You are on page 1of 60

‫هالل العدد‬

‫الثورات ‪ ...‬وبرزخ الثقافات‬


‫ال يشك متت ِّبع ألحداث العالم اإلسالمي وثورات التغيير في عدد من بالد املسلمني‬
‫العدد ‪165‬‬
‫بدأت في بالد أخرى واللهُ أعلم ما التي س ��تليها‬ ‫�ارع ْت في تونس ومصر‪ ،‬ثم ْ‬ ‫كالتي تس � َ‬ ‫ربيع الأول ‪ 1432 -‬هـ‬
‫إذ احلبل على اجل ّرار‪ ،‬بعد عهود الظلم واإلقصاء واس ��تعباد الش ��عوب وخنق احلريات‬ ‫�شباط ‪ 2011 -‬م‬
‫واالس ��تفراد بثروات وخيرات املس ��لمني من ِق َبل ُطغَم ومافيات متغ ّولة في شَ � � َره الثراء‬
‫ووحش ��ية الظل ��م والتعذيب في الس ��جون‪ ،‬فض�ل ً�ا عما هو أخطر من ذل ��ك وهو تغريب‬
‫األم ��ة ثقافي ًا وسياس ��يا ً‪ ،‬وإهانته ��ا وإحلاقها باألجنبي والتآمر عل ��ى دينها وحصره في‬
‫منرب الداعيات‬
‫املناس ��بات االحتفالي ��ة وزوايا الش ��عائر التعبدية ومظاهر نفاق املتم ِّلقني من مش ��ايخ‬
‫السالطني اجلبناء الفجار وإهانة العلماء الربانيني املجاهدين األبرار ‪....‬‬ ‫جملّة املر�أة‬
‫حتول نوعية في‬ ‫ال يش ��ك املتت ِّب ��ع أنها عالمة فارق ��ة في التاريخ املعاصر ونقط ��ة ُّ‬
‫املسار السياسي واملناخات الثقافية في بالد املسلمني‪ ،‬فهي برزخ بني ثقافتني‪:‬‬ ‫وجميع‬
‫ولي نصوص الوح َيينْ املباركة (القرآن العظيم والسنة‬ ‫‪ .1‬بني ثقافة التبرير للواقع ّ‬
‫املطهرة) إلعطاء ش ��رعية للواقع الظالم املتخ ِّلف املهترئ الذي تعيشه األمة‪ ،‬وثقافة‬
‫التوصيف املوضوعي للواقع للبناء على هذا التوصيف خارطة طريق التغيير‪.‬‬ ‫الأ�سرة‬
‫نصوصه‬ ‫ُ‬ ‫‪ .2‬وب�ي�ن ثقافة اجلنب واالس ��تخذاء الت ��ي يحاربها الدين احل ��ق وتتماأل‬
‫«لتأخ ُذنّ‬
‫ُ‬ ‫على تسخيفها وتبشيعها‪ ،‬وثقافة اجلرأة في املناداة باحلق والعزة في َح ْمله‬ ‫و�سيلة �إعالم ّية‬
‫ولتقص ُرنّه على احلق قصر ًا أو ‪ »...‬كما قال‬ ‫ُ‬ ‫ولتأط ُرنّه على احلق أطر ًا‬
‫ِ‬ ‫على يد الظالم‬
‫متوعداً‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‬ ‫لر�سالة دعو ّية‬
‫‪ .3‬وب�ي�ن ثقافة انهزام الدين وإقصائ ��ه وحصره وإهانته!! مع أن الله تعالى يقول‪:‬‬
‫متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس املهاد}‪،‬‬ ‫{ال َيغُ َّرنك ��م تق ُّل ُب الذين كف ��روا في البالد‪ٌ ،‬‬ ‫متم ّيزة‬
‫وثقافة استعالء الدين احلق ألنه دين رب العاملني وليس قانون ًا بشري ًا ومنهج ًا وضعي ًا‬
‫تنش ُر عد ًال‪.‬‬
‫وشعائ َر ال حتق حق ًا وال ُتزيل باط ًال وال َت ْع ُمر قلوب ًا وال تحُ ارب ظلم ًا وال ُ‬
‫‪ .4‬وبني ثقافة االستسالم‪ ،‬وثقافة الدفع التي َب َّصرنا بها ُّربنا لئال ينتشر الطغيان‬
‫بعضهم ببعض لفسدت األرض}‪.‬‬ ‫ويفش َو الفساد‪{ :‬ولوال َدفع الله الناس َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .5‬وب�ي�ن ثقاف ��ة التجهي ��ل للش ��عوب وإغراقه ��ا ف ��ي الظ�ل�ام وإبعاده ��ا ع ��ن الوعي‬
‫السياس ��ي واملش ��اركة في الش ��أن العام وإرعابها بالتخويف وعلى رأس الشعوب العلماء‪،‬‬
‫وثقاف ��ة العلم والتنوير والوعي السياس ��ي ومتابعة أمور الن ��اس والبالد والرقابة على‬
‫احلكام ومساءلتهم ومحاسبتهم‪.‬‬
‫علم� � ًا أنّ مس ��ؤولية العلم ��اء الصادق�ي�ن في ه ��ذة املرحلة مس ��ؤولية كبي ��رة بعد أن‬
‫يحققوا النُّ قلة البعيدة املنش ��ودة ويخرجوا من كونهم أرباب الش ��عائر كما يس ��مونهم‬
‫وحملة رس ��الة الدين والرقباء‬ ‫في بعض بالد املس ��لمني إلى أن يكونوا أمناء الش ��رائع َ‬
‫على احلكام‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫مساحة حب‪:‬‬
‫شموس حياتنا وأقمارها‬
‫‪6‬‬ ‫االفتتاحية‪:‬‬
‫أكادميية الثورة‬
‫‪4‬‬
‫ملف العدد‪:‬‬
‫الزوجة املثقفة‪ ...‬سعادة أم نَ َكد؟‬
‫‪11‬‬ ‫حلظة صفاء‪:‬‬
‫{واخفض جناحك للمؤمنني}‬
‫‪8‬‬
‫منبر حتاور‪ :‬األميركية املهتدية‬
‫د‪ .‬ليسا كلينغر‬ ‫‪18‬‬ ‫فضفضة‪:‬‬
‫ملاذا ال نخ ِّفف من ألم الفِ راق؟‬
‫‪17‬‬

‫مع الشعر‪ :‬سقوط الطاغية‬ ‫‪22‬‬ ‫شخصية ح ّواء في القرآن‪:‬‬


‫هل التع ِّري فطرة إنسانية؟‬
‫‪20‬‬
‫في دروب احلياة‪ :‬فتاة الثورة!‬ ‫‪32‬‬ ‫الصبا‬
‫مراتع ِّ‬ ‫‪23‬‬
‫مركز ال�صف والإخراج‪:‬‬ ‫املدي��ر امل�س���ؤول‪ :‬مـحــمـ��د احللــو‬ ‫�صاح��ب االمتي��از‪ :‬جميـ��ل ّ‬
‫نخـال‬
‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬ ‫�سكرترية التحريـر‪ :‬منال املـغـربي‬ ‫مدي��رة التحري��ر‪� :‬س��هــاد ِّ‬
‫عكيل��ة‬

‫للتوا�صل‪ :‬فاك�س‪+961 /1)652880( :‬هاتف ثابت‪ +961/1)664634(:‬حتويلة (‪)121‬‬


‫ج ّوال‪+961 /70)032587( :‬‬
‫الربيد العادي‪ :‬لبنان ‪ -‬بريوت ‪� -‬ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬
‫الربيد الإلكرتوين‪minbar@itihad.org :‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪2‬‬
‫دوت كوم‬ ‫‪36‬‬ ‫البيئة والناس‪:‬‬
‫تل ُّوث الهواء واالحتباس احلراري‬
‫‪34‬‬
‫نساء متم ّيزات‪:‬‬
‫عامل ُة جيلها األديبة الشاعرة عائشة‬
‫‪46‬‬ ‫دوحة األسرة‬ ‫‪39‬‬
‫تهانينا‬ ‫‪50‬‬ ‫وقالت الشريعة‪:‬‬
‫حل ِّجي ال ُكردي‬
‫للدكتور الفقيه أحمد ا َ‬
‫‪48‬‬
‫ولنا لقاء‪:‬‬ ‫‪56‬‬ ‫أنشطة إسالمية‬ ‫‪51‬‬
‫‪ ...‬واملعرفة «سجال»!‬

‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول‪1432/‬هــ ‪�-‬شباط(فرباير)‪2011 /‬م‬

‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو للتربع للمجلة‪:‬‬


‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان‪ :‬رقم احل�ساب بالدوالر ‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار) ‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬
‫الأ�سعار‪ :‬ثمن العدد يف لبنان ‪ 3000‬ل‪.‬ل‪.‬‬
‫واال�شرتاك ال�سنوي يف لبنان مت�ضمن ًا �أجرة الربيد ‪$30‬‬
‫ويف الدول اخلليجية ‪ 200‬ريال �أو ما يعادلها‬
‫ويف �أمريكا وكندا والدول الأوروبية ‪� $75‬أو ما يعادلها‬

‫ملحوظة‪ُ :‬ت�صدر �إدارة املجلة ‪� 10‬أعداد يف ال�سنة‬


‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫االفتتاحية‬
‫�أكادميية الثورة‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬
‫من يتأمل ش ��باب الثورة في تون ��س ومصر يدرك‬
‫مقدار الكبت الذي يعانيه الش ��باب في عاملنا العربي‪ :‬ها‬
‫ه ��و الي ��وم يتكلم بحرية‪ ،‬يتنفس حري ��ة‪ ،‬يعبر عن إرادته‬
‫ألول م ��رة ف ��ي حيات ��ه دون خ ��وف من اجل ��دران التي لها‬
‫آذان‪ ،‬ومن غير االلتصاق باحلائط الذي يوصله إلى داره‬
‫بسالم‪ ...‬فقد حطموا جدران الصمت‪ ،‬وقفزوا فوق ذلك‬
‫احلائط إلى فضاءات أرحب وأوسع‪...‬‬
‫فف ��ي عص ��ر القري ��ة الكوني ��ة وث ��ورة االتص ��االت‬
‫واملعلومات تغير اجليل‪ ،‬وتشكلت لديه قناعات غير تلك‬
‫�باب الث ��ورة" "ثقاف َة‬
‫�حقَ "ش � ُ‬‫فس � َ‬
‫الت ��ي تربى عليها آباؤه‪َ ،‬‬
‫وحتى تكون "ثورة الش ��باب" مؤثرة ينبغي لكل ش ��اب‬ ‫اخلوف" التي كرس ��تها سياسة االس ��تبداد واالستعباد‪...‬‬
‫اتخاذ القرار احلاسم في‪:‬‬ ‫ليتقن ��وا ثقاف ��ة ذات نكه ��ة مختلف ��ة و ُبعد آخ ��ر‪" :‬ثقافة‬
‫ُ‬
‫الع ��زة" التي أدركوا من خاللها أنهم مبقدورهم إس ��قاط‬
‫‪ l‬تغيير منط حياته‪ :‬من اللهو والعبث إلى اجلدية‪،‬‬
‫املغتصبة‪،‬‬
‫َ‬ ‫القداس ��ة عن شخص احلاكم وانتزاع شرعيته‬
‫وم ��ن اخلم ��ول إل ��ى الفاعلي ��ة‪ ،‬وم ��ن قت ��ل األوق ��ات إلى‬
‫والتم ��رد عل ��ى األوض ��اع البائس ��ة الت ��ي يعيش ��ونها‪...‬‬
‫عمارته ��ا بخي ��ر األعمال‪ ،‬ومن ِق َصر النف ��س إلى الصبر‬
‫واحتش ��د "ص ��وت الثورة" بداخله ش ��يئ ًا فش ��يئ ًا ليتفجر‬
‫عل ��ى معال ��ي األمور واملثاب ��رة على العمل ال ��دؤوب حتى‬
‫غضب� � ًا أحرق س ��نوات القهر والظل ��م لتصدمه النتيجة‪:‬‬
‫برمتها‪،‬‬
‫بل ��وغ الهدف‪ ،‬ومن الفوضى إلى تنظي ��م احلياة ّ‬
‫فإذا بذلك الوحش الذي أرعبهم عقوداً‪ :‬فأر يهرب حتت‬
‫وم ��ن ال ُبع ��د عن الله إل ��ى توثيق الصلة ب ��ه تعالى؛ فهي‬
‫ُجن ��ح الظ�ل�ام‪ ،‬وإذا بالكيان ��ات التي ظنّوه ��ا يوم ًا صلبة‬
‫الدعامة األساسية ألي تغيير إيجابي‪...‬‬
‫عصية‪ :‬كيانات كرتونية هش ��ة س ��رعان ما أحرقتها نيران‬
‫‪ l‬حتدي ��د املس ��ار قب ��ل االنط�ل�اق حت ��ى ال نض ِّي ��ع‬ ‫"ثورة الشباب"‪.‬‬
‫وع ��دة طريقن ��ا‪،‬‬‫البوصل ��ة؛ ف�ل�ا ب ��د أن نع ��رف وجهتن ��ا‪ُ ،‬‬
‫لقد اس ��تطاع الش ��باب فعل ما عجز عن ��ه آباؤهم مبا‬
‫واملنهج الذي نسير وفقه‪ ،‬ونهاية الطريق‪...‬‬
‫لديهم من القدرة على االس ��تجابة السريعة للمتغيرات‬
‫‪ l‬تصحي ��ح انحراف ��ات الفك ��ر وتنقيته م ��ن مل ِّوثات‬ ‫واس ��تيعابها‪ ،‬وبرمج ��ة حياتهم مبوجبه ��ا‪ ،‬وترجمة ذلك‬
‫إلى فعل تغييري يقلب املوازين ويهدم املسلّمات الصنمية الثقاف ��ة االنهزامي ��ة والتغريبي ��ة الت ��ي ق ��ادت األمة إلى‬
‫عه ��ود التخل ��ف واالستس�ل�ام للواق ��ع البائ ��س‪ ...‬وإعادة‬ ‫التي ُد ِّجنت عليها األجيال السابقة‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪4‬‬
‫ال تكون اجلهود مبعثرة‪ ،‬وتكريس سياسة تعاون الطاقات‬
‫الش ��ابة الفاعل ��ة ف ��ي املجتم ��ع فيما بينه ��ا على حتقيق‬
‫ف�إذا بذل��ك الوح�ش الذي �أرعبهم عق��وداً‪ :‬ف�أ ٌر‬
‫األهداف التي تصب في خدمة قضايا األمة اإلس�ل�امية‪،‬‬
‫وهذا املبدأ أرساه رسولنا احلبيب [ بقوله‪" :‬يد الله مع‬
‫يه��رب حتت ُجن��ح الظ�لام‪ ،‬و�إذا بالكيان��ات التي‬
‫اجلماعة" مس ��تند ًا إلى قول ربنا جل وعال‪{ :‬واعتصموا‬ ‫ظ ّنوها يوما ً �ص��لبة ع�ص��ية‪ :‬كيانات كرتونية ه�شة‬
‫بحبل الله جميع ًا وال تفرقوا}‪.‬‬ ‫�سرعان ما �أحرقتها نريان "ثورة ال�شباب"‪.‬‬
‫‪ l‬تربي ��ة النف ��س على معان ��ي العدل؛ ف ��إذا ما تقلب‬ ‫تشكيله حتى ينسجم مع املنهج اإلسالمي الذي ارتضاه‬
‫الشاب في املراكز واملناصب جعل العدل قاعدته ومنطلق‬ ‫الله لنا بقوله‪{ :‬إن الدين عند الله اإلسالم}‪.‬‬
‫حكم ��ه وتعامالت ��ه مع الناس‪ ،‬مدرك ًا ُجرم الظالم وس ��وء‬
‫بظلم إن‬
‫ٍ‬ ‫‪ l‬تعديل انحرافات السلوك؛ فالذي اعتاد العبث مبا عاقبت ��ه‪{ :‬وكذل ��ك أَ ْخ ��ذ رب ��ك إذا أخذ الق ��رى‬
‫قوي شديد}‪.‬‬ ‫أنعم الله به عليه من صحة ووقت ومال‪ ...‬علم أن الذي‬
‫أخذه ٌّ‬
‫يقط ��ف الثمار هم اجل ��ا ّدون أصحاب األهداف العظيمة‬
‫‪ l‬التس� � ُّلح بالوعي السياسي‪ ،‬والفَهم العميق ألسرار‬ ‫والقضايا الكبرى‪.‬‬
‫ال ُّلعبة السياسية‪ ،‬والسعي المتالك مفاتيحها‪ ،‬واحلرص‬
‫املش ِّكل ألساسيات تفكيرنا؛ حتى‬ ‫‪ l‬توط�ي�ن النف ��س عل ��ى صع ��اب احلي ��اة وش ��دائدها على جعل اإلس�ل�ام هو َ‬
‫وعينا السياسي إلى املستوى الذي وصل إليه َمن‬ ‫وعل ��ى التضحي ��ة مبختل ��ف أبعاده ��ا في س ��بيل احلياة‬
‫يرتقي ُ‬
‫ِّ‬
‫الكرمي ��ة الت ��ي تظلله ��ا طاعة الل ��ه ورضوان ��ه؛ فللحرية س ��بق من قادتنا الذين أداروا لعبتهم السياس ��ية ببراعة‪:‬‬
‫والسنة)‪ ،‬وبذكاء َمن تر ّبى عند‬ ‫أثم ��ان باهظ ��ة ال يق ��در عل ��ى تس ��ديدها إال َم ��ن حم ��ل‬
‫بتوجيه ال َوح َيينْ (الكتاب ُ‬
‫نفس ��ه عل ��ى ذلك‪ .‬ولي ��س املطلوب منكم ‪ -‬أيها الش ��باب أعظم قائد سياس ��ي وعس ��كري واجتماعي عرفه التاريخ‬
‫ً‬
‫‪ -‬أن تحُ رقوا أنفس ��كم ماديا حت ��ى تصنعوا نهضة‪ ،‬وإمنا سيدنا محمد [‪.‬‬
‫فمن كانت له بداية‬ ‫املطل ��وب اإلحراق املعن ��وي لألنفس‪َ :‬‬
‫‪ l‬الث ��ورة عل ��ى األوض ��اع القائم ��ة ورف ��ض الظل ��م‬ ‫(باجلد واالجتهاد وبن ��اء النفس فكري ًا وثقافي ًا‬ ‫محرق ��ة‬
‫ِ‬
‫وعقائدي� � ًا‪ ،‬وترويضها على اس ��تقامة الس ��لوك وعظائم ومحاربة سياس ��ة‪{ :‬ما أريكم إال م ��ا أرى وما أهديكم إال‬
‫األم ��ور‪ )...‬كانت له نهاية مش ��رقة (مبآالته ��ا وحصادها س ��بيل الرش ��اد}‪ ،‬مس ��تحضرين قول الله تعالى رد ًا على‬
‫تلك السياسة‪{ :‬وما أمر فرعون برشيد}‪.‬‬ ‫الط ِّيب املثمر‪.)...‬‬
‫***‬ ‫‪ l‬تدري ��ب النف ��س عل ��ى حتم ��ل املس ��ؤولية واألخ ��ذ‬
‫وبعد‪ ،‬فقد أثبتت ثورة الش ��باب املنتصرة بأن األمة‬ ‫مبجام ��ع علم القيادة ملن حباه الل ��ه مبق ِّوماتها؛ فمهمة‬
‫قيادة البش ��رية التي كلفها الله لألمة اإلسالمية حتتاج ق ��د مت ��رض‪ ،‬وقد تدخل ف ��ي غيبوبة‪ ،‬غي ��ر أنها ال متوت‪،‬‬
‫إل ��ى قلوب واعي ��ة وعق ��ول متفتحة وش ��خصيات قيادية ألن ال ��ذي يحم ��ل عقيدة حية ومنهج ًا ق ��ادر ًا على صنع‬
‫اإلنس ��ان‪ ،‬فإن ��ه يحي ��ا بهما‪ .‬كم ��ا أكدت على أن الش ��باب‬ ‫وقوى شا ّبة تعرف للمسؤولية قدرها‪.‬‬
‫أعدوا أنفس ��هم‬
‫‪ l‬تأطي ��ر اجله ��ود ضم ��ن عم ��ل جماع ��ي يوجهه ��ا ه ��م رافعة األمة وقلبها النابض‪ ،‬وإن هم ّ‬
‫وينظمها ويعمل على تفعيلها وتصحيح مس ��ارها؛ حتى وس� � َعوا للتغيي ��ر احلقيقي فس ��يعيدون تش ��كيل التاريخ‬
‫اإلنساني من جديد‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫�شمو�س حياتنا و�أقمارها‬ ‫مساحة حب‬

‫بقلم‪ :‬إميان أحمد َش َراب‬


‫املدينة املنورة‬

‫والعجيب أنّ تلك املعاني اجلميلة تزداد تدفق ًا وتكبر‬ ‫دخلت صفّ ًا للصغيرات‪ ،‬أَ ُ‬
‫نش ��د الفطرة السليمة‬ ‫ُ‬
‫كلم ��ا كبروا وكبرن ��ا! واألعجب أنهم يفعل ��ون ذلك كرم ًا‬ ‫والبراءة‪..‬‬
‫وفض ًال وإحسان ًا‪ ،‬من أجل أن نكون األفضل واألحسن‪.‬‬
‫ويكبر الوالدان‪ ،‬ويرس ��م الزمن خطوط الشيخوخة‬ ‫وطرحت عليهن الس ��ؤال‪َ :‬م ��ن أكثر الناس حولك‬ ‫ُ‬ ‫<‬
‫على وجهيهما احلنو َنينْ اجلميلني‪ .‬خطوط قد حفرها‬ ‫ح ّب ًا لك؟‬
‫تعب وسهر وعمل‪ ،‬نحن األبناء محوره‪.‬‬ ‫‪ -‬فأجمعن‪ :‬أمي وأبي‪.‬‬
‫ومن أكثر َم ْن حتببنه؟‬ ‫دت أسأل‪َ :‬‬‫< ُع ُ‬
‫عنده ��ا ينقل ��ب الوض ��ع‪ ،‬فتضعف صحتهم ��ا وتزداد‬
‫مش ��اعرهما رقة وحساسية‪ ،‬ونكون نحن األقوى‪ ،‬فيزداد‬ ‫‪ -‬فأجمعن‪ :‬أمي وأبي‪.‬‬
‫وج ��وب احل ��ب‪ ،‬وحبهم ��ا ِب ّرهم ��ا‪ ،‬ليبل ��غ أعل ��ى درجاته‪:‬‬ ‫وسألت‪ :‬وملاذا هما أكثر َمن حتبنب؟‬ ‫ُ‬ ‫ابتسمت‬
‫ُ‬ ‫<‬
‫اإلحس ��ان‪{ :‬وقضى ُّربك أ ّال تعب ��دوا إال إياه وبالوالدين‬ ‫تعجب عل ��ى الوجوه الصغيرة‪ ،‬ثم أجابت‬ ‫‪ -‬عالمات ُّ‬
‫إحس ��ان ًا}‪ .‬أم ��ر يجم ��ع الل ��ه عز وج ��ل فيه ب�ي�ن عبادته‬ ‫إحداهن‪ :‬هكذا! ألنهما أمي وأبي!‬
‫واإلحس ��ان للوالدين‪{ :‬أن اش ��كر لي ولوالديك}‪ ،‬يقول‬ ‫الفط ��رة الس ��ليمة إذن تحُ ِ ّس أنه م ��ا من أحد يح ّبنا‬
‫عبد الله بن عباس‪َ :‬من ش ��كر لله ولم يشكر لوالديه لم‬ ‫كأمن ��ا وأبينا‪ ،‬والفطرة نفس ��ها تؤك ��د أنّ األم واألب هما‬‫ِّ‬
‫ُيقبل منه‪.‬‬ ‫املس ��تحقان األكبران في حياتنا للحب األكبر‪ ...‬دون أن‬
‫ِوبرهم ��ا أن نلقاهم ��ا بابتس ��امة‪ ،‬أن نق ِّب ��ل أيديهم ��ا‬ ‫يكون هناك سبب!‬
‫ورأس ��يهما ووجهيهما‪ ،‬أن نُدخل الس ��رور عل ��ى قلبيهما‬ ‫يكفي أنهما األم واألب‪..‬‬
‫وطرف ��ة وهدي ��ة‪ ،‬أن ند ِّللهم ��ا‪ ،‬ونريحهما‬ ‫بكلم ��ة وخب ��ر ُ‬ ‫األجمل واأل َرقّ في حياتنا‪..‬‬
‫بتدلي ��ك أقدامهم ��ا وأكتافهم ��ا ورأس ��يهما‪ ،‬أن نعاونهما‬ ‫العطف والشفقة والرحمة‪ ..‬الدفء واألمان‪..‬‬
‫في األعمال‪ ،‬ونلبي طلباتهما‪ ،‬ونفاجئهما مبا َي ُس ُّرهما‪،‬‬ ‫الرعاي ��ة والتوجي ��ه‪ ..‬الب ��ذل والعط ��اء والتضحي ��ة‬
‫ندع� � َو لهم ��ا في أول النهار ووس ��طه وآخره‪{ :‬وقل رب‬ ‫واإليثار‪..‬‬
‫أن ُ‬
‫ارحمهما كما ربياني صغيراً}‪ ،‬ونخفض لهما جناح الذل‬ ‫التسامح والصبر واحلب‪..‬‬
‫تواضع� � ًا ورحمة‪ ،‬بل أن يكونا في قمة قائمة اهتماماتنا‬ ‫عط ��اؤه ال َي ِزنون ��ه مبيزان‪ ،‬وال يقيس ��ونه مبقياس‪..‬‬
‫اليومية‪.‬‬ ‫حد له‪ ،‬ال نهاية له‪.‬‬ ‫ح ّبهم ال يقف‪ ،‬ال ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪6‬‬
‫وأ ّال ندعهم ��ا في حاجة للس ��ؤال والطلب منا أو من‬
‫أحدهما في دخول أو خروج أو ركوب‪،‬‬ ‫غيرن ��ا‪ ،‬وال نتق ��دم َ‬
‫ال جنل ��س في مكان أعلى منهما‪ ،‬وال نتثاقل أو نتضايق‬
‫من حاجاتهما ومن َضعفهما أو من أمراض ِك َبرهما في‬
‫ب��ا ُّر والديه يكافئه الل��ه يف الدنيا قبل الآخرة‪،‬‬ ‫السن وأعراضه‪...‬‬
‫فريزقه ويفتح له الأبواب املغلقة ويكتب له النجاح‬ ‫با ُّر والديه يكافئه الله في الدنيا قبل اآلخرة‪ ،‬فيرزقه‬
‫يف م�س��اعيه وي�س��هّل �أموره؛ ُيزي��ل عنه الكربات‬ ‫ويفتح له األبواب املغلقة ويكتب له النجاح في مساعيه‬
‫وينزل عليه الرحمات‪ ،‬وي�سعده ب ّرب �أبنائه‪.‬‬ ‫ويسهل أموره؛ ُيزيل عنه الكربات وينزل عليه الرحمات‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ويسعده بب ّر أبنائه‪.‬‬
‫عليه من ِبر والديه بعد مماتهما‪.‬‬ ‫ثم تأتي املكافأة العظمى‪ :‬اجلنة‪.‬‬
‫عندم ��ا أحت ��دث ع ��ن الوالدي ��ن تحَ ُضرن ��ي لوح ��ة‬ ‫فالرس ��ول [ يق ��ول‪َ « :‬ر ِغ ��م أنفه» (ثالث� � ًا)‪ ،‬قيل‪َ :‬من‬
‫مس ��رحية مؤث ��رة راقي ��ة يق ��وم فيه ��ا االبن حُ‬
‫امل ��ب البار‬ ‫الك َبر أح َدهما أو‬
‫«من أدرك أبو ْيه عن ��د ِ‬ ‫يا رس ��ول؟ ق ��ال‪َ :‬‬
‫احملس ��ن يوس ��ف علي ��ه الس�ل�ام برف ��ع أبو ْي ��ه (الش ��مس‬ ‫كليهما فلم يدخل اجلنة» رواه مسلم‪.‬‬
‫والقم ��ر) عل ��ى الع ��رش‪ ..‬والكواك ��ب من حوله ��م تراقب‬ ‫ك ��م هو حقهم ��ا عظي ��م! فحتى بع ��د مماتهما ميتد‬
‫املشهد في ه ْيبة وتأثر وخضوع‪.‬‬ ‫ِبرهم ��ا ب� �ـ «الصالة عليهم ��ا‪ ،‬واالس ��تغفار لهم ��ا‪ ،‬وإنفاذ‬
‫عهدهم ��ا بعدهما‪ ،‬وإكرام صديقهما‪ ،‬وصلة الرحم التي‬
‫آباؤنا وأمهاتنا شموس حياتنا وأقمارها‪.‬‬
‫ال رح ��م ل ��ك إال م ��ن ِق َبلهما‪ ،‬فه ��ذا الذي بق ��ي عليك»‪،‬‬
‫بالله عليكم! هل هناك حياة بال شمس أو قمر؟!‪l‬‬
‫هك ��ذا أج ��اب الرس ��ول [ الرج ��ل الذي س ��أله عما بقي‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫لحظة صفاء‬
‫}واخف�ض جناحك للم�ؤمنني{‬
‫التوا�ضع زينة الأخالق‬
‫بقلم‪ :‬أمينة أحمد زاده‬
‫اجلن ��اح للمؤمنني‪ ،‬يتحاش ��ى مظاه ��ر العظمة وميقت‬ ‫هو ُخ ُلق كرمي حميد‪ ،‬وخصلة من أخص خصال‬
‫الكبرياء واخلي�ل�اء‪ ،‬يجالس الفقير ويأكل مع الصغير‪،‬‬ ‫املؤمن�ي�ن املتق�ي�ن‪ ،‬وس ��ج ّية من ك ��رمي س ��جايا العاملني‬
‫قدم‬ ‫يجي ��ب دع ��وة البعيد على خبز الش ��عير‪ ،‬إذا مش ��ى ّ‬ ‫الصادق�ي�ن‪ ،‬ومن ِش� � َيم الصاحلني ا ُمل ْخبت�ي�ن‪ .‬هو رحمة‬
‫أصحابه عليه‪ ،‬يسلم على الصبيان ويداعبهم‪ ،‬يرقع ثوبه‬ ‫يف ��زع إليه ��ا املك ��روب وي ��ؤوب إليه ��ا احملروم‪ ،‬ه ��و هدوء‬
‫ويخصف نعله ويحمل متاعه‪ ،‬يساعد األرملة واملسكني‪،‬‬ ‫ذل وانكس ��ار وخش ��وع ل ��رب العاملني‪،‬‬ ‫وس ��كينة ووقار‪ ،‬هو ٌّ‬ ‫َ‬
‫ويحس ��ن إلى من‬ ‫يعف ��و عم ��ن ظلمه ويصل م ��ن قطعه‪ُ ،‬‬ ‫ول�ي�ن جان ��ب للمؤمنني‪ ،‬وانقياد للحق املبني‪ ،‬وحس ��بك‬
‫أس ��اء إلي ��ه‪ .‬ومل ��ا دخ ��ل [ مكّ ة فاحت� � ًا عل ��ى رأس أعظم‬ ‫ق ��ول الله لنبيه الكرمي‪{ :‬واخف ��ض جناحك ملن اتبعك‬
‫جي ��ش‪ ،‬دخل س ��اجد ًا على ظهر دا ّبت ��ه تواضع ًا خلالقه‪.‬‬ ‫أحد‬
‫من املؤمنني}‪ ،‬وقول رسول الله [‪ ...« :‬وما تواضع ٌ‬
‫رآه رج ��ل فخ ��اف منه وامتأل قلبه رعب� � ًا فقال له ‪« :‬ه ّون‬ ‫لله إال رفعه» رواه مسلم‪.‬‬
‫علي ��ك‪ ،‬إمنا أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»‬ ‫فالتواض ��ع ُخ ُل ��ق املس ��لم‪ ،‬يتواض ��ع به لل ��ه عز وجلّ‬
‫وكذل ��ك كان أصحاب ��ه األمج ��اد؛ فه ��ذا س ��يدنا عمر بن‬ ‫تذل�ل ً�ا وانقياد ًا وخضوع ًا جلالل ��ه وجبروته‪ ،‬وما تواضع‬
‫اخلطاب رضي الله عنه يلبس القميص املرقّ ع‪ ،‬ويحمل‬ ‫أح ��د لل ��ه إال رفع ��ه وزاده ع� � ّز ًا وش ��رف ًا وكرام � ً�ة‪ ،‬ومنزل ��ة‬
‫ِق� � َرب امل ��اء لعجائز األنص ��ار املع َدمني‪ ،‬وم ��ن تواضعه أن‬ ‫سامية من احملبة واالحترام‪.‬‬
‫ام ��رأة ر ّدت عليه فص ّوب قوله ��ا‪ ،‬وأعلن تراجعه عن رأيه؛‬ ‫والعب ��د إمن ��ا يكون ف ��ي أرق ��ى أحواله س ��اعة تصفو‬
‫كم ��ا ج ��اء في قص ��ة عن حتدي ��د املهور املش ��هورة‪ ،‬بل إنّه‬ ‫جبهت ��ه ل ��رب الع ��زة ف ��ي الس ��جود اخلاض ��ع اخلاش ��ع‬
‫يروى أنّ رج ًال قال له‪ :‬لو ز َللْت لق ّومناك بسيوفنا‪ ،‬فقال‬ ‫الطوي ��ل‪ ،‬عندئ � ٍ�ذ يع ��رف مكانت ��ه‪ ،‬ويلزم ح � ّ�ده‪ ،‬ويعطي‬
‫عم ��ر رض ��ي الله عن ��ه‪ :‬احلمد لله الذي جع ��ل َمن يق ّوم‬ ‫اخلال ��ق املتعال ��ي حقّ ��ه ال ��ذي وص ��ف ب ��ه نفس ��ه‪{ :‬وله‬
‫عمر بسيفه‪.‬‬ ‫الكبرياء في السماوات واألرض وهو العزيز احلكيم}‪.‬‬
‫وقد مدح الله تبارك وتعالى رسوله واملؤمنني بقوله‪:‬‬ ‫وتواض ��ع العبد خلالقه يتبع ��ه تواضعه إلخوانه في‬ ‫ُ‬
‫{أذ ّل � ٍ�ة على املؤمنني ِأعز ٍّة على الكافرين}‪ ،‬وجعل اجلنّة‬ ‫ِ‬ ‫بح ْس ��ن معاملتهم‪ ،‬والتبس ��ط معه ��م‪ ،‬واحترام‬ ‫الدي ��ن‪ُ :‬‬
‫املوع ��ودة في الدار اآلخ ��رة لعباده ا ُمل ْخبت�ي�ن املتراحمني‬ ‫حقوقه ��م‪ ،‬فال يرى له على أح ��د فض ًال بل يرى الفضل‬
‫ا ُملنْصفني‪ ،‬الذين يتقبلون احلق ويطلبونه‪{ :‬تلك الدار‬ ‫للناس عليه‪ ،‬واحلقوق لهم قبله‪ .‬قال احلسن البصري‪:‬‬
‫اآلخ ��رة جنعلها للذي ��ن ال يريدون عل ّو ًا ف ��ي األرض وال‬ ‫هل ت ��درون ما التواضع؟ التواضع أن تخرج من منزلك‬
‫فساد ًا والعاقبة للمتقني}‪.‬‬ ‫فال تلقى مس ��لم ًا إال رأيت له علي ��ك فض ًال‪ .‬وإذا تدبرنا‬
‫الك ْبر‪ ،‬وينشرح الصدر‪،‬‬ ‫فما أجمل التواضع؛ به يزول ِ‬ ‫أح ��وال النب ��ي [ وصحابت ��ه الك ��رام والتابع�ي�ن له ��م‬
‫ويع � ّ�م اإليث ��ار‪ ،‬وت ��زول القس ��وة‪ ،‬ويندح ��ر احلق ��د‪ .‬أم ��ا‬ ‫بإحس ��ان إل ��ى ي ��وم الدي ��ن‪ ،‬وجدناه ��م أمثل ��ة رائعة في‬
‫التواضع أله ��ل الدنيا وأهل الظلم والفس ��اد والطغيان‬ ‫التواضع والتآلف وقبول احلق واخلضوع لله عز وجلّ ‪.‬‬
‫فذاك الذلّ الذي ال ِع ّز معه‪ ،‬واخليبة التي ال رفق معها؛‬ ‫فه ��ذا رس ��ول الله [ كان س� � ّيد املتواضعني‪ ،‬خافض‬
‫فاملؤم ��ن ال يذلّ نفس ��ه ملن فتنته دني ��اه بزخرفها الزائل‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪8‬‬
‫ونس ��ي الكبي ��ر املتع ��ال‪ِ ...‬وبئ ��س العبد عب ��د عتا وطغى‬ ‫وبريقه ��ا الالمع‪ ،‬وال يضع نفس ��ه موضع ًا ُيرضي س ��فيه‬
‫ونسي املبتدا واملنتهى» رواه الترمذي واحلاكم‪.‬‬ ‫الك ْبر جوانحه‪.‬‬ ‫القوم الذي أمات الغرور ضمي َره ومأل ِ‬
‫فيا أختي املس ��لمة تواضعي وال تش ��مخي بأنفك وال‬ ‫مهلك‬ ‫وق ��د ح� � ّرم الله الكب ��ر على عب ��اده ألنّه ُخ ُل ��ق ِ‬
‫أنت إ ّال عبد أخرجك‬ ‫تختالي في مشيتك وال تتك ّبري‪ ،‬فما ِ‬ ‫ي ��ؤول بصاحب ��ه إل ��ى ال ��ذل واله ��وان‪ .‬واملتكب ��رون أق ��وام‬
‫أَم ��ة من العدم‪ ،‬ورعاك في ظلم ��ات األرحام‪ ،‬وق ّومك في‬ ‫يتعاظمون على الناس‪ُ ،‬يعرضون عن احلق وال يقبلونه‪،‬‬
‫أحس ��ن الص ��ور؛ النطفة املذرة بدايت ��ك‪ ،‬واجليفة النتنة‬ ‫ال يس ��تكينون ملوعظة وال يأمت ��رون مبعروف وال ينتهون‬
‫نهايت ��ك‪ ،‬وأنت بينهم ��ا مورد األدران ومجم ��ع األقذار‪...‬‬ ‫ع ��ن منكر‪ ،‬متطاول ��ون بغرورهم‪ُ ،‬مدل ��ون بباطلهم؛ قال‬
‫فارفقي بنفس ��ك يا مس ��كينة وتد ّب ��ري كالم رب العاملني‪:‬‬ ‫تعال ��ى‪{ :‬وإذا قي ��ل ل ��ه ات � ِ�ق الل ��ه أخذت ��ه الع� �زّة باإلثم‪،‬‬
‫{إنّه ال يحب املستكبرين}‪.‬‬ ‫فح ْس ��به جهنّم وبئس املهاد} وقال [‪« :‬ال يدخل اجلنّة‬ ‫َ‬
‫يطهر نفوس ��نا من هذا الداء‪ ،‬ويجعل‬ ‫نس ��أل الله أن ّ‬ ‫م ��ن كان ف ��ي قلبه مثق ��ال َذ ّرة م ��ن ِك ْبر»‪ .‬فكيف إلنس ��ان‬
‫التواض ��ع طريقن ��ا إل ��ى مرضات ��ه س ��بحانه وتعال ��ى وأن‬ ‫يتعاظ ��م ويتك ّب ��ر‪ ،‬ويطغى ويتج ّبر وين ��ازع الله في صفة‬
‫يكشف عن أنفسنا كروبها وز ّالتها وغرورها‪.‬‬ ‫خللْق‬ ‫م ��ن صفات ��ه؟ فالكبري ��اء والعظم ��ة لله وح ��ده‪ ،‬وا َ‬
‫فلنكس ��ر القل ��وب إذال ًال لرب العامل�ي�ن‪ ،‬ولنجعل منها‬ ‫ك ّله ��م عبي ��د لله‪ ،‬خاضعون لس ��طوته وقه ��ره‪ ،‬ال ميلكون‬
‫وعاء يفيض بالرحمة واحملبة واللني لعباد الله املؤمنني؛‬ ‫ً‬ ‫ألنفسهم ض ّر ًا وال نفع ًا‪ ،‬وال عون ًا وال حيا ًة وال نشوراً‪.‬‬
‫فنقف إلى جانب املكروبني واحملرومني واحملزونني‪.‬‬ ‫ويكف ��ي املتكبري ��ن خزي� � ًا وذ ًّال أنه ��م ُيحش ��رون ي ��وم‬
‫�ض جناح الذل ملن لهم ح ��ق علينا وفضل من‬ ‫ِلنخف � ْ‬ ‫والصغ ��ار واالمته ��ان‬ ‫َّ‬ ‫القيام ��ة بص ��ورة يش ��ملها ال ��ذل‬
‫املخلص�ي�ن الصادق�ي�ن العامل�ي�ن‪ ،‬ولْنأخ ��ذ م ��ن تاريخنا‬ ‫�ذاب أليم؛ قال [‪:‬‬ ‫واالحتق ��ار‪ ،‬ال يأب ��ه الله لهم ولهم ع � ٌ‬
‫املش ��رق قبس� � ًا ينير لنا الطريق ويهدينا س ��واء الس ��بيل‪،‬‬ ‫ُ«يحش ��ر املتكب ��رون ي ��وم القيام ��ة عل ��ى مث ��ل ص ��ور الذَّ ر‬
‫{أذ ّل � ٍ�ة على‬
‫حت ��ى نك ��و َن مم ��ن يحبه ��م الل ��ه ويحبون ��ه‪ِ :‬‬ ‫كل م ��كان يطؤهم الن ��اس بأقدامهم‬ ‫يغش ��اهم ال ��ذل من ِّ‬
‫أعز ٍّة على الكافرين}‪l‬‬ ‫املؤمنني‪ِ ،‬‬ ‫لهوانهم على الله‪ُ ,‬يساقون إلى سجن في جهنّم ُيس َق ْون‬
‫م ��ن عصارة أهل النّار طين ��ة اخلبال»‪ .‬وما أَ ْو َع َظ ما روي‬
‫العبد عب ��د تخ ّي ��ل واختال‬‫ُ‬ ‫ع ��ن رس ��ول الل ��ه [‪«ِ :‬بئ ��س‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫الزوجة املثقفة‪..‬‬
‫إعداد‪ :‬منال املغربي‬
‫�سعادة �أم َن َكد؟‬
‫الثقافة النافعة تقود الزوجني نحو س ��بل احلياة الطيبة‪ ..‬ولكن عندما يتذكر كل منهما ما له وينس ��ى ما عليه‬
‫تفوق علمي أو ثقافي أو رفعة في النس ��ب واجلاه واملركز‪ ...‬ينتفي التوافق واالنس ��جام‪،‬‬ ‫متس� � ِّلح ًا مبا ّ‬
‫خصه الله من ُّ‬
‫ويتنازع فيها على الصالحيات‪ ...‬ولنأخذ مثا ًال عن املستوى العلمي والثقافي للزوجة؛ فمن‬ ‫ويختل ميزان األسرة‪ُ ،‬‬
‫الزوج ��ات م ��ن تقوده ��ا ثقافته ��ا إلى فنون م ��ن التعامل احلكيم مع زوجها‪ ،‬ومنهن من تس ��تغل ه ��ذه النقطة لتغتر‬
‫وتتسلّط وجتادل وتتعالى على زوجها‪ ...‬في املقابل‪ :‬من الرجال من يفرح بهذه الثقافة ويستثمرها فوائد تنعكس‬
‫علي ��ه وعل ��ى أس ��رته‪ ،‬ومنهم من يضيق ذرع ًا بزوجة تب ��دو أكثر فهم ًا وأرجح عق ًال‪ ...‬في ه ��ذه احلالة كيف لألمور أن‬
‫تس ��تقيم؟ وما هي أفضل اآلليات التي ُتعني الزوجني على إحس ��ان عشرة اآلخر وتقبله مهما اختلف معه في الرأي‬
‫أو تدنى في مستوى علمه وثقافته؟‬
‫وهذا يقودنا للسؤال اآلتي‪ :‬هل الزوجة املثقفة مصدر سعادة الرجل أم سبب تعاسته؟‬
‫الستجالء خلفية هذا املوضوع أجرينا حوارات من ّوعة مع متخصصني ومتخصصات في مجال العالقات الزوجية‬
‫واإلرش ��اد النفس ��ي التربوي‪ ،‬كما أجرينا ح ��وارات ميدانية مع بعض األزواج والزوج ��ات املثقفني ملعرفة انطباعاتهم‬
‫املنطلقة من جتاربهم‪.‬‬

