Professional Documents
Culture Documents
توطئة
ننشر يف ما يلي ,,دروساً ،،تلقاىا رىباف دير احلرؼ يف العاـ 2:73من فم األب أندره سكرؽلا،
باللغة الفرنسية ،دبناسبة اقباؿ أحدىم حينذاؾ على تقبل سر الكهنوت ،وىي دروس الىوتية كثيفة ،ال تغفل يف
الوقت نفسو عن الوجو الروحاشل التأملي واحلياٌب يف سر الكهنوت .ال شك اف صاحبها لن يعطيها اليوـ على
الصورة اليت اعطاىا عليها منذ شباشل عشرة سنة ،وىو بالفعل يعتربىا ناقصة من نواح كثَتة .ولكن ىذا ال ينقص
من قيمتها وال من آنيتها ،بل من يقرأ ىذا الكتيب بفهم وسبعن ال بد أف ػلس احساساً صارخاً حباجة كهنتنا
القصوى إذل العيش يف مضمار مفهوـ ىذه الدروس وحرارة االلتزاـ اليت تستوجبو ،بل حباجة كنيستنا كلها،
بإكلَتوسها ومؤسساهتا ومؤمنيها ،اذل تغَت الكثَت من "ظلطها" الناجم عن عادات "اجملتمع" ورواسب التاريخ،
والذي ىو "من ىذا العادل" ،وربويلو اذل ظلط "كهنوٌب" ،ظلط سيدىا الذي إظلا جاء "ليخدـ ويبذؿ نفسو عن
كثَتين" ..ألنو اذا كاف ىذا العادل يف احلقيقة حباجة اذل حب وحسب ،فليس من غلبة وقيامة وليس من حياة
"أبدية" بالنتيجة إال عرب كهنوت ادلصلوب ومن على الصليب ،حيث ،على منواؿ ادلسيح وبنعمة ادلسيح الذي
ىو الكاىن الوحيد واألعظم ،يبذؿ ادلسيحي حياتو كل يوـ حباً باآلخرين ،بل يبذؿ حياة ادلسيح اليت فيو،
فيشرؽ على الكوف وجود جديد وفرح جديد وملكوت جديد; ىو ملكوت اهلل احملبة والثالوث ،ادللكوت الذي
جاء بو الينا ادلسيح.
وبالتارل فإف الصفحات التالية ليست فقط للكهنة أو طبلب الكهنوت وطبلب البلىوت ،بل جلميع
ادلؤمنُت ما داموا منتمُت بادلعمودية "للكهنوت ادللوكي" وحاملي ختم ادلسيح ليشهدوا حملبة اآلب للناس.
قد يكوف التحديد األكثر عمقاً للمسيحية التحديد التارل; ادلسيحية قبل كل شيء ىي كهنوت
وليتورجيا وعبادة .1إهنا عمل ادلسيح اجلوىري واألزرل الذي يتوذل بو و"يتخذ" كل انتظار البشرية ورجائها ،أي
الدخوؿ يف وحدة اهلل" .دـ ادلسيح (…) يطهر ضمائركم (…) لتعبدوا اهلل احلي" (عب .)25 ;:إف ادلسيح
يعرفنا وضلن نعرفو بصورة فضلى يف الليتورجيا وكليتورجيا ،على ذلك الصعيد األمسى حيث قدـ "نفسو" ضحية
"ببل عيب"" ،بروح أزرل" ليدخلنا معو يف ارباد احلب مع أبيو .يف إطار ىذا العمل تقوـ عناصر الوظيفة
ادلسيحية الكهنوتية .ولكن فلننظر أوالً كيف أف ادلسيح ىو الكاىن األوحد ودلاذا.
1على اف تفهم ىذه الكلمات جبدهتا وعمقها ،فالعبادة غَت الواعية واليت ال تقف أماـ اهلل ال تنتمي اذل ادلسيحية بصلة.
- 2ال تزاؿ بعض الشعوب يف أفريقيا واذلند يف ىذه ادلرحلة البدائية ،بل صلد ىذا ادلوقف البدائي حىت عند ادلسيحيُت وذلك يف أنواع ( الوساويس ) اليت ىي دبنزلة رواسب العتقادات
األدياف القدؽلة تستًت يف أعماؽ وجداننا ،كاإلعتقاد بقديس معُت حلماية ادلسافرين مثبلً … وقد ورد يف رسالة بولس الرسوؿ إذل أىل غبلطية أف ادلؤمنُت كانوا يعبدوف القوات
الكونية ((غبلطية ،21 – 9 ;5أنظر أفسس les forces cosmiques ou les forces elementales ;)) 23 ;7
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
التوسط لدى اهلل ،اذ يشعر الناس أهنم حباجة إذل إعطاء شيء هلل مقابل عطاياه .ولفظة ذبيحة " Sacrum
"facere: Sacrificiumربمل معٌت الفصل والتكريس والتقديس .ادلرء ينفصل عن شيء ما ويقدمو
ذبيحة ،يتخلى عنو ليكرسو وغلعلو مقدساً .بل ينفصل عن شيء شبُت وذي اعتبار .ودلا كاف دل يكن ىناؾ أشبن
من احلياة فكانت مأساة البشرية الضالة آنذاؾ اعتقادىا بأهنا ترضي اهلل بذحبها لئلنساف ،سواء كاف الشخص
ادلذبوح من األعداء أو من العبيد أو حىت من األخصاء واألقارب .3وىذا لعمري إنكار هلل ولئلنساف معاً وىو
احلد األقصى للضبللة .ولذلك بانت ادلسيحية عند ظهورىا كأهنا تلحد .يف حُت أف الذبيحة الوثنية اآلنفة
الذكر كانت قد حولت اإلنساف إذل رلرد شيء وذحبت إللو ىو أيضاً دبثابة شيء ال حياة لو .4إال أف
الكهنوت الكوشل ىذا ػلمل مثل غريزة ال زبلو من معٌت وىو أننا لكي نقًتب إذل اهلل ال بد أف ظلوت ،لكي
نقتبل حياة اهلل ال بد أف نبذؿ حياتنا.
وعلى أساس مفهوـ الذبيحة الوثنية كانت قد تألفت "طبقة" كهنوتية يف الببلد اجملاورة للشعب ادلختار
(مصر ،سوريا ،بابل وأشور ،باإلضافة إذل اذلند والصُت واليوناف وروما) .وكاف الكهنة أفراد ىذه الطبقة خداماً
للطقوس وحراساً للتقاليد الدينية وعرافُت دبثابة لساف حاؿ اآلذلةٍ .ب صبعت ىذه األدياف بُت الوظيفة الكهنوتية
والوظيفة ادللكية يف شخص واحد ىو كاىن وملك يف آف واحد ،وىو تطور مهم جداً يف التاريخ إذ أخضع
الوظيفة الدينية للسياسة ووسم األوضاع االجتماعية بطابع القدسية .وىذا ما يساعدنا على فهم موقف
الشهداء ادلسيحيُت عند رفضهم اإلذعاف ألوامر قيصر الدينية .إذ دل يكن قيصر ملكاً فقط ؽلثل الدولة بل كاف
ؽلثل اإللو أيضاً .كاف الكاىن العظيم هلل وبالتارل كاف على ادلسيحيُت أف يعبدوا قيصر دينياً .فكاف رفضهم
ألوامره ربطيماً لبللتباس بُت الروحي والزمٍت ،بُت االجتماعي والديٍت ،بُت السياسي والكهنوٌب .وقد حققوا
ذلك بإىراؽ دمائهم ،فحرروا اإلنساف .دل يكن اإلنساف قد ذبرأ وأقدـ على مثل ىذا التغيَت قبلهم .5فجاءت
ادلسيحية وقالت; قدوس واحد ىو اهلل .وإف اهلل ليس أسَتاً ألي وضع أو شكل اجتماعي أو سياسي.
