You are on page 1of 66

‫جمعها الفقير إلى الله تعالى‬

‫عبد الله بن جار الله بن إبراهيم‬


‫آل جار الله‬
‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمششد للششه رب العششالمين وأشششهد أن ل‬
‫إله إل اللششه وحششده ل شششريك لششه وأشششهد أن‬
‫دا عبده ورسوله ‪ ‬وعلى آله وأصحابه‬ ‫محم ً‬
‫وأتباعه المهتدين بهديه المتمسششكين بسششنته‬
‫إلى يوم الدين وبعد‪:‬‬
‫فشششإن النسشششان مسشششئول عشششن أوقشششاته‬
‫ومحاسب عليها ومجزي على ما عمل فيهششا‬
‫مشششن خيشششر أو ششششر‪ ،‬والوقشششات محشششدودة‬
‫والنفششششاس معششششدودة فينبغششششي حفظهششششا‬
‫والستفادة منها فيما ينفع النسان في دينششه‬
‫ودنياه وآخرته وصونها عما يضر‪.‬‬
‫ينبغششي لششه اغتنششام فششرص الحيششاة قبششل‬
‫الموت‪ ،‬والصحة قبل المرض والشباب قبل‬
‫المشششيب‪ ،‬والفششراغ قبششل النشششغال والغنششى‬
‫قبششل الفقششر بالعمششال الصششالحة كمششا ورد‬
‫الحديث بذلك)‪ (1‬وسوف يسأل النسان عششن‬

‫)( الذي رواه الحششاكم وصششححه بلفششظ‪) :‬اغتنششم‬ ‫‪1‬‬

‫سا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك‬ ‫خم ً‬


‫قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبششل‬

‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبله وعششن‬


‫ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه‬
‫ماذا عمل به؟ كما فششي الحششديث الششذي رواه‬
‫البزار والطبراني بإسناد صحيح‪ ،‬وأقسم ربنا‬
‫تعششالى بنفسششه الكريمششة أنششه سششوف يسششألنا‬
‫جميًعشششا عشششن أعمالنشششا قشششال عشششز وجشششل‪:‬‬
‫َ‬ ‫ك ل َن َ َ‬
‫مييا‬‫ع ّ‬
‫ن* َ‬ ‫عييي َ‬
‫م ِ‬‫ج َ‬
‫مأ ْ‬ ‫سأل َن ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ْ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ف َ‬
‫ن ‪] ‬الحجر‪ [93 ،92 :‬فلنعد‬ ‫مُلو َ‬‫ع َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬
‫حا عششن طريششق‬ ‫لهششذه السششئلة جواًبششا صششحي ً‬
‫محاسبتنا لنفسنا فيما نقششول ونفعششل ونششأتي‬
‫ونذر ونتكلم ونسمع ونرى ونمشي ونتنششاول‬
‫هل هي مشروعة أو ممنوعة؟‬
‫أيها القارئ الكريششم‪ :‬ولنتششذكر نعششم اللششه‬
‫علينششا وإحسششانه إلينششا حيششث خلقنششا ورزقنششا‬
‫ولطششف بنششا وأحيانششا وعافانششا وأخرجنششا مششن‬
‫بطششون أمهاتنششا ل نعلششم شششيًئا وجعششل لنششا‬
‫السششماع والبصششار والفئدة لكششي نشششكره‬
‫بقلوبنا وألسنتنا وجوارحنا بششأداء مششا افششترض‬
‫علينا وترك ما حرم علينا فيزيدنا من فضله‪.‬‬
‫أيها القارئ الكريم‪ :‬إن النسان مسئول‬

‫موتك وغناك قبل فقرك(‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫عن أوقات فراغه فينبغي للمسلم أن ينتهششز‬


‫أوقات الجازات‪.‬‬
‫إجازة السبوع أيششام الخميششس والجمششع‪،‬‬
‫وإجششازة الموظششف السششنوية وإجششازة نصششف‬
‫السنة الدراسية بالنسبة للطلبششة والطالبششات‬
‫والمدرسين والمدرسات‪ ،‬والجازة الصششيفية‬
‫لهششؤلء الششتي تقششارب ثلثششة شششهور أو أكششثر‬
‫وإجششازات العيششاد الششتي شششرع فيهششا التكششبير‬
‫وأنواع العبادات مششن صششلة وصششيام وصششدقة‬
‫وحج وأضاحي إلى غير ذلك‪.‬‬
‫فينبغي شغل هذه الجازات فيما يسششعد‬
‫النسان في دينششه ودنيششاه وآخرتششه مششن تلوة‬
‫القرآن الكريم وحفظ ما تيسششر منششه‪ ،‬فخيششر‬
‫الناس من تعلم القرآن وعلمه‪ ،‬ومن قششراءة‬
‫الكتششب المفيششدة النافعششة ككتششب التفسششير‬
‫والحديث والفقه والتاريخ والسششيرة النبويششة‪،‬‬
‫وفششي حضششور حلقششات العلششم لششدى العلمششاء‪،‬‬
‫حيث تنزل السكينة وتغشى الرحمة وتحششف‬
‫الملئكة ويذكرهم اللششه فيمششن عنششده‪ ،‬وفششي‬
‫الدعوة إلشى اللشه تعشالى والمشر بشالمعروف‬

‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫والنهششي عششن المنكششر وفششي الشششتراك فششي‬


‫المراكز الصيفية‪ ،‬وزيارة المكتبات الخيرية‪،‬‬
‫ومجالسششة الخيششار المطيعيششن للششه ورسششوله‬
‫والسششتفادة منهششم فششالمرء معتششبر بقرينششه‬
‫وسوف يكون على دين خليلششه فلينظششر مششن‬
‫يخالل‪.‬‬
‫ومششن أهششم مششا تقضششى بششه الجششازة بششر‬
‫الوالشششدين وخشششدمتهما ومسشششاعدتهما فيمشششا‬
‫يحتاجان إليه وإرضاهما في غير معصية الله‬
‫فرضى الله في رضششاهما وسششخط اللششه فششي‬
‫سخطهما وقد جاء رجششل يسششتأذن النششبي ‪‬‬
‫في الجهاد فقال‪» :‬أحي والييداك«؟ قششال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قششال‪» :‬ففيهمييا فجاهييد« ومششن بششر‬
‫والششديه بششره أولده كمششا جششاء فششي الحششديث‪:‬‬
‫»بييروا آبيياءكم تييبركم أبنيياؤكم« رواه‬
‫الطبراني في الكبير والوسط والحاكم فششي‬
‫المستدرك وقال المنذري‪ :‬إسناده حسن‪.‬‬
‫ومن أهم المور صلة الرحام والحسان‬
‫إلششى القششارب بالزيششارة والكششرام وأنششواع‬
‫الحسششان كششالخ والخششت والعششم والعمششة‬

‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫والخال والخالة والجد والجششدة‪ ،‬فمششن وصششل‬


‫رحمه وصله الله ومششن قطعهششا قطعششه اللششه‬
‫والجزاء من جنس العمل في الخيششر والشششر‬
‫د ‪.‬‬ ‫ظلم ٍ ل ِل ْ َ‬
‫عِبي ِ‬ ‫ك بِ َ‬
‫ما َرب ّ ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ومن أهم ما يشغل به الوقت ذكششر اللششه‬
‫عشششز وجشششل بالتسشششبيح والتهليشششل والشششدعاء‬
‫والستغفار وهو خفيف على اللسان وثقيششل‬
‫في الميزان وحبيب إلى الرحمن‪ ،‬واللسششان‬
‫دا فششإن تكلششم فيمششا ينفششع‬ ‫سوف ل يسكت أب ً‬
‫وإل تكلم فيمششا يضششر ول بششد لششه مششن الكلم‪،‬‬
‫وفي الحششديث »ما عمييل ابيين آدم عمل ً‬
‫أنجى له من عذاب الله من ذكر الله«‬
‫أخرجششه ابششن أبششي شششيبة والطششبراني بإسششناد‬
‫حسن‪ ،‬وهو دليل على فضل الذكر وأنه مشن‬
‫أعظششم أسششباب النجششاة مششن المخششاوف فششي‬
‫الدنيا والخرة وضرب النششبي ‪ ‬مثًل للششذاكر‬
‫والغافل بقششوله‪» :‬مثل الييذي يييذكر ربييه‬
‫والذي ل يذكره مثل الحييي والميييت«‬
‫رواه البخششاري ورواه مسششلم بلفششظ‪» :‬مثل‬
‫البيت الييذي يييذكر اللييه فيييه والييبيت‬
‫الييذي ل يييذكر اللييه فيييه مثييل الحييي‬

‫‪7‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫والميييت« فالششذي يششذكر اللششه مثششل الحششي‬


‫ميييا‬‫و َ‬‫والشششذي ل يشششذكره مثشششل الميشششت ‪َ ‬‬
‫ت ‪] ‬فاطر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وي ال َ ْ‬
‫وا ُ‬ ‫م َ‬‫ول ال ْ‬ ‫حَياءُ َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫‪. [22‬‬
‫فمششن أعظششم مششا ينبغششي أن يشششغل بششه‬
‫الوقت ويتقرب به العبد إلى الله تعالى مششن‬
‫النوافششششل كششششثرة تلوة القششششرآن الكريششششم‬
‫والسششتماع إليششه بتفكششر وتششدبر وتفهششم فششي‬
‫َ‬
‫ب أن َْزل َْنييا ُ‬
‫ه‬ ‫معانيه قال الله عزوجل ‪‬ك َِتا ٌ‬
‫ول ِي ََتييذَك َّر‬ ‫ه َ‬ ‫ك ل َِيييدّ ب ُّروا آَيييات ِ ِ‬ ‫مَباَر ٌ‬ ‫ك ُ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب ‪] ‬ص‪ [29 :‬ومما يتقرب به‬ ‫أوُلو ال ل َْبا ِ‬
‫العبد إلى الله تعالى كثرة ذكر الله في كششل‬
‫وقششت علششى كششل حششال كمششا وصششف اللششه‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫المشششؤمنين بشششذلك فشششي قشششوله‪ :‬ال ّييي ِ‬
‫عل َييى‬ ‫و َ‬ ‫دا َ‬ ‫عييو ً‬ ‫ق ُ‬‫و ُ‬ ‫مييا َ‬
‫قَيا ً‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ي َ‬ ‫ي َذْك ُُرو َ‬
‫م ‪] ‬آل عمران‪.[191 :‬‬ ‫ه ْ‬‫جُنوب ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫ولنا فششي رسششول اللششه ‪ ‬أسششوة حسششنة‬
‫فقد كان يذكر الله على كل أحيانه كما فششي‬
‫الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة رضي‬
‫اللشششه عنشششه‪ ،‬وفشششي مقدمشششة ذلشششك الذكشششار‬
‫المشروعة للمسلم في اليششوم والليلششة مثششل‬

‫‪8‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والنتباه‬


‫وأذكار الكل والشرب والذكششار المشششروعة‬
‫بعد السلم من الصلة‪.،‬‬
‫والذكشششار المششششروعة عنشششد الشششدخول‬
‫والخروج بالنسبة للمسجد والبيت والحمام‪،‬‬
‫وهششذه الذكششار موجششودة فششي كتششب الحششديث‬
‫وفي الكتب المؤلفة في الذكار وهي كششثيرة‬
‫ومن أجمعها كتاب )الذكار( للمششام النششووي‬
‫)الوابل الصيب( لبن القيم وقد لخص منهششا‬
‫)زاد المسلم اليششومي( وهششو رسششالة صششغيرة‬
‫جامعة‪.‬‬
‫ومما يعين المسشلم علشى حفشظ أوقشاته‬
‫والسششششتفادة منهششششا مجالسششششة العلمششششاء‬
‫والستفادة منهششم وقششراءة تراجششم الصششحابة‬
‫والعلمششاء واللتجششاء إلششى اللششه بالششدعاء قششال‬
‫م‪‬‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫َ‬ ‫تعشششالى‪ :‬ادْ ُ‬
‫كيي ْ‬ ‫ج ْ‬
‫سييت َ ِ‬
‫عييوِني أ ْ‬
‫ونظًرا لما لششوحظ مششن ضششياع أوقششات بعششض‬
‫الشباب في الجششازات والعطششل فقششد أشششار‬
‫ي بعششض المحششبين والناصششحين بتششأليف‬ ‫علشش ّ‬
‫رسششالة فششي هششذا الموضششوع فجمعششت هششذه‬

‫‪9‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫الرسالة وسميتها‪) :‬الفششادة فيمششا ينبغششي أن‬


‫تشغل به الجازة( وهي مسششتفادة مششن كلم‬
‫اللشششششه تعشششششالى‪ ،‬وكلم رسشششششوله ‪ ‬وكلم‬
‫المحققين من أهل العلم أسأل اللششه تعششالى‬
‫أن ينفع بها من كتبها أو طبعهششا أو قرأهششا أو‬
‫سمعها وأن يجعلهششا خالصششة لششوجهه الكريششم‬
‫ومششن أسششباب الفششوز لششديه بجنششات النعيششم‬
‫وصلى الله وسلم علششى نبينششا محمششد وعلششى‬
‫آله وصحبه أجمعين‬
‫المؤلف في ‪.1411 /1 /4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫الشباب والجازة‬
‫لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللششه‬
‫بن باز رحمه الله‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول‬
‫الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فبمناسبة الجازة‪ ،‬فإنه يسرني‬
‫أن أوصي الشباب خاصة والمسلمين عامششة‬
‫بتقوى الله عز وجششل أينمششا كششانوا واسششتغلل‬
‫هذه الجازة فيما يرضي الله عنهم ويعينهششم‬
‫علششى أسششباب السششعادة والنجششاة ومششن ذلششك‬
‫ششششغل هشششذه الجشششازة بمراجعشششة الشششدروس‬
‫الماضية والمذاكرة فيها مع الششزملء لتثبيتهششا‬
‫والسشششتفادة منهشششا فشششي العقيشششدة والخلق‬
‫والعمل‪ ،‬كما أوصششي جميششع الشششباب بشششغل‬
‫هذه الجازة بالسششتكثار مششن قششراءة القششرآن‬
‫الكريم بالتدبر والتعقل وحفظ ما تيسر منششه‬
‫لن هذا الكتاب العظيم هششو أصششل السششعادة‬
‫لجميع المسششلمين وهششو ينبششوع الخيششر ومنبششع‬
‫الهدى أنزله الله سششبحانه تبيان ًششا لكششل شششيء‬
‫وهششدى ورحمششة وبشششرى للمسششلمين وجعلششه‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫سبحانه هادًيا للتي هي أقششوم ورغششب عبششاده‬


