You are on page 1of 34

‫تأليف الفقير إلى الله تعالى‬

‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬


‫المسلمين‬
‫‪5‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين الذي أخرجنا من‬
‫بطون أمهاتنا ل نعلم شيئا ً وجعل لنا السماع‬
‫والبصار والفئدة لعلنا أن نشكره بامتثال‬
‫أوامره واجتناب نواهيه وفعل ما أوجب علينا‬
‫وترك ما حّرم علينا‪ .‬والحمد لله الذي خلقنا‬
‫ورزقنا وعافانا وعلمنا ما لم نكن نعلم‪.‬‬
‫و أمننا في أوطاننا وأسبغ علينا نعمه‬
‫ظاهرة وباطنة فلله الحمد والشكر والثناء‬
‫كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لجلله‬
‫وعظيم سلطانه‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده‬
‫ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه‬
‫وأتباعه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أملللا بعلللد فلللإن الحيلللاة اللللدنيا دار ابتلء‬
‫ون َب ْل ُللوك ُ ْ‬
‫م‬ ‫وامتحان وفتن كما قال تعللالى‪َ  :‬‬
‫ن‪‬‬ ‫عللو َ‬ ‫ج ُ‬‫وإ ِل َي ْن َللا ت ُْر َ‬
‫ة َ‬
‫فت ْن َل ً‬
‫ر ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫خي ْل ِ‬ ‫ِبال ّ‬
‫ش لّر َ‬
‫]النبياء‪ [35 :‬وسوف يموت النسان فيلقللى‬
‫جللزاءه ومللا قللدمت يللداه مللن خيللر وشللر‬
‫وحسنات وسيئات‪ .‬وسوف ُيسأل فللي قللبره‬
‫عن ربه وعن دينه وعلن نلبيه فلإن كلان فلي‬
‫‪6‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫هللذه الحيللاة مطيع لا ً لللله ولرسللوله وعللامل ً‬


‫بشللرائع السلللم ثبتلله الللله بللالقول الثللابت‬
‫وأجاب بللالجواب الصللحيح فيقللول ربللي الللله‬
‫وديني السلم ونبيي محمد ‪ ،‬وإن كان في‬
‫هللذه الحيللاة كللافرا ً أو مشللركا ً أو منافقللا ً أو‬
‫عاصيا ً لله ولرسوله فسوف ل يوفق للجواب‬
‫الصحيح‪ ،‬نسأل اللله تعلالى أن يثبتنلا بلالقول‬
‫الثابت فللي الحيللاة الللدنيا وفللي الخللرة كمللا‬
‫سوف يسأل العباد يللوم القيامللة )مللاذا كنتلم‬
‫تعبدون ومللاذا أجبتللم المرسلللين(‪ ،‬ول يوفللق‬
‫للجابة الصحيحة‪ ،‬إل من تاب في هذه الحياة‬
‫وآملن وعملل صلالحا ً فعسلى أن يكلون ملن‬
‫المفلحين‪.‬‬
‫كما سوف يسأل النسان عن سمعه‬
‫وبصره وفؤاده ماذا كان يسمع وماذا كان‬
‫يبصر وماذا كان يفكر فيه وينويه فالعمال‬
‫بالنيات ولكل امرئ ما نوى‪.‬‬
‫و سوف يسأل عن شكر ما أنعم الله به‬
‫عليه هل شكره فيزيده أو كفره فيعذبه‬
‫َ‬
‫وينتقم منه كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِذْ ت َأذّ َ‬
‫ن‬
‫َ‬
‫م‬
‫فْرت ُ ْ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬
‫ن كَ َ‬ ‫زيدَن ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫مل ِ‬‫شك َْرت ُ ْ‬‫ن َ‬ ‫م ل َئ ِ ْ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫د ‪] ‬سورة إبراهيم آية ‪7‬‬ ‫دي ٌ‬‫ش ِ‬ ‫ذاِبي ل َ َ‬ ‫ع َ‬
‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬
‫[‪ .‬كما سوف يسأل عن وقته في أي شيء‬
‫‪7‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫قضاه‪ ،‬وعن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم‬


‫أبله وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه‬
‫وعن علمه الذي تعلمه ماذا عمل فيه؟‬
‫فليعد لهذه السئلة أجوبة صحيحة عن‬
‫طريق محاسبته لنفسه فيما يقول ويفعل‬
‫ويأتي ويذر ويأكل ويشرب ويمشي ويتناول‬
‫هل هو حلل أو حرام؟ وهل هو مشروع أو‬
‫ممنوع؟ وسوف يسأل النسان ويحاسب‬
‫على لفظات لسانه وخطرات قلبه ولحظات‬
‫عينه وخطوات قدميه فهذه المور الربعة‬
‫وسائل خير أو شر لكل إنسان‪ ،‬ولما كان‬
‫الحال كما وصفت وكان النسان مسئول ً‬
‫ومحاسبا ً عن كل شيء جمعت هذه الرسالة‬
‫للذكرى والذكرى تنفع المؤمنين‪.‬‬
‫وهي مستفادة من كلم الله تعالى وكلم‬
‫رسوله ‪ ‬وكلم المحققين من أهل العلم‬
‫أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو‬
‫طبعها أو نشرها أو قرأها أو سمعها فعمل‬
‫بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومن‬
‫أسباب الفوز لديه بجنات النعيم وهو حسبنا‬
‫ونعم الوكيل ول حول ول قوة إل بالله العلي‬
‫العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد‬
‫‪8‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬


‫المتحان الكبر‬
‫)الله ثبتنا بالقول الثابت في الحياة‬
‫الدنيا‬
‫و في الخرة(‬
‫تذكر يا أخي أسئلة المتحان الكبر الذي‬
‫نتيجته جنة أو نار وهي كما يلي‪:‬‬
‫ن ربك وما دينك‬ ‫م ْ‬‫أ ‪ -‬تسأل في القبر َ‬
‫ومن نبّيك؟ كما في الحديث الذي رواه‬
‫أحمد وأهل السنن‪.‬‬
‫ب – يللللوم القيامللللة يسللللأل الولللللون‬
‫والخرون )ماذا كنتم تعبدون؟ ومللاذا أجبتللم‬
‫المرسلين؟( كما فللي اليللات ‪ 62‬و ‪ 65‬مللن‬
‫سللورة القصللص وانظللر تفسللير ابللن كللثير‬
‫‪.3/397‬‬
‫جل‪ُ -‬يسأل كللل إنسللان يللوم القيامللة عللن‬
‫مللره فيللم أفنللاه وعللن شللبابه فيللم أبله؟‬
‫عُ ُ‬
‫وعن ماله من أيللن اكتسللبه؟ وفيللم أنفقلله؟‬
‫وعن عمله ماذا عمل فيلله)‪ ،(1‬وقللال تعللالى‪:‬‬

