You are on page 1of 34

‫‪-1-‬‬

‫كلية المام الوزاعي‬


‫للدراسات السلمية‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‬

‫قراءة إسلمية في اتفاقية القضاء على جميع‬


‫أشكال التمييز ضد المرأة‬
‫(‪) CEDAW‬‬
‫دراسة حالة لبنان‬

‫د‪ .‬نهى القاطرجي‬

‫بحث مقدم لمؤتمر‬


‫" أحكام السرة بين الشريعة السلمية‬
‫والتفاقات والعلنات الدولية"‬
‫جامعة طنطا‪-‬مصر‬
‫‪ -7-9‬أكتوبر ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪-2-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫المقدمة‬
‫ً‬
‫تعتبر المم المتحدة "حقوق المرأة ومساواتها بالرجل" موضوعا من‬
‫أهم المواضيع الذي يجببب علببى دول العببالم الهتمببام بببه‪ ،‬نظببرا ً لرتببباطه‬
‫الوثيق بما يعانيه العالم اليببوم مببن تقهقببر شببامل فببي كببل نببواحي الحيبباة‬
‫القتصادية والجتماعية والسياسية‪.‬‬
‫فالفقر الذي يعاني منه العالم الثالث مرجعه إلى المية والجهل عند‬
‫المرأة اللذين يصرفانها عن العمل والنتاج‪ ،‬ويشببغلنها بالنجبباب والهتمببام‬
‫بأمور البيت والزوج والولد‪.‬‬
‫والظلم الجتمبباعي يعببود إلببى عببدم مسبباواة المببرأة فببي الحقببوق‪،‬‬
‫والتمييز بينها وبين الرجل في العراف والتقاليد والتشريعات الدينية‪.‬‬
‫أما الحروب والظلم السياسببي الببتي تمارسببه الببدول الكبببيرة علببى‬
‫الدول المتخلفة فهو يعود أيضا ً بنظر المم المتحدة إلببى بعببد المببرأة عببن‬
‫مراكز القرار التي يستأثر بها الرجل ‪.‬‬
‫من هنا ونتيجة هذا القهببر الببذي تعبباني منببه المببرأة‪ ،‬حرصببت المببم‬
‫المتحدة‪ ،‬منذ منتصف القببرن الماضببي‪ ،‬علببى إقامببة المببؤتمرات‪ ،‬وإصببدار‬
‫العلنات‪ ،‬وتوقيع التفاقيات‪ ،‬التي تعمل على تأمين حقوق المببرأة‪ ،‬والببتي‬
‫تلببزم بموجبهببا الببدول العضبباء فببي المببم المتحببدة‪ ،‬علببى التوقيببع عليهببا‬
‫وتنفيذها‪ ،‬بمعزل عن قوانين هذه الدول وتشريعاتها‪ ،‬وخاصة الدينية منها‪.‬‬
‫هذا وقد بدأ الهتمام الدولي بحقوق المرأة منذ تأسيس هيئة دستور‬
‫المم المتحدة وميثاقها الذي أبرم بتاريخ ‪1945 /26/6‬م‪ ،.‬والذي جاء ليقر‬
‫مبدأ عدم التفرقة بين الناس بسبب الجنس‪ ،‬فجعل للرجال والنساء حقوقا ً‬
‫متساوية‪ ،‬كما ورد في نصوص مادتيه‪ :‬الولى والثامنة‪.1‬‬
‫م بدأ الهتمام النظري بحقوق المرأة يتحول إلى أفعال منذ‬ ‫ومن ث َ ّ‬
‫عام ‪1946‬م‪ ،.‬حيث تم تأسيس "لجنة مركز المرأة"‪ .‬وفي عام ‪1948‬م‪.‬‬
‫صدر"العلن العالمي لحقوق النسان" شامل ً كافة حقوق النسان المدنية‪،‬‬
‫والسياسية‪ ،‬والقتصادية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬والثقافية التي يجب أن يتمتع بها كل‬
‫فرد‪ ،‬رجل ً كان أو امرأة ‪.‬‬
‫وبعد ذلببك بببدأت المببم المتحببدة تخصببص المببؤتمرات والتفاقيببات‬
‫الدولية التي تعنى بقضايا المرأة‪ .‬وابرز هذه المؤتمرات ‪:‬‬
‫المؤتمر العالمي للمرأة في مكسيكو سببيتي عببام ‪1975‬م‪، .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مة‬ ‫الذي اعتمد خطة عمل عالمية تتبناها جميع الببدول المنضبب ّ‬
‫إلببى هيئة المببم المتحببدة‪ ،‬ويكببون هببدفها ضببمان مزيببد مببن‬
‫إندماج المرأة في مختلف مرافق الحياة ‪.‬‬
‫مببؤتمر كوبنهبباجن – الببدانمارك عببام ‪1980‬م‪ ،.‬الببذي عقببد‬ ‫‪-2‬‬
‫تحت شعار‪" :‬عقد المم المتحدة للمببرأة العالميببة‪ :‬المسبباواة‬
‫والتنمية والسلم"‪.‬‬
‫مؤتمر نيروبي‪ /‬كينيببا عببام ‪1985‬م‪ ،.‬الببذي عقببد لسببتعراض‬ ‫‪-3‬‬
‫التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل العالمية بعد مرور عشر‬

‫‪ 1‬عبد الكريم‪ ،‬فؤاد بن عبد الكريم‪ ،‬العولمة الجتماعية للمرأة والسرة‪ ،‬موقع "لها‬
‫أون لين" على الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪-3-‬‬

‫سنوات على وضعها قيد التنفيذ ولدراسة العقبات والمعوقببات‬


‫ة في جميع بلدان العالم ‪.‬‬ ‫التي حالت دون تنفيذها كامل ً‬
‫مببؤتمر بيجيببن الببذي عقببد عببام ‪1995‬م‪ ،.‬وقببد اشببتهر هببذا‬ ‫‪-4‬‬
‫ً‬
‫المؤتمر نظببرا للتغطيببة العلميببة الببتي حظببي بهببا‪ ،‬ولطبيعببة‬
‫النقلة النوعية في المطالب والدعوات التي قدمت فيه‪.‬‬
‫أما ابرز التفاقيات المتعلقببة بببالمرأة فهببي اتفاقيببة "القضبباء علببى‬
‫جميع أشببكال التمييببز ضببد المببرأة )السببيداو( )‪ ،"(CEDAW‬الببتي اخترتهببا‬
‫كمجال للبحث فببي هببذه الدارسببة‪ ،‬والببتي تحبباول المببم المتحببدة فرضببها‬
‫كتشريع جديد للمرأة له الفضلية على تشريعات وقوانين دول العالم ‪.‬‬
‫ولقد قمت بتقسيم البحث إلى ثلثة مباحث‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث الول يتعلق بالتعريف بالتفاقية وبمضمونها وابرز ما‬
‫تدعو إليه‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني يتعلق بتطبيق التفاقية في لبنان ‪ ،‬وبدور الحركة‬
‫النسائية اللبنانية في دعم هذه التفاقية‪ ،‬وتعريف الناس بها‪ ،‬والسعي إلى‬
‫إلغاء التحفظات عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬أما المبحث الثالث والخير فلقد خصصته للحديث عن ايجابيات‬
‫وسلبيات هذه التفاقية‪.‬‬
‫وأخيرا تأتي الخاتمة لتبين ضببرورة تضببافر الجهببود مببن أجببل حمايببة‬
‫المجتمعات السلمية من امثال هذه التفاقية التي تببدمر القيببم والخلق و‬
‫تساهم في ابعاد المسلم عن أحكام دينه وتشريعاته ‪.‬‬
‫‪-4-‬‬

‫المبحث الول‪ :‬اتفاقية القضاء على جميع اشكال‬


‫التمييز ضد المرأة )‪CEDAW) Convention on the Elimination of All Forms‬‬
‫‪of Discrimination Against Women‬‬
‫تعتبر اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‬
‫) السيداو( الصادرة عام ‪1979‬م‪ .‬أول العلنات والتفاقيات الصادرة عن‬
‫المم المتحدة التي تتعلق بإلغاء التمييز ضد المرأة‪ .‬وقد سبق هذه‬
‫التفاقية تمهيد لها عرف باسم إعلن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة‪ ،‬وتبعها بروتوكول اختياري جاء لتغطية الثغرات التي وقعت فيها ‪.‬‬
‫أول ً ‪ :‬إعلن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة ‪:‬‬
‫صدر هذا العلن بالتعاون مع اللجنة الخاصة بوضع المرأة‪ ،‬واللجنة‬
‫الفرعية الثالثة من الجمعية العمومية للمم المتحدة‪ ،‬وقد تمت الموافقة‬
‫عليه من قبل الجمعية العمومية بالجماع في جلستها المنعقدة في ‪7‬‬
‫تشرين الثاني سنة ‪1967‬م‪. .‬‬
‫ويتألف العلن من إحدى عشرة مادة‪ ،‬تبحث في المساواة بين‬
‫المرأة والرجل في جميع الحقوق‪ ،‬وتدعو إلى إزالة كل أشكال التمييز‬
‫دد العلن على أهمية إعطاء المرأة حقوقها التي وردت في‬ ‫بينهما‪ .‬وقد ش ّ‬
‫التفاقيات السابقة‪ ،‬إضافة إلى حقوق أخرى أعطاها للنساء المتزوجات‬
‫والعازبات‪ .‬كما أوجب على الدول إلغاء جميع ما كان في قوانينها من تمييز‬
‫بين المرأة والرجل في الحكام الجزائية وفيما يتعلق بالحقوق التربوية‬
‫والقتصادية والجتماعية‪.1‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة ) السيداو(‬
‫بدأت مفوضية مركز المرأة في المم المتحدة بإعداد معاهدة‬
‫القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة فى عام ‪ 1973‬م‪ ،.‬وقد كان‬
‫للمؤتمر العالمي الذي عقد بمناسبة السنة الدولية للمرأة في مكسيكو‬
‫سنة ‪1975‬م‪ .‬أثره في التسريع في إعداد هذه التفاقية‪ ،‬إذ لحظت خطة‬
‫العمل الصادرة عن هذا المؤتمر ضرورة إصدار اتفاقية تتعلق بإلغاء التمييز‬
‫ضد المرأة مع إجراءات لتطبيقها‪.2‬‬
‫هذا وقد دخلت التفاقية حّيز التنفيذ في ‪ 3‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪1981‬م‪،.‬‬
‫قي التصديقات العشرين اللزمة‪ .‬وبعد أن تبّنتها الجمعية العامة في‬ ‫بعد تل ّ‬
‫كانون الول‪ /‬ديسمبر سنة ‪1979‬م‪ ،.‬وفتح باب التوقيع عليها في أول آذار‬
‫مارس سنة ‪1980‬م‪ ،.‬ووقع لبنان عليها بموجب القانون رقم ‪ 572‬الصادر‬
‫في ‪24/7/1996‬م‪ .‬والنافذ في ‪1/8/1996‬م‪ ..‬كما وقعت عليها ‪ 18‬دولة‬
‫عربية‪ 3،‬و كذلك انضم إلى التفاقية بعض الدول السلمية وهي‪ :‬باكستان‪،‬‬
‫بنغلدش‪ ،‬تركيا‪ ،‬ماليزيا وإندونيسيا‪ . 4‬بينما رفض عدد من دول العالم‬

‫‪ 1‬حال المرأة على الصعيد الدولي‪ ،‬موقع "البلغ" على الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪ 2‬مغيزل‪ ،‬لور‪ ،‬حقوق المرأة النسان في لبنان‪ ،‬اللجنة الوطنية لشؤون المرأة‪،‬‬
‫مؤسسة جوزف مغيزل‪ ،‬بيروت ب لبنان ‪ ،‬بدون رقم الطبعة والتاريخ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ 3‬تأريخ الحركات النسائية في العالم العربببي‪ ،‬وضببع المببرأة العربيببة ‪ ،2005‬السببكوا‪،‬‬
‫ص ‪.71‬‬
‫‪-5-‬‬

‫التوقيع عليها ‪ ،‬ومن هؤلء سويسرا‪ ،‬الوليات المتحدة المريكية‪،‬‬


‫الكاميرون‪ ،‬أفريقيا الوسطى وليسوتو‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬البروتوكول الختياري الملحق بالتفاقية‬


‫كلفت لجنة وضع المرأة في منظمة المم المتحدة فريقا ً من‬ ‫َ‬
‫الخبراء من أجل صياغة بروتوكول اختياري ُيلحق باتفاقية القضاء على‬
‫جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وقد أصبح البرتوكول جاهزا للعمل به في‬
‫العام ‪1999‬م‪..‬‬
‫ويهدف هذا البروتوكول الذي ُيلحق عادة باتفاقيات حقوق النسان‬
‫إلى "وضع إجراءات تتعلق بالتفاقية ذاتها أو تتعلق بجانب هام من‬
‫التفاقية‪ .‬وتعد ّ هذه البروتوكولت اتفاقيات منفردة خاضعة للتوقيع‬
‫‪1‬‬
‫والنضمام والمصادقة من قبل الدول الطراف في التفاقية الصلية" ‪.‬‬
‫ويشتمل البروتوكول الملحق باتفاقية السيداو على إجراءين‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء يمنح المرأة الحق في الشكوى إلى لجنة القضاء على‬
‫التمييز ضد المرأة حول انتهاكات أحكام اتفاقية سيداو من قبل حكومتها‪.‬‬
‫وآخر يمكن اللجنة من توجيه السئلة حول النتهاكات الخطرة أو‬ ‫‪-‬‬
‫المستمرة لحقوق المرأة النسانية في الدول التي أصبحت اعضاء في‬
‫البروتوكول الختياري‪.2‬‬
‫ويعتبر هذا تمييُز خاص للبروتوكول عن اتفاقية السيداو‪ .‬وذلك أنه‪،‬‬
‫"قبل إقرار البروتوكول الختياري‪ ،‬لم يكن بإمكان الفراد أو مجموعات‬
‫الفراد الحصول على الحلول الناجعة في المنتديات الدولية بالنسبة إلى‬
‫انتهاكات سيداو التي تطالهن"‪. 3‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن ما مّيز هذا البروتوكول هو النص الصريح الذي‬
‫جاء به حول عدم جواز إبداء أية تحفظات على البروتوكول‪ ،‬وذلك بخلف‬
‫ما جرى في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬مواد التفاقية‬


‫تتألف التفاقية من ثلثين مادة تشكل مدّونة دولية لحقوق المرأة‪،‬‬
‫وهي تدعو إلى تساوي الرجل والمرأة في حق التمتع بجميع الحريات‬
‫القتصادية والجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية‪ .‬وتنقسم إلى ستة‬
‫أجزاء‪:‬‬
‫الجزء الول ‪ :‬التعريفات والتدابير‬
‫يتألف الجزء الول من ست مواد جاءت على الشكل التالي‪:‬‬
‫المادة الولى‬

‫‪ 4‬أبو حديد‪ ،‬فريدة إبراهيم‪ ،‬وضع المرأة في القوانين الدولية‪ ،‬فعاليات الملتقى العلمي‪،‬‬
‫التحاد النسائي السلمي العالمي ‪ ،‬من دون رقم الطبعة والبلد والتاريخ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ 1‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬موقع "اليونيفيم" على الشبكة‬
‫العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ 2‬مجلة العربية ‪ ، 21‬العدد ‪ ،2‬تموز‪ /‬يوليو ‪ 1999‬م‪ ،.‬موقع "اليونيفيم" على الشبكة‬
‫العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪-6-‬‬

