You are on page 1of 56

‫هالل العدد‬

‫ع‬
‫�ألي�س الإ�سالم �أهم من لقمة العي�ش؟‬ ‫تو �ن‬
‫ربة‬ ‫العدد ‪164‬‬
‫س‬ ‫َ�ص َفر ‪ 1432 -‬هـ‬
‫جاءت األحداث املتس ��ارعة في تونس هذا الش ��هر بعد حادثة إش ��عال الش ��اب اخل ِّريج‬ ‫كانون الثاين ‪ 2011 -‬م‬
‫اجلامعي (محمد البو عزيزي) النار في جسده وقد ُس َّد ْت في وجهه كل سبل احلياة الكرمية‬
‫‪ -‬وحتى غير الكرمية! ‪ -‬و ُأهني في لقمة عيش ��ه‪ ،‬ثم ملا راح هائم ًا على وجهه ليش ��تكي ظلم‬
‫نص ��ف في َم ْظلمت ��ه وإذا مبوظف ��ة متكبرة‬ ‫الظامل�ي�ن ودخ ��ل دائ ��رة حكومية مس ��تجدي ًا أن ُي َ‬
‫تصفع ��ه عل ��ى وجه ��ه! فخرج وق ��د ُأغلق على عقل ��ه فارتكب م ��ا ارتكب غفر الله له فأش ��عل‬
‫منرب الداعيات‬
‫مستبد بقي ُيعربد أكثر من عشرين‬ ‫ّ‬ ‫باش ��تعال جسده ثورة في تونس أس ��قطت نظام طاغية‬
‫التدين ويقهر الناس ويخنق احلريات وميارس في سجونه أبشع‬
‫تصور من الوحوش املفترس ��ة الهائجة اقترافها‪ ...‬أبقاه الله اجل ّبار‬
‫ُّ‬ ‫سنة‪ :‬يحارب اإلسالم ومينع‬
‫أنواع التعذيب التي ال ُي َّ‬
‫جملّة املر�أة‬
‫ذلي ًال َطريد ًا مح َتقَر ًا يتج ّرع علقم ِك ْبره وإجرامه و َت َتتَالى عليه لعائنه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫نقف أمام هذه احلادثة املفجعة لنلفت األنظار إلى احلقائق التالية‪:‬‬
‫وكره الطغيان يجب أن تتربى الش ��عوب املس ��لمة‬ ‫األولى‪ :‬أن احلرية والتم ّرد على الظلم ُ‬
‫وجميع‬
‫تربية مركّزة عميقة على أنها حق لها ومن أعظم واجبات دينها ومقتضيات إنسانيتها‪.‬‬
‫أي ُمنقلب‬
‫ً‬
‫الثانية‪ :‬أن القهر والطغيان والظلم تؤول إلى زوال {وس ��يعلم الذين ظلموا ّ‬
‫ذلة ومهان � ِ�ة ومصير الطاغية (ب ��ن علي) وقد ف ّر فرار الفئ ��ران هاربا من‬
‫الأ�سرة‬
‫ينقلب ��ون‪ .}..‬وف ��ي ِ‬
‫ودرس بليغ للشعوب في قدرتها على محاسبة‬ ‫ٌ‬ ‫الطغاة‪،‬‬ ‫من‬ ‫عقل‬ ‫له‬ ‫ملن‬ ‫تونس‪ :‬عبرةٌ عظيمة‬
‫وتوحدت كلمتها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املجرمني إذا ه َّبت بكل قوتها واجتمعت إراد ُتها‬ ‫و�سيلة �إعالم ّية‬
‫(عزّة الدين) و(مرجعية‬ ‫الثالثة‪ :‬مسؤولية العلماء وأهل الرأي والدعاة في جعل مطلب ِ‬
‫اإلس�ل�ام) و(مكانة الش ��ريعة) أعز وأه ��م وأخطر من مطلب (لقمة العي ��ش) مع أهمية ذلك‬ ‫لر�سالة دعو ّية‬
‫وضرورته وعدم التهوين من صعوبة مصادرته‪ ،‬ومع بش ��اعة جرمية قهر اإلنس ��ان وإذالله من‬
‫التدين ضرورة‬ ‫ُّ‬ ‫أجل حتصيل مطلبه احلياتي‪ .‬وهذا يتطلب (توعية‪ ...‬وتربية) للشعوب ألن‬ ‫متم ّيزة‬
‫ضحى من‬ ‫ُ َّ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫فيستحق‬ ‫فطرية وفريضة ربانية وهو أعظم فرائض الله سبحانه على خلقه‪،‬‬
‫أجل ��ه بالغال ��ي والنفيس‪ .‬ولذلك لو ُفقّ ه الناس في ِعظـم هذا املطلب وفي ضرورته لس ��عادة‬
‫حياتهم وإرضاء ربهم ولضمان جناتهم في آخرتهم وتر َّب ْوا على أهميته والشجاعة في طلبه‬
‫تضحي في سبيل ذلك كما‬ ‫ِّ‬ ‫لكنّا رأينا استعداد ًا من الشعوب املسلمة ألن‬ ‫واإلصرار على َن ْيله ُ‬
‫ضحى الشعب التونسي وثار من أجل كرامته وغيظ ًا ضد ُطغاته!‬
‫الرابع ��ة‪ :‬دور الش ��باب في التغيير والطاقات املخ َت َزن ��ة الهائلة املتوفرة عندهم؛ فيجب‬
‫توجهاتهم واالستفادة‬ ‫على الصحوة اإلس�ل�امية أن ُتعنى عناية كبيرة باحتضانهم وترش ��يد ّ‬
‫من مخزون طاقاتهم الهائل الذي جتلّى في هذه الثورة حتى ُس ِّميت ثورة الشباب في تونس‪.‬‬
‫وهنا تأتي النصيحة الغالية للعلماء الربانيني والدعاة الصادقني في وجوب أن يأخذوا‬
‫الدرس في أن يكونوا في األمام ور ّواد التغيير‪ ...‬أو ًال إلزالة ش ��بهة أن الدين أفيون الش ��عوب‪،‬‬
‫وثاني ًا الس ��تعادة دور العلماء في قيادة الش ��عوب وعدم ترك الس ��احة فارغة فتتقدم التيارات‬
‫اليسارية واألحزاب العلمانية فتسرق اإلجناز ومتأل الفراغ كما حصل مرات ومرات!!‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫مساحة حب‪ :‬حب من نور‬ ‫‪6‬‬ ‫االفتتاحية‪ :‬العالم العربي‪:‬‬
‫قطا ٌر ميضي ومحطات تتهاوى‬
‫‪4‬‬
‫ملف العدد‪:‬‬
‫املرأة والنارجيلة‪ :‬جرأة أم‪...‬؟‬
‫‪11‬‬ ‫حلظة صفاء‪:‬‬
‫اإلخالص سفينة اخلالص‬
‫‪8‬‬
‫الصحابة في لبنان‪:‬‬
‫في للصحابة‬
‫ُمؤ ّرخ طرابلس ال َو ُّ‬
‫‪18‬‬ ‫فضفضة‪:‬‬
‫ال ينقصها سوى شارب!‬
‫‪17‬‬

‫مع الشعر‪ :‬يا حيْفا‪ ...‬هلِّلي‬ ‫‪22‬‬ ‫شخصية ح ّواء في القرآن‪:‬‬


‫فدلاّ ُهما بغرور!!‬
‫‪20‬‬
‫في دروب احلياة‪:‬‬
‫الدمعة األخيرة‬
‫‪32‬‬ ‫الصبا‬
‫مراتع ِّ‬ ‫‪23‬‬
‫املدي��ر امل�س���ؤول‪ :‬مـــــــحــــمـــــ��د احللــ��و‬ ‫�صاح��ب االمتي��از‪ :‬جميــــــــ��ل ّ‬
‫نخــــ��ال‬
‫�سكرترية التحريـر‪ :‬منــــال املــــغـــربـــــي‬ ‫مدي��رة التحري��ر‪� :‬س��هـــــــاد ِّ‬
‫عكيلــــ��ة‬
‫الربيد على الإنرتنت‪minbar@itihad.org :‬‬

‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬ ‫مركز ال�صف والإخراج‪:‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪2‬‬
‫دوت كوم‬ ‫‪36‬‬ ‫البيئة والناس‪:‬‬
‫التربية البيئية‬
‫‪34‬‬
‫نساء متم ّيزات‪:‬‬
‫األمريكية احلافظة للقرآن كارول سربنسكي‬
‫‪46‬‬ ‫دوحة األسرة‬ ‫‪39‬‬
‫تهانينا‬ ‫‪50‬‬ ‫وقالت الشريعة‪:‬‬
‫للفقيه د‪ .‬عجيل النشمي‬
‫‪48‬‬
‫ولنا لقاء‬ ‫‪56‬‬ ‫أنشطة إسالمية‬ ‫‪51‬‬
‫العدد ‪�-164‬صفر‪1432/‬هــ ‪-‬كانون الثاين‪2011 /‬م‬
‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو للتربع للمجلة‪:‬‬
‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان رقم احل�ساب بالدوالر ‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار)‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬

‫الأ�سعار‪ :‬ثمن العدد يف لبنان ‪ 3000‬ل‪ ،.‬واال�شرتاك ال�سنوي مت�ضمن ًا �أجرة الربيد ‪$30‬‬
‫اال�شرتاك ال�سنوي يف الدول اخلليجية مت�ضمن ًا �أجرة الربيد ‪ 200‬ريال �أو ما يعادلها‬
‫ويف �أمريكا والدول الأوروبية ‪� $75‬أو ما يعادلها‬
‫ملحوظة هامة‪َ :‬ت�صدر �إدارة املجلة ‪� 10‬أعداد يف ال�سنة‬
‫فاك�س‪+961 /1/652880 :‬هاتف‪+961/1/644660 - 664634 - 651990 :‬‬
‫للمرا�سالت‪ :‬لبنان ‪ -‬بريوت ‪� -‬ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫االفتتاحية‬
‫العامل العربي ‪ ...‬قطا ٌر مي�ضي‬
‫وحمطات تتهاوى!‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬
‫ما زال قطار العالم العربي ماضي ًا في طريقه‪...‬‬
‫ه ��ا ه ��و يتوق ��ف عن ��د احملط ��ة الس ��ودانية‪ :‬حي ��ث‬
‫مؤام ��رة تقس ��يمه ق ��د ُنف ��ذت بتخطي ��ط صهيون ��ي‬
‫م ـش������هــد‬ ‫ورعاي ��ة أمريكية‪ ...‬ثم ميض ��ي نحو احملطة املصرية‪:‬‬
‫م ــؤخ������راً‬ ‫لينتظ ��ر امت ��داد ش ��رارات القنبل ��ة الطائفي ��ة لتع ��م‬
‫في تونس‪:‬‬ ‫الب�ل�اد كاف ��ة‪ ...‬ويتج ��ه إلى احملط ��ة الفلس ��طينية‪:‬‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ������ ّز ة‬
‫ُحرمه������ا‬ ‫�رب صهيوني ��ة جدي ��دة عل ��ى أبواب‬ ‫حي ��ث مخاط ��ر ح � ٍ‬
‫ش������ب ـ ــاب‬ ‫غ ��زة‪ ،‬وخالف ��ات مس ��تع ّرة بني ح ��راس أم ��ن اليهود في‬
‫ت ـ ــو ن������س‬ ‫الضف ��ة (عب ��اس – دحالن‪ ،)...‬وش ��ركة أمني ��ة أميركية‬
‫فــي عهود‬ ‫مش ��بوهة األهداف وإمعانٌ في سياس ��ة طم ��س الهوية‬
‫الـ ـ ــظل������م‬
‫الفلس ��طينية بإخف ��اء معال ��م الق ��دس التاريخي ��ة‬
‫فمفارقته بعد ‪ 23‬عام ًا أمر شاقّ على نفسه حتى لو بذل‬ ‫واجلغرافية وخلخلة تركيبتها الدميغرافية‪ ،‬وحفريات‬
‫في س ��بيله بقاي ��ا كرامته‪ .‬ليش ��هد ومعه العال ��م آية من‬ ‫مس ��تمرة حتت املس ��جد األقص ��ى‪ ...‬أما قافلة الش ��هداء‬
‫ويذل‬ ‫هن ��اك فماضية في طريقه ��ا‪ ...‬ثم احملط ��ة اللبنانية‪:‬‬
‫{يع ّز َمن يشاء ُ‬ ‫آيات الله سبحانه في ذلك املجرم‪ُ :‬‬
‫َمن يشاء}؛ كم أذلّ رجا ًال من خيرة أبناء تونس؟ كم كتم‬ ‫حيث إرهاصات فتنة مذهبية يلوح شبحها في أفق أناس‬
‫م ��ن أنف ��اس؟ كم اضطه ��د من مصلّني وم ��ن محجبات؟‬ ‫ذاقوا ويالتها فغ َد ْوا يترقبون بقلوب تش ��كو ظلم الساسة‬
‫ك ��م ح ��ارب الل َه ورس ��وله؟ كم ض ّيع من مس ��تقبل ش ��باب‬ ‫والسياس ��يني‪ ...‬فمحط ��ة العراق وخارطته املنقس ��مة‬
‫واعدين في ظالم السجون؟ كم نهب من ثروات وخيرات؟‬ ‫األردن‪ ...‬اجلزائر‪...‬‬
‫ّ‬ ‫عل ��ى ذاته ��ا‪ ،‬والقط ��ار ميض ��ي‪...‬‬
‫ك ��م نف ��ى من خَ ْل ��ق‪...‬؟ ها ه ��ي األرض الطاه ��رة تلفظه‬ ‫اليمن‪ ...‬ها هو اآلن َيغُ ذّ السير ليم ّر على بلدان ما زالت‬
‫ليع َّلق بني الس ��ماء واألرض ذلي ًال‬ ‫نائم ��ة‪ ...‬لكنه توق ��ف فجأة عند احملطة التونس ��ية‪...‬‬
‫ف�ل�ا يجد ل ��ه مكان ًا‪ُ ...‬‬
‫مس ��تجدي ًا أسياده‪ ...‬عس ��ى أن يجد لديهم مكان ًا ُيؤويه‪،‬‬ ‫ه ��ذه املرة املوقف اختل ��ف واملنتظرون م ّل ��وا تلك العادة‪:‬‬
‫فال يؤذن له‪ ...‬س ��بحانك ربي‪ ...‬أين القصور؟ أين اجلاه‬ ‫"االنتظ ��ار"‪ ...‬فغ ّيروها وأخذوا زمام املبادرة وانتفضوا‪...‬‬
‫إنه احلدث التاريخي الذي لم يسبق له مثيل في وجدان‬
‫وع َو َمق ٍَام‬
‫ون * َو ُز ُر ٍ‬ ‫والس ��لطان؟ { َك ْم َت َر ُكوا ِمن َجن ٍ‬
‫َّات َو ُع ُي ٍ‬
‫مي‪َ ،‬ون َْع َم ٍة َكانُوا ِفي َها َف ِاك ِهنيَ} فما حفظ نعمة ربه وال‬ ‫أبن ��اء جيلنا‪ ...‬أجل قد س ��بقه إس ��قاط طاغي ��ة العراق‪،‬‬
‫َك ِر ٍ‬ ‫ولك ��ن لي ��س لذلك الس ��قوط ُبع ��د قيمي ألن ��ه كان على‬
‫رعى حرمة ملن استؤمن على رعايتهم‪...‬‬
‫أيدي احملتل مبعاونة عمالئه‪ ...‬والفرق كبير‪.‬‬
‫تق ��ول صحيفة‪ ‬ليبراس ��يون‪ ... :‬نظام (ب ��ن علي) لم‬
‫يكن إال "نظام ًا زائف ًا"‪ ،‬وكل الذين دعموه باسم السياسة‬ ‫وهن ��ا يح ��ق للقط ��ار أن يتوقف ليش ��هد ته ��اوي أحد‬
‫الواقعي ��ة أغبي ��اء‪ ,‬وعليه ��م اآلن أن يوضحوا ملاذا س ��قط‬ ‫أب ��رز رموز دكتاتوريات القرن�ي�ن ‪ 20‬و ‪ ،21‬لكي َي ْرقبه وهو‬
‫ال ��ذي كانوا َي ُع ّدونه حصن ًا متين ًا ضد اإلس�ل�اميني‬ ‫يلفظ أنفاس ��ه م ��ا قبل األخي ��رة في محاولة الس ��تنقاذ‬
‫قصر من ورق"؟!‬ ‫س ��لطانه حفاظ� � ًا عل ��ى دفء "الكرس ��ي" ونعومت ��ه‪...‬‬
‫مثل ٍ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪4‬‬
‫والدع ��اة الصادق�ي�ن والتي ��ار اإلس�ل�امي بتن� � ّوع فصائله‬ ‫إن إزاح ��ة ذل ��ك الطاغي ��ة ل ��م تك ��ن بال ثم ��ن‪ ...‬فقد‬
‫الصادق ��ة مس ��ؤولية توجي ��ه الن ��اس بحكم ��ة ورحم ��ة ‪-‬‬ ‫ُأزهقت أرواح وس ��الت دماء‪ ...‬ولكن الثمار كانت تستحق‬
‫الش ��باب منه ��م خاص ��ة ‪ -‬وب ��ذل اجله ��ود املتكاتف ��ة م ��ن‬ ‫ما ُبذل‪:‬‬
‫أج ��ل إعادة دين التوحي ��د ‪ -‬هذه الهدية التي وهبها الله‬ ‫جة ُي َد ُّق‬ ‫ِّ‬
‫مضر ٍ‬
‫َّ‬ ‫يد‬
‫بكل ٍ‬ ‫باب ‬
‫وللحرية احلمراء ٌ‬
‫للع ��رب ولس ��ائر العاملني ِم ْن بعدهم ‪ -‬إل ��ى واقع حياتهم‬
‫وبث اليقني في نفوس ��هم بأنه ال صالح لبالدهم وألركان‬ ‫وه ��ذه الفات ��ورة الت ��ي س ��ددها الش ��عب التونس ��ي ال‬
‫حكمهم إال بإقامة حكم الله وسياس ��ة الناس وفق شرعه‬ ‫يج ��وز أن ُتهدر باحتواءٍ من رموز العهد البائد‪ ،‬وال بغز ٍَل‬
‫وجعله املرجعية األولى واألخيرة في إدارة ش ��ؤون الدولة‬ ‫خارجي ال يبغي سوى املزيد من تفكيك العالم اإلسالمي‬
‫واملجتمع‪ ...‬أدرك ذلك كثيرون من غير املس ��لمني ونحن‬ ‫مس ��تفيد ًا من نقاط َضعفه حتى تسهل السيطرة عليه؛‬
‫أحرى بس ��رعة الفَهم واالس ��تجابة منه ��م؛ يقول الكاتب‬ ‫مؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون في‬ ‫فها هو ِّ‬
‫اإلنكلي ��زي برنارد ش ��و‪ :‬لو كان محمد ‪ -‬نبي املس ��لمني ‪-‬‬ ‫س ��ياق حتديده الس ��تراتيجية ذاك الكي ��ان يقول‪" :‬نحن‬
‫بيننا اآلن‪ ,‬حلل مش ��اكل العالم وهو يحتسي فنجان ًا من‬ ‫ش ��عب صغير‏‪,‬‏ وإمكاناتن ��ا ومواردنا مح ��دودة‏‪,‬‏ وال بد من‬
‫القهوة ‪.‬‬ ‫العم ��ل على ع�ل�اج هذه الثغ ��رة في تعاملنا م ��ع أعدائنا‬
‫م ��ن الدول العربية‏‪,‬‏ من خالل معرفة وتش ��خيص نقاط‬
‫‪ -3‬إقام ��ة الع ��دل؛ فالع ��دل ه ��و الذي يحق ��ق األمن‪،‬‬ ‫الضعف لديها‏‏‪ ،‬خاصة العالقات القائمة بني اجلماعات‬ ‫َّ‬
‫العرقية واألقليات الطائفية‏‪,‬‏ بحيث نُسهم في تعظيمها‏‪,‬‏ ويقابل ��ه الظل ��م الذي يش ��يع الفوضى ب�ي�ن الناس‪ ،‬قال‬
‫لتتح ��ول ف ��ي النهاي ��ة إل ��ى معض�ل�ات يصع ��ب ح ّله ��ا أو تعال ��ى‪{ :‬اعدل ��وا ه ��و أق ��رب للتق ��وى}‪ ،‬وق ��ال‪{ :‬إن الله‬
‫يأم ��ر بالعدل‪ .}...‬وإذا لم يتم إرس ��اء الع ��دل منذ اليوم‬ ‫احتواؤها"‏‪.‬‏‬
‫األول للحك ��م اجلدي ��د‪ ،‬فإن مكتس ��بات الثورة س ��تذهب‬
‫إنّ احلف ��اظ عل ��ى تلك املكتس ��بات له ش ��روطه التي ه ��دراً! يق ��ول رس ��ول ِكس ��رى إل ��ى اخلليفة الراش ��د عمر‬
‫يج ��ب أن تتواف ��ر لي ��س فق ��ط في ش ��عب تون ��س املتحرر ابن اخلطاب عندما بحث عنه فوجده مس ��تظ ًال في ظل‬
‫حديث ًا‪ ،‬وإمنا في جميع الشعوب التي تتطلّع بلهفة إلى ش ��جرة وق ��د نام قري ��ر العني من غي ��ر ُح� � ّراس وال عتاد‪:‬‬
‫حكمتَ فعدلت فأَ ِمنت فنمتَ يا عمر‪ ...‬فكان مدرسة في‬ ‫التحرر وتخطط له‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم اعتبار س ��قوط الطاغي ��ة نهاية الغايات؛ فما قيادة األمة جدير بكل قائد أن يتتلمذ فيها‪.‬‬
‫يخطفن بريق السلطة‬‫ّ‬ ‫‪ -4‬عدم االغترار باحلكم‪ :‬فال‬ ‫ه ��و إال بداي ��ة املعرك ��ة التي يج ��ب أن يس ��تتبعها تطهير‬
‫اجلحر نفسه بعد اليوم‪ ،‬والكراس ��ي أبصار ر ّواد الث ��ورة واحلكام اجلدد للبالد‪ ،‬وال‬ ‫لدغن الشعب من ُ‬ ‫ّ‬ ‫لذيوله‪ ،‬فال ُي‬
‫�ن بهم نح ��و أتون الفرقة والتص ��ارع على احلكم‪...‬‬ ‫بتغي ��ر األس ��ماء وتبديل املواقع‪ ،‬ق ��ال تعالى‪ :‬تذه�ب ّ‬ ‫ُّ‬ ‫وال يغت� � ّرنّ‬
‫وظن الناس‬
‫فاملصي ��ر ذاته باالنتظ ��ار مهما طال العه ��د ّ‬ ‫{وخذوا ِحذْ ركم‪.}...‬‬
‫س ُب ْن َيا َنهُ أنهم قد متكنوا واس ��تحكموا بالعباد‪ ،‬و"لو دامت لغيرك‬ ‫‪ -2‬متانة التأسيس‪ :‬قال تعالى‪{ :‬أَ َف َم ْن أَ َّس َ‬
‫�س ُب ْن َيا َنهُ ما وصلت إليك"‪.‬‬‫َع َل ��ى َت ْق� � َوى ِم ْن ال َّل � ِ�ه َو ِر ْض َو ٍان خَ ْي � ٌ�ر أَ ْم َم ْن أَ َّس � َ‬
‫***‬ ‫َع َل ��ى شَ � �فَا ُج � ُ�ر ٍف َه ٍار َفا ْن َه ��ا َر ِب ِه ِفي َن � ِ�ار َج َه َّن� � َم َوال َّلهُ ال‬
‫�ن}؛ فعقود م ��ن التخريب والقمع‬ ‫َي ْه � ِ�دي ا ْل َق� � ْو َم َّ‬
‫الظالمِ ِ �ي َ‬
‫م ��ا ح ��دث لعل ��ه يك ��ون عب ��رة لتل ��ك ال ��رؤوس الت ��ي‬ ‫دم ��رت احلي ��اة اإلنس ��انية واالجتماعي ��ة‬ ‫والتدج�ي�ن‪ّ ...‬‬
‫الهشة التي نخرها سوس فسادها‬ ‫والسياس ��ية واالقتصادي ��ة ف ��ي تونس‪ ،‬مما يح ِّت ��م إعادة أينعت‪ ...‬تلك الكيانات ّ‬
‫ُ‬
‫التأسيس‪ ...‬فليحذر الذين ستُ ناط بهم مسؤولية إعادة وظلمه ��ا وجبروتها‪ ،‬ها ه ��ي اليوم آيلة للس ��قوط‪ ...‬وما‬
‫هيكل ��ة البلد أن يؤسس ��وها على مب ��ادئ تمُ عن في حرف على الش ��عوب إال أن تتخ ��ذ قرارها‪ ...‬وال تنتظر احتراق‬
‫َ‬
‫الن ��اس ع ��ن وجهتهم الصحيح ��ة‪ ...‬عن األس ��اس الذي ش ��بابها حتى تثور‪ ،‬ولتتأكد بأن احلقوق ال ُتستجدى‪...‬‬
‫إمنا ُتنتزع انتزاع ًا‪l‬‬
‫يحف ��ظ لهم أمنهم وكرامتهم وعقيدتهم‪ .‬وعلى العلماء‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫حب من نور‬ ‫مساحة حب‬
‫بقلم‪ :‬إميان أحمد َش َراب‬
‫املدينة املنورة‬

‫ه ��ي مس � ِّ�كنات مؤقتة س ��رعان ما ي ��زول مفعولها ويزداد‬ ‫هل هن ��اك َمن يكيد لك؟ هل ف ��ي األمر خيانة؟‬
‫�وء بعدها‪ ،‬ألن الشفاء والعالج والنعيم والثراء‬ ‫األمر س � ً‬ ‫ه ��ل ك ّب َل ْت ��ك الدي ��ون؟ هزم ��ك امل ��رض؟ َو ِرم قلب ��ك م ��ن‬
‫والس ��عادة وحتقيق أغل ��ى األحالم واحل ��ب‪ ...‬في اجلنة‬ ‫األح ��زان؟ َغ َل ��ى دماغك م ��ن التفكير؟ دنياك س� � ّودتها‬
‫فقط‪.‬‬ ‫الذنوب واملعاصي؟‬
‫اجلنة التي وصفها رس ��و ُلنا احلبيب [ فقال‪« :‬فيها‬
‫أظن ��ك أخذت جت� � ِّرب ‪ -‬للخروج من ذلك ‪ -‬الس ��فر‬
‫ما ال عنيٌ رأت وال ُأ ُذن سمعت وال خطر على قلب بشر»!‬
‫والــتس � ُّ�وق‪ ،‬الـــلـــق ��اء باألحــبــ ��اب والـــزيـ ��ارات‪ ،‬الرق ��ص‬
‫فنظ ��ل نتخي ��ل ونتخي ��ل‪ ،‬ث ��م نص ��ل إلى مرحل ��ة تعجز‬
‫والغناء‪ ،‬مش ��اهدة األفالم‪ ،‬االنهماك ف ��ي العمل‪ ،‬النوم‪،‬‬
‫عقولن ��ا ع ��ن املزيد من اخلي ��ال‪ ،‬ألن فيها م ��ا ال يخطر‬
‫املهدئات‪...‬‬
‫على قلوبنا‪ ،‬فيزداد شوقنا للجنة!‬
‫والنتيجة‪ :‬ال فائدة! أنا أكيدة من ذلك‪.‬‬
‫نعم‪ ..‬ال فوز وال جناة إال بدخول اجلنة‪..‬‬
‫لم تنفع كل وس ��ائل النسيان‪ ...‬ألنها ليست العالج؛‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪6‬‬
‫اجلنة؟ وماذا أع َد ْدنا لها؟!‬
‫حضرن ��ي س ��ؤال رج ��ل لرس ��ول الله [ ع ��ن موعد‬ ‫َي ُ‬
‫الس ��اعة‪ ،‬فقال له رس ��ول الله[‪« :‬ويحك! وماذا أعددت‬
‫لهاحب الله ورس ��وله‪ .‬فقال الرسول‬ ‫لها؟» فقال‪ :‬أعددت ُ‬
‫[‪« :‬اجلس فإنك مع َمن أحببت» رواه أحمد وأصله في‬
‫ه��ا ه��و �إذن ح��ب الل��ه َيعم��ر قلوبنا‪،‬‬ ‫الصحيحني‪.‬‬
‫وميت��زج ب�أرواحن��ا ويتغلغ��ل يف وجدانن��ا‪،‬‬ ‫ه ��ذه ه ��ي! أن نح ��ب الله ورس ��وله‪ ،‬بل أن يك ��ون الله‬
‫ون�سع‬
‫فتغمرن��ا لذة ال ت�شبهها يف الكون لذة‪َ ،‬‬ ‫أي أحد‬ ‫أح ��ب إلينا من ِّ‬ ‫الكرمي الودود ورس ��وله احلبيب َ‬
‫أح ��ب إلينا من أموالن ��ا وأوالدنا وأهلينا‬ ‫كل ش ��يء‪َ ،‬‬ ‫ومن ِّ‬
‫النا�س ب�أخالقنا‪ ،‬وننرث احلب حولنا‪...‬‬
‫وأنفسنا وجتارتنا ومنازلنا‪...‬‬
‫نش ��قى إن فا َر َقنا‪ ...‬األمر لدينا س ��يان؛ كيف ال؟! وحب‬ ‫ومن منا ال يحب الله؟!‬ ‫َ‬
‫الله قد سما بعقولنا ورغباتنا وشهواتنا‪ ،‬فأصبحنا بشر ًا‬ ‫نحب الله ‪ -‬الذي‬ ‫حب الله ليس كلمة أو ش ��عاراً! أن َّ‬
‫نحب الله ويحبنا سبحانه!‬ ‫ُحس بآثارها‬ ‫�ماء احلس ��نى‪ -‬يعني أن نش ��عر ون ّ‬ ‫له األس � ُ‬
‫وعندم ��ا يحبن ��ا الل ��ه‪ ..‬فم ��ا أعظمه من ح ��ب! وما‬ ‫وجنتهد في َفهم معاني جميع أسمائه احلسنى‪ ،‬فنعرفه‬
‫أجمل حياة َمن يحبه الله‪...‬‬ ‫أكثر‪ ،‬فنحبه أكثر (هكذا يقول العلماء)‪.‬‬
‫م ��ا أجمل حياة َمن يتعه ��د احلفيظ بحفظه‪ ،‬يقول‬ ‫ونحب ��ه إذا أ ّدين ��ا الفرائ ��ض وتق ّربن ��ا إليه س ��بحانه‬
‫الرسول [ في احلديث القدسي عن الله يقول في عبده‬ ‫بالنواف ��ل والطاع ��ات‪ ..‬نح ّب ��ه بأداء الصالة ف ��ي وقتها‪..‬‬
‫املجته ��د ف ��ي الطاعة‪« :‬ف ��إذا أحببتُ ه‪ ،‬كنت َس � ْ�م َعه الذي‬ ‫نح ّب ��ه بإتق ��ان أعمالن ��ا‪ ..‬ونحب ��ه عندم ��ا نعب ��ده كأنن ��ا‬
‫يسمع به‪ ،‬وبصره الذي ُيبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪،‬‬ ‫ن ��راه‪ ،‬ف ��إن لم نكن نراه فال يغيب عن ��ا أنه يرانا‪ ..‬ونحبه‬
‫ورجله التي ميشي بها‪ ،‬وإن سألني ألعطينّه»‪ .‬ليس هذا‬ ‫بترطي ��ب اللس ��ان وترقي ��ق القل ��ب بالذِّ ك ��ر والتس ��بيح‬
‫بح ِّب َمن أحبه‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إن الله العظيم يأمر جبريل ُ‬ ‫واحلمد واالستغفار‪ ...‬ونحبه عندما يكون ذكره حاضر ًا‬
‫الله‪ ،‬وحب أهل السماء واألرض له‪« :‬إذا أحب الله تعالى‬ ‫في كل ما نقوله أو نعمله‪ ،‬فكل ش ��يء من أجله‪ ،‬وكل ما‬
‫فيحبه‬ ‫العبد‪ ،‬ن ��ادى جبريل‪ :‬إنّ الله يحب فالن ًا فأَح َّبه‪ُ ،‬‬ ‫نتركه من أجله سبحانه‪.‬‬
‫يحب‬‫ّ‬ ‫جبري ��ل‪ ،‬فينادي جبريل في أهل الس ��ماء‪ :‬إنّ الله‬ ‫نحبه إذا لم تر أعيننا إال ما يحبه‪ ،‬ولم تسمع آذاننا‬
‫يوضع له القَبول‬ ‫فالن ًا فأَح ّبوه‪ ،‬فيح ّبه أهل السماء‪ ،‬ثم َ‬ ‫متش‬ ‫إال م ��ا ُيرضيه‪ ،‬ولم تعمل أيدينا إال ما يريده‪ ،‬ولم ِ‬
‫في أهل األرض» رواه البخاري‪.‬‬ ‫أرجلنا إال إلى املكان الذي يحبه ويرضاه عز وجل‪.‬‬
‫إذا سعدت فاش ��كر الله املستحق للشكر‪ .‬وإذا ارحتت‬ ‫ونحب الل َه عندما يكون حبيبه الرسول [ قائد ًا لنا‬ ‫ُّ‬
‫فاحمد الله‪ ..‬وإذا َغ ِضبت فاس� �ت َِعن بالله‪ ،‬فهو حس� � ُبك‬ ‫وقدوة وأس ��وة‪ ،‬بل إنّ حبنا لله مش ��روط بحبنا لرسولنا‬
‫ووكيلك‪ ..‬وإذا ش ��عرت بالضي ��ق‪ ،‬فالجْ َ أ إلى َمن ال ملجأ‬ ‫{ق ��لْ ِإ ْن ُك ْنتُ � ْ�م تحُ ِ ُّب ��ونَ ال َّل� � َه َفات َِّب ُع ِوني‬
‫وتأس ��ينا ب ��ه [‪ُ :‬‬ ‫ّ‬
‫َس باحلديث معه و ُبثّه شكواك‪ ،‬وارفع يديك‬ ‫إال إليه‪ ،‬و ْأن ْ‬ ‫يم}‪..‬‬ ‫َ‬
‫ُي ْح ِب ْب ُك ُم ال َّلهُ َو َيغْ ِف ْر ل ُك ْم ُذنُو َب ُك ْم َوال َّلهُ َغفُ و ٌر َر ِح ٌ‬
‫طالب ًا الكرمي القادر‪..‬‬ ‫ه ��ا هو إذن حب الله َيعمر قلوبن ��ا‪ ،‬وميتزج بأرواحنا‬
‫إن ��ه القُ ��رب من الل ��ه والهروب منه إلي ��ه‪ ..‬إنه القُ رب‬ ‫ويتغلغل في وجداننا‪ ،‬فتغمرنا لذة ال تشبهها في الكون‬
‫الذي تشعر معه بحبك الكبير لله وبح ِّبه لك‪..‬‬ ‫ونسع الناس بأخالقنا‪ ،‬وننثر احلب حولنا‪ ...‬باحلب‬ ‫لذة‪َ ،‬‬
‫فالله ��م إنا نُحب ��ك ونُحب رس ��ولك [‪ ،‬فال حترمنا‬ ‫نتعام ��ل‪ ،‬وبه نأمر وننهى‪ ...‬فال نطغ ��ى إن مالت قلوبنا‬
‫دخلنا جنّتك‪l‬‬ ‫ُحبك‪ ،‬وأَ ِ‬ ‫أي محب ��وب أو مرغ ��وب ف ��ي الدنيا مهم ��ا غال‪ ،‬وال‬ ‫إل ��ى ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫لحظة صفاء‬

