You are on page 1of 33

‫مؤتمرات عالمية حول‬

‫المرأة‬
‫بقلم مازن مطبقاني‬

‫مجموعة مقالت حول المؤتمرات العالمية‬


‫حول المرأة نشرت في عدد من الصحف‬
‫السعودية‪ .‬وقد جمعتها هنا في هذه المقالت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المقالة الولى‬

‫نعم لتحرير المرأة !‬

‫هل الرأة ف حاجة إل ترير؟ وما الرية الت يريدونا للمرأة؟ وما معن‬
‫ترير الرأة؟ وما معن هذه الؤترات الت ل ينتهي أحدها حت يعدون لؤتر‬
‫آخر؟ كان من آخرها "مؤتر السكان والتنمية" ف القاهرة عام ‪1415‬هـ‪/‬‬
‫‪1995‬م إل " مؤتر الرأة العالي الرابع" ف الصي بعد ذلك بسنتي‪.‬ل شك‬
‫أن الرية القصودة ليست مقابل الرق فعهد الرق قد انتهى (على القل نظريا‬
‫ف معظم دول العال)‪.‬‬
‫لقد بدأت فكرة ترير الرأة ف أوروبا الت عانت فيها الرأة ‪ -‬وما تزال‬
‫تعان‪ -‬من أنواع الضطهاد حيث يتضمن تراثهم الفكري ماورات هل للمرأة‬
‫روح أو ل؟وهل الرأة إنسان أو ل؟‬
‫وظلت الرأة ف أوروبا تكسب حقوقا ومكانة حت انتقلت من النقيض‬
‫إل النقيض؛ من كائن ل قيمة له ول كرامة إل انفلت شبه كامل‪ .‬فقد ظن‬
‫القوم أن الساواة بي الرجل والرأة ينبغي أن تتجاهل كل الفروق الت فطر ال‬
‫سبحانه وتعال الرجل والرأة عليها‪.‬‬
‫والرية الغربية للمرأة إنا هي حرية كاذبة ‪ ،‬فالرأة الغربية الت يريدون أن‬
‫تكون الثال لنساء العال تعان من أنواع الضطهاد ؛فقد أُخرجت من بيتها‬
‫لتعمل مثل الرجل تاما ولكن دون الصول على الجرة نفسها‪.‬والرأة ف‬
‫الغرب أداة للغراء والثارة النسية ‪،‬فالجلت الليعة ما تزال رائجة لديهم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فبعض هذه الجلت ما تزال تصدر منذ أكثر من خسي سنة مثل ملة (بلي‬
‫بوي) وغيها‪.‬وقد نشرت صحيفة عربية قبل أسابيع صورة شرطية أمريكية أو‬
‫أوروبية تقاضت مبلغا كبيا مقابل التعري أمام الكاميا‪(.‬وللطرافة فقد كتبت‬
‫الريدة ان البلغ الكبي الذي تقاضته الرأة كان مقابل جهدها!!!) ‪.‬‬
‫ونظرا لن الوروب منذ نضته الت بدأ من خللا السيطرة على المم‬
‫والشعوب متلً الرض ومسيطرا على خياتا وجاعلً أسواقها أسواقا‬
‫لنتوجاته الصناعية والزراعية‪ ،‬ظن منذ ذلك الي أن فكره أيضا يب أن‬
‫يسود العال كلّه‪.‬‬
‫أي ترير يريدون للمرأة؟ أهي حرية تفكك السرة ‪،‬وضياع البناء‬
‫واختلط النساب ‪ .‬العجيب أنم ينشرون دراسات عن واقعهم تثبت فشل‬
‫هذا الفكر النحرف‪ .‬فالكومة البيطانية تنشر سنويا دراسة عن الوضاع‬
‫الجتماعية‪ .‬وكانت آخر دراسة نشرت هناك وعرضت جريدة التايز طرفا‬
‫منها أثبت أن النليز أصبحوا ينفرون من الزواج؛ فارتفعت نسبة العزوبية‬
‫بسبب تعايش الرجال والنساء دون زواج‪ ،‬بل إنم قد ينجبون خارج‬
‫الزواج ‪،‬وتسمع الصوات هنا وهناك مطالبة بعاملة خاصة لثل هؤلء البناء‬
‫‪.‬كما طالب بعض هؤلء معاملتهم معاملة التزوجي ف مسألة الضرائب‪.‬‬
‫وكان من نتائج هذه الرية أن ارتفع عدد الواليد خارج مؤسسة الزواج‬
‫حت كاد أن يصل إل أكثر من ربع الواليد الشرعيي‪ .‬وتكاد الشرعية تضييع‬
‫حي ترتفع نسبة اليانة الزوجية فيشك الرجل ف أبنائه ويشك البناء ف‬
‫آبائهم‪ .‬وقد وصل بم هذا المر أن مطربا فرنسيا يغن أغنية تقول كلماتا‬
‫أنه بث عن فتاة ليتزوجها وكل ما وجد واحدة قال له الب‪" :‬هذه أختك‬
‫‪3‬‬
‫ولكن أمّك ل تعلم" فلما ل يد فتاة يتزوجها ذهب إل أمّه وقال لا ما دار‬
‫بينه وبي أبيه‪ ،‬فقالت له‪" :‬إنّ أباك ليس أباك ولكنه ل يدري"‪،‬‬
‫ومن مشاكل حرية الرأة عندهم أن ارتفع عدد الطفال الذين يعيشون‬
‫ف أسرة ليس فيها إلّ والد واحد (الب أو الم)‪ .‬فأي حياة هذه؟ أل يهدد‬
‫هذا بنشأة أجيال تعان نفسيا ول تد تربية سوية ‪.‬فالطفل يرم من الب أو‬
‫الم وقد يكون الواحد منهما يسكن ف البيت الجاور ول يعرف الطفل أن‬
‫هذا هو أبوه أو هذه أمه‪.‬‬
‫واكتشفت الدراسات الغربية ماطر الختلط ف التعليم على التحصيل‬
‫العلمي ‪-‬ل يذكروا الخطار الخلقية ‪ -‬فسعت بعض الدارس البيطانية‬
‫للفصل بي الذكور والناث ف بعض الدروس للرفع من مستوى الطلب‬
‫‪.‬وقد أثبت نتائج امتحانات الثانوية العامة ف بريطانيا العام الاضي تفوق‬
‫الدارس غي الختلطة‪.‬ولكن الغرب مبتلى بأن أصحاب القرار ل يعجبهم مثل‬
‫هذه الطوات فعدوها صورة من صور الرجعية‪-.‬وهكذا فالعودة إل الفطرة‬
‫الصحيحة تعد رجعية‪.‬‬
‫وقد انتقل البلء إل العال السلمي فقد كتب الؤلف العروف أسامة‬
‫أنور عكاشة قصة (ضمي أبلة حكمت) الذي تقع أحداثها ف مدرسة للبنات‬
‫ف الرحلة الثانوية يقوم بتدريسهن مموعة من الدرسي والدرسات‪ ،‬وتتوى‬
‫القصة بعض الناظر الغرامية بي العلمي والعلمات‪ ،‬ولكن المور كانت‪-‬ف‬
‫القصة ‪ -‬طبيعية بي الطلب والطالبات ومعلميهم‪ .‬والصيبة أن صراعات‬
‫حكمت ضد الباطل تأسر الشاهد فتصبح الشياء الخرى ثانوية من اختلط‬
‫وخلوة ومالفة للشرع‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫هل حقا تتاج الرأة الرية؟ وأي حرية هذه‪.‬نعم إنا الرية من هيمنة‬
‫الفكر الغرب الذي حطّ من شأن الرأة‬
‫تساءلت ف السطور السابقة عن القصود بتحرير الرأة؟ وهل هذا‬
‫التحرير هو الذي يفهمه الوروبيون‪ ،‬ويريدون فرضه على المة؟ وف هذه‬
‫القالة أتناول بإياز صورا من ماولت الغرب لفرض هذا التحرير الزعوم‬
‫على العال السلمي‪.‬‬
‫ولنفهم هذا الوضوع أستعرض بعض الصور التاريية لنظرة الغرب للمرأة؛‬
‫ففي كتاب (العتبار) لسامة بن منقذ يصف الؤلف معاملة الغربيي للمرأة‬
‫بكثي من الستهجان والزدراء والحتقار‪.‬وهذه بعض عبارات ابن منقذ‪:‬‬
‫"وليس عندهم شيء من النخوة والغية‪ ،‬يكون الرجل منهم يشي هو وامرأته‬
‫يلقاه رجل آخر يأخذ الرأة ويعتزل با ويتحدث معها ‪،‬والزوج واقف ناحية‬
‫ينتظر فراغها من الديث ‪.‬فإذا طولت عليه خلّها مع التحدث ومضى‪".‬‬
‫وذكر ابن منقذ أمثلة أخرى بليغة ف الدللة على عدم الغية‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية فهي أن حوادث الغتصاب قد ارتفعت ف الوليات‬
‫التحدة المريكية ف أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات ف أوج ما سي‬
‫عندهم(الثورة النسية)‪ ،‬فاستضافت إحدى قنوات التلفزيون مامية عجوز‪،‬‬
‫فكان ما قالته‪" :‬إنّ الرأة باجة دائمة لماية الرجل‪،‬ول ينبغي لا أن ترج ف‬
‫أي وقت وباصة ف الليل بدون رجل‪ ".‬ولكن النساء المريكيات ضحكن‬
‫منها واستهزأن بكلمها ووصفنها بأنا رجعية‪ .‬ولا كان هذا النصح ل يلقى‬
‫اهتماما عند من فقد نور النهج الربان فقد ازدادت نسبة جرائم الغتصاب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فإذا كان مصطلح (ترير الرأة) مناسبا للمرأة الغربية فهل كان مناسبا‬
‫للمرأة السلمة؟ لقد كانت أول خطوات إفساد الرأة السلمة ف أثناء الملة‬
‫الفرنسية على مصر ‪-‬رغم أن البعض يراها حلة تنوير‪ -‬فقد جاءت الملة‬
‫بعدد من النساء الومسات والبغايا لفساد الرجال السلمي‪ ،‬ويذكر البت أن‬
‫الملة قامت باختطاف بعض النساء السلمات وفرضت عليهن التبج‬
‫وزوّجت بعضهن من رجال فرنسيي حت إذا عدن إل الجتمع السلم عدن‬
‫بنفسية متلفة فأحدثن ما يريد الغرب من إفساد‪.‬‬
‫أما الطوة الثانية فكانت ف الطلبة البتعثي الذين عاد بعضهم من أوروبا‬
‫منبهرا بوضع الرأة هناك ‪.‬فأعجب رافع رفاعة الطهطاوي بوضع الرأة ف‬
‫الجتمع الفرنسي وما كانت تلقاه ‪-‬على القل ظاهريا‪ -‬من اهتمام الرجل‬
‫وتكريه‪ ،‬وقارن ذلك بصورة الرأة ف مصر حيث كان الهل يعم الرأة‬
‫والرجل على حد سواء‪ .‬وكانت القارنة ظالة لنا تقارن الرقة الظاهرية بواقع‬
‫السلمي التخلف‪.‬ومع ذلك فالنظرة الفاحصة تؤكد على أن وضع الرأة‬
‫السلمة كان أفضل رغم سلبياته‪.‬‬
‫وجاءت الطوة الثالثة بإصدار الكتب النادية بالتحرير الزعوم للمرأة فتول‬
‫قاسم أمي ف مصر ِكبَر هذه الملة بكتابه (ترير الرأة)‪ ،‬وظهر شبيه له ف‬
‫تونس وهو الطاهر الداد ف كتابه (امرأتنا أمام الشريعة والجتمع) الذي‬
‫أسهمت البعثات التنصيية بنشره ف أناء الشمال الفريقي‪ .‬ول يكتف‬
‫الحتلل بالكتب بل أسهمت الصحافة ووسائل العلم الخرى من مسرح‬
‫وغيه ف نشر فكرة ترير الرأة الزعوم على الطريقة الغربية‪ .‬فقد ظهرت فرق‬
‫من أمثال فرقة فاطمة رشدي وبديعة مصابن أول راقصة تظهر ف مسارح‬
‫‪6‬‬
‫الرقص ف هذه الملة ضد الرأة السلمة‪ .‬وكان هناك اتفاق بي الحتلل‬
‫الفرنسي والنليزي ف هذه السائل رغم اللف ف كثي من القضايا‬
‫السياسية لكن إفساد الجتمعات السلمة ل يكن موضع خلف أبدا‪.‬‬
‫فهل كان هذا حقا تريرا للمرأة السلمة أو إخضاعا لا للقيم الغربية ؟‬
‫وف القالة القادمة نتناول بإذن ال آخر مططات الغرب لفرض قيمه ومبادئه‬
‫بعد أشهر قليلة ستجتمع آلف النساء من أناء العال ف بكي (سبتمب‬
‫‪1995‬م) ف مؤتر الرأة العالي الرابع‪ ،‬وقد خططت الهات الت تيمن‬
‫على هذه الؤترات لتاذ قرارات تكون ملزمة لميع الدول‪.‬وتعقد هذه‬
‫الؤترات تت مظلة المم التحدة الت ترى نفسها حكومة العال القادمة أو‬
‫أداة ف يد حكومة العال وإن ل يكن من الناحية العسكرية‪ ،‬ولكن من الناحية‬
‫الفكرية‪.‬‬
‫وينبغي أن أقدم تهيدا للحديث عن هذه الؤتر بوجز سريع للمؤترات‬
‫السابقة‪ :‬ففي عام ‪1975‬م عقدت المم التحدة مؤترا بعنوان (عشر‬
‫سنوات من اجل الرأة) ‪،‬وجاء مؤتر عام ‪1979‬م تت شعار (إزالة جيع‬
‫الفوارق بي الرجل والرأة)‪ ،‬وكان مؤتر (استراتيجية النظرة إل المام ف‬
‫قضية الرأة )سنة ‪ 1985‬م‪ ،‬والجتماع الوزاري ف جاكرتا عام‬
‫‪1990‬م‪ .‬والجتماع التحضيي لؤتر الرأة العالي الرابع ف بكي‪،‬‬
‫والجتماع العرب القليمي التحضيي للمؤتر نفسه والذي عقد ف العاصمة‬
‫الردنية ف الفترة من ‪3‬إل ‪ 5‬نوفمب ‪1994‬م‬

