You are on page 1of 38

‫جمعها الفقير إلى الله‬

‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬


‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمد للششه رب العششالمين‪ ،‬وأشششهد أن ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬وأشششهد أن‬
‫دا عبشششده ورسشششوله البششششير النشششذير‬ ‫محمششش ً‬
‫والسششراج المنيششر صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫وعلى آله وأصششحابه الششذين تمسششكوا بسششنته‬
‫واهتدوا بهديه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فششإن عششدو اللششه إبليششس ‪-‬أعاذنششا اللششه‬
‫والمسششلمين منششه‪ -‬هششو عششدونا اللششدود الششذي‬
‫أخرج أبانا آدم من الجنششة‪ ،‬وسششعى فششي منششع‬
‫بني آدم من العود إليها بكل سبيل‪ ،‬وأقسششم‬
‫على أن يغوي بني آدم ويصدهم عن صراط‬
‫ممما‬ ‫ل َ‬
‫فب ِ َ‬ ‫قمما َ‬ ‫اللشششه المسشششتقيم وقشششال‪َ  :‬‬
‫صمممَراطَ َ‬
‫ك‬ ‫م ِ‬ ‫هممم ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫عمممدَ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫وي ْت َِني َل َ ْ‬ ‫غممم َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬ ‫ن ب َْيمم ِ‬ ‫ممم ْ‬ ‫م ِ‬ ‫همم ْ‬ ‫م َل َت ِي َن ّ ُ‬ ‫م * ُثمم ّ‬ ‫قي َ‬ ‫سممت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫مممان ِ ِ‬
‫ن أي ْ َ‬ ‫عم ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫هم ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫أي ْ ِ‬
‫م‬ ‫هممم ْ‬‫جمممدُ أ َك ْث ََر ُ‬ ‫وَل ت َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مائ ِل ِ ِ‬ ‫شممم َ‬ ‫ن َ‬ ‫عممم ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬العششراف‪ .[17-16 :‬وأخششبر‬ ‫ري َ‬ ‫شمماك ِ ِ‬ ‫َ‬

‫‪2‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫اللششه تعششالى أن إبليششس صششدق عليهششم ظنششه‬


‫فششاتبعوه إل مششن عصششمه اللششه مششن عبششاده‬
‫المششششؤمنين وأوليششششائه المتقيششششن وحزبششششه‬
‫ق‬
‫ص مد ّ َ‬ ‫ق مد ْ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫المفلحيششن‪ ،‬قششال تعششالى‪َ  :‬‬
‫قا‬ ‫ري ً‬ ‫ف ِ‬ ‫عوهُ إ ِّل َ‬ ‫فات ّب َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫س ظَن ّ ُ‬ ‫م إ ِب ِْلي ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ن ‪] ‬سبأ‪.[20 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫وإذا كان يوم القيامة ودخل أهششل الجنششة‬
‫الجنة وأهل النار النار قام الشيطان خطيًبششا‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫فيهم وتبرأ منهم‪ ،‬قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن الل ّم َ‬
‫ه‬ ‫م مُر إ ِ ّ‬ ‫ي اْل ْ‬ ‫ضم َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ممما ُ‬ ‫ن لَ ّ‬ ‫طا ُ‬ ‫ش مي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫م‬ ‫عممممدْت ُك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫ق َ‬ ‫حمممم ّ‬ ‫عممممدَ ال ْ َ‬ ‫و ْ‬ ‫م َ‬ ‫عممممدَك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫عل َي ْ ُ‬ ‫مما َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مم ْ‬ ‫م ِ‬ ‫كم ْ‬ ‫ن ِلمي َ‬ ‫كما َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫فت ُك ُ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م ِلي‬ ‫جب ْت ُ ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫وت ُك ُ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫ن إ ِّل أ ْ‬ ‫طا ٍ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ممما أ ََنمما‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫موا أ َن ْ ُ‬ ‫وُلو ُ‬ ‫موِني َ‬ ‫فَل ت َُلو ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ي إ ِن ّممي‬ ‫خ ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫صم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ممما أن ْت ُم ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫خك ُ ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ص ِ‬‫م ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫ن‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قب ْم ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫شمَرك ْت ُ ُ‬ ‫ممما أ َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫م ‪] ‬إبراهيششم‪:‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫‪.[22‬‬
‫وأمرنا الله بالشدخول فشي جميشع ششرائع‬
‫السششلم وأن ل نطيششع الشششيطان بتركهششا‪ ،‬أو‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫ترك بعضها‪ ،‬فقال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬

‫‪3‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫وَل‬ ‫كا ّ‬ ‫س مل ْم ِ َ‬ ‫خل ُمموا ِ‬ ‫َ‬


‫ة َ‬ ‫فم ً‬ ‫فممي ال ّ‬ ‫من ُمموا ادْ ُ‬ ‫آ َ‬
‫م‬ ‫ه ل َك ُم ْ‬ ‫ن إ ِن ّ م ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫ش مي ْ َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خطُ م َ‬
‫وا ِ‬ ‫عمموا ُ‬ ‫ت َت ّب ِ ُ‬
‫ن ‪] ‬البقشششرة‪ [208 :‬أي بيشششن‬ ‫مِبيمم ٌ‬ ‫و ُ‬ ‫عممدُ ّ‬ ‫َ‬
‫العششداوة‪ ،‬وأن الشششيطان يعششدنا الفقششر لئل‬
‫ننفق أموالنششا فششي سششبيل اللششه‪ ،‬واللششه يعششدنا‬
‫مغفرة منه على النفاق وفضل ً منه بالخلف‬
‫ن‬‫طا ُ‬ ‫شمممي ْ َ‬ ‫العاجشششل والجشششل‪ ،‬فقشششال‪ :‬ال ّ‬
‫م ِبال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ء‬
‫شمما ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫مُرك ُ ْ‬ ‫وَيممأ ُ‬ ‫قممَر َ‬ ‫ف ْ‬ ‫عممدُك ُ ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫ضمًل ‪‬‬ ‫ف ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْم ُ‬‫فمَرةً ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫عمدُك ُ ْ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫والل ّم ُ‬ ‫َ‬
‫]البقرة‪.[268 :‬‬
‫وأخبرنا ربنا أن الشيطان يخوفنا بأوليائه‬
‫ويعظمهم في صششدورنا‪ ،‬ونهانششا أن نخششافهم‪،‬‬
‫وأمرنا أن نفرد ربنا بالخوف إن كنا مؤمنين‪،‬‬
‫ن‬ ‫طا ُ‬ ‫ش مي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ممما ذَل ِك ُم ُ‬ ‫فقششال تعششالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن‬ ‫خا ُ‬ ‫خا ُ‬‫فَل ت َ َ‬ ‫ول َِياءَهُ َ‬ ‫خو ُ َ‬
‫فو ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فو ُ‬ ‫ف أ ْ‬ ‫يُ َ ّ‬
‫ن ‪] ‬آل عمران‪.[175 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ونهانا ربنا عن اتباع خطششوات الشششيطان‬
‫وهي طرقه التي يدعو إليها مششن الفششواحش‬
‫والشهوات المحرمة وترك الواجبات وفعششل‬
‫المحرمات‪ ،‬وأخبرنا مولنا أن الشششيطان لنششا‬

‫‪4‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫عدو وأمرنا أن نتخذه عدًوا وأنه يدعو أتباعه‬


