You are on page 1of 61

‫جمع الفقير إلى الله تعالى‬

‫عبد الله بن جار الله بن إبراهيم‬


‫الجار الله‬
‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمد للششه رب العششالمين‪ ،‬وأشششهد أن ل‬
‫إله إل الله وحششده ل شششريك لششه‪ ،‬وأشششهد أن‬
‫محمششدا عبششده ورسششوله وصششلى اللششه عليششه‬
‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫أخي المسلم اعلم أن التوكل على اللششه‬
‫والعتمششاد عليششه فششي جلششب المنششافع ودفششع‬
‫المضششار وحصششول الرزاق وحصششول النصششر‬
‫على العداء وشفاء المرضى وغير ذلك من‬
‫أهششم المهمششات وأوجششب الواجبششات‪ ،‬ومششن‬
‫صششفات المششؤمنين‪ ،‬ومششن شششروط اليمششان‪،‬‬
‫ومن أسباب قوة القلب ونشاطه‪ ،‬وطمأنينة‬
‫النفششس وسششكينتها وراحتهششا‪ ،‬ومششن أسششباب‬
‫الرزق‪ ،‬ويورث الثقششة بششالله وكفششايته لعبششده‪،‬‬
‫وهششو مششن أهششم عناصششر عقيششدة المسششلم‬
‫الصحيحة في الله تعالى‪.‬‬
‫كما يأتي في هذه الرسالة مششن نصششوص‬
‫الكتششاب العزيششز والسششنة المطهششرة‪ ،‬كمششا أن‬

‫‪3‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫التوكل والعتماد على غير اللششه تعششالى فششي‬


‫جلب نفع أو دفع ضر أو حصول نصر أو غير‬
‫ذلششك ممششا ل يقششدر عليششه إل اللششه سششبحانه‬
‫وتعششالى شششرك بششالله تعششالى ينششافي عقيششدة‬
‫التوحيد‪ ،‬لذا فقد جمعت فششي هششذه الرسششالة‬
‫ما تيسر لي جمعه في هذا الموضوع‪ ،‬وهششي‬
‫مستفادة من كلم الله تعالى‪ ،‬وكلم رسول‬
‫اللششه ‪ ‬وكلم المحققيششن مششن أهششل العلششم‪،‬‬
‫أسأل الله تعالى بأسمائه الحسششنى وصششفاته‬
‫العلى أن ينفع بهششا مششن كتبهششا أو طبعهششا أنششو‬
‫قرأهششششا أو سششششمعها وأن يوفقنششششا وجميششششع‬
‫المسلمين إلى التوكل والعتمششاد عليششه فششي‬
‫أمور ديننا ودنيانا وآخرتنا وهششو حسششبنا ونعششم‬
‫الوكيششل ول حششول ول قششوة إل بششالله العلششي‬
‫العظيم وصلى الله وسلم على نبينششا محمششد‬
‫وعلى آله وأصحابه أجمعين ‪.‬‬
‫المؤلف‬

‫‪4‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫باب في اليقين والتوكل‬


‫مممما َرَأى‬ ‫ول َ ّ‬ ‫قششششال اللششششه تعششششالى‪َ  :‬‬
‫ممما‬ ‫ذا َ‬ ‫همم َ‬ ‫قمماُلوا َ‬ ‫ب َ‬ ‫حممَزا َ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫مُنممو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ه‬
‫صممدَقَ اللمم ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سممول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عممدََنا اللمم ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ماًنممما‬ ‫م ِإل ِإي َ‬ ‫هممم ْ‬ ‫مممما َزادَ ُ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫سمممول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ما‪] ‬الحزاب‪.[22 :‬‬ ‫سِلي ً‬ ‫وت َ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫همم ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قمما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقششال تعششالى‪ :‬اّلمم ِ‬
‫م‬ ‫كمم ْ‬‫عمموا ل َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫قممدْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنمما َ‬ ‫س إِ ّ‬ ‫الّنمما ُ‬
‫قمماُلوا‬ ‫و َ‬ ‫ماًنمما َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫همم ْ‬ ‫فَزادَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬‫شمم ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫قل َُبوا‬ ‫فممان ْ َ‬ ‫ل* َ‬ ‫كي ُ‬ ‫و ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ع َ‬‫ون ِ ْ‬‫ه َ‬ ‫سب َُنا الل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫س ُ‬‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ف ْ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫ب ِن ِ ْ‬
‫ذو‬ ‫ه ُ‬ ‫والل م ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل م ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ضم َ‬ ‫ر ْ‬
‫عوا ِ‬ ‫وات ّب َ ُ‬‫سوءٌ َ‬ ‫ُ‬
‫ظيمممم ٍ ‪] ‬آل عمششششران‪،173 :‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ضممم ٍ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫‪.[174‬‬
‫ي‬‫حمم ّ‬ ‫عَلممى ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬‫وت َ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫ت ‪] ‬الفرقان‪.[58 :‬‬ ‫مو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ل‬ ‫وك ّ ِ‬ ‫فل ْي َت َ َ‬‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫و َ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫ن‪] ‬إبراهيم‪.[11 :‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫كمم ْ‬
‫ل‬ ‫و ّ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫عَز ْ‬‫ذا َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫ه‪] ‬آل عمران‪.[159 :‬‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫َ‬

‫‪5‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫واليشششات فشششي المشششر بالتوكشششل كشششثيرة‬


‫ل‬‫و ك ّم ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫مم ْ‬ ‫معلومششة‪ ،‬وقششال تعششالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ه ‪] ‬الطلق‪.[3 :‬‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫َ‬
‫مممما‬ ‫أي كششششافيه‪ ،‬وقششششال تعششششالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ت‬ ‫جَلمم ْ‬ ‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫ذا ذُك َِر الل ُ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ه‬
‫م آي َمممات ُ ُ‬ ‫هممم ْ‬ ‫ت َ َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫قل ُممموب ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ذا ت ُل ِي َممم ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ن‬ ‫وك ُّلممو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫على َرب ّ ِ‬
‫و َ َ‬ ‫ماًنا َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫ه ْ‬‫َزادَت ْ ُ‬
‫‪] ‬النفال‪.[2 :‬‬
‫واليشششات فشششي فضشششل التوكشششل كشششثيرة‬
‫معروفة‪.‬‬
‫وأما الحاديث‪:‬‬
‫‪ -1‬الول‪ :‬عششن ابششن عبششاس رضششي اللششه‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول اللششه ‪» ‬عرضممت‬
‫علممي المممم‪ ،‬فرأيممت النممبي ومعممه‬
‫الرهيمممط‪ ،‬والنمممبي ومعمممه الرجمممل‬
‫والرجلن‪ ،‬والنبي وليس معه أحممد إذ‬
‫رفع لي سواد عظيم)‪ (1‬فظننت أنهممم‬
‫أممممتي‪ ،‬فقيمممل لمممي‪ :‬همممذا موسمممى‬
‫وقممومه‪ ،‬ولكممن انظممر إلممى الفممق‪،‬‬

‫)( أي‪ :‬أشخاص كثيرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫فنظممرت فممإذا سممواد عظيممم‪ ،‬فقيممل‬


‫لممي‪ :‬انظممر إلممى الفممق الخممر‪ ،‬فممإذا‬
‫سواد عظيم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هممذه أمتممك‪،‬‬
‫ومعهم سممبعون ألفمما يممدخلون الجنممة‬
‫بغير حساب ول عذاب« ثم نهض فششدخل‬
‫منزلششه‪ ،‬فخششاض النششاس فششي أولئك الششذين‬
‫يدخلون الجنة بغير حساب ول عذاب‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم‪ :‬فلعلهم الذين صششحبوا رسششول اللششه‬
‫‪ ‬وقال بعضهم‪ :‬فلعلهم الششذين ولششدوا فششي‬
‫السششلم‪ ،‬فلششم يشششركوا بششالله شششيًئا وذكششروا‬
‫أشياء فخرج عليهشم رسشول اللشه ‪ ‬فقشال‪:‬‬
‫»ممما الممذي تخوضممون فيممه«؟ فششأخبره‬
‫فقشششال‪» :‬همممم المممذين ل يرقمممون‪ ،‬ول‬
‫يسمممترقون)‪ (1‬ول يتطيمممرون وعلمممى‬
‫ربهم يتوكلون« فقام عكاشة بن محصن‬
‫فقششال‪ :‬ادع اللششه أن يجعلنششي منهششم فقششال‪:‬‬
‫»أنت منهم« ثششم قششالم رجششل آخششر فقششال‪:‬‬
‫ادع الله أن يجعلني منهم‪ ،‬فقال‪» :‬سممبقك‬

‫)( أي ل يطلبشششون الرقيشششة مشششن غيرهشششم‪ ،‬ول‬ ‫‪1‬‬

‫يتطيرون أي‪ :‬ل يتشاءمون بالطيور ونحوها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫بها عكاشة« متفق عليه)‪.(1‬‬


‫»الرهيط« بضم الششراء‪ ،‬تصششغير رهششط‪،‬‬
‫وهششم دون عشششرة أنفششس‪ ،‬والفششق‪ ،‬الناحيششة‬
‫والجانب‪ ،‬و»عكاشة« بضم العيشن وتشششديد‬
‫الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح‪.‬‬
‫‪ -2‬الثاني‪ :‬عشن ابششن عبشاس رضشي اللشه‬
‫عنهما أيضا أن رسششول اللششه ‪ ‬كششان يقششول‪:‬‬
‫»اللهممم لممك أسمملمت وبممك آمنممت‪،‬‬
‫وعليممك تمموكلت‪ ،‬وإليممك أنبممت‪ ،‬وبممك‬
‫خاصمت)‪ (2‬اللهم إني أعمموذ بعزتممك ل‬
‫إلممه إل أنممت أن تضمملني أنممت الحممي‬
‫المممذي ل يمممموت‪ ،‬والجمممن والنمممس‬
‫يموتون« متفق عليه)‪ (3‬وهذا لفظ مسششلم‪،‬‬
‫واختصره البخاري‪.‬‬
‫‪ -3‬الثالث‪ :‬عن ابششن عبششاس رضششي اللششه‬

‫)( البخاري )‪ (130 /10‬مسلم )‪ (220‬ولفظة‬ ‫‪1‬‬

‫يرقون انفرد بهششا مسششلم‪ ،‬وهششي شششاذة وانظششر‬


‫الفتح )‪.(354 /11‬‬
‫)( أسششلمت‪ :‬أي استسششلمت لحكمششك وأمششرك‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأنيت رجعت إلششى عبادتششك والقبششال علششى مششا‬


‫يقرب منك وبك خاصمت أعداء الدين‪.‬‬
‫)( البخاري )‪ (101 /11‬ومسلم )‪.(2717‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ضا قال‪ :‬حسبنا الله ونعششم الوكيششل‪،‬‬ ‫عنهما أي ً‬


‫قالها إبراهيم ‪ ‬حين ألقي في النار‪ ،‬وقالها‬
‫م‬‫هم ُ‬ ‫ل لَ ُ‬‫قمما َ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫محمد ‪ ‬حين قالوا‪ :‬ال ّ ِ‬
‫م‬ ‫عمموا ل َ ُ‬
‫كمم ْ‬ ‫م ُ‬
‫ج َ‬ ‫قممدْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنمما َ‬ ‫س إِ ّ‬‫الّنمما ُ‬
‫قمماُلوا‬ ‫و َ‬‫ماًنمما َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫همم ْ‬ ‫فَزادَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬‫شمم ْ‬‫خ َ‬
‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ل‪ ،‬رواه‬ ‫كيمم ُ‬‫و ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عمم َ‬ ‫ون ِ ْ‬
‫ه َ‬‫سممب َُنا الّلمم ُ‬‫ح ْ‬
‫َ‬
‫البخاري)‪.(1‬‬
‫وفي رواية له عن ابن عباس رضي الله‬
‫عنهما قال‪ :‬كان آخر قول إبراهيششم ‪ ‬حيششن‬
‫ألقي في النار‪ :‬حسبي الله ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪ -4‬الرابع‪ :‬عشن أبششي هريشرة رضششي اللشه‬
‫عنششه عششن النششبي ‪ ‬قششال‪» :‬يمدخل الجنممة‬
‫أقمموام أفئدتهممم مثممل أفئدة الطيممر«‬
‫رواه مسلم)‪.(2‬‬
‫قيششل‪ :‬معنششاه متوكلششون‪ ،‬وقيششل‪ :‬قلششوبهم‬
‫رقيقة‪.‬‬
‫‪ -5‬الخامس‪ :‬عن جابر رضششي اللششه عنششه‬
‫أنه غزا مع النششبي ‪ ‬قبششل نجششد‪ ،‬فلمششا قفششل‬
‫رسششول اللششه ‪ ‬قفششل معهششم‪ ،‬فششأدركتهم‬

‫)( البخاري )‪.(172 /8‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( برقم )‪.(2840‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫القافلة في واد كثير العضششاه فنششزل رسششول‬


