‫زوجـها‪ ..‬الرجل الوحيـد بحيـاتها‪ ..‬ولها الحق في انها تكون منه اللي يكون عشان راحة نفسها‪ ..‬ولكن‬
‫بالحسنى‪ ..‬وهو بعد‪ ..‬زوجته‪ ..‬وملكة عرشه‪ ..‬اللي مصنوع من تعب وضنى اليام والحرمان‪..‬‬

‫سيد الحرمان‪ ..‬يلتقى بملكة الحلم‪ ..‬انسانة نسجت عالم متكامل بأحلم وامنيات مشتعلة بلهب المراهقة‪..‬‬
‫ورجل ما ملك من هالدنيا قيد انملة‪ ..‬ال المعنويات‪ ..‬لمن طفرت روحه منها وبشوفتها تمنى الشي‬
‫الملمووس‪ ..‬ال وهي فاتن‪ ..‬تكون معاه وله على مر الزمـان‪ ..‬بحق شرعي‪ ..‬مرسوم ‪ ..‬ومختوم بنور الوجود‪..‬‬

‫ولكـن‪ ..‬ل تجري الريـاح بما تشتهيه السفـن‪..‬‬

‫معظم الفراح والمشاعر الصادقة تلقي لها الشياطين‪ ..‬اللي ولبد من مواجهتها‪ ..‬كل انسان فيوم لزم يقعد‬
‫مع نفسه ويتكلم ويصرح عن ما يختلج فيه‪ ..‬بعض الشياء لزم تكون مصرحة ومذكورة‪ ..‬الصراحة درب‬
‫مخطوط من شقى الماضيين‪ ..‬خندق يحمي الجيش من العدو المباغت‪ ..‬ل للختباء‪ ..‬وانما الستعداد للظهور‬
‫من يديد والهجوم على االشياطين وكف ايديها عن المشاعر المرهفة‪ ...‬وهذا اللي لزم يصيـر لمساعد وفاتن‬

‫لكن رفضهم للبوح والسماع‪ ..‬ما راح لصالح الحب العظيم اللي يمكن يصيـر بيناتهم‪ ..‬فوهة كبيـرة ما يرسمها‬
‫ول يسدها بينهم ال الصدق‪ ..‬اللي الرسول عليه الصلة والسلم قال عنه‬

‫‪ ::..‬اصدق‪ ..‬فإن الصدق ينجيك ‪..::‬‬

‫وصل مسـاعد بفاتن لعند باب البيت‪ ..‬ظلوا لعدة من اللحظات داخل وهم يستمعون لطنين الصمـت الحلو‪..‬‬
‫لنه يجمع بينهم‪ ..‬التفتت فاتن لمسـاعد وهي تبتسم‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬بتنزلين؟‬
‫فاتن بصوت ناعم اول مرة تسمعه من نفسها‪ ..:‬انت اللي يبتني‪ ..‬ليش ما انزل؟‬
‫مسـاعد يمسك بيدها‪ .:‬يمـكن‪ ..‬قلت انج تفضلين انج تكونين معاي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههه‪ ..‬انانية‪..‬‬
‫مساعد ‪ :‬والله عاد سميها اللي تبين تسمينه‪) ...‬احتدت عيونه بويهها( كل واحد وله الحق بالمطالبة بحقوقه‪..‬‬
‫فاتن اللي انحرجت شوي وسحبت يدها بهدوء‪ ..:‬حقك محفوظ‪ ..‬وال انت تظن ان ام جراح ما تستاهل‪..‬‬
‫مساعد يناظرها بعذاب‪ :‬حرام عليج‪ ..‬مو في العوق‪ ..‬تراها غالية وعزيـزة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬بس عيل‪ ..‬خلني اروح لها‪ ..‬لني مثل ما مستمتعة بوجودي معاك‪ ..‬ال اني اشتقت لها‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يرمش بعيونه‪ :‬يالله‪ ..‬انتي لها لهالفتـرة‪ ..‬لكن قريب ان شاء الله‪ ..‬راح تطلبين مني اني اخذج‬
‫لها‪ ..‬وانا افكـر بهذيج اللحظة‬
‫فاتن‪ :‬يا سـلم‪) ..‬وهي تفتح الباب‪..‬ونزلت من عند الكرسي‪ ..‬وعيون مساعد تلحقها‪ ..‬لمن وصلت لعند‬
‫دريشته اللي فتحها من اول ما لحظها متجهة صوبه‪ ( ..‬اذا انت تظن جذي‪ ..‬فانت غلطان‪ ..‬انا من غيـر‬
‫مااطلب منك شي‪ ..‬انت راح تنفذ لي اياه‪..‬‬
‫مساعد وهو يعقد ذراعاته على صدره‪ :‬وليش بالله؟؟ بقرى افكارج؟؟ ترى مو عراف ول دجال‪..‬‬
‫فاتن وهي تتقرب منه‪ :‬مو اللي يحب‪ ..‬يفهم طلبات حبيبه من غير الكلم‪..‬‬

‫سكت مسـاعد‪ ..‬وما عرف شيرد عليها‪ ..‬تاهت نظراته في ويهها‪..‬وهو يحاول يوصل لشي منها‪ ..‬لكنها ابتعدت‬
‫عنه بدهاء الحريم‪ ..‬وكيدهن العظيم‪ ..‬وتركت الساحة للسرحان ‪ ..‬لمن لحظ اختفائها‪ .‬وتحرك من مكانه‪..‬‬

‫’‪,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,‬‬

‫اختلفت الدوار‪ ..‬بدل ل يكون زياد اهو الملحق‪ ..‬صارت هيـام اهي الطريدة‪ ..‬وزياد يتعقبها من مكان لثاني‪..‬‬
‫وبمسـاعدة من‪ ..‬ما راح تتصـورون‪ ..‬رؤيا محد غيـرها‪ ..‬نظرا لمظهرها "الفريد" من نوعه قدر يميزها وين ما‬
‫يلقيها‪ ..‬وشافها مرة بأحد الحفلت اللي الصدقاء المشتركين لهم يحييونها بمثل هالمناسبات‪ ..‬وقدر انه يقول‬
‫لها كل اللي فيه عشان يوصل لهيام عن طريقها‪ ..‬وهي اللي كانت اكثر من صدر رحب انها تنفذ له اللي يبيه‪..‬‬
‫وعدته وعاهدته انها تخبره اول بأول بتحركاتها ويا هيـام‪ ..‬اللي عطته رؤيا معلومات عنها‪ ..‬انها هادئة اكثر من‬
‫اللزوم‪ ..‬وبعد الحزن مرسوم عليها وتنتظر واحد يدخل لها بالنترنت‪.‬‬

‫زياد اللي اخيـرا وضحت افكاره على هالشي‪ ..‬صار اكثر من سعيد‪ ..‬لكن ظلت في نفسه صراعات العتراف‪..‬‬
‫وحتى لو اعترف‪ ..‬علبالكم بتفكه هيـام‪ ..‬المشكلة بتبدى ل اعترف لها‪ ..‬صج انها تحبه وانها تموت فيه بس ما‬
‫راح تحتمل منه الكذب‪ .‬وخصوصا انها تظن انها تحب هالحمد‪ ..‬لكن اهي غلطانة‪ ..‬اهو لو حبت حمد بعد ترجع‬
‫وتحبني لن حمد اهو انا الحقيقي اللي اهي خلتني غصبن عني اكون شخصية ثانية وياها عشان اتحدى غرورها‬
‫وتكبرها‪..‬‬

‫وصل على الموعد اللي حددته له رؤيا‪ ..‬ولقاهم بالفعل بنفس المكان ونفس الموقع‪ ..‬ما شاء الله عليها رؤيا‬
‫دقيقة على هبالتها‪ ..‬ولقى هيـام معاها‪ ..‬وشكثـر كانت مختلـفة‪ ..‬هادئة‪ ..‬متوازنة‪ ..‬وفوق كل هذا متجابرة‬
‫ومتجاسرة على عمـرها‪ ..‬وتبين حزينة على رغـم التوهج اللي بويهها‪..‬‬

‫شافته رؤيا وعلى طـول تحركت من مكانها‪..‬‬

‫رؤيا وهي تتقرب من هيـام‪ :‬هيوم انا وعلي بنروح نشتري ايسكريم‬
‫هيـام‪ :‬انزين بيي وياكم‬
‫رؤيا‪ :‬اتيين ويانا؟؟ ليش؟؟ خلج هني تمتعي بالفيوو‪ ..‬احنا بنروح وبنرد‪ ..‬خلج مكانج اوكيك‪ ..‬يالله علووووي‬

‫وراحت رؤيا ويا علي تاركة اعتراضات هيام تنفصع بالهوا‪ ..‬حست هيام ان الوضع غلط شوي‪ ..‬وتلفتت مكانها‬
‫ولقت زياد واقف وراها وهو حاط يدينه في مخابيه ومبتسم بشقاوة ‪..‬‬

‫زياد‪hello there :‬‬


‫هيام وهي تعض على شفتها‪ :‬راحت عليج رؤيووو يالسبالة؟‬
‫زياد وهو يمتعض‪ :‬شفيج؟ ما عجبتج المفاجاة؟؟‬
‫هيـام وهي تتذكر خطتها وتبتسم في ويه زياد مفاجاة‪..:‬ل والله بالعكس‪ ..‬حيا الله من يانا‪ ..‬زياد‪My dear ..‬‬
‫‪ old friend‬شخبارك؟ عساك طيب‪..‬‬
‫زياد اللي انقهر من كلمة اولد فريند لكن تم على ابتسامه‪ ..‬لنه بصدد شي اكبر من هالسوالف كلها‪ ..:‬والله‬
‫الحمد لله ابخير‪ ..‬أسلم عليج‪) ..‬ابتسامة كريست(‬
‫ضحكت هيـام‪ ..:‬الحمد لله‪ ..‬اهم شي راحة الصدقاء‪..‬‬
‫زياد وهو يهف يدينه ‪ ..‬ويطلع علبة الزقاير‪ ..‬ويدري شكثر تتضايق هيام من ريحة الزقاير‪ :..‬الجو حلوو صح؟؟‬
‫هيــام اللي ترتعش بداخلها من البرد‪ ..:‬اي حلو؟؟ والله حلته صيف البحرين الحين‪ ..‬عشان العرق يزخ زخ‬
‫زياد‪ :‬ههههههههههههههههه‪ ..‬من زمـــان ما جربت صيف البحرين‪ ..‬يمكن لن البيت حتى بالصيف ما يظلون ‪..‬‬
‫هيـام اللي تستمع وهي تجول بعيونها يمين ويسار بعيد عن زياد‪ ..:‬شلون؟‬
‫زياد الل يقعد على طرف من الشجرة اللي في البارك‪ :‬ل بس‪ ..‬اختي الله يسلمها‪ .‬ما قط قلت لج عنها‪..‬‬
‫اسمها غزلن تحب شي اسمه التخطيط والترتيب والتعديل وهالشي من السوالف‪ ..‬وما تخلينا نقعد في‬
‫الصيف او حتى نتنفس ال عندها برنامج معد كااااامل لرحلة العائلة‪ ..‬حتى اختي المتزوجة تاخذها وياها‪..‬‬
‫هيام وهي تبتسم‪:‬عندك خوات؟؟؟‬
‫زياد يبتسم‪ :‬وحدة متزوجة واسمها غصون وزوجها اسمه فهد والثانية غزلن عازبة اصغر مني بسنة جذي‪..‬‬
‫هيــام تناظره بعيون مستمتعة ولكن مشككة‪ :‬عمري ما حسيت ان لك خوات‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ليش؟؟ مقطوط سبيل؟؟‬
‫هيـام وهي تضحك‪ :‬ل مو جذي قصدي‪ ..‬بس ‪ ..‬ما يبين عليك راعي خوات ول شي‪ ..‬يعني حسيتك ‪lonely‬‬
‫‪ child‬جذي يعني‬
‫زيـاد يبتسم بخبث‪ ..:‬حتى انتي تصدقين حسيت لج نف الشعور‪ ..‬لنج دليعة شوي ووايد مدللة‬
‫تنهدت هيام وهي ترفع حاجب في ويهه اللي خله يضحك‪ :‬لعلمك انا عندي بدل الخت اختين ‪ ..‬وتؤام بعد‪..‬‬
‫واخوو اسمه علي‪ ..‬توه من شوي رااح لو كان هني جان خليتك تشوفه‪) ..‬تلتفت له وكأنها متذكرة شي هام(‬
‫انت شتسوي هني صج؟‬
‫زياد يناظرها بعبط وزعل شوي وهو رافع زاوية ثمه بغرور‪ ..:‬ليش؟؟ قاعد على قلبج‪..‬‬
‫في خاطرها قالت ‪ :‬ال قاعد في قلبي ‪ :‬لكن جارته‪ :‬شوي‪ ..‬تقدر تقول يعني‪..‬‬
‫زياد وهو يحط يدينه في مخبــاة الجاكيت‪ ..‬ويناظرها بطريقة معادية‪ :‬الحين هاذي طريقة تكلمين فيها‬
‫صاحبج؟؟‬
‫هيام‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه‪Good girls don't have a male ..‬‬
‫‪Mate‬‬
‫زياد وهو يبتسم‪really? A good girl –Arabian girl should not fall in love b'4 marriage :‬‬
‫طالعته هيام بشزر‪ :‬والله الحب مو بيدنا‪ ..‬اذا حبينا حبينا‪ ..‬واذا كرهنا ‪ ..‬كرهنا‪..‬‬

‫للحظة سرى الصمـت بينهم‪ ..‬وحاست في زياد الشكوك‪ ..‬ان هيـام يمكن عرفت بهالشي‪..‬عرفت انه اهو‬
‫حمد‪..‬لكن مافي جانس انها تعرف‪ ..‬من اللي يمكن يقول لها‪..‬‬

‫زيــاد وهو يقعد مجابل هيـام‪ ..‬او تحت ريلها على المدرج اللي كان تبع للملعب اللي هم فيه وتوقفت فيه‬
‫اللعاب بسبب الثلوج‪ ..‬وتم يناظر ويهها بهدوء‪..‬‬

‫زيـاد‪ ..:‬هيـام‪ ..‬انا ابي اقول لج شي اليـوم‬


‫دق قلب هيـام‪ ..‬وحست ان زياد على وشك انه يقول لها الصج كامل‪ ..‬وما توانت عن هاللحظة‪ ..:‬شنو؟؟‬
‫زياد وهو يوطي عيونه‪ :‬انا ابي اقوله واعلمج‪ ..‬اني خسران في حالة وفايز في حالة ثانية ‪ ..‬بس ابي منج سعة‬
‫الصدر‪ ..‬لو سمحتي‪ ..‬ول تعصبين‪ ..‬تركي هيام اللي بالجامعة على جهة وواجهيني كهيام اللي عمـري ما‬
‫عرفتهـا‪..‬‬

‫كلمه منطقي صح؟ جذي حست هيـام‪ ..‬وهزت راسها موافقة انها تسمع منه‪..‬‬

‫وقف زياد بعيد عنها شوي وهو يتكلم وبعده مجابلها‪ ..:..‬هيـام‪ ..‬السالفة هذي كلها ترجع قبل شهرين‪ ..‬يوم اني‬
‫‪ ..‬وللعلم وصلت لحالة يأس شديدة معاج‪ ..‬ما كنتي تعطيني ادنى مجال اني اتقرب منج ولو بالحسنى‪ ..‬من‬
‫الضعف او يمكن العجز او قولي قلة الحيـلة‪ ..‬مشيت بدرب انا يمكن لو استمريت فيه ما كنت بطلع منه‬
‫بطريقة اسلم من هذي‪ ..‬الصراحة درب محفور من العاج يا هيـام‪..‬‬

‫سكت شوي وهو يناظر عيونها وشكلها اللي كان اهدى من البحر الساكن‪ ..‬وعيونها اللوزية تتجه على كل‬
‫حركاته وتصويباته بالكلم‪ ..‬وما مقاطعته‪ ..‬وهالشي معزز الشك عنده انها يمكن تعرف‪..‬‬

‫وكمل‪ ..‬وبسيل جارف من الكلم‪ ..:‬في يوم‪ ..‬قدرت القى ايميلج من عند احد اصدقائنا‪ ..‬واظنج تعرفين من‪..‬‬
‫ظفتج‪ ..‬واول ما ظفتج بديت في حيــرة من نفسي‪. .‬شقول لها‪ ..‬اكيد اول ما تعرف اني انا زياد راح ترميني‬
‫بلوك نظيف ومحترم لكن مورم للعين‪) ..‬ابتسمت هيام هني من غير ما يشوفها( لكن قلت‪ .‬شالفايدة‪ ..‬جذي‬
‫ول جذاك اهي محصلة استمتاع بايذائي‪ ..‬فليش بيصعب علي هالشي الحين‪ ..‬يمكن لننا بروحنا ‪ ..‬ويمكن لني‬
‫انا المتجدم بهالخطوة‪ ..‬وبتذليني وشي من هالسـوالف‪..‬‬
‫سكت شوي وهو يسحب نفس ويطالع في شكل هيـام اللي كانت باشد الستعداد للسماع‪ ..‬ولكن شي في‬
‫هدوئها نغص عليـه‪..‬‬

‫كمل زياد ولكن بطريقة اسرع‪ ..:‬وبس‪ ..‬دشيتي بيوم‪ ..‬واخترعت عليج شخصية حمد‪ ..‬وصار بيننا كلم حلو‬
‫وجميل‪ ..‬وصداقة حلوة بصراحة اعتز فيها وخلتيني لدرجة اني اتمنى لو كنت بالفعل حمد مو زياد‪ ..‬اللي من‬
‫تشوفينه جن حد والع فيج جبريت‪..‬‬

‫التفتت لها وما زالت على حالتها‪..‬‬

‫زيـاد اللي نفذ صبره‪ :‬انتي تدرين صح؟؟؟‬


‫ابتسمت هيـام ونزلت من على المدرج بهدوء‪ ..‬ووقفت مقابله بنـظرة صدمت زياد لنه لول مرة تطالعه‬
‫جذي‪ ..:‬زيــاد‪ ..‬انت يمكن كل شي عني قلته صح‪ ...‬وفكرت عني صح‪ ..‬لكن شي واحد انت قللت من جيمتي‬
‫فيه‪ ..‬ال وهو الذكـاء‪ ...‬انا يمكن‪ ..‬دليعة‪ ..‬وجن مولع فيني جبريت ل شفتك‪ ..‬لكن ما قط سألت نفسك ليش‬
‫هالشي؟؟ اظنك سـألت‪ ..‬وعرفت ليش‪ ..‬لكن ما كنت بالشجاعة انك تجابلني بيوم‪ ...‬فضلت درب ملتوي‬
‫ويمكن خطيـر شوي‪ ..‬شدراك‪ ..‬انا لو ما عرفت ان حمد انت اهو‪ ..‬جان ما اعترفت لك بحبي له‪ ..‬لكن فكر لو‬
‫كان العكس‪ ..‬لو صج اني بديت احب حمد وتبرد مشاعري صوب زياد‪ ..‬شراح يمكن يصـير؟؟‬
‫زياد وهو يحس بالثقة عامرة في قلبه اكثر من اي شي‪ ..:‬مستـحيل‪ ..‬تدرين ليش؟‬
‫هيـام اللي انزعجت من ثقته‪..:‬ليش؟؟‬
‫زياد وهو يبتسم في ويهها‪ ..:‬لن هيـام مستحيل تلقى واحد مثـل زياد‪ ..‬ومستـحيل تحب واحد غيـره‬
‫هيام وهي تبتعد عنه‪ :‬ل تكون واثق‬
‫يوقف في ويهها‪ :‬صدقيني هيــام‪ ..‬شوفي مثل ما الماي مخلوووق للنار‪ ..‬والنور مخلوق للظلم‪ ..‬والزيت‬
‫للنار‪ ...‬هيام وزياد‪ ..‬وتضادهم‪ ..‬وتناقضهم‪ ..‬ال انهم مخلوقين لبعض‪..‬‬
‫هيــام اللي من الثورة اللي فيها حمر ويهها‪ ..:‬شوف زياد‪ ..‬انت خدعتني‪ ..‬وفوق كل هذا اعترفت بخداعك‬
‫لي‪ ..‬بينت لي انك جبان‬
‫زياد‪ :‬يــــائس‪ ..‬يأستيني حتى من نفسي يا هيام‪ ..‬ومعذور انا لنج ما عطيتني ادنى فرصة‬
‫هيام وهي تتحرك بعصبية مكانها‪ :‬يمكن انت ما بذلت جهد‪ ..‬وواجهتني بنفس اللي اواجهك فيه‬
‫زياد وهو يأشر بيدينه‪ ..:‬لنج ما تسمحين لحد يتقرب منج‪ ..‬وخصوصا انا‪ ..‬ليش؟؟؟ ها قوليلي‪ ..‬؟؟ يمكن لني‬
‫كنت الحلى بين الشباب يعني ويمكن حبيتيني من اول ما شفتيني‪..‬‬

‫ناظرته هيام من غيـر تصديق‪ ..‬ومرة وحدة من وسط التوتر اللي فيه ابتسم زياد بفرحة ‪ ..‬مثل الطفل واللي‬
‫خلى من هيـام تنصدم من ابتسامته‪ ..‬ولكن شي فيه خلها تبتسم بالمثل‪..‬‬

‫هيام‪ :‬وايد مصدق روحك‬


‫زياد‪ :‬ادري ‪ ..‬وانا اتغشمر ما كان قصدي بس‪ ...‬هيــام)ترجع نبرته جادة( ارجوج‪ ..‬عطينا فرصة‪ ..‬صدقيني‪..‬‬
‫هيـام وهي تطالعه‪ :‬زيـاد‪ ..‬انا مادري ليش ان بيناتنا حلقة ضايعة‪ ..‬شي مو موجود على رغم اللي قلته كله‪..‬‬
‫ويمكن ضياع هالشي اهو اللي يخليني في حالة من الحساسية معاك‪..‬‬
‫زياد‪ :‬في ادوية للحساسية لو تدرين يعني‬
‫هيام اللي عصت‪ :‬زيااااد‪...‬‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههه‬
‫هيام وهي تلف بويهها عنه‪ :‬شوف هذا اللي يقهرني فيك‪...‬‬
‫زيـاد‪ :‬انا عن نفسي اقدر اتغيـر‪ ..‬وتجنيينج من اروع المهام اللي وكلها لي رب العالمين بهالدنيا‪..‬‬

‫التفتت له وهي متجمدة الملمح‪ ..‬وسرت فينفسها رغبة في المصالح‪ ..‬ولكن ما راح تكون اهي اللي تقدم كل‬
‫شي‪ ..‬اهو بالمثل لزم يقدم‪..‬‬

‫هيـام‪ :‬اليد الوحدة ما تصفق صح؟؟‬


‫زياد‪ :‬معلــوم‬
‫هيـام‪ :‬انزين‪ ...‬انا مستعدة اني افتح معاك صفحة يديدة‪ ..‬عشان الحلقة الضايعة‪..‬‬
‫زياد‪ :‬وانا مستعد افتح كتاب‪..‬‬
‫هيام بشدة‪ :‬زيــاد‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ههههههههههه‪ ..‬اتغشمر معاج‪ ..‬والحلقة الضايعة افا عليج ادورها بكل مكان حطيت فيه‪..‬‬
‫هيام بحدة ‪ :‬زياد ل تتغشمر‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ل شنو اتغشمر من صجج‪ ..‬احس روحي مفجوج بل هالحلقة‪..‬‬
‫هيام وهي تضرب بريلها على الرض‪ :‬العوي عوي ما يصير سيدة بيوووم‪..‬‬
‫مشت عنه بسرعة وهو لحقها ووقف في ويهها وهو يضحك‪..‬‬

‫هيام‪ :‬لزم تعاملني بشويه من الجدية‬


‫توقف عن الضحك وهو ياخذ نفس وينفخ صدره‪ ..:‬أفا عليـــج‪ ..‬مو بس جديـة‪ ..‬ال كل الجديــة‪ ..‬بس كان لزم‬
‫اشوي اذوب الثلج اللي بيناتنا‪..‬‬
‫هيـام اللي حست انها اهي الثانية خاطرها تتغشمر‪ .:‬ذوبها مو تسيحها كامل‪..‬‬
‫زياد يرفع حاجب‪ :‬هاا؟؟؟ تتغشمرين‪) ..‬يشيح بويهه ويقلد عليها( مرة ثانية كوني جدية‪..‬‬

‫مشى عنها وراح وظلت هيـام واقفة مكانها بعجب‪ ..‬وكلها لحظات ال وتنفجر بالضحكة عليه وعلى حركاته‪..‬‬
‫وهو اللي وقف عن بعد خطـوات‪ ..‬تم يطالعها وهي تضحك وضحك عليها ‪ ..‬وهو فخووور بالي صار اليوم‪..‬‬

‫زيـاد يعلي صوته‪ ..:‬انا بروح‪ ...‬بس ظلي تضحكين‪ ..‬كل مرة ابي اخليج وانتي تضحكين‪ ..‬ما تدرين رنة ضحكتج‬
‫شنو تعني بغربتي‪...‬‬

‫ظلت مبسمة في ويهه وهو يروح عنها شوي شوي‪ ..‬يا الله‪ ..‬مرة وحدة الدنيا اشرقت بالشمس في حياة‬
‫هيـام‪ ..‬حلم ايامها وما بقول سنينها تحقق‪ ..‬زيـاد‪ ..‬ومشاعر زياد وكل هذا صار من ملكها؟؟ لكن ل‪ ..‬لحظة‪..‬‬
‫اهي ما اتفقت معاه بابسط الشياء‪ ..‬اهم في مرحلة التجدد‪ ..‬والبناء من يديد‪ ..‬الساس اللي بدوه كان‬
‫خربان‪ ..‬ولزم اساس يديد‪ ..‬وليش ما تعطيه فرصة‪ what the hick ..‬النسان ما يعيش ال مرة وحدة‪..‬‬
‫والحيـاة قصيـرة‪ ..‬لزم يستغل كل الفرص المتاحة جدامه‪ ..‬وبتعطي زياد فرصـة‪ ..‬فرصـة انه يدخل حياتها من‬
‫يديد‪ ..‬ويحي فيها الطف المشاعر‪ ..‬على الرغم من انها حبته وخلص‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬تظن انها قادرة انها تقع في‬
‫حبه من يديد ‪ ..‬لشخص زياد اللي ما عطت نفسها فرصة انها تعرفه احسن من جذي‪ ..‬زيـاد‪ ..‬وما ادراك ما‬
‫زياد‪ ..‬بتم وياك عشان اعرفك زين‪ ..‬واعرف ان كنت انت فارس الحلم اللي حلمت فيه وانا صغيـرة‪ ..‬جندي‬
‫اللي يحمي حدود حيـاتي‪ ..‬ويدافع عني‪..‬‬

‫ليـــش لاا؟؟‬

‫‪----------------------‬‬

‫في الحديقة اليديدة كان خالد قاعد وهو يتنفس الهوا المخلوط بالتربة‪ ..‬مسكر عيـونه اللي يتمنى لو انها ما‬
‫تشوف شي غيـر سمـاء‪ ..‬ولكن وين‪ ..‬ما يقدر حتى يروح داره من غير ما يفج ستار البلكون ويطل على‬
‫غرفتها عشـان يلقاها موجودة جدامه‪ ..‬تناظره وهي تأشر له بالقلب‪ ..‬والسهم‪ ..‬والحب‪...‬‬

‫ابتسم بمراره وهو يحط جبينه على ركبته‪ ..‬الهوا البارد اللي كان يلفح المكان ما يقدر يطفي الحرارة اللي‬
‫تسـري في نفسـه‪ ..‬سمـاء‪ ..‬شلون ان اسمها يتردد في صدى قلبه وعقله اللي يرفض التفكير بشي غيـر‬
‫شوفتها واهي تغيب عن عيـونه بخطوات من جحيم ‪ ..‬وكيف ان رماد قلبه المحترق بدى يخنق قصبته الهوائية‪..‬‬

‫ظهر الصـوت منه مغصوب وهو يناديها‪ ..:..‬سمــاء‪...‬‬

‫جراح وفاتن اللي حسـوا لغياب خالد عن العشا قرروا انهم يروحون له داره‪ ..‬لن ام جراح بعد حطت العشا‬
‫وتغيبت عنهم‪ ..‬البيت مكتئب وجوه مشحوون‪ ..‬واول ما فظى العشى ورتبت فاتن كل شي اهي وجراح ‪..‬‬
‫تغسل وهو ينشف‪ ..‬طلعو من المطبخ ولقو منايرقاعدة في الصالة وهي فاجة الكتب وهي تدرس‪ ..‬ال فاتن‬
‫تنصدم منها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ما شاء الله‪ ..‬دوم يارب هالمنظر مب يوم‪..‬‬


‫رفعت مناير راسها بدهشة الى اختها‪ ..‬وبسرعة استوعبت الموقف‪ ..‬كانت اهي ما تقرى في الكتاب ولكن‬
‫حاطه الوراق اللي تخص عالية وسرقتها من العلبة عشان ماتشوفها فاتن‪..‬‬

‫تداركت الموضوع مناير‪ :‬عشلون عيل‪ ..‬اللي يبي يدش كلية الشرطة على القل عنده الثانوية العامـة‪..‬‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬كلية الشرطة‪..‬‬
‫جراح وهو يتخصر لمناير‪ :‬انتي متى بتفجين هالفكرة عن بالج‪ ..‬ما عندنا بنات يدخلون الشرطة‬
‫فاتن بصدمة‪ :‬الشرطة‬
‫مناير اللي سكرت الكتاب ووقفت في ويه جراح بس بعيد‪ :‬شوف جراح‪ ..‬بل اضطهاد لفكر المراة وحريتها‪..‬‬
‫ترى النسوان صج ما يقدرون يصوتون‪ ..‬لكن بعد لهم حرية الفكر والتعبير عن الرأي‪..‬‬
‫فاتن تناظر مناير بدهشة وجراح يضرب على صدره‪ :‬انا اللي خاطري اعرفه انتي من وين اتييبين هالحجي‬
‫وانتي واحد زائد واحد واحد مكرر يساوي عندج‪..‬‬
‫مناير بغرور‪ :‬انت وايد مقلل من جيمة عقلي وتفكيري اخ جراح‪ ..‬لعلمك‪ ...‬اينشتاين ما كان شاطر بالمدرسة‪..‬‬
‫وشوف لي درجات ارتقى بالعـلم‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه‬
‫جراح وهو يحط يده على جتف فاتن‪ :‬اينشتاين‪ ...‬منور‪ ..‬تدرين احسن شي لج شنو؟‬
‫مناير‪ :‬شنوو يا عبقرينو؟؟‬
‫جراح‪ :‬احد ينقعج بماي بارد عشان تنصقعين وتكتشفين شكثر حجم غبائج‪..‬‬
‫منـاير وهي تتوعد‪ :‬بتشوفووون‪ ..‬رفعة هالبيت وعزة شانه بسببي‪..‬‬
‫فاتن بابتسامة محببة‪ ..:‬وهذا اللي نتمناه يا منووور‪ ..‬وانا واثقة منج)تناظر جراح( واذا هي تبي تروح كلية‬
‫الشرطة خلوها‪ ..‬كل واحد وله ولعه‪ ..‬واكثر شي ينجح فيه النسان اهو الشي اللي يتولع شي‪..‬‬
‫مناير وهي تروح لفاتن وتلمها‪ :‬هاي الخت السنعة العدلة‪ ..‬مو انت‪ ..‬يا كتلة الرطال‪..‬‬
‫جراح يشد شعر منــاير لول مرة من بعد ما كانت هالمهمة مختصة على خالد‪ :‬ااااخ جراحووو فجني والله ما‬
‫اكتفيت من خالد الحين انت‪..‬‬

‫تذكرت فاتن خالد وعلى طول انسحبت‪ ..‬اهي تعرف وين تلقيه لن يمكن هالمكان يكون اكثر بقعة يتواجد‬
‫فيها خالد من يوم ورايح‪..‬‬

‫فجت الباب اللي يطل على الحديقة ولقته بالفعل قاعد على الكراسي اللي مصفوفة عند الجدار‪ ..‬مسند راسه‬
‫وهويناظر السمـاء بهدوء‪ ..‬ابتسمت له وعدلت حجابها اكثر‪ ..‬وراحت لعنده وقعدت من غير ما تجذب انتباهه‪...‬‬
‫لكن هيهات تطوف فاتن ‪ ..‬ملك هالبيت من غير تنهيدة الراحة اللي تسـري في خالـد عشانها‪..‬‬

‫خالد من غيـر ما يطالعها ويبتسم‪ ..:‬انا اقـول‪ ..‬مرة وحدة ارتاح قلبي‪ ..‬ال وهي يدتي الغاليـة‪ ..‬فاتن‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههه‪ ..‬عاد يدتك مرة وحدة‪ ..‬قول أمك‪..‬‬
‫خالد‪ :‬لاه‪ ..‬انا امي اهي خالتي‪ ..‬وانتي‪ ...‬يدتي‪ ..‬وسمــاء‪ ..‬دنيتي‪..‬‬

‫سكتت فاتن وهي تراقب ويهه المعذب‪ ..‬ولكن الهادئ‪..‬‬

‫وكمل خالد‪ :‬تدرين فاتن‪ ..‬انا شنو اللي مصبرني؟؟؟‬


‫فاتن‪ :‬شنو يا خالد؟؟‬
‫خالد يناظرها ودمعة حزينة سرت من زاوية عيونه‪ :‬اني اعرف انها تفكر فيني مثل ما افكر فيها‪ ..‬وان مثل‬
‫راحت عن بالي لثانية يدق قلبي بعنف وكانه يحثني اني ارد اذكرها‪ ..‬وارد افكر فيها‪ ..‬ونتم انا وياها على اتصال‬
‫واحد‪..‬‬
‫فاتن وهي تختبر خالد‪ :‬بس في هالدنيا وسائل اتصالت والتكنولوجيا توسعت يا خالد‪ ..‬وصار هالعصـر‪...‬‬
‫قطعها خالد‪ :‬اللي جمع بيني وبين سماء ما كان التكنولوجيا ول التطور‪ ..‬اللي جمعني بسماء ربج‪ ...‬ومثل ما‬
‫جمعنا‪ ..‬وفرقنا الحين‪ ..‬بيرد ويجمعها مرة ثانية‪ ..‬من غيـر اي نوع من المداخلت البشرية‪ ..‬انا احب ربي يا‬
‫فاتن‪ ..‬وارضى بقضائه لو كان هالشي سيف على رقبتي‪ ..‬وبترك كل شي بيده‪ ..‬لكن بعد‪ ...‬بكون نفسي‪..‬‬
‫عشان ما ترد سمـاء ال وهي ملقية هذاك الصبي مختفي‪ .‬ويا محله ريـال ينشد به الظهر‪ ..‬مع قلب هذاك‬
‫الصبي‪ ..‬اللي دوم بيدق لها ‪ ..‬وبس لها‪..‬‬

‫ضاعت فاتن في ويه خالد‪ ..‬وعرفت شكثر تغيـر وصار مختلف‪ ..‬ما عاد خالد المستهتر‪ ..‬او اللي يمشي وهو‬
‫يتغشمر ويحمل في طيات نفسه احزان‪ ..‬صار انسان فرحان وسعيـد‪ ..‬وبمن؟؟ بحب سمـاء‪ ..‬شلون يقولون‬
‫الحب حرام واذا الحب نفسـه يخلف في الناس مختـلف التغيــيرات‪ ..‬مثلها اهي ومسـاعد‪ ..‬شلون انها ظنت‬
‫ان نهايتها راح تكون على يده‪ ..‬وشلون ان اقل الكلمات اللي أهو يقولها لها تخليها تستشعر بنبض الحيــاة من‬
‫تحت العـروق‪..‬‬

‫الظاهر ان نفس الثر خلفته سمـاء على خالد‪..‬اللي ماعاد خالد‪ ..‬ول راح يرجع خالد‪ ..‬فكل انسان وله مدة‬
‫معيـنة من التقمص لشخصية‪..‬‬

‫لحظ انها سرحانة بشكله وابتسم لها‪ ..:‬علمج يديدة فاتن؟؟ شي في ويهي ؟؟‬
‫فاتن وهي منسحرة منه ‪ ..‬من أخوها العزيـز‪..‬عزيز قلبها خالد‪ :‬خالـد‪ ...‬ادور فيك خالد اللي تركته ‪ ..‬لكن ماني‬
‫لقيته‪ ...‬وتصدق‪ ..‬مو زعلنة لني ما لقيته‪..‬لن كل انسان هالدنيا وله فترة معينة ويختفي ويظهر فيه انسان‬
‫ثاني‪...‬‬
‫دقق في ويهه وهو مو مستوعب‪ :‬شقصدج؟‬
‫فاتن وهي توقف وتواجهه‪.:‬خالد‪ ..‬انت تغيـرت‪ ..‬وللحسن‪ ..‬بشهادتي‪ ..‬انا ادري انك اكثرنا يمكن تعلق برب‬
‫العالمين لظروفك الشخصيـة‪ ..‬وهالشي كان سلح لك انك تتقرب من هو اجدر من اي احد بهالدنيا انك تتقرب‬
‫له‪ ...‬اغبطك يا خالد‪ ..‬او حتى احسدك على ثقتك برب العالمين‪ ..‬معظم الناس هاليام ل واجهتهم مصايب او‬
‫مشاكل سلموا نفسهم لليأس‪ ..‬ال انت‪...‬‬
‫دمت بخيــر يا خوي وبت وصحيت على الخيـر‪ ..‬والله‪ ..‬انا اليوم فرحانة بأشد الفراح العميـقة لك‪ ..‬وادري‪..‬‬
‫ان ايمانك القوي هذا راح يكافئ باحسن المكافآت‪ ..‬ربك كريم وانت تستاهل‪..‬‬

‫بعد هالكلم اللطيف اللي عبر وجدان خالد مثل النسمة الباردة على قلبه‪ ..‬وغادرت فاتن من بعدها ‪ .‬وتركته‬
‫في احتفال الفخر ‪ ..‬الحمـد لله على كل حال‪ ..‬قل لن يصيبكم ال ما كتبه الله عليكم‪ ..‬ورب العالمين ما يبي‬
‫ال صلح البشـر‪ ..‬عباده وخلقه ‪...‬‬

‫‪---------------‬‬

‫بعد يوم من وصول مشعل وسماء اميـركا‪.‬‬

‫مشـعل اللي كان في حوسـة مب عارف شيسوي‪ ..‬لزم يلقى شي يخليه يثق انه قادر على التفريـق بين فاتن‬
‫ومسـاعد‪ ..‬مستحيـل ماكو شي ماكو ثغرة اقدر أوسعها‪ ..‬واخليهم متشتتين ما يعرفون وين يلفون بويههم‪..‬‬
‫ماقدر اشوه سمعتها عنده مع ان هالشي هو اكثر يمكن يبعده عنها‪ ..‬واكثر شي اقدر اسويه لكن اهو غريب‬
‫من نوعه‪ ..‬يوم شافها واقفة معاي تزوجها‪ ..‬الحقـير‪ ..‬لزم القى له شيء‪..‬‬

‫وفجأة رن تلفونه وهو كان قاعد في البلكون‪ ..‬سمـاء من وصلوا ما طلعت من الدار اللي خذتها لها‪ ..‬لن بعد‬
‫يوم راح تدخل المدرسة‪ ..‬فكل شي نظمته سلوى وياهم وارسلت لهم اللي يبونه وباجي المعاملت بتم ل‬
‫راحت سمـاء عندهم‪..‬‬

‫رفع التلفون وهو مو عارف فارق التوقيت‪ ..‬او جم الساعة بينهم وبينهم‪ ..:‬نعـم‪..‬‬
‫غصـون‪ ..:‬هل بولد الخـالة‪..‬‬
‫مشعل اللي مستغرب اتصال غصون فيه‪ :‬هل هل‪ ...‬وانااقول الرقم مو غريب علي‪ ..‬غصون صح؟‬
‫غصون‪ :‬اي نعم غصون‪..‬انا امس يابولي سيـرتك وقلت لزم اتصل فيه‪ ..‬بس قول لي‪ ..‬ليش التصال شوي‬
‫ضعيف؟؟ مسافر شي انت؟‬
‫مشـعل‪ :‬اي والله‪ ..‬انا وسمـاء في اميـركا‬
‫غصـون مندهشة‪ :‬أميـركا مرة وحدة؟؟ ليش شصاير؟‬
‫مشـعل وهو يحد من صوته‪ :‬ل بس‪ ..‬بندخل سمـاء بمدرسة هني‪ ..‬عشان تكمل تعليمها‪..‬‬
‫غصون وهي تبتسم بأسف‪ ..:‬مدرسة داخلية على ماظن‪..‬‬
‫مشـعل باقتضاب‪ :‬ايه‪..‬‬

‫دارت في غصون مختلف المشاعر السفة على سمـاء‪ ..‬ضحـية خالتها هالبنت‪ ..‬لكن ما راح تتدخل في‬
‫هالشي‪ ..‬ما تعنيها سماء شي‪ ..‬وهذا ويه من ويوه غصون المتعددة‪ ..‬البرود والجمود في ويه المشاكل اللي‬
‫في العايلة‪..‬‬

‫غصون‪ :‬انا اللي صج صج وحشني اهما انتو الثنين بس خسارة‪ ..‬الظاهر ان ما راح نشوف سماءلفترة‬
‫مشعل‪:‬ل شدعوة‪ .‬شي اسمه اجازات‪ ..‬وتقدرون تزورونها هني بمدرستها‬
‫غصـون‪ :‬ان شاء الله ان الله قدرنا بنييها‪ ..‬جم سماء عندنا‪ ..‬وحـدة بس‪..‬‬

‫لسبب او آخر ‪ ..‬طاف في بال مشـعل شركـة عمه زوج خالته اللي قدر يعرف ان مسـاعد يشتغل فيها‪ ..‬وما‬
‫يدري ليش دفعه هالشي انه يسأل غصون عن مسـاعد‪..‬‬

‫مشعل وهو يعدل من قعدته ‪ :‬غصون انا مادري يمكن هالشي تعرفينه ول لء‪ ..‬بس شي دفعني من الفضول‬
‫اني أسألج‬
‫غصون‪ :‬اسأل مشـعل حاظرة لك‪ ..‬شتبي تعرف؟؟‬
‫مشعل وهو يضيق عيونه‪ :‬انتي اشتغلتي في شركة ابوج لفترة من الزمن صح‪ ..‬ثلث سنوات قبل‪..‬‬
‫غصوهن تصحح له وهي تجفس ريلها عل الكرسي‪ :‬سنتين وشوي‪ ..‬ليش؟؟‬
‫ضرب قلب مشـعل وهو يحس انه بييلقى ي‪ ..:‬مادري ان جان في جانس انج تعرفين مسـاعد الدخيلي؟؟؟‬
‫غصـون تبتسم لكثـرة تداخلت مساعد في حياتها في الفترة الخيـرة‪ ..:‬اعرفه؟؟ أكيد اعرفه‪ ..‬اي واحد يدخل‬
‫شركـة الوفا لزم يتعارف بمسـاعد الدخيلي‪) ..‬وفجآة( انت شلووون تعرفه؟؟‬

‫هالمكــالمة‪ ...‬وهالفضــول اللي في مشـعل‪ ..‬والملل اللي بحيـاه غصون‪ ..‬اكثر الناااس اهتماما للي يمكن‬
‫يصيـر بحيـاة الناس من جراء افعالها اللي تكون في صالحها‪ ..‬شراح يخلف على فاتن ومسـاعد‪..‬‬

‫اكثر من مرة حسسينا ان غصون تتداخل في حياة مساعد او في فترة من حيـاته بصورة غريبة بعض الشي‪..‬‬
‫لكن ما عرفنا هالشي‪ ..‬في الجزء الياي‪ ..‬حل مشكلة عالية‪ ..‬ودخول غصـون المفاجئ في حيـاة فاتن‪..‬‬
‫وليش راح تدخل غصون في حياة فاتن‪..‬‬
‫والشيطان مشـعل‪ ..‬شلي راح يستفيــده من هالشي‪...‬‬
‫ومنـاير‪ ..‬شلي راح تسويـه في أختها من غيـر درايتها او معلوووميتها‪..‬‬

‫الجزء الثلثون‬
‫الفصل الول‬
‫‪--------------------‬‬
‫مرت الريـاح‪ ..‬حقا‪ ..‬لبعض السفن بما ل تشتهي‪..‬‬

‫تحتم الفراق على بعضها‪ ..‬والقرب من بعضها‪ ..‬والسكون في اخرى‪ ..‬واخرى الضيـاع في متاهات الغدر‬
‫والنتقام‪..‬‬

‫فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم‪ ..‬فاتن ظلت في حالة من‬
‫الشك والتخيـل‪ ..‬لماضي مسـاعد‪ ..‬لجابته الغيـر مقنعة‪ ..‬واللي كانت رد بالسؤال‪ ..‬ونظرة عيونه الي جبنتها‬
‫ول خلتها تطالب بالكثر‪ ..‬كانت مصدر قلق لها‪ ..‬ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على‬
‫صدره على وشك انه ينكشف‪ ..‬وعالية وحقيقتها راح تكون على المل‪ ..‬وفاتن‪ ..‬ما يعرف شراح تكون ردة‬
‫فعلها‪ ..‬اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية‪ ..‬شبح ملمووس ظن انه لو ملكه‬
‫راح يملك عالية من جديد‪ ..‬لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خله يرجع بتفكيره امرار‪..‬‬

‫ولكن‪ ..‬قبل ليحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه‬
‫معاها‪ ..‬قبل ل تعرف الشي من احد‪ ..‬او من نفسها‪..‬‬

‫بعد ما اودع سمـاء الصامـتة‪ ..‬الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب‪ ..‬ملهوب‬
‫الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ‪ ..‬فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي‬
‫بداياتها تكون مربكة‪ ..‬وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خله يتردد اكثر من‬
‫مرة‪ ..‬لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع‪ ..‬كان خائف ان ول من هالشياء راح‬
‫يكـون كافي لهدم ما بيـن الثنـين‪..‬‬

‫اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن‪ ..‬فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة‪..‬‬
‫مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر‪ ..‬لزم تتألم‪ ..‬عشان تعرف مقدار حبي لها‪ ..‬والحب هو العذاب‪ ..‬ل تنسى‬
‫رسم اللف‪ ..‬لن هالمعنى جدا راح يختلف‪..‬‬

‫اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها ‪ .‬بحق نفسه وبحق الحبيـبة الزلية‪ ..‬وفوق كل هذا مو عارف‬
‫ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله‪..‬‬

‫استعدادات زواج نورة كانت على أهبها‪ ..‬ما بقى شي‪ ..‬اربعة ايام وخلص تروح من هالبيت وتظل مريم‬
‫بروحها‪ ..‬حالتها النفسية الخيـرة في منتهى التوتر‪ ..‬ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها‪ ..‬شي في الجو‪ ..‬مثير‬
‫للشتهباء والحماس‪ ..‬شي من الفرحـة لكن الحتراس من كثرها عشان ل تطيـر بالهواء قبل ل تسقط باليـد‪..‬‬
‫واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها‪ ..‬لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من‬
‫بليس‪ ..‬من شدة المشـاعر اللي على قلبها‪..‬‬

‫‪-------------------‬‬

‫في بيت بو جراح‪ ..‬العصـر‪..‬‬

‫كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن‪ ...‬حس ولسبب‬
‫غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم‪ ..‬كان رحووم‪ ..‬ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان‪..‬‬
‫الله يرحمك يا يبا‪ ..‬تمنيتك معاي بهذا اليـوم‪ ..‬وياليتك كنت موجود‪ ..‬محلى الولد ل وقف وياه ابوه في ليلـة‬
‫مثل هذي‪ ..‬الله يرحمك‪ ..‬يا بو جراح‪..‬‬

‫يات له فاتن وهي حاملة التلفون اللسلكي بيدها وتوها مسكـرته‪..‬‬

‫التفت لها جراح‪ :‬خبـرتيه؟‬


‫فاتن المبتسمة‪ :‬اي خبرته‪ ..‬استغرب اول شي‪ ..‬لكن قال حياكم الله‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم بتوتر ويحرك يده في شعره‪ :‬مادري فتون‪ ..‬احس ان قطار بيدوسني الحين‪ ..‬مادري‬
‫شهالتوتر‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههه‪ ..‬اذا انت قطـار‪ ..‬مريم شراح يصيـر فيها‪ .‬هذيج بتدعمها سفيـنة بكبرها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههه‪..‬‬

‫سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة‪ ..‬وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر‬
‫الرحمة ‪ ...‬وتذكرت مطـر بوسطـن‪ ..‬شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع‪ ..‬وعلى من‪ ..‬على‬
‫سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها‪ ..‬الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ول لء‪ ..‬راح تكون‬
‫مليئه بهالنوع من الفوضى‪..‬‬

‫ياها صوت جراح من وراها‪ ..:‬تهقين الوقت مناسب فاتن؟‬


‫فاتن راحت لعنده‪ ..:‬الزواج ماله وقت مناسب‪ ..‬دامنك تعرف انك لها‪ ..‬وان الشي في قلبك بقوة اليمـان‪..‬‬
‫)ابتسامة راحة في ويه اخوها( خلص‪..‬ل تفكر اكثر ‪...‬‬
‫جراح وهو يفتح عيونه في ويه فاتن‪ ..:‬فتون‪ ..‬انتي وايد تهذرين تدرين‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه من زمان‪ ..‬توك داري‪..‬‬
‫جراح وهو يلمها‪ :‬بس هذرتج هذي ماااااااي على النار اللي في يوف الواحد‪ ..‬الله يهني مسـاعد فيج‪ ..‬والله انج‬
‫قمـة من الروعة بحيث انه ما رح يتحملج كلج على بعضج‪..‬‬
‫فاتن بحيا بسيط من اطراء اخوها‪ ..:‬اشكر شعورك‪ ..‬عشان تعرف احنا الياسي‪ ..‬مالنا شبيه‪..‬‬

‫بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الرض العطشى‪ ..‬التقاء غريبين‪ ..‬او قريبين‬
‫ولكن بعيديـن‪..‬‬

‫فاتن وهي تتنهد‪ :‬كلمت أمي؟‬


‫جراح يهز راسه باليجاب‪ :‬اي‪ ..‬كلمتها‪) ..‬امتعض شكلها( غياب سمـاء وحالة خالد بعدهم مأثرين فيها بقوة‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم بألم‪ ..:‬لكن ما ردها بتطوف هالشي‪ ..‬اذا عن خالد فمتوقعة انه بيتجاوز هالشي بنجاح‪ ..‬لكن‬
‫سمـاء)بأسف( هذي اللي يمكن ما نلقى عنها خبـر ول علـم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اذا بغتنا بتلقينا يا فاتـن‪ ..‬احنا ما بنروح مكان وبنظل هني ننتظرها طول العمـر‪ ..‬ان جان مو انا ول انتي‬
‫ول حتى يمكن امي‪ ..‬خالد ‪..‬‬
‫فاتن وهي تهز راسها بالنفي‪ :‬ما عمري توقعت‪ ..‬هالثنين يحبوون بعض‪ ..‬وبهالشكل‪ ..‬مع انهم صغـار‪.‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬الحب ما يعرف صغيـر ول كبيـر يا فاتن‪ ..‬الحب بدايته شعله اهتمام‪ ..‬الفة‪ ..‬وقرب‪ ...‬هذي‬
‫العوامل كافيـة انها تجذب في نفسـ البشر انهم يحبـون وينحبـون‪..‬‬
‫فاتن وهي تصدق كلم اخوها‪ ..:‬الله عليك‪ ..‬جبتها يا جراح‪ ...‬بس‪ ..‬اتمنى انهم يرسون على بر فيوم‪..‬‬
‫جراح وهو يحك ذقنه‪ :‬بس اللي مو قادر أألفه‪ ..‬اهوو مشـعل‪ ..‬مادري شصار فيه‪) ..‬اضطربت فاتن داخليا( من‬
‫فتـرة وهو معتفس‪ ..‬حتى انه قضى ايام ما نشوفه فيها‪ ..‬سكن بالشاليه لفترة ‪ ..‬وتدرين‪ ..‬كل هذا صـار من‬
‫بعد وفاة ابوي‪ ..‬او يمكن بالتحديد من سـفرج‪ ..‬ولني انشغلت عن هالسوالف والربع ‪..‬ما دريت عنه ال بعد‬
‫فوات الفووت‪..‬‬
‫فاتن وهي تبعد ويهها عن جراح عن ل تفضحها ملمحها‪ ..:‬ما تدري‪ ..‬سبحان ربك العظيم‪ ..‬يغيـر الحال الى‬
‫حـال‪ ..‬ل تهم قلبك‪ ..‬كفايـة هالليلة )تهلل ويهها( انت اليوم بين نار او جنه‪..‬‬
‫جراح وهو يفرك يدينه‪ :‬بس تدرين فتوون ان صار كل شي اوكي‪ ..‬ما ايي الربيع )الموسم( ال من زمـان‬
‫خذتها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههه‪ .‬رمضان جريب ‪ ..‬خل نيتك صافية وان شاء الله نلقاها على الفطور معانا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه‪..‬‬

‫=================‬

‫رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر‪ ..‬والفكر والعقل‪ ..‬اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن‪..‬‬
‫وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها‪ ..‬السالفة تفليدية‪...‬‬
‫بس يمكن يايين يهنون لمي على زواج نورة‪ ..‬بس ما يندرى شالموضوع‪..‬‬

‫واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس‪ ..‬ويا امها توريها الجلبيات والمطرزات الل شرتهم‬
‫لها ولمها بعد‪..‬‬

‫الجزء الثلثون‬
‫الفصل الول‬
‫‪--------------------‬‬
‫مرت الريـاح‪ ..‬حقا‪ ..‬لبعض السفن بما ل تشتهي‪..‬‬
‫تحتم الفراق على بعضها‪ ..‬والقرب من بعضها‪ ..‬والسكون في اخرى‪ ..‬واخرى الضيـاع في متاهات الغدر‬
‫والنتقام‪..‬‬

‫فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم‪ ..‬فاتن ظلت في حالة من‬
‫الشك والتخيـل‪ ..‬لماضي مسـاعد‪ ..‬لجابته الغيـر مقنعة‪ ..‬واللي كانت رد بالسؤال‪ ..‬ونظرة عيونه الي جبنتها‬
‫ول خلتها تطالب بالكثر‪ ..‬كانت مصدر قلق لها‪ ..‬ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على‬
‫صدره على وشك انه ينكشف‪ ..‬وعالية وحقيقتها راح تكون على المل‪ ..‬وفاتن‪ ..‬ما يعرف شراح تكون ردة‬
‫فعلها‪ ..‬اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية‪ ..‬شبح ملمووس ظن انه لو ملكه‬
‫راح يملك عالية من جديد‪ ..‬لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خله يرجع بتفكيره امرار‪..‬‬

‫ولكن‪ ..‬قبل ليحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه‬
‫معاها‪ ..‬قبل ل تعرف الشي من احد‪ ..‬او من نفسها‪..‬‬

‫بعد ما اودع سمـاء الصامـتة‪ ..‬الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب‪ ..‬ملهوب‬
‫الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ‪ ..‬فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي‬
‫بداياتها تكون مربكة‪ ..‬وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خله يتردد اكثر من‬
‫مرة‪ ..‬لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع‪ ..‬كان خائف ان ول من هالشياء راح‬
‫يكـون كافي لهدم ما بيـن الثنـين‪..‬‬

‫اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن‪ ..‬فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة‪..‬‬
‫مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر‪ ..‬لزم تتألم‪ ..‬عشان تعرف مقدار حبي لها‪ ..‬والحب هو العذاب‪ ..‬ل تنسى‬
‫رسم اللف‪ ..‬لن هالمعنى جدا راح يختلف‪..‬‬

‫اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها ‪ .‬بحق نفسه وبحق الحبيـبة الزلية‪ ..‬وفوق كل هذا مو عارف‬
‫ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله‪..‬‬

‫استعدادات زواج نورة كانت على أهبها‪ ..‬ما بقى شي‪ ..‬اربعة ايام وخلص تروح من هالبيت وتظل مريم‬
‫بروحها‪ ..‬حالتها النفسية الخيـرة في منتهى التوتر‪ ..‬ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها‪ ..‬شي في الجو‪ ..‬مثير‬
‫للشتهباء والحماس‪ ..‬شي من الفرحـة لكن الحتراس من كثرها عشان ل تطيـر بالهواء قبل ل تسقط باليـد‪..‬‬
‫واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها‪ ..‬لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من‬
‫بليس‪ ..‬من شدة المشـاعر اللي على قلبها‪..‬‬

‫‪-------------------‬‬

‫في بيت بو جراح‪ ..‬العصـر‪..‬‬

‫كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن‪ ...‬حس ولسبب‬
‫غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم‪ ..‬كان رحووم‪ ..‬ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان‪..‬‬
‫الله يرحمك يا يبا‪ ..‬تمنيتك معاي بهذا اليـوم‪ ..‬وياليتك كنت موجود‪ ..‬محلى الولد ل وقف وياه ابوه في ليلـة‬
‫مثل هذي‪ ..‬الله يرحمك‪ ..‬يا بو جراح‪..‬‬

‫يات له فاتن وهي حاملة التلفون اللسلكي بيدها وتوها مسكـرته‪..‬‬

‫التفت لها جراح‪ :‬خبـرتيه؟‬


‫فاتن المبتسمة‪ :‬اي خبرته‪ ..‬استغرب اول شي‪ ..‬لكن قال حياكم الله‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم بتوتر ويحرك يده في شعره‪ :‬مادري فتون‪ ..‬احس ان قطار بيدوسني الحين‪ ..‬مادري‬
‫شهالتوتر‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههه‪ ..‬اذا انت قطـار‪ ..‬مريم شراح يصيـر فيها‪ .‬هذيج بتدعمها سفيـنة بكبرها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههه‪..‬‬

‫سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة‪ ..‬وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر‬
‫الرحمة ‪ ...‬وتذكرت مطـر بوسطـن‪ ..‬شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع‪ ..‬وعلى من‪ ..‬على‬
‫سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها‪ ..‬الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ول لء‪ ..‬راح تكون‬
‫مليئه بهالنوع من الفوضى‪..‬‬
‫ياها صوت جراح من وراها‪ ..:‬تهقين الوقت مناسب فاتن؟‬
‫فاتن راحت لعنده‪ ..:‬الزواج ماله وقت مناسب‪ ..‬دامنك تعرف انك لها‪ ..‬وان الشي في قلبك بقوة اليمـان‪..‬‬
‫)ابتسامة راحة في ويه اخوها( خلص‪..‬ل تفكر اكثر ‪...‬‬
‫جراح وهو يفتح عيونه في ويه فاتن‪ ..:‬فتون‪ ..‬انتي وايد تهذرين تدرين‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه من زمان‪ ..‬توك داري‪..‬‬
‫جراح وهو يلمها‪ :‬بس هذرتج هذي ماااااااي على النار اللي في يوف الواحد‪ ..‬الله يهني مسـاعد فيج‪ ..‬والله انج‬
‫قمـة من الروعة بحيث انه ما رح يتحملج كلج على بعضج‪..‬‬
‫فاتن بحيا بسيط من اطراء اخوها‪ ..:‬اشكر شعورك‪ ..‬عشان تعرف احنا الياسي‪ ..‬مالنا شبيه‪..‬‬

‫بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الرض العطشى‪ ..‬التقاء غريبين‪ ..‬او قريبين‬
‫ولكن بعيديـن‪..‬‬

‫فاتن وهي تتنهد‪ :‬كلمت أمي؟‬


‫جراح يهز راسه باليجاب‪ :‬اي‪ ..‬كلمتها‪) ..‬امتعض شكلها( غياب سمـاء وحالة خالد بعدهم مأثرين فيها بقوة‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم بألم‪ ..:‬لكن ما ردها بتطوف هالشي‪ ..‬اذا عن خالد فمتوقعة انه بيتجاوز هالشي بنجاح‪ ..‬لكن‬
‫سمـاء)بأسف( هذي اللي يمكن ما نلقى عنها خبـر ول علـم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اذا بغتنا بتلقينا يا فاتـن‪ ..‬احنا ما بنروح مكان وبنظل هني ننتظرها طول العمـر‪ ..‬ان جان مو انا ول انتي‬
‫ول حتى يمكن امي‪ ..‬خالد ‪..‬‬
‫فاتن وهي تهز راسها بالنفي‪ :‬ما عمري توقعت‪ ..‬هالثنين يحبوون بعض‪ ..‬وبهالشكل‪ ..‬مع انهم صغـار‪.‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬الحب ما يعرف صغيـر ول كبيـر يا فاتن‪ ..‬الحب بدايته شعله اهتمام‪ ..‬الفة‪ ..‬وقرب‪ ...‬هذي‬
‫العوامل كافيـة انها تجذب في نفسـ البشر انهم يحبـون وينحبـون‪..‬‬
‫فاتن وهي تصدق كلم اخوها‪ ..:‬الله عليك‪ ..‬جبتها يا جراح‪ ...‬بس‪ ..‬اتمنى انهم يرسون على بر فيوم‪..‬‬
‫جراح وهو يحك ذقنه‪ :‬بس اللي مو قادر أألفه‪ ..‬اهوو مشـعل‪ ..‬مادري شصار فيه‪) ..‬اضطربت فاتن داخليا( من‬
‫فتـرة وهو معتفس‪ ..‬حتى انه قضى ايام ما نشوفه فيها‪ ..‬سكن بالشاليه لفترة ‪ ..‬وتدرين‪ ..‬كل هذا صـار من‬
‫بعد وفاة ابوي‪ ..‬او يمكن بالتحديد من سـفرج‪ ..‬ولني انشغلت عن هالسوالف والربع ‪..‬ما دريت عنه ال بعد‬
‫فوات الفووت‪..‬‬
‫فاتن وهي تبعد ويهها عن جراح عن ل تفضحها ملمحها‪ ..:‬ما تدري‪ ..‬سبحان ربك العظيم‪ ..‬يغيـر الحال الى‬
‫حـال‪ ..‬ل تهم قلبك‪ ..‬كفايـة هالليلة )تهلل ويهها( انت اليوم بين نار او جنه‪..‬‬
‫جراح وهو يفرك يدينه‪ :‬بس تدرين فتوون ان صار كل شي اوكي‪ ..‬ما ايي الربيع )الموسم( ال من زمـان‬
‫خذتها‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههه‪ .‬رمضان جريب ‪ ..‬خل نيتك صافية وان شاء الله نلقاها على الفطور معانا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه‪..‬‬

‫=================‬

‫رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر‪ ..‬والفكر والعقل‪ ..‬اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن‪..‬‬
‫وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها‪ ..‬السالفة تفليدية‪...‬‬
‫بس يمكن يايين يهنون لمي على زواج نورة‪ ..‬بس ما يندرى شالموضوع‪..‬‬

‫واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس‪ ..‬ويا امها توريها الجلبيات والمطرزات الل شرتهم‬
‫لها ولمها بعد‪..‬‬

‫في غربة النفس والوطن لقت نفسـها سمـاء تتطلع الى السمـاء الواسعة‪ ..‬منتظرة شي يردها من الحلم‬
‫المزعج اللي تعايشت وياه من مولدها‪ .‬وازداد بفراقها العصيب عن كل اللي حواليها‪ ..‬وظلت تحاول انها تتغلب‬
‫على هالشي بميراثها البسيط من خالد‪ ..‬مدت يدها الى صبعها وناظرت القلب الخالي‪ ..‬محفور ويتخلله‬
‫الهواء‪ ..‬كيف انه يسمح للهوا انه يمر ويدخل بحرية ‪ ..‬على عكسهم‪ ..‬ما لقو من اللي حواليهم غيـر التكبيل‪..‬‬

‫المستقبل – على الرغم من كل شي‪ -‬ال انه يوحي بالسـعادة‪ ..‬وعيون خالد اللي تشبث بها عقلها كنهاية‬
‫سعيدة بينت لها ولو شي من علم الغيب عن المستقبل‪ ..‬وياليت لو يتحقق لها شي من هذا كله‪ ..‬وال‪ ..‬حتى‬
‫لو ما تحقق‪ ..‬راح يكون كافي على نفسها انها تكون حلمت فيه‪ ..‬وناس تلقى بالحلم الكمال اللي ما يلقونه‬
‫بالواقع‪ ..‬وللتواضع اللي فيهم‪ ..‬هذا يـكون كافي‪..‬‬

‫نزل اخر جنطه لها من بعد الجولة الستكشافية للمكان الراقي من نوعه‪ ..‬كل الوراق وقعت وكل المستندات‬
‫وثقت‪ ..‬سمـاء صارت جزء من هالمؤسسة التعليمية الراقية‪ ..‬وماكو شي بهالدنيا ال بعد خمس سنوات يطلعها‬
‫من هناك‪ ..‬حتى تبلغ السن القانونية‪ ..‬تعليم متكامل وجامع لكل المؤهلت‪ ..‬تطلع ببكالوريوس باي تخصص‬
‫تبي تدرسه‪ ..‬ولكن ضمن هالمدرسة‪ ..‬او هالبيت اليديد‪..‬‬
‫مشـعل وهو لبس نظارته الشمسية بهذاك الصبح الباااارد من نوعه‪ ..:‬خلص‪ ..‬انتي شبه المستقرة هني‪..‬‬
‫باقي مس تمبل اللي بتاخذج عشان تنظمين امورج ومن بعدها كل شي راح يكون على اتم وجه‪..‬‬

‫ما تكلمت سماء‪ ..‬كانت واقفة وهي حاطة الشال على راسها وكانه رسم من مراسم الحياة اللي ماتبي تفقد‬
‫معالمها‪..‬‬

‫ما تمنى مشعل انه يظل اكثر لن رحلته ما بقى عليها ال ساعة وحدة‪ :‬يالله سماء‪ ..‬تحملي بروحج‪ ..‬ول‬
‫تخرطينها هني‪ ..‬ل تقطعين البيت عن اخبارج‪..‬‬

‫والتف على عقبه رايح عنها صاحب القلب القاسي‪ ..‬لكن مرده التفت لها للمرة الخيـرة‪ ..‬ولقاها واقفة وهي‬
‫تناظره بعيونها الشفافة‪ ..‬وكان الحياة تمر من خللها وتبين له ذكريات العمـر الحلو اللي كانو ضايعين فيه على‬
‫الرغم من قله الحنان‪ ...‬ورق قلبه مثل ما يقولون‪ ..‬وراح لعندها لكلمته الخيـرة‪..‬‬

‫مشـعل‪ :‬سمـاء‪) ..‬يقلب صفحات ويهها بعيونه( كل اللي صار‪ ..‬لصاللحج‪ ..‬انتي صغيـرة‪ ..‬والصغيـر ما يقدر‬
‫يتحكم في مصيـره مثل ما تظنين‪ ..‬صدقيني‪ .‬كل اللي جرى عليج خيرلج‪) ..‬مد يده يبي يمسح على خدها‬
‫وهني تحركت وتراجعت لورى‪ ..‬وهوت يد مشعل بالهوا فتظايق( على العمـوم‪ ..‬هني بنكون مطمنين عليج‪...‬‬
‫تحملي بروحج‪ ..‬باي‪..‬‬

‫قبل ل يمشي ما قدرت سماء ال انها تقول له اللي يختلج اعماقها‪....‬‬

‫بصوت قوي وثابت‪ ..:‬اذا كنتو تظنون ان هالسجن المزين راح يكون شافع لكم بيوم اللي بطالبكم فيه بحقي‪..‬‬
‫بتكون انت وامك غلطانين‪ ..‬وحتى ابوك‪ ..‬من هذي اللحظة‪ ..‬اللي انا تمنيت فيها منكم ان يرق قلبكم علي‪..‬‬
‫ول احد اعتبر‪ ..‬اتبرى منكم‪ ..‬ول اتمناكم اهل لحد لن والله انتوو منتوو بأهل‪ ..‬انتوو عذاب يتحمله الرضيع من‬
‫مهاده‪ ..‬والله يحمي فاتن من نواياك يا مشعل‪) ..‬فج عيونه مشعل من الصدمة( لن اللي تضمره في نفسك‬
‫اللي للسف تلوثت‪ ..‬ما راح يكون هين عليها‪ .‬الله يعينها منك‪ ...‬يعينها ويخلصها‪..‬‬

‫كانت هذي كلماتها‪ ..‬وواختفت من بعدها في مهب الريح الى داخل السجن‪ ..‬اما مشعل اللي ظل معمور‬
‫بالغضب حاول يهدي نفسه‪ ..‬لكن عبث‪ ..‬كل كلمة تنقال له عبارة عن حطب للنار اللي فيه‪ ..‬الكل يلومه‪..‬‬
‫والكل يتمنى لها الخيـر‪ ..‬وهذا الشي كفيـل انه يبعد الحب عن قلب مشعل لفاتن ويجلب المزيد من الكره‬
‫والنفور لها‪ ..‬وصار النتقام يحلووو طعمه‪ ..‬قبل كان يتلوم فيها لكن الحين‪ ..‬كل شي راح يكون بالصورة‬
‫المطلوبة‪..‬‬

‫==================‬

‫بيت الياسي العشاء‪..‬‬

‫جراح اللي كان لبس ومتزقرت لكن التوتر اللي فيه كل شوي يخلي الشماغ البيض اللي على راسه يطيح‪..‬‬
‫ويعدله مرة ثانية‪ ..‬وام جراح اللي بهـدوء تلبس وتتجهز معطلة الكـل‪ ..‬فاتن زهبت لكن ظلت تشغل وقتها‬
‫بالهدايا اللي شرتها من اميـركا لنورة ولؤي ‪ ..‬جهزت كل شي ‪ ..‬لبست عبااااية راس مثل الكبـار ولفت‬
‫الشيلة على راسـها‪ ..‬ونزلت تحت لخوها اللي كان واقف وهو يخرخش مخباته ومتوتر بالحيـل‬

‫ابتسمت له‪ ...::‬ماقدر على المعـرس‪ ..‬يازينه ويا شين عدوينه‪..‬‬


‫جراح اللي يفرك يدينه‪ ..:‬اي معـرس‪ ..‬بروحي متوتر فتون‪) ..‬يتنهد بصوت عالي( والله ان الخووووف يقطع‬
‫اليوووف‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك جتفه‪ :‬شخووفه؟؟ انت مقدم على احلى خطوة بحياتك وحياة البنت اللي تتمناها‪ ..‬ماكو شي‬
‫احلى من الزواج ياخوي‪..‬‬
‫جراح يناظر فاتن بنص عيون‪ :‬الحين؟؟ مادري من اللي قبل الزواج ال مابي ول تجبروني‬
‫تغير الموضوع باحراج‪ :‬اللي ما يعرف للصقر يشويه‪ ..‬وبعدين وضعي ووضعك ما بينهم مقارنة‪ ..‬انت تحب‬
‫مريم وعارف انك تبيها ‪ ..‬لكن انا ما كنت اعرف مسـاعد ووجوده الغيـر مقبول في ذيج الفترة في حياتي اثر‬
‫على حكمـي‪..‬‬
‫جراح وهو يناظر غرفة امه‪ :‬انتي الحين استعيلي الوالدة الله يخليج تراني بموت مكاني ان تمينا اكثر‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ان شاء الله بس اذكر الله انت قبل‪..‬‬
‫جراح وهو يمسح على ويهه وحاط خاتم في خنصره اليمين‪ :‬ل اله ال الله محمد رسول الله‪..‬‬
‫ابتسمت له فاتن وتوها بتتوجه لدار امها ال كانت الخيرة طالعة والعباية على جتفها‪ ..‬ومن الصدفة ان جلبيتها‬
‫كانت مطابقة للوان جلبية فاتن‪..‬فتموا الثنتين يناظرون بعض وضحكوا‪ ..‬فكرت ام جراح انها تروح تغيـرها‬
‫لكن هيهات يرضى جراح اللي من التوتر‪ ..‬ياه مغص‪..‬‬

‫وتحركوا الياسية ناحية مستقبل جراح ومريم‪ ..‬الله العالم شلي مخبى لهم ولبيت بو مسـاعد‪..‬‬

‫توهم واصليـن عند البـاب‪ ..‬دق لؤي على جراح اللي كان شوي وينزل من السيـارة‪..‬‬

‫رد عليه جراح بصوت متوتر شوي‪ ..:‬هل لؤي‪..‬‬


‫لؤي الحزين يتنهد‪ :‬آآآآآآه‪ ..‬هل‬
‫جراح استغرب والحريم نزلو‪ .. :‬شفيـك لؤي؟‬
‫لؤي وهم يسكر عيونه ويحني ظهره ‪ :‬تعبـان جراح‪..‬‬
‫يات فاتن لعند جراح تأشر عليه لكن هو ما انتبه لها‪ ..:‬شفيك لؤي؟؟ وينك في؟؟‬
‫لؤي وهو يسمع صوت البحـر الهادئ وين ما لحق غزلن قبل جم يوم‪ :‬انا هني عند البحـر‪ ..‬وانت وين؟‬
‫جراح وهو يناظر انوار بيت بو مسـاعد‪ :‬انا عند بيتكم‪..‬‬
‫لؤي استغرب‪ :‬عند بيتنا؟؟ خيـر عسى ما شر؟‬
‫جراح تلعثم‪ ..:‬ليش ما تدري اني واهلي زايرينكم اليوم؟؟‬
‫لؤي وهو يحك جبينه‪ :‬ل والله ما دري‪ ..‬حياكم الله‬
‫جراح وهو يأشر لفاتن اللي كانت واقفة انها تدخل البيت‪ :‬لؤي انا محتاجك الحين اكثر من اي قبل وينك في؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ليش علمك جراح؟‬
‫جراح يبلع ريجه‪ ..:‬انا اليوم‪ ....‬ياي بيتكم ‪ ..‬اخطب مريم‪..‬‬
‫نسى لؤي كل همومه وتهلل ويهه وهو يبتسم‪ :‬احلللللللللف‪ ..‬الحين عندك‪ ..‬كلها ربع ساعة وانا هناك‪..‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬اي اي ل تخليني بروحي‪ ..‬انا ماقدر احط عيوني بعيون ابوك واخوك وانت مو وياي‪ ..‬على القل‬
‫احد آآلفه واعرفله‪..‬‬
‫لؤي وهو يركب السيارة‪ :‬ل خلص عطني ربع ساعة وانا عندك ول تحاتي ول تعور قلبك‪ ..‬ياويل عمري اختي‬
‫الثانية بتعرس‪)..‬يبتسم بشقاوة( بيفضى لي البيت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههههههههههه مات عليك‪ ..‬الحين ما حلى لك ال هالشي‪ ..‬انزين ماقلت لي شمنه انت تعبان؟‬
‫لؤي وهو يسترجع حزنه اللي ابعده بسرعة عشان ل يخترب مزاجه‪ :‬ل ما عليك انا واحد ما عنده سالفة‪..‬‬
‫انطروني ل تفج السالفة وياهم قبل ما ايي‪..‬‬
‫جراح وهو مبتهج ببهجة لؤي‪ :‬ول يهمـــك‪ ..‬انت بس ل تتأخر‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬ول يهمك‪ ..‬يالله باي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬باي‪..‬‬

‫طالع التلفون بعد ما سكـره ووهو على ابتسامه‪ ..‬وفاتن تلتفت له ويا امه اللي كانو مستغربين من تأخره‪..‬‬
‫طلع جراح من السيارة وسكرها بالتحكم وراح لعندهم‬

‫فاتن‪ :‬كل شي بخيـر؟‬


‫جراح ‪:‬اي هذا لؤي‪ ..‬ما كان يدري اننا ياينهم الليلة‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اهاا‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬يالله يمة خلونا ندخل تكسرت عظامتي منالبرد‪..‬‬

‫راحو عند الباب ودقوو الجرس‪ ..‬واللي رد عليهم كان مسـاعد‪ ..‬اول من لقى جدام عيونه كانت فاتن وامها‪..‬‬
‫وابتسم لفاتن ابتسامة ناعسة حلوة‪ ..‬واهي اللي شافته بحلوة ولكن التعب كان معتلي امارات ويهه‪ ..‬وحاولت‬
‫انها تبتسم لكن الستغراب كان عنوان ويهها‪..‬‬

‫مسـاعد يتكلم بساحرية لم جراح‪ :‬حيا الله من يانا‪ ..‬توه ما نور بيت الدخيلي‪..‬‬
‫ام جراح ‪ :‬بنور وجودك ياوليدي‪..‬‬
‫مسـاعد يكلم فاتن بصوت رزين وشوي فاتن‪ ..:‬مسـاء الخيـر‬
‫ردت عليه بصوت اشبه بالهمس‪ :‬مسـاء النور‪ ..‬حياكم تفضلوو‪..‬‬

‫مرت ام جراح من طرف مسـاعد ويوم مرت فاتن سمعت شي في اذنها مثل الهمس‪ ..‬حتى انه ما انحنى‬
‫لعندها‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬يا زين البدر في مطلع الشهر‪..‬‬


‫ابتسمت بحيا وما حطت عيونها بعيونه لنها ان سوت عادي انها تذوب في لحظتها‪ ..‬بس بعد كل هالغزل ما‬
‫كان ملهي عن الخوف اللي اعتلل فيها على مسـاعد‪ ..‬ليش شكله تعبان وليش هالجهاد كله‪ ..‬؟؟‬

‫نورة اللي حييتهم عند الصالة‪ ..:‬هل والله‪ ..‬يا حيا الله مرت اخووووي وخالتي ام جراح‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله يحيييج‪ ..‬الله الله ‪ ..‬يا محلااه العرووس‬
‫نورة بحيا‪ :‬الحلوة عيونج خالتي‪ ..‬اصل انا من زمان حلوة لو تدرين‬
‫ام جراح‪ :‬هههههه‪ ..‬معلوم يمة معلـوم‪..‬‬
‫طلعت ام مسـاعد من المطبخ‪ ..‬ومن طاحت عينها على ام جراح ل اراديا جالت في نفسها العبـرة‪ ..‬الصداقة‬
‫القوية اللي يوم ربطت ام جراح بام مسـاعد ضعفت من تزوج مسـاعد فاتن‪ ..‬غيـرة الم على ولدها‪..‬‬
‫والحرمة اللي اهو اييبها لعندها اهو دافع قوي ان يخلي الم تقطع كل شي يتعلق بهالبنت حتى لو كانت اقرب‬
‫مالها‪ ..‬وهذا حق من حقوق الم في بعض الحيان انها تكون من تختار البنت لولدها‪ ..‬او شي تحببه في‬
‫نفسها‪..‬‬

‫ام جراح اللي من شافت ام مساعد راحت لها‪ :‬يا حيا الله هالشوووووف‪..‬‬
‫ام مسـاعد‪ :‬يا بعد قلبي سعاد‪...‬‬

‫تليمو الثنتين على بعض وهم مشتاقتين لبعض‪ ..‬ابتسمت فاتن لهالشي وفرح قلبها‪ ..‬ومسـاعد اللي انصدم‬
‫واندهش من فرحة امه بشوفه ام جراح لنه اكثر واحد يعرف شكثر امه تغار منهم ومحاربته على هالشي‪..‬‬
‫بس بعد هذا كان دافع انه يبتسم لمه بحنان وهو يهز راسه‪ ..‬يا كثر ما تقولين يايمة لكن قلبج هذا هو‪ ..‬خصلة‬
‫الحرير اللي تبرد على قلب اي احد‪ ..‬التفت الى فاتن لقااها تناظره بابتسامة تكشف صف اسنان لؤلؤية‪..‬‬
‫ونظرة عيونها اللي من شأنها انها تقلب كل العواصف اللي فيه الى هدوء مستتب‪ ..‬ومن بعدها انسحب عشان‬
‫يشوف جراح اللي تركه بروحه برع‪..‬‬

‫مسـاعد وهو يضحك لجراح‪ :‬السموحة نسيناك‬


‫جراح الحزين‪ :‬والله بغيت ارد البيت‪ ..‬لقيت فاتن خلص انا قطيتووني؟؟‬
‫مساعد‪ :‬هههههههههههههههههه ل والله افا عليك‪ ..‬تفضل حيـاك‪. .‬بريلك اليمين‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الله يخليك‪ ..‬زاد فضلك‪..‬‬

‫من ام جراح انتقلت ام مساعد الى حرمة ولدها‪ ..‬ويوم طاحت عيونها على شكل فاتن البريئ بعيونها اللمعة‬
‫الكبيـرة انتشر الحب في قلبهـا اسرع من االضوء في الظلم‪ ..‬وراحت لها وهي تضمها‪ .‬وفاتن اللي كانت‬
‫اسرع منها راحت لها وباستها على راسها وهي ترتعش من اول لقاء مع ام ريلها‪..‬‬

‫ام مسـاعد‪ :‬فديت هالويه‪ ..‬تعالي عندي خليني ابووسج يا حرمة الغالي‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬انصاعت فاتن لحظن ام مساعد اللي كان فيها من ريحة الغالي حبيب قلبها واستمتعت بدفاها‬
‫لدرجة ان الدمع شوي وينهمر من حلوو اللحظة‪..‬‬

‫بعد فتـرة‪ ..‬اشرت لهم ام مساعد انهم يدخلون عن الوقفة في هالمكان‪ ..‬ولكن فاتن سألت نورة عن مريم‪..‬‬

‫نورة وهي تضحك‪ :‬مادري شفيها متخزبقة البنت من يومين‪ ..‬وما نزلت للحين ‪ ..‬الظاهر بدارها‪ ..‬اروح اشوفها‬
‫لج لو تبين‬
‫فاتن تمسك يد نورة‪ :‬ل افا عليج وانا وين رحت‪ ..‬انا بروح لها وبجوفها‪..‬‬
‫نورة بابتسامة‪ :‬زين عشان اييب العصيـر‪..‬‬

‫راحت نورة في درب وفاتن فوق الغرفة‪ ..‬وطلت على دار مريم ‪ ..‬وقبل ل تدخل طالعت دار مسـاعد اللي‬
‫حفظت موقعها ‪ ..‬مجابل غرفة مريم‪..‬‬

‫طرقت الباب بهدوء‪ ..‬وفجته من بعد ما سمعت صوت مريم المتغيـر يحيي الطارق‪..‬‬

‫كان راس مريم ممتد للباب وهي ماسكة بروش الشعر وشعرها مفتوح‪ ..‬ويوم لقت ان الطارق اهي فاتن‬
‫قامت على طولها ورمت البروش وبسرعة سحبت فاتن ولمتها وهي ترتعش‪..‬‬

‫فاتن منصدمة‪ :‬بسم الله عليج مريـم‪ .‬علمج حبيبتي تتنافظين جذي؟؟‬
‫مريم وهي تبتعد عن فاتن وتسحب يدها‪ :‬حطي يدج على قلبي‪ ..‬شوفيه شلون يطق‪ ..‬والله بموت فتون‪..‬‬
‫الظاهر ان فيني انهيار عصبي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههههههههه‪ ..‬بسم الله عليج ‪ ..‬من شنو النهيار العصبي‪ ..‬الدنيا بعدها بخير يا ويه الخيـر‬
‫مريم‪ :‬ل يابوج الدنيا مو بخيـر‪ ..‬فاتن‪ ..‬تعرفين شكثر احساسي بالخطر صاااج وفي محله؟‬
‫فاتن اللي تظايقت شوي من كلم مريم ‪ :‬يا مريم اي خطر الله يهداج‪ ..‬ذكري ربج وصلي على النبي ‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ل اله ال الله واللهم صلي وسلم عليه‪ ..‬بس فاتن‪ ..‬الجو فيه شي متكهرب‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬الدنيا كلها مطـر والكهربا عادي يصير فيها تمااس‪..‬‬
‫مريم وهي تضرب فاتن‪ :‬مالت عليج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههههههههههه‪ ..‬الحين انتي قوليلي‪ ..‬هالحلاااة وهالجمال كله لمن؟؟ هاا‪) ..‬تغمز لها(‬
‫ليكون تحسين؟؟‬
‫مريم وهي مستغربة‪ :‬احس بشنو؟؟)تفكر شوي( تعالي صج ‪ ..‬شسبب زيارتكم الجليلة لنا اليوم؟‬
‫فاتن وهي تناظر مريم بغباء‪ :‬مالت عليج الحين‪ ..‬بدل ل انتي اللي تعزمينا‪ ..‬بس تدرين ماني مخبرتج ليش احنا‬
‫هني اليوم؟؟‬

‫تمت مريم تناظر بشك عيون فاتن اللي كانت مبتسمة بخبث‪ ..‬لمن فهمت الولى السالفة وفجت ثمها وهي‬
‫تتنفس بقوة‪ ..‬وتمسك فاتن من ذراعاتها‪..‬‬

‫مريم‪ :‬واللي يسلم مسـاعد لج‪ ..‬قوليلي‪) ....‬وهي ترتعش( جراح‪..‬‬


‫فاتن وهي تبتسم لها والدمعة تلمع بعيونها‪ ..:‬تقدرين تقولين‪ ..‬ان ربج راد لليلة‪ ..‬حلمج وحلمي من وعينا‬
‫للدنيا‪ ..‬يمكن يتحقق الليـلة‪..‬‬

‫تركت مريم فاتن وهي حاطة يدها على ثمها‪ ..‬وما قدرت تحبس الدمعة اللي سالت من شدة الفرح اللي‬
‫فيها‪ ..‬وتمت واقفة بعيد عن فاتن شوي وهي مبتسمة ببجي‪ ..‬والثانية بعد ما قدرت تضبط نفسها وابتسمت‬
‫بحبور في ويه مريم‪..‬‬

‫مريم بهمس‪ ..:‬يعني‪ .....‬خلص‪ ..‬النتظار خلص؟؟؟‬


‫فاتن وهي تهز راسها وتتقرب منها‪ ::‬ان ربج راااد يا مريم‪ ..‬ان ربج راد‪ ..‬محد يقدر يحدد ارادة ربج ال هو ونعم‬
‫به ‪..‬‬
‫مريم وهي تلم فاتن بقوة‪ :‬يا بعد عمري على هالخبـر‪ ..‬يعلني مااابجيج يوم تبجي فيه العيوون‪ ..‬افرح لج طول‬
‫العمر يا فاتن‪..‬‬
‫فاتن اللي تبتسم‪ :‬الله يسمع منج يا مريم‪ ..‬اللهيسمع منج يا حبيبتي‪..‬‬

‫ابتعدت مريم عن فاتن وهي تمسح الدمع‪ ...‬تضحك بهستيريا في فاتن‪ ..‬ولكن‪ ..‬على رغم ان هالخبـر من‬
‫احلى الخبار الي يمكن تسمعها بحيـاتها‪ ..‬ال ان الخوف اللي فيها ما ابتعد‪ ..‬يمكن خف لكن ما ابتعد وما زال‬
‫يحوم في قلبها مثل الطيـر الجريح‪..‬‬

‫مريم وهي تغضن حواجبها‪ ..:‬بس فاتن‪ ..‬مادري شفيه قلبي‪ ..‬ماقدر اضبط شعور‬
‫تقطعها فاتن‪ :‬يا مريم قل لن يصيبكم ال ما كتبه الله عليكم‪ ..‬ومهما كان قضاء ربج في اي واحد منا‪ ..‬واجب‬
‫علينا اننا نتقبله‪ ..‬اللي صابنا قبل كافي انه يخلينا نحس ان اللي بييي بسيط‪ ...‬يالله ‪ ..‬زهبي حالج ومشي‬
‫الكحل اللي سااح‪ ..‬عشان تنزلين تحت‪ ..‬امي هناك وامج‪..‬‬
‫مريم باستغراب‪ :‬وامي بعد؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬اي امج‪ ..‬ليش؟؟؟ فيا شي؟؟‬
‫مريم تغير الموضوع‪ .:‬ل والله مافيها شي‪ ..‬بس توقعت ان حتى يدتي هني عادي يعني هالسوالف‪..‬‬
‫ههههههههههههههه‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههه سخيفة تدرين‪ ..‬يالله نزلي‪..‬‬
‫مريم وهي تتوجه عند المنظرة‪ :‬وان مينيت مدموزيل‪..‬‬

‫سوت اللي عليها‪ ..‬ورفعت شعرها بكليبات بنفسجية على لون جلبيتها الفخمة من نوعها‪ ..‬والمكياج الناعم‬
‫اللي كان متألف على عينها من الكحل السود الدقيق السائل‪ ..‬خط عينها بطريقة حلوة وكبرها‪ ..‬والشادو‬
‫البنفسجي اللمع الخفيف والبلشر اللي اكسبها توهج حلوو وحيوية ببشرتها الخفيفة السمارة‪ ..‬ويوم كملت‬
‫راحت عند فاتن وتوها بتطلع ال تمسكها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬شنو بعد؟‬


‫مريم‪ :‬انتي ما تقوليلي متى بتتتعلمين تخطين لج الكحل‪ ..‬والله فتون بس تخطينه من فوق خلص اتصير‬
‫عيونج بيرفكت‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬اووووووه مابي ‪ ..‬ماحب الكحل يسيح ومادري شنو يلغلغ العين خليني جذي احلى‪ ..‬احب الطبيعية‪..‬‬
‫)بحيا( وريلي بعد‬
‫مريم تناظرها بغشمرة‪ :‬ريلج؟ اقووول ججدامي انا بحط لج كحل سائل‪ ..‬ما تعرفين لمتى بعلمج انا والله‪..‬‬
‫قعدت فاتن وخطت لها مريم الكحل بطريقة محترفة‪ ..‬وحطت شوي من السحر الخضر على عيون فاتن‬
‫العسلية ‪ ..‬والحلى ان جلبيه فاتن كانت مزيج من الخضر والصفر‪ ..‬وصارت عيونها من اكثر العيون سحرا‬
‫وجاذبية‪ ..‬ويوم كملوو طلعو من الغرفة وفاتن تحمل العباية على جتفها والشيلة طايحة على شعرها بخفة‬
‫ومريم وياها‪ ..‬اول ما بينزلوون من الطابق ال مسـاعد راكب الدار وهو مسـرع شوي‪ ..‬ولقى مريم وفاتن‬
‫واقفين وهم بحلة تسر العين‪ ..‬فابتسم لهم من االب الحاني ‪ ..‬وطول من المطالع في فاتن لمن انحرجت‪..‬‬
‫وما يدري ليش حس ان هالوقت المناسب انه يخبـرها‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬مريم نزلي تحت نورة تبيج‪) ..‬يوجه كلمه لفاتن( فاتن تعالي وياي شوي ابيج في موضوع‪..‬‬
‫مريم توقف في ويهه‪ :‬ل يابوي‪ ..‬اول شي زواج بعدين خلوة‪..‬‬
‫يناظرها مسـاعد بتكبر‪:‬زواج؟؟ وليش انا شنو يربطني بهالبنت غير الزواج؟؟ يالله جلبي ويهج‪ ..‬فاتن تعالي‬
‫وياي‪..‬‬
‫مريم اللي باعدها مساعد بخفة‪ :‬ترى بعلم امي عليك‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يمسك يد فاتن‪ :‬يالله عطيني مقفاج‪..‬‬

