You are on page 1of 127

‫الجزء الثاني‬

‫‪4‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫‪‬ومن آيات ِ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ق ل َك ُ ْ‬‫خل َ َ‬‫ن َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ‬
‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ع َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬
‫ها َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي ْ َ‬ ‫جا ل ِت َ ْ‬ ‫وا ً‬ ‫م أْز َ‬ ‫أن ْ ُ ِ ْ‬
‫في ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن ِ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫ودّةً َ‬ ‫م َ‬‫م َ‬‫ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫ن‪‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫وم ٍ ي َت َ َ‬‫ق ْ‬‫ت لِ َ‬‫لَيا ٍ‬
‫]الروم – ‪[21‬‬

‫نداء إلى كل مسلم ومسلمة‬


‫إن أعداءنا من اليهود والنصارى يخطون‬
‫لن يكون في بلد المسلمين جيش من‬
‫النساء بل رجال حتى تنتشر الرذيلة وتعم‬
‫الفاحشة ‪ -‬بشتى أنواع الطرق والوسائل‪،‬‬
‫ليفسدوا علينا ديننا ودنيانا‪ .‬فهل أنتم‬
‫مستيقظون؟!!)‪.(1‬‬

‫)( رسععالة )الكلمععاء فععي بيععان محاسععن تعععدد‬ ‫‪1‬‬

‫الزوجات(‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫المقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله رب العالمين وأشهد أن ل إله‬
‫دا‬
‫إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن محم ً‬
‫عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى‬
‫آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫أما بعد‪ -:‬فلهمية الزواج في السلم‬
‫وكثرة فوائده وأضرار غلء المهور على‬
‫الفرد والمجتمع فقد جمعت في الجزء‬
‫الول ما أمكنني جمعه من الحث على‬
‫النكاح وذكر فوائده والتحذير من غلء‬
‫المهور وبيان أضراره وسوء عواقبه والحث‬
‫على تسهيل الزواج وتذليل عقباته‬
‫والترغيب في الزواج المبكر وفضله وحسن‬
‫عاقبته والحث على تيسير الصداق‪ .‬وذكر‬
‫الشروط والمواصفات للزواج المفضل‬
‫وذكر آداب الزواج ليلة الزفاف وما بعدها‪.‬‬
‫أما في هذه الرسالة وهي الجزء الثاني‬
‫فقد ذكرنا شيًئا من أحكام الحياة بعد‬
‫الزواج‪ ،‬وصفات الزوجة الصالحة وذكر‬
‫الحقوق الزوجية وحكمة تعدد الزوجات‬
‫وصفات المرأة الصالحة وذكر هديه في‬
‫‪6‬‬

‫السماء والكنى والحث على تحجب المرأة‬


‫المسلمة صيانة لها وما ورد في الكفاءة‬
‫في النكاح والتحذير من النكحة المنهي‬
‫عنها كنكاح الشغار والجبار والنهي عن‬
‫تزويج من ل يصلي والحث على إرضاع الم‬
‫ولدها وبيان أضرار الرضاع الصناعي وذكر‬
‫هدي النبي ‪ ‬في النكاح‪ ،‬وأحكام زينة‬
‫المرأة وأخيًرا‬
‫ما يتعلق بأحكام المولود من الولدة‬
‫حتى البلوغ إلى غير ذلك مما يفيد القراء‬
‫ويحل مشاكلهم ويرشدهم إلى ما ينفعهم‬
‫ويحذرهم مما يضرهم في دينهم ودنياهم‬
‫صا المزوجين والمتزوجين‬ ‫وآخرتهم وخصو ً‬
‫منهم‪ .‬وهذه الرسالة مستفادة من كلم الله‬
‫تعالى وكلم رسوله ‪ ‬وكلم المحققين من‬
‫أهل العلم وأسأل الله تعالى أن ينفع بها‬
‫من كتبها أو قرأها أو طبعها أو نشرها وأن‬
‫يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومن أسباب‬
‫الفوز لديه بجنات النعيم وهو حسبنا ونعم‬
‫الوكيل ول حول ول قوة إل بالله العلي‬
‫العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫المؤلف في ‪15/4/1408‬هع‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫هدية في النكاح ومعاشرته ‪ ‬أهله‬


‫)‪(1‬‬

‫صح عنه ‪ ‬من حديث أنس ‪ ،‬أنه ‪‬‬


‫قال‪» :‬حبب إلى‪ ،‬من دنياكم‪ :‬النساء‪،‬‬
‫والطيب‪ ،‬وجعلت قرة عيني في‬
‫الصلة«)‪ (2‬هذا لفظ الحديث‪ ،‬ومن رواه‬
‫»حبب إلى من دنياكم ثلث«‪ ،‬فقد وهم‪،‬‬
‫ولم يقل ‪» :‬ثلث« والصلة ليست من‬
‫أمور الدنيا التي تضاف إليها‪ .‬وكان النساء‬
‫والطيب أحب شيء إليه‪ ،‬وكان يطوف على‬
‫نسائه في الليلة الواحدة‪ ،‬وكان قد أعطى‬
‫قوة ثلثين في الجماع وغيره‪ ،‬وأباح الله له‬
‫من ذلك ما لم ُيبحه لحد من أمته‪.‬‬
‫وكان يقسم بينهن في المبيت واليواء‬
‫والنفقة‪ ،‬وأما المحبة فكان يقول‪» :‬اللهم‬
‫هذا قسمي فيما أملك‪ ،‬فل تلمني فيما‬

‫)( زاد المعععاد فععي هععدي خيععر العبععاد لبععن القيععم‬ ‫‪1‬‬

‫رحمععه اللععه ‪ 154-1/150‬بتحقيععق شعععيب وعبععد‬


‫القادر الرنؤوط‪.‬‬
‫)( رواه النسائي ‪ 7/61‬في عشععرة النسععاء‪ :‬بععاب‬ ‫‪2‬‬

‫حب النساء‪ ،‬وأحمد في "المسند" ‪ 3/128‬و ‪199‬‬


‫و ‪ ،285‬وسنده حسععن‪ ،‬وصععححه الحععاكم ‪2/160‬‬
‫من طريق آخر‪ ،‬ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫ل أملك«)‪ (1‬فقيل‪ :‬هو الحب والجماع‪ ،‬ول‬


‫تجب التسوية في ذلك‪ ،‬لنه مما ل يملك‪.‬‬
‫وهل كان القسم واجًبا عليه‪ ،‬أو كان له‬
‫معاشرتهن من غير قسم؟ على قولين‬
‫للفقهاء‪ .‬فهو أكثر المة نساءً قال ابن‬
‫عباس‪ :‬تزوجوا‪ ،‬فإن خير هذه المة أكثرها‬
‫)‪(2‬‬
‫نساًء‪.‬‬
‫وطلق ‪ ،‬وراجع‪ ،‬وآلى إيلًء مؤقًتا‬
‫دا‪ ،‬وأخطأ من قال‪ :‬إنه‬ ‫بشهر‪ ،‬ولم يظاهر أب ً‬
‫ما‪ ،‬وإنما ذكرته هنا تنبيها‬
‫ظاهر خطأ عظي ً‬
‫على قبح خطئه ونسبته إلى ما برأه الله‬
‫)( أخرجه الترمذي )‪ (1140‬في النكعاح‪ :‬بعاب معا‬ ‫‪1‬‬

‫جاء في التسوية بين الضرائر‪ ،‬وأبععو داود )‪(2134‬‬


‫في النكاح‪ :‬باب القسعمة بيععن النسعاء‪ ،‬والنسعائي‬
‫‪ 7/64‬في عشرة النسععاء بععاب ميععل الرجععل إلععى‬
‫بعض نسائه دون بعض‪ ،‬وابن ماجععة )‪ (1971‬فععي‬
‫النكععاح‪ :‬بععاب القسععمة بيععن النسععاء‪ ،‬والععدرامي‬
‫‪ 2/144‬فععي النكععاح‪ :‬بععاب القسععمة بيععن النسععاء‪،‬‬
‫وابن حبععان )‪ (1305‬والحععاكم فععي "المسععتدرك"‬
‫‪ 2/187‬مععن حععديث عائشععة رضععي اللععه عنهععا‪،‬‬
‫وصححه الحاكم‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وهو كما قال‪.‬‬
‫)( أخرجه البخاري ‪ 9/99‬عن سعيد بن جبير قال‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫قععال لععي ابععن عبععاس‪ :‬هععل تزوجععت؟ قلععت‪ :‬ل‪،‬‬


‫فتزوج‪ ،‬فإن خير هذه المة أكثرها نساًء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫منه‪.‬‬
‫وكانت سيرته مع أزواجه حسن‬
‫المعاشرة‪ ،‬وحسن الخلق‪ .‬وكان يسرب إلى‬
‫عائشة بنات النصار يلعبن معها‪ (1).‬وكان إذا‬
‫هويت شيًئا ل محذور فيه تابعها عليه‪،‬‬
‫وكانت إذا شربت من الناء أخذه‪ ،‬فوضع‬
‫فمه في موضع فمها وشرب‪ ،‬وكان إذا‬
‫تعرقت عرًقا ‪ -‬وهو العظم الذي عليه لحم‬
‫‪ -‬أخذه فوضع فمه موضع فمها‪ ،‬وكان يتكئ‬
‫في حجرها‪ ،‬ويقرأ القرآن ورأسه في‬
‫حجرها‪ ،‬وكان يقبلها وهو صائم‪ ،‬وكان من‬
‫خُلقه مع أهله أنه يمكنها من‬ ‫لطفه وحسن ُ‬
‫اللعب‪ ،‬ويريها الحبشة وهم يلعبون في‬
‫مسجده‪ ،‬وهي متكئة على منكبيه تنظر‪،‬‬
‫وسابقها في السفر على القدام مرتين‪،‬‬
‫وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة‪.‬‬
‫وكان إذا أراد سفًرا‪ ،‬أقرع بين نسائه‪،‬‬
‫فأيتهن خرج سهمها‪ ،‬خرج بها معه‪ ،‬ولم‬
‫يقض للبواقي شيًئا‪ ،‬وإلى هذا ذهب‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫وكان يقول‪» :‬خيركم خيركم لهله‪،‬‬

‫)( أي يرسلهن سرًبا سرًبا ويردهن إليها‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫وأنا خيركم لهلي«)‪ (1‬وربما مد يده إلى‬


‫بعض نسائه في حضرة باقيهن)‪.(2‬‬
‫وكان إذا صلى العصر‪ ،‬دار على نسائه‪،‬‬
‫فدنا منهن واستقرأ أحوالهن‪ ،‬فإذا جاء‬
‫الليل‪ ،‬انقلب إلى بيت صاحبة النوبة‪،‬‬
‫فخصها بالليل‪ .‬وقالت عائشة‪ :‬كان ل يفضل‬
‫ض في مكثه عندهن في‬ ‫بعضنا على بع ٍ‬
‫القسم‪ ،‬وقل يوم إل كان يطوف علينا‬
‫جميًعا‪ ،‬فيدنو من كل امرأة من غير مسيس‬

‫)( رواه الترمععذي )‪ (3892‬فععي المنععاقب‪ :‬بععاب‬ ‫‪1‬‬

‫فضععل أزواج النععبي ‪ ،‬والععدرامي ‪ 2/159‬فععي‬


‫النكاح‪ :‬باب حسن معاشععرة النسععاء‪ ،‬وابععن حبععان‬
‫"موارد" )‪ (1312‬في النكاح‪ :‬باب عشرة النسععاء‬
‫مععن حععديث عائشععة رضععي اللععه عنهععا‪ ،‬وقععال‬
‫الترمععذي‪ :‬حععديث حسععن صععحيح وهععو كمععا قععال‪:‬‬
‫ورواه ابن ماجة )‪ (1977‬في النكاح‪ :‬بععاب حسععن‬
‫معاشرة النساء مععن حععديث ابععن عبععاس‪ ،‬وسععنده‬
‫حسن في الشواهد‪.‬‬
‫)( روى مسلم )‪ (1462‬مععن حععديث أنععس رضععي‬ ‫‪2‬‬

‫الله عنه قال‪ :‬كان للنبي ‪ ‬تسع نسوة‪ ،‬فكان إذا‬


‫قسم بينهن ل ينتهععي إلععى المععرأة الولععى إل فععي‬
‫تسع‪ ،‬فكن يجتمعن كل ليلة في بيت الععتي يأتيهععا‪،‬‬
‫فكان في بيت عائشة‪ ،‬فجععاءت زينععب‪ ،‬فمععد يععده‬
‫إليها‪ ،‬فقالت‪ :‬هذه زينب‪ ،‬فكف النبي ‪ ‬يده‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫حتى يبلغ التي هو في نوبتها‪ ،‬فيبيت‬


‫عندها)‪.(1‬‬
‫وكان يقسم لثمان منهن دون التاسعة‪،‬‬
‫ووقع في »صحيح مسلم«)‪ (2‬من قول‬
‫عطاء أن التي لم يكن يقسم لها في صفية‬
‫بنت حيي‪ ،‬وهو غلط من عطاء رحمه الله‪،‬‬
‫وإنما سودة‪ ،‬فإنها لما كبرت وهبت نوبتها‬
‫لعائشة‪.‬‬
‫وكان ‪ ‬يقسم لعائشة يومها ويوم‬
‫سودة‪ ،‬وسبب هذا الوهم ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أنه‬
‫كان قد وجد على صفية في شيء‪ ،‬فقالت‬

‫)( أخرجه أبو داود )‪ (2135‬في النكاح‪ :‬بععاب فععي‬ ‫‪1‬‬

‫القسم بين النساء‪ ،‬وسنده حسععن وتمععامه‪ :‬ولقععد‬


‫قالت سودة بنت زمعة حسين أسنت وفرقععت أن‬
‫يفارقهععا رسععول اللععه ‪ :‬يععا رسععول اللععه يععومي‬
‫لعائشة‪ ،‬فقبعل ذلعك رسععول اللعه ‪ ‬منهععا‪ .‬وخعبر‬
‫تنازل سودة عن يومها لعائشة أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ ،9/274‬ومسلم )‪ (1463‬وأزواجععه التسعععة هععن‪:‬‬
‫عائشة‪ ،‬وحفصة‪ ،‬وسودة‪ ،‬وزينب‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬وأم‬
‫حبيبععة‪ ،‬وميمونععة‪ ،‬وجويريععة‪ ،‬وصععفية‪ ،‬رضععي اللععه‬
‫عنهن جميًعا‪ ،‬وسودة رضي الله عنهععا لمععا كععبرت‬
‫جعلت يومها لعائشة فكان رسول اللععه ‪ ‬يقسععم‬
‫لثمان‪.‬‬
‫)( رقم )‪.(1465‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬

‫لعائشة‪ :‬هل لك أن ترضي رسول الله ‪‬‬


‫عني‪ ،‬وأهب لك يومي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقعدت‬
‫عائشة إلى جنب النبي ‪ ‬في يوم صفية‪،‬‬
‫فقالت‪» :‬إليك عني يا عائشة‪ ،‬فإنه‬
‫ليس يومك« فقالت‪ :‬ذلك فضل الله يؤتيه‬
‫)‪(1‬‬
‫من يشاء وأخبرته بالخبر‪ ،‬فرضي عنها‪.‬‬
‫وإنما كانت وهبتها ذلك اليوم وتلك النوبة‬
‫الخاصة‪ ،‬ويتعين ذلك‪ ،‬وإل كان يكون القسم‬
‫لسبع منهن‪ ،‬وهو خلف الحديث الصحيح‬
‫ن‪،‬‬ ‫الذي ل ريب فيه أن القسم كان لثما ٍ‬
‫والله أعلم‪ .‬ولو اتفقت مثل هذه الواقعة‬
‫لمن له أكثر من زوجتين‪ ،‬فوهبت إحداهن‬
‫يومها للخرى‪ ،‬فهل للزوج أن يوالي بين‬
‫ليلة الموهوبة وليلتها الصلية وإن لم تكن‬
‫ليلة الواهبة تليها‪ ،‬أو يجب عليه أن يجعل‬
‫ليلتها هي الليلة التي كانت تستحقها الواهبة‬
‫بعينها؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره‪.‬‬
‫وكان ‪ ‬يأتي أهله آخر الليل‪ ،‬وأوله‪،‬‬
‫فكان إذا جامع أول الليل‪ ،‬ربما اغتسل‬
‫)( رواه ابععن ماجععة )‪ (1973‬فععي النكععاح‪ :‬بععاب‬ ‫‪1‬‬

‫المرأة تهب يومهععا لزوجهععا‪ ،‬وفععي إسععناده سععمية‬


‫البصرية‪ ،‬الراوية عن عائشة وهو ل تعرف‪ ،‬وباقي‬
‫السناد رجاله ثقات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪4‬‬

‫ونام‪ ،‬وربما توضأ ونام‪ .‬وذكر أبو إسحاق‬


‫السبيعي عن السود عن عائشة أنه كان‬
‫ربما نام‪ ،‬ولم يمس ماء وهو غلط عند أئمة‬
‫الحديث)‪ ،(1‬وقد أشبعنا الكلم عليه في‬
‫كتاب »تهذيب سنن أبي داود« وإيضاح‬

‫)( رواه أبو داود )‪ (288‬فععي الطهععارة‪ :‬بععاب فععي‬ ‫‪1‬‬

‫الجنععب يععؤخر الغسععل‪ ،‬والترمععذي )‪ (188‬فععي‬


‫الطهارة‪ :‬باب فعي الجنعب ينعام قبعل أن يغتسعل‪،‬‬
‫وابن ماجه )‪ (583‬في الطهارة‪ :‬باب فععي الجنععب‬
‫ينام كهيئته ل يمس ماء من حديث سفيان وغيععره‬
‫عن أبي إسحاق عن السود‪ ،‬عن عائشععة وسععنده‬
‫قععوي‪ ،‬ونقععل الحععافظ تصععحيحه عععن الععدارقطني‬
‫والبيهقي‪ ،‬وقال‪ :‬ويؤيده ما رواه هشععيم عععن عبععد‬
‫الملععك عععن عطععاء عععن عائشععة مثععل روايععة أبععي‬
‫إسحاق عن السود‪ ،‬وما رواه ابعن خزيمعة )‪(211‬‬
‫وابن حبان )‪ (232‬عن ابن عمععر أنععه سععأل النععبي‬
‫‪ ‬أينام أحدنا وهو جنب؟ قعال‪" :‬نعععم ويتوضعأ إن‬
‫شععاء " وإسععناده صععحيح‪ ،‬وأخرجععه مسععلم فععي‬
‫صحيحه" )‪ (24) (306‬بلفععظ‪" :‬نعععم ليتوضععأ ثععم‬
‫لينم حتى يغتسععل إذا شععاء"‪ ،‬وروى المععام أحمععد‬
‫‪ 6/101‬و ‪ 254‬وابععن أبععي شععيبة ‪ 2/173/2‬مععن‬
‫حديث مطرف عععن عععامر الشعععبي‪ ،‬عععن عائشععة‬
‫قالت‪ :‬كان رسول الله ‪ ‬يبيت جنًبا‪ ،‬فيععأتيه بلل‪،‬‬
‫فيؤذنه بالصلة‪ ،‬فيقوم فيغتسل‪ ،‬فأنظر إلى تحدر‬
‫الماء من رأسه‪ ،‬ثم يخرج فأسمع صوته في صلة‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬

‫علله ومشكلته‪.‬‬
‫وكان يطوف على نسائه بغسل واحد‪،‬‬
‫وربما اغتسل عند كل واحدة‪ ،‬فعل هذا‬
‫وهذا‪ .‬وكان إذا سافر وقدم‪ ،‬لم يطرق أهله‬
‫ليل ً)‪ ،(1‬وكان ينهى عن ذلك‪.‬‬
‫فصل‪ :‬يسن الختان وقيل يجب ما لم‬
‫)‪(2‬‬
‫يخف على نفسه‬
‫الفجععر‪ ،‬ثععم يظععل صععائما‪ .‬قععال مطععرف‪ :‬فقلععت‬
‫لعامر‪ :‬في رمضان؟ قععال نعععم سععواء رمضععان أو‬
‫غيره‪ ،‬وسنده صحيح‪ .‬ربما تقععدم يتععبين لععك خطععأ‬
‫المصنف في دععواه أن الحعديث غلعط عنعد أئمعة‬
‫الحديث‪.‬‬
‫)( أخرجعععه البخعععاري ‪،9/296‬ععع ‪ ،297‬ومسعععلم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (182) 3/1527‬مععن حععديث جععابر قععال‪ :‬قععال‬


‫رسععول اللععه ‪" :‬إذا أطععال أحععدكم الغيبععة فل‬
‫ل" وروى البخاري ‪ ،3/493‬ومسععلم‬ ‫يطرق أهله لي ً‬
‫)‪ (1928‬من حععديث أنععس أنععه ‪ ‬كععان ل يطععرق‬
‫ل‪ ،‬وكان يأتيهم غدوة أو عشية‪.‬‬ ‫أهله لي ً‬
‫)( والختعععان معععن خصعععال الفطعععرة كمعععا فعععي‬ ‫‪2‬‬

‫"الصحيحين" مععن حععديث أبععي هريععرة قععال‪ :‬قععال‬


‫رسعععول اللعععه ‪" :‬الفطعععرة خمعععس‪ :‬الختعععان‪،‬‬
‫والسععتحداد‪ ،‬وقععص الشععارب‪ ،‬وتقليععم الظععافر‪،‬‬
‫ونتععف البععط" وقععد ذهععب إلععى وجععوبه الشعععبي‪،‬‬
‫وربيعة والوزاعععي‪ ،‬ويحيععي بععن سعععيد النصععاري‪،‬‬
‫ومالععك‪ ،‬والشععافعي‪ ،‬وأحمععد‪ ،‬وعععن أبععي حنيفععة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪6‬‬

‫فصل‪ :‬في هديه ‪ ‬في السماء‬


‫‪()‬‬
‫والكنى‬
‫ثبت عنه ‪ ‬أنه قال‪» :‬إن أخنع اسم‬
‫عند الله رجل تسمى ملك الملك‪ ،‬ل‬
‫ملك إل الله«)‪.(1‬‬
‫وثبت عنه أنه قال‪» :‬أحب السماء إلي‬
‫الله عبد الله وعبد الرحمن‪ ،‬وأصدقها‬
‫حارث وهمام‪ ،‬وأقبحها حرب ومرة«)‪.(2‬‬
‫واجععب وليععس بفععرض‪ ،‬وعنععه سععنة يععأثم بععتركه‪،‬‬
‫واحتجوا بأدلة كثيرة وفيرة بسطها المؤلف رحمه‬
‫اللععه فععي كتععابه "تحفععة المععودود" ص ‪184-160‬‬
‫فراجعه‪.‬‬
‫معععن زاد المععععاد لبعععن القيعععم بتحقيعععق‬ ‫)∗(‬ ‫‪‬‬

‫الرنؤوط ‪.2/334‬‬
‫)( أخرجععه البخععاري ‪ 10/486‬فععي الدب‪ :‬بععاب‬ ‫‪1‬‬

‫أبغض السععماء إلععى اللععه‪ ،‬ومسععلم )‪ (2143‬فععي‬


‫الدب‪ :‬بعععاب تحريعععم التسعععمي بملعععك الملك‪،‬‬
‫والترمذي )‪ ،(2839‬وأبو داود )‪ (4961‬من حديث‬
‫أبي هريرة رضي الله عنه‪ .‬ومعنى أخنع اسم‪ ،‬أي‪:‬‬
‫أذل وأفجر وأفحش‪.‬‬
‫)( أخرجه مسلم )‪ (2132‬في الداب‪ :‬باب النهي‬ ‫‪2‬‬

‫عن التكني بععأبي القاسععم‪ ،‬والترمععذي )‪ (2835‬و)‬


‫‪ (2036‬من حديث ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪" :‬إن أحب أسمائكم إلى الله عبععد اللععه‪ ،‬وعبععد‬
‫الرحمن" وأما لفظ المؤلف‪ ،‬فقد أخرجه أبععو داود‬
‫‪1‬‬
‫‪7‬‬

‫وثبت عنه أنه قال‪» :‬ل تسمين غلمك‬


‫حا ول أفلح‪،‬‬
‫حا ول نجي ً‬
‫يساًرا ول ربا ً‬
‫فإنك تقول‪ :‬أثمت هو؟ فل يكون‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬ل«)‪.(1‬‬
‫وثبت عنه أنه غير اسم عاصية‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫»أنت جميلة«)‪.(2‬‬

