المحاضرات ألقيت في 1974وترجمت إلى الروسية عام 1994 ترجمة :د .محمد ياسر حسكي
لغة الفيلسوف أوشو لغة ل يمكن تكرارها ،ومع
أن محاضراته كانت بسيطة وقليلة الكلمات، ولكنها كانت مليئة بالمعاني العميقة البعيدة الحدود .لهذا السبب قد ل نستطيع أن ننقل بترجمتنا كل الموسيقى التي كانت تمل كلماته، ولكن هذا لم يمنعنا من الحفاظ على المعاني الخارجية بحذافيرها ،وعلى الفكرة بسطحها الظاهر ،مما أدى أحيانا إلى تهديم ذلك العمق الكبير للمعنى الروحي الذي كان ُيعبر عنه الفيلسوف أوشو بكلمات قليلة جدا .وهذا يضطرني للعتذار من القارئ الكريم عن أي فشل في التعبير عن تلك الفكار العميقة في روحانيتها ،والتي كانت تنبع من قلب ملئ بالنور. لقد كان أوشو يتكلم في عمق صمته بالكثير، مما ل يمكن صياغته في كلمات كما كان يتحدث .طلبه كيف يمكن حقيقة للكلمات أن توصل تلك الرسالة التي ل يمكن التعبير عنها بكلمات؟ ما الذي نستطيع أن نقوله عن المعلم الروحاني العرفاني؟؟ لقد كان محتوى الرسالة التي كان يريد هذا المعلم إيصالها فوق مستوى الكلمات، وكانت تستدعي لفهمها أن يترك النسان تفكيره والمور المنطقية ليصبح فارغا من الداخل ،وهذا يسمح للنسان أن يتخلص من الشروط التي يضعها هو أو يضعها غيره لحياته، ويسمح له أن يتخلص من النتظار والتمني المر المرتبط بالنا المزيفة ،ويجعل العرفان الذي يحاول المعلم الروحي أن يوصله شيئا قريبا .وملموسا لنا أوشو وكل المعلمين الروحيين قبله يريدون جعلنا أواني فارغة قادرة على قبول تلك البدية الروحية ،التي ل يمكن التعبير عنها بكلمات .والتي يستمتعون بها هم أنفسهم في هذه المحاضرات يوضح أوشو الفكرة القائلة بأنه مادمنا في حالتنا الروتينية الحياتية الراهنة فليس هنالك مكان للشيء الروحي الذي ل يعبر عنه بكلمات في داخلنا ،نعم ل يمكن للبذرة الروحية أن تجد فسحة في تربتنا غير الصالحة، وهي مازالت في حالة من النتظار في داخلنا تتأمل فسحة أو زاوية فارغة من عالمنا الداخلي الذي تملؤه الهموم ،وخطط المستقبل المر الذي يقفل الباب أمام أي شيء روحي .ولكن هذا ل يعني أن نبذل الجهد لنصل إلى هذا الفراغ وإل اصطدمنا مع المفارقة بأن اشتداد الجهد والعزم يغذي النا المزيفة ،مما يجعلنا فاشلين بشكل كامل ،إذن ماذا يمكن أن نفعل؟؟ أوشو يقول لنا أنه علينا أن ل نفعل شيئا لن الفعل يصدر من النا المزيفة ،وأنه علينا أن نكون منفتحين وأن نقبل كل الوجود حولنا ،وكل ما يجري فيه ،متجاوزين بذلك تفكيرنا الذي يحب التقييم .كلمات أوشو ترشح إلى داخلنا ،إلى أعماق وجودنا وروحنا لنصبح أشبه ما نكون .بالمركب الفارغ عندما نتأمل هذه الكلمات بمعانيها العميقة، فسوف نفهم أنها قد تكون طريقا إلى الجنون، ولكن أوشو يستعمل هذا التناقض كتقنية يستطيع بمساعدتها أن يصل إلى كل أنواع .الشخصيات المحيطة به أوشو يعلم كل خدع النا المزيفة وحيلها ،ويعلم كل أساليب تفكيرنا ،لنه قد مشى في هذا الطريق وتجاوز هذه المرحلة ليكون أمامنا ،دليل .لنا أوشو ل يحاول أن يجعلنا عبيدا لقواعده الخاصة فهو ليس عدوا لنا ،ولنه يمتلك الكثير من الحب لفطرتنا الداخلية ،نراه ُيوجه كل جهوده لمساعدتنا في أن نعي عبوديتنا لكثير من الشياء والشخاص ،ونراه ُيحاول مساعدتنا في .التخلص من هذه العبودية وسيطرتها على حياتنا أوشو يقوم بمفاجأتنا بمبدأ الصدمة الذي يستعمله كثيرا ،وهو بذلك ينفضنا من قلب الخليا المغلقة والقوالب التي وضعنا أنفسنا فيها ،لكي نستطيع من خلل الصحو الناشئ .والوعي أن نفهم ونغير من وضعنا كون فيه ولكنهم أوشو يقول إن الناس حوله يش ّ كون في أنفسهم أبدا ،لنه في تلك ل يش ّ اللحظة التي يبدأ فيها التفكير بالشك في نفسه يتوقف عن الوجود .ظهور الشك يعتبر تربة خصبة لكي ُيضيع التفكير ثقته بنفسه ،وسوف يؤدي ذلك آجل أو عاجل إلى السقوط في هاوية .التأمل عندما نقرأ أفكار أوشو فإن أكثر شيء نستطيع أن نفعله هو أن نفتح أبوابنا للسماح لتلك الرسالة التي ل يمكن صياغتها في قالب الكلمات والتي تختبئ بين الكلمات بأن تخترقنا .وتصل إلى أعماقنا ل مقتنعا إنني يمكن أن أوشو يقول ":ولكِني َأقو ُ أساعدك ل بصفتي خبيرا ً ول مختصا ،ول إنسانا غريبا ً عنك ،بل لنني كنت مسافرا على نفس الطريق الذي تسلكه ،ومررت بنفس الجنون ت من خلل نفس البؤس الذي تمر به ،ومرر ُ واللم والعذاب الذي ُتعاني منه الن ،لقد مررت بنفس الكوابيس الليلية ،ومهما فعلت معك فإن ".ذلك لقناعك بالتخلص من جنونك تت أو ستكون فقد كن ُ ويقول أيضا ":حيثما كن َ كون. ن لك أن ت َ ُ َ ت أنا فُيمك ُ أنا هناك ،وحيثما كن ُ انظر إلي بعمق قدر المكان وستشعر بي بشكل عميق وستشعر أنني مستقبلك وفرصتك ".المتاحة الكثير منا يعيش في عالم الزمن ،في ذكريات الماضي أو أمنيات المستقبل ،وقد نلمس أحيانا ذلك التدفق اللزمني الذي نسميه تدفق الحاضر: في لحظات الجمال المفاجئة أو في لحظات الخطر المباغتة أو عند لقاء من نحب أو مشاهدة .الشئ غير المنتظر لقد استطاع القليل من الناس أن يغادروا عالم الزمن والتفكير ،عالم المنافسة والنزوات، وحاول عدد ل يتجاوز أصابع اليد من هؤلء أن يشاركوا غيرهم في خبرتهم الروحية هذه. الناس المعاصرون كانوا يعدون هؤلء الروحانيون مجانين ،وبعد موتهم كانوا يطلقون عليهم الفلسفة .ولكن مع مضي الوقت أصبح هؤلء الفلسفة أسطورة ،حيث استطاع هؤلء البشر المخلوقون من لحم ودم أن يكونوا انعكاسا لمانينا في الخروج من حدود هذا الجسد ،وهذا التفكير ،وهذه الحياة المليئة .بالروتين عديم المعنى لقد كان أوشو واحدا من هؤلء حيث فتح بابه الموصل إلى التدفق اللزمني للحاضر ،وقد وهب هذا النسان الذي كان يسمي نفسه )النسان الذي يحيا بشكل حقيقي( حياته ليقاظ الخرين للبحث عن هذا الباب حيث ل نعيش في الماضي ول في المستقبل ونفتح في أنفسنا .عالم البدية ولد أوشو 1931-12-11في قرية كوتشافادا من مقاطعة ماديا براديش في الهند .أظهر أوشو منذ نعومة أظافره روحا ثائرة تحب الستقلل، وتفضل المعاناة الخاصة والبحث الذاتي عن الحقيقة ،وقد وضع هذه المعاناة أعلى بكثير من المعلومات النظرية والمعتقدات التي كان .المجتمع المحيط يحاول أن يفرضها عليه أصبح أوشو عارفا روحانيا أو متنورا في سن الحادية والعشرين ،ثم أنهى دراسته الكاديمية، ثم مارس مهنة التعليم لعدة سنوات في قسم الفلسفة في جامعة مدينة جبالبور ،في هذه الفترة كان يسافر كثيرا في كل أنحاء الهند، لُيحاضر وُيناقش وُيناظر الكثيرين من رجال الدين حيث كان يضع الكثير من المعتقدات المسلم بها تحت الشك ،وكان يتصل بكل طبقات المجتمع المختلفة .لقد قرأ أوشو في هذه الفترة الكثير مما ساعد على توسيع فهمه لنظمة المعتقدات ونفسية النسان المعاصر. في نهاية الستينيات بدأ أوشو بتطوير طرقه الخاصة للتأمل الحركي حيث كان يقول :النسان المعاصر يحمل الكثير من التقاليد المتخلفة المتجمدة ،إضافة إلى ثقل الروتين الحياتي اليومي ،ولذلك عليه أن يمر خلل عملية التنظيف الداخلي العميق قبل أن يكون عنده أمل بدخول ذلك العالم المتحرر من الفكار .والذي نسميه بعالم التأمل والسترخاء في بداية السبعينيات بدأ أوائل الغربيين بالسفر ون حوله في مدينة إلى أوشو وفي عام 1974تك ّ بونا مجتمع بسيط مما حول ذلك النهر الصغير من الناس القادمين للستفادة من هذا المعلم الروحي إلى طوفان .كان أوشو من خلل عمله مع الناس المحيطين به يمس كل اتجاهات تطور الوعي البشري ،ويستخلص ويعطي لمن حوله جوهر البحث الروحي للنسان المعاصر ،وكان يعتمد ليس على فهمه الفكري وإنما على خبرته .الوجدانية الخاصة لم يكن أوشو تابعا لي من التقاليد الموجودة وكان يردد دائما )أنا بداية لوعي ديني جديد بشكل مطلق( .وقد جمعت محاضرات الفيلسوف أوشو التي ألقاها على طلبه وعلى الباحثين عن الحقيقة من كل أنحاء العالم في أكثر من ستمائة مجلد وقد ترجم معظمها إلى أكثر من .ثلثمائة لغة كان أوشو يقول" :رسالتي ليست فلسفة معينة وإنما كيمياء معينة ،علم لتحويل النسان إلى إنسان آخر ،حيث يستطيع النسان الجاهز للموت أن يولد بشكل جديد ل يمكن حتى أن يتصوره في الوقت الحاضر ،ولكن هذا يحتاج لشجاعة لنها مخاطرة عظيمة ومغامرة ل يقدم عليها إل القلئل .إن من يسمعني يقوم بالخطوة الولى للولدة من جديد ،فلذلك ل تستخدموا كلماتي كفلسفة تقوم بحمايتكم بشكل آمن أو تستعملونها للتفاخر على غيركم. كلماتي ليست قواعد معينة تعطيكم الجوبة الجاهزة على السئلة الملحة التي تقلقكم... رسالتي ليست نوعا من التخاطب الكلمي المعروف ،وإنما هي أخطر من ذلك بكثير فهي ".موت للولدة في حياة جديدة توفي أوشو في ،1990-1-19وبقي المجتمع المحيط به من أكبر المراكز العالمية التي تساعد على النمو الروحي لكل المهتمين والباحثين عن الحقيقة من كل أنحاء العالم ،الذين يأتون للمشاركة في طرق التأمل ،مجموعات علج الجسد ،مجموعات البرامج البداعية حيث يجربون بأنفسهم ماذا يعني أن يعيش النسان .