‫فإلى التحقيق‪...‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫بس ��بب ظ ��روف عمل ��ه الضاغطة‪ ،‬فس ��ارعت م ��ن فورها‬ ‫اخليارات أمامه مفتوحة‬
‫إلى تنمية ثقافته العامة باس ��تخراج املقاالت والبحوث‬
‫لم يكن جهاد يتوقع أنها بعد الزواج ستتغ ّير نظرتها‬
‫القيم ��ة م ��ن اإلنترن ��ت وتلخيصه ��ا وإطالعه عل ��ى أبرز‬
‫يتقدم إليها‬
‫ّ‬ ‫إلي ��ه؛ فهي كان ��ت تعلم جيد ًا حتى قب ��ل أن‬
‫النق ��اط فيه ��ا‪ ،‬وتلخيص الكت ��ب املعتبرة ل ��ه‪ ..‬ولتكفّ ر‬
‫أن ��ه ل ��م يكن صاحب ش ��هادة رفيعة أو ثقاف ��ة عريضة‪...‬‬
‫عن ذنبها صارت تشيد بدماثة خلقه أمام اجلميع حتى‬
‫تبدل بعد ذلك؟‬‫فما الذي ّ‬
‫ع ��ادت طيور الس ��عادة ترفرف فوق رأس ��يهما من جديد‪،‬‬
‫ولك ��ن جه ��اد ظ ��ل يتوج ��س ِخيف ��ة منها فت ��رك خياري‬ ‫صارت تتعالى عليه بثقافتها وتعليمها مبناس ��بة أو‬
‫التعدد أو الفراق مفتوح ًا بينهما في حال عادت زوجته‬ ‫بغي ��ر مناس ��بة‪ ...‬حتى أصبح ��ت أبرز مف ��ردات كالمها‪:‬‬
‫إلى سابق عهدها‪..‬‬ ‫أن ��ا أع ��رف‪ ...‬أن ��ت ال تع ��رف‪ ...‬وي ��ا ليت األم ��ر اقتصر‬
‫عن ��د ه ��ذا احل � ّ�د؛ فلقد أحرجت ��ه في كثير م ��ن املواقف‬
‫هذه القصة قد تبدو للوهلة األولى خيالية ومجحفة‬
‫أم ��ام أهل ��ه وأهله ��ا ومعارفهم ��ا‪ ،‬وجعلته يب ��دو أمامهم‬
‫ف ��ي ح ��قّ امل ��رأة والفت ��اة املثقف ��ة إال أنها واقعي ��ة تحَ ْ دث‬
‫التحسر على‬
‫ّ‬ ‫مبنظر اجلاهل‪ ...‬حتى أنها لم تتو ّرع عن‬
‫تفاصيله ��ا داخ ��ل ج ��دران كثير م ��ن البيوت املس ��لمة‪...‬‬
‫تقدموا لها‪ :‬القاضي الفالني واملهندس‬ ‫الذين س ��بق أن ّ‬
‫س ��جلناها من أفواه أصحابه ��ا‪ ..‬حتمل في طياتها أنّات‬
‫العالّني‪..‬‬
‫ِ‬
‫ويخش ْون من ثقافة الزوجة وذكائها‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أزواج يعانون‬
‫عما في نفس ��ها بصريح‬ ‫صحي ��ح أنها لم تك ��ن تع ّبر ّ‬
‫< فهل حقّ ًا يهرب الرجل من املرأة املثقفة؟‬
‫يتبدى في فلتات لس ��انها‬ ‫ولكن ه ��ذا األمر كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ��كالم‪،‬‬
‫< وه ��ل تش ��كّ ل الزوج ��ة املثقف ��ة أزم ��ة ف ��ي احلي ��اة‬ ‫وتصرفاته ��ا‪ ..‬ورغم ذلك لم تتزعزع ثقته بنفس ��ه؛ فهو‬
‫الزوجية؟‬ ‫يعرف نفس ��ه جي ��داً‪ ،‬ويث ��ق بقُ ُدراتها؛ لذا ق� � ّرر تلقينها‬
‫< وهل الزوجة املثقفة من أس ��باب س ��عادة الرجل أم‬ ‫هددها أنه إذا اس ��تمرت‬ ‫درس� � ًا لن تنس ��اه َطوال عمرها؛ ّ‬
‫من مس ِّببات نكده؟‬ ‫تعامل ��ه به ��ذه الطريق ��ة الدونية فإنه س ��يقترن بأخرى‬
‫مي�ل�أ عينها؛ فل ��م تكترث كالع ��ادة‪ ،‬وبينها وبني نفس ��ها‬
‫< وكيف نردم الهوة الثقافية بني األزواج؟‬
‫كان ��ت تقول‪« :‬إنه مجرد تهديد؛ ثم هل س ��يجد من هي‬
‫أس ��ئلة وجهناها إلى ثلة من األزواج املثقفني الذين‬ ‫أفض ��ل مني جما ًال وثقافة؟»؛ فب ��دأ جد ّي ًا رحلة البحث‬
‫ليدلوا بدلوهم في هذا‬‫اس ��تضفناهم في هذا التحقيق ُ‬ ‫تقدره وتعرف قيمته‪ ،‬ثم انتس ��ب إلى إحدى‬ ‫عن عروس ّ‬
‫املوضوع‪...‬‬ ‫الدراس ��ة من جديد يعاون ��ه أصحابه‪..‬‬ ‫الثانوي ��ات وب ��دأ ِّ‬
‫ماذا عن األزواج؟‬ ‫واتخذ هواية جديدة له هي املطالعة‪.‬‬
‫يق ��ول الش ��يخ حم ��زة‬ ‫شهر ًا بعد شهر كان يرتقي في مدارج العلم والثقافة‬
‫هادف (إمام مسجد مديازة‬ ‫حت ��ى حاز ف ��ي م � ّ�دة وجيزة على ثقافة واس ��عة حس ��ده‬
‫في اجلزائر)‪« :‬أس ��س جناح‬ ‫عليه ��ا الكثي ��رون‪ ...‬ووجدت زوجته نفس ��ها غي ��ر قادرة‬
‫احلياة الزوجية ليس مجرد‬ ‫عل ��ى مجاراته؛ فاش ��تعلت ج� � َدوة احل ��ب واإلعجاب في‬
‫تل ��ك املعلوم ��ات املخزّنة في‬ ‫قلبها من جديد‪ ،‬وأدركت خطأها الفاحش‪ ..‬فهذا الزوج‬
‫الدماغ‪ ،‬ولكنه الدين املغ ّيب‬ ‫الذي زهدت به تتمنى ِوصاله الكثيرات حتى لو لم يكن‬
‫ف ��ي حياتنا الي ��وم‪ ،‬وهذا ما‬ ‫متعلم� � ًا ومثقف� � ًا وذلك خلصاله احلمي ��دة‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدل عليه حديث النبي [‪ :‬‬ ‫تهدم‬
‫رأت ��ه ب ��أ ِّم عينه ��ا؛ فحاول ��ت ترميم م ��ا ّ‬
‫«فاظ َف ��ر بذات الدي ��ن َت ِر َبت‬ ‫حينم ��ا الحظ ��ت ع ��دم قدرته‬
‫ي ��داك» وقول ��ه [‪« :‬إذا أتاكم‬ ‫عل ��ى اس ��تكمال الدراس ��ة‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪12‬‬
‫املس ��توى الثقاف ��ي مع عدم ق ��درة وإرادة‬
‫الط ��رف اآلخر عل ��ى االرتقاء مبس ��تواه‬
‫يك ��ون الهروب نتيج ��ة حتمية‪ .‬لذا على‬
‫الطرف األكثر ثقافة مراعاة هذا الفارق‬
‫والتصرف بحكمة‪ ،‬ثم تش ��جيع الطرف‬
‫اآلخ ��ر على االرتق ��اء الحت ��واء املواقف‬
‫الت ��ي قد تؤدي إلى ص ��دام‪ ،‬وبدوره عليه‬
‫أن يس ��عى لالرتق ��اء مبس ��تواه الثقاف ��ي‬
‫وهذا مطلوب في ديننا أص ًال»‪.‬‬
‫< وم ��ن وجه ��ة نظ ��ر د‪ .‬علي ��اء‬
‫قاطرج ��ي (طبيبة أس ��نان وعاملة في‬ ‫وخ ُلقه فز ِّوجوه»‪ .‬ولم يقل النبي‬ ‫من َ‬
‫ترض� � ْون دينه ُ‬
‫جمعية االحتاد اإلسالمي)‪« :‬ميكن للحياة الزوجية‬ ‫[ إذا أتاك ��م م ��ن ل ��ه ش ��هادات فاظفر ب ��ه؛ فالدين‬
‫أن تس ��تقر من دون توافق ثقافي؛ فأصل اس ��تقامة‬ ‫ه ��و األصل‪ ،‬واملقصود بالدين األخ�ل�اق والعبادات‪،‬‬
‫واخل ُلق‪ .‬ما يخشاه الرجل‬ ‫احلياة الزوجية‪ :‬الدين ُ‬ ‫وخاصة األخالق‪ ...‬الزوجة املثقفة س ��بب للسعادة‬
‫من املرأة املثقفة هو أن بعض النس ��اء عندما تتبوأ‬ ‫ألن أول كلم ��ة نزل ��ت م ��ن الق ��رآن هي "اق ��رأ"‪ ،‬وهي‬
‫الواح ��دة منه ��ن منصب� � ًا مهم� � ًا أو تصبح مش ��هورة‬ ‫لكل املسلمني؛ فما بالنا مبربية األجيال؟‪ ...‬ولكن‬
‫ُتصاب بالغرور! وهناك أيض ًا من إذا تثقفت وتعلّمت‬ ‫الرجل اليوم يخاف أن تتعالى عليه املرأة بثقافتها‬
‫ّ‬
‫تترف ��ع عل ��ى األنوثة الت ��ي بداخلها وتغ ّل ��ب دورها‬ ‫أو مبرتّبه ��ا أو أن تتح� � ّول إلى رج ��ل يأمر وينهى‪...‬‬
‫اآلخر في احلياة على مهمتها األساسية في رعاية‬ ‫عل ��ى األزواج أن يعملوا بحديث النبي [‪« :‬خيركم‬
‫زوجه ��ا وأوالدها‪ ،‬وهذا ما يرفضه الرجل‪ .‬برأيي إن‬ ‫يتفهم كل‬
‫ّ‬ ‫خيرك ��م ألهله وأنا خيركم ألهل ��ي»‪ ،‬وأن‬
‫امل ��رأة املؤمن ��ة املتواضعة الصادق ��ة املثقفة الواعية‬ ‫طرف اآلخر ويترفع عن سفاسف األمور‪.‬‬
‫ه ��ي املرأة الس ��عيدة حق� � ًا وهي الت ��ي جتذب اخلير‬ ‫< وألقى األس ��تاذ رضوان حمدان املس ��ؤولية‬
‫لبيته ��ا وللمجتم ��ع‪ ،‬ولكن التي تس ��عى لتأخذ من‬ ‫عل ��ى «اإلع�ل�ام الذي يك� � ّرس ص ��ورة س ��يئة للمرأة‬
‫صالحي ��ات زوجها ألنها تثقفت وتعلمت ف ُأش� � ّبهها‬ ‫املثقف ��ة ب ��أن يجعله ��ا منفلت ��ة ثرث ��ارة‪ ،‬متعالي ��ة‪،‬‬
‫بالتي أمسكت امل ِْعول لهدم بيتها»‪.‬‬ ‫مم ��ا ُيخي ��ف الرجل منها‪ .‬ث ��م على عدم‬ ‫متم ��ردة؛ ّ‬
‫< وتق ��ول األخ ��ت هن ��ادي الش ��يخ جني ��ب‬ ‫الوعي الكافي لدى الرجل مما يجعله يتخ ّوف من‬
‫(مس ��ؤولة جلن ��ة العالق ��ات النس ��ائية ف ��ي جمعية‬ ‫عدم قدرته على التفاهم معها وكأنهما سيعيش ��ان‬
‫االحت ��اد اإلس�ل�امي)‪ :‬الزوجة املثقف ��ة التي تراقب‬ ‫في بح َر ْين بينهما برزخ ال يلتقيان‪ .‬فاملرأة املثقفة‬
‫نفسها وتس ��عى دائم ًا لصقلها وتسويتها وتقوميها‬ ‫ف ��ي احلقيق ��ة م ��ن أس ��باب س ��عادة الرج ��ل إذا كانا‬
‫وتراقب مدى التزامها بدينها عقيد ًة وتكاليف‪ ،‬وال‬ ‫ميلكان الوعي الكافي للتفاهم والتكامل‪.‬‬
‫يدعوه ��ا إلى كل ذل ��ك إ ّال الن ّي ��ة اخلالصة إلرضاء‬ ‫وللزوجات وجهة نظر‬
‫الله؛ هي التي تس ��تطيع أن َت ْس َع َد بحياتها و ُت ْس ِعد‬
‫تل ��ك كانت آراء ووجهات نظر «الرجال األزواج»‪ .‬زوجها»‪.‬‬
‫لكن ماذا تقول الزوجة املثقفة؟‬
‫م ��اذا ع ��ن رأي العارف�ي�ن باألس ��باب والنتائ ��ج‬
‫< ب ّين ��ت األخ ��ت أم أحم ��د (بكالوري ��وس ف ��ي املترتب ��ة على هذه اإلش ��كالية املؤث ��رة على العالقة‬
‫التربي ��ة) أن ��ه‪« :‬عندم ��ا تكون هناك ه ��وة كبيرة في الزوجية وعلى استقرار األسرة املسلمة؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫بالرج ��ل أن يبحث دائم ًا عن الزوجة املثقفة التي تعرف‬ ‫هروب الرجل من املرأة املثقفة‬
‫حق ��وق زوجه ��ا‪ ،‬وترتق ��ي مع ��ه ف ��ي حياتهما إل ��ى أعلى‬
‫يـــــــق ��ول الـــــداعـــــي ��ة‬
‫درجات التقدم الفكري والثقافي‪ ،‬فأنا أعتقد أن البحث‬
‫محمد رش� �يــــد الـــعويد‬
‫قوي‬
‫عن املرأة املثقفة ضرورة من أجل بناء كيان أس ��ري ّ‬
‫(مــــدي ��ر مــــرك ��ز ثـــوابـــت‬
‫فعال يؤثر في املجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لالستش ��ارات الــــزوجي ��ة)‪:‬‬
‫أسباب النفور‬ ‫بــس� �ــــبب م ��ا يش ��اع م ��ن‬
‫عرض ��ت األس ��تاذة س ��حر املص ��ري األس ��باب التي‬ ‫أن امل ��رأة املثقف ��ة ِّ‬
‫تنك ��د‬
‫جتعل الزوج ينفر من زوجته املثقفة ويتحاش ��اها ورمبا‬ ‫عل ��ى زوجه ��ا عيش ��ه؛ ف ��إن‬
‫يه ��رب من البيت لكيال يتعاط ��ى معها‪ ،‬وهي‪ :‬محاولتها‬ ‫كثي ��ر ًا م ��ن الش ��باب ال‬
‫فلس ��فة األم ��ور ‪ -‬إطال ��ة النق ��اش ف ��ي كل أم ��ر ‪ -‬ع ��دم‬ ‫يــــفـــــضـــــل ��ون الـــــتــــقــــــدم‬
‫اس ��تعدادها لتق ّبل أوامره دون إشراكها في اتّخاذ القرار‬ ‫خلطبتهن‪ ،‬لــــكن هذا ال يعني أن جميع الرجال كذلك‪،‬‬
‫«محاولتها التملّك والس ��يطرة ‪ -‬انش ��غالها عن األعباء‬ ‫فامل ��رأة املثقفة ع ��ادة تك ��ون عاملة‪ ،‬وهذا يجعل الش ��اب‬
‫القوامة‬
‫املنزلي ��ة باالجتماعات والن ��دوات ‪ -‬نظرتها إلى ِ‬ ‫أرغب فيها لتساعده في اإلنفاق على البيت"‪.‬‬
‫على أنها سيادة وتسلّط فإن َق ِبلتها فهي خاضعة خانعة‬ ‫وتضيف األس ��تاذة س ��حر املصري (مديرة جمعية‬
‫‪ -‬ش ��عوره رمب ��ا ب ��أن أنوثته ��ا غي ��ر مكتمل ��ة بس ��بب قوة‬ ‫مودة لإلرشاد األسري)‪« :‬كثير ًا ما نسمع عن ٍّ‬
‫شاب تخ ّرج‬
‫جديتها املفرطة وتعاليها على األحاديث‬ ‫ش ��خصيتها ‪ّ -‬‬ ‫من اجلامعة ‪ -‬حتى لو بدرجة دكتوراة ‪ -‬يفتش عن زوجة‬
‫البس ��يطة الش ��ائقة‪ -‬حمله ��ا لهموم املجتمع وش ��عورها‬ ‫الس ��ن ألنه ال يريد َمن‬‫ل ��ه من ضمن مواصفاتها‪ِ :‬صغر ِ ِّ‬
‫الدائ ��م بأن عملية اإلصالح والتغيي ��ر تقع على عاتقها‬ ‫بصبي ��ة «ير ّبيها على يديه»‬ ‫تناكف ��ه في احلياة‪ ..‬ويرغب َ‬
‫‪ -‬غرورها في بعض األحيان»‪.‬‬ ‫ويط ِّبعه ��ا بطباع ��ه و ُتريح ��ه‪ ..‬ف�ل�ا حوارات‬
‫كم ��ا ُيق ��ال‪ُ ،‬‬
‫< وذكر األس ��تاذ محمد رش ��يد العويد أن أهم ما‬ ‫مرهق ��ة وال عن ��اد وتعال ��ي‬
‫عميق ��ة وال نقاش ��ات فكري ��ة ِ‬
‫ِّ‬
‫ينف ��ر الرجل م ��ن املرأة املثقفة‪" :‬تعامله ��ا عليه وتعاليها‪،‬‬ ‫لطف وتواضع وخضوع!»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ومت ّرد وال سيطرة‪ ..‬وإمنا‬
‫تصحي ��ح أخطائ ��ه أم ��ام اآلخري ��ن‪ ،‬تفضيله ��ا ثقافتها‬ ‫وألقت األستاذة رميا الهويش (ماجستير في علم‬
‫على حس ��اب واجباتها نحو زوجها وأطفالها‪ ،‬ابتسامتها‬ ‫النف ��س‪ :‬تخصص ف ��ي اإلرش ��اد النفس ��ي‪ ،‬وبكالوريوس‬
‫ينم عن ضعف ثقافته»‪.‬‬ ‫الساخرة إذا قال شيئ ًا ّ‬ ‫تربوي)‪ :‬اللوم على الصورة االجتماعية التي سادت عن‬
‫< وأضافت األس ��تاذة رمي ��ا الهويش‪« :‬التقليل من‬ ‫امل ��رأة املثقفة بأنها تلك املرأة املش ��غولة التي تبحث عن‬
‫ش ��أن قريباته وزوجات أصدقائه من غير املثقفات وعدم‬ ‫جناحه ��ا خ ��ارج منزلها‪ ،‬اجل ��ا ّدة احلازمة الت ��ي ال ُتلقي‬
‫رغبته ��ا في التواصل معهن‪ ،‬وانس ��حابها م ��ن التواصل‬ ‫ألنوثتها أي اهتمام‪ ،‬مما جعل البعض ال يفضل الزواج‬
‫االجتماع ��ي مع أقاربه أو زوجات أصدقائه نظر ًا الرتفاع‬ ‫منه ��ا‪ .‬وأعتق ��د أن التعمي ��م خط ��أ فادح‪ ،‬فلكل ش ��خص‬
‫معايي ��ر قبوله ��ا له ��ن وتواصله ��ا معه ��ن‪ .‬ورغ ��م جميع‬ ‫فإن أعطت بعض النس ��اء املثقفات‬ ‫س ��ماته اخلاصة به؛ ْ‬
‫املنفرات السابقة إال أنه ينبغي االنتباه ألمر هام وهو أن‬ ‫صور ًا سلبية عن املرأة املثقفة فهناك الكثير من النماذج‬
‫السمات الشخصية للمرأة هي املؤثر األول على سلوكها‬ ‫اإليجابية‪.‬‬
‫وتصرفاتها"‪.‬‬ ‫أما األس ��تاذ حس ��ام العيسوي إبراهيم (باحث‬
‫األسلوب األمثل‬ ‫ف ��ي علم النف ��س الترب ��وي) فقال‪ :‬ل ��و مت ذلك فهذه‬
‫كارث ��ة ت ��ؤدي إلى ته ��اوي البنيان األس ��ري‪ ،‬يكون‬
‫بينّ األستاذ محمد رشيد العويد األسلوب األمثل‬
‫هدف زواجه فقط إش ��باع غرائزة‬
‫ف ��ي التعاطي مع الزوجة التي تتعامل مع زوجها ِبن ِّد ٍية‬
‫وش ��هواته؟! كي ��ف يصب ��ح‬
‫وتعال فقال‪ :‬أن يجلس معها بعيد ًا عن اآلخرين‪،‬‬‫ٍ‬ ‫وغرور‬
‫لهذه احلياة طعم؟! اجلدير‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪14‬‬
‫ُق ُدرات ��ه الت ��ي ال حتس ��نها ه ��ذه الزوج ��ة املتعالي ��ة‪،‬‬
‫وأنصح ��ه أ ّال ينظ ��ر دائم� � ًا إل ��ى اجل ��زء الف ��ارغ من‬
‫الكوب‪ ،‬فلينظ ��ر ولو ملرة إلى اجلزء املمتلئ‪ ،‬وصدق‬
‫�أهم م��ا ين ِّفر الرجل من املر�أة املثقفة‪:‬‬
‫رسول الله [‪« :‬ال َيفْ َرك (أي ال يكره) مؤمن مؤمنة‬ ‫تعاملُها عليه وتعاليها‪ ،‬ت�ص��حيح �أخطائه‬
‫إن َك ِره منها ُخ ُلق ًا رضي منها آخر»‪.‬‬ ‫�أم��ام الآخري��ن‪ ،‬تف�ض��ي ُلها ثقافته��ا على‬
‫االنسجام وردم الهوة‬ ‫ح�ساب واجباتها نحو زوجها و�أطفالها‬
‫كيف يجب أن تتعاطى الزوجة املثقفة مع زوجها‬
‫ويصارحه ��ا به ��دوء وم ��ودة ورف ��ق بأن ��ه ال ينبغي أن متدني الثقافة أو املوازي لها في الثقافة مبا يحقّ ق‬
‫ً‬
‫تك ��ون ثقافته ��ا س ��ببا ف ��ي انش ��غالها ع ��ن واجباتها االنسجام ويردم الهوة بينهما؟‬
‫نحو أس ��رتها‪ ،‬وأن ال تكون س ��بب ًا ف ��ي غرورها‪ ،‬وأنها‬
‫< ذك ��رت األس ��تاذة رمي ��ا الهوي ��ش جمل ��ة من‬ ‫مهم ��ا زادت ومتيزت فإنها ل ��ن تغير من كونها زوجة‬
‫عليها أن تطيع زوجه ��ا وحتترمه وتراعيه‪ .‬ثم ُيتبع األم ��ور‪« ،‬أو ًال‪ :‬أن تقبل امل ��رأة زوجها بوضعه احلالي‬
‫ِ‬
‫ه ��ذا البي ��ان بأنه لن يتس ��اهل معها إذا أبدت ش ��يئ ًا ألنه ��ا ارتبطت ب ��ه وهي تعلم حاله‪ ،‬وق ��د تكون عند‬
‫م ��ن ذاك الغ ��رور والتعال ��ي حتى ول ��و أ ّدى ذلك إلى بداي ��ة ال ��زواج أق ��ل مما ه ��ي علي ��ه اآلن؛ فكثير من‬
‫انفصالهما‪ .‬وبدورها‪ ،‬على الزوجة أن تؤ ِّكد لزوجها النس ��اء تكمل تعليمه ��ا وترتقي مهني ًا وهي في بيت‬
‫من خالل كالمها وس ��لوكها أن ثقافتها س ��تزيد من زوجها ويكون جناحها بدعم زوجها لها أو بإعطائها‬
‫احترامه ��ا ل ��ه‪ ،‬وتس ��ليمها بقوامت ��ه‪ ،‬وحرصها على مس ��احة من احلرية‪ ،‬وعليها أن ال تنس ��ى هذا األمر‬
‫رض ��اه‪ .‬وأق ��ول له ��ذه الزوج ��ة‪ :‬أن ��ت تهدم�ي�ن بيتك وتق ��در له ذلك‪ .‬ثاني ًا‪ :‬إش ��عار ال ��زوج بأنه األهم في‬
‫بيدي ��ك‪ ،‬وال يغ ��رك صم ��ت زوج ��ك ف ��ي البداي ��ة‪ ،‬حياته ��ا‪ ،‬والس ��بب ف ��ي كل جن ��اح ق ��د تصل ل ��ه‪ ،‬ألن‬
‫فس ��يأتي يوم ينتفض فيه‪ ،‬ول ��ن ينفع عندها الندم الغيرة التي تصيب الرجل من جناح زوجته منبعها‬
‫اخل ��وف م ��ن َف ْق ��د مكانت ��ه أو اس ��تغناء زوجته عنه‬ ‫وال محاوالت اإلصالح‪.‬‬
‫بس ��بب جناحه ��ا‪ .‬ثالث ًا‪ :‬إش ��عار ال ��زوج بحاجتها له‬
‫< وأش ��ارت األس ��تاذة رميا الهويش إلى أن من وملش ��ورته ولرأيه الس ��ديد‪ .‬رابع ًا‪ :‬األنوثة والعاطفة‬
‫أه ��م أس ��اليب حتفي ��ز الزوج ��ة لتحس�ي�ن س ��لوكها‪ :‬وإش ��باع االحتياج ��ات الزوجية اخلاص ��ة‪ ،‬ومحاولة‬
‫حتسن في سلوكها‪ ،‬مما يؤدي إلى التغيير وكس ��ر رتابة احلياة الزوجية‪ .‬خامس ًا‪ :‬مدح‬ ‫شكرها على أدنى ُّ‬
‫ال ��زوج والثن ��اء عليه أم ��ام األبن ��اء وأهل ��ه‪ .‬وأخيراً‪:‬‬ ‫بذلها املزيد من اجلهد لتحقيق األفضل‪.‬‬
‫تصيد هف ��وات الزوج وأخطائه وانتقاده‬ ‫الترفع عن ُّ‬ ‫< ويع ِّلق األستاذ‬
‫باستمرار»‪.‬‬ ‫حس ��ام العيس ��وي‬
‫< ويؤكد األس ��تاذ حس ��ام العيسوي إبراهيم‬ ‫إبراهي ��م‪« :‬التغافل‬
‫عل ��ى مفهوم الرضا ال ��ذي هو من نعم الله عز وجل‬ ‫من ال ��زوج على كثير‬
‫عل ��ى اإلنس ��ان‪ ،‬وعندما يق ��در الله للزوج ��ة والزوج‬ ‫من هذه الس ��لوكيات‬
‫ش ��يئ ًا فهذا هو اختيار الله عز وجل لهذا اإلنس ��ان‪،‬‬ ‫قد يؤدي إلى إصالح‬
‫كل ما على الزوجني أن يتعامال مع الواقع‪ ،‬ويحاول‬ ‫ه ��ذه الزوجة‪ ،‬كذلك‬
‫أن ميد كلّ منهما يد العون لآلخر‪.‬‬ ‫أعتق ��د أن الق ��دوة‬
‫احلسنة في التعاطي‬
‫< وتضيف األس ��تاذة س ��حر املصري‪« :‬حتقيق‬ ‫مع املواق ��ف من ِق َبل‬
‫الزوج وسيلة أخرى للتخفيف من حدة هذه احلالة‪ ،‬االنس ��جام يك ��ون باالحت ��رام واحل ��ب؛ ف�ل�ا فائ ��دة‬
‫يورث‬‫وم ��ع ذلك فال بد للزوج في بع ��ض األحيان أن يبرز م ��ن التعال ��ي والتم ��رد والفوقية ألن ذل ��ك ال ِ‬