‫)‪ (1‬كما في الحديث الذي رواه البزار والطبراني‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫بإسناد صحيح )انظر الترغيب والترهيب للمنذري‬


‫‪.(357 / 5‬‬
‫‪9‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫ل ُأول َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ؤادَ ك ُ ّ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫صَر َ‬ ‫وال ْب َ َ‬‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬
‫ن ال ّ‬ ‫‪‬إ ِ ّ‬
‫سلُئول ً ‪ (1)‬وقللال تعللالى‪ :‬‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْل ُ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ك ل َن َ َ‬
‫مللا ك َللاُنوا‬ ‫ع ّ‬
‫ن* َ‬ ‫عي َ‬ ‫م ِ‬‫ج َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫سأل َن ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪.(2)‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫يَ ْ‬
‫وأسباب الجابة لهذه السئلة هي اليمان‬
‫الصادق والعمل الصالح وملزمة التقوى‬
‫والتوبة النصوح والستغفار فأعد لهذه‬
‫حا عن طريق محاسبتك‬ ‫السئلة جواًبا صحي ً‬
‫لنفسك فيما تقول وتفعل‪.‬‬
‫لتكون من الناجحين الفائزين‪.‬‬
‫ول‬ ‫ل َ‬‫ما ٌ‬
‫ع َ‬‫ف ُ‬ ‫م ل ي َن ْ َ‬ ‫و َ‬‫قال تعالى‪ :‬ي َ ْ‬
‫َ‬
‫سِليم ٍ ‪‬‬‫ب َ‬‫قل ْ ٍ‬
‫ه بِ َ‬ ‫ن أَتى الل َ‬ ‫م ْ‬
‫ن * ِإل َ‬‫ب َُنو َ‬
‫)‪ (3‬والله يحفظك ويتولك ويكون في‬
‫عونك)‪.(4‬‬
‫••••‬

‫سورة السراء‪ :‬آية ‪.36‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحجر‪ :‬آية ‪.93 – 92‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الشعراء‪ :‬آية ‪.89 – 88‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪3‬‬

‫كم وإرشادات للمؤلف ص ‪.14 – 13‬‬ ‫ح َ‬


‫ِ‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)السؤال عن السمع والبصر‬


‫والفؤاد(‬
‫ما ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫ف َ‬
‫ق ُ‬ ‫قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ول ت َ ْ‬
‫د‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫ؤا َ‬ ‫وال ْب َ َ‬
‫صَر َ‬ ‫ع َ‬‫م َ‬‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عل ْ ٌ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك بِ ِ‬‫لَ َ‬
‫سُئول ً ‪] ‬سورة‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫كا َ‬‫ك َ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬‫كُ ّ‬
‫السراء[‪.‬‬
‫* أي‪ :‬ول تتبع ما ليس لك به علم‪ ،‬بل‬
‫ت في كل ما تقوله وتفعله‪.‬‬ ‫َتثب ّ ْ‬
‫فل تظن ذلك يذهب‪ ،‬ل لك ول عليك‪.‬‬
‫]إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك‬
‫ل[ فحقيق بالعبد الذي يعرف‬ ‫كان عنه مسئو ً‬
‫أنه مسئول‪ ،‬عما قاله وفعله‪ ،‬وعما استعمل‬
‫به جوارحه التي خلقها الله لعبادته‪ ،‬أن ي ُعِد ّ‬
‫للسؤال جوابًا‪.‬‬
‫وذلك ل يكون‪ ،‬إل باستعمالها‪ ،‬بعبودية‬
‫الله‪ ،‬وإخلص الدين له‪ ،‬وكفها عما يكرهه‬
‫)‪(1‬‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫••••‬

‫)‪ (1‬تفسير ابن سعدي ‪.278 / 4‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪11‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)ثبات المؤمنين في الدنيا والخرة(‬


‫عند السؤال‬
‫ن‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪ :‬ي ُث َب ّ ُ‬
‫ت الل ُ‬
‫ة الدّن َْيا‬
‫حَيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬‫ت ِ‬‫ل الّثاب ِ ِ‬‫و ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫آ َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫ه ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ض ّ‬
‫ل الل ُ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫ة َ‬‫خَر ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫شاءُ ‪] ‬سورة إبراهيم[‬ ‫ما ي َ َ‬
‫ه َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬
‫)*(‪.‬‬
‫* يخبر تعالى‪ :‬أنه يثبت عباده المؤمنين‬
‫أي‪ :‬الذين قاموا بما عليهم من اليمان‬
‫القلبي التام‪ ،‬الذي يستلزم أعمال الجوارح‬
‫ويثمرها‪.‬‬
‫فيثبتهم الله في الحياة الدنيا‪ ،‬عند ورود‬
‫الشبهات‪ ،‬بالهداية إلى اليقين‪ .‬وعند عروض‬
‫الشهوات بالرادة الجازمة‪ ،‬على تقديم ما‬
‫يحبه الله على هوى النفس ومرادها‪.‬‬
‫و في الخرة عند الموت‪ ،‬بالثبات على‬
‫الدين السلمي‪ ،‬والخاتمة الحسنة‪.‬‬
‫وفي القبر عند سؤال الملكيللن‪ ،‬للجللواب‬
‫الصحيح‪ ،‬إذا قيل للميللت‪» :‬مللن ربللك؟ ومللا‬
‫دينلللك؟ وملللن نبيلللك؟« هلللداهم للجلللواب‬
‫الصحيح‪ ،‬بأن يقول المللؤمن‪» :‬الله ربللي‪،‬‬
‫والسلم ديني‪ ،‬ومحمد نبي«‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫]ويضل الله الظالمين[ عن الصواب فللي‬