‫في تلوته وتششدبر معششانيه كمششا قششال سششبحانه‬
‫عَليييى‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫‪‬أ َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫قيييْرآ َ‬ ‫فل ي ََتيييدَب ُّرو َ‬
‫هييا‪] ‬محمششد‪ [24 :‬وقششال‬ ‫فال ُ َ‬ ‫ق َ‬‫ب أَ ْ‬ ‫قُلييو ٍ‬ ‫ُ‬
‫ك‬‫مب َيياَر ٌ‬ ‫ك ُ‬ ‫ب أ َن َْزل ْن َيياهُ إ ِل َي ْي َ‬ ‫تعششالى‪ :‬ك َِتا ٌ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‪‬‬ ‫ول ِي َت َذَك َّر أوُلو ال ل َْبا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ِي َدّ ب ُّروا آَيات ِ ِ‬
‫ذا‬ ‫هيي َ‬ ‫ن َ‬ ‫]ص‪ [29 :‬وقشششال عشششز وجشششل‪ :‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫و ُ‬‫قييي َ‬‫ي أَ ْ‬ ‫هييي َ‬‫دي ل ِل ّت ِيييي ِ‬ ‫هييي ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫قيييْرآ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مُلييو َ‬
‫ن‬ ‫ع َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّليي ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ميي ْ‬ ‫شييُر ال ْ ُ‬ ‫وي ُب َ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جييًرا ك َِبيييًرا‪‬‬ ‫مأ ْ‬ ‫هيي ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫صييال ِ َ‬‫ال ّ‬
‫]السراء‪.[29 :‬‬
‫فنصيحتي للشششباب ولجميششع المسششلمين‬
‫أن يكششثروا مششن تلوتششه وتششدبر معششانيه وأن‬
‫يتدارسشششوه بينهشششم للعلشششم والسشششتفادة وأن‬
‫يعملوا به أينما كششانوا‪ ،‬كمششا أوصششي الشششباب‬
‫وجميع المسلمين بالعناية بسنة رسول اللششه‬
‫‪ ‬وحفظ ما تيسر منها ول سيما فششي هششذه‬
‫الجازة مششع العمششل بمقتضششاها لنهششا الششوحي‬
‫الثاني والصل الثاني من أصول الشريعة‪.‬‬
‫كما أوصي جميششع الشششباب بالحششذر مششن‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫السفر إلششى بلد الكفششار لمششا فششي ذلششك مششن‬


‫الخطر علششى عقيششدتهم وأخلقهششم‪ ،‬ولن بلد‬
‫المسلمين في أشد الحاجة إلى بقائهم فيهشا‬
‫للتوجيه والرشاد والتناصششح والتعششاون علششى‬
‫البر والتقوى والتواصي بينهم بالحق والصبر‬
‫عليه‪.‬‬
‫وأوصششي جميششع المدرسششين فششي هششذه‬
‫الجششازة باسششتغللها فششي إقامششة الحلقششات‬
‫العلميشششة فشششي المسشششاجد والمحاضشششرات‬
‫والنششدوات لشششدة الحاجششة إلششى ذلششك كمششا‬
‫أوصيهم جميعا بالتجول للدعوة إلى الله في‬
‫البلششدان المحتاجششة لششذلك حسششب المكششان‬
‫وزيشششارة المراكشششز السشششلمية والقليشششات‬
‫السششلمية فششي الخششارج للششدعوة والتششوجيه‬
‫وتعليششم المسششلمين مششا يجهلششون مششن دينهششم‬
‫وتششششجيعهم علشششى التعشششاون فيمشششا بينهشششم‬
‫والتواصششي بششالحق والصششبر عليششه وتشششجيع‬
‫الطلبششة الموجششودين هنششاك علششى التمسششك‬
‫بدينهم والعناية بما ابتعثوا من أجله والحششذر‬
‫من أسباب النحششراف مششع وصششيتهم بالعنايششة‬

‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ظا وتدبًرا وعمل ً وبالسنة‬ ‫بالقرآن الكريم حف ً‬


‫ظا ومذاكرة وعمل ً بمقتضاها‪.‬‬ ‫المطهرة حف ً‬
‫وأسششأل اللششه أن يوفقنششا شششيًبا وشششباًبا‬
‫وأساتذة وطلًبا وعلماء وعامة لكل مششا فيششه‬
‫صلحنا وسعادتنا ونجاتنا في الششدنيا والخششرة‬
‫إنششه جششواد كريششم‪ ،‬وصششلى اللششه وسششلم علششى‬
‫عبده ورسوله وصفوته من خلقه نبينا محمد‬
‫وآله وصحبه)‪.(1‬‬
‫الرئيس العام لدارات‬
‫البحوث العلمية‬
‫والفتاء والدعوة والرشاد‬

‫)( مجلة البلغ عدد )‪ (825‬في )‪1406 /5 /2‬‬ ‫‪1‬‬

‫هش(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫حفظ وقت الشباب وقت عطلة‬


‫)‪(1‬‬
‫المدارس‬
‫إن الحمششششد للششششه نحمششششده ونسششششتعينه‬
‫ونسششتغفره ونتششوب إليششه ونعششوذ بششالله مششن‬
‫شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله‬
‫فل مضششل لششه‪ ،‬ومششن يضششلل فل هششادي لششه‪،‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك لششه‪،‬‬
‫دا عبششده ورسششوله ‪ ‬وعلششى‬ ‫وأشهد أن محم ً‬
‫آلششه وأصششحابه ومششن تبعهششم بإحسششان وسششلم‬
‫ما‪.‬‬
‫تسلي ً‬
‫أما بعييد‪ :‬أيهششا المسششلمون اتقششوا اللششه‬
‫تعالى واشكروه على ما خولكم من الموال‬
‫والولد واعلموا أن هششذه النعمششة إمششا منحششة‬
‫يسعد بها النسششان فششي دنيششاه وآخرتششه وإمششا‬
‫محنشة تكشون سشبًبا لخسشارته وششقوته فشإن‬
‫راعى النسان هذه النعمة وقام بمششا أوجششب‬
‫الله عليه فيها فهي منحة وسعادة وإن ضيع‬
‫واجششب اللششه فيهششا وأهملهششا صششارت محنششة‬
‫وشقوة‪.‬‬
‫)( خطششب الشششيخ محمششد الصششالح العششثيمين )‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(616‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫أيهششا الخششوة‪ :‬فششي هششذه اليششام يختتششم‬


‫الششاب عشامه الدراسشي الشذي أمضشى فيشه‬
‫جهدا كبيرا في النظر والعمل وسوف يعاني‬
‫من مشكلة الفراغ الششتي قششال فيهششا رسششول‬
‫الله ‪» :‬نعمتان مغبييون فيهمييا كييثير‬
‫من الناس الصحة والفراغ«)‪ (2‬وهاتشششان‬
‫النعمتان متوفرتششان الن لشششبابنا فمششا أدري‬
‫أيكون شبابنا من الكششثير المغبششون فيهمششا أم‬
‫سششيكون مششن ذوي الحششزم والقششوة الششذين‬
‫يربحون أوقات صحتهم وفراغهم؟‬
‫أيها المؤمنون‪ :‬إن هذا الفششراغ الششذي‬
‫حصل للشباب بعد انقضششاء العششام الدراسششي‬
‫الذي كانوا فيه مشتغلين مستغلين أوقششاتهم‬
‫وقواهم العقليشة والفكريشة والجسشمية‪ :‬هشذا‬
‫الفراغ الذي حصششل ل بششد أن تنعكششس آثششاره‬
‫على نفوسهم وتفكيرهم وسلوكهم فإمششا أن‬
‫يسششتغلوه فششي خيششر وصششلح فيكششون ربحششا‬
‫وغنيمة للفرد والمجتمششع يربششح فيششه النفششس‬
‫والوقت‪ ،‬ويستغل قواه فيما يسعده ويسششعد‬

‫)( رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫أمتششه‪ ،‬وإمششا أن يسششتغلوه فششي شششر وفسششاد‬


‫فيكون خسارة وغبنا للفرد والمجتمع يخسر‬
‫فيه نفسه ووقته ويستغل قواه فيما يشششقى‬
‫به وتشقى به المة‪ ،‬وإما أن يمضوا أوقاتهم‬
‫ويضششيعوها سششدى ل يعلمششون ول يفيششدون‪،‬‬
‫يتجولون فششي السششواق والمجششالس بأذهششان‬
‫خاوية وأفكار ميتة ينتظرون طلوع الشمس‬
‫وغروبها ووجبات غذائهم‪ ،‬فتتجمششد أفكششارهم‬
‫وتتبلشششد أذهشششانهم ويصشششيرون عالشششة علشششى‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫إن الشششباب بعششد الجهششد الجهيششد الششذي‬
‫أمضششاه فششي عششامه الدراسششي إذا صششارت‬
‫العطلة‪ ،‬فسيجد الفجوة الواسعة بين حششالته‬
‫اليششوم وحششالته بششالمس وسششيحس بششالفراغ‬
‫النفسي والفكري سيقول ماذا أعمل‪ ،‬بماذا‬
‫أمضي هذه العطلة‪ ،‬ولكن الشباب المتطلششع‬
‫إلى المجد والعلى‪ ،‬يستطيع أن يستغل هذه‬
‫العطلة بما يعود عليه وعلى أمته بالخير‪.‬‬
‫يمكن أن يستغل وقت العطلة بمششذاكرة‬
‫العلم ودراسته سواء في دروسششه الرسششمية‬
‫الماضية أو المستقبلة أو في دروس أخششرى‬

‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫يتثقششف بهششا ثقافششة عامششة فيقششرأ فششي كتششب‬


‫التفسششير القيمششة السششالمة مششن الزيششغ فششي‬
‫تحريششف معششاني القششرآن‪ ،‬ويقششرأ فششي كتششب‬
‫الحششديث الصششحيحة مثششل صششحيح البخششاري‬
‫ومسلم ويقششرأ فشي كتششب التاريشخ المعتمشدة‬
‫البعيششدة عششن الهششواء ل سششيما تاريششخ صششدر‬
‫السلم كسيرة النبي ‪ ‬وخلفائه الراشدين‬
‫مششا‬
‫لنهششا سششيرة وسششلوك تزيششد القششارئ عل ً‬
‫بأحوال النبي ‪ ‬وخلفائه ومحبة لهم وفقهششا‬
‫فششي الششدين وأسششرار أحكششامه وتشششريعاته‬
‫وليحذر الشباب من النظر أو القششراءة فيمششا‬
‫يخشى منه على عقيششدته وأخلقششه وسششلوكه‬
‫سواء كانت كتًبا مؤلفششة أو صششحًفا يوميششة أو‬
‫مجلت أسبوعية‪.‬‬
‫فإن كثيًرا من الناس ينظر في مثل هذا‬
‫أو يقرؤه يظششن أنششه واثششق مششن نفسششه ثششم ل‬
‫يششزال الشششر يتجششارى فل يسششتطيع الخلص‬
‫منه‪.‬‬
‫وإن الشششباب إذا لششم يمكنششه اسششتغلل‬
‫العطلششة بششالقراءة والنظششر‪ ،‬فششإنه يمكششن أن‬

‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫يستغلها بالعمل البدني يكششون مششع أبيششه فششي‬


‫دكششانه أو مزرعتششه أو مصششنعه أو أيششة مهنششة‬
‫مباحة يمارسها أو يشتغل في عمل حكومي‬
‫أو شششعبي ليكسششب مششن ذلششك ويفيششد غيششره‬
‫ويسششلم مششن خمششول الششذهن وتبلششد الفكششر‬
‫واضطراب المنهج والسلوك فإن ذلششك ينتششج‬
‫عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫إن الششششباب إذا لشششم يمكنشششه اسشششتغلل‬
‫العطلة بالقراءة والنظر ول بالعمششل البششدني‬
‫فإنه يمكنه أن يقضي وقًتا في رحلة يكسب‬
‫عا على البلد وتعرًفا على إخوانه‬ ‫بها استطل ً‬
‫ودعوة إلى دين الله بشرط أن يحافظ على‬
‫دينششه وخلقششه فيصششلي الصششلة بوقتهششا علششى‬
‫الوجه المطلوب‪ ،‬ويتجنب كل رذيلششة وخلششق‬
‫سافل ويستصحب القرناء الصششالحين الششذين‬
‫يذكرونه إذا نسي ويقومونه إذا اعوج‪.‬‬
‫أيها الشباب‪ :‬إننا نتحدث عن الشباب‬
‫لنهم جيششل المسششتقبل ورجششال الغششد وأمانششة‬
‫في أعناق من فوقهم وفي أعنششاق أوليششائهم‬
‫بالذات ولقد كششان للمدرسششة أثنششاء الدراسششة‬
‫دور كبير فششي حفظهششم ورعششايتهم‪ ،‬أمششا الن‬

‫‪1‬‬
‫‪9‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫فقد أصبح العبء الثقيششل والمسششئولية علششى‬


‫أولياء أمورهم من الباء والمهششات والخششوة‬
‫والعمششام فعلششى هششؤلء مراعششاة أولدهششم‬
‫وحمايتهم من ضياع الوقت وانحراف العمل‬
‫والسلوك‪ ،‬عليهششم أن يتفقششدوهم كششل وقششت‬
‫وأن يمنعششوهم مششن معاشرةومصششاحبة مششن‬
‫يخشششى عليهششم مششن الشششر والفسششاد فششإنهم‬
‫عنهششم مسششئولون وعلششى إهمششال رعششايتهم‬
‫وتأديبهم معاقبون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫التحذير من تضييع الوقات‬