‫إال الش ��قاق والن ��زاع‪ ..‬وميك ��ن للزوج ��ة أن تكثر من‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫املش ��اكل وتعم ��ل عل ��ى إيج ��اد احلل ��ول له ��ا‪ ..‬وكذل ��ك‬ ‫التعاط ��ي م ��ع زوجه ��ا ف ��ي األم ��ور الت ��ي يتقنه ��ا‪ ..‬كما‬
‫تتعام ��ل مع املتغ ّيرات بش ��كل أفضل‪ ..‬وتتأقلم بس ��هولة‬ ‫ميكنه ��ا إش ��راك زوجها فيم ��ا تقرأ حملاول ��ة رفع مخزون‬
‫وتقدر مش ��اغل زوجها‬ ‫ِّ‬ ‫م ��ع متطلبات احلي ��اة الزوجية‪..‬‬ ‫الثقاف ��ة لدي ��ه دون أن ُتش � ِ�عره أنه ��ا تعمل على حتس�ي�ن‬
‫وأحوال ��ه‪ ..‬وترتق ��ي في اخلط ��اب واحلوار‪ ..‬ف ��إن ملكت‬ ‫وضع ��ه الثقافي لئال تتح ّول العالقة بينهما إلى صقيع‬
‫الزوجة هذه املهارات س ��تكون منبع الس ��عادة لزوجها إن‬ ‫وجمود قات َلني»‪..‬‬
‫ه ��ي تواضع ��ت له ولم تق ��م بالتنظي ��ر والتك ّب ��ر عليه‪»..‬‬ ‫املرأة املثقفة وإدارة األسرة‬
‫األستاذة سحر املصري‪.‬‬
‫هن ��اك اعتقاد عند البع ��ض أن ارتباط زوج متواضع‬
‫< «املرأة املثقفة بدون أنوثة وعطاء وحب ستكون من‬ ‫التعليم بزوجة عالية التعليم يلغي دور الرجل في إدارة‬
‫مس� � ِّببات َن َكد الرجل؛ فهو في نهاية املطاف يريد زوجة‬ ‫األس ��رة أو يق ّل ��ل م ��ن أهميت ��ه‪ ...‬وحتى نحق ��ق التوازن‬
‫نظرة يمُ ضي‬‫وم ِّ‬ ‫وحبيبة و ُأ ّم� � ًا ألبنائه‪ ،‬وال يريد ُم ِ‬
‫جادلة ُ‬ ‫ف ��ي ه ��ذه املس ��ألة تق ��ول األس ��تاذة رمي ��ا الهوي ��ش‪:‬‬
‫حياته في مناقشتها‪ ،‬والعكس صحيح حني جتمع املرأة‬ ‫«امل ��رأة املثقفة س ��تكون عل ��ى علم بحقوقه ��ا وواجباتها‪،‬‬
‫ب�ي�ن الثقافة والفكر واألنوثة تكون من أس ��باب س ��عادة؛‬ ‫وس ��تحفظ لزوجها مكانت ��ه وحقّ ��ه وإن كان أقل تعليم ًا‬
‫الرجل» األستاذة رميا الهويش‪.‬‬ ‫منه ��ا‪ ،‬وس ��يكون ل ��ه دوره ف ��ي إدارة األس ��رة إن كان ميلك‬
‫"املرأة املثقفة فع ًال هي التي ال جتعل زوجها يش ��عر‬ ‫مق ِّوم ��ات اإلدارة‪ ،‬وحت ��ى إن كان يفتق ��د لتلك املقومات‬
‫بتفوقه ��ا عليه‪ ،‬و ُتش ��عره بأنه الس ��يد واألمي ��ر وصاحب‬ ‫بس ��مات زوجها‬ ‫فامل ��رأة املثقفة الواعية ‪ -‬نتيجة لعلمها ِ‬
‫الس ��لطة ف ��ي املنزل حتى لو كانت أعلى ش ��أن ًا منه"‬ ‫ونق ��اط قوت ��ه ‪ -‬تتيح ل ��ه فرصة إدارة األس ��رة في األمور‬
‫د‪ .‬علياء قاطرجي‪.‬‬ ‫التي يتميز بها‪ ،‬وبذلك ُتش ��عره بأهميته وبدوره و ُتكمل‬
‫ونثمن مش ��اركتهم‪ ،‬وما‬ ‫جوانب النقص لديه دون أن يشعر بها»‪.‬‬
‫ف ��ي اخلتام‪ ،‬نش ��كر ضيوفنا ِّ‬
‫قدم ��وه م ��ن آراء وتوجيه ��ات ح ��ول موض ��وع التحقي ��ق‪،‬‬
‫َّ‬ ‫***‬
‫مؤكدي ��ن على أ َّن ��ه بالرغم م ��ن أنّ العالقة بني الزوجني‬ ‫بع ��د كل م ��ا ُذكر م ��ن آراء وتوجيهات نس ��تعرض أبرز‬
‫يتحقّ ��ق جناحه ��ا واس ��تمرارها بدعم م ��ن الطرفني‪ ،‬إال‬ ‫اإلجابات عن عنوان التحقيق لتكون ختامه‪:‬‬
‫أن الزوجة املس ��لمة التي تع ��رف حقّ ربها ثم حقّ زوجها‬
‫عليها ستبقى مطالبة دوم ًا باالرتقاء بحياتها الزوجية‬ ‫اخلالصة‪..‬‬
‫إلى اآلفاق األكثر س ��م ّو ًا شعوري ًا وسلوكي ًا؛ يحدوها إلى‬ ‫< «ثقاف ��ة امل ��رأة ميك ��ن أن تك ��ون من أس ��باب س ��عادة‬
‫راض‬
‫وزوجها عنها ٍ‬‫امرأة ماتت ُ‬
‫ٍ‬ ‫ذلك قول النبي [‪" :‬أيمُّ ا‬ ‫الرج ��ل إذا كانت الزوجة متواضعة‪ ،‬تعرف حقوق زوجها‬
‫دخلت اجلنة"رواه الترمذي وابن ماجه‪l‬‬ ‫عليه ��ا‪ ،‬وتتقي الله فيه‪ ،‬وترى رض ��اه طريق ًا إلى اجلنة‪.‬‬
‫وثقافته ��ا ميك ��ن أن تكون من أس ��باب َن َك ��ده إذا جعلتها‬
‫تتعال ��م علي ��ه‪ ،‬وتتص ّي ��د أخط ��اءه‪ ،‬و ُتكثر جدال ��ه‪ ،‬وترى‬
‫نفس ��ها ِند ًا له‪ ،‬ليس له فضل عليها في شيء!» الداعية‬
‫اإلعالمي محمد رشيد العويد‪.‬‬
‫< «إذا نظ ��ر ال ��زوج إلى زوجته املثقف ��ة على أنها ذات‬
‫ُق ُدرات وإمكانات فس ��تكون س ��بب ًا من أس ��باب س ��عادته ملا‬
‫تقدم ��ه له م ��ن النصح واإلرش ��اد واملش ��ورة القائمة‬
‫عل ��ى احل ��ب والتقدي ��ر املتب ��ادل ب�ي�ن الزوج�ي�ن»‬
‫األستاذ حسام العيسوي‪.‬‬
‫< «أظه ��رت الدراس ��ات‬
‫تتفه ��م‬
‫ّ‬ ‫أن الزوج ��ة املثقف ��ة‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪16‬‬
‫ف�ضف�ضة‬
‫ال تزيدوا من ق�سوة الفراق‬
‫بقلم‪ :‬خديجة مرعشلي‬
‫ومغالط له‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للشرع‬ ‫غالب��� ًا ما أضط ��ر خ�ل�ال تنقالت ��ي اليومية من‬
‫فالش ��رع عندما ح � ّ�دد هذا احلق للم ��رأة كان هدفه‬ ‫م ��كان إلى آخر إل ��ى أن أركب س ��يارات النقل العمومي‪،‬‬
‫أن يكفل لها عيش ��ة محترمة مع شريك حياتها ملؤها‬ ‫وم ��ن املعل ��وم أنّ ه ��ذه الس ��يارات تنق ��ل ش ��ريحة كبيرة‬
‫السعادة والرضا والطاعة‪ ...‬فالزواج شراكة حياة وليس‬ ‫ومختلفة من الناس من مختلف شرائح املجتمع‪.‬‬
‫شراكة مصالح أو مناقصة جتارية‪.‬‬
‫ولك ��ن لألس ��ف كثير م ��ن األزواج ‪ -‬إال من رحم الله‬ ‫ولك ��ن مصادفتي هذه امل ��رة كانت مصادف ��ة مريرة؛‬
‫‪ -‬يس ��لكون سياس ��ة «التطفي ��ش» والقه ��ر بغي ��ة إنه ��اء‬ ‫فقد صعد الس ��يارة امرأتان كبيرتان في الس ��ن وش ��اب‪،‬‬
‫ويلجئون زوجاتهم‬ ‫املؤخر‬
‫مخاطبة‪ :‬ولكن ه ��ذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫فقال ��ت إحداهما للش ��اب‬
‫حياتهم الزوجية بأقل كلفة ممكنة‪ُ ،‬‬
‫�ريحهن وقد ب ّيتوا‬
‫ّ‬ ‫حقوقهن مقابل تس �‬ ‫ّ‬ ‫إلى التخلي عن‬ ‫ال ��ذي يري ��ده وال ��د الع ��روس كبي ��ر بعض الش ��يء‪ ،‬كان‬
‫هذه الن ّية منذ توقيع العقد وحتديد املهر!!‬ ‫األجدر بك أ ّال توافق عليه‪.‬‬
‫أم ��ا األفظع واألقبح فهو جلوء بع ��ض الرجال إلى‬ ‫�اب‪ِ :‬ول� � َم ال أكت ��ب لها مثل ه ��ذا املبلغ‬‫فأج ��اب الش � ّ‬
‫التش ��هير بزوجاتهم واالفتراء عليهن وعلى س ��معتهن‬ ‫وأنا أعلم علم اليقني أنني عندما أريد أن أتركها سوف‬
‫وفضحه ��ن حت ��ى يتخ ّلينْ عن حقوقه ��ن‪ ،‬هذه احلقوق‬ ‫ُأجبرها على التخلي عن حقوقها كافة؟!‬
‫�ض عليه ��ا و َك ِفلها‪ ،‬كم ��ا عاقب‬ ‫الت ��ي ش ��رعها الل ��ه وح � ّ‬ ‫كان الش ��اب يتكل ��م بلهج ��ة الواث ��ق بنفس ��ه‪ ،‬ا ُملعت َّد‬
‫تعديها أش � ّ�د العقاب بقول ��ه ع ّز وجلّ ‪{ :‬وإذا آتيتم‬ ‫برأيه‪ ،‬املقتنع بكالمه‪.‬‬
‫على ّ‬
‫إحداهن قنطار ًا فال تأخذوا منه شيئ ًا أتأخذونه بهتان ًا‬ ‫ّ‬ ‫شدني‬ ‫ال أقصد أن أستمع إلى أحاديث الناس‪ ،‬ولكن ّ‬
‫وإثم ًا مبين ًا}؟!‬ ‫هذا احلديث القصير الذي دار بني هؤالء الناس‪.‬‬
‫أما السبيل الثاني الذي ينتهجه بعض األزواج فهو‬ ‫واحلق أقول‪ :‬ليسوا وحدهم أصحاب هذا املنهج في‬
‫إمس ��اكهم بزوجاتهم وتركه ��ن كاملع َّلقات بغي ��ة التنازل‬ ‫يوفقون‪،‬‬ ‫احلياة‪ ،‬بل هم وكثيرون غيرهم يتزوجون‪ ،‬فال ّ‬
‫وينس ْون قول الله ع ّز وجلّ ‪{ :‬وال تذروها‬ ‫عن حقوقهن‪،‬‬ ‫جب ��رون زوجاته ��م عل ��ى التخلّي ع ��ن حقوقهن لقاء‬ ‫في ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫كاملعلّقة}‪.‬‬ ‫�اف‬ ‫إخ�ل�اء الس ��بيل ‪ -‬إن ص � ّ�ح التعبي ��ر‪ -‬وه ��و أم ��ر من � ٍ‬
‫صحي ��ح أ ّنه ��ا ليس ��ت كل الزيج ��ات تنج ��ح وت ��دوم‪،‬‬
‫فإذا ما فش ��ل بعضها‪ ،‬فعلى األزواج اس ��تحضار مراقبة‬
‫الل ��ه ألفعالن ��ا وخفايا نوايانا‪ ،‬وليح ��ذر الذين يع ِّلقون‬
‫حقوقهن من انتق ��ام اجل ّبار فإن‬
‫ّ‬ ‫ال ّنس ��اء ويغمطونه � ّ�ن‬
‫دع ��وة املظل ��وم ليس بينها وبني الل ��ه حجاب‪ ،‬مع العلم‬
‫أن الرج ��ل ل ��و وصل إل ��ى مبتغاه قد ال تس ��امحه املرأة‪،‬‬
‫لها ربها منه هذا احلق بطريقة أو بأخرى‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فيقتص‬
‫ّ‬
‫بتخطي‬‫ّ‬ ‫أيه ��ا األزواج‪ ،‬التزي ��دوا من قس ��وة الف ��راق‬
‫ح ��دود الله في حق ��وق زوجاتكم‪ ،‬وتذ ّك ��روا دائم ًا‪{ :‬وإن‬
‫ال من َس َع ِته}‪.‬‬ ‫غن الله ك ًّ‬ ‫يتف ّرقا ُي ِ‬
‫بج َمل‪l‬‬ ‫والنّصيحة َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫حوار‬
‫حوار مع الأمريكية املهتدية‬
‫د‪ .‬لي�سا كلينغر‬
‫حاورتها‪ :‬سهاد عكيلة‬
‫ينش ��أ املرء مس ��لم ًا وبني أن يعتنق اإلسالم‪ ،‬كما ستبينِّ‬
‫الفروق ��ات بني وضع املرأة املس ��لمة ونظيرته ��ا الغربية‪،‬‬
‫وس ��تتحدث عن اإلع�ل�ام الغربي ف ��ي معاجلته لقضايا‬
‫املسلمني‪.‬‬
‫فإلى احلوار‪...‬‬
‫‪« .1‬منبر الداعيات»‪ :‬ما الذي جذبك إلى اإلسالم‬
‫وقادك إليه؟‬
‫ِ‬
‫< اإلس�ل�ام يدع ��و إلى عبادة إله واح ��د وإلى اإلميان‬ ‫مديرة التحرير حتاور د‪.‬كلينغر‬
‫كنت أؤمن به‬
‫حد س ��واء‪ ،‬وهذا م ��ا ُ‬
‫بجميع الرس ��ل على ٍّ‬ ‫عندم ��ا تخال ��ط احلقائ ��ق ش ��غاف القل ��ب تالم ��س‬
‫سابق ًا في قلبي‪.‬‬ ‫أعم ��اق الفطرة اإلنس ��انية فتعيدها إل ��ى حقيقة كبرى‬
‫ال ثان ��ي له ��ا‪ :‬اإلس�ل�ام هو دي ��ن الله اخلال ��د‪ ...‬هذا ما‬
‫‪ « .2‬منبر الداعيات»‪ :‬ليس ��ا كلينغر قبل اإلس�ل�ام‬
‫نس ��تطيع إس ��قاطه على سبب إس�ل�ام الطبيبة د‪ .‬ليسا‬
‫وليسا بعده‪ :‬ما الفرق بينهما؟‬
‫كلينغر‪ ،‬التي أسلمت عام ‪ 1979‬بعد دراسة مستقلة عن‬
‫< كنت غارقة في أمور غير إس�ل�امية‪ :‬أش ��رب اخلمر‬ ‫األديان في العالم‪.‬‬
‫وال أحترم والدتي‪ ،‬إمنا بعد اإلس�ل�ام أصبحت ش ��خص ًا‬
‫‪ -‬الطبيب ��ة د‪ .‬كلينغ ��ر املتخصصة ف ��ي طب العظام‬
‫مختلف� � ًا متام� � ًا؛ حي ��ث تغ ّي ��رت تصرفات ��ي ومعاملت ��ي‬
‫ترأس قسم التشخيص واألشعة في كلية (باملر) للعالج‬
‫لوالدت ��ي واألش ��خاص حول ��ي‪ ،‬كل ش ��يء تغي ��ر طبق� � ًا‬
‫بتقومي العمود الفقري‪.‬‬
‫لتعاليم اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬تش ��غل حالي ًا منصب املنس ��ق اإلعالم ��ي للجالية‬
‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ا أب ��رز التحدي ��ات‬
‫املسلمة في املدن الرباعية في والية أيوا األمريكية‪.‬‬
‫والصعوب ��ات التي واجهتك ف ��ي مجتمعك خاصة أنك‬
‫قد أسلمت في سن صغيرة؟‬ ‫‪ -‬وه ��ي عض ��و ناش ��ط في مجل ��س قي ��ادة "املجتمع‬
‫اإلسالمي احمللي"‪.‬‬
‫حتد هو أنك تصبحني «حتت امل ِْج َهر»‬ ‫< أظن أن أبرز ٍّ‬
‫ف ��ي مجتمعك‪ ،‬والناس يصابون باالرتباك حيالك‪ :‬هل‬ ‫‪ -‬ألق ��ت محاض ��رات عل ��ى نط ��اق واس ��ع بش ��أن‬
‫يخاف ��ون؟ ه ��ل ه ��ي إرهابي ��ة أم غريب ��ة؟ فيت ��رددون في‬ ‫قضاي ��ا املرأة ف ��ي اإلس�ل�ام‪ ،‬ومقارنة األدي ��ان‪ ،‬والعدالة‬
‫التعرف عليك نوع ًا ما عندما تكونني مرتدية للحجاب‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والس�ل�ام العاملي‪ .‬الدكتور ة كلينغر تشغل‬
‫ف ��ي الوالي ��ات املتحدة‪ .‬ولك ��ن من جهة أخ ��رى يعطينا‬ ‫أيضا منصب رئيس ��ة املجلس احمللي للش ��ؤون العاملية‪،‬‬
‫هذا األمر العديد من الفرص إلظهار محاسن اإلسالم‬ ‫وهو عضو مؤسس في العمل التقدمي للصالح العام‪.‬‬
‫وملعاملة الناس بشكل لطيف وإعطائهم انطباع ًا ج ّيد ًا‬ ‫ف ��ي ه ��ذا احلوار س ��نتعرف عل ��ى س ��بب دخولها في‬
‫عن املسلمني‪.‬‬ ‫اإلس�ل�ام‪ ،‬وعلى التغيرات التي طرأت على ش ��خصيتها‬
‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬انطالق� � ًا م ��ن جتربتك في‬ ‫عندما أصبحت مس ��لمة‪ ،‬وانتب ��اه احمليطني بها لذلك‪.‬‬
‫االنتقال من النصرانية إلى اإلس�ل�ام‪ :‬ما الفرق بني أن‬ ‫وس ��تتحدث د‪ .‬كلينغ ��ر ع ��ن التحدي ��ات الت ��ي واجهتها‬
‫ينشأ اإلنسان مسلم ًا وبني أن يعتنق اإلسالم؟‬ ‫بع ��د إس�ل�امها‪ ،‬وستس ��لط الض ��وء على الف ��رق بني أن‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪18‬‬
‫عنده ��م عل ��ى اإلطالق‪ .‬ولكن عندما يس ��معون عن ذلك‬
‫ٌ‬
‫معتدل قلي ًال‪.‬‬ ‫رأي‬
‫قد يتك ّونُ لديهم ٌ‬
‫يدعون أن‬
‫ذكرت ّ‬
‫ِ‬ ‫‪« .7‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬بع ��د كل ما‬
‫اإلعالم الغربي محايد وموضوعي!‬
‫< أنا ال أقول إن جميع األميركيني يقومون باحلصول‬
‫عل ��ى معلومات م ��ن التلفاز فقط‪ ،‬كثي ��ر من األميركيني‬
‫يطلعون على أخبار من مصادر أخرى وفي نهاية‬ ‫األذكياء ّ‬
‫ولكن األش ��خاص‬‫ّ‬ ‫املط ��اف يكونون أكثر توازن ًا في الرأي‪،‬‬
‫الكس ��الى سيبقى لديهم انطباع سلبي‪.‬‬ ‫غير املتعلمني أو ُ‬
‫< أظن أن الذين يعتنقون اإلسالم يفكرون بكل شيء‪:‬‬
‫وذل ��ك يضع املزيد م ��ن الضغوط على اجلالية املس ��لمة‬ ‫هل هي فكرة جيدة أن أكون مسلم ًا؟ ملاذا أقوم بهذا؟‪ ...‬في‬
‫ف ��ي محاولة التوعي ��ة بطريقة رقيقة ج ��داً‪ ،‬ألنه مبجرد‬ ‫حني أن اإلنسان الذي يولد مسلم ًا ال يتحقق من األمور‬
‫أن يغضب املس ��لم عند مناقش ��ة أمر م ��ا فإنهم يصدقون‬ ‫الت ��ي يؤم ��ن بها وال يتس ��اءل‪ ،‬فال يس ��تطيع أن يتناقش‬
‫الصورة النمطية التي ترسمها لهم شاشة التلفاز‪ .‬بدأت‬ ‫علي أن‬
‫بالق ��ول عندما غ ��زت الواليات املتحدة الع ��راق أن علينا‬ ‫الس ��هل ّ‬
‫أما أن ��ا فمن ّ‬ ‫م ��ع الن ��اس ح ��ول إميانهم‪ّ ،‬‬
‫أكل ��م الناس عن إمياني ألني اضطررت أن أفكر بكل هذه‬
‫الوق ��وف لنقول‪ :‬هذا ليس حق ًا‪ ،‬علينا كتابة رس ��ائل إلى‬ ‫األسئلة يوم ّي ًا قبل اقتناعي بهذا الدين واعتناقي له‪.‬‬
‫الصح ��ف‪ ...‬ولكن بعض اإلخوان هزّوا رؤوس ��هم وقالوا‪:‬‬
‫أنت بكتابة رس ��الة سيقول الشعب‪:‬‬ ‫قمت ِ‬
‫أخت ليس ��ا‪ ،‬إذا ِ‬ ‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬لو حتدثيننا ع ��ن مقدار ما‬
‫ه ��ذا جي ��د‪ ،‬ولك ��ن إذا كتبنا نحن العرب رس ��الة فس ��يتم‬ ‫وجدت ��ه م ��ن راح ��ة وطمأنين ��ة وس�ل�ام عندم ��ا دخلت‬
‫أي تهمة‬‫القبض علينا ووضعنا في الس ��جن دون توجيه ِّ‬ ‫اإلس�ل�ام‪ ،‬ف ��ي مقاب ��ل م ��ا يعاني ��ه غير املس ��لم من ش ��ك‬
‫إلينا‪ ،‬ولن نرى ُأ َس� � َرنا ملدة س ��نتني‪ .‬برأي ��ي‪ ،‬احلق معهم‪،‬‬ ‫وتردد وضياع‪.‬‬
‫من ��ذ س ��نوات ال ميكنه ��م التكل ��م بس ��هولة‪ ،‬ولك ��ن اآلن‬ ‫< اإلسالم معناه الس�ل�ام‪ ،‬وجتربتي الشخصية كانت‬
‫الوضع أفضل‪.‬‬ ‫بسالم‬
‫ٍ‬ ‫أحسست‬
‫ُ‬ ‫بتسليم إرادتي لله تعالى‪ ،‬وعندها فقط‬
‫‪« .8‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف متارس�ي�ن الدعوة إلى‬ ‫عظيم‪ .‬فاإلنس ��ان عندما ال يكون لديه أي مرش ��د يكون‬
‫تدرس�ي�ن ف ��ي اختصاصك في‬ ‫الل ��ه في اجلامع ��ة حيث ِّ‬ ‫ضائع� � ًا ومضطر ًا أن يفكر بكل ش ��يء بنفس ��ه‪ ،‬بينما في‬
‫طب العظام؟‬ ‫اإلس�ل�ام لدينا املرش ��د والطريق املستقيم الواضح؛ ولذا‬
‫أعمال تخدش‬‫ٍ‬ ‫فاملس ��لم امللتزم ال يض ّيع وقته وجهده في‬
‫< في اجلامعة حيث أد ّرس‪ ،‬إذا جاء الناس للقائي في‬ ‫كرامت ��ه ث � ّ�م ف ��ي محاول ��ة النه ��وض م ��ن جدي ��د‪ .‬يظ ��ن‬
‫مكتبي وقت الفراغ ووجدوا الباب مغلق ًا يعرفون تلقائ ّي ًا‬ ‫الكثيرون أن االلتزام بتعاليم اإلسالم صعب‪ ،‬ولكنّه سهل‬
‫أنن ��ي أص ّل ��ي‪ .‬وأح ��اول أن أتكلم عن ذلك ف ��ي الصفوف؛‬ ‫يسهل عليك حياتك‪.‬‬ ‫جد ّا ألنه ّ‬
‫فمث�ل ً�ا أدخل في مس ��ألة ش ��رب الكحول وما يس ��ببه من‬
‫مش ��اكل صح ّي ��ة عن ��د البعض إل ��ى الكالم عن اإلس�ل�ام‬ ‫‪« .6‬منبر الداعيات»‪ :‬عندما يرى األميركيون قتل‬
‫فأب�ّي�نّ للناس أنني مس ��لمة وأعطيهم انطباع� � ًا إيجابي ًا‬ ‫املس ��لمني املدني�ي�ن ف ��ي فلس ��طني والعراق وأفغانس ��تان‬
‫عن نفس ��ي ألنني قد أكون املس ��لم الوحيد الذي يلتقون‬ ‫ه ��ل يربطون بني اإلرهاب واليهودي ��ة والنصرانية كما‬
‫ب ��ه‪ ،‬ثم أتط� � ّرق إلى احلديث ع ��ن التغيير ال ��ذي أحدثه‬ ‫يربطون بني اإلرهاب واإلسالم؟‬
‫اإلسالم في حياتي‪.‬‬ ‫< لألس ��ف‪ ،‬اإلع�ل�ام في أمريكا ال ينق ��ل املجازر التي‬
‫***‬ ‫حتص ��ل للمس ��لمني‪ ،‬وإنمّ ��ا ير ّك ��ز دائم� � ًا على م ��ا يفعله‬
‫في اخلتام‪ ،‬نش ��كر د‪ .‬ليس ��ا كلينغر على إتاحة فرصة‬ ‫املس ��لمون‪ ،‬وكيف يقذف الفلس ��طينيون الصواريخ على‬
‫ونثم ��ن تلبيتها دع ��وة جمعية االحتاد‬ ‫اللق ��اء معها لنا‪ِّ ،‬‬ ‫املدني�ي�ن ف ��ي إس ��رائيل! ف�ل�ا أل ��وم األميركي�ي�ن حيث إن‬
‫اإلس�ل�امي لتحاض ��ر في لبن ��ان‪ ،‬ونس ��أل الل ��ه تعالى أن‬ ‫مصدر معلوماتهم الوحيد هو التلفاز‪ ،‬لذلك عندما أقوم‬
‫�وب املظلمة الت ��ي تنتظر من‬ ‫يض ��يء ن ��و ُر اإلس�ل�ام القل � َ‬ ‫بالتعريف بالقضية الفلسطينية ُيصدم الناس ألنّهم لم‬
‫ُيزيل الغشاوة عنها حتى متيز بني احلق والباطل‪ ،‬وندعو‬ ‫يسمعوا أبد ًا عن حقيقة الوضع هناك؛ فهم لم يتع ّرفوا‬
‫املسلمني إلى أن يكونوا سفراء اإلسالم أينما كانوا عسى‬ ‫عل ��ى ح ��ال الفلس ��طيني ال ��ذي ُأخ ��ذ املنزل اخل ��اص به‬
‫أن ينقذ الله بهم نفوس ًا ضالّة من سوء ا ُملقام‪l‬‬ ‫ْ‬ ‫وم ��ن املمكن أن ال يعود إليه أبداً‪ ...‬املفهوم ليس واضح ًا‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫�شخ�صية حواء يف القر�آن‬
‫‪-8-‬‬