‫اما فاتن فكانت ساكتة ومنصاعة لقصى الدرجات‪ ..‬ويوم دخل مساعد داره سحبها وياه لداخل‪ ..‬وترك الباب‪-‬‬
‫كعادته اللي تعرفونها‪ -‬مفتوح‪..‬‬

‫قعدت فاتن بعيون متجوله على المكان باهتمام‪ ..‬ولكن في قلبها كانت الدقات متـسارعة ومتهافتة على‬
‫بعضها‪ ..‬ما تدري‪ ..‬شهالموضوع اللي يبي مسـاعد يفتحه وياها بهاللحظة‪..‬‬

‫مسـاعد اللي كان قاعد على طرف من الغرفة وفاتن قاعدة على السرير‪ : ..‬فاتن‪ ..‬انا اليوم‪ ..‬عندي جواب ‪..‬‬
‫يمكن طويـل من نوعه لسؤالج لي بهذاك اليوم‪..‬‬

‫حاولت فاتن انها تذكر‪ .‬لكن هيهات تنسى هالموقف اللي ظل يدور في بالها كل دقيقة تختلي فيها بنفسها‪..‬‬
‫تردده‪ ..‬وسؤاله اللي جاوب سؤالها‪ ..‬وخلها تجبن انها تطالب بالكثر‪ ..‬اللي يمكن يكون مؤلم وجارح‪..‬‬

‫فاتن بصوت مرتعب شوي‪ .:‬ما يحتاج مسـاعد‪ ..‬كل انسان له خصوصي‪..‬‬
‫قطعها‪ :‬فاتن‪ ..‬انا ما بيني وبينج اي خصوصية‪ ..‬اذا كان بيكون اي خصوصيه فهذا تجاه شخص ثاني‪ ..‬مو‬
‫شريجتي بحياتي المستقبلية‪ ..‬والنسانة اللي مستعدة انها توهب نفسها بطواعية لي‪..‬‬
‫ارتعبت من كلمه ورفعت عيونه‪ ..:‬بس‪ ..‬يمكن هالشي يكون‬
‫كمل عليها‪ ..:‬قاسي؟؟ مؤلم؟؟؟ غير مقبول؟؟ )ابتسم( يمكن‪ ..‬لكن لزم تعرفين ان هذا ماضي‪ ..‬وانتي‬
‫حاضر‪ ..‬ومستقبل‪ ..‬اي اثنين مقابل ثلثة‪ ..‬وهذي نتيجة عادلة تخولج بالفوز يا فاتن‪..‬‬

‫ظلت عيونها معلقة بعيونه‪ ..‬ودقاتها خفت شوي من التسرع‪ ..‬لكلمه المطمئن لها‪..‬‬

‫ويوم لحظ انها هدأت شوي‪ ..‬بدى يسهب قصة‪ ..‬من اكثر القصص تكتل على قلبه‪ ..‬الصراحة حمل اخف من‬
‫الذكريات الحزينة المحبوسة في قلب النسان‪ ..‬وكانت الصراحة في هذيج اللحظة‪ ..‬من افضل المعالجات‬
‫اللي يمكن يمر فيها قلب مسـاعد اللي ياما تحمل وصبـر‪ ..‬ومن من؟؟ سيدته الصغيـرة ل احد غريب‪..‬‬

‫‪----------------------‬‬

‫لؤي اللي كان توه بيطلع من المنطقة‪ ..‬اول ما وصل لعند الشارع عشان يدخل في السيد وينطلق‪ ..‬لقى‬
‫سيـارة غزلن المرسيدس داخلة من‬
‫جهة ثانية لعند البـحر‪ ..‬تجمدت كل اطرافه وهو يراقبها‪..‬‬

‫كان في قلبه الرغبة انه يتبعها لكن‪ ..‬كبريائه واحترامه وخوفه من ربه كان اقوى من هالمور كلها‪ ..‬بس ظل‬
‫واقف مكانه على الرصيف وهو يناظرها ‪ ..‬اول شي كانت قاعدة في السيارة‪ ..‬وبعدها طلعت‪ ..‬وشاف انها‬
‫مغطية راسها بشال اسوود‪ ..‬وما يبين منها ال بياض ويهها المنور مثل قطعة البدر في تمام اكتماله‪..‬‬

‫تكتف داخل السيارة وهو يراقبها‪ ..‬ما احلى القمر وهو هابط على الرض‪ ..‬يحسس الناس بمدى تواضعه‪..‬‬
‫كانت هادية وساكته‪ ..‬واقفة‬
‫قبال البحـر‪ ..‬ول ملحظة احد ول مهتمة يمكن لحد‪ ..‬من زمان ماشافها‪ ..‬حوالي السبوع‪ ..‬من اليوم اللي‬
‫خلص فيه شغل في بيتهم‪..‬‬

‫امتلى قلبه من الحزان والشجان‪ ..‬وقرر انه يتحرك من مكانه‪..‬‬


‫واول ما شغل السيارة تشغلت المصابيح الي كانت متوجهة على غزلن مباشر‪ ..‬وهي اللي حست بالضوء‬
‫التفتت وهي منزعجة وعيونها شبه‬
‫المسكرة لقوة المصابيح‪ ..‬وهني سكر لؤي المصابيح بهدوء‪ ..‬وشغل اللي داخل السيارة عشان يبين‪ ..‬وهني‪..‬‬
‫اتضحت الرؤيا لغزلن اللي‬
‫ارتخت ملمحها يوم شافت لؤي‪ ..‬موجود معاها بنفس المكان‪ ..‬يا ترى‪ ..‬كان هني قبلها ول بعدها‪...‬‬

‫وعيونه بعيونها‪ ..‬حرك السيارة‪ ..‬وابتعد عن المكان وهو يسكر الليت اللي داخل‪ ..‬وكلها دقايق‪ ..‬واختفى عن‬
‫الشارع بعد‪..‬‬

‫التفتت غزلن الى البحر بقلب شجي‪ ..‬وحزين‪ ..‬شكثر خسرت في هالفترة المأساوية من حياتها‪ ..‬احترامها‬
‫لنفسها‪ ..‬وغرورها وكبريائها‪..‬‬
‫ظنت انها تقدر تملك العالم‪ ..‬لكن ما عرفت‪ ..‬ان الفلوس ما تشتري الناس‪ ..‬والحب ما ايي بالغصب‪ ..‬يدخل‬
‫بهدوء وتسلل‪ ..‬لمن يعلن غزوه‬
‫في حالت الضعف الشديدة‪ ..‬وهذا اللي يصيبها‪ ..‬مع هاللي ظنت انه في يوم غبي‪ ..‬لكن ف الوقت الحالي‪..‬‬
‫كان اهو سبب تعاستها على‬
‫هالكرة الرضية‪ ..‬حياها اللي بيمنعها فيوم انها تتقابل معاه‪ ..‬والذكريات التعيسة اللي راح تكون الحاجز انها‬
‫تقترب منه ‪..‬‬

‫ما طولت بالمكان للذكرى القوية المحمولة بين رملته‪ ..‬دخلت السيارة وهي تسحب الشال عن راسها‪ ..‬نزلت‬
‫سقف السيارة وتمت‬
‫بداخلها تتنعم بالهوا البارد اللي كان يهب عليها بجنون ‪..‬‬
‫ارتاحت‪ ..‬بعد ما ذرفت دمعة ساخنة‪ ..‬تحركت من مكانها‪ ..‬الى جحرها القديم‪..‬‬

‫اول ما راحت البيت لقت غصون مستعدة لركوب سيارتها‪ ..‬وما كان في نيتها اي تحايا لختها اللي كانت اخر‬
‫من يمكن تفتح وياه موضوع‪..‬‬
‫خصوصا مع تصرفاتها الشائنة وهوسها اليديد بمساعد الدخيلي‪..‬‬

‫مرت عزلن من طرفها وابتسمت الثانية وما قدرت ال انها تبث سم من سمومها‪ : ..‬فكرت الميرة المدللة‬
‫انها تطلع اليوم؟؟؟ امممممممم‬
‫يا ترى‪ ..‬وين رحتي؟؟‬
‫التفتت لها غزلن بنظرة كلها احتقار‪ :‬وين اروح او ما اروح اخر اهتماماتج‪..‬‬
‫غصون‪ :‬اووووووووه‪ ..‬الخت معصبة‪ ..‬ممكن تقوليلي شلي معصبج‪..‬‬
‫القشة اللي قصمت ظهر غزلن ‪ ..‬راحت لعندها بهدوء وهي تشد على يدينها‪ :‬ل تظنين اني بعيد عن عيون‬
‫الناس معناته مادري عن اللي‬
‫تسوينه‪ ...‬وشلي بينج وبين مشعل ولد خالتي اللي كل يوم تدقين له وتسولفين معاه‬
‫غصـون بنظرة فخورة‪ well done :‬غزلن‪ ..‬والله ما كنت متوقعة انج تتبعين كل اللي اسويه‪ ..‬بس الحق‬
‫ينقال انتي مدهشة غزلن‬
‫غزلن وهي تحذر غصون‪ :‬صدقيني‪ ..‬ان ما يزتي عن اللي تبين تسوينه ل علم ريلج عليج‬
‫غصون بضحكة رنانة‪ ..:‬ارجوج‪ be my guest ..‬اتمنى منج تسوين هالشي‪ ..‬يمكن يحس او يعرف اني‬
‫موجودة‪..‬‬
‫غزلن وهي تكلم غصون اللي تدخل السيارة وتشغلها‪ :‬عيب عليج تلحقين ريال متزوج‪ ..‬انتي شلي بينج وبينه‬
‫بالضبط‪..‬‬
‫غصون وهي ترفع عيون ناعسة وهادئة لختها‪ :..‬مو اليوم‪ ..‬الجو ما يساعد على سرد الذكريات‪ ..‬وصدقيني؟‪..‬‬
‫اي شي بصير لمصلحة الجميع‪..‬‬
‫العايلة اهي الهم مثل ما قال دون كورليوني في الفلم ‪ the good father‬يالله‪ ..‬تحملي بروحج‪..‬‬

‫طلعت غصون من البيت تاركة الغضب والحيـرة كلها في نفس غزلن اللي مستغربة من اختها هالتصرفات‬
‫الطائشة‪ ..‬اهي مرة اللي بالغلط رفعت‬
‫سماعة غرفتها ولقت اختها تتكلم في التلفون ويا واحد‪ ..‬كانت هذي صدمة لها لكن خفت يوم عرفت الطرف‬
‫الثاني ‪ ..‬كان مشعل ولد‬
‫خالتها‪ ..‬وجالت السألة في بالها‪ ..‬يا ترى شلي بين مشعل وغصـون اللي قاعدين يتكلمون عنه‪ ..‬؟؟‬

‫اشياء كثيـرة تداخلت في حياتها في الفتـرة الخيـرة‪ ..‬اهتمام اختها الملحوظ ووزيارتها المتكررة لمكتب‬
‫ابوها‪ ..‬وحتى انها مرة كانت تكلم ابوها عن مسـاعد الدخيلي وكان الكلم مرضي من كل الطرفين‪ ..‬لكن بعد‪..‬‬
‫غصـون شلي هامها في مسـاعد الدخيلي‪ ..‬اهي غزلن تعرف ان اختها لها ماضي سابق ويا مساعد الدخيلي‬
‫لنه كان المشرف عليها في تدريبها المحاسبي في الشركة‪ ..‬وصارت اشياء كانو الهل متكتمين عليها بشدة‪..‬‬
‫ومن بعدها مباشرة تزوجت غصـون من فهد‪ ..‬وراحت وياه ول تكلم احد بالموضوع مرة ثانية‪ ..‬لكن‪ ..‬الظاهر‬
‫ان صار لزم انهم يتكلمون فيه‪ ..‬لن حتى لؤي كان يعرف بالموضوع‪ ..‬وقال لها انه يعرف اختها من قبل‪..‬‬
‫ياترى‪ ..‬شلي الكل يعرفه وانا ما عندي اي فكرة عنه‪ ..‬ويوم انه صار‪ ..‬انا وين كنت؟؟‬

‫‪------------------------‬‬

‫مسـاعد اللي كان يتكلم ويسرد حقائق من حياته فاتن لول مرة تسمعها‪ ..‬وتسمع منه عن قصة حب اشبه‬
‫بالخيـال‪ ..‬حب من الطفولة‪..‬‬
‫يصاحب المراهقة‪ ..‬ومرحلة الشباب‪ ..‬وروايات عن الشوق والوله‪ ..‬واللهو واللعب البريئ بين قلبين عاشقين‬
‫ولكن مرحين‪ ..‬لكن كل هذا‬
‫كان في جهة‪ ..‬والنفعالت اللي كانت ترد مسـاعد لصبااه بحلوها‪ ..‬او تكهله وتكبر منه سنه اذا كانت متلمسة‬
‫بالحزن‪ ..‬يمكن ما صار‬
‫لها واهي قاعدة معاه الخمس دقايق وكاهي وصلت لمرحلة متقدمة من العلقة اللي اهو يتكلم عنها‪..‬‬

‫المشكلة‪ ..‬اهي ما قاعدة تحس ان اللي تسمعه غريب عليها‪ ..‬وكانها سمعته‪ ..‬يمكن في حلم من احلمها‪ ..‬ول‬
‫صفحة من صفحات الماضي اللي‬
‫تفجها كل ما حست بالحنين لهل الماضي والذكريات‪ ..‬وحست بقرب عنيف لمسـاعد ومعرفة سابقة‪ ..‬اشبه‬
‫بشعورها اول ما شافته‪ ..‬واشبه بشعورها يوم كانت وياه باميـركا‪ ..‬العاطفة والمشاعر اللي تعانق اهدابه‬
‫وعيونه الجميـلة‪ ..‬وكبر سنـه المعذور بأهوال ماضيه ومو عمره‪ ...‬واصغت بشوق لبقية القصة مع القليل من‬
‫الغيـرة‪ ..‬ولكن اهي متشوقة انها تسمع هالنهاية‪ ..‬لن مثل ما قال لها مساعد‪ ..‬هذا ماضي‪ ..‬اما اهي‪ ..‬فهي‬
‫حاضر ومستقبل‪ ..‬والكفة ترجح للغلبية‪..‬‬

‫ووصل لها لعند حفل تخرجه من الجامعة‪ ..‬وكانت عند ذكر هالنقطة صمـت من مساعد ولمعة دمع بعيـونه‬

‫ابتسم بمراره وهو يتنهد‪ :‬في نفس اللحظة اللي كنت استعد فيها ومنتظرها من فترة‪ ..‬عشان ارد الديرة‬
‫واكمل الحلم اللي كنت ارسمه دوم على رمال البحر‪ ...‬ياني الخبـر اللي مثل الصدمة علي‪).‬يصحح كلمه وهو‬
‫يهز راسه( الصدمة خفيفة على هالشي‪ ..‬كان اشبه بالصاعقة اللي نزلت علي راسي‪ ..‬فلقت هامتي بالنص‪..‬‬
‫وتركتني في حالة من الخدر لمدة‪ ..‬ما كملت حفل التخرج‪ ..‬ورديت الديرة باسرع ما يمكن‪ ...‬انقضت فرحة‬
‫من الفراح اللي كان راسمها على خط امتداد حياتي‪ ..‬وانقضت معاها فرحة ثانية‪ ..‬فرحة التخرج واكمال‬
‫الحلم‪..‬‬

‫تنهـد مسـاعد وهو يمسح على ويهه ويطالع بالساعة‪..‬‬


‫فاتن حثته‪ .. :‬ش‪ ..‬شالخبـر‪.‬؟؟؟‬
‫انتبه لها وكانها ما كانت موجودة من بداية الكلم للحيـن‪ : ..‬الخبر كان‪...‬‬

‫قطعتهم مريم وهي تطل من الباب بقوة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬صج ما تستحون‪ ..‬مسـاعد هذي السالفة اللي تبي تقولها‪..‬‬


‫مسـاعد اللي استيقظ من حلم الذكريات‪ ..:‬ها شفيج؟؟‬
‫مريم‪ :‬ابوي يبيك‪ ..‬ولؤي توه واصل يغير هدومه وعلى طول بينزل‪ ..‬يالله انت بعد انزل‪ ..‬وانتي بعد ترى امج‬
‫تسأل عنج‪..‬‬

‫فاتن اللي كانت تراقب مساعد‪ ..‬اخر ما تتمناه انها تترك هاللحظة من القصة اللي يالسة تسمعها وتروح تقعد‬
‫ويا الحريم‪ ..‬اما مساعد اللي كان شبه الفرحان على هالشي لنه يسترجع لونه شوي شوي‪ ..‬وكانه منقذ من‬
‫غرق‪ ..‬وسكتت فاتن ونزلت عيونها للرض وشالت عمرها عشان تطلع ويا مريم‪..‬‬

‫قبلها طلع مسـاعد اللي ما كان يحس لوجودها في المكان‪ ..‬وجالت الشكوك في نفس فاتن بقوة‪ ..‬يا رب‪..‬‬
‫هالبنت من تكون؟؟؟ من تكون؟؟‬
‫وشصار لها ‪ ..‬وشهالفرحة للي اختفت من قاموس افراح مسـاعد‪ ..‬وليش لون ويهه انكشف جذي مرة وحدة‪..‬‬

‫مريم اللي عند اخر عتبة مسكت فاتن من يدها ولحظت انها كانت سرحانه‬
‫فاتن‪ :‬علمج‬
‫مريم وهي تدقق في ملمحها‪ ..:‬شصار بينج وبين مسـاعد؟؟‬
‫فاتن وهي تهزو راسها‪ :‬ما صار شي‪ ..‬ليش؟؟‬
‫مريم‪ :‬ماحسج طبيعية‪..‬‬
‫فاتن تتصنع البتسامة‪ :‬ل ما عليج‪ ..‬انا طبيعية‪ .‬يالله خلينا نروح‪..‬‬
‫دخلت فاتن على باجي الحريم ويا مريم اللي توجهت وراحت قعدت عند امها‪ ..‬وبدى الكلم الحريمي‪ ..‬سوالف‬
‫متعددة ومتنوعة‪ ..‬ووسط هالسوالف كانت دقات قلب مريم متصلة تمام التصال بجراح‪ ..‬من عجائب الدنيا ان‬
‫القلب المحب بصدق يقدر يتصل بقلب حبيبه اذا كان يتشارك نفس الحاسيس‪..‬‬

‫وكانها تكلمه في قلبه وتقول له‪ ::..‬ليش اليوم؟؟ ليش يا جراح؟؟ شلي صار وخلك تتشجع؟؟‬
‫وقلب جراح رد عليها وقال لها‪ ::..‬الشوق ل ضوى في قلب العاشق‪ ..‬شب الحريق بكل غصن من اغصان‬
‫هالشجرة‪ ..‬ومو مثل الطبيعة يا قلب ل‬
‫احترقت الشجرة غاب ظلها‪ ..‬هالنار تأجج هالشجرة وتعمق جذورها بالرض‪..‬‬

‫ام جراح بعد فترة من الكلم والسوالف‪ ..‬مسكت يد ام مسـاعد بتوتر بسيط ولكن فرحة بالعين‬

‫ام جراح‪ :‬يالغالية‪ ..‬احنا اليوم مثل ما تعرفين‪..‬يايينج نهنيج في نـورة‪ ..‬ونبارج لج قبل كل الناس لننا من‬
‫الهل‪ ..‬ولكن بعد‪ ..‬يايتج انا الليلة وفي قلبي امنية‪ ..‬يا ريتج والله تحققينها لي‪ ..‬تفرحيني فيها وتفرحين نور‬
‫عيوني‪..‬‬
‫ام مسـاعد وهي تبتسم ومريم تناظر فاتن بنفضة‪ ..‬والخيرة كانت سرحانة في شي ثاني‪ ..:‬اطلبي يا سعاد‪..‬‬
‫وانا مالبيت لج ما تطيب‬
‫النفس ليوم الخرى‪..‬‬
‫ام جراح تشد على يد ام مسـاعد‪ :‬يطول بعمرج يالغالية‪ ..‬انا اليوم‪ ..‬يايتج‪ ..‬برويحة فوادي جراح‪ ..‬يطلب منج‬
‫اهو قبلي‪ ..‬قطعة من قلبج‪) ..‬تناظر مريم بحرارة الحب الكيير( مريـم‪ ..‬على سنـة الله ورسوله‪ ..‬وجرب‬
‫القريب ووله على الغريب‪ ..‬وانتوو من اهلنا‪ ..‬بنتي صارت قطعة من فواد ولدج‪ ..‬والحمد لله معرفة من زمـن‬
‫‪ ..‬وما نقدر نلقي احسن منكم واصل ما نبي‪ ..‬مع ان ماكوو اللي احسن منكم‪..‬‬
‫ام مسـاعد ظلت ساكتة مكانها‪ ..‬وهي تناظر مريم بنظرة غير مفهومة‪..‬‬
‫ولقت بنتها منقلبة الوان من فوق لتحت‪ ..‬ونورة تكتم ابتسامة ناصعة بقلب متحفز‪ ..‬صج ان استقبال امهم لم‬
‫جراح كان من اخر توقعاتهم وتخيلتهم‪ ..‬ال ان الله العالم باللي يدور في قلب ام مساعد لمريم‪ ..‬وما يندرى‬
‫اهي راسمة من لمريم‪..‬‬

‫تنهدت ام مسـاعد بهدوء‪ ..‬وتوها بتناظر في عيون ام جراح وترد عليها بردها ‪ ..‬لقت عيـون فاتن ملزوقة‬
‫بعيونـها بنظـرة غير مفهـومة‪ ..‬لكن اللي عرفت منه ام مسـاعد انها ارتاحت من لمعة عيون فاتن الغريبـة‬
‫والحلوة بنفس الوقت‪ ..‬وسرى الحب فيها مرة ثانية ومن يديد لهابنت‪ ..‬وما تدري ليش اشقت روحها بحلة‬
‫ويهها وطيبة ملمحها‪..‬‬

‫ام مسـاعد لم جراح‪ :‬يا سـعاد‪ ..‬انا مثلي مثل اي ام‪ ..‬اتمنى لبنتي الزين قبل الشين‪ ..‬ومثل ما لقينا فيصل‬
‫اللي صار بحسبه واحد من عيـالي‪) ..‬تناظر فاتن( وحتى بنتج‪ ..‬اللي توني اليوم القيها من تزوجها مسـاعد‪..‬‬
‫ملكت في قلبي قطعة‪ ..‬ماظنتي بيوم حد يمكن يشاركها فيها‪ ..‬غلها صار من غل ولدي‪ ..‬ومريم ‪ ..‬ماظنتي‬
‫بيوم تلقي واحد بزين ولدج وطيبة اخلقه وساسه‪ ..‬واحنا مثلكم ترى‪ ..‬القريب اولى علينا من الغريب‪ ..‬وحتى‬
‫لو اكو احد احسن منكم هم احنا ما نبيه‪ ..‬بس‪ ..‬الشور ماهو بيدي‪ ..‬البنت كاهي جدامج‪ ..‬حطي عينج بعينها‬
‫وقوليلها في ويهها كااش‪..‬‬
‫ام جراح الخجولة‪ :‬يام مسـاعد ما يصـير نحرج البنت‬
‫ام مساعد‪ :‬هاو؟؟ مو انتي اللي تبينا لولدج؟؟ انتي طالبتها اهي مو طالبنتي انا‪ ..‬مع ان جراح ما ينرفض لكن‬
‫ما بقى بالعمـر والحسن قد اللي مضى‪ ..‬ههههههههههههههههههه‬

‫والكل ضحك وياها‪..‬‬

‫وتشجعت ام جراح وناظرت مريم اللي كانت تنتفض والدليل على نفضتها‪ ..‬يدها‪ : ..‬يمة مريم‪ .‬سمعتيني‬
‫شقلت لمج‪ ..‬وانتي ادرى بمعزة ولدي جراح على قلبي‪ ..‬وشلون اني ل تمنيت له الحرمة‪ ..‬ما شفتج ال انتي‬
‫بعيوني‪ ..‬شرايج؟؟‬

‫رفعت مريم عيونها بثقة‪ ..‬مسـتعدة انها تنطق بالجواب اللي كانت معدته من نعومة اظافرها‪ ..‬من اول ما‬
‫اوتعت على جراح ‪ ..‬كواحد غريب‪ ..‬مو الخو اللي ما يابته امها‪ : ..‬اللي تشـوفونه خالتي‪..‬‬
‫ام جراح وهي تناظر ام مساعد بفرحة‪ : ..‬يا بنتي هالحجي ما ينفع بهالزمن عطينا جواب صريح‪..‬‬
‫مريم اللي حست انها بتفصخ الحيـا خلص‪ ..:‬يعني عادي اقول موافقة؟‬
‫ام مسـاعد تضحك وام جراح تكمل عليها‪ :‬اي يمة‪ ..‬ما بصير فيج شي ترى‪..‬‬
‫مريم تبتسم بفرح كبير‪ :‬موافقة عيل‪..‬‬
‫ضحك الكل عليها‪ ..‬ومن الضحك بدت التباريك والتهنئة من الكل لبعضهم البعض‪ ..‬ال فاتن اللي ظلت تراقب‬
‫مريم من تحت وهي فرحانة‪ ..‬تذكرت ماضيهم اللي كانو يخططون له بحذافيره‪ ..‬والحلم اللي تنرسم في‬
‫صفحات الهوا‪ ..‬شلون انها ترسبت‪ ..‬وتكون اساسها اليوم‪ ..‬بحجر الصبر والنتظار الحلو والمعذب‪.‬‬

‫تلقت عيون مريم بعيون فاتن‪ ..‬اللي قامت لها بهدوء‪ ..‬وضمتها بفرح كبيـر‪ ..‬باركت لها بهس في اذنها‪ ..‬وردت‬
‫عليها مريم المبارك‬
‫بهدوء‪ ..‬لكن ‪ ..‬اول ما حطت مريم عيونها بعيون فاتن‪ ..‬تصاعدت في نفسـها المشاعر الخايفة‪ ..‬شي في‬
‫عيون فاتن‪ ..‬قعر نظرتها العميـقة‬
‫اللي تتمتع بها بعيونها الشفافة‪ ..‬خلها تحس بالخوف عليها‪..‬‬
‫فاشتدت يد مريم على فاتن اللي فهمتها الخيـرة على انها تنبيه او يمكن استغراب لحالة السرحان اللي تمر‬
‫فيها‪ ..‬فبادلتها ابتسامة‪..‬‬
‫ومن هالبتسامة رجعوا للسوالف ويا الحرمـات‪..‬‬

‫ام مسـاعد‪ :‬الحين من صوبنا احنا عطيناكم موافقتنا‪ ..‬اللحين ما بقت ال كلمة ابوها في هالموضوع ويا‬
‫اخوانها‪...‬‬
‫ام جراح‪ ..‬الله يتمم على خيـر يا خويتي‪ ..‬واللي فيه الخيـر ربج يجدمه‪..‬‬
‫‪-----------‬‬
‫عند الرياييل‪..‬‬

‫ابو مسـاعد ظل ساكت من بعد ما خلـص لؤي‪ .‬اللي كان المتحدث الرسمي عن جراح‪ ..‬وجراح بعد بين لهم‬
‫شخصه الكبير على الرغم من صغر سنه‪..‬‬
‫تم بو مسـاعد يناظر ويهه وهو يدقق فيه‪ ..‬ويتذكر ابوه الله يرحمه بشباب‪ ..‬يتمتع جراح بالثبات والهدوء في‬
‫الكلم مثل ابوه‪ ..‬والله زين انه لقى هالشي في ولد ريال يعتزون بمعرفته‪..‬‬

‫بو مـسـاعد اللي تكلم بعد فترة من الصمت الثقيل شوي‪ ..:‬والله يابوك‪ ..‬الكلمة الخيـرة ماهي لنا‪..‬البنت اهي‬
‫ادرى بمصلحتها‪ ..‬وانت منت بواحد غريب‪ ..‬يعني نقدر نحصل اجابتها بسـرعة‪ ..‬بس‪ ..‬انا يابوك عندي شي‬
‫واحد ابي اقوله لك‪ ...‬انت مستعيل على عمرك جذي ليش؟؟ يابوك الزواج ماهو وناسة مثل ما تظن‬
‫مسـاعد يتدارك ابووه‪ :‬يبا‪...‬‬
‫بو مسـاعد يناظر ولده‪ :‬ها؟؟ شنو يوبا‪) ..‬يطالع جراح المندهش ولؤي اللي حابس الضحكة( ان جان علبالك‬
‫الزواج وناسة‪ ..‬والحرمة بتتنظرك‬
‫مثل امك وتحن عليك مثلها غلطان يابوك‪ ..‬وانتبعدك صغيـر‪ ..‬شلك بعوار الراس‪..‬‬
‫مسـاعد يهز راسه من ابوه ويكلم جراح الي كان شبه الضايع‪ :..‬يا جراح‪ ..‬اللي قصده ابوي‪ ..‬ويمكن اهو الشي‬
‫اللي مر في بالي يوم قال لؤي انك تبي تتقدم لمريم‪ ..‬انك صغيـر‪ ..‬ومريم بعد صغيـرة‪..‬‬
‫جراح هز راسه بتفهم‪ ..‬وحس مسـاعد انها بداية لباجي كلمه‪ :..‬جراح‪ ..‬انت اولى من اي واحد باختنا‪ ..‬بس‬
‫بعد‪ ..‬مثل ما هي غالية انت بعد غالي‪ ..‬وما اتمنى لك انك تتسرع بهالخطوة‪ ..‬انت بعد ‪ 22‬سنة‪ ..‬وراك حيـاة‬
‫كاملة ومسئولية كبيرة‪ ..‬تظن انك قادر على مسئولية يديدة الزواج ماهو شي سهل‪..‬‬

‫لؤي تم يناظر مسـاعد باعجاب‪ .‬ولكن بنفس الوقت‪ ..‬اهو يعرف ان جراح قدها وقدود‪ .‬وترك الكلم لجراح‬
‫اللي كان مستعد للكلم‪..‬‬

‫جراح‪ :‬اتفهم خوفك‪ ..‬او يمكن ترددك مسـاعد‪ ..‬وانت تعرف ‪ ..‬واكثر واحد يمكن انا شكثر نضجت‪ ..‬ولو ما‬
‫صابتني كل الظروف اللي من سنة جان ما عمري اقدمت على هالخطوة‪ ..‬بس‪ ..‬انا مثل ما قلت‪ ..‬كبـرت‪..‬‬
‫ومحتـاج واظن اني قادر اني اكمل حيـاتي‪ ..‬واكللها ببنت مثل اختك‪ ..‬وشاملى على الريال بحياته غير الحرمة‬
‫السنعة اللي تكون له وقت ما بغاها‪ ..‬عمي بو مسـاعد صح كلمه ان الحرمة يمكن ما تكون بحنية الم على‬
‫ولدها‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬الحرمة موجودة لريلها في اوقات الم ما تقدر تكون موجودة فيها‪ ..‬والحرمة لها مشاعر‬
‫وحنية خاصة على زوجها احسن من امه‪ ..‬مع ان ماكو مثل الم‪ ..‬بس يوم الله سبحانه وتعالى خلق الحرمة‬
‫والم‪ ..‬خلق كل وحدة ولمهمتها في حياة الريال‪...‬‬

‫سكت جراح شوي وهو يبلع ريجه ويلحظ عيون مسـاعد الجامدة‪ ..‬ولكن الحياة تدب فيها من جهة بعيـدة‪..‬‬
‫وكان الكلم اللي قاله مقنع‪ ..‬وكمل‪..‬‬

‫جراح‪ :‬مسئولية يديدة‪ ..‬صح‪ ..‬لكن راح تـكون مثل اي مهمة ثانية تتداخل في حياتي‪ ..‬انا عطيت اختي لكم‪..‬‬
‫ولكن‪ ..‬حست ان البيت نقص‪ ..‬ومن يملي هالبيت غير حرمتي اللي تنتظرها امي من يوم ولدتني يمكن‬
‫ههههههههههههه‪..‬‬
‫ضحك لؤي ومسـاعد ابتسم ثغره بثقة‪ ..‬وشكثر تطمن قلبه‪ ..‬اهو كان مستعد للموافقة‪ ..‬بس حب يتأكد من‬
‫فكر وفهم جراح للي يبي يقدم عليه‪ ..‬وما كان في قلبه اي شك بهذيج اللحظة ان جراح لمريم ومريم له‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬يالله عاااد يبستوا قلب الرييال‪ .‬انا عني موافق‪ ..‬وجراح اولى من اي احد ثاني‪..‬‬
‫مسـاعد يبتسم في ويه جراح الواثق‪ ..:‬وانا بعد‪ ..‬محد بيعقلها غير هالمنطق الصريح‪..‬‬
‫بو مسـاعد‪ :‬انا بعدني على رايي‪ ..‬ياولدي شل قشك وشيل بعمرك شلك بالحريم‪ ..‬بس اذا تبي الريم‪ ..‬تحمل‬
‫ينونها‪..‬‬

‫ضحك الكل ‪ ..‬واعتبرو هذا القرين ليت‪ ..‬وتوجه لؤي اللي كان يطالب مسـاعد بهالمهمة انه يروح ويسأل‬
‫مريم رايهها بهالموضوع‪ ..‬ويوم تلقى بمريم‪..‬‬

‫مسكها لؤي من ذراعها‪ :‬مريوووم؟‪ ..‬شوفي مالج ال جراحوو يالله قولي شقلتي؟‬
‫ميم‪ :‬ااااخ ل تعور لي يدي‪ ..‬وبعدين هذي حياتي مو حياتك انت‬
‫لؤي‪ :‬انتي اصل تحلمين بواحد مثل جراح‪ ..‬يالله بسرعة قولي اي‪..‬‬
‫مريم وهي تتغشمر‪ :‬ل انزين!!‬
‫فج عيونه لؤي‪ :‬يالحمارة‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههههههه‪ ..‬مالت عليك‪) ..‬سكتت‪ ..‬وبحيا‪ ..‬كملت( موافقة‪ ..‬يالله وصل لهم هالخبـر‪..‬‬

‫ابتسم لؤي بفرحة وطلع من عندها‪ ..‬ورد لها مرة ثانية وباسها على جبينها وطلع‪ ..‬راح للريايل وخبرهم‬
‫بالشي‪..‬‬

‫اول شي‪ ..‬ظل جراح ساكت ويتظاهر بالثقل لكن ما قدر انه يتحاشى البتسامة العميقة اللي ظهرت من قلبه‬
‫الفرحان ‪ ..‬وكل ما ظل اكثر ويا هالناس الطيبة تزيد فرحته وتزيد ابتسامته اتساااع‪..‬‬

‫بو مسـاعد‪ ..:‬عاد الحين كل شي عليكم انتو‪ ..‬متى بتيووونا مرة ثانية عشان تتفقون‪ ..‬وتزهبون وتجهزون‪..‬‬
‫واحنا نقول لهلنا عشان ينشرون الخبر بينهم‪ ..‬مع ان هذي اسرع خطبة مرت بحياتي بس‪ ..‬خير البر عاجله‬
‫يابوك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الخير بويهك يا عمي‪ ..‬بس ‪ ..‬الليلة بنخلي الشياء لهني‪ ..‬ومرة ثانية ان شاء الله نتفق وياكم على زيارة‬
‫ثانية ونتفاهم في المور الباجية‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬مثل ما تشوف‪ ..‬والي يريحيكم سووه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬افا عليك‪ .‬انتو اللي يريحيكم‪ ..‬احنا الشراية‪..‬‬

‫قامو الرياييل من بعد هالقعدة‪ ..‬وهم يهنون جراح‪ ..‬ويتمنون له كل الخيـر‪ ..‬وبهاللحظة مر طيف شخصين‪..‬‬
‫الول مو مقدر عليه انه يكون موجود‪ ..‬لنه ماهو بهالدنيا‪ ..‬ابوه اللي كان لزم يمسك زمام اموره بمثل‬
‫هالليلة‪ ..‬وشكثر تمنى وجوده لكن بعد‪ .‬كان اهو موجود‪..‬‬
‫في شخص جراح من غير ما يدري‪ ..‬والثاني كان خالد‪ ..‬اللي ما كان في البيت‪ ..‬والله العالم باي بقعة قاعد‪..‬‬
‫ووين لوي بعمره‪ ..‬حس لفراغ وجوده‪ ..‬وتنهد‪ ..‬الله يردك لهالدنيا يا خالد بخيـر وسلمة‪ ..‬لنك بصراحة‪..‬‬
‫وحشتني‪.‬‬

‫‪------------------‬‬

‫منـاير كانت توها رادة البيت من بيت سمـاهر‪ ..‬تمشي بهدوء في الشارع وهي تفكر بآلف الشياء في بالها‪..‬‬
‫من هالشيـاء ‪ ..‬سماء واخوها‪ ..‬والسـر الكبيـر اللي قدرت تكشف منه بعض الشيـاء‪..‬‬

‫بواسطه فكرها والسالفة الي ما يبيلها ام وابو قدرت مناير تفهم ان مشعل يكن مشاعر خاصة لفاتن اختها‪.‬‬
‫واحتفاظه لصورة فاتن في غرفته دليل على هالشي‪ ...‬ولكن في عيون مشعل بالفترة الخيـرة جنون ما تظن‬
‫انهم يقدرون يتحاشوونه‪ ..‬وبسبب هالجنون راح يكونون متألمين جميـع‪ ..‬لكن شلي يمكن يسويه لفاتن ويسبب‬
‫لها كل هـذا‪..‬‬

‫اول لفة على البيت‪ ..‬لقت تاكسي واقف عند بيت النهيدي ينزل اغراض مشـعل‪ ..‬اللي كان واقف وهو لبس‬
‫قحفية سودا على راسه‪ ...‬رفعت‬
‫مناير حاجبينها بعجب‪ ..‬مسرع ما راح ورد‪ ..‬اكيد خلص امور سماء‪ ..‬ورماها بالسجن اللي خطط له اهو وامه‬
‫لها‪ ..‬واهي تتحاشاه مشت على الرصيف اللي يؤدي لبيتها‪..‬‬
‫لكن وين ععن عيون مشعل اللي من شافها سكنت حركته‪ ..‬تحرك التكسي من عنده وراح وهو ظل واقف‬
‫مكانه يراقب مناير المتجاهلة له‪ ..‬عطته ظهره وفتحت قفل باب البيت وتوها بتسكره ناداها‪..‬‬

‫تجاهلته مناير وبسرعة وخوف مدت يدها للقفل عشان تسكـره‪ ..‬وهو يتجدم صوبها خطوة ورى الثانية‪ ..‬وهي‬
‫تحاول تسكر الباب وما تقدر‬
‫بسبب التوتر الي شل اصابعها كلها‪ ..‬لمن اخيـرا قدرت تسكر القفل وتبعد يدينها بعيد عنه بقربه منها‪..‬‬

‫تراجعت جم خطوة وهي ترميه بنظرات خائفة ولكن متحدية‪ ..‬وهو يبادلها ابتسامة شريرة ولمعة بالعين‪..‬‬

‫مشـعل‪ :‬علمج؟؟؟ اللي يشوفج يقول خايفة مني؟؟‬


‫منـاير وهي ترفع خشمها بويهها‪ ..:‬انا ما خاف ال من ربي‪ ..‬ومو انت اللي بخاف منه‪ ..‬لو فكرت اخاف من‬
‫البشر‪..‬‬
‫مشعل يبتسم ‪ :‬فكري زين‪ ..‬يمكن انا الشخص المناسب تماما لهالخوف‪..‬‬
‫مناير ‪ :‬شتبي؟؟‬
‫مشعل ‪ :‬ول شي‪ ..‬بس كنت ابي اشوف ويهج‪ ...‬كنتي هذاك اليوم مليانة غموض يوم شفتج بالدريشة‪ ..‬حتى‬
‫اني استعجبت‪..‬‬

‫سكتت مناير‪ ..‬واحتارت‪ ..‬يعني اهو ما عرف انها كانت بداره‪ ..‬ول يستعبط عليها عشان يخليها اهي اللي‬
‫تعترف‪ ..‬بعدك‪..‬‬

‫مشـعل‪ ..:‬ترى الصورة اللي خذتيها عندي نسخ وايد منها‪ ..‬فاتج قبل اليوم اللي دخلتي فيه الدار‪ ..‬كانت‬
‫منتشرة على طول الجدار‪ ..‬ياريتج لو شفتيها )ابتسامة مجنونة تعلوو ثمه( سماء يوم شافتها كانت على وشك‬
‫انها تموت‪ ..‬لو انتي شفتيها شصار فيج؟‬
‫فجت عيونها مناير بخوف‪ :.‬انت مينون‪ ...‬انت شتبي من اختي؟؟؟‬
‫مشـعل يتثاوب‪ :‬تدرين‪ ..‬ول شي‪ ..‬مابي منها‪ ..‬كنت قبل ابي وابي وابي‪ ..‬اكتشفت انها مو أهل لمتطلباتي‪..‬‬
‫)يطالعها بنظرة خبيثة( خصوصا يوم صار لها قرينة‪ ..‬مثلج انتي‪..‬‬
‫منـاير تهز راسها في ويهه وباسف ‪ :‬اذكر ربك وتعوذ من بليس‪ ..‬ما بيفيدك شي من اللي تسويه‪ ..‬انت‬
‫شبتستفيد يوم انك تشوه حياة اختي‪...‬؟؟؟ انا مادري شصار بينك وبينها بالضبط‪ ..‬بس اللي ابيك تعرفه انها‬
‫عانت وايد‪ ...‬ويكفيها اللي شافته‬
‫مشـعل ‪ :‬مو قد ما عانيت انا‪ ...‬مو قد ما احترقت مكاني وما كان لي الماي اللي تطفي اللي فيني‪ ..‬على‬
‫العمووووووووم هالحجي كله ماله داعي‪ ..‬لن الفاس وقع بالراس‪ .‬وما باقي ال كشف الجرووح ‪ ..‬عشان‬
‫تسيل الدماء‪ ..‬يالله يا اكبر متلصصة بهالدنيا‪ ..‬قدرتي توصلي لي في اكثر الماكن خصوصية‪ ..‬حلي لي‬
‫هاللغز‪ ...‬واحد يحب وحدة من زمن‪ ..‬وتموت هالوحدة‪ ..‬وفي موتها تنولد شبيهه لها‪ ..‬ويقرر هالواحد انه يمتلك‬
‫هالشبيهة لنه يشوف اللي ماتت فيها‪ ..‬شرايج انتي فيه الشخص؟؟ وشردة فعل الشبيهة من هالمتلك‬
‫لها‪ ..‬؟؟ تظنين انها راح تسامح؟؟ ول راح ترفض وتبتعد‪ ...‬اتصبحين على خيـــر‪..‬‬

‫ما لف عن ويهها‪ ..‬وظل يراقب ملمحها المرتعبة بحذر ‪ ..‬يحفظ كل تقاسيم ويهها عشان يتاكد من اثره عليها‪..‬‬
‫اما مناير اللي من ابتعد عنها مشعل تحركت داخل البيت بسـرعة‪ ..‬وهي مو مستوعبة اللي قاله لها‪ ..‬اول ما‬
‫قعدت بالصالة وهي تسترجع نفسها تمت تتذكر الكلم اللي قاله‪ ...‬واحد ووحدة ميتة‪ ..‬شبيهة للميتة يمتلكها‬
‫الواحد بدافع الشبه بس‪ ...‬يارب‪ ..‬شقصده بهالكلم‪ ..‬ومن هالشبيهه ومن هاللي يتكلم عنهم‪..‬‬

‫مرت عالية على بال مناير بسـرعة خاطفة واختفت مرة ثانية‪ ..‬ما تذكر شكلها لو شنو سووت‪ ..‬فانتظرت‪..‬‬
‫انتظرت امها اللي بترد البيت عشان تطالبها بصورة لعالية‪ ..‬كل شي راح ينكشف اليوم‪ ..‬ما راح تتحمل اكثر‬
‫انها تنتظر‪ ..‬وتنتظر لمن يغيب عنها الكلم الي قاله مشـعل الحقير‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫انتـشر النور في هذيج البقعة المظلمة ليـام‪ ..‬بصبعه اللي سرعان ما انسل من مفتاح المصباح الى جيبه‪..‬‬
‫وقف وهو ينـاظر المكان الخالي من اي معالم تخص سمـاء‪ ..‬ل صـور ول الحركات اللي دايما تعلقها ‪ ..‬ويه‬
‫باسم ول تعليقات على الجدار‪ ..‬او حتى طاولة الدراسة اللي كانت مليانة باغراض بنوتيـة‪ ..‬كلها اختفت‪ ..‬كلها‪..‬‬
‫ال شي واحد‪ ..‬التفت له وراح لعنده بسـرعه‪ ..‬يبي يعـرف شهالشي‪ ..‬ولقاه برواز‪ ..‬رفعه بيده وهو يناظر‬
‫بحاجب معقود‪ ..‬وشافها صـورة لسمـاء ويا العائلـة ‪..‬‬

‫الصـورة ما فيـها شي‪ ..‬أل ان الصدع او الشرخ اللي كان في نص الجامة هو اللي ظيق صدر مشـعل‪ ..‬رد‬
‫البرواز مكـانه وهو يتنهد وريحـة المكان تعبق بالعطـر الياسميني اللي تستعمله سمـاء كملطف لشعرها اللي‬
‫دايما تفوح منه هالريحـة‪..‬‬
‫قعد على السـرير وهو مشـغول البـال‪ ..‬التحدي صار علني ورسميـ بينه وبين منـاير‪ ..‬ما يدري ليش يتلذذ‬
‫بشوفتها خايـفة ول حايـرة‪ ..‬ينتـظر حلـولها او اكثر شي طريقتها في حل الشـياء‪..‬‬
‫الجرأة اللي تحملها في نفسـها واللي بتطيـحها في مشـاكل اهي بغنى عنها اهي جوهر الجمـال في هالتلذذ‪..‬‬
‫تذكر الحوار اللي دار بيناتهم قبل شوي وتسائل في باله ان جان تسرع بهالشي‪ ..‬ل‪ .‬ما تسـرع‪ ..‬ان ينشر‬
‫الشك بين الناس اللي حوالي فاتن اهي احكم خطوة في هالخطـة‪ ..‬اهو اول شي بيتعامل ويا اللي حواليها‪..‬‬
‫عشان ل يات تطلب منهم النكران‪ ...‬ما يقدرون ال انهم ينكسون الراس عاجزين عن انهم ينكروون‪ ..‬ويطيح‬
‫كل شي على راس مسـاعد‬

‫اهو نفسه يوم قالت له غصـون اللي قوت علقتها به في اخر فتـرة شي خله يستوقف ويفكر‪ ..‬قالت له ان‬
‫مسـاعد الدخيلي كان يحب بنت ثانية‪ ..‬بنت اسمها عالية وحمل حبها في قلبه حتى بعد وفاتها‪ ..‬وهو ربط في‬
‫بـاله اشياء متعددة من تواجده ويا جراح او حتـى فاتن نفسها ان كان في بيتهم شخصية ما عادت موجودة‬
‫اسمها عاليــة‪..‬‬
‫توفت وهي صغيـرة من السـل‪ ..‬ويذكر مرة حوار دار بينه وبين جراح بـأول ايام ردته للبحرين ‪..‬‬

‫كانو قاعدين ويا بعض في الديوانية اللي في البيت‪ ..‬وصورهم اللي يشتهرون بها وهم صغـار منتشرة في‬
‫زاوية‪ ..‬وشلون انه رفع برواز لوحدة واقفة وجنبها تقريبا لزقة فيها بنت صغيـرة‪ ..‬وهي بعد كانت ملمحها‬
‫طفولية ولكن لبنت عمرها ‪ 15‬او ‪ 16‬سنـة‪ ..‬وكان يدقق في ملمحها وتاكد انه يعرفها الف بالمية‪ ..‬ولكن‬
‫يمكن انوخذت لها وهي صغيـرة‪ ..‬بس بعد شي غريب في الصـورة‪ ..‬ان البنت الصغيـرة الثانية بعد تمتلك‬
‫الملمح المألوفة عن البنت الكبيـرة‪ ..‬وكأن الثنتين كانو نفس الشخص ولكن باختلف العمـر والحجم‪..‬‬

‫دخل عليه جراح وهو حامل صينية ‪ ..‬ولقاه واقف وهو يناظر في البرواز وراح لعنده بعد ما حط العصير‪..‬‬
‫جراح باستغراب‪ ..:‬شتطالع؟؟‬
‫مشـعل وهو توه حاس لدخول جراح‪ :‬ها‪ ..‬ل ول ‪.‬شي‪ ..‬بس هالصـورة‪..‬‬
‫ورد البرواز مكانه‬
‫مشـعل‪ :‬اسف ما كان قصدي‬
‫جراح ‪ :‬لاا شدعوة يا معوود‪ ..‬ال صورة هذي)وهو حملها بدورها وتم يناظرها بابتسامة( هذي عمتي عاليـة‪..‬‬
‫توفيت قبل جم سنـة‪ ..‬وتصدق‪ ..‬ما نحسها متوفية‪..‬‬
‫مشعل وهو يتصنع عدم الهتمام ‪ :‬ليش؟؟‬
‫جراح‪ :‬لن رب العالمين عوضنا عنها باختي فاتن‪ ..‬سبحان الله يخلق من الشبه اربعين‪ ..‬ساعات ابوي ما يفرق‬
‫بينها وبين عمتي وينشدها‬
‫باسم عالية‪..‬‬

‫بعده ما انتهى هالكلم في بال مشعل‪ ..‬ظل ينعاد ويتردد ‪ ..‬ولكن هذيج الفترة كان يتمحور على فاتن بس‪.‬‬
‫لكن الحين الكلم هذا له فايدة اكبر‪ ..‬فايدة انه يكون اول الزيت اللي بيفج اللحام بين فاتن ومسـاعد‪..‬‬
‫ويحطكم غرور مسـاعد مرة وللبد‪ ..‬ويرمي فاتن في متاهات الحزان اللي ما راح تنقضي من حياتها لو تمنت‬
‫حتى الموت‪..‬‬
‫يلحقها في اسوأ احلمها واحلها‪ ..‬مثل مااا هو اضطر انه يعيش على سرابها‪ ..‬اهي بتعيش على سراب‬
‫احلمها اللي ما ول راح تتحقق‪..‬‬

‫يقولون‪ ..‬وما الحب ال الحبيب الول‪ ..‬لكن فاتن خانت العهد‪..‬‬


‫وخانتني وخانت الكل بتلحمها العاطفي ويا مسـاعد‪ ..‬وانا اللي وفيت نفسي ووكلتها لها بس‪ ..‬طعنتني في‬
‫نبت حبي وتجاهلت مشاعري ومودتي‪ ..‬كل اللي طلبته في حياتي انها تكون لي‪ ..‬حرام هالشي؟ ول منكر؟‬
‫اهي اللي جبنت ووافقت على الزواج وتخلت عني‪ ..‬اللي يحب يصبر على ضيم الهوا‪ ..‬ويتلقى من الدنيا قد ما‬
‫يقدر واكثر لن الحب عذاب‪ ..‬عمره ما كان حلو او امتاع‪ ..‬امتاع قليل وعذاب كثير‪..‬‬
‫لكن اهي خذت المتاع كله وانا مالقيت ال العذاب‪..‬‬

‫حس بالغربـة على الرغم من انه مرتاح للي قاعد يصير‪ ..‬تقريبا كل شي يمشي في دفته‪ ..‬لكن ليش هالظيجة‬
‫اللي في الصدر‪ ..‬وليش هالمرارة اللي في حلقه تسري مثل العلقم‪ ..‬كل هذا يا نفس لنج تأبين تعذبين فاتن‪..‬‬
‫عذبيها يا نفسي مثل ما تعذبتي بسببها‪..‬‬
‫واخرتها صفيتي مكروهه وفوق كل هذا جبانة‪ ..‬ورجعت في باله ذكراه ويا فاتن عند الباب‪ ..‬شلون انها قالت له‬
‫اللي قالت ودخلت البيت‬
‫ال انها ما عرفت اي نوع من الجروح سببتها له‪ ..‬ولكن هذا شي معتاد من فاتن‪ ..‬انها تجرح‪ ..‬وتروح‪ ..‬ما على‬
‫هالشي اي ملمة او عتب‪ ..‬لن كما تدين تدان‪ ..‬وكل انسان لزم ويتحمل عواقب افعاله‪..‬‬
‫اهو يتحمل عاقبه جر سمـاء جدامهم‪ ..‬وهي بتتحمل عاقبة الغرور والشخصية اللي نسبتها إلى نفسها واهي‬
‫بعيدة عنها كل البعد‪..‬‬
‫ضاقت روحه وعقله من الريحة اللي في الغرفة‪ ..‬كل هالروايح المتيمعة تثير في نفسه العنف والضراوة‪ ..‬قام‬
‫وطلع وقبل ل يسكر الباب‪ ..‬طفى الليت‪..‬‬

‫خالد اللي كان توه راد البيت يحمل على جتفيه راس مثقل بالفكار‪..‬‬
‫انتبهت عيونه للنور اللي انطفى في دار سمـاء والتفت من غير تصديق لهناك‪ ..‬وانتظر‪ ..‬يمكن اهي للحين‬
‫هناك‪ ..‬وكاهي بتطل عليه مثل كل ليلة برجعته اللي تنتظرها بفارغ الصبر‪ ..‬لكن النور الثاني اللي انتشر كان‬
‫في الدار المجاورة لدارها‪ ..‬وااه من خيبة المل العظيمة‪ ..‬ولكن المصبور عليها‪..‬‬

‫بدل ل يدخل البيت‪ ..‬تم يمشي اكثر في البرد وهو يتحسسه يخترق مسامات ويهه ويدخل لللحم لكن مرده‬
‫يتبخر من حرارة الشوق العظيم اللي في نفسـه‪ ..‬ضحكاتها‪ ..‬عيونها اللي تستدير وقت ما تشوف شي‬
‫مستنكر او انها تنصدم منه‪ .‬ابتسامتها الناعمة اذا انحرجت‪..‬‬
‫دموعها العدائية‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ...‬وقفتها ‪ ..‬حاطه يدينها على خصرها والجزء العلوي من جسمها مايل وريولها‬
‫وحدة مستقيمة مثل العمود والثانية متراخيه‪ ..‬وراسها مايل على طرف بعقدة على شفايفها باستنكار‪..‬‬

‫ابتسم لهالمواصفات اللي قدر انه يعبر عنها بطريقة صحيحه‪ ..‬لكن هي اللي تركت حرارة الدمع الحزين تجتاح‬
‫وجناته وتقاسيم ويهه النحيل‪ ..‬تم يمشي وهو ما يناظر جدامه ال ويهها الجميل‪ ..‬ويتمنى لو انه يدفع نص عمره‬
‫عشان يلقيها جدامه مثل ما قاعد يشوفها‪ ..‬ما تعجبه اللي يشوفها‪ ..‬ما يقدر يحس لدقات قلبها عن بعض‪ ..‬ما‬
‫يقدر يحس لرتباكها المراهق ول لعاطفتها الجياشة‪..‬‬

‫خـــالــد‪..‬‬
‫توقف يوم مر اسمه على اذنه‪ ..‬رفع راسه وهو مو مصدق‪ ..‬التفت وراه ما لقى احد‪ ..‬ضاعت عيونه يمين‬
‫يسار يحاول يلقي الشخص اللي يناديه‪ ..‬لكن‪ ..‬محد كان موجود‪ ...‬معقولة يعني؟؟ سمـاء اهي اللي نادت‬
‫عليه؟؟ يكاد يحلف انه حس لصوتها النابع من عمق احساسها المرهف‪..‬‬

‫وقف مكانه وهو ما يقدر يسيطر على نفسه‪ ..‬ضم وجناته لكفينه وهو يغرق نفسه في دمع غزيـر‪ ..‬وغضب‬
‫عارم ما سمح لي عضلة بالهدوء‪..‬‬
‫ثارت كل احزانه في وقف واحد‪ ..‬وتمنى لو انه يصرخ ويقول حرااااااااااااااااااااام‪ ...‬ليش أنا؟؟ ليش اهي؟؟‬
‫وليش احنا؟؟؟ ليش؟؟؟‬

‫ولكن‪ ..‬ل عتب على قضاء الله‪ ..‬وخير البشر من اصبح وامسى بقول الحمد لله رب العالمين‪ ..‬لكن من على‬
‫القلب الحزين المشووب‬
‫بالحزان‪ ..‬وكمل المشي ‪ .‬الى حيث ما تستوقفه متاعب جسمه وتحثه على الرجعة‪..‬‬

‫‪-----------------‬‬

‫قبل ل تتحرك سيـارة جراح وقفت فاتن للحظة ويا مسـاعد اللي كان يكلم امها عن شيء ما تقدر تستوعبه‬
‫فاتن فتركت نفسها للضياع في‬
‫افكارها اللي ما فارجتها‪ ..‬تحيك فيها وتحيك وتخيط ول هي قادرة توصل الى النهاية‪ ..‬يمكن لنها ما تعرف‬
‫شهالنهـاية‪ ..‬ما تدري متى‬
‫مسـاعد بيكمل لها الموضوع اللي اهي صراحة تحترق عشان تعرف نهايته وتكملته‪ ..‬وما انتهبت ال ليد امها‬
‫اللي كانت على ذراعها تحثها‬
‫على المسير للرجوع للبيت‪ ..‬لكن مسـاعد – يوم عطته ظهرها عشان تروح للسيارة‪ -‬وقفها‪..‬‬

‫مسـاعد بويه مبيض‪ :‬فاتن؟؟؟‬


‫التفتت له‪ :‬لبيـه‬
‫مسـاعد وهو يبتسم ويكبت ارتجاف في يده‪ ..:‬انا للحين ما كملت لج ‪ ..‬وان شاء الله باجر القاج عشان اقول‬
‫لج‪..‬‬

‫تمنت لو انه يطلب منها انها تظل وياه الحين عشان تخبره لكن‪ ...‬خابت امالها‪ ..‬فابتسمت له ببرود وارتجاف‬
‫ألم عميق في قلبها ما تعرف شنو سببه‪ ..‬حست بالمرض يسري فيها من اللحظة اللي تمنت له فيها ليلة‬
‫سعيدة وراحت لعند السيارة‪ ..‬واول ما ابتعدت ملمحه عن عيونها شهقت بخفة تحاول انها توسع رئـتها‬
‫المكبوتة بالهوا البارد المنعش‪ ..‬دخلت السيارة وهي تنتظر اللحظة اللي بترفع عيونها عن حظنها لويه‬
‫مسـاعد‪ ..‬لكنها انصدمت لختفائه عن بقعته السابقة‪..‬‬
‫وغاصت في البرود اللي اجتاحها وتصاعدت فيها انه خيبة المل‪..‬‬
‫لكن‪ ..‬جبل الصبر والحتمال ابى الثوران‪ ..‬فهدأت نفسها بالصبر الجميل اللي راح يعود عليها بكل ما هو رائع‬
‫ومريـح‪..‬‬

‫أول ما دخلو البيت طلعت فاتن لدارها اللي كانت في ممر الباب الرئيسي‪ ..‬تمنت لهم ليلة سعيدة واختفت‪..‬‬
‫اما جراح فكان عاقد حاجبيه وهو مفكـر‪ ..‬صج انه خطب مريم وسوى الي عليه بس بعد يحس ان محد مقتنع‬
‫بحركته هذي؟ ليش؟؟ هالكثر هو صغير‪ 22 ..‬سـنة سن مناسبة للزواج والستقرار‪ ..‬يمكن لنه مو مكمل‬
‫دراسته‪ ..‬وشغلته بسيطـة؟؟‬
‫بس اهي صغيرة لكن في نشاط متزايد ومستمر‪ ..‬حتى ان جدولهم من كثر ماهو فاضي ما يقدرون يستقبلون‬
‫طلبات حتى الصيـف‪ ..‬بس بعد‪ ..‬اهو‬
‫لزم يفكر بالتوسع والنتشار‪ ..‬وامتلك سوق الحرفة باسمهم وجودة عملهم‪ ..‬وعلى هالفكار‪ ..‬راح لداره بعد‬
‫ما سلم على امه ينام براسه على هالفكار‪ ..‬صج انها من اتعب المخدات بالعالـم بس من يدري‪ ..‬من بعد‬
‫التفكير تطلع نتيجة او افكار يديدة!!‬

‫كانت مناير اللي تنتظرهم نايمة على الكرسي بالصالة ومحد انتبه لها ال ام جراح اللي كان تدور في البيت‬
‫وتسكر المصابيح‪ ..‬ال الثرية اللي عند الباب لن خالد بعده ما رد البيت‪ ..‬شلون عرفت؟؟‬
‫ما حست بالكتمال مثل ليلة ان كل عيالها تحت سقف واحد‪ ..‬وهالشعور كان مستمر من حواللي اربع ليالي‪..‬‬
‫من سافرت سمـاء‪ ..‬لكن ول على‬
‫قضاء الله عتب او لووم‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪..‬‬

‫راحت لعند مناير‪ :‬يمـة‪ ..‬يمة منايـر‪ ..‬قومي حبيبتي‪..‬‬


‫مناير اللي تنبهت وهي مثقلة الجفنين‪ ..:.‬يمة؟؟؟ صيفتوووو وين رحتو؟‬
‫ام جراح بابتسامة طاهرة‪ :‬رحنا مشوار وردينا‪ ..‬قومي انتي الحين نامي بدارج ل يعور رقبتج هالكرسي‪..‬‬

‫مناير وهي تحك راسها وزين منها تحمل روحها‪ ..‬راحت فوق‪ ..‬وهي ناسية سبب قعدتها في الصالة من المرتبة‬
‫الولى‪ ..‬كاانت تبي صورة‬
‫لعمتها عالية الي ما شافتها من زمان‪ ..‬لكن الحين النوووم كان سلطان على عيونها اللي من دخل الدار‬
‫تسكرت والله العالم متى راح تفتح؟؟‬

‫‪--------------------‬‬

‫ما زالت المطار تزخر على الفجر الحلو بحزن القلوب المحبة‪ ,‬منهم يسهر تحتها ومنهم يناظرها خلل النافذه‬
‫يحاول انه يراقب كل شي ولكن من بعد‪ ..‬عشان ل تنصدم روحه من وقعها‪ ..‬ومنهم مكتفي بصوته وهو يرتطم‬
‫على الرض ‪..‬‬

‫مسـاعد كان قاعد في السيـارة من حوالي ربع ساعة وهو متردد ‪..‬‬
‫يطلع ويروح لفاتن عشان يكلمها‪ ..‬ول يرد من محل ما يا؟؟ لن الوقت تقريبا غريب ولكن‪ ..‬لزم يكمل لها‬
‫القصة عشان تذوق شي من حزنه وتخفف عليه وطأة الحزن وعلى نفسها الصدمة ان البنت هذي ما كانت‬
‫وحدة غيـر عمتها!! لكن الرتباك كان اقوى منه‪ ..‬اهو اذا سوى هالشي لزم ما يتوقع ال شيئين‪ ..‬عمر من‬
‫احلى العمار ينقضي في لمحة بصر‪ ..‬ول يستمر لبد البدين من دون اي معوقات‪..‬‬
‫اتصل في فاتن قبل عشان انها تفج له الباب‪ ..‬والثانية كانت سرحانة من بعد ما صلت الفجر عند الدريشة‬
‫وهي تناظر المطر بنعومته على الصيص اللي عند دريشتها‪ ..‬ورن تلفونها‪ ..‬وراحت لعنده ولقت ان المتصل‬
‫اهو مسـاعد فاستعجبت‪..‬‬

‫فاتن بصوت مصدوم‪ :‬الو؟؟‬


‫مساعد اللي انتفضت روحه من صوت فاتن وحس انه تسرع بالخطـوة‪ :‬هل فاتن‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬هل فيك‪) ...‬مستغربة( مساعد شفيك؟‬
‫مسـاعد وهويتنفس الصعداء‪ :‬انا عند الباب فاتن‪ ..‬فجي لي اياه الله يخليج‪...‬‬

‫حاولت انها تستعلم منه اكثر لكن نبرة صوته كانت كافية عشان تبين لها انه في حالة ما تسمح له انه يتكلم او‬
‫يبرر‪ ..‬فسكرت التلفون من عنده وسحبت الشال البيض وطلعت من دارها بهدوء‪ ..‬الظلم كان بعده لف‬
‫المكان والهدوء بالطراف‪ ..‬راحت عند الباب وفجته ووقفت عنده وهي تراقبه‪ ..‬لقته واقف عند السيارة وهو‬
‫يناظر الباب‪ ..‬راحت لعنده بخطوات سريعة عن المطـر الخفيف‪..‬‬

‫فاتن وهي مسكرة عيونها عن الماي شوي‪ :‬ادخل داخل ل‪..‬‬


‫مسـاعد بعيـون ضايعة‪ :‬ان شاء الله‪..‬‬
‫قادته الى داخل البيت وهي متجدمته‪ ..‬فجت له الباب اللي دخل منه وهو هادئ ولكن انفاسه مضطربة يمكن‬
‫من التوتر اللي فيه‪ ..‬راح على‬
‫طول ودخل في الصالة الثانية اللي كانت مخصصة للضيوف داخل المنزل‪ ..‬قعد على الكرسي وفاتن كانت في‬
‫الحمام التحتي ‪ ..‬سحبت فوطة صغيـرة عشان ينشف فيها شعره المبلل‪..‬‬

‫راحت لعنده ولقته قاعد على طرف الكرسي وهو ساند راسه بذراعينه المستندين على الركبتين‪ ..‬وكان‬
‫منظره يعكس حالته النفسية‪..‬‬
‫فتقربت منه فاتن وهي تمد له الفوطة وتقعد يمه‪.‬‬
‫اخذ منها الفوطة وهو يبتسم‪ ..‬دقق في ملمحها لهنيهة ورد ينشف راسه‪..‬‬

‫بعد ماخلص تنشيف شعره مد الفوطة لها مرة ثانية بابتسامة ما لقى لها اي رد بالعكس‪ ..‬كانت ملمحها قلقة‬
‫وحواجبها مثقله بعقدتهم‪..‬‬
‫ابتسم بصـورة اريح لويهها عشان تخفف التوتر من على محياها‪ ..‬ما تدري ان عذابها يعني عذابه‪..‬‬

‫فاتن بصوت هادئ‪ :‬تبي شي تشربه‪..‬‬


‫هز راسه بالنفي وهو يحس بالعبرة متصاعدة فيه‪..‬‬

‫فاتن وهي تمسك جتفه‪ :‬مسـاعد‪ ..‬علمك؟؟ شفيك ياي هالحزة؟؟‬


‫وهو يراقب طفوله ملمحها‪ :‬وليش انتي صاحية للحين؟؟ ما نمتي؟؟‬
‫جاوب على سؤالها بسؤال مقارب‪ ..‬وكانه يبي يقول لها ان اللي مصحيج مصحيني‪ ..:‬كنت اصلي‪ ..‬وما ياني‬
‫نوم‪) ...‬اصدق فان الصدق ينجيك( ما‬
‫يانـي نوم اصل طول الليلة‪) ..‬تناظره( واظنك تعرف السبب‪..‬‬
‫مسك يدها وخذاها لعنده وهو يراقب صوابعها البسيطة واظافرها المقصصة مثل اليهـال‪ ..‬وتكلم‪ ..:‬تعرفين‪..‬‬
‫عمري ما توقعت اني امتلك بنت مثلج‪..‬كانت دايما البنت اللي مثلج اعتبرها مثل بنتي اللي يمكن لو تزوجت‬
‫في سن معين راح امتلكها‪..‬‬
‫فاتن وهي تحاول انها ما تبتسم‪ :‬جم يعني‪:‬؟ وانت عمرك سبع سنوات؟‬
‫مسـاعد‪ :‬ههههههههه‪ ..‬يمكـن‪ ..‬يصير ترى احنا الخلييج ناس جدا ماشيين صح قبل‪) ..‬بتنهيدة( مادري ليش‬
‫الحين الزمن اختلف‪ ..‬والناس اختلفت‪ ..‬والقلوب اختلفت‬
‫فاتن وهي تبتسم بطمئنة‪ :‬انت بروحك قلتها‪ ..‬الزمن تغير‪ ..‬وكل ما تغير الزمن يتطلب شي ثاني‪ ..‬ل تظن ان‬
‫المور تظل مثل ما هي‪ ..‬دوام الحال من المحال‪..‬‬

‫سكت مسـاعد لفترة وهو يحاول ينظم افكاره وفاتن بالمثـل‪ ..‬تحاول انها تسترجع لوين توقف مسـاعد عشان‬
‫تذكره بالنقطة‪..‬‬

‫ولكن مسـاعد صدمها وهو يتكلم وكانها غير موجودة وكانه سرده نابع من الذكريات اللي كانت مجتاحته‪..‬‬

‫مسـاعد بصوت حزين‪ :‬ماتت‪ ..‬بكل بسـاطة‪ ..‬هذا اللي كانت تحمله البرقية في طياتها‪ ..‬ماتت‪ ..‬البنت اللي‬
‫كنت في حياتها كلها ما افكر ال في شي غيرها‪ ..‬ماتت‪ ..‬ماتت وانتهت من هالدنيا وانا بعدني ارسم اول‬
‫الخطوات نحو مستقبلي ومستقبلها لكن كل هذا كان بمثابة الظلم اللي ينهي الظل اللي يتبعج‪ ..‬وما عادت‬
‫موجودة‪ ..‬والظلم اللي لفني كان اقوى من تحملي‪..‬‬

‫انصدمت فاتن‪ ..‬وحطت يدها على رقبتها وكانها تمنع غصة من الظهور‪..‬‬
‫او انه حزن مواساة على حال مساعد اللي كان اللم يتضرج بملمحه ويده مشدوده على يده بعد ما ترك‬
‫يدها‪ ..‬لكن في قلب فاتن خوف اعظم‪ ..‬لحد الحين ما عرفت من هذي هي البنت‪ ..‬واهي مطلبها الحقيقي من‬
‫كل هالموضوع اهو هوية البنت‪ ..‬صج ان نهايتها مأساوية‪ ..‬تموت‪..‬‬
‫وهي شباب‪ ..‬انا لله وانا اليه راجعون‪ ..‬لكن‪ ..‬مثل المصباح اللي ولع في بالها ومن نوره حست بحرارة الكهربا‬
‫وهي تسري‪ ..‬انصعقت‬
‫فاتن وهي تطابق مجريات هالقصة بحياة شخص تعرفه‪ ...‬مجرد التفكير بهالشي من غير النطق بالسم كان‬
‫كفاية انه يضطربها بعنف وخووف‪..‬‬
‫ال ان مسـاعد قال اللي يمكن يهزها لبقية حياتها‪..‬‬

‫كان واقف جدامها وهو منزل يدينه وبويه معذب اعترف لها‪ ...:‬تبين تعرفين هالبنت من كانت؟؟‬

‫صرخت في بالها فاتن لااا‪ ..‬ما ابي اعرفها‪...‬ل ما ابي اعرفها‪..‬‬


‫خلها في طيات قلبك مثل ما كانت ما ابي اعرف عنها شي‪ ..‬ماابي اعرف‪ ...‬لكن اللي سكتها وما تركها تنطق‬
‫بهالكلمات اهو كلم مساعد‬
‫امس‪ ..‬يوم قال لها انتي الحاضر والمستقبل‪ ..‬وما كو بنت غيرها يمكن تحتله‪...‬‬

‫مسـاعد يوم حس ان عيونها تعطيه الموافقة انه يكمل‪ ...‬فض السر العظيم‪ ..‬ويا لدقات قلبه المضطربه‪...:‬‬
‫كانت‪ ....‬عمتج‪ ...‬ع‪ ..‬عاليــة‪...‬‬

‫ماقدرت تحرك ذرة من جسمـها تجاه هالحقيقة‪ ..‬اقصى ما تقدر في يوم من اليام تستحمله‪ ..‬الماضي وكيف‬
‫رجع لها في الحاضر والمستقبل اللي تنتظره بشووق كبير‪ ..‬عمتها عالية!! واهي وين كانت من هالشي‪ ..‬كانت‬
‫صغيـرة صح‪..‬‬
‫لكنها كانت تعرف كل صغيـرة وكبيـرة‪ ..‬كانت عيونها معانقة حجرها وهي ما تشوف شي غير السـواد‪..‬‬
‫مسـاعد كان يتنفس بصعوبة وهو يحسـ انه في لحـظات انهى كل شي جميـل بحياته من عرف فاتن‪ ..‬ما قدر‬
‫يصدق ان في يوم من ايامه ذكرى عالية راح يكون اثرها جذي عليه‪...‬‬
‫بصوت مخنوق‪ ....:‬فاتن‪ ....‬قولي شي‪..‬‬
‫فاتن وهي موسعة عيونها الغير مصدقة وبصوت مخنوق بالعبـرة‪ ..:‬شقـول؟؟؟‬
‫تقرب منها ولكن رد لورى وهو يمرر صوابعه بشعـره بتوتر‪ :‬اي شي‪ ..‬قولي اي شي‪ ..‬بس ل تسكـتين‪..‬‬

‫ولكن هذا اللي ماقدرت فاتن تمنحه إيـاه‪ ..‬ظلت سـاكتة وهي مو قادرة ال انها تذرف دمعة ساحقة لكل ذرة‬
‫صبر فيهـا‪ ..‬وتوالت الدمعات لحتى وصل صدى جريانها على خد فاتن لمسامع مسـاعد‪ ..‬والتفت لها يراقبها‬
‫بحسـرة‪..‬‬
‫ولول مرة ما قدر انه يغير عنها شي‪ ..‬ولهالشي كان الثر الساحق على نفسيـته‪..‬‬

‫وقفت فاتن اخيـرا كحركة للحياة غير دموعها العميـقة والمرة‪ ..‬رفعت عيونها في ويه مسـاعد‪...‬‬
‫فاتن بعجز‪ :‬ليش انا؟؟؟؟؟ ليش؟؟؟ تقدر تقول لي ليش‬
‫تقرب منها مساعد ومسك ويهها من غير اي تردد‪ :‬لنج كنتي تمثلين كل شي فاتن‪ ....‬كنتي المل اللي بث‬
‫الحياة فيني‪ ..‬انا والله شاهد علي ما كنت‬
‫افكر اني اتزوج من بنت ثانية ‪ ..‬وان سويت ما راح تكون وحدة ال كفوؤةه‪ ..‬ويمكن بعد ما راح احبها‪ ..‬لكن‬
‫انتي قلبتي فني كل الموازين‪..‬‬
‫بعدت روحها فاتن عنه وهي تحس ان يدينه مثل الجمر اللي يحرقها‪ ...‬لمت نفسها على بعضها وطالعته‬
‫بعيونه‪ :‬روح مسـاعد‪..‬‬
‫تسارعت انفاسه بحزن‪ ..:‬فاتن‪..‬‬
‫قطعته بصوت كله انين‪ ..:‬روووح مســاعد‪ ..‬ماقدر افكر‪ ...‬ل تخلني اقول شي اندم عليه بعديـن‪ ...‬روح‪..‬‬
‫ونتكلم مرة ثانـية‪..‬‬

‫ماقدر يرد عليها‪ ..‬نفسه كانت عزيزة وابى على روحه انه يقعد لها ويتوسلها انها تخليه يقعد وياها‪ ..‬ومشى‬
‫بخطوات ما تلمس الرض من زود ما كان متألم‪ ..‬وقبل ل يطلع من الباب طل على فاتن قبل ل يطلع‪ ..‬لقاها‬
‫واقفة وهي ضايعة بعيونها في احد الزوايا‪ ...‬ما استحمل هالمشهد وطلع من البيت بسـرعه‪ ..‬وركب السيارة‬
‫وهو يمسك المقود بغضب كبيـر‪ ..‬شلون صار غبي بهالصـورة‪ ..‬شك في ظرف اسبوع خله ينهي كل الحلم‬
‫الحلوة اللي كان يمر فيها والمستقبل اللي بدى يسرع اليام عشان يوصل‪..‬‬

‫حرك السيـارة بسـرعة‪ ..‬لوجهـة ما يعرفـها‪ ..‬يمكن ينتهي اليوم او ما ينتهي‪ ..‬ادى كل اللي عليه في حياته‪..‬‬
‫وكاهي اخر تأدية‪ ..‬ادت بمستقبله‬
‫للهاوية‪..‬‬

‫اما فاتن فكانت مو مصدقة هالشي‪ ..‬واول ما حست لختفاء مساعد عنها لحقت وراه برع وهي تدوره‪ ..‬ما‬
‫لقت اي اثر له‪ ..‬تمت واقفة عند الباب وهي مبللة بالماي اللي بدى يهطل بغزاارة تمنع العين من انها تفتح‪..‬‬
‫تبلل راسها كله ولصق الشال على طرفي ويهها‪ ..‬وتمت تناظر المكان بعجز‪ ..‬تتمنى من مسـاعد انه يرجع‬
‫لها‪ ..‬ما كانت قاصدة انها تخليه يروح جذي لكن‪ ..‬في ذيج اللحظة لو تكلمت له او قالت شي‪ ..‬كان من‬
‫الممكن انها تجرحه وتجرح نفسـها‪..‬‬

‫دخلت البيت وهي في شدة الصدمة‪ ..‬دخلت دارها‪ ..‬وبتهالك طاحت على السرير وهي مو مصدقه‪ ..‬انفاسها‬
‫متلحقة ومتزايدة‪ ..‬لمن انهارت وانخرطت في بكاء قوي يهتز له الوجدان‪..‬‬

‫مساعد وعمتي عالية؟؟ حبيبين؟؟؟ اهو عيل المير اللي يحرر الميرة من الملك الشرير‪ ..‬اهو اللي كانت‬
‫عمتها عالية تكتب عنه في قصاصات‬
‫الوراق‪ ..‬اهو م ‪ 0‬الدخيلي‪ ..‬كل هذا ول قدرت اهي تعرف هالشي‪ ..‬شلون زوجوها له من غير ما يقولون‬
‫لها؟؟؟ شلون سمحووا لهالشي يصير قبل ل‬
‫تعرف‪ ..‬اكيد يعرفون‪ ...‬مستحيل ما يعرفون بهالشي‪ ..‬وخصـوصا ابوي؟؟؟ من جذي طلب اني اتزوج‬
‫مسـاعد‪ ..‬تعويض عن اللي فقده‪...‬‬

‫رمت براسها على الوسادة بقوة‪ ..‬وهي تنتحب بقوووة وتكتم اصوات النين والقهر في المخـدة اللي دفنت‬
‫ويهها بها‪..‬‬

‫ما انتهى كل شي‪ ..‬لكن شي من احتقار النفس ظهر من الل وجووود وخلها تكره كل شي يمر في حياتها بكل‬
‫بسـاطة‪ ..‬ما كانت ال هدية تعويض‬
‫لمسـاعد‪ ..‬في بداية الشي‪ ..‬وبعدين حبها‪ ..‬حبها ‪ ..‬لكن شالفايدة‪ ..‬كل هالصرار ان وصيـة ابوي لزم تتنفذ‪...‬‬
‫كل هالترتيبات السريعة‪ ..‬الكل‬
‫تعاقد ويا بعضه البعض علي‪ ...‬ليش؟؟ ليش وانا اللي عمري ما آذيت احد‪..‬‬

‫تركت نفسها فاتن في هالحرب النفسية لمن قضت عليها الدمعات ورمتها في نوم حزين وثقيل‪ ...‬متى ما‬
‫تصحى منه راح تشوف الحقيـقة الثانية اللي‬
‫بإنتظارها‪..‬‬

‫‪---------------------‬‬

‫مر الصبح في بيت بو جراح بهدوء‪ ..‬طلعوا فيه العيال الى اشغالهم‪ ..‬خالد بحزنه وشوقه‪ ..‬جراح ويا افكاره‬
‫اللي يبي يرسمها على الخشب عشان ل ينساها وسرع صوب الورشة وين ما يلقي لؤي عشان يخبره بكل‬
‫شي‪..‬‬

‫اول ما وصل الى الورشة بالفعل لقى سيارة لؤي موجودة برع الورشة ودخل له بروح الثارة اللي في نفسه‪..‬‬
‫ويوم لقاه في المكتب ما شاف الحالة النفسية اللي لؤي آيل لها‪ ..‬وبدى يصبح عليه ويستعلم عنه بطريقة‬
‫رسمية‪ ..‬ومن بعدها‬

‫لؤي وهو يبتسم‪ :‬شخبار النفسية‪ ..‬اكيد عال العال‬


‫جراح بحراج بسيط‪ :‬والله شقول لك‪ ..‬القلب مرتاح‪ ..‬لكن بعد شي في بالي‪..‬‬
‫لؤي باستغراب‪ :‬شنو اللي في بالك بعد؟‬
‫جراح‪ :‬لؤي‪ ..‬انا قررت اني اخذ باقتراحاتك اللي قلتها قبل‬
‫لؤي وهو يزفر بهدوء اي اقتراحات؟؟ ياما اقترح ول احد ينفذ شي؟؟‬
‫جراح‪ :‬ههههه‪ ..‬ل اقتراحاتك هذي راح تتنفذ لنها لصالح الشركة‪) ..‬ابتسامة عريضة( قررت اني اوسع الورشة‬
‫الى مفروشات‪..‬‬
‫لؤي بابتسامة متفاجئة‪ :‬والله؟؟ زيـن زين‪ ..‬وشلي خلك تفكر بهالشي‪ ..‬مريم؟‬
‫جراح وهو يتذكر ويه مريم اللي انطبع بملمحه‪ :‬مريم‪..‬؟؟ مريم صدقني لو صج بتدخل حياتي يعني ربك قدر‬
‫هالشي‪ ..‬راح تكون حياتي من اروع الحياة اللي عاشها احد‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬هالشي لدافع نفسي واهلي بعد‪ ..‬ولك‬
‫انت‪..‬‬
‫لؤي وهو يسخر‪ :‬انا؟؟ ليش‪ ...‬انا منو بهالدنيا؟‬
‫حس جراح لروح لؤي المتألمة‪ ..:‬انت منو؟ )ابتسامة ( شريكي من يوم ورايح‪ ...‬الورشة من الياسي راح‬
‫تكون‪ ..‬نجارة ومفروشـات‪ ..‬الخشـب‪..‬‬
‫لؤي وهو يفكر باللقلب اليديد‪ ..:‬الخشب؟؟؟؟ وانا شريك؟؟‬
‫جراح‪ :‬اذا تبي يعني‪ ..‬اذا ما تبي مالي ال اروح وادور احد غيـرك‪..‬‬
‫لؤي وهو يوقف على ريله‪ :‬تعال‪ ..‬اذا شريج يعني لي نسبة في الرباح‬
‫جراح وهو يزيد له‪ :‬ونسبة في المصاريف على المكان‪..‬‬
‫لؤي وهو رافع حاجب‪ :‬خلنا على اللي قلته‪ ..‬نسبة في الرباح‬
‫جراح‪ :‬هههههههههههههههههههه نسبة في الرباح والمصاريف‪..‬‬
‫لؤي اللي سرعان ما تبدلت حالته النفسيـة من الحزن الى الفرح الكبير‪.:‬انا شريج؟؟ امتلك شي؟؟ لي نسبه‬
‫ارباح‪ ..‬وراتب‪ ..‬وهالسوالف؟؟‬
‫جراح وهو مبتسم‪ :‬ليش؟؟؟ انت قليل عن هالسوالف كلها‬
‫لؤي‪ :‬حشى على اللي يقوووووول‪..‬خلص ورشة ونجارة ومفروشات الخشب‪ ..‬من يوم ورايح‪) ..‬يفكر( بس‬
‫تعال السم مو عاجبني ‪...‬‬
‫جراح بحيرة‪ :‬ليش؟‬
‫لؤي‪ :‬لنه يبين على محدودية‪ ..‬راح نكون محدودين بس بالخشب‪ ..‬واحنا لزم ما نكو ن جدذي؟‬
‫جراح وهو يحك ذقنه‪ :‬كمل‪..‬؟؟‬
‫لؤي وهو يأشر بيدينه‪ :‬خلنا بعد نتوسع الى الحديد المطاوع‪ ..‬والجزاز الملون‪ ..‬والبورسلين والسراميك‪..‬‬
‫هالسوالف اللي تعجب الناس هاليام‪ ..‬واذا الله قدرنابعد‪ ..‬نوصل الى الديكورات والكسسوارات‪..‬‬
‫جراح وهو يوقف وعلى ملمحه علمات عدم الموافقة ‪ :‬مادري لؤي ماظن هالفكرة زينة‬
‫لؤي ‪ :‬ل جراح ل تفكر في الشي الحين‪ ..‬فكر فيه على المدى الطويل‪ ..‬او مو الطويل المتوسط‪ .‬ما نبي‬
‫نكوون متأخرين‬
‫جراح‪ :‬بس لزم نحافظ على طراز معين في انتاجنا!!‬
‫لؤي‪ :‬شلون؟‬
‫جراح‪ :‬يعني نكون كلسيكيين ‪ ..‬بس بطريقة حديثة‪ ..‬يعني الصل بس بعد اضافات الحداثة في الثاث‬
‫لؤي وهو يضم جراح‪ :‬والله احنا الثنين ل تليمنا نفكررررررر‬
‫جراح‪ :‬ههههههههههه مثل المدرسة قبل‪..‬‬

‫بعد فترة من الصمت وكان الثنين يفكروون‪..‬‬

‫جراح‪ :‬بس تعـال‪ ...‬هالشياء كلها تعني زيادة في رأس المال‪ ..‬وزيادة في العمال‪ ..‬والفنيين ‪..‬‬
‫والختصاصييين‪ ..‬وناس ذويقة‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬مافيها شي انا وانت ذويقة وراح نستعين بأهلنا‪..‬‬
‫جراح وهو يوافق‪ :‬اي اي‪ ..‬وتدري‪ ..‬بطلع خالد من شغله اللي هو فيه الحين وبدخله هني ويانا كشريك‪ ..‬وهو‬
‫ما شاء الله عليه حسه في الذوق والتصميم فظيع‪ ..‬ويقدر يصمم ويخطط ويرسم احلى الشياء‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬حلووو‪ ..‬بس بعد ناقصنا شي‪ ...‬حس رقيق ودافئ ويترك النطبـاع الحسن لجمهورنا وزبائنا‪ ..‬حس‬
‫الحرمة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بس وين بنلقى هالحرمـة‪..‬؟؟‬
‫لؤي وهو يفكـر في الشخص اللي يمكن انتو تفكرون فيه بعد‪ :‬وحدة‪ ..‬تقدر تبث مشاعرها من كره او حب او‬
‫صداقة او ألم في اللي تسويه‪...‬‬
‫جراح وهو مستغرب‪ :‬من هذي اللي تتكلم عنها‪..‬‬
‫التفت لؤي لجراح بعيون هادئة ومستقرة‪ :‬يمكن ما يعجبك اني ارشحها لكن‪ ..‬اهي مطلبنا‪ ...‬غزلن‪..‬‬
‫جراح بصدمة‪ :‬شنو؟؟؟ انت ينيت؟؟؟ اي غزلن الله يهداك‪..‬‬
‫لؤي بسخرية‪ :‬غزلن الكندي‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل تستعبط‪ ..‬اعرف من تقصد لكن‪ ..‬ما نبيها‪ ..‬هذي ما وراها ال المشاكل؟‬
‫لؤي بخبث‪ :‬مشاكل؟؟ ليش انت بينك وبينها مشكلة؟‬
‫جراح اللي انصاد‪ :‬ها؟؟؟ شنو مشاكل‪ ..‬ل بس انا ما اتطمن لهالبنت‪..‬تقدر تقول انها ما تعجبني‪..‬‬
‫لؤي وهو يبتسم بسخرية‪ :‬يا ربي‪ ..‬ان جان انت ما تعرف تسويه يا جراح فهو الجذب والضلل‪ ...‬انا عرفت ان‬
‫بينك وبينها شي من يوم حطيت يدك بيدي عشـان تطيح في حبي مثل ما علمتني‪ ...‬لكن انا مو غبي‪ ..‬انا‬
‫لؤي‪ ..‬اللي افهم واسكت‪ ..‬وانتظر من الناس انها تيي وتقول‪ ..‬لكن الظاهر ان هالمنية صعبة التحقق ويا‬
‫هالناس اللي اتعامل معاها‪..‬‬

‫ابتسم جراح في ويه لؤي‪ ..‬يا كثر ما هالريال طيب وقلبه يسع الدنيا والناس ما تحترمه ول تقدره لشخصه‬
‫النبيل‪ ..‬يمثل دور النسان الغير مبالي والغير مهتم او الغير متوازن لكن يخبي في زوايا نفسه التناقص كله‬
‫لكل هاللي يقدمه‪ ..‬وياليته بس لو يستمر جذي عشان الدنيا تكون بخيـر‪..‬‬

‫جراح وهو يحط يده على جتف لؤي‪ :‬شوف‪ ..‬اذا انت تشوفها زينة‪ ..‬حاجها‪ ..‬انا بحاول اني اكون متعاون‬
‫ورسمي قد ما اقدر‪ ..‬وانت حاول انك تقنعها بس ل تضغط عليها‪ ..‬خلها بهدوء ولوحدها تقرر ان جان بتدخل‬
‫في شراكة معانا‪ ..‬ول لء؟؟ اوكيـه!‬
‫لؤي وهو يمسك يد جراح بطريقه شبابية‪ :‬اوكي اوكي مااان ‪I get the message‬‬

