You are on page 1of 27

‫جمع وتحقيق الفقير إلى الله تعالى‬

‫غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة‬
‫ت النافعة‪ ،‬وحّرم‬ ‫ل لنا الطيبا ِ‬ ‫ب العالمين‪ ،‬الذي أح ّ‬ ‫الحمد ُ لله ر ّ‬
‫ث الضنناّرة لجسننامنا وصننحتنا‪ ،‬وعقولنننا وأموالنننا؛‬ ‫علينا الخبائ َ‬
‫ة بنننا وإحسنناًنا إلينننا‪ ،‬وأشننهد أن ل إلننه إل اللننه وحننده ل‬ ‫رحمن ً‬
‫دا عبننده ورسننوله‪ ،‬الننذي أرسننله‬ ‫ن محم ن ً‬ ‫شريك لننه‪ ،‬وأشننهد أ ّ‬
‫در‬ ‫ل مخن ّ‬ ‫كر‪ ،‬وعننن كن ّ‬ ‫مس ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ة للعالمين‪ ،‬والذي نهانا عن ك ّ‬ ‫رحم ً‬
‫مفت ّننر‪ ،‬ونهانننا عننن إضنناعة المننال‪ ، ،‬وعلننى آلننه وأصننحابه‬ ‫و ُ‬
‫س نّنته‪ ،‬المنقننادين لمننره‬ ‫دين بهننديه‪ ،‬المّتبعيننن ل ُ‬ ‫وأتباعه المهت ن ِ‬
‫م‬ ‫ح ل َك ُن ْ‬ ‫صنل ِ ْ‬‫ونهيه‪ ،‬الفائزين بطنناعته؛ قننال اللننه ‪ -‬تعننالى ‪ :-‬ي ُ ْ‬
‫َ‬
‫قند ْ فَنناَز‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سننول َ ُ‬‫ه وََر ُ‬ ‫من ي ُط ِعْ الل ّ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬‫فْر ل َك ُ ْ‬‫م وَي َغْ ِ‬ ‫مال َك ُ ْ‬
‫أعْ َ‬
‫ما‪] ‬الحزاب‪.[71 :‬‬ ‫فَوًْزا عَ ِ‬
‫ظي ً‬
‫وبعد‪ ،‬فقد أفتى العلماُء ‪ -‬رحمهم الله تعالى ‪ -‬بتحريننم تنندخين‬
‫الشيشة )النارجيلة( وغيرها من أنواع التدخين‪ ،‬وتحريننم ب َْيعهننا‬
‫ما في ذلك من الضرار الديني ّننة والبدنيننة والماليننة‪،‬‬ ‫وشرائها؛ ل ِ َ‬
‫حفن ُ‬
‫ظ‬ ‫من مقاصد الشنريعة‪ِ :‬‬ ‫والجتماعّية والخلقّية والصحية‪ ،‬و ِ‬
‫م‬‫ش نْرعُ والعقننل ُيحت ِن ّ‬ ‫حفظ العقل‪ ،‬وحفظ المال‪ ،‬وال ّ‬ ‫النفس‪ ،‬و ِ‬
‫منا بمنا فينه‬ ‫على المسنِلم العاقنل البتعناد َ عنن التندخين عمو ً‬
‫)النارجيلة(؛ لما يأتي‪:‬‬
‫من ول ُيغني من جوع‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أّنه دخان ل ُيس ِ‬
‫مضّر بالصحة الغالية‪ ،‬وما كان كذلك يحُرم اسننتعماُله؛‬ ‫‪ - 2‬أنه ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن ب ِك ُن ْ‬
‫كنا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّن َ‬ ‫س نك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُل ُننوا ْ أن ُ‬
‫قال الله ‪ -‬تعننالى ‪ :-‬وَل َ ت َ ْ‬
‫سننه‬ ‫مننن قَت َننل نف َ‬ ‫مننا‪] ‬النسنناء‪ ،[29 :‬وفنني الحننديث‪َ » :‬‬ ‫حي ً‬‫َر ِ‬
‫م القيامة«)‪.(1‬‬ ‫ذب به يو َ‬ ‫بشيء عُ ّ‬
‫ل اللننه ‪ -  -‬عننن كننل‬ ‫در‪ ،‬وقنند نهننى رسننو ُ‬ ‫مفّتر ومخ ّ‬ ‫‪ - 3‬أّنه ُ‬
‫در ومفّتر( في الحديث الذي رواه المننام‬ ‫ل مخ ّ‬ ‫كر )وعن ك ّ‬ ‫مس ِ‬
‫ححه السيوطي والعراقي‪.‬‬ ‫أحمد وأبو داود عن أم سلمة‪ ،‬وص ّ‬
‫ص القرآن الكريم؛ قال اللننه ‪-‬‬ ‫‪ - 4‬أّنه من الخبائث المحّرمة بن ّ‬
‫ت‬‫م الط ّي ّب َننا ِ‬
‫ل ل َهُ ُ‬ ‫صف نبينا محمد ‪ -:  -‬وَي ُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫تعالى ‪ -‬في و ْ‬
‫ث‪] ‬العراف‪.[157 :‬‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خَبائ ِ َ‬ ‫م عَل َي ْهِ ُ‬
‫حّر ُ‬
‫وَي ُ َ‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪.‬‬
‫ن رائحنننة هنننذه المشنننروبات تنننؤِذي النننناس النننذين ل‬ ‫‪-5‬أ ّ‬
‫ة الكرام؛ لّنها تتأّذى مما يتننأّذى‬ ‫يستعملونها؛ بل وتؤذي الملئك َ‬
‫منه بننو آدم‪ ،‬وقند حنّرم اللنه أذينة المسنِلم؛ قننال ‪ -‬تعنالى ‪:-‬‬
‫قندِ‬ ‫سنُبوا فَ َ‬ ‫مننا اك ْت َ َ‬
‫ت ب ِغَي ْنرِ َ‬ ‫مَنا ِ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ي ُؤُْذو َ‬ ‫ذي َ‬‫‪َ‬وال ّ ِ‬
‫مِبيًنا‪] ‬الحزاب‪.[58 :‬‬ ‫ما ّ‬ ‫مُلوا ب ُهَْتاًنا وَإ ِث ْ ً‬ ‫حت َ َ‬‫ا ْ‬
‫ف وتبننذيٌر‪،‬‬ ‫ن إنفاق المننال فنني هننذه المشننروبات إسننرا ٌ‬ ‫‪-6‬أ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‬ ‫ب المسنننرفين‪ ،‬وأخنننبر أ ّ‬ ‫وإضننناعة للمنننال ؛ واللنننه ل يحننن ّ‬
‫سننَرف‬ ‫المبننذرين إخننوان الشننياطين؛ أي‪ :‬أشننباههم فنني ال ّ‬
‫والتبذير‪ ،‬والنبي ‪ -  -‬نهى عننن إضنناعة المننال فنني الحننديث‬
‫م مننن إحراقننه بالنننار؟!‬ ‫الذي رواه البخاري‪ ،‬وأيّ إضاعة أعظ ن ُ‬
‫منننا عليننه بننالجنون‪،‬‬ ‫رق نقننوَده بالنننار لحك ْ‬ ‫صا يحن ِ‬ ‫ولو رأينا شخ ً‬
‫فكيف بإحراق المال والجسم والصحة جميًعا؟! ‪ -‬عافانننا اللننه‬
‫ت‬ ‫ن هننذه المشننروبا ِ‬ ‫وإخواَننا المسلمين من ذلك ‪ -‬وإذا ث َب َننت أ ّ‬
‫ن الله إذا‬ ‫مضّرة ومحّرمة‪ ،‬فإّنه يحُرم بيُعها وشراؤها وثمنها؛ ل ّ‬
‫حّرم شيًئا حّرم ثمنه‪.‬‬
‫ب إلننى‬ ‫من كان يستعملها بيًعا أو شراًء أو شرًبا أن يتو َ‬ ‫وعلى َ‬
‫ب إلى الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬مننن‬ ‫الله من ذلك‪ ،‬كما يجب عليه أن يتو َ‬
‫سننفة‪،‬‬ ‫ل أن يموت‪ ،‬وهو على هذه الحالة المؤ ِ‬ ‫جميع الذنوب قب َ‬
‫ه عاصًيا‪ ،‬فيندم حين ل ينفُعه الندم‪ ،‬وليتذك ّرِ المسِلم‬ ‫فيلقى الل َ‬
‫ن‬‫العاقل أّنه يصوم رمضان‪ ،‬فيصبر عن الطعام والشننراب‪ ،‬وأ ّ‬
‫مننه فينفطننم‪ ،‬والرجننل يتمت ّننع بننالِعلم‬ ‫الطفل ُيفطم عن ثنندي أ ّ‬
‫ن هننذه المشننروبات مضننّرةٌ‬ ‫عننَرف أ ّ‬ ‫والعقننل والرادة‪ ،‬فننإذا َ‬
‫مننن تننرك‬ ‫م وُيصمم على تْركهننا للننه‪ ،‬و َ‬ ‫ومحّرمة‪ ،‬فعليه أن يعز َ‬
‫ة وعافية واستقامة‪.‬‬ ‫وضه الله خيًرا منه؛ صح ّ‬ ‫شيًئا لله ع ّ‬
‫ما كانت هننذه المشننروبات بهننذه الصننفة الممقوتننة مض نّرة‬ ‫ول َ ّ‬
‫بالصحة ومحّرمة؛ بناًء على ذلك‪ ،‬وعلى محّبة الخيننر لخننواني‬
‫ت هننذه الرسننالة‪ ،‬وهنني‬ ‫المسلمين‪ ،‬وكراهة الشّر لهم ‪ -‬جمع ن ُ‬
‫مستفاَدة من كلم اللننه ‪ -‬تعننالى ‪ -‬وكلم رسننوله ‪ -  -‬ومننن‬
‫ققين والطباء المعتَبرين‪.‬‬ ‫كلم العلماء المح ّ‬
‫أسأل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬أن ينفعَ بها‪ ،‬وصّلى الله وسّلم على نبينننا‬
‫حبه أجمعين‪.‬‬ ‫مد‪ ،‬وعلى آله وص ْ‬ ‫مح ّ‬

‫‪ ()1‬وسوف يسأل النسان عن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟‬


‫‪()‬‬
‫معلومات عن أضرار التدخين‬
‫• وََقننف علمنناُء المسننلمين ضنند ّ التنندخين منننذ دخننوله بلد‬
‫مهم ُيحّرم التبغ باستعمالته المختلفة‪.‬‬ ‫السلم‪ ،‬ومعظ ُ‬
‫ن التدخين أشد ّ‬ ‫ت هيئة الصحة العالمية عام ‪1975‬م‪ :‬أ ّ‬ ‫• أعلن ْ‬
‫سننل والجننذام‪،‬‬‫خطننًرا علننى صننحة النسننان مننن أمننراض ال ّ‬
‫والطاعون والجدري مجتمعة‪.‬‬
‫ن التدخين ُيضعف القدرة َ الجنسية عند الرجننال‪،‬‬ ‫• ثبت طب ّّيا أ ّ‬
‫ض والُعقم عند الّنساء‪.‬‬
‫ويسبب الجها َ‬
‫ن التوقنف عنن التندخين‬ ‫• يقنول تقرينر الصنحة العالمينة‪" :‬إ ّ‬
‫سيؤّدي إلى تحسين الصحة بمننا ل تسننتطيعه جمي نعُ الوسننائل‬
‫الطبّية مجتمعة"‪.‬‬

‫عن نشرة صادرة عن وزارة المعارف‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫موقف الدين من أضرار التدخين‬
‫م عَل َي ْهِن ُ‬
‫م‬ ‫ح نّر ُ‬ ‫م الط ّي ّب َننا ِ‬
‫ت وَي ُ َ‬ ‫ل ل َهُن ُ‬ ‫قننال اللننه ‪ -‬تعننالى ‪ :-‬وَي ُ ِ‬
‫حن ّ‬
‫مة فنني‬ ‫من قواعد السلم العا ّ‬ ‫ث‪] ‬العراف‪ ،[157 :‬ف ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خَبآئ ِ َ‬
‫ل منه ما فيه نفعٌ للناس‪ ،‬وليس فيننه‬ ‫ن أح ّ‬
‫الطعام والشراب‪ :‬أ ْ‬
‫ف منه النفس السوّية‪ ،‬كما حننّرم‬ ‫ما يأباه الطبع السليم‪ ،‬أو تأن ُ‬
‫خُبنث طعمنه أو رائحتنه‪ ،‬أو كنان فينه ضنرٌر علنى‬ ‫السلم منا َ‬
‫الناس من تناوله؛ عمل ً بقول رسول الله ‪» :-  -‬ل ضرَر ول‬
‫ضرار«)‪.(1‬‬
‫ِ‬
‫ن التنندخين يس نّبب أضننراًرا صننحية‬ ‫مننا أ ّ‬
‫ح الطب ّنناُء دائ ً‬‫وقد أوض َ‬
‫كد مننن التنندخين؛‬ ‫بالغة بجسم النسان‪ ،‬وبناًء على الضرر المؤ ّ‬
‫ه ورسوُله عنها‪.‬‬ ‫فهو من المحذورات التي نهى الل ُ‬
‫م إ ِل َننى‬ ‫َ‬
‫قننوا ْ ب ِأي ْن ِ‬
‫ديك ُ ْ‬ ‫قال ‪ -‬تعالى ‪ -‬في سننورة البقننرة‪  :‬وَل َ ت ُل ْ ُ‬
‫الت ّهْل ُك َةِ ‪] ‬البقرة‪.[195 :‬‬

‫أثر التدخين على الصحة العامة‬


‫سننيجارةَ والغليننون والشيشننة )الجننراك(‪،‬‬ ‫ن ال ّ‬‫يشننمل التنندخي ُ‬
‫مة للنسان؛‬ ‫وللتدخين أضراُره البدنية الكثيرة على الصحة العا ّ‬
‫سننريان ونفننوذ ٌ‬ ‫هن القوة‪ ،‬وُيضِعف البصَر والقْلب‪ ،‬وله َ‬ ‫فإّنه ُيو ِ‬
‫كلنني بالغننذاء‪ ،‬وُيسنّبب‬‫في البدن والعننروق‪ ،‬فيمنننع النتفنناعَ ال ّ‬
‫وس السنننان واْلتهنناب اللثننة‪،‬‬ ‫كننثيًرا مننن المننراض‪ ،‬مثننل تس ن ّ‬
‫سعال‪ ،‬والنزلت الصنندرية الننتي رّبمننا أدت‬ ‫حْلق وال ّ‬‫واحتقان ال َ‬
‫ضيق التنفس‪.‬‬ ‫إلى الختناق و ِ‬
‫ن له الثنَر الكننبر فني المننراض الصندرّية‪ ،‬وهني السنل‬ ‫كما أ ّ‬
‫وتوابعه‪ ،‬والتدخين من أسباب مرض السرطان‪.‬‬
‫مضار التدخين على المجتمع‬
‫يتسّبب التدخين بمختلف أشكاله فنني تكبينند المجتمننع خسننائَر‬
‫ح أهمها فيما يلي‪:‬‬ ‫ة وبشرّية‪ ،‬يمكن توضي ُ‬ ‫مادي ّ ً‬
‫ن منواد‬ ‫‪ُ -1‬يعتبر التدخين خسارةً اقتصنادية علننى المجتمننع؛ ل ّ‬
‫ل أمننوال ضننخمة‬ ‫التدخين جميعهننا ُتسننتورد مننن الخننارج مقابن َ‬
‫ما ُيسّبب الضرَر للقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫تصرف عليه سنوّيا؛ م ّ‬

‫‪ ()1‬قال النووي‪ :‬حديث حسن‪ ،‬رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما‪.‬‬


‫ج عن انتشار التدخين العديد ُ من الحننرائق الناجمننة عننن‬ ‫‪َ -2‬ينت ُ‬
‫تْرك أعقاب السجائر مشتعلة‪ ،‬وهذا يعني وجود َ خسائر مادّيننة‬
‫ملهننا المجتمننع‪ ،‬وُتسنناهم فنني ضننياع الجهننود‬ ‫وبشننرية‪ ،‬يتح ّ‬
‫والموال‪.‬‬
‫ن التدخين َيزيد من نسننبة انتشننار بعننض المننراض‪،‬‬ ‫ثإ ّ‬ ‫‪ -3‬حي ُ‬
‫دى‬ ‫ل بننذلك مسننتوى النتنناج ل ن َ‬ ‫ومشاعر الت َّعب والرهاق‪ ،‬فيق ن ّ‬
‫فننض نسننبة النتنناج العننام‬ ‫ما يؤّدي إلننى خ ْ‬ ‫الفراد المدخنين؛ م ّ‬
‫ملننه المجتمننع مننن خسننائَر‬ ‫للمجتمع‪ ،‬هذا بالضافة إلى مننا يتح ّ‬
‫جه لمشننكلت أمننراض‬ ‫ة العنايننة الصننحية الننتي ت ُننو ّ‬ ‫مادية؛ نتيج َ‬
‫التدخين‪.‬‬
‫أثر التدخين على التحصيل الدراسي‬
‫فكننري لنندى‬ ‫ن مسننتوى التحصننيل ال ِ‬ ‫ت إلننى أ ّ‬ ‫دراسننا ُ‬ ‫ُتشننير ال ّ‬
‫ض المراجننع‬ ‫ددت بع ن ُ‬ ‫الفراد المدخنين يتأّثر بالتدخين‪ ،‬وقنند ح ن ّ‬
‫ل‪ ،‬كان من أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫ت تدعم هذا القو َ‬ ‫مؤشرا ٍ‬
‫سننند التنننوازن‬ ‫ن أّول أكسنننيد الكربنننون فننني الننندخان ُيف ِ‬ ‫•أ ّ‬
‫الكيميننائي للنندم‪ ،‬فيننؤّثر علننى خليننا المننخ الننتي تحتنناج فنني‬
‫دم المنؤّدي إلنى صننفاء التفكينر والقندرة‬ ‫نشاطها إلى نقاء الن ّ‬
‫على الستيعاب‪.‬‬
‫م القنندرة علننى الننتركيز لنندى‬ ‫ن سننرعة التعننب وعنند َ‬ ‫•أ ّ‬
‫المدخنين أكثُر من غيرهم؛ لتأثيرِ التدخين على الجهاز الدوري‬
‫والجهاز العصبي‪.‬‬
‫إرشادات للقلع عن عادة التدخين‬
‫ت‬‫سهولة‪ ،‬إذا استعن َ‬ ‫التدخين عادةٌ سّيئة يمكنك التخّلص منها ب ُ‬
‫ت التي‪:‬‬ ‫ت إرادتك واتبع َ‬ ‫بالله‪ ،‬ثم استخدم َ‬
‫ل إرجاء إشعالها‪.‬‬ ‫دك للسيجارة‪ ،‬فحاو ْ‬ ‫تي ُ‬ ‫‪ -1‬إذا امتد ْ‬
‫قنا إلنى داخنل صندرك‪ ،‬منع‬ ‫خان عمي ً‬ ‫‪ -2‬حاول عدم شفط الند ّ َ‬
‫رمي الثُلث الخير من السيجارة‪.‬‬
‫ت تناولها أثناء التنندخين‪،‬‬ ‫ود َ‬ ‫‪ -3‬القلع عن المشروبات التي تع ّ‬
‫كالقهوة والشاي‪.‬‬
‫ت تذهب إليها مع أصنندقائك‬ ‫‪َ -4‬ينبغي أل ّ ترتاد َ الماكن التي كن َ‬
‫لَغرض التدخين‪.‬‬
‫‪ -5‬حاول ممارسة هوايةٍ مفينندة‪ ،‬كننالقراءة أو الرياضننة‪ ،‬كلمننا‬
‫دعْتك الرغبة للتدخين‪.‬‬
‫ب كميات كبيرة مننن المنناء فننوَر انقطاعننك عننن‬‫شر َ‬ ‫‪ -6‬حاول ُ‬
‫التدخين‪.‬‬
‫‪ -7‬تجنب الختل َ‬
‫ط بالمدخنين‪.‬‬
‫خرون‪.‬‬‫دمها لك ال َ‬ ‫ض السيجارة التي قد يق ّ‬ ‫‪ -8‬ارف ِ‬
‫ل علبة السجائر معك‪.‬‬ ‫‪ -9‬ل تحم ْ‬
‫ف السلم من ك ّ‬
‫ل مننا فينه ضننرر‪ ،‬وابتعند‬ ‫ما موق َ‬‫كر دائ ً‬‫‪ -10‬تذ ّ‬
‫عن التدخين‪.‬‬
‫والله الموّفق والهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬
‫)‪(1‬فتاوى في تحريم التدخين‬
‫سِئل الشيخ خالد بن أحمد بن عبدالله المننالكي سنناكن مك ّننة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫حكمهننا؟ وهننل‬ ‫مننن يشننرب التنبنناك‪ ،‬وشننهادِته‪ :‬مننا ُ‬ ‫عن إمامة َ‬
‫حكننم الّتجننار‬ ‫شراء ونحوهمننا؟ ومننا ُ‬ ‫يجوز الّتجار فيه بالبيع وال ّ‬
‫كر من الحشيش والفيون وغيرهما؟‬ ‫فيما ُيس ِ‬
‫مننن يشننرب‬ ‫ة َ‬ ‫فأجنناب ‪ -‬رحمننه اللننه تعننالى ‪ :-‬ل تجننوز إمام ن ُ‬
‫ة على الرجح‪،‬‬ ‫فه باطل ٌ‬ ‫من عليه‪ ،‬والصلة خل َ‬ ‫التنباك‪ ،‬وإن لم ُيد ِ‬
‫ول تجوز شهادُته وهي باطلة‪ ،‬ول يجنوز الّتجنار فني ذلنك‪ ،‬ول‬
‫كر‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫فيما ُيس ِ‬
‫خان حرام‪ ،‬ل تجوز شهادةُ شاربه‬ ‫ضا‪ :‬الد ّ َ‬ ‫وأجاب الشيخ خالد أي ً‬
‫ول إمامُته‪ ،‬ول الّتجار فيه‪.‬‬
‫خان‬ ‫وأجنناب الشننيخ عمننر بننن أحمنند المصننري الحنفنني‪ :‬ال ند ّ َ‬
‫ت حرمُته عند كثير من العلماء المعتمد عليهم فنني‬ ‫الخبيث ثبت ْ‬
‫حرمُته ل يتوقف فيها إل ّ‬ ‫مصر وديار الروم‪ ،‬والحجاز واليمن‪ ،‬و ُ‬
‫كر‬
‫ل مكنناِبر معاننند‪ ،‬قنند أعمننى اللننه بصننيرَته؛ لن ّننه مسن ِ‬ ‫مخذو ٌ‬
‫هد مننن‬ ‫شننو ِ‬ ‫دين والمننال‪ ،‬وقنند ُ‬ ‫خبيث يضّر بالبدن والقْلب‪ ،‬والن ّ‬
‫كل النننار‬ ‫خلق عند فقده‪ ،‬وأ ْ‬ ‫سكر والحدث‪ ،‬وسوء ال ُ‬ ‫متعاطيه ال ّ‬
‫س بها‪.‬‬ ‫له وهو ل يشعر ول يح ّ‬
‫ي الشافعي ‪ -‬رحمه الله تعننالى‬ ‫لن الصديق ّ‬ ‫وقال الشيخ ابن ع ّ‬
‫‪ -‬في "إعلم الخوان بتحريم تناول الدخان"‪:‬‬
‫فظ العقننول وصننونها مننن المغي ّننرات‬ ‫ح ْ‬‫وقد اّتفق العلماُء على ِ‬
‫ص هننذا النندخان مقنّر بننأّنه ل بند ّ أن‬ ‫من امت ّ‬ ‫ل َ‬ ‫درات‪ ،‬وك ّ‬ ‫والمخ ّ‬
‫ن كننل مننا‬ ‫ل تناوله‪ ،‬ويكفي ذلك دليل ً على التحريننم؛ ل ّ‬ ‫يدوخ أوّ َ‬
‫غّير العقننل بننوجه مننن الوجننوه‪ ،‬أو أث ّننر فيننه بطريننق تننناوله –‬
‫مر حرام«)‪.(2‬‬ ‫خ ْ‬‫ل َ‬‫كر خمر‪ ،‬وك ّ‬ ‫مس ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫م؛ قال ‪» :-  -‬ك ّ‬ ‫حرا ٌ‬
‫مطل َننق التغطيننة‬ ‫والمراد ُ بالسكار فيننه‪ :‬السننكار القننوي؛ أي‪ُ :‬‬
‫ة أّنهننا‬ ‫شننبه َ‬ ‫دة المطربننة‪ ،‬ول ُ‬ ‫ش ّ‬‫على العقل‪ ،‬وإن لم يكن مع ال ّ‬
‫ل تناوله‪ ،‬وكننونه إذا تننناوله بعنند ل يننؤّثر‬ ‫ل متناول أو َ‬ ‫حاصلة لك ّ‬
‫ن منندمن الخمننر إذا‬ ‫ت سننبب التحريننم؛ ل ّ‬ ‫فيه ذلك‪ ،‬ل يضّر ثبو َ‬
‫ل‪ ،‬ول ُيخرجهننا ذلننك عننن كونهننا‬ ‫اعتادها ل تؤّثر فيننه تغينًرا أصن ً‬