‫الإخال�ص‪� ...‬سفينة اخلال�ص‬


‫بقلم‪ :‬أمينة أحمد زاده‬

‫عم ��ل‪ .‬إنّه رباط ر ّباني يج� � ّرد املؤمن فيه ن ّيته لله‪،‬‬ ‫محم ��د ًا [ إلى‬
‫ّ‬ ‫بع���ث الله ع� � ّز وج ��لّ نب ّي ��ه‬
‫يعم ��ل في الدنيا وقلبه معل ٌّق باآلخرة‪ ،‬يتطلّع إلى‬ ‫بكتاب مبني‪ ،‬فيه احلق الواضح‪ ،‬والنّور‬ ‫ٍ‬ ‫النّاس ّ‬
‫كافة‬
‫مرضاة ر ّبه ورضوانه‪ ،‬يعمل وهو يخشى أن ُيح َبط‬ ‫والدي ��ن اخلال ��ص‪ ،‬فاحلي ��اة مع اجلهل‬ ‫الس ��اطع‪ّ ،‬‬
‫عمل ��ه أو ال ُيقبل س ��عيه‪ ،‬وفي ه ��ؤالء يقول [ في‬ ‫تعاس ��ة وش ��قاء‪ ،‬والعلم ب ��دون عمل ضي ��اع وغثاء‪،‬‬
‫قول الله عز وجل‪{:‬والذين ُيؤتون ما آ َت ْوا وقلو ُبهم‬ ‫والعم ��ل اخلالي من اإلخالص نفاق ورياء‪ .‬لذلك‬
‫َو ِجل ��ة}‪« :‬ه ��و الرج ��ل يص ��وم ويص ّل ��ي ويتص � ّ�دق‬ ‫دعا اإلس�ل�ام إل ��ى اإلخالص ف ��ي الدي ��ن والعمل‪،‬‬
‫ويخاف أن ال ُيقبل منه»‪ .‬وكلّما كان العمل مشبع ًا‬ ‫التوجه إلى الله ع ّز وجلّ ‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إنّا‬ ‫ّ‬ ‫وهدفه‬
‫باإلخالص تغلغل إلى نبضات القلب‪ ،‬وح ّرر النّفس‬ ‫فاعبد الل َه مخلص ًا له‬
‫ِ‬ ‫أنزلنا إليك الكتاب باحلقّ ‪،‬‬
‫م ��ن أدرانه ��ا وأهوائه ��ا ورعونته ��ا‪ .‬وإنّ م ��ن أعظم‬ ‫الدين‪ ،‬أال لله الدين اخلالص‪.}...‬‬
‫ص ��ور اإلخالص لله تعال ��ى اإلخالص في اإلميان‬
‫ً‬ ‫فاإلخالص أساس العمل وصالحه‪ .‬إنّه صفاء‬
‫خالصة; اإلخالص بأنّه‬ ‫بوحدان ّيته وعبادته عباد ًة‬
‫الن ّية ونقاء الس ��ريرة من الش ��رك والري ��اء‪ ،‬وإرادة‬
‫وقناعة ويقين ًا; إخالص‬ ‫ً‬ ‫ال إله إ ّال هو حقّ ًا وصدق ًا‪،‬‬
‫وج ��ه الل ��ه وحيازة رض ��اه في كل اعتق ��اد أو قول أو‬
‫يس ��بق كل صالة‪ ،‬وكل ركوع وس ��جود ُيش ��عر املؤمن‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪8‬‬
‫بأنّه يصلّي لله ويس ��جد له وحده‪{ :‬قل إنّ صالتي‬
‫وم ْحياي ومماتي لل ��ه رب العاملني‪ ;}...‬إنّه‬ ‫ون ُُس ��كي َ‬
‫�إنّه رباط ربّاين يج ّرد امل�ؤمن فيه ن ّيته‬ ‫جلن ��ان‪ ،‬وبكل‬ ‫التج� � ّرد الكام ��ل ب ��كل خاجل ��ة ف ��ي ا َ‬
‫حركة في اللسان‪ ،‬وبكلّ سلوك في احلياة‪ ،‬بالصالة‬
‫لله‪ ،‬يعمل يف الدنيا وقلبه مع ّل ٌق بالآخرة‪،‬‬
‫واالعتكاف‪ ...‬باحمليا واملمات وما وراءه‪.‬‬
‫يتط ّلع �إىل مر�ض��اة ربّه ور�ضوانه‪ ،‬يعمل‬ ‫رياء‪،‬‬
‫والعم ��ل عندما يفق ��د اإلخالص يصب ��ح ً‬
‫وهو يخ�شى �أن ُيحبَط عمله‬ ‫وه ��و م ��ن أخ�ل�اق املنافق�ي�ن واملخادع�ي�ن‪ ،‬الذي ��ن‬
‫افتق ��دوا ذلك النّور‪ ،‬فأظلم قلبهم‪ ،‬وفس ��د عملهم‪،‬‬
‫وانش ��راح الصدر‪ ،‬كما أنّه يح ّول كلّ عمل إلى عبادة‬ ‫وحبط أجرهم‪ ،‬وضلّ سعيهم‪ ،‬وكانوا من اخلاسرين‬
‫خالصة لله وإن لم يؤ ّده; فهو بن ّيته يدرك ثوابه‪ :‬قال‬ ‫الذين قال الله فيهم‪{ :‬إنّ املنافقني يخادعون الله‬
‫بصدق بلّغه الله منازل‬ ‫ٍ‬ ‫[‪« :‬من سأل الله الشهادة‬ ‫وهو خادعهم‪ ،‬وإذا قاموا إلى الصالة قاموا ُكس ��الى‬
‫الش ��هداء وإن مات على فراشه»‪ .‬كما أنّ الله تعالى‬ ‫ي ��راؤون ال ّن ��اس وال يذكرون الل ��ه إ ّال قلي ًال}‪ .‬صلّوا‬
‫همه‬ ‫ميد املخلص بعونه ويستجيب دعاءه ويكشف ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتصدق ��وا تفاخ ��راً‪ ،‬وصام ��وا خوف� � ًا م ��ن‬
‫ّ‬ ‫تظاه ��راً‪،‬‬
‫ويف� � ّرج َك ْربه‪ .‬ومن أعظم ثمرات اإلخالص ُح ْس ��ن‬ ‫االنتق ��اد‪ ،‬فج ��اءت عباد ُته ��م م ّيت � ً�ة ال حي ��اة فيها‪،‬‬
‫اخلامت ��ة‪ ،‬ثم بع ��د ذلك الفوز باجل ّن ��ة والنّجاة من‬ ‫رياء ال جزاء عليها‪ ،‬بل نفاق ًا س ��يعاتبون‬ ‫وطاعتُ هم ً‬
‫النّار‪.‬‬ ‫عليه‪.‬‬
‫إنّ اإلس�ل�ام دي ��ن ق ِّيم ال ُيخ ��دم إ ّال باإلخالص‪،‬‬ ‫عظمه‬ ‫عمل صغير ُت ّ‬ ‫ق ��ال بعض الس ��لف‪ُ « :‬ر ّب ٍ‬
‫وم ��ا ق ��ام اإلس�ل�ام إ ّال على س ��واعد قو ّي ��ة مخلصة‬ ‫عمل كبير تصغّ ��ره الن ّية»‪ .‬فصالة ركعة‬ ‫الن ّي ��ة‪ ،‬و ُر ّب ٍ‬
‫طاه ��رة‪ ،‬أخلصت لدينها‪ ،‬واعت� �زّت بقرآنها‪ ،‬وأعلت‬ ‫يطلع عليه أحد أفضل عند‬ ‫مكان ال ّ‬
‫لله تعالى في ٍ‬
‫كلم ��ة ر ّبها‪ ،‬ومن هن ��ا يجب على كلّ داعية إلى الله‬ ‫الل ��ه من مائ ��ة ركعة ُأريد بها امل ��دح والثناء‪ ،‬ودرهم‬
‫أن يعم ��ل لدعوته بصدق وأمان ��ة وإخالص‪ ،‬يعيش‬ ‫حب‬
‫خير من إنفاق كثير مع ّ‬ ‫واحد ُينفق لوجه الله ٌ‬
‫معها بأحاسيس ��ه ومش ��اعره‪ ،‬يراقب نفسه ويسعى‬ ‫الس ��معة والش ��هرة; عن أبي الدرداء ع ��ن النبي [‬ ‫ُّ‬
‫لكماله ��ا م ��ع اخل ��وف الدائ ��م م ��ن ع�ل ّ�ام الغي ��وب‬ ‫ق ��ال‪« :‬الدني ��ا ملعونة ملعونٌ ما فيه ��ا إ ّال ما ابتُ غي‬
‫ومق ّل ��ب القل ��وب‪ ،‬ميس ��ك زمام نفس ��ه م ��ن أن تذلّ‬ ‫لنطهر‬‫ّ‬ ‫ب ��ه وجه الله»‪ .‬فعلينا أن نت ��ذ ّوق اإلخالص‬
‫لش ��هوة أو َت ْضعف لنزوة‪ ،‬أو تنجرف في ت ّيار الهوى‬ ‫س ��رائرنا وتس ��تقيم أمورن ��ا و ُتقب ��ل أعمالن ��ا‪ ،‬فقد‬
‫الض ��ال‪ ،‬أو تنح ��رف عن صراط الله املس ��تقيم‪ .‬إنّ‬ ‫ّ‬ ‫�ش واخلداع‪،‬‬ ‫أصاب نفوس ��نا اله ��وى والتل ّوث‪ ،‬والغ � ّ‬
‫العاملني املخلصني لله الذين ال يبتغون بدعوتهم‬ ‫ح ّت ��ى اله ��واء الذي نتنفّ س ��ه أصبح مل ّوث� � ًا بالرياء‬
‫إ ّال وج ��ه الل ��ه‪ ،‬دعوته ��م ح ّي ��ة نابضة أصله ��ا ثابت‬ ‫والغش واخلداع‪ ..‬وعلينا أن ن َْصدق في طلب العون‬
‫وفرعها في السماء‪.‬‬ ‫ليعيننا على حتقيق اإلخالص‪.‬‬ ‫من الله ع� � ّز وجلّ ُ‬
‫فطوب ��ى مل ��ن كان اإلخ�ل�اص رائ ��ده‪ ...‬وخش ��ية‬ ‫ومم ��ا ُيعينن ��ا عل ��ى اإلخ�ل�اص‪ :‬مجاه ��دة النّفس‬
‫قصده‪ ...‬ورضوان الله غايته‪ .‬وتعس ًا ملن كان‬ ‫الله َم ِ‬ ‫يقيني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بالس ��وء ومقاوم ��ة رغباتنا بإمي ��ان‬
‫األم ��ارة ّ‬ ‫ّ‬
‫الرياء رداءه‪ ...‬وإلى اخليبة واخلسران مآله‪l‬‬ ‫وصبر شديد‪.‬‬ ‫وهمة عالية‪،‬‬‫اني‪ّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫وصدق ر ّب ّ‬
‫ٍ‬
‫ولإلخالص ثمرات وبركات في النّفس واحلياة;‬
‫فهو مينح صاحبه سكينة النّفس وطمأنينة القلب‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫املر�أة والنارجيلة‪:‬‬
‫جر�أة �أم‪ ...‬؟!‬
‫خاص‪ :‬منبر الداعيات‬

‫«ر ْيتني تنباك ّ‬


‫معس ��ل‪ ...‬وحترقين ��ي بأركيل ��ة‪ ...‬ومهما‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫عندك أتوس ��ل‪ ...‬عني اجلمرة ما تش ��يلي‪ ...‬وم�ي�ن قلك من احل ْرق‬
‫ْبخاف‪ ...‬خَ ِّلي ال َنفَس ما يوقف‪!!!» ...‬‬
‫ه ��ذه كلم ��ات أغنية من (إف ��رازات ثقاف ��ة النارجيل ��ة)‪ ...‬حقّ قت‬
‫رواج ًا كبير ًا دفعت بعض النقّ اد واجلمعيات واملؤسس ��ات إلى النظر‬
‫ف ��ي كلماته ��ا واعتبارها مح ّرضة على تدخ�ي�ن النارجيلة‪ .‬وحديثنا‬
‫ليس عنها وإمنا عن ظاهرة ش ��عبية متفش ��ية ورائجة في مجتمعنا‬
‫نحو واسع سلّطت تلك األغنية الضوء عليها؛ فمنظر‬ ‫العربي على ٍ‬
‫حتلّق مجموعات النسوة أمهات ومراهقات وطالبات وموظفات حول‬
‫النارجيل ��ة في اجللس ��ات العائلي ��ة وفي املطاعم الراقية والش ��عبية‬
‫واملنتزه ��ات ل ��م يعد باألم ��ر املس ��تهجن‪ ،‬فقد أضح ��ت (النارجيلة)‬
‫ترس ��خت دعائمها بني أوس ��اط النساء بعد أن كانت ِحكْ ر ًا على‬ ‫عادة ّ‬
‫العنصر الذكوري‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫احلاجة س ��عاد‬
‫ّ‬ ‫‪ 20 l‬س ��نة ه ��ي عمر تدخني‬
‫للنارجيلة‪ ،‬وم ��ع ذلك لم تأخذ قرارها باإلقالع‬
‫عنه ��ا إال حينما رأت حفيدته ��ا التي ال يتجاوز‬
‫عمره ��ا ‪ 3‬س ��نوات تبص ��ق بلغم� � ًا كثيف� � ًا‪ ،‬وال‬
‫الس ��عال (وم ��ا أع� � ّز من الول ��د إال ولد‬
‫يفارقه ��ا ُّ‬
‫الولد) كما قالت‪.‬‬
‫‪ l‬أم ��ا رفيف ��ة فرغ ��م إصابته ��ا بالس ��رطان‬
‫نتيجة تعاطيه ��ا النارجيلة منذ وقت طويل إال‬
‫وح ّجتها‪{ :‬قل لن‬
‫أنها ال تستطيع اإلقالع عنها ُ‬
‫جـــمــالـــهن‪ ،‬فـــتـــصاب املدمنة بالشحوب وتعلو شفاهها‬
‫يصيبنا إال ما كتب الله لنا}!!‬
‫الزُّ رقة وتصف ّر أس ��نانها وتخ � ّ‬
‫�ط التجاعيد معاملها باكر ًا‬
‫بالتقصف والهشاش ��ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫على ُمح ّياه ��ا‪ ،‬و ُتصاب أظافرها‬ ‫‪ l‬وجمال (أم ألربعة أطفال)؛ فتحدثت عن جتربتها‬
‫كما تضطرب دورتها الشهرية‪ ،‬وقد ُتصاب بالعقم وحترم‬ ‫قائلة‪ :‬بدأت التدخني في سن مبكرة ُ‬
‫وخفية عن أهلي‪..‬‬
‫م ��ن نعم ��ة األمومة أو عل ��ى األقلّ ِتقلّ نس ��بة اإلخصاب‬ ‫احلم ��د لل ��ه لقد توقف � ُ�ت ع ��ن التدخني وأمن ��ع عائلتي‬
‫عندها‪ ،‬وقد تتفاجأ بقدوم س ��ن اليأس مبكر ًا دون سابق‬ ‫بش ��دة م ��ن مج ��رد إدخ ��ال النارجيل ��ة إل ��ى منزلن ��ا وال‬
‫إن ��ذار‪ ...‬باإلضاف ��ة إل ��ى مضاعف ��ات التدخ�ي�ن املعروفة‬ ‫تضررت أسناني‬
‫ْ‬ ‫نقدمها للضيوف‪ ،‬ولقد‬
‫ّ‬
‫واخلطيرة‪ ،‬التي تس ��بب أنواع ًا مختلفة من السرطانات‬ ‫بشدة‪ ،‬ولكن أحمد الله أنّ األضرار‬
‫ولثتي ّ‬
‫واألمراض التج ُّلطية للقلب والشرايني‪.‬‬ ‫احلد»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اقتصرت عند هذا‬

‫كم ��ا أنّ إدمانه ��ا ِّ‬


‫يؤث ��ر س ��لب ًا عل ��ى من حوله ��ا ً‬
‫بدء‬ ‫املخاطر الصحية‬
‫بأغلى مخلوق لديها‪ :‬جنينها؛ حيث يتأثر بس ��موم هذه‬ ‫تتعرض‬
‫ّ‬ ‫وح ��ول املخاط ��ر الصحية التي ق ��د‬
‫النارجيل ��ة الت ��ي ق ��د تتس ��بب بإجهاض ��ه أو والدته قبل‬ ‫له ��ا امل ��رأة من ج � ّ�راء تدخينه ��ا للنارجيل ��ة واآلثار‬
‫األوان‪ ،‬أو تأخر منوه داخل الرحم‪ ،‬أو إصابته بتش ��وهات‬ ‫الناجم ��ة عنه ��ا قال ��ت الدكت ��ورة زين ��ة صدق ��ي‬
‫ِخلْقي ��ة‪ ،‬كم ��ا قد يتع ��رض مولودها في أي ��ة حلظة ملوت‬ ‫(خ ّريجة كلية الطب والصيدلة‬
‫الفج ��أة; وإذا كت ��ب الله له احلياة فس ��يكون أكثر ُعرضة‬ ‫م ��ن جامع ��ة احلس ��ن الثان ��ي‪،‬‬
‫لإلصاب ��ة مبختل ��ف أم ��راض اجله ��از التنفس ��ي‪ ..‬ومن‬ ‫ومستش ��ارة في مكتب جمعية ملس ��اندة‬
‫الدراس ��ات أن دخ ��ان النارجيلة قد‬
‫ناحي ��ة أخرى أثبتت ّ‬ ‫مرضى الدم‪ ،‬وأمينة مال في صندوق للمتبرعني‬
‫يع� � ّرض املتلقّ ني للمضاعفات نفس ��ها التي يتع ّرض لها‬ ‫بالدم)‪:‬‬
‫املدخنون‪.‬‬
‫إن النارجيل ��ة تؤث ��ر س ��لب ًا عل ��ى أكث ��ر‬ ‫‪l‬‬

‫أم ��ا بخص ��وص املواد الت ��ي يش ��تمل عليه ��ا التنباك‪،‬‬ ‫م ��ا حت ��رص عـــلـــيــ ��ه الـــنس ��اء ع ��ادة أال وه ��و‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪12‬‬
‫معاناته ��ا مع زوجها املدمن عل ��ى تدخني النارجيلة‪:‬‬
‫«أنا لدي حساس� � ّية م ��ن رائحتها لذا ال أس ��تطيع أن‬
‫للأم الدور الأكرب يف مكافحة هذه الظاهرة;‬
‫�إذ يج��ب �أن تك��ون �أوال ً خ َري ق��دوة ب�أن ال ّ‬
‫تدخن‬
‫أمض ��ي وقت ًا طوي�ل ً�ا معه‪ ،‬كما أنها حت � ّ�د من زياراتنا‬
‫وعليه��ا اجلهد الأك�بر �أي�ضا ً يف تربي��ة �أوالدها‬
‫يحب زيارة األشخاص الذين ال يقدمونها له‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ألنه ال‬ ‫عل��ى �أمن��اط �سلوكية وع��ادات �صحي��ة حتمي‬
‫بد‬
‫أي كان‪ .‬وإن كان ال ّ‬
‫وحتى أنه ال يحب تدخينها مع ٍّ‬ ‫عافيتهم‪ ،‬وتنبههم �إىل حرمة هذه العادة‬
‫بد من أن‬
‫م ��ن القيام ببعض الزي ��ارات الضرورية فال ّ‬
‫تكون قصيرة ليتسنى له تدخينها في مكان آخر»‪.‬‬ ‫باملعس ��ل‪ ،‬وم ��ا يوضع في لفائف الس ��جائر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وم ��ا ُيعرف‬
‫أهمه ��ا‪ :‬النيكوت�ي�ن الذي يس� � ِّبب اإلدمان لدى‬
‫قال ��ت‪ّ :‬‬
‫النارجيلة وآثارها‬
‫املدخن�ي�ن‪ ،‬وأح ��ادي أكس ��يد الكربون‪ ،‬وامل ��واد امله ِّيجة‪،‬‬
‫على األسرة واملجتمع‬ ‫ث ��م املواد املس� � ِّببة للس ��رطان وعل ��ى رأس ��ها القطران‪.‬‬
‫إن ازدي ��اد تدخني امل ��رأة للنارجيل ��ة أصبح ظاهرة‬ ‫باإلضافة لكل هذه املك ِّونات‪ .‬يحتوي املعس ��ل املصنوع‬
‫له ��ا أبع ��اد اجتماعي ��ة خطي ��رة‪ ...‬وملعرفة انعكاس ��ات‬ ‫تخفف‬ ‫من التبغ والعس ��ل ونكه ��ات الفواكه الت ��ي قد ِّ‬
‫وأخطار انتش ��ار هذه الظاهرة على أس ��رنا ومجتمعنا‬ ‫ِّ‬
‫للمدخن‬ ‫الس ��عال فتعطي انطباع ًا خاطئ� � ًا‬
‫حدة ُّ‬
‫م ��ن ّ‬
‫بشكل عام‪ ،‬كان لنا احلوار التالي مع املتخصصة في‬ ‫أن ال خطر من تدخينه للنارجيلة‪ ،‬على كميات كبيرة‬
‫ْ‬
‫اإلرش ��اد الصح ��ي واالجتماع ��ي ناه ��د إبراهيم حيث‬ ‫املض ّرة بصحة اإلنسان كالكوبالت‬
‫من املعادن الثقيلة ِ‬
‫ب ّينت لنا أسباب انتشار ظاهرة تعاطي النارجيلة‪:‬‬ ‫والنَّيكل وغيرها‪ ،‬ويعتبر تركيز أحادي أكسيد الكربون‬
‫أقوى عند تدخني النارجيلة‪ ،‬والكل يعرف أنه يتسبب‬
‫�جع النس ��اء على تدخني‬
‫‪ l‬أب ��رز العوامل التي تش � ِّ‬
‫في تس ��مم اجلسم ونقص األوكس ��جني في األنسجة‪،‬‬
‫النارجيلة‪ :‬اجله ��ل بأضرار تدخينها واعتبارها أخف‬
‫املعس ��ل م ��واد كيماوية أخرى‪،‬‬
‫كم ��ا تدخل في محتوى ّ‬
‫ضرر ًا من الس ��يجارة‪ ،‬اإلعالم الذي يص ّور األمر وكأنه‬
‫منه ��ا ‪ -‬على س ��بيل املثال ال احلص ��ر ‪ -‬بعض مبيدات‬
‫عادة جميلة وموضة جديدة‪ ،‬الصاحبات وكثرة أوقات‬
‫احلشرات‪....‬‬
‫الفراغ‪ ،‬الرغبة بالتقليد األعمى ولفت نظر الش ��بان‪،‬‬
‫إضافة إلى الهرب من املشاكل العائلية ومشاعر القلق‬ ‫‪ l‬أب ��و مصطف ��ى عن ��ده م ��ن األوالد خمس ��ة وه ��و‬
‫والضغوط االجتماعية‪.‬‬ ‫مدخ ��ن «عري ��ق» كم ��ا يص ��ف نفس ��ه‪ ،‬ولكن ��ه ال يح ��ب‬
‫تدخ�ي�ن النارجيلة ألنه يعتبر الس ��يجارة عملية أكثر‪،‬‬
‫وطامل ��ا أنه ليس هن ��اك أي قانون مين ��ع التدخني‬
‫ولقد أبدى انزعاجه كون بناته من مدخنات النارجيلة‬
‫في األماكن العامة‪ ،‬فض ًال عن التسهيالت املقدمة من‬
‫وبدأن تعاطيها مبكر ًا تأس� � ّي ًا بأمهن وخاالتهن‪ ،‬ولكنه‬
‫املقاه ��ي واملطاعم وتوفير خدمة توصيلها إلى املنازل‪،‬‬
‫يعتب ��ر أن تدخني بنات ��ه النارجيلة أمام ��ه أفضل من‬
‫ووجوده ��ا عل ��ى نكه ��ات مح ّببة‪ ،‬وغياب س ��لطة األهل‬
‫فعله من وراء ظهره!‬
‫وع ��دم اخل ��وف من تدخينه ��ا علن� � ًا‪ ...‬كل ذلك زاد من‬
‫إقبال الشباب عليها‪.‬‬ ‫‪ l‬أم عثم ��ان (أم لطفلة وه ��ي حامل) حتدثت عن‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫أم ��ا ع ��ن آث ��ار التدخ�ي�ن عل ��ى العالق ��ات األس ��رية؛‬
‫تعاطي التدخني بوا�سطة النارجيلة ي�ش ّكل‬ ‫فإن ��ه ي ��ؤدي إلى نفور بني الزوجني كما يؤدي إلى تفكك‬
‫�آفة خطرية‪ ،‬ي�ستغل ّجتارها املفاهيم املغلوطة‬ ‫العالقات‪ ،‬وبالنس ��بة لتأثيرها على األبن ��اء ذكور ًا وإناث ُا‬
‫ب�ش�أن �أمانه��ا وانعدام �أ�ضراره��ا لري ِّوجوا لها‬ ‫فح � ّ�دث وال ح ��رج؛ فهي س ��تدفعهم إل ��ى تقلي ��د أهلهم‪،‬‬
‫ويزرعوها يف �صفوف �شبابنا وفتياتنا‬ ‫حرم أفراد األس ��رة فرصة االجتماع في‬
‫كما أن إدمانها َي ِ‬
‫جلسات مفيدة‪.‬‬
‫وج ْمعة األهل واألصحاب‬
‫كما أن انتش ��ار هذه الظاه ��رة َ‬
‫وعلي ��ه‪ ،‬ف ��إن ل�ل�أم ال ��دور األكبر ف ��ي مكافح ��ة هذه‬
‫نت أن أهله ��ا ال ُيعارضون‬
‫ش ��جعتها عل ��ى جتربته ��ا‪ .‬وب ّي ْ‬
‫الظاه ��رة; إذ يجب أن تكون أو ًال خير قدوة بأن ال تدخن‬
‫تدخينه ��ا‪ ،‬ول ��و وجدت م ��ن البداية معارض ��ة ملا أقدمت‬
‫وال تس ��مح بوج ��ود ه ��ذه اآلفة في منزله ��ا‪ ،‬ولو من أجل‬
‫على هذا الفعل‪.‬‬
‫الضي ��وف‪ .‬وعليها اجلهد األكبر أيض ًا في تربية أوالدها‬
‫األبعاد النفسية‬ ‫على أمناط س ��لوكية وع ��ادات صحية حتم ��ي عافيتهم‪،‬‬
‫م ��ن الناحي ��ة النفس ��ية لفت ��ت املتخصص ��ة في علم‬ ‫وتنبيهه ��م إل ��ى حرم ��ة ه ��ذه الع ��ادة‪ ،‬وتبي ��ان أضراره ��ا‬
‫النف ��س آي ��ات فت ��ح الل ��ه إل ��ى األبع ��اد النفس ��ية له ��ذه‬ ‫اجلس ��دية والنفس ��ية واالجتماعي ��ة واالقتصادي ��ة‪...‬‬
‫الظاهرة؛ فقالت‪:‬‬ ‫إضافة إلى ربط األبناء بأنشطة جادة هادفة مللء أوقات‬
‫‪ l‬تعتب ��ر الفت ��اة الت ��ي ُتق ��دم على التدخني ‪ -‬س ��واء‬ ‫فراغه ��م بكل م ��ا هو مفي ��د‪ ،‬وتذكيرهم بأهمي ��ة اختيار‬
‫العصاب ّية‪.‬‬
‫النارجيل ��ة أو الس ��يجارة ‪ -‬من الش ��خصيات ُ‬ ‫الرفيق الصالح وجميل أثره‪.‬‬
‫ومن ��ذ البداي ��ة ُت ْق � ِ�دم الفت ��اة عل ��ى تدخ�ي�ن النارجيل ��ة‬ ‫‪ l‬ت ��اال عمرها ‪ 17‬س ��نة وحت ��ب تدخني‬
‫نتيجة مجموعة من الضغوط البيئية التي ال تستطيع‬ ‫النارجيل ��ة كثي ��راً‪ ...‬ل ��م جت ��د ممانع ��ة م ��ن‬
‫مواجهته ��ا والتخلّص منها إال عن طريق س ��لوك معني‬ ‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫أهله ��ا ك ��ون عائلته ��ا بأغلبه ��ا مدخن ��ة‪،‬‬
‫يريحها‪ .‬وهذا النوع من الشخصيات يع ّبر عن عدم قدرة‬ ‫خط� � ًا أحمر كان يفصله ��ا عن تدخني النارجيلة‬
‫الفتاة على التوافق مع محيطها إ ّال بطريقة غير سوية‬ ‫جدها‪ ..‬فانكسر هذا احلاجز يوم ذهبوا‬ ‫علن ًا أمام ّ‬
‫ف ��ي احلي ��اة العامة‪ ،‬فض�ل ً�ا ع ��ن اتصافها بع ��دم الثبات‬ ‫إل ��ى أح ��د املقاهي; تق ��ول ت ��اال‪« :‬ال يعقل‬
‫(االت ��زان االنفعال ��ي)‪ .‬وبالنس ��بة للفت ��اة ف ��إن تركيبتها‬ ‫أن أجل ��س واجلمي ��ع يدخ ��ن‬
‫العصبية والبيولوجية تختلف إلى حد كبير عن تركيبة‬ ‫بد‬
‫النارجيلة من حولي! كان ال ّ‬
‫الش ��اب‪ ،‬وبالتالي ف ��إن التأثيرات والتكوينات النفس ��ية‬ ‫م ��ن خطوة أول ��ى تهدم احلاج ��ز‪ ،‬فتناولتها من‬
‫س ��تكون بطبيع ��ة احل ��ال مختلف ��ة‪ .‬فال ��دورة الش ��هرية‬ ‫جدي شيء‪ ،‬وم ّر‬
‫ّ‬ ‫يد أمي بشكل طبيعي ولم يقل‬
‫للفت ��اة تزيد من توترها وم ��ن درجة غضبها وعصب ّيتها‪،‬‬ ‫املوقف بسالم»!‬
‫تدخل ��ت هن ��ا عوامل‬
‫ه ��ذا ف ��ي احلال ��ة الطبيعي ��ة‪ ،‬ول ��و ّ‬ ‫ن ��دى زه ��وي ع� �زَت أس ��باب تدخينه ��ا‬ ‫‪l‬‬
‫التدخ�ي�ن س ��واء النارجيلة أو الس ��يجارة فهذا يزيد من‬ ‫النارجيلة لطرد امللل وللتسلية ومتضية الوقت‪،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪14‬‬
‫فعا ًال لبناء‬
‫تعد أساس ًا ّ‬
‫هذه اآلثار السلبية وغيرها ال ّ‬ ‫قلقه ��ا وتوتره ��ا وعصبيتها ويقلّل إل ��ى حد كبير من‬
‫أجيال واعية ألنّ الس ��لوكيات غير الس ��وية تؤدي إلى‬ ‫حتمل الضغ ��وط‪ ،‬وتنعدم لديها القدرة‬ ‫قدرته ��ا على ّ‬
‫تشكيل شخصية غير سوية والعكس صحيح‪.‬‬ ‫عل ��ى تقيي ��م األمور بطريق ��ة واعية فض�ل ً�ا عن زيادة‬
‫‪ ...‬ماذا عن رأي اجلنس اآلخر؟‬ ‫الش ��عور بالذنب لديها; حيث إن التدخني يؤثّ ر سلب ًا‬
‫على نشاطها العصبي‪.‬‬
‫ولدى محاولتنا معرفة رأي الشباب بالفتاة التي‬
‫تدخ ��ن النارجيل ��ة اعتب ��ر ن ��ادر األبيض (س ��نة ثالثة‬ ‫وع ��ن اآلث ��ار النفس ��ية الناجم ��ة ع ��ن تدخ�ي�ن‬