‫وتحرك من مكانه مثل اليرادة‬

‫جراح يكلمه‪ :‬وين رايح؟‬


‫لؤي‪ :‬بروح لها‪ ..‬ما بغيت من الله اييني شي عشان اروح لها واشوفها‪...‬‬

‫وغاب عن عيون جراح اللي ضحك عليه بخفة‪ ..‬لؤي‪ .‬وما ادراك ما لؤي‪ ..‬لحط الشي في باله خلص محد‬
‫يقدر يغير له هالشي‪ ..‬وان كان على رقبته مثل السجين‪ ..‬لكن يا لؤي كل الي نتمناه لك انك ما تتألم بحياتك‬
‫ول تعاني لن معاناتك قوية على قلوب معظم اللي حواليك‪ ..‬كونك السبب اللي يدفعهم للفرح في اوقات‬
‫المعاناة‪..‬‬

‫‪--------------------‬‬
‫مناير في المدرسة وحالة السرحان فيها مزدادة عن كل مرة‪ ..‬بدل ما تحقر بس سماهر صارت تحقر حتى‬
‫البلة في الحصة اللي كل ما تلقيها سرحانه تناديها وتفشلها بين البنات‪ ..‬لمن وصل وقت الفراغ اللي ماقدرت‬
‫انها تسكت اكثر عن الموضوع لسماهر‪..‬‬

‫مناير‪ :‬سمووور لحقي علي‪..‬‬


‫سماهر وهي تبعد الشعر عن عيونها‪ :‬ليش شفيج؟؟؟‬
‫مناير وهي خايفة‪ :‬سمووور طلع روميو مو هيـن‪ ..‬خطيـر وينحسب ألف حسـاب‪..‬‬
‫سماهر مستغربة‪ :‬اي روميو )بدهشة( منور انتي تحبين واحد؟‬
‫منايـر تناظر سماهر بغباء‪ :‬سمووور اشفيج‪ ..‬لمرة وحدة في حياتج حطي عقلج براسج ‪ ..‬عرفي ان الله‬
‫سبحانه وتعالى خلق الراس له‪..‬‬
‫سمـاهر‪ :‬اوهووووووو يالله عاد بدينا هالغشمرة البايخة الثجيلة‪ ..‬من هذا روميو اللي تتكلمين عنه‪..‬‬
‫مننــــاير‪ :‬ومن غيـره لزقة الشـر مشعـلوه؟‬
‫سمـاهر وهي تفهـــم‪ :‬آآآآآآآآآآآآآه‪ ..‬وشلون ما عرفت‪ ..‬اكيد‪ ..‬وانتي عندج سالفة غيـر هال " لزقة الشر"‬
‫مالج‪..‬‬
‫مناير باستغراب‪ :‬ليش؟؟؟ شقصدج‬
‫سمــاهر‪ :‬ما عليج مني وقوليـي شلون خطير وينحس له الف حساب؟؟ وايد متسلف؟؟‬
‫مناير‪ :‬هاهاهها‪ ..‬بايخة تدرين‪ ..‬اقول لج طلع واحد مو هين ليش انه صج يحب فاتن اختي الحقييــر‬
‫سماهر وهي تمسك صدرها‪ :‬حللللللللفي‪ ..‬يا ذا الكرااااهة فتون ومشعلوه ‪ ..‬كلش يلوقون تدرين )بعد تفكير(‬
‫مناير تضربها‪ :‬مالت عليج فال الله ول فالج اختي عندها ريال يسوى الدنيا ومافيها‪ ..‬انا اللي ابي اعرفه هذا‬
‫الحمار مشـعلوه شيبي من اختي فاتن‪ ..‬ان سوى فيها شي يا سماهر من غير ما اكتشفه قبل واحبطه‪..‬‬
‫صدقيني‪ ..‬بمووت‪..‬‬
‫سمـاهر‪ :‬انتي اصل حمارة انتي اللي بديتي كل هذا‪ ..‬من قالج تصعدين لغرفته وتنبشين باغراضه وفوق كل هذا‬
‫تسرقين السلسلة والصورة؟؟‬
‫منـاير وهي مو قادرة تفكر باللي تقوله سماهر‪ :‬انتي قصدج ان ما كان لي حق ‪ ..‬اني اخذ صورة اختي اللي‬
‫عنده وسلسلة عمتي المتوفية؟؟؟‬
‫سمـــار وهي تفكر‪ :‬ل ل‪ ..‬اتراجع‪ ..‬لج الحق‪ ..‬بس مالج الحق انج تصعدين غرفته‪ ..‬تدرين لو يشتكي عليج‬
‫عادي يقطونج بالمخفر‬
‫منـاير‪ :‬يحلفوون بس‪ ..‬انا مناير بنت عبدالله الياسي يقطوني بالمخفر‪ ..‬ليش الدنيا سايبة‪ ..‬بدل ل يقطونه اهو‬
‫المجرم يعله دوده في بطنه‪..‬‬
‫سمـــاهر‪ :‬ل تدعين‪ ..‬ما سمعتي ابلة السلميات شقالت اليوم‪ ..‬اللي يدعي ترجع له الدعوة يالله سكتي‪..‬‬
‫منـاير‪ :‬بس تدرين‪ ..‬انا لزم اعرف اهو شقصد باللغز‬
‫سمــاهر وهي تقرم الجزرة اللي عندها‪ :‬اي لغز ما قلتيلي عنه‬
‫مناير وهي تتربع جدام سماهر‪ ..:‬اهو قال لي سر‪ ..‬ان واحد يحب وحدة وهالوحدة مااتت‪ ..‬وبعدين يتزوج وحدة‬
‫ثانية‬
‫سماهر تقاطعها‪ :‬وحدة غير اللي ماتت‬
‫مناير‪ :‬اي اي‪ ..‬انزين‪..‬يتزوج وحدة ثانية تشابه الوحدة الولى‪..‬‬
‫سمـأهر‪ :‬اللي مااتت‬
‫مناير‪ :‬اي اي‪ ..‬وتشابهها عاد‪ ..‬وبس هذا هو السبب اللي خله يتزوجها‪..‬‬
‫سمـاهر‪ :‬يتشابهون؟؟ يعني خوات؟؟‬
‫منايـر‪ :‬اوووف‪ ..‬لااااا سموور‪ ..‬شفتي المثل اللي يقول يخلق من الشبه اربعين‬
‫سمـاهر‪ :‬اي اي اعرفه بس اكيد ما بتشابها مني والدرب‪ ..‬اكيد لها صلة او علقة‪ ..‬بس تعالي اهو قصد من‬
‫بهالشي‪..‬؟؟ واللغز عن منو؟؟ لو حليتيه بتلقين هدية؟ _)تبتسم ببلهة(_‬

‫ما ردت مناير لنها كانت محتـارة مع نفسـها في اللي قالته سماهر‪ ..‬مو وحدة ثانية بس لها صلة او علقة‪..‬‬
‫يعني الشبه راجع للقربى‪ ..‬ورجعت افكارها ل اراديا الى الوراق اللي كانو عندها لعمتها عاليـة‪ ..‬و م ‪0‬‬
‫الدخيلي‪ ..‬وفاتن اختها‪ ...‬بس بعد ما تقدر تجزم بهالشي لنها ما شافت صورة عمتها عاليـة‪ ..‬بس لو ما كان‬
‫الموضوع يخص فتون فليش مشعل قاله لها من الساس‪..‬‬

‫مناير‪ :‬والله يا سمووور ‪ ..‬هذا مشعلوه محد بيكشف سره غيـيري‪ ..‬صبري علي والله ل فشله بين الفريج‬
‫هالحرامي اللوتي الجذاب‪ ..‬يعله الحامية لمن يعجز عن ذوقها‪..‬‬
‫سمـاهر‪ :‬اوووووووووووووه منور كافي دعاوي والله حرام‪..‬‬

‫سكتت منايـر وهي ترجع لفكارها ولتذكير نفسها انها اول ما ترجع البيت بتنبش صورة لعمتها عالية‪ ..‬اما‬
‫سماهر فظلت تبحلق في ويهه ارفيجتها‪ ..‬لول مرة حست ان مناير مهتمة لصبي‪ ..‬حتى لو انها اهتمت فيه‬
‫بكره ال انها بعد تتم مهتمة‪ ..‬يا ترى‪ ..‬هل مناير بتحب مشـعل في خضم هالمور كلها‪.‬؟؟ هذا شي كانت ما‬
‫تقدر تحدده سمـاهر في بالها لكنها تحس ان منايـر‪ ..‬لسبب او لخر ‪ ..‬معجبــة بمشعل على الرغم من كل‬
‫اللي تعرفـه عنه‪..‬‬

‫‪-------------------------------------------‬‬

‫وصـل لؤي لبيت غزلن وهو يحاول انه يضبط نفسـه‪ ..‬ماقدر ال انه يرفع جتفه مثل اللي يمارس رياضة‬
‫وينزله‪ ..‬عشان يطلع من السيارة ويدخل البيت‪ ..‬ويوم انتبه لنفسه ما لقى روحه ال داخل حديقة بيت الكندي‬
‫الكبيـرة والتفت الى جلسة الخشب اللي سووها قبل فترة في ابهى حلة‪ ..‬واالزراع كان يهتم فيها على‬
‫الطراف ويحاول يزرع شي تحتها‪ ..‬يمكن شجرة ياسمين عشان تقدر تتسلق عليها وتخلف عليها طابع جميل‪..‬‬
‫ضرب الجرس وياته الخادمة اللي شافها من قبل وخبرها انها تنادي غزلن وما تقول لها ان اللي ياي اهو‪..‬‬
‫خلها توصل لها ان واحد من الحكومو يبيها‪..‬‬
‫راحت الخادمة وهي حاملة هالواجب في صدرها‪ ..‬ولؤي اللي زادت ضربات قلبه يوم حس ان غزلن على‬
‫وشـك انها تقابله بهاللحظة‪ ..‬تم يمسح على شعره الناعم وهو يحرك يدينه يمين ويسـار‪ ..‬يحـس بالتوتر ولكن‬
‫بعد يحاول انه يهدي نفسه لن اللي اهو ياي له مهم بالنسبة لكل من جراح واهو وحتى غزلن‪..‬‬

‫والتفت لباب البيت الرئيسي ولقاها طالعة منه‪ ..‬وهي لفة شال على راسها بطريقة متراخية‪ ..‬وكانت مستعدة‬
‫انها تطلع من العتبات‪ ..‬وتصنمت يوم انها لقت اللي جدامها لؤي محد غيـره‪..‬‬

‫مرت على بالها وباله كل الذكريات اللي امتلكوها في كل لقاء لهم‪ ..‬ولشعور غير مفهوم حسو باللفة تجاه‬
‫بعض‪ ..‬وبعض من الراحة بعد‪..‬‬

‫خبايا هاللقاء‪ ...‬واكتشافات منـاير اللي ما راح تسااااند فاتن في قضيتها ويا مسـاعد كلها راح تكوون مكشوفة‬
‫في الجزء الياي‪...‬‬

‫الجـزء الواحـد والثلثيــن‬


‫===============‬
‫بدايـة النهـايـة‬
‫‪----------------‬‬
‫رجع لؤي الى الورشة وهو مسـرع عشـان يخبر جراح باللي وصل له مع غزلن‪ ..‬اول شي‪ ..‬كان اللقاء متوتر‬
‫وشوي محرج للثنين لنهم ما كانوا مستعدين يتلقون من بعد اخر مواجهة وخصوصا غزلن‪ ..‬لكنها قوت قلبها‬
‫ويوم بدى لؤي يخبـرها بالقتراح بدت مصغية وتقريبا مهتمة ولكن عيونها ما كانت متركزة على ويهه لنها‬
‫تخاف انها تغرق اكثر باللي تمر فيه‪ ..‬فظلت تحرك عيونها يمين ويسـار او في حظنها او جدامها ولكن من غير‬
‫ما تناظر ويهه‪ ..‬القتراح كان حلوو واللي مقدمه احلى‪ ..‬ما قدرت تصدق انها بتكون شريكة لهم في شغلهم‪..‬‬
‫من لؤي اهي مو مستعجبة ولكن من جراح اللي يمكن يحمل في قلبه لها اسوأ ذكرى‪..‬‬

‫بس بعد ‪ ..‬ما حبت انها تتسرع في شي او انها تخطو خطوة من غير اي تفكير‪ ..‬اهي لزم تحط في بالها‬
‫الشراكة مع لؤي وجراح وواحد سمووو به خالد راح يكوون معناته انها راح تتلقى معاهم وايد وتتعاطى معاهم‬
‫من غير اي رسميـات وتتناقش وتساوم وكل هالشياء‪ ..‬وهذي ما كانت من صفات بنت العز والدلل‪ ..‬او‬
‫هالحمل من المسئولية ما كان من شيم او سمات غزلن‪ ..‬لذا قررت انها تكلم ابوها اللي اخبر منها بسوالف‬
‫الشراكة ويقدر يعطيها نصايح او تعليمات تخليها ترجح الكفة للقدر‪..‬‬

‫قبل ل يروح عنها لؤي التفت لها على الباب‪ ..‬وبينت لها قامته الطويلة لنها كانت وراه على بعد خطوات‬
‫بسيطة‪..‬‬

‫لؤي بصوت متحشرج ولكن ما خلى من النعومة ‪ :‬انسـة غزلن‪ ..‬احنا ما فكرنا فيج ال ومعرفتنا في حسج‬
‫الفني والذوق الرفيع‪ ..‬نعرف انج من وسط عايلة محترمة ولها من الصيط اللي يخز الوذان )اخفت ابتسامة(‬
‫وما نبي نفرط فيج‪ ..‬ولكن بعد‪ ..‬اطلب منج انج تفكرين زين لن هالشراكة مثل ما بتدر عليج ارباح‪ ..‬بتدر بعد‬
‫مسئولية‪..‬‬

‫غاصت عيونه في ويهها الخجول ونظراتها الهاربة وهي ترد عليه انها ما راح تخذله بقرارها سواء كان بالموافقة‬
‫او الرفض‪..‬‬

‫واول ما وصل الورشة لقى جراح قاعد ويا خالد اللي كان متغير ‪ 180‬درجة‪ ..‬ويهه اضعف من قبل ‪ ..‬وتحت‬
‫عيونه حلقات من السواد المخيف وفوق كل هذا التعب اللي كان معلم من معالم ويهه‪ ..‬لكن شي من النضج‬
‫او الكبر يلوح في القسمات‪..‬‬
‫لؤي وهو مستغرب‪ ..:‬علمك خالد؟؟ مريض؟‬
‫خالد يبتسم بصعوبة‪ :‬ل بس تعبان‪ ..‬وانت شخبارك؟؟ جنك مستانس‪..‬‬
‫لؤي وهو يخفي ابتسامة حلوة‪ :‬توه الوقت على الوناسة‪ ..‬ان صار اللي في بالي بستانس‪..‬‬
‫جراح ‪ :‬يعني ما وافقت؟‬
‫لؤي وهو يقعد‪ :‬آآآآه ل للحين ما عطتني كلمة صريحة‪ ..‬بس هذا قرارها ولزم تتخذه بحذر‪..‬‬
‫خالد وهو مستغرب‪ :‬ضايع انا بينكم‪ ..‬شالسالفة؟؟ ومن هذي اللي وافقت ول ما وافقت‪..‬‬
‫لؤي وهو يغير السالفة‪ :‬انت ليش ما ييت البارحة البيت‪..‬‬
‫خالد اللي تكلم ويا جراح عن الموضوع او اللي تفهمه جراح حتى قبل ما يتكلم يبتسم‪ ..:‬كنت مشغول‬
‫بالدوام!!‬
‫لؤي ‪ :‬ايـــــه‬
‫خالد‪ :‬ياله ل تغير الموضوع وقول لي شالسالفة ومن هذي البنت؟؟ )يبتسم له بخبث( ناوي عالعرس‪.‬؟؟‬
‫لؤي اللي تهلل ويهه وجراح ضحك عليه‪ :‬ياليت‪ ..‬من بئك لباب السما قول انشاء الله‪ ..‬بس بعد‪ ..‬مو هذا‬
‫السبب‪ ..‬وان تحقق السبب الحقيقي )ابتسامة ناصعة( راح يتحقق السبب هذا‪..‬‬
‫جراح وهو يهز راسه ويبتسم ‪ :‬السالفة وما فيها ان غزلن الكندي‪ ..‬اللي اخوونا هني ميت عليها ‪ ..‬احتمال انها‬
‫تكون شريجة معانا في هالمؤسسة اللي بنسويها‪..‬‬
‫خالد ‪ :‬وليش اهي بالذات‬
‫لؤي يكمل وهو يبتسم‪ :‬لنها بببساطة شقول لك‪ ..‬حس فني متكامل‪ ..‬روح ابداع ل متناهية‪ ..‬جميلة بكل معاني‬
‫الكلمة‪ ..‬مو شكل‪ ..‬لنها شكل فيها زخرفة التفاهة بهالزمن المنحط‪ ..‬لكن جمالها جوهري‪..‬‬
‫خالد يناظر جراح اللي نزل راسه وهو يهزه ويضحك‪ ..‬ورد للؤي ‪ :‬انت تحبها؟‬
‫لؤي اللي انصدم من السؤال‪ :..‬شنـو؟؟ )يناظر كل من خالد وجراح(‬
‫خالد ‪ :‬اي ‪ ..‬تحبها ول شنو؟؟ ترى ما يحق لك تتكلم عن البنت جذي ال اذا كنت تحبها او حاطها في بالك‪...‬؟‬
‫تم يفكر لؤي ‪ ..‬وتكلم هالمرة مع جراح‪ :‬شرايك انت؟‬
‫جراح وهو يرفع يدينه بعلمة استسلم‪ :.‬لو سمحت‪ ..‬خلني بعيييد عن هالموضوع‪..‬‬
‫لؤي يناظره بشر‪ :‬مالت عليك‪ ..‬انت كله بعيد وبعيـد‪) ..‬يناظر خالد بثقة( انت تشوفني بهالكلم احبها؟‬
‫خالد يناظر جراح ويرد للؤي‪ :‬هذا اللي يبين‪..‬‬
‫لؤي يبتسم بحرارة‪ :‬بس عيـل‪ ..‬كان بها‪ ..‬احبـها‪ ..‬وابي اتزوجـها‪ ..‬اصل ماشوف بنت تسوى غيـرها‪..‬‬
‫خالد يبتسم‪ :‬عاد ل تنسانا بيوم ملجك نروح وياك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ويــــــــــــــــن عاد تبي انت‪ ..‬هذا عالقل يبيله خمس سنوات يالله يكون نفسـه‬
‫لؤي بخبث وابتسامة ماكرة‪ ..:‬هذا كله على يدك‪ ..‬اني اكون نفسي ول ل‪ ..‬وال شفايدتي شريج معاكم‪ ...‬يعني‬
‫من الحين تعرفون اني محتاج اكون مستقبلي لذا نسبة ارباحي لزم تكون اكبر منكم انتو الثنين ‪..‬‬
‫خالد وجراح‪ :‬ها؟؟‬
‫لؤي‪ :‬وفوق هذا‪ ..‬نسبتي برأس المال‪ ..‬بسيطة‪ ..‬شرايكم؟؟؟‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫بليل موحـش استيـقظـت فاتن بعد غيبـة طويـلة عن الدنيـا ‪ ..‬يـوم كامل ابتعدت فيـه عن كل ما افتـقدته في‬
‫الغـربة‪ ..‬ولكنـها اليـوم بغـربة تمنـعهـا انها تفتـقد أي شـي ثـاني‪ ..‬غربـة الـروح والقلـب وحيـرة وضيـاع ما‬
‫بيـن البقـاء والرضـوخ لهالرجعـة القاسيـة للماضـي أو الرفـض وابقـاء حيـاتها مهجـورة وتيتـم قلبـها بحـب‬
‫مســحيـل تنسـاه بـعد ما لمـس منـها الـعمـق قبـل الظـاهر‪..‬‬

‫سحـبت نفسـها بتهالك من على السـرير وهي تلم شعرها اللي تعربك بين بعضه في صـراع‪ ..‬ولحظـت ان‬
‫المطـر بعده ينهمـر ولكن على خفـة ‪ ..‬أول مرة تمطـر الدنيـا بهالطريـقة في البحـرين‪ ..‬مطر متواصـل من‬
‫يومـين‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬رحمة من أعز رب واجل رب‪ ..‬وياليت لو هالمطـار تغسـل الحزن اللي‬
‫فيـها وتريح قلبها اللي من يتـذكر عاليـة او مسـاعد بهاللحظـة يأن من اللم‪..‬‬

‫مـا سمحـت لحد يشوفها يوم انسـلت الى الحديـقة الورانيـة‪ ..‬ولحظت ان الوراق الصغيـرة في التـربة‬
‫تظـهر بصـورة خجـولة‪ ..‬الجريـئة هي اللي منحت لنفسـها الحرية انها تطلع وتلمس حبات المطـر الماسيـة‪..‬‬
‫دورت فاتن على مكـان يوقظ فيـها ابوها النايم من فـترة‪ ..‬تبي تروح له وترمي بنفسها وهمومها عليه ‪..‬‬
‫وتبكي حتى ما تزهق روحها من البكـاء‪ ..‬وقفت دقيقة تحت المطـر وهي مسـكرة عيونها لكن ما كان لها‬
‫النصيـب من القطـرات المتهامـلة‪ ..‬فردت على عقبـها وراحت لعند الكـاراج‪ ..‬بقـايا ابوها هنـاك‪ ..‬اللي‬
‫ابـعدوها عن البيـت عشـان ما يسمحون لها انها تفتـح بـاب العـزا لنفسـها كل مـرة ودهـا فيـه‪..‬‬

‫منـاير اللي كانت في المطبـخ تقطع الفواكه عشان تاكلها لمحـت جسـم اشبه بالروح الهائـمة يطوف بالصـالة‬
‫ويتوجه لبـاب الكـاراج‪ ..‬وما تحـركت ال بعد ما غابت هذي الروح‪ ..‬عرفت انها فاتـن من قدهـا الطويل‪..‬‬
‫وتحركت بهدوء من بعد ما غابت وقلبها يطرق من الخوف‪ ..‬علمها فاتـن تمشي جذي وكـانها ما تشـوف شـي‬
‫جدامـها‪..‬‬
‫تمشـت منـاير لمن وصلت لباب الكاراج اللي كان مفـتوح ولقـت فاتن تنبـش في شي بالكبـت اللي هنـاك‪..‬‬
‫وكـانها تدور شي‪ ..‬وشافت بوكسـات بنيـة تحت ريلها‪ ..‬واشـياء طالعة منه من زود ما نسـتها منـاير او ما‬
‫سمحـوا لها انها تتـذكرها ‪ ..‬بـقايا ابوها الحبيب اللي راح عنهم وتركـهم – على الرغم من الهدوء اللي عايشين‬
‫فيه‪ -‬في بحـر هائج وحيـرة وشـوق عظيـم‪..‬‬

‫قعدت فاتن وهي تنبش في الصناديق عن اشيـاء رمزيـة لبوها‪ ..‬مثـل لحـافه الشـتوي‪ ..‬ول جاكيـت المطـر‬
‫اللي يلبسـه في أيـام المطـر ‪ ..‬ول السـباط الجلدي اللي يلبسـه في البيت عن الرض‪ ..‬وفي وسـط بحثـها‬
‫لقـت برواز فيـه صورة ابـوها المرحـوم بأيام شبابه ‪ ..‬ومنها فاتن ما قدرت ال انها تشيج بالعبـرة المخنـوقة‪..‬‬

‫وتبعتها مناير بحزن دفيـن في قلبها‪ ..‬انهارت على اغراض ابوها المتعددة واللي افتقدها بقوة‪ ..‬افتقدت دخان‬
‫الزقاير اللي كان يهفه في فضـاء المكان اللي هو موجود فيـه‪ .‬افتقدت ضحكته المتبادلة ويا امهم‪ ..‬افتقدت‬
‫تأنيبه لها جدام الكل ومراضاته بالليل قبل ل تنام‪ ..‬وانكبت على صورته وهي تبـوسها بقوة‪..‬‬

‫فاتن كانت تراقب منـاير وحست انها من زمان ما تعزت بأبوبها‪ ..‬جراح ما سمح لهم في البيت ولو بلحظة من‬
‫الحزن ‪ ..‬واشتركن الثنتين في الحزن على ابوهم الحبيب‪..‬‬

‫مناير وسـط البكـاء‪ :‬والله‪ ...‬ولهت عليـه فتـون‪) ...‬تناظر الصـورة( وحشني ويـهه‪ ..‬وحشـتني يده‪..‬‬
‫فتحت فاتن ذراعها لختها اللي رمت بروحها من غير روية في حظنها‪ :..‬عيل انا شقول يا مناير؟؟؟ شقوووول‬
‫وقلبي ما هدى من لحظة دخولي البيت‪ ..‬يبــاا‪ ....‬يبـا‪ ..‬يبا وينك‪ ..‬وينك عنا يبا؟؟ البنت ل فقدت ابوها مالها ال‬
‫الهوا وصفق الراح بالراح يا يبا‪ ...‬وينك يا عز وذخر راسنا اللي شاب قبل اوانه‪ ...‬يبـا‪ ...‬ليش تروح وتنساني‪..‬‬
‫واحنا اللي طول عمـرنا شلناك في قلبنا مثل ما نشيـل الديـن والمسئولية‪ ..‬وين مكانتنا يا الكفيل ‪ ..‬ياللي يا‬
‫قلبنا تروح وتخلينا‪..‬‬

‫سكتت فاتن وهي منخرطة في أنين حاد مع اختها ‪ ..‬ما ظنوا انهم بيوم من اليام راح ينتهون في هالمصير‪..‬‬
‫يوم كانو صغار كانو يظنون ان ابوهم انسان خالد يظل معاهم للبد‪ ..‬هم يروحون وهو يظل لهم‪ ..‬لكن ل‪..‬‬
‫احترقت كل هذي الحلم في عيون فاتن من اول لحظة شافت فيها ابوها محمول وراسه يصب من الدم‪..‬‬
‫وعرفت ان هذا هو اخر الوداع‪..‬‬

‫تحركت فاتن ويا اختها وهي تحمل بعض الغراض الخاصة في ابوها الى الغـرفة‪ ...‬وبعد فـترة من البكـاء في‬
‫حظن اختها قدرت مناير انها تضبط نفسـها وتمسح الدمع من عيـونها اللي فقدت فيها الحـس من شدة الدمع‬
‫وحرارته‪..‬‬

‫فتحت صندوق كان مليان بقصاصات واوراق ودفتر جلدي بلون الحليب وعليه ربطة حديدة‪ ..‬فتحته بهدوء‬
‫ولقت في أول الصفحات مكتوب شعر‪ ..‬واكيد موجه لمسـاعد‪ ..‬لن الدفتر يخص عمتها عاليـة وتذكر هالدفتر‬
‫زين‪ ..‬اهو وواحد ثاني كانو مرافقين لها لكن الول اختفى ما تدري وين راح من ماتت‪ ..‬والثاني ابوها احتفظ‬
‫فيه‪..‬‬

‫فتحت على صفحة من الوسط‪ ..‬لقت فيها تـاريخ مقـارب لتـاريخ وفاتها‪ ..‬الظاهر انها حتى بوقت احتضارها‬
‫قدرت تسرق لحظات عشان تكتب فيها شي من مشاعرها الفياضة لمسـاعد‪..‬ز كانت عنوان الخاطـرة‬
‫لحظـات فرح‪ ..‬ومقطع كان مظلل بالزرق‪..‬‬

‫)‪ ,,‬عجبـا من العشـق يا رفاقي‪ ..‬كيف ان لحظات فرحه قليلة‪..‬‬


‫احيانا دموع‪..‬‬
‫واحيانا انين‪..‬‬

‫احياناا شكوى‪ ..‬واحيانا حنين‪..‬‬

‫برؤية وجه الحبيب‪..‬‬

‫الذي ينير ظلمات لياليي حياتي‪ ..‬وكيف ان ذكراه تؤلمني‪..‬‬

‫بظلم اللليل برؤية وجهه‪((..‬‬

‫مسحت دمعة خانت عيونها ومن عيونها مسحت على خشمها اللي حمر من البجي‪ ..‬ولمت الوراق كلها‬
‫ورجعتها الى داخل الصندوق‪ ..‬ولحظت ان مناير تراقب شي ثاني موجود بين اغراض ابوهم بدهشة‪..‬‬
‫مناير وهي ترفع الصورة اللي تناظرها وتوجهها الى فاتن‪ ..:‬هذي انتي؟؟؟‬
‫استغربت فاتن وسحبت الصورة من يد مناير‪ ..‬وبعد ما دققت‪ ..:‬ل هذي مو انا هذي عمتي عاليـة‪ ..‬ليش‬
‫تسـالين؟؟‬

‫كان شكلها غير لكنها بسرعة ردت وناظرت الصورة برعشة قلب‪ ..‬ولحظت الشبه الكبير اللي لحظته مناير‬
‫قبلها‪ ..‬ظلت تناظر الصورة وهي مو مصدقة‪ ..‬فاتحة عيونها وثمها من شدة اللم انشد‪ ..‬ولول مرة بحياتها‬
‫احست بصفاء الفكار والوصول الى الهدف‪...‬‬

‫فاتن وهي تكلم نفسها‪ ..:‬عشان جذي‪ ....‬تزوجني‪....‬‬


‫مناير وهي تحل اللغز اللي قاله لها مشعل البارحة‪ ..:‬سبحان الله‪ ..‬الشبه كبيـر بينكم‪ ...‬وبعد ماكو شبه‪..‬‬
‫وقفت فاتن وهي ما تشوف شي‪ ..‬وحاملة بيدها صورة عمتها‪ :‬ما صدق‪ ..‬ماصدق اني كنت ‪ .....‬بورتريه لعمتي‬
‫عاليـة‪ ..‬وهذا هو السبـب الوحيـد‪ !!!...‬آآآه‪...‬‬

‫انعصفت فاتن‪ ..‬واحست بالغضب يعم في اركانها مثل البركان الثائر‪ ...‬وتوها تسحب عباتها وشيلتها وناوية انها‬
‫تطلع من البيت‪..‬‬

‫مسكتها مناير‪ :‬فاتن وين رايحة؟‬


‫فاتن‪ :‬خليني مناير‪ ..‬بروح اتفاهم وياه‪ ..‬وانهي كل شي معاه مرة وللبد‪ ..‬انا مو بدل فاقد‪ ..‬انا ما تمنيت جذي‬
‫يصير وياي‬
‫مناير الحايرة‪ :‬ادري يا فاتن انج اكبر من كل هذا‪ ..‬بس انتي شدراج عن هذا كله؟؟؟ وليش قاعدة تقولينه‬
‫جذي؟؟‬
‫فاتن وهي تعلي صوته‪ :‬اهو قال لي‪ ..‬من امس للحين وهو يسمني بكل كلمة ينطقها‪ ..‬قال لي انه حب وحدة‬
‫في يوم من اليام )قعدت على الكرسي بذهول( قال لي انها واهو بنو حياتهم بطوب من الحلم والمنيات‪..‬‬
‫واساسهم كان الحب اللي ل منازع له‪ ..‬ال ان البنت ماتت‪ ..‬وتركته في حيرته وضياعه‪) ..‬تعصر عيونها وهي‬
‫تحط يدينها عند جبينها( شلون كنت غبية وما فهمت نظرته اول ما شافني‪ ..‬انصدم وانصعق‪ ..‬وكانه يشوفها‬
‫اهي ما يشوفني انا‪ ..‬ويمكن حتى حبه لي الحين‪ ..‬بسببها ‪ ..‬مو بسببي انا‪) ..‬شهقت بصوت عالي ( عمري ما‬
‫توقعت اني ابغض عمتي عالية لكني الحين استغفر الله ابغضها‪ ...‬شلون صرت مجرد خيال لها‪ ...‬جسد يتحرك‬
‫ولكن بخيالها‪ ..‬في عيون الريال اللي بديت احبه بصـورة الظاهر اني كنت غلطانة في توجيهها‪..‬‬

‫لمت مناير اختها المنهارة بيدينها‪ ..‬وام جراح اللي كانت توها داخلة البيت ويا جراح توجهت لها من سمعت‬
‫انينها‪..‬‬

‫ماسكة صدر ها من الخوف‪ :‬فاتن؟؟ يمـة علمج فاتـن؟؟ شفيج تبجين يمـة؟‬

‫ما تكلمت فاتن ومناير لمة راسها بيدينها‬

‫ام جراح وهي تتقرب منهم‪ :‬مناير يمة شفيها اختج؟؟ ليش تبجي؟؟ شصار وياها؟؟‬
‫مناير اللي توها بتتكلم وفاتن تفج روحها من عندها وتوقف في ويه امها‪ ..:‬اللي صار‪ ..‬اني طلعت اكبر مغفلة‬
‫بهالبيت‪ ..‬اكبر ضحية‪ ..‬واكبر قربان يتقدم لحد‪ ...‬عالية ماتت‪ ..‬ويوم كبرت وصرت نسخة مصورة منها‪..‬‬
‫ضحيتوو فيني وعطيتوني لمسـاعد‪ ..‬وابوي ‪ ..‬ابوي اللي افدي عمري كله للحظة اني اشوفه واشم ريحته‪..‬‬
‫اهو اللي ضحى فيني‪...‬‬
‫مسكت ام جراح فاتن وهي مصعوقة‪ :‬يمة حبيتي انتي شقاعدة تقولين‪..‬‬
‫فاتن اللي ما تسمع امها وعيونها من البجي ظاقت‪ ..:‬كانت لي احلمي‪ ..‬كانت لي امنياتي‪ ..‬وكانت لي حياة‬
‫غير عالية‪ ..‬لكنكم ‪ ..‬ما رضيتو تخلوني مثل ما انا‪ ...‬تركتوني اضيع في غربتين‪ ..‬غربة زواج انا ما عرف زوجي‬
‫زين فيه‪ ..‬وغربة بلد ابعدتوني عنكم فيها‪ ..‬يمـة‪ ..‬انا مالي حق عليج؟؟ يمة انا مو بنتج‪..‬‬
‫ام جراح اللي هطلت دمعاتها‪ :‬يمة فاتن ل تقطعين قلبي بهالحجي‪ ..‬يمة انتي نور هالبيت ونبراسه‪..‬‬
‫فاتن بصوت مبحوح من الصياح‪ :‬عيل ليش رضيتي جراح يسوي فيني جذي‪ ..‬ليش رضيتي على ابوي انه‬
‫يسوي فيني جذي‪ ..‬يغربني ويمزققني ويحشيني بشي‪ ..‬انا ما كنت مستعدة له ابدا‪..‬‬
‫تناظر جراح بلوم وعتب والثاني واقف يناظرها مثل الياهل اللي مسوي شي غلط‪ :‬وانت يا جراح‪ ..‬يقولون‬
‫الخوو اهو السند اللي البنت ما تطلب غيره‪ ..‬عمد دار حياتها‪ ..‬لكن انت‪ ..‬كنت بعد مثلهم‪ ..‬تركتني في غربة‬
‫ووحشة وساعدت في فرض امور في حياتي انا ما كنت اقبلها ولكن تجرعت الشي مثل السم ووافقت عليه‬
‫لمن حلى علي‪ ..‬ولكن الحين‪..‬‬
‫ام جراح تمسك ويه فاتن بيدينها‪ :‬يمة صلي على النبي‪ ..‬ذكري ربج وتعوذي من بليس‪ ..‬شمنه هالحجي‬
‫وليش؟؟؟‬
‫فاتن وهي تتراجع عن امها‪ :‬شمنة هالحجي؟؟؟ شوفي هالصـورة وقنعي‪...‬‬
‫رمت فاتن الصورة على امها اللي تلقفتها وتمت تدقق فيها‪ ..‬وانقلبت ملمح ويهها الى شي ثاني‪ ..‬من الخوف‬
‫الى اليقين الحزين‪ ..‬وحطت يدها على ثمها وجراح تقدم من امها واخذ الصورة يشوفها‪ ..‬بس بعد‪ ..‬ما قدر‬
‫يفهم شسبب نزاع فاتن الحين‪ ..‬التفت لخته لقاها قاعدة على حافة السرير وهي رافعة راسها بتوسل‪..‬‬

‫تقرب منها وهو حاني راسه‪ :‬فاتن‪..‬؟؟؟ شفيج؟؟ قوليلي‪ ..‬هذا انا اخووج قوليلي‪ ..‬تراني ضايع مادري انتي‬
‫ليش مرة وحدة حسيتي ان كل شي غلط بحياتج؟؟ صدقييني‪ ..‬علميني بالسبب‪ ..‬وانا راح اوقف معاج بكل‬
‫شي تبينه‪ ..‬محد راح يجبرج على شي‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظر امها‪ :‬أسال ‪ ..‬امي‪ ..‬قول لها‪ ...‬اهي عرفت الحين انا شفيني‪ ....‬انا فاتن‪ ..‬وكل من يقول‬
‫عني عزيزة‪ ..‬طلعت بدل فاقد على اخر ايامي‪ ...‬ول كاأني انسانة اعيش واتنفس‪ ..‬احيا واموت مثل كل‬
‫هالناس‪ ..‬ل‪ ..‬صرت الكوبي الحي‪) ..‬بهمس مبحوح( يارب خذ روحي وفكني ‪..‬‬
‫ام جراح تلم بنتها‪ :‬يمة ل تقولين جذي‪ ..‬اشعبتي القلب يا فاتن‪ ..‬تكفين يمة‪ ..‬خلص‪ ...‬اللي انتي تبينه بصير‪..‬‬
‫محد راح يعترض عليج ول يقول لج شي‪...‬‬
‫جراح وهو واقف بنرفزة‪ :‬يمة شالسالفة؟؟ خبروني ل تخلوني مثل الطرش بالزفة‪..‬‬
‫مناير اللي تكلمت وهي تمسح الدمعة من عيونها‪ ..:‬مسـاعد كانت يحب عمتي عاليـة‪ ..‬وابوي زوجه منها لنها‬
‫بس بتكون العوض له‬
‫جراح بنكران وصوت مرتفع‪ :‬شنو؟؟؟؟؟ شهالخربطة؟؟ ابوي يسوي جذي؟؟؟؟؟ ما تستحين على ويهج‬
‫تتكلمين جذي؟؟‬
‫مناير ‪ :‬انا مالي شغل‪ ...‬اهي فاتن تقول جذي‪..‬‬
‫جراح يلتفت الى فاتن والشرار يتطاير من عيونه‪ :‬انتي تتمنين بس ريل مثل مساعد يا فاتن‪ ..‬ريل يحفظج‬
‫ويحترمج ويصونج وفوق كل هذا يتحمل اللي اييه منج‬
‫ام جراح تمسك ولدها‪ :‬يمة ل تقول جذي لختك‬
‫لكن جراح ما اهتم‪ :‬تقولين قربان؟؟ قربان انتي قربان؟؟ ل والله اهو اللي ضحى بوقته وراحة باله عشان‬
‫يتزوج وحدة ياهل مثلج؟؟ شكانت احلمج بالضبط يا فاتن؟؟ ها‪ ..‬فوق كل هذا اللي لقيته محد يلقاه مثلج‪..‬‬
‫احنا كنا عايشين في ظيقة صدر‪ ..‬وانتي اللي انشرحتي احسن منا‪ ..‬قولي الحمد لله تراني كنت مثلج ما احمد‬
‫ربي على نعمته وشوفي لوين وصلت‪ ..‬عمري ‪ 22‬سنة واشتغل في ورشة‪ ..‬وفوق كل هذا اتمنى اني اتزوج‬
‫لكني بديت اشك في قدرتي على الزواج وللسف الشديد راح اكووون مضطر اني اتراجع عن هالخطـوة‪..‬‬
‫مسكت ام جراح قلبها اللي بدى يعورها‪ :‬يمة جراح‪ ..‬اسكت يا قلبي‪ ..‬ل تقول اكثر‪) ..‬تكلم فاتن( حبيبتي‪ ..‬ل‬
‫تعورين قلبج‪ ..‬واللي تبينه بصير‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يمة شنو اللي تبيه يصير؟؟ وين قاعدين احنا يوم ان البنت بظيج صدر تقرر انها ما تبي هالشي‪ ..‬واذا‬
‫كان يحب عمتج عالية شفيـها‪ ..‬عمتج عالية هذي انتي تتمنين انج تكونين مثلها خلقا وخلقا‪ ..‬انا ماذكر اني كنت‬
‫بعلقة قوية معاها‪ ..‬لكن اذكر انها كانت طيبة وحنونة وعلى مرضها وعلتها كانت تأثر الناس عليها‪ ..‬ولو كانت‬
‫اهي عايشة ل تظنين ان مسـاعد بيقدر او يفكر انه يلتفت لج‪ .‬لذا قول الحمدددد لله انه بغاج ما بغى وحدة‬
‫غيـرج‬

‫طلع جراح من الغرفة وفاتن اللي كانت تتصاعد اناتها انهارت على السرير وهي تبجي بحر قلبها وتصرخ‪ ..‬كلم‬
‫جراح القوي عليها خلها تحس مثل اللي ما منها فايدة او العاطل مخها وتفكيـرها‪ ..‬وام جراح منسدحة يمها‬
‫تهديها ومناير اللي ماتحملت الموقف اللي صار في بيتهم طلعت ‪ ...‬لول مرة ‪ ..‬جراح وفاتن يتناجرون جدام‬
‫عيونها واهم اللي كانو مثل اللحم والجلد‪ ..‬هذا اللي يسببه فقد البوو في حياة العايلة‪ ..‬عدم الستقرار وان‬
‫كل الدلئل بينت على هذا‪ ..‬يظل البيت خالي من العمد او مركز الرتكاز فيه‪..‬‬

‫اول ما طلعت مناير احتارت وين تروح‪ ..‬لسمـاهر‪ ..‬ول لسـماء‪ ..‬لكنها في نص الطريج تذكرت ان سمـاء ما‬
‫عادت معاهم في نفس المكان‪ ..‬سمـاء بعد راحت وما راح ترد ال بعد فتـرة‪ ..‬بتظل بعيـدة وما يعرفون عنها‬
‫شي‪ ..‬وهذا بعد اللي تمناه مشـعل‪ ..‬يعني كل اللي يتمناه قاعد يصيـر وبحذافيره‪ ..‬تراجعت عشان تطلع على‬
‫الشارع وتروح بيت سمـاهر‪ ..‬ال ومشـعل اللي توه مطلع السيارة من الكاراج هرن عليها‪..‬‬

‫التفتت له وهي فزعـة‪ ..‬والدمع يكحل عيونها بهدب احمر‪ ..‬ولحظ هالشي مشـعل‪ ..‬ولسبب غريب حس‬
‫بالذنب يعمر قلبه وخفوقه‪ ..‬وطلع من السـيارة ولحق مناير اللي تركته ومشت‪..‬‬

‫مشـعل‪ :‬مناير‪ ...‬منايــر‪..‬‬


‫التفتت له وهي تمشي صوبه بحنق وغضب‪ :‬خلص يا مشـعل‪ ..‬اللي بغيته صـار‪ ..‬اللي جريت وراه في يوم‪..‬‬
‫تعاسة فاتن وتعاسة البيت كلها صارت وتحققت‪ ..‬بعد شتبي اكثر؟؟ روح احتفل بنصرك علينا كلنا‪ ..‬احتفل فينا‬
‫احنا الفقارى اللي ما تمنينا في يوم من اليام من رب العالمين ال سعة الصدر وراحة البال‪ ..‬عشنا طول‬
‫عمرنا بعازة ولكن ما نطقنا فيها بوجود ابوي‪ ...‬راح ابوي وتركنا لحالنا عشان يتركنا في حفنة من الحثالة اللي‬
‫امثالك‪ ..‬وان كانت فاتن تحبك وخلتك‪ ..‬تظن ان هالشي كان بيدها؟؟ تكون غلطان الدنيا كلها قضاء وقدر وكل‬
‫خطوة نخطيـها محسوبة في كتاب القدر اللي كل واحد منا يحمله‪ ..‬النسان مخير مو مسـير‪ ..‬لكن انت ‪...‬‬
‫راحت عنه مناير وهو ظل مذهول مكانه مو قادر ينطق بشي‪ ..‬كان ويهها يصرخ بفداحة اعماله واجرامه‬
‫تجاهها‪ ..‬اهي بنفسها‪ ..‬بنت صغيرة مالها بهالدنيا ال اخو واخت وام‪ ..‬تتمنى من الله الحفظ والرعاية وسعة‬
‫البال ولكن‪ ..‬اهو اليوم يمكن حقق شي اهي كانت تدعو ببعده عنهم‪ ..‬حاول انه يبعدها عن باله ويفرح نفسـه‬
‫بانتصاره ال انه ماقدر‪ ..‬ركب السيـارة وتوجه للمكان اللي يبيه‪ ..‬وطول الدرب وهو يهاذي بمنـاير وويهها اللي‬
‫ارتكب فيه اكبر جريـمة بحق التاريـخ‪..‬‬

‫‪----------------------------------------------‬‬

‫يا اليوم اللي تحتفل فيـه عايلـة الدخيـلي بفرح بنتهـم وتوجـهها الى بيتها المستقبلي‪ ..‬قطعة من فواد ام‬
‫مسـاعد اللي حاولت انها تتظاهر بالفرحة الكبيـرة لكنها بينها وبين نفسـها مسـحت دمعة خائنة من عيـونها‬
‫ووجهتها الى السماء بدعاااء يجلب السعادة والمن على روس ابنائها كلهم‪ ..‬مريم اللي كانت في الصـالون ويا‬
‫نورة متظايقة بسبب تجاهل فاتن لها‪ ..‬من يومين واهي معتفسة ول تكلمها ول ترد على اتصالتها‪ ..‬فوق كل‬
‫هذا مسـاعد الثاني بعد مختفي حتى البيت ما يطبه‪ ..‬وينه محد يدري عنه‪ ..‬نورة ما كانت ملحظة اي شي من‬
‫هالمور لن الفرحة كانت مو سايعتها لدرجة النانية ‪ ..‬وهذا من حقها‪ ..‬محد يستحق انها تعاني عشانه بليلة‬
‫زواجها ‪..‬‬

‫مسـاعد اللي كان بايت في مرزعة احد اصدقائه وهو مو عارف اي سبيـل لحيـاته‪ ..‬من حق يحس ان هذي‬
‫اليام اهي نهايـة كل شي بينه وبين فاتن‪ ..‬فاتن ماهي من النوع الحباب اللي ينسى ويسامح‪ ..‬اهو نفسـه لحد‬
‫هذي اللحظة ما قدر يسـامحها بذيج الليلة يوم اعترفت له بعلقتها ويا مشـعل وكيـف كانت‪ ..‬كان يحتفظ‬
‫بهالجمرات لنفسه‪ ..‬اهو ريال ويقدر يتحمل‪ ..‬لكن الحرمة المخلوقة من عاطفة ومن خيللء‪ ..‬ماتقدر تطمئن‪..‬‬
‫وظرفه يتخلف عن فاتن بألف مرة‪ ..‬هذي ماكانت اي غريبة‪ ..‬كانت عمتها‪ ..‬واكيد بتلوم الكل حواليها على‬
‫هالشـي‪ ..‬وما بتسامح احد‪ ..‬يعرف لطبيعتها‪ ..‬ويفهمها حتى من غير ما يشوفها‪..‬‬

‫تنهـد ولكن كل نفـس ياخذه يأجج النار اللي في صـدره‪ ..‬كل شي يضيع من يده من غير حاسية وهو متقبل‬
‫كل شي‪ ..‬كان يظن ان ماضي فاتن عظيم لكن اللي جرى منه اعظـم‪ ..‬يعتـرف‪ ..‬ان هدفه من زواج فاتن كان‬
‫استرجـاع عالية اللي ما راح ترجع بيوم‪ ..‬ولكن ‪ ..‬اهو حب فاتن‪ ..‬حباها لنها فاتن‪ ..‬لنها قمة التعاسة والفرح‬
‫في آن واحد‪ ..‬الدموع والضحك ‪ ..‬الراحة والظيق‪ ..‬الحلوة والمرورة‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬انها فاتـن‪ ..‬البنت اللي‬
‫صرخ في ويـهها مرة ووجه لها اعنف المخاوف‪ ..‬واللي يوم شافته بعد ما انتشرت اشاعة كونه على هذيج‬
‫الطائرة‪ ..‬تمنته فوق كل الماني بهالدنيا‪ ..‬عرف انها بدت تحبه‪ ..‬لكنها ما اعترفت بهالشي‪ ..‬يمكن لنها ما‬
‫كانت متحققة من هالشعـور‪ ..‬او انها تنتظر شي مثل هذا عشان تستبت قرارها الصحيح‪ ..‬وكل شي الحين راح‬
‫يكون في يدها‪..‬‬

‫ياه فهد صديقه صاحب المزرعة‪ ..‬لقاه قاعد على عتبة البيت الخالي‪ ..‬وهو ضام ركبة وهاد الثانية‪ ..‬وقعد يمه‬
‫وهويبتسم ويحط يده على جتفه‪..‬‬

‫فهد‪ :‬شخبارك؟؟‬
‫مسـاعد من غير ما يلتفت له‪ ..:‬الحمد لله‪ ..‬وانت‪..‬‬
‫فهد وهو يدقق في ملمح مسـاعد‪ :‬فرحان تصدق‪..‬‬
‫مسـاعد يلتفت له ‪ :‬دوم يارب مو يوم‬
‫فهد‪ :‬عاد تدري ليش؟؟؟ لني من زمان ما شفتك‪ ..‬بس بعد متظايق‪..‬‬
‫مسـاعد ‪ :‬متظايق وفرحان‪..‬‬
‫فهد‪ :‬لن الظيقه هذي من عظم الحزن الي فيك‪ ..‬انت ملجت يا مسـاعد وبعد‪ ..‬ما تهنيت بحيـاتك‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬يمكن لني ارفض التخلي عن المـاضي‪..‬‬
‫فهد‪ :‬انت تقول له ماضي يا مسـاعد‪ ..‬يعني شي مضى وراااح‪ ..‬ليش ما ترضى اتتخلى عنه؟؟ بتنهي حيـاتك‬
‫يعني على هالسبب‪.‬‬
‫يبتسم مسـاعد بمرارة‪ :‬ترى هالماضي‪ ..‬اهو هالحاضر‪..‬ويه من الماضي وعى لي وياني في الحاضر‪ ..‬ولكن‬
‫بقلب مختلف‪ ..‬وعقل مختلف‪ ..‬ظنيت اني فيوم من اليام ما راح تمنى منه‪ ..‬بس في هاللحظة‪ ..‬انا مستعد‬
‫اني اتوســــل لهالقلب وهالعقل‪ ..‬انه يقبل فيني‪ ..‬لني يا فهد ‪ ..‬صرت بل اي هدف من دون هالثنــين‪..‬‬
‫فهـــد‪ :‬ساعات يا مسـاعد ملمح الماضي ترافقنا الى الحاضـر‪ .‬بس احنا لزم نفهمها على زمنها‪ ..‬كل زمن‬
‫يطلع اللي يتطلبه في الناس‪ ..‬وماكو شي ايي من الماضي‪ ..‬خلك افظن من جذي مسـاعد‪ ..‬وافهم من جذي‬
‫صدقني انت بتلقي كل الخير لو تتمنى بس في لحظة شي‪ ..‬للحاضر نفسـه‪..‬‬

‫تنهد مسـاعد وهو يقوم من مكـانه‪ ..‬تمشى لوين ما الخيـول ترعى‪ ..‬لـقاها في منتهى الحرية حتى بالقيـد اللي‬
‫اهي عايشـته‪ ..‬لنها تعرف انها بهالمكان راح تكون آمنه‪ ..‬اهو عاش حياته مقيد بالماضي لنه يعرف انه راح‬
‫يكـون آمن فيـه‪ ..‬لكن وين المان الحيـن؟؟ وينها الحريـة‪..‬؟؟ وينها الطمأنينة وسعـة الصـدر‪ ..‬الظيـقة هذا كل‬
‫اللي يعرفه‪ ..‬ظيق البعـد عن فاتن وعن الراحة اللي تبثها من خلل نظراتها‪ ..‬كلماتها اللي لمن تنطق بها‬
‫ترسم احلى حيـاة وان ما كانت تعني هالشي‪ ..‬خيالها الرقيق والراقي‪..‬‬

‫وطى راسه وهو يكبت الدمعة اللي فيـه‪ ..‬لكن هيـهات‪ ..‬سالت منه وهي تخشـى ذل جفنه‪ ..‬لكنها بعد‪..‬‬
‫تشجعت‪ ..‬لن حتى هذي الدمعة ذرفت نفسـها سعيا الى الحرية من الماضي‪ ..‬اللي قلبه بعد وده لو انه يطلع‬
‫منه لكن‪..‬‬

‫ظل واقف وغروب الشمس يلوح على ويـهه مثل الذهب الناصـع‪ ..‬وعرف ان بغياب الشمس اليوم‪ ..‬حياته بتم‬
‫مظلمة الى البد‪ ..‬اي احلم او اماني بالحيـاة ويا فاتن في ظـل الحب‪ ..‬معدومة‪..‬‬

‫تحرك من مكانه وهو مقرر الرجعة للبيت‪ ..‬ركب سيارته‪ ..‬حك ذقنه اللي كان مغطى بشعر اللحيـه‪ ..‬وحركها‬
‫وتوجه الى البيت‪ ..‬حيث الواجبات اللي عليه هالليلة بزواج اخته‪ ..‬لزم يكون متواجد وحاضر بالروح والقلب‪..‬‬
‫وان كانو هالثنين غايبين في صالة بيت بو جراح مثل ما تركهم قبل يومين‪..‬‬

‫‪------------------------‬‬

‫لمت كل الحقايب والغراض‪ ..‬وقعدت مكانها وهي مسـتعدة لهالرحيـل اكثر من اي فتـرةبحياتها‪ ..‬الهروب كان‬
‫عنوان هالحركة‪ ..‬هروب من كل شي‪ ..‬من حب مسـاعد اللي يفتت قلبها مثل الصخر بالسيد‪ ..‬عرفت بغيرتها‬
‫الشديدة من انسانة ميتة انها مو بس تحب مسـاعد‪ ..‬ال تحبه من زمن طويـل حتى ‪ ..‬قبل ل تنولد وقبل ل‬
‫تنبعث حية الى هالدنيا‪ ..‬حبته في شخص مشـعل اللي كان عليـه في يوم من اليـام‪..‬‬

‫حبته في شتاء الدنيا القارس ول حرها القاهر‪ ..‬حبته في اوراق الخريق اللي تتساقط‪ ..‬وثلج الجبال اللي‬
‫يذوب‪ ..‬وحمم البركان اللي تبرد‪ ..‬والبكاء والفرح الحلم والحقيقة‪ ..‬مسـاعد كان متواجد فيها من أزل الزلين‪..‬‬
‫حتى في كرهها له‪ ..‬اكتشفت انها محتاجته‪ ..‬عمرها ما تلحمت في رجل كثر هالنسـان‪ ..‬لكن من المستحيل‬
‫تبقى وياه قبل ما تتأكد من كونها اهي اللي يبيها‪ ..‬مو بدل الفاقد اللي يربط نفسه فيه بالماضي‪..‬‬

‫لزم يعرف – قالت في بالها – اني مو عالية‪ ..‬اني فاتن‪ ..‬ولزم يترك الماضي ويتنحى عنه للبد لني انا‬
‫حاضرة وحية واعيش‪ ..‬واعرف انه بعده ما تخلى عن الماضي‪ ..‬واكبر دليل‪ ..‬اعترافه لي‪ ..‬كان من الممكن انه‬
‫يتناسى كل شي ويبتعد عنه‪..‬‬

‫مسحت دمعتها على طرقة باب‪ ..‬وتبعها الشخص الحزين‪ ..‬خالد‪ ..‬بابتسامة راقية تعلو قسمات ويهها‪..‬‬

‫خالد‪ :‬خلص‪ ..‬رايحة؟‬


‫فاتن تبتسم‪ :‬بعد نص ساعة بتييني سيارة المطار‪..‬‬
‫خالد وهو يستند على جدار الباب‪ :..‬وبتخلينا كلنا ؟‬
‫فاتن وهي تنزل عيونها بدموع يديدة‪ :‬خليتكم من قبل‪ ..‬وواصلتوا حياتكم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬بس ليش فاتن؟‬
‫فاتن وهي تبتسم وتمسح المطار الغزيرة على خدها‪ : ..‬الجازة ما بقى لها ال اسبوع‪ ..‬لذا بروح عشان اكمل‬
‫اشغالي قبل ل ارجع للكورس‪..‬‬
‫خالد وهو يبتسم‪ :‬ل تستهبلين‪ ..‬هل حقيقة ان وجود بنت ثانية بحياة مسـاعد آذتج لهالدرجة؟؟‬
‫فاتن وهي تعصر عيونها‪ :‬لو تألمني جان عادي ادوس على اللم‪ ..‬لكني بدل فاقد يا خالد‪ ..‬تعرف يعني‪ ..‬اني‬
‫مجرد وجه‪ ...‬والباقي اهم يخترعونه في بالهم‪) ...‬غطت ويهها بييدينها( شكثر كنت مغفلة‪ ...‬قربـان‪ ..‬هذا هو‬
‫اسمي‪..‬‬

‫تحرك خالد وسحب كرسي التسريحة اللي في غرفتها‪ ..‬وحطه قبالها وقعد عليه‪ ..‬وواجه فاتن‪ ..‬وهو حاط‬
‫يدينه على ركبته‪..‬‬

‫خالد‪ :‬فاتن‪ ..‬افهم كل شي تقولينه‪ ..‬ويمكن انا بعد معصب على هالشي نفسـه‪ ..‬بس انتي تعرفين زين‬
‫ومؤمنة‪ ..‬ان كل اللي وقع عليج‪ ..‬اهو قضاء ربج ‪ ..‬صح؟‬
‫فاتن وهي تتنهد بقوة‪ :‬ونعم بالله‪ ..‬قضاء الله ونعم بالله يا خالد‪ ..‬لكن النسان مخير ماهو مسير‪ ..‬قدروا انهم‬
‫يمنعون هالشياء كلها من انها تصيـر‪ ..‬الله صح يقدر علينا اشياء‪ ..‬لكن بعد نقدر نخلي الشي يكون وقعه اخف‬
‫من جذي‪ ..‬كانو يقدرون يخبروني على القل من البداية‪..‬ي عطوني مهلة للتفكير والنغماس في الشي اكثر‬
‫واكثر‪ ..‬ما تظن؟؟‬
‫خالد يبتسم في ويهها‪ :‬عمرج ما كنتي غلطانة يا فاتن‪ ..‬دومه كلمج كان يعبر عن الحق‪ ..‬شوفي‪ ..‬ان جان‬
‫جراح عصب الحين‪ .‬فمرده بتبرد اعصابه‪ ..‬لكن عرفي انا بعد وراج‪ ..‬ول تحاتين ول تعورين قلبج‪ ..‬سوي اللي‬
‫يريحج ولكن اللي يرضي ربج بعد‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انا واثقة من اللي بسويه‪ ..‬ومن جذي‪) ..‬مدت يدها الى ظرف على السرير‪ ( ..‬اسلمك هالمانة توصلها‬
‫الى مساعد اول ما تشوفه‪..‬‬
‫خالد يناظر الظرف باستغراب‪ :‬شنو هذا؟؟؟‬
‫فاتن تبتسم‪ :‬موجه لمساعد‪ ..‬اهو الوحيد بهالدنيا اللي بيعرف شيعني هالظرف‪..‬‬
‫خالد‪ :‬متاكدة تبيني انا اخذه‪ ..‬وال ما تبين تاخذينه انتي‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ل متأكدة‪ ..‬ماقدر اشوفه بهاللحظة‪..‬‬

‫وقف خالد بعد فترة من التحديق في ويهه فاتن‪ ..‬وابتسم لها‪ ..‬تمنى لها رحلة طيبة وسعيدة‪ ..‬وطلع من‬
‫الحجرة‪ ...‬حمل الظرف عنده وهو رايح الغرفة يبدل ملبسه عشان يروح زواج نورة ‪..‬‬

‫‪---------------------------‬‬

‫نزل جراح اللي تلبس وجهز ولكن بنفس ظائقة‪ ..‬طل براسه لدار امه اللي كانت مو موجودة فيها‪ ..‬وشاف ان‬
‫باب غرفة فاتن مفتوح بس ما تجرأ انه يدخل عليها‪ ..‬الليلة بتسافر‪ ..‬حجزت بروحها واكدت كل شي والليلة‬
‫رحلتها الى نيويورك ومن نيويورك الى بوسطن‪ ..‬الله يهديها ان شاء الله ويرضى عليها‪ ..‬ما يقدر يتحمل فراقها‬
‫او يتحمل التصرفات اللي تتصرفها‪ ..‬لكن اهي حرة في اللي تسويه‪ ..‬ما راح يتدخل اكثر عشان ما يحمل‬
‫مسئولية احد‪ ..‬اهي افهم منه بألف مرة‪..‬‬

‫دور امه بكل مكان وعجز يلقاها‪ ..‬لكن في بقعة ما فتش فيها عليها‪ ..‬ال وهي عند نبتة سمـاء‪ ..‬تسقيها بدمعها‬
‫وفراقها‪ ..‬وتوه بيروح لعندها ال وخالد الي جهز بعد نزل من على الدري‪ ..‬وتلقوو بنص الدرب وراح جراح لعند‬
‫امه‪ ..‬وخالد ما تجرى انه يطئ عند الزرعة عشان ما تهيج احزانه في هالليلة ‪ ..‬وظل يتابعهم من على الباب‪..‬‬

‫جراح راح لعند امه اللي كان ترش الماي على الزرعة وهي تمسح دمعها‪ :..‬يمة‪.‬‬
‫انتبهت له ‪ :‬هل يمـة‪ ..‬دقايق بس ازقي الزرع واييلك‪.‬‬
‫جراح يبتسم ويمسكها‪ :‬يمة‪ ..‬الله تجهزي عشان نروح العرس‪..‬‬
‫ام جراح وهي تشد على جفنيها‪ :‬وين نروح ياو لدي واختك بتسافر الليلة‪ ..‬بقعد وياها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الحين بتييها سيارة المطار‬
‫ام جراح بحزن‪ :‬ليش ما تاخذها انت‪..‬؟؟‬
‫جراح‪ :‬يمة انتي ما قلتي خلوها على اللي تبيه‪ ..‬اهي ما تبيني اتحكم في حياتها على قولتها‪ ..‬خليها على‬
‫راحتها‪ ..‬انا ما راح اكره فاتن بيوم او اححتقرها‪ ..‬بس يحزن قلبي اني ماقدر اكون جزء من حياتها‪ ..‬مثل ما‬
‫هي تبي تمشي حياتها صدقيني‪ ..‬انا بعد ابي امشي حياتي‪ ..‬بس ل تتكلم جذي عن نفسها وتجرم ابوي‬
‫جدامي‪ ..‬ما راح اتحمل يمة‪ ..‬انا كنت مجرم ابوي طول حياتي واتمنى بهاللحظة )تهدج صوته بلبجي( انه يكون‬
‫موجود عشان اعتذر له واطلب سماحه‪..‬‬
‫ام جراح وهي تلم جراح وتمسح على جتفه‪ :‬يا حبيب قلب امك انت‪ ..‬يعل عيني ما تبجيكم يا عيالي‪ ..‬وان كنتو‬
‫بعاد عني‪..‬‬

‫التفتت وشافت خالد واقف على الباب وهو يناظرها بعيونه الحلوة‪ ..‬طول عمرها كانت تقول ان خالد يحمل‬
‫بهالدنيا احلى نظرة حب تقدر الم او الخت او الحبيبة تلقاها‪ ..‬وراحت لعنده وهي تبتسم مخالطة للدمع اللي‬
‫بعيونها‪..‬‬

‫مسكت ويهه بيدينها وهو يتحاشى عيونها‪ :‬ما بغيت اني اخليك على راحتك‪ ..‬تحزن وقلبك يهتاج على فرقاها‪.‬‬
‫‪.‬بس قلت‪ ..‬مثل ما القلب ينجرح النسان احكم في شد الجرح‪ ..‬وانت اخبر منهم كلهم يا خالد بالجروح‪..‬‬
‫ضبطت جروحك كلها جدام الناس بضحكة ويههك المننور‪ ...‬يمـة انا ما خليتك لني مو مهتمة لك‬
‫خالد يلمها ويسكتها‪ :‬ول تقولين شي ول تنطقين‪ ..‬انتي كلمج هذا اهو اكبر جرح لي‪ ..‬انا فاهمج يمة‪..‬‬
‫صدقيني‪ ..‬انا ما بغيت كل هذا يصير لي‪ ..‬بس من انا اذا ما تعذبت‪ ..‬؟؟ تقدرين تخبريني؟؟‬
‫ام جراح وهي تأشر لجراح انه اييها ‪ ..‬ولمت الثنين بحظنها‪ :‬الله ل يحرمني منكم‪ ..‬يعلني ما ابجي عليكم‪..‬‬
‫كفانا ما بجينا يا عيالي‪ ..‬مع ان البجي يتجدد فينا بتجدد الرض وقشرها‪ ..‬لكن ما على عزا رب العالمين اي‬
‫عتب‪ ..‬ان حبك ربك يقولون بلااك‪ ..‬وبل محبة رب العالمين فخر وعز علينا‪ ..‬تعالو وياي‪ ..‬خلونا نكون ويا‬
‫اختكم‪ ..‬عشان ما تظن انها ما عادت بل اهل‪..‬‬

‫راحت ام جراح ويا هالثنين وكل واحد منهم يمسح عين دامعة‪ ..‬ووقفوا على باب غرفة فاتن وام جراح اهي‬
‫اللي دخلت‪ ..‬واللي من شافتها بنتها طاحت عليها بالحظن وهي تبجي بصياح عالي وقوي‪ ..‬وام جراح ما‬
‫ضبطت نفسها ابدا وتركت لنفسها العنان‪..‬‬
‫باست جبين فاتن وبين حواجبها وخديها المبللين‪ ..:‬يمة انا ما بغيت لج المضرة‪ ..‬ول بغيتج تكونين مثل ما‬
‫تظنين‪ ..‬صدقيني‪ ..‬انتي بنتي واخاف عليج وانتي قطعة مني وعزي وشرفي بهالدنيا‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬ادري يمة‪ ..‬بس لتبجين خلص‪ ..‬انا ما ببجي فل تبجين انتي الثانية‪...‬‬
‫ام جراح‪ :‬يمة ل تعذبيني بفراقج‪ ..‬يمة ل تعذبيني بغيابج عني‪ ..‬فديت ويهج اللي ما ابات ليلي من زود ما‬
‫اهوس به‪ ..‬يا ثمرة فرح وراحة من حملتج لحد ما اشوفج بنت كبيرة‪ ..‬حكمي قلبج وعقلج وقرارج وسوي اللي‬
‫يرضى فيه ربج وقلبج‪ ..‬وما يحتاج قلبج يرضى فيه لن الدنيا سجن المؤمن يا بنتي‪ ..‬وجنة الكافر‪...‬‬
‫فاتن وهي تمسح عيونها‪ :‬ان شاء الله يمة‬

‫وقطعهم صوت هرن السيـارة اللي بتاخذ فاتن الى المطار‪..‬‬

‫وفاتن‪ :‬كاهي يات السيارة‪ ..‬تحملي في اخواني يمة‪ ..‬وفي روحج‪ ..‬واول ما القي سماء بعطيكم خبر‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ان شاء الله يمة‪..‬تحملي بروحج ‪ ..‬وهالله هالله بذكر الله‬
‫فاتن‪ :‬ل اله ال الله ‪..‬‬

‫حمل كل من جراح وخالد جناط فاتن وهي حملت السوت كيس الصغيرة اللي فيها لبتوبها وحاجياتها‬
‫الشخصية‪ ..‬خلت كل شي‪ ..‬ويوم جهزت التفتت الى خالد‪ ..‬توصيه بالمانة‬

‫فاتن‪ :‬ل تطول ياخالد وعطني خبر بسرعة على الشي‪..‬‬


‫خالد‪ :‬افا عليج ‪..‬‬
‫تناظر ام جراح‪ :‬استستمحي من مريم ونورة وخبريهم ان طرى علي شي وما قدرت اظل اكثر‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ول يهمج يمة بخبرهم‪..‬‬
‫تناظر جراح للمرة الخيرة‪ ..‬والدمعة خانتها بهذيج اللحظة‪ :,,‬مع السلمة‪..‬‬
‫جراح وهو يوجهه لها عيون ذليلة من الدمع‪ ..:‬في امان الله‪..‬‬

‫دخلت فاتن السـيارة‪ ..‬وتحركت بها بعيد عن البيت‪ ..‬وبكل خطوة بعد تجددت فيها الحزان‪ ..‬ومرت بالصدفة‬
‫عند الشارع اللي يطل على بيت مريم ‪ ..‬لقته مزدان بالمصابيح والنارة وكانه كتلة من اللهب‪ ..‬ومن كل‬
‫اعماق قلبها تمنت الفرح والسعادة لهم كلهم‪ ..‬ومن يا مسـاعد على بالها سكرت عيونها بشدة‪ ..‬وانتظرت من‬
‫خالد انه يؤدي المانة‪..‬‬

‫‪---------------------------------‬‬

‫مريم اللي زهبت ولبست وصارت من جميلت السهرة خرب على جمالها اهو تجهم ويهها ‪ ..‬وتخلف فاتن‬
‫عنها‪ ..‬لسبب اهي تجهله وما تقدر تفكر فيه‪ ..‬وحطت في بالها ان فاتن يمكن ما بتروح صالون بس انها بتتعدل‬
‫في البيت وبتيي لحالها‪ ..‬وبعد هذا ما مشى عل بالها‪ ..‬هذا الزواج كانو يستعدون له من وصلو البحرين لحد‬
‫هاللحظة وباخر الشي ما تحضر فاتن؟؟ اكيد السالفة فيها ان‪..‬‬

‫زهبت نورة وطرشت عليها عشان اتييها‪ ..‬ويوم دخلت مريم على نورة نست كل اللي يخليها تعصب او تكره‬
‫نفسها‪ ..‬وطالعت نورة بانبهار واهي تسمي بالرحمن عليها‪..‬‬

‫كانت مثل رسمة بالحلم‪ ..‬ويا فستانها الراقي والطرحة اللي مثبته بورد وتشتبك بتسريحة الشعر وتنزل على‬
‫اليد وتلتف فيها مثل الحية‪ ..‬والفستان الوسيع ذو الذيل الطويل المذهب واللي عليه وردات بلون الكريم‬
‫الوردي‪ ..‬تكسب الفستان رونق مختلف وجديد‪ ..‬والمكياج كان متدرج بالوردي والذهبي وخطة السود على‬
‫عيونها‪ ..‬والكسسوار الخفيف اللي كان هدية من مسـاعد على الزواج ‪ ..‬عبارة عن قرطي ماااس مربعيين‬
‫ضخمين كلفوه ثروة‪ ..‬ولكن ما يغلى على اخته العروس‪..‬‬

‫نورة وهي متوترة‪ :‬شرايج؟‬


‫مريم اللي ابتسمت‪ :‬والله مادري شقول لج‪ ..‬جنج من حور العين‬
‫نورة بفرور‪ :‬واحلى بعد‪ ..‬تهقين فصوول بيغمى عليه؟‬
‫مريم‪ :‬بيغمى عليه بس‪ ..‬انا اشك ان ليله العرس الولى بتكون في المستشفى‪) ...‬تكلم المزينة( خففي من‬
‫هالحلوة لو سمحتي مافينا شدة على ريلها‬
‫المزينة‪ :‬المفروض اننا ما نخفف عليه هذي حرمته ولزم يفتخر فيها‬
‫نورة‪ :‬انا جذي ول جذاك حلوة ويفتخر فيني‬
‫مريم‪ :‬ل ل فيصل ما يستاهل الجلطة اللهم يا كافي الشرر‪..‬‬
‫ضحكت المزينة عليهم‪ ..‬واتصلوا بمسـاعد عشان اييهم‪ ..‬صاحبنا جهز ولبس بهدوء وصمت مصاحب بطنين في‬
‫الذن‪ ..‬وينتظر هالفترة باحر من الجمر‪ ..‬اكيد فاتن بتيي‪ ..‬ما يصير ما بتيي عرس نورة ‪ ..‬ان ما يات عشانها‬
‫فمريم ما بتخليها‪ ..‬بتيي الليلة اكيد‪ ..‬ومن اشوفها ما بسمح لها انها تغيب عني ابدا‪ ..‬لزم تفهم‪ ..‬اني احبها‬
‫ومستحيل افرط فيها‪...‬‬

‫ما شال اللحية واكتفى بالثوب السود من تحته الياقة البيضا‪ ..‬والشماغ البيض كان مثل التاج على راسه‪.‬‬
‫لبس الساعة اللي شرتها فاتن له‪ ..‬وطلع من الغرفة وهو يحس ان شي مفقود بحياته‪ ..‬شنو كان مايقدر‬
‫يتوصل له بالضبط‪ ..‬بكل خطوة يخطوها يرجع لوراه‪ ..‬يتاكد انه ما نسى شي‪ ..‬لكن ل‪ ..‬كل شي موجود معاه‪..‬‬
‫الهدية اللي بيعطيها لنورة وزوجها‪ ..‬مفاتيح السيارة‪ ..‬لكن لحظة‪..‬‬

‫اللي فاقده اهو شي معنوي ‪ ..‬مو مادي‪ ..‬لن الصرخة اللي بداخله كانت تبين فراغ‪ ..‬او شي ضايع‪ ..‬او على‬
‫وشك انه يضيع‪ ..‬تعوذ من بليس ومسك قلبه وهو ينزل من الدرج وطلع من الباب‪ ..‬وتوه بيرد يدخل عشان‬
‫يسكر الباب‪ ..‬ال خالد في ويهه‪..‬‬

‫خالد بابتسامة‪ :‬مبــروك‪..‬‬


‫تحايوو ومساعد قال‪ :‬الله يبارج فيك‪ ..‬عقبالك ان شاء الله‬
‫خالد‪ :‬انت الحق بهالشي‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يتنهد بخوف‪ :‬الله يسمع منك‪ ..‬السابقون وانتو اللحقون‪) ..‬تلفت يمين ويسـار يدور على فاتن (‬
‫ما ياو الهل؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬خالتي تتجهز وجراح بياخذها الى الصالة مباشرة‪ ..‬وهذا)يطلع الظرف من مخبات الدشداشة( لك‪..‬‬
‫موصية عليه فاتن‪..‬‬

‫تسلم مساعد الظرف وهو يكبت ارتجاف في نفسه‪ ..‬ويوم مسك الظرف ارتعش من غير اي احساس‪ ..‬خالد‬
‫ابتسم في وويهه وحط يده على جتفه‬

‫خالد‪ :‬مهما كان اللي يحويه الظرف‪ ..‬تاأكد‪ ..‬اهو من حسن تدبير وتفكير‪..‬‬

‫وراح عنه وتركه في داومة من الفكار‪ ..‬واول ما سواه مساعد انه فتح الظرف‪ ..‬ولقى فيه اوراق مثل‬
‫الرسالة‪ ..‬ويوم فجها لقاها ثلث صفحات‪ ..‬بلع ريجه بصعوبه وراح داخل السيارة وسكر الباب وفتح الليت‬
‫وقعد يقرى‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مسـاعد‬
‫يمكن تندهش او تحتار او حتى تغضب لهالرسالة لكن انا ما كتبتها ال بعد ما هدأت براكين الغضب اللي فيني‪..‬‬
‫اللي يمكن لو تصرفت من خللها راح اندم طول حياتي‪ ..‬بعد اكتشافي كونك حبيب خالتي القبلي‪ ..‬تراجعت‬
‫في نفسي وايد وحاولت اني استسيغ هالموضوع‪ ..‬واعرف ان كل انسان بهالدنيا له مصيره وان جان مصيري‬
‫جذي‪ ..‬فانا راح اتقبل هالشي‪ ..‬وحتى لو كنت بدل الفاقد لعمتي عالية‪ ..‬فهذا هو قدري‪ ..‬لكن يوم اكتشفت‪..‬‬
‫اني كنت نسخة مصورة من عمتي عالية اللي انت فيوم فقدت ملمحها‪ ..‬ماقدرت اسيطر على نفسي‪ ..‬ل‬
‫تحاول انك تبعد هالفكرة عن بالي لنها ان ما كانت دائمة ال انها كانت الخطوة الولى‪ ..‬واعرف اي شعور‬
‫تخلفه عليك مثل هالشياء‪..‬‬

‫الحب اللي انت تكلمت عنه لي بهذيج الليلة بين لي صعوبة نسيانه او اخفائه بوجود الدليل الصارخ المادي‬
‫على وجوده‪ ..‬لكن صدقني‪ ..‬انا موو عالية ول تظن انك بتلقاها فيني فيوم من اليام‪ ..‬انا انسانة ثانية ولكن‬
‫للسف بشكل الولى‪ ..‬لكن هذا قضاء ربك وما عليه اي عتب‪((..‬‬

‫جعمز الورقة في يده وهو يحط الثانية عند ثمه بقهر‪ ..‬او نار تشتعل وتتأجج فيه‪ ..‬قدرت حتى انها تربط شبهها‬
‫الكبير بعالية لهالشي‪ ..‬شلون اهي تفكر هذا اللي ما قدر يفهمه‪ ..‬بس اهي مبدئيا صح‪ ..‬وبيد وشفاه مرتعشة‬
‫كمل قراءة الرسالة‪..‬‬

‫)‪ ..‬بس‪ ..‬انا مااستحمل فكرة وجودي بهالمكان وانا حاملة شخصية ما تناسبني‪ ..‬لذا ما بتم في هالمكان اكثر‪..‬‬
‫وبتراجع عن زواجي وياك‪ ..‬لفترة من الزمن‪ .‬انتظر فيها نفسي اللي بدور عليها بعيد عنك وعن المشاعر اللي‬
‫تخلفها فيني‪ ..‬وانا ارفقت الدبلة ويا هالرسالة‪..‬‬

‫مسـاعد‪ ..‬قد ما ظنيت اني بعيش حياة هانئة معاك‪ ..‬قد ما انا ماا بيك‪ ..‬بهاللحظة‪ ..‬ول تاخذ عليها لن الغيض‬
‫بعده يتآكلني‪ ..‬بس عرفت شي واحد اليوم ماظني اتنازل عنه‪ ..‬ال وهو حبي العظيم لك‪ ..‬اللي من شدته غرت‬
‫من انسانة ميـتة‪ ..‬وتمنيت لو انها ما انوجدت استغفر الله العظيم‪ ..‬لكن بعد انا لي شخصيتي الساحرة وانت‬
‫لزم تفهم هالشي‪..‬‬

‫اطلب منك البتعاد عني لفترة من الزمن تخليك تحس ان انا شخص ثاني ومختلف‪ ..‬ول تقول احبج وانتي‬
‫الحاضر والمستقبل‪ ..‬ابي اكون شي كامل بالنسبة لك‪ ..‬مو مثلث بضلعين‪ ..‬ماقدر اقبل بهالشي‪..‬‬

‫انا رايحة الحين‪ ..‬وما بخبرك متى برجع‪ ..‬لن يمكن ما ارجع‪ ..‬حاول انك تستمح من مريم وتقول لها شي‬
‫يسليها في غيابي ويعطيها العذر‪ ..‬تحمل بروحك‪ ..‬وسلم على نورة وبارك لها بالنيابة عني‪..‬‬

‫فاتــــــــن‪(( ..‬‬

‫الصفحة الثالثة كانت قديمة وصفرا ولونها باهت‪ ..‬وفيها شي من الكتابة اللي كان يضم اسم مساعد‪ ..‬كانت‬
‫فاتن قضت ليله كاملة وهي تقرى فيه وتذرف من الدمع الساخن والحسرة‪ ..‬والغيـرة القاتلة‪ ..‬ويوم لقت‬
‫هالصفحة وكان مكتوب فيها شي باسم مسـاعد‪ ..‬وكانها رسالة مسـاعد مرفقة في المجلد‪ ..‬ويا كثر معاناة‬
‫فاتن يوم قرتها‪..‬‬

‫كان مساعد كاتب فيها‪..‬‬

‫))دنيـا ل يقبل بها ال المعتووه‪..‬‬


‫ولكن عته بك يا سيـدة الحيـاة ما انقاه‪..‬‬
‫كم لمعـتوه انتهى بمصيـر احلى‪..‬‬
‫من رجل فكر بالدنيـا طوال‪..‬‬
‫غاليـتي عاليـة‪ ..‬قفي لي يا اميـرة‬
‫نبراس دربي وشقـي بابتسـامتك‪..‬‬
‫الصخـر ليسـطع النـور‪..‬‬

‫احببـتك يا من للمحبـة سبيـل‬


‫فل تقطـعي وصلـا وان كان بالمـوت‪..‬‬

‫ق يومـا سبيل‪..‬‬
‫ل تظـني ان لعاشـ ٍ‬
‫غير محبـة عاشـقة أزلية‪ ..‬في درب منحـوت‪..‬‬

‫احبـج عالية‬

‫المتغـرب بعيونج‪ ..‬مســـاعد‪((..‬‬

‫انة متصاعدة ظهرت من حلج مسـاعد وهو مو مصدق هالشي‪ ..‬تخيل شعور فاتن وهي تقرى هالورقة‪ ..‬اصل‬
‫اهي من وين لها هالورقة عشـان ترفقها بالرسالة‪ ..‬اكيد عانت‪ ..‬اكيد‪..‬‬

‫طلع من السيارة وهو مسـرع صوب خالد‪..‬لكن للسف اختفى خالد‪ ..‬اكيد توجه الى ديوانية الرياييل‪ ..‬وظل‬
‫واقف مكانه وهو محتـار ما يدري شسوي‪ ..‬ويا على باله اللي قاله خالد ان جراح بعده في البيت ينطر ام‬
‫جراح تزهب‪ ..‬وتحرك بالسيـارة بسرعة وراح لهم‪..‬‬

‫كلها دقيقتين‪ ..‬واهو على باب بيتهم‪ ..‬طلع وهو يضرب على البـاب بقوة‪ ..‬يعطونه موعد سفر فاتن ومتى‬
‫راحت‪..‬‬

‫طلع له جراح ومن شكل مسـاعد بين له انه عرف عن سفر فاتن‪ ..‬بس توصيتها كانت انها سافرت من العصر‬
‫عشان ما يكون له فرصة يروح لها المطار‪..‬‬

‫مسـاعد بويه لول مرة يتعرف عليه جراح‪ :‬جراح وينها فاتن؟؟ ومتى سافرت‬
‫جراح وهو يوقف يمه‪ :‬مسـاعد والله مادري شقول لك‪..‬‬
‫مسـاعد يمسك يدين جراح‪ :‬جراح تكفى قول لي الصج ان جان في مجال اوقفها عن السـفر‬
‫جراح المتحير‪ :.‬والله مسـاعد اهي ما خططت لهالشي ال وهي في بالها شي ثاني‪..‬‬
‫مسـاعد هذي زوجتي يا جراح ومو من حقها انها تتخذ مثل هالقرارات من دون ما تستشيرني‪..‬‬
‫جراح وهو يهز راسه‪ :‬عيل الحقها‪ ..‬قبل نص سااعة متحركة سيارة المطار وان شاء الله تلحق عليها‪ ..‬رحلتها‬
‫بعد )يناظر الساعة( نص ساعة‪ ..‬الحقها‪..‬‬
‫ما تكلم مساعد على طول ركب الرنج وشخطه بسرعة وهو يشيل الشماغ ويرميه وراه‪ ..‬ويسوق السيارة بيد‬
‫والثانية متخلله شعره ‪ ..‬وين راحت هذي؟؟ وين بها؟؟ وين تبي بها بس‪..‬‬

‫‪---------------------------‬‬

‫بالعـرس كانت مريـم متوترة اقصـى توتـر‪ ..‬وقلبـها يترجرج بين ضلوعها ‪ ..‬تحس ان الخطـر اللي كانت في‬
‫يوم تحاول انها تتحاشاه من يا وخطبها جراح من اهلها‪ ..‬حتى ان هالخوف منعها من الفرحة‪ ..‬وحاولت انها‬
‫حتى لهذي اللحظة انها تخفف اللي فيـها‪ ..‬لكن كل ماله يزيد مثل النار‪ ..‬حتى انها مو قادرة توقف ويا احد‪..‬‬
‫ويوم ياتها امها لعندها‪..‬‬

‫ام مسـاعد‪ :‬يمة مريم دقي على اخوووج مسـاعد مادري شفيه ما يرد علي‪ ..‬يمكن يرد عليج‬
‫مريم اللي زادت دقات قلبها يوم درت ان اخوها طالع‪ ..‬مسكت قلبها بقوة‪ :..‬ان شاء الله يمة بدق عليه‬
‫وهي تدق على التلفون سألتها‪ :‬وينها فاتن مايات بعدها‪..‬لهي ول امها‬
‫وكل ما تتكلم ام مساعد قلب مريم يدق اكثر‪ :‬يمة مادري بجوف مساعد الحين وبعطيج خبر‪..‬‬

‫ورد عليها مسـاعد بصوت متلهف‬

‫مساعد‪ :‬الو مريم‪..‬‬


‫مريم وهي تعصر عيونها‪ :‬هل مسـاعد‪ ..‬وينك في امي تسأل عنك‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬مريم ل تقولي لمي بس انا رايح المطار الحين‬
‫حاولت مريم انها ما تبين صدمتها‪ :‬ليش؟؟‬
‫مسـاعد‪ :‬فاتن سافرت مريم‪ ..‬سافرت وراحت عني‪ ...‬سافرت ول قالت لي شي‪..‬‬
‫مريم وهي مو مصدقة الشي ولكن ما حاولت انها تبين‪ :‬انزين متأكد انت؟؟‬
‫ام مساعد شفيه اخوج؟‬
‫مريم ‪ :‬شوي يمة ‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬مريم انتي لتخبرين امي‪ ..‬انا بروح لها وبشوف‪ ..‬ان شاء الله بس القيها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله؟‪..‬‬

‫سكر مساعد عن مريم اللي ما حست ال بالدوار واللوعة بهذيج اللحظة‪ ..‬وطلعت برع الصالة تتنفس الهوا‬
‫لنها مو قادرة تضبط نفسها‪ ..‬الخوف وصل فيها لنقطة انها بدت تحس بالخطر حواليها‪ ..‬على مسـاعد وفاتن‪..‬‬
‫يارب سترك وعفوك‪..‬‬

‫توها بتطلع منالصالة ال وام جراح بويهها‪..‬‬

‫مريم بلهفة‪ :‬خالتي صج فاتن سافرت‪..‬‬


‫ام جراح بدهشة‪ :‬شدراج انتي؟‬
‫مريم ‪ :‬مساعد توه مخبرني‪ ..‬خالتي صج سافرت؟؟ وليش الحين؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬يا مريم السالفة طويلة وعريضة وماظني تفهميها‪..‬‬
‫مريم وهي تصدم ام جراح‪ :‬عرفت عن عالية ومساعد؟‬
‫ام جراح بدهشة وصدمة‪ :‬وانتي تدرين؟‬
‫مريم وهي متظايقة‪ :‬مساعد ليش استعيل وخبرها‪ ..‬الحين شبصير فيه؟؟‬
‫ام جراح ‪ :‬ليش شفيه اهو؟‬
‫مريم وهي تحس بالعيز‪ :‬راح وراها المطار يمكن يتلقفها باخر اللحظة‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬الله يستر بس يا بنيتي‪ ..‬لو جراح تام في المكان جان خليته يروح وراه‪ ..‬لحظة بس اشوفه‪..‬‬

‫نزلت ام جراح من العتبات وشافت ان جراح يحاول يطلع من زحمة السيارات في المكان‪ ..‬وقدرت انها‬
‫تصوت عليه وتطلعه من السيارة‪..‬‬

‫ام مسـاعد‪ :‬يمة جراح روح الحق المطار وعلى مساعد راح ورى فاتن‬
‫جراح وهو يحط يده على راسه‪ :‬ياهوووووووو وين تتحذف علينا المصايب بهالليلة‪ ..‬بس بس انتي دشي داخل‬
‫وانا بروح وراه‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬حاسب لروحك يمة‬
‫جراح‪ :‬محاسب محاسب يا يمة بس انتي دشي داخل‪..‬‬
‫راح جراح عن امه وقدر يطلع بسهولة هالمرة لنه مصمم على هالشي‪ ..‬وراحت ام جراح لعند مريم اللي‬
‫كانت تراقب الوضع من تحت الستار‪..‬‬

‫مريم ‪ :‬ها خالتي بشري‬


‫ام جراح وهي حاطة يدها على صدرها‪ :‬اهو الحين راح له‪ ..‬الله يستر يا بنيتي من اللي بصير‪..‬‬
‫مريم وهي تناظر سيارة جراح اللي رايحة‪ :‬خير يا خالتي‪ .‬باذن الله خير‪..‬‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫سيـارة قبل سيـارة مسـاعد لحقت فاتن في الوقت المناسب‪ ..‬سيارة مشعل ما غيره‪ ..‬يوم لقاها في الشارع‬
‫في سيارة المطار على طول لحق وراها‪ ..‬وتم وراها في المطار بكل خطوة تسوها من غير ما يبين روحه‪..‬‬
‫ويوم خلت ووقفت بروحها راح لعندها ‪..‬‬

‫بصوت كله اهتمام‪ :‬فاتن وين رايحة؟‬


‫التفتت له وكانه ابليس‪ ..‬اخر من توقعت انها تشوفه في المطار‪ ..:‬انا‪ ...‬انت شتسوي هني؟؟‬
‫مشـعل وهو يداري حيااا عل عليه‪ :‬شفتج ولحقت وراج‪ ..‬وين رايحة فاتن عشى ما شر‬
‫فاتن بدمعة لمعة بعيونها‪ ..:‬الظاهر يا مشـعل‪ ..‬انك دعيـت علي‪ ..‬والله استجاب لدعاك‪ ..‬وانكتبت علي‬
‫التعاسة بالخط العريض والحبر اللي ما ينمسح‪..‬‬

‫مشـعل وهو يناظر المكان اللي هم فيـه‪ ..‬ووجه فاتن عشان تقعد‪ ...‬ويوم قعدت تم يناظر في ويهها‪ ..‬ما كانت‬
‫فاتن اللي يعرفها‪ ..‬كانت فاتن بجرح عظيم‪ ..‬وكان الحياة منسلبة منها‪ .‬وفوق كل هذا مشـاعره المتضاربة‬
‫حولها‪ ..‬ما كانت سبب معاناته اللي يصبح ويمسي بالتوعد عليها‪ ..‬ولكن بعد ما كان العاشق الولهان‪ ..‬كان‬
‫مجرد انسان بصدفة مع انسان ثاني‪..‬‬

