You are on page 1of 41

‫تابع الجديد والحصري على‬

‫موقع اللوكة ‪   ‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬

‫مواضيع مهمة في حياة المسلم‬

‫جمع وتحقيق الفقير إلى الله تعالى‬

‫غ َ‬
‫فر الله له ولوالدَْيه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪2‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحححده ل‬


‫دا عبححده ورسححوله‪ ،‬صححلى اللححه‬ ‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمح ً‬
‫عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫ُ‬
‫رد من كتححابي‬ ‫من تعّينت إجابته بأن أفْ ِ‬ ‫د‪ ،‬فقد سألني َ‬ ‫أما بع ُ‬
‫"بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين" بعض المواضيع‬
‫مة في حياة المسححلم؛ لتكححون قريبححة التنححاول خفيفححة‬ ‫المه ّ‬
‫قَرأ غالب ًححا ويكححون‬ ‫المحمل‪ ،‬ولن الكتاب الصغير هو الذي ي ُ ْ‬
‫في متناول أيدي الناس فححأحببته إلححى ذلححك‪ ،‬سححائل ً اللححه ‪-‬‬
‫مححن طبعهححا أو قرأهححا أو سححمعها‪ ،‬وأن‬ ‫تعالى ‪ -‬أن ينفع بها َ‬
‫يجعلها خالصة لححوجهه الكريححم‪ ،‬ومححن أسححباب الفححوز لححديه‬
‫بجّنات النعيم‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ول حول ول قححوة‬
‫إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمححد‪ ،‬وعلححى آلححه وأصحححابه‬
‫وأتباعه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫‪ 1/1/1406‬هح‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪3‬‬

‫الجهاد‬
‫الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على‬
‫العداء‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬وعلححى آلححه‬
‫د‪:‬‬‫من واله‪ ،‬وبع ُ‬ ‫وصحبه و َ‬
‫فإن القيححام بالححدين والجهححاد فيححه قِححوام المححور وصححلحها‪،‬‬
‫وأخذ الحذر لمقاومححة العححداء بححه كمححال المححور ونجاحهححا‪،‬‬
‫غب فيححه فححي نصححوص‬ ‫ث عليه ور ّ‬ ‫فقد أمر الله بالجهاد وح ّ‬
‫كثيرة‪ ،‬ورت ّححب عليححه خيححرات الححدنيا والخححرة؛ ففححي الححدنيا‬
‫النصُر والعّز والفتح القريححب‪ ،‬وفححي الخححرة الفححوز بجنححات‬
‫م المأمور إل‬ ‫النعيم‪ ،‬والسلمة من العذاب الليم‪ ،‬وما ل يت ّ‬
‫ل فححي المححأمور ومححترّتب‬ ‫به من أسبابه ووسائله فهو داخ ح ٌ‬
‫عليه ما فيه من الجور الخيرات‪ ،‬فل يقوم الجهاد إل ّ بتعّلم‬
‫العلوم الحربية والتفّنن بالفنون العسكرية‪ ،‬والتدريب على‬
‫القوة والشجاعة والححزم فحي أمحور الححرب؛ قحال اللحه ‪-‬‬
‫ط‬‫ن رِب َححا ِ‬ ‫مح ْ‬‫ن قُحوّةٍ وَ ِ‬ ‫مح ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سحت َط َعْت ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫دوا ل َهُ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫تعالى ‪﴿ :-‬وَأ َ ِ‬
‫م لَ‬ ‫ن ُدون ِهِ ح ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬‫م َوآ َ‬ ‫ن ب ِهِ عَد ُوّ الل ّهِ وَعَد ُوّك ُ ْ‬ ‫ل ت ُْرهُِبو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سِبي ِ‬ ‫يٍء ِفي َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ما ت ُن ْفِ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مهُ ْ‬‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مون َهُ ُ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]النفححال‪ ،[60 :‬فححأمر اللححه‬ ‫مححو َ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُح ْ‬ ‫ف إ ِل َي ْك ُ ْ‬‫ي ُوَ ّ‬
‫المححؤمنين بالسححتعداد لعححدائهم الكححافرين السححاعين فححي‬
‫إهلكهم وإبطال ما كانوا عليه من ديححن السححلم‪ ،‬وأمرهححم‬
‫بإعداد ما يقدرون عليه من القوة العقلية والبدنيححة وأنححواع‬
‫السلحة ونحو ذلك مما ي ُِعين على قتالهم‪ ،‬فدخل في ذلك‬
‫أنواعُ الصناعات التي ُتعمل فيهححا أنححواعُ السححلحة واللت‪،‬‬
‫من المدافع والرشاشات والطححائرات الجويححة‪ ،‬والمراكححب‬
‫البرّية والبحريححة‪ ،‬وجميححع آلت الححدفاع والححرأي والسياسححة‬
‫دم المسلمون ويندفع عنهم به شححّر أعححدائهم؛‬ ‫التي بها يتق ّ‬
‫ولهذا قال النححبي ‪» :‬أل إن القححوة الرمححي‪ ،‬أل إن القححوة‬
‫الرمي«؛ أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجه وأبو داود‪ ،‬وقال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ن‬‫جَعا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫جاعَةِ ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫الّرأ ْيُ قَب ْ َ‬
‫ل الّثاِني‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬‫ي ال ْ َ‬‫ل وَهْ َ‬ ‫هُوَ أ َوّ ٌ‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪4‬‬

‫فَإ َِذا هُ َ‬
‫‪1‬‬
‫مّرةً‬
‫س ِ‬
‫ف ٍ‬
‫مَعا ل ِن َ ْ‬
‫جت َ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫ن‬ ‫م َ‬
‫كا ِ‬ ‫ن ال ْعَل َْياِء ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ب َل َغَ ْ‬
‫ت ِ‬
‫ومن ذلك الستعداد بالمراكب المحتاج إليهححا عنححد القتححال؛‬
‫كالسيارات‪ ،‬والدبابات‪ ،‬والمدّرعات‪ ،‬وكححل وسححيلة يحصححل‬
‫ل‬ ‫بها إرهاب العداء‪ ،‬ومن أعظم ما يعين على قتححالهم بححذ ُ‬
‫صححى مححن الثححواب‬ ‫النفقححات الماليححة‪ ،‬وفححي ذلححك مححا ل ُيح َ‬
‫وعظيم الجور؛ ولهذا جاء في الحديث‪» :‬إن الدرهم الذي‬
‫عف ثوابه بسححبعمائة ضححعف إلححى‬ ‫فق في سبيل الله يضا َ‬ ‫ي ُن ْ َ‬
‫ن‬‫قححو َ‬ ‫ن ي ُن ْفِ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬‫مث َ ُ‬
‫أضعاف كثيرة« ‪ ،‬كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ ﴿ :-‬‬
‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ِفححي‬ ‫سححَناب ِ َ‬‫سب ْعَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫حب ّةٍ أن ْب َت َ ْ‬
‫ل َ‬ ‫ل الل ّهِ ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫سِبي ِ‬‫م ِفي َ‬ ‫وال َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫ع‬
‫سح ٌ‬‫ه َوا ِ‬ ‫شاُء َوالل ّح ُ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ضا ِ‬
‫ه يُ َ‬ ‫حب ّةٍ َوالل ّ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫سن ْب ُل َةٍ ِ‬
‫مائ َ ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫كُ ّ‬
‫ة فححي‬ ‫مححن أنفححق نفق ح ً‬ ‫م﴾ ]البقححرة‪ ،[261 :‬وقححال ‪َ » :‬‬ ‫عَِلي ٌ‬
‫سبيل الله ك ُِتب له سبعمائة ضعف«‪.3‬‬
‫متححه علححى القححوة والشححجاعة والتححداريب‬ ‫وقححال ‪ ‬حاث ّححا ل ّ‬
‫موا واركبوا‪ ،‬وأن ترموا أحب إلي‬ ‫العسكرية ووسائلها‪» :‬اْر ُ‬
‫مححن أن تركبححوا«‪ ،4‬فححإذا أهمححل المسححلمون هححذا الصححل‬
‫العظيم من أصول دينهححم‪ ،‬وض حّيعوا هححذا الفححرض الححذي ل‬
‫تستقيم المور إل به‪ ،‬بهذا يقع التخاُذل والضعف والهححوان؛‬
‫قال النبي ‪» :‬إذا تبايعتم بالعينة‪ ،‬وأخححذتم أذنححاب البقححر‪،‬‬
‫ورضيتم بالزرع‪ ،‬وتركتم الجهاد ‪ -‬سحّلط اللححه عليكححم ذل ّ ل‬
‫يرفعححه حححتى تراجعححوا دينكححم«‪ ،5‬فححأخبر ‪ ‬أن النححاس إذا‬
‫اشتغلوا بالدنيا وانكّبوا علححى أسححبابها وشححهواتها‪ ،‬وأهملححوا‬
‫خححذ الحححذر مححن عححدوهم ‪ -‬وقححع فححي‬ ‫ْ‬ ‫السححتعداد للجهححاد وأ َ‬
‫ُ‬
‫قلوبهم الجبن والوهن والضعف‪ ،‬وسّلطت عليهم العححداء‪،‬‬
‫ولقد وقع ما أخبر به النبي ‪ ‬فعلى المسححلمين أن يتوبححوا‬
‫إلححى ربهححم‪ ،‬ويسححتدركوا أمرهححم‪ ،‬ويرجعححوا إلححى دينهححم‪،‬‬
‫ل مححا‬ ‫دوا لعححدّوهم بكح ّ‬ ‫ويستعيدوا مجدهم وعّزتهححم‪ ،‬ويسححتع ّ‬

‫مّرة ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬الشدة‪.‬‬ ‫‪ 1‬قال في "المصباح"‪ :‬ال ِ‬


‫‪ 2‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬
‫‪ 4‬رواه المام أحمد وأهل السنن‪.‬‬
‫‪ 5‬رواه أبو داود من روايححة نححافع عححن ابححن عمححر وفححي إسححناده مقححا ٌ‬
‫ل‪،‬‬
‫ححه ابن القطان‪.‬‬ ‫ولحمد نحوه من رواية عطاء‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬وص ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪5‬‬

‫وة ماّدية ومعنوية‪ ،‬ومن أهححم المححور فححي‬ ‫استطاعوا من ق ّ‬


‫هذه الوقححات تعل ّححم النظححم الحربيححة والفنححون العسححكرية‪،‬‬
‫م بححه‬ ‫صححا تت ح ّ‬ ‫ما مدّرًبا مخل ً‬ ‫شا منظ ّ ً‬ ‫التي تهّيئ للمسلمين جي ً‬
‫حماية الدين والبلد‪ ،‬ويوقف المعتدين عند حدهم ويرهححب‬
‫الكافرين‪ ،‬ول يكونوا عالة على غيرهم عزل ً مححن السححلح‪،‬‬
‫والتعاليم النافعة والجتهححاد المسححتمر المثمححر‪ ،‬وقححد أخححبر‬
‫الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أن دين السلم إنما يقححوم بححالعلم‬
‫الشححرعي والعمححل الصححالح‪ ،‬والجهححاد والقححوة والسححلح‬
‫خر بمعونححة اللححه وتححوفيقه‬ ‫ل واحد منها يمد ّ ال َ‬ ‫والحديد‪ ،‬فك ّ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫س حل ََنا ِبال ْب َي ّن َححا ِ‬ ‫سل َْنا ُر ُ‬ ‫قد ْ أْر َ‬ ‫وته؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ل َ َ‬ ‫وحوله وق ّ‬
‫َ‬
‫ط‬ ‫سح ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫س ِبال ْ ِ‬ ‫م الن ّححا ُ‬ ‫قححو َ‬ ‫ن ل ِي َ ُ‬ ‫ميحَزا َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك ِت َححا َ‬ ‫معَهُح ُ‬ ‫وَأن َْزل ْن َححا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫م الّلحح ُ‬ ‫س وَل ِي َعَْلحح َ‬ ‫مَنافِعُ ِللّنا ِ‬ ‫ديد ٌ وَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫س َ‬ ‫ديد َ ِفيهِ ب َأ ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَأن َْزل َْنا ال ْ َ‬
‫زي حٌز﴾ ]الحديححد‪:‬‬ ‫ه قَ حوِيّ عَ ِ‬ ‫ن الل ّح َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ه ِبال ْغَي ْ ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫صُرهُ وَُر ُ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫من قام باليمان به وبرسوله والجهححاد‬ ‫‪ ،[25‬وقد وعد الله َ‬
‫في سبيله بالموال والنفس‪ ،‬وعده بمغفرة ذنوبه ودخول‬
‫مححا‬ ‫الجنححات والخلححود‪ ،‬بمححا فيهححا مححن النعيححم والكرامححات م ّ‬
‫تشتهيه النفححس وتلحذ ّ العيححن‪ ،‬وتلححك تجححارةٌ رابحححة وفححوز‬
‫عظيم‪ ،‬وعلوة على ذلك خصححلة أخححرى محبوبححة للنفححوس‬
‫وهي حصول النصر علححى العححداء والفتححح القريححب‪ ،‬وفححي‬
‫ذلك بشارة للمؤمنين المجاهدين؛ قال تعححالى ‪﴿ :-‬ي َححا أ َي ّهَححا‬
‫َ‬ ‫ال ّذين آمنوا هَ ْ َ‬
‫ب أِلي حم ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جيك ُ ْ‬ ‫جاَرةٍ ت ُن ْ ِ‬ ‫م عََلى ت ِ َ‬ ‫ل أد ُل ّك ُ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬
‫ل الّلحح ِ‬
‫ه‬ ‫سححِبي ِ‬ ‫ن ِفححي َ‬ ‫دو َ‬ ‫هحح ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫سححول ِهِ وَت ُ َ‬ ‫ن ِبححالل ّهِ وََر ُ‬ ‫مُنححو َ‬ ‫* ت ُؤْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن*‬ ‫محو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫ن ك ُن ُْتح ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫كح ْ‬ ‫خْيحٌر ل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫كح ْ‬ ‫م ذ َل ِ ُ‬ ‫سحك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م وَأن ْ ُ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِبحأ ْ‬
‫حت ِهَححا اْل َن ْهَححاُر‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خل ْك ُ ْ‬ ‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫ي َغْ ِ‬
‫م*‬ ‫ظيح ُ‬ ‫فحوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِح َ‬ ‫ت عَحد ْ ٍ‬ ‫جن ّححا ِ‬ ‫ة فِححي َ‬ ‫ن ط َي ّب َح ً‬ ‫سححاك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن﴾‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شر ِ ال ْ ُ‬ ‫ب وَب َ ّ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ح قَ ِ‬ ‫ن الل ّهِ وَفَت ْ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫صٌر ِ‬ ‫حّبون ََها ن َ ْ‬ ‫خَرى ت ُ ِ‬ ‫وَأ ُ ْ‬
‫]الصف‪.[13 -10:‬‬
‫من قام باليمان والعمل الصالح بالستخلف في‬ ‫كما وعد َ‬
‫الرض والتمكيححن فيهححا لححدين السححلم الححذي رضححيه اللححه‬
‫وأكمله لعباده‪ ،‬وإبدالهم المن والستقرار بعد الخححوف مححا‬
‫داموا مستقيمين على عبادة الله وحده ل شريك له‪ ،‬وقححد‬
‫قق هذا الوعد الكريم لسلفنا الصالح من زمن النبي ‪‬‬ ‫تح ّ‬
‫وخلفائه الراشدين إلى وقتنا هححذا؛ قححال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَعَ حد َ‬
‫م فِححي‬ ‫فن ّهُ ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫م وَعَ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َْ‬
‫م‬ ‫م ِدين َُهحح ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫مك ّن َ ّ‬ ‫م وَل َي ُ َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ض كَ َ‬ ‫الْر ِ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪6‬‬