‫الله ‪ ‬وتفرق النششاس يسششتظلون بالشششجر‪،‬‬
‫ونزل رسول الله ‪ ‬تحت سمرة‪ ،‬فعلق بها‬
‫سششيفه‪ ،‬ونمنششا نومششة فششإذا رسششول اللششه ‪‬‬
‫يدعونا‪ ،‬وإذا عنده أعرابي فقال‪» :‬إن هممذا‬
‫اخمممترط علمممى سممميفي وأنممما نمممائم‪،‬‬
‫فاستيقظ وهو في يده صمملتا‪ ،‬قممال‪:‬‬
‫من يمنعممك منممي؟ قلممت‪ :‬اللممه‪ ،‬ثلثمما‬
‫ولم يعاقبه وجلس « متفق عليه)‪.(1‬‬
‫وفي رواية‪ :‬قال جششابر‪ :‬كنششا مششع رسششول‬
‫اللششه ‪ ‬بششذات الرقششاع)‪ (2‬فششإذا أتينششا علششى‬
‫شجرة ظليلة تركناها لرسول الله ‪ ‬فجششاء‬
‫رجل من المشركين وسيف رسول اللششه ‪‬‬
‫معلق بالشجرة‪ ،‬فاخترطه فقششال‪ :‬تخششافني؟‬
‫قال‪» :‬ل« قال‪ :‬فمششن يمنعششك منششي؟ قششال‪:‬‬
‫»الله«‪.‬‬
‫وفي روايششة أبششي بكششر السششماعيلي فششي‬

‫)( البخاري )‪ (71 /6‬ومسلم )‪.(843‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أي بغزوة ذات الرقاع‪ ،‬وسميت بذلك لنهم‬ ‫‪2‬‬

‫رقعوا فيها راياتهم وقيل‪ :‬لن أقششدامهم نقبششت‬


‫فكانوا يلفون عليها الخرق‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫صحيحه‪ ،‬قال‪ :‬من يمنعك منششي؟ قششال‪ :‬اللششه‬


‫قال‪ :‬فسقط السيف من يده فأخششذ رسششول‬
‫اللشششه ‪ ‬السشششيف فقشششال‪» :‬مممن يمنعممك‬
‫مني؟« فقال‪ :‬كن خير آخذ فقال‪» :‬تشهد‬
‫أن ل إله إل الله‪ ،‬وأني رسول الله؟«‬
‫قششال‪ :‬ل‪ ،‬ولكنششي أعاهششدك أن ل أقاتلششك ول‬
‫أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله‪ ،‬فششأتى‬
‫أصحابه فقال‪ :‬جئتكم من عند خير الناس‪.‬‬
‫قوله‪ :‬قفل‪ ،‬أي‪ :‬رجع والعضششاه‪ ،‬الشششجر‬
‫الذي له شوك والسمرة بفتح السششين وضششم‬
‫الميم‪ :‬الشجرة من الطلح وهي العظام من‬
‫شجرة العضاه‪ ،‬واخترط السششيف‪ ،‬أي‪ :‬سششله‬
‫وهو في يده‪ ،‬صلتا‪ ،‬أي مسششلول‪ ،‬وهششو بفتششح‬
‫الصاد وضمها‪.‬‬
‫‪ -6‬السادس‪ :‬عن عمر رضششي اللششه عنششه‬
‫قال‪ :‬سششمعت رسششول اللششه ‪ ‬يقششول‪» :‬لو‬
‫أنكم تتوكلون علممى اللممه حممق تمموكله‬
‫لرزقكممم كممما يممرزق الطيممر‪ ،‬تغممدو‬
‫)‪(1‬‬
‫صا وتروح بطان ًمما« رواه الترمششذي‬
‫خما ً‬
‫)( الترمذي )‪ (2345‬وأخرجشه أحمشد )‪(30 /1‬‬ ‫‪1‬‬

‫وابن ماجه )‪ (4164‬وإسناده صحيح‪ ،‬وصششححه‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬


‫معنششاه تششذهب أول النهششار خماصششا‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ضششامرة البطششون مششن الجششوع‪ ،‬وترجششع آخششر‬
‫النهار بطانا‪ :‬أي ممتلئة البطون‪.‬‬
‫‪ -7‬السابع‪ :‬عن أبششي عمششارة الششبراء بششن‬
‫عازب رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول اللششه‬
‫‪» ‬يمما فلن إذا أويممت إلممى فراشممك‬
‫)‪(1‬‬
‫فقل‪ :‬اللهم أسمملمت نفسممي إليممك‬

‫الحاكم )‪ (318 -4‬قال السششيوطي فششي قششوت‬


‫المغتذي‪ :‬ليس فششي هششذا الحششديث دللششة علششى‬
‫القعود عششن الكسششب‪ ،‬بششل فيششه مششا يششدل علششى‬
‫طلب الرزق لن الطيششر إذا غششدت فإنهششا تغششدو‬
‫لطلب الرزق‪ ،‬وإنما أراد والله أعلم‪ ،‬لو توكلوا‬
‫علشششى اللشششه تعشششالى فشششي ذهشششابهم ومجيئهشششم‬
‫وتصرفهم ورأوا أن الخير بيده ومن عنده‪ ،‬لششم‬
‫ينصششرفوا إل سششالمين غششانمين‪ ،‬كششالطير تغششدو‬
‫صا‪ ،‬وتعششود بطان ًششا‪ ،‬لكنهششم يعتمششدون علششى‬
‫خما ً‬
‫قشششوتهم وجلشششدهم‪ ،‬ويغششششون ويكشششذبون ول‬
‫ينصحون‪ ،‬وهذا خلف التوكل‪.‬‬
‫)( أي جعلتهششا منقششادة لششك‪ ،‬طائعششة لحكمششك‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫راضششية بقضششائك قانعششة بقششدرك وألجششأت‪ ،‬أي‪:‬‬


‫أسندت ظهري إليك‪ ،‬أي‪ :‬إلى حفظك‪ ،‬ورغبششة‬
‫ورهبة إليك‪ ،‬أي طمًعا في ثوابشك‪ ،‬وخوفًششا مشن‬
‫عقابششك‪ ،‬وقششوله ‪ ‬علششى الفطششرة‪ ،‬أي‪ :‬علششى‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمممري‬


‫إليممك‪ ،‬وألجممأت ظهممري إليممك‪ ،‬رغبممة‬
‫ورهبة إليك‪ ،‬ل ملجأ ول منجممى منممك‬
‫إل إليك‪ ،‬آمنت بكتابممك الممذي أنزلممت‪،‬‬
‫ونبيك الممذي أرسمملت‪ ،‬فإنممك إن مممت‬
‫مممن ليلتممك مممت علممى الفطممرة‪ ،‬وإن‬
‫أصبحت أصبت خيًرا « متفق عليه)‪.(1‬‬
‫وفي رواية فششي الصششحيحين عششن الششبراء‬
‫قال‪ :‬قششال لششي رسششول اللششه ‪» ‬إذا أتيت‬
‫مضجعك فتوضأ وضوءك للصمملة‪ ،‬ثممم‬
‫اضممطجع علممى شممقك اليمممن وقممل‪:‬‬
‫وذكر نحوه‪ ،‬ثم قممال‪ :‬واجعلهممن آخممر‬
‫ما تقول«‪.‬‬
‫‪ -8‬الثامن‪ :‬عن أبي بكر الصديق ‪-‬رضي‬
‫الله عنه‪ -‬عنه عبد الله بن عثمان بششن عششامر‬
‫بن عمر بن كعب بن سعد بن تيششم بششن مشرة‬
‫ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي‬
‫رضششي اللششه عنششه وهششو وأبششوه وأمششه صششحابة‬
‫رضي الله عنهششم قششال‪ :‬نظششرت إلششى أقششدام‬
‫اليمان‪.‬‬
‫)( البخاري )‪ (94 ،93 /11‬ومسلم )‪.(2381‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫المشششركين ونحششن فششي الغششار وهششم علششى‬


‫رءوسنا فقلت‪ :‬يا رسول الله لو أن أحششدهم‬
‫نظر تحت قدميه لبصرنا‪ ،‬فقال‪» :‬ما ظنك‬
‫)‪(1‬‬
‫يمما أبمما بكممر بمماثنين اللممه ثالثهممما؟«‬
‫متفق عليه)‪.(2‬‬
‫‪ -9‬التاسع‪ :‬عن أم المششؤمنين أم سششلمة‪،‬‬
‫واسشششمها هنشششد بنشششت أبشششي أميشششة حذيفشششة‬
‫المخزوميششة‪ ،‬رضششي اللششه عنهششا أن النششبي ‪‬‬
‫كان إذا خرج مششن بيتششه قششال‪» :‬بسم اللممه‬
‫توكلت على الله‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫أن أضل)‪(3‬أو أضممل أو أزل أو أزل‪ ،‬أو‬
‫أظلممم أو أظلممم‪ ،‬أو أجهممل أو يجهممل‬
‫علمممي« حششششديث صششششحيح رواه أبششششو داود‬

‫)( أي‪ :‬بالنصششر والمعونششة والحفششظ أيصششيبهما‬ ‫‪1‬‬

‫ضيم؟‬
‫)( البخاري )‪ (10 ،9 /7‬ومسلم )‪.(2381‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أن أضل‪ :‬بفتح أوله وكسر الضششاد المعجمششة‬ ‫‪3‬‬

‫أي‪ :‬أغيب عششن معششالي المششور‪ ،‬أو أضششل بضششم‬


‫ففتح‪ ،‬أي يضلني غيري‪ ،‬أو أزل‪ ،‬بفتح فكسششر‪،‬‬
‫أي‪ :‬أزل عشششن الطريشششق المسشششتقيمة‪ ،‬أو أزل‪،‬‬
‫بضم ففتح أي‪ :‬يستولي علي مششن يزلنششي عششن‬
‫معالي المور إلى سفاسفها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫والترمذي)‪ (1‬وغيرهما بأسانيد صحيحة‪ ،‬قششال‬


‫الترمذي‪ :‬حديث حسششن صششحيح وهششذا لفششظ‬
‫أبي داود‪.‬‬
‫‪ -10‬العاشر‪ :‬عن أنشس رضشي اللشه عنشه‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» ‬من قممال يعنششي‬
‫إذا خششرج مششن بيتششه – بسم اللممه تمموكلت‬
‫على الله‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله‪،‬‬
‫يقممال لممه‪ :‬هممديت وكفيممت ووقيممت‪،‬‬
‫وتنحمى عنمه الشميطان« رواه أبششو داود‬
‫والترمششذي‪ ،‬والنسششائي)‪ (2‬وغيرهششم‪ ،‬وقششال‬
‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ ،‬زاد أبو داود فيقول‪:‬‬
‫يعنششي الشششيطان لشششيطان آخششر‪ :‬كيششف لششك‬
‫برجل قد هدي وكفى ووقي؟‬
‫‪ -11‬الحششادي عشششر‪ :‬وعششن أنششس رضششي‬
‫الله عنه قال‪ :‬كان أخوان علششى عهششد النششبي‬
‫‪ ‬وكششان أحششدهما يششأتي النششبي ‪ ‬والخششر‬
‫)( أبشششششو داود )‪ (5094‬والترمشششششذي )‪(3423‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأخرجه النسائي )‪ (268 /8‬وأحمد )‪،306 /6‬‬


‫‪،318‬شش ‪ (322‬وابششن مششاجه )‪ (3884‬وإسششناده‬
‫صحيح‪.‬‬
‫)( أبشششششو داود )‪ (5095‬والترمشششششذي )‪(3422‬‬ ‫‪2‬‬

‫وصححه ابن حبان )‪.(2375‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫يحششترف فشششكا المحششترف أخششاه للنششبي ‪‬‬


‫)‪(1‬‬
‫فقال‪» :‬لعلك ترزق به« رواه الترمششذي‬
‫بإسناد صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫يحترف يكتسب ويتسبب)‪.(2‬‬

‫)( الترمذي )‪ (2346‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ريشاض الصشالحين للمشام النشووي )‪(81-76‬‬ ‫‪2‬‬