‫قعدت فاتن على الكرسي وهي حاطة راسه بين يدينها بتعب‪..‬‬

‫مشـعل‪ :‬متى رحلتج؟‬


‫فاتن‪ :‬بعد ربع سـاعة‪ ..‬شتسـوي انت هنـي‪ ..‬رد من محل ما ييت مشـعل‪..‬‬

‫مشـعل وهو ينـاظرها باستغراب‪ ..‬لكن الغرابة كانت من نفسـه‪ ..‬حاول انه يوقظ قلبه العاشـق لكن هيـهات‪..‬‬
‫وكانه هناك حاجـز مستقـر على قلبـه‪..‬‬

‫مشـعل‪ :‬يمـكن كلمي هذا ما ينفعج‪ ..‬او ما يسـرج‪ ..‬بس يا فاتن الحيـاة علمتنـي‪ ..‬ان الشـيء اللي يجلب‬
‫التـعاسة‪ ..‬معـناته هو الشـي الصحيـح‪ ..‬وانا ياما ياتني تعاسة ولكن ياتني من مكان غلط‪ ..‬او يمكن من مكان‬
‫صح بس انا ابيت انها تكون صح‪ ..‬صدقيني‪ ..‬فاتن‪) ...‬مستغرب من التحول النفسي في قلبه( انا ما انصحج‬
‫بالهروب لو كان هذا خيارج‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظر جدامها‪ :‬الوقت صار متأخر ان جان افكر فيه كهروب ول لجوء‪ ..‬هذا اللي انا ابيه‪ ..‬واهم شي‬
‫رضاي عنه‪..‬‬

‫بهذيج اللحظة دخل مسـاعد المطـار وهو يتلفت يمين ويسار‪ ..‬وسرع من خطـواته الى داخل كراسي‬
‫النتـظار‪ ..‬يمكن هنـاك قـاعدة او موجـودة‪ ..‬او حتى انها تنتظره‪ ..‬لكن كل هذا كان عبارة عن خيوط احلم‬
‫وهميـة‪ ..‬والتـفت الى عند الستعلمات عشان يسأل عن رحلة فاتن ‪..‬‬

‫في نفس اللحظة نداء الرحلة كان يصرخ ‪ ..‬وكان الخيـر‪ ..‬وفاتن اللي تحركت من اول نداء من عند مشـعل‬
‫ما حست ول لدقيقة بوجود لمسـاعد لكن مشعل بلى‪ ..‬شاف مسـاعد يتلتف في المكان وحس ان هذي هي‬
‫فرصـته الكبيـرة انه يهدم اللي بينهم للبد‪ ..‬وتوه بينشـد فاتن ويأشر لمسـاعد في نفـس الوقت‪ ..‬حتى صار‬
‫هالشي‪..‬‬

‫التفتت له فاتن وبصوت ناعم‪ :‬مشـعل؟‬


‫مشـعل وهو منتفض شوي‪ :‬ها‪ ..‬هل ‪ ...‬هل فاتن‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم‪ ..:‬انا اسفة مشـعل‪..‬‬
‫استغرب واحتار كانه ما يفهم لغتها‪ :‬شنو؟؟؟‬
‫فاتن وهي تنزل عيـونها‪ :‬يمكن اللي سويته بحقك انت ما تستاهله‪ ..‬لكن صدقني‪ ..‬أي شي صار بالزمن‬
‫القديم‪ ..‬انا مو مسئولة عنه‪ ..‬بيننا قضاء وقدر‪ ..‬لكن بعد انا مادري لن ماكو بهالدنيا احد يجرم نفسه‪ ..‬واذا لك‬
‫حق عندي‪ ..‬صدقني بكون اكثر انسانة مستعدة انها توفي هالحق‪...‬‬
‫سكت مشـعل وهو يراقب فاتن وهي تتكلـم‪ ..‬مستغرب منها‪ ..‬شلون تطلب منه السمـاح على شي اهي مالها‬
‫ذنب فيـه‪ ..‬شهالوضوح في الفكار‪ ..‬اللي لول مرة يصير في بال مشـعل‪ ..‬وكيف ان فاتن تنقت من كل‬
‫الكاذيب اللي حايطها بهم‪..‬‬

‫مشـعل وهو يتراجع خطوة‪ :‬فاتن‪ ..‬ما بيني وبينج اي حق‪ ..‬مثل ما قلتي‪ ..‬هذا قضاء الله وقدره‪ ..‬قضائه اني‬
‫احبج واتحبيني‪ ..‬لكن يفرق بيناتنا حب‪ ...‬يديد في حياتج‪ ..‬او حياة يديدة في تقويم دنياج‪ ...‬عيشى يا فاتن‬
‫وتهني‪ ..‬لن بهناج اتهنى انا‪...‬‬

‫سكت مشـعل وهو مصعوق من نفسه‪ ..‬شلون انه قبل لحظة فكر انه يهدم حياتها مرة وللبد لكن الحيـن‪..‬‬
‫شلون انه يعتبر نفسه حبل النجاة لفاتن اللي الستغراب كان على محياها لكن ما نعها من رمية بابتسامة‬
‫صدقة ككل مرة‪ ..‬وتراجع بخطوات وهو يحاول يثبت ويهها في ويهه‪ .‬ويحفظ هاليوم في تاريخه ويقول‪ ..‬قابلت‬
‫ملك اليوم‪ ..‬ما كنت اعرف انه يسكن يم بيتي‪ ..‬ومثل الهارب ركض بانحاء المكان وغادر المطار بلمح البصر‬
‫عشان محد يلحظه ول تتشوه سمعة فاتن على حين غرة‪..‬‬

‫اما فاتن‪ ..‬فحملت باقي اغراضها ودهشتها وراحتها ان القرض بينها وبين مشـعل لسبب او ثاني توفى في هذي‬
‫اللحظة‪ ..‬وتبعت خط المغادرين‪ ..‬ودخلت الى الممر اللي بياخذها الى الطيـارة‪ ..‬اما مسـاعد اللي احتر راسه‬
‫من التفـكير ما قدر ال انه يوقف جدام الدريـشة اللي جدام الطائرات ويلحظها في ظلمة ذيج الليلة المزهرة‬
‫تغادر المكان معلنة الهروب‪ ..‬مثلها مثل فاتن‪ ..‬اللي ما سمحت له حتى انه يودعها الوداع الصحيح‪ ..‬حس‬
‫بالحرقة تسري في حلقه‪ ..‬وبعد لحظات بسيطة تبعه جراح وشافه واقف وهو منهك من المشي السريع‬
‫واللحاق به من مكان لمكـان‪..‬‬

‫جراح‪ :‬واخيـرا لقيتـك‪ ..‬ها ‪ ..‬وصلت لها‪ ..‬؟‬


‫مسـاعد هو يراقب النارة بالمكان بلمعة عيـن‪ :‬ل‪ ...‬راحـت فاتن‪..‬‬

‫استـدار مسـاعد وهو يمـشي بهـدوء وتمـلك‪ ..‬لكن اللي محد لحـظه اهو النكـسار على قسمـاته البارزة‪...‬‬
‫كبـرياء وعـزة نفـس بقلب مجروح من داخل‪ ..‬وجراح يتبعه من غير اي كلم ويطلب الهداية الى اخته اللي‬
‫بهالحركة تركت مسـاعد بمظهر وان ما بين ال انه بليـغ‪..‬‬

‫ركب مسـاعد السيارة‪ ..‬وبدت تظهر عليه علمات الغضـب‪ ..‬واستدار بالسيارة بقووة كبيرة كانت على وشك‬
‫تقلب السيارة‪ ..‬وطول الدرب وهو يمشي بسـرعة قاتلة وكبيـرة‪ ..‬بتهور لو سمح القول‪ ..‬ولكن وهو عند ذيج‬
‫المنطقة لحظ الطيـارة اللي حسسته انها تحمل فاتن عليها‪ ..‬وبدل ل يطالع جدامه بالشارع تم يطالع السما‬
‫والطيارة تطيـر‪ ...‬وهو يحس للسيارة تطيـر وياها بعد‪ ..‬وبالفعل‪ ..‬كانت السـيارة تطيـر‪ ..‬اصطدام قوي بحافلة‬
‫شحن في المنطقة الجويـة‪ ...‬جراح اللي كان شاهد على هالحادث حس بالموت وهو يراقب سيارة مسـاعد‬
‫تطيـر من جدام عيـونه‪..‬‬

‫اثناء هذيج اللحظة دقات عنيـفة صادرت قلب فاتن وملكتها اقسـى ظيقة صدر وبال‪ ..‬وفي مريم تسارعت‬
‫انفاسها بصورة عظيـمة وكأن اللي في الحادث اهي‪ ..‬مسكت نفسها في جانب وهي تمسك جتفينها وتسمي‬
‫بالرحمن‪ ..‬وتدعي بالنجاة لكل احبابها الغايبين‪..‬‬

‫جراح اللي طلع من السيـارة بصورة مقاربة للميانين‪ :‬مسـأعد ‪ ...‬مســــــــاعد‪...‬‬

‫ركض بجنون صوب السيارة اللي استقرت بنص الشارع وعلى طرفها اليمين‪ ..‬حاول انه يشوف احد موجود‬
‫داخلها لكن الزجاج المكسر ما عاونه على الرؤيا‪ ...‬النجدة السريعة من المطار اسرعت صوبهم وانتشرت‬
‫الضواء في المكان بصـورة رهيبة‪ ..‬والناس اللي على الشـارع تجمعووو وهم يمسكون على قلبهم ومتاكدين‪..‬‬
‫ان اللي في السيارة ‪ ..‬اكيد مات‪..‬‬

‫بين الفووضى اللي كانت تجول في البقعة من الرض‪ ..‬صدرت انه من ثم مسـاعد اللي كان شبـه المشلول‪...‬‬
‫انه بإسم انسـانة قدرت انها تصيـر المنية الخيـرة لرجل على وشـك الموت‪...‬‬

‫))فاتن((‬

‫دقت اوداج فاتن بعدم الرتياح‪ ..‬ومن زود هالتوتر اللي فيها بدت تستغفر ربها وتتعوذ من بليس لمن انتبهت لها‬
‫مضيفة الطيران‪..‬‬

‫المضيفة‪?Every thing allright :‬‬


‫فاتن تبتسم بظيج‪yes,, i don't know actually :‬‬
‫المضيفة بابتسامة وهي تناولها الماي‪drink this and you'll get better :‬‬
‫فاتن وهي تاخذ الماي من عندها‪thank you :‬‬
‫وراحت فاتن للغربة وهي مو عارفة ان سبب نغزة قلبها يمكن مسـاعد وهو يواجه الموت‪..‬‬

‫جراح اللي تبدى معاناة يديدة في حياته‪..‬‬

‫مسـاعد اللي يمكن – لسبب او اخر – تمنى هالمصيـر لن قدرته على التحمل بسيطة وما راح يتحملها‪..‬‬

‫مشـعل ويا وضوح الفكار اللي هاجمه‪ ..‬هل راح يعود بالخير على اللي حواليه؟؟‬

‫منـاير‪ ..‬القلب الصغيـر اللي للسف في بالها انه دق للشخص الغلط‪..‬‬

‫خالد‪ ..‬وانتظار الحب وسمـاء ووحشة الغربة‪...‬‬

‫مريم‪ ..‬الخت اللي على وشك انها تفقد المجمع العائلي اللي انطرح على ارضية السفلت‪..‬‬

‫نظـــــــــــرة الحب‪ ..‬اللي كان من الممكن انها تنهي هالصراعات كلها‪ ..‬تسكرت جفونها‪ ..‬ومن يدري‪ ..‬متى‬
‫راح تفتحها‪ ..‬ول ‪ ..‬هل راح تفتحها؟؟؟‬

‫مرحلة انتهت من حياة ابطال القصة‪ ..‬بانتظار المرحلة الجديدة والخيرة ‪ ..‬من نـظرة حب‪..‬‬
‫تابعو‪ ..‬وانتظروا‪ ..‬ماقد يحصل في‪ ..‬نــظرة حب‪..‬‬

‫تلخيص للحداث‪) ..‬تذكيـــر)‬


‫‪-----------------------------‬‬
‫مضت اليام والحلم الحلوة في المضي نحو درب جميل‪ ..‬لكن هالدرب تقاعص عن المضي وانتكس في‬
‫رحيل سماء عن خالد‪ ..‬لتظلم دنيا الحب بحياته‪..‬‬

‫وتلى غياب سماء محاولة لربط روحي جراح ومريم‪ ..‬لكن هالمحاولت باءت بالفشل بعد ما بينت حقائق قصة‬
‫حب ماضية‪ ..‬وانهت اللي كان بين اثنين يجاهدون في زرع امان واحتماء على ارض مهزوزة‪..‬‬

‫اللي يبدي باهتزاز‪ ..‬معقولة انه يمضي في يوم على ارض صلبه‪..‬‬

‫هذي هي بقيــتنا‪ ..‬مع القليل من الحزان المعتادة‪ ..‬ومع الفراح اللي لزم تتخلل اليوم‪..‬‬
‫نتابع معاكم ما بقى من قصة‪ ..‬نظرة حب ‪..‬‬

‫الجـزء الثاني والثلثيــن‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------‬‬
‫بعد مرور ‪ 8‬أشهــر‬

‫وصلت مريم المسـتشفى وهي حاملة الغراض اللي ناقصة مسـاعد‪ ..‬كانت مغطية عيونها بالشيلة من شدة‬
‫وحرارة الشمس اللي مجابلتها‪ ..‬وقبل ل تدخل المستشفى مدت بعيونها الى الفق البعيد‪ ..‬تمر الفصول‬
‫والمواسم واحنا بعدنا بهالظروف‪ ..‬الله يعين الجميـع‪..‬‬

‫ابتسمت الى موظفة الستـقبال اللي كونت معاها – لطول الفـترة اللي قظوها في هالمستـشفى – علقة‬
‫مودة ومحبة تطوف بالبتسامة والسلم اللي نابع من القلب‪ ..‬او يمكن نابع من الشعور بالفراغ او الخوف‪..‬‬
‫وتمت تمشي وهي تحاول انها تداري اللي فيـها مثل ما سوت قبل فترة طويـلة‪ ..‬ثمانية شهور طافت‪..‬‬
‫وهالثمانية شهور ما حست فيها ال وكانها ثمانية ايام‪ ..‬وكان يوم الحادث ينعاد بعيونها كل مرة‪ ..‬وشلون ان‬
‫الفرح انقلب الى عزا‪ ..‬والكل ظن ان نورة منحوسة اللي بيوم عرسها اخوها يمـوت‪..‬‬

‫ركبت المصـعد وهي مثل كل مرة تدخل المستشـفى تطري على بـالها فاتن اللي اختـفت عن الكـل‪ ..‬وما احد‬
‫يعـرف عنها شي واللي غيـرت حتى سكـنها‪ ..‬ضاعت فـاتن للسف بغربة متواصـلة‪ ..‬محد يعلم بهـا الى رب‬
‫العالميـن‪ ..‬اللي عرفوه عنها انها بخيـر‪ ..‬وبصحة وسلمة‪ ..‬ودراستها ماشيـة‪ ..‬لكن كل هذا كان عبارة عن‬
‫تلفيقات مريم ادرى بها‪ ..‬لن فاتن وصلت الى مدرك ‪ ..‬انها حبت مسـاعد ولكن جرحها اللي تغنت به‪ ..‬ما راح‬
‫يتركها على هداااي ال اذا مسـاعد ياها‪ ..‬ومسـاعد اللي شكله بيطـول عليها‪ ..‬نظرا للحالة اللي وصـل لها‪..‬‬

‫طلعت من المصعد وهي تزفر بمرارة وحاجبينها معقدوين للثقل اللي شايلته‪ ..‬واحد في صدرها والثاني في‬
‫يدهـا‪ ..‬ما تدري اي واحد اللي مثقل عليها اكثر من الثاني؟؟ مثل كل يوم‪ ..‬لزم تستجلب النة في قلبـها‪ ..‬لنها‬
‫على وشـك انها تدخل على أخـوها‪ ..‬اللي ما عنده اي أحسـاس او اتصـال بهالعـالم‪ ..‬مسـكر عيـونه اللي ل‬
‫اراديا تجمع السـواد حولها‪ ..‬والتعب والرهـاق انحل جسـمه‪ ..‬والهـالة العظيـمة اللي تجـول عليه ويفرضها‬
‫حضوره‪ ..‬غابت على شراشف بيـضا واضواء اصطناعيـة‪..‬‬

‫وصلت الى الجنـاح اللي اهي تقصده يوميـا كدوام رسمـي من بعد الجامـعة‪ ..‬تغيـرت الوضاع‪ ..‬ما عادت مريم‬
‫الفوضوية او مريـم الصغيـرة اللي يحملها الكل مسئولية امتاع العائلة‪ ..‬صارت مريم اللي تتحمل مسـئولية‬
‫كبيـرة في البيت‪ ..‬مسئولية يمكن مساويه لمسئولية مساعد القبلية‪ ..‬انها تبقي البيت في نظام‪ ..‬لن امها من‬
‫طيحة مسـاعد اهي الثانية طاحت في مرضة خطيـرة كانت على وشك انها تؤدي بحياتها‪ ..‬وغابت عن البيت‬
‫كثير ‪ ..‬لكن الحمد لله حالتها استقرت ولكنها ما عادت بنفس الروح اللي كانت عليها قبل‪ ..‬وكان على مريم‬
‫انها تحتل هذي الروح‪ ..‬واهي متناسية نفسها تماما‪ ..‬ال بدراستها اللي شدت على روحها لمن وصلت الى‬
‫المبلغ اللي تمنته لنفسها‪ ..‬مع الرغم انها تناست او دفنت احلم كثيـرة راودتها من وعيها على هالدنيـا‪ ..‬واهم‬
‫هالحلم كان جراح‪ ..‬لكن الظاهر ان مسـالة تواجد جراح بحياتـها صعبـة‪ ..‬وهو الثانـي اختفى ال من حيـاة‬
‫اخوها لؤي ‪ ..‬ويمكن اهي بعد ما عادت تهتـم‪ ..‬او تتظاهر بعدم الهتـمام لن اهتمـامها متركز على اخوها اللي‬
‫تشتاق كل يوم تتركه فيه لشوفته من جديد‪..‬‬

‫دخلت الغـرفة من بعد ما وقفت ويا الممرضة تسألها السؤال التقليدي‪ ..‬اي تطـور‪. .‬وتبتسم لها اهي وتقول‬
‫بشوفتج ان شاء الله‪ ..‬وتبتسم مريم لها ولكن خيبة المل تتمثل في لمعة الدمع بعيونها‪ ..‬والخير المرجو دايما‬
‫يتأخر‪ ..‬على قوله ابوها‪ ..‬مركب الخيـر بعده في عرض البحـر‪ ..‬بيي يوم ويوصل للبر‪ ..‬لكن وينها الخيـر؟؟‬
‫الخيـر ضايعة في غربـة نفسـها‪ ..‬الله يردها بالسلمة ويهديـها‪..‬‬

‫لحظت هدوء الغـرفة وبرودتـها الساكنـة‪ ..‬وطلت براسـها الى الغرفـة الثانيـة‪ ..‬كانت امها تسجد بالصـلة‪..‬‬
‫ابتسمت لها ووجهت عيونها الى الويه اللي اشتـاقت له‪ ...‬كان نـايم‪ ..‬ويا حلـو وطول نومه‪ ..‬بس اليوم شي‬
‫مختلف بشكل مسـاعد‪ ..‬طالعت امها وهي تهز راسها‪ ..‬اكيد سوت فيه شي‪ ..‬شعره اللي طال اكثر عن‬
‫قبـل‪ ..‬ولحيـته اللي نمـت على ويـهه‪ ..‬نعمت من شكله اكثر‪ ..‬لكن شعره فيه شي‪ ..‬يمكن امها قصت من‬
‫جدام شوي‪ ..‬ول مشطته‪ ..‬امممم ‪ ..‬بتستجوبها بعد ما تخلص صلة‪..‬‬

‫حطت الغراض عند الكبت الي يمه‪ ..‬وهي تسولف وياه‬

‫مريم بصوت واطي وهي تبتسم‪ :‬مسـاء الخيـر‪ ..‬شهالحل‪ ..‬اليوم مختلف؟؟ شسوت فيك امي؟؟ قول لي ترى‬
‫ما بتناوش وياها‪..‬‬

‫ابتسمت ويـاه‪ ..‬وهي تطلع الزيت اللي دايما تمسح فيه جسمه ‪ ..‬يدينه ورجلينه‪ ..‬ونزلت الشيلة على جتفها‪..‬‬
‫وتمت تصب الزيت في يدها وسحبت يد مسـاعد من بعد ما نزلت السيـاج الجانبـي‪ ..‬واخذت يده وبدت‬
‫تمسحها وتمسدها بالزيـت‪ ..‬وهي تمسـدها تمر عليـها الذكريـات الحلوة‪ ..‬والمـرة في نفس الوقت‪ ..‬ما تدري‬
‫ليش تحس ان نجاة اخوها اهي في فاتن‪ ..‬ونجاتها اهي نفسها‪ ..‬شكثر وحشتها فاتن‪ ..‬وشكثر كتبت لها ‪..‬‬
‫وشكثر حاولت انها تتواصل وياها لكن بلاااا اي هدف‪ ..‬حتى ام جراح نفسـها اللي حالتها الصحية اللي بدت‬
‫تتدهور من زود الخوف والحزن على فاتن‪ ..‬ورجعت ذاكرتها الى بعد اسبوع من الحادث‪..‬‬

‫اول كل شي انقلب الى فوضى بذيج الليلة يوم اتصـل فيـهم لؤي يخبـرهم ان مسـاعد مسوي حادث‪ ..‬وهاجت‬
‫كل النـاس من شـدة الصدمة ‪ ..‬واولهم نـورة اللي تمت تدعي على نفسـها على هالزواج اللي جلب لعايلتها‬
‫مثل هالشي‪ ..‬وفيـصل اللي وقف العرس وكنسل شهـر العسـل وظلت نورة على اثر هالشي في البيت لمدة‬
‫شهر تقريبا من بعدها انتقلت الى بيت زوجها‪ ..‬وتمت مريم اهي اللي تهتم في كل شي بالشراكة ويا لؤي اللي‬
‫بعد ظل مشغول بشراكته اليديدة ويا جراح‪..‬‬

‫أم مسـاعد يوم عرفت بان فاتن سافرت بذيج الليلة وربطت في بالها موقع الحادث بهالشي اقامت الحرب‬
‫على كل الياسية‪ ..‬وقالتها في ويه ام جراح ان اول ما يصحى ولدها او ان صاده شي ما يبون اي علقة‬
‫معاهم‪ ..‬وحتى جراح رفضـته ورفضت القرب اللي طلبه منهم‪ ..‬وخبـت مريم كل هذا في قلبـها ال من ام‬
‫جراح يوم خبـرتها وحاولت انها تبرر لمها وام جراح ابدا مااا انتظرت اي ردة فعل اقل‪..‬‬

‫جراح ابتـعد عن حيـاتها ‪ ..‬واهي ما اعتـرضت على هالشـي‪ ..‬ويات الفوضى الثانية يوم تقررت حالة مسـاعد‬
‫انها غيبـوبة مسـتمرة‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬ابتروو رجلينه لنهم اكثر شي تضرر بالحادث القوي‪ ..‬لن السيارة‬
‫تخفست على رجلينه من تحت‪ ..‬وحدة انبترت من الركبة‪ ..‬والثانية بس القدم‪ ..‬وهالشي اكيد راح يحطمه لو‬
‫يوتعي‪ .‬يمكن في قلب مريم ما تمنت ان اخوها يصحى ويواجه هالواقع‪ ..‬بس ترجع وتتذكره وتتذكر ايمانه‬
‫القوي بمثل هالمور‪ ..‬ويمكن يتحمل هالشي‪ ..‬لكن الوقت صعب ان الواحد يقرر‪ ..‬الشي يختلف اذا كان واقع‬
‫في شخص اخر‪ ..‬ول في الشخص نفسه‪..‬‬

‫حاولت بعد اربعة اشهر انها تكتب لفاتن رسالة‪ ..‬وبالفعل كتبتها وارسلتها بالبريد لكن ما ياها اي رد على‬
‫الرسـالة‪ ..‬وبدت تكتب مرة ثانية ‪ ..‬وثالثة‪ ..‬ورابعه‪ ..‬لمن عصبت بسبب قلة الردود‪ ..‬واستعجبت وكرهت فاتن‬
‫لوهلة لنها صعبة المزاج‪ ..‬بعدين عرفت من منـاير ان فاتن ما عادت تسكن في الشقة نفسـها‪ ..‬لن جراح‬
‫سافر لها وما لقاها‪ ..‬ورد وهو خايب‪..‬‬

‫تغيـرت الشيـاء فجـاة‪ ..‬والدنيا اللي كانت في يوم مكتملة بدت غريبة ومخلبطة في عيـون مريم‪ ..‬تفتقد فاتن‬
‫ورأيها الحكيم والصائب وتفتقد اخوها وحنيته وقلبه الكبيـر‪ ..‬وحيدة بهالدنيا‪ .‬اهي صج عندها ام وابو واخت واخو‬
‫لكن‪ ..‬حياتها كانت تدور في فلكين‪ ..‬فاتن الصديقة العطوفة واللي تشترك وياها بقلب واحد‪ ..‬ومسـاعد في‬
‫فكره الصحيح والسديد‪ .‬أللي اهي في طول فترة غيابه حاولت انها تمشي عليـه‪..‬‬

‫وهي تمسـح يد مسـاعد تقربت منها امها ورفعت لها راسها بابتسامة‬

‫مريم‪ :‬تقبل الله يمـة‬


‫ام مساعد بويهه العابس اللي حتى ما بادلت مريم البتسامة‪ :‬منا ومنكم‪ ..‬اوووووف وانتي كل يوم ويا هالزيت‬
‫اللي تمسدينه فيه؟؟‬
‫مريم بسذاجة‪ :‬ليش شفيـه؟‬
‫ام مسـاعد بقرف‪ :‬ريحته تلوع الجبد‪ ...‬قطيه ول تمسحينه به‪..‬‬
‫مريم وهي تحقر امها اللي صارت معاملتها هذي متعودة ليش انها تحملها اهي بعد المسئولية بس لنها ارفيجة‬
‫فاتن‪ : ..‬يمة الزيت مافيه شي ويديد وما بقطه‪ ..‬بالعكس )تبتسم وهي تناظر ويه مسـاعد المرتاح( جسمه‬
‫صار لين بسبب هالشي‪ ..‬مو قبل كان جاف وحالته حالة‪..‬‬
‫ام مسـاعد وهي تحوس بثمها وتسحب القرآن عشان تقراه على راس ولدها‪ :‬والله ماعندج سالفة خانقتنه به‬
‫بس‪..‬‬

‫ما ردت عليها مريم وتمت من طرف عيونها اللي ترفعها كل شوي لخوها تبتسم في ويهه‪ ..‬وهي تمسح‬
‫اصابعه ويـده‪ ..‬وعلى جذي‪ ...‬يكـون هاليوم يوم اخر من روتين اليام اللي طافت من الحادث للحيـن‪..‬‬

‫‪------------------------------------‬‬

‫ما بقى على الدوام ال نـص ساعة وقضاها جراح وهو يراجع بعض الرصدة وينظم المواعيد في الدفتر‪ ..‬شكثر‬
‫توصيـلت عليهم وشكثر مسئولية ولكن بعد حلى الشغل اكثر يوم صارت اليادي اللي تشتغل من الهل‬
‫ومحتـرفة‪ .‬خصوصا خالد ولؤي اللي بصراحة بدو يبدعون في هالمجال والتصاميم الخشبية من احترافهم ‪ ..‬اهو‬
‫كان المسئول اكثر شي عن القياسات والمالية بالشركة الصغيـرة اللي أسسوها ولكنها دارت عليهم بربح‬
‫خصوصا ويا شراكتهم مع غزلن وغصـون الكنـدي‪..‬‬

‫تم يناظر السـاعة وهو يحك عيـونه‪ ..‬ما قدر ينام الليلة اللي فاتت ‪ ..‬مثل كل ليلة من ثمانية شهوور‪ ..‬من‬
‫حادث مساعد وهو يعاني من ارق بالنوم وزيادة في التفكير وفوق كل هذا تعب وارهاق بل سبب‪ ..‬يخاف انه‬
‫يمرض بسبب هالشي ولكن اهوو معذور وما يقدر يغير هالشي اللي فيـه لنه اقوى منه‪ ..‬المسئولية اللي‬
‫طاحت على عاتقه والذنب اللي يغرقه لحتى راسه ما يعطيه فرصة انه يتحمل اكثر‪ ..‬ولكن بمسـاعدة الجميع‬
‫وعادة الفضاء اللي تعلمها لخالد خلته يحس ان الحمل اقل‪..‬‬

‫ولكن اهو يعرف ان ماكو شي محطمه اكثر من فكرة ان مريم مستحيل تكون له دام ان امها على قيد‬
‫الحيـاة‪ ..‬فهي حلفت على بنتها وحلفت عليه وعلى كل من انه يمنع هالزواج باي صورة ممكنة‪ ..‬وكانه او اخته‬
‫لهم الذنب باللي صار لمسـاعد‪ ..‬بس بعد مسـاعد ما يستاهل اللي صابه‪ ..‬كثرت السرار اللي على قلب جراح‬
‫واللي يخفيها واللي ما يدري لمتى بيخفيها‪ ..‬فاتن مثل معتادة بيوم واحد من السبوع تتصل فيه ومن بعدها‬
‫تتصل في امها وتخلي المكالمة قصيـرة ومريحة قدر المكان‪ ..‬اي انها تجذب عليهم قد ما تقدر وتوهمهم انها‬
‫بصحة وسلمة واهو عارف انها ل بصحة ول بسلمة وان حالتها الصحية او النفسية اكيد متدهورة‪ ..‬ول صار‬
‫بينهم اي فرصة انه يخبرها بزوجها اللي طايح على السرير‪ ..‬او يمكن اهي ما سمحت لهالفرصة انها تصيـر‪..‬‬
‫لن كل مرة كان يحاول فيها انه يخبـرها تسـكر السمـاعة في ويهه‪..‬‬

‫حيـرة عظيـمة‪ ..‬اسأله موجودة في ناس مالها جواب‪ ..‬ولكن في نفس الوقت‪ ..‬تلقى الجواب حاضر قبل‬
‫السؤال‪ ..‬ما عدا مسـاعد اللي الله العالم شراح يصيـر فيه بهالفتـرة‪ ..‬ثمانية شهور وهو في غيبوبة برجلين‬
‫مقطوعتين‪ ..‬الله يعينه ل صحى لنه بينصدم اكبر صدمة بحيـاته‪ ..‬كل اللي يقدر يتمناه له اهو سعة الصدر‬
‫وراحة البـال لن مثل هالمور لو اهو مثل صارت له‪ ..‬ما راح يتحملها ول دقيقة‪ ..‬وبيآثر الموت على هالحيـاة‪..‬‬

‫قام من عند المكـتب وهو يمتطط‪ ..‬فرك ويهه مرتين ومن بعدها وقف عند الدريشة في الورشة اللي تحولت‬
‫الى مكاتب والورشة انفتحت في مكان جريب منهم ولكن اكبر‪ ..‬كان مستودع خذوه وركبو المعدات اللي‬
‫يحتاجونها واللي زودوها في المكان‪ ..‬بس جراح ما دخل فيه من فتـرة لنه يحس بالخنقة من الخشب‬
‫وبقاياه‪ ..‬الله يعين خالد اللي يشرف على التصـاميم ذراع بذراع مع غزلن‪..‬‬

‫وبذكرها بس طلت من الباب وهي حاملة رزمة الوراق‪ ..‬ابتسامة تعلو ويهها ويا فستانها الجينز الطويل‬
‫وشعرها المرفوع بدلل‪..‬‬

‫غزلن‪ :‬مشـغول؟‬
‫جراح وهو يبتسم لها‪ :‬بالسرحان بس‪ ..‬ها شفيج؟‬
‫غزلن وهي تحط الوراق على الطاولة‪ :‬ل بس هذي توصيات يديدة ولزم تضبط مواعيدها لنه لزم نرد عليهم‬
‫خبـر بعد جم يوم‪ ..‬مستعيلين الناس‪ ..‬ومطالبهم وايد‪..‬‬
‫جراح وهو يتجتف وعيونه على الوراق‪ :‬ان شاء الله باجر اليوم انا خلص مخلصة بطاريتي‪..‬‬
‫غزلن وهي تبتسم له بحيـا وتتوجه للباب‪:‬الله يعينك‪ ..‬انا رايحة مع السلمة‬
‫جراح ‪ :‬في امان الله‪..‬‬

‫طلعت غزلن عنه وهو بعده حاطها في باله ويفكر بها‪ ..‬غزلـــان‪ ..‬بنت ثانية عن اللي كانت عليه ‪ ..‬سبحان‬
‫ل الى حال‪ ..‬يعني سرعة بديهتها ول ابداعها ول تحكمها اللي يتخالط بعاطفتها كان‬‫الله مغير الحوال من حا ٍِ‬
‫يمكن من العوامل اللي تفقدها هالمؤسسة‪ ..‬ومع ان لؤي يحبها وميت عليها اكثر من قبل ال انها متحملته‬
‫ومتحملة دلعته عليها ولكن بادب واخلق‪ ..‬يعني وقت الشغل شغل ومن تحسه زاد عن الحد اهي اللي تتخذ‬
‫خطوة التراجع اللي تحرق اعصابه‪ ..‬ولكن بعد كل هالحرقان وكل هالحقران وهو ميت عليها‪ ..‬والله يعينهم‬
‫الثنين‬

‫يات موافقتها على الشراكة بعد اسبوع من الحادث‪ ..‬وغصون اختها تبعتها في المور الدارية وكجزء من رأس‬
‫المال‪ ..‬صح انها واجهت مشاكل مع زوجها وللسف الشديد ما حلتها معاه وتواجه الطلق المرير ال انها شخص‬
‫ثاني في المكان وتناسب العمل وافكارها طموحة وتتمنى الرفعة والفضل للمكان وهذا عائد ممتاز عليهم‪..‬‬
‫وحتى هشام الكندي بنفسه صار يشاركهم او يمول او يدير العملية الحسابية عندهم بطريقة محترفة غير عن‬
‫اللي كان يتعامل وياه جراح قبـل‪..‬‬

‫كل هذا يبين ان الواحد يرتاح لكن وين ويا جراح وهو بكل نبضة قلب يهديها لثلثة اشخاص‪ ..‬الولى مريم‪..‬‬
‫الثانية لفاتن‪ ..‬والثالثة لمسـاعد عشان تعينه وترده من القوقعة اللي اهو فيها‪ ..‬امه ظلت الم اللي تتمنى‬
‫الخيـر لولدها ‪ ..‬وما زالت الصديق الول والخير له ولكن اللي شاركها في هالصداقة اهو خالد‪..‬‬

‫توه يحمل الغراض اللي توقف عن الشغل عنها هني عشان يكملها في البيت ال كل من جراح ولؤي يدخلون‬
‫عليه‪..‬‬

‫خالد وهو فاج عيونه‪ :‬رايح البيت؟‬


‫جراح وهو يحك رقبته بتعب‪ :‬اي بروح‪ ..‬تعبان وهلكت عيني هالوراق‪ ..‬والتصالت عورت راسي‪ ..‬صاير لكم‬
‫سكرتيرة‪..‬‬
‫لؤي وهو يبتسم ولكن بجديـة اكثر عن قبـل‪ :‬من قال‪ ..‬انت مثل مايقولون‪ ..‬العقل المدبر و المنسق العام‪..‬‬
‫شتبي اكثر‪ ..‬لقبين في واحد‪..‬‬
‫خالد وهو يبتسم للؤي بمزح‪ :‬شامبو‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬هههههههه شتبي اكثر‬
‫جراح وهو يضحك بخفة‪ :‬والله مابي اكون شامبو‪ ..‬بس ابي شغل صجي‪ ..‬يعني احك واضرب واكسر‪ ..‬الظاهر‬
‫اني بفتح فرع ثاني‪ ..‬تهديم وتفجيـر‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اللااه‪ ..‬خوش فكرة‪..‬انت صمم وانا البس‬
‫جراح ‪ :‬ها نيات ارهابية؟‬
‫خالد‪ :‬وييييييييييييين اصل ماكو مجال‪ ..‬نهدم عمارات ول بيوت‪ ..‬ول كلش كلش‪ ..‬شوارع‪ ..‬ههههه شرايك؟‬
‫جراح‪ :‬الحين هذي فكرتي وتقول لي شرايك‪ ...‬يالله انا بخليكم الحين وبرد البيت‪ ..‬تحملو بروحكم وانت ل‬
‫تتأخر‪) ..‬الجملة لخالد(‬
‫خالد‪ :‬يمـكن اتـاخر‪ ..‬فاضل يبيني وبروح له اشوفه ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اوكي تحمل بروحك‪...‬‬
‫وقبل ل يطـلع طل براسـه للؤي‪ :‬بتروح لمسـاعد الليلة؟؟‬
‫لؤي وهو يخبي عيـونه الحزيـنة بالساعة وهو يناظر الوقت‪ :‬والله مادري‪ ..‬الظاهر اني رأسا بروح البيت او‬
‫يمكن اروح بنهاية الوقت‪ ..‬بس ماظن‪..‬‬
‫جراح وهو يفـكر بمريم‪ ..‬وكانه نسى انها صارت تسوق وعندها سيـارة لؤي‪ :..‬اها‪ ...‬عيل سلم على الهل‪..‬‬
‫لؤي عرف لمن السـلم وهز راسه‪ :‬الله يسلمك من الشر‪..‬‬

‫طلع جراح من الورشة وهو يتنفس بعمـق‪ ..‬حرارة الجو ما كانت معينة ابدا‪ ..‬والتعب والرهاق يدور مثل الهالة‬
‫مشـاغل والمتاعب اللي يواجهها‪ ..‬الله يرزقه بس الصبر وراحة‬ ‫على راسه لكن هذا شي طبيـعي‪ ..‬ويا كل هال ِ‬
‫البـال اللي ما يظن انه بيلقاها ال بعد فتـرة طويلة‪..‬‬

‫شغل السيارة وهو يحرك المنظرة اللي جدامه‪ ..‬تم يناظر ويهه وحواجبه اللي تشربكت من زمان بعقدة ما‬
‫انحلت الى هذي اللحظة‪ ..‬وهو يمسح على عيونه اسـتأذنت الجفون اللي انطبقت انها ترسم صورتها وويها‬
‫بعينه‪ ..‬وظل جراح على هذي الصـورة وهو مغمض عيـونه‪ ..‬مستمتع بهالويه بس من غير ابتسـام‪ ..‬لنها كانت‬
‫بعيـدة وان كانت اقرب من الجفن لعيـونه‪ ..‬فتح عيـونه وهو يحس بحرقان فيـها‪ ..‬لبس النـظارة وهو يطلع‬
‫السيـارة من الباركات‪..‬‬

‫رد البيـت وهو تعبـان نفسيـا من الزمات اللي تراكمت فيـه‪ ..‬ولكن حاول انه يخفي هالملمح من ويـهه‪ ..‬دخل‬
‫البيت وهو ينادي على امه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يمـة‪ ..‬يمــة‪..‬‬

‫ماكو اي رد ول جواب‪ ..‬تلفت يمين ويسـار لقى ستار الصالة مفروش‪ ..‬اكيد احد ويا امه في البيت‪ ..‬لذا ما‬
‫حب انه يناديها اكثـر‪ ..‬وراح مباشرة المطبـخ‪ ..‬حمل له قطعة فواكه وقعد ياكلها بسبب الجوع الشديد اللي‬
‫انتابه‪ ..‬وتم يقضم فيها وهو طالع من المطبخ‪ ..‬ولكنه تجمد مكانه يوم كان توه بنص الدرب الى الدري‪ ..‬وكله‬
‫بسبب الشخص اللي كان في البيت‪..‬‬

‫كانت مريم نازلة من على العتبات من بعد ما استأذنت للروحة من سمعت حس جراح ‪ ..‬وما تمنت انهم‬
‫يتلقون جذي لكن للسف‪ ..‬تلقوا‪ ..‬ومن بعد فراق الثمانية اشهر‪ ..‬يتلقون في عقر بيته‪..‬‬

‫خانت التصرفات اللئقة جراح اللي ظل واقف وهو يناظر مريم اللي ما حطت لهاللحظة عيونها بعيونه‪ ..‬تم‬
‫يراقب كل شي فيـها‪ ..‬عبايتها وشيلتها المتدلية‪ ..‬ويهها الحزيـن والكبير بالعمر‪ ..‬وكان اللي مر ثمان سنوات‬
‫مو ثمانية اشهر‪ .‬بس هذا اللي يسويه الفراق في الناس‪ ..‬يخلق التعب في الويه‪..‬‬

‫حاولت انها تتجاهله ‪ ..‬ول تناظر ويهه‪ ..‬اللي يمكن لو شافته بهاللحظة اللي كانت للتوو تالية لتعبير عن ألم‬
‫عظيم واختناق عاطفي فيها وشوق كبيـر لكل اهل هالبيت‪ ..‬ولكن‪ ..‬كان من المفروض عليها انها تناظره‬
‫وتحط عيونها بعيـونه‪..‬‬

‫مريم والبتسامة المخنوقة على ويهها الشاحب‪ ..‬برود يكتسح مظهرها ولكن الف التأججات تشتعل في قلبها‬
‫لجراح‪..‬‬

‫مريم ‪ .. :‬شخبارك جراح؟؟‬


‫جراح وعيـونه خايـنته وهو يناظرها من غيـر اي تصرف مهـذب او مفروض بهاللحظة‪ ..:‬نحمد الله‪ ..‬الدنيا تييب‬
‫لنا احزان اليام الياية ونظل نتحمل‪ ..‬وانتي‪ ..‬شخبـارج؟‬
‫مريم وهي تبتسم‪ :‬الحمد لله ابخير‪) ..‬و هي تعصر يدها على قلبها( يالله انا بروح الحين‪..‬‬
‫لكن ما خلها جراح‪ ..:‬شخبـار‪ ..‬شخبـاره مسـاعد؟‬
‫ابتسمت مريم بخفة لنها تعرف ان جراح يقدر يحصل اخبار مسـاعد من لؤي ولكن‪ :..‬الحمد لله‪ ..‬ماكو اي‬
‫تطـور بحالته لكن الحمـد لله‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ان شاء الله تتطور حالته الصحيـة‪..‬‬
‫مريم‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬مع السـلمة )وهي حاطة عيونها بعيونه‪ ..‬عشان يخليها تروح‪(..‬‬
‫جراح وهو يفكـر انه يعـاند عيونها‪ ..‬لكن‪ ..‬حرام يعذبها جذي اكـثر‪ ..:‬الله يسـلمج‪..‬‬

‫ام جراح وهي تراقب الثنين بلوعة‪ ..‬ما عمرها حسـت انها ما تتحمل ظلم احد كثر ظلم هالثنيـن‪ ..‬بدل‬
‫الواحد‪ ..‬صارت لزم تعاني لثلثة‪ ..‬اول شي لمسـاعد‪ ..‬والثاني لجراح‪ ..‬والثالث لخالد اللي يحمـل اكبـر ألم‬
‫بين هالكل‪..‬‬

‫مريم وهي تركب السيارة وياها ام جراح‪ ..:‬على اتفاقنا خالتي!!‬


‫ام جراح‪ :‬اي يمة بس مادري اخاف امج تدري وتزفج ول تلعب فيج وانا مابي هالشي يصير‬
‫مريم تبتسم‪ :‬خالتي انا وجراح بنتفق على هالشي وما راح يصيـر شي صدقيني‪ ..‬اذا اتفقنا على شي صدقيني‬
‫محد راح يأثر‪..‬‬
‫ام جراح وهي تبتسم بأسف وتناظر مريم‪ ..:‬جراح وانتي؟‬
‫مريم اللي بعدها ما استوعبت الصدمة‪ :‬اي ‪ ..‬انا وجراح‪) ..‬انتبهت على كلمتها‪ ..‬وارتفع جسمها بشهقة حيـا‪..‬‬
‫ولكن عيـون ام جراح الضاحكة انقذتها‪ ( ..‬السـموحة خالتـي‪ ..‬بس‪ ...‬شوي فكـري مشـغول‪.‬‬

‫ال ومنـاير وسمــاهر يايـين عند البيت‪..‬اللي قدرو خلل هالثمانيـة شـهور انهم يعبـرون عن كبـرهم بوضوح‬
‫الحسـن والجمـال‪ ..‬وخصـوصا منـاير اللي اكتسـبت قامة طويــلة مثل اخـوها‪ ..‬وسمـاهر اللي بدت بنت في‬
‫عمـر العشـرين على الرغـم انها كانت بس في ال ‪ .. 17‬سنة ثانية ثانوية‪..‬‬

‫ويـه مناير كانت مجمل بالحزن العميق اللي يأبى الظهور‪ ..‬وقلب مسكين احب الشخص الخطأ‪ ..‬كانت على‬
‫وشك الموت يوم بدت تتعرف على مشـاعر قلبها الجامحة لمشـعل انها الحب‪ ..‬واللي فهمها هالمشاعر كانت‬
‫سماهر محد غيـرها‪ .‬وهي بعد نفسها اللي خلتها توعدها انها ما تتجاوز حدودها معاه‪ ..‬ولكن هذا الوعد كان‬
‫ماله اي داعي لن من بعد سفر فاتن اختفى مشـعل الثاني‪ ..‬وما عادو يعرفون عنه اي شي‪ ..‬وحاولت مناير‬
‫انها تخبي اللم العظيم في قلبها عن الكل كسبا لحيـاتها‪ ..‬وانها تعوض نفسها بالراحة اللي لقتها بانه بعيد وما‬
‫راح يأذي احد من بيتهم‪..‬‬

‫مناير يوم شافت مريم ما صدقت عيونها‪ ..‬اهي صج ماقطعتهم ال فترة بسيطة وردت تزورهم بصورة‬
‫بسيطة‪..‬‬
‫مناير وهي تلم مريم‪ :‬يا حلاااااااااااا هالويه‪ ..‬مالت عليج توج الحين ياييتنا‪..‬‬
‫مريم وهي تخبي ويهها بالشييلة‪ :‬شسوي بعد؟؟ ااخاف احد يجكني عند بيتكم‪ ..‬فقلت ما ايي ال بالخشة‪..‬وانتي‬
‫شخبارج المحقق كونان؟؟‬
‫مناير وهي تناظر امها بغيـض ‪ :‬يمة ليش تتطنزين علي وياها‬
‫مريم وهي منفجرة بالضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههه كونان مرة وحدة؟ جان قلتي‬
‫جورجي؟؟؟ واله احلى هالمسلسل‪..‬‬
‫مناير وهي تتخصر والكبرياء يعلوو وجهها الجميـل‪ ..:‬والله كيـفي‪ ..‬انا كونان‪ ..‬ولو فيني بعد مو بس اصير اهو‪..‬‬
‫حتى ساندي بل‪..‬‬
‫مريم‪ :‬اوب اوب‪. .‬ههههههههههههههههههه خالتي الله بالستر البنت بتفظحج‪..‬‬
‫مناير‪ :‬ل والله هالشي يفضحج؟؟ من امتى؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬ما يفضح ما يفضح بس خلص فكيـنا‪..‬‬
‫مناير وهي تمزح‪ :‬اخر مرة اتيين بيتنا سامعة؟‬
‫مريم وهي تمثل بالصدمة‪ ..:‬شنو؟؟ انا مناير؟؟ ليش ‪ ..‬انا شسويت فيج‪ ..‬تدري اني موت احبك؟‬
‫مناير وهي تتظاهر بالغرور‪ :‬بس خلص مابيج ماحبج ول يهمني جان تحبيني ول لء‪..‬‬
‫مريم وهي تسكر الباب وتشغل السيـارة ‪ :‬والله تدرين عاد‪ ..‬عندج بدل الطوف الف ‪ ..‬ودقي راسج باللي‬
‫تبين‪ ..‬يالله خالتي انا بروح قبل ل تشك فيني امي‪..‬‬
‫ام جراح بابتسامة‪ :‬في امان الله يمة وحفظه‪ ..‬ول تخبطين بالشارع هاليام خطر هالسواقة‪..‬‬
‫مريم ويه تصحح‪ :‬خالتي سياقة‪ ..‬مب سواقة‪ ..‬وول يهمج‪ ..‬انا الحمد لله مراعية‪..‬‬
‫مناير وهي تحط راسها عند باب رنج مسـاعد‪ :‬حطي عينج بعيني‪..‬‬
‫مريم وهي تغمـز‪ :‬بس عالهاي واي ماجوف‬
‫مناير‪ :‬ههههههههههههههههههههه هذي هي تربيـتي‪..‬‬

‫وتحركت مريم عنهم وهي تحتفظ بالبتسامة من بعد الضحكة‪ ..‬صج انها ضحكت‪ ..‬لكن عشان تهدي قلبـها‬
‫اللي كان يدق مثل الطبل من شافت جراح لحتى هاللحظة‪ ..‬محتفظة بصورته بعيونها‪ ..‬ما احلاه‪ ..‬بعدها عيونه‬
‫سودا‪ ..‬وبعدها رموشه كثيفه‪ ..‬وبعده ويهه محتفظ بجمال الطفولة مثل قبـل‪ ..‬كان يختلف جراح عنها في‬
‫الشكل اشد الختلف‪ ..‬اهو بشرته فاتحة وشوي بيضة لكن اهي سمـرا بحمرة الخدود‪ ..‬عيونه سودا ولكن‬
‫كبيـرة ‪ ..‬وهي مايلة للخضرار واهدابها خفيفة‪..‬‬

‫طول عمرها حست بالتناقض بينها وبين جراح‪ ..‬ويمكن هذا الشي اللي خلها تتقرب منه اكثـر شي‪ ..‬تذكر اول‬
‫ايام مراهقتها‪ ..‬يوم كانت تمضي اللحظات وهي تدقق في ملمحه وقت ما كانو يلعبون في ساحة بيتهم‪ ..‬اهو‬
‫ولؤي‪ ..‬او اوقات ما كانو يغسلون السيارات ‪ ..‬او يتلعبون ويا بعض‪ ..‬او حتى لمن تتلقى وياه في بيـتهم‪..‬‬

‫الذكريات كانت حلوة وجميلـة وتمر على القلب مثـل الهمس البارد على الذن‪ ..‬ولكن بنفس الوقت توقظ‬
‫وحوش الحزن في النفس والمستحيـل اللي انصف بيناتهم‪..‬‬

‫وياها التصـال اللي كانت مو حاسبـة له حسـاب‪..‬‬


‫مريم وهي ترفع السماعة بهدوء‪ :‬قوة نورة؟؟‬
‫نورة بصوت متلهف ‪ ..‬متخالط بالفـرح وبعد بالرتباك والتوتر‪ :‬مريم‪ ..‬مريم لحقيييي‬
‫مريم مسكت قلبها‪ :‬شفيج نورة؟ عسى ما شر‬
‫نورة‪ :‬خير خير يا مريم خير‪ ..‬ربج سمع دعااانا وكاهو مسـاعد ‪....‬‬

‫توقف قلب مريـم من شدة الخوف اللي ياها من انطرى اسم مسـاعد‪..‬‬

‫مريم‪ :‬علمه مسـاعد؟‬


‫نورة ‪ :‬مادري بس يقولون‪ ..‬ان اليوم‪ ..‬تحرك‪ ..‬حرك يدينه‪ ..‬وعيونه غيـر‪..‬‬
‫مريم اللي كانت تبلع ريجها بغيـر سهولة‪ :‬نورة بسكره عنج الحين وبييج المستشفى انا بالدرب وماقدر اتكلم‬
‫وياج اخاف اتوتر وانقلب مكاني‪ ..‬خليها لمن اييكم‪.‬‬
‫نورة‪ :‬بس ل تتاخرين‪ ..‬امي حالتها حاله من الحفوووز وما هي قادرة تشد على عمرها‬
‫مريم وهي تكابد الدمع‪ : ..‬ما عليج نورة دقايق وانا معاج‪..‬‬

‫سكرت عن نورة وهي فرحانه بالحيـل‪ ..‬مسـاعد وعى للدنيا‪ ..‬مساعد تحرك اليوم؟؟ وين كانت اهي عشان‬
‫انه تحرك‪..‬شلي حركك بعد ثمانية شهور يا مسـاعد‪ ..‬وفاتن وينها ‪ ..‬وينها فاتن اللي بتدري عنك وتفرح لك‪..‬‬
‫وينها فاتن؟؟ وانا اللي كنت متوقعة انها اهي اللي راح توقظك‪..‬‬

‫وبصوت مسموع ودمعتها تجري‪ :‬وينج يا فاتن‪ ..‬وينج؟؟‬

‫توها فاتن داخلة الملحق اللي بدت تسكن فيـه من اول ما وصلت اميـركا باحزانها واهاتها ودمعتها اللي ما‬
‫خفت بلحظة‪ ..‬وكانت من الثر انها سحقت كل جمال منها‪ ..‬لكنها ظلت فاتن‪ ..‬بويهها الصافي المريح‪. ..‬‬
‫وهالملحق كان تابع لبيت هيـام‪ ..‬استأجرته ببلش من عندهم لنهم مارضوا انها تكون ضيفة ولكن وحدة من‬
‫الهل والحباب‪ ..‬واهي قبلت هالمحبة وهالعائلة من بعد ما فقدت عائلتين‪ ..‬ولكن كل هذا كان برضاها‪..‬‬

‫رمت باغراضها وهي تحس بالتعب الكبيـر‪ ..‬ظلت في الجامعة اكثر من الوقت المطلوب يمكن باربع ساعات‬
‫ولكن ما تمللت‪ ..‬كانت مالية وقتها بالكتب والمكتبة الثرية اللي تعرفت عليها بالجامعة تقرى في مختلف‬
‫الكتب‪ ..‬الجتماعية النفسية العلمية والمعلوماتيـة‪..‬‬

‫راحت عند المطبخ وهي تطلع لها شي تاكله‪ ..‬من زود ما تنسى انها يوعانه فقدت الوزن اللي كان يعطيـها‬
‫التورد بويهها‪ ..‬صارت في حالة اشبه بالذبلن وهي في ربيع العمر‪ ..‬ما تدري اهي نفسها ان جان اللي تسويه‬
‫نابع من قلبها ول شي ل ارادي‪ ..‬لنها تبي تنهي هالمظهر اللي يحمل في قلبها وطيات عمرها الكثير من‬
‫الجراح‪ ..‬واعظم هالجراحات اهي‪ ..‬مسـاعد‪..‬‬

‫شلون قضت فاتن حياتها هالقصيـرة في ثمانية شهور؟؟ ما تدري شلون‪ ..‬مضت اول اسبوع من وجودها بحالة‬
‫مرضية شديدة ولكن جذبت على روحها يوم قالت عنها بسبب الجوو المتغيـر‪ ..‬كانت حالتها النفسية والرعشة‬
‫التوترية اللي رافقتها بطول السـفرة‪ ..‬واللي ما طلعت منها ال بالمرضة القوية‪ ..‬ولكن من بعدها ‪ ..‬وبعد كلم‬
‫طويل ويا هيـام وزياد اللي ما خلوها دقيقة وحدة بروحها‪ ..‬قدرت فاتن انها تفضي اللي فيها بدموع من اسيد‬
‫ذوبت اللي فيها قبل اي شي ثاني‪ ..‬مثل معاناة مسـاعد بالمستشفى واهو فاقد الوعي لمدة ثمانية شهور‪..‬‬
‫قضتها فاتن بمعاناة مضاعفة‪ ..‬فقد الهل والحباب والصحاب واصواتهم والجازات اللي طافت عليها من غير‬
‫ما تنزل لهم البحرين وتلقيهم تركت فيه الثر العظيم‪ ..‬يمكن كلهم كانو في جهة ومساعد اللي ما تحرك‬
‫صوبها ثمانية اشهر في جهة ثانية‪ ..‬حست ان هذي هي نهاية حبهم‪ ..‬وان مسـاعد ما تحمل عصيانها لوامره‬
‫وهزت يمكن عنفوان رجولته بسفرها المباغت عنه‪ ..‬وعاقبها بهالطريقة‪..‬‬

‫حللتها على اكثر من شي‪ ..‬يمكن لقى له الحب الحقيقي الي يدوره‪ ..‬او يمكن فضل عالية عليها وهي الميتة‪.‬‬
‫طبعا محد بيترك ذكرى حب مثل هذاك اللي ما كان يخليه يطالع بنت ثانية بمجرد النظر‪ ..‬بيترك هالحب ويحبها‬
‫اهي؟؟؟ البنت اللي يابت له مختلف النواع من الصداع واللم والقهر‪ ..‬وفوق كل هذا التعب وضياع الوقت‪..‬‬

‫او يمكن وعى انها بنت ما تستاهل التعب‪ ..‬لنها اتخذت قرار من غير مشورته‪ ..‬وهو رجولته مطبقة فوق كل‬
‫شي‪ ..‬وتملكه فوق اي شي ثاني‪ ..‬واهي العنيدة اللي ما تقبل منه هالتملك‪ ..‬وهو الستفزازي اللي يناهض‬
‫عقليتها الصغيـرة‪..‬‬

‫في طلعة بينها وبين هيـام دار بينهم كلم‪ ..‬منه حاولت هيام انها تلقي حل لمشكلة فاتن‪ ..‬ومنه فاتن اعترفت‬
‫انها خلص ما تبي مسـاعد وكان هذا بعد ستة اشهر من تواجدها ببوسطن‪..‬‬
‫هيـام وهي تحمل اليسكريم لها بالبارك واختينها الصغيرتين وياها‪...‬‬

‫تناول فاتن اليسكريم‪ :‬هاااج يوديه ساح على يدي‪..‬‬


‫فاتن بابتسامة باهتة‪ :‬عبلتي على روحج والله‬
‫هيـام بنظرة‪ :‬والله عبلت على روحي؟؟ انا ما قلت لج تعالي وانتي قلتي ل ما ابي؟‬
‫فاتن‪ :‬ههههههههه تعب بعيد محل اليسكريم‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ماقدر عليج‪ ..‬الحين عندج درب مبناج والمكتبة هين ولكن من هني لمحل اليسكريم طويل؟؟ انتي‬
‫مخلوقة من شنو فاتن؟‬
‫فاتن وهي تاكل من اليسكريم‪ :‬ول شي‪ ..‬انا مجرد ضباب‪ ..‬اتواجد بالفجر واتبخر باشعة الشمس‪..‬‬
‫هيام‪ :‬ها ها ها ‪ ..‬لمن تنكتين فانتي تهلكين الجميـع‪..‬‬

‫سكتت فاتن وهي ترسم ابتسامة على ويهها‪ ..‬وخاتم خطوبة هيـام يلمع بصبعها اليمين مثل الشارة لعيون‬
‫الناس‪ ..‬كان مرصع بماستين على جنب وفوق وتحت فصيـن من السافير الزرق‪ ..‬ذوق زياد كان غريب لكنه‬
‫اعجب هيـام لمجرد كون زياد اللي مختاره‪ ..‬وما حاولت فاتن انها تبدي رايها عليـها‪..‬‬

‫هيـام من العدم ظهر صوتها‪ :‬خلص؟‬


‫انتبهت لها فاتن بحاجب معقود‪ :‬شالخلص؟‬
‫هيـام‪ :‬السرحان خلص؟‬
‫فاتن باستغراب‪ :‬اي سرحان؟؟‬
‫هيـام تناظر يد فاتن بفكاهه‪ :‬لن اليسكريم وصل لركبتج‪..‬‬

‫انتبهت فاتن لليسكريم ودليل على الصدمة رمته من يدها وهي تنفض اليـسكريم من يدهـا‪..‬‬

‫اشرت بعيونها لهيـام‪ :‬ابي اغسـل‬


‫هيـام اللي متلذذة بايسكريمها‪ :‬هناك في لولب‪..‬‬

‫راحت فاتن وهي تحمل تنورتها الوسيعة الحليبية وتمشـي عند اللولب اللي اشارت عليـه هيـام‪ ..‬وبدربها لهناك‬
‫لقت ريـال يمشي وظهره العريض يتمايل وراه‪ ..‬وفوق كل هذا يده تروح لجدام وورى‪ ..‬مثل مشيـة مسـاعد‪..‬‬
‫وقفت وهي حاطة يدها المتلوثة على صدرها من الفرحـة المتخبية بالويه المنهلع‪ ..‬وتمت واقفة مكانها واهي‬
‫تنتظر هالريـال يستدير‪ ..‬وتمنت عليه انه يستـدير‪ ..‬ويوم استدار كان لف راسـه الى بنت صغيـرة تسحب‬
‫بانطلونه‪ ..‬وكان شكله اهو خيبة المـل الكبيـرةاللي صفعت فاتن بحرارة‪ ..‬لدرجة انها تراجعت خطوة‬
‫للخلف‪. .‬‬

‫ياتها هيام اللي كانت تراقبها عن بعد ولقتها بحالة ل تحسد عليها‪ ..‬وبخوف كبيـر هزتها بخفة‪..‬‬

‫هيـام ‪ :‬فاتن؟؟ علمج حبيبتي؟‬


‫انتبهت لها فاتن وكان صابين عليها ماي بارد‪ ... :..‬شنو؟؟‬
‫هيـام وهي تمسك يد فاتن‪ :‬شفيج وقفتي مكانج جذي؟؟ شياج؟‬
‫فاتن والدمعة تلمع بعيونه وتتكلم عنها بافصح اللغات‪ :‬ما فيـني شي‪ ...‬ما فيني شي )قالتها وهي تشيح‬
‫بويهها‪(..‬‬
‫مسكت هيام ويهها ودارته صوبه وهي تناظرها بتعاطف‪ :‬لمتى فاتن‬
‫فاتن وهي تمد يدها في ويه هيام‪ :‬بس هيـام‪ ..‬ما ابي اتكلم عن الموضوع‪ ..‬بس برد البيـت‪..‬‬

‫ومن غير انتظار لردة فعل هيـام حملت روحها فاتن وهي تحمل الجنطة من على الكرسي وتتحرك بعيد عن‬
‫البارك‪ ..‬تمت تمشي وهي شادة الجنطة عند حظنها‪ ..‬وهي تهز راسها عن الدمع الخائن بعيونها‪ ..‬ولكن ما‬
‫اجبن هالعين اللي ذرفت دمع حـار مسحته بيدها لمن وصلت الى البيـت‪ ..‬ماتدري جم اخذ من الوقت هالمشي‬
‫السريع‪ ..‬اللي ما كانت تدرك بنفسها‪..‬‬

‫وبوقت متأخر بهذاك اليوم اجتمع بها كل من زيـاد وهيـام وكلموها بهالموضوع‪..‬‬

‫زيـاد‪ :‬فاتن‪ ..‬اذا انتي كنتي متعذبة بهالسبب انهي عذابج وارجعي من محل ما ييتي‪..‬‬

‫فاتن اللي ما كانت مهتمة لي كلمة يقولونها واقفة بنص المطبخ تنتظر البريق يحتر عشان الكوفي اللي‬
‫تسويها‪..‬‬
‫زياد يناظر هيـام ومن بعدها يناظر فاتن‪ :‬شقـلتي‬
‫رفعت عيونها فاتن بهدوء وبملل‪ .. :‬بشنو؟‬
‫زياد وهو يفتر بزفرة وهيـام اللي تكلمت‪ :‬فاتن تعالي هني شوي‪..‬‬
‫هزت راسها فاتن وهي متظايقة‪ ..‬وراحت بطواعية ويلست على الكرسي اللي يم كرسي هيـام‪ ..‬وهي تحط‬
‫التكية بحظنها وتعصر قلب متألم‪ :..‬خيـر؟‬
‫هيـام وهي ماسكة يد زياد ‪ ..:‬فاتن‪ ..‬احنا ما نبي لج ال الخيـر‪ ..‬واحنا مو راضيـين بالحالة اللي انتي واصلـة‬
‫لها‪ ..‬انتي تشوفين نفسج؟‬
‫فاتن بسخرية‪ :‬كل يوم بالمنظرة‪ ..‬ليش؟؟‬
‫زيـاد‪ :‬فاتن احنا مو قاعدين نتغشمر‬
‫فاتن بسرعة‪ :‬ول انا قاعدة اتغشمـر‪ ..‬زياد هيـام‪ ..‬أرجوكم‪ ..‬اذا انا مشكلة عبء عليكم فقولولي عشان اطلع‬
‫من المكان اللي انتو فيـه‪ ..‬وال انا مو فاضيـة لمثل هالحوارات اللي مالها اي بداية او نهاية‪ ..‬خلص‪ ..‬انا‬
‫تاكدت من اللي ابيه ومن اللي ما ابيه ومسـاعد‪) ..‬انقطع نفسـها يوم ذكرت اسم مسـاعد وبصوت هادئ‬
‫كملت( مساعـد شي انا ما ابيـه‬
‫هيـام‪ :‬بس فاتن انتي حالتج قاعدة تثبت العكس‪ ..‬شتقولين عن هالموضوع؟؟‬
‫فاتن وهي تبلع ريج مـر تمنت لو انه كان سـم وتنتهي حيـاتها به‪ ...:..‬ما اقول شي‪ ...‬ول ابي اقول شي‪..‬‬
‫تكفـون‪) ..‬برجاء بليغ( انا ما ييت هني ال عشان افتك من اللي يصير لي هنـاك‪ ..‬ل تحسسوني ان مالي مكان‬
‫معاكم‪ ..‬ترى انا ما بقعد ول لحظة في هالبيت لو ما تبووني‪ ..‬ارض الله واسعة واذا عندي السيولة بقدر اضم‬
‫نفسي محل اللي ابيـه‬
‫زيـاد يناظر هيام باسف ويرد لفاتن بابتسامة‪ :‬فاتن‪ ..‬احنا ما نبي ال راحتج‪ ..‬وصدقيني‪ ..‬من هالنقطة احنا ما‬
‫راح نناقشج بشي يختص فيج ال اذا انتي كنتي المتكلمة‪...‬‬
‫فاتن وهي تبتسم ببرود‪ :‬وصدقني ما راح اتكلم بشي يخصـني ‪ ..‬لن ماكو شي يخصـني يهمني‪ ..‬كل شي‬
‫تركته وانتهيت منه‪..‬‬
‫هيـام بنظرة مشككة‪ :‬متـاكدة‪...‬‬

‫سكتت فاتن لنها اكبر جذابة‪ ..‬تدري انها ما انتهت‪..‬بالعكس‪ ..‬ابتدت بهالمور اللي تركتها ‪ ..‬ابتدت فيها حيـاة‬
‫يديدة وشخصيـة يديدة‪ ..‬ولكن طابع الجرح ما زال قديـم‪ ..‬ما حبت انها تتكلم في هالموضوع اكثر ليش؟؟ لنها‬
‫كل ما تتكلم فيه تزيد حماسيتها انها ترد لوطنها وتلم شتات عواطفها اللي رمتها على عتبة بيتهم‪ ..‬وبثلث‬
‫صفحات هشمت فيها اللي ما يتهشم‪ ..‬بالونة الخيـرة من الشهور اللي طافت تمت تفكر بجدية‪ ..‬بعلقة‬
‫مسـاعد مع عالية وتحاول انها تلتقط خيـوط من هالعلقة يوم كانت اهي حاظرة بيناتهم‪ ..‬كانت سرية عمتها‬
‫عالية غير معقولة‪ ..‬ول بغت فاتن تعرف شي عنها‪ ..‬تخبرها اياها بالغاز غريبة وعجيبة‪ ..‬ساعات فاتن اهي‬
‫نفسـها تمل وما تحط بالها وتبتعد عشان تلعب ويا مريم‪ ..‬بس تذكر عمتها عالية مرة وحدة‪ ..‬كانت طالعة‬
‫بالليل‪ ..‬الساعة ثنتين تقريبا‪ ..‬وردت بنفس الوقت بروحها وعلى راسها شال اسود طويل يلف قدها كله‪ ..‬ويوم‬
‫وقفت لها فاتن بنص الدرب لغرفتها قالت لها انها راحت تدور على الناس وتتمنى لهم ليلـة طيبـة‪ ..‬فاتن كانت‬
‫صغيـرة بهالمناسبة‪ ..‬لكن انحفرت في قلبها مثل الخشب‪..‬‬

‫يعقـل؟؟ ان هالزيارة كانت لمسـاعد؟؟ وحتى لو كانت بهذاك الوقت‪ ..‬تحس فاتن انها محاطة بهالة من الحب‬
‫والطهارة وفوق كل هذا‪ ..‬نقاوة الخلص البدي‪..‬‬

‫ناظرت نفسها في المنظرة‪ ..‬وهي تراقب خطوط ويهها‪ ..‬وملمحها‪ ..‬الحين بدت تتوضح عندها كل نظرات‬
‫ابوها من بداية نضجها لحتى مماته‪ ..‬شلون كان يغيب في ملمحها ويتذكر عاليـة‪ ..‬ما صدقت بحياتها شلون انها‬
‫تقدر تكون نسخة اشبه بالمطابة لويه عاليـة‪ ..‬شلون محد لحظ‪ ..‬يمكن لهالسبب صورها كانت مغبية عن‬
‫الكل‪ ..‬وما كنا نشوفها ال من خلل الصور اللي تحتفظ بها فاتن لنفسها‪ ..‬ولنها كانت تظن انها مختلفة تمام‬
‫الختلف عن عمتها ظنت انها حتى بالشكل‪ ..‬لكن هذا الشكل كان الحافز لمسـاعد انه يتقرب منها‪ ..‬يمكن‬
‫حباها لنفسـها‪ ..‬لكن راح تظل الذكرى بينه وبين وحدة ميـتة‪...‬‬

‫ما تحملت فاتن اكثر‪ ..‬وحملت المزهرية ورمتها على المنظرة‪ ..‬وتهشمت الى قطع صغيـرة وكبيـرة‪ ..‬مثل ما‬
‫تهشمت المرآة اللي في قلب فاتن وتحطمت الى قطع على الرض‪..‬‬

‫وظلت طول هالثمانية اشهر ترهق نفسها بالدراسة وتبعد نفسها عن المشاغل في الديرة‪ ..‬والكتب صارت‬
‫هواية جديدة تحب فاتن انها تغمس نفسها بها‪ ..‬وصار مظهرها معتاد‪ ..‬الجينز والتريننغ الرياضي‪ ..‬او ساعت‬
‫تكشخ وتلبس شي من الملبس النيقةا للي عندها‪ ..‬واللي ترفضها في بعض الحيـان لنها تنسى نفسها‬
‫وتحس انها عادت للوقت من ورى‪..‬‬

‫انتبهت الى جرس الساعة اللي رن بقوة وهز الصمت بالمكان‪ ..‬تلفتت براسها يمين ويسـار‪ ..‬وعرفت ان‬
‫النهار تحول الى ليـل‪ ..‬وصار لزم مثل كل يوم ثلثاء بهالموعد‪ ..‬انها تتصل في بيـتهم‪ ..‬وتستعلم عن احوالهم‬
‫القليل وتخبرهم عن احوالهم القليل‪ ..‬جراح زعلن منها وما يكلمها من فترة‪ ..‬او يتحاشى اتصالتها ‪ ..‬وامها‬
‫اللي قلبها منصب عليهاو تعرف اي تمر باي نوع من الزعل النفسي على فاتن لكنها ما تقدر تتراجع خطوة‬
‫وحدة‪ ..‬قبل ما احد يتجدم لها بخطوة‪ .‬او انهم يخبرونها انها خلص صارت من طي ما مضى‪ ..‬وهذا يمكن اللي‬
‫تبيه اكثـر شي‪..‬‬

‫توها بتمد يدها عشـان تشيل السماعة وتتصل بأهلها ال جرس الملحق اللي هي فيـه يرن‪ ..‬وابتسمت‪ ..‬هذي‬
‫اكيد ام هيـام اللي حاملة وياها الكل وكان فاتن محتاجة لكثر من الكل اللي ما يغرد ببطنها‪ ..‬وتحاملت على‬
‫نفسـها وفتحت الباب ال بالفراشتين يطلووون من الباب قبل امهم ويطيرون داخل الصالة وفاتن تناظرهم‬
‫بفرحة‪..‬‬

‫ام هيـام‪good evening faten :‬‬


‫فاتن بابتسامة‪ :‬اهليــن خالتي‪ ..‬كل يوم يعني خالة؟‬
‫ام هيام باستغراب‪ :‬كل يوم شنو؟؟؟‬
‫فاتن وهي تحمل الصينية بالطباق المغطية‪ :‬كل يوم هالحالة وياج‪ ...‬ما قلت لج ل اتيبين لي شي‪ .‬انا عندي‬
‫خيـر الله هني‬
‫ام هيـام‪ :‬وتعافين اكلي؟؟؟ تدرين اني اكبر طباخة بحرينية في ولية بوسطن ماساتشوتس‪..‬؟؟؟‬
‫فاتن وهي تضحك بخفة‪ :‬ولج الراية البيضا بعد بس ما ابي اعبل عليج‬
‫ام هيـام‪ :‬انا زين مني لقيت لي صديقة في هالبيت الكبير ‪ ..‬هيـام من انخطبت من زياد ما شوفها‪ ..‬اللي‬
‫يسمعني يقول اني كنت اشوفها قبل‪ ..‬يا فاتن انتي البنت اللي كل ام تتمناها‪ ..‬وانا اتمناااج بنت لي‪..‬‬
‫فاتن وقلبها يخفق بذكرى امها الغالية‪ ..:‬وانتي بعد خالتي‪ ..‬الم اللي كل بنت تتمناها‪..‬‬
‫ام هيـام‪ :‬عيل ليش ما تخليني اوكلج مثل ما ابي‪ ....‬يالله‪ ..‬ل تعاندين‪ ..‬وخلج بنت طيبة وحليوة‪ ...‬وكلي وردي‬
‫لونج الحلووو‪..‬‬

‫وحدة من التوائم تسحب ريل فاتن‪ :‬معليه اكل معاااج‪..‬‬


‫ام هيـام‪ :‬شوف الفشيلة‪..‬‬
‫فاتن وهي تبتسم لها بحنية‪ :‬بشررررررط‪..‬‬
‫الصغيـرة‪:‬سنو؟؟؟‬
‫فاتن ‪ :‬تقوليلي‪ ..‬شعطوووكم اليوم في الباليـه‪..‬‬
‫يات التوأم الثاني اللي فيها جرآة اكبر من اللي في الولى‪ ..:‬انا اقوووولج اللي اتووونا اياااه‪...‬‬

‫وسحبوو الثنتين يدين فاتن الى الكراسي والصينية حملتها ام هيـام وهي تضحك على بنتييينها الصغيرتين الي‬
‫يكونون سبب الفرحة الحقيقية بعيون فاتن اللمعة‪ ..‬تمتلك الكثيـر من اللم في قلبـها‪ ..‬قالت ام هيام في‬
‫قلبها‪ ..‬هالبنت المها واضحة للعيان مثل ما يوضح هلل العيـد بعيون المعيـدين‪ ..‬سيمائهم علىوجوههم‪..‬‬
‫وهالبنت ما تحاول تخفي اي شي على الرغم من سكوتها‪ ..‬لكن مثل ما يقول محمد عبده‪ ..‬الحب علمها‬
‫السكوت‪ ..‬وعلمه الكلاام‪ ..‬بس محد يدري‪ ..‬شفاة من المغلقة ‪ ..‬وعين من الدامعة‪ ..‬وفاتن قصة حبـها يمكن‬
‫تكون اعمق من ما يتصورها احد‪..‬‬

‫وقبل ل تروح ام هيـام عن فاتن بعد قعدة ساعة والبنتين في نص سوالفهم طاحوو بحكم سلطان النوم‪ .‬في‬
‫حظن فاتن‪ ..‬وقفت لها وابتسمت في ويهها‪..‬‬

‫ام هيـام‪ ..:‬يا فاتن‪ ..‬العقل‪ ..‬يقدر يسوي اي شي‪ ..‬ويقدر يفكر باي شي‪ ..‬ولكن‪) ..‬حطت يدها على قلب‬
‫فاتن( هذا راعي الفعال‪ ..‬يصبر الى الحد اللي يقدر عليه‪ ..‬ولكن ل بغى ينفجر‪ .‬يحدث اكبر بركاااان واكبر‬
‫فوضى‪..‬‬
‫فاتن وهي تبعد عيون دامعة من كلم ام هيـام‪ :..‬خالتي‪ ...‬ماابي اتكلم‪..‬‬
‫ام هيام وهي تمسح على ويه فاتن‪ :‬وانا ما بغيتج تتكلمين‪ ..‬ريحي بالج يا فاتن‪ ..‬وخلي قلبج يفكر‪ ..‬صدقيني‪..‬‬
‫في الحب‪ ..‬والحرب‪ ..‬ما يفكر ال شي واحد‪ ..‬القلب‪ ..‬ل تخليهم يقصون عليج‪ ..‬اللي يفكر بعقله انسان ما‬
‫يحب طعم الحب ول بيعرف طعم الحب‪ .‬الحب ما كان المفروض عليه انه يكون سعيد وجميل ولذيذ‪ ..‬وال ما‬
‫كان في حب‪ ..‬الحب انرسم من اثنين‪ ..‬الدم‪ ..‬والدمع‪ ..‬امتزجوا وكونو احلى خليـط‪ ..‬تبلعينه بمرارة‪ ..‬لكن‬
‫تخلي العنف في صدرج وانتي تتضرجين بدمه؟؟؟ احساس جميل‪..‬‬

‫سكتت وهي تراقب الدمع الخائن من عيـون فاتن وما حبت انها تواصل بالكلم اكثـر‪ ..‬وطلعت من الملحق‪..‬‬
‫تاركة وراها فاتن بقلب ملتهب‪ ..‬ولسانها اللي واقف على طرفه اسمه‪ ..‬وما تقدر تلفظه ول تقوله‪ ..‬تخاف انها‬
‫تؤذي نفسـها او ترد نفسـها الى عالـم اهي بغنى عنه‪ ..‬ولكن هالعالم بعد يمتلك اسمى واغلى ممتلكاتها‪..‬‬
‫اهلها‪ ..‬واصحابها‪ ..‬وفوق كل شي‪ ..‬ذكرياتها معاهم‪ ..‬ما تقدر تتخلى عن هذا وعن هذاك بسبب شخص واحد‪..‬‬
‫اصح‪ ..‬الحب ما كان المفروض عليه انه يكون حلو‪ ..‬الحب عذاب‪ ..‬ل ننسى اللف‪ ..‬عشان المعنى ل يختلف‪...‬‬
‫اااااه عليج يا مريم‪ ..‬ليتني القاج الحين وارمي عليج بهمومي‪..‬‬
‫فاتن بتفكير مسموع ‪ :‬لكن مادري انتي شتفكرين عني الحين يا مريم ‪ ..‬مادري‪.‬؟‬

‫‪----------------------------------------------‬‬

‫في فجــر اليوم التـالي‪ ..‬وقفت سيـارة عن بعـد شـــارع من بيـت النهيــدي‪ ..‬في جو متليم على بعضـه وين‬
‫ما الرطوبة تتحكم بالجـواء وويــن ما الهـدوء يعـم الطراف ال من حنحنه المكيــفات الهوائية‪ ..‬الملطفة‬
‫للجواء‪ ..‬تحركت القلـوب بصمـــت ثقيــل وبنفـــس حزيــنة ولكن الروح صــابرة‪..‬‬

‫نزل مشــعل من التاكسي وهو يحمل جنطته الصغيــرة‪ ..‬تم يمشـي على طول الشـارع بهدوء وهو يناظر‬
‫البيــوت‪ ..‬مرت فتــرة‪ ..‬ســته شهور من طلع من البحـرين الى السـعوديـة للدراســة او يمكـن الهروب‪..‬‬
‫عرف باللي صار لمسـاعد لكنه ما قدر يعـرف التفاصيـل لنه قطع كل العلقات او المكانيات انه يوصـل لهم‪..‬‬
‫وفضل الهروب على القعدة مكـانه‪ ..‬وحتى وجوده اليوم ما كان بطواعيته‪ ..‬كانت هناك اغلط تركها وراحت‪..‬‬
‫خلفتها العيوب الشخصيـة في هالحي وبين هالناس الطيبـة‪ ..‬والغلط يصير لكن لزم مايستـمر‪ ..‬اهو لزم‬
‫يعوض عن اللي خسـره بكل هالناس‪ ..‬واولهم فاتـن‪ ..‬واهل فاتـن‪ ..‬ويمكن فاتن ما تكون مهمة بقـدر ‪...‬‬
‫منـاير‪..‬‬

‫منايــر‪ ..‬في ظرف هالثمانية شهور قدرت انها تغيـر فيه كل شي‪ ..‬مو بمعنى عاطفي او رومانسي بمعنى‬
‫انسـاني اكثـر‪ ..‬كيف ان بنت صغيـرة تقدر تكون انسـانة فاهمة وعاقلة‪ ..‬واهو اللي كان يظـن انه كبيـر ما كان‬
‫يعـرف شي‪..‬‬

‫العمـر ماله فرق‪ ..‬والنتقام يمكن ما كان موجـود‪ ..‬ولكن استرداد الذات اهو اللي حدد مصيـره في ذيج‬
‫الفتـرة‪ ..‬ولكن قضاء الله وقدره دايما يكون على غيـر اعتقاد النسـان‪ ..‬الواحد يظن انه خلص‪ ..‬ما راح يتنازل‬
‫او يتقاعص لحظـة لكن‪ ..‬في خضم اللحظات يلقى ضميـره يرسل رسالة ضعف او توسل لجسـد لنسان يحثه‬
‫على لتوقف‪..‬‬

‫منــاير‪ ..‬مع انج كنتي منـاير ال ان نور واحد منج كــفى‪ ..‬ماهو حب ول هو جنون‪ ..‬ال ان العفـة اللي فيج‬
‫قدرت انها تبعدني بشيطانيتي عن اختج‪..‬‬

‫في نفـس الوقت كانت مناير ويا سمـاهر قاعدين عند البـاب الرئيسي للبيت يناقشـون اخر المستـجدات مثل‬
‫كل مرة بهالوقت من الليل‪ ..‬ويخترعون اشياء من الخيـال ويتمنونها لو انها تصيـر‪ ..‬على القل قصة معاناة‬
‫حقيقية راح تكون متواجدة بحياتهم‪..‬‬

‫مناير وهي مسندة راسها والحجاب ملتف عليها باحكام‪ :‬تهقين سمور‪ ..‬فاتن بترد بيوم‪..‬‬
‫سمـاهر وهي تاكل من الصبار اللي بيدها‪ :‬والله مادري‪ ..‬اهي ادرى بمصلحتها‪ ..‬بس تدرين‪ ..‬صباركم وايد حلو‬
‫مناير تبتسم‪ :‬هذي امي كل يوم تقطف شوي‪ ..‬تصدقين‪ ..‬ابوي كان خاطره اننا نزرع صبار هندي‪ ..‬لكن حط لنا‬
‫نخله بدالها‪..‬‬
‫سماهر بنظرة حلوة‪ :‬الرطب حلو احبه‪ ..‬ههههههههههههههه‬
‫مناير وهي تكابد ابتسامة وتتنهد بعمق‪ :‬خاطري بس ‪ ...‬لو ابوي يرد الدنيا‪ ...‬دقيقة وحدة‪ ..‬جان كل شي‬
‫يتعدل‪..‬‬
‫سماهر وهي تتقرب من مناير بابتسامة وتمسك جتفها‪ :‬منور‪ ..‬خليني اقول لج قصـة‪..‬‬
‫مناير باندهاش‪ :..‬شفيــج على القصص‪ ..‬عدووج اهل القصص‪..‬‬
‫سمـاهر وهي تتأفاف‪ :‬اوووووووف خليني عاد اقول لج القصة‪ ..‬وبعدين‪ ..‬انا انسانة محد يأثر علي‪ ..‬كل شي‬
‫ايي بنفسـه‪..‬‬
‫مناير وهي تصمها بالخمس على ويهـها‪ :‬مالت عاد‪ ..‬قولي قصتج خليني اسمعها‪..‬‬
‫سماهر وهي متحمسه تضم رجلينها الى صدرها وتبدى‪ :‬بقول لج‪ ..‬هذا واحد‪ ..‬انزين‬
‫مناير تستبق الحداث‪ :‬اووووووووف عرفت القصة‪..‬‬
‫سماهر باندهاش‪ :‬شدراج بالقصة؟؟ اصل انتي سمعتيها‬
‫مناير‪ :‬ما يحتاج اسمعها عشان اعرفها‪ ..‬خلص ل تعيدين ول تزيدين‬
‫سماهر تضرب مناير على جتفها‪ :‬عنبووو هالويه اللي عليج‪ ..‬ما تخليني حتى ابث لج شوية من مشـاعري‬
‫مناير وهي منصدمة‪ ..:‬تبثين؟؟ شفيج انتي‪ ..‬وايد تطالعين برامج ثقافية‪..‬‬
‫سماهر الي زعلت ووقفت‪ :‬لكن مو منج‪ ..‬مني انا‪ ..‬يالله تصبحين على خيـر‬

‫وراحت سمـاهر عن منـاير وهي معصبة والثانية تلحقها بابتسامة‬

‫مناير‪ :‬ل تخليني الحقج ياالكريهه ماحب اركض‪.‬‬


‫تلتفت لها سماهر بسرعة‪ :‬تخافين تختفي منج هالكرشة ول تلحقيني يالله ذلفي عني‬

‫تطلع سماهر من الباب وتتصنم وهي واقفة من الشخص اللي جدامها ومناير وراها تضحك بخفة روح ول على‬
‫بالها ادنى فكرة من اللي جدامها ‪..‬‬

‫مناير‪ :‬وقفي سمـور والله احبـج انا‪.....‬‬

‫التفتت مناير للشخص الي كان واقف بنصـ الشارع وهي مسـتغربة ‪ ..‬مصعوقة بالحرى‪ ..‬ثمانية شهور‪ ..‬ثمانية‬
‫شهور‪ ..‬واسبوعين‪ ..‬وثلثة ايام طافو من اخر مرة شافته فيهـا‪ ..‬من سفر فاتن للحيـن‪ ..‬وين راح بطول‬
‫هاليـام‪ ..‬وشهالليل الرطب الي يابه‪ ..‬مثل المرهم على الجروح‪..‬‬

‫بروح الجيـرة اللي فيـه حب انه يسـلم عليـهم مع انهم بنـات‪ ..‬بس كانو اشبـه بالقرباء على الغربـاء‪..‬‬

‫مشـعل بارتباك وعيونه بالرض‪ ..:‬السلم عليكم‬


‫مناير ما قدرت تصف كلمتين على بعض وسماهر اللي ردت‪ :‬وعليكم السلم‪..‬‬
‫مشعل وعيونه بعدها على الرض‪ :‬الشيخة بس لو تنادين جراح‪..‬‬

‫سمـاهر اضطربت وناظرت مناير عشان تعطيها جواب‪ ..‬اللي تعرفه سماهر ان جراح راقد‪ ..‬وما يقدرون‬
‫يوعونه لنه عليه قعدة من الصبــح‪..‬‬

‫منـاير بصوت مقارب للهمس‪ :‬جراح راقد‪ ..‬وما يحب احد يوقظه ‪ ...‬لنه يقعد من الصبـح‪.‬‬
‫مشـعل وهو يلتفت بسـرعة ويعطيهم ظهره‪ :‬مع السـلمة‪..‬‬
‫وهم يناظرونه يختفي بسرعة مثل الضباب‪ ..‬ردو التحية‪ ..‬وحدة بصدمة‪ ..‬والثانية بشعور اشبه بالفقد من جديد‪:‬‬
‫مع الف سلمة‪..‬‬

‫اختفى مشعل من زمان وتسكرت البواب من وراه‪ ..‬وبعدها مناير واقفة ويا سماهر والصدمة ماليتهم‪ ..‬ما‬
‫تنكر مناير انها حست بالمتلء من يديد‪ ..‬لكن في شي غريب خلها تحس بالندم والكراه لوجود مشـعل من‬
‫يديد في حياتها‪ ...‬يمكن‪ ..‬بسبب معرفتها بحبه الكبيـر لختها‪ ..‬؟؟؟‬

‫سماهر وهي تودع مناير‪ :‬يالله انا بروح‪ ..‬الوقت تاخر واخاف بدر يدور علي الحين ‪ ..‬وتعرفين مو مثل قبل‪..‬‬
‫مناير وهي عاقدة حواجبها وتناظر بالفراغ ويدها معقودة عند بطنها والثانية عند حلجها‪ :‬سمور‪ ..‬شكانت‬
‫قصتج؟؟‬
‫سماهر باستغراب‪ :‬ليش؟‬
‫مناير ‪ :‬قوليلي اياها‪...‬‬
‫سمـاهر وهي تبتسـم‪ ..:‬كان في واحد‪) ...‬تستند على جتف مناير( طيب وحليو‪ ..‬لكن المشاكل راكبه راسه‪..‬‬
‫في يوم من اليام‪ ..‬التقى ببمصدر نور بحياته‪ ..‬كانت بنت‪ ..‬ول كل البنات‪ ..‬فيها الزين والشين‪ ..‬وفوق كل هذا‬
‫اللسان‪) ..‬تبتسم مناير بحزن عميـق( بس تدرين شلون؟؟‬
‫مناير وهي تناظر سماهر‪ ..:‬شلون‬
‫سماهر وهي تتقرب منها‪ :‬ما عليج من كل اللي يصير‪ ..‬مناير‪ ..‬الحب ماهو من ثوبنا‪ .:.‬ول احنا قده‪ ..‬كفاية‬
‫اللي نشوفهم كل يوم متعذبين على شان الحب‪ ..‬خلينا ‪ ..‬نلقي مصيـرنا من غير الحب‪ ..‬جوفي من اي‬
‫داعوس او اي زرنوق بيينا‪ ..‬ل نلحقه‪ ..‬لنه يكسر شوكتنا‪ ..‬خليه اهو اللي يلحقنا‪ ...‬شرايج؟‬
‫مناير وهي تتنهد‪ :‬رايي‪ ...‬رايي انج محتاجة نوووووووووو‬
‫سماهر وهي تتصنع التثاوب‪ :‬اوووه صج اني تعبانة يالله قوو نايت‪..‬‬
‫مناير‪ :‬هههههههه قود نايت‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬اللي هو‪...‬‬