‫ليكونشششوا مشششن أهشششل النشششار ‪-‬أعاذنشششا اللشششه‬
‫ن‬‫والمسشششلمين منهشششا‪ ،-‬فقشششال تعشششالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫وا‬ ‫ع مد ُ ّ‬‫ذوهُ َ‬ ‫خم ُ‬ ‫فات ّ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ع مد ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َك ُم ْ‬ ‫طا َ‬ ‫شمي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ه ل ِي َ ُ‬
‫حا ِ‬ ‫صمم َ‬‫نأ ْ‬ ‫ممم ْ‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫حْزب َ ُ‬ ‫عو ِ‬ ‫ما ي َدْ ُ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ر ‪] ‬فاطر‪ [6 :‬ولكششن بعششض النششاس‬ ‫عي ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ّ‬
‫اتخذوه صششديًقا لهششم فأطششاعوه فششي معصششية‬
‫الله‪ ،‬وأخبرنششا ربنششا عششن خسششران مششن اتخششذ‬
‫الشششيطان ولي ًششا فأطششاعه فششي معصششية اللششه‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ول ِّيا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ذ ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫فقال‪َ  :‬‬
‫مِبين ًمما ‪‬‬ ‫س مَراًنا ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫سَر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ُ‬
‫]النساء‪.[119 :‬‬
‫فششالعجب ممششن عششرف ربششه ثششم عصششاه‬
‫وعرف الشششيطان فأطششاعه قششال تعششالى‪ :‬‬
‫دون ِممي‬ ‫ذون َه وذُريت َم َ‬ ‫خ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫ن ُ‬ ‫مم ْ‬ ‫ول ِي َمماءَ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ َ ّ ّ ُ‬ ‫فت َت ّ ِ‬
‫ن ب َمدًَل ‪‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫س ِلل ّ‬ ‫و ب ِئ ْ َ‬ ‫عد ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ل َك ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫]الكهف‪ .[50 :‬وقد حششذرنا مولنششا منششه وقششد‬
‫َ‬
‫م‬ ‫أعذر من أنذر فقال تعالى‪َ :‬يا ب َِنممي آدَ َ‬
‫ج‬
‫خمممَر َ‬ ‫مممما أ َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫طا ُ‬‫شمممي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فت ِن َن ّك ُممم ُ‬ ‫َل ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ة ‪] ‬العراف‪.[27 :‬‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫وي ْك ُ ْ‬ ‫أب َ َ‬

‫‪5‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫ومن رحمة الله بعباده أن شرع لهم من‬


‫الذكار والدعية والتعوذات ما يتحصششنون بششه‬
‫مششن هششذا العششدو‪ ،‬فلنحششارب عششدونا ولنجاهششد‬
‫بالستعاذة بالله منه ومخالفته والعزم علششى‬
‫عصيانه ‪-‬أعاذنا الله والمسلمين منه‪.‬‬
‫أيها القارئ الكريم لمشا تقشدم مششن بيشان‬
‫عداوة الشيطان لبني آدم ولما سششيأتي مششن‬
‫بيششان مظششاهر عششداوته مششن الوسوسشة وبششث‬
‫الخشششوف عنشششد النسشششان وإيقشششاع العشششداوة‬
‫والبغضاء بين المسلمين‪ ،‬وصدهم عششن ذكششر‬
‫اللششه وعششن الصششلة‪ ،‬فقششد جمعششت فششي هششذه‬
‫الرسالة ما أمكن جمعه من السششباب الششتي‬
‫يعتصششم بهششا العبششد مششن الشششيطان‪ ،‬وبيششان‬
‫مظاهر عششداوته‪ ،‬وبيششان مششداخله الششتي منهششا‬
‫الغضب والشهوة والعجلة وترك التثبت فششي‬
‫المور وسوء الظششن بالمسششلمين والتكاسششل‬
‫عن الطاعات وارتكاب المحرمات‪ ،‬والرفيق‬
‫السيء الذي قششال عنششه النششبي ‪» :‬المرء‬
‫على دين خليله فلينظممر أحممدكم مممن‬
‫يخالل«‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫]رواه أبو داود والترمذي وحسنه[‬


‫ومششن أعظششم مششداخل الشششيطان‪ :‬اتبششاع‬
‫الهوى وعدم الستجابة للحششق‪ ،‬قششال تعششالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ممما‬‫م أن ّ َ‬‫عل َ ْ‬
‫فمما ْ‬ ‫ك َ‬ ‫جيُبوا ل َم َ‬ ‫ست َ ِ‬‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫‪َ ‬‬
‫ع‬
‫ن ات ّب َ َ‬‫م َ‬‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫واءَ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َت ّب ِ ُ‬
‫ه ‪] ‬القصششص‪:‬‬ ‫ن الّلمم ِ‬‫م َ‬‫دى ِ‬ ‫ه ً‬‫ر ُ‬ ‫غي ْ ِ‬
‫واهُ ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫‪.[50‬‬
‫كمششا أن مششن أخطششر مششداخل الشششيطان‬
‫الكبر‪ ،‬وهو عدم قبول الحق واحتقار الناس‪،‬‬
‫كما تكبر إبليس عن طاعة ربششه حيششن أمششره‬
‫بالسجود لدم فلعن وطرد من رحمششة اللششه‪،‬‬
‫ول يدخل الجنة مششن كششان فششي قلبششه مثقششال‬
‫ذرة من كششبر كمششا فششي الحششديث الششذي رواه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫كما ذكششرت فششي هششذه الرسششالة وسششائل‬
‫العلج مشششششن مشششششداخل الششششششيطان وعلج‬
‫وسوسته‪ ،‬وأنواع شر الشيطان ومششا يعصششم‬
‫منه‪ ،‬وبيان أهداف الشيطان‪ ،‬وذكششر أسششلحة‬
‫المؤمن في حربه مششع الشششيطان‪ ،‬إلششى غيششر‬
‫حا فششي هششذه‬ ‫ذلك مما سششيراه القششارئ موضش ً‬

‫‪7‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫الرسالة على طريق الختصار‪.‬‬


‫والذي دعاني إلى تأليفها ما لشوحظ فشي‬
‫اتباع كششثير مششن النششاس لعششدوهم الشششيطان‪،‬‬
‫حيششث أطششاعوه فششي معصششية اللششه بششترك‬
‫الواجبات وفعل المحرمات‪ ،‬وتحشذيرهم مشن‬
‫ذلك ومن سوء عاقبته‪ ،‬والخذ بأيششديهم إلششى‬
‫اللجوء إلى الله والعتمششاد عليششه والعتصششام‬
‫بششه وحششده‪ ،‬والتحصششن بششه مششن هششذا العششدو‬
‫اللدود‪ ،‬وأن الله قششد أعطانششا أسششلحة نكافششح‬
‫بها هذا العدو من اليمششان الصششادق والعمششل‬
‫الصالح والتوبة النصوح ثم الكثششار مششن ذكششر‬
‫الله ودعائه‪ ،‬واستغفاره والستعاذة بششه مششن‬
‫هذا العدو فهششو المعيششذ وحششده وهششو الكششافي‬
‫لعبده القادر على حمايته من عدوه وحفظه‬
‫منه بحوله وقوته وقدرته الكاملة‪ ،‬وقد قششال‬
‫س‬ ‫عَباِدي ل َي ْم َ‬ ‫ن ِ‬ ‫اللششه تعششالى لبليششس‪ :‬إ ِ ّ‬
‫كيًل‬ ‫و ِ‬ ‫ك َ‬ ‫فى ب َِرب ّ َ‬ ‫وك َ َ‬‫ن َ‬‫طا ٌ‬‫سل ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫لَ َ‬
‫ه‬‫‪] ‬السششراء‪ [65 :‬وقششال تعششالى‪ :‬إ ِّنمم ُ‬
‫َ‬ ‫عل َممى ال ّم ِ‬ ‫سمل ْ َ‬
‫من ُمموا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫س ل َم ُ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ه‬
‫طان ُ ُ‬‫سممل ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن * إ ِن ّ َ‬ ‫وك ُّلو َ‬‫م ي َت َ َ‬
‫ه ْ‬ ‫و َ َ‬
‫على َرب ّ ِ‬ ‫َ‬

‫‪8‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫ه‬
‫م ب ِم ِ‬
‫هم ْ‬
‫ن ُ‬ ‫وال ّم ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ول ّم ْ‬
‫ون َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫ذي َ‬‫عَلى ال ّم ِ‬‫َ‬
‫ن ‪] ‬النحل‪.[100-99 :‬‬ ‫كو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ُ‬
‫وهذه الرسالة مسششتفادة مششن كلم اللششه‬
‫تعالى وكلم رسوله ‪ ‬وكلم المحققين من‬
‫أهل العلم‪.‬‬
‫أسأل الله تعشالى أن ينفشع مشن كتبهششا أو‬
‫طبعهشششا أو قرأهشششا أو سشششمعها‪ ،‬وأن يجعلهشششا‬
‫خالصة لوجهه الكريشم‪ ،‬ومشن أسشباب الفشوز‬
‫لششديه بجنششات النعيششم‪ .‬كمششا أسششأله تعششالى‬
‫بأسششمائه الحسششنى وصششفاته العل أن يعيششذنا‬
‫وأولدنا وإخواننشا المسشلمين مششن الششيطان‬
‫الرجيششم وأن يعصششمنا منششه وأن ل يجعششل لششه‬
‫علينا سششلطاًنا إنششه ولششي ذلششك والقششادر عليششه‬
‫وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ول حششول ول قششوة‬
‫إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫وصششلى اللششه وسششلم علششى نبينششا محمششد‬
‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫السباب التي يعتصم بها العبد‬
‫من الشيطان‬
‫الستعاذة بالله منه‬