في العالم الروحي الفصل الول الحلوة المالحة م الناس يعيش دائما حياة مليئة حك ُ الذي ي َ ْ بالضطرابات حزن.الذي يحكم الناس يعيش في ال ُ لن الداو ل تريد أن نؤثر على الخرين .ول أن نصبح متأثرين بسلطتهم إن الطريق للتخلص من الضطرابات والحزن ش مع الداو في عالم الفراغ .أن نعي َ عبُر النهر إذا كان الرجل ي َ ْ وهو سّيئ الطباع واصطدم مركب فارغ بزورقه الصغير الخاص ن يكون غاضبا جدا ً .فهو ل َ ْ ،ولكنه لو رأى رجل في ذلك المركب فسيصرخ حتما عليه بأن يقود بشكل أحسن وإذا لم يكن صياحه مسموعا فسيصرخ من جديد وسيصرخ ثانية ثم يبدأ بإمطار ذاك الرجل باللعنات ل ذلك لنه هناك شخص ما في ذلك المركب .وك ُ ّ ،فيما لو كان المركب فارغا ،لم يكن ليصيح .ولم يكن ليغضب ص غ مركب َ َ ن ُتفر َ َ ك الخا َ إذا استطعت أ ْ ،وأنت تعبر خلل نهر الحياة ،فلن يعارضك أي أحد .ولن يجلب لك الذى أي أحد ة تقطع أول ،الشجرةَ المستقيم َ الجداول العالية تجف أول عندما تريد مضاعفة حكمتك ،فستجلب العار للجهل وتتمكن من الحصول على سمعة جيدة ،وتتمكن ،من تجاوز الخرين وسيشرق النور حولك س والقمر -كما لو أنك ابتلعت الشم َ ن َتتفادى المصائب .ول ْ :الرجل الحكيم قا َ ل وهو راض عن نفسه ة .لقد قمت بعمل عديم القيم َ ،لن النجاز هو ِبداية الفشل والشهرة هي بداية الفضيحة سَتطيع َتحرير نفسه من النجاز والشهرة ن يَ ْ م ْ َ وأن ينزل بعد ذلك ليصبح مفقودا ً وسط جماهير الناس فسوف يستطيع السباحة مثل الداو بشكل غير ،مرئي وسيمشي بحرية في كل مكان كما هي الحياة بحد ذاتها .بدون اسم ول بيت ،هو إنسان بسيط وبدون علمات .وكيفما نظرت إليه فستقول إنه أحمق .ولن يبقى وراءه أي أثر .فهو ل يملك السلطة ول يريد إنجاز أي شيء ،ويعبر المجد من فوقه .دون أن يلتفت إليه م عليه حك ُ حكم على أحد ،فل أحد ي َ ْ .ولنه ل ي ْ هذا هو النسان الكامل .مركبه فارغ عندما أتيت إلي ،قمت بخطوة خطيرة ،فيها من ن َ نأ ْالمجازفة الشيء الكبير ،لنك بقربي يمك ُ ُتفقدَ إلى البد .إن القتراب مني يمكن أن يعني ت وليس أي شيء آخر ،لنني ُأشبه الهاوية. المو َ ط في أعماقي .لقد ب مني أكثر وسَتسق ُ اقتر ْ حضرت لهنا بمجرد سماعك لصوتك الداخلي .الذي كان وما يزال يدعوك لذلك ن تنجز أو يجب أن تعلم وتدرك أنك من خللي ل ْ ن َتفقد َ نأ ْ مك ُ تحصل على أي شيء ،بالعكس ي ُ ْ كل شيء ،وما لم تفقد كل شيء فلن تنمو بذرة ُ الربانية عندك ،وما لم َتختف كليًا ،فل يمكن أن يظهر في داخلك أي شيء حقيقي .النا ُتشكل .مانعا وحاجزا أمام كل ذلك الحقيقة أنك مليء بشكل كبير ،وعنادك يزيدك ن معه أن مك ُ امتلء ،النا تملؤك بشكل ل ي ُ ْ قك أو يدخل إليك أي شيء! نعم إن أبوابك يختر َ مغلقة ،ول يمكن فتحها إل عندما َتختفي أناك المزيفة ،وعندما تفتح أبواب عالمك الداخلي لُتصبح مثل السماء اللنهائية الواسعة .هذه هي .طبيعتك وهذا هو عالم الداو قب َ َ ن نبدأ بالحديث عن الحكم الرائعة لأ ْ َ ْ ب الفارغ للحكيم تشجوان الموجودة في المرك ِ ع َ َ ة أخرى ،لنها سَتض ُ ص َ ن أْروي لكم ق ّ ودّ أ ْتزي ،أ َ .اتجاها لمعسكر التأمل الذي تشاركون فيه يقولون أنه في يوم من اليام في قديم الزمان، ة البعيدة ،فقد المير عض البلِد المجهول ِ في ب َ ْ عقله فجأة ،وكان أبوه الملك متضايقا جدا وحزينا عليه ،فقد كان المير ابنه الوحيد ،ولذلك استدعى كل السحرة ،وصناع الخوارق والطباء الذين حاولوا فعل كل الشياء الممكنة ،ولكن كل جهودهم كانت دون جدوى وباءت بالفشل .لم ب الذي بقي َ ن ُيساعدَ الميَر الشا َ يستطع أحد أ ْ .مجنونا ً في ذلك اليوم الذي فقد المير فيه عقله ،طرح ملبسه وبقي عاريا ،واستلقى تحت منضدة عْيش هناك .لقد كان كبيرة وأعلن أنه يريد ال َ يعتقد بأنه ديك ،وفي النهاية كان ل ب ُدّ للملك من ل حقيقة أنه ل يمكن تطبيب المير وأنه قب َ ن يَ ْ أ ْ ل أمل في شفائه ،وأنه سيبقى مجنونا ً بشكل .دائم ،وأن محاولت كل الخبراء فاشلة ولكن في يوم مشرق انبعث المل من جديد، حيث طرق أبواب القصر الملكي شيخ متصوف، جة المير عال َ َم َ".وقال" :أعطوني فرصة واحدة ل ُ كان الملك يشك في المر ويشتم منه شيئا مريبا ،لن هذا الشيخ في ظاهره كان يشبه ن المير. م ْ المجانين ،بل إنه ليظهر أكثر جنونا ً ِ ن َ نأ ْ مك ِ ُ لكن الحكيم الصوفي قال" ،أنا فقط ي ُ ْ ُ جة مجنون نحتاج لمجنون أكثر عال َ َ م َ جه .لنه ل ُ أعال َ منه .وكل الشخصيات المهمة ،وصناع الخوارق عرفون ألف باء والطباء فشلوا لنهم ل ي َ ْ الجنون ،ولنهم لم يقوموا أبدا بأية خطوة على .طريقه كان هذا المر منطقيا ففكر الملك" :ليس هناك أذى ولن يصبح المر أكثر سوءا مما هو عليه الن فلم ل نقوم بالمحاولة؟ " وهكذا ُأعطي الحكيم الصوفي فرصة للتجربة ،وفي تلك اللحظة التي قال فيها الملك" :موافق ،عليك قفَز تحت بالمحاولة " طرح الصوفي ملبسه ،و َ .المنضدة وبدأ يصيح مثل الديك ن أنت؟ ولماذا تصيح م ْ استغرب المير وسألهَ " : " مثل الديك؟ فأجاب الرجل العجوزَ" :أنا ديك ،وبالمناسبة أنا أكثر تجربة منك .أنت ل شيء في الحقيقة، وجديد على هذه الصنعة ،وربما تصبح في أحسن أحوالك تلميذ لي ".فقال المير " :المور بخير "!.إذا كنت أنت أيضا ً ديك ،وَلكَنك ت َْبدو مثل الناس فأجابه الرجل العجوز" :ل تلق بال للمظاهر الخارجية ،انظر إلى روحي وداخليتيَ ،أنا ديك ".مثلك أصبح الحكيم الصوفي والمير أصدقاء .وأقسموا لبعضهم بعضا أن يعيشوا سويا ويقاوموا هذا .العالم الذي ل يحب الديوك وبعد مضي عدة أيام ،بدأ الرجل العجوز فجأة بالِلبس،وبعد أن لبس القميص سأله المير متعجبا" :ما الذي تفعله؟ هل جننت ،الديك ُيحاو ُ ل "اللباس كالناس؟ ل فقط ُ َ فأجاب الرجل العجوز مقاطعا" :أنا أحاو ُ أن أخدع هؤلء الحمقى ،الذين يسمون أنفسهم بشرا .وتذكر بأنه إذا كنت في ثيابي أو بدونها فهذا ليغير أي شيء ،لن الديك الذي في داخلي ن َ سيبقى دائما معي ولن يستطيع أي أحد أ ْ ُيغي َّره .هل تظن أنني عندما ألبس مثل النسان .فسأتغير؟" وافق المير على ذلك بعد بضعة أيام أقنع الرجل العجوز المير بأن ب وأصبح الجو أكثر ن َيقتر ُ كا َ يلبس لن الشتاءَ َ ة .برود َ ب الحكيم الصوفي غذاءا ً م بعد فترة فجأة طل َ ث ّ ن القصر .فارتعب الميُر جدا ً وصاح به" :ماذا م ْ ِ ل تريد ان َتأكل مثل ه ْ تفعل أيها التعيس؟ َ لن ن َأك َ ْ َ بأ ْ ج ُ ة وي َ ِ المخلوقات البشرية؟ نحن ديك َ ة ".مثل الديك ِ فأجاب الرجل العجوز" :بالنسبة إلي لفارق ول ن َ ن ت َْأك َ َ نأ ْ مك ِ ُ ئ ،وي ُ ْ يش َ لأ ّ نأ ْ مك ِ ُإختلف ،أنت ي ُ ْ ش َ عي َ تفعل أي شيء يعجبك ،حتى إنه يمكنك أن ت َ ِ مثل الناس وَتبقى وفيا لطبيعة الديك الموجودة ".في داخلك ع الرجل العجوُز الميَر وهكذا خطوة خطوة أقن َ ح وضعه ة .حيث أصب َ جوع إلى عالم ِ النساني ِ بالُر ُ .طبيعي بشكل مطلق هذه نفس الحالة بيني وبينكم .تذكروا أنكم د ق ْ مبتدئون فقط وجدد في هذا الطريق .أنت َ َ ة .أنا م عندي البجدي َ َتعتقدُ بأّنك ديك لكَنك َتتعل ُ كل الخبراء دكُ . ُ َ ن أساع َ نأ ْ مك ِ ُ خبير ،وأنا فقط ي ُ ْ فشلوا في علجك ،فلذلك أنت هنا .لقد طرقت َ ب في حياتك ،لقد قضيت الكثير الكثير من البوا ِ من الوقت في البحث ولم يستطع أي أحد .مساعدتك دك ُ َ ولكِني َأقو ُ ن أساع َ نأ ْمك ِ ُل مقتنعا أنني ي ُ ْ ت خبيرا ً ول مختصا ،ول انسانا غريبا ً لنني لس ُ عنك .لقد كنت مسافرا على نفس الطريق الذي تسلكه ،ومررت بنفس طريق الجنون الذي تمر ت من خلل نفس البؤس واللم به ،لقد مرر ُ والعذاب الذي تعاني منه الن لقد مررت بنفس الكوابيس الليلية .ومهما فعلت معك فإن ذلك ك ن جنون ِ َ م ْ .لقناعك بالتخلص ِ عندما تعتقد أنك ديك فهذا جنون؛ وعندما تعتقد أنك جسد فهذا جنون أيضا ً وبشكل أشد وأقوى من العتقاد الول .عندما تعتقد أنك ديك فهذا جنون؛ ولكن اعتقادك بأنك إنسان )كجسد فحسب( جنون أعظم ،لنك ل تتنتمي للشكل الخارجي .فليس هنالك فارق أن تكون ديكا َأو إنسانا بالشكل ،هذا كله دون معنى لنك تنتمي إلى عالم الحقيقة الكاملة الواحدة حيث ل شكل ول مادة ول مظاهر خارجية .وعندما تصر أن تكون أي شكل خارجي فهذا سيؤدي بك إلى الجنون .أنت لتنتمي لعالم الجسد ولتنتمي إلى عرق معين ول إلى مذهب معين ،أنت ل َتنتمي ح بل اسم وبل شكل، ي اسم .ومالم ُتصب ُ إلى أ ّ ن صحيحا من الناحية النفسية ن تَ ُ كو َ .فل ْ الصحة النفسية تعني التحرك إلى الشيء الطبيعي ،التحرك إلى أهم شيء فيك ،إلى الشيء المختفي داخلك وراء شكلك الخارجي. هذا المر يتطلب جهدا كثيرا لن قطع الصلة مع الشكل الخارجي ورميها شيء صعب جدًا ،لنك متعلق جدا ً بهذا الشكل الخارجي ومتحد بشكل .شبه كامل معه ل هذا موجود لقناعك بأن تسعى معسكر التأم ِ إلى عالم الل شكل ،لتعليمك أن تكون خارج الصيغ المختلفة ،لن أي صيغة تعني النا المزيفة :حتى الديك يملك أنا مزيفة ،والنسان عْندهُ أنا مزيفة .