فاإلنساف بعد سبجيده لئللو احلقيقي يبقى حراً يف كل رلاالت التفسَت واإلبداع .إف فينا كلنا عقلية قدؽلة ذبعلنا
طللط بُت ما ىو أساسي جوىري وما ىو ثانوي نسيب (كالوجو الشعري والتفاصيل والشكل) .وىذه بالنتيجة
- 6دل يكن ابراىيم يعرؼ معٌت ما يفعل .وكذلك ضلن أيضاُ .ردبا نعرؼ اآلف أكثر شلا كاف ابراىيم يعرؼ ،ولكننا عندما نكوف يف أتوف احملن والتجارب ال نعود نعرؼ ما غلري لنا.
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
ذبيحة كادلرحلة األوذل ،إال أهنا ذات معٌت خاص آخر .فاحلمل الفصحي الذي ذحبو الشعب ادلختار ليلة
خروجو من مصر ،أرض العبودية ،كاف عبلمة لعبلقة خاصة بُت اهلل وشعبو .فدـ احلمل الذي وضع على أبواب
بيوت بٍت اسرائيل ىو الذي يدؿ على شعب اهلل دوف غَتىم عند مرور ادلبلؾ ادلهلك وبالتارل ػلميهم
وػلفظهم .ومن جهة ثانية إهنا ذبيحة فاعلة تؤدي وظيفة الذبيحة األساسية ،أي أهنا ترضي اإللو وربفظ
اإلنساف .إف خلبلص شعب اهلل من العبودية طابعاً مأساوياً إذ يدور حولو ويتوقف عليو سر خبلص كل
البشرية .والوقت األساسي فيو ىو بالضبط حادثة احلمل الفصحي .فإف تلطيخ قائميت األبواب وعتبتها العليا
بدـ احلمل ػلمل معٌت مزدوجاً ىو أوالً الرمز للصليب (شكل الصليب على األبواب) ولدـ الرب يسوع (ضبل
اهلل ادلذبوح خلبلص العادل) ،باعتبار الدـ أداة للنداء .وىو ثانياً معٌت احلماية وحفظ احلياة من اإلبادة واذلبلؾ.
وىناؾ أيضاً معٌت ثالث مشار إليو منذ اآلف يف أكل شعب اهلل للحمل الفصحي ليلة خروجهم من مصر وىو
معٌت الوليمة ادلقدسة وليمة العشاء السري وتناوؿ جسد الرب .إف إسرائيل كلو قائم مؤلف ورلتمع حوؿ تلك
الذبيحة وتلك ادلناولة .وقد أمروا أف يأكلوا احلمل الفصحي وىم واقفوف إذ أنو على إسرائيل أف "يتّبع" إذلو .إهنا
عبلمة ذبديد العهد القائم بُت اهلل وشعبو ،العبلمة بأف شعب إسرائيل ال "يقيم" يف أرض إسرائيل بل ىو دبثابة
مسافر يف ىذا العادل .ىو يف األساس يف وضع مسافر .يتناوؿ الطعاـ وىو واقف مستعداً للسفر منسلخاً عن
العادل .إف إسرائيل يف ىذه احلادثة يثبت ويعمق عهده مع اهلل .إف طعامو عينو ليس كطعاـ ادلصريُت.
ويف الواقع إف اخلروج من مصر يؤلف يف تاريخ إسرائيل مرحلة عهد سيناء الذي غلدد ميثاؽ إسرائيل
مع اهلل .إنو ذلك العهد اجملدد الذي يشًتؾ فيو صبيع الشعب ويقتبل ادلوعد .كاف الوعد األوؿ كاف قد أعطي
رسم للكنيسة .إهنا
لرجل فرد ىو ابراىيم ،أما اآلف ،حوؿ حبل سيناء ،فجميع الشعب صار مق ّدساً .وىذا ٌ
كنيسة العهد القدصل .ونبلحظ ىنا وضعاً فريداً ،إذ أف اهلل ؼلاطب صباعة الشعب كلها كأهنا شخص واحد;
"امسع يا إسرائيل" .إف شعب إسرائيل واحد أماـ اهلل مع أهنم كثَتوف .ذلك ألف ذبيحة احلمل تضفي على األمة
ىذه الوحدة.7
إف عهد سيناء الذي أقبل عليو إسرائيل بعد خروجو من أرض العبودية ىو عهد دـ .لقد أخذ موسى
- 7إف اهلل يبدأ دائماً باختيار واحد ( ىو ىنا أبراىيم ) فيدعوه ،وىذا الواحد يصبح كثَتين ،يصبح أمة .ولكن حيث كثَتوف ىناؾ تعددية وقلق وما إذل ذلك فيصَت الشعب بسببها
إذل العبودية .إال أنو باخلبلص من العبودية ويف الذبيحة يعود الكثَتوف واحداً ويتّحد الشعب باهلل ويتوحد .وبعد ذلك تكوف الدعوة إذل مشوؿ البشرية كلها باخلبلص ،الدعوة إذل افتداء
كل اخلليقة وصبعها إذل واحد يف اهلل .ولكن إسرائيل بدافع أنانيتو وتفرده وانغبلقو على ذاتو دل ػلقق ىذه الدعوة .لقد أىب أف( ؽلوت) عن ذاتو ،أف ػلطم إطاره اخلاص وحدوده ،ولذا
فشل يف رسالتو .إف اخلروج من حدودنا وذواتنا وبذؿ أنفسنا ضحية تلك ىي بالنتيجة ( الذبيحة ) ،ذبيحة القداس اإلذلي اليت ينبغي أف نتمثل هبا.