‫)‪ (4950‬والنسائي ‪ 6/218‬و ‪ ،219‬والبخاري فععي‬


‫"الدب المفععرد" ‪ 2/277‬مععن حععديث أبععي وهععب‬
‫الجشععمي‪ ،‬وفععي سععنده عقيععل بععن شععبيب وهععو‬
‫مجهول‪ ،‬وباقي رجاله ثقات‪.‬‬
‫)( أخرجه مسلم )‪ (2137‬في الدب‪ :‬باب كراهععة‬ ‫‪1‬‬

‫التسععمية بالسععماء القبيحععة‪ ،‬والترمععذي )‪،(2838‬‬


‫وأبو داود )‪ (4958‬من حديث سععمرة بععن جنععدب‪.‬‬
‫قععال الخطععابي رحمععه اللععه‪ :‬قععد بيععن النععبي ‪‬‬
‫المعنى في ذلك‪ ،‬وكراهععة العلععة الععتي مععن أجلهععا‬
‫وقع النهععي عععن التسععمية بهععا‪ ،‬وذلععك أنهععم كععانوا‬
‫يقصععدون بهععذه السععماء وبمععا فععي معانيهععا إمععا‬
‫التبرك بها‪ ،‬أو التفاؤل بحسععن ألفاظهععا‪ ،‬فحععذرهم‬
‫أن يفعلوا لئل ينقلب عليهم ما قصععدوه فععي هععذه‬
‫التسميات إلى الضد‪ ،‬وذلك إذا سألوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬أثم‬
‫يسععار‪ ،‬أثععم ربععاح‪ ،‬فععإذا قيععل‪ :‬ل‪ ،‬تطيععروا بععذلك‬
‫وتشاءموا به‪ ،‬وأضمروا علععى اليععاس مععن اليسععر‬
‫والنجاح‪ ،‬فنهععاهم عععن السععبب الععذي يجلععب لهععم‬
‫سوء الظن بععالله سععبحانه‪ ،‬ويععورثهم اليععاس مععن‬
‫خيره‪.‬‬
‫)( أخرجه مسلم )‪ (2139‬وأبو داود )‪ (4952‬مععن‬ ‫‪2‬‬

‫حديث ابن عمر‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪8‬‬

‫وكان اسم جويرية برة فغيره رسول الله‬


‫‪ ‬باسم جويرية)‪.(1‬‬
‫وقالت زينب بنت أم سلمة‪ :‬نهى رسول‬
‫الله ‪ ‬أن يسمى بهذا السم‪ ،‬فقال‪» :‬ل‬
‫تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر‬
‫منكم«)‪.(2‬‬
‫وغير اسم أصرم بزرعة)‪ ،(3‬وغير اسم‬
‫أبي الحكم بأبي‬
‫شريح)‪.(4‬‬
‫)( أخرجه مسلم )‪ (2140‬من حديث ابن عباس‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه مسلم )‪ (19) (2142‬من حديث زينب‬ ‫‪2‬‬

‫بنت أبي سلمة‪.‬‬


‫)( أخرجه أبو داود )‪ (4954‬من حديث أسامة بن‬ ‫‪3‬‬

‫أخدري‪ ،‬وإسناده صحيح‪.‬‬


‫)( أخرجه أبو داود )‪ (4955‬والنسععائي ‪– 8/226‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،227‬والبخاري في "الدب المفععرد" مععن حععديث‬


‫المقدام بن شريح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عععن جععده هععانئ أنععه‬
‫لما وفد إلى رسععول اللععه ‪ ‬مععع قععومه‪ ،‬سععمعهم‬
‫يكنونه بأبي الحكم‪ ،‬فدعاه رسول الله ‪ ،‬فقععال‪:‬‬
‫إن الله هو الحكععم‪ ،‬وإليععه الحكععم‪ ،‬فلععم تكنععى أبععا‬
‫الحكم؟ فقال‪ :‬إن قومي إذا اختلفععوا فععي شععيء‪،‬‬
‫أتوني فحكمت بينهم‪ ،‬فرضي كل الفريقين‪ ،‬فقععال‬
‫رسول الله ‪ :‬ما أحسن هذا‪ ،‬فما لك من الولد؟‬
‫قال‪ :‬لي شععريح ومسععلم وعبععد اللععه‪ ،‬قععال‪ :‬فمععن‬
‫أكعبرهم؟ قلعت‪ :‬شعريح‪ ،‬قعال‪ :‬فعأنت أبعو شعريح‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪9‬‬

‫ن جد سعيد بن المسيب‬ ‫وغير اسم حز ٍ‬


‫وجعله سهل ً فأبى‪ ،‬وقال‪» :‬السهل يوطأ‬
‫ويمتهن«)‪.(1‬‬
‫قال أبو داود‪ :‬وغير النبي ‪ ‬اسم العاص‬
‫وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب‬
‫ما‪ ،‬وسمى‬ ‫وحباب وشهاب‪ ،‬فسماه هشا ً‬
‫ما‪ ،‬وسمى المضطجع المنبعث‪،‬‬ ‫حرًبا سل ً‬
‫ة‪،‬‬
‫ضا )تسمى( عفرةً سماها خضر ً‬ ‫وأر ً‬
‫وشعب الضللة سماه شعب الهدى وبنو‬
‫الزنية سماهم بني الرشدة‪ ،‬وسمى بني‬
‫مغوية بني رشدة)‪.(2‬‬
‫فصل‪ :‬في فقه هذا الباب‬
‫لما كانت السماء قوالب للمعاني‪ ،‬ودالة‬
‫عليها‪ ،‬اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها‬
‫ارتباط وتناسب‪ ،‬وأن ل يكون المعنى معها‬
‫بمنزلة الجنبي المحض الذي ل تعلق له بها‪،‬‬
‫فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك‪ ،‬والواقع يشهد‬

‫وإسناده صحيح‪.‬‬
‫)( أخرجععه البخععاري ‪ 474-10/473‬فععي الدب‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫باب اسم الحزن‪ ،‬وأبو داود )‪.(4956‬‬


‫)( ذكره أبو داود في "سننه" بعد حديث الحععزن )‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (4956‬وقال‪ :‬تركت أسانيدها للختصار‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪0‬‬

‫بخلفه‪ ،‬بل للسماء تأثير في المسميات‪،‬‬


‫وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن‬
‫والقبح‪ ،‬والخفة والثقل‪ ،‬واللطافة والكثافة‪،‬‬
‫كما قيل‪:‬‬
‫إل ومعناه إن فكرت‬ ‫وقلما أبصرت‬
‫في لقبه‬ ‫عيناك ذا لقب‬
‫وكان ‪ ‬يستحب السم الحسن‪ ،‬وأمر‬
‫دا أن يكون حسن السم‬ ‫إذا أبردوا إليه بري ً‬
‫حسن الوجه)‪ .(1‬وكان يأخذ المعاني من‬
‫أسمائها في المنام واليقظة‪ ،‬كما رأى أنه‬
‫وأصحابه في دار عقبة بن رافع‪ ،‬فأتوا‬
‫برطب من رطب ابن طاب‪ ،‬فأوله بأن لهم‬
‫الرفعة في الدنيا‪ ،‬والعاقبة في الخرة‪ ،‬وأن‬
‫الدين الذي قد اختاره الله لهم قد أرطب‬
‫وطاب)‪ ،(2‬وتأول سهولة أمرهم يوم‬

‫)( أخرجه أبععو الشععيخ فععي "أخلق النععبي ‪ "‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 274‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬وفي سنده عمععر بععن‬


‫راشد وهو ضعيف‪ ،‬وباقي رجععاله ثقععات‪ ،‬وأخرجععه‬
‫البزار ص ‪ 242‬من حديث بريععدة بنحععوه‪ ،‬ورجععاله‬
‫ثقات‪ ،‬فيتقوى به وذكره السخاوي في "المقاصععد‬
‫الحسععنة" ص ‪ 82‬مععن حععديث أبععي هريععرة‪ ،‬ومععن‬
‫حديث بريدة‪ ،‬وقال‪ :‬وأحدهما يقوى الخر‪.‬‬
‫)( أخرجه مسلم )‪ (2270‬فععي الرؤيععا‪ :‬بعاب رؤيععا‬ ‫‪2‬‬

‫النبي ‪ ،‬وأبو داود )‪ (5025‬فععي الدب‪ :‬بععاب مععا‬


‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫الحديبية من مجيء سهيل بن عمرو إليه)‪.(1‬‬


‫وندب جماعة إلى حلب شاة‪ ،‬فقام رج ٌ‬
‫ل‬
‫يحلبها‪ ،‬فقال‪» :‬ما اسمك؟« قال‪ :‬مرة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اجلس‪ ،‬فقام آخر فقال‪» :‬ما‬
‫اسمك؟« قال‪ :‬أظنه حرب‪ ،‬فقال‪ :‬اجلس‪،‬‬
‫فقام آخر فقال‪» :‬ما اسمك؟« فقال‪:‬‬
‫يعيش‪ ،‬فقال‪» :‬احلبها«)‪.(2‬‬
‫وكان يكره المكنة المنكرة السماء‪،‬‬
‫جاء في الرؤيا‪ ،‬وأحمد ‪.3/286‬‬
‫)( أخرجه البخعاري ‪ 5/251‬عععن عكرمععة أنعه لمعا‬ ‫‪1‬‬

‫جاء سهيل بن عمرو‪ ،‬قععال النععبي ‪" :‬قععد سععهل‬


‫لكم من أمركم" قال الحافظ‪ :‬وهو مرسععل‪ ،‬ولععم‬
‫أقف على من وصله بذكر ابن عباس فيه‪ ،‬لكن له‬
‫شاهد موصععول عنععد ابععن أبععي شععيبة مععن حععديث‬
‫سلمة بن الكوع‪ ،‬قعال‪ :‬بعثعت قريعش سعهيل بعن‬
‫عمرو‪ ،‬وحععويطب بععن عبععد العععزى إلععى النععبي ‪‬‬
‫ليصالحوه‪ ،‬فلمععا رأى النععبي ‪ ‬سععهي ً‬
‫ل‪ ،‬قععال‪ :‬قععد‬
‫سععهل لكععم مععن أمركععم‪ ،‬وللطععبراني نحععوه مععن‬
‫حديث عبد الله بن السائب‪.‬‬
‫)( أخرجعععه مالعععك فعععي "الموطعععأ" ‪ 2/973‬فعععي‬ ‫‪2‬‬

‫الستئذان‪ :‬باب ما يكره من السععماء مععن حععديث‬


‫يحيى بن سعيد وهو مرسل أو معضل‪ ،‬وقد وصله‬
‫ابن عبد البر من طريق ابن وهب عن ابن لهيعععة‪،‬‬
‫عن الحارث بن يزيد‪ ،‬عن عبد الرحمن بععن جععبير‪،‬‬
‫عن يعيش الغفاري‪ ،‬ورجاله ثقات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬

‫ويكره العبور فيها‪ ،‬كما مر في بعض غزواته‬


‫بين جبلين‪ ،‬فسأل عن اسميهما فقالوا‪:‬‬
‫ز‪ ،‬فعدل عنهما‪ ،‬ولم يجز بينهما‪.‬‬
‫ح ومخ ٍ‬
‫فاض ٌ‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫حجاب المرأة المسلمة‬


‫)‪(1‬‬

‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على‬


‫من ل نبي بعده وعلى آله وصحبه‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فل يخفى على كل من له معرفة ما‬
‫عمت به البلوى من تبرج الكثير من النساء‬
‫وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال‪،‬‬
‫وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم عليهن‬
‫إبداؤها‪ ،‬ول شك أن ذلك من المنكرات‬
‫العظيمة والمعاصي الظاهرة‪ .‬ومن أعظم‬
‫أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما‬
‫يترتب على التبرج والسفور من ظهور‬
‫الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء‬
‫وعموم الفساد‪ ،‬فاتقوا الله أيها المسلمون‬
‫وخذوا على أيدي سفهائكم وامنعوا نساءكم‬
‫مما حرم الله عليهن وألزموهن التحجب‬
‫والتستر واحذروا غضب الله سبحانه‬
‫وعظيم عقوبته فقد صح عن النبي ‪ ‬أنه‬
‫قال‪» :‬إن الناس إذا رأوا المنكر فلم‬
‫)‪(2‬‬
‫يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه«‬

‫)( مختصععر مععن رسععالة الحجععاب ‪ -‬للشععيخ عبععد‬ ‫‪1‬‬

‫العزيز بن عبد الله بن باز‪.‬‬


‫)( رواه أبععو داود والترمععذي والنسععائي بأسععانيد‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬

‫وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم‬


‫بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذرهن‬
‫من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة‬
‫لهن عن الفساد وتحذيًرا من أسباب الفتنة‬
‫ن‬‫ست ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫ساءَ الن ّب ِ ّ‬ ‫فقال تعالى‪َ :‬يا ن ِ َ‬
‫َ‬
‫فل‬ ‫ن َ‬ ‫قي ْت ُ ّ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ء إِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫د ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ك َأ َ‬
‫في‬ ‫ذي ِ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫في َطْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫فا *‬ ‫عُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫ول ً َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قل ْ َ‬‫و ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ج‬
‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْر َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ة الوَلى َ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كاةَ َ‬
‫ه ‪ (1)‬نهى‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫الّز َ‬
‫سبحانه في هذه اليات نساء النبي الكريم‬
‫أمهات المؤمنين‪ ،‬وهن من خير النساء‬
‫وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو‬
‫تليين القول وترقيقه لئل يطمع فيهن من‬
‫في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن‬
‫يوافقنه على ذلك‪ ،‬وأمر بلزومهن البيوت‪،‬‬
‫ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة‬
‫والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر‬
‫والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫)( سورة الحزاب آية ‪.33-32‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪5‬‬

‫في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة‬


‫وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب‬
‫الزنا‪ ،‬وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات‬
‫المؤمنين من هذه الشياء المنكرة مع‬
‫صلحهن وطهارتهن فغيرهن أولى وأولى‬
‫بالتحذير والنكار والخوف عليهن من‬
‫أسباب الفتنة عصمنا الله وإياكم من‬
‫مضلت الفتن‪ ،‬ويدل على عموم الحكم‬
‫لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الية‬
‫ة‬
‫كا َ‬‫ن الّز َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫َ‬
‫ه ‪ ‬فإن هذه‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬
‫الوامر أحكام عامة لنساء النبي ‪‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫وغيرهن‪ ،‬وقال عز وجل‪َ  :‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫سأ َُلو ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫عا َ‬ ‫مَتا ً‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫هُر ل ِ ُ‬ ‫م أطْ َ‬ ‫ب ذَل ِك ُ ْ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ء ِ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫َ‬
‫ن ‪.(1)‬‬ ‫ه ّ‬ ‫و ُ ُ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫فهذه الية الكريمة نص واضح في‬
‫وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن‬
‫منهم‪ ،‬وقد أوضح الله سبحانه في هذه الية‬
‫أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.53‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫‪6‬‬

‫وأبعد عن الفاحشة وأسبابها‪ ،‬وأشار سبحانه‬


‫إلى أن السفور وعدم التحجب خبث‬
‫ونجاسة‪ ،‬وأن التحجب طهارة وسلمة‪ ،‬فيا‬
‫معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله‪،‬‬
‫وامتثلوا أمر الله‪ ،‬وألزموا نساءكم بالتحجب‬
‫الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة‪ ،‬قال‬
‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫ي ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫وا ِ‬ ‫ل لْز َ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ن‬
‫ن ي ُدِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ء ال ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫ك أدَْنى أ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫فوًرا‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫ؤذَي ْ َ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫ما ‪ (1)‬والجلبيب جمع جلباب‬ ‫حي ً‬ ‫َر ِ‬
‫والجلباب هو ما تضعه المرأة على رأسها‬
‫للتحجب والتستر به‪ ،‬أمر الله سبحانه جميع‬
‫نساء المؤمنين بإدناء جلبيبهن على‬
‫محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك‬
‫حتى يعرفن بالعفة فل يفتتن ول يفتن‬
‫غيرهن فيؤذيهن‪.‬‬
‫ضوا‬ ‫غ ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫وقال تعالى‪ُ  :‬‬
‫م ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ظوا ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫من أ َ‬
‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫صا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ِ ْ‬
‫ن‬
‫عو َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫كى ل َ ُ‬ ‫أ َْز َ‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.59‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫‪7‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬‫ت يَ ْ‬
‫مَنا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬‫* َ‬
‫َ‬
‫ول‬
‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظْ َ‬ ‫ح َ‬
‫وي َ ْ‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬‫صا ِ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ها ‪‬‬ ‫من ْ َ‬
‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ن ِإل َ‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫)‪(1‬‬

‫الية أمر سبحانه في هاتين اليتين‬


‫الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض‬
‫البصار وحفظ الفروج‪ ،‬وما ذلك إل لعظم‬
‫فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد‬
‫الكبير بين المسلمين‪ ،‬ولن إطلق البصر‬
‫من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة‪،‬‬
‫وغض البصر من أسباب السلمة من ذلك‬
‫فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن‬
‫في الدنيا والخرة‪ ،‬وإطلق البصر والفرج‬
‫من أعظم أسباب العطب والعذاب في‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬نسأل الله العافية من ذلك‪.‬‬
‫ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه‬
‫والكفين من الفساد والفتنة‪ ،‬ويدل على‬
‫ضا ما ثبت عن عائشة رضي الله‬ ‫ذلك أي ً‬
‫عنها في قصة الفك أنها خمرت وجهها لما‬
‫سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي‬
‫وقالت‪ :‬إنه كان يعرفها قبل الحجاب)‪ (2‬فدل‬
‫)( سورة النور آية ‪.31-30‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فعععي الحعععديث العععذي رواه أحمعععد والبخعععاري‬ ‫‪2‬‬


‫‪2‬‬
‫‪8‬‬

‫ذلك على أن النساء بعد نزول الية ‪ -‬آية‬


‫الحجاب ‪ -‬ل يعرفن بسبب تخميرهن‬
‫وجوههن‪ ،‬ول يخفى ما وقع فيه النساء‬
‫اليوم من التوسع في التبرج‪ ،‬وإبداء‬
‫المحاسن‪ ،‬فوجب سد الذرائع وحسم‬
‫الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور‬
‫الفواحش‪ .‬ومن أعظم أسباب الفساد خلوة‬
‫الرجال بالنساء‪ ،‬وسفرهم بهن من دون‬
‫محرم‪ ،‬وقد صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬ل‬
‫تسافر امرأة إل مع ذي محرم ول‬
‫يخلون رجل بامرأة إل ومعها ذو‬
‫محرم«)‪.(1‬‬
‫وقال ‪» :‬ل يخلون رجل بامرأة إل‬
‫كان الشيطان ثالثهما«)‪.(2‬‬
‫وقال ‪» :‬ل يبيتن رجل عند امرأة‬
‫جا أو ذا محرم« رواه‬ ‫إل أن يكون زو ً‬
‫مسلم في صحيحه‪ .‬فاتقوا الله أيها‬
‫المسلمون‪ ،‬وخذوا على أيدي نسائكم‪،‬‬
‫وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور‬

‫ومسلم‪.‬‬
‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪2‬‬
‫‪9‬‬

‫والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء‬


‫الله من النصارى ومن تشبه بهم واعلموا‬
‫أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الثم‬
‫وتعرض لغضب الله وعموم عقابه‪ ،‬عافانا‬
‫الله وإياكم من شر ذلك‪.‬‬
‫ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من‬
‫الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر‬
‫بهن بدون محرم لن ذلك من وسائل الفتنة‬
‫والفساد وقد صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫»ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال‬
‫من النساء« متفق عليه‪.‬‬
‫ومن أعظم الفساد‪ :‬تشبه الكثير من‬
‫النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم‬
‫في لبس القصير من الثياب وإبداء الشعور‬
‫والمحاسن ومشط الشعور على طريقة‬
‫أهل الكفر والفسق ووصل الشعر ولبس‬
‫الرؤوس الصناعية المسماة )الباروكة(‪.‬‬
‫وقال ‪» :‬من تشبه بقوم فهو‬
‫منهم«)‪ (1‬ومعلوم ما يترتب على هذا‬
‫التشبيه وهذه الملبس القصيرة التي تجعل‬
‫)( رواه أحمععد وأبععو داود وغيرهمععا وصععححه ابععن‬ ‫‪1‬‬

‫حبان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪0‬‬

‫المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة وقلة‬


‫الدين وقلة الحياء فالواجب الحذر من ذلك‬
‫غاية الحذر ومنع التساهل في ذلك مع‬
‫البنات الصغار لن تربيتهن عليه يفضي إلى‬
‫اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن‬
‫فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة‬
‫المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من‬
‫النساء‪.‬‬
‫فاتقوا الله عباد الله واحذروا ما حرم‬
‫عليكم وتعاونوا على البر والتقوى وتواصوا‬
‫بالحق والصبر عليه‪ ،‬واعلموا أن الله‬
‫سبحانه سائلكم عن ذلك ومجازيكم على‬
‫أعمالكم وهو سبحانه مع الصابرين ومع‬
‫المتقين والمحسنين فاصبروا وصابروا‬
‫واتقوا الله وأحسنوا فإن الله يحب‬
‫المحسنين‪ ،‬وأسأل الله أن ينصر دينه‬
‫ويعلي كلمته وأن يصلح ولة أمرنا ويقمع‬
‫بهم الفساد وينصر بهم الحق ويصلح لهم‬
‫البطانة وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر‬
‫المسلمين لما فيه صلح العباد والبلد في‬
‫المعاش والمعاد إنه على كل شيء قدير‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬

‫وبالجابة جدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ول‬


‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‪ .‬وصلى‬
‫الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد‬
‫وآله وصحبه وممن تبعهم بإحسان إلى يوم‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫)‪(1‬‬
‫بعض الحقوق الزوجية‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على‬
‫من ل نبي بعده وبعد‪:‬‬
‫ل‪ :‬حقوق الزوجة على زوجها‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫يجب للزوجة على زوجها حقوق كثيرة‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬‫ول َ ُ‬
‫ثبتت لها بقول الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ل‬
‫جا ِ‬‫وِللّر َ‬ ‫ف َ‬
‫عُرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ذي َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ة ‪ (2)‬ولقوله ‪» :‬إن لكم‬ ‫ج ٌ‬
‫ن دََر َ‬ ‫ه ّ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫على نسائكم ح ً‬
‫قا ولنسائكم عليكم‬
‫ح ً‬
‫قا«‪ .‬رواه الترمذي وصححه ومن هذه‬
‫الحقوق‪:‬‬
‫ل‪ :‬نفقتها من طعام وشراب وكسوة‬ ‫أو ً‬
‫وسكن بالمعروف وأن يكون ذلك حلل ً ل‬
‫إثم فيه ول شبهة فل يجوز أن يهدم دينه‬
‫ويهلك نفسه بالنفاق عليها من المال‬
‫الخبيث والكسب الحرام كما ثبت عن‬
‫رسول الله ‪ ‬أنه قال كل لحم نبت من‬

‫)( مععن رسععالة )نصععائح دينيععة( تععأليف دخيععل بععن‬ ‫‪1‬‬

‫مفرج الحجيلي‪.‬‬
‫)( سورة البقرة آية )‪.(227‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬

‫حرام فالنار أولى به)‪ (1‬فعلى الزوج أن‬


‫يطعم نفسه وأهله وأولده حلل ً حتى يؤجر‬
‫على ذلك لقول الرسول ‪» ‬إذا أنفق‬
‫الرجل على أهله نفقه يحتسبها فهي له‬
‫صدقة«‪ .‬متفق عليه ومعنى يحتسبها أي‬
‫يقصد بها وجه الله والتقرب إليه وهذا هو‬
‫أهم ما يجب على الزوج‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬أن يعلمها الضروري من أمور دينها‬
‫إن كانت ل تعلم ذلك أو يأذن لها أن تحضر‬
‫مجالس العلم لتتعلم ذلك ويحرم عليه‬
‫منعها إل أن يسأل هو ويخبرها لقول الله‬
‫َ‬
‫تعالى في سورة التحريم‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ها‬
‫هِليك ُ ْ‬
‫م‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ف َ‬‫قوا أ َن ْ ُ‬
‫مُنوا ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َناًرا ‪ (2)‬ولقوله ‪» :‬أل واستوصوا‬
‫بالنساء خيًرا فإنما هن عوان )أي‬
‫أسيرات( عندكم« متفق عليه‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬أن يلزمها بتعاليم السلم وآدابه‬
‫فيمنعها أن تتبرج ويحول بينها وبين الختلط‬
‫بغير محارمها من الرجال ويأمرها بإطالة‬
‫)( رواه الطبراني وأبو نعيم في الحليععة عععن أبععي‬ ‫‪1‬‬

