You are on page 1of 41

‫‪1‬‬

‫خلق‬
‫المرأة‬
‫المسلم‬
‫ة‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب الذي كرم المرأة وفضلها حمدا ً كثيرا ً والصلة‬


‫والسلم على من أعطى المرأة حقوقها وأمر بإكرامها ونهى‬
‫عن ظلمها وسلم تسليما ً كثيرا ً أما بعد ‪:‬‬

‫فالواجب على المرأة المسلمة أن تتحلى بالخل ق الكريمة‬


‫والسجايا الحميدة والفعال الفاضلة لتنال رضا ربها وتفوز‬
‫بجنته ونعيمه وتسعد في الدنيا وتعظم قيمتها ويزدادا بهاؤها‬
‫وتعلو منزلتها في الخلق ‪.‬‬

‫وقد اهتمت الشريعة بجانب الخل ق قال رسول الله ‪) ‬إنما‬


‫بعثت لتمم مكارم الخل ق(‪ .‬رواه أحمد‪ .‬والخلق بمعناه الواسع‬
‫يشمل العقيدة والعبادة والسلوك والجتماع وغيرها من أبواب‬
‫الدين وفروعه‪.‬‬

‫ك أختي الكريمة بيان كل ما يتعلق بخلق المرأة المسلمة‬


‫فإلي ِ‬
‫في جميع الدين فإن عملت به حصل لك خير عظيم في الدنيا‬
‫والخرة وكنت في عداد الصالحات القانتات‪ ,‬وقد جعلت ذلك‬
‫في وصايا جامعة وحرصت على التنبيه على بعض الخطاء‬
‫والتصرفات المخالفة للشرع المنتشرة في واقعنا ‪ .‬والله‬
‫يحفظك ويرعاك ويوفقك لما يحبه ويرضاه‪.‬‬

‫خالد بن سعود البليهد‬


‫عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة‬

‫الرياض‪1/11/1430 :‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫أخلصي في عباداتك كلها وليكن هدفك منههها وجههه اللههه والههدار‬


‫الخرة ول يكن همك نيل الشهرة والصيت الحسن والمنصب أو‬
‫ُ‬
‫م هُروا إ ِل ّ‬‫مهها أ ِ‬ ‫المال أو شيئا ً من أغراض الههدنيا قههال تعههالى‪َ { :‬‬
‫و َ‬
‫ن{ )‪ (1‬وقال رسول الله ‪ ): ‬إنما‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬‫ن لَ ُ‬‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫عب ُ ُ‬
‫ل ِي َ ْ‬
‫العمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى(‪ .‬متفق عليههه ‪ .‬فههإن‬
‫ت بعمل الخرة شيئا ً من الدنيا حبط عملك‪ .‬ول حههرج عليههك‬ ‫أرد ِ‬
‫إن عملت خيرا وأحسنت للخلق وأنت محتسبة للثواب ثههم أثنههى‬
‫الناس عليك وذكروك بخير لن ذلك عاجل بشرى المههؤمن فههي‬
‫الدنيا كما جاء في الخبر‪ .‬ووحدي الله في جميههع أنههواع العبههادة‬
‫وتوجهي له وحده دون ما سواه ول تشركي به أحدا ً مهما كههان‬
‫شهْيئا ً {‬ ‫ه َ‬ ‫كوا ب ِه ِ‬ ‫ر ُ‬‫شه ِ‬ ‫ول ت ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دوا الل ّه َ‬‫عب ُه ُ‬‫وا ْ‬ ‫قل أو كثر قال تعالى } َ‬
‫)‪ . (1‬وقال رسههول اللههه ‪) ‬مههن مههات وهههو يشههرك بههالله دخههل‬
‫النار(‪ .‬رواه مسلم‪ .‬ولتكن حياتك وحركاتههك وسههكناتك متعلقههة‬
‫كي‬ ‫سه ِ‬
‫ون ُ ُ‬
‫صههلِتي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫قه ْ‬ ‫بالله تقدست أسههماؤه قههال تعههالى } ُ‬
‫ك لَ ُ‬‫ري َ‬ ‫ن*ل َ‬ ‫عال َ ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫ماِتي ل ِل ّ ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫ه{ ‪.‬‬ ‫ش ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ه َر ّ‬ ‫م َ‬‫و َ‬ ‫حَياي َ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬

‫‪(1)1‬سورة النساء الية )‪.(36‬‬


‫)‪ (2‬سورة الرعراف الية )‪.(162‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫اعتقههدي بوحدانيههة اللههه فههي ذاتههه وأسههمائه وصههفاته وأفعههاله‬


‫وألوهيته اعتقههادا ً جازم ها ً ل شههك فيههه وآمنههي بأصههول اليمههان‬
‫الستة بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وبالقدر خيههره‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫ن َرّبه ِ‬
‫مه ْ‬ ‫ل إ ِل َْيه ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ز َ‬ ‫مها أنه ِ‬
‫ل بِ َ‬ ‫سهو ُ‬‫ن الّر ُ‬ ‫مه َ‬‫وشهره ‪ .‬قهال تعهالى )آ َ‬
‫ه(‪ , (1).‬وقههال‬ ‫س هل ِ ِ‬
‫وُر ُ‬
‫ه َ‬‫وك ُت ُب ِ ِ‬ ‫ملئ ِك َت ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫لآ َ‬ ‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫رسول الله ‪) ‬اليمان أن تؤمن بالله وملئكتههه وكتبههه ورسههله‬
‫ولقائه واليوم الخر ‪ ،‬والقههدر خيههره وشههره مههن اللههه تعههالى(‪.‬‬
‫رواه مسلم‪ ..‬واعلمههي أنههه ل يصههح إيمانههك إل باليمهان بجميههع‬
‫هذه الصول واحرصي على تصحيح عقيدتك وتنقيتها من جميع‬
‫وسائل الشرك والشوائب والبدع فإنه ل يصح العمههل ول يقبههل‬
‫عند الله إل إذا صحت العقيدة فهي أساس الههدين وبههها تنجيههن‬
‫من خزي الدنيا وعههذاب الخههرة فههأكثري مههن البحههث والقههراءة‬
‫والسؤال عنها ول تقنعي بالتقليد والكتفههاء بمحفوظاتههك فههي‬
‫الصغر بل تعلمي تفاصيل العقيدة وتبصري بههها‪ .‬وإذا نههزل بههك‬
‫أمههر فههافزعي إلههى اللههه وتههوكلي عليههه وعلقههي قلبههك بههه ول‬
‫تتوجهين في دفع كربك وتفريج همك إلى طلب مخلو ق وإغاثة‬
‫غائب مهما كانت منزلته لنه عاجز عهن دفهع الضهر عهن نفسهه‬
‫مهها ل َ‬ ‫ن الل ّه ِ‬
‫ه َ‬ ‫دو ِ‬
‫مههن ُ‬ ‫ول َ ت َهدْ ُ‬
‫ع ِ‬ ‫فكيف عن غيره كما قال تعالى‪َ ) :‬‬
‫ضّرك(‪ (2).‬وقد حذرنا رسول اللههه صههلى اللههه عليههه‬ ‫ول َ ي َ ُ‬ ‫ع َ‬
‫ك َ‬ ‫َين َ‬
‫ف ُ‬
‫وسههلم مههن ذلههك وشههدد فيههه فههي أخبههار صههحيحة وأحههاديث‬
‫مستفيضة ‪ ،‬بل لم يعرف أنههه شههدد فههي شههيء كمهها شههدد فههي‬
‫صرف العبادة لغير الله واتخاذ أنداد لله‪.‬‬

‫)‪:(1‬سورة البقرة الية )‪.(285‬‬

‫)‪ :(2‬سورة يونس الية )‪.(106‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫أيقني بالقضاء والقدر واعلمي أن النفع والضر بيد الله وأن ما‬
‫أصابك لم يكن ليخطئك ومهها أخطههأك لههم يكههن ليصههيبك وأنههه ل‬
‫حول ول قوة في دفع القدر إذا نزل قال تعالى }إنا كل شههيء‬
‫خلقناه بقدر{ )‪ (1‬وقههال رسههول اللههه ‪) ‬واعلههم أن المههة لههو‬
‫اجتمعوا على أن ينفعوك ‪ ،‬لم ينفعوك إل بشيء قههد كتبههه اللههه‬
‫لك ‪ ،‬ولو اجتمعوا على أن يضروك ‪ ،‬لم يضههروك إل بشههيء قههد‬
‫كتبه الله عليك ‪ ،‬رفعت القلم ‪ ،‬وجفههت الصههحف( رواه أحمههد‪.‬‬
‫فههإن أصههابك القههدر فارضههي وسههلمي المههر للههه واصههبري‬
‫واحتسبي الجر عند الله وتعاطي السباب النافعة لتخفيفههه أو‬
‫رفعه وأكثري من التوبة والسههتغفار والصههدقة ول تجزعههي ول‬
‫تسخطي على قدر الله فتقعي فيما حرم الله من لطم الخهدود‬
‫وشق الجيوب والنياحة والعويل والصههياح فههإن ذلههك مههن كبههائر‬
‫الذنوب وأمر الجاهلية ولن ينفعك شيئا ً قال رسول اللههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ):‬ليس منهها مههن لطههم الخههدود وشههق الجيههوب‬
‫ودعا بدعوى الجاهلية(‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وقال أبو موسههى رضههي‬
‫الله عنه‪) :‬أنا بريء مما برئ منه رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسههلم ‪ ،‬فههإن رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم بههرئ مههن‬
‫الصالقة ‪ ،‬والحالقة ‪ ،‬والشههاقة(‪ .‬رواه مسههلم‪ ..‬ول حههرج عليههك‬
‫أن تبكي وتحزني بل رفع الصههوت ول تسههخط فههإن ذلههك دليههل‬
‫الرحمة والنسانية وقد أباحه الشرع وفعله رسههول اللههه صههلى‬
‫الله عليههه وسههلم حينمها تهوفى ابنههه إبراهيههم‪ .‬وإيههاك والتعمهق‬
‫والتفكير في هذا الباب الخفي فإن القدر سر الله في خلقه ل‬
‫يحيط به أحد والسلمة فيه تسليم المر لله‪.‬‬

‫_______________________‬

‫)‪ :(1‬سورة القمر الية )‪.(49‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫ك والذهاب إلى السحرة والكهان والعرافين مهما حصل لههك‬ ‫إيا ِ‬


‫من البلء والفتنة فإن هذا العمل كفر فههي الههدين ونقههص فههي‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬‫ما ِ‬ ‫عل ّ َ‬
‫ما ي ُ َ‬
‫و َ‬
‫العقيدة وسوء ظن برب العالمين قال تعالى } َ‬
‫فْر{)‪. (1‬وقال رسول الله‬ ‫فل ت َك ْ ُ‬
‫ة َ‬
‫فت ْن َ ٌ‬
‫ن ِ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬
‫ما ن َ ْ‬
‫قول إ ِن ّ َ‬ ‫د َ‬‫ح ٍ‬
‫أ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم )من أتى عرافهها فسههأله عههن شهيء ‪ ،‬لهم‬
‫تقبههل لههه صههلة أربعيههن ليلههة(‪ .‬رواه مسههلم‪ .‬فل تقتههدي بهههم‬
‫وأيقني أنهم ل يدفعون عنههك ضههرا ً ول يجلبههون لههك نفعها ً إنمهها‬
‫المر بيد الله واعلمي أن مطيتهههم الكههذب والفههتراء والتمههويه‬
‫على الناس فأسيئي بهم الظن وثقههي بهالله وأحسههني التوكههل‬
‫عليه ول تصدقي كل من يثنههي عليهههم ويههدعي فيهههم الصههد ق‪.‬‬
‫واعلمههي أن رسههولك الكريههم صههلى اللههه عليههه وسههلم ابُتلههى‬
‫بالسحر في أمر الدنيا فصبر وعلق المههر بههالله وطلههب الرجههاء‬
‫منههه فكشههف اللههه مهها بههه‪ .‬ومهمهها عظههم مصههابك ومرضههك فل‬
‫تخالفي الشرع فإن الههدين أغلههى مهها عنههدك فل تضههيعيه لجههل‬
‫الدنيا فاصبري فربما كان هذا من أعظم أسباب دخولههك الجنههة‬
‫وأرجى عملك وأوثقه لك عند الله ففي الحههديث الصههحيح ‪) :‬أن‬
‫امرأة أتت النبي صلى اللههه عليههه وسههلم ‪ ،‬قههالت ‪ :‬إنههي أصههرع‬
‫وإني أتكشف ‪ ،‬فههادع اللههه لههي ‪ ،‬قههال ‪ :‬إن شههئت صههبرت ولههك‬
‫الجنة ‪ ،‬وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ‪ ،‬قالت ‪ :‬أصبر ‪ ،‬قههالت‬
‫‪ :‬فإني أتكشههف فههادع اللههه أن ل أتكشههف ‪ ،‬فههدعا لههها(‪ .‬متفههق‬
‫عليه‪.‬‬

‫_______________________‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة الية )‪.(102‬‬