‫‪7‬‬
‫ول يقتصر الديث عن الرأة ف هذه الؤترات فهناك مؤترات أخرى كان‬
‫بعضها يربط بي الرأة والطفل أحيانا ‪،‬والتنمية والبيئة أحيانا أخرى‪ ،‬ومنها‬
‫أيضا الؤتر العالي لقوق النسان‪ ،‬ومؤتر السكان والتنمية‪.‬‬
‫إن هذا النشاط الضخم ومليي الدولرات الت تنفق من أموال الدول‬
‫فقيها قبل غنيها تقصد إل أهداف مددة أبرزها ما يأت‪:‬‬
‫أولً‪ :‬الساواة التامة بي الرأة والرجل بيث تتاح للمرأة الفرصة للمشاركة ف‬
‫النشاطات السياسية والقتصادية والجتماعية‪.‬وتت هذا البند الدعوة ال‬
‫السلم وتطبيع العلقات مع يهود‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إطلق الرية للمرأة ف جيع الجالت والقضاء على القيود الت تضعها‬
‫التشريعات الالية الت تراعي ظروف الرأة الاصة وطبيعتها‪(.‬يقصدون‬
‫تشريعات السلم)‬
‫ويكن تفسي هذه الهداف با يأت ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن السرة ليست نظاما فطريا ‪،‬ولكن التصال الر بي الرجل والرأة هو‬
‫الفطرة الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -2‬من حق الرأة مارسة رغبتها النسية دون الاجة إل الزواج أو الولد‬
‫فإن هناك من وسائل الطب ما ينع المل‪.‬‬
‫‪ -3‬إنكار الدعوات الدينية الت تدعو إل العفاف والبكارة وكذلك الناب‬
‫بجة إفساد المل والولدة لمال الرأة وجسدها‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم التفريق بي امرأة الجتمع الفاضلة وبي الغانية الراقصة‪ ،‬وجعل‬
‫الخية الثل العلى لتقلدها كل النساء‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-5‬إلغاء العقود الدنية ف الزواج وظهور نظريات الترابط بي الرجل والرأة‬
‫بدون عقد مكتوب‪.‬‬
‫نعم لتحرير الرأة من هذه الؤترات أو الؤامرات الدنيئة للقضاء على تيز‬
‫وضع الرأة السلمة‪ .‬ولكن كيف يتم ذلك ؟ ل بد من عمل قوي ومكثف‬
‫لتوضيح الوقف السلمي‪ .‬إن غياب إعلمنا العرب السلمي عن الساحة‬
‫الدولية جعلهم ينشرون بيننا آراءهم ومواقفهم ‪،‬وكما هو معروف فل يدث‬
‫الغزو الفكري إلّ ف غياب العلم السلمي‪.‬‬
‫ويكن للعمل ف هذا الجال أن يكون على مورين‪ :‬البهة الداخلية‬
‫بتكثيف الحاضرات والندوات الت توضح موقف السلم من الرأة ‪،‬وكيف‬
‫أنه ل عز ول سعادة للمرأة إلّ ف السلم‪ .‬وكما استخدم الغرب وسائل‬
‫العلم الختلفة من صحافة وإذاعة وتلفاز وسينما وغيها ف نشر مبادئه‬
‫وفكره فعلى السلمي أن يتمكنوا من استخدام هذه الوسائل لنشر ما عندهم‬
‫من الق‪.‬‬
‫أما الحور الثان فهو البهة الارجية‪ ،‬وكما قال الشاعر (ومن ل يذد عن‬
‫حوضه بسلحه)‪ ،‬فعلينا أن ننطلق إل إعلمهم ونبحث عن كل الفرص‬
‫المكنة لنشر نظرة السلم‪ .‬وما يدل على ناح السلم أن عددا من النساء‬
‫البيطانيات أقبلن على السلم عندما عرفنه معرفة صحيحة‪.‬‬
‫نعم لتحرير الرأة من الؤامرات الغربية‪ ،‬فقد آن الوان أن تعود الرأة‬
‫السلمة إل الوضع الت أراده لا السلم فليس لا عز ول سعادة إلّ ف‬
‫السلم‪ .‬وليطمئن الرجل أنه لن يسعد مع الرأة إلّ إذا التزما جيعا تعاليم‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ماذا بعد مؤتمر السكان؟‬
‫وهكذا انت هى مؤت ر ال سكان بيه وشره‪ ،‬فماذا علي نا أن نف عل ح ت‬
‫يي موعد الؤتر القادم؟ أما خي هذا الؤتر فهو أنه أثبت صحوة هذا المة‬
‫ويقظتها حيث ظهرت القالت هنا وهناك ف صحافتنا الحلية تعارض الؤتر‬
‫وتفند مسوّدة قراراته‪ .‬ول بد أن أشيد بصحيفة "الدينة النورة" الت خصصت‬
‫مسـاحات واسـعة لنشـر فقرات واسـعة مـن مسـودّة القرارات‪ ،‬وقدمـت عدة‬
‫مقالت لعدة كتاب من هم ال ستاذ م مد صلح الد ين ور ضا لري وع بد‬
‫القادر كمال وغيهم‪ ،‬كما أن وسائل العلم الخرى ف البلد السلمية من‬
‫تبن نقد الؤتر ومعارضته‪.‬‬
‫ومن الي الذي يكن أن ننيه من انعقاد هذا الؤتر هو التأكيد على‬
‫وجوب الضور ال سلمي ف دوائر ال مم التحدة م نذ الطوات الول لع قد‬
‫مؤترـ قادم‪ .‬فقـد كتـب سـعد الديـن إبراهيـم أسـتاذ علم الجتماع بالامعـة‬
‫المريك ية ف القاهرة (أ حد التحم سي للمؤت ر) أن "العمال التحضي ية ت تد‬
‫إل عدة سنوات‪ ،‬بل إنه بجرد النتهاء من واحد منها يبدأ الهتمام بالعداد‬
‫للمؤت ر الذي يل يه‪ ".‬وذ كر ف مو ضع آ خر أن ال سوّدات الختل فة للوثي قة قد‬
‫قرئت ونوقشت ف ثلث ندوات ف السكندرية والنيا والقاهرة‪ ،‬وشارك ف‬
‫هذه الندوات خباء وأطباء و"رجال دين" إسلمي ومسيحي‪(.‬ليس ف السلم‬
‫رجال د ين) فم ت كا نت هذه الندوات؟ و من الذي حضر ها نيا بة عن علماء‬
‫الد ين ال سلمي؟ أم إن ل سعد الد ين إبراه يم وغيه معاي ي خا صة ف تد يد‬
‫علماء الدين؟ والقيقة كيف يكن لعال مسلم أو حت مسلم عادي أن يقبل‬
‫‪10‬‬
‫أن تقول السـودة بأن "الصـحة التناسـلية هـي حالة مـن الرفاهيـة العقليـة‬
‫والجتماع ية‪ ،‬ول تقت صر على غياب مرض أو إعا قة ف ج يع المور التعل قة‬
‫بالهاز التنا سلي ووظائ فه وعمليا ته‪ ،‬لذلك فإن ال صحة التنا سلية تنطوي على‬
‫أن يكون الفراد قادرين على التمتع بياة جنسية مرضية ومأمونة‪ ،‬وان تكون‬
‫لديهـم القدرة على التناسـل‪ ،‬وأن يكونوا أحرارا فـ تقريـر موعـد وتواتـر‬
‫ذلك(عدد الرات)…"(‪ )1‬أو غيهـا مـن الفقرات التـ تعـل الشذوذ مارسـة‬
‫جنسـية يضمنهـا إعلن المـم التحدة لقوق النسـان‪ ،‬وتتحدث عنهـا هذه‬
‫الوثيقة بألفاظ عامة‪)2(..‬‬
‫وق بل أن ناول الدخول إل دوائر ال مم التحدة ح ت ل يق ضى ال مر‬
‫أو تقضـى المور والسـلمون "غياب" علينـا أن ندرس دراسـة علميـة واعيـة‬
‫الؤترات الربعة السابقة ونتائج ها‪ )3(.‬وبعد فهذه الدراسة ي ب أن يقوم با‬
‫مموعة من العلماء وأن تعقد عدة ندوات قبل بدء هذه الدراسة للتفاق حول‬
‫الطوط العامـة لذه الدراسـات وإعداد النقـد العلمـي للمؤترات السـابقة‬
‫ونتائجها‪.‬‬
‫ومن الي الذي جاء به هذا الؤتر أن كثيا من العلومات قد كُشفت‬
‫وعُرضت عرضا علميا جيدا ‪ ،‬وهذه العلومات الت تص النتاج العالي أكثر‬
‫من سبع مرات بينما ل يتضاعف عدد السكـان ف العال سوى مرة واحدة‪.‬‬
‫‪- 1‬الفصل الرابع الفقرة ‪ 29‬من مسوّدة القرارات أو الوثيقة‬
‫‪ -2‬انضمت اسبانيا مؤخرا ف شهر يونيو ‪2005‬م إل الدول الت أقرت مشروعية زواج‬
‫الثليي (الشاذين) بعد هولندا والسويد وغيها‬
‫‪ - 3‬هذه الؤترات هي ‪ -1‬روما فباير ‪1954‬م‪ -‬بلغراد مارس ‪1965‬م‪ -‬بوخارست‬
‫(رومانيا) أبريل ‪1974‬م‪ -‬مكسيكو سيت بالكسيك ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وأن اللل إن ا هو ف أن سكان الشمال الذ ين ل يزيدون ع ـن ‪ %20‬من‬
‫سكان العال يستأثرون بثماني بالئة من النتاج‪ .‬وتناول عمارة مسائل أخرى‬
‫م ثل ال ل ب ي أ سعار الواد ال صنّعة وأ سعار الواد الول ية‪ ،‬وكذلك ال ل في ما‬
‫يُن فق على الت سلح وب ي ما ين فق على الزرا عة وال صناعات الدن ية وال سيطرة‬
‫الفكرية والثقافية للغرب أو الشمال‪.‬‬
‫وقـد كتبـت جريدة الياة (‪/30‬أغسـطس ‪1994‬م) نقلً عـن معهـد‬
‫الرقا بة العال ي أن الشكلة "لي ست ف ع جز الكرة الرض ية عن تأم ي الغذائي‬
‫للعداد التزايدة من السكان بل ف سوء التوزيع"‪ .‬بل إن المر أخطر من ذلك‬
‫وهي الت يطلق عليها الكاتب ف جريدة الواشنطن بوست ستيفن روزنفيلد‬
‫"القدرة التنامية لستهلك الصادر وإنتاج النفايات" لدى المريكيي بالطبع‪.‬‬
‫إننـا بانتظار الؤترـ القادم أن نتابعـه خطوة خطوة سـواءً اجتماعاتـه‬
‫العلنية أو غي العلنية أو ما يتم خلف الكواليس‪ ،‬فما دامت هذه الؤترات تؤثر‬
‫فـ حياتنـا اجتماعيا واقتصـاديا وثقافيا وسـياسيا فيجـب أن يُسـمع الصـوت‬
‫السلمي عاليا‪ .‬وحت يعقد الؤتر القادم ل بد من حلة ثقافية واسعة لتوضيح‬
‫حقائق الفرق ب ي الشمال والنوب ف النتاج وال ستهلك‪ .‬ول بد أيضا من‬
‫العمل على رفـع إنتاجية العال النامي لينافس بق على مصادر العال وموارده‬
‫وعلى الساحة الثقافية والفكرية‪ .‬ولنتذكر أن من الواجب على السلمي جيعا‬
‫أن يملوا دعوته إل العال كله‪ ،‬كل واحد حسب قدراته وعلمه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫بين موقف المسلمين وموقف الكاثوليك‬
‫من مؤتمر السكان‬
‫مئتان وخسون ألف فلبين تمعوا ف مانيل (العاصمة الفليبينية) بناءً‬
‫على دعوة من الكنيسـة الكاثوليكية ف الفيليبي للضغط على حكومتهم‬
‫لرفض مقررات الؤتر الدول الذي سيعقـد ف القاهر الشهر القادم (سبتمب‬
‫‪1994‬م) بعنوان "السكان والتنمية"‪.‬‬
‫وقد ذكرت صحيفة "التايز" اللندنية ف عددها الصادر يوم ‪15‬‬
‫أغسطس ‪1994‬م أن الكاردينال رئيس الكنيسة الكاثوليكية كرّر تنديد‬
‫الفاتيكان للوثيقة السودة للمؤتر الدول الذي سيعقـد ف القاهرة قائلً بأنه‬
‫يدعو إل الباحية على مستوى العال ويبيح الجهاض‪ .‬ويضيف الب أن‬
‫الكنيسة كانت تأمل أن تصل على تواقيع مليون نصران كاثوليكي‬
‫للحتجاج ضد هذا الؤتر‪ ،‬وأشار الب إل أسباب أخرى تص نصارى‬
‫الفلبي للعتراض على القرارات الت يدعو إليها مؤتر القاهرة‪.‬‬
‫أما ف العال السلمي فماذا فعل السلمون؟ ل تورد وسائل العلم‬
‫عن أي رد فعل جـاعي لذه الؤامرة الاكرة الطية‪ .‬غي أنن رصدت‬
‫مموعة من القالت الت أرجو أن تصل إل أساع وأنظار السؤولي ف الدول‬
‫السلمية ليكونوا على حذر ويرفضوا ما جاء ف مسودة قرارات الؤتر‪ .‬ومن‬
‫هذه الكتابات ما يأت‪:‬‬
‫ذكتب فهمي هويدي ف "الشرق الوسط"(‪ )1‬بعنوان "لذه السباب نرفض‬
‫مؤتر وقف نو البشرية‪ ،‬ولعل أخطر ما ف هذا الؤتر أنه كما يقول هويدي‪":‬‬