‫‪" ()1‬الدلئل الواضحات على تحريم المسكرات والمفترات"؛ للشيخ حمود‬


‫بن عبدالله التويجري )ص‪.(169 :‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ما؛ اعتباًرا بأصل التغّير الثننابت فيهننا للعقننول‪ ،‬فكننذا فيمننا‬ ‫حرا ً‬
‫نحن فيه" انتهى‪.‬‬
‫وقد نقَله عنه الشيخ عبدالله ابن الشيخ محمد بن عبنندالوهاب‬
‫خان‬ ‫‪ -‬رحمهم الله تعالى ‪ -‬في بعننض أجننوبته فنني تحريننم ال ند ّ َ‬
‫وأقّره‪.‬‬
‫وقال الشيخ محمد حياة المدني‪" :‬قال بعض العلمنناء‪ :‬التنبنناك‬
‫ة المننال مننن غيننر‬ ‫ن فيننه إضناع َ‬ ‫مننن دلئل تحريمنه‪ :‬أ ّ‬ ‫حننرام‪ ،‬و ِ‬
‫ة‪ ،‬وهو إسراف‪ ،‬والسراف ممنوع منه؛‬ ‫ُ‬
‫فائدة دنيوّية ول أخروي ّ‬
‫س نرُِفوا ْ‪] ‬النعننام‪ ،[141 :‬وقننوله ‪-‬‬ ‫لقوله ‪ -‬تعننالى ‪ :-‬وَل َ ت ُ ْ‬
‫ذيًرا‪] ‬السراء‪ ،[26 :‬وقوله ‪ -‬تعالى ‪:-‬‬ ‫تعالى ‪ :-‬وَل َ ت ُب َذ ّْر ت َب ْ ِ‬
‫َ‬
‫م‪] ‬النسنناء‪ ،[5 :‬وأيّ سننفاهة‬ ‫وال َك ُ ُ‬‫منن َ‬‫فَهاء أ ْ‬ ‫سنن َ‬ ‫‪‬وَل َ ت ُؤُْتننوا ْ ال ّ‬
‫ث‪ ،‬والعبننث‬ ‫فوقَ أن يحرقَ النسان ماَله بل فننائدة؟! وهننو عب ن ٌ‬
‫من ل يشربه ول يصاحب شارَبه‪،‬‬ ‫مذموم‪ ،‬وهو خبيث يستخب ُِثه َ‬
‫ث‪‬‬ ‫خب َنننآئ ِ َ‬‫م ال ْ َ‬
‫م عَل َي ِْهنن ُ‬ ‫وقننند قنننال اللنننه ‪ -‬تعننالى ‪ :-‬وَي ُ َ‬
‫حننّر ُ‬
‫]العراف‪،[157 :‬‬
‫كر الله‪،‬‬ ‫ل ذِ ْ‬ ‫ويحصل منه مضاّر كثيرة‪ ،‬وُينِتن الفم الذي هو مح ّ‬
‫ل حال هو شننيء ل خي نَر‬ ‫ويحصل منه سواد ُ الشفتين‪ ،‬وعلى ك ّ‬
‫قننه ول يقرب ْننه‪ ،‬وكيننف يليننق‬ ‫مننن أراد تقننوى اللننه فليت ِ‬ ‫فيننه‪ ،‬ف َ‬
‫ل بهذا الدخان الخبيث الذي يشغل عن اللننه‬ ‫بالمؤمن أن يشتغ َ‬
‫‪ -‬تعالى؟!‬
‫وقال الشيخ عبدالله ابن شيخ السلم محمد بن عبنندالوهاب ‪-‬‬
‫رحمهم الله تعالى ‪ -‬في جواب له‪:‬‬
‫"وبما ذكْرنننا مننن كلم رسننول اللننه ‪ -  -‬وكلم أهننل الِعلننم‪،‬‬
‫يتننبّين لننك بيننان تحريننم التتننن‪ ،‬الننذي كث ُننر فنني هننذا الزمننان‬
‫ح بالتواتر عندنا والمشاهدة إسكاُره فنني بعننض‬ ‫استعماُله‪ ،‬وص ّ‬
‫مننا أو يننومين ل‬ ‫صننا إذا أكننثَر منننه أو ت ََركننه يو ً‬ ‫الوقننات‪ ،‬خصو ً‬
‫ن صنناحبه‬ ‫كر ويزيننل العقننل‪ ،‬حننتى إ ّ‬ ‫ربه‪ ،‬فإنه ُيس ِ‬ ‫ش ِ‬‫َيشَربه ثم َ‬
‫دث عند الناس‪ ،‬ول يشعر بذلك‪.‬‬ ‫ُيح ِ‬
‫مننن أثننق بننه أن ّننه ش نرَِبه مننرة وأكننثر منننه‪،‬‬ ‫ت‪ :‬وقد أخبرني َ‬ ‫قل ُ‬
‫ط على الرض‪ ،‬وجعل ُيخي ّننل إليننه أشننياء ل حقيقننة لهننا‪،‬‬ ‫فسق َ‬
‫شْربه بعد تلك المرة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فلم أعُد ْ إلى ُ‬
‫كروا مننن‬ ‫سن ِ‬ ‫وأخبرني غيُر واحد مننن الثقننات أّنهننم رأوا رجننال ً َ‬
‫شْرب الدخان‪.‬‬
‫ربه‪ ،‬فسننكر ووقننع فنني نننار‬ ‫شن ِ‬ ‫وفي خبر بعضهم أّنه رأى رجل ً َ‬
‫ض الحاضرين فزحزحه عنها‪.‬‬ ‫عنده‪ ،‬فقام بع ُ‬
‫جها بدخان‪ ،‬وكان‬ ‫ت زو َ‬ ‫خَبر آخَر منهم‪ :‬أّنه رأى أعرابية أت ْ‬ ‫وفي َ‬
‫ده‪ ،‬إما قال‪ :‬يننومين أو أكننثر‪ ،‬وكننان مننن عننادته أن ّننه إذا‬ ‫قد فق َ‬
‫دث منننه‪ ،‬وكننانت‬ ‫حن َ‬
‫كر‪ ،‬وتتننابع خننروج ال َ‬ ‫س ِ‬
‫شربه بعد فقده له َ‬
‫مننن حولهننا مننن النسننوة‬ ‫ت َ‬ ‫زوجُته قد علمت بعادته تلك‪ ،‬فدع ْ‬
‫مننا شننرب‬ ‫دث لزوجها إذا شرب الدخان‪ ،‬قننال‪ :‬فل ّ‬ ‫ن ما يح ُ‬ ‫ليري َ‬
‫كر‪ ،‬وتتابع خننروج الحنندث منننه‪ ،‬والنسننوة مطيفننات بننه‬ ‫س ِ‬ ‫منه َ‬
‫من خزي الدنيا وعذاب الخرة‪.‬‬ ‫ن منه ‪ -‬نعوذ بالله ِ‬ ‫َيضحك َ‬
‫وقننال عبنندالله ابننن شننيخ السننلم محمنند بننن عبنندالوهاب ‪-‬‬
‫خَر‪" :‬والذي يشننرب التنبنناك‪،‬‬ ‫رحمهم الله تعالى ‪ -‬في جواب آ َ‬
‫شْربه له بعدما عََرف أّنه حرام‪ ،‬فيضرب ثمانين جلدة‬ ‫إن كان ُ‬
‫ربه وهننو جاهنل‪ ،‬فل حند ّ‬ ‫شن ِ‬ ‫فا ما يضنّره‪ ،‬فنإن كنان َ‬ ‫ضرًبا خفي ً‬
‫مر بالتوبة والستغفار‪ ،‬والذي يقول لكم مننن علمنناء‬ ‫عليه‪ ،‬ويؤ َ‬
‫ل‪ ،‬مننا يعننرف‬ ‫ل‪ ،‬فهذا جاه ن ٌ‬ ‫ما ول حل ً‬ ‫ن التتن ليس حرا ً‬ ‫تهامة‪ :‬إ ّ‬
‫ما يقول‪ ،‬ول ي ُْلتفت لقننوله‪ ،‬وفنني الحننديث عننن النننبي ‪:-  -‬‬
‫حُرم قليُله«)‪.(1‬‬ ‫كر كثيُره َ‬ ‫كر حرام‪ ،‬وما أس َ‬ ‫ل مس ِ‬ ‫»ك ّ‬
‫ما الذي يشرب التتن ويزرعه‪،‬‬ ‫ضا‪" :‬وأ ّ‬ ‫وأجاب الشيخ عبدالله أي ً‬
‫فيجلد ثمانين جلدة"‪.‬‬
‫شِهد عليه شنناهدان أّنهننم‬ ‫ضا‪" :‬وأما شارب التتن إذا َ‬ ‫وأجاب أي ً‬
‫رأوه يشربه‪ ،‬فيجلد أربعين جلدة"‪.‬‬
‫ما شارب التتن‪ ،‬فيؤّدب بنأربعين جلندة‪ ،‬فنإن‬ ‫ضا‪" :‬وأ ّ‬‫وأجاب أي ً‬
‫لم ينتهِ بذلك‪ ،‬أّدب ثمانين جلدة"‪.‬‬
‫ضا‪" :‬والذي َزَرع التنباك يؤّدب‪ ،‬أو يوجد فنني بيتننه أو‬ ‫وأجاب أي ً‬
‫متاعه أو يشربه‪ ،‬يؤّدب"‪.‬‬
‫ضا‪" :‬إذا شهد اثنان على ِريننح التتننن مننن فننم رجننل‪،‬‬ ‫وأجاب أي ً‬
‫دوا على ريح الخمننر‪،‬‬ ‫ن الصحابة ‪ -‬رضي الله عنهم ‪ -‬ح ّ‬ ‫د؛ ل ّ‬ ‫ُيح ّ‬
‫كر خمر‪.‬‬ ‫ل مس ِ‬ ‫كر‪ ،‬وك ّ‬ ‫وهذا خمر؛ لّنه مس ِ‬
‫سئل الشيخ حمد بن ناصر بن معمر ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬عننن‬
‫كر‬ ‫التتن‪ ،‬فأجاب‪" :‬هو حرام؛ لقننول النننبي ‪» :-  -‬ك ن ّ‬
‫ل مس ن ِ‬
‫خمر«‪ ،‬وفي لفظ‪» :‬حرام«‪ ،‬وفي لفظ‪» :‬ما أسكر كننثيُره‪،‬‬