‫كل وحدة ودعت الثانية وهي عارفة ان الحب‪ ..‬ملحق ل يلحق‪ ..‬اهم محتاجين لوجوده بحياتهم ‪ ..‬ماهو حاجة‬
‫ضرورية‪ ..‬بس لسبب معيـن‪ ..‬بدى في بال مناير ان سبب تعاستها اهو غياب مشـعل‪ ..‬ولكن‪ ..‬سبب امتناعها‬
‫عن التفكير بهالتعاسة اهو المدى اللي وصل له مشعل وفاتن ومساعد وجراح ومريم‪ ..‬وحتى سمـاهر اللي‬
‫تكابد في اخفاء مشاعرها الطفولية لجراح‪ ..‬كل هذا شي مكتـوب في القدر‪ ..‬وكل هذا مطلوب في الحياة‪..‬‬
‫حياة بعض الناس يمكن‪ ..‬لكن سبب حصوله كله يرجع الى الله‪ ..‬ومثل ما هو شبكنا‪ ..‬بقدرته الواسعة‪ ..‬راح‬
‫يخلصنا‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-----------------‬‬
‫الصحوة البسيـطة اللي مر فيها مسـاعد كانت مثل اجراس العيد ومصابيح فرح كبيـر في قلب عايلته‪ ..‬لكن‬
‫رجوعه للنوم ترك علمة سؤال كبيـرة في نفـوسهم‪ ..‬جمعتهم كلهم في الدعاء عشان يقوم من يديد‪ ..‬بعضهم‬
‫خاب امله وبعضهم ما زال قلبه يشتعل بهالنووور وهالمل‪ ..‬لكن مريـم كانت متوترة ومنزعجة من اللي يصير‬
‫ويا اخوها‪ ..‬اهي تدري مفتاح صـحوته راح يـكون في وجود فاتن لكن مشكلتين تواجهها‪ ..‬امها اللي مصـممة‬
‫انها تفض عقد الزواج بين مساعد وفاتن والمشكلة الثانية اهو اختفاء فاتن‪ ..‬ولكن نرجع للمشكلة الولى لنها‬
‫اهي المسبب الول للعديد من النزاعات في البيت وانقسامه الى احزاب‪ ..‬ومنها حزب الم وحزب مريم‪..‬‬
‫العلقة تهشمت كليا بين الثنتين في ظرف اسبوع‪ ..‬واللي يوقف مع مريم مرده لمه ال بو مساعد اللي‬
‫مصمم على وقوفه ويا بنته اللي مصممة على بقاء عقد الزواج بين الثنين لمن اهم يفكرون بفضه‬

‫ام مساعد وصوتها يرن بالبيت من عظم قهرها ‪ :‬شوفي مريم‪ ..‬الزواج هذا بينفض يعني بينفض‪ ..‬انا وليه امر‬
‫اخووج وانا ادرى بمصلحته‪ ..‬من البداية ما كانت راضية على هالياهل‪ ..‬والحين ول احد بيهز رايي‪..‬‬
‫مريم وهي تهز ريلها بعصبية وهي تحاول تهدأ نفسها‪ :‬يمة‪ ..‬انتي تتكلمين وكان مساعد ما بيقوم في يوم‬
‫وبيعصف المكان على راسنا لو درى اننا في يوم تحكمنا في شي بحياته‪ ..‬خليه مثل ما اهو‬
‫ام مسـاعد‪ :‬مثل ماهو ؟ ل والله ‪ ..‬هالشي ل بقى جمر يشعل في قلبي ‪ ..‬ل انتي ول ابوج بتوقفوني‪ ..‬علبالكم‬
‫مرتاحة لشوفه ولدي كل يوم بهالحالة‪ ..‬قبل اسبوع بس ريح فوادي وفج عيونه ورد سكـرها‪ .‬هالشي خلني‬
‫احس ان لزم اسوي شي عشان ولدي‪ ..‬وهالشي اهو فض زواجه من هالبنت‪ ..‬ما يبيها‪ ..‬انا ادرى بولدي‪..‬‬
‫بتعلميني في ولدي‬
‫مريم وهي تحس بسخف امها ولكن تحاول انها تتماسك اكثر من جذي‪ :‬يمة ‪ ..‬حتى لو انتي كنتي تبين جذي‪..‬‬
‫انتي مو ولية امر مسـاعد‪ .‬ولي المر اهو ابوي‪..‬‬
‫ام مساعد وهي تمسك منطقة قلبها‪ ..:‬تتحديني يا مريم‪ ..‬انا امج يالميهودة وتتحديني عشان وحدة ل صارت‬
‫ول استوت‪ ..‬وينها ارفيجتج هذي ما تعلميني‪ ..‬شاللي يانا منها غير المشاكل وعوار الراس‪..‬‬
‫مريم وهي تمسك راسها من شدة اللم ولن الموضوع والكلم يوميا يتكرر على نفس المحور وهذا الشي‬
‫زهقها‪ :‬يممة بسنا ‪ ..‬كل يوم نعيد ونزيد في هالموضوع‪ ..‬انا ما سوي اللي اسويه عشان فاتن مع انها عزيزة‬
‫على قلبي‪ ..‬لكن اخوي اعز‪ ..‬يمة انتي ما شفتيه لكن انا بلى‪ ..‬مساعد يحب فاتن اكثر من هالدنيا كلها ولو‬
‫شنو سوت له‬
‫ام مساعد بصوت عالي يهز المكان‪ :‬دوشتووونا بهالحب والله ما يسوى علينا‪ ..‬حب وحب وحب؟‪ .‬يابوج مافي‬
‫حب بهالدنيا ‪ ..‬سمعي كلمي وانا امج‪ ..‬ول حب بهالدنيا يتبارك لو ام او ابوو مو راضيين على هالحب‪ ..‬انا امج‬
‫وماني راضية على اخوج وعلى اللي سواه‬
‫مريم وهي منصدمة‪ :‬يمة مسـاعد ب عده على هالدنيا‬
‫ام مساعد والدمعة تسكب من عينها‪ :‬بعده على الدنيا لكن بشنو؟؟؟؟؟ عين مسـكرة ومخ ما يدري شصير‬
‫حواليه ‪ ...‬بهالدنيا بشنو يا حسرة قلبي‪ ..‬ل ريل يشد طوله عليها ول ‪. ..‬ااااه يا قلبي ااااه يا حسرة عمري‪..‬‬
‫اتحسر على ولدي وولدي بعده على الدنيا‪...‬‬

‫قعدت ام مسـاعد وهي تنزف من الدمع الغالي على ولدها العزيـز ومريم انتهزتها فرصة انها تفر بدمعها‬
‫ونفورها وكل ما فيها بعيـد عن هالمكان‪ ..‬ركبت السيارة وهي تحمل الغراض والشيلة شوي وتطيح من على‬
‫راسها‪ ..‬اول ما دخلت السيارة وسكرت الباب وراها قعدة لدقايق مع نفسها وهي تسترجع نفسـها بصعوبه‪..‬‬
‫لكن سرعان ما اهتزت اوداجها بموجة صياح يديدة‪ ..‬كلمة من كلمات امها مزقت حشاها ‪ ..‬تذكر امها اكثر‬
‫الشياء حساسيه وجلبا للحزان في قلب الواحد‪ ..‬تولد الشجن في قلب الشخص‪ ..‬مـساعد ماعنده ريل ول‬
‫قدم‪ ..‬معوق لمدى الحيـاة‪ ..‬مع ان الريل الصطناعية اللي اتفقوا عليها زاهبة وعلى قياس طوله الحقيقي‪ ..‬ال‬
‫ان مجرد الفكرة ان العملق مساعد صار انسان معاق‪..‬‬

‫مريم وهي تمسح دمعة ساخنة من على ويها‪ :‬استغفر الله ربي العظيم‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬الحمد لله‬
‫انه على هالدنيا‪ ..‬نتحسر عليه وهو بعده على هالدنيا؟؟ اعوذ بالله من غضب الله‪..‬‬

‫ساقت السيارة وهي تمسح دمعها اللي كل دقيقة يهمل بصمت‪ ..‬توقفت عند محل يبيع ورد وزهر‪ ..‬وخذت‬
‫باقة حلوة تتخالط بين اللونين البيض والصفر‪ ..‬وخذتها معاها لخوها‪ ..‬يمكن الورد اليوم يساعد في حصول‬
‫معجزة‪..‬‬

‫دخلت المستشفى من غير اي تحية مثل قبل‪ ..‬وسارعت لغرفة اخوها تسال عنه‪ ..‬من البارحة المغرب للحين‬
‫ما تعرف عنه اي شي‪ ..‬دخلت المصعد وطلعت منه وفي قلبه حفوز غريب من نوعه‪ ..‬يمكن راجع للمواجهة‬
‫ويا امها‪ ..‬لكن يالله شي متعودة اهي عليه وما راح يضيق خلقها وايد‪ ..‬صح اللي تقوله امها لكن محد له الحق‬
‫انه يتدخل او يتحكم في قرارات شخص‪ ..‬وخصوصا لو كان غائب عن الحيـاة في الفترة الحالية‪..‬‬

‫دخلت الغرفة وهي تبتسم في ويهه‪ ..‬وتخيلت للحظه انه راح يكون مفتح عيونه ويبتسم في ويهها بالمقابل‪..‬‬
‫لكنه كان نايم وعيونه متمددة على طول المنطقة‪ ..‬وويهه ابيض ‪ ..‬يمكن بسبب اللحية اللي نامية له‪..‬‬
‫عطته ظهرها وهي تاخذ المزهرية وتاخذها الى الحمام عشان تمليها ماي وتحط الورد‪ ..‬طالعت روحها لدقيقة‬
‫في منظرة الحمام وابتسمت‪ ..‬شكلها يرعب اللي ما ينرعب‪ ..‬وطلعت من الحمام وهي تحمل المزهرية‪..‬‬
‫والباب يندق‪..‬‬

‫وهي ماسكة المزهرية حاولت انها تفتح الباب‪ ..‬ويوم فتحته كان لؤي عند الباب ‪ ..‬ومعاه شخص ثاني‪..‬‬

‫لؤي بهمس‪ :‬امي موجودة؟‬


‫مريم‪ :‬ل مو هني‪ ..‬في البيت ما يات اليوم‪ ..‬ليش؟؟‬
‫لؤي وهو يتنهد براحة‪ :‬زين وايد زين‪ ..‬سمعيني‪ ..‬حطي اللي في يدج وروحي الستراحة‪ ..‬وياي جراح ويبي‬
‫يشوف مسـاعد‪..‬‬

‫كان لؤي داخل الغرفة ومريم واقفة وياه على الباب تحاول انها تخفي ارتباكها وفرحتها بوجود جراح‪..‬‬

‫مريم وهي تحط المزهرية عند السرير‪:‬دقايق بس احط الورد واروح‪..‬‬

‫توها بتلتفت مريم وتطلع من الغرفة ال شي يتحرك ويجمد كل اوصالها‪ ..‬وفي نفس اللحظة يدخل جراح‬
‫ومعاه لؤي‪ ..‬لكنهم وقفوا عند الباب يوم لحظوا تصنم مريم‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬علمج مريم‪..‬‬

‫لكن مريم كانت عيونها متركزة على جفون مسـاعد اللي ترتجف‪ ..‬وكانها تطالب بالنفتاح‪ ..‬وتنشد النور انه‬
‫يتخللها‪ ..‬وتمت مريم واقفة وهي تماسك قلب يرتجف بالدعاء‪ ..‬وبكل ثانية محسوبة في هالوقت ‪ ...‬ترتجف‬
‫الجفون اكثر‪ ..‬ومن الجفت‪ ..‬الى تحرك بالراس‪ ..‬ومن تحرك بالراس‪ ..‬الى ضرب خفيف من النامل على‬
‫شراشف السرير‪ ..‬تعقدت حواجبه لفترة بسيطة ولكنه بسطها من جديد‪ ..‬ولكن ظلت جفونه ترتجف عشان‬
‫انها تنفتح‪ ..‬ولؤي وجراح اللي نسووو المكان اللي هم فيه للحظة وبهدوء راحو لعند السرير وهم مو‬
‫مصدقين‪..‬‬

‫لؤي بصوت معانق الثارة‪ :‬مريم‪..‬‬


‫مريم ‪:‬اووووش‪ ..‬ل تتكلم‪ ...‬خله على راحته‪) ..‬قربت روحها من اذنه وبصوت مرتجف(‪ ...‬مســــاعد‪ ...‬حبيبي‬
‫يا اخوي‪..‬‬

‫وكاهي الحقيقة تسطع من سواد عينه‪ ..‬واخيـرا‪ ..‬تفتحت البواب واستقبلت الساحات الجماهيـر الغفيـرة‪..‬‬
‫ولكنها مردها رمشت من صدمة النور اللي كان مخفي طول هالفتـرة‪..‬‬

‫مريم سكرت ثمها من شدة الفرحة وهي تذرف دمعه ساخنة ولؤي يلمها‪ ..‬وجراح الثاني اللي فرح من قلب‬
‫على هالشي كابد دمع وانحنى لمسـاعد‪..‬‬

‫جراح‪ :‬حيا الله الغايبين‪ ..‬يا مطولين الغيبة علينا‪..‬‬

‫فتح مسـاعد عيونه بكل هدوء من يديد وهو يناظر اللي حواليه‪ ..‬كل شي كان ظبابي‪ ..‬ويمكن غريب او غير‬
‫مألوف‪ ..‬ولكنه يوم لقى جراح في ويهه‪ ..‬ابتسم في ويهه لسبب غير معروف‪ ..‬يمكن انه شاف ويه فاتن‬
‫عنده‪ ..‬التفت لقى مريم اللي ما غاب حسها ابدا عن باله طول هالفتـرة‪ ..‬واهداها شي يمكن كانت ما تطلبه‬
‫طول هالثمانية شهور‪ ..‬ابتسامة نقيـة وصافية مشوبه بالتعب والذهان‪..‬‬

‫مريم وهي تشد على يد لؤي‪ :‬روح ناد الدكتور‪ ..‬خله يطمنا‪ ..‬خله يشوف‪..‬‬
‫لؤي وهو مرتبك‪ :..‬ان شاء الله‪..‬‬

‫راح لؤي وتبعه جراح من محل ما يا‪ ..‬والتفت اخيـرا الى مريم لقاها تتجرى وتمسك يد اخوها وتقول له شي‬
‫يقطع القلب‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ل تفج عينك وترد تسكرها‬

‫مسـاعد وهو يحاول يهمس بشي‪..‬‬

‫مريم وهي تحك يده وكانها بارده‪ :‬شفيك‪ ..‬امر ياخوي‪..‬‬


‫مسـاعد وهو يقرب مريم منه‪ ..:‬ماي‪ ..‬ابي ماي‪..‬‬
‫مريم اللي احتارت تعطيه ول ما تعطيه‪ ..‬لكن ل‪ ..‬تخلي الممرضة تعطيه احسن‪ ..:‬خل الممرضة الحين بتييك‬
‫وهي بتعطيك‪ ..‬انا اخاف اعطيك واخنقك‪ ..‬مافيني شدة توك راد لي‪..‬‬

‫ابتسم مساعد وكانه يبي يضحـك‪ ..‬وتمت مريم تناظر في ويهه وهي تراقب صحوته تشتد اكثر واكثـر‪ ..‬وما‬
‫قدرت ال انها تستبرق نظرها بالدمع اللي تخالط بالحلوة ماهي الملوحة من شدة الفرح اللي فيـها‪ ..‬وراقبت‬
‫ملمح مسـاعد الهزيـلة اللي كانت في يوم تحمل عظمـة وشدة في الشخصيـة‪ ..‬مسـأعد كان صارية السفيـنة‬
‫اللي اهي تظن انها محمولة عليها‪ ..‬توازن بين المقدمة والمؤخرة‪ ..‬سبحان الله‪ ..‬وكانه صحى عشان يوقف‬
‫اللي قاعد ينشن ضده وضد فاتن‪ ..‬رب العالمين كريم يمهل ول يهمل‪ ..‬سبحانك يا رب‪..‬‬

‫يات الممرضة وياها الدكـتور بعيلة ولؤي وراهم‪ ..‬جراح ظل واقف بره ينتظر منهم خبر حلو وهو يفكر بفاتن‪..‬‬
‫ومسرع ما يات على باله اختفت البتسامة‪ ..‬فاتن مثلها مثل مساعد‪ ..‬غايبة عن الحياة ‪ ..‬عن حياتهم على‬
‫القل على الرغم من انها على قيد الوعي‪ ..‬لكن وينها؟؟ ول ذرة غبار او هوى تبين خطاها ويقدر الواحد يتبعها‬
‫ويلقيها بعد هالغيبة‪..‬‬

‫اتصلت بذيج اللحظة غزلن على تلفونه‪ ..‬ويوم لحظ الرقم جاوب عليه وهو يتباعد عن المكان لحد ما وصـل‬
‫الى غرفة الستراحة بالطابق‪..‬‬

‫جراح بصـوت مكتـوم‪ :‬هل غزلن‪..‬‬


‫غزلن اللي بعدها يتملكها الخجل من جراح على اللي صار بيناتهم مرة في المـاضي‪ : ..‬هل جراح‪ ..‬وينكم كاهو‬
‫احد من ورشة الضابط عندنا يببي واحد منكم عشان الطلبية‪,,‬‬
‫جراح يناظر الساعة وهو خايب امله‪ ..‬لزم اهو اللي يروح ويخلي لؤي ويا اخوه‪ :‬انا بس الي بيي لؤي ما يقدر‬
‫ايي‬
‫غزلن تظايقت شوي‪ ..‬ما بيي لؤي؟؟ ليش يا ترى ‪ ..‬بس ما حبت كالعادة انها تبين اهتمامها‪ :‬اوكي بس خلني‬
‫اضبط لك كل شي‪ ..‬وانت تعال وباشر‪..‬‬
‫ابتسم جراح‪ :‬اوكي دقايق وانا بالدرب‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬مع السلمة‬
‫جراح ‪ :‬يسلمج‪..‬‬

‫توه بيروح جراح ال تذكر‪ ..‬لزم على القل يخبـر لؤي انه بيروح وما يخليه جذي‪ ..‬ولكن اذا دخل‪ ..‬يمكن‬
‫مسـاعد يسأله عن فاتن‪ ..‬ويا فشلته لو ما كانت عنده اي اجوبة على السـألة‪ ..‬فاحتار بامره‪ ..‬وقرر انه يروح‬
‫واللي فيها فيها‪..‬‬

‫توه بيلتفت ال مريم واقفة وراه عن قرب بسيط ولكن كان اقر ب بالنسبة له لدرجة انه انتفض من الصدمـة‪..‬‬

‫مريم وهي فاتحة عيـونها من نفضته‪ :‬خيـر؟‬


‫جراح وهو يتحاشى ويهها حيا منها‪ :‬خير بويهج‪..‬‬
‫مريم وهي تتفحص الرض ومن بعدها عقدة اصابعها‪ :‬ليش واقف برع‪ ..‬ما خبرناك غريب يا جراح‬
‫جراح وهو يحاول يخفف اللم اللي اجتاحه من كلمها‪ :‬ل بس كان عندي خط ‪ ..‬خبري لؤي اني بمشي الحين‬
‫مريم وهي تناظره بخيبة‪ :‬ليش؟؟ تو الناس‪ ..‬مسرع ما بتروح‬
‫جراح وهو ينبذ خيبتها من نفسـه ‪ :‬ل عندي شغل بالورشـة‪ ..‬خبري لؤي ‪ ..‬يالله مع السلمة‬
‫مريم وهي تودعه بدمعها الي ذرف اول ما عطاها ظهره وراح عنها‪ :..‬في امان الله‪....‬‬

‫وقفت لدقيقة مكانها وهي تحس بالذنب يكتسحها ‪ ..‬لشي اهي ما اذنبت فيـه‪ ..‬ولكن عقاب جراح كان واضح‬
‫من اسلوب معاملته‪ ..‬يا هو عقاب‪ ..‬او هذا جفاه صوبي لنه يبي يواصل حيـاته بعيـد عني‪ ..‬مسحت دمعتها‬
‫الحزينـة وردت مكانها الى الغـرفة‪..‬‬

‫توها بتدخل ال لؤي في ويهها‪ :‬مريم‪ ...‬صبري ‪) ..‬بهمسـ(‬


‫مريم وهي مستغربة‪ :‬ليش شفيـك؟‬
‫لؤي وهو يطالع يمين ويسار وكانه يدور احد‪ :.‬وينه جراح؟‬
‫مريم وهي تتذكر اللي نسته في لحظة‪ :‬راح‪ ..‬عنده شغل بالورشة‪.‬‬

‫طالعها لؤي بنظرة غير مفهومة‪ ..‬وكانه انتبه لدمعها المخفي بعناية‪..‬‬

‫مريم وهي تحاول تتكلم بصورة اخف حزن‪ ..:‬شفته وقال لي اوصل لك هالخبـر‪..‬‬
‫لؤي ابتسم لها ومرة وحدة تذكر شي‪ :.‬صج‪ ..‬ل تدخلين‪..‬‬
‫مريم وهي تناظر لؤي بشبه ضحكة‪ :‬ليش ؟؟‬
‫لؤي وملمحه تكتسح بالجديـة‪ :‬لن اخوج من بعد كلمة ماي‪ ..‬قال وينها فاتن‪ ..‬وانا بصراحة ما كان عندي‬
‫جواب مقنع‪ ..‬فقلت له بروح الحمام‪..‬‬

‫مريم وهي شوي تضحك على لؤي لكن اهم قاعدين يواجهون اللي كان لزم يستعدون له‪ ..‬الجوبــة‪ ..‬اللي‬
‫بعضها راح ما يعجب مسـاعد‪ ..‬وبعضها راح يثوره‪ ..‬لكن فوق كل هـذا‪ ..‬حقيقة وضعه الجسدي الحيـن‪..‬‬

‫مريم وهي تفكر ويدها عند جبينها‪ :‬الحين خلنا من سالفة فاتن‪ ...‬خلنا نفكر باللي صاب ريله!! ل نستعيل بردة‬
‫فعله عن شي يمكن يكون اهون من شي ثاني‬
‫لؤي وهو يتكلم بثقة‪ :‬صراحة لوتبين رايي‪ ..‬ردة فعل مسـاعد عن اختفاء فاتن عن وجه الرض راح يكون‬
‫اعظم من انه ‪......‬‬

‫سكت لؤي لن جسمه ارتعش من الستهانة اللي مرت في قلبه على اللي صاب اخوه‪ ..‬وياته صورة سريعة لو‬
‫كان الحال معكوس وهو اللي كان طايح بل قدم وساق‪ ..‬وارتجفت اوصاله بمعنى الكلمة‪..‬‬

‫لؤي وهو يضم يدينه على صدره‪ :‬اتراجع‪ ..‬صراحة‪ ..‬الله يعيننا من ردة فعله‪ ..‬مادري ليش بس يمكن يتحطم‪..‬‬

‫ناظرت مريم لؤي لدقايق وهي تحاول تلقي حل في هالشي‪ ..‬ولكن ما قدرت ‪ ..‬تمت واقفة مكانها وهي‬
‫تفكـر‪ ..‬شالممكن؟؟ شنو الللي راح يخفف من وطأة الصدمة على مسـاعد في هالموضوع‪..‬؟؟ غير انهم‬
‫كلهم‪...‬‬

‫مريم بسرعة في ويه لؤي‪ :‬بسرعة روح البيت وييب وياك اللي هناك كلهم‪..‬‬
‫لؤي باستغراب‪ :‬ليش حفلة ول ادري‪..‬‬
‫مريم‪ :‬لؤي اسمعـني ول ترادد‪ ..‬روح وهات اللي في البيت كلهم وخلنا كلنا نبين لمسـاعد اننا واقفين وياه‬
‫بهالموقف‪ ..‬ما نبيه يحس انه بروحه‪) ..‬وهي تفكر وعيونها هايمة في‬
‫مكان وحاجبها معقود( اصل انا مادري شلوون فتح عيونه ول خبرنه احد لحد هاللحظة‪) ,,‬ترد للؤي( سو الي‬
‫قلت لك عليه وانا اختك‪..‬‬
‫لؤي وهو ما يبي يروح يختلـق العذار‪ :‬اصل حتى لو ابي ما عندي سيارة‬
‫مريم‪ :‬بل عيارة سيارتي هني‪ ..‬خذها وروح‪..‬‬
‫لؤي وهو يتأفاف‪ :‬انا مو اخوج العود‪ ..‬سمعي رغبتي ول تجبريني‪..‬‬
‫مريم وهي تدفعه الى باب الغرفة‪ :‬جدامي يالله اخوج العود‪ ..‬ويا راسك هذا انا اختك الصغيرة سو اللي ابيه‪..‬‬
‫يلتفت لها لؤي‪ :‬بس اختي الصغيرة اعطف عليج وانا اخوج العود وتتامريني‪ ..‬انزين ل تدزين‪..‬‬

‫يوم دخلت مريم ولؤي كان مسـاعد تحت اختبارات بسيطة ويا الدكتـور‪ ..‬مثل النظر‪ ..‬والعد‪ ..‬والسـالة‬
‫الشخصيـة‪ ..‬وخلل هالسـألة التفت مساعد الى مريم ولؤي وكانه يبيهم في سالفة او موضوع ولكنهم تجاهلوه‬
‫وسحبت مريم جنطتها وطلعت ويا لؤي من الغرفة تحت عيـون مسـاعد اللي تلحقهم بتشوش وعدم‬
‫استقرار‪..‬‬

‫مريم برع الغرفة تسلم لؤي المفتاح‪ :‬روح هات البيت كلهم‪ ..‬نورة وريلها بعد خلهم ايوون‪ ..‬وحتى ابوي دوره‬
‫محل ما تلقيـه‪ ..‬ل تخلي احد ما تييبه‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اله يهداج قبيلة سبارطه كلهم واحد مادري اثنين‪ ..‬انتي بس ل تتداقلين وياه وخليه على راحته ل تجاوبينه‬
‫ول تجذبين عليه‬
‫مريم وهي متوجسة شر‪ :‬مادري يا لؤي‪ ..‬انا خايفة ‪ ..‬مساعد يحصل اللي يبيه‪ ..‬لكن اللي اهو يبيه يمكن من‬
‫اخر الهتمامات اللي عليه يفكر بها‪ ..‬فاتن بتنحل مشـكلتها‪ ..‬اهم شي الحين انك اتييب البيت عشان نقول له‬
‫الخبـر بكل هدوء‪..‬‬

‫راح لؤي وظلت مريم واقفة وهي تسحب نفس عميق وتدخل الغرفة‪ ..‬ويشرد الى سمعها شي من اللي يقوله‬
‫مسـاعد‪..‬‬

‫مساعد بصوت واهن وتعبان ولكن مسموع‪ :‬مادري‪ ..‬احس بخدر في الجزء التحتي من جسمي‪..‬‬

‫الدكتور يناظر مريم وهو عاقد حاجبينه‪ ..‬ولحظ على ويهها اشارة نفي ‪ ..‬يعني ل يخبـره بشي بعد‪..‬‬

‫الدكتور وهو يبتسم ويربت على جتف مسـاعد‪ :‬معليه يا مساعد انت توك صاحي من الغيبوبة‪ ..‬وبعض اجزاء‬
‫جسمك يمكن ما تستعيد حسيتها ال بعد فترة لنك راقد اكثر من ثمان شهور‪ ..‬يعني ماكو اي حركة او تفاعل‬
‫فيها‪) ..‬يبتسم بحرارة( ل تعطي الهم‪ ..‬خل اتكالك على رب العالمين وان شاء الله تلقي خيـر‪) ..‬يلتفت‬
‫لمريم( لكن صراحة انا اغبطك على هالخت‪..‬‬
‫التفت لها مسـاعد بنظرة تعبانة وجفن مسود من الوهن‪ ..‬ومريم تبتسم في ويـهه بهدوء ونقاء‪..‬‬

‫يكمل الدكتـور‪ :‬اختك ما شاء الله عليها كانت من اكثر الناس اللي يمكن تقدر تشكـرهم‪ ..‬احنا سوينا شغلنا‬
‫الطبي‪ ..‬واهي شغلها العائلي‪ ..‬اكثر انسان يمكن تواجد معاك كانت اهي‪ ..‬وبالليل حتى لو تروح يظـل خيالها‬
‫يرعاااك‪..‬‬
‫ابتسم لها مسـاعد وبصوت هادئ ومجهد‪ :‬اهي ملكي الحافظ‪!!.‬‬
‫الدكتور‪ :‬بالضبط‪ .guardian angel ..‬يالله بو الشباب‪ ..‬اخليك الحين‪ ..‬وبرد لك بعد شوي‪_ ..‬يكلم مريم_ لو‬
‫سمحتي الشيخة تعالي معاي شوي‪..‬‬
‫مريم وهي تمسح دمعتها الخفيفة‪ :‬ان شاء الله‪...‬‬

‫راحت عند مسـاعد ومسكت يده وهي تدفيها لنها كانت باردة شوي‪ ..‬غطت جسمه عدل وحكمت الغطاء وهي‬
‫عارفه ان عيونه عليها ‪...‬‬

‫طالعته بحنان‪ :‬نور المكان‪ ..‬بنور عيونك ياخوي‬


‫مسـاعد بابتسامة‪ :‬بنورج يالملك‪...‬‬

‫حاولت انها تتماسك عشان تطلع بهدوء‪ ..‬وقدرت‪ ..‬لمن وصلت لعند الباب ولقت الدكتور متجهم وشكله‬
‫مختلف عن يوم داخل‪...‬‬

‫الدكتـور‪ :‬ما حبيت اخبر اخوج عن سالفته‪ ..‬عشــان ما اخليـه ينصدم‪ ..‬توها الناس بس‪ ..‬اهو مرده بيعرف‪..‬‬
‫مريم وهي تناظر الغرفة بخوف‪ :‬ادري دكتور‪ ..‬وانا خليت اخوي يروح واييب باجي هلي‪ ..‬دكتـور‪) ..‬وهي تصفي‬
‫حلجها ( شخباره اهو الحين؟‬
‫الدكتور وهو يرفع النظارة عن ويهه‪ ..:‬والله اهو جسديا واهن وتعبان‪ ..‬وفاقد اشياء وايد يعني‪ ..‬بس مع العناية‬
‫اللي بتعطونه اياه راح يكون قادر على الرجوع من يديد مثل ما كان‪ ..‬كان رياضي اهو؟‬
‫مريم وهي تتذكر‪ :‬بس سباحة‪ ..‬كانت اكثر شي اهو يواصل عليـها‪..‬‬
‫الدكتـور‪ ..:‬بسبب هالرياضة والنقطاع عنه سبب له ضمور بالعضلت‪ ..‬وفوق هذا اهو فقد جزئين من جسـمه‪..‬‬
‫فلذا العملية راح تكون صعبة‪..‬‬
‫بلعت مريم ريجها بصعوبة‪ ..:‬انزين دكتور‪ ..‬وال‪ ...‬ال‪...‬اجزاء الصناعيــة‪ ....‬موجودة‪..‬‬
‫الدكتور وهو يبتسم بتخفيف‪ ..:‬اذا انتي ما كنتي قوية على هالسبب‪ ..‬تظنين اخوج صاحب المشكلة بيكون؟؟؟‬
‫حاولي انج ما تعتبرينها اجزاء صناعية‪ ..‬هذي الشياء اهي اللي راح تخلي اخوج يوقف على طول مرة ثانيـة‪..‬‬
‫مريم وهي تتمنى المستحيل بهذي اللحظة بما يتعلق بأخوها‪ ..:..‬انزين دكــتور‪ ..‬انا اتمنى وجودك معانا وقت‬
‫اللي بنخبره‪..‬‬
‫الدكـتور‪ ..:‬انتي ل تحطين هم‪ ..‬احنا بنعطيه مهدئات اليوم‪ ..‬وبنخليه علىراحته‪ ..‬يمكن يرقد من تلقاء نفسه ول‬
‫يحتاج الى منومات‪ ..‬لن نومه اللي كان قبل مب طبيعي‪..‬‬

‫راح الدكتـور عن مريم اللي خانتها الشجاعة بهذيج اللحظة انها تدخل على اخوها مرة ثانية‪ ..‬وتمت تروح وتيي‬
‫جدام الغرفة والفكار لعبة براسها يمين ويسار‪ .‬تمنت وجود فاتن بشكل فظيع‪ ..‬على القل الشي راح يخف‬
‫اكثر عليـه‪ ..‬او يمكن حتى العكس بس وجود فاتن مهم بهذي اللحظة‪..‬‬

‫بعد لحظات‪ ..‬قررت انها تدخل واللي فيها فيـها‪ ..‬بتحاول انها ما تعطيـه الي يبيه وتخليه يرتاح‪ ..‬مع انه كان‬
‫براحة طول هالفترة‪ ..‬لكن راحة الواعي تختلف عن راحة اللي في الغيبوبة‪ ..‬يوم فجت الباب‪ ..‬لقت مسـاعد‬
‫مسكر عيـونه ويده مستريحة على بطنه‪ ..‬ولول مرة ‪ ..‬جفنيه مهدلين براحة‪..‬‬

‫قعدت يمه وهي تناظر ويهه الناعم‪ ..‬وتذكرت اليام الطويلة اللي غدرت بينهم بخدعها‪ ..‬وشلون انهم طاحو‬
‫في وسط لعبها‪ ..‬الحمد لله رب العالمين‪ ..‬لكن بعدها الصورة فاظية‪ ..‬واليام بعدها تخون وتغدر فيـهم‪..‬‬
‫بغياب فاتن‪ ..‬السلسلة تتم غير مكتملة‪ ..‬الحلقة اللي تتشابك مع القفلة‪ ..‬مختفية ولزم يلقونها عشان تتسكر‬
‫السلسلة‪..‬‬

‫‪----------------------------------------‬‬

‫كان الصبـــح من اجمل حلته بهذاك الصيـف البارد من نوعه لفاتن‪ ..‬مع ان الناس كلها تتحرك بتململ بسبب‬
‫الحرارة المزعومة‪ ..‬ال انها اعتبرت الصيف في بوسطن من اجمل الفصول‪ ..‬حتى انه يمكن فصـل يديد‬
‫مختلف عن الفصول الربعة‪ ..‬وبما انه اليوم الحد‪ ..‬قررت انها تحمل لها سلة خفيفة من الكل وتمضي في‬
‫دربها طول الساحل وهي تتجول في ارجاء المكان‪ ..‬على وعسـى تنسى او تتناسى من الشياء اللي تجري في‬
‫حياتها‪..‬‬

‫كانت الساعة سبع الصبـح‪ ..‬تماما مثل الوقت اللي يمكن اهي ومسـاعد كانو بيطلعون فيه‪ ..‬او يمكن قبله‬
‫بدقايق‪ ..‬للحين تتذكر الوقات اللي كان يطلع فيها ويرد من بعدها على طول للحمام‪ ..‬اوقات الرياضة اللي‬
‫كان يقضيها‪ ..‬يمكن يحـرق فيـها شي من التوتر اللي كان يسحقهم‪ ..‬ابتسمت لنفسها‪ ..‬يمكن احسن شي‬
‫سوته اهي انها تقطع علقتهم‪ ..‬يمكن ل ردت الديرة تنفصل عنه نهائيا‪ ..‬وتترك في نفسها بقايا الحترام‬
‫لذاتها‪ ..‬وتكون مستقلة بنفسها‪ ..‬وتلقي اهي ومسـاعد الحياة اللي كل واحد منهم يتمناها‪ ..‬ولو كانو الثنين‬
‫اهم منية بعض‪ ..‬لكن في بعض الشياء مهما كانت موافقة ال انها ما تتناسب‪ ..‬ل الوقت ول المكان يقبلهم‪..‬‬

‫في نفسها قالتها وهي تحس بحرقان بعينها‪ ..:‬يمكن في حيـاة ثانية‪..‬‬

‫طلعت من المنطقة الي هي فيها‪ ..‬ووقفت بالشارع تنتظر تاكسي يمـر عليها وتروح الى المكان اللي اهي‬
‫تبيه‪ ..‬لكن وهي واقفة سرعان ما تابعت مشيهاا‪ ..‬لمن وصلت الى بـارك وسط منطقة تسوقيه‪ ..‬شبه الخالية‬
‫من الناس‪ ..‬ال اهي ‪ ..‬وكانت الشمس بعدها توتعي بكسـل‪ ..‬فرشت لها بسـاط‪ .. ..‬وقفت شوي وهي تتمتع‬
‫بالمكـان‪ ..‬ابتسمت‪ ..‬وقعدت على الرض‪ ..‬وهي تحكم شالها اللي على راسها بحيث ان ول شعرة تطلع‪..‬‬
‫قعدت‪ ..‬وهي تطلع من الجنطه اللي حاملتها الرواية الخفيفة اللي كانت تقراها‪ ..‬العظيم قاتســبي كان‬
‫اسمها ‪ ..‬مع ان القصة تحمل الخراب الثقافي والخلقيات المنحلة محايطة قصة حب نابعة من قلب رجل‬
‫عظيم الى امراه ما تستحق جزء من هذي المشاعر لن الماديات طغت عليها‪ ..‬فاستغربت فاتن‪ ..‬هل يمكن‬
‫لرجل بهالزمان انه يكون عاشق ومتفاني بحبه؟؟‬

‫تركت القصة ببرود وهي ترجع الى نقطة بدايتها ونهايتها‪ ..‬مسـاعد‪ ..‬كاهو مسـأعد عاش اكثر من ‪ 12‬سنة وهو‬
‫يحب عمتي عالية بحياتها وبموتها‪ ..‬اذا كان هناك جاي قاتسبي‪ ..‬فهني ‪. ..‬بحياتي‪ ..‬مساعد الدخيـلي‪..‬‬

‫كانت تطارد احلم وتخيلت مع مشـعل يوم كانت بعدها تظن ان الحب بالنظرات والهمس والحلم والكلمات‬
‫العذبة اللي ما يتكرر صداها ال بداخل القلب‪ ..‬لكن ويا مسـاعد عرفت ان للحب تاريخ ومعاني وتجسيد‪..‬‬

‫فاتن وهي تبتسم بحرقة ما تدري لمتى بتظل فيها‪..:‬كنت انا اللي ارفض وجودك بحيـاتي‪ ..‬والحين اتمنى لو‬
‫اني بس كنت عالية‪ ..‬عشان اكون هالجزء اللي ل يتجزأ منك‪..‬‬

‫‪---------------------------------------------------‬‬

‫غصــة الم عميـقة للقلب‪ ..‬شفتين مرتصتين بعنف من شدة الخبر اللي وقع‪ ..‬يا الله‪ ..‬ما كو شي اعظم من‬
‫هالشي ‪ ..‬ان ما كان على حد‪ ..‬فهو عليه‪ ..‬سكر عيونه بشده وهو يقبض على شراشف السرير بقهر وغضب‬
‫عنيف‪ ..‬دفع الدمع الحار من دفق عيونه الى زاوية عينه فالى عارضه‪ ..‬ومريم تراقب كل هذا بحسرة وهي‬
‫لصقة في لؤي اللي كان شكله علمة من علمات حزن الدنيا‪..‬‬

‫ام مسـاعد كانت لمة روحها وهي تحاول انها تهدي نفسها وتشجع ولدها‪..‬‬

‫وبعد لحظات اشبه بالرحا وهي تدور وتحك كل المشاعر معاها نطقت شفاه مسـاعد بهمس حارق‬
‫للحنجرة‪ ....:‬مبتــورة؟؟؟؟؟؟؟ مبــــتورة‪ ....‬يا الله‪ ...‬عفوك‪....‬‬
‫الدكتور وهو يهز راسه اسف بخفة ويحاول انه يشرح لمسـاعد اللي ما كان في هالدنيا‪ : ..‬يا مسـاعد‪ ..‬لزم‬
‫تكون شاكر لله عز وجل ان الضرر ما اخذ حياتك‪ ..‬اخذ اعضاء مهمة من حياتك لكن انت بتتعوض والعوض عند‬
‫الله‪ ..‬أذكر ربك واذكر مصايب غيرك تهون عليك مصيبتك‪..‬‬
‫مسـأعد وهو يفج عيونه بعجز عميـق يظهر لول مرة بعيونه الجميلة اللي اكتسحت بحمرة الحتراق اللي‬
‫مشــــلول؟؟؟؟ معــــأق؟؟؟‬
‫فيه‪ِ ...:‬‬
‫الدكتــور وهو يخفف‪ :‬مبتورة اعضاءك لكن مفاصلك سليمة ولله الحمد‪ ..‬انت ما تعطل فيك وتلف اهي‬
‫العضلت والوردة‪ ..‬وعشان اننا نوقف النزيف اضطرينا الى بتر الساق في اليسار‪ ..‬والقدم في اليمين‪...‬‬

‫مســاعد تاوه وياليته ما تاوه لن من بعدها ناحت امه‪..‬‬

‫مريم وهي بدمعها عند الدكتور‪ :‬بس يا دكتور‪ ..‬يكفيه اللي فيه‪ ..‬ل تزيد عليه‪..‬‬
‫الدكتور بعقلنيه‪ :‬يا مريم بدل ل تبجين على اخوج لزم تيببين‪ ..‬صراحة انا مادري شقول لكم‪ ..‬بس يا‬
‫مسـاعد ‪ ..‬هذا شي اشبه بالصفر بالنسبة لحادثك الخشن‪ ..‬صج انها نتيجة مأساوية لكن انت بعدك تتنفس‪..‬‬
‫مســـاعد وهو يسكر عيونه بس بشكل اخف لكن الدمع ما جف من عينه‪ ..:‬ل حول ول قوة ال بالله‬
‫الدكتور وهو يمسك يده المشدودة‪ :‬اي‪ ..‬اي اذكر ربك يا خوي‪ ..‬الدنيا بعدها بخيــر‪ ..‬وبعدك على هالدنيا‪..‬‬
‫وهذي نعمة من ربك‪ ..‬قول الحمد لله‬
‫مســاعد وهو يحاول يتخيل نفسه بل ريل ‪ ..‬وكل ما تخيل تذوب مهجة من مهجاته‪ ...:‬الحم‪....‬الحمـــد للـــ‬
‫لله‪ ..‬الحمد لله ‪ ...‬الحمد لله‬

‫اخذ نفس عميق وغطى ويهه بيدينه وهو يمسح البلل اللي غطى ويهه بشكل بسيط‪ ..‬مسح خشمه وهو يحاول‬
‫يتناسى الحرارة العظيمة اللي اكتسحت ويهه من الصدمة‪ ..‬حاول انه يتماسك بس ماقدر ال انه يلقي فاتن‬
‫بعيونه‪ ..‬مرر نظره على الموجودين‪ ..‬حتى مريم ما كانت تقدر انها ترضيه بوجودها‪ ..‬اهي المهمة فليش اهي‬
‫الوحيدة البعيدة‪ ..‬؟؟؟ ليش؟؟؟‬

‫مسـاعد بصوت هامس‪ ..:‬ابي اكون بروحي‪....‬‬


‫الدكتور وهو يقترب منه‪ :‬نعم؟؟‬
‫مســاعد وهو يسوي ملمحه ويتكلم بصوت مرتجف ولكن مسموع‪ :‬ابي اكون بروحي‪ ..‬خلوني لحالي‪ ..‬ابي‬
‫اكون بروحي‪...‬‬
‫ام مسـاعد‪ :‬يمة ل تسكر الدنيا بويهك‪ ..‬انت بعدك شباب‪..‬‬
‫مريم على طول استجابت لخوها وحملت لؤي على انه يطلع وياها من الغرفة‪ :‬يالله لؤي‪ ..‬خلنا نطلع‪ ..‬يمة ‪..‬‬
‫خلينا نطلع‪..‬‬
‫ام مسـاعد تكلم ولدها وقلبها ذايب‪ :‬يمة انت ثمن عمري اللي مابيه يروح‪ ..‬ل تبعدني عنك يا وليدي‪..‬‬
‫ومساعد منهد حيله من اللي توه سمعه ما قدر انه يسمع كلم امه اكثر فحاول انه يبتسم بقتل الروح‪ :‬يمة ‪..‬‬
‫مافيني شي بس‪ ..‬خليني بروحي واللي يسلمج‪ ..‬وبناديج بعد شوي‪ ..‬خليني بس‪....‬‬
‫ام مساعد‪ :‬يمة اخليك وين اروح؟؟ وين اقط براسي‪..‬؟؟ يمة تدريبي روحي وولعي بك‪ ..‬ل تبعدني عنك‪..‬‬
‫حملتك تسع شهور ما تظن اني اقدر احمل همك يا يمة العمر كله‪..‬‬

‫سكت مسـاعد وخارت قواه وسكر عيونه وهو يريح راسه وهد لنفسه العنان بانه يبجي‪ ...‬مايدري ليش قاعد‬
‫يبجي‪ ..‬ولول مرة يبجي على خيبة امل بحيـاته‪ ..‬مع انها مليانة بالخيبات‪ ..‬لكن كلم امه كان من اللم الي‬
‫خله يهد نصف اللي حاول يبنيه في هاللحظات من الصبر والهدوء‪ ..‬ومريم اللي ما طاقت حال اخوها راحت‬
‫لمها تونسها بالهداي‪..‬‬

‫مريم‪ :‬يمة ‪ ..‬وللي يسلم عمرج‪ ..‬خليه بروحه‪ ..‬لبي له هالشي‪ ..‬خليه وانا بقعد وياج برع‪ ..‬بننتظره لمن اهو‬
‫ينادينا‪..‬‬
‫ام مسـاعد تناظر بنتها وتهمس لها بكره‪ :‬كله من تحت راسها‪ ..‬الله ل يوفجها محل ما حطت بريلها‪ ..‬الله ل‬
‫يوفجها اللي يابت لولدي السقم‪ ..‬الله ل يوفجها‪ ...‬ويحر قلب امها عليها مثل ما حرت قلبي على ولدي‪..‬‬

‫من فظاعة كلمات ام مساعد مريم ابتعدت عنها وكانها واقفة يم كتلة من المشاعر السلبية وما تمنت بذيج‬
‫اللحظة ان هالكتلة اللي كانت في يوم كلها حنان وبهاللحظة كتلة من القساوة انها تكون امها‪ ..‬لمت يدينها‬
‫مريم وضربت في اخوها اللي كان واقف وراها‪ ..‬اللي هو الثاني حس ان امه نطقت بشي سام‪ ..‬من جذي‬
‫مريم تصلبت ‪ ..‬مسك مريم وحاول انه يطلعها وياه‪ ..‬ولكن عيون مريم كانت باسف موجهه على امها اللي‬
‫كانت لمه اختها الثانية ويا زوجها‪ ..‬وكلها دقيقتين‪ ..‬ويطلع الكل من الغرفة‪...‬‬

‫وساوس‪..‬؟؟ شياطين؟؟ عجز؟؟ قلة حيــلة‪ ...‬يمكن يكون كل شي‪ ..‬ويمكن يكون ول شي‪ ..‬لرجل قبل‬
‫لحظات من اللي يقدر يتذكرهم كان قادر على كل شي ومنها الوقوف‪ ..‬ولكن الحيــن‪ ..‬عاجز ومعاق ومشوه‪..‬‬
‫يالله‪ ..‬في عقاب اكبر من هذا‪...‬؟؟‬

‫يمكن حتى اختفاء فاتن لحد هذي اللحظة وغياب اخبارها واسالته اللي تركوها بل اجابات يعادل نصف‬
‫هالمعاناة‪ ....‬فتح عيونه وهو يحاول انه يرجع نفسه من الكابوس للي عاشه للتو؟؟ مو معقول‪ ..‬انا ‪ ..‬اللي‬
‫كنت في يوم‪ ...‬ل حول ول قوة ال بالله‪ ..‬ل حول ول قوة ال بالله‪ ..‬ظن انه مرتاح على السرير‪ ..‬لكن ليش‬
‫يحس بالتكبيل‪..‬؟؟ كل طرف وكل جهة مكبلة شي من مشاعره‪ ..‬الغضب‪ ..‬والقهر‪ ..‬والحزن‪ ..‬والسى على‬
‫حاله‪ ..‬ماكو واحد مثلي بهالدنيا؟ وان جان في‪ ..‬ماظن نفسي‪ ..‬معاق‪ ..‬معاق‪..‬‬

‫ظلت الكلمة تدور في باله مثل الطاحونة‪ ..‬وبنفس الطريقة مرت اللم ال انها كانت تطحن شي بداخلها ‪..‬‬
‫وفاتن؟؟ كل الحقاد والغضب والعنف توجه صوبها‪ ..‬وينج يا فاتن؟؟ لكن انتي شنو بحياتي لو ييت أسال نفسي‬
‫صح‪ ..‬انتي شنو بحياتي‪ ..‬غير باب لللم والحزان والجراح‪ ..‬وجرح مفتوح ما يندمل‪ ..‬مثلج مثل عمتج‪ ..‬راحت‬
‫وخلتني بعد ما كنت متيم لحد الجنون بها‪ ..‬كل شي انا صرت عليه اليوم‪ ..‬يرجع لها‪ ..‬وييتي انتي‪ ..‬وبكبر سني‬
‫خليتيني مثل الطايش اللي عمره ‪ 16‬سنة‪ ..‬قد ما حبيتج‪ ..‬ودي الحين لو اني اموتج على يديني‪...‬‬

‫بهمس قاتل وبعين دامعة نطق اسمها من بين قضبان عاجية‪ ..:‬فاتن‪ ...‬فاتنـ ‪ ...‬فاتـــن‪..‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫مرت اليام‪ ..‬والحال ما تغيــر‪ ..‬ال برجوع مسـاعد الى الدنيا وتقهقر القوى الكبيـرة‪ ..‬كان عاكف عن كل‬
‫النشطة‪ ..‬وكان وجوده بالمستشفى تحت الختبار فقط ل غير‪ ..‬وهالختبار بعده ما صار لنه يرفض رفض‬
‫قاطع انه يلبس العضااء الصطناعية ومريم ما قدرت انها تقعد معاه خمس دقايق على بعض‪ ...‬حتى‬
‫لوقعدت‪ ..‬ما راح تلقي ال الصمت والهدوء والفراغ‪ ..‬من بعد ما كان قمة في الحيوية والنشغال‪ ..‬صار‬
‫مساعد تمثال من العصور الحديثة‪..‬‬

‫ماقدرت انها تفتح معاه موضوع‪ ..‬كل اللي تقدر تسويه لمن يلقيها بعينه البتسام اللي كان يجابلها بنظرات‬
‫متسائلة‪ ..‬لكن يرد يمسح ويهه بيدينه العريضتين ويذكر اسم الله في نعيم وكانه دوى قاتل لللم‪ ..‬وهو مدمن‬
‫عليه‪ ..‬وكان اسم الله اهو اللجام الوحيد للقهر اللي يحاول يتغلغل فيه‪..‬‬

‫ولكن في يوم‪ ..‬مرت الحداث فيه بسـرعة الغيوم في نهار خريفي‪ ..‬تعلن عن قدوم رياح وامطار‪ ..‬من الدمع‬
‫او من العواصف‪ ..‬من الراحة او العذاب‪ ..‬ولكن اللي فيها راح يكون الفيصـل لمعظم المور‪..‬‬

‫بدى هاليوم في الورشة‪ ..‬او بالحرى المكتب الرئيسي لتجارة جراح ويا الشباب‪ ..‬كان لؤي قاعد في المكتب‬
‫وهو حامل قطعة خشب محفورة بعناية ‪ ..‬تعتبر كسامبل يقدمونه لنوع من انواع النجارة اللي يتخصصون فيها‪..‬‬
‫كان يناظر الضوء اللي يتخلل هذي الحفر الصغيرة‪ ..‬كيف ان هالحفر على الرغم من صغرها ال ان يتخللها‬
‫نووور وشعاع طويل يمتد الى الرض ويكسر الرض ويتخللها‪ ..‬ابتسم لؤي بحزن‪ ..‬وهو يحس كيف ان هالنور‬
‫قاعد يضيع من حياتهم‪ ..‬ما عادت ساكنة‪ ..‬ل قبل ما يصحى مساعد ول الحين‪ ..‬ظن انه راح يرجع له اخوه من‬
‫بعد وعيه لكن‪ ..‬خسره اكثر واكثر‪ ..‬لن وجود مساعد بهاللحظة يثير الحزان اكثر من قبل‪ ..‬فهو واعي‪..‬‬
‫ويسمع ويتنفس ومفتح عيونه‪ ..‬لكن فكره مو في هالدنيا‪ ..‬فكره في مكان ثاني‪ ..‬في عجزه اللي للسف‬
‫الشديد خيب امال الكل ‪ ..‬كلهم ظنوا ان مساعد راح يقوم من هالمشكلة بقوة‪ ..‬ال ان مساعد الشبه‬
‫بالصخرة اللي يركزون عليها‪ ..‬بين لهم انه مجرد انسان‪ ..‬عاطفي وحساس وله من عظيم المشاعر اللي‬
‫يمكن تجمد الدم ‪ ..‬لنه بس عظيـم‪ ..‬ولنه‪ ..‬قليل الحظ‪..‬‬
‫دخل جراح اللي كان مشغول ومزحوم لن الشغال بدت تكثر والظاهر انهم لزم يوظفون ناس اكثر‪ ..‬لن‬
‫غصون حامل وما تقدر تحظر معظم اليام‪ ..‬دخل والقلم عند اذنه يسحبه ويروح عند مكتبه ال يتفاجآ بلوي‬
‫اللي كان يظنه ما حظر الشغل‪..‬‬

‫جراح بصدمة‪ :‬لؤي؟؟ هذا وانت هني؟؟ وينك والله ذبت انا اليوم الجوو حار وماقدرت اظل اكثر هناك‬
‫بالورشة‪...‬‬
‫لؤي وهو يلوح بالخشبه بالضوء وكانها مضرب بيسبول‪ ..:‬مالي خلق‪..‬‬
‫جراح وهو يكسر حاجبينه من التعب‪ :‬ي‪ ..‬وين لك خلق‪ ..‬خلص تعودت على الركادة‪ ..‬وينها لؤية اللي كانت‬
‫تشيل المكان على راسها‪ ..‬راحت خلص‪ ..‬بحححححح‪ ..‬يا بعد جبدي يا لؤيه‬
‫لؤي للي كانه استرد روح المرح اللي فيه‪ :..‬انت تعرف شلون تردها‪ ..‬شوية دلع‪ ..‬وشوية دلل‪..‬‬
‫جراح وهو فاج عينه‪ :‬استح على ويهك شزود دلع ودلل بعد وانت من ثمان شهور بس وجه ضاحك في المكان‬
‫لؤي يبتسم بحلوة‪ :‬بعد شتبي‪ ..‬انا الصورة الحسنة اللي تحملها انت في المحل‬
‫جراح وهو يرسم على الورقة‪ :‬الظاهر اني لزم احطك اعلن‬
‫لؤي وهو يتخذ وضعية تمثيليه‪ ..:‬ورشتنا‪ ..‬لجمل الثاث‪ ..‬واكثره اناقة‪ ...‬صادقونا‪ ..‬فصداقتنا‪ ..‬ابدية‪..‬‬
‫هاهاهاهاي‪.‬‬

‫وطرقات على الباب ولؤي بعده في روح التمثيل‪ :..‬تفضـــل‪ ..‬يا صديقنا البدي‪..‬‬

‫دخلت غزلن وهي عاقدة حاجبينها من الصوت الرخيم الي تسمعه‪ ..‬ولحظت لؤي قاعد على المكتب بوضعية‬
‫غريبة بعض الشي‪ ..‬وهو يناظرها اول بنظرة الوضعية لكن سرعان ما تحولت الى نظرة لؤي للي من يشوف‬
‫غزلن‪ ..‬تتعقد حواجبه وتعانق نظراته مراااار الى الرض‪..‬‬

‫بصوت هادئ‪ :‬صباح الخير‪..‬‬


‫لؤي‪ :‬مساء النور‪..‬‬
‫استغربت غزلن‪ :‬لكنه صباح‪..‬‬
‫لؤي وهو يناظر الجهة الثانية‪ :‬وانا ابيه مسـاء‪..‬‬
‫غزلن بصوت خافت‪ :‬كيفك‪ ..‬جراح‪ ..‬يبيك واحد برع من وكاله الشماس‪..‬‬
‫جراح وهو يتنهد بعجز‪ :‬بعد‪ ..‬ولله رحموني ماقدر اطلع اكثر خست بالشمس‪..‬‬
‫غزلن بصدمة‪ :‬عيل تبوني انا اطلع للريال‪..‬‬
‫هب على ريله لؤي‪ :‬ل تروحين للرياييل ول الدراهم‪ ..‬خليني انا بروح له‪) ..‬يطالع جراح اللي مبتسم شوي( اي‬
‫اي‪ ..‬افرح‪ ..‬خلص‪ ..‬يعني انا ماقدر اخذ اجازة من هالشغل‪ ..‬يخترب كل شي على راسكم‪ ..‬والله يايبكم‬
‫وناسيكم ول ادري‪ ...‬اممممف عليها من عيشه‪ ..‬ويلي عليج يا رووحي‪..‬‬

‫طلع لؤي وجراح يضحك عليه وحتى غزلن اللي كانت هايمة في خفة ظله‪ ..‬وجراح الي كان يضحك انتبه مرة‬
‫ثانية لوراقه وما حتى حس لوجود غزلن اللي واقفة ال بعد ما طالت وقفتها في الغرفة‪ ..‬فرفع راسه وهو‬
‫يناظرها‪ ..‬كانت واقفة وهي تطالع المكان اللي طلع منه لؤي‪ .‬واستغرب منها جراح ‪ ..‬فهذي طبعا مو اول مرة‬
‫يشوف فيها بوادر الهتمام من غزلن للؤي‪ ..‬بس هذي المرة كانت جدامه‪ ..‬ويمكن استغرابه كان ان غزلن ما‬
‫هربت من المكان اللي اهو فيه‪ ..‬فظل يطالعها وهو على وشك البتسام‪..‬‬

‫انتبهت له غزلن وهي تحمل علمات ابتسام خفيفة على ويهها‪ : ...‬ردت الروح للمكان ‪..‬‬
‫جراح وهو يطالع الوراق وهو يبتسم‪ :‬الظاهر جذي‪) ..‬يناظرها بمكر( للمكان ول‪ ..‬لنا كلنا‪..‬‬
‫تناظره غزلن بكل عفوية وتلحظ نظراته الماكرة‪ ..‬فرمت بنظراتها المليانة حيا على الرض‪ :‬يعني اهو‬
‫شريج ‪ ..‬وله مكانه الخاص وابداعه‪ ..‬و‪ ...‬كلنا‪ ...‬نتمنى وجوده‪ ...‬و‪) ....‬وكان جبينها عرق( الجو حار اليوم‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم بملء ثمه وعيونه على الوراق‪ :‬اي‪ ..‬الظاهر ان اليوم حرارته غير طبيعيه‬
‫غزلن اللي ميتة من النحراج‪ :‬صح‪ ..‬على العموم‪ ..‬انا بطلع الحين‪ ..‬بروح مكتبي‪ ..‬عندي وايد اشغال اسويها‪..‬‬
‫جراح وهو يناظرها بحنان اخوي‪ :‬انا مـتأكد من هالشي‪..‬‬
‫غزلن بحياها تنسحب‪ ..:‬اشوفك على خير‪..‬‬
‫طلعت من المكتب وهي تحس بالحرارة في ويهها من الحراج اللي تصاعد فيها‪ ..‬جراح ويا هالويه الغبي‪..‬‬
‫يبتسم‪ ..‬وكانه اللي يفكر فيه صح‪ ..‬انا ابدا مو معجبة بلؤي‪ ..‬بس احيي روحه المرحة في المكان‪ ..‬له طابع‬
‫سسسس‪..‬‬ ‫خاص‪ ..‬اووووف الحين انا وين اودي ويههي عن جراح‪ ..‬الله يلعن بليسه ب ٍ‬

‫‪------------------------------------------‬‬

‫خالد اللي رد البيت يعالج جرح صابه من الورشة قاعد والمكيف يضرب على ويهه ولكن ابد ‪ ..‬كل هالهوى‬
‫اللطيف ما يأثر على هالجو الخانق والمقطر للعرق‪ ..‬لف الجرح البسيط اللي في يده باحكام‪ ..‬وتوجه للثلجة‬
‫او للمطبخ‪ ..‬يمكن يلقي خالته لمختفية لكن لء‪ ..‬ما لقى احد هناك ال الماي اللي يقطر من الحنفية‪..‬‬

‫طلع له عصيـر بارد يشربه وحمله وياه لعند الباب الوراني عشان يطلع من البيت ويرجع للورشة‪ ..‬توه بيركب‬
‫السيارة ال وحركه في بيت النهيـدي‪ ..‬هذا البيت اللي اتسم بالسكون طول فترة جالت فيه حركة‪ ..‬بانت في‬
‫بال خالد انها يمكن ايماءة من خياله ‪ ..‬ترجع له شي من الحنين الي فيه‪ ...‬لكن لء‪ ..‬ظل واقف دقايق وهو‬
‫يحاول انه يتلقى شي لكن ابد‪ ...‬وتوه يدخل السيارة مرة ثانية‪ ..‬ظل قاعد فيها وهو يتنفس الصعداء من‬
‫الذكريات اللي خاض فيها‪ ..‬وناظر الدبلة اللي كان رابطها عند منظرة السيارة من جدام‪ ..‬نفس الخاتم اللي‬
‫عطاااه لسماء يوم اللي راحت‪ ..‬رابطه في السيارة‪ ..‬وكل ما يشوفه يذكر سماء‪ ..‬ويذكر قلب سماء الكبير‬
‫المعطاء‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬يذكر شوقه للسماء اللي من راحت‪ ..‬راحت معاها كل الحماية وكل الحنان‪..‬‬

‫طرقات خفيفة على السيارة ولكن تجفل خالد بقوة‪ ..‬كان عزيز‪ ..‬اللي كل ما ايي له ‪ ..‬يزيد بالنفجار‬
‫اللحمي‪ ..‬ل بل الشحمي‪..‬‬

‫نزل له الجامة‪ :‬بسم الله‪ ..‬كل هذا ويه‪ ..‬عنبو دارك خرعتني‪..‬‬
‫عزيز اللي صوته بدى يخشن‪ ..:‬هاهاهاي‪ ..‬مو ناقص ال صوت النذار‬
‫خالد يشغل السيارة‪ :‬انذار‪ ..‬يابوك صفارة تكفي‪ ..‬وقع لقدام اللي يهز الول والتالي‬
‫يدفع عبد العزيز خالد الي في السيارة‪ :‬هي انت قاعد تتغشمر على من؟؟ عز ودلل هذا‬
‫خالد يقلد على ويه عبد العزيز‪ :‬عز ودلل؟؟ عز ودلل يا جبل الشحووم‪ ..‬ارحم روحك‪ ..‬ارحم شباب يا ميووع‬
‫الفريكان‪ ..‬والله لو يقطونك للسود يسون عليك عزيمة لشهووور‬
‫عبد العزيز يضرب خالد مرة ثانية‪ :‬يووووز لاا‪..‬‬
‫خالد يناظره بحمق‪ :‬ل تطق‪ ..‬خاف علي من يدك‪..‬‬
‫عبد لعزيز يبتسم وويهه محمر من الحر‪ ..:‬اقول‪ ..‬قطني عند راعي البريد‪..‬‬
‫خالد‪ :‬بعد بريد‪ ..‬ارحم روحك يا عزيز البيت بدى يظيييج علينا بسبتك‪..‬‬
‫عزيز‪ :‬انت اسكت وخذني لراعي البريد‪ ..‬قبل ل ايوون ايمنوه والسبال الثاني‬
‫خالد‪ :‬اركب‪ ..‬لكن ها‪ ..‬شوي شوي على السيت ‪ ..‬السيارة بعدها بقراطيسها‪..‬‬

‫يدخل عبد العزيز بقوة الى السيارة ويهزها شوي بوزنه الزائد‪ ..‬وخالد يمسك على قلبه‬

‫خالد‪ :‬هذا شوي شوي؟؟ قلبت السيارة بيت الهزاز؟؟‬


‫عبد العزيز يضحك‪ :‬اقوووول جم الدخلة ؟؟‬
‫خالد‪ :‬جب ل اشوتك الحين‪...‬‬

‫قالها خالد وعيونه على عبد العزيز‪ ..‬وقبل ل يوجهها جدامه‪ ..‬ردت الحركة في بيت النهيدي ولكن هالمرة الباب‬
‫كان ينفتح‪ ..‬وصار اللي ما توقعه خالد انه يصير اليوم‪ ...‬مشعل طلع من البيت وهو لبس ثياب صيفية خفيفة‪..‬‬
‫وقبل ل يتوجه الى الكاراج لحظ السيارة الواقفة عند بيت بو جراح‪ ..‬كانت سيارة خالد على ما يذكر الواقفة‪..‬‬
‫واللي أكد له هالشك‪ ..‬كان خالد الي طلع من السيارة وهو واقف يطالعه‪..‬‬
‫حامت في ارجاء قلب خالد المنيات‪ ..‬غياب مشعل وتواجده يمكن اخيرا راح يرد اللون للسماء بحياة خالد‪..‬‬
‫ويمكن وراه وهو طالع بتطلع بعد سماء‪ ..‬لكن ل‪ ..‬مستحيل‪ ..‬سماء ما ترد من غربتها وما تيينا‪ ..‬احنا اولى بها‬
‫من كل من‪ ..‬يا ربي‪ ..‬ل تخليها تكون موجودة‪ ...‬موجودة ومأجله ييتها لنا‪..‬‬

‫وقف مشـعل وكانه ينتظر شي‪ ..‬مر في خاطره ومرت معاه خيوط من الذكريات‪ ..‬واتسمت اولى مهاام‬
‫مشعل اللي يا عشانها‪ ..‬طلب المغفرة‪ ..‬والصفح ‪ ..‬من اكثر الناس اللي تسبب بألمهم‪ ..‬يمكن خالد كان‬
‫لسبب في الم من آلم مشعل‪ ..‬ال وهو العلقة اللي انفسخت بينه وبين اخته في وقت من الوقات‪ ..‬لكن يتم‬
‫جرح خالد اكبر‪ ..‬ليش؟؟ ليش وسماء اهي اخت مشعل وشرفه في هالدنيا؟؟؟ هل للشرف اي علقة؟؟‬
‫الشرف شي عظيم‪ ..‬لكن جرح الحب‪ ..‬والبتعاد غصب‪ ..‬شي مؤلم‪ ..‬جربه مشعل في سن صغيرة‪ .‬وجربه‬
‫يوم راحت عنه فاتن‪ ..‬مع انها كانت بطواعيتها‪ ..‬لكن كان يخثن القلب جراحا والم‪ ..‬فما بال خالد اللي‬
‫اكرهووا سماء على فراقه‪ ..‬من اهو مشـعل الي يقدر يجمع ول يفرق بين الناس‪ ..‬الله سبحانه وتعالى اهو‬
‫المفرق والموحد في هالدنيا‪ ..‬مو بني ادم اللي يتحكم بمصائر ادميين ثانيين‪..‬‬

‫تحرك – لذا‪ -‬مشعل بكل هدوء صـوب خالد‪ ..‬وفي نصف الدرب وقف‪ ..‬لن مناير ومساهر اللي ما فاتهم وجود‬
‫مشعل في المكان‪ ..‬وعلى وجود مناير المربك في الساحة تراجع مشعل وهو يسرع صوب السيارة ويركب‬
‫فيها‪ ..‬ويمشي من غير ما انه يلقي بال على احد‪ ..‬ول حتى مناير اللي هي الثانية اللي تجاهلت وجود مشعل‬
‫في المكان بامتياز وتوجهت صوب البيت بعد ما فارقت مناير عند بيتهم‪...‬‬

‫وصلت لخالد اللي كان واقف عند باب السيارة‪ :..‬شفيك واقف في هالشمس‪..‬‬
‫عبد العزيز من السيارة‪ :‬حريتنا ياخي لبوه بريد هذا للي نبيه منك‪..‬‬
‫انتبه خالد‪ :‬اسف‪ ..‬اسف عزوز‪ ..‬بس ماقدر اقطك‬
‫عزيز‪ :‬شنو ما تقدر‪ ..‬ال حذفه حصا‪ ..‬قول ما تبي تخلص البترول يالبخيل‪ ..‬والله انك بينت على حقيقتك‪..‬‬
‫مناير اللي تسائلت عن اللي ينتاب خالد ‪ :‬خالد شفيك؟؟ ليش واقف جذي بهالشمس؟‬
‫خالد يكلم مناير بارتجاف‪ :‬سماء ردت صح؟؟ ردت ول ياتنا صح؟؟ قلبي حاس‪ ..‬حاس ان في شي قاعد يصير‬
‫لكن‪....‬‬
‫مناير‪ :‬اشفيك يا خالد‪ ..‬سماء ل ردت ول شي‪ ..‬ولو ردت مستحيل ما اتيينا لهالحزة‪..‬‬
‫خالد وهو يركب السيارة‪ :‬الناس تتغير على اهلها‪ ..‬شلون على الغراب‪ ..‬كل شي يتغير‪ ..‬كل شي‪..‬‬

‫ركب الموتور خالد وتحرك من المكان وهو يحس بانهيار فيه‪ ..‬خوفه وقلقه ل مبرر له ‪ .‬يعني شلون طرى على‬
‫باله ان سماء ترد وما تمر عليهم قبل‪ ..‬صدق ان الظنون تخيب بالناس‪ ..‬وظنون خالد مخيبة لسماء‪ ..‬للي‬
‫يمكن لو درت‪ ..‬عادي انها تطير نص عقله بالصراخ‪ ..‬فابتسم خالد‪ ..‬وقال في باله‪ ..‬يا ترى يا سماء‪ .‬انتي بعدج‬
‫ما انتي؟؟ تغيرتي ول لء؟؟ غيرتج اليام على القلب اللي عمره ما تغير عليج ال زاد فيج؟؟؟‬

‫‪------------------------------------------‬‬

‫مريم اللي كانت كالعادة من هذا الوقت قاعدة في دار اخوها وهي ساكتة‪ ..‬تناظر الفراغ اللي يحايط الجدار‬
‫وهي تنتظر حركة من اخوها‪ ..‬ول شي يبين انه مستعد لخطوة يديدة‪ ..‬لكن لء‪ ..‬فهو مشغول من جم يوم على‬
‫تأدية ما فاته من الصلة‪ ..‬وكان دؤوب على هالشي‪ ..‬يصلي صلواته القضاء اللي مر بهم في الغيبوبة‪ ..‬ومن‬
‫شدة حرصه على هالشي‪ ..‬اهو جريب على انهاء هالشي‪ ..‬لكن شي في قسمات ويهه بجانب التجلد اللي‬
‫يحاول انه يمسك ملمحه به‪ ..‬شي من القساوة‪ ..‬وشي من التفكير‪ ..‬او التهديد يمكن‪ ..‬مريم تعرف لمسـاعد‬
‫وخبرت ملمحه كلها وهي تراقبها طول حياتها‪ ..‬اهو ما يمر بهالحالة ال لمن شي يدور في باله وهو يحاول انه‬
‫يلقي حل له‪..‬‬

‫لكن وين السبيل انها تمتلك شي من كلمه؟؟ وهو ما يفتح ثمه ال بذكر الله ول لين شرب شي او اكل ‪..‬‬
‫الحالة صعبة وياك يا مساعد وانت ابد ما تمد العون لنا‪ ..‬هل كونك معاق شي يعيق مخك بعد؟؟ ما هقيتك‬
‫جذي يا خوي ‪ ..‬والله ما هقيتك جذي‪...‬‬

‫كان مساعد منهي احد الفروض للي فاتته يوم انتبه لمريم اللي سرحانه في الدريشة‪ ...‬كان نور الشمس‬
‫يعاين ملمحها بعناية فبانت سمرتها وعيونها اللي صارت شبه الشفافه وهي تراقب ضوء الشمس اللي يخبو‪...‬‬
‫فحس بالفقدان اللي تمر فيه مريم‪ ..‬وحس لوحدتها من الكبر اللي مغطي كل انحائها‪ ..‬فلنت قسمات مساعد‬
‫ونزل عيـونه‪ ..‬وهو يفكر بذيج البنت‪ ..‬صاحبه العيون الشفافة والنظرات المتسائلة‪ ..‬فاتن‪ ...‬طيف من اجمل‬
‫الطياف اللي يمكن تمر في بال احد‪ ..‬ول مخيلة الشاعر تقدر انها تستوعب مثل هذاك الطيف‪ ..‬اللي الظاهر‬
‫انه ضايع‪ ..‬ول احد يدري عنه‪..‬‬

‫رفع عيونه بصمت لويه مريم‪ ..‬ونطق الصوت‪ ...:‬عيل محد يدري اهي وين‪..‬؟؟‬
‫انتبهت له مريم بهدوء ولكن العجب كان في نظراتها‪ ..:‬من؟؟؟؟‬

‫من هدوء ويهه ووضح السم بعيونه عرفت‪ ..‬ونزلت عيونها بالخيبة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬ل‪ ..‬محد فينا يدري اهي وين‪ ..‬حتى اهلها‪ ...‬انتقلت ‪ ..‬من الشقة اللي كانت فيها لمكان ثاني‪ ..‬وكل اللي‬
‫يلقونه منها اهي مكالمات‪...‬‬

‫تكور ثم مساعد بصمت‪ ..‬ولكن قبضه يده كل ما يا لها تشتد في ثبانه‪ ..‬وهو يفكر باستقللية فاتن اللي تجلب‬
‫الشياطين في باله!!‬

‫مسـاعد‪ :‬يعني محد يدري اهي وين؟؟ ول حتى اهلها؟؟؟ )يناظر مريم( متاكدة ان ‪ ....‬ام جراح ما تدري؟؟؟‬
‫مريم‪ :‬ل ولله ما تدري‪ ..‬كل مرة يتسنى لي اروح ازورها‪ ..‬واهي على نفس الحال‪ ..‬مريضة على غياب فاتن‪...‬‬
‫والكل زعلن عليها‪ ...‬حتى ان جراح راح وراها لكن‪ ..‬ما لقى لها اثر‪...‬‬
‫مسـاعد وهو يناظر جدام ‪ :‬ما درى وين يدورها‪ ..‬فاتن مو بهذاك الغموض اللي ما تنعرف امكنتها‪..‬‬
‫مريم‪ :‬بس ‪ ...‬اهي تغيرت مساعد!!‬
‫مساعد وهو يكبت صرخة في نفسه‪ :‬تغيرت؟؟ يمكن‪ ...‬او يمكن زادت‪ ..‬في غبائها‪..‬‬
‫مريم وهي تبلع ريجها من كلم مساعد‪ :...‬بس ماظنها‪ ..‬تعرف‪.....‬‬
‫مسـاعد ينتبه لها‪ :‬تعرف عن شنو؟؟؟؟ )ناظر روحه بسخرية( عني انا؟؟ صدقيني‪ ..‬لو ابي اخليها تعرف‪ ..‬لكن‬
‫الظاهر ان حتى اهلها كانو اذكياء‪) ..‬بنبرة ألم( او يمكن اهي ما حاولت انها تعرف‪ ....‬ال‪ ...‬جاحدة‪..‬‬

‫سكرت مريم ثمها بقسـوة وهي تكبت دفاع في قلبها على فاتن‪ ...‬حبيبة قلبها وصديقة عمرها اللي ما يضاهي‬
‫غلها حتى اخوها الكبيـر‪ ..‬لكن احتراما لمشاعر مساعد تمت مريم ساكتة‪ ..‬وهي تترجى رب العالمين من خفة‬
‫الموقف‪..‬‬

‫مساعد وهو يناظر مريم بحذر‪ :‬اقدر القيها مريم‪ ...‬لو ابي‪ ..‬واقوم‪ ...‬اروح لمحل ما اهي فيه‪ ..‬والقيها‬
‫واطلعها من جحرها اللي متخبية فيه‪)...‬يناظر للفراغ اللي جدامه( لو بس الظروف كانت ثانية‪ ..‬لو بس كانت‬
‫لي‪) ......‬السف كسى عيونه( لو بس‪ ...‬ارد مســـاعد‪ ....‬لو‪...‬‬

‫الطاولة اللي جدامه نالت العقاب ‪ ...‬من عصيبته والهيجان اللي مر فيه رمى باللي عليهها على الرض‪ ..‬وتم‬
‫يرتجف مكانه والدم متجمع في ويهه مثل كتلة اللهب واللفا‪ ..‬ومريم اللي من طاحت الغراض انتفضت من‬
‫مكانها‪ ..‬وكان غضب مساعد بيرتد عليها اهي بعد‪...‬‬

‫مسـاعد‪ :‬لكن‪ ....‬انا اللي راح اردج يا فاتن‪ ...‬انا اللي راح‪ ..‬ارد مخج لج‪ ..‬وان كان هالشي يعني ‪ ...‬خسارتي‬
‫لحترامي لنفسي‪ ..‬بردج للمرة الخيــرة‪ ..‬عشان تكووونين انتي اللي تظلين‪ ...‬وانا اللي اروح‪ ....‬اروح يا‬
‫فاتن‪ ...‬اروح ‪ ..‬وللبد‪...‬‬

‫وقفت مريم وهي ماسكة ثمها من الصدمة‪ ..‬مساعد ما عاد اهو نفسه‪ ..‬حنقه على اللي صابه وكل اللي يمر‬
‫فيه انصب على فاتن مثل ما توقعت‪ ..‬مو لنه يلومها على اللي صابه‪ ..‬لكن على عدم تواجدها‪ ..‬وقله اهتمامها‬
‫‪ ..‬وانانيتها‪ ..‬والله العالم باللي راح تواجهه فاتن‪ ..‬لن ان صمم مساعد على هالشي ‪ ..‬انه يقوم مرة ثانيةز‪.‬‬
‫راح تكون مجبرة على المواجهة معاه‪ ..‬وما راح يكون الشي هادئ‪...‬‬

‫طلعت مريم من الدار من بعد ما سكر مساعد عيونه وهدأت أعصابه‪ ..‬لمت جنطتها الى حظنها واهي تمشي‪..‬‬
‫وتحس بقرب نهاية الشياء‪ ..‬صحوة مساعد اشبه بالبركان الثائر‪ ..‬الي بلهيبه راح يحرق كل شي واقع تحت‬
‫خط النتباه‪ ...‬كل شي راح يكون مكشوف‪ ..‬كل الوراق ملعوبة‪ ..‬وما بقت ال اوراق فاتن‪ ..‬اللي محد‬
‫بيكشفها‪ ..‬غيرمســاعد نفسه‪...‬‬

‫حست مريم بالختناق‪ ..‬لن عيون مسـاعد كانت لول مرة خالية من النظرات اللي تجلب اللمعة ل ذكر فاتن‪..‬‬
‫كان فيها شي‪ ..‬شي من الوحشية والجماح‪ ..‬اللي يمثله حيوان بري‪ ..‬مساعد ما عاد يتمتع بالحب اللي كان‬
‫يكنه لفاتن‪ ..‬كل شي ضاع في غيبوبته وصحوته الليمة‪ ..‬وما ينلم‪ ..‬ما ينلم مساعد‪...‬‬

‫شلي ينتظرج يا فاتن –قالت مريم في قلبها‪ -‬شلي ينتظرج من ريال تمنى وجودج في لحظه ضعفه‪ ..‬وما كنتي‬
‫موجودة عشانه‪ ..‬رجل ضحى باشياء عشانج‪ ..‬وانتي ما كنتي قادرة انج تتناسين مشاعرج ول احاسيسج‬
‫والتفكير فيه لدقايق واهو اللي مضى عليج واهو عارف باللي يتملكج‪ ..‬يمكن هذا انتقامج اللل حسي يا‬
‫صديقتي الغالية‪ ..‬يمكن هذي نهاية البراءة اللي كنتي تتمتعين بها انتي ومسـاعد على الرغم من كل شي‪...‬‬
‫يمكن هذا هو نهاية ايماني بالحب‪ ..‬وان المحبين لهم نهاية سعيدة‪ ...‬مو كل شي له النهاية السعيدة‪ ..‬مثل ما‬
‫ان الحلم مو لزم تتحقق بهالزمن‪ ..‬وال الحلم اللي تكون مجانية‪ ..‬ل تحققت ‪ ..‬يندفع هالثمن الغالي‪..‬‬
‫والمليئ بالحزان والهات‪ ..‬اذا الحب جذي‪ ..‬فليش الناس يحبون؟؟؟ ليش ؟؟!!!!‬

‫الجزء الثالث والثلثين‬


‫الفصل الول‬
‫‪------------‬‬
‫ليلة هادئة مرت على العائلة كلن في مضاجعه‪ ..‬وبيت بو جراح هادئ من الصوات ال حس التلفزيون الخفيف‬
‫وام جراح ما كانت موجودة مع اولدها حيث انها لزم تكون‪ ..‬كانت في الحديقة اللي صارت ملجأ لها‪ ..‬تزرع‬
‫فيه اشكال متنوعة من النباتات وبقدرة الخالق تمنيها وتكبرها‪ ..‬وتصير من افضل الزرعات واكثرها عناية‪..‬‬
‫يمكن جذي اهي زرعت جذور حياتها‪ ..‬لكن بابتعاد الكل عنها ظاقت الدنيا حواليها‪ ..‬وقلة الخبار او انقطاعها‬
‫يجلب الكدر في قلبها‪..‬‬

‫سماء وفاتن‪ ..‬لو تدري اهي وينهم‪ ..‬جان تردهم من محل ما اهم فيه‪ ..‬الثنتين يمكن في مكاان واحد والثنتين‬
‫بضياع‪ ..‬وحدة غصبن عليها والثانية برضاها‪ ..‬لكن يتم غصبن عليها‪ ..‬جرح فاتن سببه المحبة وجرح سماء‬
‫عدوين محبتها الطاهرة‪..‬‬

‫تخلل صمت الليل رنين بالتلفون الي وصل الى قلب ام جراح‪ ..‬فتركت اللي بيدها وهي تدخل الصالة من‬
‫الباب المؤدي لها‪ ..‬ومناير كانت رافعة السماعة بشغف واشتياق وكانها تدري من اللي متصل‪..‬‬

‫مناير بحماس‪ ..:‬الووو؟؟؟ )تهلل ويهها بابتسامة مشرقة( فـــتووووووووون‪.‬؟؟ حبيبتي فتووون شخباااارج‬
‫ولهت عليج موووت‬
‫فاتن من طرف ثاني تبتسم والدمعة بعينها‪ :‬هل فيج منووور انه الحمد لله ابخير‪ ..‬انتي شخبارج؟؟ وشلونها‬
‫امي؟؟؟ والبيت شخبارهم؟‬
‫مناير‪ :‬الحمد لله كلنا بخير‪) .‬تناظر امها اللي واقفة عندها ( كاهي امي عندي اعطيج اياها‪..‬‬
‫اخذت ام جراح السماعة بكل لهفة وهي واقفة بارتجاف‪ :‬فتوون؟؟ يا بعد عمري يا فاتن انتي وينج؟؟‬
‫فاتن وهي تبتسم من كل قلبها‪ :‬انا في قلبج يا يمة‪ ..‬ليش انتي ما تخبرين هالشي‬
‫ام جراح اللي بدت ملمح الزعل تبين عليها‪ :‬يمة‪ ..‬ردي لي يا فاتن‪ ..‬رديلي يا فاتن وصدقيني ول اسى ول اذى‬
‫بيي صوبج‪ ..‬يمة رديلي وريحيلي قلبي وبالي‪..‬‬
‫فاتن وهي تلف سلك السماعة على صبـعها بتوتر‪ :‬يمة‪ ..‬عندي دراسة‪ ...‬وشتركت في مدرسة صيفية‪ ..‬مابقدر‬
‫اي‪....‬‬
‫ام جراح باسى بليغ‪ :‬فاتن اهون عليج؟؟ اهون عليج وانا امج‪ ..‬ردي يا فاتن ول تهربين‪ ..‬الهرب ما بيوصلج‬
‫لمكان‪ ..‬يا حبيبتي‪ ..‬انا امج وادرى الناس عنج‪ ..‬وادري فيج انج ظايعة اكثر من ما انتي تتمنين‪ ..‬ردي لي من‬
‫غربتج‬
‫فاتن وصوتها بايح‪ ..:‬يمة‪ ...‬شلونها مريم؟؟؟ وحشتني بالحيل‪ ..‬من زمان ما سمعت عنها ول خبـر‪..‬‬

‫ام جراح اللي نست خبر مسـاعدللحظة تذكرته‪ ..‬ولكن تذكرت بعد ان فاتن ما تدري ول تخبر شي من اللي‬
‫صابه‪ ..‬يمكن الي بتعرفه عن مساعد اهو اللي بيردها‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬فاتن‪ ..‬مريم محتاجه لج‪ ..‬وهم زوجج محتاج لج‪ ..‬ي فاتن انتي ما تدرين شلي صار من بعد غيابج‪ ..‬ما‬
‫سمحتيلنا والوقت بعد ما سمح‬
‫فاتن اللي من سمعت كلمه زوجج قررت انها تنهي المكالمة‪ :‬يمة التكلفة كملت‪ ..‬القاج على خير يمة‪ ..‬مع‬
‫السلمة يمة‪) ....‬بدمع مغلوب( احبج يمة‬

‫ام جراح اللي توها بتتكلم وانقطعت المكالمة في ويهها‪...‬‬

‫وهي تلم السماعة لقلبها ودمعتها جارية‪ :‬وانا بعد احبج يا يمة‪ ....‬احبج‪....‬‬

‫مسحت دمعتها‪ ..‬وسكرت السمـاعة‪ ..‬وقفت شوي في الصالة وهي متخصرة بألم‪ ..‬شاللي قاعد يصير في‬
‫حياتها وحياة اولدها‪ ..‬ليش كل هذا يمر‪ ..‬وكل هذا يحصل من غير اي شي مانع او موقف‪ ..‬كل هذا بسبب‬
‫غيابك يابو جراح؟؟ كل هذا بسبب غيابك يا عبداللة‪ ..‬يمكن كنت حنونة‪ ..‬ويمكن كنت اوفي كل شي‪ ..‬لكن‬
‫فاتن‪..‬‬

‫نزل جراح اللي شعره مبلل وهو حامل فوطة‪ ..‬يناظر مناير اللي واقفة وهي متكتفة ومزاجها مكدر وامه اللي‬
‫عند مدخل البيت‪ ..‬وهي تتحرك ببطئ‪ ..‬فاستفهم ان الموضوع فيه شي‪..‬‬

‫جراح راح لعند امه وهو يقط الفوطة عند الدري‪ ..:‬يمة‪ ..‬علمج؟؟ فيج شي؟؟‬

‫سكتت ام جراح وناظر مناير اللي كانت تراقبه وهي عاقدة حاجبينه‪..‬‬

‫جراح‪ :‬علمج مناير؟؟ شفيها امي؟؟‬


‫مناير‪ :‬فاتن دقت‪ ...‬وامي توها بتقول لها ‪ .....‬وما صار وقت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬شلون ما صار وقت؟؟‬
‫مناير‪ :‬فاتن سكرت لسكة‪..‬‬

‫سكت جراح وهو ينفذ الغضب من نفسه‪ ..‬فاتن مصختها‪ ..‬والحين زاد القدر عن حده‪..‬ومحد قاعد يردعها واهي‬
‫مو لقية اللي يوقفها عند حدها‪..‬‬

‫جراح‪ :‬فاتن لزم توقف عند حدها‪ ..‬لمتى بتتصرف بمثل هالتصرفات؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬قلبها محترق يا وليدي‪..‬‬
‫جراح بدت اعصابه تثور‪ :‬اي قلب هذا يا يمة‪ ..‬عشان قلب واحد امية وستين الف قلب يعاني لها؟؟ شهالنانية‬
‫وشهالقلة احترام واهتمام منها‪ ..‬وينها فاتن اللي كنا كلنا نعرفها‪ ..‬اللي كانت تقط همومها وتلقف هموم‬
‫غيرها‪ ..‬فاتن اللي شالتنا كلنا في راحة يدها يوم مات ابوي وظلت اهي المنتحبة‪.‬؟؟ غلطنا يعني‪ ..‬غلطنا يا يمة‬
‫يوم اللي بغينا فيه سترها ومصلحتها؟؟ غلطنا يوم اللي فكرنا انها لزم تتعوض باحسن من اللي عطتنا مع ان‬
‫اللي سوته ماله مقياس‪..‬‬
‫ام جراح وهي تبجي‪ :‬مادري يا جراح‪ ..‬مادري ليش احس اني‪ ....‬ما وفيت لفاتن كفاية‪ ..‬اننا قطينا عليها كل‬
‫شي‪ ..‬لمن ضاعت وهربت ‪ ..‬وما فكرت انها تقط هم من همومها علينا‪..‬‬
‫جراح‪ :‬انتي غلطانة يمة لو فكرتي جذي‪ ..‬فاتن قطت همومها وهم ريال براسنا ولهي ماعطتنا المجال اننا‬
‫نصلح الغلط‪ ..‬يعني هذا عمل يرضى به الله ول رسوله؟؟ تروح وتضيع روحها بهالغربة‪ ..‬احنا خذناها هناك‬
‫صلح‪ ..‬قلبت لشي الى فوضى وميهل‪ ..‬يمة‪ ..‬احنا بشنو غلطنا؟؟ بشنـو؟؟‬

‫سكتت ام جراح اللي وقفت بكل عجز وهي تراقب رخام الرض‪ ..‬وجراح اللي سحب مفاتيح السيارة وطلع‬
‫من لبيت‪ ..‬مناير ظلت واقفة مكانها وعبد العزيز استوى في قعدته بالصالة وهو يناظر الكل باسف‪..‬‬

‫ساد الصمت في المكان وعمقت المسية بغلف من الحزن ومن صوت جراح اللي رن في كل ارجاء المكان‪..‬‬
‫لوم وعتاب وقهر موجه الى اخته‪ ..‬لكن وينها اهي عشان يبري فيها الذمة؟؟ اختفت وما تعطي احد المجال او‬
‫الفرصة انه يتابعها‪...‬‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الساعة تسعة بالمستشفى وما بقى لمسـاعد ال جم يوم ويطلع من هناك الى البيت‪ ..‬والى الدنيا ولكن‬
‫بشنو؟؟ خيارين ل ثالث عنهم‪ ..‬يا الطراف الصناعية‪ ..‬او الكرسي المدولب‪ ..‬كل الخيارين يعبران عن العجز‬
‫اللي اهو فيه‪ ..‬بعده متعلق بخيـط امل او انجاز او حتى يمكن معجزة‪ ..‬انه مو معاق مثل ما تصور‪ ..‬حتى انه‬
‫من شدة هالشي ما فج الغطا عن ريله للحين‪ ..‬ول يمكن يكشفه‪ ..‬بس بعد جم يوم ل طلع‪ ..‬بيكون مضطر انه‬
‫يواجه الجزاء المبتورة‪..‬‬