‫‪ -11‬عدد ‪ 5704‬ف ‪3‬صفر ‪11(1415‬يوليو‪1994‬م)‬


‫‪13‬‬
‫أن تتحول المم التحدة وكأنا الدولة الكبى الت تلي على الرعايا النتشرين‬
‫ف أناء العال رؤية آحادية ليس ف القتصاد والسياسـة‪ ،‬وإنا ف السلوك‬
‫الجتماعي الحكوم بثقافات وديانات وتراث تلك الشعوب*‪ ،‬وليت تلك‬
‫الرؤية تتسق مع تلك الثقافات والديانات وإنا هي تصطدم معها اصطداما‬
‫مباشرا وتستهي با بطريقة مهينة وفجة"‪.‬‬
‫أما الكاتب الثان الذي خصص عدة مقالت لرفض هذا الؤتر‬
‫وتوصياته فهو الستاذ ممد صلح الدين الذي كتب يقول(‪" :)1‬إن منطلقات‬
‫الؤتر كلها تصادم عقيدة السلم وتناقض صريـح إيانه بال ورسوله واليوم‬
‫الخر‪ ،‬وتكذب النصوص القطعية للشرع النيف"‪.‬‬
‫وكتبت ملة الجتمع (‪ )2‬تقول‪" :‬إن الؤتر يأت ضمن خطة التحرك‬
‫الغربية لفرض معال النظـام العالي الديد الذي تسيطر فيه الضارة الغربية‬
‫على مقدرات شعوب العال‪ ،‬وضمان تنفيذ رؤيتها للمشكلت العالية ‪ ،‬ومن‬
‫بينها الشكلة السكانية‪".‬‬
‫وكذلك كتب الدكتور عبد القادر طاش ورضا لري ينددان بؤتر‬
‫يعيد إل الذهان السيطرة الستعمارية وذيولا بفرض القيم و البادئ الغربية‬
‫على شعوب العال أجع با فيها الشعوب السلمية‪.‬‬
‫ورغم أهية كل ما سبق فإن ما كتبه مرر نشرة "أخبار السلمي ف‬
‫الوليات التحدة" يتمـيز بالتحليل الدقيق والكشف عن خبايا مسوّدة‬
‫القرارات الت تتظاهر بالبادئ النسانية‪ .‬فقـد كتبت النشرة تقول‪" :‬تعد‬

‫‪- 1‬الدينة النورة‪ 15 ،‬ربيع الول ‪1415‬هـ‬


‫‪- 2‬العدد ‪ 1113‬ف ‪ 8‬ربيع الول ‪1415‬هـ‬
‫‪14‬‬
‫المم التحدة هذا الؤتر أهم مؤتر تعقده منذ عشرين سنة‪ ،‬وأنا ستفرض‬
‫التوصيات الت جاءت ف مئة وثلث عشرة صفحة (بالنليزية) باستخدام‬
‫"منظمة النقد الدولية" و "البنك الدول"‪ ،‬وتضيف النشرة بأنه كما هي الال‬
‫مع وثائق المم التحدة فقد وردت عبارات ذات مظهر جيل مثل‪ ":‬دعم‬
‫النمو…‪ ،‬دعم النمو القتصادي‪ ،‬وحقوق النسان" ولكنها تفي وراء هذه‬
‫العبارات خطة كاسحة لثورة جنسية تت مظلة النظام العال الديد‪ .‬ويدعو‬
‫الؤتر إل الثقافة العالية‪ ،‬واهم أسس هذه الثقافة "الصحة النتاجية" وهذا يعن‬
‫أن من حق السكان إشباع رغباتم النسية والتناسل‪ ،‬ولم الرية ف اتاذ‬
‫القرار مت وعدد الرات‪ .‬ولعل من أخطر ما تضمنته السوّدة أن من حق المم‬
‫التحدة فرض هذه الرية بالطريقة الت تراها مناسبة مثل القاطعة القتصادية أو‬
‫الجراء العسكري‪ .‬وليس هذا فحسب فقد أوضحت الطة "الشيطانية"‬
‫الوسائل لنشر هذه الثقافة العالية الباحية‪ :‬التوسع ف استخدام كل أنواع‬
‫البامج الترفيهية العلمية با ف ذلك السلسلت التلفزيونية(‪ )1‬وغيها…‬