فكل صيغة أو شكل تتمركز في النا ،أما العالم الذي يفتقد الصيغة والشكل فهو يعني اختفاء النا ،وهذا يعني أن مركزك َ ونقطتك الوسطى الساسية في كل مكان أول تنتمي لعالم المكان .هذا محتمل مع انه يبدو ث لي .وعندما شبه المستحيل ولكن هذا ماحد َ َ َ م من خلل تجربتي م عن ذلك فأنا أتكل ّ ُ .أتكل ُ حيثما كنت أو ستكون فقد كنت أنا هناك ،وحيثما ن هناك .انظر إلي ن تَ ُ َ َ كو َ نأ ْ كنت أنا فأنت ُيمك ُ بعمق قدر المكان وستشعر بي بشكل عميق .وستشعر أنني مستقبلك وفرصتك المتاحة ل إستسلم لي ،فهذا يعني الستسلم حينما َأقو ُ لهذه المكانية واستخدام هذه الفرصة حيث ك هو مجرد فكرة. ض َج ،لن مر َ َ ن ُتعال َنأ ْ مك ِ ُ يُ ْ المير أصيب بالجنون لنه وحد نفسه مع فكرة كل شخص منا مجنون ،مالم يفهم بأّنه أنه ديكُ . ي شكل أو صيغة ،وعند ذلك ليس متحدا مع أ ّ .يصبح الشفاء النفسي أمرا ممكنا ن أي أحد بشكل ن يَ ُ كو َ لذلك الشخص العاقل ل ْ ن َ نأ ْ خاص ،ولن يملك أي شكل او صيغة ،ول ُيمك ُ ن ن يَ ُ َ ي ُ كو َ نأ ْ كون أو يملك .الشخص المجنون ُيمك ُ أحدا ما -سواء ديكا َأو إنسانا أو رئيسا لشركة، َأو أي أحد آخرمطلقًا .الشخص العاقل يشعر .باللجسدية وهنا يكمن الخطر الرئيس لقد أتيت لعندي كأحد ما ،أو لأحد ولكن إذا سمحت لي وأعطيتني فرصة ،فستصبح لأحد أو سيختفي هذا اللأحد .كل الجهود موجهة لجعلك لأحد ،ولكن لماذا؟ لماذا الطموح بان تصبح ل ح ل أحد ،فلن تستطيع أحد؟ لنه مالم ُتصب ُ الستمتاع بالسعادة الروحية ،مالم تحصل على حل ذلك فلن تذوق النشوة الحقيقية ،مالم ُتصب ُ ت لك -أنت َتستمربانفاق عمرك أحد فالبركة ليس ْ .الغالي هباء في الحقيقة انت لتحيا ،أنت َتجر نفسك ل نفسك كعبء ثقيل وتتجه حم ُ ببساطة ،أنت ت َ ْ نحو القبر ،معانيا من لحظات اللم الكثيرة، س هناك ولو ولحظات اليأس والحزن الكثر ،ولي َ ن نعمة السعادة ،ليس لشيء إل شعاع واحد م ْ ع العبور إليك .إذا كنت لن هذا الشعاع لَيستطي ُ ة،ن الحجار ِ م ْ أحدا ما ،فأنت مثل كتلة صلبة ِ ن َيخترقها أي شيء ليدخل فيها .عندما َ نأ ْ مك ِ ُلي ُ ْ تكون لأحد فستبدأ ثقوب صغيرة بالظهور لتكبر فيما بعد وتسمح للنور بالعبور إلى عالمك الداخلي .عندما تكون لأحد ،فأنت فارغ ،شفاف، عبرمن خللك ،لنه ليس َ ويمكن ل ُ ني ْ كل شيء أ ْ .هنالك عائق يمانع ذلك وليس هنالك مقاومة عني أنت الن تشبه الحائط ،والحائط في داخلك ي ْ هذا ال )أحد( ،أما عندما تصبح بابا مفتوحا فأنت لأحد .الباب يعني الفراغ ،حيث يمكن لي شخص عبر ،بدون ان يشعر بالمقاومة ،أو أو شيء أن ي َ ْ الموانع ،او بوجود شخص ما .أنت مجنون ،أنت ل ح صحيحا من الناحية النفسية أحد .وهكذا سُتصب ُ .للمرة الولى ولكن المجتمع المحيط بنا وأنظمة التعليم والحضارة والثقافة ،كلها تزرع في داخلك هذا ن تصبح أحدا ما من َ )الحد( وتساعدك أ ْ الشخصيات المهمة .فلذلك أنا َأقول :أن الدين ضد الحضارة ،والتعليم ،والثقافة ،لن الدين مع .الفطرة ومع عالم الداو ل الحضارات ضد الفطرة الطبيعية للنسان، كُ ّ لنها تطمح أن تجعل منك إنسانا مهما بشكل خاص .وكلما تبلورت شخصيتك في هذه الشخصية المهمة كلما تناقص قسط الربانية ن يمر إليك.الذي يمكن أ ْ ب إلى المعابد ،والكنائس ،وإلى رجال ذه ُ أنت ت َ ْ الدين ،ولكنك هناك أيضا ً تبحث عن طريقة لتصبح شخصا ما مهما في العالم الخر ،إن التفكير الغارق في دوامة الطموحات وتحقيق النجاح يمشي في أثرك ويتبعك كظلك .وحيثما تذهب فسيكون تفكيرك حائما حول فكرة الربح والنجاح ،والحصول على شيء ما .إذا جاء أحد منك إلى هنا ليحقق واحد من هذه الهداف فليسافر وكلما كان سفره أسرع كلما كان أفضل له ،عليه أن يهرب مني بأسرع ما يمكن، ح شخص ما َ دتك لتصب َ ع َ سا َ م َ ع ُ .لنني ل أستطي ُ دك ُ ت عدو َ مكنني أن أساع ُ ك .ولكن أنا ي ْ أنا لس ُ لكي تصبح لأحد .أنا أستطيع دفعك للسقوط في الهاوية ،في واد بل قعر .أنت لن تحصل معي على أي شيء ،أنت ستذوب ببساطة .أنت ط وَتسقط وتذوب ،وفي تلك اللحظة ستسق ُ عندما تذوب بشكل كامل فسيشعر كل وجودك الدااخلي بالنشوة ،وسيحتفل الوجود كله بهذا .الحدث بوذا وصل إلى هذا ،وأنا أستعمل فعل "وصل" لغويا ،لنه ليس هنالك كلمة تعبر عن الفعل بشكل أحسن ،ومع ذلك فهي كلمة غير جيدة ول تعبر عن الشيء الحقيقي ،لنه لم يكن هناك وصول ول حصول على شيء ما ،ولكنك توصلك لفهم ماذا أقول .نعم لقد وصل بوذا إلى هذا الفراغ ،هذا العدم .لقد جلس بوذا صامتا لسبوعين ،لربعة عشر يوم بشكل مستمر، عمل أي شئ ليتحرك ،ل يقول أي شيء ،ول ي ْ يقال بأن العالم العلوي قد فرح بهذا الحدث، فمن النادر أن يحدث لشخص ما أن يصبح فراغا كليا ،لقد شعر كل وجوده بالسعادة والفرح وعند ذلك أتته الملئكة الربانية وسجدوا له وقالوا: "عليك أن تقطع صمتك وتحدث من حولك عن الشيء الذي وصلت إليه .ضحك بوذا وأجاب" :أنا لم أصل إلى أي شئ ،بالعكس لقد أضعت "بسبب هذا التفكير الذي يحاول دائما ً َأن يصل .لشيء" كل شيء أنا لم أصل إلى أي شئ ،ولم أحصل على أي شيء بل بالعكس ،لقد اختفى من كان يريد الوصول .لقد اختفيت للبد ولحظوا كم من الجمال يحتوي اختفائي ،لقد كنت بائسا عندما كنت موجودا ،وعندما اختفيت وفنيت ،غمرت السعادة كل شيء وفاضت النشوة واستمرت ي ،وعلى كل شيء تنهمر بشكل غير منقطع عل ّ ".حولي .لقد اختفى البؤس والعذاب إلى البد قبل ذلك كان بوذا يقول :الحياة بؤس وعذاب، ل شيء يمتلئ الولدة بؤس ،والموت شقاء وك ّ بالبؤس .نعم هكذا كان لن النا المزيفة كانت مازالت موجودة ،ولن مركبه لم يكن فارغا .أما الن فالمركب فارغ ،ولم يعد هناك بؤس ول حزن ول عذاب ،وأصبح الوجود كله كما لو أنه .يحتفل بالعيد احتفال لنهائيا إلى البد ل أن قدومك إلي شيء فيه خطر، لذلك أنا َأقو ُ وأنك قمت بخطوة مليئة بالمغامرة .إذا كنت .شجاعا ،فستكون جاهزا للقفز في الهاوية كل الجهود موجهة لقتلك ،كل الجهود موجهة لتهديمك وتحطيمك .وعندما تتهدم فسيظهر الشيء الداخلي الذي ل يمكن هدمه ،هذا الشيء موجود الن في داخلك بشكل مختف .عندما نقتلع جذور الشياء غير المهمة في عالمك ونفسيتك فستعود للحياة وتعود شعلتك للتوقد .واصل إلى الحتفال المطلق هذه حكمة رائعة للحكيم تشوجوان تسزي ،فهو .يشبه الرجل الحكيم بالمركب الفارغ ل الكامل ،مركبه فارغ ،حيث هكذا يكون الرج ُ لأحد في الداخل عندما يصادفك الحظ وتجتمع مع إنسان رباني كالحكيم تشجوان تزي ،أو الحكيم لو تزي ،أو حتى معي ،فسترى أن هناك مركب ،ولكنه فارغ ول أحد فيه .إذا نظرت ببساطة إلى السطح، فسيخيل إليك أنه هناك شخص ما ،لن المركب موجود ولبد من وجود من يقوده .ولكن إذا نظرت بانتباه أكبر ،واقتربت بشكل حقيقي إلي، ناسيا عالم الجسد ،وأن هناك مركب ،فستقترب .للقاء العدم الحكيم تشجوان تزي ازدهار نادر ،لنه من ح النسان "ل أحد" ،ومع ذلك فهو َ ن ُيصب َ الصعب أ ْ شيء ممكن ومن أكثر الشياء العجيبة في .العالم التفكير العادي يريد بنهم أن يكون شيئا استثنائيا ،هذه المنية هي جزء من بساطته ودليل على عموميته .نعم أنت تستطيع أن ُتصبح الكسندرالمقدوني ،وَلكنك سَتبقى انسانا عاديا مشوها ،فمن سيكون غير عادي إذن؟ إن الشيء غير العادي والروعة َتبدأ فقط عندما ل تريد ول تتمنى أن تصبح انسانا غير عادي ،هنا تبدأ الرحلة وتبدأ البذور الجديدة بالعطاء والتفتح على شكل .نبات جديد هذا الذي يعنيه الحكيم تشجوان تزي عندما يقول أن الرجل الكامل يشبه المركب الفارغ ،وهذه الكلمات تحمل أوجها عديدة ومعاني كثيرة: فالمركب الفارغ أول ،ل يطمح للوصول إلى أي مكان ،وهو ل يملك هدفا ،لنه ليس هناك من يوجهه أو يقوده للتوجه إلى مكان ما .المركب الفارغ موجود ببساطة دون أن يتوجه إلى أي مكان ،وحتى عندما َيتحرك فحركته غير موجهة ي مكان .إلى أ ّ نعندما يختفي التفكير تبقى الحركة ،وَلكنها ل َ ْ ن شبيها ك ،وَتتغي ُّر ،وت َ ُ كو ُ تكون موجهة .أنت تتحّر ُ ي بتدفق النهر ،ولكن ل تطمح للذهاب إلى أ ّ مكان ،ول يكون لك أي هدف منظور .الرجل الكامل يعيش بدون أمنيات ،ويتحرك ولكن بدون ي غرض ،وبدون أي دافع .إذا سألت الرجل أ ّ الكامل" :ماذا تفعل؟ " فسيهز كتفيه ويجيبك: ف ،لكن هناك شيء ما يحدث ".إذا عر ُ "ل أ َ ْ سألتني لماذا َأتحدث معكم الن فسأجيب : ث، حد ُ "اسأل الزهرةَ لماذا ُتزهر وتتفتح ".هذا ي َ ْ وهو شيء ل يمكن توجيهه ،لنه ليس هناك من يؤثر على الوضع ،لن المركب فارغ .عندما يكون ن بائسا بشكل دائم، سَتكو ُ لك غرض أو هدف ف َ هل تعرف لماذا؟ ل الناس ذات مرة رجل بخيل بشكل ل سأ َعندما َ ت في َتجميع هذه الثروة ف َنجح َ يوصف" :كي َ الكبيرة؟ " أجاب موضحا" :بفضل شعاري :كل شيء يمكن أن ُيفعل غدا ً افعله اليوم ،وأجل ن شعاَري ".هذا متعة اليوم إلى الغد .هذا كا َ النسان كان ناجحا في َتجميع ثروة طائلة، والناس جميعا هكذا ينجحون في َتجميع كل أنواع !الهراء لقد كان البخيل بائسا أيضا ،لنه من جهة نجح في تجميع الثروة والنقود ،ولكنه من ناحية ح في َتجميع البؤس .