‫‪1‬‬
‫كوني متبعة للسنة فههي جميههع شههؤونك معظمههة لههها تقههدمينها‬
‫مهها‬
‫و َ‬
‫على كل ما سواها من آراء الناس وأعرافهم قال تعالى } َ‬
‫ن‬
‫ه إِ ّ‬‫قههوا الل ّه َ‬
‫وات ّ ُ‬
‫هوا َ‬ ‫ه َ‬
‫فههان ْت َ ُ‬ ‫عن ْه ُ‬ ‫هاك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما ن َ َ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫خ ُ‬
‫ذو ُ‬ ‫ف ُ‬‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫آَتاك ُ ْ‬
‫م الّر ُ‬
‫ع َ‬‫د ال ْ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫المسلم‬
‫ب {)‪ , (1‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫المرأة‬ ‫قا ِ‬ ‫دي ُ‬ ‫ه َ‬
‫ش ِ‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫)ما نهيتكم عنههه فههاجتنبوه ‪ ،‬ومهها أمرتكههم بههه فههافعلوا منههه مهها‬
‫استطعتم(‪ .‬رواه مسلم‪ .‬وتشرفي بمحبة النبي صلى الله عليههه‬
‫وسلم في أعلى صهورها فهإن تمهام المحبهة دليهل علهى كمهال‬
‫اليمان لقول النبي صلى اللههه عليههه وسههلم‪) :‬ل يههؤمن أحههدكم‬
‫حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعيههن(‪ .‬متفههق‬
‫عليه‪ .‬ومحبته تقتضي تصههديقه فيمهها أخههبر وطههاعته فيمهها أمههر‬
‫واجتناب ما نهى عنههه ‪ .‬وليسههت محبههة النههبي صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم بالماني والدعاوي المجردة والتباكي عليه فحسههب فههي‬
‫مناسبات وأماكن خاصة بل هي سلوك وعمل وأتباع تتحلههى بههه‬
‫المههرأة المسههلمة‪ .‬فتمسههكي بسههنته وانشههريها بيههن النسههاء‬
‫وانصريه وذبي عنه وابذلي الغالي والرخيص في سههبيل ذلههك ‪،‬‬
‫وأكثري من ذكره والصلة عليه في المجالس العامههة والخاصههة‬
‫فإن من أحب أحدا أكثر من ذكره ‪ ،‬وقد ورد فضههل عظيههم فههي‬
‫الشرع للصلة على النبي يقول صهلى اللهه عليهه وسهلم‪) :‬مهن‬
‫صلى علي واحدة ‪ ،‬صلى الله عليه عشرا(‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة الحشر الية )‪.(7‬‬

‫كوني مقتدية بالسلف الصالح رضوان الله عليهم وسيري علهى‬


‫منهجهم في جميهع أعمهال الهدين وشهعبه مهن اعتقهاد وعبهادة‬
‫وسههلوك وتعامههل وغيههره فههإن طريقهههم أيسههر الطههر ق للجنههة‬
‫وأقربهههها وأصهههوبها لن اللهههه أثنهههى عليههههم بقهههوله تعهههالى‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫عههو ُ‬
‫ن ات ّب َ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫ر َ‬
‫صا ِ‬
‫والن َ‬
‫ن َ‬
‫ري َ‬ ‫ج ِ‬
‫ها ِ‬
‫م َ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫وُلو َ‬ ‫ن ال ّ‬‫قو َ‬ ‫ساب ِ ُ‬‫وال ّ‬‫} َ‬
‫ه{)‪ . (1‬وحث النههبي صههلى‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬‫عن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫سا ٍ‬‫ح َ‬
‫ب ِإ ِ ْ‬
‫اللههه عليههه وسههلم أتبههاعهم ومههدح منهجهههم بقههوله ‪) :‬فعليكههم‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بههها وعضههوا‬
‫ة‬

‫عليها بالنواجذ ‪ ،‬وإياكم ومحدثات المور فإن كل محدثههة بدعههة‬


‫وكل بدعة ضللة(‪ .‬رواه أبو داود‪ .‬وقال صلى الله عليههه وسههلم‬
‫)خير أمتي قرني ثم الذين يلههونهم ثههم الههذين يلههونهم ‪ ،‬ثههم إن‬
‫بعدكم قوما يشهدون ول يستشهدون ‪ ،‬ويخونون ول يؤتمنون ‪،‬‬
‫وينههذرون ول يفههون ويظهههر فيهههم السههمن(‪ .‬متفههق عليههه‪.‬‬
‫فاحرصي على تحري منهجهم وأقههوالهم وعظميهههم ووقريهههم‬
‫واجعليهم قدوة لك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وإذا‬
‫بدا لك عمل أو عبادة أو مسألة فل تدخلي فههي شههيء منههها إل‬
‫إذا توثقت وتأكههدت أنههها موافقههة لمنهههج السههلف جاريههة علههى‬
‫أصول مذهبهم ول يكفههي فههي ذلههك حسههن النيههة وإرادة الخيههر‬
‫فكم من مريد للخيهر لهم يبلغهه‪ .‬ولقههد ضهل أقههوام عبهدوا اللهه‬
‫بالجهل وأتوا من قلة بصيرتهم واعتمادهم فقههط علههى مطلههق‬
‫المحبة‪.‬‬

‫________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة التوبة الية )‪.(100‬‬

‫اعتنههي بتحصههيل العلههم الشههرعي وتفقهههي فههي ديههن اللههه ول‬


‫تقصري في هذا المر فههإن العلههم نههور يبصههرك فههي ديههن اللههه‬
‫ويذكرك بالخرة ويعرفك بالله وينفههي عنههك الجهههل والشههكوك‬
‫والعصيان ويسلمك ويقوي صحتك ‪ .‬قال رسول الله صلى اللههه‬
‫عليه وسلم ‪ ) :‬من يرد الله به خيرا ً يفقهه في الدين (‪ .‬متفههق‬
‫عل َ َ‬
‫ه ال ْ ُ‬ ‫شى الل ّ َ‬
‫خ َ‬
‫)‬
‫ء{‬ ‫مهها ُ‬ ‫عَباِد ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫عليه‪ .‬وقال الله تعالى‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫‪. (1‬ومن أعظم ما يعينك على ذلك حضور مجالس العلم وحلههق‬

‫‪1‬‬
‫القرآن الكريم والمواظبة على ذلك‪ .‬وطلههب العلههم مههن أعظههم‬
‫العمال ونوع من أنواع الجهاد فارتبطي بالعلماء الموثو ق بهم‬
‫فإن أشكل عليك أمر فاسأليهم وارجعههي إلههى فتههواهم وليكههن‬
‫المسلم‬
‫مرجعيتك الشرع فههي جميههع شههؤون حياتههك‪ .‬وإيههاك أن تكههوني‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫عالمة في أمور الدنيا جاهلة فههي علههم الشههريعة يخفههى عليههك‬


‫أوضح المسائل والحكام فإن هذا قبيح بالمرأة المتعلمة وفيههه‬
‫نوع إعراض عن طلب الحق وإتباعه ولقد ذم الله الكفار بقههوله‬
‫م‬
‫هه ْ‬
‫ة ُ‬ ‫ن اْل َ ِ‬
‫خ هَر ِ‬ ‫عه ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫م َ‬
‫هًرا ِ‬ ‫ن َ‬
‫ظا ِ‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫تعالى‪{ :‬ي َ ْ‬
‫ن }‪ .‬ومههن المؤسههف أن تههرى نسههاء حصههلن علههى أعلههى‬ ‫فُلو َ‬ ‫َ‬
‫غا ِ‬
‫شهادات الدنيا يجهلن أوضح المسائل وأشهر الحكام‪.‬‬

‫_______________________‬

‫)‪ :(1‬سورة فاطر الية )‪.(27‬‬

‫أدي الفرائض جميعها في أوقاتها ول تتساهلي في ذلك فإنههها‬


‫صلتك بالله ول سعادة لك إل بها وتنهاك عن الفحشاء والمنكههر‬
‫ن‬
‫ويحصل لك بههها الطمئنههان والنههس والرضهها قههال تعههالى } إ ِ ّ‬
‫قوتًا{)‪ (1‬وقال رسول الله‬ ‫و ُ‬ ‫ن ك َِتابا ً َ‬
‫م ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬‫ة َ‬ ‫صل َ‬ ‫ال ّ‬
‫صلى الله عليه سلم ‪) :‬قال الله تعالى‪ :‬وما تقههرب إلههي عبههدي‬
‫بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬ومهها يههزال عبههدي يتقههرب‬
‫إلههي بالنوافههل حههتى أحبههه(‪ .‬رواه البخههاري‪ .‬فل تضههيعي شههأن‬
‫الصلة وتسهتخفين بهها فتكهوني داخلهة فهي هههذا الوعيهد قهال‬
‫عههوا‬ ‫وات ّب َ ُ‬ ‫صههَل َ‬
‫ة َ‬ ‫عوا ال ّ‬ ‫ف أَ َ‬
‫ضهها ُ‬ ‫خل ْ ه ٌ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫د ِ‬
‫عه ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫ف ِ‬‫خل َ ه َ‬‫ف َ‬ ‫تعههالى‪َ { :‬‬
‫غي ّهها } ومههن المؤسههف أن بعههض‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬
‫قه ْ‬ ‫ف ي َل ْ َ‬‫و َ‬‫سه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫ه َ‬ ‫شه َ‬‫ال ّ‬
‫النساء يصلين صلة الليل بالنهار وصلة النهار بالليل وهذا من‬
‫الكبائر الخطيرة‪ .‬وحافظي على فعل السنن الرواتب والنوافل‬
‫فإنها تجبر ما حصل لك مههن نقههص أو تفريههط وتكفههر خطايههاك‬

‫‪1‬‬
‫وتزيد من حسناتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬ما‬
‫من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير‬
‫فريضة ‪ ،‬إل بنى الله له بيتا في الجنة أو إل بنههي لههه بيههت فههي‬
‫المسلم‬
‫الجنة(‪ .‬رواه مسلم‪ .‬وإن فاتك شههيء منههها فاقضههيه كمهها كههان‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫رسولك صلى الله عليه وسلم يقضي ول تضههيعيه وفضههل اللههه‬


‫واسع‪.‬‬

‫__________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة النساء الية )‪.(103‬‬

‫)‪ :(2‬سورة مريم الية )‪.(59‬‬

‫ازهدي في الدنيا ول تحرصي على كل ما ل ينفعك في الخههرة‬


‫ول تكن الدنيا مبلغ علمك وأكبر همك بل خذي منها مهها يكفيههك‬
‫ويكون عونا ً لك على إصلح دينك ودنياك واستغنائك عن الخلق‬
‫ول تسههرفي فههي الكماليههات ومظههاهر الزينههة إل مهها يقتضههيه‬
‫مهها‬
‫في َ‬
‫غ ِ‬
‫واب ْت َه ِ‬
‫العرف ويدخل السرور على زوجك قال تعههالى ‪َ } :‬‬
‫ن ال هدّن َْيا{ )‪. (1‬وقههال‬ ‫مه ْ‬ ‫صيب َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫س نَ ِ‬
‫ول َتن َ‬
‫ة َ‬
‫خَر َ‬
‫داَر ال ِ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫آَتا َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬كن في الدنيا كأنك غريب ‪،‬‬
‫أو عابر سبيل( ‪ ،‬وكان ابن عمر يقهول ‪ :‬إذا أمسههيت فل تنتظههر‬
‫الصههباح ‪ ،‬وإذا أصههبحت فل تنتظههر المسههاء ‪ ،‬وخههذ مههن صههحتك‬
‫لمرضك ومن حياتك لموتك‪ .‬رواه البخاري‪ .‬ويههروى )ازهههد فههي‬
‫الدنيا يحبك الله ‪ ,‬وازهد فيما فههي أيههدي النههاس يحبههوك(‪ .‬رواه‬
‫ابههن مههاجه‪.‬فل يليههق بههك أخههتي المسههلمة الركههون إلههى الههدنيا‬
‫والستكثار منها وأنت مفارقتههها عمها قريهب‪ .‬وممها يلحههظ أن‬
‫ترى بعض النساء تلهث وراء الههدنيا ليههل نهههار وتسههتولي علههى‬
‫فكرها وقلبها ومشاعرها وأحاديثها في الههوقت الههذي أعرضههت‬
‫عن الدين إعراضا شديدا بل ربما تركته بالكلية فل تسههمع فههي‬
‫مقالها خيرا ول ترى فههي فعالههها طاعههة واللههه المسههتعان‪ .‬فل‬

‫‪1‬‬
‫تغتري بالدنيا وتبصري حقيقتها ومآلها وزوالههها وبقههاء الخههرة‬
‫خْيههٌر‬
‫ة َ‬ ‫داُر اْل َ ِ‬
‫خَر ُ‬ ‫وَلل ّ‬
‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ه ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ة الدّن َْيا إ ِّل ل َ ِ‬
‫ع ٌ‬ ‫حَيا ُ‬‫ما ال ْ َ‬‫و َ‬ ‫قال تعالى‪َ { :‬‬
‫ن} )‪.(2‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ع ِ‬‫فَل ت َ ْ‬‫ن أَ َ‬ ‫ن ي َت ّ ُ‬
‫قو َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫_________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة القصص الية )‪.(77‬‬

