You are on page 1of 126

‫‪www.barsoomyat.

com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 1‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الزء الثان ‪ :‬الفهرست‬

‫في إبطال التثليث‪.‬‬ ‫تابع‪ :‬الباب الرابع‪:‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬في إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلم‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في ابطال ألوهية المسيح عليه السلم‬

‫الخامس‪ :‬في كون أن القران كلم ال و معجزا‪ ,‬ورفع شبهات القسيسين‬ ‫الباب‬

‫الفصل الول‪ :‬في اثبات أن القران الكريم كلم ال‬


‫الفصل الثاني‪ :‬في رفع شبهات القسيسين‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في اثبات صحة الحاديث النبوية المروية في كتب الصحاح و من كتب أهل السنة و الجماعة‬
‫الفصل الرابع‪ :‬في دفع شبهات القسيسين الواردة على الحاديث‬

‫السادس‪ :‬في اثبات نبوه محمد صلى ال عليه وسلم‬ ‫الباب‬

‫الفصل الول‪ :‬في اثبات نبوته صلى ال عليه وسلم‬


‫الفصل الثاني‪ :‬في دفع المطاعن‬

‫القسم الول‪ :‬في أن الذنوب المذكورةفي كتبهم تقدح في نبوه أنبيائهم‬


‫القسم الثاني‪ :‬في نقل مطاعن القساوسة و الرد عليها‬

‫تابع‪ :‬الباب الرابع ف إبطال التثليث‪.‬‬


‫الفصل الثان‪ :‬ف إبطال التثليث بأقوال السيح عليه السلم‪.‬‬
‫بسم اللّه الرحن الرحيم‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 2‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(القول الول)‪ :‬ف الية الثالثة من الباب السابع عشر من إنيل يوحنا قول عيسى عليه السلم ف خطاب اللّه هكذا‪( :‬وهذه هي الياة البدية أن يعرفوك أنت‬
‫الله القيقي وحدك ويسوع السيح الذي أرسلته) فبي عيسى عليه السلم أن الياة البدية‪ ،‬عبارة عن أن يعرف الناس أن اللّه واحد حقيقي وأن عيسى عليه‬
‫السلم رسوله‪ .‬وما قال إن الياة البدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلثة أقانيم متازة بامتياز حقيقي وأن عيسى إنسان وإله‪ ،‬أو أن عيسى إله مسم ولا كان هذا القول‬
‫ف خطاب اللّه ف الدعاء فل احتمال ههنا للخوف من اليهود فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبينه‪ ،‬وإذ ثبت أن الياة البدية اعتقاد التوحيد القيقي للّه‬
‫واعتقاد الرسالة للمسيح فضدها يكون موتا أبديا وضل ًل بينا ألبتة‪ ،‬والتوحيد القيقي ضد للتثليث القيقي كما عرفت مفصلً ف الفصل الول‪ ،‬وكون السيح‬
‫رسولً ضد لكونه إلا‪ ،‬لن التغاير بي الرسِل والرسَل ضروري‪ ،‬وهذه الياة البدية توجد ف أهل السلم بفضل اللّه‪ .‬وأما غيهم فالجوس ومشركو الند‬
‫والصي مرومون منها لنتفاء العتقادين فيهم‪ ،‬وأهل التثليث من السيحيي مرومون منها لنتفاء العتقاد الول‪ ،‬واليهود كافة مرومون منها لنتفاء العتقاد‬
‫الثان‪.‬‬

‫(القول الثان)‪ :‬ف الباب الثان عشر من إنيل مرقس هكذا ‪( :28‬فجاء واحد من الكتبة وسعهم يتحاورون‪ ،‬فلما رأى أنه أجابم حسنا سأله‪ :‬أية وصية هي‬
‫أول الكل) ‪( :29‬فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسع يا إسرائيل الرب إلنا رب واحد‪ :]30[ .‬وتب الرب إلك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل‬
‫فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الول [‪ ]31‬وثانية مثلها هي أن تب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتي [‪ ]32‬فقال له الكاتب‬
‫جيدا يا معلم بالق قلت لنه) أي اللّه (واحد وليس آخر سواه) ‪( 33‬ومبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومبة القريب‬
‫كالنفس هي أفضل من جيع الحرقات والذبائح) ‪( 34‬فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيدا عن ملكوت اللّه)‪ .‬وف الباب الثان والعشرين من‬
‫إنيل مت ف قوله عليه السلم بعد بيان الكمي الذكورين هكذا‪( :‬باتي الوصيتي يتعلق الناموس والنبياء)‪ .‬فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به ف‬
‫التوراة وف جيع كتب النبياء وهو الق وهو سبب قرب اللكوت‪ ،‬أن يعتقد أن اللّه واحد ول إله غيه ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبينا ف‬
‫التوراة وجيع كتب النبياء لنه أول الوصايا‪ ،‬ولقال عيسى عليه السلم‪ :‬أول الوصايا الرب واحد ذو أقانيم ثلثة متازة بامتياز حقيقي‪ ،‬لكنه ل يبي ف كتاب‬
‫من كتب النبياء صراحة ول يقل عيسى عليه السلم هكذا فلم يكن مدار النجاة‪ .‬فثبت أن مدارها هو اعتقاد التوحيد القيقي ل اعتقاد التثليث‪ ،‬وهوسات‬
‫التثليثيي باستنباطه من بعض كتب النبياء ل يتم على الخالف لن هذا الستنباط خفي جدا مردود بقابلة النص‪ ،‬وغرض الخالف هذا أن اعتقاد التثليث لو‬
‫كان له دخل ما ف النجاة لبينه النبياء السرائيلية بيانا واضحا‪ ،‬كما بينوا التوحيد ف الباب الرابع من كتاب الستثناء ‪( 35 -‬لتعلم أن الرب هو اللّه وليس‬
‫غيه) ‪( 39‬فاعلم اليوم واقبل بقلبك أن الرب هو الله ف السماء من فوق وعلى الرض من تت وليس غيه)‪ .‬وف الباب السادس من السفر الذكور ‪( 4‬اسع‬
‫يا إسرائيل إن الرب إلنا فإنه رب واحد) ‪( 5‬حِب الرب إلك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك) وف الباب الامس والربعي من كتاب أشعياء‬
‫‪( 5‬أنا هو الرب وليس غيي وليس دون إله شددتك ول تعرفن) ‪( 6‬ليعلم الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من الغرب أنه ليس غيي أنا الرب وليس‬
‫آخر)‪ .‬فالواجب على أهل الشرق والغرب أن يعلموا أن ل إله إل اللّه وحده ل أن يعلموا أن اللّه ثالث ثلثة‪ .‬وف الية التاسعة من الباب السادس والربعي من‬
‫كتاب أشعياء ‪( 2‬إن أنا اللّه وليس غيي إلا وليس ل شبه)‪.‬‬
‫(تنبيه) حرّف صاحب الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬م قول السيح عليه السلم بتبديل ضمي التكلم بضمي الطاب‪ ،‬وترجم هكذا‪( :‬الرب إلك إله‬
‫واحد) وضيع بذا التحريف القصود العظم لن ضمي التكلم ههنا دال على أن عيسى ليس برب بل عبد مربوب بلف ضمي الطاب والظاهر أن هذا‬
‫التحريف قصدي‪.‬‬

‫(القول الثالث) ف الية الثانية والثلثي من الباب الثالث عشر من إنيل مرقس قول السيح عليه السلم هكذا‪( :‬وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فل يعلم بما أحد‬
‫ول اللئكة الذين ف السماء ول البن إل الب) وهذا القول ينادي على بطلن التثليث لن السيح عليه السلم خصص علم القيامة باللّه ونفى عن نفسه كما‬
‫نفى عن عباد اللّه الخرين وسوى بينه وبينهم ف هذا‪ ،‬ول يكن هذا ف صورة كونه إلا سيما إذا لحظنا أن الكلمة وأقنوم البن عبارتان عن علم اللّه وفرضنا‬
‫اتادها بالسيح وأخذنا هذا التاد على مذهب القائلي باللول أو على مذهب اليعقوبية القائلي بالنقلب فإنه يقتضي أن يكون المر بالعكس ول أقل من أن‬
‫يعلم البن كما يعلم الب‪ ،‬ولا ل يكن العلم من صفات السد فل يري فيه عذرهم الشهور أنه نفى عن نفسه باعتبار جسميته فظهر أنه ليس إلا ل باعتبار‬
‫السمية ول باعتبار غيها‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 3‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(القول الرابع)‪ :‬ف الباب العشرين من إنيل مت هكذا‪( 20 :‬تقدمت إليه أم ابن زيدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا) ‪( 21‬فقال لا ماذا تريدين قالت‬
‫له قل أن يلس ابناي هذان واحد عن يينك والخر عن اليسار ف ملكوتك) ‪( 22‬فأجاب يسوع) إل ‪( 23‬اللوس عن يين وعن يساري فليس ل أن أعطيه‬
‫إل للذين أعدلم من أب) انتهى ملخصا فنفى عيسى عليه السلم ههنا عن نفسه القدرة وخصصها باللّه كما نفى عن نفسه علم الساعة وخصصه باللّه ولو كان‬
‫إلا لا صح هذا‪.‬‬

‫(القول الامس)‪ :‬ف الباب التاسع عشر من إنيل مت هكذا‪( 16 :‬وإذا واحد تقدم وقال له أيها العلم الصال أي صلح أعمل لتكون ل الياة البدية) ‪17‬‬
‫(فقال له لاذا تدعون صالا ليس أحد صالا إل واحد وهو اللّه) فهذا القول يقلع أصل التثليث وما رضي تواضعا أن يطلق عليه لفظ الصال أيضا ولو كان إلا‬
‫لا كان لقوله معن ولكان عليه أن يبي ل صال إل الب وأنا وروح القدس‪ ،‬ول يؤخر البيان عن وقت الاجة‪ ،‬وإذا ل يرض بقوله الصال فكيف يرضى بأقوال‬
‫أهل التثليث الت يتفوهون با ف أوقات صلتم (يا ربنا وإلنا يسوع ل تضيع من خلقت بيدك) حاشا جنابه أن يرضى با‪.‬‬

‫(القول السادس)‪ :‬ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا‪( 46 :‬ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلً إيلي إيلي لا شبقتن أي إلي إلي‬
‫لاذا تركتن) ‪( 50‬فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح)‪ .‬وف الية السادسة والربعي من الباب الثالث والعشرين من إنيل لوقا هكذا‪( :‬ونادى‬
‫يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه ف يديك أستودع روحي) وهذا [ص ‪ ]7‬القول ينفي ألوهية السيح رأسا سيما على مذهب القائلي باللول أو النقلب لنه‬
‫لو كان إلا لا استغاث بإله آخر بأن قال إلي إلي لاذا تركتن‪ ،‬ولا قال يا أبتاه ف يدك أستودع روحي ولمتنع العجز والوت عليه‪ ..‬الية الثامنة والعشرون من‬
‫الباب الربعي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬أما عرفت أو ما سعت إله سرمدي الرب الذي خلق أطراف الرض لن يضعف ولن يتعب وليس فحصا عن حكمته)‪.‬‬
‫والية السادسة من الباب الرابع والربعي من الكتاب الذكور هكذا‪( :‬هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب النود أنا الول وأنا الخر وليس إله‬
‫غيي)‪ .‬والية العاشرة من الباب العاشر من كتاب أرسياء هكذا‪( :‬أما الرب هو إله حق هو إله حي وملك سرمدي) إل‪ .‬وف الية الثانية عشرة من الباب الول‬
‫من كتاب حقوق هكذا‪( :‬يا رب إله قدوسي ول توت)‪ .‬وف الية السابعة عشرة من الباب الول من الرسالة الول إل تيموثاوس هكذا‪( :‬وملك الدهور الذي‬
‫ل يفن ل يرى الله الكيم وحده)‪ .‬فكيف يعجز ويوت الذي هو إله سرمدي بريء من الضعف والتعب حي قدوس ل يوت ول إله غيه أيكون الفان العاجز‬
‫إلا حاشا وكل بل الله القيقي هو الذي كان عيسى عليه السلم يستغيث به هذا الوقت على زعمهم‪ .‬والعجب أنم ل يكتفون بوت الله بل يعتقدون أنه‬
‫بعد ما مات دخل جهنم أيضا‪ .‬نقل جواد ابن ساباط هذه العقيدة من كتاب الصلة الطبوع سنة ‪ 1506‬هكذا‪( :‬كما أن السيح مات لجلنا ودفن فكذا ل بد‬
‫أن نعتقد أنه دخل جهنم) انتهى‪.‬‬
‫(وفيلبس كوادنولس) الراهب كتب ف رد رسالة أحد الشريف ابن زين العابدين الصفهان كتابا بلسان العرب ساه بيالت فيلبس وطبع هذا الكتاب سنة‬
‫‪ 1669‬ف الرومية الكبى ف بسلوقيت وحصلت ل بطريق العارية نسخة قدية من هذا الكتاب من كتبخانة إنكليز ف بلدة دهلي فكتب الراهب الستور ف‬
‫كتابه الذكور هكذا‪( :‬الذي تأل للصنا وهبط إل الحيم ث ف اليوم الثالث قام من بي الموات) انتهى‪ .‬وف بريئربوك ف بيان عقيدة أتانييش الت تؤمن با‬
‫السيحيون لفظ (هل) موجود ومعناه الحيم وقال جواد بن ساباط إن القسيس مارطيوس قال ل ف توجيه هذه العقيدة إن السيح لا قبل السم النسان فل‬
‫بد عليه أن يتحمل جيع العوارض النسانية فدخل جهنم وعُذب أيضا ولا خرج من جهنم أخرج منها كل من كان معذبا فيها قبل دخوله‪ .‬فسألته هل لذه‬
‫العقيدة دليل نقلي قال إنا غي متاجة إل الدليل‪ ،‬فقال رجل مسيحي من أهل ذلك الحفل على وجه الطرافة إن الب كان قاسي القلب وإل لا ترك البن ف‬
‫الحيم فغضب القسيس وطرده من الحفل فجاء هذا الرجل عندي وأسلم لكن أخذ العهد من أل أظهر حال إسلمه ما دام حيا ودخل يوسف ولف بلدة‬
‫لكهنو سنة ‪ 1248‬من الجرة وسنة ‪ 1833‬من اليلد وكان من القسيسي الشهورين وكان يدعي اللام لنفسه وكان يدعي أن نزول السيح يكون ف سنة‬
‫‪ 1847‬من اليلد ووقعت الناظرة فيما بينه وبي متهد الشيعة تريرا وتقريرا ف هذا الباب فسأله متهد الشيعة عن هذه العقيدة أيضا فقال نعم دخل السيح‬
‫الحيم وعذب لكن ل بأس فيه لن هذا الدخول كان لنجاة أمته‪ ،‬وبعض فرقهم يعتقدونا بأشنع حالة‪ ،‬قال بل ف تاريه ف بيان فرقة مارسيون‪ .‬هذه الفرقة‬
‫كانت تعتقد أن عيسى عليه السلم بعد ما مات دخل جهنم ونى أرواح قابيل وأهل سدوم لنم حضروا عنده وكانوا غي مطيعي لله خالق الشر وأبقى‬
‫أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء الخرين من القدماء ف جهنم لنم خالفوا الفرقة الول‪( .‬وهذه الفرقة كانت تعتقد أن خالق العال ليس منحصرا ف‬
‫الله الذي أرسل عيسى ولذلك ما كانت تسلم كون كتب العهد العتيق إلامية) انتهى‪.‬‬
‫فكانت عقيدة هذه الفرقة مشتملة على أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬جيع الرواح سواء كانت أرواح النبياء والصلحاء أو الشقياء كانت معذبة ف جهنم قبل دخول عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 4‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ -2‬أن عيسى عليه السلم دخل جهنم‪.‬‬


‫‪ -3‬أن عيسى عليه السلم نى أرواح الشقياء من العذاب وأبقى أرواح النبياء والصلحاء فيه‪.‬‬
‫‪ -4‬أن هؤلء الصلحاء مالفون لعيسى والشقياء موافقون له‪.‬‬
‫‪ -5‬أن خالق العال إلان خالق الي وخالق الشر وعيسى عليه السلم رسول الول والنبياء الخرون الشهورون رسل الثان‪.‬‬
‫‪-6‬كتب العهد العتيق ليست إلامية‪.‬‬
‫وقال صاحب ميزان الق ف كتابه السمى بل الشكال ف جواب كشف الستار هكذا‪( :‬الق أنه توجد ف العقيدة السيحية أن السيح دخل جهنم وقام ف‬
‫اليوم الثالث وعرج إل السماء لكن الراد ههنا من جهنم هاوس وهو موضع ما بي جهنم والفلك الصلي والعن أنه دخل هاوس ليى أهله جلله وينبههم على‬
‫أن مالك الياة وأن أعطيت كفارة الذنب بالوت الصليب وجعلت الشيطان وجهنم مغلوبي وللمؤمني كالعدومي) انتهى ملخصا‪.‬‬

‫(أقول) أولً‪ :‬ثبت من ظاهر كتاب الصلة وكلم فيلبس كوادلونس وثبت صراحة من إقرار مارطيوس ويوسف ولف ومن عقيدة اتان سيش أن جهنم على‬
‫معناه‪ ،‬واعترف هو أيضا أنه يوجد هذا ف العقيدة ث أول‪ ،‬فتأويله بدون الدليل ل يقبل ول بد عليه أن يثبت من كتبه أن ما بي جهنم والفلك الصلي مكان‬
‫يسمى باوس ث يثبت من هذه الكتب أن دخول السيح ف جهنم كان لجل الراءة والتنبيه الذكورين على أنه ل وجود للفلك عند حكماء أوروبا‪ ،‬وعلماء‬
‫بروتستنت من التأخرين يتابعونم ف هذا الرأي فكيف يصح هذا التوجيه على زعمهم‪.‬‬
‫(ث أقول) ثانيا‪ :‬إن هذا الاوس مل السرور والثواب أو مل الحن والعقاب‪ ،‬فإن كان الول فل حاجة إل تنبيه أهله لنم كانوا قبل هذا ف سرور وعيشة‬
‫راضية‪ ،‬وإن كان الثان فل فائدة ف التأويل لن جهنم الرواح ل يكون إل مل عذابا‪.‬‬
‫(ث أقول) ثالثا‪ :‬إن كون الوت الصليب كفارة الذنب غي معقول يقينا لن الراد بذا الذنب على زعمهم الذنب الصلي الذي صدر عن آدم عليه السلم ل‬
‫الذنب الذي يصدر عن أولده‪ ،‬ول يوز أن يعاقب أولده على هذا الذنب الصلي لن البناء ل يؤاخذون بذنوب الباء ول بالعكس بل هو خلف العدل‪..‬‬
‫الية العشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا‪( :‬النفس الت تطئ فهي توت والبن ل يمل إث الب والب ل يمل إث البن وعدل العادل‬
‫يكون عليه ونفاق النافق يكون عليه)‪.‬‬
‫(ث أقول) رابعا‪ :‬ما معن جعل الشيطان مغلوبا بالوت لنه على حكم إنيلهم مقيد بقيود أبدية قبل ميلد عيسى عليه السلم‪ .‬الية السادسة من رسالة يهودا‬
‫هكذا‪( :‬واللئكة الذين ل يفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إل دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تت الظلم)‪ .‬ث العجب أنم ل يكتفون بوت إلهم‬
‫الزعوم ودخوله جهنم بل يزيدون عليهما أنه صار ملعونا أيضا والعياذ باللّه وملعونيته مسلمة عند السيحيي ويسلمها صاحب ميزان الق أيضا بكمال رضا‬
‫الاطر ويصرح با ف كتبه وصرح با مقدسهم بولس أيضا‪ .‬الية الثالثة عشرة من الباب الثالث من رسالته إل أهل غلطية هكذا‪( :‬السيح افتدانا من لعنة‬
‫الناموس إذ صار لعنة لجلنا لنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة) وعندنا إطلق مثل هذا اللفظ شنيع جدا بل لعن اللّه واجب الرجم بكم التوراة‬
‫ورجم واحد على هذا الطأ ف عهد موسى عليه السلم كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر الخبار‪ ،‬بل لعن البوين أيضا واجب القتل‬
‫فضلً عن لعن اللّه كما هو مصرح ف الباب العشرين من السفر الذكور‪.‬‬

‫(القول السابع)‪ :‬ف الية السابعة عشرة من الباب العشرين من إنيل يوحنا قول السيح عليه السلم ف خطاب مري الجدلية هكذا‪( :‬ل تلمسين لن ل أصعد‬
‫بعد إل أب ولكن اذهب إل إخوت وقول لم إن أصعد إل أب وأبيكم وإلي وإلكم) فسوى بينه وبي الناس ف هذا القول (أب وأبيكم وإلي وإلكم) لكيل‬
‫يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله أو ابن إله فكما أن تلميذه عباد اللّه وليسوا بأبناء اللّه حقيقة بل بالعن الجازي فكذلك هو عبد اللّه وليس بإبن اللّه حقيقة‬
‫ولا كان هذا القول بعد ما قام عيسى عليه السلم من الموات على زعمهم قبل العروج بقليل ثبت أنه كان يصرح بأن عبد اللّه إل زمان العروج وهذا القول‬
‫يطابق ما حكى اللّه عنه ف القرآن الجيد‪{ :‬ما قلت لم إل ما أمرتن به أن اعبدوا اللّه رب وربكم}‪.‬‬

‫(القول الثامن)‪ :‬ف الية الثامنة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا قول السيح عليه السلم هكذا‪( :‬إن أب أعظم من) ففيه أيضا نفي للوهيته لن‬
‫ل عن أن يكون أعظم منه‪.‬‬ ‫اللّه ليس كمثله شيء فض ً‬

‫(القول التاسع)‪ :‬ف الية الرابعة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا قول السيح عليه السلم هكذا‪( :‬الكلم الذي تسمعونه ليس ل بل للب الذي‬
‫أرسلن) ففيه أيضا تصريح بالرسالة وبأن الكلم الذي تسمعونه وحي من جانب اللّه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 5‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(القول العاشر)‪ :‬ف الباب الثالث والعشرين من إنيل مت قول السيح عليه السلم ف خطاب تلميذه هكذا‪( 9 :‬ول تدعوا لكم أبا على الرض لن أباكم‬
‫واحد الذي ف السماوات) ‪( 10‬ول تدعوا معلمي لن معلمكم واحد السيح) فهنا أيضا صرح (بأن اللّه واحد وإن معلم لكم)‪.‬‬

‫(القول الادي عشر)‪ :‬ف الباب السادس والعشرين من إنيل مت هكذا‪( 36 :‬حينئذ جاء معهم يسوع إل ضيعة يقال لا جشيمان فقال للتلميذ اجلسوا ههنا‬
‫حت أمضي وأصلي هناك) ‪( 37‬ث أخذ معه بطرس وابن زيدي وابتدأ يزن ويكتئب) ‪( 38‬فقال لم نفسي حزينة جدا حت الوت امكثوا ههنا واسهروا معي)‬
‫ل يا أبتاه إن أمكن فلتعب عن هذه الكأس ليس كما أريد بل كما تريد أنت) ‪( 40‬ث جاء إل التلميذ ال)‬
‫‪( 39‬ث تقدم قليلً وخر على وجهه وكان يصلي قائ ً‬
‫ل يا أبتاه إن ل يكن أن تعب عن هذه الكأس أل أشربا فلتكن مشيئتك) ‪( 43‬ث جاء ال) ‪( 44‬فتركهم ومضى أيضا وصلى‬ ‫‪( 42‬فمضى أيضا ثانية وصلى قائ ً‬
‫ثالثة قائلً ذلك الكلم بعينه) فأقواله وأحواله الندرجة ف هذه العبارات تدل على عبوديته ونفى ألوهيته‪ .‬أيزن ويكتئب الله ويوت ويصلي لله آخر ويدعو‬
‫بغاية التضرع ل واللّه‪ .‬ولا جاء جنابه الشريف إل العال وتسد ليخلص العال بدمه الكري من عذاب الحيم فما معن الزن والكتئاب وما معن الدعاء‪ :‬بأن‬
‫أمكن فلتعب عن هذه الكأس‪.‬‬
‫(القول الثان عشر)‪ :‬كان من عادته الشريفة أنه إذا عب عن نفسه كان يعب بابن النسان غالبا كما ل يفى على ناظر هذا النيل الروج أيضا‪ :‬مثلً ف الية‬
‫‪ 20‬باب ‪ 8‬و ‪ 6‬باب ‪ 9‬و ‪ 13‬و ‪ 27‬باب ‪ 16‬و ‪ 9‬و ‪ 12‬و ‪ 22‬باب ‪ 17‬و ‪ 11‬باب ‪ 18‬و ‪ 28‬باب ‪ 19‬و ‪ 18‬و ‪ 28‬باب ‪ 20‬و ‪ 27‬باب ‪ 24‬و‬
‫‪ 24‬و ‪ 45‬و ‪ 64‬باب ‪ 26‬من إنيل مت وهكذا ف غيه وظاهر أن ابن النسان ل يكون إل إنسانا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬ف إبطال ألوهية السيح السيح‬

‫قد عرفت ف المر الامس من القدمة أن كلم يوحنا ملوء من الجاز قلما تد فقرة ل تتاج إل التأويل وقد عرفت ف المر السادس أن الجال يوجد كثيا‬
‫ف أقوال السيح عليه السلم بيث ل يفهمها معاصروه ول تلميذه ف كثي من الحيان ما ل يفسرها بنفسه وقد عرفت ف المر الثان عشر أن عيسى عليه‬
‫السلم ما بي ألوهيته إل العروج ببيان ل يبقى فيه شبهة ويفهم منه صراحة هذا العن‪ ،‬فالقوال الذي يتمسك با السيحيون غالبا مملة منقولة من إنيل يوحنا‬
‫وعلى ثلثة أقسام‬
‫‪-‬بعضها ل يدل بسب معانيها القيقية على مقصودهم فاستنباط اللوهية منها مرد زعمهم‪ ،‬وهذا الستنباط والزعم ليسا بعتدّين ول جائزين ف مقابلة‬
‫الباهي العقلية القطعية والنصوص العيسوية كما عرفت ف الفصلي الذكورين‪،‬‬
‫‪-‬وبعضها أقوال يفهم تفسيها من القوال السيحية الخرى ومن بعض مواضع النيل ففيها أيضا ل اعتبار لرأيهم‬
‫‪-‬وبعضها أقوال يب تأويلها عندهم أيضا فإذا وجب التأويل فنقول ل بد أن يكون هذا التأويل بيث ل يالف الباهي والنصوص‪ ،‬وأن لم ذلك؟! فل حاجة‬
‫إل نقل الكل بل أنقل الكثر ليتضح منه للناظر حال استدللم ويقيس الباقي عليه‪.‬‬
‫(الول)‪ :‬من إطلق لفظ ابن اللّه على السيح عليه السلم‪ :‬أقول هذا الدليل ف غاية الضعف بوجهي‪:‬‬
‫أما أولً فلن هذا الطلق معارض بإطلق ابن النسان كما عرفت وبإطلق ابن داود فل بد من التطبيق بيث ل يثبت الخالفة للباهي العقلية ول يلزم منه‬
‫مال‪ ،‬وأما ثانيا فلنه ل يصح أن يكون لفظ البن بعناه القيقي لن معناه القيقي باتفاق لغة أهل العال من تولد من نطفة البوين وهذا مال ههنا‪ ،‬فل بد من‬
‫المل على العن الجازي الناسب لشأن السيح وقد علم من النيل أن هذا اللفظ ف حقه بعن الصال‪ .‬الية التاسعة والثلثون من الباب الامس عشر من‬
‫إنيل مرقس هكذا‪( :‬ولا رأى قائد الائة الواقف مقابله أنه صرح هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا النسان ابن اللّه) ونقل لوقا قول القائد ف الية السابعة‬
‫والربعي من الباب الثالث والعشرين من إنيله هكذا‪( :‬بالقيقة كان هذا النسان بارا) ففي إنيل مرقس لفظ ابن اللّه وف إنيل لوقا بدله لفظ البار واستعمل‬
‫مثل هذااللفظ ف حق الصال غي السيح أيضا‪ ،‬كما استعمل مثل ابن إبليس ف حق الصال ف الباب الامس من إنيل مت هكذا‪( :‬و) (طوب لصانعي السلم‬
‫لنم أبناء اللّه يدعون) ‪( 44‬وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم باركوا لعينكم أحسنوا إل مبغضيكم وصلوا لجل الذين يسبونكم) ‪( 54‬لكي تكون أبناء‬
‫أبيكم الذي ف السماوات) فأطلق عيسى عليه السلم على صانعي السلم والصلح على العاملي بالعمال الذكورة لفظ أبناء اللّه وعلى اللّه لفظ الب بالنسبة‬
‫إليهم‪ .‬وف الباب الثامن من إنيل يوحنا ف الكالة الت وقعت بي اليهود والسيح هكذا‪( 41 :‬أنتم تعملون أعمال أبيكم فقالوا له إننا ل نولد من زنا لنا أب‬
‫واحد وهو اللّه) ‪( 42‬فقال لم يسوع لو كان اللّه أباكم لكنتم تبونن) ال ‪( 44‬أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالً‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 6‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫للناس من البدء ول يثبت ف الق لنه ليس فيه حق مت تكلم بالكذب فإنا يتكلم ما له لنه كذب وأبو الكذب) فاليهود ادعوا أن لنا أبا واحدا وهو اللّه وقال‬
‫السيح عليه السلم ل بل أبوكم الشيطان وظاهر أن اللّه والشيطان ليس أبا لم بالعن القيقي فل بد من المل على العن الجازي فغرض اليهود نن صالون‬
‫ومطيعون لمر اللّه‪ ،‬وغرض السيح عليه السلم إنكم لستم كذلك بل أنتم صالون مطيعون للشيطان وف الباب الثالث من الرسالة الول ليوحنا هكذا‪9 :‬‬
‫(كل من هو مولود من اللّه ل يفعل خطيئة لن زرعه يثبت فيه ول يستطيع أن يطئ لنه مولود من اللّه) ‪( 10‬بذا أولد اللّه ظاهرون وأولد إبليس) ال وف‬
‫الية السابعة من الباب الرابع من الرسالة الذكورة‪( :‬وكل من يب فقد ولد من اللّه) وف الباب الامس من الرسالة الذكورة‪( :‬كل من يؤمن أن يسوع هو‬
‫السيح فقد ولد من اللّه وكل من يب الوالد يب الولود منه أيضا) ‪( 2‬بذا نعرف أننا نب أولد اللّه إذا أحببنا اللّه وحفظنا وصاياه) والية الرابعة عشرة من‬
‫الباب الثامن من الرسالة الرومية هكذا‪( :‬لن كل الذين ينقادون بروح اللّه فأولئك هم أبناء اللّه) وف الباب الثان من رسالة بولس إل أهل فيلبس هكذا‪14 :‬‬
‫(افعلوا كل شيء بل دمدمة ول مادلة) ‪( 15‬لكي تكونوا بل لوم وبسطاء أولد اللّه بل عيب) ودللة هذه القوال على ما قلت غي خفية‪ ،‬وإذا ل يفهم من‬
‫إطلق لفظ اللّه ومثله اللوهية كما عرفت ف المر الرابع من القدمة فكيف يفهم من لفظ ابن اللّه ومثله سيما إذا لحظنا كثرة وقوع الجاز ف كتب العهد‬
‫العتيق والديد‪ ،‬كما عرفت ف القدمة وسيما إذا لحظنا أن استعمال الب والبن ف كتب العهدين جاء ف الواضع الغي الحصورة وأنقل بعضها بطريق‬
‫النوذج‪:‬‬

‫‪ ]1[-‬قال لوقا ف الباب الثالث من إنيله ف بيان نسب السيح عليه السلم أنه ابن يوسف وآدم ابن اللّه وظاهر أن آدم عليه السلم ليس ابنا للّه بالعن القيقي‬
‫ول إلا لكن لا ولد بل أبوين نسبه إل اللّه‪ .‬وللّه در لوقا لقد أجاد ههنا لنه لا كان السيح عليه السلم مولودا بل أب فقط نسبه إل يوسف النجار ولا كان‬
‫آدم عليه السلم مولودا بل أبوين نسبه إل اللّه‪.‬‬

‫‪ ]2[-‬ف الباب الرابع من سفر الروج قول اللّه هكذا‪( 22 :‬وتقول له هذا ما يقول الرب ابن بكري إسرائيل) ‪( 33‬فقلت له أطلق ابن ليعبدن وإن أبيت أن‬
‫تطلقه هو ذا أنا سأقتل ابنك بكرك) فأطلق على إسرائيل لفظ ابن اللّه ف الوضعي بل أطلق عليه لفظ البن البكر‪.‬‬

‫‪ ]3[-‬ف الزبور الثامن والثماني قول داود عليه السلم ف خطاب اللّه هكذا‪( 19 :‬حينئذ كلمت نبيك بالوحي وقلت إن وضعت عونا على القوي ورفعت‬
‫منتخبا من شعب) ‪( 20‬وجدت داود عبدي فمسحته بدهن قدسي) ‪( 26‬هو يدعونن أنت أب وإلي وناصر خلصي) ‪( 27‬وأنا أيضا أجعله بكرا أعلى من‬
‫كل ملوك الرض) فأطلق على اللّه لفظ الب وعلى داود لفظ القوي والنتخب والسيح وابن اللّه البكر وأعلى من كل ملوك الرض‪.‬‬

‫‪ ]4[-‬الية التاسعة من الباب الادي والثلثي من كتاب أرساء قول اللّه هكذا‪( :‬إن صرت أبا لسرائيل وأفرام هو بكري) فأطلق على أفرام لفظ ابن اللّه البكر‬
‫فلو كان إطلق مثل هذه اللفاظ موجبا لللوهية لكان إسرائيل وداود وأفرام أحقاء باللوهية لن البن البكر أحق بالكرام من غيه بسب الشرائع السابقة‬
‫وبسب الزواج العام أيضا وإن قالوا جاء ف حق عيسى عليه السلم لفظ البن الوحيد قلنا إن الوحيد ل يكن أن يكون بعناه لن اللّه أثبت له أخوة كثيين‬
‫وقال ف حق الثلثة منهم لفظ البن البكر بل ل بد أن يكون بالعن الجازي مثل البن‪.‬‬

‫‪ ]5[-‬ف الباب السابع من سفر صموئيل الثان قول اللّه تعال ف حق سليمان هكذا‪( :‬وأنا أكون له أبا وهو يكون ل ابنا) فلو كان إطلق هذا اللفظ سببا‬
‫لللوهية لكان سليمان عليه السلم أحق من السيح عليه السلم لسبقه وكونه من آباء السيح عليه السلم‪.‬‬

‫‪ ]6[-‬ف الية الول من الباب الرابع عشر والية التاسعة عشرة من الباب الثان والثلثي من كتاب الستثناء‪ ،‬والية الثانية من الباب الول والية الول من‬
‫الباب الثلثي‪ ،‬والية الثامنة من الباب الثالث والستي من كتاب أشعيا‪ ،‬والية العاشرة من الباب الول من كتاب هوشع‪ ،‬جاء إطلق أبناء اللّه على جيع بن‬
‫إسرائيل‪.‬‬

‫‪ ]7[-‬ف الية السادسة عشرة من الباب الثالث والستي من كتاب أشعيا‪ ،‬قول أشعيا ف خطاب اللّه هكذا‪( :‬فإنك أنت أبونا وإبراهيم ل يعرفنا وإسرائيل جهلنا‬
‫أنت يا رب أبونا فخلصنا من الدهر اسك)‪ .‬الية الثامنة من الباب الرابع والستي من الكتاب الذكور هكذا‪( :‬والن يا رب أنت أبونا) ال‪ ،‬فصرح أشعيا عليه‬
‫السلم ف حقه وحق غيه من بن إسرائيل‪ :‬بأن اللّه أبونا‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 7‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ ]8[-‬الية السابعة من الباب الثامن والثلثي من كتاب أيوب هكذا‪( :‬إذا كان تسبح ل نوم الصبح جيعا ويفرحون جيع بن اللّه)‪.‬‬

‫‪ ]9[-‬قد عرفت ف صدر الواب أنه جاء إطلق أبناء اللّه على الصالي وعلى الؤمني بالسيح وعلى الحبي وعلى الطيعي لمر اللّه‪ ،‬وعلى العاملي بالعمال‬
‫السنة‪.‬‬

‫‪ ]10[-‬الية الامسة من الزبور السابع والستي هكذا‪( :‬أبو اليتامى وحاكم الرامل اللّه ف موضع قدسه)‪ .‬فأطلق على اللّه لفظ أب اليتامى‪.‬‬

‫‪ ]11[-‬ف الباب السادس من سفر الليقة هكذا ‪( :2‬فرأى بنو اللّه بنات الناس أنن حسنات‪ ،‬واتذوا لم نساء من كل ما اختاروا) ‪( :4‬فأما البابرة كانوا ف‬
‫تلك اليام على الرض لن من بعد ما دخل أبناء اللّه على بنات الناس وولدن‪ ،‬فهؤلء هم أقوياء منذ الدهر مشهورون) والراد بأبناء اللّه بنو الشراف وببنات‬
‫الناس بنات العامة‪ ،‬ولذا ترجم مترجم الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬م الية الول هكذا‪( :‬رأى بنو الشراف بنات العامة حسانا فاتذوا لم نساء) فجاء‬
‫إطلق أبناء اللّه على أبناء الشراف مطلقا‪ ،‬وفهم منه صحة إطلق اللّه على الشريف أيضا‪.‬‬

‫‪ ]12[-‬جاء ف الواضع الكثية من النيل‪ ،‬إطلق لفظ أبيكم على اللّه ف خطاب التلميذ وغيهم‪.‬‬

‫‪ ]13[-‬قد يضاف لفظ البن والب إل شيء له مناسبة ما‪ ،‬بعناها القيقي كإطلق أب الكذب على الشيطان كما عرفت‪ ،‬وكإطلق أبناء جهنم وأولد‬
‫أورشليم على اليهود ف كلم السيح عليه السلم ف الباب الثالث والعشرين من إنيل مت‪ ،‬وجاء إطلق أبناء الدهر على أهل الدنيا‪ ،‬وجاء إطلق أبناء اللّه‬
‫وأبناء القيامة على أهل النة‪ ،‬ف قول السيح عليه السلم ف الباب العشرين من لوقا‪ .‬وف الية الامسة من الباب الامس من الرسالة الول إل أهل تسالونيقي‬
‫جاء إطلق أبناء النور وأبناء النهار على أهل تسالونيقي‪.‬‬

‫الثان ف الية الثالثة والعشرين من الباب الثامن من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬فقال لم أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق‪ ،‬أنتم من هذا العال أما أنا فلست من هذا‬
‫العال) يعن أن إله نزلت من السماء وتسمت‪.‬‬
‫(أقول)‪ :‬لا كان هذا القول مالفا للظاهر لن عيسى عليه السلم كان من هذا العال فأولوا بذا التأويل وهو غي صحيح بوجهي‪( :‬الول)‪ :‬أنه مالف للباهي‬
‫العقلية والنصوص‪(.‬والثان)‪ :‬أن عيسى عليه السلم قال مثل هذا القول ف حق تلميذه أيضا ف الية التاسعة عشرة من الباب الامس عشر من إنيل يوحنا‬
‫هكذا‪( :‬لو كنتم من العال لكان العال يب خاصته‪ ،‬ولكن إنكم لستم من العال بل أنا اخترتكم من العال لذلك يبغضكم العال)‪ .‬وف الباب السابع من إنيل‬
‫يوحنا هكذا ‪( :14‬لنم ليسوا من العال كما أن أنا لست من العال) [‪( ]16‬ليسوا من العال كما أن أنا لست من العال) فقال ف حق تلميذه‪ :‬إنم ليسوا من‬
‫العال‪ ،‬وسوّى بينه وبينهم ف عدم الكون من هذا العال‪ ،‬فلو كان هذا مستلزما لللوهية كما زعموا‪ ،‬لزم أن يكونوا كلهم آلة والعياذ باللّه‪ ،‬بل التأويل‬
‫الصحيح‪ :‬أنتم طالبو الدنيا الدنية وأنا لست كذلك‪ ،‬بل طالب الخرة ورضاء اللّه‪ ،‬وهذا الجاز شائع ف اللسنة يقال للزهاد والصلحاء إنم ليسوا من الدنيا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ف الية الثلثي من الباب العاشر من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬أنا والب واحد) فهذا يدل على اتاد السيح باللّه‪ .‬أقول هذا الستدلل غي صحيح بوجهي‪:‬‬
‫(الول)‪ :‬أن السيح عليه السلم عندهم أيضا إنسان ذو نفس ناطقة‪ ،‬وليس بتحد بذا العتبار‪ .‬فيحتاجون إل التأويل فيقولون‪ :‬كما أنه إنسان كامل فكذلك‬
‫إله كامل‪ ،‬فبالعتبار الول مغاير‪ ،‬وبالعتبار الثان متحد‪ .‬وقد عرفت أن هذا التأويل باطل‪( .‬والثان)‪ :‬إن مثل هذا وقع ف حق الواريي ف الباب السابع عشر‬
‫من إنيل يوحنا هكذا ‪( :21‬ليكون الميع واحدا كما أنك أنت أيها الب فّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العال أنك أرسلتن) ‪( 22‬وأنا قد‬
‫أعطيتهم الجد الذي أعطيتن ليكونوا واحدا كما أننا نن واحد) ‪( 33‬أنا فيهم وأنت فّ ليكونوا مكملي إل واحد)‪ .‬فقوله ليكون الميع واحدا وقوله [ص‬
‫‪ ]20‬ليكونوا واحدا كما أننا نن واحد‪ .‬وقوله يكونوا مكملي إل واحد‪ ،‬تدل على اتادهم‪ .‬وسوّى ف القول الثان بي اتاده باللّه وبي اتاده فيما بينهم‪.‬‬
‫وظاهر أن اتاده فيما بينهم ليس حقيقيا‪ ،‬فكذا اتاده باللّه‪ ،‬بل الق أن التادباللّه عبارة عن إطاعة أحكامه والعمل بالعمال الصالة‪ ،‬وف نفس هذا التاد‬
‫السيح والواريون وجيع أهل اليان متساوية القدام‪ ،‬وإنا الفرق باعتبار القوة والضعف‪ ،‬فاتاد السيح بذا العن أشد وأقوى من اتاد غيه‪ .‬والدليل على‬
‫كون التاد عبارة عن هذا العن قول يوحنا ف الباب الول من رسالته الول وهو هكذا ‪( :5‬وهذا هو الب الذي سعناه منه ونبكم به أن اللّه نور وليس فيه‬
‫ظلمة ألبتة ‪ 6‬إن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا ف الظلمة نكذب ولسنا نعمل الق ‪ 7‬ولكن إن سلكنا ف النور كما هو ف النور فلنا شركة بعضنا مع بعض)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 8‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫والية السادسة والسابعة ف التراجم الفارسية هكذا‪( 6 :‬اكر كونييم كه باوى متحدي ودرظلمت رفتا رناييم در وغكوييم ودر راست عمل نتماييم)‪7 .‬‬
‫وأكردر رو شنائى رفتا رناييم جنا نه أودر روشنائي مى باشد بايكد يكر متحد هستيم) فوقع فيها بدل لفظ الشركة لفظ التاد فعلم أن التاد باللّه أو‬
‫الشركة باللّه عبارة عما قلنا‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ف الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( 9 :‬الذي رآن فقد رأى الب فكيف تقول أنت أرنا الب‪ 10‬ألست تؤمن أن أنا ف الب والب ّ‬
‫ف‬
‫الكلم الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الب الا ّل فّ هو يعمل العمال) فقوله‪ :‬الذي رآن فقد رأى الب‪ ،‬وقوله أنا ف الب والب فّ‪،‬‬
‫وقوله الب الالّ فّ دالة على اتاد السيح باللّه‪ ،‬وهذا الستدلل أيضا ضعيف بوجهي‪( :‬أما الول)‪ :‬فلن رؤية اللّه ف الدنيا متنعة عندهم كما عرفت ف‬
‫المر الرابع من القدمة فيؤلونا بالعرفة‪ ،‬ومعرفة السيح باعتبار السمية أيضا ل تفيد التاد‪ ،‬فيقولون إن الراد بالعرفة باعتبار اللوهية‪ ،‬واللول الذي وقع ف‬
‫القول الثان والثالث واجب التأويل عند جهور أهل التثليث‪ ،‬فيقولون إن الراد به التاد الباطن‪.‬فبعد هذه التأويلت يقولون إنه لا كان إنسانا كاملً‪ ،‬وإلا‬
‫عاملً‪ .‬صح أقواله الثلثة بالعتبار الثان‪ ،‬وقد عرفت مرارا أنه باطل لن التأويل يب أن ل يالف الباهي والنصوص‪( .‬وأما الثان)‪ :‬فلن الية العشرين من‬
‫الباب الذكور هكذا‪( :‬ف ذلك اليوم تعلمون أن أنا ف أب وأنتم فّ وأن فيكم) وقد عرفت ف جواب الدليل الثالث أن السيح قال ف حق الواريي‪( :‬أنا فيهم‬
‫وأنت فّ) وبديهي أن حال الال‪ ،‬حال ف مل الال‪ .‬والية التاسعة عشرة من الباب السادس من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا‪( :‬أم لستم تعلمون أن‬
‫جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم‪ ،‬الذي لكم من اللّه وأنكم لستم لنفسكم)‪ .‬والية السادسة عشرة من الباب السادس من الرسالة الثانية إل‬
‫قورنيثوس هكذا‪( :‬وآية موافقة ليكل اللّه مع الوثان فإنكم أنتم هيكل اللّه الي) ال‪ .‬والية السادسة من الباب الرابع من الرسالة إل أهل أفسس هكذا‪( :‬إله‬
‫وأب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وف كلكم)‪ .‬فلو كان اللول مشعرا بالتاد ومثبتا لللوهية لزم أن يكون الواريون بل جيع أهل قورنيثوس وكذا‬
‫جيع أهل أفسس آلة بل الق أن الدن إذا كان من اتباع العلى كأن يكون رسوله أو عبده أو تلميذه أو قريبا من أقربائه‪ .‬فالمر النسوب إل الدن من‬
‫التعظيم والتحقي والحبة وغيها‪ ،‬ينسب إل العلى مازا ولذلك قال السيح عليه السلم ف حق الواريي‪( :‬من يقبلكم يقبلن ومن يقبلن يقبل الذي أرسلن)‪.‬‬
‫كما وقع ف الية الربعي من الباب العاشر من إنيل مت وقال ف حق الولد الصغي‪( :‬من قبل هذا الولد باسي يقبلن ومن قبلن يقبل الذي أرسلن) كما هو‬
‫مصرح ف الية ف الية الثامنة والربعي من الباب التاسع من إنيل لوقا‪ .‬وقال ف حق السبعي الذين أرسلهم اثني اثني إل البلد (الذي يسمع منكم يسمع‬
‫من والذي يرذلكم يرذلن والذي يرذلن يرذل الذي أرسلن) كما هو مصرح ف الية السادسة عشرة ف الباب العاشر من إنيل لوقا‪ ..‬وهكذا وقع ف حق‬
‫أصحاب اليمي وأصحاب الشمال ف الباب الامس والعشرين من إنيل مت ولذلك قال اللّه على لسان أرمياء‪( :‬أكلن ابتلعن يتنصر ملك بابل جعلن كإناء‬
‫فارغ مل بطنه من رخصت وطردن) كما هو مصرح ف الباب الادي والمسي من كتاب أرمياء ومثل هذا وقع ف القرآن الجيد أيضا‪{ :‬إن الذين يبايعونك‬
‫إنا يبايعون اللّه يد اللّه فوق أيديهم}‪ .‬وقال مولنا العنوي قدس سره ف مثنويه‪:‬‬

‫كرتو خواهي هنشيت باخدا * رونشي تودر حضور اوليا‬

‫فمعرفة السيح بذا العتبار بنلة معرفة اللّه وأما حلول الغي ف اللّه أو حلول اللّه فيه‪ ،‬وكذا حلول الغي ف السيح أو حلول السيح فيه‪ ،‬فعبارة عن إطاعة‬
‫أمرها‪ .‬ف الباب الثالث من الرسالة الول ليوحنا هكذا‪( :‬من يفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه‪ .‬وبذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا)‪ .‬وقد‬
‫يتمسكون على ألوهيته ببعض حالته فيستدلون تارة أنه ولد بل أب وهذا الستدلل ضعيف جدا‪ ،‬لن العال حادث بأسره وما مضى على حدوثه إل هذا‬
‫الزمان ستة آلف سنة على زعمهم‪ .‬وكل ملوق من السماء والرض والماد والنبات واليوان وآدم‪ ،‬خلق عندهم ف أسبوع واحد فجميع اليوانات ملوقة‬
‫بل أب وأم فكل من هذه يشارك السيح ف كونه ملوقا بل أب‪ ،‬ويفوق عليه ف كونه بل أم‪ ،‬وتتولد أصناف من الشرات ف كل سنة ف موسم نزول الطر‬
‫بل أب وأم فكيف يكون هذا المر سببا لللوهية‪( .‬ولو نظرنا إل نوع النسان فآدم عليه السلم يفوق عليه‪ ،‬وكذلك ملكي صادوق الكاهن الذي هو معاصر‬
‫إبراهيم عليه السلم)‪ .‬ف الية الثالثة من الباب السابع من الرسالة العبانية حاله هكذا‪( :‬بل أب بل أم بل نسب ل بداية أيام له ول ناية حياة) فيفوق السيح ف‬
‫كونه بل أم وف كونه ل بداية له ويستدلون تارة بعجزاته‪ ،‬وهذا أيضا ضعيف لن من أعظم معجزاته إحياء الوتى مع قطع النظر عن ثبوته‪ ،‬وعن أنه يفهم من‬
‫هذا النيل التعارف تكذيبه‪ .‬أقول إن عيسى عليه السلم بسب هذا النيل ما أحيا إل زمان الصلب إل ثلثة أشخاص كما عرفت ف الباب الول‪ ،‬وأحيا‬
‫حزقيال عليه السلم ألوفا كما هو مصرح ف الباب السابع والثلثي من كتابه‪ ،‬فهو أول بأن يكون إلا‪ ،‬وأحيا إيليا عليه السلم ميتا كما هو مصرح ف الباب‬
‫السابع عشر من سفر اللوك الول‪ ،‬وأحيا اليسع عليه السلم أيضا ميتا كما هو مصرح ف الباب الرابع من سفر اللوك الثان‪ ،‬وصدرت هذه العجزة عن اليسع‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 9‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫بعد موته‪ ،‬أن ميتا ألقي ف قبه فحيي بإذن اللّه كما هو مصرح ف الباب الثالث عشر من السفر الذكور‪ ،‬وأبرأ البرص من برصه‪ ،‬كما هو مصرح ف الباب‬
‫الامس من السفر الذكور‪ .‬وقد يتمسكون ببعض آيات كتب العهد العتيق وببعض أقوال الواريي‪.‬‬

‫وإن قد نقلت هذه التمسكات مع أجوبتها ف كتاب إزالة الوهام‪ ،‬فمن أراد الطلع عليها فليجع إليه‪ ،‬وتركت ذكرها ف هذا الكتاب لن التمسكات الولية‬
‫ضعيفة جدا ومع قطع النظر عن الضعف ل يثبت منها اللوهية على زعمهم أيضا ما ل يعترف أن السيح إنسان كامل وإله كامل‪ ،‬وهذا التأويل باطل‪ ،‬كما‬
‫عرفت مرارا‪ ،‬والتمسكات الثانوية حالا كحال التمسكات بالحوال السيحية غالبا فيعامل با معاملة أقوال السيح من الالت الثلث كما عرفت ف صدر‬
‫هذا الفصل‪ .‬ولو فرضنا أن بعض القول منهم نص على هذا المر‪ ،‬فيحمل على أنه بسب اجتهادهم‪ .‬وقد عرفت ف الباب الول أن جيع تريراتم ليست‬
‫باللام‪ ،‬وأنه قد وقع منهم الغلط والختلفات والتناقض يقينا‪ ،‬وقول مقدسهم بولس غي مسلم عندنا لنه ليس بواري ول واجب التسليم عندنا‪ ،‬بل ل‬
‫نسلم وثاقته‪ .‬واعلم أرشك اللّه تعال إنا نقلت القوال السيحية وأولتها لجل إتام اللزام وإثبات أن تسكهم با ضعيف‪ ،‬وكذا ما قلت من أقوال الواريي إنا‬
‫هو على تقدير تسليم أنا أقوالم‪ ،‬ول يثبت عندنا أنا أقوال السيح عليه السلم والواريي لجل فقدان إسناد هذه الكتب كما عرفت ف الباب الول‪ ،‬ولجل‬
‫وقوع التحريف فيها عموما وف هذه السألة خصوصا أيضا كما عرفت ف الباب الثان أن عادتم ف مثل هذه المور كانت كذلك وعقيدت أن السيح‬
‫والواريي كانوا برآء من هذه العقيدة الكفرية يقينا‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل اللّه وأن ممدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد اللّه ورسوله وأن الواريي رسل رسول‬
‫اللّه‪.‬‬

‫ووقعت بي المام المام الفخر الرازي عليه الرحة وبي بعض القسيسي مناظرة بوارزم ولا كان نقلها ل يلو عن فائدة فأنقلها‪ :‬قال قدس سره ف الجلد‬
‫الثان من تفسيه ف سورة آل عمران تت تفسي قوله تعال‪{ :‬فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} الية‪ .‬اتفق أن حي كنت بوارزم أخبت أنه جاء‬
‫نصران يدعي التحقيق والتعمق ف مذهبهم فذهبت إليه وشرعنا ف الديث‪ ،‬فقال ل ما الدليل على نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬فقلت له‪ :‬كما نقل إلينا‬
‫ظهور الوارق على يد موسى وعيسى وغيها من النبياء عليهم السلم‪ ،‬نقل إلينا ظهور الوارق على يد ممد صلى اللّه عليه وسلم فإن رددنا التواتر أو قبلناه‬
‫لكن قلنا إن العجزة ل تدل على الصدق فحينئذ بطلت نبوة سائر النبياء عليهم السلم‪ ،‬وإن اعترفنا بصحة التواتر واعترفنا بدللة العجزة على الصدق ث إنما‬
‫حاصلن ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وجب العتراف قطعا بنبوة ممد عليه السلم ضرورة‪ .‬إذ عند الستواء ف الدليل ل بد من الستواء ف حصول‬
‫الدلول‪ ..‬فقال النصران ل أقول ف عيسى عليه السلم إنه كان نبيا‪ ،‬بل أقول إنه كان إلا‪ .‬فقلت له الكلم ف النبوة ل بد وأن يكون مسبوقا بعرفة الله‪ ،‬وهذا‬
‫الكلم الذي تقوله باطل ويدل عليه أن الله عبارة عن موجود واجب الوجود لذاته‪ ،‬يب أل يكون جسما ول متحيزا ول عرضا‪ ,‬وعيسى عبارة عن هذا‬
‫الشخص البشري السمان الذي وجد بعد أن كان معدوما‪ ،‬وقتل بعد أن كان حيا على قولكم‪ ،‬وكان طفلً أولً ث صار مترعرعا‪ ،‬ث صار شابا‪ .‬وكان يأكل‬
‫ويشرب َوُيحْدِث وينام ويستيقظ‪ .‬وقد تقرر ف بداهة العقول أن الحدث ل يكون قديا‪ .‬والحتاج ل يكون غنيا والمكن ل يكون واجبا والتغي ل يكون‬
‫دائما‪( .‬والوجه الثان) ف إبطال هذه القالة أنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حيا على الشبة‪ ،‬وقد مزقوا ضلعه وأنه كان يتال ف الرب منهم‬
‫وف الختفاء عنهم‪ ،‬وحي عاملوه بتلك العاملت أظهر الزع الشديد‪ .‬فإن كان إلا أو كان الله حا ًل فيه أو كان جزء من الله حالً فيه َفِلمَ َلمْ يدفعهم عن‬
‫نفسه وِلمَ َلمْ يهلكهم بالكلية‪ ،‬وأية حاجة به إل إظهار الزع منهم والحتيال ف الفرار منهم‪ .‬وباللّه إنن لتعجب جدا أن العاقل كيف يليق به أن يقول هذا‬
‫القول‪ ،‬ويعتقد صحته‪ .‬فتكاد أن تكون بداهة العقل شاهدة بفساده‪( .‬الوجه الثالث) وهو أنه إما أن يقال بأن الله هو هذا الشخص السمان الشاهد‪ ،‬أو يقال‬
‫حل الله بكليته‪ .‬أو حل بعض الله وجزأ منه فيه والقسام الثلثة باطلة‪ :‬أما الول‪ ،‬فلن إله العال لو كان هو ذلك السم فحي قتله اليهود كان ذلك قولً بأن‬
‫اليهود قتلوا إله العال فكيف بقي العال بعد ذلك من غي إله‪ .‬ث إن أشد الناس ذلً ودناءة اليهود فالله الذي تقتله اليهود إله ف غاية العجز‪ .‬وأما الثان وهو أن‬
‫الله بكليته حل ف هذا السم فهو أيضا فاسد لن الله إن ل يكن جسما ول عرضا امتنع حلوله ف السم‪ ،‬وإن كان جسما فحينئذ يكون حلوله ف جسم‬
‫آخر عبارة عن اختلط أجزائه بأجزاء ذلك السم‪ ،‬وذلك يوجب وقوع التفرق ف أجزاء ذلك الله‪ .‬وإن كان عرضا كان متاجا إل الحل وكان الله متاجا‬
‫إل غيه‪ .‬وكل ذلك سخيف‪ .‬وأما الثالث وهو أنه حل فيه بعض من أبعاض الله وجزء من أجزائه فذلك أيضا مال‪ ،‬لن ذلك الزء إن كان معتبا ف اللية‬
‫فعند انفصاله عن الله وجب أن ل يبقى الله إلا وإن ل يكن معتبا ف تقيق اللية ل يكن جزءا من الله‪ .‬فثبت فساد هذه القسام فكان قول النصارى‬
‫باطلً‪( .‬الوجه الرابع) ف بطلن قول النصارى ما ثبت بالتواتر من أن عيسى عليه السلم كان عظيم الرغبة ف العبادة والطاعة ولو كان إلا لستحال ذلك لن‬
‫الله ل يعبد نفسه‪ .‬فهذه وجوه ف غاية اللء والظهور دالة على فساد قولم‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 10‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ث قلت للنصران وما الذي دلك على كونه إلا فقال الذي دل عليه ظهور العجائب عليه من إحياء الوتى وإبراء الكمه والبرص‪ ،‬وذلك ل يكن حصوله إل‬
‫بقدرة الله تعال‪ .‬فقلت له هل تسلم أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول أم ل‪ .‬فإن ل تسلم لزمك من نفي العال ف الزل نفي الصانع‪ ،‬وإن سلمت أنه ل‬
‫يلزم من عدم الدليل عدم الدلول فأقول لا جوزت حلول الله ف بدن عيسى عليه السلم فكيف عرفت أن الله ما حل بدن وبدنك ومن بدن كل حيوان‬
‫ونبات وجاد‪ .‬فقال الفرق ظاهر وذلك لن إنا حكمت بذلك اللول لنه ظهرت تلك الفعال العجيبة عليه‪ ،‬والفعال العجيبة ما ظهرت على يدي ول على‬
‫يدك فعلمنا أن ذلك اللول مفقود ههنا‪ .‬فقلت له تبي الن أنك ما عرفت معن قول إنه ل يلزم من عدم الدليل عدم الدلول‪ ،‬وذلك لن ظهور تلك الوارق‬
‫دالة على حلول الله ف بدن عيسى عليه السلم‪ ،‬فعدم ظهور تلك الوارق من ومنك ليس فيه إل أنه ل يوجد ذلك الدليل‪ ،‬فإذا ثبت أنه ل يلزم من عدم‬
‫الدليل عدم الدلول ل يلزم من عدم ظهور تلك الوارق من ومنك عدم اللول ف حقي وف حقك بل وف حق الكلب والسنور والفأر‪ ،‬ث قلت إن مذهبا‬
‫يؤدي القول به إل تويز حلول ذات اللّه ف بدن الكلب والذباب لفي غاية السة والركاكة‪ .‬ث إن قلب العصا حية أبعد ف العقل من إعادة اليت حيا‪ ،‬لن‬
‫الشاكلة بي بدن الي وبدن اليت أكثر من الشاكلة بي الشبة وبي بدن الثعبان‪ ،‬فإذا ل يوجب قلب العصا حية كون موسى عليه السلم إلا وابنا للله فبأن‬
‫ل يدل إحياء الوتى على اللية كان ذلك أول وعند هذا انقطع النصران ول يبق له كلم واللّه أعلم‪ .‬انتهى كلمه بعبارته الشريفة‬

‫الباب الامس‪ :‬ف إثبات كون القرآن كلم اللّه ومعجزا ورفع شبهات القسيسي وضممت إل مبحث القرآن‬
‫مبحث إثبات صحة الحاديث النبوية الروية ف كتب الصحاح من كتب‪ :‬أهل السنة والماعة‪.‬‬
‫ل على أربعة فصول‪:‬‬
‫وجعلت هذا الباب مشتم ً‬

‫الفصل الول‪ :‬ف اثبات أن القرآن كلم اللّه‬

‫المور الت تدل على أن القرآن كلم اللّه كثية‪ ،‬أكتفي منها على اثن عشر أمرا على عدد حواري السيح وأترك الباقي‪ ،‬مثل أن يقال إن الائب الخالف وقت‬
‫بيان أمر من المور الدنيوية والدينية أيضا يكون ملحوظا ف القرآن‪ ،‬وأن بيان كل شيء ترغيبا كان أو ترهيبا رأفة كان أو عتابا يكون على درجة العتدال ل‬
‫بالفراط ول بالتفريط‪ ،‬وهذان المران ل يوجدان ف كلم النسان لنه يتكلم ف بيان كل حال با يناسب ذلك الال‪ ،‬فل يلحظ ف العتاب حال الذين هم‬
‫قابلون للرأفة وبالعكس‪ ،‬ول يلحظ عند ذكر الدنيا حال الخرة وبالعكس‪ .‬ويقول ف الغضب زائدا على الطأ وهكذا أمور أخر‪.‬‬

‫(المر الول)‪ :‬كونه ف الدرجة العالية من البلغة الت ل يعهد مثلها ف تراكيبهم وتقاصرت عنها درجات بلغتهم‪ ،‬وهي عبارة عن التعبي باللفظ العجب عن‬
‫العن الناسب للمقام الذي أورد فيه الكلم‪ ،‬بل زيادة ول نقصان ف البيان‪ ،‬والدللة عليه‪ ،‬وعلى هذا كلما ازداد شرف اللفاظ ورونق العان ومطابقة الدللة‬
‫كان الكلم أبلغ وتدل على كونه ف هذه الدرجة وجوه‪:‬‬

‫(أولا) أن فصاحة العرب أكثرها ف وصف الشاهدات مثل وصف بعي أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب أو وصف غارة‪ .‬وكذا‬
‫فصاحة العجم سواء كانوا شاعرين أو كاتبي أكثرها ف أمثال هذه الشياء‪ .‬ودائرة الفصاحة والبلغة فيها متسعة جدا لن طبائع أكثر الناس تكون مائلة إليها‪.‬‬
‫وظهر من الزمان القدي ف كل وقت وف كل إقليم من شاعر أو كاتب مضمون جديد ونكتة لطيفة ف بيان لشيء من هذه الشياء الذكورة ويكون التأخر‬
‫التتبع واقفاُ على تدقيقات التقدم غالبا‪ .‬فلو كان الرجل سليم الذهن وتوجه إل تصيل ملكة ف وصفها يصل له بعد المارسة والشتغال ملكة البيان ف‬
‫وصف شيء من هذه الشياء على قدر سلمة فكره وجودة ذهنه‪ ،‬وليس القرآن ف بيان خصوص هذه الشياء فكان يب أن ل تصل فيه اللفاظ الفصيحة الت‬
‫اتفقت عليها العرب ف كلمهم‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 11‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(ثانيها) أنه تعال راعى فيه طريقة الصدق وتنه عن الكذب ف جيعه‪ ،‬وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ول يكن جيدا‪ ،‬ولذلك قيل أحسن‬
‫الشعر أكذبه‪ .‬وترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت رضي اللّه عنهما لا أسلما نزل شعرها ول يكن شعرها السلمي كشعرها الاهلي‪ ،‬والقرآن جاء‬
‫فصيحا مع التنه عن الكذب والجازفة‪.‬‬