‫بكر بلفظ )كل جسد نبت من سحت فالنععار أولععى‬


‫به( وصححه اللباني‪.‬‬
‫)( سورة التحريم آية ‪.6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫ملبسها إن كانت قصيرة ويأمرها بتوسيعها‬


‫إن كانت ضيقة ويبين لها ما قال الرسول‬
‫‪ ‬صنفان من أهل النار لم أرهما كذا‬
‫وكذا)‪.(1‬‬
‫رابًعا‪ :‬العدل فيجب على الزوج أن يعدل‬
‫بين أزواجه فإن الله تعالى عندما أباح‬
‫للرجل الزيادة على الواحدة قيد ذلك‬
‫ْ‬
‫مُر‬
‫ه ي َأ ُ‬‫ن الل َ‬ ‫بالعدل لقول الله تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن ‪ (2)‬ولقوله تعالى‪ :‬‬ ‫سا ِ‬‫ح َ‬ ‫وال ِ ْ‬ ‫ل َ‬‫عد ْ ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ء‬
‫سا ِ‬‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬‫طا َ‬ ‫ما َ‬ ‫حوا َ‬ ‫فان ْك ِ ُ‬ ‫َ‬
‫م َأل‬ ‫خ ْ‬
‫فت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫ع َ‬ ‫وُرَبا َ‬ ‫ث َ‬ ‫وُثل َ‬ ‫مث َْنى َ‬ ‫َ‬
‫ة ‪ (3)‬ويكون العدل في‬ ‫حد َ ً‬ ‫وا ِ‬‫ف َ‬‫دُلوا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫أمور كثيرة أذكر منها الطعام والشراب‬
‫والكسوة والسكن والمبيت وقد سأل رجل‬
‫النبي ‪ ‬فقال‪ :‬يا رسول الله ما حق زوجة‬

‫)( جعزء مععن حعديث رواه مسعلم وأحمععد ولفظععه‬ ‫‪1‬‬

‫)صنفان من أهل النار لم أرهما بعععد‪ :‬قععوم معهععم‬


‫سععياط كأذنععاب البقععر يضععربون النععاس‪ .‬ونسععاء‬
‫كاسعععيات عاريعععات مميلت معععائلت رؤوسعععهن‬
‫كأسنمة البخت المائلة ل يعدخلن الجنعة ول يجعدن‬
‫ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا(‪.‬‬
‫)( سورة النحل‪ ،‬آية ‪.90‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة النساء‪ ،‬آية ‪.3‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪3‬‬
‫‪5‬‬

‫أحدنا عليه قال‪» :‬أن تطعمها إذا طعمت‬


‫وتكسوها إذا اكتسيت ول تضرب الوجه‬
‫ول تقبح ول تهجر إل في البيت« حديث‬
‫حسن رواه أبو داود‪ ،‬وقال معنى ل تقبح أي‬
‫ل تقل قبحك الله‪ .‬كما ثبت عن رسول الله‬
‫‪ ‬أنه قال‪» :‬من كانت له امرأتان فلم‬
‫يعدل بينهما جاء يوم القيامة أحد‬
‫شقيه ساق ً‬
‫طا أو مائ ً‬
‫ل«)‪.(1‬‬
‫سا‪ :‬أن ل يفشى سرها وأن ل يذكر‬ ‫خام ً‬
‫عيًبا فيها إذ هو المين عليها والمطالب‬
‫برعايتها لقوله ‪» :‬إن شر الناس عند‬
‫الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي‬
‫إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر‬
‫سرها« رواه مسلم‪.‬‬
‫سا‪ :‬أن يأمر أهله وأولده وسائر من‬ ‫ساد ً‬
‫في رعايته بالصلة والمحافظة عليها لقول‬
‫ة‬
‫صل ِ‬‫ك ِبال ّ‬ ‫مْر أ َ ْ‬
‫هل َ َ‬ ‫الله تعالى‪ْ  :‬‬
‫وأ ُ‬‫َ‬
‫ها ‪ ‬سورة طه من آية‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫صطَب ِْر َ‬
‫وا ْ‬
‫َ‬
‫‪ .132‬ولقول الرسول ‪» :‬مروا أولدكم‬
‫بالصلة وهم أبناء سبع سنين‬

‫)( رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي عععن‬ ‫‪1‬‬

‫أبي هريرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪6‬‬

‫واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‬


‫سنين وفرقوا بينهم في المضاجع«‬
‫حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن‪.‬‬
‫سابًعا‪ :‬أن يسمح لها بالخروج إذا‬
‫احتاجت إليه كزيارة أهلها وأقاربها وجيرانها‬
‫وكذلك إذا استأذنته بالخروج إلى صلة‬
‫الجماعة وكان خروجها شرعًيا بحيث ل‬
‫تمس طيًبا ول تخرج بزينة تفتن بها الرجال‬
‫فمن السنة أن يأذن لها ولكنه ينبغي أن‬
‫ينصحها بأن صلتها في بيتها أفضل لها‪.‬‬
‫ثامًنا‪ :‬على الزوج أن يتحمل أذى زوجته‬
‫ويتغافل عن كثير مما يبدر منها رحمة بها‬
‫وشفقة عليها وقد أمر الله تعالى بمعاشرة‬
‫النساء بالمعروف كما أمر بمصاحبة‬
‫الوالدين فقال تعالى في الوالدين ‪‬‬
‫فا ‪ ‬سورة‬ ‫عُرو ً‬
‫م ْ‬
‫في الدّن َْيا َ‬ ‫ما ِ‬‫ه َ‬
‫حب ْ ُ‬
‫صا ِ‬
‫و َ‬‫َ‬
‫لقمان آية ‪ .15‬وقال تعالى‪ :‬‬
‫ف‪  [19‬النساء[‪.‬‬ ‫عُرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ّ‬
‫شُرو ُ‬ ‫عا ِ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫تاسًعا‪ :‬أن ل يسمح لها أن تشتري‬
‫مجلت خليعة أو تقرأ القصص الفاسقة وأن‬
‫ل يسمح لزوجته بالختلط بالنساء ذوات‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬

‫السمعة السيئة إذ هو الراعي المسؤول‬


‫عنها والمكلف بحفظها وصيانتها لقوله‬
‫ء‬
‫سا ِ‬‫عَلى الن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ق ّ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ُ‬‫تعالى‪ :‬الّر َ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪‬‬
‫ولقوله ‪» :‬الرجل راع في أهله وهو‬
‫مسؤول عن رعيته«‪.‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫عاشًرا‪ :‬على الزوج أن ل يسهر خارج‬
‫المنزل إلى ساعة متأخرة من الليل لما‬
‫صح عن رسول الله ‪ ‬أنه قال‪ :‬لبي‬
‫الدرداء لما بلغ قيام الليل وصيام النهار‬
‫وإهمال أهله قال له ‪» :‬إن لهلك عليك‬
‫قا«)‪ (2‬كذلك في الرجال من ل يحفظ حق‬ ‫ح ً‬
‫زوجته إل ما دام راغًبا فيها ومتعلقا بها فإذا‬
‫كبرت أو مرضت أو افتقرت طلقها أو‬
‫أعرض عنها ونسي ما كان بينهما ألم يسمع‬
‫ض َ‬
‫ل‬ ‫ف ْ‬‫وا ال ْ َ‬
‫س ُ‬ ‫ول ت َن ْ َ‬ ‫قول الله تعالى‪َ  :‬‬
‫صيٌر ‪.(3)‬‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬‫ما ت َ ْ‬‫ه بِ َ‬
‫ن الل َ‬ ‫ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬

‫)( سورة النساء آية ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جزء من حديث أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة البقرة آية ‪.237‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪3‬‬
‫‪8‬‬

‫ثانًيا‪ :‬حقوق الزوج على زوجته‬


‫وللزوج على زوجته حقوق ثابتة لقول‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ذي َ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ول َ ُ‬
‫الله تعالى‪َ  :‬‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬
‫ف ‪ (1)‬ولقوله ‪» :‬إن لكم‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫قا«)‪ (2‬وهذه الحقوق هي‪:‬‬ ‫على نسائكم ح ً‬
‫ل‪ :‬طاعته في المعروف فتطيعه في‬ ‫أو ً‬
‫غير معصية الله تعالى وبالمعروف فل‬
‫تطيعه فيما ل تقدر عليه أو يشق عليها‬
‫َ‬
‫غوا‬‫فل ت َب ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عن َك ُ ْ‬‫ن أطَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫لقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫سِبيل ً ‪.(3)‬‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫ثانًيا‪ :‬صيانة عرض الزوج والمحافظة‬
‫على شرفها ورعاية ماله وسائر شؤون‬
‫ت‬
‫حا ُ‬‫صال ِ َ‬ ‫فال ّ‬ ‫منزله لقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫ف َ‬
‫ظ‬ ‫ح ِ‬‫ما َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ت ل ِل ْ َ‬ ‫ظا ٌ‬ ‫ف َ‬
‫حا ِ‬‫ت َ‬
‫قان َِتا ٌ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ (4)‬وقول الرسول ‪» :‬والمرأة‬ ‫الل ُ‬
‫راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن‬
‫رعيتها« متفق عليه‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬تلزم بيت زوجها فل تخرج منه إل‬

‫سورة البقرة آية ‪.228‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫رواه الترمذي وصححه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬آية ‪.34‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬آية ‪.34‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪3‬‬
‫‪9‬‬

‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫و َ‬
‫قْر َ‬ ‫بإذنه ورضاه لقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫ن ‪ (1)‬سورة الحزاب‪.‬‬‫ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫رابًعا‪ :‬السفر معه إذا شاء ذلك ولم تكن‬
‫قد اشترطت عليه في عقدها عدم السفر‬
‫إذ سفرها معه من طاعته الواجبة عليها‪.‬‬
‫سا‪ :‬تسليم نفسها له متى طلبها‬ ‫خام ً‬
‫للستمتاع بها لقوله ‪» :‬إذا دعا الرجل‬
‫امرأته إلى فراشه فلم تأت فبات‬
‫غضباًنا عليها لعنتها الملئكة حتى‬
‫تصبح« متفق عليه‪.‬‬
‫سا‪ :‬استئذانه في صوم التطوع إذا‬
‫ساد ً‬
‫كان حاضًرا غير مسافر لقوله ‪» :‬ل يحل‬
‫للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل‬
‫بإذنه ول تأذن في بيته إل بإذنه« متفق‬
‫عليه‪.‬‬
‫سابًعا‪ :‬أن تحسن القيام على تربية‬
‫أولدها منه في صبر فل تغضب على أولدها‬
‫أمامه ول تدعوا عليهم ول تسبهم فإن ذلك‬
‫قد يؤذيه منها ولربما استجاب الله دعاءها‬
‫عليهم فيكون مصابها بذلك عظيم لقوله‬

‫)( سورة الحزاب‪ ،‬آية ‪.32‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪4‬‬
‫‪0‬‬

‫‪» :‬ل تدعوا على أنفسكم ول تدعوا‬


‫على أولدكم ول تدعوا على أموالكم ل‬
‫توافقوا من الله ساعة يسأل فيها‬
‫عطاء فيستجيب لكم« رواه مسلم‪.‬‬
‫ثامًنا‪ :‬ل تضيعي فراغك سدى ول تشغليه‬
‫باللهو بل عليك بالقرآن وتلوة آياته‬
‫وبالخص سورة النور لما فيها من الداب‬
‫الواجب إحاطة علم كل فتاة بها وكذلك‬
‫سورة الحزاب وبسيرة الرسول ‪‬‬
‫ما‬ ‫واذْك ُْر َ‬
‫ن َ‬ ‫وصحابته لقول الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ه‬
‫ت الل ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ي ُت َْلى ِ‬
‫خِبيًرا ‪‬‬ ‫فا َ‬‫طي ً‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ة إِ ّ‬
‫م ِ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫َ‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)( سورة الحزاب‪ ،‬آية ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪4‬‬
‫‪1‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫)‪(1‬‬
‫بعض آداب خروج المرأة من البيت‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على من ل‬
‫نبي بعده وبعد‪:‬‬
‫الصل للمرأة أن تجلس في البيت قال‬
‫ول‬ ‫ن َ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْر َ‬ ‫و َ‬ ‫الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ق ْ‬‫وأ َ ِ‬‫ة الوَلى َ‬
‫ُ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫جا ِ‬‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت َب َّر ْ‬
‫ه‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬
‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ه ‪.(2)‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬‫وقال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ب‬ ‫جا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ء ِ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫سأ َُلو ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫عا َ‬ ‫مَتا ً‬ ‫َ‬
‫و ُ ُ‬ ‫ذَل ِك ُ َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ه ّ‬ ‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫هُر ل ِ ُ‬‫م أطْ َ‬
‫)‪(3‬‬
‫ْ‬
‫في هذه الية الكريمة نص واضح على‬
‫وجوب بحجب النساء عن الرجال وتسترهن‬
‫وقد أوضح الله سبحانه في هذه الية أن‬
‫التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد‬
‫عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى‬
‫أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة‬
‫وأن التحجب طهارة وسلمة وقد حدد‬

‫)( المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة الحزاب‪ ،‬آية ‪.33‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة الحزاب‪ ،‬آية ‪.53‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪4‬‬
‫‪2‬‬

‫السلم لخروج المرأة من البيت للحاجة‬


‫طا منها‪:‬‬‫الماسة شرو ً‬
‫‪ -1‬الخروج للحاجة ل للهو وإضاعة‬
‫الوقات كما صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫»أذن لكن في الخروج لحاجتكن«)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬الخروج بإذن الزوج أو الولي من الب‬
‫أو الم أو الخ والعم‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن‬
‫يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها‬
‫فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجهها لن‬
‫الوجه مجمع المحاسن وأن ل يكون حجابها‬
‫خفيًفا ول ضيًقا ول قصيًرا بل يكون سمي ً‬
‫كا‬
‫وأن يكون خالًيا من اللوان المغرية والزينة‬
‫الظاهرة ول متعطرة ول تلبس ملبس‬
‫الرجال ول غيرها مما هو خاص بهم وقد‬
‫ورد في الحاديث الصحيحة اللعن‬
‫للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات‬
‫من النساء بالرجال‪.‬‬
‫ي ُ‬ ‫َ‬
‫ق ْ‬
‫ل‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫‪ -4‬وقال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ء ال ْ ُ‬
‫سا ِ‬ ‫ون ِ َ‬
‫ك َ‬‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬
‫ك َ‬ ‫وا ِ‬
‫لْز َ‬

‫)( جزء من حديث أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪4‬‬
‫‪3‬‬

‫ن ‪ (1)‬وقوله‬ ‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬‫علي ْ ِ‬ ‫ي ُدِْني َ‬
‫عَلى‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ول ْي َ ْ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ن ِإل‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫جُيوب ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪ (2)‬إلى آخر الية الكريمة‪.‬‬ ‫ه ّ‬ ‫ل ِب ُ ُ َ‬
‫عولت ِ ِ‬
‫‪ -5‬وأن تغض نظرها في سيرها فل تنظر‬
‫هنا وهناك لغير حاجة وإذا احتاجت إلى‬
‫محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلم‬
‫فل تلين بصوتها ول تخضع به لئل يطمع‬
‫فيهن من في قلبه مرض‪ ،‬قال تعالى‪ :‬‬
‫في‬‫ذي ِ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫في َطْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫فا ‪‬‬ ‫عُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫ول ً َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫)‪(3‬‬

‫ت‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ولقوله تعالى‪َ  :‬‬


‫َ‬
‫فظْ َ‬
‫ن‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن ‪.(4)‬‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫َ‬
‫‪ -6‬ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة‬
‫فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر‬
‫منها كما ثبت عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬أيما‬
‫امرأة استعطرت فمرت على قوم‬

‫الحزاب آية ‪.59‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫النور‪ ،‬آية ‪.31‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫الحزاب‪ ،‬آية ‪.32‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫النور‪ ،‬آية ‪.31‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪4‬‬
‫‪4‬‬

‫ليجدوا من ريحها فهي زانية«)‪.(1‬‬


‫‪ -7‬تمشي متواضعة في أدب وحياء ول‬
‫تتخذ خلخل ول حذاء يضرب على الرض‬
‫بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت‬
‫ن‬‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬
‫ول ي َ ْ‬ ‫الفتنة‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬‫زين َت ِ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫في َ‬‫خ ِ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫عل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬
‫ه ّ‬
‫جل ِ ِ‬‫ب ِأْر ُ‬
‫‪.(2)‬‬
‫‪ -8‬ل ترفع النقاب عن وجهها في الطريق‬
‫والسواق ومجامع الرجال إل أن تضطرها‬
‫إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة‪.‬‬
‫‪ -9‬وإذا دخلت على صديقة لها تزورها فل‬
‫تضع ثيابها فقد يكون في البيت رجل‬
‫يتلصص عليها أو يكون في المجلس امرأة‬
‫سوء فتصفها لمن يرغب فيها ول ريب أنه‬
‫محرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية‬
‫لزوجها فقد يدعو ذلك إلى الثم كما صح‬
‫عن الرسول ‪ ‬أنه قال‪» :‬ل تباشر‬
‫المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه‬
‫ينظر إليها«)‪ (3‬أي ل تصف لزوجها ما رأت‬

‫)( رواه أبععو داود والترمععذي وقععال حععديث حسععن‬ ‫‪1‬‬

‫صحيح‪.‬‬
‫)( سورة النور‪ ،‬آية ‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري وأحمد والترمذي وأبععو داود عععن‬ ‫‪3‬‬

‫ابن مسعود رضي الله عنه‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫من حسن المرأة‪.‬‬


‫ول تسافر المرأة سفر يوم‬ ‫‪-10‬‬
‫وليلة إل مع ذي محرم لها لقول الرسول‬
‫‪» :‬ل يحل لمرأة أن تسافر مسيرة‬
‫يوم وليلة إل مع ذي محرم عليها« وهو‬
‫زوجها أو من تحرم عليه متفق عليه‪ .‬وقال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول الله إن امرأتي خرجت‬
‫حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا‪،‬‬
‫فقال انطلق فحج مع امرأتك)‪ ،(1‬وقد كانت‬
‫الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا‬
‫خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب‬
‫الحرام إنا نصبر على الجوع والضر ول‬
‫نصبر على النار‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ما ينبغي أن يحذره المسلم‬
‫)‪(2‬‬
‫والمسلمة‬
‫الحمد لله العليم والصلة والسلم على‬
‫محمد ‪ ‬وبعد‪:‬‬
‫فل يخفى على كل من له معرفة ما‬
‫عمت به البلوى في كثير من البلدان من‬
‫تبرج الكثير من النساء واختلطهن وخلوتهن‬
‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪4‬‬
‫‪6‬‬

‫بالرجال الجانب وتغييرهن لخلق الله تعالى‬


‫وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال‬
‫وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله‬
‫عليهن إبداءها ول شك أن ذلك من‬
‫المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة‪،‬‬
‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ِ‬ ‫قْر َ‬ ‫و َ‬‫قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫لوَلى‬ ‫ةا ُ‬‫هل ِي ّ ِ‬‫جا ِ‬‫ج ال ْ َ‬‫ن ت َب َّر َ‬‫ج َ‬‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫ع َ‬ ‫وأ ط ِ ْ‬
‫َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ ‬نهى سبحانه في هذه‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬ ‫الل َ‬
‫)‪(1‬‬

‫اليات نساء النبي أمهات المؤمنين وهن‬


‫من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع‬
‫بالقول للرجال وأمرهن أن يلزمن البيوت‬
‫ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة‬
‫والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر‬
‫والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما‬
‫في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة‬
‫وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب‬
‫الزنى‪ ،‬وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات‬
‫المؤمنين من هذه الشياء المنكرة مع‬
‫صلحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى‬

‫)( سورة الحزاب‪ ،‬أية ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪4‬‬
‫‪7‬‬

‫وأولى بالتحذير والنكار والخوف عليهن من‬


‫أسباب الفتنة‪ ،‬وقال عز وجل ‪َ ‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫ذا‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سأ َُلو ُ‬
‫ه ّ‬ ‫فا ْ‬ ‫عا َ‬ ‫مَتا ً‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬‫مو ُ‬ ‫َ‬
‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫حجاب ذَل ِك ُ َ‬
‫م‬‫قُلوب ِك ُ ْ‬‫هُر ل ِ ُ‬‫م أطْ َ‬‫ْ‬ ‫ء ِ َ ٍ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ‬ففي هذه الية الكريمة‬ ‫ه ّ‬ ‫و ُ ُ‬
‫قلوب ِ ِ‬
‫)‪(1‬‬
‫َ‬
‫نص واضح في وجوب تحجب النساء عن‬
‫الرجال وقد أوضح سبحانه أن التحجب‬
‫أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد لهن‬
‫عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى‬
‫أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة‬
‫وأن التحجب طهارة وسلمة‪ ،‬ومن أعظم‬
‫أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء كما‬
‫صح عن رسول الله ‪ ‬أنه قال‪» :‬ل يحل‬
‫لمرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إل‬
‫مع ذي محرم لها ول يخلون رجل‬
‫بامرأة إل ومعها ذو محرم«)‪ (2‬وهو‬
‫زوجها أو من تحرم عليه‪ ،‬فاتقوا الله أيها‬
‫المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم‬
‫وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور‬
‫والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء‬
‫)( سورة الحزاب‪ ،‬آية ‪.53‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪4‬‬
‫‪8‬‬

‫الله من النصارى واليهود واعلموا أن‬


‫السكوت عنهن مشاركة لهن في الثم‪،‬‬
‫ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من‬
‫الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر‬
‫بهن بدون محرم لن ذلك من وسائل الفتنة‬
‫والفساد وقد صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫»ما تركت بعدي فتنة هي أضر على‬
‫الرجال من النساء«)‪.(1‬‬
‫وقال‪» :‬فاتقوا الدنيا واتقوا النساء‬
‫فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في‬
‫النساء«)‪ ،(2‬فيا معشر المسلمين تأدبوا‬
‫بتأديب الله وامتثلوا أمر الله وألزموا‬
‫نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة‪،‬‬
‫أيها الخوات بهذا التبرج الذميم قد خرجت‬
‫المرأة المسلمة من السنن السلمية‬
‫والداب الدينية وبهذا التبرج قد خسرت‬
‫نفسها وأضاعت كرامتها ولوثت سمعتها‬
‫وأزالت الثقة منها وأصبح حال المرأة أسوأ‬
‫من حالها أيام الجاهلية فإنا لله وإنا إليه‬
‫راجعون‪ ،‬عباد الله مالكم تركتكم بناتكم‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪4‬‬
‫‪9‬‬

‫وأخواتكم وزوجاتكم يخرجن إلى السواق‬


‫خالعات جلباب الحياء ومتزينات ومتعطرات‬
‫ولبسات الملبس الضيقة الخفيفة القصيرة‬
‫والتي تحدد أجزاء الجسم ورافعات العباءة‬
‫إلى منتصف ظهورهن كاشفات الصدور‬
‫والنحور ومبديات السيقان والنهود وغيرها‬
‫وذاهبات بهذا الشكل الفاضح إلى الفراح‬
‫والسواق ويمشي الرجل اليوم إلى جنب‬
‫المرأة المتكشفة المتعرية جنًبا إلى جنب‬
‫في الشوارع ويتضاحكان بل حياء ول خجل‬
‫وتمد يدها إلى البائع بل حياء ول خجل‬
‫وتتلكم معه‪ ،‬أيتها الخوات المسلمات إنه‬
‫يحرم على المرأة المسلمة اختلطها‬
‫بالرجال الذين ليسوا من محارمها وخلوتها‬
‫بهم وتبرجها أمامهم وإبداء محاسنها‪ ،‬يا أيها‬
‫المسلمون اتقوا الله في نسائكم فكيف‬
‫تسمحون لنسائكم يذهبن إلى بعض أهل‬
‫المعارض وغيرهم الذين يجعلون لدكاكينهم‬
‫أبواًبا مسترة بالزجاج والقمشة وتدخل‬
‫الفتاة عند صاحب المعرض يخلو بها ل‬
‫يراهم أحد لقد حرم الله سبحانه وتعالى‬
‫هذا العمل إنه ل يجوز خلوة الرجل مع‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬

‫المرأة ولو كان أخا زوجها فكيف يخلو بها‬


‫صاحب المعرض المستور لقد احتاط‬
‫السلم للمرأة من القارب وجعل‬
‫النبي ‪ ‬مخالطة القريب كالموت حين‬
‫قال‪» :‬إياكم والدخول على النساء‬
‫فقال رجل من النصار‪ :‬أفرأيت‬
‫الحمو؟ قال الحمو الموت« رواه‬
‫البخاري‪ .‬والحمو هو أخو الزوج وأقاربه‬
‫كابن العم ونحوه فإذا كان أقارب الزوج‬
‫كا للمرأة فكيف بالجنبي‪ ،‬وكذلك‬ ‫موًتا وهل ً‬
‫التساهل في اختلط الفتيان بالفتيات‬
‫وإتاحة المجال للخلوة في البيت مع بعضهم‬
‫البعض هذا مما ينشأ عنه الفساد الكثير‬
‫ومتى تكشفت الفتاة في السواق‬
‫والشوارع وصافحت ومازحت تساهلت‬
‫بعرضها وتسامحت‪ .‬لقد حذر الرسول ‪‬‬
‫عن الخلوة فقال‪» :‬ل يخلو رجل بامرأة‬
‫إل كان ثالثهما الشيطان« ‪.()‬‬
‫كذلك حذر عليه أفضل الصلة والتسليم‬
‫من مس يد امرأة ل تحل له فقال‪» :‬لن‬
‫يطعن في رأس أحدكم بمخيط من‬

‫رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫)∗(‬ ‫‪‬‬


‫‪5‬‬
‫‪1‬‬

‫حديد خير له من أن يمس امرأة ل تحل‬


‫له«)‪ (1‬والمخيط كالبرة‪.‬‬
‫وقال ‪» :‬ما من ذنب بعد الشرك‬
‫بالله أعظم من نطفة وضعها رجل في‬
‫فرج ل يحل له«)‪ .(2‬وإن كنت أيتها‬
‫المؤمنة تخافين من عقاب الله وعذابه‬
‫الشديد ل تتزيني ول تتبرجي أمام الناس ول‬
‫تلبسي الملبس الفاضحة ول مغيرة لخلق‬
‫الله ول متشبهة بنساء الكفرة من النصارى‬
‫وأشباههم‪.‬‬
‫وأما ما عليه بعض النساء اليوم من وضع‬
‫المكياج والمناكير والمساحيق وتلويث‬
‫أظافيرها وغير ذلك من التغير الواضح ول‬
‫أدري لماذا لم يعجبهن خلق الله تعالى ولقد‬
‫فطََر‬ ‫ه ال ِّتي َ‬‫فطَْرةَ الل ِ‬ ‫قال سبحانه‪ِ  :‬‬
‫ه ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ق الل ِ‬ ‫ل لِ َ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫خل ِ‬ ‫ها ل ت َب ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬
‫سل‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫م َ‬
‫قي ّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫دي ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن ‪ (3)‬وما الداعي إلى التبديل يا‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫يَ ْ‬
‫معشر النساء إذا كان هذا هو التقدم فل‬
‫أهل ً ول مرحًبا به الذي يجعل الرب غاضًبا‬
‫)( رواه الطبراني‪ .‬وصححه اللباني‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه ابن أبي الدنيا‪ .‬وضعفه اللباني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة الروم آية ‪.30‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪5‬‬
‫‪2‬‬

‫علينا فويل لهذه المتعلمة المتجاهلة التي ل‬


‫تستطيع أن تعصى هواها وتستطيع أن‬
‫تعصي خالقها ومولها وهي تسمع آيات الله‬
‫تتلى عليها وتفهم أمره المؤكد بالحتشام‬
‫ثم تصر على تبرجها متكبرة كأنها لم‬
‫تسمعها ألم تسمع وعيد الله لها ولمثالها‬
‫َ‬ ‫ل أَ ّ‬ ‫ل ل ِك ُ ّ‬‫وي ْ ٌ‬
‫ك أِثيم ٍ‬ ‫فا ٍ‬ ‫في قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫صّر‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ه ت ُت َْلى َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫ع آَيا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬‫* يَ ْ‬
‫َ‬
‫شْرهُ‬ ‫فب َ ّ‬‫ها َ‬ ‫ع َ‬‫م ْ‬‫س َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ست َك ْب ًِرا ك َأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ب أ َِليم ٍ ‪ ‬سورة الجاثية اليتان ‪.6/7‬‬ ‫ذا ٍ‬‫ع َ‬ ‫بِ َ‬
‫فهذه الظالمة لنفسها التي عرفت الحق‬
‫ورأت نوًرا ثم عصت الله على علم‬
‫وتغافلت عن أمره على فهم تلك التي‬
‫ت‬ ‫ينطبق عليها قول الله تعالى‪ :‬أ َ َ َ‬
‫فَرأي ْ َ‬
‫عَلى‬ ‫ه َ‬ ‫ه الل ُ‬ ‫ضل ُ‬ ‫وأ َ َ‬‫واهُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬‫ه ُ‬‫خذَ إ ِل َ َ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫عل ْم ٍ ‪ ‬سورة الجاثية إلى آخر الية فيا‬ ‫)‪(1‬‬
‫ِ‬
‫لهذه المتبرجة من ضالة غافلة تبيع الجنة‬
‫بثمن بخس وتشتري الجحيم بثمن غالي‪.‬‬
‫مهل ً أيتها الساخرات الضاحكات بالصالحات‬
‫فإن تضحكن من هذا فسوف يضحكن‬
‫دا بين يدي أحكم الحاكمين‪ .‬قال‬ ‫منكن غ ً‬
‫)( سور الجاثية آية ‪.23‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪3‬‬

‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫موا َ‬
‫كاُنوا ِ‬ ‫جَر ُ‬‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫مّروا‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن* َ‬ ‫كو َ‬ ‫ح ُ‬‫ض َ‬
‫مُنوا ي َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫ن ‪ (1)‬سورة المطففين إلى‬ ‫مُزو َ‬ ‫غا َ‬ ‫م ي َت َ َ‬
‫ه ْ‬ ‫بِ ِ‬
‫آخر السورة‪.‬‬
‫أيها الب كيف أهملت تربية ابنتك الدينية‬
‫ولم تفكر في سعادتها البدية وسعيت على‬
‫تعليمها العادات والتقاليد الفاسدة وتركتها‬
‫أيها الب ترتفع في المدارس على غير‬
‫هدى تتعلم ما ل ينفعها ولكن يضرها‪ .‬ولقد‬
‫حذر النبي ‪ ‬النساء من لبس الملبس‬
‫الخفيفة التي تشف عما تحتها ول تسترها‬
‫عن أعين الناظرين فقد وصف صنًفا من‬
‫أهل النار يوم القيامة بقوله ‪» :‬ونساء‬
‫كاسيات عاريات مميلت مائلت‬
‫رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ل‬
‫يدخلن الجنة ول يجدن ريحها وإن‬
‫ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا«‪.‬‬
‫رواه مسلم‪ .‬معنى كأسنمة البخت‪ :‬أي‬
‫يكبرن رؤوسهن بنحو عصابة وغير ذلك‬
‫وثبت عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬اطلعت في‬

‫)( سورة المطففين آية ‪.29‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪5‬‬
‫‪4‬‬

‫وذلك‬ ‫)‪(2‬‬
‫النار فرأيت أكثر أهلها النساء«‬
‫بسبب قلة طاعتهن لله ولرسوله‬
‫ولزواجهن وكثرة تبرجهن والتبرج هو أنه‬
‫إذا أرادت الخروج لبست أفخر ملبسها‬
‫وخرجت تفتن الناس بنفسها فإن هي‬
‫سلمت لم يسلم الناس منها‪.‬‬

‫)( أخرجه مسلم وأحمد والترمذي‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪5‬‬
‫‪5‬‬

‫)فضل المرأة المطيعة لله ولرسوله‬


‫ولزوجها(‬
‫وكذلك ما من امرأة تعبد ربها وتطيع‬
‫زوجها وتحفظ فرجها وتلزم بيتها إل رضي‬
‫الله عنها وأرضاها وثبت عن رسول الله‬
‫‪‬أنه قال‪» :‬إذا صلت المرأة خمسها‬
‫وصامت شهرها وحفظت فرجها‬
‫وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة‬
‫من أي البواب شئت«)‪ .(1‬إنه لثواب‬
‫عظيم ما أجدر زوجاتنا أن يحرصن عليه‪،‬‬
‫‪‬جنة عرضها السموات والرض ‪‬‬
‫تعطى ثمًنا لطاعة الزوج وعبادة الله تعالى‪،‬‬
‫ما أرخص الثمن وما أغلى المبيع فإن أمرها‬
‫زوجها بمعصية الله ورسوله فل طاعة له‬
‫لقول الرسول ‪» :‬ل طاعة لمخلوق‬
‫في معصية الخالق«)‪.(2‬‬
‫)أمل ورجاء(‬
‫أختي المسلمة الرجاء التستر العام الذي‬
‫أمرك الله به في البيت وفي الشوارع وفي‬
‫)( أخرجععه ابععن حبععان فععي صععحيحه وصععححه‬ ‫‪1‬‬

‫اللباني‪.‬‬
‫)( أخرجه أحمد والحاكم‪ .‬وصححه اللباني‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫السواق وفي الفراح وفي ركوب‬


‫السيارات والطائرات وغيرها من وسائل‬
‫المواصلت وفي الدوائر الحكومية بأنواعها‬
‫وأنت تعلمين ماذا جاء عن الله ورسوله في‬
‫التي تتكشف عند الجانب وكل من ليس‬
‫محرم لها وأنت تعلمين يا أختي المسلمة‬
‫اللباس الذي شرعه الله تبارك وتعالى لك‪،‬‬
‫أما الذي عليه بعض نساء اليوم من اللباس‬
‫فكثير منها غير جائز فمن حق القيم عليها‬
‫أن يلزمها الحتشام واتخاذ اللباس الساتر‬
‫والنظر إلى ملبسها إذ هو الراعي‬
‫المسؤول عنها والمكلف بحفظها وصيانتها‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫وا ُ‬
‫ق ّ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ُ‬‫لقول الله سبحانه‪ :‬الّر َ‬
‫ء ‪ (1)‬ولقوله تعالى‪َ :‬يا‬ ‫سا ِ‬‫عَلى الن ّ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫سك ُ ْ‬
‫ف َ‬ ‫قوا أ َن ْ ُ‬ ‫مُنوا ُ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أي ّ َ‬
‫َ‬
‫س‬
‫ها الّنا ُ‬ ‫قودُ َ‬‫و ُ‬
‫م َناًرا َ‬ ‫هِليك ُ ْ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ة ‪ ‬ولقوله عليه الصلة‬ ‫)‪(2‬‬
‫جاَر ُ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫َ‬
‫والسلم‪» :‬الرجل راع في أهله وهو‬
‫مسؤول عن رعيته وكذلك المرأة‬
‫راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن‬
‫)( سورة النساء آية ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة التحريم آية ‪.6‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪5‬‬
‫‪7‬‬

‫رعيتها«)‪ (3‬فاتقوا الله أيها المسلمون‬


‫وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن‬
‫وألزموهن التحجب‪ ،‬وإن المرأة أيها‬
‫المسلم في كل اتجاهاتها عورة وإكرام‬
‫العورة سترها وذلك حفظ لشرفها‬
‫وكرامتها‪ ،‬أيها المسلمون احذروا غضب‬
‫الله تعالى وانظروا يا عباد الله ماذا فعل‬
‫الله ببني إسرائيل حينما أهملوا المر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر فاستحقوا‬
‫الطرد واللعن والغضب بسبب تركهم النهي‬
‫عن المنكر والمر بالمعروف فاتقوا الله‬
‫عباد الله واحذروا ما حرم الله عليكم‬
‫وتعاونوا على البر والتقوى وتواصلوا بالحق‬
‫والصبر عليه وهو سبحانه مع الصابرين ومع‬
‫المتقين والمحسنين فاصبروا وصابروا‬
‫واتقوا الله لعلكم تفلحون‪ .‬أسأل الله‬
‫الهداية لي ولكم ولجميع المسلمين‬
‫والمسلمات وأن يهدينا ونساءنا إلى سبيل‬
‫الرشاد والتوفيق لما يحبه ربنا ويرضاه‬
‫وحسبنا الله ونعم الوكيل ول حول ول قوة‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪5‬‬
‫‪8‬‬

‫إل بالله العلي العظيم والحمد لله رب‬


‫العالمين‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫)نصيحة إلى الولياء(‬
‫في الحث على المبادرة بتزويج‬
‫مولياتهم‪ ،‬وتسهيل أمور الزواج‪.‬‬
‫إلى كل مسلم إلى كل منصف إلى كل‬
‫من استرعاه الله رعية من بنات وأخوات‬
‫وقرائب أسوق هذا الرجاء ‪ -‬فأوصيك أيها‬
‫المسلم الكريم ونفسي بتقوى الله ‪‬‬
‫جا *‬ ‫خَر ً‬‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬‫ع ْ‬
‫ج َ‬‫ه يَ ْ‬‫ق الل َ‬
‫ن ي َت ّ ِ‬‫م ْ‬‫و َ‬‫َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ب‪‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬‫ث ل يَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫وي َْرُز ْ‬ ‫َ‬
‫وأوصيك بالحسان إلى مولياتك من بنات‬
‫وأخوات وقرائب فهن أمانة في عنقك وقد‬
‫استرعاك الله عليهن ومن الحسان إليهن‬
‫تزويج البالغة من الخاطب الكفؤ والمبادرة‬
‫بذلك حينما يتقدم لخطبتها واتخاذ جانب‬
‫اليسر والتسامح من باب التعاون على البر‬
‫والتقوى والحذر كل الحذر من وضع‬
‫العوائق دون تحقيق الزواج أو رفع المهور‬
‫)( من رسالة )الطرق الشععرعية لحععل المشععاكل‬ ‫‪1‬‬

‫الزوجية( للشيخ سليمان الحميضي‪.‬‬


‫)( سورة الطلق‪ ،‬آية ‪.3-2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫‪9‬‬

‫بحيث يتعذر على الخاطب إحضار المطلوب‬


‫فيتعطل هو ويلتمس غيرها وقد يجد من‬
‫يقنع باليسير مع الكفاف والعفاف بينما‬
‫تبقى مخطوبته الولى في سجن الوحدة‬
‫ما‬
‫والنفراد والحرمان الذي قد يفضي بها يو ً‬
‫إلى الترمل والعجز فاتق الله يا أخي‬
‫المسلم وأحسن إلى مولياتك كما أحسن‬
‫دا إلى مولياتهم بالمبادرة إلى‬
‫كثيرون ج ً‬
‫تزويجهن وتسهيل أمور الزواج وإعانتهم من‬
‫أموالهم لظهارهن بالمظهر المناسب‪،‬‬
‫ومنهم من يدفعون تكاليف الزواج والمهور‬
‫من جيوبهم لوجه الله حينما تكون أحوال‬
‫الزوج المادية تقتضي ذلك‪ ،‬ومنهم من إذا‬
‫شعر بحاجة ابنته أو موليته للزواج التمس‬
‫لها من أقاربه أو من غير أقاربه ممن‬
‫يفترس فيه الكفاءة والصلحية ويدفع المهر‬
‫من ماله وقد يؤمن لهما مع ذلك النفقة‬
‫والمسكن كل ذلك لراحة ابنته وإنقاذها من‬
‫زوبعة الوحدة والوساوس والفكار السوداء‬
‫والخواطر المتجهمة وليفوز بثواب إحسانه‬
‫عند الله حيث أحسن إليها بإخراجها إلى‬
‫‪6‬‬
‫‪0‬‬

‫ما‬
‫دنيا الحياة الزوجية فأصبحت زوجة وأ ً‬
‫ومدبرة في بيتها وراعية أمينة بعد أن كانت‬
‫معطلة مطمورة مقهورة معذبة وأحسن‬
‫إلى نفسه بحسن الختيار لها وسلم من‬
‫ظلمها وحرمانها ومآسيها ورعى المانة‬
‫وأصاب السنة والفطرة فأحسن الله إلى‬
‫كل من أحسن إلى موليته كهذا المحسن‬
‫ولم يوصد الباب دون الخطاب ولم يعرقل‬
‫زواجها لغراضه ومن يفعل ذلك فقد خان‬
‫أمانته وظلم نفسه وعرضها لعظم‬
‫مسؤولية أمام الله حينما يسأله تعالى لم‬
‫حرم موليته من الزواج الشرعي ومن‬
‫الذرية ومن معنويتها ومقامها في المجتمع‬
‫ولم أيمها وأرملها وحسرها وقسرها وأذلها‬
‫وأضاع نصيبها وحقوقها في الحياة وعرضها‬
‫للخطار والضرار والمراض والفكار ولم‬
‫خالف فيهن وصية رسول الله ‪ ‬القائل‪:‬‬
‫»استوصوا بالنساء خيًرا«)‪» :(1‬فإنهن‬
‫عوان عندكم ‪ -‬أي أسيرات ‪ -‬أخذتموهن‬
‫بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪6‬‬
‫‪1‬‬

‫الله«)‪ (1‬الحديث وقال‪» :‬خيركم خيركم‬


‫لهله وأنا خيركم لهلي«)‪ (2‬فهي وصية‬
‫نبوية شاملة لزمة المتثال لما تضمنه من‬
‫معاني السمو والعطف والرحمة وفيض‬
‫الحسان من نبي الرحمة ورسول‬
‫الهدى ‪.‬‬
‫)نهي النساء المؤمنات عن قص‬
‫)‪(3‬‬
‫شعورهن إل في الحج والعمرة(‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على‬
‫نبي الرحمة والهدى‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فقد نهى النبي ‪ ‬نساء المسلمات عن‬
‫التشبه بالرجال بلفظ اللعن الدال على أن‬
‫فعل ذلك حرام وكبيرة من كبائر الذنوب‬
‫وهذا عام فيما فيه مشابهة للرجال فيما‬
‫يختصون به سواء كان في اللباس أو‬
‫المشاركة لهم في العمال والمصانع‬
‫والمكاتب والمطابع ونحو ذلك أو في قص‬
‫الشعور ففي صحيح مسلم عن ابن عباس‬
‫)( رواه ابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الترمذي والدارمي وصححه اللباني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( كتبها الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاسم‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪6‬‬
‫‪2‬‬

‫قال‪» :‬لعن رسول الله ‪ ‬المتشبهين‬


‫من الرجال بالنساء والمتشبهات من‬
‫النساء بالرجال« فقص شعر المرأة منهي‬
‫عنه لعموم الحديث وقد مضت القرون‬
‫السابقة على محافظة المرأة على شعر‬
‫رأسها والعمل على تحسينه وتجميله‬
‫والرجال على إعفاء اللحي ثم حدثت‬
‫المشابهة المنهي عنها المخالفة لهدي النبي‬
‫‪ ‬وهدي أصحابه والسلف الصالح والقتداء‬
‫بأعداء السلم والمسلمين من اليهود‬
‫والنصارى والمشركين والملحدين ومن أدلة‬
‫النهي عن قص شعورهن ما في ذلك من‬
‫التشبه بأعداء السلم المنهي عنه والوعيد‬
‫على من فعل ذلك ففي المسند والسنن‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫»من تشبه بقوم فهو منهم« وهذا‬
‫التشبه في قص الشعر سواء كان من‬
‫المام المسمى بالقصة أو من جميع‬
‫الرأس‪ ،‬وطول شعر رأس المرأة من‬
‫مظاهر جمالها عند العرب أما قص شيء‬
‫قليل منه في الحج والعمرة فهو عبادة‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬

‫ومنسك وشعيرة من شعائر الحج وواجب‬


‫من واجباته ومع ذلك لم يسمح لهن إل‬
‫بقص شيء يسير منه ففي المسند عن ابن‬
‫عباس أن رسول الله ‪ ‬قال‪» :‬ليس على‬
‫النساء حلق إنما على النساء التقصير«‬
‫وعن ابن عمر أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬تجمع‬
‫رأسها وتأخذ قدر أنملة« رواه سعيد بن‬
‫منصور فإذا لم يرخص لهن إل بقص جزء‬
‫قليل في مناسك الحج والعمرة فما دليل‬
‫من أجاز لهم القص بل حدود حتى صارت‬
‫المرأة المسلمة مع السف كالبريطانية‬
‫والفرنسية والمريكية في لبساها وقص‬
‫شعرها وحذائها وأصباغها وتركت السنة‬
‫خلف ظهرها وتعرضت للوعيد الشديد والله‬
‫المستعان‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬

‫)تحريم اللباس الضيق والشفاف‬


‫والقصير على النساء(‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على‬
‫نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد‪:‬‬
‫فإن من جملة ما أخبر به النبي ‪ ‬من‬
‫المعجزات وحذر منه لبس الثياب القصيرة‬
‫والشفافة والضيقة مجاراة ومشابهة لعداء‬
‫السلم وسبًبا للفتنة والفساد لهل الجرام‬
‫والعقول الضعيفة وامتحاًنا لشرف المرأة‬
‫وكرامتها وفي ذلك الوعيد الشديد‪.‬‬
‫وهو ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪» :‬صنفان من أهل‬
‫النار لم أرهما قوم معهم سياط‬
‫كأذناب البقر يضربون بها الناس‬
‫ونساء كاسيات عاريات مائلت مميلت‬
‫رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ل‬
‫يدخلن الجنة ول يجدن ريحها وان‬
‫ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا«‪.‬‬
‫وعن أسامة بن زيد قال‪» :‬كساني‬
‫رسول الله ‪ ‬قبطية كانت مما أهداها‬
‫دحية الكلبي فكسوتها امرأتي« فقال‬
‫لي رسول الله ‪» :‬ما لك لم تلبس‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬

‫القبطية؟ قلت‪ :‬يا رسول الله كسوتها‬


‫امرأتي فقال رسول الله ‪ ‬مرها‬
‫فلتجعل تحتها غللة إني أخاف أن‬
‫تصف حجم عظامها« رواه أحمد‬
‫والبيهقي والطبراني وابن أبي شيبة قال‬
‫في المصباح القبطي بضم القاف ثوب‬
‫كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط‬
‫والغللة قال في التهذيب‪ :‬الثوب الذي‬
‫يلبس تحت الثياب‪.‬‬
‫وعن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫»بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى‬
‫يعبد الله وحده ل شريك له وجعل‬
‫رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل‬
‫والصغار على من خالف أمري ومن‬
‫تشبه بقوم فهو منهم« رواه أحمد وأبو‬
‫داوود والطبراني )وإسناده حسن قال شيخ‬
‫السلم ابن تيمية إسناده قوي(‪.‬‬
‫فدلت هذه الحاديث على تحريم الثياب‬
‫الضيقة التي تبين مقاطع وحجم أعضاء‬
‫المرأة ومحاسنها من الثديين ودقة الخصر‬
‫ونحو ذلك وعلى تحريم اللباس الذي يصف‬
‫لون البشرة من بياض وحمرة وسواد وعلى‬
‫‪6‬‬
‫‪6‬‬