‫‪ ()1‬رواه المام أحمد وابن ماجه‪.‬‬


‫ف منه حرام« ‪ ،‬وهذا عا ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‬ ‫كر؛ فننإ ّ‬ ‫م فنني كننل مس ن ِ‬ ‫فملء الك ّ‬
‫ص العلمنناء علننى‬ ‫النبي ‪ -  -‬قد أوتي جوامنعَ الك َل ِننم‪ ،‬وقنند نن ّ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ضا‪" :‬وأما شارب التنباك‪ ،‬فُيجلد قدَر أربعين جلدة"‪.‬‬ ‫وأجاب أي ً‬
‫طين ‪ -‬رحمننه اللننه‬ ‫وأجاب الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو ب ُ َ‬
‫مننه‪ ،‬وفيننه‬ ‫مننا شننارب التنبنناك‪ ،‬فالننذي نعتق ند ُ تحري ُ‬ ‫تعالى‪" :-‬وأ ّ‬
‫التعزير‪ ،‬ول يتبّين لي أّنه ُيبلغ به حد ّ الخمر"‪.‬‬
‫ضننا‪" :‬الننذي نننرى فيننه التحريننم؛ لعل ّننتين‪ :‬إحننداهما‪:‬‬ ‫وأجنناب أي ً‬
‫ده شارُبه منندة‪ ،‬ثننم شننربه وأكننثر‪،‬‬ ‫حصول السكار فيما إذا فق َ‬
‫وإن لم يحصل إسكار‪ ،‬حصل تخديٌر وتفتير"‪.‬‬
‫ل‬ ‫عنا‪ :‬أّننه ‪ -  -‬نهنى عنن كن ّ‬ ‫وروى المام أحمند حنديًثا مرفو ً‬
‫در ومفّتر‪.‬‬ ‫مخ ّ‬
‫ج‬ ‫ده‪ ،‬واحت ن ّ‬ ‫مننن لننم يعت ن ْ‬ ‫والعلة الثانية‪ :‬أّنه منتن مستخَبث عند َ‬
‫ث‪‬‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خب َنننائ ِ َ‬ ‫م عَل َي ْهِننن ُ‬ ‫العلمننناء بقنننوله ‪ -‬تعنننالى ‪ :-‬وَي ُ َ‬
‫حنننّر ُ‬
‫فه واعتاده فل يرى خبَثه‪ ،‬كالجعل‬ ‫من أل ِ َ‬ ‫]العراف‪ ،[157 :‬أما َ‬
‫ذرة‪.‬‬
‫ل يستخبث العَ ِ‬
‫في على هذا العنناِلم الجليننل فنني جننوابه الّول‪،‬‬ ‫خ ِ‬‫ما ما َ‬ ‫قلت‪ :‬أ ّ‬
‫فهو مما قد تبّين وظهر لغيره من العلماء‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم أبو العباس ابن تيمية ‪ -‬رحمه الله تعننالى ‪-‬‬
‫من تناول منهننا قليل ً أو كننثيًرا‪ ،‬فعليننه حند ّ‬ ‫ن َ‬
‫في الحشيشة‪" :‬إ ّ‬
‫ما يعتقنند‬ ‫طا أو أربعننون‪ ،‬إذا كننان مسننل ً‬ ‫الشننرب‪ :‬ثمننانون سننو ً‬
‫تحريم المسكر"‪.‬‬
‫ب‬ ‫ل الحشيشننة ُيح ند ّ كمننا يح ند ّ شننار ُ‬ ‫وقننال الننذهبي‪" :‬إن آك ِن َ‬
‫الخمر"‪.‬‬
‫ن‬ ‫دخان الخبيث كالقول في الحشيشة سننواء؛ ل ّ‬ ‫والقول في ال ّ‬
‫كر خمننر‪،‬‬ ‫ل مس ن ِ‬ ‫كل ّ منهما مسكر‪ ،‬وقد قال النبي ‪» :-  -‬ك ن ّ‬
‫كر حننرام«‪ ،‬وجنناء عنننه ‪ -  -‬فنني ع ند ّةِ أحننادي َ‬
‫ث‬ ‫ل مس ن ِ‬‫وك ن ّ‬
‫ة‪ :‬أّنه أمننر بجل ْنند شننارب الخمننر‪ ،‬والعجننب مننن الشننيخ‬ ‫صحيح ٍ‬
‫من شننربه بعنند فقننده‬ ‫عبدالله كيف ث ََبت عنده إسكاُر الدخان ل ِ َ‬
‫مدة‪ ،‬ثم لم يتبّين له أّنه ُيبلغ به حد الخمر!‬
‫ما الحديث الذي ذك ََره فنني الجننواب الثنناني‪ ،‬فقنند وقننع فيننه‬ ‫وأ ّ‬
‫ض التغيير‪ ،‬وقد رواه المام أحمد وأبننو داود مننن حننديث أم‬ ‫بع ُ‬
‫‪ ()2‬رواه المام أحمد ومسلم وأهل السنن‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫سلمة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬قالت‪َ :‬نهى رسننول اللننه ‪ -  -‬عننن‬
‫كر ومفّتر‪.‬‬ ‫ل مس ِ‬ ‫ك ّ‬
‫حفظننه بنندون‬‫مننن ِ‬ ‫ل الشننيخ ‪ -‬رحمننه اللننه تعننالى ‪ -‬أورَده ِ‬ ‫فلع ّ‬
‫مراجعة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫سننئل الشننيخ حسننين ابننن الشننيخ محمنند بننن عبنندالوهاب ‪-‬‬ ‫و ُ‬
‫سَرق النسان شيًئا محر ً‬
‫مننا مثننل‬ ‫ما إذا َ‬‫رحمهم الله تعالى ‪ -‬ع ّ‬
‫التنباك‪ :‬هل يجب فيه القطع؟‬
‫طا؛ منهننا‪ :‬أن يكننون المننال‬ ‫ن للقطننع شننرو ً‬ ‫مأ ّ‬ ‫فأجنناب‪ :‬اعلنن ْ‬
‫ما‪ ،‬فل يقطع بسننرقة الخمننر والتتننن وآلننة اللهننو‪ ،‬وكتننب‬ ‫محتر ً‬
‫البدعة‪ ،‬ونحو ذلك)‪.(1‬‬