‫‪- 1‬بعد فترة وجيزة من هذا الؤتر اشتدت نشاطات القنوات الفضائية ومنها على سبيل الثال‬
‫"القناة الفضائية اللبنانية ‪ LBC‬والستقبل‪ ،‬وقنوات أخرى كثية‪ .‬وقد صرح مدير الحطة‬
‫اللبنانية الفضائية لجلة (الديدة) (‪26‬ربيع الول‪1418‬هـ قائلً‪" :‬نعم استعملنا النس‬
‫وهدفنا الليج‪ -‬يقصد الليج العرب والزيرة‪ .‬وقد لحظت أن فرنسا وجهت بث القناة‬
‫الفرنسية الثانية إل بعض دول شال أفريقيا ‪-‬مانا‪ -‬ويتوي بث هذه القناة على الكثي الذي‬
‫يدش الياء‪ ،‬ويارب الدين ومن ذلك أنا عرضت فيلما ف شهر ذي الجة عام ‪1416‬هـ‬
‫عن فتاة متحجبة وما كانت تواجهه من صعوبات حت قررت ف النهاية خلع الجاب‪ ،‬لن‬
‫ذلك كان هو القرار الصواب حسب رأي مرج الفيلم ومؤلفه والقناة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫اللهم جنب المة السلمية هذه الخططات الشيطانية وارزقنا القوة لواجهتها‬
‫بالعودة الصحيحة إل إسلمنا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫رسائل إلى مؤتمر بكين‬
‫ينعقد قريبا الؤتر العالي الرابع للمرأة ف عاصمة الصي بكي‬
‫(بيجي) ‪،‬وقد أعدت بعض النظمات السلمية العدة للمشاركة ف هذا الؤتر‬
‫ليفعوا صوت السلم عاليا ف مثل هذه الحافل الدولية ‪ ،‬وليخذلوا عن‬
‫السلمي ما استطاعوا إل ذلك سبيلً‪ ،‬فنسأل ال عز وجل لم التوفيق‬
‫والنجاح‪.‬‬
‫ما ذا تريد المم التحدة من وراء هذه الؤترات ؟لقد قيل ‪-‬بق‪ -‬إن‬
‫الغرب الذي يسيطر على أجهزة النظمة يستخدمها لواصلة نشر هيمنة الغرب‬
‫الفكرية والثقافية على دول العال‪ ،‬وكأن العال مسرحا فارغا يصول فيها‬
‫ويول كما يشاء‪.‬‬
‫ولكننا نقول إن المة السلمية تلك الرسالة السماوية الاتة وعندها‬
‫من القيم والبادئ ما هو حقيق بالغرب أن يعرفها معرفة صحيحة ليفيد منها‬
‫ويتبناها لتنفذه من كثي من مشكلته الت أصبح بعضها مزمنا ‪.‬‬
‫وأبدأ هذه الرسائل الوجهة إل مؤتر بكي بالديث عن أسلوب‬
‫الشيخ أحد ديدات يفظه ال ؛ فقد لقيته قبل أكثر من سبع سنوات ف فندق‬
‫متواضع ف الدينة النورة جئت لدعوه ليحاضر ف العهد العال للدعوة‬
‫السلمية ولكنه اعتذر بأن تلك الزيارة كانت عائلية جدا ول يكن يريد أن‬
‫يالف ما وعد به زوجه بأن ل ينشغل عنها بالحاضرات وخلفه ‪.‬ولكن‬
‫كسبت منه بضع دقائق قال ل فيها لّا عرف أنن من قسم الستشراق‬
‫‪-‬حفظه ال‪ ":-‬علينا أن نتوقف عن الدفاع التبيري ‪ ،‬وماولة صد هجوم‬
‫الغربيي على السلم ‪ ،‬بل علينا أن ننتقل إل الجوم ما ذكرن بالقول‬
‫‪17‬‬
‫العروف الجوم هو خي وسائل الدفاع ‪.‬ث ذكر الشيخ بعض القائق عن‬
‫الجتمعات الغربية وهو يفظ بدقة الرقام والحصاءات ومن هذه القائق ‪:‬‬
‫عدد الدمني على المر والدمني على الخدرات ‪،‬عدد الشاذين‪ ،‬عدد الواليد‬
‫غي الشرعيي ف الجتمعات الغربية ‪ ،‬انتشار المراض النسية‪ ،‬ارتفاع‬
‫معدلت الطلق‪ ،‬تفكك السرة ‪...‬ال‪.‬‬
‫وهذا الؤتر الذي يزعم لنفسه أنه يريد تقيق الساواة للمرأة والنهوض‬
‫بجتمعات العال وإصلحها عليه أن يتساءل ما الساواة الت يريدونا بي‬
‫الرجل والرأة؟ أهي الساواة الت تُخ ِرجُ الرأة من بيتهـا للعمل ف العمال‬
‫الشاقة؟ لتقود العدات الثقيلة ف الطارات وف الشوارع العامة؟ لتشترك ف‬
‫تعبيد الطرق و تزفيتها؟ لقد كان العال العرب ُيقَسّم إل دول تقدمية وأخرى‬
‫رجعية‪ ،‬وأذكر أنن زرت إحدى الدول التقدمية عام ‪1394‬هـ(‪1974‬م)‬
‫فرأيت النساء يملن القفف (الزنابيل) وفيها الصى يشاركن ف عملية تعبيد‬
‫طريق أو تزفيته‪ ،‬فتعجبت أهذه هي التقدمية الت يريدونا‪ .‬فهل يريد الشاب‬
‫السلم لمه أو أخته أو زوجته أو خالته أو عمته أو جدّته أن تمل زنبيل‬
‫الصى ؟‬
‫ما الساواة الت يريدون ؟ فهل ف الدنيا قول أبلغ من قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم (النساء شقائق الرجال) ‪،‬وقد وردت كلمة نفس ف القرآن الكري‬
‫اكثر من ثاني مرة لتعن الرجل والرأة‪ ،‬بل إن الرأة والرجل ف الصل من‬
‫نفس واحدة كما ف قوله تعال{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خـلقكم‬
‫من نفس واحدة } ويقول الق سبحانه وتعال ف آية أخرى{ خلقكم من‬
‫نفس واحدة ث جعل منها زوجها} ‪ .‬وحت اللغة العربية الت تعرف التأنيث‬
‫‪18‬‬
‫القيقي والتأنيث الجازي ل تفرق بي الرجل والرأة ف الزواج فكل واحد‬
‫منهما يطلق عليه زوجا فمن الطأ حينما نقول الزوجة‪.‬‬
‫ومن المثلة الخرى على الساواة ف السلم ف التكاليف قوله تبارك‬
‫وتعال‪:‬‬
‫{ ل تكلف نفس إلّ وسعها}‬
‫{ ث توف كل نفس ما كسبت }‬
‫{ ووفيت كل نفس ما عملت من خي مضرا}‬
‫{ يوم تأت كل نفس تادل عن نفسها}‬
‫ف يا أي ها الؤترون ف بك ي ما ال ساواة ال ت تريدون وال سلم‬
‫مأمور أن يكرم الرأة أمّا وابنـة وأختا وزوجا وخالة وعمـة ‪ ..‬إن حضارتكـم‬
‫الاديـة تطالب الفتاة بان تنفـق على نفسـها إذا مـا بلغـت الامسـة عشرة ‪،‬‬
‫وهاهي بيوت السني تكتظ بالمهات والالت والعمات والدات ‪،‬فهل ف‬
‫العال السـلمي بيوت السني كما عندكم ؟أليس لن السلم يأمر البن‬
‫أن يب أمّه ثلث مرات والرابعة أباه؟‬
‫نشرت جريدة التاي اللندنية ف عددها الصادر ف ‪ 4‬سبتمب ‪1994‬‬
‫(قبل عام تقريبا)تقريرا صحافيا لراسلة الشؤون الدينية ليزل توماس بعنوان "‬
‫النساء البيطانيات يبحثن عن الخلق ف السلم" ولّا كان مؤتر بكي يريد‬
‫للمرأة ال سلمة أن تبت عد عن دين ها بثا عن القوق الضائ عة ف زعم هم أو‬
‫الساواة الوهومة فمن الناسب أن نذكّرهم ببعض فقرات هذا التقرير ‪.‬‬
‫تقول ليزل ‪ ":‬اللوف من الن ساء البيطانيات ي صبحن م سلمات ف‬
‫مو جة حيّرت الهتم ي بشؤون الرأة‪ ،‬و سببت قلقا للن صارى‪ .‬فمع ظم الل ت‬
‫‪19‬‬
‫تولن[ اهتديـن] إل السـلم ويزيـد عددهـن على عشرة آلف امرأة خلل‬
‫الع قد الا ضي غ ي متزوجات ‪،‬و هن متعلمات و من بين هن طبيبات وماميات‬
‫وماضرات تولن إل الدين الذي ينظر إليه على أنه دين يضطهد الرأة‪".‬‬
‫وتروي الكاتبة بعض قصص من أسلم من النساء البيطانيات وسبب‬
‫إسـلمهن فأولهـن هـي مويرا نـ كولان (‪31‬سـنة) قـد تربـت فـ عائلة‬
‫كاثوليكية ايرلندية‪ ،‬وقد استمعت ذات يوم إل متحدث ف حديقة الايد بارك‬
‫بلندن عن السلم ‪ ،‬وهنا فكرت بأنا ولدت كاثوليكية وستموت كذلـك‬
‫فلماذا ل تب حث عن ال سلم ‪،‬وفعلً أ صبحت م سلمة عام ‪، 1993‬وغيّت‬
‫ا سها إل بش ـرى‪.‬وتقول بشرى عن دين ها الد يد ‪ ":‬إن ن أ حب الطمأني نة‬
‫والسلم الذي أعيشه ف ظل السلم كما أحب النظام الخلقي ف السلم ‪.‬‬
‫إن ال سلمة تعرف تاما مكان ا ف الجت مع وحقوق ها‪ .‬أ ما الرأة الكاثوليك ية‬
‫فتجد مصاعب كبية ف التعامل مع التشريعات الكاثوليكية ف منع النس قبل‬
‫الزواج ‪،‬ولكـن المـر أبسـط فـ السـلم حيـث على الرأة أن ل تتلط‬
‫بالرجال‪ ".‬وتضيف بشرى ‪ ":‬إن الدود الواضحة لكانة الرأة ف السلم تعن‬
‫عدم وجود صراع بي الرجل والرأة ‪،‬فالسلم يعل الرجل مسؤولً عن الرأة‬
‫‪،‬و مع ذلك فتحت فظ الرأة بمتلكات ا ‪،‬وإذا ما أ سهمت ف م صروفات ال سرة‬
‫فالسـلم يعـد ذلك مـن أعمال اليـ ‪،‬فالسـلم يوجـد النسـجام بيـ الرأة‬
‫والرجل‪".‬‬
‫ونقلت كاتبة التقرير عن متحدث عن رابطة السلمي البيطانيي قوله‪:‬‬
‫"إنـه بالرغـم مـن عدم وجود إحصـائيات رسـية لعدد الذيـن يهتدون إل‬

‫‪20‬‬
‫السلم ‪،‬لكن هذا العدد يتزايد باستمرار‪ ،‬وكثي من هؤلء يدون اللجأ ف‬
‫السلم‪".‬‬
‫وتدثت مسلمة أخرى (‪ 43‬سنة) أسلمت منذ ثلث عشرة سنة‪ ،‬وتعمل‬
‫ف شر كة استثمار بأن ا ل تغط ـي رأسها ف الع مل وإلّ طردت‪ ،‬ولكن ها ل‬
‫تتلط بزملئ ها الذكور ول تشارك هم ف الذهاب إل الا نة نو هي ل تذ يع‬
‫بأنا مسلمة ‪،‬ولذلك ينظر إليها بأنا امرأة متحفظة نوعا ما‪.‬‬
‫ويقول مديـر مركـز الدراسـات السـلمية بامعـة ويلز ‪-‬الذي يقوم‬
‫حاليا بدراسـة هذه الظــاهرة‪": -‬يبدو أن ازدياد العلمنـة فـ الكنائس‬
‫البيطانية قد أبعد الناس عنها ‪،‬ولذلك اته بعضهم إل السلم ‪،‬ومن الدهش‬
‫حقا أن النساء البيطانيات اللت تولن إل السلم هن من النساء الحترفات‬
‫العمل ومن الطبقة الوسطى بالرغم من الركات النسائية والصورة السلبية الت‬
‫يصور با السلم ف الغرب‪".‬‬
‫وتتم كاتبة التقرير بأن بعض السلمات يعدن إل النصرانية ‪،‬ولكنها‬
‫ل تقدم الدليل على ذلك ‪،‬وهو أمر غي معروف عن هذا الدين بل الصل أن‬
‫الذي تعتنق هذا الدين ل يرج منه مهما واجه من صعوبات أو مشقات كما‬
‫جاء ف الوار الذي دار بي أب سفيان وهرقل عظيم الروم حيث أكّد هرقل‬
‫أن الذي يدخـل السـلم ل يرج منـه‪ .‬لكـن الكاتبـة أرادت تشويـه صـورة‬
‫السلم بأي وسيلة ‪.‬‬
‫والرسالة الت أبعثها إل مؤتر بكي أن النساء البيطانيات العاملت‬
‫والل ت تعر ضن ل كل أنواع دعا ية تر ير الرأة ل يدن الر ية القيق ية إلّ ف‬