‫)‪ :(2‬سورة العنعام الية )‪.(32‬‬

‫احرصي علههى المداومههة علههى أذكههار الصههباح والمسههاء وسههائر‬


‫الذكار المشروعة ترفع درجتك وتحصنك من الشههيطان وحزبههه‬
‫وتقوي صلتك بالله وتكفر خطاياك وتزيد حسناتك قال تعالى }‬
‫كرا ً ك َِثيرًا{ )‪. (1‬وقال تعههالى ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ه ِذ ْ‬‫مُنوا اذْك ُُروا الل ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َيا أي ّ َ‬
‫ت{ )‪ (2‬وقال صهلى اللهه عليههه‬ ‫ذاك َِرا ِ‬ ‫ه ك َِثيرا ً َ‬
‫وال ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ري َ‬ ‫وال ّ‬
‫ذاك ِ ِ‬ ‫} َ‬
‫وسلم‪) :‬سبق المفردون " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومهها المفههردون يهها رسههول‬
‫الله ؟ قال ‪ " :‬الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " (‪ .‬رواه مسههلم‪.‬‬
‫وقد كان النبي صههلى اللههه عليههه وسههلم يههواظب علههى الذكههار‬
‫المقيدة والمطلقة‪ .‬وليكن لك ورد من كتاب الله في ساعة من‬
‫الليل أو النهار تتلين فيها كتاب اللههه وتنههاجيه وتخليههن بههه فل‬
‫تكوني من الغافلت السههاهيات فههإن الحيههاة تطيههب بههذكر اللههه‬
‫وتشقى بدونه‪ .‬وكوني كحال أزواج رسول الله صلى الله عليههه‬
‫وسلم قانتات ذاكههرات مواظبههات علههى فعههل الخيههر والحسههان‬
‫والطاعة‪ .‬قالت جويرية بنههت الحههارث رضههي اللههه عنههها ‪) :‬أتههى‬
‫علي رسول الله صلى الله عليه وسهلم غهدوة وأنها أسهبح ‪ ،‬ثهم‬
‫انطلق لحاجة ‪ ،‬ثم رجع قريبا من نصههف النهههار ‪ ،‬فقههال ‪ " :‬مهها‬
‫زلت قاعدة ؟ " ‪ ,‬قلت ‪ :‬نعهم ‪ ،‬فقهال ‪ " :‬أل أعلمهك كلمهات لهو‬
‫عدلن بهن ‪ ،‬عدلتهن أو لو وزن بهن وزنتهههن يعنههي بجميههع مهها‬
‫سبحت ‪ :‬سبحان الله عدد خلقه ‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬سبحان الله زنههة‬
‫عرشه ‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬سههبحان اللههه رضهها نفسههه ‪ ،‬ثلث مههرات ‪،‬‬
‫سبحان الله مداد كلماته ‪ ،‬ثلث مرات(‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة الزحزاب الية )‪(41‬‬


‫)‪: (2‬سورة الزحزاب الية )‪.(35‬‬

‫صوعني سمعك وبصرك وجميع جوارزحك رعن الحرام ول تداومي رعلى فعععل‬
‫المعاصي والذعنوب فإن الذعنوب أخاذة والهوى غلب والشيطان يوثق العبععد‬
‫بالشهوات فل تستمعي للصوت الحرام مععن الغععاعني والكلم المععاجن فععإعنه‬
‫ينبت النفاق في القلب ويزيععن المعصععية ول تنظععري إلععى الصععورة الحععرام‬
‫فإعنها تذهب الورع وتفسد القلب ول تستعملي يععدك وجوارزحععك فععي الفعععل‬
‫الحرام فإعنه يجعلك أسيرة للخطايا ول تبيحي رعرضك للمتعة الحععرام رعيععاذا‬
‫بالله‪ .‬فإن ألممت بشيء مععن ذلععك فعععودي واسععتغفري واقلعععي وأصععلحي‬
‫زحالعك بسعماع الحععق والنظععر إلععى الحعق وفععل الحععق لتطهعري جوارزحععك‬
‫ة أ َْو‬ ‫زح َ‬
‫شع ً‬ ‫ذا فَعَل ُععوا َفا ِ‬
‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬‫وتغسلي زحوبتك وتمحي خطاياك‪ .‬قال تعالى‪َ):‬وال ّع ِ‬
‫ب إ ِّل الل ّع ُ‬
‫ه‬ ‫فعُر العذ ُّعنو َ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬
‫مع ْ‬ ‫م وَ َ‬‫فُروا ل ِذ ُُعنوب ِهِ ْ‬‫ست َغْ َ‬‫ه َفا ْ‬‫م ذ َك َُروا الل ّ َ‬
‫سهُ ْ‬ ‫موا أ َعن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫ن(‪ .‬وقال صلى الله رعليه وسععلم فيمععا‬ ‫مو َ‬‫م ي َعْل َ ُ‬
‫ما فَعَُلوا وَهُ ْ‬ ‫صّروا رعََلى َ‬ ‫م يُ ِ‬‫وَل َ ْ‬
‫يحكي رعن ربه رعز وجل‪) :‬أذعنب رعبد ذعنبا ‪ ،‬فقال‪:‬اللهم اغفر لي ذعنبي‪،‬فقععال‬
‫تبارك وتعالى‪:‬أذعنب رعبدي ذعنبا‪،‬فعلم أن له ربا يغفر الذعنب‪،‬ويأخذ بالذعنب ثم‬
‫رعاد‪ ،‬فأذعنب ‪ ،‬فقال‪:‬أي رب اغفر لي ذعنععبي ‪ ،‬فقععال تبععارك وتعععالى ‪ :‬رعبععدي‬
‫أذعنب ذعنبا ‪ ،‬فعلم أن له ربا يغفر الذعنب ويأخذ بالععذعنب ‪ ،‬ثععم رعععاد ‪ ،‬فععأذعنب ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أي رب اغفر لي ذعنبي‪،‬فقال تبارك وتعالى‪:‬أذعنب رعبدي ذعنبععا ‪ ،‬فعلععم‬
‫أن له ربا يغفر الذعنب‪،‬ويأخذ بالذعنب ارعمل ما شععئت‪،‬فقععد غفععرت لععك(رواه‬
‫مسلم‪ .‬وزحذار من ألفة الذعنوب والرضا بها فإن القلب يصععدأ ويضعععف فيععه‬
‫عنور اليمان زحععتى يمععوت والعيععاذ بععالله فيصععبح ل يعععرف معروفعا ً ول ينكععر‬
‫منكرا ً كما قال صلى الله رعليه وسلم)تعرض الفتن رعلى القلعوب كالحصعير‬
‫رعودا رعودا‪،‬فأي قلب أشربها عنكت فيه عنكتة سوداء‪،‬وأي قلععب أعنكرهععا عنكععت‬
‫فيه عنكتة بيضاء‪،‬زحتى تصير رعلى قلبين رعلى أبيض مثل الصفا‪،‬فل تضره فتنة‬
‫ما دامت السماوات والرض والخر أسود مربادا كععالكوز مجخيععا ‪،‬ل يعععرف‬
‫معروفا ‪،‬ول ينكر منكرا ‪ ،‬إل ما أشرب من هواه(‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تحلي بالخل ق الفاضلة والسههجايا الحسههنة مههن صههد ق الحههديث‬
‫وأداء المانة والحلم والناة والتؤدة وحسن الوفاء وحفظ السر‬
‫وحفظ الجميل والمكافأة على المعروف وغير ذلك مههن مكههارم‬
‫المسلم‬
‫سههنًا{)‪(1‬وقههال رسههول‬
‫المرأة‬ ‫و ُ ُ‬
‫خلق‬
‫ح ْ‬‫س ُ‬
‫قولههوا ِللن ّهها ِ‬ ‫الخل ق‪ .‬قال تعالى } َ‬
‫ة‬

‫الله صههلى اللههه عليههه وسههلم ‪) :‬اتههق اللههه حيثمهها كنههت ‪ ،‬وأتبههع‬
‫السههيئة الحسههنة تمحههها ‪ ،‬وخههالق النههاس بخلههق حسههن(‪ .‬رواه‬
‫ك أن تكههوني سههيئة الخلههق ينفههر النههاس منههك‬ ‫الترمههذي‪ .‬وإيهها ِ‬
‫ويتقون شرك ويحرصون علههى مجافاتههك والبتعههاد عنههك ‪ .‬وإن‬
‫أعظم حسن الخلق كف الذى عن الناس وطلقة الوجه وحسن‬
‫التحفي‪ .‬ول تتصوري أن حسن الخلق محصور فقط في البههذل‬
‫والحسان بل كذلك هو في احتمال أذى الناس والصههبر عليهههم‬
‫وعدم مقابلة السيئة بالسيئة ولذلك لما استوصههى رجههل النههبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال له‪) :‬ل تغضب فردد مرارا ‪ ،‬قال ‪ :‬ل‬
‫تغضب(‪ .‬رواه البخاري‪ .‬ويظهر حسن خلق المرأة عند مضههايق‬
‫المور والخصومات والمشاحنة على الههدنيا واعلمههي أن حسههن‬
‫الخلق عبادة جليلة ل يفطن لها كثير من الناس‪ .‬وإن من أقبههح‬
‫ما يكون بههالمرأة أن تكههون ذا ديههن وعلههم وخلقههها سههيئ تنفههر‬
‫الناس عن دين الله وتصدهم عن التمسك بالشرع‪ .‬وأحسههن مهها‬
‫يكههون فيههها أن تجمههع بيههن الههدين وحسههن الخلههق تحتمههل أذى‬
‫النساء وتلطفهن وتراعي مشاعرهن في سبيل ترغيبهن فههي‬
‫الدين وهدايتهن للحق‪.‬‬

‫_____________________‬

‫)‪ :(1‬سورة البقرة الية )‪.(83‬‬

‫التزمي لبس الحجاب الشرعي الكامل من تغطية الوجه وسائر‬


‫البدن عند خروجك من المنزل وافعلي هذا المر طاعة لله‬
‫ورسوله ل مجاراة لعراف الناس ول تتساهلي في هذا المر‬

‫‪1‬‬
‫فإن حجاب المرأة دليل على صدقها وإيمانها وعفتها‪ .‬ول‬
‫تتركيه خشية ملمة الناس وانتقادهم فإن من ترك طاعة لجل‬
‫سخط الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن فعلها‬
‫المسلم‬
‫لجل رضا الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس واحترمي‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫الحجاب وعظميه وقومي بأخل ق الحجاب من الحياء والعفة ول‬


‫تسيئي له بوجه من الوجوه قال تعالى‬
‫وقال تعالى }إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫)‪(1‬‬
‫ن{‬ ‫ه ّ‬‫جُيوب ِ ِ‬‫عَلى ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬‫ر ِ‬
‫م ِ‬
‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬
‫رب ْ َ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫ض ِ‬ ‫} َ‬
‫ب{ )‪ (2‬وقالت‬ ‫جا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ء ِ‬ ‫وَرا ِ‬‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ه ّ‬‫سأ َُلو ُ‬
‫فا ْ‬‫مَتاعا ً َ‬‫ن َ‬‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫َ‬
‫سأل ْت ُ ُ‬‫َ‬
‫عائشة رضي الله عنها ) كان الركبان يمرون بنا ونحن مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا‬
‫سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا‬
‫كشفناه(‪ .‬رواه أبو داود‪ .‬وإياك أن تصدقي الفرية في هذا‬
‫الباب قول من يقول أن الحجاب هو ليس بالمظاهر وإنما هو‬
‫عفاف القلب واستقامة الجوارح فل يضر المرأة كشف وجهها‬
‫وبدنها ما دامت صالحة المخبر ‪ ،‬ول تغتري بقول من يرخص‬
‫في كشف الوجه فإنه قول مخالف للكتاب والسنة وعمل نساء‬
‫الصحابة‪ .‬ول تخدعي نفسك بالخروج بلباس الزينة والمكياج ثم‬
‫تضعي منديل خفيفا على رأسك وتظني أنك متحجبة فهذا‬
‫تلعب بالشرع واستخفاف بالدين ومخادعة لله وسبيل للفتنة‪.‬‬

