Professional Documents
Culture Documents
)(1
المطلب وأبششى أن يقششول :ل إلششه إل اللششه
بسششبب جليششس السششوء؛ فمصششاحبة الشششرار
ومجالستهم مضرة من جميع الوجششوه علششى
من صاحبهم وشر على من خششالطهم ،فكششم
هلك بسببهم أقوام وكم قادوا أصحابهم في
المهالك ،وقد قششال اللششه تعششالى مخششبرا ً عششن
عاقبششة الظششالمين وتمنيهششم سششلوك طريششق
المشؤمنين ونشدمهم علشى مصشاحبة الضشالين
عل َببى م َ ض الظّببال ِ ُ ع ّ م يَ َو َوي َ ْالمضلينَ :
ع
مبب َ ت َ خببذْ ُ ل َيببا ل َي ْت َِنببي ات ّ َ قببو ُ ه يَ ُ َيببدَي ْ ِ
م وي ْل َت َببا ل َي ْت َن ِببي ل َب ْسِبيل ً * َيا َ ل َ سو ِ الّر ُ
ن عبب ِ ضببل ِّني َ قببدْ أ َ َ خِليل ً * ل َ َ فلًنا َ خ ذْ ُ أ َت ّ ِ
نطا ُ ش بي ْ َن ال ّ كا َ و َ جاءَِني َ عدَ إ ِذْ َ ر بَ ْ الذّ ك ْ ِ
ذول ً ] الفرقششان[29-27 : خب ُ ن َ سببا ِ ل ِل ِن ْ َ
وقال النششبي » :ل تصببحب إل مؤمنبا ً«
) (2ويقول الشاعر:
إن القرين واختر من الصحاب
بالقرين يقتدى كل مرشد
)( الحديث في قصة وفاة أبشى طشالب مخشرج 1
في الصحيحين.
)( رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابششن حبششان 2
معاشرة الخيار
خل ُششق النسششان مششن
سششن ُ ح ّمل وي ُ َ
مما يج ّ
حشششوله صشششحبة الخيشششار ،فالنسشششان مولشششع
بالتقليد؛ فكما يقلد النسان مششن حششوله فششي
أزيشششائهم يقلشششدهم فشششي أعمشششالهم ويتخلشششق
بأخلقهم ،قال حكيم" :نبئني عمن تصششاحب
أنبؤك من أنت".
أن مصاحبة الخيار تغششرس فششي النفششس
الخلق الكريمة وتدفعها إلى معالي المور،
أمششا مصششاحبة الشششرار فأنهششا تقششود إلششى
السششتهانة بششالخلق ،وتجششرئ علششى اقششتراف
الثششام ،وتباعششد بيششن النسششان وبيششن القيششام
بالعمال العظيمة.
فالقرين الصالح يعتبر بحششق مششن أفضششل
نعم هذه الحياة؛ فهششو الملذ فششي الملمششات،
وهو المرشد المين لطريق الحششق والنجششاح
فشششي هشششذه الحيشششاة ،فكشششثير مشششن النشششابغين
والعظمششاء والمتفششوقين فششي هششذه الحيششاة
يعزون سبب نجاحهم إلى أنهششم وفقششوا فششي
اختيششار قريششن صششالح سششاروا علششى إرشششاده
واقتبسوا من نصحه.
15 الجليس الصالح
وينفث الدخان.
