You are on page 1of 10

‫جمع وتحقيق‪ :‬لفقير إلى هللا تعالى‬

‫غفر هللا له ولوالديه ولجميع المسلمين‬


‫القدوة الحسنة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة‬
‫رب العاملني‪ ،‬الرمحن الرحيم‪ ،‬مالك يوم الدين‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‬ ‫احلمد هلل ِّ‬
‫حممدا عبده ورسوله‪ ،‬الذي أرسله رمحة للعاملني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫أما بعد‪ ،‬فقد ق ال اهلل ‪ -‬تع اىل ‪﴿ :-‬لََق ْد َك ا َن لَ ُك ْم يِف َر ُس ول اللَّه أ ْ‬
‫ُس َوةٌ َح َس نَةٌ‬
‫لِ َم ْن َكا َن َي ْر ُجو اللَّهَ َوالَْي ْو َم اآْل ِخَر َوذَ َكَر اللَّهَ َكثِ ًريا﴾ [األحزاب‪.]21 :‬‬
‫التأس ي برس ول اهلل ‪ ‬يف أقواله وأفعاله وأحواله؛ وهلذا‬ ‫وه ذه اآلية أص ٌل كبري يف ِّ‬
‫اس بالتأسي برس ول اهلل ‪ ‬يف ص ربه ومص ابرته‪ ،‬ومرابطته‬ ‫أمر ‪ -‬تب ارك وتع اىل ‪ -‬الن َ‬
‫وجماهدته‪ ،‬فتأسوا به يف هذه األمور وغريها‪.‬‬
‫دل هبذه اآلية على االحتج اج بأفع ال الرس ول ‪ ،‬وأن األصل أن َّأمته أس وتُه‬ ‫واس تُ َّ‬
‫دل الدليل الشرعي على االختصاص به؛ فاألسوة نوعان‪ :‬أسوة‬ ‫يف األحكام‪ ،‬إال ما َّ‬
‫حسنة‪ ،‬وأسوة سيئة‪.‬‬
‫الطريق املوصل إىل كرامة اهلل‬ ‫َ‬ ‫سالك‬
‫ٌ‬ ‫املتأسي به‬
‫ِّ‬ ‫فاألسوة احلسنة يف الرسول ‪ ،‬فإن‬
‫‪ -‬تع اىل ‪ -‬والي وم اآلخر‪ ،‬ف إن ما معه من اإلميان‪ ،‬وخ وف اهلل‪ ،‬ورج اء ثوابه‪،‬‬
‫وخوف عقابه ‪ -‬حيثُّه على التأسي بالرسول ‪.‬‬
‫وأما األس وة بغ ريه إذا خالفه‪ ،‬فهي األس وة الس يئة‪ ،‬كق ول املش ركني حني دعْتهم‬
‫الرس ُل للتأسي هبم‪﴿ :‬إِنَّا َو َج ْدنَا آبَاءَنَا َعلَى أ َُّم ٍة َوإِنَّا َعلَى آثَ ا ِر ِه ْم ُم ْهتَ ُدو َن﴾‬
‫[الزخ رف‪ ،]22 :‬فيجب على كل مس لم ي ؤمن باهلل والي وم اآلخر‪ ،‬ويرجو ث واب‬
‫اهلل وخياف عقابه‪ :‬أن يتأسى برسول اهلل ‪ ‬يف أقواله وأفعاله‪ ،‬ومجيع جماالت حياته‪،‬‬
‫وخصوص ا العلم اءَ وطلبة العلم‬ ‫ً‬ ‫وأن يك ون ق دوة حس نة لغ ريه يف مجيع اجملاالت‪،‬‬
‫واملنتسبني إليه من القضاة واملدرسني وغريهم؛ فإهنم قدوة للمجتمع‪ ،‬والناس ينظرون‬
‫إليهم ويقل دوهنم‪ ،‬وك ذلك اآلب اء ق دوة ألبن ائهم‪ ،‬كما أن املدرسني ق دوة لطالهبم‪،‬‬
‫زوم تق وى اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬واالقت داء برس ول اهلل ‪ ،‬فيح افظون‬ ‫فعلى اجلميع ل ُ‬
‫احملرمات واملكروهات‪ ،‬فيفوزون باألجر املرتَّب‬ ‫على الواجبات واملستحبَّات‪ ،‬ويرتكون َّ‬
‫على ذلك‪ ،‬ويَ ْس لَمون من اإلمث املرتب على ض ده‪ ،‬أس أل اهلل ‪ -‬تع اىل ‪ -‬أن يوفقنا‬