‫الللدنيا والخللرة‪ ،‬ومللا ظلمهللم الللله ولكنهللم‬
‫ظلموا أنفسهم‪.‬‬
‫وفي هذه الية‪ ،‬دللة على فتنة القبر‪،‬‬
‫وعذابه‪ ،‬ونعيمه‪ ،‬كما تواترت بذلك النصوص‬
‫عن النبي ‪ ،‬في الفتنة وصفتها‪ ،‬ونعيم‬
‫القبر وعذابه‪.‬‬
‫في البخاري ومسلم وبقية الجماعة أن‬
‫رسول الله ‪ ‬قال‪» :‬المسلم إذا سئل‬
‫في القبر شهد أن ل إله إل الله وأن‬
‫محمدا ً رسول الله‪ ،‬فذلك قوله‪ :‬‬
‫ل الّثاب ِ ِ‬
‫ت‬ ‫و ِ‬
‫ق ْ‬‫مُنوا ِبال ْ َ‬‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫ت الل ُ‬ ‫ي ُث َب ّ ُ‬
‫ة ‪ ‬وأما‬ ‫خَر ِ‬‫في ال ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫ِ‬
‫الكافر فإذا أدخل قبره أقعد‪ ،‬فقيل‬
‫له من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئًا‪،‬‬
‫وأنساه الله ذكر ذلك‪ ،‬وإذا قيل‪ :‬من‬
‫الرسول الذي بعث إليك؟ لم يهتد له‪،‬‬
‫ولم يرجع إليهم شيئا ً فهذا معنى ‪‬‬
‫ما‬
‫ه َ‬ ‫ع ُ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ن وي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫مي َ‬ ‫ه ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ض ّ‬
‫ل الل ُ‬ ‫و يُ ِ‬‫َ‬
‫شاءُ ‪ «‬اللهم ثبتنا بالقول الثابت في‬ ‫يَ َ‬
‫الحياة الدنيا وفي الخرة يا حي يا قيوم‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫••••‬
‫‪14‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم‬


‫المرسلين؟(‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫م ي َُناِدي ِ‬
‫و َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫و يَ ْ‬
‫قو ُ َ‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫كائ ِ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ُ‬ ‫ق َ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ن* َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫مو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َْز ُ‬
‫وي َْنا‬ ‫غ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ء ال ّ ِ‬ ‫ؤل ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل َرب َّنا َ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫وي َْنا ت َب َّرأ َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫غ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وي َْنا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫م‬‫كاءَك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫عوا ُ‬ ‫ل ادْ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ن*و ِ‬ ‫دو َ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫إ ِّياَنا ي َ ْ‬
‫َ‬
‫وا‬ ‫م وَرأ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫جيُبوا ل َ ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫فدَ َ‬ ‫َ‬
‫ذاب ل َ َ‬
‫م‬‫و َ‬‫ن * وي َ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و أن ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ع َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل ما َ َ‬
‫ن*‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫جب ْت ُ ُ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫قو ُ َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ي َُناِدي ِ‬
‫مل‬ ‫ذ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫م الن َْباءُ ي َ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫مي َ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف َ‬
‫ن ‪.‬‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫حا‬ ‫م َ‬ ‫‪َ َ ‬‬
‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫وآ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن َتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫فأ ّ‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫حي َ‬ ‫فل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫]سورة القصص من آية ‪.(*)[67 – 62‬‬
‫* هذا إخبار من الله تعالى‪ ،‬عما يسأل‬
‫عنه الخلئق يوم القيامة‪ ،‬وأنه يسألهم عن‬
‫أصول الشياء‪ ،‬عن عبادة الله‪ ،‬وإجابة‬
‫رسله فقال‪:‬‬
‫]ويوم يناديهم[ أي‪ :‬ينادي من أشركوا به‬
‫‪15‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫شركاء يعبدونهم‪ ،‬ويرجون نفعهم‪ ،‬ودفع‬


‫الضرر عنهم‪ ،‬فيناديهم ليبين لهم عجزها‪،‬‬
‫وضللهم‪.‬‬
‫]فيقول أين شركائي[‪ ،‬وليس لله شريك‪،‬‬
‫ولكن ذلك بحسب زعمهم وافترائهم‪.‬‬
‫ولهذا قال‪] :‬الذين كنتللم تزعمللون[ فللأين‬
‫هم‪ ،‬بذواتهم‪ ،‬وأين نفعهم وأين دفعهم؟‬
‫ومن المعلوم أنهللم يتللبين لهللم فللي تلللك‬
‫الحللال‪ ،‬أن الللذي عبللدوه‪ ،‬ورجللوه باطللل‪،‬‬
‫مضمحل في ذاته‪ ،‬وما رجوا منه‪ ،‬فيقولللون‬
‫]أي‪ :‬يحكملللون[ عللللى أنفسلللهم بالضلللللة‬
‫والغواية‪.‬‬
‫و لهذا ]قال الذين حق عليهم القول[ من‬
‫الرؤساء والقادة‪ ،‬في الكفر والشر‪ ،‬مقرين‬
‫بغوايتهم وإغوائهم‪] :‬ربنا هؤلء[ التابعون‬
‫]الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا[‪.‬‬
‫أي‪ :‬كلنا قد أشترك في الغواية‪ ،‬وحق‬
‫عليه كلمة العذاب‪.‬‬
‫]تبرأنا إليك[ من عبادتهم‪ ،‬أي نحن برآء‬
‫منهم‪ ،‬ومن عملهم‪.‬‬
‫]ما كانوا إيانا يعبدون[ وإنما كانوا يعبدون‬
‫الشياطين‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫]وقيل[ لهم‪] :‬ادعوا شركاءكم[ على ما‬


‫أملتم فيهم من النفع‪ .‬فأمروا بدعائهم في‬
‫ذلك الوقت الحرج‪ ،‬الذي يضطر فيه العابد‬
‫إلى من عبده‪.‬‬
‫]فدعوهم[ لينفعوهم‪ ،‬أو يدفعوا عنهم‬
‫من عذاب الله من شيء‪.‬‬
‫]فلم يستجيبوا لهم[ فعلم الذين كفروا‪،‬‬
‫أنهم كانوا كاذبين‪ ،‬مستحقين للعقوبة‪.‬‬
‫]ورأوا العذاب[ الذي سيحل بهم عيانا‪،‬‬
‫بأبصارهم بعد ما كانوا مكذبين به‪ ،‬منكرين‬
‫له‪.‬‬
‫]لو أنهللم كللانوا يهتللدون[ أي‪ :‬لمللا حصللل‬
‫عليهم ما حصل‪ ،‬ولهدوا إلى صللراط الجنللة‪،‬‬
‫كما اهتدوا في الدنيا‪ ،‬ولكن لم يهتدوا‪ ،‬فلللم‬
‫يهتدوا‪.‬‬
‫]ويلللوم ينلللاديهم فيقلللول ملللاذا أجبتلللم‬
‫المرسلين[‪ ،‬هل صدقتموهم‪ ،‬واتبعتموهم أم‬
‫كذبتموهم وخالفتموهم؟‬
‫]فعميللت عليهللم النبللاء يللومئذ فهللم ل‬
‫يتساءلون[ أي‪ :‬لم يجيبوا عن هللذا السللؤال‬
‫جوابًا‪ ،‬ولم يهتدوا إلى الصواب‪.‬‬
‫ومن المعلوم‪ ،‬أنه ل ينجي في هذا‬
‫‪17‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫الموضع‪ ،‬إل التصريح بالجواب الصحيح‪،‬‬