‫سالت دمعة حزينة من عينه وهو منكسر الملمح‪ ..‬صعدت شهقة من صدره الى حنجرته بالم واضح‪ ..‬وما كان‬
‫معاه احد يتعزى بعزاه‪ ..‬وحس مساعد انه مطلق الصراح مع انه مكبل بالعاقة هذي‪ ..‬فارخى العنان لدموعه‪..‬‬
‫وبكى مثل الصبي الصغيـر‪ ..‬واجه الخوف اللي يعتري نفسه بكل شجاعة وبدى يبجي وينوح في بجيـه‪ ..‬وفي‬
‫كل دمعة نداء الى فاتن‪ ..‬لمن وصل اسمها الى مسامعه‬

‫مسـاعد‪ :‬وينج؟؟ فاتن؟؟ محتاجلج‪ ...‬وينج؟؟؟ فاتن‪) ...‬اشتدت قبضته وهو ساند راسه بها( ‪ ..‬فاتـــن‪...‬‬
‫فاتـــــن‪....‬‬

‫سكت السم من التردد‪ ..‬لن ل حياة لمن تنادي‪ ..‬فاتن مو موجودة‪ ..‬كل شي موجود ‪ ..‬ال خيالها او ظلها او‬
‫حتى شي يدل على انها تعيش على هالدنيا‪ ..‬غاب عن الدنيا فترة ورجع‪ ..‬وفاتن بعدها غايبة عن عينه‪ ..‬لكن‬
‫كل هذا ينقلب ضدج يا فاتن‪ ..‬كل شي وكل احساس خليتيه يمر فيه بيرجع لج‪ ..‬بتتمنين لو انج ما فكرتي‬
‫بهالطريقة وتتمنين لو انج تراجعتي باخر اللحظات عن اللي سويتيه‪ ..‬بتترجين يا فاتن‪ ..‬بتترجين العفووو وما‬
‫بتقلينه؟؟ بتترجعين رجعة قلبه ودقته باسمج‪ ..‬وتفانيه ووجوده‪...‬‬

‫مسـاعد‪ :‬كل لحظة يا فاتن‪ ..‬راح تدفعين ثمنها غالي‪ ..‬حبيتج ‪ ..‬وبعتي محبتي بالتراب‪ ..‬حبيتج وانا اللي ما كنت‬
‫ابيج‪ ...‬وبعتي المحبة بابخس الثمان‪ ..‬بشوفج شلون بعدين بتلقين نفسج‪ ..‬ادري انج ضايعة الحين‪ ..‬لكن‬
‫صدقيني‪ ..‬مقارنة باللي بيصير معاج‪ ..‬بتتمنين لو انج ما انوجدتي بهالدنيا‪...‬‬

‫هدأ القليل من انين مسـاعد‪ ..‬ولكن شهقات البكاء المرير الي مر فيه تحول الى سكون مفاجئ‪ ..‬حس‬
‫بالحرارة في شفتيه وحاول انه يبرده‪ ..‬شرب من الماي اللي صبته له مريم قبل ل تطلع‪ ..‬ويم القلص‪ .‬شاف‬
‫الجهاز اللي يقدر ينادي فيه الممرضة‪..‬‬

‫ربط اكثر الشياء في باله باللحظة اللي اهو فيـها!! اذا بغى يقوم ويدور على فاتن ويلقاها‪ ..‬راح يسهل‬
‫هالعملية وايد لو انه كان يمشي‪ ..‬صحيح ان الطراف صناعية ومو مثل خلق الله ‪ ..‬لكنها بتوفي بالشي‪ ..‬اهو‬
‫ما راح يقبل انه يكون على جهاز متحرك‪ ..‬الطراف اهي اشد حل‪ ...‬واحسن حل‪...‬‬

‫لكن‪ ...‬هل راح اكون قادر اني امر بهالشي؟؟ هل راح اكون شجاع بمافيه الكفاية اني امسك الطراف ‪ ..‬لوا‬
‫اني اناظرها؟؟ يالله‪ ..‬يالله عفوك ورضاك‪ ..‬يالله حليني من قوتك‪ ..‬خلني اكون قدها يا رب‪ ..‬خلني استجمع‬
‫شجاعتي بفضلك يارب‪..‬‬

‫وبلحظة من الهدوء النفسي‪ ..‬ضغط مساعد على الجهاز في وقت الي بغى انه يكون بعيد عنه‪ ..‬ولكن كانت‬
‫هذي اولى خطوات الشجاعة اللي اهو لزم يتحلى به‪ ..‬وال فاتن ما راح ترجع‪ ..‬وال اهو ما راح يرجع مساعد‪..‬‬
‫مستحيل يرجع مساعد القبلي‪ ..‬لكن بيكون هذا شي من الستعادة لنفسه‪ ..‬مستحيل يقبل بالكرسي‪..‬‬
‫والطراف اهي الحل الصحيح‪..‬‬

‫يات له الممـرضة بكل مثابرة وهي حاملة صينية عليها ادوية‪ ..:‬في الوقت المحـدد‪ ..‬توني بييب لك الدوية‬
‫اللي تحتاجها‪ ..‬خير فيك شي؟؟‬

‫سكت مسـاعد‪ ..‬وحط يده على اللحية الي نابته في خده بنعومة‪ ..‬تم يحبس الرتجاف اللي في نفسه ويحاول‬
‫انه يتفوه باللي يبي يقوله والي طلب الممرضة علشانه‪ ..‬لكن ماقدر‪ ..‬فرفع عيونه للممرضة بضياع تام وعيون‬
‫مشحونة بالتساؤلت وشفاه منفرجة بكلم محبوس‪..‬‬

‫تقربت منه الممرضة ‪ :‬علمك؟؟؟ تبي شي؟؟ محتاج شي؟؟‬


‫وهو يطالع ويهها باستغراب‪ :‬الدكتور‪ ...‬للي يعالجني‪ ...‬مسفــر‪ ..‬موجود؟؟‬
‫الممرضة بابتسام‪ :‬اي اهو موجود‪ ..‬عنده مناوبة ليلية اليوم لحظك ‪ ..‬ليش؟؟ تبيه؟؟‬
‫نفس عميـق استجلبه مسـاعد من قلبه‪ ..‬وتكلم‪ .. :‬ابي اكلمه عن‪ ..‬الطراف اللي‪ ...‬اللي بتساعـدني‪..‬‬
‫الممرضة وهي تناوله الدوى‪ :‬انت اكل هذول‪ ..‬وانا اروح اكلمه لك‪ ..‬عن اذنك‪..‬‬

‫سلمته الكوب البلستيكي اللي بداخله الحبوب‪ ..‬وطلعت وهي حاملة اللي كان بيدها‪ ..‬وتم مساعد واقف‬
‫مكانه مو مصدق انه قام بهالخطـوة‪ ..‬صج انها مبعثة لللم في نفسه بس‪ ..‬تغلبت على اللم لحظة من الفرح‬
‫الخفيف‪ ...‬فرح ليش انه اتخذ خطوة قوية مثل هذي‪..‬‬

‫لكن التوتر بعده في نفسه‪ ..‬عمره ما شاف اطراف صناعية وعمره ما شاف احد يلبسـها‪ ..‬لكن اهو الحين –‬
‫لكونه جديد في هالوضع‪ -‬راح يختبر كل هالمور‪ ..‬تجارب يديدة‪ ..‬محملة باللم‪ ..‬ويمكن بعد بالتجدد‪ .‬او‬
‫شخصية او هوية يديدة‪ ..‬لكن كل هذا ما يعني ال شي واحد‪ ....‬شي واحد اهو يمكن الهم بحياتها‪..‬‬

‫بصوت هادئ مثل بحر مظلم ما تطل عليه ل نجمه ول ضوء القمر الهادئ‪ :‬كل خطوة‪ ...‬ادوس فيها على‬
‫قلبي‪ ...‬واوصل لج ‪ ...‬اوصلج لج يا فاتن‪ ..‬واخذ حقي منج‪...‬‬

‫‪------------------------------------------‬‬

‫جراح اللي وصل للمكتب وهو متظايق بالحيل من اللي يصير‪ ..‬مر اكثر من مرة على بيت مريم‪ ..‬يمكن بخياله‬
‫المراهق بيقدر انه يلقيها عند غرفتها مثل ايام قبل‪ ..‬لكن النور كان مطفى ومريم ما عادت موجودة‪ ..‬اصل‬
‫مريم اختفت من الدنيا من بعد ما اختفت فاتن‪..‬‬

‫كله بسببج يا فاتن‪ ..‬انتي ضيعتي مني الحلم اللي كنت اشقى واتعب عليه‪ ..‬والظاهر ان الشي كل ما مر عليه‬
‫من الوقت‪ ..‬يعتق ويصدى وتضيــع الدروب له‪ ..‬ونور مريم ما بيوصل لدربي اهتديبه‪ ..‬ومريم ما بترجع لي‪..‬‬
‫وكله بسببج يا فاتن‪ ..‬كله بسببج‪..‬‬

‫نوبة جراح في البيت كانت بدافع فاتن‪ ..‬اللي رغم محبته الكبيـرة لها ‪ ..‬ال انها فقدته اعز ما يملك من بعد‬
‫عايلته‪ ..‬حلمه بالرتباط بمريم‪ .‬هالبنت اللي تغلغلت فيه وحاول بالغالي انه يبعدها عن فكره ‪ ..‬لكن كل ما‬
‫ابعدها كل ما قربت منه اكثر‪..‬‬

‫ولع النور في غرفة المكتب وتفاجأ يوم لقى خالد نايم على الكرسي اللي داخل والمكيف مسكـر بس‬
‫الدريشة مفتوحة‪ ..‬وكان باين عليه انه تعبان وحران لكن النومة ماكله ملمحه ‪ ..‬سحب جراح بطانية من تحت‬
‫الكرسي ولحف بها خالد وشغل المكيف الهادئ‪..‬‬

‫قعد على كرسي المكتب وهو يتمتم شي في باله‪ :‬الظاهر ان مو بس انا اللي ظايقة علي الوسيعة يا ولد‬
‫خالتي‪ ..‬الله يعينك ويعيننا كلنا على بلوانا‪..‬‬

‫مر الوقت وجراح يراقب كل شق وكل حركة وكل تواجد بالغرفة‪ ..‬وهو سابح في فكره وخياله اللي يتمنى لو‬
‫انه يوصله لفاتن‪ ..‬تخيلها في هذي اللحظة‪ ..‬شلبسه ول شلون شكلها ول شقاعدة تسوي‪ ..‬فما قدر ال انه‬
‫يحط في باله صورة مكان فارغ‪ ..‬وفاتن قاعدة في زاوية‪ ..‬وويهها يكسـوه اللشيئ‪ ..‬فتعوذ من بليس من هذي‬
‫الفكرة لنه لو مهما كان غضبه على اخته فما يتمنى لها ال كل السعادة‪ ...‬ويمكن حتى لو كانت على حساب‬
‫سعادة الكل‪ ..‬لكن ل فاتن لقية السعادة ول احد من عايلتهم‪..‬‬

‫مســـك جراح القلم اللي كان على الطاولة‪ ..‬وبدى يشخبط على دفتر الملحظات اللي كان مفتووح على‬
‫صفحة بتاريخ ولكن من غير اي شي في باطنها‪..‬‬

‫"" كل منا‪ ..‬ينتظر لحظة سعادة‪..‬‬


‫من شفاه طفل؟؟ ام من اضحوكة عاشقة‪..‬‬
‫نستغيــث فما من معيـن؟؟ ال الحزان اللي تهب بايدي المعاونة‪..‬‬
‫كفي يا احزانا‪ ..‬واختفي‪ ..‬ل تعودي لمقابعك‪ ..‬سئمناك يا احزان‪ ..‬فانقشعي بغيومك‪..‬‬
‫كم اشتقت للشمـس‪ ..‬التي اختفت‪ ..‬فلم تعد منذ مغيبها قبل عام‪..‬‬
‫اختفت‪ ..‬ولم تعد الدنيا بمثل ما كانت عليه‪..‬‬
‫ازمة الماضي‪ ..‬وصراع القلوب يتأجج بنار كاوية‪ ..‬تلهبنا وتلهب ما بقي منا من مشـاعر‪..‬‬
‫اضحوووكة عاشقة‪ ..‬ام ضحكة طفل‪..‬‬
‫قد ترجع ما فقدناه يوما في برد شتاء مظلم‪..‬‬
‫فما هي احوالك يا احزان‪..‬‬
‫انتشلت منا الشتاء بظلمك وبردك‪ ..‬وكرهتنا بصيفك الملتهب الحار‪..‬‬
‫لحظة سعادة‪ ..‬او موعدن‪ ..‬ل لقيا به ول اجيــج‪..‬‬
‫ولي يا احزان‪ ..‬ولي‪ ..‬وان كنتي معنا منذ مولدنا‪ ..‬فقد سأمناك‪..‬‬
‫ل اعرف عن العالم حقا‪ ..‬ولكن عني‪ ..‬فبلي‪ ..‬سأمتك يا احزاني‪ ..‬سئمتك‪"" ..‬‬

‫ابتسم ‪ ..‬يوم لقى النتيجة الخيرة من هالخربشة‪ ..‬مع انها بل معنى او وجود‪ ..‬ال انها شي من اللي يمر‬
‫بداخله‪ ..‬فشخط بالقلم ثلث خطوط تحت اسمه بطريقة فنية‪ ..‬وسكر الدفتر‪ ..‬ال وخالد ينتبه لوجوده بسبب‬
‫الضوء للي كان طالع من المكتب‪..‬‬

‫خالد‪ :‬جراح؟؟؟؟؟؟ انت هني؟؟؟؟ هذا انت ول ملك الموت؟؟؟‬


‫جراح‪ :‬ل ‪ ..‬ملك الموت‪ ...‬ياليته ملك الموت‪..‬‬
‫خالد وهو يحك ويهه بالمخدة‪ ..:‬اسكت‪ ..‬من الحر ياخوك حلمت بكل شي‪ ..‬حتى بام حمار‪..‬‬
‫جراح‪ :‬هههههه‪ ..‬قلعتك‪ ..‬من قال لك تنام بالحر‪ ..‬كاره روحك‬
‫خالد وهو يتوقظ من النوم اخيـرا ولكن مسـكر عيونه‪ ..‬تنهد وتكلم‪ :‬ما تدري يا جراح شلي يابني هني‪ ..‬مع ا‬
‫ني ما سويت شي يتعبني‪ ..‬ال مرة وحدة هموم الدنيا كلها انقطت فوق راسي وماقدرت وما عرفت درب ال‬
‫هني‪..‬‬

‫ابتسم جراح بخفة‪ ..‬وما يدري ليش في لحظة بسيطة كل همومه بدت بل سبب او داعي يوم سمع الكلم من‬
‫خالد‪ ..‬لن خالد اهو كوكب وفلك الحزان المتواجد فيما بينهم‪ ..‬مو كفاية انه يخسر في كل مرحلة من عمره‬
‫شي كبير ومهم‪ ..‬ال انه مضطر يعيش على بقايا الراحلين‪..‬‬

‫جراح‪ :‬شفيك؟؟ انت اصل صار لك يومين مو على بعضك‪ ..‬شي جاد عليك؟‬
‫خالد وهو يستوي على الكرسي ويحك راسه‪ ...:..‬مشـعل النهيـدي‪ ..‬رد من السفر‪..‬‬
‫انتبه جراح بكل اهتمام للي يقوله خالد‪ :‬مشــعل؟؟؟ متى؟؟ وشلون انا مادري‪..‬؟ ومتى تلقيت وياه؟؟‬
‫خاالد وهو موطي عيونه للرض‪ :‬كان قبل يومين‪ ..‬وتوه بي صوبي ال ومناير رادة وهو راح بالسيارة‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الظاهر انه رد من محل مايا لني ما تلقيت وياه ابد طول هاليومين‪.‬‬
‫خالد وهو يتسند على الكرسي بتعب‪ ..:‬والله ان الدنيا لمعت بعيني في دقايق‪ ..‬واختفى كل شي مثل ما‬
‫اختفى قبل‪..‬‬

‫سكت جراح ولحظ حزن خالد الكبيـر‪ ..‬فتمنى لو انه يملك اي قوة عجيبة على انه يرد من اللي اهو يمـر فيه‪..‬‬
‫فمر على باله شي من اليام للي كان فيها اهو طايش ويعيش حياته وينسي نفسه همومه‪ ..‬وباثارة مفاجئة‬
‫هاجم خالد‪..‬‬

‫خالد‪ :‬بسم الله عليك شياك علي‪ ..‬ام اربع واربعين؟؟‬


‫جراح وهو يضحك‪ :‬قوم يالله صحصح‪) ..‬تثاوب خالد في ويه جراح اللي انقرف( وغسل حلجك قبل وقوم‬
‫وياي‪ ..‬الحين نمر على لؤي ونطلع ويا بعض‪..‬‬
‫خالد اللي كان محمول من طرفه يتململ‪ :‬نطلع وين نروح؟؟ ابي ارد البيت سبح وانام‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بس‪ ..‬تسبح وتنام؟ والكل؟؟ ترى هذا بعد شي مهم لو ما تدري يعني‪..‬‬
‫خالد‪ :‬يمكن اكل‪ ...‬بس مو يعان‪ ..‬من بعد الحلم اللي حلمتها‪ ..‬مابي‪ ..‬هدني جراح والله مابي‪..‬‬

‫كان خالد اولريدي بالسيارة وجراح رد للمكتب يطفي كل شي ويقفل الباب ويرجع السياررة‪ ..‬فجها وشغلها‪..‬‬
‫واشتغل معاها الراديووو كالمعتاد وكانت الموسيقى صادحة في السيارة على اغنيــة " الدنيا مقنونة"‬

‫جراح يطول على الصوت بقوة‪ :‬اي والله الدنيا مينونة لبوها لبو امها المينونة‪..‬‬
‫خالد فاج عينه بعصبيه وجراح يطلع بالسيارة بقوة‪ :‬انت شفيك؟؟ داقة عليك ام الديفان؟؟؟ اذا داقة قول لي‬
‫خلني انزل‬
‫جراح ‪ :‬جاااااااااااب‪ ..‬اي والله فتح عيونك‪) ..‬وهو يهز راسه( فتح عيونك‪ ..‬والدنيا ماما قنونة‪ ..‬عاشوووو‬
‫خالد‪ :‬الحمد لله والشكــر‪..‬‬
‫وكلها دقايق ال الريثم يستلم خالد الثاني ويهز راسه شوي شوي‪ ..‬لمن طغى عليه الجووو‪ ..‬وكانت السيارة‬
‫تمشي وتمشي لمن وصـلت لبيت مسـاعد‪ ..‬قصر جراح على الصوت شوي واتصل في لؤي‪..‬‬

‫لؤي وهو يتصنع النعومة‪ :‬هاااي جانو‪ ...‬انت وينك‪ ..‬انا انتظرك من زمان‬
‫جراح‪ :‬جانو انا عند باب بيتكم حبيبتي طلعي لي شوي‪ ..‬ابيج في سالفة‬
‫لؤي وهو يلبس نعالة ‪ :‬جانو انا ملبسي ما تسمح لي‪ ..‬تعرف يعني شورت وتي شرت كت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬اااااخ عليج انتي يا جانو‪ ..‬حلتج جذي سبورتيه‬
‫لؤي‪ :‬هههههههههههههههههههههههه شفيك انت شتسوي عند باب بيتا‪..‬‬
‫وهو يكلمه بالتلفون وما سكره مع انه يمشي صوب السيارة‪ :‬تعال خلنا نوسع السـدر الليلة‪..‬‬
‫سكر الخط لؤي وجراح نزل الدريشة‪ :‬وين نروح زين؟؟‬
‫جراح ‪ :‬اي مكان‪ ..‬اهم شي بس بعيد عن هالقهر والملل‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬زين لحظة بغير هدومي ويايكم‬
‫خالد‪ :‬ل يا حبيبي‪ ..‬انا لبس بانطلون مصدي انت اتيي باللي عليك‪..‬‬
‫لؤي وهو يتصنع حركة انثوية يغطي فيها جسمه‪ :‬شنو انت ما تستحي‪ ..‬اطلع وانا نص عاري‪ ..‬شوي ال‬
‫يغازلوني‪..‬‬
‫جراح‪ :‬يالله ادخل يغازلونك‪ ..‬شيغازلون‪ .‬العضلت ول السكس باكز‪..‬؟؟‬
‫لؤي‪ :‬ادري اني ضعيف بس ماله داعي هالحراج كله‪ ..‬وعنادا فيكم ‪ ..‬بيي معاكم بهالهدوم‪) ..‬يدخل السيارة‬
‫بدلل( بفشلكم‪ ..‬وحتى اني بتجدى عليكم‪..‬‬

‫ضحكوا جراح وخالد على لؤي اللي مسرع ما تحرك وصار بالنص بيناتهم‪ ..‬وتحركت السيارة برعونة شوي‪..‬‬
‫متوجهين الى اي مكان يمكن يخليـــهم يتمتعون بشوي من اللي يبونه‪ ..‬الراحة‪ ..‬او القليل من السعادة‪..‬‬

‫‪----------------------------------‬‬

‫وقفت فاتن عند الدريشة اللي تهب بنسيم خفيف عليها وهي تفكـر‪ ..‬تفكر باللي قالته لها امها‪ ..‬من غير اي‬
‫حاسية اهي التقطت شي عن مساعد او مريم يحطهم في وسط‪ ..‬شي من المعاناة او الظروف الصعبة‪ ...‬يا‬
‫ترى‪ ..‬شقصدت امها عن هلشي‪..‬‬

‫من خلت التلفون وهي متوترة وحالتها النفسية غير مستقله‪ ..‬ادمت شفتها وهي تفكر باللي يمكن عنته امها‪...‬‬
‫مساعد يعاني؟ او مريم تعاني من شي؟؟ شهالشي؟؟ مو معقول هالشي الي اهم يعانون منه لنها ما تعرف‬
‫عنه شي‪ ..‬او حتى يمكن يوصلها خبر ‪ ..‬وين يوصلها خبر واهي تحاول انها تمنع ي شي من ان يوصل لها ‪ ..‬او‬
‫يفهمها شي عن اللي يصير حواليها‪ ...‬تتجاهل كل شي‪..‬‬

‫فاتن‪ ..:‬شلي يمر فيه مسـاعد او مريم؟؟؟ شقاعد يصير عندهم؟؟ يتعلق فيني؟؟؟ اااه من الثقة‪ ..‬ثمان شهور‬
‫وانتي هني‪ ..‬ول احد فكر انه يسأل عنج‪ ..‬ومساعد اللي كنتي تظنين انه بيتبعج‪ ..‬ويدورج لمن يلقيج ما بان‬
‫لج‪ ..‬وكاهو الشهر التاسع يخلص‪ ..‬وانتي بعدج هني ‪ ..‬ومالج ال هالمكالمات والتجاهلت والوعود‪ ...‬اااااه يا‬
‫فاتن‪ ..‬متى بتفهمين‪ ..‬ان مالج مكان بيناتهم‪ ...‬وانج اهني بخير‪...‬‬

‫تحركت من عند الدريشة وهي تحس بالقهر‪ ..‬تنفذ من لغضب الشديد‪ ..‬كان مشيها اشبه بالضرب على الرض‬
‫عل وعسى يستيقظ للي حواليها من النوم والسبات اللي اهم فيه‪..‬‬

‫كانت واقفة وهي تنتظر القهوة اللي تسخن‪ ..‬ومن التوتر اللي فيها بدت ريلها تهتزز بالدلغ القطني اللي‬
‫لبسته‪ ..‬والضرب كان خفيف ولكن بصوت مخنووووق‪ ..‬فبدت يدها اهي اللي تهتز بسرعة وخفة على‬
‫سيراميك الطاولة‪ ..‬لمن ازداد توترها ول اراديا ضربت الصحن الصغير اللي كان واقف مثل الزينة على‬
‫الطاولة على لرض ويتهشم ويقطع كل التوتر اللي كانت تمر فيه‪..‬‬

‫حطت يدها على ثمها من الصدمة وعظم الصوت المزعج‪ ..‬وتوها بتنحني عشان تلتقط الجزاء ال وهي تستوي‬
‫مرة ثانية‪ ..‬وبجنون تلتفت الى لصحن الثاني الكبير‪ ..‬وبنعومة بدت تدفعه الى الحافة‪ ..‬لمن فقدت صبرها في‬
‫صعوبة تحركه بهالهدوء وسحبته بيدها ورفعته ورمته على الرض بعنف كبيـر‪..‬‬

‫ارتبكت انفاس فاتن باضطراب الصوت‪ ..‬وبالتحرر البسيط اللي حست فيه بذيج اللحظة‪ ..‬ولكن‪ ..‬مسرع ما‬
‫حست ن الشي اللي سوته بمنتهى السخف وبل معنى‪ ..‬تكسر الصحن عشان تحس بالتحسن؟؟؟؟‬
‫فاتن‪ :‬أعوذ بالله ‪ ..‬بعده الغباء موجود في الدنيا‪....‬‬

‫شالت بعض القطع الكبيـرة‪ ..‬والصغيرة ظلت على الرض مطروحة وهي حست بالملل‪ ..‬والتوتر بعده متصاعد‬
‫فيها‪ ..‬ما تدري ليش لول مرة من هالشهور الطويلة حست ان الوضع مغلف بنوع من الشي‪ ..‬يعني‪ ..‬اهي‬
‫لوفكرت بجدية مساعد مستحيل يسكت عن هالموضوع طول هالفترة‪ .‬جان عللى القل طرت منه حركة او‬
‫شي يبين انه موجود في هالدنيا‪..‬‬

‫فاتن وهي تهمس لنفسها‪ :‬كانه‪ ..‬كانه مو موجود‪ ..‬كانه عمره ما انوجد ‪ ..‬بس في خيالي‪ ...‬كان مسـاعد‪....‬‬
‫ميت‪..‬‬

‫ولول مرة‪ ...‬لول مرة من تسع شهور‪ ..‬فاتن تفتح عقلها من دائرة النانية والتغليف الحزين لقلبها‪ ..‬وتحط‬
‫نفسها في موقع واقعي‪ ..‬ان يمكن شي قاعد يصير اهي ما تدري عنه‪ ..‬او ان احد يمر في وضـع ما يسر‪...‬‬
‫ثمانية او تسعة شهور ومساعد ما منه خبـر‪ ..‬حتى لو اهي ما سمحت لحد‪ ..‬لكن مستحيل انه ينقطع جذي‪..‬‬
‫مساعد اكبر من هالشي كله‪...‬‬

‫ولول مرة‪ ..‬يرتعش قلب فاتن من الخوف‪ ...‬من بعد كل هاليام‪ ..‬كانت تنتظر في اول اليام لتواجد مساعد‪..‬‬
‫حتى انها بايام كانت في وضع استعداد‪ ..‬وتعد في بالها الكلم اللي يمكن توجهه له‪ ..‬وظنت انه خلص‬
‫استسلم‪ ..‬او انه تبين انه ما يبيها‪ ..‬وان حبه لها كان بس لكونها تشبه عمتها بالشكل‪ ...‬لكن مو لهالدرجة‪..‬‬
‫مساعد من النوع المتملك‪ ..‬اللي كل شي يصير في مجاله اهو يمتلكه ويتملك الحق فيه‪..‬‬

‫فاتن وهي تلعب بشفتها بتفكير‪ ..:‬وينك انت يا مسـاعد‪ ..‬شلي قاعد يصير معاك‪ ..‬اللي موقفك لحد هذي‬
‫اللحظة عن انك تكون موجود؟؟‬

‫================‬

‫في اليوم الثاني‪ ...‬ما قدرت مريم انها تروح المستشفى لنها لزم تروح الجامعة وتسجل للفصل الدراسي‬
‫الصيفي‪ ..‬بس اهي ارتاحت لن اختها بتكون هناك ويا مســـاعد‪ ..‬لنها يمكن حتى لطول اليوم ما بتقدر تروح‬
‫لها ال اخر الوقت‪ ..‬وطبعا اهي مستحيل تفوت على نفسها هالفرصة‪..‬‬

‫وطول ما هي في الجامعة وهي مزوحمة بالمشاغل اللي لزم تؤديها وفي نفس الوقت كانت رايحة عشان‬
‫تشوف نتايجها‪ ..‬ومثل المتوقع بالرغم من الصعوبات ال انها توفقت في كل المواد اللي اخذتها‪..‬‬

‫كملت التسجيـل واخذت لها استراحة‪ ..‬صلت فيها بالمسجد التابع للجامعة ومشت بعدين الى احد المقاصف‪..‬‬
‫طلبت لها شي تاكله وانتظرت‪..‬‬

‫في الملف اللي كانت حاملته اشياء متعددة بدت تلمها في الفترة الخيرة‪ ..‬قصاصات‪ ..‬او حتى اوراق ممزقة‬
‫بس فيها اشياء اهي انعجبت فيها‪ ..‬صور او حتى مقطوعات شعرية تقراها بين الحين ولخر‪ ..‬حتى انها صممت‬
‫مجلد في البيت تلزق فيه الشياء المختلفة‪..‬‬

‫من كثر الحداث الماضية في حياتها مالت مريم الى الخيال والنفراد بنفسها ‪ ..‬وبث مشاعرها في سطور‬
‫متعددة‪ ..‬والحين اهي فكرها متبلور في شي واحد‪ ..‬كتابة قصة‪ ..‬قصة معينة او حتى مقال‪ ..‬يخليها ترتاح‬
‫وتهدي قلبها شوي باللي يمكن تقدر تكتبه‪ ..‬لكن اهي مو قادرة انها تتثبت بهالشي‪ ..‬هل رغبتها بالكتابة بتجلب‬
‫معاها المقدرة على الكتابة‪ ..‬؟؟ هذا شي اهي لزم تكون واثقة منه‪..‬‬

‫وصلها اللي بتاكله وراحت لمحل اللي كانت قاعدة فيه‪ .‬وبنص الدرب‪ ..‬التفت بالشخص الوحيد اللي ما ظنت‬
‫انها يمكن تتلقى معاه بعد هالفترة الطويلة‪..‬‬

‫كانت غزلن بعد في الجامعة تسجل كورس دراسي يديد صيفي مسائي عشان موهبة الرسم اللي عندها‪..‬‬
‫ويوم دخلت على طول التفتت الى مريم لن ملمح مريم صارت مقاربة الى ملمح لؤي اللي تلقيه كل يوم‪..‬‬
‫فحست بشي في داخلها يتحرك صوب مريم ويجذبها لها‪ ..‬اهي ما عادت القرينة او المنافسة لها‪ ..‬اهي صارت‬
‫جزء من النسان اللي بدى يستفحل فيها باحلى المشاعر‪ ..‬ومريم ل اراديا تشكل جزء من هذي المشاعر‪...‬‬

‫كانت غزلن واقفة من غير انها تتحرك ومريم لحظت شبه البتسامة يجول على شفتيها‪ ..‬لكن ما جابلتها ال‬
‫بالحتقار الخفيف‪ ..‬لكن شي في ابتسامة غزلن خلى مريم توطي عينها وتروح محل ما يات منه‪..‬‬
‫قعدت مريم دقايق وهي متوترة شوي‪ ..‬متأسفة شوي لنها جابلت غزلن اللي ما بادلتها ال بالبشاشة‪ ..‬لكن‬
‫اهي مو تشتغل ويا لؤي وجراح في نفس الورشة؟؟ هذا اللي عرفته مريم من لؤي‪ ...‬وليش تبتسم لي؟؟ لن‬
‫اخوي يشتغل معاها خلص بتصير ارفيجتــي‪..‬؟؟ بلى‪ ..‬هذا انا ان عطيتج ويه يا سارقة الرياييل‪...‬‬

‫وياها صوووت مألوف ولكن بنبرة ناعمة اكثر‪ ..:‬قوة مريم‪..‬‬


‫رفعت راسها مريم للي واقفة وجفلت‪ ..:‬اه‪ .‬اهليــن غزلن‪..‬‬
‫غزلن وهي متوترة وحاملة ملف خفيف بيدها‪ ...:‬تسجلين للصيفي‬
‫مريم‪ :‬اي‪) ..‬ويدها على شال راسها( سجلت وكملت‪ ..‬قلت آكل واكمل مشواري‪ ...‬وانتي؟؟؟‬
‫غزلن الي سمحت لنفسها انها تقعد‪ :‬اي‪ ..‬سجلت‪ ..‬مع اني منسحبة قبل سنة‪ ..‬لكن الحين سجلت عشان‬
‫اكمل‪..‬‬
‫مريم بابتسامة صادقة‪ :‬بالتوفيج‬
‫غزلن‪ :‬اجمعين يا رب‪ .......‬شخباره مسـاعد؟ اشوى الحين؟؟‬
‫مريم وهي تذكر اخوها وتذكر مساعد اللي طلع من الحادث‪ ..:‬الحمد لله‪ ..‬على القل في وعيه ومو بعيد‬
‫عنا‪ ....‬مع ان صحوته كانت ثقيلة لكن‪ ..‬الحمد لله على كل حال‪..‬‬
‫غزلن وهي تناظر مريم باسف‪ :‬انا يوم سمعت انه ‪ .....‬فقد اعضاء في جسمه‪ ...‬على طول حمدت الله‪..‬‬
‫تنقطع منه اعضاء ول يخسـر عمره‪ ..‬مساعد رجل ول كل الرجال‪..‬‬

‫دار في بال مريم تساؤل‪ ..‬ل يكون الحين حاطة عينها على مسـاعد؟؟؟؟ والله مو غريبة عليها ‪ ..‬حربة واتلون‬
‫على كيف دارها‪..‬‬

‫مريم‪ :‬اي‪ ...‬ونعم الرجال‪ ...‬بس‪) ...‬بنظرة فيها المكر( اهو بعده يبي فاتن ‪ ...‬وبيلقاها لو بغاها‪..‬‬
‫غزلن بنبرة صادقة‪ :‬وانا بعد اتمنى لو ان المياة تعود لمجاريها مثل ما يقولون والكل يرتاح‪ ..‬وتنتهي المشاكل‬
‫مريم وهي تزيد بنكته‪ :‬ويحل السلم العالمي‪ ..‬مطالب ملكة جمال هههههههههههه‬

‫غزلن ما ضحكت مثل مريم لكن شاب ويهها نوع من النحراج اللي غطته بابتسامة‪ ..‬ومريم اللي استمتعت‬
‫ثواني بالضحك‪ ..‬مسرع ما حست بالسخف من نفسها‪..‬‬

‫غزلن وهي تحمل اغراضها‪ ..:‬على العموم‪ ...‬هني وعافية عليج‪ ..‬وان شاء الله اشوفج في فرصة اسعد‪..‬‬
‫وقفت مريم يوم وقفت غزلن‪ ..:‬ان شاء الله‪ ..‬وانا اسفة مساعة ما كان‪..‬‬
‫قطعتها غزلن‪ :‬ل عادي‪ ..‬يمكن صح كلمج‪ ..‬مطالب ملكة جمال ههههههه‪..‬‬

‫ساد صمت غريب بيناتهم‪ ..‬والتفتت غزلن عشان تروح‪ ..‬ومريم اللي كانت توهابتقعد قامت مرة ثانية‪..‬‬

‫ردت لها غزلن‪ :‬احب‪ .....‬اعتذر منج يا مريم‪ ......‬اشياء ماضية مرينا بها‪ ...‬يمكن ما نكون فخورين بها‪..‬‬
‫مريم وهي تحاول انها تكون قد غزلن اللي بانت كبيرة في عينها‪ :‬اصل ‪) .....‬بابتسامة( انا ما عدت اذكرها‪....‬‬

‫ومن حر الصيـف تجمدت كل الرطوبة وتهلل من الجو نسيم بارد‪ ..‬يلف قلب المسامح والماضي في دربه الى‬
‫درب افضل‪ ..‬أبتسمت غزلن بابتسامة تبرد القلب‪ ..‬ومريم لمعت عيونها المرحة وبانت غزازها في منظر مثير‬
‫للفرحة في لقلب‪..‬‬

‫مشت من عندها غزلن وهي تحس كيف ان مريم وجراح ليقين على بعض حتى لو الواحد ما يدري انهم‬
‫يحبون بعض‪ ..‬وصدق ان اللي الله سبحانه وتعالى مفصلهم لبعض‪ ..‬ماكو اي انسان في هالدنيا يقدر يفرق‬
‫بيناتهم‪ ..‬دمتي يا مريم لجراح‪ ..‬وهو لج‪ ...‬بسلمة والف عافية وخيـر‪..‬‬

‫‪------------------------------------------‬‬

‫طلع خالد من الورشة ولؤي بعده ينجد في الشكال المطلوبة عندهم ويا بعض العمال‪ ..‬وبانت روحه الفنية‬
‫اللي بدى يبتكر من خللها اشكال حلوة ومثيـرة للحماس حتى ان جراح اخذ لوح عريض كان لؤي اهو اللي‬
‫حافره بعناية واحتفظ فيه ‪ ..‬عشان اليام القادمة اذا فكر انه يستقر فراح يكون كل من لؤي وغزلن وخالد‬
‫اهم المصممين للمكان طبعا من بعد رؤيا جراح‪..‬‬

‫وصلت سيارة عند باب الورشـة‪ ..‬وراح احد العمال عندها واستلم من عند راعي السيارة باقة ورد كبيـرة‪..‬‬
‫طبعا ما شافها لؤي لنه كان مشغول باللي في يده‪ ..‬ويوم دخل العامل داخل وهو حامل الورد وفرحان من‬
‫جمال الباقة‪ ..‬انتبهوا معظم العمال ومما دفع لؤي بعد وياهم ‪ ...‬ويوم شاف الباقة انصدم‪ ..‬من هذا اللي‬
‫بيرسل باقة بهالكبر الى هالمكان؟؟ ل يكون بس زبونة معجبة‪..‬‬

‫اخذ لعامل الباقة الى غرفة المكتب على طول‪ ..‬ويوم شافها جراح فتح ثمه وهو مصدوم؟؟؟ باقة بهالكبر؟؟‬
‫لمن؟؟؟‬

‫حطاها الهندي وعطى لوح لستلم الى جراح اللي وقع عليه وهو بعده مصدوم‪..‬‬

‫دخل لؤي وهو على طول متوجه الى الباقة‪ ..:‬اللااااااااااااي‪ .‬شوف معجبتي شيابت لي‪..‬‬
‫جراح بصدمة‪ :‬الورد لك؟؟‬
‫لؤي وهو يضحك‪ :‬انا بعد ويهي ويه ورود؟؟ علبالي لك‪) ...‬بصدمة( لك الورد جراح؟‬

‫قام جراح من مكانه وتوجه صوب الورود ‪ ..‬تم يناظر هالتحفة اللهية‪ ..‬وتحمد الله وسبح لجمال الورد‪ ..‬وتم‬
‫يدور بعيونه على بطاقة ولؤي يحن على راسه!!‬

‫لؤي‪ :‬يعني خلنا واقعيين‪ ..‬انت تعرف بنت ثانية ‪.‬؟‬


‫جراح من غير ما يطالعه‪ :‬بنت ثانية؟؟ مثل منو هالبنت الثانية يا عبقري زمانك‬
‫لؤي وهو متوتر‪ ..:‬ل تخليني اييب اسامي‪ ..‬الجدران لها اذان‪ ..‬قول لي‪ ..‬من هذي اللي مرسلة لك‪..‬‬
‫طالعه جراح بعصبية‪ :‬الحين من قال الورد لي‪..‬‬
‫لؤي وهو يناظر لباقة بتوتر وهو عاقد حاجبينه‪ :‬خلنا نشوف البطاقة‪) ...‬لقفها وبكل فظول فتحها(‬

‫جراح وهو يحاول يسحب البطاقة بصدمة‪ :‬لؤي مالك شغل‪ ..‬ل تتعبث‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شدراك يمكن الباقة لي‪..‬‬

‫تم يقرى لؤي الباقة وجراح ينتظر منه اي ردة فعل‪ ..‬ولكن ما لقى ل عيون لؤي تتابع الكلم مرة بعد مرة‪..‬‬
‫ومرة بعد مرة ‪ ..‬لمن ابيض ويهه تمام‪ ..‬وحس جراح ان يد لؤي صارت رخوة على البطاقة وسحبها من عنده‬
‫بسهولة وهو يناظره باستغراب‪..‬‬

‫جراح يقرى البطاقة بصوت مسموع‪ .. :‬الى حبيبة قلبي‪) ..‬غ( )طالع لؤي اللي تهالك على الكرسي اللي‬
‫وراه(‪ ..‬احبج من كل قلبي‪ ..‬عرفت من خلل غيابج عني‪ ..‬ان مالي حياة ول نصيب بهالدنيا من غيرج‪ ..‬اقبلي‬
‫اعتذاري‪ ..‬وردي لي‪ ..‬حبيبج‪ ..‬بـدر!!!!‬

‫لؤي بصوت مفجوع‪ ..... :‬بدر!!!‬


‫جراح وهو محتار لن شكل لؤي معتفس‪ ...:‬ل تستعيل يا لؤي‪..‬‬
‫لؤي وهو مفجوع‪ :‬حبيبتي‪ ....‬أقبلي اعتذاري‪ ....‬هذ وينه‪ ..‬دلوني عليه‪ ..‬بشرب من دمه‪....‬‬

‫جراح وهو يطالع البطاقة مرة ثانية‪..‬يعني غزلن اهي راعية البوكيه الكبير‪ ..‬بس من لصعب ان الواحد يتكهن‬
‫بان راعية البوكيه اهي غزلن‪ ..‬بعد ما شافها امس يوم كانت تناظر لؤي بحالميه‪ ..‬ما توقع انها تكون على‬
‫علقة مع واحد ثاني‪..‬‬

‫ال خالد يدخل عليهم وهو مستعيل‪ :‬جراح عطني الرصدة الهندي الغبي نساهم‬

‫وانتبه الى الوضع‪...‬‬


‫خالد‪ :‬علمكم؟؟‬
‫جراح وهو يعطيه الرصدة‪ ..:‬ول شي‪ ..‬بس‪...‬‬
‫خالد وهو ينتبه الى البوكيه‪ :‬اوووووف ‪ ..‬شهالبوكيه العجيب‪..‬‬

‫تاوه لؤي وغطى ويهه من اللم اللي فيه‬

‫خالد‪ :‬شفيك لؤي؟؟ البوكيه لك‬


‫لؤي بقهر‪ :‬آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه‬
‫جراح‪ :‬خالد خلك منه‬
‫خالد وهو مستغرب‪ :‬شفيه هذا؟؟؟ شفيك تتاوه؟؟‬
‫جراح‪ :‬اقرى هذا ‪....‬‬

‫اخذ خالد البوكيه وتم يقراه‪ ..‬وشوي شوي تتوسع ملمحه الى ان نطقت شفاته بكلمه‬

‫خالد‪ ... sh*t :‬لؤي‪ ...‬انا ‪..‬‬


‫لؤي وهو يوقف من مكانه واعصابه ثايرة‪ :‬انت شنو؟؟ ؟انت شنو؟؟ انا شنو ؟؟ ول انت شنو؟؟ وال احنا شنو‪..‬‬
‫‪.‬يا ناس ارحموني‪ ..‬فيني نار‪ ..‬فيني نار ابي اطفيها‪ ...‬ااااااااااااااااااااااااااااااااه يا قلبي ااااه‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل تستبق اي شي يا لؤي‪ ..‬وبل هالردة الفعل القوية‪ ..‬وانت اصل جذي ول جذاك ما لك اي رئاسة على‬
‫البنت ول شي اهي حرة باللي تسويه‬
‫لؤي يناظر جراح بعيونه الطفولية اللي بعد حملت فيها شوية من المزح‪ :‬حرة؟؟ حرة؟؟ يعني انا حر‪ ...‬انا بعد‬
‫اقدر اخلي بنات يرسلووون لي بوكيهات‪ ..‬لكن لااا ما سويها ليش‪ ..‬لن في شي اسمه قلب‪ ..‬ويسوي دقات‬
‫وهالدقات ما تقول ال ‪ ..‬غزلن ‪ . .‬غزلن ‪ ..‬غزلن‪).‬قعد بحيل منهد( لكن غزلن ما تبي هالدقات‪ ...‬تبي‪...‬‬
‫بدر‪..‬؟؟ بدر‪ ..‬؟؟؟‬

‫كلها لحظات ال وغزلن تدخل الورشة ومنها الى المكتـب‪ ..‬ويوم لقت الباب مفتوح شافت الثلثة مجتمعيـن‬
‫ويا بعض‪ ..‬ابتسمت لهم بحرارة وبس ما انردت البتسامة لها ‪..‬‬

‫غزلن باستغراب‪ :‬علمكم؟؟ شفيكم مبوزين؟؟ )تنتبه الى البوكيه( وااااااااااااااااااو‪ ..‬محلى البوكيـــه‪ ..‬لمن‪..‬‬

‫قام لؤي من مكانه من غير ما يطالعها وراح عند الباب وطلع من الورشة كليا وخالد وراه‪..‬‬

‫غزلن الى جراح‪ :‬علمه لؤي؟؟؟؟ فيه شي؟؟؟‬


‫جراح وهو يسـتأذن منها‪ :‬مادري شفيه‪ ..‬بخليج ‪ ..‬وهذي‪) ..‬يسلمها البطاقة( هذي لج‪..‬‬
‫غزلن وهي تكلم نفسها‪ ..:‬البوكيه لي‪ ...‬من من؟؟؟‬

‫فجت البطاقة وقرتها‪ ..‬وكان قلبها يرتجف من التوتر الى لين وصلت الى اسـم بدر‪ ..‬وتنهدت براحة‪ ..‬البوكيه‬
‫لختها غصـون‪ ..‬من زوجها بدر‪ ..‬والله زين انه فكر بالمصالح وياها‪ ..‬ولكن‪ ..‬ليش يرسل لها البوكيه هني بدل‬
‫البيت؟؟‬

‫وانتبهت الى لؤي اللي كان شكله وكأنه ذابحين له حد‪ ..‬شلي خله يصير جذي؟؟ على غصون يعني؟؟؟ ول‬
‫على؟؟؟‬

‫دخل جراح وهو متأسف‪ :‬غزلن انا اسف بس لؤي شوي‪...‬‬


‫غزلن وهي مختبصة الملمح‪ ...:‬البوكيـه‪ ..‬لغصــون اختي؟؟؟‬
‫جراح وهو منصدم‪ :‬لمن؟؟؟؟؟ اختج؟؟؟؟‬
‫غزلن وهي تنزل يدها وتروح عند البوكيه وتناظره بحزن‪ :‬من زوجها بدر‪..‬‬

‫ناظرت جراح اللي كان شكله مو فاهم شي من اللي قاعد يصير‪..‬‬

‫غزلن وهي تفهمه‪ ..:‬اهم قبل ستة شهور مروا في خلفات قوية فيما بينهم‪ ..‬وغصون طلعت من البيت ويات‬
‫عندنا تسكن‪ ..‬عاد بدر يبي يطيب خاطرها‪) ..‬طالعت البوكيه( والظاهر انه عرف شنو نقطة ضعفها‪ ..‬ياليتها‬
‫هني عشان تشوفه‪..‬‬
‫جراح ‪:‬يعني البوكيه مو لج؟؟‬
‫غزلن وهي مستغربة‪ :‬يا ليت بس ل‪ ....‬ليش هالسؤال‪..‬؟‬
‫حس جراح انه راح ينجك‪ ..‬ولؤي بعد بينفظح‪ .. : ...‬وامممم‪ ..‬ول سبب‪ ..‬بس‪ ...‬حرف الغاء‪..‬‬
‫غزلن وبعدها مافهمت شي‪ :‬غصون بعد بحرف الغاء‪) ...‬واتضحت الصورة عندها بصورة فظيعة(‪ ...‬انتو‬
‫علبالكم ان‪ ....‬ولؤي ‪....‬؟‬

‫جراح وهو يضحك وجبينه معرق من التوتر‪ ..‬اما غزلن فما عرفت ‪ ..‬تتنفس ول تضحك ول شنو؟؟ يعني لؤي‬
‫زعلن‪ ..‬لنه ظن ان البوكيه لها‪.....‬؟؟؟؟ يعني ممكن هالشي؟؟ ان لؤي‪ ...‬بعده ‪...‬‬

‫جراح وهو يسـتأذن من المكان‪ :‬عن اذنج‬


‫غزلن بسرعة‪ :‬على وين‪..‬‬
‫جراح وهو مثل الياهل اللي مسكوووه ماخذ شي مو له‪ ..:‬ل بس‪ ...‬اخليج على راحتج‬
‫غزلن وهي تناظره بحماس‪ ....:‬ل تقول له ‪ ..‬ل تقول له ول شي جراح‪....‬‬
‫جراح‪ :‬ليش؟؟ اهو يظن فيج الحين؟؟‬
‫غزلن وهي تخبي ابتسامة‪ ...:‬يظن فيني‪.‬؟؟؟ زين‪ ..‬خله يحس‪ ..‬يالله انه بمشي البيت‪ ..‬مع السلمة‪..‬‬
‫جراح وهو يحمل البوكيه عنها‪ :‬عنج عنج‪...‬‬
‫غزلن بحيا‪ ..:‬شكرا‪..‬‬

‫حمل جراح البوكيه الكبير ومشى جدام غزلن اللي طلعت وياه من المكتب ومن ثم من الورشة‪ ..‬لمن وصلت‬
‫الى سيارتها‪ ..‬فتحت الباب لجراح عشان يدخل البوكيه تحت نظر خالد اللي واقف ويا لؤي المحطم‪ ..‬وهي‬
‫لبسة نظارتها الكبيرة الغامجة‪ ..‬شكرت جراح ودخلت السيارة‪ ..‬طالعت لؤي اللي كان واقف وهو منقهر ومن‬
‫حلة قهره اللي مسويه مثل الياهل ابتسمت‪ ..‬وتحركت الى البيت‪..‬‬

‫راح لؤي لجراح ومسكه من رقبته‪ :‬يالخاين‪ ..‬يالخاين‪ ...‬اكيد خبرتك بشي‪ ..‬شقالت لك‪..‬‬
‫جراح وهو يكتم الضحكة وبدى يعرف ليش غزلن طلبت منه انه ما يقول شي‪ : ..‬فجني ول تيودني جذي مرة‬
‫ثانية‬
‫لؤي وهو يمشي على عقبه وكان الدنيا كلها طايحة على راسه‪ :‬اكيد واحد غني‪ ..‬أكيد واحد راهي وخشمه‬
‫للسما مثل هلها‪ ..‬اكيد‪ ..‬اييي خووو معروفه ‪ ..‬ما تبي واحدن فقيرن مسكينن مثلي‪ ..‬اااه يا قلبي‪ ..‬والله فيني‬
‫عووق بقلبي‪ ..‬مادري احس روحي‪ ..‬برجع ‪ ..‬برجع ولله‪ ..‬شي يعورني مو عارف وينه‪..‬‬
‫جراح اللي يكتم ابتسامة وضحكة‪ :..‬الحين حسيت بالخطر‪ ..‬عيل راونا شلون بتحافظ على ممتلكاتك يا‬
‫شهريار زمانك‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شلون بحافظ‪ ..‬بقول لك شلون بحافظ‪ ..‬انا اول شي هالبدر لزم اعرفه منو بعدين يصير خيـر‪..‬‬

‫ضحك جراح على لؤي اخيـرا وخلى كل من خالد ولؤي يطالعونه باستغراب‪..‬‬

‫خالد المستغرب منه‪ :‬جراح‪ ...‬عيب عليك‪ ..‬ليش تضحك على حسرة لؤي‪..‬‬
‫مسك جراح رقبه لؤي بطريقة ودية‪ :‬تدري يا حبيب قلبي انا ليش احبك‪.‬؟‬

‫لؤي يناظره باسف وباستغراب‪..‬‬

‫جراح‪ :‬يمكن لنك اكثر انسان ساذج‪ .‬ويبين ان العالم بعده بخيــر‪ ..‬يالله انا بروح البيت بتقدى وبرد‪ ..‬مع‬
‫السلمة‪..‬‬

‫راح جراح عنهم وظل لؤي واقف مكانه ويا خالد اللي يهدي فيه‪ ..‬لكن لؤي ما ياز له هالتهدئة‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬انا لزم القاااه هالبدر‪..‬‬


‫خالد‪ :‬بس انت لزم تهتم في شي اهم قبل‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬شنو هالشي ؟‬
‫خالد‪ :‬اهي من البطاقة شكلها متزاعلة وياه‪ ..‬ليش ما تستغل انت هالزعل‪ ..‬وتقدم على الخطوة الكبيـرة‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬اي خطوة كبيرة؟؟ اضربها يعني؟‬
‫خالد وهو يضرب على جبينه‪ :‬ل يا غبي شنو تضربها‪ ..‬بهيمة اهي؟؟ وين قاعدين؟؟ قصدي انك تطلبها على‬
‫سنة الله ورسوله‬
‫لؤي وهو ياشر بيده على خالد‪ :‬طالع هذا‪..‬؟؟ شهالحجي ‪ ..‬انا اتقدم لها؟؟ انت علبالك بيتنا عايشين في سابع‬
‫غيمة‪ ..‬احنا بيتنا متروس مشاكل‪ ..‬واخوي توه طالع من الغيبوبة وتبيني اروح واتقدم لها‪ ..‬انا ادرى باللي‬
‫بسوي فيها‪) ..‬يطالع الدرب اللي راحت منه غزلن( انا اوريج يا بنت الكندي يا غزلنووه انتي وهالبدر مالج ‪..‬‬
‫ان ما خليتج اتعذبين‪ ..‬والله ماقدر اعذبج‪ ..‬بس بعذب روحي وبعذبج بعذابي‪..‬‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫دخلت مريم المستشفى وهي تحس بانتعاش في نفسهـا‪ ..‬التحول عجيب وحلوو اللي صابها قبل شوي مع‬
‫غزلن‪ ..‬ماتوقعت انها راح تتلقى معاها ‪ ..‬وفوق كل هذا ما توقعت انها في يوم من اليام راح تتناسى معاها‬
‫كل اللي صار بيناتهم في يوم‪ ..‬يالله ‪ ..‬الدنيا تدور وكل المور مردها تتصلح‪ ..‬يا رب عقبالك يا خوي انت‬
‫وفاتن‪ ..‬لنكم انتووو الفرحة اللي انا اتمناها في هالدنيا‪ ..‬فبرجوعكم مع بعض‪. .‬بتفرحوني وبنفس الوقت‬
‫تردون في قلبي المل اني اكون لجراح‪..‬‬

‫وصلت للغرفة وهي متأملة انها تشوف اخوها يالس جدامها وبدت حتى انها تزهب له البتسامة المتوقعة‪..‬‬
‫ولكن‪ ..‬اول ما فجت الباب‪ ..‬مالقت ال الشراشف البيضا مرتبة على السرير‪ ..‬فاستغربت‪ ..‬ل بل هبط نبض‬
‫قلبها الى اللشي‪ ..‬وينه مسـاعد؟؟ وليش هو مب في غرفته‪ ...‬انتظرت صوت في الغرفة لكن السكوون كان‬
‫لف كل الجوانب‪ ..‬وطلعت وهي فزعة من الغرفة الى استقبال الجناح‪ ..‬بس ما لقت احد هناك‪ ..‬وتمت واقفة‬
‫بحيـرة وهي مو مصدقة‪ ..‬يعني مسـاعد طلع من المستشفى؟؟ طيب وين راح؟؟ خذوه البيت يعني؟؟؟ يا لله‬
‫وينه اخوي‪..‬‬

‫ال وممرضة تبين لها عند بعد وتروح عندها مريم بفزع‪..‬‬

‫مسكت الممرضة وهي خايفة‪ :‬لو سمحتي ‪ ..‬مريض غرفة رقم ‪ ..30‬الخاصة‪ ..‬وينه؟؟‬
‫الممرضة وهي تحاول تتذكر‪ ..:‬رقم ‪30‬؟؟ الدخيلي؟؟‬
‫مريم‪ :‬ايه‪ ..‬هذا اخوي‪ ..‬وينه ؟؟ مب في داره؟‬
‫الممرضة وهي تبتسم في ويهها‪ :‬زين ليش تحاتين‪ ..‬ترى اهو ما طلع اذا في بالج‪ ..‬بس خذاه الدكتور مسـفر‬
‫الى العلج الطبيـعي‪..‬‬

‫مريم وهي مو مصدقه تسكر عيونها وتفجها مرة ثانية‪ ..‬تحاول انها تستوعب اللي انقال لها‪ ...‬مساعد في‬
‫العلج الطبيعي؟؟ لشنو؟؟ عشان يعني‪..‬‬

‫ال وصوت نورة وراها ومعاها زوجها فيصـل‪..‬‬

‫مريم وهي تسرع صوب نورة‪ .. :‬نورة؟؟ يقولون مسـاعد في العلج الطبيعي؟‬
‫نورة وهي مبتسمة وعيونها لمعة بالدمع‪ :‬اي يا مريم‪ ..‬مسـاعد وافق على العضاء الصناعية‪ ..‬وكاهو هناك‬
‫يمرنون جسمه عليها‪ ..‬وكلها جم يوم ويطلع من هني يا مريم‪..‬‬
‫مريم وهي مو مصدقة اللي تقوله نورة‪ :‬وانتي شدراج؟؟شلون عرفتي‬
‫نورا‪ :‬كنا تونا ياين‪ ..‬ال الفوضى في غرفة مسـاعد‪ ..‬انا قلبي طاح‪ ..‬وما دريت شصاير‪. .‬دخل فيصل وشاف‬
‫مسـاعد يقومونه من على السرير على الكرسي‪ ..‬وماخذين وياه الطراف الصناعية للعلج الطبيعي هناك‪..‬‬
‫مريم وهي تناشد فيصل بعيونها‪ :‬فيصـل خذني هناك‪ ..‬ابي اشوفه‪..‬‬
‫فيصل وهو يحاول انه ما يطول بويه مريم‪ :‬ما يصيـر مريم ‪ ..‬الدخول بس للطباء والمرضى‪ ..‬وهناك رياييل‬
‫بعد‪ ...‬بس‪...‬‬
‫مريم وهي تتلهف عليه‪ :‬شنو بس؟؟ ابي اشوفه بعيني يا فيصـل‪..‬‬
‫فيصـل‪ :‬تقدرين تشوفينه من خلل الزجاج‪ ..‬اهو ما يبين عندهم بس يبين للي برع‪..‬‬

‫مريم وهي مو مصدقة تتبع فيصـل الى غرفة العلج الطبيعي‪ ..‬يعني مسـاعد خلص بيقوم على ريله؟؟؟ بيرد‬
‫لنا مساعد الطبيعي اللي كلنا نعرفه‪..‬؟؟ يا الله‪ ..‬فرحة ما نلقي مثلها ول بعد مليون سنة‪ ..‬الحمد لله اننا ردينا‬
‫مثل قبل‪ ..‬والحمد لله ان مساعد تقبل مصيره وتقبل قضاء رب العالمين‪..‬‬

‫ولكن نست مريم الخوف اللي بعثه فيها مساعد قبل جم يوم وقت اللي قط كل الغضب اللي فيه على فاتن‪..‬‬
‫وكيف ان فاتن اهي المسئولة عن اللي يصيبه‪ ..‬لكن لء‪ ..‬مستحيل مسـاعد يكون انتقامي لهالدرجة‪ ..‬مساعد‬
‫يحب فاتن‪ ..‬انا عمري ما لقيت احد يحب وحدة كثر مساعد لفاتن‪ ..‬بس اللي ما تعرفه مريم‪ ..‬ان بين الحب‬
‫والكره شعره‪ ..‬بس تنقطع‪ ..‬تتخالط كل المشـاعر فيها‪..‬‬
‫ويصعب على الشخص انه يلقى الحب من الكره‪..‬‬

‫راحت مريم‪ ..‬ولقت مسـاعد يكابد بألم في تمريض ريليه‪ ..‬ومسكت قلبها وهي تشوفه يشد على نفسه عشان‬
‫يقوم‪ ..‬والطراف الصناعية مؤذية للقلب بقوة كبيـرة‪..‬‬
‫توهم مريم ونورة يحسون بالي يحسه اخوهم‪ .‬كيف واهو اللي لبسهم‪..‬‬

‫مريم وهي تمسح دموعها واختها واقفة يمها‪ :‬الحمد لله على كل حال‪ ..‬كنا بنخسره للبد‪ ..‬شوفته ول فرقاه‪..‬‬
‫فديت قلبك يا خوي‪..‬‬
‫نورا‪ :‬ما توقعت اني اقول جذي‪ ..‬بس مسـاعد ما يستاهل اللي صابه‪ ..‬الله يصبره على بلواه‬

‫التفتت مريم مرة ثانية الى اخوها‪ ..‬وتمت تناظره بحنان‪ ..‬وهي تحاول من غير ادراك انها تشجعه على‬
‫الستمرار‪ ..‬الستمرار‪ ..‬نعم‪ ..‬هذي هي كلمة السر في هالحياة‪ ..‬الستمرار لمن الواحد يوصل للي يبيه او انه‬
‫يقط بنفسه في التهلكة‪ ..‬واتمنى ياخوي ان استمرارك هذا يوصلك الى كل الخيـر‪ ..‬اللي يعم عليك‪ ..‬وعلى‬
‫اللي حواليك‪..‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪---------------‬‬
‫مرت السابيع في المدرسة الصيفية عن فاتن مثل هدوء موج ليلة صيف باحد الشطآن‪ ..‬وكانت متقدمة في‬
‫صفها مثل الفصلين اللي طافو‪ ..‬بس لفرق ان مالها اي صحبة او جماعة تتسلى وياهم‪ ..‬هيام ردت البحرين‬
‫ويا زياد قبل اسبوع واهي تمت بروحها ‪ ..‬في ملحقها‪ ..‬وفي عالمها الصغيـر‪ ..‬تتسوق وترد بيتها وتاكل وتنام‬
‫وتتمشى وتتنزه لحالها‪ ..‬مالها سلطان على احد ول احد له تملك عليها‪ ..‬وكم كان الشي مؤلم ومفرح في‬
‫نفس الوقت‪..‬‬

‫افتقدت للحزن اللي عم قلبها طول ذيج الفترة لسبب او آخر‪..‬يمكن خلص كف قلبها عن الحزن والنتظار‬
‫لشي غير متوقع‪ ..‬او يمكن ما عادت تهتم‪ ..‬او يمكن هذي هي نهاية المشاعر عندها‪..‬‬

‫اللي معاها في الفصل كانو يسمونها ‪ subzero‬اي ان برودتها تقع تحت الصفر‪ ..‬فهي ما تبتسم‪ ..‬ول تتكلم ول‬
‫تتعامل مع اي احد في الكلسات اللي تاخذها‪ ..‬تاخذ اللي تبي وتطلع من غير اي كلم مسترسل او زايد‪..‬‬

‫طبعا قطعت جورج وزوجتها مارسيل مثل ما قطعت الكل ‪ ..‬وهذا الشي اللي آذى قلبها بصورة خاصة‪ ..‬لنها‬
‫موجودة باميـركا‪ ..‬لكن اهي ما راح تتفهم مشاعر الناس دام ان مشاعرها انداست كثر من مرة ‪ ..‬وما راح‬
‫تهتم ابدا‪..‬‬

‫دخلت الملحق وهي حاملة عدة التسوق من السوق الشعبي ‪ ..‬فرحانه لبهجة الوان الصيف في المكان‪ ..‬صج‬
‫ان الجمال والطبيعة في بوسطن من اروع ما يمكن‪..‬‬

‫فججت الورود اللي كانت حاملتها وشغلت الة الرد على المكالمات‪ ..‬وراحت للمطبخ تحط الورد بالنية‪..‬‬

‫مكالمتين كانو‪ ..‬الولى من ام هيام اللي اتصلت فيها اكثر من مرة ‪ ..‬وكانت تطلب من فاتن في هالمكالمة‬
‫انها تدير بالها على حالها وما تفتح الباب لحد‪ .‬علبالها فاتن وحدة ياهل وما تعرف‪..‬‬

‫اما المكالمة الثانية كانت من هيام‪ ..‬وكانت تتكلم بصوت مثار وفرحان تخبر فاتن كيف ان البحرين حلوة واول‬
‫ما وصلتها تمنت لو ان زياد ياخذها مباشرة لى هله‪ ..‬لكن اهم لزم ينتظرون فراق بعض لجم يوم عشان‬
‫الخطبة الرسمية اي الملجة بين الهل‪ ..‬وتذمرت لكون فاتن ما بتحظر ملجتها واهي ارفيجتها‪..‬‬

‫بعد ما انتهت المكالمات وقفت فاتن شوي في المطبخ وهي تحس بالفراغ في داخلها‪ ..‬وكيف ان مريم طرت‬
‫على بالها في ذيج اللحظة السـرة‪ ..‬اااه عليج يا مريم‪ ..‬ليتج معاي بهاللحظة‪ ..‬ليتني بس اشوفج يا اعز ارفيجة‬
‫على قلبي‪ ..‬لني عارفة انتي الوحيدة اللي بتقدرين اللي انا امر فيه‪ ..‬وليش؟ لنج انتي نص روحي ‪ ..‬وشقيقة‬
‫هالدرب اللي انا مشيته من يوم وانا صغيـرة‪..‬‬

‫وعلى هالمنية ‪ ..‬تحركت فاتن صوب غرفة النوم‪ ..‬وسرعت عند احد العلب اللي تحتفظ بها بالشياء اللي‬
‫كانت لها وما تبيها توصلها بالماضي‪..‬‬

‫فجت العلبة‪ ..‬ولقت فيها من اللي ما تبي تلقاه‪ ..‬علبة هدية مساعد ‪ ..‬واشياء كانت تحتفظ بها وابت انها‬
‫ترميها‪ ..‬وهناك لقت التلفون اللي كان مساعد مهديه اياها‪ ..‬كانت بعدها البطاقة داخله‪ ...‬ولكن يبيلها فتح من‬
‫يديد‪ ..‬عشان تشوف رقم مريم بداخلها ‪ ..‬لول مرة من بعد طوول غياب تتشجع فاتن بصورة جنونية انها‬
‫توصل لمريم‪ ..‬وحتى انها طلعت من البيت بصورة سريعة ولكن تأخرت عشان انها تلقى محل تفتح فيه الخط‬
‫اللي تسكر‪..‬‬
‫كلها دقايق وهي رادة البيت للي نست تقفله‪ ..‬ويوم دخلت ‪ ...‬طاحت من يدها الغراض‪ ..‬من شدة الصدمة‪..‬‬

‫))قبل اسبـــوعين ((‬

‫تعافى مسـاعد وقدر انه يطلع من المستشفى‪ ..‬وتظاهر بالشجاعة عشان بس يوصل للي اهو يبيه بكل قوته‪..‬‬
‫مريم ما قدرت توصل لشي واحد من اللي يمر فيه بال مسـاعد من زود زيف السعادة للي كان محايط روحه‬
‫به ‪ ..‬كل اللي يدور في باله كانت الطريقة اللي بتقدره انه يوصـل الى فاتن‪ ..‬اول شي فكر في اهو زيـاد‪..‬‬
‫لنه ويا فاتن بنفس الجامعة‪ ..‬ولزم اول ما يوصل اميركا يزوره من غير اي تعطيـل‪..‬‬

‫كان بيتهم يستقبل الزوار من الهل وكل زملء مسـاعد واصدقائه ومريم ونورا تحملو نصيب كبير من‬
‫هالمور ‪ ..‬لن لؤي في حالة عاطفية شديدة‪ ..‬ما يسمع ال لعبد الحليم وقلبه ضايع‪ ..‬ما يدري شالحل بالنسبة‬
‫للمشكلـة اللي يواجهها‪ ..‬غزلن وهالبدر اللي مادري من وين طلع لهم‪ ...‬حاولت مريم انها تستعلم عن اللي‬
‫يصيب لؤي واللي مخليه بهالحالة النفسية الصعبة‪ ..‬لكن عبثا المحاولة لنه احزن من انه يتكلم‪..‬‬

‫وفي يوم ياتهم زيارة من عايلة الكندي كلها اللي طبعا قبل ما ايوون اتصلوا في لبيت ومساعد حدد لهم اليوم‬
‫اللي يقدرون ايون فيه‪ ..‬وطبعا الستعدادات كانت على قدم وساق‪..‬‬

‫مريم قبل ساعة من وصول الزوار زهبت ‪ ..‬وراحت لغرفة اخوها اللي صارت تحت بدل فوق‪ ..‬واستغلوا‬
‫بهالشي الغرفة الفاضية اللي محد يستعملها‪..‬‬

‫دقت الباب وانتظرت رد من مساعد اللي نادى عليها‪ :‬دشي مريم‪..‬‬


‫دخلت مريم وهي مبتسمة لخوها اللي كان قاعد وهو يدخل الدبوس في الثوب‪ :‬عنك عنك‪...‬‬

‫راحت لعنده وسحبت الكبك وبدت هي اللي تدخله وفي ظرف ثواني كملت الشغلة‪..‬‬

‫مساعد وهو بشبه البتسام‪ :‬لو ما دخلتي جان ما كمل الشغل‪..‬‬


‫مريم ‪ :‬عادي ماان‪ ..‬من جذي الله خلق الخوات‪..‬‬
‫ابتسم مساعد‪ :‬لو كل الخوات مثلج جان الدنيا بخير‬
‫مريم وهي فاجة عيونها بفكاهة‪ :‬يا الله‪ ..‬مجاملة‪ ..‬ثانكيووو وايد وايد‪ ..‬اسكت ل اصدق روحي لكن‪..‬‬

‫ضحك مساعد من غير نفس ولو ان مريم تستاهل كل الخير‪ ..‬ومن بعد هالضحكة‪ ..‬ما لقى ل دفى يدها‬
‫الصغيرة ينتشر على جلده ‪ ..‬رفع عيونه لها بكل هدوء وكل محبة‬

‫مريم‪ :‬معليه اخوي‪ ...‬في البلدان الكبيرة‪ ..‬مثل هلشياء الصغيرة‪ ..‬تصير‪..‬‬

‫مافهم مساعد الي قالته لكن شي من الحنان الي حسه في لمسته خله يتعزا بعزا الله عز وجل‪ ..‬ومن بعدها‬
‫تركته مريم وراحت تحت تعابل امها واختها في التجهيزات‪..‬‬

‫ووصلت عايلة الكندي الى البيت‪ ..‬لؤي اللي ما كان يدري بحضورهم اهو اللي فج الباب بويهه الحزين‬
‫واستقبلهم واحد ورى الثاني وهو مو عارف بزيارتهم‪..‬‬

‫لؤي‪ :‬تامر على شي عمي؟‬


‫بو زياد‪ :‬قول لخوك مساعد ان هشام الكندي وصل‪..‬‬

‫اول ما سمع السم لؤي انصدم‪ ..‬وما صدق ان اللي جدامه اهو ابو غزلن‪ ..‬وعلى طول مر بعيونه الى عند‬
‫السيارة وين ما كانت غزلن واقفة ويا امها واختها‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬لبسة عباية محترمة والشيلة مغطية‬
‫راسها‪ ..‬وكان مظهرها مبعث للراحة والسرور‪..‬‬
‫انتبه لؤي الى نفسه ووصل بو زياد وولده اللي كان معاه الى ديوانية الرياييل‪ ..‬اما نورا ومريم فتولو الحريم‬
‫عند الباب ودخلوهم الى الصالة الرئيسية وين ما كانت ام مساعد قاعدة وهي منتظرتهم‪..‬‬

‫حاول مسـاعد انه يتنفس لكن ما قدر‪ ..‬شي غريب كان طاغي عليه بهاللحظة‪ ..‬ما يدري ليش ان الليلة صعبة‬
‫عليه فطلعته جدام بو زياد واهله‪ ..‬يمكن لنهم ناس مقربين له وما كان يبيهم يحسون للعجز فيه باي شكل من‬
‫الشكال‪..‬‬

‫داس مساعد على قلبه وحاول انه يكتم للي فيه وطلع من الغرفة وهو حامل عكاز يساعده على المشي لن‬
‫اليام الولى بالطراف الصناعية أزمت عليه الوضع ولكن قدر انه يمشي بكل قوة وصلبة اظهرت عكس اللي‬
‫اهو يمر فيه من داخلة من هشاشة وخوف من الناس‪..‬‬

‫طاف الصالة ووقف يسلم على ام زياد والبنات قبل ل يتوجه الى الديوانية من الممر الثاني‪ ..‬ومريم اللي‬
‫لحقته عشان تعاونه ويا العتبات‪..‬‬

‫مساعد‪ :‬مريم خليني‪ ..‬انا بروحي بطوفها‬


‫مريم وهي تبتسم‪ :‬اليوم ل‪ ..‬خلني ادلعك عاااد ولله اول ريل بهالدنيا ما يرضى لدلع الحريم‬
‫مساعد وهو يبعد عيونه عن ويه مريم‪ :‬يدلع الرياييل حريمهم‪ ..‬وانا حرمتي ضايعة‪ ..‬فأعذريني لو ما كانت مثل‬
‫الرياييل لني مو مثلهم‪..‬‬

‫تصلبت مريم مكانها للحظة‪ ..‬وناظرت مساعد مباشرة من بعد كلمته‪ ..‬ولكنها ما قدرت تملك شي من ملمح‬
‫ويهه لنه ترك يدها وراح يمشي وهو يعري الى الديوانية اللي طق بابها والتفت الى مريم اللي كانت بعدها‬
‫واقفة‪ ..‬انفتح الباب وكان لؤي اللي عاونه ومريم سرعان ما انفج الباب‪ ..‬اختفت الى داخل البيت‪..‬‬

‫اول ما دخل مساعد كان راسه موطى بالرض ويوم رفعه لقى بو زياد واقف جدامه وهو مبتسم في ويهه‬
‫بحناان البوة‪ :‬هذا هو البطل‪ ...‬اسد ول كل السووود‬

‫تليمو الثنين بمحبة ابوية وصداقة عظيمة فيما بينهم‪ ...‬ويوم تحرك ابو زياد عنه التفت مساعد الى الشخص‬
‫اللي ما توقعه يكون موجود‪ ..‬زيااد‪..‬‬

‫وقف زياد وهو مبتسم‪ ..‬وكانه فهم نظرة مسـاعد المنصدمة‪ :‬حمد لله على السلمة يا مساعد واجر وعافية يا‬
‫خوي‬
‫مساعد وهويلم زياد سكر عيونه وكانه لقى اللي يبرد حر قلبه على فاتن‪ : ..‬الله يسلمك ويعافيك‪)...‬تحرك من‬
‫عنده مساعد وطالع زياد في عيونه( تدري شكثر دعيت لله اني القاك‪..‬‬
‫زياد بصوت واطي‪ :‬مو الحين‪ ..‬امر عليك بوقت ثاني ان شاء الله واعلمك بكل شي‪..‬‬

‫تحرك زياد بعيد عن مساعد لكنه مسكه بيده بقوة وهو بعده يناظره بغرابه‪ ..‬انتبه له زياد وتكلم مساعد بصوت‬
‫اقرب الى الهمس‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬شلونها؟؟؟‬
‫زياد وهو يتقرب منه ويشوف الحب العظيم اللي تجلى بعيون مساعد‪ :‬بعدها مو بخير‪..‬‬

‫الفصـل الول‬
‫‪-------------------‬‬
‫جراح ما صدق اللي يشوفها جدامه ‪ ..‬مستحيل هذي فاتن؟ وين انتعاش المواسم بويهها‪ ..‬ووين ابتسامتها اللي‬
‫تطغى عليها في حضورها؟؟؟ اللم متضرع في ويهها مثل السم باول ارتشافه‪ ....‬نظرات الخوف اللي بعيونها‬
‫ردته الى زمان وقت ل ارتكبوا شي يخافون فيه عقاب اابوهم مع انه ما يعاقبهم صج‪ ..‬وفاتن عمرها ما ارتكبت‬
‫شي يزعل ابوهم فيه‪ ..‬فليش كل هالخوف متركز بويهها وهي تناظر مسـاعد‪ ..‬هالكثر اهو مصدر خوف‬
‫وارتعاب في نفس فاتن‪..‬‬
‫ومن بعد تصنم في ويه مسـاعد التفتت فاتن الى مريم اللي كانت واقفة وهي مو مصدقة اللي تشوفه ومن‬
‫بعدها الى جراح‪ ..‬الوحيد للي كان يبتسم في ويهها بحنان‪ ..‬وتحت مراقبة مسـاعد لها راحت فاتن لعند اخوها‬
‫وهي تحاول انها تخفي رجفة يدينها‪..‬‬

‫تقدم جراح منها وهو يضحك بمل ثمه ولكن في قلبه كان وجع ‪ :‬يا حمااارة‬

‫ما انتظرت فاتن اكثر ولمت اخوها بكل قوتها وهي تبتسم من حق‪ ..‬منصدمة من شعور المان اللي داهمها‬
‫في لحظة واهي تشوف اخوها‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬ولهت عليك جراح‪ ..‬ولهت عليك بالحيل‪..‬‬


‫جراح وهو يناظرها ‪ :‬امبين‪ ..‬اللي حتى ما تخليني اتكلم وياج طول هالشهور؟؟ شفيج فاتن‪ ..‬شياج علينا مرة‬
‫وحدة‪..‬‬

‫ل اراديا وجهت عيونها فاتن الى مسـاعد اللي كان واقف عند طاولة المطبخ ويتحسس الشرشف البيض‬
‫باصابعه‪ ..‬وانتبهت الى مريم للي كانت موطية راسها والدمع باين على خدها‪ ..‬راحت عندها فاتن وهي مبتسمة‬
‫بخفة‪ ..‬شلون ان امنيتها اليوم انها تسمع من مريم تحققت بشي اكبر‪..‬كاهي مريم واقفة جدامها في بيتها‬
‫وعزلتها عن العالـم‪ ..‬راحت لعندها فاتن وهي تحتفظ بشي من البتسام والبهجة‬

‫فاتن‪ :‬مريم‪) ...‬استغربت من عدم الستجابة‪ ..‬فمريم بعدها موطية راسها( مريم‪ ..‬سامحيـني‪..‬‬
‫رفعت راسها مريم بلوم وعتاب وقلب مجروح من اعز الناس على قلبها‪ ..:.‬اسامحج؟؟ على شنو؟؟؟ ماكو‬
‫شي اسامحج عليه فاتن‪...‬‬
‫فاتن حست باللم من نبرة صوت مريم‪ :‬مريم‪ ..‬صدقيني‪ ..‬اليوم انا كنت بتصل فيج‪..‬‬
‫مريم وهي تضحك بسخرية‪ :‬الحمد لله‪..‬فكرتي فيني اخيـرا‪..‬‬
‫فاتن وهي متألمة‪ :‬مريم‪..‬‬
‫مريم وهي مندفعة‪ :‬ما بكلمج‪ ..‬لمن يحلى لي بكلمج‪ ..‬تسوين في روحج كل هذا وتسكرين روحج عن العالم‪..‬‬
‫انزين سكري نفسج عن كل من ال انا يا فاتن؟؟ انا؟؟ انا اللي عمري‪....‬‬
‫فاتن وهي تتقرب منها‪ :‬مريم تكفيـن‪..‬‬
‫وهي تكلم الكل ‪ :‬انا بروح الفندق‪..‬‬

‫وطلعت مرم من الشقة وهي تجهش بالصياح‪ ..‬وفاتن واقفة مكانها وهي مصدومة‪ ..‬واخيرا بدت تحس بنتاااج‬
‫فعلتها‪ ..‬ومريم بالمثل ما توقعت ان تكون لها مثل هالردة الفعل لفاتن‪ ..‬وهي اللي تمت تدافع عنها طول‬
‫هالفترة‪ ..‬من بعد مريم طلع جراح من المكان وفاتن ما انتبهت له‪ ..‬وظلت واقفة مكانها وهي تهمل دمع‬
‫هادئ‪ ..‬ال يوم انتبهت ان المكان فظى من الكل‪..‬‬

‫جالت عيونها صوب المطبخ وين ما كان مساعد قاعد على كرسي الطاولة وهو موخي راسـه‪ ..‬والعكاز عند‬
‫ريله‪ ..‬فاستغربت فاتن وجود العكاز في المكان‪ ..‬ولكن آثرت السكوت على الكلم‪..‬‬

‫وبدى الصمت يطبق بثقل عليهم‪ ..‬لدرجة ان فاتن بدت تحس باطرافها من زود التوتر ترتجف بنفسها‪ ..‬الله‬
‫العالم باللي يضمره مساعد بنفسه‪ ..‬وال اي نوع من الفكار تجول في باله‪ ..‬لن هدوئه اهو قرب النفجار او‬
‫بداية النهاية ‪ ..‬جربت اكثر من مرة صمته وسكوته وكانت النتايج ل تحمد عقباها‪..‬‬

‫وياها صوته اللي رجف ركبتها‪ :..‬شلون قدرتي‬


‫استغربت فاتن لكن دقات قلبها كانت تضرب بعنف‪ ..:‬نعم؟‬
‫مسـاعد وهو يعيد سؤاله بنفس عميـق وبشكل بطئ‪ ...:‬شلون قدرتي؟؟ انج تطلعين من الديرة‪ ..‬وتطلعين‬
‫من المكان اللي أنا مخصصه لج‪ ..‬وتبعدين نفسج‪ ..‬وتغيرين عنوانج‪ ..‬وفوق كل هذا‪ ..‬تخلينه سر خاص فيج؟؟؟‬
‫شلون قدرتي‪...‬؟؟ او‪ ..‬بشنو كنتي تفكرين؟؟‬
‫سكتت فاتن مو لنها ما بغت تجاوب‪ ..‬لن الكلمات جفت في حلقها ‪ ..‬وتركت ويهها مثل اللوح البارد اللي ما‬
‫ييبين عليه اي نوع من الفكار ‪ ..‬واللي خلى مسـاعد يفقد اعصابه حبه حبه‪..‬‬

‫مسـاعد وهو يتكلم بهمس اشبه بفحيح الحيات‪ ..:..‬بشنو كنتي تفكريـن‪..‬‬

‫تنهدت فاتن بغرور وكأنها تتمنى التحدي‬

‫مسـاعد وهو يكمل بنفس الرنة‪ :‬نسيتي من انا؟؟؟ نسيتي شنو اقدر اسوي‪..‬ضربتي كل اللي اقدر اسويه فيج‬
‫بعرض الجدار‪ ..‬وغلبتج اوهامج وخيالتج انج تتحدييني؟؟ انتي ناسية انج شي من ممتلكاتي‬
‫وقفت فاتن وهي تحس بروح الحماس في دمها‪ :‬انا مو ممتلكات احد‪ ...‬انا امتلك نفسي وبس‪..‬‬

‫ظهر في الفراغ صوت ضحك مسـاعد الخفيف‪ ..‬فاقشعرت فاتن منه ولكن ظلت واقفة مكانها وهي تتحداه‪...‬‬
‫اليوم كل شي بينفض وكل الوراق بتنكشف‪ ..‬ومساعد لزم يعرف شكثر اهي قوية‪..‬‬

‫مسـاعد وهو يهز راسه والبتسامة مالية ثمه‪ :‬مستغرب‪ ....‬من جرأتج‪ ..‬من الخيـال الجامح اللي دفعج ‪..‬‬
‫)يأشر على المكان( الى هالنوع من الحيـاة‪ ..‬خبريني فاتن‪ ..‬أي نوع من القصص العاطفية الكلسيكية انتي‬
‫تحاولين انج تمثلين‪ ..‬ترى اذ ما تدرين ‪ ..‬الواقع يختلف تمام الختلف عن لقصص اللي تاخذينها في مقررات‬
‫الجامعة‪) ..‬يناظرها ويراقب شكلها المرتجف بهدوء( الحياة تنبني بدم وعرق وجهد وعقل‪ ..‬الخيـال‪ ..‬واللي‬
‫يخطه الكتاب ما يصير ال في الخيال‪ ..‬ما يا على بالج ليش الشياء الخيالية ما تصير ال في الوراق او في‬
‫الفلم‪ ..‬؟؟؟ ها؟؟‬
‫فاتن وهي تواجهه نفس الغرور وحرقة اليام اللي كانت تنتظره فيهم تشتعل فيها‪ :‬والفلم ما استندت ال على‬
‫الواقع‪ ..‬قصص الحياة اليومية وافعال الناس اللي ما تغتفر‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يحس بيده متصلبة على مقبض العكاز‪ :‬انتي وايد غلطتي يوم طلعتي من الديـرة‪ ..‬ووايد غلطتي‬
‫يوم سويتي اللي سويتيه‪ ..‬ولزم تتقبلين غلطج‬
‫فاتن تكلمه في نفس اللحظة اللي اهو يتكلم فيها‪ :‬ومن اللي قال لك ان لك الحق تعلمني بشنو انا غلطت ول‬
‫لء‪ ..‬انا حرة في حيـاتي‪ ..‬انا حرة في حياتي مثل ما الكل حر في حياته‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يسكر عيونه وياخذ نفس عميق‪ :‬بيكون احسن لج لو سكتي‪ ..‬لو انطميتي وما تكلمتي‬
‫فاتن وهي تحس ان خلص ما عادت تقدر تتحمل اكثر ‪ :‬انت من اللي يعطيك الحق تمشي الكل على رايك‪..‬‬
‫وانت مو اكثر من انسان عديم المشاعر ‪ ..‬متملك‪ ..‬وتظن ان العالم كله يمشي حوالي اصابعك‪ ..‬تكون‬
‫غلـــطان اذا فكرت انك تقدر تتأمر على حياتي‪..‬‬
‫مساعد وهو ينـاظرها وحماسية التهامات اللي يتقاذفونها تحمى فيه‪ :‬بيكون احسن لج لو سكتي‪ ..‬وانا لي‬
‫الحق في كل شي سامعة‪ ..‬وكلمة زيادة بتنالين اللي ما تتمنينه‬
‫فاتن وهي تضحك في ويهه باستنكار ويعلى صوته‪ :‬وشنو اللي مر علي من يوم انت دخلت حياتي كان اللي‬
‫اتمناه‪ ..‬؟؟؟ شي من هالحياة اللي انفرضت علي كان من اللي انا اتمناه لنفسي؟؟ لاااا‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يعلي صوته على صوتها‪ :‬انتي تكونين حامدة ربج على اللي يصيبج‪ ..‬يا ناكرة المعروف والجميل‪..‬‬
‫فاتن وهي تفج عيونها مو مصدقة‪ :‬انا ناكرة جميل؟؟ اذا انا ناكرة جميل‪ ..‬فانت شنو تطلع‪.‬؟؟ تبي تمتلكني‪..‬؟؟‬
‫وتحطني كجزء من اللي انت تتحكم فيه‪ ..‬في عالمك اللي ممتلي بالموات والماضي‪..‬‬
‫توقفت نظرة مسـاعد المخيفة عليها ‪ : ..‬غصبن عليج‪ ..‬كل اللي يصير غصبن عليج‪ ..‬سوا رضيتي ول لء‪..‬‬
‫وانتي تحطين لسانج)ونبرة صوته تتصاعد( في لهاتج‪ ..‬وتنطمين ‪ ..‬وتسكـتين اذا انا تكلمت معاج‪ ...‬سامعة‬
‫)بدى صوته يعلى الى الصراخ( انا اكثر الناس حقا فيج‪ ..‬انا اكثر انسان بهالدنيا حقا فيج من امج واهلج كلهم‪..‬‬
‫فاتن وصوتها يعلى وقلبها يرتجف من الكلم الي يقوله‪ :‬حقا فيني باي عرف وباي قانون؟؟ اني اشبه عالية؟؟؟‬
‫اني النسخة الحية منها‪..‬؟؟ تراك غلطان اذا فكرت بهالطريقة‪ ) ...‬وهي تتحرك مكانها بهستيريا( اصل انت‬
‫مالك حق انك تتواجد بهالمكان‪ ..‬وانا اصل فضيت الزواج اللي بيني وبينك‪ ..‬انا ما عدت ابيــك ‪ ..‬ما ابييييك‬
‫الحين كثر ما بغيتك قبل‪..‬‬
‫وقف مسـاعد بتوتر متصاعد‪ :‬بتنطمين فاتن‪ ..‬بتطمين وال ما بيحصل خيـر‪..‬‬
‫فاتن وهي تتحرك صوبه‪ :‬تظن انك وايد قوي‪ ..‬تظن اني انا اللي بنهار عندك وبييك لعندك‪ ..‬لو كنت بسوي‬
‫جذي‪ ..‬جان ييتك من زماااااااااااااااان‪ ...‬اذا كنت في غيبوبة ول فاقد وعيك طول هالفتـرة هذي مشكــلتك‪..‬‬
‫لن اللي طاف بيناتنا مو يوم ول يومين‪ ..‬تسعة شهور قدرت تغير اللي ما راح يتغير اكثـر‪..‬‬
‫بدت صدمة العاقة اللي يعاني منها مسـاعد ترجع فيه بقوة وعمق‪ ..‬وصدمة الغيبوبة الكبيـرة الي اهو مر فيها‬
‫وشكثر ايام واسابيع واشهر طافته ترجع له بقوة ‪ ..‬ولكن في صورة الغضب اللي ل تحمد عقباه‪ ..‬اهي تكلمت‬
‫عن الغيبوبة كمزحة او ظرف يمكن ما يصير لكن هذا كان المانع الحقيقي لمسـاعد‪ ..‬وهذا اللي خله يحس‬
‫بالعجز من يد ويديد‬