‫___________________________‬

‫)‪: (1‬سورة النور الية )‪.(31‬‬


‫)‪: (2‬سورة الزحزاب الية )‪.(53‬‬

‫ك والخلوة برجل أجنبي ل يحل لك وليس من محارمك‬ ‫إيا ِ‬


‫فصوني نفسك ول تتهاوني في هذا المر الخطير واعملي‬
‫بالحذر وسوء الظن في هذا الباب فإن الخلوة سبيل الشيطان‬
‫وأعظم وسيلة للوقوع في الفاحشة قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم )أل ل يخلون رجل بامرأة إل كان ثالثهما‬
‫الشيطان(‪ .‬رواه الترمذي‪ .‬يعني كانت الخلوة بها أعظم فتنة‬
‫لهما ووسيلة للفساد‪ .‬وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫‪1‬‬
‫عن الدخول على المغيبات في بيوتهن قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪) :‬ل يدخل رجل على مغيبة إل ومعه رجل أو‬
‫اثنان(‪ .‬رواه مسلم‪ .‬وتعظم الفتة على المرأة بدخول أحد‬
‫المسلم‬
‫أقارب الزوج عليها وخلوته بها فقد سئل النبي صلى الله عليه‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫وسلم عن الحمو قريب الزوج فقال‪) :‬الحمو الموت(‪ .‬متفق‬


‫عليه‪ .‬وتتحقق الخلوة بوجود الرجل والمرأة في مكان خاص‬
‫مستور عن الناس بحيث يطلع على محاسنها ويمكنه مراودتها‬
‫وإغرائها بالفاحشة وتنتفي الخلوة بوجود امرأة أو ولد قارب‬
‫البلوغ ‪.‬‬

‫ل تختلطي بالرجال الجانب اختلطك بالمحارم وتجنبي الذهاب‬


‫إلى الماكن المشبوهة التي تلحق بك التهمة والريبة فإن‬
‫الختل ط من أعظم وسائل الفتنة وإقامة العلقات المحرمة‬
‫وإن المرأة مهما كانت فهي ضعيفة تتأثر بالعجاب والمدح‬
‫والثناء وحسن المعاملة وإذا خالطت المرأة الرجال اطلعوا‬
‫على محاسنها وخصوصياتها وأحوالها الشخصية وقد حرم‬
‫الشرع الختل ط في جميع صوره حتى في مكان العبادة‬
‫والذهاب إليها ‪ ،‬وكم من فتاة ضاعت وضحية سقطت وعرض‬
‫انتهك من جراء الختل ط المشبوه قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪) :‬شر صفوف النساء أولها وخيرها آخرها(‪ .‬رواه‬
‫مسلم‪ .‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬لو تركنا هذا‬
‫الباب للنساء قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه أبو داود‪ .‬ولما رأى النبي مزاحمة النساء الرجال‬
‫واختلطهن بهم في الطريق قال صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات‬
‫المسلم‬
‫الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫بالجدار من لصوقها به(‪ .‬رواه أبو داود‪ .‬واعلمي أن باب‬


‫الختل ط كله شر يؤدي إلى الفتنة والفساد وذهاب الحياء‬
‫والعفة والتخلي عن القيم في جميع المجالت ومهما كانت‬
‫النية حسنة والدعاوى ظاهرها الصلح فل تغتري بمن ينادي‬
‫بالختل ط ويرخص فيه ويدعي إباحته فإن المم هلكت وضاعت‬
‫أخلقها حين حل الختل ط بها‪.‬‬

‫ل تتزيني عند خروجك من المنزل أو بحضرة الرجال الجانب‬


‫فل تضعي أصباغ الزينة والكحل والطيب وغير ذلك من أنواع‬
‫الزينة التي تفتن الناس بك وتدعوهم إلى المعصية‪ .‬قال‬
‫ها{ )‪. (1‬وقال رسول‬ ‫من ْ َ‬ ‫ما ظَ َ‬
‫هَر ِ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬
‫ه ّ‬
‫زين َت َ ُ‬
‫ن ِ‬
‫دي َ‬
‫ول ي ُب ْ ِ‬
‫تعالى‪َ } :‬‬
‫الله صلى الله عليه وسلم )إذا استعطرت المرأة فمرت على‬
‫القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال قول شديدا يعني‬
‫زانية(‪ .‬رواه أبو داود‪ .‬فتنهى المرأة عن ذلك ولو كانت ذاهبة‬
‫لمكان العبادة وبعض النساء هداهن الله يتعطرن وهن ذاهبات‬
‫للمسجد وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله‪:‬‬
‫)إذا شهدت إحداكن المسجد ‪ ،‬فل تمس طيبا (‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫أما إذا كنت عند المحارم فتزيني بما جرت العادة به وبالغي‬
‫بالزينة إذا خلوت بزوجك لتعفيه وتقصري نظره عن الحرام ‪.‬‬
‫وإذا ذهبت إلى مناسبات النساء والفراح فل تتبرجي ول‬
‫تلبسي لباس التصابي الذي يكشف جسمك ويظهر محاسنك‬
‫بصورة فاتنة فإن ذلك يوقع في العجاب والفسق وربما‬
‫سبقت إليك عين حاسدة فأفسدت دنياك ودينك كما يقع ذلك‬

‫‪1‬‬
‫كثيرا ً فل تبالغي بالزينة بل تزيني بما يليق بعمرك وعرفك بما‬
‫يتناسب مع آداب الشرع واحرصي على لباس الحشمة والوقار‪.‬‬

‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫___________________________‬

‫)(‪ :‬سورة النور الية )‪(31‬‬

‫اعتزي بحجابك ودينك واثبتي على طريق الستقامة وكوني‬


‫على حذر شديد مما ينادي به دعاة التحرر والفتنة ول تغتري‬
‫بشبهاتهم وأباطيلهم التي يلبسون بها على نساء المسلمين‬
‫تارة بالتجرؤ على نصوص الشرع وتارة بمواكبة العصر‬
‫ومستجداته وتارة بإثارة قصص الظلم والتعدي على المرأة‬
‫والكثير منها ملفق أو مزيد فيه‪ .‬واعلمي أن الله أعلم وألطف‬
‫وأحكم بمصالحك من آراء البشر الفاسدة فاحذريهم فإن لهم‬
‫نوايا سيئة وإن تظاهروا بالوجه الحسن ومقاصد فاسدة وإن‬
‫في‬ ‫دوا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫م َل ت ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫تظاهروا بالصلح قال تعالى } َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ول َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬‫ه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أَل إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫حو َ‬‫صل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬‫قاُلوا إ ِن ّ َ‬‫ض َ‬ ‫الْر ِ‬
‫ن {)‪ . (1‬وهم ساعون في إشاعة الفاحشة والرذيلة‬ ‫عُرو َ‬‫ش ُ‬‫َل ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ع‬‫شي َ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫في المجتمع المسلم قال تعالى }إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫خَر ِ‬ ‫وال ِ‬ ‫في الدّن َْيا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬‫مُنوا ل َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في ال ّ ِ‬ ‫ة ِ‬‫ش ُ‬‫ح َ‬‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن{)‪ . (2‬وهم حريصون على فتنة‬ ‫والل ّه يعل َم َ‬
‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫م َل ت َ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬‫ُ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫المؤمنين وميلهم إلى الشهوات والملذات المحرمة‪ .‬قال‬
‫تعالى }والل ّه يري َ‬
‫ن‬
‫عو َ‬
‫ن ي َت ّب ِ ُ‬ ‫د ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري ُ‬
‫وي ُ ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ب َ‬‫ن ي َُتو َ‬‫دأ ْ‬‫ُ ُ ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ما{)‪ (3‬فهدفهم الكبر إخراج‬ ‫مي ًْل َ‬ ‫َ‬
‫ظي ً‬‫ع ِ‬ ‫ميُلوا َ‬‫ن تَ ِ‬
‫تأ ْ‬ ‫وا ِ‬
‫ه َ‬ ‫ال ّ‬
‫ش َ‬
‫المرأة المسلمة من الحجاب إلى التبرج ومن القرار في البيت‬
‫إلى التسكع بل قيود ومن الخصوصية إلى مخالطة الرجال‬
‫فاسألي الله أن يبطل سعيهم ويكبت شرهم ويذهب كيدهم‬
‫ويجعل الدائرة عليهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬ ‫________________________________‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫)( ‪:‬سورة البقرة الية )‪(11‬‬


‫)‪: (2‬سورة النور الية )‪(19‬‬
‫)‪ : (3‬سورة النساء الية )‪(27‬‬

‫واحذري الستماع لطائفة أخرى ينتسبون للدعوة والفضيلة‬


‫ميعوا الدين وغيروا معالمه الواضحة ورخصوا للناس في‬
‫ارتكاب الحرمات والوقوع في الشبهات باسم التيسير‬
‫والتسهيل والتمشي مع طبيعة العصر والقضايا المستجدة‬
‫فكل مسألة عندهم فيها خلف ولو كان قول شاذا ومذهبا‬
‫مهجورا‪ .‬ومن المؤسف أن ترى بعض النساء المفتونات‬
‫الجاهلت المتصدرات للفتوى وهن لسن من أهلها يرخصن في‬
‫الختل ط ويسهلن في الحجاب ويتمادين في التجرؤ على‬
‫قواعد وآداب القوامة التي منحها الشرع للزوج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫أطيعي زوجك امتثال ً لمر الله واخلصي له في ذلك واعلمي‬


‫أن طاعته أعظم طريق لك إلى الجنة فل تفرطي فيها قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم )إذا صلت المرأة خمسها‬
‫وصامت شهرها‪ ،‬وحفظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها دخلت‬
‫الجنة(‪ .‬رواه أحمد‪ .‬وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫شأن الزوج وعظم طاعته فقال ‪) :‬لو كنت آمر أحدا أن يسجد‬
‫لحد ‪ ،‬لمرت المرأة أن تسجد لزوجها ‪ ،‬ول تؤدي المرأة حق‬
‫الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله ‪ ،‬حتى‬
‫لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لعطته إياه(‪ .‬رواه‬
‫أحمد‪ .‬واعلمي أن بره وطاعته مقدمة على طاعة كل مخلو ق‬
‫حتى الوالد غير الرسول صلى الله عليه وسلم فأطيعيه‬
‫بالمعروف ول تسخطيه أبدا ً فيما تقدرين عليه ول مشقة عليك‬
‫في فعله أو ضرر فاخفضي له الجناح وتبعلي له ول تعصيه في‬
‫أمر وأكرمي شأنه ول تذيعي سره ول تغتابيه عند النساء أو‬
‫تكيدي له ول تخرجي إل بإذنه ول تدخلي بيته من يكره إل بإذنه‬
‫ول تشتغلي بأمر يفوت مصلحته منك إل برضاه وإذا دعاك‬
‫للفراش في أي ساعة فأجيبيه من غير تبرم أو تلكأ فإن‬
‫معصيته في ذلك من الكبائر المتوعد عليها بسخط الله ولعنته‬
‫كما قال رسولك الكريم‪) :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ما من رجل‬
‫يدعو امرأته إلى فراشها ‪ ،‬فتأبى عليه ‪ ،‬إل كان الذي في‬
‫السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها(‪ .‬متفق عليه‪ .‬وفي‬
‫رواية‪) :‬فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح(‪ .‬ول‬
‫تستمعي إلى الصوات التي تحرض المرأة على زوجها وتخبيها‬
‫عليه وتفسد بينهما المحبة والمودة من بعض العلميين‬
‫وصويحبات السوء فإنهم لن يغنوا عنك شيئا ً يوم القيامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احرصي على تربية أولدك تربية إيمانية واغرسي فيهم حب‬
‫الله ورسوله ونشئيهم على الخل ق الفاضلة والسجايا الحميدة‬
‫والحرص على أداء الطاعة والصد ق والمانة والوفاء قال‬
‫ة ْ‬ ‫ي أَ ِ‬
‫صَل َ َ‬
‫المسلم‬
‫مْر‬ ‫وأ ُ‬
‫المرأة‬ ‫قم ِ ال ّ‬ ‫لقمان لبنه يوصيه كما ذكر الله‪َ) :‬يا ب ُن َ ّ‬
‫خلق‬ ‫َ‬
‫ة‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬‫ك إِ ّ‬ ‫صاب َ َ‬‫ما أ َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬‫ع ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وان ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫حا‬ ‫مَر ً‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ِ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ك ِللّنا ِ‬ ‫خد ّ َ‬ ‫عْر َ‬ ‫ص ّ‬‫وَل ت ُ َ‬ ‫ر َ‬ ‫مو ِ‬ ‫عْزم ِ اْل ُ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫شي ِ َ‬ ‫م ْ‬‫في َ‬ ‫د ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ر َ‬ ‫خو ٍ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫خَتا ٍ‬ ‫م ْ‬‫ل ُ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َل ي ُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ر(‪ .‬وكان النبي‬ ‫)‪(1‬‬
‫مي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫و ُ‬‫ص ْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن أن ْك ََر اْل ْ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫وت ِ َ‬‫ص ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم حريصا على توجيه الصغار وتأديبهم في‬ ‫ً‬
‫سائر المناسبات كما قال لعمرو بن سلمة لما أتي بطعام‪:‬‬
‫)سم الله ‪ ،‬وكل مما يليك يا غلم(‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وقال لبن‬
‫عباس‪) :‬يا غلم إني معلمك كلمات ‪ :‬احفظ الله يحفظك ‪،‬‬
‫احفظ الله تجده تجاهك ‪ ،‬وإذا سألت فاسأل الله ‪ ،‬وإذا‬
‫استعنت فاستعن بالله ‪ ،‬واعلم أن المة لو اجتمعوا على أن‬
‫ينفعوك ‪ ،‬لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه الله لك ‪ ،‬ولو اجتمعوا‬
‫على أن يضروك ‪ ،‬لم يضروك إل بشيء قد كتبه الله عليك ‪،‬‬
‫رفعت القلم ‪ ،‬وجفت الصحف(‪ .‬رواه أحمد‪ .‬فكوني لهم قدوة‬
‫حسنة تتمثل فيها الصد ق والمانة وحب الخير فإن ذلك له‬
‫تأثير عظيم على استقامتهم أبلغ بكثير من الكلم والوعظ‬
‫المباشر وإذا وقعت منك هفوة أو تقصير فاعترفي بذلك‬
‫أمامهم وأظهري الندم والتوبة واحرصي على تعويدهم على‬
‫اللتزام بالداب السلمية في جميع الحوال سواء كانت‬
‫الشخصية بهم كالكل والنوم وغيره أو العامة كالستئذان‬
‫والمخاطبة والحترام ومن أعظم القيم التي يجب أن ينشأ‬
‫عليها الصغار وتغفل عنها كثير من المهات احترام حقو ق‬
‫الخرين والعدل معهم وترك ظلمهم وعليك أختي الكريمة‬
‫بالعدل والمساواة فيما بين أولدك في النفقة والمعاملة حتى‬
‫في القبلة وإظهار المشاعر فإنه بالمحافظة على ذلك تسود‬
‫المحبة بين أفراد السرة وبتضييع ذلك تسود الكراهية بينهم‪.‬‬
‫____________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة لقمان الية )‪ (17‬و )‪.(18‬‬