‫‪9‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫ن‬‫ممم َ‬ ‫ك ِ‬ ‫غّنمم َ‬ ‫ممما ي َن َْز َ‬‫وإ ِ ّ‬‫قششال تعششالى‪َ  :‬‬


‫و‬
‫هم َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه إ ِن ّم ُ‬‫عذْ ب ِممالل ّ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫فا ْ‬‫غ َ‬ ‫ن ن َْز ٌ‬ ‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫م ‪] ‬فصششلت‪ [36 :‬وقششال‬ ‫عِلي م ُ‬ ‫ع ال ْ َ‬‫مي ُ‬ ‫سم ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬ ‫ممم ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عمموذُ ِبمم َ‬ ‫ب أَ ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قمم ْ‬‫و ُ‬ ‫تعشششالى‪َ  :‬‬
‫ب‬ ‫ك َر ّ‬ ‫عمموذُ ب ِ م َ‬ ‫وأ َ ُ‬‫ن* َ‬ ‫طي ِ‬
‫ش مَيا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ه َ‬‫َ‬
‫ن ‪] ‬المؤمنششششون‪[98-97 :‬‬ ‫َ‬
‫ضممممُرو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫وفي صحيح البخاري عن عدي بن ثابت عن‬
‫سا مع النبي‬ ‫سليمان بن صرد قال‪ :‬كنت جال ً‬
‫‪ ‬ورجلن يسششتبان فأحششدهما احمششر وجهششه‬
‫وانتفخت أوداجششه‪ ،‬فقششال‪ :‬النششبي ‪» :‬إني‬
‫لعلم كلمة لممو قالهمما ذهممب عنممه ممما‬
‫يجمممد‪ ،‬لمممو قمممال‪ :‬أعممموذ بمممالله ممممن‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬ذهب عنه ما يجد«‪.‬‬
‫قراءة المعوذتين‬
‫قم ْ‬
‫ل‬ ‫ق‪ُ  ‬‬ ‫ب ال ْ َ َ‬
‫فلم ِ‬ ‫ل أَ ُ‬
‫عوذُ ب ِمَر ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫س ‪ ‬فششإن لهمششا تششأثيًرا‬ ‫ب الن ّمما ِ‬ ‫أَ ُ‬
‫عمموذُ ب ِمَر ّ‬
‫عجيًبا في الستعاذة بالله من شششره ودفعششه‬
‫والتحصن منششه‪ ،‬ولهششذا قششال النششبي ‪» :‬ما‬
‫تعوذ المتعوذون بمثلهما« وكششان النششبي‬
‫‪ ‬يتعششوذ بهمششا كششل ليلششة عنششد النششوم‪ ،‬وأمششر‬
‫عقبة بن عامر أن يقرأ بهما دبر كششل صششلة‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫وأخبر ‪ ‬أن من قرأهما مع سورة الخلص‬


‫ثلًثا حين يمسى وثلًثا حين يصبح كفته مششن‬
‫كل شيء‪.‬‬
‫قراءة آية الكرسي‬
‫ففي صششحيح البخششاري عششن أبششي هريششرة‬
‫قال‪» :‬وكلني النبي ‪ ‬بحفظ زكاة رمضان‪،‬‬
‫ت فجعل يحثششو مششن الطعششام فأخششذته‬ ‫فأتى آ ٍ‬
‫فقلت‪ :‬لرفعنك إلى رسول اللششه ‪ ،‬فششذكر‬
‫الحديث فقال‪) :‬إذا أويت إلى فراشك فاقرأ‬
‫آية الكرسي فإنه لن يششزال عليششك مششن اللششه‬
‫حششافظ ول يقربششك شششيطان حششتى تصششبح(‪.‬‬
‫فقال النششبي ‪» :‬صممدقك وهممو كممذوب‪،‬‬
‫ذاك شيطان« وهي أعظم آية فششي كتششاب‬
‫الله لشششتمالها علششى أسششماء اللششه الحسششنى‬
‫وصفاته العلى‪.‬‬
‫قراءة سورة البقرة‬
‫ففششي الصششحيح عششن أبششي هريششرة‪ :‬أن‬
‫رسول الله ‪ ‬قششال‪» :‬ل تجعلوا بيمموتكم‬
‫قبمموًرا‪ ،‬فممإن الممبيت الممذي تقممرأ فيممه‬
‫سممورة البقممرة ل يممدخله الشمميطان«‬
‫]رواه مسلم[‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫قراءة خاتمة سورة البقرة‬


‫فقد ثبت في الصششحيح‪ :‬أن رسششول اللششه‬
‫‪ ‬قششال‪» :‬مممن قممرأ اليممتين مممن آخممر‬
‫سورة البقرة في ليلة كفتاه« ]متفششق‬
‫عليه[ أي‪ :‬من شر ما يؤذيه‪.‬‬
‫قول‪» :‬ل إله إل الله وحده ل‬
‫شريك له‪،‬‬
‫له الملك وله الحمد وهو على‬
‫كل شيء‬
‫قدير« مائة مرة‬
‫ففششي الصششحيحين عششن أبششي هريششرة أن‬
‫رسول الله ‪ ‬قال‪» :‬من قال‪ :‬ل إله إل‬
‫الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬في‬
‫يوم مائة مرة‪ ،‬كممانت لممه عممدل عشممر‬
‫رقممماب‪ ،‬وكتبمممت لمممه ممممائة حسمممنة‪،‬‬
‫ومحيت عنه مممائة سمميئة‪ ،‬وكممانت لممه‬
‫حرًزا من الشيطان يممومه ذلممك حممتى‬
‫يمسي‪ ،‬ولم يأت أحد بأفضل مما جاء‬
‫به إل رجل عمل أكثر من ذلممك« فهششذا‬
‫حرز عظيم النفع جليل الفائدة يسششير سششهل‬

‫‪12‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫على من يسره الله عليه‪.‬‬


‫كثرة ذكر الله عز وجل وهو أنفع‬
‫الحروز‬
‫ففششي الترمششذي مششن حششديث الحششارث‬
‫الشعري أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬إن الله أمممر‬
‫يحيممى بممن زكريمما بخمممس كلمممات أن‬
‫يعمممل بهمما ويممأمر بنممي إسممرائيل أن‬
‫يعملمموا بهمما ‪-‬فششذكر الحششديث‪ -‬فقممال‪:‬‬
‫وآمركممم أن تممذكروا اللممه فممإن مثممل‬
‫ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثممره‬
‫عا حتى أتى على حصممن حصممين‬ ‫سرا ً‬
‫فأحرز نفسممه منهممم‪ ،‬كممذلك العبممد ل‬
‫يحرز نفسممه مممن الشمميطان إل بممذكر‬
‫اللممه« قششال الترمششذي‪ :‬هششذا حششديث حسششن‬
‫غريب صحيح‪ ،‬فقد أخبر النششبي ‪ ‬فششي هششذا‬
‫الحشششديث أن العبشششد ل يحشششرز نفسشششه مشششن‬
‫الشيطان إل بذكر الله‪.‬‬
‫وعنه ‪ ‬أنششه قششال‪» :‬رأيت رجل ً مممن‬
‫أمتي قد احتوشممته الشممياطين فجمماء‬
‫ذكر الله فطرد الشمميطان عنممه« رواه‬

‫‪13‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫دا‪.‬‬
‫أبو موسى المديني وقال‪ :‬حسن ج ً‬
‫***‬
‫الوضوء والصلة‬
‫وهششذا مششن أعظششم مششا يتحششرز بششه مششن‬
‫الششيطان فمشا أطفشأ العبشد جمشرة الغضشب‬
‫والشهوة بمثل الوضوء والصلة‪ ،‬فإنهششا نششار‪،‬‬
‫والوضشششوء يطفئهشششا‪ ،‬وفشششي الحشششديث‪» :‬إن‬
‫الغضب من الشيطان‪ ،‬وإن الشيطان‬
‫خلممق مممن النممار‪ ،‬وإنممما تطفممأ النممار‬
‫بالماء‪ ،‬فإذا غضب أحممدكم فليتوضممأ«‬
‫]رواه أبو داود[‪.‬‬
‫والصلة إذا وقعششت بخشششوعها والقبششال‬
‫فيها على الله أذهبششت أثششر ذلششك كلششه‪ ،‬وهششذا‬
‫أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل عليه‪.‬‬
‫إمساك فضول النظر والكلم‬
‫والطعام ومخالطة الناس‬
‫فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم‬
‫وينال غرضه منه من هذه البواب الربعة‪.‬‬
‫وليعلم أن الناس أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬أحممدها‪ :‬مششن مخششالطته كالغششذاء ل‬