‫تحريم التشبه بغير المسلمين من اليهود‬


‫والنصارى والمشركين والملحدين وأن هذه‬
‫الثياب محرمة سواء كانت للبيت أو خارجه‬
‫ضا على‬ ‫لطلق الحاديث في ذلك ودلت أي ً‬
‫الوعيد الشديد في ذلك وأن الواجب على‬
‫المرأة المسلمة تقوى الله سبحانه وأن ل‬
‫تعرض نفسها للفتنة بها وانتهاك عرضها‬
‫وشرفها في الدنيا والعذاب في الخرة فإنها‬
‫ل تطيقه ول تتحمله‪ .‬وأن على المسؤولين‬
‫منع المدرسات والطالبات من هذه اللبسة‬
‫الدخيلة على السلم والمسلمين المختلفة‬
‫السماء والمتفقة في معارضة هذه‬
‫الحاديث الثابتة عن النبي ‪ ‬وصلى الله‬
‫على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أحمد بن عبد الرحمن القاسم‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫)يتعين على ولي المر منع النساء‬


‫من التبرج والسفور(‬
‫قال ابن القيم رحمه الله إن ولي المر‬
‫يجب عليه أن يمنع من اختلط الرجال‬
‫بالنساء في السواق‪ ،‬والفرج‪ ،‬ومجامع‬
‫الرجال‪.‬‬
‫قال مالك رحمه الله ورضي عنه‪ :‬أرى‬
‫للمام أن يتقدم إلى الصناع في قعود‬
‫النساء إليهم‪ .‬وأرى أن ل يترك المرأة‬
‫الشابة تجلس إلى الصناع‪ .‬فأما المرأة‬
‫المتجالة والخادم الدون‪ ،‬التي ل تتهم على‬
‫القعود‪ ،‬ول يتهم من تقعد عنده‪ :‬فإني ل‬
‫سا‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫أرى بذلك بأ ً‬
‫فالمام مسئول عن ذلك‪ ،‬والفتنة به‬
‫عظيمة‪ .‬قال ‪» ‬ما تركت بعدي فتنة‬
‫أضر على الرجال من النساء« وفي‬
‫حديث آخر‪ :‬أنه قال للنساء »لكن حافات‬
‫الطريق«‪.‬‬
‫ويجب عليه منع النساء من الخروج‬
‫متزينات متجملت‪ ،‬ومنعهن من الثياب التي‬
‫يكن بها كاسيات عاريات‪ ،‬كالثياب الواسعة‬
‫‪6‬‬
‫‪8‬‬

‫والرقاق‪ .‬ومنعهن من حديث الرجال في‬


‫الطرقات‪ .‬ومنع الرجال من ذلك‪.‬‬
‫وإن رأى ولي المر أن يفسد على‬
‫المرأة ‪ -‬إذا تجملت وتزينت وخرجت ‪-‬‬
‫ثيابها بحبر ونحوه‪ ،‬فقد رخص في ذلك‬
‫بعض الفقهاء وأصاب‪ .‬وهذا من أدنى‬
‫عقوبتهن المالية‪.‬‬
‫وله أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج‬
‫من منزلها‪ ،‬ولسيما إذا خرجت متجملة‪ ،‬بل‬
‫إقرار النساء على ذلك إعانة لهن على الثم‬
‫والمعصية‪ .‬والله سائل ولي المر عن ذلك‪.‬‬
‫وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‬
‫‪ ‬النساء من المشي في طريق الرجال‪.‬‬
‫والختلط بهم في الطريق فعلى ولي المر‬
‫أن يقتدى به في ذلك‪.‬‬
‫وقال الخلل في جامعه‪ :‬أخبرني محمد‬
‫بن يحيى الكحال‪ :‬أنه قال لبي عبد الله‬
‫أرى الرجل السوء مع المرأة؟ قال‪ :‬صح‬
‫به‪ .‬وقد أخبر النبي ‪» :‬أن المرأة إذا‬
‫تطيبت وخرجت من بيتها فهي زانية«‪.‬‬
‫ويمنع المرأة إذا أصابت بخوًرا أن تشهد‬
‫عشاء الخرة في المسجد‪ .‬فقد قال النبي‬
‫‪6‬‬
‫‪9‬‬

‫‪» ‬المرأة إذا خرجت استشرفها‬


‫الشيطان«‪.‬‬
‫ول ريب أن تمكين النساء من اختلطهن‬
‫بالرجال‪ :‬أصل كل بلية وشر‪ .‬وهو من‬
‫أعظم أسباب نزول العقوبات العامة‪ ،‬كما‬
‫أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة‪.‬‬
‫واختلط الرجال بالنساء سبب لكثرة‬
‫الفواحش والزنا‪ .‬وهو من أسباب الموت‬
‫العام‪ ،‬والطواعين المتصلة‪.‬‬
‫ولما اختلط البغايا بعسكر موسى‪،‬‬
‫وفشت فيهم الفاحشة‪ :‬أرسل الله عليهم‬
‫الطاعون‪ ،‬فمات في يوم واحد سبعون ألًفا‪.‬‬
‫والقصة مشهورة في كتب التفاسير‪.‬‬
‫فمن أعظم أسباب الموت العام‪ :‬كثرة‬
‫الزنا‪ ،‬بسبب تمكين النساء من اختلطهن‬
‫بالرجال‪ ،‬والمشي بينهم متبرجات‬
‫متجملت‪ .‬ولو علم أولياء المر ما في ذلك‬
‫من فساد الدنيا والرعية ‪ -‬قبل الدين ‪-‬‬
‫لكانوا أشد شيء منعا لذلك‪.‬‬
‫قال عبد الله بن مسعود ‪» ‬إذا ظهر‬
‫الزنا في قرية أذن الله بهلكها«‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪0‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا إبراهيم بن‬


‫الشعث حدثنا عبد الرحمن بن زيد العمى‬
‫عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ما طفف قوم‬
‫كيل‪ ،‬ول بخسوا ميزاًنا‪ ،‬إل منعهم الله‬
‫عز وجل القطر‪ .‬ول ظهر في قوم‬
‫الزنا إل ظهر فيهم الموت‪ .‬ول ظهر‬
‫في قوم لوط إل ظهر فيهم الخسف‪.‬‬
‫وما ترك قوم المر بالمعروف والنهي‬
‫عن المنكر إل لم ترفع أعمالهم‪ ،‬ولم‬
‫يسمع دعاؤهم«‪.‬‬
‫)من كتاب الطرق‬
‫الحكمية‬
‫في السياسية‬
‫الشرعية(‬
‫لبن القيم ص ‪-280‬‬
‫‪.281‬‬
‫‪7‬‬
‫‪1‬‬

‫محاذير الكوافيرات‬
‫فتوى الشيخ‪ /‬محمد بن صالح‬
‫العثيمين فيها‬
‫فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪:‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫انتشر في الونة الخيرة ذهاب بعض‬
‫الفتيات إلى الكوافيرة وهي التي تصفف‬
‫الشعر على موضات مختلفة منها ما اشتهر‬
‫عند الفتيات بع )قصة كاريه( وهي قصة‬
‫أخذت من مجلة الزياء التايلندية المنتشرة‬
‫في السواق‪ ،‬ومنها تجعيد الشعر أي‬
‫تخشينه على الموضة المريكية‪ ،‬ول يخفى‬
‫عليكم أن ذلك تشبًها بالكافرات‪.‬‬
‫ومما تقوم به الكوافيرة وضع المساحيق‬
‫على الوجه وإزالة شعر الحاجبين وإزالة‬
‫الشعور الداخلية وكل ذلك يستغرق‬
‫الساعات الطويلة والمبالغ الطائلة مما‬
‫يصل إلى حد السراف والتبذير‪.‬‬
‫نرجو بيان حكم ذلك بالتفصيل لنتشاره‬
‫بين أكثر الفتيات‪ ،‬لعل الله ينقذ بفتواكم‬
‫هذه بعض فتياتنا اللتي انخدعن وجرين‬
‫‪7‬‬
‫‪2‬‬

‫وراء الموضة الغربية ونسين أو تناسين‬


‫أنهن مسلمات يرجون الجنة ويخفن من‬
‫النار‪ .‬وجزاكم الله خيًرا‪.‬‬
‫ل‪:‬‬‫فأجاب فضيلته قائ ً‬
‫الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم‬
‫على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه‬
‫أجمعين‪ .‬أما بعد‪ :‬فإنه يجب أن يعرف‬
‫النسان قبل الجابة على هذا السؤال أن‬
‫أعداء المسلمين يكيدون للسلم‬
‫والمسلمين من كل وجه وفي كل زمان‪.‬‬
‫ول يخفى علينا جميًعا أن الكفار استعمروا‬
‫كثيًرا من بلد السلم بقوة السلح‪ ،‬ولما‬
‫أخرجهم الله تعالى منها أرادوا أن يغزوها‬
‫بفساد الفكار والخلق‪ .‬والله عز وجل قد‬
‫بين في كتابه‪ ،‬ورسوله ‪ ‬قد بين في سنته‬
‫ما فيه التحذير من موافقة هؤلء الكفار في‬
‫أعمالهم مما يختص بهم‪ .‬قال الله عز وجل‪:‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ضّلوا ِ‬ ‫قدْ َ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ق ْ‬‫واءَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عوا أ َ ْ‬
‫ول ت َت ّب ِ ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ء‬
‫وا ِ‬ ‫س َ‬‫ن َ‬ ‫ع ْ‬‫ضّلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫ضّلوا ك َِثيًرا َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫ل َ‬‫قب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ها‬‫ل ‪ ‬وقال الله عز وجل‪َ :‬يا أي ّ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫وك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عد ُ ّ‬ ‫و َ‬‫وي َ‬ ‫عد ُ ّ‬‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫د‬
‫ق ْ‬‫و َ‬‫ة َ‬ ‫ودّ ِ‬‫م َ‬‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قو َ َ‬
‫ن إ ِلي ْ ِ‬ ‫ول َِياءَ ت ُل ْ ُ‬‫أ ْ‬
‫‪7‬‬
‫‪3‬‬

‫ق ‪ ‬وقال‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫كَ َ‬


‫َ‬
‫ذوا‬‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ول َِياءَ ب َ ْ‬ ‫صاَرى أ ْ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫هودَ َ‬ ‫ال ْي َ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫فإ ِن ّ ُ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ول ُ‬‫ن ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫م‬
‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ِ‬
‫ن ‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫وأنا أسوق هاتين اليتين ل لن هؤلء‬
‫يتخذون اليهود والنصارى أولياء ويتخذون‬
‫أعداء الله أولياء ولكن تشبههم بهم فيما‬
‫هم عليه من اللباس والهيئة يفضي إلى أن‬
‫يتخذوهم أولياء يحبونهم ويعظمونهم‬
‫ويتخطون خطاهم حيثما كانوا‪ .‬ولهذا حذر‬
‫النبي ‪ ‬من هذا المر وقال‪) :‬من تشبه‬
‫بقوم فهو منهم(‪.‬‬
‫صا الرجال ذوي‬ ‫فعلى المسلمين وخصو ً‬
‫اللباب والعقول عليهم أن يتقوا الله عز‬
‫وجل في هؤلء النساء اللتي وصفهن النبي‬
‫‪ ‬بقوله‪» :‬ما رأيت من ناقصات عقل‬
‫ودين أذهب للب الرجل الحازم من‬
‫إحداكن« يعني النساء‪.‬‬
‫فعلى الرجال أن يمنعوا هؤلء النساء من‬
‫السير وراء هذه الموضات الحادثة التي أراد‬
‫‪7‬‬
‫‪4‬‬

‫بها محدثوها وجالبوها إلينا أن ننسى الله‬


‫عز وجل‪ ،‬وأن ننسى ما خلقنا له وأن ل‬
‫يكون همنا إل التشبث بهذه الشياء‬
‫والفتتان بهذه الزياء التي ل تجر إلينا إل‬
‫البلء والشر والفساد وكون النسان ل يهمه‬
‫في هذه الحياة إل أن يشبع رغبته من‬
‫شهوة فرجه وبطنه‪.‬‬
‫وأرى أن هذه الكوافيرات فيها عدة‬
‫محاذير‪:‬‬
‫* المحذور الول‪ :‬ما تفعله الكوافيرات‬
‫من التحلية بحلي الكفار في الشعر وغيره‪،‬‬
‫ومن المعلوم أن ذلك محرم لنه من‬
‫التشبه بهم ومن تشبه بقوم فهو منهم‪ ،‬كما‬
‫ثبت فيه الحديث عن رسول الله ‪.‬‬
‫* المحذور الثاني‪ :‬أن عملهن كما ذكر‬
‫السائل يكون فيه النمص‪ ،‬والنمص قد لعن‬
‫النبي ‪ ‬فاعله فلعن النامصة والمتنمصة‪.‬‬
‫واللعن هو الطرد والبعاد عن رحمة الله‪.‬‬
‫ول أعتقد أن مؤمنا أو مؤمنة يرضى أن‬
‫يفعل فعل ً يكون سبًبا لطرده وإبعاده من‬
‫رحمة الله عز وجل‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪5‬‬

‫* المحذور الثالث‪ :‬أن في هذا إضاعة‬


‫لمال كثير بدون فائدة‪ .‬بل إضاعة لمال‬
‫كثير لما فيه مضرة‪ .‬فالمرأة المصففة‬
‫للشعور المحولة لشعور المؤمنات إلى مثل‬
‫شعور الكافرات أو الفاجرات تأخذ منا‬
‫أموال ً كثيرة طائلة‪ ،‬ل نجني منها ثمرة‬
‫سوى التحول إلى موضات قد تكون‬
‫مدمرة‪.‬‬
‫* المحذور الرابع‪ :‬أن في ذلك تنمية‬
‫لفكار النساء أن يتخذن مثل هذه الحلي‬
‫التي يتمتع بها نساء الكافرين‪ ،‬حتى تميل‬
‫المرأة بعد ذلك إلى ما هو أعظم من هذا‬
‫المر من تحلل وفساد في الخلق‪.‬‬
‫* المحذور الخامس‪ :‬أنه كما ذكر السائل‬
‫أن هذه الكوافيرات يفعلن بالنساء من هتك‬
‫العورات ما ل حاجة إليه فإن هذه الكوافيرة‬
‫تمر ما يسمونه بالحلوة على أفخاذ المرأة‬
‫وعلى ما حول قُُبلها حتى تطلع عليه بدون‬
‫حاجة‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن النبي ‪ ‬نهى أن تنظر‬
‫المرأة إلى عورة المرأة‪ .‬إل إذا كان هناك‬
‫حاجة تدعو إلى النظر‪ ،‬وهذا ليس بحاجة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬

‫ثم ما الفائدة من أن نجعل المرأة كأنها‬


‫صورة من المطاط ليس فيها شيء من‬
‫الشعر‪ .‬وما يدرينا لعل في إزالة الشعر‬
‫الذي أنبته الله بحكمته مضرة على الجلد‬
‫ولو على المدى البعيد‪.‬‬
‫ثم ما يدرينا لعل الصواب قول من‬
‫يقول‪ :‬إن إزالة الشعر من الساقين‬
‫والفخذين والبطن ل تجوز لن هذا الشعر‬
‫من خلق الله عز وجل وإزالته من تغيير‬
‫خلق الله‪ .‬وقد أخبر الله عز وجل أن تغيير‬
‫خلق الله من اتباع أوامر الشيطان‪ .‬ولم‬
‫يأمر الله تعالى ول رسوله بإزالة هذا‬
‫الشعر‪ .‬فالصل أنه محرم ل يزال‪ ،‬هكذا‬
‫ذهب إليه بعض أهل العلم‪ .‬والذين قالوا‬
‫بالجواز ل يقولون إن إزالته وإبقاءه على‬
‫حد سواء بل الورع والولى أل يزال هذا‬
‫الشعر‪ ،‬وإن كان ليس بحرام لن دليل‬
‫تحريمه ليس بذاك القوى‪.‬‬
‫وإنني أؤكد النصيحة على الرجال وعلى‬
‫النساء أل ينخدعوا في هذه المور‪ .‬وأرى‬
‫أنه تجب مقاطعة هذه الكوافيرات‪ ،‬وأن‬
‫تقتصر النساء على التجمل بما ل يكون‬
‫‪7‬‬
‫‪7‬‬

‫مضًرا في الدين موقًعا في الحرام بالتشبه‬


‫بالكفار‪.‬‬
‫وإذا أراد الله سبحانه وتعالى المحبة بين‬
‫الزوجين فإنها ل تحصل بمعاصي الله‪ ،‬وإنما‬
‫تحصل بطاعة الله‪ ،‬والتزام ما فيه الحياء‬
‫والحشمة‪.‬‬
‫وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي‬
‫شعبنا من كيد أعدائنا‪ ،‬وأن يردنا إلى ما‬
‫كان عليه سلفنا الصالح من الحشمة‬
‫والحياء‪ ،‬إنه جواد كريم والله الموفق‪.‬‬
‫أحكام تختص بالتزين الجسمي‬
‫للمرأة‬
‫‪ -1‬يطلب منها أن تفعل من خصال‬
‫الفطرة ما يختص بها ويليق بها من قص‬
‫الظافر وتعاهدها‪ .‬لن تقليم الظافر سنة‬
‫بإجماع أهل العلم لنه من خصال الفطرة‬
‫الواردة في الحديث ولما في إزالتها من‬
‫النظافة والحسن‪ .‬وما في بقائها طويلة من‬
‫التشويه والتشبه بالسباع وتراكم الوساخ‬
‫تحتها ومنع وصول ماء الوضوء إلى ما‬
‫تحتها‪ .‬وبعض المسلمات قد ابتلين بتطويل‬
‫دا للكافرات وجهل ً بالسنة‪.‬‬‫الظافر تقلي ً‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫ويسن للمرأة إزالة شعر البطين والعانة‬


‫عمل ً بالحديث الوارد في ذلك ولما فيه من‬
‫التجمل‪ .‬والحسن أن يكون ذلك كل أسبوع‬
‫أول ً يترك أكثر من أربعين يو ً‬
‫ما‪.‬‬
‫‪ -1‬ما يطلب منها وما تمنع منه في شعر‬
‫رأسها وشعر حاجبيها وحكم الخضاب وصبغ‬
‫الشعر‪:‬‬
‫أ‪ -‬يطلب من المسلمة توفير شعر رأسها‬
‫ويحرم عليها حلقه إل من ضرورة‪ .‬قال‬
‫الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي‬
‫الديار السعودية رحمه الله‪ :‬وأما شعر‬
‫رءوس النساء فل يجوز حلقه لما رواه‬
‫النسائي في سننه بسنده عن علي ‪.‬‬
‫ورواه البزار بسنده في مسنده عن عثمان‬
‫‪ .‬ورواه ابن جرير بسنده عن عكرمة ‪‬‬
‫قالوا‪ :‬نهى رسول الله ‪ ‬أن تحلق المرأة‬
‫رأسها‪ .‬والنهي إذا جاء عن النبي ‪ ‬فإنه‬
‫يقتضي التحريم ما لم يرد له معارض‪ .‬قال‬
‫ي قاري في المرقاة شرح المشكاة‪:‬‬ ‫مل ّ عل ّ‬
‫قوله‪) :‬أن تحلق المرأة رأسها( وذلك لن‬
‫الذوائب للنساء كاللحي للرجال في الهيئة‬
‫والجمال انتهى‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪9‬‬

‫وأما قص المرأة شعر رأسها فإن كان‬


‫لحاجة غير الزينة كأن تعجز عن مؤنته أو‬
‫يطول كثيًرا ويشق عليها فل بأس بقصه‬
‫بقدر الحاجة‪ .‬كما كان بعض أزواج النبي ‪‬‬
‫يفعلنه بعد وفاته لتركهن التزين بعد وفاته‬
‫‪ ‬واستغنائهن عن تطويل الشعر‪.‬‬
‫وأما إن كان قصد المرأة من قص‬
‫شعرها هو التشبه بالكافرات والفاسقات أو‬
‫التشبه بالرجال فهذا محرم بل شك للنهي‬
‫ما وعن تشبه‬ ‫عن التشبه بالكفار عمو ً‬
‫المرأة بالرجال ‪ -‬وإن كان القصد منه‬
‫التزين فالذي يظهر لي أنه ل يجوز‪ .‬قال‬
‫شيخنا الشيخ محمد المين الشنقيطي‬
‫رحمه الله في أضواء البيان‪) :‬إن العرف‬
‫الذي صار جاريا في كثير من البلد بقطع‬
‫المرأة شعر رأسها إلى قرب أصوله سنة‬
‫إفرنجية مخالفة لما كان عليه نساء‬
‫المسلمين ونساء العرب قبل السلم‪ .‬فهو‬
‫من جملة النحرافات التي عمت البلوى بها‬
‫في الدين والخلق والسمت وغير ذلك‪ .‬ثم‬
‫أجاب عن حديث‪ :‬أن أزواج النبي ‪ ‬يأخذ‬
‫من رؤوسه حتى تكون كالوفرة‪ .‬بأن أزواج‬
‫‪8‬‬
‫‪0‬‬

‫النبي ‪ ‬إنما قصرن رؤوسهن بعد وفاته ‪‬‬


‫لنهن كن يتجملن في حياته ومن أجمل‬
‫زينتهن شعورهن‪ .‬أما بعد وفاته ‪ ‬فلهن‬
‫حكم خاص بهنا ل تشاركهن فيه امرأة‬
‫واحدة من نساء جميع أهل الرض وهو‬
‫عا كلًيا من التزويج‬ ‫انقطاع أملهن انقطا ً‬
‫ويأسهن منه اليأس الذي ل يمكن أن‬
‫يخالطه طمع‪ .‬فهن كالمعتدات المحبوسات‬
‫ما‬
‫و َ‬‫بسببه ‪ ‬إلى الموت قال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫كان ل َك ُ َ‬
‫ن‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ذوا َر ُ‬ ‫ؤ ُ‬‫ن تُ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت َن ْكحوا أ َزواجه من بعد َ‬
‫م‬‫ن ذَل ِك ُ ْ‬ ‫دا إ ِ ّ‬
‫ه أب َ ً‬‫ْ َ َ ُ ِ ْ َ ْ ِ ِ‬ ‫ِ ُ‬
‫ما ‪ ‬واليأس من‬ ‫ظي ً‬‫ع ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْدَ الل ِ‬
‫ن ِ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫الرجال بالكلية قد يكون سبًبا للترخيص في‬
‫الخلل بأشياء من الزينة ل تحل لغير ذلك‬
‫السبب‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫فعلى المرأة أن تحتفظ بشعر رأسها‬
‫وتعتني به وتجعله ضفائر‪ ،‬ول يجوز لها‬
‫جمعه فوق الرأس أو من ناحية القفا‪ .‬قال‬
‫شيخ السلم ابن تيمية في مجموع الفتاوى‬
‫)‪ (22/145‬كما يقصد بعض البغايا أن تضفر‬
‫دا مسدول ً بين الكتفين‪.‬‬ ‫شعرها ضفيًرا واح ً‬
‫وقال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬

‫السعودية‪ :‬وأما ما يفعله بعض نساء‬


‫المسلمين في هذا الزمن من فرق شعر‬
‫الرأس من جانب وجمعه من ناحية القفا أو‬
‫جعله فوق الرأس كما تفعله نساء الفرنج‬
‫فهذا ل يجوز لما فيه من التشبه بنساء‬
‫الكفار‪ .‬وعن أبي هريرة ‪ ‬في حديث‬
‫طويل‪ .‬قال قال رسول الله ‪» :‬صنفان‬
‫من أهل النار لم أرهما ‪ -‬قوم معهم‬
‫سياط كأذناب البقر يضربون بها‬
‫الناس‪ .‬ونساء كاسيات عاريات‪ ،‬مائلت‬
‫مميلت‪ .‬رؤوسهن كأسنمة البخت‬
‫العجاف ل يدخلن الجنة ول يجدن‬
‫ريحها‪ ،‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة‬
‫كذا وكذا« رواه مسلم‪ .‬وقد فسر بعض‬
‫العلماء قوله‪) :‬مائلت مميلت( بأنهن‬
‫يتمشطن المشطة الميل‪ .‬وهو مشطة‬
‫البغايا‪ .‬ويمشطن غيرهن تلك المشطة‪.‬‬
‫وهذه مشطة نساء الفرنج ومن يحذو‬
‫حذوهن من نساء المسلمين‪.‬‬
‫وكما تمنع المرأة المسلمة من حلق‬
‫شعر رأسها أو قصه من غير حاجة فإنها‬
‫تمنع من وصله والزيادة عليه بشعر آخر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪2‬‬