‫وبخطى عرجاء تقرب منها وهو ينفذ النار من انفاسه‪ :‬بتجنين على نفسج من هالكلم‬
‫فاتن وهي تتحداه بقوتها كلها‪ :‬وااااااااايد قلت لي من هالكلم يا مسـاعد‪ ..‬انت غلطان اذا فكرت اني ضعيفة‬
‫وما اقدر اواجهك‪ ..‬انا انتظرتك طول هالفترة عشان بس اني استعد لك‪ ..‬واقول لك كل شي انت تستحقه‪..‬‬
‫واللي انت تحتااجه‬
‫مسـاعد وهو يبتسم في ويهها مثل الساخر‪ :‬لن ما عندج ادنى فكرة‪ ..‬لو كنت فاضي كنت بييج ‪ ..‬وبدورج‬
‫وبلقاج تحت الرض‬
‫فاتن وهي تفهم من كلمه الشي الغلط‪ :‬شنو يعني؟؟؟؟ لو كنت تقدر؟؟ يعني تحطني في آخر‬
‫اهتماماتك‪..‬واحد حقير مثلك عمري ما بلقيه‬
‫مسـاعد واذنه تتغنى بالكلم اللي تقوله فاتن لنها على وشك انها تخسـر كرامتها للبد‪ :‬تحسين نفسج‬
‫تستاهلين العنا صح؟؟؟ وانج قدها ‪ ..‬واكثر يمكن؟؟؟؟ لكن للسف‪ ..‬انتي اكبر جبانه‪..‬‬
‫فاتن وهي تصرخ عليه ومو قادرة تكبح رجفتها‪ :‬انطـم‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يحس بالقهر يشتعل فيه‪ :‬اكبر جبانة يوم انج احتجتي تسعة شهور عشان تزهبين نفسج‪ ..‬وانا الي‬
‫ما صار لي اكثر من ثلثة اسابيع‪ ..‬ول‪ ..‬بطول هالسابيع كنت مكبول‪ ..‬وال من يوم وعيت ييتج ويريييتج من‬
‫شعرج الى الجحيبم اللي انتي تستاهلينه‪..‬‬
‫فاتن وهي تصارخ وماسكة راسها‪ :‬ماقدر اصدق‪ ..‬ماقدر اصدق جرأتك‪ ..‬تسعة شهور‪ ..‬صج انك واحد حقيـر‪..‬‬
‫مو فاضي؟؟ عيل ليش انت مفظي نفسك الحين‪ ..‬روح للي كنت مشغول فيه‪) ..‬غيرتها بدت تنهش من لحمها‬
‫مثل الدود( ومن لك بالنشغال غير ماضيك الغبي اللي متعلق فيه‪ ..‬لكن انت ما بتيرني معاك لهالماضي‪ ..‬انا‬
‫ما بعيش لحساب احد‪ ..‬وعمري ما بكون ظل احد‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يناظرها بألم‪ ..‬وقلبه يرتجف بقوة بسبب القهر اللي فيه‪ ..:..‬كل اللي صابني‪ ..‬واللي انشغلت فيه‬
‫من تحت راسج‪ ...‬يال‪ ...‬ناكرة‪..‬‬
‫فاتن وهي فاجة عيونها من غير تصديق‪ :‬انت بعييييييييييييييييد عن كل الحقارة‪ ..‬انت كل النذالة بهالعالم انك‬
‫مو بس تحمي نفسك‪ ..‬ال تحط الحرة فيني‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬تبين تعرفين انا وين كنت؟؟؟؟‬
‫فاتن وهي تصرخ‪ :‬ما يهمني لو كنت في نار جهنم‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يحس بان اللي كبته كله يطلع مرة وحدة‪ :‬كنت في نتيجة اغلطج اللي ما تبين احد يلومج عليها‬
‫شردتي وما خليتيني احاول معاج او انج ما قدرتي تتحلين بالشجاعة انج تواجهيني‪ ..‬مثل الجبانة‪ ..‬شردتي ول‬
‫خليتي احد ول خليتيني اتواجه معاج عشان انزل قدرج الى القاااع‪..‬‬
‫فاتن ‪ :‬اي بلى‪ ..‬تكون حالم ول خيالي لو فكرت‪...‬‬

‫بدت تتحرك مكانها وهي تربط اشياء مع بعضها‪ ..‬كلم امها عن حاجة زوجها عنها‪ ..‬وزياد الي أكثر من مرة‬
‫حاول انه يكلمها عن مسـاعد ويشرح لها غيابه لكن هي ما بغت‪ ..‬والحين العكاز اللي يحمله وعرجه اللي ما‬
‫يقدر يخفيه‪..‬‬

‫والتفتت الى مسـاعد وهي ترتجف‪ :‬انت ليش تحمل عكـاز‪..‬؟؟؟ وليش تعري‪ ..‬وليش ‪) ..‬تشهق بآهه( وليش‬
‫تـاخرت عني تسع شهور‪ ..‬؟؟؟؟‬

‫سكت مسـاعد وتم يناظرها بانتصار‪ ..‬لنها بتندم على كل كلمة اهي قالتها اذا عرفت اجوبة اسألتها كلها‪..‬‬

‫فاتن وهي تصرخ بارتجاف‪ ..:‬قول‪ ..‬وينك طول هاليـام‪ ..‬؟؟ وليش تحمل عكـاز‪..‬؟؟‬

‫انهارت فاتن من بعد ما صرخت ‪ ..‬وبدت تنتحب بصوت مكتوم وتحس بالبرد يخترق عظامها‪ ..‬ما تدري ليش‬
‫انها تجاوزت الحد‪ ..‬تحس انها تطاولت زيادة عن الحد ‪ ..‬وانها راح تندم على كلماتها وعلى اتهاماتها وعلى‬
‫شتائمها لمسـاعد‪..‬‬
‫بعد فترة من الصمت‪ ..‬وهو يسمع لصياح فاتن المكتوم واللي ما يظهر منه ال الشهقات الصعبة‪ ..‬تكلم‬
‫مسـاعد وهو يحس بالتعب بداخله‪ ..:‬كنت في غيبوبة ‪ ..‬نتيجة الحادث اللي تورطت فيـه‪ ..‬بليلة سفـرج‪..‬‬
‫)ونظرات فاتن تلحق ويهه بحزن‪ ..‬ومن غير تصديق‪ ..‬وبدت نبرة مسـاعد تلين الى اللوم والعتب( رحت وراج‪..‬‬
‫ووصلت للمطار‪ ..‬دخلت ادورج‪ ..‬وظنيت اني بلقاج‪ ..‬لكن‪ ..‬ما لقيتج‪ ..‬او انتي ركبتي الرحلة قبل ل اقدر الحق‬
‫عليـج‪ ..‬وصار الحادث‪ ..‬وما وعيت منه ال بعد )سالت دمعة من عيـن مساعد( ثمانية شهـور وشوي‪..‬‬
‫فاتن وهي تلم راسها الى حجرها وهي تأن مثل الصغار‪ ..:‬ل‪ ....‬ل‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يتكـلم ويعبـر عن اللي فيـه‪ ..:‬ويوم صحيـت‪ ..‬ما كفتني صدمة اني كنت غايب عن هالدنيا طول‬
‫هالفـترة‪) ..‬رفعت فاتن نظرها الى مسـاعد( اكتـشفت‪ ..‬ان ‪ ..‬ريلي اليسـار مبتورة للركبة )شهقت فاتن(‬
‫والقدم في اليميـن‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك ثمها مو مصدقة اللي يصير‪ .:‬يا ربي‪..‬‬
‫ويكمل مسـاعد وهو يمسـح الدمعة بشجاعة‪ ..:‬على الرغم‪ ..‬من لغيبة‪ ..‬ومن ‪ ...‬العاقة‪ ..‬ال انج كنتي اهم‬
‫شي لزم اناله‪ ..‬وما كنتي موجودة‪) ....‬لقهر كان عنوان في ويه مساعد( ما كنتي موجودة‪) ..‬وهو يذرف دمعة‬
‫ثانية وشكله اكبر من عمره بعشر سنين( ما تتصورين شكثر تمنيتج موجودة يوم اكتشفت اني معاق‪ ...‬تمنيتج‪..‬‬
‫وبجيـت يا فاتن‪ ..‬بجيت مثل هذاك المراهـق للي كان أرق بسبب التفكيـر فيج باول ايام ملجنا‪ ..‬واول ايامنا‬
‫في الشقة‪..‬‬

‫انتحبت فاتن بقوة وهي تصيح بانين قاتل‪ ..‬وتردد كلمة ياربي وكانها تتمنى ان الله يعطف عليها وياخذ روحها‬
‫بهاللحطة‪..‬‬

‫مسـاعد والغضب يرجع له‪ : ..‬وانتي تلوميين الكل ‪ ..‬وتلومين الدنيا ‪ ..‬وما تلومين نفسـج‪ ..‬انتي اللي قطعتي‬
‫العالم عنج‪ ..‬وال الدنيا كلها كانت تتمناج‪ .‬اخ وام كانو ينتظرونج‪ ..‬خلج مني انا ما اهتم لهتمامج‬
‫وتتبدل مشاعر فاتن في لحظة وقطعته ‪ :‬مسـاعد تكفى‪..‬‬
‫مسـاعد من غير ما يهتم للي تقوله‪ :‬اخوج وامج‪ ..‬تركوج لحالج ما سألتي نفسـج ليش؟؟ لن من زود حبهم لج‬
‫حبو انج تكونين على راحتج وواثقين فيج‪ ..‬لكن انتي كنتي من النانية‪ ..‬يا ‪) ...‬والدم يتجمع في ويه مسـاعد‬
‫بصـورة غريبة(‪ ..‬يا النانية‪ ...‬انج تتركين الكل ينتظرج وتقعدين هني تتمنين لو الكل يدور عليج ويراضيـج‪...‬‬
‫فاتن وهي تقعد وهي تبجي بقوة‪ :‬مسـاعد تكفـى‪ ..‬بس خلص‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يعصب اكثـر‪ :‬بس خلص؟؟ انا بديت يا فاتن؟؟؟ تلوميني على حبي لعالية‪ ..‬وتقولين انج كوبي‬
‫عنها؟؟؟؟ ليش؟؟ هل انا قط فيوم عاملتج معاملة مختلفة‪ ..‬انا اصل مستحي من عالية اني حبيت وحدة مثلج‬
‫وغطيت على حبها الجميل لي‪ ..‬بوحدة ياهل مثلج ‪ ..‬انانية وناكرة المعروف والجميل‪..‬‬

‫بجت فاتن وبدى قلبها يتقطع من البجي‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬تلوميني على حبي لعالية؟؟؟؟ انا الوووم الدنيا لني حبيـتج‪ ..‬ولني لحتى هاللحظة‪ ...‬ما بردت‬
‫مشـاعري تجاهج لكن انتي ما تستـاهلين‪ ...‬تلوميني على حبي لعالية‪ ..‬انتي اصل تقدرين تكونين بمستتوى‬
‫عالية؟؟؟ لو تموتين ما تصيرين مثلها؟‪ ..‬عالية حست فيني في كل الظروف‪ ..‬بصحتي وبمرضي‪ ..‬بفرحي‬
‫وهناي‪ ..‬ول يوم في حياتها خلتني اعاني من شي‪ ..‬لكن انتي‪ ..‬حبج كله معاناه‪ ..‬وتوسل ‪ ..‬ورجاا‪ ..‬انا ما‬
‫ترجيت حب عالية‪ ..‬عالية وهبتني حبها واهي اللي تحتاااج للحيـاة‪) ..‬بدى مسـاعد صوته يختفي في النتحااابة‬
‫العنيفة( شكثر اتمنى بهاللحظة لو ان حياتج انوهبت لها ‪ ..‬عشان ما تروح عني‪ ..‬وما اتيين انتي في دربي‪..‬‬

‫تقطعت انفاس فاتن وهي تبجي من شدة كلم مسـاعد‪ ..‬اللي اشبه بالملح على الجرح‪ ..‬ولكن كل هذا انتقـام‬
‫منه على اللي اهي اتهمته فيـه‪..‬‬

‫اما مسـاعد فمسـح ويهه بقوة وهو يسحب النفس المرير من الهوا المتكتل الى صدره المثقل‪ ..:‬لكن ‪ ..‬كل‬
‫هذا ما يهم الحيـن‪ ..‬انا هني عشـان شي واحد‪ ..‬اني اردج لديرتج‪ ..‬وانتهي من حياتي اللي شاركتج فيها‪..‬‬
‫وتروحين في حال سبيـلج‪..‬‬
‫فاتن وهي تلتفت له وقلبها يدق بخوف مقطع للروح‪ ...:‬شلـون؟‬
‫مسـاعد وهو يناظرها واللم المتشارك يغلف روحهم‪ ...:‬كـل شي بيناتنا بينتهي‪ ..‬وبتروحين في حال سبيلج‪..‬‬
‫مو هذي امنيـتج من اول يوم عرفتـي ان لي وجود بحيـاتج؟؟‬
‫فاتن وهي تحس بان الهوا ما يدخل رئـتها‪ ..:‬ل‪ .....‬ل‪...‬‬
‫مسـاعد وهو يعصب‪ :‬بلى‪ ..‬بلى يا فاتن‪ ...‬خلص‪ ..‬انتي بتروحين في حال سبيلج‪ ..‬بتركضين ورى احلمج‪..‬‬
‫وورى الخيالت اللي كنتي عايشة فيها‬
‫فاتن وهي تذرف الدمع الساخن‪ :‬مسـاعد انا اسـفة‬

‫تقربت منه لكنه نفر منها كانها النار‪ :‬ل تلمسيـني‪ ..‬ما ابي خيـالج يطيح علي سامعة؟؟؟ انتي خلص فاتن‪..‬‬
‫انتهيني مني‪ ..‬خلص‪ ..‬ما عدت افيدج في شي‪..‬‬

‫فاتن وهي واقفة‪ ..‬ونحل جسمها يكاد ينكسـر‪ ..‬ونفسها متلحق تناظر مسـاعد اللي موخي عيونه الرض‪..‬‬
‫وتحاول انها تترجاه فهي تعرف ان كانت لمسـاعد نقطة ضعف‪ .‬فهو حزنها‪ ..‬فتقربت منه ‪..‬‬

‫فاتن‪ :‬مسـاعد‪ ..‬سامحنـي‪..‬‬


‫مساعد وهو يتراجع عنها‪ :‬فاتن‪ ..‬روحي لمي ملبسج‪ ..‬انتي بتطلعين من هني اليوم‪ ..‬وباجر ان شاء الله احنا‬
‫بالديـرة‪) ..‬يطالعها وهومكسور القلب( امج تحاتيج‪ ..‬وطلبتني وانا ما عرفت ارد طلبها‪..‬‬
‫فاتن وهي تتقرب منها‪ ..‬وقدرت انها تتقرب منه وتحصـره‪ :‬مساعد سامحني‪ ..‬مسـاعد سامحني‪ ..‬تكفى‪ ..‬انا‬
‫ما كنت ادري‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يلومها‪ :‬وشلون كنتي بتعرفين فاتن‪ ..‬وانتي بعيـدة؟؟ وبعدين ما يهم سوى عرفتي ول ما عرفتي‪..‬‬
‫كل شي انتهى‬
‫فاتن وهي تمسك قميص مساعد‪ :‬تكفى مسـاعد‪ ..‬ل تقول جذي‪ ..‬ل تقول هالكلم‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يحاول انه يتراجع لكن الطاولة وراه وما يبي يلمس يد فاتن‪ :‬فاتن خلص انتهى كل شي‪ ..‬انتي‬
‫في دربج وانا في دربي‪ ..‬يالله وخري عني الحين‬
‫فاتن وهي تترك قميـصه وتناظر ويهه بحزن قاتل يذوب الصخر‪ :‬مسـاعد ل تقول جذي‪..‬‬
‫صرخ في ويهه بيأس‪ :‬مابيج خلص‪ ...‬خلااااااااااااااااص خلص‪ ..‬ما ابيـــــج‪..‬‬

‫ظلت واقفة جدامه وهي تتمنى منه العطف او الحنية لكن مسـتحيل تلقاها فيه‪ ..‬مسـاعد خلص‪ ..‬صار اشبه‬
‫بالصخر اللي ما يحن‪ ..‬وهي ما تستاهل؟؟ ال تستـاهل واكثر بعد‪..‬‬

‫مساعد بصوت اجش‪ :‬روحي لمي ثيابج واغراضج‪..‬ل تعطلينا هني‪..‬‬


‫فاتن وهي تترجاه‪ :‬تكفى ‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬وخري فاتن‪ ..‬ول تترجيني في شي صدقيني انا ماقدر اعطيج شي‪..‬‬
‫فاتن وهي تحس بالهلك بقلبها‪ :‬مسـاعد ل تسوي فيني جذي؟‬
‫مسـاعد‪ :‬شسوي فيج؟؟ بالعكس‪ ..‬انا قاعد أأدي لج خدمة‪ ..‬ما بغيتي طول هالفترة‪ ..‬سنة ونص وانا اراكض‬
‫وراج وانتي تتمنين اني احل عن دربج ‪ ..‬خلص‪ .‬أللي تتمنينه بصير‪..‬ويالله روحي لمي اغراضـج‪..‬‬
‫فاتن وهي تتراجع عنه‪ ...:‬ما بلم اغراضي‪..‬‬
‫مسـاعد وهو ما يصدق الي يسمعه‪ ..:‬شنو؟؟ ما سمعتج زين‬
‫فاتن وهي تتصرف مثل اليهال‪ ..:‬انت ما تبيني‪ ..‬اووكي‪ ..‬انا بعد ما ابيك‪ ..‬وما ابي احد ‪ ...‬بظل هني‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يعصب‪ :‬لو على مووووتج ما تتمين هني‪ ..‬يالله روحي لمي اغراضـج‪ ..‬ما عندي الوقت كله‬
‫فاتن وهي تتراجع عنه‪ ..:‬ل‪...‬‬

‫تم يناظرها ويناظر التمرد المينون بعيونها ‪ ..‬لكنها ما كانت تدري انها بهالشي تغذي الوحشية اللي فيه‪ ..‬كان‬
‫على وده لو انه يضربها لمن تتكسر وتظل مكانها على الرض‪ ..‬مثل الخلجة‪..‬‬

‫مسـاعد‪ :‬اكسري الشر‪ ..‬واذا تبين حياتج ‪ ..‬بتروحين تلمين اغراضج وانتي ساكتة‪..‬‬
‫فاتن وهي تضرب بريلها على الرض‪ :‬ل‪ ....‬ل‪ ....‬ل‪ ...‬ما بلم اغراضي‪ ..‬ماابي ارد‬
‫مساعد‪ :‬فاتن ما عندي الوقت لج‬
‫فاتن وهي تبجي بقوة‪ :‬ما ابي وقتك‪ ..‬ول ابيك‪ ..‬ول ابي احد‪ ..‬ول ابي الديـرة‪ ..‬ابي تم هني‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬سكتي ‪ ..‬وانطمي ول تتكلمين‪ ..‬ويالله لمي اغراضج‪..‬‬
‫فاتن‪ :‬انت ماتقول انك ما تبيني‪ ..‬عيل طلقني‪ ..‬طلقني وخلني اعيش بكيفي‪ ..‬بعيش هني على كيفي‪ ...‬هذي‬
‫احلمي وامنياتي‪..‬‬
‫مسـاعد من سمع كلمه طلقني احترق تماما‪ ..‬وصار راسه شعله من اللهب اللي بتحرق فاتن وكل شي‬
‫يحايطها‪...‬‬

‫مسـاعد وهو يتقرب منها ‪ :..‬تبين شنو؟؟‬


‫فاتن وهي تتجرى عليـه‪ ..:‬ابي الطلق‪ ..‬خلنا ننتهي‪ ..‬والحيـن‪ ..‬بهاللحظة‬
‫مسـاعد‪ :‬تبين الطلق؟؟؟ تبين الطلق؟؟؟؟‬
‫فاتن وهي تصرخ عليه‪ :‬ايـه‪ ..‬مو انت تبيه بعد‪ ..‬انا بعد ابيه‪ ..‬وابيه الحيـن‪ ..‬طلقنـي‪..‬‬

‫سكت مسـاعد وهو واصل على قرب من فاتن بصـورة غريبة‪ ..‬وكان الكلمة اللي تتمناها فاتن على طرف‬
‫لسانه‪ ..‬لكن شي خله يتوقف عنها‪ ..‬وتم ينتظرها لمن اهي تنطق ‪ ..‬عشان يخرسها للبد‪..‬‬

‫مسـاعد وهو معصب‪ :‬لمي اغراضج‬


‫فاتن تصرخ‪ :‬طلــقني‪..‬‬
‫وتحركت كل قوى مسـاعد الشريرة الى شعر فاتن‪ ..‬مسك شعرها في قبضه يده وسحبها بقوة‪ :‬تبين‬
‫الطلق؟؟؟ معليه‪ ..‬انا اطلقج‪ ..‬لكن مو قبل ما تلمين اغراضج‪..‬‬

‫سحبها مساعد من ذراعها ويرها يرر لمن زهقت روحها وكل ما بدت فاتن مقاومة سحبها اكثر‪ ..‬فتح باب‬
‫الغرفة ورماها داخل‪..‬‬

‫مسـاعد وهو يتنفس بقوة‪ :‬بتلمين كل اغراضج الحيـن‪ ..‬ومن غير اي كلم زايد‪ ..‬والطلق لحقة عليـه‪..‬‬
‫فاتن وهي تمسك يدها اللي انسحبت بقوة‪ :‬ما ابي ارد‪ ...‬ما ابي ارد‬
‫مسـاعد‪ :‬والله هذا مو خيـار الحين صح ول لء؟؟؟‬
‫فاتن وهي تمسح عيونها المليانة دموع‪ :‬ما ابي ارد مسـاعد‪ ..‬وما ابيك ول أبي شي‪ ..‬خلني في حالي خلص‪..‬‬

‫مارد عليـها مسـاعد والتفت الى خزانة الملبس‪ ..‬وراح لعندها وهو يفظيها من الثياب‪ ..‬يرميها على الرض او‬
‫على فاتن‬

‫فاتن بصوت كسير‪ :‬شقاعد تسـوي؟؟‬


‫مسـاعد وهو يرمي الملبس او اي شي تطيح عليه يده‪ :‬اذا انتي ما بتجهزين انا اعرف شلون بجهزج‪..‬‬
‫فاتن وهي تقعد على الرض بانهزام‪ :‬ل تسوي فيني جذي‬

‫ما التفت لها وتم يفظي كل شي مليان في الغرفة ويرمي عليها الغراض‪ ..‬ومن بعدها سحب الجنطة اللي‬
‫كانت فوق الخزانة ورماها على الرض‪ ..‬وحاول انه يفجها بالعكاز لكن ما قدر‪ ..‬وفوق كل هذا اهو ما يقدر‬
‫يقعد على الرض مثل قبل ‪..‬‬

‫القى امر على فاتن‪ :‬عندج حوالي الربع ساعة انج تلمين هالخمام‪ ..‬ومن بعدها تطلعين من هني‪ ..‬بنتظرج‬
‫برع‪ ..‬وانا ما زهبتي بسرعة يا فاتن نفادهم هالثياب‪ ..‬بتردين البحرين وياي باجر يعني بتردين؟؟ سامعة ول لء؟‬

‫ما ردت عليه فاتن‪ ..‬وانتحبت بقـوة لمن طاحت على الرض وهي تبجي‪ ..‬ظل مسـاعد واقف دقايق وهو يحس‬
‫بالدوخة براسـه‪ ..‬وصوت انين فاتن يكسـر اللي مايتكسـر فيه‪ ..‬فبدل ل يقعد ويواسيها وينسيها الدمع واللم‬
‫والحزن اللي تسببه لها في هاللحظـة‪ ..‬طلع من الغرفة وراح عند المطبخ‪ ..‬طلع علبة حبوب يستخدمها‬
‫لتسكين اللم فيه اذا انتابته‪ ..‬ومن زود ما كانت يده ترتعش من الغيض اللي فيه طاحت الحبوب كلها على‬
‫الرض‪ ..‬سب ولعن مسـاعد اللحظة اللي يا فيها لفاتن‪ ..‬وحتى اللحظة اللي انفتحت فيها عيـونه من‬
‫الغيبوبة‪..‬ليته مات فيها ول قام عشان يصير فيه كل هذا‪..‬‬

‫تم دقايق يعور في مكانه مثل السد المسجون‪ ..‬لمن استلم احد الكراسي عشان يرميها بقوته الى الجهة‬
‫الثانية ويستند عند الجدار وهو يتنفس بقوة كان الهوا ما قاعد يدخل‪..‬‬

‫وما لقى ال فاتن واقفة عند باب الغرفة وإمارات الحزن على محياها مثل منارة بالضوء‪..‬‬

‫صرخ فيها مسـاعد‪ :‬ليش سويتي كل هذا يا فاتن؟؟ غرورج وكبريائج‪ ..‬شوفيه لوين وصلنا اليوم‪) ..‬دمعت عين‬
‫مسـاعد(‪ ..‬كنت بعطيج عمري كله‪ ..‬وان ما كفتج بعطيج العالم‪ ..‬كنت اقدر يا فاتن ‪ ..‬لنج كنتي غاليـة علي‪...‬‬
‫لكن الحين‪ ..‬ماقدر القي شي فيني اعطيـج اياه‪ ..‬لنج‪...‬‬

‫انكمشت فاتن في زاوية الباب وهي تغطي ثمها بيدينها من شدة البجي اللي فيها‪ ..‬والتفت لها مسـاعد‬
‫والدمعة خايرة من عينه‪..‬‬
‫وبصوت كسيـر‪ :‬لنج‪ ..‬ما تستـاهلين ‪ ..‬ما تسـتاهلين ول تسوين شي عندي‪...‬‬

‫كانت هذي اخر كلمة قالها مسـاعد‪ ..‬من بعدها انحنى يلتقط حبه او حبتين من اللي طاحو وشربهم من غير‬
‫ماي وطلع من الشقة‪ ..‬دخلت فاتن دارها وهي تجر نفسها جر وتهتز بالقهر اللي فيها‪ ..‬فما لقت ال انها تصرخ‬
‫بقوتها بسبب اللي صار‪..‬‬

‫مسـاعد في غيبوبة‪ ..‬ومعاق‪ ...‬وصحى‪ .‬وانا ول ادري عنه‪ ..‬والحين ما يبيني ويبي ينفصل عني‪ ..‬آآخ ياربي ليس‬
‫يصير كل هذا معاي‪ ..‬ليش؟؟؟ يوم اني حبيته وصرت ما اشوف الفرحة ال بويهه‪ ..‬يصير فيني كل هذا‪..‬‬

‫رمت بروحها على الرض عند قطع الثيـاب‪ ..‬وهي تحط راسها على ركبتها والريل الثانية ممدوده بتعب‪ ..‬عند‬
‫مؤخرة السرير سندت راسها وهي تحس بالعذاب بعناوينه يحتلها‪..‬‬

‫فاتن وهي تفكر بصوت مسموع‪ :‬خسـرتك‪ ..‬خسرتك وخسـرتك بجدارة‪ ..‬بجدارة‪..‬‬

‫‪------------------------------‬‬

‫حاول جراح انه يلحق على مريم لكنه يوم نزل ما لقى لها ول اثر ‪ ..‬وين راحت‪ ..‬وين الممكن انها تروح؟؟ ل‬
‫يكون بس استقلت تاكسي وراحت للفندق؟؟‬

‫تم واقف مكانه عند بوابة بيت هيام الكبيـرة والحديقة الروعة اللي وراه‪ ..‬حاول انه يسمع لصوت معين في‬
‫الممنطقة او حركة تدل ان في احد موجود لكن عبث‪ ..‬فالمكان ملفوف بالصمت‪ ..‬ودامنه الحين اهو ومريم‬
‫فظوا المكان لمسـاعد وفاتن انهم ياخذون راحتهم‪ ..‬خله اهو يدور على مريم‪ ..‬الللي اهو شبه المتأكد انها ما‬
‫طلعت من المكان كله‪..‬‬

‫راح ورى البيت وهو يدور عليـها‪ ..‬وطول هالوقت وهو يناظر فخامة المكان اللي اهم فيه‪ ..‬شي مو طبيعي‬
‫حديقة بيت هيام ‪ ..‬الزرع في كل مكان والورد بعد‪ ..‬شي بمنتهى الفخامة‪ ..‬ويوم وصل الى مكان مرصوف‬
‫بالحجر والقرميد ‪ ..‬لقى مريم هناك قاعدة‪ ..‬على كرسي وهي تمسح ويهها من الدمع بمحرمة‪ ..‬تم واقف‬
‫مكانه محتار يروح لها ول لء‪ ..‬اذا راح فهو بيخترق شي من الداب والحيا‪ ..‬لكن مريم اهي بعبارة صديقة درب‬
‫ومن العايلة‪ ..‬فتقرب منها شوي وقعد على بعد كرسيين منها‪..‬‬

‫طبعا مريم انتبهت لجراح بس ما عطته الهتمام‪ ..‬لن اللي في قلبها واللي شافته بعينها في فاتن يخليها‬
‫تنتحب الدهور كلها‪ ..‬وفوق كل هذا اهي مو مصدقة ان فاتن صارت جذي‪ ..‬كانها ميتة واللي شافوها اهي‬
‫مجرد خيال ول اشعار انها بعدها تتنفس بهالدنيا‪..‬‬

‫تكلمت مريم وهي تمسح ويهها للمرة ثانية‪ :‬ماصدقت عيني يوم شفتها‪ ..‬جذي تسوي في روحها؟؟ ومن سمح‬
‫لها‪..‬‬

‫سكت جراح وهو بروحه يفكر بنفس اللي تفكر فيه مريم‪.‬‬

‫مريم‪ :‬يعني ‪ ..‬معليه اهي كانت مجروحة‪ ...‬وقلبها متألم بالحقيقة اللي عرفتها‪ ..‬لكن‪ ..‬مو جذي‪ ..‬والله ما‬
‫تصورتها بتصير جذي؟؟ )بصوت منتحب( كسرت خاطري‬
‫جراح وهو يناظر الطبيعة اللي جدامه‪ :‬هذا الناتج من العزلة‪ ..‬ومن تجمع الحزان من غير مفرغ لها‪ ..‬والواحد‬
‫لزعل ول حزن ما يخلي احبابه والناس اللي حواليه‪ ..‬لن اذا اهو طاح عشرة يشيلونه‪ ..‬وفاتن ما كان لها احد‬
‫يكن لها اللي احنا اهلها نكنه لها‪..‬‬
‫مريم وهي تمسح عيونها بالمحرمة‪ .. :‬لكن ول بسامحها‪ ..‬على اللي سوته بروحها‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم‪ ..:‬ما عليج‪ ..‬تقولينها الحين بس بعدين بتسامحين‪ ..‬لن النسان مايقدر يعيش من غير‬
‫مسامحة اوو غفران‪) ..‬تناظره مريم وهو مكسورة الخاطر( لن الحياة تصير اصعب من ما تتصورين والقلب‬
‫حامل شي على احد‪..‬‬

‫سكتت مريم وهي تمسح دمعها بخفة‪ ..‬تفكر بكلم جراح اللي كان منطقي بصورة كبيرة‪ ..‬لكن شي في كلمه‬
‫خلها تتناقض مع نفسها‪ ..‬اذا اهو يتكلم جذي معناته اهو مو حامل علي؟؟ لن امي اهي السبب اللي يوقف‬
‫بيناتنا وبين للي يمكن يصير بيناتنا؟؟؟‬

‫جراح وهو يحس ان قعدته طالت اكثر من اللزووم‪ :..‬خلينا ندخل الحين‪ ...‬مب حلوة نقعد هني وهم داخل‪..‬‬
‫قام جراح من مكانه وهو يمشي عن مريم اللي ظلت قاعدة مكانها لكن قلبه لسبب او ثاني خله يلتفت لها‬
‫ومن غير ما يطالعها ويطالع الرض‪..‬‬

‫جراح‪ .... :‬مريم‪ ..‬انا ما ابيج في يوم تحملين في قلبج علي‪ ..‬اذا بالنسبة لي صدقيني انا راح اوافق على كل‬
‫شي بهالدنيا عشان انج بس ما تحملين في قلبج علي‪ ..‬انا مافيني اظلمج ول اظلم اهلج معاج ‪ ..‬انتو عزيزين‬
‫علي والله العالم‪ ..‬وصدقينـي يا مريم )ونبرته بدت صورة لصدق احساسه( فقدج ول بوجودج وانتي فاقدة احد‬
‫من هلج على حساب‪ ..‬انا يمكن كنت اقدر اكون هلج كلهم لكن ما بعوض لج ظفر واحد من احبابج‪ ...‬ول‬
‫تحملين في قلبج علي صدقيني‪ ..‬اللي انا حامله على قلبي‪ ..‬يكفي ترى‪..‬‬

‫تفاجات مريم من كلم جراح لدرجة انها تمت تناظر في ويهه من غير اي احساس‪ ...‬وهو ظل واقف مرتبك‬
‫بضع اللحظات ولكن ارتد على عقبه ‪ ..‬ماصدق السيل الجارف من الكلم اللي طلع منه‪ ...‬يمكن كانت هذي‬
‫اللحظة الخاطئة لكن للشخص المناسب‪ ..‬يمكن كان هذا الشي اللي بيحرر جراح من عقدة الذنب اللي حاسها‬
‫رابطته للرض وما تخليه يرفع راسه من زود ثقلها‪ ..‬يمكن الحين بيقدر يتحرر من مشاعره اللي صوب مريم‪..‬‬
‫وبيقدر انه يضحي بحبها عشان اخته‪ ..‬وبيقدر انه يخليها تكمل حياتها وهو بعد يكمل حياته مثل ما يبون‪..‬‬

‫لكن ليش حس انه في هذي اللحظة خذل مريم اكثر واكثر؟؟؟ ليش هالشعور انه تقاعس او انه تراجع عن‬
‫شي كبيـر‪ ..‬وكانه دار بظهره الى حبه الكامل والى مشاعره اللي حاول انه يخبي اتقادها لزمن الله اعلم فيه‪..‬‬

‫ال وصوت مريم يناديه من نقطة اللي حس انه بيتجادل مع نفسه‪ ...‬فالتفت لها وهو مخفض عيونه بالتراب‪..‬‬

‫مريم وهي تكبح الصدمة اللي تناولتها‪ .:‬جراح‪ ..‬انا ما بي منك‪ ...‬اعتذار‪ ..‬ول ابي منك‪ ..‬اي تبرير‪..‬‬
‫قطعها جراح وهو يحس بالحزن يكسر حاجبيه‪ :‬بلى مريم‪ ..‬بلى‪ ..‬انا ‪ ..‬سببت لج ولعايلتج‬
‫قطعته مريم وهي تبتسم بحنان لهالنسان العظيم للي جدامها‪ :‬جراح انت مالك ذنب‪ ..‬ل انا ول انت ول احد‪..‬‬
‫حتى فاتن نفسها‪ ..‬كل هالمور صارت يا جراح في حكم القضاء والقدر‪ ..‬ربك قدر وكتب علينا مثل هالمصيـر‪..‬‬
‫جراح وهو يرفع عين منتحبة‪ :‬بس انتي كنتي تبجين‬
‫ابتسمت مريم وهي تتنفس براحة‪ :‬كنت ابجي لني اخيـرا قدرت اكون في الدنيا اللي انا ابيها‪ ..‬وقدرت القى‬
‫الناس اللي راحت عني‪ ..‬جراح انا طول هالفترة ما كنت انا‪ ..‬ما كنت اقدر احس اني انا اللي اعيش‪ ..‬كانت انا‬
‫ول شخص مثقل بالصبر والنتظار‪ ..‬لكن الحين‪ ..‬لقيت اكثر الناس للي احمل لهم مودة وعطف في قلبي‪..‬‬
‫فاتن ومسـاعد على الرغم من اختلفاتهم‪ ..‬وانت بعد يا جراح‪) ...‬ناظرها بحنان( حتى انت‪..‬‬
‫جراح‪ :‬الموت يا مريم‪ ..‬ول دمعة من عينج‪ ..‬انتي غالية وربج داري بغلااج‪..‬‬
‫مريم وهي تبتسم له‪ :‬وانت الغلى‪ ..‬صدقني‪ ..‬انت مالك شي تعتذر عليه‪ ..‬بالعكس‪ ..‬انت نفسي ويمكن اكثر‬
‫مني‪ ..‬انا خسرت اخو طول هالفترة‪ ..‬وانت خسـرت اخت‪) ..‬وبمغايض( وشبه الخطيبة اللي لو تنقلب الدنيا ما‬
‫تلقي مثلها‪) ..‬انقلبت النبرة الى فكاهة( انا ادري ان اللي كدرك طول هالفترة اهي فكرة اني يمكن ما اكون‬
‫لك بس‪ ..‬كيب ات اب‪ ..‬الدنيا بعدها بخير‬

‫ضحك جراح وهو يحس بحرقة الدمع في عينه‪ ..‬ومريم بابتسامتها الغليضة والغمازة اللي في غزازها تظهر‬
‫بكل حنان خلته يحس ان بالفعل‪ ..‬الدنيا اكتملت مثل ما قالت‪ ..‬الكل تلقى والكل موجود مع بعضه‪..‬وياليت‬
‫بس لو ان الكل يحل مشاكله ويهتدي لدرب السلم‪ ..‬جذي الدنيا بتكون احسن‪ ..‬والحياة بتكون اروع‪..‬‬

‫جراح‪ :‬خلينا بس الحين نلحق عليهم‪ ..‬قبل ل يصير شي ويفوتنا‪..‬‬


‫مريم وهي تمشي عند الكرسي‪ :‬باخذ جنطتـي‪..‬‬

‫تجدم جراح عن مريم وتوه بيمر عن الممر اللي يؤدي الى الملحق اللي كانت فاتن ساكنه فيه‪ ..‬ال ومسـاعد‬
‫يطلع‪ ..‬وويهه مثل الصقيع البارد والرمادية اللي تستفحل بالعالم‪ ..‬فتكدر جراح وحس ان السالفة فيها شي‬
‫من العراك‪..‬‬

‫جراح ومساعد يتقرب منه‪ :‬شصار‬


‫مساعد وهو يبين انه يكبح الم خفي فيه‪ :..‬ولشي‪ ..‬بس احنا رايحين‪ ..‬وينها مريم‪..‬؟‬
‫مريم اللي وصلت‪ :‬انا هني‪ ..‬شفيك مسـاعد‪) ..‬تقربت منه اكثر( علمك‬
‫مساعد بعصبية وتوتر‪ :‬مافيني شي‪ ..‬مريم روحي داخل وشوفيها كملت ول لء‪.‬‬
‫جراح وهو مستغرب‪ :‬كملت ‪ ..‬على وين؟‬
‫مسـاعد وهو يمشي عن جراح‪ :‬على الفندق‪ ..‬مالها قعدة هني‪..‬‬
‫جراح وهو واقف مكانه بصلبة وكأن الدم بدى يثور فيه‪ :‬اذا اهي تبي بنمشي‪ ..‬اذا ما تبي ‪ ..‬نتم وياها‪.‬‬
‫التفت له مسـاعد وكأن رفض جراح الحالي اهو آخر شي يتمناه‪ :..‬جراح‪..‬ل تصير لي ياهل مثل أختك‪ ..‬خلنا‬
‫نمشي من هني‪ ..‬انا مافيني اقعد اكثـر‪ ..‬ولو فينا انرد الليلة يكون احسـن‬
‫جراح‪ :‬أنت رد‪ ..‬انا بتم وياها‪..‬‬
‫لمع الشـرار بعيـن مسـاعد واقتدحت عيونه ومريم يوم لقطت هالشي بين الثنين وقفت بينهم بسـرعة‬

‫مريم‪ :‬خلونا من هالكلم والله مالنا حاجة فيه‪ ..‬ل تزيدون النار حطب‪ ..‬انا بروح لفاتن‪ ..‬بشوفها وبتطمن‬
‫عليـها‪ ..‬واللي بصير مثل ما اهي تـبي‪..‬‬

‫تركتهم واهي كل شوي تلتفت لورى وقلبها متزلزل‪ ..‬جراح ومسـاعد مو متفقين على السالفة؟؟ اكيد ‪ ..‬جراح‬
‫ما راح يسمح لمسـاعد انه يعامل فاتن بازدراء بوجوده‪ ..‬لو تطلب هالشي ضربه‪ ..‬ففاتن عزيزة على الثنين‬
‫ومحبوبة يمكن بنفس القدر‪..‬‬

‫دخلت الى داخل الملحق ولقت باب الغرفة مفتوح وشبه النين يطلع منها‪ ..‬فراحت بسرعة تطل على‬
‫الغرفة‪ ..‬لقت فاتن حامله قطعة ثياب وهي حاطه راسها على ركبتها وهي تبجي بمنظر يفطر القلب‪ ..‬فراحت‬
‫لها مريم بسـرعة‬

‫مريم هي تمسح على راس فاتن‪ :‬فاتن حبيبتي؟؟ علمج؟؟؟ ليش تبجين‪ ..‬ل هانت دموعج يالغل‪ ..‬ل تبجين‬
‫فاتن وهي تضرب بيدها بشكل خفيف على ريلها‪ :‬خسـرت كل شي مريم‪ ..‬خسرت كل شي‪ ..‬ما ابي اخسر‬
‫مسـاعد مريم‪ ..‬ما ابي‬
‫مريم وقلبها متوجع على فاتن‪ :‬ل تبجين فاتن انتي ما خسرتي شي بعدج‪ ..‬يالله حبيبتي قومي غسلي ويهج‬
‫واستهدي بالله‪ ..‬ما عليج شر يالغل‬
‫فاتن وهي بعده جبينها على ركبتها‪ :‬مريم خسـرت مسـاعد‪ ..‬النسان الوحيد بهالدنيا الي صج حبني وضحى‬
‫عشاني الكثيـر‪ ..‬توني اليوم دارية‪ ..‬تووني‪..‬‬
‫مريم ‪ :‬فاتن ل تقطعين لي قلبي‬
‫رفعت فاتن ويهها المفجوع‪ :‬مريم‪ ..‬تدرين ليش انا ما اتصلت ول تكلمت ويا احد ول تواصلت ويا احد‪ ..‬لن في‬
‫داخلي كنت مجروحة‪ ..‬كرامتي كانت مهزوزة‪ ..‬مسـاعد يحب عمتي ‪..‬ع‪.‬عا‪..‬لية‪ ..‬تعرفين شنو عمتي عالية؟؟؟‬

‫مريم وهي ساكتة وتناظر اللم في عيون فاتن وحمرة خدودها‬

‫تكمل فاتن وكانها تتذكر شنو كانت عمتها عالية‪ :‬عمتي عالية كانت ملك‪ ..‬الكل كان يحبها‪ ..‬وانا كنت احبها‬
‫بس كنت اتمنى لو اني مثلها وكنت اعرف اني ما بصير مثلها‪ ..‬ويوم كبرت قبل ل يتوفى ابوي كنت اشوووف‪..‬‬
‫الفخر بعينه لني ‪ ..‬كنت نسخة منها‪ ..‬بس بعد تألمت‪ ..‬لني ماني عاليـة مريم‪ ..‬انا فاتن لو ما يدرون‪ ..‬اتنفس‬
‫واحس وانا شخص ثاني ‪ ..‬ويوم حسيت اني املك الدنيا بحب مسـاعد‪) ..‬وكان الشراق على ويهها( حسيت‪...‬‬
‫اني ملكة زماني‪ ..‬كل اللي اتمناه وزود صار بحيـاتي‪ ..‬حتى أحلمي اللي دوم إرتبطت بمشـعل صارت مثل‬
‫شعـلة المراهقة الضعيفة بالمقـارنة مع مسـاعد‪ ..‬لمن دريت‪) ..‬وانغمسـت باحزانها( انه يحب عالية ‪ ..‬وفوق‬
‫كل هذا انه حبني عشان اني اشبهها‪..‬‬
‫مريم وهي تلم فاتن الى حظنها ‪ :‬يا حبيبتي يا فتون‬
‫فاتن وهي تنهار على ريل مريم‪ :‬مريم انا وايد احب مسـاعد‪ ..‬مريم انا ما مر علي يوم ال وهو على بالي‪...‬‬
‫مريم‪ ...‬اذبحيني‪ .‬ما ابي هالحب اكثـر‪ ..‬ما ابيه اذا بس انا فيـه ‪..‬‬
‫مريم وهي تبجي مع فاتن‪ :‬يا بعد عمري يا فاتن‪ ..‬صدقنيي‪ ..‬انتي مو بروحج في هالحب‪ ..‬مسـاعد يحبج اكثر‬
‫من نفسـه يا فاتن‪ ..‬ل تعورين قلبج‪ ..‬انتو تحبون بعض‪ ..‬بس الظروف ما ليمتكم على بعض‪ ..‬فاتن هدي قلبج‬
‫فاتن‪ :‬مريم ماقدر‪ ..‬ماقدر‪ ...‬ما ابي مسـاعد خلص‪ ..‬ما ابيه‪ ..‬والمشكلة اني ابيه لني ما بقدر اعيش من‬
‫دونه‪ ..‬بس احنا انتهينا مريم‪ ..‬انتهينا وخلص‪)..‬قامت من على ريل مريم ( انتهينا يا مريم من يوم ما مشيت‬
‫عنه‪ ..‬ل ل‪ ..‬من يوم ما قلت له روووح مسـاعد رووح‪ ..‬كان يبيني افهمه‪ ..‬يبيني اتفهم مشاعره‪ ..‬لكن انا ‪....‬‬
‫ماقدرت‪ ..‬كبريائي كان اقوى مني‪ ...‬اقوى مني‪) ..‬تضرب بيدها على الرض( اقوى مني اقوى مني‪..‬‬

‫طاحت فاتن على الرض وهي تبجي بلوعة وحرمان فيها‪..‬ومريم وياها وتحاول انها تهديها لكن عبث‪. .‬فاتن‬
‫قاعدة تطلع الكبت اللي فيها ومريم ما حاولت اكثر معاها‪ ..‬خلتها تبجي مثل ما تبي بس ويا الحنية وويا ويه‬
‫مـألوف وقلب يعرف للي اهي تمر فيه‪ ..‬وما منعتها بالعكس‪ ..‬خلتها تطلع العنان في اظهار عجزها وقلة‬
‫حيـلتها‪ ..‬لكن اللي لزم يفكرون فيه الحين اهو مساعد وجراح الواقفين بره‪ ..‬اللي بلحظة من اللحظات بدى‬
‫لمريم انهم مو متفقين على اللي يتمناه مساعد‪..‬‬

‫‪---------------------‬‬
‫من بعد نص ساعة طلعت فاتن من االملحق اللي حملها مثل المهد الجميل‪ ..‬تحمل كل اللي اهي تمر فيه‬
‫وواساها وحظنها بالراحة والهتمام اللي اهي كانت تحتاجه‪ ..‬مررت نظرها الى المكان اللي كانت فيه لقرابة‬
‫السنة‪ ..‬وحست انها عاشت عمر هني‪ ..‬وياليت بس لو كان العمر حلو‪ ..‬وعلى طول طرى على بالها لو ان‬
‫مسـاعد كان معاها في المكان‪ ..‬جان اهي بخير وسلمة‪ ..‬جان ماكو شي بهالدنيا يقدر يوقفها من الصراخ‬
‫والعتراف انها سعيدة‪ ..‬ولقت اللي تبيه‪..‬‬
‫اكره الحب اللي لمن يعترف بوجوده بس ماكو احد عشان يتقبله‪ ..‬وهي خسرت الكثير بقراراتها الطايشة‪..‬‬
‫قرارات اهي ما تحملت حجمها ال بعد ما فهمت ووعت انها كانت من اخطر القرارات اثرا على حياتها‪..‬‬

‫مساعد ما تكلم ول قال شي‪ ..‬كانت ملمحه عبارة عن الصلبة والصمت والخلو من اللوان‪ ..‬كاان لبس‬
‫بانطلون بيجي وقميـص اسود ويعري بالعكاز اللي حامله‪ ..‬ما تكلم ول قال كلمة وحدة او وجهها لحد‪ ..‬طول‬
‫هاليوم اللي ظلوا فيه كان كل واحد في جهته من الفندق ينتظرون الوقت يمر عليهم عشان يطلعون من‬
‫هالجحيم الى جحيم ثاني‪..‬‬

‫جراح ومريم كانو اكثر المتضررين بسبب اللي يصير بين فاتن ومساعد‪ ..‬على الرغم من الحلم او المنيات‬
‫اللي بنوها في هالرحلة ال انهم ما كانو يفكرون بروحهم‪ ..‬كانو يفكرون بحاله مساعد وفاتن اللي ما فيها ال‬
‫الصمت او الدمع الساخن‪ ..‬وهالحالة ما عجبتهم‪ ..‬لكن ما كانو يقدرون يسوون شي ال انهم ينضمون‬
‫لصمتهم ‪ ..‬او انتحابهم‪..‬‬

‫وصلو الى مطار البحرين‪ ..‬وبالصمت اللي طلعو منه من بوسطن وصلو فيه الى هيثرو‪ ..‬ومن هيثرو الى‬
‫البحرين والسكوت اهو سيد لموقف‪ ..‬ومسـاعد كانت ملمحه اشبه بالموت لنه ما تكلم ول نطق بكلمة‬
‫وحدة‪ ...‬وفاتن عيونها شاردة وسارحة في الفراغ للي بدت تحس بقوته في حيـاتها وتحس بالحرمان اللي‬
‫طول عمرها تمنته بس من غير مشاعر الحب القوية لزوجها مسـاعد‪ ..‬بدت تعترف اخيـرا ان مسـاعد زوجها‬
‫بس بعد شنو؟؟ بعد ما خلص غسل يده منها وصرح لها برغبته بالنفصـال عنها‪..‬‬

‫اما في بال مريم فكان الهم هو المتحكم بها‪ ..‬مهمومة ومن زود الهم ما كانت تقدر تتكلم‪ ..‬تعبر بعيونها لجراح‬
‫اللي كان يناظر فاتن ويناظر مسـاعد ويحس بعظم الغلطة اللي ارتكبت بحق هالثنين انهم ينربطون او انهم‬
‫يتعارفون‪..‬والكثر‪ ..‬يحس بالمسئولية لنه اهو الشخص اللي جمعهم مع بعض‪ ..‬الحب عمره ما كان بهالصورة‬
‫من الهم واللم‪ .‬الحب شي جميل على رغم كل شي‪ ..‬لكن اللي بين مسـاعد وفاتن شي يثير الشفقة في‬
‫قلب النسان اللي يعرفهم‪ ..‬ومن الحسن لو ان فاتن تبتعد عنه وهو بالمثل‪..‬‬

‫كملوا اغراضهم ومسـاعد ما كان في حالة تسمح له انه يسيطر على شي‪ ..‬لن جزء من خططه انه اول ما‬
‫يوصل البحرين يكمل اوراق الطلق من فاتن‪ ..‬وطلقهم راح يكون سهل نظرا لن ما بينهم شي يستدعي‬
‫النتظار للعدة او شي من هالكلم‪ ..‬فهو عمره ما لمسها‪ ..‬وهالشي بيسهل عليه الموضوع‪ ..‬بس ليش‬
‫الحساس انه خلص انتهى من هلحيـاة‪..‬‬

‫مريم وهي تكلم جراح بهمس عند الجناط وعيونها على فاتن‪ :‬شصار بيناتهم داخل الشقة‪ ..‬قالت لك فاتن؟‬
‫جراح وهو يراقب مسـاعد‪ :‬ل وانتي قال لج مسـاعد‬
‫مريم وهي تهز راسها بقهر‪ :‬ل‪ ..‬والله نفسي ظاااايقة الويل بسبب هالثنين‬
‫جراح وهو يحاول يطمنها‪ :‬ما عليج مريم‪ ..‬الثنين عقلهم اكبر من هالدنيا‪ ..‬بيفكرون بشي يخليهم يرتاحون من‬
‫هالشي‪..‬‬
‫مريم وهي مستغربة من جراح‪ :‬شلون يعني؟؟‬
‫ما قدر جراح يناظر مريم من بعد الكلم اللي بيقوله‪ ..:‬مريم‪ ..‬فاتن ومساعد‪ ..‬على الرغم من الحب اللي‬
‫يجمعهم واللي يبين للكل‪ ..‬ال انهم ما يصلحون لبعض‪ ..‬وما يقدرون يعيشون مع بعض بصورة طبيعيـة‪ ..‬بسبب‬
‫كل الشياء اللي مروا بها في حياتهم‪ ..‬واللي للسف الشديد مشتركة‪..‬‬
‫مريم وهي معصبة‪ :‬شقصدك بهالكلم؟؟‬
‫يسكتها جراح‪ :‬اوووووووش‪ ..‬وطي حسج‬
‫تهمس له بغضب‪ :‬قصدك انهم لزم ينفصلون؟؟ انت شقاعد تخربط‬
‫يرد عليها بصوت خفيف‪ :‬عيل شتبين يصير بيناتهم‪ ..‬يتمون جذي حروب ومعارك بيناتهم طول حياتهم‪ ..‬اذا انتي‬
‫ما تشوفين الجانب البشع من هالعلقة فانا اشوفه‪ ..‬ومستحيل اخليهم يستمرون بهالطريقة اكثر‪ ..‬ما اتحمل‬
‫الذنب اللي فيني‪..‬‬
‫مريم وهي معصبة‪ :‬ل تفكر عن احد ول تتخذ قرارات‪ ..‬كل انسان حر بنفسه‬
‫جراح‪ :‬كل انسان حر بنفسه اوكي ما اختلفنا‪ ..‬بس في هالموضوع التدخل مطلوب‪..‬‬

‫مريم وهي معصبة وترص ظروسها بقوة داخل فكها‪ ..‬وسحبت بهاللحظة اللي كانت ملمحها اشبه بالبركان‬
‫جنطتها اللي مرت عليها ‪ ..‬وقطتها على الرض وهي تهاوش جراح‪ ..‬كالعادة‪..‬‬

‫مريم‪ :‬انت اكثر انسان بارد‪ ..‬واعصابه على ثلج‪ ..‬ولا فوق كل هذا علباله الحلول اللي تمر في مخه اهي‬
‫الصح‪ ..‬هاي اخر مرة اكلمك فيها سامع‪ ..‬دام ان هذا كلمك انا ما ابي اسمعه‬

‫مشت عنه مريم وهو يناديها‪ .. :‬مريم‪ ..‬مريم‪ ..‬اوووووووووووووووووف‪..‬‬


‫كمل جراح الغراض وبمسـاعدة احد العمال في المطار قدر انه يحطهم على الحمالة‪ ...‬سحب تلفونه عشان‬
‫يدق على خالد اييهم‪..‬‬

‫خالد‪ :‬هلاااااااااااااااااااااااااااااا والله بجراح‪ ..‬ها وصلتوا؟؟‬


‫جراح‪ :‬هل فيك‪ ..‬اي وصلنا‪ ..‬وفاتن معانا‬

‫خالد وهو فرحان‪ :‬احلف بس‪ ..‬فتون وياكم‪ ..‬ياا هي واحشتني السبالة‪ ..‬انتو وين الحين؟‬
‫جراح‪ :‬في المطار‪ ..‬كملنا واذا ما عليك امر‬
‫قاطعه خالد‪ :‬اي والله ما علي امر؟؟ يالله اقلب ويهك خمس دقايق وانا عندكم‪ ..‬حظكم اني في منطقة‬
‫المطار‪..‬‬
‫جراح يبتسم‪ :‬بس عيل تعال‪ ..‬مع السلمة‬
‫خالد‪ :‬الله يسلمك‪..‬‬

‫سكر جراح عن خالد وهو يراقب اخته‪ ..‬وتقرب منها شوي ولقاها قاعدة وهي حاطه يدينها بين ريلها وشادة‬
‫عليها وعيونها على بره‪ ..‬والعباية للي لبستها والشيلة كانت شوي مفجوجة‪ ..‬فشكلها كان يعبر عن حالتها‬
‫النفسية العميقة‪..‬‬

‫جراح وهو يبتسم في ويهها ‪ :‬فتون؟؟؟ فتون‬


‫انتبهت له ‪ :‬هممم‪..‬‬
‫جراح وهو يراقب ملمحها بألم ويخفيه بالبتسام‪ :‬كا وصلنا الديرة‪ ..‬وخالد الحين بيي وياخذنا البيت‪..‬‬
‫ابتسمت فاتن ببرود في ويه جراح ‪ .. :‬زين‪ ..‬ولهت عليهم ‪ ..‬ابي اشوفهم‪..‬‬

‫ومن بعد هالكلم لفت براسها الى المكان اللي كانت تناظره فانكسرت ملمح جراح وهو يراقب حالة اخته‬
‫المزدرية‪..‬‬

‫جراح ‪ :‬فاتن‪ ...‬انا ادري‪ ..‬انج تفكرين بالظلم اللي ظلمناج اياه‪ ..‬وبالقدر اللي رميناج فيه‪ ..‬لكن صدقيني ‪..‬‬
‫)بلمعة الدمعة بعينه على حال اخته تلتفت له فاتن( احنا ما بغينالج ال الخيـر‪ ..‬الخير يا فاتن‪ ..‬والله العالم‪..‬‬

‫بنظرة معبرة طالعت اخوها‪ ..‬الله عليك يا جراح‪ ..‬حتى وانا الغلطانة بحقكم بعد‪ ..‬تخليني انا المظلومة وانتو‬
‫الظالمين؟؟؟ اي نوع من الخوان ان يا جراح‪ ...‬اي نوع منهم؟؟ افضلهم ياخوي افضلهم‪..‬‬

‫ما تكلمت فاتن وآثرت انها ترمي براسها على جتف اخوها ‪ ..‬وتلتف لعنده وتخليه يضمها ويغرقها بحنانه‪ ..‬وفي‬
‫نفس اللحظة التفتت الى مسـاعد اللي كان قاعد في الجهة الثانية ومريم قاعدة يمه تسولف وياه وتكلمه‬
‫وكانها تبيه يفش خاطره‪ ..‬ابتسم مسـاعد ابتسامة لو انه ما كونها كان افضل‪ ..‬لنها عبرت عن عجز فيه‬
‫وضعف اهو عمره ما تحلى به‪ ..‬وتوها عيون مساعد بتنتقل الى فاتن ال وهي تسكـر عيونها بهدوء عشان ل‬
‫تخليه يحس انها مهتمة فيـه‪..‬‬

‫وصل خالـد‪ ..‬وفي نفس اللحظة وصل لؤي اللي اتصلت فيه مريم‪ ..‬وصار عليهم انهم يطلعون من المطار‪..‬‬
‫تحرك مسـاعد ومريم وهم يجرون اغراضهم ووراهم جراح وفاتن باغراضهم‪ ..‬وما تكلمو الطرفين ابدا‪ ..‬ال من‬
‫مريم اللي كل شوي تلتفت وتناظر فاتن الي كانت موخية عيونها وما ترفعها وتلقي عيون جراح بدلها‪ ..‬وكانه‬
‫يسليها ويصبرها على اللي قاعد يصير بين احب الشخاص على قلبهم‪..‬‬

‫وصلوا لعند الباب وطلعو منه ولكن افترقو في الطريج‪ ..‬مساعد ومريم على درب اليسار وفاتن درب اليمين‪..‬‬
‫وما حاولت حتى انها تلتفت الى مسـاعد لن افتراقها عنه اصعب شي يمكن يمر عليها‪ ..‬فاكتفت بالدمع‬
‫الساخن اللي غلف ويهها ‪ ..‬وجراح يراقب هالدموع بصمت وهو عاجز عن اي شي‪ ..‬اما مساعد فاول ما طلع‬
‫من المطار لبس نظارته وركب السيارة وخلى شغل الجناط على لؤي‪..‬‬

‫دقات قلب فاتن ما كانت تصدق ان مالها اي تليية‪ ..‬هالنداء اللي يصرخ بكل جوارحها ويرتد في الظلم اللي‬
‫بداخلها ما كان له اي تلبيه‪ ..‬اما مساعد فكان ما يصدق ان هاذي هي النهاية‪ ..‬ما كان مصدق انه مر في كل‬
‫هالظروف ويا فاتن‪ ..‬يحسها مثل الحلم الكريه اللي يبي يوتعي منه‪ ..‬لكن ماكو مفر‪ ..‬ماكو مفر من الفراق‪..‬‬
‫او من النفصال‪ ..‬او انها تكون محرمة عليه مثل ما كانت قبل‪ ..‬وهذا الشي كان من العظم على مسـاعد انه‬
‫قضى ليلته في لندن وهو يذرف دمعه بصمت‪..‬‬
‫ما كان عندي اي كلم اعبر عن حزن الثنين‪ ..‬او عن جرح الحبيبين في مثل هاللحظة‪ ..‬لحظة النهاية بين‬
‫الشخصين دايما تكون غير معبرة‪ ..‬او غير محسوس بها‪ ..‬ال في لحظـتين‪ ..‬لحظة الجتماع‪ ..‬ولحظة الفراق‪..‬‬
‫مسـاعد وفاتن مروا باللحظتين من غير اي تصريح بالحب‪..‬‬

‫قلب مسـاعد كلم فاتن وشكى لها الحال‬

‫‪ ..‬بلحظتين يافاتن‪ ..‬تلقت احلمنا‪..‬وحسيت بحبج صوبي‪ ..‬وبعدين افترقنا اانا بدرب وانتي بدرب‪..‬‬

‫ردت فاتن على كلم مساعد‪..‬‬

‫لحظتين كانت جمعت قصة حبنا‪ ..‬وبعدين‪ ..‬رحت في درب‪ ..‬وانا بدرب‪..‬‬
‫كنتي شعاع مضوي من الشمس‪ ..‬او كنتي ابتسامة ربيع‪..‬‬
‫انت كنت مطر الحلم‪ ..‬وكنت حقل الفرحة‪.‬‬
‫انتي كنتي بذرة الورد اللي ينزرع بالقلب‪..‬‬
‫وانت كنت الملقى اللي انا ماكان لي وجهة غيـره‬

‫‪------------‬‬

‫كنتي ريحة الهوا الموسمي الحلو‪ ..‬او كنتي اللون اللي يتلقى في كل الطراف‪..‬‬
‫انت كنت النور في الدرووب‪ ..‬او كنت في الفضاء او السهول‪..‬‬
‫انتي كنت المحطة والمان‪....‬وكنتي الوجهة والمكان‪..‬‬
‫وانت كنت الزمان اللي يحملني من دنيا لدنييا ثانية‪.‬‬

‫الفصـل الثاني‬
‫==========‬
‫وصلت فاتن للبيت ويا خالد وجراح اللي ماسكتوا بالسيارة‪ ..‬حاولوا انهم يرفهون عنها خصوصا خالد اللي لمح‬
‫الحزن الكبير في ويهها وويه مسـاعد فـتأكد ان الشي جايد لن طبيعة مساعد عصبية وطبيعة فاتن حساسة‪..‬‬
‫فهذا عبارة عن الحطب والنار‪ ..‬فما حاول انه يستفسر لو كان في مكان احد ثاني بالعكس‪ ..‬بدى يشغل‬
‫مختلف الغاني اللي تضحك والي تبجي ويمثل البجي عليها وحتى انه قدر يخلي فاتن تبتسم شوي‪ ..‬لكنها‬
‫بعدين تراجعت بعذر ان راسها مصدع‪..‬‬

‫جراح تم ساكت في السيارة لفترة وهو يناظر فاتن من المنظرة اللي جدامه لكن يوم لحظها انها مسـكرة‬
‫عيونها بعد عيونه وبدى حوارات متعددة استفسارية ويا خالد‪..‬‬

‫جراح‪ :‬شخباره الخبل؟‬


‫خالد‪ :‬اي صج‪ ..‬ترى غزلن صار لها جم يوم ما يات الشغل‪ ..‬دقت علي وقالت عندها ظروف‪..‬‬
‫جراح وهو مستغرب‪ :‬شلون ما تيي؟؟ عمرها ما سوتها‪ ..‬بالعادة احنا اللي نطلع وهي اللي تتم‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههاي‪ ..‬يقول لك عاد‪ ..‬كانت اهي عون صارت علينا فرعون‪ ..‬أأاخ الحين انا شلون اتعذر‬
‫واطلع حزة الظهر حق السبات اللذيذ يمممممممممممممممم‪..‬‬
‫جراح يضربه على راسه‪ :‬اي سبات‪ ..‬انا اللي بسبت وانت اللي بتشتغل‪ ..‬اكرف ويا لؤي سامع‪..‬؟؟‬
‫خالد وهو يتكلم بصوت واطي‪ :‬هاي ان حصلتني يا ويه ال‪..‬‬
‫جراح ‪:‬هااااااااااا‪ ..‬شقاعد تعقر فيه؟؟‬
‫خالد‪ :‬ها‪ ..‬ول شي‪ ..‬بس قاعد اقول‪ ..‬شزينه ولد خالتي‪ ..‬عيل جو اميـركا يسوي جذي‪ ..‬لله الله‪ ..‬يبيله‪..‬‬

‫وقفت السيارة عند البيت‪ ..‬وغير عن كل مرة ما طلعت فاتن بسرعة وراحت تدور امها من تحت الرض‪..‬‬
‫تمت قاعدة بالسيارة وهي تراقب البيت بعجز‪ ..‬ما تقدر تطلع واهي تعرف ان المكان اللي تبي تكون موجودة‬
‫فيه اهو غير هالبيت‪ ..‬لكن بعد طلعت من السيارة ومشت بروحها عن جراح وخالد الي ينزلون الجنط‪..‬‬

‫دخلت البيت وهي تتنفس الصعداء‪ ..‬تتمنى لو انها تلقى حظن امها مرمي جدامها عشان تموت فيه براحة لكن‬
‫حتى هالمنية صعبة التحقيق في الوقت الحالي‪..‬‬

‫راحت للمطبخ ومالقتها هناك‪ ..‬وعلى طول تحركت الى الحديقة الورانية اللي يوم راحت عنهها كانت عبارة‬
‫عن ارض في بدء الزراعة‪ ..‬فانصدمت يوم دخلت ولقت انها مخضرة والرض مفروشة بالحشيش الحلو اللي‬
‫ينعش الجو على الرغم من الرطوبة الحادة‪ ..‬ولقت امها هناك‪ ..‬واقفة عند اصيص الزرع اللي يم النافورة‬
‫وهي تربت عليها بيدها الحنونة‪..‬‬
‫طلع صوت فاتن من الحشرجة اللي انتابت حلجها‪ ..:‬يمــة‪,,,‬‬

‫مانتبهت ام جراح لنشغالها بالزرع‪..‬وصوت الماي اللي يخر من النافورة‬

‫فاتن وهي تعلي على صوتها‪ ..:‬يمـــة‪..‬‬

‫رفعت راسها ام جراح وهي تمسح على جبينها من الحر‪ ..‬ال وتنصدم وهي تشوف فاتن واقفة جدامها لكن‬
‫اللي صدمها زود ان البنت اللي واقفة تملك يمكن نص من نضارة فاتن وحلوتها‪ ..‬لكن ما همها هالشي‪..‬‬

‫هبت على ريلها وصوتها عالي‪ :‬بنتي‪...‬‬

‫تلقفت ام جراح بنتها الواهنة ولمتها بحظنها بقوة وهي تشمها وتبوسها وتضمها لصدرها وشكثر تمنت فاتن‬
‫وحلمت بهاللحظة طول ايام الغربة‪..‬‬

‫سحبت فاتن يد امها تبي تبوسها‪ :‬سامحيني يمة‬


‫سحبت ام جراح يدها وهي تبجي‪ :‬معاذ الله يا بنتي ومسموحة وبالحل يا بعد روحي‪ ..‬ااااه‪ ..‬والله ان الروح‬
‫ردت فيني يعلني ما بجيك يا مسـاعد‬

‫وكان الكهربا مسكت فاتن بهاللحظة فتحركت عن امها ‪ ..‬ولكن هيهات تخليها امها‪ ..‬قعدت تمسح على ويهها‬
‫وهي تحس بحرارة جبين فاتن اللي كانت محمومة شوي‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬فديت عمرج مريضة يمة؟‬


‫فاتن وهي تحس بالوهن لكن‪ :‬ل يمة بس من تعب الرحلة‪..‬يومين واحنابالطيارة وانا‪..‬‬
‫جراح يكمل عليها‪ :‬ما كلت ول شي يمة‪..‬‬
‫ام جراح وهي تلم ولدها الثاني ‪ :‬فديت عمرك‪..‬‬
‫جراح وهو يبتسم لها‪:‬شلونها الغالية؟؟ عساها طيبة؟‬
‫ام جراح‪ :‬طيبة طاب حالك ‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ها‪ ..‬بنتج وكاهي بحظنج‪ ..‬بس قوليلي انتي‪.‬؟؟ وفيت يا يمة؟؟‬
‫ام جراح وهي تبوس جبين ولدها‪ :‬كفيت ووفيت يا وليدي‪ ..‬يعلني ما اشكي فرقاككم يا عيالي‪ ..‬يعلني ما شكي‬
‫فرقاكم ول هم بعدكم عني‪ ..‬يالله يمة خلنا ناخذ اختك ترتاح بدارها‪..‬‬
‫خالد‪ :‬شنو فلم هندي هني ول ادري‪ ..‬شركوني وياكم تدرون فيني اموت بالفلم الهندية‪..‬‬

‫راح وهو يدفع فاتن بخفة وفكاهه عن ام جراح ويحظنها‪ ..‬وفي نفس الوقت يقرص جراح عشان يخليها‬

‫جراح‪ :‬ااااخ امي ل تاخذها كلها‬


‫خالد‪ :‬بس امك اهي‪ ..‬امنا كلنا‪ ..‬بس انا ‪ .‬امي وابوي‪ ..‬صح خالتي‬
‫ام جراح‪ :‬فديت عمركم عاد ل تخنقووني‪..‬‬
‫خالد وهو يكلمها بنبرة النسوان‪ :‬عيااااااااارتج‪ ..‬اصل انتي تموتين على تحظن الكشوخ مثلي ومثل هال‪...‬‬
‫دقل‪..‬‬
‫جراح يمسك خالد من رقبته‪ :‬من الدقل يالشوكة؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬محد دقل ومحد شوكة يالله خلونا ندخل هلكتونا بهالحر‪..‬‬

‫توها بيطلعون من الحديقة ال ومناير تركض ويا سماهر لفاتن‪ :‬فتووووووووووووووووووووووون‬


‫فاتن وهي تضحك ‪ :‬هل فيييييييج منووور‪..‬‬

‫لمت مناير اختها وسماهر اللي شافت جراح فاستحت ووقفت مكانها‪ ..‬وخالد اللي صار له فترة يلحظ حيا‬
‫سماهر من جراح‪ ..‬وكل مرة يدقل جراح اللي ينقهر ويمشي من المكان‪..‬‬

‫مناير‪ :‬يالقاطعة يالكريهه عاجبتج اميـركا ويا هالراس مووو؟؟‬


‫فاتن‪ :‬ههههههههههههههههه عاجبتني ‪ ..‬لكن وجودكم كان ناقصني‪ ..‬شخباركم عساكم طيبين‪) ..‬تلتفت الى‬
‫سماهر( شلونج سمور‪ ..‬شحلوج صايرة‬
‫سماهر وهي مستحية‪ :‬عاد ل تخليني اصدق روحي ‪ ..‬بتشقق والله‬
‫فاتن‪ :‬هههههههههههههههه‬
‫مناير‪ :‬اي فتون من صجها ل تخلينها تصدق روحها ما تهد المنظرى ترى‪ ..‬ههههههههههههههه‬
‫عزيز وهو داخل البيت وهجوم على فاتن‪ :‬فتووووووووووووووووووووون يام القراعيييييييييين‪..‬‬
‫فاتن وهي تفرح من خاطرها على اخوها الصغير وتروح عنده‪ :‬عزووووووووز حبيبي‪..‬‬
‫لوت على اخوها اللي تموت عليه وهو الثاني كبت دمع فيه‪.‬‬

‫عبد العزيز‪ :‬عاد ول اكلمج ول احاجيج ول ابي لسانج يطق بلساني‬


‫فاتن وهي ماسكة على قلبها‪ :‬ليش عاد؟؟ من بعد هاللمة ما تبي تكلمني؟؟‬
‫عزيز‪ :‬وينج عيل؟؟ سنة كاملة ماشوفج؟؟ لكن اوريه ولد الدخيلي ان ما نفخت ويهه‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههه على نفخ ويهك ماكو‬
‫عبد العزيز يهد خالد‪ :‬خلووود‬
‫تخبى خالد ورى خالته‪ :‬ل افا عليك عبد العزيز شيخ ول الشيوخ حبيبي‪..‬‬
‫فاتن تكلم عبد العزيز اللي طعن قلبها بطاري مساعد‪ :‬عزوز انا خلص رديت لكم ‪ ..‬وماكو احد يستاهل تنفخ‬
‫ويهه ‪) ..‬تبتسم ويهه( شكبر صرت‪ ..‬ريال فديت عمرك‪..‬‬
‫عزيز‪ :‬انا من زمان ريال‪ ..‬بعد هالمايعين مايقرون بالبيت‪. .‬قلت انا قعد وارعى امي‪ ..‬مو يمة؟؟‬
‫ام جراح‪ :‬ويه على قلبي من الرياييل عدل يمة‪..‬‬

‫خالد وهو يوقف بالنص بين الكل‬

‫خالد وهو يكح‪ ..:‬احم احم‪ ..‬يالله‪ ..‬انا اليووووووووووووم بمناسبة وجود فاتن في البحرين اللي تشرفت ارضها‬
‫بوطا ريلها‪ ..‬اني اعزمكم‪ ..‬وعلى حسابي‪ ..‬على شاورما السراج ههههههههههههاي‪..‬‬
‫جراح وهو يقط الكليكس على خالد‪ :‬دومك بخيل‪..‬‬
‫خالد وهو يفج عينه‪ :‬بخيل؟؟ بخيل بعينك‪ ..‬ل صج صج‪ ..‬بمناسبة عودة فتون‪ ...‬وحنه مناير الدائبة لمستمرة‬
‫مناير‪ :‬هي هي هي هي بنروووووووووووح البحر‬
‫خالد وهو يرفع يده بتخويف عشان تسكت‪ :‬جبي عاد ول اخبار الجزيرة‪) .‬يكمل وهو نافخ صدره( اعزمكم على‬
‫طلعة شاعرية جميلة‪ ..‬انتم كلكم برفقة جميلت الحي هذا‪ ..‬ملكة العالم ‪ ..‬سعاد القمر‪ ..‬وملكة البحرين ‪..‬‬
‫فاتن الياسي‪ ..‬وملكة‪ .‬ال‪) ...‬يفكر( امممم‪ ..‬ملكة التحقيقات‪..‬‬
‫بفخر ترد عليه مناير ‪:‬كفووو عليك والله‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههه‪ ..‬مناير ‪ ..‬وملكة الطماط انسة سماهر‪..‬‬
‫سماهر‪ :‬مالت عليك يالعسعس‪..‬‬
‫خالد يكمل‪ :‬اعزمكم‪ .‬على احلى ملغووووم‪ ..‬واحلى بيبسي ‪ ..‬واحلى قعدة‪ ..‬على بحر من بحور ديرتنا‬
‫الحلوة‪..‬‬
‫الكل ال فاتن‪ :‬هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يي‪..‬‬
‫خالد يكمل‪ :‬على شرط‪ ..‬ان تكاليف الرحلة من الوقود ومن السياقة وكل هالشغلت على اخونا الراس‬
‫العود‪ ..‬جراح الياسي‪.‬‬
‫جراح وهو يكح‪ :‬عنبووو زاد‪ ...‬الحين انت اللي عازمنا‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هيه ‪ .‬ل تطالعني‪ ..‬انا فلس واحد ما عندي‪) ..‬يمسك راسه ويساسره( سلفني وبرد لك ان شاء الله‬
‫بمطلع الشهر‪) ..‬يكمل بصوت جهوري( دام ان جراح وافق‪ ..‬يالله استعدو وارتاحووو فاليوم من بعد الصلة‬
‫احنا متحركييييييييييييين ان شاء الله‬
‫فاتن وصوتها يطلع من بين الحشد ‪ :‬انا لزم تعذروني‪. .‬لليلة ماقدر اطلع‪ ..‬تعبانة ولزم ارتاح‪..‬‬
‫خالد‪ :‬مو شغلنا يا بنت الخالة‪ ..‬عندج عشان ترقدين من الحين الى الساعة سبع‪ ..‬اي حوالي‪ ..‬تسع ساعات‬
‫متواصلة‪ .‬ولو سمحتي ما نبي اعتراضات لن ملكة جمال التحقيقات اهي اللي حنت على هالسالفة‬
‫مناير وهي تمثل الغزل بخالد‪ :‬فديت قلبك يا بو وليد‪ ..‬طول عمرك ما تردني‬
‫خالد وهو يتصنع الغثيان‪ :‬ارجوج‪ ..‬ل تخليني ارجع‪ ..‬شقلتي لي‪ ..‬بو وليد؟؟؟‬
‫مناير ويا سماهر يضحكون عليه‪ :‬هههههههههههههههههه بو وليد ما قلنا بو هباش‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه‪..‬‬
‫ام جراح تكلم فاتن‪ :‬يمة اذا ما تبين تروحين باجر ان شاء الله‪..‬‬
‫فاتن اللي استحت من امها ما حبت انها تواصل الرفض‪ :‬ل يمة بس‪ ..‬ول يهمج‪ ..‬عشانكم بس ولو اني تعبانة‪..‬‬
‫بس يمكن راحتي بتكون بهالشي‪) ..‬لوت على امها بقوة( من زمان ما كنت ويا هالكثر ناس‪ ..‬يعلني ما خلى‬
‫منكم‪..‬‬

‫صمت الحشد في لحظة ‪ ..‬تأثرا بدمعة فاتن اللي خارت من عيونها‪ ..‬واللي كان سببها اهو حزنها القاتل اللي‬
‫ما تقدر تخبيه اذا مو عن الكل‪ ..‬فهو عن جراح اخوها اللي يعرف‪..‬‬

‫مسحت فاتن دمعها وهي تضحك‪ :‬اسفة بس‪ ..‬وايد فرحانه لوجودي معاكم‪ ..‬يل عن اذنكم‪) ..‬تلتفت الى مناير(‬
‫وقظيني منور قبل الصلة‪..‬‬
‫مناير وهي متأثرة من شكل اختها‪ ..:‬ان شاء الله فتون‪..‬‬
‫راحت فاتن وهي تسحب جنطتها الى داخل الغرفة‪ ..‬اللي اول ما دخلتها سكرت الباب‪ ..‬ووقفت وسط الغرفة‬
‫مكان اللي وقف مسـاعد يوم يا بيتهم قبل ل يسافر‪ ..‬واستنشقت الهوى الي ظنت ان رئـتها مسدودة عنه‪..‬‬
‫تمعنت في الغرفة واول ما اسدلت جفونها الستار هطلت المزيد من الدمعات‪ ..‬مسـاعد ينبض في خفوقها‬
‫مثل الطبل اللي ما يهدى‪ ..‬فحست ان قواها خايرة فرمت بنفسها على السرير بخفة‪ ..‬وليمت نفسها والعباية‬
‫اللي عليها بعدها وهي تحاول انها تسكن انات قلبها‪ ..‬لكن مظهر فراقها عن مسـاعد وكلم قلبها يوم مشى‬
‫عنها كان يرجع لها بقوة خلتها تحس انها مشلولة الحواس‪ ..‬مسحت دمعها وهي تحاول انها تتحلى بالقوى‪..‬‬
‫لكن ما كان لها ال انها تتلوى من الحزن على سريرها وتهتز بالنين القاتل فيها‪ ..‬لمن استسلمت الى سلطان‬
‫النوم بقلبها الذايب‪..‬‬

‫ام جراح كانت واقفة عند دار فاتن وما دخلت‪ ..‬وكانت متخصرة وهي عاقدة الحاجب‪ ..‬وتفكر باللي شاغل‬
‫قلب بنتها بهالصورة‪ ..‬واهي عندها مليين السألة اللي ما لها اي اجوبة ‪ ..‬وفوق كل هالسألة اهو‪ ..‬شلي صار‬
‫ويا مسـاعد هناك‪ ..‬وليش فاتن بهالحزن‪ ..‬مستحيل تكون الدموع اللي نزلت دموع فرحة‪..‬‬

‫ياها جراح اللي تسبح وغير هدومه‪ ..:‬شفيج يمة واقفة؟‬


‫التفتت له وهي تهمهم‪ .. :‬همممم‪ ..‬ل يمة بس‪ ..‬اختك مادري ‪ ..‬مو داش في بالي كدرها‪) ..‬تناظر ولدها وهي‬
‫مستغربة( شصار بينا وبين مسـاعد‬

‫جراح وهو يلتفت الى الصالة اللي كانت مناير فيها ويا عزيز يطلعون التلفزيون‪ ..‬فسحب جراح امه الى غرفتها‬
‫اللي في نفس الممر اللي ياخذ غرفة فاتن‪ ..‬دخل ويا امه الدار‪ ..‬وسكر الباب وراهم‪..‬‬

‫قعدت ام جراح وقلبها ياكلها من غموض جراح‪ ...:‬يمة تكلم‪ ..‬تراك افزعت قلبي‪ ..‬شصاير؟‬
‫جراح وهو واقف عند الباب ومتكتف‪ .:‬يمة مادري‪ ..‬بس السالفة ما تطمن بين مساعد وفاتن‪..‬‬
‫ام جراح وقلبها يدق‪ :‬شلون ما تطمن‪..‬‬
‫جراح‪ .. :‬مسـاعد وايد غامض بطبعه وفاتن ماتكلمت ول قالت شي‪ ..‬بس البرود اللي بيناتهم كان واضح وفوق‬
‫كل هذا ول واحد منهم كلم الثاني‪) ..‬سكت جراح ورفع عيونه اخيـرا( الظاهر ان اللي بينهم ما راح يستمـر‬
‫اكثر‪..‬‬
‫ام جراح وهي تمسك قلبها‪ :‬يمة ل تقول جذي‪ ..‬هذي حياتك اختك ل تفاول عليـها‪..‬‬
‫جراح‪ :‬ل يمة انا ما فاولت‪ ..‬بس انا شفت وايد طول هالفترة‪ ..‬وشفت شكثر مسـاعد تعبان وحالته النفسية‬
‫زفتة وفاتن مثل الشي‪..‬‬
‫ام جراح وهي تعصب راسها‪ ...:‬يا ويلي عليج يا بنتي‪ ..‬وانا اقول‪ ..‬دموعها مو طبيعية‪ ..‬خر الدموع عندها مثل‬
‫الميـزاب‪ ..‬شقاعد يصير في حياة فاتن يا جراح؟؟ عمري قصرت عليها بشي؟؟ عمري ما فتحت لها قلبي؟؟‬
‫هل مرة بحياتي ما سمعت للي اهي تبيه‪ ..‬هل مرة غفلت عن اللي اهي تبيه؟؟؟ ما ادري صراحة انا استعجب‬
‫لمن كل هذا يصير مع فاتن‪..‬‬
‫جراح وهو يقعد عند ريل امه‪ :‬يمة انتي ولله العالم انج ما قصرتي لو الود ودج انج تهبينا عيونج‬
‫ام جراح وكانها ما تسمع‪ :‬انا ادري ان ‪ ..‬بعد وفاة ابوكم اني ما كنت بهالدنيا وغبت عنكم وايد‪ ..‬وهاي غلطي؟؟‬
‫ترى يمة انا ما قدرت اشوف الدنيا من غير ابوكم‪ ..‬انا احبكم يا جراح لكن احب ابوكم اكثر‪ ..‬وما تحملت الدنيا‬
‫يوم غاب اهو عني‪ ..‬بس لني شفته يا وليدي ‪)..‬ذرفت الدمع( شفته بعيونك وشفته بضحكه فاتن وبمزاح مناير‬
‫وحلوة خالد وروعة عزيز ‪ ..‬فقدرت اعيش مرة ثانية‪ ..‬ولكن الحين مو عارفة انا وين قصرت‪ ...‬مو عارفة؟؟‬

‫لم جراح امه اللي بجت مثل الطفلة الصغيرة المرتكبة ذنب‪ ..‬ولمها بكل قوته وهو حاير ما يدري شالحل او‬
‫شالمطلوب منه انه يسوي‪ ...‬اغلى حرمتين على قلبه بهالدنيا مليئتين بالحزن والهم والغم‪ ..‬وما يقدر يسوي‬
‫اي شي عشان يريحهم‪ ..‬فكان الشي اقوى من طاقته لنه اهو بعد كان محتاج لرعايتهم وحنانهم‪ ...‬تراودت‬
‫مريم في باله‪ ..‬وتمنى لو انه كانت حرمته في هاللحظة‪ ..‬محد بيخفف عليه هالحزن غيرها‪ ..‬وغير طيبتها‬
‫وحنان المومة للي ينبع عندها مثل الماي الصافي‪ ...‬ااااه عليج يا مريم‪ ..‬ليتج من نصيبي‪ ..‬طلعتي انتي الثانية‬
‫مني وانتي زعلنة‪ ..‬وانا مادري صراحة شسوي بينكم‪..‬‬

‫حط راسه جراح على حجر امه وهو مسكر عيونه ينشد الراحة من حظنها الغالي‪ ..‬وهي تمسح على راسه‬
‫وقلبها محتار‪ ..‬لزم تكلم مسـاعد‪ ..‬لزم تفهم منه هو الموضوع‪ ..‬لزم ترجع المور الى محلها‪ .‬فاتن رجعت‬
‫وهذا المهم‪ ..‬الحين لزم تتعدل كل المور والوضاع‪..‬‬

‫‪--------------------------‬‬

‫مسـاعد اللي أول ما دخل البيت سلم على ابوه للي كان قاعد بالصالة وامه بعد اللي ما خلته من السـالة‬
‫والتحقيـقات لكن بصبره الجميل طوف هالمدة تحت نظر عين ابوه اللي كل شوي يهف ويهز راسه عجب من‬
‫هالمرة‪..‬‬
‫سكت مسـاعد وخنق الحساس اللي فيه بيمعة هله‪ ..‬يبتسم ويسولف ويا هذا ويتكلم ويا ذيج وحتى نورة‬
‫وفيصـل كانو معاهم‪ ..‬ال مريم للي دخلت دارها عشان تاخذ شاور وترتاح او لنها مو قابلة بالنتيجة اللي طلعو‬
‫منها في اميـركا‪ ..‬وللحين في بالها خطط متعددة‪ ..‬اهي كانت تبي تجمع الثنين ويا بعض‪ ..‬لكن يوم اجتمعوا‬
‫الظاهر انهم نفسوا عن اللي فيهم من القهـر وقالوا اشياء ما تنقال من جذي عيون فاتن كانت ذابلة ومساعد‬
‫ما رمى عليها ول كلمة او بال‪ ..‬لكن اهي اللي براسها بتنفذه‪ ..‬واللي بصير يصير‪ .‬اهي مستحيل تقبل‬
‫بهالشي‪ ..‬مساعد وفاتن لزم يرجعون لبعض‪ ..‬وال النتيجة لن تحمد عقباها‪..‬‬

‫كانت توها بتطلع من الغرفة يوم سمعت حس لؤي تحت‪ ..‬معروف بو الفوضى وراعي الهذرة لكبيرة وكان‬
‫يهلي بمسـاعد‪ ..‬وتوها بتدخل غرفتها ال تنتبه الى دار اخوها القديمة اللي ظلت على حالها ال من الثياب اللي‬
‫نزلت بالدار اللي تحت‪ ..‬بحركات جاسوسية وعلى اطراف الصابع سكرت باب غرفتها وراحت غرفة مسـاعد‪..‬‬

‫وقفت لحظات وهي تشم ريحة العود اللي ما تخلى من الدار‪ ..‬امها ما شاء الله عليها مع ان مساعد ما يسكن‬
‫بهالغرفة ال ان صوت القرآن او العود ما يخلون منها‪ ..‬عاد انه الين ما يدخلون الغرفة ‪ ..‬ضحكت مريم بخفة‬
‫وبدت جولتها الستطلعية‬

‫بصوت واطي وتفكير مسموع‪ :‬اي شي يمكن يساعد قضيتنا‪..‬‬

‫انتبهت الى نفسها‪..‬‬

‫مريم‪ :‬شفيني ‪ ..‬صرت منور دقيقة وحدة‪ .‬اعوذ بالله‬

‫قعدت مريم تنبش في الصغير والكبير‪ ..‬وتلقى الشياء المثيرة للهتمام وتلقى الشياء اللي تخص شغل‬
‫مسـاعد‪ ..‬واخيـرا‪ ..‬طاحت يدها على مذكرات عالية‪ ..‬بنية مصنوعة من الكارتون وعلى الطراف مهشمة‬
‫بعض الشي‪ ..‬ثلثة دفاتر مربوطة بحزام جلدي ‪ ..‬طلعتها مريم بعناية وهدوء‪ ..‬وحطتها في حظنها وهي تحاول‬
‫انها تفج الحزام‪..‬‬

‫سحبت اول دفتر‪ ..‬اللي كانت صفحاته صفرا والكتابة بالخط السود الجميل‪ ..‬فتحت الصفحة مريم وبدت‬
‫تقرى فيها شي من المعاني‪..‬‬

‫)فيض العاطفة(‪..‬‬
‫اليـك عاطفتي يا رجل لم ادرك ما معدنه حتى هذا اليوم‪ ..‬تجري كالميزاب‪..‬‬
‫وبصدق وحلوة تلوة الصلة‪ ..‬يتردد اسمك بصدى جدران حياتي‪..‬‬
‫غيبتك وان لم تكن رحومة فهي جميلة‪ ..‬ايقنت خللها غلك‪..‬‬
‫لم تدرك كم كانت المطار سخية‪ ..‬وكانت سخيـة بالفعل‪..‬‬
‫تيقظني بحرارتها على جفني وخدي‪..‬‬
‫ادركت‪ ..‬ما كانت حيـاتي بالفعل‪ ..‬تمتلك وما فقدت‪..‬‬
‫ملكتك انت يا سر وجودي لحتى هذه اللحظة‪..‬‬

‫هل ستعود؟؟ هل ستطفئ معي شمعة عيدي القادم؟؟!!‬


‫يبدو الشي كالحلم الجميل‪ ..‬ل اتمنى عدم حصوله ولكن‪ ..‬ككل الحلم‪ ...‬فهي ل تحدث ال في النوم‪..‬‬

‫ايقظني يا حبيبي‪ ..‬ودع الحلم تحدث في اليقظـة‪..‬‬

‫وشي بالعامية اشبه بالرسالة السريعة‪..‬‬

‫وحشتني مسـاعد‪ ..‬ياليتك ترد بسرعة‪..‬‬


‫عاليـة‬

‫حست مريم بالسف‪ ..‬على ضيـاع شي اشبـه بالحلم المكتمل‪ ..‬أللي يمكن يتمناه كل انسان في هالدنيا‪ ..‬فما‬
‫قدرت ال انها تحس بالشفقة على مساعد اللي اضطر انه يخسر شي مثل حب عالية بهالدنيا اللي ما ينوجد‬
‫بها شي‪..‬‬