‫بتحقيق شعيب الرنؤوط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫فصل‬
‫وإ ِّيا َ‬
‫ك‬ ‫عب ُدُ َ‬ ‫ومن منازل ‪‬إ ِّيا َ‬
‫ك نَ ْ‬
‫ن‪‬‬ ‫عي ُ‬‫ست َ ِ‬
‫نَ ْ‬
‫منزلة التوكل‬
‫قال الله تعالى‪:‬‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ْت ُم ْ‬ ‫وك ّل ُمموا إ ِ ْ‬‫فت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َممى اللم ِ‬ ‫و َ‬‫‪َ ‬‬
‫ن ‪] ‬المائدة‪.[23 :‬‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫عل َممى الل ّ م ِ‬
‫ه‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ م ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬‫مم ْ‬‫و َ‬ ‫وقششال‪َ  :‬‬
‫ه‪] ‬إبراهيم‪.[12 :‬‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬‫ف ُ‬‫َ‬
‫و‬‫هم َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َممى الل م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّم ْ‬
‫وقششال‪ :‬ي َت َ َ‬
‫ه ‪] ‬الطلق‪.[3 :‬‬ ‫سب ُ ُ‬‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫عل َْيمم َ‬‫وقششال عششن أوليششائه‪َ :‬رب َّنمما َ‬
‫ت َوك ّل َْنا وإل َي َ َ‬
‫صمميُر ‪‬‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وإ ِل َْيمم َ‬‫ك أن َب َْنا َ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫]الممتحنة‪.[4 :‬‬
‫ن‬‫ممم ُ‬‫ح َ‬ ‫و الّر ْ‬ ‫همم َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫وقال لرسششوله‪ُ  :‬‬
‫وك ّل َْنا‪] ‬الملك‪.[29 :‬‬ ‫ه تَ َ‬‫عل َي ْ ِ‬‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫مّنا ب ِ ِ‬ ‫آ َ‬
‫عَلممى‬ ‫ل َ‬ ‫كمم ْ‬ ‫و ّ‬ ‫فت َ َ‬‫وقششال لرسششوله ‪َ :‬‬
‫ن ‪] ‬النمششل‪:‬‬ ‫مِبي ِ‬ ‫ق ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬
‫الل ِ‬
‫‪.[79‬‬
‫عَلممى اللمم ِ‬
‫ه‬ ‫ل َ‬ ‫كمم ْ‬ ‫و ّ‬ ‫وقشششال لشششه‪َ  :‬‬
‫وت َ َ‬

‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫كيل ً ‪] ‬النساء‪.[81 :‬‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فى ِبالل ِ‬ ‫وك َ َ‬ ‫َ‬


‫ي‬ ‫حمم ّ‬ ‫عَلممى ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫كمم ْ‬ ‫و ّ‬ ‫وت َ َ‬ ‫وقششال لششه‪َ  :‬‬
‫ه‪‬‬ ‫د ِ‬ ‫مممم ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫سمممب ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫ممممو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫اّلممم ِ‬
‫]الفرقان‪.[58 :‬‬
‫ل‬‫وك ّم ْ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مم َ‬ ‫عَز ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف مإ ِ َ‬ ‫وقششال لششه‪َ  :‬‬
‫ن‪‬‬ ‫وك ِّلي َ‬ ‫مت َ م َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫َ‬
‫]آل عمران‪.[159 :‬‬
‫ما ل ََنا َأل‬ ‫و َ‬ ‫وقال عن أنبيائه ورسله‪َ  :‬‬
‫سممب ُل ََنا‪‬‬ ‫داَنا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ق دْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ َ‬ ‫ن َت َ َ‬
‫]إبراهيم‪.[12 :‬‬
‫قمما َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال عن أصحاب نبيه ‪‬ال ّم ِ‬
‫عمموا‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫قممدْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنمما َ‬ ‫س إِ ّ‬ ‫م الّنمما ُ‬ ‫همم ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫ماًنممما‬ ‫م ِإي َ‬ ‫هممم ْ‬ ‫فَزادَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫شممم ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫كممم ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ل‪‬‬ ‫كي م ُ‬ ‫و ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عم َ‬ ‫ون ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سب َُنا الل م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫]آل عمران‪.[173 :‬‬
‫ذا‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّلمم ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫وقال‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ت‬ ‫ذا ت ُل ِي َ م ْ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قل ُمموب ُ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫جل َ م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ذُك َِر الل ُ‬
‫عل َممى‬ ‫و َ‬ ‫مان ًمما َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫هم ْ‬ ‫ه َزادَت ْ ُ‬ ‫م آي َممات ُ ُ‬ ‫هم ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ن ‪] ‬النفال‪.[2 :‬‬ ‫وك ُّلو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫والقرآن مملوء من ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫وفششي الصششحيحين فششي حششديث السششبعين‬


‫ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب‪» ،‬هم‬
‫الممذين ل يسممترقون‪ ،‬ول يتطيممرون‪،‬‬
‫ول يكتوون‪ ،‬وعلممى ربهممم يتوكلممون«‬
‫وفي صحيح البخاري عن ابن عبششاس رضششي‬
‫اللششه عنهمششا قششال‪» :‬حسممبنا اللممه ونعممم‬
‫المموكيلن قالهمما إبراهيممم صمملى اللممه‬
‫عليمه وسملم حيمن ألقمي فمي النمار‪،‬‬
‫ن‬‫وقالهمما محمممد ‪ ‬حيممن قممالوا‪‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬ ‫خ َ‬
‫شم ْ‬ ‫م َ‬
‫فا ْ‬ ‫عمموا ل َك ُم ْ‬
‫م ُ‬
‫ج َ‬ ‫ق مد ْ َ‬‫س َ‬ ‫الن ّمما َ‬
‫ه‬
‫س مب َُنا الل م ُ‬
‫ح ْ‬‫قمماُلوا َ‬ ‫و َ‬
‫مان ًمما َ‬‫م ِإي َ‬ ‫ه ْ‬
‫فَزادَ ُ‬ ‫َ‬
‫ل ‪.‬‬ ‫كي ُ‬‫و ِ‬ ‫م ال ْ َ‬‫ع َ‬
‫ون ِ ْ‬ ‫َ‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬أن رسول الله ‪ ‬كان‬
‫يقول‪» :‬اللهم لك أسلمت وبك آمنممت‪،‬‬
‫وعليممك تمموكلت‪ ،‬وإليممك أنبممت‪ ،‬وبممك‬
‫خاصمت‪ ،‬اللهم إني أعمموذ بعزتممك‪ ،‬ل‬
‫إلممه إل أنممت‪ ،‬أن تضمملني أنممت الحممي‬
‫المممذي ل يمممموت والجمممن والنمممس‬
‫يموتون«‪.‬‬
‫وفي الترمذي عن عمر رضي اللششه عنششه‬

‫‪1‬‬
‫‪9‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫عا‪» :‬لو أنكم تتوكلون علممى اللممه‬ ‫مرفو ً‬


‫حق توكله لرزقكم كما يرزق الطيممر‪،‬‬
‫صمما وتممروح بطاًنمما« وقششال‬ ‫تغممدو خما ً‬
‫الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫وفي السنن عن أنششس رضششي اللششه عنششه‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» ‬من قال يعني‬
‫إذا خرج من بيته بسممم اللممه‪ ،‬تمموكلت‬
‫على الله‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله‪،‬‬
‫يقممال لممه‪ :‬هممديت ووقيممت وكفيممت‪،‬‬
‫فيقول الشيطان لشيطان آخر‪ :‬كيف‬
‫لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟«‬
‫التوكششل نصششف الششدين‪ ،‬والنصششف الثششاني‬
‫النابة فإن الدين اسششتعانة وعبششادة فالتوكششل‬
‫هو الستعانة والنابة هي العبادة‪.‬‬
‫ومنزلتششه‪ :‬أوسششع المنششازل وأجمعهششا‪ ،‬ول‬
‫تشششزال معمشششورة بالنشششازلين لسشششعة متعلشششق‬
‫التوكششل‪ ،‬وكششثرة حششوائج العششالمين وعمششوم‬
‫التوكششل‪ ،‬ووقششوعه مششن المششؤمنين والكفششار‬
‫والبرار‪ ،‬والفجار والطير والوحش والبهائم‪،‬‬
‫فأهل السموات والرض المكلفون وغيرهششم‬

‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫في مقام التوكل‪ ،‬وإن تباين متعلق توكلهم‪،‬‬


‫فأولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في اليمان‪،‬‬
‫ونصرة دينه‪ ،‬وإعلء كلمتششه‪ ،‬وجهششاد أعششدائه‪،‬‬
‫وفي محابه وتنفيذ أوامره‪.‬‬
‫ودون هشششؤلء مشششن يتوكشششل عليشششه فشششي‬
‫استقامته في نفسه‪ ،‬وحفظ حاله مششع اللششه‪،‬‬
‫غا عن الناس‪.‬‬ ‫فار ً‬
‫ودون هؤلء من يتوكل عليه في معلششوم‬
‫يناله منه‪ ،‬من رزق أو عافية‪ ،‬أو نصششر علششى‬
‫عدو‪ ،‬أو زوجة أو ولد‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫ودون هؤلء من يتوكل عليه في حصول‬
‫الثشششم والفشششواحش‪ ،‬فشششإن أصشششحاب هشششذه‬
‫المطششالب ل ينالونهششا غالًبششا إل باسششتعانتهم‬
‫بالله وتوكلهم عليششه‪ ،‬بششل قششد يكششون تششوكلهم‬
‫أقوى من توكل كثير من أصحاب الطاعات‪،‬‬
‫ولهشششذا يلقشششون أنفسشششهم فشششي المتشششالف‬
‫والمهالك‪ ،‬معتمدين على اللششه أن يسششلمهم‪،‬‬
‫ويظفرهم بمطالبهم‪.‬‬
‫فأفضششل التوكششل التوكششل فششي الششواجب‬
‫أعني‪ :‬واجب الحق‪ ،‬وواجب الخلق‪ ،‬وواجب‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫النفس وأوسعه وأنفعه‪ :‬التوكل فششي التششأثير‬


‫في الخارج في مصشلحة دينيشة‪ ،‬أو فشي دفشع‬
‫مفسدة دينية‪ ،‬وهو توكل النبياء فششي إقامششة‬
‫ديششن اللششه‪ ،‬ودفششع فسششاد المفسششدين فششي‬
‫الرض‪ ،‬وهذا توكل ورثتهم‪ ،‬ثششم النششاس بعششد‬
‫في التوكل على حسب همهم ومقاصششدهم‪،‬‬
‫فمن متوكل على اللششه فششي حصششول الملششك‬
‫ومن متوكل في حصول رغيف‪ ،‬ومن صششدق‬
‫توكله على الله في حصول شيء ناله‪ ،‬فششإن‬
‫كششان محبوًبششا لششه مرضششيات كششانت لششه فيششه‬
‫العاقبشششة المحمشششودة وإن كشششان مسشششخو ً‬
‫طا‬
‫ضشا كشان مشا حصشل لشه بتشوكله مضشرة‬ ‫مبغو ً‬
‫حششا حصششلت لششه مصششلحة‬ ‫عليه‪ ،‬وإن كششان مبا ً‬
‫التوكل دون مصششلحة مششا توكششل فيششه إن لششم‬
‫يستغن به على طاعته والله أعلم)‪.(1‬‬

‫)( مششدارج السششالكين لبششن القيششم )‪-112 /2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (114‬بتحقيق محمد حامد الفقي رحمه الله‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫خلق التوكل على الله تعالى‬


‫المسلم ل يرى التوكل على الله تعششالى‬
‫في جميع أعماله واجب ًششا خلقي ًششا فحسششب بششل‬
‫يراه فريضة دينيششة‪ ،‬ويعششده عقيششدة إسششلمية‬
‫وذلششك لمششر اللششه تعششالى بششه فششي قششوله‪:‬‬
‫م‬‫ن ك ُن ْت ُممم ْ‬‫وك ّل ُممموا إ ِ ْ‬‫فت َ َ‬‫ه َ‬ ‫عل َمممى اللممم ِ‬‫و َ‬‫‪َ ‬‬
‫ن ‪] ‬المشششششائدة‪ [23 :‬وقشششششوله‪:‬‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫ممممم ْ‬‫ُ‬
‫ن‪‬‬ ‫من ُممو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ل ال ْ ُ‬
‫كمم ِ‬‫و ّ‬ ‫فل ْي َت َ َ‬‫ه َ‬‫عَلى الل ِ‬ ‫و َ‬‫‪َ ‬‬
‫]التغششابن‪ [13 :‬لهششذا كششان التوكششل المطلششق‬
‫على الله سبحانه وتعالى جششزًءا مششن عقيششدة‬
‫المؤمن بالله تعالى‪.‬‬
‫والمسششلم إذ يششدين للششه تعششالى بالتوكششل‬
‫عليه‪ ،‬والطراح الكامششل بيششن يششديه‪ ،‬ل يفهششم‬
‫من التوكل مششا يفهمششه الجششاهلون بالسششلم‪،‬‬
‫وخصوم عقيششدة المسششلمين مششن أن التوكششل‬
‫مجشششرد كلمشششة تلوكهشششا اللسشششن‪ ،‬ول تعيهشششا‬
‫القلششوب‪ ،‬وتتحششرك بهششا الشششفاه‪ ،‬ول تفهمهششا‬
‫العقششول‪ ،‬أو تترواهششا الفكششار‪ ،‬أو هششو نبششذ‬
‫السباب‪ ،‬وتششرك العمششل‪ ،‬والقنششوع والرضششى‬
‫بششالهون والششدون تحششت شششعار التوكششل علششى‬
‫دا بششل‬ ‫الله‪ ،‬والرضا بما تجري به القدار ل أب ً‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫المسلم يفهششم التوكششل الششذي هششو جششزء مششن‬