‫تختص هذه المادة بتعريف مفهوم التمييز والذي يتعلق بالتفرقة بين‬
‫المرأة والرجل في حقوق النسان والحريات الساسية في الميادين كافة‪:‬‬
‫السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية والمدنية ‪..‬‬
‫ومن الملحظات الساسية على هذه المادة مفهومها للمساواة بين‬
‫المرأة والرجل الذي يتنافى مع النظرة السلمية‪ ،‬حيث يقول تعالى‪:‬‬
‫زيٌز‬ ‫ة َوالل ّ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ّ‬
‫ن د ََر َ‬ ‫جا ِ‬
‫ف وَِللّر َ‬‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫ذي عَل َي ْهِ ّ‬‫ل ال ّ ِ‬‫مث ْ ُ‬
‫ن ِ‬‫) وَل َهُ ّ‬
‫م ( ] البقرة‪ .[228 ،‬فالله سبحانه وتعالى لم يخلق زوجا ً واحدًا‪ ،‬بل‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬
‫َ‬
‫زوجين مختلفين‪ ،‬ذكرا ً وأنثى‪ ،‬وهذه الحقيقة الكونية وردت في قوله‬
‫ن ( ] الذاريات‪. [49 ،‬‬ ‫جي ْ ِ‬
‫قَنا َزوْ َ‬‫خل َ ْ‬
‫يٍء َ‬‫ش ْ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫تعالى‪) :‬وَ ِ‬
‫يقول الستاذ عباس محمود العقاد في تعليقه على دعوة التماثل‬
‫هذه بقوله‪" :‬إنه من اللجاجة الفارغة أن يقال‪ :‬إن الرجل والمرأة سواء‬
‫في جميع الحقوق وجميع الواجبات لن الطبيعة ل تنشئ جنسين مختلفين‬
‫لتكون لهما صفات الجنس الواحد ومؤهلته وأعماله‪ ،‬وغايات حياته"‪. 1‬‬
‫المادة الثانية‬
‫تقوم البنود السبعة المكونة للمادة الثانية من التفاقية على الطلب‬
‫من الدول العضاء إيجاد القوانين التي تعمل على إزالة التمييز ضد المرأة‬
‫في كافة الحكام واللوائح‪ ،‬سواء كانت هذه الحكام صادرة عن أشخاص أو‬
‫ناتجة عن تقاليد أو أعراف‪ ،‬بما في ذلك قوانين السرة‪ ،‬والعمل على‬
‫فرض هذه القوانين بالقوة عن طريق فرض العقوبات على المخالفين‪،‬‬
‫وإتاحة المجال أمام المرأة لتقديم الشكاوى في حال وقوع التمييز عليها ‪.‬‬
‫وتكمن خطورة هذه المادة في فرض ثقافة العولمة‪ ،‬واعتبار‬
‫التفاقية المرجع الوحيد للدول في قضايا المرأة‪ ،‬ورفض الختلف‬
‫التشريعي والقانوني لكثير من الدول‪ .‬مع ان هذا اللزام يتعارض مع‬
‫ميثاق المم المتحدة نفسه الذى ينص على احترام التنوع الثقافي والديني‬
‫للشعوب‪.‬‬
‫المادة الثالثة‬
‫تنص المادة الثالثة على ضرورة اتخاذ الدول الطراف كل التدابير‪،‬‬
‫بما في ذلك التشريع‪ ،‬من أجل ضمان المساواة بين المرأة الرجل في‬
‫الميادين السياسية والجتماعية والقتصادية والثقافية‪ ،‬وضمان ممارسة‬
‫المرأة لحقوق النسان والحريات الساسية والتمتع بها على أساس‬
‫المساواة مع الرجل‪.‬‬
‫وترتبط هذه المادة بما قبلها من ناحية الدعوة إلى المساواة إل انها‬
‫تركز ايضا على الحريات والحقوق ‪ .‬هذه المصطلحات المأخوذة أصل ً من‬
‫الفكر الغربي والتي قد تصل لدرجة إطلق العنان للغرائز والهواء التي‬
‫تقّرب النسان من البهيمية من جهة‪ ،‬والتي يمكن أن تكون من جهة اخرى‬
‫على حساب حقوق الخرين‪ ،‬وخاصة حقوق السرة التي تقع مسؤولية‬
‫المحافظة عليها على المرأة بالدرجة الولى ‪.‬‬
‫المادة الرابعة‬
‫تتعلق هذه المادة بالتدابير الخاصة المؤقتة لمكافحة التمييز‪ ،‬والتي‬
‫تصطلح التفاقية على تسميتها بالجراءات اليجابية‪ .‬ويقصد بالجراء‬

‫‪ 1‬المدغري‪ ،‬عبد الكبير العلوي‪ ،‬المرأة بين أحكام الفقه والدعوة إلى التغيير‪ ،‬مطبعة‬
‫فضالة ‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة الولى‪1420 ،‬هب ‪1999 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.155‬‬
‫‪-7-‬‬

‫اليجابي اتخاذ الحكومة بعض التدابير الخاصة التي تعجل في تحقيق‬


‫المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬و"مثل هذه الجراءات قد تتضمن أفضلية‬
‫للمرأة في المشاركة في الحزاب السياسية واللتحاق بالمدارس‬
‫والجامعات والحصول على مراكز قيادية في البلد"‪.1‬‬
‫إن اقرار مثل هذه الجراءات التميزية يتنافى مع جوهر التفاقية‬
‫التي تمنع اتخاذ اي اجراء تمييزي ضد المرأة‪ ،‬ولكنه هنا يفتح الباب على‬
‫مصراعيه أمام اتخاذ بعض الجراءات التي تميز المرأة على الرجل‪ ،‬مما‬
‫قد يؤدي إلى توسيع الهوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل‪.‬‬
‫المادة الخامسة‪:‬‬
‫هذه المادة خاصة بتعديل النماط الجتماعية والثقافية لدور كل من‬
‫الرجل والمرأة ‪ .‬ويقصد بالدور النمطي للمرأة )‪ ، (Stereotyped Role‬دور‬
‫الم المتفرغة لرعاية أطفالها‪.2‬‬
‫فالمومة بنظرهم هي وظيفة اجتماعية يمكن أن يقوم بها أي‬
‫شخص‪ ،‬حتى أنها ل تختلف عن سائر العمال المنزلية غير المربحة التي‬
‫تعتبر أدوارا ً نمطية وتقليدية يجب تغييرها‪ .‬لذا نادى تفسير المم المتحدة‬
‫للتفاقية بضرورة وضع نظام إجازة للباء لرعاية الطفال حتى تتفرغ الم‬
‫لمهمتها الساسية وهي العمل بأجر خارج البيت ‪.‬‬
‫المادة السادسة‬
‫صت هذه المادة على وجوب أن "تتخذ الدول الطراف جميع‬ ‫ن ّ‬
‫التدابير المناسبة‪ ،‬بما في ذلك التشريع لمكافحة جميع أشكال التجار‬
‫بالمرأة واستغلل دعارة المرأة "‪. 3‬‬
‫وتعتبر هذه المادة مهمة من حيث الحرص على منع استغلل المرأة‪،‬‬
‫وإن كانت تستلزم إضافة القوانين التي تمنع هذا الستغلل‪ ،‬خاصة تلك‬
‫التي تتعلق بالفساد العلمي ومنع البتزاز الجنسي‪ ،‬وهذا المر لم تلحظه‬
‫اتفاقيات المم المتحدة التي ل تعتبر الزنا أمرا ً مشينا ً على المرأة إل في‬
‫حالة حصل المر بالكراه‪ ،‬أما إذا حصل المر برضى الطرفين‪ ،‬فهو حق‬
‫مشروع ومطالب به لتعلقه بالحرية الشخصية للفراد‪ ،‬والتي تحرص مثل‬
‫هذه التفاقيات على حمايتها من جهة‪ ،‬ولكونه يساعد على منع الزواج‬
‫المبكر الذي تدعو التفاقية إلى تجنبه من جهة أخرى ‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الحقوق السياسية‬
‫ويتضمن ثلث مواد‪:‬‬
‫المادة السابعة‬
‫تدعو هذه المادة الدول الطراف إلى اتخاذ جميع التدابير المناسبة‬
‫للقضاء على التمييز ضد المرأة في الحياة السياسية والعامة للبلد‪. 4‬‬

‫‪ 1‬فلورز‪ ،‬نانسي‪ ،‬من خبرتنا المحلية وبكلماتنا الخاصة‪ .‬دليل خاص بمنسقات تعليم‬
‫حقوق النسان في الردن والبلد العربية‪ ،‬أعد للستخدام كأداة مرافقة لكتابين "‬
‫المطالبة بحقوقنا" و " السلمة والمان" ‪1998‬م‪ ، .‬ترجمة ربى دعيبس‪ .‬راجعت‬
‫الترجمة وأعدت النص العربي المحامية أسمى خضر‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم‪ ،‬عواطف عبد الماجد‪ ،‬موقف السلم من اتفاقية القضاء على جميع أشكال‬
‫التمييز ضد المرأة‪ ،‬مركز دراسات المرأة‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬بدون رقم الطبعة والتاريخ‪ ،‬ص‬
‫‪.15-14‬‬
‫‪ 3‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬
‫‪ 4‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬
‫‪-8-‬‬

‫والجدير بالذكر أن هذه الدعوات بدأت تلقى الصدى في كثير من‬


‫بلدان العالم ومن بينها الدول السلمية‪ .‬وقد نجحت هذه الدعوات فى‬
‫حصول المرأة على بعض الحقوق السياسية مثل حق النتخاب‪ ،‬وحق‬
‫الترشيح‪ ،‬ومشاركتها في العديد من المجالس النيابية في العالم بشكل‬
‫عام وفي الدول العربية بشكل خاص‪ .‬وقد اقر أخيرا في السودان نظام‬
‫الكوتا حيث حصلت المراة على نسبة ‪ %25‬من نسبة المقاعد في‬
‫‪1‬‬
‫البرلمان‪ ،‬ويذكر بأن البرلمان العراقي يحدد النسبة نفسها في برلمانه ‪.‬‬

‫‪ 1‬السودان‪ :‬كوتا للنساء في البرلمان‪ ،‬الربعاء ‪ 9‬يوليو ‪2008‬م‪ ،.‬موقع صحيفة "اوان"‬
‫على الشبكة العنكبوتية‬
‫‪-9-‬‬

‫المادة الثامنة‬
‫صت المادة الثامنة من التفاقية على ضرورة أن" تتخذ الدول‬ ‫ن ّ‬
‫الطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للمرأة‪ ،‬على قدم المساواة مع‬
‫الرجل ودون أي تمييز‪ ،‬فرصة تمثيل حكومتها على المستوى الدولي‬
‫والشتراك في أعمال المنظمات الدولية"‪.1‬‬
‫هذه المادة وثيقة الصلة بالمادة السابقة‪ ،‬لهذا نجد اهتماما ً دوليا ً من‬
‫قبل المم المتحدة من أجل إشراك المرأة العربية في المنظمات الدولية‬
‫حيث وّلت بعضا ً منهن مراكز قيادية في منظمة المم المتحدة ‪" .‬وتشكل‬
‫نسبة النساء الحالية من موظفي المم المتحدة ‪.2" %38.9‬‬
‫المادة التاسعة‬
‫نادت المادة التاسعة من التفاقية بالمساواة بين الجنسين في حق‬
‫اكتساب الجنسية والحتفاظ بها‪ ،‬وأن ل يفرض على الزوجة تغيير جنسيتها‬
‫إذا غّير الزوج جنسيته وكذلك بالنسبة للطفال‪.‬‬
‫والحقيقة ان هذا المطلب مطلب محق وهو ل يتنافى مع الرؤية‬
‫السلمية التي ل تعترف بالحدود بين الوطان السلمية ‪ .‬والسبب‬
‫الساسي في حرمان المرأة من هذا الحق ل يعود للشريعة السلمية‪،‬‬
‫إنما يعود لسباب سياسية ترتبط بالمصلحة الوطنية ‪ .‬ففي لبنان مثل‬
‫ترتبط هذه المصلحة بالنظام الطائفي والحرص السياسي على الحفاظ‬
‫على التوازنات الديمغرافية بين الطوائف ‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬حق التعليم والعمل‬
‫يشتمل هذا الجزء على خمس مواد‪:‬‬
‫المادة العاشرة‬
‫تنادي المادة العاشرة من اتفاقية التمييز بمساواة المرأة والرجل‬
‫فى المناهج وأنواع التعليم‪ ،‬وتشجيع التعليم المختلط‪ ،‬وإزالة المفاهيم‬
‫النمطية عن دور المرأة والرجل فى السرة‪ ،‬والمشاركة فى اللعاب‬
‫الرياضية‪ ،‬وإدخال معلومات تنظيم السرة في المناهج الدراسية ‪.‬‬
‫إن الدعوة إلى تعليم المراة التي تنادي بها التفاقية تتوافق مع‬
‫الدعوة إلى التعليم التي جاء بها السلم‪ ،‬والذي جعل بموجبها ) طلب‬
‫العلم فريضة على كل مسلم(‪ 3‬كما قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫من هنا فإن العتراض السلمي على هذه المادة ليس في طلب‬
‫العلم للمرأة‪ ،‬وإنما على أمور أخرى وردت في هذه المادة‪ ،‬من بينها‬
‫الدعوات إلى التعليم المختلط وعدم مراعاة الختلف في أدوار المرأة‬
‫والرجل في مناهج التدريس ‪ ،‬و تشجيع النساء على المشاركة في بعض‬
‫اللعاب الرياضية التي تلغي أنوثتهن وتظهر مفاتنهن ‪ ،‬إضافة إلى ما‬
‫تتضمنه هذه اللعاب عادة من مخالفات شرعية تتعلق باللباس الخالي من‬
‫الحشمة والحترام‪ ،‬والخلوة غير الشرعية‪ ،‬والسفار الكثيرة من دون‬
‫محرم‪.‬‬

‫‪ 1‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬


‫‪ 2‬قاعود‪ ،‬حلمي محمد‪ ،‬المرأة المسلمة والعاصير الغربية‪ ،‬موقع "الشبكة السلمية"‬
‫على الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ 3‬سنن ابن ماجه‪ ،‬باب فصل العلماء والحث على طلب العلم‪ ،‬حديث رقم ‪. 224‬‬
‫‪- 10 -‬‬

‫المادة الحادية عشر‬


‫تدعو المادة الحادية عشرة الدول الطراف إلى اتخاذ جميع ما‬
‫يقتضي الحال اتخاذه من تدابير للقضاء على التمييز ضد المرأة في ميدان‬
‫العمل ‪.‬‬
‫وهذا البند توافق عليه الشريعة السلمية التي جعلت العمل مباحا ً‬
‫للمرأة كما هو مباح للرجل‪ .‬فل يوجد نص شرعي يمنع المرأة من العمل‬
‫ما دام هذا العمل مشروعًا‪ ،‬وما دامت هي ملتزمة فيه بآداب الشرع‪ .‬وقد‬
‫تحدثت كتب التاريخ عن مسلمات كثيرات عملن في شتى مجالت التجارة‬
‫والزراعة والحرف اليدوية والتمريض ‪.‬‬
‫ولكن يبقى العمل بالنسبة للمرأة أمرا ً غير مفروض ‪ ،‬بل هو امر‬
‫اختياري يختلف من امرأة إلى أخرى حسب ظروفها الشخصية واحتياجاتها‪،‬‬
‫ومدى تعارض عملها مع مصلحة أسرتها ‪.‬‬
‫المادة الثانية عشر‬
‫تنص هذه المادة على ضرورة اتخاذ الدول الطراف جميع التدابير‬
‫المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في ميدان الرعاية الصحية‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل أن تضمن لها‪ ،‬على أساس تساوي الرجل والمرأة‪ ،‬في الحصول‬
‫على خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬بما في ذلك الخدمات المتعلقة بتخطيط‬
‫السرة‪. 1‬‬
‫دمها‬ ‫ومن الملحظ في هذا المجال كثرة تلك الخدمات التي تق ّ‬
‫الدول الغربية‪ ،‬وفي مقدمتها الوليات المتحدة المريكية للنساء من أجل‬
‫مساعدتهن على تخطيط النسل) تحديده(‪ ،‬ففي بداية عام ‪1994‬م‪ ،.‬زاد‬
‫الرئيس كلينتون من الدعم المريكي لتحديد النسل فيما وراء البحار‬
‫بشكل مثير‪ .2‬وهذا إضافة إلى أموال المعونة المخصصة لتحديد النسل‬
‫صصها صندوق السكان التابع للمم المتحدة ‪.‬‬ ‫التي خ ّ‬
‫إن الموقف السلمي في موضوع تخطيط النسل‪ ،‬ينطلق من‬
‫ثوابت غير قابلة للجتهاد‪ ،‬ومن الوقائع الملموسة على الرض‪ ،‬والتي تؤكد‬
‫على فساد هذه الدعوة القائمة على مناهضة الفطرة‪ ،‬وعلى التستر وراء‬
‫مصطلحات مبهمة من أجل نشر الفساد من جهة‪ ،‬وتحديد النسل من جهة‬
‫ثانية ‪.‬‬
‫المادة الثالثة عشر‬
‫صت هذه المادة على ضرورة ان تتخذ الدول الطراف جميع‬ ‫ن ّ‬
‫التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في المجالت القتصادية‬
‫والجتماعية وعلى رأسها المساواة في الستحقاقات السرية ) الرث( ‪،‬‬
‫والحق في الحصول على القروض المصرفية‪ ،‬والرهون العقارية وغير‬
‫ذلك من أشكال الئتمان المالي‪. 3‬‬
‫ويذكر أن قضية تقسيم الرث من المور الساسية التي تطالب بها‬
‫ح ّ‬
‫ظ‬ ‫الجمعيات النسائية‪ ،‬وهي تعترض على نص الية القرآنية ) ِللذ ّك َرِ ِ‬
‫مث ْ ُ‬
‫ل َ‬
‫ُْ‬
‫ن (] النساء‪ [ 4 ،‬لهذا تعالت الصيحات من أجل الغاء عمل المحاكم‬ ‫الن ْث َي َي ْ ِ‬