‫في العطلة الصيفية‬
‫الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة‬
‫لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوًرا وأشششهد أن‬
‫ل إله إل اللششه وحششده ل شششريك لششه‪ ،‬وتعششالى‬
‫وا كبيًرا‪ ،‬وأشششهد أن‬ ‫عما يقول الظالمون عل ّ‬
‫دا عبششده ورسششوله‪ ،‬بعثششه بيششن يششدين‬ ‫محمشش ً‬
‫الساعة بشيًرا ونذيًرا وداعًيا إلى اللششه بششإذنه‬
‫جا منيًرا‪ ،‬صلى اللششه عليششه وعلششى آلششه‬ ‫وسرا ً‬
‫ماكثيًرا‪.‬‬‫وأصحابه وسلم تسلي ً‬
‫أما بعييد‪ :‬أيهششا المسششلمون اتقششوا اللششه‬
‫واعلموا أن الوقت الذي تعيشونه فششي هششذه‬
‫الدنيا ليقدر بالثمان فاحفظوه فيما ينفعكم‬
‫فششي دنيششاكم وآخرتكششم‪ ،‬ول تضششيعوه بششاللهو‬
‫واللعب والغفلة فتخسروا الدنيا والخرة‪.‬‬
‫فهذا العمر الذي تعيشششه أيهششا العبششد هششو‬
‫مزرعتششك الششتي تجنششي ثمارهششا فششي الششدار‬
‫الخرة‪ ،‬فإن زرعته بخير وعمل صالح جنيت‬
‫السششعادة والفلح وكنششت مششع الششذين ينششادى‬
‫شييَرُبوا‬ ‫وا ْ‬‫عليهم في الدار الباقية ‪‬ك ُُلوا َ‬
‫في ال َّيام ِ ال ْ َ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫خال ِي َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫هِنيًئا ب ِ َ‬
‫ما أ ْ‬ ‫َ‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫‪] ‬الحاقة‪ [24 :‬وإن ضششيعته فششي الغفلت‪،‬‬


‫وزرعته بالمعاصي والمخالفات‪ ،‬ندمت يششوم‬
‫ل تنفعك الندامة وتمنيت الرجوع إلى الششدنيا‬
‫َ‬
‫م‬‫كيي ْ‬ ‫م ْر ُ‬‫ع ّ‬‫م نُ َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فيقال لك‪ :‬أ َ‬
‫م‬ ‫جيياءَك ُ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ن ت َ يذَك َّر َ‬ ‫مي ْ‬ ‫ه َ‬‫في ي ِ‬‫مييا ي َت َ يذَك ُّر ِ‬‫َ‬
‫ن‬
‫مي ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫مييا ِللظّييال ِ ِ‬ ‫ف َ‬‫قوا َ‬ ‫ذو ُ‬‫في ُ‬‫ذيُر َ‬ ‫الن ّ ِ‬
‫ر ‪] ‬فاطر‪.[37 :‬‬ ‫صي ٍ‬ ‫نَ ِ‬
‫أيها المسلمون‪ :‬صح عن رسول الله‬
‫‪ ‬أنه قششال‪» :‬ل تزول قييدما عبييد يييوم‬
‫القيامة حييتى يسييأل عيين أربييع‪ :‬عيين‬
‫عمره فيم أفناه؟‪ ،‬وعن جسييمه فيييم‬
‫أبله؟ وعن ميياله ميين أييين اكتسييبه؟‬
‫وفيم أنفقييه؟ وعيين علمييه مييا عمييل‬
‫به؟«)‪ .(1‬فهذا العمر هو أعششز شششيء لششديكم‬
‫فل تضيعوه ول تفرطوا فيه‪.‬‬
‫فإن الله سبحانه وتعالى جعل فششي كششل‬
‫يششوم وظششائف لعبششاده مششن وظششائف طششاعته‬
‫فمنهششا مششا هششو فششرض كالصششلوات الخمششس‬
‫ومنها ما هو نافلة كنوافل الصلوات والششذكر‬

‫)( رواه البزار والطبراني بإسناد صششحيح انظششر‬ ‫‪1‬‬

‫الترغيب والترهيب للمنذري )‪.(357 /5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫وغير ذلك‪ ،‬وجعل سبحانه للشششهور وظششائف‬


‫كالصيام والزكاة والحج ومن هذه العبششادات‬
‫ما هو فرض وما هششو نافلششة وجعششل سششبحانه‬
‫لبعششض الوقششات فضششل ً علششى بعششض فششي‬
‫مضشششاعفة الحسشششنات وإجابشششة الشششدعوات‬
‫كالشهر الحرم وشهر رمضششان‪ .‬وعشششر ذي‬
‫الحجششة‪ ،‬وليلششة القششدر‪ ،‬ويششوم عرفششة ويششوم‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫وما مشن موسشم مشن هشذه المواسشم إل‬
‫ولله نفحة من نفحاته يصيب بهششا مششن يشششاء‬
‫بفضله ورحمته‪ ،‬فالسعيد من اغتنم مواسششم‬
‫الشهور واليام والساعات‪ ،‬وتقرب فيها إلى‬
‫اللششه بششأنواع الطاعششات‪ ،‬فعسششى أن تششدركه‬
‫نفحة مششن تلششك النفحششات فيسششعد سششعادة ل‬
‫دا‪ ،‬روى المام أحمد بسششنده‬ ‫يشقى بعدها أب ً‬
‫عن عقبة بن عامر عن النششبي ‪ ‬أنششه قششال‪:‬‬
‫»ليييس ميين عمييل يييوم إل ويختييم‬
‫عليه«)‪ (1‬وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عششن‬

‫)( رواه أحمششد والطششبراني والحششاكم وصششححه‬ ‫‪1‬‬

‫وتعقبه الذهبي بأن فيششه رشششدين واه‪ ،‬وتعقششب‬


‫الهيثمي سند أحمششد والطششبراني بششأن فيششه ابششن‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫مجاهد قال‪ :‬ما من يششوم إل يقششول‪ :‬ابششن آدم‬


‫دخلت عليك اليوم‪ ،‬ولن أرجع إليك إلى يوم‬
‫القيامة فانظر ماذا تعمل فششي فششإذا انقضششى‬
‫طواه ثم يختم عليه فل يفك حتى يكون الله‬
‫هششو الششذي يفششك ذلششك الخششاتم يششوم القيامششة‪،‬‬
‫ويقول اليوم حين ينقضي‪ :‬الحمد للششه الششذي‬
‫أراحنششي مششن الششدنيا وأهلهششا‪ ،‬ول ليلششة تششدخل‬
‫على الناس إل قالت كذلك وقد كان عيسى‬
‫عليششه السششلم يقششول‪» :‬إن الليششل والنهششار‬
‫خزانتان فانظروا ماذا تضعون فيهما«‪.‬‬
‫وكان عليه السلم يقول‪» :‬اعملوا الليل‬
‫لما خلق له‪ ،‬واعملوا النهار لمششا خلششق لششه«‪،‬‬
‫وعن الحسن رضي الله عنه أنه قال‪ :‬ليششس‬
‫يوم يأتي من أيام الدنيا إل يتكلم يقول‪» :‬يششا‬
‫أيها النششاس إنششي يششوم جديششد وإنششي علششى مششا‬
‫يعمل في شهيد وإني لو غربت الشمس لم‬
‫أرجع إليكششم إلششى يششوم القيامششة«‪ ،‬وعنششه أنششه‬
‫قال‪ :‬اليوم ضيفك‪ ،‬والضيف مرتحل يحمدك‬
‫أو يذمك‪.‬‬
‫لهيعششة )انظششر فيششض القششدير شششرح الجششامع‬
‫الصغير( )‪.(383 /5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫أيها المسلمون‪ :‬إن الله سششبحانه قششد‬


‫أمششر بشششغل الوقششات بششذكره وطششاعته قششال‬
‫ح‬
‫سييب ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ك ك َِثيييًرا َ‬ ‫كييْر َرّبيي َ‬ ‫واذْ ُ‬ ‫تعششالى‪َ  :‬‬
‫ر ‪] ‬آل عمششران‪[41 :‬‬ ‫وال ِب ْك َييا ِ‬ ‫ي َ‬ ‫شي ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ك‬ ‫سيي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فييي ن َ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫كييْر َرّبيي َ‬ ‫واذْ ُ‬ ‫وقشششال‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫ميي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫هيي ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫و ُ‬‫ة َ‬ ‫فيي ً‬ ‫خي َ‬ ‫و ِ‬ ‫عا َ‬ ‫ضييّر ً‬ ‫تَ َ‬
‫ن‬ ‫ميي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ول ت َك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫صا ِ‬ ‫وال َ‬ ‫و َ‬ ‫غ دُ ّ‬ ‫ل ِبال ْ ُ‬ ‫و ِ‬‫ق ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ‪] ‬العشششراف‪ .[205 :‬وقشششال‬ ‫فِلي َ‬ ‫غيييا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬‫سييو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫حي ي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫فييي‬ ‫م يد ُ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ول َ ي ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫حو َ‬ ‫ص يب ِ ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫حي ي َ‬ ‫و ِ‬‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫حيييي َ‬ ‫و ِ‬ ‫شيييّيا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫وال ْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سييي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن ‪] ‬الروم‪.[18 ،17 :‬‬ ‫هُرو َ‬ ‫ْ‬
‫ت ُظ ِ‬
‫أيها المسلمون‪ :‬إننششا بمناسششبة بدايششة‬
‫العطلة الصيفية نوصيكم بتقوى اللششه تعششالى‬
‫وحفظ أوقات هذه العطلة فيما ينفعكم في‬
‫طا‬ ‫الدنيا والخرة‪ ،‬وإعطاء الجسم فيهششا قسش ً‬
‫مششن الراحششة الخاليششة مششن الثششم وعليكششم‬
‫بملحظة أولدكششم وتششوجيههم إلششى اسششتغلل‬
‫هذه العطلة فيما يعود عليهم بالنفع فالناس‬
‫في العطلة ينقسششمون إلششى أقسششام فمنهششم‬

‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫الرابح فيها ومنها الخاسششر‪» ،‬وكل النيياس‬


‫يغيييدو فبيييائع نفسيييه فمعتقهيييا أو‬
‫موبقها«)‪.(1‬‬
‫‪ -1‬فمنهم مششن يقيششم فششي بلششده يقضششيها‬
‫بتعليم أولده القرآن الكريم ويحضرهم إلششى‬
‫المساجد لتلقي القرآن‪ ،‬ويراقب حضششورهم‬
‫وغيشششابهم ويتعاهشششد حفظهشششم وتحصشششيلهم‬
‫ويلزمهشششم بشششأداء الصشششلوات الخمشششس مشششع‬
‫الجماعة‪ ،‬فهذا قد نصح أولده‪،‬وحفظ أمانششة‬
‫اللششه فيهششم ويسششعى فششي إصششلحهم ليكونششوا‬
‫عوًنا له فششي الحيششاة‪ ،‬وخلًفششا وذخشًرا لششه بعششد‬
‫الممات‪ ،‬قد قام بالواجب وبششذلك السششباب‪،‬‬
‫والله ل يضيع أجر من أحسن عم ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ -2‬والبعششض يقضششي العطلششة بالسششفر‬
‫لزيششارة المسششجد الحششرام والمسششجد النبششوي‬
‫فيقضششي أوقششاته فششي الحرميششن الشششريفين‬
‫بششأنواع الطاعششات‪ ،‬والصششلة الواحششدة فششي‬
‫المسجد الحرام عن مائة ألف صششلة‪ ،‬وفششي‬

‫)( كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبششي‬ ‫‪1‬‬

‫مالك الشعري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫فهششذا‬ ‫المسششجد النبششوي عششن ألششف صششلة‬


‫)‪(2‬‬

‫عرف قيمة الوقت ووفق لستغلله‪.‬‬


‫‪ -3‬والبعض الخر‪ :‬يسافر لزيارة أقششاربه‬
‫وصشششلة أرحشششامه ويقضشششي العطلشششة معهشششم‬
‫وعندهم لتقر أعينهم به ويؤدي حقهششم عليششه‬
‫فهذا مأجور وقد استفاد من وقتششه وأدى مششا‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬والبعض الخششر‪ :‬يسششافر للنزهششة فششي‬
‫داخششل البلد وبيششن أظهششر المسششلمين فششي‬
‫أرجاء المملكة يقضي وقته فششي ناحيششة مششن‬
‫ظا على دينه فعمله هششذا مبششاح‬ ‫نواحيها محاف ً‬
‫ل لوم عليه فيه‪.‬‬
‫‪ -5‬والبعض الخشر‪ :‬يقضشي العطلشة فشي‬
‫اللهشششو واللعشششب وتشششرك الواجبشششات وفعشششل‬
‫المحرمات‪ ،‬أو يسافر إلى البلد الكافرة بلد‬
‫الكفر والفجور‪ ،‬والعهششر والخمششور‪ ،‬لينغمششس‬
‫فششي أوحششال الضششللة ويششتربى فششي أوكششار‬
‫السششفالة‪ ،‬يقضششي وقتششه بيششن لهششو ومزمششار‪،‬‬

‫)( كمشششا فشششي الحشششاديث الشششتي رواهشششا أحمشششد‬ ‫‪2‬‬

‫وأصشششحاب السشششنن بأسشششانيد صشششحيحة انظشششر‬


‫الترغيب والترهيب للمنذري )‪.(337 /2‬‬

‫‪2‬‬
‫‪7‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ولعب وميسر ومسششرح وحانشة خمشر‪ ،‬وربمششا‬