إن الشعار الذي أخرى نج َ استخدمه لَتجميع المالُ ،يستخدم أيضا لَتجميع الشقاء" :كل شيء يمكن عمله غداً ،اعمله اليوم ،الن مباشرة ،ل تؤجله .وكل شيء يعطي السرور والسعادة الن ل تفعله ،ل تتمتع أبدا ".الن ،وأجل ذلك ليوم غد خول في الجحيم ،مع أنها هذه طريقة رائعة للد ُ طريقة توصل النسان للنجاح دائمًا ،ولم يسبق َأن فشلت .نعم بامكانك أن تحاول تطبيق هذه الطريقة وستصل إلى النجاح ،بل ربما كنت تستعملها دون أن تعي ذلك فوصلت إلى النجاح كن أن ُيشعرك بالسعادة م ِبعد أن أجلت كل ما ي ْ .والمتعة إلى الغد لهذا السبب أراد اليهود صلب عيسى وليس لسبب آخر ،فالمسألة لم تكن أنهم ضده ،فقد كان السيد المسيح رجل كامل رائعا ،فلماذا كان ده؟ على اليهود أن يفكروا بصلبه ويكونوا ض ّ ن هذا الرجل .لقد بالعكس ،لقد كانوا ينتظرو َ كانوا يأملون لقرون وينتظرون ،متى يجئ المسيح المنتظر؟ َ وبعد ذلك كله فجأة هذا المسيح يعلن" :أنا المسيح المنتظر الذي تنتظرونه ،لقد أتيت الن، ".انظروا إلي ن َينتظَر، َ نأ ْمك ِ ُ لقد انزعج القوم ،لن التفكير ي ُ ْ عع بالنتظار دائمًا ،ولكنه ل َيستطي ُ وهو يستمت ُ ع مقابلة ة وجها لوجه ،ول َيستطي ُ هة الحقيق ِ ج َ وا َ م َ ُ .اللحظة الراهنة ل هذا المر دائما ً ج َلقد كان من الممكن أن ُيؤ ّ سيأتي قريبًا، وبكل سهولة ،المسيح المنتظر َ نعم لقد أصبح موعد قدومه قريبا .لقد انشغل ن تفكير اليهود لقرون عديدة بذلك وكانوا َيعتقدو َ م جلون ،وفجأة أتى هذا الرجل لُيحط َ بذلك وُيؤ ّ َ كل آمالهم وُيعلن" :أنا هنا" لقد تزعزع تفكيرهم ُ وكان لبد أن يفكروا بقتله ،لكي يستطيعوا .متابعة العيش مع المل في يوم غد لقد أعلن الكثيرون وَليس فقط السيد المسيح منذ ذلك الحينَ" :أنا هناَ ،أنا صاحب رسالة " وكان اليهود دائما ً ينكرونه ،لنهم لو اعترفوا به فلن يقدروا على المل بيوم غد ولن يتمكنوا من التأجيل! لقد كانوا يعيشون مع هذا المل الذي كان يتوهج في تفكيرهم ،وكانوا يعتقدون بإيمان عميق يصعب تصديقه! لقد كان من اليهود من ي ََنام في الليل وكله أمل بأن هذه هي الليلة الخيرة ،وفي الصباح سيأتي المسيح !. . . .المنتظر ت عن حبر كان يقول لزوجته " :إذا لقد سمع ُ ظهر المسيح المنتظر في الليل فل تنتظري ول ثانية وأيقظيني مباشرة ،المسيح يقترب أكثر ".فأكثر ويمكن أن يظهر في أي لحظة ت عن حبر آخر كان ابنه يزمع على الزواج، وسمع ُ فأرسلوا الدعوات إلى الصدقاء ،و َ كتبوا عليها: ج في القدس في هذا التاريخ وهذه و ُ سُيتز ّ "ابني َ الساعة ،ولكن إذا لم يظهر المسيح المنتظر حتى ذلك الوقت فإن ابني سيتزوج في هذه عرف؟ ربما ريثما يأتي يوم العرس القرية ".من ي َ ْ يظهر المسيح المنتظر وعند ذلك لن نكون هنا ن في القدس للحتفال بقدومه! .وإذا وإنما نكو ُ لم يظهر حتى ذلك الوقت فعند ذلك سنكون هنا .في هذه القرية ن وكلهم أحلم ن وَينتظرو َ لقد كانوا َينتظرو َ مليئة بالمل .لقد كان تفكير اليهود مشغول دائما بالفكرة المتكررة عن قدوم المسيح المنتظر .ولكن عند قدوم المسيح" ،أي مسيح على مرور التاريخ" كانوا ينكرونه على الفور. م ذلك جيدا .هكذا يعمل التفكير :أنتم ه َ عليكم ف َ تعيشون في انتظار السعادة والسرور وعندما !!.تأتي تنكرونها وتديرون ظهوركم إليها ل ،ولكنه َ ش في المستقب ِ عي َ ن يَ ِ التفكير يستطيع أ ْ ع أن يعيش في الحاضر ،نحن نستخدم ل َيستطي ُ الحاضر لكي نتمنى ونأمل ،مما يجعل بؤسنا عْيش في هذه اللحظة مستمرا .عندما نبدأ بال َ بالذات ،الن – هنا ،فسوف َيختفي البؤس من .حياتنا ولكن هل يناسب ذلك النا؟ النا هي التراكمات الموجودة من الماضي ،وهي كل ما عرفناه ث معنا في وعشناه وقرأناه وهي كل ما حد َ الماضي ،كل هذا متراكم في النا المزيفة التي .تعتبرونها شخصيتكم ن ينعكس في المستقبل ،لن َ نأ ْ مك ِ ُ الماضي ي ُ ْ المستقبل ما هو إل امتداد للماضي ولكن مواجهة الحاضر .الحاضر الماضي ل يملك القوة ل ُ شيء مختلف كليًا ،فهو يملك نوعية التواجد في حالة "الن – هنا" ،أما الماضي فهو ميت دائما. كل شيء الحاضر شيء حي ،بل هو منبع الحياة ل ُ حي .الماضي والمستقبل ل َيستطيعان مواجهة الحاضر وجها لوجه وهما في الحقيقة ميتان .وغير موجودان ك المزيفة ،هي ماضيك ،وما لم ُتصبح إن أنا َ فارغا منها فلن تستطيع أن َتكون "هنا" ،وما لم .تكن "هنا" فلن تستطيع أن تكون حيا ة الحياة وسعادتها التي تنساب كيف َتعرف نعم َ عليك في كل لحظة وأنت َتتجاوز كل ذلك وتمر .دون الشعور به؟ يقول تشجوان تزي :النسان الكامل -مركبه .فارغ ولكن السؤال المركب فارغ من ماذا؟ فارغ من .النا المزيفة ،فارغ من أي شخص في الداخل م الناس يعيش دائما حياة مليئة حك ُ الذي ي َ ْ بالضطرابات ؛ حزن .الذي يحكم الناس يعيش في ال ُ م الناس دائما حياة مليئة حك ُ لماذا يعيش الذي ي َ ْ بالضطرابات؟ الرغبة بالسيطرة َتجيء من النا المزيفة؛ الرغبة بالمتلك ،وبأن تكون قويا ،وأن تؤثر على من حولك تجيء من النا .كلما كانت المملكة التي تسيطر عليها وتملكها أكبر كلما كانت النا التي تسمح بنموها أكبر .مع ازدياد أملكك يصبح ال "لأحد" الداخلي أكبر وأكبر وأكبر .حتى ان المركب كثيرا مايصبح صغيرا جدا ً .لن النا المزيفة تصبح كبيرة لدرجة مخيفة هذا هو الشيء الذي يحدث مع السياسيين ،ومع الناس المهوسون بالثروة ،والسمعة ،والسلطة. لقد أصبحت النا المزيفة عندهم نامية بشكل كبير ،بحيث أن مراكبهم لم تعد َتستطيع حملهم. هؤلء الناس يعيشون دائما على وشك الغرق، وهم دائما خائفون ويملؤهم الرعب لدرجة مميتة .الحقيقة أنه كلما خاف النسان أكثر، كلما أصبح يعتني بالخصوصيات أكثر ،لنه يظن أنه بمساعدة الملك أو السلطة يستطيع أن يصل لحالة من المن .كلما خاف النسان أكثر، ن َأن يجلب إليه كلما أعتقد أن اتساع مملكته يمك ُ .المن أكثر وأكثر م الناس يعيش دائما حياة مليئة حك ُالذي ي َ ْ بالضطرابات الحقيقة أن الرغبة في السلطة وأن تكون زعيما للناس تنبع من الضطراب الداخلي ،لنك عندما تقود الناس ،فسيساعدك ذلك على نسيان الضطراب الداخلي ،نعم هذا نوع من الهروب, والخداع ،لن المريض عندما يعتني بمريض آخر .فهو ينسي مرضه الخاص يقولون أن بيرناردشو اتصل بطبيبه الخاص وقال" :أنا في حالة سيئة لنني أشعر أن قلبي " !سيتوقف ،تعال فورا ً صعدَ الثلثة ركض الطبيب وكان ل بد له أن ي َ ْ سللم لعند مريضه بشكل سريع مما أدى لتعرقه وتسرع نبض قلبه وفور دخوله لعند المريض ودون أن يتكلم ول بكلمة سقط على أول كرسي قفز بيرناردشو من سريره ق عينيهَ . وجده وأغل َ حدث معك؟ " فأجاب وسأل برعب" :ماذا ي ْ َ الطبيب" :ل شيء لشيء ،يبدو أنني أموت، ".وأنني أعاني من نوبة قلبية دته ،وجلب له كأس من ع َ سا َم َ بدأ بيرناردشو ب ُ الشاي ،وبضعة حبوب من السبيرين ،وفعل كل مافي وسعه أن يفعل .وبعد مضي نصف ساعة، عاد الطبيب لوعيه ،وقال فجأة" :الن علي "!المغادرة ،أرجو أن تعطيني أجري فصاح بيرناردشو" :ياللهول! أنت يجب َأن َتدفع ض حولك لمدة نصف ساعة ،ثم َ لي! لقد كنت أرك ُ "!إنك لم تسألني حتى عن صحتي وبماذا أشعر ب قال" :لقد عالجتك ،هذا هو علجي لكن الطبي َ ".لك وعليك أن َتدفع لي أجرتي عندما يكون النسان مهتما ً بمرض شخص آخر فهو ينسى مرضه الخاص ،فلذلك نجد هذا العدد الكبير من الزعماء ،والمسؤولين والمعلمين الروحيين .لن ذلك يشغلهم عن مشاكلهم الخاصة .عندما تكون حياتك مليئة بالعناية بالناس الخرين ،وبخدمة الشعب ,عندما تكون موظفا للخدمات الجتماعية ،وتكون تساعد الخرين، فستنسى اضطرابك الداخلي الخاص ،وستصبح مشغول عن عدم الترتيب والفوضى الداخلية في .عالمك الروحي الطباء النفسانيون ليصابون بالجنون أبدًا ،ل ده ،ولكن لنهم مشغولون لنهم محصنون ض ّ معالجتهم ومساعدتهم كثيرا ً بجنون الخرين وب ُ على تجاوز المرض ،مما يجعلهم ينسون بالكامل َ ن يصابوا بالجنون نأ ْمك ِ ُ.أنهم أيضا ً ي ُ ْ ت على العديد من موظفي الخدمات لقد َتعّرف ُ الجتماعية ،ومع الزعماء ،والسياسيون، والمعلمون الروحيون ،ووجدت أنهم يبقون .أصحاء لنهم مليئون بالهتمام بالخرين ولكن عندما تقود الخرين خلفك ،وتجعل نفسك فوقهم ،فستكون النتيجة أن اضطرابك الداخلي، سيولد الضطراب في حياتهم .نعم قد تكون أنت قد تماثلت للشفاء ،وقد يكون هذا مخرج مريح لمشاكلك الداخلية ولكنه نشر لمرضك ،ونقل .للعدوى إلى المحيطين م الناس يعيش دائما حياة مليئة حك ُ الذي ي َ ْ بالضطرابات س هو فقط يعيش بشكل مباشر في ولي َ الضطراب ،ولكنه يستمر بنشر الضطراب إلى الخرين ،لن الضطراب ل يولد إل الضطراب. لذلك عليك أن تذكر دائما عندما تكون في حيرة وتشتت القاعدة التالية :ل تساعد أي أحد ،لن مساعدَتك تتحول إلى سم قاتل .عندما تكون مضطربا فل تعمل مع الخرين ،لنك تتحول إلى منبع للمشاكل ويصبح مرضك معديا .ل َتعطي نصيحتك لي أحد ،وإذا كان عندك ولو قطرة من الفهم فل َتأخذ النصيحة من شخص متحير أو .