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
نصف دـ الثَتاف ادلذبوحة للرب ورشو على ادلذبحٍ ،ب رش النصف الثاشل على الشعب ،وذلك بعد أف "قرأ
كتاب العهد يف مسامعهم" فقالوا طوعاً باختيارىم; "كل ما تكلم بو الرب نفعل ونسمع لو" (خروج-4 ;35
.)9وبعهد الدـ ىذا أصبح كل إسرائيل شعباً كهنوتياً أي مكرساً ومق ّدساً" ،وأنتم تكونوف رل شللكة كهنة وأمة
مق ّدسة" (خروج .)7 ;2:إنو كهنوت الشعب ادللوكي ،شللكة الكهنة اليت ليست ىي شللكة أرضية .كاف
أرضية أو بوطن أرضي ،بل انتزعهم بالعكسدبملكة ٍٍ إسرائيل شعباً بدوياً رحبلً ودل يعِ َدىم اهلل يف عهد الدـ ىذا
من كل أرض وكل شللكة أرضية .لقد جعلهم "شللكة كهنة" أي رجاالً ىم ملك اهلل ،مكرسُت لو لكي يؤدوا
العبادة احلقيقية لئللو احلقيقي ،وحدىم بُت سائر الشعوب .وعى أنو شعب مؤسبن على ضبل كبلـ اهلل وتأمُت
عبادتو .ونظراً حلرص اهلل على تأمُت تأدية ىذه العبادة واستمرار قياـ ىذه الوظيفة الكهنوتية اختار لو عشَتة
خاصة من بُت عشائر إسرائيل لتختص خبدمة العبادة وىم البلويوف الذين كاف أوؿ كاىن فيهم ىاروف أخو
موسى .وهبذا تألفت يف إسرائيل "رتبة" كهنوتية وىَتارخية كهنوتية يرأسها الكاىن العظيم (أو رئيس الكهنة)
يليو كهنة لتقدصل الذبيحة ٍب الويوف للخدمة العامة "ويقابل ىذا الًتتيب يف ادلسيحية; األسقف ٍب الكهنة ٍب
الشمامسة".
وكانت الوظيفة الكهنوتية تتضمن أوالً إقامة الذبيحة ،وىذه دل تعد ذبيحة بشرية كما يف السابق بل
أصبحت ذبيحة هبائم أي ذبيحة "طقسية" يقرهبا الكاىن عن كل الشعب وربرؽ بكاملها بالنار –holo
،causteفهي "زلرقة" ،تتميز إذف بالدـ والنار ويتقبلها اهلل بكاملها زلوالً إياىاٍ .ب إذل جانب احملرقة كانت
الذبيحة اليت ال ربرؽ بل توزع يف حصص معينة للهيكل وليهوه وللكهنة ،وتؤلف نوعاً من وليمة مق ّدسة .ومن
ناحية ثانية كانت وظيفة الكاىن تتضمن خدمة الكلمة أي تفسَت الشريعة وذلك عن طريق نسخ التوراة
وحفظها من الضياع وعن طريق تدريسها يف ادلدارس الربانية مع شرحها وتأويلها .وكانت زبدـ الكلمة بصورة
خاصة أثناء أعياد إسرائيل ادلق ّدسة فتتلى فيها أسفار التوراة على الشعب بأصبعو فيستمع إذل عجائب اهلل
ومراضبو.
ٍب ىناؾ وجو ثالث للوظيفة الكهنوتية يف العهد القدصل ىو التوسط من أجل الشعب ،فكاف رئيس
الكهنة يدخل مرة يف السنة إذل قدس األقداس "داخل احلجاب" ،إذل ألفة حضرة اهلل احلميمة اليت ال يستطيع
الشعب أف يقرهبا فيكفِّر عنو .إال أنو دل يكن بوسع رئيس الكهنة الدخوؿ قدس األقداس مىت شاء بل مرة
واحدة يف السنة فقط ،وىذه داللة على تسامي اهلل وعلى السر الرىيب الذي ػليط بو خببلؼ آذلة األمم اليت
- 8ال يستطيع العقل البشري أف يدنو من ىذا السر بل األحرى بو أف يصمت أمامو ويسجد.
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
اخلليقة كلها .إنو "احلمل الفصحي" احلقيقي ادلذبوح خلبلص العادل أصبع .لقد ذُبح على الصليب قبل عيد
الفصح اليهودي أباف ذبح اليهود للحمل ،وعلى غرار ذلك "دل يكسر لو عظم" .بل فيو غلمع كل من كهنوت
ابراىيم "الذي ىو كهنوت إؽلاف" وكهنوت آدـ "أي كهنوت الديانات القدؽلة الكونية" .إف كتاب ميبلد يسوع
ادلسيح يف إصليل مىت ادلوجو لليهود يبدأ من ابراىيم ،ويف إصليل لوقا ادلوجو لؤلمم يرجع حىت آدـ .وذلك ألف كبل
النسبُت يلتقياف ويقًتناف يف ادلسيح .ويستورل ادلسيح بذبيحتو على السيادة وادللك ألف العدو األخَت قد غُلب
(بضم العُت) وىو ادلوت .فقد أخضع لو كل شيء نتيجة ذبيحتو" .ذبيحة وقرباناً دل تشأ لكنك ىيأت رل
مكتوب عٍت يف صحائف الكتاب" (مزمور …)8-7 ;4:فجوىر جسداً….وحينئذ قلت ىا أنا ذا ٍ
آت فإنو
ٌ
كهنوت اهلل إذف ىو بذؿ الذات كلياً (ىيأت رل جسداً ال قرباناً) بدافع احملبة (ىا أنا ذا ٍ
آت) وكأف الرب
متعطش لتلك الذبيحة .إف الرب يسوع ادلسيح "ليتورجي" بالطبيعة إذا جاز القوؿ ،معد للذبح منذ البدء.
فاخلليقة وجدت من أجل التجسد والتجسد كاف من أجل الصليب ،والصليب من أجل خبلص العادل… إنو
احلمل ادلذبوح "قبل كوف العادل" .وعند رليئو إذل العادل جاء ليلقي "ناراً على األرض" وكيف ينحصر حىت
تكتمل (لو .)61 ;23إنو ال يطيق صرباً حىت يدخلنا اخلليقة اجلديدة .يف اخلليقة األوذل كانت الذبيحة ربمل
معاشل األدل والضيق .أما اآلف فقد تغَتت إذ أهنا ربمل معاشل الفرح واحملبة وروح اخلدمة .ولذا يبٍت ادلسيح عهده
اجلديد حوؿ ذبيحة يدعوىا إفخارستيا أي شكر ،ضبد هلل .إنو يقرب الذبيحة وىو يشكر ويبارؾ… وبالتارل
ضلن علينا أف نبث الشكر يف كل شيء يف اخلليقة اجلديدة ،eucharistifierألف كل شيء ىو من اهلل وقد
ربوؿ كل شيء وصار جديداً يف دـ ادلسيح وجسده ،يف سر "احملبة ادلصلوبة" .9إف الروح قد خرج من جسد ّ
ادلسيح ادلصلوب وأُعط ّي لنا; لقد "أسلم الروح" يقوؿ الكتاب .ويف تلك اللحظة ًب العهد اجلديد إذل األبد.
إننا نتبُت ذلك أوالً يف سفرين "كنسيُت" علا أعماؿ الرسل والرؤيا يتميزاف بعبلقة عميقة بينهما .فسفر
األعماؿ يروي قصة امتداد الكنيسة بعد صعود الرب ،ويبدأىا لوقا كاتب السفر بالتكلم عن صعود الرب
والعنصرة; عن ادلسيح ادلنسكب ،عن الكنيسة كعنصرة دائمة .أما سفر الرؤيا فيعرض الوجو الداخلي ذلذه
الكنيسة كما ىو يف السماء ،إذ نراىا رلتمعة حوؿ "احلمل القائم وكأنو مذبوح" (رؤ ،)7 ;6مذبوح ولكنو أسد
غالب يف الوقت نفسو (رؤ " ،)6 ;6خروؼ لو سبعة قروف وسبع أعُت ىي سبعة أرواح اهلل ادلرسلة إذل كل
األرض" (رؤ .)7 ;6فاحلمل ادلذبوح إذف ىو الذي يغلب.