‫إيمانه وعقيدته أنه طاعة لله بإحضششار كافششة‬
‫السباب المطلوبششة لي عمششل مششن العمششال‬
‫التي يريد مزاولتها والدخول فيها‪ ،‬فل يطمع‬
‫في ثمرة بدون أن يقدم أسششبابها‪ ،‬ول يرجششو‬
‫نتيجة مششا بششدون أن يضششع مقششدمتها‪ ،‬غيششر أن‬
‫موضششوع إثمششار تلششك السششباب‪ ،‬وإنتششاج تلششك‬
‫المقدمات يفوضه إلى الله سششبحانه وتعششالى‬
‫إذ هو القادر عليه دون سواه‪.‬‬
‫ذا هششو عمششل‬ ‫فالتوكششل عنششد المسششلم إ ً‬
‫وأمششل‪ ،‬مششع هششدوء قلششب وطمأنينششة نفششس‪،‬‬
‫واعتقاد جازم أن ما شاء الله كششان ومششا لششم‬
‫يشششأ لششم يكششن‪ ،‬وأن اللششه ل يضششيع أجششر مششن‬
‫أحسن عم ً‬
‫ل‪.‬‬
‫والمسلم إذ يؤمن بسنن الله في الكون‬
‫فيعشششد للعمشششال أسشششبابها المطلوبشششة لهشششا‪،‬‬
‫ويستفرغ الجهششد فششي إحضششارها وإكمالهششا ل‬
‫دا أن السباب وحدها كفيلة بتحقيق‬ ‫يعتقد أب ً‬
‫الغششراض‪ ،‬وإنجششاح المسششاعي‪ ،‬ل‪ ،‬بششل يششرى‬
‫وضع السباب أكثر من شيء أمششر اللششه بششه‪،‬‬
‫يجب أن يطاع فيه كما يطاع في غيره ممششا‬

‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫يششأمر بششه وينهششى عنششه‪ ،‬أمششا الحصششول علششى‬


‫النتائج والفوز بالرغششائب فقششد وكششل أمرهمششا‬
‫إلى الله تعالى‪ ،‬إذ هو القادر على ذلك دون‬
‫غيره‪ ،‬وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لششم‬
‫يكن‪ ،‬فكم من عامل كششادح لششم يأكششل ثمششرة‬
‫عمله وكدحه وكم من مزارع لششم يحصششد مششا‬
‫زرع‪.‬‬
‫ومششن هنششا كششانت نظششرة المسششلم إلششى‬
‫السباب‪ ،‬أن العتماد عليها وحدها واعتبارها‬
‫هي كل شششيء فششي تحقيششق المطلشوب كفشر‬
‫وشششرك‪ ،‬يتششبرأ منهششا‪ ،‬وأن تششرك السششباب‬
‫المطلوبة لي عمل وإهمالها وهو قادر على‬
‫إعششدادها وإيجادهششا فسششق ومعصششية يحرمهششا‬
‫ويستغفر الله تعالى منها‪.‬‬
‫والمسلم في نظرته هذه إلششى السششباب‬
‫مستمد فلسفتها مششن روح إسششلمه وتعششاليم‬
‫نبيه محمد ‪ ‬فرسول الله كان في حروبششه‬
‫الطويلة العديدة ل يخوض معركة حشتى يعشد‬
‫لها عدتها ويهييء لها أسششبابها‪ ،‬فيختششار حششتى‬
‫مكان المعركة‪ ،‬وزمانها فقد أثر عنه ‪ ‬أنششه‬
‫كان ل يشن غارة في الحر إل بعششد أن يششبرد‬

‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫الجو‪ ،‬ويتطلف الهواء مششن آخششر النهششار‪ ،‬بعششد‬


‫أن يكون قد رسششم خطتششه‪ ،‬ونظششم صششفوفه‪،‬‬
‫وإذا فرغ من كل السباب المادية المطلوبة‬
‫لنجاح المعركة رفع يديه سائل الله عز وجل‬
‫»اللهمممم منمممزل الكتممماب ومجمممري‬
‫السممحاب وهممازم الحممزاب اهزمهممم‬
‫وانصرنا عليهم«)‪ (1‬وكذلك كان هششديه ‪‬‬
‫في الجمع بين السششباب الماديششة والروحيششة‪،‬‬
‫ثم يعلق أمر نجاحه على ربه‪ ،‬وينيط فلحششه‬
‫وفوزه بمشيئة موله هذا مثال‪.‬‬
‫ومثال آخر‪ :‬فقد انتظر ‪ ‬أمر ربششه فششي‬
‫الهجرة إلى المدينة بعد أن هاجر إليهششا جششل‬
‫أصشششحابه‪ ،‬وجشششاءه الذن مشششن اللشششه تعشششالى‬
‫بششالهجرة فمششا هششي الترتيبششات الششتي اتخششذها‬
‫رسول الله ‪ ‬لهجرته إنها‪:‬‬
‫‪ -1‬إحضششار رفيششق مششن خيششر الرفقششاء أل‬
‫وهو صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنششه‬
‫ليصحبه في طريق إلى داره الهجرة‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد زاد السفر من طعام وشراب‪،‬‬
‫ربطته أسماء بنششت أبششي بكشر بنطاقهششا حششتى‬
‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫لقبت بذات النطاقين‪.‬‬


‫‪ -3‬إعداد راحلة ممتششازة للركششوب عليهششا‬
‫في هذا السفر الشاق الطويل‪.‬‬
‫‪ -4‬إحضشششار خريشششت )جغرافشششي( عشششالم‬
‫بمسششالك الطريششق ودروبهششا الششوعرة ليكششون‬
‫دليل وهاديا في هذه الرحلة الصعبة‪.‬‬
‫‪ -5‬ولمششا أراد أن يخششرج مششن بيتششه الششذي‬
‫طوقه العششدو وحاصششره فيششه حششتى ل ينفلششت‬
‫منه أمر ‪ ‬ابن عمه علششي بششن أبششي طششالب‬
‫رضي الله عنه أن ينام على فراشششه تمويهششا‬
‫على العدو الذي ما برح ينتظر خروجششه مششن‬
‫المنزل ليفتك به ثم خرج وترك العدو ينتظر‬
‫قشومه مشن فراششه الششذي يششتراءى لهشم مشن‬
‫خلل شقوق الباب‪.‬‬
‫‪ -6‬لما طلبه المشركون واشتدوا وراءه‬
‫يبحثون عنه وعن صاحبه أبششي بكششر الصششديق‬
‫الذي فر معه‪ ،‬أوى إلى غار ثور فششدخل فيششه‬
‫ليستتر عن أعين طالبيه الناقمين الحششادقين‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -7‬لما قال له أبششو بكششر‪ :‬لششو أن أحششدهم‬

‫‪2‬‬
‫‪7‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫نظر تحت قدمه لبصرنا يا رسول الله قششال‬


‫له‪» :‬ما ظنك باثنين الله ثالثهما«؟‪.‬‬
‫فمن خلل هذه الحادثة التي تجلت فيها‬
‫حقششائق اليمششان والتوكششل معششا يشششاهد أن‬
‫الرسول ‪ ‬كان ل ينكر السباب‪ ،‬ول يعتمششد‬
‫عليها‪ ،‬وأن آخر السششباب للمششؤمن إطراحششه‬
‫بين يدي الله‪ ،‬وتفويضه أمره إليششه فششي ثقششة‬
‫واطمئنان إن الرسول ‪ ‬لما استنفذ جميششع‬
‫الوسائل في طلب النجاة حتى حشر نفسششه‬
‫التي طلب النجاة لها في غار مظلم تسششكنه‬
‫العقارب والحيششات‪ ،‬قششال فششي ثقششة المششؤمن‬
‫ويقين المتوكل لصاحبه لما ساوره الخششوف‪:‬‬
‫»ل تحزن إن الله معنا‪ ،‬ما ظنك يا أبا‬
‫بكر باثنين الله ثالثهما«؟)‪.(1‬‬
‫ومشششن هشششذا الهشششدي النبشششوي والتعليشششم‬
‫المحمدي اقتبس المسلم نظرتششه تلششك إلششى‬
‫عا ول متنطًعا‪،‬‬ ‫السباب‪ ،‬فليس هو فيها مبتد ً‬
‫وإنما هو مؤتس ومقتد‪.‬‬
‫أما العتماد على النفس فإن المسلم ل‬

‫)( رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪8‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫يفهم منه ما يفهمه المحجوبششون بمعاصششيهم‬


‫عن أنفسهم من أنه عبارة عن قطع الصششلة‬
‫بالله تعالى‪ ،‬وأن العبد هو الخششالق لعمششاله‪،‬‬
‫والمحقششق لكسششبه وأربششاحه‪ ،‬بنفسششه وأنششه ل‬
‫دخششل اللششه فششي ذلششك‪ ،‬تعششالى اللششه عمششا‬
‫يتصورون‪.‬‬
‫وإنما المسلم إذ يقول بوجوب العتمششاد‬
‫على الله في الكسب والعلم يريد بذلك أنششه‬
‫ل يظهر افتقاره إلى أحد غير الله‪ ،‬ول يبشدي‬
‫احتياجه إلى غير موله فإذا أمكنه أن يقششوم‬
‫بنفسه على عمله فإنه ل يسنده إلى غيششره‪،‬‬
‫وإذا أتششى لششه أن يسششد حششاجته بنفسششه فل‬
‫يطلب معونة غيره‪ ،‬ول مساعدة أحد سششوى‬
‫الله‪ ،‬لما فششي ذلششك مششن تعلششق القلششب بغيششر‬
‫الله‪ ،‬وهو ما ل يحبه المسلم ول يرضاه‪.‬‬
‫والمسششلم فششي هششذا هششو سششالك درب‬
‫الصششالحين‪ ،‬ومششاض علششى سششنن الصششديقين‪،‬‬
‫فقد كان أحدهم إذا سقط سوطه مششن يششده‬
‫وهو راكششب علششى فرسششه ينششزل إلششى الرض‬
‫ليتناوله بنفسه ول يطلب من أحد أن ينششاوله‬

‫‪2‬‬
‫‪9‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫إياه‪ ،‬وقد كان رسول الله ‪ ‬يبششايع المسششلم‬


‫إقامششة الصششلة وإيتششاء الزكششاة‪ ،‬وأن ل يسششأل‬
‫أحدا حاجته غير الله تعالى‪,.‬‬
‫والمسلم إذ يعيششش علششى هششذه العقيششدة‬
‫من التوكل على الله والعتماد عليششه يغششذي‬
‫عقيدته هذه وينمي خلقه ذاك بإيراد خاطره‬
‫من الششوقت إلششى الششوقت علششى هششذه اليششات‬
‫القرآنية والحاديث النبوية التي استمد منهششا‬
‫عقيدته‪ ،‬واستوحى منها خلقششه وذلششك لقششول‬
‫ذي‬ ‫ي اّلمم ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬‫وت َ َ‬‫الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ت‪] ‬الفرقان‪ [58 :‬وقولهك ‪‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬
‫ن ‪] ‬آل عمششران‪:‬‬ ‫وك ِّلي َ‬‫مت َم َ‬‫ب ال ْ ُ‬
‫حم ّ‬‫ه يُ ِ‬‫الل م َ‬
‫‪ ،[159‬وكقششول الرسششول ‪» :‬لممو أنكممم‬
‫تتوكلون على الله حق توكله لرزقتم‬
‫صا وتممروح‬ ‫كما يرزق الطير تغدو خما ً‬
‫بطاًنا«)‪ ،(1‬وقوله إذا خرج من بيته »بسممم‬
‫الله تمموكلت علممى اللممه ول حممول ول‬
‫قوة إل بالله«)‪ ،(2‬وقوله في السبعين ألًفا‬

‫)( الترمذي وحسنه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أبو داود والنسائي والترمذي‪ ،‬وحسششنه‬ ‫‪2‬‬

‫وصححه ابن حبان‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪0‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫الذين يدخلون الجنة بغير حساب ول عششذاب‬


‫»هم الذي ل يسترقون‪ ،‬ول يكتمموون‪،‬‬
‫ول يتطيممممممرون وعلممممممى ربهممممممم‬
‫يتوكلون«)‪.(2)(1‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( منهاج المسلم لبششي بكششر الجششزائري )‪،156‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.(160‬‬

‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫التوكل على الله من أسباب‬


‫الرزق‬
‫عن عمر بن الخطاب‪ ،‬رضششي اللششه عنششه‬
‫عششن النششبي ‪ ‬قششال‪» :‬لو أنكممم توكلممون‬
‫على اللممه حممق تمموكله‪ ،‬لرزقكممم كممما‬
‫صمما‪ ،‬وتممروح‬ ‫يممرزق الطيممر‪ ،‬تغممدو خما ً‬
‫بطان ًممما« رواه المشششام أحمشششد والترمشششذي‬
‫والنسائي وابن ماجه‪ ،‬وابن حبششان والحششاكم‪،‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫هذا الحديث أصششل عظيششم فششي التوكششل‪،‬‬
‫ه‬ ‫ق الل م َ‬ ‫ن ي َت ّ م ِ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬‫وقد قال اللششه تعششالى‪َ  :‬‬
‫ث‬ ‫حْيمم ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬‫وي َْرُز ْ‬ ‫جا * َ‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬‫ع ْ‬ ‫ج َ‬‫يَ ْ‬
‫ه‬‫عل َممى الل م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّم ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫مم ْ‬ ‫و َ‬‫ب َ‬ ‫سم ُ‬ ‫حت َ ِ‬
‫ل يَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫فهو حس مبه إن الل مه بممال ِ ُ َ‬
‫ق مدْ‬ ‫ر ِ‬ ‫مم ِ‬‫غأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ ُ ُ ِ ّ‬
‫قدًْرا‪] ‬الطلق‪:‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ل ِك ُ ّ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬‫َ‬
‫‪،2‬ش ‪ [3‬وحقيقششة التوكششل هششو اعتمششاد القلششب‬
‫على الله عز وجل فششي اسششتجلب المصششالح‬
‫ودفع المضار‪ ،‬قال سعيد بن جبير‪» :‬التوكل‬
‫جماع اليمان«‪ ،‬وفي حديث ابن عباس عششن‬
‫النششبي ‪ ‬قششال‪» :‬مممن سممره أن يكممون‬

‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫أقمموى النمماس فليتوكممل علممى اللممه«‪،‬‬


‫وفششي الششدعاء المششأثور‪ :‬اللهششم إنششي أسششألك‬
‫صشدق التوكششل عليششك‪ ،‬اللهشم اجعلنشي ممششن‬
‫توكل عليك فكفيته‪.‬‬
‫واعلم أن التوكل ل ينششافي السششعي فششي‬
‫السباب‪ ،‬إن الطير تغشدو فششي طلشب رزقهششا‬
‫فممي‬ ‫ة ِ‬ ‫داب ّ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬ ‫وقد قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ْ َ‬
‫م‬‫عَلمم ُ‬
‫وي َ ْ‬ ‫همما َ‬ ‫ق َ‬‫رْز ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫عَلممى الّلمم ِ‬ ‫ض إ ِّل َ‬
‫الْر ِ‬
‫ب‬ ‫في ك ِت َمما ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫ها ك ُ ّ‬ ‫ع َ‬‫ودَ َ‬
‫ست َ ْ‬
‫م ْ‬
‫و ُ‬‫ها َ‬
‫قّر َ‬‫ست َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‪] ‬هود‪ [6 :‬قال يوسف بششن أسششباط‪:‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ُ‬
‫كششان يقششال‪ :‬اعمششل عمششل رجششل ل ينجيششه إل‬
‫عملشه‪ ،‬وتوكشل توكشل رجشل ل يصشيبه إل مشا‬
‫كتب له في حديث ثوبان عن النبي ‪» ‬إن‬
‫العبد ليحرم الرزق بالذنب تصيبه«)‪.(1‬‬
‫وفي حششديث جششابر عششن النششبي ‪» ‬لن‬
‫تموت نفممس حممتى تسممتكمل رزقهمما‪،‬‬
‫فمماتقوا اللممه وأجملمموا فممي الطلممب‪،‬‬
‫خذوا ما حل‪ ،‬ودعوا ما حرم«)‪ (2‬وقشششال‬
‫)( رواه أحمشد والنسشائي بإسشناد صشحيح وابشن‬ ‫‪1‬‬

‫حبان والحاكم وصححه وأقره الذهبي‪.‬‬


‫)( رواه ابن ماجه والحاكم وقال‪ :‬صحيح علششى‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ابششن عبششاس‪ :‬كششان أهششل اليمششن يحجششون ول‬


‫يششتزودون ويقولششون‪ :‬نحششن المتوكلششون فششإذا‬
‫قدموا مكة سألوا النششاس فششأنزل اللششه هششذه‬
‫خْيممَر الممّزاِد‬
‫ن َ‬ ‫دوا َ‬
‫فممإ ِ ّ‬ ‫و ُ‬ ‫اليشششة‪َ  :‬‬
‫وَتممَز ّ‬
‫وى‪] ‬البقرة‪ [197 :‬وقال معاوية بن‬ ‫الت ّ ْ‬
‫ق َ‬
‫قرة‪ :‬لقي عمر بن الخطاب ناسششا مششن أهششل‬
‫اليمشششن فقشششال مشششن أنتشششم؟ قشششالوا‪ :‬نحشششن‬
‫المتوكلون‪ ،‬قال‪» :‬بل أنتششم المتششأكلون إنمششا‬
‫المتوكل الذي يلقي حبه في الرض ويتوكل‬
‫على الله« وقششد قششال النششبي ‪» ‬المممؤمن‬
‫القمموي خيممر وأحممب إلممى اللممه مممن‬
‫المممؤمن الضممعيف وفممي كممل خيممر‪،‬‬
‫احرص على ما ينفعك واستعن بممالله‬
‫ول تعجز‪ ،‬وإن أصابك شيء فل تقممل‬
‫لو أني فعلممت كممذا لكممان كممذا‪ ،‬ولكممن‬
‫قل‪ :‬قدر الله وما شاء فعل‪ ،‬فإن لممو‬
‫تفتح عمل الشيطان« رواه مسلم)‪.(1‬‬
‫وما ينبغي أن يعلم‪ ،‬ما قاله طائفششة مششن‬

‫شرط مسلم‪.‬‬
‫)( محاسششن الششدين علششى متششن الربعيششن ‪454‬‬ ‫‪1‬‬

‫وانظر جامع العلوم والحكم )‪.(379‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫العلمششاء‪ ،‬وهششو‪ :‬أن اللتفششات إلششى السششباب‬


‫شرك فششي التوحيششد‪ ،‬ومحششو السششباب تكششون‬
‫أسشباب نقشص فشي العقشل‪ ،‬والعشراض عشن‬
‫السباب بالكلية قششدح فششي الشششرع‪ ،‬ومعنششى‬
‫التوكل والرجاء يتألف مششن وجششوب التوحيششد‬
‫والعقل والشرع)‪.(1‬‬

‫)( شرح العقيدة الطحاوية )‪.(520‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫‪5‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫التوكل في السلم‬
‫نشاط وعمل ل قعود وكسل‬
‫يريد السلم من حششث المسششلمين علششى‬
‫التوكل أن يعتزوا بربهششم الششذي منششه العششزة‪،‬‬
‫وأن يكششون الواحششد منهششم فششي عملششه الششذي‬
‫ما‬‫اعتقده نافًعا وصواًبا‪ ،‬وعششزم عليششه‪ ،‬مقششدا ً‬
‫دا عن التردد ل يخشى الصعاب ول‬ ‫جريًئا بعي ً‬
‫يهاب غير خالقه‪ ،‬ونكتفششي بهششذا القششدر ههنششا‬
‫من غرض الدين مششن تشششريع التوكششل علششى‬
‫الله ونسوق للقارئ آيات مششن القششرآن تششبين‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬قشششال اللشششه تعشششالى فشششي سشششورة آل‬
‫َ‬ ‫ت َ‬
‫ن‬‫م أ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫طائ ِ َ‬
‫فَتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ّ‬‫عمران‪ :‬إ ِذْ َ‬
‫عَلممى اللمم ِ‬
‫ه‬ ‫و َ‬‫ممما َ‬ ‫ه َ‬‫ول ِي ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫واللمم ُ‬ ‫شممل َ‬ ‫ف َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن ‪] ‬آل عمشششران‪:‬‬ ‫من ُمممو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ل ال ْ ُ‬ ‫فل ْي َت َ َ‬
‫وك ّممم ِ‬ ‫َ‬
‫‪. [122‬‬
‫أمر للمؤمنين بالتوكل على الله بعششد أن‬
‫ذكر أن طائفتين مششن المششؤمنين فششي غششزوة‬
‫أحد همتا بششالرجوع والجبششن حيششن رجششع ابششن‬
‫أبي مع بعض المنافقين فحفظ اللششه قلششوب‬

‫‪3‬‬
‫‪6‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫المؤمنين‪ ،‬من هذا الجبششن وأمرهششم بالثبششات‬


‫والقدام‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال تعالى في السورة نفسها الية‬
‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫ذا‬ ‫فممإ ِ َ‬ ‫ممم ِ‬ ‫فممي ال ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫وْر ُ‬ ‫شمما ِ‬ ‫‪َ  159‬‬
‫ه ‪ ‬أمششر اللششه‬ ‫عل َممى الل م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫عَز ْ‬ ‫َ‬
‫نبيه ‪ ‬إذا عزم على أن أمر أن يمضي فيه‬
‫ويتوكل على الله ل على مشاورتهم والعزم‬
‫قصششد المضششاء‪ ،‬والحششزم جششودة النظششر فششي‬
‫المششر وتنقيحششه والحششذر مششن الخطششأ فيششه‪،‬‬
‫والمشاورة من الحزم‪.‬‬
‫ض‬ ‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف مأ َ ْ‬ ‫‪ -3‬وفششي سششورة النسششاء‪َ  :‬‬
‫ه‬ ‫فى ِبممالل ِ‬ ‫وك َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫كيل ً ‪] ‬النساء‪.[81 :‬‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ممم َ‬ ‫ن ِ‬ ‫جل ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قمما َ‬ ‫وفششي المششائدة ‪َ ‬‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫ممما‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫م اللمم ُ‬ ‫عمم َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫فو َ‬ ‫خمما ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫اّلمم ِ‬
‫ممموهُ‬ ‫خل ْت ُ ُ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫ف مإ ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫م ال ْب َمما َ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫خُلوا َ َ‬ ‫ا دْ ُ‬
‫وك ّل ُمموا‬ ‫فت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َممى الل م ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫غال ُِبو َ‬ ‫م َ‬ ‫فإ ِن ّك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪.‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ه‬
‫مممو ُ‬ ‫خل ْت ُ ُ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫ف مإ ِ َ‬ ‫انظروا إلى قششوله‪َ  :‬‬
‫وك ّل ُمموا‬ ‫فت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َممى الل م ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫غال ُِبو َ‬ ‫م َ‬ ‫فإ ِن ّك ُ ْ‬ ‫َ‬

‫‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ن ‪] ‬المائدة‪.[23 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬


‫ممما‬ ‫و َ‬ ‫‪ -5‬وفي العراف‪ :‬قول شعيب‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شمماءَ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫همما ِإل أ ْ‬ ‫في َ‬ ‫عودَ ِ‬ ‫ن نَ ُ‬ ‫ن ل ََنا أ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ممما‬ ‫عل ْ ً‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫شم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َرب َّنا ك ُم ّ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َرب َّنا َ‬ ‫الل ُ‬
‫وك ّل َْنا‪] .‬العراف‪[89 :‬‬ ‫ه تَ َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫َ‬
‫حممموا‬ ‫جن َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫‪ -6‬وفششششي النفششششال‪َ  :‬‬
‫ه‬‫عل َممى الل م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ح لَ َ‬ ‫جن َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫س ل ْم ِ َ‬ ‫ِلل ّ‬
‫‪].‬النفال‪[61 :‬‬
‫صيب ََنا ِإل‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ -7‬وفي التوبة‪ُ  :‬‬
‫عل َممى‬ ‫و َ‬ ‫ولن َمما َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫هم َ‬ ‫ه ل َن َمما ُ‬ ‫ب الل م ُ‬ ‫ما ك َت َ َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬التوبششة‪:‬‬ ‫مُنممو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫كمم ِ‬ ‫و ّ‬ ‫فل ْي َت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل م ِ‬
‫‪.[51‬‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما آ َ‬ ‫ف َ‬ ‫‪ -8‬وفي يونس‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫مم ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫و ٍ‬ ‫خم ْ‬ ‫عل َممى َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ِ‬ ‫و ِ‬ ‫قم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ِإل ذُّر ي ّ ٌ‬
‫ن‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫و َ َ‬
‫وإ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫هممم ْ‬ ‫فت ِن َ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫هممم ْ‬ ‫ملئ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫عممم ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ه لَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ممم َ‬ ‫وإ ِّنمم ُ‬ ‫ض َ‬ ‫في ال ْر ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫عا ٍ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ِ‬
‫وم ِ‬ ‫قم ْ‬ ‫سممى ي َمما َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن* َ‬ ‫في َ‬ ‫ر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫وك ُّلمموا‬ ‫ه تَ َ‬ ‫عل َْيمم ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ِبممالل ِ‬ ‫من ْت ُ ْ‬ ‫مآ َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫عَلممى‬ ‫قمماُلوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مي َ‬ ‫سممل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ُْتمم ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ة‬‫فت َْنمم ً‬ ‫عل َْنمما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫وك ّل َْنمما َرب َّنمما ل ت َ ْ‬ ‫ه تَ َ‬ ‫اللمم ِ‬