‫وس ائر إخواننا املس لمني للتأسي برس ول اهلل ‪ ،‬وأن حيشرنا يف زمرته‪ ،‬وأن يُ دخلنا‬
‫القدوة الحسنة‬
‫أبدا‪ ،‬وصلى اهلل‬
‫يف شفاعته‪ ،‬وأن يوردنا حوضه‪ ،‬ويسقينا منه شربة ال نظمأ بعدها ً‬
‫وسلم على نبينا حممد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫القدوة الحسنة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫القدوة الحسنة‬
‫خاف عليك وأنت تتمتَّع بالعقل والسمع والبصر والعلم واملعرفة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أخي املسلم‪ ،‬غري‬
‫أن اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬أوجب طاعتَه وطاعة رسوله‪ ،‬ورتَّب عليها سعادة الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫وهنى عن معصيته ومعصية رسوله‪ ،‬ورتَّب عليها شقاوة الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال ‪ -‬تعاىل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما﴾ [األحزاب‪ ،]71 :‬وقال ‪ -‬تعاىل‬ ‫‪َ ﴿ :-‬و َم ْن يُط ِع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ َف َق ْد فَ َاز َف ْو ًزا َعظ ً‬
‫ضاَل اًل ُمبِينًا﴾ [األحزاب‪.]36 :‬‬ ‫ض َّل َ‬ ‫ص اللَّهَ َو َر ُسولَهُ َف َق ْد َ‬ ‫‪َ ﴿ :-‬و َم ْن َي ْع ِ‬
‫كنت‬ ‫اف عليك أنك ق دوة ألوالدك وأقاربك‪ ،‬ومن حييط بك‪ ،‬وإذا‬ ‫ٍ‬ ‫وغري خ‬
‫َ‬
‫مدرسا فأنت قدوةٌ لطالبك بأقوالك وأفعالك‪.‬‬ ‫ً‬
‫اف عليك الش يءُ ال ذي أوج دك اهلل من أجله‪ ،‬وما أم رك به‪ ،‬وهناك عنه‪،‬‬ ‫وغري خ ٍ‬
‫احلالل واحلرام‪ ،‬وأن احلالل ما أحلَّه اهلل ورس وله‪ ،‬واحلرام ما‬ ‫ُ‬ ‫اف عليك‬ ‫وغري خ ٍ‬
‫اخلبائث الضارة؛‬ ‫َ‬ ‫وحرم علينا‬
‫الطيبات النافع ةَ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أحل لنا‬‫حرمه اهلل ورسوله‪ ،‬وأن اهلل َّ‬ ‫َّ‬
‫حيرم علينا ما ينفعنا‪ ،‬ومل يُبِ ْح لنا ما يض ُّر بأجس امنا‬ ‫رمحةً لنا‪ ،‬وإحس انًا إلينا‪ ،‬فلم ِّ‬
‫عموما‬
‫ً‬ ‫وأذكر إخ واين املس لمني‬ ‫ِّ‬ ‫أذكر نفسي‬ ‫وص حتنا وعقولنا وأموالنا؛ ل ذا وذاك ِّ‬
‫بضرورة مالحظة ما يلي‪:‬‬
‫ودهم إىل اخلري‬ ‫‪ -1‬أن نك ون ق دو ًة حس نة ألوالدنا وجمتمعنا بأقوالنا وأفعالنا؛ لنق َ‬
‫والس عادة‪ ،‬ولن يتسىن لنا ذلك حىت حنقِّق الق دوة برس ول اهلل ‪﴿ :‬لََق ْد َك ا َن لَ ُك ْم‬
‫ِ ِ‬
‫ُس َوةٌ َح َسنَةٌ﴾ [األحزاب‪.]21 :‬‬ ‫يِف َر ُسول اللَّه أ ْ‬
‫متس ك هبما ولن‬ ‫والس نة املطه رة الل ذين لن يض َّل من َّ‬ ‫‪ -2‬العناية ب القرآن الك رمي ُّ‬
‫يشقى‪.‬‬
‫‪ -3‬احملافظة على الصلوات اخلمس يف أوقاهتا مع اجلماعة؛ فهي عماد الدين‪ ،‬والصلة‬