)( يحذيك :يعطيك. 3
17 الجليس الصالح
الرفقة الصالحة
ك سب َ ف َ ص بب ِْر ن َ ْ وا ْ يقول الله تعششالىَ :
ة
دا ِغبب َ م ِبال ْ َ هبب ْ ن َرب ّ ُ عو َ ن َيببدْ ُ ذي َ ع اّلبب ِ مبب َ َ
د
عبب ُ ول ت َ ْ ه َ هبب ُ ج َو ْ ن َ دو َ ريبب ُ ي يُ ِ شبب ّ ع ِوال ْ َ َ
ة الببدّ ن َْيا حَيا ِ ة ال ْ َ زين َ َ ريدُ ِ م تُ ِ ه ْ عن ْ ُك َ عي َْنا َ
َ
رن َبببا ن ِذك ْ ِ ع ْ ه َ قل ْب َ ُ فل َْنا َ غ َ ن أَ ْ م ْ ع َ ول ت ُطِ ْ َ
طببا فُر ً مببُرهُ ُ َ و َ
نأ ْ كببا َ واهُ َ هبب َ ع َ وات َّببب َ َ
]الكهف.[28 :
وعن أبي موسى الشششعري رضششي اللششه
عنششه عششن النششبي قششال» :إنمببا مثببل
الجليببس الصببالح والجليببس السببوء
كحامل المسك ونافخ الكبير فحامببل
المسك إما أن يحذيك وإمببا أن تبتبباع
حببا طيبببة، منه ،وإمببا أن تجببد منببه ري ً
ونافخ الكي إما أن يحرق ثيابك وإمببا
)(1
حا منتنة« أن تجد منه ري ً
وعششن أبششي هريششرة رضششي اللششه عنششه أن
النبي قال» :الرجل على دين خليلببه
(4/404
19 الجليس الصالح
)(1
اختيار الصدقاء
س في هذه الحيششاة متفششاوتو الخلق، النا ُ
متبشششاينو المششششارب؛ فمنهشششم مشششن سشششاءت
أخلقهم فنزعششت نفوسششهم إلششى الشششهوات،
ومالوا إلى اللذات ،فما عرفششوا غيششر إشششباع
نهمتهم ) ،(2وما راعو غير العمششل لهششوائهم،
فهؤلء ل خير يرجى منهم ،ول منفعششة تعششود
علشششى المجتمشششع النسشششاني مشششن ورائهشششم؛
م الرتبششاط بهششم فالبتعششاد عنهششم راحششة وعششد ُ
وقاية.
ه فقمششع نفسششه ت طباع ُ سن ْ
ح ُ
ومنهم من َ
عششن لششذاتها ،ورَدعهششا عششن شششهواتها ،وعمششل
للمنفعة العامة ،وسار في طريششق الصششلح،
وهذا هو الجششديُر باللفششة ،والخلي شقُ بششالتودد،
فالخير معقود ٌ بمصاحبتة ،والسعادةُ مقرونة
بمصادقته؛ لن نفسه الطاهره تطمششح علششى
ه الثششابت مشششرئب الدوام إلى الكمال ،وقلب َش ُ
لنيل معالي المور ،والمرء على دين خليله.
ن ُأول َئ ِ َ
ك سبب َ
ح ُ
و َ قششال اللششه تعششالىَ :
)( فتح الخلق بمكارم الخلق ص .123 1
)( رواه ابن أبي الششدنيا عششن سششهل بششن سششعد، 1
النووي.
)( رواه البخاري ومسلم. 2
)(1
ن مششودةُ فعلششه
وتكششو ُ احتجت إليششه رفششدك
أكثر من مودة قوله.
وقال بعض الحكماء :احذر مششن الكريششم
إذا أهنتششه ،واللئيششم إذا أكرمتششه ،والعاقششل إذا
أحرجتششه والحمششق إذا مششازحته ،والفششاجر إذا
عاشرته .وقال آخششر :الصششديق النصششوح مششن
بصّرك مواضع رشدك وعواقب غّيك.
ل فششي وقال غيره :ششّر الخششوان الواصش ُ
الرخاء ،الهاجُر عند الشدة.
وقال بعششض البلغششاء :مششن خيششر الختيششار
ة الخيششار ،ومششن شششر الختيششار مششودةُ صششحب ُ
الشرار.
وقششال آخششر :اصششحب مششن الخششوان مششن
أولك جمائل كثيرة فكافأته بجميلششة واحششدة
فنسي جمائله ،وبقي شاكرا ً لجميلتك يوليك
عليها الحسان الجميل ،ويجعل أنششه مششا بلششغ
من مكافأتك القليل.
ت إليهوقال غيره :الصديق من استروح ْ
النفس ،واطمأن إليه القلب.