‫خوفه َ‬
‫دون َِني‬ ‫مًنا ي َعْب ُح ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ب َعْدِ َ ْ ِ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫م ِ‬ ‫م وَل َي ُب َد ّل َن ّهُ ْ‬ ‫ضى ل َهُ ْ‬ ‫ذي اْرت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م‬ ‫ك هُ ح ُ‬ ‫ك فَ حُأول َئ ِ َ‬ ‫ف حَر ب َعْ حد َ ذ َل ِح َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫مح ْ‬ ‫ش حي ًْئا وَ َ‬ ‫ن ب ِححي َ‬ ‫كو َ‬ ‫ش حر ِ ُ‬ ‫ل َ يُ ْ‬
‫ن﴾ ]النور‪ ،[55 :‬وأخححبر ‪ ‬أن الجهححاد فححي سححبيل‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪1‬‬
‫دث‬ ‫من مات ولم يغُز ولم يح ّ‬ ‫الله ذروة سنام الدين ‪ ،‬وأن َ‬
‫نفسه بالغزو مات على شعبة من النفححاق‪ ،2‬وقححال ‪» :‬ل‬
‫تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر اللححه وهححم‬
‫ظاهرون«‪.3‬‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪.‬‬
‫الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على‬
‫العداء‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ك أن للنصر علححى العححداء عوامححل وأسححباًبا‪ ،‬كمححا أن‬ ‫لش ّ‬
‫للهزيمة أسباًبا تعين عليهححا‪ ،‬فمححن أعظححم أسححباب النصححر‪:‬‬
‫اليمان بححالله الواحححد القهّححار‪ ،‬والعتمححاد عليححه وحححده فححي‬
‫حصححول النصححر وفححي كححل شححيء‪ ،‬وتفححويض المححور إليححه‪،‬‬
‫قححا‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫والثقة بوعده بنصر المؤمنين؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَك َححا َ‬
‫ن﴾ ]الروم‪ ،[47 :‬ومن ذلك نصححرة ديححن‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫صُر ال ْ ُ‬ ‫عَل َي َْنا ن َ ْ‬
‫الله والقيام به قول ً واعتقاًدا‪ ،‬وعمل ً ودعوة؛ قححال ‪ -‬تعححالى‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫زيحٌز * ال ّح ِ‬ ‫ِ‬ ‫قوِيّ عَ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صُرهُ إ ِ ّ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫صَر ّ‬ ‫‪﴿ :-‬وَل َي َن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ِفي اْل َْر‬
‫م حُروا‬ ‫وا الّزك َححاةَ وَأ َ‬ ‫صل َةَ َوآت َ ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ض أَقا ُ‬ ‫ِ‬ ‫مك ّّناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ْ‬
‫عاقَِبح ُ ُ‬
‫محورِ﴾ ]الححج‪:‬‬ ‫ة اْل ُ‬ ‫كحرِ وَل ِّلحهِ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وا عَ ِ‬ ‫ف وَن َهَ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫م‬‫صححْرك ُ ْ‬ ‫صححُروا الّلحح َ‬
‫ه ي َن ْ ُ‬ ‫ن ت َن ْ ُ‬
‫‪ ،[41 -40‬وقححال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫م﴾ ]محمد‪ ،[7 :‬ومن أعظححم أسححباب النصححر‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫وَي ُث َب ّ ْ‬
‫من بين الشعوب المسلمة؛ قال ‪-‬‬ ‫التحاد والجتماع والتضا ُ‬
‫فّرقُححوا﴾ ]آل‬ ‫ميعًححا وَل َ ت َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل الل ّحهِ َ‬ ‫حب ْح ِ‬ ‫موا ب ِ َ‬ ‫صح ُ‬ ‫تعححالى ‪َ﴿ :-‬واعْت َ ِ‬
‫عمححران‪ ،[103 :‬وقححد شححّبه الرسححول ‪ ‬المححؤمنين فححي‬
‫تححواّدهم وتراحمهححم وتعححاطفهم بالجسححد الواحححد‪ ،‬والبنيححان‬
‫ضا‪ ،‬وشبك بيححن أصححابعه‪ ،4‬وقححال‬ ‫المرصوص يشد ّ بعضه بع ً‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ْ‬
‫سًرا‬ ‫ن ت َك َ ّ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫ح إ َِذا ا ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ت َأَبى الّر َ‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه مسلم وأبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪7‬‬

‫حاَدا‬
‫تآ َ‬ ‫ن ت َك َ ّ‬
‫سَر ْ‬ ‫وَإ َِذا ان ْ َ‬
‫فَرد ْ َ‬
‫ومن أسباب النصر بعد اليمان بالله إعداد ُ مححا يمكححن مححن‬
‫مححا‬ ‫م َ‬ ‫دوا ل َهُ ح ْ‬ ‫عح ّ‬ ‫القوة المادية والمعنوية؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَأ َ ِ‬
‫ن قُوّةٍ﴾ ]النفال‪ ،[60 :‬ومن ذلك إخلص النيححة‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ست َط َعْت ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫لله‪ ،‬وأن يكون الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫العليحا‪ ،‬ويكحون الححدين كلحه للحه؛ قححال ‪ -‬تعحالى ‪َ﴿ :-‬وال ّح ِ‬
‫ع‬
‫محححح َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الّلحححح َ‬ ‫سححححب ُل ََنا وَإ ِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫دوا ِفيَنححححا ل َن َْهححححدِي َن ّهُ ْ‬ ‫هحححح ُ‬ ‫جا َ‬ ‫َ‬
‫ن﴾ ]العنكبوت‪.[69 :‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ال ُ‬
‫ومن أسباب النصر‪ :‬الثبات عند لقاء العححدو وعححدم الفححرار‬
‫والنهزام‪ ،‬وكثرة ذكر الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وطاعة الله ورسححوله‪،‬‬
‫وعدم التناُزع والختلف المؤّدي إلى الفشل؛ قال ‪ -‬تعالى‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ة فَححاث ْب ُُتوا َواذ ْك ُحُروا الل ّح َ‬ ‫م فِئ َ ً‬ ‫قيت ُح ْ‬ ‫مُنوا إ َِذا ل َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫‪َ﴿ :-‬يا أي َّها ال ّ ِ َ‬
‫َ‬
‫عوا‬ ‫ه وَل َ ت َن َححاَز ُ‬ ‫سححول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫طيُعوا الل ّح َ‬ ‫ن * وَأ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬
‫م تُ ْ‬ ‫ك َِثيًرا ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫ع‬
‫محححح َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّحححح َ‬ ‫صححححب ُِروا إ ِ ّ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫حك ُحححح ْ‬ ‫ب ِري ُ‬ ‫شححححُلوا وَت َححححذ ْهَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫رين﴾ ]النفال‪ ،[46 -45 :‬ومن ذلك استعمال الصبر؛‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن﴾ ]النفححال‪:‬‬ ‫ري َ‬ ‫صححاب ِ ِ‬‫معَ ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صب ُِروا إ ِ ّ‬ ‫قال ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬وا ْ‬
‫‪ ،[46‬وقال ‪» :‬واعلم أن النصر مححع الصححبر‪ ،‬وأن الفححرج‬
‫مع الكححرب‪ ،‬وأن مححع العسححر يسحًرا«‪ ،1‬ومححن ذلححك إظهححار‬
‫الشجاعة والقدام والتضحححية بححالنفس والنفيححس‪ ،‬والعلححم‬
‫بأن الموت واحد ل ب ُد ّ منه وإن تعددت أسبابه‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ت‬‫ما َ‬ ‫ف َ‬‫سي ْ ِ‬‫ت ِبال ّ‬ ‫م ْ‬‫م يَ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ه‬
‫ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫َ‬
‫حد ُ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫مو ْ ُ‬‫ب َوال ْ َ‬ ‫سَبا ُ‬‫ت اْل ْ‬ ‫ت َعَد ّد َ ِ‬
‫ومن أسباب النصر‪ :‬المشاورةُ بين المسؤولين فححي تعححبئة‬
‫الجيوش وإعدادها‪ ،‬وطريقة الدفاع والهجوم‪ ،‬ونحححو ذلححك؛‬
‫م‬ ‫َ‬
‫مُرهُ ح ْ‬
‫قححال ‪ -‬تعححالى ‪ -‬فححي وصححف عبححاده المححؤمنين‪﴿ :‬وَأ ْ‬
‫م﴾ ]الشححورى‪ ،[38 :‬وقححال لنححبّيه محمححد ‪﴿ :‬‬ ‫شوَرى ب َي ْن َهُ ح ْ‬‫ُ‬
‫َ‬
‫مرِ﴾ ]آل عمران‪ ،[159 :‬وكان ‪ ‬يشححاور‬ ‫م ِفي اْل ْ‬ ‫شاوِْرهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫أصحابه في الحروب وغيرها مع كمال عقله وسححداد رأيححه؛‬
‫امتثال ً لمر الله‪ ،‬وتطييًبا لنفوس أصحابه‪.‬‬

‫رواه المام أحمد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪8‬‬

‫رفححوا‬ ‫مححن عُ ِ‬ ‫ومن أسححباب النصححر‪ :‬توليححة قيححادة الجيححوش ل ِ َ‬


‫بالخلص لله ولدينه‪ ،‬ثم لحكوماتهم وشعوبهم وأوطححانهم‪،‬‬
‫ثم إرشادهم وتوجيههم لما يجب أن يعملوه‪ ،‬وكححان النححبي‬
‫مر أميًرا على جيش أو سرية‪ ،‬أوصاه بتقححوى اللححه‬ ‫‪ ‬إذا أ ّ‬
‫من معه من المسلمين خيًرا؛ فقال‪» :‬اغزوا باسححم اللححه‪،‬‬ ‫و َ‬
‫من كفر بالله‪ ،‬اغححزوا ول تغلححوا‪ ،‬ول‬ ‫في سبيل الله‪ ،‬قاتلوا َ‬
‫‪1‬‬
‫دا« ‪.‬‬ ‫تغدروا‪ ،‬ول تمّثلوا‪ ،‬ول تقتلوا ولي ً‬
‫ومححن آخححر آيححات القتححال نححزول ً قححوله ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬فَححاقْت ُُلوا‬
‫دوا‬ ‫م َواقْعُ ُ‬ ‫صُروهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َوا ْ‬
‫ذوهُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫م وَ ُ‬‫موهُ ْ‬ ‫جد ْت ُ ُ‬ ‫ث وَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا الّزك َححاةَ‬‫ص حل َةَ وَآت َح ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ن ت َححاُبوا وَأقَححا ُ‬ ‫صحدٍ فَحإ ِ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫م﴾ ]التوبة‪ ،[5 :‬وقححد قححال‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫سِبيل َهُ ْ‬‫خّلوا َ‬ ‫فَ َ‬
‫العلمححاء فححي كححل آيححة ذ ُك ِححر فيهححا الصححفح والعححراض عححن‬
‫المشركين‪ :‬إنها منسوخة بهذه الية‪ ،‬فبسبب اليمان بالله‬
‫ورسوله والجهاد في سبيل الله والخلص لححه فححي القححول‬
‫والعتقححاد والعمححل ‪ -‬نححال سححلفنا الصححالح العححّز والنصححر‬
‫والتمكين في الرض‪ ،‬ودانت لهم الدنيا‪ ،‬وذلت لهم المححم‪،‬‬
‫وذلك حين كان اليمان متمك ًّنا في قلححوبهم‪ ،‬ومتححوغّل ً فححي‬
‫مححا‬
‫سحَنيين‪ :‬إ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫نفوسهم‪ ،‬وعرفححوا أن فححي الجهححاد إحححدى ال ُ‬
‫النصر والغنيمة‪ ،‬وإما الشهادة في سححبيل اللححه ثححم الجنححة‪،‬‬
‫حتى قال قائلهم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ت أ َُباِلي ِ‬
‫ل‬‫ن أقْت َ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫س ُ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫ما‬‫سل ِ ً‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ِفي الل ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ب َ‬ ‫عََلى أيّ َ‬
‫جن ْ ٍ‬
‫عي‬‫صَر ِ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ما نصححروه‪ ،‬وأعّزهححم وخححذل عححدوهم حيححن‬ ‫فنصرهم الله ل ّ‬
‫مححا‬
‫ن ب َعْ حدِ َ‬ ‫مح ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سححو ِ‬ ‫جاُبوا ل ِل ّحهِ َوالّر ُ‬ ‫س حت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬‫أطححاعوه؛ ﴿ال ّح ِ‬
‫َ‬ ‫قرح ل ِل ّذي َ‬ ‫َ‬
‫م*‬ ‫ظي ح ٌ‬
‫ج حٌر عَ ِ‬ ‫وا أ ْ‬ ‫قح ْ‬ ‫م َوات ّ َ‬ ‫من ْهُ ح ْ‬
‫سُنوا ِ‬‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫م ال ْ َ ْ ُ‬ ‫صاب َهُ ُ‬‫أ َ‬
‫م‬
‫شوْهُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫م َفا ْ‬‫مُعوا ل َك ُ ْ‬ ‫ج َ‬‫س قَد ْ َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫س إِ ّ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫ل ل َهُ ُ‬‫ن َقا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ل﴾ ]آل‬ ‫م ال ْوَ ِ‬
‫كيحح ُ‬ ‫ه وَن ِْعحح َ‬ ‫سححب َُنا الّلحح ُ‬
‫ح ْ‬‫ماًنححا وََقححاُلوا َ‬ ‫م ِإي َ‬‫هحح ْ‬‫فََزاد َ ُ‬
‫عمران‪.[173 -172 :‬‬

‫‪ 1‬رواه مسلم‪ ،‬والغلول‪ :‬الخذ من الغنيمة قبل قسمتها‪ ،‬والغدر‪ :‬نقض‬


‫العهد‪ ،‬والتمثيل‪ :‬تشويه القتيل بقطع أطرافه‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪9‬‬

‫ما أسباب الهزيمة فهي بعكس ذلك كّله‪ ،‬فمححن أعظمهححا‪:‬‬ ‫أ ّ‬


‫عدم اليمان بالله‪ ،‬والشرك به‪ ،‬والتوك ّححل والعتمححاد علححى‬
‫غيححره فححي حصححول النصححر‪ ،‬واللححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬هححو الكححافي‬
‫ه﴾ ]الطلق‪[3 :‬؛‬ ‫س حب ُ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ل عََلى الل ّحهِ فَهُ حوَ َ‬ ‫ن ي َت َوَك ّ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫لعباده؛ ﴿وَ َ‬
‫أي‪ :‬كافيه‪.‬‬
‫ومن أسباب الهزيمة‪ :‬معصية الله ورسوله بترك الواجبات‬
‫وعمل الفواحش والمحّرمات؛ كترك الصلة‪ ،‬ومنع الزكاة‪،‬‬
‫ن‬‫وشرب الخمور‪ ،‬وارتكاب جريمة الزنا؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫ه‬ ‫ب الّلحح ُ‬ ‫ن * ك َت َ َ‬ ‫َ‬
‫ك ِفي اْلذ َّلي َ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حاّدو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫َل َغْل ِب َ‬
‫زي حٌز﴾ ]المجادلححة‪-20:‬‬ ‫ه قَ حوِيّ عَ ِ‬ ‫ن الل ّح َ‬ ‫س حِلي إ ِ ّ‬ ‫ن أن َححا وَُر ُ‬ ‫َ ّ‬
‫سحول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن الّلح َ‬ ‫ححاّدو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّلح ِ‬ ‫‪ ،[21‬وقحال ‪ -‬تعحالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫م﴾ ]المجادلححة‪ ،[5 :‬واليححات‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ح ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ما ك ُب ِ َ‬ ‫ك ُب ُِتوا ك َ َ‬
‫مححن عصححى‬ ‫في هذا المعنى كثيرة وهي تدل علححى هزيمححة َ‬
‫اللححه ورسححوله فححي مخالفححة الوامححر وارتكححاب المنهي ّححات‬
‫خَرِوي الذي هححو أش حد ّ‬ ‫والزواجر‪ ،‬علوة على عذاب الله ال ُ ْ‬
‫وأبقى‪ ،‬فححإن الجححزاء مححن جنححس العمححل‪ ،‬واللححه ‪ -‬تعححالى ‪-‬‬
‫دة والرخححاء‪ ،‬والعسححر‬ ‫يبتلححي بالسححراء والضححراء‪ ،‬والشحح ّ‬
‫مححن يشححكر فيزيححده مححن فضححله‪ ،‬أو يكفححر‬ ‫واليسر؛ لينظححر َ‬
‫فينتقم منه بعدله‪ ،‬وجاء في الثر أن الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬يقححول‪:‬‬
‫من ل يعرفني‪ ،‬فلححو‬ ‫ن يعرفني‪ ،‬سّلطت عليه َ‬ ‫م ْ‬ ‫إذا عصاني َ‬
‫استقام المسلمون على دينهم وتحكيم شريعة اللححه الححتي‬
‫أنزل بها كتححابه وأرسححل بهححا رسححوله وفك ّححروا فححي أسححباب‬
‫ب الهزيمة فاجتنبوهححا‪ ،‬وجاهححدوا‬ ‫النصر فاستعملوها‪ ،‬وأسبا ِ‬
‫في الله حق جهاده ‪ -‬لنتصروا وانهزم عدوهم أمام الحححق‬
‫ل‬ ‫ن ال َْباط ِح َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ححقّ وََزهَحقَ ال َْباط ِح ُ‬ ‫جاَء ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫والدفاع عنه؛ ﴿وَقُ ْ‬
‫خي ْحًرا‬ ‫ن َ‬ ‫ه ل َك َححا َ‬‫صد َُقوا الل ّح َ‬ ‫هوًقا﴾ ]السراء‪﴿ ،[81 :‬فَل َوْ َ‬ ‫ن َز ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫م﴾ ]محمححد‪ ،[21 :‬ولح حّرروا أوطححانهم مححن أيححدي الب ُغَححاة‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫كيم ِ﴾‬ ‫ح ِ‬ ‫زيزِ ال ْ َ‬ ‫عن ْدِ الل ّهِ ال ْعَ ِ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫صُر إ ِل ّ ِ‬ ‫ما الن ّ ْ‬ ‫والمستعمرين؛ ﴿وَ َ‬
‫]آل عمران‪.[126 :‬‬
‫***‬
‫الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على‬
‫العداء‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫تكّلمنا فححي الفصححلين السححابقين عححن أهححم أسححباب النصححر‬
‫والهزيمة‪ ،‬وأن النصر يعتمد ‪ -‬أوّل ً وقبل كل شححيء ‪ -‬علححى‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪10‬‬