‫احرصي على فعل النوافل والمستحبات والكثار من الصالحات‬


‫فإن العمر يمضي والشباب يبلى والدنيا زائلة عما قريب ول‬

‫‪1‬‬
‫يبقى للمرء إل ما قدمه من العمال الصالحة قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪) :‬ما منكم أحد إل سيكلمه ربه ليس بينه‬
‫وبينه ترجمان ‪ ،‬فينظر أيمن منه فل يرى إل ما قدم من عمله ‪،‬‬
‫المسلم‬
‫وينظر أشأم منه فل يرى إل ما قدم ‪ ،‬وينظر بين يديه فل يرى‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫إل النار تلقاء وجهه ‪ ،‬فاتقوا النار ولو بشق تمرة(‪ .‬رواه‬
‫البخاري‪ .‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم )بادروا‬
‫بالعمال فتنا كقطع الليل المظلم ‪ ،‬يصبح الرجل مؤمنا ‪،‬‬
‫ويمسي كافرا ‪ ،‬أو يمسي مؤمنا ‪ ،‬ويصبح كافرا ‪ ،‬يبيع دينه‬
‫بعرض من الدنيا(‪ .‬رواه مسلم‪ .‬فارفعي رصيدك بالحسنات‬
‫والدرجات واغتنمي شبابك وصحتك وفراغك قبل هرمك‬
‫ومرضك وشغلك ول تكوني بطالة فارغة بل عمل صالح ول‬
‫قلب خاشع ول دعاء مستجاب فأكثري من التنفل بالصلة‬
‫وواظبي على الضحى والسنن الرواتب وصلة الليل ودوامي‬
‫على ختم القرآن وليكن لك حظ وافر من صوم التطوع ست‬
‫شوال وعرفة وعاشوراء وثلثة أيام من كل شهر واحرصي‬
‫على متابعة الحج والعمرة ومجاورة البيت العتيق حتى إذا‬
‫قدمت على الجبار يوم القيامة وإذا أعمالك أمثال الجبال‪.‬‬
‫وإياك والغفلة وطول المل حتى إذا انصرف العمر وبلغت‬
‫الكبر نظرت في حالك فوجدت التفريط والغبن وشعرت‬
‫بالخسارة والهوان‪ .‬فإذا بلغت الربعين فأقبلي على طاعة‬
‫ربك واستقبلي الخرة بكثرة العلم والعمل والستغفار‬
‫والحسان فإن العاقل يسابق بالخيرات إذا دنا أجله ويتفكر‬
‫َ‬
‫ول َ ْ‬
‫م‬ ‫في حاله ويتذكر وقوفه بين يدي الله‪ .‬قال تعالى‪) :‬أ َ‬
‫ذيُر(‪ (1).‬قال‬ ‫ءك ُ ُ‬
‫م الن ّ ِ‬ ‫جا َ‬ ‫ن ت َذَك َّر َ‬
‫و َ‬ ‫م ْ‬
‫ه َ‬ ‫ما ي َت َذَك ُّر ِ‬
‫في ِ‬ ‫مْرك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ع ّ‬
‫نُ َ‬
‫مسرو ق‪) :‬إذا بلغ أحدكم أربعين سنة‪ ,‬فليأخذ حذره من الله عز‬
‫وجل(‪.‬‬

‫__________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة فاطر الية )‪.(37‬‬

‫أدي حقو ق الجيران وتعاهدي حسن الجوار والقيام بما يجب‬


‫ويستحب لهم فقد أوصى بهم الشرع الحكيم في قوله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪) :‬ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت‬

‫‪1‬‬
‫أنه سيورثه(‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬إذا‬
‫طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك(‪ .‬رواه مسلم‪ .‬وكان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس جوارا ً حتى مع‬
‫المسلم‬
‫الكفار فتفقديهم بالسلم والسؤال والزيارة المتعددة وإهداء‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫الطعام لهم وستر عوراتهم والتغافل عن عيوبهم واحتمال‬


‫أذاهم وبذل الحسان لهم وإجابة دعوتهم وإرشادهم وتعليمهم‬
‫والسعي في صلحهم‪.‬‬

‫والمرأة في تعاملها مع الجيران على ثلثة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬من تبالغ في صلتهم ومحبتهم وتنزلهم منزلة الهل‬


‫فتسقط الداب والضوابط وتطلعهم على أسرار بيتها وحياتها‬
‫الخاصة وتدخلهم في شؤون أسرتها وتستشيرهم في كل‬
‫صغيرة وكبيرة وتفر ط في واجبات بيتها لجلهم‪.‬‬

‫‪ -2‬من تبالغ في الجفاء والقطيعة وسوء الظن بهم‬


‫واعتزالهم فتسقط حقوقهم وتقصر في معاملتهم‪.‬‬

‫‪ -3‬من تصلهم باقتصاد وتقوم بحقوقهم وفق الشرع دون‬


‫مبالغة أو جفاء وتجعل في التعامل معهم آدابا ً وضوابطا ً ل‬
‫تسمح لهم بمجاوزتها وإسقاطها كالذن عند الدخول وعدم‬
‫المساس بمصلحة أسرتها وحقو ق زوجها وعدم إفشاء سرها‬
‫لهم وغير ذلك من التصرفات التي تضمن دوام العشرة دون‬
‫أضرار بأسرتها وهذا هو حسن القسام فكوني في تعاملك مع‬
‫الجيران على هذا النحو واجتنبي حالي المغالة والجفاء‬
‫المخالفين للشرع والمروءة‪.‬‬

‫اقتصدي في النفا ق على نفسك وولدك وأهلك وإياك‬


‫والسراف والتبذير في النفا ق فإنه مسلك للشيطان مجلبة‬
‫ن إِ َ‬
‫ذا‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الثم مفسدة للمال مدعاة للندم قال تعالى } َ‬
‫وامًا{)‪ (1‬وقال‬ ‫ق َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ب َي ْ َ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫قت ُُروا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫فوا َ‬ ‫ر ُ‬
‫س ِ‬ ‫م يُ ْ‬‫قوا ل َ ْ‬ ‫َأن َ‬
‫ف ُ‬
‫ذيرًا{)‪ (2‬وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬كلوا‬ ‫ول ت ُب َذّْر ت َب ْ ِ‬
‫تعالى } َ‬
‫وتصدقوا ‪ ،‬والبسوا في غير إسراف ول مخيلة(‪ .‬رواه‬
‫النسائي‪ .‬فل تبالغي في تتبع الموضات والزينات التي تفتتن‬

‫‪1‬‬
‫فيها المرأة غالبا ً فإن ذلك دليل ً على نقص اليمان وقلة‬
‫العقل وضعف الشخصية ول حرج عليك في التجمل والزينة بما‬
‫يليق بمثلك في المجتمع واعلمي أن الله سيحاسبك حسابا ً‬
‫شديدا ً يوم القيامة في وجوه إنفاقك فعليك بالعقل والتدبير‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫في المال الذي استودعك الله إياه وكوني حازمة في هذا‬


‫المر واعلمي أن الدنيا قد ل تدوم على مثل هذه الحال فاعدي‬
‫ليوم الشدة والضيق ما يقوتك ويغنيك عن الخلق ويصون ماء‬
‫وجهك فاحرصي على ادخار المال لتستعيني به في وجوه‬
‫الخير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪) :‬اليد العليا خير‬
‫من اليد السفلى ‪ ،‬فاليد العليا هي المنفقة ‪ ،‬والسفلى هي‬
‫السائلة (‪ .‬متفق عليه‪ .‬وعليك بالصدقة والبذل والحسان في‬
‫سبيل الله ولو باليسير لتتقي به حر جهنم وشدة الموقف‬
‫وهول الحساب فإن المرأة العاقلة الحصيفة هي من جعلت‬
‫مالها طريقا ً إلى الجنة منجاة من النار ل مكسبة للثم وحسرة‬
‫وندامة يوم القيامة كما هو حال كثير من النساء اليوم‬
‫اللهثات وراء مظاهر الدنيا وزخارفها الزائلة‪.‬‬

‫_____________________________‬

‫)( ‪ :‬سورة الفرقان الية )‪.(67‬‬


‫)‪: (2‬سورة السراء الية )‪.(26‬‬

‫التزمي العدل في نفسك وغيرك وسائر شؤونك وقولي الحق‬


‫دائما ً ولو على نفسك وحكمي عقلك ومنطقك ل عاطفتك في‬
‫تعاملك مع الخرين مع صديقك وعدوك فل تحملنك المحبة‬
‫والمودة على السكوت عن الخطاء والمداهنة ول تحملنك‬
‫البغضاء والجفوة على عدم العتراف بالفضيلة‪ .‬قال تعالى‬
‫قْربى( )‪ (1‬وقال رسول الله‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫دُلوا َ‬
‫ع ِ‬ ‫م َ‬
‫فا ْ‬ ‫قل ْت ُ ْ‬‫ذا ُ‬‫وإ ِ َ‬‫) َ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪) :‬إذا حكمتم فاعدلوا ‪ ،‬وإذا قتلتم‬
‫فأحسنوا ‪ ،‬فإن الله عز وجل محسن يحب الحسان(‪ .‬رواه‬
‫الطبراني‪ .‬وإن كان بينك وبين أحد عداوة أو خصومة أو غيره‬
‫فل يحملنك ذلك على الظلم وترك العدل وإيصال الحقو ق‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ع ْ‬‫م َ‬‫دوك ُ ْ‬‫ص ّ‬ ‫ن َ‬ ‫وم ٍ أ ْ‬ ‫ن َ‬
‫ق ْ‬ ‫م َ‬
‫شَنآ ُ‬ ‫من ّك ُ ْ‬‫ر َ‬‫ج ِ‬
‫ول ي َ ْ‬ ‫لهلها قال تعالى } َ‬
‫َ‬
‫ول‬‫وى َ‬ ‫ق َ‬ ‫والت ّ ْ‬‫عَلى ال ْب ِّر َ‬‫وُنوا َ‬‫عا َ‬ ‫وت َ َ‬
‫دوا َ‬ ‫عت َ ُ‬‫ن تَ ْ‬ ‫د ال ْ َ‬
‫حَرام ِ أ ْ‬ ‫ج ِ‬‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪1‬‬
‫ب{‬
‫قا ِ‬ ‫د ال ْ ِ‬
‫ع َ‬ ‫دي ُ‬
‫ش ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫ن َ‬
‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫عد ْ َ‬ ‫عَلى ال ِث ْم ِ َ‬
‫وُنوا َ‬
‫عا َ‬
‫تَ َ‬
‫)‪ (2‬ولما وقعت حادثة الفك كان بين زينب وعائشة ما يقع بين‬
‫الضرائر من الغيرة فلما تكلم الناس في عائشة أمسكت زينب‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫عن الكلم في ضرتها عائشة ولم تخض في عرضها خشية لله‬
‫ة‬

‫فحجزها الورع عن ذلك فقالت رضي الله عنها حين سألها‬


‫رسول الله عن أمر عائشة‪) :‬يا رسول الله أحمي سمعي‬
‫وبصري ‪ ،‬والله ما علمت إل خيرا ً ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬وهي التي‬
‫كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فعصمها الله بالورع(‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وإن وقع منك مظلمة لحد‬
‫فارجعي إلى النصاف من نفسك وتراجعي عن الباطل‬
‫وتحللي منه قبل أن ل يأتي يوم ل تحلل فيه ول تسامح‬
‫واحذري أن تبخسي الناس حقوقهم وتنكري فضائلهم ولو‬
‫كانوا أعداء لك أو بينك وبينهم موقف شخصي ول تكوني‬
‫كبعض النساء هداهن الله إذا وقع عليهن الطل ق والفرا ق‬
‫يفجرن في الخصومة ويلحقن العيب والنقص كله بالزوج وقد‬
‫يكون الخلل والتقصير أتى من قبلهن‪.‬‬
‫_____________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة النعام الية )‪.(152‬‬