وقال أوس بن حجر:
)( أعطاك وأعانك. 1
26 الجليس الصالح
)(1
في التحذير من مخالطة الشرار
الحمد لله الششذي أمششر بمصششاحبة الخيششار
ونهششى عششن مصششاحبة الشششرار .فقششال :
ن عو َ ن َيببدْ ُ ذي َ ع اّلبب ِ مبب َك َ سبب َ ف َ صببب ِْر ن َ ْ وا ْ َ
ن دو َ ريببب ُ ي يُ ِ شببب ّ ع ِوال ْ َ
ة َ دا ِ غببب َ م ِبال ْ َ هببب ْ َرب ّ ُ
ريببدُ م تُ ِ هبب ْ عن ْ ُ
ك َ عي َْنببا َ عببدُ َ ول ت َ ْ ه َ هبب ُج َ و ْ َ
ن مبب ْ ع َطبب ْ ول ت ُ ِ ة الببدّ ن َْيا َ حَيببا ِ ة ال ْ َ زيَنبب َ ِ
واهُ هب َ ع َ وات ّب َ ب َ رن َببا َن ِذك ْ ِ ع ْ ه َ قل ْب َ ُ فل َْنا َ غ َ أَ ْ
طببا ] الكهششف.[28 : فُر ً مببُرهُ ُ َ و َ
نأ ْ كببا َ َ
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك لششه،
بّين لعباده طرق الخير ليسلكوها ،وبّين لهم
طشرق الشششر ليجتنبوهششا .وأشششهد أن محمشدا ً
عبششده ورسششوله رغششب فششي إختيششار الجليششس
الصالح وحذر من جليس السوء ،صلى اللششه
عليه وعلى آله وأصششحابه ،ومششن سششار علششى
نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الششدين وسششلم
تسليما ً كثيرًا.
أما بعد:
عباد الله اتقوا الله واعلموا أن النسششان
ة ال ِّتببببي ك ال ْ َ
جّنبببب ُ وت ِْلبببب َ ن* َ دو َ خاِلبببب ُ َ
ن * لَ ُ ُ
م
كبب ْ مُلببو َ ع َم تَ ْما ك ُن ْت ُ ْ
ها ب ِ َمو َ رث ْت ُ ُأو ِ
ْ
ن هببا ت َبأك ُُلو َ من ْ َة ك َِثيببرةٌ ِ هب ٌفاك ِ َها َ في َ ِ
]الزخرف.[73-66 :
***
37 الجليس الصالح
المعاشرة
فدعه ول ُتكثر إذا المرء ل يرعاك
سفاصبر
وفي التأ ُ
القلب عليه تكّلفا ً
الناس أبدال ففيإل
ولو جفا
صافيته للحبيب من
ول ك ّ
ل من راحة
تهواه الترك
وفيكل
فما
د
و ّ خيرصفا
في ُ فل قد
لك صفو قلبه َ
يهواك يكن
إذا لم
تكلفابعد َيجيء
ويلقاه من طبيعة ِ
خ ّ
ل الوداد
خيَر في ول
كان يظهر سرا ً
بالجفا المودة
و ُ خليلهقد
عيشايخون َ
َونكُر
خفا بالمس قد
صدوق صديق عهده
على تقادم الله
سلم
بها* *صادق الوعد
الدنيا إذا لم يكن *
من كان ذا أدب صاف الكرام فخيُر
وكان ظري ً
فا وُينكُر
القبيح يبدي صافيته
مؤاخاة اللئيم من
وأحذر ُ
المعروفامنه ل
ق
فالخل ُ هالكريم وإن
فإن ُ
إن
شري ً
فا
منها فضة يزال
فأصبت حاله دراهم
تضعضع مثل
والناس
* * *وزيو ً
فا قلبتها
وإن لم يكونا من ولن يصحب النسان
الرشدبلد
إل أن قبيل ول
وما نظيره إل أن
ي إل
وما الغ ّ
حبال رشد
تصاحب ذا
ُفكل غاويا ً
ل الفسقتصاحب
ُأخو
ن الفاسقين مهي
بالغيب ُ أخا ثقة توددكنت وصاحبمنه
إذا ما يغررك
ن
* * *منك أمي ُ ما مصاحًبا
يو ً
48 الجليس الصالح
مقارنة
واحذر ُ اجعل قرينك من
الشائن
لكل اللئيم
ومهجن منه من فعاله
قرين شائن رضيت
كم
* * *محاسن لقرينه
من الناس قل يا وعينك إن أبدت إليك
ن
أعي ُ
عين للناس )(1
ن
هي ُ أحس ُ وعاشرا ً بمعروف
مساوي
*** دا
ودّ ً
مت َ َ
وكن ُ
"فصل"
)(1
في تعريف الصديق والصداقة
مذَقْ
في وده وما َ صديق منقالوا ال َ
في قوله أنت أنا ق
صدَ ْ
وقيل من ل يطعنا َ
معناه في هذا وقيل لف ٌ
ظ ل ُيرى
سب الورى َ
ح ْ بالح ّ وفسروا الصداقة
مطلقا الطاقة
الودادُ ُ هي وقال من قد اطلقا
ص
بأنها أخ ّ صوا
والخرون ن ّ
والحق فيه واضح ح
وهو الصحيح الراج ُ
عند اولى التحقيق ة الصديق
علم ُ
والصدق فيها محبة بل َ
غَرض
ل ض
ما أ ُ
قو ُ مفَتر
عندي َُ دها المعقو ُ
ل وح ّ
َ
محبة في الله فهي بل اشتباه
***
"فصل"
فيمن ينبغي أن يصادق ويصافي
)(1
ويصاحب ويوافي
و ُ
ذو حسب ذو ح وأدبأخو صل ٍ
نسب
ينهاك عما ُيتقى ب صلح وُتقى ر ّ
ة ومكر
وبدع ٍ ر
ة وغد ٍ
من حيل ٍ
يطرب للتلقي مهذب الخلق
ُ
صون ما في يَ ُ يحفظ ما في عينيك
غيبتك ما شانكا
يشينه يزينه ما زانكا
ويذكر المستحسنا ُيظهر منك الحسنا
ويحفظ المغيبا ويكتم المعيبا
ول ي ُ ْ
ذيع سركا يسّرهُ ما سركا
قلت قول ً أو ُ إن قال قول ً َ
صدَ َ
قك
أفدت ْ
كمنه ُيسرا صدّ َ
ق عسرا ً
وإن شكوت ُ
ن
في حادث الّزما ِ يلقاك بالماني
ة صحيحة
بني ٍ ُيهدي لك النصيحة
قي السر والعلنية خّلته ُ
مدانية ِ
فذاك للقلب مرض غرض
صحبته ل ل َ
ُ
"فصل"
في التحذير من صحبة الشرار
أعظم في وصحبة الشرار
الضرار
عضال الداءومن ُ من خدعة العداء
ودأبهم قول الخنا ُيقبحون الحسنا
والشيم الذميمة شأنهم النميمة
خيرا ً بشخص ع
إذا أردت تصن ُ
منعوا
والشر حبل من الغل فيهم والحسد
مسد
تنمروا وكلبوا عوا ما طلبوا
من ُ
إن ُ
ومزقوا العراضا ضوا إعراضا
وأعر ُ
ح
مبا ُ
هم ُ
م ُ
حَرا ُ
َ ح
ليس لهم صل ُ
عون ُنصحا
ول ي ُ قون ُ
قبحا ل ي َت ّ ُ
والضر والتبريح يغدون بالقبيح
وأنسهم إيحاش هم فحاش
م ُ
كل ُ
والشر منهم داني الخير منهم واني
مضاع
ودينهم ُ مطاع
شيطانهم ُ