‫لما في الصحيحين‪» :‬لعن رسول الله ‪‬‬


‫الواصلة والمستوصلة« والواصلة هي‬
‫التي تصل شعرها بشعر غيرها‪.‬‬
‫والمستوصلة هي التي يعمل بها ذلك‪ .‬لما‬
‫في ذلك من التزوير‪ .‬ومن الوصل المحرم‬
‫لبس الباروكة المعروفة في هذا الزمان‪.‬‬
‫روى البخاري ومسلم وغيرهما‪ :‬أن‬
‫معاوية ‪ ‬خطب لما قدم المدينة وأخرج‬
‫كبة من شعر‪ .‬أو قصة من شعر فقال‪ :‬ما‬
‫بال نسائكم يجعلن في رؤوسهن مثل هذا‪.‬‬
‫سمعت رسول الله ‪ ‬يقول‪» :‬ما من‬
‫امرأة تجعل في رأسها شعًرا من شعر‬
‫غيرها إل كان زوًرا« والباروكة شعر‬
‫صناعي يشبه شعر الرأس وفي لبسها‬
‫تزوير‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويحرم على المرأة المسلمة إزالة‬
‫شعر الحاجبين أو إزالة بعضه بأي وسيلة‬
‫من الحلق أو القص أو استعمال المادة‬
‫المزيلة له أو لبعضه‪ .‬لن هذا هو النمص‬
‫الذي لعن النبي ‪ ‬من فعلته فقد‬
‫لعن ‪ ‬النامصة والمتنمصة؛ والنامصة هي‬
‫التي تزيل شعر حاجبيها أو بعضه للزينة في‬
‫‪8‬‬
‫‪3‬‬

‫زعمها‪ .‬والمتنمصة التي يفعل بها ذلك‪.‬‬


‫وهذا من تغيير خلق الله الذي تعهد‬
‫الشيطان أن يأمر به بني آدم حيث قال كما‬
‫ن‬ ‫فل َي ُ َ‬
‫غي ُّر ّ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫وَل ُ‬
‫مَرن ّ ُ‬ ‫حكاه الله عنه ‪َ ‬‬
‫ه ‪ ‬في الصحيح عن ابن مسعود‬ ‫خل ْ َ‬
‫ق الل ِ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬أنه قال‪» :‬لعن الله الواشمات‬
‫والمستوشمات والنامصات‬
‫والمتنمصات والمتفلجات للحسن‬
‫المغيرات خلق الله عز وجل«‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫أل ألعن من لعن رسول الله ‪ ‬وهو في‬
‫ما‬
‫و َ‬‫كتاب الله عز وجل؟! يعني قوله‪َ  :‬‬
‫ه‬
‫عن ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫هاك ُ ْ‬
‫ما ن َ َ‬
‫و َ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ُ‬ ‫سو ُ‬
‫م الّر ُ‬‫آَتاك ُ ُ‬
‫هوا ‪.‬‬ ‫َ‬
‫فان ْت َ ُ‬
‫ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره )‪(2/359‬‬
‫طبعة دار الندلس‪ .‬وقد ابتلى بهذه الفة‬
‫الخطيرة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب‬
‫كثير من النساء اليوم حتى أصبح النمص‬
‫كأنه من الضروريات اليومية‪ .‬ل يجوز لها أن‬
‫تطيع زوجها إذا أمرها بذلك لنه معصية‪.‬‬
‫ج‪ -‬ويحرم على المرأة تفليج أسنانها‬
‫للحسن بأن تبردها بالمبرد حتى تحدث بينها‬
‫‪8‬‬
‫‪4‬‬

‫فرجا يسيرة رغبة في التحسين‪ .‬أما إذا‬


‫كانت السنان فيها تشويه وتحتاج إلى‬
‫عملية تعديل لزالة هذا التشويه‪ .‬أو فيها‬
‫تسوس واحتاجت إلى إصلحها من أجل‬
‫إزالة ذلك فل بأس‪ ،‬لن هذا من باب العلج‬
‫وإزالة التشويه ويكون ذلك على يد طبيبة‬
‫مختصة‪.‬‬
‫د‪ -‬ويحرم على المرأة عمل الوشم في‬
‫جسمها ‪ -‬لن النبي ‪ ‬لعن الواشمة‬
‫والمستوشمة ‪ -‬والواشمة هي التي تغرز‬
‫اليد أو الوجه بالبر ثم تحشو ذلك المكان‬
‫بالكحل أو المداد‪ .‬والمستوشمة هي التي‬
‫يفعل بها ذلك‪ .‬وهذا عمل محرم وكبيرة من‬
‫كبائر الذنوب‪ .‬لن النبي ‪ ‬لعن من فعلته‬
‫أو فعل بها‪ .‬واللعن ل يكون إل على كبيرة‬
‫من الكبائر‪.‬‬
‫ه‪ -‬حكم الخضاب للنساء وصبغ الشعر‪.‬‬
‫‪ -1‬الخضاب‪ :‬قال المام النووي في‬
‫المجموع )‪ :(1/324‬أما خضاب اليدين‬
‫والرجلين بالحناء فمستحب للمتزوجة من‬
‫النساء للحاديث المشهورة فيه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫يشير إلى ما رواه أبو داود‪ :‬أن امرأة سألت‬
‫‪8‬‬
‫‪5‬‬

‫عائشة رضي الله عنها عن خضاب الحناء‬


‫فقالت ل بأس به‪ .‬ولكني أكرهه‪ .‬فإن حبي‬
‫رسول الله ‪ ‬كان يكره ريحه‪ .‬ورواه‬
‫النسائي‪ :‬وعنها رضي الله عنها قالت‪:‬‬
‫أومأت امرأة من وراء ستر بيدها كتاب إلى‬
‫رسول الله ‪ ‬فقبض النبي ‪ ‬يده وقال‪:‬‬
‫»ما أدري أيد رجل أم يد امرأة؟!«‬
‫قالت‪ :‬بل يد امرأة‪ .‬قال‪» :‬لو كنت امرأة‬
‫لغيرت أظفارك« يعني الحناء‪ .‬أخرجه أبو‬
‫داود والنسائي‪ .‬لكن ل تصبغ أظفارها بما‬
‫يتجمد عليها ويمنع الطهارة‪.‬‬
‫‪ -2‬وأما صبغ المرأة شعر رأسها فإن‬
‫كان شيًبا فإنها تصبغه بغير السواد لعموم‬
‫نهيه ‪ ‬عن الصبغ بالسواد‪ .‬قال المام‬
‫النووي في رياض الصالحين صفحة ‪626‬‬
‫باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب‬
‫شعرهما بالسواد‪ .‬قال في المجموع )‬
‫‪ (1/324‬ول فرق في المنع من الخضاب‬
‫بالسواد بين الرجل والمرأة‪ ،‬هذا مذهبنا‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬وأما صبغ المرأة لشعر رأسها‬
‫السود ليتحول إلى لون آخر فالذي أرى أن‬
‫هذا ل يجوز لنه ل داعي في ذلك تشبًها‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬

‫بالكافرات‪ .‬ويباح للمرأة أن تتحلى من‬


‫الذهب والفضة بما جرت به العادة وهذا‬
‫بإجماع العلماء‪ .‬لكن ل يجوز لها أن تظهر‬
‫حليها للرجال غير المحارم بل تستره‬
‫صا عند الخروج من البيت والتعرض‬ ‫خصو ً‬
‫لنظر الرجال إليها لن ذلك فتنة‪ .‬وقد نهيت‬
‫أن تسمع الرجال صوت حليها الذي في‬
‫رجلها تحت الثياب فكيف بالحلي الظاهر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬

‫)شرعية احتجاب القواعد من النساء‬


‫بالخمار عن الجانب(‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم‬
‫على نبي الرحمة والهدى وعلى آله‬
‫وأصحابه أجمعين وبعد يقول تعالى‪ :‬‬
‫ء اللِتي ل‬ ‫سا ِ‬‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫عد ُ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ق َ‬‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫س َ َ‬
‫ن‬‫حأ ْ‬ ‫جَنا ٌ‬ ‫ن ُ‬‫ه ّ‬‫علي ْ ِ‬ ‫فل َي ْ َ‬
‫حا َ‬ ‫كا ً‬ ‫ن نِ َ‬ ‫جو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫ة‬
‫زين َ ٍ‬
‫ت بِ ِ‬‫جا ٍ‬ ‫مت َب َّر َ‬‫غي َْر ُ‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن ث َِياب َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫يَ َ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ُ‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ع ِ‬‫ست َ ْ‬‫ن يَ ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫م ‪ ‬وقد فسر الصحابة رضي الله‬ ‫)‪(1‬‬
‫عِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫عنهم الذين شاهدوا الوحي والتنزيل وهم‬
‫أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسوله ‪‬‬
‫الية بأن المرأة إذا بلغت سن الياس‬
‫فارتفع حيضها لكبرها وطابت نفسها عن‬
‫الزواج وذهب جمالها أن تخفف من لباسها‬
‫لعدم الرغبة فيها في الغالب فتترك‬
‫الجلباب كالعباءة أو الرداء وتقتصر على‬
‫تغطية وجهها مع سعة ثيابها وطولها أما أن‬
‫تكشف وجهها وتترك الحجاب فهذا لم يرد‬
‫فعله في عهد النبي ‪ ‬وعهد خلفائه‬

‫)( سورة النور‪ ،‬آية ‪.60‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪8‬‬
‫‪8‬‬

‫والسلف والصالح ولو جاز ذلك لكان قسم‬


‫كبير من الصحابيات والتابعات يكشفن‬
‫وجوههن وإليك الثار عن الصحابة في‬
‫تفسير الية الكريمة فعن ابن عباس قال‪:‬‬
‫المرأة ل جناح عليها أن تجلس في بيتها‬
‫بدرع وخمار وتضع عنها الجلباب ما لم‬
‫تتبرج لما يكرهه الله‪ ،‬رواه ابن المنذر وابن‬
‫أبي حاتم والبيهقي وعن ابن مسعود في‬
‫قوله »فليس عليهن جناح أن يضعن‬
‫ثيابهن« قال الجلباب أو الرداء رواه ابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي‬
‫وعن مجاهد في قوله‪) :‬وأن يستعففن خير‬
‫لهن( قال يلبسن جلبيبهن رواه ابن المنذر‬
‫وابن أبي حاتم قال ابن كثير رحمه الله‬
‫وكذلك روي عن ابن عباس وابن عمر‬
‫ومجاهد وسعيد بن جبير وأبي الشعثاء‬
‫وإبراهيم النخعي والحسن وقتادة والزهري‬
‫والوزاعي وغيرهم وقال أبو صالح تضع‬
‫الجلباب وتقوم بين يدي الرجل في الدرع‬
‫والخمار وقال ابن الجوزي قوله‪) :‬أن يضعن‬
‫ثيابهن( أي عند الرجال ويعني بالثياب‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫الجلباب والرداء والقناع الذي فوق الخمار‬


‫وهذا المراد بالثياب ل جميع الثياب وإنما‬
‫ذكرنا هذا لن بعض المفتين سامحهم الله‬
‫يفتون بجواز السفور لكبيرات السن مع‬
‫مخالفة ذلك للثار السابقة المفسرة للية‬
‫الكريمة وفق الله الجميع لهدي كتابه وسنة‬
‫رسوله ‪ ‬والله أعلم وصلى الله على نبينا‬
‫محمد آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أحمد بن عبد الرحمن القاسم‬
‫‪9‬‬
‫‪0‬‬

‫حكمة السلم في تعدد الزوجات‬


‫السلم دين عالمي شامل كامل يصلح‬
‫لكل العصور والمكنة‪ .‬لذا فقد أباح السلم‬
‫تعدد الزوجات ذلك أن الظروف قد تقتضي‬
‫التعدد لصالح الذكر أو النثى أو كليهما فالله‬
‫تعالى أعلم بما يصلح خلقه فهو المتصف‬
‫بالعلم المطلق ول يصف الدواء إل من علم‬
‫ما‬
‫حوا َ‬ ‫فان ْك ِ ُ‬‫الداء‪ .‬قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ث‬‫وُثل َ‬ ‫مث َْنى َ‬ ‫ء َ‬ ‫سا ِ‬
‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬‫طا َ‬‫َ‬
‫ة‬
‫حد َ ً‬‫وا ِ‬ ‫دُلوا َ‬ ‫َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ع َ‬
‫ف َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م أل ت َ ْ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫وُرَبا َ‬‫َ‬
‫‪ (1)‬وعن عمير السدي قال‪) :‬أسلمت‬
‫وعندي ثمان نسوة فأتيت الرسول ‪‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فذكرت له ذلك فقال‪ :‬اختر منهن أربًعا(‬
‫وقال ‪» :‬وأتزوج النساء فمن رغب‬
‫عن سنتي فليس مني«)‪ (3‬وقد أكثر من‬
‫الزوجات وعدد الصحابة والتابعون ومن جاء‬
‫بعدهم من أهل العلم وممن عدد نساءه‬
‫الحسين‪ .‬وابن عمر رضي الله عنهما‬

‫)( الية رقم ‪ 3‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أبو داود وابن ماجة وحسععن إسععناده ابععن‬ ‫‪2‬‬

‫كثير‪.‬‬
‫)( جزء من حديث رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪9‬‬
‫‪1‬‬

‫وغيرهما كثير‪.‬‬
‫)فهذا سيدنا عمر ‪ ‬يعرض ابنته حفصة‬
‫على أبي بكر الصديق مع أن عنده امرأة‬
‫تدعى أم رومان( ولم تكن زوجة أبي بكر‬
‫مريضة ول عاقًرا‪.‬‬
‫ول يحق للنثى والذكر العتراض على‬
‫مشروعية التعدد فذلك اعتراض على‬
‫المشرع الخالق الواحد الحد سبحانه‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫و ُ‬
‫ل َ‬‫ع ُ‬ ‫ف َ‬‫ما ي َ ْ‬
‫ع ّ‬‫ل َ‬‫سأ َ ُ‬ ‫وتعالى‪ :‬ل ي ُ ْ‬
‫ي َ‬
‫ن ‪ ‬سورة النبياء آية ‪.23‬‬ ‫سأُلو َ‬
‫ُ ْ‬
‫فكما أن المريض ل يحق له العتراض‬
‫على الصحيح‪ .‬وكذلك الفقير ل يحق له‬
‫العتراض على الغني‪ .‬وكذلك المشوه‬
‫الخلقة ل يحق له العتراض على السليم‬
‫وكذلك العقيم ل يحق له العتراض على‬
‫من يولد له‪ .‬وهكذا مما ل يعلم حكمته إل‬
‫الله فكذلك التعدد ل يعترض عليه ول تشوه‬
‫صورته أمام الناس‪ .‬لن به حكم وفوائد‬
‫منها ما نعلمه ومنها ما نجهله‪ .‬ولما تمنى‬
‫بعض النساء ما يخص الرجال نزل قوله‬
‫ه‬
‫ه بِ ِ‬‫ل الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما َ‬‫وا َ‬
‫من ّ ْ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ول ت َت َ َ‬
‫‪9‬‬
‫‪2‬‬

‫ما‬‫م ّ‬
‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬‫جا ِ‬
‫ض ِللّر َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلى ب َ ْ‬‫م َ‬‫ضك ُ ْ‬‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن‬
‫سب ْ َ‬‫ما اك ْت َ َ‬‫م ّ‬‫ب ِ‬‫صي ٌ‬ ‫ء نَ ِ‬
‫سا ِ‬ ‫وِللن ّ َ‬
‫سُبوا َ‬ ‫اك ْت َ َ‬
‫وا َ‬
‫ه ‪ (1)‬والذي‬ ‫ضل ِ ِ‬
‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سأُلوا الل َ‬ ‫َ ْ‬
‫يظهر لنا بعلمنا القاصر أن التعدد تقضيه‬
‫الحياة خاصة لفئة من الناس أعطاهم الله‬
‫نعمة الدين والعقل والصحة والمال وفي‬
‫الغالب أن الرجال لهم النصيب الوفر من‬
‫هذه النعم‪ .‬ولذا جعل التعدد من نصيبهم‬
‫دون النساء‪ .‬فلو أخذنا تركيب الرجل‬
‫النفسي والجسمي والعضوي وما كلفه الله‬
‫به من العمل لوجدناه أحق بالتعدد‪ .‬وإليك‬
‫تفصيل ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬لو جمع الرجل أكثر من امرأة بعقد‬
‫شرعي لما حصل اختلط في النساب‬
‫بخلف العكس‪ .‬فجهاز الرجل التناسلي‬
‫يؤهله لذلك بخلف المرأة‪.‬‬
‫‪ -2‬التركيب الجسمي للرجل أصح من‬
‫المرأة في الغالب فبحكم طبيعة عمله‬
‫وخلوه من الحيض والنفاس والحمل‬
‫والرضاع فيكون جسمه أصح من المرأة‬

‫)( الية رقم ‪ 32‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪9‬‬
‫‪3‬‬

‫التي قضى الله عليها بالحمل والحيض‬


‫والنفاس والولدة والرضاع‪ ،‬والرجل في‬
‫الغالب يتحكم بعقله وبواسطته يستطيع‬
‫إدارة امرأتين وثلث وأربع وهذا بخلف من‬
‫تتحكم فيه العاطفة التي يحتاج إليها لتربية‬
‫الطفال والحنان عليهم ولذلك نجد النساء‬
‫ل يصمدن أمام المشاهد المؤثرة وينسين‬
‫سريًعا ويبكين لتفه السباب‪ .‬ومن هنا‬
‫جاءت شهادتها فيما ل يطلع عليه في‬
‫الغالب إل الرجال على النصف من شهادة‬
‫الرجل كالبيع والشراء ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬وشرع الجهاد بحق الرجال دون‬
‫النساء حيث الجهاد فيه دماء وجثث ل‬
‫يتحمل منظرها كثير من النساء‪.‬‬
‫‪ -4‬الرجل في الغالب يتمكن من النجاب‬
‫إلى سن متأخرة من حياته بخلف النساء‬
‫فإنهن يتوقفن عن النجاب في سن مبكرة‬
‫المعروف بسن الياس‪ .‬فالبعض منهن في‬
‫الربعين والبعض في الخامسة والربعين‬
‫والغالب في الخمسين من عمرها‪.‬‬
‫‪ -5‬ويوجد بعض الرجال أعطاهم الله‬
‫قدرة جنسية زائدة ومعلوم ما يطرأ على‬
‫‪9‬‬
‫‪4‬‬

‫المرأة من حيض وحمل ونفاس فالتعدد‬


‫يساعد على حل المشكلة‪ .‬ويرى المام‬
‫أحمد بن حنبل في زمانه أن يتزوج الرجل‬
‫أربًعا‪.‬‬
‫‪ -6‬حسب الحصاءات ثبت أن موت‬
‫الرجال أكثر من النساء بسبب الحوادث‬
‫والحروب التي يتعرض لها الرجال أكثر من‬
‫النساء مما يترتب عليه بقاء نسبة الناث‬
‫أكثر من نسبة الرجال فل حل لهذه‬
‫المشكلة إل بالتعدد يضاف إلى ذلك أن‬
‫نسبة مواليد الناث أكثر من الذكور مما‬
‫يضاعف المشكلة حتى يعلم أنه ليس من‬
‫علج إل بالتعدد مع وجود نسبة قليلة من‬
‫الرجال ل يتزوجون ألبتة بسبب ظروف‬
‫النفقة وغيرها‪ .‬وبعضهم يؤخر الزواج إلى‬
‫سن متأخرة بخلف الفتاة التي تكون‬
‫مستعدة للزواج في سن مبكرة‪.‬‬
‫‪ -7‬الرجل بحكم اختلطه بالناس‪ .‬قد‬
‫ما يبحث الناس عنه‬ ‫ما أو عال ً‬
‫يكون كري ً‬
‫لعلمه أو صاحب جاه‪ .‬أو تكون طبيعة عمله‬
‫يحتاج إلى من يساعده‪ .‬فالرجل في تلك‬
‫الحوال بحاجة إلى عدد من النساء يتكاتفن‬
‫‪9‬‬
‫‪5‬‬

‫في العناية بشؤون الولد من جهة وتقديم‬


‫الخدمة الكاملة للرجل من جهة أخرى‬
‫فالتعدد يحل كثيًرا من مثل هذه المشكلت‪.‬‬
‫‪ -8‬كذلك ما يطرأ على المرأة من عقم‬
‫أو مرض ونحوهما من مثل كراهته لها أو‬
‫حبه لغيرها ونحو ذلك فأيهما أولى‪ .‬التعدد‪.‬‬
‫أم الطلق‪ .‬الحقيقة أن التعدد أفضل بكثير‬
‫للمرأة الولى والثانية‪ .‬أما الولى فسلمت‬
‫من الطلق‪ .‬والثانية استفادت من هذا‬
‫الرجل الناضج في دينه وعقله وماله‪ .‬وربما‬
‫كانت المرأة الثانية مطلقة أو أرملة أو‬
‫سا أو بها عيب خلقي ونحو ذلك‪.‬‬ ‫عان ً‬
‫ولنفرض أن الولى سليمة من العقم‬
‫والمرض‪ .‬نسألها يا مسلمة أين التجرد عن‬
‫النانية أين اليثار أين التضحية أين الخوة‬
‫السلمية؟!‬
‫ونوجه السؤال كذلك للمرأة الثانية‬
‫المترددة في قبول الرجل المتزوج أين‬
‫اليثار أين التضحية أين الخوة السلمية؟‬
‫ولربما فتح الله للولى والثانية والزوج خيًرا‬
‫كثيًرا وسعة في الرزق والمال والولد وجمع‬
‫‪9‬‬
‫‪6‬‬

‫بينهم إذا علم منهم صدق النية‪ .‬صحيح أن‬


‫الولى والثانية قد يكرهون مثل هذا الزواج‪.‬‬
‫ولكن هل المكروه معلومة نتائجه‪ .‬الجواب‬
‫ن ت َك َْر ُ‬ ‫َ‬
‫هوا‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬‫»ل« قال تعالى‪َ  :‬‬
‫م ‪ (1)‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬
‫و َ‬‫ه َ‬ ‫شي ًْئا َ‬
‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ن ت َك َْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ل الل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬
‫وي َ ْ‬‫شي ًْئا َ‬
‫هوا َ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬
‫خي ًْرا ك َِثيًرا ‪.(2)‬‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ِ‬
‫أليس كثير النسل مطلًبا‬ ‫‪-9‬‬
‫شرعّيا‪ .‬يساعد المة في زيادة النتاج‬
‫الزراعي والصناعي والتجاري ويسد بهم‬
‫ثغور المسلمين ويكثر بهم أمة محمد ‪‬‬
‫يوم القيامة‪ .‬وبكثرة النسل نستغني عن‬
‫اليدي المخالفة لنا في المعتقد والدين‪.‬‬
‫ولذلك يقول رسولنا ‪» :‬تزوجوا الودود‬
‫الولود فإني مكاثر بكم المم يوم‬
‫القيامة«)‪ (3‬أليس التعدد وسيلة من وسائل‬
‫تكثير النسل لهذه الغايات السامية‪.‬‬
‫‪ -10‬إن المرأة ل يمكن أن تستغنى عن‬

‫)( آية رقم ‪ 216‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الية رقم ‪ 19‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه أبو داود والنسائي عن معقععل بععن يسععار‬ ‫‪3‬‬

‫وصححه ابن حبان والحاكم‪.‬‬


‫‪9‬‬
‫‪7‬‬

‫الرجل بأي حال من الحوال مهما عملت‬


‫ومهما كسبت ومهما توصلت إلى أعلى‬
‫المراكز الجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -11‬مما تقدم يتبين لنا أن التعدد أمر‬
‫يقتضيه النقل والعقل لمصلحة الفرد‬
‫والجماعة فحري بالمرأة الولى والثانية‬
‫والثالثة والرابعة أن يرضين بما قسم الله‬
‫لهم ومعلوم أنه ل يأخذ أحد في هذه الدنيا‬
‫شيًئا إل نصيبه وحري بالمرأة أل ترد الرجل‬
‫جا‬
‫المتدين صاحب الخلق سواء كان متزو ً‬
‫أم ل ولقد رسم لنا رسول الله ‪ ‬المقياس‬
‫الذي نتبعه في ذلك فقال‪» :‬إذا جاءكم من‬
‫ترضون دينه وأمانته فزوجوه أل‬
‫تفعلون تكن فتنة وفساد كبير«)‪ (1‬ولم‬
‫يفرق ‪ ‬بين المتزوج وغير المتزوج‪ .‬المهم‬
‫الدين والمانة‪.‬‬
‫وقال ‪» :‬ثلثة ل تؤخرهن‪ :‬الصلة‬
‫إذا وجبت والجنازة إذا حضرت واليم‬
‫إذا وجدت كفًئا«)‪ (2‬ولما سئل أحد السلف‬
‫)( رواه الترمذي‪ .‬وقال حديث حسن وابن ماجععة‬ ‫‪1‬‬