‫التعري فطرة إنسانية؟‬


‫ِّ‬ ‫هل‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬صالح عبد الفتاح اخلالدي‬
‫عمان‬
‫ّ‬
‫حذر الل ��ه آدم وح ��واء م ��ن عدوهما إبلي ��س‪ ،‬هذا‬
‫الع ��د ّو ال ��ذي واص ��ل وسوس ��ته لهم ��ا حت ��ى متك ��ن م ��ن‬
‫�إن فت��اة واح��دة متحجب��ة مت�أدبة‬ ‫خداعهم ��ا وغرورهم ��ا وإغوائهم ��ا‪ ..‬وف ��ي حلظة نس ��يان‬
‫�أجم��ل م��ن كل الن�س��اء املتعري��ات‬ ‫منهم ��ا‪ ،‬وضع ��ف ف ��ي انتباههم ��ا‪ ،‬وغفل ��ة ع ��ن عدوهما‪،‬‬
‫املتربجات ال�سائرات مع ال�شيطان!!‬ ‫َم � ّ�دا أيديهما إلى الش ��جرة‪ ،‬وقطفا م ��ن ثمرها‪ ..‬ووضع‬
‫آدم الثم ��رة ف ��ي فم ��ه ومضغه ��ا‪ ..‬ووضعت ح ��واء الثمرة‬
‫ف ��ي فمه ��ا ومضغته ��ا‪ ..‬وما ه ��ي إ ّال حلظ ��ة حتى ظهرت وآلدم بعد أكلها من الشجرة؟‬
‫< وكيف بدت َس ْوأة آدم؟ وكيف بدت َس ْوأة حواء؟‬ ‫لهم ��ا س ��وءاتهما‪ ..‬فماذا قال القرآن ع ��ن هذه اللحظات‬
‫ِع ْل ��م ذل ��ك عند الل ��ه‪ ،‬ونح ��ن ال ميكن أن نق ��ول فيه‬ ‫واألحداث املثيرة العجيبة؟‬
‫ق ��ال تعال ��ى‪{ :‬فد ّالهم ��ا بغرور‪ ،‬فلم ��ا ذاقا الش ��جر َة كالم� � ًا صحيح ًا مقب ��و ًال‪ ،‬ألن األح ��داث غيبية جرت في‬
‫وط ِفقا َي ْخ ِصفان عليهما من ورق اجلن ��ة‪ ،‬وال ميك ��ن معرف ��ة أح ��داث الغي ��ب إال من خالل‬ ‫بدت لهما س ��وءاتهما‪َ ،‬‬
‫اجلن ��ة‪ ،‬وناداهما ربهما‪ :‬ألم أنهكما عن تلكما الش ��جرة‪ ،‬القرآن الصريح واحلديث الصحيح! الذي يهمنا ويجب‬
‫وأق ��ل لكم ��ا إنّ الش ��يطان لكم ��ا ع ��دو مبني * ق ��اال ربنا أن نق ��ف عن ��ده‪ ،‬وأن نأخ ��ذ الدالالت منه ه ��و‪ :‬ماذا فعال‬
‫لنكونن من بعد أن بدت لهما سوءاتهما؟ وما داللة ذلك؟‬ ‫ّ‬ ‫وترحمن ��ا‬
‫ْ‬ ‫أنفس ��نا وإن ل ��م تغفر لن ��ا‬
‫َ‬ ‫ظلمن ��ا‬
‫مبجرد أن بدت لهما س ��وءاتهما قاما بحركة س ��ريعة‬ ‫بعضكم لبعض عد ّو‪ ،‬ولكم في‬ ‫اخلاسرين * قال اهبطوا ُ‬
‫ومتاع إلى حني * قال فيها حت َي ْون وفيها خاطفة‪ ،‬تتفق مع الفطرة الس ��ليمة‪ :‬لقد سارعا مبواراة‬ ‫ٌ‬ ‫مستقر‬
‫ٌ‬ ‫األرض‬
‫الس ��وءات‪ ..‬ال توجد عندهما مالبس يرتديانها بسرعة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫متوتون ومنها ُتخرجون} (األعراف ‪)25-22 :‬‬
‫رتب الله العليم احلكيم ظهور الس ��وءات آلدم وحواء فم ��اذا يفعالن؟ توجها إلى ش ��جر اجلن ��ة الطويل‪ ،‬وإلى‬
‫عل ��ى أكلهم ��ا من الش ��جرة‪ ،‬وما ن ��دري الصل ��ة التي بني ورق ��ه العريض‪ ،‬الذي كانا حتته‪ ،‬وص ��ار كل واحد منهما‬
‫يقطع ذلك الورق العريض‪ ،‬ويلزقه على جسمه العاري‪،‬‬ ‫األكل من الشجرة وظهور السوءات‪.‬‬
‫وي ْحك ��م وضع ��ه علي ��ه‪ ،‬حت ��ى ال يس ��قط ال ��ورق ويتعرى‬ ‫والسوءات هي العورات‪ ،‬التي يسوء اإلنسانَ املستقي َم ُ‬
‫كشفُ ها أمام اآلخرين‪ ،‬ولذلك يكون حريص ًا على مواراة اجلس ��م‪ ..‬وهذا ما ورد صريح ًا بقوله تعالى‪{ :‬فلما ذاقا‬
‫الشجرة بدت لهما س ��وءاتهما وطفقا يخصفان عليهما‬ ‫تلك العورات وسترها‪..‬‬
‫< أي ��ن كان ��ت س ��وأة آدم مختفية‪ ،‬ثم ب ��دت له وحلواء من ورق اجلنة}‪.‬‬
‫وم ��ا ه ��ي إ ّال حلظة حتى كان جس ��م آدم مغطى بورق‬ ‫بعد أكله من الشجرة؟‬
‫< وأي ��ن كان ��ت س ��وأة ح ��واء مس ��تورة‪ ،‬ثم ظه ��رت لها الش ��جر األخضر العريض‪ ،‬وجس ��م حواء كذلك‪ ،‬وبذلك‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪20‬‬
‫أنوثتها‪ ،‬وتتوافق مع فطرتها‪ ،‬وتكون أسعد النساء‪.‬‬ ‫الس ْوأة‪.‬‬
‫غطيا العورة‪ ،‬وسترا َّ‬
‫وبعدما س ��تر آدم وحواء َس ْوءاتهما بورق اجلنة شعرا‬ ‫ومعل ��وم عندن ��ا في اإلس�ل�ام أن ع ��ورة الرجل ما بني‬
‫بخط ��ورة ما فعاله‪ ،‬واعترفا بخطأ ما قاما به‪ ،‬وأيقنا أن‬ ‫السرة والركبة‪ ،‬وعورة املرأة جميع جسمها ما عدا الوجه‬
‫إن س ��معا تأنيب الله‬ ‫الش ��يطان جنح في إغوائهما‪ ،‬فما ْ‬ ‫والكف�ي�ن‪ ،‬اللذي ��ن يجوز لها كش ��فهما ‪ -‬على خالف في‬
‫لهما حتى سارعا بإعالن التوبة؛ قال تعالى‪{ :‬وناداهما‬ ‫ذل ��ك ‪ -‬ولك ��ن َي ْحرم عل ��ى الرجال النظ ��ر إليهما‪ ..‬وقد‬
‫ربهم ��ا أل ��م أنهكم ��ا ع ��ن تلكم ��ا الش ��جرة وأَ ُق ��لْ لكما إن‬ ‫سمى القرآن هذه العورة «سوأة»‪ ،‬بينما ال يسميها الغرب‬
‫عدو مبني قاال ربنا ظلمنا أنفس ��نا وإن‬ ‫الش ��يطان لكما ٌّ‬ ‫ومن اقتدى به من العرب واملسلمني‪-‬‬ ‫الفاسد اإلباحي ‪َ -‬‬
‫لنكونن من اخلاسرين‪.}..‬‬ ‫ّ‬ ‫لم تغفر لنا وترحمنا‬ ‫كذل ��ك‪ ،‬وإمنا يس ��ميها جما ًال و ُرقي� � ًا‪ ،‬ومدنية وجاذبية!‬
‫وإذا كان س ��تر العورة فطرة ربانية‪ ،‬فطر الله النفس‬ ‫ويطالب املرأة أن تع ّري جسمها لتزداد جما ًال!!‬
‫الس ��وية عليها‪ ،‬ف ��إن االعت ��راف باخلطأ واملس ��ارعة إلى‬ ‫كش ��ف ع ��ورة الرج ��ل أو ع ��ورة امل ��رأة س ��يىء‪ ،‬ألنه ��ا‬
‫التوب ��ة فضيل ��ة‪ ،‬ولذل ��ك كان‬ ‫َس� � ْوأة‪ ،‬يعني أنه يسوء صاحبها‬
‫تص ��رف آدم وح ��واء متوافق ًا مع‬ ‫ويؤذيه كش ��فها‪ ،‬ويس ��وء النفس‬
‫الفطرة‪.‬‬ ‫والقلب والروح‪ ،‬ويس ��وء املشاعر‬
‫فالل ��ه يؤنبهم ��ا عل ��ى‬ ‫واألحاس ��يس واالنفع ��االت‪،‬‬
‫استجابتهما للشيطان وأكلهما‬ ‫اخل ُل ��ق والدي ��ن واألدب‬
‫ويس ��وء ُ‬
‫م ��ن الش ��جرة‪ ،‬وهم ��ا يعترف ��ان‬ ‫والوقار‪ ،‬ويسوء الفرد واجلماعة‬
‫بخطأ م ��ا فعاله‪{ :‬ربن ��ا ظلمنا‬ ‫واألس ��رة واملجتم ��ع‪ ،‬ويس ��وء‬
‫أن‬
‫أنفس ��نا}‪ ،‬ويرج ��وان الل ��ه ْ‬ ‫اإلنسانية والبشرية والفضيلة‪،‬‬
‫يغف ��ر لهم ��ا ويرحمهم ��ا‪{ :‬وإن‬ ‫وال يس ��تفيد من كشف العورات‬
‫لنكونن‬
‫ّ‬ ‫لم تغف ��ر لنا وترحمن ��ا‬ ‫إال شياطني الفساد!‬
‫م ��ن اخلاس ��رين‪ .}..‬فت ��اب الله‬ ‫إن جم ��ال الرج ��ل في س ��تر‬
‫عليهم ��ا وغفر لهم ��ا ورحمهما‪،‬‬ ‫وسم ِّو‬‫عورته‪ ،‬ونظافة مالبس ��ه‪ُ ،‬‬
‫قال تعالى‪{ :‬فتلقى آدم من ربه‬ ‫وح ْس ��ن أعمال ��ه؛ وإن‬ ‫أخالق ��ه‪ُ ،‬‬
‫كلمات فتاب عليه إنه هو التواب‬ ‫جم ��ال امل ��رأة لي ��س ف ��ي تعريها‬
‫الرحيم} (البقرة‪.)37 :‬‬ ‫وإمن ��ا ف ��ي س ��تر عورته ��ا‪ ،‬وق ��وة‬
‫وشاء الله العليم احلكيم أن‬ ‫وح ْس ��ن‬‫حيائه ��ا وفضيلته ��ا‪ُ ،‬‬
‫ينه ��ي املرحلة األول ��ى من حياة‬ ‫خلقها وعملها‪.‬‬
‫الزوجني «آدم وحواء» في اجلنة‪ ،‬وأن تبدأ املرحلة الثانية‬ ‫وإن فت ��اة واح ��دة متحجب ��ة متأدب ��ة أجم ��ل م ��ن كل‬
‫م ��ن حياتهما على األرض‪ ،‬ولذلك أهبطهما إلى األرض‬ ‫النساء املتعريات املتبرجات السائرات مع الشيطان!!‬
‫وأهبط معهما عد ّوهما إبليس‪ ،‬وقال للثالثة‪{ :‬اهبطوا‬ ‫وإن ستر العورة ولبس الفتاة املسلمة احلجاب ليس‬
‫بعضكم لبعض عد ّو ولكم في األرض مستقر ومتاع إلى‬ ‫ُ‬ ‫تخلف� � ًا وال رجعي ��ة وال مرض� � ًا نفس ��ي ًا أو انغالق� � ًا‪ ،‬كم ��ا‬
‫حني}‪ .‬وبدأت احلياة على وجه األرض‪ ،‬واستمر الصراع‬ ‫يدعي دعاة الرذيلة والفحشاء في الشرق والغرب‪ ،‬وإمنا‬ ‫ّ‬
‫بني احلق والباطل‪..‬‬ ‫والرق ��ي واحلض ��ارة‪ .‬وإن هذه‬ ‫ه ��و قم ��ة التق ��دم والفَهم ُّ‬
‫وبذل ��ك ينتهي كالمنا عن «ش ��خصية أمنا حواء في‬ ‫الفت ��اة امللتزم ��ة بجلبابه ��ا وحيائها تقت ��دي بأبيها آدم‬
‫القرآن»‪ ،‬واحلمد لله رب العاملني‪l‬‬ ‫وأمها حواء‪ ،‬وهي بهذا االقتداء تعيش حياتها‪ ،‬وترضي‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫مع ال�شعر‬
‫�سقوط الطاغية‬
‫الصديق‬
‫ّ‬ ‫محمد‬
‫ّ‬ ‫شعر‪ :‬أحمد‬
‫الدوحة‬
‫�أس ال � �ش� ��دي� � ِ�د‬ ‫وأح� � � � ْ�ط� � � ��هُ ب � ��ال� � �ب � � ِ‬ ‫ِ‬ ‫حل� ��دي� � ِ�د‬ ‫�ك ب� ��ا َ‬ ‫�ام� � � َ‬‫ص� � ِّ�ف� ��ح ِن � � �ظ� � � َ‬
‫�ود‬
‫ـ � � � ��دي � � � � ُ�د ت � � � ��دف � � � � ُ�ع ب� � ��اجل � � �ن� � � ِ‬ ‫ل � �ك� � ْ�ن ع� �ل ��ى َم�� � ��ن؟ ُّأي�� �ه� ��ا ال�� � ِّر ْع�� �ـ‬
‫�اص � �ه� ��م ب � �ع � � َد ال � َّ�ش� �ه� �ي � ِ�د‬ ‫ـ� � ��تَ رص� � ِ‬ ‫ح � � �ي� � � ُ�ث ال�� �ش�� �ه�� �ي� � ُ�د ي � � � ِ�خ � � � ُّ�ر حتـ‬
‫�اح‪ ..‬وال�� � � َّن�� � �ه� � � ِ�ج ال � � َّ�رش� � �ي � � ِ�د‬ ‫ـ� � � �ل � � � ِ‬ ‫�إص� �ـ‬‫�وع� � ��د ًا ب� � ��ال � � � َو ْي� � ��ل‪ ..‬ل�ل ْ‬ ‫ُم � � �ت� � � ِّ‬
‫م�� � � � ��ن ق�� � � � ��ري�� � � � � ٍ�ب أو ب� � �ع� � �ي � � ِ�د‬ ‫�وت ل�� � �ل� � � ِ�ع� � ��دا‬ ‫ِّ‬
‫ول� � � � � �ك�� � � � ��ل ص � � � � � � � � � ٍ‬
‫ف� � � ��ي ك� � � � � ِّ�ل ري � � � � � � ٍ�ف أو ص � �ع � �ي� � ِ�د‬ ‫ال� � � � َف � � � ْ�ق � � � ُ�ر ي� � �ف�� � ِ�ت�� � ُ�ك ب� � � ��ال � � � � َو َرى‬
‫�ود‬
‫ـ� � � �ع � � � ِ�ب امل � � � �ك � � � � َّب� � � � ِ�ل ب � ��ال� � �ق� � �ي � � ِ‬ ‫أع � � َل � � ْن � � َت � �ه� ��ا ح � ��رب� � � ًا ع � �ل� ��ى ال� � َّ�ش � �ـ‬
‫عبيد‬ ‫ِ‬ ‫ـ � � � � � َد َك ل� �ي���س أك � � � َث � � � َر م � ��ن‬ ‫ل � ��م ت� � �ك� � �ت � � ِ�ر ْث‪ ..‬ف ��ال� �ش� �ع � ُ�ب ِع� � ْن� �ـ‬
‫�اص � � َع� � ْ�د إل � ��ى ال� �ق� �ص � ِ�ر املَ� �ش� �ي � ِ�د‬ ‫ف� � ْ‬ ‫وع � � �ل� � ��ى اجل � � �م� � ��اج� � ��م وال � � � ِّ�دم � � ��ا‬
‫ـــــــــد‬
‫ـــــــــار عــــــنــــــي ِ‬ ‫ِّ‬
‫ِن‪ ..‬لــــــــكــــــــــل جــــــــــ ّب ٍ‬ ‫ــــــــــجــــــــنـــــــــــو‬
‫الالت ال ُ‬ ‫هـــــــــــــــــــــي ذي ِد ُ‬
‫�األران�� � � � � ِ�ب وال � � � ��قُ � � � � ِ‬
‫�رود‬ ‫ِئ�� � � � � ِ�د ك�� � � � � ِ‬ ‫ل � � �ك � � � َّن � � �ه� � ��م ع� � � � �ن� � � � � َد ال � � � � َّ�ش � � � ��دا‬
‫]]]‬

‫�رود‬‫�ص ال� � � � َّ�ش� � � � ِ‬ ‫َي� � �ن� � �س � � ُّ�ل ك� � ��ال � � � ِّل� � � ِّ‬ ‫�اع� � � �ج � � � ْ�ب ل� � � � ��هُ ُم� � � َت � ��خَ � � ِّ�ف� � �ي� � � ًا‬‫ف� � � ْ‬
‫ــــــــــــود‬
‫ِ‬ ‫ـــــــرع‬ ‫ــــــــص ُ‬
‫ـــــــــف ال ُّ‬ ‫ــــــــــــــن ورا َءه َق ْ‬ ‫�ف ال� � � ّث � ��ائ � ��ري� � �ـ‬ ‫�ص � � � � َ‬
‫وك � � � � � � ��أنَّ َع � � � � ْ‬
‫ـ� � � � � � ِ�ه‪َ ..‬ف � � � َي� � � ْ�س� � ��قُ � � ��ط ك ��ال� �ق� �ع� �ي � ِ�د‬
‫ُ‬ ‫وي� � ْ�ع� �ي � �ي � �ـ‬ ‫َ‬
‫ال� � � � ُّ�رع� � � � ُ�ب مي � � � � �ل� � � � � ُ�ؤ ُه‪ُ ..‬‬
‫�اب ب �ل��ا رص� �ي � ِ�د‬ ‫واحل� � � �س � � � ُ‬ ‫�ض‪ِ ..‬‬ ‫ـ���� ٌ‬ ‫ِوك � � � �ل� � � ��ا ج� � � �ن � � ��اح� � � �ي � � � ِ�ه َم� � �ه� � �ي� � �ـ‬
‫ـــــــــــــــــــــود‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ِع‪ ..‬وال ُمـــــــراوغـــــــــــة الــــــــوع‬ ‫اخل� � � ��دا‬ ‫َل� � � � � ْ�م تجُ ْ � � � � � � � � ِ�د ِه ِح� � � � َي�� � � ُ�ل ِ‬
‫�دود‬
‫احل � � � � � ِ‬ ‫�ف ُ‬ ‫ـ� � � � ُ�ل ِف � � � � � � � ��را ُر ُه خَ � � �ل� � � َ‬ ‫ه � ��ي ذي ال� � � ِّن� � �ه � ��اي � ��ة‪ ..‬وال� �س� �ب� �ي� �ـ‬
‫�ود‬‫ل� �ل� �ش� �ع�� ِ�ب م� � ��ن ع� � �س � � ٍ�ف َح� � �ق � � ِ‬ ‫�ض م� � � ��ا ج � � � َّ�ر ْع� � � � َت � � ��هُ‬ ‫ه� � � ��ي ب� � � �ع � � � ُ‬
‫�ك ث� � � ��ور ُة ال� � ّ�ش � �ع� � ِ�ب ال� �ع� �ن� �ي � ِ�د؟‬ ‫ِل � � � َ‬ ‫ُ‬
‫ه� � ��ل ك � � � ��ان َي � � �خ� � ��ط� � � ُ�ر ف� � ��ي خيا‬
‫ــــد؟‬ ‫أن تـــــــــغــــــــــاد َر كـــــــــال َّ‬
‫ــــــطـــــــــــــري ِ‬ ‫ٍم ْ‬ ‫ــــــــب ذاتَ يـــــــو‬ ‫أَ ْم ُكـــــــنـــــــتَ تــــــــحــــــس ُ‬
‫�ود!‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وال� � �غ� � �ي � ��ل ي � � ��زخَ � � � ُ�ر ب� � � ��األس� � � � ِ‬ ‫ـــــــــذ ُف بـــــالـــــــ َّلـــــــظـــــــــى‬ ‫واألرض تــــــــق ِ‬ ‫ُ‬
‫�ود‬
‫اجل � �ح� � ِ‬ ‫�اق � �ب� � ُ�ة ُ‬ ‫�ك ع� � ِ‬ ‫ـ� � � � َ�ن‪ ..‬وت � �ل� � َ‬ ‫ُه�� � � � � � َو ذا َم � � �ص � � �ي� � � ُ�ر ال � �ظ� ��امل � �ي � �ـ‬
‫ـــيد‬ ‫ــــــوم ع ِ‬
‫ــــــك ي ُ‬ ‫ــــــب َ‬ ‫ِد َك عـــــــنـــــــد شَ ــــــع ِ‬ ‫ــــــــهـــــــــــــ‬
‫زوال ع ْ‬ ‫ـــــــم بـــــــــــــأنّ َ‬‫واعـــــــــــــــــل ْ‬
‫]]]‬
‫ـ� � �ل� � ��اقُ ‪ ..‬ذو ال� � � �ع� � � �ز ِْم ال� ��وط � �ي� � ِ�د‬ ‫�ب م� �ص���ر ُّأي� � �ه � ��ا ال�� ِ�ع�� ْ�م� �ـ‬ ‫ي � ��ا ش � �ع� � َ‬
‫ي� � �ش � ��دو ِب � �ف� ��رح� � ِ�ت � �ه� ��ا َق� � ِ�ص � �ي� ��دي‬ ‫�اع� ��ري‬ ‫ُأه� � � � ِ�دي� � � ��ك ِص � � � � � � ْ�دقَ َم�� �ش� � ِ‬
‫َ‬
‫ل� �ل� �ص� � ْب�� ِ�ر ِع� � � �ن� � � � َد َك م � ��ن َم� ��زي� � ِ�د‬ ‫ص� � � � ��ا َب� � � � � ْ�رتَ ‪ ..‬ح� � � ّت � ��ى ل� � ��م َي � � ُ�ع � � ْ�د‬
‫ت�� � ��رج�� � ��و ُه م� � � � ْ�ن ف� � � � � � � َر ٍج َح � �م � �ي� � ِ�د‬ ‫�ض � � �ي� � ��ق م��ا‬ ‫�اك ب � � � ْ�ع� � � � َد ال� � � ّ‬ ‫وأت� � � � � � � � َ‬
‫�ود‬
‫�ك‪ ..‬ب� �ع� � َد ح� � ِ�ال � �ك� � ِ�ة ال � ُ�ع� �ه � ِ‬ ‫ـ � � َ�م � � َ‬ ‫ف � ��اج� � �ع � ��لْ ل� � � �ش � � � ْ�ر ِع ال � � �ل� � � ِ�ه ُح� ��كْ � �ـ‬
‫السعيد‬ ‫�ك ّ‬ ‫�ض � ِ�ت � َ‬ ‫ـ � � َ�ن ِل � � َف� � ْ�ج� � ِ�ر ن� �ه � َ‬ ‫�ك س� � �ب� � �ي � � َ�ل ا ُمل� ��ؤم � �ن � �ي � �ـ‬ ‫واس� � � � � ُل�� � � � ْ‬
‫حلصيد‬ ‫�ك ِم� � � ْ�ن ق � � ْب� � ِ�ل ا َ‬ ‫ُع َي � ��د ْي � � َ‬ ‫أن ُي � � �غ � � �ت� � ��ال َز ْر‬ ‫�ذار ْ‬ ‫وح � � � � � � � � � � ِ‬‫َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪22‬‬
‫مراتع‬
‫ال ِّ�صبا‬
‫طموحات َفتية‬
‫ال ُّدب املت�سرّع‬
‫�سيدنا نوح ال�صابر املبدع‬
‫اللوحات الفنية‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪23‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫فَ تية‬
‫حات‬
‫طمو‬
‫صغارنا‪...‬‬
‫َ‬
‫عيشوا أخالق النبي [‬

‫ن�شرنا ملدة عام كامل على هذه الصفحات باب ًا بعنوان‪ :‬رسولي يحبني‪.‬‬
‫حتدثنا فيه عن أخالق النبي الكرمية‪ ،‬ودعونا ناشئتنا إلى تقليده [ في أخالقه وأدبه‪.‬‬
‫فما رأيكم لو تعيدون مراجعة كل تلك األخالق التي عش ��تم قصصها‪ ،‬وحتاولون التدرب عليها‬
‫لتطبيقها أو ًال على أنفسكم‪ ،‬ثم لدعوة زمالئكم ألن يحذوا حذوكم؟‬
‫إن أنتم َس َع ْيتم للتعرف أكثر فأكثر على أخالق النبي [ ثم للتخلق بها فإنكم‪:‬‬
‫‪ -‬ستفوزون مبحبة الله تعالى ومحبة نبيه [‪.‬‬
‫ستحظ ْون محبة آبائكم وأمهاتكم‪ ،‬وهذا ما يتمناه كل ابن وابنة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ستنالون أيض ًا محبة أصدقائكم وكل َمن تتعاملون معه‪.‬‬
‫‪ -‬وستعيش ��ون س ��عداء عندما تنش ��رون اخلير في كل مكان‪ ،‬و ُتفرحون اآلخرين بالكلمة الطيبة‬
‫واخل ُلق احلسن‪.‬‬
‫ُ‬
‫ق ��د ال تنجح ��ون من املرة األولى‪ ،‬وقد تنجحون مرة و ُتخفقون مرات‪ ،‬ولكن ال تيأس ��وا من تكرار‬
‫احملاولة‪...‬‬
‫فألنك ��م تطمح ��ون إل ��ى الف ��وز باجلنة التي يوج ��د فيها كل م ��ا تتمنَّونه من أطاي ��ب الطعام‬
‫والش ��راب واملن ��ازل الكبي ��رة املريح ��ة واملش ��اهد اجلميل ��ة‪ ،‬والكثير‬
‫والكثير مما حتبون‪ ...‬فقط جربوا وأخبروني‪l..‬‬

‫سهاد‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪24‬‬
‫قصة مصورة‬
‫املتسرع‬
‫ّ‬ ‫الدب‬
‫ُّ‬
‫بيت صغير‬
‫الدبة األم تعيش مع صغيرها في ٍ‬ ‫كانت ُّ‬
‫وسط الغابة‪ ،‬وذات يوم نادت األم صغيرها قائلة‪:‬‬
‫< ه ��ل تس ��تطيع أن تخ ��رج وتبحث لي ع ��ن أوراق‬
‫ملونة جميلة؟ ولكن‪...‬‬
‫‪ -‬قاط ��ع ال ��دب الصغي ��ر أم ��ه قائ�ل ً�ا‪ :‬بالطب ��ع يا‬
‫أماه‪.‬‬
‫وه ��رول مس ��رع ًا خارج املنزل حتى أنه لم يس ��مع‬
‫حتذير والدته بعدم قطف أوراق ش ��جرة التوت البرية‬
‫احلمراء الالمعة ألنها سامة وتس ّبب احلكة‪.‬‬
‫ذه ��ب ال � ُّ�دب إل ��ى الغاب ��ة‪ ،‬فلف ��ت انتباه ��ه أوراق‬
‫ش ��جرة الت ��وت البري ��ة احلم ��راء تلم ��ع حت ��ت أش ��عة‬
‫الشمس‪ .‬فركض نحوها وقطف مجموعة من أوراقها‬
‫اجلميلة‪.‬‬
‫وفي طريق العودة إلى البيت‪ ،‬شعر الدب الصغير‬
‫بحكّ ة في أنفه ثم يديه فقدميه‪ ،‬ثم اش ��تدت َ‬
‫فس� � َرت‬
‫في جسده ك ِّله وأصبحت مزعجة جداً‪.‬‬
‫< قال ��ت ل ��ه والدت ��ه‪ :‬لق ��د قطف ��ت أوراق الت ��وت‬
‫احلمراء الالمعة برغم حتذيري لك؟‬
‫عجلة من‬ ‫‪ -‬أن ��ا آس ��ف‪ ،‬ي ��ا أم ��ي‪ ،‬فلقد كن ��ت ف ��ي َ‬
‫أم ��ري ول ��م ُأ ْص � ِ�غ جي ��د ًا حلديث ��ك‪ ،‬لكنن ��ي أَ ِع ��دك‬
‫وأنفذها بدقة في املرات‬ ‫بأنني سأس ��تمع لنصائح ��ك ِّ‬
‫املقبلة‪.‬‬
‫ومن ��ذ ذل ��ك الي ��وم‪ ،‬أصب ��ح ال � ُّ�دب الصغي ��ر يقف‬
‫طوي�ل ً�ا أم ��ام الباب قب ��ل مغادرته املن ��زل ليصغي إلى‬
‫نصائح أمه ويعمل بها‪.‬‬

‫تعلمنا من هذه القصة‬


‫‪ -1‬ع ��دم التس� � ّرع قب ��ل االس ��تماع جي ��د ًا لنصائح‬
‫األم‪.‬‬
‫العجلة ُتوصلنا إلى الهدف بسرعة‪ ،‬ولكننا قد‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫نندم إذا لم نأخذ احتياطاتنا في الوصول ألهدافنا‪.‬‬
‫العجلة الندامة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬في التأني السالمة وفي‬
‫وأنتم أصدقائي ماذا تعلمتم؟‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪25‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫�سيدنا نوح ال�صابر املبدع‬
‫بقلم‪ :‬إميان َش َراب‬
‫املدينة املنورة‬

‫منذ زمن طويل جداً‪ ،‬كان هناك رجال صاحلون يعبدون الله؛ أس ��ماؤهم‪َ :‬ود ُ‬
‫وس ��واع و َيغوث و َيعوق ون َْس ��ر‪.‬‬
‫لصالحهم وأخالقهم العالية‪ .‬وملا ماتوا صنع الناس لهم أصنام ًا بأس ��مائهم ليظلوا يتذكرونهم‪.‬‬ ‫أَ َحبهم الناس َ‬
‫وبعد مرور سنوات َو ْس َوس الشيطان للناس وز ّين لهم عبادة هذه األصنام‪ ،‬فعبدوها من دون الله!!‬
‫وعرف باألدب‬ ‫أم ��ا ن ��وح عليه الس�ل�ام فل ��م يعبد األصنام أبد ًا مث ��ل هؤالء الناس‪ ،‬ب ��ل كان يعبد الله وح ��ده‪ُ ،‬‬
‫واألخالق العالية‪ ،‬فاختاره الله ليكون نبي ًا وأرسله للناس الذين عبدوا األصنام وكفروا بالله‪.‬‬
‫فمن َع َبد الل َه وحده‬ ‫أط ��اع س ��يدنا ن ��وح ربه دون تأخير‪ ،‬وصار يق ��ول للناس‪ :‬أيها الناس‪ ،‬اعبدوا الله وح ��ده‪َ ،‬‬
‫سيدخله الله النار‪ .‬هذه التماثيل التي‬ ‫ومن ال يعبد الله ُ‬‫سيدخل اجلنة التي فيها كل ما حتبونه وما تريدونه‪َ ،‬‬
‫تعبدونه ��ا ال تض ��ر وال تنفع وال تس ��مع وال تعطي وال تش ��في‪ ،‬أما الل ��ه العظيم فهو الذي خلقن ��ا وأعطانا املال‬
‫والطعام واألحباب‪ ،‬وخلق الشمس والقمر والنجوم والسماء واملطر واألشجار و‪...‬‬
‫ولكن‪ ،‬ولألسف!!‬
‫غطون رؤوسهم حتى ال‬ ‫لم يستمع لكالمه إال الفقراء‪ ،‬وكانوا قليلني‪ ،‬أما األغنياء فقد َس ِخروا منه وصاروا ُي ّ‬
‫يسمعوه‪ ،‬وقالوا له‪ :‬ملاذا يختارك ربك أنت دون غيرك لتكون نبي ًا ورسو ًال؟ ثم إننا أغنياء ولن نتبعك ألن هؤالء‬
‫الفقراء احلقيرين معك‪ .‬اذهب عنا يا نوح واتركنا وشأننا نعبد ما نشاء!‬
‫لم يتعب س ��يدنا نوح ‪ -‬عليه الس�ل�ام ‪ -‬ولم يس ��كت‪ ،‬وظ ��ل يدعوهم لعبادة الله بط ��رق مختلفة‪ ،‬وصبر على‬
‫أذاهم تسعمئة وخمسني عام ًا!!‬
‫بعد هذا الصبر الطويل‪ ،‬خاف سيدنا نوح أن َيكْ ثر عدد هؤالء الكفار فيخ ِّربوا أفكار الناس ويع ِّلموهم الكفر‬
‫وينتشر الكفر والفساد في كل مكان‪ .‬فدعا الله أن ُيهل َكهم‪ ،‬وال ُيبقي منهم أحداً‪.‬‬
‫اللهُ ‪ -‬س ��بحانه وتعالى ‪ -‬الذي يحب س ��يدنا نوح كثيراً‪ ،‬أمره أن يصنع س ��فينة كبيرة جداً‪ ،‬فأخذ سيدنا نوح‬
‫يصنعها من خشب كثير‪ ،‬وعاونه في ذلك املؤمنون‪.‬‬
‫مي� � ّر به ��م الكفار ويس ��تهزئون به ��م‪ :‬ماذا تفعل يا نوح؟ تصنع س ��فينة؟ هاهاهاهاها‪ ..‬وأي ��ن البحر؟ أال ترى‬
‫أن ��ه ال يوج ��د ف ��ي بالدنا بحر وال نهر؟ ال بد أنك أصبحت بدون عقل أيها املس ��كني!! لقد ُج ّن نوح أيها الناس!!‬
‫هاهاهاهاها‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪26‬‬
‫لكن نوح ًا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬لم يهتم بهم‪ ،‬ألنه يعلم أن الل َه العظيم معهم وسينصرهم على الكافرين‪ .‬فظل‬
‫جهد طويل استمر سنوات‪ ،‬انت َه ْوا من صناعة سفينة ضخمة جداً‪.‬‬ ‫يعمل ويعمل هو وأصحابه‪ ،‬وبعد ٍ‬
‫َ‬
‫ركب س ��يدنا نوح واملؤمنون الس ��فينة‪ ،‬وأركبوا معهم من كل احليوانات اثنني؛ ذكر ًا وأنثى‪ .‬وبعد ذلك أمر الله‬
‫�اء كثير‪ .‬ظل املاء يرتفع ويرتفع‪ ،‬حتى‬ ‫وتفجرت عيونٌ في األرض فخرج منها م � ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الس ��ماء أن ُتن ��زل مط ��ر ًا غزيراً‪،‬‬
‫ودمر كل شيء‪ .‬خاف الكفار وصعدوا إلى اجلبال‪ ،‬وكان لنوح ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ابن‬ ‫أصبح مخيف ًا‪ ،‬فدخل املنازل ّ‬
‫كافر‪ ،‬رآه يهرب مع الناس‪ ،‬فناداه نوح وقال له‪:‬‬
‫< اركب معنا يا ُبني‪.‬‬
‫‪ -‬فقال ابنه‪ :‬سآوي إلى جبل يحميني من املاء‪.‬‬
‫< قال الوالد احلنون‪ :‬ال شيء سيحميك اليوم من عقاب الله يا ُبني!‬
‫�تد الطوفان‪ ،‬وصار املاء أعلى من اجلبال‪ ،‬فغرق مع َمن غرقوا‪،‬‬ ‫لم يس ��تمع ابن س ��يدنا نوح لكالم والده‪ ،‬واش � ّ‬
‫ومات جميع الكفار في ذلك اليوم‪.‬‬
‫أم ��ر الل ��ه الس ��ماء أن توقف إنزال املطر‪ ،‬وأم ��ر األرض أن تبلع جميع املاء‪ ،‬فأطاعتا أمر الله‪ ،‬وكفّ ت الس ��ماء‬
‫وجفّ ت األرض‪ ،‬ووقفت السفينة على جبل‪.‬‬
‫نزل منها سيدنا نوح عليه السالم وجميع املؤمنني على األرض اخلالية من كل الكفار‪ ..‬وعاشوا سعداء مع‬
‫نبيهم هانئني بعبادة ربهم وطاعته‪.‬‬