‫(ثالثها) أن الكلم الفصيح إنا يتفق ف القصيدة ف البيت والبيتي والباقي ل يكون كذلك‪ ،‬بلف القرآن فإنه مع طوله فصيح كله‪ ،‬بيث يعجز اللق عنه‪ .‬ومن‬
‫تأمل ف قصة يوسف عليه السلم عرف أنا مع طولا وقعت على الدرجة العالية من البلغة‪.‬‬

‫(رابعها) أن الشاعر أو الكاتب إذا كرر مضمونا أو قصة ل يكون كلمه الثان مثل الول‪ ،‬وقد تكررت قصص النبياء وأحوال البدأ والعاد والحكام‬
‫والصفات اللية‪ ،‬واختلفت العبارات إيازا وإطنابا وتفننا ف بيانا غيبة وخطابا‪ ،‬ومع ذلك كل واحد منها ف ناية الفصاحة ول يظهر التفاوت أصلً‪.‬‬

‫(خامسها) أنه اقتصر على إياب العبادات وتري القبائح والث على مكارم الخلق وترك الدنيا واختيار الخرة‪ ،‬وأمثال هذه المور توجب تقليل الفصاحة‪.‬‬
‫ولذلك إذا قيل لشاعر فصيح أو كاتب بليغ أن يكتب تسع أو عشر من مسائل الفقه أو العقائد ف عبارة فصيحة مشتملة على التشبيهات البليغة والستعارات‬
‫الدقيقة يعجز‪.‬‬

‫(سادسها) أن كل شاعر يسن كلمه ف فن فإنه يضعف كلمه ف غي ذلك الفن‪ ،‬كما قالوا ف شعراء العرب‪ :‬إن شعر امرئ القيس يسن عند الطرب وذكر‬
‫النساء وصفة اليل‪ ،‬وشعر النابغة عند الوف وشعر العشى عند الطلب ووصف المر وشعر زهي عند الرغبة والرجاء‪ .‬وقالوا ف شعراء فارس إن النظامي‬
‫والفردوسي وحيدان ف بيان الرب‪ ،‬والسعدي فريد ف الغزل‪ ،‬والنوري ف القصائد‪ ..‬والقرآن جاء فصيحا على غاية الفصاحة ف كل فن ترغيبا كان أو‬
‫ترهيبا‪ ،‬زجرا كان أو وعظا أو غيها‪( .‬وأورد ههنا بطريق النوذج من كل فن آية آية) ففي الترغيب قوله {فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} وف‬
‫الترهيب قوله {وخاب كل جبار عنيد‪ .‬من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد‪ .‬يتجرعه ول يكاد يسيغه ويأتيه الوت من كل مكان وما هو بيت‪ .‬ومن ورائه‬
‫عذاب غليظ} وف الزجر والتوبيخ قوله {فكل أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا‪ .‬ومنهم من أخذته الصيحة‪ .‬ومنهم من خسفنا به الرض‪ .‬ومنهم من‬
‫أغرقنا‪ .‬وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وف الوعظ قوله {أفرأيت إن متعناهم سني ث جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغن عنهم ما كانوا‬
‫يتعون} وف الليات قوله {اللّه يعلم ما تمل كل أنثى وما تغيض الرحام وما تزداد وكل شيء عنده بقدار‪ .‬عال الغيب والشهادة الكبي التعال}‪.‬‬

‫(سابعها) الغلب أنه إذا انتقل الكلم من مضمون إل مضمون آخر‪ ،‬واشتمل على بيان أشياء متلفة ل يبقى حسن ربط الكلم ويسقط عن الدرجة العالية‬
‫للبلغة‪ .‬والقرآن يوجد فيه النتقال من قصة إل قصة إل قصة أخرى‪ ،‬والروج من باب إل باب‪ ،‬والشتمال على أمر وني‪ ،‬وخب واستخبار‪ ،‬ووعد وعيد‪،‬‬
‫وإثبات النبوة‪ ،‬وتوحيد الذات‪ ،‬وتفريد الصفات‪ ،‬وترغيب وترهيب‪ ،‬وضرب مثال‪ ،‬وبيان حال‪ .‬ومع ذلك يوجد فيه كمال الربط والدرجة العالية للبلغة‬
‫الارجة عن العادة فتحي فيها عقول بلغاء العرب‪.‬‬

‫(ثامنها) أن القرآن ف أغلب الواضع يأت بلفظ يسي متضمن لعن كثي ويكون اللفظ أعذب‪ ،‬ومن تأمل ف سورة (ص) علم ما قلت كيف صدرها وجع فيها‬
‫من أخبار الكفار وخلفهم وتقريعهم بإهلك القرون من قبلهم ومن تكذيبهم لحمد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وتعجبهم ما أتى به‪ ،‬والب عن إجاع ملئهم على‬
‫الكفر‪ ،‬وظهور السد ف كلمهم‪ ،‬وتعجيزهم وتقيهم ووعيدهم بزي الدنيا والخرة‪ ،‬وتكذيب المم قبلهم وإهلك اللّه لم‪ ،‬ووعيد قريش وأمثالم مثل‬
‫مصابم‪ .‬وحل النب على الصب على أذاهم وتسليته ف قصص النبياء مثل داود وسليمان وأيوب وإبراهيم ويعقوب وغيهم عليهم السلم‪ .‬وكل هذا الذي ذكر‬
‫من أولا إل آخرها ف ألفاظ يسية متضمنة لعان كثية‪ ،‬وكذلك قوله تعال {ولكم ف القصاص حياة} فإن هذا القول لفظه يسي ومعناه كثي‪ .‬ومع كونه بليغا‬
‫ل على الطابقة بي العنيي التقابلي وها القصاص والياة‪ .‬وعلى الغرابة‪ ،‬بعل القتل الذي هو مفوت للحياة ظرفا لا وأول من جيع القوال الشهورة‬ ‫مشتم ً‬
‫عند العرب ف هذا الباب‪ ،‬لنم عبوا عن هذا العن بقولم‪( :‬قتل البعض إحياء الميع) وقولم‪( :‬أكثروا القتل ليقل القتل) وقولم‪( :‬القتل أنفى للقتل)‪ .‬وأجود‬
‫القوال النقولة عن القول الخي ولفظ القرآن أفصح منه بستة أوجه‪( :‬أحدها)‪ :‬أنه أخصر من الكل لن قوله {ولكم} ل يدخل ف هذا الباب لنه ل بد من‬
‫تقدير ذلك ف الكل لن قول القائل قتل البعض إحياء للجميع ل بد فيه من تقدير مثله وكذلك ف قولم القتل أنفى للقتل‪( .‬وثانيها)‪ :‬أن قولم القتل أنفى للقتل‬
‫ظاهرة يقتضي كون الشيء سببا لنتفاء نفسه بلف لفظ القرآن فإنه يقتضي أن نوعا من القتل وهو القصاص سبب لنوع من أنواع الياة‪( .‬وثالثها)‪ :‬أن‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 12‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫قولم الجود تكرير لفظ القتل بلف لفظ القرآن‪( .‬ورابعها)‪ :‬أن قولم الجود ل يفيد إل الردع عن القتل‪ ،‬بلف لفظ القرآن فإنه يفيد الردع عن القتل‬
‫والرح فهو أفيد‪.‬‬
‫(وخامسها)‪ :‬أن قولم الجود دال على ما هو الطلوب بالتبع بلف لفظ القرآن فإنه دال على ما هو مقصود أصلي‪ ،‬لن نفي القتل مطلوب تبعا من حيث إنه‬
‫يتضمن حصول الياة الذي هو مطلوب أصالة‪( .‬وسادسها)‪ :‬أن القتل ظلما أيضا قتل مع أنه ليس بناف للقتل بلف القصاص فظاهر قولم باطل وأما لفظ‬
‫القرآن فصحيح ظاهرا وباطنا‪ .‬وكذلك قوله تعال‪{ :‬مع يطع اللّه} ف فرائضه {ورسوله} ف سننه أو ف جيع ما يأمرانه وينهيانه {ويشى اللّه} أي يف‬
‫خلفه وعقابه وحسابه {ويتقه} فيما بقي من عمره ف جيع أمره {فأولئك هم الفائزون} بالراد ف البدأ والعاد‪ ،‬فإن هذا القول مع وجازة لفظه جامع لميع‬
‫الضروريات (حكي) أن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه كان يوما نائما ف السجد فإذا هو بقائم على رأسه يتشهد شهادة الق فأعلمه أنه من بطارقة الروم‬
‫ومن جلة من يسن فهم اللسن من العرب وغيها‪ ،‬وأنه سع رجلً من أسراء السلمي يقرأ آية من كتابكم فتأملها فإذا هي جامعة لكل ما أنزل اللّه على‬
‫عيسى بن مري من أحوال الدنيا والخرة‪ ،‬وهي قوله {ومن يطع اللّه ورسوله} الية‪ .‬وحكي أن طبيبا نصرانيا حاذقا سأل السي بن علي الواقدي‪ :‬لاذا ل‬
‫ينقل شيء ف كتابكم عن علم الطب‪ ..‬والعلم علمان علم البدان وعلم الديان‪ .‬فقال السي‪ :‬إن اللّه بي علم الطب كله ف نصف آية‪ ،‬فسأل الطبيب‬
‫النصران عن هذه الية‪ .‬فقال‪ :‬هي قوله‪{ :‬كلوا واشربوا} ما أحل اللّه لكم من الطعومات والشروبات {ول تسرفوا} أي ل تتعدوا إل الرام ول تكثروا‬
‫النفاق الستقبح‪ ،‬ول تناولوا مقدارا كثيا يضركم ول تتاجون إليه‪ .‬ث سأل الطبيب أقال نبيكم أيضا شيئا ف هذا المر‪ ،‬فقال السي‪ :‬إن نبينا أيضا جع‬
‫الطب ف ألفاظ يسية‪ ،‬فسأل الطبيب عنها‪ ،‬فقال السي‪ :‬هي هذه‪" :‬العدة بيت الداء والمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته" فقال الطبيب‪:‬‬
‫النصاف أن كتابكم ونبيكم ما تركا حاجة إل جالينوس‪ ،‬يعن بينا المر الذي هو رأس حفظ الصحة وإزالة الرض وأصلهما ومضارها‪.‬‬

‫(تاسعها)‪ :‬أن الزالة والعذوبة بنلة الصفتي التضادتي‪ ،‬واجتماعهما على ما هو ينبغي ف كل جزء من الكلم الطويل خلف العادة العتادة للبلغاء‪،‬‬
‫فاجتماعهما ف كل موضع من مواضع القرآن كله دليل على كمال بلغته وفصاحته الارجتي عن العادة‪.‬‬

‫(عاشرها)‪ :‬أنه مشتمل على جيع فنون البلغة من ضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل‪ ،‬وأصناف الستعارة وحسن الطالع والقاطع‪ ،‬وحسن الفواصل‪،‬‬
‫والتقدي والتأخي والفصل والوصل اللئق بالقام‪ ،‬وخلوه عن اللفظ الركيك والشاذ الارج عن القياس النافر عن الستعمال‪ ،‬وغي ذلك من أنواع البلغات‪ .‬ول‬
‫يقدر أحد من البلغاء والكملء من العرب العرباء إل على نوع أو نوعي من النواع الذكورة‪ ،‬ولو رام غيه ف كلمه ل يتأت له‪ ،‬وكان مقصرا‪ .‬والقرآن متو‬
‫عليها كلها فتلك عشرة كاملة‪ ،‬وهذه الوجوه العشرة تدل على أن القرآن ف الدرجة العالية من البلغة الارجة عن العادة‪ ،‬يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم‪،‬‬
‫وعلماء الفرق بهارتم ف فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلم‪ ،‬ومن كان أعرف بلغة العرب وفنون بلغتها كان أعرف بإعجاز القرآن‪.‬‬

‫(المر الثان)‪ :‬تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب ف الطالع والقاطع والفواصل‪ ،‬مع اشتماله على دقائق البيان وحقائق العرفان‪ ،‬وحسن العبارة‪ ،‬ولطف الشارة‪،‬‬
‫وسلمة التركيب‪ ،‬وسلمة الترتيب‪ ،‬فتحيت فيه عقول العرب العرباء‪ ،‬وفهوم الفصحاء‪ .‬والكمة ف هذه الخالفة أن ل يبقى لتعسف عنيد مظنة السرقة‪ ،‬ويتاز‬
‫هذا الكلم عن كلمهم ويظهر تفوقه‪ ،‬لن البليغ ناظما كان أو ناثرا يتهد ف هذه الواضع اجتهادا كاملً‪ ،‬ويدح ويعاب عليه غالبا ف هذه الواضع كما عيب‬
‫على مطلع امرئ القيس‪:‬‬

‫قفا نبك من ذكرى حبيب ومنل ‪ ..‬بسقط اللوى بي الدخول فحومل‬

‫بأن صدر البيت جع بي عذوبة اللفظ وسهولة السبك وكثرة العان فإنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر البيب والنل‪ ،‬وأن الشطر الثان ل يوجد فيه‬
‫شيء من ذلك‪ ...‬وعيب على مطلع أب النجم الشاعر الشهور فإنه دخل على هشام بن عبد اللك‪ ،‬فأنشده‪:‬‬

‫صفراء قد كادت ولا تفعل ‪ ..‬كأنا ف الفق عي الحوال‬


‫وكان هشام أحول فأخرجه وأمر ببسه‪.‬‬

‫وعيب على مطلع جرير‪ ،‬فإنه دخل على عبد اللك وقد مدحه بقصيدة حائية‪ .‬أولا‪:‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 13‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫أتصحو أم فؤداك غي صاح‬


‫فقال له عبد اللك‪ :‬بل فؤادك يا ابن الفاعلة ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وعيب على مطلع البحتري فإنه أنشد يوسف بن ممد قصيدته الت مطلعها‪:‬‬

‫لك الويل من ليل تقاصر آخره‬

‫فقال‪ :‬بل لك الويل والزي‪ ...‬وعيب على مطلع إسحاق الوصلي الديب الاذق‪ ،‬فإنه دخل على العتصم وقد فرغ من بناء قصره باليدان وأنشده قصيدته‬
‫الت مطلعها‪:‬‬

‫يا دار غيك البلى وماك * يا ليت شعري ما الذي أبلك!!‬

‫فتطي العتصم من هذا الطلع وأمر بدم القصر على الفور‪ .‬وهكذا قد خطئ أكثر الشعراء الشهورين ف الواضع الذكورة‪ .‬وأشراف العرب‪ ،‬مع كمال حذاقتهم‬
‫ف أسرار الكلم وشدة عداوتم للسلم‪ ،‬ل يدوا ف بلغة القرآن وحسن نظمه وأسلوبه مالً ل يوردوا ف القدح مقالً‪ ،‬بل اعترفوا أنه ليس من جنس خطب‬
‫الطباء وشعر الشعراء‪ ،‬ونسبوه تارةً إل السحر تعجبا من فصاحته وحسن نظمه‪ ،‬وقالوا تار ًة إنه إفك افتراه وأساطي الولي‪ ،‬وقالوا تار ًة لصحابم وأحبابم ل‬
‫تسمعوا لذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون‪ .‬وهذه كلها دأب الحجوج البهوت‪ .‬فثبت أن القرآن معجز ببلغته وفصاحته وحسن نظمه‪ .‬وكيف يتصور أن‬
‫يكون الفصحاء والبلغاء من العرب العرباء كثيين كثرة رمال الدهناء وحصى البطحاء‪ ،‬ومشهورين بغاية العصبية والمية الاهلية‪ ،‬وتالكهم على الباراة‬
‫والباهاة‪ ،‬والدفاع عن الحساب‪ .‬فيتركون المر السهل الذي هو اليتان بقدار أقصر سورة ويتارون الشد الصعب مثل اللء وبذل الهج والرواح‪،‬‬
‫ويبتلون بسب الذراري ونب الموال‪ ،‬ومالفهم التحدي يقرعهم إل مدة على رؤوس الل بأمثال هذه القوال‪{ :‬فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من‬
‫دون اللّه إن كنتم صادقي}‪{ .‬وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقي‪ .‬فإن ل تفعلوا ولن‬
‫تفعلوا فاتقوا النار الت وقودها الناس والجارة}‪{ .‬قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا}‪.‬‬
‫ولو كانوا يظنون أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم استعان بغيه‪ ،‬لمكنهم أيضا أن يستعينوا بغيهم لنه كأولئك النكرين ف معرفة اللغة وف الكنة من الستعانة‪،‬‬
‫فلما ل يفعلوا ذلك وآثروا القارعة على العارضة والقاتلة على القاولة‪ ،‬ثبت أن بلغة القرآن كانت مسلمة عندهم وكانوا عاجزين عن العارضة‪ ،‬غاية المر‬
‫أنم صاروا مفترقي بي مصدق به وبن أنزل عليه‪ ،‬وبي متحي ف بديع بلغته‪ .‬روي أنه سع الوليد بن الغية من النب صلى اللّه عليه وسلم {إن اللّه يأمر‬
‫بالعدل والحسان وإيتاء ذي القرب وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} فقال‪ :‬واللّه إن له للوة وإن عليه لطلوة وإن أسفله لغدق‬
‫وإن أعله لثمر ما يقول هذا بشر‪ ..‬وروي أيضا أنه لا سع القرآن رق قلبه‪ ،‬فجاءه أبو جهل وكان ابن أخيه منكرا عليه قال‪ :‬واللّه ما منكم أحد أعلم بالشعار‬
‫من‪ ،‬واللّه ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا‪ .‬وروي أيضا أنه جع قريشا عند حضور الوسم وقال‪ :‬إن وفود العرب ترد العرب فاجعوا فيه رأيا ل يكذب‬
‫بعضكم بعضا‪ ،‬قالوا‪ :‬نقول كاهن‪ ،‬قال‪ :‬واللّه ما هو بكاهن بزمزمته ول سجعته‪ .‬قالوا‪ :‬منون‪ ،‬قال‪ :‬ما هو بجنون ول بنقه ول وسوسته‪ ،‬قالوا‪ :‬فنقول شاعر‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه‪ ،‬وقريضه ومبسوطه ومقبوضه‪ .‬قالوا‪ :‬فنقول ساحر‪ ،‬قال‪ :‬ما هو بساحر ول نفثه ول عقده‪ ،‬قالوا‪ :‬فما‬
‫نقول‪ .‬قال‪ :‬ما أنتم بقائلي شيئا من هذا إل وأنا أعرف أنه باطل وأن أقرب القول إنه ساحر‪ .‬ث قال‪ :‬فإنه سحر يفرق به بي الرء وابنه‪ ،‬والرء وأخيه‪ ،‬والرء‬
‫وزوجه‪ ،‬والرء وعشيته‪ ،‬فتفرقوا وجلسوا على السبل يذرون الناس عن متابعة النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأنزل اللّه تعال ف الوليد‪{ :‬ذرون ومن خلقت‬
‫وحيدا}‪..‬اليات‪ .‬وروي أن عتبة كلم النب صلى اللّه عليه وسلم فيما جاء به من خلف قومه‪ ،‬فتل عليه‪{ :‬حم‪ .‬تنيل من الرحن الرحيم‪ .‬كتاب فصلت‪}..‬‬
‫إل قوله‪{ :‬أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثود}‪ .‬فأمسك عتبة بيده على فيه وناشده الرحم أن يكف‪ ،‬وف رواية فجعل النب صلى اللّه عليه وسلم يقرأ‬
‫وعتبة مصغ ملق بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حت انتهى إل السجدة فسجد النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وقام عتبة ل يدري با يراجعه‪ ،‬ورجع إل أهله ول‬
‫ل يقرأ‬
‫يرج إل قومه حت أتوه‪ ،‬فاعتذر لم وقال واللّه لقد كلمن بكلم ما سعت أذناي بثله قط فما دريت ما أقول له‪ ...‬وذكر أبو عبيدة أن أعرابيا سع رج ً‬
‫ل من السلمي يقرأ‪{ :‬فما استيأسوا منه خلصوا نيا} فقال‪ :‬أشهد أن‬ ‫{فاصدع با تؤمر} فسجد وقال سجدت لفصاحته‪ ،‬وسع رجل آخر من الشركي رج ً‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 14‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ملوقا ل يقدر على مثل هذا الكلم‪ ..‬وحكى الصمعي أنه سع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خاسية أو سداسية‪ ،‬وهي تقول أستغفر اللّه من‬
‫ذنوب كلها‪ ،‬فقال‪ :‬مم تستغفرين ول ير عليك قلم؟ فقالت‪:‬‬

‫أستغفر اللّه لذنب كله * قتلت إنسانا بغي حله‬


‫مثل غزال ناعم ف دله * انتصف الليل ول أصله‬

‫فقال لا‪ :‬قاتلك اللّه ما أفصحك‪ ،‬فقالت‪ :‬أو بعد هذا فصاحة بعد قوله تعال‪{ :‬وأوحينا إل أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه ف اليم ول تاف ول‬
‫تزن‪ .‬إنا رادوه إليك وجاعلوه من الرسلي} فجمع ف آية واحدة بي أمرين ونيي وخبين وبشارتي‪ ..‬وف حديث إسلم أب ذر ووصف أخاه أنيسا فقال‪:‬‬
‫واللّه ما سعت بأشعر من أخي أنيس لقد ناقض اثن عشر شاعرا ف الاهلية أنا أحدهم‪ ،‬وأنه انطلق إل مكة وجاءن‪ ،‬قلت‪ :‬فما يقول الناس‪ ،‬قال‪ :‬يقولون‬
‫شاعر كاهن ساحر ث قال‪ :‬لقد سعت ما قال الكهنة فما هو قولم ولقد وضعته على إقراء الشعر فلم يلتئم وما يلتئم على لسان أحد بعدي إنه شعر وإنه لصادق‬
‫وإنم لكاذبون‪ .‬وروي ف الصحيحي عن جبي بن مطعم رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعت النب صلى اللّه عليه وسلم يقرأ ف الغرب بالطور‪ ،‬فلما بلغ هذه الية‪{ :‬أم‬
‫خلقوا من غي شيء أم هم الالقون أم خلقوا السماوات والرض بل ل يوقنون‪ ،‬أم عندهم خزائن ربك أم هم السيطرون}‪ .‬كاد قلب أن يطي للسلم‪ .‬وقد‬
‫حكي أن ابن القفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه فمر بصب يقرأ‪{ :‬وقيل يا أرض ابلعي ماءك} فرجع فمحا ما عمل وقال‪ :‬أشهد أن هذا ل يعارض وما هو‬
‫من كلم البشر‪ .‬وكان يي بن حكم الغزال بليغ الندلس ف زمنه فحكى أنه رام شيئا من هذا فنظر ف سورة الخلص ليأت على أسلوبا وينظم الكلم على‬
‫منوالا‪ ،‬قال‪ :‬فاعترتن منه خشية ورقة حلتن على التوبة والنابة‪ .‬وقال النظام من العتزلة‪ :‬إعجاز القرآن بالصرف‪ ،‬على معن أن العرب كانت قادرة على كلم‬
‫مثل القرآن قبل مبعث النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لكن اللّه صرفهم عن معارضته بسبب الدواعي بعد البعث فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزا‪ ،‬فهو‬
‫أيضا يسلم أن القرآن معجز لجل الصرف ومثله غي مقدور لم بعد البعث‪ ،‬وإنا نزاعه ف كونه مقدور قبل البعث وقوله غي صحيح بوجوه‪( :‬الول)‪ :‬أنه لو‬
‫كان كذا لعارضوا القرآن بالكلم الذي صدر عنهم قبل البعث ويكون مثل القرآن‪( .‬والثان)‪ :‬أن فصحاء العرب إنا كانوا يتعجبون من حسن نظمه وبلغته‬
‫وسللته ف جزالته‪ ،‬ل لعدم تأت العارضة مع سهولتها ف نفسها‪( .‬والثالث)‪ :‬أنه لو قصد العجاز بالصرف لكان النسب ترك العتناء ببلغته وعلو طبقته‪ ،‬لن‬
‫القرآن على هذا التقدير كلما كان أنزل ف البلغة‪ ،‬وأدخل ف الركاكة‪ ،‬كان عدم تيسر العارضة أبلغ ف خرق العادة‪( .‬والرابع)‪ :‬يأباه قوله تعال‪{ :‬قل لئن‬
‫اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا}‪..‬‬

‫فإن قيل‪ :‬إن فصحاء العرب لا كانوا قادرين على التكلم بثل مفردات السورة ومركباتا القصية‪ ،‬كانوا قادرين على التيان بثلها (قلت) هذه اللزمة منوعة‬
‫لن حكم الملة قد يالف حكم الجزاء‪ ،‬أل ترى أن كل شعرة شعرة ل يصلح أن يربط با الفيل أو السفينة‪ ،‬وإذا سوى من الشعرات حبل متي يصلح أن‬
‫يربط بذا البل الفيل أو السفينة‪ ،‬ولنا لو صحت لزم أن يكون كل آحاد العرب قادر على التيان بثل قصائد فصحائهم كامرئ القيس وأضرابه‪.‬‬

‫(المر الثالث)‪ :‬كون القرآن منطويا على الخبار عن الوادث التية‪ ،‬فوجدت ف اليام اللحقة على الوجه الذي أخب‪.‬‬
‫‪ -1‬كقوله تعال‪{ :‬لتدخلن السجد الرام إن شاء اللّه آمني ملقي رؤوسكم ومقصرين ل تافون}‪.‬فوقع كما أخب‪ ،‬ودخل الصحابة السجد الرام آمني‬
‫ملقي رؤوسهم ومقصرين غي خائفي‪ -2 .‬وكقوله تعال‪{ :‬وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من‬
‫قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا}‪ .‬فكان اللّه وعد الؤمني بعل اللفاء منهم وتكي‬
‫الدين الرضي لم‪ ،‬وتبديل خوفهم بالمن‪ ،‬فوف وعده ف مدة قليلة بأن ظهر ف حياة الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن أهل السلم تسلطوا على مكة‪ ،‬وخيب‬
‫والبحرين‪ ،‬وملكة اليمن‪ ،‬وأكثر ديار العرب‪ ،‬وأن إقليم البش صار دار السلم بإيان النجاشي اللك‪ ،‬وأن أناسا من هجر وبعض السيحيي من نواحي الشام‬
‫قبلوا الطاعة وأداء الزية‪ ،‬وأن هذا التسلط زاد ف خلفة الصديق الكب رضي اللّه عنه بأن تسلط أهل السلم على بعض ديار فارس وعلى بصرى ودمشق‪،‬‬
‫وبعض الديار الخرى من الشام أيضا‪ ،‬ث زاد هذا التسلط ف خلفة الفاروق رضي اللّه عنه بأن تسلطوا على سائر ديار الشام وجيع ملكة مصر‪ ،‬وعلى أكثر‬
‫ديار فارس أيضا‪ ،‬ث زاد هذا التسلط ف خلفة ذي النورين رضي اللّه عنه‪ ،‬بأن تسلطوا ف جانب الغرب إل أقصى الندلس والقيوان‪ ،‬وف جانب الشرق إل‬
‫حد الصي‪ ،‬ففي مدة ثلثي سنة تسلط أهل السلم على هذه المالك تسلطا تاما‪ ،‬وغلب دين اللّه الرضي على سائر الديان ف هذه الماليك فكانوا يعبدون‬
‫اللّه آمني غي خائفي‪ .‬وف خلفة أمي الؤمني علي بن أب طالب كرم اللّه وجهه وإن ل يتسلط أهل السلم على المالك الديدة لكنه ل شبهة ف ترقي اللة‬
‫السلمية ف عهده الشريف أيضا‪ -4 .‬وكقوله تعال‪{ :‬ستدعون إل قوم أول بأس شديد تقاتلونم أو يسلمون}‪ .‬ووقع كما أخب لن الراد بقوم أول بأس‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 15‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫على أظهر الوجوه وأشهرها‪ ،‬بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب والداعي الصديق الكب رضي اللّه عنه‪ -5 .‬وكقوله تعال‪{ :‬هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين‬
‫الق ليظهره على الدين كله}‪ .‬وحال هذا القول كحال القول الثان وسيظهر الوفاء الكامل لذا الوعد عن قريب على ما هو الرجو إن شاء اللّه‪ .‬وهو على كل‬
‫شيء قدير‪ -5.‬وكقوله تعال‪{ :‬لقد رضي اللّه عن الؤمني إذ يبايعونك تت الشجرة فعلم ما ف قلوبم فأنزل السكينة عليهم وأثابم فتحا قريبا‪ .‬ومغان كثية‬
‫يأخذونا وكان اللّه عزيزا حكيما‪ .‬وعدكم اللّه مغان كثية تأخذونا فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم‪ .‬ولتكون آية للمؤمني ويهديكم صراطا‬
‫مستقيما‪ .‬وأخرى ل تقدروا عليها قد أحاط اللّه با وكان اللّه على كل شيء قديرا}‪ .‬والراد بالفتح القريب فتح خيب‪ ،‬وبالغان الكثية ف الوضع الول مغان‬
‫خيب أو هجر وبالغان الكثية ف الوضع الثان الغان الت تصل للمسلمي من يوم الوعد إل يوم القيامة‪ ،‬وبأخرى مغان هوازن أو فارس أو الروم وقد وقع كما‬
‫أخب‪ -6 .‬وكقوله تعال‪{ :‬وأخرى تبونا نصر من اللّه وفتح قريب}‪ .‬فقوله أخرى أي يعطيكم خصلة أخرى‪ ،‬وقوله نصر من اللّه مفسر للخرى وقوله فتح‬
‫قريب‪ ،‬أي عاجل وهو فتح مكة‪ .‬وقال السن‪ :‬هو فتح فارس والروم وقد وقع كما أخب‪ -7 .‬وكقوله تعال‪{ :‬إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت الناس‬
‫يدخلون ف دين اللّه أفواجا}‪ .‬والراد بالفتح فتح مكة‪ ،‬لن الصح أن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة لن {إذا} يقتضي الستقبال ول يقال فيما وقع إذا جاء‬
‫وإذا وقع‪ ،‬فحصل فتح مكة ودخل الناس ف السلم فوجا بعد فوج من أهل مكة والطائف وغيها ف حياته صلى اللّه عليه وسلم‪ -8 .‬وكقوله تعال‪{ :‬قل‬
‫للذين كفروا ستغلبون}‪ .‬وقد وقع كما أخب فصاروا مغلوبي‪ -9 .‬وكقوله تعال‪{ :‬وإذ يعدكم} أي اذكروا إذ يعدكم {اللّه إحدى الطائفتي} القافلة‬
‫الراجعة من الشام والقافلة التية من بيت اللّه الرام {أنا لكم وتودون أن غي ذات الشوكة} أي القافلة الراجعة {تكون لكم ويريد اللّه أن يق الق بكلماته‬
‫ويقطع دابر الكافرين} فوقع كما أخب‪.‬‬
‫‪ -10‬وكقوله تعال‪{ :‬إنا كفيناك الستهزئي}‪ .‬لا نزلت هذه الية بشر النب صلى اللّه عليه وسلم أصحابه بأن اللّه كفاه شرهم وأذاهم وكان الستهزئون نفرا‬
‫بكة ينفرون الناس عنه ويؤذونه فهلكوا بضروب البلء وفنون العناء فتم نوره وكمل ظهوره‪ -11 .‬وكقوله تعال‪{ :‬واللّه يعصمك من الناس}‪ .‬وقد وقع كما‬
‫أخب مع كثرة من قصد ضره فعصمه اللّه تعال‪ ،‬حت انتقل من الدار الدنيا إل منازل السن ف العقب‪ -12 .‬وكقوله تعال‪{ :‬ال غلبت الروم ف أدن‬
‫الرض} أي أرض العرب {وهم} أي الروم {من بعد غلبهم سيغلبون} أي الفرس {ف بضع سني} أي ما بي الثلث والعشر {ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر‬
‫اللّه ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم‪ .‬وعد اللّه ل يلف اللّه وعده ولكن أكثر الناس ل يعلمون‪ .‬يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا وهم عن الخرة غافلون}‪.‬‬
‫الفرس كانوا موسا والروم نصارى‪ ،‬فورد خب غلبة الفرس إياهم مكة ففرح الشركون وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونن وفارس أميون ل كتاب لنا‪ ،‬وقد‬
‫ظهر إخواننا على إخوانكم‪ ،‬ولنظهرن عليكم‪ .‬فنلت هذه اليات‪ .‬فقال أبو بكر رضي اللّه عنه‪ :‬ل يقرن اللّه أعينكم فو اللّه لتظهرن الروم على فارس ف بضع‬
‫سني فقال ُأبَ ّي بن خلف‪ :‬كذبت اجعل بيننا وبينك أجلً فراهنه على عشر قلئص من كل واحد منهما وجعل الجل ثلث سني فأخب أبو بكر رضي اللّه‬
‫عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬البضع ما بي الثلث إل التسع فزايده ف البل وماده ف الجل‪ ،‬فجعلها مائة قلوص إل تسع سني‪ ،‬ومات أب بعد‬
‫ما رجع من أحد وظهرت الروم على فارس ف السنة السابعة من مغلوبيتهم فأخذ أبو بكر القلئص من ورثة أب‪ ،‬فقال النب صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬تصدق با‪.‬‬

‫قال صاحب ميزان الق ف الفصل الرابع من الباب الثالث‪( :‬لو فرضنا صدق ادعاء الفسرين أن هذه الية نزلت قبل غلبة الروم الفرس فنقول إن ممدا صلى اللّه‬
‫عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره لتسكي قلوب أصحابه‪ ،‬وقد سع مثل هذه القوال من أصحاب العقل والرأي ف كل زمان) انتهى‪ .‬فقوله لو فرضنا صدق‬
‫ادعاء الفسرين‪ ،‬يشي إل أن هذا المر ليس بسلم عنده‪ ،‬وهذا عجيب لن قوله تعال {سيغلبون ف بضع سني}‪ ،‬نص ف أن هذا المر يصل ف الزمان‬
‫الستقبل القريب ف زمان أقل من عشر سني كما هو مقتضى لفظ السني والبضع‪ ،‬وكذا قوله {ويومئذ يفرح الؤمنون}‪ ،‬وقوله {وعد اللّه ل يلف اللّه‬
‫وعده}‪ ،‬لنما يدلن على حصول فرح ف الزمان الت وحصول هذا المر فيه‪ ،‬ول معن للوعد وعدم اللف ف المر بعد وقوعه وقوله إن ممدا صلى اللّه‬
‫عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره مردود بوجهي‪( :‬الول)‪ :‬أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم كان من العقلء عند السيحيي أيضا ويعترف بذا القسيس‬
‫النبيل ههنا وف الواضع الخر من تصانيفه‪ ،‬وليس من شأن العاقل الدعي للنبوة أن يدعي ادعاء قطعيا أن المر الفلن يكون ف الدة القليلة هكذا ألبتة ويأمر‬
‫معتقديه بالرهان على هذا‪ ،‬سيما ف مقابلة النكرين الطالبي لذلته‪ ،‬التفحصي لزلة أقدامه ف أمر ل يكون وقوعه مفيدا فائدة يعتد با‪ ،‬ويكون عدم وقوعه سببا‬
‫لذلته وكذبه عندهم‪ ،‬ويصل لم سند عظيم لتكذيبه‪( .‬والثان)‪ :‬أن العقلء وإن كانوا يقولون ف بعض المور بعقولم ويكون ظنهم صحيحا تار ًة وخطأ‬
‫أخرى لكن جرت العادة اللية بأن القائل لو كان مدعي النبوة كذبا ويب عن الادثة التية‪ ،‬ويفتري على اللّه بنسبة هذا الب إل اللّه‪ ،‬ل يكون هذا الب‬
‫صحيحا بل يرج خطأ وغلطا ألبتة كما ستعرف ف آخر هذا البحث إن شاء اللّه‪ -13 .‬وكقوله تعال‪{ :‬أم يقولون نن جيع منتصر سيهزم المع ويولون‬
‫الدبر}‪ .‬عن عمر رضي اللّه تعال عنه أنه قال لا نزلت‪ :‬ل أعلم ما هو حت كان يوم بدر سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يلبس درعه ويقول‪:‬‬
‫{سيهزم المع}‪ .‬فعلمته‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 16‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ -14‬وكقوله تعال‪{ :‬قاتلوهم يعذبم اللّه بأيديكم ويزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني}‪ .‬وقد وقعت هذه الحوال كما أخب‪-15 .‬‬
‫وكقوله تعال‪{ :‬لن يضروكم إل أذى} إما بالطعن ف ممد وعيسى عليهما السلم‪ ،‬وإما بتخويف الضعفة من السلمي {وإن يقاتلوكم يولوكم الدبار ث ل‬
‫ينصرون} فأخب فيه عن ثلث مغيبات‪( :‬الول)‪ :‬أن الؤمني يكونون آمني من ضرر اليهود‪( .‬والثان)‪ :‬لو قاتلوا الؤمني ينهزمون‪( .‬والثالث)‪ :‬أنه ل يصل لم‬
‫قوة وشوكة بعد النزام وكلها وقع‪ -16 .‬وكقوله تعال‪{ :‬ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إل ببل من اللّه وحبل من الناس وباءوا بغضب من اللّه وضربت‬
‫عليهم السكنة}‪ .‬وقد وقع كما أخب وليس لليهود حكومة ف موضع من الواضع وف كل إقليم يوجدون رعايا مضروبا عليهم الذلة ‪ -17‬وكقوله تعال‪:‬‬
‫{سنلقي ف قلوب الذين كفروا الرعب} وقد وقع يوم أحد بوجهي كما أخب‪(.‬الول)‪ :‬أن الشركي لا استولوا يوم أحد على السلمي وهزموهم أوقع اللّه‬
‫الرعب ف قلوبم فتركوهم وفروا منهم من غي سبب‪( .‬والثان)‪ :‬أنم لا ذهبوا إل مكة‪ ،‬فلما كانوا ف بعض الطريق ندموا فقالوا بئس ما صنعتم إنكم قتلتموهم‬
‫حت إذا ل يبق إل الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يدوا قوة وشوكة‪ ،‬فقذف اللّه ف قلوبم الرعب فذهبوا إل مكة‪ -18 .‬وكقوله تعال‪{ :‬إنا‬
‫نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون} أي من التحريف والزيادة والنقصان ما تواتر عند علماء العيان من قراء الزمان‪ ،‬وقد وقع كما أخب فما قدر أحد من‬
‫اللحدة والعطلة والقرامطة أن يرف شيئا منه‪ ،‬ل حرفا من حروف مبانيه ول من حروف معانيه ول إعرابا من إعراباته إل هذه الدة الت نن فيها‪ ،‬أعن ألفا‬
‫ومائتي وثاني من الجرة بلف التوراة والنيل وغيها كما عرفت ف الباب الول والثان‪ ،‬والمد للّه على إتام هذه النعمة‪.‬‬

‫‪ -19‬وكقوله تعال‪{ :‬ل يأتيه الباطل} أي التحريف بالزيادة والنقصان {من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد}‪ ،‬وحال هذا القول كالقول‬
‫السابق‪ -20 .‬وكقوله تعال‪{ :‬إن الذي فرض عليك القرآن} أي أحكامه وفرائضه {لرادك إل معاد}‪ .‬وروي أنه عليه السلم لا خرج من الغار وسار ف غي‬
‫الطريق مافة الطلب فلما أمن رجع إل الطريق‪ ،‬ونزل بالحفة بي مكة والدينة‪ ،‬وعرف الطريق إل مكة واشتاق إليها‪ ،‬وذكر مولده ومولد أبيه‪ ،‬فنل جبيل‬
‫عليه السلم وقال‪ :‬تشتاق إل بلدك ومولدك؟ فقال عليه السلم‪ :‬نعم‪ ،‬فقال جبيل عليه السلم‪ :‬فإن اللّه تعال يقول‪{ :‬إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إل‬
‫معاد} يعن إل مكة ظاهرا عليهم‪ -21 .‬وكقوله تعال‪{ :‬قل إن كانت لكم} أيها اليهود {الدار الخرة عند اللّه خالصة من دون الناس فتمنوا الوت إن كنتم‬
‫صادقي ولن يتمنوه أبدا} أي ما عاشوا {با قدمت أيديهم واللّه عليم بالظالي}‪ .‬والراد بالتمن التمن بالقول‪ ،‬ول شك أنه عليه الصلة والسلم مع تقدمه ف‬
‫الرأي والزم وحسن النظر ف العاقبة كما هو السلم به عند الخالف والوافق والوصول إل النل الذي وصل إليه ف الدارين‪ ،‬والوصول إل الرياسة العظيمة‪ ،‬ل‬
‫يوز له ‪ -‬وهو غي واثق من جهة الرب بالوحي ‪ -‬أن يتحدى أعدى العداء بأمر ل يأمن عاقبة الال فيه‪ ،‬ول يأمن من خصمه أن يقهره بالدليل والجة‪ ،‬لن‬
‫العاقل الذي ل يرب المور ل يكاد يرضى بذلك‪ ،‬فكيف الال ف أعقل العقلء‪ .‬فثبت أنه ما أقدم على هذا التحدي إل بعد الوحي واعتماده التام‪ .‬وكذا ل‬
‫شك أنم كانوا من أشد أعدائه‪ ،‬وكانوا أحرص الناس ف تكذيبه‪ ،‬وكانوا متفكرين ف المور الت با ينمحي السلم أو تصل الذلة لهله‪ ،‬وكان الطلوب منهم‬
‫أمرا سهلً ل صعبا‪ ،‬فلو ل يكن النب صلى اللّه عليه وسلم صادقا ف دعواه عندهم لبادروا إل القول به لتكذيبه‪ ،‬بل أعلنوا هذا التمن بالقول مرارا وشهروا أنه‬
‫كاذب يفتري على اللّه أنه قال كذا‪ ،‬ويدعي من جانب نفسه ادعاء ويقول تارةً‪ :‬والذي نفسي بيده ل يقولا رجل منهم إل غص بريقه‪ ،‬يعن مات مكانه‪،‬‬
‫ويقول تارةً‪ :‬لو أن اليهود تنوا الوت لاتوا ونن تنينا مرارا وما متنا مكاننا فظهرت بصرفهم عن تنيهم مع كونم على تكذيبه أحرص الناس معجزته وبانت‬
‫حجته‪ ،‬وف هذه الية إخباران عن الغيب‪( :‬الول) أن قوله {لن يتمنوه} يدل دللة بينة على أن ذلك ل يقع ف الستقبل من أحد منهم فيفيد عموم الشخاص‪.‬‬
‫(والثان) أن قوله أبدا يدل على أنه ل يوجد ف شيء من الزمنة التية ف الستقبل يفيد عموم الوقات فبالنظر إل العمومي ها غيبان ‪ -22‬وكقوله تعال‪:‬‬
‫{وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقي‪ ،‬فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت وقودها‬
‫الناس والجارة أعدت للكافرين} فأخب بأنم ل يفعلون ألبتة‪ ،‬ووقع كما أخب‪ ،‬وهذه الية دالة على العجاز من وجوه أربعة‪( :‬أولا) أنا نعلم بالتواتر أن‬
‫العرب كانوا ف غاية العداوة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وف غاية الرص على إبطال أمره‪ ،‬لن مفارقة الوطان والعشية وبذل النفوس والهج من أقوى‬
‫الدلة على ذلك‪ ،‬فإذا انضاف إليه مثل هذا التقريع وهو قوله‪{ :‬فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا} صار حرصهم أشد‪ ،‬فلو كانوا قادرين على التيان بثل القرآن أو بثل‬
‫سورة منه لتوا به‪ ،‬فحيث ما أتوا به ظهر العجاز‪( .‬وثانيها) أن النب صلى اللّه عليه وسلم وإن كان متهما عندهم ف أمر النبوة‪ ،‬لكنه كان معلوم الال ف‬
‫وفور العقل والفضل والعرفة بالعواقب‪ ،‬فلو كان كاذبا لا تداهم بالغا ف التحدي إل النهاية‪ ،‬بل كان عليه أن ياف ما يتوقعه من فضيحة يعود وبالا على‬
‫جيع أموره‪ ،‬فلو ل يعلم بالوحي عجزهم عن العارضة لا جاز أن يملهم عليها بذا التقريع‪.‬‬
‫(وثالثها) أنه لو ل يكن قاطعا ف أمره لا قطع ف أنم ل يأتون بثله لن الزور ل يزم بالكلم‪ ،‬فجزمه يدل على كونه جازما ف أمره‪.‬‬
‫(ورابعها) أنه وجد مب هذا الب على ذلك الوجه‪ ،‬لنه من عهده عليه السلم إل عصرنا هذا ل يل وقت من الوقات من يعادي الدين والسلم‪ ،‬وتشددوا‬
‫عليه ف الوقيعة فيه‪ ،‬ث إنه مع هذا الرص الشديد ل توجد العارضة قط‪ .‬فهذه الوجوه الربعة ف الدللة على العجاز ما تشتمل عليه هذه الية‪ ،‬فهذه الخبار‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 17‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وأمثالا تدل على كون القرآن كلم اللّه‪ ،‬لن عادة اللّه جارية على أن مدعي النبوة لو أخب عن شيء ونسب إل اللّه كذبا ل يرج خبه صحيحا‪ .‬ف الباب‬
‫الثامن عشر من كتاب الستثناء هكذا‪( :‬فإن أحببت وقلت ف قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلم الذي ل يتكلم به الرب)‪ -22 .‬فهذه تكون لك آية أن ما‬
‫قاله ذلك النب باسم الرب ول يدث فهذا الرب ل يكن تكلم به‪ ،‬بل ذلك النب صوره ف تعظيم نفسه ولذلك ل تشاه)‪.‬‬

‫(المر الرابع) ما أخب من أخبار القرون السالفة والمم الالكة‪ ،‬وقد علم أنه كان أميا ما قرأ ول كتب ول اشتغل بدارسة مع العلماء ول مالسة مع الفضلء‪،‬‬
‫بل ترب بي قوم كانوا يعبدون الصنام ول يعرفون الكتاب‪ ،‬وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضا‪ ،‬ول يغب عن قومه غيبة يكن له التعلم فيها من غيهم‪،‬‬
‫والواضع الت خالف القرآن فيها ف بيان القصص والالت الذكورة [ف] كتب أهل الكتاب كقصة صلب السيح عليه السلم وغيها فهذه لخالفة قصدية‪ :‬إما‬
‫لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والنيل الشهورين‪ ،‬وإما لعدم كونا إلامية‪ ،‬ويدل على ما ذكرت قوله تعال‪{ :‬إن هذا القرآن يقص على بن‬
‫إسرائيل أكثر الذي هم فيه يتلفون}‪.‬‬

‫(المر الامس) ما فيه من كشف أسرار النافقي حيث كانوا يتواطئون ف السر على أنواع كثية من الكر والكيد‪ ،‬وكان اللّه يطلع رسوله على تلك الحوال‬
‫حالً فحالً‪ ،‬ويبه عنها على سبيل التفصيل‪ ،‬فما كانوا يدون ف كل ذلك إل الصدق‪ ،‬وكذا ما فيه من كشف حال اليهود وضمائرهم‪.‬‬

‫(المر السادس) جعه لعارف جزئية وعلوم كلية ل تعهد العرب عامة ول ممد صلى اللّه عليه وسلم خاصة من علم الشرائع والتنبيه على طرق الجج العقلية‬
‫والسي والواعظ والكم‪ ،‬وأخبار الدار الخرة وماسن الداب والشيم‪ .‬وتقيق الكلم ف هذا الباب أن العلوم إما دينية أو غيها ول شك أن الول أعظمها‬
‫شأنا وأرفعها مكانا‪ ،‬فهي إما علم العقائد والديان‪ ،‬وإما علم العمال‪ .‬أما علم العقائد والديان فهو عبارة عن معرفة اللّه وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر‪،‬‬
‫أما معرفة اللّه تعال فهي عبارة عن معرفة ذاته ومعرفة صفات جلله ومعرفة صفات إكرامه وأفعاله ومعرفة أحكامه ومعرفة أسائه‪ ،‬والقرآن مشتمل على دلئل‬
‫هذه السائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه ل يساويه شيء من الكتب‪ ،‬بل ل يقرب منه‪ ،‬وأما علم العمال فهو إما أن يكون عبارة عن علم التكاليف التعلقة‬
‫بالظواهر‪ ،‬وهو علم الفقه‪ .‬ومعلوم أن جيع الفقهاء إنا استنبطوا مباحثهم من القرآن‪ ،‬وإما أن يكون علم التصوف التعلق بتصفية الباطن ورياضة القلوب‪ ،‬وقد‬
‫حصل ف القرآن من مباحث هذا العلم ما ل يوجد ف غيه‪ ،‬كقوله‪{ :‬خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي} وقوله‪{ :‬إن اللّه يأمر بالعدل والحسان‬
‫وإيتاء ذي القرب وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي} وقوله‪{ :‬ول تستوي السنة ول السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول‬
‫حيم} فقوله‪{ :‬ادفع بالت هي أحسن} يعن ارفع سفاهتهم وجهالتهم بالصلة الت هي أحسن وهي الصب ومقابلة السيئة بالسنة‪ .‬وقوله {فإذا الذي} إل يعن‬
‫إذا قابلت إساءتم بالحسان وأفعالم القبيحة بالفعال السنة تركوا أفعالم القبيحة وانقلبوا من العداوة إل الحبة‪ ،‬ومن البغضة إل الودة ونو هذه القوال‬
‫كثية فيه‪ .‬فثبت أنه جامع لميع العلوم النقلية أصولا وفروعها‪ ،‬ويوجد فيه التنبيه على أنواع الدللت العقلية والرد على أرباب الضلل بباهي قاهرة وأدلة‬
‫باهرة سهلة البان متصرة العان‪ ،‬كقوله تعال‪{ :‬أوليس الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يلق مثلهم} وكقوله تعال‪{ :‬ييها الذي أنشأها أول‬
‫مرة} وكقوله تعال‪{ :‬لو كان فيهما آلة إل اللّه لفسدتا} ولنعم ما قيل‪ :‬جيع العلم ف القرآن‪ ،‬لكن تقاصرت عنه أفهام الرجال‪.‬‬

‫(المر السابع) كونه بريئا عن الختلف والتفاوت مع أنه كتاب كبي مشتمل على أنواع كثية من العلوم‪ ،‬فلو كان ذلك من عند غي اللّه لوقعت فيه أنواع من‬
‫الكلمات التناقضة‪ ،‬لن الكتاب الكبي الطويل ل ينفك عن ذلك‪ .‬ولا ل يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غي اللّه كما قال اللّه تعال‪{ :‬أفل يتدبرون‬
‫القرآن ولو كان من عند غي اللّه لوجدوا فيه اختلفا كثيا} وإل هذه المور السبعة الذكورة أشار اللّه تعال بقوله‪{ :‬أنزله الذي يعلم السر ف السماوات‬
‫والرض} لن مثل هذه البلغة والسلوب العجيب والخبار عن الغيوب والشتمال على أنواع العلوم والباءة من الختلف والتفاوت‪ ،‬مع كون الكتاب‬
‫كبيا مشتملً على أنواع العلوم ل يأت إل من العال الذي ل يغيب عن علمه مثقال ذرة ما ف السماوات والرض‪.‬‬

‫(المر الثامن) كونه معجزة باقية متلوّة ف كل مكان مع تكفل اللّه بفظه‪ ،‬بلف معجزات النبياء فإنا انقضت بانقضاء أوقاتا‪ ،‬وهذه العجزة باقية على ما‬
‫كانت عليه من وقت النول إل زماننا هذا‪ ،‬وقد مضت مدة ألف ومائتي وثاني وحجتها قاهرة‪ ،‬ومعارضته متنعة وف الزمان كلها القرى والمصار ملوءة‬
‫بأهل اللسان وأئمة البلغة‪ ،‬واللحد فيهم كثي والخالف العنيد حاضر ومهيأ‪ ،‬وتبقى إن شاء اللّه هكذا ما بقيت الدنيا وأهلها ف خي وعافية‪ .‬ولا كان العجز‬
‫منه بقدار أقصر سورة فكل جزء منه بذا القدار معجزة‪ ،‬فعلى هذا يكون القرآن مشتملً على أكثر من ألفي معجزة‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 18‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(المر التاسع) أن قارئه ل يسأمه وسامعه ل يجه‪ ،‬بل تكراره يوجب زيادة مبته كما قيل‪:‬‬

‫وخي جليس ل يل حديثه * وترداده يزداد فيه تمل‬

‫وغيه من الكلم‪ ،‬ولو كان بليغا ف الغاية يل مع الترديد ف السمع ويكره ف الطبع‪ ،‬ولكن هذا المر بالنسبة إل من له قلب سليم ل إل من له طبع سقيم‪.‬‬

‫(المر العاشر) كونه جامعا بي الدليل ومدلوله فالتال له إذا كان من يدرك معانيه يفهم مواضع الجة والتكليف معا ف كلم واحد باعتبار منطوقه ومفهومه‪،‬‬
‫لنه ببلغة الكلم يستدل على العجاز‪ ،‬وبالعان يقف على أمر اللّه ونيه ووعده ووعيده‪.‬‬

‫(المر الادي عشر) حفظه لتعلميه بالسهولة‪ ،‬كما قال اللّه تعال‪{ :‬ولقد يسرنا القرآن للذكر} فحفظه ميسر على الولد الصغار ف أقرب مدة ويوجد ف هذه‬
‫المة ف هذا الزمان أيضا مع ضعف السلم ف أكثر القطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن بيث يكن أن يكتب القرآن من حفظ كل منهم من الول‬
‫ل عن اللفاظ ول يرج ف جيع ديار أوربا عدد حفاظ النيل بيث يساوي الفاظ ف قرية من قرى مصر مع‬ ‫إل الخر‪ ،‬بيث ل يقع الغلط ف العراب فض ً‬
‫فراغ بال السيحيي وتوجههم إل العلوم والصنائع منذ ثلثمائة سنة‪ ،‬وهذا هو الفضل البديهي لمة ممد صلى اللّه عليه وسلم ولكتابم‪.‬‬

‫(المر الثان عشر) الشية الت تلحق قلوب سامعيه وأساعهم عند ساع القرآن‪ ،‬واليبة الت تعتري تاليه‪ ،‬وهذه الشية قد تعتري من ل يفهم معانيه ول يعلم‬
‫تفسيه‪ ،‬فمنهم من أسلم لا لول وهلة ومنهم من استمر على كفره‪ ،‬ومنهم من كفر حينئذ ث رجع بعده إل ربه‪.‬‬
‫روي أن نصرانيا مر بقارئ فوقف يبكي فسئل عن سبب البكاء فقال الشية الت حصلت له من أثر كلم الرب‪ ،‬وأن جعفر الطيار رضي اللّه عنه لا قرأ القرآن‬
‫على النجاشي وأصحابه ما زالوا يبكون حت فرغ جعفر رضي اللّه عنه من القراءة‪ ،‬وأن النجاشي أرسل سبعي عالا من العلماء السيحية إل رسول اللّه صلى‬
‫اللّه عليه وسلم فقرأ عليهم سورة (يس) فبكوا وآمنوا فنل ف حق الفريقي أو أحدها قوله تعال‪{ :‬وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع‬
‫ما عرفوا من الق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} وقد عرفت حال جبي بن مطعم رضي اللّه عنه‪ ،‬وعتبة‪ ،‬وابن القنع‪ ،‬ويي بن حكم الغزال‪ .‬وقال نور‬
‫اللّه الشوستري ف تفسيه‪ :‬إن العلمة علي القوشجي لا راح من وراء النهر إل الروم جاء إليه حب من أحبار اليهود لتحقيق السلم وناظره إل شهر وما سلم‬
‫دليلً من أدلة العلمة إل هذا الي فجاء يوما وقت الصبح وكان العلمة مشتغلً بتلوة القرآن على سطح الدار‪ ،‬وكان كريه الصوت ف الغاية‪ ،‬فلما دخل‬
‫الباب وسع القرآن أثر القرآن ف قلبه تأثيا بليغا‪ ،‬فلما وصل إل العلمة قال‪ :‬إن أدخل ف السلم فأدخله العلمة ف السلم ث سئل عن السبب فقال‪ :‬ما‬
‫سعت مدة عمري كريه الصوت مثلك‪ ،‬فلما وصلت إل الباب سعت منك القرآن وقد حصل تأثيه البليغ فّ فعلمت أنه وحي‪ .‬فثبت من المور الذكورة أن‬
‫القرآن معجز وكلم اللّه‪ ،‬كيف ل وحسن الكلم يكون لجل ثلثة أشياء‪ :‬أن تكون ألفاظه فصيحة وأن يكون نظمه مرغوبا‪ ،‬وأن يكون مضمونه حسنا‪.‬‬
‫وهذه المور الثلثة متحققة ف القرآن بل ريب ونتم هذا الفصل ببيان ثلث فوائد‪:‬‬

‫(الفائدة الول) سبب كون معجزة نبينا من جنس البلغة أيضا أن بعض العجزات تظهر ف كل زمان من جنس ما يغلب على أهله أيضا‪ ،‬لنم يبلغون فيه‬
‫الدرجة العليا فيقفون فيه على الد الذي يكن للبشر الوصول إليه‪ ،‬فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الد الذكور علموا أنه من عند اللّه‪ ،‬وذلك كالسحر ف زمن‬
‫موسى عليه السلم فإنه كان غالبا على أهله وكاملي فيه‪ ،‬ولا علم السحرة الكملة أن حد السحر تييل لا ل ثبوت له حقيقة ث رأوا عصاه انقلبت ثعبانا يتلقف‬
‫سحرهم الذي كانوا يقلبونه من الق الثابت إل التخيل الباطل من غي أن يزداد حجمها‪ ،‬علموا أنه خارج عن السحر ومعجزة من عند اللّه فآمنوا به‪ .‬وأما‬
‫فرعون فلما كان قاصرا ف هذه الصناعة ظن أنه سحر أيضا‪ ،‬وإن كان أعظم من سحر سحرته‪ .‬وكذا الطب لا كان غالبا على أهل زمن عيسى عليه السلم‪،‬‬
‫وكانوا كاملي فيه‪ ،‬فلما رأوا إحياء اليت وإبراء الكمه علموا بعلمهم الكامل أنما ليسا من حد الصناعة الطبية‪ ،‬بل هو من عند اللّه‪ .‬والبلغة قد بلغت ف عهد‬
‫الرسول عليه السلم إل الدرجة العليا وكان با فخارهم حت علقوا القصائد السبع بباب الكعبة تديا لعارضتها كما تشهد به كتب السي‪ ،‬فلما أتى النب صلى‬
‫اللّه عليه وسلم با عجز عن مثله جيع البلغاء عُلم أن ذلك من عند اللّه قطعا‪.‬‬

‫(الفائدة الثانية) نزول القرآن منجما ومفرقا ول ينل دفعة واحدة بوجوه‪( :‬أحدها) أن النب صلى اللّه عليه وسلم ل يكن من أهل القراءة‪ ،‬فلو نزل عليه ذلك‬
‫جلة واحدة كان ل يضبطه‪ ،‬ولاز عليه السهو‪( .‬وثانيا) أنه لو أنزل عليه الكتاب دفعة فربا اعتمد على الكتاب وتساهل ف الفظ‪ ،‬فلما أنزل اللّه منجما‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 19‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫حفظه وبقي سنة الفظ ف أمته‪( .‬وثالثها) ف صورة نزول الكتاب دفعة لو كان نزول جيع الحكام دفعة واحدة على اللق لكان يثقل عليهم ذلك‪ ،‬ولا نزل‬
‫مفرقا ل جرم نزلت التكاليف قليلً قليلً‪ ،‬فكان تملها أسهل‪ ،‬كما روي عن بعض الصحابة أنه قال‪ :‬لقد أحسن اللّه إلينا كل الحسان‪ ،‬كنا مشركي فلو‬
‫جاءنا رسول اللّه بذا الدين جلة وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا فما كنا ندخل ف السلم ولكنه دعانا إل كلمة واحدة فلما قبلناها وذقنا حلوة‬
‫اليان قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة إل أن ت الدين وكملت الشريعة‪( .‬ورابعها) أنه إذا شاهد جبيل حالً بعد حال يقوى قلبه بشاهدته فكان أقوى على‬
‫أداء ما حل‪ ،‬وعلى الصب على عوارض النبوة‪ ،‬وعلى احتمال أذية القوم‪( .‬وخامسها) أنه لا ت شرط العجاز فيه مع كونه منجما ثبت كونه معجز‪ ،‬فإنم لو‬
‫قدروا لوجب أن يأتوا بثله منجما مفرقا‪( .‬وسادسها) كان القرآن ينل بسب أسئلتهم والوقائع الواقعة لم‪ ،‬فكانوا يزدادون بصية‪ ،‬لن الخبار عن العيوب‬
‫كان ينضم بسبب ذلك إل الفصاحة‪( .‬وسابعها) أن القرآن لا نزل منجما مفرقا وتداهم النب صلى اللّه عليه وسلم من أول المر فكأنه تداهم بكل واحد من‬
‫نوم القرآن‪ ،‬فلما عجزوا عنه كان عجزهم عن معارضة الكل أول فثبت بذا الطريق أن القوم عاجزون عن العارضة ل مالة‪( .‬وثامنها) أن السفارة بي اللّه‬
‫وبي أنبيائه وتبليغ كلمه إليهم منصب عظيم‪ ،‬فلو نزل القرآن دفعة واحدة كان زوال هذا النصب عن جبيل عليه السلم متملً‪ .‬فلما نزل مفرقا منجما بقي‬
‫ذلك النصب العظيم عليه‪.‬‬