‫برب العاملني‪.‬‬
‫وخصوص ا ما‬
‫ً‬ ‫عموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬لزوم تقوى اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬بامتثال أوامره واجتناب نواهيه‬
‫قد وقع فيه أكثر الناس اليوم من‪:‬‬
‫‪ -1‬خمالفة الس نة حبلق اللحية واألخذ منها‪ ،‬وهي اس ٌم للش عر الن ابت على اخلدين‬
‫والعارضني وال ذقن ‪ -‬كما يف كتب اللغة ‪ -‬على ال رغم من ورود األح اديث‬
‫القدوة الحسنة‬
‫الص حيحة عن النيب ‪ ‬ب األمر بإعف اء اللحية‪ ،‬وهنيه عن ح ْلقها‪ ،‬وأم ُره للوج وب‪،‬‬
‫وهنيُه للتحرمي‪.‬‬
‫‪ -2‬عادة التدخني الضار بالدين والبدن‪ ،‬والصحة والعقل‪ ،‬واملال واجملتمع؛ فهو من‬
‫احملرمة بنص الق رآن الك رمي‪ ،‬واجملاهرةُ به من اجملاهرة باملعص ية‪ ،‬وقد‬ ‫مجلة اخلب ائث َّ‬
‫اتَّفق على حترميه ومضرته واملنع منه العلماءُ احملققون‪ ،‬واألطباء املعتربون‪.‬‬
‫‪ -3‬تص وير ذوات األرواح من اآلدم يني والبه ائم؛ وقد صح عن النيب ‪ ‬أنه لعن‬
‫املص ِّورين‪ ،‬وأخرب أهنم أش ُّد الن اس ع ذابًا ي وم القيامة‪ ،‬وأن كل مص ِّو ٍر يف الن ار‪،‬‬
‫أنواع التصوير بأي وسيلة؛ ملا فيه من املشاهبة خبلق اهلل‪.‬‬‫َ‬ ‫وهي تعم‬
‫‪ -4‬ت ربج النس اء وس فورهن‪ ،‬وخمالطتهن الرج َال‪ ،‬وهن ع ورة وفتن ة؛ وقد ق ال ‪:‬‬
‫تركت بعدي فتن ةً هي أضر على الرجال من النساء))؛ رواه البخاري ومسلم‬ ‫ُ‬ ‫((ما‬
‫وغريمها‪.‬‬
‫وخصوص ا أغ اين النس اء‬
‫ً‬ ‫‪ -5‬اس تماع األغ اين الص ادة عن ِذكر اهلل وعن الص الة‪،‬‬
‫الفاتن ات املفتون ات‪ ،‬وهي تُنبت النف اق يف القلب‪ ،‬وت دعو إىل الوق وع يف جرمية‬
‫الزنا؛ ملا فيها من وصف احلب والغرام‪ ،‬واهلجر والوصال‪ ،‬وتؤثِّر يف القلب واإلميان‬
‫كتأثري السم يف األبدان ‪ -‬عافانا اهلل واملسلمني من ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬لبس الذهب للرجال‪ ،‬وإسبال الثياب والسراويل أسفل من الكعبني‪ ،‬وما كان‬
‫أس فل من الكع بني فهو يف الن ار‪ ،‬وال يقبل اهلل ص الة رجل مس ٍبل؛ كما يف‬
‫احلديث ال ذي رواه أبو داود بإس ناد ص حيح‪ ،‬وقد رأى النيب ‪ ‬يف يد رجل خامتًا‬
‫من ذهب‪ ،‬فنزعه وطرحه‪ ،‬وق ال‪(( :‬يعمد أح دكم إىل مجرة من ن ار فيض عها يف‬
‫يده))؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫أخي املس لم‪ ،‬ه ذه مالحظ ات من أخ لك يف اإلس الم‪ ،‬حيب لك ما حيب لنفسه‪،‬‬
‫فتب إىل ربك من ه ذه األش ياء وغريها قبل أن‬ ‫ويك ره لك ما يك ره لنفسه‪ْ ،‬‬
‫متوت‪.‬‬
‫واهلل ويل التوفيق‪.‬‬
‫القدوة الحسنة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫‪1‬‬