‫)‪ :(2‬سورة المائدة الية )‪.(2‬‬

‫احفظي لسانك من جميع الفات والشرور من كذب وغيبة‬


‫ونميمة وشتم ولعن وهمز ولمز ول ترسلي لسانك إل فيما هو‬
‫ل‬
‫و ٍ‬ ‫ن َ‬
‫ق ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ُ‬
‫ظ ِ‬ ‫ما ي َل ْ ِ‬
‫خير أو مباح ل شبهة فيه لقول الله تعالى‪َ ) :‬‬
‫د(‪ (1) .‬وقول النبي صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫عِتي ٌ‬
‫ب َ‬
‫قي ٌ‬ ‫إ ِّل ل َدَي ْ ِ‬
‫ه َر ِ‬
‫)ومن كان يؤمن بالله واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت(‪.‬‬
‫متفق عليه‪ .‬وقد حذر الشرع من آفات اللسان وخطره وبين‬
‫أنه سبب من أسباب دخول النار قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪) :‬ثكلتك أمك ‪ ,‬وهل يكب الناس على مناخرهم‬
‫في جهنم إل حصائد ألسنتهم(‪ .‬رواه أحمد‪ .‬وقال صلى الله‬
‫عليه وسلم )إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ل يلقي‬
‫لها بال ‪ ،‬يرفعه الله بها درجات ‪ ،‬وإن العبد ليتكلم بالكلمة من‬
‫سخط الله ل يلقي لها بال ‪ ،‬يهوي بها في جهنم(‪ .‬رواه‬

‫‪1‬‬
‫البخاري‪ .‬واعلمي أن حبس اللسان وضبطه يحتاج إلى جهاد‬
‫كبير ومران طويل واستعانة بالمولى عز وجل واعلمي أن هذا‬
‫شا ق على المرأة غالبا ً لن فتنتها في لسانها وحبب لها كثرة‬
‫الكلم ولهذا كان اللعن والكفران سببا ً لكثرة دخول النساء‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ‪ .‬فاجتهدي‬
‫في حفظ لسانك وترك مجالس الغيبة والنميمة التي قل من‬
‫يسلم منها وإياك أن تتمادي في ذلك وتتساهلي في ذكر الغير‬
‫إل بخير لنه من الكبائر المتوعد صاحبها بالنار وإذا ذكرت أحدا ً‬
‫بسوء فتحللي منه إن تيسر لك وإل فأثني عليه خيرا ً في‬
‫المواضع التي اغتبتيها فيها واستغفري ربك عسى ربك أن‬
‫يغفر لك‪.‬‬

‫_____________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة ق الية )‪.(18‬‬

‫إياك والتدخل في شؤون الغير ل سيما السر فإن ذلك يحرم‬


‫عليك وهو من باب تتبع العورات والتماس الزلت ول يحق لك‬
‫ذلك كما أنك ل تأذنين لحد أن يتدخل في حياتك الشخصية‬
‫ويقرر مصيرك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم محذرًا‪:‬‬
‫)يا معشر من أسلم بلسانه ‪ ،‬ولم يفض اليمان إلى قلبه ‪ ،‬ل‬
‫تؤذوا المسلمين ‪ ،‬ول تعيروهم ‪ ،‬ول تتبعوا عوراتهم ‪ ،‬فإنه من‬
‫تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ‪ ،‬ومن تتبع الله عورته‬
‫يفضحه ولو في جوف رحله(‪ .‬ونظر ابن عمر يوما إلى البيت‬
‫أو إلى الكعبة ‪ ،‬فقال ‪) :‬ما أعظمك وأعظم حرمتك ‪ ،‬والمؤمن‬
‫أعظم حرمة عند الله منك(‪ .‬رواه الترمذي‪ .‬وإن اطلعت على‬
‫عيب أو عورة أو سوء في أحد بغير قصد فاستريه وامسكي ول‬
‫تتكلمي فربما قلت كلمة خاطئة أو توجيها ً أحمقا ً فتسببت في‬
‫شتات هذه السرة وتفر ق أفرادها وقد ورد فضل عظيم في‬
‫الستر عن المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة(‪ .‬متفق عليه‪ .‬وإنما‬
‫يحق لك أن تبدي رأيا ً أو تطرحي حل ً عمليا ً إذا استنصحت‬
‫وطلب منك النصيحة والمشورة وتكلمت بعدل وإنصاف‬

‫‪1‬‬
‫ومراعاة لتحقيق المصلحة العامة في جمع شمل السرة‬
‫وتأليف القلوب بين الزوجين وكان رأيك في حدود المأذون‬
‫فيه شرعًا‪ .‬وبعض النساء هداهن الله يتدخلن في كل شاردة‬
‫المسلم‬
‫وواردة وتتكلم إحداهن في بيوت المسلمين وأحوالهم من غير‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫إذن أو مشورة وتنصب نفسها حكما بين الزواج وهي ليست‬


‫أهل لذلك ولم يطلب منها شرعا وعرفا‪.‬‬

‫سلي الله دائما ً العفو والعافية في الدنيا والخرة كما كان‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدعو‪ .‬قال ابن عمر‪) :‬لم‬
‫يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلء الدعوات حين‬
‫يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي‬
‫وأهلي ومالي ‪ ،‬اللهم استر عورتي(‪ .‬رواه أبو داود‪ .‬وسليه‬
‫الستر في نفسك وأهلك ومالك ول تغتري بما أنت فيه من‬
‫الصحة والغنى والحظوة فإن الله يغير الحوال ويجري المحن‬
‫على بعض عباده لحكمة يعلمها وإذا بلغك بلء أو مصيبة أو‬
‫مقت على مسلم فل تفرحي بذلك ول تشمتي به ول تنشريه‬
‫فإن ذلك ظلم وأذى منهي عنه وفرح بحصول الضرر‬
‫للمسلمين وسوء ظن بالله وقد قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪) :‬من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله(‪ .‬رواه‬
‫الترمذي‪ .‬وقال )ل تظهر الشماتة لخيك ‪ ,‬فيرحمه الله عز وجل‬
‫ويبتليك(‪ .‬رواه الترمذي‪ .‬وقال ابن سيرين ‪ :‬عيرت رجل‬
‫بالفلس فأفلست‪.‬‬

‫ومما يؤسف له أن بعض النساء هداهن الله يكثرن الشماتة‬


‫بالمسلمين ويفرحن بذلك ويكثرن من اللئمة والنقد في‬
‫المجالس العامة للسر التي تبتلى بمصيبة أو بلء والله‬
‫المستعان ‪ ،‬فل يحل للمرأة العاقلة أن تشمت بمن كانت معها‬

‫‪1‬‬
‫في خصومة من ضرة وكنة وحماة وقريبة إذا نزلت بها مصيبة‪.‬‬
‫وقد جرت سنة الله في عقوبة الشامت في الدنيا بابتلئه‬
‫بالذنب الذي عير أخاه به في نفسه أو ماله أو ولده وقد رأينا‬
‫المسلم‬
‫قصصا عجيبة في هذا الباب نعوذ بالله من جهد البلء ودرك‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫الشقاء وشماتة العداء ونزول البلء‪.‬‬

‫احرصي على إصلح باطنك كما تصلحين ظاهرك فعليك‬


‫بتطهير قلبك من المراض والدناس والفات الخطيرة التي‬
‫تجتمع على المرء حتى تهلكه وتفسد دينه ‪ ،‬واعتني بقلبك‬
‫عناية فائقة فإن القلب من أشرف العضاء والجوارح تابعة له‬
‫في الصلح والفساد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‪) :‬أل‬
‫وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ‪ ،‬وإذا‬
‫فسدت فسد الجسد كله أل وهي القلب(‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫واجتهدي على أن تلقي ربك عز وجل بقلب سليم من‬
‫ن‬
‫ول ب َُنو َ‬‫ل َ‬‫ما ٌ‬
‫ع َ‬ ‫م ل ي َن ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫و َ‬
‫الشبهات والشهوات قال تعالى } ي َ ْ‬
‫م{)‪ . (1‬فتوقي سائر الذنوب الخفية‬ ‫َ‬
‫سِلي ٍ‬ ‫قل ْ ٍ‬
‫ب َ‬ ‫ن أَتى الل ّ َ‬
‫ه بِ َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬
‫والمراض القلبية من شرك ونفا ق وكبر وعجب وحسد وغش‬
‫وحقد وسوء ظن بالرب وغير ذلك من الموبقات المهلكات‬
‫واعمري قلبك بالرضا واليقين والثقة بالله والخلص والحمد‬
‫والقناعة والتواضع والفتقار لله والتذلل له والنصراف‬
‫بالكلية له ‪ ،‬فإنك إن اجتهدت في هذا الباب وبذلت وسعك في‬
‫العمل والفكرة والتأمل والتجرد من حظوظ النفس ووساوس‬
‫الشيطان وفتنة الدنيا فتح الله عليك من النس به والفرح‬
‫بوعده والحتساب لموعودة ولذة مناجاته ورزقك الدخول في‬
‫جنة الدنيا التي من دخلها في الدنيا دخلها في الخرة‪ .‬قال‬
‫ابن تيمية رحمه الله‪) :‬إن في الدنيا جنة‪ ،‬من لم يدخلها؛ لم‬
‫يدخل جنة الخرة(‪ .‬وقال بعض السف‪) :‬مساكين أهل الدنيا‪،‬‬
‫خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها‪ ،‬قيل‪ :‬وما أطيب ما‬
‫فيها؟ قال‪ :‬محبة الله‪ ،‬ومعرفته‪ ،‬وذكره(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫________________________________‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫)( ‪ :‬سورة الشعراء اليات )‪.(89-88‬‬
‫ة‬

‫عليك بصلة الرحم لذويك وأقاربك الذين أوجب الله عليك‬


‫صلتهم وبرهم والحسان إليهم فابذلي لهم كل معروف‬
‫وإحسان من سؤال وسلم وهدية وزيارة وتفقد وعيادة‬
‫ومواساة في الحزان ومشاركة في الفراح وكف الذى عنهم‬
‫ْ‬
‫ن‬‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫واْل ِ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عدْ ِ‬ ‫مُر ِبال ْ َ‬ ‫ه ي َأ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫واحتماله منهم قال تعالى‪) :‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫عظك ُ ْ‬ ‫ي يَ ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫ْ‬
‫والب َ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ْ‬
‫وال ُ‬ ‫ء َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ء ِذي ال ْ ُ‬
‫ع ِ‬ ‫هى َ‬ ‫وي َن ْ َ‬
‫قْرَبى َ‬ ‫وِإيَتا ِ‬ ‫َ‬
‫ن(‪ .‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ّ‬
‫م ت َذَكُرو َ‬ ‫ُ‬
‫علك ْ‬ ‫ّ‬ ‫لَ َ‬
‫)الرحم معلقة بالعرش تقول ‪ :‬من وصلني وصله الله‪ ،‬ومن‬
‫قطعني قطعه الله(‪ .‬متفق عليه‪ .‬ويتأكد حق القريب منهم من‬
‫أبوين وإخوة فإن حقهم عظيم ل يسقط في حال من الحوال‬
‫ن‬‫وال ِدَي ْ ِ‬ ‫وِبال ْ َ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫ه َ‬ ‫كوا ب ِ ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ول ت ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دوا الل ّ َ‬ ‫عب ُ ُ‬‫وا ْ‬‫قال تعالى‪َ ) :‬‬
‫قْرَبى‬ ‫ر ِذي ال ْ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫وال ْ َ‬‫ن َ‬ ‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫مى َ‬ ‫وال ْي ََتا َ‬ ‫قْرَبى َ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫سانا ً َ‬
‫وب ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ل(‪ . (2).‬واحرصي‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫واب ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫جن ْ ِ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ب َ‬ ‫جن ُ ِ‬‫ر ال ْ ُ‬‫جا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫على أن تمارسي هذا السلوك الجتماعي طاعة لله واحتسابا ً‬
‫للثواب وطمعا ً فيما عند الله ل عادة ومجاراة للعرف‪.‬‬
‫فاستمري على صلتهم وإن قطعوك وأحسني لهم وإن أساؤا‬
‫إليك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل لما قال‪) :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ‪ ،‬وأحسن إليهم‬
‫ويسيئون إلي ‪ ،‬وأحلم عنهم ويجهلون علي ‪ ،‬فقال ‪ :‬لئن كنت‬
‫كما قلت ‪ ،‬فكأنما تسفهم المل ‪ ،‬ول يزال معك من الله ظهير‬
‫عليهم ما دمت على ذلك(‪ .‬رواه مسلم‪ ..‬واعلمي أن الواصل‬
‫حقا هو الذي يصل حال القطيعة أما الواصل لمن يصله فهذا‬
‫مكافئ ليس له فضل تام وثواب كامل‪.‬‬