‫‪ ()1‬المصدر السابق ص ‪.175 - 169‬‬


‫‪ -1‬فتوى‬
‫خان أو بيعه؟‬ ‫شْرب الدّ َ‬ ‫حكم ُ‬ ‫س‪ -‬ما ُ‬
‫جننن‪ -‬ش نْرب النندخان مح نّرم‪ ،‬وكننذلك بي ْعُننه وشننراؤه‪ ،‬وتننأجير‬
‫ن ذلننك مننن التعنناون علننى الثننم‬ ‫مننن يننبيعه؛ ل ّ‬ ‫لت ل ِ َ‬ ‫المح ّ‬
‫سفََهاَء‬ ‫ل تحريمه قوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَل َ ت ُؤُْتوا ال ّ‬ ‫والعدوان‪ ،‬ودلي ُ‬
‫َ‬
‫مننا‪] ‬النسنناء‪ ،[5 :‬ووجننه‬ ‫م قَِيا ً‬‫ه ل َك ُن ْ‬‫ل الل ّن ُ‬ ‫جع َ ن َ‬‫م ال ّت ِنني َ‬ ‫وال َك ُ ُ‬
‫من َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬نهى عن أن نؤتي السننفهاء‬ ‫الدللة من ذلك‪ :‬أ ّ‬
‫ن السفيه يتصّرف فيها بما ل ينفننع‪ ،‬وبي ّننن ‪ -‬سننبحانه‬ ‫أموالنا؛ ل ّ‬
‫م للناس لمصالح ِدينهم ودنينناهم‪،‬‬ ‫ن هذه الموال قيا ٌ‬ ‫وتعالى ‪ -‬أ ّ‬
‫دين‪ ،‬ول مننن مصننالح‬ ‫خان ليس من مصاِلح ال ن ّ‬ ‫وصرُفها في الد ّ َ‬
‫ما جعله اللننه ‪ -‬تعننالى ‪-‬‬ ‫الدنيا‪ ،‬فيكون صرُفها في ذلك منافًيا ل ِ َ‬
‫لعباده‪.‬‬
‫م‪‬‬ ‫س نك ُ ْ‬ ‫قت ُل ُننوا أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫من أدّلة تحريمه‪ :‬قوله ‪ -‬تعننالى ‪ :-‬وَل َ ت َ ْ‬ ‫و ِ‬
‫ب‬ ‫]النساء‪ ،[29 :‬ووجه الدللة من الية‪ :‬أّنه قد ثبت فنني الط ن ّ‬
‫ب لمننراض مستعصننية‪ ،‬تننؤول بصنناحبها‬ ‫ن شرب الدخان سب ٌ‬ ‫أ ّ‬
‫إلى الموت‪ ،‬مثل السننرطان‪ ،‬فيكننون متناولهننا قنند أتننى سننبًبا‬
‫كه‪.‬‬ ‫لهل ِ‬
‫شنَرُبوا وَل َ‬ ‫ومنن أدلنة تحريمنه‪ :‬قنوله ‪ -‬تعنالى ‪ :-‬وَك ُُلنوا َوا ْ‬
‫ن‪] ‬العننراف‪ ،[31 :‬ووجننه‬ ‫س نرِِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫حن ّ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬‫س نرُِفوا إ ِن ّن ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫من هذه الية‪ :‬أّنه إذا كان الله قد نهننى عننن السننراف‬ ‫الدللة ِ‬
‫ن النهي عننن ص نْرف‬ ‫في المباحات‪ ،‬وهو مجاوزة الحد ّ فيها‪ ،‬فإ ّ‬
‫المال في أمر ل ينفع يكون من باب أولى‪.‬‬
‫ي النننبي ‪ -  -‬عننن إضنناعة المننال‪ ،‬ول‬ ‫ومن أدّلة تحريمه‪َ :‬نه ُ‬
‫ة لننه؛ لن ّننه‬ ‫ن صرف المال في شراء هذا النندخان إضنناع ٌ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ش ّ‬
‫ك‪،‬‬‫إذا صرف المال في ما ل فائدةَ منننه‪ ،‬فهننذه إضنناعة بل ش ن ّ‬
‫ل واحد مننن كتنناب اللننه‪،‬‬ ‫وهناك أدّلة أخرى‪ ،‬والعاقل يكفيه دلي ٌ‬
‫سّنة رسول الله ‪. -‬‬ ‫أو من ُ‬
‫ن كننل عاقننل ل‬ ‫ل على تحريمننه‪ ،‬فهننو أ ّ‬ ‫ما النظر الصحيح الدا ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ُيمكنه أن يتناول شيًئا يكون سنبًبا لضننرره ومرضنه‪ ،‬ويسنتلزم‬
‫ن العاقننل ل ب ند ّ أن يحننافظ علننى‬ ‫نفاد َ ماله في صْرفه فيننه؛ ل ّ‬
‫صا فنني عقلننه‬ ‫من كان ناق ً‬ ‫بدنه‪ ،‬وعلى ماله‪ ،‬ول ُيهمل ذلك إل ّ َ‬
‫وتفكيره‪.‬‬
‫ن شارب النندخان إذا‬ ‫ضا‪ :‬أ ّ‬ ‫من الدّلة النظرية على تحريمه أي ً‬ ‫و ِ‬
‫فقده ضاق صدُره‪ ،‬وكُثرت عليه البلبننل والفكننار‪ ،‬ول ينشننرح‬
‫مننن الدلننة النظري ّننة علننى‬ ‫صنندُره إل ّ بننالعودة إلننى شننربه‪ ،‬و ِ‬
‫ل العبادات على شنناربه‪ ،‬ول‬ ‫ن شربه يستلزم ثق َ‬ ‫ضا أ ّ‬
‫تحريمه أي ً‬
‫دا؛ لن ّننه‬
‫م جن ّ‬
‫ن شارب الدخان يسننتثقل الصننو َ‬ ‫سّيما الصيام‪ ،‬فإ ّ‬
‫مننن ش نْربه مننن بعنند طلننوع الفجننر إلننى غننروب‬ ‫حرمننان لننه ِ‬
‫الشمس‪ ،‬وهذا قد يكنون فني أي ّننام الصنيف الطويلنة‪ ،‬فيكننون‬
‫جننه النصننيحة لخننواني‬ ‫م لديه مكروهًننا‪ ،‬وحينئذٍ فننإّنني أو ّ‬ ‫الصو ُ‬
‫ما‪ ،‬والمبتل َْين به خصو ً‬
‫صننا‪ ،‬بالتحننذير منننه بيعًننا‬ ‫المسلمين عمو ً‬
‫ة‬
‫جل بيعننه فيهننا‪ ،‬ومعون ن ً‬ ‫لت من أ ْ‬ ‫وشراًء‪ ،‬وشرًبا‪ ،‬وتأجيَر المح ّ‬
‫عليه من أيّ وجه كان)‪.(1‬‬