‫(الفائدة الثالثة) سبب تكرار بيان التوحيد وحال القيامة وقصص النبياء ف مواضع أن العرب كانوا مشركي وثنيي ينكرون هذه الشياء‪ ،‬وغي العرب بعضهم‬
‫مثل أهل الند والصي والجوس كانوا مثل العرب ف النكار‪ ،‬وبعضهم كأهل التثليث كانوا ف الفراط والتفريط ف اعتقاد هذه الشياء‪ ،‬فلجل التقرير والتأكيد‬
‫كرر بيان هذه الشياء‪ .‬ولتكرار القصص أسباب أخر أيضا‪ ،‬منها‪ :‬أن إعجاز القرآن لا كان باعتبار البلغة أيضا وكان التحدي بذا العتبار فكررت القصص‬
‫بعبارات متلفة إيازا وإطنابا مع حفظ الدرجة العليا للبلغة ف كل مرتبة ليعلم أن القرآن ليس كلم البشر‪ ،‬لن هذا المر عند البلغاء خارج عن القدرة‬
‫البشرية‪ .‬ومنها أنه كان لم أن يقولوا إن اللفاظ الفصيحة الت كانت مناسبة لذه القصص استعملتها وما بقيت اللفاظ الخرى مناسبة لا‪ ،‬وأن يقولوا إن‬
‫طريق كل بليغ يالف طريق الخر‪ ،‬فبعضهم يقدر على الطريق الطنب‪ ،‬وبعضهم يقدر على الوجز فل يلزم من عدم القدرة على نوع عدم القدرة مطلقا‪ .‬أو‬
‫أن يقولوا إن دائرة البلغة ضيقة ف بيان القصص وما صدر عنك بيانا مرة ممول على البخت والتفاق فلما كررت القصص إيازا وإطنابا ل يبق عذر من‬
‫هذه العذار الثلثة‪ .‬ومنها أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يضيق صدره بإيذاء القوم وشرهم كما أخب اللّه تعال‪{ :‬ولقد نعلم أنك يضيق صدرك با يقولون}‬
‫فيقص اللّه قصة من قصص النبياء مناسبة لاله ف ذلك الوقت لتثبيت قلبه‪ ،‬كما أخب اللّه تعال‪{ :‬وكلً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك‬
‫ف هذه الق وموعظة وذكرى للمؤمني}‪ .‬ومنها أن السلمي كان يصل لم اليذاء من أيدي الكفار‪ ،‬أو أن قوما كانوا يسلمون‪ ،‬أو أن الكفار كان القصود‬
‫تنبيههم فكان اللّه ينل ف كل موضع من هذه القصص ما يناسبه‪ ،‬لن حال السلف تكون عبة للخلف‪ .‬ومنها أن القصة الواحدة قد تشتمل على أمور كثية‬
‫فتذكر تارةً وتقصد با بعض المور قصدا‪ ،‬وبعضها تبعا وتعكس مرة أخرى ‪ .‬والق أنا ل تلك من مقومات الدولة أي شيء فما زالت تعيش على إعانات‬
‫بعض الدول الجنبية ف فزع ورعب دائم‪ ..‬وعن قريب سيطردها العرب من أرضهم شر طردة ولن يلتئم لم شل‪ ،‬ولن يتنصر لم جيش وسيهزم المع ويولون‬
‫الدبر {وعد اللّه ل يلف اللّه وعده}‪.‬‬

‫الفصل الثان‪ :‬ف رفع شبهات القسيسي على القرآن‪.‬‬

‫ل ناقصا على العجاز‪ ،‬لنه ل‬‫(الشبهة الول) ل نسلم بأن عبارة القرآن ف الدرجة القصوى من البلغة الارجة عن العادة‪ ،‬ولو سلمنا بذلك فهو يكون دلي ً‬
‫يظهر إل لن كانت له معرفة تامة بلسان العرب‪ ،‬ويلزم أن تكون جيع الكتب الت توجد ف اللسن الخرى مثل اليونان واللطين وغيها ف الدرجة العالية من‬
‫بلغة كلم اللّه‪ ،‬على أنه يكن أن تؤدي الطالب الباطلة والضامي القبيحة بألفاظ فصيحة وعبارات بليغة ف الدرجة القصوى‪.‬‬

‫(والواب) عدم تسليم كون عبارة القرآن ف الدرجة العليا ‪ -‬مكابرة مضة‪ ،‬لا عرفت ف المر الول والثان من الفصل الول‪ ،‬وقولم لنه ل يظهر إل لن‬
‫كانت له معرفة تامة حقة بلسان العرب‪ ،‬لكن التقريب غي تام لن هذه العجزة لا كانت لتعجيز البلغاء والفصحاء وقد ثبت عجزهم ول يعارضوا واعترفوا با‬
‫وعرفها أهل اللسان بسليقتهم وغيهم من العلماء بهارتم ف فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلم وعرفها العوام من الفرق بشهادة ألوف ألوف من أهل اللسان‬
‫والعلماء‪ ،‬فظهر أنا معجزة يقينا‪ ،‬ودليل كامل ل ناقص كما زعموا‪ ،‬وصارت سببا من السباب الكثية الت يعلم با أن القرآن كلم اللّه ول يدعي أهل‬
‫السلم أن سبب كون القرآن كلم اللّه منحصر ف كونه بليغا فقط وكذا ل يدعون أن معجزة النب صلى اللّه عليه وسلم منحصرة ف بلغة القرآن فقط بل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 20‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫يدعون إن هذه البلغة سبب من السباب الكثية لكون القرآن كلم اللّه‪ ،‬وأن القرآن بذا العتبار أيضا معجزة من العجزات الكثية للنب صلى اللّه عليه وسلم‬
‫كما عرفت ف الفصل الول‪ ،‬وستعرف ف الباب السادس إن شاء اللّه تعال‪ .‬وهذه العجزة ظاهرة ف هذا الزمان أيضا للوف ألوف من أهل اللسان وماهري‬
‫علم البيان‪ ،‬وعجز الخالفي ثابت من ظهورها إل هذا الي وقد مضت مدة ألف ومائتي وثاني من الجرة‪ ،‬وقد عرفت ف المر الثان من الفصل الول أن‬
‫قول النظام مردود وما قال أبو موسى اللقب بزدار راهب العتزلة من أن الناس قادرون على مثل هذا القرآن فصاحة ونظما وبلغة فهو مردود أيضا كقول‬
‫النظام‪ ،‬على أن مزدار هذا كان رجلً منونا استولت على دماغه اليبوسة بسبب كثرة الرياضة فهذى بأمثال هذه الذيات كثيا فكان يقول مثلً إن اللّه قادر‬
‫على أن يكذب ويظلم ولو فعل لكان إلا كاذبا ظالا وإن من لبس السلطان كافر ل يرث ول يورث‪ ،‬وقوله يلزم أن يكون جيع الكتب إل غي مسلم‪ ،‬لن‬
‫هذه الكتب ل تثبت بلغتها ف الدرجة القصوى باعتبار الوجوه الت مر ذكرها ف المر الول والثان من الفصل الول‪ ،‬ول يثبت ادعاء مصنفيها بالعجاز‪ ،‬ول‬
‫عجز فصحاء هذه اللسن عن معارضتها‪ .‬فإن ادعى أحد هذه المور بالنسبة إل هذه الكتب فعليه الثبات‪ .‬وإل فل بد أن يتنع عن مثل هذا الدعاء الباطل‪.‬‬

‫على أن شهادة بعض السيحيي ف حق الكتب الذكورة بأنا ف هذه اللسن مثل القرآن ف اللسان العرب ف الدرجة العليا من البلغة غي مقبولة‪ ،‬لنم إذا ل‬
‫يكونوا من أهل اللسان فل ييزون غالبا ف لسان الغي بي الذكر والؤنث‪ ،‬ول بي الفرد والتثنية والمع ول بي الرفوع والنصوب والجرور‪ ،‬فضلً عن أن‬
‫ييزوا البلغ عن البليغ وعدم تيزهم هذا ل يتص بالعرب‪ ،‬بل فيه وف العبان واليونان واللطين على طريقة واحدة‪ ،‬ومنشأ عدم التمييز سذاجة كلمهم سيما‬
‫إذا كان هذا البعض من أهل إنكلترة فإنم يشاركون ف هذه السذاجة غيهم من السيحيي ويتازون عنهم بعادة أخرى أيضا‪ ،‬وهي أنم إذا عرفوا ألفاظا‬
‫معدودة من لسان الغي يظنون أنم تبحروا ف العرفة‪ ،‬وإذا تعلموا مسائل معدودة من علم يعدون أنفسهم من علماء هذا العلم‪ ،‬والفرنساويون واليونانيون‬
‫طاعنون عليهم ف هذه العادة‪ .‬ويشهد على الدعوى الول أن الب سركيس الارون مطران الشام جع بإذن البابا أربانوس الثامن كثيا من القسيسي والرهبان‬
‫والعلماء ومعلمي اللسان العبان والعرب واليونان وغيها ليصلحوا الترجة العربية الت كانت ملوءة بالغلط الكثية والنقصانات الغزيرة فاجتهدوا ف هذا‬
‫الباب اجتهادا تاما ف سنة ألف وستمائة وخس وعشرين من اليلد فأصلحوا‪ ،‬لكنه لا بقيت بعد الصلح التام ف تراجهم النقصانات الت هي لزمة لسجية‬
‫السيحيي اعتذروا عنه ف القدمة الت كتبوها ف أول تلك الترجة‪ ،‬وإن أنقل عذرهم عن القدمة الذكورة بعبارتم وألفاظهم وهي هذه‪( :‬ث إنك ف هذا النقل‬
‫تد شيئا من الكلم غي موافق قواني اللغة بل مضاد لا كالنس الذكر بدل الؤنث‪ ،‬والعدد الفرد بدل المع‪ ،‬والمع بدل الثن والرفع مكان الر والنصب ف‬
‫السم والزم ف الفعل وزيادة الروف عوض الركات وما يشابه ذلك‪ ،‬فكان سببا لذا كله سذاجة كلم السيحيي فصار لم نوع تلك اللغة مصوصا‪،‬‬
‫ولكن ليس ف اللسان العرب فقط‪ ،‬بل ف اللطين واليونان والعبان تغافلت النبياء والرسل والباء الولون عن قياس الكلم‪ ،‬لنه ل يرد روح القدس أن نقيد‬
‫اتساع الكلمة اللية بالدود الضيقة الت حددتا الفرائض فقدم لنا السرار السماوية بغي فصاحة وبلغة) انتهى كلمهم‪.‬‬

‫ويشهد على الدعوى الثانية أن أبا طالب خان السياح ألف كتابا باللسان الفارسي ساه بـ (السي الطالب) وهو مشتمل على أحوال سياحته‪ ،‬وكتب فيه من‬
‫حالت كل إقليم ساح فيه ما رأى فيه من الحاسن والذمائم‪ ،‬فكتب ماسن أهل إنكلترة وذمائمهم‪ ،‬وإن أترجم الذميمة الثامنة من كتابه لتعلق الاجة با ف‬
‫هذا القام‪ .‬قال‪( :‬الثامنة) خطؤهم ف معرفة حد العلوم ولسان الغي‪ ،‬لنم يسبون أنفسهم عارف كل لسان ومن أهل كل علم إذا عرفوا ألفاظا معدودة من‬
‫ذلك اللسان أو مسائل معدودة من ذلك العلم ويؤلفون الكتب فيهما وينشرون هذه الزخرفات بعد الطبع‪ ،‬ووقفت على هذا العن بشهادة الفرنساويي‬
‫واليونانيي لن تصيل ألسنتهم رائج ف أهل إنكلترة‪ ،‬وحصل ل اليقي بشاهدة تصرفاتم ف اللسان الفارسي) انتهى‪ ،‬ث قال‪( :‬اجتمع ف لندن الكتب الكثية‬
‫من هذا النوع بيث كادت تبقى الكتب القة بعد برهة من الزمان غي ميزة)‪ ،‬انتهى كلمه‪ .‬وقولم على أنه يكن أن تؤدي الطالب الباطلة إل ‪-‬ل ورود له‬
‫ف حق القرآن‪ ،‬لنه ملوء من أوله إل آخره بذكر هذه المور السبعة والعشرين‪ ،‬ول تد آية طويلة فيه تكون خالية من ذكر أمر من هذه المور‪:‬‬
‫(الول) الصفات الكاملة اللية مثل كونه واحدا وقديا وأزليا وأبديا وقادرا وعالا وسيعا وبصيا ومتكلما وحكيما وخبيا وخالق السماوات والرض‬
‫ورحيما ورحانا وصبورا وعادلً وقدوسا ومييا وميتا وغيها‪( .‬الثان) تنيه اللّه عن العايب والنقائص مثل الدوث والعجز والهل والظلم وغيها‪( .‬الثالث)‬
‫الدعوة إل التوحيد الالص والنع عن الشرك مطلقا وعن التثليث الذي هو شعبة الشرك يقينا كما علمت ف الباب الرابع‪( .‬الرابع) ذكر النبياء عليهم السلم‪.‬‬
‫(الامس) تنيههم عن عبادة الوثان والكفر وغيها‪( .‬السادس) مدح الؤمني بالنبياء‪( .‬السابع) ذم منكريهم‪( .‬الثامن) تأكيد اليان بالنبياء عموما وبالسيح‬
‫خصوصا‪( .‬التاسع) الوعد بأن الؤمني يغلبون النكرين عاقبة المر‪( .‬العاشر) حقيقة القيامة وجزاء العمال ف يومها‪( .‬الادي عشر) ذكر النة والنار‪( .‬الثان‬
‫عشر) ذم الدنيا وبيان عدم ثباتا‪( .‬الثالث عشر) مدح العقب وبيان ثباتا‪( .‬الرابع عشر) بيان حل الشياء وحرمتها‪( .‬الامس عشر) بيان أحكام تدبي النل‪.‬‬
‫(السادس عشر) بيان أحكام سياسات الدن‪( .‬السابع عشر) التحريض على مبة اللّه وأهل اللّه‪( .‬الثامن عشر) بيان الشياء الت هي ذريعة الوصول إل اللّه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 21‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(التاسع عشر) الزجر عن مصاحبة الفجار والفساق‪( .‬العشرون) تأكيد خلوص النية ف العبادات البدنية والالية‪( .‬الادي والعشرون) التهديد على الرياء‬
‫والسمعة‪( .‬الثان والعشرون) التأكيد على تذيب الخلق بالجال والتفصيل‪( .‬الثالث والعشرون) التهديد على الخلق الذميمة بالجال‪( .‬الرابع والعشرون)‬
‫مدح الخلق السنة‪ ،‬مثل اللم والتواضع والكرم والشجاعة والعفة وغيها‪( .‬الامس والعشرون) ذم الخلق القبيحة مثل الغضب والتكب والبخل والب‬
‫ل ونقلً‪ ،‬وجاء‬‫والظلم وغيها‪( .‬السادس والعشرون) وعظ التقوى‪( .‬السابع والعشرون) الترغيب إل ذكر اللّه وعبادته‪ ،‬ول شك أن هذه المور ممودة عق ً‬
‫ذكر هذه المور ف القرآن مرارا للتأكيد‪ ،‬والتقرير‪ ،‬ولو كانت هذه الضامي قبيحة فأي مضمون يكون حسنا‪.‬‬

‫نعم ل يوجد ف القرآن‪ ]1[- :‬أن النب الفلن زن بابنته‪ ]2[- .‬أو زن بزوجة الغي وقتله باليلة‪ ]3[- .‬أوعبد العجل‪ ]4[- .‬أو ارتد ف آخر عمره وعبد‬
‫الصنام وبن العابد لا‪ ]5[- .‬أو افترى على اللّه الكذب‪ ،‬وكذب ف التبليغ وخدع بكذبه نبيا آخر مسكينا وألقاه ف غضب الرب‪ ]6[- .‬أو أن داود‬
‫وسليمان وعيسى عليهم السلم كلهم من أولد ولد الزنا وهو فارض بن يهودا‪ ]7[- .‬أو أن الرسول العظم ابن اللّه البكر أبا النبياء زن ابنه الكب بزوجة‬
‫أبيه‪ ]8[- .‬وابنه الثان بزوجة ابنه‪ ،‬وسع هذا النب العظيم الشأن ما صدر عن ابنيه الحبوبي وما أجرى عليهما الد‪ ،‬غي أنه دعا على الكب وقت موته لجل‬
‫هذه الركة الشنيعة ول ينقل ف حق الخر الغضب أيضا‪ ،‬بل دعا له بالبكة التامة عند الوت‪ ]9[- .‬أو أن الرسول العظيم الخر البكر الثان أيضا الزان‬
‫بزوجة الغي زن ابنه البيب ببنته البيبة وسع‪ ،‬وما أجرى عليهما الد لعله امتنع عن الد لنه كان مبتلى بالزنا أيضا ف زعمهم‪ ،‬فكيف يري على الغي سيما‬
‫على أولده وهذا القدر مسلم بي اليهود والنصارى ومصرح به ف كتب العهد العتيق السلمة عند الفريقي‪ ]10[- .‬أو أن يي عليه السلم الرسول الذي هو‬
‫أعظم النبياء السرائيلية بشهادة عيسى عليه السلم وإن كان الصغر ف ملكوت السماوات أعظم منه بشهادة عيسى عليه السلم أيضا ل يعرف إله الثان‬
‫ومرسله الذي هو عيسى باعتبار العلقة الجهولة معرفة جيدة إل ثلثي سنة ما ل يصر هذا الله مريدا لعبده هذا وما ل يصل الصطباغ منه وما ل ينل على‬
‫هذا الله الثان الله الثالث ف شكل المامة‪ ،‬وبعد ما رأى نزول الثالث على الثان ف الشكل الذكور تذكر أمر الله الول الب أن الله الثان هو ربه ومالكه‬
‫وخالق الرض والسماوات‪ ]11[- .‬أو أن الرسول الخر السارق الذي كان عنده الكيس للسرقة أعن يهود السخريوطي الذي هو صاحب الكرامات‬
‫والعجزات وأحد الواريي الذين هم أعلى منلة من موسى بن عمران وسائر النبياء السرائيلية على زعمهم باع دينه بدنياه بثلثي درها‪ ،‬ورضي بتسليم إله‬
‫بأيدي اليهود على هذه النفعة القليلة حت أخذوا إله وصلبوه لعل هذه النفعة كانت عظيمة عنده‪ ،‬لنه كان صيادا مفلوكا لصا‪ ،‬وإن كان رسولً صاحب‬
‫معجزات أيضا على زعمهم فثلثون درها عنده كانت أحب وأعظم رتبة من هذا الله الصلوب‪ ]12[- .‬أو أن قيافا رئيس الكهنة الذي ثبتت نبوته بشهادة‬
‫يوحنا النيلي أفت بقتل إله وكذبه وكفره وأهانه ووقع ف حق هذا الله الصلوب ثلثة أمور عجيبة من ثلثة أنبياء عدد التثليث أن اعظم أنبيائه السرائيلية ل‬
‫يعرفه معرفة جيدة إل ثلثي سنة ما ل يصر هذا الله مريدا له ول ينل عليه الله الثالث ف شكل المامة‪ ،‬وأن نبيه الثان رضي بتسليمه ورجح منفعة ثلثي‬
‫درها منلة ألوهيته ووعده‪ ،‬وأن رسوله الثالث أفت بقتله وكذبه وكفره أعاذنا اللّه من أمثال هذه العتقادات السوء ف حق النبياء عليهم السلم‪ .‬ول يؤاخذن‬
‫على ما نقلت هذه الزخرفات على سبيل اللزام واللّه ث باللّه ل أعتقد ف حق النبياء هذه الكذبات وهم بريئون منها‪ ،‬وأقول القدر الذي نقلت من حال يي‬
‫عليه السلم إل حال قيافا مصرح به ف العهد الديد‪.‬‬

‫وكذا ل يوجد ف القرآن هذه السائل الفخيمة الت عجزت ف أكثرها عقولنا‪ ،‬بل عقول العال ويعتقدها الفرقة القدية العظيمة الشأن‪ ،‬أعن فرقة كاثلك الت‬
‫عددها بسب ادعاء بعض آبائها ف هذا الزمان أيضا بقدر مائت مليون‪ ]1[- .‬إن مري عليها السلم قد حبلت با أمها بل قرب الزوج كما انكشفت هذه‬
‫القيقة على البابويي من مدة قريبة‪ .‬ومثل [‪ ]2‬أن مري والدة اللّه حقيقة‪ .‬ومثل [‪ ]3‬أن كل خبز من البزات وإن كانت بقدار مليونات غي متعددة يستحيل‬
‫ف العشاء الربان ف آن واحد ف أمكنة متلفة إل السيح الكامل بلهوته وناسوته الذي تولد من العذراء إذا فرض أن مليونات من الكهنة ف أطراف العال شرقا‬
‫ل وإن‬‫وغربا وشالً وجنوبا قدسوا ف آن واحد‪ .‬ومثل [‪ ]4‬أن خبزا واحدا إذا كسره الكاهن ولو إل مائة ألف كسرة يصي كل كسرة منه أيضا مسيحا كام ً‬
‫كان وجود البوب ث الطحن ث العجن ث وجود البز ث الكسرة كلها من الوادث بشاهدة فتعطل حكم البس عندهم ف هذه المور كلها‪ .‬ومثل [‪ ]5‬أنه‬
‫ل بد أن يصطنع الصورة والتماثيل ويسجد قدامهن‪ .‬ومثل [‪ ]6‬أنه ل خلص بدون اليان بالبابا وإن كان غي صال ف نفس المر‪.‬‬
‫ومثل [‪ ]7‬أن أسقف رومية هو البابا دون غيه وهو رأس الكنيسة ومعصوم من الغلط‪ ،‬وأن [‪ ]8‬كنيسة رومية هي أم الكنائس كلها ومعلمتها‪ .‬ومثل [‪ ]9‬أن‬
‫للبابا ولتعلقيه خزانة من قدر جزيل من استحقاقات القديسي أن ينحوا الغفرانات سيما إذا استوفوا ثنا وافيا لجلها كما هو الروج عندهم‪ .‬ومثل [‪ ]10‬أن‬
‫البابا له منصب تليل الرام وتري اللل‪ .‬قال العلم ميخائيل مشاقة من علماء بروتستنت ف الصفحة ‪ 66‬من كتابه السمى بأجوبة النيليي على أباطيل‬
‫التقليديي الطبوع سنة ‪ 1852‬ف بيوت هذا‪( :‬والن تراهم يزوجون العم بابنة أخيه‪ ،‬والال بابنة أخته‪ ،‬والرجل بامرأة أخيه ذات الولد خلفا لتعليم الكتب‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 22‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫القدسة ولجامعهم العصومة‪ .‬وقد أضحت هذه الحرمات حللً عند أخذهم الدراهم عليها‪ ،‬وكم من التحديدات وضعوها على الكلييكيي بتحري الزية‬
‫الناموسية الأمور با من رب الشريعة) انتهى كلمه بلفظه‪ .‬ث قال‪( :‬وكم حرموا أصناف الطعمة ث أباحوا ما حرموه‪ ،‬وف عصرنا أباحوا أكل اللحوم ف‬
‫صومهم الكبي الذي طالا شددوا بتحريهما فيه) انتهى كلمه بلفظه‪ .‬وف الرسالة الثانية من كتاب الثلث عشرة رسالة ف الصفحة ‪:88‬‬
‫(فرنسيس ذابادل الكردينال يقول‪ :‬إن البابا مأذون أن يعمل ما يريد حت ما ل يل أيضا‪ ،‬وهو أكب من اللّه سبحان اللّه عما يصفون) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬

‫ومثل [‪ ]11‬أن أنفس الصديقي تتوجه إل العذاب ف الطهر وتتقلب ف نيانه حت ينحها البابا الغفران أو يلصها القسوس بقداساتم بعد استيلئهم على‬
‫أثانا‪ ،‬وهو غي جهنم‪ .‬وأهل هذه يصلون السندات من نواب البابا وخلفائه لتحصيل النجاة من عذابه‪ .‬لكن العجب من هؤلء العقلء أنم إذا اشتروا سندات‬
‫من خليفة اللّه النافذ أمره ف الرض والسماء فلم ل يطلبون منه وصولت مضية بتم الذين أعتقهم من العذاب‪ ،‬ولا كانت قدرة الباباوات تزيد يوما فيوما‬
‫بفيض روح القدس اخترع البابا لون العاشر للمغفرة تذاكر تعطى منه أو من وكيله للمشتري بغفرة خطاياه الاضية والستقبلة أيضا‪ ،‬وكان مكتوبا فيها هكذا‪:‬‬
‫(ربنا يسوع السيح يرحك ويعفو عنك باستحقاقات آلمه القدسة‪ .‬وبعد فقد وهب ل بقدرة سلطان رسله بطرس وبولس والبابا الليل ف هذه النواحي أن‬
‫أغفر لك أولً عيوبك الكليوسية مهما كانت ث خطاياك ونقائصك مهما كانت تفوت الحصاء‪ ،‬بل أيضا الطايا الحفوظ حلها للبابا‪ ،‬وبقدر امتداد مفاتيح‬
‫ل عليه عند عمادك‬ ‫الكنيسة الرومانية أغفر لك كل العذابات الت سوف تستحقها ف الطهر وأردك إل أسرار الكنيسة القدسة وإل اتادها وإل ما كنت حاص ً‬
‫من العفة والطهارة حت أنك مت مت تغلق ف وجهك أبواب العذابات وتفتح لك أبواب الفردوس وإن ل تت الن فهي باقية لك بفاعلية تامة إل آخر ساعة‬
‫موتك باسم الب والبن والروح القدس آمي) كتب بيد الخ يوحنا تنل الوكيل الثان‪ .‬ومثل [‪ ]12‬أن مسافة جهنم فراغ مكعب ف قلب الرض كل من‬
‫أضلعه مائتا ميل‪ .‬ومثل [‪ ]13‬أن البابا يرسم الصليب على نعليه وغيه على وجهه لعل نعلي البابا ليسا أدون من الصليب ومن وجوه الساقفة الخرين‪ .‬ومثل‬
‫[‪ ]14‬أن بعض القديسي وجهه كوجه الكلب وجسده كجسد النسان‪ ،‬وهو يشفع لم عند اللّه‪ .‬قال العلم الذكور ف الصفحة ‪ 114‬من كتابه الذكور‬
‫طاعنا على تلك الفرقة أو الكتابة‪( :‬وربا صوروا بعض قديسي على صورة ل يلق اللّه مثلها‪ ،‬كتصويرهم رأس كلب على جسم إنسان يسمونه القديس‬
‫خريسطفورس ويقدمون له أنواع العبادة إذ يلقبونه ويسجدون أمامه ويشعلون له الشموع ويطلقون البخور ويلتمسون شفاعته‪ ،‬فهل يليق بالسيحيي العتقاد‬
‫بوجود العقل النطقي والقداسة ف أدمغة الكلب؟ أي هي من عصمة كنائسهم من الغلط؟ انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫وهذا القول هل يليق بالسيحيي ال صادق يقينا‪ ،‬وهذا القديس مشابه لبعض قديسي مشركي الند‪ ،‬ولعل مبة السيحيي من أهل أوربا للكلب لجل كونا‬
‫على صورة هذا القديس الكرم‪.‬‬

‫ومثل [‪ ]15‬أن خشبة الصليب وتصاوير الب الزل والبن والروح القدس يسجد لا بالسجود القيقي العبادي وأن صور القديسي يسجد لا بالسجود‬
‫الكرامي‪ ،‬وإن متحي ما معن استحقاق الشياء الولية للسجود العبادي‪ ،‬لن تعظيمهم لشبة الصليب ل يلو إما أن يكون مثلها قد مس جسد السيح‪ ،‬وهو‬
‫ارتفع عليه بسب زعمهم‪ ،‬وإما لجل أنا واسطة فداء‪ ،‬وإما لجل أن دمه سال عليه‪ .‬فإن كان الول يلزم أن يكون نوع المي معبودا لم أعلى من الصليب‬
‫عندهم‪ ،‬لن السيح عليه السلم ركب على التان والحش ومساجد السيح وكانا موضوعي راحته ودخوله مجدا إل أورشليم‪ ،‬والمار يشارك النسان ف‬
‫النس القريب واليوانية‪ ،‬فهو جسم نام حساس متحرك بالرداة بلف الشب الذي ليست له قدرة الس والركة‪ .‬وإن كان الثان فيهودا السخريوطي‬
‫الدافع أحق بالتعظيم لنه الواسطة الول والذريعة الكبى للفداء‪ ،‬فإنه لول تسليمه لا أمكن لليهود مسك السيح وصلبه‪ ،‬ولنه مسا ٍو للمسيح عليه السلم ف‬
‫النسانية وعلى صورة النسان الذي هو صورة اللّه‪ ،‬وكان متلئا بروح القدس صاحب الكرامات والعجزات فالعجب أن هذه الواسطة الول عندهم ملعونة‬
‫والصغرى مباركة معظمة‪ .‬وأما الثالث فلن الشوك الضفور إكليلً على رأس السيح عليه السلم قد فاز أيضا بالنصب العلى‪ ،‬وهو سيلن الدم عليه فما باله‬
‫ل يعظم ول يعبد ويشعل بالنار‪ ،‬وهذا الشب يعبد إل أن يقولوا إن هذا سر مثل سر التثليث والستحالة خارج عن إدراك العقول البشرية وأفحش منه تعظيم‬
‫صورة أقنوم الب‪ ،‬لنك قد عرفت ف المر الثالث والرابع من مقدمة الباب الرابع أن اللّه بريء من الشبه وما رآه أحد ول يقدر أن يراه أحد ف الدنيا فإذا كان‬
‫كذلك فأي أب من آبائهم رآه فصوره؟ ومن أين علموا أن هذه الصورة مطابقة لصورته تعال وليست مطابقة لصورة شيطان من الشياطي‪ ،‬أو لصورة كافر من‬
‫الكفار؟ ول ل تعبدون كل إنسان سواء أكان مسلما أم كافرا لن النسان على صورة اللّه بسب نص التوراة‪ .‬والعجب أن البابا يسجد لذه الصورة الوهية‬
‫المادية الت ل حس ول حركة لا ويقر صورة اللّه الت هي النسان ويد رجله لذلك النسان لكي يقبل حذاءه وما ظهر ل فرق بي هؤلء أهل الكتاب‬
‫ومشركي الند وجدت عوامهم كعوامهم وخواصهم كخواصهم ف هذه العبادة وعلماء مشركي الند يقولون مثل قول علمائهم ف العتذار‪ .‬ومثل [‪ ]16‬أن‬
‫البابا هو القاضي العلى ف الكم على تفسي معان الكتب واخترعت هذه العقيدة ف الجيال التأخرة وإل لا قدر اكستاين وفم الذهب وغيها من القدماء‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 23‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الذين ل يكونوا باباوات ول يستأذنوهم أن يفسروا جيع الكتب القدسة من تلقاء أنفسهم‪ ،‬وتفاسيهم قبلت عند جيع كنائس عصرهم لعل الباباوات حصل‬
‫لم هذا القضاء العلى بطالعة تفاسيهم بعد ما صنفوها‪ .‬ومثل [‪ ]17‬أن الساقفة والشمامسة منوعون من الزواج‪ ،‬ولذلك يفعلون ما ل يفعله التزوجون‪،‬‬
‫وقاوم ف كثي من الحيان بعض معلميهم اجتهاد الباباوات فأنقل بعض أقوالم عن كتاب الثلث عشرة رسالة ف الرسالة الثالثة ف الصفحة ‪ 144‬و ‪:145‬‬
‫القديس برنردوس يقول ‪ -‬وعظ عدد ‪ 66‬ف نشيد النشاد‪ :‬نزعوا من الكنيسة الزواج الكرم والضجع الذي هو بل دنس فملؤها بالزنا ف الضاجع مع الذكور‬
‫والمهات والخوات وبكل أنواع الدناس‪ .‬والفاروس بيلجيوس أسقف سلفا ف بلد البورتكال سنة ‪ 1300‬يقول‪ :‬يا ليت إن الكليوسيي ل يكونوا نذروا‬
‫العفة ول سيما أكليوس سبانيا لن أبناء الرعية هناك أكثر عددا بيسي من أبناء الكهنوت‪ ،‬ويوحنا أسقف سالتزبرج ف اليل الامس عشر كتب أنه وجد‬
‫قسوسا قلئل غي معتادين على ناسة متكاثرة مع النساء‪ ،‬وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل البيوت الخصوصة للزنا‪ .‬انتهى كلمه بلفظه ملخصا‪ .‬وكيف يعتقد‬
‫العصمة ف حقهم إذا كانوا شابي شارب المر وما نا روبيل ابن يعقوب عليه السلم فزن ببلهاء سرية أبيه‪ ،‬ول يهوذا بن يعقوب عليه السلم فزن بزوجة ابنه‪،‬‬
‫ول داود عليه السلم فزن بزوجة أوريا مع كونه ذا زوجات كثية ول لوط عليه السلم فزن ف حالة خار المر بابنتيه‪ ،‬وهكذا‪ .‬فإذا كان حال النبياء‬
‫وأبنائهم على عقائدهم هكذا فكيف يرجى منهم العصمة‪ ،‬بل الق أن الفاروس بيلجيوس ويوحنا صادقان ف أن أبناء الرعية هناك أكثر عددا بيسي من أبناء‬
‫الكهنوت‪ ،‬وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل البيوت الخصوصة للزنا‪.‬‬

‫وأمثال هذه السائل كثية أطوي الكشح عن بيانا خوفا من التطويل‪ .‬فأقول‪:‬‬

‫لعل هذه الضامي العالية الت نقلتها وأمثالا لو وجدوها ف القرآن لعترفوا بأنه كلم اللّه وقبلوه‪ ،‬لكنهم لا وجدوه خاليا منها ومن أمثالا فكيف يعترفون‬
‫ويقبلون لن الضامي السنة الألوفة عندهم هي هذه الضامي وأمثالا‪ ،‬ل الضامي الت ذكرت ف القرآن‪ .‬وأما بعض الضامي الت توجد ف القرآن ف ذكر‬
‫النة والنار وغيها ويزعمون أنا قبيحة فأذكرها إن شاء اللّه تعال ف الشبهة الثالثة بأجوبتها فانتظر‪.‬‬

‫(الشبهة الثانية) أن القرآن مالف لكتب العهد العتيق والديد ف مواضع‪ ،‬فل يكون كلم اللّه‪.‬‬

‫والواب‪ :‬أو ًل ‪ -‬أن هذه الكتب لا ل تثبت أسانيدها التصلة إل مصنفيها وكذا ل يثبت أن كل كتاب منها إلامي قد ثبت أنا متلفة اختلفا معنويا ف مواضع‬
‫كثية وملوءة بالغلط الكثية يقينا ‪ -‬كما عرفت هذه المور ف الباب الول ‪ -‬وقد ثبت التحريف فيها أيضا كما عرفت ف الباب الثان فل تضر مالفتها‬
‫القرآن ف الواضع الذكورة‪ ،‬بل تكون دليلً على كون الواضع الذكورة غلطا أو مرفة ف الكتب الذكورة كسائر الغلط والتحريفات الت عرفتها ف البابي‬
‫الولي‪ ،‬وقد عرفت ف المر الرابع من الفصل الول من هذا الباب أن هذه الخالفة قصدية لجل التنبيه على أن ما خالف القرآن غلط أو مرف ل أنا سهوية‪.‬‬
‫(والواب الثان) أن الخالفة الت بي القرآن وبي كتب العهدين ف ذم القسيسي على ثلثة أنواع‪( :‬الول) باعتبار الحكام النسوخة‪( .‬والثان) باعتبار بعض‬
‫الالت الت جاء ذكرها ف القرآن ل يوجد ذكرها ف العهدين‪( .‬والثالث) باعتبار أن بيان بعض الالت ف القرآن يالف بيان هذه الكتب‪ ،‬ول مال لم أن‬
‫يطعنوا على القرآن باعتبار هذه النواع‪.‬‬

‫(أما الول) فلنك قد عرفت ف الباب السادس با ل مزيد عليه أن النسخ ل يتص بالقرآن‪ ،‬بل وجد ف الشرائع السابقة بالكثرة‪ ،‬وأنه ل استحالة فيه‪ ،‬وأن‬
‫الشريعة العيسوية نسخت جيع أحكام التوراة إل تسعة أحكام من الحكام العشرة الشهورة‪ ،‬وقد وقع فيها التكميل أيضا على زعمهم‪ ،‬والتكميل أيضا نوع‬
‫من أنواع النسخ‪ ،‬فصارت هذه الحكام أيضا منسوخة بذا الوجه فبعد ذلك ليس من شأن السيحي العاقل أن يطعن على القرآن باعتبار هذا النوع‪.‬‬
‫(وأما الثان) فهو كالول أيضا‪ ،‬وشواهده كثية أكتفي منها على ثلثة عشر شاهدا‪:‬‬

‫(الشاهد الول) الية التاسعة من رسالة يهودا هكذا‪( :‬وأما ميخائيل رئيس اللئكة فلما خاصم إبليس ماجا عن جسد موسى ل يسر أن يورد حكم افتراء‪ ،‬بل‬
‫قال لينتهرك الرب) فمخاصمة ميخائيل إبليس عن جسد موسى ل تذكر ف كتاب من كتب العهد العتيق‪( .‬الشاهد الثان) ث ف تلك الرسالة هكذا ‪( :14‬وتنبأ‬
‫عن هؤلء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلً‪ :‬هو ذا قد جاء الرب ف ربوات قديسية) ‪( 15‬ليصنع دينونة على الميع ويعاقب جيع فجارهم على جيع أعمال‬
‫فجورهم الت فجروا با‪ ،‬وعلى جيع الكلمات الصعبة الت تكلم با عليه خطاط فجار) ول أثر لذا الب أيضا ف كتاب من كتب العهد العتيق‪( .‬الشاهد‬
‫الثالث) الية الادية والعشرون من الباب الثان عشر من الرسالة العبانية هكذا‪( :‬وكان النظر هكذا ميفا حت قال موسى أنا مرتعب ومرتعد)‪ ،‬وهذا الال‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 24‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫مذكور ف الباب التاسع عشر من سفر الروج‪ ،‬لكن ل توجد فيه ول ف كتاب من كتب العهد العتيق هذه الفقرة‪( :‬حت قال موسى أنا مرتعب ومرتعد)‪) .‬‬
‫الشاهد الرابع) الية الثامنة من الباب الثالث من الرسالة الثانية إل تيموثاوس هكذا‪( :‬وكما قاوم ينيس ويبيس موسى) إل‪ ،‬وهذا الال مذكور ف الباب السابع‬
‫من سفر الروج ول أثر لذين السي ف هذا الباب ول ف باب آخر ول ف كتاب آخر من كتب العهد العتيق‪( .‬الشاهد الامس) الية السادسة من الباب‬
‫الامس عشر من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا‪( :‬وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لكثر من خسمائة أخ أكثرهم باق إل الن ولكن بعضهم قد رقدوا)‬
‫ول يوجد لذا أثر ف إنيل من الناجيل الربعة‪ ،‬ول ف كتاب أعمال الواريي مع أن لوقا أحرص الناس على ترير أمثال هذه الحوال‪( .‬الشاهد السادس) ف‬
‫الية الامسة والثلثي من الباب العشرين من كتاب العمال هكذا‪( :‬متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الخذ)‪ ،‬وهذا القول ل‬
‫يوجد له أثر ف إنيل من الناجيل الربعة‪.‬‬
‫(الشاهد السابع) الساء الت ذكرت ف الباب الول من إنيل مت بعد زربابل ل توجد ف كتاب من كتب العهد العتيق‪( .‬الشاهد الثامن) ف الباب السابع من‬
‫كتاب العمال هكذا‪( 23 :‬ولا كملت له مدة أربعي سنة خطر على باله أن يفتقد إخوته بن إسرائيل)‪( :24 .‬وإذا رأى واحدا مظلوما حامى عنه وأنصف‬
‫الغلوب إذ قتل الصري)‪( :25 .‬فظن أن إخوته يفهمون أن اللّه على يده يعطيهم ناة وأما هم فلم يفهموا)‪( :26 .‬وف اليوم الثان ظهر لم وهم يتخاصمون‬
‫فساقهم إل السلمة قائلً‪ :‬أيها الرجال أنتم أخوة لاذا تظلمون بعضكم بعضا) ‪( :27‬فالذي كان يظلم قريبه دفعه قائلً‪ :‬من أقامك رئيسا وقاضيا علينا) ‪:28‬‬
‫(أتريد أن تقتلن كما قتلت أمس الصري)‪ ،‬وهذا الال مذكور ف الباب الثان من كتاب الروج‪ ،‬لكن بعض الشياء ذكرت ف كتاب العمال وما جاء ذكرها‬
‫ف كتاب الروج‪ ،‬وعبارة الروج هكذا‪ -11 :‬وف تلك اليام لا شب موسى خرج إل إخوته وأبصر تعبدهم ورأى رجلً من أهل مصر يضرب رجلً من‬
‫إخوته العبانيي)‪( :12 .‬فالتفت إل الانبي فلم ير أحدا‪ .‬فقتل الصري ودفنه ف الرمل) ‪( :13‬وأنه خرج من اليوم الثان ونظر إل رجلي عبانيي يتصمان‬
‫فقال للظال منهما‪ :‬ل تضرب صاحبك؟)‪( :14 .‬فقال له ذلك الرجل‪ :‬من جعلك سلطانا علينا أو قاضيا لعلك تريد قتلي كما بالمس قتلت الصري)‪.‬‬
‫(الشاهد التاسع) الية السادسة من رسالة يهودا هكذا‪( :‬واللئكة الذين ل يفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إل دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تت‬
‫الظلم)‪( .‬الشاهد العاشر) ف الية الرابعة من الباب الثان من الرسالة الثانية لبطرس‪( :‬اللّه ل يشفق على ملئكة قد أخطئوا‪ ،‬بل ف سلسل الظلم طرحهم ف‬
‫جهنم وسلمهم مروسي للقضاء) وهذا الال الذي نقله بطرس ويهودا الواريان ل يوجد ف كتاب من كتب العهد العتيق‪ ،‬بل الظاهر أنه كاذب لن الراد‬
‫بؤلء اللئكة الحبوسي الشياطي‪ ،‬والشياطي ليسوا بحبوسي بقيود أبدية كما يشهد عليه الباب الول من كتاب أيوب والية الثانية عشرة من الباب الول‬
‫من إنيل مرقس‪ ،‬والية الثامنة من الباب الامس من الرسالة الول لبطرس وغيها من اليات‪( .‬الشاهد الادي عشر) الية الثامنة عشرة من الزبور الائة والرابع‬
‫على وفق الترجة العربية‪ ،‬ومن الزبور الائة والامس على وفق التراجم الخر هكذا‪( :‬وذلت بالقيود رجله وبالديد عبت نفسه) وحال كون يوسف مسجوننا‬
‫مذكور ف الباب التاسع والثلثي من سفر التكوين وليس ذلت رجليه بالقيود وعبت نفسه بالديد مذكورين فيه‪ ،‬ول يلزم هذان المران للمسجون وإن كانا‬
‫غالبي‪ ( .‬الشاهد الثان عشر) ف الية الرابعة من الباب الثان عشر من كتاب هوشع هكذا‪( :‬وغلب اللك وتقوى وبكى وسأله) إل وحال مصارعة اللك‬
‫يعقوب مذكور ف الباب الثان والثلثي من سفر التكوين ول يوجد فيه بكاء يعقوب‪( .‬الشاهد الثالث عشر) يوجد ف النيل ذكر النة والحيم والقيامة‬
‫وجزاء العمال فيها وإن كان بالجال‪ ،‬ول أثر لذا ف الكتب المسة لوسى‪ ،‬بل ل يوجد فيها سوى الواعيد الدنيوية للمطيعي والتهديدات الدنيوية للعاصي‪.‬‬

‫وهكذا توجد مواضع كثية‪ .‬فظهر ما ذكرنا أنه إذا ذكر بعض الحوال ف كتاب ول يوجد ذكره ف الكتاب التقدم ل يلزم منه تكذيب الكتاب التأخر وإل‬
‫يلزم أن يكون النيل كاذبا لشتماله على الالت الت ل تذكر ف التوراة ول ف كتاب آخر من كتب العهد العتيق‪ .‬فالق أن الكتاب التقدم ل يلزم أن‬
‫يكون مشتملً على الالت كلها‪ .‬أل ترى أن أساء جيع أولد آدم وشيث وأنوس وغيهم وكذا أحوالم ليست مذكورة ف التوراة؟ وف تفسي دوال‬
‫ورجردمييت ذيل شرح الية الامسة والعشرين من الباب الرابع عشر من سفر اللوك الثان هكذا‪( :‬ل يوجد ذكر هذا الرسول يونس إل ف هذه الية)‪ .‬وف‬
‫البلغ الشهور الذي كان إل أهل نينوى‪( :‬ول يوجد ف كتاب من الكتب إخباراته عن الوادث التية الت جرأ با يوربعام السلطان على ماربة سلطي السريا‬
‫وسببه ليس منحصرا ف أن الكتب الكثية للنبياء ل توجد عندنا‪ ،‬بل سببه هذا أيضا أن النبياء ل يكتبوا كثيا من أخبارهم عن الوادث التية) انتهى‪ .‬فهذا‬
‫القول يدل صراحة على ما قلت‪ ،‬والية الثلثون من الباب العشرين من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬وآيات أخر كثية صنع يسوع قدام تلميذه ل تكتب ف هذا‬
‫الكتاب) والية الامسة والعشرون من الباب الادي والعشرين من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬وأشياء أخر كثية صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن‬
‫أن العال نفسه يسع الكتب الكتوبة)‪ .‬وهذا الكلم وإن ل يل من البالغة الشاعرية‪ ،‬لكنه ل شك يفيد أن جيع حالت عيسى عليه السلم ما كتبت‪ ،‬فالطاعن‬
‫باعتبار النوع الثان على القرآن حاله كحال الطاعن باعتبار النوع الول بل تفاوت‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 25‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(وأما النوع الثالث) فلن مثل هذه الختلفات توجد بي كتب العهد العتيق بعضها مع بعض وبي الناجيل بعضها مع بعض وبي النيل والعهد العتيق‪ ،‬كما‬
‫عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول‪ .‬وتوجد ف النسخ الثلث للتوراة‪ ،‬أعن العبانية واليونانية والسامرية‪ ،‬وقد حصل لك الطلع على بعض الختلفات‬
‫أيضا ف الباب الثان‪ ،‬لكن القسيسي من عادتم أنم يغلطون عوام السلمي ف كثي من الوقات بذه الشبهة فالنسب أن أذكر بعض هذه الختلفات ول‬
‫أخاف من التطويل اليسي لنه ل يلو من الفائدة الهمة‪( .‬الختلف الول) أن الزمان من خلق آدم إل زمن الطوفان باعتبار العبانية ألف وستمائة وست‬
‫وخسون سنة [‪ ]1656‬وباعتبار اليونانية ألفان ومائتان واثنتان وستون سنة [‪ ]2262‬وعلى وفق السامرية ألف وثلثمائة وسبع سني [‪( .]1307‬الختلف‬
‫الثان) أن الزمان من الطوفان إل ولدة إبراهيم عليه السلم باعتبار العبانية مائتان واثنتان وتسعون سنة [‪ ]292‬وباعتبار اليونانية ألف واثنتان وسبعون سنة [‬
‫‪ ]1072‬وباعتبار السامرية تسعمائة واثنتان وأربعون سنة [‪( .]942‬الختلف الثالث) يوجد ف النسخة اليونانية بي أرفخشد وشال بطن واحد‪ ،‬هو قينان‪،‬‬
‫ول يوجد ف العبانية والسامرية ول ف السفر الول من أخبار اليام‪ ،‬وف تاريخ يوسيفس‪ ،‬لكن لوقا النيلي اعتمد على اليونانية فزاد قينان ف بيان نسب‬
‫السيح فيجب على السيحيي أن يعتقدوا صحة اليونانية وكون غيها غلطا لئل يلزم كذب إنيلهم‪.‬‬
‫(الختلف الرابع) أن موضع بناء اليكل أعن السجد باعتبار العبانية جبل عيبال‪ ،‬وباعتبار السامرية جبل جرزي‪ ،‬وقد عرفت حال هذه الختلفات ف الباب‬
‫الثان فل أطول الكلم ف توضيحها‪( .‬الختلف الامس) إن الزمان من خلق آدم إل ميلد السيح باعتبار العبانية [‪ ]4004‬وباعتبار اليونانية [‪]5872‬‬
‫وباعتبار السامرية [‪ ]4700‬وف الجلد الول من تفسي هنري واسكات (أن اهليز أخذ التاريخ بعد تصحيح أغلط يوسيفس واليونانية وعلى تقيقه من خلق‬
‫العال إل ميلد السيح [‪ ]5411‬ومن الطوفان إل اليلد [‪ ]3155‬انتهى‪ .‬وجارلس روجر ف كتابه الذي قابل فيه التراجم النليزية نقل خسة وعشرين قولً‬
‫من أقوال الؤرخي ف بيان الدة الت من خلق العال إل ميلد السيح وإل سنة ألف وثانائة وسبع وأربعي‪ ،‬ث اعترف أنه ل يطابق قولن منها أو أن تييز‬
‫الصحيح عن الغلط مال‪ ،‬وأنا أنقل ترجة كلمه وأكتفي ببيانا إل ميلد السيح لن الدة الت بعدها ل اختلف فيها للمؤرخي فل حاجة إل نقل الغاية‬
‫الخرى‪.‬‬

‫الدة الت من خلق آدم إل ميلد السيح‬ ‫أساء الؤرخي‬


‫‪4192‬‬ ‫[‪ ]1‬ماريانوس سكونوس‬
‫‪4141‬‬ ‫[‪ ]2‬لرنت يوس كودومانوس‬
‫‪4103‬‬ ‫[‪ ]3‬توماليديت‬
‫‪4079‬‬ ‫[‪ ]4‬ميكائيل مستلي نوس‬
‫‪4062‬‬ ‫[‪]5‬جي بابتست رك كيولس‬
‫‪4053‬‬ ‫[‪ ]6‬جيكب سليانوس‬
‫‪4051‬‬ ‫[‪]7‬هنري كوس بوندانوس‬
‫‪4041‬‬ ‫[‪ ]7‬وليم لينك‬
‫‪4021‬‬ ‫[‪ ]9‬ارازمس ربن هولت‬
‫‪4005‬‬ ‫[‪ ]10‬جيكوبوس كيبالوس‬
‫‪4003‬‬ ‫[‪]11‬أرج بشب أشر‬
‫‪4983‬‬ ‫[‪]12‬ديون سيوس بتاويوس‬
‫‪3973‬‬ ‫[‪ ]13‬بشب بك‬
‫‪3971‬‬ ‫[‪ ]14‬كرن زي‬
‫‪3970‬‬ ‫[‪ ]15‬ايلي اس ريوس نيوس‬
‫‪3968‬‬ ‫[‪]16‬جوهانيس كلوريوس‬
‫‪3966‬‬ ‫[‪ ]17‬كرستيانوس لونكرمونتانوس‬
‫‪3964‬‬ ‫[‪]18‬فلب ملتتون‬
‫‪3963‬‬ ‫[‪]19‬جيكب هي ل نوس‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 26‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪3958‬‬ ‫[‪ ]20‬الفون سوس سال مرون‬


‫‪3949‬‬ ‫[‪ ]21‬إسكي ليكر‬
‫‪3927‬‬ ‫[‪]22‬ميتهيوس برول ديوس‬
‫‪2836‬‬ ‫[‪ ]23‬اندرياس هل وي كيوس‬
‫‪3760‬‬ ‫[‪]24‬الرواج العام لليهود‬
‫‪4004‬‬ ‫[‪]25‬الرواج العام للمسيحيي‬

‫(ول يطابق قولن من هذه القوال‪ ،‬ومن ل يتأمل ف هذا المر ف حي من الحيان يفهم أن هذا المر العجيب ف غاية الشكال‪ ،‬لكن الظاهر أن الؤرخي‬
‫القدسي ل يريدوا ف حي من الحيان أن يكتبوا التاريخ بالنظم ول يكن الن لحد أن يعلم العدد الصحيح) انتهى كلم جارلس روجر‪ .‬فظهر من كلمه أن‬
‫معرفة الصحيح الن مال جدا‪ ،‬وأن الؤرخي من أهل العهد العتيق أيضا كتبوا ما كتبوا رجا بالغيب‪ ،‬وأن الرائج العام ف اليهود يالف الرائج العام ف‬
‫السيحيي‪ ،‬فأنصف أيها اللبيب‪ ،‬إنه لو فهمت مالفة القرآن الجيد لتاريخ من تواريهم القدسة الت حالا كما عرفت‪ ،‬ل تشك لجل هذه الخالفة ف القرآن‪،‬‬
‫ل واللّه بل نقول إن مقدسيهم غلطوا وكتبوا ما كتبوا سيما إذا لحظنا تواريخ العال جزمنا أن ترير مقدسيهم ف أمثال هذه المور ليس له إل رتبة الظن‬
‫والتخمي‪ ،‬ولذلك ل نعتمد على هذه القوال الضعيفة‪.‬‬

‫قال العلمة تقي الدين أحد بن علي القريزي ف الجلد الول من تاريه‪ ،‬ناقلً عن الفقيه الافظ أب ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم‪:‬‬
‫(وأما نن ‪ -‬يعن أهل السلم ‪ -‬فل نقطع على علم عدد معروف عندنا ومن ادعى ف ذلك سبعة آلف سنة أو أكثر أو أقل‪ ،‬فقد قال ما ل يأت قط عن‬
‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيه لفظة تصح عنه عليه السلم خلفه‪ ،‬بل نقطع على أن للدنيا أمدا ل يعلمه إل اللّه تعال قال اللّه تعال‪{ :‬ما أشهدتم خلق‬
‫السماوات والرض ول خلق أنفسهم} وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪( :‬ما أنتم ف المم قبلكم إل كالشعرة البيضاء ف الثور السود أو الشعرة السوداء‬
‫ف الثور البيض)‪ ،‬وهذه نسبة من تدبرها وعرف مقدار عدد أهل السلم ونسبة ما بأيديهم من معمور الرض وأنه الكثر علم أن للدنيا أمدا ل يعلمه إل اللّه‬
‫تعال) انتهى كلمه بلفظه‪ ،‬وهو متار الفقي أيضا والعلم التام عند اللّه وهو أعلم‪.‬‬

‫(الختلف السادس) أن الكم الادي عشر الزائد على الحكام العشرة الشهورة يوجد ف السامرية ول يوجد ف العبانية‪( .‬الختلف السابع) الية الربعون‬
‫من الباب الثان عشر من سفر الروج ف العبانية هكذا‪( :‬فكان جيع ما سكن بنو إسرائيل ف أرض مصر أربعمائة وثلثي سنة) وف السامرية واليونانية هكذا‪:‬‬
‫(فكان جيع ما سكن بنو إسرائيل وآباؤهم وأجدادهم ف أرض كنعان وأرض مصر أربعمائة وثلثي سنة) والصحيح ما فيهما وما ف العبانية غلط يقينا‪.‬‬
‫(الختلف الثامن) ف الية الثامنة من الباب الرابع من سفر التكوين ف العبانية هكذا‪( :‬وقال قائي لابيل أخيه ولا صار ف القل) وف السامرية واليونانية‬
‫هكذا‪( :‬وقال قائي لابيل أخيه تعال نرج إل القل ولا صارا ف القل) والصحيح ما فيهما عند مققيهم‪( .‬الختلف التاسع) ف الية السابعة عشرة من الباب‬
‫السابع من سفر التكوين ف العبانية هكذا‪( :‬وصار الطوفان أربعي يوما على الرض)‪ .‬وف اليونانية هكذا‪( :‬وصار الطوفان أربعي يوما وليلة على الرض)‬
‫والصحيح ما ف اليونانية‪( .‬الختلف العاشر) ف الية الثامنة من الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين ف العبانية هكذا‪( :‬حت تتمع الاشية)‪ .‬وف السامرية‬
‫واليونانية وكن كات والترجة العربية ليوب كينت هكذا‪( :‬حت تتمع الرعاة)‪ .‬والصحيح ما ف هذه الكتب ل ما ف العبانية‪( .‬الختلف الادي عشر) ف‬
‫الية الثانية والعشرين من الباب الامس والثلثي من سفر التكوين ف العبانية هكذا‪( :‬وضاجع بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل) وف اليونانية هكذا‪( :‬وضاجع‬
‫بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل وكان قبيحا ف نظره) والصحيح ما ف اليونانية‪.‬‬
‫(الختلف الثان عشر) ف أول الية الامسة من الباب الرابع والربعي من سفر التكوين توجد ف اليونانية هذه الملة‪( :‬لا سرقتم صواعي) ول توجد ف‬
‫العبانية والصحيح ما ف اليونانية‪( .‬الختلف الثالث عشر) ف الية الامسة والعشرين من الباب المسي من سفر التكوين ف العبانية هكذا‪( :‬فاذهبوا بعظامي‬
‫من ههنا) وف اليونانية والسامرية هكذا‪( :‬فاذهبوا بعظامي من ههنا معكم)‪( .‬الختلف الرابع عشر) ف آخر الية الثانية والعشرين من الباب الثان من سفر‬
‫الروج ف اليونانية هذه العبارة‪( :‬وولدت أيضا غلما ثانيا ودعا اسه العازار فقال من أجل أن إله أب أعانن وخلصن من سيف فرعون) ول توجد ف العبانية‪،‬‬
‫والصحيح ما ف اليونانية وأدخلها مترجو العربية ف تراجهم‪( .‬الختلف الامس عشر) ف الية العشرين من الباب السادس من سفر الروج ف العبانية‬
‫هكذا‪( :‬فولدت له هارون وموسى) وف السامرية واليونانية هكذا‪( :‬فولدت له هارون وموسى ومري أختهما) والصحيح ما فيهما‪( .‬الختلف السادس عشر)‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 27‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫توجد ف آخر الية السادسة من الباب العاشر من سفر العدد ف الترجة اليونانية هذه العبارة‪( :‬وإذا نفخوا مرة ثالثة ترفع اليام الغربية للرتال‪ ،‬وإذا نفخوا مرة‬
‫رابعة ترفع اليام الشمالية للرتال) ول توجد ف العبانية والصحيح ما ف اليونانية‪( .‬الختلف السابع عشر) توجد ف النسخة السامرية ف الباب العاشر من‬
‫سفر العدد ما بي الية العاشرة والادية عشرة هذه العبارة‪( :‬قال الرب ماطبا لوسى‪ :‬إنكم جلستم ف هذا البل كثيا فارجعوا وهلموا إل جبل المورانيي‬
‫وما يليه إل العرباء وإل أماكن الطور والسفل قبالة التيمن وإل شط البحر أرض الكنعانيي ولبنان وإل النهر الكب نر الفرات هو ذا أعطيتكم الرض فادخلوا‬
‫ورثوا الرض الت خلف الرب لبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها وللفكم من بعدكم) انتهت‪ .‬ول توجد هذه العبارة ف العبانية‪ .‬قال‬
‫الفسر هارسلي ف الصفحة ‪ 161‬من الجلد الول من تفسيه‪( :‬توجد ف النسخة السامرية ما بي الية العاشرة والادية عشرة من الباب العاشر من سفر العدد‬
‫العبارة الت توجد ف الية السادسة والسابعة والثامنة من الباب الول من سفر الستثناء‪ ،‬وظهر هذا المر ف عهد بروكوبيس)‪.‬‬

‫(الختلف الثامن عشر) ف الباب العاشر من الستثناء ف العبانية هكذا‪( :6 :‬ث ارتل بنو إسرائيل من بيوت بن يعقن إل موشرا ومات هناك هارون وقب‬
‫هناك ث حب بعده العازار ابنه) ‪( :7‬ومن ث أتوا إل غدغادوا وارتلوا من هناك وحلوا ف يطبشا أرض الياه والسواقي) ‪( :8‬ف ذلك الزمان اعتزل سبط لوى‬
‫ليحمل التابوت الذي فيه ميثاق الرب ويقوم قدامه ف الدمة ويبارك باسه حت إل هذا اليوم)‪.‬‬
‫وهذه العبارة تالف عبارة الباب الثالث والثلثي من سفر العدد ف تفصيل الراحل‪ .‬وتوجد ف السامرية ف كتاب الستثناء أيضا العبارة الت ف سفر العدد‬
‫وعبارة سفر العدد هكذا‪( :30 :‬وارتلوا من حشمونا وأتوا مشروت) ‪( :31‬ومن مشروت نزلوا ف بن عقان) ‪( :32‬وارتلوا من بن عقان وأتوا جبل جد‬
‫جاد) ‪( :33‬وارتلوا من ث ونزلوا ف يطبث) ‪( :34‬ومن يطبث أتوا عفرونا) ‪( :35‬وارتلوا من عفرونا ونزلوا ف عصينجي) ‪( :36‬وارتلوا من ث وأتوا برية‬
‫سي‪ ،‬فهذه هي قادس) ‪( :37‬وارتلوا من قادس ف هور الطور الذي ف أقصى أرض أدوم) ‪( :38‬ث صعد هارون الب إل هور البل عن أمر الرب فمات‬
‫هناك ف سنة أربعي من خروج بن إسرائيل من مصر ف الشهر الامس ف اليوم الول من الشهر) ‪( :39‬وهارون يومئذ ابن مائة وثلث وعشرون سنة) ‪:40‬‬
‫(وسع الكنعان ملك غارد الذي كان يسكن التيمن ف أرض كنعان أن جاء بنو إسرائيل) ‪( :41‬ث ارتلوا من هور الطور ونزلوا ف صلمونا) ‪( :42‬وارتلوا من‬
‫ث وأتوا فينون) ال‪ .‬ونقل آدم كلرك ف الصفحة ‪ 779‬و ‪ 780‬من الجلد الول من تفسيه ف شرح الباب العاشر من كتاب الستثناء تقرير كن كات ف‬
‫غاية الطناب وخلصته‪( :‬أن عبارة الت السامري صحيحة‪ ،‬وعبارة العبي غلط وأربع آيات ما بي الية الامسة والعاشرة أعن الية السادسة إل التاسعة ههنا‬
‫أجنبية مضة لو أسقطت ارتبط جيع العبارة ارتباطا حسنا‪ ،‬فهذه اليات الربع كتبت من غلط الكاتب ههنا وكانت من الباب الثان من كتاب الستثناء)‬
‫انتهى‪ .‬وبعد نقل هذا التقرير أظهر رضاه عليه وقال‪( :‬ل يعجل ف إنكار هذا التقرير)‪ .‬أقول يدل على إلاقية اليات الربع ف الملة الخية الت توجد ف آخر‬
‫الية الثامنة‪.‬‬

‫(الختلف التاسع عشر) الية الامسة من الباب الثان والثلثي من كتاب الستثناء ف العبانية هكذا‪( :‬هم أخرجوا نفوسهم‪ .‬عيبهم ليس عيبا يكون على‬
‫أبنائه هم اليل العوج التعسف) وف اليونانية والسامرية هكذا‪( :‬أخربوهم ليسوا له هم أبناء الغلط والعيب) وف تفسي هنري واسكات (هذه العبارة أقرب إل‬
‫الصل) انتهى‪ .‬وقال الفسر هارسلي ف الصفحة ‪ 215‬من الجلد الول هكذا‪( :‬فلتقرأ هذه الية على وفق السامرية واليونانية وهينول كينت وكن كات والت‬
‫العبي مرف ههنا) انتهى‪ ،‬وهذه الية ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1831‬وسنة ‪ 1844‬وسنة ‪ 1848‬هكذا‪( :‬أخطوا إليه‪ ،‬وهو بريء من أبناء القبائح‬
‫أيها اليل العوج التلوي)‪.‬‬

‫(الختلف العشرون) الية الثانية من الباب العشرين من سفر التكوين ف العبانية هكذا‪( :‬قال عن سارة امرأته إنا أخت ووجه أب ملك جرارا وأخذها)‪ .‬وف‬
‫تفسي هنري واسكات أن هذه الية ف اليونانية هكذا‪( :‬وقال عن سارة امرأته أنا أخت لنه كان خائفا من أن يقول إنا امرأته ظانا أن أهل البلدة يقتلونه‬
‫بسببها فوجه أب ملك سلطان فلسطي أناسا وأخذها) انتهى‪ .‬فهذه العبارة‪( :‬لنه كان خائفا من أن يقول إنا امرأته ظانا أن أهل البلدة يقتلونه بسببها)‪ .‬ل‬
‫توجد ف العبانية‪.‬‬

‫(الختلف الادي والعشرون) توجد ف الباب الثلثي من سفر التكوين بعد الية السادسة والثلثي هذه العبارة ف السامرية‪( :‬وقال ملك الرب ليعقوب‪ :‬يا‬
‫يعقوب‪ ،‬فقال لبيك‪ .‬قال اللك ارفع طرفك وانظر إل التيوس والفحول الت تضرب النعاج والعز فإنم بلقاء ومثمرة ومنقطة فقد رأيت ما فعل بك لبان‪ ،‬أنا إله‬
‫بيت ايل حيث مسحت قائمة الجر ونذرت ل نذرا والن قم فاخرج من هذه الرض إل أرض ميلدك) ول توجد ف العبانية‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 28‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(الختلف الثان والعشرون) توجد بعد الملة الول من الية الثالثة من الباب الادي عشر من سفر الروج هذه العبارة ف النسخة السامرية‪( :‬وقال موسى‬
‫لفرعون الرب يقول إسرائيل ابن‪ ،‬بل بكري‪ ،‬فقلت لك أطلق ابن ليعبدن وأنت أبيت أن تطلقه‪ ،‬ها أنا ذا سأقتل ابنك بكرك) ول توجد ف العبانية‪.‬‬