مضطرب ق في حالة يقظة وحذر ،لن الناس إب َ ن دائما ً أن يعطوا النصائح،المضطربون يحبو َ وهم يعطونها مجانا ،ويوزعونها بسخاء وكرم! .خذ حذرك! فالضطراب ل يولد إل الضطراب حزن .الذي يحكم الناس يعيش في ال ُ عندما تتعالى على الناس فأنت تعيش في اضطراب ،وعندما تسمح للغير بالتعالي عليك :فأنت َتعيش في الحزن ،لن الداو تريد أن ل نؤثر على الخرين .ول أن نصبح متأثرين بسلطتهم ليس من الحكمة أن نحاول الَتأثير على الخرين، ن منتبهين ويقظين لكي ل نقع والفضل أن نكو َ تحت تأثير الخرين .النا المزيفة ذات مقدرة على التأثر والتأثير ولكنها ل تستطيع البقاء في المنتصف النا المزيفة تحاول الَتأثير على الناس مما يجعلها تشعُر بالرتياح ،لنها تتعالى في ذلك عن ن النا المزيفة المحيط ،ولكن يجب أن نتذكر أ ّ تشعر بأنها في وضع ليس بالسيء عندما تكون تحت سيطرة شخص أو شيء ما .العبيد يشعرون .بالرتياح عندما يخضعون لوامر سيدهم هناك نوعان للتفكير في هذا العالم :التفكير الذي ُيحب السيطرة ،وهو في الغلب تفكير ذكري ،والتفكير الذي ُيحب أن ُيسيطر عليه ،وهو في الغالب تفكير أنثوي ،وعندما أقول أنثوي فأنا ل أقصد النساء فقط وعندما أقول ذكري فأنا ل أقصد الرجال فقط .لنه هناك نساء ذوات .تفكير ذكري ،وهناك رجال ذوي تفكير أنثوي ب السيطرة، هذان هما نوعا التفكير :الول ُيح ّ ب أن ُيسيطَر عليه ،وفي كلتي والثاني ُيح ّ الحالتين تكون النا المزيفة في وضع جيد لنه ليس من المهم أن ُتسيطر على أحد أو ُيسيطر عليك ،المهم هو أنت .فعندما ُيسيطُر عليك شخص ما ،فأنت أيضا ً شيء مهم ،لن هيمنَته وسيطرته َتعتمد عليك ،فهو بدونك ،على من سيسيطر؟ وكيف ستكون مملكَته ،وهيمنته، .وامتلكه؟ فهو بدونك ،سيصبح ل أحد في كلتي الحالتين تشعر النا المزيفة أنها في وضع جيد ،لنها ل تموت إل في المنتصف .ل َتكن تحت السيطرة ،ول ُتحاول السيطرة على .أحد ث في تلك عليك أن تتخيل ببساطة ماذا سيحد ُ الحالة التي تصبح فيها غير مهم ،وغير ذي قيمة في أية حال ،سواء كنت سيدا أو عبدا .السادة ل يستطيعون العيش بدون عبيد ،والعبيد ل ن العيش بدون سادة ،لن كل الطرفين يستطيعو َ محتاجون لبعضهم البعض ،وهم مكملون لبعضهم البعض ،كما في حالة الرجل والمرأة ُيكمل كل .طرف منهما الخر بشكل أكيد ن أنت م ْ عندما ل َتكون ل هذا الطرف ول ذاك ف َ عند ذلك؟ فجأة سَتختفي ،لنه في هذه الحالة أنت غير مهم مطلقًا ،ليس هناك أحد مرتبط بك، .وليس هناك من يحتاج إليك هناك احتياج كبير عند معظم الناس لن يكون هناك من يحتاج إليه ،نعم تذكر دائما أنك َتشعر بالرتياح عندما تكون مطلوبا ،وهناك من يحتاج ب لك هذا الوضع البؤس ،ولكنك إليك .أحيانًا ،يجل ُ رغم ذلك تحاول أن تبقى في وضعية يحتاج فيها .أحد ما إليك الطفل المشلول الذي ل يستطيع مفارقة السرير ،تبقى أمه بشكل دائم قلقة بشأنه وتتسائل ما العمل؟ هي تقول لنفسها دائما م وأعتني بهذا الطفل ،ولكن حياتي يجب أن أخد َ تضيع بدون معنى حيث ل أجد المجال لبناء ت هذا الطفل، حياتي الخاصة .ولكن عندما يمو ُ فستشعر الم أنها ضائعة ،وغير سعيدة لن هذا الطفل كان يحتاجها بشكل شديد ،بحيث أصبحت .مهمة للغاية عندما ل يكون هناك من يحتاجك فمن أنت عند ذلك؟ نحن نطمح دائما لنشاء حالة يكون فيها من يحتاجنا ،فحتى العبيد مطلوبون في مستوى .معين فلذلك الداو ل تريد أن نؤثر على الخرين .ول أن نصبح متأثرين بسلطتهم إن الطريق لكي نتخلص من الضطرابات والحزن ش مع الداو في عالم الفراغ .أن نعي َ ض الفراغ، هذه النقطة هي في الوسط وهي أر ُ أو الباب إلى أرض الفراغ ،عندما ل تكون موجودا ،ول يكون هناك من يحتاجك ،ولست بحاجة إلى أي أحد .أنت موجود كما لو أنك غير موجود .عندما تكون غير مهم فلن تستطيع النا بالستمرار والعناد .فلذلك يستمر كل الناس بالطموح بأن يكونوا مهمين بشكل أو بآخر، وحينما يشعرون بذلك فهم يشعرون بالرتياح، ولكن الحقيقة أن في هذا عذابك وشقائك .وحيرتك ،وامتداد لجذور جحيمك ف يمكن أن تتحرر؟ يجب أن َتنظر إلى هاتين ك َي ْ َ النهايتين .بوذا سمى ديانته "الطريق المتوسط"، ن التفكير يعيش على طرفي نقيض، لنه لحظ أ ّ ولكن عندما نقف في المنتصف ،فسوف يختفي .التفكير ت رياضيا يمشي على الحبل؟ عندما هل رأي َ تذهب في المرة القادمة إلى السيرك حاول أن تراقب الماشي على الحبل ،فهو حينما يميل إلى اليسار ،يتحرك فورا ً نحو اليمين للموازنة، وعندما يشعر بأنه مال كثيرا ً إلى اليمين ،يميل .فورا إلى اليسار للموازنة من الضروري أن تتحرك إلى الجهة المقابلة وأن تميل إلى الجهة المعاكسة التي تحفظ التوازن. ن عبيدا، فلذلك يحدث كثيرا أن السادة ُيصبحو َ ة ،وكثيرا ما يتحولوأن العبيد يصبحون ساد َ أصحاب السيطرة إلى خاضعين ،والخاضعون إلى أصحاب سلطة ونفوذ وهكذا حتى اللنهاية يبقى القانون الشامل هو "العودة إلى التوازن ".والحفاظ عليه هل لحظت هذا القانون في علقاتك؟ عندما تكون متزوجا ،فهل أنت حقا "زوج" في مدة الربع وعشرين ساعة؟ إن لم تلحظ ذلك فأنت قليل النتباه ،ففي مدة الربع وعشرين ساعة، ث التغير أربع وعشرين مرة على القل، يحد ُ حيث تصبح الزوجة هي الزوج ،والزوج هو الزوجة أحيانا ،ثم يعود الزوج ليكون زوجا .والزوجة زوجة في أحيان أخرى وهكذا يستمر الَتغير من اليسار إلى اليمين ،ومن اليمين إلى اليسار ،وتستمر الحياة كالذي يمشي على حبل مشدود ،عليه أن ُيحافظ على التوازن. وتستمر عملية الحذر والحفاظ على التوازن بين الزوجين بشكل مستمر ،دون أن يسمح أحدهما للخر بخرق هذا القانون وتجاوزه لكي ل تتحطم .العلقة ثم تتوقف عندما ل تكون في وضعية البهلوان الذي يمشي على الحبل فمن الصعب أن تلحظ كيف يبقى في توازن مستمر في المنتصف ،بدون أن يميل إلى اليمين ول إلى اليسار .لقد كان المشي على الحبل في جبال التبيت ُيستعمل للتأمل، لنه في المنتصف ،وعند التوازن يختفي التفكير .وهو يعود إلى التواجد والظهور عندما َتميل إلى اليمين ،محذرا إياك" :وازن ،عليك ".بالميل إلى اليسار عندما تظهر المشكلة ،يظهر التفكير .وعندما ل يكون هناك مشاكل ،ل يستطيع التفكير أن يظهر؟ عندما تكون في المنتصف بشكل ثابت ومتوازن كليًا ،لن يكون هناك تفكير .الموازنة َ.تعني اختفاء التفكير ت عن أم كانت قلقة جدا بشأن ابنها، لقد سمع ُ الذي بلغ عشر سنوات ولم يتكلم حتى الن ول كلمة واحدة .لقد حاول الطباء بكل جهدهم إيجاد السبب ولكنهم فشلوا في ذلك وقرروا: "كل شيء على ما يرام ،إن وضع الدماغ عادي، والجسم ينمو بشكل جيد ،وليس هنالك أي نقص فيزيائي ،إن الطفل يتمتع بصحة جيدة ونحن ل نستطيع أن نفعل شيئا تجاه حالته ،نعم لو كان هنالك شيء خاطئ ،كان من الممكن أن نفعل ".شيئا وبينما كانت حالة الصبي مستمرة هكذا بدون كلم ،إذا به فجأة ،في صباح أحد اليام يتكلم ويقول " :أمي ،حلوة السميد هذه مالحة جدا، ".ول يمكن أكلها م أن تصدق ما تسمعه أذناها، لم تستطع ال ّ وصرخت بتعجب وقالت" :ماذا! هل َتتكلم؟ وتنطق بهذا الشكل الجيد! لماذا كنت صامتا دائمًا؟ لقد حاولنا إقناعك بكل جهدنا ولكنك لم ".تَتكلم ول كلمة أجاب الطفل":كل شيء كان على ما يرام ولكن هذه المرة الولى التي تكون فيها الحلوة ".مالحة إذا كان كل شيء على ما يرام فلماذا يجب أن َنتكلم؟ الناس يأتون لعندي وُيبدون ملحظتهم " :أنت َتستمّر بالكلم كل يوم" فأجيب " :نعم ،لن الكثير من الناس الذين يمشون على الطريق ن بالمجيء إلى هنا .هناك الخطأ مازالوا يستمرو َ الكثير من الشياء الخاطئة مما يضطرني للكلم، إذا كان كل شيء على ما يرام فليس هنالك حاجة للكلم .أنا َأتكلم بسببك ،لن حلوتك مالحة ".جدا التفكير يختفي عندما يصل للمنتصف بين أي طرفين َأو قطبين .حاول بنفسك المشي على الحبل فهو تمرين رائع جميل ،وهو أحد الطرق الدقيقة للتأمل .ليس هنالك حاجة لي شيء ن تراقب نفسك أو ُتراقب َ نأ ْ مك ِ ُآخر ،أنت ي ُ ْ غيرك وهو يمشي على الحبل وسوف ترى كيف .يحدث كل هذا يجب أن نتذكر أن التفكير يتوقف على الحبل، لن النسان يشعر بالخطر ،وفي تلك اللحظة .التي يعمل فيها تفكيره نراه يسقط الماشي على الحبل ل يستطيع التفكير ،لنه ل لحظة ،ويجب أن ظا في ك ُ ّ ق َ ني ِ عليه أن يكو َ يحافظ على التوازن بشكل مستمر .الماشي س ع الشعور بالمان ،لنه لي َ على الحبل ل يستطي ُ ع الشعور بأنه محمي ،لنه آمنا ،وهو ل َيستطي ُ س محميا ،الخطر موجود دائما ً وأي اختلل في لي َ ي لحظة يعرضه للسقوط حيث التوازن في أ ّ .ينتظره الموت ل محالة عندما تمشي على الحبل فستجد شيئين :يتوقف التفكير لن هنالك خطر ،وحينما َتكون في المنتصف بشكل أكيد بدون ميل إلى اليسار ول إلى اليمين ،فسوف تلحظ أن هناك صمت عظيم يتنزل عليك ،صمت لم تكن تتوقع وجوده ث في كل شيء ،كل سابقا قبل ذلك .وهكذا يحد ُ .الحياة عبارة عن مشي على الحبل لذلك رغبت الداو أن نبقى في المنتصف ،وأن ل كون كون مسيطرين أو تحت السيطرة ،وأن ل ن ُ ن ُ كون سيدا ول عبدا .زوج ول زوجة ،وأن ل ن ُ إن الطريق لكي نتخلص من الضطرابات والحزن ش مع الداو في عالم الفراغ .