‫‪ 1‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬


‫‪ 2‬المؤتمرات الدولية والخطوط الحمر وصراع القيم‪ ،‬موقع" مفكرة السلم" على‬
‫الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ 3‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬

‫الشرعية واستبدال قانون الحوال الشخصية بقانون للزواج المدني يقسم‬


‫الرث بين المرأة والرجل على أساس المناصفة ‪.‬‬
‫أما ما يتعلق بموضوع القروض المصرفية والرهون فهو مخالف‬
‫لحكام الشريعة السلمية‪ ،‬ليس فقط بالنسبة للمرأة‪ ،‬بل إن السلم‬
‫يحرم القروض على كل مسلم إذا كانت هذه القروض مقترنة بالفوائد‬
‫الربوية ‪.‬‬
‫المادة الرابعة عشر‬
‫تحض هذه المادة على أهمية الهتمام بالمشاكل الخاصة التي تواجه‬
‫المرأة الريفية ‪ .‬ويأتي التحفظ على هذه المادة في امرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف مفهوم عمل المرأة الريفية‪ ،‬الذي يحصره بالعمل في‬
‫رقعة الحياة العامة مقابل أجر ويتناس دور الزوجة والم والخت التي‬
‫تساعد عائلتها في الزراعة من دون أجر ‪.‬‬
‫‪ -2‬استغلل المنظمات الجنبية المناطق الريفية ذات الكثافة‬
‫السكانية العالية من اجل تحقيق أهداف سكانية وعلى رأسها تحديد‬
‫النسل في تلك المناطق ‪.1‬‬
‫الجزء الرابع ‪ :‬حق الهلية القانونية‬
‫ويشتمل هذا الجزء على مادتين‪:‬‬

‫المادة الخامسة عشر‬


‫تمنح هذه المادة المرأة أهلية قانونية مماثلة لهلية الرجل في جميع‬
‫مراحل الجراءات القضائية‪ ،‬وتنادي بإبطال كافة الصكوك التي تحد من‬
‫أهلية المرأة القانونية‪ ،‬كما تنادي بالمساواة في قوانين السفر واختيار‬
‫محل السكن ‪. 2‬‬
‫ل تتعارض أهلية المرأة التي تنادي بها التفاقية مع الحكام‬
‫ة عن ذمة الرجل‪ .‬ولكنها‬ ‫السلمية التي منحت المرأة ذمة مالية مستقل ً‬
‫ّ‬
‫تتعارض في نواحي أخرى‪ ،‬منها سفر المرأة‪ ،‬حيث جاء السلم لينظم هذا‬
‫السفر ووضع له بعض الضوابط بهدف توفير الحماية والمن للمرأة‬
‫بالدرجة الولى وللمجتمع بالدرجة الثانية‪.‬‬
‫المادة السادسة عشر‬
‫تدعو المادة السادسة عشر إلى المساواة بين الذكر والنثى في‬
‫الزواج‪ ،‬عند العقد وأثناء الزواج وعند فسخه‪ ،‬وحق اختيار الزوج وحقوق‬
‫الولية والقوامة والوصايا على الولد وحق اختيار اسم السرة‪. 3‬‬
‫وهذه المادة تخالف الشريعة السلمية في البنود التالية‪:‬‬
‫"البند )أ( البند )ب( اللذان يتجاهلن مسألة الولية وموافقة الولي‬
‫في حالة البنت التي لم يسبق لها زواج‪ ،‬مع أن كثير من الراء الشرعية‬
‫ولى (‪ 4‬تشترط موافقة الولى لتحرير‬ ‫دا على حديث )ل نكاح إل ب َ‬
‫‪ -‬استنا ً‬
‫عقد الزواج‪ ،‬حتى يكون شرعّيا‪ ،‬والقاضى ولى من ل ولى له ‪.‬‬

‫‪ 1‬رؤية نقدية لتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬اللجنة السلمية‬
‫العالمية للمراة والطفل‪ ،‬بدون رقم الطبعة والبلد والتاريخ‪ ،‬ص ‪.48-47‬‬
‫‪ 2‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬
‫‪ 3‬اتفاقية السيداو ‪.‬‬
‫‪ 4‬رواه الترمذي‪ ،‬أبواب النكاح‪ ،‬باب ما جاء ل نكاح إل بولي‪ ،‬باب ‪ ،14‬حديث ‪. 1108‬‬
‫‪- 12 -‬‬

‫البند)ج( الذي يتجاهل ما يفرضه السلم على الزوج من تقديم مهر‪،‬‬


‫وتأثيث منزل الزوجية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫البند )د( يفصل بين مسؤولية الم كوالدة ووضعها كزوجة" ‪..‬‬
‫الجزء الخامس‪ :‬الهيكل الداري‬
‫ويتألف هذا الجزء من ستة مواد تتناول الناحية الدارية المتعلقة‬
‫بتكوين اللجنةالخاصة بمراقبة تنفيذ التفاقية ‪ 2‬وبيان الطريقة عملها‪،‬‬
‫م‬‫والطلب إلى الدول العضاء رفع تقرير للمين العام للمم المتحدة عما ت ّ‬
‫اتخاذه من تدابير تشريعية وقضائية وإدارية وغيرها من أجل إنفاذ أحكام‬
‫هذه التفاقية‪ .‬علما أن هذه اللجنة ل تكتفي بهذه التقارير من أجل‬
‫معرفة مدى التزام الدول بتنفيذ التفاقية‪ ،‬بل تعتمد أيضا ً على تقارير‬
‫أخرى غير رسمية من المنظمات غير الحكومية للدول المعنية‪ ،‬والتي‬
‫يسمح لها " بحضور جلسات لجنة سيداو على الرغم من عدم وجود ما‬
‫ينص على ذلك رسميا ً "‪.3‬‬
‫الجزء السادس‪ :‬النفاذ والتوقيع والتحفظ‬
‫يتألف هذا الجزء من ثماني مواد‪ ،‬تتعلق بإلزام الطراف باتخاذ‬
‫التدابير اللزمة التي تؤدي إلى تطبيق كافة الحقوق الواردة في التفاقية ‪.‬‬
‫وابرز المواد المتعلقة بهذا الجزء‪ ،‬والتي لقت اعتراضا من قبل‬
‫بعض الدول‪ ،‬المادة ‪ 28‬التي تتعلق بالتحفظات التي تبديها الدول وقت‬
‫التصديق أو النضمام‪ ،‬و المادة ‪ 29‬التي توضح آلية حل النزاع بين دولتين‬
‫أطراف في التفاقية حول تفسير التفاقية أو تطبيقها ‪.‬‬
‫ويذكر أن أهم تحفظ اشتركت فيه جميع الدول هو بشأن" المادة‬
‫‪) 29‬أ( والتي تنص على عرض الخلفات التي تنشأ من تفسير أو تطبيق‬
‫هذه التفاقية على التحكيم أو على محكمة العدل الدولية في حالة عدم‬
‫التوصل إلى اتفاق عبر التحكيم"‪. 4‬‬
‫وقد انحصرت تحفظات الدول العربية على التفاقية في المواد‬
‫الست التالية‪:‬‬
‫"المادة )‪ :(2‬وتتعلق بحظر التمييز في الدساتير والتشريعات‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫المادة )‪ :(7‬وتتعلق بالحياة السياسية والعامة‪.‬‬
‫المادة )‪ :(9‬وتتعلق بقوانين الجنسية‪.‬‬
‫المادة )‪ :(15‬وتتعلق بالمساواة في الهلية القانونية والمدنية‪.‬‬
‫المادة )‪ :(16‬وتتعلق بالزواج والعلقات السرية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة )‪ :(29‬وتتعلق بالتحكيم بين الدول الطراف" ‪.‬‬

‫‪ 1‬رؤية نقدية لتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬اللجنة السلمية‬
‫العالمية للمرأة والطفل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 2‬تتكون اللجنة من ثلثة وعشرين عضوا منتخبين من الدول التي صادقت على‬
‫التفاقية إل أنهم ل يمثلون دولهم بل يعملون بصفة شخصية‪ ،‬وتجتمع هذه اللجنة مرتين‬
‫للنظر في التقارير المقدمة من الدول ‪.‬‬
‫‪ 3‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز‪ ،‬موقع "اليونيفيم" على الشبكة‬
‫العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪ 4‬أبو حديد‪ ،‬فريدة إبراهيم‪ ،‬وضع المرأة في القوانين الدولية‪ ،‬فعاليات الملتقى‬
‫العلمي‪ ،‬التحاد النسائي السلمي العالمي‪ ،‬من دون رقم الطبعة والتاريخ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪- 13 -‬‬

‫أخيرا ً لدى مراجعة التحفظات التي أبدتها الدول العربية المنضمة‬


‫إلى التفاقية‪ ،‬يلحظ أن هذه التحفظات قد استندت إلى ذريعتين‪ :‬الولى‬
‫تعارض المواد المتحفظ عليها مع أحكام الشريعة السلمية‪ ،‬والثانية‬
‫مخالفة هذه المواد لحكام القوانين الوطنية‪.1‬‬
‫قائمة بالدول العربية التي صادقت على التفاقية مع‬
‫‪2‬‬
‫ابرز التحفظات التي ابدتها‬
‫المواد التي تم إبداء التحفظ عليها‬ ‫تاريخ‬ ‫الدولة‬
‫التصديق‬
‫على‬
‫التفاقيو‬
‫الماد‬ ‫المادة ‪16‬‬ ‫الماد‬ ‫المادة‬ ‫المادة ‪7‬‬ ‫الماد‬
‫ة ‪29‬‬ ‫الزواج‬ ‫ة ‪15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الحياة‬ ‫ة‪2‬‬
‫التحك‬ ‫والعلقات‬ ‫القان‬ ‫الجنس‬ ‫السيا‬ ‫تدابي‬
‫يم‬ ‫السرية‬ ‫ون‬ ‫ية‬ ‫سية‬ ‫ر‬
‫حظر‬
‫التمي‬
‫يز‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪22/5/199‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪6‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪18/6/199‬‬ ‫البحري‬
‫‪4‬‬ ‫ن‬
‫‪31/10/19‬‬ ‫جزر‬
‫‪94‬‬ ‫القمر‬
‫‪2/12/199‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪8‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪18/9/198‬‬ ‫مصر‬
‫‪1‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪13/8/199‬‬ ‫العراق‬
‫‪6‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪1/7/1992‬‬ ‫الردن‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪21/4/199‬‬ ‫الكويت‬
‫‪7‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪2/9/1994‬‬ ‫لبنان‬
‫*‬ ‫*‬ ‫‪16/5/198‬‬ ‫الجماهي‬
‫‪9‬‬ ‫رية‬
‫العربية‬
‫الليبية‬
‫‪10/5/200‬‬ ‫موريتان‬
‫‪1‬‬ ‫يا‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪21/6/199‬‬ ‫المغرب‬
‫‪3‬‬
‫‪6/2/2006‬‬ ‫عمان‬‫ُ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪7/9/2000‬‬ ‫المملكة‬
‫العربية‬
‫السعود‬
‫ية‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪/28/3‬‬ ‫سوريا‬
‫‪2003‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪20/9/198‬‬ ‫تونس‬

‫‪ 5‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬موقع "اليونيفيم" على الشبكة‬
‫العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ 1‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ 2‬تأريخ الحركات النسائية في العالم العربي‪ ،‬وضع المرأة العربية ‪ ،2005‬السكوا‪،‬‬
‫ص ‪.72-71‬‬
‫‪- 14 -‬‬

‫‪5‬‬
‫كانون‬ ‫دولة‬
‫الثاني‬ ‫المارا‬
‫‪2004‬‬ ‫ت‬
‫العربية‬
‫المتحدة‬
‫‪30/5/198‬‬ ‫اليمن‬
‫‪4‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الحركة النسوية اللبنانية في‬


‫تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز‬
‫وقع لبنان على اتفاقية " القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة )السيداو( بموجب القانون رقم ‪ 572‬الصادرفي ‪24/7/1996‬م‪،.‬‬
‫والنافذ في ‪1/8/1996‬م‪ ..‬وذلك بعد أن أبدى تحفظاته على المواد‬
‫التالية‪ :‬المادة التاسعة المتعلقة بقانون الجنسية‪ ،‬والمادة السادسة عشر‬
‫المتعلقة بالزواج والعلقات السرية‪ ،‬إضافة إلى المادة ‪ 29‬المتعلقة بفض‬
‫النزاعات بين دول الطراف لتفاقية السيداو ‪.‬‬
‫وبعد هذا التوقيع‪ ،‬الذي جاء متأخرا عن كثير من الدول نتيجة الحرب‬
‫الهلية التي اشتعلت في لبنان لمدة خمسة عشر عاما‪ ،‬بدأت الصوات‬
‫ترتفع من قبل المنظمات غير الحكومية وعلى رأسها المنظمات النسائية‪،‬‬
‫من أجل تطبيق التفاقية ورفع التحفظات عنها‪ .‬وكان تحرك هذه‬
‫المنظمات ينصب على ثلثة محاور‪ :‬المحور الول محلي ويتعلق بتطبيق‬
‫التفاقية والعمل على رفع التحفظات عنها‪ .‬والمحور الثاني دولي ويتعلق‬
‫بتقديم التقارير للمم المتحدة حول مدى التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق‬
‫هذه التفاقية‪ .‬والمحور الثالث يتناول دور الهيئات النسائية في تعديل‬
‫القوانين اللبنانية ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدعوة إلى تطبيق اتفاقية السيداو ورفع‬
‫التحفظات عنها‪:‬‬
‫تعمل المنظمات النسائية اللبنانية جاهدة منذ توقيع لبنان على‬
‫التفاقية من أجل دعم هذه التفاقية‪ ،‬وتعريف الناس بها‪ ،‬والسعي إلى‬
‫إلغاء التحفظات عليها‪ ،‬وخاصة تلك المتعلقة بالجنسية‪ ،‬وتعديل قانون‬
‫الحوال الشخصية‪.‬‬
‫ومن بين النشاطات التي يمكن أن تلحظ في هذا المجال ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قيام المنظمات النسائية غير الحكومية بالعلن عن هذه‬
‫التفاقية‪ ،‬وإعلم المواطنين بمحتوياتها عبر وسائل العلم كافة‪ ،‬وقد‬
‫خصصت بعض البرامج التلفزيونية لهذه الغاية‪.1‬‬
‫ب‪ -‬إصدار الوثائق التي تعّرف الناس بهذه التفاقية‪ ،‬وتدعو إلى‬
‫اللتزام ببنودها وإلغاء التحفظات عليها‪ ،‬وابرز هذه الوثائق‪ :‬الوثيقتان‬
‫اللتان أصدرتهما "اللجنة الهلية لمتابعة قضايا المرأة"‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ -‬الوثيقة اللبنانية الولى الصادرة في العام ‪1998‬م‪ .‬بالتعاون مع‬
‫"نقابة المحامين" ومؤسسة "فريدريش ايبرت" و"الوكسفام"‪ .‬وقد اعتنت‬

‫‪ 1‬تقييم وضع المرأة اللبنانية في ضوء منهاج عمل بيجين‪ ،‬صندوق المم المتحدة‬
‫النمائي للمرأة ) اليونيفيم( المكتب القليمي للدول العربية ‪2002‬م‪ ، .‬ص ‪.84‬‬
‫‪- 15 -‬‬