‫(الختلف الثالث والعشرون) الية السابعة من الباب الرابع والعشرين من سفر العدد ف العبانية هكذا‪( :‬يري الاء من دلوه وذريته باء كثي فيتعال من أجاج‬
‫ملكه وترفع ملكته) وف اليونانية‪( :‬ويظهر منه إنسان وهو يكم على القوام الكثية وتكون ملكته أعظم من ملكة أجاج وترتفع ملكته)‪.‬‬

‫(الختلف الرابع والعشرون) توجد ف الية الادية والعشرين من الباب التاسع من سفر الحبار ف العبانية هذه الملة‪( :‬كما أمر موسى) وتوجد بدلا ف‬
‫اليونانية والسامرية هذه الملة‪( :‬كما أمر الرب موسى)‪.‬‬
‫(الختلف الامس والعشرون) الية العاشرة من الباب السادس والعشرين من سفر العدد ف العبانية هكذا‪( :‬ففتحت الرض فاها وابتلعت قورح ف موت‬
‫الماعة مع الائتي والمسي الذين أحرقتهم النار وكانت آية عظيمة)‪ ،‬وف السامرية هكذا‪( :‬وابتلعتهم الرض ولا ماتت الماعة وأحرقت النار قورح مع‬
‫الائتي والمسي فصار عبة) وف تفسي هنري واسكات‪( :‬إن هذه العبارة مناسبة للسياق والية السابعة عشرة من الزبور الائة والسادس) انتهى‪.‬‬

‫(الختلف السادس والعشرون) استخرج مققهم الشهور ليكلرك اختلفات بي السامرية والعبانية وقسمها إل ستة أقسام‪:‬‬
‫(القسم الول) الختلفات الت فيها السامرية أصح من العبانية وهي أحد عشر اختلفا‪.‬‬
‫(والقسم الثان) الختلفات الت تقتضي القرينة والسياق فيها صحة ما ف السامرية وهي سبعة اختلفات‪.‬‬
‫(والقسم الثالث) الختلفات الت توجد فيها زيادة ف السامرية وهي ثلثة عشر اختلفا‪.‬‬
‫(والقسم الرابع) الختلفات الت فيها حرفت السامرية والحرف مقق فطن‪ ،‬وهي سبعة عشر اختلفا‪.‬‬
‫(والقسم الامس) الختلفات الت فيها السامرية ألطف مضمونا وهي عشرة اختلفات‪.‬‬
‫(والقسم السادس) الختلفات الت فيها السامرية ناقصة‪ ،‬وها اختلفان‪ .‬وتفصيل الختلفات الذكورة هكذا‪:‬‬

‫القسم الثان‪ :‬سبعة اختلفات‬ ‫القسم الول ‪ :‬أحد عشر اختلفا‬


‫ف سفر الستثناء ‪5 1‬‬ ‫ف سفر التكوين ‪ 49 6‬باب‬ ‫ف سفر الروج ‪ 2 2‬باب ‪1‬‬ ‫ف سفر التكوين ‪ 9‬درس ‪4‬‬
‫باب ‪32‬‬ ‫‪ 31‬و ‪ 26‬باب ‪ 35‬و ‪17‬‬ ‫و‪ 2‬باب ‪4‬‬ ‫باب ‪ 2‬و ‪ 3‬باب ‪ 7‬و ‪19‬‬
‫باب ‪ 37‬و ‪ 34‬و ‪ 43‬باب‬ ‫باب ‪ 19‬و ‪ 2‬باب ‪ 20‬و ‪16‬‬
‫‪ 41‬و ‪ 3‬باب ‪47‬‬ ‫باب ‪ 23‬و ‪ 14‬باب ‪ 34‬و‬
‫‪ 10‬و ‪ 11‬باب ‪ 49‬باب ‪50‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬سبعة عشر اختلفا‬ ‫القسم الثالث‪ :‬ثلثة عشر اختلفا‬
‫ف سفر الروج ‪ 3‬باب‬ ‫ف سفر التكوين ‪ 2 13‬باب ‪2‬‬ ‫ف سفر الروج ‪ 18 7‬باب‬ ‫ف سفر التكوين ‪ 15 3‬باب‬
‫‪ 5‬و ‪ 6‬باب ‪ 13‬و ‪5‬‬ ‫و ‪ 10‬باب ‪ 4‬و ‪ 5‬باب ‪ 9‬و‬ ‫‪ 7‬و ‪ 23‬باب ‪ 8‬و ‪ 5‬باب‬ ‫‪ 29‬و ‪ 36‬باب ‪ 30‬و‪16‬‬
‫باب ‪15‬‬ ‫‪ 19‬باب ‪ 10‬و ‪ 21‬باب ‪11‬‬ ‫‪ 9‬و ‪ 20‬باب ‪ 21‬و ‪ 5‬باب‬ ‫باب ‪41‬‬
‫و ‪ 3‬باب ‪ 18‬و ‪ 12‬باب ‪19‬‬ ‫‪ 22‬و ‪ 10‬باب ‪ 32‬و ‪9‬‬
‫و ‪ 16‬باب ‪ 20‬و ‪ 38‬و ‪55‬‬ ‫ف سفر الحبار ‪ 10 2‬باب ‪ 1‬باب‪32‬‬
‫باب ‪ 24‬و ‪ 7‬باب ‪ 35‬و ‪6‬‬ ‫و‪ 4‬باب ‪17‬‬
‫ف سفر العدد ‪32 1‬‬
‫باب ‪ 36‬و ‪ 50‬باب ‪31‬‬ ‫ف سفر الستثناء ‪ 21 1‬باب‬
‫باب ‪22‬‬
‫‪5‬‬
‫القسم السادس‪ :‬اختلفان‬ ‫القسم الامس‪ :‬عشرة اختلفات‬
‫ف سفر التكوين ‪16 2‬‬ ‫ف سفر الروج ‪ 40 2‬باب‬ ‫ف سفر التكوين ‪ 8 6‬باب ‪5‬‬
‫باب ‪ 20‬و ‪ 13‬باب‬ ‫و ‪ 31‬باب ‪ 11‬و ‪ 9‬باب ‪ 12 19‬و ‪ 17‬باب ‪40‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 29‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪25‬‬ ‫و ‪ 34‬باب ‪ 27‬و ‪ 3‬باب ‪39‬‬


‫ف سفر الستثناء‪ 16 1‬باب‬ ‫و ‪ 25‬باب ‪43‬‬
‫‪20‬‬ ‫ف سفر العدد ‪ 14 1‬باب ‪4‬‬

‫قال مققهم الشهور هورن ف الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ‪( :1822‬إن الحقق الشهور ليكلرك قابل العبانية بالسامرية بالد والتدقيق واستخراج هذه‬
‫الواضع‪ ،‬وف هذه الواضع للسامرية بالنسبة إل العبانية نوع صحة) انتهى‪.‬‬

‫ول يظن أحد انصار مواضع الخالفة بي العبانية والسامرية ف الستي على ما حقق ليكلرك‪ ،‬لن الختلف الرابع والثامن والعاشر والامس عشر والسابع‬
‫عشر والثامن عشر والثان والعشرين والرابع والعشرين والامس والعشرين ليست بداخلة ف هذه الستي‪ ،‬بل مقصود ليكلرك ضبط الواضع الت فيها مالفة‬
‫كثية بي النسختي عنده‪ ،‬ول يدخل ف هذه الستي ما ذكرت إل أربعة اختلفات‪ ،‬فإذا أخذنا جيع الختلفات الذكورة ف الشواهد الستة والعشرين بعد‬
‫إسقاط الشترك صار اثني وثاني شاهدا من الختلفات الت بي النسخ الثلث للتوراة‪ ،‬فأكتفي عليها ول أذكر الختلفات الت بي العبانية واليونانية بالنسبة‬
‫إل الكتب الخرى من العهد العتيق خوفا من التطويل‪ ،‬وهذا القدر يكفي اللبيب‪ .‬وظهر أن قول الطاعن باعتبار النوع الثالث أيضا ساقط عن العتبار بثل‬
‫سقوطه باعتبار النوعي الولي‪.‬‬

‫(الشبهة الثالثة) يوجد ف القرآن أن الداية والضلل من جانب اللّه تعال‪ ،‬وأن النة مشتملة على النار والور والقصور‪ ،‬وأن الهاد على الكفار مأمور به‬
‫وهذه الضامي قبيحة تدل على أن القرآن ليس كلم اللّه‪ ،‬وهذه الشبهة أيضا من أقوى شبههم قلما تلو رسالة من رسائلهم تكون ف رد أهل السلم ول‬
‫توجد فيها هذه الشبهة‪ ،‬ولم ف بيانا على قدر اختلف أذهانم تقريرات عجيبة يتحي الناظر من تعصباتم بعد ملحظة هذه التقريرات‪.‬‬

‫(أقول) ف الواب عن المر الول أنه قد وقع ف مواضع من كتبهم القدسة أمثال هذا الضمون فيلزم عليهم أن يقولوا إن كتبهم القدسة ليست من جانب اللّه‬
‫يقينا‪ ،‬وأنا أنقل بعض اليات عنها ليظهر الال للناظر ‪ -‬الية الادية والعشرون من الباب الرابع من سفر الروج هكذا‪( :‬وقال له الرب وهو راجع إل مصر‬
‫انظر جيع العجائب الت وضعتها بيدك أعملها قدام فرعون فأنا أقسي قلبه فل يطلق الشعب)‪.‬‬
‫ث قول اللّه ف الية الثالثة من الباب السابع من سفر الروج هكذا‪( :‬إن أقسي قلب فرعون وأكثر آيات وعجائب ف أرض مصر) وف الباب العاشر من سفر‬
‫الروج هكذا‪( :1 :‬وقال الرب لوسى ادخل عند فرعون لن قسيت قلبه وقلوب عبيده لكي أصنع به آيات هذه) ‪( :20‬وقسى الرب قلب فرعون ول يطلق‬
‫بن إسرائيل) ‪( :27‬فقسى الرب قلب فرعون ول يشأ أن يرسلهم) وف الية العاشرة من الباب الادي عشر من سفر الروج هكذا‪( :‬وقسى الرب قلب فرعون‬
‫فلم يرسل بن إسرائيل من أرضه) فظهر من هذه اليات أن اللّه كان قد قسى قلوب فرعون وعبيده لتكثي معجزات موسى عليه السلم ف أرض مصر‪.‬‬
‫والية الرابعة من الباب التاسع والعشرين من كتاب الستثناء هكذا‪( :‬ول يعطيكم الرب قلبا فهيما ول عيونا تنظرون با ول آذانا تسمعون با حت اليوم)‪.‬‬
‫والية العاشرة من الباب السادس من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬أعم قلب هذا الشعب وثقل آذانه وغمض عيونه لئل يبصر بعينه ويسمع بأذنه ويفهم بقلبه ويتوب‬
‫فأشفيه)‪ .‬والية الثامنة من الباب الادي عشر من الرسالة الرومية هكذا‪( :‬كما هو مكتوب أعطاهم اللّه روح سبات وعيونا ل يبصرون با وآذانا ل يسمعون‬
‫با حت اليوم)‪.‬‬

‫وف الباب الثان عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬ل يقدروا أن يؤمنوا لن أشعيا قال أيضا قد عمى عيونم وأغلظ قلوبم لئل يبصروا بعيونم ويشعروا بقلوبم‬
‫ويرجعوا فأشفيهم) فعلم من التوراة وكتاب أشعيا والنيل أن اللّه أعمى عيون بن إسرائيل وأغلظ قلوبم وأثقل آذانم لئل يتوبوا فيشفيهم فلذلك ل يبصرون‬
‫الق ول يتفكرون فيه ول يسمعونه‪ ،‬ول يزيد معن ختم اللّه على القلوب والسمع على هذا‪ .‬والية السابعة عشرة من الباب الثالث والستي من كتاب أشعيا ف‬
‫الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1671‬وسنة ‪ 1831‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬لاذا أضللتنا يا رب عن طرقك أقسيت قلوبنا أن ل نشاك فالتفت بسبب عبيدك‬
‫سبط مياثك)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 30‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫والية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال ف التراجم السطورة هكذا‪( :‬والنب إذا ضل وتكلم بكلم فأنا الرب أضللت ذلك النب وأمد يدي عليه‬
‫وأهلكه من بي شعب إسرائيل) فوقع ف كلم أشعيا صراحة‪( :‬أضللتنا يا رب وأقسيت قلوبنا) وف كلم حزقيال‪( :‬أنا الرب أضللت ذلك النب)‪.‬‬

‫وف الباب الثان والعشرين من سفر اللوك الول هكذا‪( :19 :‬ث قال ميخا أيضا من أجل هذا فاسع قول الرب‪ :‬رأيت الرب جالسا على كرسيه وجيع أجناد‬
‫السماء قياما حوله عن يينه وعن شاله) ‪( :20‬فقال الرب من يدع أخاب ملك إسرائيل فيصعد ليسقط تراموث جلعاد وقال بعضهم قولً وقال بعضهم قولً‬
‫أخر) ‪( :21‬فخرج روح وقام قدام الرب وقال أنا أخدعه فقال له الرب باذا) ‪( :22‬فقال أنا أخرج فأكون روح ضللة ف أفواه جيع أنبيائه‪ ،‬فقال له الرب‬
‫تدع وتقدر على ذلك اخرج وافعل وكذلك) ‪( :23‬والن قد جعل الرب روح ضللة ف أفواه جيع أنبيائك) وكانوا نو أربعمائة (هؤلء والرب قال عليك‬
‫بالشر) وهذه الرواية صرية ف أن اللّه تعال يلس على كرسيه وينعقد عنده مفل الشاورة للغواء والدع (كما ينعقد مفل بارلنت ف لندن لجل بعض أمور‬
‫السلطنة) فيحضر جيع أجناد السماء‪ ،‬فبعد الشاورة يرسل روح الضللة فيقع هذا الروح ف الفواه ويضل الناس‪ .‬فانظر أيها اللبيب إذا كان اللّه وأجناد السماء‬
‫يريدون إغواء النسان فكيف ينجو النسان الضعيف‪ ،‬وههنا عجب آخر وهو أن اللّه شاور وأرسل روح الضللة بعد الشاورة ليخدع أخاب فكيف أظهر‬
‫ميخا الرسول سر مفل الشورى ونبه أخاب عليه‪.‬‬

‫وف الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي هكذا‪( :11 :‬ولجل هذا) أي لعدم قبولم مبة الق (سيسل إليهم عمل الضلل حت يصدقوا الكذب)‬
‫‪( :34‬لكي يدان جيع الذين ل يصدقوا الق بل سروا بالث)‪ .‬فمقدسهم ينادي أن اللّه يرسل إل الالكي عمل الضلل أولً فيصدقون الكذب فيدينهم‪ ،‬وإذا‬
‫فرغ السيح عليه السلم من توبيخ الدن الت ل يتب أهلها فقال‪( :‬أحدك أيها الب رب السماء والرض لنك أخفيت هذه عن الكماء والفهماء وأعلنتها‬
‫للطفال‪ ،‬نعم أيها الب لن هكذا صارت السرة أمامك) كما هو مصرح ف الباب الادي عشر من إنيل مت‪ ،‬فالسيح عليه السلم يصرح بأن اللّه أخفى الق‬
‫عن الكماء فأظهره للطفال ويمد على هذا المر ويقول وكان رضا اللّه هكذا‪ ،‬والية السابعة من الباب الامس والربعي من كتاب أشعيا ف الترجة العربية‬
‫الطبوعة سنة ‪ 1671‬وسنة ‪ 1831‬هكذا‪( :‬الصور النور والالق الظلمة الصانع السلم والالق الشر أنا الرب الصانع هذه جيعها)‪.‬‬
‫وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪ 1838‬هكذا‪( :‬سازنده نور وافر يننده تاريكي منم صلح دهنده وظاهر كننده شر منكه خداوندم ابن هه أشيار بوجود مي‬
‫آرام) وف الية الثامنة والثلثي من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا‪( :‬أمن فم الرب ل يرج الشر والي) وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪:1838‬‬
‫(آياخي وشرازدهان خداصادر ني شود) والستفهام إنكاري والراد أن الي والشر كلها يصدران عن اللّه تعال‪ .‬وف الية الثانية عشرة من الباب الول من‬
‫كتاب ميخا ف التراجم الذكورة هكذا‪ :‬فإن الشر نزل من قبل الرب إل باب أورشليم)‪ .‬وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪( :1838‬أما هربدي بردر وازه‬
‫أورشليم أزخد أوندنازل شد) فظهر أن خالق الشر هو اللّه تعال كما هو خالق الي‪ .‬وف الباب الثامن من الرسالة الرومية هكذا‪( :29 :‬لن الذين عرفهم‬
‫بسبق علم قصدهم أن يكونوا شركاء لشبه ابنه ليكون هو بكر الخوة كثيين) ‪( :30‬والذين سبق فعينهم فهؤلء دعاهم أيضا) ال وف الباب التاسع من‬
‫ل خيا وشرا لكي يثبت قصد اللّه حسب الختيار ليس من العمال بل من الذي يدعو) ‪( :12‬قيل لا إن‬ ‫الرسالة الذكورة ‪( :11‬وها ل يولدا بعد ول فع ً‬
‫الكبي يستعبد للصغي) ‪( :13‬كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) ‪( :14‬فإذا نقول ألعل عند اللّه ظلما حاشا) ‪( :15‬لنه يقول لوسى ارحم من‬
‫أرحم وترأف على من أترأف) ‪( :16‬فإذن ليس لن يشأ ول لن يسعى بل اللّه الذي يرحم) ‪( :17‬لنه يقول الكتاب لفرعون إن لذا بعينه أقمتك لكي أظهر‬
‫فيك قوت ولكي ينادي باسي ف كل الرض) ‪( :18‬فإذن هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء) ‪( :19‬فستقول ل‪ :‬لاذا يلوم بعد لن من يقاوم مشيئته) ‪:20‬‬
‫(بل من أنت أيها النسان الذي تاوب اللّه ألعل البلة تقول لابلها لاذا صنعتن هكذا؟) ‪( :21‬أم ليس للخزاف سلطان على الطي أن يصنع من كتلة واحدة‬
‫إناء للكرامة وآخر للهوان) فهذه العبارة من مقدسهم كافية لثبات القدر‪ ،‬وكون الداية والضلل من جانبه‪ .‬ولنعم ما قال أشعيا عليه السلم ف الية التاسعة من‬
‫الباب الامس والربعي من كتابه‪( :‬الويل لن يالف جابلة خزف من خزاف الرض هل يقول الطي لابله ماذا تصنع هل يقول عملك ليس اليدان لك)‬
‫وبالنظر إل هذه اليات لعل مقتدى فرقة بروتستنت لو طرمال إل الب كما يدل عليه ظاهر كلمه ذكر ف الصفحة ‪ 277‬من الجلد التاسع من كاثلك هرلد‬
‫أقوال القتدى المدوح فأنقل عنها قولي‪( 1 :‬طبع النسان كالفرس إن ركبه اللّه يشي كما يريد وإن ركبه الشيطان يشي كما يشي الشيطان‪ ،‬وهو ل يتار‬
‫راكبا من نفسه بل يتهد الركبان أن أيا منهم يصله ويتسلط عليه) ‪( 2‬إذا وجد أمر ف الكتب القدسة بأن افعلوا هذا المر فافهموا أن هذه الكتب تأمر عدم‬
‫فعل هذا المر السن لنك ل تقدر على فعله) انتهى‪ .‬فالظاهر من كلمه أنه يعتقد الب‪ .‬وقال القسيس طامس أنكلس كاتلك ف الصفحة ‪ 33‬من كتابه‬
‫السمى برآة الصدق الطبوع سنة ‪ 1851‬طاعنا على فرقة بروتستنت هكذا‪( :‬وعاظهم القدماء علموهم هذه القوال الكروهة) ‪( 1‬أن اللّه موجد العصيان) ‪2‬‬
‫(وأن النسان ليس متارا على أن يتنب عن الث) ‪( 3‬وأن العمل على الحكام العشرة غي مكن) ‪( 4‬وأن الكبائر وإن كانت عظيمة ل توصل النسان إل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 31‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫النقص ف نظر اللّه) ‪( 5‬وأن اليان فقط ينجي النسان لننا ندان باليان فقط وهذا التعليم أنفع وتعليم ملوء بالطمأنينة) ‪( 6‬وأن أب إصلح الدين يعن لوطر‬
‫قال آمنوا فقط واعلموا يقينا أنه يصل لكم النجاة بل مشقة الصوم وبل مؤنة التقوى وبل مشقة العتراف وبل مشقة المور السنة ولكم ناة نفيسة بل شبهة‬
‫كما للمسيح نفسه أذنبوا بالرأة التامة أذنبوا وآمنوا فقط وينجيكم باليان وإن ابتليتم ف يوم واحد ألف مرة بالزنا أو القتل آمنوا فقط أنا أقول إن إيانكم‬
‫ينجيكم) انتهى‪ ،‬فظهر أن ما قال علماء بروتستنت ف المر الول ف حق القرآن مردود بل شبهة مالف لكتبهم القدسة‪ ،‬ولقول مقتداهم‪ :‬ول يلزم من خلق‬
‫الشر أن يكون اللّه شريرا كما ل يلزم من خلق السواد والبياض وغيها من العراض أن يكون أسود أو أبيض‪ ،‬والكمة ف خلق الشر كما هي ف خلق‬
‫الشيطان الذي هو أصل الشرور ورأس الفاسد مع علم اللّه الزل بأن الشيطان يصدر عنه كذا وكذا‪ ،‬وكما هي ف خلق الشهوة والرص ف طبع النسان مع‬
‫علمه الزل با يترتب عليهما ف كل فرد من أفراد النسان وكما كان اللّه قادرا على أن ل يلق الشيطان أو يلقه ول يعطيه القدرة على الغراء وينعه عن‬
‫الشر‪ ،‬ومع ذلك خلق ول ينعه عن الشر لكمة ما‪ ،‬فكذلك قادر على أن ل يلق الشر ولكنه ف خلقه له حكمة ما‪.‬‬

‫(وأما الواب عن المر الثان) فهو أنه ل قبح ف كون النة مشتملة على الور والقصور وسائر النعيم عند العقل‪ ،‬ول يقول أهل السلم إن لذات النة‬
‫مقصورة على اللذات السمانية فقط كما يقول علماء بروتستنت غلطا أو تغليطا للعوام‪ ،‬بل يعتقدون بنص القرآن أن النة تشتمل على اللذات الروحانية‬
‫والسمانية‪ ،‬والول أفضل من الثانية ويصل كل النوعي للمؤمني‪ .‬قال اللّه ف سورة التوبة‪{ :‬وعد اللّه الؤمني والؤمنات جنات تري من تتها النار‬
‫خالدين فيها ومساكن طيبة ف جنات عدن ورضوان من اللّه أكب ذلك هو الفوز العظيم} فقوله ورضوان من اللّه ‪ -‬الية ‪ -‬معناه أن رضوانا من اللّه أكب منلة‬
‫من كل ما سلف ذكره من النات والنار والساكن الطيبة وهذا القول يدل على أن أفضل ما يعطي اللّه ف النة هي اللذات الروحانية وإن كان يعطي اللذات‬
‫السمانية أيضا‪ .‬ولذلك قال ذلك هو الفوز العظيم‪ ،‬لن النسان ملوق من جوهرين لطيف علوي وكثيف سفلي جسمان‪ ،‬وانضم إليهما حصول سعادة‬
‫ل إل السعادات اللئقة‬ ‫وشقاوة‪ ،‬فإذا حصلت اليات السمانية وانضم إليها حصول السعادات الروحانية‪ ،‬كان الروح فائزا بالسعادات اللئقة به والسد واص ً‬
‫به‪ ،‬ول شك أن ذلك هو الفوز العظيم‪ ،‬وإن قال علماء بروتستنت إن اجتماعهما أيضا ف النة قبيح ف عقولنا‪ .‬أقول لم ل تضطربوا فإنه ل يصل لكم إن شاء‬
‫اللّه‪ ،‬وقد عرفت ف الباب الول أن النيل عندنا عبارة عما أنزل على عيسى عليه السلم فقط‪ ،‬فلو وجد ف قول من القوال السيحية ما يالف ظاهره حكم‬
‫القرآن‪ ،‬فمع قطع النظر عن أنه مروي برواية الحاد‪ ،‬وعن أن مالفة كتبهم القدسة ل تضر القرآن‪ ،‬كما عرفت ف جواب الشبهة الثانية‪ .‬أقول إن ذلك القول‬
‫يكون مئولً ألبتة‪ ،‬وكون أهل النة كاللئكة ف زعمهم ل يناف الكل والشرب على حكم كتبهم‪ ،‬أل يرون أن اللئكة الثلثة الذين ظهروا لبراهيم وأحضر‬
‫لم إبراهيم عليه السلم عجلً حنيذا وسنا ولبنا أكلوا هذه الشياء كما صرح به ف الباب الثامن عشر من سفر التكوين‪ ،‬وأن اللكي اللذين جاءا إل لوط عليه‬
‫السلم وصنع لما وليمة وخبزا فطيا أكل كما صرح به ف الباب التاسع عشر من سفر التكوين‪ ،‬والعجب أنم لا اعترفوا بالشر السمان فأي استبعاد ف‬
‫اللذات السمانية‪ ،‬نعم لو كانوا منكرين للحشر مطلقا كمشركي العرب‪ ،‬أو كانوا منكرين للحشر السمان ومعترفي بالشر الروحان كاتباع أرسطو لكان‬
‫لستبعادهم وجه بسب الظاهر‪ .‬وعندهم تسد اللّه وما انفك عنه الكل والشرب وسائر اللوازم السدانية باعتبار أنه إنسان‪ ،‬ولا ل يكن عيسى عليه السلم‬
‫مرتاضا مثل يي ف الجتناب عن الطعمة النفسية وشرب المر كان النكرون يطعنون عليه بأنه أكول وشريب كما هو مصرح به ف الباب الادي عشر من‬
‫إنيل مت‪ .‬وعندنا هذا الطعن مردود لكنا نقول إنه ل شك أن عيسى عليه السلم باعتبار السمية كان إنسانا فقط‪ ،‬فكما أن الطعمة النفيسة وشرب المر ما‬
‫كانا مانعي ف حقه عليه السلم عن اللذات الروحانية مع كونه ف هذه الدار الدنيا بل كان على حضرته غلبة الحكام الروحانية‪ ،‬فكذلك اللذات السمانية ل‬
‫تكون مانعة عن اللذات الروحانية لهل النة مع كونم ف النشأة الخرى‪.‬‬
‫(وأما الواب عن المر الثالث) فيجيء ف الباب السادس إن شاء اللّه لن الهاد ف مطاعن النب صلى اللّه عليه وسلم عندهم من أعظم الطاعن فأذكره ف‬
‫الطاعن هناك‪.‬‬
‫(الشبهة الرابعة) أن القرآن ل يوجد فيه ما يقتضيه الروح ويتمناه‪( .‬والواب) أن ما يقتضيه الروح ويتناه أمران‪ :‬العتقادات الكاملة والعمال الصالة‪ ،‬والقرآن‬
‫مشتمل على بيان كل النوعي على أكمل وجه كما عرفت ف جواب الشبهة الول‪ ،‬ول يلزم من عدم بعض المور الت هي مقتضيات الروح على زعم علماء‬
‫بروتستنت نقصان القرآن كما ل يلزم نقصان التوراة والنيل والقرآن من عدم المر الذي هو مقتضى الروح على زعم علماء مشركي الند من الباهة‪ ،‬كما‬
‫سعت منهم أنم يقولون إن ذبح اليوان لجل الكل والتلذذ خلف مقتضى الروح وغي مستحسن عند العقل جدا‪ ،‬ول يتصور أن يصل له الجازة فيه من‬
‫جانب اللّه‪ ،‬فالكتاب الشتمل عليه ل يكون من جانب اللّه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 32‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(الشبهة الامسة) يوجد ف القرآن الختلفات العنوية مثلً‪ ،‬قوله‪{ :‬ل إكراه ف الدين} وقوله ف سورة الغاشية‪{ :‬فذكر إنا أنت مذكر لست عليهم بسيطر}‬
‫وقوله ف سورة النور‪{ :‬قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنا عليه ما ُحمّل وعليكم ما ُحمّلتم وإن تطيعوه تتدوا وما على الرسول إل البلغ البي}‪.‬‬
‫وهذه اليات تالف اليات الت فيها أمر الهاد‪ .‬ووقع ف أكثر اليات أن السيح إنسان ورسول فقط‪ ،‬ووقع ف موضع بضدها أنه ليس من جنس البشر بل‬
‫منلته أعلى منه‪ .‬الول قوله ف سورة النساء‪{ :‬إنا السيح عيسى ابن مري رسول اللّه وكلمته ألقاها إل مري وروح منه} والثان قوله ف سورة التحري‪{ :‬ومري‬
‫ابنة عمران الت أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا} وهذان الختلفان من أعظم الختلفات ف زعم القسيسي ولذا اكتفى عليهما صاحب ميزان الق ف‬
‫الفصل الثالث من الباب الثالث منه‪( .‬وأقول) ف الواب عن الختلف الول أن هذا ليس باختلف‪ ،‬بل هذا الكم كان قبل الهاد فلما نزل حكم الهاد‬
‫نسخ هذا الكم‪ ،‬والنسخ ليس باختلف معنوي وإل يلزم أن يكون بي النيل والتوراة ف جيع الحكام النسوخة اختلف معنوي‪ ،‬وكذا ف نفس أحكام‬
‫التوراة وكذا ف نفس أحكام النيل كما عرفت ف الباب الثالث با ل مزيد عليه‪ ،‬على أن قوله تعال‪{ :‬ل إكراه ف الدين} ليس بنسوخ وقد عرفت الواب‬
‫عن الختلف الثان ف المر السابع من مقدمة الكتاب وظهر لك هناك أن القولي الذكورين ل يدلن على أن عيسى بن مري ليس من جنس البشر وفهم هذا‬
‫العن وهم صرف وظن فاسد‪ ،‬والعجب من هؤلء العقلء أنم ل يرون الختلفات والغلط الت وقعت ف كتبهم كما علمت بعضا منها ف الفصل الثالث من‬
‫الباب الول‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ف إثبات صحة الحاديث النبوية ف كتب الصحاح من كتب أهل السنة والماعة‪.‬‬
‫وهذا الفصل مشتمل على ثلث فوائد‪:‬‬
‫(الفائدة الول) جهور أهل الكتاب من اليهود والسيحيي كانوا يعتبون سلفا وخلفا الروايات اللسانية كالكتوب‪ ،‬بل جهور اليهود يعتبونا اعتبارا أزيد من‬
‫الكتوب‪ ،‬وفرقة كتلك تعتبها مساوية له وتعتقد أن كليهما واجبا التسليم وأصلن لليان وجهور بروتستنت من السيحيي أنكروها كما أنكرها الصادوقيون‬
‫من فرقة اليهود‪ ،‬وهؤلء النكرون من بروتستنت كانوا مضطرين ف إنكارها‪ ،‬لنم لو ل ينكروها لا أمكن لم بيان أصول ملتهم وعقائدهم الديدة‪ ،‬لكنهم مع‬
‫ذلك يتاجون إليها ف مواضع كثية ويوجد سند اعتبارها من كتبهم القدسة‪ ،‬كما سيظهر لك جيع هذه المور إن شاء اللّه تعال‪.‬‬
‫قال آدم كلرك ف شرح ديباجة كتاب عزرا ف الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ‪( :1751‬قانون اليهود كان منقسما على نوعي‪ ،‬مكتوب ويقولون له‬
‫التوراة‪ ،‬وغي مكتوب ويقولون له الروايات اللسانية الت وصلت إليهم بوساطة الشايخ‪ ،‬ويدعون أن اللّه كان أعطى موسى كل النوعي على جبل الطور فوصل‬
‫إلينا أحدها بواسطة الكتابة وثانيهما بواسطة الشايخ بأن نقلوها جيلً بعد جيل‪ ،‬ولذا يعتقدون أن كليهما مساويان ف الرتبة ومن جانب اللّه وواجبا التسليم‪،‬‬
‫بل يرجحون الثان ويقولون إن القانون الكتوب ناقص مغلق ف كثي من الواضع‪ ،‬ول يكن أن يكون أصل اليان على الوجه الكامل بدون اعتبار الرواية‬
‫اللسانية‪ ،‬وهذه الرواية واضحة وأكمل‪ ،‬وتشرح القانون الكتوب وتكمله‪ ،‬ولذا يردون معان القانون الكتوب إذا كانت مالفة للروايات اللسانية‪ ،‬واشتهر فيما‬
‫بينهم أن العهد الأخوذ من بن إسرائيل ما كان لجل القانون الكتوب‪ ،‬بل كان لجل هذه الروايات اللسانية‪ ،‬فكأنم بذه اليلة نبذوا القانون الكتوب وجعلوا‬
‫الروايات اللسانية مبن دينهم وإيانم‪ ،‬كما أن الرومانيي الكاتوليكيي ف ملتهم اختاروا هذه الطريقة ويفسرون كلم اللّه على حسب هذه الروايات‪ ،‬وإن كان‬
‫هذا العن الروايت مالفا لواضع كثية‪ ،‬ووصلت حالتهم ف زمان ربنا إل مرتبة ألزمهم الرب ف هذا المر بأنم يبطلون كلم اللّه لجل سنتهم‪ ،‬ومن عهد‬
‫الرب أفرطوا فيه جدا حت عظموا هذه الروايات أزيد من الكتوب‪ .‬وف كتبهم أن ألفاظ الشايخ أحب من ألفاظ التوراة وألفاظ التوراة بعضها جيدة وبعضها‬
‫غي جيدة‪ ،‬وألفاظ الشايخ كلها جيدة‪ ،‬وألفاظهم أجود جدا من ألفاظ النبياء‪ .‬ومرادهم بألفاظ الشايخ هذه الروايات اللسانية الت وصلت إليهم بواسطة‬
‫الشايخ وأيضا ف كتبهم أن الكتوب كالاء ومسنا وطالوت الذين رواياتم مضبوطة فيهما مثل المر ذات الباريز‪ ،‬وأيضا ف كتبهم أن القانون الكتوب كاللح‬
‫ومسنا وطالوت مثل الفلفل والبازير العذبة ومثلها أقوال أخر يعلم منها أنم يعظمون الروايات اللسانية أزيد من القانون الكتوب ويفهمون كلم اللّه على ما‬
‫يفهم شرحه من هذه الروايات فكان القانون الكتوب عندهم بنلة السد اليت والروايات اللسانية بنلة الروح الذي به الياة‪ ،‬ويقولون ف كون هذه الروايات‬
‫أصلً أن اللّه لا أعطى موسى التوراة فأعطاه معان التوراة أيضا وأمر أن يكتب الول ويفظ الثان ويبلغه بالرواية اللسانية فقط‪ ،‬وهكذا تنقل جيل بعد جيل‪،‬‬
‫ولذلك يطلقون على الول لفظ القانون الكتوب وعلى الثان لفظ القانون اللسان‪ ،‬والفتاوى الت تكون مطابقة لذه الروايات يسمونا قواني موسى الت‬
‫حصلت على جبل سيناء ويدعون كما أن موسى حصل له التوراة ف الربعي يوما الت كانت الكالة بينه وبي اللّه على جبل سيناء‪ ،‬فكذلك حصلت له هذه‬
‫الروايات اللسانية أيضا وجاء بما موسى من البل وبلغهما إل بن إسرائيل بأن طلب هارون ف اليمة بعد ما راجع عن البل فعلمه القانون الكتوب أولً ث‬
‫الروايات اللسانية الت هي معان القانون الكتوب كما وجدها من اللّه وقام هارون بعد ما تعلم وجلس على يي موسى ودخل العازار وأيتامار ابنا هارون‬
‫وتعلما كما تعلم أبوها‪ ،‬وقال فجلس أحدها على يسار موسى والخر على يي هارون فدخل الشايخ السبعون وتعلموا القانوني وجلسوا ف اليمة‪ ،‬ث تعلم‬
‫الناس الذين كانوا مشتاقي للتعلم‪ ،‬ث قام موسى وقرأ هارون ما تعلم وقام‪ ،‬ث قرأ العازار وايتامار وقام ث قرأ الشايخ السبعون ما تعلموا على الناس فسمع كل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 33‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫من هؤلء الناس هذا القانون أربع مرات وحفظوا حفظا جيدا ث أخب هؤلء بعد ما خرجوا سائر بن إسرائيل فبلغوا القانون الكتوب بواساطة الكتابة وبلغوا‬
‫معانيها بالرواية إل اليل الثان‪ ،‬وكانت الحكام ف الت الكتوب ستمائة وثلثة عشر فقسموا القانون بسبها ويقولون إن موسى جع بن إسرائيل كلهم ف‬
‫أول الشهر الادي عشر من السنة الربعي من خروج مصر وأخبهم بوته‪ ،‬وأمر بأن أحدا إن نسي قولً من القانون اللي الذي وصل بواسطت إليه ييء إل‬
‫ويسألن وكذلك إن كان لحد اعتراض على قول من أقوال القانون ييء إل لرفع ذلك العتراض وكان مشتغلً بالتعليم إل حياته الباقية يعن من أول الشهر‬
‫الادي عشر إل السادس من الشهر الثان عشر وعن القانون الكتوب وغي الكتوب وأعطى بن إسرائيل من القانون الكتوب ثلث عشرة نسخة مكتوبة بيده‬
‫بأن أعطى كل فرقة فرقة نسخة نسخة لتبقى مفوظة فيما بينهم جيلً بعد جيل‪ ،‬وأعطى بن لوى نسخة أخرى أيضا لتبقى مفوظة أيضا ف اليكل وقرأ القانون‬
‫الغي الكتوب أعن الروايات اللسانية على يوشع‪.‬‬
‫وصعد على جبل نبو ف اليوم السابع من الشهر ومات هناك وفوض يوشع بعد موت موسى هذه الروايات إل الشايخ وهم فوضوا إل النبياء فكان نب يوصلها‬
‫إل نب آخر إل أن أوصل أرمياء إل باروخ وباروخ إل عذرا وعذرا إل ممع العلماء الذين كان شعون صادق آخرهم وهو أوصل إل اينيت كونوس وهو إل‬
‫يوثي بن يتان وهو إل يوسي بن يوسي وهو إل نتهان الريلي ويوشع بن برخيا وها إل يهودا بن يي وشعون بن شطاه‪ ،‬وها إل شايا وأب طليون وها إل‬
‫هلل وهو إل ابنه شعون‪ ،‬والظنون أن شعون هذا هو شعون الذي أخذ ربنا النجي على اليدين إذ جاءت مري به إل اليكل بعد ما تت أيام تطهيها وهو‬
‫أوصل إل كملئيل ابنه وكملئيل هذا هو الذي تعلم منه بولس وهو أوصل إل شعون ابنه وهو إل كملئيل ابنه وهو إل شعون ابنه وهو إل رب يهودا حق دوش‬
‫ابنه‪ ،‬وجع يهودا هذا هذه الروايات ف كتاب ساه مسنا انتهى‪.‬‬
‫(ث قال إن اليهود يعظمون هذا الكتاب تعظيما بليغا ويعتقدون أن ما فيه هو كله من جانب اللّه أوحى إل موسى على جبل سيناء مثل القانون الكتوب ولذا‬
‫هو واجب التسليم مثله ومنذ صنف هذا الكتاب صار رائجا بينهم رواجا تاما بالدرس والتدريس‪ ،‬وكتب عليه علماؤهم الكبار شرحي أحدها ف القرن الثالث‬
‫ف أورشليم والثان ف ابتداء القرن السادس ف بابل واسم كل من هذين الشرحي كمرالن‪ ،‬معن كمرا ف اللغة الكمال‪ ،‬وقد حصل التوضيح التام للمت ف‬
‫هذين الشرحي ف ظنهم وإذا جع الشرح والت يقال لذا الجموع طالوت ويقال للتمييز طالوت أورشليم وطالوت بابل‪ ،‬وكان مذهبهم الرائج الن كله‬
‫مندرجا ف هذين الطالوتي اللذين كتب النبياء خارجة عنهما ولا كان طالوت أورشليم مغلقا فلذلك الن اعتبار طالوت بابل عندهم زائد) انتهى وقال هورن‬
‫ف الباب السابع من الصة الول من الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ‪( :1822‬مسنا كتاب مشتمل على روايات اليهود الختلفة وشروح متون الكتب‬
‫القدسة‪ ،‬وظنهم ف حقه ان اللّه لا أعطى موسى التورات على جبل طور سيناء أعطاه هذه الروايات أيضا ف ذلك الي ووصلت من موسى إل هارون والعازار‬
‫ويوشع ومنهم إل النبياء الخرين ومن هؤلء النبياء إل الشايخ الخرين وهكذا وصلت من جيل إل جيل إل أن وصلت إل شعون وهذا شعون هو شعون‬
‫الذي أخذ ربنا النجي على يديه ووصلت منه إل كملئيل ومنه إل يهودا حق دوش أي القدس وهو جعها ف آخر القرن الثان بشقة ف أربعي سنة ف كتاب‪،‬‬
‫وهذا الكتاب من هذا الوقت بطنا بعد بطن مستعمل ف اليهود وكثيا ما يكون عزة هذا الكتاب زائدا على القانون الكتوب) انتهى‪.‬‬
‫(ث قال على مسنا شرحان يسمى كل منهما كمرا أحدها كمر أورشليم الذي كتب ف أورشليم على رأي بعض الحققي ف القرن الثالث وعلى رأي فادرمون‬
‫ف القرن الامس والثان كمرا بابل الذي كتب ف القرن السادس ف بابل‪ ،‬وكمرا هذا ملوء بالكايات الواهية لكنه عند اليهود معتب عظيم ودرسه وتدريسه‬
‫رائجان فيهم‪ ،‬ويرجعون إليه ف كل مشكل مذعني بأنه مرشد لم‪ ،‬ويقال كمرا لن معن كمرا الكمال‪ ،‬وظنهم أن هذا الشرح كمال التوراة ول يكن أن‬
‫يكون شرح أفضل منه‪ ،‬ول حاجة إل شرح آخر‪ ،‬وإذا انضم بالت كمرا أورشليم يقال للمجموع طالوت أورشليم وإذا انضم به كمرا بابل يقال للمجموع‬
‫طالوت بابل) انتهى‪ ،‬فظهر من ترير هذين الفسرين أربعة أشياء‪:‬‬
‫(الول) أن اليهود يعتبون الرواية اللسانية كالتوراة بل كثيا ما يعظمونا تعظيما زائدا عليه ويفهمون أنا بنلة الروح والتوراة بنلة السد وإذا كان حال‬
‫التوراة هكذا فكيف حال الكتب الخر‪.‬‬
‫(والثان) أن هذه الروايات جعها يهودا حق دوش ف آخر القرن الثان وكانت مفوظة بالفظ اللسان إل ألف وسبعمائة سنة‪ ،‬ووقع على اليهود ف أثناء هذه‬
‫الدة آفات عظيمة ودواهي جسيمة مثل حادثة بت نصر وانيتوكس وطيطوس وغيها بيث انقطع التواتر ف هذه الوادث وضاعت الكتب كما عرفت ف‬
‫الباب الثان‪ ،‬ومع ذلك عندهم اعتبارها أزيد من التوراة‪.‬‬
‫(والثالث) أن هذه الروايات ف أكثر الطبقات مروية برواية واحد واحد مثل كلمئيل الول والثان شعون الثان والثالث‪ ،‬وهؤلء ما كانوا من النبياء عند اليهود‬
‫وكانوا عند السيحيي من أشد الكفار النكرين للمسيح ومع ذلك هذه الروايات عند اليهود مبن اليان وأصل العقائد وعندنا الديث الصحيح الروي برواية‬
‫الحاد ل يكون مبن العقائد‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 34‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والرابع) أن كمرا بابل لا كتب ف القرن السادس فحكاياته الواهية على قول هورن كانت مفوظة بالرواية اللسانية فقط إل مدة هي أزيد من ألفي‪ ،‬فإذا‬
‫عرفت حال اليهود باعتراف مققي فرقة بروتستنت فاعلم الن حال جهور القدماء السيحية‪ .‬قال يوسي بيس الذي تاريه معتب عند علماء كاتلك وبروتستنت‬
‫ف الباب التاسع من الكتاب الثان من تاريه الطبوع سنة ‪ 1848‬ف الصفحة ‪ 87‬ف بيان حال يعقوب الواري (أن كليمنس نقل حكاية قابلة للحفظ ف‬
‫كتابه السابع ف بيان حال يعقوب‪ ،‬هذا والظاهر أن كليمنس نقل هذه الكاية عن الروايات اللسانية الت وصلت إليه من الباء والجداد)‪.‬‬
‫ث نقل ‪ 2‬ف الباب الثالث والعشرين من الكتاب الثالث قول أرينيوس ف الصفحة ‪( :123‬كنيسة أفسس الت بناها بولس وأقام فيها يوحنا الواري إل عهد‬
‫سلطنة ترجان شاهد ذو إيان لحاديث الواريي) ث نقل ‪ 3‬ف تلك الصفحة قول كلمينس‪( :‬اسعوا ف حق يوحنا الواري حكاية ليست بكاذبة بل هي صادقة‬
‫مققة بقيت ف الصدور مفوظة) ث قال ‪ 4‬ف الباب الرابع والعشرين من الكتاب الثالث ف الصفحة ‪( :126‬تلميذ السيح مثل الواريي الثن عشر والسبعي‬
‫رسولً وكثي من أناس آخرين ل يكونوا غي واقفي على الالت الذكورة)‪ .‬أي الالت الت كتبها النيليون (لكن كتبها منهم مت ويوحنا فقط وعلم من‬
‫الرواية اللسانية أن تريرها أيضا كان لجل الضرورة)‪ .‬ث قال ‪ 5‬ف الباب الثامن والعشرين من الكتاب الثالث ف الصفحة ‪( :132‬كتب أرينيوس ف كتابه‬
‫الثالث حالً هو حري بأن يكتب‪ ،‬ووصل إليه هذا الال من يوليكارب بالرواية اللسانية)‪ .‬ث قال ‪ 6‬ف الباب الامس من الكتاب الرابع ف الصفحة ‪( :147‬ل‬
‫أر حال أساقفة أورشليم بالترتيب ف كتاب لكنه ثبت بالرواية اللسانية أنم بقوا مدة قليلة)‪ .‬ث قال ‪ 7‬ف الباب السادس والثلثي من الكتاب الثالث ف الصفحة‬
‫‪( :138‬وصل إلينا بالرواية اللسانية أنم لا أذهبوا اكناثيوث إل الروم ليقتلوه بإلقائه بي أيدي السباع لجل كونه مسيحيا ومريابشيا ف حفاظة العسكريي‬
‫فقوى الكنائس الختلفة ف أثناء الطريق بنصائحه وأقواله وأخبهم عن البدعات الت كانت منتشرة ف تلك اليام أو كانت حدثت‪ ،‬ووصاهم باللصوق‬
‫بالروايات اللسانية لصوقا قويا واستحسن أيضا لجل زيادة الفظ أن كتب هذه الروايات وأثبت شهادته عليها)‪ .‬ث قال ‪ 8‬ف الباب التاسع والثلثي من‬
‫الكتاب الثالث ف الصفحة ‪( :142‬قال ب ببس ف ديباجة كتابه اكتب لنتفاعكم جيع الشياء الت وصلت من الشايخ إل وحفظتها بعد التحقيق التام ليثبت‬
‫زيادة تقيقها بشهادت عليها لن ما رضيت من قدي الزمان بسماع الحاديث من الذين يلغون كثيا ويعلمون نصائح أخرى أيضا‪ ،‬بل سعت الحاديث من‬
‫الذين ل يعلمون إل النصائح القة الت هي مروية من ربنا الصادق‪ ،‬ومن لقيته من متبعي الشايخ سألته عن هذا أن اندراوس أو بطرس أو فيلبس أو ثوما أو‬
‫يعقوب أو مت أو شخص آخر من تلميذ ربنا أو أرستيون أو القسيس يوحنا مريد ربنا ماذا قال‪ ،‬لن الفائدة الت حصلتها من ألسنة الحباء ما حصلتها من‬
‫الكتب)‪ .‬ث قال ‪ 9‬ف الباب الثامن من الكتاب الرابع ف الصفحة ‪( :151‬هجيسي بوس من مؤرخي الكنيسة مشهور ونقلت عن تأليفاته أشياء كثية نقلها عن‬
‫الواريي بالروايات اللسانية وكتب هذا الصنف مسائل الواريي الت وصلت إليه بالرواية اللسانية بعبارة سهلة ف خس كتب)‪.‬‬
‫ث نقل ‪ 10‬ف الباب الرابع عشر من الكتاب الرابع قول أرينيوس ف بيان حال بوليكارت ف الصفحة ‪( :158‬علم بوليكارت دائما ما تعلمه من الواريي‬
‫وبلغته الكنيسة بالرواية وكانت مسألة صادقة)‪ .‬ث نقل ‪ 11‬ف الباب السادس من الكتاب الامس عن قول أرينوس فهرست أساقفة الروم وقال ف الصفحة‬
‫‪( :201‬الن إل تيوس أسقفها الثان عشر من السلسلة الت وصل إلينا بواسطتها الصدق والروايات اللسانية من الواريي)‪ .‬ث نقل ‪ 12‬ف الباب الادي عشر‬
‫من الكتاب الامس قول كليمنس ف الصفحة ‪( :206‬ما كتبت هذه الكتب لطلب الرفعة بل لظن كبسن ولن تكون ترياقات لنسيان جعتها على طريق‬
‫التفسي كأنا شروح للمسائل اللامية الت صرت با معظما بعد ما تعلمتها من الصادقي الباركي‪ ،‬ومنهم بون كوس الذي كان ف يونان والثان الذي كان‬
‫يقيم ف ميكنيا كريشيا كان أحدها سريانيا والخر مصريا وكان الباقون من سكان الشرق كان واحد منهم أشوريا وواحد منهم عبانيا من أهل فلسطي‬
‫والشيخ الذي وصلت آخر إل خدمته كان متفيا ف مصر وكان أفضل من الشايخ كلهم‪ ،‬وما طلبت شيخا آخر بعده لن أحدا ما كان أفضل منه وهؤلء‬
‫الشايخ حفظوا الروايات الصادقة الت هي منقولة من بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس جيلً بعد جيل)‪.‬‬
‫ث نقل ‪ 13‬ف الباب العشرين من الكتاب الامس قول أرينيوس ف الصفحة ‪( :219‬سعت بفضل اللّه هذه الحاديث بالمعان التام وكتبتها ف صدري ل ف‬
‫القرطاس وعادت من قدي اليام أن أكررها بالديانة)‪ .‬ث قال ‪ 14‬ف الباب الرابع والعشرين من الكتاب الامس ف الصفحة ‪( :222‬كتب بول كراتيس‬
‫السقف رواية وصلت إليه بالرواية اللسانية ف كتابه الذي أرسله إل وكتر وكنيسة الروم)‪ .‬ث قال ‪ 15‬ف الباب الامس والعشرين من الكتاب الامس ف‬
‫الصفحة ‪( :226‬ناركثوس وتيوفلوس وكاسيوس من أساقفة فلسطي وأسقف كنيسة اسور وأسقف تولائي كلروس والشخاص الخرون الذين جاؤوا مع‬
‫ل بعد جيل وكتبوا ف آخر‬ ‫هؤلء الساقفة قدموا أمورا كثية ف حق الرواية الت وصلت إليهم ف باب عيد الفصح من الواريي منقولة بالرواية اللسانية جي ً‬
‫الكتاب أن أرسلوا نقوله إل الكنائس لئل يبقى للذين يضلون عن الصراط الستقيم سريعا موضع الفرار)‪ .‬ث قال ‪ 16‬ف الباب الثالث عشر من الكتاب السادس‬
‫ف بيان حال كليمنس اسكندريانوس الذي كان من أتباع تابعي الواريي ف الصفحة ‪( :246‬أنه قال ف كتابه الذي ألف ف بيان عيد الفصح أن الحباء طلبوا‬
‫من أن أكتب لنفع الجيال التية‪ ،‬الروايات الت سعتها من الساقفة)‪ .‬ث قال ‪ 17‬ف الباب الادي والثلثي من الكتاب السادس ف الصفحة ‪:263‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 35‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(ايفريكاتوس ف رسالته الت هي موجودة إل هذا الي وكان أرسلها إل ارستيديس يبي التطبيق بي بيان مت ولوقا ف نسب السيح باعتبار الرواية الت وصلت‬
‫إليه من الباء والجداد) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وعلم من أقواله السبعة عشر أن القدماء السيحية كانوا يعتبون الرواية اعتبارا عظيما وقال جان ملتر كاتلك ف كتابه الذي طبع ف بلد درب سنة ‪ 1843‬ف‬
‫رسالته العاشرة الت أرسلها إل جيمس برون‪( :‬إن كتبت فيما قبل أيضا أن مبن إيان كاتلك ليس كلم اللّه الذي هو مكتوب فقط بل أعم مكتوبا كان أو غي‬
‫مكتوب‪ ،‬يعن الكتب القدسة والروايات اللسانية على ما شرحتهما كنيسة كاتلك به)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة ‪( 2‬أن أرينيوس قال ف الباب الامس من الجلد‬
‫الثالث من كتابه إنه ل يوجد لطالب الق أمر سهل من أن يتفحصوا ف كل كنيسة عن الروايات اللسانية الت هي منقولة عن الواريي وأظهروها ف العال‬
‫كله)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة ‪( :3‬أن أرينيوس قال ف الباب الثالث من الجلد الول من كتابه أن ألسنة القوام وإن كانت متلفة‪ ،‬لكن حقيقة الرواية اللسانية‬
‫ف كل موضع متحدة‪ ،‬كنائس الرمن ليست مالفة ف التعليم والعقائد لكنائس فرانس وأسبانيا والشرق ومصر وليبيا)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة ‪( :4‬إن أرينيوس‬
‫قال ف الباب الثان من الجلد الثالث ولا كان ترير سلسل الكنائس كلها يفضي إل التطويل فلذلك نرجع إل رواية وعقيدة كنيسة الروم الت هي قدية‬
‫وعظيمة ومشهورة جدا وبناها بطرس وبولس والكنائس كلها موافقة لا لن الروايات اللسانية النقولة عن الواريي جيلً بعد جيل كلها مفوظة فيها)‪ .‬ث قال‬
‫ف تلك الرسالة ‪( :5‬أن أرينيوس قال ف الباب الرابع والستي من الكتاب الرابع ولو فرضنا أن الواريي ل يتركوا الكتب لنا فنقول إنه أما كان لزما علينا أن‬
‫نطيع الحكام الت ثبتت بالرواية اللسانية الت هي منقولة عن الواريي وكانوا سلموها للناس الذين سلموها للكنيسة وهذه الروايات هي الت يعمل بسبها‬
‫الوحشيون الذين آمنوا بالسيح بل استعمال الروف والداد)‪.‬‬
‫ث قال ف تلك الرسالة ‪( :6‬إن ترتولي قال ف كتابه الذي ألفه لرد أهل البدعة وطبع ف بلد رهنان ف الصفحة ‪ 36‬و ‪ :37‬إن عادة أهل البدعة أنم يتمسكون‬
‫ل لن يعل مبن اليان‪ ،‬ويقال بسبه‪ ،‬ويعجزون بذه اليلة القوياء ويلقون‬ ‫بالكتب القدسة ويستدلون ويقولون إنه ليس غي الكتب القدسة الكتوبة شيئا قاب ً‬
‫الضعفاء ف شبكاتم‪ ،‬ويوقعون التوسطي ف الشك‪ ،‬ولذا نقول ل تيزوا هؤلء أبدا أن يناظروا مستدلي بالكتب القدسة لنه ل تترتب على الباحثة الت تكون‬
‫بالكتب القدسة فائدة ما غي أن يصي الدماغ والبطن خاليي فلذلك طريقة الرجوع إل الكتب القدسة غلط‪ ،‬لنه ل يصل انفصال أمر من هذه الكتب‪ ،‬وإن‬
‫حصل شيء يكون على الوجه الناقص‪ ،‬ولو ل يكن هذا المر أيضا كانت طريقة الباحثة ف تلك الصورة أيضا أن يقق أو ًل أن الكتب القدسة علقتها من أي‬
‫الناس وبلغ أي شخص إل أي شخص ف أي وقت الرواية الت صرنا بسببها مسيحيي‪ ،‬لن الوضع الذي يوجد فيه أحكام الدين السيحي وعقائده يوجد فيه‬
‫صدق النيل ومعانيه وجيع روايات الدين السيحي الت هي لسانية‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة ‪( :7‬إن أرجن قال إنه ل يليق بنا أن نعتب الناس الذين ينقلون عن‬
‫الكتب القدسة ث يقولون إن الكلم ف بيتكم فانظروا فيه لنه ل يليق بنا أن نترك الرواية الول الت ف الكنيسة أو نعتقد غي ما بلغ إلينا كنائس اللّه برواية‬
‫مسلسلة)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة ‪ :8‬كتب باسليوس أن السائل الكثية مفوظة ف الكنيسة يوعظ با أخذت بعضها من الكتب القدسة وبعضها من الروايات‬
‫اللسانية وقوتما ف الدين مساوية‪ ،‬ومن كان له وقوف ما على الشريعة العيسوية ل يعترض على هذا)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة‪ :‬قال أب فانيس ف كتابه الذي‬
‫ألفه ف مقابلة البتدعي ولنستعمل الرواية اللسانية لن جيع الشياء ل توجد ف الكتب القدسة)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة ‪( :19‬إن كريزاستم صرح ف شرح‬
‫الية ‪ 3‬الرابعة عشر من الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي ظهر من هذا صراحة أن الواريي ل يبلغوا الشياء كلها إلينا بواسطة التحرير‪ ،‬بل‬
‫بلغوا أشياء كثية بدون التحرير أيضا وكلتاها متساويتان ف العتبار ولذلك فلنلحظ أن رواية الكنيسة منشأ اليان‪ ،‬وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فل نطلب‬
‫زائدا عليه)‪.‬‬
‫ث قال ف تلك الرسالة ‪( :11‬إن اكستائن كتب ف حق الشخص الذي حصل له الصطباغ من البتدعي أنه وإن ل يوجد السند التحريري ف هذا الباب لكنه‬
‫فليلحظ أن هذا الرسم أخذ من الرواية اللسانية لن الشياء الكثية تسلم الكنيسة العامة أن الواريي قرروها وهي ليست بكتوبة)‪ .‬ث قال ف تلك الرسالة‬
‫‪( :12‬إن السقف وان سنت قال‪ :‬فليفسر البتدعون الكتب القدسة على وفق رواية الكنيسة العامة) انتهى كلمه‪ .‬وعلم من أقواله الثن عشر أن الروايات‬
‫اللسانية مبن إيان فرقة كاتلك وكانت معتبة عند القدماء‪ .‬وف الصفحة ‪ 64‬من الجلد الثالث من كاتلك هرلد‪( :‬أورد رب موسى قدسي شواهد كثية على‬
‫أن مت الكلم القدس ل يفهم بدون معونة الديث والرواية اللسانية‪ ،‬واقتدى مشايخ كاتلك بذه القاعدة ف كل وقت)‪.‬‬
‫[‪( ]2‬وقال ترتولي فليجع لدراك الشيء الذي علم السيح الواريي إل الكنائس الت بناها الواريون وعلموها بتحريراتم ورواياتم اللسانية انتهى‪ .‬فعلم من‬
‫هذه العبارات الذكورة أن اليهود عندهم تعظيم الروايات والحاديث أزيد من تعظيم التوراة‪ ،‬وأن جهور القدماء السيحية مثل كليمنس وأرينيوس وهجيسي‬
‫بوس وبوليكارب وبول كراتيس وتاركثوس وتيوفلوس وكاسيوس وكلروس وكليمنس اسكندريانوس وايفريكانوس وترتولي وأرجن وباسلنوس وأب فانيس‬
‫وكريزاستم واكستاين وون سنت السقف وغيهم‪ ،‬كانوا يعظمون الروايات اللسانية ويعتبونا‪ ،‬واكناثيوس كان من وصاياه ف آخر عمره التشبث بالروايات‬
‫ل بعد جيل‪ ،‬وأب فانيس قال‬ ‫اللسانية تشبثا قويا‪ ،‬وكليمنس قال ف وصف مشايه إنم حفظوا الروايات الصادقة الروية عن بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس جي ً‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 36‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الفائدة الت حصلتها من ألسنة الحياء ما حصلتها من الكتب‪ ،‬وأرينوس قال سعت الحاديث بفضل اللّه بالمعان التام وكتبتها ف صدري ل ف القرطاس‪،‬‬
‫وعادت من قدي اليام أن أكررها دائما بالديانة‪ ،‬وقال أيضا أنه ل يوجد لطالب الق أمر أسهل من أن يتفحصوا ف كل كنيسة عن الروايات اللسانية الت هي‬
‫منقولة عن الواريي وأظهروها ف العال كله‪ ،‬وقال أيضا لو فرضنا أن الواريي ل يتركوا الكتب لنا فنقول إنه أما كان لزما علينا أن نطيع الحكام الت ثبتت‬
‫بالروايات اللسانية الت هي منقولة عن الواريي‪ ،‬وارجن وترتولي يلومان على منكري الحاديث‪ ،‬وباسليوس قال السائل الأخوذة من الكتب القدسة والأخوذة‬
‫من الحاديث كلتاها متساويتان ف القوة‪ ،‬وكريزاستم قال كلتاها متساويتان ف العتبار ورواية الكنيسة منشأ اليان‪ ،‬وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فل‬
‫نطلب زائدا عليه‪ ،‬واكستائن صرح أن الشياء الكثية تسلم الكنيسة العامة أن الواريي قرروها وإنا ليست بكتوبة‪ ،‬فالنصاف أن رد الميع ل يلو عن‬
‫تعصب وجهل‪ ،‬ويكذب هذا المر إنيلهم أيضا ف الية‪.‬‬
‫[‪ ]1‬الرابعة والثلثي من الباب الرابع من إنيل مرقس هكذا‪( :‬وبدون مثل ل يكن يكلمهم وإما على انفراد‪ ،‬فكان يفسر لتلميذه كل شيء) ويبعد أن ل يكون‬
‫هذه التفسيات كلها أو بعضها مروية‪ ،‬وأن يكون الواريون متاجي إل التفسي ومعاصرونا ل يكونون كذلك‪.‬‬
‫[‪ ]2‬والية الامسة والعشرون من الباب الادي والعشرين من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬وأشياء أخرى كثية صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن‬
‫العال نفسه يسع الكتب الكتوبة‪ ،‬وكلم النيل وإن ل يل عن البالغة والغلو لكنه ل شك أن قوله وأشياء أخرى كثية يشمل جيع أفعال السيح معجزات‬
‫كانت أو غيها‪ ،‬ويبعد أن ل يكون شيء منها مرويا بالرواية اللسانية)‪.‬‬
‫[‪ ]3‬والية الامسة عشر من الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي هكذا‪( :‬فاثبتوا إذن أيها الخوة وتسكوا بالتعاليم الت تعلمتموها سواء كان‬
‫بالكلم أم برسالتنا)‪ .‬وقوله سواء كان بالكلم أم برسالتنا‪ ،‬يدل صراحة على أن بعض الشياء وصلت إليهم بواسطة التحرير وبعضها بالكلم مشافهة‪ ،‬فل بد‬
‫أن يكون كلها معتبين عند السيحيي كما صرح كريزاستم ف شرح هذا الوضع على ما عرفت‪.‬‬
‫[‪ ]4‬وف الية الرابعة والثلثي من الباب الادي عشر من الرسالة الول إل أهل فورنيثوس ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪:‬‬
‫(فأما سائر الشياء فسأوصيكم با إذا قدمت إليكم) ومن البي أن هذه الشياء الباقية أوصاهم با شفاها عندما جاء إليهم وهذه ل تكتب ويبعد أن ل يكون‬
‫شيء منها مرويا‪.‬‬
‫[‪ ]5‬والية الثالثة عشر من الباب الول من الرسالة الثانية إل تيموثاوس هكذا‪( :‬تسك بصورة الكلم الصحيح الذي سعته من ف اليان والحبة الت ف السيح‬
‫يسوع)‪ .‬فقوله الذي سعته من يدل على أنه سع بعض الشياء شفاها‪.‬‬
‫[‪ ]6‬والية الثانية من الباب الثان من الرسالة الذكورة هكذا‪ :‬وما سعته من بشهود كثيين أودعه أناسا أمناء يكونون كفؤا أن يعلموا آخرين أيضا) فهنا‬
‫مقدسهم يأمر تيموثاوس أن يعلم الناس المناء الحاديث الت سعها منه‪ ،‬وأن يعلم المناء أناسا آخرين فل بد أن تكون هذه الروايات مروية‪.‬‬
‫(‪ )7‬وف آخر الرسالة الثانية ليوحنا هكذا‪( :‬إذ كان ل كثي لكتب إليكم ل أرد أن يكون بورق وحب لن أرجو أن آت إليكم وأتكلم بالفم لكي يكون فرحنا‬
‫كاملً)‪.‬‬
‫[‪ ]8‬وف آخر الرسالة الثالثة هكذا‪( :‬وكان ل كثي لكتبه لكنن لست أريد أن أكتب إليك بب وقلم ولكنن أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم بالفم)‪ ،‬فهاتان‬
‫اليتان تدلن على أن يوحنا قال ف الشافهة أشياء كثية على ما وعد ويبعد أن ل تكون هذه الشياء كلها أو بعضها مروية برواية‪ .‬فظهر ما ذكرنا أن من أنكر‬
‫من فرقة بروتستنت اعتبار الحاديث مطلقا ف اللة السيحية فهو إما جاهل أو متعسف عنيد‪ ،‬وقوله مالف لكتبه القدسة ولمهور علمائه من القدماء‪ ،‬وهو‬
‫داخل ف زمرة البتدعي على قول بعض القدماء‪ ،‬ومع ذلك ل بد له من اعتبارها ف كثي من هوسات فرقته مثل أن البن مسا ٍو للب ف الوهر‪ ،‬وأن الروح‬
‫القدس منشق من الب والبن‪ ،‬وأن السيح ذو طبيعتي وأقنوم واحد‪ ،‬وأنه ذو إرادتي إلية وإنسانية‪ ،‬وأنه بعد ما مات نزل الحيم‪ ،‬وغيها من هوساتم‪ ،‬مع‬
‫أن هذه الكلمات ل توجد بعينها ف العهد الديد‪ ،‬وما اعتقدوا هذه المور إل من الحاديث والتقليدات‪ ،‬وأيضا يلزم عليه أن ينكر كثي من أجزاء كتبه القدسة‬
‫مثل أن ينكر إنيل مرقص ولوقا وتسعة عشر بابا من كتاب أعمال الواريي‪ ،‬لنا كتبت بالروايات اللسانية ل بالشاهدة ول بالوحي كما عرفت ف الباب‬
‫الول‪ ،‬ومثل أن ينكر خسة أبواب من الامس والعشرين إل التاسع والعشرين من سفر المثال لنا جعت ف عهد حزقيا من الروايات اللسانية الت كانت‬
‫جارية بينهم‪ ،‬وما بي زمان المع وموت سليمان عليه السلم مدة مائتي وسبعي سنة‪.‬‬
‫الية الول من الباب الامس والعشرين من السفر الذكور هكذا‪ :‬هذه أيضا أمثال سليمان الت استكتبتها أصدقاء حزقيا ملك يهوذا) قال آدم كلرك الفسر ف‬
‫تفسيه الطبوع سنة ‪ 1851‬ذيل شرح هذه الية‪( :‬يعلم أن ف آخر هذا السفر أمثالً جعت بأمر حزقيا السلطان من الروايات اللسانية الت كانت جارية من‬
‫عهد سليمان فجمعوا هذه المثال منها وجعلوها ضميمة هذا السفر‪ ،‬ويكن أن يكون الراد بأحباء حزقيا أشعيا وشنيا وغيها من النبياء الذين كانوا ف ذلك‬
‫العهد‪ .‬فتكون تلك الضميمة مثل السفر الباقي سندا وإل كيف ضموها بالكتاب القدس) انتهى‪ ،‬فقوله جعت بأمر حزقيا السلطان من الروايات اللسانية صريح‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 37‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫فيما قلت‪ ،‬وقوله ويكن أن يكون الراد إل‪ ،‬مردود لنه مرد احتمال ل يتم على الخالف بدون السند الكامل وليس عنده سند بل يقول احتمالً ورجا‬
‫بالغيب‪ ،‬وقوله كيف ضموها بالكتاب القدس مردود‪ ،‬لن اليهود كان عندهم اعتبار الروايات أزيد من اعتبار التوراة‪ ،‬فإذا صارت التوراة سندا عندهم معتبا‬
‫مع أنا جعت من روايات الشايخ بعد ألف وسبعمائة سنة تقريبا‪ ،‬وكذا صارت قصص كمرا بابل معتبة مع أنا جعت بعد ألفي سنة‪ ،‬فأي مانع من اعتبار‬
‫البواب المسة الت جعت بعد مائتي وسبعي سنة‪ ،‬ولقد أنصف بعض الحققي من علماء بروتستنت واعترف أن الروايات اللسانية أيضا معتبة مثل الكتوب‬
‫ف الصفحة ‪ 63‬من الجلد الثان من كاتلك هرلد هكذا‪( :‬إن داكتربريت الذي هو من فضلء بروتستنت قال ف الصفحة ‪ 73‬من كتابه إن هذا المر ظاهر من‬
‫الكتب القدسة أن الدين العيسوي صار مفوضا إل الساقفة الولي وتابعي الواريي بالرواية اللسانية وكانوا مأمورين بأن يافظوا عليه‪ ،‬ويفوضوه إل اليل‬
‫التأخر‪ ،‬ول يثبت من كتاب مقدس سواء كان كتاب بولس أو غيه من الواريي أنم كتبوا متفقي أو منفردين جيع الشياء الت لا دخل ف النجاة‪ ،‬وجعلوا‬
‫قانونا يفهم منه أنه ل يوجد فيه شيء ضروري له دخل ف النجاة غي الكتوب‪ ،‬وقال ف الصفحة ‪ 32‬و ‪ 33‬من الكتاب الذكور ترى بولس وغيه من‬
‫الواريي أنم كما بلغوا إلينا الحاديث بواسطة التحرير كذلك بلغوا بواسطة الرواية اللسانية أيضا والويل للذين ل يفظونما‪ ،‬والحاديث العيسوية ف أمر‬
‫اليان سند كالكتوب‪ ،‬انتهى كلم داكتربريت‪ .‬وقال أسقف مون نيك‪( :‬إن أحاديث الواريي سند كمكتوباتم ول ينكر أحد من بروتستنت أن تقرير‬
‫الواريي اللسان أزيد من تريرهم) وقال جلنك ورته‪( :‬إن هذا الناع أن أي إنيل قانون وأي إنيل ليس بقانون يزول بالرواية اللسانية الت هي قاعدة‬
‫النصاف لكل نزاع) انتهى كلم كاتلك هرلد‪ .‬وقال القسيس طامس أنكلس كاتلك ف الصفحة ‪ 180‬و ‪ 181‬من كتابه السمى برآة الصدق الطبوع سنة‬
‫‪( :1851‬يشهد أسقف مان سيك من علماء بروتستنت أن ستمائة أمر قررها اللّه ف الدين وتؤمر الكنيسة با ويقبل ف حقها أن الكتاب القدس ما بينها ف‬
‫موضع وما عملها) انتهى‪ .‬فعلى اعتراف هذا الفاضل ستمائة أمر ثبتت بالرواية اللسانية وواجبه التسليم عند فرقة بروتستنت‪.‬‬
‫(الفائدة الثانية)‪ :‬هذا المر ظاهر بالتجربة الصحيحة أن المر العجيب أو الهتم بشأنه يكون مفوظا لكثر الناس‪ ،‬وخلفه ل يبقى مفوظا غالبا لعدم الهتمام‪،‬‬
‫ولذلك إذا سألت الناس الذين ل يكونون متعودين على أكل طعام واحد مصوص أو أطعمة مصوصة ماذا أكلتم أمس أو قبل أمس ل يكون مفوظا لكثرهم‬
‫غالبا لعدم الهتمام بذا المر وعدم كونه عجيبا أو عظيما وهكذا الال ف أكثر الفعال العامة‪ ،‬والقوال العامة وإذا سألت عن حال الكوكب الذي كان من‬
‫ذوات الذناب وظهر ف شهر صفر سنة ‪ 1259‬من الجرة وشهر مارس سنة ‪ 1843‬من اليلد وكان ظاهرا ف الو إل شهر وكان ف غاية الطول يكون‬
‫مفوظا للكثيين من ناظريه وإن ل يكن شهر ظهوره‪ ،‬وعامه مفوظي لم وقد مضت عليه مدة أزيد من إحدى وعشرين سنة وكذلك حال الزلزل العظيمة‬
‫والحاربات الشديدة والمور النادرة‪ ،‬ولا كان اهتمام السلمي بفظ القرآن ف كل قرن‪ ،‬يوجد فيهم من حفاظ القرآن ف هذا العصر أيضا أزيد من مائة ألف‬
‫ف الديار السلمية كلها وإن زالت سلطنة أهل السلم من أكثر أقطار المالك ووقع الفتور ف المور الدينية ف أكب أقطارهم ومن كان شاكا ف هذا المر‬
‫من السيحيي فليجرب وليدخل ف الامع الزهر فقط فيجد ف كل وقت أكثر من ألف حافظ من حفاظ القرآن الذين حفظوه بالتجويد التام‪ ،‬ولو تتبع قرى‬
‫مصر ل يد قرية من قرى أهل السلم تكون خالية عن حفاظ القرآن ووجد كثيا من البغالي والمارين من أهل مصر أيضا حافظي للقرآن‪ ،‬فإن أنصف‬
‫اعترف البتة أن هؤلء المارين والبغالي فائقون ف هذا الباب على البابا والساقفة والقسوس الذين يوجدون شرقا وغربا ف هذا الزمان الذي هو زمان شيوع‬
‫العلم ف السيحيي‪ ،‬فضلً عن القرون السالفة السيحية من اليل السابع إل اليل الامس عشر الت كان الهل فيها بنلة شعار العلماء ف تلك القرون على‬
‫اعتراف علماء بروتستنت‪ ،‬وظن أنه ل يوجد ف جيع ديار أوربا كلها عشرة من حفاظ النيل أو التوراة أو كليهما بيث يساوي حفظهم لحدها أو لكليهما‬
‫حفظ هؤلء البغالي والمارين للقرآن‪ ،‬وقد عرفت ف الفائدة الول قول أرينيوس أنه قال‪( :‬سعت بفضل اللّه هذه الحاديث بالمعان التام وكتبتها ف صدري‬
‫ل ف قرطاس وعادت من قدي اليام أن أكررها بالديانة)‪ .‬وقال أيضا‪( :‬ألسنة القوام وإن كانت متلفة لكن حقيقة الرواية اللسانية متحدة ف كل موضع‪ ،‬فإن‬
‫كنائس الرمن ليست مالفة ف التعليم والعقائد لكنائس فرانس وأسبانيا والشرق ومصر وليبيا)‪ .‬وقال وليم ميور ف الباب الثالث من تاريخ كليسيا الطبوع سنة‬
‫‪( :1848‬القدماء السيحية ما كان عندهم عقيدة مكتوبة من عقائد اليان الت اعتقادها ضروري للنجاة وكانت تعلم للطفال وللذين كانوا يدخلون ف اللة‬
‫السيحية تعليما لسانيا‪ ،‬وهذه العقائد كانت متحدة قربا وبعدا‪ ،‬ث لا ضبطوها بالكتابة وقابلوها وجدوها مطابقة وما وجدوا فيها غي الختلف القليل اللفظي‬
‫وما كان فرق ف أصل الطلب) انتهى كلمه‪ ،‬فعلم أن المر الذي يكون مهتما بشأنه يكون مفوظا ول يتطرق فيه خلل برور مدة طويلة‪ ،‬وهذا المر ظاهر ف‬
‫القرآن وقد مضت مدة ألف ومائتي وثاني سنة وهو كما أنه مفوظ بواسطة الكتابة ف كل قرن فكذلك مفوظ ف كل قرن أيضا بواسطة صدور ألوف من‬
‫الرجال‪ ،‬وأكثر فرق السيحيي ف هذا الزمان أيضا بيث لو لحظنا حال كبار علمائهم وخواصهم فضلً عن عوامهم‪ ،‬وجدناهم أنه ل يصل لم تلوة كتبهم‬
‫القدسة‪ ،‬قال العلم ميخائيل مشاقة من علماء بروتستنت ف خاتة كتابه السمى بالدليل إل طاعة النيل الطبوع سنة ‪ 1849‬ف الصفحة ‪( :316‬أنن ذات‬
‫يوم سألت كاهنا) من كهنة كاتلك (أن ييبن بالصدق عن مطالعة الكتاب القدس وكم مرة قرأه ف مدة حياته فقال إنه كان يقرأ أحيانا وربا جلة أسفار ل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 38‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫يقرأها ولكن منذ اثنت عشرة سنة لجل انماكه ف خدمة الرعية ل يبق له فرصة الطالعة فيه‪ ،‬ول يلو أن كثيين من الشعب يعرفون جهالة هؤلء الكليس‬
‫ولكنهم مع ذلك ينقادون إل إرشادهم ف النع عن مطالعة الكتب الفيدة الت ترشدهم إليها) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬

‫(الفائدة الثالثة) الديث الصحيح أيضا معتب عند أهل السلم على الوجه الذي سنفصله ولا كان قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (اتقوا الديث عن إل‬
‫ما علمتم فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) متواتر رواه اثنان وستون صحابيا منهم العشرة البشرة‪ .‬كان أهل السلم مهتمي بالحاديث النبوية‬
‫من القرن الول‪ ،‬وكان اهتمامهم ف حفظ الحاديث أزيد من اهتمام السيحيي كما أن اهتمامهم ف حفظ القرآن ف كل قرن أشد من اهتمام السيحيي ف‬
‫حفظ كتبهم القدسة‪ ،‬لكن الصحابة ل يدونوها ف الكتب ف عهدهم لبعض العذار منها الحتياط التام لجل أن ل يتلط كلم الرسول بكلم اللّه‪ ،‬وتابعو‬
‫الصحابة كالزهري والربيع بن صبيح وسعيد وغيهم رحهم اللّه شرعوا ف تدوينها لكنهم ما كتبوها مرتبة على ترتيب أبواب الفقه‪ ،‬ولا كان هذا الترتيب‬
‫حسنا ضبط تبع التابعي على هذا الترتيب‪ ،‬فالمام مالك رحه اللّه الذي ولد سنة خس وتسعي من الجرة صنف الوطأ ف الدينة‪ ،‬وصنف أبو ممد عبد اللك‬
‫بن عبد العزيز بن جريج ف مكة‪ ،‬وعبد الرحن بن الوزاعي ف الشام‪ ،‬وسفيان الثوري ف الكوفة‪ ،‬وحاد بن سلمة ف البصرة‪ ،‬ث صنف البخاري ومسلم‬
‫صحيحيهما واقتصرا فيهما على ذكر الحاديث الصحيحة وترك غيها من الضعاف‪ ،‬واجتهد الئمة الحدثون ف أمر الحاديث اجتهادا عظيما وقد صنف فن‬
‫عظيم الشأن ف أساء الرجال يعلم به حال كل راو من رواة الديث بأنه كيف كان حاله ف الديانة والفظ‪ ،‬وروى كل من أصحاب الصحاح الحاديث‬
‫بالسناد منهم إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وبعض أحاديث البخاري ثلثيات تصل بثلث وسائط إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وينقسم‬
‫الديث الصحيح إل ثلثة أقسام متواتر [‪ ]1‬ومشهور [‪ ]2‬وخب الواحد [‪ ]3‬فالتواتر ما نقله جاعة عن جاعة ل يوز العقل توافقهم على الكذب‪ ،‬مثاله كنقل‬
‫أعداد ركعات الصلة ومقادير الزكاة ونوها‪ .‬والشهور ما كان ف عصر الصحابة كأخبار الحاد ث اشتهر ف عصر التابعي أو عصر تبع التابعي وتلقته المة‬
‫بالقبول ف أحد العصرين الخيين فصار كالتواتر‪ ،‬كالرجم ف باب الزنا‪ .‬وخب الواحد ما نقله واحد عن واحد أو واحد عن جاعة أو جاعة عن واحد‪،‬‬
‫والتواتر منها يوجب العلم القطعي ويكون إنكاره كفرا‪ ،‬والشهور يوجب علم الطمأنينة ويكون إنكاره بدعة وفسقا‪ ،‬وخب الواحد ل يوجب أحد العلمي‬
‫الذكورين ويعتب ف العمل ل ف إثبات العقائد وأصول الدين‪ .‬وإذا خالف الدليل القطعي عقليا كان أو نقليا يؤول إن أمكن التأويل‪ ،‬وإل يترك ول يعمل‬
‫بالدليل العقلي‪ .‬والفرق بي الديث الصحيح والقرآن بثلثة أوجه‪ :‬الول أن القرآن كله منقول بالتواتر كما نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وما بدل‬
‫ناقلوه لفظا بلفظ آخر مرادف له‪ ،‬بلف الديث الصحيح لن نقله بالعن أيضا كان جائزا للناقل الثقة الاهر بلغة العرب وأسلوب كلمهم‪ ،‬والثان أن القرآن‬
‫لا كان كله متواترا يلزم الكفر بإنكار جلة منه أيضا بلف الديث الصحيح فإنه ل يلزم الكفر إل بإنكار قسم منه وهو التواتر دون الشهور وخب الواحد‪،‬‬
‫والثالث أن الحكام تتعلق بألفاظ القرآن ونظمه أيضا كصحة الصلة وكون عبارته معجزة‪ ،‬بلف الديث فإنه ل تتعلق الحكام بألفاظه‪ .‬وإذا عرفت ما‬
‫ذكرت ف الفوائد الثلثة تقق لك أنه ل يلزم من اعتبارنا الديث الصحيح بالطريق الذكور شيء من القبائح والستبعادات‬

‫الفصل الرابع‪ :‬ف دفع شبهات القسيسي الواردة على الحاديث‪.‬‬


‫وهي خس شبهات‪:‬‬

‫(الشبهة الول) أن رواة الديث أزواج ممد صلى اللّه عليه وسلم وأقرباؤه وأصحابه ول اعتبار لشهادتم ف حقه‪( .‬والواب) أن هذه الشبهة ترد عليهم بأدن‬
‫تغي بأن يقال إن رواة الالت السيحية وأقواله الندرجة ف هذه الناجيل أم عيسى عليهما السلم وأبوه العلي يوسف النجاري وتلميذه ول اعتبار لشهادتم‬
‫ف حقه‪ ،‬وإن قالوا إنه يتمل أن إيان أقارب ممد صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه كان لجل الرياسة الدنيوية‪ ،‬قلت إن هذا الحتمال ساقط لنه صلى اللّه عليه‬
‫وسلم إل ثلث عشرة سنة كان ف غاية الل من إيذاء الكفار وأصحابه رضي اللّه عنهم كانوا أيضا مبتلي بغاية إيذائهم إل الدة الذكورة حت تركوا الوطان‬
‫وهاجروا إل البشة والدينة‪ ،‬ول يتصور أن يتخيل أحد منهم إل هذه الدة طمع الدنيا‪ ،‬على أن هذا الحتمال قائم ف الواريي أيضا لنم كانوا مساكي‬
‫صيادين‪ ،‬وكانوا سعوا من اليهود أن السيح يكون سلطانا عظيم الشأن‪ ،‬فلما ادعى عيسى بن مري عليهما السلم أنه هو السيح الوعود آمنوا به وفهموا أنه‬
‫يصل لم باتباعه الناصب الليلة‪ ،‬وينجون عن مشقة الشبكة والصطياد ولا وعدهم عيسى عليه السلم‪( :‬بأن إذا جلست على السرير تلسون أنتم أيضا على‬
‫اثن عشر سريرا تدينون أسباط إسرائيل الثن عشر) كما هو مصرح به ف الباب التاسع عشر من إنيل مت‪ .‬وكذا وعدهم‪( :‬أن من ترك لجلي ولجل النيل‬
‫شيئا يد مائة ضعف الن ف هذا الزمان ويد الياة البدية ف الدهر الت)‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب العاشر من إنيل مرقس‪ ،‬وكذا وعد بأشياء أخر‪،‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 39‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫فتيقنوا أنم يصيون سلطي يكم كل منهم على سبط من أسباط إسرائيل وإن فات منهم شيء لجل اتباعه يصل لم ف هذه الدنيا بدله مائة ضعف هذا‬
‫الشيء‪ ،‬ورسخ ف أذهانم هذا المر حت طلب يعقوب ويوحنا ابنا زيدي‪ ،‬أو طلبت أمهما ‪ -‬على اختلف رواية النيلي ‪ -‬منصب الوزارة العظمى بأن يلس‬
‫أحدها على يي عيسى عليه السلم والخر على يساره ف ملكوته كما هو مصرح به ف الباب العشرين من إنيل مت‪ ،‬والباب العاشر من إنيل مرقس‪ ،‬لكنهم‬
‫لا رأوا أنه ل تصل لم السلطنة اليالية ول مائة ضعف ف هذه الدنيا بل ل يصل له أيضا شيء من الدولة الدنياوية وهو مسكي كما كان ياف من اليهود‬
‫ويفر من موضع إل موضع‪ ،‬ورأوا أن اليهود ف صدد أن يأخذوه ويقتلوه تنبهوا أن فهمهم كان خطأ والواعيد الذكورة كسراب يسبه الظمآن ماء‪ ،‬فرضي‬
‫واحد منهم بدل هذه السلطنة اليالية وهذه الضعاف الوهومة بثلثي درها أخذها من اليهود على شرط تسليمه لم‪ ،‬وتركه سائرهم حي ما أخذه اليهود‬
‫وفروا وأنكروه ثلث مرات‪ ،‬ولعنه أرشد الواريي وأعظمهم الذي كان مبن كنيسة وراعي خرافه وخليفته أعن حضرة بطرس‪ ،‬وحلف أن ل أعرفه‪ ،‬وصاروا‬
‫آيسي مطلقا من متخيلتم بعد ما صلب على زعمهم ث لا رأوه مرة أخرى بعد القيام رجع رجاؤهم مرة أخرى وظنوا أنم يصيون سلطي ف هذه الرة‬
‫فسألوه متمعي ف وقت صعوده قائلي‪ :‬هل ف هذا الوقت ترد اللك إل إسرائيل‪( ،‬كما هو مصرح به ف الباب الول من كتاب العمال) وبعد الصعود وقعوا‬
‫ف خيال آخر هو أعظم من السلطنة الدنياوية الت ل تصل لم إل زمان الصعود‪ ،‬وهو أن السيح ينل ف عهدهم من السماء‪ ،‬وأن القيامة قريبة كما عرفت‬
‫مفصلً من الفصل الثالث والرابع من الباب الول‪ ،‬وأنه بعد نزوله يقتل الدجال ويبس الشيطان إل ألف سنة‪ ،‬وأنم يلسون على السرة بعد نزوله ويعيشون‬
‫عيشة مرضية إل الدة الذكورة ف هذه الدنيا‪ ،‬كما يفهم من الباب التاسع عشر والعشرين من كتاب الشاهدات‪ ،‬والية الثانية من الباب السادس من الرسالة‬
‫الول إل أهل قورنيثوس ث يصل لم السرور الدائمي ف النة إل البد عند القيامة الثانية‪ ،‬فلجل هذه المور بالغوا ف مدحه وتقرير حالته كما قال النيلي‬
‫الرابع ف آخر إنيله‪( ،‬إن أشياء أخر كثية صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العال نفسه يسع الكتب) ول شك أنه كذب مض ومبالغة‬
‫شاعرية قبيحة فكانوا يبالغون بأمثال هذه القوال ليوقعوا السفهاء ف شبكاتم حت ماتوا غي واصلي إل مرادهم‪ ،‬فل اعتبار لشهادتم ف حقه‪ ،‬وهذا التقرير‬
‫على سبيل اللزام ل العتقاد كما صرحت به مرارا‪ .‬فكما أن هذا الحتمال ف حق عيسى وحواريه القة عليهم السلم ساقط فكذلك احتمالم ف حق‬
‫أصحاب ممد صلى اللّه عليه وسلم ساقط‪ .‬وقد يشي القسيسون لجل تغليط العوام إل ما يتفوه به الفرقة المامية الثن عشرية ف حق الصحابة رضي اللّه‬
‫عنهم أجعي‪ ،‬والواب عنه إلزاما وتقيقا هكذا إما إلزاما فلن موشيم الؤرخ قال ف الجلد الول من تاريه‪( :‬إن الفرقة البيونية الت كانت ف القرن الول‬
‫كانت تعتقد أن عيسى عليه السلم إنسان فقط تولد من مري ويوسف النجار مثل الناس الخرين وطاعة الشريعة الوسوية ليست منحصرة ف حق اليهود فقط‪،‬‬
‫بل تب على غيهم أيضا والعمل على أحكامه ضروري للنجاة‪.‬‬
‫ولا كان بولس ينكر وجوب هذا العمل وياصمهم ف هذا الباب ماصمة شديدة كانوا يذمونه ذما شديدا ويقرون تريراته تقيا بليغا انتهى‪ .‬وقال لردنر ف‬
‫الصفحة ‪ 376‬من الجلد الثان من تفسيه‪( :‬إن القدماء أخبونا أن هذه الفرقة كانت ترد بولس ورسائله) انتهى‪ .‬وقال بل ف تاريه ف بيان هذه الفرقة‪( :‬هذه‬
‫الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط وكانت تنفر من اسم داود وسليمان وأرمياء وحزقيال عليهم السلم‪ ،‬وكان من العهد الديد عندها إنيل‬
‫مت فقط لكنها كانت حرفته ف كثي من الواضع وأخرجت البابي الولي منه) انتهى‪ ،‬وقال ف تاريه ف بيان الفرقة الارسيونية‪( :‬إن هذه الفرقة كانت تعتقد‬
‫أن الله إلان أحدها خالق الي وثانيهما خالق الشر وكانت تقول التوراة وسائر كتب العهد العتيق من جانب الله الثان وكلها مالف للعهد الديد ث قال إن‬
‫هذه الفرقة كانت تعتقد أن عيسى نزل الحيم بعد موته وأنى أرواح قابيل وأهل سدوم من عذابا لنم حضروا عنده وما أطاعوا الله خالق الشر وأبقى‬
‫أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصالي الخرين ف الحيم‪ ،‬لنم كانوا خالفوا الفريق الول‪ .‬وكانت تعتقد أن خالق العال ليس منحصرا ف الله الذي أرسل‬
‫عيسى‪ ،‬ولذلك ما كانت تسلم أن كتب العهد العتيق إلامية وكانت تسلم من العهد الديد إنيل لوقا فقط لكنها ما كانت تسلم البابي الولي منه وكانت‬
‫تسلم من رسائل بولس عشرة رسائل لكنها كانت ترد ما كان مالفا ليالا) انتهى‪ .‬ونقل لردنر ف الجلد الثالث من تفسيه قول اكستائن ف بيان فرقة مان‬
‫كبز هكذا‪( :‬هذه الفرقة تقول أن الله الذي أعطى موسى التوراة وكلم النبياء السرائيلية ليس بإله بل شيطان من الشياطي‪ ،‬وتسلم بكتب العهد الديد‪ ،‬لكنها‬
‫تقر بوقوع اللاق فيها وتأخذ ما رضيت به وتترك الباقي وترجح بعض الكتب الكاذبة عليها وتقول إنا صادقة البتة) ث قال لردنر ف الجلد الذكور‪( :‬اتفق‬
‫الؤرخون أن هذه الفرقة كلها ما كانت تسلم الكتب القدسة للعهد العتيق ف كل وقت)‪.‬‬
‫وكتب ف أعمال اركلس عقيدة هذه الفرقة هكذا‪( :‬خدع الشيطان أنبياء اليهود‪ ،‬والشيطان كلم موسى وأنبياء اليهود وكانت تتمسك بالية الثامنة من الباب‬
‫العاشر من إنيل يوحنا بأن السيح قال لم سراق ولصوص وكانت أخرجت العهد الديد) انتهى‪ ،‬وهكذا حال الفرق الخرى‪ ،‬لكن اكتفيت ف نقل مذاهب‬
‫الفرق الثلثة الذكورة على عدد التثليث وأقول هل تتم أقوال هذه الفرق على علماء بروتستنت أم ل فإن تت فيلزم عليهم العتقاد بذه المور العشرة‪:‬‬
‫[‪ ]1‬أن عيسى عليه السلم إنسان فقط تولد من يوسف النجار‪.‬‬
‫[‪ ]2‬وأن العمل على أحكام التوراة ضروري للنجاة‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 40‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫[‪ ]3‬وأن بولس شرير ورسائله واجبة الرد‪.‬‬


‫[‪ ]4‬وأن الله إلان خالق الي وخالق الشر‪.‬‬
‫[‪ ]5‬وأن أرواح قابيل وأهل سدوم حصل لا النجاة من عذاب جهنم بوت عيسى عليه السلم وأرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء القدماء معذبة ف جهنم‬
‫بعد موته أيضا‪.‬‬
‫[‪ ]6‬وأن هؤلء كانوا مطيعي للشيطان‪.‬‬
‫[‪ ]7‬وأن التوراة وسائر كتب العهد العتيق من جانب الشيطان‪.‬‬
‫[‪ ]8‬وأن الذي كلم موسى والنبياء السرائيلية ليس بإله بل شيطان‪.‬‬
‫[‪ ]9‬وأن كتب العهد الديد وقع فيها التحريف بالزيادة‪.‬‬
‫[‪ ]10‬وأن بعض الكتب الكاذبة صادقة البتة وإن ل تتم أقوال هذه الفرق عليهم فل يتم قول بعض الفرق السلمية على جهور أهل السلم سيما إذا كان هذا‬
‫القول مالفا للقرآن ولقوال الئمة الطاهرين رضي اللّه عنهم أيضا كما ستعرف‪.‬‬
‫وأما الواب عنه تقيقا فلن القرآن الجيد عند جهور علماء الشيعة المامية الثن عشرية مفوظ عن التغي والتبديل‪ ،‬ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله‬
‫مردود غي مقبول عندهم‪.‬‬
‫[‪ ]1‬قال الشيخ الصدوق أبو جعفر ممد بن علي بن بابويه الذي هو من أعظم علماء المامية الثن عشرية ف رسالته العتقادية‪( :‬اعتقادنا ف القرآن أن القرآن‬
‫الذي أنزل اللّه تعال على نبيه هو ما بي الدفتي وهو ما ف أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة وعندنا الضحى‬
‫وأل نشرح سورة واحدة وليلف وأل تر كيف سورة واحدة ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]2‬وف تفسي ممع البيان الذي هو تفسي معتب عند الشيعة‪( :‬ذكر السيد الجل الرتضى علم الدى ذو الجد أبو القاسم علي بن السي الوسوي أن القرآن‬
‫كان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مموعا مؤلفا على ما هو الن واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويفظ جيعه ف ذلك الزمان حت عي‬
‫على جاعة من الصحابة ف حفظهم وأنه كان يعرض على النب صلى اللّه عليه وسلم ويتلى عليه وأن جاعة من الصحابة كعبد اللّه بن مسعود وأب بن كعب‬
‫وغيها ختموا القرآن على النب صلى اللّه عليه وسلم عدة ختمات‪ ،‬وكل ذلك بأدن تأمل يدل على أنه كان مموعا مرتبا غي منشور ول مبثوث‪ ،‬وذكر أن‬
‫من خالف من المامية والشوية ل يعتد بلفهم فإن اللف مضاف إل قوم من أصحاب الديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا صحتها ل يرجع بثلها عن العلوم‬
‫القطوع على صحته) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]3‬وقال السيد الرتضى أيضا‪( :‬إن العلم بصحة القرآن كالعلم بالبلدان والوادث الكبار والوقائع العظام الشهورة وأشعار العرب السطورة‪ ،‬فإن العناية‬
‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وبلغت حدا ل تبلغ إليه فيما ذكرناه لن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والحكام الدينية‪ ،‬وعلماء السلمي قد‬
‫بلغوا ف حفظه وعنايته الغاية حت عرفوا كل شيء فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يوز أن يكون مغيا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط‬
‫الشديد) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]4‬وقال القاضي نور اللّه الشوستري ال هو من علمائهم الشهورين ف كتابه السمى بصائب النواصب‪" :‬ما نسب إليه الشيعة المامية بوقوع التغي ف القرآن‬
‫ليس ما قال به جهور المامية إنا قال به شرذمة قليلة منهم ل اعتداد بم فيما بينهم" انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]5‬وقال الل صادق ف شرح الكلين‪( :‬يظهر القرآن بذا الترتيب عند ظهور المام الثان عشر ويشهر به) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]6‬وقال ممد بن السن الر العاملي الذي هو من كبار الحدثي ف الفرقة المامية ف رسالة كتبها ف رد بعض معاصريه‪" :‬هركسيكه تتبع أخبار وتفحص‬
‫تواريخ وآثار نوده بعلم يقين ميداندكه قرآن درغايه وأعلى درجة تواتر بوده وآلف صحابة حفظ ونقل ميكردندآن راودر عهد رسول خدا صلى اللّه عليه‬
‫وسلم مموع ومؤلف بود) انتهى‪ .‬فظهر أن الذهب الحقق عند علماء الفرقة المامية الثن عشرية أن القرآن الذي أنزله اللّه على نبيه هو ما بي الدفتي وهو ما‬
‫ف أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك‪ ،‬وأنه كان مموعا مؤلفا ف عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وحفظه ونقله ألوف من الصحابة وجاعة من الصحابة‬
‫كعبد اللّه بن مسعود وأب بن كعب وغيها ختموا القرآن على النب عدة ختمات ويظهر القرآن ويشهر بذا الترتيب عند ظهور المام الثان عشر رضي اللّه‬
‫عنه والشرذمة القليلة الت قالت بوقوع التغي‪ .‬فقولم مردود ول اعتداد بم فيما بينهم‪ ،‬وبعض الخبار الضعيفة الت رويت ف مذهبهم ل يرجع بثلها عن العلوم‬
‫القطوع على صحته وهو حق لن خب الواحد إذا اقتضى علما ول يوجد ف الدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده‪ ،‬على ما صرح ابن الطهر اللي ف كتابه‬
‫السمى (ببادئ الوصول إل علم الصول)‪ ،‬وقد قال اللّه تعال‪{ :‬إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون}‪ .‬ف تفسي الصراط الستقيم الذي هو تفسي معتب عند‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 41‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫علماء الشيعة (أي إنا لافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان)‪ .‬انتهى‪ .‬وإذا عرفت هذا فأقول إن القرآن ناطق بأن الصحابة الكبار رضي اللّه عنهم‬
‫ل يصدر عنهم شيء يوجب الكفر ويرجهم عن اليان‪.‬‬

‫‪ -1‬قال اللّه تعال ف سورة التوبة‪{ :‬والسابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعد لم جنات تري‬
‫من تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} فقال اللّه ف حق السابقي الولي من الهاجرين والنصار أربعة أمور‪( :‬الول) رضوانه عنهم (والثان)‬
‫رضوانم عنه (والثالث) تبشيهم بالنة (والرابع) وعد خلودهم فيها‪ ،‬ول شك أن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذا النورين رضي اللّه عنهم من‬
‫السابقي الولي من الهاجرين‪ ،‬كما أن أمي الؤمني عليا رضي اللّه عنه منهم فثبت لم هذه المور الربعة وثبت صحة خلفتهم‪ ،‬فقول الطاعن ف الثلثة‬
‫رضي اللّه عنهم مردود‪ ،‬كما أن قول الطاعن ف حق الرابع رضي اللّه عنه مردود‪.‬‬

‫‪ -2‬وقال اللّه تعال ف سورة التوبة أيضا‪{ :‬الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل اللّه بأموالم وأنفسهم أعظم درجة عند اللّه وأولئك هم الفائزون يبشرهم‬
‫ربم برحة منه ورضوان وجنات لم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن اللّه عنده أجر عظيم} فقال اللّه ف حق الؤمني الهاجرين الجاهدين ف سبيل اللّه‬
‫بأموالم وأنفسهم أربعة أمور‪( :‬الول) كون درجتهم أعظم عند اللّه (والثان) كونم فائزين برادهم (والثالث) كونم مبشرين بالرحة والرضوان والنات‬
‫(والرابع) خلودهم ف النات أبدا‪ ،‬وأكد المر الرابع غاية التأكيد بثلث عبارات أعن قوله مقيم‪ ،‬وقوله خالدين فيها أبدا‪ ،‬وقوله [أجر عظيم]‪ ،‬ول شك أن‬
‫اللفاء الثلثة رضي اللّه عنهم من الؤمني الهاجرين الجاهدين ف سبيل اللّه بأموالم وأنفسهم‪ ،‬كما أن عليا رضي اللّه عنه منهم فثبت لم المور الربعة‪.‬‬

‫‪ -3‬وقال اللّه تعال ف سورة التوبة أيضا‪{ :‬لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالم وأنفسهم وأولئك لم اليات وأولئك هم الفلحون‪ ،‬أعد اللّه لم‬
‫جنات تري من تتها النار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم} فقال اللّه ف حق الؤمني الجاهدين أربعة أمور‪( :‬الول) كون اليات لم (والثان) كونم‬
‫مفلحي (والثالث) وعد النات (والرابع) خلودهم فيها‪ .‬ول شك أن الثلثة رضي اللّه عنهم من الؤمني الجاهدين فثبت هذه المور الربعة لم‪.‬‬

‫‪ -4‬وقال اللّه تعال ف سورة التوبة أيضا‪{ :‬إن اللّه اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة يقاتلون ف سبيل اللّه فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا ف‬
‫التوراة والنيل والقرآن ومن أوف بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم‪ .‬التائبون العابدون الامدون السائحون الراكعون‬
‫الساجدون المرون بالعروف والناهون عن النكر والافظون لدود اللّه وبشر الؤمني} فوعد اللّه النة للمؤمني الجاهدين وعدا موثقا وذكر تسعة أوصاف‬
‫لم فثبت أنم كانوا كذلك ويفوزون بالنة‪.‬‬

‫‪ -5‬وقال اللّه ف سورة الج‪{ :‬الذين إن مكنّاهم ف الرض أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر وللّه عاقبة المور} فقوله الذين إن‬
‫مكناهم صفة لن تقدم وهو قوله الذين أخرجوا‪ ،‬فيكون الراد به الهاجرين ل النصار لنم ما أخرجوا من ديارهم فوصف اللّه الهاجرين بأنه إن مكنهم ف‬
‫الرض وأعطاهم السلطنة أتوا بالمور الربعة وهي إقامة الصلة وإيتاء الزكاة والمر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬لكن قد ثبت أن اللّه مكن اللفاء الربعة‬
‫رضي اللّه عنهم ف الرض‪ ،‬فوجب كونم آتي بالمور الربعة‪ ،‬وإذا كانوا كذلك ثبت كونم على الق‪ ،‬وف قوله للّه عاقبة المور دللة على أن الذي تقدم‬
‫ذكره من تكينهم ف الرض كائن ل مالة‪ ،‬ث إن المور ترجع إل اللّه تعال بالعاقبة فإنه هو الذي ل يزول ملكه‪.‬‬

‫‪ -6‬وقال اللّه تعال ف سورة الج‪{ :‬وجاهدوا ف اللّه حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم ف الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو ساكم السلمي من‬
‫قبل وف هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس‪ ،‬فأقيموا الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا باللّه هو مولكم فنعم الول ونعم النصي}‬
‫فسمى اللّه ف هذه الية الصحابة بالسلمي‪.‬‬

‫‪ -7‬وقال اللّه تعال ف سورة النور‪{ :‬وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم‬
‫الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} ولفظ "من" ف قوله منكم للتبعيض‬
‫وكم ضمي الطاب فيدلن على أن الراد بذا الطاب بعض الؤمني الوجودين ف زمان نزول هذه السورة ل الكل‪ ،‬ولفظ الستخلف يدل على أن حصول‬
‫ذلك الوعد يكون بعد الرسول صلى اللّه عليه وسلم ومعلوم أنه ل نب بعده لنه خات النبياء‪ ،‬فالراد بذا الستخلف طريقة المامة‪ ،‬والضمائر الراجعة إليهم‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 42‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ف قوله ليستخلفنهم إل قوله ل يشركون وقعت كلها على صيغة المع‪ ،‬والمع حقيقة ل يكون ممولً على أقل من ثلثة‪ ،‬فتدل على أن هؤلء الئمة الوعود‬
‫لم ل يكونون أقل من ثلثة وقوله ليمكنن لم إل آخره وعد لم بصول القوة والشوكة والنفاذ ف العال فيدل على أنم يكونون أقوياء ذوي شوكة‪ ،‬نافذ‬
‫أمرهم ف العال‪ ،‬وقوله دينهم الذي ارتضى لم يدل على أن الدين الذي يظهر ف عهدهم هو الدين الرضي للّه وقوله ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يدل على أنم‬
‫ف عهد خلفتهم يكونون آمني غي خائفي‪ ،‬ول يكونون ف الوف والتقية‪ ،‬وقوله يعبدونن ل يشركون ب شيئا يدل على أنم ف عهد خلفتهم أيضا يكونون‬
‫مؤمني ل مشركي‪ .‬فدلت الية على صحة إمامة الئمة الربعة رضي اللّه عنهم سيما اللفاء الثلثة أعن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذا النورين‬
‫رضي اللّه عنهم‪ ،‬لن الفتوحات العظيمة والتمكي التام وظهور الدين والمن الذي كان ف عهدهم ل يكن ف عهد أمي الؤمني علي رضي اللّه عنه لشتغاله‬
‫بحاربة أهل الصلة ف عهده الشريف‪ ،‬فثبت أن ما يتفوه به الشيعة ف حق الثلثة رضي اللّه عنهم أو الوارج ف حق عثمان وعلي رضي اللّه عنهما قول غي‬
‫قابل لللتفات‪.‬‬

‫‪ -8‬وقال اللّه تعال ف سورة الفتح ف حق الهاجرين والنصار الذين كانوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف صلح الديبية‪{ :‬إذ جعل الذين كفروا ف‬
‫قلوبم المية حية الاهلية فأنزل اللّه سكينته على رسوله وعلى الؤمني وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق با وأهلها وكان اللّه بكل شيء عليما} فقال ف‬
‫حقهم أربعة أمور‪:‬‬
‫(الول) إنم شركاء للرسول ف نزول السكينة‪( .‬والثان) إنم مؤمنون‪( .‬والثالث) إن كلمة التقوى لزمة غي منفكة عنهم‪( .‬والرابع) إنم كانوا أحق بكلمة‬
‫التقوى وأهلها‪ ،‬ول شك أن أبا بكر وعمر رضي اللّه عنهما ف هؤلء الهاجرين فثبت لما ولسائرهم هذه المور الربعة‪ ،‬ومن اعتقد ف حقهم غي هذه‬
‫فعقيدته باطلة مالفة للقرآن‪.‬‬

‫‪ -9‬وقال اللّه تعال أيضا ف سورة الفتح‪{ :‬ممد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلً من اللّه ورضوانا‪،‬‬
‫سيماهم ف وجوههم من أثر السجود}‪ .‬فمدح الصحابة بكونم أشداء على الكفار رحاء فيما بينهم وكونم راكعي‪ ،‬وساجدين‪ ،‬ومبتغي فضل اللّه ورضوانه‪،‬‬
‫فمن اعتقد من مدعي السلم ف حقهم غي هذا فهو مطئ‪.‬‬

‫‪ -10‬وقال اللّه تعال ف سورة الجرات‪{ :‬ولكن اللّه حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم‪ ،‬وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون}‪.‬‬
‫فعلم أن الصحابة كانوا مب اليان كارهي الكفر والفسق والعصيان وكانوا راشدين‪ ،‬فاعتقاد ضد هذه الشياء ف حقهم خطأ‪.‬‬

‫‪ -11‬وقال اللّه تعال ف سورة الشر‪{ :‬للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضلً من اللّه ورضوانا‪ ،‬وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم‬
‫الصادقون‪ ،‬والذين تبوؤوا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة‬
‫ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون}‪.‬‬
‫فمدح اللّه الهاجرين والنصار بستة أوصاف‪( :‬الول) أن هجرة هؤلء الهاجرين ما كانت لجل الدنيا بل كانت لجل ابتغاء مرضات اللّه‪( .‬والثان) أنم‬
‫كانوا ناصرين لدين اللّه ورسوله‪( .‬والثالث) أنم كانوا صادقي قولً وفعلً‪( .‬والرابع) أن النصار كانوا يبون من هاجر إليهم‪( .‬والامس) إنم كانوا يسرون‬
‫إذا حصل شيء للمهاجرين‪( .‬والسادس) أنم كانوا يقدمونم على أنفسهم مع احتياجهم‪ ،‬وهذه الوصاف الستة تدل على كمال اليان ومن اعتقد ف حقهم‬
‫غي هذا فهو مطئ وهؤلء الفقراء من الهاجرين كانوا يقولون لب بكر رضي اللّه عنه يا خليفة رسول اللّه واللّه يشهد على كونم صادقي فوجب أن يكونوا‬
‫صادقي ف هذا القول أيضا ومت كان المر كذلك وجب الزم بصحة إمامته‪.‬‬

‫‪ -12‬وقال اللّه تعال ف سورة آل عمران‪{ :‬كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون باللّه}‪.‬‬
‫فمدح اللّه الصحابة بثلثة أوصاف‪( :‬الول) أنم خي أمة‪( .‬والثان) أنم كانوا يأمرون بالعروف وينهون عن النكر‪( .‬والثالث) أنم كانوا مؤمني باللّه‪ ،‬وهكذا‬
‫اليات الخر لكن لوف التطويل أكتفي على اثن عشر موضعُا على عدد الواريي لعيسى عليه السلم وعدد الئمة الطاهرين الثن عشر رضي اللّه عنهم‬
‫أجعي‪.‬‬
‫وأنقل خسة أقوال من أقوال أهل البيت عليهم السلم على عدد المسة الطاهرين عليهم السلم‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 43‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ ]1[-‬ف نج البلغة الذي هو كتاب معتب عند الشيعة قول علي رضي اللّه عنه هكذا‪( :‬للّه در فلن فلقد ‪ :1‬قوم الود‪ :2 ،‬وداوي العمد‪ :3 ،‬وأقام السنة‪،‬‬
‫‪ :4‬وخلف البدعة‪ :5 ،‬ذهب نقي الثوب‪ :6 ،‬قليل العيب‪ :7 ،‬أصاب خيها‪ :8 ،‬وسبق شرها‪ :9 ،‬أدى إل اللّه طاعته‪ :10 ،‬واتقاه بقه رحل وتركهم ف‬
‫طرق متشعبة ل يهتدي فيه الضال ويستيقن الهتدي) انتهى‪.‬‬
‫والراد بفلن على متار أكثر الشارحي منهم البحران‪ ،‬أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه وعلى متار بعض الشارحي عمر الفاروق رضي اللّه عنه‪ ،‬فذكر علي‬
‫رضي اللّه عنه عشرة أوصاف من أوصاف أب بكر أو عمر رضي اللّه عنه فل بد من وجودها‪ ،‬ولا ثبتت هذه الوصاف له بعد ماته بإقرار علي رضي اللّه عنه‬
‫فما بقي ف صحة خلفته شك‪.‬‬
‫‪ ]2[-‬وف كشف الغمة الذي هو تصنيف علي بن عيسى الردبيلي الثن عشري الذي هو من الفضلء العتمدين عند المامية (سئل المام جعفر عليه السلم‬
‫عن حلية السيف هل يوز‪ ،‬فقال‪ :‬نعم قد حلى أبو بكر الصديق سيفه‪ ،‬فقال الراوي‪ :‬أتقول هكذا‪ ،‬فوثب المام عن مكانه فقال‪ :‬نعم الصديق نعم الصديق نعم‬
‫الصديق ‪ -‬فمن ل يقل له الصديق فل صدق اللّه قوله ف الدنيا والخرة)‪ .‬فثبت بإقرار المام المام أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه صديق حق‪ ،‬منكره كاذب‬
‫ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫‪ ]3[-‬ووقع ف بعض مكاتيب علي رضي اللّه عنه على ما نقل شارحو نج البلغة ف حق أب بكر وعمر رضي اللّه عنهما هكذا‪( :‬لعمري إن مكانما من‬
‫السلم لعظيم وإن الصاب بما لرج ف السلم شديد‪ ،‬رحهما اللّه وجزاها اللّه بأحسن ما عمل)‪.‬‬
‫‪ ]4[-‬ونقل صاحب الفصول الذي هو من كبار علماء المامية الثن عشرية عن المام المام ممد الباقر رضي اللّه عنه هكذا‪( :‬إنه قال لماعة خاضوا ف أب‬
‫بكر وعمر وعثمان أل تبون أنتم من الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضلً من اللّه ورضوانا وينصرون اللّه ورسوله‪ .‬قالوا‪ :‬ل ‪ -‬قال‪:‬‬
‫فأنتم من الذين تبوؤوا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم‪ .‬قالوا‪ :‬ل ‪ -‬قال‪ :‬أما أنتم فقد برئتم أن تكونوا أحد هذين الفريقي وأنا أشهد أنكم لستم‬
‫من الذين قال اللّه تعال‪{ :‬والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ول تعل ف قلوبنا غلً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف‬
‫رحيم}‪.‬‬
‫فالائض ف الصديق والفاروق وذي النورين رضي اللّه عنهم خارج عن الفرق الثلث الذين مدحهم اللّه بشهادة المام المام رضي اللّه عنه‪ .‬وف التفسي‬
‫النسوب إل المام المام السن العسكري رضي اللّه عنه وعن آبائه الكرام‪( :‬إن اللّه أوحى إل آدم ليفيض على كل واحد من مب ممد وآل ممد وأصحاب‬
‫ممد ما لو قسمت على كل عدد ما خلق اللّه من طول الدهر إل آخره وكانوا كفارا لداهم إل عاقبة ممودة وإيان باللّه حت يستحقوا به النة‪ .‬وإن من‬
‫يبغض آل ممد وأصحابه أو واحدا منهم يعذبه اللّه عذابا لو قسم على مثل خلق اللّه لهلكهم أجعي)‪.‬‬
‫فعلم أن الحبة ما يكون بالنسبة إل الل والصحاب رضي اللّه عنهم ل بالنسبة إل أحدها وإن بغض واحد من الل والصحاب كاف للهلك‪ .‬نانا اللّه من‬
‫سوء العتقاد ف حق الصحابة والل رضوان اللّه عليهم أجعي وأماتنا على حبهم‪ ،‬ونظرا إل اليات الكثية والحاديث الصحيحة اتفق أهل الق على وجوب‬
‫تعظيم الصحابة رضي اللّه عنهم‪.‬‬

‫(الشبهة الثانية) أن مؤلفي كتب الديث ما رأوا الالت الحمدية والعجزات الحدية بأعينهم وما سعوا أقوال ممد صلى اللّه عليه وسلم منه بل واسطة بل‬
‫سعوها بالتواتر بعد مائة سنة أو مائت سنة من وفاة ممد صلى اللّه عليه وسلم وجعوها وأسقطوا مقدار نصفها لعدم العتبار‪.‬‬
‫(والواب) قد عرفت ف الفصل الثالث أن الرواية اللسانية معتبة عند جهور أهل الكتاب واعتبارها ثابت من هذا النيل التداول‪ ،‬وأن فرقة بروتستنت تتاج‬
‫إل اعتبارها ف أمور كثية هي على إقرار (مان سيك) السقف بقدار ستمائة‪ ،‬وأن خسة أبواب من سفر المثال جعت من الروايات اللسانية‪ ،‬ف عهد حزقيا‬
‫بعد مدة مائتي وسبعي سنة من موت سليمان عليه السلم‪ ،‬وأن إنيل مرقس ولوقا وتسعة عشر بابا من كتاب العمال كتبت بالرواية اللسانية وأن المر الهتم‬
‫بشأنه يكون مفوظا ول يتطرق فيه خلل برور مدة‪ ،‬وأن التابعي كانوا شرعوا ف تدوين الحاديث ف الكتب لكنهم دونوها على غي ترتيب أبواب الفقه‪ ،‬وأن‬
‫طبقة تبع التابعي دونوها على ترتيبها‪ ،‬ث إن البخاري وباقي مؤلفي الكتب الصحاح اقتصروا على ذكر الحاديث الصحيحة وتركوا الضعاف وروى كل من‬
‫أصحاب الصحاح الحاديث بالسناد منهم إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وقد صُنف ف أساء الرجال فن عظيم الشأن يعلم به حال كل راوٍ من رواة‬
‫الديث‪ ،‬وكذا قد عرفت أن أهل السلم كيف يعتبون الديث الصحيح فل يرد عليهم شيء‪ ،‬وقولم سعوها بالتواتر وأسقطوا مقدار النصف لعدم العتبار‬
‫غلط لنم ما أسقطوا لعدم العتبار حديثا من الحاديث الت سعوها بالتواتر لن الديث التواتر عندهم واجب العتبار‪ ،‬نعم تركوا الضعاف الت ل تكن‬
‫أسانيدها كاملة وتركها ل يضر كما قد عرفت‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 44‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ف الباب الثان من قول آدم كلرك‪( :‬إن هذا المر مقق أن الناجيل الكثية الكاذبة كانت رائجة ف أول القرون السيحية وكثرة هذه الحوال الكاذبة الغي‬
‫الصحيحة هيجت لوقا على ترير النيل‪ ،‬ويوجد ذكر أكثر من سبعي من هذه الناجيل الكاذبة والجزاء الكثية من هذه الناجيل باقية وكان (ثابري سيوس‬
‫جع) هذه الناجيل الكاذبة وطبعها ف ثلث ملدات) انتهى‪.‬‬

‫(الشبهة الثالثة) إن كل عاقل إذا ترك التعصب علم أن أكثر الحاديث ل يكن أن يكون معانيها صادقة مطابقة لا ف نفس المر‪.‬‬
‫(والواب) ل يوجد ف الحاديث الصحيحة شيء يكون مضمونه متنعا عند العقل‪ ،‬وأما بعض العجزات الت هي خلف العادة‪ ،‬وبعض أحوال النة والحيم‬
‫واللئكة الت ل يوجد لا نظائر ف هذه الدنيا فإن كان استبعادهم لا لجل أنا متنعة بالبهان فعليهم ذكر هذا البهان وعلينا جوابه‪ ،‬وإن كان لجل أنا‬
‫خلف العادة أو ل يوجد لا نظائر ف هذا العال فل يضرنا لن العجزة لو كانت على مرى العادة ل تكون معجزة‪ ،‬أليس صيورة العصا ثعبانا وابتلعها جيع‬
‫تناني السحرة ث صيورتا كما كانت بل زيادة حجم‪ ،‬وهكذا جيع معجزات موسى عليه السلم على خلف مرى العادة‪ ،‬وقياس العال الخر على هذا العال‬
‫قياس مع الفارق‪ ،‬نعم لو قام البهان القطعي على امتناع شيء يقطع بامتناعه ف العال الخر أيضا‪ ،‬وبدون قيام البهان‪ ،‬ل يتجاسر على إنكاره ف العال الخر‪،‬‬
‫أل يرون إل اختلف أحوال القاليم فإن بعض الشياء توجد ف بعض دون بعض‪ ،‬فمن كان من إقليم وسع حال بعض الشياء العجيبة الختصة بإقليم آخر‬
‫يستبعد‪ ،‬بل كثيا ما ينكر بشرط أن ل يكون ساعه بالتواتر‪.‬‬
‫وقد يكون بعض المور مستبعدة ف بعض الحيان دون بعض كما أن قطع هذه السافة البحرية بذه السرعة الت تقطع بالراكب الدخانية‪ ،‬أو البية الت تقطع‬
‫بالعربيات الدخانية كان من الستبعدات عند الناس قبل إياد الراكب الدخانية‪ ،‬والعربيات الدخانية وكذا وصول الب ف دقيقة أو دقيقتي إل مسافة بعيدة‬
‫بواسطة السلك العروف كان من الستبعدات قبل إياده وما بقيت مستبعدة بعد اختراع هذه الشياء وامتحانا‪.‬‬
‫لكن النصاف أن عادة النكرين أنم يغمضون عي النصاف ويكمون على كل شيء يرى مستبعدا ف آرائهم أنه مال‪ ،‬وتعلم علماء بروتستنت هذه العادة‬
‫من أبناء صنفهم الذين يسمونم اللحدة‪ ،‬لكن العجيب من هؤلء العلماء أنم ل يرون أن كتبهم ملوءة بالغلط الصرية كما نقلت بعضها على سبيل‬
‫النوذج ف الفصل الثالث من الباب الول وأنم ما تنبهوا باستبعادات أبناء صنفهم وعاملوا السلمي با عاملتهم أبناء صنفهم وقد كانت استبعادات أبناء‬
‫صنفهم غالبا أقوى من استبعاداتم الناقصة‪ ،‬وأنا أنقل بعض الواضع من الواضع الت يستهزؤون با ويستبعدونا‪ ..‬مثلً‪:‬‬

‫[‪ ]1‬وقع ف الباب الثان والعشرين من كتاب العدد هكذا‪( :28 :‬ففتح الرب فم التانة وقالت لبلعام‪ :‬ما الذي فعلت بك هذه ثلث مرات قد ضربتن) ‪:29‬‬
‫(فقال بلعام للتان‪ :‬لنك استأهلت ذلك من إل) ‪( :30‬فقالت التانة لبلعام‪ :‬لست أنا أتانك الت تركب منذ كنت غلما إل يومك هذا فهل فعلت بك مثل‬
‫هذا فقال‪ :‬ل)‪.‬‬
‫قال هورن ف الصفحة ‪ 636‬من الجلد الثان من تفسيه الطبوع سنة ‪( :1822‬إن الكفار من زمان قليل يستهزؤون بتكلم أتان بلعام) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ووقع ف الباب السابع عشر من سفر اللوك الول أن الغربان ‪ 2‬كانت تيب اللحم والبز للياء الرسول إل مدة وهذا المر ضحكة عند أبناء صنفهم حت‬
‫مال مققهم الشهور هورن إل رأيهم وسفه مفسريهم ومترجيهم بوجوه ثلثة كما عرفتها ف الفصل الثالث من الباب الول‪.‬‬
‫[‪ ]3‬ووقع ف الباب الرابع من كتاب حزقيال هكذا وأنقل عبارته عن الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :]4[ :1844‬وأنت تنام على جانبك اليسر وتعل آثام‬
‫بيت إسرائيل عليها على عدد أيام ترقد عليها وتتخذ إثهم [‪ ]5‬أما أنا أعطيتك سن آثامهم على عدد أيام ثلثمائة وتسعي يوما وتمل إث آل إسرائيل) ‪( :6‬ث‬
‫إذا كملت هذا تنام على جانبك اليمي ثانية وتتخذ إث آل يهوذا أربعي يوما إن يوما عوض سنة جعلته لك) ‪( :7‬وتقبل بوجهك إل ماصرة أورشليم وذراعك‬
‫تكون مشدودة وتبن عليها) ‪( :8‬هوذ شددتك بوثاق ول تلتفت من جانبك إل الانب الخر حت تتم أيام ماصراتك) ‪( :9‬وأنت خذ لك حنطة وشعيا‬
‫وفولً وعدسا ودخنا وجاروس وتعلهن ف إناء واحد وتبز لك خبزا على عدد اليام الت ترقد فيها على جانبك ثلثمائة وتسعي يوما تأكله) ‪( :10‬وطعامك‬
‫الذي تأكله يكون بالوزن عشرين مثقا ًل ف كل يوم من وقت إل وقت تأكله) ‪( :11‬وتشرب ماء بقدار السدس من القسط من وقت إل وقت تشربه) ‪:12‬‬
‫(وكخبز ملة من شعي تأكله وتلطخه بزبل يرج من النسان ف عيونم)‪.‬‬
‫فأمر اللّه حزقيال عليه السلم بثلثة أحكام‪:‬‬
‫(الول) أن يرقد على جانبه اليسر ثلثمائة وتسعي يوما ويمل إث آل إسرائيل ث يرقد على جانبه الين أربعي يوما ويمل إث آل يهوذا‪.‬‬
‫(والثان) أن يقبل بوجهه إل ماصرة أورشليم ويكون ذراعه مشدودة ول يلتفت من جانب إل جانب آخر حت تتم أيام الحاصرة‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 45‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والثالث) أن يأكل إل ثلثمائة وتسعي يوما خبزا ملطخا بباز النسان وأبناء صنفهم يستهزئون بذه الحكام ويستبعدون أن تكون من جانب اللّه‪ ،‬ويقولون‬
‫إنا واهية بعيدة عن العقل ول يأمر اللّه أن يأكل نبيه القدس إل مدة ثلثمائة وتسعي يوما خبزا ملطخا بباز النسان‪ ،‬أما كان الدام غي هذا‪ ،‬إل أن يقال إن‬
‫الباز ف حق الطاهرين يكون طاهرا كما يفهم من ظاهر كلم مقدسهم بولس ف الية الامسة عشرة من الباب الول من رسالته إل تيطس‪ ،‬على أن اللّه قد‬
‫أخب بواسطته (إن النفس الت تطئ فهي توت والبن ل يمل إث الب والب ل يمل إث البن‪ ،‬وعدل العادل يكون عليه ونفاق النافق يكون عليه) كما هو‬
‫مصرح به ف الية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه‪ ،‬فكيف أمره أن يمل آثام إسرائيل ويهوذا إل أربعمائة وثلثي يوما‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ووقع ف الباب العشرين من كتاب أشعيا أن اللّه أمره ان يكون عريانا حافيا إل ثلث سني ويشي على هذه الالة وأبناء صنفهم يستهزئون بذا الكم‬
‫ويقولون استهزاءً‪ ،‬يأمر اللّه نبيه الذي يكون ف قيد العقل ول يكون منونا أن يشي مكشوف العورة الغليظة بي النساء والرجال إل ثلث سني‪.‬‬
‫[‪ ]5‬ووقع ف الباب الول من كتاب هوشع أن اللّه أمره أن يأخذ لنفسه زوجة زانية وأولد الزنا‪ ،‬ث وقع ف الباب الثالث من الكتاب الذكور أن يتعشق بامرأة‬
‫فاسقة مبوبة لزوجها‪ ،‬وقد وقع ف الية الثالثة عشرة من الباب الادي والعشرين من سفر الحبار هكذا‪( :‬ول يتزوج الكاهن إل امرأة عذراء ول يتزوج أرملة‬
‫ول مطلقة ول منجسة بالزنا فل يتزوج من هؤلء البتة بل يتزوج عذراء من قومه)‪.‬‬
‫وف الباب الامس من إنيل مت هكذا‪( :‬كل من ينظر إل امرأة ليشتهيها فقد زن با ف قلبه) فكيف أمر اللّه نبيه با ذكر‪ ،‬وهكذا استبعادات أخر فمن شاء‬
‫فليجع إل كتب أبناء صنفهم‪.‬‬