أن نعي َ ح الباب إلى أرض الفراغ. في المنتصف ،يفت ُ عندما ل تكون موجودا ،يختفي العالم بأكمله، لن العالم المحيط بك يعتمد عليك ،نعم كل العالم الذي أنشأته حولك يعتمد عليك ،واختفاؤك .يعني زواله بأكمله أنا ل أقول أن الحياة تذهب في عالم اللوجود، ولكن العالم المحيط يختفي وتظهر الحياة .هذا العالم الذي ُننشؤه بأفكارنا يذهب وتبقى الحياة .الحقيقة في حيز الوجود ن لك. كو َن موجودا ،ولكنه لن ي َ ُ كو ُ سي َ ُهذا البيت َ ح بل سُتصب ُ ن موجودة ولكنها َ كو ُ ست َ ُ هذه الزهرة َ كون جميلة ول قبيحة. اسم .هذه الوردة لن ت ُ ن موجودة ،ولكن وجودها لن يحفز كو ُالزهرة ست ُ أية تعاريف أو مفاهيم في تفكيرك .سيختفي كل الهيكل التصوري لتفكيرنا .وستبقى الحياة بدون الصباغ التي نضعها عليها ،عارية عن تصوراتنا ،بريئة عن أوهامنا ،نظيفة صافية كانعكاس لهذا الوجود ،ولكل هذا الكون المحيط. غ تختفي كل المفاهيم، ض الفرا ِ في أر ِ .والتخيلت ،والحلم عبُر النهرإذا كان الرجل ي َ ْ واصطدم مركب فارغ بزورقه الصغير الخاص فلو أنه كان رجل سّيئ الطباع ن يكون غاضبا جدا ً .فهو ل َ ْ ،ولكنه لو رأى رجل في ذلك المركب فسيصرخ حتما عليه بأن يقود بشكل أحسن وإذا لم يكن صياحه مسموعا فسيصرخ من جديد وسيصرخ ثانية ثم يبدأ بإمطار ذاك الرجل عناتبالل ْ ل ذلك لنه هناك شخص ما في ذلك المركب .وك ُ ّ ،على الرغم من أنه لو كان المركب فارغا ،فلم يكن ليصيح .ولم يكن ليغضب عندما يستمر الناس بالصطدام بك والشجار معك ،عندما يكون الناس غاضبين منك ،تذكر أن س هذا ليس خطأهم ،وأن هذا يعني أن مركبك لي َ فارغا .الناس غاضبون لنك مازلت موجودا .أما عندما يكون المركب فارغا ،فهم سيبدون كالحمقى ،لن توجيه الغضب على المركب .الفارغ يدل على جهل وحماقة كبيرين أحيانا يغضب الناس القريبون جدا مني والحقيقة أنهم يبدون في غضبهم حمقى جدًا! عندما يكون المركب فارغ ،فقد تستمتع بغضب الخرين ،لنه ليس هنالك من يغضبون منه ،نعم هؤلء لم ينظروا هل يوجد الشخص الذي !يسلطون عليه غضبهم أم ل تذكر أنه عندما يستمر الناس بالصطدام بك والشجار معك ،فهذا يعني أنك موجود أكثر من اللزم ،وأنك حائط صلب ل يمكن عبوره .يجب أن تكون بابا ،ويجب أن تصبح فارغًا ،وأن تترك ن من خللك.الناس يعبرو َ ومع ذلك سيكون الناس غاضبون منك أحيانا، الناس يحنقون ويصبون غيظهم حتى على بوذا، لنه هناك أناس حمقى ل ينظرون عند اصطدام مركبهم بمركب فارغ ،ليستوضحوا هل هناك شخص ما فيه أم ل .هؤلء يبدأون بالصراخ، لنهم مستاؤون جدا ضمن أنفسهم على كل شيء ،وغير قادرين على رؤية هل هناك شخص .أمامهم أم ل وفي هذه اللحظات المركب الفارغ يستطيع أن يستمتع بكل ما يجري ،لن الغضب ليمسه ،ول يخصه ،ول يجرحه ،أنت غير موجود فمن الذي سينجرح؟ في الحقيقة إن رمز المركب الفارغ جميل جدًا. الناس يغضبون لنك موجود أكثر من اللزم ،لنك ن العبور من ثقيل وصلب جدا ً بحيث ل يستطيعو َ خللك .الحياة متشابكة وتربطك مع كل شيء حولك ،وعندما تكون موجودا أكثر من اللزم فسوف يحدث الصطدام وينشأ الغضب والكآبة والعدوانية والعنف في كل مكان ،وسيستمر .النزاع َ عندما تلحظ أن شخصا ما غاضب منك ،أو تراه وقد اصطدم بك ،فأنت َتعتقد دائما ً أنه المسؤول وأن الوزر يقع عليه .هكذا يصنع جهلنا النتائج ويفسرها معلنا دائمًا" :هو المسؤول وهو الظالم!" الحكمة تقول دائمًا" :إذا كان هنالك شخص مسؤول عما يحدث ،فهو أنا ،والطريقة الوحيدة لمنع الصطدام هي أن ل أكون ".موجودا َأنا مسؤول" ل َتعني أنني فعلت شيئا أثار" .غضب من حولي ،ل إن المر ليس كذلك ي شيء ،ولكن مجرد حقيقة أنك لأ ّعم ُ َ قد ل ت َ ْ موجود كافية لثارة غضب الناس .المشكلة ليست أن تفعل شيئا جيدا أو سيئا ،المشكلة في .أنك موجود هذا هو الختلف بين الداو والديان الخرى. الديان الخرى َتقول جازمة" :كن جيدًا ،وتصرف ل" :ل ب أحد منك" أما الداو فيقو ُبحيث ل يغض ُ َ".تكن المشكلة ليست في أنك َتتصرف بشكل حسن أو بشكل قبيح ،المشكلة ليست في ذلك .لن الرجل الجيد ،حتى الرجل القديس قد يولد الغضب ،لنه موجود .أحيانا ً قد ينشأ الرجل الجيد غضبا أكبر من الرجل السيئ ،لن الرجل الجيد يعني رجل أناني ولكن بشكل دقيق ليمكن ملحظته .الرجل السيئ يشعر بنفسه مذنبا ،نعم قد يكون مركبه ممتلئا ،ولكنه يشعر بالذنب ويفهم أنه سيئ .في الحقيقة مثل هذا النسان ليشغل مكانا كبيرا على المركب ،لن شعوره ده على النكماش .أما الرجل الجيد بالذنب ُيساع ُ فهو يشعر بأنه جيد بحيث يمل المركب .بالكامل،وقد يزيد عنه لذلك حينما تكون بقرب رجل جيد ،فأنت سَتشعر بأنك تتعذب دائما ،ومع أنه ليقوم بتعذيبك إل أن وجوده يعذبك جدا .مع الناس الجيدين بين قوسين ستشعر بالحزن دائمًا ،وستفضل أن َتتفاداهم ،لن التواجد معهم مسألة ثقيلة جدًا، حيث أن التحادث معهم يجعلك تشعر بعدم الرتياح ،واَلضغط الداخلي ،وستحاول أن َتتركهم .بأسرع ما يمكن الفلسفة الخلقيون ،المستقيمون ،فاعلوا الخير كلهم ثقيلون ،وهم يجلبون عدم الرتياح والضغط النفسي لكل من حولهم ،ملقين بظلل مظلمة كثيفة حولهم ،وليمكن لحد أن يحبهم أو .يعجب بهم ن أن ي َ ُ كونوا أصدقاء ول هؤلء الناس ل يمك ُ رفاقا جيدين .دعونا نقول أن الصداقة مع الرجل الجيد مسألة شبه مستحيلة ،لن نظراته تدينك دائمًا ،وفي تلك اللحظة التي تقترب فيها منه، فستعلم أن جل اهتمامه منحصر في أنه جيد وأنك سيئ .ومع أنه ليفعل أي شئ بشكل خاص ،إل أن حقيقة وجوده تنشأ شيئا غير .مفهوم يحفز عندك الغضب والنزعاج الداو مختلفة كليًا ،فهي تمتلك نوعية مختلفة، وبالنسبة إلي الداو هي الدين العمق من بين كل الديان التي وجدت على هذه الرض ،وليس هنالك مقارنة بينها وبين أي دين آخر .نعم لقد كانت هنالك لمحات مشعة تشبه الداو في أقوال حاتم َ.عيسى وبوذا وكريشنا ولكنها مجرد ل ْ رسالة لو تسزي أو تشوجوان تسزي هي الرسالة الصفى ،وهي نقية ونظيفة جدًا ،ولم يلوثها أي شيء .هذه الرسالة كانت :كل مايحدث معك نتيجة لن هناك شخص ما في المركب، .وكل هذا الجحيم لن مركبك غير فارغ ،على الرغم من أنه لو كان المركب فارغا ،فلم يكن ليصيح .ولم يكن ليغضب ص غ مركب َ َن ُتفر َ َ ك الخا َ إذا استطعت أ ْ ،وأنت تعبر خلل نهر الحياة ،فلن يعارضك أي أحد .ولن يجلب لك الذى أي أحد ة تقطع أول ،الشجرةَ المستقيم َ الجداول العالية تجف أول عندما تريد مضاعفة حكمتك ،فستجلب العار للجهل ،وتتمكن من الحصول على سمعة جيدة ،وتتمكن من تجاوز الخرين وسيشرق النور حولك س والقمر -كما لو أنك ابتلعت الشم َ ن َتتفادى المصائب .ول ْ هذا هو مايجعل رسالة تشجوان تسزي فريدة من نوعها فهو يقول أن وجود الهالة حولك يشير إلى أنك ما زلت موجودا ،وأن مركبك ممتلئ .إن اشعاع "أنك جيد" ستولد بكل تأكيد المصائب في حياتك وستجلب الكوارث لكل من المحيطين بك أيضا .لو تسزي وتشوجوان تسزي أستاذ وطالب لم يرسمهم من تبعهم مع هالت نورانية تحيط بهم ،على خلف عيسى وزرادشت وكريشنا وبوذا وماهافيرا الذين رسموا مع هالت تحيط بالرأس وكانوا يبررون ذلك أن النسان الجيد لبد أن تظهر هالة حول رأسه ،ولكني أقول بالعكس إن الرأس لبد أن يختفي عند النسان الجيد فأين يمكن أن ترسم الهالة؟ ل الهالت َترتبط مع النا المزيفة بطريقة ما.كُ ّ ولكن الحقيقة أن كريشنا لم يرسم صورة لنفسه ،وإنما فعل ذلك أتباعه الذين لم يكونوا قادرين على تصوره بدون هالة حول رأسه ،وإل .لم يكن ليبدوا انسانا إستثنائيا تشجوان تزي يقول" :أن تكون انسانا عاديا فهذا يعني أنك انسان حكيم ،نعم ل أحد يعرفك ،ول أحد يشعر بأنك شخص إستثنائي" ويضيف :أنت َتدخل في جمهور الناس وتختلط معهم ولكن ل أحد يلحظ بأن بوذا قد دخل بينهم ،ول يظهر عند أي أحد شعوربأن هناك شخص ما مختلف بشكل ما ،لنه إذا شعر شخص ما باختلف هذا الحكيم فل مفر من الغضب والستياء .عندما يلحظ شخص ما بأنك متميز بشكل ما فسوف يثير ذلك غضبه ،لن أناه المزيفة ستتعرض للمساس مما يجعله ينفعل ويتأثر ويرد عليك .بهجوم معاكس لذلك ينصح تشوجان تسزي" :يجب أن ل نسعى لمتلك سمعة جيدة تشهرنا ،لن السمعة الممتازة نوع من الثروة .ولكن الناس المتدينون يستمرون بتعليم الناس :كن ايجابيا ،وفاعل .خير ،وازرع المبادىء الخلقية ،وكن مستقيما ولكن لماذا؟ لماذا عليك أن تكون فاعل خير؟ لماذا يجب ان نكون ضد المذنبين؟ الحقيقة أن تفكيرنا يحب الفعل..أي فعل وأننا مازلنا تابعين لنفعالتنا وطموحاتنا .وعندما َتصل إلى الجنة وَترى المذنبين هناك يجلسون حول الله ،فسوف بالستياء بشكل كبير ،لنك ستشعر أن حياتك قد ت بشكل كامل .لقد حصلت على المزايا ُ أهدر ْ اليجابية ،وعلى السمعة الجيدة ،بينما كان هؤلء الناس يقضون أوقاتهم باستمتاع وكانوا يفعلون مدانة ،وفجأة هاهم كل الشياء التي كانت ُ يجلسون حول الله .