‫‪14‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫يستغني عنه في اليوم والليلة وهم العلمششاء‬


‫بالله وأمره‪ ،‬ومكائد عششدوه‪ ،‬الناصششحون للششه‬
‫ولكتششابه ولرسششوله ولخلقششه‪ ،‬فهششؤلء فششي‬
‫مخالطتهم الربح كله‪.‬‬
‫‪ -2‬الثاني‪ :‬من مخالطته كالششدواء يحتششاج‬
‫حا فل‬ ‫إليششه عنششد المششرض‪ ،‬فمششا دمششت صششحي ً‬
‫حاجة لك في خلطته‪ ،‬وهششم مششن ل يسششتغني‬
‫عن مخالطتهم في مصلحة المعششاش وقيششام‬
‫ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملت‪.‬‬
‫‪ -3‬الثشالث‪ :‬مشن مخشالطته كالشداء علشى‬
‫اختلف مراتبشششه وأنشششواعه‪ ،‬وهشششو مشششن فشششي‬
‫مخششالطته ضششرر دينششي أو دنيششوي‪ ،‬فعاشششره‬
‫جششا‬
‫بششالمعروف حششتى يجعششل اللششه لششك فر ً‬
‫جا‪.‬‬
‫ومخر ً‬
‫‪ -4‬الرابع‪ :‬من في مخالطته الهلك كله‪،‬‬
‫وهم أهل البدع والضللة‪ ،‬فالبعد عنهم خير‪،‬‬
‫حا تنفششع مششن‬
‫سششا صششال ً‬
‫وحششاول أن تكششون جلي ً‬
‫جالسك وترشده إلى كل خيشر وتحششذره مششن‬
‫كل شر‪] ،‬بدائع الفوائد لبشن القيشم[‪ .‬وبشالله‬
‫التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪.‬‬
‫من مظاهر عداوة الشيطان‬

‫‪15‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫)‪ (1‬الوسوسة‬
‫وهششي مششن أعظششم مظششاهر عششداوته إذ ل‬
‫يزال بالنسان يوسششوس لششه ويشششككه حششتى‬
‫يخرجه من عقيدة السلم‪ ،‬ولهذا حذرنا منه‬
‫المصششطفى ‪ ‬فقششال‪» :‬يأتي الشمميطان‬
‫أحدكم فيقمول‪ :‬ممن خلممق كمذا؟ ممن‬
‫خلممق كممذا؟ حممتى يقممول‪ :‬مممن خلممق‬
‫ربممك؟ فممإذا بلغممه فليسممتعذ بممالله‬
‫ولينته« وفي حديث آخر يقول ‪» :‬فممإذا‬
‫وجد أحدكم ذلك فليقل‪ :‬آمنممت بممالله‬
‫ورسله‪ ،‬فإن ذلك يذهب عنه« ]صششحيح‬
‫الجامع ‪ [2/74‬فإذا ما يئس مششن الوسوسششة‬
‫على تلك الحال انتقششل إلششى الوسوسششة فششي‬
‫أمششور العبششادة‪ ،‬فيوسششوس للنسششان عنششد‬
‫وضششوئه للصششلة بكششثرة صششب المششاء‪ ،‬ثششم‬
‫يوسوس له في الصلة حتى ل يعلم ما قال‬
‫في صلته‪ ،‬ولعلج ذلك قال ‪ ‬لعثمششان بششن‬
‫أبششي العششاص ‪ ‬الششذي جششاء يشششتكي إليششه‬
‫ويقول‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إن الشيطان قد حال‬
‫بينششي وبيششن صششلتي وبيششن قراءتششي يلبسششها‬

‫‪16‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫علي‪ ،‬فقال له‪» :‬ذاك شيطان يقممال لممه‬


‫خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه‬
‫واتفممل علممى يسممارك ثلًثمما«‪] .‬رواه‬
‫مسلم[ يقول الصحابي‪ :‬ففعلت ذلك فأذهبه‬
‫الله عني‪.‬‬
‫وهكذا يحششاول الشششيطان أن يششدخل مششن‬
‫باب الوسوسة‪ ،‬ولكنك تغلق الباب أمامه إذا‬
‫استعذت بشالله منشه‪ ،‬يقشول اللشه تعشالى‪ :‬‬
‫ن َنممْز ٌ‬
‫غ‬ ‫طا ِ‬‫شممي ْ َ‬‫ن ال ّ‬‫ممم َ‬ ‫ك ِ‬ ‫غّنمم َ‬‫ممما ي َن َْز َ‬‫وإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫عِليمم ٌ‬
‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬‫سمم ِ‬
‫ه َ‬ ‫عذْ ِبممالل ّ ِ‬
‫ه إ ِّنمم ُ‬ ‫سممت َ ِ‬
‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫]فصلت‪.[36 :‬‬
‫)‪ (2‬بث الخوف عند النسان‬
‫فهو ل يزال بك يخوفك عن طاعة ربك؟‬
‫فإذا أردت بذل مال في سششبيل اللششه خوفششك‬
‫م‬‫ع مدُك ُ ُ‬‫ن يَ ِ‬
‫طا ُ‬‫شي ْ َ‬ ‫الفقششر ووعششدك بششه‪ :‬ال ّ‬
‫م ِبال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ء ‪] ‬البقششرة‪:‬‬ ‫شمما ِ‬‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫مُرك ُ ْ‬‫وي َأ ُ‬
‫قَر َ‬‫ف ْ‬
‫‪.[268‬‬
‫وإن أردت الجهاد في سبيل الله خوفششك‬
‫المششوت‪ ،‬ومششع المششوت حششر السششلح وشششدة‬
‫ف‬
‫و ُ‬ ‫خمم ّ‬
‫ن يُ َ‬ ‫طا ُ‬‫شممي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ما ذَل ِك ُ ُ‬ ‫العداء ‪‬إ ِن ّ َ‬

‫‪17‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫ن‬ ‫خمما ُ‬ ‫فَل ت َ َ‬


‫خمما ُ‬ ‫ول َِيمماءَهُ َ‬ ‫َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫فو ِ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫فو ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ن ‪] ‬آل عمران‪.[175 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ُ‬
‫وإن أردت المر بالمعروف والنهي عششن‬
‫المنكششر وقششف لششك مخوفًششا بسششوء العاقبششة‪،‬‬
‫ومحذًرا باستهزاء الناس فيك‪ ،‬أو بقوله لك‪:‬‬
‫عليك بخاصة نفسك ودع عنششك النششاس فلششن‬
‫يسششتجيبوا لششك‪ ...‬ومششا أكششثر مششن أوقعهششم‬
‫الشيطان في هذه المصيدة! إلى غيششر ذلششك‬
‫من أنواع الطاعات‪ ..‬فإذا وجدت شششيًئا مششن‬
‫الخوف وعششدم القششدام فششي أمششر مششن أمششور‬
‫الخير فاعلم أن وراء ذلك الشيطان‪.‬‬
‫)‪ (3‬التحرش وإيقاع العداوة بين‬
‫المسلمين‬
‫ريمممدُ‬‫مممما ي ُ ِ‬ ‫يقشششول اللشششه تعشششالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫و َ‬
‫دا َ‬
‫عمم َ‬ ‫م ال ْ َ‬‫كمم ُ‬ ‫ع ب َي ْن َ ُ‬
‫قمم َ‬
‫ن ُيو ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫شممي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ضاءَ ‪] ‬المائدة‪.[91 :‬‬ ‫غ َ‬ ‫وال ْب َ ْ‬
‫َ‬
‫ويقول ‪» :‬إن الشيطان قد أيممس‬
‫أن يعبمممده المصممملون‪ ،‬ولكمممن فمممي‬
‫التحريمممش بينهمممم« ]أخرجشششه مسشششلم‬
‫وغيره[‪.‬‬
‫والمرء يرى من مظاهر عداوته في هذا‬