‫(الشبهة الرابعة) الحاديث الكثية مالفة للقرآن لنه وقع ف القرآن أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ما ظهر منه معجزة وف الحاديث أنه صدر منه معجزات‬
‫كثية وأنه وقع ف القرآن أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم كان مذنبا‪ ،‬وف أكثر الحاديث أنه كان معصوما‪ ،‬وأنه وقع ف القرآن أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم‬
‫كان ف البتداء ف الهل والضللة كقوله ف سورة الضحى‪{ :‬ووجدك ضالً فهدى} وكقوله ف سورة الشورى‪{ :‬ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان‬
‫ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من عبادنا} وف الحاديث أنه تولد ف اليان ولذلك ظهرت منه معجزات كثية‪ .‬هذا غاية جهدهم ف إثبات الخالفة بي‬
‫القرآن والحاديث‪.‬‬
‫(والواب) أن المرين الولي لا كانا من أعظم مطاعن النب صلى اللّه عليه وسلم أردت أن أتعرض لما ف الباب السادس ف الطاعن وأجيب عنهما هناك‬
‫فانتظر‪.‬‬
‫(والواب عن الثالث) أن الضال ف الية الول ليس الراد به الضال عن اليان ليكون بعن الكافر فيد اعتراضهم بل ف تفسي هذه الية وجوه‪:‬‬
‫(الول) ما روي مرفوعا أنه عليه الصلة والسلم قال ضللت عن جدي عبد الطلب وأنا صب ضائع وكاد الوع يقتلن فهدان اللّه‪.‬‬
‫(والثان) أن معناها وجدك ضالً عن شريعتك أي ل تعرفها إل بإلام أو وحي فهداك إليها تارة بالوحي اللي وأخرى بالفي وهو متار البيضاوي والكشاف‬
‫والللي‪ .‬ف البيضاوي ووجدك ضالً عن علم الكم والحكام فهدى‪ ،‬فعلمك بالوحي واللام والتوفيق للنظر وجاء بذا العن ف حق موسى عليه السلم‬
‫أيضا ف قوله تعال‪{ :‬فعلتها إذا وأنا من الضالي}‪.‬‬
‫(والثالث) أنه يقال ضل الاء ف اللب إذ صار مغمورا‪ ،‬فمعن الية كنت مغمورا بي الكفار بكة فقواك اللّه تعال حت أظهرت دينه‪ .‬وجاء بذا العن ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬أئذا ضللنا ف الرض أئنا لفي خلق جديد}‪.‬‬
‫(والرابع) أن معناها كنت ضالً عن النبوة ما كنت تطمع ول خطر شيء ف قلبك منها‪ ،‬فإن اليهود والنصارى كانوا يزعمون أن النبوة ف بن إسرائيل فهديتك‬
‫إل النبوة الت ما كنت تطمع فيها البتة‪.‬‬
‫(والامس) أن معناها وجدك ضالً عن الجرة لعدم نزول الذن فهداك بالذن‪.‬‬
‫(والسادس) أن العرب تسمي الشجرة ف الفلة ضالة كأنه تعال يقول كانت تلك البلد كالفازة ليس فيها شجرة تمل ثر اليان إل أنت فأنت شجرة فريدة‬
‫ف مفازة الهل فوجدتك ضالً فهديت بك اللق ونظيه قوله عليه السلم الكمة ضالة الؤمن‪.‬‬
‫(والسابع) أن معناها وجدك ضا ًل عن القبلة فإنه كان يتمن أن تعل الكعبة قبلة له وما كان يعرف أن ذلك يصل له أم ل فهدى اللّه بقوله‪{ :‬فلنولينك قبلة‬
‫ترضاها} فكأنه سى ذلك التحي بالضلل‪.‬‬
‫(والثامن) الضلل بعن الحبة كما ف قوله تعال‪{ :‬إنك لفي ضللك القدي} أي مبتك ومعناه أنك مب فهديتك إل الشرائع الت با تتقرب إل خدمة‬
‫مبوبك‪.‬‬
‫(والتاسع) أن معناها وجدك ضالً أي ضائعا ف قومك كانوا يؤذونك ول يرضون بك رعية فقوى أمرك وهداك إل أن صرت واليا عليهم‪..‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 46‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والعاشر) أن معناها ما كنت تتدي على طريق السماوات فهديتك إذ عرجت بك إليها ليلة العراج‪.‬‬
‫(والادي عشر) أن معناها وجدك ضا ًل أي ناسيا فهدى أي ذكرك وذلك أنه ليلة العراج نسي ما يب أن يقال بسبب اليبة فهداه اللّه تعال إل كيفية الثناء‬
‫حت قال ل أحصي ثناء عليك وجاء الضلل بذا العن ف قوله تعال‪{ :‬أن تضل إحداها}‪.‬‬
‫(والثان عشر) قال النيد قدس سره‪ :‬وجدك متحيا ف بيان ما أنزل عليك فهداك لبيانه لقوله تعال‪{ :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبي للناس ما نزل إليهم} ويؤيده‬
‫قوله تعال‪{ :‬ل ترك به لسانك لتعجل به إن علينا جعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ث إن علينا بيانه} وقوله عز وجل‪{ :‬ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى‬
‫إليك وحيه وقل رب زدن علما}‪.‬‬
‫وعلى كل تقدير ل تسك لم بذه الية ويب تفسي الية بالوجوه الت ذكرتا وبأمثالا الت ذكرها الفسرون لقوله تعال‪{ :‬ما ضل صاحبكم وما غوى} إذ‬
‫الراد به نفي الضللة والغواية ف أمور الدين بل شبهة ومعناه ما كفر ول أقل من ذلك فما فسق‪.‬‬
‫والراد ف الية الثانية بالكتاب القرآن وباليان تفاصيل شرائع السلم‪ .‬ومعن الية ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ول الفرائض والحكام‪ ،‬وهذا حق‬
‫لن النب صلى اللّه عليه وسلم كان قبل الوحي مؤمنا بتوحيد الرب إجالً وما كان عارفا بتفاصيل السلم بل صار عارفا بعد الوحي أو الراد باليان الصلة‬
‫كما ف قوله تعال‪{ :‬وما كان اللّه ليضيع إيانكم} أي صلتكم فمعن الية ما كنت تدري ما الكتاب أي القرآن ول اليان أي الصلة وما كان رسول اللّه‬
‫صلى اللّه عليه وسلم عالا بكيفية هذه الصلة الشروعة ف ملته قبل النبوة أو الراد باليان أهل اليان على حذف الضاف أي ما كنت تدري ما الكتاب ومن‬
‫أهل اليان يعن من الذي يؤمن بك‪.‬‬
‫وحذف الضاف كثي ف كتبهم القدسة أيضا‪ ،‬الية الثانية والعشرون من الزبور الثامن والسبعي هكذا‪( :‬من أجل ذلك سع الرب فغضب واشتعلت النار ف‬
‫يعقوب وطلع السخط على إسرائيل)‪.‬‬
‫وف الية الرابعة من الباب السابع عشر من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬يضعف مد يعقوب ويهزل سن جسمه)‪.‬‬
‫وف الباب الثالث والربعي من كتاب أشعيا هكذا‪( :22 :‬ل دعوتن يعقوب ولن تتعب لجلي إسرائيل) ‪( :28‬فنجست الرؤساء القديسي وجعلت يعقوب‬
‫ل وإسرائيل تديفا)‪.‬‬
‫قت ً‬
‫وف الباب الثالث من كتاب أرمياء هكذا‪( :6 :‬وقال ل الرب ف أيام يوسيا اللك هل رأيت ما فعلته معاصية إسرائيل انطلقت لنفسها إل كل جبل رفيع وتت‬
‫كل شجرة مورقة وزنت هناك) ‪( :7‬فقلت بعد ما فعلت هذه جيعها ارجعي إل ول ترجع فرأت أختها يهوذا الفاجرة) ‪( :8‬لن من أجل أن زنت إسرائيل‬
‫العاصية فأنا طلقتها ودفعت إليه كتاب طلقها فلم تف يهوذا أختها الفاجرة بل ذهبت وزنت هي أيضا) ‪( :11‬وقال ل الرب قد بررت نفسها إسرائيل‬
‫العاصية بقابلة يهوذا الفاجرة) ‪( :12‬ارجعي يا إسرائيل العاصية) وف الباب الرابع من كتاب هوشع هكذا‪( :15 :‬إن كنت يا إسرائيل أنت تزن فل يأث يهوذا)‬
‫إل ‪( :16‬لن إسرائيل كبقرة شاغبة) إل ‪( :17‬صاحب الوثان إفرام) إل وف الباب الثامن من كتاب هوشع هكذا‪( :3 :‬أرذل إسرائيل الي) إل ‪( :8‬ابتلع‬
‫إسرائيل الن صار ف المم كإناء نس إفرام أكثر مذابح للخطية) إل‪( ،‬ونسي إسرائيل خالقه) إل‪.‬‬
‫ففي هذه العبارات يب حذف الضاف وإل يلزم والعياذ باللّه أن يكون يعقوب عليه السلم مغضوبا عليه وضعيف الجد وغي داع للّه وقتلً وتديفا ومعاصية‬
‫زانية تت كل شجرة وغي راجع إل اللّه وكبقرة شاغبة ومرذل الي وكإناء نس وناسيا لالقه‪.‬‬

‫(الشبهة الامسة) الحاديث متلفة‪.‬‬


‫(والواب) أن العتبار عندنا للحاديث الصحيحة الروية ف كتب الصحاح والحاديث الت هي مروية ف كتب غي معتبة ل اعتبار لا عندنا ول تعارض‬
‫الصحيحة كما أن الناجيل الكثية الزائدة على السبعي ف القرون الول ل تعارض عند السيحيي هذه الناجيل الربعة‪.‬‬
‫والختلف الذي يوجد ف الحاديث الصحيحة يرتفع غالبا بأدن تأويل وليس ذلك الختلف مثل الختلف الذي يوجد ف روايات كتبهم القدسة إل الن‬
‫كما عرفت مائة وأربعة وعشرين منها ف الباب الول ولو نقلنا عن كتبهم القبولة الختلفات الت تكون مثل اختلف يثبتونه ف بعض الحاديث الصحيحة‬
‫قلما يرج باب يكون خاليا عن مثل هذا الختلف‪.‬‬
‫والذين تسميهم علماء بروتستنت ملحدة نقلوا كثيا من هذه الختلفات ف كتبهم واستهزؤوا با‪ ،‬فمن شاء فليجع إل كتبهم‪.‬‬

‫[خسون اختلفا نقلوها ف ذات اللّه وصفاته عن كتب العهدين]‬


‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 47‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وأنقل أيضا بطريق النوذج عن كتاب جان كلرك الطبوع سنة ‪ 1839‬ف لندن وكتاب اكسيهومو الطبوع سنة ‪ 1813‬ف لندن وغيها خسي اختلفا‬
‫نقلوها ف ذات اللّه وصفاته عن كتب العهدين وأكتفي على نقل هذه الختلفات‪ .‬لن العترضي هداهم اللّه تعال وإن جاوزوا فيها حد الدب لكن هذه‬
‫الجاوزة أقل من الجاوزة الت توجد ف كلمهم عند التشنيع على النبياء عليهم السلم سيما وقت التشنيع على مري وعيسى عليهما السلم كما ستعرفه ف‬
‫الختلف الرابع والعشرين من القول الذي أنقله طردوا‪ ،‬إنا نقلت هذه العتراضات لتحصل البصية للناظر أن اعتراضات علماء بروتستنت على الحاديث‬
‫النبوية أضعف من اعتراضات أبناء صنفهم على مضامي كتبهم القدسة وما نقلتها لجل أنا مستحسنة عندي بل أتبأ من أكثر خرافات الفريقي ونقل الكفر‬
‫ليس بكفر‪.‬‬

‫(‪ )1‬الية الثامنة من الزبور الائة والامس والربعي هكذا‪( :‬الرب حنان رحوم بطيء عن الغضب وعظيم النعمة) والية التاسعة عشر من الباب السادس من‬
‫سفر صموئيل الول هكذا‪( :‬وضرب الرب من أهل بيت شس لنم رأوا تابوت الرب وضرب من الشعب خسي ألف رجل وسبعي) فانظروا إل شدة رحته‬
‫وبطء غضبه أنه قتل خسي ألف رجل وسبعي من قومه الاص على خطأ خفيف‪.‬‬

‫(‪ )2‬الية العاشرة من الباب الثان والثلثي من سفر الستثناء هكذا‪( :‬وجده ف الرض القفر ف الكان الخيف والبية التسعة طاف به وعلمه وحفظه مثل‬
‫حدقة عينه) وف الباب الامس والعشرين من سفر العدد ‪( 3‬وقال اللّه لوسى انطلق برؤساء الشعب كلهم وصلبهم قدام اللّه تلقاء الشمس فترتد شدة غضب عن‬
‫إسرائيل) ‪( 9‬وكان من مات أربعة وعشرون ألفا من البشر) فانظروا إل حفظه الشعب مثل حدقة عينه أنه أمر موسى بصلب رؤساء الشعب كلهم وأهلك منهم‬
‫أربعة وعشرين ألفا‪.‬‬

‫(‪ )3‬الية الامسة من الباب الثامن من سفر الستثناء هكذا‪( :‬أحسب ف قلبك أنه كما أن الرجل يؤدب ابنه كذلك أدبك الرب إلك) والية الثانية والثلثون‬
‫من الباب الادي عشر من سفر العدد هكذا‪( :‬واللحم إل هذا الي كان بي أسنانم ول يفرغوا من أكله فإذا غضب الرب اشتد على الشعب فضربه ضربة‬
‫عظيمة جدا) فانظروا إل تأديبه كتأديب الب ابنه أن هؤلء الفلوكي لا حصل لم اللحم وشرعوا ف الكل ضربم ضربة عظيمة‪.‬‬

‫(‪ )4‬ف الية الثامنة عشر من الباب السابع من كتاب ميخا ف حق اللّه هكذا‪( :‬أنه مريد الرحة) وف الباب السابع من سفر الستثناء ف حق سبعة شعوب‬
‫عظيمة هكذا‪( 2 :‬يسلمهم الرب إلك بيدك فاضربم حت أنك ل تبقي منهم بقية فل تواثقهم ميثاقا ول ترحهم) ‪( 16‬فتبتلعالشعوب جيعهم الذين الرب إلك‬
‫يعطيك إياهم فل تعف عنهم عيناك) إل‪ .‬فانظروا إل كونه مريد الرحة أنه أمر بن إسرائيل بقتل سبعة شعوب عظيمة وعدم الرحة عليهم وعدم العفو عنهم‪.‬‬

‫(‪ )5‬ف الية الادية عشر من الباب الامس من رسالة يعقوب هكذا‪( :‬ورأيتم عاقبة الرب لن الرب كثي الرحة ورؤوف)‪ .‬والية السادسة عشر من الباب‬
‫الثالث عشر من كتاب هوشع هكذا‪( :‬فلتهلك سامرة لنا بغت على إلها فيبادون بالسيف وأطفالم ينطرحون وحبالم تشقق بطونن)‪ .‬فانظروا إل كثرة رأفته‬
‫ف حق الطفال والبال‪.‬‬

‫(‪ )6‬ف الية الثالثة والثلثي من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا‪( :‬أنه من قلبه ل يؤذي بن آدم ول يزنم)‪ ،‬لكن عدم إيذائه بن آدم وعدم تزينهم برتبة‬
‫أنه أهلك الشدوديي بالبواسي كما هو مصرح به ف الباب الامس من سفر صموئيل الول‪ ،‬وأهلك ألوفا من عساكر اللوك المسة بإمطار الجارة الكبية‬
‫من السماء حت كان الذين ماتوا بالجارة أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف كما هو مصرح به ف الباب العاشر من كتاب يوشع‪ ،‬وأهلك كثيا من‬
‫بن إسرائيل بإرسال اليات كما هو مصرح به ف الباب الادي والعشرين من سفر العدد‪.‬‬

‫(‪ )7‬ف الية الادية والربعي من الباب السادس عشر من سفر اليام الول هكذا‪( :‬أن فضله أبدي) والية التاسعة من زبور الائة والامس والربعي هكذا‪:‬‬
‫(الرب صال للكل ورأفته على جيع خلقه) لكن أبدية فضله وعموم رأفته على جيع اللق برتبة أنه أهلك جيع اليوانات والنسان غي أهل السفينة ف عهد‬
‫نوح عليه السلم بإرسال الطوفان وأهلك أهل سادوم وعاموره ونواحيها بإمطار الكبيت والنار من السماء كما هو مصرح به ف الباب السابع والتاسع عشر‬
‫من سفر التكوين‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 48‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(‪ )8‬الية السادسة عشر من الباب الرابع والعشرين من سفر الستثناء هكذا‪( :‬ل تقتل الباء عوض البناء ول البناء بدل الباء ولكن كل واحد يوت بذنبه)‪.‬‬
‫وف الباب الادي والعشرين من سفر صموئيل الثان أن داود عليه السلم سلم سبعة أشخاص من أولد شاول بأمر الرب بأيدي أهل جيعون ليقتلوهم بطأ‬
‫شاول فصلبوهم وقد كان داود عليه السلم عاهد شاول وحلف أن ل يهلك ذريته بعد موته كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل‬
‫الول فوجد نقض العهد أيضا بأمر اللّه‪.‬‬

‫(‪ )9‬ف الية السابعة من الباب الرابع والثلثي من سفر الروج هكذا‪( :‬يازى البناء وأبناؤهم بإث آبائهم إل ثلثة وأربعة أجيال) وف الية العشرين من الباب‬
‫الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا‪( :‬النفس الت تطئ فهي توت والبن ل يمل إث الب‪ ،‬والب ل يمل إث البن وعدل العادل يكون عليه وشر الشرير‬
‫ل عن أربعة أجيال وهذا المل لو كان إل أربعة أجيال فقط كان مغتنما لكن الله‬ ‫يقع عليه)‪ .‬فيعلم منه أن البناء ل يملون إث الباء إل جيل واحد فض ً‬
‫الب نقض هذا الكم أيضا وأمر بمل إث الباء على البناء بعد أجيال كثية أيضا‪.‬‬
‫ف الباب الامس عشر من سفر صموئيل الول هكذا‪( :‬هكذا يقول الرب الصباووت إن ذكرت كل ما صنع عماليق بإسرائيل أنه قاومه ف الطريق حيث‬
‫صعدوا من مصر ‪ 3‬فالن اذهب فاضرب عماليق وأهلك جيع ما لم ول ترحهم ول ترغب من مالم شيئا بل اقتل من الرجال والنساء والغلمان حت الطفال‬
‫والبقر والغنم والمي أيضا)‪ .‬فانظروا إنه ذكر بقوة حافظته بعد أربعمائة سنة ما صنع عماليق بإسرائيل فأمر بعد هذه الدة بالنتقام من أولدهم وقتل رجالم‬
‫ونسائهم وأطفالم الصغار جدا ومواشيهم من البقر والغنم والمي ولا ل يعمل شاول على أمره الشريف ندم على جعله ملكا وترقى ابنه الوحيد الله الثان‬
‫فأمر بمل إث الباء على البناء بعد أربعة آلف سنة‪.‬‬
‫ف الباب الثالث والعشرين من إنيل مت قول هذا الله الثان ف خطاب اليهود هكذا‪( :‬يأت عليكم كل دم زكي سفك على الرض من دم هابيل الصديق إل‬
‫دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بي اليكل والذبح الق أقول لكم أن هذا كله يأت على هذا اليل) ث ترقى الب الله الول وتيل أن إث آدم ممول على‬
‫ل على ما صرح به لوقا ف الباب الثالث من‬ ‫أولده إل هذه الدة وقد مضت أزيد من أربعة آلف وثلثي سنة وقد مضى من آدم إل يسوع خس وسبعون جي ً‬
‫إنيله ورأى أن أولد آدم كلهم مستحقون للنار لو ل تكن الكفارة كاملة جيدة وما رأى غي ابنه الله الثان حريا با بأن يصلب من أيدي أرذل أقوام الدنيا‬
‫وهم اليهود‪ ،‬وما ظهر له طريق النجاة غي هذا فأمره أن يصلب وتركه ول يغثه ف شدته حت صرح لجل شدة العذاب ونادى الب إلي إلي لاذا تركتن ث‬
‫صرخ ثانيا ومات وبعد موته صار ملعونا ودخل الحيم (والعياذ باللّه)‪ .‬على أنه ل يثبت من كتاب من كتب العهد العتيق أن زكريا بن برخيا قتل بي اليكل‬
‫والذبح‪ .‬نعم صرح ف الباب الرابع والعشرين من سفر اليام الثان أن زكريا بن يهويا داع الب قتل ف صحن بيت الرب ف عهد بواش اللك ث عبيد اللك‬
‫قتلوه بانتقام دم زكريا فحرف النيل يهويا داع ببخيا ولعل لوقا لجل ذلك اكتفى ف الباب الادي عشر من إنيله على اسم زكريا ول يذكر اسم أبيه‬
‫فانظروا إل هذه المور التسعة كيف يثبت منها رحة اللّه تعال‪.‬‬

‫(‪ )10‬ف الية الامسة من الزبور الثلثي هكذا‪( :‬أن غضبه لظة) وف الية الثالثة عشر من الباب الثان والثلثي من سفر العدد هكذا‪( :‬فاشتد غضب الرب‬
‫على بن إسرائيل فأتاهم ف القفار أربعي سنة حت باد ذلك اللف كله وهلك أولئك الذين أساؤوا قدامه) فانظروا إل غضبه اللحظي أنه كيف عامل بن‬
‫إسرائيل‪.‬‬

‫(‪ )11‬ف الية الول من الباب السابع عشر من سفر التكوين‪( :‬أنا اللّه القادر) وف الية التاسعة عشر من الباب الول من كتاب القضاة هكذا‪( :‬وكان الرب‬
‫مع يهوذا وورث البال ول يستطع يستأصل أهل الوادي لن كانت لم مراكب كثية من حديد) فانظروا إل قدرته أنه ل يقدر على استئصال أهل الوادي‬
‫لكونم ذوي مراكب كثية من حديد‪.‬‬

‫(‪ )12‬ف الية السابعة عشر من الباب العاشر من سفر الستثناء هكذا‪( :‬أن الرب إلكم هو إله اللة ورب الرباب إله عظيم جبار)‪ .‬والية الثالثة عشر من‬
‫الباب الثان من كتاب عاموص هكذا ترجة عربية سنة ‪( :1844‬ها أنا ذا أصر من تتكم كما تصر العجلة الحملة حشيشا) ترجة فارسية سنة ‪:1838‬‬
‫(ابنك من درزير شا جسبيده شدم جنانه أرابه برازاقد جسبيده مي شود) انظروا إل عظمته وجباريته أنه صر تت بن إسرائيل كما تصر العجلة الحملة‬
‫حشيشا‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 49‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(‪ )13‬ف الية الثامنة والعشرين من الباب الربعي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬الرب الذي خلق أطراف الرض ل يضعف ول يتعب) والية الثالثة والعشرون من‬
‫الباب الامس من كتاب القضاة هكذا‪( :‬العنوا أرض ما روض قال ملك الرب العنوا سكانا لنم ل يأتوا إل معونة الرب ف مقابلة القوياء)‪ .‬فانظروا إل عدم‬
‫ضعفه أنه كان متاجا إل العانة ف مقابلة القوياء ويلعن من ل ييء لعانته‪ ،‬ووقع ف الية التاسعة من الباب الثالث من كتاب ملخيا هكذا‪( :‬صرت ملعوني‬
‫باللعنة لنكم نعم هذا القوم كلهم نبون)‪ .‬وهذا أيضا يدل على أن بن إسرائيل نبوه فيلعنهم وظهر من هذه المثلة الربعة حال قدرته‪.‬‬

‫(‪ )14‬الية الثالثة من الباب الامس عشر من سفر المثال هكذا‪( :‬عينا الرب ف كل مكان يترقبان الصالي والطالي) وف الية التاسعة من الباب الثالث من‬
‫سفر التكوين هكذا‪( :‬فدعا الرب الله آدم وقال له أين أنت)‪ .‬فانظروا إل ترقب عينه ف كل مكان أنه احتاج إل الستفهام من آدم حي اختفى ف وسط‬
‫شجرة الفردوس‪.‬‬

‫(‪ )15‬ف الية التاسعة من الباب السادس عشر من سفر اليام الثان هكذا‪( :‬عينا الرب ميطتان بكل الرض) والية الامسة من الباب الادي عشر من سفر‬
‫التكوين هكذا‪( :‬فنل الرب لينظر الدينة والبج الذي كان يبنيه بنو آدم)‪.‬‬
‫فانظروا إل إحاطة عينيه بكل الرض أنه احتاج إل النول والنظر ليعلم حال الدينة والبج‪.‬‬

‫(‪ )16‬الية الثانية من الزبور الائة والتاسع والثلثي هكذا‪( :‬وميزت سعيي وسكون وأطلعت على طرقي كلها) يعلم منه أن اللّه عال طرق العباد كلها وأفعالم‬
‫وف الباب الثامن عشر من سفر التكوين هكذا‪( 2 :‬فقال الرب أن صراخ سادوم وعاموره قد كثر وخطيتهم ثقلت جدا) ‪( 21‬أنزل أنظر أن فعلهم يشاكل‬
‫الصراخ الت أم ل لعلم ذلك)‪ .‬فانظروا إل كونه عال طرق العباد وأفعالم كلها أنه احتاج إل النول والنظر ليعلم أن فعل أهل سادوم وعاموره يشاكل‬
‫الصراخ الواصل إليه أم ل‪.‬‬

‫(‪ )17‬الية الامسة من الزبور الذكور هكذا‪( :‬فما أعجب هذا العلم عندي فهو أرفع من أن أدركه)‪ ،‬وف الية الامسة من الباب الثالث والثلثي من سفر‬
‫الروج هكذا‪( :‬أما الن فاعزلوا عنكم زينتكم فاعلم ما أفعله بكم)‪ .‬فانظروا إل علمه الارج عن الدراك أنه ل يعلم ما يفعل بم ما ل يعزلوا زينتهم والية‬
‫الرابعة من الباب السادس عشر من سفر الروج هكذا‪( :‬فقال الرب لوسى إن أمطر عليكم خبزا من السماء فليخرج الشعب ويلقطوا يوما بيوم طعامهم من‬
‫أجل أن أمتحنهم) والية الثانية من الباب الثان من سفر الستثناء هكذا‪( :‬واذكر كل الطريق الذي ساسك به الرب إلك أربعي سنة ف القفار ليعذبك ويبتليك‬
‫وبيان كل ما ف قلبك أتفظ وصاياه أم ل)‪.‬‬
‫فالرب متاج إل المتحان ليعلم ما ف قلوبم فامتحنهم بإمطار البز وبسياستهم أربعي سنة ف القفار فعلم من هذه المثلة الستة حال كونه عال الغيب)‪.‬‬

‫(‪ )18‬ف الية السادسة من الباب الثالث من كتاب ملخيا هكذا‪( :‬فإن أنا الرب ول أتغي)‪ .‬وف الباب الثان والعشرين من سفر العدد هكذا‪( 20 :‬فأتى اللّه‬
‫بلعام ف الليل وقال له إن كان هؤلء القوم إنا جاؤوا ليدعوك فانطلق معهم ولكن ل تفعل إل الذي أقوله لك ‪ 21‬فقام بلعام غدوة وركب أتانة وانطلق مع‬
‫عظماء مواب ‪ 22‬فغضب اللّه عليه لا ذهب) ال‪ .‬فانظروا إل عدم تغيه أنه أتى ف الليل وأمر بلعام بالنطلق مع عظماء مواب ولا فعل بلعام ما أمر غضب‬
‫عليه‪.‬‬

‫(‪ )19‬ف الية السابعة عشر من الباب الول من رسالة يعقوب هكذا‪( :‬ليس عنده تغي ول ظل دوران) وقد أمر بحافظة السبت ف أكثر الواضع من كتب‬
‫العهد العتيق وصرح ف كثي منها أنه أبدي والقسيسون بدلوا السبت بالحد فيلزم عليهم العتراف بأنه متغي‪.‬‬

‫(‪ )20‬ف الباب الول من سفر التكوين وقع ف حق السماء والكواكب واليوانات أنا حسنة وف الية الامسة عشر من الباب الامس عشر من كتاب أيوب‬
‫هكذا‪( :‬والسماء ليست بظاهرة قدامه) وف الية الامسة من الباب الامس والعشرين هكذا‪( :‬والكواكب ل تزكو بي يديه) ووقع ف الباب الادي عشر من‬
‫سفر الحبار ف حق كثي من البهائم والطيور وحشرات الرض أنا قبيحة مرمة‪.‬‬

‫(‪ )21‬ف الية الامسة والعشرين من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا‪( :‬فاسعوا يا بيت إسرائيل‪ ،‬طريقي ليس بستقيم أم ل ليس بالري أن طرقكم‬
‫خبيثة)‪ .‬وف الباب الول من كتاب ملخيا هكذا‪( 2 :‬أن أجبتكم قال الرب وقلتم ف أي شيء أجبتنا أليس إنه عيسو أخ ليعقوب‪ ،‬يقول الرب وأحببت‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 50‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫يعقوب) ‪( 3‬وبغضت عيسو وجعلت جباله قفرا ومياثه لتناني البية) انظروا إل استقامة طريقه أنه بغض عيسو بل سبب وجعل جباله قفرا ومياثه لتناني‬
‫البية‪.‬‬
‫(‪ )22‬ف الية الثالثة من الباب الامس عشر من الشاهدات هكذا‪( :‬أيها الرب الله القادر على كل شيء طرفك عادلة وحق)‪.‬‬
‫والية الامسة والعشرون من الباب العشرين من كتاب حزقيال هكذا‪ :‬إذا أعطيتهم أنا وصايا غي حسنة وأحكاما ل يعيشون با‪.‬‬

‫(‪ )23‬الية الثامنة والستون من الزبور الائة والتاسع عشر هكذا‪( :‬رب إنك صال ومصلح فعلمن سننك) والية الثالثة والعشرون من الباب التاسع من كتاب‬
‫القضاة هكذا‪( :‬وسلط الرب روحا رديا بي أب مالك وسكان شخيم وبدوا يبغضوه) فانظروا إل إصلحه أنه سلط الروح الرديء ليجان الفتنة‪.‬‬

‫(‪ )24‬يوجد ف اليات الكثية حرمة الزنا ولو فرض أن القسيسي صادقون ف قولم يلزم أن الرب نفسه زن بزوجة يوسف النجار السكي فحملت من هذا‬
‫الزنا (والعياذ باللّه)‪ .‬واللحدة ف هذا الوضع يتجاوزون عن الد ويستهزئون استهزاءً بليغا بيث تقشعر منه جلود الؤمني‪ ،‬وأنا أنقل لتنبه الناظر ما قال‬
‫صاحب اكسيهومو وأحذف استهزاءه‪ .‬قال هذا اللحد ف الصفحة ‪ 44‬من كتابه الطبوع سنة ‪( :1813‬ذكر ف إنيل) اسه ت ت وت أف ميي ويعد ف هذا‬
‫الزمان من الناجيل الكاذبة أن مري عليها السلم كانت مررة لدمة بيت القدس وكانت هناك إل أن بلغت ست عشرة سنة واختار فادر جيوم زاوير هذا‬
‫الذكور بعد ما اعتقد صحته فحينئذ يتمل أن مري حبلت من كاهن من كهنة البيت وهو علمها أن تقول أن حبلت من روح القدس) انتهى‪ .‬ث استهزأ هذا‬
‫اللحد بتحرير لوقا استهزاءً بليغا فقال‪ :‬إن هذا الال ثبت عند اليهود هكذا‪( :‬أن ولد عسكري كان يبها ومن حركته الشنيعة تولد مسيح اليسوعيي فسخط‬
‫عليها يوسف النجار لجل هذا المر وترك هذه الزوجة الائنة وذهب إل بابل وذهبت مري مع يسوع إل مصر وتعلم يسوع هناك النينات وجاء بعد تعلمها‬
‫إل اليهودية لييها الناس) انتهى‪ .‬ث قال‪( :‬اشتهرت الكايات الكذائية الواهية الكثية بي الوثنيي مثل أنم يعتقدون أن إلهم منرو تولد من دماغ جوبتر وكان‬
‫ب كس ف فخذ جوبتر‪ ،‬وإله أهل الصي فتولد من العذراء الت حبلت من شعاع الشمس) انتهى ملخصا‪.‬‬
‫ويناسب هذا القام حكاية نقلها جان ملنر ف كتابه الطبوع سنة ‪( :1838‬ادعت جؤانا سوأت كوت اللام قبل هذا الزمان بدة قليلة وقالت‪ :‬إن أنا المرأة‬
‫الت قال اللّه ف حقها ف الية الامسة عشر من الباب الثالث من سفر التكوين‪( :‬هي تستحق رأسك)‪ .‬ووقع ف حقها ف الباب الثان عشر من الشاهدات‬
‫هكذا‪ ]1[ :‬وظهرت آية عظيمة ف السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تت رجليها وعلى رأسها أكليل من اثن عشر كوكبا [‪ ]2‬وهي حبلى تصرخ‬
‫متمخضة ومتوجعة لتلد‪ .‬وإن حبلت من عيسى عليه السلم وتبعها كثي من السيحيي وحصل لم من هذا المل فرح كثي وصنعوا أظرف الذهب والفضة)‬
‫انتهى كلمه‪ .‬لكنا ما سعنا أنا ولدت من هذا المل ولدا مباركا أم ل وف الصورة الول هل حصلت رتبة اللوهية لذا الولد السعيد مثل أبيه أم ل‪ ،‬وف‬
‫صورة الصول هل بدل ف معتقدية اعتقاد التثليث بالتربيع أم ل‪ ،‬وكذا هل بدل لقب اللّه الب بالد أم ل‪.‬‬

‫(‪ )25‬ف الية التاسعة عشر من الباب الثالث والعشرين من سفر العدد هكذا‪( :‬ليس اللّه برجل فيكذب ول ابن لنسان فيندم)‪.‬‬
‫ل ‪ 7‬وقال فاموا البشر الذي خلقته عن وجه الرض من‬
‫وف الباب السادس من سفر التكوين هكذا‪ 6 :‬فندم على عمله النسان على الرض فتأسف بقلبه داخ ً‬
‫البشر حت اليوانات من الدبيب حت طي السماء لن نادم أن عملتهم‪.‬‬

‫(‪ )26‬الية التاسعة والعشرون من الباب الامس عشر من سفر صموئيل الول هكذا‪( :‬فإن عزيز إسرائيل ل يكذب ول يندم) لنه ليس بإنسان فيندم‪ .‬وف‬
‫ل ‪ 11‬ندمت على أن صيت شاول ملكا) ال ‪ ،35‬الرب أسف على أنه ملك شاول‪.‬‬ ‫الباب الذكور هكذا‪( :10 :‬وكان قول الرب على صموئيل قائ ً‬

‫(‪ )27‬ف الية الثانية والعشرين من الباب الثان من سفر المثال هكذا‪( :‬من الشفة الكاذبة نفرة للرب)‪ .‬وف الباب الثالث من سفر الروج هكذا‪( 17 :‬وقلت‬
‫إن أصعدكم من استعباد أهل مصر إل أرض الكنعانيي والبشيي والموريي والفرزيي والوريي واليابوسيي إل الرض الت تري لبنا وعسلً) ‪( 18‬وهم‬
‫يسمعون صوتك وتدخل أنت وشيوخ إسرائيل إل ملك مصر وتقول له الرب إله العبانيي دعانا فنمضي مسية ثلثة أيام ف البية لكي نذبح ذبيحة للرب‬
‫إلنا)‪ .‬والية الثالثة من الباب الامس من السفر الذكور فقال‪ :‬أي موسى وهارون له أي لفرعون‪( :‬إله العبانيي دعانا لنذهب مسية ثلثة أيام ف البية ونذبح‬
‫ذبائح للرب إلنا لئل يصيبنا وباء أو حرب)‪.‬‬
‫وف الية الثانية من الباب الادي عشر من السفر الذكور قول اللّه تعال ف خطاب موسى عليه السلم هكذا‪( :‬فتحدث ف مسمع الشعب أن يسأل الرجل‬
‫صاحبه والرأة من صاحبتها أوان فضة وأوان ذهب)‪ .‬والية الامسة والثلثون من الباب الثان عشر من سفر الروج هكذا‪( :‬وفعل بنو إسرائيل كما أمر‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 51‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫موسى واستعاروا من الصريي أوان فضة وذهب وشيئا كثيا من الكسوة)‪ .‬فانظروا إل نفرته من الكذب أنه أمر موسى وهارون أن يكذبا عند فرعون فكذبا‬
‫وكذلك كذب كل رجل وكل امرأة وأمر بالداع وأخذ كل مال جاره بالديعة وتصرف به‪ ،‬وقد أمر ف مواضع من التوراة بأداء حق الار‪ ،‬أيكون أداء حقه‬
‫كما أمر وقت خروجهم وأيليق باللّه أن يعلمهم الغدر واليانة‪ .‬وف الباب السادس عشر من سفر صموئيل الول (قال الرب لصموئيل‪ :‬امل قرنك دهنا وتعال‬
‫أبعثك إل أيسي الذي من بيت لم فإن قد رأيت ل ف بنيه ملكا) قال صموئيل‪ :‬كيف أذهب فيسمع شاول فيقتلن‪ .‬فقال الرب‪ :‬خذ بيدك عجلة من البقر‬
‫وقل إن جئت لقرب ذبيحة للرب‪ .‬فصنع صموئيل كما أمر الرب وأتى إل بيت لم) انتهى ملخصا‪ .‬فأمر اللّه صموئيل أن يكذب لنه كان أرسله لسح داود‬
‫وجعله سلطانا ل للذبح‪ ،‬وعرفت ف جواب الشبهة الثالثة ف الفصل الثان من هذا الباب أن اللّه أرسل روح الضللة ليقع ف أفواه نو أربعمائة نب كذبة‬
‫(ويضلهم فيكذبون) فمن هذه المثلة الربعة يظهر نفرته من الشفة الكاذبة‪.‬‬

‫(‪ )28‬الية السادسة والعشرون من الباب العشرين من سفر الروج هكذا‪( :‬ل تصعد على مذبي بدرج لئل تنكشف عليه عورتك)‪.‬‬
‫ل عن عورة المرأة‪ .‬وف الية السابعة عشر من الباب الثالث من كتاب أشعيا‪( :‬الرب يقلع عورات بنات‬ ‫فعلم منه أنه ل يب انكشاف عورة الرجل فض ً‬
‫صهيون)‪ .‬وف الباب السابع والربعي من كتاب أشعيا هكذا‪( 2 :‬خذي الرحى واطحن دقيقا أعرى عارك اكشفي كتفك أظهري ساقيك جوزي النار) ‪3‬‬
‫(ينكشف عيبك ويظهر عارك أنتقم ول يقاومن بشر)‪ .‬والية الثامنة عشر من الباب العشرين من سفر التكوين هكذا‪( :‬لن الرب أعقم جيع من ف بيت أب‬
‫مالك من أجل سارة امرأة إبراهيم)‪ .‬والية الادية والثلثون من الباب التاسع والعشرين هكذا‪( :‬فلما رأى الرب أن ليا مبغوضة فتح رحها وكانت راحيل‬
‫عاقرا)‪ .‬والية الثانية والعشرون من الباب الثلثي من السفر الذكور هكذا‪( :‬فذكر الرب راحيل واستجاب لا وفتح رحها)‪ .‬فانظروا إل نفرته من كشف‬
‫عورة الرجال ورغبته إل قلع عورات النساء وأعرائهن وفتح أرحامهن وسدها‪.‬‬

‫(‪ )29‬ف الية الرابعة والعشرين من الباب التاسع من كتاب أرمياء هكذا‪( :‬أنا الرب الصانع الرحة والقضاء والعدل ف الرض)‪.‬‬
‫وقد عرفت حال ارتضائه بالرحة والصدق فاعرف حال عدله ف الباب الادي والعشرين من كتاب حزقيال هكذا‪( ]3[ :‬وتقول لرض إسرائيل هكذا‪( :‬يقول‬
‫الرب الله ها أنا ذا إليك وأسل سيفي من غمده وأقتل فيك البار والنافق) [‪ ]4‬ومن أجل أن قتلت فيك بارا ومنافقا فلهذا يرج سيفي من غمده إل كل‬
‫جسد من التيمن إل الشمال)‪ .‬فلو سلم أن أقتل النافق عند علماء بروتستنت عدل لكن كيف يكون قتل البار عد ًل عندهم‪ .‬وف الباب الثالث عشر من كتاب‬
‫أرمياء هكذا‪( 13 :‬فنقول لم هكذا يقول الرب ها أنا ذا أملي سكرا جيع سكان هذه الرض واللوك الالسي من ذرية داود على كرسيه والكهنة والنبياء‬
‫وجيع سكان أورشليم ‪ 14‬وأبددهم رجلً عن أخيه‪ ،‬والباء والبناء جيعا‪ .‬يقول الرب لست أرحم ول أعفي ول أتنن حت أهلكهم) فأمل جيع سكان هذه‬
‫الرض سكرا ث قتلهم أي عدل‪.‬‬
‫والية التاسعة والعشرون من الباب الثان عشر من سفر الروج هكذا‪( :‬ولا انتصف الليل قتل الرب كل أبكار أهل مصر من بكر فرعون الالس على كرسيه‬
‫حت إل بكر السبية الت ف السجن وكل أبكار البهائم)‪ .‬فقتل جيع أبكار أهل مصر وأبكار البهائم أي عدل‪ ،‬لن الوفاء من أبكار أهل مصر كانوا أطفالً‬
‫معصومي‪ ،‬وكان أبكار البهائم أيضا غي مذنبي‪.‬‬

‫(‪ )30‬الية الثالثة والعشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا‪( :‬العلى مرضات هو موت النافق يقول الرب الله إل أن يتوب من طرقه فيعيش)‪.‬‬
‫والية الادية عشر من الباب الثالث والثلثي هكذا‪( :‬فقل لم حت أنا يقول الرب الله لست أريد موت النافق بل أن يتوب النافق من طريقه ويعيش) ال‪.‬‬
‫فعلم من هاتي اليتي أن اللّه ل يب موت الشرير بل يب أن يتوب الشرير وينجو‪ .‬والية العشرون من الباب الادي عشر من كتاب يوشع هكذا‪( :‬فقسى‬
‫الرب قلوبم وأهلكهم)‪.‬‬

‫(‪ )31‬الية الرابعة من الباب الثان من الرسالة الول إل تيموثاوس هكذا‪( :‬الذي يريد أن جيع الناس يلصون وإل معرفة الق يقبلون)‪.‬‬
‫وف الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي هكذا‪ 11 :‬ولجل هذا سيسل إليهم اللّه عمل الضلل حت يصدقوا الكذب ‪ 12‬لكي يدان جيع الذين‬
‫ل يصدقوا الق بل سروا بالث‪.‬‬

‫(‪ )32‬الية الثامنة عشر من الباب الادي والعشرين من سفر المثال هكذا‪( :‬عوض الصديق يسلم النافق وعوض الستقيمي الثيم)‪.‬‬
‫والية الثانية من الباب الثان من الرسالة الول ليوحنا هكذا‪( :‬وهو كفارة لطايانا ليس لطايانا فقط بل لطايا كل العال أيضا)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 52‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ففهم من الية الول أن الشرار يكونون كفارات للصلحاء ومن الثانية أن السيح عليه السلم الذي هو معصوم عند السيحيي صار كفارة للشرار‪.‬‬
‫(فائدة) ما ادعى بعض القسيسي من أن السلمي ليس لم كفارة جيدة غلط‪ ،‬لنا لو تأملنا ف حكم عبارة المثال ونظرنا إل طوائف بن آدم وجدنا أن‬
‫الكفارات التعددة من النكرين لحمد صلى اللّه عليه وسلم موجودة لكل فرد من السلمي‪ ،‬على أن السيح عليه السلم لا كان كفارة لطايا كل العال على ما‬
‫اعترف يوحنا‪ ،‬فكيف ل يكون كفارة للمسلمي الذين يعترفون بتوحيد اللّه ونبوته وصدقه وكون أمه صادقة بريئة بل لو أنصف أحد عرف أن أهل الياة‬
‫البدية هؤلء السلمون ل غيهم كما عرفت ف الباب الرابع‪.‬‬

‫(‪ )33‬وقع ف الباب العشرين من سفر الروج ل تقتل ول تزن‪ .‬والية الثانية من الباب الرابع عشر من كتاب زكريا هكذا‪( :‬وأجع جيع المم إل أورشليم‬
‫للقتال وتؤخذ الدينة وترب البيوت وتفضح النساء)‪ .‬فوعد الرب أن يمع المم ليقتلوا قومه الاص ويفضحوا نساءهم ويزنوا با‪.‬‬

‫(‪ )34‬ف الية الثالثة عشر من الباب الول من كتاب حيقوق هكذا‪( :‬نقبت عيناك لئل ترى السوء ول تقدر أن تنظر إل الث)‪.‬‬
‫والية السابعة من الباب الامس والربعي من كتاب أشعيا‪( :‬الصور [ص ‪ ]165‬النور‪ ،‬والالق الظلمة‪ ،‬الصانع السلم‪ ،‬والالق الشر أنا الرب الصانع‬
‫جيعها)‪.‬‬

‫(‪ )35‬ف الزبور الرابع والثلثي هكذا‪( 15 :‬فإن عين الرب إل البرار ومسامعه إل صراخهم) ‪( 17‬أولئك الذين صرخوا فاستجاب لم وناهم من جيع‬
‫إضرارهم) ‪( 18‬فإن الرب قريب من منكسري القلب وملص متواضعي الروح)‪ .‬وف الزبور الثان والعشرين هكذا‪( :1 :‬إلي إلي لاذا تركتن بعيدا عن‬
‫خلصي وكلم صراخي) ‪( :2‬إلي إلي إن ف النهار أدعو وأنت ل تستجيب وف الليل ول سكوت ل)‪.‬‬
‫ل إيلي إيلي لا شبقتن أي إلي‬
‫والية السادسة والربعون من الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا‪( :‬ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائ ً‬
‫إلي لاذا تركتن) أما كان داود وعيسى عليهما السلم من البرار ومنكسري القلوب ومتواضعي الروح َفِلمَ تركهما وَلمْ يسمع صراخهما‪.‬‬

‫(‪ )36‬الية الثالثة عشر من الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء هكذا‪( :‬تطلبونن وتدونن إذا طلبتمون بكل قلبكم)‪.‬‬
‫والية الثالثة من الباب الثالث والعشرين من كتاب أيوب هكذا‪( :‬من يعطين أن أعرف فأجده وأستطيع البلوغ إل ملسه)‪.‬‬
‫وقد شهد اللّه ف حق أيوب أنه صال مستقيم‪ ،‬خائف من اللّه‪ ،‬بعيد من السوء كما هو مصرح به ف الباب الول والثان من كتابه‪ .‬فهذا القدس ل يصل له‬
‫علم طريق وجدان اللّه فضلً عن وجدانه‪.‬‬

‫(‪ )37‬ف الية الرابعة من الباب العشرين من سفر الروج هكذا‪( :‬ل نتخذ لك صورة ول تثيل من كل ما ف السماء وما ف الرض وما ف الاء من تت‬
‫الرض)‪ .‬والية الثامنة عشر من الباب الامس والعشرين من السفر الذكور هكذا‪( :‬وأصنع كار وبي من ذهب سبيك تعل على كل جانب الغشاء)‪.‬‬

‫(‪ )38‬الية السادسة من رسالة يهوذا هكذا‪( :‬واللئكة الذين ل يفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إل دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تت الظلم)‪.‬‬
‫فعلم منها أن الشياطي مربوطة بقيود عظيمة إل يوم القيامة‪ .‬ويعلم من الباب الول والثان من كتاب أيوب أن الشيطان ليس بقيد بل هو مطلق ويضر عند‬
‫اللّه‪.‬‬

‫(‪ )39‬ف الية الرابعة من الباب الثان من الرسالة الثانية لبطرس هكذا‪( :‬أن اللّه ل يشفق على ملئكة قد أخطئوا بل ف سلسل الظلم طرحهم ف جهنم‬
‫وسلمهم مروسي للقضاء)‪ .‬وف الباب الرابع من إنيل مت أن الشيطان جرب عيسى عليه السلم‪.‬‬

‫(‪ )40‬الية الرابعة ف الزبور التسعي هكذا‪( :‬فإن ألف سنة لديك كالمس الغابر وكهجيع من الليل)‪ .‬والية الثامنة من الباب الثالث من الرسالة الثانية لبطرس‬
‫هكذا‪( :‬أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة‪ ،‬وألف سنة كيوم واحد) ومع ذلك قال ف الية السادسة عشر من الباب التاسع من سفر التكوين هكذا‪:‬‬
‫(ويكون القوس ف الغمام وأراه وأذكر اليثاق البدي الذي قام بي اللّه وبي كل نفس حية من كل ذي جسد هو على الرض)‪ .‬على أن كون القوس علمة‬
‫العهد ل يسن‪ ،‬لن القوس ل يكون ف كل غمام بل ف قليل من أوقات الغمام وهو وقت رقة الغمام غالبا‪ ،‬وهذا الوقت ل يكون موجبا لكثرة المطار الت‬
‫ياف منها الطوفان فل تصل العلمة وقت الاجة إليها بل وقت الستغناء عنها‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 53‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(‪ )41‬ف الية العشرين من الباب الثالث والثلثي من سفر الروج قول اللّه ف خطاب موسى عليه السلم هكذا‪( :‬إنك ل تقدر على النظر إل وجهي لنه ل‬
‫يران بشر فيحيا)‪ .‬وف الية الثلثي من الباب الثان والثلثي من سفر التكوين قول يعقوب عليه السلم هكذا‪( :‬رأيت اللّه وجها لوجه وتلصت نفسي)‪ .‬فرأى‬
‫يعقوب عليه السلم اللّه وجها لوجه وبقي حيا‪ ،‬وف القصة الت وقع فيها هذا القول أشياء أخرى أيضا ل تليق‪ .‬الول‪ :‬ذكر الصارعة بي اللّه وبي يعقوب‪.‬‬
‫والثان‪ :‬كونا متدة إل طلوع الفجر‪ .‬والثالث‪ :‬أنه ل يقو أحدها بالخر‪ .‬والرابع‪ :‬أن اللّه ل يقدر أن ينطلق بذاته فقال أطلقن‪ .‬والامس‪ :‬أن يعقوب ل يطلقه‬
‫إل بعوض وهو أن يباركه‪ .‬والسادس‪ :‬أن اللّه سأله عن اسه فعلم أنه ما كان يعلم اسه‪.‬‬

‫(‪ )42‬الية الثانية عشر من الباب الرابع من الرسالة الول ليوحنا هكذا‪( :‬اللّه ل ينظره أحد قط)‪ .‬وف الباب الرابع والعشرين من سفر الروج هكذا‪9 :‬‬
‫ل من شيوخ إسرائيل ‪ 10‬ونظروا إل إله إسرائيل وتت رجليه مثل الجر السمانون وكمثل لون السماء‬ ‫(وصعد موسى وهارون وناد أب وأبيهو وسبعون رج ً‬
‫ونور ظاهر) ‪( 11‬فلم يبسط يده على شيوخ إسرائيل وأبصروا اللّه وأكلوا وشربوا) فموسى [ص ‪ ]168‬وهارون والشايخ السبعون عليهم السلم قد أبصروا‬
‫اللّه وأكلوا وشربوا معه أقول أولً‪ :‬أن الملة الخية بسب الظاهر تدل على أنم أكلوا اللّه وشربوه‪ ،‬لكن القصود لعله ما فهمه العترضون‪ .‬وثانيا‪ :‬أن إله بن‬
‫إسرائيل (والعياذ باللّه) كان على صورة آلة مشركي الند مثل رامند روكرشن لن ألوانم على ما صرح به ف كتبهم على لون السماء‪.‬‬

‫(‪ )43‬ف الية السادسة عشر من الباب السادس من الرسالة الول إل تيموثاوس هكذا‪( :‬الذي ل يره أحد من الناس ول يقدر أن يراه)‪.‬‬
‫وف الباب الرابع من الشاهدات أن يوحنا رآه جالسا على العرش وكان الالس ف النظر شبه حجر اليشب والعقيق‪.‬‬

‫(‪ )44‬الية السابعة والثلثون من الباب الامس من إنيل يوحنا قول يسوع ف خطاب اليهود هكذا‪( :‬ل تسمعوا صوته قط ول أبصرت هيئته)‪ .‬وقد علمت‬
‫حال رؤية اللّه ف الثال السابق‪ .‬بقي حال ساع صوته‪ .‬ف الية الرابعة والعشرين من الباب الامس من سفر الستثناء هكذا‪( :‬قد أرانا الرب إلنا مده وعظمته‬
‫وسعنا صوته من وسط النهار)‪.‬‬

‫(‪ )45‬ف الية الرابعة والعشرين من الباب الرابع من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬اللّه روح)‪ .‬وف الية التاسعة والثلثي من الباب الرابع والعشرين من إنيل لوقا هكذا‪:‬‬
‫(أن الروح ليس له لم وعظام) ويعلم من هاتي العبارتي أن اللّه ليس له لم وعظام‪ ،‬وقد ثبت له ف كتبهم كل عضو من الرأس إل الرجل ونقلوا أمثلة لثبات‬
‫هذه العضاء وقد عرفتها ف مقدمة الباب الرابع‪ .‬ث قالوا استهزاءً‪" :‬ل يعلم إل الن أنه بستان أم بناء أو خزاف أو خياط أو جراح أو حلق أو قابلة أو جزار‬
‫أو فلح أو تاجر أو غيه لن أقوال كتبهم مضطربة"‪.‬‬
‫ف الية الثامنة من الباب الثامن من سفر التكوين هكذا‪( :‬وغرس الرب الله فردوس النعيم من البدي) فيعلم منه أنه بستان‪.‬‬
‫وكذا يعلم من الية التاسعة عشر من الباب الادي والربعي من كتاب أشعيا وف الية الامسة والثلثي من الباب الثان من سفر صموئيل الول هكذا‪( :‬وبن‬
‫له بيتا أمينا) وهكذا ف الية ‪ 11‬و ‪ 27‬من الباب السابع من سفر صموئيل الثان والية ‪ 38‬من الباب الادي عشر من سفر اللوك الول والية ‪ 1‬من الزبور‬
‫‪ 127‬ويعلم من هذه اليات أنه بناء‪ .‬والية الثامنة من الباب الرابع والستي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬والن يا رب أنت أبونا ونن الطي وأنت جابلنا ونن‬
‫جيعنا أعمال يديك) فيعلم منها أنه خزاف‪ .‬والية الادية والعشرون من الباب الثالث من سفر التكوين هكذا‪( :‬وصنع الرب الله لدم وزوجته ثيابا من جلود‬
‫وألبسهما) فيعلم أنه خياط‪ .‬وف الية ‪ 17‬من الباب الثلثي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬أشفي جرحك) فيعلم أنه جراح‪ .‬والية العشرون من الباب السابع من‬
‫كتاب أشعيا هكذا‪( :‬ف ذلك اليوم يلق الرب بوسى مستنكرا ف أولئك الذين هم عبوا النهر بلك الثوريي الرأس وأوبار الرجلي واللحية كلها) فيعلم أنه‬
‫حلق‪ .‬ويعلم من الية ‪ 31‬من الباب التاسع والعشرين والية ‪ 22‬من الباب الثلثي من سفر التكوين أنه قابلة‪ .‬وقد مر نقلهما عن قريب ف بيان الختلف‬
‫الثامن والعشرين‪ .‬والية السادسة من الباب الرابع والثلثي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬سيف الرب امتل دما سن من شحم من دم الرفان والتيوس من دم‬
‫الكباش العلوفة) فيعلم أنه جزار‪ .‬والية الامسة عشر من الباب الادي والربعي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬ها جعلتك مثل البكرات الدد الت للعجلة شبه‬
‫الناشي الت تدوس فتدوس البال وتسحق الكام وتصنعهم مثل التراب) فيعلم أنه فلح‪ .‬وف الية الثامنة من الباب الثالث من كتاب يوئيل هكذا‪( :‬وأبيع بنيكم‬
‫وبناتكم ف أيدي بن يهوذا) فيعلم أنه تاجر‪ .‬وف الية الثالثة عشر من الباب الرابع والمسي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬يتعلم جيع بنيك من الرب) فيعلم أنه‬
‫معلم‪ .‬ويعلم من الباب الثان والثلثي من سفر التكوين أنه مصارع‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 54‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(‪ )46‬الية التاسعة من الباب الثان والعشرين من سفر صموئيل الثان هكذا‪( :‬ارتفع دخان من أنفه‪ ،‬والتهبت النار من فمه تأكل‪ ،‬والمر اشتعل منها)‪ .‬والية‬
‫العاشرة من الباب السابع والثلثي من كتاب أيوب هكذا‪( :‬يكون الثلج من نفس اللّه ويمد الاء السائل)‪.‬‬

‫(‪ )47‬الية الثانية عشر من الباب الامس من كتاب هوشع هكذا‪( :‬وأنا مثل السوس لفرام ومثل الدودة لبيت يهوذا)‪.‬‬
‫والية السابعة من الباب الثالث عشر من الكتاب الذكور هكذا‪( :‬وأنا أكون لم مثل أسد‪ ،‬مثل نر‪ ،‬ف طريق الثوريي) فتارة مثل السوس والدودة وتارة مثل‬
‫السد والنمر‪.‬‬

‫(‪ )48‬الية العاشرة من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا‪( :‬دبارا صدا صار ل أسدا ف الفية)‪ .‬والية الادية عشر من الباب الربعي من كتاب أشعيا‬
‫هكذا‪( :‬مثل الراعي هو يرعى قطيعه) ال فتارة مثل الدب والسد وتارة كالراعي‪.‬‬

‫(‪ )49‬ف الية الثالثة من الباب الامس عشر من سفر الروج هكذا‪( :‬الرب مثل الرجل القاتل)‪ .‬وف الية العشرين من الباب الثالث عشر من الرسالة العبانية‬
‫هكذا‪( :‬وإله السلم)‪.‬‬

‫(‪ )50‬ف الية الثامنة من الباب الرابع ليوحنا هكذا‪( :‬اللّه مبة)‪ .‬والية الامسة من الباب الادي والعشرين من كتاب أرمياء هكذا‪( :‬وأنا أغليكم بيد مدودة‬
‫وبذراع قوية وبزجر وبغضب وبسخط شديد)‪ .‬ولا وصلت النوبة إل المسي أكتفي ف نقل هذه الختلفات على هذا القدر خوفا من التطويل فمن شاء أزيد‬
‫منه فليتصفح كتب العترضي الذكورين يد فيها اختلفات أخرى‪ .‬والية الامسة عشر من الباب الادي والعشرين من سفر الستثناء هكذا‪( :‬وإن كانت‬
‫لرجل امرأتان الواحدة مبوبة والخرى مبغوضة) ال‪ .‬والية السابعة والعشرون من الباب التاسع من كتاب يوشع هكذا‪( :‬وفرض عليهم) أي أهل جبعون اليوم‬
‫أن يكونوا ف خدمة الشعب بأسره وخدمة مذبح الرب مطبي حطبا ومستقي ماء ف الوضع الذي يتاره الرب‪ .‬وف الباب السادس والمسي من كتاب أشعيا‬
‫هكذا‪( :‬يقول الرب للخصيي الذين يفظون سبوت ويتارون ما أنا شئته ويسكون بعهدي أعطيهم ف بيت وف حيطان موضعا واسا أفضل من البني والبنات‪،‬‬
‫أعطيهم اسا أبديا ل يبيد) يعلم من هذه اليات أن اللّه موز لتزوج زوجتي واحد القوم ف العبودية والرق وراض عن الصيي‪( .‬وهذه) الشياء كلها مذمومة‬
‫عند النكليز شرعا أو عقلً والية الامسة والعشرون من الباب الول من الرسالة الول إل أهل قورنثيوس هكذا‪( :‬لن جهالة اللّه أحكم من الناس وضعف‬
‫اللّه أقوى من الناس)‪ .‬والية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال هكذا‪( :‬والنب إذا ضل وتكلم بكلم فأنا الرب أضللت ذلك النب) ال‪ .‬ويعلم من‬
‫هاتي اليتي جهل اللّه وإضلله لنبيائه (والعياذ باللّه)‪ .‬وقال جان كلرك اللحد بعد ما نقل بعض القاويل النقولة فيما قبل‪( :‬أن إله بن إسرائيل هذا ليس قاتلً‬
‫ظالا كاذبا أحق مضلً فقط بل هو نار مرقة أيضا)‪ .‬كما قال بولس ف الية التاسعة والعشرين من الباب الثان عشر من الرسالة العبانية إلنا نار آكلة والوقوع‬
‫ف يدي هذا الله ميف‪ .‬كما قال بولس ف الية الادية والثلثي من الباب العاشر من الرسالة العبانية (ميف هو الوقوع ف يدي اللّه الي)‪ .‬فتحصيل الرية‬
‫من رقية مثل هذا الله بالعجلة القدورة أحسن لنه إذا ل ينج ابنه الوحيد فمن يرجو منه الرحة واللطف‪ ،‬وهذا الله الذي تكم هذه الكتب أنه إله ليس بقابل‬
‫أن يعتمد عليه‪ ،‬بل هو شيء غي مقق جامع للضداد والوهام مضل أنبيائه) انتهى‪ .‬فانظروا إل أبناء صنف القسيسي إل أين وصلت نوبتهم وليعلم أن‬
‫اعتراضاتم على ما وقع ف تراجهم النكليزية وغيها فإن وجد الناظر ف بيان عدد الية أو ف بعض الضامي ما يالف الترجة العربية‪ ،‬فهو لجل اختلف‬
‫التراجم ‪.‬‬

‫الباب السادس‪( :‬ف إثبات نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم ودفع مطاعن القسيسي وهو مشتمل على فصلي)‬

‫الفصّل الول‪( :‬ف إثبات نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم وفيه ستة مسالك)‪.‬‬
‫[معجزات النب صلى ال عليه وسلم]‬
‫(السلك الول) أنه ظهرت معجزات كثية على يده صلى اللّه عليه وسلم وأذكر نبذا منها ف هذا السلك من القرآن والحاديث الصحيحة بذف السناد‬
‫وأوردها ف نوعي‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 55‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ل ونقلً ف اعتبار الروايات اللسانية الشتملة على شروط الرواية العتبة عند‬‫وقد عرفت ف الفصل الثالث من الباب الامس على أت تفصيل أنه ل شناعة عق ً‬
‫علمائنا رحهم اللّه تعال‪.‬‬
‫(أما النوع الول) ففي بيان أخباره عن الغيبات الاضية والستقبلة‪ ،‬أما الاضية فكقصص النبياء عليهم السلم وقصص المم البالية من غي ساع من أحد ول‬
‫تلقن من كتاب كما عرفت ف المر الرابع من الفصل الول من الباب الامس وقد أشي إليه بقوله تعال‪{ :‬تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها‬
‫أنت ول قومك من قبل هذا}‪.‬‬
‫والخالفة الت وقعت بي القرآن وكتب أهل الكتاب ف بيان بعض هذه القصص فقد عرفت حالا ف الفصل الثان من الباب الامس ف جواب الشبهة الثانية‪،‬‬
‫وأما الستقبلة فكثية‪ .‬عن حذيفة رضي اللّه عنه أنه قال‪( :‬قام فينا مقاما فما ترك شيئا يكون ف مقامه ذلك إل قيام الساعة إل حدثه حفظه من حفظه ونسيه‬
‫من نسيه قد علمه أصحاب هؤلء وإنه ليكون منه الشيء فأعرفه وأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ث إذا رآه عرفه) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وقد عرفت ف المر الثالث من الفصل الول من الباب الامس اثني وعشرين خبا من الخبار الندرجة ف القرآن وقال اللّه تعال‪{ :‬أم حسبتم أن تدخلوا النة‬
‫ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حت يقول الرسول والذين آمنوا معه مت نصر اللّه أل إن نصر اللّه قريب}‪.‬‬
‫فوعد اللّه السلمي ف هذا القول بأنم يزلزلون حت يستقيؤه ويستنصروه‪ .‬وقال النب صلى اللّه عليه وسلم لصحابه‪( :‬سيشتد المر باجتماع الحزاب عليكم‬
‫والعاقبة لكم عليهم)‪ .‬وقال أيضا‪( :‬أن الحزاب سائرون إليكم تسعا أو عشرا)‪ .‬فجاء الحزاب كما وعد اللّه ورسوله وكانوا عشرة آلف وحاصروا السلمي‬
‫وحاربوهم ماربة شديدة إل مدة شهر وكان السلمون ف غاية الضيق والشدة والرعب وقالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وأيقنوا بالنة والنصر‪ .‬كما أخب اللّه‬
‫تعال بقوله‪{ :‬ولا رأى الؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وصدق اللّه ورسوله وما زادهم إل إيانا وتسليما}‪ .‬وقد خرج أئمة الديث رضي‬
‫اللّه عنهم‪:‬‬