‫هذه الوثيقة بإبراز أشكال التمييز ضد المرأة في قوانين العمل اللبنانية‬


‫والضمان الجتماعي وقانون العقوبات وقوانين السرة‪.‬‬
‫‪ -‬الوثيقة الثانية التي أعدتها اللجنة بالتعاون مع "الميديست"‪ .‬وهي‬
‫تتناول الواقع التشريعي‪ ،‬وتركز على مكامن الخلل فيه لجهة استمرار‬
‫التمييز ضد المرأة على المستويات التالية تحديدا‪ :‬في قانون الجنسية‪ ،‬في‬
‫قانون الحوال الشخصية‪ ،‬في قانون العقوبات‪ ،‬وفي قوانين العمل‬
‫والضمان الجتماعي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬العلن عن إنشاء "اللقاء الوطني من أجل القضاء على جميع‬
‫أشكال التمييز"‪ ،‬ليكون قوة ضاغطة مؤلفة من ‪ 70‬جمعية أهلية ومؤسسة‬
‫وهيئة‪ ،‬وقد عمل اللقاء على إعداد مقترحات لتعديل القوانين التالية‪:‬‬
‫قوانين الموظفين والجراء وأنظمتهم‪ ،‬وقانون العمل اللبناني‪ ،‬وقانون‬
‫الضمان الجتماعي‪ ،‬وقانون العقوبات وقانون التجارة ‪ .‬إضافة إلى ذلك‬
‫يدعم اللقاء برنامج اعتماد الحصة النسائية في المجالس البلدية)الكوتا(‪،‬‬
‫وكذلك يدعم حاليا ً موضوع حق إعطاء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي‬
‫الجنسية لولدها ‪. 1‬‬
‫د‪ -‬انشاء شبكة مراقبة حقوق المرأة على الشبكة العنكبوتية ‪ .‬وهي‬
‫تتضمن التعريف باتفاقية "السيداو"‪ ،‬وابرز الجمعيات غير الحكومية‬
‫والمواثيق الدولية والقليمية التي تدعمها‪ ،‬وأهم المراجع الموجودة عن‬
‫المرأة‪ ،‬والتقرير المرسل إلى "لجنة السيداو"‪ ،‬والنتهاكات الحاصلة في‬
‫لبنان‪ ،‬والتقرير الظل التي ارسلته بعض المنظمات غير الحكومية ‪.‬‬
‫‪ -2‬التقارير المقدمة إلى لجنة السيداو‬
‫إن من بين مهمات لجنة المم المتحدة الخاصة باتفاقية " القضاء‬
‫على كل أشكال التمييز ضد المرأة) السيداو(" مراقبة تنفيذ الجراءات‬
‫والتدابير الوطنية المتعلقة بتطبيق التفاقية‪ .‬وهذه المراقبة تتم عن‬
‫طريقين‪ :‬الطريق الول‪ ،‬دراسة التقارير المقدمة من الدول العضاء‪.‬‬
‫والطريق الثاني‪ ،‬دراسة التقارير المقدمة من المنظمات غير الحكومية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقديم التقارير الوطنية إلى لجنة السيداو‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 18‬من "اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد‬
‫المرأة)السيداو(" على ضرورة أن تتعهد الدول الطراف بتقديم تقاريرها‬
‫الوطنية خلل سنة على تصديق التفاقية أو النضمام إليها‪ ،‬ومن ثم كل‬
‫أربع سنوات على القل‪ .‬ويظهر في هذا التقرير التدابير التشريعية‬
‫والقضائية والدارية وغيرها من التدابير التي اتخذتها الدولة من أجل إنفاذ‬
‫احكام هذه التفاقية‪ .‬كما يظهر في هذا التقرير أيضا التقدم المحرز في‬
‫تنفيذ هذه التفاقية‪ .‬وبعد دارسة التقارير تقوم لجنة "إزالة التمييز ضد‬
‫المرأة" بإصدار التوصيات بإزاء أي قضية تؤثر على النساء‪ ،‬وتذكر بأن‬
‫على الدول العضاء بذل المزيد من النتباه تجاهها‪.2‬‬

‫‪ 1‬ناشطات اللقاء الوطني يجددن حملة القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪،‬‬
‫جريدة المستقبل‪ ،‬الجمعة ‪ 17‬تشرين الول ‪2003‬م‪ ،.‬العدد ‪ ، 1428‬تحقيقات‬
‫ومناطق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 2‬تقرير منظمة المواطنين الدولية حول القضاء على الفقر واللمساواة الجنوسية‪،‬‬
‫الراصد الجتماعي تقرير عام ‪2005‬م‪ ، .‬صخب وهمس‪ :‬الجنوسة والفقر في مواجهة‬
‫العمل‪ ،‬إصدار الذكرى العاشرة‪ ،‬ص ‪171‬ب ‪.172‬‬
‫‪- 16 -‬‬

‫دم لبنان حتى الن إلى لجنة )السيداو( ‪ ،‬تطبيقا للمادة‬ ‫هذا وقد ق ّ‬
‫‪ 18‬من التفاقية‪ ،‬ثلثة تقارير رسمية حول التقدم المحرز في هذه‬
‫التفاقية‪ ،‬وهذه التقارير هي‪:‬‬
‫‪ -‬التقرير الول قدم في عام ‪2000‬م‪ .‬ونشرته المم‬
‫المتحدة عام ‪2004‬م‪ ..‬ويقع في ‪ 99‬صفحة‪ ،‬هذا التقرير أعدته "الهيئة‬
‫الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" بالتعاون مع "منظمة المم المتحدة‬
‫للطفولة ) اليونيسيف(" التي قدمت الدعم الفني والمادي لعداد هذا‬
‫التقرير‪.‬‬
‫وينقسم التقريرالى قسمين‪ :‬قسم يتناول نظرة عامة حول أوضاع‬
‫البلد ونظامه السياسي والجتماعي ومختلف الطوائف التي يتألف منها‪.‬‬
‫وقسم يتناول بنود التفاقية بندا بندا‪ ،‬ويبحث عملية تطبيقها في لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير الثاني المقدم من لبنان في عام ‪2004‬م‪.‬‬
‫ونشرته المم المتحدة في عام ‪2005‬م‪ ، .‬ويقع في ‪ 125‬صفحة‪ .‬وهو‬
‫يتقدم ببيان حول المحصلة العامة والتفصيلية للتعديلت التي أدخلت على‬
‫الحكام التشريعية والتنظيمية وللتطورات الطارئة على المجتمع‪ ،‬وبخاصة‬
‫من خلل عمل المنظمات الحكومية وغير الحكومية‪ ،‬من أجل توفير بنية‬
‫ميسرة لتحقيق المساواة بين النساء والرجال ‪.‬‬
‫ويشرح هذا التقرير مظاهر التحولت والثوابت وشروطها في‬
‫أوضاع المرأة اللبنانية في السنوات الخمس الماضية‪ ،‬في الفترة الفاصلة‬
‫بين تاريخ إنجاز التقرير الرسمي الول المقدم إلى لجنة إزالة جميع اشكال‬
‫التمييز ضد المرأة والتاريخ الحاضر‪ ،‬لحظة إعداد التقرير الثاني‪ ،‬وذلك في‬
‫المجالت التي تتناولها التفاقية‪ ،‬في التشريع‪ ،‬والدارة والسياسية‪،‬‬
‫والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والعمل‪ ،‬وفي البنى الثقافية التي تظلل هذه المجالت‬
‫جميعها ‪. 1‬‬
‫ولقد أصدرت اللجنة بعد دراسة هذه التقارير ملحظات ختامية‬
‫تتضمن الجوانب اليجابية والمواضيع الرئيسية محل الهتمام والمقترحات‬
‫والتوصيات‪.2‬‬
‫‪ -‬التقرير الثالث الذي ناقشه لبنان في العام ‪2008‬م‪، .‬‬
‫وقد تركزت "السئلة التي طرحها ‪ 22‬خبيرا وخبيرة من اعضاء اللجنة‬
‫الدولية‪ ،‬في نوع خاص‪ ،‬على قضايا المساواة ما بين المرأة والرجل في‬
‫مجال قوانين العقوبات والجنسية والحوال الشخصية‪ ،‬وعلى ما تقدمه‬
‫الدولة لدعم اللية الوطنية المنوطة بمتابعة قضايا المرأة وازالة الصور‬
‫النمطية المتطرفة عن النساء‪ .‬كما تناولت في شكل تفصيلي كيفية تطبيق‬
‫لبنان لجميع مواد اتفاقية " السيداو "‪. 3‬‬
‫ب‪ -‬التقارير البديلة التي قدمتها المنظمات غير الحكومية‪:‬‬
‫تعتمد اللجنة المختصة في النظر في تقارير الدول الطراف‪ ،‬على‬
‫مصادر أخرى تساعدها في مراقبة تطبيق الدول لتفاقية السيداو‪ ،‬ومن‬
‫بين هذه المصادر يأتي تقرير المنظمات الهلية أو غير الحكومية‪ ،‬والتي‬
‫‪ 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 2‬تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة في بلدان عربية مختارة‪،‬‬
‫ملخصات للملحظات الختامية‪ ،‬السكوا‪2006 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.26-23‬‬
‫‪ 3‬التمييز ضد المرأة في لبنان‪ ،‬مناقشة اتفاقية سيداو في جنيف ‪ ،‬جريدة النهار ‪،‬‬
‫الجمعة ‪2008 /1/2‬‬
‫‪- 17 -‬‬

‫تقدم تقاريرها الموجزة في صيغة مكتوبة أو شفهية‪ .‬ومن بينها المنشورات‬


‫والصدارت التي تنشرها المنظمات التابعة للمم المتحدة‪ ،‬مثال على ذلك‬
‫ما أصدرته السكوا ) اللجنة القتصادية والجتماعية لغربي آسيا( من‬
‫منشورات تتعلق بوضع المرأة في الدول العربية التابعة لمنطقة السكوا‪.‬‬
‫ويأتي تركيز اللجنة على التقارير البديلة خوفا من ان تعمل التقارير‬
‫الرسمية على التقليل من وطأة العوائق والمشاكل المتعلقة بالمرأة من‬
‫جهة‪ ،‬والمبالغة في وصف النجازات من جهة أخرى‪ .‬لذلك تأتي الستفادة‬
‫من التقارير البديلة من أجل "سد الثغرات أو التباينات بين الوضاع التي‬
‫ترسمها التقارير الحكومية عن أوضاع وحقوق المرأة في بلدانها والشوط‬
‫الذي قطعه تطبيق التفاقية‪ ،‬وبين الواقع الفعلي"‪.1‬‬
‫ودور المنظمات غير الحكومية في إعداد التقارير المرفوعة إلى‬
‫اللجنة مساعدة الدارة الحكومية المسؤولة عن إعداد التقرير الرسمي‪،‬‬
‫أو كتابة تقرير مستقل في حال لم تكن راضية عن التقرير الحكومي‬
‫الرسمي‪ .‬على أن تتناول التقارير المستقلة "موضوعا ً بذاته‪ ،‬مثل التعليم‬
‫أو الصحة‪ ،‬أو أي مجالت أخرى تشملها التفاقية‪ .‬ويجب أن تؤكد تلك‬
‫المنظمات )او الفراد( في التقارير المستقلة طبيعة الوضاع المعيشية‬
‫الفعلية للنساء في بلدهن‪ ،‬وأن تبحث في السبل التي تطبق بها القوانين‬
‫المؤثرة على حقوق المرأة‪ ،‬أو أمثلة عدم تطبيقها " ‪.2‬‬
‫لقد كان لبعض المنظمات النسائية غير الحكومية في لبنان‪ ،‬دوٌر في‬
‫إعداد التقارير المرفوعة إلى المم المتحدة‪ ،‬فساهم كل من "المجلس‬
‫النسائي اللبناني" و"اللجنة الهلية لمتابعة قضايا المرأة بعد بيجين"‬
‫بصياغة التقارير الرسمية ‪ .‬كما قامت "اللجنة الهلية" بوضح أحد "تقارير‬
‫الظل" التي قدمت "للجنة السيداو"‪ .‬ومن المهمات التي قامت بها "‬
‫اللجنة الهلية" على صعيد كتابة التقارير‪ ،‬المور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المشاركة في " التقرير الرسمي الول حول اتفاقية إلغاء جميع‬
‫اشكال التمييز ضد المرأة " الصادر عن "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة‬
‫اللبنانية"‪ .‬وقدم لهيئات المم المتحدة خلل مؤتمر بيجين ‪ 5+‬الذي انعقد‬
‫في مقر المم المتحدة في نيويورك ‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في "التقرير الوطني الموحد في تنفيذ منهاج عمل‬
‫بيجين ‪ "1999‬الصادر عن "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية"‪،‬‬
‫بالتعاون مع "الوكسفام" و"اليونيفام" و"مؤسسة فريدريش ايبرت"‪.‬‬
‫وقدم هذا التقرير أيضا ً إلى هيئات المم المتحدة خلل مؤتمر بيجين ‪.+5‬‬
‫إضافة إلى ذلك انفردت اللجنة الهلية بوضع " التقرير الظل عن‬
‫التقدم المحرز في تطبيق اتفاقية الغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة"‬
‫في لبنان‪ ،‬وذلك في عام ‪1999‬م‪ ، .‬وهذا التقرير وضع بدعم من‬
‫"اليونيفم"‪. 3‬‬
‫‪ -3‬دور الهيئات النسائية في تعديل القوانين اللبنانية‬
‫‪ 1‬دور الجمعيات غير الحكومية‪ ،‬موقع " شبكة مراقبة حقوق المرأة" على الشبكة‬
‫العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪ 2‬دليل حول تطبيق اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬تقييم وضع‬
‫المرأة‪ ،‬لجنة متابعة اتفاقية حقوق المرأة ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 3‬ملخص عن النتهاكات الحاصلة في لبنان‪ ،‬موقع" شبكة مراقبة حقوق المرأة"‪ ،‬على‬
‫الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪- 18 -‬‬

‫بدأت الدعوات إلى تعديل بعض القوانين اللبنانية التي قادتها‬


‫الجمعيات النسائية تتصاعد منذ السنة التالية لصدور العلن العالمي‬
‫لشرعة حقوق النسان عام ‪1948‬م‪ ،.‬والذي يؤكد على أن جميع الناس‬
‫يولدون أحرارا ً ومتساويين في الكرامة والحقوق دون أي تمييز بسبب‬
‫الجنس أو الدين أو الرأي أو اللغة أو العنصر أو أي وضع آخر‪.‬‬
‫أما الساس لنطلق مناصري المساواة بين المرأة والرجل في‬
‫دعوتهم إلى تعديل القوانين فهو التفاقيات والمواثيق الدولية التي أبرمتها‬
‫السلطات اللبنانية مع منظمة المم المتحدة في هذا المجال‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫وحدة ل تتجزأ من الدستور اللبناني‪ ،‬ولها الولوية وهي واجبة التطبيق ‪.‬‬
‫من هنا فإن أي قانون داخلي ل يتناسب مع بنود هذه التفاقيات يجب‬
‫الغاؤه أو تعديله ‪.‬‬
‫لقد أدرك هؤلء بأن مطالبهم بتعديل هذه القوانين ستواجه بمعارضة‬
‫شعبية كبيرة‪ ،‬خاصة أن كثير من هذه القوانين ترتبط بالقيم والمبادئ‬
‫والعراف والتقاليد اللبنانية‪ ،‬لذلك عمدوا إلى تصّيد الفرص المناسبة‪،‬‬
‫والستفادة من كل الظروف النيابية الخاصة‪ ،‬كتعليق الحياة النيابية مثل‪ً،‬‬
‫من أجل تمرير مرسوم اشتراعي يصدر عن الحكومة‪ .‬وكذلك يقوم هؤلء‬
‫المناصرون بإنشاء مجموعة ضغط )‪ (lobby‬مع نواب متعاطفين معهم‬
‫دلت بنود ٌ عدة‬ ‫من اللجان النيابية المتعاقبة للدارة والعدل‪ .‬بهذه الطريقة ع ّ‬
‫تتعلق بأهلية المرأة لمزاولة التجارة دون إذن من زوجها‪ ،‬وأهلية المرأة‬
‫للشهادة في السجل العقاري‪. 1‬‬
‫هذا وقد قامت اللجان النسائية بإجراء إحصاء حول النجازات التي‬
‫حققت في مجال تعديل القوانين المتعلقة بالمساواة بين المرأة والرجل‪،‬‬
‫وأصدرت في ذلك عدة دراسات تبّين مدى التقدم الذي أحرز حتى الن‪،‬‬
‫كما عّرفت بالقوانين التي ل زالت تحتاج إلى تعديل‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫الدراسات " الوثيقة اللبنانية للغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة" التي‬
‫اعتنت بإبراز أشكال التمييز ضد المرأة في قوانين العمل اللبنانية‪،‬‬
‫والضمان الجتماعي‪ ،‬وقانون العقوبات‪ ،‬وقوانين السرة ‪.‬‬
‫وسيخصص الكلم في هذه الفقرة عن أهم الحقوق القانونية التي‬
‫حصلت عليها المرأة اللبنانية حتى الن‪ ،‬وعن القوانين التي ل زالت بحاجة‬
‫إلى تعديل ‪.‬‬
‫‪ -1‬الحقوق القانونية التي حصلت عليها المرأة اللبنانية‬
‫‪ -1‬الحقوق السياسية فأصبح للمرأة اللبنانية الحق في‬
‫الترشح والتصويت بموجب المرسوم الشتراعي رقم ‪37‬‬
‫بتاريخ ‪ 18‬شباط ‪ -‬فبراير ‪1953‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬المساواة في الرث بموجب قانون الرث لغير‬
‫المسلمين في ‪ 23‬حزيران ‪-‬يونيو ‪1959‬م‪,‬‬
‫‪ -3‬حق المرأة في خيار الجنسية في ‪ 11‬حزيران ‪ -‬يونيو‬
‫‪1960‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية التنقل بموجب المذكرة رقم ‪ 17‬على ‪ 204‬في‬
‫‪ 17‬نيسان ‪ -‬أبريل ‪1974‬م‪..‬‬