‫‪18‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫المجال ما ل يعد ول يحصششى‪ ،‬فكششم سششفكت‬


‫دماء‪ ،‬وكم وقعت عداوة وشحناء‪ ،‬وكم فرق‬
‫بين إخوة أشششقاء وغيرهششم مششن بششاب أولششى‪،‬‬
‫وكم زرع في مجتمع المسششلمين مششن تنششاحر‬
‫وبغضاء‪ ،‬لتحل محل الخوة والصفاء‪ ،‬وكم‪..‬‬
‫وكم‪ ..‬وكل ذلك وراءه الشيطان‪.‬‬
‫)‪ (4‬الصد عن ذكر الله‬
‫من فوائد الذكر‪ ،‬أن الششذاكر يبقششى علششى‬
‫م‪‬‬ ‫كمم ْ‬ ‫فمماذْك ُُروِني أ َذْك ُْر ُ‬ ‫صشششلة بشششالله ‪َ ‬‬
‫]البقرة‪ .[152 :‬والشيطان يريد أن يستحوذ‬
‫علششى النسششان ويصششده عششن ذكششر اللششه ‪‬‬
‫صممَل ِ‬
‫ة‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عمم ِ‬‫و َ‬‫ه َ‬‫ر الّلمم ِ‬ ‫ن ِذك ْ ِ‬ ‫ع ْ‬‫م َ‬ ‫صدّك ُ ْ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫فه ْ َ‬
‫ن ‪] ‬المائدة‪.[91 :‬‬ ‫هو َ‬ ‫من ْت َ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ولذلك تراه يزيششن لهششم القبششائح كشششرب‬
‫المسششكرات‪ ،‬ويشششغلهم عششن الششذكر بلهششو‬
‫الحششديث مششن سششماع الغنششاء‪ ،‬أو الشششتغال‬
‫بالسب والشتم والغيبة والنميمة‪ ،‬وفي ذلك‬
‫ضلل عن طريق الهششدى حششتى قششال تعششالى‪:‬‬
‫و‬‫همم َ‬ ‫ري ل َ ْ‬ ‫شممت َ ِ‬‫ن يَ ْ‬‫ممم ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنمما ِ‬ ‫ممم َ‬ ‫و ِ‬‫‪َ ‬‬
‫ه‪‬‬ ‫ل اللمم ِ‬ ‫سممِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عمم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ضمم ّ‬ ‫ث ل ِي ُ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫حمم ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫]لقمان‪.[6 :‬‬

‫‪19‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫وقششد سششئل ابششن مسششعود ‪ ‬عششن لهششو‬


‫الحديث فقال‪) :‬والله الذي ل إلشه غيشره هشو‬
‫الغناء‪ ،‬يرددها ثلث مرات(‪.‬‬
‫فاحششذر يششا أخششي المسششلم أن يشششغلك‬
‫الشيطان بلهو الحديث عن ذكر الله‪ ،‬واعلم‬
‫أن الفرق بين الذي يذكر الله وبين الششذي ل‬
‫يذكره كالفرق بين الحي والميت‪ ،‬ول تنششس‬
‫ت‬‫سممي َ‬
‫ذا ن َ ِ‬ ‫واذْك ُْر َرب ّ م َ‬
‫ك إِ َ‬ ‫وصية الله لك ‪َ ‬‬
‫‪] ‬الكهف‪.[24 :‬‬
‫وهذه بعض مظاهر عداوة الشيطان لك‬
‫أيها النسششان‪ ..‬أولسششت تششرى بعششد ذلششك أنششه‬
‫يتحتششم عليششك أن تعششرف طرقششه ومششداخله؟!‬
‫ضا منها‪:‬‬
‫وإليك بع ً‬
‫من مداخل الشيطان‬
‫)‪ (1‬الغضب والشهوة‬
‫فالغضب هششو غششول العقششل‪ ،‬وإذا ضششعف‬
‫جند العقل هجم جند الشيطان‪ ،‬وإذا غضششب‬
‫النسان لعب به الشيطان كما يلعب الصبي‬
‫بالكرة أل ترى ‪-‬يا أخي المسششلم‪ -‬أن المششرء‬
‫يقتششل إذا غضششب ويطلششق زوجتششه‪ ،‬وتنتفششخ‬

‫‪20‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫أوداجشششه ويفقشششد صشششوابه؟! وتشششراه إذا زال‬


‫الغضب ربما استدرج به الشيطان فزين لششه‬
‫قتل نفسه خشية العار أو القصاص‪ ..‬فقتششل‬
‫نفسششين بغيششر حششق وأورده الشششيطان النششار‬
‫ل‬ ‫قُتمم ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫وبئس القرار‪ ،‬قال تعششالى‪َ  :‬‬
‫دا‬ ‫خال ِم ً‬ ‫م َ‬ ‫هن ّم ُ‬ ‫ج َ‬‫ؤهُ َ‬ ‫ج مَزا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫دا َ‬ ‫مم ً‬ ‫ع ّ‬ ‫مت َ َ‬‫مًنا ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫عد ّ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫وأ َ َ‬
‫ه َ‬ ‫عن َ ُ‬ ‫ول َ َ‬
‫ه َ‬‫عل َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ما ‪] ‬النساء‪.[93 :‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫ذاًبا َ‬ ‫ع َ‬‫َ‬
‫فاملشك نفسشك ‪-‬يشا أخشي‪ -‬عنشد الغضشب‬
‫واعلم أن ذلك مدخل من مداخل الشيطان‪،‬‬
‫وتذكر قوله ‪» :‬ليس الشديد بالصرعة‬
‫إنما الشديد الممذي يملممك نفسممه عنممد‬
‫الغضب« ]متفق عليه[‪.‬‬
‫يا أخي المسششلم إن شششهوة النتقششام قششد‬
‫تدفعك إلى الغضب‪ ،‬وشهوة العزة بالثم قد‬
‫تششؤدي بششك إلششى رد الحششق‪ ،‬ولكششن إذا مششا‬
‫أحسست بشيء من هذا فششادفع بششالتي هششي‬
‫ة‬
‫و ٌ‬ ‫دا َ‬‫عمم َ‬ ‫ه َ‬ ‫وب َي ْن َ ُ‬ ‫ك َ‬‫ذي ب َي ْن َ َ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫أحسن ‪َ ‬‬
‫َ‬
‫م ‪] ‬فصششلت‪ ،[34 :‬ول‬ ‫مي م ٌ‬ ‫ح ِ‬‫ي َ‬ ‫ول ِ م ّ‬ ‫ه َ‬‫ك َمأن ّ ُ‬
‫شششك أن هششذا سششيحتاج منششك إلششى الصششبر‬

‫‪21‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫وترويششض النفششس‪ ،‬ولكششن العاقبششة سششتكون‬


‫ما‬
‫و َ‬ ‫حميششدة‪ ،‬والمثوبششة مششن اللششه كششبيرة ‪َ ‬‬
‫ها إ ِّل‬ ‫ما ي ُل َ ّ‬
‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫صب َُروا َ‬
‫ن َ‬ ‫ها إ ِّل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قا َ‬‫ي ُل َ ّ‬
‫ظيم ٍ ‪] ‬فصلت‪.[35 :‬‬ ‫ع ِ‬‫ظ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذو َ‬ ‫ُ‬
‫)‪ (2‬العجلة وترك التثبت‬
‫كثيًرا ما يفوت المرء على نفسه مصالح‬
‫كثيرة وسببها العجلة وعدم التريث‪ ،‬ذلك أن‬
‫الشيطان يروج شره على النسان في تلششك‬
‫الحال‪ ،‬على حين ل يستطيع الشيطان علششى‬
‫شيء إذا ما تبصر المرء في أمششره‪ ،‬ودرسششه‬
‫من جميع جوانبه‪ ،‬ولهذا أرشششدنا المصششطفى‬
‫‪ ‬إلى هششذا السششلوك فقششال‪» :‬الناة مممن‬
‫الله‪ ،‬والعجلة من الشمميطان« ]أخرجششه‬
‫الترمذي[‪.‬‬
‫وليس غريًبا أن يقول الرسول ‪) ‬أشج‬
‫عبشششد القيشششس(‪» :‬إن فيمممك خصممملتين‬
‫يحبهما اللممه الحلممم والنمماة« ]أخرجششه‬
‫مسلم وغيره[‪ ،‬وكفششى بهششدي القششرآن ‪َ‬يا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫سم ٌ‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جمماءَك ُ ْ‬‫ن َ‬
‫من ُمموا إ ِ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫همما ال ّم ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ة‬‫هاَلمم ٍ‬‫ج َ‬
‫ممما ب ِ َ‬‫و ً‬
‫ق ْ‬‫صيُبوا َ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫ب ِن َب َأ ٍ َ‬
‫فت َب َي ُّنوا أ ْ‬