‫المطابق لحوالهم‪ ،‬من أننا أجبناهم‬
‫باليمان‪ ،‬والنقياد‪.‬‬
‫و لكن لما علموا تكذيبهم لهم وعنادهم‬
‫لمرهم؛ لم ينطقوا بشيء‪ .‬ول يمكن أن‬
‫يتساءلوا؛ ويتراجعوا بينهم؛ فبماذا يجيبون‬
‫به؛ ولو كان كذبًا‪.‬‬
‫حا‬ ‫م َ‬ ‫‪َ َ ‬‬
‫صال ِ ً‬
‫ل َ‬ ‫ع ِ‬‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫وآ َ‬‫ب َ‬‫ن َتا َ‬ ‫م ْ‬‫ما َ‬ ‫فأ ّ‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫حي َ‬‫فل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫]سورة القصص[‪.‬‬
‫* لما ذكر تعالى سؤال الخلق عن‬
‫معبودهم؛ وعن رسلهم؛ ذكر الطريق‪ ،‬الذي‬
‫ينجو به العبد‪ ،‬من عقاب الله تعالى‪ ،‬وأنه ل‬
‫نجاة إل لمن اتصف بالتوبة عن الشرك‬
‫والمعاصي‪ ،‬وآمن بالله فعبده‪ ،‬وآمن‬
‫برسله‪ ،‬فصدقهم‪ ،‬وعمل صالحًا؛ متبعا ً فيه‬
‫للرسل‪.‬‬
‫]فعسى أن يكون[ من جمع هذه الخصال‬
‫]من المفلحين[ الناجحين بالمطلوب؛‬
‫الناجين من المرهوب‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫فل سبيل إلى الفلح بدون هذه المور)‪.(1‬‬

‫••••‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ‪.51- 49 / 6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪19‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)سؤال النسان عن شكر ما أنعم‬


‫)‪(1‬‬
‫الله به عليه(‬
‫قوله تعالى‪ :‬ث ُم ل َت ُ َ‬
‫ن‬‫عل ِ‬‫ذ َ‬‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫سأل ُ ّ‬
‫ن ي َل ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫عيم ِ ‪ ‬أي ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما‬ ‫الن ّ ِ‬
‫أنعللم الللله بلله عليكللم‪ ،‬مللن الصللحة والمللن‬
‫والرزق وغير ذلللك‪ ،‬مللا إذا قللابلتم بلله نعملله‬
‫من شكره وعبادته‪ .‬روى ابن جرير عن أبي‬
‫هريرة رضي الله عنلله قللال‪ :‬بينمللا أبللو بكللر‬
‫وعمر جالسان إذ جاءهما النبي ‪ ‬فقللال‪" :‬‬
‫مللا أجلسللكما ههنللا؟ "‪ ،‬قللال‪ :‬والللذي بعثللك‬
‫بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إل الجوع‪ ،‬قللال‪:‬‬
‫" والذي بعثني بالحق مللا أخرجنللي غيللره "‪،‬‬
‫فانطلقوا حتى أتوا بيت رجللل مللن النصللار‪،‬‬
‫فاستقبلتهم الملرأة‪ ،‬فقلال لهلا النلبي ‪" :‬‬
‫أين فلن؟ " فقالت‪ :‬ذهب يستعذب لنا ماء‪،‬‬
‫فجاء صاحبهم يحمل قربته‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا ً ما‬
‫زار العبللاد شلليء أفضللل مللن نللبي زارنللي‬
‫اليوم‪ ،‬فعل ّللق قربتلله بك لَرب نخلللة‪ ،‬وانطلللق‬
‫فجلاءهم بعلذق‪ ،‬فقلال النللبي ‪" :‬أل كنلت‬
‫اجتنيللت"‪ ،‬فقللال‪ :‬أحببللت أن تكونللوا الللذين‬
‫تختللارون علللى أعينكللم‪ ،‬ثللم اخللذ الشللفرة‪،‬‬

‫)‪ (1‬انظر تفسير ابن كثير ‪.547 – 545 / 4‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪20‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫فقال له النبي ‪ " :‬إياك والحلوب " فذبللح‬


‫لهم يومئذ‪ ،‬فأكلوا فقال النبي ‪ " :‬لتسألن‬
‫عن هذا يوم القيامة أخرجكللم الجللوع‪ ،‬فلللم‬
‫ترجعوا حتى أصللبتم هللذا‪ ،‬فهللذا مللن النعيللم‬
‫")‪ (1‬وروى المام أحمد عن جابر بن عبدالله‬
‫قال‪ :‬أكل رسللول الللله ‪ ‬وأبللو بكللر وعمللر‬
‫رطبا ً وشربوا ماء‪ ،‬فقال رسللول الللله ‪" :‬‬
‫هللذا مللن النعيللم الللذي تسللألون عنلله ")‪.(2‬‬
‫وروى المام أحمللد عللن محمللود بللن الربيللع‬
‫َ‬
‫م الت ّك َللاث ُُر ‪ ‬فقللرأ‬ ‫هاك ُ ُ‬‫قال‪ :‬لما نزلت ‪‬أل ْ َ‬
‫حتى بلغ‪ :‬ل َت ُ َ‬
‫عيم ِ ‪‬‬‫ن الن ّ ِ‬
‫ع ِ‬
‫ذ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬‫ن يَ ْ‬‫سأل ُ ّ‬‫ْ‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول الللله عللن أي نعيللم نسللأل؟‬
‫وإنما هما السودان الماء والتمللر‪ ،‬وسلليوفنا‬
‫على رقابنا‪ ،‬والعللدو حاضللر‪ ،‬فعللن أي نعيللم‬
‫نسأل؟ قال‪ " :‬أما إن ذلك سيكون ")‪.(3‬‬
‫وروى الترمذي‪ ،‬عللن أبللي هريللرة رضللي‬
‫الله عنه قال‪ :‬قال النبي ‪» :‬إن أول مللا‬
‫يسأل عنه العبد من النعيم‪ ،‬أن يقال‬
‫ح لكللل بللدنك‪ ،‬ونللروك مللن‬ ‫له ألم نص ّ‬
‫)‪ (2‬أخرجه ابن جرير ورواه مسلم وأصحاب‬ ‫‪1‬‬