‫‪ 1‬بيضون‪ ،‬عزة شرارة‪ ،‬المساواة الجندرية إنصاف وتمكين المرأة‪ ،‬صندوق المم‬
‫المتحدة للسكان‪ ،‬بدون اسم البلد ورقم الطبعة والتاريخ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪- 19 -‬‬

‫‪ -5‬إلغاء الحكام المعاقبة لمنع الحمل بموجب المرسوم‬


‫الشترعي رقم ‪ 12‬بتاريخ ‪ 10‬تشرين الثاني‪ -‬نوفمبر‬
‫‪1983‬م‪..‬‬
‫‪ -6‬الحصول على تعويض نهاية الخدمة للرجال والنساء‬
‫في قانون الضمان الجتماعي شباط ‪ -‬فبراير ‪1978‬م‪..‬‬
‫‪ -7‬العتراف بأهلية المرأة للشهادة في السجل العقاري‬
‫بموجب القانون ‪ 275‬في ‪ 4‬تشرين الثاني‪ -‬نوفمبر‬
‫‪1993‬م‪..‬‬
‫‪ -8‬العتراف بأهلية المرأة المتزوجة لممارسة التجارة‬
‫دون إجازة زوجها بموجب قانون رقم ‪ 380‬في تشرين‬
‫الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪1994‬م‪..‬‬
‫‪ -9‬حق الموظفة في السلك الديبلوماسي التي تتزوج من‬
‫أجنبي بمتابعة مهامها بموجب قانون رقم ‪ 376‬بتاريخ ‪10‬‬
‫تشرين الثاني‪ -‬نوفمبر ‪1994‬م‪..‬‬
‫‪ -10‬أهلية المرأة المتزوجة فيما يتعلق بقيود التأمين على‬
‫الحياة بموجب قانون رقم ‪ 483‬في ‪ 8‬كانون الول ‪-‬‬
‫ديسمبر ‪1995‬م‪..‬‬
‫‪ -11‬إبرام لبنان اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز‬
‫ضد المرأة والتحفظ على المواد ‪ 29-16-9‬منها بتاريخ‬
‫‪ 24‬تموز‪ -‬يوليو ‪1996‬م‪..‬‬
‫‪ -12‬إلغاء العذر المحل والحالة المترتبة في جرائم الشرف‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 562‬في قانون العقوبات‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 7‬بتاريخ ‪ 20‬شباط ‪ -‬فبراير‬
‫‪1999‬م‪..‬‬
‫‪ -13‬المساواة بين الموظف المضمون والموظفة‬
‫المضمونة في القطاع الخاص إزاء الولد فيما يتعلق‬
‫بتقديمات المرض والمومة والتعويضات العائلية بموجب‬
‫مذكرة بتاريخ ‪ 19‬كانون الثاني ‪ -‬يناير ‪2001‬م‪ .‬الصادرة‬
‫عن الصندوق الوطني للضمان الجتماعي‪.‬‬
‫‪ -14‬المساواة بين الموظف والموظفة فيما يتعلق‬
‫بتقديمات تعاونية موظفي الدولة بموجب القانون ‪344‬‬
‫الصادر في ‪ 21‬نيسان‪ -‬أبريل ‪2001‬م‪ .‬باستثناء‬
‫التعويضات العائلية‪.‬‬
‫‪ -15‬تعديل المواد ‪ 52-28-27-26‬من قانون العمل‬
‫المتعلقة بمدة إجازة المومة التي أصبحت ‪ 49‬يوما ً‬
‫وشروط عدم توجيه النذار إلى المرأة العاملة الحامل‬
‫‪1‬‬
‫وذلك عام ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬التشريعات التي ل زال العمل جاريا على تعديلها‪:‬‬
‫أ‪ -‬في قانون الضمان الجتماعي‬

‫‪ 1‬يوم المرأة العالمي‪ :‬واقع حقوق المرأة في لبنان‪ ،‬ليندا مطر‪ ،‬موقع " انسان" على‬
‫الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬

‫اشتراط ان تكون العاملة مسجلة في صندوق الضمان الجتماعي‬


‫منذ اكثر من عشرة اشهر من أجل تغطية كل مصاريف الولدة‪ ،‬بينما ل‬
‫‪1‬‬
‫يطّبق هذا الشرط على العامل )قرار رقم ‪ 46‬تاريخ ‪1995 /19/12‬م‪. ( .‬‬
‫ب‪-‬في قانون العقوبات ‪:‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪ 562‬من قانون العقوبات المتعلقة بجرائم الشرف‪،‬‬
‫وذلك لسبب كونها تميز بين المراة والرجل من ناحية ايجاد العذر للرجل‬
‫في حال ارتكابه الجريمة‪ ،‬بينما ينكر القانون على المرأة "الحق بالعذر‬
‫المحل أو المخفف فيما لو فاجأت زوجها أو أحد أصولها أو فروعها في‬
‫حالة الجماع غير المشروع أو الزنا المشهود" ‪. 2‬‬
‫‪ -2‬المواد ‪ 489 ،488 ،487‬من قانون العقوبات اللبناني التي‬
‫تتناول جريمة الزنا‪ .‬لن الجحاف والتمييز بحق المرأة ضمن اطار الزنا‬
‫يتناقضان مع مبدأ "عدم امكان تجزئة الجريمة‪ ،‬اذ ل يمكن تغيير وصف‬
‫طبيعة الجرم بحسب هوية مرتكبه‪ ،‬اي اذا كان رجل ً او امرأة"‪.‬‬
‫‪ -3‬المواد ‪ 522-503‬من قانون العقوبات التي تتعلق بعقوبة‬
‫الغتصاب والفحشاء والخطف والغواء والتهتك وخرق حرمة الماكن‬
‫الخاصة بالنساء‪ ،‬وقد جاءت المطالبة بتعديل هذه المواد من أجل القضاء‬
‫دد‬‫على العنف الجنسي ضد الزوجات‪ ،‬ذلك أن المادتين ‪ 503‬و ‪ 504‬تح ّ‬
‫هوية الضحية بالمرأة غير الزوجة ‪ .‬وكذلك من أجل الحد من ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬لن المادة ‪ 522‬تسقط العقوبة عن المجرم في حال وافقت‬
‫المرأة المعتدى عليها على الزواج من المعتدي‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على استحداث قوانين صارمة‪ ،‬وعقوبات شديدة‪ ،‬بحق‬
‫كل من يتاجر بالمرأة ويستغل الدعارة وفقا ً لما نصت عليه المادة ‪ 6‬من‬
‫اتفاقية "القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" ‪.‬‬
‫‪ -4‬الغاء المواد ‪ 545- 539‬التي تعاقب على إحداث الجهاض‬
‫وتسهيل استعماله‪ .‬وهي تعتبر عمل المرأة التي تطّرح نفسها أو عمل من‬
‫يطّرح المرأة برضاها جنحة‪ ،‬فتعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلث‬
‫سنوات‪ .‬أما الجهاض الحاصل عن قصد دون رضا المرأة فيعتبر جريمة ‪.‬‬
‫وتستفيد من العذر المخفف المرأة التي تطرح نفسها محافظة على‬
‫شرفها‪.‬‬
‫وتأتي دعوة المطالبين إلى الغاء هذه المواد المتعلقة بالجهاض في‬
‫لبنان على اعتبار أنها تدفع المرأة الى الجهاض سّرا ً ‪ .‬ويترتب على هذه‬
‫السرّية نتائج صحية خطيرة كلجوء المرأة الفقيرة الى أساليب غير صحية‪،‬‬
‫ما يعّرض حياتها للخطر ‪.‬‬ ‫وعدم استشارة الطباء لجراء عملية الجهاض م ّ‬
‫ج‪ -‬في قانون الجنسية ‪:‬‬
‫يرعى أحكام الجنسية في لبنان القرار رقم ‪ 15‬بتاريخ‬
‫‪19/1/1925‬م‪ .‬والقانون الصادر بتاريخ ‪11/1/1960‬م‪ . .‬ففي المادة‬
‫الولى من القرار المذكور‪ ":‬يعتبر لبنانيا ً كل شخص مولود من أب لبناني‬

‫‪ 1‬قانون العمل والتقديمات الجتماعية‪ ،‬موقع "التجمع النسائي لتكنولوجيا المعلومات"‬


‫على الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪ 2‬الدويري‪ ،‬وفيقة منصور‪ ،‬المرأة في القوانين الوضعية اللبنانية وقوانين الحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬جميعة تنظيم السرة‪ ،‬بيروت ب لبنان‪1996 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.83‬‬
‫‪- 21 -‬‬

‫أيا ً كان محل ولدته"‪ .‬ول يعترف القانون اللبناني للم اللبنانية بحقها في‬
‫اعطاء جنسيتها لولدها إل في حالتين محددتين حصرا ً ‪:‬‬
‫‪ -1‬الولد غير الشرعي عند ثبوت بنوته بالنظر إليها قبل‬
‫ثبوت بنوته بالنظر إلى أبيه‪.1‬‬
‫‪ -2‬الولد القاصر لم بقيت حّية بعد وفاة الب واتخذت‬
‫الجنسية اللبنانية‪ .‬إل أن هذا الحق ظل مشروطا ً بحصول‬
‫الجنسية عن طريق مرسوم يصدر عن رئيس الجمهورية‪،‬‬
‫وبعد إقامة مدة خمس سنوات بصورة مستمرة مع أولدها‬
‫في لبنان ‪.2‬‬
‫لقد أدى هذا التمييز بين المرأة والرجل في الحصول على الجنسية‬
‫بالهئيات الهلية المعنية الى إطلق حملة "جنسيتي حق لي ولسرتي" في‬
‫مرحلتها الولى عام ‪2005‬م‪ 3 .‬ومرحلتها الثانية عام ‪2006‬م‪ .‬من أجل‬
‫توعية الرأي العام في هذه القضية ومن أجل "الضغط والتأثير على‬
‫السياسات باتجاه تعديل القوانين وإقرار حق النساء بممارسة مواطنية‬
‫كاملة ومنح الجنسية إلى الزوج والولد" ‪. 4‬‬
‫د‪ -‬في قوانين الحوال الشخصية‬
‫لم يكن مصطلح " الحوال الشخصية " معروفا عند الفقهاء القدامى‪،‬‬
‫بل إن هذا المصطلح هو من المصطلحات القانونية المعاصرة‪ ،‬ويقصد به‬
‫"مجموعة الوضاع والوصاف الجتماعية التي تميز الفراد بعضهم عن‬
‫بعض في المجتمع الذي يعيشون فيه‪ ،‬كونهم مواطنين أو اجانب‪ ،‬راشدين‬
‫أو قاصرين‪ ،‬عازبين أو متزوجين أو مطلقين أو ارامل" ‪. 5‬‬
‫وبالضافة إلى هذا المفهوم العام لعبارة "الحوال الشخصية" فإن لها‬
‫في لبنان مفهوما خاصا‪ ،‬يشمل بالضافة إلى الحكام التي تتناول أوضاع‬
‫الفرد في المجتمع‪ ،‬الحكام التي تنظم الطوائف الدينية‪ ،‬التي اعترفت بها‬
‫المادة التاسعة من الدستور اللبناني والتي نصت على ما يلي‪ " :‬حرية‬
‫العتقاد مطلقة‪ ،‬والدولة بتأديتها فروض الجلل لله تعالى‪ ،‬تحترم جميع‬
‫الديان والمذاهب‪ ،‬وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها‪ ،‬على‬
‫أن ل يكون في ذلك إخلل في النظام العام‪ ،‬وهي تضمن أيضا ً للهلين‬
‫على اختلف مللهم احترام نظام الحوال الشخصية والمصالح الدينية" ‪.‬‬
‫ويرجع تنظيم الحوال الشخصية في لبنان إلى عهد النتداب الفرنسي‪،‬‬
‫حيث حدد القرار رقم ‪ 60‬ل‪.‬ر‪ .‬الصادر عن المفوض السامي في ‪ 13‬آذار‬
‫‪ 1936‬م‪ .‬عدد الطوائف المعترف بها قانونيا ً في لبنان‪ ،‬كما أعطى بموجبه‬
‫لكل طائفة من الطوائف اللبنانية حق تنظيم شؤونها الدينية‪ ،‬ول سيما التي‬

‫‪ 1‬هناك حالت تسعى فيها بعض المهات إلى الدعاء بأن أولدهن غير شرعيين كي‬
‫يستفيدوا من جنسية أمهم‪.‬‬
‫‪ 2‬مغيزل‪ ،‬لور‪ ،‬حقوق المرأة النسان في لبنان‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 3‬ل حقوق دون مواطنة‪ ،‬ول مواطنة حقة دون جنسية‪ ،‬موقع "النساء في ظل قوانين‬
‫غير المسلمين" على الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪ 4‬إعادة تفعيل حملة جنسيتي حق لي ولسرتي‪ "،‬من أجل مواطنة كاملة" ‪ ،‬حملة‬
‫جنسيتي حق لي ولسرتي‪ ،‬بيروت ‪ 29‬أيلول ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬البيلني‪ ،‬بشير‪ ،‬قوانين الحوال الشخصية في لبنان‪ ،‬معهد البحوث والدراسات‬
‫العربية‪1971 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.11‬‬
‫‪- 22 -‬‬

‫ترعى الحوال الشخصية ‪ .‬وقد عدل هذا القرار عام ‪1939‬م‪ .‬واستثنى‬
‫الطوائف السلمية من تطبيقه ‪.1‬‬
‫يبلغ عدد الطوائف اللبنانية وفق القرار المذكور سابقا ‪ 17‬طائفة ‪،2‬‬
‫بينها إحدى عشرة طائفة مسيحية هي‪ :‬المارونية‪ ،‬الروم الرثوذكس‪ ،‬الروم‬
‫الكاثوليك الملكية‪ ،‬الرمنية الغريغورية الرثوذكسية‪ ،‬الرمنية الكاثوليكية‪،‬‬
‫السريانية الكاثوليكية‪ ،‬السريانية الرثوذكسية‪ ،‬الشرقية النسطورية‪،‬‬
‫الكلدانية‪ ،‬اللتينية‪ ،‬النجيلية ‪.‬‬
‫أما الطوائف السلمية فعددها خمسة هي‪ :‬السنية‪ ،‬الشيعية‬
‫الجعفرية) الثنا عشرية(‪ ،‬الدرزية‪ ،‬العلوية‪ ،‬السماعيلية ‪ .‬وهناك أيضا‬
‫الطائفة السرائيلية ‪. 3‬‬
‫وهكذا يوجد في لبنان حاليا المحاكم الشرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬محاكم الطوائف غير السلمية وتسمى بالمحاكم الروحية‪.‬‬
‫‪ -‬محاكم الطائفتين السنية والجعفرية وتسمى بالمحاكم‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬محاكم الطائفة الدرزية وتسمى بالمحاكم المذهبية ‪.‬‬
‫تختلف الصلحيات المعطاة للمحاكم الشرعية فيما يتعلق بالحوال‬
‫الشخصية من طائفة إلى اخرى‪ ،‬ففيما تتناول الحوال الشخصية عند‬
‫الطوائف السلمية وفق قانون ‪ 16‬تموز ‪1962‬م‪ .‬وقانون ‪ 24‬شباط‬
‫‪1948‬م‪ .‬المور التالية‪ :‬نسب الشخص‪ ،‬اسمه‪ ،‬مقامه‪ ،‬وضعه العائلي‪،‬‬
‫أهليته‪ .‬إضافة إلى أحوال الوصية والميراث ‪.‬‬
‫تخضع الطوائف المسيحية والسرائيلية لحكام قانون ‪2/4/51‬م‪،.‬‬
‫دد مواضيع الحوال الشخصية التي تدخل في اختصاص تلك‬ ‫الذي ح ّ‬
‫الطوائف بالزواج والبنوة‪ ،‬بينما جعل قضايا الرث والوصية خاضعة لحكام‬
‫القانون الصادر في ‪23/6/1959‬م‪ .‬والمسمى بقانون الرث لغير‬
‫المحمديين‪ ،‬وهو قانون مدني شكل ً ومضمونًا‪ .‬والمحاكم المدنية هي‬
‫الصالحة للنظر في القضايا الناتجة عن تطبيقه‪. 4‬‬
‫إن هذا الختلف في التخصصات بين المحاكم الشرعية في لبنان‬
‫يعود إلى التشريع السلمي الذي يحتوي على نصوص وأحكام واضحة‬
‫لقضايا الرث والوصية‪ ،‬بينما كان لعدم وجود أحكام تشريعية لهذه المور‬
‫عند الطوائف الخرى أثره في تولي المحاكم المدنية هذه المور‪.‬‬
‫التمييز بين المرأة والرجل في قوانين الحوال الشخصية‬
‫تدعي الجمعيات النسائية أن قوانين الحوال الشخصية المعمول بها‬
‫في لبنان تحتوي على مواد كثيرة تكرس التمييز بين المرأة والرجل من‬