‫نصيحة للشباب‬
‫احلمد هلل‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبيِّنا حممد وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬أيها الش اب املس لم‪ ،‬أدع وك ونفسي إىل إنق اذ أنفسنا ما دام يف العمر بقية‪،‬‬
‫وما دامت تُقبل منا التوبة‪ ،‬أدع وك إىل اهلل ‪ -‬س بحانه وتع اىل ‪ -‬والتوبة إليه‪،‬‬
‫وأذكرك بعمود الدين؛ الصالة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫باإلخالص له ‪ -‬تعاىل ‪ -‬وطاعته‪ ،‬واتِّباع الرسول ‪،‬‬
‫أكثر شباب املسلمني ‪ -‬هدانا اهلل وإي اهم ‪ -‬حافِ ْظ عليها يف أوقاهتا‬ ‫اليت هتاون هبا ُ‬
‫مع مجاعة املس لمني يف املس جد‪ ،‬وص لِّها بنية خالصة هلل وخش وع؛ ف إن َمن حفظها‬
‫ورا وبرهانًا وجناة من الن ار‪ ،‬ومن مل حيافظ عليها مل‬ ‫وحافظ عليها‪ ،‬ك انت له ن ً‬
‫ورا وال برهانًا وال جناة‪ ،‬وقد توعد ‪ -‬س بحانه ‪ -‬املته اونني هبا‪ ،‬الس اهني‬ ‫تكن له ن ً‬
‫اذ باهلل ‪ -‬أما من تركها بالكلية من‬ ‫عنها بويل‪ ،‬وهو ٍ‬
‫واد يف جهنم ‪ -‬والعي‬
‫املكلَّفني‪ ،‬فإنه ك افر خ ارج عن اإلس الم إذا مل يتب ويص ِّل؛ ق ال رس ول اهلل ‪:‬‬
‫ترك الصالة))‪ ،2‬وقال‪(( :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصالة‪،‬‬ ‫((بني الرجل وبني الكفر ُ‬
‫فمن تركها فقد كفر))‪ ،3‬فحافظ عليها حيفظْك اهلل يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ينج منه إال‬
‫واح ذر أيها الش اب املس لم داءً خط ًريا‪ ،‬ومنك ًرا تفشى يف اجملتمع‪ ،‬ومل ُ‬
‫القلي ُل‪ ،‬ذلك هو الت دخني وما يف حكمه من املخ درات واملس كرات‪ ،‬اليت أوهلا‬
‫عبث‪ ،‬وأوسطها عادة‪ ،‬وهنايتها دمار وعار ونار ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ -‬أفىت أكثر العلماء‬
‫من كل م ذهب بتحرميه‪ ،‬وأن ش اربه وبائعه ومش رتيَه عُص اةٌ هلل؛ لألدلة اآلتية‪ ،‬اليت‬
‫يكفي واحد بتحرميه‪:‬‬
‫يام وحنوه‪ ،‬فإنه يص اب ب الفتور‬ ‫‪ -1‬ثبت أنه مفرِّت ‪ ،‬ي د ِرك ذلك من أبطأ عنه لص ٍ‬
‫ُ‬
‫م دة حينما يشربه‪ ،‬خبالف املنبه ات كالقهوة والش اي‪ ،‬فهي على العكس منه؛ ففي‬
‫احلديث‪ :4‬هنى رسول اهلل ‪ ‬عن كل مسك ٍر ومفرت‪.‬‬

‫من الشيخ عبدالرمحن احلماد العمر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫رواه الرتمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫رواه اإلمام أمحد وأبو داود عن أم سلمة‪ ،‬وصححه السيوطي والعراقي‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫القدوة الحسنة‬
‫‪ -2‬أمجع األطب اء بأنه ض ٌّار؛ ينشأ عنه أم راض فتاكة‪ ،‬كالسل الرئ وي‪ ،‬وس رطان‬