‫يستصشششحب معشششه نسشششاءه وأولده ليأخشششذوا‬
‫حظهششم مششن الشششقاء‪ ،‬فتخلششع المششرأة لبششاس‬
‫الستر‪ ،‬وتلبس لباس ذوات الكفر‪ ،‬هذا الذي‬
‫قششد ضششيع الزمششان‪ ،‬وبششاء بششالثم والخسششران‪،‬‬
‫وسوف يندم عششن قريششب‪ ،‬إن لششم يتششب إلششى‬
‫ربه‪.‬‬
‫أيها المسلمون‪ :‬قششد وجششد فششي هششذا‬
‫الزمن سلح يستعمل لقتل الخلق والقضاء‬
‫علششى الفضششيلة حششتى تحششل مكانهششا الرذيلششة‪،‬‬
‫سلح صنعه الكفار ورمونا به في بلدنا حتى‬
‫تسلل إلى كثير من بيوت المسلمين‪ ،‬وصششار‬
‫في متناول النسششاء والطفششال والرجششال‪ ،‬أل‬
‫وهو جهاز الفيديو ذلكم الجهاد الخبيث الذي‬
‫تعرض على شاشته أفلم الدعارة والمجون‬
‫أفلم الزنا واللواط‪.‬‬
‫وأفلم الرقششص والختلط والفلم الششتي‬
‫تعلم السشرقة والخيانششة وممارسشة الجريمشة‬
‫إن هذا الفيديو الخبيث يقضي علششى الغيششرة‬
‫والحياء‪ ،‬ويجرئ على ارتكاب الفحشششاء فيششا‬

‫‪2‬‬
‫‪8‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫من عافاك اللششه منششه احمششد اللششه واحششذر أن‬


‫يدخل بيتك‪ ،‬ويا من ابتليت به تب إلششى اللششه‬
‫وأخرجه من بيتك‪ ،‬ل تفسد به أخلق نسائك‬
‫وأولدك وجيرانك فتكون مع الذين يحملششون‬
‫أوزارهششم كاملششة يششوم القيامششة ومششن أوزار‬
‫الذين يضلونهم بغير علم)‪.(1‬‬

‫)( خطششب الشششيخ الششدكتور صششالح بششن فششوزان‬ ‫‪1‬‬

‫الفوزان )‪.(297 /1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪9‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫عطلة نصف السنة‬


‫الدراسية وما ينبغي فعله فيها‬
‫الحمششد للششه رب العششالمين أمششر بحفششظ‬
‫الوقشششات‪ ،‬فيمشششا ينفشششع مشششن فعشششل الخيشششر‬
‫والطاعات‪ ،‬ونهششى عششن إضششاعتها فششي اللهششو‬
‫والغفلت‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحششده ل‬
‫شريك له في ربششوبيته وإلهيتششه ومششا لششه مششن‬
‫دا عبششده‬ ‫السماء والصفات‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫ورسوله أول سابق إلششى الخيششرات‪ ،‬ومحششذر‬
‫عن طريق الهلكات‪ ،‬صلى الله عليششه وعلششى‬
‫آلشششه وأصشششحابه ذوي المنشششاقب العظيمشششة‬
‫ما كثيًرا‪ ..‬أما بعد‪.‬‬ ‫والكرامات‪ ،‬وسلم تسلي ً‬
‫أيهييا المسييلمون‪ :‬اتقششوا اللششه تعششالى‬
‫واشششكروا نعمششه عليكششم واحفظششوا أوقششاتكم‬
‫فيششم يفيششدكم‪ ،‬ول تسششتعينوا بنعمششه علششى‬
‫معاصيه‪ ،‬ول تضيعوا أوقششاتكم فيمششا تنششدمون‬
‫عليه يوم الحساب فإن أعمششاركم محششدودة‪،‬‬
‫وأعمششالكم مشششهودة‪ ،‬وعنششد المششوت يقششول‬
‫ن‬‫عو ِ‬‫ج ُ‬
‫ب اْر ِ‬ ‫المفرط والمضيع لوقاته‪َ :‬ر ّ‬
‫ت‪‬‬ ‫مييا ت ََرك ْي ُ‬
‫في َ‬
‫حا ِ‬‫صييال ِ ً‬ ‫م ُ‬
‫ل َ‬ ‫عّلي أ َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫* لَ َ‬
‫]المؤمنون‪.[100 ،99 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪0‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫وأنكم ستحاسبون على هذه النعم الششتي‬


‫بين أيشديكم بمشاذا صشرفتموها‪ ،‬ومشاذا أديتشم‬
‫َ‬
‫س يأ ل ُ ّ‬
‫ن‬ ‫م ل َت ُ ْ‬
‫مششن شششكرها قششال تعششالى‪ :‬ث ُ ّ‬
‫عيم ِ ‪] ‬التكاثر‪.[8 :‬‬ ‫ن الن ّ ِ‬
‫ع ِ‬‫ذ َ‬‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫يَ ْ‬
‫قال المام ابن كثير رحمه اللششه‪ :‬أي ثششم‬
‫لتسألن يومئذ عششن شششكر مششا أنعششم اللششه بششه‬
‫عليكم من الصحة والمن والرزق وغير ذلك‬
‫ماذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته وقد‬
‫قششال النششبي ‪ ‬يومششا لمششا أكلششوا مششن البسششر‬
‫والرطب وشربوا عليه من الماء »هذا من‬
‫النعيييم الييذين تسييألون عنييه يييوم‬
‫القياميية«)‪ (1‬وروى الترمششذي بسششنده عششن‬
‫أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬قششال النششبي‬
‫‪» ‬إن أول ما يسأل عنه العبييد يييوم‬
‫القيامة من النعم أن يقييال لييه‪ :‬ألييم‬
‫نصييح لييك بييدنك ونييروك ميين الميياء‬
‫البارد«)‪.(2‬‬
‫وعن ابششن مسششعود عششن النششبي ‪ ‬فششي‬
‫َ‬
‫ن‬
‫عي ِ‬ ‫ذ َ‬‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫س يأ ل ُ ّ‬
‫ن ي َي ْ‬ ‫م ل َت ُ ْ‬
‫قوله تعالى‪ :‬ث ُ ّ‬
‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه ابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫عيم ِ ‪ ‬قال‪ :‬المن والصششحة‪ ،‬وقششال زيششد‬ ‫الن ّ ِ‬


‫م‬‫بششن أسششلم عششن رسششول اللششه ‪ُ: ‬ثيي ّ‬
‫ل َت ُ َ‬
‫عيم ِ ‪ ‬يعني شبع‬ ‫ن الن ّ ِ‬
‫ع ِ‬
‫ذ َ‬‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫سأل ُ ّ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ْ‬
‫البطششون وبششارد الشششراب وظلل المسششاكن‬
‫واعتدال الخلششق ولششذة النششوم رواه ابششن أبششي‬
‫حاتم‪ ،‬وقال مجاهد‪ :‬عن كل لذة مششن لششذات‬
‫الدنيا‪ ،‬وثبت في صحيح البخاري وغيره عششن‬
‫ابششن عبششاس قششال‪ :‬قششال رسششول اللششه ‪:‬‬
‫»نعمتييان مغبييون فيهمييا كييثير ميين‬
‫الناس‪ :‬الصيحة والفيراغ« ومعنششى هششذا‬
‫أنهم مقصرون في شكر هششاتين النعمششتين ل‬
‫يقومششون بواجبهمششا ومششن ل يقششوم بحششق مششا‬
‫وجب عليه فهو مغبون‪ ،‬وروى المششام أحمششد‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ‪‬‬
‫قال‪» :‬يقول الله عز وجل‪ :‬يا ابن آدم‬
‫حملتك على الخيييل والبييل وزوجتييك‬
‫النساء وجعلتييك تربييع وتييرأس فييأين‬
‫شكر ذلك«؟)‪.(1‬‬

‫)( قال في بلوغ الماني شرح الفتح الربشاني )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ :(94 /19‬وسنده صحيح ورجششاله مششن رجششال‬


‫الصحيحين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫فيا عباد الله‪:‬‬


‫انظروا ماذا تمتعون به اليششوم مششن نعششم‬
‫الله العظيمة‪ ،‬أمن في الوطان وصحة فششي‬
‫البشششدان‪ ،‬ووفشششرة فشششي المشششوال والولد‪،‬‬
‫ورفاهية في المآكل والمشارب‪ ،‬والمساكن‬
‫والمراكب‪ ،‬وطمأنينششة فششي النفششوس وراحششة‬
‫من الهموم والحزان‪ ،‬وفششراغ مششن الشششغال‬
‫المتعبششة فششأين شششكر هششذه النعششم؟ وبمششاذا‬
‫تصرفونها؟ وما هي إجابتكم يششوم تحاسششبون‬
‫عنها ؟‬
‫إننا نرى الكثير يستعينون بنعم الله على‬
‫معاصششيه‪ ،‬ويضششيعون فرائضششه‪ ،‬ويفعلششون مششا‬
‫حشششرم اللشششه عليهشششم ويضشششيعون أوقشششاتهم‬
‫ويسششتنفذون قششواتهم فششي اللهششو والغفلششة‬
‫والفسوق والعصيان‪.‬‬
‫وإننا بمناسبة حلول عطلة نصف السششنة‬
‫صششا الشششباب‬
‫الدراسية‪ ،‬نحذر إخواننششا وخصو ً‬
‫مششن تضششييعها فششي الغفلششة واللهششو واللعششب‬
‫واسششتغللها فششي المششرح والفششرح المششذموم‬
‫بعضهم يخرجون إلى البراري في تلك اليام‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ويكونون اجتماعات في الغششالب أنهششا تكششون‬


‫سيئة يخالطون فيها العصاة ويضششيعون فيهششا‬
‫الصششششلوات ويسششششتعملون الملهششششي وآلت‬
‫الطرب والطبول‪.‬‬
‫ويسششتمعون إلششى المغنييششن والمطربيششن‬
‫وربما يشربون المسششكرات‪ ،‬ويسششرفون فششي‬
‫طبخ الطعمة واللحوم التي ل يؤكشل منهشا إل‬
‫القليششل وأكثرهششا يهششدر فششي الششتراب‪ ،‬وهششذه‬
‫أعمال سيئة وكفششران للنعششم‪ ،‬ونخشششى علششى‬
‫هششؤلء وعلششى غيرهششم ممششن ل ينكششر عليهششم‪،‬‬
‫نخشى عليهم من العقوبششة العاجلششة لن اللششه‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ل َئ ِ ْ‬‫ن َرب ّك ُييي ْ‬ ‫تعشششالى يقشششول‪َ  :‬‬
‫وإ ِذْ ت َيييأذّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫فْرُتييي ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬
‫م َ‬‫زييييدَن ّك ُ ْ‬‫مل ِ‬ ‫شيييك َْرت ُ ْ‬‫َ‬
‫د‪] ‬إبراهيم‪.[7 :‬‬ ‫دي ٌ‬ ‫ذاِبي ل َ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫وكم أهلششك اللششه مششن أمثششال هششؤلء عنششد‬
‫غفلتهششششم وسششششكرتهم وكفرانهششششم للنعششششم‪،‬‬
‫فشششالواجب علشششى المسشششلمين الحشششذر مشششن‬
‫معاصي اللششه‪ ،‬والمحافظششة علششى نعششم اللششه‪،‬‬
‫والنضششباط فششي صششرف المششوال والوقششات‬
‫فيمششا ينفششع ويفيششد‪ ،‬لن كفششر النعششم يعرضششها‬
‫للششزوال ويعششرض مششن كفرهششا للعقوبششة فششي‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫الششدنيا والحسششاب الشششديد فششي الخششرة لن‬


‫النسششان لششم يعششط هششذه النعششم وثمنهششا هششو‬
‫ضششا‬‫شكرها وصششرفها فششي طاعششة اللششه‪،‬ثششم أي ً‬
‫هذه النعم إنما تعطى للعبد من أجل البتلء‬
‫ش ّر‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ون َب ُْلوك ُ ْ‬ ‫والمتحان قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ن‪‬‬ ‫عيييو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫وإ ِل َي َْنيييا ت ُْر َ‬ ‫ة َ‬ ‫فت َْنييي ً‬ ‫ر ِ‬ ‫خْيييي ِ‬ ‫وال ْ َ‬‫َ‬
‫]النبياء‪ [35 :‬فقيدوا نعششم اللششه أيهششا النششاس‬
‫بشكر المنعم واعتششبروا بمششن حششولكم ممششن‬
‫سلبت منهم هذه النعم فبدلوا بششالمن خوفًششا‬
‫عا‪ ،‬وبالصششحة أوجاع ًششا كمششا قششال‬ ‫وبالشبع جو ً‬
‫ة‬‫قْرَييي ً‬ ‫مث َل ً َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الليي ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫و َ‬ ‫الله تعششالى‪َ  :‬‬
‫ة مطْمئ ِن ّ ي ً ْ‬
‫هييا‬ ‫ق َ‬ ‫رْز ُ‬ ‫هييا ِ‬ ‫ة ي َأِتي َ‬ ‫َ‬ ‫من َي ً ُ‬ ‫تآ ِ‬ ‫ك َييان َ ْ‬
‫َ‬ ‫فك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫َر َ‬
‫عم ِ‬ ‫ت ِبييأن ْ ُ‬ ‫فييَر ْ‬ ‫كييا ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫غ ً‬
‫ع‬ ‫جييو ِ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫ه ل َِبييا َ‬ ‫هييا الليي ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا َ‬‫فأ َ َ‬‫ه َ‬ ‫الليي ِ‬
‫ن‪] ‬النحل‪:‬‬ ‫عو َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ف بِ َ‬ ‫و ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪.[112‬‬
‫وبعض الشباب يستغل هذه العطلة فششي‬
‫السششفر إلششى الخششارج لقضششائها فششي الفسششاد‬
‫وإعطششاء نفسششه مششا تشششتهي مششن الشششهوات‬
‫مششا‬ ‫المحرمة والفعال الخبيثة وهذا أشششد جر ً‬
‫ما ومثل هذا يجب الخذ على يششده‬ ‫وأعظم إث ً‬

‫‪3‬‬
‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫مششن قبششل أوليششائه أول ً ثششم مششن قبششل الجهششة‬