‫كل والعتمحاد عليحه وححده فحي حصحول‬ ‫اليمان بالله والتو ّ‬


‫النصر‪ ،‬مع القيام بما فرض اللححه مححن الواجبححات واجتنححاب‬
‫المحرمحححات‪ ،‬وإعحححداد المسحححتطاع محححن القحححوة الماديحححة‬
‫والمعنويححة‪ ،‬وإخلص النيححة والعمححل للححه‪ ،‬ثححم الشححجاعة‬
‫والقدام والصبر والثابت أمام العححدو‪ ،‬والتضحححية بححالنفس‬
‫والنفيس‪ ،‬مححع كححثرة ذكححر اللححه وطححاعته وطاعححة رسححوله‪،‬‬
‫وعححدم التنححازع والختلف المححؤّدي إلححى الفشححل‪ ،‬وتوليححة‬
‫رفحححوا بحححالخلص والمانحححة‪ ،‬واسحححتعمال‬ ‫محححن عُ ِ‬ ‫القيحححادة ل ِ َ‬
‫المشاورة في ذلك بين المسؤولين‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫ة‬ ‫ك إ َِذا ت َأ ِْتي َ‬
‫ك َنائ َِبحح ٌ‬ ‫وا َ‬‫س َ‬‫شاوِْر ِ‬‫َ‬
‫ل‬
‫هحح ِ‬‫ن أَ ْ‬
‫محح ْ‬ ‫ن ك ُْنحح َ‬
‫ت ِ‬ ‫مححا‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫ي َوْ ً‬
‫ت‬‫شححححححححححححححححححححححححوَرا ِ‬ ‫م ُ‬‫ال ْ َ‬
‫وحصححول التعححاون والتناصححر بيححن المسححلمين الححذين هححم‬
‫ضا‪.‬‬‫كالجسد الواحد‪ ،‬وكالبنيان المرصوص يشد ّ بعضه بع ً‬
‫ه إلى الله‬ ‫ج ُ‬‫كر التو ّ‬ ‫هذا‪ ،‬ومن أعظم أسباب النصر مع ما ذ ُ ِ‬
‫فححل بالجابححة فححي‬ ‫بالدعاء والتضّرع؛ حيث أمر بالححدعاء وتك ّ‬
‫ب‬‫ري ح ٌ‬ ‫عب َححاِدي عَن ّححي فَ حإ ِّني قَ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫س حأ َل َ َ‬
‫قححوله ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَإ َِذا َ‬
‫ُ‬
‫من ُححوا ب ِححي‬ ‫جيُبوا ل ِححي وَل ْي ُؤْ ِ‬ ‫ن فَل ْي َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫عا ِ‬‫داِع إ َِذا د َ َ‬ ‫ب د َعْوَةَ ال ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫أ ِ‬
‫م اد ْع ُححوِني‬ ‫ل َرب ّك ُح ُ‬ ‫ن﴾ ]البقححرة‪﴿ ،[186 :‬وَقَححا َ‬ ‫دو َ‬ ‫شح ُ‬ ‫م ي َْر ُ‬ ‫ل َعَل ّهُح ْ‬
‫ض حط َّر إ َِذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫جي ح ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫مح ْ‬ ‫م َ‬ ‫م﴾ ]غححافر‪﴿ ،[60 :‬أ ْ‬ ‫ب ل َك ُح ْ‬‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬‫أ ْ‬
‫ق‬
‫سوَء﴾ ]النمل‪ ،[62 :‬فححإذا آمن ّححا بححالله ح ح ّ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫عاهُ وَي َك ْ ِ‬ ‫دَ َ‬
‫اليمان واستجبنا له فأطعنحاه بفعحل محا أمحر واجتنحاب محا‬
‫نهى‪ ،‬ثم دعوناه ‪ -‬استجاب لنا؛ لنححه ‪ -‬سححبحانه ‪ -‬ل يخلححف‬
‫مححا قحال‪» :‬اللهحم إن ّححا‬ ‫الميعاد‪ ،‬وكان النححبي ‪ ‬إذا خححاف قو ً‬
‫نجعلك في نحححورهم‪ ،‬ونعححوذ بححك مححن شححرورهم«‪ ،1‬وكححان‬
‫ضححدي ونصححيري‪ ،‬بححك أحححول‪ ،‬وبححك‬ ‫يقححول‪» :‬اللهححم أنححت عَ ُ‬
‫‪2‬‬
‫زل الكتححاب‪،‬‬ ‫مْنحح ِ‬
‫أصححول‪ ،‬وبححك أقاتححل« ‪ ،‬وكححان يقححول‪ُ » :‬‬
‫ومجححري السحححاب‪ ،‬وهححازم الحححزاب‪ ،‬اهزمهححم وانصححرنا‬
‫عليهم«‪ ،3‬هكذا كان سيد الخلق ‪ ‬يقححول ويفعححل‪ ،‬وهكححذا‬
‫ينبغي أن نفعل كما أمرنا الله‪ ،‬وكما شرع لنا رسححول اللححه‬
‫ُ‬
‫ن‬‫ن ك َححا َ‬ ‫مح ْ‬
‫ة لِ َ‬ ‫سن َ ٌ‬
‫ح َ‬ ‫سوَةٌ َ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫م ِفي َر ُ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬‫قد ْ َ‬ ‫‪﴿ :‬ل َ َ‬
‫رواه أبو داود بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪11‬‬

‫ه ك َِثي حًرا﴾ ]الحححزاب‪،[21 :‬‬ ‫خَر وَذ َك ََر الل ّ َ‬ ‫م اْل َ ِ‬ ‫ه َوال ْي َوْ َ‬ ‫جو الل ّ َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫وهكذا كان أصحاب رسححول اللححه ‪ ‬الححذين هححم خيححر أمححة‬
‫َ‬
‫ب قَححاُلوا‬ ‫ححَزا َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫من ُححو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫مححا َرأى ال ْ ُ‬ ‫وأكرمها على اللححه؛ ﴿وَل َ ّ‬
‫م‬ ‫ما َزاد َهُ ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫صد َقَ الل ّ ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ما وَعَد ََنا الل ّ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫هَ َ‬
‫ما﴾ ]الحزاب‪ ،[22 :‬وقد وصفهم اللححه فححي‬ ‫سِلي ً‬ ‫ماًنا وَت َ ْ‬ ‫إ ِل ّ ِإي َ‬
‫كتابه ومدحهم وأثنى عليهم؛ ترغيًبحا لنحا فحي القتحداء بهحم‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مِني َ‬ ‫م حؤ ْ ِ‬ ‫وسلوك طريقهم؛ فقال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬أذِل ّحةٍ عَل َححى ال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫خححاُفو َ‬ ‫ل الل ّحهِ وَل َ ي َ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫دو َ‬ ‫جاهِ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عّزةٍ عََلى ال ْ َ‬ ‫أَ ِ‬
‫دا ‪‬‬ ‫ة ل َئ ِم ٍ﴾ ]المائدة‪ ،[54 :‬وهكححذا وصححف اللححه محم ح ً‬ ‫م َ‬ ‫ل َوْ َ‬
‫محد ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫وأصحححابه فحي التححوراة والنجيححل والقححرآن فقححال‪ُ ﴿ :‬‬
‫م‬ ‫داُء عََلى ال ْك ُ ّ‬ ‫ل الل ّه وال ّذين مع َ‬ ‫سو ُ‬
‫مححاُء ب َي ْن َهُ ح ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فححارِ ُر َ‬ ‫ش ّ‬‫هأ ِ‬ ‫ِ َ ِ َ َ َ ُ‬ ‫َر ُ‬
‫م‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫واًنا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن الل ّهِ وَرِ ْ‬ ‫م َ‬‫ضل ً ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫دا ي َب ْت َُغو َ‬ ‫ج ً‬ ‫س ّ‬ ‫م ُرك ًّعا ُ‬ ‫ت ََراهُ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م فِححي الت ّحوَْرا ِ‬ ‫مث َل ُهُ ح ْ‬ ‫ك َ‬ ‫جودِ ذ َل ِح َ‬ ‫سح ُ‬ ‫ن أث َحرِ ال ّ‬ ‫مح ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫ِفي وُ ُ‬
‫ل﴾ ]الفتح‪ ،[29 :‬وهححذه صححفة المححؤمنين‬ ‫جي ِ‬ ‫م ِفي اْل ِن ْ ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫مححا‬ ‫فححا علححى الكفححار‪ ،‬رحي ً‬ ‫دا عني ً‬ ‫أن يكححون أحححدهم شححدي ً‬
‫شحا فحي‬ ‫سا فحي وجحه الكحافر‪ ،‬بشو ً‬ ‫بالمؤمنين‪ ،‬غضوًبا عبو ً‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫وجه أخيه المؤمن؛ كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬يا أي َّها ال ّ ِ َ‬
‫ة‬ ‫م ِغل ْظ َح ً‬ ‫دوا ِفيك ُح ْ‬ ‫جح ُ‬ ‫فححارِ وَل ْي َ ِ‬ ‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫مح َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َل ُححون َك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫قَححات ُِلوا ال ّح ِ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]التوبة‪.[123 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫معَ ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫َواعْل َ ُ‬
‫هذه بعض أوصاف المؤمنين وأسباب نصرهم‪.‬‬
‫ك الطححرق الملتويححة‬ ‫كمححا أن مححن أسححباب الهزيمححة سححلو َ‬
‫المنعطفة عن طريقهم‪ ،‬وذلك بالعراض عن طريق الحق‬
‫ل‪،‬‬ ‫مححا‪ ،‬وعم ً‬ ‫الذي هو طريق اليمان والرسول والقححرآن؛ عل ً‬
‫واعتقاًدا‪ ،‬ودعوة‪ ،‬كما أن من أسباب الهزيمة اللجححوَء إلححى‬
‫ل‪ ،‬ورغبة ورهبححة؛ فححإنه‬ ‫ة وخوًفا‪ ،‬ورجاء وتوك ً‬ ‫غير الله؛ محب ً‬
‫مححن تعل ّححق بشحيٍء وُك ِححل إليححه‪،‬‬ ‫ل حول ول قححوة إل بححالله‪ ،‬و َ‬
‫والله ‪ -‬تعالى ‪ -‬هو الذي بيده النصر والتأييد والعز والححذل‪،‬‬
‫من يشاء‪ ،‬وهو الفّعال لما يريححد‪ ،‬بيححده‬ ‫من يشاء ويذل َ‬ ‫يعّز َ‬
‫الخير وهو على كل شيء قححدير‪ ،‬ل مححانع لمححا أعطححى‪ ،‬ول‬
‫َ‬ ‫مُرهُ إ َِذا أ ََراد َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كحح ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل َلحح ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫شي ًْئا أ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫معطى لما منع؛ ﴿إ ِن ّ َ‬
‫ن﴾ ]يس‪:[82 :‬‬ ‫كو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫صى ال َِلح‬ ‫ف ي ُعْ َ‬ ‫جًبا ك َي ْ َ‬ ‫فََيا عَ َ‬
‫ح َ‬
‫حد ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫حد ُهُ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫م ك َي ْ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪12‬‬

‫ة‬ ‫يٍء ل َ ُ‬
‫ه آي َ ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫وَِفي ك ُ ّ‬
‫ل َ‬
‫َ‬
‫حد ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ل عََلى أن ّ ُ‬
‫ت َد ُ ّ‬

‫ل عََلحححى الّلحححهِ فَُهححح َ‬


‫و‬ ‫ن ي َت َوَ ّ‬
‫كححح ْ‬ ‫مححح ْ‬
‫وقحححال ‪ -‬تعحححالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫ن يعتمححد عليححه فهححو كححافيه‪،‬‬ ‫مح ْ‬ ‫ه﴾ ]الطلق‪[3 :‬؛ أي‪َ :‬‬ ‫س حب ُ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫واهُ‬ ‫ل ُذ ْ ِباْل ِل َهِ وَل َ ت َل ُذ ْ ب ِ ِ‬
‫س َ‬
‫ل كَ َ‬
‫فاهُ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫جِلي ِ‬ ‫ن ل َذ َ ِبال ْ َ‬
‫مل ِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫مححا‬ ‫ح ّ‬
‫كا ً‬ ‫هذا‪ ،‬وأسأل العلححي القححدير أن يوفّححق المسححلمين ‪ُ -‬‬
‫ومحكومين ‪ -‬إلى العمل بكتابه وسنة رسححوله‪ ،‬وأن يؤل ّححف‬
‫بين قلوبهم‪ ،‬ويصلح ذات بينهم‪ ،‬وينصححرهم علححى عححدوهم‪،‬‬
‫ي ذلك والقادر عليه‪ ،‬وهو حسححبنا ونعححم الوكيححل‪ ،‬ول‬ ‫إنه ول ّ‬
‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪13‬‬

‫مراتب الجهاد‬
‫الجهاد أربع مراتب هي‪ :‬جهحاد النفححس‪ ،‬وجهحاد الشحيطان‪،‬‬
‫وجهاد الكفار‪ ،‬وجهاد المنافقين‪.‬‬
‫فجهاد النفس أربع مراتب‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يجاهدها على تعّلم الهدى ودين الحق‪ ،‬الححذي ل‬
‫فلح لها ول سعادة لها في معاشها ومعادها إل بححه‪ ،‬ومححتى‬
‫فاتها علمه شقيت في الدارين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يجاهدها على العمل به بعد علمه‪ ،‬وإل فمجححّرد‬
‫العلم بل عمل إن لم يضّرها لم ينفعها‪.‬‬
‫مححن ل‬ ‫الثالثححة‪ :‬أن يجاهححدها علححى الححدعوة إليححه وتعليمححه َ‬
‫يعلمححه‪ ،‬وإل كححان مححن الححذين يكتمححون مححا أنححزل اللححه مححن‬
‫البّينات والهدى‪ ،‬فل ينفعه علمه‪ ،‬ول ينجيه من عذاب الله‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يجاهدها على الصبر على مشاقّ الححدعوة إلححى‬
‫مححل ذلححك كل ّححه للححه‪ ،‬فححإذا اسححتكمل‬ ‫الله وأذى الخلق‪ ،‬ويتح ّ‬
‫هححذه المراتححب الربححع صححار مححن الربححانيين‪ ،‬فححإن السححلف‬
‫معححون علححى أن العححالم ل يسححتحق أن يسححمى )رباني ّححا(‬ ‫ج ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫مح ْ‬ ‫ّ‬
‫حتى‪ :‬يعرف الحق‪ ،‬ويعمل به‪ ،‬ويعلمه‪ ،‬ويدعو إليححه‪ ،‬ف َ‬
‫مححا فححي ملكححوت‬ ‫عى عظي ً‬ ‫م‪ ،‬فححذاك ي ُحد ْ َ‬ ‫ل وعَل ّح َ‬‫مح َ‬
‫م وعَ ِ‬ ‫عَل ِح َ‬
‫السماء‪.1‬‬
‫جهاد الشيطان‪:‬‬
‫وأما جهاد الشيطان فمرتبتان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬جهاده على دفع ما ي ُْلقي إلى العبد من الشححبهات‬
‫والشكوك القادحة في اليمان‪.‬‬
‫الثانيححة‪ :‬جهححاده علححى دفححع مححا يلقححي إليححه مححن الرادات‬
‫الفاسدة والشهوات‪.‬‬
‫ده اليقيححن‪ ،‬والجهححاد الثححاني يكححون‬ ‫فالجهاد الّول‪ :‬يكون بع َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ة ي َهْح ُ‬
‫مح ً‬
‫م أئ ِ ّ‬ ‫جعَل ْن َححا ِ‬
‫من ْهُح ْ‬ ‫بعده الصبر؛ قححال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]السجدة‪.[24 :‬‬ ‫كاُنوا ب ِآ ََيات َِنا ُيوقُِنو َ‬
‫صب َُروا وَ َ‬‫ما َ‬‫مرَِنا ل َ ّ‬‫ب ِأ ْ‬
‫فأخبر أن إمامة الدين إّنما ت َُنال بالصححبر واليقيححن؛ فالصححبر‬
‫يحححدفع الشحححهوات والرادات الفاسحححدة‪ ،‬واليقيحححن يحححدفع‬
‫الشكوك والشبهات‪.‬‬
‫جهاد الكفار والمنافقين‪:‬‬

‫دليل المراتب الربع سورة العصر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪14‬‬