‫السنن الربعة بنحوه‪.‬‬


‫)‪ (3‬أخرجه أحمد والنسائي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه أحمد‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪21‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫الماء البللارد«)‪(1‬؟ وروى ابللن أبللي حللاتم‪،‬‬


‫عن عبد الله بن الزبير قال‪ ،‬قال الزبير‪ّ :‬لما‬
‫نزلت ‪‬ث ُم ل َت ُ َ‬
‫عيم ِ ‪‬‬ ‫ن الن ّ ِ‬ ‫ع ِ‬‫ذ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬‫و َ‬‫ن يَ ْ‬‫سأل ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫قالوا‪ :‬يا رسللول الللله لي نعيللم نسللأل عنلله‬
‫وإنمللا همللا السللودان التمللر والمللاء؟ قللال‪:‬‬
‫»إن ذلك سلليكون«)‪ .(2‬وفللي روايللة عللن‬
‫عكرمة‪ :‬قالت الصحابة‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬وأي‬
‫نعيللم نحللن فيلله؟ وإنمللا نأكللل فللي أنصللاف‬
‫بطوننا خبز الشعير؟ فأوحى الللله إلللى نللبّيه‬
‫‪ :‬قلللل لهلللم‪ :‬أليلللس تحتلللذون النعلللال‪،‬‬
‫وتشربون المللاء البللارد؟ فهللذا مللن النعيللم‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود مرفوعًا‪ " :‬المن والصللحة‬
‫"‪ .‬وقال زيد بن أسلم عللن رسللول الللله ‪:‬‬
‫‪‬ث ُم ل َت ُ َ‬
‫عيم ِ ‪ ‬يعنللي‬ ‫ن الن ّ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ذ َ‬‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫سأل ُ ّ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫شلللبع البطلللون‪ ،‬وبلللارد الشلللراب‪ ،‬وظلل‬
‫المساكن‪ ،‬واعتدال الخلق ولذة النوم‪ ،‬وقال‬
‫مجاهد‪ :‬عن كل لذة من لذات الللدنيا‪ ،‬وقللال‬
‫الحسلللن البصلللري‪ :‬ملللن النعيلللم الغلللداء‬
‫والعشاء‪ ،‬وقول مجاهد أشمل هذه القوال‪،‬‬
‫َ‬
‫ذ‬
‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫ن ي َل ْ‬‫س لأل ُ ّ‬ ‫م ل َت ُ ْ‬ ‫وقال ابللن عبللاس‪ :‬ث ُل ّ‬
‫)‪ (2‬أخرجه الترمذي وابن حبان‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬أخرجه ابن أبي حاتم ورواه الترمذي وابن‬ ‫‪2‬‬

‫ماجة‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫عيم ِ ‪ ‬قللال‪ :‬النعيللم صللحة البللدان‬ ‫ن الن ّ ِ‬‫ع ِ‬ ‫َ‬


‫والسماع والبصار‪ ،‬يسأل الللله العبللاد فيمللا‬
‫اسللتعملوها‪ ،‬وهللو أعلللم بللذلك منهللم‪ ،‬وهللو‬
‫وال ْب َ َ‬
‫صلللَر‬ ‫ع َ‬‫م َ‬‫سللل ْ‬ ‫ن ال ّ‬‫قلللوله تعلللالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫سلُئول ً ‪.‬‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ك َ‬
‫كا َ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬
‫ؤادَ ك ُ ّ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬
‫وثبت في صحيح البخللاري وسللنن الترمللذي‬
‫عن ابن عباس قللال‪ ،‬قللال رسللول الللله ‪:‬‬
‫»نعمتللان مغبللون فيهمللا كللثير مللن‬
‫الناس‪ :‬الصحة والفراغ«)‪ ،(1‬ومعنى هذا‬
‫أنهم مقصرون في شكر هللاتين النعمللتين ل‬
‫يقومللون بواجبهمللا‪ ،‬ومللن ل يقللوم بحللق مللا‬
‫وجب عليه فهو مغبون‪.‬‬

‫••••‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪23‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)‪(1‬‬
‫)سؤال العبد عن النعم(‬
‫الحمد لله الذي أعطى عبادهُ السماعَ‬
‫سدى‬ ‫والبصاَر والفئدةً لعل ُّهم يشكرون‪ .‬وأ ْ‬
‫سبهم عليها‬ ‫سُيحا ِ‬ ‫ف الِنعم ِ و َ‬ ‫عليهم أصنا َ‬
‫ة‬
‫ن بها على طاع ِ‬ ‫ن استعا َ‬ ‫سألون‪ .‬فم ْ‬ ‫وعْنها ي ْ‬
‫هم المفِلحون‪ .‬ومن صرفها‬ ‫المنعم ِ فأولئك ُ‬
‫م‬
‫صيه فأولئك الذين خسروا أنفسهَ ُ‬ ‫في معا ِ‬
‫ن‬‫ك هو الخسرا ُ‬ ‫وأهَلهم يوم القيامة أل ذل َ‬
‫مبين‪ .‬وأشهد ُ أن ل إله إل الله وحدهُ ل‬ ‫ال ُ‬
‫كن‬ ‫ه ُ‬ ‫لل ُ‬ ‫ه الذي إذا أراد شيئا ً قا َ‬ ‫كل ْ‬ ‫شري َ‬
‫فيكون‪.‬‬
‫ه الذي‬ ‫سول ُ ُ‬‫مدا ً عبد ُهُ ور ُ‬ ‫ن مح ّ‬ ‫و أشهد ُ أ ّ‬
‫ه‬
‫ن‪ .‬وبهد ْي ِ ِ‬ ‫سلو َ‬ ‫مر َ‬
‫ت به النبياء وال ُ‬ ‫خِتم ْ‬‫ُ‬
‫ل وسّلم‬ ‫مص ّ‬ ‫وسيرِِته يهْتدي المهتدون‪ .‬الل ّهُ ّ‬
‫مد وعلى آله وأصحابه ومن تبعَُهم‬ ‫على مح ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫سكو ِ‬ ‫ل والحركة وال ّ‬ ‫ل والفعا ِ‬ ‫في القوا ِ‬
‫س اّتقوا الله واعرفوا‬ ‫د‪ :‬أّيها الّنا ُ‬ ‫ما بع ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ل‬‫مقدار نعم الله فقد قال ‪ " :‬ل تزو ُ‬ ‫ِ‬
‫ل عن‬ ‫َقدما عبدٍ يوم القيامةِ حّتى ُيسأ ُ‬
‫مره فيم أْفناهُ وعن شبابه فيم‬ ‫س عن عُ ُ‬ ‫خم ْ‬
‫)‪ (1‬الفواكه الشهية للشيخ عبد الرحمن السعدي‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.62‬‬
‫‪24‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫ه وفيم‬ ‫ن اكتسب ُ‬ ‫من أي َ‬ ‫له‪ .‬وعن ماله ِ‬ ‫أب ُ‬