‫‪ 1‬زلزل‪ ،‬ماري روز‪ ،‬المساواة في ظل القوانين الطائفية ‪ :‬مبادرة الهراوي نموذجا ً ‪،‬‬
‫من كتاب المواطنة في لبنان بين الرجل والمرأة ‪ ،‬دار الجديد‪ ،‬بيروت ب لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪2000 ،‬م‪ ، .‬ص ‪.219‬‬
‫‪ 2‬شهد لبنان ولدة طائفتين جديدتين‪ ،‬هما الطائفة العلوية والطائفة القبطية‪ ،‬وهذا‬
‫يعني وجود ‪ 18‬محكمة شرعية)وبانتظار أن تستكمل الطائفة القبطية وضع قانونها‬
‫فيصبح عدد القوانين ‪. (19‬‬
‫‪ 3‬حطب‪ ،‬زهير‪ ،‬مكي‪ ،‬عباس‪ ،‬الطاقات النسائية العربية‪ ،‬معهد النماء العربي‪ ،‬بيروت‬
‫ب لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪1987 ،‬م‪ ، .‬ص ‪230‬ب ‪.231‬‬
‫‪ 4‬الدويري‪ ،‬وفيقة منصور‪ ،‬المرأة في القوانين الوضعية اللبنانية وقوانين الحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪.39‬‬
‫‪- 23 -‬‬

‫جهة‪ ،‬وتمنع الدولة اللبنانية‪ ،‬التي كفلت لهذه القوانين الحماية‪ ،‬من الغاء‬
‫التحفظات على "اتفاقية القضاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة"‪ ،‬من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫ومن القوانين التي تدعو الجهات النسائية إلى إلغائها أو تعديلها‬
‫في مجال الحوال الشخصية‪ ،‬تلك التي تتناول موضوع الزواج‪ ،‬والطلق‪،‬‬
‫والرث والحضانة‪.‬‬
‫أ‪ -‬في الزواج‬
‫من المور التي يعترض عليها فيما يتعلق بقوانين الزواج‪ ،‬المور‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في حرمة زواج المسلمة بغير المسلم لدى الطوائف السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬في سكن الزوجة مع زوجها في بيت واحد على اعتبار أن هذا‬
‫يعارض ما جاءت به المادة )‪ (15‬فقرة )‪ (4‬من اتفاقية السيداو‪ ،‬والتي‬
‫جاء فيها‪":‬تمنح الدول الطراف الرجل والمرأة نفس الحقوق فيما يتعلق‬
‫بالقانون المتصل بحركة الشخاص وحرية اختيار محل سكناهم وإقامتهم‬
‫"‪.‬‬
‫ب‪ -‬في الرث‬
‫يخضع اللبنانيون في قضايا الرث للتشريعات الخاصة بالطوائف‬
‫التي ينتمون إليها‪ .‬فيطبق المذهب الحنفي على المسلمين السنة وعلى‬
‫الطائفة الدرزية باستثناء بعض الحكام الخاصة بها‪ ،‬ويطبق المذهب‬
‫الجعفري على الطائفة الشيعية‪ .‬ولم يكن للطوائف غير المسلمة قانون‬
‫إرث خاص بها ‪.‬‬
‫وتأتي اعتراضات الهيئات المطالبة بتطبيق التفاقية على قوانين‬
‫الرث وخاصة قاعدة التنصيف عند اهل السنة‪ 1‬على اعتبار أنها ل تساوي‬
‫بين المرأة والرجل في هذا المجال‪ ،‬من هنا جاءت المطالبة بوجود "قانون‬
‫مدني اختياري يحل مشكلة الرث بين الطوائف المختلفة ‪. 2‬‬
‫ج‪ -‬في تعدد الزوجات‬
‫يعترض أنصار حقوق المرأة على نظام تعدد الزوجات الذي يقره‬
‫السلم‪ ،‬ويعتبرون أن فيه إهدارا ً لكرامة المرأة‪ ،‬وإجحافا ً لحقها‪ ،‬واعتداًء‬
‫على مبدأ المساواة بينها وبين الرجل‪ ،‬ولذلك هم َيدعون إلى التأسي‬
‫بتركيا وتونس اللتين ألغتا نظام التعدد وفرضتا نظام آحادية الزواج‪.‬‬
‫د‪ -‬في حصر الطلق بيد الرجل‬
‫تعترض الجهات النسائية على كون الطلق بيد الرجل‪ ،‬وتدعو إلى‬
‫التأسي بالتشريع التونسي الذي ألغى هذا الحق‪ ،‬فجاءت المادة ‪ 31‬منه‬

‫‪ 1‬إن الستقراء لحالت ومسائل الميراث‪ ،‬يقول لنا ‪ :‬إن هناك اربع حالت فقط ترث‬
‫فيها المرأة نصف الرجل‪ ،‬وهناك حالت أضعاف هذه الحالت الربع ترث فيها المرأة‬
‫مثل الرجل تماما‪ .‬وهناك حالت عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل ‪ .‬وهناك‬
‫حالت ترث فيها المرأة ول يرث نظيرها من الرجال‪ .‬اي ان هناك أكثر من ثلثين حالة‬
‫تأخذ فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر منه‪ ،‬او ترث هي ول يرث نظيرها من الرجال‪ ،‬في‬
‫مقابل أربع حالت محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل‪ ،‬انظر ‪ :‬عمارة‪ ،‬محمد‪،‬‬
‫التحرير السلمي للمرأة ‪ ،‬الرد على شبهات الغلة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1421‬هب‪2002 ،.‬م‪ ،.‬ص ‪69‬‬
‫سطة ب نقابة المحامين ب‬
‫‪ 2‬الوثيقة اللبنانية لمتابعة قضايا المرأة‪ ،‬حقوقنا بلغة مب ّ‬
‫مؤسسة فريدريش ايبرت‪ ،‬الوكسفام ‪.‬‬
‫‪- 24 -‬‬

‫لتقول ‪ " :‬إن المحكمة هي التي تعلن الطلق بناء لطلب أحد الزوجين‬
‫بسبب ما حصل له من ضرر وُيقضى لمن تضرر من الزوجين بتعويض عن‬
‫الضرر المادي والمعنوي الناجم عن الطلق " ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬في الحضانة‬
‫تختلف مدة الحضانة بين الطوائف اللبنانية‪ ،‬وهي "لدى المسلمين‬
‫السنة والدروز وكذلك لدى الروم الرثوذكس‪ ،‬حتى سن السابعة للصبي‪،‬‬
‫والتاسعة للبنت‪ ،‬أما عند الشيعة ‪ ،‬فحتى يتم الصبي الثانية والنثى‬
‫السابعة‪ ،‬وهي غير محددة عند الطوائف الكاثوليكية" ‪. 1‬‬
‫وتدعو الجمعيات النسائية إلى توحيد سن الحضانة بالنسبة للصبي‬
‫والبنت بخمسة عشرة سنة كحد أدنى مع حق الختيار للمحضون ‪.‬‬
‫و‪ -‬إقرار قانون مدني موحد للحوال الشخصية‬
‫حد للحوال‬ ‫بدأت محاولت العلمانيين لستصدار قانون مدني مو ّ‬
‫الشخصية في لبنان‪ ،‬منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي‪ ،‬حيث‬
‫حاول بعض النواب اقرار هذا القانون في معرض دراسة قانون ‪ 2‬نيسان‬
‫‪1951‬م‪ .‬الذي حدد صلحيات المراجع المذهبية المسيحية في مواضيع‬
‫الحوال الشخصية ‪ .‬وبعد ذلك جرت محاولت عدة أخرى لتمرير هذا‬
‫المشروع ‪.‬‬
‫وقد أثار هذا المشروع ردود فعل كبيرة في الوساط السياسية‬
‫والدينية مخالفته لنصوص الشريعة السلمية الثابته فيما يتعلق بأحكام‬
‫الخطبة والزواج‪ ،‬والطلق‪ ،‬والهجر‪ ،‬والحضانة‪ ،‬والنفقة‪ ،‬والبنوة الشرعية‪،‬‬
‫والبنوة غير الشرعية‪ ،‬والتبني‪ ،‬ونفي البوة‪ ،‬والقرار بالنسب‪ ،‬والولدية‪،‬‬
‫والوصاية‪ ،‬والمفقود‪ ،‬والرث‪ ،‬والوصية‪ ،‬وتحرير التركات ‪.‬‬
‫ما ورد كان ملخصا عن وضع المراة في القوانين اللبنانية ‪ ،‬وعن‬
‫التعديلت المطلوبة من قبل الجمعيات النسائية من أجل مواكبة التفاقيات‬
‫والمواثيق الدولية التي تتخذها هذه الخيرة مرجعا لها ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬ايجابيات وسلبيات اتفاقية القضاء‬
‫على جميع اشكال التمييز ضد المرأة ) السيداو(‬
‫اول ‪ :‬ايجابيات التفاقية‬
‫تتضمن اتفاقية التمييز بعض اليجابيات التي ل يجب اغفالها من باب‬
‫اعطاء الحق لصحابه وإن كانت سلبياتها أكثر من ايجابياتها‪ .‬ومن‬
‫اليجابيات التي يمكن الحديث عنها ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اعطاء المرأة حقوقها التي حرمت منها في بعض‬
‫المجتمعات‪ ،‬حيث فرضت التفاقية على الحكومات العمل على منع‬
‫انتهاك حقوق المرأة وتعزيزها وحمايتها‪ ،‬وتثبيتها في قوانينها ودساتيرها ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المرأة في بعض المجتمعات السلمية حرمت من بعض‬
‫حقوقها التي اعطاها اياها السلم نتيجة ظلم الرجل أو نتيجة الجهل‬
‫وسيطرة بعض العراف والتقاليد البعيدة عن الدين ‪.‬‬
‫ومن الحقوق التي اعطتها التفاقية للمرأة ‪ ،‬مايلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬الحق في التعليم ‪ :‬وهذا الحق الذي كفلته التفاقية من الهمية‬
‫مي في البلد العربية وحدها كما ذكرت‬ ‫بمكان ‪.‬إذ ل زال هناك ‪ 66‬مليون أ ّ‬
‫‪ 1‬الدويري‪ ،‬وفيقة منصور‪ ،‬المرأة في القوانين الوضعية اللبنانية وقوانين الحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪.64‬‬
‫‪- 25 -‬‬

‫الحصاءات‪ ،‬كما أن هناك مليين النساء على وجه الخصوص محرومات‬


‫من هذا الحق الساس‪.1‬‬
‫و الجدير بالذكر أن السلم قد حث المرأة على طلب العلم ‪ ،‬بل‬
‫جعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة دون النظر إلى السن أو‬
‫الحالة الجتماعية‪ .‬كما أن السلم لم يفرق بين علم الرجل وعلم المرأة‪،‬‬
‫بل إن السلم حّرم على الزوج منع زوجته من الخروج من البيت لطلب‬
‫العلم أو أداء العبادات ‪ .‬علما ً ان العلم المطلوب من المرأة التسلح به ل‬
‫يقتصر على العلم الشرعي فقط‪ ،‬بل هو يشمل أيضا ً العلوم الدنيوية التي‬
‫تحتاجها المرأة‪ ،‬إن كان من أجل عملها الدعوي‪ ،‬أو من أجل تربية أبنائها‪،‬‬
‫أو من أجل كسب معيشتها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحق في الجنسية ‪ :‬حيث تمنح التفاقية النساء حقهن فى‬
‫إكساب أطفالهن جنسيتهن وحقهن في المحافظة على جنسيتهن في حال‬
‫زواجهن من أجنبى ‪.‬‬
‫هذا ويدعي البعض أن حرمان المرأة من حقها في الجنسية يستند‬
‫إلى الشريعة السلمية ‪ ،‬مع أن الشريعة السلمية لم تعالج مسألة‬
‫الجنسية وإن كانت عالجت مسالة النسب‪ ،‬فتقسيم المصار في السلم‬
‫كان قائما ً على أساس الدين‪ ،‬فحيث يسود السلم يقوم دار السلم‪،‬‬
‫وحيث ل يسود يكون دار الحرب ‪ .‬فمسألة الجنسية الناتجة عن تقسيم دار‬
‫السلم إلى دويلت هي مسألة حديثة وهي لم تكن موجودة في العصور‬
‫السلمية الولى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الحق في العمل‪ :‬حيث تطالب التفاقية بتساوي حقوق النساء‬
‫مع الرجال فى ميدان العمل‪ ،‬وتأتي أهمية هذه الدعوة في ظل الظلم‬
‫الذي تتعرض له المرأة في كل بلدان العالم‪ ،‬إذ ل يزال أجر النساء أقل‬
‫من أجر الرجال ‪ .‬وتبلغ نسبة عمالة المرأة في بعض الدول نسبة كبيرة ‪،‬‬
‫ومع هذا تبقى دون ضمانات أو حماية‪.‬‬
‫د‪ -‬الحق في تولي الوظائف العامة والمشاركة في العمل‬
‫السياسي‪ ،‬فقد كان للمرأة دور في هذه الحياة طوال التاريخ السلمي‬
‫بدءا ً من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حيث شاركت المرأة في‬
‫البيعة التي تعتبر"ميثاق الولء للنظام السياسي السلمي أو الخلفة‬
‫السلمية واللتزام بجماعة المسلمين والطاعة لمامهم"‪ 2‬وكان رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم "يستشير حتى المرأة فتشير عليه بالشيء‬
‫فيأخذ به"‪.3‬‬
‫وعلى ذلك فلو ُوجدت المرأة التي فيها الكفاءة لتولي الوظائف‬
‫العامة‪,‬او المشاركة في العمل السياسي ترشحا ً وانتخابا ً ‪،‬باستثناء الولية‬
‫العامة‪,‬فلها ان تقوم بذلك بشرط أل يكون في ذلك اعتداء على دورها‬
‫الساس كأم وزوجة وهو الصل الذي خلقت من أجله المرأة‪ .‬وعلى شرط‬

‫‪ 1‬حسام الدين‪ ،‬زهير محمد عبد الله‪ ،‬تعليم الناث في العالم السلمي‪ ،‬منشورات‬
‫المنظمة السلمية للتربية والعلوم والثقافية‪ ،‬ايسيسكو‪1423 ،‬هب ‪2003 ،‬م‪ ,‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 2‬عزت‪ ،‬هبة رؤوف‪ ،‬المرأة والعمل السياسي‪ ،‬رؤية إسلمية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪ ،120‬عببن‬
‫كتاب‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬أحمد صديق‪ ،‬البيعة في النظام السياسي السلمي‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 3‬الدينوري‪ ،‬ابن قتيبة‪ ،‬عيون الخبار‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيببروت‪ -‬لبنببان‪ ،‬الطبعببة‬
‫الولى‪1406 ،‬هب‪1986 ،.‬م‪ ،.‬ص ‪.82‬‬
‫‪- 26 -‬‬