‫هيا لنفوزَ مع نبينا نوح عليه السالم‬


‫ّ‬

‫غار م‬ ‫للص‬ ‫‪ l‬أيها الباحثون الصغار‪:‬‬


‫ة‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫في القرآن سورة كاملة تتحدث عن قصة سيدنا نوح مع قومه‪:‬‬
‫‪ .1‬ما اسم هذه السورة؟ وكم عدد آياتها؟‬
‫هل حتب(ين) الفوز بـ ‪$20‬‬ ‫‪ .2‬ف ��ي الس ��ورة ما يدل على ِب َّر س ��يدنا نوح بوالد ْي ��ه وح ِّبه لنا‪ ..‬من‬
‫شهري ًا؟ ثم للمرتبة الثانية‬ ‫أين نفهم ذلك؟‬
‫‪$15‬؟ ثم الثالثة ‪$10‬؟‬ ‫يرغب س ��يدنا نوح قومه بذكر املكاف ��آت التي مينحها الله‬ ‫‪ .3‬وفيه ��ا ِّ‬
‫للمستغفرين‪ ،‬ما هذه املكافآت؟‬
‫‪ l‬أس ��ماء الفائزين في مسابقة‬ ‫‪ l‬وأيها املفكرون الصغار‪:‬‬
‫العدد السابق (‪:)164‬‬ ‫اكتب ��وا أكب ��ر عدد من األس ��باب الت ��ي جتعلكم حتبون س ��يدنا نوحاً‬
‫املرتبة األولى‪:‬‬ ‫عليه السالم‪.‬‬
‫أحبابن ��ا‪ ..‬كون ��وا فائزي ��ن م ��ع األنبي ��اء‪ ..‬وإلى لقاء ف ��ي اجلنة مع‬
‫أنس محمد رمضان (‪.)$20‬‬
‫األنبياء عليهم السالم‪.‬أحبابنا‪ ...‬كونوا فائزين مع األنبياء‪..‬‬
‫املرتبة الثانية‪:‬‬ ‫شاركوا إذا كنتم بني السابعة والثانية عشرة‪ ،‬في حلّ األسئلة‪..‬‬
‫مالك محمود مرعي (‪.)$15‬‬ ‫وأصحاب اإلجابات املميزة ستعرض أسماؤهم في املجلة‪ .‬آخر مهلة‬
‫املرتبة الثالثة‪:‬‬ ‫لتس ��ليم اإلجاب ��ات ‪ 25‬م ��ن كل ش ��هر هجري‪ ،‬عب ��ر البري ��د اإللكتروني‪:‬‬
‫مرمي محمد برجاوي (‪.)$10‬‬ ‫‪ ،minbar@itihad.org‬أو التس ��ليم بالي ��د ألح ��د مندوبي املجلة في‬
‫املناطق‪.‬وإلى لقاء في اجلنة مع األنبياء بإذن الله تعالى‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪27‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫لمساتك‬
‫ِ‬ ‫زهرتنا الغالية‪:‬‬
‫ً‬
‫جنج ��دد اللق ��اء مع ��ك لنطرح أمام ��ك فنا آخر م ��ن فنون‬
‫األشغال اليدوية والتزيني بعنوان‪:‬‬

‫اللوحات الفنية‬
‫‪ l‬أدوات االستعمال‪:‬‬
‫‪ -‬فرد كبس‪.‬‬ ‫‪ -‬خشب مضغوط (سماكة ‪ 2‬سنتم) بشكل‬
‫‪ -‬قلم رصاص‪.‬‬ ‫مربع أو مستطيل‪.‬‬
‫‪ -‬خيوط ذهبية اللون‪.‬‬ ‫‪ -‬مسامير لون أسود رفيعة الشكل‪.‬‬
‫بض ْعف حجم اخلشب (خاص بالرسم)‪.‬‬
‫‪ -‬قماش مخمل ِ‬ ‫‪ -‬فرد شمع‪.‬‬
‫‪ -‬ورود صناعية‪.‬‬ ‫‪ -‬مازورة‪.‬‬
‫‪ِ -‬مطرقة صغيرة‪.‬‬ ‫‪ -‬ورقة بيضاء بضعف حجم قطعة اخلشب‪.‬‬
‫‪ l‬طريقة التزيني‪:‬‬
‫‪ .8‬أمـــس� �ــــكـــــي‬ ‫‪ .1‬ضع ��ي قماش ��ة املخم ��ل عل ��ى الطاول ��ة ‪ -‬الوجه‬
‫بط ��رف الـــخــــيـــط‬ ‫الناعم إلى أس ��فل‪ .‬ثم ضعي القطعة اخلشبية فوقها‪.‬‬
‫الذهب ��ي واربـــطـــيه‬ ‫أطوي بعد ذلك أطراف القماش على اخلشبة وثبتيها‬
‫بإح ��دى الزواي ��ا ثم‬ ‫خاصة على الزوايا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بواسطة فرد الكبس جيد ًا‬
‫مدي ��ه إل ��ى الزاوية‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬ث ّبتي قطعة أخرى من القماش بالطريقة نفسها‬
‫املقابل ��ة‪ ،‬ث ��م قوديه‬ ‫على اجلهة األخرى من قطعة اخلشب‪.‬‬
‫إلى املس ��مار الثاني‬ ‫‪ .3‬ضعي الورقة البيضاء على سطح قطعة اخلشب‪،‬‬
‫بـــجــــانـــ ��ب الــزاوية‬ ‫واطويها كما في السابق‪.‬‬
‫األول ��ى‪ ،‬ث ��م ِص ِلي ��ه‬ ‫‪ .4‬ارس ��مي خط� � ًا يبعد ‪ 2‬س ��نتم عن أط ��راف قطعة‬
‫باملس ��مار بـــجـــان ��ب‬ ‫اخلشب األربعة‪ ،‬نأخذ القياس ج ّيد ًا باملازورة‪.‬‬
‫الزاوية الثانية‪.‬‬ ‫‪ .5‬إذا كانت قطعة اخلش ��ب مربعة‪ :‬نقس ��م كل خط‬
‫‪ .9‬أكمل ��ي عل ��ى‬ ‫بقياس ‪ 1‬سنتم يشمل ذلك األطراف األربعة‪.‬‬
‫هذا املنوال مع بقية‬ ‫أما إذا كانت مس ��تطيلة الش ��كل‪ :‬فنقسم كل خطني‬
‫الزواي ��ا إل ��ى أن تنتهي اللوحة‪ ،‬فينتج عن ذلك أش ��كال‬ ‫خط ��ي الط ��ول‬ ‫متقابل�ي�ن بالقي ��اس نفس ��ه؛ فنقس ��م َّ‬
‫مختلفة تتنوع بحسب شكل القطعة اخلشبية‪.‬‬ ‫خطي العرض‬ ‫املتقابل�ي�ن بقياس ‪ 1.5‬س ��نتم‪ ،‬ونقس ��م َّ‬
‫‪ .10‬ابدئ ��ي بتثبيت الورود وس ��ط اللوحة بواس ��طة‬ ‫املتقابل�ي�ن بقياس ‪ 1‬س ��نتم‪ .‬وكل ذلك يتم باس ��تخدام‬
‫فرد الشمع بحسب الشكل الذي ترغبينه‪.‬‬ ‫املازورة بدقّ ة‪.‬‬
‫آيات معينة باأللوان التي‬
‫‪ .11‬وبإمكان ��ك أن تكتبي ٍ‬ ‫‪ .6‬بعد إنهائك الترسيمات‪ ،‬ابدئي بتثبيت املسامير‬
‫عندئذ‪ ،‬عليك َط ْبعها بواسطة الكربون‬
‫ٍ‬ ‫تناسب اللوحة‪.‬‬ ‫جميعه ��ا عل ��ى كل ‪ 1‬س ��م أو ‪ 1,5‬س ��م بواس ��طة املِطرقة‬
‫قبل تلوينها‪.‬‬ ‫(اطرق ��ي كل مس ��مار حت ��ى يدخ ��ل نص ��ف طول ��ه ف ��ي‬
‫وهكذا تكون اللوحة الفنية قد انتهت‪l‬‬ ‫اخلشبة)‪.‬‬
‫‪ .7‬انزع ��ي بع ��د ذل ��ك الورق ��ة البيض ��اء م ��ن عل ��ى‬
‫اللوحة‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪28‬‬
‫بستان التعارف والتحابب‬

‫سالي محمد‬
‫تالني ماهر‬
‫بدر‬
‫بيضون‬

‫عمرها‪ 8 :‬سنوات‪.‬‬
‫في مدرسة «اللبنانية العاملية ‪. »LIS -‬‬ ‫عمرها‪ 3 :‬سنوات‪.‬‬
‫في الصف الثالث األساسي‪.‬‬ ‫في مدرسة «األهلية»‪.‬‬
‫هواياتها‪ :‬اإللقاء‪.‬‬ ‫في الصف احلضانة‪.‬‬
‫هواياتها‪ :‬التلوين وقراءة القصص املص ّورة‪.‬‬

‫خالد محمد‬
‫بيضون‬ ‫جنان داود‬
‫سعيد‬

‫عمره‪ 4 :‬سنوات‪.‬‬
‫في مدرسة «اإلميان»‪.‬‬
‫في صف الروضة الثانية‪.‬‬ ‫عمرها‪ 12 :‬سنة‪.‬‬
‫هواياته‪ :‬الرسم والسباحة‪.‬‬ ‫في صف اخلامس األساسي‪.‬‬
‫هوايتها‪ :‬حفظ القرآن الكرمي‪ ،‬الرسم‪،‬‬
‫وسماع األناشيد‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪29‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫إعداد‪ :‬نازك فرشوخ‬

‫هاتف املعلومات‬

‫‪َ .1‬من هو النبي الذي ألقاه قومه في النار؟ (‪)8773523‬‬


‫‪ .2‬ما معنى اسم األرقم؟ (‪)88883‬‬
‫‪ .3‬ما اسم زوجة فرعون؟ (‪)3743‬‬
‫‪ .4‬مباذا تسمى مدة ‪ 20‬عام ًا؟ (‪)876‬‬
‫‪ .5‬ما اسم ناقة النبي [؟ (‪)174883‬‬

‫ابتسامات‬

‫آيس كرمي‬
‫‪َ -‬ف ِرحت األم لطيبة قلب طفلها وأعطته النقود‪،‬‬ ‫‪ l‬ذه ��ب أح ��د األطفال‬
‫ثم سألته‪ :‬وملاذا يصيح هذا الرجل يا ولدي؟‪...‬‬ ‫إل ��ى أم ��ه وق ��ال له ��ا‪ :‬مام ��ا‬
‫‪ l‬ق ��ال الطف ��ل‪ :‬إن ��ه يصي ��ح‪ :‬آي ��س ك ��رمي‪ ...‬آي ��س‬ ‫أعطين ��ي نق ��ود ًا حت ��ى أعط َيه ��ا‬
‫كرمي!!‬ ‫لرجل مسكني يصيح في الشارع‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫فوارق‬
‫هناك سبعة فوارق بني الصورتني‪ :‬حاولوا إيجادها‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪30‬‬
‫هل تعلم؟‬
‫�وي بدرج ��ة كافي ��ة إلذابة‬
‫‪ l‬أن احلام ��ض باملع ��دة ق � ّ‬ ‫‪ l‬أن األصبع الكبير يحتوى على عظمتني في حني‬
‫شفرة حالقة؟‬ ‫حتتوي بقية األصابع على ثالث عظمات؟‬
‫�وان ليصل من‬ ‫‪ l‬أن الطع ��ام يس ��تغرق نحو س ��بع ث � ٍ‬ ‫عرقية؟‬
‫‪ l‬أن القدمني حتتويان على ‪ 250‬ألف غدة ْ‬
‫الفم إلى املعدة؟‬

‫متاهة‬
‫ساعدوا احلية للوصول إلى الكنز‪.‬‬

‫حزورة‬
‫‪ .1‬تفاح ��ة رآه ��ا اثن ��ان‪،‬‬
‫وقطفه ��ا خمس ��ة‪ ،‬وأكله ��ا‬
‫‪ ،32‬كيف؟‬
‫‪ .2‬حام ��ل ومحم ��ول‪،‬‬
‫ناشف ومبلول‪ ،‬ما هو؟‬

‫احللول‪:‬‬

‫‪ .5‬القصواء‪.‬‬
‫‪ .4‬جيل‪.‬‬ ‫‪ .2‬السفينة‪.‬‬
‫‪ .3‬آسيا‪.‬‬ ‫والذين أكلوها ‪ 32‬س ّن ًا‪.‬‬
‫‪ .2‬القلم‪.‬‬ ‫والذين قطفوها‪ :‬أصابع اليد اخلمس ��ة‪،‬‬
‫‪ .1‬سيدنا إبراهيم عليه السالم‪.‬‬ ‫‪ .1‬ال ّل ��ذان رآه ��ا اثن ��ان هم ��ا‪ :‬العين ��ان‪،‬‬
‫‪ l‬حل هاتف املعلومات‪:‬‬ ‫حل احلزورة‪:‬‬ ‫‪ l‬حل الفوارق‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫فتاة الثورة!‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬نهى قاطرجي‬

‫مل تكن أس ��ماء تفكر في يوم من األيام أنها ميكن أن‬


‫تك ��ون وراء ثورة ش ��عبية تهز العالم وتغي ��ر النظام الذي‬
‫تق��ول �أ�س��ماء‪ :‬مل �أمتك��ن م��ن الب��كاء �إال �آخر‬ ‫اس ��تبد بالناس طوال ثالثني سنة‪ .‬كل ما كانت تفكر به‬
‫اليوم بعد كل الذي ح�ص��ل وبعد ال�ضرب والإهانة‪،‬‬ ‫في ذلك اليوم هو حث الناس على املش ��اركة في تظاهرة‬
‫ال�ضعف‪ ،‬وبنات‬ ‫لأن البكاء وقت ال�ضرب كان معناه َّ‬ ‫صغي ��رة كالتي نظمت ف ��ي ‪ 6‬إبريل عام ‪ ،2008‬ورغم أنها‬
‫أنهن �أكرث رجولة من �أزالم النظام‬ ‫م�صر �أثبنت � ّ‬ ‫انتهت كالعادة بسيطرة الشرطة واقتياد املجموعة التي‬
‫قام ��ت بها إلى غياهب الس ��جون‪ ،‬إال أنه ��ا كانت منوذج ًا‬
‫ِآبه بالضغوط ��ات والتهديدات واملضايقات األمنية التي‬ ‫من من ��اذج التعبير عن الرفض للذل والهوان الذي كان‬
‫تعرض لها هو وعائلته إثر القبض عليها في مظاهرات‬ ‫ميارس ضد ‪ 80‬مليون إنسان خالل عقود من الزمن‪.‬‬
‫‪ 6‬إبري ��ل‪ .‬وعندما ب ��دأت نتائج ثورة ‪ 25‬يناي ��ر بالظهور‪،‬‬ ‫كان تاري ��خ الس ��ادس م ��ن إبري ��ل تاريخ� � ًا ممي ��ز ًا في‬
‫ودخل اس ��م "أسماء محفوظ " ابنة السادسة والعشرين‬ ‫حي ��اة أس ��ماء‪ ،‬إذ م ��ن بع ��ده حتول ��ت حياته ��ا بالكام ��ل‪،‬‬
‫ربيع� � ًا التاري ��خ‪ ،‬ق ��ال له ��ا والداه ��ا ب ��كل اعت ��زاز‪ " :‬نحن‬ ‫وتغي ��رت اهتماماته ��ا م ��ن طالب ��ة جامعي ��ة عادي ��ة إلى‬
‫فخورون بك"‪.‬‬ ‫مناضلة سياسية فاعلة على األرض‪ ،‬ومتكنت بعد ذلك‪،‬‬
‫تق ��ول أس ��ماء عن يوم الس ��ادس من إبري ��ل بأنه كان‬ ‫مبش ��اركة زميالتها وزمالئها من تغيير النظرة الس ��ائدة‬
‫الي ��وم الوحي ��د ال ��ذي توقف ��ت فيه ع ��ن الب ��كاء‪ ،‬وذكرت‬ ‫حول الشباب املصري املغ َّيب عن الساحة السياسية‪ ،‬إما‬
‫الس ��بب قائل ��ة‪" :‬لم أمتكن من الب ��كاء إال آخر اليوم بعد‬ ‫غرق ًا في مش ��اكل الفقر واحلاجة‪ ،‬أو انغماس� � ًا في حياة‬
‫كل ال ��ذي حصل وبعد الضرب واإلهانة‪ ،‬ألن البكاء وقت‬ ‫الترف‪.‬‬
‫أنهن أكثر‬
‫الضعف‪ ،‬وبنات مصر أثبنت ّ‬ ‫الضرب كان معناه َّ‬ ‫م ��ا ورد ال يعن ��ي ب ��أنّ أس ��ماء كانت بعي ��دة عن اجلو‬
‫رجولة من أزالم النظام‪ ،‬ذلك النظام الذي سرق حلمنا‪،‬‬ ‫الصغ ��ر على‬‫السياس ��ي بش ��كل ع ��ام‪ ،‬فق ��د ترب ��ت من ��ذ ِّ‬
‫والبلطجي ��ة الذين خطف ��وا ش ��بابنا‪ ،‬واللصوص الذين‬ ‫احل ��وار واالنفت ��اح والعل ��م‪ ،‬وكان والده ��ا يناقش ��ها ف ��ي‬
‫س ��رقوا "موبيالتن ��ا" وفلوس ��نا‪ ،‬وكل ه ��ذا ألنن ��ا نطال ��ب‬ ‫األخبار الت ��ي تكتب في الصحف ويتحاور معها حولها‪،‬‬
‫بحقوقنا"‪.‬‬ ‫وق ��د ترك لها احلري ��ة في اختيار الرأي الذي يتناس ��ب‬
‫ج ��اء قرار أس ��ماء ورفاقه ��ا "وائل" و"إس ��راء" و"ن ّوارة"‬ ‫م ��ع قناعاته ��ا‪ ،‬وإن كان بش ��كل عام غير مؤيد لنش ��اطها‬
‫وغيره ��م بدعوة الناس إلى التظاهر إث ��ر أحداث تونُس‬ ‫السياس ��ي‪ ،‬لي ��س لعدم ثقت ��ه بها‪ ،‬بل خلوف ��ه عليها من‬
‫األ ِذي ��ة التي ميكن أن تتع ��رض لها‪ ،‬وكان يقول لها "أنت‬ ‫َ‬
‫الت ��ي جن ��ح فيه ��ا الش ��عب ف ��ي إس ��قاط نظ ��ام طاغي ��ة‬
‫بث األمل في‬ ‫متسلط نهب شعبه وسرق ثرواته‪ ...‬األمر ّ‬ ‫بنت ومش ِو ِّش َبه َدلة"‪ .‬ورغم موقفه املستمد من سنوات‬
‫القه ��ر واله ��وان‪ ،‬لم مينع ابنته من القي ��ام بدورها‪ ،‬غير‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪32‬‬
‫النصر قد آنت‪...‬‬
‫إن هذه القراءة لم تكن أسماء الوحيدة التي قرأتها؛‬
‫فقد استوعبتها أيض ًا رموز النظام وأبواقه‪ ،‬لذلك قاموا‬
‫بااللتف ��اف على أس ��ماء ورفاقها‪ ،‬فقبض ��وا على البعض‬
‫منهم وبطش ��وا باآلخرين‪ ،‬فقتلوا َمن قتلوا وجرحوا َمن‬
‫جرح ��وا من املتظاهرين‪ ،‬إال أنهم لم يقدروا أن يكس ��روا‬
‫عزمية هؤالء الناس املتمس ��كني بالفرصة األخيرة‪ .‬وكان‬
‫من بني األبواق املستخدمة‪ :‬اإلعالم الرسمي الذي سعى‬
‫إلى استضافة أسماء في أحد برامجه في محاولة لثنيها‬
‫ه ��ي ورفاقه ��ا عن املض ��ي في املس ��يرة املليوني ��ة‪ ،‬محاو ًال‬
‫التقلي ��ل م ��ن ش ��أنها وإظهاره ��ا بالفتاة الس ��اذجة التي‬
‫قامت ورفاقها بلعبة صبيانية لم حتسب عواقبها‪ ،‬لذلك‬ ‫نف ��س أس ��ماء التي ق ��ررت ورفاقها الدعوة إل ��ى التظاهر‬
‫كان التركي ��ز ف ��ي األس ��ئلة املوجه ��ة إليها عل ��ى أمور قد‬ ‫ف ��ي ‪ 25‬يناير‪ ،‬وقد ب ��دأت دعوتها بتوزي ��ع أوراق الدعوات‬
‫ته ��م كل فت ��اة في الظروف العادية‪ ،‬من نوع‪ :‬هل تعرضت‬ ‫ف ��ي األوس ��اط واألحياء الش ��عبية‪ ،‬ولكنه ��ا الحظت بأن‬
‫للتحرش اجلنس ��ي؟ أو ملاذا ل ��م تتزوجي بعد؟ وغاب عن‬ ‫دي نفع� � ًا ولن يحقق األمل املنش ��ود‪،‬‬
‫ه ��ذا األمر ل ��ن ُي ْج َ‬
‫ب ��ال احملاوري ��ن أن «أس ��ماء» و«إس ��راء» و«ن� � ّوارة» وغيرهن‬ ‫لذل ��ك س ��جلت بالص ��وت والص ��ورة خطاب ًا عل ��ى كاميرا‬
‫من فتيات مصر قد أثبنت لرائدات احلركة الن ِّْس ��وية في‬ ‫فيديو نش ��رته على موقع اليوتيوب دعت فيه الناس إلى‬
‫مصر اللواتي يس َعينْ إليجاد دور سياسي للمرأة املصرية‬ ‫التظاه ��ر ي ��وم اجلمعة‪ ،‬وقال ��ت بأنها س ��تقوم بالتظاهر‬
‫عبر نظام الكوتا واملش ��اركة السياس ��ية وما إلى ذلك من‬ ‫ولو وحدها وأنها س ��تنزل يوم ‪ 25‬باعتبارها فتاة مصرية‬
‫ش ��عارات غربية‪ ،‬أن املش ��اركة السياس ��ية الفعلي ��ة تتمثّل‬ ‫تدافع ع ��ن كرامتها وحقوقها‪ ...‬وقد اس ��تغربت من هذا‬
‫ف ��ي النضال والكف ��اح وفي حم ��ل هموم ال ّن ��اس واملناداة‬ ‫ال َكم الهائل من املؤيدين لها‪ ،‬حتى أنها قامت بتس ��جيل‬
‫بحقوقه ��م‪ ،‬وحمل الش ��عارات واملصطلح ��ات النابعة من‬ ‫‪ 4‬فيديوهات قبل موعد االحتجاج‪...‬‬
‫ثقاف ��ة الناس وحضارتهم‪ ،‬ال من أجن ��دات عاملية هدفها‬
‫في اليوم املوعود‪ ،‬وبعد صالة اجلمعة مباشرة‪ ،‬مشت‬
‫بالدرجة األولى الس ��يطرة على كل مرافق وثروات الدول‬
‫أسماء ورفاقها في أحد شوارع القاهرة‪ ،‬كانوا في البداية‬
‫النامية‪.‬‬
‫ينضمون إليهم من كل حدب‬ ‫ّ‬ ‫ِقلّة‪ ،‬ولكن فجأة بدأ الناس‬
‫في ذلك الوقت‪ ،‬كان اخلوف على أسماء وأمثالها من‬ ‫وص ��وب‪ ،‬يلتحمون معهم مكملني طريقهم بكل ثقة إلى‬
‫الش ��باب الناب ��ض الذي نزل إلى الس ��احة ف ��ي ‪ 25‬كانون‬ ‫ميدان التحرير‪ ،‬وكانت أس ��ماء وهي تس ��ير بني احلش ��ود‬
‫الثان ��ي‪ ،‬ليس م ��ن النظام الس ��ابق ال ��ذي آذن بالرحيل‪،‬‬ ‫تش ��عر بالس ��عادة والفخر وخاصة عندم ��ا كانت تصادف‬
‫ولكن من الغدر الداخلي ومحاوالت ش ��ق الصفوف التي‬ ‫أناس ًا يتعرفون إليها ويقولون لها‪" :‬أنت بتاعة الفيديو؟‬
‫بح ْس ��ن نية‬
‫ق ��د تقوم بها جهات مأجورة أو غير مأجورة‪ُ ،‬‬ ‫إحنا نزلنا الشارع علشانك وتأثرنا بكالمك في الفيديو‬
‫أحيان� � ًا وبغيره ��ا أحيان ًا أخرى‪ ،‬من أج ��ل االلتفاف على‬ ‫ج ��داً"‪ ...‬لم تكن أس ��ماء تتوقع هذا الدع ��م‪ ،‬وخاصة أن‬
‫مطالب هؤالء الش ��باب الذين فعلوا ما لم يفعل آباؤهم‬ ‫التجارب الس ��ابقة لم تكن مش � ِّ�جعه‪ ،‬ولكنه ��ا كانت تعلم‬
‫م ��ن قبل‪ ،‬والقيام ببعض اإلصالحات الوهمية مع تغيير‬ ‫ب ��أن ه ��ذه امل ��رة تختل ��ف ع ��ن س ��ابقاتها؛ فما ح ��دث مع‬
‫في الوجوه واألسماء فقط‪ ...‬وإذا حدث ووقع هذا األمر‬ ‫الش ��عب التونس ��ي قد كس ��ر حاجز اخلوف لدى الشعب‬
‫فعلى الشعب املصري أن ينتظر ثالثني سنة قادمة حتى‬ ‫العربي‪ ،‬وبث األمل بأن كل ش ��يء ممكن مع وجود اإلرادة‬
‫ينش ��أ جي ��ل جديد كجيل أس ��ماء يتجرأ أن يع ��ود مليدان‬ ‫والتصمي ��م والوح ��دة‪ ،‬لذل ��ك كانت تطم ��ح ورفاقها بأن‬
‫التحري ��ر من جدي ��د ليعلن بصوت واحد "الش ��عب يريد‬ ‫يتجاوز عدد املتظاهرين العش ��رة آالف‪ ،‬ولكن أن يتجاوز‬
‫إسقاط النظام"‪l‬‬ ‫ثمة أمر قد تغ ّير‪ ،‬وأن ساعة‬ ‫العدد املاليني‪ ،‬فهذا يعني أنّ ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫البيئة والنا�س‬

‫تل ُّوث الهواء واالحتبا�س احلراري‬


‫إعداد‪ :‬األستاذ جهاد قرقوتي‬
‫خبير في البيئة‬
‫املاء الذي تتش ��كل منه الغيوم ومتنع حرارة الش ��مس‬ ‫إن التغ ّي ��ر املناخ ��ي احلاصل منذ فت ��رة‪ ،‬وكثرة‬ ‫� ّ‬
‫م ��ن اخل ��روج إل ��ى الفضاء اخلارج ��ي بع ��د ارتطامها‬ ‫الزالزل وش ��دتها‪ ،‬واالنحس ��ار اجللي ��دي‪ ،‬واالنهيارات‬
‫باألرض‪.‬‬ ‫اجلليدي ��ة ف ��ي القط ��ب ش ��ما ًال وجنوب� � ًا‪ ،‬وكث ��رة‬
‫إن نصف أش ��عة الشمس ال يدخل األرض عادةً؛ إذ‬ ‫الفياضان ��ات واجلف ��اف‪ ،‬كله ��ا تؤك ��د عل ��ى خط ��ورة‬
‫أنه ��ا تنعكس في الفض ��اء وترتد قبل دخولها الغالف‬ ‫الوضع البيئي في زماننا‪.‬‬
‫أما النص ��ف اآلخر فيدخل‬ ‫اجل ��وي (ستراتوس ��فير)‪ّ ،‬‬ ‫وإن ق ��درة الل ��ه ع ّز وج ��لّ جتلت في جعل ��ه تعالى‬
‫األرض ويس � ِّ�خنها ويس � ِّ�خن املي ��اه‪ ،‬وينعك ��س قس ��م‬ ‫هذا الكون متوازن ًا حتى نستطيع العيش واالستمرار‬
‫من ��ه مح ��او ًال اخل ��روج فيصط ��دم بالغ ��ازات احمليطة‬ ‫على هذه األرض واستعمارها بالعمل الطيب والكلمة‬
‫بالغالف اجلوي التي ال تس ��مح لهذه األشعة بالنفاذ‬ ‫الطيبة‪ .‬فنرى االعتدال في كل شيء في الطبيعة‪ ،‬ال‬
‫إل ��ى اخل ��ارج‪ ،‬ول ��وال ذل ��ك النخفض ��ت حرارة س ��طح‬ ‫طغيان لشيء على آخر‪ ،‬وهذا من رحمة الله وفضله؛‬
‫األرض لدرج ��ة التجم ��د‪ ،‬ولكانت احلياة على األرض‬ ‫وم ��ا ن ��راه من اختالل ف ��ي التوازن إمنا ه ��و مبا جنته‬
‫مستحيلة‪ .‬فاالحتباس احلراري‪ ،‬إذاً‪ ،‬ضرورة حياتية‪،‬‬ ‫أيدينا‪.‬‬
‫ولكن إن زاد عن حده فهنا الكارثة!‬
‫م ��اذا نعني علمي ًا باالحتب ��اس احلراري؟ وما هي‬
‫وجدي ��ر بالذك ��ر أن إحصائ ��ات دولي ��ة ُتظه ��ر أنّ‬ ‫أسبابه ونتائجه؟‬
‫مس ��توى البح ��ار واحمليط ��ات قد ارتفع خ�ل�ال القرن‬
‫ه ��و حب ��س احل ��رارة ف ��ي املنطق ��ة م ��ا بني س ��طح‬
‫املاضي مبعدل ‪ 20-10‬س ��نتم‪ ،‬وأن اجلليد في القطب‬
‫األرض والغالف اجل ��وي احمليط باألرض‪ ،‬وإن حبس‬
‫الش ��مالي ق ��د انخف ��ض منس ��وبه بنس ��بة ‪ %10‬خالل‬
‫جزء من حرارة الش ��مس ف ��ي هذه املنطقة هو ضرورة‬
‫النص ��ف األخير من القرن املاض ��ي‪ ،‬وأن ارتفاع حرارة‬
‫للتوازن احلراري واملناخي وضرورة لإلنسان واحليوان‬
‫األرض بنسبة درجة واحدة خالل هذه الفترة قد أدى‬
‫والتنوع النباتي والبيولوجي‪ ،‬أما ارتفاع هذه النس ��بة‬
‫إل ��ى زيادة التبخر وبالتالي زيادة كمية األمطار بنحو‬
‫فهي ضارة وال تؤول إلى خير‪.‬‬
‫‪ %1‬وذلك خالل العقد األخير من القرن العشرين‪.‬‬
‫أما أس ��بابه فهي كثيرة‪ :‬كث ��رة الغازات في الغالف‬
‫ويش ��ير التقرير إلى أنه إذا اس ��تمرت هذه الزيادة‬
‫اجلوي احمليط باألرض الذي يسمى بالستراتوسفير‬
‫فإن مس ��توى البحار واحمليطات سيرتفع خالل املائة‬
‫وخاصة غاز ثاني أكس ��يد الكربون الناجت عن عمليات‬
‫ع ��ام القادم ��ة إل ��ى نح ��و ‪ 88‬س ��نتم‪ ،‬وس ��يؤدي لغ ��رق‬
‫متديده كاحتراق املواد العضوية من اآلليات واملصانع‬
‫العدي ��د من اجل ��زر واملناط ��ق الس ��احلية‪ ،‬خاصة في‬
‫ونظام الكلوروفيل النباتي في الليل‪ ،‬وغاز امليتان‬
‫محي ��ط الهن ��د وبنغ�ل�ادش وفيتن ��ام واملالدي ��ف‪ ،‬م ��ع‬
‫الناجت ع ��ن حتلل املواد العضوي ��ة والنفايات‬
‫احتم ��ال حص ��ول فيضانات عديدة‪ .‬ونع ��ود بعد ذلك‬
‫ومصاف ��ي النفط‪ ،‬وال ننس ��ى أيض ًا بخار‬
‫إلى املشهد القدمي؛ فبعد احلرارة العالية في الغالف‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪34‬‬
‫أم ��ا عل ��ى الصعيد‬ ‫اجل ��وي وكثرة التبخر‪ ،‬وبعد عدم متكن أش ��عة الش ��مس‬
‫الف ��ردي فعل ��ى كل من ��ا‬ ‫م ��ن الدخ ��ول إل ��ى األرض‪ ،‬فإن األرض تدخ ��ل في حالة‬
‫تخفيف استهالك الطاقة‪ ،‬مث ًال‪:‬‬ ‫تغير املناخ عكس ��ي ًا مما يؤدي إلى احتمال حدوث عصر‬
‫تخفيف استخدام السيارات‪ ،‬واستعمال‬ ‫جليدي جديد كما حصل في التاريخ القدمي‪.‬‬
‫الطاق ��ة النظيف ��ة م ��ن ش ��مس وه ��واء ق ��در‬ ‫إن التغير في حرارة األرض يؤدي إلى هجرة إنسانية‬
‫اإلمكان‪ ،‬والتقلي ��ل من النفايات العضوية خاصة‪،‬‬ ‫وحيواني ��ة ملناط ��ق أخ ��رى أكث ��ر مالءمة‪ ،‬وإل ��ى تغير في‬
‫والضغط باس ��تعمال الغاز في معامل الكهرباء‪ ،‬وإنشاء‬ ‫البساط النباتي واختفاء أصناف وظهور أصناف أخرى‬
‫سدود حلفظ املاء واستخدامه كطاقة نظيفة في توليد‬ ‫تتماش ��ى م ��ع التغير احل ��راري‪ .‬وأم ��ا احل ��ل‪ ،‬فاملجتمع‬
‫الكهرب ��اء واالس ��تغناء نهائي� � ًا ع ��ن زي ��ت النف ��ط املل ِّوث‬ ‫الدول ��ي َمعن � ّ�ي ب ��ه خاص ��ة دول ��ه الصناعي ��ة ‪ -‬امل ِّل ��وث‬
‫الكبير للهواء‪.‬‬ ‫األس ��اس لله ��وا‪ -‬فنأخذ مث ًال‪ :‬إنت ��اج العالم من النفط‬
‫إن التحدي كبير‪ ،‬والوضع يتفلت سريع ًا؛ ألن اجلشع‬ ‫يبل ��غ حوالي ‪ 90‬ملي ��ون برميل يومي� � ًا‪ ،‬وإن دولة واحدة‬
‫الفردي واألممي يأخذنا سريع ًا نحو وضع ال رجوع عنه‬ ‫تستهلك حوالي الثلث أي ‪ 30‬مليون برميل نفط يومي ًا‬
‫حت ��ى لو أردنا ذلك‪ ،‬وأوصي الن ��اس لبنان باالبتعاد عن‬ ‫وه ��ي الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬املس ��ؤولة عن التلوث‬
‫الس ��كن قرب معامل الترابة في منطقتي ش ��كا واإلقليم‬ ‫الكبير في العالم‪ ،‬يتبعها اليابان والصني وأوروبا‪ ...‬وإن‬
‫لبن ��ان‪ ،‬ألنه يؤدي ألمراض س ��رطانية وربو وحساس ��ية‪،‬‬ ‫ال ��دول الصناعية تس ��تهلك ما ي ��وازي ‪ %80‬من الطاقة‪،‬‬
‫واالبتع ��اد عن مناطق دف ��ن النفايات ملا حتويه من مواد‬ ‫مما يؤدي إلى تل ّوث الهواء بالنس ��بة نفس ��ها ويؤثر على‬
‫سامة‪ ،‬ومياه وهواء ملوثني‪l‬‬‫ّ‬ ‫الدول األخرى‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫كيف ي�ستفيد الداعية‬
‫من تقنية الإنرتنت؟!‬
‫أون الين‬
‫وه ��ذا بالضب ��ط م ��ا فعله مصطف ��ى كمال أتات ��ورك في‬
‫هههههه‬
‫عشرينيات القرن املاضي‪ ،‬حني ألبس األتراك الطربوش‬
‫الغربي‪ ،‬وغ ّير حروف العربية إلى احلروف الالتينية!‬ ‫بقلم‪ :‬توفيق أبو شومر‬