‫‪22‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫ن‪‬‬
‫مي َ‬ ‫عل ْت ُم ْ‬
‫م ن َمماِد ِ‬ ‫ف َ‬ ‫عل َممى َ‬
‫ممما َ‬ ‫حوا َ‬
‫صب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫فت ُ ْ‬
‫]الحجرات‪.[6 :‬‬
‫)‪ (3‬الشبع من الطعام‬
‫ذلك لن الكثار مششن الطعششام ‪-‬وإن كششان‬
‫ل‪ -‬يقوي الشششهوات‪ ،‬والشششهوات أسششلحة‬ ‫حل ً‬
‫الشششيطان‪ ...‬يقششول ‪» :‬ممما مل آدمممي‬
‫وعاء شًرا من بطنه‪ ،‬بحسب ابممن آدم‬
‫أكلت يقممممن صممملبه‪ ،‬فمممإن كمممان ل‬
‫محالة‪ ،‬فثلث لطعامه‪ ،‬وثلث لشرابه‪،‬‬
‫وثلث لنفسه« ]رواه أحمد والترمذي[‪.‬‬
‫ويقششال فششي كششثرة الكششل سششت خصششال‬
‫مذمومة‪:‬‬
‫أولها‪ :‬أنه يذهب خوف الله من قلبه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنششه يششذهب رحمششة الخلششق مششن‬
‫قلبه لنه يظن أنهم كلهم شباع‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنه يثقل عن الطاعة‪.‬‬
‫الرابممع‪ :‬أنششه إذا سششمع كلم الحكمششة ل‬
‫يجد له رقة‪.‬‬
‫الخممامس‪ :‬أنششه إذا تكلششم بالموعظششة ل‬
‫يقع في قلوب الناس‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أنه يهيج فيه المراض‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫]إحياء علوم الدين للغزالي[‬


‫هذا كله فششي حالششة الكثششار مششن الطعششام‬
‫الحلل‪ ،‬أما الحششرام فششالمر أشششد وأنكششى ‪...‬‬
‫ويكفي أن تسششتمع ‪-‬يششا أخششي المسششلم‪ -‬إلششى‬
‫قول المصطفى ‪» :‬كل جسد نبت من‬
‫سحت فالنار أولى به« ]أخرجه أحمد[‪.‬‬
‫)‪ (4‬التكاسل في الطاعات‬
‫وارتكاب المحرمات‬
‫ومن أكبر المحرمات بعد الشرك بششالله‪:‬‬
‫التهاون بالصلة إمششا بتركهششا بالكليششة ‪-‬نسششأل‬
‫الله السلمة مشن الكفشر وأهلشه‪ -‬أو التهششاون‬
‫بصلة الجماعة‪ ،‬واسمعوا تحذير المصششطفى‬
‫‪ ‬من غلبة الشيطان على النسان بسششبب‬
‫التهششاون فششي الصششلة‪ ،‬يقششول ‪» :‬ما مممن‬
‫ثلثة في قرية ول بدو ل تقام فيهممم‬
‫الصلة إل استحوذ عليهم الشمميطان‪،‬‬
‫فعليكم بالجماعة‪ ،‬فإنما يأكل الممذئب‬
‫مممممممممن الغنممممممممم القاصممممممممية«‬
‫]أخرجه أحمد[‪.‬‬
‫ضا‪ :‬التعامل بالربششا‪،‬‬‫ومن المحظورات أي ً‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫وفيه يقول الحق تبششارك وتعششالى‪ :‬ال ّ ِ‬

‫‪24‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫ْ‬
‫م‬‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ن إ ِّل ك َ َ‬
‫مو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن الّرَبا َل ي َ ُ‬ ‫ي َأك ُُلو َ‬
‫س‪‬‬ ‫ممم ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫خب ّطُ ُ‬
‫ذي ي َت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫]البقرة‪.[275 :‬‬
‫وبالجملششششة فششششالوقوع فششششي المششششآثم‬
‫والمحرمات سبب جالب لسيطرة الشيطان‬
‫علششى النسششان‪ ،‬واقششرءوا إن شششئتم قششوله‬
‫ه ْ ُ‬
‫ن ت َن َمّز ُ‬
‫ل‬ ‫مم ْ‬ ‫عل َممى َ‬ ‫م َ‬ ‫ل أن َب ّئ ُك ُم ْ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ك‬ ‫فمما ٍ‬ ‫ل أَ ّ‬ ‫عل َممى ك ُم ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن * ت َن َ مّز ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫ش مَيا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫أ َِثيمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ٍ ‪‬‬
‫]الشعراء‪.[222 ،221 :‬‬
‫)‪ (5‬الرفيق السيئ‬
‫وللشششيطان مششدخل عششن طريششق رفقششة‬
‫السوء‪ ،‬وكيف ل يكون ذلك وهم يزينون لك‬
‫المنكرات ويبغضون إليك الطاعات‪...‬؟ وكم‬
‫مششن لششبيب أودت بششه رفقششة السششوء إلششى‬
‫سفاسششف المششور بششدل أن كششان يعيششش فششي‬
‫معاليها‪ ...‬وكيف ل يكششون ذلششك مششن مششداخل‬
‫الششششيطان والرسشششول ‪ ‬يصشششف الجليشششس‬
‫السوء بنافخ الكير الذي إن لم يحرق ثيابششك‬
‫أصابك من رائحته الكريهة؟!‬

‫‪25‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫وكيف ل تنتهي عن قرنششاء السششوء واللششه‬


‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ت اّلممم ِ‬ ‫ذا َرأْيممم َ‬ ‫تعششششالى يقششششول‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫م‬ ‫هم ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬‫ف مأ َ ْ‬ ‫فممي آ ََيات ِن َمما َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫خو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ممما‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬ ‫غي ْم ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫حم ِ‬ ‫في َ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫خو ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫عممم َ‬ ‫عمممدْ ب َ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫فَل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شمممي ْ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫سمممي َن ّ َ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫ن‪‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظمممال ِ ِ‬ ‫وم ال ّ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫المممذّك َْرى َ‬
‫قممم ْ ِ‬ ‫مممم َ‬
‫]النعام‪.[68 :‬‬
‫وما موقفك يوم القيامة حين تعض على‬
‫ع‬‫مم َ‬ ‫ت َ‬ ‫خمذْ ُ‬ ‫يششديك وتقششول‪َ :‬يما ل َي ْت َن ِممي ات ّ َ‬
‫م‬ ‫وي ْل ََتى ل َي ْت َِنممي َلمم ْ‬ ‫سِبيًل * َيا َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫ن‬ ‫عم ِ‬ ‫ضمل ِّني َ‬ ‫ق مد ْ أ َ َ‬ ‫خِليًل * ل َ َ‬ ‫فَلن ًمما َ‬ ‫خ مذ ْ ُ‬ ‫أ َت ّ ِ‬
‫ن‬ ‫طا ُ‬ ‫شممي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كمما َ‬ ‫و َ‬ ‫جاءَِني َ‬ ‫عدَ إ ِذْ َ‬ ‫ر بَ ْ‬ ‫الذّك ْ ِ‬
‫ذوًل ‪] ‬الفرقان‪.[29-27 :‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل ِْل ِن ْ َ‬

‫‪26‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫)‪ (6‬وهناك مداخل أخرى‬