‫هندس ��ة كيمياء ‪ -‬جامعة البلمند) أن تدخني الفتاة‬ ‫النارجيل ��ة‪ ،‬أجابت‪ :‬بالرغم من أن تدخني النارجيلة‬
‫للنارجيلة وقاحة‪ .‬أما عيس ��ى الغ ��اوي (إدارة أعمال)‬ ‫يـــ ��ؤدي إلـــ ��ى عـــمـــلــــيــــ ��ات اإلش ��باع الفس ��يولوجي‬

‫فرغ ��م اعتراف ��ه ب ُبغض ��ه للنارجيل ��ة إال أن ��ه ال يج ��د‬ ‫والنفس ��ي الت ��ي يس ��عى إليه ��ا الف ��رد‪ ،‬لكنه ��ا ت ��ؤدي‬
‫التقدم لفت ��اة تدخنها في ح ��ال أعجبته‬ ‫ّ‬ ‫حرج� � ًا من‬ ‫تدريجي� � ًا إل ��ى‪ :‬التوت ��ر والقلق لدى الف ��رد‪ ،‬وبالتالي‬
‫ورأى فيه ��ا املواصف ��ات الت ��ي يرغب به ��ا‪ ،‬وأ ّكد أنه في‬ ‫عدم القدرة على اتخاذ القرارات وإصدار الس ��لوكيات‬
‫املستقبل سيجعلها تتخلص من هذه العادة السيئة‪.‬‬ ‫املناس ��بة; وهذا بالنس ��بة للف ��رد‪ ،‬فما بالنا بالنس ��بة‬
‫ف ��ي ح�ي�ن اعتبر مصطف ��ى حم ��وي (مبرم ��ج ومط ِّور‬ ‫للعائل ��ة ككل؟ ف ��إن انعكاس ��ات ذلك تصب ��ح تردداتها‬
‫كمبيوت ��ر) أن ه ��ذه العادة مقرفة وليس ��ت من أخالق‬ ‫على أفراد األس ��رة عام ��ة وتزداد مش ��اكلها بداية بني‬
‫الفتيات!‬ ‫الزوجني ثم تنعكس بعد ذلك على األبناء من حيث‪:‬‬
‫عدم إيجاد وقت خاص ملناقشة شؤون األبناء وكذلك‬
‫نظرة دعوية‬
‫األمور الزوجية ‪ -‬الشعور بعدم الثقة بالطرف اآلخر‬
‫وع ّلق ��ت الداعي ��ة روع ��ة النابلس ��ي (دراس ��ات‬ ‫‪ -‬إهم ��ال الواجبات املنزلية ‪ -‬اهتزاز صورة األهل في‬
‫إس�ل�امية وعامل ��ة ف ��ي احلق ��ل الدع ��وي) عل ��ى هذه‬ ‫نظر أبنائهم من حيث السلوك السوي والالسوي‪ .‬إنّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫الظاهرة قائلة‪:‬‬
‫‪ l‬تع ��ود ظاه ��رة تدخ�ي�ن ه ��ذا‬
‫السم بني الفتيات إلى سببني‪:‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -‬األول‪َ :‬ضـــعـــ ��ف الـــت ُّ‬
‫ــــديـــــ ��ن‬
‫الش ��خصي عن ��د الفت ��اة املس ��لمة‬
‫وفصله ��ا بني الوقوع ف ��ي املعصية‬
‫والتقليد اجلارف للهوية الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬والثان ��ي‪ :‬انــعــ ��دام احلي ��اء‬
‫باعتباره فضيلة وقيمة أصيلة في‬
‫ُخ ُل ��ق الفتيات حيث اس ��تبدلت به‬
‫فتي ��ات اليوم جرأة مخيفة وصلت‬
‫ُمغ ّلف ��ة بأدخن ��ة صاعدة وتل� � ّوث ضبابي ورائح ��ة مثيرة‬
‫حد الوقاحة واستسهال الوقوع في احلرام‪.‬‬
‫فيك صورة بشعة لفتاة ندية عطرة مثلك‪،‬‬
‫للغثيان يرى ِ‬
‫نفسك‪ ،‬ولن‬
‫ِ‬ ‫شئت ص ّوري نفسك باجلوال وشاهدي‬
‫ولو ِ‬ ‫يديك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فلكل أم نقول‪ :‬اتقي الله في األمانة التي بني‬
‫تدخ ��ن يخدش‬
‫تصدق ��ي!! كم ��ا أن مش ��هد الفت ��اة وهي ّ‬ ‫وكذل ��ك ل ��كل أب نق ��ول‪ :‬ات � ِ�ق الل ��ه ف ��ي اللوات ��ي جعلك‬
‫احلجاب وآدابه وضوابطه‪.‬‬ ‫الل ��ه ق ّوام� � ًا عليه ��ن‪ ،‬وم ��ارس دورك كام�ل ً�ا‪ ،‬ف�ل�ا ت � َ‬
‫�رض‬
‫برؤي ��ة زوجت ��ك وبنت ��ك وابن ��ك ُيهلكون‬
‫ونخت ��م مب ��ا تفض ّل ��ت ب ��ه الدكت ��ورة زين ��ة صدق ��ي‪:‬‬
‫أنفس ��هم ثم تقف متفرج ًا! س ��اعد ابنتك‬
‫«تعاطي التدخني بواسطة النارجيلة يشكّ ل آفة خطيرة‪،‬‬
‫عل ��ى التح ّل ��ي بالتق ��وى وباحلي ��اء وا َ‬
‫خلفَر‬
‫يس ��تغل جتّ ارها املفاهيم املغلوطة بشأن أمانها وانعدام‬
‫وباالحت ��رام واألدب ف ��ي حض ��ورك وغياب ��ك‪،‬‬
‫أضراره ��ا لير ِّوج ��وا له ��ا ويزرعوه ��ا في صفوف ش ��بابنا‬
‫وباش ��ر أن ��ت باإلق�ل�اع ف ��ور ًا ع ��ن ه ��ذه املعصية‬
‫وفتياتنا‪.‬‬
‫وسيلحقك أهلك بإذن الله‪.‬‬
‫وأمتنا اإلس�ل�امية في أَ ِّ‬
‫مس احلاجة لش ��بابها; فهم‬
‫يية الطيبة؛ فليكن حديث‬ ‫وي ��ا أيتها الفتاة َ‬
‫احل ّ‬
‫القوي خير من املسلم‬
‫ّ‬ ‫ركيزتها وبناة مستقبلها‪ ..‬واملسلم‬
‫نـــبـــ ّي ��ك [‪« :‬الـحياء كلّه خير»‬
‫يحث على احلفاظ على‬ ‫ّ‬ ‫الضعيف‪ ،‬بل إن ديننا احلنيف‬
‫وقــول ��ه [‪« :‬احلي ��اء ُش ��عبة‬
‫تقتلوا أنفس ��كم إن الل ��ه كان بكم رحيم ًا}‪،‬‬
‫النف ��س‪{ :‬ال ْ‬
‫م ��ن اإلمي ��ان»‪ ،‬و«احلــي ��اء ال يـــأت ��ي إال‬
‫{ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم اخلبائث}‪.‬‬
‫ُ‬
‫بخي ��ر» ش ��عارك ف ��ي احلي ��اة‪ ،‬وارفع ��ي مس ��توى‬
‫أخيراً‪ ،‬أظن أن هذه املجل َة ُ‬
‫خير منبر ميكن بواسطته‬
‫التحسس ��ي لدي ��ك لكل ما ميكن‬ ‫أجهزة اإلنذار‬
‫ّ‬
‫توعي ��ة أولياء الفتيات بخطورة اإلدمان على النارجيلة‪،‬‬
‫أن يخدش حياءك ومظهرك‪ ،‬ألن شهق الدخان‬
‫وبالتالي يكون االنتباه لبناتهم واحلرص على تنبيههن‬
‫السا ّم ثم زفره وطريقة تعاطي النارجيلة ُتسيء‬
‫أكبر»‪l‬‬
‫إليك وأنت‬
‫إلى مظهرك أيمّ ا إساءة‪ ،‬وإنّ الناظر ِ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪16‬‬
‫ف�ضف�ضة‬
‫ال ينق�صها �سوى �شارب!‬
‫بقلم‪ :‬خديجة مرعشلي‬

‫كتلك أن تستغني عن الشارب ألنها في موقفها ذلك ال‬ ‫غالب ًا م ��ا أضطر إلى القيادة في ش ��وارع بيروت‪،‬‬
‫تختلف عن الرجل البذئ العصبي في موقفه الساخط‬ ‫والقيادة في بالدنا ليست أمر ًا ممتع ًا أو سا ّراً؛ فالقوانني‬
‫س ��وى بالشارب على الصعيد اجلس ��دي‪ ،‬أما على باقي‬ ‫«زمورها» لضرورة وغيرها‪،‬‬ ‫ال تحُ ترم‪ ،‬والس ��يارات ُتصدر ّ‬
‫األصعدة فقد فاقته «عنترية» و ُرعونة‪.‬‬ ‫والناس يجتازون الش ��وارع بطريق ��ة هوجاء الواعية‪...‬‬
‫ف ��إذا كان ��ت ه ��ذه األخ�ل�اق مرفوض ��ة م ��ن الرجال‬ ‫أفضل أن أس ��تقلّ وس ��ائل النق ��ل العمومي على‬ ‫لذلك ّ‬
‫أص�ل ً�ا‪ ،‬فإنّ صدورها عن املرأة التي ُيفترض فيها الرقّ ة‬ ‫التنقّ ل بس ّيارتي‪.‬‬
‫ال الغلظ ��ة يزيد األمر اس ��تهجان ًا وغراب ��ة؛ فمنذ متى‬
‫تشتم املرأة وتلعن في الشارع؟ ومنذ متى تسخط املرأة‬ ‫وأكـث ��ر ما لف ��ت انتباهي فهو ه ��ذا الك � ّ�م الـــهـــــائـــل‬
‫مهدئة لألعصاب‬ ‫وتغضب و ُتش ��عل لفافة ِّ‬ ‫م ��ن الــنس ��اء الــــــالت ��ي اقــ َت َن�ْي�نْ‬
‫ـــــدنــــهـــا وه � ّ�ن‬ ‫ُ‬
‫ـارات وق ْ‬ ‫الـس� �ي‬
‫أم ��ام امل�ل�أ و ُتزاحم الرجل‬
‫و ُتكاسره؟!!‬ ‫متفاوتة‪ ،‬فمنهن‬ ‫ٍ‬ ‫بأعمار‬
‫إذن استــحقت هـــذه‬ ‫الصـــبــــ ّيــــة والـــراش� �ـــدة‬
‫املرأة ومثيالتها الشارب‬ ‫والـــعــــجـــ ��وز‪ ...‬أمــــ ��ا ما‬
‫عن جدارة‪.‬‬ ‫اس� �تــوقفني فكان ��ت حال ��ة‬
‫فه ��ي ذات «رجــــول ��ة» من‬ ‫غريب ��ة مضحكة واس ��محوا‬
‫صـــن ��ع زمن هجني اس ��تعاض‬ ‫ل ��ي أن أق ��ول «مضحك ��ة»‪...‬‬
‫معظ ��م أهل ��ه ع ��ن االلت ��زام انحراف� � ًا‪ ،‬وع ��ن‬ ‫فهي أفضل من «مبكية»‪.‬‬
‫�فالة‪ ،‬وع ��ن اإلميان نفاق� � ًا وكذب ًا‬
‫األخالق س � ً‬ ‫كان ��ت ام ��رأة ف ��ي مقتب ��ل العم ��ر تق ��ود‬
‫عاء‪.‬‬ ‫إح ��دى هذه الس ��يارات الضخم ��ة التي جتتاح‬
‫وا ّد ً‬
‫ال ينقصها س ��وى شارب بعد أن استغنت‬ ‫الش ��وارع‪ ،‬ولك ��ن حالته ��ا كانت غي ��ر طبيعية؛‬
‫خل َف ��ر و َل ِبس ��ت وج ��ه الرعون ��ة‬
‫ع ��ن احلي ��اء وا َ‬ ‫إذ كانت  ُتش ��عل لفّ افتها و ُتخرجها من النافذة‬
‫والفُ حش!‬ ‫ومن يقود!! ساخطة على نظام‬ ‫وتشتُ م وتلعن القيادة َ‬
‫إذن هنيئ� � ًا لك أيتها املرأة ومثيالتك الش ��ارب؛ فقد‬ ‫السير وقوانينه!‬
‫�تحققت ِه ببذاءة لس ��انك وأخالقك‪ ،‬فحافظي عليه‬ ‫اس �‬ ‫كان ��ت تفع ��ل ذل ��ك بص ��وت م ��د ٍّو كالرع ��د‪ ،‬قاص � ٍ�ف‬
‫ِ‬
‫قدر اس ��تطاعتك؛ فمن يعلم‪ ...‬إذا اس ��تمررنا على هذا‬ ‫مفزعة‪ ،‬مع بعض الكفريات‬ ‫ٍ‬ ‫الذعة‬
‫ٍ‬ ‫كالرصاص‪ ،‬بكلمات‬
‫املنوال فقد ينقصنا في املس ��تقبل القريب نس ��اء بحق‬ ‫‪ -‬والعي ��اذ بالل ��ه ‪ -‬نتيج ��ة للعاصف ��ة الت ��ي اعترتها‪...‬‬
‫�اهدت ه ��ذا املنظ ��ر وأنا في‬ ‫ُ‬ ‫للوهل ��ة األول ��ى‪ ،‬عندما ش �‬
‫كم ��ا ينقصنا رج ��ال بح ��ق‪ ...‬أج ��ل‪ ،‬حافظ ��ي على هذا‬
‫بش � ْ�يء واحد‪ :‬ال ينقصها سوى‬ ‫الس ��يارة لم أفكر س ��وى َ‬
‫املكتس ��ب‪ ...‬فالرجال قلي ��ل! واحلمد الله‬ ‫َ‬ ‫االس ��ترجال‬
‫ش ��ارب حت ��ى تكتم ��ل صورته ��ا!‪ ..‬ال ُيعق ��ل ف ��ي حلظة‬
‫الذي ال ُيحمد على مكروه سواه‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫ال�صحابة‬
‫في للصحابة‬ ‫الو ُّ‬
‫ؤرخ طرابلس َ‬
‫ُم ّ‬ ‫يف لبنان‬
‫د‪ .‬عمر عبد السالم َت ْدمري‬ ‫‪-11-‬‬

‫بقلم‪ :‬الشيخ يوسف القادري‬

‫اختق س ��ما َء مدين � ِ�ة طرابل ��س الش ��امية عام‬ ‫رَ‬
‫‪ 1940‬صراخُ مولود‪ُ ،‬س ّمي «عمر» لعله يكون له ِمن اسمه‬
‫هل � ِأنت م�ستعدة و�أنت م�ستع ّد ل�شرف �إكمال‬ ‫نصيب‪ ،‬لكن ما لم يكن يعرفه أحد هو أنّه سيبقى طول‬
‫جه��ود ال�صحاب��ة لنحافظ عل��ى �أمان��ة فتحهم‬ ‫حياته يصرخ باحلقائق حتى يصير مؤ ّر َخ طرابلس‪.‬‬
‫للبنان فيع��ود �إىل عدالة حكم الإ�سالم ورحمته‬ ‫ن ��ال الثانو ّي ��ة الش ��رع ّية م ��ن دار التربي ��ة والتعليم‬
‫كما كانت؟‬ ‫اإلس�ل�ام ّية بطرابل ��س‪ .‬ث ��م نه ��ل م ��ن جامع ��ة األزه ��ر‬
‫بالقاه ��رة علومه اجلامع ّية حتى ن ��ال «دكتوراه الدولة»‬
‫الصحابي س ��فيان بن مجي ��ب األزدي عام‬
‫ُّ‬ ‫بن ��ى أص َله ��ا‬ ‫م ��ع مرتبة الش ��رف األولى في التاريخ واحلضارة س ��نة‬
‫وس ِّمي الشارع احملاذي للقلعة باسمه‪.‬‬ ‫‪25‬هـ‪ُ ،‬‬ ‫‪1976‬م‪ .‬وت ��د ّرج في التدريس‪ :‬إلى عض ��و اللجنة العليا‬
‫أما ش ��هادات‬ ‫لرس ��ائل الدكتوراه في اجلامعة اللبنان ّية‪ّ .‬‬
‫‪ l‬وس ��نة ‪2002‬م أطل ��ق فكرة االحتف ��ال مبرور (‪100‬‬
‫وأوسمة التقدير فكثيرة‪ ،‬منها «وسام املؤ ّرخ العربي»‪.‬‬
‫ع ��ام) عل ��ى بناء س ��اعة الت ��ل في عه ��د الس ��لطان عبد‬
‫احلميد الثاني‪.‬‬ ‫‪ l‬نش ��اطاته‪ :‬إن ��ه ليس مجرد مد ّرس مؤلف أس ��هم‬
‫ف ��ي كتاب ��ة التاريخ‪ ،‬بل هو مناضل مش ��ارك في صناعة‬
‫أما أبحاثه ومؤلفاته أو حتقيقاته لتراث العلماء‬ ‫‪ّ l‬‬ ‫التاريخ! فقد أسهم في تأسيس «احتاد خ ّريجي جامعة‬
‫فه ��ي تذ ّك ��ر ببركة أوقات الس ��لف الصالح ‪ -‬نس ��أل الله‬ ‫األزهر في طرابلس والشمال»‪ ،‬و«جمع ّية احملافظة على‬
‫تعال ��ى أن يكرمه باإلخ�ل�اص والقَبول ‪ -‬وقد بلغت ‪135‬‬ ‫آث ��ار طرابلس» التي رممت واجه ��ات املدارس اململوك ّية‪.‬‬
‫كتاب� � ًا أحدها حتقي ��ق «تاريخ اإلس�ل�ام للذهبي» في ‪52‬‬ ‫وقام مبسح آلثار طرابلس فرفع عددها من ‪ 30‬إلى ‪163‬‬
‫ومدنه وبالد‬‫مج ّل ��داً! ومعظمها حول طرابل ��س ولبنان ُ‬ ‫وأقرت ذلك وزارة الثقافة‪.‬‬
‫الش ��ام‪ ،‬أو حتقيق ملؤلفات علماء املنطقة‪ُ ،‬تقرأ مفصلة‬ ‫‪ l‬وس ��نة ‪1989‬م أطلق فكرة االحتف ��ال مبرور (‪700‬‬
‫آخر كتابه «الصحابة في لبنان»‪.‬‬ ‫ع ��ام) عل ��ى حتري ��ر طرابلس م ��ن الف ��رجن‪ ،‬واالحتفال‬
‫و َكت ��ب كذلك املا ّدة لكثي ��ر من الكتب حول طرابلس‬ ‫مب ��رور (‪ 700‬ع ��ام) على بناء اجلامع املنص ��وري الكبير‬
‫ومس ��اجدها‪ ،‬ولدلي ��ل طرابل ��س اإللكْ ترون ��ي‪www. :‬‬ ‫س ��نة ‪1994‬م؛ فأقي ��م مهرجان كبير‪ ،‬و ُأص ��در كت ّيب عن‬
‫‪ tripoli-city.org‬ولبعض املسرح ّيات واألفالم مثل‬ ‫عد فيلم عن اجلامع‬ ‫اجلامع بالعرب ّية واإلنكليز ّية‪ ،‬و ُأ ّ‬
‫فيل ��م‪« :‬طرابل ��س درة الش ��رق»‪ .‬وعاون ��ه ول ��داه د‪ .‬غازي‬ ‫أيض ًا‪ ،‬و ُأطلق اسم «السلطان ابن قالوون» على ساحة‬
‫ود‪.‬خالد في اإلعداد والترجمة‪.‬‬ ‫النجمة‪.‬‬
‫‪ l‬وس ��نة ‪2001‬م أطلق فكرة االحتفال الس ��نوي‬
‫ُ‬
‫حضرت‬ ‫ول ��ه محاضرات ب � ّ�ث فيها خالص ��ة أبحاثه‪،‬‬
‫بتحرير طرابلس من الفرجن في ‪ 26‬نيسان ‪1289‬م‪،‬‬
‫إحداه ��ا ح�ي�ن كن ��ت طالب� � ًا ف ��ي أزه ��ر البقاع فدهش ��نا‬
‫ف ُأقيمت صالة الشكر في جامع قلعة طرابس التي‬
‫لتحقيقاته وقوة ُح ّجته!‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪18‬‬
‫وأص ��در د‪ .‬تدم ��ري من املوس ��وعة أج ��زاء أخرى مثل‬
‫عرف فيه بـ ‪ 521‬من‬ ‫«طبق ��ة التابعني وتابع ��ي التابعني»؛ َّ‬
‫أع�ل�ام لبن ��ان‪ .‬وقال ف ��ي مقدمته‪« :‬إن اله ��دف ِمن وضع‬
‫«موس ��وعتنا» ه ��و التأكيد عل ��ى عروبة «لبن ��ان» وأصالته‬
‫العربية واإلس�ل�امية‪ ،‬وارتباطه الطبيع ��ي والتاريخي‪...‬‬
‫الذي جس ��دته حركة احلديث واحملدثني‪ ،‬واملرابطني في‬
‫والعباد في جباله‪ ،‬وغيرهم من الفقهاء‬ ‫ثغوره‪ ،‬والزه ��اد ُ‬
‫واألدباء واألعيان الذين قصدوه من أقاصي الدنيا‪.‬‬
‫رغم احلدود الواهية التي اصطنعها احملتل األجنبي‪،‬‬
‫وإنش ��اء كيانات مجزّأة على أرض أمتنا الواحدة‪ ،‬وإعالن‬
‫املس ��تعمر الفرنس ��ي بلس ��ان «اجلنرال غورو» قي ��ام «دولة‬
‫لبن ��ان» ع ��ام ‪ ،1920‬ولكن ه ��ذا «اللبنان» س ��يظل جزء ًا ال‬
‫يتجزأ من بالد الش ��ام‪ ،‬مرتبط� � ًا بالوطن العربي الكبير‪،‬‬
‫وأمته املجيدة في العالم اإلسالمي»‪.‬‬
‫خاصة س ��يرة‬ ‫وق ��د أحيا الل ��ه بجهوده وكتابه األخير ّ‬
‫الصحاب ��ة الفاحت�ي�ن الت ��ي كان يجهله ��ا ط�ل ّ�اب العل ��م‬
‫عامة النّاس‪ .‬وكان من َب َركته هذه السلسلة في‬ ‫فض ًال عن ّ‬
‫وخطب ومحاضرات‬ ‫مجلّتن ��ا احلبيبة «منبر الداعيات»‪ُ ،‬‬ ‫د‪.‬عمر تدمري‬
‫كلّ ذل ��ك ف ��ي ِكفّ ة‪ ،‬وجهده لتوثيق تاريخ الصحابة أدهش مضمونها السامعني‪.‬‬
‫قصة‬‫(إنمّ ��ا َيعرف الفض � َ�ل ألهل الفض ��ل َذ ُووه) هذه ّ‬ ‫اطلع ��ت على كتاب ْي ��ه في ذلك‬ ‫ف ��ي لبن ��ان في كفّ ة! ف ��إذا ّ‬
‫ظنن ��ت أ ّن ��ه ليس ل ��ه غيرهما! ف ��األ ّول «لبنان م ��ن الفتح وفاء الدكتور عمر عبد السالم تدمري للصحابة الكرام‪.‬‬
‫اإلس�ل�امي حتى س ��قوط الدولة األموي ��ة»‪ ،‬فيه فتوحات جعله الله في ميزان حس ��ناته‪ ،‬وب ��ارك في عمره وعلمه‪،‬‬
‫وحش ��ره م ��ع النب � ّ�ي وآل ��ه وصحابت ��ه [‪ .‬خالف� � ًا ُملز ّوري‬ ‫الصحابة مرتبة بحسب املدن والقرى‪.‬‬
‫والثان ��ي‪« :‬الصحابة في لبنان» الصادر س ��نة ‪1429‬هـ‪ ،‬مق ��ررات أوالدنا الذين أخ َف ْوا ‪ 1300‬س ��نة من روائع دولة‬
‫وع َدلت مع كل‬ ‫ضم ��ن «موس ��وعة العلم ��اء واألع�ل�ام ف ��ي تاري ��خ لبن ��ان اإلس�ل�ام التي َع ّظمت شريعة الله تعالى‪َ ،‬‬
‫وساحل الشام» ذكر فيه ‪ 73‬صحابي ًا وصحابية وصلة كل مواطنيها‪.‬‬
‫منهم بلبنان فاحت ًا أو مرابط ًا أو قاضي ًا أو معلم ًا‪...‬‬
‫‪ l‬ويبقى السؤال املهم‪َ :‬من سيكمل هذا اجلهد املبارك‬
‫واملقررات؟!‬
‫ّ‬ ‫أم ��ا ع ��ن اجلهود الت ��ي بذلها د‪ .‬تدم ��ري جلمع تلك في اإلعالم‬ ‫ّ‬
‫املعلومات فال تس ��أل! لكن خذ فكرة عن ذلك‪ ،‬بأنه نَخَ ل‬
‫�تعد‬
‫أنت مس ��تعدة وأنتَ مس � ّ‬ ‫‪ l‬والس ��ؤال األه � ّ�م‪ :‬هل ِ‬ ‫املراج ��ع ذات الصل ��ة باملوض ��وع ف ��ي دار الكت ��ب املصرية‪،‬‬
‫وغيره ��ا بالقاه ��رة‪ ،‬وأف ��اد ِمن مكتب ��ات عربي ��ة وأوربية! لش ��رف إكم ��ال جه ��ود الصحاب ��ة لنحاف ��ظ عل ��ى أمانة‬
‫ومراجع ��ه «تتج ��اوز األلف مص ��در بكثير‪ ،‬منه ��ا ما يزيد فتحه ��م للبنان فيعود إلى عدالة حكم اإلس�ل�ام ورحمته‬
‫عل ��ى املئة مخطوط»‪ ،‬في مقدمتها «تاريخ دمش ��ق» البن كم ��ا كانت؟ لتكون ه ��ذه املقاالت مثمرة ال مج ّرد قصص‬
‫عساكر في ‪ 80‬مجلد ًا مخطوط ًا وقد قرأه كام ًال ‪ 3‬مرات! للتسلية‪.‬‬
‫وملا ُطبع بدار الفكر في ‪ 70‬مجلد ًا قرأه ‪ 7‬مرات إضافية!!‬
‫فمن عنده الهمة لذلك فليتواصل مع كاتب هذه‬
‫أم ��ا «مختصره» الب ��ن منظور في ‪ 29‬مجل ��د ًا و«تهذيبه»‪،‬‬
‫املقاالت إما على اجل ّوال أو على بريده اإللكتروني‪:‬‬
‫لبدران وعبيد‪ ،‬فقرأهما عدة مرات!‬
‫‪l 03/8192357 - elkadri10@yahoo.com‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫�شخ�صية حواء يف القر�آن‬
‫‪-7-‬‬