‫________________________________‬

‫)( ‪ :‬سورة النحل الية ) ‪.(90‬‬

‫)‪ :(2‬سورة النساء الية )‪.(36‬‬

‫‪1‬‬
‫وإياك والعقو ق والقطيعة فإنها من الكبائر ممحقة للرز ق‬
‫مجلبة للهم سبب للتعاسة والحزان لبيتك وولدك ولها آثار‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ن‬‫م إِ ْ‬‫سي ْت ُ ْ‬ ‫ع َ‬‫ل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬‫سيئة عليهم في المستقبل قال تعالى‪َ ) :‬‬
‫ة‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬


‫ن‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م أول َئ ِ َ‬ ‫مك ُ ْ‬‫حا َ‬‫عوا أْر َ‬ ‫قطّ ُ‬ ‫وت ُ َ‬‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫دوا ِ‬ ‫س ُ‬‫ف ِ‬ ‫ن تُ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫ول ّي ْت ُ ْ‬
‫تَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫لَ َ‬
‫)‪(3‬‬
‫وإذا حلت القطيعة‬ ‫م(‪.‬‬‫ه ْ‬
‫صاَر ُ‬ ‫مى أب ْ َ‬ ‫ع َ‬‫وأ ْ‬‫م َ‬‫ه ْ‬
‫م ُ‬
‫ص ّ‬‫فأ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عن َ ُ‬
‫في بيت محقت بركته وانقطع ذكره وذهب فضله وشرفه‪.‬‬
‫وبجدر التنبيه على أن بعض النساء هداهن الله إذا تزوجن‬
‫قطعن أرحامهن من صلة عم وخال ونحوه فينبغي للمرأة أن‬
‫تجتهد بعد زواجها وإنجابها على الصلة فإن تيسر لها الزيارة‬
‫فالحمد لله وإل فعن طريق الهاتف والسؤال ويكفي ذلك إن‬
‫شاء الله‪.‬‬

‫_______________________________‬

‫)( ‪ :‬سورة محمد الية )‪.(22‬‬

‫عليك بحسن الظن في أخواتك المسلمات وأحسني العشرة‬


‫في تعاملك مع الخرين واجعلي قلبك واسعا ً يحتمل الزلت‬

‫‪1‬‬
‫والهفوات واكسبي الناس بعطائك وتفاؤلك ومعروفك وحسن‬
‫خلقك وليكن شعارك في هذه الحياة السماحة والتصافي‬
‫والتجاوز فإن هذه الدنيا ل تخلو من النزاعات والخصومات‬
‫المسلم‬
‫والساءات ولن تستطيعي أن تغيري طباع الناس وأخلقهم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫فإن توقفت عند كل مشكلة وهفوة وطالبت بحقك وخاصمت‬


‫الخلق وكنت صريحة في نقد الخرين فلن يسلم لك أحد ولن‬
‫يبقى لك صديق وسيجفاك الناس ويتقون صحبتك وتعيشي‬
‫في وحدة ووحشة وغربة وإن جاملت الناس وتجاوزت عن‬
‫الهفوات وتغافلت وقابلت الساءة بالحسان ولم تستقصي‬
‫وتحصي طاب مجلسك وكثر أصحابك وخطبوا الناس ودك‬
‫ي‬ ‫ع ِبال ِّتي ِ‬
‫ه َ‬ ‫ف ْ‬‫وأثنوا عليك خيرا ً وحمدوا سيرتك قال تعالى }ادْ َ‬
‫م{)‪. (1‬وهكذا‬ ‫عداو ٌ َ‬ ‫َ‬
‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬
‫ي َ‬
‫ول ِ ّ‬ ‫ة ك َأن ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ َ َ‬
‫وب َي ْن َ ُ‬
‫ك َ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬
‫ذي ب َي ْن َ َ‬ ‫ن َ‬
‫فإ ِ َ‬ ‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ل يغضب لنفسه ويصفح‬
‫ويعفو ويتجاوز ويحسن لمن أساء إليه ول يحمل في قلبه غل‬
‫ول حقد على أحد من المسلمين وإن كرهت أحدا ً أو لم‬
‫ترتاحي إليه فاجتنبي صحبته وأعرضي عنه بل غل ول عداوة‬
‫ول اعتداء على شيء من حقوقه‪ .‬وإياك أن تبيتي على فراشك‬
‫وأنت في قلبك غل أو حقد أو حسد أو مكر لمسلم من‬
‫المسلمين فإن ذلك يجلب لك الهم والحسرة واللم فاجتهدي‬
‫على التجاوز والتطهير لقلبك قبل الستغرا ق في النوم‪.‬‬

‫___________________________‬

‫)( ‪:‬سورة فصلت الية )‪(34‬‬

‫قري في بيتك ول تخرجي منه إل لحاجة وإذا خرجت فاقتصدي‬


‫ج‬
‫ن ت َب َّر َ‬
‫ج َ‬
‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن ِ‬ ‫و َ‬
‫قْر َ‬ ‫ول تسرفي قال تعالى } َ‬
‫لوَلى{)‪ . (1‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫ةا ُ‬
‫هل ِي ّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جا ِ‬
‫)المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان(‪ .‬رواه‬
‫الترمذي‪ .‬وإياك أن تكوني ولجة خراجة في كل ساعة من ليل‬
‫أو نهار فإن ذلك له آثار سيئة على شخصيتك ورعاية زوجك‬

‫‪1‬‬
‫وولدك ويترتب عليه مفاسد كثيرة ويعرضك للفتن والشرور‪.‬‬
‫وقرار المرأة في بيتها يتحقق فيه مصالح كثيرة من ستر‬
‫المرأة والتبعل للزوج وإضفاء السكينة والمان والحنان على‬
‫المسلم‬
‫الولد وهو دليل على كمال عقل المرأة وورعها ولذلك رغب‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫الشارع في تعبد المرأة في بيتها وعدم خروجها للمسجد‬


‫وجعل له فضل عظيما قال أنس‪) :‬أتت النساء رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فقلن‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ذهب الرجال بالفضل‬
‫بالجهاد في سبيل الله‪ ،‬فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في‬
‫سبيل الله؟ قال‪ :‬مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل‬
‫المجاهدين في سبيل الله(‪ .‬رواه أبو يعلى‪ .‬ومن أسباب‬
‫السعادة والستقرار والسكن السري كثرة بقاء المرأة في‬
‫بيتها‪ .‬ومن المؤسف أن ترى بعض النساء هداهن الله في هذا‬
‫الزمن يخرجن كالرجل تمضي عليهن الساعات الطويلة في‬
‫المطاعم والسوا ق بشكل دائم فل يمضي عليهن يوم من غير‬
‫خروج فل تسأل عن أخل ق أولدهن وبناتهن يفقدون التربية‬
‫الحسنة والتوجيه الصحيح ناهيك عن فتور علقتهن وضعفها‬
‫بأزواجهن وتقصيرهن في خدمة الزوج وإذا نشأت الم على‬
‫هذا النمط كانت ابنتها تسير على نفس المنوال‪.‬‬

‫_________________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة الزحزاب الية)‪.(33‬‬

‫تخلصي من الهموم والحزان وتجاوزي جميع مشاكلك‬


‫الجتماعية والصحية والمالية وغيرها ول تكوني أسيرة لها‬
‫يتلعب بك الشيطان يخذلك ويحزنك ويقعدك عن العمل‬
‫الصالح ‪ ،‬وابحثي عن أسباب السعادة ووسائل الفرح المحمودة‬
‫شرعا ً فإن فقدت زوجا ً أو ولدا ً أو كتب عليك العقم أو ابتليت‬
‫بمرض أو فقد عزيز فاعلمي أن هذه الدنيا دار أحزان وأكدار ل‬
‫في ك َب َ ٍ‬
‫د(‪ (1) .‬قال‬ ‫ن ِ‬ ‫قَنا اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫د َ‬ ‫تصفو لحد‪ .‬قال تعالى‪) :‬ل َ َ‬
‫ق ْ‬
‫الحسن‪) :‬يكابد مضايق الدنيا وشدائد الخرة(‪ .‬واعلمي أن الله‬
‫يغير الحوال من حال إلى حال وأن النعيم المقيم والسعادة‬
‫التامة في دار الكرامة في يوم الخرة وهي التي تستحق‬

‫‪1‬‬
‫السعي والعمل لها‪ .‬ومما يسليك أيضا ً ويهون عليك المصاب‬
‫أن ما أصابك كفارة لخطيئتك ورفعة لدرجاتك وسبب لدخول‬
‫الجنة فافرحي بذلك‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫المسلم‬
‫)ما يصيب المسلم من نصب ‪ ،‬ول وصب ‪ ،‬ول هم ‪ ،‬ول حزن ‪،‬‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫ول أذى ‪ ،‬ول غم ‪ ،‬حتى الشوكة يشاكها ‪ ،‬إل كفر الله بها من‬
‫خطاياه(‪ .‬رواه البخاري‪ .‬واعلمي أن هذا القدر كتب عليك‬
‫لحكمة قد تخفى عليك وأن أعظم منة عليك في هذه المحنة‬
‫أن ينكسر قلبك لله ويتوجه بكليته له ويتجرد من حظوظ الدنيا‬
‫ورجاء المخلوقين ويفتح عليك في الدعاء والمناجاة ولذة‬
‫العبادة ما يفو ق ما فقدتيه من الدنيا‪ .‬وأخيرا ً يجب أن توقني‬
‫أن السعادة كلها ليست محصورة في هذا المر الذي فقدتيه‬
‫فافتحي باب الرجاء عليك وأحسني الظن بالله‪.‬‬

‫_________________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة البلد الية )‪.(4‬‬

‫كوني معتدلة في مشاعرك كلها مقتصدة في إظهارها ل‬


‫إفرا ط ول تفريط فل تكوني جامدة الحساس ل تتأثري‬
‫بالحداث والمواقف ل تبالين أبدا ً جافة الطبع فإن ذلك نقص‬
‫وعيب في شخصيتك مثار ومرتع لنقد الخرين وكلمهم فيك ‪،‬‬
‫ول تكوني أيضا ً كذلك في النقيض لديك غلو في إظهار‬
‫المشاعر تبالغين في التفاعل مع الحدث والهتمام به والحكم‬
‫المتعجل على المواقف والشخاص فإن ذلك يعد تهورا ً‬
‫وسطحية في الشخصية وهشاشة في العواطف ‪ ،‬بل كوني‬
‫متعقلة معتدلة وسطية في عواطفك سواء كان ذلك في شعور‬
‫الفرح أو الحزن أو الحب أو البغض ‪ ،‬فإذا فرحت لمر في‬
‫الدنيا فل تتجاوزي الحد الشرعي ول يحملنك هذا الفرح على‬
‫البطر والفخر والكفر بنعمة الله والوقوع في المعاصي‬
‫والذنوب كحال كثير من الناس اليوم ‪ ،‬وإذا حزنت فل يحملنك‬
‫الحزن على الكتئاب والسخط لقضاء الله وقدره والقعود عن‬
‫العمل الصالح وسوء الظن بالله ‪ ،‬وإذا أحببت شخصا ً أو أمرا ً‬
‫فل يكن حبك عمى وكلفا ً يحملك هذا الحب إلى الغلو‬

‫‪1‬‬
‫والتقديس واعتقاد العظمة والكمال والصواب في المحبوب ‪،‬‬
‫وإذا أبغضت شخصا ً أو أمرا ً فل يكن بغضك صلفا ً يحملك هذا‬
‫البغض على الحقد والغل والظلم والفجور في الخصومة قال‬
‫المسلم‬
‫ً )‪(1‬‬
‫المرأة‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫َ‬
‫ول ً َ‬ ‫و ُ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫خلق‬
‫ديدا{‬
‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه َ‬ ‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى } يا أي ّ َ‬
‫ة‬

‫وقال علي رضي الله عنه‪) :‬أحبب حبيبك هونا ما عسى أن‬
‫يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون‬
‫حبيبك يوما ما(‪ .‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو‬
‫)اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة‬
‫الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى(‪.‬‬
‫رواه النسائي‪.‬‬