‫‪ -1‬أن النب صلى اللّه عليه وسلم أخب الصحابة بفتح مكة وبيت القدس واليمن والشام والعراق‪.‬‬
‫‪ -2‬وأن المن يظهر حت ترحل الرأة من الية إل مكة ل تاف إل اللّه‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن خيب تفتح على يد علي رضي اللّه عنه ف غد يومه‪.‬‬
‫‪ -4‬وأنم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأن بنات فارس تدمهم‪ .‬وهذه المور كلها وقعت ف زمن الصحابة رضي اللّه عنهم كما أخب‪.‬‬
‫‪ -6‬وأن أمته ستفترق على ثلث وسبعي فرقة‪.‬‬
‫‪ -7‬وأن فارس نطحة أو نطحتان ث ل فارس بعد هذا أبدا‪ ،‬والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن أهل صخر وبر هيهات آخر الدهر‪ .‬والراد‬
‫بالروم الفرنج والنصارى وكان كما أخب ما بقي من سلطنة الفرس أثر ما بلف الروم‪ ،‬فإن سلطنتهم وإن زالت عن الشام ف عهد خلفة عمر رضي اللّه عنه‬
‫وانزم هرقل من الشام إل أقصى بلده لكن ل تزل سلطنتهم بالكلية بل كلما هلك قرن خلفه قرن آخر‪.‬‬
‫‪ -8‬وأن اللّه زوى ل الرض فرأيت مشارقها ومغاربا وسيبلغ ملك أمت ما زوى ل منها)‪ .‬والعن جع اللّه ل الرض مرة واحدة بتقريب بعيدها إل قريبها‬
‫حت اطلعت على ما فيها‪ ،‬وستفتحها أمت جزءا فجزءا حت تتلك جيع أجزائها‪ ،‬ولجل تقييدها بشارقها ومغاربا انتشرت ملته ف الشارق والغارب ما بي‬
‫أرض الند الت هي أقصى الشرق إل بر طنجة الذي ف أقصى الغرب‪ ،‬ول تنتشر ف النوب والشمال مثل انتشارها ف الشرق والغرب‪ ،‬ولعل ف إتيانما بلفظ‬
‫المع‪ ،‬وف تقدي الشارق‪ ،‬إياء إل ما هنالك وإل ظهور كثرة العلماء منهما بالنسبة إل غيها‪ ،‬وأن علماء الشرق أكثر وأظهر من علماء الغرب‪.‬‬
‫‪ -9‬وأنه ل يزال أهل الغرب ظاهرين على الق حت تقوم الساعة)‪ .‬وف حديث آخر رواية أب أمامة‪( :‬ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق حت يأتيهم أمر‬
‫اللّه وهم كذلك وقيل‪ :‬يا رسول اللّه وأين هم قال‪ :‬ببيت القدس) والراد عند جهور العلماء بأهل الغرب أهل الشام لنه غرب الجاز بدللة رواية وهم‬
‫بالشام‪.‬‬
‫‪ -10‬وأن الفت ل تظهر ما دام عمر حيا وكان كما أخب‪ ،‬وكان عمر رضي اللّه عنه سد باب الفتنة‪.‬‬
‫‪ -11‬وأن الهدي رضي اللّه عنه يظهر‪.‬‬
‫‪ -12‬وأن عيسى عليه السلم ينل‪.‬‬
‫‪ -13‬وأن الدجال يرج‪ .‬وهذه المور الثلثة ستظهر إن شاء اللّه تعال واللّه أعلم‪.‬‬
‫‪ -14‬أن عثمان يقتل وهو يقرأ ف الصحف‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 56‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ - 15‬وأن أشقى الخرين من يصبغ هذه من هذه‪ .‬يعن لية علي من دم رأسه‪ ،‬يعن يقتله وها رضي اللّه عنهما استشهدا كما أخب‪.‬‬
‫‪ -16‬وأن عمارا تقتله الفئة الباغية فقتله أصحاب معاوية‪.‬‬
‫‪ -17‬وأن اللفة بعدي ف أمت ثلثون سنة ث تصي ملكا عضوضا بعد ذلك) فكانت اللفة القة كذلك بضي مدة خلفة السن بن علي رضي اللّه عنهما‪،‬‬
‫لن خلفة أب بكر رضي اللّه عنه كانت سنتي وثلثة أشهر وعشرين يوما‪ ،‬وخلفة عمر رضي اللّه عنه عشر سني وستة أشهر وأربعة أيام‪ ،‬وخلفة عثمان‬
‫رضي اللّه عنه إحدى عشرة سنة وإحدى عشر شهرا وثانية عشر يوما‪ ،‬وخلفة علي رضي اللّه عنه أربع سني وعشرة أشهر وتسعة أيام‪ ،‬وبتمامها خلفة‬
‫السن رضي اللّه عنه‪.‬‬
‫‪ -18‬وأن هلك أمت على يدي أغيلمة من قريش والراد يزيد وبنو مروان‪.‬‬
‫‪ -19‬وأن النصار يقلون حت يكونوا كاللح ف الطعام‪ ،‬فلم يزل أمرهم يتفرق حت ل يبق لم جاعة‪ .‬ووقع كما أخب‪.‬‬
‫‪ -20‬وأنه يكون ف ثقيف كذاب ومبي أي مهلك‪ ،‬فرأوها الختار والجاج‪.‬‬
‫‪ -20‬وأن الوتتي أي الوباء والطاعون يكون بعد فتح بيت القدس‪ ،‬وكان هذا الوباء ف خلفة عمر رضي اللّه عنه بعمواس من قرى بيت القدس‪ ،‬وبا كان‬
‫عسكره‪ ،‬وهو أول طاعون وقع ف السلم مات به سبعون ألفا ف ثلثة أيام‪.‬‬
‫‪ -22‬وأنم يغزون ف البحر كاللوك على السرة ففي الصحيحي‪( :‬كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان من خالت النب‬
‫صلى اللّه عليه وسلم من الرضاع وكانت تت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته ث جلست تفلي رأسه فنام‪ ،‬ث استيقظ يضحك فقالت‪ :‬ممّ‬
‫تضحك؟ قال‪ :‬ناس من أمت عرضوا على غزاة ف سبيل اللّه يركبون ثبج هذا البحر ‪ 2‬ملوكا على السرة أو كاللوك على السرة‪ .‬فقالت‪ :‬ادع اللّه أن يعلن‬
‫منهم ‪ 3‬فقال‪ :‬أنت من الولي‪ .‬فركبت البحر ف زمن معاوية فصرعت عن دابتها بعد خروجها منه فهلكت)‪.‬‬
‫‪ -23‬وأن اليان لو كان منوطا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس وفيه إشارة إل المام العظم أب حنيفة الكوف رحه اللّه تعال أيضا‪.‬‬
‫‪ -24‬وأن فاطمة أول أهله لوقا به فماتت رضي اللّه عنها بعد ستة أشهر من وفاته صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬
‫‪( -25‬وأن ابن هذا) أي السن ابن علي رضي اللّه عنهما (سيد وسيصلح اللّه به بي فئتي عظيمتي) ووقع كما أخب‪ ،‬فأصلح اللّه به بي أتباعه وأهل الشام‪.‬‬
‫‪ -26‬وأن أبا ذر يعيش وحيدا‪ ،‬ويوت‪ .‬فكان كما أخب‪.‬‬
‫‪( -27‬وأن أسرع أزواجه لوقا به أطولن يدا) فكانت زينب بنت جحش رضي اللّه عنها أسرعهن لوقا به لطول يدها بالصدقة‪.‬‬
‫‪( -28‬وأن السي بن علي رضي اللّه عنهما يقتل بالطف) وهو بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نر الفرات‪ ،‬والن اشتهر بكربلء‪،‬‬
‫فاستشهد السي رضي اللّه عنه ف الطف كما أخب‪.‬‬
‫‪ -29‬وقال لسراقة بن جعشم‪ :‬كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ فلما أتى بما عمر رضي اللّه عنه ألبسهما إياه وقال‪ :‬المد للّه الذي سلبهما كسرى‬
‫وألبسهما سراقة‪.‬‬
‫‪ -30‬وقال لالد رضي اللّه عنه حي وجهه لكيدر‪ :‬إنك تده يصيد البقر‪ .‬فكان كما أخب‪ .‬وف حديث أب هريرة رضي اللّه عنه عند الشيخي‪( :‬أن رسول‬
‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ :‬ل تقوم الساعة حت ترج نار من أرض الجاز يضيء لا أعناق البل ببصرى)‪.‬‬
‫وقد خرجت نار عظيمة على قرب مرحلة من الدينة‪ ،‬وكان ابتداؤها يوم الحد مستهل جادى الخرة سنة أربع وخسي وستمائة‪ ،‬وكانت خفيفة إل ليلة‬
‫الثلثاء بيومها‪ ،‬ث ظهرت ظهورا اشترك فيه الاص والعام‪ ،‬ولعدم ظهورها ظهورا معتدا إل يوم الثلثاء خفي عن البعض وقال ابتداؤها كان ثالث الشهر‪ ،‬وف‬
‫يوم الربعاء ظهرت ظهورا شديدا‪ ،‬واشتدت حركتها واضطربت الرض بن عليها‪ ،‬وارتفعت الصوات لالقها‪ ،‬ودامت آثار الركة حت أيقن أهل الدينة‬
‫بوقوع اللك وزلزلوا زلزالً شديدا فلما كان يوم المعة نصف النهار ثار ف الو دخان متراكم أمره متفاقم ث شاع النار وعل حت غشى البصار‪ ،‬فسكنت‬
‫بقريظة عند قاع التنعيم بطرف الرة ترى ف صورة البلد العظيم عليها سور ميط عليه شراريف كشراريف الصون وأبراج ومآذن‪ ،‬ويرى رجال يقودونا ل تر‬
‫على جبل إل دكته وأذابته‪ ،‬ويرج من مموع ذلك نر أحر ونر أزرق له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والبال بي يديه‪.‬‬
‫وكان يأت الدينة ببكة النب صلى اللّه عليه وسلم نسيم بارد‪ .‬وكان انطفاؤها ف السابع والعشرين من شهر رجب ليلة السراء والعراج وللشيخ قطب الدين‬
‫القسطلن تأليف ف بيان حال هذه النار ساه بمل الياز ف العجاز بنار الجاز‪ .‬فهذا الب من الخبار العظيمة أيضا لن النب صلى اللّه عليه وسلم أخب‬
‫بروج هذه النار قبل ظهورها بقدار ستمائة وخسي سنة تقريبا‪ ،‬وكتب ف البخاري قبل ظهورها بقدار أربعمائة سنة تقريبا‪ ،‬وصحيح البخاري ف غاية درجة‬
‫القبول من زمان التأليف إل هذا الي حت أخذ تسعون ألف رجل سنده من المام الرحوم بل واسطة ف مدة حياته فل مال لعناد معاند ف تكذيب هذا الب‬
‫الصريح الصادق‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 57‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وروى مسلم ف كتاب الفت من حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه ف أمر الدجال من طريق أب قتادة عن يسي بن جابر قال‪ :‬هاجت ريح حراء بالكوفة فجاء‬
‫رجل ليس له هجيي فقال‪ :‬أل يا عبد اللّه بن مسعود جاءت الساعة‪ .‬قال‪ :‬فقعد وكان متكئا‪ ،‬فقال‪ :‬إن الساعة ل تقوم حت ل يقسم مياث ول يفرح بغنيمة‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬بيده هكذا وناها نو الشام‪.‬‬
‫فقال‪ :‬عدو يتمعون لهل الشام ويتمع لم أهل الشام‪ .‬قلت‪ :‬الروم يعن‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬ويكون عند ذلك القتال ردة شديدة أي هزية‪ ،‬فيشترط السلمون شرطة‬
‫الوت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون حت يجز بينهم الليل‪ ،‬فيبقى هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة‪ ،‬ث يشترط السلمون شرطة الوت ل ترجع إل‬
‫غالبة‪ ،‬فيقتتلون حت يجز بينهم الليل‪ ،‬فيبقى هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة‪ ،‬ث يشترط السلمون شرطة الوت ل ترجع إل غالبة‪ ،‬فيقتتلون حت‬
‫يسوا فيبقى هؤلء وهؤلء كل غي غالب وتفن الشرطة‪ ،‬فإذا كان اليوم الرابع ند إليهم بقية السلم فيجعل اللّه الدبرة عليهم (أي الروم) فيقتتلون مقتلة‪ ،‬أما‬
‫قال‪ :‬ل يرى مثلها‪ ،‬وأما قال‪ :‬ل ير مثلها حت أن الطائر ليمر بنباتم فما يلفهم حت ير ميتا فيتعاد بنو الب‪ ،‬كانوا مائة فل يدون بقي منهم إل الرجل‬
‫الواحد‪ ،‬فبأي غنيمة يفرح أو أي مياث يقاسم‪ .‬فبينما هم كذلك إذ سعوا بناس هم أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم ف ذراريهم‪،‬‬
‫فيفضون ما ف أيديهم ويقبلون الديث‪ .‬عصمنا اللّه من فتنة الدجال‪.‬‬

‫واعلم أن علماء بروتستنت على ما هو عادتم يغلطون العوام باعتراضات موهة على الخبارات الستقبلة الندرجة ف القرآن والديث‪ ،‬فأنقل ههنا بعض‬
‫الخبارات النسوبة إل النبياء السرائيلية عليهم السلم عن كتبهم القدسة ليعلم الخاطب أن اعتراضاتم ليست بشيء‪ ،‬وليس غرضي سوء العتقاد ف أقوال‬
‫النبياء عليهم السلم لنا ليست بثابتة السناد إليهم ثبوتا قطعيا‪ ،‬بل حكمها حكم الروايات الضعيفة الروية بروايات الحاد‪ ،‬فالغلط منها ليس بقولم يقينا‬
‫والعتراض عليه حق فأقول‪:‬‬
‫الول‪ :‬الب النقول ف الباب السادس من سفر التكوين‪.‬‬
‫والثان‪ :‬الب النقول ف الية الثامنة من الباب السابع من كتاب أشعيا‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬الب النقول ف الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬الب الندرج ف الباب السادس والعشرين من كتاب حزقيال‪.‬‬
‫والامس‪ :‬الب الندرج ف الباب الثامن من كتاب دانيال‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬الب الندرج ف الباب التاسع من الكتاب الذكور‪.‬‬
‫والسابع‪ :‬الب الندرج ف الباب الثان عشر من الكتاب الذكور‪.‬‬
‫والثامن‪ :‬الب الندرج ف الباب السابع من سفر صموئيل الثان‪.‬‬
‫والتاسع‪ :‬الب الندرج ف الية ‪ 39‬و ‪ 40‬من الباب الثان عشر من إنيل مت‪.‬‬
‫والعاشر‪ :‬الب الندرج ف الية السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من الباب السادس عشر من إنيل مت‪.‬‬
‫والادي عشر‪ :‬الب الندرج ف الباب الرابع والعشرين من إنيل مت‪.‬‬
‫والثان عشر‪ :‬الب الندرج ف الباب العاشر من إنيل مت‪.‬‬
‫وكلها غلط كما عرفت هذه المور ف الباب الول‪ ،‬فإن أراد أحد منهم أن يعترض على أخباره من الخبارات الستقبلة الندرجة ف القرآن والديث فعليه أن‬
‫يبي أولً صحة هذه الخبارات الندرجة ف كتبهم الت أشرت إليها الن ث يعترض‪.‬‬
‫وأما النوع الثان ففي الفعال الت ظهرت منه عليه السلم على خلف العادة وهي تزيد على ألف وأكتفي على ذكر أربعي‪:‬‬

‫‪ -1‬قال اللّه تعال ف سورة بن إسرائيل‪{ :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليلً من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا}‪.‬‬
‫فهذه الية والحاديث الصحيحة تدل على أن العراج كان ف اليقظة بالسد‪ ،‬أما دللة الحاديث ففي غاية الظهور‪ ،‬وأما دللة الية فلن لفظ العبد يطلق على‬
‫مموع السد والروح‪ .‬قال اللّه تعال‪{ :‬أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى)‪ ،‬وقال أيضا ف سورة الن‪{ :‬وأنه لا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}‪.‬‬
‫ول شك أن الراد ف الوضعي من العبد مموع الروح والسد‪ ،‬فكذا الراد بالعبد ههنا‪ .‬ولن الكفار استبعدوا هذا العراج وأنكروه وارتد بسماعه ضعفاء‬
‫السلمي وافتتنوا به فلو ل يكن العراج بالسد وف اليقظة لا كان سببا لستبعاد الكفار وإنكارهم وارتداد ضعفاء السلمي وافتتانم‪ .‬إذ مثل هذا ف النامات ل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 58‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫يعد من الحال ول يستبعد ول ينكر أل ترى أن أحدا لو ادعى أنه سار ف نومه مرة ف الشرق ومرة ف الغرب وهو ل يتحول عن مكانه ول تتبدل حاله‬
‫الول‪ ،‬ل ينكره أحد ول يستبعد‪ ،‬ول استحالة فيه عقلً ونقلً‪.‬‬
‫أما عقلً فلن خالق العال قادر على كل المكنات‪ ،‬وحصول الركة البالغة ف السرعة إل هذا الد ف جسد ممد صلى اللّه عليه وسلم مكن‪ ،‬فوجب كونه‬
‫تعال قادرا عليه وغاية ما ف الباب أنه خلف العادة والعجزات كلها تكون كذلك‪.‬‬
‫وأما نقلً فلن صعود السم العنصري إل الفلك ليس بمتنع عند أهل الكتاب‪.‬‬
‫‪ - 1‬قال القسيس وليم است ف كتابه السمى بطريق الولياء ف بيان حال أخنوخ الرسول الذي كان قبل ميلد السيح بثلث آلف سنة وثلثمائة واثنتي‬
‫وثاني سنة هكذا‪( :‬أن اللّه نقله حيا إل السماء لئل يرى الوت كما هو مرقوم أنه ل يوجد لن اللّه نقله فترك الدنيا من غي أن يمل الرض والوجع والل‬
‫والوت ودخل بسده ف ملكوت السماء) انتهى‪.‬‬
‫وقوله كما هو مرقوم إشارة إل الية الرابعة والعشرين من الباب الامس من سفر التكوين‪.‬‬
‫وف الباب الثان من سفر اللوك الثان هكذا‪( 1 :‬وكان لا أراد الرب أن يصعد ايليا بالعجاج إل السماء انطلق ايليا واليسع من اللجال ‪ 11‬وبينما ها يسيان‬
‫ويتكلمان إذ بعجلة من نار وخيل من نار فاقتربت فيما بينهما وصعد ايليا بالعجاج إل السماء)‪.‬‬
‫وقال آدم كلرك الفسر ف شرح هذا القام‪( :‬ل شك أن إيليا رفع إل السماء حيا) انتهى كلمه‪.‬‬
‫والية التاسعة عشر من الباب السادس عشر من إنيل مرقس هكذا‪( :‬ث الرب بعد ما كلمهم ارتفع إل السماء وجلس عن يي اللّه)‪.‬‬
‫وقال بولس ف حال معراجه ف الباب الثان عشر من رسالته الثانية إل أهل قورنيثوس هكذا‪( 2 :‬أعرف إنسانا ف السيح قبل أربع عشرة سنة أف السد لست‬
‫أعلم أم خارج السد لست أعلم اللّه يعلم اختطف هذا إل السماء الثالثة ‪ 3‬وأعرف هذا النسان أف السد أم خارج السد لست أعلم اللّه يعلم أنه اختطف‬
‫إل الفردوس ‪ 4‬وسع كلمات ل ينطق با ول يسوغ لنسان أن يتكلم با) فادعى معراجه إل السماء الثالثة وإل الفردوس وبسماع كلمات ل ينطق با‪ ،‬وليس‬
‫لنسان أن يتكلم با ‪ 5‬وقال يوحنا ف الباب الرابع من الكاشفات ‪( 1‬وبعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح ف السماء والصوت الول الذي سعته كبوق يتكلم‬
‫قائلً اصعد إل ههنا فأريك ما ل بد أن يصي بعد هذا ‪ 2‬وللوقت صرت ف الروح وإذا عرش موضوع ف السماء وعلى العرش جالس)‪.‬‬
‫ل أو نقلً‪ .‬نعم يرد عليهم أنه ل وجود للسماوات‬ ‫فهذه المور مسلمة عند السيحيي فل مال للقسيسي أن يعترضوا على معراج النب صلى اللّه عليه وسلم عق ً‬
‫على حكم علم اليئة الديد‪ ،‬فكيف يصدق عندهم أن أخنوخ وإيليا والسيح عليهم السلم رفعوا إل السماء وجلس السيح على يي اللّه واختطف مقدسهم‬
‫إل السماء الثالثة وإل الفردوس‪ .‬وقد عرفنا مطهر البابويي وجهنمهم كما مر ف الفصل الثان من الباب الامس لكنا ما عرفنا فردوس السيحيي أهو على‬
‫السماء الثالثة الوهومة كأنياب الغوال عندهم أو فوقها أو هو عبارة عن جهنم كما يفهم بلحظة النيل وكتاب عقائدهم‪ ،‬لن السيح قال للسارق الصلوب‬
‫معه وقت الصلب إنك اليوم تكون معي ف الفردوس‪.‬‬
‫وهم يصرخون ف العقيدة الثالثة من عقائدهم أنه نزل إل جهنم‪ ،‬فإذا لحظنا المرين يعلم أن الفردوس عندهم جهنم‪.‬‬
‫قال جواد بن ساباط ف البهان السادس عشر من القالة الثانية من كتابه أن القسيس كياروس سألن ف حضور الترجي‪ :‬ماذا يعتقد السلمون ف معراج ممد‬
‫صلى اللّه عليه وسلم؟ قلت‪ :‬إنم يعتقدون أنه من مكة إل أورشليم ومنه إل السماء‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل يكن صعود السم إل السماء‪ .‬قلت‪ :‬سألت بعض السلمي عنه فأجاب أنه يكن كما أمكن لسم عيسى عليه السلم‪ .‬قال القسيس‪ِ :‬لمَ َلمْ تستدل‬
‫بامتناع الرق واللتئام على الفلك؟ قلت‪ :‬استدللت به لكنه أجاب أنما مكنان لحمد صلى اللّه عليه وسلم كما كانا مكني لعيسى عليه السلم‪.‬‬
‫قال القسيس‪ِ :‬لمَ َلمْ تقل أن عيسى إله له أن يتصرف ما يشاء ف ملوقاته؟ قلت‪ :‬قد قلت ذلك لكنه قال أن ألوهية عيسى باطلة لنه يستحيل أن يطرأ على اللّه‬
‫علمات العجز كالضروبية والصلوبية والوت والدفن‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ونقل بعض الحياء أن قسيسا ف بلد بنارس من بلد الند كان يقول ف بعض الجامع تغليطا لهال السلمي البدويي كيف تعتقدون العراج وهو أمر مستبعد‬
‫فأجابه موسي من موس الند أن العراج ليس بأشد استبعادا من كون العذراء حاملة من غي زوج‪ ،‬فلو كان مطلق المر الستبعد كاذبا فهذا أيضا يكون كاذبا‬
‫فكيف تعتقدونه فبهت القسيس‪.‬‬
‫‪ -2‬قال اللّه تعال‪{ :‬اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} أخب اللّه بوقوع النشقاق بلفظ الاضي فيجب تققه‪ ،‬وحله‬
‫على معن سينشق بعيد لربعة أوجه‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن قراءة حذيفة وقد انشق القمر وهي صرية ف الزمان الاضي والصل توافق القراءتي‪.‬‬
‫والثان‪ :‬أن اللّه أخب بإعراضهم عن آياته والعراض القيقي عنها ل يتصور قبل وقوعها‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 59‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫والثالث‪ :‬أن الفسرين الشهورين صرحوا بأن انشق بعناه‪ ،‬وردوا قول من قال بعن سينشق‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬أن الحاديث الصحيحة تدل على وقوعه قطعا‪ .‬ولذلك قال شارح الواقف‪( :‬وهذا متواتر قد رواه جع كثي من الصحابة كابن مسعود وغيه) انتهى‬
‫كلمه‪.‬‬
‫وقال العلمة أبو نصر عبد الوهاب ابن المام علي بن عبد الكاف بن تام النصاري السبكي ف شرحه لختصر ابن الاجب ف الصول‪( :‬والصحيح عندي أن‬
‫انشقاق القمر متواتر منصوص عليه ف القرآن مروي ف الصحيحي وغيها) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وأقوى شبهات النكرين أن الجرام العلوية ل يتأتى فيها الرق واللتئام وأن هذا النشقاق لو وقع ل يف على أهل الرض كلهم ونقله مؤرخو العال‪.‬‬
‫(والواب) أن هذه الشبهة ضعيفة جدا نقلً وعقلً‪ .‬أما نقلً فلسبعة أوجه‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن حادثة طوفان نوح عليه السلم كانت متدة إل سنة‪ ،‬وفن فيه كل ذي حياة من الطيور والبهائم والشرات والنسان غي أهل السفينة‪ ،‬وما نا‬
‫من النسان غي ثانية أشخاص على ما هو مصرح به ف الباب السابع والثامن من سفر التكوين‪.‬‬
‫وف الية العشرين من الباب الثالث من الرسالة الول لبطرس هكذا‪( :‬ف أيام نوح إذ كان الفلك يبن الذي فيه خلص قليلون أي ثانية أنفس بالاء)‪.‬‬
‫والية الامسة من الباب الثان من رسالته الثانية هكذا‪( :‬ول يشفق على العال القدي بل إنا حفظ نوحا ثامنا كارزا للب إذ جلب طوفانا على عال الفجار)‪ .‬وما‬
‫مضت على هذه الادثة مدة إل هذا اليوم على زعم أهل الكتاب إل مقدار أربعة آلف ومائتي واثنت عشرة سنة شسية ول يوجد هذا الال ف تواريخ‬
‫مشركي الند وكتبهم‪ .‬وهم ينكرون هذا المر إنكارا بليغا ويستهزئ به علماؤهم كافة ويقولون‪ :‬لو قطع النظر عن الزمان السالف ونظر إل زمان كرشن‬
‫الوتار‪ ،‬الذي كان قبل هذا اليوم بقدار أربعة آلف وتسعمائة وستي سنة على شهادة كتبهم‪ ،‬ل مال لصحة هذه الادثة العامة لن المصار العظيمة الكثية‬
‫من ذلك العهد إل هذا الي مغمورة وثبت بشهادة تواريهم أنه يوجد من ذلك العهد إل هذا الي ف إقليم الند مليونات كثية ف كل زمان من الزمنة‪،‬‬
‫ويدعون أن حال زمان كرشن لوجود كثرة التواريخ كحال أمس‪.‬‬
‫وقال ابن خلدون ف الجلد الثان من تاريه‪( :‬واعلم أن الفرس والند ل يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل فقط) انتهى كلمه بلفظه‪ .‬وقال‬
‫العلمة تقي الدين أحد بن علي بن عبد القادر بن ممد العروف بالقريزي ف الجلد الول من كتابه السمى بكتاب الواعظ والعتبار بذكر الطط والثار‪:‬‬
‫(الفرس وسائر الجوس والكلدانيون أهل بابل والند وأهل الصي وأصناف المم الشرقية ينكرون الطوفان‪ ،‬وأقر به بعض الفرس لكنهم قالوا ل يكن الطوفان‬
‫بسوى الشام والغرب ول يعم العمران كله ول غرق إل بعض الناس ول ياوز عقبة حلوان ول بلغ إل مالك الشرق) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫وأبناء صنف القسيسي ينكرون هذا الطوفان ويستهزئون به‪ .‬وأنقل كلم جان كلرك اللحد عن رسالته الثالثة الندرجة ف كتابه الطبوع سنة ‪ 1839‬ف ليدس‬
‫فقال ف الصفحة ‪( :54‬هذا) يعن الطوفان‪ ،‬غي صحيح على شهادة علم الفلسفة وأنا أتعجب! أمات اليتان ف ماء هذا الطوفان؟‪.‬‬
‫ولا كان بكم الية الامسة من الباب السادس من سفر التكوين أفكار قلوب النسان ذميمة فلماذا أبقى اللّه ثانية أشخاص‪ِ .‬ل َم َلمْ يلق النسان مرة أخرى‬
‫بعد إهلك الكل؟ ولاذا أبقى بضاعته القدية الت بقيت الفكار الذميمة باقية بسببها؟ لن الشجرة الرديئة ل تثمر ثرة جيدة كما قال مت ف الية السادسة عشر‬
‫من الباب السابع‪ ،‬هل يتنبون من الشوك عنبا أو من السك تينا؟‪ .‬ونوح كان شارب المر وبيمة وظالا (والعياذ باللّه)‪ .‬كما يفهم من الية ‪ 21‬و ‪ 25‬من‬
‫الباب التاسع من سفر التكوين فكيف يرجى منه أن يكون نسله صالا‪.‬‬
‫وانظروا أنه ل يكن صالا كما يظهر من الية الثانية من الباب الثان من رسالة بولس إل أهل أفسيس والية الثالثة من الباب الثالث من رسالته إل تيطس والية‬
‫الثالثة من الباب الرابع من الرسالة الول لبطرس والية [ص ‪ ]190‬الامسة من الزبور الادي والمسي) انتهى كلمه‪ .‬ث استهزأ ف هذه الصفحة ‪93‬‬
‫استهزا ًء بليغا جاوز الد ف إساءة الدب‪ ،‬فل أرضى بنقل كلمه القبيح‪.‬‬
‫(الوجه الثان) ف الباب العاشر من كتاب يوشع‪ ،‬على وفق الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪ 12 :‬حينئذ تكلم يسوع أمام الرب ف اليوم الذي دفع‬
‫الموري ف يدي بن إسرائيل‪ ،‬وقال أمامهم أيتها الشمس مقابل جبعون ل تتحركي والقمر مقابل قاع ايلون ‪( 13‬فوقف الشمس والقمر حت انتقم الشعب من‬
‫أعدائهم‪ ،‬أليس هذا مكتوبا ف سفر البرار فوقفت الشمس ف كبد السماء ول تكن تعجل إل الغروب يوما تاما)‪.‬‬
‫وف الباب الرابع من الصة الثالثة من كتاب تقيق الدين الق‪ ،‬الطبوع سنة ‪ 1846‬ف الصفحة ‪ 362‬هكذا‪( :‬أما غربت الشمس بدعاء يوشع إل أربع‬
‫وعشرين ساعة) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وهذه الادثة عظيمة وكانت على زعم السيحيي قبل ميلد السيح بألف وأربعمائة وخسي سنة فلو وقعت لظهرت على الكل ول ينع السحاب الغليظ علمه‬
‫أيضا‪ ،‬وهو ظاهر ول اختلف ف الفاق لنا لو فرضنا أن بعض المكنة كان فيها الليل ف هذا الوقت لجل الختلف فل بد أن تظهر لمتداد ليلهم بقدر أربع‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 60‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وعشرين ساعة‪ .‬وهذه الادثة العظيمة ليست مكتوبة ف كتب تواريخ أهل الند ول أهل الصي ول الفرس‪ .‬وأنا سعت من علماء مشركي الند تكذيبها‪ ،‬وهم‬
‫يزمون بأنا غلط يقينا‪ ،‬وأبناء صنف القسيسي يكذبونا ويستهزئون با وأوردوا عليها اعتراضات‪:‬‬

‫العتراض الول‪ :‬أن قول يوشع أيتها الشمس ل تتحركي‪ ،‬وقوله فوقفت الشمس‪ ،‬يدلن على أن الشمس متحركة والرض ساكنة‪ ،‬وإل كان عليه أن يقول‬
‫أيتها الرض ل تتحركي فوقفت الرض‪ ،‬وهذا المر باطل بكم علم اليئة الديد الذي يعتمد عليه حكماء أوروبا كلهم الن ويعتقدون ببطلن القدي‪ ،‬لعل‬
‫يوشع ما كان يعلم هذه الال‪ ،‬أو هذه القصة كاذبة‪.‬‬
‫والعتراض الثان‪ :‬أن قوله فوقفت الشمس ف كبد السماء يدل على أن هذا الوقت كان نصف النهار وهذا مدوش أيضا بوجوه‪ :‬أما أولً‪ :‬فلن بن إسرائيل‬
‫كانوا قتلوا من الخالفي ألوفا وهزموهم ولا هربوا أمطر الرب عليهم حجارة كبارا من السماء‪ ،‬وكان الذين ماتوا بالجارة أكثرمن الذين قتلهم بنو إسرائيل‪،‬‬
‫وهذه المور حصلت قبل نصف النهار على ما هو مصرح به ف الباب فل وجه لضطراب يوشع عليه السلم ف هذا الوقت لن الظفرين من بن إسرائيل كانوا‬
‫كثيين جدا والباقون من الخالفي قليلي جدا وكان الباقي من النهار مقدار النصف‪ ،‬فقتلهم قبل الغروب كان ف غاية السهولة‪ .‬وأما ثانيا‪ :‬فلن الوقت لا كان‬
‫نصف النهار فكيف رأوا القمر ف هذا الوقت على أن توقيفه لغو على قواعد الفلسفة‪ .‬وأما ثالثا‪ :‬فلن الوقت لا كان نصف النهار وكان بنو إسرائيل مشتغلي‬
‫بالحاربة والضطراب‪ ،‬وما كان لم شك ف القدار الباقي من النهار‪ ،‬وما كانت الساعات عندهم ف ذلك الزمان‪ .‬فكيف علموا أن الشمس قامت على دائرة‬
‫نصف النهار بقدار اثنت عشرة ساعة وما مالت إل هذه الدة إل جانب الغرب‪.‬‬
‫والعتراض الثالث‪ :‬قال جان كلرك‪( :‬إن اللّه كان وعد أن جيع أيام الرض زرع وحصاد‪ ،‬برد وحر‪ ،‬صيف وشتاء‪ ،‬ليل ونار‪ ،‬ل تدأ كما هو مصرح به‬
‫ف الية الثانية والعشرين من الباب الثامن من سفر التكوين فإذا ل تغرب الشمس إل الدة الذكورة هدأ الليل ف ذلك الوقت)‪.‬‬
‫(الوجه الثالث) ف الية الثامنة من الباب الثامن والثلثي ف بيان رجوع الشمس بعجزة أشعيا هكذا‪( :‬فرجعت الشمس عشر درجات ف الراقي الت كانت قد‬
‫اندرت)‪.‬‬
‫وهذه الادثة عظيمة‪ ،‬ولا كانت ف النهار فل بد أن تظهر لكثر أهل العال‪ ،‬وكانت قبل ميلد السيح بسبعمائة وثلث عشرة سنة شسية‪ ،‬وهذه الادثة ليست‬
‫مكتوبة ف تواريخ أهل الند والصي والفرس‪ .‬وأيضا يفهم منها حركة الشمس وسكون الرض‪ ،‬وهذا أيضا باطل على حكم علم اليئة الديد‪.‬‬
‫على أنا لو قطعنا النظر عن هذا‪ ،‬فنقول أن ههنا ثلثة احتمالت أما أن رجع النهار فقط بقدار عشر درجات‪ ،‬أو الشمس رجعت ف السماء بذا القدار كما‬
‫هو الظاهر‪ ،‬أو رجعت حركة الرض من الشرق إل الغرب بذا القدار‪ .‬وهذه الحتمالت الثلثة باطلة بكم الفلسفة‪ .‬وهذه الوادث الثلثة مسلمة عند‬
‫اليهود والنصارى والوادث الباقية الت أذكرها تتص بالنصارى‪.‬‬
‫(الوجه الرابع) ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت‪( 51 :‬وإذا حجاب اليكل قد انشق إل اثني من فوق إل أسفل والرض تزلزلت‪ ،‬والصخور تشققت‬
‫‪ 52‬والقبور تفتحت وقام كثي من أجسام القديسي الراقدين ‪ 53‬وخرجوا من القبور بعد قيامه ودخلوا الدينة القدسة وظهروا لكثيين)‪ .‬وهذه الادثة كاذبة‬
‫يقينا كما عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول‪ ،‬ول توجد ف تواريخ الخالفي القدية من الرومانيي واليهود‪ ،‬ول يذكر مرقس ولوقا تشقق الصخور‪،‬‬
‫وتفتح القبور‪ ،‬وخروج كثي من أجساد القديسي ودخولم ف الدينة القدسة‪ ،‬مع أن ذكرها كان أول من ذكر صراخ عيسى عليه السلم عند الوت الذي‬
‫اتفقا على ذكره‪ .‬وتشقق الصخور من المور الت يبقى أثرها بعد الوقوع‪ ،‬والعجب أن مت ل يذكر أمر هؤلء الوتى بعد انبعاثهم لي الناس ظهروا‪ ،‬وكان‬
‫اللئق ظهورهم على اليهود وبيلطس ليؤمنوا بعيسى عليه السلم كما كان اللئق على عيسى عليه السلم أن يظهر على هؤلء بعد قيامه من الموات ليزول‬
‫الشتباه ول يبقى الجال لليهود أن تلميذه أتوا ليلً وسرقوا جثته‪ .‬وكذا ل يذكر أن هؤلء الوتى بعد النبعاث رجعوا إل أجسادهم أو بقوا ف الياة‪ .‬وقال‬
‫بعض الظرفاء‪ :‬لعل مت فقط رأى هذه المور ف النام‪ .‬على أنه يفهم من عبارة لوقا أن انشقاق حجاب اليكل كان قبل وفاة عيسى عليه السلم خلفا لت‬
‫ومرقس‪.‬‬
‫(الوجه الامس) كتب مت ومرقس ولوقا ف بيان صلب السيح‪ ،‬أن الظلمة كانت على الرض كلها من الساعة السادسة إل الساعة التاسعة‪ ،‬وهذه الادثة لا‬
‫كانت ف النهار على الرض كلها ومتدة إل أربع ساعات‪ ،‬فل بد أن ل تفى على أكثر أهل العال‪ ،‬ول يوجد ذكرها ف تواريخ أهل الند والصي والفرس‪.‬‬
‫(الوجه السادس) أن مت كتب ف الباب الثان قصة قتل الطفال‪ ،‬ول يكتبها غيه من النيليي والؤرخي‪.‬‬
‫(الوجه السابع) ف الباب الثالث من إنيل مت ولوقا‪ ،‬وف الباب الول من إنيل مرقس هكذا‪( :‬فساعة طلع من الاء رأى السماوات قد انشقت والروح مثل‬
‫حامة نازلً عليه‪ ،‬وكان صوت من السماوات (أنت ابن البيب الذي به سررت) انتهى بعبارة مرقس‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 61‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫فانشقاق السماوات لا كان ف النهار‪ ،‬فل بد أن ل يفى على أكثر أهل العال‪ ،‬وكذا رؤية المامة وساع الصوت ل يتص بواحد دون واحد من الاضرين‪،‬‬
‫ول يكتب أحد هذه المور غي النيليي‪.‬‬
‫وقال "جان كلرك" مستهزئا بذه الادثة‪( :‬إن مت أبقانا مرومي من الطلع العظيم‪ ،‬وهو أنه ل يصرح أن السماوات لا انفتحت هل انفتحت أبوابا الكبية؟‬
‫أم التوسطة؟ أم الصغية؟ وهل كانت هذه البواب ف هذا الانب من الشمس أو ف ذلك الانب؟ ولجل هذا السهو الذي صدر عن مت قسوسنا يضربون‬
‫الرؤوس متحيين ف تعيي الانب‪ ،‬ث قال‪ :‬وما أخبنا أيضا أن هذه المامة هل أخذها أحد وحبسها ف القفص‪ ،‬أم رأوها راجعة إل جانب السماء‪ .‬ولو رأوها‬
‫راجعة ففي هذه الصورة ل بد أن تبقى أبواب السماوات مفتوحة إل هذه الدة‪ ،‬فل بد أنم رأوا باطن السماء بوجه حسن لنه ل يعلم أن بوابا كان عليها قبل‬
‫وصول بطرس هناك‪ ،‬لعل هذه المامة كانت جنية) انتهى كلمه‪.‬‬

‫(وأما بطلنا عقلً) فلوجوه ثانية‪.‬‬


‫(الول) أن انشقاق القمر كان ف الليل وهو وقت الغفلة والنوم والسكون عن الشي والتردد ف الطرق سيما ف موسم البد‪ ،‬فإن الناس يكونون مستريي ف‬
‫دواخل البيوت وزواياها مغلقي أبوابا‪ ،‬فل يكاد يعرف من أمور السماء شيئا إل من انتظره واعتن به‪ ،‬أل ترى إل خسوف القمر فإنه يكون كثيا‪ ،‬وأكثر‬
‫الناس ل يصل لم العلم به حت يبهم أحد به ف السحر‪.‬‬
‫(والثان) أن هذه الادثة ما كانت متدة إل زمان كثي‪ ،‬فما كان للناظر أن يذهب إل الغي الذي هو بعيد عنه وينبهه‪ ،‬أو يوقظ النائم ويريه‪.‬‬
‫(والثالث) أنا ل تكن متوقع الصول لهل العلم لينظروها ف وقتها ويروها كما أنم يرون هلل رمضان والعيدين والكسوف والسوف ف أوقاتا غالبا لجل‬
‫ل عن الليل‪ .‬فلذلك رأى الذين كانوا طالبي لذه العجزة‬ ‫كونا متوقع الصول‪ ،‬ول يكون نظر كل واحد إل السماء ف كل جزء من أجزاء النهار أيضا فض ً‬
‫وكذلك من وقع نظره ف هذا الوقت إل السماء كما جاء ف الحاديث الصحيحة أن الكفار لا رأوها قالوا‪ :‬سحركم ابن أب كبشة فقال أبو جهل‪ :‬هذا سحر‬
‫فابعثوا إل أهل الفاق حت تنظروا رأوا ذلك أم ل؟ فأخب أهل آفاق مكة أنم رأوه منشقا‪ ،‬وذلك لن العرب يسافرون ف الليل غالبا ويقيمون بالنهار فقالوا‪:‬‬
‫هذا سحر مستمر‪.‬‬
‫وف القالة الادية عشر من تاريخ "فرشته" أن أهل مليبار من إقليم الند رأوه أيضا‪ ،‬وأسلم وال تلك الديار الت كانت من موس الند بعد ما تقق له هذا المر‪.‬‬
‫وقد نقل الافظ الري عن ابن تيمية ‪ 6‬أن بعض السافرين ذكر أنه وجد ف بلد الند بنا ًء قديا مكتوبا عليه‪" :‬بن ليلة انشق القمر"‪.‬‬
‫(والرابع) أنه قد يول ف بعض المكنة وف بعض الوقات بي الرائي والقمر‪ ،‬سحاب غليظ أو جبل‪ ،‬ويوجد التفاوت الفاحش ف بعض الوقات ف الديار الت‬
‫ينل فيها الطر كثيا‪ ،‬بأنه يكون ف بعض المكنة سحاب غليظ ونزول الطر بيث ل يرى الناظر ف النهار الشمس ول هذا اللون الزرق إل ساعات متعددة‪،‬‬
‫وكذا ل يرى ف الليل القمر والكواكب ول اللون الذكور‪ .‬وف بعض أمكنة أخرى ل أثر للسحاب ول للمطر وتكون السافة بي تلك المكنة والمكنة الول‬
‫ل عن القمر‪.‬‬‫قليلة‪ ،‬وأهل البلد الشمالية كالروم والفرنج ف موسم نزول الثلج والطر ل يرون الشمس إل أيام‪ ،‬فض ً‬
‫(والامس) أن القمر لختلف مطالعه ليس ف حد واحد لميع أهل الرض‪ ،‬فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على آخرين‪ ،‬فيظهر ف بعض الفاق وبعض‬
‫النازل على أهل بعض البلد دون بعض‪ ،‬ولذلك ند السوف ف بعض البلد دون بعض‪ ،‬ونده ف بعض البلد باعتبار بعض أجزاء القمر‪ ،‬وف بعضها مستوفيا‬
‫أطرافه كلها‪ ،‬وف بعضها ل يعرفها إل الادقون ف علم النجوم‪ ،‬وكثيا ما يدث الثقات من العلماء باليئة الفلكية بعجائب يشاهدونا من أنوار ظاهرة ونوم‬
‫طالعة عظام تظهر ف بعض الوقات أو الساعات من الليل‪ ،‬ول علم لحد با من غيهم‪.‬‬
‫(والسادس) أنه قلما يقع أن يبلغ عدد ناظري أمثال هذه الوادث النادرة الوقوع إل حد يفيد اليقي‪ ،‬وأخبار بعض العوام ل يكون معتبا عند الؤرخي ف‬
‫الوقائع العظيمة‪ ،‬نعم يعتب أخبارهم أيضا ف الوادث الت يبقى أثرها بعد وقوعها‪ ،‬كالريح الشديد‪ ،‬ونزول الثلج الكثي‪ ،‬والبد‪ .‬فيجوز أن مؤرخي بعض الديار‬
‫ل يعتبوا أخبار بعض العوام ف هذه الادثة‪ ،‬وحلوه على تطئة أبصار الخبين العوام‪ ،‬وظنوا أنا تكون نوا من السوف‪.‬‬
‫(والسابع) أن الؤرخي كثيا ما يكتبون الوادث الرضية ول يتعرضون للحوادث السماوية إل قليلً سيما مؤرخي السلف‪ ،‬وكان ف زمان النب صلى اللّه عليه‬
‫وسلم ف ديار إنكلترة وفرانس شيوع الهل‪ ،‬واشتهارها بالصنائع والعلوم إنا هو بعد زمانه صلى اللّه عليه وسلم بدة طويلة‪.‬‬
‫(والثامن) أن النكر إذا علم أن المر الفلن معجزة أو كرامة للشخص الذي ينكره تصدى لخفائها‪ ،‬ول يرضى بذكرها وكتابتها غالبا‪ .‬كما ل يفى على من‬
‫ل على معجزة شق القمر‪.‬‬ ‫طالع الباب الادي عشر من إنيل يوحنا‪ ،‬والباب الرابع والامس من كتاب العمال‪ ،‬فظهر أن ل اعتراض عقلً ونق ً‬
‫وقال صاحب ميزان الق ف النسخة الطبوعة سنة ‪ 1843‬ف مر زابور‪( :‬معن الية على قاعدة التفسي منسوب إل يوم القيامة‪ ،‬لن لفظ الساعة العروف‬
‫باللم‪ ،‬قصد منه الساعة العلومة والوقت العلوم أعن القيامة‪ ،‬كما أن هذا اللفظ جاء بذا العن ف اليات الت هي ف آخر هذه السورة‪ ،‬ولجل ذلك فسر بعض‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 62‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيه لفظ الساعة بعن القيامة وقالوا‪ :‬أن من علمات يوم القيامة بكم هذه الية هذه العلمة أيضا‪ ،‬أن القمر سينشق) انتهى‬
‫كلمه‪.‬‬
‫فادعى أمرين الول‪ :‬أن الصحيح على قاعدة التفسي أن يكون انشق بعن سينشق‪ .‬والثان‪ :‬أن بعض الفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيه فسروه هكذا‪.‬‬
‫وكلها غلطان‪.‬‬
‫أما (الول) فلن انشق صيغة ماض‪ ،‬وحله على معن سينشق ماز ول يصار إل الجاز ما ل يتعذر المل على القيقة‪ ،‬وههنا ل يتعذر بل يب المل على‬
‫معناه القيقي كما عرفت آنفا‪.‬‬
‫أما (الثان) فلنه بتان صرف على البيضاوي‪ ،‬وهو ما فسر انشق بينشق بل فسر بعناه الاضي‪ ،‬لكنه بعد ما فسر على متاره‪ ،‬نقل قول البعض بصيغة التمريض‪،‬‬
‫ث رد قوله فهذا القول مردود عنده‪.‬‬
‫ولا اعترض صاحب الستفسار على مؤلف اليزان على العبارة الذكورة وقال‪( :‬أن القسيس إما غالط أو مغلط للعوام)‪ .‬تنبه الؤلف الذكور وغي هذه العبارة ف‬
‫النسخة الديدة الفارسية الطبوعة سنة ‪ ،1849‬ونسخة أردو الطبوعة سنة ‪ 1850‬وقال‪( :‬لفظ الساعة العرف باللم ف حالة الفراد جاء ف كل موضع من‬
‫القرآن بعن يوم القيامة‪ ،‬وجلة انشق القمر بسبب واو العطف ألقت بملة اقتربت الساعة‪ ،‬وتوجد ف كل من الملتي صيغة الاضي‪ ،‬فكما أن الفعل الول‬
‫اقتربت بعن الستقبل يعن سيجيء يوم القيامة‪ ،‬فكذا الفعل الثان انشق أيضا بعن سينشق يعن إذا جاء يوم القيامة ينشق القمر‪ ،‬وبعض العلماء الفسرين أيضا‬
‫فسروا هكذا مثل الزمشري والبيضاوي‪ ،‬وإن اعتقدا ف تفسيها أن هذه الية معجزة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لكنهما صرحا هكذا أيضا‪ .‬وعن بعض الناس‬
‫أن معناه ينشق يوم القيامة‪ ،‬وف قراءة حذيفة وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة‪ ،‬وقد حصل من آيات اقترابا أن القمر قد انشق وقال البيضاوي‪ :‬وقيل معناه‬
‫سينشق يوم القيامة) انتهى كلمه‪.‬‬
‫فتنبه صاحب اليزان وغي العبارة‪ ،‬لكنه أعجب ف تلخيص عبارة الكشاف حيث أسقط بعض العبارة زاعما أنا غي مفيدة ونقل قوله‪ :‬وف قراءة حذيفة وقد‬
‫انشق القمر ال‪ .‬وهذا القول ل يناسب مقصوده لنه نص ف ثبوت العجزة الذكورة أن قيل‪ :‬نقل هذا القول طردا قلت فحينئذ ل وجه لسقاط بعض العبارة‪،‬‬
‫وعبارة الكشاف هكذا‪( :‬وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة‪ .‬وقوله‪ :‬وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر يرده وكفى به ردا قراءة حذيفة قد‬
‫انشق القمر أي اقتربت الساعة‪ ،‬وقد حصل من آيات اقترابا إن القمر قد انشق كما تقول أقبل المي وقد جاء البشي بقدومه وعن حذيفة أنه خطب بالدائن ث‬
‫قال‪ :‬أل إن الساعة قد اقتربت وأن القمر قد انشق على عهد نبيكم) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫قوله‪ :‬لفظ الساعة العروف باللم ال‪ .‬وكذا قوله جلة‪ :‬انشق القمر بسبب واو العطف ال‪ .‬ل يصل منهما مقصوده‪ ،‬لعله فهم أن لفظ الساعة لا كان بعن‬
‫القيامة وانشقاق القمر من علماته‪ ،‬فل بد أن يكون متصلً با واقعا فيها‪ ،‬وهذا غلط نشأ من عدم التأمل‪ .‬قال اللّه تعال ف سورة ممد‪{ :‬فهل ينظرون إل‬
‫الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها}‪ .‬فقوله‪ :‬فقد جاء أشراطها يدل على أن أشراطها قد تققت‪ ،‬لن لفظة قد إذا دخلت على الاضي تكون نصا على‬
‫وجود الفعل ف الزمان الاضي القريب من الال‪ ،‬فلذلك فسر الفسرون هذا القول هكذا ف البيضاوي (لنه قد ظهرت إماراتا كمبعث النب وانشقاق القمر)‪.‬‬
‫وف التفسي الكبي (الشراط العلمات قال الفسرون‪ :‬هي مثل انشقاق القمر ورسالة ممد عليه السلم‪ ،‬وف الللي أي علماتا منها مبعث النب صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وانشقاق القمر والدخان)‪.‬‬
‫وعبارة السين كالبيضاوي قوله‪ :‬فكما أن الفعل الول اقتربت بعن الستقبل غلط لنه بعناه الاضي وترجته بالفارسية يعن (رزو قيامت خواهد آمد) ليست‬
‫بصحيحة‪ ،‬وما روي عن بعض الناس مردود عند الفسرين‪.‬‬
‫ث قال‪( :‬ولو سلمنا أن شق القمر وقع‪ ،‬ل يكون معجزة ممد صلى اللّه عليه وسلم أيضا‪ ،‬لنه ل يصرح ف هذه الية ول ف آية أخرى أن هذه العجزة ظهرت‬
‫على يد ممد صلى اللّه عليه وسلم) انتهى‪.‬‬
‫أقول‪ :‬يدل على كونا معجزة الية الثانية والحاديث الصحيحة الت صحتها بسب الضابطة العقلية زائدة على صحة هذه الناجيل الحرفة الملوءة بالغلط‪،‬‬
‫والختلفات الروية برواية الحاد الفقود أسانيدها التصلة‪ ،‬كما علمت ف الباب الول والثان‪.‬‬
‫ث قال‪( :‬إن علقة الية الثانية بالية الول أن النكرين يرون ف آخر الزمان علمات القيامة ول يؤمنون با‪ ،‬بل يقولون على عادة كفار السلف أنا سحر‬
‫فاحش ل غي) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وهذا أيضا غلط بوجهي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن النكر ل ينكر عنادا‪ ،‬والكافر ل ينسب المر الارق للعادة إل السحر إل إذا كان أحد ادعى أن هذا المر الارق من معجزات أو كرامات‪ .‬وإذا‬
‫ظهرت علمات القيامة ف آخر الزمان من غي الدعاء فكيف ينكرها النكرون‪ ،‬وكيف يقولون‪ :‬أنا سحر فاحش ل غي‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 63‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫والثان‪ :‬أن انشقاق القمر ف الستقبل ل يكون إل ف يوم القيامة‪ ،‬خاصة وف هذا اليوم ل يقول الكفار إنه سحر مستمر لظهور أمر القيامة ف هذا اليوم على كل‬
‫أحد‪ .‬إل أن يكون أحد منهم عاقلً معاندا مثل هذا الوجه فلعله يقول بزعمه‪ ،‬أو يتفوه بذا القول هذا الوجه بنفسه أو أمثاله من علماء بروتستنت‪ ،‬بعد‬
‫انبعاثهم من أحداثهم لرسوخ عناد الدين الحمدي ف قلوبم‪.‬‬
‫ث قال‪( :‬لو ظهرت هذه العجزة على يد ممد لخب العاندين الذين كانوا يطلبون منه معجزة بأن شققت القمر ف الوقت الفلن فل تكفروا) وستطلع على‬
‫جوابه ف الفصل الثان على أت وجه إن شاء اللّه‪.‬‬
‫وقال صاحب وجهة اليان منكرا لذه العجزة‪( :‬عدة أشخاص من الفسرين مثل الزمشري والبيضاوي فسروا هذا القام بأن القمر ينشق يوم القيامة‪ ،‬ولو وقع‬
‫لشتهر ف جيع العال ول معن لشتهاره ف إقليم واحد) انتهى كلمه ملخصا‪.‬‬
‫وقد ظهر لك ما ذكرنا أن كل المرين ليسا بصحيحي يقينا‪ ،‬وهذا القسيس فاق مؤلف اليزان‪ ،‬حيث أورد الدليل النقلي والعقلي‪ ،‬وصرح باسم الكشاف‪،‬‬
‫أيضا لعله رأى ف النسخة القدية للميزان لفظا كالبيضاوي وغيه‪ ،‬فظن أن الراد بالغي الكشاف‪ ،‬لن البيضاوي له مناسبة كثية بالكشاف بالنسبة إل التفاسي‬
‫الخر‪ ،‬فصرح باسم الكشاف ليحصل له الفضل على مؤلف اليزان‪.‬‬
‫وصاحب الكشاف قال ف مبدأ تفسي هذه السورة‪( :‬انشقاق القمر من آيات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معجزاته النية) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وقال صاحب الرسالة الت ألفها ف جواب مكتوب الفاضل نعمت على الند معترضا على هذه العجزة‪( :‬ل يثبت من هذه الية أن هذه العجزة صدرت عن‬
‫ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ول يثبت هذا المر من التفاسي) انتهى‪.‬‬
‫وهذا الثالث بالي النبثق من الولي فاق كليهما حيث قال‪ :‬ل يثبت هذا المر من التفاسي لعله اعتقد أن القسيس الول صادق ف قوله كالبيضاوي وغيه‪،‬‬
‫والقسيس الثان صادق ف قوله مثل الزمشري والبيضاوي‪ ،‬ث قاس حال سائر التفاسي على هذين التفسيين فقال‪ :‬ول يثبت هذا المر من التفاسي‪ ،‬ليحصل له‬
‫الفضل على القسيسي الولي‪ ،‬ويظهر تبحره عند قومه بأنه طالع التفاسي كلها‪ ،‬فظهر أن كل لحق من هؤلء الثلثة على سابقه‪ ،‬وهذا ليس بعجيب لن مثل‬
‫هذا المر قد شاع بي السيحيي ف القرن الول كما يظهر من رسائل الواريي‪ ،‬وصار من الستحسنات الدينية ف القرن الثان من القرون السيحية كما قال‬
‫الؤرخ موشيم ف بيان حال علماء القرن الثان من القرون السيحية ف الصفحة ‪ 65‬من الجلد الول من تاريه الطبوع سنة ‪( :1832‬كان بي متبعي رأي‬
‫أفلطون وفيثاغورس مقولة مشهورة أن الكذب والداع لجل أن يزداد الصدق وعبادة اللّه ليسا بائزين فقط بل قابلن للتحسي‪ ،‬وتعلم أولً منهم يهود مصر‬
‫هذه القولة قبل السيح‪ ،‬كما يظهر هذا جزما من كثي من الكتب القدية‪ ،‬ث أثر وباء هذا الغلط السوء ف السيحيي كما يظهر هذا المر من الكتب الكثية الت‬
‫نسبت إل الكبار كذبا) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وقال آدم كلرك ف الجلد السادس من تفسيه ف شرح الباب الول من رسالة بولس إل أهل غلطية‪:‬‬
‫(هذا المر مقق أن الناجيل الكثية الكاذبة كانت رائجة ف أول القرون السيحية وكثرة هذه الحوال الكاذبة الغي الصحيحة هيجت لوقا على ترير النيل‪،‬‬
‫ويوجد ذكر أكثر من سبعي من هذه الناجيل الكاذبة‪ ،‬والجزاء الكثية من هذه الناجيل باقية) انتهى‪.‬‬
‫وإذا نسب أسلفهم أكثر من سبعي إنيلً إل السيح والواريي ومري عليهم السلم‪ ،‬فأي عجب لو نسب هؤلء القسوس لجل تغليط عوام أهل السلم‬
‫بعض المور إل تفاسي القرآن‪.‬‬
‫واعلم أن الرسالة الخية كانت مشتهرة ف الند‪ ،‬وكان القسيسيون يقسمونا كثيا ف بلده‪ ،‬لكن لا كتب عدة من علماء السلم عليها ردا واشتهر ما كتبوا‬
‫تركوها وطبع ثلثة كتب من كتب الرد عليها‪ .‬الول‪" :‬التحفة السيحية" لسيد الدين الاشي‪ .‬والثان‪" :‬تأييد السلمي" لبعض أقارب متهد شيعة لكنهوا‪.‬‬
‫والثالث‪" :‬خلصة سيف السلمي" للفاضل حيدر علي القرشي‪.‬‬

‫‪ -3‬ف البيضاوي‪( :‬روى أنه لا طلعت قريش من العقنقل‪ ،‬قال صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬هذه قريش جاءت بيلئها وفخرها يكذبون رسولك‪ ،‬اللّهم إن أسألك‬
‫ما وعدتن‪ .‬فأتاه جبيل عليه السلم وقال له‪ :‬خذ قبضة من تراب فارمهم با‪ ،‬فلما التقى المعان تناول كفا من الصباء فرمى با ف وجوههم‪ .‬وقال‪ :‬شاهت‬
‫الوجوه فلم يبق مشرك إل شغل بعينه فانزموا وردفهم الؤمنون يقتلونم ويأسرونم‪ ،‬ث لا انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت) انتهى‪.‬‬
‫وقال اللّه تعال‪{ :‬وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى} يعن {وما رميت} يا ممد رميا توصلها إل أعينهم ول تقدر عليه {إذ رميت} أي أتيت بصورة‬
‫الرمي {ولكن اللّه رمى} أتى با هو غاية الرمي‪ ،‬فأوصلها إل أعينهم جيعا حت انزموا‪ ،‬وتكنتم من قطع دابرهم‪.‬‬
‫وقال الفخر الرازي عليه الرحة‪( :‬والصح) أن هذه الية نزلت ف يوم بدر‪ ،‬وإل لدخل ف أثناء القصة كلم أجنب عنها وذلك ل يليق بل ل يبعد أن يدخل تته‬
‫سائر الوقائع لن العبة بعموم اللفظ ل بصوص السبب) انتهى كلمه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 64‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وقد عرفت ف القدمة حال ما تفوه به صاحب ميزان الق على هذه العجزة فل أعيده‪.‬‬
‫‪ -4‬نبع الاء من بي أصابع النب صلى اللّه عليه وسلم ف مواطن متعددة‪ ،‬وهذه العجزة أعظم من تفجر الاء من الجر كما وقع لوسى عليه السلم‪ ،‬فإن ذلك‬
‫من عادة الجر ف الملة‪ ،‬وأما من لم ودم فلم يعهد من غيه صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أنه قال‪( :‬رأيت رسول اللّه صلى اللّه‬
‫عليه وسلم وحانت صلة العصر‪ ،‬فالتمس الناس الوضوء فلم يدوه‪ ،‬فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بوضوء فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف‬
‫ذلك الناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال‪ :‬فرأيت الاء ينبع من بي أصابعه صلى اللّه عليه وسلم فتوضأ الناس حت توضؤوا عن آخرهم) وهذه العجزة‬
‫صدرت بالزوراء عند سوق الدينة‪.‬‬
‫‪ -5‬عن جابر رضي اللّه عنه‪( :‬عطش الناس يوم الديبية ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بي يديه ركوة فتوضأ منها وأقبل الناس نوه وقالوا‪ :‬ليس عندنا ماء‬
‫إل ما ف ركوتك فوضع النب صلى اللّه عليه وسلم يده ف الركوة فجعل الاء يفور من بي أصابعه كأمثال العيون) وكان الناس ألفا وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ -6‬عن جابر رضي اللّه عنه (قال‪ :‬قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬يا جابر ناد بالوضوء وذكر الديث بطوله وأنه ل ند إل قطرة ف عزلء شجب‬
‫فأتى به النب صلى اللّه عليه وسلم فغمره وتكلم بشيء ل أدري ما هو وقال‪ :‬ناد بفنة الركب فأتيت با فوضعتها بي يديه‪ ،‬وذكر أن النب صلى اللّه عليه وسلم‬
‫بسط يده ف الفنة وفرق أصابعه وصب جابر عليه وقال‪ :‬بسم ال‪ .‬قال‪ :‬فرأيت الاء يفور من بي أصابعه ث فارت الفنة واستدارت حت امتلت‪ .‬وأمر الناس‬
‫بالستقاء فاستقوا حت رووا‪ .‬فقلت‪ :‬هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده من الفنة وهي ملى) وهذه العجزة صدرت ف غزوة‬
‫بواط‪.‬‬
‫‪ -7‬عن معاذ بن جبل ف قصة غزوة تبوك‪ ،‬وأنم وردوا العي وهي تبض بشيء من ماء مثل الشراك‪ ،‬فغرفوا من العي بأيديهم حت اجتمع ف شيء‪ ،‬ث غسل‬
‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجهه فيه ويديه ث أعاده فيها‪ ،‬فجرت باء كثي فاستقى الناس‪ .‬قال ف حديث ابن إسحاق‪ :‬فانرق من الاء ما له حس كحس‬
‫الصواعق‪ ،‬ث قال‪ :‬يوشك يا معاذ إن طالت بك الياة أن ترى ما ههنا قد مليء جنانا)‪.‬‬
‫‪ -8‬عن عمران بن الصي رضي اللّه عنهما أنه قال‪( :‬حي أصاب النب صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه عطش ف بعض أسفارهم‪ ،‬فوجه رجلي من أصحابه‬
‫وأعلمهما أنما يدان امرأة بكان كذا معها بعي عليه مزادتان الديث فوجداها وأتيا با النب صلى اللّه عليه وسلم فجعل ف إناء من مزاديتها وقال فيه ما شاء‬
‫اللّه‪ ،‬ث أعاد الاء ف الزادتي ث فتحت عزليها وأمر الناس فملؤوا أسقيتهم حت ل يدعوا شيئا إل ملؤه‪ .‬قال عمران‪ :‬وييل ل أنما ل تزدادا إل امتلء‪ ،‬ث أمر‬
‫فجمع للمرأة من الزواد حت ملؤوا ثوبا وقال‪ :‬اذهب فإنا ل نأخذ من مائك شيئا ولكن اللّه سقانا)‪.‬‬
‫‪ -9‬ف حديث عمر رضي اللّه عنه ف جيش العسرة وذكر ما أصابم من العطش‪ ،‬حت أن الرجل ينحر بعيه فيعصر فرثه فيشربه‪ ،‬فرغب أبو بكر إل النب ف‬
‫الدعاء‪ ،‬فرفع يديه فلم يرجعهما حت قالت ‪ 2‬السماء فانسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ول تاوز العسكر‪.‬‬
‫ل أتى النب صلى اللّه عليه وسلم يستطعمه‪ ،‬فاستطعمه شطر وسق شعي‪ ،‬فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حت كاله‪،‬‬ ‫‪ -10‬عن جابر رضي اللّه عنه أن رج ً‬
‫فأتى النب صلى اللّه عليه وسلم فأخبه‪ .‬فقال‪ :‬لو ل تكله لكلتم منه ولقام بكم‪.‬‬