‫أيضا أن تتجنب المرأة المحرمات الشرعية مثل الخلوة والسفر من غير‬


‫محرم وإقرار القوانين التي تتنافى مع الشريعة السلمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية المرأة من التعرض للبتزاز الجنسي‬
‫واستغللها بالدعارة والبغاء‪ ،‬وتعرضها لبعض انواع العنف ‪:‬‬
‫أ‪-‬البتزاز الجنسي‪ :‬تتعدد انواع البتزاز الجنسي الذي تتعرض له‬
‫المرأة ‪ .‬ومن هذه النواع البتزاز الجنسي في العمل‪ ،‬الذي يعد من أبرز‬
‫نتائج خروج المرأة إلى العمل واحتكاكها المباشر مع الرجال واستغلل‬
‫الرجل حاجتها للعمل من أجل اشباع رغباته ‪.‬‬
‫ب‪ -‬استغلل المرأة للدعارة‪ :‬حيث طالبت التفاقية فى مادتها‬
‫السادسة بوجوب اتخاذ الدول جميع التدابير لمكافحة جميع أشكال التجار‬
‫بالمرأة‪ ،‬واستغللها فى الدعارة‪ ،‬وتحريم تجارة الرقيق البيض‪ ،‬وإكراه‬
‫الفتيات على البغاء‪.‬‬
‫ج‪ -‬حماية المرأة من التعرض لبعض أنواع العنف ‪ ،‬ومن‬
‫أنواع العنف التي تدعو التفاقية إلى حمايته‪:‬‬
‫‪ -1‬العتداء على النساء أثناء الحروب ‪ ،‬وقد دعت اللجنة الخاصة‬
‫لتفاقية السيداو في توصيتها العامة رقم ‪ 19‬عام ‪1992‬م‪ .‬على "الحق‬
‫في الحماية المتساوية في حالت الصراع الدولية أو الداخلية وبحسب‬
‫المعايير النسانية"‪.1‬‬
‫‪ -2‬العنف الناتج عن العادات والتقاليد وعن القوانين‪ ،‬كما يحدث‬
‫في الهند مثل‪ ،‬حيث قدرت "مصادر غير حكومية أن ‪ 25‬ألفا ً من النساء‬
‫يتم حرقهن حتى الموت كل عام في الهند بسبب نزاعات على المهر‬
‫)الدوطة("‪ .2‬أما في الصين‪ ،‬وبسبب سياسة الولد الواحد‪ ،‬ل زال يجري‬
‫اجهاض المرأة إذا كانت حامل ً بأنثى ‪.‬‬
‫د‪ -‬حماية المرأة من الستغلل في وسائط العلم‪ ،‬حيث‬
‫تحرص بعض وسائل العلم على تشويه صورة المرأة وإبرازها في صور‬
‫معينة تعمل على تشييئها‪ ،‬والتركيز على هويتها الجنسية بمعزل عن هويتها‬
‫الفكرية والعقلية‪ ،‬وذلك كوسيلة تسويق تهدف إلى جذب أكبر عدد من‬
‫الناس ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلبيات التفاقية‬
‫هناك عدة نقاط يمكن التركيز عليها في إطار تبيان بعض سلبيات‬
‫التفاقية ‪ ،‬وهذه النقاط‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التفاقية كسلطة عليا‬
‫تطرح اتفاقية السيداو نفسها كبديل عن القوانين المحلية وناسخة‬
‫لها ‪ ،‬ومن اخطر المواد التي تكرس هذا المر المادة ‪ 2‬والمادة ‪ 29‬من‬
‫اتفاقية التمييز ‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 2‬تشكل " ببنودها حزمة أو منظومة تستدعى بعضها‬
‫ضا‪ ،‬وتسّلم بعضها إلى بعض‪ ،‬بل وتسد بعضها ثغرات بعض‪ ،‬وهو ما‬ ‫بع ً‬
‫يجعلنا نطلق عليها‪ :‬المادة – المنظومة"‪ .‬فهي تدعو إلى تعديل او الغاء‬

‫‪ 1‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬موقع "اليونيفيم" على الشبكة‬
‫العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ 2‬مايور‪ ،‬فيديريكو‪ ،‬عالم جديد‪ ،‬بالشتراك مع بانديه‪ ،‬جيروم‪ ،‬دار النهار‪ ،‬بيروت ب لبنان‪،‬‬
‫‪2002‬م‪ .‬ص ‪.137‬‬
‫‪- 27 -‬‬

‫القوانين المحلية واستبدالها بقوانين غير تمييزية ‪ .‬وهكذا تلغي التفاقية‬


‫كافة المرجعيات التشريعة والدينية لتصبح هي المرجعية العليا ‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 29‬في إحدى بنودها فهي تنص على عرض الخلفات‬
‫التي تنشأ من تفسير أو تطبيق هذه التفاقية على التحكيم أو على محكمة‬
‫العدل الدولية في حالة عدم التوصل إلى اتفاق عبر التحكيم"‪ . 1‬وهذا المر‬
‫يتعارض مع السيادة الوطينة وعدم تدخل أي طرف خارجي في الشؤون‬
‫الداخلية للبلد‪.‬‬
‫‪ -2‬عولمة قضايا المرأة‬
‫شاع استخدام مصطلح العولمة بوجه خاص عقب انهيار التحاد‬
‫كل هذا النهيار حافزا ً قويا ً‬
‫السوفييتي وتفكك الكتلة الشتراكية‪ ،‬حيث ش ّ‬
‫للدول الغربية الرأسمالية للتمادي في فرض قيمها ومبادئها على العالم ‪.‬‬
‫ويظهر أن الهدف الساسي لمخططي العولمة هو فرض النموذج‬
‫الجتماعي الغربي على العالم تكملة للنجاح في فرض النموذج السياسي‬
‫والقتصادي‪.‬‬
‫هذا وقد رفعت العولمة شعارات الديمقراطية وحقوق النسان‬
‫والدفاع عن المرأة‪ ،‬في برامجها التي سعت إلى نقلها إلى العالم‪ .‬وكانت‬
‫المم المتحدة بمؤتمراتها واتفاقياتها هي الستار الذي تستر وراءه الغرب‬
‫من أجل فرض قيمه ومبادئه على العالم ‪.‬‬
‫ومن ابرز القيم والمفاهيم التي تحاول التفاقيات الدولية وعلى‬
‫رأسها اتفاقية السيداو فرضها مفهوم المساواة بين المرأة والرجل‪،‬‬
‫رافضة بذلك وجود اختلفات بينهما ‪ ،‬ومدعية أن أسباب هذه الفروقات‬
‫تعود إلى أسباب تاريخية واجتماعية‪ ،‬وإن الفروقات البيولوجية والطبيعية‬
‫الموجودة بين الرجل والمرأة )والتي يقرون بوجودها ( هي فروقات‬
‫اجتماعية خاضعة لمنطق التطور وليست طبيعية فطرية منذ بدء الخليقة‪،‬‬
‫فالختلف بين الذكر والنثى ليس شيئا ً من صنع الله عز وجل‪ ،‬وإنما هو‬
‫أمر ناجم عن التنشئة الجتماعية والبيئية التي احتكرها الرجل عبر الزمن ‪،‬‬
‫فمفاهيم الزوج والزوجة والبوة والمومة مفاهيم ناتجة عن الواقع الثقافي‬
‫والجتماعي السائد‪ ،‬وهي نتاج تقاليد وتصورات خاطئة تحصر المرأة‬
‫والرجل في أدوار نمطية ‪.‬‬
‫إن محاولة ربط الختلف بين المرأة والرجل بالساس الثقافي‬
‫والجتماعي هو تمهيد لتغيير الشكل الطبيعي للسرة ‪ ،‬مما يؤدي فيما بعد‬
‫إلى تقبل فكرة أن يكون الرجل أمًا‪ ،‬أو أن تكون السرة مكونة من رجلين‬
‫أو امرأتين‪ ،‬من هنا نفهم التركيز الشديد في أدبيات المم المتحدة على‬
‫ضرورة تغيير الدوار النمطية للعلقات بين الجنسين ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحرب على الشرائع السماوية‬
‫يبرز الخطر الكبر في التفاقيات والمؤتمرات الدولية إلى إهمال‬
‫دور الدين في حياة الفرد‪ ،‬وهذا المر يمكن ملحظته في اتفاقية "القضاء‬
‫على جميع أشكال التمييز ضد المرأة " في نواح عدة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الهمال التام لذكر الله عز وجل ‪ :‬في محاولة لليحاء بعدم‬
‫وجود من يسيطر على الكون ويدبر أمره‪ .‬وهذا الهمال ل يقتصر على‬
‫لفظ الجللة فقط بل يمتد إلى كل ما يتعلق بالدين من كلمات وتعابير ‪.‬‬
‫أبو حديد‪ ،‬فريدة إبراهيم‪ ،‬وضع المرأة في القوانين الدولية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪. 82‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪- 28 -‬‬

‫ب‪ -‬الحرب على جميع التشريعات الدينية ‪ :‬دعت التفاقية‬


‫الحكومات إلى عدم وضع العتبارات الدينية والتقليدية موضع التنفيذ‪،‬‬
‫وذلك كخطوة أولى قبل فرض العمل على استبدالها بالقوانين الدولية‪،‬‬
‫ومن التشريعات الدينية التي دعت التفافية إلى تعديلها أو الغائها‪ ،‬قانون‬
‫الحوال الشخصية الذي يرسخ ويقنن ‪ ،‬بنظرهم‪ ،‬تبعية المرأة للرجل في‬
‫مسائل الزواج والطلق والسفر والرث‪ .‬وغير ذلك من المور التي تقف‬
‫حائل ً في طريق تحقيق المساواة المزعومة ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تشريع الزنا وإباحته‬
‫ل تعتبر اتفاقية التمييز الزنا أمرا ً مشينا ً على المرأة إل في حالة‬
‫حصل المر بالكراه‪ ،‬أما إذا حصل المر برضى الطرفين‪ ،‬فهو حق مشروع‬
‫ومطالب به لتعلقه بالحرية الشخصية للفراد‪ ،‬والتي تحرص مثل هذه‬
‫التفاقيات على حمايتها من جهة‪ ،‬ولكونه يساعدعلى منع الزواج المبكر‬
‫الذي تدعو التفاقية إلى تجنبه من جهة أخرى ‪.‬‬
‫ويظهر دعم التفاقية للزنا بدفاعها عن حقوق المراهقين الجنسية‬
‫وما يتعلق بها من حرية في الممارسة دون رقابة الهل‪ ،‬وبحقهم في‬
‫الحصول على المعلومات والخدمات التي تساعدهم على فهم حياتهم‬
‫الجنسية‪ ،‬وحمايتهم من حالت الحمل غير المرغوب بها‪ ،‬ومن المراض‬
‫المنقولة بالتصال الجنسي‪ ،‬ومن خطر العقم بعد ذلك ‪.‬‬
‫د‪-‬إباحة الجهاض‬
‫يتحاشى برنامج هيئة المم المتحدة النص على إباحة الجهاض‬
‫بصراحة‪ ،‬بيد أن المدقق يشتم رائحة هذه الباحة في مواطن كثيرة من‬
‫البرنامج‪ ،‬مثل تلك العبارة التي وردت في الفقرة السابقة والتي تدعو إلى‬
‫معالجة قضايا المراهقين المتصلة بالصحة الجنسية والتناسلية بما في ذلك‬
‫الحمل غير المرغوب به ‪.‬‬
‫إن هذا التجاه مناقض لبسط مبادئ النسانية التي تدعي هذه‬
‫البرامج أنها تحميها والتي منها حماية حق النسان في الحياة‪ ،‬فبأي منطق‬
‫يسمح النسان تحت شعار الحرية الجنسية بحرية قتل روح انسان يتمتع‬
‫بالحقوق كما يتمتع غيره ؟‬
‫الخاتمة‬
‫أقر السلم بمبدأ المساواة بين الذكر والنثى في القيمة النسانية‪،‬‬
‫فاعتبر أن الرجل والمرأة متساويان أمام الله عز وجل في الخلقة‬
‫والتكوين‪ ،‬وهما أيضا ً متساويان في الحقوق والواجبات داخل السرة‬
‫ذي عَل َي ْهِ ّ‬
‫ن‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫وخارجها‪ ،‬فقال تعالى في وصف هذه الحقيقة ‪ ) :‬وَل َهُ ّ‬
‫ن ِ‬
‫م ( ] البقرة‪.[228 ،‬‬ ‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫زيٌز َ‬ ‫ة َوالل ّ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ّ‬
‫ن د ََر َ‬ ‫جا ِ‬
‫ف وَِللّر َ‬
‫معُْرو ِ‬‫ِبال ْ َ‬
‫إل أن هذه المساواة بين الرجل والمرأة ليست مساواة تامة‪ ،‬فهي‬
‫ل تشمل التكوين الحيوي )البيولوجي( ول تشمل الوظائف الطبيعية‬
‫) الفسيولوجية ( التي ينتج عنها اختلف في التكاليف والعباء الحياتية‪،‬‬
‫واختلف في التبعات والمسؤوليات الدنيوية لكل منهما‪ ،‬لن الله سبحانه‬
‫وتعالى ذكر هذا الختلف في مواضع كثيرة من القرآن الكريم‪ ،‬ولعل أبرز‬
‫آية تبرز وجوده هي قوله تعالى على لسان مريم عليها السلم ( وَل َي ْ َ‬
‫س‬
‫كاْل ُن َْثى) ]آل عمران‪[136 ،‬‬ ‫الذ ّك َُر َ‬
‫‪- 29 -‬‬

‫إن الله سبحانه وتعالى خلببق الببذكر والنببثى وجعببل العلقببة بينهمببا‬
‫علقة تكامل وليست علقببة تماثببل‪ ،‬وهببو خببص كببل مببن الرجببل والمببرأة‬
‫بمميزات خاصة ل بد منها من أجل استمرار الحياة البشرية‪ ،‬فخص المببراة‬
‫بصفات اللين والعطف والحنان وما يتصل بهما من صفات ل غنى عنها في‬
‫ممارسة وظيفتها المتعلقة بحضانة الطفببال وتربيتهببم‪ ،‬بينمببا خببص الرجببل‬
‫بكل صفات القوة والصلبة والخشونة وغيرها من الصفات التي لغنى عنها‬
‫لداء واجبه في السعي لتأمين معيشته ومعيشببة عيبباله‪ ،‬قببال تعببالى ‪) :‬وََل‬
‫سبُبوا‬ ‫مبا اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬‫ب ِ‬ ‫صببي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬ ‫جبا ِ‬ ‫ض ِللّر َ‬ ‫ضبك ُ ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ض َ‬‫ما فَ ّ‬
‫م َعَلبى ب َْعب ٍ‬ ‫ه ِببهِ ب َعْ َ‬ ‫وا َ‬ ‫من ّ ْ‬
‫ت َت َ َ‬
‫يٍء‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ب ِك ُ ّ‬‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫ضل ِهِ إ ِ ّ‬‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ه ِ‬‫سأُلوا الل ّ َ‬
‫ن َوا ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫م ّ‬‫ب ِ‬ ‫صي ٌ‬‫ساِء ن َ ِ‬ ‫وَِللن ّ َ‬
‫ما ( ] النساء‪. [32 ،‬‬ ‫عَِلي ً‬
‫إن هذا الواقع الذي تقر به كل الشرائع السماوية ترفضه اتفاقية "‬
‫القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة " التي ترفض هذا الواقع‬
‫وتدعو إلى المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل‪ ،‬و تطالب باتخاذ‬
‫خطوات لتعديل النماط الجتماعية والثقافية التي تجعل من التمييز عرفا ً‬
‫متماديا ً ‪.‬‬
‫إن دراسة هذه التفاقية تظهر ما يلي‪:‬‬
‫معارضتها الصريحة للببدين والخلق والقيببم عبببر‬ ‫‪-1‬‬
‫التقليببل مببن أهميببة الببزواج والببدعوة إلببى الباحيببة‬
‫والنحلل‪.‬‬
‫احتوائها على مواد تببؤدي إلببى تغييببر جببذري فببي‬ ‫‪-2‬‬
‫المجتمع كإلغاء دور الم وتحديد صلحيات الب ‪.‬‬
‫دعوتهببببا إلببببى إبطببببال القببببوانين والعببببراف‬ ‫‪-3‬‬
‫والتشببريعات الدينيببة واسببتبدالها بالعلنببات العالميببة‬
‫والتفاقات الدولية‪.‬‬
‫إلغاءها لثقافات الشعوب وحضبباراتهم ودعوتهببا‬ ‫‪-4‬‬
‫إلى آحادية ثقافية في ظل العولمة ‪.‬‬
‫مخالفتها لميثاق المم المتحدة البذي ينبص علبى‬ ‫‪-5‬‬
‫احترام التنوع الثقافي الديني في الدول ‪.‬‬
‫واخيرا اهم خطر تظهببره هببذه الدراسببة هببو الخطببر علببى السببرة‬
‫المسلمة التي هي أمانة في أعناق المسلمين‪ ،‬وإذا لم تحفظ هببذه المانببة‬
‫وتصان فإن التغيير الذي طرأ على السرة في الغرب يمكن أن يطالها هي‬
‫أيضًا‪ ،‬وقانون الزواج المدني الختياري الذي يطالب بببه اليببوم سيصبببح مببع‬
‫الوقت قانونا ً إلزاميًا‪ ،‬فتبطببل عنببدئذ أحكببام الببزواج والرث‪ ،‬ويصبببح زواج‬
‫ل‪ ،‬ويبطل دور الرجل في السببرة‬ ‫المسلمة من النصراني أمرا ً عاديا ً ومقبو ً‬
‫فل قوامة ول ولية ول حق في إبرام الطلق‪ ،‬وغير ذلك مببن المببور الببتي‪،‬‬
‫إن حدثت‪ ،‬تكون التفاقيات الدولية قد أدت مهمتها على أكمل وجه ‪.‬‬
‫‪- 30 -‬‬