‫‪21‬‬
‫ال سلم ‪،‬ف هن متعلمات عاقلت كا سبات ف هل ب عد هذا ر سالة أبلغ لؤت ر‬
‫يريد للمرأة أن تارس كل أنواع الفساد باسم الساواة مع الرجل؟‬
‫ف هل ت صل ر سالة الن ساء البيطانيات إل هذا الؤت ر وإن ن أت ن أن‬
‫يشاركن ف هذا الؤتر ليحبطن تطيطه البيث لحاربة القيم والخلق‬
‫يا أي ها الؤترون من ال سلمي ف بك ي هل تقرؤون ال صحف الغرب ية؟ هل‬
‫تقرؤون مـا يُترجـم مـن الصـحف الغربيـة فـ الصـحافة العربيـة؟ إن وكالت‬
‫العلم الغربية الت تسيطر على ما يزيد على ثاني بالئة ما ينشر ف جيع أناء‬
‫العمورة ي صل إلي كم بلغات كم الختل فة ‪،‬وهذا وال يد عو إل الع جب م ـن‬
‫أولئك الذيـن يطلعون على هذا العلم كيـف ل يعتـبون ماـ وصـلت إليـه‬
‫الجتمعات الغربيـة عموما مـن تدهور فـ الخلق والقيـم ‪ ،‬وأعجـب أكثـر‬
‫حين ما ين ساق ب عض أبناء ال مة ال سلمية لتقل يد الدعوات الغرب ية ‪.‬ف هل على‬
‫عيونمـ غشاوة حتـ لكأنّهـم القصـودون فـ قوله تعال{كأناـ أغشيـت‬
‫وجوههم قطعا من الليل مظلماْ}( يونس ‪)27‬‬
‫ولزالة هذه الغشاوة نرجع إل بعض ما نشرته وسائل العلم الغربية‬
‫الت تتحدث عن متمعاتم بشيء من النقد؛ فالكومة البيطانية تنشر سنويا‬
‫تقريرا عن حالة الجت مع البيطا ن ‪،‬ول بد أن الجتمعات الغرب ية عموما ت تم‬
‫بإصدار تقارير إحصائية سنوية ‪.‬ففي التقرير البيطان لعام ‪1993‬م والـذي‬
‫نشرت صحيفة التاي ز فقرات م نه أشار إل تف كك ال سرة البيطان ية ‪،‬وعدد‬
‫السـر التـ تتكون مـن أم وحدهـا أو أب وحده‪ .‬وتناول التقريـر ارتفاع‬
‫معدلت الطلق وارتفاع معدلت الريةـ‪ ،‬وارتفاع معدلت الدمنيـ على‬
‫المور وعلى الخدرات ‪،‬وعدد الصابي بالمراض النسية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫والغرب الذي تتمتع متمعاته بانفتاح نسب من النواحي الفكرية يظهر‬
‫فيـه مـن يرفـع صـوته بالنقـد مـن أوضاعـه ويدعون إل الرجوع إل القـ‬
‫والفضيلة‪ .‬وفيما يأت بعض هذه النماذج‪:‬‬
‫أولً‪ :‬قررت بعض الدارس فصل الذكور عن الناث ف بعض الواد الدراسية‬
‫لرفع مستوى الطلب والطالبات ف الواد الت لوحظ ضعفهم وضعفهن فيها‪.‬‬
‫وبالر غم من ناح التجر بة فإن بالب عض ن ظر إليه ـا على أن ا رجع ية ‪.‬أل يس‬
‫الرجوع إل الق هو التقدمية والمعان ف الباطل هو الرجعية ‪ ،‬ولذلك نعى‬
‫القرآن الكري على الكفار تسكهم با كان عليه آباؤهم حت ولو كان باطلً‬
‫{ أولو كان آباؤهم ل يعلمون شيئا ول يهتدون }(الائدة ‪)104‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطالبات ف الدارس غ ي الختل طة البيطان ية يط فن الرا كز الول ف‬
‫امتحان الثانوية العامة‬
‫ثالثاّ‪ :‬اعتراض بعض مواطن مدينة بيمنجهام البيطانية على تول امرأة كانت‬
‫تعمل مومسا(باعترافها) منصب رئاسة البلدية‬
‫رابعا‪ :‬انتشرت ف الغرب جعيات الدفاع عن الرأة من ق سوة الر جل وعن فه‪،‬‬
‫فالرأة الت تتعرض للضرب يكنها اللجوء لذه المعيات لمايتها من زوجها‪.‬‬
‫وعجيـب أمـر الغرب يتهـم السـلم والسـلمي باضطهاد الرأة ‪،‬وأنـه يسـمح‬
‫بضرباـ ول يدر بلد هؤلء أن الضرب هـو آخـر العلج ول يكون الضرب‬
‫مبحا ويتجنب الوجه‪ .‬ومع ذلك فإن الرسول صلى ال عليه وسلم استهجن‬
‫هذا الف عل إلّ للضرورة الق صوى وتع جب من الر جل يضرب زو جه ضرب‬
‫العبد ث يأتيها ليلً‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫خامســا‪ :‬الطفال الفقودون‪...‬يعانـ الجتمعات الغربيـة عموما والوليات‬
‫التحدة المريكيـة مـن ظاهرة فقدان الطفال حتـ إن شبكـة سـي إن إن‬
‫‪ CNN‬جزءا من برام ها للحد يث عن الطفال الفقود ين ‪ ،‬و قد عر ضت‬
‫الحطة الهود الضخمة الت تبذلا الؤسسات الكومية والهلية للبحث عن‬
‫الطفال الفقوديـن ‪.‬ويتعرض الطفال الفقودون لشتـ أنواع الرائم مـن‬
‫خاطفيهم منها الغتصاب والقتل ‪.‬‬
‫هذه ناذج مدودة من متاعب الغرب الجتماعية ف موضوع الرأة‬
‫خصوصا والسرة عموما فلماذا كل هذه الهود لفرض القيم الغربية على‬
‫متمعات دول العال الثالث ‪،‬فهم لو انشغلوا بشكلتم لكفتهم ‪.‬أما مشكلتنا‬
‫فإننا نعرف الطريق إل حلّها وما ذلك إلّ بالرجوع إل الكتاب والسنّة وما‬
‫كان عليه السلف الصال رضوان ال عليهم‪..‬‬
‫بدأ القسم العرب بيئة الذاعة البيطانية ‪-‬كما تقول ملة الشاهد‪ -‬منذ أكثر‬
‫من ستة أشهر بالعداد لبنامج خاص حول وضع الرأة ف العال العرب بعنوان‬
‫(نون النسوة) ليبدأ بثه قبل وقت قصي من انعقاد مؤتر الرأة العالي الرابع وف‬
‫أثناء انعقاد الؤت ر ‪.‬وتز عم الجلة أن هذا أ كب ج هد ثقا ف تب ـذله أ ية و سيلة‬
‫إعلم ية لتغط ية هذا الؤت ر‪ .‬ويتض من البنا مج لقاءات مع ما ي سمى القيادات‬
‫النسائية ف العال السلمي ‪،‬ومع نساء عاديات (متارين بعناية)‬
‫وهذا النشاط التميز للقسم العرب بيئة الذاعة البيطانية يدعونا إل‬
‫التسـاؤل مـا ذا فعلت الذاعــات العربيـة أو وسـائل العلم العربيـة عموما‬
‫لواجهة هذه التظاهرة العالية ؟ فالذاعات العربية تضع برامها ف الغالب لا‬
‫ي سمى الدورة الذاع ية ال ت تدد الي كل العام للبا مج ومتويات ا‪ ،‬ول كن هل‬
‫‪24‬‬
‫تأخـذ هذه الدورات فـ حسـابا الرونـة لتغطيـة الحداث العاليـة التـ يتـم‬
‫التخطيط لا مسبقا كما هو الال ف هذا الدث‪.‬‬
‫إن مهمـة العلم مهمـة خطية ‪،‬ويبـ على رجال العلم أن‬
‫يدركوا مسؤولياتم ف توجيه المهور وتنويره فعندما يتحدث العال عن الرأة‬
‫ف و سائل العلم الختل فة يفت قد الرا قب العلم ال سلمي عموما ‪ ،‬ف ما ذا‬
‫أعددنا من برامج لذا الدث أو غيه؟‬
‫ولتوض يح الو قف أك ثر ل بد من الشارة إل مؤت ر ال سكان والتنم ية‬