ول يرون خل ل يرقبون إل
مشاحنة
وودهم ُ مداهنة
إخلصهم ُ
رواجهم كساد صلحهم فساد
54 الجليس الصالح
الفهرس
جمعها الفقير إلى ال تعالى2.....................................................................
غفر ال له ولوالديه ولجميع المسلمين 2.......................................................
بسم ال الرحمن الرحيم3.........................................................................
مقدمة3..............................................................................................
الجليس الصالح وكيف نختاره6.................................................................
فإن تبعت سنة النبي
12...................................................................................................
فاجتنبن قرناء السوء
12...................................................................................................
معاشرة الخيار14................................................................................
* * *17...........................................................................................
الرفقة الصالحة18.................................................................................
* * *20...........................................................................................
اختيار الصدقاء)(21.............................................................................
في التحذير من مخالطة الشرار )(28........................................................
* * *36...........................................................................................
مشروعية الحب في ال وهو الولء37.........................................................
مشروعية الحب في ال37..................................................................:
كيفية المواله38............................................................................. :
السلم والمصافحة40....................................................................... :
المجالسة والصحبة41...................................................................... :
التزاور في ال42........................................................................... :
صفة المتحابين في ال يوم القيامة44..................................................... :
المعاشرة47........................................................................................
* * *47...........................................................................................
* * *47...........................................................................................
* * *47...........................................................................................
* * *48...........................................................................................
* * *48...........................................................................................
"فصل" 49.........................................................................................
في تعريف الصديق والصداقة )(49...........................................................
* * *49...........................................................................................
"فصل" 50.........................................................................................
فيمن ينبغي أن يصادق ويصافي ويصاحب ويوافي )(50..................................
* * *52...........................................................................................
"فصل" 53.........................................................................................
في التحذير من صحبة الشرار 53............................................................
61 الجليس الصالح
تمت55..............................................................................................
من آثار المؤلف 56...............................................................................
مراجع رسالة الجليس الصالح58...............................................................
الفهرس60..........................................................................................