‫احللق‪ ،‬والكحة املزمنة‪ ،‬وفساد كريات الدم‪ ،‬ومرض القلب‪ ،‬ويس بِّب موت الفجأة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بشيء عُ ِّذب به يوم القيامة))‪.5‬‬ ‫نفسه‬
‫ويف احلديث‪(( :‬من قتل َ‬
‫‪ -3‬النفقة فيه تبذير‪ ،‬وقد مسى اهلل املبذرين إخوا َن الشيطان‪.‬‬
‫‪ -4‬فيه أذى للمؤم نني واملؤمن ات ال ذين ال ي دخنون؛ ِ‬
‫خلبث رائحته‪ ،‬وأذي ةُ املؤمن‬
‫حق من عظائم الذنوب‪.‬‬ ‫بغري ٍّ‬
‫احملرمة بنص الكت اب والس نة‪،‬‬
‫‪ -5‬ما دام أنه كما تق دم‪ ،‬فهو خ بيث من اخلب ائث َّ‬
‫إىل ج انب أنه يق ِّرب ش اربَه من األش رار‪ ،‬ويباع ده عن األخي ار وعن بي وت اهلل‬
‫وجمالس ال ِّذكر‪ ،‬فاس تعن باهلل يا من ابتُليت بش ربه‪ ،‬واتركه ْ‬
‫وتب إىل اهلل‪ ،‬وابتعد‬
‫عن ش اربيه وال جتالس هم؛ ف إهنم يف احلقيقة أع داء ل ك‪ ،‬وعليك باألخي ار وجمالس‬
‫ينور اهلل بصريتك‪ ،‬ويشرح صدرك‪.‬‬ ‫العلم‪ِّ ،‬‬
‫واحذر أيها الشاب املسلم االخنرا َط يف سلك املشجعني يف األندية الرياضية‪ ،‬الذين‬
‫والس باب‪ ،‬ويلطخ ون أس وار املس لمني بالكتاب ات‬‫تس تعر بينهم ن ُار اجلدل واخلالف ِّ‬
‫واألوساخ ويؤذوهنم؛ فإن ذلك الصنع حرام بنص الكتاب والسنة‪.‬‬
‫واحذر عملية اإلقدام على اللعب بالسيارات يف الشوارع وامليادين‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫بالتفحيط؛ ف إن ه ذه جرمية وذنب يرتكبه فاعلُه يف حق املس لمني؛ ملا يس ببه من‬
‫ري أن يس تجيب اهلل دع اءهم عليه‪ ،‬فيهلكه اهلل ‪ -‬س بحانه ‪-‬‬ ‫إزع اج وأخط ار‪ ،‬وح ٌّ‬
‫ش َّر مهلك يف ال دنيا واآلخ رة ‪ -‬والعي اذ باهلل ‪ -‬باإلض افة إىل ما يس بِّبه على نفسه‬
‫وأهله من خطر وتدمري لسيارته‪.‬‬
‫واح ذر التش بُّه بأع داء اهلل من اجملوس واليه ود وغ ريهم‪ ،‬بارتك اب ما ارتكبه أك ثر‬
‫الشباب ‪ -‬هداهم اهلل ‪ -‬من حلق اللحى‪ ،‬وإطالة الشوارب‪ ،‬وإسبال املالبس‪ ،‬ولبس‬
‫احملرمة‪ ،‬والنظر إىل الص ور اخلليعة؛ ف إن ه ذا من‬ ‫ال ذهب‪ ،‬والعك وف على املالهي َّ‬
‫ب لس خط اهلل وعقابه يف ال دنيا واآلخ رة ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫أس باب انتك اس القلب وعم اه‪ ،‬وج ال ٌ‬
‫نعوذ باهلل من سخطه وأليم عقابه‪.‬‬
‫فال ذي أوص يك به ونفسي تق وى اهلل وطاعته‪ ،‬واح رص مهما أمكن على ال زواج‬
‫املبكر؛ امتث االً ألمر اهلل ورس وله ‪ ،‬وقد ق ال ‪ -‬عليه الص الة والس الم ‪ -‬وهو‬ ‫ِّ‬

‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫القدوة الحسنة‬
‫الص ادق املص دوق املعص وم‪(( :‬يا معشر الش باب‪ ،‬من اس تطاع منكم الب اءة فلي تزوج؛‬