‫المسئولة بأل تمنحششه جششواز السششفر‪ ،‬حفاظششا‬
‫ظا على المجتمع مششن‬ ‫عليه وعلى دينه وحفا ً‬
‫خششا بجرائمششه‪،‬‬ ‫شره إذا سافر وعاد إليششه ملط ً‬
‫ولئل يكون قدوة سيئة لغيره من الشباب‪.‬‬
‫ل مانع أن النسان يتمتع بنعم الله‪ ،‬ويلششذذ‬
‫نفسه في حدود المباح الذي ل يلهي عن ذكر‬
‫الله‪ ،‬ومن غير إسراف ول إفساد‪ ،‬ل مششانع أن‬
‫النسان يخرج للششبر لجششل النزهششة ولكششن مششع‬
‫المحافظة على طاعة الله‪ ،‬وأداء الصششلة مششع‬
‫الجماعشششة فشششي أوقاتهشششا‪ ،‬واختيشششار الجلسشششاء‬
‫الصششالحين الششذين يعينششونه علششى طاعششة اللششه‬
‫ويبصرونه بطرق الخير والله سبحانه وتعششالى‬
‫د‬
‫عْني َ‬ ‫م ِ‬ ‫كي ْ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خي ُ‬ ‫م ُ‬ ‫يقول‪َ :‬يا ب َِنيي آدَ َ‬
‫فوا‬ ‫ر ُ‬ ‫سيي ِ‬ ‫ول ت ُ ْ‬ ‫شَرُبوا َ‬ ‫وا ْ‬ ‫وك ُُلوا َ‬ ‫د َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫م‬ ‫ح يّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن* ُ‬ ‫في َ‬ ‫ر ِ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ت‬ ‫والطّي َّبييا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عب َيياِد ِ‬ ‫ج لِ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ه ال ِّتي أ َ ْ‬ ‫ة الل ِ‬ ‫زين َ َ‬ ‫ِ‬
‫فيي‬ ‫مُنيوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ل ِّلي ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قي ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن الّرْز ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫كييذَل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ص ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مييا‬‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن* ُ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وم ٍ ي َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ل الَيا ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫نُ َ‬
‫مييا‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫م َرب ّ َ‬ ‫حّر َ‬ ‫َ‬

‫‪3‬‬
‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫غيير ال ْحيق َ‬ ‫وال ْب َ ْ‬ ‫بَ َ‬


‫ن‬
‫وأ ْ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ي بِ َ ْ ِ‬ ‫غي َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِْثي َ‬
‫ن َ‬ ‫طي َ‬
‫طاًنا‬‫سيل ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل ِبي ِ‬ ‫م ي َُنيّز ْ‬ ‫ما َلي ْ‬ ‫ه َ‬ ‫كوا ِبالل ِ‬ ‫ر ُ‬‫ش ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫َ‬
‫ن*‬ ‫مييو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫مييا ل ت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ي ِ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ل أ ُم ي َ‬
‫مل‬ ‫جل ُ ُ‬
‫هيي ْ‬ ‫جيياءَ أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فييإ ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫جيي ٌ‬ ‫ةأ َ‬ ‫كيي ّ ّ ٍ‬ ‫ول ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫سييت َ ْ‬ ‫ْ‬
‫مو َ‬ ‫د ُ‬‫ق ِ‬ ‫ول ي َ ْ‬ ‫ة َ‬‫ع ً‬ ‫سييا َ‬ ‫ن َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سييت َأ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫]العراف‪.[34-31 :‬‬
‫إن الحكومششة وفقهششا اللششه جعلششت هششذه‬
‫العطلششة للنتقششال مششن فصششل دراسششي إلششى‬
‫فصششل آخششر‪ ،‬ولتمكيششن الطلب مششن قضششاء‬
‫بعض أشششغالهم الضششرورية كالسششفر لزيششارة‬
‫القارب أو لداء العمرة وما أشبه ذلك ممششا‬
‫فيششه مصششلحة مسششتحبة أو مباحششة فينبغششي‬
‫استغلل هذه الفترة فيمششا يفيششد‪ ،‬وأل تضششاع‬
‫في اللهو واللعب والغفلة‪ ،‬لن ذلك يضر ول‬
‫ينفع‪ ،‬ويكسششل عششن الطلششب وبسششبب ضششياع‬
‫المعلومات ويميت الذاكرة)‪.(1‬‬
‫ظاهرة قضاء الجازة خارج‬
‫)‪(2‬‬
‫البلد‬
‫إذا آن أوان العطلششة الصششيفية واشششتداد‬

‫)( المصدر السابق‪.(291 /3) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بقلم ناصح‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫الحر والبحث عن الجهششة الششتي يقضششي فيهششا‬


‫الفرد هذه الفترة تطلششع الكششثير مششن النششاس‬
‫إلششى قضششاء الجششازة فششي الخششارج‪ ،‬وموضششة‬
‫قضششاء الجششازة خششارج البلد فششي المنششاطق‬
‫الباردة أو معتدلة الجششو‪ ،‬موضششة جششاءت مششع‬
‫الحضارة الزائفة ومع موجة الترف وارتفششاع‬
‫مسششتوى المعيشششة وكششثرة المششوال بأيششدي‬
‫الناس ونقص اليمان والوازع الديني‪.‬‬
‫إن السششتعمار الششذي تغلغششل فششي البلد‬
‫السششلمية ينخششر فششي جسششمها‪ ،‬قششد خطششط‬
‫للقضاء علششى أخلقهششا وإسششلمها وهششو حالي ًششا‬
‫جاد في تنفيذ مخططاته الهدامة لعلمه علم‬
‫اليقين أن السلم هو العدو اللششدود الواقششف‬
‫في طريقه لحباط مخططششاته السششتعمارية‬
‫العدائية‪ ،‬وما يسمى اليوم بالحضارة الزائفة‬
‫دا إل هششدمت أخلقيششاته‬ ‫ما دخلششت وحششدها بلش ً‬
‫ومثلششه العليششا وقوضششت بنششاء أركششانه وقششد‬
‫استخدمها الستعمار اليششوم وصششقلها لتكششون‬
‫من أوسع المنافذ العديدة التي يششدخل منهششا‬
‫الفساد لهذا المجتمع المسلم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪8‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫وقد حشاها بالفكششار المضششللة ليسششتفيد‬


‫منها مادًيا ومعنوًيا‪.‬‬
‫مادًيا‪ :‬هذه العملة الصعبة الششتي يبعثرهششا‬
‫السائح أثناء إقامته خارج وطنه‪.‬‬
‫ومعنوي ًششا‪ :‬حينمششا يعششود مششدعي السششياحة‬
‫مشششبًعا بالفكششار السششتعمارية يحكششي لنششا‬
‫مغامراته البشعة وصفقاته الخاسرة‪ ،‬يشششيد‬
‫بالباحيشششة الفشششاجرة والتحلشششل مشششن الشششدين‬
‫والخلق والمثششل‪ ،‬ويتهششم السششلم بششالتحجر‬
‫والرجعية لنه يفرض القيششود ويضششع الحششدود‬
‫ويمنششع الحريششة المطلقششة الحريششة البهيميششة‬
‫والوحشية‪.‬‬
‫إن هذه الظاهرة الخطيششرة الششتي يششدمى‬
‫لها قلب كششل مسششلم غيششور‪ ،‬يششذهب ضششحيتها‬
‫إيمان وأمششوال وأخلق‪ ،‬كششل عششام يستشششري‬
‫شششرها ويتضششاعف العششدد بسششبب الششدعايات‬
‫التي يروجهششا‪ ،‬مششن وقششع فششي حمششأة الرذيلششة‬
‫وانغمشششس فشششي مسشششتنقعات العهشششر وبشششؤر‬
‫الفسششاد‪ ،‬حششتى شششملت النسششاء والشششباب‬
‫اليششافعين الصششغار وأشششد مششا يششذكي نارهششا‬

‫‪3‬‬
‫‪9‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ويشب أوارها)‪ (1‬تشجي هؤلء على مسشتوى‬


‫الجهششزة والمسششتوى الشششعبي فتجششد بعششض‬
‫الجهزة‪ ،‬تششدفعهم ولششو بطريششق غيششر مباشششر‬
‫على طششرق هششذه البششواب بتهيئة الجششو لهششم‬
‫وتيسششير سششبل الراحششة فششي الحصششول علششى‬
‫أسباب السفر‪.‬‬
‫ولكن لهششذا التخفيششف مغششزى آخششر أشششد‬
‫خطششورة مششن تطويششل الروتيششن وهششو إتاحششة‬
‫الفرصة لكششبر عششدد ممكششن للسششفر فششي أي‬
‫وقت لفساد أخلقه ونقششض إسششلمه‪ ،‬ودفششع‬
‫المبششششالغ الطائلششششة للمغنيششششن والمغنيششششات‬
‫والممثلين والمهرجيششن‪ ،‬ودعششاة الشششر عبششاد‬
‫المششادة الششذين بششاعوا أخلقهششم وشششرفهم‬
‫للشششيطان‪ ،‬تشششجيًعا لهششم علششى مواصششلة‬
‫بششاطلهم‪ ،‬كمششا تفعششل أجهششزة العلم اليششوم‬
‫بتششششجيع العشششاهرات والمومسشششات ودعشششاة‬
‫الفجور الخالعين لربقة السلم من أعناقهم‬
‫إن كشششانوا ممشششن يشششدعي السشششلم بششششراء‬
‫ترهششاتهم ومفاسششدهم وتأوهششاتهم مششن أغششان‬

‫)( رواه البخاري‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫خليعة وتمثيليات ماجنة تفسد الخلق وتحل‬


‫عششرى السششلم عششروة عششروة‪ ،‬تششدفع المبششالغ‬
‫الطائلة في الوقت الششذي نحششن بحاجششة إلششى‬
‫كل قرش‪.‬‬
‫ويصششرف علششى معششاطن الفجششور باسششم‬
‫الفن وتشجيع الفنانين )الذين يجششب قمعهششم‬
‫وتأديبهم حسب تعاليم السلم الحنيف( إننششا‬
‫في زمان السلم فيششه فششي أشششد غربتششه مششا‬
‫دامت هذه الجهششزة تششدفع إمكاناتهششا عصششب‬
‫حياتها على حبائل الشيطان‪ ،‬ومطايا جنوده‪،‬‬
‫تشتري هذه المفاسد بششأموال أمششة مسششلمة‬
‫تحششت شششعار إرضششاء الجمهششور أو الحتيششال‬
‫لتكذيب المثل القائل )رضى النششاس غايششة ل‬
‫تدرك(‪.‬‬
‫قششد اختلششط فيششه الحابششل بالنابششل وصششار‬
‫الشششدخلء هشششم السشششواد العظشششم وفيهشششم‬
‫المندسششششون الششششذين يكيششششدون للسششششلم‬
‫والمسششلمين وهششم الصششوت النشششاز الششذي‬
‫نسمع أنشه غيششر راض عششن الحلقشات الدينيششة‬
‫والتوجيهيششة إلششخ إن هششؤلء لششو أتيششت بكششل‬
‫مفاسد الدنيا لطلبششوا منششك الزيششادة ولظلششوا‬

‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫غيششر راضششين عنششك مهمششا التمسششت رضششاهم‬


‫بسخط اللششه‪ ،‬لن مششن طلششب رضششى النششاس‬
‫بسخط الله سخط الله عليه وأسشخط عليشه‬
‫الناس ومن طلب رضى الله بسخط النششاس‬
‫رضى الله عنه وأرضى عنه الناس‪ ،‬إن هششذه‬
‫الجهزة الخطيرة أوجششدت لتششوجيه المجتمششع‬
‫المسششلم ل لترضششي الغوغششاء فششي هوتشششبع‬
‫ميولهم البهيميششة إنهششا أوجششدت لتقششول‪ :‬هششذا‬
‫حلل وهذا حرام وهذا يجب أن تكون عليه‪.‬‬
‫أوجششدت لتششدعو إلششى الششدين الحنيششف‬
‫والتمسك بأهششدابه وأخلقششه أوجشدت لتسشمع‬
‫صوت السلم مدوًيا في جميع بقاع العششالم‪:‬‬
‫عييو إ ِل َييى الل ي ِ‬
‫ه‬ ‫س يِبيِلي أ َدْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ذ ِ‬
‫هي ِ‬
‫ل َ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫ق ْ‬
‫عِنييي‪‬‬ ‫عَلييى بصيييرة أ َ‬
‫ن ات ّب َ َ‬‫ِ‬ ‫ميي‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫نييا‬
‫َ‬ ‫َ ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬
‫]يوسف‪ [108 :‬ولم توجششد للتخطيششط لهششدم‬
‫الششدين والتجنششي علششى السششلم والمسششلمين‬
‫بأموالنا وأيدينا نهششدم ديننششا ومثلنششا وأخلقنششا‪،‬‬
‫م ‪] ‬الحشر‪:‬‬ ‫خربون بيوت َهم بأ َ‬
‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫‪‬ي ُ ْ ِ ُ َ ُ ُ‬
‫‪ [2‬كششل هششذا بششدعوى إرضششاء الجمهششور أو‬
‫مجشششاراة لعلم الخريشششن الشششذين يتخشششذون‬
‫الغششاني والنعششام ترانيششم دينيششة ونوعًششا مششن‬

‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫العبادة في كنائسهم ويستحلون الحرام‪ ،‬إن‬


‫لهؤلء ديًنا‪ ،‬يؤمنون به‪ ،‬إن صح التعبير‪ ،‬ولنششا‬
‫ديششن نششؤمن بششه والحمششد للششه ولششو جارينششاهم‬
‫لخرجنا من ديننا إلى ما يؤمنون به كما أنهم‬
‫لو جارونا وعملوا مثل ما يفعلششه الصششالحون‬
‫منا لصاروا مثلنا ولدخلوا في ديننا‪.‬‬
‫يا أخي المسئول هل أنت تابع للجمهششور‬
‫أم أن الجمهششور تششابع لششك؟ فإنششك إن طلبششت‬
‫رضاه كنت تابًعا له‪ ،‬إن المريض المششدنف ل‬
‫يرضى بشرب الدواء ولكن الطششبيب يرغمششه‬
‫على شربه ول ينظر إلى رغبته لن الطبيب‬
‫أعلم منه بما ينفعه ويشفي مرضه وإنششه لششو‬
‫لم يشرب هذا الدواء فإنه لن يحصششل علششى‬
‫الشفاء‪ ،‬وهذه أوجششدت لتعالششج مششا فششي هششذا‬
‫المجتمششع مششن أمششراض أخلقيششة وسششلوكية‬
‫والتلفزيون والذاعششة مؤسسششتان حكوميتششان‬
‫وليستا ملزمتين بإرضاء الجمهور‪ ،‬وضششعتهما‬
‫الدولششة دولششة السششلم والمسششلمين الكششبرى‬
‫لتوجه الناس وليس لرضائهم ويتحتششم علششى‬
‫الجميع لزوم طريق الطاعة وإن كان طششويل‬
‫وأن نصبر علششى ذلششك وموضششوعنا الششذي بششه‬

‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫حديثنا هششذا ل يقششل خطششر علششى الششدين ممششا‬


‫أسلفنا‪.‬‬
‫فهو من الوباء الفتششاك الششذي ينخششر فششي‬
‫جسم المة السلمية الششذي تجششب محششاربته‬
‫فششي عقششر داره بالمهنششد المصششقول وليششس‬
‫ببذل المششال وبعششث البعششوث ليصششفقوا لهششذه‬
‫الشباح الموحشة والجيششف المنتنششة الخبيثششة‬
‫دمى الستعمار وألعيبششه الششتي يحركهششا كمششا‬
‫يشششاء ونحششن أمششة السششلم نمولهششا بششدمائنا‬
‫بعصب حياتنا بأخلقنا بإسلمنا الغالي الششذي‬
‫أرخصناه وبعناه بالزهيششد بالشششهوات الفانيششة‬
‫بضياع أبنائنا‪.‬‬
‫ضا نشششجع‬ ‫إننا على المستوى الشعبي أي ً‬
‫دعششاة الرذيلششة بشششراء أشششرطتهم وصششورهم‬
‫ومخازيهم‪ ،‬ونسمح لولدنششا الصششغار والكبششار‬
‫بالسششفر إليهششم وإعطششائهم المششال الششوفير‬
‫لنفاقه علششى مسششارحهم الماجنششة ومعششاطن‬
‫فسششششادهم المنتنششششة ونسششششائهم العاريششششة‬
‫ومراقصششهم الخليعششة ومسششتنقعات الششدعارة‬
‫وبيششارات الفجششور والبغششاء‪ ،‬وحانششات الخمششر‬
‫وبارات السلب والنهب واستنزاف الموال‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫وإذا سششافر أحششدهم إلششى تلششك المششاكن‬


‫المتبرجة ل للتجارة ول للعلج ول لي سبب‬
‫أو غششرض مششن الغششراض الشششريفة وهششو ل‬
‫يقصد بسششفره هششذا إل مجششرد اللتقششاء بتلششك‬
‫العاهرات‪ ،‬والخائنات الماجنات والخلوة بهن‬
‫وارتكاب الفاحشة علًنا والتردد على حانششات‬
‫الخمششر والتحلششل مششن التكششاليف السششلمية‬
‫ونشدان الحريششة الباحيششة المطلقششة البعيششدة‬
‫عششن الرقبششاء فل يخشششى ردع السششلطان أو‬
‫وخز الجيران‪ ،‬فل يصششل إلششى هنششاك إل وقششد‬
‫تخلى عن اللتزام بأوامر الدين ثم يعود وقد‬
‫ارتكب الخطايا وكبائر الذنوب هششذا إن رجششع‬
‫بشيء من السلم‪ ،‬ثم نستقبله في المطار‬
‫ونحتفي به ونأخششذه بحفلت التكريششم وكششأنه‬
‫قد عاد من الحششج أو العمششرة أو الجهششاد فششي‬
‫سششبيل اللششه )حاشششا اللششه( وبهششذا نكششون قششد‬
‫أقررناه على أفعاله وخطاياه ونكششون بششذلك‬
‫قد أعناه على تكرار فجوره وعصيانه‪.‬‬
‫كان السششابقون )رحمهششم اللششه( إذا عششاد‬
‫النسان من بلد غير إسلمية أو بلد يحكمهششا‬
‫غير المسلمين‪ ،‬ولو كان عائدا مششن تجششارته‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫يهجر ثلثة أيام ل يسلم عليه وقد أقمنا لهششم‬


‫بدل الهجر المهرجانششات والحفلت ونحتفششي‬
‫بهششم احتفششاًء يششدفعهم إلششى السششفر مششرات‬
‫ومرات إنها لمآس تجرح قلششوب المسششلمين‬
‫وتجرح إيمانهم‪.‬‬
‫وللحششد مششن هششذه الظششاهرة الخطيششرة‬
‫نقترح أن توضع حدود للسفر وتشرف على‬
‫ذلشششك لجنشششة تششششترك فيهشششا وزارة العشششدل‪،‬‬
‫والفتاء والششدعوة والرشششاد‪ ،‬ورئاسششة هيئات‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكششر ويمثششل‬
‫هاتين الجهتين مشايخ مشهود لهم بششالتقوى‬
‫والصششششلح وتعطششششى صششششلحية الموافقششششة‬
‫والتفسششير‪ ،‬فمششن كششان قاص شًرا أو سششفيًها أو‬
‫معروًفششا بششالنحراف أو ليششس لششديه سششبب‬
‫شريف فإن بقاءه خير له من السفر‪ ،‬وبهششذا‬
‫نوفر أموال ً وأخلًقا وجهششوًدا‪ ،‬ونحششافظ علششى‬
‫سششمعتنا وسششمعة بلدنششا السششلمية ونحششافظ‬
‫على شبابنا من الضياع وقششد أوردت جريششدة‬
‫اليوم في أحد أعدادها قصصششا ومششآس وقششع‬
‫بها هؤلء يدمي لها الجششبين وطششالبت بوضششع‬

‫‪4‬‬
‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫حشششد للسشششفر وأن ل يشششترك البشششاب علشششى‬


‫مصراعيه لهؤلء‪.‬‬
‫إنها صرخة في آذان المسئولين راجيششن‬
‫أن يعيروهششا اهتمششامهم المهششود لينجششو مششن‬
‫عششششذاب اللششششه »كلكيييم راع وكيييل راع‬
‫مسيييئول عييين رعيتيييه«)‪ (1‬لن الفشششرد‬
‫المسششلم إذا سششعى إلششى معصششية فكششل مششن‬
‫ساعده للوصول إليها مشششترك معششه بششالثم‪،‬‬
‫وهششذا معششروف فششي كششل العششراف أن مششن‬
‫سهل المر وساعد مرتكب الجريمة شششريك‬
‫له فيها‪.‬‬
‫فمن ساعد هؤلء من أهل أو أصدقاء أو‬
‫مسئولين على السفر وهم يعلمون أنهم لم‬
‫يششذهبوا إل لرتكششاب الكبششائر فششإنهم شششركاء‬
‫معهم والمر عظيم والتهاون به أعظم‪.‬‬
‫وبجانب هذا نهتم بتطوير المستشششفيات‬
‫ورفع شأنها سدا للذريعة‪ ،‬ونحن ولله الحمد‬
‫قادرون على ذلك‪.‬‬
‫وفتح القسام المختلفة فششي الجامعششات‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫‪7‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫والدراسششات العليششا وجلششب كبششار السششاتذة‬


‫والمعامل وتطوير المناطق السششياحية الششتي‬
‫يناسب جوها لقضششاء الجششازة بفتششح الطششرق‬
‫وبنشششاء الوحشششدات السشششكنية الثريشششة مثشششل‬
‫الدرعية‪ ..‬وغيرها‪ ،‬والمدن الساحلية‪ ،‬وبهششذا‬
‫نحتفظ بمليون مسافر سنويا ونوفر عشششرة‬
‫آلف مليون ريال بمعدل كل مسافر عشرة‬
‫آلف ريال وبعضهم يصرف مائة ألششف ريششال‬
‫في الليلة الواحششدة‪ ،‬ثششم نبنششي بهششذه المبششالغ‬
‫ديننا وأمتنا ومجتمعنا وبلدنشا وسشمعتنا فهشل‬
‫نحششن سششامعون؟ نرجششو ذلششك )عششن مجلششة‬
‫الدعوة(‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪8‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫أهمية الوقت في السلم‬


‫ل شك أن الحساس بششالزمن يتفششاوت‬
‫من شخص إلى آخر‪ ،‬كمششا يختلششف مششن أمششة‬
‫إلششى أمششة‪ ،‬ولششم يعششرف التاريششخ أمششة قششدس‬
‫دستورها الزمن‪ ،‬وعظم شأن الوقت كهششذه‬
‫المششة المحمديششة‪ ،‬الششتي كششان حششديث اللششه‬
‫سا بكل دقششة‪،‬‬ ‫ما مقا ً‬ ‫سبحانه وتعالى إليها دائ ً‬
‫وذلك على سبيل التربية‪ ،‬كما هششو مششن بششاب‬
‫ق‬ ‫فييي َ ْ‬ ‫وصف نظام الكون ‪َ ‬‬
‫خل ي ِ‬ ‫ما ت ََرى ِ‬
‫ت‪] ‬الملك‪.[3 :‬‬ ‫و ٍ‬
‫فا ُ‬ ‫ن تَ َ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫لقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن خلششق‬
‫السموات والرض‪ ،‬فذكر أنه كان فششي سششتة‬
‫أيام وحدث عن أمره وإرادته وقششدرته علششى‬
‫الخلق واليجاد‪ ،‬فذكر أن ذلششك يتششم فششي أي‬
‫َ‬ ‫ذا أ ََرادَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ش يي ًْئا أ ْ‬ ‫م يُرهُ إ ِ َ‬ ‫مييا أ ْ‬ ‫وقششت ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫ن‪] ‬يس‪.[82 :‬‬ ‫كو ُ‬ ‫في َ ُ‬ ‫ن َ‬‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬‫قو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫فششأمره بيششن الكششاف والنششون‪ ،‬وحششدث‬
‫سبحانه عن علمه بالخلق وأحششوالهم‪ ،‬فششذكر‬
‫أن ذلك يتناول أدق المششور‪ ،‬وأنششه يتششم علششى‬
‫قياس دقيق بالغ الدقة‪ ،‬شامل لكل مششا فششي‬
‫ل أ ُن َْثى‬‫ل كُ ّ‬
‫م ُ‬‫ح ِ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ه يَ ْ‬‫الكون ‪‬الل ُ‬

‫‪4‬‬
‫‪9‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ل‬‫وك ُي ّ‬‫دادُ َ‬ ‫مييا ت َيْز َ‬ ‫و َ‬


‫م َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ض ال َْر َ‬ ‫غي ُ‬ ‫ما ت َ ِ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫ر ‪] ‬الرعد‪.[8 :‬‬ ‫دا ٍ‬‫ق َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْدَهُ ب ِ ِ‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫والمقششدار هنششا كمششا يكششون وزن ًششا‪ ،‬يكششون‬
‫ضا‪ ،‬كما حدثنا جل شأنه عن تسجيل‬ ‫زماًنا أي ً‬
‫أعمششال النششاس‪ ،‬فششذكر أن ذلششك يتنششاول كششل‬
‫جزئية من أعمششارهم‪ ،‬حششتى مششا ل يتصششورون‬
‫ب‬ ‫ع ال ْك َِتييا ُ‬ ‫ضيي َ‬ ‫و ِ‬ ‫و ُ‬‫أنه يدخل في حساب‪َ  :‬‬
‫ه‬
‫فييي ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ر ِ‬‫ج ِ‬
‫م ْ‬‫فت ََرى ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ب ل‬ ‫ذا ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬‫ما ل ِ َ‬ ‫وي ْل َت ََنا َ‬‫ن َيا َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ها‬ ‫صييا َ‬‫ح َ‬ ‫ول ك َِبيييَرةً ِإل أ ْ‬ ‫غيَرةً َ‬ ‫ص ِ‬‫غاِدُر َ‬ ‫يُ َ‬
‫‪] ‬الكهف‪.[49 :‬‬
‫كما حدثنا المولى جل وعل عششن حسششابه‬
‫للنششاس يششوم القيامششة‪ ،‬فششذكر أنششه يتششم وفقششا‬
‫لميزان دقيق‪ ،‬ل تفته الذرة‪ ،‬ول تسقط منه‬
‫سي َ‬
‫ط‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫زي َ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫الخردلششة ‪َ ‬‬
‫وا ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ون َ َ‬
‫ش يي ًْئا‬ ‫س َ‬ ‫في ٌ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫فل ت ُظْل َ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫و م ِ ال ْ ِ‬‫ل ِي َ ْ‬
‫ل أ َت َي َْنا‬‫خْردَ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫حب ّ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬النبيششاء‪:‬‬ ‫س يِبي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫فييى ب ِن َييا َ‬ ‫وك َ َ‬ ‫هييا َ‬ ‫بِ َ‬
‫‪.[47‬‬
‫بششل لقششد حششدثنا جششل شششأنه حششديًثا يأخششذ‬
‫بمجششامع القلششوب فششي آيششات بينششات تصششدع‬

‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫لسشششماعها الفئدة عشششن طريقشششة الحسشششاب‬