‫ّ‬
‫فدال ُهما بغرور!!‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬صالح عبد الفتاح اخلالدي‬
‫عمان‬
‫ّ‬

‫قال تعال ��ى‪{ :‬فد ّالهما بغرور‪ّ ،‬‬


‫فلما ذاقا الش ��جرة‬
‫وط ِفقا يخصفان عليهما من ورق‬‫بدت لهما س ��وءاتهما‪َ ،‬‬
‫ي��ا �أبن��اء �آدم وبن��ات ح ّواء‪ :‬الل��ه يريد بكم‬ ‫اجلنّة‪( }..‬األعراف‪.)22 :‬‬
‫ال ِّرفع��ة والعل�� ّو والتك��رمي‪ ،‬ولذل��ك رفعك��م �إىل‬ ‫عرفنا مما س ��بق أنّ الش ��يطان اضط ّر إلى أن ُيقس ��م‬
‫ِ«عل ّي�ين»‪ ،‬ف�إ ّياكم �أن «تتدلّ��وا» وتنزلوا عن هذه‬ ‫ناصح لهم ��ا‪ ،‬ويريد اخلير‬
‫ٌ‬ ‫آلدم وح� � ّواء اليم�ي�ن على أنّه‬
‫املكانة ال�سامية �إىل ح�ضي�ض ال�شهوات‪.‬‬ ‫بهما عندما يدعوهما لألكل من الشجرة‪ ،‬وأنّهما فوجئا‬
‫كذب ًا‪ ،‬وميينه‬
‫بيمينه‪ ،‬ولم يتوقعا أن يحلف امللعون بالله ِ‬
‫«أنس ��اهما» حتذي ��ر الل ��ه لهم ��ا من ��ه‪ ،‬وعه ��د الل ��ه لهم ��ا اخلالدين}‪ .‬وكان مخادع ًا لهما عندما قاس ��مهما‪{ :‬إنّي‬
‫بع ��دم األكل م ��ن الش ��جرة‪ .‬وهذا ما س � ّ�جله قوله تعالى‪ :‬لكما ملن النّاصحني}‪.‬‬
‫{وقاسمهما إنّي لكما ملن الناصحني} (األعراف‪.)21 :‬‬
‫والعجي ��ب أنّ ه ��ذا اخلبي ��ث جن ��ح ف ��ي غرورهم ��ا‬
‫ووص ��ف القرآن تل ��ك اللحظات اخلطي ��رة بني ميني وخداعهما وإغرائهما وإس ��قاطهما‪ ،‬ولذل ��ك حذّ رنا الله‬
‫الش ��يطان اللع�ي�ن وب�ي�ن أكلهم ��ا م ��ن الش ��جرة بجمل ��ة نحن أبناء آدم وح ّواء من هذا الش ��يطان «الغَرور» الكاذب‬
‫هامة‪ ،‬وهي اجلملة املخ ��ادع‪ ،‬ودعانا إل ��ى اتخاذه عد ّواً‪ .‬قال تعال ��ى‪{ :‬يا أ ّيها‬ ‫عجيبة كاش ��فة‪ ،‬ذات دالالت وإشارات ّ‬
‫العل ّي ��ة‪{ :‬فد ّالهما بغرور}‪ .‬وس ��نقف معه ��ا حلظات في ال ّن ��اس إنّ وع� � َد الله حق فال تغرنّكم احلي ��اة الدنيا‪ ،‬وال‬
‫�دو فاتخذوه‬ ‫يغر ّنك ��م بالله الغَرور] إنّ الش ��يطان لكم ع � ٌّ‬ ‫هذا املقال‪..‬‬
‫‪ l‬فع ��ل «دلّى» م ��ن «التدلية»‪ ،‬وهي إنزال الش ��يء من ع ��د ّواً‪ ،‬إنمّ ��ا يدعو حزب ��ه ليكونوا من أصحاب الس ��عير}‬
‫أعل ��ى إلى أس ��فل ببطء وت ��أنٍّ وعلى مهل‪ .‬تق ��ول‪ :‬دليت (فاطر‪.)6-5 :‬‬
‫فلنتوقّ ف حلظة لنستمتع بهذه اللطيفة من لطائف‬ ‫احلبل في البئر‪ .‬ودلّيت الرجل من شاهق‪.‬‬
‫جداً‪،‬‬
‫‪ l‬و«الغُ رور» هو اخلداع واملكر‪ .‬تقول‪َ :‬غ ّره‪ .‬أي‪ :‬خدعه القرآن‪ ،‬حيث اس ��تخدم الق ��رآن كلمتني متقاربتني ّ‬
‫الض ��ار نافع� � ًا‪ ،‬والباطل حقّ � � ًا‪ ،‬والوهم ال فرق بينهما إ ّال في «التشكيل»‪:‬‬
‫وأوهم ��ه‪ ،‬ب ��أن أراه ّ‬
‫بضم الغني‪ ،‬في جملة {فد ّالهما‬ ‫ّ‬ ‫الغرور»‬‫‪ l‬األول ��ى‪ُ « :‬‬ ‫ً‬
‫واقعة‪.‬‬ ‫ً‬
‫حقيقة‬
‫إنّ ه ��ذه اجلمل ��ة القرآن ّي ��ة املعج ��زة تصل ��ح أن تكون بغُ رور}‪.‬‬
‫الغ ��رور» بفت ��ح الع�ي�ن‪ ،‬ف ��ي جملة (وال‬ ‫‪ l‬والثاني ��ة‪َ « :‬‬ ‫عنوان� � ًا لتل ��ك املعركة العنيف ��ة التي خاضها الش ��يطان‬
‫يغرنّكم بالله الغَرور)‪.‬‬ ‫ضد البري َئينْ آدم وح ّواء‪{ :‬فد ّالهما بغرور}‪.‬‬ ‫اللعني ّ‬
‫بالضم‪ :‬مصدر‪ .‬تق ��ول‪َ :‬غ ّره ُغروراً‪ .‬ويطلق‬
‫ّ‬ ‫‪ُ l‬‬
‫الغ ��رور‬ ‫لق ��د كان مخادع ًا لهما عندما قال لهما‪{ :‬ما نهاكما‬
‫الغ ��رور بالفتح اس ��م يطلق على‬ ‫ال أن تكونا َم َلكني أو تكونا من عل ��ى عمل ّية اخل ��داع‪ .‬و َ‬ ‫ر ّبكم ��ا عن هذه الش ��جرة إ ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪20‬‬
‫وف ��ي ه ��ذا درس لن ��ا نح ��ن املؤمن�ي�ن م ��ن أبن ��اء آدم‪،‬‬ ‫الش ��خص املخادع‪ ،‬الذي يقوم بعمل ّي ��ة اخلداع‪ .‬ولذلك‬
‫فالشيطان يكره ألي شخص منّا أن يكون مستقيم ًا في‬ ‫أطل ��ق الق ��رآن املص ��در عل ��ى مخادع ��ة الش ��يطان آلدم‬
‫حيات ��ه‪ ،‬متوازن� � ًا في طريقه‪ ،‬رافع ال ��رأس‪ ،‬ثابت اخلطا‪،‬‬ ‫وح ّواء‪ ،‬بينما أطلق االسم على الشيطان نفسه‪ ،‬ولذلك‬
‫ولذلك يأتيه بغروره وخداعه‪ ،‬ووسواسه ونزغاته‪ ،‬ويبقى‬ ‫ميكنن ��ا أن نقول‪ :‬لقد غ ّر الش ��يطان ال َغ ��رور آدم وح ّواء‪،‬‬
‫ود ّالهما بغُ رور وخداع!‬
‫«يز ّي ��ن» له الباط ��ل‪ ،‬وينفّ ره من احلقّ ‪ ،‬وال يتركه إ ّال بعد‬
‫ويفقده توازنه‪..‬‬ ‫أن ُ«ي ِز َّل» له قدمه‪ ،‬و َيحرمه استقامته‪ُ ،‬‬ ‫أم ��ا فعل «دالّ هما» فإنّه عجي ��ب أيض ًا‪ ،‬وكل ما في‬ ‫‪ّ l‬‬
‫الق ��رآن عجيب‪ ،‬ألنّه ي ��دلّ على هدف خبيث من أهداف‬
‫«الع ��وج» الذين يتخلّون عن االس ��تقامة‬ ‫ويا خس ��ارة ُ‬ ‫الش ��يطان اللعني في حربه آلدم وح� � ّواء وذر ّيتهما‪ .‬هذا‬
‫معوج ��ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والت ��وازن والثب ��ات‪ ،‬ويس ��يرون ُعوج� � ًا بخط ��ى‬ ‫اله ��دف يق ��وم عل ��ى «تدليتهم ��ا»‪ ،‬وتدلي ��ة ذريتهم ��ا من‬
‫وطريق متأرجحة‪ ،‬يكونون فيها صرعى للشيطان!‬ ‫بعدهما‪.‬‬
‫والش ��يطان حري ��ص على «تدلي ��ة» وإن ��زال أبناء آدم‬ ‫و ُأ ْطل ��قَ ف ��ي س ��ورة البق ��رة عل ��ى ه ��ذه «التدلي ��ة‬
‫ّ‬
‫املنحط‬ ‫قم ��ة املرتق ��ى الس ��امق إلى أس ��فل ال ��وادي‬
‫م ��ن ّ‬ ‫«أزل» وذلك في قوله تعالى‪{ :‬فأزلّهما‬ ‫الشيطان ّية» فعل َّ‬
‫الس ��حيق‪{ :‬فد ّالهم ��ا بغرور}‪ ،‬ألنّ ه ��ذا اخلبيث اللعني‬ ‫الش ��يطان عنه ��ا فأخرجهم ��ا مم ��ا كان ��ا في ��ه} (البقرة‪:‬‬
‫كان أ ّول املنحدرين إلى أس ��فل سافلني عندما مت ّرد على‬ ‫‪.)36‬‬
‫الله ورفض السجود آلدم‪ ،‬وهو يريد أن ُيشرك معه أبناء‬ ‫وي ��دلّ قول ��ه تعال ��ى‪{ :‬فأزلّهم ��ا الش ��يطان عنه ��ا}‬
‫والسفَل‪..‬‬
‫آدم في هذا السقوط واالنحدار َّ‬ ‫عل ��ى اجله ��د الكبير الذي بذله هذا الش ��يطان اخلبيث‬
‫إلش ��قاء آدم وح ّواء‪ ،‬وحرمانهما مما كانا يس ��تمتعان به‬
‫ي ��ا أبن ��اء آدم وبن ��ات ح� � ّواء‪ :‬الل ��ه يريد بك ��م ال ِّرفعة‬ ‫من س ��عادة وهناء‪ ،‬ويعيشانه في حياتهما في اجلنّة من‬
‫والعل� � ّو والتكرمي‪ ،‬ولذلك رفعكم إلى «عليني»‪ ،‬فإ ّياكم أن‬ ‫«توازن» واستقامة‪ ،‬وتناسق ورفاهية و َر َغد‪ ،‬الذي أشار له‬
‫«تتدلّوا» وتنزلوا عن هذه املكانة الس ��امية إلى حضيض‬ ‫قول ��ه تعالى‪{ :‬إنّ لك أن ال جت ��وع فيها وال َتعرى‪ ،‬وأنّك‬
‫الشهوات واالنحراف مع الشيطان الرجيم!!! ‪l‬‬ ‫ال تظمأ فيها وال تضحى‪( }..‬طه‪.)119-118 :‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫يا ح ْيفا‪ ...‬ه ِّللي‬
‫مع ال�شعر‬
‫الصديق‬
‫ّ‬ ‫محمد‬
‫ّ‬ ‫شعر‪ :‬أحمد‬
‫الدوحة‬
‫ي� � ��ا ق� � � ّ�م� � � ً�ة م�� �ص�� �ف� ��ودة األرج � � � � � ِ�ل؟‬ ‫ه ��ل ت��ذك��ري �ن��ي ي ��ا ذرى «ال� �ك ��رم ��ل»‬
‫ق� ��د أس � �ف� ��رت ع� ��ن ح� � ّب� �ن ��ا امل� ��ذه� � ِ�ل!‬ ‫واه � � � � � ًا ل� �ه ��ات� �ي ��ك امل � �ج� ��ال� ��ي ال� �ت ��ي‬
‫�س� � ِ�ل‬ ‫وروع � � � � � ُ�ة األف� � � �ي � � ��اء‪ ..‬وال� � َّ�س � � ْل� � َ‬ ‫ن � �ض� ��ار ُة ال � ّ�س� �ف ��ح‪ ..‬وط� �ي � ُ�ب ال � ّ�ش ��ذا‬
‫ك� �ن� �ج� �م � ٍ�ة ف � ��ي األف� � � ��ق ل � ��م ت� � ُ‬
‫�أف� � ِ�ل‬ ‫وش � � � ��رف � � � � ٌ�ة ُت� � � �ط � � � ُّ�ل م � � ��ن ش � ��اه � � ٍ�ق‬ ‫ُ‬
‫�ش�� ْ�ع�� ِ�ره���ا ا ُمل � � ْ�ر َس � � ِ�ل‬ ‫واس� �ت ��رس� �ل ��ت ب�� َ‬ ‫وغ� � ��اب� � � ٌ�ة‪ ..‬ت� �س ��ام� �ق ��ت ف� ��ي الفضا‬
‫ك�� � � � �غ� � � � � ِ�ار ٍق ِب� � � � َه � � � ّ�م � � ��ه ا ُمل� � � � ْث� � � � َق � � � ِ�ل‬ ‫ل� � ِ�ك � � ّن � �م� ��ا ال � � ُّ�ش� � �ط � ��آن م� � ��ا ب���ا ُل� �ه���ا‬
‫�رح � ِ�ل؟‬ ‫ك ��ان ��وا ه� �ن ��ا‪ ..‬وال� � ِّ�ظ� � ُّ�ل ل ��م ي � َ‬ ‫األل�� ��ى‬‫�ول‪ :‬أي�� ��ن ال�� ّ�ظ���اع� �ن���ون ُ‬ ‫ت� � �ق � � ُ‬
‫ول‬‫�ج� � � ْ�د ِ‬ ‫ت� � �ل � � ُّ�ه � � ُ�ف ال� � �ظ� � �م � ��آن ل � � �ل� � � َ‬ ‫ـــهـــــجـــــتي‬‫مــــــــــتــــى يـــعـــودون؟! وفي ُم ْ‬
‫ع� �ل ��ى ي� � � � َد ْي م� ��ن د ّن�� �س� ��وا َمن َهلي‬ ‫ك� � � � ِ�ره� � � � ُ�ت أ ّي� � � � ��ام � � � � � ًا جت � � ّرع� ��تُ � �ه� ��ا‬
‫ودم� � � � � � � ��روا ال� � �ت�� ��اري�� ��خ ب�� ��ا ِمل� � �ع� � � َو ِل‬ ‫ّ‬ ‫ـــــــراحـــــهــــــا‬
‫َ‬ ‫األرض وأف‬‫َ‬ ‫واغــــتـــصــــبــــوا‬
‫]]]‬

‫�اش� ��ق األم � � � َي� � � ِ�ل!‬ ‫ع� �ل ��ى ف� � � ��ؤاد ال�� �ع� � ِ‬ ‫للصدى‬ ‫أدراك مـــــــا َّ‬ ‫َ‬ ‫«حـــــ ْيـــــفـــــا»‪ ..‬ومــــــا‬ ‫َ‬
‫�وب ال��ب��ه��اءِ اجللي‬ ‫م ��ن ِس� ْ�ح��ره��ا ث� � َ‬ ‫�س � ْ�ت‬ ‫ُ‬
‫ح� ��ور ّي� ��ة ال� �ب� �ح�� ِ�ر‪ ..‬ال� �ت ��ي أل � ِ�ب � َ‬
‫ِب�� ِ�ش� �ع�� ِ�ر ِه َب � � � ْ�ر ُد ال� � ُّ�دج� ��ى يصطلي؟‬ ‫هــــــل َتــــذْ كـــــــريــــــنــــي ِإ ْذ أنـــــــا شــــــاع ٌ‬
‫ـــــــر‬
‫م� ��ن ش� � � � ّ�د ِة ال� � � � َك � � � ْ�رب‪ ..‬وال م ��أم � ِ�ل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــة‬
‫ٍ‬ ‫أروح أو أغـــــــدو بــــــــال غــــــــــــــاي‬
‫َح� � ِ�ف � �ظ� � ِ�ت م� ��ن م� �ي ��راث� �ن ��ا األ ّول؟‬ ‫ق ��ول ��ي ل��ن��ا ب��ع��د ال � � ّن� ��وى م���ا ال���ذي‬
‫س �ي �ف � ًا ب��وج��ه ال �ل �ي��ل ك ��ي ينجلي؟!‬ ‫ـــتالـمنى‬ ‫هـــــلتــــذكــــريــــنــــــيإذحــــمــــل ُ‬
‫�زل‬
‫�اك وج� � ��ه ال � �ع� ��اث� � ِ�ر األع�� � � ِ‬ ‫ع � �ي � �ن� � ِ‬ ‫�ص � � َر ْت‬ ‫ل ��ن ت �ع��رف �ي �ن��ي ال� �ي ��وم ل ��و أب� � َ‬
‫�احت‪ ..‬ع� �ب� � َر امل� � ��دى ُم��ق��ب� ِ�ل؟‬ ‫م� ��ع ف� � � � ٍ‬ ‫أال تـــــزالـــــــــــيــــــــــن عـــــلــــــى مـــــــوعــــــــد‬
‫راي�� � ِ�ات�� � ِ�ه ف� ��ي ال � � ّزخ� ��ف أَ ْن زل � ِ�زل ��ي‬ ‫�ات ال� � �ث � ��رى إذ َت � ��رى‬ ‫ق� ��ول� ��ي حل� � � ّب�� � ِ‬
‫حل � � ْن � �ظ� � ِ�ل‬ ‫ُن� �س� �ق���ى ب� �ه���ا م� � � � � ��رار َة ا َ‬ ‫ِس� � � ّت � ��ون ع�� ��ام� � � ًا‪ ..‬ح��س�� ُب��ن��ا ُغ� ��ر َب� � ً�ة‬
‫ُم � �ع� ��ان � �ق � � ًا ش� � � � ��رارة «ال�� � َق� � ْ�س�� �ط� � ِ�ل»‬ ‫ت� � ��راك� � � َ�م� � � ْ�ت‪ ..‬وام � � �ت� � � َّ�د ُب���رك���ا ُن� �ه���ا‬
‫�دس ال َت� � ْو َج� �ل ��ي‬ ‫ال ت �ي �ئ �س��ي ي� ��ا ُق � � � ُ‬ ‫ي� � �ق�� ��ول ل�ل��أق�� �ص� ��ى وم � � � ��ا ح� ��و َل� ��ه‬
‫ــسن ُب ِل‬ ‫ـــــل‪ ..‬لـــلــــزَّ يـــتــــون‪ ..‬لـــل ُّ‬ ‫لــــلــــحـــق ِ‬ ‫وي� � � � ْن � � � ِ�ش � � � ُ�د ال� � � � �ف � �ل� � ّ�ا ُح َم� � � � � ّوا َل � � � ��هُ‬‫ُ‬
‫�دار ُم � � ْ�س� � � َت� � � ْب � � ِ�س � � ِ�ل‬
‫ب� � �ع�� � ِ�ائ�� � ٍ�د ل� � � �ل � � � ِ‬ ‫ـــــحـــــتَـــــفــــــي‬ ‫ــــــان أن َت ْ‬ ‫قـــــد آن لــــألوط ِ‬
‫ت � ��دف � � ُ�ع � ��هُ األش � � � � � � ��واقُ ل�� �ل� � َ�م�� � ْن� � ِ�ز ِل‬ ‫�اح � ��هُ ف� � ��ي َي � � � � � � ِ�د ِه ُم � � �ش � � � َر ٌع‬ ‫ِم� � �ف� � �ت � � ُ‬
‫َح � � ْي � �ف� ��ا‪ ..‬وي � ��ا ك � � َّ�ل ال� ��قُ � ��رى ه ِّللي‬ ‫س� � � �ي � � ��أذنُ ال � � �ل� � ��هُ ب � � � َن � � �ص� � � ٍ�ر‪ ..‬فيا‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪22‬‬
‫مراتع ال ِّ�صبا‬

‫ملاذا مراتع ال ِّ�صبا؟‬


‫املقلمة اجلديدة‬
‫فائزون مع الأنبياء‬
‫ساتك‬
‫مل� ِ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪23‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫فَ تية‬
‫حات‬
‫طمو‬
‫الصبا؟‬
‫ملاذا مراتع ِّ‬
‫‪ ...‬االسم اجلديد البديل عن "روضة الزهرات"‪...‬‬ ‫مراتع ال�صبا‬
‫ولعلكم تتساءلون‪ :‬ملاذا تغير االسم؟‬
‫وأقول‪ :‬لقد وردت إلى إدارة حترير "روضة الزهرات" الكثير من املطالبات بأن يناسب اسم‬
‫ه ��ذه الصفح ��ات الذكور واإلناث‪ ،‬ونزو ًال عن ��د رغبة الكثيرين قررنا أن نق ��دم خطاب ًا جديد ًا‬
‫يشمل االثنني مع ًا‪ ،‬عسى أن تعم الفائدة بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫جزء من أوقاتهم في ال َّلعب‬ ‫وكلم ��ة "مراتع" تعن ��ي أماكن اللهو التي يقضي فيها الصغار ً‬
‫مع أصدقائهم‪ ،‬فينعمون بطفولة سعيدة تنقش في قلوبهم الذكريات اجلميلة‪.‬‬
‫صغارن ��ا‪ :‬س ��تجدون أبواب� � ًا جديدة في هذه الصفح ��ات‪( :‬فائزون م ��ع األنبياء) تقدم‬
‫الكرام لك ��ي تتعلموا من س ��يرتهم وتتخذوهم‬ ‫نبي م ��ن أنبياء الل ��ه ِ‬
‫لك ��م ف ��ي كل ع ��دد قصة ّ‬
‫يس � ُّ�ركم إذا ش ��اركتم في املس ��ابقة التي نقدمها في‬ ‫قدوة في أخالقكم وأفعالكم‪ ،‬وتفوزوا مبا ُ‬
‫ه ��ذا الب ��اب من كل عدد‪ .‬وس ��تفرح صغيراتنا كثير ًا عندما يش ��اهدن صفحة جديدة خاصة‬
‫�اتك) حيث يتعلمن الكثير من الفنون اجلميلة واملهارات اليدوية‪ ،‬و َيس� � َعدن مبا‬ ‫بهن‪( :‬ملس � ِ‬
‫نخصص لهم باب ًا ال تدخله الفتيات‬ ‫ِّ‬ ‫ونعد صغا َرنا الفتي ��ان أن‬
‫يصنع ��ن بأيديهن الصغيرة‪ِ .‬‬
‫في أعداد مقبلة بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جميل أن‬ ‫ولكن قبل أن أو ِّدعكم عل ��ى أمل اللقاء بكم أقول‪ :‬ك ��م هو‬ ‫ْ‬ ‫ل ��ن ُأطي ��ل عليك ��م‪...‬‬
‫تب ��ادروا بتق ��دمي اقتراحاتكم الف َِت ّية للمجلة‪ ،‬وكذل ��ك كل فكرة تو ّدون رؤيتها على صفحات‬
‫؛ فنحن بانتظاركم‪l‬‬ ‫مراتع ال�صبا‬
‫سهاد‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪24‬‬
‫قصة مصورة‬

‫املقلمة اجلديدة‬
‫ُرفي ��دة تلمي ��ذة مجتهدة جنيب ��ة‪ ..‬تس ��اعد أمها في‬
‫أعم ��ال املن ��زل‪ ..‬ل ��ذا أح ّبت أمه ��ا أن حتضر له ��ا هدية‪،‬‬
‫فاشترت لها مقلمة جديدة‪.‬‬
‫ف ��ي الصب ��اح وضعت رفي ��دة مقلمته ��ا اجلديدة في‬
‫بهمة ونشاط‪.‬‬ ‫حقيبتها‪ ،‬وذهبت إلى مدرستها ّ‬
‫في الفُ س ��حة خرجت رفيدة إلى ِفناء املدرسة لتلعب‬
‫مع زميلتها أسماء في فرح وسرور‪.‬‬
‫وبع ��د عودة رفيدة إل ��ى فصلها فوجئت بأنّ مقلمتها‬
‫غي ��ر موجودة‪ .‬تعجبت أس ��ماء مما حدث وأخذت تبحث‬
‫معها هنا وهناك ولكن لم تعثر للمقلمة على أثر!!‬
‫الحظت أس ��ماء أن هناك بنتينْ تنظ ��ران إلى رفيدة‬
‫وه ��ي تبحث وتضح ��كان في همس‪ ،‬يبدو أن هناك س ��ر ًا‬
‫في األمر!!‬
‫< ذهب ��ت أس ��ماء نحوهم ��ا وقال ��ت لهما‪ :‬ه ��ل رأيتما‬
‫مقلمة زميلتكما رفيدة؟‬
‫* قالت إحداهما‪ :‬أنا لم آخذ شيئ ًا‪ ..‬اسألي غيرنا‪..‬‬
‫وت ��رددت األخ ��رى قلي ًال ث ��م قالت‪ :‬ع ��ذر ًا يا أس ��ماء إننا‬
‫فقط منزح معها‪.‬‬
‫< قالت أسماء‪ :‬أال تعلمان أنّ هذا من الترويع الذي‬
‫نهى عنه اإلسالم؟‬
‫* قال ��ت إح ��دى البنت�ي�ن‪ :‬أن ��ا ل ��م أفع ��ل ش ��يئ ًا‪ ،‬هي‬
‫أخذتْها من حقيبتها‪.‬‬
‫< قالت أسماء‪ :‬هي أخطأت وفتحت حقيبة زميلتها‬
‫�كت عن احلقّ !‬
‫رضيت مبا فعلت وس � ِّ‬
‫ِ‬ ‫ب ��دون إذنها‪ ،‬وأن � ِ�ت‬
‫كل سامحكما الله‪ ،‬أعطياني املقلمة‪.‬‬ ‫على ٍّ‬
‫وهنا اقتربت البنتان من ُرفيدة واعتذرتا لها بأس ��ف‬
‫فقب َلت رفيدة اعتذارهما‪l‬‬
‫وندم‪ِ ،‬‬
‫موقع أنس اإللكتروني‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪25‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫�أنت بد� َأت ونحن ُنكمل‬
‫بقلم‪ :‬إميان َش َراب‬
‫املدينة املنورة‬
‫أخبر الله س ��بحانه وتعالى املالئكة أنه س ��يخلق أول إنس ��ان من طني‪ ،‬وهذا اإلنسان سيعيش في األرض‪ ،‬هو‬
‫وأبناؤه وأحفاده‪ ،‬ل َيعمروا األرض ويزرعوها ويبنوا فيها ويخترعوا ويصنعوا‪.‬‬
‫‪ -‬فقالت املالئكة بكل أدب‪ :‬نحن يا ربنا نس� � ِّبح لك ونعبدك لي ًال ونهاراً‪ ،‬وال نعصي لك أمراً‪ ،‬والناس الذين‬
‫سيسكنون األرض سيتقاتلون ويرتكبون املعاصي‪.‬‬
‫ونفخت فيه‪ ،‬فاسجدوا له جميع ًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ l‬فقال لهم الله عز وجل‪ :‬إني أعلم ما ال تعلمون‪ .‬وإذا خلقتُ ه‬
‫خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا «آدم» عليه السالم‪ ،‬ونفخ فيه فتحرك‪ ،‬وسجد املالئكة أجمعون طاعة ألمر‬
‫الله‪ .‬وكان يقف معهم ويشاهد إبليس الذي لم يسجد!!‬
‫‪ l‬فسأله الله عز وجل‪ :‬ملاذا لم تسجد؟‬
‫> قال إبليس‪ :‬أنا أفضل من هذا اإلنسان‪ ،‬فهو مخلوق من طني‪ ،‬وأنا مخلوق من النار‪.‬‬
‫فطرده الله من اجلنة لتَك ّبره وعصيانه لله وقلّة أدبه‪ ،‬ولعنه إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫> اغتاظ إبليس‪ ،‬وقال‪ :‬سوف آمر الناس ليعصوك‪ ،‬ولسوف آمرهم بفعل كل احملرمات واملنكرات‪ ،‬وأز ِّين لهم‬
‫تغيي ��ر خلقت ��ك‪ ،‬أما العباد املخلص ��ون الصاحلون فلن يعصوك‪ ،‬ألنهم يحبونك كثي ��ر ًا وهم أقوياء بحبك فلن‬
‫أقدر عليهم‪.‬‬
‫‪ l‬فقال الله له‪ :‬أنت ومن يكفر‪ ،‬لن تدخلوا اجلنة‪.‬‬
‫سأل الله سبحانه وتعالى املالئكة عن أسماء بعض األشياء‪ ،‬فلم يعرفوا وقالوا‪ :‬سبحانك ال علم لنا إال ما‬
‫علّمتنا‪.‬‬
‫فأخذ سيدنا آدم عليه السالم يخبرهم بأسماء أشياء كثيرة‪ .‬فعرف املالئكة أن هذا املخلوق آدم عليه السالم‬
‫ذكي‪ ،‬وهو فقط الذي ميكنه أن يعيش في األرض ويجعلها جميلة‪.‬‬ ‫‪ -‬مخلوق ُم َك ّرم ّ‬
‫وحتى ال يكون آدم عليه السالم وحيداً‪ ،‬خلق الله له زوجة اسمها «حواء»‪ ،‬فرح بها آدم وكانت تسلّيه وتؤنسه‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪26‬‬
‫وتطيعه‪ .‬فأحبها آدم كثيراً‪.‬‬
‫س ��مح الله آلدم وحواء أن يعيش ��ا في اجلنة اجلميلة جداً‪ ،‬ويأكال من خيراتها‪ ،‬ويس ��تمتعا مبا فيها‪ ،‬ولكنه‬
‫نهاهما عن األكل من شجرة واحدة فقط‪.‬‬
‫استغل الشيطان الفرصة‪ ،‬وصار يكذب على آدم وحواء‪ ،‬ويقول لهما‪ُ ،‬كال من الشجرة‪ ،‬إن أكلتما منها فسوف‬
‫متلكان أشياء كثيرة ولن متوتا أبداً! وظل ُي َوسوس لهما حتى قررا األكل من الشجرة‪.‬‬
‫ونسي سيدنا آدم عليه السالم كالم ربه‪ ،‬وأكل من الشجرة وأكلت معه زوجته‪.‬‬
‫ولك ��ن! ّمل ��ا فعال! ظه ��رت عورتهما وأصبحا عاريَينْ ؛ فخجال جداً‪ ،‬وصارا يقطعان من ورق الش ��جر في اجلنة‬
‫جسم ْيهما‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويغطيان‬
‫الله الذي يعلم كل شيء سألهما‪ :‬ألم أنهكما عن تلكما الشجرة؟ ملاذا أكلتما منها؟‬
‫خجل آدم وزوجته من الله‪ ،‬وصارا يطلبان منه سبحانه أن يغفر لهما ويسامحهما‪ .‬فسامحهما الله‪ ،‬ولكنه‬
‫طلب منهما أن ينزال ليعيشا في األرض‪.‬‬
‫انتهت حياة سيدنا آدم في اجلنة وأصبح يعيش في األرض‪ .‬وفيها َع ِمل وتعب وزرع وبنى وصار لديه عدد من‬
‫األوالد والبنات‪ ،‬يع ِّلمهم العبادة والطاعة لله وحده ويحذِّ رهم من الشيطان‪.‬‬
‫وقبل أن ميوت أوصى أوالده بعبادة الله‪ ،‬وعدم طاعة الشيطان فيما يأمرهم به‪.‬‬