‫مححا جهححاد الكفححار والمنححافقين‪ ،‬فححأربع مراتححب‪ :‬بححالقلب‪،‬‬ ‫وأ ّ‬


‫ص باليححد‪،‬‬ ‫واللسان‪ ،‬والمححال‪ ،‬والنفححس‪ ،‬وجهححاد الكفححار أخح ّ‬
‫ص باللسان‪.‬‬ ‫وجهاد المنافقين أخ ّ‬
‫ما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات‪ ،‬فثلث مراتب‪:‬‬ ‫وأ ّ‬
‫الولى‪ :‬باليد إذا قدر‪ ،‬فإن عجز انتقل إلححى اللسححان‪ ،‬فححإن‬
‫عجز جاهد بقلبه‪ ،‬فهححذه ثلث عشححرة مرتبححة مححن الجهححاد‪،‬‬
‫من مات ولم ي َغُْز ولم يحدث نفسه بححالغزو مححات علححى‬ ‫و» َ‬
‫‪1‬‬
‫شعبه من النفاق« ‪.‬‬
‫م الجهاد إل ّ بالهجرة‪ ،‬ول الهجرة والجهححاد إل‬ ‫)فصل( ول يت ّ‬
‫ة اللححه هححم الححذين قححاموا بهححذه‬ ‫باليمححان‪ ،‬والراجححون رحمح َ‬
‫جُروا‬ ‫ن هَححا َ‬ ‫من ُححوا َوال ّح ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّح ِ‬
‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫الثلثة؛ قححال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫ة الل ّحهِ َوالل ّح ُ‬
‫ه‬ ‫مح َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬‫جححو َ‬‫ك ي َْر ُ‬‫ل الل ّحهِ ُأول َئ ِ َ‬‫سِبي ِ‬
‫دوا ِفي َ‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫م﴾ ]البقرة‪.[218 :‬‬ ‫حي ٌ‬
‫فوٌر َر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫ض عليححه‬ ‫د‪ ،‬ففححر ٌ‬ ‫ض علححى كححل أححح ٍ‬ ‫وكمححا أن اليمححان فححر ٌ‬
‫هجرتححان فححي كححل وقححت‪ :‬هجححرة إلححى اللححه ‪ -‬عححز وجححل ‪-‬‬
‫بالتوحيد والخلص‪ ،‬والنابححة والتوكححل‪ ،‬والخححوف والرجححاء‪،‬‬
‫والمحبة والتوبة‪ ،‬وهجرة إلى رسوله ‪ ‬بالمتابعة والنقياد‬
‫لمره‪ ،‬والتصديق بخبره‪ ،‬وتقديم أمححره وخححبره علححى أمححر‬
‫مححن كححانت هجرتححه إلححى اللححه ورسححوله‬ ‫غيححره وخححبره؛ »ف َ‬
‫مححن كححانت هجرتححه إلححى دنيححا‬ ‫فهجرته إلى الله ورسححوله‪ ،‬و َ‬
‫يصيبها أو امرأة يتزّوجها‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه«‪.2‬‬
‫ض عليه جهاد نفسححه فححي ذات اللححه وجهححاد شححيطانه‪،‬‬ ‫وفر ٌ‬
‫ما جهححاد‬ ‫د‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ض عليه ل ينوب فيه أحد ٌ عن أح ٍ‬ ‫فهذا كله فر ٌ‬
‫مححة إذا حصححل‬ ‫الكفار والمنافقين فقد ي ُك َْتفى فيه ببعض ال ّ‬
‫منهم مقصود الجهاد‪.3‬‬
‫والله أعلم‪ ،‬وصلى الله علححى محمححد‪ ،‬وعلححى آلححه وصحححبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫***‬

‫أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه البخاري في "صحيحه" ومسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫"زاد المعاد في هدي خير العباد"؛ لبن القيم‪ ،‬جح ‪ 2‬ص ‪.108 -106‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪15‬‬

‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫المعروف والمنكر‪:‬‬
‫المعروف‪ :‬ما أمر الله به ورسوُله‪ ،‬والمنكر‪ :‬ما نهححى اللححه‬
‫عنحححه ورسحححوله‪ ،‬فيجحححب علحححى ُأولحححي المحححر أن يحححأمروا‬
‫بالمعروف وينهوا عن المنكر‪.‬‬
‫فالمعروف مثل شرائع السلم؛ كالصلوات الخمححس‪ ،‬ومححا‬
‫يتبعهححا مححن واجبححات وسححنن‪ ،‬لسححباب وغيححر أسححباب‪،‬‬
‫والصدقات‪ ،‬والصححوم‪ ،‬والحححج‪ ،‬فححرض ذلححك ونفلححه‪ ،‬ومثححل‬
‫اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسله واليححوم الخححر والقححدر‬
‫خيره وشره‪ ،‬ومثل الحسان‪ :‬وهو أن تعبد الله كأنك تراه‪،‬‬
‫فإن لم تكن تراه فإنه يراك‪ ،‬وكل معروف صححدقة‪ ،‬ومثححل‬
‫سححائر مححا أمححر اللححه بححه مححن المححور الباطنححة والظححاهرة؛‬
‫كحل علحى اللحه‪ ،‬وأن يكحون اللحه‬ ‫كإخلص الدين للحه‪ ،‬والتو ّ‬
‫ب إليححه ممححا سححواهما‪ ،‬والرجححاء لرحمححة اللححه‪،‬‬‫ورسوله أح ّ‬
‫والخشية من عذابه‪ ،‬والصبر لحكححم اللححه‪ ،‬والتسححليم لمححر‬
‫اللححه‪ ،‬ومثححل‪ :‬صححدق الحححديث‪ ،‬والوفححاء بححالعهود‪ ،‬وأداء‬
‫المانات إلى أهلها‪ ،‬وبّر الوالدين وصلة الرحام‪ ،‬والتعححاون‬
‫علحححى الحححبر والتقحححوى‪ ،‬والحسحححان إلحححى الجحححار واليحححتيم‬
‫والمسكين وابن السبيل‪ ،‬والصاحب والزوجححة والمملححوك‪،‬‬
‫فعال‪ ،‬ثم الندب إلى مكارم الخلق‬ ‫والعدل في المقال وال ِ‬
‫كلها‪.‬‬
‫والمنكحححر؛ مثحححل‪ :‬الشحححرك‪ ،‬والقتحححل‪ ،‬والزنحححا‪ ،‬والسححححر‪،‬‬
‫والميسر‪ ،‬وأكل الموال بالباطل‪ ،‬والمعححاملت الححتي نهححى‬
‫عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطيعححة الرحححم‪،‬‬
‫وعقححوق الوالححدين‪ ،‬وتطفيححف المكيححال والميححزان‪ ،‬والثححم‬
‫والبغي بغيححر الحححق‪ ،‬والقححول علححى اللححه بل علححم؛ كالبححدع‬
‫العتقادية‪ ،‬والبدع العملية‪ ،‬والفتححاء بغيححر علححم‪ ،‬والتعححاون‬
‫على الثم والعدوان؛ وهو جميع المعاصححي وجميححع الظلححم‬
‫للعباد في دمائهم وأموالهم وأعراضهم‪ ،‬ومححن النهححي عححن‬
‫من خرج عن شريعة الله‪ ،‬ومن‬ ‫المنكر إقامة الحدود على َ‬
‫المر بححالمعروف المححر بححالئتلف والجتمححاع والنهححي عححن‬
‫الختلف والفرقة‪.1‬‬
‫‪ 1‬انظر رسالة "المر بالمعروف والنهي عن المنكححر"؛ لشححيخ السححلم‬
‫ابن تيمية‪ ،‬ص ‪ ،16 -15‬و"مجمحوع فتحاوى شحيخ السحلم"‪ :‬جحح ‪ 3‬ص‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪16‬‬

‫***‬

‫‪.426 -423‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪17‬‬

‫فضائل المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫‪ -1‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر هو وظيفة الرسححل‬
‫وأتباعهم‪.‬‬
‫‪ -2‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سهمان من سححهام‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ -3‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعححان مححن أنححواع‬
‫الجهاد‪.‬‬
‫‪ -4‬المححر بححالمعروف والنهححي عححن المنكححر علمححة علححى‬
‫اليمان‪ ،‬وترك ذلك علمة على النفاق‪.‬‬
‫‪ -5‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسححباب‬
‫الرحمة والرضوان والفوز بالسعادة البدية‪.‬‬
‫‪ -6‬المححرون بححالمعروف والنححاهون عححن المنكححر هححم خيححر‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪ -7‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسححباب‬
‫النصر والتأييد‪ ،‬وتركهما سبب للذل والخذلن‪.‬‬
‫‪ -8‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسححباب‬
‫ب‬ ‫قبول العمال ورفعها إلى الله ‪ -‬تعححالى ‪ -‬وتر ُ‬
‫كهمححا سححب ٌ‬
‫لرد العمال وعدم قبولها‪.‬‬
‫‪ -9‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسححباب‬
‫استجابة الدعاء‪ ،‬وتركهما سبب للرد ّ والحرمان‪.‬‬
‫‪ -10‬المححر بححالمعروف والنهححي عححن المنكححر مححن أفضححل‬
‫العمال‪.‬‬
‫فحرات‬ ‫‪ -11‬المر بحالمعروف والنهحي عحن المنكحر محن مك ّ‬
‫الخطايا‪.‬‬
‫‪ -12‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعان من أنححواع‬
‫الصدقة‪.‬‬
‫‪ -13‬المححر بححالمعروف والنهححي عححن المنكححر مححن أعظححم‬
‫أسباب النجححاة مححن عححذاب الححدنيا والخححرة‪ ،‬وتركهمححا مححن‬
‫أعظم أسباب الهلك وعموم العقوبات‪.‬‬
‫‪ -14‬المححر بححالمعروف والنهححي عححن المنكححر يسححتنقذان‬
‫صاحبهما من ملئكة العذاب‪.‬‬
‫م‬
‫‪ -15‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه حس ٌ‬
‫لمواد الشر والفساد‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪18‬‬

‫‪ -16‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمححان‬


‫من لعنححة اللححه وسححخطه ومقتححه‪ ،‬وفححي تححرك القيححام بهمححا‬
‫ض لذلك كله‪ ،‬وفيه أمان عن تعّلق العصاة بالعبد يححوم‬ ‫تعّر ٌ‬
‫القيامة‪.‬‬
‫‪ -17‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمححان‬
‫من الذم والتوبيخ في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -18‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمححا ٌ‬
‫من مشححاركة العاصححين فححي وزر المعصححية وعاِرهححا‪ ،‬وفيححه‬
‫ب‬‫إعزاٌز لدين السلم وحراسة له ولهله‪ ،‬وفي تركححه سححل ٌ‬
‫الملك‪ ،‬وإبدال العز بالححذل والمححن بححالخوف‪ ،‬ول حححول ول‬
‫قوة إل بالله‪.‬‬
‫)انظر‪" :‬القول المحّرر في المر بححالمعروف والنهححي عححن‬
‫المنكر"؛ للشيخ حمود بن عبدالله التويجري(‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪19‬‬

‫أساليب الدعوة إلى الله‬


‫ة‬
‫محح ِ‬ ‫ك ِبال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ل َرّبحح َ‬ ‫قححال اللححه ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬اد ْعُ إ َِلححى َ‬
‫سححِبي ِ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]النحححل‪:‬‬ ‫سح ُ‬‫ح َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫م ب ِححال ِّتي هِح َ‬‫جادِل ْهُ ْ‬
‫سن َةِ وَ َ‬ ‫عظ َةِ ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬
‫‪.[125‬‬
‫‪ -1‬فالدعوة بالحكمة بحسب حال المدعو وفهمه وقبححوله‪،‬‬
‫ومن الحكمة‪ :‬العلم والحلم‪ ،‬والرفق واللين‪ ،‬والصبر على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬بالموعظححة الحسححنة‪ :‬وهححي المححر والنهححي المقححرون‬
‫بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد‪.‬‬
‫‪ -3‬المجادلة بالتي هي أحسن‪ :‬وهححي الطححرق الححتي تكححون‬
‫ل‪ ،‬ولغة وعرًفا‪.‬‬ ‫عى لستجابته؛ عقل ً ونق ً‬ ‫أ َد ْ َ‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪20‬‬

‫مراتب تغيير المنكر‬


‫‪ -1‬يجب إزالة المنكر باليد إذا قدر‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم باللسان‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم بالقلب‪ ،‬وهو أضعف اليمان‪.‬‬
‫قال‪َ » :‬‬
‫مححن رأى منكححم منك حًرا فليغيححره بيححده‪ ،‬فححإن لححم‬
‫يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لححم يسححتطع فبقلبححه؛ وذلححك أضححعف‬
‫اليمان«‪.1‬‬
‫من لم ُيبغض المعاصي والعصاة بقلبه‪ ،‬فليس عنده مححن‬ ‫ف َ‬
‫اليمان شيء‪.‬‬
‫***‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪21‬‬

‫من فضائل الدعوة‬


‫قال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وم ح َ‬
‫ن د َعَححا إ ِل َححى الل ّح ِ‬
‫ه‬ ‫مح ْ‬‫م ّ‬‫ن قَحوْل ً ِ‬ ‫سح ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ن﴾ ]فصححلت‪،[33 :‬‬ ‫مي َ‬‫س حل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫مح َ‬ ‫ل إ ِن ِّني ِ‬‫حا وََقا َ‬ ‫صال ِ ً‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬
‫وَعَ ِ‬
‫وقال ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪» -1‬من دل على خير فله مثل أجر فاعله« ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪» -2‬والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه« ‪.‬‬
‫ضححا ‪ -‬وش حّبك‬ ‫شد ّ بعضححه بع ً‬ ‫‪» -3‬المؤمن للمؤمن كالبنيان ي ُ‬
‫بين أصابعه«‪.3‬‬
‫مححن‬ ‫دى كان له من الجححر مثححل أجححور َ‬ ‫من دعا إلى هُ ً‬ ‫‪َ » -4‬‬
‫‪4‬‬
‫تبعه« ‪.‬‬
‫دا خي حٌر لححك مححن حمححر‬ ‫‪» -5‬لن يهححدي اللححه بححك رجل ً واح ح ً‬
‫النعم«‪.5‬‬
‫***‬
‫من فوائد الدعوة‬
‫‪ -1‬القيام بالواجب‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة الحجة‪.‬‬
‫‪ -3‬الخروج من العهدة‪.‬‬
‫‪ -4‬براءة الذمة‪.‬‬
‫‪ -5‬حصول الجر العظيم والثواب الجسيم‪.‬‬
‫‪ -6‬حصول المعذرة إلى الله‪ ،‬ولعّلهم يّتقون‪.‬‬
‫مححا‬
‫سححوا َ‬
‫مححا ن َ ُ‬ ‫‪ -7‬النجاة مححن العححذاب؛ قححال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬فَل َ ّ‬
‫َ‬
‫سححوِء﴾ ]العححراف‪:‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن عَح ِ‬ ‫ن ي َن ْهَ حوْ َ‬‫ذي َ‬‫جي ْن َححا ال ّح ِ‬
‫ذ ُك ّحُروا ب ِحهِ أن ْ َ‬
‫‪.[165‬‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪.‬‬
‫***‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪22‬‬