‫ل فيما عَِلم ")‪ .(1‬فكّلنا‬ ‫ه‪ ،‬وماذا عم َ‬ ‫أنفق ُ‬
‫ل عن هذه‬ ‫مْعشر المسلمين‪ .‬مسئو ٌ‬
‫ل‬ ‫الخمس كما أخبر به الصادقُ في المقا ِ‬
‫ب به هذا‬ ‫حاِله وماذا يجي ُ‬ ‫فْلينظرِ الَعبد ُ موقعَ ِ‬
‫ت‬‫ل بصدق يارب قد أفني ُ‬ ‫السؤال فمن قا َ‬
‫وتي وشبابي‬ ‫ت قُ ّ‬
‫عمري في طاعتك‪ .‬وأْبلي ُ‬
‫مِقلعا ً تائبا ً عن‬ ‫ل ُ‬‫في خدمتك‪ .‬ولم أز ْ‬
‫ل‬
‫ق الحل ِ‬ ‫ت مالي من ط ُُر ِ‬ ‫صِيتك واكتسب ُ‬ ‫مع ْ ِ‬
‫ة للهلك‬ ‫ت المكاسب الردّية الموجب َ‬ ‫واجتنب ُ‬
‫ت إنفاقَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه فيما ُتحب واجتْنب ُ‬ ‫والنكال وأنفقت ْ ُ‬
‫ق‪ .‬ولم أبخل بالزكاة ول في‬ ‫في الفسو ِ‬
‫ت‬
‫ت الحُقوق‪ .‬وعلم ُ‬ ‫النفقات الواجبةِ وأد ّي ْ ُ‬
‫ه‪.‬‬‫ش ّّر فتركت ُ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ه‪ .‬وعرفْ ُ‬ ‫الخير ففعل ْت ُ ُ‬
‫وز‬ ‫فليبشر عند ذلك برحمةِ الله وأمانه‪ .‬والف ِ‬
‫بجنته ورضوانه‪ .‬ومن قال قد ْ انقضى عمري‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫وشبابي في الذنوب والغفلت‪ .‬ولم أبا ِ‬
‫ب الخبيثةِ ول بالغش والخيانات‪.‬‬ ‫بالمكاس ِ‬
‫شّر فلم أنتفع بعلمي‪ .‬ول‬ ‫ت الخير وال ّ‬ ‫وعلم ُ‬
‫أغَنت عني معرفتي ول فهمي‪ .‬فذلك العبد ُ‬

‫)‪ (2‬رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪25‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫الذي هلك مع الهالكين‪ .‬وسلك سبيل‬


‫ب‬
‫الظالمين المعتدين‪ .‬فيا سوأتاهُ حين يْند ُ‬
‫ه‬
‫خ إذا قرأ كتاب ُ‬ ‫ح الشي ُ‬ ‫ه‪ .‬ويفتض ُ‬ ‫ب شباب َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫شا ّ‬
‫حشُر المّتقون‬ ‫ة المفرطين حين ي ُ ْ‬ ‫ويا ندام َ‬
‫إلى الرحمن وفدًا‪ .‬وُيساقُ المجرمون إلى‬
‫جهنم وردا ً ل يملكون الشفاعة إل ّ من اتخذ‬
‫ن الّنار‬ ‫ن مالكا ً خازِ َ‬ ‫دا ُينادو َ‬‫ن عه ً‬ ‫عند الرحم ِ‬
‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قا َ‬‫ك َ‬ ‫عل َي َْنا َرب ّ َ‬
‫ض َ‬
‫ق ِ‬ ‫ك ل ِي َ ْ‬‫مال ِ ُ‬
‫‪َ‬يا َ‬
‫ق ول َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫جئ َْناك ُ ْ‬
‫قدْ ِ‬ ‫ن * لَ َ‬ ‫ماك ُِثو َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن ‪ . ‬ويقولون‪:‬‬ ‫ق َ‬ ‫م ل ِل ْ َ‬ ‫أك ْث ََرك ُ ْ‬
‫)‪(1‬‬
‫هو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫كا ِ‬ ‫ح ّ‬
‫عدَْنا َ‬
‫فإ ِّنا‬ ‫ن ُ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬‫جَنا ِ‬ ‫ر ْ‬‫خ ِ‬ ‫‪َ‬رب َّنا أ َ ْ‬
‫ها ول‬ ‫في َ‬ ‫سُئوا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬‫ن* َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ (2)‬اليات بارك الله لي ولكم‬ ‫مو ِ‬ ‫ت ُك َل ّ ُ‬
‫في القرآن العظيم‪.‬‬

‫••••‬

‫)‪ (1‬سورة الزخرف آية ‪.78 – 77‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة المؤمنون آية ‪.108 – 107‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪26‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)و سوف تسألون(‬


‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول‬
‫الله وعلى آله وصحبه ومن واله وبعد‪:‬‬
‫فيا شباب السلم ويا أمة القرآن ويا‬
‫أتباع محمد ‪ ‬ويا خير أمة أخرجت للناس‬
‫تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن‬
‫بالله ويا حماة الدين والعقيدة ويا أحفاد‬
‫المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم‬
‫بإحسان – عليكم بتحقيق هذه المور‬
‫لتفوزوا بسعادة الدنيا والخرة واغتنموا‬
‫فرصة الشباب والصحة والحياة قبل زوالها‬
‫فيما يسعدكم في دراسة القرآن الكريم‬
‫ودراسة تفسيره وتدبره والعمل به ليكون‬
‫حجة لكم عند ربكم فالقرآن حجة لك أو‬
‫عليك وفي دراسة الحديث الشريف‬
‫والسيرة النبوية فلنا فيهما عظة وعبرة ولنا‬
‫فيهما أسوة حسنة وفي الدعوة إلى الله‬
‫تعالى‪ .‬عن علم وبصيرة بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي‬
‫عو إ َِلى الل ِ‬
‫ه‬ ‫سِبيِلي أ َدْ ُ‬
‫ه َ‬
‫ذ ِ‬
‫ه ِ‬
‫ل َ‬ ‫أحسن ‪ُ ‬‬
‫ق ْ‬
‫‪27‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫عِني ‪‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫عَلى بصير َ‬
‫ن ات ّب َ َ‬
‫م ِ‬
‫و َ‬
‫ة أَنا َ‬
‫َ ِ َ ٍ‬ ‫َ‬
‫فالشباب والصحة والحياة فرصة ثمينة تمر‬
‫بسرعة فإن شغلت بخير وإل شغلت بشر‬
‫ولبد والوقات محدودة والنفاس محدودة‬
‫وسوف تسأل عن أوقاتك في أي شيء‬
‫قضيتها فإن قضيتها في طاعة كانت لك‬
‫مكسبا ً وإن قضيتها في معصية كانت عليك‬
‫وبال ً وخسرانا ً وإن قضيتها في غفلة‬
‫تحسرت عليها في قبرك ويوم حشرك وقد‬
‫قيل‪ :‬الوقت كالسيف إن قطعته فيما‬
‫ينفعك وإل قطعك فيما يضرك وفي الحديث‬
‫اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك‬
‫وصحتك قبل مرضك وحياتك قبل موتك‬
‫وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك)‪.(2‬‬
‫وقال ‪» :‬نعمتان مغبون فيهما‬
‫)‪(3‬‬
‫كثير من الناس الصحة والفراغ«‬
‫يعني أنهم مقصرون في شكر هاتين‬
‫النعمتين ل يقومون بواجبهما ومن ل يقوم‬
‫بحق ما وجب عليه فهو مغبون‪.‬‬
‫)‪ (1‬سورة يوسف ‪.108‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬رواه الحاكم والبيهقي في شعب اليمان‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪28‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫••••‬
‫‪29‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)السؤال في القبر ويوم الحشر(‬

‫أخي المسلم‪ :‬وسوف تسللأل فللي قللبرك‬


‫من ربك وما دينك ومن نبيللك؟ ول يسللتطيع‬
‫الجابة الصحيحة على هللذه السللئلة إل مللن‬
‫كان مستقيما ً في هللذه الحيللاة علللى طاعللة‬
‫ن‬
‫ملل ْ‬ ‫الله ورسوله والعمل بشرائع دينه ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫وًزا‬ ‫فللاَز َ‬
‫فلل ْ‬ ‫قللدْ َ‬
‫ف َ‬ ‫سللول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬
‫ه َ‬
‫ع الللل َ‬‫طلل ِ‬
‫يُ ِ‬
‫ما ‪] ‬سللورة الحللزاب‪ [71 :‬وسللوف‬ ‫ظي ً‬‫ع ِ‬‫َ‬
‫تسأل يوم القيامة عللن عمللرك فيمللا أفنيتلله‬
‫وعن شبابك فيما أبليته وعن مالك من أيللن‬
‫اكتسللبته وفيللم أنفقتلله وعللن علمللك الللذي‬
‫تعلمته ماذا عملت بلله‪ :‬قللال ‪ " :‬ل تللزول‬
‫قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره‬
‫فيما أفناه وعن شبابه فيم أبله وعللن مللاله‬
‫من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا‬
‫عمل فيلله)‪ :(1‬فأعللد للسللؤال جوابللا صللحيحا‬
‫لتكون من النللاجحين الفللائزين يللوم ل ينفللع‬
‫مال ول بنون إل من أتى الللله بقلللب سللليم‬
‫)‪ (1‬رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪30‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫ولنا في رسول الللله ‪ ‬أسللوة حسللنة فقللد‬


‫كان يذكر الله على كل أحيانه)‪ (1‬وبذكر اللله‬
‫تطمئن القللللوب وسلللوف يسلللأل الوللللون‬
‫والخرون يوم القيامللة )مللاذا كنتللم تعبللدون‬
‫وماذا أجبتم المرسلللين( ول يسللتطيع الفللوز‬
‫بالجابللة الصللحيحة إل المؤمنللون التللائبون‬
‫العاملون الصالحات في الللدنيا قللال تعللالى‪:‬‬
‫ل مللا َ َ‬
‫م‬
‫جب ْت ُ ل ُ‬
‫ذا أ َ‬ ‫في َ ُ‬
‫قللو ُ َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫م ي ُن َللاِدي ِ‬
‫و َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وي َ ل ْ‬
‫م ال َن َْبللاءُ‬ ‫هلل ُ‬ ‫ت َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫مَيلل ْ‬‫ع ِ‬
‫ف َ‬‫ن* َ‬ ‫سللِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫فهم ل يت َساءَُلون * َ َ‬
‫ب‬ ‫ن َتا َ‬ ‫م ْ‬
‫ما َ‬ ‫فأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ذ َ ُ ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ن ي َك ُللو َ‬‫سللى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬‫حا َ‬‫صللال ِ ً‬
‫ل َ‬ ‫مل َ‬ ‫ع ِ‬‫و َ‬‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫وآ َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ (2)‬ويحصل جواب الفقرة‬ ‫حي َ‬‫فل ِ ِ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫الولللى بللالخلص للمعبللود وجللواب الفقللرة‬
‫الثانية بالمتابعة للرسول ‪.‬‬

‫••••‬

‫)‪ (2‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬سورة القصص‪.67 – 65 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪31‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)النتيجة(‬
‫والمؤمنون الفائزون يوم القيامة تبيض‬
‫وجوههم ويعطون كتب أعمالهم بأيمانهم‬
‫وهي بمنزلة الشهادات للناجحين ويردون‬
‫حوض نبيهم فيسقون منه شربة ل يظمؤون‬
‫بعدها أبدا وتثقل موازين حسناتهم ويمرون‬
‫على الصراط على حسب أعمالهم‬
‫ويدخلون الجنة بشفاعة محمد ‪- ‬‬
‫فيفوزون فيها بما تشتهيه النفس وتلذ‬
‫العين وهم فيها خالدون في شباب ل يفنى‬
‫وصحة ل تزول ونعيم مقيم وحياة دائمة‬
‫ويتمتعون بالنظر إلى وجه الرب الكريم‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ن ِ‬‫وا ٌ‬‫ض َ‬
‫ر ْ‬ ‫و ِ‬‫ويفوزون برضاه وقربه ‪َ ‬‬
‫م ‪ (1)‬أما‬ ‫ظي ُ‬
‫ع ِ‬‫وُز ال ْ َ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه أ َك ْب َُر ذَل ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫الل ِ‬
‫المجرمون فتسود وجوههم ويطردون عن‬
‫حوض النبي ‪ ،‬ويعطون كتب أعمالهم‬
‫بشمائلهم وتخف موازين حسناتهم‬
‫ويسحبون إلى النار على وجوههم‪ ،‬ول‬
‫تنفعهم شفاعة الشافعين ول يموتون في‬
‫النار ول يحيون ول يخرجون منها ول ينقطع‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪.72 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪32‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫عنهم عذابها وهم فيها خالدون جزاء بما‬