‫هيا لنفوز مع نبينا آدم عليه السالم‬


‫‪ l‬أيها الباحثون الصغار‪:‬‬
‫امتاز سيدنا آدم بعلمه وتفوقه‪ :‬ابحثوا عن اآلية التي تثبت ذلك من القرآن الكرمي‪،‬‬
‫واكتبوا اسم السورة ورقم اآلية‪.‬‬
‫م‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫غ‬ ‫للص‬ ‫‪ l‬وأيها املفكرون الصغار‪:‬‬
‫قة‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫اربطوا بني الكلمات اآلتية‪ ،‬وقصة سيدنا آدم عليه السالم‪:‬‬
‫هل حتب(ين) الفوز‬
‫(أول‪ ،‬طني‪ ،‬الطاعة‪ ،‬التك ّبر‪ ،‬عمارة‪ ،‬جـ َ ّد‪ ،‬احلياء)‪.‬‬
‫برأيكم! ما الذي بدأه سيدنا آدم‪ ،‬وما الذي ستُ كملونه أنتم؟‬
‫بـ ‪ $20‬شهريا؟ً‬ ‫أحبابنا‪ ...‬كونوا فائزين مع األنبياء‪..‬‬
‫شاركوا إذا كنتم بني السابعة والثانية عشرة‪ ،‬في حلّ األسئلة‪..‬‬
‫وأصحاب اإلجابات املميزة س ��تعرض أس ��ماؤهم في املجلة‪ .‬آخر مهلة لتس ��ليم اإلجابات ‪ 25‬من كل شهر‬
‫هجري‪ ،‬عبر البريد اإللكتروني‪ ،minbar@itihad.org :‬أو التسليم باليد ألحد مندوبي املجلة في املناطق‪.‬‬
‫وإلى لقاء في اجلنة مع األنبياء بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪27‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫لمساتك‬
‫ِ‬
‫زهرتنا الغالية‪:‬‬
‫جميلّ أن تكون للفتيات مهارات يدو ّية نافعة تتقنها فتز ّين بها أدواتها‬
‫ومتأل أوقات فراغها مبا يفيدها‪« .‬روضة الزهرات» تفتح لك فرصة التع ّرف‬
‫على أفكار فن ّية تساعدك في إضفاء ملسات جميلة على أشغالك‪.‬‬

‫تزيني الفخار‬
‫إعداد‪ :‬بارعة الوزير‬
‫‪ l‬أدوات االستعمال‪:‬‬
‫‪ -‬جرة من الفخار‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬مورال‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬برداغة‬
‫‪ -‬قطع مرآة صغيرة احلجم (بسماكة ‪ 2‬ملم)‪.‬‬
‫‪ -‬وعاء بالستك‪.‬‬
‫‪ -‬ماء‪.‬‬
‫‪ -‬غراء لونه أبيض‪.‬‬
‫‪ l‬طريقة التزيني‪:‬‬
‫الفخار بالبرداغة م ��ع الضغط قلي ًال‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬امس ��حي ج� � ّرة‬
‫على جميع أنحائها حتى تصبح ناعمة امللمس‪.‬‬
‫‪ .2‬ألصق ��ي قط ��ع املرآة بالغراء بجان ��ب بعضها البعض‬
‫على الفخارة لتشكل رسم ًا معين ًا نحبه‪.‬‬
‫‪ .3‬انتظري حوالي ساعة حتى يجف الغراء‪.‬‬
‫‪ .4‬بعده ��ا قوم ��ي بوض ��ع كمي ��ة من امل ��ورال ف ��ي الوعاء‬
‫البالس ��تيكي واس ��كبي فوقه امل ��اء رويد ًا روي ��د ًا حتى تصبح‬
‫عجينة متماسكة‪.‬‬
‫‪ .5‬اآلن ضعي منها قلي ًال على الفخار بداية من أطراف‬
‫عنق الفخارة واضغطي عليها حتى تصبح ملساء‪ ،‬واعملي‬
‫عل ��ى ه ��ذا املنوال حتى يغط ��ي املورال كل الفخ ��ارة ما عدا‬
‫أسفلها وقطع املرآة‪.‬‬
‫واتركيها لليوم الثاني حتى جتف بشكل جيد‪l‬‬

‫‪( .1‬مادة قطنية الصقة تباع في محالّت الدهان)‪.‬‬


‫‪( .2‬ورق زجاج خشن‪ ،‬من محل الدهان)‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪28‬‬
‫بستان التعارف والتحابب‬

‫فرح سليم‬ ‫التوأم‬


‫منصور‬ ‫ماريا وميمونة‬
‫محمد كريدية‬

‫عمرها‪ 6 :‬سنوات‪.‬‬
‫في مدرسة «الليسيه ناسيونال» ‪ -‬شويفات‪.‬‬ ‫عمرهما‪ 5 :‬سنوات‪.‬‬
‫في الصف األول األساسي‪.‬‬ ‫في مدرسة «روضة املرشد»‪.‬‬
‫هواياتها‪ :‬قراءة القصص والتلوين والتمثيل‪.‬‬ ‫في صف الروضة الثانية‪.‬‬
‫هوايتهما‪ :‬الرسم واإلنشاد‪.‬‬

‫علي سليم‬
‫منصور‬ ‫لني محمد‬
‫عبال‬

‫عمره‪ 4 :‬سنوات‪.‬‬
‫في مدرسة «الليسيه ناسيونال» ‪ -‬شويفات‪.‬‬
‫في صف الروضة األولى‪.‬‬ ‫عمرها‪ 9 :‬سنوات‪.‬‬
‫هواياته‪ :‬الرسم والتلوين وكرة القدم‪.‬‬ ‫في مدرسة «اإلميان النموذجية»‪.‬‬
‫في الصف الرابع األساسي‪.‬‬
‫هواياتها‪ :‬اإلنشاد والتلوين والسباحة‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪29‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫إعداد‪ :‬نازك فرشوخ‬

‫هاتف املعلومات‬

‫‪ .1‬ما الواجب قراءته في الصالة؟ ‪2623883 -22574‬‬


‫‪ .2‬ماذا يقول املصلّي في الركوع؟ ‪879983 - 725 – 73624‬‬
‫‪ .3‬وماذا يقول املصلي في السجود؟ ‪389383 -725 – 73624‬‬

‫ابتسامات‬
‫توفير‬ ‫من احلمار؟‬
‫‪ l‬الطفل‪ :‬عندي خبر س َي ُسرك يا أبي‪.‬‬ ‫داس حـــــــمـــــــ ��ار عل ��ى رج ��ل‬
‫‪ -‬األب‪ :‬ما هو؟‬ ‫صاحبه‪ ،‬فذهب إلى الطبيب‪ ،‬الذي‬
‫‪ l‬الطفل‪ :‬ألم تقل لي إنك س ��تعطيني ‪10‬جنيهـات‬ ‫دواء‪ ،‬وقال له‪ :‬اس ��تعمل قطرتني من‬ ‫أعطاه ً‬
‫فدهش املريض وقال‪:‬‬ ‫هذا الدواء أربع مرات في اليوم‪ُ .‬‬
‫إن جنحـت في االمتحـان؟‬
‫ولك ��ن يا دكت ��ور إن رجلي هي التي تؤملن ��ي‪ ،‬ألن احلمار‬
‫‪ -‬األب‪ :‬صحيح‪.‬‬ ‫داس عليه ��ا! فقال الطبي ��ب‪ :‬هذه القطرة تقطرها في‬
‫وفرت لك نقودك يا أبي!!!‬ ‫‪ l‬الطفل‪ :‬لقد ّ‬ ‫عني احلمار حتى ال يدوس على رجلك مرة أخرى!!‬

‫الفوارق‬
‫بني الصورتني توجد خمسة فوارق; حاولوا إيجادها‪:‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪30‬‬
‫حزورة‬
‫الطهي بدونه‪ ،‬فما هي؟‬ ‫‪ -1‬ش ��يء تشتريه لونه أسود‪ ،‬ولكنك ال تستفيد منه‬
‫‪ -3‬ش ��يء موج ��ود في الس ��ماء إذا أضفن ��ا إليه حرف ًا‬ ‫إال بعد أن يصبح لونه أحمر‪ ..‬ما هو؟‬
‫واحد ًا أصبح في األرض؟‬ ‫‪ -2‬فاكهة من أربعة حروف‪ ..‬إذا جمعنا احلرف الرابع‬
‫‪ -4‬ما هو الكوكب الذي ُيرى في الليل والنهار؟‬ ‫والثاني واألول يكون اس ��م حيوان مفترس‪ ..‬وإذا جمعنا‬
‫‪ -5‬جدرانه من ذهب ومياهه من عسل؟‬ ‫احلرف الرابع والثالث واألول يصبح ش ��يئ ًا ال نستطيع‬

‫متاهة‬

‫لغز‬

‫‪ l‬ما الش ��يء الذي تأكل منه مع أنه ال‬


‫يؤكل؟‬

‫احللول‪:‬‬
‫الصحن‪.‬‬ ‫‪ .5‬البرتقالة‪.‬‬
‫‪ l‬حل اللغز‪:‬‬ ‫‪ .4‬كوكب األرض‪.‬‬
‫‪ .3‬سبحان ربي األعلى‪.‬‬ ‫‪ .3‬جنم «تصبح «منجم»‪.‬‬
‫‪ .2‬سبحان ربي العظيم‪.‬‬ ‫‪ .2‬رمان‪.‬‬
‫‪ .1‬سورة الفاحتة‪.‬‬ ‫‪ .1‬الفحم‪.‬‬
‫‪ l‬حل هاتف املعلومات‪:‬‬ ‫حل احلزورة‪:‬‬ ‫‪ l‬حل الفوارق‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫الدمعة األخيرة‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬نهى قاطرجي‬

‫مرض ��ك تنتظري ��ن املوت! هل هكذا أمرنا الله س ��بحانه‬ ‫دخل���ت أم أحم ��د بيت أخته ��ا وهي تس ��تند على‬
‫وتعالى؟ ألم تس ��معي قول رس ��ول الله [‪« :‬تدا َو ْوا عباد‬ ‫ي ��د ابنته ��ا‪ ،‬لق ��د أصرت عل ��ى ه ��ذه الزيارة رغ ��م تدهور‬
‫الله»؟!‬ ‫صحته ��ا‪ ...‬وذلك أنها ما إن علمت مبا فعلت أختها في‬
‫‪ -‬صحي ��ح‪ ...‬ت ��داووا‪ ،‬ولك ��ن إذا كان هذا ال ��دواء فيه‬ ‫املستشفى حتى شعرت بأن هناك واجب ًا ديني ًا وأخالقي ًا‬
‫نتيج ��ة‪ ...‬ال علي ��ك من ��ي‪ ...‬امله ��م أن � ِ�ك بخي ��ر‪ ...‬كيف‬ ‫و ُأ ْس ��ري ًا يف ��رض عليه ��ا أن تقوم به ��ذه الزي ��ارة حتى لو‬
‫تشعرين هذه األيام؟‬ ‫كانت آخر زيارة لها‪...‬‬
‫‪ l‬والله أشعر بتعب شديد‪ ،‬وأَدعو الله أن ميد بعمري‬ ‫م ��ا إن أطلّت أم أحم ��د من الباب حتى ركضت أختها‬
‫حتى أحصل على شهادة القراءات‪ ...‬ضروي حضورك‪...‬‬ ‫باجتاهها تق ّبلها وتستبش ��ر بوجودها وتقول لها بصوت‬
‫أنا أفرح مبن حولي‪...‬‬ ‫مليء بالهلع‪:‬‬
‫ً‬
‫قائلة‪ :‬هيا ي ��ا ابنتي‪ ،‬لنذهب‪،‬‬ ‫‪ -‬التفت ��ت إل ��ى ابنتها‬ ‫‪ -‬أخت ��ي حبيبت ��ي‪ ،‬مل ��اذا جئت أن ��ت؟ أنا كنت س ��آتي‬
‫لقد بدأت أشعر بالتعب‪...‬‬ ‫إليك اليوم‪ ،‬ملاذا فعلت هذا؟ أنت متعبة!‬
‫نظ ��رت أم أحم ��د إلى أختها بع�ي�ن مليئة باحلب‬ ‫‪ِ l‬ل� � َم فعل � ِ�ت ما فعل � ِ�ت؟ أمجنونة أن ��ت؟ تهربني من‬
‫‪ -‬وباألس ��ى ف ��ي الوق ��ت نفس ��ه ‪ -‬وقالت بص ��وت حزين‪:‬‬ ‫املستش ��فى؟ ألم تفكري ف ��ي موقف أبنائك؟ ألم تفكري‬
‫مجنونة!!‬ ‫قط؟ حق ًا إنك مجنونة‪...‬‬ ‫بالنتائج ّ‬
‫]]]‬ ‫‪ -‬ه ِّون ��ي علي ��ك ي ��ا أم أحم ��د‪ ...‬ه ِّون ��ي علي ��ك‪ ،‬ماذا‬
‫ستفعل لي املستشفى؟ أنا ال أريد إجراء عملية جراحية‪،‬‬
‫احلاج ��ة أم أحم ��د‬
‫ّ‬ ‫متي ��زت احلفل ��ة الت ��ي أقامته ��ا‬
‫علي‪ ،‬أن ��ا أعلم‪ ،‬أنا لدي س ��رطان الرئة‬ ‫أبنائ ��ي يكذب ��ون ّ‬
‫بوج ��ود حش ��د كبير م ��ن الن ��اس; التلمي ��ذات‪ ،‬املعلّمات‪،‬‬
‫مثل ��ك متام ًا‪ ،‬ه ��م يقولون بأن هناك التهاب� � ًا‪ ،‬وأنا أعلم‬
‫كلهن أتني ملش ��اركة أم‬
‫ّ‬ ‫الصديقات‪ ،‬القريبات‪ ،‬اجلارات‪...‬‬
‫بأنه ��م يكذبون‪ ،‬أنا رضيت بق ��دري‪ ،‬وصبرت على بالئي‪،‬‬
‫بعضهن جئن بدافع احملبة‪ ،‬واألخريات‬ ‫ّ‬ ‫أحم ��د فرحتها;‬
‫مررت بها‪...‬‬
‫ِ‬ ‫ال أريد أن أم ّر بكل املراحل التي‬
‫بدافع الش ��فقة‪ ،‬أم ��ا البعض اآلخر فجئ ��ن لي َر ْين كيف‬
‫أصبح شكل أم أحمد بعد أن أعياها املرض‪...‬‬ ‫مررت أنا؟ احلمد لل ��ه‪ ،‬أخذت العالج منذ‬ ‫ُ‬ ‫‪ l‬ومب ��اذا‬
‫سخر الله لي هذا العالج ملا متكّ نت من‬ ‫سنتني‪ ،‬ولوال أن ّ‬
‫ل ��م تتمك ��ن أم أحم ��د م ��ن مقابل ��ة الناس الش ��تداد‬
‫أن أَ ْح ُض ��ر زواج ابنت ��ي‪ ،‬وال أن أمت ��م واجبات ��ي الدعوية‪،‬‬
‫مرضه ��ا عليه ��ا‪ ،‬ولكنه ��ا خاطبته � ّ�ن ِعبر مكب ��ر الصوت‬
‫و ُأنه ��ي قراءات ��ي العش ��ر للق ��رآن الكرمي الت ��ي جئت كي‬
‫وحث على طلب‬ ‫إليهن رس ��الة كلها أمل وح ��ب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ووجه ��ت‬
‫ّ‬
‫جتدد ل ��ي األمل في‬ ‫أدع ��وك إليها األس ��بوع الق ��ادم‪ ،‬وملا ّ‬
‫العل ��م والعم ��ل‪ ،‬وذكّرته � ّ�ن بق ��ول رس ��ول الل ��ه [‪...« :‬‬
‫احلياة‪ ...‬احلياة يا عزيزتي ينبغي أن يعيش ��ها اإلنس ��ان‬
‫فل َيغْ ِرس ��ها» ‪ ...‬كان ��ت كلم ��ة أم أحمد مؤث ��رة جداً‪ ،‬أبكت‬
‫ب ��كل مراراته ��ا وأفراحه ��ا‪ ،‬أم ��ا أن ��ت فس ��تب َقينْ كل أي ��ام‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪32‬‬
‫لها إخوتها وأخواتها وأوالدها‪ ،‬فهي تريد أن تو ّدعهم ك ًّ‬
‫ال‬ ‫�هن يحاس ��بنها‬
‫احلاض ��رات وجعلته � ّ�ن يقفن أمام أنفس � ّ‬
‫عل ��ى ح ��دة‪ ،‬فكان لها م ��ا أرادت ‪ ...‬أخ ��ذت أم أحمد تكلم‬ ‫على تقصيرها‪ ،‬فإذا متكنت أم أحمد مع مرضها الشديد‬
‫كل ف ��رد مبا تعرفه من وضعه ومن حالته‪ ،‬تص ِّبره وتدعو‬ ‫هن‪ ،‬وه � ّ�ن الصحيحات‬‫م ��ن أن ُت ِت ��م علمها‪ ،‬م ��اذا يفعلن ّ‬
‫ل ��ه‪ ،‬أو تطل ��ب منه أن ينتبه ألبنائ ��ه‪ ،‬أو تدعوه إلى تقوى‬ ‫أوقاتهن في التفاهات والتُّ رهات والقيل‬
‫ّ‬ ‫اللواتي يض ِّيعن‬
‫الل ��ه‪ ...‬وم ��ا إلى ذلك مما فتح الله ب ��ه عليها‪ ...‬وعندما‬ ‫�يات قول رس ��ول الله [‪« :‬اغتنم خمس� � ًا‬
‫والق ��ال‪ ،‬متناس � ٍ‬
‫انته ��ت م ��ن مهمتها دع ��ت ابنها البكر وقالت ل ��ه‪ :‬هيا با‬ ‫قبل خمس‪»...‬؟‬
‫بن ��ي فلق ��د ب ��دأت أتعب‪ ،‬وح ��ان وقت اللق ��اء‪ ...‬هيا ضع‬ ‫]]]‬
‫اللصقة وساعدني على أن أنام وأرتاح‪...‬‬
‫م ��رت بضعة أي ��ام على احلفل الكبير ال ��ذي ُأقيم في‬
‫]]]‬
‫بيت أم أحمد الذي بقي الناس يتكلمون عنه في سهراتهم‬
‫أي ��ام أخرى مرت على أم أحمد وهي ش ��به نائمة على‬ ‫وصبحياته ��م‪ ،‬وهم ميدحون هذه امل ��رأة الصابرة القوية‪،‬‬
‫الكنبة دون أن تتمكن من أن متدد جسدها وترتاح‪ ،‬وكان‬ ‫ويقارنونها مبن يعرفون ممن أصيب بهذا املرض‪ ...‬إال أن‬
‫أوالده ��ا يوقظونه ��ا وق ��ت الطع ��ام‪ ،‬فتفتح فمها بش ��كل‬ ‫أم أحمد لم تكن في هذا الوقت في أجواء ما يحدث من‬
‫تلقائي ل َت ْبلع ُلقَيمات قليلة ثم تقفله نهائي ًا‪...‬‬ ‫حولها‪ ،‬فقد اشتد عليها املرض كثيراً‪ ،‬وكأنه كان يمُ هلها‬
‫إلى أن جاء ذلك اليوم الذي شعر فيه ابنها البكر بأن‬ ‫قاس حرمها‬ ‫وانقض عليها بش ��كل ٍ‬
‫ّ‬ ‫حت ��ى حتقق ُح ُل َمها‪،‬‬
‫هناك أمر ًا ما قد تغير; فالوسادة التي كانت تضعها أمه‬ ‫الن ��وم‪ ،‬ب ��ل حت ��ى التم ��دد على الس ��رير‪ ،‬وضاق تنفس ��ها‬
‫بش ��كل كبير حتى أن أوالدها كان ��وا يتناوبون على تأمني‬
‫خلف ظهرها بدأت تنزاح ش ��يئ ًا فش ��يئ ًا‪ ،‬وبدأ جس ��د ّ‬
‫أمه‬
‫يتمدد على السرير بشكل لم يكن ممكن ًا من قبل‪ .‬أسرع‬ ‫األوكسجني لها حتى تستطيع التنفس بسهولة‪...‬‬
‫الول ��د ووضع يدي ��ه على رج َل � ْ�ي أمه ليش ��عر ببرودتهما‪،‬‬ ‫وبع ��د أي ��ام قليلة طلبت أم أحمد م ��ن ابنها االتصال‬
‫َضر‪ ...‬بدأ اجلميع‬ ‫أمهم تحُ ْ ت َ‬
‫فنادى إخوته وأخبرهم بأن ّ‬ ‫بالطبيب كي يجد لها ح ًّ‬
‫ال؛ فقد أرهقها املرض‪ ،‬وال تريد‬
‫بق ��راءة س ��ورة يس‪ ،‬والدم ��وع تنهمر من عيونه ��م‪ ،‬بينما‬ ‫أن ُتتع ��ب غيره ��ا أكثر من ذلك‪ ...‬أخبره ��ا الطبيب بأنه‬
‫كان ابنها يس ��حب الوس ��ادة شيئ ًا فش ��يئ ًا لترتاح أمه من‬ ‫بد من أن تأخذ املس � ِّ�كنات على ش ��كل لصقة ميكن أن‬ ‫ال ّ‬
‫معاناتها الطويلة‪ ...‬وما إن انتهى من مهمته حتى سمع‬ ‫تنام عليها حتى ال تشعر بالتعب‪ ،‬ولكن هذا يعني بأنها‬
‫نفخة بسيطة تخرج من فم أمه‪ ،‬فنظر إلى وجهها ليجد‬ ‫س ��تبتعد ع ��ن هذا العالم ولن تش ��عر بوج ��ود من حولها‬
‫دمع ��ة صغيرة تنح ��در بهدوء من عينه ��ا لتعلن بالنهاية‬ ‫والتفاع ��ل معه ��م‪ .‬وافق ��ت أم أحمد على وض ��ع اللصقة‬
‫ملأساة امرأة تغلّبت على مرضها باإلميان والتقوى‪l...‬‬ ‫عل ��ى صدره ��ا‪ ،‬وقبل أن تفعل طلبت م ��ن ابنها أن يجمع‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫البيئة والنا�س‬

‫الرتبية البيئ ّية‬


‫إعداد‪ :‬األستاذ جهاد قرقوتي‬
‫خبير في البيئة‬
‫البيئ ��ة والن ��اس‪ ...‬ب � ٌ‬
‫�اب جدي ��د يعال ��ج املش ��كالت‬
‫البيئي ��ة الت ��ي له ��ا انعكاس ��اتها الس ��لبية عل ��ى حياة‬
‫‪ ...‬وهن��اك الكث�ير م��ن امل�ش��اكل‬ ‫اإلنس ��ان‪ ،‬حي ��ث أصبحت تهدد صحت ��ه وتقضي على‬
‫البيئ ّي��ة‪ ,‬منها‪ :‬اخلل��ل يف الأم��ن الغذائي‬ ‫س�ل�امة املاء واله ��واء والترب ��ة‪ .‬واملجلة تفت ��ح املجال‬
‫والأمن البيئي والنفاي��ات ب�أنواعها والتلوث‬ ‫أم ��ام قارئاته ��ا وقرائه ��ا لطرح أي مس ��ألة أو مش ��كلة‬
‫ب�أنواعه‪ ...‬فما هي احللول؟‬ ‫بيئي ��ة‪ ،‬وس ��يقوم اخلبي ��ر ف ��ي البيئ ��ة األس ��تاذ جهاد‬
‫قرقوتي باإلجابة عنها وتقدمي املعاجلة املناسبة لها‬
‫وتبلغ حاجة اإلنسان للهواء يومي ًا حدود عشرين‬ ‫من خالل هذه الصفحة‪.‬‬
‫متر ًا مكعب ًا وهي ليست بالكمية القليلة‪.‬‬ ‫البيئة هي كل ما يتعلق ويؤثر بنا ِّ‬
‫ونؤثر به س ��واء‬
‫أما األرض فعليها نعيش ونس ��تقر ونبني ونتكاثر‬ ‫على صعيد الدائرة الصغرى الض ِّيقة جد ًا كاألس ��رة‪،‬‬
‫ونزرع‪ ،‬وترعى احليوانات‪...‬‬ ‫أو الكبرى كالكون وما حوى‪.‬‬

‫من هنا كان التركيز على هذه احلاجات األساسية‬ ‫وميك ��ن أن نع� � ِّرف البيئة بكلمة أخ ��رى‪ ،‬على أنها‬
‫لإلنس ��ان‪ ،‬وكان التحذير م ��ن اإلخالل بتوازنها الذي‬ ‫ُجمل ��ة ن ُُظ ��م وعالق ��ات طبيعي ��ة واجتماعي ��ة يحي ��ا‬
‫قدره الله احلكيم؛ فكله مبيزان وقدر معلوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ضمنها اإلنسان وغيره من الكائنات احل ّية واملخلوقات‬
‫ويتفاعل معها إما سلب ًا أو إيجاب ًا‪.‬‬
‫إن العلوم البيئية تهتم باحلفاظ على البيئة ومنع‬
‫تلوثها قدر اإلمكان‪ ،‬ألن االستهالك يو ِّلد التلوث بال‬ ‫ُّ‬ ‫أول م ��ا يتب ��ادر إلى الذهن عندم ��ا نتكلم عن‬ ‫وإن َ‬
‫ش ��ك‪ ،‬واملطلوب الت ��وازن وعدم اإلف ��راط أوالتفريط؛‬ ‫البيئ ��ة عوام � ُ�ل امل ��اء واله ��واء واألرض (الترب ��ة)‪ ،‬فما‬
‫ف ��إن زاد التل � ُّ�وث ع ��ن ق ��درة اس ��تيعاب احلي ��اة إلعادة‬ ‫أهمية ما ذكرنا في حياتنا اإلنسانية؟‬
‫تدمي ��ره وحتليله ضمن حلقة الغ ��ذاء واملاء والهواء‪،‬‬ ‫فامل ��اء ه ��و العنصر األس ��اس ف ��ي احلي ��اة والنمو‬
‫تق ��ع الكارثة ويحصل التلوث الذي إن اس ��تمر قضى‬ ‫أن نعلم أنّ حاجة اإلنس ��ان تبلغ‬ ‫واالس ��تمرار; يكف ��ي ْ‬
‫على احلياة اإلنسانية ولو بشكل بطيء وتدريجي‪.‬‬ ‫يومي� � ًا م ��ا ب�ي�ن ليتري ��ن إلى ثالث ��ة ليت ��رات لتُ واصل‬
‫وهنا أع ِّرف التلوث بكلمات قليلة‪ ،‬ونتوس ��ع بذلك‬ ‫ُ‬
‫العضوية حيا َتها بش ��كل طبيع ��ي‪ ،‬ونادر ًا ما‬ ‫وظائفُ ��ه‬
‫فيما بعد لنتحدث عن أنواع التلوث وطرق التخفيف‬ ‫يبقى اإلنس ��ان حي ًا إن توقف عن ش ��رب الس ��وائل‬
‫منه قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫بضعة أيام‪ ،‬وس ��بحان الله القائ ��ل‪{ :‬وجعلنا‬
‫من املاء كل شيء َح ّي}‪.‬‬
‫التل ��وث هو الزيادة أو النقصان لواحد أو أكثر من‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪34‬‬
‫مبحيطه ��م وتتكون من‬ ‫مك ِّونات احلياة األساس ��ية‪ ،‬ووجود مواد لم تكن موجودة‬
‫خ�ل�ال جتاربه ��م املعرف ّي ��ة‪،‬‬ ‫قب ًال‪.‬‬
‫فتترك ��ز عنده ��م اإلرادة والعزمي ��ة‬ ‫وس ��أعطي مث ��ا ًال عل ��ى تل ��وث اله ��واء‪ ،‬ف ��إنّ نس ��بة‬
‫إليجاد حلول عملية ملش ��اكل تل ��وث البيئة‬ ‫األوكس ��يجني ف ��ي الهواء تعادل تقريب� � ًا ‪ ،%21‬فلو حصل‬
‫حاضر ًا ومستقب ًال‪.‬‬ ‫مث ًال أن زادت النس ��بة إلى ‪ ،%22‬فإن نس ��ب احلرائق تزيد‬
‫إن تغيي ��ر مناه ��ج التربي ��ة بحي ��ث تصب ��ح التربي ��ة‬ ‫بش ��كل كبي ��ر; وإن انخفض ��ت إل ��ى ‪ %20‬حتص ��ل ح ��االت‬
‫تغير ًا في حياتنا‬
‫بأن ُيح ��دث ُّ‬ ‫�زء منها َل َك ٌ‬
‫فيل ْ‬ ‫البيئي ��ة ج � ً‬ ‫اختن ��اق; فالزيادة أو النقصان بنس ��بة هذا املك ّون يؤدي‬
‫بتحضره‬
‫ُّ‬ ‫ومس ��تقبلنا حتى نصب ��ح مجتمع ًا يش ��ار إليه‬ ‫إلى تلوث وكوارث‪.‬‬
‫وننعم فيه بحياة مستقرة وصحية‪.‬‬ ‫وهن ��اك الكثي ��ر م ��ن املش ��اكل البيئ ّية‪ ,‬منه ��ا‪ :‬اخللل‬
‫إن دينن ��ا ‪ -‬من ��ذ أكثر من أربعة عش ��ر قرن� � ًا ‪ -‬علّمنا‬ ‫ف ��ي األمن الغذائ ��ي واألمن البيئي والنفاي ��ات بأنواعها‬
‫كيفية احملافظة على احلياة؛ فال ضرر وال ضرار‪ ،‬وإماطة‬ ‫والتلوث بأنواعه‪ ...‬فما هي احللول؟‬
‫إن سعينا للقضاء على‬ ‫األذى عن الطريق صدقة‪ ،‬فكيف ْ‬ ‫إن َف ِهم‬
‫إنّ العالج ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬بيد اإلنس ��ان نفسه ْ‬
‫األذى؟‬ ‫ه ��ذا الواق ��ع وعم ��ل جاهد ًا حل ��ل املش ��كلة‪ ,‬وال يكون إال‬
‫وف ��ي األعداد املقبلة س ��نتناول احلديث عن العوامل‬ ‫بالتربية البيئية‪ ,‬فما هي التربية البيئية؟‬
‫املؤث ��رة عل ��ى البيئ ��ة‪ ،‬وكيفي ��ة تف ��ادي مخاط ��ر التلوث‪،‬‬ ‫الــــتــــربـــيــــــ ��ة البيئي ��ة ه ��ي احلرك ��ة الدائم ��ة الت ��ي‬
‫وس ��نقدم ب ��إذن الل ��ه أس ��اليب عملية س ��هلة للمحافظة‬ ‫يتمك ��ن بفضله ��ا األف ��راد والــجــــمـــاع ��ات م ��ن الوع ��ي‬
‫على بيئة صحية حتيط بنا‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪ ...‬لها حل‬