‫نصيحة المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫للشححيخ محمححد بححن إبراهيححم بححن عبححداللطيف آل الشححيخ ‪-‬‬
‫رحمه الله ‪:-‬‬
‫من محمد بن إبراهيم إلى إخواننا المسححلمين‪ ،‬جعلنححا اللححه‬
‫وإّياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫د‪ ،‬فإن المر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب‬ ‫وبع ُ‬
‫العظم في الدين‪ ،‬والمهححم الححذي ابتعححث اللححه لححه النبيححاء‬
‫وي بسححاطه وأهمححل علمحه وعملححه ‪-‬‬ ‫طح ِ‬ ‫والمرسحلين‪ ،‬فلحو ُ‬
‫شححت الضححللة وشححاعت الجهالححة‪ ،‬وخربححت البلد وهلححك‬ ‫ف َ‬ ‫لَ َ‬
‫ر‬
‫ححح ِ‬ ‫ساد ُ ِفي ال َْبححّر َوال ْب َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫العباد؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ظ َهََر ال ْ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مل ُححوا ل َعَل ّهُ ح ْ‬ ‫ذي عَ ِ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫م ب َعْ َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫س ل ِي ُ ِ‬ ‫دي الّنا ِ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن﴾ ]الححروم‪ ،[41 :‬فنعححوذ بححالله مححن انححدراس هححذا‬ ‫جعُححو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫المهم العظيم‪ ،‬واستيلء المداهنححة علححى القلححوب‪ ،‬وذهححاب‬
‫الغيرة الدينية‪.‬‬
‫إن المر بالمعروف والنهي عن المنكر هو عنوان اليمان‪،‬‬
‫ن‬ ‫مُنححو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ودليل السعادة والفلح؛ قال الله ‪ -‬تعححالى ‪َ﴿ :-‬وال ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫وال ْمؤْمنات بعضهم أ َ‬
‫ن‬ ‫ف وَي َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫يا‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ ُ ِ َ ُ َْ ُ ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ن اللحح َ‬ ‫ّ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫كاةَ وَي ُ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صل َةَ وَي ُؤُْتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫من ْك َرِ وَي ُ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫عَ ِ‬
‫زيححححٌز‬ ‫ِ‬ ‫ه عَ‬ ‫ن الّلحححح َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الّلحححح ُ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫سححححي َْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫سححححول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫ُ‬
‫ة‬ ‫مح ٌ‬ ‫مأ ّ‬ ‫من ْك ُح ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م﴾ ]التوبة‪ ْ ،[71 :‬وقال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَل ْت َك ُح ْ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫من ْك ح ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫ف وَي َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫خي ْرِ وَي َأ ُ‬ ‫ن إ ِلى ال َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ن﴾ ]آل عمران‪ ،[104 :‬وقال ‪ -‬تعالى‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫وَُأول َئ ِ َ‬
‫ْ‬
‫ف‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ب ِححال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َحأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِللن ّححا‬ ‫جح ْ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫م حةٍ أ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫خي ْحَر أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫‪﴿ :-‬ك ُن ْت ُح ْ‬
‫ب‬ ‫ل ال ْك ِت َححا ِ‬ ‫ن أ َهْ ح ُ‬ ‫مح َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ وَل َحوْ آ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫من ْك َرِ وَت ُؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫وَت َن ْهَوْ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن﴾ ]آل‬ ‫قو َ‬ ‫سحح ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫هحح ُ‬‫ن وَأك ْث َُر ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫من ْهُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ًْرا ل َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫لَ َ‬
‫ن‬ ‫مح ْ‬ ‫ف حُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّح ِ‬ ‫عمران‪ ،[110 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ل ُعِ ح َ‬
‫ك‬ ‫م ذ َل ِح َ‬ ‫مْري َح َ‬ ‫ن َ‬ ‫سححى اب ْح ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل عََلى ل ِ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫من ْك َح ٍ‬
‫ر‬ ‫ن ُ‬ ‫ن عَح ْ‬ ‫ن * ك َححاُنوا ل َ ي َت َن َححاهَوْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫وا وَك َححاُنوا ي َعْت َح ُ‬ ‫صح ْ‬ ‫ما عَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن﴾ ]المائدة‪.[79 -78 :‬‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫فَعَُلوهُ ل َب ِئ ْ َ‬
‫ة فححي التغليححظ؛ إذ عّلححل اسححتحقاقهم اللعنححة‬ ‫وهححذا غايحح ٌ‬
‫باستهانتهم بأمر الله وتركهم المر بالمعروف والنهي عححن‬
‫المنكر‪ ،‬وروى أبو داود والترمذي من حححديث عبححدالله بححن‬
‫ن بححالمعروف‪،‬‬ ‫مسعود قال‪ :‬قال رسححول اللححه ‪» :‬لتححأمر ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪23‬‬

‫ن عن المنكر‪ ،‬ولتأخذن على يد السححفيه‪ ،‬ولتححأطرّنه‬ ‫ولتنهوُ ّ‬


‫ن اللحه بقلحوب بعضحكم علحى‬ ‫على الحق أطحًرا‪ ،‬أو ليضححرب ّ‬
‫بعض‪ ،‬ثم يلعنكم كما لعنهححم«‪ ،‬وعححن حذيفححة أن النححبي ‪‬‬
‫ن عححن‬ ‫ن بالمعروف ولتنهوُ ّ‬ ‫قال‪» :‬والذي نفسي بيده لتأمُر ّ‬
‫ن الله أن يبعث عليكم عذاًبا مححن عنححده‪،‬‬ ‫المنكر أو ليوشك َ ّ‬
‫ثم تدعونه فل يستجاب لكم«‪ ،1‬وعن أبححي بكححر الصححديق ‪-‬‬
‫رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمعت رسول الله ‪ ‬يقححول‪» :‬إن‬
‫مهححم اللححه‬ ‫شك أن يع ّ‬ ‫الناس إذا رأوا المنكر فلم يغّيروه‪ ،‬يو ِ‬
‫بعقاب من عنده«‪ ،2‬وعن جابر قال‪ :‬قال رسححول اللححه ‪:‬‬
‫»أوحى الله إلى جبريل ‪ -‬عليه السححلم ‪ -‬أن اقلححب مدينححة‬
‫ب أن فيهححم عبححدك فلن ًححا لححم‬ ‫كححذا وكححذا بأهلهححا‪ ،‬قححال‪ :‬يححار ّ‬
‫ة عين‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬اقلبها عليه وعليهححم؛ فححإن‬ ‫ك طرف َ‬ ‫ص َ‬
‫ي َعْ ِ‬
‫‪3‬‬
‫ة قححط« ‪ ،‬وعححن جريححر مرفوعًححا‪:‬‬ ‫ي سححاع ً‬ ‫وجهه لم يتمّعر ف ّ‬
‫من يعمل بالمعاصي هححم‬ ‫»ما من قوم يكون بين أظهرهم َ‬
‫‪4‬‬
‫أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه‪ ،‬إل أصابهم اللححه بعححذابه« ‪،‬‬
‫مححة‬ ‫وفي مراسيل الحسن عن النبي ‪» :‬ل تزال هححذه ال ّ‬
‫ل قّراؤهححا أمراَءهححا‪ ،‬ومححا‬ ‫تحت يد الله وفي كنفه ما لم يما ِ‬
‫جاَرها‪ ،‬وما لححم ي ُهِححن خياَرهححا أشححراُرها‪،‬‬ ‫ك صلحاؤها فُ ّ‬ ‫لم يز ّ‬
‫فإذا فعلححوا ذلححك رفححع اللححه يححده عنهححم‪ ،‬ثححم سحّلط عليهححم‬
‫جبححابرتهم فيسححومونهم سححوء العححذاب‪ ،‬ثححم ضححربهم اللححه‬
‫بالفاقة والفقر«‪ ،‬وذكر ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن عمر‬
‫شع بن نون أني مهلححك‬ ‫الصنعاني قال‪» :‬أوحى الله إلى يو َ‬
‫فححا مححن‬ ‫فححا مححن خيححارهم وسححتين أل ً‬ ‫مححن قومححك أربعيححن أل ً‬
‫ب هححؤلء الشححرار‪ ،‬فمححا بححال الخيححار؟‬ ‫شرارهم‪ ،‬قال‪ :‬يححار ّ‬
‫قحححال‪ :‬إنهحححم لحححم يغضحححبوا لغضحححبي‪ ،‬وكحححانوا يواكلحححونهم‬
‫ويشاربونهم«‪ ،‬وذكر المححام أحمححد مححن حححديث ابححن عمححر‬
‫ن عححن المنكححر‪ ،‬أو‬ ‫ن بححالمعروف ولتنه حوُ ّ‬ ‫مرفوع ًححا‪» :‬لتححأمُر ّ‬
‫ن الله عليكم شراركم؛ فيسومونكم سوء العححذاب‪،‬‬ ‫ليسل ّط َ ّ‬
‫ن بححالمعروف‬ ‫ثم يدعو خياُركم فل يستجاب لهم«‪» ،‬لتححأمُر ّ‬
‫مححن ل يرحححم‬ ‫ن اللححه عليكححم َ‬ ‫ن عن المنكر‪ ،‬أو ليبعثح ّ‬ ‫ولتنهوُ ّ‬
‫صغيركم ول يوّقر كبيركم«‪.‬‬
‫الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪1‬‬

‫ابن ماجه والترمذي وصححه‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪2‬‬

‫البيهقي في "شعب اليمان"‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪3‬‬

‫أحمد وغيره‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪4‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪24‬‬

‫وفي الطبراني من حدث ابن عبححاس ‪ -‬رضححي اللححه عنهمححا‬


‫م كيل ً ول بخسححوا‬ ‫فف قو ٌ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ما ط ّ‬
‫قطر‪ ،‬وما ظهححر فححي قححوم ٍ الزنححا إل‬ ‫ميزاًنا إل منعهم الله ال َ‬
‫ظهر فيهم الموت‪ ،‬وما ظهر في قوم ٍ الربا إل سححّلط اللححه‬
‫ضا‬‫عليهم الجنون‪ ،‬ول ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بع ً‬
‫ل قححوم‬ ‫إل سّلط الله عليهم عدّوهم‪ ،‬ول ظهر في قوم ٍ عم ُ‬
‫لححوط إل ظهححر فيهححم الخسححف‪ ،‬ومححا تححرك قححوم المححر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر إل لم ترفححع أعمححالهم‪ ،‬ولححم‬
‫يسمع دعاؤهم«‪ ،‬وفي "الصحيح" مححن حححديث أبححي سححعيد‬
‫من رأى منكًرا فليغي ّححره بيححده‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لححم يسححتطع فبقلبححه؛ وذلححك‬
‫أضححعف اليمححان«‪ ،‬وفححي روايححة‪» :‬وليححس وراء ذلححك مححن‬
‫اليمان حّبة خردل«‪ ،‬وعن النعمححان بححن بشححير قححال‪ :‬قححال‬
‫داهن فحي حححدود اللحه والواقحع‬ ‫رسول الله ‪» :‬مثحل ال ُ‬
‫مح َ‬
‫فيها مثل قوم استهموا سفينة‪ ،‬فصار بعضهم في أسححفلها‬
‫وصار بعضهم في أعلها‪ ،‬فكان الذي أسححفلها يم حّر بالمححاء‬
‫سححا فجعححل ينقححر‬ ‫على الذين في أعلها فتأّذوا بححه فأخححذ فأ ً‬
‫أسفل السفينة‪ ،‬فأتوه فقالوا‪ :‬ما لك؟ قال‪ :‬تأّذيُتم بي‪ ،‬ول‬
‫ُبحد ّ لحي محن المحاء‪ ،‬فحإن أخحذوا علحى يحديه أنجحوه وأنجحو‬
‫أنفسحححهم‪ ،‬وإن تركحححوه أهلكحححوه وأهلكحححوا أنفسحححهم«‪،1‬‬
‫ث على المححر بححالمعروف والنهححي عححن‬ ‫والحاديث في الح ّ‬
‫دا‪ ،‬فححاتقوا اللححه عبححاد اللححه‪ ،‬وهُب ّححوا مححن‬ ‫المنكححر كححثيرة ج ح ّ‬
‫رقدتكم‪ ،‬واسححتيقظوا مححن غفلتكححم‪ ،‬وقومححوا بححأمر ربكححم‪،‬‬
‫م حُروا بححالمعروف‪ ،‬وانهححوا عححن المنكححر‪ ،‬وتناصحححوا فيمححا‬ ‫و ُ‬
‫صوا بالحق وتواصوا بالصبر‪.‬‬ ‫بينكم‪ ،‬وتوا َ‬
‫وكحححل إنسحححان مسحححؤول بحسحححبه وعلحححى قحححدر طحححاقته‬
‫واستطاعته؛ ففي الحديث‪» :‬مححا منكححم مححن أحححد إل وهححو‬
‫ه أن يححؤتى السححلم‬ ‫ه الل ح َ‬‫على ثغر من ثغور السلم‪ ،‬فححالل َ‬
‫من ِقبلححه«‪ ،2‬وعلححى المححر بححالمعروف أن يسححتعمل أنجححح‬
‫الوسائل لزالة المنكر وتغييره؛ قال اللححه ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬اد ْعُ‬
‫م‬‫جححادِل ْهُ ْ‬‫سحن َةِ وَ َ‬
‫ح َ‬‫عظ َحةِ ال ْ َ‬ ‫محةِ َوال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ك ِبال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ل َرب ّح َ‬ ‫إ ِل َححى َ‬
‫سحِبي ِ‬
‫َ‬
‫ن عليححه أن يصححبر‬ ‫ن﴾ ]النحل‪ ،[125 :‬كمححا أ ّ‬ ‫س ُ‬
‫ح َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ِبال ِّتي هِ َ‬
‫ويحتسححب إذا أوذي فححي اللححه أو أسححمع مححا يكححره؛ قححال ‪-‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب "السنة"‪ :‬ص ‪.8‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪25‬‬

‫َ‬
‫ي أقِ حم ِ‬
‫تعالى ‪ -‬حاكًيا عن لقمان في وصححيته لبنححه‪﴿ :‬ي َححا ب ُن َح ّ‬
‫ْ‬
‫ص حب ِْر عَل َححى َ‬
‫مححا‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْك َحرِ َوا ْ‬ ‫ه ُ عَ ِ‬ ‫ف َوان ْ َ‬‫معُْرو ِ‬ ‫مْر ِبال ْ َ‬ ‫صل َةَ وَأ ُ‬‫ال ّ‬
‫َ‬
‫مححورِ﴾ ]لقمححان‪ ،[17 :‬والقححائم‬ ‫ن عَ حْزم ِ اْل ُ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صاب َ َ‬
‫ك إِ ّ‬ ‫أ َ‬
‫في هذا المر ستكون له العاقبة الطيبححة والححذكر الجميححل؛‬
‫ن﴾ ]العححراف‪،[128 :‬‬ ‫قيحح َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫ة ل ِل ْ ُ‬‫قححال ‪ -‬تعححالى ‪َ﴿ :-‬وال َْعاقَِبحح ُ‬
‫وعلى المر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقوم بذلك‬
‫علحححى الغنحححي والفقيحححر‪ ،‬والقريحححب والبعيحححد‪ ،‬والشحححريف‬
‫والوضححيع‪ ،‬ول يخححاف فححي اللححه لومححة لئم؛ ففححي حححديث‬
‫عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪» :-‬إنما هلك بنححو إسححرائيل أنهححم‬
‫كححانوا إذا سححرق فيهححم الشححريف تركححوه وإذا سححرق فيهححم‬
‫الضعيف أقاموا عليه الحد‪ ،‬وايم اللححه لححو أن فاطمححة بنححت‬
‫ت يدها«‪.‬‬ ‫محمد سرقت لقطع ُ‬
‫وتحُرم الشفاعة لهل الجرائم؛ فعححن ابححن عمححر مرفوعًححا‪:‬‬
‫من حالت شفاعته دون حد ّ من حدود الله فقد ضاد ّ الله‬ ‫» َ‬
‫‪1‬‬
‫في أمره« ‪ ،‬وفي "الموطأ"‪» :‬إذا بلغت الحدود السلطان‬
‫فلعن الله الشافع والمشفع«‪ ،‬وفي "الصحيح" من حححديث‬
‫مححن‬ ‫علي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬لعن اللححه َ‬
‫آوى محدًِثا«‪ ،‬أعاذنا الله وإّياكم من أسححباب غضححبه وأليححم‬
‫عقابه‪ ،‬وهدانا وإياكم صراطه المستقيم‪ ،‬وصلى الله علححى‬
‫نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫***‬

‫رواه أحمد وأبو داود‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪26‬‬

‫ر من المحّرمات التي‬ ‫النهي والتحذير عن كثي ٍ‬


‫وقع فيها أكثر الناس‬
‫اعلم ‪ -‬أّيها المسلم ‪ -‬أن الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬كما افترض عليححك‬
‫عد مرتكبيها بالوعيححد‬ ‫الفرائض‪ ،‬حّرم عليك المحّرمات‪ ،‬وتو ّ‬
‫الشديد والعذاب الليم‪ ،‬فحّرم الشرك وأخححبر ‪ -‬سححبحانه ‪-‬‬
‫فُر‬ ‫ه ل َ ي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫بأّنه ل يغفره‪ ،‬وأّنه يحبط كل عمل صالح؛ ﴿إ ِ ّ‬
‫ك ب ِهِ﴾ ]النساء‪ ،[48 :‬وح حّرم السححتهزاء بالححدين أو‬ ‫شَر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫ن‬ ‫بشيء منه أو بأهله‪ ،‬وأخبر أنه كفٌر؛ قال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَل َئ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫خححوض ونل ْعحب قُح ْ َ‬
‫ل أب ِححالل ّهِ وَآ َي َححات ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ُ ََ َ ُ‬ ‫ما ك ُّنا ن َ ُ‬ ‫ن إ ِن ّ َ‬‫قول ُ ّ‬ ‫م ل َي َ ُ‬ ‫سأل ْت َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫م ب َعْ حد َ‬ ‫فْرت ُح ْ‬ ‫ن * ل َ ت َعْت َحذُِروا قَ حد ْ ك َ َ‬ ‫س حت َهْزُِئو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫سححول ِهِ ك ُن ْت ُح ْ‬ ‫وََر ُ‬
‫م﴾ ]التوبة‪ ،[66 -65 :‬وحّرم الحكحم بغيحر محا أنحزل‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫ِإي َ‬
‫م‬ ‫حك ُح ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن ل َح ْ‬ ‫مح ْ‬ ‫الله‪ ،‬وأخبر بأنه كفر به؛ قال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫ن﴾ ]المائدة‪ ،[44 :‬وحّرم‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه فَُأول َئ ِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫بِ َ‬
‫موالة الكفار وتصحيح مذهبهم والتشبه بهححم‪ ،‬وأخححبر بححأنه‬
‫ه‬ ‫م َفحححإ ِن ّ ُ‬ ‫كححح ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي ََتحححوَل ّهُ ْ‬ ‫مححح ْ‬‫كفحححر؛ قحححال ‪ -‬تعحححالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫مححن تشحّبه بقححوم فهححو‬ ‫م﴾ ]المححائدة‪ ،[51 :‬وقححال ‪َ » :‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫منهم« ‪ ،‬وححّرم قتحل النفحس الحتي ححّرم اللحه إل بحالحق‪،‬‬
‫وحّرم اليمين الفاجرة‪ ،‬والظلم‪ ،‬وشححرب الخمححر‪ ،‬وشححهادة‬
‫الححزور‪ ،‬والكححذب والخيانححة‪ ،‬والكححبر‪ ،‬والحسححد‪ ،‬والشحححناء‪،‬‬
‫مححا‪،‬‬ ‫والغيبححة والنميمححة‪ ،‬وأكححل الربححا وأمححوال اليتححامى ظل ً‬
‫وتناول الحرام على أيّ وجهٍ كان؛ سواء أكان من سححرقة‪،‬‬
‫أو اغتصححاب‪ ،‬أو خيانححة‪ ،‬أو غححش‪ ،‬أو قمححار‪ ،‬أو غيححر ذلححك‪،‬‬
‫وححّرم الزنححا واللححواط‪ ،‬وأخححبر ‪ -‬سححبحانه وتعححالى ‪ -‬بأنهمححا‬
‫م شنيع‪ ،‬ت َوَعّد َ فاعَلهما بالعذاب الليححم‪،‬‬ ‫جْر ٌ‬ ‫ش عظيم‪ ،‬و ُ‬ ‫ح ٌ‬ ‫فُ ْ‬
‫وحّرم ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬التصوير واقتناء الصور‪ ،‬وجححاَءت‬
‫ور فحي النححار‪ ،‬وأن أشحد ّ‬ ‫الحاديث الصحيحة بححأن كحل مصح ّ‬
‫ضححا‬ ‫ور عن ر ً‬ ‫ص ّ‬ ‫الناس عذاًبا يوم القيامة المصورون‪ ،‬ومن ُ‬
‫منححه واختيححار فهححو كالفاعححل‪ ،‬وححّرم اللححه الغنححاء والعححزف‬
‫والستماع إلى ذلك؛ سححواء أكححان المغن ّححي رجل ً أم امححرأة؛‬
‫لن الغنححاء وآلت اللهححو ‪ -‬كححالعود‪ ،‬والمزمححار‪ ،‬والكمنجححة‪،‬‬
‫والربابة‪ ،‬ونحو ذلك ‪ -‬ل َهْوٌ باطل يصد ّ عن ذكر الله‪ ،‬ويضححل‬
‫ري ل َهْ ح َ‬
‫و‬ ‫ش حت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مح ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬‫عن سبيله؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَ ِ‬
‫‪ 1‬رواه أبو داود عن ابن عمر والطحبراني فحي "الوسححط" عحن حذيفحة‬
‫وحسنه السيوطي‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪27‬‬