‫الذي عقدت فـ العام الاضـي فكان اللحـظ أن إعلمنـا القروء كان أكثـر‬
‫اسـتجابة حيـث أفردت الصـحف مالً طيبا لذوي الرأي والبـة أن يتناولوا‬
‫هذا الوضوع ‪.‬وقـد تيزت صـحيفة " الدينـة النورة " بتغطيـة رائعـة لحداث‬
‫الؤتر ووقائعه ‪ ،‬وكذلك لوثيقة الؤتر الت نشرت معظم نصوصها‪.‬‬
‫أ ما الذا عة‪ -‬و قد أكون مق صرا ف ال ستماع إلي ها‪ -‬فلم ت عد لذا‬
‫الدث العداد الكاف‪ ،‬وهي وإن كانت قد نقلت بعض الخبار حول الؤتر‬
‫أو مواقف الدول الختلفة من وثيقة الؤتر لكنها ل تستغله هذه الفرصة لعداد‬
‫برامج توعية حول القضايا الت أثارها الؤتر‪ .‬ولذلك فإنن أتقدم بالقتراح بأن‬
‫تتضمـن الدورة الذاعيـة شيئا مـن الرونـة بأن يكون هناك مسـاحة لثـل هذه‬
‫القضا يا ح يث تع ـد برا مج مكتملة من أحاد يث إذاع ية وحوارات وغي ها‪.‬‬
‫وم ا يد عو إل التفاؤل أن صحافتنا وال مد ل تتلك ممو عة من أ صحاب‬
‫القلم الواعية الت يكن أن تثري برامج الذاعة والتلفاز‪.‬‬
‫ويكن للذاعة والتلفاز بالضافة إل البامج الاصة أن تضيف فقرة‬
‫ف نشرة الخبار أو بعدها مدتا ربع ساعة تذاع أكثر من مرة يوميا يعد فيها‬
‫‪25‬‬
‫أحد الذيعي أو معدي البامج قراءات للصحف والجلت الحلية يتناول فيها‬
‫أبرز القالت من خلل قراءة فقرات منها ‪.‬ونن بثل هذه القراءة نقق أكثر‬
‫من هدف منها‪ :‬تقوية الصلة بي وسائل العلم الختلفة ‪،‬وثانيا ف مثل هذا‬
‫العمل تشجيع للمستمعي والشاهدين للبحث عن الصحافة لقراءة بقية القالة‬
‫ورب ا متاب عة كا تب مع ي أو صحيفة معي نة ‪ ،‬وثال ثا‪ :‬نكون قد حقق نا هدفا‬
‫دعويا بأسلوب مشوق بعيد عن الوعظ الباشر‪ ،‬وهذا من أهم أسس العلم‬
‫ف هذه البلد ‪.‬‬
‫إننـ أرجـو أن تكون هذه الرسـالة إل مؤترـ بكيـ فرصـة لوسـائل‬
‫العلم ال سموعة والرئ ية لعادة الن ظر ف دورات ا البام ية القبلة لتج عل في ها‬
‫مالً للمرونة والتنويع والتابعة‪ .‬وأرجو أن تستعي الذاعة بن لديهم الس‬
‫الصحاف الذي يسعى إل متابعة الحداث العالية قبل وقوعها‪ .‬فهل أعددنا أي‬
‫برا مج لواج هة برا مج الذاعات الوج هة ال ت تالف توجهات ال مة وقيم ها‬
‫وتقاليدها كما كان الال ف برنامج (عن النس بصراحة) الذي قدمته إذاعة‬
‫لندن القسم العرب بعد انتهاء مؤتر السكان ف القاهرة العام الاضي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫نحن ومؤتمر السكان الجديد‬
‫بدأ يوم الثني الثان والعشرين من شوال ‪ 1419‬هـ الوافق ‪8‬فباير‬
‫‪1999‬م الؤت ر الدول الا مس لل سكان والتنم ية أعماله ف مدي نة لهاي ف‬
‫هولندا بشار كة أك ثر من مائة دولة‪ .‬وبالر غم من متابع ت ال صحفية ال ستمرة‬
‫فإن ن ل أع ثر على كتابات حول هذا الؤت ر ق بل انعقاده‪ .‬هل ال صمت ق بل‬
‫الؤتر وربا أثناءه أمر مقصود حت يقضى المر ونن غياب؟‬
‫قبـل أربعـة أعوام عقدت الدورة الرابعـة مـن هذا الؤترـ فـ القاهرة‪،‬‬
‫وكانت أخبار الؤتر تتل مكان الصدارة ف وسائل العلم الختلفة‪ ،‬وقد أثار‬
‫الؤتر كثيا من ردود الفعال حول حضور الؤتر أو الغياب عنه وحول وثيقة‬
‫الؤترـ التـ أعدت قبـل انعقاد الؤترـ وجاء الؤترـ لقرارهـا بعـد مناقشتهـا‪.‬‬
‫ولكن ها كا نت خ طة مبي تة لن شر الف ساد بذري عة ما ي سمى إطلق الريات‬
‫الفردية ف مال الصحة النتاجية (النس) وكان للشاذين حضورهم ف هذا‬
‫الؤتر‪.‬‬
‫وقد رافق الؤتر وتله اهتمام وسائل العلم الغربية وباصة الذاعات‬
‫الوج هة ف ركوب الو جة فقد مت إذا عة لندن برناما من عشرين حلقة عن‬
‫النس والثقافة النسية وعرضت على الساع ما يدش الياء من معلومات‬
‫وتفاصيل وقيم غريبة‪.‬‬
‫وقـد لحظـت أن هناك ارتباط بيـ هذه الؤترات الدوليـة فـ الطـ‬
‫الفكري الذي ت سعى لتروي ه والدعوة إل يه‪ .‬فب عد انتهاء مؤت ر القاهرة الدول‬
‫حول ال سكان والتنم ية جاء الؤت ر العال ي الا مس للمرأة ف بك ي بال صي‬
‫فتداعـت النظمات الكوميـة وغيـ الكوميـة(؟) لعقـد الندوات وحلقات‬
‫‪27‬‬
‫البحث والدراسة ف أناء العال العرب والغرب للتحضي لؤتر الصي وكانت‬
‫ف الغالب تتبن الفكر نفسه الذي ظهر ف مؤتر القاهرة‪.‬‬
‫وكان ماـ يشاد بـه مشاركـة النظمات السـلمية الختلفـة فـ مؤترـ‬
‫الصـي وماولتهـا اسـتغلل الناسـبة لعرض السـلم وقيمـه ومبادئه وتعاليمـه‬
‫بصوص الرأة‪ .‬وقد أبلى معظم السلمي الشاركي بلءً حسنا ف هذا الؤتر‬
‫كما كان للمسلمي والنظمات السلمية دور مبارك ف الؤتر الذي عقد ف‬
‫اسـتنبول تتـ عنوان (اليواء والجرة) ‪ .‬ول بـد أن أشيـ إل مـا بعـض مـا‬
‫حدث مـن صـراعات جانبيـة بيـ بعـض المثليـ السـلمي‪ .‬وكأنمـ خضعوا‬
‫لتأثيات معي نة فبدلً من التفا هم والوار مه ما كا نت الختلفات فإن ب عض‬
‫هذه اللفات طفا إل السطح‪.‬‬
‫أما هذا الؤتر الذي يعقد هذه اليام ف هولندا فلماذا ل يتم التحضي‬
‫له م سبقا فإ نه فر صة ليعرض ال سلمون موقف هم من الف ساد الخل قي الذي‬
‫ينت شر ف أناء العال وأن نا نتأ ثر ب ا يدث ف العال ‪ ،‬وأن نعرض على العال‬
‫القيـم الخلقيـة السـلمية التـ أسـاسها العفـة والفضيلة وتشجيـع الزواج‬
‫الشرعي ومنع كل المارسات الباحية النتشرة حاليا ف أناء العال‪.‬‬
‫وأعود إل خـب الريدة الذي ل يكـن فـ الصـفحة الول ول فـ‬
‫الخية‪ ،‬ولك نه ف ال صفحة ق بل الخية ح يث أورد الحاور الم سة للمؤت ر‬
‫ومنها ‪ " :‬كيفية خلق البيئة اللئمة لتطبيع برنامج عمل المم التحدة للسكان‬
‫والتنميـة ( هـل وافقنـا عليـه أو هـل نوافـق عليـه؟) ‪ ،‬ويتناول الؤترـ الصـحة‬
‫النابيـة وكيفيـة وضـع الطرق التـ تواجـه باـ الدول برامـج تنظيـم السـرة‬