‫____________________________‬

‫)‪ :(1‬سورة الزحزاب الية)‪.(70‬‬

‫كوني وثابة طموحة ذا همة عالية متشوفة إلى بلوغ الثريا رضا‬
‫الله ودخول الجنة باذلة وقتك وشبابك في اكتساب كل علم‬
‫وفائدة ساعية لتحصيل كل ما يعود عليك بالنفع في الدنيا‬
‫والخرة لك هدف عظيم في حياتك وآمال مثلى تسعين‬
‫وتجتهدين لتحقيقها ول تكوني تافهة الهتمام تعيشين بل‬
‫أهداف ول عمل ول علم همك الوحيد تتبع الموضات والحرص‬
‫على اللقاءات السطحية وتحصيل اللهو والترف والدعة ليس‬
‫لك أثر مشاهد ول بصمة ظاهرة في بيتك وأهلك وعملك‬
‫ومجتمعك ل يقترن اسمك بعمل له قيمة وفائدة‪ .‬وإن من‬
‫أعظم الرزايا أن نجد الفتاة عطل ً فارغة ل دنيا أصلحت ول‬
‫دينا أقامت ل تقضي وقتها في طلب العلم الشرعي والدعوة‬
‫إلى الله أو العمل الخيري ول تقضيه في التفو ق في‬
‫الدراسات الدنيوية والحصول على المركز الناجح والوضع‬
‫الجتماعي المناسب وقد قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ) نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ(‪.‬‬
‫رواه البخاري‪ .‬وقال صلى الله عليه وسلم‪) :‬اغتنم خمسا قبل‬
‫خمس ‪ :‬شبابك قبل هرمك ‪ ،‬وصحتك قبل سقمك ‪ ،‬وغناءك‬
‫قبل فقرك ‪ ،‬وفراغك قبل شغلك ‪ ،‬وحياتك قبل موتك(‪ .‬رواه‬

‫‪1‬‬
‫الحاكم‪ .‬وقال ابن مسعود رضي الله عنه‪) :‬إني لمقت الرجل‬
‫أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ول عمل الخرة(‪.‬‬

‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫تشرفي بالدعوة إلى الله والتحقي بركب الداعيات المصلحات‬


‫فإن وظيفة الدعوة إلى الله من أجل العمال وأشرف‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫و َ‬‫العبادات التي يتعدى نفعها إلى الخرين قال تعالى‪َ { :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ل إ ِن ِّني ِ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬‫صاِلحا ً َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬‫ع ِ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫عا إ َِلى الل ّ ِ‬‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬‫ول ً ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن إ َِلى‬ ‫ال ْمسل ِمين{)‪ (1‬وقال تعالى‪ } :‬ول ْت َك ُن من ْك ُ ُ‬
‫عو َ‬‫ة ي َدْ ُ‬ ‫م ٌ‬‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ِ َ‬
‫ول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫وأ ْ‬‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬‫ع ْ‬‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬
‫وي َن ْ َ‬
‫ف َ‬
‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِبال ْ َ‬‫مُرو َ‬ ‫وي َأ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬
‫ن{)‪ (2‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم )فو الله‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫لن يهدي الله بك رجل ً واحدا ً خير لك من حمر النعم(‪ .‬متفق‬
‫عليه‪ .‬وقال صلى الله عليه وسلم )من دعا إلى هدى كان له‬
‫من الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم شيئًا(‪.‬‬
‫رواه مسلم‪ .‬وكانت أمك عائشة رضي الله عنها شمعة تضيء‬
‫للناس تهديهم إلى معرفة الحق والفقه والسنة تفتي وتعلم‬
‫وترشد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فاقتدي بها‪.‬‬
‫واحرصي على أن يكون لك أثر عظيم في إصلح نفسك‬
‫وزوجك وأهلك وولدك وعملك ومجتمعك الخاص والعام ‪ ،‬كوني‬
‫هادية مهدية مباركة أينما كنت وحللت بالكلمة الطيبة‬
‫والبتسامة المؤثرة والفعال المشرفة والقدوة الحسنة كل‬
‫ذلك برفق ولين وتؤدة وصبر وطول نفس ل بالعنف والشدة‬
‫والمغاضبة والمخاصمة ‪ .‬واعلمي أنك متى ما كنت صادقة في‬
‫دعوتك متفاعلة في خطابك مشفقة ناصحة في كلماتك كنت‬
‫مؤثرة على الخرين وصار لديك حضور وجاذبية تأسرين بها‬
‫النفس التائهة والقلوب الحيرانة بإذن الله‪ .‬فكم من امرأة‬

‫‪1‬‬
‫صالحة مباركة غيرت واقعا ً وبيتا ً ومجتمعا ً إلى الصلح‬
‫والفضل والقصص والشواهد كثيرة في القديم والحديث‪.‬‬

‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫_______________________________‬
‫ة‬

‫)‪: (1‬سورة فصلت الية )‪.(33‬‬


‫)‪: (2‬سورة آل رعمران الية )‪.(104‬‬

‫فل تيأسي من إصلح زوجك وولدك وابنتك وأخواتك مهما طال‬


‫الزمان وواصلي في العطاء وإياك إياك أن تكوني صالحة في‬
‫نفسك فقط ل تكترثين بإصلح غيرك ول تأبهين بذلك ترين‬
‫المنكر حولك والغفلة والتقصير في أهلك ول تبذلين أدنى جهد‬
‫سلبية دائما ً فإن من البلء أن تكون المرأة صالحة في نفسها‬
‫وبيتها فاسد وهي قادرة على التغيير والصلح فسكوتها‬
‫وإقرارها نوع عقوبة وحرمان ويدل على ضعف الغيرة والله‬
‫المستعان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫عليك بالصحبة الصالحة من رفقة أخوات الصد ق والمانة‬


‫والستقامة ولو كلفك ذلك الشيء الكثير من جهد ومال ‪ ،‬فإن‬
‫صحبة الصالحات تصلح القلب وتسر الخاطر وتهذب الروح‬
‫وتحمل المرأة على التمسك بالشرع ولزوم الستقامة ولذلك‬
‫بين رسولك صلى الله عليه وسلم فضل الصحبة الصالحة‬
‫بقوله‪) :‬مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب‬
‫المسك وكير الحداد ل يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو‬
‫تجد ريحه وكير الحداد يحر ق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا‬
‫صب ِْر‬ ‫وا ْ‬ ‫خبيثة(‪ .‬متفق عليه‪ .‬وحث الله عليها بقوله سبحانه‪َ ) :‬‬
‫ه‬ ‫ه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫و ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬‫ري ُ‬‫ي يُ ِ‬‫ش ّ‬‫ع ِ‬‫وال ْ َ‬ ‫ة َ‬‫دا ِ‬‫غ َ‬‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬‫ن َرب ّ ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َدْ ُ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫فل َْنا‬ ‫َ‬
‫غ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬‫وَل ت ُطِ ْ‬‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫زين َ َ‬ ‫د ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ك َ‬‫عي َْنا َ‬‫د َ‬ ‫ع ُ‬‫وَل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ه فُرطا(‪ .‬ول شك أن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مُر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وكا َ‬ ‫ه َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ه َ‬‫ع َ‬ ‫وات ّب َ َ‬ ‫رَنا َ‬‫ن ِذك ِ‬ ‫ع ْ‬‫ه َ‬ ‫قلب َ ُ‬
‫الصاحب له تأثير عجيب على المصاحب إيجابا وسلبا فقد قال‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم‪) :‬المرء على دين خليله فلينظر‬
‫أحدكم من يخالط(‪ .‬رواه أبو داود والترمذي‪ .‬واعلمي أن صحبة‬
‫صويحبات السوء والهوى والمفتونات بالدنيا تمرض المؤمنة‬
‫وتقسي القلب وتصد عن ذكر الله وتجعل المرأة تعيش حالة‬
‫من الغفلة والفوضى وطول المل فاحذري صحبتهن‬
‫والنبسا ط معهن‪ .‬وأما صديقات العمل والمهنة اللتي جمعتك‬
‫بهن الظروف والمصلحة فعامليهن بعدل واحترام ورعاية على‬
‫حسب ما تقتضيها أخلقيات المهنة ولكن ل تعتمدي بهن ول‬
‫تعولي عليهن الشيء الكثير لنهن اجتمعن على أمر الدنيا‪.‬‬
‫وهناك صنف ثالث من الصديقات تجمعك بهن مراعاة الواجب‬
‫والحقو ق الخاصة والعامة من جارة وقريبة ونحوها ويغلب على‬
‫مجالسكن النس والمودة والسترواح والثقافة فل حرج عليك‬
‫في صلتهن ولكن ل تكثري من خلطتهن لقلة الفائدة وكثرة‬
‫المفاسد‪.‬‬
‫_______________________________‬

‫)‪: (1‬سورة الكهف الية )‪.(28‬‬

‫فاجتهدي على البحث عن الخت الصالحة التي تعينك على‬


‫طلب العلم وحفظ القرآن والدعوة والشتغال بالنوافل وغير‬

‫‪1‬‬
‫ذلك من أبوب الخير‪ .‬فإن وجدت أختا صالحة كريمة ذات مروءة‬
‫وعقل وأدب فهي والله الكنز في هذا الزمان فعضي عليها‬
‫بالنواجد واستمسكي بها ول تفرطي فيها مهما تغيرت‬
‫المسلم‬
‫الحوال وصليها وبريها وأكرميها واحتملي زلتها وغضي عن‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫مساوئها فإنه ل يكاد يسلم أحد‪ .‬واعلمي أنها من أعظم المنن‬


‫والعطايا من الرب ومن توفيق الله للعبد‪.‬‬

‫والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلة والسلم على‬


‫أزكى البريات وعلى صحبه وآله المؤمنين والمؤمنات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫ملحظة‪:‬‬
‫يسمح لمن أراد طبع الكتاب ونشره طبعة‬
‫خيرية بشر ط أن ل يغير شيئا من الكتاب‬
‫ويطلع الشيخ على النسخة قبل نشرها‪.‬‬
‫ويسمح أيضا للقتباس ونشر فقرة أو جزء‬
‫من الكتاب في نشرة أو دورية أومجلة‬
‫بشر ط العزو للمصدر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫المقدمة ‪................................................................................................‬‬
‫‪(2) ...........‬‬

‫الوصية الولى‬
‫‪(3).................... ................................................................................‬‬

‫الوصية‬
‫الثاعنية‪.....................................................................................................‬‬
‫‪(4).‬‬

‫الوصية الثالثة‬
‫‪(5) ....................................................................................................‬‬

‫الوصية الرابعة‬
‫‪(6) ....................................................................................................‬‬

‫الوصية الخامسة‬
‫‪(7) ..................................................................................................‬‬

‫الوصية السادسة‬
‫‪(8 )..................................................................................................‬‬

‫الوصية السابعة‬
‫‪(9 ) ...................................................................................................‬‬

‫الوصية الثامنة‬
‫‪(10 ) ..................................................................................................‬‬

‫الوصية التاسعة‬
‫‪(11) ..................................................................................................‬‬

‫الوصية العاشرة‬
‫‪(12 ) .................................................................................................‬‬

‫الوصية الحادية رعشر‬


‫‪(13) ...........................................................................................‬‬

‫الوصية الثاعنية رعشر‬


‫‪(14 ).. ...........................................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫الوصية الثالثة رعشر‬
‫‪(15 ) .............................................................................................‬‬

‫الوصية الرابعة رعشر‬


‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫‪(16 ).... ........................................................................................‬‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫الوصية الخامسة رعشر‬


‫‪(17 )...........................................................................................‬‬

‫الوصية السادسة رعشر‬


‫‪(18) .......................................................................................‬‬

‫الوصية السابعة‬
‫رعشر‪(19) .........................................................................................‬‬

‫الوصية الثامنة‬
‫رعشر‪(21 )..........................................................................................‬‬

‫الوصية التاسعة‬
‫رعشر‪(22 ).........................................................................................‬‬

‫الوصية العشرين‬
‫‪(23) ............................................................................................‬‬

‫الوصية الوازحدة والعشرون‬


‫‪(24) ................................................................................‬‬

‫الوصية الثاعنية والعشرون‬


‫‪(25)... ................................................................................‬‬

‫الوصية الثالثة والعشرون‬


‫‪(26) ...................................................................................‬‬

‫الوصية الرابعة‬
‫والعشرون‪(27) ...................................................................................‬‬

‫الوصية الخامسة‬
‫والعشرون‪(28). ................................................................................‬‬

‫الوصية السادسة‬
‫والعشرون‪(29) ................................................................................‬‬

‫الوصية السابعة‬
‫والعشرون‪(30) ..................................................................................‬‬

‫الوصية الثامنة‬
‫والعشرون‪(31) ...................................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫الوصية التاسعة‬
‫والعشرون‪(33).. ................................................................................‬‬

‫الوصية‬
‫المسلم‬
‫المرأة‬
‫الثلثون‪)............. ................................................................................‬‬
‫خلق‬
‫ة‬

‫‪(34‬‬

‫الوصية الوازحدة‬
‫والثلثون‪(35) ................................................................................‬‬

‫الوصية الثاعنية‬
‫والثلثون‪(36) ...................................................................................‬‬

‫الوصية الثالثة‬
‫والثلثون‪(37) ...................................................................................‬‬

‫الوصية الرابعة‬
‫والثلثون‪(38).. ................................................................................‬‬

‫الوصية الخامسة‬
‫والثلثون‪(40) ................................................................................‬‬

‫التواصل مع الشيخ‬
‫‪(42 )....... ................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪................ ................................................................................‬‬


‫‪(43 )....‬‬

‫والحمد لله رب العالمين والصلة‬


‫والسلم على أشرف النبياء‬
‫والمرسلين‬

‫‪1‬‬

You might also like