‫كانوا يعملون)‪.(1‬‬
‫أخي المسلم وسوف تسأل عن حركاتك‬
‫وسكناتك وأقوالك وأفعالك وسوف يشهد‬
‫عليك لسانك وسمعك وبصرك ويدك‬
‫ورجلك عما سمعت أذنك ونظرت عينك‪،‬‬
‫ومشت رجلك‪ ،‬ونالت يدك‪ ،‬وتكلم به‬
‫صَر‬‫وال ْب َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫لسانك‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫سُئول ً ‪‬‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬ ‫ؤادَ ك ُ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫سن َت ُ ُ‬‫م أل ْ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫هدُ َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ش َ‬‫م تَ ْ‬ ‫و َ‬‫‪ .‬وقال ‪‬ي َ ْ‬
‫(‬‫‪2‬‬ ‫)‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن)‪ (3‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جل ُ ُ‬‫م وأْر ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫وأي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ك ل َن َ َ‬
‫ما‬ ‫ع ّ‬ ‫ن* َ‬ ‫عي َ‬ ‫م ِ‬‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫سأل َن ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫‪َ .‬‬
‫ن ‪ .(4)‬فل تتكلم إل بخير ول‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫تنظر ول تسمع إلى ما ل يحل لك ول تأكل‬
‫ول تشرب ما حرم عليك ول تمشي إلى‬

‫)‪ (2‬الخلود في النار خاص بالكفرة والمشركين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أما عصاة الموحدين فهم تحت مشيئة الله إن شاء‬


‫غفر لهم وإن شاء عذبهم في النار بقدر ذنوبهم‬
‫ثم يخرجهم منها كما عليه أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫)‪ (3‬سورة السراء‪.36 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬سورة النور‪.24 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5‬سورة الحجر‪.93 – 92 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪33‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫معصية ول تتناولها يدك لتكون هذه الحواس‬


‫والجوارح شاهدة لك ل عليك عند ربك‪.‬‬

‫••••‬
‫‪34‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)مهمة النسان في الحياة(‬


‫أخي المسلم‪ :‬إن مهمتك في هذه الحياة‬
‫أن تتعلم العلم النافع الشرعي قال ‪:‬‬
‫»من يرد الله به خيرا ً يفقه في‬
‫الدين«)‪ (1‬ثم تعمل به وتدعو إليه وتصبر‬
‫على ذلك وأن تخلص لله في علمك وعملك‬
‫ودعوتك وفي حبك وبغضك وفعلك وتركك‬
‫فإن تكلمت فلله وإن سكت فلله وإن‬
‫نظرت أو سمعت فلله وإن مشيت فلله‬
‫وإن أحببت أو أبغضت فلله وإن واليت أو‬
‫عاديت فلله‪.‬‬
‫و صدق الله العظيم إذ يقول‪:‬‬
‫ي‬
‫حَيا َ‬
‫م ْ‬
‫كي و َ‬‫س ِ‬
‫صلِتي ون ُ ُ‬
‫ن َ‬
‫ل إِ ّ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫ق ْ‬
‫ك لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ري َ‬
‫ش ِ‬‫ن*ل َ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬‫ب ال ْ َ‬
‫ه َر ّ‬‫ماِتي لل ِ‬ ‫م َ‬‫و َ‬
‫َ َ‬ ‫وبذَل ِ َ ُ‬
‫ن‪‬‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ت وأَنا أ ّ‬ ‫مْر ُ‬‫كأ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫اللهم وفقنا وجميع المسلمين لما تحب‬
‫وترضى إنك على كل شيء قدير‪.‬‬

‫••••‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة النعام‪.163 – 162 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪35‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫)ملحظة(‬

‫يرجى قراءتها على الجماعة في‬


‫المساجد وعلى الهل والولد في البيوت‪..‬‬
‫اللهم اغفر لمن كتبها أو قرأها أو طبعها‬
‫إنك على كل شيء قدير)‪.(1‬‬

‫••••‬

‫)‪ (1‬كلمات مختارة للمؤلف ص ‪.209 – 205‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪36‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫فهرس رسالة‬
‫)السئلة التي ُيسأل عنها النسان‬
‫في قبره ويوم حشره وأسباب‬
‫الجابة فيها(‬
‫تأليف الفقير إلى ال تعالى‪4......................................................................‬‬
‫غفر ال له ولوالديه ولجميع المسلمين‪4........................................................‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪5.........................................................................‬‬
‫مقدمة‪5..............................................................................................‬‬
‫المتحان الكبر‪8..................................................................................‬‬
‫)ال ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا‪8.......................................................‬‬
‫و في الخرة(‪8.....................................................................................‬‬
‫• • • •‪9............................................................................................‬‬
‫)السؤال عن السمع والبصر والفؤاد(‪10.......................................................‬‬
‫• • • •‪10..........................................................................................‬‬
‫)ثبات المؤمنين في الدنيا والخرة( ‪11........................................................‬‬
‫عند السؤال‪11......................................................................................‬‬
‫• • • •‪13..........................................................................................‬‬
‫)ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين؟(‪14................................................‬‬
‫• • • •‪18..........................................................................................‬‬
‫)سؤال النسان عن شكر ما أنعم ال به عليه()(‪19..........................................‬‬
‫• • • •‪22..........................................................................................‬‬
‫)سؤال العبد عن النعم()(‪23.....................................................................‬‬
‫• • • •‪25..........................................................................................‬‬
‫)و سوف تسألون(‪26.............................................................................‬‬
‫• • • •‪28..........................................................................................‬‬
‫)السؤال في القبر ويوم الحشر(‪29..............................................................‬‬
‫• • • •‪30..........................................................................................‬‬
‫)النتيجة(‪31.........................................................................................‬‬
‫• • • •‪33..........................................................................................‬‬
‫)مهمة النسان في الحياة(‪34....................................................................‬‬
‫• • • •‪34..........................................................................................‬‬
‫)ملحظة(‪35.......................................................................................‬‬
‫• • • •‪35..........................................................................................‬‬
‫فهرس رسالة ‪36..................................................................................‬‬
‫)السئلة التي ُيسأل عنها النسان ‪36...........................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫المتحان الكبر‬
‫ونتيجته‬

‫في قبره ويوم حشره وأسباب الجابة فيها( ‪36...............................................‬‬


‫• • • •‪37..........................................................................................‬‬

‫••••‬

You might also like