‫تغيير التاريخ من امليالدي إلى الهجري‬


‫‪ .1‬ادخل إلى لوحة التحكم‪.‬‬
‫‪Control panel‬‬
‫أون الين‬
‫‪ .2‬اختر اخليارات اإلقليمية واللغة‪.‬‬
‫‪Regional and language options‬‬ ‫كيف يستفيد الداعية من تقنية اإلنترنت؟!‬
‫‪ .3‬ثم اخليارات اإلقليمية‪ ،‬ثم تخصيص‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬الشيخ يحيى كريدية‬
‫‪ .4‬بعده ��ا ادخ ��ل تبوي ��ب التاري ��خ ث ��م ض ��ع اإلعداد‬ ‫ف ��ي هذا الزمن ال ��ذي كاد يقضي البريد اإللكتروني‬
‫املناسب لك‪.‬‬ ‫في ��ه عل ��ى البري ��د التقلي ��دي ويجعله يب ��دو كأنه قطار‬
‫حجري في زمن غزو الفضاء‪ ،‬جند أن بعض الدعاة إلى‬
‫‪ .5‬ضع ‪.OK‬‬ ‫دي ��ن الله تعالى لم يلتفتوا له ��ذا الكنز الثمني‪ ،‬أو أنهم‬
‫‪ .6‬ثم أَ ِعد التشغيل‪.‬‬ ‫أعرض ��وا عن اس ��تخدامه ألس ��باب غير مقنع ��ة‪ ،‬أو أنهم‬
‫ته ّيب ��وا اخل ��وض في غم ��اره واقتحام أبواب ��ه لظنّهم أنه‬
‫آخر األخبار‬ ‫مس ��ألة معقدة أو أن ��ه ال حاجة لهم ب ��ه‪ ،‬مف ّوتني بذلك‬
‫جوان ��ب عظيم ��ة من أبواب اخلير ومن أس ��اليب الدعوة‬
‫املعاص ��رة والتواص ��ل ا ُمل ّ‬
‫يس ��ر‪ ..‬وما زلتَ إلى اآلن تس ��أل‬
‫‪Delete.me‬‬ ‫بع ��ض الدع ��اة ع ��ن بري ��ده اإللكترون ��ي للتواص ��ل معه‬
‫احذف كل تاريخك على اإلنترنت‬ ‫فيعتذر بأنه لم ُينش ��ئ بريد ًا له‪ ..‬وأنه ميكنك مراسلته‬
‫عب ��ر البري ��د التقلي ��دي أو االتص ��ال الهاتف ��ي‪ ..‬فيكون‬
‫بعد ظه ��ور مواقع كثيرة‬ ‫بذلك قد قطع الصلة معه قبل أن تبدأ‪.‬‬
‫عل ��ى اإلنترن ��ت واس ��تخدام‬
‫وجتريب كل هذه املواقع من‬ ‫وهن ��اك من الدعاة من يقوم بإنش ��اء بريد إلكتروني‬
‫ِق َب ��ل املس ��تخدمني‪ ،‬أصب ��ح‬ ‫وينش ��ره عل ��ى بطاقة التعري ��ف به أو على كتب ��ه‪ ،‬ولكنه‬
‫ُيهمل ��ه إهم ��ا ًال كبيراً؛ ف�ل�ا يتفقّ ده وال ير ّد على رس ��ائل‬
‫م ��ن الض ��روري إيج ��اد أداة‬
‫الن ��اس وال طلباته ��م ول ��و حت ��ى باالعت ��ذار‪ ..‬فيفق ��د‬
‫أو موق ��ع حل ��ذف م ��ا قم ��ت‬
‫مصداقيت ��ه عن ��د من وع ��ده أن يتواصل مع ��ه عبر هذه‬
‫بتس ��جيله عن نفس ��ك على‬ ‫الوسيلة‪..‬‬
‫صفحات اإلنترنت‪.‬‬
‫اإلميي ��ل ب ��اب واس ��ع لنش ��ر فك ��ر الدع ��اة والعلماء‪،‬‬
‫املواق ��ع الت ��ي س ��جلتَ فيه ��ا ممك ��ن أن تك ��ون كثيرة‬ ‫وللتواصل السريع فيما بينهم وكذلك فيما بينهم وبني‬
‫وممكن أن تكون قد نس ��يت أين سجلت؟ وماذا جربت؟‪..‬‬ ‫الناس‪ ،‬وأيض ًا لالستش ��ارات الس ��ريعة وتالق ��ح األفكار‪،‬‬
‫له ��ذا قامت ش ��ركة ‪ ،www.abine.com‬وهي ش ��ركة‬ ‫والتخطي ��ط الدع ��وي‪ ،‬ومراس ��لة املؤسس ��ات العلمي ��ة‬
‫متخصصة في «اخلصوصية»‪ ،‬بتطوير ‪.delete.me‬‬ ‫ِّ‬ ‫فحري بالدع ��اة اغتنام هذه التقنية التي‬ ‫ّ‬ ‫واجلامع ��ات‪..‬‬
‫املؤس ��س الش ��ريك ل� �ـ «أبني»‪،‬‬ ‫س � ّ�خرها الله دون غيرن ��ا لنا من أهل العصور الس ��ابقة‬
‫وف ��ي تصري ��ح ل ��ه أفاد ّ‬
‫‪ ،Claire Yancy‬قائ�ل ً�ا‪« :‬ستُ س ��تخدم اخلدم ��ة أكثر في‬ ‫من غير إفراط وال تفريط‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ l‬إلقاء حتية اإلس�ل�ام‪ :‬ز ّين بها رسالتك واكسب بها‬ ‫البحث عن احلس ��ابات غير املس ��تخدمة وحذفها‪ .‬ونحن‬
‫أجر السالم‪.‬‬ ‫لدينا حالي ًا الئحة انتظار طويلة»‪.‬‬
‫التأخر في الرد خصوص ًا‬
‫ّ‬ ‫‪ l‬س ��رعة الردّ‪ :‬حاول ع ��دم‬ ‫وأ ّكد فريق عمل من أكبر احمل ِّللني أنّه من خالل املوقع‬
‫سيتم حذف كلّ احلس ��ابات والبيانات املوجودة عنك في لألشخاص الذين ينتظرون منك رد ًا سريع ًا‪.‬‬
‫‪ l‬تنس ��يق الرسالة‪ :‬اختر خط ًا مناسب ًا لرسالتك وال‬ ‫اإلنترن ��ت م ��ن عبارة صغي ��رة إلى صورة ل ��ك‪ .‬وطبع ًا كل‬
‫جتعل حجمه كبيراً‪ ،‬وابدأ رس ��التك م ��ن أقصى اليمني‪،‬‬ ‫هذا مقابل مبلغ سيتوجب عليك دفعه‪.‬‬
‫وح ��اول اختي ��ار األلوان املناس ��بة لكل رس ��الة؛ ف ��إذا كنت‬ ‫نتيكيت‬
‫ترغب مبراس ��لة مدير ش ��ركة على سبيل املثال فال تختر‬
‫اللون الوردي‪ ،‬وجتنب اختيار اللون األصفر الفاقع ألنه‬ ‫آداب استخدام البريد اإللكتروني‬
‫صعب قراءة الكلمات املكتوبة به‪.‬‬ ‫وي ِّ‬‫مث ��ل احملادث ��ات الهاتفي ��ة واالتصال املباش ��ر‪ ،‬توجد يؤذي العني ُ‬
‫‪ l‬اللغة الس ��هلة‪ :‬ينبغي إرس ��ال الرس ��الة بلغة س ��هلة‬ ‫قواع ��د س ��لوكية معين ��ة تتع ّل ��ق باالتص ��ال م ��ن خ�ل�ال‬
‫فع ��ال‪ ،‬اتبع هذه بس ��يطة مفهومة وبالعربية الفصيحة لك ��ي يتم التأكد‬ ‫البري ��د اإللكترون ��ي‪ .‬وللتمت ��ع باتصال ّ‬
‫م ��ن إيص ��ال املعلومة بوضوح وبدون أي لب � ٍ�س‪ ،‬واالبتعاد‬ ‫اإلرشادات‪:‬‬
‫املرس ��ل ليس على‬‫‪ l‬حج ��م الرس ��الة‪ :‬ح ��اول ق ��در اإلم ��كان أن تك ��ون عن اللهجات احمللية خصوص ًا إذا كان ِ‬
‫املستقبل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رس ��التك قصي ��رة؛ ف ��إنّ البري ��د اإللكترون ��ي مصم ��م عالقة مباشرة وشخصية مع‬
‫‪َ l‬أ ْخ ��ذ اإلذن من الطرف الثاني قبل إرس ��ال أي ملف‬ ‫لالتصال السريع‪.‬‬
‫احل � َ�ذر‪ :‬فيم ��ا يتع ّل ��ق باملعلوم ��ات احلساس ��ة أو مرفق؛ حيث إن البعض يخش ��ى من فتح امللفات املرفقة‬ ‫‪َ l‬‬
‫الس ��رية؛ حيث ميكن ألي مس ��تلم إعادة توجيه الرسالة خوف� � ًا من الفيروس ��ات‪ ،‬فعليك أن تطلب اإلذن بإرس ��ال‬
‫توضح للطرف الثاني نوعية امللف وتعطيه‬ ‫امللف على أن ّ‬ ‫إلى اآلخرين سواء بقصد أو بدون قصد‪.‬‬
‫فكرة مختصرة عنه‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬
‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪( )0110174520‬يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪38‬‬
‫دوحة الأ�رسة‬
‫نحيفة جداً‪ ...‬ماذا أفعل؟‬ ‫‪ ...‬وماذا عن املرأة؟!‬
‫كبسوالت طبيعية‬ ‫األسرة املسلمة منارة في حياة طفلها‬
‫تائهون بني الغربة والوطن‬
‫كعكة الفريز‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪ ...‬ليَ ْ�سكُ َن �إليها‬
‫‪ ...‬وماذا عن املر�أة؟!‬
‫مع املتخصص في الشؤون الزوجية‬
‫األستاذ محمد رشيد العويد] ‪ -‬الكويت‬

‫قرأت في مجلتكم الزاهرة عن املرأة بأنه ��ا حتت ��اج ألن يعبر له ��ا عن حب ��ه وعاطفته بجميع‬ ‫‪ l‬تعلي ��ق قارئ ��ة‪ُ :‬‬
‫ذات املش ��اعر الباردة‪ ،‬وعن معاناة زوجها وصبره‪ ...‬فماذا الطرق؟ فإني أقترح ما يلي‪:‬‬
‫زوجه ��ا له ��ذا‬ ‫عن املرأة نفسها؟ أفال يحق لها أن حتظى بدفء املشاعر؟‬
‫‪ l‬تدع ��و الل ��ه تعال ��ى أن يش ��رح ص ��د َر ِ‬
‫ق ��د تعاني الواح ��دة منا ما الله به أعل ��م جراء حرمانها التعبير عن ح ِّبه لها وتعاطفه معها وتع ُّلقه بها وحرصه‬
‫مم ��ا هو أش ��د في العالق ��ة مع زوجه ��ا‪ ،‬فتكت ��م عذاباتها عليها‪.‬‬
‫ف ��ي صدره ��ا؛ ألن امل ��رأة التي تطال ��ب زوجه ��ا بحقوقها‬
‫‪ l‬إذا أسمعها زوجها يوم ًا كلمة طيبة فلتعبر صراحة‬
‫ُتعتبر في ُعرفنا (قليلة حياء)‪ ...‬وهنا أس ��أل مستشاركم‬
‫عن س ��عادتها بكلمته تلك وسرورها بها‪ ،‬ولتشكره عليها‪،‬‬
‫الفاضل‪ :‬كيف الس ��بيل لتغيير حكم مجتمعنا الش ��رقي‬
‫ولتكافئه من أجلها‪...‬‬
‫احملاف ��ظ عل ��ى امل ��رأة ف ��ي ه ��ذا اجلان ��ب؟ وما األس ��لوب‬
‫‪ l‬حني جتد زوجهـا سعيداً‪ ،‬فلتسأله‪ :‬مب نسقي النبتة‬
‫األمث ��ل ال ��ذي ُت ِ‬
‫فه ��م به امل ��رأة زوجه ��ا بأنه ��ا حتتاج ألن‬
‫تنم� � َو وتك َبر؟ فإذا قال له ��ا‪ :‬باملاء طبع ًا‪.‬‬‫ُ‬ ‫حتى‬ ‫�رة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫الصغ‬ ‫يعب ��ر لها عن حبه وعاطفت ��ه بجميع الطرق؟ وكيف لها‬
‫أن تتخل ��ص من جموده وعدم اكتراث ��ه‪ ،‬ومن نظرته إلى لتق ��ل ل ��ه‪ :‬وحبي لك ينم ��و ويكبر حني تروي ��ه بكلماتك‬
‫العالق ��ة بينهم ��ا على أنها قضاء ش ��هوته ه ��و مع حرص اجلميلة‪ ،‬احللوة‪ ،‬الدافئة‪ ،‬الرقيقة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪ l‬ميكن أن تعرض املرأة على زوجها ‪ -‬في أسلوب مرح‬ ‫على حش ��د األحاديث التي تدع ��م وجهة نظره؟ وجزاكم‬
‫‪ -‬إعط ��اءه مبلغ� � ًا من املال لقاء كل كلمة ط ّيبة ُيس ��معها‬ ‫الله خيراً‪.‬‬
‫‪ l‬توضي ��ح قارئ ��ة‪ :‬أج ��ل؛ أنت محقّ ة في تس ��اؤالتك‪ ،‬إياه ��ا‪ .‬وقد يس ��تجيب الزوج على الف ��ور ‪ -‬ولو ممازح ًا ‪-‬‬
‫ُ‬
‫فاملرأة أحوج من الرجل إلى دفء مشاعر زوجها‪ ،‬وتعبيره فيق ��ول لها‪ :‬حبيبت ��ي‪ ،‬روحي‪ ،‬عيني‪ ..‬ه ��ذه ثالث كلمات‬
‫وعدتني به‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هات ما‬
‫عن حبه لها‪ ،‬وتعلقه بها‪ ،‬وحرصه عليها‪ ،‬ورضاه عنها‪ .‬طيبات‪ِ ..‬‬
‫فلتُ عط ��ه م ��ا وعدت ��ه به وهي تق ��ول له‪ :‬س ��تُ نفق هذا‬ ‫واس ��محي لي‪ ،‬أن أجي ��ب عن تس ��اؤالتك التي جاءت‬
‫ويذه ��ب‪ ،‬لكن هناك ما يعطي ��ك الله إياه ويبقى لك في‬ ‫في رسالتك‪:‬‬
‫رصي ��دك عن ��د ربك‪ .‬وحني يس ��ألها عما تعني ��ه بكالمها‬
‫أما قال [ «الكلمة الطيبة صدقة»؟ فالصدقة‬ ‫‪ -‬كي ��ف الس ��بيل لتغيي ��ر حك ��م مجتمعن ��ا الش ��رقي‬
‫فلتقل له‪َ :‬‬
‫التي تكس ��بها حني ُتسمعني كلمة طيبة تبقى لك‪ ،‬وأنت‬ ‫«احملافظ» على املرأة في هذا اجلانب؟‬
‫‪ l‬وأق ��ول‪ :‬الس ��بيل طوي ��ل‪ ،‬ويحت ��اج إلى عم ��ل كثير أح َوج إليها من مال الدنيا ك ِّله يوم القيامة‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬أختي الفاضلة‪ ،‬فلم تنته إجاباتي عن أسئلتك‬ ‫وجه ��د كبي ��ر؛ تغيير ف ��ي املناه ��ج الدراس ��ية‪ ،‬وبرامج في‬
‫احملط ��ات اإلذاعي ��ة والتلفازي ��ة‪ ،‬ومق ��االت ودراس ��ات في املهم ��ة‪ ،‬فأدع ��و الله أن يوفقني فيه ��ا وموعدنا في العدد‬
‫املقبل إن شاء الله‪l‬‬
‫الصح ��ف واملج�ل�ات‪ ،‬وتربي ��ة األوالد والبن ��ات عل ��ى هذه‬
‫القناعات‪ ،‬حتى تشيع على األلسن هاتيك الكلمات‪...‬‬
‫] مـــدي ��ر تـــحري ��ر مـــجل ��ة الــن ��ور الكويتي ��ة‪,‬‬
‫فه ��م به امل ��رأة زوجها ومدير مركز ثوابت لالستش ��ارات الزوجية‪.‬‬ ‫‪ -‬م ��ا األس ��لوب األمث ��ل الذي ُت ِ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪40‬‬
‫زينة احلياة‬

‫الأ�سرة امل�سلمة‬
‫منارة يف حياة طفلها‬
‫إعداد‪ :‬ميمونة محمد شرقية‬
‫متخصصة في التربية‬

‫موض ��وع‪ ،‬واالبتع ��اد ع ��ن التلقني املباش ��ر‬


‫وتوجيه االنتقادات الالذعة للطفل‪.‬‬
‫‪ l‬تعوي ��د الطف ��ل منذ الصغ ��ر على أالّ‬
‫ينتظ ��ر الثن ��اء وامل ��دح عل ��ى عمل ق ��ام به‪،‬‬
‫وعلى أ ّال ينتظر التش ��جيع على أمر ينوي‬
‫القيام به‪ ،‬بحيث ال يكون املدح أو التشجيع‬
‫الغاي ��ة الت ��ي يبحث عنه ��ا وينتظرها‪ ،‬وإ ّال‬
‫سينجزه أ ّية قيمة‪،‬‬
‫فلن يكون للعمل الذي ُ‬
‫ب ��ل يمُ تدح الطفل لذات ��ه «فهو هدية رائعة‬
‫تلقاها اآلباء من الله تعالى»‪.‬‬
‫‪ l‬حتفي ��ز الطف ��ل دائم ًا عل ��ى أن يبادر‬
‫إل ��ى قضاء حاجات ��ه دون انتظار مس ��اعدة‬
‫م ��ن أح ��د‪ ،‬وإن كان ��ت عي ��ون األه ��ل دائم ��ة‬ ‫تت�أثر صورة الطفل التي يك ِّونها عن نفسه بالبيئة‬
‫الرعاي ��ة ل ��ه واحلرص على مس ��اندته‪ ،‬وتعوي ��ده على أن‬ ‫الت ��ي ينتم ��ي إليه ��ا واألس ��رة التي تتول ��ى رعايت ��ه‪ .‬فإنّ‬
‫يلجأ إلى الله تعالى‪.‬‬ ‫أس ��لوب األب َو ْين في تعاملهما مع بعضهما ومع أبنائهما‬
‫‪ِ l‬حرص اآلباء على تقدمي أبنائهم َ‬
‫لآلخرين بأجمل‬ ‫بد أن يكون مدروس ًا؛ فالطفل شديد التأثر بالعالقات‬ ‫ال ّ‬
‫الصفات‪ ،‬واختيار الكلمات التي ُتثري الثقة في نفوسهم‬ ‫التي تربطه باألفراد الذين يحيا معهم و َيكْ ثر لقاؤه بهم‪،‬‬
‫وجتعل صورتهم مح ّببة إلى ذواتهم‪.‬‬ ‫ينمي مفاهيمه‬ ‫وينعكس ذلك عليه إيجاب ًا أو سلب ًا؛ فهو ّ‬
‫‪ l‬التس ��امح مع أخطائهم؛ فهي طريقهم إلى التعلم‪.‬‬ ‫وق َيمه ومبادئه من خالل مالحظاته املتكررة‪ ،‬فلنحرص‬ ‫ِ‬
‫فليحلم اآلباء على أبنائهم وليحرصوا على أن يغرس ��وا‬ ‫أن تكون عالقاتنا قائمة على أسس إسالمية نقية‪ .‬ونورد‬
‫في نفوسهم أنهم أهم من أي شيء مادي‪ ،‬فإن الطفل إذا‬ ‫فيما يلي بعض اإلضاءات حول العالقات التي ُتسهم في‬
‫شعر أن أباه أو أمه يفضالن شيئ ًا عليه فإن ذلك يدفع به‬ ‫إثراء نفس الطفل وتقديره لذاته‪:‬‬
‫‪ l‬تفاه ��م الزوج�ي�ن وحتاببهم ��ا يترك آث ��ار ًا إيجابية إلى احلكم على نفسه بالدونية في كثير من األحيان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُُ‬
‫‪ l‬إش ��راكهم في العبادات واألنشطة األسرية الهادفة‬ ‫بعيدة املدى في حياة األبناء‪.‬‬
‫‪ l‬االحت ��رام املتب ��ادل ب�ي�ن أف ��راد األس ��رة ينم ��ي ف ��ي املتنوع ��ة؛ مب ��ا يتالءم مع طبيعة كل أس ��رة وما يناس ��ب‬
‫ّ‬
‫أعمار أبنائها واحتياجاتهم‪.‬‬ ‫الطفل تقديره لذاته‪.‬‬
‫نس ��أل الل ��ه تعال ��ى أن يجع ��ل بيوتن ��ا من ��ارات للعلم‬ ‫‪ l‬ب ��ث الثق ��ة ب�ي�ن أف ��راد األس ��رة‪ ،‬وتقدي ��ر آرائه ��م‬
‫ومحاضن دافئة تس ��ودها احملب ��ة واأللفة وتظللها رعاية‬ ‫وتصويبها من غير تعنيف‪.‬‬
‫الله‪l‬‬
‫‪ l‬اعتم ��اد أس ��لوب احل ��وار اإلس�ل�امي ف ��ي نق ��اش أي‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫�ص���فحة ُتس ��هم ف ��ي تق ��دمي احلل ��ول التربوي ��ة‬
‫العملية للمشكالت التي تواجهونها في تربية أطفالكم‬
‫وتنمية ش ��خصياتهم‪ ،‬ال تترددوا في طرح أي مش ��كلة أو‬ ‫وقفات تربوية‬
‫عقب ��ة تصادفكم في ه ��ذا املجال‪ ،‬فبإذن الله س ��تجدون‬
‫عندنا احلل من أصحاب اخلبرة التربوية العريقة‪.‬‬ ‫امل�شكلة واحلل‬

‫تائهون بني الغربة والوطن‬


‫بقلم‪ :‬الداعية املربية‬
‫أم حسان احللو‬
‫عمان‬
‫ّ‬
‫‪ l‬ثالث� � ًا‪ :‬نع ��م‪ ،‬ق ��د اختل ��ف الوض ��ع وتباين ��ت بيئ ��ة‬ ‫أمضيت خمس عش ��رة س ��نة في الغربة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ l‬املش ��كلة‪:‬‬
‫أوالدك‪ ،‬لك ��ن بإمكان ��ك غرس حب االنتم ��اء ملجتمعهم‪،‬‬ ‫حيث عشت منذ زواجي في إحدى الدول األوروبية‪ ،‬وهذا‬
‫ومحاولة حتجيم ضرر املجتمع وسلبياته احمليطة‪.‬‬ ‫العام قررت االستقرار بني أهلي في لبنان‪ .‬مشكلتي تكمن‬
‫‪ l‬رابع� � ًا‪ :‬أَبع ��دي فك ��رة املقارن ��ة ب�ي�ن املجتمع ��ات‬ ‫في صعوبات تأقل ��م أوالدي ف ��ي ه ��ذا البل ��د‪ ،‬فكل ش ��يء‬
‫واحلضارات بل واألفراد‪ ،‬فلكل‬ ‫مختلف‪ :‬النظ ��ام العام‪ ،‬نظام‬
‫إنس ��ان ميزات ��ه ومواصفات ��ه‬ ‫التعليم‪ ،‬العالقة بني الناس‪...‬‬
‫وسلبياته وإيجابياته‪.‬‬ ‫كيف أس ��تطيع دمجه ��م ف ��ي‬
‫‪ l‬خامس� � ًا‪ :‬كون ��ي قريب ��ة‬ ‫هذا املجتمع اجلديد بالنسبة‬
‫م ��ن صغ ��ارك دوم� � ًا ودعيه ��م‬ ‫إليهم إذا كنت أنا نفسي أعاني‬
‫يب ّث ��ون لك مواجعهم وآالمهم‬ ‫أيض� � ًا من اختالف كل ش ��يء؟‬
‫وتساؤالتهم‪.‬‬ ‫وم ��ا أعادن ��ي إلى لبنان س ��وى‬
‫‪ l‬سادس� � ًا‪ :‬ضعي برنامج ًا‬ ‫الف ��رار بدين أوالدي‪ ،‬وخش ��ية‬
‫تطويري ًا لنفسك‪ ،‬واطلبي من‬ ‫انغماس ��هم أكث ��ر ف ��ي ع ��ادات‬
‫صغارك مساعدتك؛ فإن ذلك‬ ‫وتقالي ��د ذل ��ك املجتمع الذي‬
‫يغ ��رس فيه ��م الثق ��ة بالنفس‬ ‫يوفر له ��م الرفاهي ��ة والعيش‬
‫ومتعة اإلجناز‪.‬‬ ‫الهنيء والنظام التعليمي املريح الذي يخرج املبدعني‪...‬‬
‫باأل َسر الصاحلة ا ُمل ْصلحة؛‬ ‫وثقي عالقاتك ُ‬ ‫‪ l‬سابع ًا‪ِّ :‬‬ ‫هل أعود من حيث أتيت؟ أم ماذا أفعل؟‬
‫فالصغي ��ر يحت ��اج إلى صدي ��ق‪ ،‬والكبير كذل ��ك‪ ،‬لذا فإنّ‬
‫وج ��ود األس ��رة الصديقة غدا ضرورة م ��ن الضرورات‪ ،‬أي‬ ‫‪ l‬احل ��ل‪ :‬تقترح ��ه عليك الداعية املربية أم حس ��ان‬
‫أس ��رة صديق ��ة ألس ��رة تت ��زاوران وتتنزه ��ان وتتناصحان‬ ‫احللو‪:‬‬
‫فيما بينهما‪.‬‬ ‫عزيزت ��ي األم‪ ,‬لم تذك ��ري أعمار صغارك ِ‬
‫األح ّباء ‪-‬‬
‫‪ l‬ثامن ًا‪ :‬احرصي على إنش ��اء مكتبة إسالمية ماتعة‬ ‫رغم أهمية ذلك ‪ -‬إال أنني أتوقع أنهم على وشك البلوغ‪،‬‬
‫م ��ن الكتب والقصص الش ��ائقة‪ ،‬وحبذا لو تركت الصغار‬ ‫وم ��ن ثم التكلي ��ف‪ ،‬أي في مرحلة عمري ��ة َح ِرجة‪ ،‬وهذه‬
‫ينتقون كتبهم ويبحثون عما ينفعهم‪.‬‬ ‫املرحلة حتتاج إلى صداقة حميمة من خارج البيت ومن‬
‫‪ l‬تاس ��ع ًا‪ :‬إن كان بإمكان ��ك تس ��جيل صغ ��ارك ف ��ي‬ ‫داخله‪ ،‬لذا أنصحك باآلتي‪:‬‬
‫مدارس خاصة إسالمية فهذا أفضل‪.‬‬ ‫‪ l‬أو ًال‪ :‬أَبع ��دي عن ذهنك وذهن صغارك فكرة العودة‬
‫‪ l‬عاش ��راً‪ :‬حاول ��ي متابع ��ة بع ��ض البرام ��ج النافعة‬ ‫إل ��ى الدي ��ار األوروبية‪ ،‬إال بعد أن يت ��زودوا بالعلم النافع‬
‫بتذكي ��ر من صغ ��ارك‪ ،‬واطلبي منهم تزويدك بكل جديد‬ ‫الذي يحتاجه عاملنا التائه‪.‬‬
‫مفي ��د يقع حت ��ت أيديهم; فه ��ذا يع ِّلمهم انتق ��اء اخلير‬ ‫‪ l‬ثاني ًا‪ :‬قرار البقاء هذا مينح صغارك استقرار ًا وقوة‬
‫وحبه واالستمتاع ب َف ْيئه‪ ،‬وترك الشر وأعوانه‪ .‬وفقك الله‬ ‫ودفئ ًا ويجعلهم يستمتعون بهواء الوطن وجمال األرض‬
‫أختي الكرمية ملا يحب ويرضى‪l‬‬ ‫وبهاء الربيع ودفء العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪42‬‬
‫تهمنا‬
‫ّ‬ ‫صحتك‬
‫ا�ست�شارة غذائية‬