‫‪ ()1‬عن رسالة "أسئلة مهمة"؛ للشيخ محمد الصالح العثيمين )ص‪.(16 :‬‬
‫‪ -2‬حكم شرب الدخان‬
‫لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‬
‫ده‪ ،‬والصلة والسلم علننى رسننول اللننه‪ ،‬وعلننى‬ ‫الحمد لله وح َ‬
‫ما بعد‪:‬‬ ‫آله وصحبه‪ ،‬أ ّ‬
‫ة‬
‫حكننم شنْرب النندخان‪ ،‬وإمامن ِ‬ ‫ض الخوان عننن ُ‬ ‫فقد سأَلني بع ُ‬
‫مت بهذا الصنف من‬ ‫ن البلوى قد ع ّ‬ ‫كر أ ّ‬ ‫من يتجاهر بشْربه‪ ،‬وذ َ َ‬ ‫َ‬
‫الناس‪.‬‬
‫ن شْرب الدخان من‬ ‫ة الشرعية على أ ّ‬ ‫والجواب‪ :‬قد دّلت الدل ُ‬
‫خبننث‬ ‫مننا اشننتمل عليننه مننن ال ُ‬ ‫عا؛ وذلننك ل ِ َ‬ ‫المور المحّرمة شر ً‬
‫ح لعبنناده مننن‬ ‫والضننرار الكننثيرة‪ ،‬واللننه ‪ -‬سننبحانه ‪ -‬لننم ُيبنن ْ‬
‫ما مننا كننان ضنناّرا‬ ‫المطاعم والمشارب إل ّ ما كان طي ًّبا نافًعا‪ ،‬أ ّ‬
‫ن اللننه ‪-‬‬ ‫مغي ّب ًننا لعقننولهم‪ ،‬فننإ ّ‬ ‫لهننم فنني ِدينهننم أو دنينناهم‪ ،‬أو ُ‬
‫م بهم‬ ‫ل ‪ -‬أرح ُ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ -‬قد حّرمه عليهم‪ ،‬وهو ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫ش نْرعه‬ ‫م العليم في أقواله وأفعنناله‪ ،‬و َ‬ ‫من أنفسهم‪ ،‬وهو الحكي ُ‬
‫ل‪ ،‬ول ينأمر‬ ‫وقَد َِره‪ ،‬فل ُيحّرم شنيًئا عبث ًننا‪ ،‬ول يخلننق شنيًئا بنناط ً‬
‫بشننيء ليننس للعبنناد فيننه فننائدة؛ لّنننه ‪ -‬سننبحانه ‪ -‬أحكننم‬
‫الحاكمين‪ ،‬وهو العاِلم بما ُيصلح العباَد‪ ،‬وينفعهننم فنني العاجننل‬
‫م‪‬‬ ‫م عَِلينن ٌ‬ ‫كينن ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرّبنن َ‬‫والجننل؛ كمننا قننال ‪ -‬سننبحانه ‪ :-‬إ ِ ّ‬
‫مننا‬ ‫كي ً‬‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن عَِلي ً‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ‪ :-‬إ ِ ّ‬ ‫]النعام‪ [83 :‬وقال ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫‪] ‬النساء‪ ،[11 :‬واليات في هذا المعنى كثيرة‪.‬‬
‫مننن النندلئل القرآنيننة علننى تحريننم شنْرب النندخان‪ :‬قننوله ‪-‬‬ ‫و ِ‬
‫م‬‫ل ل َهُ ن ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ماَذا أ ُ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬‫سبحانه وتعالى ‪ -‬في كتابه الكريم‪ :‬ي َ ْ‬
‫ت‪] ‬المائدة‪ ،[4 :‬وقال في وصننف نبّينننا‬ ‫م الط ّي َّبا ُ‬ ‫ل ل َك ُ ُ‬ ‫ح ّ‬‫ل أُ ِ‬‫قُ ْ‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫من ْك َرِ وَي ُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫ف وَي َن َْهاهُ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫مُرهُ ْ‬ ‫محمد ‪ -:  -‬ي َأ ُ‬
‫ث‪ ...‬اليننة ]العننراف‪:‬‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خب َننائ ِ َ‬ ‫م عَل َي ْهِن ُ‬ ‫حنّر ُ‬ ‫ت وَي ُ َ‬ ‫م الط ّي ّب َننا ِ‬ ‫ل َهُن ُ‬
‫‪ ،[157‬فأوضح ‪ -‬سبحانه ‪ -‬في هناتين اليننتين الكريميننن أن ّننه ‪-‬‬
‫ة والشربة‬ ‫ت‪ ،‬وهي الطعم ُ‬ ‫ل لعباده إل ّ الطيبا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫سبحانه ‪ -‬لم ي ُ ِ‬
‫منننا الطعمنننة والشنننربة الضننناّرة كالمسنننكرات‬ ‫النافعنننة‪ ،‬أ ّ‬
‫دين أو‬ ‫درات‪ ،‬وسائر الطعمة والشربة الضنناّرة فنني ال ن ّ‬ ‫والمخ ّ‬
‫من الخبائث المحّرمننة‪ ،‬وقنند أجمننع‬ ‫في البدن أو العقل ‪ -‬فهي ِ‬
‫ن النندخان‬ ‫الطباُء وغيرهم من العارفين بالنندخان وأضننراِره‪ :‬أ ّ‬
‫من المشارب الضاّرة ضرًرا كبيًرا‪ ،‬وذكروا أّنه سبب لكثير من‬
‫كتة‪ ،‬وغينر ذلنك‪ ،‬فمنا كنان‬ ‫سن ْ‬ ‫المراض كالسرطان‪ ،‬ومنوت ال ّ‬
‫ك فنني تحريمننه‪ ،‬ووجننوب الحننذر منننه‪ ،‬فل‬ ‫بهذه المثابة‪ ،‬فل ش ّ‬
‫من يشربه؛ فقد قال الله ‪ -‬تعالى‬ ‫ينبغي للعاقل أن َيغتّر بكثرة َ‬
‫ض نّلو َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ض يُ ِ‬ ‫ن فِنني الْر ِ‬ ‫من ْ‬ ‫ن ت ُط ِعْ أك ْث ََر َ‬ ‫‪ -‬في كتابه المبين‪ :‬وَإ ِ ْ‬
‫ن‪‬‬ ‫صننو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م إ ِّل ي َ ْ‬‫هن ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫ن إ ِّل الظ ّن ّ‬ ‫ن ي َت ّب ِعُننو َ‬‫ل الّلنهِ إ ِ ْ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ن أك ْث ََر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هنن ْ‬ ‫بأ ّ‬ ‫سنن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ل ‪ :-‬أ ْ‬ ‫]النعام‪ ،[116 :‬وقال ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كاْلن َْعام ِ ب َ ْ‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫يسمعو َ‬
‫س نِبيل ً‪‬‬ ‫ل َ‬ ‫ضن ّ‬ ‫مأ َ‬ ‫ل هُ ْ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫قُلو َ‬ ‫ن أوْ ي َعْ ِ‬‫َ ْ َ ُ َ‬
‫]الفرقان‪.[44 :‬‬
‫خان وغيره مننن الُعصنناة فنني الصننلة‪ ،‬فل‬ ‫ما إمامة شاِرب الد ّ َ‬ ‫أ ّ‬
‫منا؛ بنل المشنروع أن ُيختناَر للمامنة‬ ‫ينبغي أن ي ُّتخنذ مثلنه إما ً‬
‫ن‬
‫دين والسننتقامة؛ ل ّ‬ ‫الخينناُر مننن المسننلمين المعروفيننن بال ن ّ‬
‫م‬‫م القننو َ‬ ‫المامة شأُنها عظيم؛ ولهذا قننال النننبي ‪» :-  -‬يننؤ ّ‬
‫مهم‬ ‫أقرؤهم لكتاب الله‪ ،‬فإن كانوا فنني القننراءة سننواًء‪ ،‬فننأعل ُ‬
‫هجننرة‪ ،‬فننإن‬ ‫مهم ِ‬ ‫س نّنة سننواًء‪ ،‬فأقنند ُ‬ ‫سّنة‪ ،‬فإن كانوا فنني ال ّ‬ ‫بال ّ‬
‫ما«)‪ ،(1‬وفي الصننحيحين‬ ‫سل ً‬‫مهم ِ‬ ‫كانوا في الهجرة سواء‪ ،‬فأقد ُ‬
‫عن النبي ‪ :-  -‬أّنه قال لمالك بن الحويرث وأصننحابه‪» :‬إذا‬
‫مكم أكننبُركم«)‪،(2‬‬ ‫ن لكننم أحنندكم‪ ،‬وليننؤ ّ‬ ‫ت الصلة فليننؤذ ّ ْ‬ ‫حضر ِ‬
‫ح إمامننة العاصنني‬ ‫لكن اختلف العلماء ‪ -‬رحمهم الله ‪ -‬هل تص ن ّ‬
‫ف‬
‫فننه؛ لضننع ِ‬ ‫والصلة خلفه؟ فقال بعضهم‪ :‬ل تصننح الصننلة خل َ‬
‫ح إمننامته‬ ‫ِدينه‪ ،‬ونقص إيمانه‪ ،‬وقال آخرون من أهل العلم‪ :‬تص ّ‬
‫حت صلُته في نفسه‪ ،‬فتصننح‬ ‫والصلة خلفه؛ لّنه مسلم قد ص ّ‬
‫وا خلننف بعننض‬ ‫ن كننثيًرا مننن الصننحابة صنل ّ ْ‬ ‫من خلفه؛ ول ّ‬ ‫صلة َ‬
‫المراء المعروفين بالظلم والفسق‪ ،‬ومنهم ابن عمننر ‪ -‬رضنني‬
‫من أظلم الناس‪.‬‬ ‫جاج‪ ،‬وهو ِ‬ ‫الله عنهما ‪ -‬قد صّلى خلف الح ّ‬
‫فه؛ لكن‬ ‫حة إمامته‪ ،‬والصلة خل َ‬ ‫وهذا هو القول الراجح‪ ،‬وهو ص ّ‬
‫ما مع القدرة على إمامة غيننره مننن أهننل‬ ‫ل ينبغي أن ي ُّتخذ إما ً‬
‫ه علننى‬‫ب مختصننر أرْدنننا منننه التنننبي َ‬ ‫الخير والصلح‪ ،‬وهذا جننوا ٌ‬
‫حكم في هاتين المسننألتين‪ ،‬وبيننان بعننض الدل ّننة علننى‬ ‫أصل ال ُ‬
‫مننن أراد‬ ‫حكننم هنناتين المسننألتين‪ ،‬ف َ‬ ‫ح العلمنناُء ُ‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد أوضن َ‬
‫ده‪.‬‬‫بسط ذلك وج َ‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬


‫‪ ()2‬متفق عليه‪.‬‬
‫قهم‬ ‫ح أحننوال المسننلمين‪ ،‬ويننوف َ‬
‫ده أن ُيصل َ‬‫والله المسؤول وح َ‬
‫عه‪ ،‬إن ّننه‬
‫جميًعا للستقامة على ِدينه‪ ،‬والحذرِ ممننا يخننالف شننر َ‬
‫جواد كريم‪.‬‬
‫وصّلى الله وسّلم على نبينا محمد وآله وصحبه‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قا إن الدخان خبيث‬ ‫ح ّ‬
‫سها وشكلها‪.‬‬ ‫طم أسا َ‬ ‫‪ -1‬خبيث؛ لّنه يفسد السنان‪ ،‬فيح ّ‬
‫‪ -2‬خبيث؛ لّنه يضّر بالفم‪ ،‬وينشر فيه الْلتهابات الخبيثة‪.‬‬
‫‪ -3‬خبيث؛ لّنه يضّر بالحْلق‪ ،‬فينشر فيه التقّرحات المنوعة‪.‬‬
‫سد الجهاز التنفسي‪.‬‬ ‫‪ -4‬خبيث؛ لّنه ُيف ِ‬
‫سد الجهاز الهضمي‪.‬‬ ‫‪ -5‬خبيث؛ لّنه يف ِ‬
‫سد الجهاز الدموي‪.‬‬ ‫‪ -6‬خبيث؛ لّنه يف ِ‬
‫سد الجهاز العصبي‪.‬‬ ‫‪ -7‬خبيث؛ لّنه يف ِ‬
‫‪ -8‬خبيث؛ لّنه يؤّثر فنني محتويننات الننرأس‪ ،‬فيفسنند التفكيننر‪،‬‬
‫وُيضِعف الدراك‪.‬‬
‫مهننا السننرطان‬ ‫‪ -9‬خبيث؛ لّنه يؤّدي إلى أمراض خطيرة‪ ،‬أعظ ُ‬
‫‪ -‬والعياذ بالله‪.‬‬
‫‪ -10‬خبيث؛ لّنه يؤّدي إلى قْتل النفس وإهلكها‪.‬‬
‫‪ -11‬خبيث؛ لْتلفه المال‪.‬‬
‫‪ -12‬خبيث في رائحته‪.‬‬
‫زيادة نسبة المراض بسبب التدخين‬
‫ن الننّرئة‪،‬‬‫م المراض التي َتزيد نسبتها بالتدخين هي سننرطا ُ‬ ‫أه ّ‬
‫وأمننراض الشننرايين الكليليننة‪ ،‬وأمننراض تضننّيق الشننرايين‪،‬‬
‫فة‪ ،‬والّلسنننان والفنننم‪ ،‬والحنجنننرة واللهننناة‪،‬‬ ‫وسنننرطان الشننن َ‬
‫والمريء والمثانة‪ ،‬والقرحة والثني عشرية‪.‬‬
‫الوفيات بسبب التدخين‬
‫ت مليننون إنسننان‬ ‫ن بريطانيننا خسننر ْ‬ ‫يقول الدكتور كيث بول‪ :‬إ ّ‬
‫منذ ُ نهايننة الح نْرب العالميننة الثانيننة بسننبب تنندخين السننجائر‪،‬‬
‫ل نهاية هننذا القنْرن إذا اسننتمّر الحننال‬ ‫خَر قب َ‬ ‫وستخسُر مليوًنا آ َ‬
‫ولم يتغّير‪.‬‬
‫ن عنندد َ الننذين يموتننون‬ ‫ل وزارة الصحة المريكي‪ :‬أ ّ‬ ‫وأعلن وكي ُ‬
‫در بنحننو ‪350‬‬ ‫في الوليات المتحدة سنوّيا بسبب التدخين‪ُ ،‬يق ن ّ‬
‫ألف شخص‪.‬‬
‫التدخين والتوقف عن العمل‬
‫طل عننن العمننل وملزمننة الفننراش فنني‬ ‫درت زيادة أيام التع ّ‬ ‫قُ ّ‬
‫الوليات المتحدة المريكّية بسبب التدخين بن ‪ 77‬مليننون يننوم‬
‫عمل‪ ،‬و ‪ 88‬مليون يوم فنني ملزمننة الفننراش‪ ،‬و ‪ 306‬ملييننن‬
‫يوم من العمل المحدود‪ ،‬وبالتالي النتاج المحدود‪.‬‬
‫‪ ()1‬للشيخ سعد ندا‪.‬‬
‫سنة‪ُ ،‬تمّثل‬‫وفي الّرجال المدخنين ما دون العمار )‪َ (64 - 45‬‬
‫نسبة التعطيل وملزمة الفننراش بسننبب التنندخين ‪ % 28‬مننن‬
‫مجموع أّيام التوّقف عن العمل‪.‬‬
‫دمات الطبي ّننة فنني العيننادات الخارجي ّننة‬‫خ ْ‬
‫وَيزيد الطلب على ال ِ‬
‫كر للناس الننذين‬ ‫والمشافي‪ ،‬ويخسر المجتمعُ من الموت المب ّ‬
‫ن العمل والنتاج‪.‬‬
‫س ّ‬
‫هم في ِ‬
‫)‪(1‬‬
‫النارجيلة‬
‫ن جننوز النارجيننل كننان‬ ‫النارجيلننة‪ :‬وهننو اسننمها الحقيقنني؛ ل ّ‬
‫دا‪ ،‬مفنناُده‬‫ما سائ ً‬ ‫ُيستعمل وعاًء لماء الركيلة‪ ،‬يزعم الناس زع ً‬
‫ف ضرًرا مننن غيرهننا‪ ،‬والواقننع غيننر ذلننك؛ فكننم‬ ‫ن الركيلة أخ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫س بسنننبب الركيلنننة مصننندورين أو مسنننمومين!‬ ‫أصنننبح أننننا ٌ‬
‫ما بأذاهننا‪ ،‬خننبيًرا بسننوء‬ ‫ل منهم عال ً‬ ‫وضحاياها كثيرون‪ ،‬وكان ك ّ‬
‫تأثيرها‪ ،‬ولكّنه كان يقول‪ :‬الموت‪ ،‬ول فراق النرجيلة لننه‪ ،‬فقنند‬
‫دخان‪ ،‬وخنع تحت لوائه‪.‬‬ ‫خضع لسلطان ال ّ‬
‫ن مدمنها يضطر إلى إطالة‬ ‫ب أذى النارجيلة إلى أ ّ‬ ‫جع أسبا ُ‬ ‫وتر ِ‬
‫شنرِبها‪ ،‬فيستنشنق عناصنر التمبناك‪ ،‬وهني‬ ‫الشهيق في أثنناء ُ‬
‫م‬
‫كا من عناصر التوتون‪ ،‬وُيضاف إلى غاز دخانهننا السننا ّ‬ ‫أشد ّ فت ً‬
‫من لنندوام احننتراق‬ ‫غنناُز الفحننم الموضننوع علننى رأسننها‪ ،‬المننؤ ّ‬
‫سموم‪ ،‬وتوّلد‬ ‫ن تشّرب نربيشها الطويل بإنقاص ال ّ‬ ‫تبِغها‪ ،‬كما أ ّ‬
‫ن ذلننك كل ّننه يجعننل‬ ‫عف مننن أذاهننا‪ ،‬إ ّ‬ ‫سموم قّتالننة فيننه ‪ُ -‬يضننا ِ‬
‫ضرَرها لمدمنها أشد ّ من غيرها من أنواع التنندخين‪ ،‬وقنند قننال‬
‫ب عمر النسي البيروتي ‪ -‬رحمه الله ‪:-‬‬ ‫في صدِدها الدي ُ‬
‫ت ب َِها‬ ‫ك وُل ِعْ ُ‬ ‫مَبا ٍ‬ ‫شي َ‬
‫شةِ ت َ ْ‬ ‫ت َّبا ل ِ ِ‬
‫كا‬ ‫ت ل ِْل ََذى َ‬
‫شَر َ‬ ‫ماَز َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ن عَهْدِ ط ُهْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫حت َُها‬
‫ن قِ ّ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مك ُْنو َ‬ ‫ج ال ْب َل ْغَ َ‬
‫ت ُهَي ّ ُ‬
‫شر ِ َ‬
‫كا‬ ‫صد ْرِ ال ْ َ‬
‫فَتى َ‬ ‫ن َ‬ ‫صاغَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫جع ُ ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫وَت َ ْ‬