-11يبقى صحيحاً إننا صبيعاً واحد وإننا صبيعاً مسؤولوف عن حياة الكنيسة فبل ينبغي أف نعود بالبلئمة على األسقف ادلخطىء وحده ونبتعد عن الكنيسة بسببو فنرمي بالطفل مع
ماء غسيل الطفل كما يقوؿ ادلثل الفرنسي .إف ادلسؤولية يف الكنيسة مشًتكة ضلملها معاً باألنُت والصبلة وتكريس ذواتنا للرب وليس باإلنفصاؿ عن الكنيسة واألسقف كما
جرى يف أفريقيا الشمالية يف القرف اخلامس حيث ظهرت بدعة تربط بُت صحة إقامة السر وأخبلؽ الكاىن أو األسقف مقيم السر ،وىي شيعة الدوناتيُت الذين أبوا اإلعًتاؼ
باألساقفة الذينكانوا قد ضعفوا ورضخوا للمضطهد ( بكسر اذلاء ) ،وذلك رغم توبتهم البلحقة وإرجاعهم إذل وظائفهم.
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
ويعطيو طعماً جاعبلً إياه قاببلً لؤلكل وحلفظ احلياة .وادللح الذي ػلفظ العادل من الفساد ويعطيو معٌت ىو
الروح القدس الذي ننالو مقابل ذبيحة الليتورجيا .لقد أحبنا اهلل أوالً ،وضلن ذباوباً مع حبو نُعطي ذواتنا لو يف
الليتورجيا فيعطينا ىو ذاتو; يعطينا روحو الق ّدوس وذلك بواسطة الكهنة .فالكاىن بالتارل ػلمل رسالة بل ُغلسد
رسالة ،إنو ال ؽلثل نفسو بل ؽلثل أعظم منو; إنو مبعوث من قبل آخر; ىو رسوؿ .إننا ال نستطيع أف نفهم دور
الكهنوت يف الكنيسة ما دل نعمق مفهومنا دلعٌت الوظيفة الكهنوتية ،ولوضع الكاىن على حقيقتو ،يف أصولو ما
وراء ادلنظور ،أي يف أعماؽ اهلل حيث جذور الكهنوت; الكاىن رسوؿ اهلل .إننا بالكهنوت نعود ألحضاف
الثالوث األقدس ألف الكاىن يقبل ويليب دعوة تأتيو من قلب الثالوث وهبا ُّ
ؽلد رسالة ادلسيح ادلبعوث إذل العادل
من حضن الثالوث .ىذا أساس خدمة الكاىن الرسولية وىذا معناىا; إف لفظة رسوؿ ربتمل معنيُت; األوؿ
وحط من فحواىا يف وجدافيدؿ على نوع من علة ونشاط "رسوليُت" ولكنو قد بدَّؿ ادلدلوؿ األصلي للكلمة َّ ّ
الناس .فعبارة حياة "رسولية" أصبحت تعٍت حياة نشيطة ،متّجهة ضلو خدمة اآلخرين .ليس ىذا ادلدلوؿ خطأ
ولكنو يبقى جزئياً وخارجياً ،كأف يقاؿ مثبلً عن طبيب متفاف سللِّص أو عن مدرس أنو "رسوؿ" أو أنو يتحلّى
بروح "الرسولية" .فمن البديهي أف رسولية رسل ادلسيح تتجاوز ىذا ادلعٌت إذ أهنم يدعوف رسبلً ليس لقيامهم
بنشطات وخدمات شىت بل لقيامهم بأعماؿ قد أرسلهم آخر أعظم منهم لكي يعملوىا .ىذا أساس
"الرسولية" وكنهها ،ال ما نقوـ بو من خدمة إذ قد يستطيع أي إنساف أف يقوـ بأية خدمة حىت بذؿ الذات
دوف أف يكوف رسوالً .إف الرسولية تضفي معٌت جديداً على أعماؿ الرسوؿ ألف ادلسيح قاؿ لرسلو بعد القيامة;
"كما أرسلٍت اآلب أنا أرسلكم" (يو .)32 ;31إف لفظة كما ليست ىنا للمقارنة والتشبو بل ىي تعٍت أف
الرسل يواصلوف عمل ادلسيح ادلرسل من اآلب إذل العادل ،إذ أضاؼ يسوع وقاؿ ذلم; "خذوا الروح القدس"
(يو ،)33 ;31روح اهلل .إف ادلسيح ىو الرسوؿ األوؿ ،رسوؿ اآلب للعادل دبعٌت مطلق وفريد إذ أف الرسوؿ ىنا
-وألوؿ مرة -ال ؽلثل من أرسلو وحسب بل ىو عينو إياه .فيو كل حضرة ِ
ادلرسل بكامل فعلها وقوهتا ،بل فيو
كل ِ
ادلرسل .ىنا يكمن ردبا قلب سر الكنيسة األرضية إذ أف رسوليتها ىي انعكاس وامتداد للرسولية اليت يف
داخل الثالوث األقدس .ففي الثالوث األقدس اآلب الساكن "يف نور ال يدسل منو" (ٌ 2ب )27 ;7ىو حبسب
تعليم اآلباء مصدر الثالوث أي جلة احملبة واخلصب الدائم واحلضرة الغنية القصوى حىت أف البلمنظور األوؿ
يعتلن مظهراً ذاتو يف األقنومُت اآلخرين; "من رأشل فقد رأى اآلب" يقوؿ ادلسيح (يو .): ;24إف إرساؿ اآلب
لبلبن ناتج عما يف داخل احلياة اإلذلية من ألفة ضبيمة جوىرية قصوى .يف حياة اهلل األكثر داخلية وسرية،
الرسل األخَتين ال ؽلثلوف الرسل االثٍت عشر سبثيبلً خارجياً بشرياً وحسب .ليسوا رسل أناس ألناس وال رسبلً
كيفما اتفق بل بقوة ادلسيح بفعل الروح القدس نفسو ،األقنوـ اخلفي يف الثالوث األقدس .الروح القدس ال
يظهر ذاتو بل ػلي وراء اإلنساف وػلييو من الداخل على منواؿ إحياء النفس للجسد ،إذ ضلس بأننا واحد ال
نفس وجسد .بالروح القدس يصبح اإلنساف "روحياً" وذلك دوف أف يشعر; أنو سر سكٌت الروح فينا منذ
ادلعمودية ،أو منذ السيامة الكهنوتية; ػلل فينا ليجعل منا رسبلً هلل .ىو الذي يصلي فينا ،ويئن أو يتكلم.