‫نحيفة جد ًا‪ ...‬ماذا �أفعل؟‬


‫إعداد‪ :‬املتخصصة في التغذية‬
‫عزيزة ياسني‬
‫‪ .2‬استعملي العسل في حتلية األطعمة واملشروبات‪.‬‬ ‫‪ l‬االستشارة‪ :‬و َردنا من القارئة هبة سؤال تقول فيه‪:‬‬
‫‪ .3‬تناولي ‪ 3‬وجبات رئيس ��ية و‪ 3‬إلى ‪ 4‬وجبات خفيفة‬ ‫أعاني من نحافة شديدة وانخفاض في الوزن‪ ،‬ما النظام‬
‫ب ��د ًال م ��ن تن ��اول وجبت�ي�ن فق ��ط‪ ،‬خاص ��ة إذا كنت ممن‬ ‫الغذائي األمثل لزيادة وزني بطريقة صحية؟‬
‫‪ l‬املعاجلة‪ :‬كما أنّ هناك أش ��خاص ًا يعانون من زيادة يتناولون كميات قليلة من الطعام‪.‬‬
‫‪ .4‬احرص ��ي عل ��ى تن ��اول وجب ��ات غني ��ة باحملتوي ��ات‬ ‫ف ��ي الوزن‪ ،‬فهناك َمن يعانون من نقص في الوزن‪ .‬وهذا‬
‫النق ��ص يو ِّل ��د انزعاج� � ًا ل ��دى صاحب ��ه بس ��بب النّحافة التالية‪ :‬احلليب‪ ،‬اللحم‪ ،‬السمك‪ ،‬البيض‪ ،‬األرز‪ ،‬اخلبز‪.‬‬
‫الشديدة للجسم‪.‬‬
‫‪ .5‬ال تشربي السوائل عند تناول وجبة الطعام‪.‬‬
‫من املهم بداي ��ة إجراء بعض الفحوصات للتأكد من‬
‫‪ .6‬ادع ��ي أقارب ��ك أو أصدقائ ��ك ملش ��اركتك في تناول‬
‫أي س ��بب عضوي لهذه النحافة الشديدة‪ .‬إذا‬ ‫عدم وجود ّ‬
‫الوجب ��ة أو َه ّيئ ��ي األج ��واء الت ��ي تفت ��ح الش ��ه ّية لتناول‬
‫تأكّدنا من ذل ��ك تبقى لنا االحتماالت األخرى‪ :‬الوراثة‪ ،‬الطعام‪.‬‬
‫ح ��رق كبي ��ر للطاقة‪ ،‬أس ��باب نفس ��ية ت ��ؤدي إل ��ى فقدان‬
‫فكرة غذائية‬ ‫الش ��هية‪ ،‬ك ��ره لتناول الطع ��ام‪ ،‬تناول لكمي ��ات قليلة من‬
‫َ‬
‫عند تناول اللحم أضيفي إليه القليل من عصير‬ ‫الطعام‪ ،‬وغيرها من أسباب‪...‬‬
‫احلام ��ض؛ فه ��ذا يس ��اعد على امتص ��اص أفض ��ل‬
‫نقدم بعض اإلرشادات‪:‬‬ ‫إلى األخت السائلة ّ‬
‫للحدي ��د املوجود ف ��ي الطعام‪ .‬واعم ��دي إلى تأخير‬
‫تن ��اول القهوة والش ��اي إل ��ى م ��ا بع ��د وجب ��ة الغداء‬ ‫‪ .1‬مارس ��ي التماري ��ن الرياضية التي تس ��اعدك على‬
‫بنصف ساعة حتى ال يتأثر امتصاص احلديد بهما‪l‬‬ ‫زيادة حجم العضل‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫كب�سوالت طبيعية‬
‫الع�سل والأمرا�ض اجللدية‬
‫إعداد‪:‬‬
‫املتخصص في العالج الطبيعي‬
‫د‪ .‬سمير احللو‬
‫عمان‬
‫ّ‬
‫خواص العس ��ل‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬وأش ��ارت األبحاث العلمية إلى أن‬ ‫العالج الطبيعي‬
‫الفيزيائية والكيميائية (مثل درجة احلموضة والتأثيرات‬ ‫معلوم أن البحث والدراس ��ة بحاجة إلى تفرغ ومتويل‬
‫ُ‬
‫األس ��موزية ‪ )Osmotic‬تلع ��ب دو ًرا ف ��ي فعاليته القاتلة‬ ‫تت ��راوح قيمته وجهده بدرجة كبيرة‪ .‬وتش ��ير التقارير إلى‬
‫خواص‬
‫ّ‬ ‫للجراثي ��م‪ .‬إضافة إلى هذا‪ ،‬فإن العس ��ل ميتلك‬ ‫أن املبالغ املخصصة للدراسات في العالم العربي متدنية‬
‫جد ًا مقارنة بدول العالم األول والثاني‪.‬‬
‫مض ��ادة لاللتهاب ��ات ‪ant-inflammatory action‬‬
‫ِّ‬
‫ويحف ��ز االس ��تجابات املناعي ��ة داخل اجل ��رح‪ ،‬والنتيجة‬ ‫حد ْث ��تَ بع ��ض املتخصصني ف ��ي املجال‬‫وعلي ��ه‪ ،‬ف ��إن ّ‬
‫الصح ��ي ع ��ن فوائ ��د نب ��ات معني ُذك ��رت فوائ ��ده في كتب‬
‫النهائية هي أن العسل يقاوم اإلنتان اجلرثومي‪ِّ ،‬‬
‫وينشط‬ ‫التراث العربي اإلسالمي العظيم‪ ،‬فإنه يطالبك بدراسات‬
‫عمليات االلتئام في اجلروح واحلروق والقروح‪.‬‬ ‫يصدق‬
‫ّ‬ ‫محكَّ مة منشورة في املجالت الطبية العاملية حتى‬
‫أيض ��ا‪ :‬إنه ق ��د مت االعتراف‬
‫ويضي ��ف كات ��ب املقال ��ة ً‬ ‫هذا الكالم!!‬
‫مؤخرا في أس ��تراليا طب ّي ًا باستخدام نوعني من العسل‪:‬‬‫ً‬ ‫لق ��د أعجبني قول حيث العال ��م الصيني الذي يعمل‬
‫في منظمة الصح ��ة العاملية حيث قال في أحد املؤمترات‬
‫(‪ )Medi Honey‬و(‪ )Manuka Honey‬ألغ ��راض‬
‫العلمية التي ُعقدت في مدينة ُجدة حول طب األعشاب‪:‬‬
‫عالجية‪l‬‬
‫«إن ضمن ��تَ األم ��ان والفعالية؛ فال تس ��أل كيف تعمل‬
‫النباتات»‪.‬‬
‫يق ��ول رس ��ول الل ��ه [‪« :‬عليكم بالش ��فا َء ْين العس ��ل‬
‫والقرآن»‏رواه ابن ماجه‪.‬‬
‫‪ .1‬ثب ��ت من جتارب األمم الس ��ابقة وتراثها العظيم‪،‬‬
‫وأيدت ذلك الدراس ��ات واألبحاث احلديثة‪ِ ،‬ع َظم فعالية‬
‫العس ��ل ف ��ي عالج احلروق واجل ��روح‪ ،‬فقد ن ُِش ��رت مقالة‬
‫بعن ��وان‪« :‬اجلراثي ��م ال تس ��تطيع مقاوم ��ة العس ��ل» ف ��ي‬
‫مجلة ‪ Lancet Infections Diseases‬في شهر شباط‬
‫(فبراي ��ر) ‪2003‬م‪ ،‬أكد فيه ��ا الدكتور ِ(دكس ��ون) الفعالية‬
‫القوي ��ة للعس ��ل في الس ��يطرة عل ��ى عدد م ��ن اجلراثيم‬
‫التي ال تستطيع الصمود أمام العسل‪.‬‬
‫و يق ��ول البروفيس ��ور (م ��والن)‪« :‬إن كل أنواع العس ��ل‬
‫تعم ��ل عل ��ى قت ��ل اجلراثي ��م‪ ،‬رغ ��م أن بعضها ق ��د يكون‬
‫أكثر فعالية من غيرها‪ ،‬وإنّ العس ��ل مينع منو اجلراثيم‪،‬‬
‫ويقضي على تلك املوجودة في اجلروح»‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪44‬‬
‫معك يف املطبخ‬
‫ِ‬
‫كعكة الفريز‬
‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬

‫‪ l‬مقادير الكعكة‪:‬‬
‫‪ -‬ثالث بيضات‪.‬‬ ‫‪ -‬كوبان ونصف من الطحني‪.‬‬
‫‪ -‬كوب من املاء‪.‬‬ ‫‪ -‬كوب ونصف من السكر‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثة أرباع الكوب من الزيت النباتي‪.‬‬ ‫‪ -‬ملعقتان كبيرتان من احلليب املجفف‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقة كبيرة من الطحينة لدهن القالب (الطحينة‬ ‫‪ -‬ملعقتان صغيرتان من الباكينغ باودر‪.‬‬
‫تعطي للكعكة مذاق ًا ط ّيب ًا)‪.‬‬ ‫‪ -‬رشة فانيليا‪.‬‬
‫‪ -‬برش نصف حامضة‪.‬‬
‫‪ l‬مقادير احلشو والتزيني‪:‬‬
‫‪ -‬كرمي ��ا ش ��انتيه (طريق ��ة حتضيره ��ا موج ��ودة عل ��ى‬ ‫‪ -‬نصف كيلو من الفريز الطازج أو املث َّلج‪.‬‬
‫العلبة)‪.‬‬ ‫‪ -‬نصف كوب من السكر‪.‬‬
‫‪ -‬لوز مطحون‪.‬‬ ‫‪ -‬ملعقة صغيرة أو أكثر من نشاء الذرة حسب احلاجة‪.‬‬
‫‪ l‬طريقة حتضير الكعكة‪:‬‬
‫‪ .4‬ضع ��ي البي ��ض املخف ��وق ف ��وق اخللي ��ط الس ��ابق‬ ‫‪ .1‬ضعي الطحني والس ��كر واحلليب والباكينغ باودر‬
‫مدة نصف ساعة‪.‬‬ ‫ثم اتركيه جانب ًا ّ‬
‫واخفقيه جيد ًا ّ‬ ‫في وعاء واخلطي املك ِّونات جيداً‪.‬‬
‫ثم أفرغي املزيج‬ ‫‪ .5‬ادهني قال ��ب الكعكة بالطحينة‪ّ ،‬‬ ‫‪ .2‬أضيف ��ي امل ��اء والزي ��ت للمكون ��ات وامزج ��ي جيد ًا‬
‫في ��ه وضعي ��ه في الفرن احل ��ا ّر ملدة خمس�ي�ن دقيقة على‬ ‫بشوكة‪.‬‬
‫درج ��ة ح ��رارة ‪ ،170‬وال تعم ��دي إلى فتح الف ��رن مطلق ًا‬ ‫‪ .3‬ضعي في وعاء منفصل البيض كام ًال مع الفانيليا‬
‫خالل هذا الوقت‪.‬‬ ‫وبرش احلامضة واخفقي جيداً‪.‬‬
‫‪ l‬طريقة احلشو‪:‬‬
‫‪ .3‬ضع ��ي نصف كمية الكرميا عل ��ى الطبقة األولى‬ ‫‪ .1‬ضع ��ي الفريز ف ��ي وعاء صغير عمي ��ق على النار‬
‫م ��ن الكعكة وأضيفي كمية مناس ��بة من الفريز املطبوخ‬ ‫ثم أضفي النش ��اء بعد تذويبه بقليل‬ ‫وأضيفي الس ��كر‪ّ ،‬‬
‫وغطيها بالقطعة الثانية‪.‬‬ ‫م ��ن امل ��اء‪ ،‬وحرك ��ي املكون ��ات عل ��ى الن ��ار حت ��ى يجم ��د‬
‫‪ .4‬وأخي ��ر ًا زين ��ي س ��طح الكعك ��ة بالكرمي ��ا الباقية‬ ‫ثم اتركيه ليبرد متام ًا‪.‬‬‫اخلليط‪ّ ،‬‬
‫والفري ��ز والل ��وز املطح ��ون‪ ،‬أو ز ّيني ��ه بالطريق ��ة الت ��ي‬ ‫‪ .2‬عندم ��ا تب ��رد الكعك ��ة اقطعيه ��ا إل ��ى نصف�ْي�نْ‬
‫ت َر ْينها مناسبة‪l‬‬ ‫عرض ًا‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫ساء‬
‫األميركية احلافظة للقرآن‬ ‫ن‬
‫كارول سربنسكي‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫مّي از‬
‫]‬

‫ت‬
‫إعداد‪ :‬منال املغربي‬

‫(كارول) األمريكية‪ّ ...‬‬


‫من الله تعالى‬
‫عليها بنعم ��ة الهداية؛ فخرجت من الظلمات‬
‫�اء‬ ‫{ولكن الل� � َه َي ُـم ُّـن َعلى َمن َي َ‬
‫ـش � ُ‬ ‫َّ‬ ‫إل ��ى الن ��ور‪:‬‬
‫همتها؛‬ ‫ِم ��ن ِع َب ��اده}‪ .‬ضرب ��ت املث ��ل ف ��ي عل� � ِّو ّ‬
‫فلق ��د حفظ ��ت كت ��اب الل ��ه مج� � ّوداً‪ ..‬وتلقّ ��ت‬
‫الق ��راءات العش ��ر وجلس ��ت إلق ��راء الطالبات‬
‫مبكة املكرمة!‬
‫أن‬
‫االس ��م (كرمي ��ة كارول سربنس ��كي) بع� � َد ْ‬ ‫هل س ��معتم بهذا االس ��م م ��ن قبل؟ فمن‬
‫مادس ��ون‪ ،‬في والية‬‫أس� � َل َم ْت‪ُ .‬و ِل َدت في مدينة ِ‬
‫ْ‬ ‫قصتها؟‬
‫هي هذه األمريكية املهتدية؟ وما ّ‬
‫وسكانس ��ن في أمريكا الش ��مالية‪ ،‬يوم الس ��بت‬
‫الش ��يخ إلي ��اس أحم ��د البرم ��اوي م � ِّ�درس‬
‫‪1376/5/13‬هـ= ‪1956/12/15‬م‪.‬‬
‫الق ��رآن الكرمي مبس ��جد رس ��ول الل ��ه [ ألّف‬
‫العلمية‬
‫َّ‬ ‫حياتها‬ ‫كتاب ًا أس ��ماه‪« :‬إمتاع الفُ ضالء بتراجم القُ ّراء»‬
‫جت‬
‫وتخر ْ‬
‫َّ‬ ‫مادسون‪،‬‬
‫ودرست في مدينة ِ‬‫ْ‬ ‫نشأت‬
‫ْ‬ ‫ض � ّ�م تراج ��م ن ��ادرة ل� �ـ ‪ 16‬قارئ ��ة م ��ن َحف َ‬
‫َظ ��ة‬
‫م ��نَ الثانوي ��ة العام ��ة بدرج ��ة َّ‬
‫الش ��رف ع ��ام‬ ‫كت ��اب الل ��ه الك ��رمي مبك ��ة املكرم ��ة‪ ،‬و‪ 15‬قارئة‬
‫‪1395‬ه� �ـ‪ ،‬ث ��م الْتحق � ْ�ت بجامعة وسكاس ��ن في‬ ‫م ��ن املدين ��ة املن ��ورة‪ ،‬إضافة إل ��ى ‪ 20‬قارئة من‬
‫مادس ��ون‪ ،‬وحصل � ْ�ت فيها على ش ��هادة‬ ‫مدين ��ة ِ‬ ‫العال ��م اإلس�ل�امي‪ .‬الالفت في ه ��ذه التراجم‬
‫البكالوري ��وس العلم ��ي ف ��ي الع�ل�اج الطبيعي‬ ‫أن القارئات املكّ يات ما زلن يعش ��ن بني أظهرنا‬
‫ملدة‬
‫وعملت في هذا االختصاص َّ‬ ‫ْ‬ ‫عام ‪1399‬هـ‪،‬‬ ‫وميارس ��ن حتفيظ الق ��رآن الكرمي وتدري ��س‬
‫س ��نتني‪ ،‬وخالل هذه املرحلة كانت تقرأ بعض‬ ‫جتوي ��ده وقراءات ��ه‪ ،‬فكلهن على قي ��د احلياة‪..‬‬
‫الكتُ ��ب العامة عن الدين اإلس�ل�امي احلنيف‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ولقد ع ��رض املؤ ِّلف في كتاب ��ه ترجمة لكارول‬
‫وانتقلت مع زوجها إلى‬
‫ْ‬ ‫تزوجت‪،‬‬
‫ْ‬ ‫�لمت‪ ،‬ثم‬
‫فأس � ْ‬
‫إك�ي�ن فق ��ال عنه ��ا‪ :‬هي الش ��يخة كرمي ��ة بنت‬
‫ُج َّدة باململكة العربية الس ��عودية عام ‪1401‬هـ‪،‬‬
‫هنري بيتر سربنس ��كي‪ ،‬واسمها قبل إسالمها‪:‬‬
‫وعملت في املستشفى العسكري أكثر من سنة‪،‬‬ ‫ْ‬
‫(كارول إك�ي�ن سربنس ��كي)‪ ،‬ث ��م س � َّ�م ْت نفس ��ها‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪46‬‬
‫السائلني والسائالت حول أحكام التجويد‪.‬‬
‫‪-‬ح ِف َظه ��ا الل ��ه‪ -‬تق ��وم بالتدري ��س‬
‫وم ��ا زال ��ت َ‬ ‫ق��ر� ْأت عليها العديد م��ن تلميذاتها القر�آن‬
‫والتع ُّل ��م‪ ،‬أطال الله في ُع ُمره ��ا‪ ،‬و َث َّبتَها على احلقِّ ‪،‬‬ ‫الك��رمي برواي��ة حف�ص ع��ن عا�صم م��ن طريق‬
‫يع ُم ِجيب‪.‬‬
‫وأحسن خامتتَها‪ ،‬إنَّه َس ِم ٌ‬ ‫ال�شاطبية‪ ،‬و�أُخريات قر�أن عليها القر�آن الكرمي‬
‫وللش ��يخة كرمي ��ة ‪َ -‬ح ِف َظها الله ‪ -‬سلس ��لة كتب‬ ‫برواية حف�ص عن عا�صم من طريق ال َّط ِّيبة‪.‬‬
‫باإلجنليزي ��ة عن أحكام جتويد الق ��رآن معتَمدة في‬
‫وتعمقت في دراستها في الكتب‬ ‫ثم توقفت عن العمل‪َّ ،‬‬
‫مدارس إسالمية في أمريكا‪.‬‬
‫الديني ��ة باللغ ��ة اإلجنليزية املوج ��ودة آنذاك‪ ،‬حيث‬ ‫ِّ‬
‫فالل ��ه يرف ��ع بهذا الق ��رآن الكرمي أقوام� � ًا ويضع‬ ‫�رأت عن حي ��اة الرس ��ول [ والصحاب ��ة رضي الله‬ ‫ق� ْ‬
‫به آخرين‪ .‬والش ��يخة كرمية ُح ّجة أيض ًا على عباده؛‬ ‫�رأت عن فضل أهل الق ��رآن الكرمي‬ ‫تعال ��ى عنهم‪ ،‬وق � ْ‬
‫فليس العجب من امرأة أعجمية أسلمت ثم حفظت‬ ‫�رعت في حفظ‬ ‫وحفَّ ��اظ كت ��اب الل ��ه عزَّ وج ��لّ ‪ ،‬فش � ْ‬ ‫ُ‬
‫الق ��رآن الكرمي ث � ّ�م علّمت‪ ،‬ولكن العجب من ش ��باب‬ ‫الق ��رآن الكرمي‪ ،‬حتى أكرمها الل ��ه عزَّ وجلّ بحفظ‬
‫ومن‬
‫وج ّداتهم َ‬
‫وبن ��ات آباؤه ��م وأمهاتهم وأجداده ��م َ‬ ‫كتاب ��ه‪ ،‬مع دراس ��ة التجويد خالل س ��بع س ��نوات ثم‬ ‫ِ‬
‫حولهم على دين اإلسالم‪ ،‬ويتحدثون باللغة العربية‪،‬‬ ‫وجلست لإلقراء‪ ،‬ولقد قرأت‬
‫ْ‬ ‫تلقَّ ت القراءات العشر‪،‬‬
‫وال يكاد ينش ��ط أحده ��م حلفظ جزء من كتاب الله‬ ‫عليه ��ا العديد من تلميذاتها الق ��رآن الكرمي برواية‬
‫بإتقان وجتويد وبتد ّبر وتفكّ ر‪ .‬س ��بحان الذي هداها‬ ‫حف ��ص عن عاص ��م من طريق الش ��اطبية‪ ،‬و ُأخريات‬
‫لإلس�ل�ام‪ ،‬ثم زرعها في خير البقاع‪ ،‬لتؤتي ُأ ُكلها كل‬ ‫قرأن عليها القرآن الكرمي برواية حفص عن عاصم‬
‫حني بإذن ربها‪.‬‬ ‫وقرأت إح ��دى تلميذاتها عليها‬‫ْ‬ ‫م ��ن طريق َّ‬
‫الط ِّيبة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ختمة حلفص عن عاصم من الطريقني‪.‬‬
‫فكم في الزوايا خبايا‪ ،‬وكم في الناس بقايا‪l‬‬
‫وه ��ي اآلن وكيل ��ة فنِّية ف ��ي مدرس ��ة «دار الهدى»‬
‫***‬ ‫حيث أسس ��ت قس ��م الناطق ��ات بغير اللغ ��ة العرب َّية‪،‬‬
‫] املعلومات عنها مستفادة من موقع األلوكة‪.‬‬ ‫و ُت ْش ��رف عل ��ى موقع في اإلنترنت ُيجيب عن أس ��ئلة‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫وقالت الشريعة‬

‫فتاوى‬
‫للفقيه د‪.‬عجيل الن�شمي‬
‫‪ l‬عليه ��ا كفارة ميني واح ��دة؛ ألن احمللوف عليه‬ ‫العمل في السمسرة‬
‫تع � ّ�دد ف ��ي حلف أو مي�ي�ن واحدة‪ ،‬وه ��ذا محل اتفاق‬
‫الدالّ لة)‬
‫‪ .1‬ما حكم العمل في السمسرة (أو َّ‬
‫بني الفقهاء‪.‬‬
‫س ��واء ف ��ي العق ��ار أو الس ��يارات أو غي ��ره؟ وهل‬
‫ولك ��ن اخل�ل�اف إذا كان احللف ِبأَيمْ � ٍ‬
‫�ان متعددة‪،‬‬ ‫يجوز أخذ عمولة ثابتة عليها؟‬
‫واحمللوف عليه ش ��يء واحد‪ ،‬أو أش ��ياء متعددة؛ كأن‬
‫‪ l‬السمس ��رة (أو الد ّالل ��ة) هي نوع من التوس ��ط‬
‫تق ��ول‪ :‬والله ل ��ن أجلس مع فالن ��ة‪ ،‬والله لن أجلس‬
‫ب�ي�ن البائ ��ع واملش ��تري بغ ��رض تس ��هيل بي ��ع العقار‬
‫م ��ع فالن ��ة‪ ،‬أو‪ :‬والله لن أجلس مع فالن ��ة‪ ،‬والله لن‬
‫الس ��لع‪ .‬وق ��د تكون السمس ��رة ضروري ��ة خصوص ًا‬ ‫أو ِّ‬
‫آكل معه ��ا‪ .‬فجمه ��ور الفقه ��اء يوجب ��ون كفارة ميني‬
‫ف ��ي املعام�ل�ات التجاري ��ة الداخلي ��ة واخلارجية في‬
‫واح ��دة؛ ألن س ��بب الكفارة واحد وه ��و اليمني‪ ،‬وألن‬
‫االس ��تيراد والتصدير‪ ،‬وجتارة املف ّرق واجلملة‪ ،‬وفي‬
‫احللف التالي يعتبر مؤ ِّكد ًا لألول‪ .‬وخالف احلنفية‬
‫عقد الصفقات الكبيرة‪ .‬وال بأس أن يأخذ السمسار‬
‫الص َيغ‪.‬‬
‫في ذلك على تفصيل في ِّ‬
‫ُأجر ًة سواء أكانت مقدار ًا محدد ًا من املال‪ ،‬أو عمولة‬
‫الصالة على من عليه َد ْين‬ ‫بنسبة محددة من الربح‪ .‬لكن ال يجوز للسمسار أن‬
‫‪ .3‬ورد ف ��ي األحادي ��ث أن النب ��ي [ كان ال‬ ‫يعط ��ي للس ��لعة مبالغ أكثر مما تس ��تحق بغرض أن‬
‫يصل ��ي عل ��ى َمن م ��ات وعلي ��ه َد ْين‪ ،‬فه ��ل معنى‬ ‫يس ��تفيد هو‪ ،‬أو أن يغطي َع ْيب ًا في السلعة أو يخدع‬
‫الغش‪ .‬وقد م ّر‬ ‫املش ��تري أو ّ‬
‫يغش ��ه بأي نوع من أنواع ِ‬
‫هذا أننا أيض ًا ال نصلي على من نعرف ّ‬
‫أن عليه‬
‫النب ��ي [ عل ��ى رجل يبي ��ع طعام ًا فأدخ ��ل يده فيه‬
‫َد ْين ًا؟‬
‫ف ��رأى بل�ل ً�ا فقال‪ :‬ما ه ��ذا يا صاحب الطع ��ام؟ قال‬
‫‪ l‬ع ��ن أب ��ي هري ��رة أن رس ��ول الل ��ه [ كان ُيؤتى‬ ‫ال‬‫أصابت ��ه الس ��ماء‪ ،‬أي املطر‪ ،‬فقال النب ��ي [‪« :‬فه ّ‬
‫الد ْين فيس ��أل‪ :‬هل ترك لدينه‬ ‫بالرج ��ل املي ��ت عليه َّ‬ ‫جعلت ��ه ف ��وق الطعام حتى ي ��راه الناس؟ من ّ‬
‫غش ��نا‬
‫ِم ��ن قض ��اء؟ فإن ح ��دث أنه ت ��رك وفاء ص ّل ��ى عليه‪،‬‬ ‫فليس منا» أخرجه مسلم‪.‬‬
‫وإال ق ��ال‪ :‬صلّوا على صاحبكم؛ فلما فتح الله عليه‬
‫امرأة كثيرة احللف‬
‫الفتوح‪ ،‬قال‪« :‬أنا أَ ْولى باملؤمنني من أنفس ��هم‪ ،‬فمن‬
‫ومن ترك ما ًال فهو‬‫فعلي قض ��اؤه‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫توف ��ي وعليه َد ْين‬ ‫‪ .2‬ام ��رأة كثيرة احللف‪ ،‬حلفت بالله أنها لن‬
‫ل َورثته» (رواه مس ��لم‪ ،‬شرح النووي‪ ،‬كتاب الفرائض‪,‬‬ ‫جتلس ولن تأكل ولن تش ��رب مع ام ��رأة معينة‪،‬‬
‫‪ )60/11‬ق ��ال النووي‪ :‬وإمن ��ا كان يترك الصالة عليه‬ ‫ث ��م فعل ��ت كل ذلك‪ ،‬فما ه ��ي الكف ��ارة‪ :‬هل هي‬
‫الدي ��ن ف ��ي حياتهم‬
‫ليح ��رض الن ��اس عل ��ى قض ��اء َّ‬ ‫واحدة‪ ،‬أم أكثر؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪48‬‬
‫‪َ l‬م ��س َف � ْ�رج أو دب ��ر الصغيرة بقص ��د التنظيف‬ ‫والتوص ��ل إل ��ى الب ��راءة منه ��ا‪ ،‬لئ�ل�ا تفوته ��م صالة‬
‫ال ينق ��ض وضوء َم ��ن قام بذلك‪ ،‬وإمن ��ا الناقض أن‬ ‫النب ��ي [‪ ،‬فلما فت ��ح الله عليه ع ��اد يصلي عليهم‪،‬‬
‫مي ��س املس ��لم أو املس ��لمة َف ْرج ��ه‪ ،‬فه ��ذا ناقض عند‬ ‫َ‬ ‫ويقضي َد ْين من لم يخلف وفاء‪.‬‬
‫جمه ��ور الفقه ��اء ‪-‬ع ��دا احلنفي ��ة‪ -‬لقول ��ه [‪« :‬من‬ ‫وقول ��ه [‪« :‬ص ّل ��وا عل ��ى صاحبك ��م» في ��ه األم ��ر‬
‫�س َف ْرج ��ه فليتوضأ» (اب ��ن ماج ��ه‪ 162/1 :‬حديث‬ ‫م� ّ‬ ‫بص�ل�اة اجلن ��ازة وهي ف ��رض كفاية‪ ،‬وقول ��ه [‪« :‬أنا‬
‫صحي ��ح)‪ ،‬ومذه ��ب احلنفية‪ :‬ال ينق ��ض الوضوء ملا‬ ‫أَ ْولى باملؤمنني من أنفسهم؛ فمن توفي‬
‫ُر ِو َي أن النبي [ ُس ��ئل عن الرجل يمَ َ س ذ َكره بعدما‬ ‫ومن ترك ما ًال‬ ‫فعلي قضاؤه‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وعليه َد ْين‬
‫يتوض ��أ؟ ق ��ال‪« :‬وه ��ل ه ��و إال مضغ ��ة من ��ه أو بضعة‬ ‫فه ��و لورثته» قي ��ل‪ :‬إنه [ كان يقضيه‬
‫من ��ه؟» (رواه أب ��و داود‪ ،127/1 :‬والترم ��ذي‪131/1:‬‬ ‫م ��ن مال مصالح املس ��لمني‪ ،‬وقيل من‬
‫ومس الدبر ينقض‬ ‫وصحح ��ه جماعة من العلماء)‪َ .‬‬ ‫خال ��ص م ��ال نفس ��ه‪ ،‬وقي ��ل كان هذا‬
‫الوض ��وء عند الش ��افعية واحلنابلة‪ ،‬وال ينقض عند‬ ‫القضاء واجب ًا عليه‪ ،‬وقيل تب ّرع منه‪.‬‬
‫احلنفي ��ة واملالكي ��ة‪ .‬ولع ��ل الراج ��ح م ��ا ذه ��ب إلي ��ه‬
‫احلنفية واملالكية‪l‬‬
‫وم ��ن هذا ُيعل ��م أن خطاب النبي‬
‫[ ألصحابه‪« :‬صلّوا على صاحبكم»‬
‫دلي ��ل خصوصي ��ة ذل ��ك للنبي [‪،‬‬
‫وأم ��ا نح ��ن فنصلي على م ��ن مات‬
‫وعلي ��ه دي ��ن‪ .‬وأيض� � ًا إذا أخذن ��ا أنّ‬
‫�ض على س ��داد‬ ‫املقص ��ود ه ��و احل � ّ‬
‫الديون في احلياة قبل املمات‪ ،‬فال‬
‫محل للق ��ول بأننا ال نصلي على‬
‫من مات وعليه َد ْين‪.‬‬
‫تنظيف الولد الصغير‬
‫�دي بن ��ت صغي ��رة‬ ‫‪ .4‬ل � ّ‬
‫أغسلها عند دخولها احلمام‬ ‫ِّ‬
‫�س م ��كان الفَ ْرج‬
‫أي أنن ��ي َأم � ّ‬
‫والد ُب ��ر‪ ...‬ه ��ل ه ��ذا األم ��ر‬
‫ُ‬
‫ينق ��ض وضوئ ��ي فيتوجب‬
‫�س‬ ‫عل � ّ�ي إعادت ��ه‪ ،‬أم إن م � ّ‬
‫الف ��رج ال ُيبط ��ل الوضوء‬
‫ألنه م ��ن األعضاء؟ أرجو‬
‫اإلفادة‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫تهانينا‬
‫مبارك حجابك‬
‫تبارك سوسان مصطفى وفؤاد قاسم لفاطمة قاسم ارتدا َءها احلجاب‪ ،‬كما تبارك هناء قاطرجي‬
‫إلمي ��ان عيتان ��ي لبس ��ها احلجاب‪ ،‬نس ��أل الله تعال ��ى أن يزيدهما من فضله‪ .‬يهنىء القس ��م النس ��ائي‬
‫واملنتدى الطالبي في جمعية االحتاد اإلس�ل�امي األخت األميركية املهتدية البروفيس ��ورة ليس ��ا‬
‫كلينغر مبناسبة التزامها باحلجاب وذلك بعد تأثّ رها باجلو األخوي الذي نعمت به أثناء استضافتنا لها‬
‫ف ��ي اجلمعية ولقائها مع األخوات في املناش ��ط التي نُظمت لها‪ ،‬نس ��أل الله تعال ��ى لها الثبات وأن يزيدها‬
‫من فضله‪.‬‬