‫ها هُحُزًوا‬ ‫عل ْحم ٍ وَي َت ّ ِ‬


‫خحذ َ َ‬ ‫ل الل ّحهِ ب ِغَي ْحرِ ِ‬
‫س حِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬‫ض ّ‬‫ث ل ِي ُ ِ‬‫دي ِ‬‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬
‫سحر ابحن عبحاس‬ ‫ن﴾ ]لقمحان‪ ،[6 :‬ف ّ‬ ‫مِهيح ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫عح َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ل َهُ ْ‬
‫وابحن مسحعود وغيُرهمحا لهحوَ الححديث بالغنحاء والمزاميحر‪،‬‬
‫وروى البخاري عن أبي مالك الشعري أن النبي ‪ ‬قححال‪:‬‬
‫م يسححتحّلون الحححَر‪ ،‬والحريححر‪،‬‬ ‫ن مححن أمححتي أقححوا ٌ‬ ‫»ليكححون ّ‬
‫والخمر‪ ،‬والمعازف«؛ الحر‪ :‬الزنا‪ ،‬والمعازف‪ :‬آلت اللهو‪.‬‬
‫وروى الترمذي عن عبححدالرحمن بححن عححوف ‪ -‬رضححي اللححه‬
‫ت عن صححوتين أحمقيححن‬ ‫عنه ‪ -‬أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬إنما ن َهَي ْ ُ‬
‫ب ومزاميححر شححيطان‪،‬‬ ‫فاجرين‪ :‬صوت عند نعمحةٍ لهحوٌ ولعح ٌ‬
‫وصوت عند مصيبة‪ ،‬خمش وجوه‪ ،‬وشححق جيححوب‪ ،‬ورن ّححة«‪،‬‬
‫نسأل الله العافية في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وحّرم الله حلق الّلحى‪ ،‬وجاءت الحاديث الصحيحة بالنهي‬
‫الكيد عن حلقها‪ ،‬والمر بإعفائها وقححص الشححوارب؛ ففححي‬
‫الصحححيحين عححن النححبي ‪ -‬صححلى اللححه عليححه وسححلم قححال‪:‬‬
‫فححوا الشححوارب‪ ،‬وأرخححوا اللحححى«‪ ،‬وكححره ‪ ‬النظححر‬ ‫ح ّ‬‫» ُ‬
‫مححا رآهمححا قححد حلقححا لحيتيهمححا وأطححال‬ ‫لرسححولي كسححرى ل ّ‬
‫من أمركما بهحذا؟«‪ ،‬قحال‪:‬‬ ‫شاربيهما‪ ،‬وقال لهما‪» :‬ويلكما‪َ ،‬‬
‫ن ربححي‬ ‫أمرنا رّبنا يعنيان‪ :‬كسرى ‪ -‬فقال النبي ‪» :‬ولكحح ّ‬
‫أمرني بإعفاء لحيتي‪ ،‬وقص شاربي«‪ ،1‬واللحية‪ :‬اسم لكل‬
‫ما ينبت علححى اللحييححن والعارضححين والححذقن مححن الشححعر‪،‬‬
‫ل علحى‬ ‫وهي ميحزة ميحز اللحه بهحا الرجحل عحن المحرأة تحد ّ‬
‫رجححولته‪ ،‬فكيححف تستسححيغ ‪ -‬يححا حححالق لحيتححه ‪ -‬أن تتش حّبه‬
‫بالنساء وبالمجوس وتغير خلق الله‪ ،‬وقد حّرم اللححه عليححك‬
‫ذلك؟! وحّرم الله على الرجال لبس الذهب والحرير؛ فقد‬
‫ما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحححه‬ ‫رأى النبي ‪ ‬خات ً‬
‫مححد أحححدكم إلححى جمححرة مححن نححار فيجعلهححا فححي‬ ‫وقال‪» :‬ي َعْ َ‬
‫يده«‪ ،2‬وأخبر ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬في حديث آخر بأن‬
‫الله حّرم على ذكححور أمتححه لبححس الححذهب والحريححر وأحلححه‬
‫شححى بيححن النححاس فلححم‬ ‫لناثهم‪ ،3‬وشححرب الححدخان الححذي تف ّ‬
‫ققححون مححن أهححل العلححم أنححه‬ ‫يسلم منه إل القليل ذكر المح ّ‬
‫محّرم من أربعة أوجه‪:‬‬

‫رواه ابن جرير عن زيد بن حبيب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه مسلم من حديث ابن عباس‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫رواه أبو داود والنسائي من حديث علي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬بنحوه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪28‬‬

‫الوجه الول‪ :‬ثبت بالطب والتجربة أنه يضّر بالبححدن ضححرًرا‬


‫بالًغا‪ ،‬وأنه ينشأ عن شربه أمراض فّتاكة؛ كالسل الححرئوي‪،‬‬
‫وسرطان المريححء‪ ،‬والكحححة المزمنححة‪ ،‬واضححطراب دقححات‬
‫القلب‪ ،‬بالضافة إلى أنه يسبب مححوت الفجححأة‪ ،‬وقححد قححال‬
‫م‬ ‫ن ب ِك ُح ْ‬ ‫ه ك َححا َ‬ ‫ن الل ّح َ‬‫م إِ ّ‬ ‫س حك ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫قت ُل ُححوا أ َن ْ ُ‬
‫اللححه ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وَل َ ت َ ْ‬
‫ما﴾ ]النساء‪ ،[29 :‬وجاء الحديث بأن قاتحل نفسحه فحي‬ ‫حي ً‬ ‫َر ِ‬
‫‪1‬‬
‫من قتل نفسه بشيء‬ ‫النار ‪ ،‬وفي الحديث المّتفق عليه‪َ » :‬‬
‫ذب به يوم القيامة«‪.‬‬ ‫عُ ّ‬
‫فّتر‪ ،‬وقد يسححكر أحيان ًححا إذا‬ ‫م َ‬‫الوجه الثاني‪ :‬ثبت أن الدخان ُ‬
‫ده أو شربه فاقده بكثرة‪ ،‬وقد حّرم اللححه‬ ‫من لم ي َعْت َ ْ‬ ‫شربه َ‬
‫فّتر‪.‬‬‫م َ‬
‫ل مسكر وكل مخدر و ُ‬ ‫ك ّ‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أّنه مستخَبث من جميع الوجوه؛ فهو خححبيث‬
‫الرائحة‪ ،‬ضاّر بالبححدن‪ ،‬يقححرب شححاربه مححن جلسححاء السححوء‬
‫ل اللححه الطيبححات وححّرم‬ ‫ويبعححده عححن الصححالحين‪ ،‬وقححد أحح ّ‬
‫الخبائث‪.‬‬
‫ف وتبذير‪ ،‬وقد قال الله‬ ‫ن النفقة فيه إسرا ٌ‬ ‫الوجه الرابع‪ :‬أ ّ‬
‫ن‬‫وا َ‬ ‫خحححححححح َ‬ ‫ن ك َححححححححاُنوا إ ِ ْ‬ ‫مب َححححححححذ ِّري َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫‪ -‬تعححححححححالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫دعي الرجولححة‬ ‫من ي ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن﴾ ]السراء‪ ،[27 :‬والعجب ِ‬ ‫طي ِ‬ ‫شَيا ِ‬‫ال ّ‬
‫ع‬
‫من ْح َ‬ ‫والعقل وقوة الرادة‪ ،‬وفي الوقت نفسححه ل يسححتطيع َ‬
‫نفسه من شرب الدخان الضاّر بدينه وبدنه وماله‪ ،‬مححع أن‬
‫طححم عححن لبححن أمححه الحلل الطيححب الححذي بححه‬ ‫ف َ‬
‫الرضححيع ي ُ ْ‬
‫مطعمه ومشربه ولذته‪ ،‬فينفطم ويسححلو بعححد أيححام قلئل‪،‬‬
‫صرون ‪ -‬أن ترجعححوا إلححى ربكححم‪،‬‬ ‫لقد آن لكم ‪ -‬يا أيها المق ّ‬
‫َ‬
‫وتتوبوا إليه إن كنتم تعقلون؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَأِنيب ُححوا إ ِل َححى‬
‫م ال ْعَ ح َ‬ ‫ْ‬ ‫ربك ُحم وأ َس حل ِموا ل َحه م حن قَب ح َ‬
‫م لَ‬ ‫ب ث ُح ّ‬‫ذا ُ‬ ‫ن ي َحأت ِي َك ُ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ُ ِ ْ ْ ِ‬ ‫َ ّ ْ َ ْ ُ‬
‫‪2‬‬
‫ن﴾ ]الزمر‪. [54 :‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫ت ُن ْ َ‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫***‬

‫‪ 1‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬


‫مححاد العمححر‪ ،‬ص‬
‫‪ 2‬من "مجموع سبع رسائل"؛ للشيخ‪ :‬عبححدالرحمن الح ّ‬
‫‪.22 -19‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪29‬‬

‫نصيحة في التحذير من المعاصي‬


‫للشيخ‪ :‬محمححد بححن إبراهيححم بححن عبححداللطيف آل الشححيخ ‪-‬‬
‫رحمه الله ‪:-‬‬
‫مححن يححراه مححن المسححلمين‪،‬‬ ‫مححن محمححد بححن إبراهيححم إلححى َ‬
‫وّفقني الله وإياهم لقبول النصائح‪ ،‬وجّنبنا جميًعا موجبححات‬
‫المخازي والفضائح‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫م عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫سل ٌ‬
‫وبعححد‪ ،‬فححإن اللححه ‪ -‬تبححارك وتعححالى ‪ -‬قححد أوجححب النصححيحة‬
‫والبيان‪ ،‬وحّرم الغش والكتمان؛ قال اللححه ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬وإ ِذ ْ‬
‫خحذ َ الل ّحه ميث َححاقَ ال ّحذي ُ‬ ‫أَ َ‬
‫س وَل َ‬ ‫ه ِللن ّححا ِ‬ ‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّح ُ‬‫ن أوت ُححوا ال ْك ِت َححا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫مًنححا قَِليل ً‬‫شححت ََرْوا ِبححهِ ث َ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ذوهُ وََراَء ظ ُُهححورِهِ ْ‬ ‫ه فَن ََبحح ُ‬ ‫مححون َ ُ‬ ‫ت َك ْت ُ ُ‬
‫ن﴾ ]آل عمححران‪ ،[187 :‬وقححال النححبي ‪:‬‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَب ِئ ْ َ‬
‫»الدين النصيحة‪ ،1«...‬وقد أمححر اللححه بالتححذكير‪ ،‬وأخححبر أن‬
‫ن الذ ّك َْرى‬ ‫الذكرى تنفع المؤمنين؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَذ َك ّْر فَإ ِ ّ‬
‫ن﴾ ]الحححذاريات‪ ،[55 :‬وقحححال ‪ -‬تعحححالى ‪﴿ :-‬‬ ‫مِني َ‬‫محححؤْ ِ‬ ‫فحححعُ ال ْ ُ‬ ‫ت َن ْ َ‬
‫َ‬
‫م ب ِأي ّححام ِ اللحهِ﴾ ]إبراهيححم‪ ،[5 :‬وهححذا يشححمل التححذكيَر‬ ‫وَذ َك ّْرهُ ْ‬
‫حاح الحححاديث النبويححة المشححتملة‬ ‫صح َ‬‫بالنصوص القرآنيححة و ِ‬
‫علححى المححر بطححاعته ‪ -‬سححبحانه وتعححالى ‪ -‬وطاعححة رسححله‪،‬‬
‫والتحذير من معصيته ومعصية رسله‪ ،‬وبيان ما في امتثال‬
‫أوامححره وتححرك زواجححره مححن حصححول الخيححرات‪ ،‬وحلححول‬
‫البركات‪ ،‬واندفاع النقمححات‪ ،‬ومححا فححي معصححيته ‪ -‬تعححالى ‪-‬‬
‫ق البركححات‪ ،‬فححي العلححوم والعمححال‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫ومخالفة أمره من َ‬
‫ضححا‬
‫والعمححار والمكاسححب وجميححع التص حّرفات‪ ،‬ويشححمل أي ً‬
‫مححن‬ ‫التذكير بأيححام اللححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬فححي خلقححه‪ ،‬ومححا أحح ّ‬
‫ل بِ َ‬
‫مُثلت‪ ،‬وسائر ألوان الخذ والعقوبححات‪،‬‬ ‫وا رسله من ال َ‬ ‫ص ْ‬ ‫عَ َ‬
‫من في قلبه أدنى حياة‪.‬‬ ‫مما يكون من أعظم واعظ ل ِ َ‬
‫رف ذلك فإن المعاصي هي أسباب كححل نقححص وشححر‬ ‫إذا عُ ِ‬
‫وفساد‪ ،‬في الديان والبلد والمعاد؛ كما قححال ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫فححو عَح ْ‬ ‫م وَي َعْ ُ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ت أي ْح ِ‬ ‫س حب َ ْ‬ ‫مححا ك َ َ‬ ‫صيب َةٍ فَب ِ َ‬‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ك َِثيرٍ﴾ ]الشورى‪ ،[30 :‬فمححا أهبححط البححوين مححن الجنححة دار‬
‫اللذة والنعيم والبهجة والسرور‪ ،‬إلححى دار اللم والحححزان‬
‫والمصائب إل معصيتهما بأكلهما لقمة مححن الشححجرة الححتي‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪30‬‬