عندما َترى القديسين والمذنبين سوية في الجنة فسوف تكون مستاء ح حزينا وبائسا جدًا ،لن بشكل كبير ،وسوف تصب ُ مزاياك وسمعتك أيضا جزء من أناك المزيفة. كثير من الناس تحاول الحصول درجة روحانية لكي َتتعالى على الخرين ،حيث يبقى تفكيرها كالسابق جل همه أن يتعالى او بكلمات أخرى أن يخفض من شأن الخرين ،هذه هي حقيقة .مايدفعنا في معظم المجالت الروحية إذا تمكنت من َتجميع ثروة كبيرة ،فسوف تكون الفكرة الطاغية في رأسك "هم فقراء وأنا ح ألكساندر غني" .عندما تكون قادرا على أن ُتصب َ المقدوني ،فسوف تكون الفكرة الطاغية في رأسك "أنا امبراطور وهم شعب وعبيد" .عندما تكون لديك القدرة لتصبح عالما عظيما ،فسوف تكون الفكرة الطاغية في رأسك" :أنا ملئ ميون جهلة". بالمعرفة وواسع الطلع وهم أ ّ عندما ُتصبح متدينا مستقيما وفاعل خير فأنت ترفض من حولك وُتدينهم لنهم مذنبون بفعل المعاصي .ويستمر هذا الشرخ الثنائي ،وهذه الحرب ضدّ الخرين ،ومحاولة التعالي والتفوق .على الغير تشجوان تزي يقول" :إذا كنت تريد ان تملك السمعة والشهرة مع تهميش الخرين وتجاوزهم ل َتجاوز الخرين، فلن َتتفادى المصائب .ل تحاو ْ ول تحاول أن تحصل على السمعة والشهرة .لغراض أنانية وهكذا هناك سمعة وحيدة عند الحكيم تشجوان تزي تستحق الذكر ،وهي اختفاء النا وانعدامها وكل الشياء الخرى نتائج ثانوية ،وبدون هذه السمعة فالشياء الخرى لتساوي شيئا .نعم قد تشتهر وتصل لسمعة النسان الرباني ولكن إذا كانت النا موجودة في داخلك ،فكل ربانيتك توظف في خدمة الشيطان ،وكل مزاياك قناع مزيف تختبئ انت خلفه كشخص آثم .النسان الثم في داخلك ليمكن تغييره من خلل فعل ي طريقة اخرى للتطور الخير أو من خلل أ ّ والتربية ،وإنما يذوب ويختفي في تلك الحالة .عندما تختفي أنت فقط ل:الرجل الحكيم قا َ وهو راض عن نفسه ة .لقد قمت بعمل عديم القيم َ ،لن النجاز هو ِبداية الفشل والشهرة هي بداية الفضيحة هذه القوال غير عادية ،ويجب أن َتكون يقظا جدا ً لفهمها ،ومحاولة قبولها وبدون ذلك فانت .تخاطر بفهمها على الشكل غير الصحيح ل :الرجل الحكيم قا َ وهو راض عن نفسه ة.لقد قمت بعمل عديم القيم َ س المتدينون يستمرون بَتعليم من حولهم: النا ُ كن قنوعا وراضيا عن نفسك .ولكن ذلك الذي يجب أن يبقى راضيا مازال موجودا! فلذلك ن موجودا ،عند يلحظ تشوجان تسزي" :ل ت َك ُ ْ ذلك لن يكون هناك سؤال عن القناعة والرضى أو عدمهما" .نعم هذا هو الرضى الحقيقي،عندما لتكون موجودا .ولكن عندما َتشعُر بالرضى والسعادة فهذه مشاعر كاذبة ،لنه إن كنت موجودا فمشاعرك هذه مشبعة بالنا،وأنت تظن .أنك حصلت على شيء ما أو وصلت إلى الهدف ن النسان الذي يظن أنه قد نظرية الداو تقول أ ّ وصل إلى شيء ما فهو قد أضاعه في نفس اللحظة .والذي يظن أنه قد وصل للهدف فقد أضاعه في الحقيقة ،فالنجاح هو بداية الفشل. النجاح والفشل نقطتان موجودتان على دائرة ل النجاح إلى ذروَته ،نجد أن واحدة .حينما يص ُ الفشل موجود هناك أيضا ،عندما يصبح القمر بدرا كامل يتوقف نمو القمر وتتوقف كل تغيراته المتقدمة ليتراجع في حركة عكسية من اليوم .التالي ،حيث يصبح القمر أقل فأقل الحياة تتحرك في فواصل دائرية ،وفي تلك شعُر بها أنك قد حصلت على شيء اللحظة التي ت َ ْ ما ،تتحرك العجلة لتدور فتفقد ماحصلت عليه. نعم قد يحتاج فهم هذا المر وقتا ،لن من .طبيعة التفكير النغلق إن فهم هذا المر يحتاج لوضوح التفكير والشجاعة مما يجعلنا مستعدين لرؤية الشياء على حقيقتها عندما تحدث .إن من المؤسف أن يحدث معنا شيء ما ثم يتطلب وعي ذلك الذي حدث العديد من اليام ،وأحيانا ً العديد من الشهور أو السنوات .وأحيانا ً يأخذ المر عدة .أعمار وأجيال لكي نعي ماحدث هل تتذكر ماضيك؟ عندما اعتبرت بأنك حصلت على النجاح ،فجأة تغيرت كل الشياء حولك ،وبدأ سقوطك ،لن النا المزيفة جزء من العجلة الدائرة ،فهي "أي النا المزيفة" تحاول الحصول على النجاح لنها يمكن أن تفشل ،ولول امكانية الفشل لم يكن هنالك إمكانية للنجاح .النجاح .والفشل وجهان لعملة واحدة :تشجوان تسزي يقول :الرجل الحكيم قا َ ل وهو راض عن نفسه ة .لقد قمت بعمل عديم القيم َ لنه ما زال موجودا ،المركب الفارغ غير موجود بل على العكس المركب ممتلئ ،لن النا س هناك ،وهي مازالت تقود هذا المزيفة تجل ُ .المركب ،لن النجاز هو ِبداية الفشل والشهرة هي بداية الفضيحة نعم ليس هنالك شيء يمكن خسرانه .فلذلك، نرى أن معظم الربانيون )الذين وصلوا لدرجة بوذا( فقراء ،يعيشون بل اسم ،ول بيت، وليملكون أي شيء يدافعون عنه ،أو يحمونه. هؤلء الناس أحرار في الحركة ويمكنهم أن يتحركوا إلى أي مكان ،مثل الغيوم في السماء، ليس لها بيت ول تعلق بأي شيء تسبح في السماء دون هدف أو عمل أو غرض ،أو أنا .مزيفة فسوف يستطيع السباحة مثل الداو بشكل غير ،مرئي وسيمشي بحرية في كل مكان كما هي الحياة بحد ذاتها .بدون اسم ول بيت هذا هو معنى كلمة "مريد" بالنسبة لي ،فعندما أؤهلك لكي تصبح مريدا فأنا أؤهلك لتدخل في هذا لحالة الموت التي ل اسم فيها ول بيت .أنا ي َ َ ل أعطيك أي مفتاح سري للنجاح ،ول أعطيك أ ّ .صيغة سرية للوصول للى الطموحات إذا كنت َأعطي أي شئ ،فهو المفتاح لكي ن غير ناجح دون أن لتصل إلى النجاح ،لكي تكو َ تقلق بشأن ذلك ،كيف تتحرك بل اسم ،ول بيت، وبدون أية أهداف ،كيف تكون فقيرا كالذي كان يدعوه السيد المسيح "فقراء الروح" .النسان فقير الروح يعيش بدون النا المزيفة أو بالحرى .هو المركب الفارغ .هو انسان بسيط وبدون علمات من هو الذي تسمونه بسيطًا؟ هل تستطيعون أن تطوروا وتربوا البساطة؟ أنت ترى رجل يأكل مرة واحدة كل يوم ،ويلبسَ خرقا بالية تكاد تجعل معظم جسمه عاريا ،أنت تقارن ذلك الذي يعيش في قصر ،وذلك الذي يعيش تحت شجرة ،فتقول أن الذي يعيش تحت الشجرة بسيط .هل هذه هي البساطة؟ أنت يمكن أن تعيش تحت شجرة ولكن نمط حياتك سيكون نتيجة للتعود وتربية النفس على ذلك. نعم لقد تربى ذلك الشخص على أن يكون بسيطا ،لقد قام من حوله بحساباتهم لكي تكون قد النتيجة أن يكون هذا النسان بسيط .أنت َ َتأكل مرة واحدة في اليوم ،ولكن ذلك يكون طبق لحسابات معينة ،أنت تفعل ذلك تطبيقا لوامر التفكير! أنت تستطيع أن َتبقى عاريا، ولكن ذلك ل يجعلك أكثر بساطة .البساطة .تستطيع أن َتحدث بدون حسابات مسبقة .هو انسان بسيط وبدون علمات لكنك تعتبر نفسك قديسا لنك تعيش تحت الشجرة ،وَتأكل مرة واحدة في اليوم ،وتقتصر على الكل النباتي ،وتمشي بدون ثياب أو بثياب مهترئة ،ول َتمتلك المال ،هل أنت قديس بذلك؟ وبعد ذلك عندما يمر بجانبك رجل يمتلك ما ً ل، فهو يحفز على ظهور الدانة والستياء في أعماقك ،ثم تبدأ بخطاب نفسك" :ماذا سيحدث لهذا الثم؟ لبد أن يكون مصيره إلى الجحيم". ثم تشعر بالشفقة تجاه هذا الثم! انت في هذه ت بسيطا ،لن الفوراق والختلفات الحالة لس َ تلعب هنا دورا مهما ،ولنك تشعر أنك انسان .مختلف طبعا من غير المهم من أين أتت هذه الفوارق. ش في القصروهو يختلف عن أولئك الملك يعي ُ الذين يعيشون في الكواخ .الملك يلبس الملبس التي ل يستطيع النسان العادي لبسها، وهذه الثياب ثمينة جدًا ،مما يجعله متميزا عن !غيره أنت ترى الرجل الذي يعيش عاريا ً في الشارع، ع أن تعيش مثله ،وهذا يعني أنه وأنت ل َتستطي ُ مختلف .حيثما يظهر الختلف والمتياز فهناك أنا مزيفة ،وعندما تختفي المتيازات والفوارق .تختفي النا المزيفة ،واللأنا وهذه هي البساطة .هو انسان بسيط وبدون علمات .وكيفما نظرت إليه فستقول أنه أحمق هذا هو القول العمق والصعب للفهم من أقوال تشجوان تسزي ،هذا القول صعب على الفهم لننا نعتقد دوما أننا متنورين ،وأناس كاملين ومثاليين ،وأننا حكماء .ولكن تشجوان تسزي يقول :وكيفما نظرت إليه فستقول أنه .أحمق لكن هذا هو الشيء الصحيح ،وهكذا يجب أن يكون الم ،فبين هذا العدد الكبير من الحمقى، كيف يمكن لرجل حكيم أن يكون مختلفا عنهم؟ كيفما ومن أي جهة نظرت إليه فوف يظهر كأنه أحمق وليس أي شيء آخر .كيف سيستطيع هذا الحكيم أن يغير هذا العالم الحمق من حوله وأن يعيد هذا العدد الكبير من الحمقى ،إلى سلمة العقل؟ نعم سيضطر أن يخلع ثيابه ويذهب لتحت المنضدة ليصيح مثل الديك .في هذه الحالة فقط ح هو سيستطيع أن ُيغّيرك .هو يجب أن ُيصب َ ح لك مجنونا مثلك ،وأن يصبح أحمق مثلك ويسم َ بالسخرية والضحك منه .عند ذلك فلن َتشعر بالغيرة منه ،ولن َتشعر بأنه يمسك او يؤذيك، ولن تكون غاضبا عليه ،وستستطيع أن َتتحمله، وأن تتنساه وان تغفر له ،ويمكن أن تتركه يعيش .في هدوء مع نفسه هناك العديد من الحكماء العظماء الذين تصرفوا كالمجانين ،وكان معاصروهم مرتبكين وفي تشتت كامل عندما يحاولون فهم حياتهم التي كانت مليئة بالحكمة العظيمة .كان الحكيم يحدث نفسه":أن أكون حكيما بينكم فهذا حمق بحد ذاته ،ولن يكون هنالك نتيجة اذا تصرفت كذلك ة ".معكم ،فانتم ستكونون سببا لمشاكل كثير َ م سقراط لنه لم يكن يعرف تشجوان م َ س ّ لقد ُ ي حاجةتسزي ،لنه لو عرفه لم يكن هناك أ ّ لتسميمه .لقد حاول سقراط أن يتصرف كرجل حكيم بين معاصريه الحمقى فكانت النتيجة هي .