‫للشيطان‬
‫كالبخل‪ ،‬والحسششد‪ ،‬والحششرص‪ ،‬والششدرهم‬
‫والشششدينار‪ ،‬والتعصشششب للهشششوى والمشششذهب‪،‬‬
‫والتفكشششر فشششي ذات اللشششه‪ ،‬وسشششوء الظشششن‬
‫بالمسلمين إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وسائل العلج‬
‫للخلص من كيششد الشششيطان هنششاك عششدة‬
‫وسائل ‪-‬سششبقت الشششارة إلششى شششيء منهششا‪-‬‬
‫وأجملها لك فيما يلي‪:‬‬
‫)‪ (1‬المداومة على ذكر الله‬
‫مُنمموا‬ ‫َ‬ ‫يقول أصدق القائلين‪ :‬ال ّ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬
‫قُلوبهم بذك ْر الّلمم َ‬
‫ر‬ ‫ه أَل ِبمم ِ‬
‫ذك ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وت َطْ َ‬
‫مئ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ب ‪] ‬الرعد‪.[28 :‬‬ ‫قُلو ُ‬
‫ن ال ْ ُ‬ ‫ه ت َطْ َ‬
‫مئ ِ ّ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫والشيطان يعيش بمعزل عن الذي يذكر‬
‫الله تعالى‪ ،‬ذلك لن الششذكر يحششوط النسششان‬
‫ويحفظششه‪ ،‬ومثلششه ‪-‬كمششا جششاء فششي الحششديث‪:-‬‬
‫عا فممي‬ ‫»كمثل رجل طلبه العدو سرا ً‬
‫أثره فأتى حصًنا حصيًنا فأحرز نفسه‬
‫فيه‪ ،‬وإن العبد أحصن ممما يكممون مممن‬

‫‪27‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫الشمميطان إذا كممان فممي ذكممر اللممه‬


‫تعالى« ]أخرجه أحمد والترمذي[‪.‬‬
‫وفي اللحظة التي يتخلى النسششان فيهششا‬
‫عن الششذكر يسششلط اللششه عليششه الشششيطان ‪‬‬
‫ض‬
‫قي ّ م ْ‬ ‫ن نُ َ‬ ‫مم ِ‬‫ح َ‬ ‫ر الّر ْ‬ ‫ن ِذك ْم ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬‫و َ‬‫َ‬
‫ن ‪] ‬الزخششرف‪:‬‬ ‫ري ٌ‬ ‫ق ِ‬‫ه َ‬ ‫و لَ ُ‬‫ه َ‬ ‫ف ُ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طاًنا َ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪.[36‬‬
‫وإذا تسششلط الشششيطان علششى النسششان‬
‫م‬‫همم ُ‬ ‫وذَ َ َ‬ ‫أنسششاه ذكششر اللششه‪ :‬ا ْ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ح َ‬‫سممت َ ْ‬
‫طان َ َ‬
‫ه‪‬‬ ‫م ِذك ْمممَر الل ّممم ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫سممما ُ‬ ‫فأن ْ َ‬ ‫شمممي ْ َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫]المجادلة‪.[19 :‬‬
‫وذكر الله ينبغششي أن يلزمششه المششرء فششي‬
‫دا‪ ،‬وعلششى‬ ‫مششا وقاعش ً‬ ‫كل حال مششن أحششواله قائ ً‬
‫جنبششه‪ ،‬وفششي الشششارع‪ ،‬وفششي منزلششه‪ ،‬وأثنششاء‬
‫العمل‪.‬‬
‫وإليك هذا الدب من الذكر الششذي تغيششظ‬
‫بششه الشششيطان ‪ ...‬جششاء فششي الحششديث‪» :‬إذا‬
‫دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجممل‬
‫عنمممد دخممموله وعنمممد طعمممامه قمممال‬
‫الشمميطان‪ :‬ل مممبيت لكممم ول عشمماء‪،‬‬
‫وإذا دخل فلم يذكر اللمه عنمد دخموله‬

‫‪28‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫قال الشيطان‪ :‬أدركتم المممبيت‪ ،‬وإذا‬


‫لممم يممذكر اللممه عنممد طعممامه قممال‪:‬‬
‫أدركتممممم المممممبيت والعشمممماء« ]رواه‬
‫مسلم[‪.‬‬
‫أمشششا إذا أردت أن تحمشششي ذريتشششك مشششن‬
‫الشيطان فل تنششس أن تقششول عنششد الجمششاع‪:‬‬
‫»باسم اللممه‪ ،‬اللهممم جنبنمما الشمميطان‬
‫وجنب الشيطان ما رزقتنا« فششإنه كمششا‬
‫جاء بالحديث‪» :‬إن يقدر بينهما ولد في‬
‫دا« ]أخرجششه‬ ‫ذلك لم يضره الشيطان أب ً‬
‫البخاري ومسلم[‪.‬‬
‫)‪ (2‬المحافظة على الستغفار‬
‫وهذه نعمة كبرى تستطيع عششن طريقهششا‬
‫تفويت الفرصششة علششى الشششيطان يقششول ‪:‬‬
‫»إن الشيطان قال‪ :‬وعزتك يمما رب ل‬
‫أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهممم‬
‫في أجسادهم‪ ،‬فقال الممرب‪ :‬وعزتممي‬
‫وجللمممي ل أزال أغفمممر لهمممم مممما‬
‫استغفروني« ]أخرجه أحمد[‪.‬‬
‫فأي شيء يكلفششك السششتغفار سششوى أن‬

‫‪29‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫تقول‪» :‬أستغفر الله« وتحضر قلبششك لمششا‬


‫ءا‬‫سممو ً‬‫ل ُ‬ ‫مم ْ‬
‫ع َ‬‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬ ‫تقول‪ ،‬والله يقول‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫د‬
‫جم ِ‬ ‫ر الل ّم َ‬
‫ه يَ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬
‫م يَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫و ي َظْل ِ ْ‬
‫م نَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ما ‪] ‬النساء‪.[110 :‬‬ ‫حي ً‬ ‫فوًرا َر ِ‬ ‫غ ُ‬‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬

‫‪30‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫)‪ (3‬التعوذ بالله من الشيطان‬


‫ن‬
‫مم َ‬ ‫ك ِ‬ ‫غن ّم َ‬
‫ممما ي َن َْز َ‬ ‫يقششول تعششالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِ ّ‬
‫ه‪‬‬ ‫عذْ ِبمممالل ّ ِ‬‫سمممت َ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ن َنمممْز ٌ‬
‫غ َ‬ ‫طا ِ‬‫شمممي ْ َ‬
‫ال ّ‬
‫]فصلت‪.[36 :‬‬
‫واسمع إلى هذه القصة وهدي الرسششول‬
‫‪ ‬فيهششا‪ :‬عششن سششليمان بششن صششرد ‪ ‬قششال‪:‬‬
‫سششا مششع النششبي ‪ ‬ورجلن يسششتبان‬ ‫كنت جال ً‬
‫فإحدهما قد احمّر وجهه وانتفخششت أوداجششه‪،‬‬
‫فقال النششبي ‪» :‬إني لعلممم كلمممة لممو‬
‫قالهمما ذهممب عنممه ممما يجممد‪ ،‬لممو قممال‪:‬‬
‫أعوذ بالله من الشمميطان‪ ،‬ذهممب عنممه‬
‫ما يجد« ]رواه البخاري[‪.‬‬
‫ومما يفيد في حال الغضب تغيير الحالة‬
‫مشششا‬
‫الشششتي عليهشششا النسشششان‪ ،‬فشششإن كشششان قائ ً‬
‫فليجلششس فششإن ذهششب وإل فليضششطجع‪ ،‬وإن‬
‫كان يتكلم فليسكت‪.‬‬
‫)‪ (4‬قراءة القرآن‬
‫ْ‬
‫قممْرآ َ َ‬
‫ن‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ذا َ‬
‫قممَرأ َ‬ ‫يقول تعالى‪َ  :‬‬
‫فإ ِ َ‬
‫جيم ِ *‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫عذْ ِبالل ّ ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬ ‫سل ْ َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ن ‪] ‬النحششل‪-98 :‬‬ ‫وك ّل ُممو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬‫هم ْ‬ ‫على َرب ّ ِ‬
‫و َ َ‬ ‫َ‬