‫‪28‬‬
‫التكاملة وبرامج الصحة النابية ‪ ،‬ويأت بعدها موضوع الساواة والعدالة بي‬
‫النسي وتدعيم دور الرأة ‪"..‬‬
‫فإذا كان لنا حضور طيب ف مؤتر القاهرة والصي واستنبول فلماذا‬
‫الغياب عـن مؤترـ لهاي بولندا بالرغـم مـن أن الصـحيفة اسـتضافت أحـد‬
‫الشاركيـ مـن الكويـت الذي قال‪ ":‬وعلى القـل لنذهـب لنفهـم رغـم أننـا‬
‫نستطيع التأثي ولدينا فعالية كما أننا نلك تأثينا كخليجيي ف الفكر التنموي‬
‫العربـ والسـلمي ‪،‬وأعتقـد أننـا مؤثرون بشـك ملموس وفعال فـ هذه‬
‫الؤترات‪"..‬‬
‫وف الوقت الذي يتحدث العال عن السكان والد من النمو السكان‬
‫ستعرض إحدى القنوات الفضائية ‪ CNN‬برناما عن زيادة عدد كبار السن‬
‫ف آ سيا القارة ال ت كا نت تتاز بزيادة عدد الشباب في ها وال ت بدأت ت صاب‬
‫بأمراض الضارة الغربية‪ .‬ليتهم يدرسون كيف تستطيع الراضي السيوية أن‬
‫تنتج من الحاصيل كما تنتج أراضي أمريكا الت تكاد تغرق العال بنتوجاتا‬
‫الزراعيـة ويعتمـد العال كله على الغذاء السـتورد منهـا بدل أن يدثونـا عـن‬
‫تنظيم النسل أو تديده أو الصحة النابية وموانع المل ‪..‬ال‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مؤتمرات المم المتحدة‬
‫القادمة‬
‫زعم الدكتور سعد الدين إبراهيم ف أحد مقالته الربع الت نشرتا‬
‫جريدة الياة إبان انعقاد مؤت ر التنم ية وال سكان ف الفترة من ‪ 10-5‬سبتمب‬
‫‪ 1994‬أن اجتماعات تضي ية قد عق ـدت ف القاهرة وال سكندرية والن يا‬
‫لناقشـة مسـوّدة قرارات الؤترـ الذكور وحضـر" رجال ديـن" مسـلمون‬
‫ون صارى هذه اللقاءات ‪.‬وتع جب ك يف سكتوا حينئذ ول ا أو شك الؤت ر أن‬
‫يبدأ أعماله أثاروا ض جة و صخبا ضد الؤت ر‪ .‬قد يكون الدكتور صادقا ف‬
‫زعمه ‪ ،‬ولكن حبذا لو أوضـح لنا مت عقدت هذه الجتماعات ومن الذي‬
‫مثّل جانـب علماء الديـن السـلمي‪ ،‬وهـل يقـ ل م فعلً أن يتحدثوا باسـم‬
‫العلماء السلمي‪.‬‬
‫ُضيـ المـر بليـل" وجاءوا بالوثيقـة لقرارهـا‬
‫على أي حال لقـد" ق َ‬
‫والتوق يع علي ها ف بض عة أيام‪ .‬ف هل ي تم إعداد الوثي قة ف سنوات ول ي سمح‬
‫بنقاش ها إلّ ساعات مدودة؟ غ ي أن تط يط الم ـم التحدة لن يتو قف ع ند‬
‫هذا الؤتر فهم يعدون لؤتر آخر قد يكون أشد خطورة وهو "الؤتر العالي‬
‫الرا بع للمرأة" سيعقد ف بك ي ف ش هر أيلول ( سبتمب )‪ 1995‬من و سوف‬
‫يسـبق هذا الؤترـ اجتماع تضيي فـ فينـا بالنمسـا فـ الفترة مـن ‪-17‬‬
‫‪21‬تشرين الول (أكتوبر) ‪ ، 1994‬ومن التوقع أن يشارك ف مؤتر بكي‬
‫بي ثلثي ألف وأربعي ألف امرأة من جيع أناء العال‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ومـن اللفـت للنتباه الصـلة الشديدة بيـ مؤترـ "السـكان والتنميـة"‬
‫وهذا الؤتر حيث سيكز الؤتر حسبما أفادت بعض الصادر(‪ )1‬على القضايا‬
‫ال ت ت تناول ا ف مؤت ر القاهرة م ثل حق ـوق الناب وال صحة التنا سلية‪.‬‬
‫ويشي الصدر نفسه إل أن هناك استعدادات أمريكية ف جيع أناء الوليات‬
‫التحدة يتم اتاذها للعداد لؤتري فينا وبكي‪.‬‬
‫وحت ل توضع وثيقة أخرى شبيهة بوثيقة مؤتر "السكان والتنمية "‬
‫ونبدأ ف اللحظات الخية ف العتراض والحتجاج والتنديد ن ل بد أن نبدأ‬
‫من اليوم ف العداد ليُسمع صوت السلم عاليا ‪ ،‬ولكن كيف سيتم ذلك؟‬
‫يعج العال السلمي بركات نسائية تقودها نساء متغربات من أمثال‬
‫نوال السـعداوي وهــؤلء غيـ مؤتنات مطلقا على نقـل وجهـة النظـر‬
‫السلمية إل العال ففاقد الشيء ل يعطيه‪ .‬فمـن يثل الرأة السلمة؟ونتساءل‬
‫هل من المكن أن نؤسس قسما نسائيا ف رابطة العال السـلمي ‪ ،‬وآخر‬
‫فـ منظمـة الؤترـ السـلمي ‪ ،‬وثالثا فـ الندوة العاليـة للشباب السـلمي ‪،‬‬
‫ورابعا فـ وزارة الوقاف والشؤون السـلمية بالضافـة إل تنظيمات شبيهـة‬
‫مل ية ف البلد ال سلمية الختل فة‪ .‬وتبدأ ه ـذه الماعات بالجتماعات ف‬
‫أ سرع و قت لتحدد مو قف ال سلم و من القضا يا الن سائية العال ية‪ ،‬وكذلك‬
‫موقف السلم من الرأة عموما‪ ،‬وأن يتم إعداد موقف إسلمي موحد ليقدم‬
‫ف هذه لؤترات‪.‬‬