‫‪ ()1‬عن كتاب "الدخينة في نظر طبيب" )ص‪.(166 :‬‬


‫تدخين النارجيلة‬
‫أو الشيشة‬
‫ن تدخين النارجيلة )الشيشننة‪ ،‬أو المداعننة‪ ،‬أو الجننراك(‬ ‫مأ ّ‬
‫رغ َ‬
‫فف من كمية القار والنيكوتين إلى ح ند ّ مننا‪ ،‬بترس نّبها علننى‬ ‫ُيخ ّ‬
‫دخان بيننن المنناء؛ إل ّ‬‫جدار اللي )القصبة( الطويل‪ ،‬وبمرور ال ن ّ‬
‫شعبية بين مدخني النارجيلة متكّررة‪ ،‬ومزمنننة‬ ‫ن الْلتهابات ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫لدى الكثيرين منهم‪.‬‬
‫مننن شننخص لخنَر؛ إذ‬ ‫وُيضاف إلى ذلك خطُر انتقننال العَنندوى ِ‬
‫ة من الشننخاص يشننتركون‬ ‫يدخن النارجيلة في العادة مجموع ٌ‬
‫س القصبة والنبوبة )اللي( من شننخص بعنند‬ ‫مل نف ُ‬ ‫فيها‪ُ ،‬تستع َ‬
‫سننل الننرئوي‬‫م تنتقل المراض المعديننة )أهمهننا ال ّ‬ ‫من ث َ ّ‬
‫آخَر؛ و َ‬
‫والْلتهابات الرئوية والشعبية( من ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫خن لخَر ‪.‬‬ ‫مد ّ‬

‫‪ ()1‬عن رسالة "التدخين وأثره على الصحة"؛ للدكتور محمد علي البار‪.‬‬
‫فتاوى في تحريم السجائر والشيشة‬
‫ة الدائمننة للبحننوث العلمينة والفتنناء‬ ‫طلعت اللجنن ُ‬ ‫س ‪ -1‬فقدِ ا ّ‬
‫دم مننن عبنندالله بننن عثمننان محمنند‪ ،‬إلننى‬ ‫على السننؤال المق ن ّ‬
‫سننماحة الرئيننس العننام‪ ،‬والمحننال إليهننا برقننم ‪ 187‬فنني‬
‫‪ 4/2/1402‬هن‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫م أم مكروه؟ وإذا‬ ‫حكم السجائر والشيشة؟ هل هو حرا ٌ‬ ‫ما هو ُ‬
‫سنّنة الرسننول ‪-  -‬‬ ‫ُ‬
‫من كتنناب اللننه و ُ‬ ‫ما أريد ُ الدليل ِ‬ ‫كان حرا ً‬
‫رم بالحج أو‬ ‫مح ِ‬ ‫من شرب السجائر والشيشة وهو ُ‬ ‫حكم َ‬ ‫ُثم ما ُ‬
‫العمرة؟ أرجو الرد ّ مع الدليل‪ ،‬وشكًرا‪.‬‬
‫مننا فنني ذلننك مننن‬ ‫م؛ ل ِ َ‬ ‫جنن ‪ -1‬شنْرب السننجائر والشيشننة حننرا ٌ‬
‫ضراَر«)‪ (1‬ولّنهما‬ ‫ضرَر ول ِ‬ ‫ي ‪» :-  -‬ل َ‬ ‫الضرر‪ ،‬وقد قال النب ّ‬
‫ت‬‫م الط ّي ّب َننا ِ‬
‫ل ل َهُن ُ‬
‫حن ّ‬ ‫من الخبائث‪ ،‬وقد قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَي ُ ِ‬
‫ث‪] ‬العراف‪ ،[157 :‬وإنفاق المال فنني‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خَبائ ِ َ‬ ‫م عَل َي ْهِ ُ‬ ‫حّر ُ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫ذلك من السراف‪ ،‬وقد نهى الله ‪ -‬تعننالى ‪ -‬عننن ذلننك فقننال‪:‬‬
‫ن‪] ‬العننراف‪ ،[31 :‬وإذا‬ ‫سنرِِفي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ّ‬‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫سرُِفوا إ ِن ّ ُ‬ ‫‪‬وَل َ ت ُ ْ‬
‫ل َِعب الشيطان بالنسان فشننربهما‪ ،‬فقنند أسنناء وعليننه التوبننة‬
‫صننل‬‫والستغفار؛ عسى أن يغفَر الله لننه ويتننوب عليننه‪ ،‬وإذا ح َ‬
‫جه ول عمرتننه‪ ،‬وص نّلى‬ ‫ج أو عمرة‪ ،‬لم يفسد ح ّ‬ ‫ذلك منه في ح ّ‬
‫ّ )‪(2‬‬
‫مد‪ ،‬وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫الله على نبّينا مح ّ‬
‫مجلة الجندي المسلم ‪ - 32‬اللجنة‪.‬‬

‫‪ ()1‬قال النووي في الربعين حننديث حسننن‪ ،‬رواه ابننن منناجه والنندارقطني‬


‫دا‪ ،‬ورواه مالك في الموطأ مرسل ً عن عمنرو بنن يحينى عنن‬ ‫وغيرهما مسن ً‬
‫أبيه عن النبي ‪ ‬فأسقط أبا سعيد‪ ،‬وله طرق يقوي بعضها بع ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫‪ ()2‬فتاوى إسلمية لجماعة من العلماء )‪.(3/95‬‬
‫حكم شرب الدخان والشيشة‬ ‫فتوى عن ُ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الشيخ‪ /‬محمد بن صالح العثيمين‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫دخان‬ ‫حكللم شللرب الل ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫من سماحتكم بيا َ‬ ‫س ‪ :2‬أرجو ِ‬
‫كر الدلة على ذلك‪:‬‬ ‫والشيشة‪ ،‬مع ذ ْ‬
‫الجواب‪:‬‬
‫شْرب الدخان محنّرم‪ ،‬وكنذلك الشيشنة‪ ،‬والندليل علنى‬ ‫جن ‪ُ :2‬‬
‫م‬‫ن ب ِك ُن ْ‬‫ه ك َننا َ‬‫ن الل ّن َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫س نك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلوا أ َن ْ ُ‬
‫ذلك قوُله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَل َ ت َ ْ‬
‫َ‬ ‫ما‪] ‬النساء‪ ،[29 :‬وقوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَل َ ت ُل ْ ُ‬
‫م‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫قنوا ب ِأْين ِ‬ ‫حي ً‬ ‫َر ِ‬
‫ب أن تننناول‬ ‫ة‪] ‬البقرة‪ ،[195 :‬وقد ث ََبت في الط ن ّ‬ ‫إ َِلى الت ّهْل ُك َ ِ‬
‫ل آخنُر‬ ‫مننا‪ ،‬ودلين ٌ‬ ‫ضّر‪ ،‬وإذا كننان مضنّرا كننان حرا ً‬ ‫م ِ‬‫هذه الشياء ُ‬
‫َ‬
‫ل الّلنن ُ‬
‫ه‬ ‫جَعنن َ‬‫م ال ِّتي َ‬ ‫وال َك ُ ُ‬
‫م َ‬‫فَهاَء أ ْ‬ ‫س َ‬‫قوُله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَل َ ت ُؤُْتوا ال ّ‬
‫ما‪] ‬النساء‪ ،[5 :‬فنهننى عننن إيتنناء السننفهاء أمواَلنننا؛‬ ‫م قَِيا ً‬‫ل َك ُ ْ‬
‫ذل الموال في شراء‬ ‫نب ْ‬ ‫بأ ّ‬ ‫لّنهم يبذرونها ويفسدونها‪ ،‬ول ري َ‬
‫دخان والشيشة أن ّننه تبننذير وإفسنناد لهننا؛ فيكننون منهي ّننا عنننه‬ ‫ال ّ‬
‫ن رسول الله ‪ -  -‬نهننى عننن‬ ‫سّنة‪ :‬أ ّ‬ ‫بدللة هذه الية‪ ،‬ومن ال ّ‬
‫ل المننوال فنني هننذه المشننروبات مننن‬ ‫إضنناعة المننال)‪ ،(1‬وب نذ ْ ُ‬
‫ن الننننبي ‪ -  -‬قنننال‪» :‬ل ضنننرَر ول‬ ‫إضننناعة المنننال؛ ول ّ‬
‫ضننرار« ‪ ،‬وتننناُول هننذه الشننياء ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن هننذه‬ ‫جب للضننرر؛ ول ّ‬ ‫مننو ِ‬ ‫ِ‬
‫دها ضاق صدُره‪،‬‬ ‫جب للنسان أن يتعّلق بها‪ ،‬فإذا ف َ‬
‫ق َ‬ ‫الشياء تو ِ‬
‫وضاقت عليه الدنيا‪ ،‬فأدخل على نفسننه أشننياَء هننو فنني غن ًننى‬
‫عنها)‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم‪.‬‬