‫والحاكم‪.‬‬
‫)( رواه الترمذي من حديث على بن أبععي طععالب‬ ‫‪2‬‬

‫وقال‪ :‬غريب وليس إسناده بمتصل‪.‬‬


‫‪9‬‬
‫‪8‬‬

‫ممن تزوج ابنتك‪ .‬قال‪) :‬أزوجها صاحب‬


‫الدين إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم‬
‫يظلمها( دعونا نفترض أن هذه المرأة التي‬
‫رفضت التعدد أنها تزوجت برجل منفرد‬
‫لكنه ل يصلي أو يتعاطى المخدرات‬
‫والخمور والدخان أو يسهر الليالي بما ل‬
‫فائدة فيه أو يسافر للفساد أو أنه رجل‬
‫بخيل أو أحمق أو أخرق‪ .‬أو قد تتزوج برجل‬
‫كفء ثم يتزوج عليها فوقعت فيما هربت‬
‫منه‪ .‬ونقولها بحق إن المرأة العاقلة هي‬
‫التي تقبل نصف وثلث وربع زوج عاقل‬
‫متدين خير لها من منفرد يتصف بما مضى‬
‫من الصفات المنحرفة‪ .‬وخير لها من أن‬
‫تمضي زهرة شبابها بدون زوج فتندم ول‬
‫ينفع الندم‪ .‬وما قلناه يتضح إذا حكم العقل‪.‬‬
‫وأبعدت العاطفة‪ .‬ولذلك جعل الله ولية‬
‫المرأة بيد الرجل حتى يكمل النقص‬
‫الموجود لديها‪ .‬قال ‪» :‬ل نكاح إل‬
‫بولي«)‪ (1‬لذلك فالواجب على الرجال أل‬
‫)( جزء من حديث رواه الشععافعي والععبيهقي عععن‬ ‫‪1‬‬

‫ابععن عبععاس ولفظععه‪ :‬ل نكععاح إل بععولي مرشععد‬


‫وشاهدي عدل‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪9‬‬

‫يدخروا وسًعا في تقديم النصح والمشورة‬


‫لمن جعل الله وليتها في يده وعليه بذل‬
‫الجهد في إقناعها بالرجل العاقل المتدين‬
‫سواء كان معه زوجة أم ل‪ .‬وعليه أن يصبر‬
‫في مناظرتها ومقارعتها بالحجة حتى يزول‬
‫هذا الخوف الذي زرع في قلبها نتيجة‬
‫الفتراءات على التعدد بسبب المشاهدة‬
‫والقراءة التي تشوه التعدد‪ .‬ول ننسى‬
‫حديث بعض النساء اللتي مررن بتجربة‬
‫فاشلة مع التعدد إما لحمقها أو بسبب‬
‫ضعف الوازع الديني لديها فنغصت حياة‬
‫زوجها فطلقها‪ .‬أو بسبب أنها وقعت بيد‬
‫أحمق أو بيد رجل ضعيف الوازع الديني‬
‫فطلقها‪ .‬وهذا ل غرابة فيه فقد يظلم وقد‬
‫يطلق‪ .‬ولكن مثل هذا الصنيع أليس يحصل‬
‫من المنفرد الذي ليس عند إل زوجة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫فإذا عرف السبب بطل العجب‪ .‬وكلنا‬
‫يعلم أن الدين السلمي يحرم الظلم بشتى‬
‫ألوانه ويحرم ظلم الزوجة‪ .‬ويزداد تحريم‬
‫الظلم فيمن عنده أكثر من زوجة ولذلك‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫يقول المصطفى ‪» :‬من كانت له‬


‫امرأتان فمال إلى إحداهما دون‬
‫الخرى جاء يوم القيامة وشقه‬
‫مائل«)‪.(1‬‬
‫إذن ما يفعله بعض الرجال من ظلم‬
‫لزوجاتهم وتنكر بعضهم لزوجاتهم القديمات‬
‫أمر ل يقره الشرع ويأثمون على ذلك‪.‬‬
‫ولذلك يستحسن للرجل أن يبادر بالتعدد ما‬
‫دام أنه في مرحلة الشباب وهذا لصالح‬
‫زوجته الولى‪ .‬حتى يجد في القديمة ما‬
‫يجده في الجديدة من الحيوية والشباب‪.‬‬
‫وبمبادرته سيساعد في حل كثير من‬
‫المشكلت‪.‬‬
‫ولقد بين ‪ ‬وهو صفوة الخلق طريقة‬
‫التعامل بين الزوجات فقال ‪» :‬اللهم‬
‫هذا قسمي فيما أملك فل تلمني فيما‬
‫تملك ول أملك«)‪ (2‬ومعلوم أن الذي يملكه‬
‫‪ ‬من حيث النفقة والكسوة والمسكن‬
‫وغيرها مما هو في مقدور الرجل أن يعدل‬
‫)( رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عععن‬ ‫‪1‬‬

‫أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬


‫)( رواه الخمسة إل أحمد‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫فيه‪ .‬والذي ل يملكه الحب ودواعيه فإنه ل‬


‫عا على ذلك إذا لم يتكلم به‬ ‫يلم شر ً‬
‫أمامهن‪ .‬فالمقصود هو الميل القلبي الذي‬
‫ل يتحكم به النسان إنما هو إلى الله تعالى‬
‫والمهم أن يجتهد المسلم ويتحرى العدل‬
‫ويعقد النية على ذلك والله عليه شهيد‬
‫ورقيب حتى نكون بحق خير أمة أخرجت‬
‫للناس‪ .‬انظر إلى وضع الغرب والشرق‪.‬‬
‫حينما تنكبوا طريق السلم كيف ضلوا‬
‫وأضلوا فمنعوا تعدد الزوجات وفي المقابل‬
‫سمحوا بتعدد العشيقات والخليلت فانتشر‬
‫الزنا وقل الحيا فتبودلت الزوجات وامتهنت‬
‫الكرامات وتمزقت السرة وشرد الطفال‬
‫وكثر اللقطاء وتفشت بينهم المراض‬
‫المزمنة كاليدز‪ .‬والهربس والسيلن‬
‫ول َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ه َ‬
‫م الل ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ما ظَل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫والزهري‪َ  ...‬‬
‫و َ‬
‫ن ‪ (1)‬وصلى الله‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َظْل ِ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫س ُ‬ ‫كاُنوا أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬

‫)( من أراد الستزادة مععن هععذا الموضععوع فليقععرأ‬ ‫‪1‬‬

‫الكتب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬السلم وتعدد الزوجات لبراهيم النعمة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعععدد الزوجععات ل تعععدد العشععيقات لعبععد الحليععم‬
‫عويس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫أضرار موانع الحمل والتغذية‬
‫الصناعية للطفال‬
‫)الحمد لله رب العالمين‪ .‬والصلة‬
‫والسلم على آخر النبياء والمرسلين نبينا‬
‫محمد وآله وأصحابه الطيبين(‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فقد ابتليت المجتمعات السلمية ببلء‬
‫التقليد العمى للغرب فكلما جد جديد هناك‬
‫سواء النافع والضار تلقفته أجهزة العلم‬
‫ومهدت له وبينما يتم شحنه وتصديره فإذا‬
‫ما نزل إلى السواق السلمية إذا بوسائل‬
‫العلم قد سبقته وحببته إلى النفوس‬
‫الضعيفة فيتهافت عليه طلبه وهكذا دون‬
‫تثبت أو اختبار وسواء كان هذا الشيء ضاًرا‬
‫في الدين أو الصحة والمال إلى آخر ما‬
‫هنالك من الشرور التي ل تخفى‪.‬‬

‫‪ -3‬تعدد الزوجات لعبد الناصر العطار‪.‬‬


‫‪ -4‬حكمة تعدد زوجات النبي ‪ ‬للصواف‪.‬‬
‫‪ -5‬المرأة بين الفقه والقانون لمصطفى السباعي‪.‬‬
‫‪ -6‬السلم وتعدد الزوجات لعبد التواب هيكل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫والذي أحب أن أتكلم عنه هو بعض‬


‫أضرار موانع الحمل وكذلك أضرار تغذية‬
‫الطفال بالغذية الصناعية‪ .‬واستبدال لبن‬
‫الم باللبن الصناعي‪.‬‬
‫ل‪ :‬أضرار موانع الحمل‪ :‬ثبت طبًيا أن‬ ‫فأو ً‬
‫القراص المانعة للحمل فيها ضرر على‬
‫المرأة التي تأكلها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف في القوة وضيق في التنفس‬
‫صا عند القيام‬
‫وسرعة ضربات القلب خصو ً‬
‫بأي مجهود عملي أو صعود درج أو كثرة‬
‫مشي‪.‬‬
‫‪ -2‬اضطراب في العادة الشهرية ونزيف‬
‫في بعض الحيان‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم شهية للطعام‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهور تورم وترهل في مراق اللحم‬
‫إلى آخر ما هنالك‪ ،‬الشيء الذي دعا النساء‬
‫في أوروبا إلى تركها والعدول عنها إلى‬
‫موانع أخرى ليس لها دخل في الجسم ‪-‬‬
‫هذا من الناحية الصحية‪.‬‬
‫‪ -5‬هذه الضرار المذكورة تصيب‬
‫المرأة التي سبق أن أنجبت أما البكر فهي‬
‫ضا للخطار مع إصابتها بخطر‬ ‫أشد تعر ً‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫العقم الدائم إذا تناولت مانًعا للحمل وهي‬


‫ل تزال بكًرا‪.‬‬
‫أما من الناحية الدينية فل يحل لمرأة‬
‫صحيحة متعافية ل تشكو من مرض ل يحل‬
‫لها أن تأكل مانًعا للحمل بالكلية فهذا ل‬
‫دا عند بعض‬ ‫دا إل في حالت نادرة ج ً‬ ‫يجوز أب ً‬
‫النساء التي ربما يكون لديها مرض عضال‬
‫يكون الحمل معه سبًبا للوفاة‪.‬‬
‫لنه من المعروف أن السلم يأمر بتكثير‬
‫سواد المسلمين والرسول عليه الصلة‬
‫والسلم يحث المة على التزاوج واختيار‬
‫الولود من النساء ولو كانت سوداء على‬
‫المرأة الحسناء لكنها عاقر‪ .‬يفيد عليه‬
‫الصلة والسلم أنه مكاثر بنا المم يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫أضلللرار التغذيلللة الصلللناعية عللللى‬
‫الطفال‬
‫مما ل شك فيه أن كل أبوين يريدان‬
‫لطفالهما الصحة والعافية‪:‬‬
‫وقبل أن أكتب بعض أضرار التغذية‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫تعالوا بنا لنلقي الضوء على مدى تكريم‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫الله للنسان وتشريفه له منذ أن تنفخ فيه‬


‫الروح وهو في رحم أمه إلى أن يعقل‬
‫فيكلفه الله بعبادته فقد ثبت في الحديث‬
‫كا إلى الجنين‬‫الشريف أن الله يرسل مل ً‬
‫وهو في بطن أمه فيؤمر بكتابة رزقه وأجله‬
‫وشقي أو سعيد)‪ (1‬كذلك يراعي السلم‬
‫ظا عليها‬‫الم الحامل ويأمر بالرفق بها حفا ً‬
‫وعلى جنينها فالصيام مثل ً ركن من أركان‬
‫السلم ومع ذلك فالحامل إذا خافت على‬
‫نفسها أو على جنينها في بطنها أو طفلها‬
‫الرضيع إذا خافت عليه حق لها أن تفطر‬
‫وتقضي مكانه إذا زال العذر‪.‬‬
‫ثم إن وضع الجنين في بطن أمه وضع‬
‫عجيب فالله تعالى قد حماه وهو في رحم‬
‫أمه من تقلبات الجو الخارجية فنجد أن الم‬
‫الحامل في فصل الصيف تتصبب عرًقا‬
‫بينما الجنين في بطنها ل يحس بشيء من‬

‫)( حديث ابن مسعود "إن أحدكم يجمع خلقه في‬ ‫‪1‬‬

‫ما نطفة ثم يكععون علقععة مثععل‬ ‫بطن أمه أربعين يو ً‬


‫ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث اللععه إليععه‬
‫كا ويؤمر بأربع كلمات ويقععال لععه‪ :‬اكتععب عملععه‬ ‫مل ً‬
‫دا"‪ ...‬الععخ أخرجععه‬
‫ورزقععه وأجلععه وشععقًيا أو سعععي ً‬
‫البخاري ومسلم والربعة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫ذلك إذ أن جو الرحم مكيف له تكييًفا ل‬


‫يزيد ول ينقص بل ثابت على درجة حرارة‬
‫مناسبة‪ ،‬وكذلك بالنسبة لفصل الشتاء فتجد‬
‫أن الجو شديد البرودة والناس يحتمون منه‬
‫بالوسائل المعروفة وتتعرض الحامل للبرد‬
‫بينما الجنين في بطنها ل يحس بالبرد إذ أن‬
‫لديه تدفئة طبيعية مناسبة فسبحان الخلق‬
‫العظيم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم‬
‫هدى‪.‬‬
‫ثم إن وضع الجنين في رحم أمه له وضع‬
‫يناسب كل حالة من حالت وضع الم فهي‬
‫واقفة له وضع وهي جالسة له وضع وهي‬
‫نائمة على جنبها اليمن أو اليسر أو على‬
‫ظهرها فللجنين أوضاع وهيئة وجلوس ونوم‬
‫على حسب هذه الحالت‪ ...‬وهكذا حتى لو‬
‫تدحرجت الم مع الدرج أو سقطت من‬
‫عال فللجنين وضع يتناسب والحادث‪.‬‬
‫وهكذا بالنسبة للمراض والوبئة فالجنين‬
‫في رحم الم في مأمن منها وما ذكرت هو‬
‫قليل من كثير من رحمة الله وتكريمه لبني‬
‫النسان فكيف ببعض الناس يجني على‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫طفله ويحرمه رزًقا ساقه الله إليه وذلك‬


‫بالعدول عن إرضاع الطفل من أمه‬
‫وإعطائه حليًبا صناعّيا بحجة أن الم ليس‬
‫ظا على صحتها وهذا خطأ‬ ‫فيها حليب أو حفا ً‬
‫واعتداء على حق وحرمة الطفل فالله‬
‫تعالى هو الذي أمر بإرضاع الطفل من أمه‬
‫حولين كاملين وحاشا الله أن يأمر بذلك ول‬
‫يوجد حليب في ثدي المرأة حولين كاملين‬
‫ن‬ ‫ع َ‬‫ض ْ‬ ‫ت ي ُْر ِ‬ ‫دا ُ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫قال الله عز وجل‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كا ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن أَرادَ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ملي ْ ِ‬ ‫ولي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ولدَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫وُلوِد ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م الّر َ‬ ‫ي ُت ِ ّ‬
‫فل‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫وت ُ ُ‬‫س َ‬ ‫وك ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫رْز ُ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫وال ِدَ ٌ‬ ‫ضاّر َ‬ ‫ها ل ت ُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫س ِإل ُ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ف نَ ْ‬ ‫ت ُك َل ّ ُ‬
‫عَلى‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ول َ ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫وُلودٌ ل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ول َ‬ ‫ها َ‬ ‫د َ‬ ‫ول َ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫صال ً‬ ‫ف َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن أَرا َ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح‬
‫جَنا َ‬ ‫فل ُ‬ ‫ر َ‬ ‫و ٍ‬ ‫شا ُ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬‫من ْ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن ت ََرا ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫عوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ست َْر ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن أَردْت ُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫مت ُ ْ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫جَنا َ‬ ‫فل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ولدَك ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬
‫قوا الل َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫صيٌر ‪‬‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫الية ‪ 232‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫فهذا إرشاد من الله للوالدات أن يرضعن‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫أولدهن حولين كاملين فالله الخالق المدبر‬


‫الرازق الذي أوجد هؤلء الولد من ماء‬
‫مهين قادر على أن يوجد اللبن في صدر‬
‫المرضع ولمدة عامين‪ ،‬دون أن يؤثر ذلك‬
‫على المرضع أو ينقص من صحتها‪ ،‬كما‬
‫يتوهمه من ل علم عنده بحكمة الله‬
‫وقدرته‪ ،‬وإل لو تفكر بالحيوانات الثديية‬
‫لوجد أنها تلد خمسة وستة وأقل وأكثر‬
‫وبقدرة الله تغذي جميع ما تلد دون‬
‫الستعانة بأحد إل بالله الواحد الحد‪.‬‬
‫قد تدعي بعض النساء أن صدرها ناشف‬
‫وليس فيها لبن فكيف تصدق وقد تلونا قبل‬
‫ن‬
‫ع َ‬‫ض ْ‬‫ت ي ُْر ِ‬
‫دا ُ‬ ‫وال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬ ‫قول الله عز وجل‪َ  :‬‬
‫ن ‪ ‬الية‪ ..‬فهل‬ ‫كا ِ َ‬
‫ن َ‬ ‫ح ْ َ‬ ‫َ‬
‫ملي ْ ِ‬ ‫ولي ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬
‫ولدَ ُ‬
‫أ ْ‬
‫تصدق المرأة بادعائها وهذا قول الله‪ ،‬ثم‬
‫قد ل يكون بها لبن في اليام الولى للولدة‬
‫وهنا تعالوا نلقي نظرة على حياة المولود‬
‫في أسبوعه الول ومن أين يتغذى‪ .‬فمن‬
‫حكمة الله جل وعل أن أي مولود جديد‬
‫يخرج للدنيا سواء من بطن الم أو من‬
‫بطن البيضة فإن الله عز وجل يزوده بغذاء‬
‫يكفيه بينما يحضر طعامه الجديد ثم يأمر‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫صا ذا تركيب‬‫كبد الم أن تفرز غذاء خا ً‬


‫مركز يتزود به الجنين قبل أن يترك رحم‬
‫الم ثم بعد خروجه للدنيا يكون معه من‬
‫الغذاء ما يكفيه لمدة من أربعة إلى سبعة‬
‫أيام‪ ..‬مع أن هذا الغذاء به مخزون لتغطية‬
‫نقص الفيتامينات والغذاء لمدة ستة أشهر‬
‫صا مع‬‫قادمة فيما لو أعطي الطفل غذاء ناق ً‬
‫أنه يشتمل أي هذا المخزون على مادة‬
‫وقائية لكثير من المراض‪ ..‬فالطفل ل‬
‫يحتاج في أيامه الخمسة الولى إلى شيء‬
‫إل إن حنك بتمر فطيب كما كان الرسول‬
‫عليه الصلة والسلم يحنك صبيان الصحابة‬
‫فقد كانوا عندما يولد لحدهم مولود قبل أن‬
‫يذق أي مطعوم يأتي به إلى النبي ‪‬‬
‫فيأخذ تمًرا ثم يلوكه بفمه الشريف ويختلط‬
‫التمر بريقه عليه الصلة والسلم ثم يطعمه‬
‫الطفل فيكون أول ما يدخل فمه ريق النبي‬
‫عليه الصلة والسلم‪..‬‬
‫وهذه المدة أي السبوع الول لولدة‬
‫الطفل كافية لتحضير اللبن بقدرة الله‬
‫جا للغذاء‬‫بصدر الم‪ ،‬فيكون الطفل محتا ً‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫ومستعد للتقام ثدي أمه بل إن رضاعته‬


‫دا لن ثدي الم‬ ‫في هذا الوقت ضرورية ج ً‬
‫دا الن بغذاء عظيم الفائدة‬ ‫يكون مستع ً‬
‫يسمى بلغة الطب المسمار وهو ما يسمى‬
‫دا لنه يبني عظام الوليد‬ ‫باللبا وهو مهم ج ً‬
‫ويقويه على مقاومة المراض فقد قيل‬
‫م‬ ‫سْرت ُ ْ‬
‫عا َ‬
‫ن تَ َ‬ ‫على قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِ ْ‬
‫خَرى ‪ (1)‬لو رفضت الم‬ ‫ه أُ ْ‬
‫ع لَ ُ‬
‫ض ُ‬
‫ست ُْر ِ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫إرضاع ولدها فللحاكم إجبارها على إرضاعه‬
‫اللبأ لنه ل يوجد حليب يقوم مقامه‪.‬‬
‫كما أنه ثبت طبًيا أن إرضاع الوليد للبأ‬
‫ضا لنها‬ ‫ضروري له كما أنه ضروري للم أي ً‬
‫بإرضاعها وليدها إياه تساعد بذلك على‬
‫سرع التئام رحمها لن الرحم يكون بحجم‬
‫المولود عندما يتركه فإذا قامت الم‬
‫بإرضاع مولودها اللبأ فإن الرحم يلتئم‬
‫ويتقلص بإذن الله ويرجع إلى وضعه‬
‫الطبيعي إلى أن يكون بحجم الكمثرى‪.‬‬
‫أما إن لم ترضع في أيامها الولى‪..‬‬
‫فتصاب بما يأتي‪:‬‬

‫)( الية رقم ‪ 5‬من سورة الطلق‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -1‬بالتهاب الرحم وتأخر التئامه مع ما‬


‫يحصل من نزيف مؤذ وربما تعفن الرحم‬
‫والتهابات شديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬يكون ذلك سبًبا لنضوب اللبن‬
‫وجفاف الثديين لن الثدي كما يقال إن‬
‫حرك در وإن ترك قر‪.‬‬
‫الرضاع سبب لتأخر الحمل‪...‬‬
‫يلحظ أن بعض النساء تحمل بسرعة‬
‫وهذا بسبب عدم إرضاعها مولودها فالمرأة‬
‫التي ترضع غالًبا ل تحمل إل بعد أن تفطم‬
‫ولدها‪.‬‬
‫* عدم الرضاع يسبب سرطان الثدي‪.‬‬
‫ثبت طبًيا أن عدم الرضاع من الثدي‬
‫يسبب السرطان فيه فتدل الحصائيات أن‬
‫‪ %17‬من النساء اللئي استؤصلت أثداؤهن‬
‫بسبب السرطان والورام الخبيثة حصل‬
‫ذلك لهن لعدم استعمال الثدي لما خلق له‬
‫وهو الرضاع‪.‬‬
‫* معظم وفيات الطفال بسبب عدم‬
‫إرضاعهم من أمهاتهم‪.‬‬
‫ثبت طبًيا حسب الحصاءات الخيرة أن‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ %20‬من وفيات الطفال سببها عدم‬


‫إرضاعهم من أمهاتهم‪ ،‬وأن السلمة‬
‫‪ %100‬للطفال الذين يرضعون من‬
‫أمهاتهم‪ ،‬إذ أنه ثبت أن السرطان لم يكن‬
‫فيما سبق يصيب الطفال لنه من مرض‬
‫الكبار أما وقد غذوا تغذية صناعية فإن‬
‫السرطان بدأ يصيب الطفال والحالة هذه‬
‫كما يشير بعض الطباء أن سبب مرض‬
‫ضا من أقراص‬ ‫السرطان للطفال جاء أي ً‬
‫موانع الحمل التي كانت الم تأكلها قبل أن‬
‫تحمل بهذا المولود مع أن معظم النساء‬
‫اللتي يستعملن حبوب موانع الحمل دون‬
‫حاجة إليها ودون أخذ رأي الطب فيها‬
‫فحصل لبعضهن ولدات غير طبيعية كما أن‬
‫دا مشوهين أو ناقصي‬ ‫بعضهن ولدن أول ً‬
‫الخلقة وما ذاك إل عقوبة عافانا الله من‬
‫الشر وغفر للجميع ما ارتكبوه من الثام‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫وبعد يا أختي المسلمة‪.‬‬