‫‪3‬‬
‫‪8‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ك‬ ‫مت ِم َ‬ ‫ح َ‬ ‫ج ن َمما ب َِر ْ‬ ‫ون َ ّ‬ ‫ن* َ‬ ‫مي َ‬ ‫وم ِ الظّممال ِ ِ‬ ‫قم ْ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫ن ‪] .‬يششونس‪-83 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫وم ِ ال ْك َمما ِ‬ ‫قم ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫‪.[86‬‬
‫‪ -9‬وفي هود حكى الله عن هششود قششوله‪:‬‬
‫ن*‬ ‫ظممُرو ِ‬ ‫م ل ت ُن ْ ِ‬ ‫عا ُثمم ّ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫دوِني َ‬ ‫كي ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫م‪‬‬ ‫كمم ْ‬ ‫وَرب ّ ُ‬ ‫ه َرّبي َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وك ّل ْ ُ‬ ‫إ ِّني ت َ َ‬
‫]هود‪.[56 :‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫وعششن شششعيب قششوله‪ :‬وما أ ُ‬
‫ري مدُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أُ َ‬
‫د‬
‫ري ُ‬ ‫ن أ ِ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هاك ُ ْ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫خال ِ َ‬
‫مممما‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ُ‬ ‫سمممت َطَ ْ‬ ‫مممما ا ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صمممل َ‬ ‫ِإل ال ِ ْ‬
‫ت ‪.‬‬ ‫وك ّل ْ ُ‬ ‫ه َتمم َ‬ ‫عل َْيمم ِ‬ ‫ه َ‬ ‫قي ِإل ِبممالل ِ‬ ‫في ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َتمم ْ‬
‫]هود‪.[88 :‬‬
‫ه‬ ‫س ل َم ُ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫‪ -10‬وفي النحل‪ 99 :‬إ ِن ّ ُ‬
‫عَلممى‬ ‫و َ‬ ‫مُنمموا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عَلممى اّلمم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ٌ‬ ‫سممل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪,‬‬ ‫وك ُّلو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫ممما‬ ‫ل َ‬ ‫قم ْ‬ ‫‪ -11‬وفششي الفرقششان‪ُ  :58 :‬‬
‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫شمماءَ‬ ‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ر ِإل َ‬ ‫جم ٍ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مم ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫وك ّم ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫س مِبيل ً * َ‬ ‫ه َ‬ ‫خ مذَ إ ِل َممى َرب ّم ِ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ح‬‫سممب ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫مممو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫ي اّلمم ِ‬ ‫حمم ّ‬ ‫عَلممى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه ‪.‬‬ ‫د ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ن‬ ‫فممإ ِ ْ‬ ‫‪ -12‬وفششي الشششعراء‪َ  :217 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪9‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ن‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ريءٌ ِ‬ ‫ل إ ِّني ب َ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ك َ‬ ‫و َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬


‫حيم ِ ‪.‬‬ ‫ز الّر ِ‬ ‫زي ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫* َ‬
‫ع‬ ‫ول ت ُطِ ِ‬ ‫‪ -13‬وفششي الحششزاب ‪َ  :48‬‬
‫م‬ ‫همم ْ‬‫ذا ُ‬ ‫ع أَ َ‬ ‫و دَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مَنمما ِ‬ ‫وال ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كمما ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كيل ً‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فى ِبممالل ِ‬ ‫وك َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -14‬وفي غافر ‪ :44‬حكاية لقول مؤمن‬
‫ل‬ ‫قممو ُ‬ ‫ممما أ َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س مت َذْك ُُرو َ‬ ‫ف َ‬ ‫آل فرعششون‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫وأ ُ َ‬
‫ه‬‫ن اللمم َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ري إ َِلى الل ِ‬ ‫م ِ‬‫ضأ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ت‬ ‫سمي َّئا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫قمماهُ اللم ُ‬ ‫و َ‬ ‫ف َ‬‫عب َمماِد * َ‬ ‫صيٌر ِبال ْ ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫مك َُروا‪.‬‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫فقششد ظهششر مششن سششياق هششذه اليششات أن‬
‫المر بالتوكششل أو الخبششار بششه لتثششبيت القلششب‬
‫وعششدم الكششتراث بالمخششاوف وللمضششي فششي‬
‫تنفيذ العزم بالعتماد على الله‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫النتيجة‬
‫نتيجة هششذا البحششث يششا أخششي المسششلم أن‬
‫التوكششل علششى اللششه مبعششث قششوة العزيمششة‬
‫والثبشششات ودفشششع الشششتردد والنكشششوص عشششن‬
‫المطششالب‪ ،‬وهششو لششذلك عششدة روحيششة للنجششح‬
‫وقوة معنوية وهو للنفس سششكون وطمأنينششة‬
‫ذلك أن صاحبه يوقن أنه قد أوى إلششى ركششن‬
‫شديد وأنه وضع أصله حيث يجب أن يوضششع‬
‫بعد بذله جهده فششي مباشششرة السششبب الششذي‬
‫أرشده إليه خالق السباب وملهششم التمسششك‬
‫به فيكون لقوة يقنه أثرها في نفسه فيظششل‬
‫ثابًتا على إمضاء أمره وقصد الوصششول إلششى‬
‫الغاية كالطود ل يتزحزح‪ ،‬فششإذا قششام بششدعوة‬
‫ما ل‬‫إلى الحق متوكل ً علششى اللششه مضششى قششد ً‬
‫دا من خلق الله لن المتوكل عليه‬ ‫يتهيب أح ً‬
‫والششذي عليششه المعششول هششو رب الخلششق وهششو‬
‫مالششك نواصششيهم فيقششوم بتلششك الششدعوة مششع‬
‫التوكل على الله حششق القيششام ويكششون عششونه‬
‫على النجح توكله‪.‬‬
‫وإذا قاتششل أعششداء الحششق لنصششرة الحششق‬

‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫قششويت نفسششه‪ ،‬وضششوعفت شششجاعته وزاده‬


‫التوكششل كششل سششماحة ببششذل نفسششه فكششان‬
‫المسلم المتوكل على الله في القتال يعدل‬
‫اثنين أو أكثر من ذلك‪ ،‬وهذا هو سر انتصششار‬
‫المسشششلمين الوليشششن علشششى مشششن يكشششثرهم‬
‫دا‪.‬‬
‫ويفوقهم عد ً‬
‫ولذلك قال أحد الفضلء المعاصرين لنا‪:‬‬
‫إنهششم إذا قششالوا لششم يتقششدم الشششرقيون الن‬
‫لتوكلهم على الله فأقول المر على العكس‬
‫وهو أن تأخر الشرقيين لعدم تششوكلهم علششى‬
‫الله‪ ،‬إذ أن التوكل يشورث المسشلمين العشزة‬
‫فل يعتمششد أحششدهم علششى ذي جششاه وسششلطان‬
‫حششتى يششذل لششذي الجششاه ول يعتمششد علششى‬
‫شجاعته وزاده التوكل سماحة ببششذل نفسششه‬
‫]فكششان أنششت ظششالم[)‪ ،(1‬ومششن هششذه صششفتهم‬
‫فجدير بهم التقدم والسيادة والمجششد والعششز‬
‫الدائم‪.‬‬
‫وإذن فنحن في هذا العصر طغت علينششا‬
‫المادة وأعوزتنا القوة الروحية قششوة التوكششل‬
‫)( زيادة غير مفهومة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫على الله فأخفقنا في كثير مششن أمورنششا ولششو‬


‫توكلنا على الله لكان الله حسبنا وكافينا مششا‬
‫يهمنا‪:‬‬
‫و‬
‫همم َ‬ ‫ه َ‬
‫ف ُ‬ ‫عَلممى الل م ِ‬
‫ل َ‬ ‫و ّ‬
‫كمم ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫ممم ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ه ‪] ‬الطلق‪.[3 :‬‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬
‫ولو توكلنا على الله حششق تششوكله لرزقنششا‬
‫صا وتروح بطاًنششا‪،‬‬ ‫كما يرزق الطير تغدو خما ً‬
‫ولمكننا من نواصي أعدائنا ولسششخر لنششا مششا‬
‫أودعه في ملكششه مششن قششوى ومنششافع‪ ،‬وعلششى‬
‫الجملة لكنا العلين فششي هششذه الحيششاة وفششي‬
‫الحياة الباقية‪.‬‬
‫نسششأل اللششه سششبحانه الششذي يعطششي مششن‬
‫يشششاء ويمنششع مششن يشششاء أن يمنحنششا وإيششاكم‬
‫التوفيق للتوكل عليه سبحانه‪ ،‬التوكل الششذي‬
‫يرضاه جل جلله والششذي هششو فخششر للسششلم‬
‫والمسلمين والذي هو عمل وقوة ونشاط ل‬
‫عجز وكسل وحرمششان وخمششول‪ ،‬وأن يرزقنششا‬
‫جميعًششا القتششداء بسششيد النبيششاء والمرسششلين‬
‫صلوات الله وسلمه عليهم أجمعين)‪.(1‬‬
‫)( انظر كتاب مجموعة وسائل دينية وعلميششة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فضيلة الستاذ محمد ابششن عبششد اللششه الجششزار )‬

‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫التوكل على الله‬


‫وأثره في بث السكينة في‬
‫النفوس‬
‫التوكل أثر من آثار اليمان فالذي يؤمن‬
‫بأن الله بيده تصششاريف الحيششاة وبيششده النفششع‬
‫والضر‪ ،‬يترك المر إليه ويرضى بمشيئته فل‬
‫يفزعشششه المسشششتقبل ومشششا يخشششبئه لشششه مشششن‬
‫مفاجششآت‪ ،‬ويسششتعيض عششن الخششوف بسششكينة‬
‫واطمئنان عدل اللششه ورحمتششه‪ ،‬ولهششذا يقششرر‬
‫السششلم بششأن اليمششان يجششب أن يصششاحبه‬
‫م‬ ‫وك ُّلوا إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫فت َ َ‬‫ه َ‬‫عَلى الل ِ‬ ‫و َ‬‫التوكل ‪َ ‬‬
‫ن ‪] ‬المائدة‪.[23 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫عل َممى الل م ِ‬
‫ه‬ ‫و َ‬
‫و َ‬ ‫هم َ‬ ‫ه ِإل ُ‬ ‫ه ل إ ِل َم َ‬ ‫‪‬الل ُ‬
‫ن ‪] ‬التغابن‪.[13 :‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫فل ْي َت َ َ‬
‫وك ّ ِ‬ ‫َ‬
‫والسششلم يحمششل البشششرى للمتششوكلين‬
‫ويعدهم الفضل من الله ونيل بركاته‪ ،‬انظششر‬
‫إلى هذه الية الكريمة التي تمسششح مششا فششي‬
‫نفوس المؤمنين من الخوف وتمششدهم بقششوة‬
‫روحية يستطيعون بها التغلب علششى خششوفهم‬
‫ء‬‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ُ‬ ‫وقلقهشششم ‪َ ‬‬
‫شمم ْ‬ ‫ممم ْ‬‫م ِ‬ ‫ممما أوِتيُتمم ْ‬ ‫ف َ‬
‫‪.(136-122‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ه‬
‫عن ْمدَ الل م ِ‬ ‫ممما ِ‬ ‫و َ‬‫ة ال مدّ ن َْيا َ‬ ‫حي َمما ِ‬‫ع ال ْ َ‬ ‫مَتا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫على َرب ّ ِ‬
‫و َ َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫ن آ َ‬ ‫ذي َ‬‫قى ل ِل ّ ِ‬ ‫وأ َب ْ َ‬ ‫خي ٌْر َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬الشورى‪.[36 :‬‬ ‫وك ُّلو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ضا آية أخششرى تحمششل‬ ‫وورد في القرآن أي ً‬
‫الوعد الصادق بالمعونة والتأييد من الله‪ :‬‬
‫ه‪‬‬ ‫سمب ُ ُ‬‫ح ْ‬
‫و َ‬ ‫هم َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َممى اللم ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫]الطلق‪.[3 :‬‬
‫أي كافيه مما أهمه وأحزنه‪.‬‬
‫وهناك فئات من الناس في حاجششة إلششى‬
‫التوكل أكششثر مششن حاجششة غيرهششم إليششه‪ ،‬وهششم‬
‫مششا الطريششق‬ ‫المصلحون الششذين يجتششازون دائ ً‬
‫المملوء بالشششواك‪ ،‬ويكونششون عرضششة للذى‬
‫والتعششب المضششني‪ ،‬هششؤلء يعلمهششم اللششه أن‬
‫يفوضوا أمرهششم إليششه حششتى ل يثبششط الفشششل‬
‫هممهششم ويششأمرهم أن يقتششدوا بنششبيه شششعيب‬
‫ُ‬
‫ممما‬ ‫ح َ‬ ‫صممل َ‬
‫ريدُ ِإل ال ِ ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫الششذي قششال‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ه‬‫قي ِإل ِبممالل ِ‬ ‫في ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ممما َتمم ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ُ‬ ‫سممت َطَ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ب ‪] ‬هود‪.[88 :‬‬ ‫عل َيه ت َوك ّل ْت وإل َي ُ‬
‫ه أِني ُ‬ ‫ُ َ ِ ْ ِ‬ ‫َ ْ ِ َ‬
‫ولكن هناك شبهة يمكششن أن تتبششادر إلششى‬
‫الذهان بششأن التوكششل يضششعف الهمششة للعمششل‬
‫ويؤدي إلششى الكسششل‪ ،‬هششذه الشششبهة عالجهششا‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫القششششرآن ودحضششششها فششششي هششششذه اليششششة‪:‬‬


‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫ت‬‫ممم َ‬‫عَز ْ‬‫ذا َ‬ ‫فممإ ِ َ‬ ‫م ِ‬‫في ال ْ‬ ‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫وْر ُ‬‫شا ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ب‬ ‫حمم ّ‬‫ه يُ ِ‬
‫ن اللمم َ‬ ‫ه إِ ّ‬‫عَلممى اللمم ِ‬
‫ل َ‬ ‫كمم ْ‬ ‫و ّ‬‫فت َ َ‬‫َ‬
‫ن ‪] ‬آل عمران‪.[159 :‬‬ ‫وك ِّلي َ‬
‫مت َ َ‬‫ال ْ ُ‬
‫هذه الية تدل على أن التوكل على الله‬
‫يجب أن تسبقه المشششاورة مششع أهششل الششرأي‬
‫في الطريق الذي يجب سششلوكه‪ ،‬ثششم العششزم‬
‫الصششادق فششي السششير علششى الطريششق الششذي‬
‫اسششتقرت المششارة عليششه‪ ،‬وبعششد ذلشك يشأتي‬
‫التوكل على الله لنيل النجاح‪.‬‬
‫فالتوكل على الله هو زاد روحي للتغلب‬
‫علششى الخششوف والقلششة وهششو الششذي يعطششي‬
‫المؤمن بسمة أمششام أحلششك السششاعات الششتي‬
‫تمر به ويهبه سكينة النفس التي حرم منهششا‬
‫كثير من سكان هذه الرض)‪.(1‬‬

‫)( كتاب روح الدين السلمي لعفيف طبششاره )‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(191‬‬

‫‪4‬‬
‫‪6‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫)‪(1‬‬
‫باب قول الله تعالى‬
‫م‬ ‫وك ُّلوا إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ه َ‬
‫فت َ َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ن‪‬‬ ‫مِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ُ‬
‫س‪ :‬ما معنى هذه الية وبيششن مناسششبتها‬
‫لكتاب التوحيد؟‬
‫ج‪ :‬يقول تعالى إن كنتششم مششؤمنين بششالله‬
‫ومصدقين به فل تعتمدوا في جميع أمششوركم‬
‫إل عليه وحده‪.‬‬
‫ومناسشششبة اليشششة لكتشششاب التوحيشششد‪ :‬أن‬
‫التوكششل علششى اللششه عبششادة يجششب إخلصششه‬
‫فصرفه لغيره شرك ينافي التوحيد‪.‬‬
‫س‪ :‬عرف التوكل واذكر أنواعه مع بيان‬
‫حكمها وما علقته باليمان؟‬
‫ج‪ :‬التوكل هو العتمششاد والتفششويض وهششو‬
‫أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬التوكل على اللششه فششي جميششع المششور‬
‫من جلب المنافع ودفع المضار وهششو واجششب‬
‫من شروط اليمان‪.‬‬
‫‪ -2‬التوكل على المخلوقين فششي المششور‬
‫)( الجامع الفريد للسئلة والجوبة علشى كتشاب‬ ‫‪1‬‬

‫التوحيد )‪.(144‬‬

‫‪4‬‬
‫‪7‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫التي ل يقدر عليهششا إل اللششه كالمتوكششل علششى‬


‫الموات والغائبين ونحششوهم مششن الطششواغيت‬
‫فششي رجششاء مطششالبهم مششن نصششر أو رزق أو‬
‫حفظ فهذا شرك أكبر ينافي التوحيد‪.‬‬
‫‪ -3‬التوكشششل علشششى الحيشششاء الحاضشششرين‬
‫كالتوكششل علششى الميششر والسششلطان ونحششوهم‬
‫فيما أقدرهم الله عليه من رزق أو دفع أذاء‬
‫ونحو ذلك فهذا شرك أصغر‪.‬‬
‫‪ -4‬توكيل النسششان غيششره فششي فعششل مششا‬
‫يقششدر عليششه نيابششة عنشششه كششالبيع والششششراء‬
‫والجارة فهذا جششائز ولكششن ل يقششول تششوكلت‬
‫عليه بل يقول وكلته فإنه لو وكله فل بششد أن‬
‫يتوكل في ذلك على الله سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ما ال ْ ُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ذا‬‫وإ ِ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫قُلمموب ُ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫جَلمم ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫كممَر اللمم ُ‬ ‫ذا ذُ ِ‬ ‫إِ َ‬
‫ماًنمما‬ ‫م ِإي َ‬ ‫همم ْ‬
‫ه َزادَت ْ ُ‬ ‫م آَيممات ُ ُ‬ ‫همم ْ‬ ‫ت َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ت ُل َِيمم ْ‬
‫ن ‪] ‬النفال‪.[2 :‬‬ ‫وك ُّلو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬‫ه ْ‬ ‫على َرب ّ ِ‬
‫و َ َ‬ ‫َ‬
‫س‪ :‬إشرح هذه الية واذكر الشاهد منها‬
‫للباب وما الذي يستفاد منها؟‬
‫ج‪ :‬وصف الله المؤمنين فششي هششذه اليششة‬

‫‪4‬‬
‫‪8‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫بصفات حميدة وصلوا بواسطتها إلى حقيقة‬


‫اليمان وكماله‪:‬‬
‫‪ -1‬أنهم إذا ذكر الله وجلششت قلششوبهم أي‬
‫خافت فأدوا فرائضه وتركوا ما نهاهم عنه‪.‬‬
‫‪ -2‬أنهششم يعتمششدون علششى اللششه وحششده‬
‫ويتوكلششون عليششه ويفوضششون أمششورهم إليششه‪،‬‬
‫وهذه الصفة هي الشاهد من الية للباب‪.‬‬
‫‪ -3‬أنهم إذا تليت عليهم آيات اللششه ازداد‬
‫إيمانهم وتحقق يقينهم‪.‬‬
‫‪ -4‬أنهم يقيمون الصلة ويأتون بها على‬
‫الوجه الكمل بأوقاتها وواجباتهششا وشششروطها‬
‫وأركانها‪.‬‬
‫‪ -5‬أنهم ينفقششون ممششا رزقهششم اللششه مششن‬
‫أموالهم النفقات الواجبة والمستحبة‪.‬‬
‫وبهششذه الخصششال الخمسششة نششالوا الجششزاء‬
‫الوفى والدرجات العلى والمغفششرة والششرزق‬
‫الكريم في جنات النعيم‪.‬‬
‫وتفيششد اليششة‪ :‬أن اليمششان يزيششد بالطاعششة‬
‫كما أنه ينقص بالمعصية‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف رتششب هششذا الجششزاء علششى هششذه‬
‫العمال الخمسة دون غيرها من الواجبات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪9‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ج‪ :‬لن هششذه العمششال مسششتلزمة لفعششل‬


‫الواجبات وترك جميع المحرمات‪.‬‬
‫سممب ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ح ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ن‪‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫مم ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫مم َ‬ ‫ك ِ‬ ‫عم َ‬
‫ن ات ّب َ َ‬ ‫مم ِ‬‫و َ‬
‫ه َ‬‫الل م ُ‬
‫]النفال‪.[64 :‬‬
‫س‪ :‬اشششرح هششذه اليششة وبيششن مناسششبتها‬
‫للباب؟‬
‫ج‪ :‬يقول تعالى مخاطبششا رسششوله محمششد‬
‫‪ ‬الله كافيك وكافي أتباعك من المششؤمنين‬
‫فل تحتاجون معه إلى أحد‬
‫ومناسبة هذه اليششة للبششاب‪ :‬هششي أنششه إذا‬
‫كششان اللششه هششو الكششافي لعبششده وجششب أن ل‬
‫يتوكل إل عليه‪.‬‬
‫عم مَلى‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫ن ي َت َ م م َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫قال تعششالى‪َ  :‬‬
‫ه‪‬‬ ‫سمممممممممب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫فمممممممممم ُ‬ ‫ه َ‬ ‫اللممممممممم ِ‬
‫]الطلق‪.[3 :‬‬
‫س‪ :‬ما معنى هذه الية؟ وما الذي تششدل‬
‫عليه؟ وهو التوكل ينافي القيام بالسباب أم‬
‫ل؟ علل ما تقول؟‬
‫ج‪ :‬معنى اليى‪ :‬أنه من يعتمد على اللششه‬

‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫فهو كافيه وتدل على فضل التوكل وأنه من‬


‫أعظششم السششباب فششي جلششب المنششافع ودفششع‬
‫المضار‪ ،‬والتوكل ل ينافي القيششام بالسششباب‬
‫عا‬‫لنه من جملة السباب المششأمور بهششا شششر ً‬
‫فششترك السششباب المششأمور بهششا قششادح فششي‬
‫التوكل‪.‬‬
‫عن ابن عباس رضي اللششه عنهمششا قششال‪:‬‬
‫»حسبنا الله ونعم الوكيل« قالها إبراهيم ‪‬‬
‫حين ألقي في النششار‪ ،‬وقششال محمششد ‪ ‬حيششن‬
‫م‬ ‫عمموا ل َ ُ‬
‫كمم ْ‬ ‫م ُ‬
‫ج َ‬‫ق دْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫قالوا له‪ :‬إ ِ ّ‬
‫قمماُلوا‬ ‫و َ‬‫ماًنمما َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫همم ْ‬
‫فَزادَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬
‫شمم ْ‬‫خ َ‬‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ل ‪] ‬آل‬ ‫كيممم ُ‬‫و ِ‬‫م ال ْ َ‬‫عممم َ‬‫ون ِ ْ‬
‫ه َ‬
‫سمممب َُنا اللممم ُ‬‫ح ْ‬
‫َ‬
‫عمران‪ [173 :‬رواه البخاري والنسائي‪.‬‬
‫م‬‫عمم َ‬‫ون ِ ْ‬‫ه َ‬
‫سب َُنا اللمم ُ‬
‫ح ْ‬ ‫س‪ :‬ما معنى‪َ  :‬‬
‫ل‪.‬‬ ‫كي ُ‬‫و ِ‬‫ال ْ َ‬
‫واذكر شيًئا من فضل هذه الكلمة؟‬
‫ه‪ ‬كافينششا‬ ‫سممب َُنا اللمم ُ‬ ‫ج‪ :‬معنششى ‪َ ‬‬
‫ح ْ‬
‫م‬ ‫عم َ‬
‫ون ِ ْ‬‫ومتولي أمورنا فل نتكل إل عليششه‪َ  ،‬‬
‫ل‪ ‬أي نعم الموكول إليه والمعتمششد‬ ‫كي ُ‬‫و ِ‬‫ال ْ َ‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ومن فضائل هذه الكلمششة العظيمششة أنهششا‬


‫قول الخليلين عليهما الصششلة والسششلم فششي‬
‫الشششدائد وجششاء فششي الحششديث »إذا وقعتم‬
‫فممي المممر العظيممم فقولمموا‪ :‬حسممبنا‬
‫الله ونعم الوكيل«)‪.(1‬‬
‫واللششه أعلششم وصششلى اللششه وسششلم علششى‬
‫محمد‪.‬‬

‫)( قششال السششيوطي رواه ابششن مردويششه ورمششز‬ ‫‪1‬‬

‫لضعفه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫التوكل على الله وما ينافيه‬


‫التوكل على الله‪:‬‬
‫وهو تفويض المر إلى الله سششبحانه‬
‫وتعالى والثقة به مع ما قدر له من التسبب‬
‫ومثششال ذلششك أن يعتمششد النسششان علششى ربششه‬
‫ويعمل بيده وهذا أفضل مششن سششؤال النششاس‬
‫لما ورد في الصششحيحين مششن حششديث الزبيششر‬
‫رضي الله عنه‪» :‬لن يأخذ أحدكم حبلممه‬
‫ثممم يممأتي الجبممل فيممأتي بحزمممة مممن‬
‫حطب على ظهره فيبيعها فيستغني‬
‫بهمما خيممر لممه مممن أن يسممأل النمماس‬
‫أعطممموه أو منعممموه«)‪ ،(1‬وفشششي حشششديث‬
‫المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه »ما‬
‫ممما خي مًرا مممن أن يأكممل‬‫أكل أحممد طعا ً‬
‫من عمل يممده«)‪ ،(2‬وقششال‪» :‬وكممان داود‬
‫يأكل من عمل يده« وقششد خصششه بالششذكر‬
‫لن داود لم يكن يعمل لحاجة بل كان ملكا‪.‬‬
‫والتوكششل علششى اللششه محلششه القلششب ول‬
‫ينششافيه حركششة الجششوارح والعمششل لقششوله ‪‬‬

‫)( الصحيحين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫للعرابي‪» :‬اعقلها وتوكممل«)‪ (1‬والتوكششل‬