‫‪- 1‬نشرة أضواء على النباء ‪-‬تصدرها وكالة إعلم الوليات التحدة المريكية ف الملكة ‪،‬‬
‫عدد ‪ 21‬ف ‪ 29‬أغسطس ‪1994‬م‬
‫‪31‬‬
‫والعال السـلمي بمـد ل يضـم آلف النسـاء اللتـ يلكـن ثقافـة‬
‫إسلمية عالية ‪ ،‬وقريبا سيعقد مؤتر إسلمي حول السرة السلمة فهل نعلها‬
‫فرصـة للتصـدي لذه الؤترات الشبوهـة؟ يبـ أن ننقـل إل العال موقـف‬
‫ال سلم الذي كرّم الرأة إل در جة ل يعرف ها تشر يع قبله ولن يعرف ها مهم ـا‬
‫بذل الب شر من ج هد‪ .‬ل بد للعال أن يدرك هذه ال ساسيات ‪ { :‬هو الذي‬
‫خلقكم من نفـس واحدة وخلق منها زوجها} وقوله صلى ال عليه وسلم (‬
‫النسـاء شقائق الرجال) وكان مـن آخـر وصـاياه صـلى ال عليـه وسـلم‬
‫( وا ستوصوا بالن ساء خيا) وقوله صلى ال عل يه و سلم ( خي كم‪ ،‬خي كم‬
‫لهله وأنا خيكم لهلي‪).‬‬
‫لقـد كرّم السـلم الرأة ابنـة ‪ ،‬وزوجا وأختا وأما وعمـة وخالة‬
‫‪..‬فج عل تربيت ها والح سان إلي ها سببا ف دخول ال نة ن وج عل إكرام الم‬
‫والب إلي ها سببا ً ف الو صول إل رضوان ال ‪ ،‬بل ج عل بر الوالد ين كالهاد‬
‫‪ (..‬ففيهما فجاهد)‬
‫تنادي النظمات العال ية بتعل يم الرأة ‪ ،‬و هل أبلغ من توج يه الر سول‬
‫صلى ال عليه وسلم‪( :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم) وقد ضرب ال عز‬
‫وجل مثلً للمؤمني باثنتي من النساء ها‪ :‬زوجة فرعون ‪ ،‬ومري ابنة عمران‪.‬‬
‫وف الوقت الذي ندعو فيه العال إل تكري الرأة القيقي كما جـاء به ديننا‬
‫العظيم يب علينا أن نرفع الغشاوة عن أع ي أتباع هذه الضارة الادية ذات‬
‫القيم الت أخرجت الرأة وامتهنتها إل درجة ل تعد الرأة إلّ متاعا من التاع‬
‫تعان من الذلل والقهر والحتقار الشيء الكثي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ل قد قاد الغرب الدعوة الزعو مة إل " تر ير الرأة" وش جع أ صحاب‬
‫الفكـر النحرف لنشـر هــذه الدعوة فـ أناء العال ‪ ،‬ومـن آخـر‪ -‬وليـس‬
‫آخرهـم‪ -‬الارقـة تسـليمه نسـرين البنجلديشيـة‪ .‬فقــد آن الوان أن تعود‬
‫القيادة لذه المة لا تلكه من مؤهلت حقيقية للقيادة ‪ ،‬وال الوفق‪.‬‬

‫‪33‬‬

You might also like