‫وقررت انها تطلع من الغرفة وحملت معاها الدفاتر عشان تقراها‪ ..‬ويوم بتسكر باب الدرج لقت رزمة ثانية‬
‫من الوراق في فايل قرمزي اللون مخملي الغلف‪ ..‬سحبته معاها‪ ..‬وفجته على الصفحة الولى ‪..‬‬
‫لقت شبه المقدمة المكتوبة بخط مسـاعد الكبيـر‪..‬‬

‫)) اشياء لم ادركها ال بعد رحيـلها‪..‬‬


‫ليتني كنت قد عرفتها قبل فوات الوان‪..‬‬

‫فالن علي العيش تحت ظل غيابها المرهق‪..‬‬

‫ليتك تعودين‪ ..‬يا حلمي الوردي‪(( ..‬‬

‫دقة قلب مؤلمة عمرت مريم‪ ..‬وشي في خاطرها خلها تحس ان فاتن ما لها اي فرصة جدام هالكم الهائل‬
‫من المحبة بين مساعد وعالية‪..‬‬

‫مريم وهي عاقدة حياتها‪ ..:‬مادري‪ ..‬بس يمكن انتي منصوفة يا فاتن‪ ..‬الله يعينج‪.‬‬

‫‪-----------------------‬‬

‫رجع خالد من المسجد اللي صلى فيه المغرب من غير جراح لن الثاني بعده راقد‪ ..‬من تعب الرحلة بعده ما‬
‫قام يصلي وحاول وياه لكنه قال انه بيصلي في البيت‪ ..‬الصلة صج مالها طعم ال اذا كان في مسجد‬
‫للجماعة‪ ..‬وال شي ثاني بلااش‪..‬‬

‫تم يمشي وهو في باله الويه الوحيد اللي يرافجه في وحدته‪ ..‬بنت طويلة ظعيفة شعرها بني وعيونها زرقة‬
‫وبشرتها من انقى واصفى البشرة اللي يشوفها بالدنيا‪ ..‬صاحبه احلى ابتسامة واحلى تكشيرة واحلى غضب‪..‬‬
‫سماء‪..‬‬
‫من بعد ما تعود غيابها عن عينه حب انه يذكرها بالبتسامة والجد والتعب‪ ..‬فاليوم اللي بترد اهي فيه ما بيكون‬
‫خالد اللي كان قبل‪ ..‬بيكون مثله من داخل لكن في نفس الوقت‪ ..‬احسن‪ ..‬عشان تتفاجأ‪ ..‬طلع من جيب‬
‫البنطلون اللي عليه السلسلة اللي دايما ترافقه‪ ..‬مد الخاتم لجدام عيونه وهو يتبسم عليـه وهفه بالهوا شوي‬
‫وبعدها باسه وحطه في مخباه لنه وصل البيت‪ ..‬وقبل ل يدخل طبعا طالع بلكونها اللي كان مطفي‪ ..‬لكن شي‬
‫في الظلم خله يبتسم ويطرش بوسه خفيفة في الهوا باتجاهها‪..‬‬

‫دخل البيت ال ومناير تركض في ويهه ‪ :‬خالووووووووووووووووووووود تأخريتي حبيبتي‪..‬‬


‫خالد وهو ليعة جبده منها‪ :‬ووواع عليج‪ ..‬ل تقوليلي خالود مرة ثانية‪ ..‬باسطرج‪ ..‬انزين وينها سعادي‪)..‬الم(‬
‫مناير‪ :‬امي في دار فاتن‪..‬‬

‫مشى خالد الى الممر اللي ما خلته مناير يوصل له ووقف عند دار فاتن للي كان الباب مسـكر فيها‪..‬‬

‫ردت عليه ام جراح‪ :‬دش يمة‪..‬‬


‫طل براسـه خالد وهو يبتسم بأعذب الملمح‪ .. :‬مسـاء الخيـر‪ ..‬والحساس‪ ..‬والطيبة‪ ..‬مسـاء ما ‪ ..‬يليق ال ‪..‬‬
‫بجميلته‪ ..‬ها سعادي فاتنتي‪ ..‬جهزتوا‪..‬‬
‫فاتن وهي تسحب السيادة من تحت ريلها‪ :..‬توني مخلصـة صلة‪ ..‬بس خالد انا تعبانة شوي‪..‬‬
‫خالد وهو يوقف باستقامة داخل الغرفة ويمد يدينه جدام ويهها‪ :‬فاتن‪ ..‬ارجوج‪ ..‬نوو ‪ ..‬مدري بالنجليزي شنو ‪..‬‬
‫بس بمعنى اعتراض‪ ..‬عاد واللي يسلمج خلينا نطلع‪ ..‬وصدقيني‪ ..‬احلف لج ان تعبج ذي ما بتحسين فيه‬
‫فاتن وهي تضحك بعجز جدامه‪ :‬انزين ليش ما تخليه باجر‪ ..‬ابي اقعد وياكم اليوم‬
‫دشت مناير مثل الساحرة ‪ :‬ل لللل ولييسللللللللللللمج فتوون حرام ل ترفسين النعمة بريلج ‪ .‬انتي ما تدرين‬
‫انا صار لي شهر ومقدمة اوراقي اتوسط ول احد ماعطني ويه‪ ..‬كل ما روح يقولون راجعينا باجر‪ ..‬بليـز مس‬
‫فاتن ل تحرمينا‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظر امها بعجز‪ :‬يمة شرايـج؟‬
‫ام جراح‪ :‬والله يمة انا من زمــــان ما تنسمت البحر‪ ..‬زمان صار لي ما طلعت وياكم كلكم‪ ..‬وخلينا يمة واول‬
‫ما تحسين نفسج ما تقدرين تواصلين نرد البيت‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظر خالد اللي ينتظر جوابها ومناير الي تتوسل بعيونها ومادة يدينها مثل الهنود‪ ..‬واخيرا صدر‬
‫القرار من فاتن‪ ..:‬يالله نروووح‬
‫وتييب مناير‪ .. :‬كلولولولولولولولولولولوش‪ ...‬ويه ويه‪ ..‬فتووون بنيتنا الزينة‪ ..‬ويه ويه فتون بنيتنا الزينة‪..‬‬
‫خالد‪ :‬اووووووووووووه عاد هيوو شسكتها الحين‬
‫وتصرخ في اذنه مناير‪ :‬ويه ويه ‪ ..‬خااالووود خااالووود‪) ..‬لمها( ويه ويه ســعود ســعود‪..‬‬
‫وتطلع من الغرفة بصوتها وجراح على الدري‪ :‬ويه ويه‪ ..‬جراح وجراااح‪ .‬ويه ويه‪ ..‬جراح وجراح‬
‫جراح وهو يحك راسه‪ :‬قسم بالله ان ما سكتي ل شبعج بكوووس‪..‬‬
‫خالد اللي سمع اللي قاله جراح عاون مناير عليه وتم يطبل على الطاولة اللي يم الباب‪ :‬ويه ويه ‪ ..‬جراح‬
‫جراح‪..‬‬
‫ومناير بصوتها‪ :‬ويه ويه‪ ..‬جراح وجرااااح )بحماس الى خالد( طبل لي طبل لي‪) ..‬تغني( ويه ويه‪ ..‬ولنعم وللنعم‬
‫بمنور منوووور ‪ ..‬ويه ويه‪.‬‬
‫يكمل خالد‪ :‬الخبلة منوووور‬
‫مناير وهي تغني‪ :‬ويه ويه‪ ..‬تحلف يا خلوود‪..‬‬
‫ويرن التلفون ويقطع على خالد بس الجو الغنائي وراح يرد عليه ولكن صوت مناير الحاد ما خلااه يسمع شي‪..‬‬
‫صرخ عليها‪ :‬منووور ويهد بعدوينج سكتي عاااد‪) ..‬التفت الى التلفون(‪ ..‬ألــو‪..‬‬
‫في الخـط الثاني كان صوت واطي‪ ..‬اشبه بالهمـس‪ ..‬او يمكن بسبب بعد مسـافة الخط‪ ..:‬ألو‬
‫خالد وهو ما يسمع ال ان دقات قلبه تسارعت لسبب او ثاني‪ ..:‬الوو؟؟ من معاي؟؟‬
‫الكل انتبه بهاللحظة وتكلم الصـوت‪ ..:‬خــالد‪..‬‬
‫تجمد خالد مكانه وهو فـاج عيـنه مو مصدق‪ ....:‬من معـاي؟؟‬
‫ام جراح وهي تتقرب منه وفاتن تطلع من الدار‪ ..:‬من بالخط يمة‪..‬‬
‫خالد وهو يحس ان قلبه وقف‪ ...:‬سمـــاء؟؟‬
‫توقف الوقت عند الكل‪ ..‬وصارت الدقات محسوبة في اللحظة وتكلمت سمـاء بصوت باكي‪ ...:‬ايـه خالد‪ ..‬أنا‬
‫سمـاء‪..‬‬
‫ام جراح وهي تلحظ ملمح خالد اللي انقلبت الى اللون الحمر وعيونه تغرقت من الدمع‪ ..:‬سمــاء‪ ..‬حلفي‬
‫انج سمــاء‪ ...‬حلفـي‬
‫سمـاء وهي تضحك وتبجي في نفس الوقت‪ ..:‬ايه‪ ..‬انا سمــاء خالـد‪ ...‬انا سمــاء‪..‬‬
‫خالد وهو يسكـر عيونه مو مصدق الخبر‪ ..‬لكن الدمعه انهمرت بعينه‪ ..‬وبطلعة جراح من الحمام‪ ..:‬يا بعــد‬
‫هالدنيـا يا سمــاء‪ ..‬يا بعد هالدنيـا يا هالدنيا‪..‬‬
‫سمـاء وهي تحظن السماعة بكل محبتها ‪ ..‬والخاتم يلمع في يدها‪ .. :‬ولهت عليكم ‪ ..‬ولهت عليكم حييييييييييل‬
‫خالد حيييل‪ ..‬شلونكم شخباركم‪ ..‬نسيتوني خالد‪..‬‬

‫سكت خالد‪ ..‬ماقدر يتكلم‪ ..‬فدموعه كانت اقوى منه‪ ..‬منعته من الكلم‪ .‬وما حب يتكلم ويبين انه يبجي ‪ ..‬ويات‬
‫له ام جراح اخذت منه السمـاعة وهي متلهفة على البنت‪ ..:‬يمة سمــاء‪ ..‬سمـــاء انا سـعاد ام جراح‪..‬‬
‫سمـاء وهي تصرخ بصوتها‪ :‬يمـــــــــــة ام جراااااااااااح ‪ ...‬ولهت علييييج يمـــة‪..‬‬
‫ام جراح وهي تذرف دمعة ساخنه وتراقب خالد اللي طلع من الصالة وراح للحديقة بسـرعة‪ ..:‬وواحنا اكثر يمة‬
‫واحنا اكثر‪..‬‬

‫راح خالد الحديقة وهو مو مصدق‪ ...‬تم يتنفس بقوة وهو مو مصدق ان بهالليلة الللي قدر يبتسم فيها للدنيا‪..‬‬
‫ويحس ان النتظار حلو‪ ..‬انقطع عليه كل شي‪ ..‬وتحققت اغلى احلمه‪ ..‬سمع صوتها من بعد غيابها الكبيـر‬
‫والثقيل على صدره‪ ..‬تم يتنفس وهو مو عارف شلون يتنفس‪ ..‬قعد على الرض وهو متـاثر بالحيل‪ ..‬وفاتن‬
‫وجراح تبعوووه‪..‬‬

‫جراح قعد عنده على الرض خايف عليه‪ :‬خالد شفيك؟؟ ازمة الظيجة‬
‫خالد وهو يهتز بالصياح‪ :‬ماصدق‪ ...‬انها تصــلت‪..‬‬
‫جراح اللي ما فهم اللي يقوله‪ ..:‬شتقول؟؟؟‬
‫خالد وهو يرفع ويهه المبتسم بجنون ومبلل بدمعة الى جراح‪ :‬ماصدق انها ردت‪ ..‬ما صدق‪ ..‬حلم ول علم يا‬
‫جراح‬
‫جراح اللي يضحك بـتأثر في ويهه‪ .. :‬صدق‪ .‬علم هذا يا خالد علم‪..‬‬
‫خالد وهو يصرخ بصوته‪ :‬يا ربيييييييييييييييييييييييييي يا حبيبي‪ ..‬يا ربي يا حبيييييييييييبي‪ ..‬ومن يقول ان المنيات‬
‫والدعوات ما تصيــر‪..‬‬
‫ال ومناير على الباب تنادي جراح وهي تمسح دمعتها من الفرحة‪ :‬خالد‪ ..‬قوم سمـأء تبيك‬

‫طار خالد من مكانه وراح للتلفون ولقفه بكل حب‪..‬‬

‫خالد‪ :‬امـري‪ ..‬امــري يا بعد عمري امـري‪..‬‬


‫سمـاء اللي استـحت منه بس بعد ما قدرت تنسى شكثر تحبه‪ ..:‬ما يامـر عليـك عدو‪) ...‬بتلبك وخوف وتوتر(‪..‬‬
‫نسيــتني خالد؟؟‬
‫انصعق خالد منها‪ ..‬تراها بعدها صخلة ما تفهم‪ ...:‬نسيــتج؟؟ قولي انتي متى رحتي عن بـالي عشـان انسـاج‪..‬‬
‫انتي قوليلي‪ ..‬خاتمي بعده عندج؟؟؟‬
‫سمـاء وهي تمده جدام عينـها‪ :‬كاهو في صبعـي‪. .‬انت تحلـم اصل ااني افج عنـك‪..‬‬
‫خالد وهو يرتعش من الفـرحة‪ : ..‬احبـج سمــاء‪ ..‬والله احبـج‬
‫سمـأء اللي وصل عندها مشـعل‪ : ..‬انزين خالد‪ ..‬انا بخليـك الحين‪ ..‬مشعل كاهو يمي‪ ..‬بدق عليك مرة ثانية‪..‬‬
‫خالد انصدم يوم عرف ان مشـعل ويا سمـاء‪ :‬اهو وياج الحين؟؟ وشلون اتصلتي‪..‬‬
‫سمــاء بتوتر‪ :‬بعديـن بخبـرك‪ ..‬يالله اخليك‪..‬‬
‫خالد وهو يمنعها‪ :‬ل سمـاء نطري‪..‬‬

‫ال والخـط ينقطـع في ويه خالد‪ ..‬استـغرب الحركة وهو ماسك السماعة يناظرها‪..‬‬

‫كلمته فاتن‪ :‬شصار؟؟‬


‫خالد وهو يسكر التلفون وبعده موليهم ظهره‪ :‬سكرت السـكة‪ ..‬مشـعل كان وياها‪..‬‬
‫فاتن وهي تناظر جراح وهي مستغربة من كون مشعل معاها في نفس المكان وجراح تكلم‪ :‬مشعل معاها‬
‫وخلها تتكلم‪..‬‬
‫خالد وهو يلتفت لهم‪ ..:‬خلها تتكـلم‪ ..‬وبتكلمني مرة ثانيـة‪..‬‬

‫سكت جراح وفاتن وهم يطالعون خالد اللي كان هادئ‪ ..‬استغربوا هدوئه المفاجئ‪ ..‬ومرة وحدة ينقز في‬
‫ويههم‪..‬‬

‫خالد وهو يصـرخ‪ :‬سمـــــاء بتتصل مرة ثانيها هاهاهاهاهاهااااااااااااااااااااااااي‪..‬‬

‫واستخف عليهم خالد وهويتنقز في مكانه ومناير ويااااااااه ومرة وحدة ينقز في ويه مناير اللي جفلت‪..‬‬

‫خالد‪ :‬ويه ويه‪ ..‬سموي تصلت‪ ..‬ويه ويه سموووي بتتصل‪ ..‬ويه ويه شوي وترد‪ ..‬ويه ويه‬
‫مناير تكمل عليه‪ :‬سموي تصلت‪ ..‬ويه ويه شوي وترد‪ ..‬ويه ويه خالووود ‪ ..‬ويه ويه خاالووود‪..‬‬

‫واشترك وياهم جراح بالغاني والنقاز لن الوقت كان وقت فرح‪ ..‬وعيون فاتن كانت تلحق ملمح الفرح اللي‬
‫اجتاحت ملمح خالـد مثل العاصفة وحولتها الى منارة من اضواء الفرح والعياد اللي بالدرب‪ ..‬مدت يدينها بعد‬
‫ما التفت عنهم الى الحديقة بالدعاء‪ ..‬وحمدت الله على رجوع بعض من الفرح الغايب عن عائلتها‪..‬‬

‫دخلت الحديقة وراحت عند النافورة‪ ...‬كان النسيم معدوم ال من لطفه عند النافورة اللي تشتغل‪ ..‬قعدت يمها‬
‫وهي تتأمل الزرع للي بدى يتكون‪ ..‬وشجرة الياسمين اللي بدت تغلف الجدران‪ ..‬مثل ما سمـاء تمنت‪..‬‬

‫مررت يدها في الماي اللي انساب من بين اصابعها بخجل وارتباك‪ ..‬ابتسمت الى لجة الماي اللي اهي تخاف‬
‫منها‪ ..‬وتذكرت هذاك اليوم الخريفي اللي راحت فيه ويا مسـاعد الى لبحـر‪ .‬وتذكرت قرب مسـاعد بهذيج‬
‫اللحظة منها قلبا وقالبا‪ ..‬مو مثل الحين‪ ..‬اللي تحسه ابعد من السما عن الرض‪...‬‬

‫تنهدت بقوة وهي تخرج لهيب ساخن من القلب‪ ..‬وتحمدت الله‪ ..‬وقالت في نفسـها‪ ..:‬يمكن مو كل قصص‬
‫الحب تنتهي بسعـادة‪ ..‬يمكن في نصيبي مسـاعد حب ازلي وخالد لكن‪ ..‬غير موجود‪ ..‬لني من بعده‪..‬‬
‫مستحيـل‪ ..‬اقبل بواحد ثاني‪ ..‬محد جدير بالمقارنة‪..‬‬

‫‪------------------------‬‬

‫لؤي اللي مافج مسـاعد‪. .‬تم في غرفته ينتظره متى يطلع من الحمام عشـان بس يتكـلم وياه بهالموضوع‪..‬‬
‫سافروا وصار للسالفة اسبوع‪ ..‬ولزم الحيـن يتـحرك قبل ل يطلع شي‪ ..‬لن من يوم ما خبر غزلن باللي يبيه‬
‫منها مايات الشغل‪ ..‬وليظن انها بتـيي ال بعد ما يصير شي‪..‬‬

‫لؤي وهو يدعي ربه قبيل خروج مساعد من الحمام‪ :‬ياربي ‪ ..‬ياربي يا حبيـبي‪ ..‬وفجني‪ ..‬وخل الذيب يطلعها‬
‫لي‪ ..‬عاجل وليس آجل‪ ..‬يارب يارب‪..‬‬
‫ال وصوت مسـاعد يجفله‪ :‬شفيك تدعي؟؟؟‬
‫لؤي وهو يستوي مكانه‪ :‬ها‪ ..‬ها‪ ..‬ول شي بس‪ ..‬كنت ادعي لله‪..‬‬
‫مسـاعد اللي كان لبس ملبسه من داخل الحمام عشـان ل احد يشوف الريل اللي يلبسها لن اهو بعده مو‬
‫قادر يتقبلها مع نفسه فشلون مع الناس‪ : ..‬تدعي لشنو؟؟‬
‫لؤي وهو يبتسم‪ :‬لشي انا ابيه بقوة وسمعت اللي يدعي لربه في غمره الشي يلقاه‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يرتب شعره جدام المنظرة‪ :‬عاد الشي لزم يكون فيه نية صافية‪..‬‬
‫لؤي وهو يضحك‪ :‬اكيد نية صافية يا اخي ‪ % 120‬واصل بعد الواحد يتمنى ‪ 100‬شي عشان يلقى تسعة‬
‫اعشاره‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يبتسم بخفة‪ :‬صج والله؟؟ بعد؟؟‬
‫لؤي‪ :‬صدقني ما اتغشمـر وياك‪ ..‬في المدرسة قبل‪ ..‬كانت نورة كله تقول ياليت اييب امية وعشرة‪ ..‬علبالها‬
‫انا دقم مافهم ان العلمة حدها ميـة‪ ..‬لن لو كانت العلمة اكثر من المئة الستين ما تنفع‬
‫طالعه مسـاعد بحاجب مرفوع‪ :‬يعني انت كان حدك الستين؟؟؟‬
‫لؤي وهو فاج ثمه حس انه انصاد ومسـرع ما غير الموضوع‪ :‬نرجع لمحور حديثنا‪ ..‬انها كانت تقول ‪ ..‬يرب مية‬
‫وعشرين‪ ..‬وتييب ميـة‪ ..‬ال سألتها‪ ..‬انتي ليش طماعة يعني جذي العلمة كلها بدها من امية‬
‫مسـاعد وهو يرش العطر ويضحك‪ :‬انزين خلصني‬
‫لؤي‪ :‬قالت لي يا لؤي اذا تبي تدعي لربك خل دعائك يكووون لشياء وايد انك تطمح للكثير عشان ربك يعطيك‬
‫اللي انت تستحقه ‪.‬‬
‫مسـاعد‪ :‬وايد ناس يخلطون بين الطموح والطمع‪..‬‬
‫لؤي وهو يفج عينه‪ :‬خلني اكون طماع في نعمة ربي‪ ..‬اذا كنت استحقها ليش لاء‪..‬‬
‫ابتسم مسـاعد ابتسامة مالها معنى‪ ..‬ولكن في قلبه كانت البتسامة اخر ما يمكن يقدمه لشي‪ : ..‬زين‪ ..‬انت‬
‫الحين هني عن سالفة غزلن‪..‬‬
‫لؤي وهو يتسم بالجدية ‪:‬اي‪ ..‬مسـاعد انا من يوم كلمتـها واهي ما تيي الدوام‪ ..‬بس توصل لنا الشغل من‬
‫البيت‪ ..‬وانا ما ابي هالوضع يسـتمر‪.‬‬
‫مسـاعد وهو يقعد على طرف السرير ويم ريله المتضررة اكثر لنه ما يقدر يثنيها‪ ..:‬انزين‪ ..‬انا بكلم ابـوي‬
‫الليلة‪ ..‬وامي يبيلها يوم يديد‪ ..‬اهي الحين تعبانة وانت تعرفها ترقد من وقت ماشاء لله عليها‪) ..‬ابتسم له‬
‫بطمأنينة( شقلت لؤي؟‬
‫لؤي وهو يبتسـم‪ :‬حلـو‪ ..‬وايد وايد وايد وايد )بلهجة ناعمة( حــيلو‬
‫مسـاعد يضحك عليه ‪ :‬انت متى بتصيـر جدي بحيـاتك‪..‬‬
‫لؤي وهو يقعد يم مساعد وبحركة اخوية يلم رقبته بذراعه‪ :‬يا مسـاعد‪ ..‬ناس تطيح عليهم الجدية‪ ..‬وناس‬
‫الغشـمرة‪ ..‬احنا في هالبيت‪ ..‬كلنا ميانين من غير اي تفرقة‪ ..‬لكن منا مينون هني )يأشر على قلب مسـاعد(‪..‬‬
‫منا مينون هني )يأشر على راسـه( انت ومريم مثل الشي )القلب(‪ ..‬انا ونورة هني )العقل(‪ ..‬لكن ابوي فديت‬
‫قلبه الثنين‪ ..‬وامي‪ ...‬مب مينونة من جذي تلقيها مختلـفة معانا في معظمـ المور‪..‬‬

‫هني ضحك مسـاعد بقوته على كلم لؤي لمن دمعت عينه ولثاني يطالعه وهو يتنهد‪..‬‬

‫لؤي ‪ :‬واخيـــــــــرا ضحكت‪ ..‬يا مال الضعفة مبوووز جنه ال بايقين عشـاك‪..‬‬
‫مسـاعد وهو بعده يضحك‪ :‬والله انك‪ ...‬هلكتـني يابو الحلـول‪..‬‬
‫لؤي ‪ :‬عشان تعرف ان كل هبل بهالدنيا داااااااااااااااهيـة هاهاهاهاهاي ‪..‬‬

‫بعد فتـرة من الصـمت دارت بيـن الثنين سـال لؤي مسـاعد‪..‬‬

‫لؤي وهو يطالع الرض ويطالع عيون مسـاعد‪ ..:‬شخبارك‪ ..‬انت وفاتن؟؟‬

‫وكأن احد صعق مسـاعد‪ ..‬لكن مسـرع ما تدارك بروحه‬

‫لؤي‪ ....:‬تصالحـتوا؟؟‬
‫مسـاعد وهو يقوم من مكانه بسخرية‪ :‬غريبة حالة الناس‪ ..‬اذا فرحوا‪ ..‬ظنو ان الدنيا كلها فرحانة‪.. ..‬‬
‫لؤي وهو واقف بظيــج من كلم مسـاعد‪ ..:‬انا ما بغيت اتدخل واسـف يعني لو لمست وتر حساس فيـك‪.‬‬
‫مسـاعد وهو يلتفت له وحامل العكاز عشان يطلع‪ :‬ل عادي خذ راحتـك‪ ..‬اصل انا ما عدت اهـتم‪..‬‬

‫وطلـع مسـاعد وهو يعـري‪ ..‬من الغرفة الى الصـالة اللي مر فيها على امه واخته نورة ‪ ..‬وطلع من الصالـة‬
‫الى الممر اللي يؤدي الى الديوانية‪ ..‬لكن ما طاقت نفسـه احد‪ ..‬فطلـع من البيت مرة وحدة ‪ ..‬وبدى‬
‫يمـشي‪..‬‬

‫اول مرة يمكن من سنوات يمشـي في فريجهم‪ ..‬من ليالي مواعده ويا عالية في نص الليل‪ ..‬الى حتى هذي‬
‫للحظة عمره ما مشي بين الطرجان‪ ..‬بدى يمـشي وهو يحس بالعرج يشح من جبينه‪ ..‬مسحه بظاهر يده‬
‫وبدى يمـشي بخفـة‪ ..‬وكانه يهون من دوسه على الرض‪ ..‬مشيه ما كان طبيـعي‪ ..‬كان فيه شي من الضرب‬
‫على الرض وريله بعد ما كانت مستويـة‪ ..‬ولكن هالشي ما عاد يهمه‪ ...‬فكل السبل تؤدي الى روما‪ ..‬بريل او‬
‫بغير ريل‪ ..‬اهو فقد فاتن وفقد كل معاني الحساس معاها‪...‬‬

‫ومن غير حاسية بدى يمشـي في درب اللي يؤديه الى فريج بيتـهم‪ ..‬وهو يفكـر بصمت وعمـق بسالـفة لؤي‪...‬‬
‫اذا هو قرر انه يتزوج فلزم يقرر قبل وين يقعد البنت؟؟ وال يبي يخطبها وبعدين يتصرف في المكان‪ ..‬خلص‪..‬‬
‫اهو لزم يتحرك عن هالموضوع بداله‪ ..‬راح يكلم احد المتعهدين انه يبدي بوضع القياسات في الرض اللي‬
‫ورى بيـتهم‪ ..‬صار الوقت ان احد يشتغل عليها ويبني حلم من احلمه عليها‪..‬‬

‫قادته الدروب الى عند شارع بيت بو جراح‪ ..‬ظن انه لو راح هناك محد راح يلقيه‪ ..‬الدنيا ليل والناس مشغولة‬
‫بجمتعها في بيوتها‪ ..‬ولكن ما كان هذا الحال عند بيت بو جراح‪ ..‬كانت الحركة فيه وناس تدخل وتطـلع‪..‬‬
‫الغراض تنحط في السيـارة ويدخلون عشـان اغراض ثانيـة‪ .‬فظل مسـاعد واقف في الظلل وهو مستغرب‪..‬‬
‫وين رايحين بهالحزة؟؟؟ او بهالليل؟؟‬

‫فاتن في دارها لبست عباتها والشيلة بعدها على جتفـها‪ ..‬كانت تحس بعينها شبه المختفيـة من زود التعـب‪..‬‬
‫رمت نظرة الى المنظرة تشوف نفسـها‪ ..‬وما عجبها اللي شافته‪ ..‬عظام طالعة في ويهها والسواد في زاوية‬
‫عيـنها بصـورة واضحة وابيـضاض في شفتها وكانها جثة مثلـجة‪ ..‬تعوذت من بليـس ولفت الشيلة على راسـها‬
‫وطلعت من الدار الى المطبـخ تشوف ان احتاجوا لها‪...‬‬

‫راحت لمها‪ ..:‬يمة خليني اساعدج‬


‫ام جراح وهي تحط الخبـز في المحفظة وتسكـرها‪ :‬يمة ماكو شي تساعديني فيه‪ ..‬روحي انتي ارتاحي عشان‬
‫ل طلعنا تكونين جاهزة‬
‫فاتن وهي تتنهد بمرارة‪ :‬ان شاء الله‪ ..‬بكون برع اوكي‪..‬‬
‫ام جراح‪ :‬ديري بالج على حالج يمة‪..‬‬

‫ابتسمت فاتن لمـها وطلعت من عندها بالمطبـخ‪ ..‬ظلت ام جراح دقيقة ساكنة عن الحركة وهي تفكر بحال‬
‫بنتها‪ ..‬يا الله‪ ..‬شالحل وياها؟؟ شلون نقدر نردها لفاتن القبلية‪ ..‬مع انها مستحيل ترد‪ ..‬لن ردتها معناته ردة‬
‫ابوها‪ ..‬او رجعة اليام السابقة كلها‪ ..‬ولكن من اللي يقدر يرد اليـام ويرد الحلم والحزان‪ ..‬الناس مسرع ما‬
‫تهرب منها‪..‬‬

‫بصوت حزين وهي تواجه الجدار‪ :‬ال انتي يا بنتي‪ ..‬شاقية بهالدنيا‪ ..‬لذنب الله أعلم به!!‬

‫طلعت فاتن من البيت وهي تتنسـم الهوا السـاخن‪ ..‬تراقب عزيز ومناير اللي كانو رادين من بيت سمـاهر‬
‫وهي معاهم‪ ..‬فابتسمت‪ ..‬تذكرت اليام اللي كانت اهي تروح لمريم تجرها وياها عشان تطلع وياهم وجراح‬
‫يسحب لؤي‪ ..‬وكانو من اسـعد الصدقاء‪ ..‬الحين‪ ..‬بسببها‪ ..‬ما تقدر تشوف مريم ‪ ..‬ول جراح يقدر يعزم لؤي‬
‫مثل قبل‪ ..‬صار كل شي موقوف بسببها اهي‪..‬‬

‫فاتن وهي تقعد على العتبة اللي يم البيت‪ ..:‬ربي سامحني‪ .‬على العلقات اللي قطعتها بين الناس‪ ..‬ربي‬
‫سامحني‪..‬‬

‫ضمت ريليها الى بعض مثل طالبة مدرسية ومدت براسها الى السماء تراقب النجوم المرصعة بعناية في‬
‫السمـاء‪ ..‬بأحسن تفصيل‪ ..‬وما حست ال بالعيـون اللي كانت تراقبـها من بعيـد‪ ..‬فحولت عيونها من السما الى‬
‫الزاوية البعيـدة من الشـارع‪ ..‬فما قدرت تشوفه واضـح‪ ..‬وقفت مكانها وهي متحيرة من الشخص اللي هناك‪..‬‬
‫فما لقته ال ملتف ويمشي على عقبه طالع من المكان‪ ..‬فما كان منها ال انها تمشي ورى هالشخـص عشان‬
‫تلحق عليه قبل ل يروح لن قلبها خبرها من هالزائر بهالليل‪..‬‬

‫وقفت مكانها يوم وضح بعينها العكـاز اللي كان يتكئ عليه هالشخص‪ ..‬وفي قلبها نادت بحر يوفها اسمه يا الله‬
‫يلتفت لها‪..‬‬

‫ونداها كان مسموع‪ ..‬التفت لها مسـاعد وهو يحس بالتعب في صدره‪ ..‬رماها بنظرات كلها شوق وتعبير عن‬
‫الحاجة في ستر الليل اللي كان حليفه‪ ..‬فهو ما يبيها تنتبه لنظراته‪ ..‬ما يبيها تسمع للكلمات اللي همست بها‬
‫شفاته‪ ..‬ما يبيها تعرف اهو شيبي منها‪ ..‬لن هذا معناته انه رضخ لها‪ ..‬وهو ما يبيها‪..‬‬

‫مسـاعد في غمـرة الحساس والدمعة في موق عينه‪ ::‬ليتج تعرفين شكثر بهاللحظة اتمنى لو انج معـاي‪ ..‬جان‬
‫عجزت كل حروف وكل كلمات وكل اشعار العالم عن وصفها‪ ..‬لكن‪ ..‬للسف‪ ..‬عافج الخاطر وانتي اللي‬
‫بالخـاطر‪..‬‬

‫‪------------‬‬

‫نهمة على قراءة كل كلمة ‪ ...‬وفوق الكلم كانت تعيد القراءة لن اللي مكـتوب شي من ارض ثانية من عالم‬
‫ثاني‪ ..‬عالم ماله اي حدود ول له بالسواد اي علقة او صـلة‪ ..‬شي من وجودية الله عز وجل‪ ..‬شي متخالط‬
‫بالقرآن وشي بالدعاء‪ ..‬وشي بالحلم الجميل‪ ..‬وشي بالمستـحيل‬

‫‪ ..‬دنيا المسـتحيل‪ ..‬كان هذا عنوان المذكرة اللي كانت تقراها‪ ..‬وكانت الثالثة واخر وحدة كتبتها عالية‪ ..‬ومن‬
‫زود اللهام اللي فيها فكانت مكتوبة في كل صفحة‪ ..‬ويمكن التواريخ متقاربة مع بعضـها البعض‪ ..‬وكاانها‬
‫مشت تباعا‪ ..‬كل شي يجر لثاني‪ ..‬حياة ثانية او عالم ثاني‪ ..‬عالم ماكو منه بهالدنيا ال في خيال الشاعر‪..‬‬
‫وكل كلمة تقراها مريم تحس بعقم المحاولة‪ ..‬وشكثر فاتن كانت قليلة حيلة تجاه معرفة شي مثل هالشياء‪..‬‬
‫مع انها يمكن ما قرت هالكتب‪ ..‬اهي يمكن ما عرفت ال القليل اللي خلها تبتعد‪ ..‬لكن لو قرت هالشياء‪..‬‬

‫مريم وهي تمسح على جبينها‪ ..:‬لو قريتي هالشياء يا فاتن‪ ..‬جان مات الحساس بداخلج‪ ..‬المنافسة شديدة يا‬
‫بعد عمري‪ ..‬الله عانج طول هالفتـرة‪..‬‬

‫خلصت من المذكـرة مريم وقطتها‪ ..‬ما تقدر اكثر على القراية‪ ..‬تسندت على الكرسي وهي ماسكة الدب‬
‫جراح وهي حاسة بقلة الحيلة‪ ..‬يعني اهي كانت تفكر وعندها خطط واشياء عشـان توصل فاتن لمسـاعد ‪..‬‬
‫لكن بوجود هالشياء اللي ل يمكن بقائها او الستغناء عنها راح تظل عارض وسبب لبعد فاتن عن مسـاعد‪..‬‬
‫ياليت بس في شي مثل السحر او المعجزة اللي يخلي هالمذكرات شي بسيـط وماله الثر المعنوي الكبير‪..‬‬

‫مريم وهي تكلم الدب‪ :‬بس يا جوجو اذا انا اللي مالي شغل بالسالفة تأثرت‪ ..‬شعن مسـاعد اللي كانت كل‬
‫هالشياء موجهة له ‪ ..‬اوووووووف يا دنيا ليتج بسسس تكونين اكثر مسـاعدة من جذي‪..‬‬

‫وسكرت عيونها دقايق‪ ..‬ولكن مسرع ما سكرتها ‪ ..‬تذكرت الملف اللي حملته من درج مسـاعد‪ ..‬وعلى طول‬
‫سحبته مع ان كان عندها فكـرة اولية عن اللي يمكن يكون فيه‪ ..‬اكيد نفس الكلم موجه الى عاليـة‪ ..‬شي من‬
‫قلب مسـاعد موجه الى قلب عالية في زمن الحب اللي جمع بينهم‪..‬‬

‫فجت المـلف‪ ..‬ولفت على الصفحـة الولى من بعد المقدمة‪ ..‬شي بتاريخ يديد‪ ..‬يمكن قبل تسعة شهور‪ ..‬اي‬
‫قبل الحادث اللي مر فيـه مسـاعد‪ ...‬فعلى طول طارت عليه مريم تقراه ‪ ..‬يمكن تلقى الفرج اللي اهي‬
‫تسـعى اليـه‪..‬‬

‫_حقيـقة أخفيـتها_‬

‫مضت سنين طويلة يا عزيزتي عالية وانا لم اكتب لك شيئا‪ ..‬لربما لم اجد بداخلي ما قد يسعفني او يوفي‬
‫بحق غيابك يا غاليـتي‪ ..‬اما اليوم‪ ..‬فلم اجد نفسي ال ماسكا هذا القلم‪ ..‬وطابع حبنا هو الختم على رسالتي‬
‫هذه‪ ..‬فياليت بريدك يستقبلها‪ ..‬لني محتاج الى وجودك‪..‬‬

‫عاليـة‪..‬اتذكرين المرات اللي كنتي تطلبين مني فيها جاهشة بالبكاء‪ .‬انا احب احدا غيرك‪ ..‬وان اقبل بالتغيـير‪..‬‬
‫وارضخ لرحيـلك‪ ..‬لم استطـع ذلك‪ ..‬لم استطـع ذلك حتى رأيتها‪ ..‬مع ان رغبتي بها بدأت بك‪ ..‬ظننت اني‬
‫سأمسـكك اخيـرا واضعك على عرشك في قلبي‪ ..‬لكن‪ ..‬لم تكن هي انتي‪ ..‬بل كانت عاصفة هوجاء ل تمتلك‬
‫منك اي خصـال‪ ..‬وما احلى هذه العاصفة اللي اجتاحتني‪ ..‬وجعلتني كما كنتي انتي جعلتني يوما‪ ..‬ولربما اكثر‪..‬‬

‫اعذري وقاحتي‪ ..‬واعذري تجاسري عليك بالكلمات‪ ..‬فهذه الفتاة افقدتني صوابي‪ ..‬لست مسـاعد الذي كنتي‬
‫تتمنين منه الضحك على اقل الشياء‪ .‬الذي يكتب لك هذه الرسالة عاشق مراهق ينتظر خفية رؤيتها او لمح‬
‫شكلها او سرقة ابتسامة عذبه منها‪ ..‬والن‪ ..‬تقفين انتي يا حبيبتي الزلية عائقا بيننا ‪ ..‬فهي قريبة مني الن‬
‫ولكني انا البعيد‪ ..‬بسبب سرك الجاثم في صدري‪..‬‬

‫ضائـع انا يا عالية فاخبريني يا نجمة دربي‪ ..‬واهديني ان استطعتي‪ ..‬فدربي مليئ بالشواك‪ ..‬واي جهة قد‬
‫توقعني في بحر الضيـاع‪..‬‬

‫اخبريني يا حبيبتي‪ ..‬وعلميني ‪ ..‬كيف ارضي الطراف‪ ...‬كما طلبتي مني يوما ان احب غيـرك‪..‬‬

‫حائـرك‪ ..‬مســاعد‬

‫انصعقت مريم‪ ..‬كانت هذي هي الورقة الرابحة اللي يمكن ما تلقي مثلها ‪ ..‬فقامت تدور بين الوراق اكثر‬
‫يمكن تلقي شي احسن من هذي‪..‬‬

‫وبصوت مسموع كان البحث جاري عندها‪ ..:..‬عالية‪ ...‬حبي لها مسـتحيل‪ .. ..‬صعبة المراس‪ ..‬ما اجمل‬
‫ضحكها‪ ...‬فاتن‪..‬‬

‫سحبت الورقة‪ ..‬وعلى طول بدت تقراها‪ .‬وكانت الرسالة هذي موجهة الى فاتن‪ ..‬وما كان لها اي تاريخ بس‬
‫الظاهر انها يديدة‪ ..‬ويديدة اي بمعنى انها صايرة قبل جم يوم‪..‬‬

‫توها مريم بتقرى ال وبصوت الباب يندق عليـها‪ ..‬من زود الصدمة جفلت‪ ..‬وما قدرت ال انها تقعد وهي‬
‫مصعوقة مكانها‪ ..‬بس ل يكون هذا مسـاعد‪ ..‬لنه ان عرف ان عندها هالوراق كلها‪ ..‬بتروح وطي‪..‬‬
‫لمت الوراق اللي تبيـهم‪ ..‬ورتبت باقي الوراق في مكانهاوهي تصوت على اللي عند الباب‪ ..:‬انزين ‪ ..‬دقايق‬
‫بس‪) ..‬تكلم روحها( لمي الوراق ل يليمونج في القبر اليوم‪..‬‬

‫جمعت كل شي ورمته تحت السـرير‪ .‬والوراق اللي خذتها خلتـها تحت مخدة الكرسـي‪ ..‬وراحت وهي تسحب‬
‫شعرها الطويل على جتفها‪ ..‬وفجت الباب وهي تكتم انفاس الحماس اللي فيها‪..‬‬

‫وبالفعل‪ ..‬كان مساعد‪ ..:‬ربع ساعة عشان تفجين الباب‪ .‬شقاعدة تسوين‪..‬‬
‫طلعت له مريم منالباب‪ ::‬ه‪ ..‬هل والله ‪ ..‬حيا الله مسـاعد نور الدخيليه كلهم‪ ..‬وليش معبل على روحك جان‬
‫دقيتلي وانا انزل لك‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يتجاهل اللي قالته‪ ::‬وينه لؤي ما شفتيه؟‬
‫مريم ‪ :‬في داره يمكن‬
‫مسـاعد وهو بدى يعصب‪ :‬لو هو بداره جان ييتلج ‪..‬‬
‫مريم وهي تنتفض‪ :‬انزين اتصل فيه جوفه وين‬
‫مسـاعد وهو يلتف على عقبه الى الدرج‪ :‬ماابي اتصل فيه اهو مو مهتم فليش انا اهتـم‪..‬‬

‫توه بينزل الدرج ومريم بتدخل دارها ال وصوته يناديها مرة ثانية‬

‫مسـاعد‪ :‬مريم‬
‫نقزت من الخرعة‪ .. :‬هل هل‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يراقب نفضتها ‪ :‬انتي شفيج؟؟ كل ما حاجيتج تنقزتي‪...‬‬
‫مريم وهي ترتجف مثل المجرمة جدامه‪ :‬الله‪ ..‬الله يهداك مساعد انت طالع اسلوبك بالحجي‪ ...‬بعدين‬
‫لومني‪ ..‬حاكرني جني ال سارقة شي‪ ...‬امر ياخوي‪ .‬فيك شي‪..‬‬

‫مسـاعد وهو يسحب نفس طويـل‪ ..‬ويحس انه محتاج للراحة لن جسمه يشتعل من الحرارة ‪ ..‬فتعوذ من‬
‫بليس ‪..‬‬

‫مسـاعد‪ ..:‬آنا اسف‪ ..‬ما كان قصدي‪ ..‬بس‪....‬‬


‫مريم وهي تناظره بحنية‪ :‬بس شنو؟‬
‫مسـاعد وهو يطالع ويهها المبتسم ومرة وحدة نسى الكدر كله‪ ..‬وعطاها ابتسامة‪ ..:‬بس ول شي‪ ..‬اسف‪ ..‬و‪...‬‬
‫تعالي تعشي وياي‪ ..‬ما ابي اقعد بروحي‪..‬‬
‫مريم وهي تبتسم بمرح‪ :‬بس‪ ..‬ولله ما طلبت‪ ..‬يعلني افدى الدخيليه بس لنك منهم‪ ..‬قول ان شاء الله‬
‫يدوسني مركب ول اغلي دخيلي غيـرك‪ ..‬يا بعد عمري يا سعووودي‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يناظرها بحاجب مرفووووع‪ :‬عيااااااارتج يام الجمبزة‪ ..‬يالله بسرعة نزلي‪ ..‬كملي اللي شاغلج‬
‫وتعالي‪..‬‬
‫مريم وهي تضحك‪ :‬هيهييهي‪ ..‬اوكيكي‪ ..‬الحين نازلة‬

‫لف عنها مسـاعد ونزل من الدرج وهي ما عاقت ودخلت الغرفة‪ ..‬سحبت المذكرات والملف‪ ..‬راقبت الدرب‬
‫وهي طالعة وحست ان الجو خالي‪ ..‬فعلى طـول دخلت دار مسـاعد وحطت الغراض مكانها من غير ما‬
‫تسكـر الباب‪ ..‬ال وهي تلتف عشـان تطلع من الغرفة‪ ..‬تلقي مسـاعد واقف جدامها‪..‬‬

‫ارتعدت فرائصها‪ ..‬ما صدقت اللي اهي طايحة فيه من موقف‪ ..‬بينحرها‪ ..‬ال بيشرب من دمها‪..‬‬

‫مسـاعد بصوت جليدي وساكن‪ ::‬شتسوين بداري؟؟؟؟‬

‫آثرت مريم الصمـت‪ ..‬واصابعي بعـد‪ ..‬وبننتظر‪ ..‬اللي يمكن تقدر تقوله وتبرر لمسـاعد وجودها في الغرفة‪..‬‬

‫اشياء بدت تبين شمس الحقيقة‪ ..‬لكن بعد‪ ..‬من بعد معافاة الخاطر‪ ..‬في امل للرجوع؟؟‬
‫حلم جراح الزلي بوجود مريم في حياته‪ ..‬هل راح يتحقق؟؟؟ وهل راح مريم تكون من نصيبه؟؟‬

‫لؤي وطيشة‪ ..‬راح يمكنه من الحصول على غزلن للمرة وللبد؟؟‬

‫شهالغموض الي تحمله مكالمة سماء‪ .‬ومشعل شلي وداه لهناك؟؟؟‬

‫غيوم الحزن اللي بدت من اول بوادر القصة‪ ..‬هل من الممكن انها تنقشع وتطفي نووور من انوار المل‬
‫والحيـاة والفرحة؟؟؟‬
‫نظرة الحب‪ ..‬راح تكون موجهة ممن؟؟؟ ولمن؟؟‬

‫الجزء الخامس والثلثين ‪ -‬الخير‬


‫الفصـل الول‬
‫============‬
‫مسـاعد بصوت جليـدي يسأل مريم مع انه عارف اهي شكانت تسوي ‪ ..:‬شتسوين في داري مريم؟؟‬
‫مريم وهي تفرك صوابعها ببعض‪ ..:‬ها‪ ..‬ول شي مسـاعد بس‪ ..‬كنت محتاجة ‪ ..‬لملف اوراق‪ ..‬وانا ادري فيك‬
‫تحب القرطاسية ‪ ..‬قلت اشوف عندك )اختفى صوتها لن شكل مساعد كان ابعد من التصديق( وقلت يمكن‪...‬‬
‫تقرب مسـاعد منها وهو حامل العكـاز ونظرات التأنيب بعيـونه‪ ..:‬مريم‪ ..‬اذا في هالدنيا انتي ما تعرفين‬
‫تسوينه‪ ..‬فهو الجذب‪ ..‬واذا في شي انا اكرهه اكثر من حياتي فهو دوران الناس علي‪..‬‬
‫مريم وهي منزلة عيونها بحيا‪ ..:‬آسـفة‪ ..‬ما كان قصـدي‪..‬‬

‫مسـاعد وهو ينحني الى الكومودينو ولكن بصعوبه كبيرة‪ ..‬فاضطر انه ينزل على ركبـه وحدة وبصراع شديد‪..‬‬
‫فتح باب الدرج وطلع اللي توها مريم حاطته‪ ..‬وسكر الباب وبنفس الصعوبة اللي نزلها قام على ريله‪..‬‬

‫كان حامل المذكرات بيده وشريطهم منحل عنهم لن مريم كانت بويه السرعة تلمهم مع بعض عشان تخبيهم‬
‫قبل ل يجكها ‪..‬‬

‫مريم وهي تبرر بويه متلوم‪ :‬صدقني مسـاعد ما كان قصـدي اني اتعبث‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يلوح بويهها عشان تسكت‪ ..:‬مريم‪ ..‬هذي اول مرة‪ ..‬احد يسوي فيني جذي‪ ..‬يتعرض إلى اشيائي‬
‫الخاصة اللي حتى انا ما اروح لها ال في اوقات العازة‪ ..‬ل تظنين انج عزيزة على قلبي معناته كل شي‬
‫مسموح لج‪ ..‬انا ارضى بكل شي‪ ..‬ال العبث ب‪) ..‬دور على كلمة تناسب هالمذكرات وما يات ال هالكلمة على‬
‫باله( ببقايا حياتي‪..‬‬

‫رمى الدفاتر على الكومودينو والتف على عقبه عشان يطـلع‪ ..‬ومريم ظلت واقفة مكانها والذنب يغطيـها من‬
‫فوق لتحت‪..‬‬

‫مريم وهي تفكر بصوت مسموع من بعد ما غاب مساعد‪ :‬بقايا حياتك؟؟ هذي مو بقايا يا مساعد هذي دنيا‬
‫كاملة وللسف منتهية انت مو راضي انك تتخلى عنها‪ ..‬يا ترى لو تخليت عنها يمكن تصطلح أحوالك‪..‬؟؟؟‬

‫لكن ما كان لكلم مساعد اي اثر عكسي عليها ‪ ..‬النقيض تماما‪ ..‬كلمه للي كان كله ألم وحزن شجعها انها‬
‫تقوم باللي عليها القيام فيه‪ ..‬ال وهو الفكرة العبقرية اللي لزم تخط اول خطواتها في سبيل حصولها ونجاح‬
‫تحقيقها‪..‬‬

‫دخلت دارها وسحبت الوراق اللي خذتهم‪ ..‬وتمت تناظرهم شوي‪ ..‬حوالي ‪ 11‬صفحة بس شي زين يعني‪..‬‬
‫مافيهم كتابة زايدة او من هالكلم‪..‬‬

‫طلعت دفتر من درجها وقعدت على الكرسي وهي تحط افكار معينه تقدر توصل هاللي مكتوب الى فاتن‪..‬‬
‫فاتن لزم تعرف ان لعالية وحب عالية الكبير والدفين ند او قرين ال وهو حبها في قلب مساعد ولزم تعرف‬
‫ان حب مساعد لها يمكن اقوى واعنف من حبه الى عالية‪ ..‬بس شلون يا مريم شـلون؟؟؟‬

‫مريم وهي تعض شفتها وتفكر‪ ..:‬اذا انا سويت كل هذا لزم احد ثاني يعاونني‪ ..‬ما بقدر اسوي كل شي‬
‫بروحي؟؟ من اقدر اعتمد عليه واوليه كل الثقة اللي فيني‪..‬؟؟ من ياربي؟؟ من هو اقرب واحد لي‪ ..‬ولفاتن‬
‫ولمسـاعد ولهالمسـألة‪..‬‬

‫فكرت في جراح ‪ ..‬لكن من بعد اللي قاله في المطار اهي مستحيل تكلمه مرة ثانية ‪ ..‬ما توقعته يكون‬
‫بهالمباشرة او بهالنهزامية انه يفكر بفصل فاتن عن مسـاعد‪ ..‬شلون قالها‪ ..‬لو كان فيني حيل جان رميته على‬
‫لرض ودست في بطنه‬

‫مريم‪ :‬مادري شلون بثق فيك مرة ثانية يا جراح‪) ....‬عقدت حواجبها( بس مادري ليش‪ ..‬احسك ان اكثر واحد‬
‫يمكن يساعدني في هالشي‪ ..‬لكن ما منك فايدة لو تبي الصج‪) ..‬تغيرت ملمحها الى التوسل( ياربي يا حبيبي‬
‫شلون اقدر افتك من هالسالفة الحين والى البـد‪ ..‬شلووون؟‬

‫ياها صوت لؤي من تحت الدري وهو يناديها عشان العشـى‪ ..‬وكان هاي النداء اللي بيخليها شوي تغذي‬
‫افكارها‪ ..‬لكن وجود مساعد معاها في المكان بيخليها تحس بالذنب‪..‬‬
‫مريم وهي تقنع نفسها بالعكس‪ ..:‬ل يا مريم‪ ..‬لزم ما تحسين بالذنب‪ ..‬حسي بالذنب ان تم اخوج بهالحالة‬
‫وهو مو قادر يتنفس الهوا ليش انه مثقل بالهم والغم‪ ..‬خلج اقوى من جذي‪ ..‬ولزم تحلين هلمشـكلة الكبيرة‪..‬‬
‫لكن من بيساعدني فيها‪ ..‬انا بروحي ماقدر اسوي كل شي‪..‬‬

‫يمكن ما يا في بال مريم الشخص المناسب اللي يقدر يخليـها تنفذ اللي براسـها‪ ..‬عندها شخص ل يمكن‬
‫تعويـضه ابدا ‪ ..‬البنت المناسبة لتنفيذ مهمتها‪ ..‬جراح ل يمكن العتماد عليه‪ ..‬لنه مستحيل يشترك بهالشي من‬
‫بعد ما كان اهو الطرف الساسي في حدوثه ‪..‬‬

‫فكري زين يا مريم‪ ..‬بالنسانة اللي بتفيدج اكثر من ما تتصورين‪...‬‬

‫‪-------------------------‬‬

‫مسـاعد ما تعشى ‪ ..‬طلع برع وتم قاعد في الحوش وهو مو طايق الهوا اللي يتنفسـه‪ ..‬لؤي يدور عليه لن‬
‫عرف من امه انه كان يدور عليـه‪ .‬وتم يدور عليه في طول البيت ورد لمه وهو مغتاظ‬

‫لؤي ‪ :‬يوووووووووه وينه مساعد ادوره ما لقيته‬


‫ام مساعد‪ :‬روح له بداره‪ ..‬توه كان هني من شوي‬
‫لؤي ‪ :‬مادري وينه ما شفته‬
‫ام مساعد وهو تغضن ملمحها‪ :‬مادري شفيكم انتو الثنين كل ماقعدتوا بسبستوا ويا بعض‪..‬‬
‫لؤي وهو يغايض امه‪:‬عندنا سر ما نبيج تعرفينه‬
‫التفتت له وهي مو مصدقه‪ :‬عندك اسرار وتخبينها عني يا لؤي؟؟ ليش يمة؟‬
‫لؤي وهو يتصنع الزعل منها‪ :‬عرفت انج ما تحفظين اسرار‪..‬‬
‫ام مساعد وهي تضرب على صدرها‪ :‬ياويلي من هالصبي‪ ..‬من متى انا ما حفظت اسرار؟؟ الحين انا امك‬
‫يالميهود‬
‫لؤي‪ ..yeah yeah yeah :‬علينا هالحجي‪ ..‬عيل ام خويلد شدراها عن اني يوم صغيـر‪) ..‬بحرج وهو يتأكد ان‬
‫المكان ما فيها احد وكمل بهمس( كنت اسويها بالفراش‬
‫ام مساعد اللي انفجرت بلضحك‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا حسرة عمري‪ ..‬كانت تكلمني‬
‫عن ولدها خويلد تقول انه ما يمسك روحه‪ ..‬فقلت لها انك يوم صغيـر مثل الشي بس كبرت صرت احسن‬
‫والحمدلله‪..‬‬
‫لؤي وهو شوي يقطع هدومه‪ ..:‬يمة انتي تدرين انج احرجتيني‪ .‬هذي اسرار خاصة ودفينه وبغاية السرية‪.‬‬
‫‪.‬شلون تروحين تنشرينها جنه غسيل هندي؟؟؟ هاااا؟؟‬
‫ام مساعد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه يعلني ما ابجي عليك يوم اللي تبجيه لعيون‪ ..‬عاد انك مستحي‪..‬‬
‫كنت صغير يا لؤي؟؟‬
‫لؤي وهو يذكر الماضي التعس‪ :‬اي صغيـر‪..‬عمري ‪ 7‬سنوات والحالة مزدريه‪ ..‬خليها على الله بس‪) ..‬يناظرها‬
‫بغياض وهي مستمرة بالضحك( اي اي ضحكي‪ .‬لكن ما بخبرج بالسر اللي بيني وبين مسـاعد ) وبحركة غياض‬
‫عاد انه يحرها بيدها( حرة خاطرج بس تعرفين بس ما بقول لج‬
‫ام مساعد بغرور‪ :‬انت اللي ما بتقول لي‪...‬؟؟ لكن مساعد وين عن امه وين‪ ..‬بخبرني وبدري بكل شبر‬
‫وزاوية‪..‬‬
‫لؤي وهو يتصنع البغض لمه‪ ...:‬يال‪ ....‬يالحلوة )وتكشف اسنانه عن ابتسامة جميلة تهز القلب(‬
‫ام مساعد وهي تلمه لصدرها‪ :‬مو احلى منك يا بعد عمريييي‪..‬‬
‫لؤي بعد ما باس خد امه‪ ..:‬خليني انزين الحين بروح ادور على اخي العزيز‪..‬‬
‫ام مسـاعد‪ :‬وشوف ابوك بعد بالديوانية‪ ..‬والله ان هالريال مينني ما يقر بمكان‪..‬‬

‫‪------------------------‬‬

‫بعد يومـين من محادثة سمـاء ما سمع منها خالد‪ ..‬وهذا كان سبب لرقه وتعبه‪ ..‬اهي وعدته وما تقدر تخلف‬
‫بالوعد‪ ..‬وخالد ما كان قابل بخلفه‪ ..‬لن ان سماء قالت له بتتصل معناته بتتصل‪ ..‬بس ليش تأخرت هالكثر‪..‬‬
‫يومين كاملين‪ ..‬الله يعين‪ ..‬وهذا الثالث‪..‬‬

‫خالد وهو يفكر بصوت مسموع‪ :‬الله يصبرني على النتظار الطويـل‪..‬‬
‫لؤي وهو يرمي الدفتر على الطاولة بالورشة‪ :‬اي انتظار طويل؟؟‬
‫التفت له خالد وهو جفلن‪ ..:‬نعم؟‬
‫لؤي وهو يشرب ماي من الكولر اللي بالمكتب‪ :‬تقول انتظار طويل اي انتظار؟؟‬
‫خالد وهو يتذكر الموضوع‪ ..:‬سمـاء‪.‬‬
‫لؤي وهو متخصـر بعد ما شرب الماي‪ ..:‬للحين ما اتصلت‪..‬؟‬
‫هز راسه خالد بالنفي‪..‬‬

‫لؤي وهو يخفف عنه الموضوع‪ ..:‬يالله معليـه‪ ..‬مثل ما انتظرت تسع شهور‪ ..‬ما فيها شي لو انتظرتها جم يوم‪..‬‬
‫)يبتسم له( صدقني‪ ..‬اللي اتصلت فيك بترد تتصل‪..‬‬
‫خالد وهو يبتسم‪ :‬الله يسمـع منك‪ ..‬لن والله صابني حفوز ياخيك‪ ..‬الله يعينني بس‪..‬‬
‫لؤي وهو يحوس عيونه يمين ويسار‪ :‬مو بس انت اللي فيك حفوز‬
‫خالد وهو يناظره من ورى جتفه لنه كان قاعد على المكتب‪ ..:‬ليش ‪ ..‬مساعد ما تكلم ويا هلك؟‬
‫لؤي وهو منزعج من هالشي‪ :‬اي‪ ..‬انا اللي ابي اعرفه شلي ينتظره اهو اكثـر‪ ..‬صدقني ان ما تكلم اهو انا‬
‫بتكلم‬
‫خالد وهو يوقف ويناظر لؤي بنظرات جدية‪ :‬لو تبي نصيحتي انتظر اخوك‪ ..‬سياسته اقوى منك شوي‪ ..‬واكيد‬
‫سببه مقنع اللي يخلي الموضوع يتأجل‪..‬‬
‫لؤي ‪ :‬بس لمتى‪ ..‬؟ علبالك انا متعود اني ما شوفها طول هالفتـرة‪ ..‬ماكو ال شام اللي يروح ويرد من بيتهم‪..‬‬
‫وان سألته عنها تم يضحك لي مثل‪ ..‬المهرج بوزو‬
‫خالد‪ :‬هههههههههههههههههههه‪ ..‬يغايضك‪ ..‬ما عليك منه‬
‫لؤي‪ :‬اي عدل يغايضني‪ ..‬ال يتسبل علي بويهه ان راح لها مرة ثانية ويلس يتطنز ماله ال اله النجارة آسنع‬
‫ويهه‪.‬‬

‫دخل جراح المكتب وهو يسمع ضحك خالد العميـق ولؤي قاعد‪ ..‬قط رزمة الوراق اللي بيده وقعد على‬
‫الكرسي وهو يقط القلم من حلجه ويتنهد بقوة‪..‬‬

‫خالد‪ :‬شغل ها؟‬


‫جراح‪ :‬اااااااااخ‪ ..‬قول لي‪ ..‬توني راد من الوفا‪ ...‬المحاسبة هالشهر زادت‪ ..‬وشي يختص براس المال‪ ..‬ولزم‬
‫اراجع كل هذا‪ ..‬اااااخ ‪ ..‬لو راد الجامعة جان احسن لي من كل هالسوالف‪..‬‬
‫لؤي‪ :‬والله لو اشغال شاقة ول هالجامعات ‪ ..‬ياخيك لوث ولغاثة على قله الفايدة‪ ..‬تدرس فاينانس اخرتها‬
‫تصير سكرتير ول كليرك‪ ..‬خلنا في ورشتنا الحبوبة‪ ..‬تعيننا ونعينها‪ ..‬الله يرحمك بس يا عمي والله انك سويت‬
‫لنا خيـر يابو الخيـر‬
‫جراح وهو يبتسم من دعاء لؤي لنه كان في محله وخالد يسأله‪ :‬ماكو خبر من البيت؟‬
‫جراح وهو محتير‪ :‬شخبره؟؟؟‬
‫خالد‪ :‬ما خبرتك خالتي ان جان سماء اتصلت؟‬
‫جراح وهو يناظر خالد بعجز‪ :‬حنتك هذي اهي الي تأخرها‪ ..‬يا ريال مثل ما انتظرتها طول هالفترة مالك صبر‬
‫تنتظر جم يوم‪ ..‬اهي خبرتك انها بتتصل جريب صح‬
‫خالد وهو متنرفز‪ :‬جريب‪ ..‬بس اليوم الثالث لها‪ ..‬وانا فيني حفووز يا جراح‬
‫جراح وهو متنرفز‪ :‬والله مو بس انت اللي فيك حفوز‪..‬‬
‫لؤي وهو يهدي الوضع‪ :‬اووووش اووش اوووووش‪ ..‬الظاهر ان كثرة قعدتنا هني خربت عقولنا‪ ..‬شرايكم‪..‬‬
‫نتغدى؟؟ على حسابي؟؟‬
‫جراح وهو مسكر عيونها وساند رقبته على الكرسي‪ :‬ماقدر اروح مكان‪ ..‬وراي اجتماع باجر ولزم اتحضر له‪..‬‬
‫لؤي وهو يحاول يغري جراح‪ :‬حتى لو قلت لك ان الغدى‪ ...‬جيلو كباب‪ ..‬كوبيدة‪) ..‬فتح عيونه جراح وناظر‬
‫لؤي ( مع الرز البيـض‪) ..‬ابتسم جراح بلذه( والزبدة الساخنة‪) ..‬يتقرب صوبه بحاجب مرفوع( والبقل‬
‫واليريير‪ ..‬؟؟ اممم شرايك؟‬
‫جراح‪ :‬ااااااااااااااااااااااااااه‪ ..‬ههههههههههههه خل تولي الجتماعات‪ ..‬هيا بنا للجيلو كباب‪..‬‬
‫خالد‪ :‬هيـــا‪..‬‬
‫‪--------‬‬
‫في بيت بو زياد كان الجو هادء ‪ ..‬على الرغم من ان الليله اهي ملااج زياد من هيـام‪ ..‬اللي الكل تقبلها بكل‬
‫حرارة لحلو معشـرها وطيبة قلبها ودللها‪ ..‬والهم‪ ..‬حب زياد الكبيـر والمثير للفرحة‪ ..‬كان يحبها بصورة غير‬
‫طبيعية خلت من غزلن اسيرة هالبنت اللي ملكته قلبا وقالبا‪..‬‬

‫سبب ثاني للفرحة ان غصون ردت بيت ريلها بدر واخيـرا بعد المصالحة والورد‪ ..‬واللي يعرفونه انهم ينتظرون‬
‫ولده غصون بفارغ الصبر عشان اول شهر عسـل لهم‪..‬‬

‫لكن كل هذا ما ابعد لؤي عن فكر غزلن اللي تنتظر اليوم اللي بيوفي بالكلم اللي قاله لها ‪ ..‬وتمت ايام في‬
‫الشك والتساؤل عن مدى جدية لؤي‪ ..‬يمكن كان يمـزح او ما كان واثق من الكلم اللي قاله‪ ..‬قاله عشان بس‬
‫يطمن نفسـه‪ ..‬او عشـان يثبت شي لرجولته او من هالكلم‪ ..‬لكن شي كان بعيونه كل ما تتذكره يخليها تحس‬
‫بالمان‪ ..‬وان لؤي له مصداقيته الكبيـرة في قلبها وتثق فيه‪ ..‬ما راح يخيب ظنها‪..‬‬
‫كانت قاعدة عند بركة السباحة‪ ..‬وهي تراقب الماي الساكن ‪ ..‬لبسة برمودا جينز وتي شرت وسيـع رابطته‬
‫عند الخصـر بحركة الثمانينات وشعرها الغليض ملموم على طرف على شكل عجفة خفيفة تتهادل منها‬
‫خصـل‪ ..‬ووسط لجة الماي تهييأت لها ملمح لؤي الطفوليـة‪ ..‬فضحكت‪ ..‬لن حلة ويهه تخليها تحس بانتعاش‬
‫غريب في قلبها‪..‬‬

‫وماكانت تدري من اللي كان يراقبها من حوالي الدقيقة‪ :..‬ما شاء الله عليج‪ ..‬تضحكين بل سبـب‪..‬‬
‫لتفتت غزلن فلقت اخوها يتقرب منها وهو مبتسم وشكله ملووح بالشمس الصيفية‪ :‬هل زياد‪) ..‬بنظرات‬
‫متشككة( كنت تتجسس علي؟‬
‫زياد وهو يمثل دور البريء‪ :‬معاذ الله‪ .‬كنت بس ياي اسبـح في البرجة وجان اشوفج غايصة فيها‪ ..‬قلت ما‬
‫بعكر عليج المنظر للي ايا كان في عيونج‪..‬‬
‫غزلن وهي مستحية‪ :‬ماكان اي منظر في عيوني‬
‫يغايضها زياد‪ :‬والله؟؟ يقولون يا اختي ان البنت في هالدنيا ما تضحك بل سبب ال عشان شيئين‪..‬‬
‫غزلن وهي تحس بلتوتر شوي‪ :‬شهالسبـاب‪..‬؟‬
‫زياد وهو يمد ريله على كرسي التشميس‪ :‬يا انها تشوف رجل احلمها‪ ..‬او انها تتخيل نفسـها ملكة زمانها‪..‬‬
‫غزلن‪ :‬الناس تقول وال سخافتك تقول‬
‫زياد‪ :‬سخافتي بس انا بعد اعتبر من الناس‪..‬‬
‫ترمي عليه الفوطة‪ :‬هي هي هي ‪..‬‬
‫زياد ‪:‬ها ها ها ‪...‬‬
‫غزلن‪ :‬بعديـن‪ ..‬انا ما ضحكت؟؟‬
‫زياد وهو يقعد ويجابلها‪ :‬والله؟؟ عيل من اللي كانت قبل شوي ‪)..‬يقلد عليها( ‪ .‬اهيهيهيهي‪..‬‬
‫غزلن وهي منحرجة ترمي عليه الفوطة الثانية وهي مبتسمة‪ :‬سخيـــــــــف‪.‬‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههههههههههههههه‪ ..‬انزين خبريني؟؟ تقول امي ان صار لج اكثر من اسبوع وانتي ما‬
‫تداومين؟؟ شصاير؟؟ متهاوشة ويا احد!!‬
‫غزلن وهي منحرجة لسؤال اخوها‪ ..:‬امي ملحظة؟‬
‫زياد‪ :‬صعب عدم الملحظة لكونج اربع وعشرين ساعة متواجدة في البيت‪..‬‬
‫استوت غزلن بقعدتها وواجهت زياد‪ ..::‬زيوود‪ ..‬بخبرك بشي‪ ..‬بس اوعدني انك تتفهمني‪..‬‬
‫زياد ‪ :‬يتعلق بالشغل‬
‫غزلن وهي تفكر‪ ..:‬لحد معيـن‪..‬‬
‫زياد‪spell it out gurl :‬‬
‫غزلن وهي تبتسم في ويه زياد‪ ..‬اللي عمره ما قالت له شي ال وحفظه سر في قلبه‪ ..:‬في واحد‪ ..‬طالبني‬
‫للزواج‪..‬‬
‫زياد وهو بعده يسمعها‪ :‬زين؟؟‬
‫غزلن بحيا‪ :‬هو‪ ..‬يشتغل وياي‪ ...‬وانت تعرفه‪...‬‬
‫زياد استغرب‪ ..:‬اعرفه؟؟؟ من وين اعرفه؟؟‬
‫غزلن وهي تنكمش على روحها من الحيا‪ ..:‬اخو مسـاعد‪ ..‬لؤي‪..‬‬
‫زياد وهو يحاول يتذكره ويوم تذكر فج عيـونه‪ ..::‬هذاك الطويـلل؟؟‬

‫هزت راسها غزلن‬

‫زياد‪ :‬ابو عيــون لمعة‬

‫هزت غزلن راسها ولكن بابتسامة حيا‬

‫زياد يكمل‪ ...:‬اللي شعره طويل وابيض‬


‫غزلن ‪ :‬اي بس خلص عاد‪..‬‬
‫زياد‪ :‬ههههههههههههههههههههههههههههههههه‪) ..‬سكت شوي من الضحك والتفت لها( بس هذا خبري فيه خبل‪..‬‬
‫مو ويه عرس؟‬
‫غزلن وهي منصدمة من كلمة زياد‪ :‬خبل؟؟ ايــه‪ ..‬ل تقول عنه خبل‪ ..‬اهو فكاهي‪ ..‬و‪ ..‬كلمه غرريب شوي‪..‬‬
‫لكنه طيب القلب‪..‬‬
‫زياد وهو يعوي ثمه‪ :‬والله؟؟ بس؟؟ وبعد شنو؟‬
‫غزلن بحيا‪ :‬هههههههههههه‪ ..‬مالت عليك عاد زياد‪..‬‬
‫زياد وهو يهدد‪ :‬هيه‪ ..‬يوزي ل كفخج الحين‪ ..‬حبيبك حلو ل تاكله كله‪ ..‬انزين وهو تقدم لج الحين ول لء؟‬
‫غزلن‪ :‬ل ‪ ..‬وانا من يوم ما كلمني عن هالموضوع‪ ..‬ما رحت الدوام‬
‫زياد‪ :‬امممممممممم زين زين‪ ..‬تفكير سليم منج‪..‬وشالمطلوب مني يعني؟‬
‫غزلن وهي مستغربة‪ ...:‬ول شي؟‬
‫زياد‪ :‬عيل ليش مخبرتني؟‬
‫غزلن وهي حيرانة‪ :‬ياهي بلوة وياك‪ ..‬الحين اخوي ولزم تعرف عن اخباري‪ ..‬ول خبرتك تقول لي‬
‫شالمطلوب؟؟ رخصة بناء الشيخ؟‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههه حمارة مو قصدي جذي‪ ..‬بس كنت اسألج‪ ..‬شالمطلوب مني‬
‫يعني لو صار وتقدم‬
‫غزلن وهي تحس بغباء زياد المصطنع عشان بس يغايضها‪ :‬ايه يووووز عني ل كفخك الحين‪ ..‬والله مب ويه‬
‫احد يسولف وياك‪ ..‬ول يخبرك شي‬
‫زياد‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله عاد‪ ..‬انزين خبريني الحين‪ ..‬هذا هو لؤي‬
‫بو عيون كبار ولمعة وشوي حلوو وشوي جذاب‬
‫غزلن اللي انحرجت منه بزيادة‪ :‬قووووووووووووووم ول عني والله انك راعي مذلة‪..‬‬
‫زياد وهو يلحقها الى عند البرجة‪ :‬انزين غزلن وشعره طويـل‪ ..‬وكله ينكت يازعم هو خو مستر بن؟؟‬

‫ما تكلمت غزلن لكنها صدمت اخوها الي كان وراها ودزته الى داخل البرجة وهو طار في الهوا ‪ ..‬ضحكت‬
‫عليه غزلن وتمت واقفة دقايق تنتظره يطلع من الماي عشان تتطمن عليـه‪ ..‬لكن زياد ما طلع وتم جسمه‬
‫يعوم في الماي‪ ..‬فتوقف قلب غزلن عن الحركة‪ ..‬مدت روحها الى الماي وهي تناديه‬

‫غزلن بخوف‪ ..:‬زياد؟؟ زياااد؟؟ ياربي شسويت فيه زيااااااااااااااااااد‪..‬‬


‫ومرة وحدة ينط في ويهها ويسحبها من يدها ‪ :‬انا تقطيني في الماااااااي؟؟‬

‫سحبها ورماها في الماي بصرخة مدوية وصلت لخر الشارع‪..‬‬

‫‪----------------------------‬‬

‫في مزرعة فهد كان مسـاعد قاعد وهو ما يعطي شي اهتمام‪ ..‬غير ريله الممدودة على الكرسي الخشبي وهو‬
‫يناظر العشب وكانه ينتظر من انه ينمو‪ ..‬يتمنى لو ان الوقت يعود ويرجع‪ ..‬لورى‪ ..‬لهذاك اليوم اللي لقى فيه‬
‫فاتن‪ ..‬انه ما يطلع من البيت‪ ..‬او انه يظل في المكتب لوقت متأخر مثل عوايده‪ ..‬وما يصير اللي اهو عليه‬
‫الحين‪..‬‬

‫وصل له فهد اللي قعد يمه وهو مبتسم‪ :‬تصدق‪..‬ييتلك اكثر من مرة في المستشفى‪ ..‬لكن اختك كانت هناك‪..‬‬
‫وكنت اسلم عليك من بعيد‪ ..‬ما اصدق انك ليوم هني وياي‪..‬‬
‫مساعد وهو يبتسم لفهد ‪ :‬اان بروحي مادري شلون اليوم هني‪..‬‬
‫فهـد‪ :‬قلبك ملتاع يا مسـاعد وانا احس فيك‪ ..‬تعال داخل‪ ..‬هني معانا واحد توه ناشئ‪ ..‬قاعد يغني وصوته‬
‫يخبل‪ ..‬شرايك؟‬
‫مـساعد وهو متظايق‪ :‬مادري فهد‪ ..‬ماظن فيني مزاج للكدر زود‪..‬‬
‫فهد وهو يسكت عن مساعد دقايق‪ ..‬سحب زهرة صفرا صغيرونه في يده وهو يبتسم‪ ..:‬تدري مسـاعد‪ ..‬الحب‬
‫الصجي يقولون اهو اللي يلوع القلب قد ما يقدر‪ ..‬هو اللي يخليك تحس ان الدمعة بموق عينك‪ ..‬هو اللي‬
‫يحسسك بالنتعاش وهو اللي يحسسك بالموت‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يتنفس بحرارة‪ :‬ل يا فهـد‪ ..‬مهما كان‪..‬الحب لزم ما يكون بهالصعوبة‪..‬‬
‫فهد وهو يضرب على جتف مساعد بخفة‪ :‬تدري‪ ..‬انا شنو في بالي؟؟؟‬
‫مسـاعد‪ :‬شنو؟؟‬
‫فهد‪ :‬انت تحب هالبنت‪ ..‬اكثر من اللي قبلـها‪ ..‬ان هذي البنت محركة فيك اكثر من ذيج البنت‪..‬‬
‫مسـاعد وهو يبتسم بسخرية‪ :‬انا مت يوم ماتت عالية‪..‬‬
‫فهد وهو ينط عليه‪ :‬بالضبط‪ ..‬انت مت يوم ماتت عاليـة‪ ..‬واللي يموت لحبيبه ما يرد للدنيا‪ ..‬لكن انت بلى‪..‬‬
‫رديت للدنيا‪ ..‬وحييت مرة ثانية‪ ..‬وحبيت مرة ثانية‪ ..‬وشوف انت شلون ميت بحياة حبيبك‪ ...‬فشنو تفسيرك يا‬
‫مسـاعد؟‬

‫ما تكـلم مسـاعد وقوة شهق نفس من الهوا‪ ..‬حاول انه يبتسـم بس ما قدر ال انه يرخي ملمحـه‪ ..‬لمن رفع‬
‫عيونه الى فهد اللي كان مبتسم بحنان فل اراديا ابتسم معاه مسـاعد‬

‫مسـاعد‪ :‬شخبارك انت؟؟‬


‫فهد وهو يهز راسه‪ :‬مثل الحـال‪ ..‬حبيبتي الولى والخيـرة اهي هالمزرعة‪..‬‬
‫مساعد‪ :‬مو ناوي تعرس؟ طلع الشيب براسـك؟‬
‫فهد وهويضحك‪ :‬يابوك خل العرس لهـله‪ ..‬تو الناس علي‪..‬‬
‫مساعد وهو يهـز راسه‪ :‬لو تبي النصيحة من واحد مجرب‪ ..‬بلاااش‪ ..‬العرس لهله‪..‬‬
‫فهد‪ :‬انت قوم الحين خلني اسمـع الللي هناك‪ ..‬بوحميـد بعد موجود‪..‬‬
‫مسـاعد‪ :‬خلني بس جم دقيقة وبيي لكم‪..‬‬
‫انصاع فهد للي طلبه مسـاعد منه‪ ..‬وراح عنه وهو يالس يناظر فرس من الفروس‪ ..‬كانت واقفة بمكانها‬
‫وشعرها على عينها وكانها مو طايعة تمشي ويا الباجييـن‪ ..‬فظلت مكانها وهي تناظر الجهة المعاكسـة للي‬
‫الخيول الباجية تروح صوبها‪ ..‬لسبب او ثاني حس مسـاعد بان هالفرس اهي فاتن اللي كل العالم يمشي بتيار‬
‫واهي بالتيار المعاكـس‪ ..‬وهالشي زرعته في نفس مساعد بعد‪..‬تم اهو يمشي بعكس التيار‪..‬‬

‫وتذكر مريم اللي ماشافها من قبل يومين يوم كانت بداره وهي تتعبث باغراضـه‪ ..‬كان معصب حزتها ومافكر‬
‫عدل ‪ ..‬لكن الحين مع الوقت بدى يتـذكر الشياء اللي كانت مريم تتعبث بها‪ ..‬وفجـاة يا على باله الملف اللي‬
‫اهو يكتب فيـه‪ .‬ل يكـون اهو بعد تعبثت فيـه؟‬

‫حمل روحه وبدى يمـشي وهو مسرع الى داخل المزرعة‪..‬وهو يقول في نفسه‪ :‬لو سويتيها يا مريم‪ ..‬ما‬
‫بتلومين ال نفسـج‪..‬‬

‫صوت على فهد وطلب منه انه يقطه البيت بسرعة بحجة ان شي طارئ وفهد ما عطل وعلى طول تحرك‬
‫بالسيارة الى بيت مساعد‪..‬‬

‫‪-----------------------‬‬
‫طلعت مريم من غرفة مسـاعد من بعد ما رجعت الوراق اللي اخذتها ورتبتها صح مثل ما كانت‪ ..‬على نفس‬
‫التاريخ ما كان يبيله شي‪ ..‬وراحت دارها وسكرت الباب وراها‪..‬‬

‫فكرة انها تطبع الوراق بخط مسـاعد ساعدتها وايد‪ ..‬الحين اهي بتطبعهم على آلة كاتبة او بالكمبيوتر عشان‬
‫توصلهم لدار النشر الي تبيهم يصدرونه على شكل كتيب‪ ..‬حوالي عشرين رسالة عندها ‪ ..‬وبعض الرسايل‬
‫منقسـمة الى قسميـن‪ ..‬حصيلة كافية ونافعة‪..‬‬

‫ابتسمت بينها وبين نفسها لكونها داهية وتفكر‪ ..:‬والله انج يا مريم طلعتي مو هيـنة‪ ..‬الحين لزم القى لي اللي‬
‫بيعاوني في توصيل هالمذكرات ‪ ..‬من ياربي من ؟؟ لزم احد جريب من فاتن عشان اهي بعد يوصلـها‪..‬‬

‫ومن الصدفة‪ ..‬طرت مناير على بال مريم بسـرعة‪ ..‬وتمت تفكر فيها وتفكر بالمحقق كونان في نفس‬
‫الوقت‪ ..‬مناير والمحقق كونان واحد‪ .‬والي عرفته مريم منها ان اهي بنفسها بواسطة تحقيقتها توصلت الى‬
‫طبيعة العلقة بين فاتن ومشـعل‪ ..‬ومساعد وعالية‪ ..‬اكيـد بتقدر انها تكمل وياي هالشي؟؟‬

‫مريم وهي تنقز للتلفون‪ :‬ياحبيبتي يا منور شلون مافكرت فيـج شلووون؟؟‬

‫ودقت مريم على رقم بيت ام جراح‪ ..‬وانتظرت دقايق ال والتلفون مرفوع‪ ..‬بس بصوت رجالي‪..‬‬

‫جراح‪ :‬الوو؟‬

‫انصعقت مريم من صوته وتمت ساكتة شوي وهي تسمع حسه ‪ ..‬وتبتسم بخبال‪..‬‬

‫جراح وهو يعيد كلمه‪ :‬آلوووو؟‬

‫وماكو جواب من مريم‪..‬‬

‫جراح‪ :‬اخر مرة‪ ..‬الوووو‬


‫مريم تكلمت الحين بصوت انعم من المعتاد‪ :‬مناير هني؟‬
‫جراح اللي ما ميز صوتها‪ :‬دقايق اختي‬

‫ضحكت مريم‪ ..‬اختي؟؟؟ يازعم الحين كلش ما تعرف من اللي متصلة‪..‬‬

‫ال ومناير على التلفون‪ :‬هااالوووووو‬


‫مريم وهي تضحك‪ :‬هل منوووووووووووووري‪..‬‬
‫مناير عرفت مريم‪ :‬هل هل مريمي‪..‬‬
‫جراح وقف يوم عرف المتصلة مريم‪ .‬اما مريم‪ :‬هلي هلي يا بعد جبدي‪ ..‬شالونج؟‬
‫مناير‪ :‬والله باخير‪ ..‬انتي شاخباارج‬
‫مريم‪ :‬ههههههههههههههههههه مالت عليج انا زينة‬
‫مناير‪ :‬عيل انا ناحوول ههههههههههههههههه‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههه غبية‪ ..‬زين قوليلي‪ ..‬انتي شعندج الحين؟‬
‫مناير وهي تطالع التفاحة اللي في يدها‪ :‬تفاحة ‪ ..‬ليش؟‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههههههههه هالغباء بس‪ ..‬زين بقول لج‪ ..‬انا ابيج في شغلة مهمة وضرورية وتتسم‬
‫بالخطورة؟‬
‫مناير وهي فرحانة‪ :‬يااااااااااااااااااا ربي ولله ييتي من السما ريووم ‪ ..‬بروحي ملنة ماكو شي احقق فيه‪.‬‬
‫مريم‪ :‬خوش عيل‪ ..‬بمر عليـج اليوم‪ ..‬وباخذج وياي‪ ..‬بس هااا‪ ..‬ل احد يدري‪..‬‬
‫مناير وهي تراقب جراح الواقف وراها عند المطبخ وتهمس‪ :‬ول يهمج‪ ..‬انتي فصلي وانا البس‪..‬‬
‫مريم‪ :‬زين‪ ..‬يالله بس خبري امج سامعة عشان تخليج تطلعين وياي؟‬
‫مناير بهمس‪ :‬اوكي مان‪..‬‬
‫مريم‪ :‬هههههههههههههههه‪ ..‬يالله بايات‪..‬‬
‫مناير وهي تهمس‪ :‬باي‪..‬‬

‫سكرت مريم الخط ومناير استغلت الخط المسكر انها يازعم تنهي المكالمة من غير ما تثير الشكوك‪..‬‬

‫مناير‪ :‬اي اي افا عليج حبيبتي‪ ..‬ل لعاد‪ ...‬لتوصيــن حريصة‪ ..‬بخبرهم العذال‪ ..‬هههههههههههههههههههههه‬
‫سرررج في بير يا بعد عمري‪ ..‬بالمبارك بالمبارك‪ ..‬باي باي حبيبتي‪..‬‬

‫سكرت مناير التلفون وعلى طول جراح وراها‬

‫مسكها من يدها‪ :‬شلي تباركين عليه لمريم؟؟‬


‫مناير‪ :‬ااااااااااااااخ شليت يدي يعل يد العدو الشل‪) ..‬فج يدها( سر بيني وبينها‪ ..‬انت شكووو‬
‫جراح يرد يمسك يدها‪ :‬منور تحجي بسرعة ل جلعها لج‬
‫مناير وهي تصرخ‪ :‬قول الله ل يبارك في لرياييل‪ ..‬ياخلود بشعري وال انت بذراعي‪ ..‬خلوني بحالي يعلكم حريم‬
‫يطلعون القرون من راسكم‪..‬‬
‫جراح‪ :‬بتتكلمين ول شنوو‬
‫مناير‪ :‬بتكلم بتكلم‪) ..‬فج جراح يدها وهي تأن( اااااااااااااه‪ ..‬يعلك ام السلبخات على راسك‪..‬‬
‫جراح‪ :‬شفيها مريم متصلة فيج؟؟‬
‫مناير وهي تتصنع التجاهل‪ :‬ول شي‪ ..‬بس تبي تخبرني‪ ..‬ان في واحد مكلم اخوها عشان يخطبها‪ ..‬بس مساعد‬
‫عطاه مهلة قبل‪ ..‬وهي تبيني اتحقق لها عنه‪..‬‬
‫جراح للي من القهر والعصبية مسك مناير من اليدين‪ :‬تحققين في شنووووو؟‬
‫مناير وهي تصرخ‪ :‬يمةةةةةةةةةة‪ ..‬يدي‪ ..‬شليت يدي‪ ..‬يمـــــــة‬
‫طلعت ام جراح من المطبخ‪ :‬شفييييج منور ويهد ويا هالصراخ‬
‫مناير‪ :‬شوفيه يمة‪ ..‬شل يدي يمة شلــها‪ ..‬فجني‬
‫جراح‪ :‬مو قبل ما تتكلمين‬
‫ام جراح‪ :‬فجها يا يمة ل تسوي فيها شي‪..‬‬
‫فج جراح مناير وهو يصارخ‪ :‬بتتكلمين ول شنو الحين؟‬
‫مناير وهي تتخبى عند امها‪ :‬مو مخبرتك ول شي‪) ..‬تطلع لسانها( زين‪..‬‬
‫جراح شوي ويمسكها ‪ :‬والله ل ذبحج اليوم‬
‫ام جراح‪ :‬علمك يا وليدي شتبيها تقول لك‪.‬‬
‫جراح وهو يصارخ‪ :‬مريم متصلة تقول لها ان واحد متقدم لها‪ ..‬واهي الخايسة مب راضية تخبرني من هوو‪..‬‬
‫ام جراح اللي عظت على شفتها‪ :‬مناير‪ ..‬حبيبتي انتي شعرفج بالصبي؟‬
‫مناير اللي حست ان جذبتها بتوديها في داهية‪ :‬اخت الصبي ويانا في المدرسة‪ ..‬ومريم سألتني اني اوصل‬
‫للبنت واعرف عن الصبي‪ ..‬وبس‪) ..‬ماجذبت مناير لنها اهي البنت واللي متقدم لمريم اهو جراح(‬
‫ام جراح‪ :‬مالت عليج وانتي شحااادج على الناس؟؟؟‬
‫مناير‪ :‬يمة انا محققة شفيج‬
‫ضربتها ام جراح بخفة على جتفها‪ :‬قول الله ل يبارج في عدووييينج‬

‫اما جراح فسحب المفاتيح اللي كانت على التعليقة الي عند الجدار‪ ..‬طلع منا لبيت وهو معصب وام جراح‬
‫تلحقه‪..‬‬

‫ام جراح‪ :‬يمة وين رايح بهالعصر‬


‫جراح‪ :‬يمة خليني‪..‬‬

‫ركب جراح السيارة وعلى طول من شغلها تحرك فيها بسـرعة‪ ..‬ودخلت ام جراح الى مناير وهي مععصبة‬

‫ام جراح قول الله ل يبااااااارج فيج من بنيه‪ ..‬شسويتي في اخوج دقيقة وحدة؟‬
‫مناير اللي بدت تحس بعظم المشكلة اللي سببتها‪ :‬ماسويت فيه شي يمة‪ ..‬وثانيا هو شدخله‪ ..‬انا واسولف ويا‬
‫البنية شكووو يقعد يتسمع كل كلمة‬
‫ام جراح وهي تمسكها من يدها‪ :‬والله يا منور ان صار شي في اخووج ما تلومين ال نفسـج‬
‫مناير وهي شبه المسكرة عيونها من خوفها من امها‪ :‬انزين‪ ..‬يعني هذي مو حزة اني اخبرج‪ ..‬ان مريم‬
‫عازمتني على طلعة وياها‬
‫تفجرت اعصاب ام جراح وجان ترمي يد مناير‪ :‬ذلفي عن ويهي يالفرااااااقة‪..‬‬

‫سكرت مناير عيونها من صرخة امها‪ ..‬ويوم اختفت عن الساحة فجتها وهي تهز راسها‬

‫مناير‪ :‬انا وين الله قطني بهالعايلة؟ ماكو احترام ول تقديـر‪ ..‬اطلع اروح لسم سم احسن لي‪ ..‬وين ما اكون انا‬
‫المحترمة ‪ ..‬مو بين هذولي‪..‬‬

You might also like