‫إذن فإن فيضان نهر العوملة‪ ،‬الذي اكتس ��ح كل شوارع‬ ‫ل ��و حــاولن ��ا معرفة‬
‫العال ��م وطرق ��ه‪ ،‬ق ��د ازداد منس ��و ُبهُ ارتفاع� � ًا فوصل إلى‬ ‫أكـــــــث ��ر ح ��روف اللغ ��ة‬
‫وحلوقنا‪ ،‬فح َلّل قوالب لغتنا العربية‬ ‫ألس ��نتنا وأفواهنا ُ‬ ‫الـــعـــربــي ��ة اس ��تخدام ًا‬
‫وأذابها لتصير س ��ائ ًال مائع ًا مننت الرائحة س ��يئ املذاق‪.‬‬ ‫ف ��ي ش� �بـكــة اإلنترن ��ت‪،‬‬
‫ومب ��رور الوقت‪ ،‬لن يبقى على ألس ��نة أطفالنا من لغتنا‬ ‫فـــإنــــــن ��ا س� �ـنـــجــــد أن‬
‫العربي ��ة س ��وى رقائق لغوي ��ة بطعم «الشبس ��ي» فقط ال‬ ‫الـــفائز األول هو حرف‬
‫غير!!‬ ‫«الـــهـــاء»! فـــه ��و ح ��رف‬
‫الـــقـــهقه ��ة والضح ��ك‬
‫وحفظ ًا ملا بقي لنا من وفاء جليناتنا ال ُّلغوية‪ ،‬فإنني‬ ‫عل ��ى صفح ��ات املواقع‬
‫أش ��يد أو ًال مبواقع صحفية كثي ��رة ما تزال تلتزم باللغة‬ ‫والـــدردش ��ات وشاش ��ات‬
‫وأطالب في الوقت نفسه‬ ‫ُ‬ ‫العربية الصحيحة الس ��ليمة‪،‬‬ ‫الكمبيوتر! ويقابل هذا‬
‫جتم � ٍ�ع صحفي حلف ��ظ تراثنا ولغتن ��ا‪ُ ،‬يصدر‬‫بتش ��كيل ُّ‬ ‫احلرف ح ��رف آخر في‬
‫�رف صحف ��ي ُيل ��زم املواق ��ع بعدم نش ��ر كل ما‬
‫ميث ��اق ش � ٍ‬ ‫اللغة اإلجنليزية وهو حرف ‪!H‬‬
‫ُيس ��يء إلى ه ��ذه اللغة أو ُيحقِّ ره ��ا‪ ،‬بحيث ُّ‬
‫ينص امليثاق‬
‫عل ��ى منع التعليقات باللغة احملكي ��ة الدارجة وبألفاظ‬ ‫أن ��ا ال أدعو لتغيير مدلوالت احلرف�ي�ن‪ ،‬ولكنني أرى‬
‫الشوارع‪.‬‬ ‫الظاه ��رة م ��ن وجهة نظر أخرى‪ ،‬وه ��ي أن ما يجري من‬
‫أحاديث عبر ش ��بكة اإلنترنت هو دعوة جديدة لإلطاحة‬
‫‪ ...‬لها حل‬ ‫باللغ ��ة العربي ��ة الفصح ��ى‪ ،‬واس ��تبدال لغ ��ة احلدي ��ث‬
‫الدارج بها!‬
‫‪ l‬االتص ��ال عندي «داي ��ل أب» (‪ )Dail up‬والتصفح‬ ‫واألخط ��ر من كل ذلك ما يفعله أبناء اللغة العربية‬
‫بطيء جداً‪ ،‬هل هناك طريقة لتسريعه دون برامج؟‬ ‫بأمهم املس ��كينة‪ ،‬حني ميس ��خونها وميس ��خون حروفها‬
‫فيكتبونه ��ا بح ��روف التيني ��ة مث ��ل‪Allah Yonsor :‬‬
‫‪ -‬هن ��اك طريق ��ة لتس ��ريعه وجعل الس ��رعة أش ��به بـ‬ ‫‪ ،Deenak ya Abu khalil‬حت ��ى ص ��ار مألوف� � ًا ف ��ي‬
‫‪ ،DSL‬وهي اآلتي‪:‬‬ ‫ش ��بكة اإلنترنت أن نق ��رأ لغتنا العربي ��ة بهذه احلروف‪،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪36‬‬
‫مسبق ًا‪ .‬وميكن ملستخدمه أرشفة األخبار اجلديدة التي‬ ‫‪ -1‬اذه ��ب في أعل ��ى املتصفح إلى‬
‫يبحث عنها في املواضيع املختلفة وحذف بعض األخبار‬ ‫زر أدوات‪ ،‬ث ��م اضغ ��ط عل ��ى (خي ��ارات‬
‫املؤرشفة التي قد تكون غير مهمة بالنسبة له‪.‬‬ ‫اإلنترنت)‪.‬‬

‫نتيكيت‬ ‫‪ -2‬اخت ��ر التبوي ��ب األخي ��ر‬


‫املوجود في القائمة العلوية‪.‬‬
‫آداب استخدام املاسنجر‬ ‫باملؤش ��ر إلى أن جتد‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬انزل‬
‫انتش ��ر اس ��تخدام املاس ��نجر على نطاق واسع‪ ،‬وهذة‬ ‫خي ��ار (‪« )Box‬إظه ��ار الص ��ور‬
‫التقنية لها آداب ينبغي أن نكون على دراية بها‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫أثناء التصفح»‪.‬‬
‫‪ l‬اإلضاف ��ة‪ :‬عندم ��ا تري ��د أن تضي ��ف ش ��خص ًا م ��ا‬ ‫‪ -4‬ضع عالمة «صح» واضغط على موافق‪.‬‬
‫ب ��إذن الل ��ه تعال ��ى‪ ،‬فعن ��د تصفحك ستش ��هد التغير إل ��ى قائم ��ة أصدقائ ��ك؛ فإن عليك أن ترس ��ل له رس ��الة‬
‫الكبي ��ر ف ��ي الس ��رعة مقارن ��ة بالس ��ابق‪ .‬وإذا رغب ��ت ف ��ي الستئذانه‪.‬‬
‫‪ l‬التحي ��ة‪ :‬إن م ��ن اآلداب أن تبدأ َمن حتدثه بتحية‬ ‫مشاهدة أي صورة اضغط الزر األمين للفأرة ثم (إظهار‬
‫اإلس�ل�ام‪ ..‬وإن كنت صديق ًا لم حتدث ��ه منذ فترة فال بد‬ ‫الصورة)‪.‬‬
‫أيض ًا من السؤال عن حاله‪.‬‬
‫آخر األخبار‬
‫تضي ��ع وق ��ت محدث ��ك‪ :‬ال نعن ��ي أن تكون جميع‬ ‫ِّ‬ ‫‪ l‬ال‬
‫احملادث ��ات جدي ��ة؛ فهذا ش ��اق على النف ��س‪ ..‬إمنا نعني‬
‫به ��ذا أن ال تك ��ون عادة اس ��تخدام ه ��ذا البرنام ��ج ملجرد‬ ‫طالبة بحرينية تبتكر‬
‫إضاع ��ة الوقت‪ ،‬فرمب ��ا يكون محدثك مم ��ن يخجل من‬ ‫برنامج ًا للبحث التلقائي‬
‫التصريح بأنه مشغول‪.‬‬
‫مبتك ��رة البرنامج‬
‫نقل ��ت وكال ��ة أنب ��اء البحرين ع ��ن ِ‬
‫‪ l‬احت ��رم رغب ��ة الطرف اآلخر‪ :‬كثي ��ر ًا ما جتد بعض‬ ‫خديج ��ة عطي ��ة احملس ��ن‪ ،‬وه ��ي طالب ��ة بكلي ��ة تقني ��ة‬
‫املعلوم ��ات بجامع ��ة البحرين‪ ،‬قولها‪« :‬إن ه ��ذا البرنامج املس ��تخدمني ق ��د وضع ��وا عالم ��ة «مش ��غول» أو «بعيداً»؛‬
‫ميك ��ن اس ��تخدامه ف ��ي جمي ��ع املؤسس ��ات احلكومي ��ة فاحترم رغبته تلك؛ فالله س ��بحانه وتعالى يقول‪{ :‬وإن‬
‫اطالع قيل لكم ارجعوا فارجعوا}‪.‬‬
‫واخلاص ��ة‪ ،‬وحتى لألفراد إن أرادوا أن يكونوا على ِّ ٍ‬
‫أحس ��ن الظ ��ن باملس ��تخدمني‪ :‬ال ينبغ ��ي إس ��اءة‬ ‫ِ‬ ‫‪l‬‬ ‫يهمه ��م منه ��ا»‪،‬‬
‫عل ��ى مجري ��ات األخب ��ار وحتصي ��ل م ��ا ّ‬
‫توج ��ه ل ��ه احلديث؛ فرمب ��ا كان يب ��دو لك‬
‫مش ��يرة إل ��ى أنّ أه ��م م ��ا ميي ��ز برنام ��ج مح ��رك البحث الظ ��ن  مب ��ن  ِّ‬
‫س ��هولة اس ��تخدامه بحي ��ث يس ��تطيع املس ��تخدم تعيني ظاه ��ر ًا أون الين وه ��و ليس كذلك‪ ،‬حي ��ث يحدث بعض‬
‫كلم ��ات مفتاحي ��ة خاصة به وتخزينها مما يس ��هل عليه التأخي ��ر ف ��ي املاس ��نجر عن ��د فص ��ل اإلنترن ��ت أو إغالق‬
‫سرعة احلصول على األخبار املطلوبة؛ كما أنه يستطيع املاسنجر‪.‬‬
‫‪ l‬االس ��تئذان‪ :‬ال ينبغ ��ي إرس ��ال ملف ��ات ألح ��د‬ ‫اس ��تخدام كلمات مفتاحية جديدة للبحث عن أي أخبار‬
‫أخرى من خالل خاصية البحث احلر‪.‬‬
‫عب ��ر املاس ��نجر دون اس ��تئذانه‪ .‬وكذل ��ك قب ��ل أن ُت ِ‬
‫دخ ��ل‬
‫وص ّم ��م ه ��ذا البرنامج ليب ��دأ البحث بش ��كل تلقائي مس ��تخدم ًا ثالث ًا في نف ��س احملادثة؛ فقد يكون ال يقبل‬ ‫ُ‬
‫ويجدد البحث كل ثالث ساعات‪ ،‬بتدخ ��ل ثالث يري ��د األخ الثالث‪ ...‬بل رمبا ُيح َرج إن كان‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫صباح‬ ‫السادسة‬ ‫الساعة‬
‫كما أنه يقوم بتخزين وأرشفة نتائج البحث التي يحصل قد وضعه في قائمة «احملظورين»‪l‬‬
‫عليه ��ا في ملف مصور طبق ًا للكلمات املفتاحية املخزنة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬
‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪( )0110174520‬يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪38‬‬
‫دوحة الأ�رسة‬
‫كيف أضبط شهيتي للطعام؟‬ ‫‪ ...‬وماذا عن املرأة؟! (‪)2‬‬
‫عاجلوا بنبات السدر الكثير من األمراض‬ ‫التغيير‪ :‬في أي اجتاه؟‬
‫استروغونوف باللحم‬ ‫أمي‪ :‬ملاذا يكرهون الرئيس؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪ ...‬ليَ ْ�سكُ َن �إليها‬
‫‪ ...‬وماذا عن املر�أة؟!‬
‫(‪)2‬‬
‫مع املتخصص في الشؤون الزوجية‬
‫األستاذ محمد رشيد العويد] ‪ -‬الكويت‬

‫وتتاب ��ع الدكت ��ورة بولين ��ز‪ :‬إن أه ��م نتيج ��ة ميكن أن‬ ‫أختي الزوجة ‪:‬‬
‫تصل إليها املرأة من اتباع هذه النصائح هي أنها ستقود‬ ‫وعدت � ِ�ك ف ��ي العدد املاض ��ي مبواصل ��ة حديثي إليك‬
‫إل ��ى عالق ��ة زوجية أفض ��ل جتعل ِكال الزوجني يش ��عر أن‬ ‫ح ��ول ما َتكس ��بني ب ��ه اهتم ��ام زوجك ومن ث ��م جتعلينه‬
‫الطرف اآلخر مثالي‪.‬‬ ‫عطوف ًا عليك‪ُ ،‬محب ًا لك‪ُ ،‬يسمعك الكالم الطيب‪.‬‬
‫وتبقى نصائح مني للزوجني‪:‬‬ ‫ه ��ل تعلم�ي�ن أنّ كثي ��رات م ��ن اللواتي يش ��تكني عدم‬
‫< نصائح للزوج‪:‬‬ ‫اهتم ��ام أزواجه ��ن بهن‪ ..‬إمن ��ا ميلكن هن‬
‫ُ‬
‫‪ .1‬تذ ّك ��ر أنّ ال ��زوج األس ��وة لن ��ا‬ ‫أس ��باب هذا االهتمام‪ ،‬وأنهن يس ��تطعن‬
‫جميع ًا ‪ -‬وهو النبي [‪ -‬كان يس ��امر‬ ‫كس ��ب محب ��ة أزواجه ��ن واس ��تمالة‬
‫نساءه‪ ،‬ويحادثهن‪ ،‬ويالطفهن‪.‬‬ ‫قلوبهم؟‬
‫‪ .2‬الكلم ��ة الطيب ��ة صدق ��ة‪ ،‬أفال‬ ‫أج ��ل أخت ��ي الزوجة‪ ،‬ح�ي�ن تبادرين‬
‫تري ��د أن تزي ��د رصي ��د صدقات ��ك‬ ‫أنت إلى إب ��داء اهتمام ��ك بزوجك‪ ،‬ولو‬
‫بالكلم ��ات الطيبة التي تخاطب بها‬ ‫تكلفت هذا تكلف ًا‪ ،‬فإنك تضمنني مودته‬
‫زوجتك؟‬ ‫ومحبت ��ه واهتمام ��ه‪ .‬الدكت ��ورة جوان ��ا‬
‫‪ .3‬إذا كن ��ت تش ��كو م ��ن كلم ��ات‬ ‫بولين ��ز مؤلف ��ة كت ��اب «ف ��ي الدف ��اع عن‬
‫زوجتك القاسية فإنّ كلماتك الطيبة‬ ‫الزواج» تقدم للزوجة هذه النصائح‪:‬‬
‫س ��تجعلها تخجل من نفسها‪ ..‬وقد‬ ‫تقدرين نصيحته‪،‬‬ ‫‪ l‬أش ��عريه بأن ��ك ِّ‬
‫جتعله ��ا ت ��درك خطأه ��ا فتبادل ��ك‬ ‫وأن ��ك تعتمدي ��ن عل ��ى رأي ��ه ف ��ي األمور‬
‫كلماتك الطيبة بأخرى مثلها‪.‬‬ ‫املهمة‪.‬‬
‫نصائح للزوجة‪:‬‬ ‫‪ l‬اصنعي األشياء التي يحبها حتى‬
‫حتدث ��ي زوجك‪ ...‬ولك ��ن الكثرة من أي‬ ‫ولو لم تكوني حتبينها‪.‬‬
‫‪ .1‬جمي ��ل أن ّ‬
‫ش ��يء ‪ -‬حتى ولو كان حس ��ن ًا ‪ -‬قد ينقلب إلى ضده كما‬ ‫‪ l‬قول ��ي لزوج ��ك إن ��ه ُم ِح ��ب كبي ��ر‪ ..‬حت ��ى ولو كنت‬
‫يقولون‪ ...‬فينفر الزوج ويسأم‪..‬‬ ‫تبالغني في ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬كلماتك اللطيفة تش ��جع زوجك على محادثتك‪،‬‬ ‫‪ l‬ال ترت ��دي مالبس ��ك املفضل ��ة عن ��دك‪ ،‬إذا ل ��م تكن‬
‫وتحُ ِّبب إليه االستماع إليك وتلبية طلباتك‪ ..‬فال تبخلي‬ ‫مفضل ��ة عنده‪ ..‬وكذل ��ك العطر الذي تس ��تعملني؛ فإنه‬
‫عليه بهذه الكلمات‪.‬‬ ‫تشمينه أنت من نفسك‪.‬‬ ‫يشمه منك أكثر مما ّ‬ ‫هو الذي ّ‬
‫‪ .3‬وأخيراً‪ ،‬اختيار األوقات واألماكن املناس ��بة يجعل‬ ‫‪ l‬قولي له‪ ،‬إنك ت َر ْينه جمي ًال‪..‬‬
‫ا عل ��ى محادثت ��ك‪ ،‬راغب� � ًا فيه ��ا‪ ،‬حريص ًا‬ ‫زوج ��ك مقب�ل� ً‬ ‫‪ l‬دعي ��ه يخرج مع أصدقائه بني فترة وأخرى؛ فاملرأة‬
‫عليها‪l‬‬ ‫الت ��ي حتب زوجه ��ا يجب أن تثق به‪ ،‬ويج ��ب أن تعرف أن‬
‫ذه ��اب الرج ��ل م ��ع أصدقائه يغس ��ل الكثير م ��ن متاعب‬
‫] مـــدي ��ر تـــحري ��ر مـــجل ��ة الــن ��ور الكويتي ��ة‪,‬‬
‫الزواج و َت ِبعاته‪.‬‬
‫ومدير مركز ثوابت لالستش ��ارات الزوجية‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪40‬‬
‫زينة احلياة‬

‫التغيري‪ :‬يف �أي اجتاه؟!‬


‫إعداد‪ :‬ميمونة محمد شرقية‬
‫متخصصة في التربية‬
‫مرحل ��ة الطفول ��ة)‪ .‬وهنا نش ��ير‬
‫إل ��ى بعض الوس ��ائل الت ��ي ُتعني‬
‫عل ��ى التغيي ��ر احمل َّب ��ب وإكس ��اب‬
‫احلسنة ألبنائنا‪:‬‬
‫َ‬ ‫العادات‬
‫‪ .1‬اس ��تعن بالل ��ه وأكث ��ر م ��ن‬
‫الدع ��اء ل ��ه بالهداي ��ة قب ��ل أي‬
‫خطوة‪.‬‬
‫‪ .2‬ح ��دد العادة التي تريد من‬
‫التغيري س ��مة ممي ��زة من س ��مات البش ��ر‪ .‬فنحن‬
‫ابنك أن يكتسبها‪.‬‬
‫‪ .3‬ال تتوق ��ع م ��ن ابن ��ك أو ابنت ��ك االنتظ ��ام والتعود‬
‫نتغير في كل حلظة من حياتنا‪...‬‬
‫الس ��ريع‪ ،‬ق ��ال تعال ��ى‪{ :‬و ْأم ��ر أهلك بالص�ل�اة واصطبر‬
‫عليها}‪.‬‬ ‫وعليه فإن أبناءنا يكتس ��بون في كل يوم ورمبا في كل‬
‫‪ .4‬اربط له هذه العادة بعمل أو توقيت ثابت‪.‬‬ ‫حلظة ما يغير من ش ��خص ّياتهم‪ ،‬فكيف ميكننا أن نوجه‬
‫‪ .5‬اكت ��ب ل ��ه آية أو حديث� � ًا أو عبارة توح ��ي باملطلوب‬ ‫هذا التغيير نحو االجتاه الصحيح؟‬
‫وعلقها على باب غرفته ملدة معينة‪.‬‬ ‫خطوات التغيير اإليجابي؟‬
‫‪ .6‬ناقش ��ه ف ��ي املوضوع (مع مراعاة الف ��روق الفردية‬ ‫أ‪ -‬االعت ��راف بوج ��ود خل ��ل في س ��لوك االب ��ن ينبغي‬
‫والعمرية) بأسلوب حواري‪.‬‬ ‫تغيي ��ره إلى األحس ��ن‪ ،‬وإال فإن أي جهد ل ��ن يؤتي ثماره‬
‫‪ .7‬أكثر له من ذكر التصور املس ��تقبلي ونتائج القيام‬ ‫إذ ل ��م يح ��دد األه ��ل النقطة الت ��ي ينبغ ��ي تغييرها‪ ،‬من‬
‫بالعادة املرغوب تطبيقها‪.‬‬ ‫األمثلة‪:‬‬
‫ارو له القصص املتنوعة من سيرة النبي [ وحياة‬ ‫‪ِ .8‬‬ ‫‪ l‬هل هي في عالقته مع الله؟‬
‫الصحابة املتعلقة بالتغيير احمل َّبب‪.‬‬ ‫‪ l‬هل هي في سلوكه الدراسي؟‬
‫صعوبة التغيير واملراحل التي مير بها‪:‬‬ ‫‪ l‬هل هي في عالقته األسرية؟ أم في غيرها‪...‬؟‬
‫إنّ عملية التغيير ليس ��ت أمر ًا س ��ه ًال كما ذكرنا؛ فهي‬ ‫ب ‪ -‬ملاذا نريد من أبنائنا أن يتغيروا؟‬
‫متر بأربع مراحل حتى يصل املرء إلى ما يريد‪:‬‬ ‫علي ��ك أن تطرح هذا الس ��ؤال وجتي ��ب عليه‪ ،‬وحتدد‬
‫مرحلة الرفض‪ ،‬مرحلة املقاومة‪ ،‬مرحلة االستكشاف‪،‬‬ ‫األس ��باب التي جعلت ��ك جتد أنه من الض ��روري أن يغير‬
‫مرحلة االلتزام‪.‬‬ ‫ابنك أو ابنتك سلوك ًا ما‪.‬‬
‫فالرفض ه ��و أول مراحل التغيي ��ر؛ فهو محاولة من‬ ‫ج ‪ -‬إع ��داد أه ��داف واضح ��ة ورؤية مس ��تبصرة‪ ،‬ذلك‬
‫االبن للمحافظة على هويته‪ ،‬تليها مرحلة املقاومة حيث‬ ‫حتف ��ز العق ��ل عل ��ى املضي ُق ُدم ًا ف ��ي الطريق‬
‫أن الرؤي ��ة ِّ‬
‫ُيكثر االبن من اللوم أو التشكّ ي من النظام اجلديد؛ وهنا‬ ‫الصحيح للتغيير‪.‬‬
‫يكم ��ن الدور األبرز من األه ��ل لينقلوا ابنهم إلى مرحلة‬ ‫أدوات تساعد على التغيير‪:‬‬
‫االستكشاف وإيضاح العواقب والنتائج اإليجابية للفعل‬ ‫كثي ��ر من ��ا يأمر أبناءه بالص�ل�اة بقول ��ه‪ :‬إذا لم ُت َص ِّل‬
‫والس ��لبية لعدمه‪ ،‬بعد ذلك تبدأ مرحل ��ة االلتزام فيبدأ‬ ‫س ��تدخل النار؛ وهو ما يزال في مرحلة اإلعداد التربوي‬
‫االب ��ن بالتركيز على أس ��لوب احلي ��اة اجلدي ��دة والتعود‬ ‫ينف ��ره من الصالة (في‬ ‫ُضجه الغيبي‪ ،‬مما ِّ‬ ‫و ّمل ��ا يكتم ��ل ن ْ‬
‫عليها‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫�صفح���ة ُتس ��هم ف ��ي تق ��دمي احلل ��ول التربوي ��ة‬
‫العملية للمشكالت التي تواجهونها في تربية أطفالكم‬
‫وتنمية ش ��خصياتهم‪ ،‬ال تترددوا في طرح أي مش ��كلة أو‬ ‫وقفات تربوية‬
‫عقب ��ة تصادفكم في ه ��ذا املجال‪ ،‬فبإذن الله س ��تجدون‬
‫عندنا احلل من أصحاب اخلبرة التربوية العريقة‪.‬‬ ‫امل�شكلة واحلل‬

‫�أمي‪ :‬ملاذا يكرهون الرئي�س؟‬


‫بقلم‪ :‬الداعية املربية‬
‫أم حسان احللو‬
‫عمان‬
‫ّ‬
‫عنده ��ا س ��تحزن صغيرت ��ك وتبرر كل عم ��ل تخريبي‬ ‫‪ l‬املش ��كلة‪ :‬ف ��ي ظ ��ل ه ��ذه األح ��داث الت ��ي تعصف‬
‫باألمة اإلس�ل�امية تكثر أسئلة ابنتي ذات التسع سنوات‪ :‬تق ��وم ب ��ه ّ‬
‫قطته ��ا الظريف ��ة ح�ي�ن حتي ��ط به ��ا كل تلك‬
‫ملاذا يتجمع الناس في الش ��وارع بكثرة؟ وملاذا الش ��عب ال الظروف القاسية القاهرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يحب الرئيس؟ وغيرها من األسئلة التي تثيرها املشاهد‬
‫للقطة في حال ُس ��مح لها‬ ‫ث ��م اس ��أليها‪ :‬ماذا يحدث‬
‫التي تبثها الفضائيات ومن غير املمكن أن يكون أطفالنا‬
‫باخلروج من مكان س ��جنها‪ ،‬أال تهرب إلى الشارع؟ متام ًا‬
‫مبن ��أى عنه ��ا‪ ...‬فم ��ا هي اإلجاب ��ات األمثل التي تش ��في‬
‫كم ��ا يطير العصفور ف ��ي الفضاء حينما ُيفتح قفصه‪...‬‬
‫حاجة طفلتي للمعرفة دون أن أش� � ّوش ذهنها مبعلومات‬
‫ه ��ذا م ��ا يحدث يا صغيرت ��ي في عالم احلي ��وان الذي ال‬
‫أكبر من عمرها؟‬
‫يعرف كرامة أو احترام‪.‬‬
‫لك ��ن تخيل ��ي أن � ِ�ك أن � ِ�ت الت ��ي س ��تحتقرها مدي ��رة‬
‫‪ l‬احل ��ل‪ :‬تقترح ��ه عليك الداعية املربية أم حس ��ان مدرس ��تها‪ ،‬وتس ��رق منه ��ا مصروفه ��ا اليوم ��ي وحت ��ى‬
‫سندويش ��تها الصغي ��رة ثم ُتعرض عنه ��ا وال تكلمها‪ ..‬ما‬ ‫احللو‪:‬‬
‫موقفك؟‬
‫ِ‬ ‫بداية عزيزتي األم علينا أن نعي متام ًا أنّ ما متر به هو‬
‫ف ��إذا لم تس ��رق من ��ك مديرتك ش ��يئ ًا لكنه ��ا اكتفت‬ ‫أمتنا سوف يترك أعمق اآلثار في قلوب الصغار‪ ،‬ولسوف‬
‫بأنك لن تتفوقي أبد ًا ستعيشني‬ ‫بشتمك يوم ّيا وإشعارك ِ‬
‫إذن منا‪ ..‬ولرمبا لن‬‫َي ُعون مس ��تقب ًال ما يدور حالي ًا‪ ،‬دون ٍ‬
‫ومتوت�ي�ن خادم ��ة لغيرك‪ ،‬وأن � ِ�ت يا حبيبتي لس � ِ�ت هكذا‬ ‫يسامحونا لو جتاهلنا إجابات أسئلتهم البريئة‪.‬‬
‫فأنت ستكبرين وتصبحني شابة مؤمنة فاعلة بإذن‬ ‫وأمامن ��ا ركيزتي ��ان هامت ��ان إلفهام الصغ ��ار ما يدور أبداً‪ِ ،‬‬
‫الله‪.‬‬ ‫حولهم‪:‬‬
‫ف ��إن أرادت مديرت ��ك أن تكس ��ب محبت ��ك فلس ��وف‬ ‫‪ .1‬مخاطبة الصغار بلغتهم‪.‬‬
‫تعطي � ِ�ك كل حقوق ��ك وحتترم كل طاقاتك وس ��تحبينها‬ ‫‪ .2‬استجاشة فطرتهم السليمة ‪.‬‬
‫أنت وغيرك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وبناء على ذلك فسوف نتحدث إلى الصغيرة احلبيبة‬
‫�خاص كان يحبهم‬ ‫�اس ي ��ا ابنت ��ي أش � ٌ‬
‫فق ��د حك ��م الن � َ‬ ‫قائل�ي�ن‪ :‬انظ ��ري ي ��ا صغيرت ��ي إل ��ى قطت ��ك اجلميل ��ة‪،‬‬
‫كل الن ��اس وال يفك ��رون ف ��ي إيذائه ��م ولرمب ��ا يفتدونهم‬ ‫لك‪.‬‬‫أطعميها والعبيها واهتمي بها‪ ...‬ثم الحظي حبها ِ‬
‫بأرواحهم‪( .‬ومن املناس ��ب رواية قصص عن عدل س ��يدنا‬ ‫واآلن افترض ��ي أن صغي ��رة غيرك أخذتها ثم حبس ��تها‪،‬‬
‫عم ��ر ب ��ن اخلطاب‪ ،‬والتعبير عن أَ َملك ف ��ي أن ُتر ّد الروح‬ ‫وكلم ��ا قالت القطة‪" :‬مي ��ا ْو" خنقتها وضربته ��ا‪ ...‬وبعد‬
‫إل ��ى أمتن ��ا وتعي ��ش ابنت � ِ�ك ف ��ي زمن ع ��دل وعز وس ��ؤدد‬ ‫ذل ��ك أخرجت اللحم من غرفة القط ��ة وذهبت فألقمته‬
‫قادمني بإذن الله)‪l‬‬ ‫لكالب الشارع‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪42‬‬
‫تهمنا‬
‫ّ‬ ‫صحتك‬
‫ا�ست�شارة غذائية‬