وبالتارل اإلنساف غَت مهم ىنا .اإلنساف مهم بقدر عدـ أعليتو ،أعٍت بقدر ما يعرؼ أف ؽلحي ويتخلى عن ذاتو
ليفسح مكاناً لآلب .إف االثٍت عشر رسوالً كانوا شهوداً للرب حىت النهاية ،حىت ادلوت .الكنيسة مبنية على
"الرسل" ولكنهم أيضاً شهداء .بل من مقومات الرسوؿ أف يكوف شهيداً .فقد أرسلهم الرب "كخراؼ وسط
ذئاب" (مىت .)27 ;21وىم يشهدوف ال بكبلمهم أوالً بل بكياهنم ادلملوء شلن يشهدوف لو; اهلل ىو الذي
يشهد للسر فيهم وموت الشهادة ذروة وتتويج للحب وحسب"...ليس من حب أعظم من أف يبذؿ ادلرء نفسو
عن أحبائو" (يو ;)44 ;26هبذه البساطة .فالكنيسة بالنتيجة دل تنتصر عن طريق الكرازة الشفهية بل عن
طريق الدـ ادلهراؽ شبناً للظفر; "الكنيسة اليت اشًتيتها بدمك الكرصل" (نشيد كنسي) .وانسكاب دـ الشهداء ىو
مواصلة وامتداد النسكاب دـ ادلسيح ،ألف دـ ادلسيح فينا ،نأخذه يف سري ادلعمودية والشكر ،وعندما
نستشهد نسكب دـ ادلسيح .وقد قاؿ ترتوليانس; "كلما قتلتم أناساً منا كلما ازددنا وانتشرنا ألف دـ الشهداء
ىو دبثابة زرع…" فالراىب راىب ألنو يعتنق الصليب ال ككبلـ بل كأداة ربويل كياشل .يروى أنو دلا بلغ
ادلبشروف ادلسيحيوف إذل سويسرا يف القرف الثاشل كاف أحدىم "وقد أصبح أوؿ شهيد وقديس فيها" يردد أماـ
الشعب إف الفرح األعظم ىو أف ؽلوت اإلنساف من أجل ادلسيح فقتلو الشعب إرضاء لو وتلبية لرغبتوٍ ..ب تأثروا
بشهادتو واىتدوا إذل اإلؽلاف بادلسيح ..ما ىو كنو شهادة الرسل للرب أماـ الناس؟ ىو الشهادة حلياتو على
األرض بل الشهادة لقيامتو ،بأنو قاـ من بُت األموات .وىذه القيامة اليت يشهدوف ذلا ليست أمراً عاماً رلرداً بل
ىي قيامة شخص معُت ،قيامة واحد من الناس ىو ادلسيح .دلا ظهر الرب لبولس على طريق دمشق قاؿ لو;
"أنا يسوع الذي أنت تضطهده" .فعاين بولس الرب القائم من بُت األموات ومنذ تلك اللحظة صار رسوالً.
والكاىن الذي ىو أحد رسل ادلسيح يكمن سره كلو يف أنو ػليا يف ألفة ادلسيح القائم من بُت األموات .إنو
يشهد للمسيح عن طريق حياتو الصميمية مع ادلسيح ادلنبعث من ادلوت .وعندئذ يتحقق القوؿ; "الذي يسمع
منكم يسمع مٍت والذي يرذلكم يرذلٍت" (لو .)27 ;21ذبيحة ادلسيح قد ولدت الكاىن وىو مدعو ألف
هـ-عمل الروح في الحياة الشخصية ،داخل هيكل القلب (في الكنيسة بمعنى كل شخص)
يهب حيث ليس للروح يف عملو ىذا أسم نسميو بو من أمساء البشر; إننا ال نعرؼ من أين يأٌب وىو ُّ
يشاء (يو .)9 ;4فاهلل ىو روح (يو )35 ;5أي أنو ال ُؽلسك وال يُضبط .وتلك احلرية ىي حرية الرب نفسو،
حرية العطاء الكامل ،حرية عشقية يعطي اهلل ذاتو دبوجبها لئلنساف عطاء أخَتاً ،عطاءً عميقاً لدرجة أف اهلل يف
الروح وبالروح ينطبق مع من يتقبل العطية ،اهلل ؽلحي وراء عطيتو الروحية .ولذا فالروح مقيم دائما يف شخص
آخر ومن ىناؾ يغَته ،من الداخل فقط .إننا بالروح ضليا وبو نعرؼ وبو ضلتفل ونبتهج بالرب" .وأما أنتم
فتعرفونو ألنو ماكث معكم ويكوف فيكم" (يو .)28 ;25إف روح اهلل يزور روح اإلنساف ويسكن فيو فيتجدد;
"أف تتجددوا بروح ذىنكم" (أفسس( ،)34 ;5رو )27 ;9أي يتّحد مع روحنا ليشهد" ،ويشفع فينا بأنات ال
ينطق هبا"" (رو" ،)37 ;9وبو نصرخ يا أبا اآلب" (رو ،)26 ;9ألف "من التصق بالرب فهو روح واحد" (2
كو .)28 ;7وذلك االلتصاؽ ىو التصاؽ كلي لدرجة أننا ال نعود نفرؽ بُت روح اهلل وروح اإلنساف فينا،
فيحتار ادلفسروف مثبلً يف تفسَت العبارة "حارين بالروح" يف الرسالة إذل أىل رومية (رو )22 ;23أو العبارة
الواردة يف الرسالة الثانية إذل أىل كورونثوس; "نظهر أنفسنا كخداـ اهلل ..يف الروح القدس" ( 3كو..)7 ;7
ولذا ينبغي علينا أف ظليز األرواح وأال نطفئ روح اهلل فينا .إذ ىناؾ أرواح تقاوـ الروح ،تقاوـ حرارتو وزلبتو..
فتطفئو .يف حُت أف كل طريق اإلنساف الروحي ؽلر بالروح ال زلالة .من البديهي أف اإلنساف الروحي ينمو
بالروح علماً بأف عمل الروح فينا عمل رقيق كل الرقة ،فعلينا أف نقابلو بثقة واستسبلـ واطمئناف لكيما نولد
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
بالروح .ىكذا تتم والدة اإلنساف الروحي يف الكنيسة ،أي بالنتيجة والدة الكنيسة ،والدة الروح يف الكنيسة (إف
دعوة الراىب ىنا أيضاً ذبد ذلا مكاناً إذ عليو أف يكوف متشحاً بالصليب ومن خبللو باهلل ،حامبلً الصليب
وحامبلً روح اهلل).
الكاىن خادـ يف الكنيسة .إنو يف الكنيسة ويقوـ باخلدمة من قبل الكنيسة .ذلك ألف الكنيسة ىي
مؤسسة خدمة ،إذ أف مؤسسها أرادىا كذلك وعاشها كذلك وأسسها كذلك على مثالو .فإف ابن اإلنساف جاء
ربوؿ الكنيسة ىذه اخلدمةخدـ"… والكنيسة جسده إظلا سب ّد خدمتو ىذه .ىذا وإهنا لتجربة كربى أف ِّ "ليَ ُ
ادلعهودة إليها إذل مصدر حقوؽ ذلا وامتيازات ..ودلا كانت الكنيسة يف الواقع كثَتاً ما تسقط بشرياً يف ىذه
التجربة وبأيسر مراـ فالعادل يرفضها ويبتعد عنها .فاخلدمة إذف ىي يف الوقت نفسو علّة وجود الكنيسة
وحقيقتها ومصدر صعوبة تبنيها كل التبٍت يف ملئها; أي كمؤسسة للخدمة.