موته مقتول بالسم ل تشجوان تسزي :من حيثما نظرت إلى يقو ُ .الرجل الحكيم فستراه كالحمق لقد عاش تشجوان تسزي نفسه كالحمق، يرقص ويغني ويضحك ،ويتعامل مع الناس من .النكات والحكايات والطرف لم يكن هنالك أحد يشك أنه جدي ،مع أنك قد لتجد أحدا أكثر اخلصا وأكثر جدّية منه .ولكن لم يكن هنالك أحدا يرى فيه الجدية.كان الناس يفرحون به ويحبونه ومن خلل هذا الحب كان تشجوان تسزي ينشر بذور حكمته ،وقد استطاع .أن يغير الكثيرين ويحولهم روحيا ولكن لكي نؤثر على مجنون من الضروري أن ب أن نصبح نتعلم لغَته ،وان نخاطبه بلغَته .يج ُ مثله ،وأن ننزل لمستواه .أما إذا استمررنا بالصعود على سلمنا فلن يكون هناك تخاطب .أبدا هذا ماحدث مع سقراط ،ولم يكن إل ليحدث في اليونان ،لن العقل اليوناني كان هو العقل الكثر نضوجا في العالم آنذاك ،والعقل الناضج يحاول دائما ان ليصبح في موقع له علقة بالحماقة .لقد أغضب سقراط كل شخص حوله، وكان لبد للناس أن يقتلوه حقيقة ،وإل كان سيتابع طرح أسئلتة الصعبة التي كانت تجعل كل شخص يشعر بأنه أحمق .لقد ضيق على الجميع وحصر كل منهم في زاوية ،لنه ليمكن الجابة حتى على السئلة العادية إذا كان الشخص .يسألها لغرض ما أو بطريقة امتحانية استفزازية إذا كنت تؤمن بالله ،فسيسألك سقراط حتما شيئا ما عن الله ،وسوف يطلب منك الدلة. طبعا أنت لن َتستطيع الجابة ،لنك لم ترى الله .وكيف يمكن البرهان؟ الله شيء بعيد بالنسبة لك ،إن كنت لتستطيع اثباتها الشياء العادية حتى .لقد َتركت زوجَتك في البيت ،كيف تستطيع أن تثبت أنك حقا ً َتركت زوجتك في البيت ،أو أن لك زوجة في الصل؟ ربما يكون ذلك كله في ذاكرتك فقط ومجرد تخيل وتوهم منك ،ولربما كان ذلك مجرد حلم رأيته ،وعندما !تعود للواقع فلن تجد ل بيت ول زوجة لقد كان سقراط يسأل السئلة ،ثم يغوص في أعماق الجوبة ليحلل كل شيء فيها ،مما أدى لستياء كل شخص في أثينا منه .لقد حاول سقراط أن يثبت أنهم جميعا حمقى ،فلذلك قتلوه .ولو أن سقراط اجتمع مع تشجوان تسزي َ في ذلك الوقت لكان الوضع مختلفا .لقد عاش تشجوان تسزي في تلك الفترة في الصين ،ولو اجتمع هؤلء الحكيمان لخبر تشجوان تسزي سقراط بالسر :ل تحاول أن تثبت لي شخص أحمق بأنه أحمق لن ذلك لن يعجبه حتما، وسيغضبه ذلك ويجعله يشعر بالتكبر والغطرسة والعدوانية .وعندما تصل لعماق الحقيقة التي .تثبت أنه أحمق فهو سينتقم منك ويقتلك حتما تشجوان تسزي كان سيقول" :من الفضل أن أكون أنا أحمقا ،مما يجعل الناس يفرحون بي، وبعد ذلك بمساعدة الطرق غير الملحوظة أنا سأستطيع أن أساعدهم على التغّير ،وفي هذه ".الحالة لن يقوموا ضدي أبدا لهذا السبب لم يحدث أبدا في الشرق ،وخاصة في الهند والصين واليابان ،مثل هذه الظاهرة سممالقبيحة كما حدث في اليونان حيث ُ قتل ،وكما حدث في القدس حيث سقراط و ُ حاولوا قتل السيد المسيح وصلبه .وكما حدث في إيران ومصر وكثير من البلدان الخرى ،لقد تم قتل الكثير من الرجال الحكماء .لقد فهم الحكماء في الهند والصين واليابان ،أن الَتصرف كرجل حكيم وسط الحمقى يقرب من وقوع .الكوارث والمصائب ف مثل الحمق ،أو المجنون ،هذه هي تصّر ْ الخطوة الولى التي يفعلها الرجل الحكيم ،لكي ُ.يهدء من روعة من حوله ويجعلهم ل يخافونه لهذا أخبرتك بقصة الصوفي مع المير ،حيث أصبح المير والصوفي أصدقاء في حين أنه كان يخاف من الطباء والمختصين والخبراء الخرين. لقد حاول هؤلء َتغييره ،ومعالجته ،ولكنه لم يكن مجنونا ،أو بالحرى لم يكن يعتقد أنه مجنون. ليس هنالك ول مجنون واحد يعتقد أنه مجنون، لنه عندما يفهم المجنون وُيدرك أنه مجنون، .يختفي الجنون فورا لذلك أنا اعتبر كل أولئك الرجال الحكماء ،الذين حاولوا معالجة المير حمقى ،وأن هذا الشيخ الصوفي أكثر حكمة منهم كلهم .لقد َتصرف بجنون ،وكان كل من في القصر يضحك عليه، الملك والملكة ضحكوا منه وقالوا " :ماذا؟ هل سيعالج هذا الرجل المير؟ هو نفسه مجنون ،بل .إنه في مظهره يبدو أكثر جنونا من المير ذاته م المير وقال" :من انت؟ وماذا َتفعل؟" د َ ص ِ لقد ُ .لكن هذا الرجل على ماأظن كان حكيما ربانيا إن الحكيمة تشجوان تسزي يتكلم عن هذه .الظاهرة وعن هذا الرجل الرائع .وكيفما نظرت إليه فستقول أنه أحمق .ولن يبقى ورائه أي أثر .فهو ل يملك السلطة ع إتباع أنت ل َتستطيع إتباعه .أنت ل َتستطي ُ الرجل الرباني أبدًا ،لنه ليترك أي أثر ،وليس هناك طريق .هذا الرباني هو كالطير في .السماء ،يتحرك ول يبقى ورائه أي أثر لماذا ل يترك الرجل الحكيم أثرا؟ لكي ل تستطيع أن تتبعه ،ولن تجد رجل حكيما يحب أن يتبعه الناس ،لن التباع ينقلب في كثير من .الحيان ليصبح تقليدا أعمى الرجل الحكيم يتحرك في طريق متعرج لكي ل تستطيع المضي في أثره ،وعندما تحاول إتباعه، فأنت ستضيعه حتما .هل تستطيع أن تتبعني؟ هذا شيء مستحيل ،لنك ل َتعرف ماذا سأفعل غدًا .إذا كنت َتستطيع التنبؤ وتوقع ماذا سيجري غدا فسوف تستطيع أن ُتخطط ،وأن تعرف التجاه إلى أين سأذهب ،وأن تتنبأ بخطواَتي .قد ج تكون َتعرف ماضيي ،ومنه يمكن أن َتستنت َ .مستقبلي ،ولكني غير منطقي ج ماذا َ ن َتستنت َنأ ْمك ِ ُ عندما أكون منطقيا ي ُ ْ ت في ل غدًا .عندما تدرس ماذا قل ُ سأقو ُ محاضراتي الماضية ،تستطيع أن َتستنتج منطقيا ً ل غدًا ،ولكن هذا كله شيء غير ماذا سأقو ُ ض نفسي محتمل معي ،لنني كثيرا ما أناق ُ بالكامل .واليوم القادم عندي لبد أن يناقض اليوم السابق ،فكيف ستتبعني؟ لبد أن تقع في .الجنون إذا حاولت إتباعي ك بأنك يجب أن َتكون لبد عاجل ً أم آجل أن ُتدر َ .نفسك ،وأنه يجب أن ل تقلد أحدا .ولن يبقى ورائه أي أثر الرجل الحكيم غير ثابت ،وغير منطقي ،وهو .يشبه المجنون .فهو ل يملك السلطة طبعا من الصعب أن نوافق على وجهة النظر هذه لننا نعتقدُ أن الرجل الحكيم لبد أن يملك قوة كبيرة ،تجعله القوى بين الناس .نحن نعتقد أن هذا الرجل بمجرد لمسه لعيوننا العمياء ل بد أن تتفتح لنصبح قادرين على الرؤية ،وأنه يستطيع اعادتنا للحياة عندما نكون أمواتا، .الحكيم بالنسبة لنا هو من يفعل المعجزات ل :الرجل الحكيم ل يملك ولكن تشجوان تزي يقو ُ السلطة ،لن استعمال السلطة مظهر من مظاهر النا المزيفة ،التي تريد دائما أن تكون قوية .أنت ل َتستطيع إقناع رجل حكيم باستعمال سلطته أو قوته ،هذا شيء مستحيل. وإذا استطعت فهذا يعني أن هناك جزء من أناه .المزيفة مازال موجودا ول بد أن يموت وَته أبدا ،لنه في الرجل الحكيم لن يستعم َ لق ّ داخله ليس هنالك من يستعمل هذه القوة أو يوجهها .لقد اختفت النا المزيفة التي كانت ُ.توجه ،فمن سيقود المركب؟ الجواب ل أحد الرجل الحكيم ذي سلطة كبيرة ولكنه ل يملك السلطة ،وهو قوي ولكنه ل يملك القوة ،لن النا المزيفة التي كانت مسيطرة لم تعد هناك. الرجل الحكيم ممتلئ بالطاقة التي تفيض على من حوله ،ولكنها ل تنتمي لحد وهي غير موجهة ،لنه ليس هناك من يوجهها .نعم قد قد َتتفتح عيونك ،ولكنه ل تتشافى في حضرته ،و َ يعتقد أنه فتح لك عينيك أو عالجك بلمساته، وعندما يعتقد هو بأّنه شفاك ،فهو حتما مريض ت" مرض يحمل أكثر منك .شعور النا " أنا شفي ُ .من الخطر أضعاف العمى المخيف .فهو ل يملك السلطة ،ول يريد إنجاز أي شيء .ويعبر المجد من فوقه دون أن يلتفت إليه حكم على أحد ،ولنه ل ي ْ م عليه حك ُ .فل أحد ي َ ْ هذا هو النسان الكامل .مركبه فارغ غ مركب َ َ ك. قك ،أفر ْهكذا يجب أن يكون طري َ استمر برمي كل ما تجده في المركب إلى أن مى كل شيء ول يبقى أي شيء ،حتى أنت ي ُْر َ تكون قد ُرميت ،ولم يبق منك أي شيء ،وعندها .ستصبح على الفور فارغا المسألة الولى والخيرة أن تكون فارغا .وفي تلك اللحظة عندما تصبح فارغا فسَتمتل .كل ل عليك عندما تكون فارغا ،الفراغ شيء سينز ُ فقط يستطيع تقبل كل شيء ،وليس هنالك أي شيء آخر يمكنه فعل ذلك ،لنه لكي نتقبل كل ن فارغين ،بشكل غير محدود .شيء يجب أن ن ُ كو َ إن تفكيرنا وعقولنا صغيرة جدًا ،ونحن ل نستطيع باستعمالها تقبل الشياء الربانية .إن غرفنا صغيرة جدا ً بحيث ل نستطيع دعوة الربانية للحضور إلينا .يجب أن نحطم البيت بالكامل، لنصبح بمساحة السماء ،الفضاء ،بل الكون كله، .هذه المساحة ضرورية لقبول الربانية يجب أن يصبح الفراغ طريقك وهدفك .ابدء من صباح الغد بتفريغ داخلك من كل شيء :من البؤس والغضب ،من النا المزيفة والغيرة واللم والرغبات .يجب أن ترمي بكل ما تجده، وكل ما تقع عليه يداك بدون مساومة ،أفرغ نفسك ،وفي تلك اللحظة عندما تصبح فارغا كليًا ،ستفهم فجأة أنك كامل وأنك كل شيء. .لبد للوصول إلى الكمال من الفراغ التأمل ل شيء سوى محاولة للتفريغ ،ولن نصبح ل أحد .يجب علينا أن نتصرف في معسكر التأمل هذا كأننا ل أحد ،وعندما ننشأ الغضب في شخص ما ،ونصطدم ونتشاجر معه علينا أن نتذكر أن ذلك يعني أن هناك شخص ما في مركبنا ،فلذلك يجري ما يجري معنا .وعندما نفرغ مركبنا فستختفي الصطدامات ولن يكون .هناك نزاعات ول غضب ول عنف ول شيء