‫كيف �أ�ضبط �شهيتي للطعام؟‬


‫إعداد‪ :‬املتخصصة في التغذية‬
‫عزيزة ياسني‬
‫نق ��ول مل ��ن تزي ��د نس ��بة تناول ��ه للطع ��ام ف ��ي بعض‬
‫احلاالت ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا ش ��عرت بالرغب ��ة في تناول الطع ��ام‪ ،‬حاولي أن‬
‫تش ��غلي نفس ��ك بش ��يء آخر‪ .‬فقد تزول هذه الرغبة بعد‬
‫‪ 10‬دقائ ��ق‪ .‬عندها تش ��عرين بالراحة ألنك اس ��تطعت أن‬
‫تتج ��اوزي هذا الش ��عور ّ‬
‫وتوف ��ري بضعة س ��عرات حرارية‬
‫غير ضرورية‪.‬‬
‫‪ .2‬حاول ��ي أن تتناول ��ي أكث ��ر من ‪ 3‬وجب ��ات في النهار‬
‫وأن تقوم ��ي بتقس ��يم حاجات ��ك الغذائية إل ��ى ‪ 3‬وجبات‬
‫< االستشارة‪ :‬ما سبب زيادة تناول الطعام عند املرور رئيسية لها مواقيتها احملددة ووجبتني خفيفتني‪.‬‬
‫‪ .3‬تناول ��ي وجبت ��ك في صحن صغي ��ر وببطء؛ فهذا‬ ‫بأزمة نفس ��ية أو حزن ش ��ديد؟ وكيف ميكنني أن أضبط‬
‫بالشبع مبكراً‪.‬‬‫يجعلك تشعرين ِّ‬ ‫رغبتي العالية في تناول الطعام؟‬
‫‪ .4‬ليك ��ن طبق � ِ�ك األول احلس ��اء وم ��ن ث � ّ�م اخلض ��ار‬ ‫< املعاجل ��ة‪ :‬الطع ��ام واحلال ��ة النفس ��ية على عالقة‬
‫وثيقة‪ ،‬فكما أنّ نوعية الطعام تؤثر على حالتنا النفسية‪ ،‬الطازجة مثل الفتوش‪ ،‬التبولة‪ ،‬والسلطات‪.‬‬
‫‪ .5‬كوني مس ��تعدة عند شعورك باجلوع إلعداد بعض‬ ‫فكذلك حالتنا النفسية تؤثر على تناولنا للطعام سواء‬
‫الس ��عرات‬ ‫م ��ن جه ��ة نوعيت ��ه أو كميت ��ه‪ .‬وه ��ذا يع ��ود إلى إف ��رازات‬
‫األطعم ��ة الغني ��ة بالفوائ ��د الغذائي ��ة وقليلة ُّ‬
‫هرمونية تتغير في اجلس ��م بسبب هذه احلالة النفسية‪ .‬احلراري ��ة؛ مث ��ل الفاكه ��ة املجفف ��ة‪ ،‬بع ��ض احللوي ��ات‬
‫َ‬
‫وقد أ ّكدت هذه النتيجة عد ُة دراس ��ات؛ ففي دراسة نُشرت ا ُمل َع ّدة ف ��ي البيت بطريقة صحية‪ ،‬فاكهة مفضلة لديك‪،‬‬
‫ف ��ي مجل ��ة الش ��رق األوس ��ط أظه ��رت اإلحصائي ��ات أنه س ��لطات‪ ،‬تونا‪ ...‬وذلك لتبتعدي عن اخليارات الس ��ريعة‬
‫للسمنة‪.‬‬ ‫عندم ��ا تكون احلالة النفس ��ية مح َبطة‪ ،‬فإن الفرد يكون‬
‫واملس ِّببة ُّ‬
‫ُعرض ��ة لتن ��اول كمي ��ة أكب ��ر م ��ن الطعام وال س ��يما تلك‬
‫فكرة غذائية‬ ‫األطعم ��ة الرديئة الت ��ي تعتبر غنية بالده ��ون‪ ،‬في حني‬
‫ه ��ل العلك ��ة تهض ��م الطع ��ام؟ عندما تق ��وم مبضغ‬ ‫أن حتس ��ن احلالة النفسية يزيد من اإلقبال على تناول‬
‫األطعم ��ة الصحية املفيدة‪ .‬لكن حينما تتوفر املعلومات العلكة‪ ،‬يتم إفراز ال ُّلعاب في الفم كونه ردة فعل طبيعية‬
‫الصحيح ��ة ع ��ن القي ��م الغذائي ��ة لألطعم ��ة املختلف ��ة‪ ،‬عن ��د تن ��اول الطع ��ام ليق ��وم بهضم ��ه‪ .‬وه ��ذه الرس ��الة‬
‫بإمكانه ��م عنده ��ا أن يكبحوا جل ��ام التمادي ف ��ي تناول اخلاطئ ��ة تص ��ل للمع ��دة التي تب ��دأ بإف ��راز اإلنزميات‬
‫األطعمة ويتجهوا نحو املفيد منها‪ .‬هذا ما خلصت إليه اس ��تعداد ًا منها الستقبال الطعام‪ .‬لذلك يأتي الشعور‬
‫باجلوع نتيجة لعمل املعدة وهي خاوية‪l‬‬ ‫دراس ��ة حديثة للباحثني من جامعة بيتس ��بيرغ وجامعة‬
‫املسيسبي بالواليات املتحدة‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫الطب الطبيعي‬

‫ال�س ْدر الكثري من الأمرا�ض‬


‫عاجلوا بنبات ِّ‬
‫إعداد‪:‬‬
‫املتخصص في العالج الطبيعي‬
‫د‪ .‬سمير احللو‬
‫عمان‬
‫ّ‬

‫في مقدار كوب من املاء‪ ،‬بعد أن يتم نقعه ملدة ‪ 8‬س ��اعات‬
‫بدرجة حرارة الغرفة‪ ،‬ثم ُتشرب ساخنة لعالج‪.‬‬
‫وضعفها وإزالة رائحة الفم الكريهة‪:‬‬ ‫‪ l‬لتره ��ل اللّثة َ‬
‫تمُ ضغ الثمار ألطول فترة ممكنة يومي ًا‪.‬‬
‫السدر‪:‬‬
‫أوراق ِّ‬
‫‪ l‬إنّ غل ��ي األوراق وش ��ربها يقت ��ل الدي ��دان ويخفف‬
‫الش ��يح كان أث ��ره أفضل‪،‬‬ ‫ري ��اح البط ��ن‪ .‬وإذا ُخ ِل ��ط م ��ع ِّ‬
‫فضل تكرار ذلك عدة أيام‪.‬‬ ‫وي ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ l‬إذا ُر ّش مس ��حوق الورق على البشرة مع احلليب أو‬
‫اللنب ملدة نصف ساعة ينقّ يها وينعمها‪.‬‬ ‫ال�س���در ش ��جرة حتمل أوراق� � ًا بس ��يطة بيضاوية‬ ‫ِّ‬
‫‪ُ l‬يس ��تعمل منق ��وع األوراق لتنظي ��ف العيون املت َعبة‬ ‫وثم ��ار ًا صفراء أو بنية لذيذة الطعم‪ ،‬وهي من الفصيلة‬
‫تعمر كثيراً‪ ،‬ويبلغ طولها نحو ‪ 3‬أمتار‪.‬‬ ‫العنّابية ّ‬
‫وامللتهبة‪.‬‬
‫الس ��در ف ��ي الق ��رآن الكرمي بقوله س ��بحانه‬
‫ورد ذك ��ر ّ َ‬
‫‪ l‬وميكن اس ��تخدام منقوع األوراق مع شامبو الشعر‬
‫وتعالى‪{ :‬ذوا َتي أكل خَ ْمط وأثل وش ��يءٍ من س ��در قليل}‬
‫وينعم الش ��عر‬
‫فيس ��اعد ف ��ي إزالة دهن الرأس والقش ��رة‪ّ ،‬‬ ‫(النب ��أ‪ )16 :‬و{وأصح ��اب اليمني ما أصحاب اليمني‪ ،‬في‬
‫الس ��در منفرد ًا‬
‫ويقوي ��ه‪ .‬أما إذا أراد اإلنس ��ان اس ��تخدام ِّ‬ ‫سدر مخضود} (الواقعة‪ )28 :‬أي سدر بال شَ ْوك‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لغسل الشعر فعليه اتباع الطريقة اآلتية‪:‬‬ ‫أم ��ا في الس� �نّة فق ��د ذكره رس ��ول الله [ في غس ��ل‬ ‫ّ‬
‫ينقع نصف كوب من مس ��حوق أوراق الس ��در في ماءٍ‬ ‫امليت‪ ،‬فقال‪« :‬اغسلوه مباءٍ وسدر» رواه الستة‪ ،‬كما ورد أنّ‬
‫منظف للرأس واليدين‪.‬‬ ‫السدر له أثر ِّ‬ ‫الغسل مباء ِّ‬
‫ويت ��رك لبض ��ع دقائق حت ��ى تتكون على س ��طحه‬ ‫داف ��ئ‪ُ ،‬‬
‫األجزاء املستخدمة‪ :‬األوراق والثمار واخلشب‪.‬‬
‫رغوة بس ��يطة‪ ،‬يح� � ّرك املزيج ثم يغس ��ل به ش ��عر الرأس‬ ‫االستعماالت العالجية‪:‬‬
‫مع التدليك‪ ،‬ثم ُيغسل الشعر باملاء‪ ،‬فتجده ناعم ًا سهل‬ ‫الس ��در‪ :‬ثمار النب ��ق حتتوي على مواد نش ��وية‬ ‫ثم ��ار ِّ‬
‫التصفيف‪.‬‬ ‫وس ��كرية ونس ��بة عالي ��ة م ��ن فيتام�ي�ن ‪ ،C‬وكذل ��ك على‬
‫الس ��در ُتس ��تخدم من ِق َبل بعض‬ ‫م ��ادة اإلميودي ��ن ‪ ،Emodin‬وم ��ادة الفالف ��ون ‪Flavon‬‬
‫و كذلك فإن أوراق ّ‬
‫املسهلة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ومس الش ��ياطني؛‬ ‫املعاجل�ي�ن ف ��ي ح ��االت تل ّب ��س اجل ��ن ّ‬ ‫‪ l‬لعالج اإلمس ��اك ُتغلى عش ��ر حبات من ثمار النبق‬
‫فيضعونها في املاء‪ ،‬ويقرؤون عليها‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪44‬‬
‫معك يف املطبخ‬
‫ِ‬

‫ا�سرتوغونوف باللحم‬
‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬

‫‪ l‬املقادير‪:‬‬

‫‪ -‬نص ��ف كيلو من اللحم (فيليه عجل) ّ‬


‫املقطع إلى‬
‫شرائح رفيعة‪.‬‬
‫‪ -‬بصلة مفرومة فرم ًا ناعم ًا‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقة كبيرة من الثوم املفروم‪.‬‬
‫‪ -‬علبة فطر ّ‬
‫مقطع‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقة كبيرة من اخلردل‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقت ��ان كبيرت ��ان م ��ن صلص ��ة الصوي ��ا (‪soy‬‬
‫‪.)sauce‬‬
‫‪ -‬كوب من مرق اللحم‪.‬‬
‫‪ -‬عصير حامضتني‪.‬‬ ‫‪ -‬نصف ليتر من كرميا الطبخ‪.‬‬
‫‪ -‬بقدونس مفروم للتزيني‪.‬‬ ‫‪ -‬ملعقتان كبيرتان من زيت الزيتون‪.‬‬
‫‪ l‬طريقة التحضير‪:‬‬
‫بعشر دقائق أضيفي عصير احلامضتني‪.‬‬ ‫‪ .1‬اقل ��ي البص ��ل والث ��وم بالزيت‪ ،‬ث ��م أضيفي اللحم‬
‫‪ّ .4‬‬
‫غط ��ي الوع ��اء ملدة س ��اعة عل ��ى نار خفيف ��ة حتّى‬ ‫والفطر‪.‬‬
‫ينضج اللحم‪.‬‬ ‫مدة نصف س ��اعة‬‫‪ .2‬اتركي اخلليط على نار خفيفة ّ‬
‫وقدم ��ي إلى‬
‫‪ .5‬ز ّين ��ي الطب ��ق بالبقدون ��س املف ��روم‪ّ ،‬‬ ‫تقريب ًا مع تغطية الوعاء‪.‬‬
‫جانبه األر ّز األبيض‪.‬‬ ‫‪ .3‬أضيف ��ي اخل ��ردل وصلص ��ة الصويا وم ��رق اللحم‬
‫‪ l‬الكمية تكفي أربعة أشخاص‪l‬‬ ‫وح ِّرك ��ي هذه املك ّونات ج ّيداً‪ ،‬ثم أضيفي الكرميا وبعدها‬

‫‪ l‬اإلشراف الصحي للمتخصصة في التغذية عزيزة ياسني‪:‬‬


‫وملعقتَي طعام من اللبنة منزوعة الدس ��م مع قليل‬ ‫إن احلصة الواحدة من هذا الطبق حتتوي على‬
‫م ��ن امل ��اء‪ ،‬وذلك للتخفيف من الدس ��م في الطعام‪.‬‬ ‫م ��ا يقارب م ��ن ‪ 450‬وحدة حرارية و ‪30‬غ من الدهون‬
‫كما ميكن اس ��تبدال باللحمة الفيلية صدر الدجاج‬ ‫مصدره ��ا اللح ��م والكرميا‪ .‬ومن املمك ��ن التخفيف‬
‫من ��زوع اجلل ��د‪ .‬عل ��ى العم ��وم يعتب ��ر ه ��ذا الطب ��ق‬ ‫م ��ن كمي ��ة الدهون عب ��ر اس ��تخدام اللح ��م اخلالي‬
‫فقي ��ر باخلض ��ار‪ ،‬لذلك يفضل تناوله من الس ��لطة‬ ‫الدهن (الهبرة) والكرميا اخلالية من الدس ��م‪.‬‬ ‫م ��ن ُّ‬
‫للتعويض عن هذا النقصان‪.‬‬ ‫كم ��ا ميك ��ن اس ��تخدام ‪ 250‬مل ��م م ��ن كرمي ��ا الطبخ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫ساء‬
‫ُ‬
‫عاملة جيلها‬ ‫ن‬
‫األديبة الشاعرة عائشة‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫مّي از‬
‫إعداد‪ :‬منال املغربي‬
‫عاملي� � ًا لالحتف ��ال مب ��رور ‪ 500‬ع ��ام عل ��ى والدة‬
‫ت‬
‫األديبة األردنية عائشة الباعونية‪.‬‬
‫يق ��ول د‪ .‬محم ��د عل ��ي الصويرك ��ي مؤل ��ف‬
‫كت ��اب‪( :‬عائش ��ة الباعوني ��ة‪ ..‬فاضل ��ة الزمان)‪:‬‬
‫«لق ��د تبوأت الباعونية مكانة رفيعة في العصر‬
‫اململوكي‪ ،‬وبذلك استحقت هذا التكرمي الكبير‬
‫م ��ن منظم ��ة عاملي ��ة كاليونس ��كو‪ ،‬وال ب � ّ�د م ��ن‬
‫املعنيني بهذه املناس ��بة االحتفاء بها من خالل‬
‫حتقي ��ق مؤلفاتها ونش ��رها‪ ،‬وتق ��دمي مختلف‬
‫الدراس ��ات واألبح ��اث عنه ��ا‪ ،‬وإقام ��ة الن ��دوات‬
‫واحملاضرات للتعريف بها‪.»...‬‬
‫َن َس ُبها‬
‫هي عائش ��ة بنت القاضي يوس ��ف بن أحمد‬
‫الباعونية الشافعية‪ ،‬و ُتكنى بـ(أم عبد الوهاب)‪،‬‬
‫و ُتعرف ببنت الباعوني نسبة إلى (باعون) إحدى‬
‫قرى محافظة عجلون في شمالي األردن‪ .‬ولقد‬
‫ذكر بعض الباحثني أن النسبة إلى باعون تعود‬ ‫عائ�ش���ة الباعوني ��ة الش ��افعية من ��وذج‬
‫إل ��ى جدها اخلامس أو الس ��ادس‪ ،‬فوالدها ولد‬ ‫مض ��يء في تاريخ احلضارة اإلس�ل�امية‪ ...‬فهي‬
‫في القدس وهو ما يش ��ير إليه الفقيه النحوي‬ ‫م ��ن أش ��هر نس ��اء القرن�ي�ن التاس ��ع والعاش ��ر‬
‫الش ��افعي البصروي في تاريخ ��ه؛ فلقد ذكر أن‬ ‫الهجر َّيينْ ‪ ...‬شاعرة‪ ...‬فقيهة‪ ...‬وزاهدة‪ُ ،‬ع ِر َف ْت‬
‫قاض ��ي القضاة جمال الدين يوس ��ف بن أحمد‬ ‫اقة بني علماء جيله ��ا في مجاالت‬ ‫بكونه ��ا س� � َّب ً‬
‫بن ناصر الباعوني‪ ،‬والد عائشة الباعونية‪ ،‬ولد‬ ‫املعرفة‪ ،‬كالفقه والسيرة النبوية وعلوم العربية‬
‫بالقدس عام ‪ 805‬هجرية‪ ،‬ويسميه «القدسي»‪.‬‏‬ ‫والتزكية‪.‬‬
‫والدتها وطلبها العلم‬ ‫ترجم لس ��يرة عائش ��ة الباعوني ��ة بعض من‬
‫مصنف ��ي كت ��ب األع�ل�ام‪ ،‬ومنه ��م‪ :‬امل ��ؤرخ خي ��ر‬
‫ول ��دت ف ��ي الصاحلي ��ة‪ ،‬أحد أحي ��اء مدينة‬
‫الدي ��ن الزركل ��ي في كتابه‪( :‬األع�ل�ام)‪ ،‬وحافظ‬
‫دمش ��ق في ح ��دود ع ��ام ‪865‬هـ‪1460/‬م‪ ،‬ونش ��أت‬
‫الش ��ام جنم الدين الغزي ف ��ي كتابه‪( :‬الكواكب‬
‫فيه ��ا‪ ،‬يق ��ول الدكتور حس ��ن ربابعة ف ��ي كتابه‬
‫السائرة بأعيان املئة العاشرة)‪ ،‬والفقيه واملؤرخ‬
‫(عائش ��ة الباعوني ��ة ش ��اعرة)‪ :‬درج ��ت ف ��ي بيت‬
‫ابن العماد احلنبلي في كتابه‪( :‬شذرات الذهب‬
‫عل ��م وفق ��ه وأدب وقض ��اء ووجاه ��ة‪ ،‬أف ��ادت من‬
‫الطوق بعد‪،‬‬‫بعض حلقاته وهي لم تش � ّ�ب ع ��ن َّ‬ ‫في أخبار َمن ذهب)‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتنش ��قت ع َب ��ق العل ��م ف ��ي ِ ْخدره ��ا‪ ،‬ورمبا كان‬ ‫ولق ��د ُأدرج اس ��مها ف ��ي موس ��وعة الش ��عر‬
‫بع ��ض أفراد أس ��رتها أس ��اتذتها األوائل ‪ -‬جري ًا‬ ‫املجم ��ع الثقاف ��ي في «أب ��و ظبي»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العرب ��ي ف ��ي‬
‫فجدها أحمد‬ ‫ّ‬ ‫على ُس ��نة التدريس الباعون ��ي؛‬ ‫عامي «‪ »2007-2006‬عاماً‬ ‫كما أعلنت اليونسكو َ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪46‬‬
‫تتلمذ على أخيه إسماعيل الصوفي في صفد‪ ،‬وأخواها‬
‫محم ��د وأحم ��د تتلم ��ذا لعمهم ��ا البره ��ان الباعون ��ي‬
‫كت على يد إسماعيل اخلوارزمي‪ ،‬ثم‬ ‫تنس ْ‬
‫إبراهيم ‪ -‬ثم ّ‬
‫على يد خليفته يحيى األرموي‪.‬‬
‫حض ��رت الفق ��ه والنح ��و والعروض عل ��ى جملة من‬
‫مش ��ايخ عصره ��ا‪ .‬كم ��ا درس عل ��ى عائش ��ة جمل ��ة م ��ن‬
‫العلم ��اء األع�ل�ام‪ ،‬وانتفع بعلمها خل ��ق كثير من طلبة‬
‫العلم‪.‬‬
‫زواجها‬
‫رغم تصوفها لم تعتزل عائش ��ة احلياة‪ ،‬بل مارس ��ت‬
‫عاص ��رت عائش ��ة الباعوني ��ة الدولت�ي�ن اململوكي ��ة‬ ‫جمي ��ع تفاصيله ��ا‪ ،‬وه ��ي بذل ��ك تختل ��ف ع ��ن رابع ��ة‬
‫والعثمانية‪ ،‬ثم س ��افرت إلى مكة واملدينة ملناسك احلج‬ ‫العدوية؛ فلقد تزوجت عائش ��ة من ابن نقيب األش ��راف‬
‫والعمرة‪ ،‬وزيارة قبر الرسول [‪ ،‬وألّفت بعض قصائدها‬ ‫في دمش ��ق‪ :‬الش ��ريف أحمد بن محمد بن أبي بكر ابن‬
‫عل ��ي ب ��ن إبراهيم الذي ينتهي نس ��به إلى ُ‬
‫احل َس�ْي�نْ بن‬
‫هناك عندما تأثرت بقدسية املشاعر املقدسة‪.‬‬
‫عل ��ي ب ��ن أبي طال ��ب رضي الل ��ه عنهما نحو ع ��ام (‪896‬‬
‫بلغت عائشة الباعونية في الشعر مبلغ ًا عظيم ًا حتى‬ ‫ه� �ـ‪1490/‬م)‪ ،‬و ُرزق ��ت من ��ه مبول ��ود ذك ��ر اس ��مه (عب ��د‬
‫عدها العارفون باألدب بني الشعراء املولَّدين (احملدثني)‬
‫ّ‬ ‫الوه ��اب)‪ ،‬وذلك ع ��ام (‪ 897‬ه� �ـ‪1491/‬م)‪ ،‬ومبولودة أنثى‬
‫اس ��مها (برك ��ة) ع ��ام (‪ 899‬ه� �ـ‪1493/‬م)‪ ،‬ولك ��ن األخيرة‬
‫تزيد على اخلنس ��اء ب�ي�ن الش ��عراء اجلاهليني‪ .‬نظمت‬
‫توفيت وهي في الثالثة من عمرها‪.‬‬
‫الش ��عر في فنون ش ��عرية كثيرة‪ :‬كاملوش ��حات والدوبيت‬
‫والزج ��ل‪ .‬وكان ��ت صاحبة خط جمي ��ل‪ ،‬ولذلك تعد من‬
‫علمها‬
‫اخلطاطات املبدعات‪ ،‬وكتبت بخطها أغلب مؤلفاتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وصفها اإلم ��ام الفقيه واملؤرخ احلنبل ��ي ابن العماد‬
‫في مصنفه (شذرات الذهب) بقوله‪ :‬الشيخة الصاحلة‬
‫مصنفاتها‬ ‫األريب ��ة العاملة‪ ،‬أحد أفراد الده ��ور ونوادر الزمان فض ًال‬
‫ً‬
‫وصيانة‪ .‬وهي أعلم نس ��اء‬ ‫وأدب� � ًا وعلم� � ًا وش ��عر ًا وديان � ً�ة‬
‫لعائش ��ة الباعوني ��ة العديد م ��ن املصنفات في فنون‬
‫القرن العاشر الهجري‪ ،‬بل قالوا‪ :‬رمبا لم يقم في تاريخ‬
‫الش ��عر والنثر‪ ،‬زادت على عش ��رين في النحو والعروض‬ ‫اإلس�ل�ام بعد كبار الصحابيات والتابعيات َمن يش ��بهها‬
‫واللغة والفقه والتصوف والسيرة النبوية‪ ،‬منها املطبوع‬ ‫ف ��ي العلم والفض ��ل واإلجادة والتألي ��ف‪ ،‬وكانت فاضلة‬
‫وأكثرها مخطوط ومفقود‪ ،‬وفيما يلي أش ��هر مؤلفاتها‬ ‫الزمان وحليفة األدب في كل مكان‪.‬‬
‫املطبوعة‪« :‬الفتح املبني في مدح األمني» ‪« -‬مولد جليل‬ ‫نهل ��ت األدب والعل ��م عل ��ى ي ��د مش ��ايخ عصرها في‬
‫للنب ��ي [» اش ��تمل على فرائ ��د النظم والنث ��ر‪ ،‬ويعرف‬ ‫مدارس دمش ��ق والقاهرة‪ ،‬وم ��ن مطالعاتها اخلاصة؛ إذ‬
‫بـاس ��م آخ ��ر ه ��و «امل ��ورد األهن ��ى ف ��ي املولد األس ��نى» ‪-‬‬ ‫نش ��أت ف ��ي بيت عل ��م ودي ��ن وأدب‪ .‬ولقد غادرت دمش ��ق‬
‫قاص ��دة مص ��ر وقضت به ��ا بضع س ��نني م ��ع ابنها عبد‬
‫املالمح الشريفة في اآلثار اللطيفة» ‪ -‬و«فيض الفضل»‬
‫حصلت ق ��در ًا وافر ًا م ��ن العلوم حتى‬
‫الوه ��اب‪ ،‬وهن ��اك ّ‬
‫وهو محفوظ في دار الكتب املصرية‪.‬‬ ‫ُأجي ��زت باإلفت ��اء والتدريس ف ��ي مس ��اجد القاهرة‪ ،‬ثم‬
‫وفاتها‬ ‫ع ��ادت إلى دمش ��ق وكان لها باع طويل ف ��ي فقه املذاهب‬
‫األربعة‪ ،‬وفي السيرة النبوية‪.‬‬
‫توفيت عن ‪ 59‬عام ًا في القرن العاشر الهجري سنة‬
‫ذك ��ر اإلمام جنم الدي ��ن ال َغزّي في كتاب ��ه (الكواكب‬
‫‪ 923‬ه� �ـ = ‪1516‬م‪ ،‬رحمه ��ا الل ��ه رحم ��ة واس ��عة‪ ،‬وقبره ��ا‬ ‫احلق لقراءة‬ ‫أهلن ��ي‬
‫ُّ‬ ‫الس ��ائرة) على لس ��انها أنها قالت‪ّ :‬‬
‫موجود في بس ��تان الش ��لبي في منطقة زق ��اق طاحونة‬ ‫علي بحفظه عل ��ى التمام ولي من‬ ‫وم � ّ�ن ّ‬
‫كتاب ��ه العزيز‪َ ،‬‬
‫األحمر من ضواحي دمشق‪l‬‬ ‫العمر ثمانية أعوام‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫وقالت الشريعة‬

‫فتاوى‬
‫للدكتور الفقية �أحمد احلجي الكردي*‬
‫زوجت ِه دون رضاها‬
‫ِ‬ ‫ذهب‬
‫َ‬ ‫الزوج‬
‫ِ‬ ‫َأ ْخ ُذ‬ ‫مصاحبة غير املسلم‬
‫�ت أم ��ي م ��ن أبي وه ��ي تعاني‬ ‫تزو َج � ْ‬
‫‪ -3‬من ��ذ َّ‬ ‫‪ .1‬أنا مهندس أعمل بش ��ركة مقاوالت‪ ،‬ولي‬
‫مع ��ه؛ كان ظامل ًا لها ويضربها‪ ،‬وق ��د أخذ ُح ِل َّيها‬ ‫زمي ��ل مهندس مس ��يحي يعمل معي بالش ��ركة‬
‫تدر ماذا عم ��ل بها‪ ،‬وتوف ��ي دون أن يطلب‬ ‫ول ��م ِ‬ ‫نفس ��ها‪ ،‬ه ��ذا الزمي ��ل س ��اكن بج ��واري‪ ،‬نذهب‬
‫الس ��ماح منه ��ا أو ُيعلمه ��ا مبكانها‪ .‬وف ��ي مرضه‬ ‫مع� � ًا إل ��ى العم ��ل دائم� � ًا‪ ،‬ي ��وم بس ��يارتي وي ��وم‬
‫قام ��ت أم ��ي باالعتن ��اء ب ��ه عل ��ى أكم ��ل وج ��ه‪،‬‬ ‫بس ��يارته‪ ،‬هل يجوز ذل ��ك أم ال بحكم أنه غير‬
‫حتم ��ل إهانته له ��ا‪ .‬أمي لم تس ��امحه أبداً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مع‬ ‫مسلم؟ وكيف يكون التعامل مع غير املسلمني؟‬
‫وتطلب حقّ ها عند الله‪ ،‬هل تأثم بذلك أم ال؟‬ ‫أفيدوني أثابكم الله‪.‬‬
‫‪َ l‬يح ��رم عل ��ى ال ��زوج أن يأخ ��ذ ش ��يئ ًا م ��ن م ��ال‬ ‫‪ l‬ال مان ��ع م ��ن التعام ��ل م ��ع غي ��ر املس ��لمني ما‬
‫وطيب خاطر‪.‬‬ ‫زوجت ��ه اخلاص بها بدون رضا منه ��ا ِ‬ ‫دام ذل ��ك ال يضر باألخ�ل�اق وال بالعقيدة‪ ،‬وال يضر‬
‫ومب ��ا أن وال ��دك ق ��د توف ��ي‪ ،‬فلوالدت ��ك أن تطال ��ب‬ ‫بجماعة املسلمني‪ ،‬وقد اقترض النبي [ من يهودي‬
‫باس ��ترداد قيمة ما أخ ��ذه منها دون رضا م ��ن َت ِر َك ِت ِه‬ ‫قرض� � ًا ث ��م وف ��اه إي ��اه‪ ،‬وكان ي ��زور جيران ��ه م ��ن غير‬
‫إن كان ت ��رك ما يف ��ي بذلك‪ .‬لكن ُأرش ��دها اآلن إلى‬ ‫املس ��لمني‪ ،‬وق ��ال تعالى‪{ :‬ال َي ْن َه ُاك ُم ال َّل ��هُ َع ِن ال َِّذينَ‬
‫أن تس ��امحه وتصفح عن ��ه لتنال عظيم األجر الذي‬ ‫وك ْم ِم ْن ِد َي ِار ُك ْم أَ ْن‬
‫ين َو َل ْم ُي ْخ ِر ُج ُ‬ ‫الد ِ‬ ‫وك ْم ِفي ِّ‬ ‫َل ْم ُيق َِات ُل ُ‬
‫أع � ّ�ده الل ��ه تعالى لها إن هي فعل ��ت ذلك‪ ،‬وتكون من‬ ‫وه ْم َو ُت ْق ِس � ُ�طوا ِإ َل ْي ِه ْم ِإنَّ ال َّل َه ُي ِح ُّب المْ ُ ْق ِس � ِ�طنيَ}‬
‫َت َب ُّر ُ‬
‫أعد الله تعالى لهم جنات‬ ‫العافني عن الناس الذين ّ‬ ‫والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫جت ��ري من حتته ��ا األنهار فق ��ال تعالى‪َ { :‬و َس � ِ�ار ُعوا‬ ‫َ‬
‫احل ِلف بالنبي [‬
‫ات‬ ‫ِإ َل ��ى َمغْ ِف� � َر ٍة ِم � ْ�ن َر ِّب ُك � ْ�م َو َج َّن � ٍ�ة َع ْر ُض َه ��ا َّ‬
‫الس � َ�ما َو ُ‬
‫‪ -2‬هل االس ��تحالف بالنبي حرام؟ أي قول‪:‬‬
‫الس َّراءِ‬‫ض ُأ ِع َّد ْت ِلل ُْمت َِّقني * ال َِّذينَ ُين ِْفقُ ونَ ِفي َّ‬ ‫َواأل ْر ُ‬
‫�ن ا ْل َغ ْي � َ‬ ‫والنب ��ي افع ��ل ك ��ذا‪ ،‬أو‪ :‬والنبي ال تفع ��ل كذا‪...‬‬
‫َّاس‬ ‫�ن َع ِن الن ِ‬ ‫�ظ َوا ْل َع ِاف�ي َ‬ ‫اظ ِم�ي َ‬ ‫الض � َّ�راءِ َوا ْل َك ِ‬
‫َو َّ‬
‫وجزاكم الله خيراً‪.‬‬
‫اح َش � ً�ة‬ ‫َوال َّل ��هُ ُي ِح ُّب المْحُ ِْس � ِ�نني * َوال َِّذينَ ِإ َذا َف َع ُلوا َف ِ‬
‫ُوب ِه ْم‬‫اس� � َتغْ ف َُروا ِلذُ ن ِ‬ ‫أَ ْو َظ َل ُم ��وا أَ ْنفُ َس � ُ�ه ْم َذ َك ُروا ال َّل َه َف ْ‬ ‫‪ l‬ال يجوز ذلك عند أكثر الفقهاء حلديث النبي‬
‫ُوب ِإال ال َّلهُ َو َل ْم ُي ِص ُّروا َع َلى َما َف َع ُلوا‬ ‫َو َم ْن َيغْ ِف ُر الذُّ ن َ‬ ‫[‪« :‬م ��ن كان حالف ًا فليحلف بالله أو ليصمت» رواه‬
‫�ك َجزَاؤُ ُه � ْ�م َمغْ ِف َرةٌ ِم � ْ�ن َر ِّب ِه ْم‬ ‫َو ُه � ْ�م َي ْع َل ُم ��ون * ُأو َل ِئ � َ‬ ‫الشيخان‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪48‬‬
‫عمل املرأة مع زوجها في مخزن‬ ‫َّات تجَ ْ ِري ِم ْن تحَ ْ ِت َها األ ْن َها ُر خَ ِال ِدينَ ِفي َها َو ِن ْع َم‬
‫َو َجن ٌ‬
‫‪ -5‬م ��ا حك ��م خ ��روج امل ��رأة للعمل في س ��وبر‬ ‫أَ ْج ُر ا ْل َع ِام ِل�ي�ن} (آل عمران ‪ .)136-133‬والله تعالى‬
‫مساعدة‬ ‫ماركت مع زوجها‪ ،‬وتعاملها مع الرجال‬ ‫أعلم‪.‬‬
‫ِ‬
‫لزوجه ��ا‪ ،‬وما هي ضوابط خروجها إن كان ذلك‬ ‫عمل املرأة‬
‫في مكان مينعها من احلجاب‬
‫يصح؟‬
‫‪ -4‬أسكن في بلد أوروبي وأحتاج‬
‫‪ l‬إذا كان ��ت باحلج ��اب الكام ��ل ول ��م يع ِّرضه ��ا‬
‫إل ��ى العم ��ل‪ ،‬وه ��ذا البلد ال يس ��مح‬
‫العمل للخل ��وة بالرجال األجانب وال مل َ ِّس ��هم وكانت‬
‫للمح َّجبات بالعمل‪ ،‬ولكي أعمل ال‬ ‫َ‬
‫معاملته ��ا لهم على ق ��در احلاجة فال مانع من ذلك‬
‫بد أن أتخلى ع ��ن حجابي‪ ،‬أذهب‬ ‫ّ‬
‫إن أَذنَ الزوج‪ ،‬وإال فال يجوز‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫إل ��ى العم ��ل وأن ��ا أرت ��دي احلجاب‬
‫ولكن عن ��د دخول ��ي للعمل أخلع‬
‫احلجاب‪ ،‬فهل يجوز لي ذلك؟‬
‫‪ُ l‬ل ْب ��س احلج ��اب واج � ٌ�ب عل ��ى‬
‫امل ��رأة العاقل ��ة البالغ ��ة ‪ -‬باحليض‬
‫أو بالس ��ن ‪ -‬أم ��ام الرجال األجانب‬
‫عنها‪ ،‬س ��واء في ذلك مكان العمل‬
‫أم غي ��ره‪ .‬وعلي ��ه ف�ل�ا يج ��وز ل � ِ�ك‬
‫ش ��رع ًا العمل في مكان ال ُيس ��مح‬
‫ل � ِ�ك في ��ه بارت ��داء احلج ��اب‪،‬‬
‫وعلي � ِ�ك أن تف ِّتش ��ي ع ��ن وظيفة‬
‫أخ ��رى تتمكنني فيها من العمل‬
‫وأنت بحجابك الش ��رعي بعيدة‬
‫ع ��ن االخت�ل�اط بالرج ��ال م ��ا‬
‫أمكن‪ .‬قال تعال ��ى‪َ { :‬و َم ْن َيتَّ ِق‬
‫ال َّل َه َي ْج َعلْ َلهُ َم ْخ َر ًجا َو َي ْرزُقْ هُ‬
‫ِم � ْ�ن َح ْي � ُ�ث ال َي ْحت َِس � ُ�ب َو َم � ْ�ن‬
‫َي َت َوكَّ لْ َع َلى ال َّل ِه َف ُه َو َح ْس ُبهُ }‬
‫(الطالق ‪ ،)3 :‬ومن ترك شيئ ًا‬
‫لله عوض ��ه الله تعالى خير ًا‬
‫منه‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫تهانينا‬
‫مبارك حجابك‬
‫تبارك عال عبال لرويدا كبة مبناسبة ارتدائها احلجاب‪ ،‬وكذلك تبارك إميان وفاطمة‬
‫عباس لفاطمة طالب‪ ،‬وتبارك ضحى حدارة آلالء ش ��حيدي لبس ��ها احلجاب‪ ،‬نسأل‬
‫الله تعالى أن يزيدهن من فضله‪.‬‬