‫للعمششر الضششائع‪ ،‬والزمششن المهششدور فقششال‪:‬‬
‫َ‬
‫د‬
‫ع يد َ َ‬ ‫ض َ‬ ‫فييي ال ْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ل َب ِث ْت ُ ي ْ‬ ‫ل ك َي ْ‬ ‫قييا َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫َ‬
‫ض‬ ‫عي َ‬ ‫و بَ ْ‬ ‫مييا أ ْ‬ ‫و ً‬ ‫قيياُلوا ل َب ِث ْن َييا ي َ ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫س يِني َ‬ ‫ِ‬
‫فا َ‬
‫م‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ن * َ‬ ‫دي َ‬ ‫عا ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫سأ ِ‬ ‫وم ٍ َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن*‬ ‫مييو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ك ُن ُْتيي ْ‬ ‫كيي ْ‬ ‫و أ َن ّ ُ‬ ‫قِليل ً َليي ْ‬ ‫ِإل َ‬
‫م‬ ‫كيي ْ‬ ‫وأ َن ّ ُ‬ ‫عب ًَثا َ‬ ‫م َ‬ ‫قَناك ُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م أن ّ َ‬
‫َ‬
‫سب ْت ُ ْ‬‫ح ِ‬ ‫ف َ‬ ‫أَ َ‬
‫ه‬‫عييياَلى اللييي ُ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫عيييو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫إ ِل َي َْنيييا ل ت ُْر َ‬
‫ب‬ ‫و َر ّ‬ ‫هييي َ‬ ‫ه ِإل ُ‬ ‫ق ل إ َِلييي َ‬ ‫حييي ّ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مِلييي ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ريييم ِ ‪] ‬المؤمنشششون‪-112 :‬‬ ‫ش ال ْك َ ِ‬ ‫عييْر ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪.[116‬‬
‫هذه هي الدقة اللهية‪ ،‬التي حكاهششا للششه‬
‫سششبحانه لعبششاده حششتى يتعلمششا منهششا دروس‬
‫الحساب الذي يضبط حياتهم ويرفع شششأنهم‬
‫ويدعم وجودهم ويجعلهم أمة وسطا شهداء‬
‫على الناس‪ ،‬وفششي آيششة أخششرى يقششول الحششق‬
‫من ُييوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي اّليي ِ‬ ‫عب َيياِد َ‬ ‫ل لِ ِ‬ ‫قي ْ‬ ‫سششبحانه ‪ُ ‬‬
‫مييييا‬ ‫م ّ‬ ‫قييييوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫وي ُن ْ ِ‬ ‫صييييلةَ َ‬ ‫مييييوا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َرَز ْ‬
‫لأ ْ‬ ‫قْبيي ِ‬ ‫ميي ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫علن ِي َ ً‬ ‫و َ‬ ‫سّرا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫قَنا ُ‬
‫ل‪‬‬ ‫خل ٌ‬ ‫ول ِ‬ ‫ْ‬
‫ه َ‬ ‫فييي ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ل ب َْييي ٌ‬ ‫و ٌ‬ ‫ي َييي ْ‬ ‫َيييأت ِ َ‬
‫]إبراهيم‪.[31 :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫وفي هذه الية الكريمة يششوجه اللششه جششل‬


‫جللششه إلينششا رسششالة رحيمششة كششل الرحمششة‪،‬‬
‫ومضششمون الرسششالة يصششور إشششفاق العنايششة‬
‫اللهية على عباد الرحمن وحرصها علششى أن‬
‫يبلغوا بأعمالهم أقصى درجششات التقششان وأن‬
‫يستغلوا كششل ذرة مششن أعمششارهم المحششدودة‬
‫في محاولة كسب رضوان الله وذلك بإقامة‬
‫ة‪ ،‬وهم‬ ‫الصلة وبالنفاق السخي سّرا وعلني ً‬
‫قادرون على ذلك بما أوتوا من حب للخيششر‪،‬‬
‫وإيمان بالله‪ ،‬وإدراك لقيمششة الششوقت المتششاح‬
‫لهم‪ ،‬فهم حريصششون علششى طاعششة اللششه فششي‬
‫هذه الفرصة من الزمن قبل أن تفلششت مششن‬
‫بين أصابعهم‪ ،‬حين تنتهي أعمششارهم ويششذهب‬
‫معها خيششارهم‪ ،‬ويششواجه كششل امششرئ بحصششيلة‬
‫خْيييًرا‬
‫ة َ‬ ‫ل ذَّر ٍ‬‫قا َ‬‫مث ْ َ‬‫ل ِ‬ ‫م ْ‬
‫ع َ‬‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬‫ف َ‬‫عمله ‪َ ‬‬
‫شيّرا‬‫ة َ‬ ‫ل ذَّر ٍ‬ ‫مث ْ َ‬
‫قييا َ‬ ‫ل ِ‬ ‫مي ْ‬‫ع َ‬‫ن يَ ْ‬‫مي ْ‬‫و َ‬‫ي ََرهُ * َ‬
‫ه ‪] ‬الزلزلة‪ ،7 :‬ش ‪ .[8‬ويلحظ فششي هششذه‬ ‫ي ََر ُ‬
‫الرسالة اللهية أمران‪.‬‬
‫أولهما حساب الزمن‪:‬‬
‫فقد وهبنا الله سبحانه عمًرا وجعششل لششه‬
‫خاتمة ونهاية‪ ،‬ول ريب أن المششؤمن الششواعي‬

‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫يحس في أعماقه بأنه فششي سششباق مششع هششذه‬


‫النهاية‪ ،‬يحاول أن يسجل قبلها أكبر قدر من‬
‫مييا‬‫س َ‬ ‫فيي ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬‫ج دُ ك ُ ّ‬
‫م تَ ِ‬‫و َ‬‫العمل النافع ‪‬ي َ ْ‬
‫ت‬‫مَليي ْ‬ ‫ع ِ‬
‫مييا َ‬ ‫و َ‬
‫ضييًرا َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫ر ُ‬ ‫خي ْ ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫دا‬ ‫ء ت َود ل َو أ َن بين َها وبين َ َ‬
‫مي ً‬
‫هأ َ‬ ‫ّ َ ْ َ َ َ ْ ُ‬ ‫سو ٍ َ ّ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫دا‪] ‬آل عمران‪.[30 :‬‬ ‫عي ً‬ ‫بَ ِ‬
‫فموقف النسان يششوم الحسششاب مرتبششط‬
‫بالزمن‪ ،‬فهو يحششب أن يقششرب اللششه منششه مششا‬
‫عمل من خير‪ ،‬وأن يجعل بينه وبيششن السششوء‬
‫دا‪.‬‬
‫دا بعي ً‬ ‫أم ً‬

‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫وثانيهما‪:‬‬
‫إن الرسششالة اللهيششة تجعششل مششن أعمششال‬
‫الخير التي طلبها الله مششن عبششاده‪ ،‬كالصششلة‬
‫دا مششدخًرا‪ ،‬ينفششع صششاحبه يششوم‬
‫والنفاق رصششي ً‬
‫الحسششاب‪ ،‬وهششو يششوم ل بيششع فيششه ول خلل‪،‬‬
‫وإنما تدور حركته على الجزاء المؤدي لكششل‬
‫حا‪ ،‬أو اقششترف عمل ً سششيًئا‬
‫من قدم عمل ً صال ً‬
‫استوجب غضب الله عليه‪.‬‬
‫إن الدقائق والثواني أعمار المم‪ ،‬وفششي‬
‫حياة الفراد لها حساب‪ ،‬فالساعات الطوال‬
‫ليسششت فششي حقيقتهششا سششوى دقششائق وثششوان‪،‬‬
‫وضياع الثواني هو في حقيقتششه ضششياع لتلششك‬
‫السشششاعات الشششتي ينقضشششي بمرورهشششا عمشششر‬
‫النسان‪ ،‬وينتهي بها كفاحه من أجل الحياة‪.‬‬
‫والواقششع أن الششثروة الششتي يجمعهششا أي‬
‫إنسان مكافح ليست سوى كمية من الزمن‬
‫تحششولت إلششى مششال‪ ،‬وكششان مششن الممكششن أن‬
‫تضششيع فششي النششوم والكسششل‪ ،‬أو إلششى شششخير‬
‫ينطلششق مششن صششدر نششائم خامششل‪ ،‬أو شششهوة‬
‫خاطفششة تمضششي وتخلششف لصششاحبها حسششرة‬

‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫العمشششر علشششى الضشششياع والغفلشششة‪ ،‬والشششوقت‬


‫الضششائع‪ ،‬والطاقششة المبششددة كششم مششن اليششام‬
‫والسنين تضيع في حيششاة هششذه المششة؟ علششى‬
‫حيششن يسششهر أعششداؤنا ويكششدحون فششي كششل‬
‫دقيقة‪ ،‬بل في كل ثانيششة مششن أجششل تحصششيل‬
‫أسباب القوة‪ ،‬ومن أجششل فششرض سششيطرتهم‬
‫على مصائر العرب والمسلمين‪.‬‬
‫فنحن نضيع السنين ول نحس بمرورهششا‪،‬‬
‫وهم يحاسبون أنفسهم على الثواني مخافششة‬
‫أن تمضي دون إنتاج‪ ،‬لن الزمششن جششزء مششن‬
‫تفوقهم ونجاحهم‪ ،‬كما هو جزء مششن ضششياعنا‬
‫وفشششلنا‪ ،‬ونحششن المسششلمون مششأمورون أن‬
‫نحششافظ علششى الششوقت وأن نعمششل حسششاب‬
‫المستقبل‪ ،‬لقد أمرنا بالصلة خمس مششرات‬
‫فششي اليششوم والليلششة‪ ،‬فششي أوقششات معلومششة‪،‬‬
‫وشششرع اللششه الذان إعلًنششا بحلششول الششوقت‪،‬‬
‫وإيذاًنا ببدء تكليف جديد متجدد‪.‬‬
‫كمشا جعشل السشلم مشن آدابشه أل يضشيع‬
‫وقت المششؤمن فششي لغششو الحششديث‪ ،‬فل وقششت‬
‫لدى المؤمن للغو‪ ،‬بل كل وقته للعمل الجاد‬
‫ضييوا‬ ‫و أَ ْ‬
‫عَر ُ‬ ‫غي َ‬‫عوا الل ّ ْ‬
‫م ُ‬
‫سي ِ‬
‫ذا َ‬ ‫المثمر ‪َ ‬‬
‫وإ ِ َ‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫م‬ ‫ول َ ُ‬
‫كييي ْ‬ ‫مال َُنيييا َ‬ ‫ع َ‬ ‫قييياُلوا ل ََنيييا أ َ ْ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫عْنييي ُ‬ ‫َ‬
‫غيييي‬ ‫م ل ن َب ْت َ ِ‬ ‫عل َي ْك ُييي ْ‬ ‫م َ‬ ‫سيييل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ميييال ُك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن ‪] ‬القصص‪. [55 :‬‬ ‫هِلي َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كذلك حششدد الضششوء وخششط الظلم‪ ،‬وهششو‬
‫أمر بالغ الدقة فششي القيششاس فقششال عششز مششن‬
‫ن‬‫حّتييى ي َت َب َّييي َ‬ ‫ش يَرُبوا َ‬ ‫وا ْ‬ ‫وك ُُلوا َ‬ ‫قائل‪َ  :‬‬
‫ط‬
‫خْييي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫خْييي ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ميي َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ط ال ب َْييي ُ‬ ‫كيي ُ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ص يَيا َ‬ ‫مييوا ال ّ‬ ‫م أت ِ ّ‬ ‫ر ثُ ّ‬
‫ج ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫م َ‬ ‫وِد ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ْ‬
‫ل ‪] ‬البقرة‪.[187 :‬‬ ‫إ َِلى الل ّي ْ ِ‬
‫ونحن المسششلمين مطششالبون بششأن نحششول‬
‫أوقاتنا إلى عمل صششالح‪ ،‬وإلششى إنتششاج مثمششر‪،‬‬
‫يعششود علينششا وعلششى أمتنششا بششالخير والتوفيششق‪،‬‬
‫ونحن على أبواب كفششاح طويششل‪ ،‬نحششاول أن‬
‫نؤكشد بشه وجودنششا فششي مواجهشة قشوى الشششر‬
‫والعدوان‪ ،‬ول سلح لنا إل الوقت‪ ،‬الذي هششو‬
‫أمضشششى سشششلح‪ ،‬نسشششتطيع أن نحشششوله إلشششى‬
‫مصانع‪ ،‬وإلى معامششل‪ ،‬وإلششى مصششادر للقششوة‬
‫والشششثروة‪ ،‬ومخترعشششات نسشششاير بهشششا ركشششب‬
‫الحضارة والمدنيششة وإلششى سششلح نحششارب بششه‬
‫عدو الله وعدونا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫مما سبق يتضح لنا قيمة الزمن‪ ،‬وأهمية‬


‫النتفاع بالوقت‪ ،‬وبهذا الحساب الدقيق ساد‬
‫المسلمون الوائل وشادوا‪ ،‬وأقششاموا أحكششام‬
‫ششريعتهم وأسسشوا للشدنيا حضشارة ششامخة‬
‫دونها كل حضششارة وبششذلك يمكششن أن ينطبششق‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫م ٍ‬ ‫خي َْر أ ّ‬‫م َ‬ ‫علينا قوله عز من قائل‪ :‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ْ‬ ‫أُ ْ‬
‫ف‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ب ِييال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َ يأ ُ‬ ‫ت ِللن ّييا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬
‫ه‬‫ن ِبييالل ِ‬ ‫مُنييو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫ر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْك َ ِ‬ ‫ع ِ‬
‫ن َ‬ ‫و َ‬‫ه ْ‬ ‫وت َن ْ َ‬‫َ‬
‫‪] ‬آل عمشششششران‪ [110 :‬واللشششششه ولشششششي‬
‫التوفيق)‪.(1‬‬
‫عمر بن محمد بن إبراهيم‬

‫)( مجلة الدعوة عدد ‪ 600‬في ‪1397 /5 /28‬‬ ‫‪1‬‬

‫هش‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪7‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫حفظ الوقات والستفادة منها‬


‫أوجششد اللششه النسششان فششي هششذه الحيششاة‬
‫ن‬ ‫جي ّ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫قي ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫مييا َ‬
‫و َ‬‫ليعبده قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ن ‪] ‬الششذاريات‪[56 :‬‬ ‫دو ِ‬ ‫عب ُ ُ‬
‫س ِإل ل ِي َ ْ‬ ‫وال ِن ْ َ‬ ‫َ‬
‫وأعطششاه القششوة والسششمع والبصششر والفششؤاد‬
‫وعلمه ما لم يكن يعلششم وأسششبغ عليششه نعمششه‬
‫الظششاهرة والباطنششة لكششي يشششكره عليهششا‬
‫باستعمالها في مرضاته والستعانة بها علششى‬
‫سششا‬‫دا وأنفا ً‬ ‫طشاعته‪ ،‬وجعشل لشه عمشًرا محشدو ً‬
‫معدودة وكلفه بحفظها فيما ينفعه في دينششه‬
‫مششا‬ ‫ودنيششاه ووكششل بششه ملئكششة حششافظين كرا ً‬
‫كششاتبين يحفظششون أعمششاله ويكتبششون أقششواله‬
‫وأفعاله من خير وشر فإذا كان يوم القيامششة‬
‫شهدت عليه حفظته وشهدت عليه جششوارحه‬
‫وشهدت عليه بقاع الرض التي يعمل فوقها‬
‫وشهدت بما عمل العاملون عليها مششن خيششر‬
‫ومششن شششر‪ ،‬وينشششر لششه يششوم القيامششة ديششوان‬
‫أعماله الششذي ل يغششادر صششغيرة ول كششبيرة إل‬
‫مي ْ‬
‫ل‬ ‫ع َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مي ْ‬ ‫ف َ‬ ‫أحصاها فيجزى بما عمل‪َ  :‬‬
‫ل‬‫مي ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مي ْ‬ ‫و َ‬ ‫خي ًْرا ي َ يَرهُ * َ‬ ‫ة َ‬ ‫قا َ‬
‫ل ذَّر ٍ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬

‫‪5‬‬
‫‪8‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ه ‪] ‬الزلزلة‪[8 ،7 :‬‬ ‫شّرا ي ََر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ذَّر ٍ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬


‫‪.‬‬
‫فعلششى المسششلم أن يكششون رقيًبششا علششى‬
‫نفسششه محاس شًبا لهششا فششي كششل يششوم وسششاعة‬
‫ودقيقة ماذا عملت؟ وبششأي شششيء تكلششم بششه‬
‫لسانه؟ وما الذي سمعته أذناه ونظرت إليه‬
‫عيناه ونواه قلبه وبطشته يداه ومشت إليششه‬
‫رجله؟ فإن هذه الحواس والجششوارح سششوف‬
‫ن‬ ‫يسأل عنها وتشهد عليه قششال تعششالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ك‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬ ‫ؤادَ ك ُي ّ‬‫في َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ص يَر َ‬ ‫وال ْب َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬ ‫ال ّ‬
‫سييُئول ً ‪] ‬السششراء‪[36 :‬‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عْنيي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كييا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫سييين َت ُ ُ‬ ‫م أل ْ ِ‬
‫هييي ْ‬ ‫ه دُ َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫شييي َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫‪َ‬يييي ْ‬
‫َ‬ ‫وأ َ‬
‫مُلو َ‬
‫ن‬ ‫ع َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬‫جل ُ ُ‬ ‫وأْر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫‪] ‬النور‪ [24 :‬وعلى المسششلم أن يحاسششب‬
‫نفسششه علششى لفظششاته ولحظششاته وخطراتششه‬
‫وخطشششواته فيحميهشششا عشششن الكلم المحشششرم‬
‫والنظر المحرم والسماع المحرم والمشششي‬
‫المحرم والبطش المحرم والكششل والشششرب‬
‫المحرم فيحفظ لسانه بذكر اللششه وجششوارحه‬
‫بطاعة الله حتى يكسب بهششا خي شًرا ويصششرفه‬
‫ل‬‫قييي ْ‬ ‫عشششن الششششر وقشششد قشششال تعشششالى‪ُ  :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪9‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬‫صيييا ِ‬
‫ن أب ْ َ‬ ‫مييي ْ‬ ‫ضيييوا ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬‫مييي ْ‬‫ل ِل ْ ُ‬
‫فروجهم ذَل ِ َ َ‬
‫م‬‫هي ْ‬ ‫ك أْزك َييى ل َ ُ‬ ‫ظوا ُ ُ َ ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬‫وي َ ْ‬‫َ‬
‫ن‪] ‬النششور‪:‬‬ ‫عو َ‬ ‫ص ين َ ُ‬
‫مييا ي َ ْ‬‫خِبيٌر ب ِ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫‪.[30‬‬
‫وفششششي الحششششديث‪» :‬النظييير سيييهم‬
‫مسموم من سهام إبليس ميين تركييه‬
‫لله أورثه الله إيماًنا يجد حلوته فييي‬
‫قلبه«)‪ (1‬وإن في الشتغال بهششذه الحششواس‬
‫والجششوارح بطاعششة اللششه اشششتغال عمششا حششرم‬
‫الله‪ ،‬وفي ذلك فائدتان عظيمتان‪.‬‬
‫إحداهما‪ :‬صونها عمششا حششرم اللششه ممششا‬
‫يوجب سخطه وعقابه‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬فوزهششا بطاعششة اللششه المقربششة‬
‫من رضاه وجنتششه فششإن فششي الشششتغال بششذكر‬
‫الله اشتغال عششن الكلم الباطششل مششن الغيبششة‬
‫والنميمة واللغو ومدح النششاس وذمهششم وغيششر‬
‫ذلك فإن اللسان ل يسكت أبدا فإمششا لسششان‬
‫ذاكر أو لسان لغ ول بششد مششن أحششدهما فششإن‬
‫النفشششس إن لشششم تششششغلها بشششالحق ششششغلتك‬
‫)( رواه الطشششبراني والحشششاكم وقشششال‪ :‬صشششحيح‬ ‫‪1‬‬

‫السناد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪0‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫بالباطل والقلب إن لششم تسششكنه محبششة اللششه‬


‫تعالى سكنته محبة المخلوقين‪ ،‬واللسان إن‬
‫لم تشغله بذكر الله شششغلك بششاللغو ومششا هششو‬
‫عليك فاختر لنفسك إحدى الخطتين وأنزلها‬
‫فششي إحششدى المنزلششتين إن العبششد إذا نسششي‬
‫نفسه من العمششل بمششا يسششعده أعششرض عششن‬
‫مصششالحها ونسششيها واشششتغل عنهششا هلكششت‬
‫وفسدت ول بششد كمششن لششه زرع أو بسششتان أو‬
‫ماشششية أو غيششر ذلششك ممششا صششلحه بتعاهششده‬
‫والقيام عليه فششأهمله ونسششيه واشششتغل عنششه‬
‫بغيره وضيع مصالحه فإنه يفسد ول بششد هششذا‬
‫مع إمكان قيام غيره مقامه فيه فمششا الظششن‬
‫بفسششاد نفسششه وهلكهششا إذا أهملهششا وضششيعها‬
‫واشششتغل عششن مصششالحها وعطششل مراعاتهششا‬
‫وترك القيام عليها بما يلحها وهذا هششو الششذي‬
‫طششا فششانفرط عليششه أمششره‬ ‫صششار أمششره فر ً‬
‫وضششاعت مصششالحه وخسششر منفعششة أوقششاته‬
‫وأحشششاطت بشششه أسشششباب القطيعشششة والخيبشششة‬
‫والهلك ول سبيل إلششى المششان مششن ذلششك إل‬
‫بحفظ الوقات من أن تضيع سششدى معطلششة‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫من ذكر الله وطاعته‪.‬‬


‫وأعظم من ذلششك إضششاعتها فششي معصششية‬
‫اللششه وذلششك هششو الخسششران المششبين‪ ،‬فطاعششة‬
‫العبد لربه وذكره لششه بمنزلششة حيششاته الششتي ل‬
‫غنششى لششه عنهششا ومنزلششة المششاء عنششد شششدة‬
‫العطش وبمنزلة اللبششاس فششي الحششر والششبرد‬
‫وبمنزلة الكن في شششدة الشششتاء والسششموم‪،‬‬
‫فحقيق بالعبد أن ينششزل طاعششة اللششه وذكششره‬
‫في جميع أوقششاته مششن نفسششه بهششذه المنزلششة‬
‫وأيششن هلك الششروح والقلششب وفسششادهما مششن‬
‫هلك البدن وفساده فهلك البدن ل بششد منششه‬
‫وقششد يعقبششه صششلح البششد‪ ،‬وأمششا هلك القلشب‬
‫والروح فهلك ل يرجى معششه صششلح ول فلح‬
‫ول حششول ول قششوة إل بششالله العلششي العظيششم‪،‬‬
‫وقد قيل‪» :‬الوقت كالسششيف إن لششم تقطعششه‬
‫قطعك«‪.‬‬
‫وإذا كانت أوقات الغفلة عن طاعة اللششه‬
‫وذكششره تكششون علششى العبششد حسششرات يششوم‬
‫القيامة فكيف بضياع الوقششات فششي معصششية‬
‫اللششه؟ وفششي الحششديث‪» :‬نعمتييان مغبييون‬

‫‪6‬‬
‫‪2‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫فيهمييا كييثير ميين النيياس‪ :‬الصييحة‬


‫والفراغ«)‪ (1‬ومعنششى ذلششك أنهششم مقصششرون‬
‫في شكر هاتين النعمتين وكل مششن ل يقششوم‬
‫بشكر ما أنعم الله به عليه فهو مغبون قششال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ول تغبنن‬ ‫ول يذهبن العمر‬
‫ومن أعظم نعششم اللششه علششى عبششاده فششي‬
‫هذا الوطن العزيششز نعمششة السششلم والصششحة‬
‫في البدان والمن والستقرار في الوطششان‬
‫حيث يأمن النسان فيه علششى نفسششه وأهلششه‬
‫ومششاله بفضششل اللششه ثششم بفضششل حكششومته‬
‫الرشيدة التي تحكم بالكتاب والسنة وتقيششم‬
‫الحششدود الشششرعية الششتي هششي السششبب فششي‬
‫حمايششة وصششيانة النفششس والعقششول والششدين‬
‫والنساب والموال والعراض‪.‬‬
‫فعلى المسلم أن يتقي الله فششي نفسششه‬
‫وأن يحفظ أوقاته فيما ينفعششه ويسششعده وأن‬
‫ل يخلي وقًتا معطل ً من عمل ينفعه أو خيششر‬
‫يطلبه وأن يحاسب نفسه ليل ً ونهاًرا وصبا ً‬
‫حا‬

‫)( رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫‪3‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫ومسششاًء فششي قششوله وعملششه وفعلششه وتركششه‬


‫وكلمششه وسششمعه وبصششره وبطشششه ومشششيه‬
‫حششتى يربششح أوقششاته ويسششلم لششه دينششه ويزكششو‬
‫إيمانه ويقينه ويفوز بسعادة الششدنيا والخششرة‬
‫وتتششم لششه العمششال الظششاهرة والباطنششة قششال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫وأراه أسهل ما‬ ‫والوقت أنفس ما‬
‫عليك يضيع‬ ‫عنيت بحفظه‬
‫يجششب علششى المسششلم أن ينتهششز فششرص‬
‫الحياة والشششباب والصششحة والفششراغ بالعمششل‬
‫الصششالح مششا دام قوي ًششا قششادرا صششحيح البششدن‬
‫والسششمع والبصششر قبششل أن تضششعف قششوته‬
‫وتششذهب مقششدرته ويمششرض جسششمه ويكششل‬
‫سمعه وبصره وتذهب أوقاته فينششدم حيششن ل‬
‫ينفعه الندم ويتأسف على تفريطه وإضاعته‬
‫ل َيييا ل َي ْت َِنييي‬
‫قييو ُ‬‫وإهمششاله فيقششول‪ :‬ي َ ُ‬
‫حَييياِتي‪] ‬الفجششر‪َ [24 :‬يييا‬ ‫ت لِ َ‬
‫م ُ‬ ‫قييدّ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫جن ْي ِ‬
‫فييي َ‬ ‫ت ِ‬ ‫فّر طْي ُ‬ ‫عل َييى َ‬
‫مييا َ‬ ‫سَرَتا َ‬ ‫ح ْ‬‫َ‬
‫ه ‪] ‬الزمر‪.[56 :‬‬ ‫الل ِ‬
‫سييا قبييل‬ ‫وفي الحششديث‪» :‬اغتنم خم ً‬
‫خمس‪ :‬شبابك قبييل هرمييك وصييحتك‬

‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫قبييل سييقمك وحياتييك قبييل موتييك‬


‫وفراغييك قبييل شييغلك وغنيياك قبييل‬
‫فقرك«)‪.(1‬‬
‫ضششا‪» :‬ل تييزول قييدما‬ ‫وفي الحديث أي ً‬
‫عبييد يييوم القياميية حييتى يسييأل عيين‬
‫عمره فيم أفنيياه؟ وعيين شييبابه فيييم‬
‫أبله؟ وعيين ميياله ميين أييين اكتسييبه‬
‫وفيما أنفقه؟ وعن علمه ميياذا عمييل‬
‫فيه«؟)‪ (2‬فعلى المسلم الناصح لنفسششه أن‬
‫يتقششي اللششه ربششه وأن يعششد للسششؤال جواًبششا‬
‫حا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا‬ ‫صحي ً‬
‫محمد وعلى آله وصحبه وسلم)‪.(3‬‬

‫)( رواه الحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البزار والطبراني بإسناد صششحيح ورواه‬ ‫‪2‬‬

‫الترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬


‫)( مواضيع تهم الشباب للمؤلف ‪.38‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫الفهرس‬

‫الص‬ ‫الموضوع‬
‫فحة‬
‫مقدمة‪....................................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.........‬‬
‫الشششششششششششششششششششششششششششششششششششششششباب‬
‫‪8‬‬ ‫والجازة‪..................................‬‬
‫‪.‬‬
‫حفظ أوقات الشششباب وقششت عطلششة‬
‫‪11‬‬
‫المدارس‪............‬‬
‫التحذير من تضييع الوقات بمناسبة‬
‫‪15‬‬
‫العطلة الصيفية‪....‬‬
‫مناسششششبة عطلششششة نصششششف السششششنة‬
‫‪21‬‬
‫الدراسية وما ينبغي فعله فيها‬
‫ظشششاهرة قضششششاء الجششششازة خششششارج‬
‫‪26‬‬
‫البلد‪...................‬‬
‫‪33‬‬ ‫أهميشششششششششة الشششششششششوقت فشششششششششي‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫الفادة فيما ينبغي‬
‫أن ُتشغل به الجازة‬

‫السلم‪.............................‬‬
‫حفشششششظ الوقشششششات والسشششششتفادة‬
‫‪39‬‬
‫منها‪......................‬‬
‫الفهرس‪..................................‬‬
‫‪44‬‬
‫‪..........‬‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

You might also like