‫مع العمل صنوان ل يفترقان ومن أراد غيششر‬
‫ذلششك فقششد حششرف الحكششم لقششوله تعششالى‪:‬‬
‫ن‬
‫مم ْ‬ ‫وك ُل ُمموا ِ‬
‫همما َ‬ ‫مَناك ِب ِ َ‬‫فممي َ‬‫شوا ِ‬ ‫م ُ‬‫فا ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ه‪] ‬الملك‪.[15 :‬‬ ‫ق ِ‬ ‫رْز ِ‬ ‫ِ‬
‫بششل إن اللششه يأمرنششا بالخششذ بالسششباب‬
‫المؤديششة إلششى جلششب الششرزق‪ ،‬قششال تعششالى‪:‬‬
‫في‬ ‫شُروا ِ‬ ‫صلةُ َ‬
‫فان ْت َ ِ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ضي َ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ه‪‬‬ ‫ل اللمم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ضمم ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ممم ْ‬ ‫غمموا ِ‬
‫واب ْت َ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ال ْر ِ‬
‫]الجمعة‪.[10 :‬‬
‫وما عليه بعض المسلمين مششن التواكششل‬
‫وعدم العمل والبقاء عالشة علشى النشاس هشو‬
‫في حقيقته ممششا يتنششافى مششع الشششريعة وقششد‬
‫فضل الرسول ‪ ‬الخ المنفق وزكششاه علششى‬
‫أخيشششه المتفشششرغ للعبشششادة‪ ،‬ومشششن السشششباب‬
‫المشروعة ما جرت به العادة كاللبس لدفع‬
‫الحشششر والشششبرد والكشششل والششششرب والجشششوع‬
‫والعطش والنكاح لمن أراد الولد‪ ،‬والصناعة‬
‫والتجارة لمن أراد الكسب ونحششوه)‪ ،(2‬وهششذا‬
‫)( الترمذي عن أبي هريرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( التاج الجامع للصول )‪.(5 /205‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫رد عملششي لولئك الششذين يرمششون السششلم‬


‫بالتواكششل والعجششز وعششدم السششعي والعمششل‪:‬‬
‫كذلك فإن المؤمن مششأمور بالمعاجلششة لقششول‬
‫‪» ‬ما أنزل الله من داء إل أنممزل لممه‬
‫شفاء«)‪.(1‬‬
‫وهي سبب والمسبب هو الله عز وجششل‬
‫وقس على ذلك ومن لزم التوكل أن تفعششل‬
‫السششبب ثششم تفششوض المششر كلششه للششه لينجششو‬
‫النسان من القلق على المسششتقبل وكششذلك‬
‫ينجشششو مشششن الخشششوف والفششششل والمشششرض‪،‬‬
‫والمتوكششل يعلششم أن النفششع والضششر بيششد اللششه‬
‫ولذلك فهو مرتبط بالله عز وجل في جميششع‬
‫أموره مرجًعا المر كلششه لششه سششبحانه لقششوله‬
‫َ‬
‫مممُر ك ُل ّممم ُ‬
‫ه‬ ‫ع ال ْ‬
‫جممم ُ‬
‫ه ي ُْر َ‬ ‫وإ ِل َْيمم ِ‬‫تعشششالى‪َ  :‬‬
‫ه ‪] ‬هود‪.[23 :‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬
‫عب ُدْهُ َ‬ ‫َ‬
‫فا ْ‬
‫وهششذا كلششه ل يمنششع مششن أخششذ الحيطششة‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫همما ال ّ م ِ‬
‫ذي َ‬ ‫والحششذر لقششوله تعششالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫م‪] ‬النساء‪.[71 :‬‬ ‫حذَْرك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫مُنوا ُ‬‫آ َ‬

‫)( الصحيحين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫أمور منافية للتوكل والعقيدة‪:‬‬


‫وممششا ينششافي التوكششل والتوحيششد تعليششق‬
‫النجششاح بالسششباب فقششط‪ ،‬لن هششذا منششاف‬
‫للتوحيد والمسبب هو الله‪ ،‬ومشن ذلشك نفشي‬
‫القدر والعيششاذ بششالله وعششدم التسششليم بقضششاء‬
‫الله وقدره كادعاء النجاح بششالعلم والعتمششاد‬
‫على ممارسة الكهانة والتصدق بها‪ ،‬أو إتيان‬
‫السششاحر أو المشششعوذ لسششؤاله عششن معرفششة‬
‫المستقبل‪ ،‬وكششذلك التنجيششم وعلششوم الرمششل‬
‫وضشششرب الشششودع لقشششوله ‪» ‬إن الرقممى‬
‫والتمائم والتولة شمرك«)‪ (1‬ومنششه قششول‬
‫بعضششهم كمششا ورد فششي الحششديث‪» :‬مطرنمما‬
‫بنمموء كممذا‪ ،‬وكممذا«)‪ (2‬والششواجب القششول‬
‫مطرنا بفضل الله ورحمته أو فششي نششوء كششذا‬
‫وقولهم شفيت من الطبيب الفلني‪.‬‬
‫والصحيح القول من اللششه ثششم مششن علج‬
‫الطبيب الفلنششي‪ ،‬ويششدخل فششي ذلششك التطيششر‬
‫والتشششاؤم كمششا يفعلششه بعششض النششاس عنششد‬
‫خروجه في الصباح أو عزمششه علششى السششفر‪،‬‬
‫)( أخرجه ابن ماجه وأبو داود وأحمد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ومن أعظم السباب للنجششاح والرجششوع إلششى‬


‫ل َلمم ُ‬
‫ه‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫الله وتقواه‪َ  :‬‬
‫ثل‬ ‫حْيممم ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مممم ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫قممم ُ‬‫وي َْرُز ْ‬ ‫جممما * َ‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪.[3 ،2 :‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫وكذلك لزوم اليمان فششي طلششب النصششر‬
‫سممل ََنا‬ ‫صممُر ُر ُ‬ ‫علشششى العشششداء‪ :‬إ ِّنمما ل َن َن ْ ُ‬
‫م‬‫و َ‬ ‫وي َ ْ‬‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫ن آ َ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫هادُ ‪] ‬غافر‪.[51 :‬‬ ‫ش َ‬‫م ال َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫دوا‬ ‫ع ّ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫وكذا إعششداد القششوة والجهششاد ‪َ ‬‬
‫ة ‪] ‬النفال‪:‬‬ ‫و ٍ‬ ‫ق ّ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عت ُ ْ‬ ‫ست َطَ ْ‬
‫ما ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫‪.[60‬‬
‫ومن ذلك يتبين أن السباب منها ما هششو‬
‫أمر مادي ومنها ما هو أمر تعبدي‪.‬‬
‫وممششا ينششافي كمششال التوحيششد والعقيششدة‬
‫الحلف بغير الله لحديث »من حلف بغيممر‬
‫اللممه فقممد أشممرك«)‪ (1‬وكششذلك الحلششف‬
‫بالبراءة من السلم لقوله ‪» ‬من حلممف‬
‫بملة غير ملة السلم كاذبا فهو كممما‬

‫)( أخرجشششه أحمشششد فشششي مسشششنده والترمشششذي‬ ‫‪1‬‬

‫والحاكم وهو صحيح‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪7‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫قال«)‪.(1‬‬
‫وسششششب الششششدهر للحششششديث القدسششششي‬
‫»يؤذيني ابممن آدم يسممب الممدهر وأنمما‬
‫الدهر‪ ،‬أقلب الليل والنهار«)‪ ،(2‬وكذلك‬
‫النياحة وضرب الخدود وشششق الجيششوب عنششد‬
‫حدوث مصيبة كالموت أو ضششياع المششال لن‬
‫ذلك كله جزع شديد من قدر الله وللحششديث‬
‫»إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه«)‪.(3‬‬
‫ومششن التوكششل علششى اللششه أن ل يخششرج‬
‫المسلم من بلششد وقششع بششه الوبششاء إلششى غيششره‬
‫ضششا للحششديث‪» :‬إذا‬ ‫وكراهة القششدوم عليششه أي ً‬
‫سمممممعتم بالطمممماعون بممممأرض فل‬
‫تدخلوهممما وإذا وقمممع بمممأرض وأنتممم‬
‫فيها فل تخرجوا منها«)‪.(4‬‬
‫ومن حسن اليقيششن والتوكششل علششى اللششه‬
‫أن ل يلتمششس النسششان رضششى النششاس عنششه‬
‫بسخط الله لحديث »من التمممس رضممى‬

‫)( أخرجششه البخششاري ومسششلم والنسششائي وابششن‬ ‫‪1‬‬

‫ماجه‪.‬‬
‫)( رواه الثلثة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪8‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫الله بسخط الناس كفاه اللممه مؤونممة‬


‫النمماس ومممن التمممس رضمما النمماس‬
‫بسخط الله وكله الله إلى الناس«)‪.(1‬‬
‫وهكششذا فششإن التوكششل مششن أجمششع أنششواع‬
‫العبادة وأعظمها لما ينشأ عنه من العمششال‬
‫الصالحة‪ :‬قال المام أحمششد‪) :‬التوكششل عمششل‬
‫القلب( وقال ابن القيششم‪ :‬فظهششر أن التوكششل‬
‫أصششل لجميششع مقامششات اليمششان والحسششان‬
‫ولجميششع أعمششال السششلم قششال اللششه تعششالى‪:‬‬
‫م‬‫ن ك ُن ُْتمم ْ‬ ‫وم ِ إ ِ ْ‬‫قمم ْ‬‫سممى َيمما َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قمما َ‬‫و َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ُْتمم ْ‬ ‫وك ُّلمموا إ ِ ْ‬ ‫عل َْيمم ِ‬
‫ه تَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬‫م ِبالل ِ‬ ‫من ْت ُ ْ‬‫آ َ‬
‫ن ‪] ‬يونس‪.[84 :‬‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ب ل‬ ‫ر ِ‬ ‫غ ِ‬
‫م ْ‬ ‫وال ْ َ‬‫ق َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫وقال‪َ :‬ر ّ‬
‫كيل ً ‪] ‬المزمششل‪:‬‬ ‫و ِ‬ ‫خممذْهُ َ‬ ‫فات ّ ِ‬‫و َ‬‫ه َ‬ ‫ه ِإل ُ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫‪.(2)[9‬‬
‫ا‪.‬هش‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫)( رواه الترمذي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أصول المنهج السلمي )‪.(55‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫‪9‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫المراجع‬
‫‪ -1‬ريشششاض الصشششالحين للمشششام النشششووي‬
‫رحمه الله‪.‬‬
‫‪ -2‬جششامع العلششوم والحكششم لبششن رجششب‬
‫رحمه الله‪.‬‬
‫‪ -3‬المجموعة الجليلة للشيخ فيصل بششن‬
‫عبد العزيز آل مبارك رحمه الله‪.‬‬
‫‪ -4‬مدارج السالكين لبششن القيششم رحمششه‬
‫الله ‪.2‬‬
‫‪ -5‬منهششاج المسششلم للشششيخ أبششي بكششر‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ -6‬الجامع الفريد للسئلة والجوبة على‬
‫كتاب التوحيد تأليف عبد الله الجار الله‪.‬‬
‫‪ -7‬مجموعشششة رسشششائل دينيشششة وعلميشششة‬
‫لفضيلة الستاذ محمد بن عبد الله الجزار‪.‬‬
‫‪ -8‬روح الدين السلمي لعفيف طباره‪.‬‬
‫‪ -9‬أصول المنهج السلمي للشششيخ عبششد‬
‫الرحمن بن عبد الكريم العبيششد‪ ،‬وهششو شششرح‬
‫لشعب اليمان‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪0‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫الفهرس‬
‫الص‬ ‫الموضوع‬
‫فحة‬
‫المقدمة‪..................................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪...........‬‬
‫بششششششششششاب فششششششششششي اليقيششششششششششن‬
‫‪5‬‬
‫والتوكل‪.............................‬‬
‫عب ُ مدُ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫التوكششل مششن منششازل ‪‬إ ِّيا َ‬
‫‪13‬‬
‫ن ‪......‬‬‫عي ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫ك نَ ْ‬‫وإ ِّيا َ‬
‫َ‬
‫خلشششششق التوكشششششل علشششششى اللشششششه‬
‫‪17‬‬
‫تعالى‪..........................‬‬
‫التوكشششل علشششى اللشششه مشششن أسشششباب‬
‫‪23‬‬
‫الرزق‪...................‬‬
‫التوكل في السلم نشاط وعمششل ل‬
‫‪26‬‬
‫قعود وكسل ‪.....‬‬
‫النتيجة‪....................................‬‬
‫‪29‬‬
‫‪.........‬‬
‫التوكششل علششى اللششه وأثششره فششي بششث‬
‫‪31‬‬
‫السكينة في النفوس‪......‬‬
‫‪33‬‬ ‫عل َممى‬ ‫و َ‬‫بششاب قششول اللششه تعششالى‪َ  :‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫التوكل على الله وأثره‬
‫في حياة المسلم‬

‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫وك ُّلوا إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ه َ‬
‫فت َ َ‬ ‫الل ِ‬
‫‪.........................................‬‬
‫‪..‬‬
‫التوكششششششل علششششششى اللششششششه ومششششششا‬
‫‪37‬‬
‫ينافيه‪...........................‬‬
‫المراجع‪...................................‬‬
‫‪42‬‬
‫‪..........‬‬
‫الفهرس‪..................................‬‬
‫‪43‬‬
‫‪..........‬‬

‫‪6‬‬
‫‪2‬‬

You might also like