‫عقد ِقران‬
‫تب ��ارك جمعي ��ة االحتاد اإلس�ل�امي لألخ محمد درويش وبراءة س ��ودا ولألخ‬
‫صالح حبلص وهدى خضر ولنجيب القادري وميرفت جحا مبناسبة عقد ِقرانهم‪،‬‬
‫نسأل الله تعالى لهم حياة زوجية هانئة‪.‬‬

‫زفوا العرو�س‬
‫يبارك قس ��م الطالبات في املنتدى الطالبي ّ‬
‫مليس ��ر عيتاني ووس ��يم علي‬
‫غنوم مبناس ��بة زواجهما‪ ،‬نس ��أل الل ��ه تعالى لهما حي ��اة زوجية هانئة مك ّلل ��ة برضا الله‬
‫تعالى‪.‬‬

‫مبارك لكما املولود‬


‫تب ��ارك زكي ��ة احلصري حملمود احلصري وزوجته س ��وليكس غارس ��يا مولودهما‬
‫محمد علي‪ ،‬بورك لهما في املوهوب وشكرا الواهب ورزقا ِب َّره وبلغ أَ ُش ّده‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة إسالمية‬

‫لقاء ن�سائي �أخوي �إمياين‬

‫األخ ��وات عل ��ى اهتمامه ��ن بتنظيم ه ��ذا اللقاء‪ ،‬كما‬ ‫نظم القس ��م النس ��ائي ف ��ي جمعية االحتاد اإلسالمي‬ ‫ّ‬
‫ش ��كرت (اجلمعية) على مواكبتها لها ُمظهرة وفاءها‬ ‫يوم الس ��بت ‪ 9‬ربيع األول ‪ 1432‬هـ = ‪ 11‬ش ��باط ‪2010‬م‬
‫له ��ذه الدع ��وة الت ��ي تنتم ��ي إليه ��ا‪ ،‬كم ��ا ألق ��ت على‬ ‫ا تكرمي ّي� � ًا ف ��ي دار الدع ��وة مبناس ��بة إص ��دار‬
‫حف�ل� ً‬
‫مس ��امع األخوات بعض ًا من قصائده ��ا‪ .‬بعد ذلك متّ‬ ‫�حر‬ ‫األخ ��ت أح�ل�ام احلنف ��ي ديوانها الش ��عري ِ‬
‫(س � ْ‬
‫تق ��دمي درع لألخت ناه ��د إبراهيم تثمين ًا إلتقانها‬
‫امل ��داد)‪ ،‬كم ��ا اش ��تمل اللق ��اء تك ��رمي األخ ��ت ناهد‬
‫ف ��ي العمل في صن ��دوق التكافل اإلس�ل�امي‪ ،‬وكان‬
‫إبراهيم جلهودها في قسم األيتام التابع لصنددوق‬
‫لألخت ناهد تعليق ًا ع ّبرت فيه عن شكرها لدعوتها‬
‫منوهة باجلو األخوي الذي ن َِعمت به في‬ ‫التكافل اإلسالمي مبناسبة انتهاء عملها الوظيفي‪.‬‬
‫ولألخ ��وات‪ّ ،‬‬
‫العمل‪.‬‬ ‫اس ��تُ هلّ اللقاء بتالوة آيات م ��ن الذكر احلكيم ثم‬
‫واش ��تمل اللقاء أيض ًا على ِف ْقرة ُح ّرة قدمت فيها‬ ‫دع ��اء رف َع ْت ��ه األخ ��ت روع ��ة النابلس ��ي‪ .‬ث ��م ألقت‬
‫ثلّة من األخوات الالتي واكنب مسيرة األخت أحالم‬ ‫األخ ��ت أم أن ��س رمض ��ان كلم ��ة حتدث ��ت فيه ��ا عن‬
‫احلنف ��ي وصاي ��ا ونصائ ��ح تفيده ��ا ف ��ي مش ��وارها‬ ‫أهمي ��ة التح ِّل ��ي ِ‬
‫باجل ��د والهم ��ة العالي ��ة واحل ��رص‬
‫الدع ��وي والش ��خصي‪ ،‬وأخي ��ر ًا قام ��ت بالتوقيع على‬ ‫عل ��ى اإلتق ��ان ف ��ي طل ��ب العل ��م والعم ��ل‪ .‬بع ��د ذلك‬
‫ديوانها الشعري (سحر املداد)‪.‬‬ ‫أل َق � ْ�ت األخ ��ت أح�ل�ام احلنف ��ي كلمة ش ��كرت فيها‬

‫ا�ست�ضافة الداعية د‪�.‬صفوت حجازي‬


‫الرابط ��ة الش ��يخ حس ��ن قاطرجي مع ع ��دد من دعاة‬
‫اجلمعي ��ة وذل ��ك ف ��ي مرك ��ز دار الدعوة في بي ��روت‪ ،‬ومت‬
‫التباح ��ث في قضاي ��ا الدعوة اإلس�ل�امية‪ ،‬منها اإلعالن‬
‫عن انطالقة «رابطة علماء أهل السنّة» بعد عام ونصف‬
‫من التحضير واإلعداد الذي مت مبؤمتر ُعقد في مدينة‬
‫إسطنبول ويثّت وقائعه قناة (اجلزيرة مباشر)‪.‬‬
‫وفي املؤمتر ُأعلنت أهداف تأسيس هذه الرابطة التي‬
‫هي‪ :‬بيان احلكم الشرعى في قضايا األمة‪ ،‬واإلسهام فى‬ ‫زار الداعي ��ة الدكت ��ور صفوت حج ��ازي األمني العام‬
‫إقامة مرجعية شرعية ألهل السنة‪ ،‬وإبراز ثوابت الدين‬ ‫لرابط ��ة علم ��اء أه ��ل الس ��نة جمعية االحتاد اإلسالمي‪ ،‬وذلك‬
‫ورد الش ��بهات ع ��ن اإلس�ل�ام‪ ،‬وبن ��اء الوع ��ى احلض ��اري‪،‬‬ ‫ي ��وم األربع ��اء ‪ 15‬صفر ‪ 1432‬هـ = ‪ 19‬كانون الثاني ‪2011‬‬
‫وحتصني األمة من خطر الذوبان واالنحراف‪l‬‬ ‫م‪ ،‬وق ��د اس ��تقبله رئيس اجلمعية وعض ��و مجلس أمناء‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫أنشطة إسالمية‬

‫حما�ضرة (والدة النبي‪ ..‬والدة �أ ّمة)‬


‫ونوه هنا برسالة‬
‫األرض على أس ��اس منهج اإلس�ل�ام‪ّ .‬‬ ‫ألق ��ى الش ��يخ حس ��ن قاطرج ��ي في مس ��جد‬
‫الفيلس ��وف األدي ��ب الروس ��ي العامل ��ي املترجم ��ة إلى‬ ‫ِج ِن�ي�ن ف ��ي مخيم ش ��اتيال بدع ��وة من جلنة املس ��جد‬
‫(ح َكم النبي محمد) صلى الله عليه وس ��لم‪،‬‬ ‫العربية ِ‬ ‫ي ��وم الس ��بت ‪ 9‬ربي ��ع األول ‪1432‬ه� �ـ = ‪ 12‬ش ��باط‬
‫وبالكت ��اب الضخ ��م للطبيب الداعية امل ��ؤرخ د‪ .‬راغب‬ ‫أمة‪:‬‬
‫‪2011‬م محاض ��رة بعنوان‪( :‬والدة النب ��ي ‪ ..‬والدة ّ‬
‫خصائصها ورس ��التها) ب ��دأ فيها بالتعري ��ف ِب َع َظمة‬
‫قدم املس ��لمون للعالم‪ ..‬إس ��هامات‬ ‫الس ��رجاني (م ��اذا ّ‬ ‫الرس ��ول صلى الله عليه وس ��لم وأنه أفضل خلق الله‬
‫احلضارة اإلس�ل�امية ف ��ي احلضارة اإلنس ��انية)‪ .‬هذا‬ ‫رسل للناس‬ ‫وأحبهم إلى الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وأنه ُم َ‬ ‫ُّ‬
‫وقد حضر احملاضرة حش ��د كبير من الشيوخ وطالب‬ ‫جميعهم بخالف األنبياء والرس ��ل الذين سبقوه‪ .‬ثم‬
‫العلم ورواد املسجد وأبناء املخيم‪.‬‬ ‫ليعلي دينَه و َيهدي البشرية‬ ‫بينّ أن الله تعالى اختاره ُ‬
‫إلى صراطه سبحانه ويخ ِّلصها من الشقاء والتِّيه‪.‬‬
‫ثم اس ��تعرض حيث ّيات بناء الرس ��ول صلى الله‬
‫أمة‬
‫ألمة عظيمة أهم خصائصه ��ا‪ :‬أنها ّ‬ ‫علي ��ه وس� �لّم ّ‬
‫عابدة‪ ،‬مجاهدة‪ ،‬وهادية‪.‬‬
‫مطو ًال عند رس ��التها العظيمة املتمثلة‬ ‫َّ‬ ‫ثم توقّ ف‬
‫بأمري ��ن عظيمني‪ -1 :‬إقامة الف ��رض‪ ،‬وبينّ أن أعظم‬
‫الف ��روض توحي ��د الل ��ه وتعبي ��د الن ��اس ل ��ه وتطبيق‬
‫شريعته‪ -2 ،‬وعمارة األرض؛ فبينّ أن الدين في املفهوم‬
‫بعمارة‬
‫ولكن يأم ��ر ِ‬
‫ْ‬ ‫�زواء وس ��لبية‬
‫اإلس�ل�امي لي ��س ان � ً‬

‫منرب الداعيات تواكب بطولة كرة القدم ال�شبابية‬


‫املب ��اراة النهائي ��ة وف ��از منتخ ��ب جامعة اجلن ��ان بكأس‬
‫البطولة‪.‬‬
‫وفاز الطالب أحمد طه من جامعة اجلنان بلقب‬
‫أفض ��ل ه ��داف‪ ،‬والطالب محم ��د خريباتي م ��ن جامعة‬
‫طرابلس بلقب أفضل العب‪ ،‬والطالب عمرو فاروسي‬
‫من جامعة طرابلس بلقب أفضل حارس مرمى‪.‬‬
‫وأثن ��اء املباريات الت ��ي امتدت على مدار أس ��بوع ُوزّع‬
‫على جميع املش ��اركني مطوي ��ات مع ِّرفة برس ��الة جمعية‬
‫أق ��ام املنت ��دى الطالب ��ي ف ��ي جمعية االحتاد اإلسالمي‬
‫االحتاد اإلسالمي الدعوي ��ة ف ��ي لبن ��ان ونش ��اط قطاعها‬ ‫بطولة جامعــات الش� �ــــمـال الشبابية في كرة القدم وقد‬
‫الطالبي ‪ -‬املنتدى الطالبي ‪ -‬كما وزّعت على اجلميع‬ ‫شاركت فيها ثماني فرق متثل اجلامعات اآلتية‪ :‬جامعة‬
‫هدايا من مجلة منبر الداعيات‪.‬‬ ‫بي ��روت العربي ��ة ‪ -‬جامعة اجلنان ‪ -‬جامع ��ة طرابلس ‪-‬‬
‫وبع ��د انته ��اء املب ��اراة ش ��ارك ممث ��ل ش ��ركة‬ ‫كلي ��ات (اآلداب والعل ��وم وإدارة األعم ��ال والصح ��ة) في‬
‫‪ Robotics‬الراعي ��ة لل ��دورة بتوزي ��ع الك ��ؤوس والهدايا‬ ‫اجلامعة اللبنانية ‪ -‬جامعة ‪.LIU‬‬
‫على الفائزين‪l‬‬ ‫وق ��د ُأجري ��ت ي ��وم األح ��د ‪ 16‬كانون الثان ��ي‪ 2011‬م‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪52‬‬
‫زيارة ن�سائية �إىل مركز الزيتونة الفل�سطيني‬
‫مرك ��ز الزيتون ��ة للدراس ��ات واالستش ��ارات ُيعن ��ى‬
‫بالدراس ��ات االس ��تراتيجية واستش ��راف املس ��تقبل‪،‬‬
‫مجال عمله العالم اإلسالمي‪ ،‬ويعطي اهتمام ًا‬ ‫ُ‬ ‫ويغطي‬
‫ُ‬
‫خاص ًا‪ ‬بالقضية الفلس ��طينية‪ ،‬وبدراس ��ات الصراع مع‬
‫املش ��روع الصهيون ��ي وكيان ��ه الغاصب‪ ،‬وكل م ��ا يرتبط‬
‫بذلك من أوضاع فلسطينية ودولية‪.‬‬
‫مد جس ��ور التعارف والتع ��اون قام وفد‬ ‫وس ��عي ًا إلى ّ‬
‫من القس ��م النس ��ائي ف ��ي جمعية االحتاد اإلسالمي بزيارة‬
‫إل ��ى املركز حي ��ث اصطحبته ��ن األخت أم ��ل عيتاني‬
‫(باحث ��ة ومترجم ��ة) بجولة ف ��ي أرجائ ��ه وتع ّرفن على‬
‫أقس ��امه‪ ،‬وج ��رى احلدي ��ث ع ��ن بدايات تأس ��يس املركز‬
‫وأهدافه وآلية العمل فيه‪.‬‬

‫الطبيبة الأمريكية املهتدية لي�سا كلينغر يف �صيدا‬


‫معها حول وضع املس ��لمني اجل ��دد في الغرب وجهودهم‬ ‫استضاف القسم النسائي في جمعية االحتاد اإلسالمي‬
‫الدعوي ��ة ومواقفهم جتاه قضايا املس ��لمني‪ ،‬وقد ش ��ارك‬ ‫في صيدا صباح اجلمعة ‪ 14‬كانون الثاني ‪2011‬م الطبيبة‬
‫األميريكي ��ة د‪.‬ليس ��ا كلينغر‪ ،‬وحضر حش ��د من النس ��اء‬
‫في احلضور من الهيئات النسائية اإلسالمية في صيدا‪:‬‬ ‫والطالبات والعامالت ف ��ي احلقل الدعوي محاضرتها‪،‬‬
‫جمعية النجاة‪ ،‬ومركز حتفيظ القرآن بدار األرقم‪.‬‬ ‫حي ��ث عرض ��ت رحلته ��ا م ��ع اإلس�ل�ام وج ��رت مناقش ��ة‬

‫جمل�س ختم القراءات الع�شر يف �صيدا‬


‫نظم ��ت دار الق ��رآن الك ��رمي ف ��ي جمعية االحتاد‬ ‫ّ‬
‫اإلسالميحفل خت ��م الق ��رآن الك ��رمي بالق ��راءات العشر‬
‫من الطريق الكبرى (من طريق ط ّيبة النش ��ر) للش ��يخ‬
‫ماه ��ر الصدي ��ق في مس ��جد الروضة في صي ��دا‪ ،‬بعد‬
‫خَ ْت ��م َع ْر ِضها على الش ��يخ املد ّرس ف ��ي الدار احلافظ‬
‫اجلام ��ع خالد بركات الدمش ��قي‪ ،‬وقد حضر اخلتم‬
‫وخ ّصص مكان‬ ‫جمهرة من طالب العلم وش ��يوخ صيدا‪ُ ،‬‬
‫للنساء‪.‬‬
‫س ��نوات‪ ،‬وبعدها ألقى الشيخ عثمان دياب أحد دعاة‬ ‫ولق ��د ألقى الش ��يخ الدكتور صال ��ح معتوق كلمة‬
‫جمعية االحتاد اإلسالمي ونائب مدي ��ر ُدور القران في لبنان‬ ‫ن ّوه فيها بفضل االهتمام بالقرآن الكرمي تع ُّلم ًا وحفظ ًا‬
‫كلم ��ة ذ ّك ��ر فيها بعزّة حام ��ل القرآن و ُبع ��ده عن التذلل‬ ‫وعم ًال‪ ،‬وأجرى مقارنة بني الواقع احلالي ّ‬
‫املبش ��ر بخير‬
‫للم ��ال أو الس ��لطان الظال ��م‪ .‬وفي اخلتام ُك ِّرم الش ��يخ‬ ‫كبي ��ر من جهة انتش ��ار مراكز الق ��رآن الكرمي في صيدا‬
‫ماهر بجائزتني‪ :‬األولى من دار القرآن‪ ،‬والثانية من‬ ‫وإقبال طلبة العلم والش ��باب في املدينة على االهتمام‬
‫جلنة مسجد الروضة في صيدا‪l‬‬ ‫بحف ��ظ القرآن املجي ��د‪ ،‬وبينَّ ما كان علي ��ه احلال قبل‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫إعداد‪ :‬ضحى الظريف‬
‫واحة القارئات‬
‫ضعي بصمتك‬
‫مشروع دعوي في املطبخ‬
‫أوان ورقية وأرس ��ليه إلى‬
‫حاولي إعادة ترتيبه ووضعه في ٍ‬ ‫‪ l‬جرب ��ي حتضير طبق س ��هل ولذيذ بكمية كبيرة ثم‬
‫العم ��ال من حولكم‪ ...‬واعلم ��ي أنّ في كل ذات كبد رطبة‬ ‫وزّعيه في أطباق ورقية وأرس ��ليه إل ��ى اجليران‪ ،‬وتذكّري‬
‫أجراً‪.‬‬ ‫لك في إطعام الطعام أجر ًا عظيم ًا‪.‬‬ ‫أن ِ‬
‫‪ l‬أثن ��اء عمل ��ك في املطب ��خ حاولي اس ��تغالل وقتك‬ ‫‪ l‬حاول ��ي إف ��ادة جيران ��ك م ��ن خ�ل�ال ه ��ذا الطب ��ق‬
‫ف ��ي ش ��يء ناف ��ع؛ كأن ُتكثري من االس ��تغفار والتس ��بيح‬ ‫ب ��أن ترس ��لي معه بع ��ض األش ��رطه النافع ��ة أو املطويات‬
‫عملك في‬
‫ِ‬ ‫أو س ��ماع األش ��رطة اإلس�ل�امية حتى يصب ��ح‬ ‫الهادفة‪.‬‬
‫املطبخ عبادة‪.‬‬ ‫‪ l‬إذا كان لدي ��ك بع ��ض الطع ��ام الفائض والنظيف؛‬

‫معربة‬
‫كلمات َّ‬

‫‪ l‬أمبير‪ :‬هو وحدة لقياس قوة التيار الكهربي بالفرنس ��ية ‪ a.m.ampara‬ميكن إبدال كلمة (املقياس) بتلك‬
‫اللفظة‪.‬‬
‫‪ l‬إسمنت‪ :‬مادة البناء املعروفة؛ وأصلها باإلنكليز ّية ‪ ،cement‬عربيتها‪ :‬املسلّح‪.‬‬
‫‪ l‬أتوماتيكي‪ :‬ما يتحرك بنفسه‪ ،‬وأصلها فرنسي ‪ automatique‬عن اليونانية‪ ،‬وعربيتها‪ :‬تلقائي‪.‬‬
‫‪ l‬إلكترون‪ :‬وأصلها إجنليزي ‪ electron‬عن اليونانية ‪ ,K‬وعربيتها‪ُ :‬‬
‫الك َه ْيرب‪.‬‬
‫‪ l‬إنتريك‪ :‬أصلها إجنليزي ‪ ،electric‬وعربيتها‪ :‬مصباح يدوي‪.‬‬
‫براغ‪ ،‬وأصلها تركي ‪ ،burgu‬وعربيتها‪ :‬ا ِملثْقب‪.‬‬ ‫‪ l‬برغي‪ :‬مسمار ُم َل ْولب‪َ ،‬‬
‫وج ْمعها ٍ‬
‫‪ l‬بطارية‪ :‬جهاز يخزن القوة الكهربية‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬جاف وسائل‪ ،‬أصلها إيطالي ‪ ،bettarie‬وعربيتها‪ :‬مشحن‬
‫كهربي‪.‬‬

‫ألغاز شعرية‬

‫ما هو؟‬
‫حملته نصـف درهـم‬ ‫ويعجز إن ّ‬ ‫أثقال ال َب ِر َّي ِـة قـادر‬
‫ِ‬ ‫حمال‬
‫ّ‬
‫و َي ْسري ِبال ِر ْج ٍل له َس ْي َر أَ ْر َقـم‬ ‫يسير بأيدي الناس شرق ًا ومغرب ًا‬

‫من روائع األقوال‬

‫ميزان‬
‫ق ��ال بع ��ض ال ُب َلغاء‪ :‬إنَّ الع ��دل ميزان ال َّله الذي وضعه للخَ ْل ��ق‪ ،‬ونصبه للحقِّ ‪،‬‬
‫�تع ْن على الع ��دل ِب ُخ َّل َتينْ ‪ِ :‬ق َّلة‬
‫ف�ل�ا تخالفْ هُ في ميزانه‪ ،‬وال تعارضه في س ��لطانه‪ ،‬واس � ِ‬
‫َّ‬
‫الطمع‪ ،‬وكثرة الْو َرع‪.‬‬
‫أدب الدنيا والدين لإلمام املا َو ْردي ‪17:1‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪54‬‬
‫كلمة السر‬

‫اشطب الكلمات اآلتية أفقي ًا وعمودي ًا‬


‫وقطري� � ًا وبالعكس‪ ،‬ليتبقى لديك اس ��م‬ ‫ُ‬
‫دولة عربية‪:‬‬
‫كن ��ز ال ��ذكاء ‪ -‬كام ��ل الدب ��اغ ‪ -‬الفرات‬
‫‪ -‬أب ��و ظب ��ي ‪ -‬س ��وريا ‪ -‬كرك ��وك ‪ -‬بغداد ‪-‬‬
‫الكوف ��ة ‪ -‬الس ��عودية ‪ -‬يوس ��ف ‪ -‬حس�ي�ن‬
‫‪ -‬قط ��ر ‪ -‬ك ��رمي ‪ -‬جمي ��ل ‪ -‬س ��يف ‪ -‬النيل‬
‫‪ -‬دينار ‪ -‬املتنبي ‪ -‬شاكر  ‪ -‬قمر ‪ -‬هدهد ‪-‬‬
‫ ‬
‫مي ‪ -‬فل‪.‬‬
‫حلول كلمة السر‪ :‬اإلمارات‬

‫شبكة الكلمات المتقاطعة‬

‫‪ l‬أفقي ًا‪:‬‬
‫‪ .1‬من ميارس عم ًال مثل عملك ‪َ -‬و َجل‬
‫‪10 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ورعب‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ .2‬فيلسوف يوناني ‪ -‬الوالد (م)‪.‬‬
‫‪ .3‬قبل اخلامس(م) ‪ -‬ثمن (م)‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ .4‬عاصمة أملانية‪.‬‬
‫‪ .5‬وداع ‪ -‬عام وسنة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ .6‬عك ��س ‪ -‬ص�ل�اة ‪ -‬من اخلض ��ر يرمز‬
‫للخصوبة (م)‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ .7‬صنم جاهلي ‪ -‬الشكر(م)‪.‬‬
‫‪ .8‬أكبر قارات العالم‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ .9‬ارتعاد وارتعاش ‪ -‬إيهاب‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .10‬مجازف ‪ -‬مستمر‪.‬‬
‫‪ l‬عمودي ًا‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ .1‬عك ��س أح ��زن ‪ -‬ن ��وع م ��ن املع ��دن ‪-‬‬
‫والدة‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ .2‬كني ��ة ‪ -‬غ ��زوة إس�ل�امية (م) ‪ -‬نصف‬
‫كلمة رعود‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ .3‬غذاء آسيوي (م) ‪ -‬قادم (م)‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .4‬عابر ‪ -‬قامة ‪ -‬الرمي باحلجارة‪.‬‬
‫‪ .5‬يسعي ‪ -‬حسب وأحصى ‪ -‬للمساحة‪.‬‬
‫‪ .9‬نسمو ونرتقي ‪ -‬من األنبياء (م)‪.‬‬ ‫‪ .6‬أقارب وأهل‪.‬‬
‫‪ِ .10‬معول ‪ -‬في الرأس ‪ -‬أبو البشرية‪.‬‬ ‫‪ .7‬أجرب (م)‪.‬‬
‫‪ .8‬اخلير (مبعثرة) ‪ -‬أقعد (م)‪.‬‬
‫*م = معكوسة‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫ولنا لقاء‬
‫«س َجال»!‬
‫‪ ...‬واملعرفة ِ‬
‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬

‫لكنّنا اليوم نقول لهم وألمثالهم‪ :‬جاء‬ ‫و�أخ�ي�ر ًا‪ُ ...‬و ِل � ْ‬


‫�دت دور ُة برامجه ��ا اجلدي ��دة‪...‬‬
‫دورنا لنُلزمكم معارفنا‪...‬‬ ‫املخاض إلى خلف الشاشة‬‫ُ‬ ‫فبعد طول انتظار‪ :‬أجاءها‬
‫ف� �ـ «الزم تعرفوا» أنّ احلي ��ا َء عندنا ِصنْو اإلميان‪ ،‬إ ّال‬ ‫بالس ��م» مدعوم ًا باإلعالنات‪،‬‬
‫فوضعت «عس ًال محقون ًا ُّ‬
‫والدشات؟!!‬
‫ّ‬ ‫ُمر َّوج ًا له بالصحون‬
‫باطل‬
‫ٍ‬ ‫ع ��ن ُظلْم حت ��ى نرفعه‪ ،‬وعن حقّ حتى ن َُر ّده‪ ،‬وعن‬
‫نصده‪...‬‬
‫َّ‬ ‫حتى‬ ‫سفاح‬
‫ٍ‬ ‫تلك الفضائية التي «ما في ِمتْال» ُتنْجب من‬
‫للم ّرة األلف برنامج ًا مقطوع ال ّنس ��ب مبتور األصل‪...‬‬
‫و«الزم تعرف ��وا» أنّ اجل ��رأة ِدرعن ��ا‪ :‬يتت� � ّر ُس خلفه ��ا‬
‫أم� � ًا وال أب ًا‪ ...‬وال أخت ًا وال أخ� � ًا‪ ...‬وال ً‬
‫ابنة وال‬ ‫ال يش ��به ّ‬
‫�جاعة‬
‫ٍ‬ ‫�ارب ب ��ه أحرارن ��ا‪ ...‬بش �‬
‫ش ��رفاؤنا‪ ،‬وس ��يفنا‪ :‬يح � ُ‬
‫سيوجه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أي جمهور‬ ‫ابن ًا‪ ...‬وال ُي ْع َرف حتى إلى ّ‬
‫هدامة‪...‬‬ ‫بوقاحة ّ‬
‫ٍ‬ ‫مقدامة‪ ...‬ال‬
‫فجر؟!‬
‫فسد أم للفاسد حتى َي ُ‬
‫< للبريء حتى َي ُ‬
‫�مس عقولنا‪،‬‬
‫كم ��ا أ ّنك ��م «الزم تعرف ��وا» أنّ العل� � َم ش � ُ‬
‫أبصارنا‪ ...‬بهما ُس ��دنا‪ ...‬ومعهما ُعدنا‪...‬‬‫ِ‬ ‫واملعرف� � َة نو ُر‬
‫ِ‬ ‫< للط ّيب حتى َيخ ُبث أم للخبيث حتى ينتنُ ؟!‬
‫بهما َص َح ْونا‪ ...‬وإليهما استندنا‪...‬‬ ‫برنام � ٌ�ج ُأل ِْزم ��وه فألزمونا إ ّي ��اه‪ ...‬بل جعل ��وا ِلزام ًا‬
‫ث � ّ�م «الزم تعرف ��وا» أننا ق ��د فتحنا كتابنا‪ ،‬وش ��حذنا‬ ‫على كل مشاهد أن يتع ّرف على مضمونه‪ ...‬ويا له من‬
‫رس ��نا‪ ،‬وأمضينا‬
‫وفهمن ��ا َد َ‬
‫وطهرن ��ا إعالمن ��ا‪ِ ،‬‬
‫أقالمن ��ا‪ّ ،‬‬ ‫مضمون!!‬
‫�ادم ‪ -‬ب ��إذن الله ‪ -‬س ��يكون لنا ال‬
‫عهدن ��ا‪ ...‬فال ��دو ُر الق � ُ‬ ‫َف� �ـ «الزم تع ��رف» أيه ��ا املش ��اهد كي ��ف ُتخل ��ع عباءة‬
‫علينا‪...‬‬
‫اخلجل لتلبس (جاكيت) الوقاحة واالبتذال!!!‬
‫وختام� � ًا‪ ،‬أظ � ُّ�ن أ ّنك ��م «الزم تعرف ��وا» أنن ��ا ق ��د ُر الله‬
‫و«الزم تعرف» أ ّيها املتف ِّرج الطريقة الفُ ضلى لتأكل‬
‫إليك ��م‪ ...‬ق ��د ابتالك ��م بن ��ا‪ ،‬وابتالن ��ا بك ��م‪ ...‬لندف ��ع‬
‫امللوثة!!‬
‫طبق قد غاصت فيه األيدي َّ‬ ‫من ٍ‬
‫وقاحتك ��م بجرأتن ��ا‪ ،‬وخبثك ��م بأخالقن ��ا‪ ،‬وادعاءاتك ��م‬
‫بعلومنا‪ ،‬وتدجينكم بانتفاضتنا‪ ...‬ووالله لو كنتُ م فوق‬ ‫كما أنّه «الزم تعرف» أ ّيها املتش ِّوق الوسائل «املجهولة»‬
‫السحاب لصعدنا إليكم أو لهبطتم إلينا‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫باألسف واألسى!!‬
‫ِ‬ ‫لتنفس عن حاجاتك دون أن تشعر‬ ‫ِّ‬

‫وم ��ا عليك ��م إ ّال أن تنظ ��روا حولك ��م‪ ...‬وأن تلزم ��وا‬ ‫�رنقة‬
‫تخرج من ش � ِ‬ ‫متحضر كيف ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ثم «الزم تعرف» يا‬
‫ّ‬
‫أماكنك ��م إن اس ��تطعتم‪ ...‬يومئ � ٍ�ذ‪ ...‬س ��نعاود احلديث‬ ‫األخالق وتنفلت في فضاء املدنية «البدن ّية» الواسع!!‬
‫ِ‬
‫�يعلم‬
‫وقتئذ‪ ...‬س � ُ‬
‫ٍ‬ ‫معكم لكن وفق قانوننا ال قانونكم‪...‬‬ ‫ه ��م أولئك الذي ��ن يل ِّوث ��ون هواءنا ال ّنق ��ي ليع ّرفوا‬
‫منقلب ينقلبون‪l..‬‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫الذين انحرفوا ّ‬ ‫�وة األول ��ى نح ��و هاوي ��ة‬
‫أبناءن ��ا وبناتن ��ا عل ��ى اخلط � ِ‬
‫الدراية!!‬
‫بح ّجة ِّ‬‫الغواية‪ُ ...‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -165‬ربيع الأول ‪1432‬‬
‫‪56‬‬

You might also like