‫ن ُهَِيا عن الكل منها‪ ،‬وما أخرج إبليس من ملكوت السححماء‬


‫وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه‪ ،‬وجعلت صورته أقبح‬
‫صورة وأشنعها‪ ،‬وبححاطنه أقبححح مححن صححورته وأشححنع ‪ -‬غيحُر‬
‫مر أن يسححجدها‪ ،‬ومححا‬ ‫ُ‬
‫معصيته بامتناعه من سجدة واحدة أ ِ‬
‫الذي أغرق أهل الرض كّلهم حتى عل المححاء فححوق رؤوس‬
‫الجبال؟! وما الذي سّلط الريح العقيم على قوم عاد حتى‬
‫ألقتهم موتى على وجه الرض كأنهم أعجاز نخل خاويححة؟!‬
‫وما الذي رفع قرى اللوطية حححتى سححمعت الملئكححة نبححاح‬
‫كلبهم ثم قلبها عليهم وأ ُت ِْبعوا بحجارة مححن سححجيل؟! ومححا‬
‫الذي أرسل على قححوم شححعيب سحححاب العححذاب كالظ ّل َححل‪،‬‬
‫ما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهححم نححاًرا تلظ ّححى؟! ومححا‬ ‫فل ّ‬
‫الذي أغرق فرعون وقومه في البحر‪ ،‬ثم نقلححت أرواحهححم‬
‫إلى نار جهنم‪ ،‬فأبدانهم للغرق وأرواحهم للنار والحححرق‪- 1‬‬
‫صّيرتهم إلححى‬ ‫إل المعاصي؛ فإنها هي التي دمرت عليهم‪ ،‬و َ‬
‫أسوء عاقبة في الححدنيا والخححرة‪ ،‬ومححن ثمححرات المعاصححي‬
‫حرمان العلم وحرمان الرزق كما في "المسند"‪ :‬أن العبد‬
‫ة يجححدها العبححد‬ ‫ليحرم الرزق بالذنب يصححيبه‪ ،‬ومنهححا وحش ح ٌ‬
‫بينه وبين الله‪ ،‬وبينححه وبيححن النححاس ‪ -‬ل سحّيما أهححل الخيححر‬
‫قححا أو‬ ‫جه لمححر إل وجححده مغل ً‬ ‫منهم ‪ -‬وتعسير أموره فل يتو ّ‬
‫سًرا عليه‪.‬‬ ‫متع ّ‬
‫ومنها حرمان الطاعة‪ ،‬ومنها ظلمة القلححب وجبنححه ووهنححه‪،‬‬
‫ووهن البدن وتقصير العمر ومحق بركتححه؛ فححإن الححبر كمححا‬
‫يزيد في العمر‪ ،‬فإن الفجور ينقصه‪ ،‬ومنها انسحلخ القلحب‬
‫ب لهححوان‬ ‫من استقباحها فتصير لححه عححادة‪ ،‬والمعصححية سححب ٌ‬
‫العبد على ربه وسقوطه من عينه‪ ،‬وتورث الذل ‪ -‬ول ب ُد ّ ‪-‬‬
‫وتفسححد العقححل‪ ،‬وإذا تكححاثرت ط ُِبححع علححى قلححب صححاحبها‬
‫دث فححي الرض أنواعًححا‬ ‫حح ِ‬‫وتدخل العبد تحت لعنة اللححه‪ ،‬وت ُ ْ‬
‫من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمححار والمسححاكن‬
‫سححاد ُ فِححي ال ْب َحّر‬
‫ف َ‬ ‫والشجار؛ قححال اللححه ‪ -‬تعححالى ‪﴿ :-‬ظ َهَحَر ال ْ َ‬
‫مُلححوا‬ ‫َ‬
‫ذي عَ ِ‬‫ض ال ّ ِ‬‫م ب َعْ َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫ذي َ‬
‫س ل ِي ُ ِ‬‫دي الّنا ِ‬
‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫حر ِ ب ِ َ‬‫َوال ْب َ ْ‬
‫ن﴾ ]الححروم‪ ،[41 :‬قححال مجاهححد‪ :‬إذا ولححي‬ ‫جُعححو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬‫ل َعَل ُّهحح ْ‬
‫حب َححس بححذلك القطححر‪،‬‬ ‫الظححالم سححعى بححالظلم والفسححاد في ُ ْ‬
‫فيهلك الحرث والنسل والله ل يحححب الفسححاد‪ ،‬وقححال ابححن‬
‫‪ 1‬الصحيح أن عذاب الححبرزخ علحى الحروح والبححدن جميًعحا باتفحاق أهححل‬
‫السنة والجماعة‪ ،‬وانظر "شرح العقيدة الطحاوية"‪ :‬ص ‪.348‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪31‬‬

‫ححرِ﴾ قححال‪ :‬الححذنوب‪ ،‬ول‬ ‫سححاد ُ فِححي ال ْب َحّر َوال ْب َ ْ‬ ‫ف َ‬‫زيد‪﴿ :‬ظ َهَحَر ال ْ َ‬
‫منافاة بين القححولين؛ فححإن اليححة تشححمل هححذا وهححذا‪ ،‬وعححن‬
‫عبدالله بن عمر ‪ -‬رضي اللححه عنهمححا ‪ -‬قححال‪ :‬كنححت عاشححر‬
‫عشرة رهط من المهححاجرين عنححد رسححول اللححه ‪ ‬فأقبححل‬
‫علينا رسول الله ‪ ‬بوجه فقال‪» :‬يححا معشححر المهححاجرين‪،‬‬
‫خمححس خصححال أعححوذ بححالله أن تححدركوهن‪ :‬مححا ظهححرت‬
‫الفاحشة في قححوم حححتى أعلنححوا بهححا إل ابت ُل ُححوا بححالطواعين‬
‫وا‪ ،‬ول نقص‬ ‫ض ْ‬
‫م َ‬‫والوجاع التي لم تكن في أسلفهم الذين َ‬
‫دة المؤونححة وجححور‬ ‫قححوم المكيححال إل ابت ُل ُححوا بالسححنين و ِ‬
‫شح ّ‬
‫مِنعوا القطر مححن‬ ‫م زكاة أمولهم إل ُ‬ ‫السلطان‪ ،‬وما منع قو ٌ‬
‫السماء‪ ،‬ولول البهائم لم يمطروا‪ ،‬ول خفر قححوم العهححد إل‬
‫سّلط الله عليهم عدّوا من غيرهححم فأخحذوا بعحض محا فححي‬
‫متهم بما أنححزل اللححه فححي كتححابه إل‬ ‫أيديهم‪ ،‬وما لم تعمل أئ ّ‬
‫‪1‬‬
‫جعل الله بأسهم بينهم« ‪ ،‬وعن ابححن عبححاس ‪ -‬رضححي اللححه‬
‫م كيل ً ول‬ ‫فف قو ٌ‬ ‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ما ط ّ‬
‫بخسوا ميزاًنا إل منعهم الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬القطر‪ ،‬وما ظهر‬
‫في قوم ٍ الزنا إل ظهر فيهم الموت‪ ،‬ومححا ظهححر فححي قححوم‬
‫الربا إل سّلط الله عليهم الجنون‪ ،‬ول ظهر في قوم ٍ القتل‬
‫ضا إل سّلط الله عليهم عححدّوهم‪ ،‬ول ظهححر‬ ‫يقتل بعضهم بع ً‬
‫في قوم ٍ عمل قوم لوط إل ظهر فيهم الخسف‪ ،‬وما تححرك‬
‫ي عححن المنكححر إل لححم ت ُْرفَححع‬ ‫م المحَر بححالمعروف والنهح َ‬ ‫قححو ٌ‬
‫‪2‬‬
‫سحَتجلب بححه‬ ‫مع دعححاؤهم« ‪ ،‬ول شححيء ي ُ ْ‬ ‫سح َ‬‫أعمالهم‪ ،‬ولم ي ُ ْ‬
‫ل سوء وضير غيُر التوبححة‬ ‫سَتدفع به ك ّ‬ ‫الرزق بل كل خير وي ُ ْ‬
‫ما يكرهه من المعاصي إلى مححا‬ ‫إليه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬بالرجوع ع ّ‬
‫قححق العبححاد توحيححدهم‪ ،‬ويباعححدوا‬ ‫يحّبه من الطاعة؛ بححأن يح ّ‬
‫جميع ما ينافيه أو ينقصححه أو يقححدح فيححه‪ ،‬ويحححافظوا علححى‬
‫فرائض دينهم؛ من إقامة الصلوات الخمححس فححي جماعححة‪،‬‬
‫وأداء الزكححاة‪ ،‬وغيححر ذلححك مححن أركححان السححلم وفرائضححه‬
‫العظام كالمر بالمعروف والنهي عن المنكححر وغيححر ذلححك‪،‬‬
‫ويجتنبحححوا مححححارمه؛ محححن أنحححواع الفحححواحش وأجنحححاس‬
‫المسححححكرات والمخححححدرات والمفت ّححححرات‪ ،‬والربححححا فححححي‬
‫المعححاملت‪ ،‬والخيانححة فححي المانححات‪ ،‬واسححتعمال أنححواع‬
‫الملهيححات‪ ،‬الصححاّدة عححن ذكححر اللححه وعححن الصححلة وكافّححة‬
‫رواه بن ماجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه الطبراني وغيره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪32‬‬

‫صا التوبة إلححى‬‫ما وخصو ً‬ ‫المحرمات‪ ،‬فعلى المسلمين عمو ً‬


‫ربهم والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر فيمححا بينهححم‪،‬‬
‫وتعاون بعضهم مع بعض فيما يصلح دينهم الذي بححه صححلح‬
‫معاشهم والفوز في معادهم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأسأل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬أن ينصر دينححه‪ ،‬ويعلححي كلمتححه‪،‬‬
‫ويحفححظ إمححام المسححلمين مححن كححل نححواحيه‪ ،‬ويزيححده مححن‬
‫ب اللححه ومراضححيه‪ ،‬ويقمححع بححه كححل فسححاد‪،‬‬ ‫التوفيححق لمحححا ّ‬
‫ويصححلح بمسححاعيه البلد والعبححاد‪ ،‬وصححلى اللححه علححى نبينححا‬
‫‪1‬‬
‫محمد‪ ،‬وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫حرر ‪ 10/3/1376‬هح‪.‬‬
‫***‬

‫‪ 1‬ملحظة‪:‬‬
‫ضّرة في القلححب والبححدن فححي الححدنيا‬
‫انظر‪ :‬آثار وعقوبات المعاصي الم ِ‬
‫والخرة‪ ،‬في "الجواب الكافي"؛ لبن القيم‪ ،‬ص ‪.137 -44‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪33‬‬

‫حكم إسبال الثياب للرجال‬


‫قال النبي ‪» :‬ما أسفل من الكعبين من الزار فهو فححي‬
‫النار«؛ رواه البخاري‪ ،‬وقال ‪ -‬عليه الصلة والسححلم ‪» :-‬ل‬
‫جّر إزاره ب َط ًَرا«‪ ،‬وفي رواية‪» :‬ل ينظر‬ ‫من َ‬ ‫ينظر الله إلى َ‬
‫‪1‬‬
‫من جّر ثححوبه خيلء« ‪ ،‬وقححال ‪ -‬عليححه‬ ‫الله يوم القيامة إلى َ‬
‫ة ل يكّلمهم الله يححوم القيامححة‪ ،‬ول‬ ‫الصلة والسلم ‪» :-‬ثلث ٌ‬
‫كيهححم‪ ،‬ولهححم عححذاب أليححم‪ :‬المسححبل‪،‬‬ ‫ينظححر إليهححم‪ ،‬ول يز ّ‬
‫‪2‬‬
‫سحِبل‬ ‫م ْ‬ ‫فححق سححلعته بححالحلف الكححاذب« ‪ ،‬وال ُ‬ ‫من َ ّ‬
‫والمّنان‪ ،‬وال ُ‬
‫سِبل ثوَبه أو إزاره أو سححراويله‪ ،‬فيطيلهححا حححتى‬ ‫هو‪ :‬الذي ي ُ ْ‬
‫ن بمححا‬ ‫تكون أسفل مححن الكعححبين‪ ،‬والمن ّححان هححو‪ :‬الححذي يمح ّ‬
‫أعطى‪ ،‬والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‪ :‬البائع الذي يرّوج‬
‫بضاعَته بالحلف الكاذب‪ ،‬فيحلف أنه اشترى السلعة بكذا‪،‬‬
‫مت بكذا‪ ،‬أو أنه باع بكذا‪ ،‬وهو كححاذب مححن أجححل‬ ‫سي َ‬‫أو أنها ِ‬
‫ترويج سلعته‪.‬‬
‫وقال ‪» :‬أ ُْزَرة المؤمن إلى نصف ساقيه‪ ،‬ول حرج فيمححا‬
‫بينه وبين الكعبين‪ ،‬وما كان أسفل من الكعححبين فهححو فححي‬
‫حّلححة‬
‫ل يمشي فححي ُ‬ ‫ضا‪» :‬بينما رج ٌ‬ ‫النار«‪ ،3‬وفي الحديث أي ً‬
‫مشححيته‪ ،‬إذ خسححف‬ ‫جل ً رأسححه يختححال فححي ِ‬ ‫سه مر ّ‬ ‫جُبه نف ُ‬
‫ت ُعْ ِ‬
‫الله به الرض‪ ،‬فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة«‪ ،4‬وقال‬
‫من جّر شيًئا‬ ‫‪» :‬السبال في الزار والقميص والعمامة‪َ ،‬‬
‫خَيلء لم ينظر الله إليه يوم القيامة«‪.5‬‬ ‫منها ُ‬
‫مة في الثياب والسححراويل وغيرهححا مححن‬ ‫وهذه الحاديث عا ّ‬
‫اللبححاس‪ ،‬وأخححبر النححبي ‪ ‬أن اللححه ل يقبححل صححلة رجححل‬
‫دم من الحححاديث النبويححة الشححريفة‪ ،‬فححإن‬ ‫مسبل‪ ،6‬ولما تق ّ‬
‫ما‪ ،‬وكبيرة مححن‬ ‫إسبال الثياب أسفل من الكعبين ي ُعْت ََبر حرا ً‬
‫دا عليححه بالنححار‪ ،‬وتقصححير الثيححاب فححوق‬ ‫كبائر الذنوب متوعّح ً‬
‫الكعبين أنظف لها‪ ،‬وأنقى لها من الوسححاخ‪ ،‬وأتقححى للححه ‪-‬‬
‫تعححالى ‪ -‬لححذا يجححب عليححك ‪ -‬يححا أخححي المسححلم ‪ -‬أن تقصححر‬
‫‪ 1‬رواه مالك البخاري‪.‬‬
‫‪ 2‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪ 4‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ 5‬رواه أبو داود والنسائي‪.‬‬
‫‪ 6‬رواه أبو داود بإسناد صحيح‪ ،‬قاله النووي في "رياض الصالحين"‪ ،‬ص‬
‫‪ 402‬في باب )صفة طول القميص( حديث رقم ‪.8‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪34‬‬

‫ة للححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬ورسححوله‪،‬‬ ‫ملبسححك فححوق الكعححبين طاع ح ً‬


‫وخوًفا من عقاب الله‪ ،‬ورجاًء لثوابه‪ ،‬ولتكون قدوة حسححنة‬
‫حا بلححزوم‬‫ة نصححو ً‬‫ب إلححى اللححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬توبح ً‬
‫للخريححن‪ ،‬فت ُح ْ‬
‫طاعححة اللححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬والنححدم علححى مححا حصححل منححك مححن‬
‫تقصير في طاعححة اللححه‪ ،‬والعححزم علححى عححدم العححودة إلححى‬
‫من تححاب‪،‬‬ ‫معصية الله في المستقبل‪ ،‬فإن الله يتوب على َ‬
‫واب الرحيم‪.‬‬ ‫ويغفر لمن استغفر‪ ،‬وهو الت ّ‬
‫ب علينححا إنححك أنححت التححواب الرحيححم‪ ،‬اللهححم وّفقنححا‬ ‫اللهم ت ُح ْ‬
‫وسائَر أخواننا المسلمين لما تحب وترضى‪ ،‬إنك على كححل‬
‫شيء قدير‪ ،‬وصلى الله علححى محمححد‪ ،‬وعلححى آلححه وصحححبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪35‬‬

‫وصايا‬
‫أخي المسلم‪:‬‬
‫‪ -1‬أخلص النيححة للححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬واحححذر الريححاء فححي القححول‬
‫والعمل‪.‬‬
‫‪ -2‬اتبححع السححنة المحمديححة فححي جميححع القححوال والفعححال‬
‫والخلق‪.‬‬
‫‪ -3‬اتق الله ‪ -‬تعححالى ‪ -‬واعححزم علححى فعححل جميححع الوامححر‪،‬‬
‫وترك جميع النواهي‪.‬‬
‫حا‪ ،‬وأكِثححر مححن‬ ‫ة نصححو ً‬ ‫ب إلححى اللححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬توبحح ً‬ ‫‪ُ -4‬تحح ْ‬
‫الستغفار‪.‬‬
‫‪ -5‬راقب اللححه ‪ -‬تعححالى ‪ -‬فححي جميححع حركاتححك وسححكناتك‪،‬‬
‫واعلم أن الله يراك ويسمعك‪ ،‬ويعلم ما ي ُك ِّنه ضميرك‪.‬‬
‫مححن بححالله ‪ -‬تعححالى ‪ -‬وملئكتححه وكتبححه ورسححله واليححوم‬ ‫‪ -6‬آ ِ‬
‫الخر‪ ،‬وبالقدر خيره وشره‪.‬‬
‫معة‪.‬‬ ‫دا أعمى‪ ،‬ول تكن إ ّ‬ ‫‪ -7‬ل تقّلد غيرك تقلي ً‬
‫مححن‬‫ل ثححواب َ‬‫قا في عمل الخير تؤجر عليه وت َن َح ْ‬ ‫ن ساب ً‬ ‫‪ -8‬ك ُ ْ‬
‫اقتدى بك فيه‪.‬‬
‫ن كتاب "رياض الصالحين"‪ ،‬واقرأ بححه علححى نفسححك‬ ‫‪ -9‬اقت ِ‬
‫وعلى أسرتك‪.‬‬
‫ما علححى طهححارة‬ ‫دده‪ ،‬وك ُ ْ‬
‫ن دائ ً‬ ‫‪ -10‬حافظ على الوضوء وج ّ‬
‫من الحدث والنجاسة‪.‬‬
‫‪ -11‬حافظ على الصلة في أّول وقتهححا مححع الجماعححة فححي‬
‫المسجد‪ ،‬ول سّيما العشاء والفجر‪.‬‬
‫‪ -12‬ل تأكححل مححا لححه رائحححة كريهححة كححالثوم والبصححل‪ ،‬ول‬
‫تشرب الدخان المعروف؛ لئل تؤذي نفسك والمسلمين‪.‬‬
‫‪ -13‬حافظ علححى صححلة الجماعححة؛ لتفححوز بححالجر المرتححب‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -14‬أد ّ الزكاة المفروضة‪ ،‬ول تبخل بها على المستحقين‪.‬‬
‫‪ -15‬بادر إلى صلة الجمعة مبك حًرا‪ ،‬واحححذر أن تتححأخر بعححد‬
‫النداء الثاني فتأثم‪.‬‬
‫م رمضان إيماًنا واحتساًبا لله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ليغفححر لححك‬ ‫ص ْ‬ ‫‪ُ -16‬‬
‫خر‪.‬‬
‫ما تقدم من ذنبك وما تأ ّ‬
‫ما من رمضان من غير عذر شرعي‬ ‫‪ -17‬احذر أن تفطر يو ً‬
‫فتأثم بذلك‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪36‬‬