أما يف الكهنوت فاألمراف يتطابقاف إذ أف الكاىن ىو للكنيسة; ىو ربديداً من ؼلدـ الكنيسة وقد كرس
ذلا طاقاتو وحياتو وكيانو .إنو ػليا من أجلها (على أف يراىا يف كل مسوىا وقوهتا كما يف واقع ضعفاهتا البشرية).
ىو من ناحية ثانية من تستخدمو الكنيسة خلدمة البشر والعادل ربقيقاً دلشيئة اهلل "بأف يرجع اخلاطئ وػليا"
(حزقياؿ.)22 ;44
وغلب أف ظليز ىنا وجهي خدمة الكاىن يف وصفو أداة للكنيسة; إنو أوالً أداة فائقة الطبيعة ينسكب
من خبلذلا الروح القدس .فأهنار ادلياه احليّة تنسكب من أحضاف الثالوث الق ّدوس وربيي العادل عرب الكاىن.
ننسُت أنو يف ىذه اخلدمة اليت تتم من خبللو يبقى إنساناً من حلم ودـ ،بشرياً ذا
ولكن يف الوقت نفسو ال ّ
إحساس ذاٌب ،وسللوقاً معرضاً لكل ضعفات الطبيعة البشرية اجملروحة اليت ال تزاؿ يف طريقها ضلو الشفاء الكامل
ورلد اليوـ األخَت ..فهذا ىو وضع خدمة الكاىن على حقيقتو.
لنأت اآلف إذل التعمق يف مفهوـ معٌت كلمة "خدمة" .إف فعل "خدـ" ليس ذا مفهوـ تافو عادي .نعم و ِ
إنو يستعمل كثَتاً يف كل اللغات ويف كل األوضاع والظروؼ ادلمكنة ،ولكنو من أعمق كلمات تاريخ اخلبلص.
وذلك ألنو قد تق ّدس بقصد اهلل من وراءه بل خبدمة اهلل ادلتجسد .وؽلكن التعبَت عن كل تاريخ اخلبلص
واإلعبلف اإلذلي يف إطار اخلدمة وداخل مفهوـ اخلدمة .فيمكن القوؿ مثبلً إف سر اخلبلص إظلا ىو انتقاؿ
اإلنساف من وضع العبودية إذل وضع اخلدمة ،من عبد إذل خادـ طوعي ،أي من العبودية إذل احلرية .فحىت على
الصعيد النفساشل الصليب ىو أساس خبلص اإلنساف .ذلك أف يف اإلنساف مهما جهل نفسو تناقضاً ومشاد ًة
بُت العبودية واحلرية; إننا نشعر كلنا أننا مشدودوف بُت االثنتُت ،بُت قدرة غامضة تريد إخضاعنا لقوات
-12إف دوستويفسكي يف كتابو ( ذكريات دار األموات ) ،يف سيبَتيا حيث نفي وأسر يف وضع من العبودية القضوى ،يروي كيف اكتشف ىناؾ احلرية يف وسط الذؿ والظلم
والضرب وما إذل ذلك ،ألف اإلنساف ال ؽلكن أف يستعبد داخلياً إف كاف يتطلع إذل اهلل.
-2اقتبال الجميع
إف اقتباؿ الكاىن للناس غلب أف يكوف اقتباالً جامعاً يشمل اجلميع وال ػلتمل أي رفض ألي كاف،
وذلك ألف الكاىن ال غلذب الناس إذل نفسو بل إذل من ؽلثلو وؼلدمو .ليس من السهل بشرياً أف ال نرد أحداً،
أف نقبل الكل بدوف استثناء أحد ،إذ سريعاً ما يظهر عدـ صربنا وانفعالنا عند إزعاج الناس لنا .فعلى الكاىن
أف يستقبل الكل برحابة صدر وقلب مفتوح ،أف يصَت نوراً ،أف يستقر يف اذلدوء والصفاء والشفافية إزاء الناس
(دوف أف يكوف يف ذلك أية ال مباالة) .كل إنساف نلتقيو إظلا يعلن لنا اهلل ،يعرب عن نية اهلل اخلالقة ،فاهلل خالقو
قد أراده أف يكوف وعرفو قبل إنشاء العادل ،وجعلٍت أعرفو ،فكيف ؽلكنٍت أف أرفضو ،وذلك رغم انزعاجي أو
تأدلي منو؟ الكاىن مسؤوؿ يف الكنيسة ،ىو رجل اهلل فبل ؽللك ذاتو من بعد بل ىو هلل ،واهلل ىو لآلخرين ،إذف
يوزع "بفتح الزين" دوف انقطاع يف اإلفخارستيا ،وعلى الكاىن أيضاً أف الكاىن ىو لآلخرين أيضاً .إف اهلل َ
يكوف قرباناً حيّاً ،يف وضع توزيع واقتباؿ للجميع ،يف حالة "آمُت" دائم .نعم إف ىذا مؤدل أحياناً كثَتة ومضنن
يصلب الكاىن صلباً ،ولكن رغم ذلك فليكن دائماً واثقاً مطمئناً ،يكسر ذاتو يف إقداـ وصرب ويف الفرح
باآلخرين .إف بذؿ الذات ىو يف احلقيقة أفضل سبيل ليتج ّدد ادلرء ويربح ذاتو والعكس بالعكس" .من أراد أف
يُهلك نفسو ُؼللِّصها ومن أراد أف ُؼللِّص نفسو يُهلكها" (مىت ..)36 ;27هبذا االقتباؿ الشامل وعطاء الذات
للجميع نبلغ إذل النضج; فاآلخر حينذاؾ ال يعود ؼليفنا ،ال يعود حضوره مصدر قلق واضطراب لنا بل يصبح
بالعكس مصدر فرح .وما دمنا دل نصل إذل ىذا فلسنا بعد "بالغُت" يف ادلسيح .ما داـ فينا إرث اخلوؼ والًتدد
وعدـ الثقة أماـ الناس ال تُتِ ّم خدمة ادلسيح من خبللنا بكاملها.
إف حياة الكاىن الداخلية اليت نتناوذلا يف ىذا القسم الثالث ربيي كهنوتو كسر يف اهلل (القسم األوؿ)
وكخدمة يف الكنيسة (القسم الثاشل) .إف الصعد الثبلثة تؤلف يف احلقيقة وحدة حيّة ومتداخلة ،وعلى ىذا
األساس فقط ربيي حياة القلب سر الكهنوت يف أصالتو وسعتو ،وذلك على مثاؿ سعة الليتورجيا اليت تشمل
الليتورجيا السماوية والكنسية والقلبية.