‫أغض للبصر‪ ،‬وأحصن للف رج‪ ،‬ومن مل يس تطع‪ ،‬فعليه بالص وم؛ فإنه له‬ ‫ُّ‬ ‫فإنه‬
‫ِ‬
‫وجاء))‪.6‬‬
‫واحذر دعايات املتفرجنني‪ 7‬املنفِّرين عن الزواج املبكر حبُجة إكمال الدراسة أو‬
‫غريها؛ ف إهنم يف احلقيقة دع اةٌ إىل الش ِّر والفس اد والرذيلة‪ ،‬ش عروا ب ذلك أم مل‬
‫أكرب عون لنا ‪ -‬بعد‬‫جربنا الزواج وحنن يف املرحلة الثانوية‪ ،‬فوجدناه َ‬
‫يشعروا‪ ،‬وقد َّ‬
‫تنس‬
‫اهلل ‪ -‬على العف اف والس كينة‪ ،‬وراحة الض مري‪ ،‬والتف ُّرغ القليب للم ذاكرة‪ ،‬وال َ‬
‫أن أي شيء يأمر اهلل به ورسوله ‪ ‬فهو اخلري يف العاجل واآلجل‪ ،‬وأن كل شيء‬
‫اس احلكم ةَ من‬‫ينهى اهلل عنه ورس وله ‪ ،‬فهو الشر يف العاجل واآلجل‪ ،‬أدرك الن ُ‬
‫وراء ذلك األمر والنهي أم مل ي دركوها‪ ،‬ومن مل ي ؤمن ب ذلك ويعتقد أنه احلق‪،‬‬
‫ضال وليس مبؤمن‪.‬‬‫فهو ٌّ‬
‫وأوص يك بتعلُّم كت اب اهلل العزيز وتالوته‪ ،‬وتعلُّم س نة رس ول اهلل ‪ ،‬وجمالسه‬
‫وبرمها‪ ،‬وخمالقة‬
‫الص احلني‪ ،‬واالس تعداد للم وت وما بع ده‪ ،‬وأوص يك بطاعة وال ديك ِّ‬
‫الناس باخللق احلسن‪ ،‬واألمر باملعروف والنهي عن املنكر على الوجه املشروع‪.‬‬
‫أس أل اهلل يل ولك التوفيق‪ ،‬وص لى اهلل على نبيِّنا حممد‪ ،‬وعلى آله وص حبه‪ ،‬وس لم‬
‫تسليما‪.‬‬
‫ً‬

‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫املتشبهني باإلفرنج‪ ،‬وهم النصارى‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫القدوة الحسنة‬

‫‪‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫القدوة الحسنة‬
‫‪3‬‬ ‫العناية بالقرآن الكريم‬
‫‪3‬‬ ‫المحافظة على الصلوات في أوقاتها مع الجماعة‬
‫‪3‬‬ ‫لزوم تقوى اهلل تعالى وطاعته‬
‫‪3‬‬ ‫التحذير من مخالفة السنة بحلق اللحية‬
‫‪3‬‬ ‫التحذير من عادة التدخين الضار بالدين والبدن‬
‫‪4‬‬ ‫التحذير من تصوير ذوات األرواح‬
‫‪4‬‬ ‫التحذير من تبرج النساء وسفورهن ومخالطتهن‬
‫الرجال‬
‫‪4‬‬ ‫التحذير من استماع األغاني الصادة عن ذكر اهلل‬
‫وعن الصالة‬
‫‪4‬‬ ‫التحذير من لبس الذهب للرجال وإسبال المالبس‬
‫‪5‬‬ ‫نصيحة للشباب‬
‫‪5‬‬ ‫التذكير بعمود الدين الصالة‬
‫‪5‬‬ ‫التحذير من الداء الخطير التدخين‬
‫‪6‬‬ ‫التحذير من االنخراط في سلك المشجعين في‬
‫األندية الرياضية‬
‫‪6‬‬ ‫التحذير من عملية اإلقدام على اللعب بالسيارات‬
‫‪6‬‬ ‫التحذير من التشبه بأعداء اهلل بحلق اللحية وإطالة‬
‫الشارب‬
‫‪6‬‬ ‫الحذر من دعايات المتفرنجين المنفرين عن الزواج‬
‫المبكر‬
‫القدوة الحسنة‬
‫‪7‬‬ ‫الوصية بتعلم كتاب اهلل تعالى وسنة رسول اهلل ‪‬‬
‫‪8‬‬ ‫فهرس‬

You might also like