‫‪31‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫‪.[99‬‬
‫أخي المسلم‪:‬‬
‫* احرص على قراءة سورة البقرة فإن‬
‫الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه‪ ،‬كما‬
‫جاء ذلك في الحديث الذي رواه مسلم فششي‬
‫صحيحه‪.‬‬
‫* وإذا أويششت إلششى فراشششك فششاقرأ آيششة‬
‫الكرسي‪ ،‬فإنه كمششا جششاء فششي الحششديث‪» :‬ل‬
‫يممزال عليممك مممن اللممه حممافظ‪ ،‬ول‬
‫يقربك شيطان حممتى تصممبح« ]أخرجششه‬
‫البخاري[‪.‬‬
‫* أمششا اليتششان الخيرتششان مششن سششورة‬
‫البقرة فقد جاء في فضلهما أنهما ل تقششرآن‬
‫في دار ثلث مرات ‪-‬وفي لفظ‪ -‬ثلث ليششال‪،‬‬
‫فيقربها شيطان‪.‬‬
‫و‬
‫هم َ‬‫ل ُ‬ ‫* ول تنس سورة الخلص ‪ُ ‬‬
‫قم ْ‬
‫د ‪» ‬الششتي تعششدل ثلششث القششرآن«‬ ‫الل ّ َ‬
‫حم ٌ‬‫هأ َ‬‫ُ‬
‫والمعوذتين اللتين أمششر النششبي ‪ ‬بقراءتهمششا‬
‫دبر كل صلة‪ ،‬وقال في شأنهما‪» :‬ما تعوذ‬
‫النممماس بأفضمممل منهمممما« ]أخرجششششه‬
‫النسائي[‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫هذه بعض الوسائل التي تيسششر جمعهششا‪،‬‬


‫ول شششك أن هنششاك الكششثير غيرهششا‪ ،‬وأخيششًرا‬
‫فششاحرص أن يكششون لششك ‪-‬يششا أخششي المسششلم‪-‬‬
‫نصششيب مششن هششذه الرشششادات غيششر نصششيب‬
‫القراءة‪ ،‬وحذار أن تكون ممن ينسششى أولهششا‬
‫عند قراءة آخرها‪ ..‬ثم ينساها كلها بعد تمام‬
‫قراءتها‪ ،‬إنهششا لششم تكتششب للثقافششة والمعرفششة‬
‫فحسششب‪ ،‬وإنمششا المقصششود منهششا أن تكششون‬
‫علمششات تهتششدي بهششا فششي ظلمششة الطريششق‪..‬‬
‫ومقصود بها أن تكون إشارات تبصرك على‬
‫مقاومة هذا العششدو اللعيششن‪ ،‬وليششس عيب ًششا أن‬
‫تسجل منها ما تحتشاج إلشى اسشتذكاره‪ ،‬وإنشه‬
‫لمن علمة الخير أن تلتزم بتلك التوجيهششات‬
‫أو علششى القششل ببعضششها‪ ..‬وأن تقششدمها إلششى‬
‫غيششرك ليسششتفيد منهششا‪ ،‬هششذا إن كنششت ممششن‬
‫يشكو عداوة الشيطان ويبحششث عششن العلج‪،‬‬
‫أما إن كنت لششم تشششعر بعششداوته لششك‪ ،‬فلعششل‬
‫هشششذه الكلمشششات أن توقظشششك مشششن رقشششدتك‬
‫وتهديك إلى طريق ربك‪ ،‬واختر لنفسششك مششا‬
‫تشاء مششن أصششناف البشششر الششذين هششم علششى‬
‫ثلثششة أصششناف‪ :‬صششنف كالبهششائم كمششا قششال‬

‫‪33‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫همما‬ ‫ن بِ َ‬ ‫هممو َ‬ ‫ق ُ‬‫ف َ‬ ‫ب ل يَ ْ‬ ‫قُلممو ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫تعالى‪ :‬ل َ ُ‬


‫م‬ ‫همم ْ‬‫ول َ ُ‬ ‫همما َ‬
‫ن بِ َ‬ ‫صممُرو َ‬ ‫ن ل ي ُب ْ ِ‬ ‫عُيمم ٌ‬ ‫م أَ ْ‬‫همم ْ‬‫ول َ ُ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫عممام ِ‬ ‫كال َن ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫همما أول َئ ِ َ‬‫ن بِ َ‬‫عو َ‬‫م ُ‬ ‫س َ‬‫ن ل يَ ْ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫آ َ‬
‫ل ‪] ‬العراف‪ ،[179 :‬وصششنف‬ ‫ض ّ‬ ‫م أَ َ‬ ‫ه ْ‬‫ل ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫أجسامهم أجسام بنششي آدم وأرواحهششم أرواح‬
‫الشياطين‪ ،‬وصنف في ظل الله تعالى يششوم‬
‫القيامة يوم ل ظل إل ظله‪.‬‬
‫***‬

‫‪34‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫حروز وعزائم‬
‫‪ -1‬صلة أربع ركعات أول النهششار )قيششل‪:‬‬
‫هي صلة الفجر وسنتها‪ ،‬وقيششل‪ :‬هششي صششلة‬
‫الضحى(‪.‬‬
‫‪ -2‬قراءة آية الكرسي عند النششوم فمششن‬
‫قرأها ل يزال عليه من الله حافظ ول يقربه‬
‫شيطان حتى يصبح‪.‬‬
‫‪ -3‬قول‪ :‬أعوذ بكلمات اللششه التامششة مششن‬
‫كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة‪.‬‬
‫‪ -4‬كشششف الصشششبيان عنشششد إقبشششال الليشششل‬
‫وانتشار الشياطين‪.‬‬
‫‪ -5‬ترك النوم إلى الصباح‪.‬‬
‫‪ -6‬اتقاء مواطن الشبهات‪.‬‬
‫‪ -7‬تششرك قششول )لششو( إذا أصششابك شششيء‬
‫ولكن قل‪» :‬قدر الله وما شاء فعل«‪.‬‬
‫‪ -8‬رد التثاؤب‪.‬‬
‫‪ -9‬الستنثار عن الستيقاظ من النوم‪.‬‬
‫‪ -10‬الذان يطرد الشيطان‪.‬‬
‫هذا مششا تيسششر جمعششه‪ ،‬والحمششد للششه رب‬
‫العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا‬

‫‪35‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫الفهرس‬
‫جمعها الفقير إلى الله‪1...............................‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‪1..................‬‬
‫غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ‪1.........‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪2..........................‬‬
‫مقدمة‪2..................................................‬‬
‫السباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان‪9....‬‬
‫الستعاذة بالله منه‪9...................................‬‬
‫قراءة المعوذتين‪10....................................‬‬
‫قراءة آية الكرسي‪11.................................‬‬
‫قراءة سورة البقرة‪11................................‬‬
‫قراءة خاتمة سورة البقرة‪12........................‬‬
‫قول‪» :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له‪12........،‬‬
‫له الملك وله الحمد وهو على كل شيء‪12.......‬‬
‫قدير« مائة مرة‪12.....................................‬‬
‫كثرة ذكر الله عز وجل وهو أنفع الحروز‪13.......‬‬
‫***‪14....................................................‬‬
‫الوضوء والصلة‪14.....................................‬‬
‫إمساك فضول النظر والكلم‪14.....................‬‬
‫والطعام ومخالطة الناس‪14.........................‬‬
‫من مظاهر عداوة الشيطان‪15......................‬‬
‫)‪ (1‬الوسوسة‪16.......................................‬‬
‫)‪ (2‬بث الخوف عند النسان‪17.....................‬‬
‫)‪ (3‬التحرش وإيقاع العداوة بين المسلمين‪18. . .‬‬
‫)‪ (4‬الصد عن ذكر الله‪19.............................‬‬
‫من مداخل الشيطان‪20...............................‬‬
‫)‪ (1‬الغضب والشهوة‪20..............................‬‬

‫‪37‬‬
‫السباب التي يعتصم بها‬
‫العبد من الشيطان‬

‫)‪ (2‬العجلة وترك التثبت‪22...........................‬‬


‫)‪ (3‬الشبع من الطعام‪23.............................‬‬
‫)‪ (4‬التكاسل في الطاعات وارتكاب المحرمات‪. .‬‬
‫‪24‬‬
‫)‪ (5‬الرفيق السيئ‪25.................................‬‬
‫)‪ (6‬وهناك مداخل أخرى للشيطان‪27.............‬‬
‫وسائل العلج‪27........................................‬‬
‫)‪ (1‬المداومة على ذكر الله‪27......................‬‬
‫)‪ (2‬المحافظة على الستغفار‪29...................‬‬
‫)‪ (3‬التعوذ بالله من الشيطان‪31....................‬‬
‫)‪ (4‬قراءة القرآن‪31...................................‬‬
‫***‪34....................................................‬‬
‫حروز وعزائم‪35........................................‬‬
‫الفهرس‪37..............................................‬‬

‫‪38‬‬

You might also like