‫ثبت المصادر والمراجع‬


‫المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكريم‬

‫إبراهيم‪ ،‬عواطف عبد الماجد‪ ،‬موقف السلم من اتفاقية‬ ‫‪.1‬‬


‫القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬مركز دراسات‬
‫المرأة‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬بدون رقم الطبعة والتاريخ‪.‬‬
‫ابن ماجه‪،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أبو حديد‪ ،‬فريدة إبراهيم‪ ،‬وضع المرأة في القوانين الدولية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫فعاليات الملتقى العلمي‪ ،‬التحاد النسائي السلمي العالمي ‪ ،‬من‬
‫دون رقم الطبعة والبلد والتاريخ ‪.‬‬
‫اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‬ ‫‪.4‬‬
‫) السيداو(‪.‬‬
‫إعادة تفعيل حملة جنسيتي حق لي ولسرتي‪ "،‬من أجل‬ ‫‪.5‬‬
‫مواطنة كاملة" ‪ ،‬حملة جنسيتي حق لي ولسرتي‪ ،‬بيروت ‪29‬‬
‫أيلول ‪2006‬م‪.‬‬
‫بيضون‪ ،‬عزة شرارة‪ ،‬المساواة الجندرية إنصاف وتمكين‬ ‫‪.6‬‬
‫المرأة‪ ،‬صندوق المم المتحدة للسكان‪ ،‬بدون سام البلد ورقم‬
‫الطبعة والتاريخ‪.‬‬
‫البيلني‪ ،‬بشير‪ ،‬قوانين الحوال الشخصية في لبنان‪ ،‬معهد‬ ‫‪.7‬‬
‫البحوث والدراسات العربية‪1971 ،‬م‪.‬‬
‫تأريخ الحركات النسائية في العالم العربي‪ ،‬وضع المرأة‬ ‫‪.8‬‬
‫العربية ‪ ،2005‬السكوا‪.‬‬
‫الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى‪ ،‬الجامع الكبير‪ ،‬دار الغرب‬ ‫‪.9‬‬
‫السلمي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1998 ،‬م‪. .‬‬
‫‪ .10‬تقرير منظمة المواطنين الدولية حول القضاء على الفقر‬
‫واللمساواة الجنوسية‪ ،‬الراصد الجتماعي تقرير عام ‪2005‬م‪، .‬‬
‫صخب وهمس‪ :‬الجنوسة والفقر في مواجهة العمل‪ ،‬إصدار الذكرى‬
‫العاشرة‪.‬‬
‫‪ .11‬تقييم وضع المرأة اللبنانية في ضوء منهاج عمل بيجين‪،‬‬
‫صندوق المم المتحدة النمائي للمرأة ) اليونيفيم( المكتب القليمي‬
‫للدول العربية ‪2002‬م‪..‬‬
‫‪ .12‬تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة في‬
‫بلدان عربية مختارة‪ ،‬ملخصات للملحظات الختامية‪ ،‬السكوا‪،‬‬
‫‪2006‬م‪..‬‬
‫‪ .13‬حسام الدين‪ ،‬زهير محمد عبد الله‪ ،‬تعليم الناث في العالم‬
‫السلمي‪ ،‬منشورات المنظمة السلمية للتربية والعلوم والثقافية‪،‬‬
‫ايسيسكو‪1423 ،‬هب ‪2003 ،‬م‪..‬‬
‫‪ .14‬حطب‪ ،‬زهير‪ ،‬مكي‪ ،‬عباس‪ ،‬الطاقات النسائية العربية‪ ،‬معهد‬
‫النماء العربي‪ ،‬بيروت ب لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪1987 ،‬م‪. .‬‬
‫‪ .15‬دليل حول تطبيق اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز‬
‫ضد المرأة‪ ،‬تقييم وضع المرأة‪ ،‬لجنة متابعة اتفاقية حقوق المرأة‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬

‫‪ .16‬الدويري‪ ،‬وفيقة منصور‪ ،‬المرأة في القوانين الوضعية اللبنانية‬


‫وقوانين الحوال الشخصية‪ ،‬جميعة تنظيم السرة‪ ،‬بيروت ب لبنان‪،‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫الدينوري‪ ،‬ابن قتيبة‪ ،‬عيون الخبار‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪1406 ،‬هب‪1986 ،.‬م‪..‬‬
‫‪ .18‬رؤية نقدية لتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة‪ ،‬اللجنة السلمية العالمية للمراة والطفل‪ ،‬بدون رقم الطبعة‬
‫والبلد والتاريخ‪.‬‬
‫‪ .19‬زلزل‪ ،‬ماري روز‪ ،‬المساواة في ظل القوانين الطائفية ‪:‬‬
‫مبادرة الهراوي نموذجا ً ‪ ،‬من كتاب المواطنة في لبنان بين الرجل‬
‫والمرأة ‪ ،‬دار الجديد‪ ،‬بيروت ب لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪2000 ،‬م‪..‬‬
‫‪ .20‬عمارة‪ ،‬محمد‪ ،‬التحرير السلمي للمرأة ‪ ،‬الرد على شبهات‬
‫الغلة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬الطبعة الولى‪1421 ،‬هب‪2002 ،.‬م‪..‬‬
‫‪ .21‬فلورز‪ ،‬نانسي‪ ،‬من خبرتنا المحلية وبكلماتنا الخاصة‪ ،‬دليل‬
‫خاص بمنسقات تعليم حقوق النسان في الردن والبلد العربية‪ ،‬أعد‬
‫للستخدام كأداة مرافقة لكتابين " المطالبة بحقوقنا" و " السلمة‬
‫والمان" ‪1998‬م‪ ، .‬ترجمة ربى دعيبس‪ ،‬راجعت الترجمة وأعدت‬
‫النص العربي المحامية أسمى خضر‪.‬‬
‫‪ .22‬مايور‪ ،‬فيديريكو‪ ،‬عالم جديد‪ ،‬بالشتراك مع بانديه‪ ،‬جيروم‪،‬‬
‫دار النهار‪ ،‬بيروت ب لبنان‪2002 ،‬م‬
‫‪ .23‬المدغري‪ ،‬عبد الكبير العلوي‪ ،‬المرأة بين أحكام الفقه‬
‫والدعوة إلى التغيير‪ ،‬مطبعة فضالة ‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1420‬هب ‪1999 ،‬م‪..‬‬
‫‪ .24‬مغيزل‪ ،‬لور‪ ،‬حقوق المرأة النسان في لبنان‪ ،‬اللجنة الوطنية‬
‫لشؤون المرأة‪ ،‬مؤسسة جوزف مغيزل‪ ،‬بيروت ب لبنان ‪ ،‬بدون رقم‬
‫الطبعة والتاريخ‪.‬‬
‫سطة ب‬ ‫‪ .25‬الوثيقة اللبنانية لمتابعة قضايا المرأة‪ ،‬حقوقنا بلغة مب ّ‬
‫نقابة المحامين ب مؤسسة فريدريش ايبرت‪ ،‬الوكسفام ‪.‬‬

‫مواقع النترنت‬

‫‪ .26‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬موقع‬


‫"اليونيفيم" على الشبكة العنكبوتية‪www.lahaonline.com .‬‬
‫‪ .27‬حال المرأة على الصعيد الدولي‪ ،‬موقع "البلغ" على الشبكة‬
‫العنكبوتية ‪www.balagh.com .‬‬
‫‪ .28‬عبد الكريم‪ ،‬فؤاد بن عبد الكريم‪ ،‬العولمة الجتماعية للمرأة‬
‫والسرة‪ ،‬موقع "لها أون لين" على الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪www.lahaonline.com‬‬
‫‪ .29‬دور الجمعيات غير الحكومية‪ ،‬موقع " شبكة مراقبة حقوق‬
‫المرأة" على الشبكة العنكبوتية ‪www.hrw.org .‬‬
‫‪- 32 -‬‬

‫‪ .30‬قاعود‪ ،‬حلمي محمد‪ ،‬المرأة المسلمة والعاصير الغربية‪،‬‬


‫موقع "الشبكة السلمية" على الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫‪www.islamweb.net‬‬
‫‪ .31‬قانون العمل والتقديمات الجتماعية‪ ،‬موقع "التجمع النسائي‬
‫لتكنولوجيا المعلومات" على الشبكة العنكبوتية ‪www.wit.org.lb .‬‬
‫‪ .32‬السودان‪ :‬كوتا للنساء في البرلمان‪ ،‬موقع صحيفة " اوان"‬
‫على الشبكة العنكبوتية ‪www. Awan.com‬‬

‫‪ .33‬مجلة العربية ‪ ، 21‬العدد ‪ ،2‬تموز‪ /‬يوليو ‪ 1999‬م‪ ،.‬موقع‬


‫"اليونيفيم" على الشبكة العنكبوتية ‪www.unifem.org.jo .‬‬
‫‪ .34‬ملخص عن النتهاكات الحاصلة في لبنان‪ ،‬موقع" شبكة‬
‫مراقبة حقوق المرأة"‪ ،‬على الشبكة العنكبوتية ‪www.hrw.org .‬‬
‫‪ .35‬المؤتمرات الدولية والخطوط الحمر وصراع القيم‪ ،‬موقع"‬
‫مفكرة السلم" على الشبكة العنكبوتية‪www.islammemo.cc .‬‬
‫‪ .36‬ل حقوق دون مواطنة‪ ،‬ول مواطنة حقة دون جنسية‪ ،‬موقع‬
‫"النساء في ظل قوانين غير المسلمين" على الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬
‫‪www.wluml.org‬‬
‫‪ .37‬يوم المرأة العالمي‪ :‬واقع حقوق المرأة في لبنان‪ ،‬ليندا مطر‪،‬‬
‫موقع " انسان" على الشبكة العنكبوتية‪www.ensan.net .‬‬
‫الجرائد‬
‫‪ .38‬التمييز ضد المرأة في لبنان‪ ،‬مناقشة اتفاقية سيداو في‬
‫جنيف ‪ ،‬جريدة النهار ‪ ،‬الجمعة ‪2008 /1/2‬‬
‫‪ .39‬ناشطات اللقاء الوطني يجددن حملة القضاء على جميع‬
‫اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬جريدة المستقبل‪ ،‬الجمعة ‪ 17‬تشرين‬
‫الول ‪2003‬م‪ ،.‬العدد ‪ ، 1428‬تحقيقات ومناطق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪- 33 -‬‬

‫فهرس البحث‬
‫الصفحة‬

‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫المبحث الول‪ :‬اتفاقية القضاء على جميع اشكال‬
‫التمييز‬
‫‪2‬‬ ‫ضد المرأة ))‪CEDAW‬‬
‫أول ً ‪ :‬إعلن القضاء على جميع أشكال التمييز‬
‫‪3‬‬ ‫ضد المرأة‬
‫ثانيًا‪ :‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز‬
‫‪3‬‬ ‫ضد المرأة ) السيداو(‬
‫‪4‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬البروتوكول الختياري الملحق بالتفاقية‬
‫‪4‬‬ ‫رابعا‪ :‬مواد التفاقية‬
‫‪4‬‬ ‫الجزء الول ‪ :‬التعريفات والتدابير‬
‫‪7‬‬ ‫الجزء الثاني ‪ :‬الحقوق السياسية‬
‫‪8‬‬ ‫الجزء الثالث ‪ :‬حق التعليم والعمل‬
‫‪10‬‬ ‫الجزء الرابع‪ :‬حق الهلية القانونية‬
‫‪11‬‬ ‫الجزء الخامس ‪ :‬الهيكل الداري‬
‫‪11‬‬ ‫الجزء السادس‪ :‬النفاذ والتوقيع التحفظ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور الحركة النسوية اللبنانية في‬
‫تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز‬
‫‪14‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -1‬الدعوة إلى تطبيق اتفاقية السيداو ورفع التحفظات عنها‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -2‬التقارير المقدمة إلى لجنة السيداو‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -3‬دور الهيئات النسائية في تعديل القوانين اللبنانية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1‬الحقوق القانونية التي حصلت عليها المرأة اللبنانية‬

‫‪20‬‬ ‫‪ -2‬التشريعات التي ل زال العمل جاريا على تعديلها‬


‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬في قانون الضمان الجتماعي‬
‫‪21‬‬ ‫ب‪ -‬في قانون العقوبات‬
‫‪21‬‬ ‫ج‪ -‬في قانون الجنسية‬
‫‪22‬‬ ‫د‪ -‬في قوانين الحوال الشخصية‬
‫‪24‬‬ ‫التمييز بين المرأة والرجل في قوانين الحوال الشخصية‬
‫‪24‬‬ ‫أ‪ -‬في الزواج‬
‫‪24‬‬ ‫ب‪ -‬في الرث‬
‫‪25‬‬ ‫ج – في تعدد الزوجات‬
‫‪25‬‬ ‫د‪ -‬في حصر الطلق بيد الرجل‬
‫‪25‬‬ ‫هب ‪ -‬في الحضانة‬
‫‪25‬‬ ‫و‪ -‬إقرار قانون مدني موحد للحوال الشخصية‬
‫‪- 34 -‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬ايجابيات وسلبيات اتفاقية القضاء‬


‫على‬
‫جميع اشكال التمييز ضد المرأة ) السيداو(‬
‫‪26‬‬
‫اول‪ :‬ايجابيات التفاقية‬
‫‪26‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -1‬اعطاء المرأة حقوقها التي حرمت منها في بعض المجتمعات‬
‫‪26‬‬ ‫أ‪ -‬الحق في التعليم‬
‫‪27‬‬ ‫ب – الحق في الجنسية‬
‫‪27‬‬ ‫ج‪ -‬الحق في العمل‬
‫‪ -2‬حماية المرأة من التعرض للبتزاز الجنسي واستغللها‬
‫‪27‬‬ ‫بالدعارة والبغاء‪ ،‬وتعرضها لبعض انواع العنف‬
‫‪27‬‬ ‫أ‪ -‬البتزاز الجنسي‬
‫‪27‬‬ ‫ب‪ -‬استغلل المرأة للدعارة‬
‫‪27‬‬ ‫ج‪ -‬حماية المرأة من التعرض لبعض أنواع العنف‬
‫‪28‬‬ ‫د‪ -‬حماية المرأة من الستغلل في وسائل العلم‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سلبيات التفاقية‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -1‬التفاقية كسلطة عليا‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -2‬عولمة قضايا المرأة‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -3‬الحرب على الشرائع السماوية‬
‫‪29‬‬ ‫أ‪ -‬الهمال التام لذكر الله عز وجل‬
‫‪29‬‬ ‫ب‪ -‬الحرب على جميع التشريعات الدينية‬
‫‪30‬‬ ‫ج ‪ -‬تشريع الزنا وإباحته‬
‫‪30‬‬ ‫د‪-‬إباحة الجهاض‬
‫‪30‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪33‬‬ ‫ثبت المصادر والمراجع‬
‫‪36‬‬ ‫فهرس البحث‬

You might also like