‫م ليححالي رمضححان ول سحّيما ليلححة القححدر منححه إيمان ًححا‬ ‫‪ -18‬قُ ْ‬


‫واحتساًبا؛ لتنال المغفرة لما مضى من ذنوبك‪.‬‬
‫‪ -19‬بادر بالحج والعمرة إلححى بيححت اللححه الحححرام إذا كنححت‬
‫مستطيًعا‪ ،‬واحذر التأخير‪.‬‬
‫‪ -20‬اقرأ القرآن بتدّبر معناه‪ ،‬وامتثل أمره واجتنححب نهيححه؛‬
‫ليكون حجة لك عند ربك وشفيًعا لك يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -21‬داِوم على الكثار من ذكر الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬سّرا وجهًرا‪،‬‬
‫دا وعلى جنبك‪ ،‬وإياك والغفلة‪.‬‬ ‫ما وقاع ً‬ ‫قائ ً‬
‫‪ -22‬احضر مجالس الذكر؛ فإنها من رياض الجنة‪.‬‬
‫‪ -23‬احذر الربا‪ ،‬والغصب‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والغلول‪ ،‬والخيانة‪.‬‬
‫ض بصرك عن العورات والمحارم‪ ،‬وإياك وإطلقححه؛‬ ‫‪ -24‬غُ ّ‬
‫فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس‪.‬‬
‫ول ثيابك إلى ما تحت الكعححبين‪ ،‬ول تتبخححتر فححي‬ ‫‪ -25‬ل تط ّ‬
‫مشيتك‪.‬‬
‫‪ -26‬ل تلبححس الحريححر ول الححذهب؛ فإنهمححا حححرام علححى‬
‫الذكور‪.‬‬
‫‪ -27‬ل تتشبه بالنساء‪ ،‬ول تدع نساءك يتشبهن بالرجال‪.‬‬
‫‪ -28‬أطلق لحيتححك؛ لقححوله ‪» ‬احفححوا الشححوارب وأعفححوا‬
‫اللحى«‪.1‬‬
‫ن مسححتجاب‬ ‫ل‪ ،‬ت َ ُ‬
‫كحح ْ‬ ‫ل‪ ،‬ول تشرب إل حل ً‬ ‫‪ -29‬ل تأكل إل حل ً‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫مححد‬ ‫م الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬علححى الطعححام والشححراب‪ ،‬واح َ‬ ‫‪ -30‬س ّ‬
‫الله إذا انتهيت‪.‬‬
‫ط‬
‫خححذ بيمينححك وأع ح ِ‬ ‫ل بيمينححك واشححرب بيمينححك‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -31‬ك ُح ْ‬
‫بيمينك‪.‬‬
‫م؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ -32‬إّياك والظل َ‬
‫ي‪.‬‬
‫‪ -33‬ل تصحب إل مؤمًنا‪ ،‬ول يأكل طعامك إل تق ّ‬
‫طا؛ فححإن فاعلهححا‬ ‫سح ً‬ ‫‪ -34‬إياك والرشوة أخ ح ً‬
‫ذا وإعطححاًء وتو ّ‬
‫ملعون‪.‬‬
‫‪ -35‬ل تطلححب رضححا النححاس بسححخط اللححه ‪ -‬عححز وجححل ‪-‬‬
‫فيسخط عليك‪.‬‬
‫‪ -36‬أ َط ِححع ولةَ المححر فححي كححل أمححر مشححروع‪ ،‬وادعُ لهححم‬
‫بالصلح‪.‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪37‬‬

‫ن ي َك ْت ُ ْ‬
‫مَهححا‬ ‫محح ْ‬
‫‪ -37‬احذر شهادة الزور‪ ،‬ول تكُتم الشهادة؛ ﴿وَ َ‬
‫فَإن ّ َ‬
‫ه﴾ ]البقرة‪.[283 :‬‬ ‫م قَل ْب ُ ُ‬ ‫ه آث ِ ٌ‬‫ِ ُ‬
‫مححا‬ ‫َ‬ ‫َ ‪1‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صحب ِْر عَلححى َ‬ ‫ر َوا ْ‬‫من ْكح ِ‬
‫ن ال ُ‬
‫ه عَح ِ‬ ‫ف َوان ْ َ‬‫معُْرو ِ‬ ‫مْر ِبال َ‬ ‫‪﴿ -38‬وَأ ُ‬
‫ك﴾ ]لقمان‪.[17/‬‬ ‫صاب َ َ‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫ص‬
‫‪ -39‬اترك جميححع المحّرمححات صححغيرها وكبيرهححا‪ ،‬ول تعح ِ‬
‫دا على معصيته‪.‬‬ ‫ن أح ً‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ول ت ُعِ ْ‬
‫قَرب الزنا؛ إنه كان فاحشة وساء سبي ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫‪ -40‬ل ت َ ْ‬
‫‪ -41‬عليك ببّر الوالدين‪ ،‬وإّياك والعقوق‪.‬‬
‫‪ -42‬عليك بصلة الرحم‪ ،‬وإّياك والقطيعة‪.‬‬
‫مل أذاه‪.‬‬ ‫سن إلى جارك ول تؤِذه‪ ،‬وتح ّ‬ ‫‪ -43‬أح ِ‬
‫‪ -44‬أ َك ِْثر من زيارة الصالحين وإخوانك في الله ‪ -‬تعالى‪.‬‬
‫‪ -45‬أحبب في الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وأبغض في اللححه؛ فححإن ذلححك‬
‫من أوثق عَُرى اليمان‪.‬‬
‫‪ -46‬عليك بالجليس الصالح‪ ،‬واحذر جليس السوء‪.‬‬
‫‪ -47‬باِدر إلى قضححاء حححوائج المسححلمين‪ ،‬وأدخححل السححرور‬
‫عليهم‪.‬‬
‫‪ -48‬عليك بالرفق والناة والحلم‪ ،‬واحذر الغلظة والعجلة‪.‬‬
‫‪ -49‬ل تقطع كلم غيرك‪ ،‬وعليك بحسن الستماع‪.‬‬
‫من لم تعرف‪.‬‬ ‫من عرفت و َ‬ ‫م على َ‬ ‫ش السل َ‬ ‫‪ -50‬أف ِ‬
‫فححظ بالسححلم المسححنون‪ ،‬وهححو قولححك‪) :‬السححلم‬ ‫‪ -51‬تل ّ‬
‫ف بالشارة باليد أو الرأس فقط‪.‬‬ ‫عليكم(‪ ،‬ول تكت ِ‬
‫فه بسوء‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫دا‪ ،‬ول ت َ ِ‬ ‫ب أح ً‬ ‫‪ -52‬ل تس ّ‬
‫دا‪ ،‬حتى البهائم والجمادات‪.‬‬ ‫‪ -53‬ل تلعن أح ً‬
‫ف الناس واتهامهم في أعراضهم؛ فححإنه مححن‬ ‫‪ -54‬احذر قذ َ‬
‫أكبر الكبائر‪.‬‬
‫ة؛ وهححي‪ :‬نقححل الكلم بيححن النححاس علححى‬ ‫‪ -55‬إّياك والنميم َ‬
‫وجه الفساد بينهم‪.‬‬
‫ة؛ وهي‪ :‬ذكرك أخاك بما يكره‪.‬‬ ‫‪ -56‬إياك والغيب َ‬
‫ما‪ ،‬ول ت ُؤِْذه‪.‬‬ ‫‪ -57‬ل ترّوع مسل ً‬
‫‪ -58‬عليك بالصلح بين الناس؛ فإنه من أفضل العمال‪.‬‬
‫ل خيًرا‪ ،‬وإل ّ فاصمت‪.‬‬ ‫‪ -59‬قُ ْ‬
‫‪ -60‬كن صادًقا ول تكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجححور‪،‬‬
‫والفجور يهدي إلى النار‪.‬‬
‫‪ 1‬المعروف‪ :‬مححا أمححر اللحه بححه ورسحوله‪ ،‬والمنكححر‪ :‬محا نهححى اللحه عنحه‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪38‬‬

‫ن ذا وجهين؛ تأتي هؤلء بوجه وهؤلء بوجه‪.‬‬ ‫‪ -61‬ل ت َك ُ ْ‬


‫‪ -62‬ل تحلف بغير الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ول ت ُك ِْثر الحلف ولو على‬
‫الصدق‪.‬‬
‫‪ -63‬ل تحتقححر غي حَرك؛ فححإنه ل فضححل لحححد علححى أحححد إل‬
‫بالتقوى‪.‬‬
‫ت الكهنة ول العّرافين ول السحرة‪ ،‬ول تصدقهم‪.‬‬ ‫‪ -64‬ل تأ ِ‬
‫ن؛ فإن من أشد الناس‬ ‫ن أو حيوا ٍ‬‫ور صورة إنسا ٍ‬ ‫‪ -65‬ل تص ّ‬
‫عذاًبا يوم القيامة المصورين‪.‬‬
‫ح فتحححرم دخححول‬ ‫ن فححي بيتححك صححورةَ ذي رو ٍ‬ ‫‪ -66‬ل تقتحح ِ‬
‫الملئكة بيتك‪.‬‬
‫مد اللححه ‪-‬‬‫ح ِ‬‫س بقولك‪ :‬يرحمك الله‪ ،‬إذا َ‬ ‫مت العاط َ‬ ‫‪ -67‬ش ّ‬
‫تعالى‪.‬‬
‫رز من الصفير والتصفيق )المكاء والتصدية(‪.‬‬ ‫‪ -68‬احت ِ‬
‫‪ -69‬باِدر إلى التوبة من كل ذنححب‪ ،‬وأت ْب ِححع السححيئة الحسححنة‬
‫تمحها‪ ،‬واحذر التسويف‪.‬‬
‫سححن ظنححك‬ ‫ح ّ‬‫ن راجًيا عفوَ الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ورحمتححه و َ‬ ‫‪ -70‬ك ُ ْ‬
‫بالله ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ 71‬ك ُ ْ‬
‫‪-‬‬
‫فا من عقاب الله‪ ،‬ول تأمن عقوبته‪.‬‬ ‫ن خائ ً‬
‫‪ -72‬كن صابًرا عند البلء‪ ،‬وشاكًرا عند الرخاء‪.‬‬
‫‪ -73‬أك ِْثر من العمال الصالحة التي يبقى لك أجرهححا بعححد‬
‫الموت؛ كبناء المساجد‪ ،‬ونشر العلم‪.‬‬
‫ل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬الجنة‪ ،‬واستعذ به من النار‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫‪َ -74‬‬
‫‪ -75‬أكِثر من الصلة والسلم على رسول اللححه ‪ -‬صححلوات‬
‫ما إلى يوم الدين‪ ،‬وعلى آله وصحححبه‬ ‫الله وسلمه عليه دائ ً‬
‫أجمعين‪.1‬‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫السلم أمر ونهي‪ ،‬والمر نوعان‪ :‬فححرض‪ ،‬وسححنة‪ ،‬والنهححي‬
‫رص علححى‬ ‫قسمان‪ :‬حرام‪ ،‬ومكروه‪ ،‬فالمسلم الكامححل يح ح ِ‬
‫صه على الفرض؛ لن التهاون بالسنة يؤّدي إلى‬ ‫السنة حر َ‬
‫التهاون بالفريضة‪ ،‬ويفّر من المكروه فراَره مححن الحححرام؛‬
‫لن التهاون فححي الحححرام وارتكححاب الصححغيرة يسححوق إلححى‬
‫ل ل يتجّزأ‪ ،‬وليححس مححن شححأن‬ ‫اقتراف الكبيرة‪ ،‬والسلم ك ّ‬
‫ل أم حًرا ويخححالف آخححر‪ ،‬وإل كححان‬ ‫المسلم الكامححل أن يمتث ح َ‬
‫ل واحدة من هذه الوصايا عليها دليح ٌ‬
‫ل مححن كتححاب اللححه أو‬ ‫‪ 1‬ملحظة‪ :‬ك ّ‬
‫سنة رسوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪39‬‬

‫َ‬
‫ب‬‫ض ال ْك ِت َححا ِ‬
‫ن ب ِب َعْح ِ‬ ‫كالذين قال الله ‪ -‬تعالى فيهم‪﴿ :‬أفَت ُؤْ ِ‬
‫مُنو َ‬
‫ض﴾ ]البقرة‪.[85 :‬‬ ‫ن ب ِب َعْ ٍ‬
‫فُرو َ‬‫وَت َك ْ ُ‬
‫ة يجححوز تركهححا‪،‬‬ ‫ل‪ :‬اللحيححة سححن ٌ‬ ‫المسلم الكامل ل يقححول مث ً‬
‫والنظرة الحرام صحغيرة ٌ ل يضحّر إطلقهحا‪ ،‬وخحاتم الحذهب‬
‫ب‬ ‫ضى عنه‪ ،‬والمر الفلني مستح ّ‬ ‫في يد الرجل يسيٌر ي ُت ََغا َ‬
‫فل بأس بتركه‪.‬‬
‫ل من ثوب إسححلمه عححروةً وعحّرض‬ ‫من قال هذا فقد ح ّ‬ ‫ل‪َ ،‬‬
‫ضححي بهححدم حجحرٍ مححن‬ ‫من قححال هححذا َر ِ‬ ‫عراه إلى النحلل‪َ ،‬‬
‫من قال هذا نزل‬ ‫صْرِح إسلمه‪ ،‬وعّرضه للخراب والدمار‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ة ومنهححا إلححى أخواتهحا وانحححدر إلححى‬ ‫محن أْوج إسحلمه درجح ً‬ ‫َ‬
‫مححن قححال هححذا انحححرف عححن صححراط السححلم‬ ‫الحضححيض‪َ ،‬‬
‫جته البيضاء درجححة ثححم ابتعححد عنححه‪ ،‬ومححن هنححا‬ ‫السويّ ومح ّ‬
‫أصيب المسلمون في دينهحم‪ ،‬ووصحلوا إلحى مححا نحرى محن‬
‫تضححييع وضححياع‪ ،‬هححدانا اللححه وإخواَننححا المسححلمين سححواء‬
‫السبيل‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬والحمححد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬
‫)مختصححر مححن كتححاب "سححبيل الهححدى والعمححل‪ ،‬وصححايا‬
‫إسلمية"؛ تأليف أحمد عحز الحدين البيححانوني ‪ -‬رحمحه اللحه‬
‫تعالى ‪ -‬ببعض تصّرف(‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪40‬‬

‫‪n‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫الجهاد في سبيل الله وعوامل‬
‫النصر على العداء‬
‫‪3‬‬ ‫الفصل الول‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪12‬‬ ‫مراتب الجهاد‬
‫‪14‬‬ ‫المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‬
‫‪14‬‬ ‫المعروف والمنكر‬
‫‪15‬‬ ‫فضائل المر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر‬
‫‪17‬‬ ‫أساليب الدعوة إلى الله‬
‫‪18‬‬ ‫مراتب تغيير المنكر‬
‫‪19‬‬ ‫من فضائل الدعوة‬
‫‪19‬‬ ‫من فوائد الدعوة‬
‫‪20‬‬ ‫نصيحة في المر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر‬
‫‪24‬‬ ‫النهي والتحذير عن كثير من‬
‫المحرمات التي وقع فيها أكثر‬
‫الناس‬
‫‪27‬‬ ‫نصيحة في التحذير من‬
‫المعاصي‬
‫‪30‬‬ ‫حكم إسبال الثياب للرجال‬
‫‪32‬‬ ‫وصايا إسلمية‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪41‬‬

‫‪35‬‬ ‫ملحظة‬
‫‪37‬‬ ‫فهرس‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like