لقد رأينا أف اخلدمة ىي فعل عبادة بالنتيجة; سر ارباد باهلل وعودة إذل اآلب .ونعلم أف كل خدمة
ليتورجية ىي بدورىا حركة كربى نعود هبا إذل اآلب وراء السيد ادلسيح .إف الكاىن يف خدمتو يدخل قدس
األقداس ولكن دوف أف ينفصل عن الكنيسة ادل َسلَّمة إليو واليت تسلمو ىو إذل اهلل .وذلذه احلقيقة أوجو ثبلثة;
ُ
إف صبلة الكاىن تنهل مباشرة من صبلة الكنيسة (اليت ىي صبلة اإللو ادلتجسد) متغذية من القداس
اإلذلي ،وكل اخلدمات الطقسية .فإذا كاف متيقظاً "حياً" تنسجم فيو الصبلتاف وتتطابقاف ،أعٍت صبلة الكبلـ
وصبلة الروح ،صبلة الكنيسة اليت ىي صبلة الروح القدس ،وصبلة روحو ىو ،ألف ىناؾ ارتباطاً صميماً بُت
روح اهلل وروح اإلنساف ؽلكننا من أف نلتصق بسهولة بنعمة الرب ،فنبقى يف نضارة وتأىب وثقة وال نعود نلتفت
إذل حقارتنا أثناء إقامتنا للقداس اإلذلي .عند ذاؾ يدخل فينا فعل الروح ويفعل ،وىو روح الصبلة ،فنصَت خَتاً
من روح صبلتنا.
ولكن ال يظنّ الكاىن من جراء ىذا أنو معفى من مطالعة الكتاب ادلق ّدس وأنو يستطيع أف يستغٍت
عنها بل األمر ىو عكس ذلك ،ألف مطالعة الكتاب ىي أيضاً طريقة وطريق لتجديد نفسو ذب ّدداً عميقاً .فليقرأ
الكتاب ببطء مكتفياً ببضع آيات منو يتأملها ويتعمق يف معناىا فتكوف فرصة لتجمع ذاٌب وتأمل كياشل .ينبغي
صلًت" الكتاب ادلق ّدس يف ىدوء وصمت ،يف حلظات نرفع فيها النفس صباحاً باكراً ويف رلرى النهار انطبلقاً
أف " ّ
من آية كتابية ما وحوؿ فحواىا ،فيكفي ىذا عند ذاؾ ألف تكوف نفسنا متجردة وغَت الصقة باالىتمامات
األرضية بل "مرطّبة" وفرحة بالروح .إف الكاىن حباجة إذل ذلك لكي ال يغرؽ يف فرائضو وواجباتو اخلارجيّة…
وإذل جانب ذب ّدد الكاىن عن طريق الفرح الداخلي بالسر الذي ػلياه يف الليتورجيا اإلذلية فإنو يتج ّدد
أيضاً عن طريق اتصالو باآلخرين اتصاالً حياً وعميقاً وبروح االحًتاـ للشخص اآلخر .فإف الرب كثَتاً ما
يكشف لنا ويفهمنا أموراً أساسية شبينة عن طريق اآلخرين ويفتق فينا فرحاً شخصياً من خبلؿ فرح اآلخرين
وذلك من جراء ما نصادفو وما ننصح بو وما نعلّمو (بتشديد البلـ) يف شلارسة سر االعًتاؼ مثبلً أو دبناسبة
اإلرشاد واحملادثات الروحية .فعلينا إذف أف نكوف على دواـ االستعداد لفهم سر اخلبلص يف نور جديد يف كل
آف يتم فيو أمامنا يوماً بعد يوـ .كل ذلك استمداداً من السر احملوري الذي ىو الليتورجيا .فكل ما ػلدث معنا
يف حياتنا اليومية ومن نعيش معهم إظلا يدخل يف نطاؽ سر واحد ويتيح لنا أف صل ّدد معرفتنا لسر اخلبلص
الوحيد .يقوؿ الرسوؿ; "ج ّددوا أذىانكم" (أؼ ،)34 ;5فيمكن مثاالً على ذلك أف ػلصل ىذا يف
اإلفخارستيا ،إذ تتكشف لنا فيها يوماً بعد يوـ مفاىيم جديدة على صعد سلتلفة فنغتذي من ىذه الرؤية ونرى
كل شيء من خبلذلا ،ونصَت يف حالة "شكرية" سبد عمل سر الشكر يف كل مكاف وربوؿ كل شيء إذل شكر
فيتج ّدد كل شيء حبضور الرب ويضحي احتفاالً ومدحاً وضبداً وتسبيحاً .وىكذا يوماً بعد يوـ نصبح مقيمُت
- 2التفاني
إف ىذا التجرد من الذات والتسليم للروح يفعل فينا بصورة تناقضية سلبية يف الظاىر ولكنو يف احلقيقة
إغلايب جداً ومصدر فرح لنا .إنو يثبتنا يف إنكار الذات والتفاشل وبقدر ثباتنا فيهما بل ػليا فينا فنعطيو للناس.
فبل نكوف ضلن بعد بل ىو فينا ويبذؿ للناس من خبللنا .ىذا ىو مفهوـ القرباف احلي .وتربز ىنا سنَّة "بتشديد
النوف" عامة وحرة للروح القدس .إذا جاز القوؿ ،وىي أنو عندما يضبط الروح إنساناً ليستخدمو ال بد على ما
يبدو من أف يصدمو وػلَته أوالً وذلك بتسيَت األمور دبا يعاكس أفكاره ومفاىيمو ورجاءه وتطلعاتو ،قبل أف
يتخطاىا ويلبيها وؽلؤلىا .إننا عادة ال ننتبو إذل ىذه السنّة البعيدة ادلدى ،فلكي نتوغل يف ذلك التفاشل الكامل
ينبغي أف نعلم أننا طلضع طواؿ مسَتتنا الروحية إذل عملية نضج خفية وصامتة .ضلن يف وضع "استواء" ساكن
ومستمر وذلك حىت يف الظروؼ ادلادية أحياناً .فادلسيح مثبلً أًبّ كرازتو خبلؿ ثبلث سنُت بينما قضى ثبلثُت
سنة يف اخلفاء ،يف النضج الصامت واالستعداد الطويل اذلادئ ..وكذلك بولس الرسوؿ فإنو بعد اىتدائو إذل
الرب اختلى يف العربية سنوات كثَتة لكيما يدخل الصليب فعبلً إذل حياتو (غبلطية .)28 ;2وبالتارل علينا يف
خدمتنا الرسولية أف نعمل دائماً بشعور التفاشل الصامت ىذا واثقُت بأننا سائروف رغم كل الظواىر العكسية،
وأننا ال نستطيع أف نطلب بثمار رسالتنا لصاحلنا .ىذا ،ومن النزعات األوذل اليت غلب زلاربتها منذ بدء رسالتنا
-14كتجديد فهمو للفقر مثبلً … وغَتىا وغَتىا من نواحي احلياة الشخصية واإلجتماعية.
أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبٌ األرثوذكسيٌ أرثوذكس أونالين
http://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/
رهبنٌ دير مار جرجس الحرف فً الكونوت األب أندريى سكريما
روح التسلط على اآلخرين والغَتة احلسودة الذميمة .إف روح الغَتة طبيعي يف اإلنساف .فالكاىن الصاحل يغار
مضاعفاً على رعيتو لكيما يربح النفوس للمسيح .ولكن إف دل يتوفر فيو ذلك التفاشل الصامت قد ػلوؿ تلك َ
الغَتة دلصلحتو ىو دوف أف يعي األمر يف البداية .إذ يبدأ فيحس برضا على ذاتو بتأثَت كبلـ الناس الذين
ػليطوف بو وؽلدحونو بطرؽ شىت فيأٌب شيئاً فشيئاً إذل ادعاء السيطرة والتسلط التاـ على الرغبة فيحملو ىذا على
الغَتة من صلاخ الكهنة اآلخرين مثبلً أو على الًتاجع عن اخلدمة الغيورة يف حاالت الفشل أو على القياـ ضد
الرعية أحياناً ..وىذا لعمري خطر حقيقي يفسد حياة كهنة كثَتين ويسممها مانعاً صفاء حكمهم يف أمور
الرعاية والرسالة .فيؤوؿ األمر هبم يف خدمتهم قضية مقدسة إذل تقليص معٌت الكنيسة والنعمة واجملانية اإلذليّة
صلَّى وىم ال يدركوف ،فتقوـ مقاـ عبادة الرب عندىم عبادة شخصهم الصغَت .وليس وإذل حصرىا يف رلرد ُم َ
ىذا خبطر وعلي نظري بل ىو وارد كل يوـ .ال بد ،يف كثَت من األحياف من أف ػلدث عند ادلؤمنُت نوع من
"الًتكيز النفسي" على الكاىن والتعلق بو .فسلطة الكاىن تبدو ذلم ذات طابع خاص ذبذهبم إليو .قد ال
يريدىا ىو كذلك ولكن ىذا من األمور النفسانية اإلنسانية .النساء مثبلً كثَتاً ما يُعجنب بالكاىن ويتعلقن بو،
وأيضا الشباب ،إذا كاف يتحلى دبواىب طبيعية تسهم يف أف تتكوف حوؿ شخصو نوع من "ىالة" تضر شيئاً
فشيئاً بو وبقضيتو .فيجب عليو بالضرورة أف يقيم نضاالً ضد رعيتو يف ىذا ادلضمار وذلك بشكل مهذب
ولكن بشكل عنيف أحياناً ،لكي يف ِهمهم أهنا ليست ىذه ىي العبلقة الصحيحة اليت غلب أف تقوـ بينو
وبينهم ،وال ىي طريقة اخلدمة الكنسية السليمة ،بل التفاشل ادلتبادؿ من كبل اجلهتُت وبالتارل ال ينبغي أف
يتورطوا بنشاط زلموـ غَت معتدؿ ،فهذه ذبربة خطرة تؤوؿ إذل نكسات وخيمة العاقبة.
وىناؾ إطار آخر للتفاشل ىو الوضع العكسي للوضع ادلنوه أعبله ،أعٍت قياـ العقبات من قِبل اآلخرين
يف وجو اخلدمة أو من قِبل الكاىن نفسو; أما العقبات ادلتسببة من اآلخرين فهي كثَتة ال تعد ومتوفرة على
الدواـ ،تتخذ إصباالً شكل الرفض وعدـ التجاوب مع الكاىن أو شكل البلمباالة والربودة إزاء مبادرتو مقرونة
باجلهل اجلسيم ،وأحياناً كثَتة يصبح الكاىن موضوع كره وخصومة ووشايات وما شابو ذلك ..فمقابل ىذه
العقبات كلها ليس للكاىن إال أف يتوغل ويتعمق يف تفانيو ،فينمو الرب بتواضعو فيو ومن خبللو.
أما العقبة الناصبة عن الكاىن نفسو فهي ضعفو البلصق بو .إف القديس بولس العظيم الذي دل ينقص
شيئاً عن فائقي الرسل ( 3كو )6 ;22قد اُعطي شوكة يف اجلسد مبلؾ الشيطاف ليلطمو لئبل يستكرب (3
كو .)8 ;23فاختبار ضعفنا البشري بل عجزنا حىت درجة اليأس ذلي خربة ضرورية ال بد منها حىت تتم
-3عبد بطال
إف فرح الكاىن يف خدمتو ىو يف األساس على منواؿ التناقض اإلصليلي; فنحن عبيد اهلل أي أننا
األولوف يف رلاؿ اخلدمة والتواضع والتفاشل ،ولكن فرحنا ىو بالضبط يف أف نكوف عبيداً بطالُت .إف اهلل ػلتاج
يعرب حبو احمليي من خبللنا إذل الناس .ولكنو ىو الذي يتمم قصده ،أما إلينا لكي يتمم قصده اخلبلصي ،لكي ُ
ضلن فبل فضل لنا يف ذلك; "… مىت فعلتم كل ما أُمرًب بو فقولوا إننا عبيد بطالوف ،ألننا إظلا عملنا ما كاف
غلب علينا" (لو .)21-8 ;28إف كرامة الكاىن ىي أف ؽلحي "بتشديد ادليم" أماـ الرب حىت يستعلن الرب
ويتجلى فيو ،فيصبح "ظهوراً" هلل .ولذلك يستطيع أف يكوف أكثر الناس حرية ،إذ ال يعود يفكر بنفسو وال
ؽلتلك ذاتو بل يف كل ما يفعل يعلم أف ىناؾ "آخر" يفعل .وعندئذ يبلغ إذل ملء الفرح ،الذي ىو بداية الفرح
األبدي .إف من ػلس بعدـ منفعتو وعدـ جدواه بالذات يستطيع إف يكوف متّحداً باهلل .إف مثل ىذا سيفهم
منذ اآلف وجو التناقض اآلخر يف إصليل لوقا" ;48 ;23طوىب ألولئك العبيد الذين إذا جاء سيدىم سجدىم
ساىرين .احلق أقوؿ لكم انو يتمنطق ويتكئهم ويتقدـ وؼلدمهم" .فالوليمة السماوية تبدأ منذ اآلف ..إف فكرة
بداىة عدـ منفعتنا غلب أف ربيي حياتنا الكهنوتية كلها إذل جانب حبنا هلل وحبو احمليي لنا .غلب أف نفهم أننا
إظلا ضلمل الرب ،إف كبلً منا ػلمل الرب ،وإننا شركاء ومعاونوف لو يف عملو ،وذلك على منواؿ خربة بولس
الرسوؿ الفريدة اليت أوردىا يف 2كو" ;:-6 ;4فمن ىو بولس ومن ىو أُبلس ،بل خادماف آمنتم بواسطتهما..
أنا غرست وإبليس سقى لكن اهلل كاف ينمي…" .علينا إذف أف نفهم أخَتاً أف اهلل نفسو بالنتيجة يعطي ذاتو
يوزع "بفتح الزين" ،ينسكب من خبللنا حىت يُعرؼ "بضم الياء" ويشرؾ الناس بو منذ اآلف يف سر الكهنوتَ ،
كمقدمة حية لؤلبدية .فهذا ىو سر الكنيسة...
منشورات النور
تم طبع هذا الكتاب في
1891/1/11