‫اتقي الله فالله يقول لك )ل تضار والدة‬
‫بولدها( وأي ضرر أكبر من حرمانه من رزق‬
‫ساقه الله إليه‪ ،‬وثقي أنك باعتمادك على‬
‫الله فإن اللبن سيوجد في صدرك ويتربى‬
‫ولدك عليه ويسلم من المراض‪ ،‬كما أن‬
‫في ذلك سلمتك أنت فجربي الرجوع إلى‬
‫الله وإلى أمره فالله أصدق القائلين‪..‬‬
‫فبمجرد أن يلمس فم طفلك ثديك سوف‬
‫يدر عليه ويتربى المولود على حبك وحب‬
‫حا معافى أما إن ترك‬ ‫ذويه ويكون صال ً‬
‫الصبي إن بكى وضعت في فمه الرضاعة‬
‫التي تكون سبًبا لنقل المراض لتعرضها‬
‫للجراثيم ثم بعد ذلك يقدم له الحليب‬
‫الصناعي‪ .‬فاعلمي أن ثديك سوف يجف‬
‫من اللبن وابنك سوف يرضى بالمر الواقع‬
‫ويشرب ما قدم له ويظهر ضعيف البنية‬
‫هش العظام مع تعرضه للمراض الجسمية‬
‫والنفسية إذ أنه ثبت أن الطفال الذين‬
‫تغذوا تغذية صناعية فقدوا كثيًرا من‬
‫آدميتهم وأصيبوا بكثير من المراض‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫النفسية والجسمية‪ ...‬حتى أن التجارب‬


‫أثبتت أن معظم الجرائم الكبيرة كالقتل‬
‫والخطف والسرقة في البلد الوروبية ل‬
‫يقوم بها إل أولئك الذين غذوا تغذية صناعية‬
‫وتولت دور المحاضن تربيتهم‪ ،‬كما أنه‬
‫يلحظ في الونة الخيرة ظهور العقوق في‬
‫الولد وعدم انصياعهم لوامر الوالدين من‬
‫أولئك الذين لم يتغذوا من أمهاتهم‪.‬‬
‫فعليك أختي المسلمة الرجوع إلى أمر‬
‫الله تعالى وتنفيذه بإرضاع الطفل رضاعة‬
‫طبيعية ليحصل ارتباط ولدك بك ارتبا ً‬
‫طا‬
‫وثيًقا فيكون ذلك سبًبا في إظهار جيل قوي‬
‫البنية نافع لوالديه ولمجتمعه والمؤمن‬
‫القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن‬
‫الضعيف)‪.(1‬‬
‫والتجربة أكبر برهان ودليل كما يقال ‪-‬‬

‫)( جزء من حديث رواه مسععلم عععن أبععي هريععرة‬ ‫‪1‬‬

‫رضي الله عنه ولفظه "المؤمن القوي خير وأحب‬


‫إلععى اللععه مععن المععؤمن الضعععيف وفععي كععل خيععر‬
‫احرص على مععا ينفعععك واسععتعن بععالله ول تعجععز‪.‬‬
‫وإن أصابك سيء فل تقل لو إني فعلت كععذا كععان‬
‫كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح‬
‫عمل الشيطان"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫فهل الجيل الول مثل جيلنا الحاضر وهي‬


‫تشتكي المرأة الولى ما تشتكيه امرأة‬
‫الوقت الحاضر من المراض واللتهابات‬
‫في الرحام ومن تعرضها للنزيف الهائل‬
‫الذي قد يودي بحياة كثيرات من أولئك‬
‫النسوة اللتي ابتلين بهذه الدواء نتيجة‬
‫لتغيير فطرة الله التي فطر الناس عليها‪.‬‬
‫أرجو الله أن يوفق الجميع رجال ً ونساءً‬
‫إلى الرجوع إلى كتاب ربنا وتوجيه نبينا‬
‫محمد عليه الصلة والسلم الذي لم يترك‬
‫خيًرا في الدنيا والخرة إل وجهنا إليه‪..‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله‬
‫وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين‪.‬‬
‫عبد الله بن الشيخ علي الغضية‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أحكام الولود من الولدة إلى البلوغ‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم‬
‫على سيد الولين والخرين نبينا محمد‬
‫وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه‬
‫واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد‪:‬‬
‫فهذه نصيحة فيما يتعلق بالحكام‬
‫المتعلقة بالمولود من ولدته إلى بلوغه‬
‫فأقول‪:‬‬
‫ل‪ :‬المطلوب بعد ولدته‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫‪ -1‬استحباب البشارة لقوله تبارك‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫و ِ‬
‫حاقَ َ‬‫س َ‬
‫ها ب ِإ ِ ْ‬‫شْرَنا َ‬ ‫فب َ ّ‬‫وتعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫ع ُ‬
‫ن‬‫ب ‪ (1)‬وقوله‪ :‬أ ّ‬ ‫قو َ‬ ‫حاقَ ي َ ْ‬ ‫س َ‬‫ء إِ ْ‬ ‫وَرا ِ‬
‫َ‬
‫حَيى ‪. ‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ك ب ِي َ ْ‬‫شُر َ‬‫ه ي ُب َ ّ‬‫الل َ‬
‫‪ -2‬استحباب تحنيكه عندما يولد ‪-‬‬
‫والتحنيك مضغ تمرة ثم يدلك بها حنك‬
‫المولود ‪ -‬لحديث أبي موسى ‪ ‬قال‪:‬‬
‫»ولد لي غلم فأتيت به النبي ‪‬‬
‫فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة«)‪.(3‬‬

‫)( سورة هود آية ‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الية رقم ‪ 39‬من سورة آل عمران‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه البخاري‪ .‬وتمامه "ودعا له بالبركة ودفععه‬ ‫‪3‬‬


‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫ثانًيا‪ :‬المطلوب في اليوم السابع‪:‬‬


‫‪ -1‬حلق الرأس والتصدق بوزن الشعر‬
‫فضة‪ ،‬لقوله ‪ ‬لفاطمة لما ولدت الحسن‬
‫»احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره‬
‫فضة على المساكين«)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬التسمية‪ :‬وتجوز في اليوم الول أو‬
‫الثالث إلى اليوم السابع يوم العقيقة لقوله‬
‫‪» ‬ولد لي الليلة غلم فسميته باسم‬
‫أبي إبراهيم«)‪ (2‬وعلى الوالد أن يحسن‬
‫اسم مولوده‪.‬‬
‫‪ -3‬الختان‪ :‬وهو من سنن الفطرة لقوله‬
‫‪» :‬الفطرة خمس‪ :‬الختان‪،‬‬
‫والستحداد‪ ،‬وقص الشارب‪ ،‬وتقليم‬
‫الظافر‪ ،‬ونتف البط«)‪ (3‬ولقوله ‪‬‬
‫للرجل الذي أتاه فقال‪ :‬قد أسلمت يا‬
‫رسول الله قال ‪» :‬ألق عنك شعر‬
‫الكفر واختتن«)‪ (4‬ووقت الختان‪ :‬قيل في‬
‫إلى" وكان أكبر ولد أبي موسى‪.‬‬
‫)( رواه المععام أحمععد والععبيهقي والطععبراني فععي‬ ‫‪1‬‬

‫المعجم الكبير‪ .‬وحسنه اللباني‪.‬‬


‫)( رواه البخععاري ومسععلم عععن أنععس رضععي اللععه‬ ‫‪2‬‬

‫عنه‪.‬‬
‫)( رواه الجماعة عن أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه أبو داود والبيهقي وأحمد من حديث عثيم‬ ‫‪4‬‬


‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫أيام السبوع الولى من ولدته‪ ،‬وقيل إلى‬


‫مشارفة سن البلوغ‪ ،‬والصحيح والفضل هو‬
‫اليوم السابع لحديث جابر قال‪» :‬عق‬
‫رسول الله ‪ ‬عن الحسن والحسين‬
‫وختنهما لسبعة أيام«)‪ .(1‬وهو واجب في‬
‫حق الرجال‪ ،‬ومكرمة في حق النساء لقوله‬
‫‪» :‬إذا التقى الختانان فقد وجب‬
‫الغسل«)‪ ،(2‬وكان ‪ ‬يقول لم عطية‪:‬‬
‫»أشمي ول تنهكي فإن ذلك أحظى‬
‫للمرأة وأحب للبعل«)‪ (3‬وختان المرأة‬
‫جلدة كعرف الديك فوق الفرج‪.‬‬

‫بن كليب عن أبيه عن جده‪ .‬وحسنه اللباني‪.‬‬


‫)( أخرجععه بهععذا اللفععظ الطععبراني فععي المعجععم‬ ‫‪1‬‬

‫الصغير وابن عدي في الكامل والبيهقي عن جععابر‬


‫بن عبععد اللععه رضععي اللععه عنععه وأخرجععه النسععائي‬
‫وأحمد والطععبراني فععي الكععبير عععن بريععدة بععدون‬
‫"وختنهما لسععبعة أيععام" قععال الحععافظ ابععن حجععر‪:‬‬
‫وسنده صحيح‪.‬‬
‫)( أخرجه بهذا اللفظ الترمععذي والشععافعي وابععن‬ ‫‪2‬‬

‫ماجة وأحمد‪ .‬وأخرجه مسلم بلفظ "إذا جلس بين‬


‫شعععبها الربععع ومععس الختععان الختععان فقععد وجععب‬
‫الغسل"‪.‬‬
‫)( أخرجعه الطعبراني والحعاكم ععن الضعحاك بعن‬ ‫‪3‬‬

‫قيس بلفظ "اخفضي ول تنهكي فإنه انظر للععوجه‬


‫وأحظى عند الزوج" وصححه اللباني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬

‫ثالًثا‪ :‬العقيقة وأحكامها‪:‬‬


‫عا‪:‬‬
‫‪ -1‬العقيقة‪ :‬ومعناها لغة‪ :‬القطع‪ ،‬وشر ً‬
‫الذبح عن المولود‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬سنة مؤكدة لقوله ‪ ‬وفعله‪،‬‬
‫فأما قوله‪ :‬فهو ما أخرجه البخاري في‬
‫صحيحه عن سليمان الضبي قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» :‬مع الغلم عقيقة‪،‬‬
‫ما‪ ،‬وأميطوا عنه‬‫فأهريقوا عنه د ً‬
‫الذى«)‪ (1‬وأما فعله‪ :‬فلحديث ابن عباس‪،‬‬
‫أن رسول الله ‪» ‬عق عن الحسن‬
‫شا«)‪ (2‬وفي رواية‬
‫شا كب ً‬‫والحسين كب ً‬
‫أخرى عن أنس‪» :‬كبشين«)‪ (3‬ولحديث‬
‫سمرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» ‬كل غلم‬
‫رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه‬

‫)( أخرجععه أبععو داود والترمععذي والععبيهقي وأحمععد‬ ‫‪1‬‬

‫قا‪.‬‬
‫ورواه البخاري في صحيحه معل ً‬
‫)( أخرجععععه أبععععو داود والطحععععاوي والععععبيهقي‬ ‫‪2‬‬

‫والطبراني فععي المعجععم الكععبير عععن ابععن عبععاس‬


‫رضي الله عنه قال اللباني إسععناده صععحيح علععى‬
‫شرط البخاري‪.‬‬
‫)( أخرجععه الطحععاوي فععي المشععكل وابععن حبععان‬ ‫‪3‬‬

‫والطبراني في المعجم والوسط وابن عععدي فععي‬


‫الكامل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫ووقتها‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ويسمى فيه ويحلق رأسه«‬
‫قال المام أحمد »تذبح يوم السابع‪ ،‬فإن‬
‫لم يفعل ففي أربعة عشر‪ ،‬فإن لم‬
‫يفعل ففي إحدى وعشرين«‪ ،‬ولما رواه‬
‫البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله‬
‫عنها)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬المثل والمفاضلة بين الذكر والنثى‪:‬‬
‫العقيقة في حق الجنسين مشروعة وليس‬
‫هناك خلف إل في المفاضلة‪ ،‬فإنه يعق عن‬
‫الغلم شاتان‪ ،‬وعن النثى شاة واحدة‪،‬‬
‫لحديث عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» :‬عن الغلم شاتان‬
‫متكافئتان وعن الجارية شاة«)‪ (3‬وفي‬

‫)( رواه الخمسة وصححه الترمذي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ورواه الحاكم وفيه "قالت عائشععة‪ :‬بععل السععنة‬ ‫‪2‬‬

‫أفضل عن الغلم شاتان مكافئتععان وعععن الجاريععة‬


‫شععاة تقطععع جععدول ً ول يكسععر لهععا عظععم فيأكععل‬
‫ويطعم ويتصدق وليكن ذلك يوم السععابع فععإن لععم‬
‫يكن ففي أربعة عشر فععإن لعم يكععن ففععي إحععدى‬
‫وعشرين" وقال الحاكم صععحيح السععناد‪ .‬ووافقععه‬
‫الذهبي‪.‬‬
‫)( رواه أحمععد وابععن ماجععة والععبيهقي والترمععذي‬ ‫‪3‬‬

‫وصححه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫رواية أخرى‪» :‬أمرنا رسول الله ‪ ‬أن‬


‫نعق عن الجارية شاة وعن الغلم‬
‫شاتان«)‪ (1‬ومعنى متكافئتان‪ :‬أي‬
‫متساويتان في السن‪ ،‬والنوع‪ ،‬والجنس‪،‬‬
‫والسمن‪.‬‬
‫‪ -3‬وهناك أحكام عامة تجب مراعاتها في‬
‫العقيقة وهي‪ :‬يجري في العقيقة ما يجري‬
‫في الضحية من الحكام‪ ،‬من بلوغ السن‪،‬‬
‫والسلمة من العيوب‪ ،‬والصدقة والهداء‪،‬‬
‫والكل منها‪ ،‬ويستثنى من حكم الضحية‬
‫الشتراك في البل والبقر‪ ،‬فل يصح في‬
‫العقيقة امتثال ً لمره ‪ ‬رغبة في حصول‬
‫المقصود من إراقة الدم عن الولد‪ ،‬فإذا‬
‫عق ببقرة أو بدنة فل بد أن تكون العقيقة‬
‫بأحدهما كاملة عن مولود واحد‪.‬‬
‫كما أن من المور التي تجب مراعاتها‬
‫في عقيقة المولود‪ ،‬أل يكسر من عظام‬
‫الذبيحة شيًئا‪ ،‬سواء حين توزيعها‪ ،‬أو عند‬
‫الكل‪ ،‬لما روي عن جعفر بن محمد عن‬
‫ضا‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‬‫أبيه‪ ،‬وعن عائشة أي ً‬
‫في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن‬
‫)( وهذا لفظ ابن ماجة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫والحسين‪» :‬أن ابعثوا إلى القابلة‬


‫برجل‪ ،‬وكلوا وأطعموا ول تكسروا‬
‫ما‪ :‬وكان يقول‪ .‬تقطع جزول ً‬ ‫منها عظ ً‬
‫ول يكسر لها عظم«)‪ (1‬والجزول‪:‬‬
‫العضاء‪.‬‬
‫عللللا‪ :‬واجبللللات البللللوين نحللللو‬
‫راب ً‬
‫مواليدهم‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب تربيتهم تربية إسلمية‪ ،‬لن الله‬
‫تعالى فطرهم على السلم كما أخبر‬
‫الرسول ‪ ‬قال‪» :‬كل مولود يولد على‬
‫الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو‬
‫يمجسانه«)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬يؤمر بالعبادات وهو في سن السابعة‪.‬‬
‫كما ورد في الحديث)‪.(3‬‬

‫)( ذكره أبو داود في "كتاب المراسيل"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاري ومسلم وأحمد من حديث أبععي‬ ‫‪2‬‬

‫هريرة رضي الله عنه‪.‬‬


‫)( وهو ما أخرجععه أبععو داود والترمععذي والععدارمي‬ ‫‪3‬‬

‫والحاكم والطحاوي والبيهقي من حديث سبرة بن‬


‫معبد أن النبي ‪ ‬قال‪" :‬مروا الصععبي بالصععلة إذا‬
‫بلغ سعبع سعنين وإذا بلعغ عشعر فاضعربوه عليهعا"‬
‫قال الترمذي حديث حسعن صعحيح وقعال الحعاكم‬
‫صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬يجب تعريفه أحكام الحلل والحرام‬


‫عند بلوغه سن التكليف‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب تربيته على حب الله وحب‬
‫رسوله وتلوة القرآن والعمل بالسنة‬
‫المطهرة‪.‬‬
‫‪ -5‬تعليمه التوحيد‪ ،‬والسيرة النبوية‪،‬‬
‫وغرس التقوى والعبودية ومراقبة الله في‬
‫قلبه‪ ،‬والرحمة والخوة واليثار والعفو‬
‫والجرأة‪.‬‬
‫‪ -6‬يجب تحذيره من الكذب والسرقة‬
‫والخصام والسباب والميوعة والنحلل‪.‬‬
‫‪ -7‬يجب نهيه عن التقليد للخرين‪ ،‬فيما‬
‫يخالف تعاليم السلم وعن السراف‪ ،‬وعن‬
‫استماع الغناء‪ ،‬وعن التخنث والتشبه‬
‫بالنساء والختلط المحرم والنظر إلى‬
‫محارم الناس‪.‬‬
‫‪ -8‬يجب نهي البنت عن السفور‬
‫والختلط بغير محارمها والتشبه بالرجال‪،‬‬
‫كما يجب تعليمها العفاف والحتشام وما‬
‫يجب عليها أن تعمله فيما يرضي الله‪.‬‬
‫‪ -9‬يجب البتعاد عن جليس السوء‪ ،‬فإنه‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫هو المؤثر الول في حياة الطفل‪.‬‬


‫أمرهم بمراعاة حقوق‬ ‫‪-10‬‬
‫البوين‪ ،‬والرحام‪ ،‬والجيران‪ ،‬والمعلم‪،‬‬
‫والرفيق‪ ،‬والكبير‪ ،‬والصغير‪.‬‬
‫سا‪ :‬أسباب انحراف الطفال‪:‬‬ ‫خام ً‬
‫‪ -1‬حالت الطلق وما يصحبها من شتات‬
‫وضياع وغل وترك للطفال‪ ،‬وعدم متابعتهم‬
‫وسؤالهم عما ينقصهم‪ .‬وتفقد أحوالهم‬
‫ونفسياتهم وتلبية احتياجاتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬الفراغ الذي يتحكم في حياتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬مخالطة أهل الفساد ورفاق السوء‪.‬‬
‫‪ -4‬سوء تربية ومعاملة البوين‪.‬‬
‫‪ -5‬مشاهدة أفلم الجريمة والخلعة‪.‬‬
‫‪ -6‬تخلي البوين عن تربية أولدهم‪.‬‬
‫وهذه السباب الستة تؤدي بهم إلى‬
‫الظواهر المتفشية مثل ظاهرة التدخين‪،‬‬
‫وظاهرة تعاطي المسكرات والمخدرات‪،‬‬
‫وظاهرة الزنا واللواط‪ ،‬وسيحاسب الولياء‬
‫على إهمال أولدهم ويسئلون عنهم يوم‬
‫القيامة أمام رب العالمين لقوله ‪:‬‬
‫»كلكم راع‪ ،‬وكلكم مسؤول عن رعيته‪،‬‬
‫المام راع ومسؤول عن رعيته‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫والرجل راع في أهله ومسؤول عن‬


‫رعيته‪ ،‬والمرأة راعية في بيت زوجها‬
‫ومسؤولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم راع في‬
‫مال سيده ومسؤول عن رعيته‪ ،‬فكلكم‬
‫راع ومسؤول عن رعيته«)‪.(1‬‬
‫كتبت هذه النصيحة لي‪ ،‬ولخواني من‬
‫المسلمين وللمسؤولين فيهم في‬
‫المستشفيات‪ .‬أسأل الله تبارك وتعالى أن‬
‫ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫كتبها الفقير إلى ربه‬
‫عمر بن غرامة العمروي‬
‫)انظر تحفة الودود في أحكام المولود‬
‫لبن القيم(‬
‫فقد اشتمل على أحكام المولود من‬
‫الولدة إلى الوفاة‪،‬‬
‫بل إلى أن يستقر في الجنة أو النار‬

‫)( رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي اللععه‬ ‫‪1‬‬

‫عنهما‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫أهم المراجع‬
‫‪ -1‬الثمار اليانعة من الكلمات الجامعة‬
‫للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا‬
‫والدين للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -3‬رسالة الزوجة الصالحة للشيخ عبد‬
‫الله بن يوسف‪.‬‬
‫‪ -4‬رسالة في النكاح من وزارة العدل‪.‬‬
‫‪ -5‬مشكلة غلء المهور للشيخ محمد بن‬
‫إبراهيم آل الشيخ‪.‬‬
‫‪ -6‬خطب الشيخ صالح الفوزان الجزء‬
‫الول‪.‬‬
‫‪ -7‬نصيحة وتنبيه على مسائل في النكاح‬
‫مخالفة للشرع للشيخ عبد العزيز بن باز‪.‬‬
‫‪ -8‬زاد المعاد في هدي خير العباد لبن‬
‫القيم‪.‬‬
‫‪ -9‬خطب الشيخ محمد الصالح العثيمين‪.‬‬
‫‪ -10‬آداب الزفاف لللباني‪.‬‬
‫‪ -11‬رسالة )نصائح دينية( تأليف دخيل بن‬
‫مفرج الحجيلي‪.‬‬
‫‪ -12‬رسالة )الطرق الشرعية لحل‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫المشاكل الزوجية( للشيخ سليمان‬


‫الحميضي‪.‬‬
‫‪ -13‬مجلة البلغ الكويتية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫فهرس الكتاب‬
‫الجزء الثاني‪3...........................................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪4...........................‬‬
‫نداء إلى كل مسلم ومسلمة ‪4......................‬‬
‫المقدمة‪5................................................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪5...........................‬‬
‫هدية في النكاح ومعاشرته ‪ ‬أهله)(‪8.............‬‬
‫فصل‪ :‬يسن الختان وقيل يجب ما لم يخف على‬
‫نفسه)(‪15...............................................‬‬
‫فصل‪ :‬في هديه ‪ ‬في السماء والكنى)(‪16.....‬‬
‫فصل‪ :‬في فقه هذا الباب‪19.........................‬‬
‫حجاب المرأة المسلمة)(‪23.........................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪32.........................‬‬
‫بعض الحقوق الزوجية)(‪32...........................‬‬
‫ل‪ :‬حقوق الزوجة على زوجها‪32..............:‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانًيا‪ :‬حقوق الزوج على زوجته‪38................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪41.........................‬‬
‫بعض آداب خروج المرأة من البيت)(‪41...........‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪45.........................‬‬
‫ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة)(‪45.......‬‬
‫)فضل المرأة المطيعة لله ولرسوله ولزوجها(‪55‬‬
‫)أمل ورجاء(‪55.........................................‬‬
‫)نصيحة إلى الولياء()(‪58.............................‬‬
‫في الحث على المبادرة بتزويج مولياتهم‪،‬‬
‫وتسهيل أمور الزواج‪58...............................‬‬
‫)نهي النساء المؤمنات عن قص شعورهن إل في‬
‫الحج والعمرة()(‪61....................................‬‬
‫)تحريم اللباس الضيق والشفاف والقصير على‬
‫النساء(‪64...............................................‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫)يتعين على ولي المر منع النساء من التبرج‬


‫والسفور(‪67.............................................‬‬
‫محاذير الكوافيرات‪71.................................‬‬
‫فتوى الشيخ‪ /‬محمد بن صالح العثيمين فيها‪71. . .‬‬
‫أحكام تختص بالتزين الجسمي للمرأة‪77..........‬‬
‫)شرعية احتجاب القواعد من النساء بالخمار عن‬
‫الجانب(‪87..............................................‬‬
‫حكمة السلم في تعدد الزوجات‪90................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪102.......................‬‬
‫أضرار موانع الحمل والتغذية الصناعية للطفال‪. .‬‬
‫‪102‬‬
‫أضرار التغذية الصناعية على الطفال‪104.....‬‬
‫الرضاع سبب لتأخر الحمل‪111..................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪116.......................‬‬
‫أحكام الولود من الولدة إلى البلوغ‪116...........‬‬
‫ل‪ :‬المطلوب بعد ولدته‪116...................:‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانًيا‪ :‬المطلوب في اليوم السابع‪117..........:‬‬
‫ثالًثا‪ :‬العقيقة وأحكامها‪119......................:‬‬
‫رابًعا‪ :‬واجبات البوين نحو مواليدهم‪122......:‬‬
‫أهم المراجع‪126.......................................‬‬
‫فهرس الكتاب‪128.....................................‬‬

You might also like