‫‪ ()2‬حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما‪.‬‬
‫‪ ()3‬عن رسالة صفة صلة النبي ‪ ‬وبعض الفتاوى المهمة‪.‬‬
‫سؤال وجواب من الفتوى‬
‫رقم ‪ 1407‬وتاريخ ‪ 9/11/1396‬هل‬
‫خان والجراك‪ ،‬وأمثالهننا؟ وهننل‬ ‫حكم التجارةُ في الد ّ َ‬ ‫س ‪ :3‬ما ُ‬
‫ة والحج وأعمال البر من أثمانها وأرباحها؟‬ ‫دق ُ‬ ‫تجوز الص َ‬
‫ل التجارة في الدخان والجراك‪ ،‬وسائر المحّرمات؛‬ ‫ح ّ‬ ‫جن ‪ -3‬ل ت َ ِ‬
‫ي‬
‫ي‪ ،‬والّروح ن ّ‬ ‫مننا فيننه مننن الضننرر البنندن ّ‬ ‫لّنه مننن الخبننائث؛ ول ِ َ‬
‫ج‪ ،‬أو ينفننق‬ ‫دق بننه‪ ،‬أو يح ن ّ‬ ‫والمالي‪ ،‬وإذا أراد الشخص أن يتص ن ّ‬
‫حّرى الطّيب من ماِله ليتصدق‬ ‫في وجوه البّر‪ ،‬فينبغي له أن ي َت َ َ‬
‫به أو يحج به أو ينفقه في وجوه البر؛ لعموم قوله تعالى‪َ :‬يا‬
‫جن َننا‬‫خَر ْ‬ ‫مننا أ َ ْ‬ ‫م ّ‬‫م وَ ِ‬ ‫مننا ك َ َ‬
‫سنب ْت ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ط َي ّب َننا ِ‬ ‫من ْ‬
‫قوا ِ‬ ‫مُنوا أ َن ْفِ ُ‬ ‫ذي َ‬
‫نآ َ‬ ‫أي َّها ال ّ ِ َ‬
‫َ‬
‫م ب ِآ َ ِ‬ ‫َْ‬
‫ه‬
‫ذي ِ‬ ‫خنن ِ‬ ‫ست ُ ْ‬‫ن وَل َ ْ‬‫قو َ‬ ‫ه ت ُن ْفِ ُ‬
‫من ْ ُ‬
‫ث ِ‬ ‫خِبي َ‬ ‫موا ال ْ َ‬‫م ُ‬‫ض وَل َ ت َي َ ّ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ه‪ ‬الية ]البقرة‪.[267 :‬‬ ‫ضوا ِفي ِ‬ ‫م ُ‬ ‫إ ِّل أ ْ‬
‫ن ت ُغْ ِ‬
‫ل إل طي ًّبا«)‪ (1‬الحديث‪.‬‬ ‫ن الله طّيب ل يقب ُ‬ ‫وقوله ‪» :- -‬إ ّ‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصّلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه)‪.(2‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫عضو‪:‬‬ ‫عضو‪:‬‬
‫عبدالله بن منيع‬
‫عبدالله بن غديان‬
‫نائب رئيس اللجنة‬
‫الرئيس‪:‬‬
‫عبدالعزيز بن‬ ‫عبدالرزاق عفيفي‬
‫عبدالله بن باز‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪" ()2‬التدخين هذا الوباء القاتل"؛ تأليف أحمد بن عبد العزيز الحصين )ص‪:‬‬
‫‪.(41‬‬
‫التدخين في سطور‬
‫ت المكسيك وأميركا التبغَ منذ أكننثر مننن ‪ 2500‬سنننة‪،‬‬ ‫• عرف ِ‬
‫وعرفْته أوربا في القرن الخامس عشر الميلدي‪.‬‬
‫ي عن طريق تركيننا‬ ‫ت عادة ُ التدخين إلى العاَلم السلم ّ‬ ‫• انتقل ْ‬
‫حكم العثماني‪.‬‬ ‫إّبان ال ُ‬
‫ف علمنناُء السننلم ض ند ّ التنندخين من نذ ُ دخننوله إلننى بلد‬ ‫• وقَ ن َ‬
‫السلم‪ ،‬ومعظمهم ُيحّرم التبغ باستعمالته المختلفة‪.‬‬
‫فها النسننان‪،‬‬ ‫• ُيعتبر النيكوتين من أخطر السموم الننتي اكتشن َ‬
‫فيكفي مللي غرام واحد منه لقْتل النسان إذا أخ َ‬
‫ذه بالوريد‪.‬‬
‫ل إنسنان‬ ‫ت التبغ يومّيا منا معند ُّله سنيجارتان لكن ّ‬ ‫• تنتج شركا ُ‬
‫جنننس البشننري‬ ‫على وجه الرض‪ ،‬وتكفي هذه الكمية لبادة ال ِ‬
‫ت كميننة النيكننوتين الننتي تحويهننا بالورينند‪ ،‬أو عننن‬ ‫كّله لو أخننذ ْ‬
‫طريق الفم‪.‬‬
‫ن التنندخين أش ند ّ‬ ‫حة العالمية سنننة ‪ :1975‬أ ّ‬ ‫ت هيئة الص ّ‬ ‫• أعلن ْ‬
‫سننل والجننذام‪،‬‬ ‫حة النسننان مننن أمننراض ال ّ‬ ‫خطننًرا علننى صنن ّ‬
‫ة‪.‬‬
‫والطاعون والجدري مجتمع ً‬
‫جنسنّية عننند الرجننال‪،‬‬ ‫درة ال ِ‬
‫قن ِ‬
‫ن التنندخين ُيضنِعف الم ْ‬ ‫• ثبننت أ ّ‬
‫ي‬
‫ن تنندخين أ ّ‬ ‫ويسّبب الجهاض‪ ،‬وأحياًنا العقم عن ند َ النسنناء‪ ،‬وأ ّ‬
‫دين يضّر بالرضيع)‪.(1‬‬ ‫من الوال َ‬

‫‪ ()1‬من كتاب التدخين وأثره على الصحة؛ للدكتور محمد علي البار‪.‬‬
‫مراجع رسالة‬
‫)تذكير الخوان بأضرار الشيشة والدخان(‬
‫‪ - 1‬الدخينة في نظر طبيب‪.‬‬
‫‪ - 2‬التدخين وأثره على الصحة؛ للدكتور محمد بن علي البار‪.‬‬
‫كرات والمفت ّننرات؛‬ ‫‪ - 3‬الدلئل الواضحات علننى تحريننم المسن ِ‬
‫للشيخ حمود بن عبدالله التويجري‪.‬‬
‫‪ - 4‬التدخين هننذا الوبنناء القاتننل؛ تننأليف أحمنند بننن عبنندالعزيز‬
‫الحصين‪.‬‬
‫درات؛ للمؤّلف‪.‬‬ ‫كرات والمخ ّ‬ ‫‪ - 5‬من أضرار المس ِ‬
‫‪ -6‬تذكير النفوس النبيلة بأضرار الشيشة؛ للمؤلف‪.‬‬
‫‪ - 7‬فتاوى لجماعة من العلماء جن ‪.3‬‬
‫‪ -8‬رسالة "صفة صلة النبي ‪ -‬صلى الله علية وسلم ‪ -‬وبعننض‬
‫مة‪.‬‬ ‫الفتاوى المه ّ‬
‫مة؛ للشيخ محمد الصالح العثيمين‪.‬‬ ‫‪ - 9‬أسئلة مه ّ‬
‫‪ - 10‬نشرة عن التدخين؛ صادرة عن وزارة المعارف‪.‬‬
‫‪ - 11‬مجّلة الجامعة السلمية بالمدينة النبوية )عدد‪.(54 :‬‬
‫‪ -12‬مجّلة الجندي المسلم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الصفح‬ ‫الموضوع‬
‫ة‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة تتضمن شيًئا من أضرار التدخين‬
‫‪4‬‬ ‫معلومات عن أضرار التدخين‬
‫‪5‬‬ ‫موقف الدين من أضرار التدخين‬
‫‪5‬‬ ‫أثر التدخين على الصحة العامة‬
‫‪5‬‬ ‫مضار التدخين على المجتمع‬
‫‪6‬‬ ‫أثر التدخين على التحصيل الدراسي‬
‫‪6‬‬ ‫إرشادات للقلع عن عادة التدخين‬
‫‪7‬‬ ‫فتاوى في تحريم التدخين‬
‫‪11‬‬ ‫‪ - 1‬فتوى في حكم شرب الدخان أو بيعه‬
‫‪13‬‬ ‫‪ - 2‬حكم شرب الدخان وإمامة من يتجللاهر‬
‫به‬
‫‪15‬‬ ‫ح ّ‬
‫قا إن الدخان خبيث‬
‫‪15‬‬ ‫زيادة نسبة المراض بسبب التدخين‬
‫‪15‬‬ ‫الوفيات بسبب التدخين‬
‫‪15‬‬ ‫التدخين والتوقف عن العمل‬
‫‪17‬‬ ‫النارجيلة‬
‫‪18‬‬ ‫تدخين النارجيلة أو الشيشة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ - 3‬فتاوى في تحريم السجائر والشيشة‬
‫‪20‬‬ ‫‪ - 4‬فتلللوى علللن حكلللم شلللرب اللللدخان‬
‫والشيشة‬
‫‪21‬‬ ‫‪ - 5‬فتوى في حكللم التجللارة فللي الللدخان‬
‫والجراك‬
‫‪23‬‬ ‫التدخين في سطور‬
‫‪24‬‬ ‫المراجع‬
‫‪25‬‬ ‫الفهرس‬

You might also like