‫مبارك نقابك‬
‫تب ��ارك عال إبراهيم مليس ��اء جمع ��ة ورمي املصري ارتدا َءهما النقاب‪ ،‬نس ��أل الله تعال ��ى أن يثبتهما‬
‫ويزيدهما من فضله‪.‬‬
‫عقد ِقران‬
‫جمعي ��ة االحتاد اإلس�ل�امي بالتهاني والتبريكات لألخ عماد نحالوي مبناس ��بة عقد‬ ‫ّ‬ ‫تتق � ّ�دم‬
‫محمد إبراهيم مبناس ��بة عقد ِقرانه‬
‫ّ‬ ‫ق ��ران ابنت ��ه ليان على ش ��ريف عطيفة‪ ،‬كما تهن ��ىء اجلمع ّية األخ‬
‫على رمي املصري‪ ،‬نتمنّى للجميع حياة زوج ّية هانئة‪.‬‬

‫زفوا العرو�س‬
‫محمد عبد‬
‫ّ‬ ‫يب ��ارك املنت ��دى الطالّ ب ��ي ل�ل�أخ س ��ليم الس ��هلي وزينب ف ّواز‪ ،‬كم ��ا يبارك ل�ل�أخ‬
‫اله ��ادي َو ْهب ��ة وتيما ميوت‪ ،‬ولألخ صالح حبلص مبناس ��بة الزواج‪ ،‬مع متنياتن ��ا للجميع بحياة زوجية‬
‫سعيدة مكلّلة بطاعة الله ورضوانه‪.‬‬

‫بورك لكم املوهوب‬


‫تب ��ارك ناه ��د إبراهيم ملايا الش ��يخ وزوجها عصام العمري مولودهما س ��ليم‪ ،‬كم ��ا تبارك جمعية‬
‫محمد حزبوز ورن ��ا بهيج مولودهما أنس� � ًا‪ ،‬ولألخ علي ع ��كّ اوي وميرنا‬ ‫ّ‬ ‫االحت ��اد اإلس�ل�امي ل�ل�أخ‬
‫مخت ��ار مولودهم ��ا بال ًال‪ ،‬وللش ��يخ مصطفى خوال ونوف ع�ّل�اّ وي مولودتهما إيناس‪ ،‬وللش ��يخ محمد‬
‫مرعب وزوجته حنان مولودتهما أسيل‪ ،‬وللشيخ إسماعيل أبو شقير وزوجته رانية إسماعيل مولودتهما‬
‫أسيل‪ ،‬بورك لهم جميع ًا فيما ُوهبوا وشكروا الواهب و ُر ِزقتوا ِب ّرهم وبلغوا أَ ُش ّدهم‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة إسالمية‬

‫ن�شاطات املنتدى الطالبي ‪ -‬ق�سم الطالبات‬


‫‪ .1‬مبناس ��بة حل ��ول الع ��ام الهج ��ري اجلدي ��د ‪1432‬‬
‫نظم املنتدى الطالبي ‪ -‬قسم الطالبات في جمعية االحتاد‬ ‫ّ‬
‫اإلسالمي ف ��ي بيروت ف ��ي قاعة املنتدى للتعريف باإلسالم‬
‫�اء بعنوان‪« :‬حقائب مهجورة» بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪1432‬‬ ‫لق � ً‬
‫ه� �ـ = ‪ 18‬كان ��ون األول ‪2010‬م‪ .‬حضرته ثلة من الطالبات‬
‫م ��ن مختلف اجلامع ��ات اللبناني ��ة وامل ��دارس الثانوية‪،‬‬
‫وتضم ��ن برنام ��ج اللقاء ت�ل�اوة آيات من الق ��رآن الكرمي‬
‫ث � ّ�م ُدعي ��ت الطالبات ملأدبة الغ ��داء والضيافة‪ ،‬بعد ذلك‬
‫�اهدت احلاضرات عرض ًا مصور ًا مميز ًا بعنوان‪« :‬ألف‬ ‫ْ‬ ‫ش�‬
‫اللقلوق‪ .‬وتضمن البرنام ��ج دعوة الطالبات إلى الغداء‬
‫اخت ��راع واختراع»‪ ،‬ثم أدارت آالء قاطرجي جلس ��ة حوار‬
‫وصالة الظهر في جماعة‪.‬‬
‫ثم ن َِعم ��ت الطالبات بأجواء‬ ‫من وح ��ي الهجرة النبوية‪ّ ،‬‬
‫‪ .3‬كم ��ا أطلق قس ��م الطالبات ف ��ي طرابلس دورة في‬
‫األش ��غال اليدوية وف ��ن التطريز حتت عن ��وان‪« :‬أبدعي‬
‫بينهن‪ ،‬وتخلّل‬
‫ّ‬ ‫من الفرح والتس ��لية في مسابقة ُأجريت‬
‫كالنّ حلة» ستس ��تمر ملدة س ��تة أسابيع‪ ،‬وفي اللقاء الذي‬ ‫اللقاء صالة املغرب في جماعة‪.‬‬
‫نظمه قسم الطالبات مبناسبة افتتاح الدورة يوم السبت‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬أما في طرابلس فلقد نظم قسم الطالبات رحلة‬
‫رحبت الطالبة عائشة معرباني باحلاضرات‬ ‫‪ 19‬محرم; ّ‬ ‫إل ��ى منطق ��ة اللقل ��وق بتاري ��خ ‪ 23‬مح ��رم ‪ 1432‬هـ = ‪29‬‬
‫وع ّرف ��ت باملنت ��دى الطالب ��ي‪ ،‬وعرض ��ت مس ��ؤولة الدورة‬ ‫كان ��ون الثان ��ي ‪2010/‬م‪ .‬تخ ّل ��ل برنام ��ج الرحلة جلس ��ة‬
‫األخ ��ت بارع ��ة الوزي ��ر لبرنام ��ج الدورة‪ ،‬وتخل ��ل اللقاء‬ ‫تع ��ارف ومس ��ابقات ترفيهية‪ ،‬بعدها كان ��ت فقرة ثقافية‬
‫جلسة تعارف وتقدمي الضيافة للحاضرات‪.‬‬ ‫ُطرحت فيها على الصبايا أسئلة تاريخية حول منطقة‬

‫دورة تربوية ملعلمات النا�شئات‬


‫نظم قس ��م الناش ��ئات ف ��ي جمعية االحتاد اإلسالمي‬
‫‪ّ .1‬‬
‫دورة بعن ��وان‪« :‬خصائ ��ص املراح ��ل العمري ��ة ل ��دى‬
‫الناشئات» حضرتها ثلّة من معلمات دورات الفرقان من‬
‫بيروت وصيدا‪ ،‬وذلك يوم السبت بتاريخ ‪ 19‬محرم ‪1432‬‬
‫هـ = ‪/26‬كانون األ ّول‪2010/‬م في دار الدعوة‪ .‬واش ��تملت‬
‫الدورة على محورين‪:‬‬
‫‪ -‬ورش ��ة عمل أدارتها مسؤولة قسم الناشئات أم أنس‬
‫‪ -‬احمل ��ور الثاني أدارته ميمونة ش ��رقية‪ ،‬توقفت فيه‬ ‫توقفت فيها عند أهم خصائص مرحلة الطفولة املبكرة‬
‫عند مواصفات املربية الداعية ومهارات االتصال‪l‬‬
‫واملتأخرة وسن املراهقة‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫أنشطة إسالمية‬

‫حما�ضرات ولقاءات للداعية وجدي غنيم‬

‫محاضرة صيدا‬ ‫محاضرة بيروت‬


‫«ع ��ام جديد على عملك ش ��هيد» مس ��اء الس ��بت في‬ ‫اس ��تضافت جمعية االحتاد اإلسالمي في لبن ��ان الشيخ‬
‫اليوم نفسه‪.‬‬ ‫الداعي ��ة الدكت ��ور وج ��دي غني ��م حفظ ��ه الله بني‬
‫‪ .4‬وف ��ي قاعة البلدية في صيدا‪ 27 :‬محرم كانت له‬ ‫نظم ��ت له سلس ��لة من‬‫‪ 25‬و ‪ 28‬مح ��رم ‪ 1432‬ه� �ـ؛ حي ��ث ّ‬
‫محاضرة حاش ��دة أيض ًا بعنوان‪« :‬م ��اذا يعني أن أكون‬ ‫اللقاءات واحملاضرات احلاش ��دة مت َّيزت بحضور نسائي‬
‫كثيف‪ ،‬وقد جاءت على الشكل اآلتي‪:‬‬
‫مسلم ًا؟»‪.‬‬
‫‪ .5‬وكـــانـــت لــلــدكتور أيض ًا مـــحاضرة حـــاشدة في قاعة‬ ‫‪ .1‬لقاء حاشد بتاريخ ‪ 25‬مح ّرم ‪ 1432‬هـ = ‪ 1‬كانون‬
‫الدوحة في بيروت بـــتاريخ ‪ 28‬مــح ّرم جاءت بعنوان‪:‬‬ ‫الثاني ‪ 2011‬م في بيروت في دار الدعوة حتت عنوان‪:‬‬
‫«الدعاة بني الغثائية والفاعلية»‪.‬‬
‫«حقائق إميانية منسية»‪ ،‬وتخلّل هذه احملاضرة‬
‫‪ .2‬وف ��ي مرك ��ز اجلمعي ��ة ف ��ي طرابل ��س بتاري ��خ ‪26‬‬
‫عرض مصور عن مشروع املدرسة الدولية (آفاق)‪،‬‬ ‫مح ّرم ‪ 1432‬هـ ألقى الدكتور وجدي غنيم محاضرة‬
‫وبعده متّ َح ُّث احلضور على تقدمي الدعم املا ّدي‬ ‫بالعنوان نفسه‪.‬‬
‫واملعنوي لهذا املشروع‪ ،‬فأسرع احلضور للتبرع فوصل‬ ‫‪ .3‬وف ��ي مس ��جد الفضيل ��ة ف ��ي منطق ��ة البداوي‬
‫املبلغ إلى (‪ )$ 5000‬وهلل احلمد‪.‬‬ ‫ف ��ي طرابلس‪ :‬كان للدكت ��ور غنيم محاضرة بعنوان‪:‬‬

‫حما�ضرة يف املنتدى للتعريف بالإ�سالم‬


‫وغزارة في الدالئل واملراجع التي أعطت احملاضرة نكهة‬ ‫ّ‬
‫نظم املنتدى للتعريف باإلس�ل�ام محاضرة للباحث‬
‫أكادميية ذات إفادة عالية‪ .‬وحضر اللقاء ثلّة من الطالب‬ ‫وامل ��ؤرخ األس ��تاذ محمد عنّ ��ان بعنوان‪« :‬نظ ��رة منهجية‬
‫والطالب ��ات واملهتم�ي�ن‪ ،‬وبعدها ُفتح له ��م املجال إلبداء‬ ‫الرد عل ��ى النصرانية» بتاريخ ‪ 7‬محرم ‪ 1432‬هـ = ‪13‬‬
‫ف ��ي ّ‬
‫احملاضر‪l‬‬
‫ِ‬ ‫استفساراتهم وأسئلتهم التي أجاب عنها‬ ‫كان ��ون األول ‪2010‬م‪ .‬متي ��ز املضمون بغنى في املعلومات‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪52‬‬
‫جمعية االحتاد الإ�سالمي ت�ست�ضيف �أمريكية مهتدية‬
‫استضاف القس ��م النسائي في جمعية االحتاد اإلسالمي‬
‫األمريكية املهتدية البروفيس ��ورة (ليس ��ا كلينغر)‪ ،‬وكان‬
‫لها سلسلة من اللقاءات واحملاضرات والنشاطات‪:‬‬
‫‪ l‬محاضرت ��ان في اجلامع ��ة األمريكية بالتعاون مع‬
‫املنت ��دى للتعري ��ف باإلس�ل�ام وال� �ـ‪ Insight club‬وذلك‬
‫يوم ��ي االثنني والثالثاء في ‪ 6‬و‪ 7‬صفر ‪ 1432‬هـ= ‪10‬و‪11‬‬
‫كانون الثاني‪2011/‬م‪.‬‬
‫‪ l‬لق ��اء نس ��ائي ف ��ي دار الدعوة في بي ��روت وآخر في‬
‫دار الق ��رآن الك ��رمي في صيدا ف ��ي ‪ 8‬و‪ 10‬صفر ‪ 1432‬هـ‪،‬‬
‫وكان عنوان اللقا َءين‪" :‬رحلتي إلى اإلس�ل�ام"‪ ،‬عرضت‬
‫وكانت احملاضرة بعنوان‪" :‬قبل أن يضيع ديني" عقبها‬
‫فيه قصة إسالمها‪ .‬هذا وقد ُعرض في بيروت فيلم رائع‬
‫حوار وأسئلة من الطالبات‪.‬‬
‫(ألف اختراع واختراع) وقد كان للدكتورة تعليق عليه‪.‬‬
‫‪ l‬ولقد كان للدكتورة كلينغر جولة تع ّرفت فيها على‬
‫‪ l‬حوار معها أجرته مجلة منبر الداعيات‪.‬‬
‫مرك ��ز املنت ��دى للتعريف باإلس�ل�ام ورس ��الته وإجنازاته‪،‬‬
‫‪ l‬محاض ��رة خاص ��ة للطالب ��ات ف ��ي قاع ��ة املنت ��دى‬
‫كم ��ا تع ّرفت عل ��ى مراك ��ز جمعية االحتاد اإلسالمي في بيروت‬
‫للتعريف باإلسالم بدعوة من قسم الطالبات في املنتدى‬
‫وصيدا‪.‬‬
‫الطالب ��ي‪ ،‬ي ��وم اخلميس في ‪ 9‬صف ��ر= ‪ 13‬كانون الثاني‪،‬‬

‫دورات علمية �شرعية‬


‫احلجة‬
‫ّ‬ ‫ثمانية أس ��ابيع خالل ش ��هري ذي القعدة و ذي‬
‫‪( 1431‬منتص ��ف ت‪ -1‬منتص ��ف ك‪ )2010/1‬ف ��ي دار‬
‫القرآن الكرمي في بيروت‪ .‬ش ��ارك ف ��ي الدورة عدد من‬
‫واملهتمني باللغة‪ .‬مت خاللها قراءة‬
‫ّ‬ ‫الطالب اجلامعيني‬
‫كت ��اب «مب ��ادئ اللغ ��ة العربية» للش ��يخ محم ��د محيي‬
‫الدي ��ن عبد احلميد رحمه الله‪ ،‬والت ��درب على العديد‬
‫من النصوص األدبية والتطبيقات العملية‪.‬‬
‫نظمت اللجن ��ة دورة حتقيق املخطوطات‬ ‫‪ .2‬ث � ّ�م ّ‬
‫ف ��ي دار الدع ��وة‪ .‬على مدار ‪ 4‬أس ��ابيع ابت � ً‬
‫�داء من ‪11‬‬
‫مح ��رم‪ .‬وق ��د ت ��د ّرب فيه ��ا الطالب عل ��ى كيفي ��ة إخراج‬ ‫نظم ��ت جلن ��ة الدع ��وة والتعلي ��م الش ��رعي في‬
‫ّ‬
‫الكت ��ب التراثي ��ة املكتوبة إلى عال ��م الطباعة احلديثة‪،‬‬ ‫جمعية االحتاد اإلسالمي سلسلة دورات أبرزها‪:‬‬
‫أو إعداده ��ا للدراس ��ات العلي ��ا وعل ��ى إثره ��ا حص ��ل‬
‫‪ .1‬دورة ف ��ي مب ��ادئ اللغ ��ة العربي ��ة عل ��ى م ��دار‬
‫املشاركون على شهادة حضور للدورة ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫واحة القارئات‬
‫إعداد‪ :‬ضحى الظريف‬

‫ضعي بصمتك‬
‫جوال الداعية‬
‫ّ‬

‫تكون النصيحة بش ��كل َف ّظ‪ .‬وبإمكانك أيض ًا أن ترس ��لي‬ ‫بإمكان � ِ�ك أن تش ��تري رق ��م هات ��ف غير مع ��روف لدى‬
‫بع ��ض الرس ��ائل الديني ��ة الت ��ي تتضمن آي ��ات قرآنية أو‬ ‫معارف ��ك‪ ..‬وإذا رأي ��ت م ��ن زميلة ل � ِ�ك أي ظاهرة تخدش‬
‫أحادي ��ث نبوية أو معلومات بس ��يطة في الس ��يرة النبوية‬ ‫عليك إال أن‬
‫ِ‬ ‫احلياء أو ال يقبلها شرعنا احلنيف؛ فليس‬
‫أو تفسير بعض آيات القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫ترس ��لي لها رس ��الة قصيرة تكتبني فيه ��ا بعض النصائح‬
‫برف ��ق ول�ي�ن بحيث ال تعلم َمن املرس ��ل‪ .‬ولكن احذري أن‬

‫معربة‬
‫كلمات َّ‬

‫‪ l‬مهرجان‪ :‬كلمة أصلها فارسي‪ ،‬وهو أحد أعياد الفرس قدمي ًا‪ ،‬تستخدم اآلن مرادف ًا لكلمة احتفال‪.‬‬
‫‪ l‬هليكوبتر‪ :‬إجنليزية ‪ ,helicopter‬يونانية األصل‪ ،‬معناها لو َلبي اجلناح‪ .‬وهي طائرة عمودية‪ ،‬وفي‬
‫العربية‪ :‬احل ّوامة‪.‬‬
‫‪ l‬فاتورة‪ :‬إيطالية‪ ،‬وتعني قائمة حساب‪.‬‬
‫‪ l‬فهرس‪ :‬أصلها فارسي‪ ،‬فهرست‪ ،‬وتعني قائمة ُتعرض فيها محتويات كتاب‪.‬‬
‫‪ l‬شاكوش‪ :‬بالتركية جكيج ‪ ,gekig‬وفي العربية‪ِ :‬م ْطرقة‪.‬‬

‫ِشعر‬

‫أعيدي ترتيب هذا القول لإلمام مالك بن دينار‪:‬‬


‫ام ‪ -‬رمضأ ‪ -‬دحأ ‪ -‬اًئيش ‪ -‬اإل ‪ -‬رهظ – يف ‪ -‬ةتلف ‪ -‬هناسل ‪ -‬تاحفصو ‪ -‬ههجو‬

‫‪ l‬إجابة العدد السابق‪ :‬مذ عرفت الناس لم أفرح مبدحهم ولم أحزن لذِّ مهم فكالهما مفرط‪.‬‬

‫من روائع األقوال‬

‫ال تغرنّكم‪...‬‬
‫تغرنَّكم طنطنة الرجل بالليل (يعني صالته)؛ فإنَّ الرجل ‪ -‬كل الرجل ‪َ -‬م ْن أَ َّدى األمانة إلى َمن‬
‫«ال َّ‬
‫ائتمنه‪ ،‬ومن َس ِل َم املسلمون من لسانه ويده»‪ .‬من كتاب مكارم األخالق ‪ 269:1‬البن أبي الدنيا‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪54‬‬
‫طرائف‬

‫‪ l‬ذه ��ب أربعة أصدقاء إل ��ى جزيرة نائية‪ ..‬وقاال‪ :‬فشلت اخلطة‪...‬‬
‫‪ l‬س ��ألت طفل ��ة والدته ��ا‪ :‬ه ��ل الس ��مك‬ ‫رجع ثالثة‪ ،‬ملاذا؟ ‪ ...‬تركوا الرابع للذكرى‪.‬‬
‫‪ l‬س ��جينان ّ‬
‫خطط ��ا أن يقت�ل�ا احل ��ارس يأكل الس ��ردين؟ قال ��ت األم‪ :‬نعم‪ .‬قالت االبنة‬
‫ويهربا‪ ،‬فل ��م يجدا احلارس عند الباب فرجعا مندهشة‪ :‬وكيف يفتح العلبة؟‬

‫الكلمة الضائعة‬

‫‪ .4‬مؤلف كتاب «البيان في أركان اإلميان»‪.‬‬ ‫توجد ‪ 8‬فوارق؛ حاولي إيجادها‪:‬‬


‫‪ .5‬حروف الهجاء‪.‬‬
‫‪ .6‬مؤلف كتاب «جدد حياتك»‪.‬‬ ‫الكلمة الضائعة‪ :‬مؤ ِّلف كتاب «نصب املوائد»‪:‬‬
‫‪ .7‬مؤلف كتاب «شرارة اإلبداع»‪.‬‬ ‫‪ .1‬ميثاق‪.‬‬
‫‪ .8‬النقاء والصفاء‪.‬‬ ‫‪ .2‬حية‪.‬‬
‫‪ .3‬مطارد‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫ولنا لقاء‬
‫الوسطيتان‪...‬؟‬
‫َّ‬
‫بقلم‪ :‬إبراهيم السكران‬
‫وخــــصــومــــه ��م‪ ،‬أو كـــم ��ا يقول ��ون بلغته ��م‬ ‫الو�سطية في القرآن ليست وسطية واحدة‪ ،‬بل‬
‫املفضل ��ة‪( :‬نبني جس ��ور العالقات مع جميع‬ ‫هي وسطيتان‪ ،‬وسطية مطلوبة‪ ،‬ووسطية مرفوضة‪.‬‬
‫األط ��راف!)‪ ،‬كما قال تعالى عن هذا املظهر من‬
‫فمن «الوس ��طية املطلوب ��ة» في القرآن ذلك الدعاء‬
‫يدونَ‬ ‫{س� �ت َِج ُدونَ آخَ ِري ��نَ ُي ِر ُ‬ ‫مظاه ��ر وس ��طيتهم‪َ :‬‬ ‫القرآن ��ي الباهر ال ��ذي ندعو به يومي ًا عش ��رات املرات‪:‬‬
‫أَ ْن َي ْأ َمن ُ‬
‫ُوك � ْ�م َو َي ْأ َم ُن ��وا َق ْو َم ُه � ْ�م ُك ّ َل َم ��ا ُر ُّدوا ِإ َلى ال ِْف ْتن َِة‬
‫اط ا َل ِّذي ��نَ أَ ْن َع ْمتَ‬
‫اط المْ ُ ْس� �ت َِقي َم ] ِص� � َر َ‬ ‫الص َر َ‬ ‫{اه ِد َن ��ا ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ُأ ْر ِك ُسوا ِفي َها}‪.‬‬
‫الض ِ ّالنيَ}‪.‬‬‫وب َع َل ْي ِه ْم َوال ّ َ‬ ‫َع َل ْي ِه ْم َغ ْي ِر المْ َغْ ُض ِ‬
‫الطري ��ف في األمر أن هؤالء الوس ��ط ِّيني تلعب بهم‬
‫فانظ ��ر بالل ��ه علي ��ك كيف ترس ��م ه ��ذه اآلية خط‬
‫فإن كان‬ ‫«النفعي ��ة والبراغماتي ��ة» إلى مداها األقص ��ى‪ْ ،‬‬
‫«الص ��راط املس ��تقيم» وس ��ط ًا ب�ي�ن مس ��ار (املغض ��وب‬
‫النف ��وذ ألصحاب الدع ��وة كانوا معه ��م‪ ،‬وإن كان النفوذ‬
‫عليهم) ومسار (الضالني)‪.‬‬
‫خلصوم الدعوة كانوا معهم‪.‬‬
‫ولذل ��ك اس ��تحقت ه ��ذه األم ��ة الوص ��ف القرآن ��ي‬
‫ووجد في عصر النبي [ َمن كفر بالكتب السماوية‬ ‫ُ‬ ‫املش ِّرف‪َ { :‬و َكذ َِل َك َج َع ْلن َُاك ْم ُأ ّ َم ًة َو َس ًط ًا}‪.‬‬
‫ووجد الفريق الثالث‬ ‫ُ‬ ‫كلها‪،‬‬ ‫بها‬ ‫آمن‬ ‫ن‬ ‫م‬‫َ‬ ‫فيها‬ ‫جد‬ ‫وو‬
‫كلها‪ُ ،‬‬
‫وه ��و َمن توس ��ط بني الفريقني‪ ،‬فآم ��ن ببعض كالم الله‬ ‫ه ��ذا م ��ن حيث اإلس�ل�ام كله‪ ،‬أما من حيث ش ��رائع‬
‫وترك البعض اآلخر‪ ،‬فهل كانت هذه وس ��طية محمودة؟‬ ‫اإلسالم التفصيلية‪ ،‬فإن الله ملا ذكر الصالة قال‪َ { :‬وال‬
‫لق ��د ن ��دد الق ��رآن به ��ذه الوس ��طية ب ��كل وض ��وح فقال‪:‬‬ ‫الت َك َوال تُخَ ِاف ْت ِب َها َوا ْبت َِغ بَينْ َ َذ ِل َك َس ِبي ًال}؛‬ ‫تجَ ْ َه ْر ِب َص ِ‬
‫فجعل ابتغاء السبيل بني «اجلهر» و «املخافتة» وسطية‬
‫َاب َو َتكْ فُ ُرونَ ِب َب ْع ٍض}‪.‬‬ ‫{أَ َفتُ ؤ ِْمنُونَ ِب َب ْع ِض ال ِْكت ِ‬
‫مطلوبة‪.‬‬
‫الوسطيتني في‬ ‫ّ‬ ‫حسن ًا‪ ...‬ما هو الفرق إذن بني هاتني‬
‫القرآن؟‬ ‫وح�ي�ن ذك ��ر الله تعال ��ى النفقة ق ��ال‪َ { :‬وا َل ِّذي ��نَ ِإ َذا‬
‫أَ ْنفَقُ وا َل ْم ُي ْس � ِ�ر ُفوا َو َل ْم َي ْقتُ ُروا َو َكا َن بَينْ َ َذ ِل َك َق َو ًاما}؛‬
‫احلقيق ��ة أن الوس ��طية املطلوبة ف ��ي القرآن جتدها‬
‫فجعل النقطة الوسط بني اإلسراف والتقتير « َق َوام ًا»‬
‫دوم� � ًا (حق بني باط َل�ْيْ)‪ ..‬أما الوس ��طية املرفوضة في‬
‫أي وسطية مطلوبة‪.‬‬
‫القرآن فتجدها دوم ًا (وسط بني احلق والباطل)‪.‬‬
‫وهناك الكثير من ش ��واهد الوس ��طية املطلوبة في‬
‫فه ��ؤالء الذي ��ن ين ��ادون دوم� � ًا بالوس ��طية الديني ��ة‪،‬‬
‫القرآن‪.‬‬
‫والوس ��طية في َفهم اإلسالم‪ ،‬إن كانوا يعنون بالوسطية‬
‫لكن هل هذا كل ش ��يء؟ هل هذه هي الوس ��طية في‬
‫وسطية «أصحاب محمد» [ في تفسير النص‪ ،‬واملوقف‬
‫القرآن؟‬
‫م ��ن العل ��وم املدني ��ة‪ ،‬واملوق ��ف م ��ن الكاف ��ر‪ ،‬ودور امل ��رأة‪،‬‬
‫وضواب ��ط احلري ��ات الش ��خصية‪ ...‬إلخ‪ ،‬فهذه وس ��طية‬ ‫ال‪ ..‬ثمة لون آخر من الوسطية شرحه القرآن أيض ًا‪..‬‬
‫مش ��كورة محم ��ودة‪ ،‬ونحن جن ��ود لكل راي ��ة حتمل هذه‬ ‫وسطية امليديا»‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن كان يتغافل عنه مر ِّوجو «‬ ‫ْ‬
‫الوسطية‪.‬‬ ‫ف ��إنّ الل ��ه تعال ��ى مل ��ا ذك ��ر أصح ��اب محم ��د [‬
‫أما إن كان املراد التوس ��ط بني منهج أصحاب محمد [‬ ‫وخصومه ��م‪ ،‬ذك ��ر طائف ��ة أخرى م ��ن الن ��اس أرادت أن‬
‫تنته ��ج منهج «الوس ��طية» بني الفريق�ي�ن‪ ،‬فقال تعالى‬
‫والفك ��ر الغرب ��ي‪ ،‬فهذه وس ��طية م ��ردودة ونح ��ن ‪ -‬بعون‬
‫�ن بَينْ َ َذ ِل َك ال‬ ‫{م َذ ْبذ َِب�ي َ‬
‫عن هذه الوس ��طية املرفوضة‪ُ :‬‬
‫الله ‪ -‬خصوم لهذه الوسطية التي سبق أن شرح القرآن‬
‫ِإ َلى َه ُؤالءِ َوال ِإ َلى َه ُؤالءِ }‪.‬‬
‫�ن بَينْ َ َذ ِل َك ال ِإ َل ��ى َه ُؤالءِ َوال‬
‫{م َذ ْبذ َِب�ي َ‬
‫نظيره ��ا فق ��ال‪ُ :‬‬
‫ِإ َلى َه ُؤالءِ }‪l‬‬ ‫وه ��ؤالء أصح ��اب «الوس ��طية املرفوض ��ة» جتده ��م‬
‫يحس ��نوا العالقات م ��ع أهل احلق‬ ‫ِّ‬ ‫دوم� � ًا يحاول ��ون أن‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -164‬صفر ‪1432‬‬
‫‪56‬‬

You might also like