‫‪ -11‬عن أنس رضي اللّه عنه أن النب صلى اللّه عليه وسلم أطعم ثاني رجلً من أقراص من شعي‪ ،‬جاء با أنس تت يده أي إبطه‪.‬‬
‫‪ -12‬عن جابر رضي اللّه عنه أن النب صلى اللّه عليه وسلم أطعم يوم الندق ألف رجل من صاع شعي وعناق ‪ 3‬قال جابر رضي اللّه عنه‪ :‬فأقسم باللّه‬
‫لكلوا حت تركوه وانرفوا وأن برمتنا لتغط كما هي وأن عجيننا ليخبز‪ ،‬وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصق ف العجي والبمة وبارك‪.‬‬

‫‪ -13‬عن أب أيوب رضي اللّه عنه أنه صنع لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولب بكر زهاء ما يكفيهما فقال له النب صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬ادع ثلثي من‬
‫أشراف النصار فدعاهم فأكلوا حت تركوا‪ ،‬ث قال‪ :‬ادع ستي فكان مثل ذلك‪ ،‬ث قال‪ :‬ادع سبعي فأكلوا حت تركوه‪ .‬وما خرج منهم أحد حت أسلم وبايع‪.‬‬
‫قال أبو أيوب رضي اللّه عنه‪ :‬فأكل من طعامي مائة وثانون رجلً‪.‬‬
‫‪ -14‬عن سرة بن جندب أتى النب صلى اللّه عليه وسلم بقصعة فيها لم فتعاقبوها من غدوة حت الليل‪ ،‬يقوم قوم ويقعد آخرون‪.‬‬
‫‪ -15‬عن عبد الرحن بن أب بكر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كنا عند النب صلى اللّه عليه وسلم ثلثي ومائة‪ .‬وذكر ف الديث أنه عجن صاع من طعام وصنعت‬
‫شاة فشوى سواد بطنها‪ .‬وقال‪ :‬وأي اللّه ما من الثلثي ومائة إل قد حز له حزة‪ ،‬ث جعل منها قصعتي فأكلنا أجعون وفضل ف القصعتي فحملته على البعي‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 65‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ -16‬عن سلمة بن الكوع وأب هريرة وعمر بن الطاب رضي اللّه عنهم فذكروا ممصة أصابت الناس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف بعض مغازيه‬
‫فدعا ببقية الزواد‪ ،‬فجاء الرجل بالثية ‪ 4‬من الطعام وفوق ذلك‪ ،‬وأعلهم الذي يأت بالصاع من التمر فجمع على نطع وقال سلمة‪ :‬فحززته كربضة العن‪ ،‬ث‬
‫دعا الناس بأوعيتهم فما بقي ف اليش وعاء إل ملؤه وبقي منه‪.‬‬
‫‪ -17‬عن أنس بن مالك أن النب صلى اللّه عليه وسلم حي ابتن بزينب‪ ،‬أمره أن يدعو له قوما ساهم حت امتل البيت والجرة‪ ،‬فقدم لم تورا فيه قدر من تر‬
‫جعل حيسا‪ ،‬فوضعه وغمس ثلث أصابعه‪ ،‬وجعل القوم يتغدون ويرجون‪ ،‬وبقي التور نوا ما كان‪.‬‬
‫‪ -18‬عن علي بن أب طالب رضي اللّه عنه أن فاطمة طبخت قدرا لغدائهما‪ ،‬ووجهت عليا إل النب صلى اللّه عليه وسلم ليتغذى معهما‪ ،‬فأمرها فغرفت‬
‫لميع نسائه صحفة صحفة‪ ،‬ث له عليه السلم‪ ،‬ث لعلي‪ ،‬ث لا‪ ،‬ث رفعت القدر وأنا لتفيض‪ .‬قالت‪ :‬فأكلنا منها ما شاء اللّه‪.‬‬
‫‪ -19‬عن جابر رضي اللّه عنه ف دين أبيه بعد موته‪ ،‬وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ماله فلم يقبلوه‪ ،‬ول يكن ف ثرها كفاف دينهم‪ ،‬فجاءه النب صلى اللّه‬
‫عليه وسلم بعد أن أمره بذها وجعلها بيادر ف أصولا‪ ،‬فمشى فيها ودعا‪ .‬فأوف منه جابر غرماءه وفضل مثل ما كانوا يدون كل سنة‪.‬‬
‫‪ -20‬قال أبو هريرة رضي اللّه عنه‪ :‬أصاب الناس ممصة فقال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬هل من شيء؟ فقلت‪ :‬نعم شيء من التمر ف الزود‪ .‬قال‪:‬‬
‫فآتى به‪ .‬فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبكة‪ .‬ث قال‪ :‬ادع عشرة فأكلوا حت شبعوا‪ ،‬ث عشرة كذلك حت أطعم اليش كلهم وشبعوا‪ .‬وقال‪ :‬خذ‬
‫ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ول تكبه‪ ،‬فقبضت على أكثر ما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأب بكر وعمر إل‬
‫أن قتل عثمان فانتهب من فذهب‪.‬‬
‫ومعجزة تكثي الطعام ببكة دعائه مروية عن بضعة عشر صحابيا‪ ،‬ورواه عنهم أضعافهم من التابعي‪ ،‬ث من ل يعد بعدهم‪ ،‬وأكثرها وردت ف قصص مشهورة‬
‫ومامع مشهورة‪ ،‬ول يكن التحدث عنها إل على وفق الصدق حذرا من التكذيب‪ ،‬وإنا حصل النب صلى اللّه عليه وسلم أولً الاء القليل أو الطعام القليل ث‬
‫كثره‪ ،‬ول يترع من بدء المر من العدم إل الوجود الاء الكثي‪ ،‬أو الطعام الكثي‪ ،‬مراعاة للدب بسب الظاهر ليعلم أن الوجد هو اللّه‪ .‬وإنا حصلت البكة‬
‫بسبب النب صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وإن كان التكثي أيضا ف القيقة من جانب اللّه كالياد‪ .‬وهكذا فعله النبياء كما يظهر من معجزة ايلياء عليه السلم ف‬
‫تكثي الدقيق والزيت ف بيت امرأة أرملة على ما صرح به ف الباب السابع عشر من سفر اللوك الول‪ ،‬ومن معجزة اليسع عليه السلم ف تكثي عشرين خبزا‬
‫من شعي وسنبل مفروك ف منديل حت أكل مائة رجل وفضل‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الرابع من سفر اللوك الثان‪ ،‬ومن معجزة عيسى عليه السلم ف‬
‫تكثي خسة أرغفة وسكتي على ما صرح به ف الباب الرابع عشر من إنيل مت‪.‬‬

‫‪ -21‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف سفر فدنا منه أعراب‪ ،‬فقال‪ :‬يا أعراب أين تريد؟ قال‪ :‬أهلي‪ ،‬قال‪ :‬هل لك‬
‫إل خي؟ قال‪ :‬وما هو؟ قال‪ :‬أن تشهد أن ل إله إل اللّه وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬من يشهد لك على ما تقول‪ ،‬قال‪ :‬هذه الشجرة‬
‫السمرة‪ ،‬وهي بشاطئ الوادي‪ ،‬فأقبلت تد الرض حت قامت بي يديه فاستشهدها ثلثا‪ .‬فشهدت أنه كما قال ث رجعت إل مكانا‪.‬‬
‫‪ -22‬عن جابر رضي اللّه عنه ذهب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئا يستتر به‪ ،‬فإذا بشجرتي بشاطئ الوادي‪ ،‬فانطلق رسول اللّه‬
‫صلى اللّه عليه وسلم إل إحداها‪ ،‬فأخذ بغصن من أغصانا فقال‪ :‬انقادي علي بإذن اللّه‪ ،‬فانقادت معه كالبعي الخشوش الذي يصانع قائده‪ .‬وذكر جابر أنه‬
‫فعل بالخرى كذلك حت إذا كان بالنصف بينهما قال‪ :‬التئما علي بإذن اللّه فالتأمتا‪ ،‬فجلس خلفهما فخرجت أخضر‪ .‬وجلست أحدث نفسي فالتفت فإذا‬
‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقبلً والشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق‪.‬‬
‫‪ -23‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال لعراب‪ :‬أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أن رسول اللّه؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فدعاه فجعل ينقد حت أتاه‬
‫فقال‪ :‬ارجع‪ .‬فعاد إل مكانه‪.‬‬
‫‪ -24‬عن جابر رضي اللّه عنه كان السجد مسقوفا على جذوع نل‪ ،‬وكان النب صلى اللّه عليه وسلم إذا خطب يقوم إل جذع منها‪ ،‬فلما صنع له النب‪،‬‬
‫سعنا لذلك الذع صوتا كصوت العشار‪ ،‬وف رواية أنس‪ :‬حت ارتج السجد لواره‪ ،‬وف رواية سهل‪ :‬وكثر بكاء الناس لا رأوا به‪ ،‬وف رواية الطلب‪ :‬حت‬
‫تصدع وانشق حت جاء النب صلى اللّه عليه وسلم فوضع يده عليه فسكت‪ .‬والب بأني الذع وحنينه باعتبار مبناه مشهور عند السلف واللف‪ ،‬وباعتبار معناه‬
‫متواتر يفيد العلم القطعي‪ .‬رواه من الصحابة بضعة عشر منهم ُأبَ ّي بن كعب‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وعبد اللّه بن عمر‪ ،‬وعبد اللّه بن عباس‪ ،‬وسهل بن سعد‬
‫الساعدي‪ ،‬وأبو سعيد الدري‪ ،‬وبريدة‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬والطلب بن أب وداعة‪ ،‬رضي اللّه عنهم كلهم يدثون بعن هذا الديث وإن كانت ألفاظهم متلفة ف باب‬
‫التحديث‪ ،‬فل شك ف حصول التواتر العنوي‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 66‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ -25‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كان حول البيت ستون وثلثمائة صنم مثبتة الرجل بالرصاص ف الجارة‪ ،‬فلما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه‬
‫وسلم السجد عام الفتح‪ ،‬جعل يشي بقضيب ف يده إليها ول يسها ويقول‪ :‬جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‪ ،‬فما أشار إل وجه صنم إل وقع‬
‫لقفاه ول لقفاه إل وقع لوجهه حت ما بقي منها صنم‪.‬‬
‫‪ -26‬دعا النب صلى اللّه عليه وسلم رجلً إل السلم‪ ،‬فقال‪ :‬ل أؤمن بك حت تيي ل ابنت‪ .‬فقال صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أرن قبها فأراه إياه‪ ،‬فقال صلى‬
‫اللّه عليه وسلم‪ :‬يا فلنة‪ .‬قالت‪ :‬لبيك وسعديك‪ .‬فقال النب صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أتبي أن ترجعي إل الدنيا؟ فقالت‪ :‬ل واللّه يا رسول اللّه إن وجدت اللّه‬
‫خيا ل من أبوي‪ ،‬ووجدت الخرة خيا من الدنيا‪.‬‬
‫‪ -27‬ذبح جابر رضي اللّه عنه شاة وطبخها وثرد ف جفنة‪ .‬وأتى با رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأكل القوم‪ ،‬وكان عليه الصلة والسلم يقول لم‪ :‬كلوا‬
‫ول تكسروا عظما‪ .‬ث إنه صلى اللّه عليه وسلم جع العظام ووضع يده عليها ث تكلم بكلم فإذا الشاة قامت تنفض ذنبها‪.‬‬
‫‪ -28‬عن سعد بن وقاص رضي اللّه عنه قال‪ :‬أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليناولن السهم لتصل به فيقول‪ :‬ارم به‪ ،‬وقد رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه‬
‫وسلم يومئذ عن قوسه‪ ،‬حت اندقت وأصيبت يومئذ عي قتادة يعن ابن النعمان حت وقعت على وجنتيه‪ ،‬فردها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكانت أحسن‬
‫عينيه‪.‬‬
‫‪ -29‬عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال لرسول ال‪ :‬ادع اللّه أن يكشف ل عن بصري‪ .‬قال‪ :‬فانطلق فتوضأ ث صلِ ركعتي‪ ،‬ث قل‪ :‬اللّهم إن أسألك وأتوجه‬
‫إليك بنبيك ممد نب الرحة‪ ،‬يا ممد إن أتوجه بك إل ربك أن يكشف ل عن بصري‪ ،‬اللّهم شفعه ف‪ .‬قال‪ :‬فرجع وقد كشف اللّه عن بصره‪.‬‬
‫‪ -30‬ابن ملعب السنة أصابه استسقاء‪ ،‬فبعث إل النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأخذ بيده حثوة من الرض فتفل عليها فأعطاها رسوله‪ ،‬فأخذها متعجبا يرى‬
‫أن قد هزئ به فأتاه با وهو على شفاء فشربا فشفاه اللّه تعال‪.‬‬
‫‪ -31‬عن حبيب بن فديك‪ ،‬أن أباه ابيضت عيناه فكان ل يبصر بما شيئا فنفث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف عينيه فأبصر‪ ،‬فرأيته يدخل البرة وهو ابن‬
‫ثاني‪.‬‬
‫‪ -31‬تفل ف عين علي رضي اللّه عنه يوم خيب وكان رمدا فأصبح بارئا‪.‬‬
‫‪ -33‬نفث على ضربة بساق سلمة بن الكوع يوم خيب فبأت‪.‬‬
‫ل يفضل‬ ‫‪ -34‬أتته امرأة من خثعم معها صب به بلء ل يتكلم فأتى باء فمضمض فاه وغسل يديه ث أعطاها إياه‪ ،‬وأمرها بسقيه ومسه به‪ ،‬فبأ الغلم وعقل عق ً‬
‫عقول الناس‪.‬‬
‫‪ -25‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ :‬جاءت امرأة بابن لا به جنون‪ ،‬فمسح صدره‪ ،‬فثع ثعة‪ ،‬فخرج من جوفه مثل الرو السود فشفي‪.‬‬
‫‪ -36‬انكفأت القدر على ذراع ممد بن حاطب وهو طفل‪ ،‬فمسح عليه‪ ،‬ودعا له وتفل فيه‪ ،‬فبأ لينه‪.‬‬
‫‪ -37‬كانت ف كف شرحبيل العفي سلعة تنعه القبض على السيف وعنان الدابة‪ ،‬فشكاها للنب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فما زال يطحنها حت رفعها ول يبق لا‬
‫أثر‪.‬‬
‫‪ -38‬عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال‪ :‬قالت أمي‪ :‬يا رسول اللّه خادمك أنس ادع اللّه له‪ .‬فقال‪ :‬اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته‪ .‬قال أنس‪:‬‬
‫فواللّه إن مال لكثي وإن ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نو الائة‪.‬‬
‫‪ -39‬دعا على كسرى حي مزق كتابه أن يزق اللّه ملكه‪ ،‬فلم تبق له باقية ول بقيت لفارس رياسة ف سائر أقطار الدنيا‪.‬‬
‫‪ -40‬عن أساء بنت أب بكر رضي اللّه عنهما أخرجت جبة طيانسة وقالت‪ :‬إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يلبسها‪ ،‬فنحن تغسلها للمرضى يستشفى‬
‫با‪ .‬وهذه العجزات‪ ،‬وإن ل يتواتر كل واحد منها‪ ،‬فالقدر الشترك بينها متواتر بل شبهة‪ ،‬كشجاعة علي‪ ،‬وسخاوة حات‪ ،‬وهذا القدر يكفي‪ ،‬والالت الت‬
‫نقلها مرقس ولوقا كلها آحاد ليس اعتبارها مثل الحاديث الصحيحة الروية بروايات الحاد الثابتة أسانيدها التصلة‪ ،‬بل الالت الت اتفق على نقلها النيليون‬
‫الربعة آحاد ل يزيد اعتبارها عندنا على رواية الحاد كما عرفت ف الباب الول‪.‬‬

‫[أخلق النب صلى ال عليه وسلم]‬

‫أنه قد اجتمع فيه من الخلق العظيمة‪ ،‬والوصاف الزيلة‪ ،‬والكمالت العلمية والعملية‪ ،‬والحاسن الراجعة إل النفس والبدن والنسب والوطن‪ ،‬ما يزم العقل‬
‫بأنه ل يتمع ف غي نب‪ ،‬فإن كل واحد منها وإن كان يوجد ف غي النب أيضا‪ ،‬لكن مموعها ما ل يصل إل للنبياء‪ ،‬فاجتماعها ف ذاته صلى اللّه عليه وسلم‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 67‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ل "اسبان هيس السيحي" من الذين هم أشد أعداء النب‬ ‫من دلئل النبوة وقد أقر الخالفون أيضا بوجود أكثر هذه الحاسن ف ذاته صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬مث ً‬
‫صلى اللّه عليه وسلم والطاعني ف حقه‪ ،‬لكنه اضطر ف القرار بوجود أكثر المور الذكورة ف ذاته صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬كما نقل سيل قوله ف مقدمة ترجة‬
‫القرآن ف الصفحة السادسة من النسخة الطبوعة سنة ‪ 1850‬هكذا‪( :‬أنه كان حسن الوجه وزكيًا و كانت طريقته مرضية‪ ،‬وكان الحسان إل الساكي‬
‫شيمته‪ ،‬وكان يعامل الكل باللق السن‪ ،‬وكان شجاعا على العداء‪ ،‬وكان يعظم اسم اللّه تعظيما عظيما‪ ،‬وكان يشدد على الفترين‪ ،‬والذين يرمون البآء‪،‬‬
‫والزاني‪ ،‬والقاتلي‪ ،‬وأهل الفضول‪ ،‬والطامعي‪ ،‬وشهود الزور‪ ،‬تشديدا بليغا‪ ،‬وكانت كثرة وعظه ف الصب والود والرحم والب والحسان وتعظيم البوين‬
‫والكبار وتوقيهم وتكريهم‪ ،‬وكان عابدا مرتاضا ف الغاية) انتهى كلمه‪.‬‬
‫(السلك الثالث) َمنْ نظر إل ما اشتملت شريعته الغراء عليه ما يتعلق بالعتقادات والعبادات والعاملت والسياسات والداب والكم‪ ،‬علم قطعا أنا ليست إل‬
‫من الوضع اللي‪ ،‬والوحي السماوي‪ ،‬وأن البعوث با ليس إل نبيا‪ .‬وقد عرفت ف الباب الامس‪ ،‬أن اعتراضات القسيسي عليها ضعيفة جدا‪ ،‬منشؤها العناد‬
‫الصرف والعتساف‪.‬‬
‫(السلك الرابع) أنه عليه السلم ادعى بي قوم ل كتاب لم ول حكمة فيهم‪ :‬أن بعثت من عند اللّه بالكتاب الني والكمة الباهرة لنور العال باليان والعمل‬
‫الصال‪ .‬وانتصب مع ضعفه وفقره وقلة أعوانه وأنصاره‪ ،‬مالفا لميع أهل الرض آحادهم وأوساطهم وسلطينهم وجبابرتم‪ ،‬فضلل آراءهم وسفه أحلمهم‬
‫وأبطل مللهم وهدم دولم‪ ،‬وظهر دينه على الديان ف مدة قليلة شرقا وغربا‪ ،‬وزاد على مر العصار والزمان‪ ،‬ول يقدر العداء مع كثرة عددهم وعددهم‬
‫وشدة شوكتهم وشكيمتهم‪ ،‬وفرط تعصبهم وحيتهم وبذل غاية جهدهم ف إطفاء نور دينه وطمس آثار مذهبه‪ .‬فهل يكون ذلك إل بعون إلي وتأييد ساوي‪،‬‬
‫ولنعم ما قال غمالئيل معلم اليهود لم ف حق الواريي‪( :‬يا أيها الرجال السرائيليون احترزوا لنفسكم من جهة هؤلء الناس فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا)‪.‬‬
‫ل عن نفسه‪ :‬أنه شيء الذي التصق به عدد من الرجال نو أربعمائة‪ ،‬الذي قتل وجيع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا‬ ‫‪( 36‬لنه قبل هذه اليام قام ثوداس قائ ً‬
‫ل شيء)‪( 37 .‬بعد هذا قام يهودا الليلي ف أيام الكتتاب‪ ،‬وأزاغ وراءه شعبا غفيا‪ ،‬فذاك أيضا هلك وجيع الذين انقادوا إليه تشتتوا)‪( 38 .‬والن أقول‬
‫لكم تنحوا عن هؤلء الناس واتركوهم لنه إن كان هذا الرأي وهذا العمل من الناس فسوف ينتقض) ‪( 39‬وإن كان من اللّه فل تقدرون أن تنتقضوه لئل‬
‫توجدوا ماربي للّه أيضا) كما هو مصرح به ف الباب الامس من كتاب العمال‪ ،‬والية السابعة من الزبور الول هكذا‪( :‬لن الرب يعرف طريق الصديقي‬
‫وطريق النافقي تلك) والية السادسة من الزبور الامس هكذا‪( :‬وتلك كل الذين يتكلمون بالكذب‪ ،‬الرجل السافك الدماء والغاش يرذله الرب)‪ .‬والية‬
‫السادسة عشرة من الزبور الرابع والثلثي هكذا‪( :‬وجه الرب على الذين يعملون الساوئ ليبيد من الرض ذكرهم) وف الزبور السابع والثلثي هكذا ‪:17‬‬
‫(لن سواعد الطاة تنكر‪ ،‬والرب يعضد الصديقي) ‪( 20‬الطاة فيهلكون‪ ،‬وأعداء الرب جيعا إذ يجدون ويرتفعون‪ ،‬يبيدون‪ ،‬وكالدخان يفنون)‪ .‬فلو ل يكن‬
‫ممد صلى اللّه عليه وسلم من الصديقي لهلك الرب طريقه ورذله وأباد ذكره من الرض‪ ،‬وكسر سواعده وأفناه كالدخان‪ .‬لكنه ل يفعل شيئا منها‪ ،‬فكان‬
‫ممد صلى اللّه عليه وسلم من الصديقي‪ ،‬ولعمري أن علماء بروتستنت ف تكذيب الدين الحمدي ماربون اللّه لكن الوقت قريب فسوف يعلمون {وسيعلم‬
‫الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} ول يقدرون على نقضه البتة كما وعد اللّه {يريدون ليطفئوا نور اللّه} أي دين السلم {بأفواههم} أي بأقوالم الباطلة‬
‫{واللّه متم نوره} أي مبلغه غايته {ولو كره الكافرون} أي اليهود والنصارى والشركون‪ ،‬ولنعم ما قيل‪:‬‬
‫أل قل لن ظل ل حاسدا * أتدري على من أسأت الدب‬
‫أسأت على اللّه ف فعله * لنك ل ترض ل ما وهب‬
‫(السلك الامس) أنه ظهر ف وقت كان الناس متاجي إل من يهديهم إل الطريق الستقيم‪ ،‬ويدعوهم إل الدين القوي لن العرب كانوا على عبادة الوثان‪،‬‬
‫ووأد البنات‪ .‬والفرس على اعتقاد اللي ووطء المهات والبنات‪ .‬والترك على تريب البلد وتعذيب العباد‪ .‬والند على عبادة البقر‪ ،‬والسجود للشجر والجر‪.‬‬
‫واليهود على الحود ودين التشبيه‪ ،‬وترويج الكاذيب الفتريات‪ .‬والنصارى على القول بالتثليث‪ ،‬وعبادة الصليب وصور القديسي والقديسات‪ .‬وهكذا سائر‬
‫الفرق ف أودية الضلل والنراف عن الق والشتغال بالحال‪ ،‬ول يليق بكمة اللّه اللك البي أن ل يرسل ف هذا الوقت أحدا يكون رحة للعالي‪ ،‬وما ظهر‬
‫أحد يصلح لذا الشأن العظيم ويؤسس هذا البنيان القوي غي ممد بن عبد اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬فأزال الرسوم الزائغة والقالت الفاسدة‪ ،‬وأشرقت شوس‬
‫التوحيد وأقمار التنيه‪ ،‬وزالت ظلمة الشرك والوثنية والتثليث والتشبيه‪ ،‬عليه من الصلة أفضلها ومن التحيات أكملها‪ ،‬وإليه أشار اللّه تعال بقوله‪{ :‬يا أهل‬
‫الكتاب قد جاءكم رسولنا يبي لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشي ول نذير فقد جاءكم بشي ونذير واللّه على كل شيء قدير}‪ .‬قال الفخر‬
‫الرازي قدس سره ف تفسي هذه الية‪( :‬الفائدة ف بعثة ممد صلى اللّه عليه وسلم عند فترة من الرسل هي أن التغي والتحريف قد تطرق إل الشرائع التقدمة‬
‫لتقادم عهدها وطول زمانا‪ ،‬وبسبب ذلك اختلط الق بالباطل والصدق بالكذب وصار ذلك عذرا ظاهرا ف إعراض اللق عن العبادات‪ ،‬لن لم أن يقولوا يا‬
‫إلنا عرفنا أنه ل بد من عبادتك ولكنا ما عرفنا كيف نعبد‪ ،‬فبعث اللّه تعال ف هذا الوقت ممدا صلى اللّه عليه وسلم إزالة لذا العذر) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 68‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(السلك السادس) أخبار النبياء التقدمي عليه‪ ،‬عن نبوته عليه السلم‪ ،‬ولا كان القسيسون يغلطون العوام ف هذا الباب تغليطا عظيما استحسنت أن أقدم على‬
‫نقل تلك الخبار أمورا ثانية تفيد للناظر بصية‪:‬‬
‫(المر الول) أن النبياء السرائيلية مثل أشعيا وأرميا ودانيال وحزقيال وعيسى عليهم السلم‪ ،‬أخبوا عن الوادث التية كحادثة بتنصر وقورش واسكندر‬
‫وخلفائه وحوادث أرض أدوم ومصر ونينوى وبابل‪ ،‬ويبعد كل البعد أن ل يب أحد منهم عن خروج ممد صلى اللّه عليه وسلم الذي كان وقت ظهوره‬
‫كأصغر البقول‪ ،‬ث صار شجرة عظيمة تأوي طيور السماء ف أغصانا‪ ،‬فكسر البابرة والكاسرة وبلغ دينه شرقا وبلغ دينه شرقا وغربا وغلب الديان وامتد‬
‫دهرا بيث مضى على ظهوره مدة ألف ومائتي وثاني إل هذا الي ويتد إن شاء اللّه إل آخر بقاء الدنيا‪ ،‬وظهر ف أمته ألوف ألوف من العلماء الربانيي‬
‫والكماء التقني والولياء ذوي الكرامات والجاهدات والسلطي العظام‪ ،‬وهذه الادثة كانت أعظم الوادث‪ ،‬وما كانت أقل من حادثة أرض أدوم ونينوى‬
‫وغيها فكيف يوز العقل السليم أنم أخبوا عن الوادث الضعيفة وتركوا الخبار عن الادثة العظيمة‪.‬‬
‫(المر الثان) أن النب التقدم إذا أخب عن النب التأخر‪ ،‬ل يشترط ف إخباره أن يب بالتفصيل التام بأنه يرج من القبيلة الفلنية ف السنة الفلنية ف البلد الفلن‪،‬‬
‫وتكون صفته كيت وكيت‪ ،‬بل يكون هذا الخبار ف غالب الوقات مملً عند العوام‪ ،‬وأما عند الواص فقد يصي جليا بواسطة القرائن‪ ،‬وقد يبقى خفيا‬
‫عليهم أيضا ل يعرفون مصداقه إل بعد ادعاء النب اللحق أن النب التقدم أخب عن وظهور صدق ادعائه بالعجزات وعلمات النبوة‪ ،‬وبعد الدعاء وظهور‬
‫صدقه يصي جليا عندهم بل ريب ولذلك يعاتبون كما عاتب السيح عليه السلم علماء اليهود بقوله‪( :‬ويل لكم أيها الناموسيون لنكم أخذت مفتاح العرفة ما‬
‫ل عن العلماء‬ ‫دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم) كما هو مصرح به ف الباب الادي عشر من إنيل لوقا‪ ،‬وعلى مذاق السيحيي قد يبقى خفيا على النبياء فض ً‬
‫بل قد يبقى خفيا على النب الخب عنه على زعمهم ف الباب الول من إنيل يوحنا هكذا‪( 19 :‬وهذه هي شهادة يوحنا حي أرسل اليهود من أورشليم كهنة‬
‫ولويي ليسألوه من أنت) ‪( 20‬فاعترف ول ينكروا قرأن لست أنا السيح) ‪( 21‬فسألوه ماذا إذا أنت‪ ،‬إيلياء؟ فقال لست أنا إيلياء فسألوه أنت النب فأجاب‬
‫ل) ‪( 22‬فقالوا له من أنت لنعطي جوابا للذين أرسلونا ماذا تقول عن نفسك) ‪( 23‬قال أنا صوت صارخ ف البية قوّموا طريق الرب كما قال أشعيا النب)‬
‫‪( 24‬وكان الرسلون من الفريسيي) ‪( 25‬فسألوه وقالوا له فما بالك تعمد إن كنت لست السيح ول إيليا ول النب)‪ .‬واللف واللم ف لفظ النب الواقع ف‬
‫الية ‪ 21‬و ‪ 25‬للعهد‪ ،‬والراد النب العهود الذي أخب عنه موسى عليه السلم ف الباب الثامن عشر من سفر الستثناء على ما صرح به العلماء السيحية‪،‬‬
‫فالكهنة واللويون كانوا من علماء اليهود وواقفي على كتبهم وعرفوا أيضا أن يي عليه السلم نب‪ ،‬لكنهم شكوا ف أنه السيح عليه السلم أو إيلياء عليه‬
‫السلم أو النب العهود الذي أخب عنه موسى عليه السلم‪ ،‬فظهر منه أن علمات هؤلء النبياء الثلثة ل تكن مصرحة ف كتبهم بيث ل يبقى الشتباه للخواص‬
‫فضلً عن العوام فلذلك سألوا أولً أنت السيح فبعد ما أنكر يي عليه السلم عن كونه مسيحا سألوه أنت إيلياء فبعد ما أنكر عن كونه إيلياء أيضا سألوه أنت‬
‫النب العهود‪.‬‬
‫ولو كانت العلمات مصرحة لا كان للشك مل بل ظهر منه أن يي عليه السلم ل يعرف نفسه أنه إيلياء حت أنكر‪ ،‬فقال لست أنا وقد شهد عيسى أنه إيلياء‬
‫ف الباب الادي عشر من إنيل مت‪ .‬قول عيسى عليه السلم ف حق يي عليه السلم هكذا‪( :‬وإن أردت أن تقبلوا فهذا هو إيلياء الزمع أن يأت) وف الباب‬
‫السابع عشر من إنيل مت هكذا‪( 10 :‬وسأله تلميذه قائلي فلماذا يقول الكتبة أن إيلياء ينبغي أن يأت أولً) ‪( 11‬فأجاب يسوع وقال لم أن إيلياء يأت أولً‬
‫ويرد كل شيء) ‪( 12‬ولكن أقول لكم أن إيلياء قد جاء ول يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا‪ ،‬كذلك ابن النسان أيضا سوف يتأل منهم) ‪( 13‬حينئذ فهم‬
‫التلميذ أنه قال لم عن يوحنا العمدان)‪ .‬وظهر من العبارة الخية أن علماء اليهود ل يعرفوه بأنه إيلياء وفعلوا به ما فعلوا وأن الواريي أيضا ل يعرفوه بأنه‬
‫إيلياء مع أنم كانوا أنبياء ف زعم السيحيي وأعظم رتبة من موسى عليه السلم وكانوا اعتمدوا من يي ورأوه مرارا‪ ،‬وكان ميئه ضروريا قبل إلهم‬
‫ومسيحهم‪.‬‬
‫وف الية ‪ 33‬من الباب الول من إنيل يوحنا قول يي هكذا‪( :‬وأنا ل أكن أعرفه لكن الذي أرسلن لعمد بالاء ذاك قال ل الذي ترى الروح نازلً ومستقرا‬
‫عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس) ومعن قوله‪( :‬وأنا ل أكن أعرفه) على زعم القسيسي أنا ل أكن أعرفه معرفة جيدة بأنه السيح الوعود‪ ،‬فعلم أن يي‬
‫عليه السلم ما كان يعرف عيسى عليه السلم معرفة يقينية بأنه السيح الوعود به إل ثلثي سنة ما ل ينل الروح القدس‪ ،‬لعل كون ولدة السيح من العذراء ل‬
‫يكن من العلمات الختصة بالسيح‪ ،‬وإل فكيف يصح هذا‪ ،‬لكن أقطع النظر عن هذا وأقول أن يي أشرف النبياء السرائيلية بشهادة عيسى عليه السلم كما‬
‫هو مصرح به ف الباب الادي عشر من إنيل مت وأن عيسى عليه السلم إله وربه على زعم السيحيي‪ ،‬وكان ميئه ضروريا قبل السيح‪ ،‬وكان كونه إيلياء‬
‫يقينيا‪ ،‬فإذا ل يعرف هذا النب الشرف نفسه إل آخر العمر‪ ،‬ول يعرف إله وربه إل الدة الذكورة‪ ،‬وكذا ل يعرف الواريون الذين هم أفضل من موسى‬
‫وسائر النبياء السرائيلية مدة حياة يي أنه إيلياء‪ ،‬فماذا رتبة العلماء والعوام عندهم ف معرفة النب اللحق بب النب التقدم عنه وترددهم فيه‪ ،‬وقيافا رئيس‬
‫الكهنة كان نبيا على شهادة يوحنا‪ ،‬كما هو مصرح به ف الية الادية والمسي من الباب الادي عشر من إنيله وهو أفت بقتل عيسى عليه السلم وكفره‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 69‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وأهانه‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت‪ ،‬ولو كانت علمات السيح ف كتبهم مصرحة بيث ل يبقى الشتباه على أحد‪ ،‬ما كان‬
‫لذا النب الفت بقتل إله وبكفره أن يفت بقتله وكفره‪ .‬ونقل مت ولوقا ف الباب الثالث‪ ،‬ومرقس ويوحنا ف الباب الول من أناجيلهم خب أشعيا ف حق يي‬
‫عليهما السلم‪ ،‬وأقر يي عليه السلم بأن هذا الب ف حقه على ما صرح به يوحنا‪ .‬وهذا الب ف الية الثالثة من الباب الربعي من كتاب أشعيا هكذا‪:‬‬
‫(صوت النادي ف البية‪ ،‬سهلوا طريق الرب‪ ،‬أصلحوا ف البوادي سبيلً للنا) ول يذكر فيه شيء من الالت الختصة بيحي عليه السلم ل من صفاته ول من‬
‫زمان خروجه‪ ،‬ول مكان خروجه‪ ،‬بيث ل يبقى الشتباه‪ ،‬ولو ل يكن ادعاء يي عليه السلم بأن هذا الب ف حقه‪ ،‬وكذا ادعاء مؤلفي العهد الديد‪ ،‬لا ظهر‬
‫ل عن العوام‪ ،‬لن وصف النداء ف البية يعم أكثر النبياء السرائيلية الذين جاؤوا من بعد أشعيا عليه السلم‪ ،‬بل يصدق‬ ‫هذا للعلماء السيحية وخواصهم فض ً‬
‫على عيسى عليه السلم أيضا‪ .‬لنه كان ينادي مثل نداء يي عليه السلم‪ :‬توبوا لنه قد اقترب ملكوت السماء‪.‬‬
‫وسيظهر لك ف المر السادس حال الخبارات الت نقلها النيليون ف حق عيسى عليه السلم عن النبياء التقدمي عليهم السلم‪ ،‬ول ندعي أن النبياء الذين‬
‫أخبوا عن ممد صلى اللّه عليه وسلم كان إخبار كل منهم بصفته مفصلً بيث ل يكون فيه مال التأويل للمعاند‪.‬‬
‫قال المام الفخر الرازي ف ذيل تفسي قوله تعال‪{ :‬ول تلبسوا الق بالباطل وتكتموا الق وأنتم تعلمون} واعلم أن الظهر ف الباء ف قوله بالباطل أنا باء‬
‫[ص ‪ ]220‬الستعانة كالت ف قولك كتبت بالقلم‪ .‬والعن ل تلبسوا الق بسبب الشبهات الت توردونا على السامعي‪ ،‬وذلك لن النصوص الواردة ف التوراة‬
‫والنيل ف أمر ممد عليه السلم نصوصا خفية تتاج ف معرفتها إل الستدلل‪ ،‬ث إنم كانوا يادلون فيها ويشوشون وجه الدللة على التأملي فيها بسبب‬
‫إلقاء الشبهات)‪ .‬انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫قال الحقق عبد الكيم السيالكوت ف حاشيته على البيضاوي‪( :‬هذا فصل يتاج إل مزيد شرح وهو يب أن يتصور أن كل نب أتى بلفظة معرضة وإشارة‬
‫مدرجة ل يعرفها إل الراسخون ف العلم وذلك لكمة إلية‪ ،‬وقد قال العلماء‪ :‬ما انفك كتاب منل من السماء من تضمن ذكر النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لكن‬
‫بإشارات‪ ،‬ولو كان منجليا للعوام لا عوتب علماؤهم ف كتمانه‪ ،‬ث ازداد ذلك غموضا بنقله من لسان إل لسان من العبان إل السريان ومن السريان إل‬
‫العرب‪ ،‬وقد ذكرت مصلة ألفاظ من التوراة والنيل إذا اعتبتا وجدتا دالة على صحة نبوته عليه السلم بتعريض هو عند الراسخي ف العلم جلي وعند العامة‬
‫خفي)‪ .‬انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫(المر الثالث) ادعاء أن أهل الكتاب ما كانوا ينتظرون نبيا آخر غي السيح وإيلياء‪ ،‬ادعاء باطل ل أصل له بل كانوا منتظرين لغيها أيضا‪ ،‬لا علمت ف المر‬
‫الثان أن علماء اليهود العاصرين لعيسى عليه السلم سألوا يي عليه السلم أولً‪ :‬أنت السيح؟ ولا أنكر سألوه‪ :‬أنت إيلياء؟ ولا أنكر سألوه‪ :‬أنت النب؟ أي‬
‫النب العهود الذي أخب به موسى‪ ،‬فعلم أن هذا النب كان منتظرا مثل السيح وإيلياء وكان مشهورا بيث ما كان متاجا إل ذكر السم بل الشارة إليه كانت‬
‫كافية‪.‬‬
‫وف الباب السابع من إنيل يوحنا بعد نقل قول عيسى عليه السلم هكذا‪( :40 :‬فكثيون من المع لا سعوا هذا الكلم قالوا هذا بالقيقة هو النب) ‪:41‬‬
‫(وآخرون قالوا هذا هو السيح) وظهر من هذا الكلم أيضا أن النب العهود عندهم كان غي السيح ولذلك قابلوا بالسيح‪.‬‬
‫(المر الرابع) ادعاء أن السيح خات النبيي ول نب بعده باطل‪ ،‬لا عرفت ف المر الثالث أنم كانوا منتظرين للنب العهود الخر الذي يكون غي السيح وإيلياء‬
‫عليهم السلم‪ ،‬ولا ل يثبت بالبهان ميئه قبل السيح فهو بعده ولنم يعترفون بنبوة الواريي وبولس بل بنبوة غيهم أيضا‪.‬‬
‫وف الباب الادي عشر من كتاب العمال هكذا‪( 27 :‬ف تلك اليام اندر النبياء من أورشليم إل أنطاكية) ‪( 28‬وقام واحد معهم اسه أغابوس وأشار‬
‫بالروح أن جوعا عظيما كان عتيدا أن يصي على جيع السكونة الذي صار ف أيام كلوديوس) (قيصر) فهؤلء كلهم كانوا أنبياء على تصريح إنيلهم وأخب‬
‫واحد منهم اسه أغابوس عن وقوع الدب العظيم‪.‬‬
‫وف الباب الادي والعشرين من الكتاب الذكور هكذا‪( 10 :‬وبينما نن مقيمون أياما كثية اندر من اليهودية نب اسه أغابوس) ‪( 11‬فجاء إلينا وأخذ منطقة‬
‫بولس وربط يد نفسه ورجليه وقال هذا بقوله الروح القدس‪ ،‬الرجل الذي له هذه النطقة‪ ،‬هكذا سيبطه اليهود ف أورشليم ويسلمونه إل أيدي المم)‪.‬‬
‫وف هذه العبارة أيضا تصريح بكون أغابوس نبيا‪ ،‬وقد يتمسكون لثبات هذا الدعاء بقول السيح النقول ف الية الامسة عشر من الباب السابع من إنيل مت‬
‫هكذا‪( :‬احترزوا من النبياء الكذبة الذين يأتوكم بثبات الملن ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة) والتمسك به عجيب لن السيح عليه السلم أمر بالحتراز‬
‫من النبياء الكذبة ل النبياء الصدقة أيضا ولذلك قيد بالكذبة‪ ،‬نعم لو قال احترزوا من كل نب ييء بعدي لكان بسب الظاهر وجه للتمسك وإن كان‬
‫واجب التأويل عندهم‪ ،‬لثبوت نبوة الشخاص الذكورين‪ ،‬وقد ظهر النبياء الكذبة الكثيون ف الطبقة الول بعد صعوده كما يظهر من الرسائل الوجودة ف‬
‫العهد الديد ف الباب الادي عشر من الرسالة الثانية إل أهل قورنثيوس هكذا‪( 12 :‬ولكن ما أفعله لقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نن‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 70‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫أيضا فيما يفتخرون به) ‪( 13‬لن مثل هؤلء رسل كذبة فعله ماكرون مغيون شكلهم إل شبه رسل السيح) فمقدسهم ينادي بأعلى نداء أن الرسل الكذبة‬
‫الغدارين ظهروا ف عهده وقد تشبهوا برسل السيح‪.‬‬
‫وقال آدم كلرك الفسر ف شرح هذا القام‪( :‬هؤلء الشخاص كانوا يدعون كذبا أنم رسل السيح‪ ،‬وما كانوا رسل السيح ف نفس المر وكانوا يعظون‬
‫ويتهدون‪ ،‬لكن مقصودهم ما كان إل جلب النفعة)‪.‬‬
‫وف الباب الرابع من الرسالة الول ليوحنا هكذا‪( :‬أيها الحياء ل تصدقوا كل روح‪ ،‬بل امتحنوا الرواح هل هي من اللّه‪ ،‬لن النبياء الكذبة كثيون قد‬
‫خرجوا إل العال)‪ .‬فظهر من العبارتي أن النبياء الكذبة قد ظهروا ف عهد الواريي‪.‬‬
‫ل أنه شيء عظيم) ‪10‬‬ ‫وف الباب الثامن من كتاب العمال هكذا‪( 9 :‬وكان قبلً ف الدينة رجل اسه سيمون يستعمل السحر‪ ،‬ويدهش شعب السامرة قائ ً‬
‫(وكان الميع يتبعونه من الصغي إل الكبي قائلي هذا هو قوة اللّه العظيمة)‪.‬‬
‫ل ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسه باريشوع) وكذا سيظهر الدجالون‬ ‫وف الباب الثالث عشر من الكتاب الذكور هكذا‪( :‬ولا اجتازا الزيرة إل باقوس وجدا رج ً‬
‫الكذابون يدعي كل منهم أنه السيح كما أخب عيسى عليه السلم وقال‪( :‬ل يضلكم أحد فإن كثيين سيأتون باسي قائلي أنا هو [ص ‪ ]223‬السيح ويضلون‬
‫كثيين) كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من إنيل مت فمقصود السيح عليه السلم التحذير من هؤلء النبياء الكذبة والسحاء الكذبة ل من‬
‫النبياء الصادقي أيضا‪ ،‬ولذلك قال بعد القول الذكور ف الباب السابع (من ثارهم تعرفونم‪ ،‬هل يتنون من الشوك عنبا أو من السك تينا)‪.‬‬
‫وممد صلى اللّه عليه وسلم من النبياء الصادقي‪ ،‬كما يدل عليه ثاره على ما عرفت ف السالك التقدمة‪ ،‬ول اعتبار لطاعن النكرين كما ستعرف ف الفصل‬
‫الثان‪ ،‬ولن كل شخص يعلم أن اليهود ينكرون عيسى بن مري عليهما السلم ويكذبونه وليس عندهم رجل أشر منه‪ ،‬من ابتداء العال إل زمان خروجه‪ ،‬وكذا‬
‫ألوف من الكماء والعلماء الذين هم من أبناء صنف القسيسي وكانوا مسيحيي ث خرجوا عن هذه اللة لستقباحهم إياها‪ ،‬ينكرونه ويستهزؤون به وبلته‬
‫وألفوا رسائل كثية لثبات آرائهم واشتهرت هذه الرسائل ف أكناف العال‪ ،‬ويزيد متبعوهم كل يوم ف ديار أوربا‪ ،‬فكما أن إنكار اليهود وهؤلء الكماء‬
‫والعلماء ف حق عيسى عليه السلم غي مقبول عندنا‪ ،‬فكذا إنكار أهل التثليث ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم غي مقبول عندنا‪.‬‬
‫(المر الامس) الخبارات الت نقلها السيحيون ف حق عيسى عليه السلم ل تصدق عليه‪ ،‬على تفاسي اليهود وتأويلتم‪ ،‬ولذلك هم ينكرونه أشد النكار‪،‬‬
‫والعلماء السيحية ل يلتفتون ف هذا الباب إل تفاسيهم وتأويلتم ويفسرونا ويؤولونا بيث تصدق ف زعمهم على عيسى عليه السلم‪ .‬قال صاحب ميزان‬
‫الق ف الفصل الثالث من الباب الول ف الصفحة ‪ 46‬من النسخة الفارسية الطبوعة سنة ‪( :1849‬العلمون القدماء من اللة السيحية ادعوا هذه الدعوى‬
‫الصحيحة فقط أن اليهود أوّلوا اليات الت كانت إشارة إل يسوع السيح بتأويلت غي صحيحة وغي لئقة وبينوها خلف الواقع) انتهى‪.‬‬
‫وقوله ادّعوا هذه الدعوى الصحيحة فقط غلط يقينا لن العلمي القدماء كما ادعوا هذه الدعوى ادعوا أن اليهود حرفوا الكتب تريفا لفظيا كما عرفت ف‬
‫الباب الثان‪ ،‬لكن أقطع النظر عن هذا وأقول كما أن تأويلت اليهود ف اليات الذكورة مردودة غي صحيحة وغي لئقة عند السيحيي‪ ،‬كذلك تأويلت‬
‫السيحيي ف الخبارات الت هي ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم مردودة غي مقبولة عندنا‪ ،‬وسترى أن الخبارات الت ننقلها ف حق ممد صلى اللّه عليه‬
‫وسلم أظهر صدقا من الخبارات الت نقلها النيليون ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬فل بأس علينا إن ل نلتفت إل تأويلتم الفاسدة‪ ،‬وكما أن اليهود ادعوا ف‬
‫حق بعض الخبارات الت هي ف حق عيسى عليه السلم على زعم السيحيي أنا ف حق مسيحهم النتظر أو ف حق غيه أو ليست ف حق أحد‪ ،‬والسيحيون‬
‫يدعون أنا ف حق عيسى عليه السلم ول يبالون بخالفتهم‪ ،‬فكذا نن ل نبال بخالفة السيحيي ف حق بعض الخبارات الت هي ف حق ممد صلى اللّه عليه‬
‫وسلم لو قالوا أنا ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬وسترى أيضا أن صدقها ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم أليق من صدقها ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬فادعاؤنا‬
‫أحق من ادعائهم‪.‬‬
‫(المر السادس) مؤلفوا العهد الديد باعتقاد السيحيي ذوو إلام وقد نقلوا الخبارات ف حق عيسى عليه السلم فيكون هذا النقل على زعمهم باللام‪ ،‬فأذكر‬
‫نبذا منها بطريق النوذج ليقيس الخاطب حال هذه الخبارات بالخبارات الت أنقلها ف هذا السلك ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وإن سلك أحد من‬
‫القسيسي مسلك العتساف وتصدى لتأويل الخبارات الت أنقلها ف هذا السلك يب عليه أن يوجه أولً الخبارات الت نقلها مؤلفوا العهد الديد ف حق‬
‫عيسى عليه السلم‪ ،‬ليظهر للمنصف اللبيب حال الخبارات الت نقلها الانبان‪ ،‬ويقابلهما باعتبار القوة والضعف وإن غمض النظر عن توجيه الخبارات‬
‫العيسوية الت نقلها الؤلفون الذكورون‪.‬‬
‫وأول الخبارات الحمدية الت أنقلها ف هذا السلك يكون ممولً على عجزه وتعصبه‪ ،‬لنك قد علمت ف المر الثان والامس أن العاند له مال واسع‬
‫للتأويل ف أمثال هذه الخبارات‪ ،‬وإنا اكتفيت على نبذ ما نقله مؤلفو العهد الديد‪ ،‬لنه إذا ظهر أن البعض منها غلط يقينا‪ ،‬والبعض منها مرف‪ ،‬والبعض‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 71‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫منها ل يصدق على عيسى عليه السلم إل بالدعاء البحت والتحكم الصرف‪ ،‬ظهر أن حال الخبارات الخر الت نقلها السيحيون الذين ليسوا ذوي إلام‬
‫روحي‪ ،‬يكون أسوأ‪ ،‬فل حاجة إل نقلها‪.‬‬
‫(الب الول) ما هو النقول ف الباب الول من إنيل مت‪ ،‬وقد عرفت ف بيان الغلط المسي ف الفصل الثالث من الباب الول أنه غلط‪ ،‬على أن كون مري‬
‫عذراء وقت البل غي مسلم عند اليهود والنكرين‪ ،‬ول يتم عليهم حجة‪ ،‬لنا قبل ولدة عيسى عليه السلم‪ ،‬كانت ف نكاح يوسف النجار على تصريح‬
‫النيل واليهود العاصرون لعيسى عليه السلم‪ ،‬ويقولون أنه ولد يوسف النجار كما هو مصرح به ف الية ‪ 55‬من الباب ‪ 13‬من إنيل مت والية ‪ 45‬من‬
‫الباب ‪ 1‬والية ‪ 42‬من الباب السادس من إنيل يوحنا‪ ،‬وإل الن يقولون هكذا بل أشنع منه‪ ،‬والعلمة الخرى الختصة بعيسى عليه السلم غي مذكورة ف‬
‫هذا الب‪.‬‬
‫(والب الثان) ما هو النقول ف الية السادسة من الباب الثان من إنيل مت‪ ،‬وهو إشارة إل الية الثانية من الباب الامس من كتاب ميخا‪ ،‬ول تطابق عبارة‬
‫مت عبارة ميخا‪ ،‬وأحدها مرفة‪ ،‬وقد عرفت ف الشاهد الثالث والعشرين من القصد الول من الباب الثان‪ ،‬أن مققيهم اختاروا تريف عبارة ميخا‪ ،‬لكن‬
‫ادعاؤهم هذا لجل مافظة النيل فقط‪ ،‬وعند الخالف باطل‪.‬‬
‫(والب الثالث) ما هو النقول ف الية الامسة عشر‪ ،‬من الباب الذكور من إنيل مت‪.‬‬
‫(والب الرابع) ما هو منقول ف الية ‪ 17‬و ‪ 18‬من الباب الذكور‪.‬‬
‫(والب الامس) ما هو النقول ف الية الثالثة والعشرين من الباب الذكور‪ .‬وهذه الخبار الثلثة غلط كما عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول‪.‬‬
‫(والب السادس) الية التاسعة من الباب السابع والعشرين من إنيل مت‪ ،‬وقد عرفت ف الشاهد التاسع والعشرين من القصد الثان من الباب الثان أنه غلط‪،‬‬
‫على أن هذا الال يوجد ف الباب الادي عشر من كتاب زكريا‪ ،‬ول مناسبة له بالقصة الت نقلها مت‪ ،‬لن زكريا عليه السلم بعد ما ذكر اسي عصوين ورعى‬
‫قطيع يقول هكذا ترجة عربية سنة ‪( 12 :1844‬وقلت لم إن حسن ف أعينكم فهاتوا أجري وإل فكفوا فوزنوا أجري ثلثي من الفضة) ‪( 13‬وقال ل الرب‬
‫ألقها إل صناع التماثيل ثنا كريا أثون به فأخذت الثلثي من الفضة وألقيتها ف بيت الرب إل صناع التماثيل)‪ .‬فظاهر كلم زكريا أنه بيان حال‪ ،‬ل إخبار‬
‫عن الادثة التية‪ ،‬وأن يكون آخذ الدراهم من الصالي مثل زكريا عليه السلم ل من الكافرين مثل يهودا‪.‬‬
‫(والب السابع) ما نقله مقدسهم بولس ف الية السادسة من الباب الول من الرسالة العبانية‪ ،‬وقد عرفت حاله ف الفصل الثالث أنه غلط ل يصدق على عيسى‬
‫عليه السلم‪.‬‬
‫(والب الثامن) الية الامسة والثلثون من الباب الثالث عشر من إنيل مت هكذا‪( :‬لكي يتم ما قيل بالنب القائل سأفتح بأمثال فمي وأنطق بكتوبات منذ‬
‫تأسيس العال) وهو إشارة إل الية الثانية من الزبور الثامن والسبعي‪ ،‬لكنه ادعاء مض وتكم بت‪ ،‬لن عبارة هذا الزبور هكذا‪( 2 :‬أفتح بالمثال فمي وأنطق‬
‫بالذي كان قديا) ‪( 3‬كل ما سعناه وعرفناه وآباؤنا أخبونا) ‪( 4‬ول يفوه عن أولدهم إل اليل الخر إذ يبون بتسابيح الرب وقواته وعجائبه الت صنع) ‪5‬‬
‫(إذ أقام الشهادة ف يعقوب‪ ،‬ووضع الناموس ف إسرائيل كل الذي أوصى آباؤنا ليعرفوا به أبناءهم) ‪( 6‬لكيما يعلم اليل الخر بينهم الولدين) ‪( 7‬فيقومون‬
‫أيضا ويبون به أبناؤهم) ‪( 8‬لكي يعلوا اتكالم على اللّه ول ينسوا أعمال اللّه ويلتمسوا وصايا) ‪( 9‬لئل يكونوا مثل آبائهم اليل العرج التمرد الذي ل‬
‫يستقم قلبه ول آمنت باللّه روحه)‪ .‬وهذه اليات صرية ف أن داود عليه السلم يريد نفسه‪ ،‬ولذا عب عن نفسه بصيغة التكلم‪ ،‬ويروي الالت الت سعها من‬
‫الباء ليبلغ إل البناء على حسب عهد اللّه لتبقى الرواية مفوظة‪ ،‬وبي من الية العاشرة إل الامسة والستي‪ ،‬حال إنعامات اللّه والعجزات الوسوية‪ ،‬وشرارة‬
‫بن إسرائيل وما لقهم بسببها‪ .‬ث قال‪( 65 :‬واستيقظ الرب كالنائم مثل البار الفيق من المر) ‪( 66‬فضرب أعداءه ف الوراء وجعلهم عارا إل الدهر) ‪67‬‬
‫(وأبعد مله يوسف ول يتر سبط إفرام) ‪( 68‬بل اختار سبط يهوذا ليل صهيون الذي أحب) ‪( 69‬وبن مثل وحيد القرن قدسه وأسسه ف الرض إل البد)‬
‫‪( 70‬واختار داود عبده وأخذه من مراعي الغنم) ‪( 71‬ومن خلف الرضعات‪ ،‬أخذه ليعى يعقوب عبده وإسرائيل مياثه) ‪( 72‬فرعاهم بدعة قلبه وبفهم يديه‬
‫أهداهم)‪ .‬وهذه اليات الخية أيضا دالة صراحة ف أن هذا الزبور ف حق داود عليه السلم فل علقة لذا بعيسى عليه السلم‪.‬‬
‫(والب التاسع) ف الباب الرابع من إنيل مت هكذا‪( 14 :‬لكي يتم ما قيل بأشعيا النب القائل) ‪( 15‬أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عب الردن جليل‬
‫المم) ‪( 16‬الشعب الالس ف ظلمة‪ ،‬أبصر نورا عظيما والالسون ف كورة الوت وظلله‪ ،‬أشرق عليهم نور) وهو إشارة إل الية الول والثانية من الباب‬
‫التاسع من كتاب أشعيا وعبارته هكذا‪( :‬ف الزمان استخفت أرض زبلون وأرض نفتال وف الخر تثقلت طريق البحر عب الردن جليل المم) ‪( 2‬الشعب‬
‫السالك ف الظلمة رأى نورا عظيما‪ ،‬الساكنون ف بلد ظلل الوت أشرق عليهم نور)‪ .‬وفرق ما بي العبارتي فإحداها مرفة ومع قطع النظر عن هذا‪ ،‬ل دللة‬
‫لكلم أشعيا على ظهور شخص‪ ،‬بل الظاهر أن أشعيا عليه السلم يب أن حال سكان أرض زبلون ونفتال كان سقيما ف سالف الزمان ث صار حسنا كما‬
‫تدل عليه صيغ الاضي‪ ،‬أعن استخفت وتثقلت ورأى وأشرق وإن عدلنا عن الظاهر وحلنا على الجاز بعن الستقبل وقلنا أن رؤية النور وإشراقه عليهم‪ ،‬عبارة‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 72‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫عن مرور الصلحاء بأرضهم‪ ،‬فادعاء أن مصداق هذا الب عيسى عليه السلم فقط تكم صرف‪ ،‬لن كثيا من الولياء والصلحاء مر بتلك الرض‪ ،‬سيما‬
‫أصحاب ممد صلى اللّه عليه وسلم وأولياء أمته أيضا الذين زالت ظلمة الكفر والتثليث من هذه الديار بسببهم‪ ،‬وظهر نور التوحيد وتصديق السيح كما ينبغي‪.‬‬
‫وأكتفي خوفا من التطويل على هذا القدر ونقلت الخبار الخر أيضا ف إزالة الوهام وغيه من مؤلفات وبينت وجوه ضعفها‪.‬‬
‫(المر السابع) أن أهل الكتاب سلفا وخلفا عادتم جارية بأنم يترجون غالبا الساء ف تراجهم ويوردون بدلا معانيها‪ ،‬وهذا خبط عظيم ومنشأ للفساد وأنم‬
‫يزيدون تارة شيئا بطريق التفسي ف الكلم الذي هو كلم اللّه ف زعمهم‪ ،‬ول يشيون إل المتياز‪ .‬وهذان المران بنلة المور العادية عندهم‪ ،‬ومن تأمل ف‬
‫تراجهم التداولة بألسنة متلفة وجد شواهد تلك المور كثية وأنا أورد أيضا بطريق النوذج بعضا منها‪.‬‬
‫‪ -1‬ف الية الرابعة عشر من الباب السادس عشر من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1625‬وسنة ‪ 1831‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬لذلك دعت‬
‫اسم تلك البين بي الي الناظر‪ ،‬فترجوا اسم البئر الذي كان ف العبان بالعرب‪.‬‬
‫‪ -2‬وف الية الرابعة عشر من الباب الثان والعشرين من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬هكذا‪( :‬سى إبراهيم اسم الوضع مكان يرحم‬
‫اللّه زائره) وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1844‬دعا اسم ذلك الرب يرى) فترجم الترجم الول السم العبان بكان يرحم اللّه زائره والترجم الثان‬
‫بالرب يرى‪.‬‬
‫‪ -3‬وف الية العشرين من الباب الادي والثلثي من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1625‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬فكتم يعقوب أمره عن حيه)‬
‫وف ترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1825‬لفظ لبان موضع حيه فوضع مترجو العربية لفظ المى موضع السم‪.‬‬
‫‪ -4‬وف الية العاشرة من الباب التاسع والربعي من سفر التكوين ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1625‬وسنة ‪( :1844‬فل يزول القضيب من يهودا والدير‬
‫من فخذه حت ييء الذي له الكل وإياه تنتظر المم)‪ .‬فقوله (الذي له الكل) ترجة لفظ شيلوه وهذه الترجة موافقة الترجة اليونانية‪ .‬وف الترجة العربية‬
‫الطبوعة سنة ‪( :1811‬فل يزول القضيب من يهودا والرسم من تت أمره إل أن ييء الذي هو له وإليه يتمع الشعوب)‪ .‬وهذا الترجم ترجم لفظ شيلوه‬
‫(بالذي هو له) وهذه الترجة موافقة للترجة السريانية وترجم هذا اللفظ مققهم الشهور ليكلرك بعاقبته‪ ،‬وف ترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1825‬وقع لفظ شيل‪،‬‬
‫وف الترجة اللتينية ولتكيت (الذي سيسل)‪ .‬فالترجون ترجوا لفظ شيلوه با ظهر وترجح عندهم وهذا اللفظ كان بنلة السم للشخص البشر به‪.‬‬
‫‪ -5‬وف الية الرابعة عشر من الباب الثالث من سفر الروج ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1625‬وسنة ‪ 1844‬فقال اللّه لوسى (أهيه أشراهيه) وف الترجة‬
‫العربية الطبوعة سنة ‪( :1811‬قال له الزل الذي ل يزال)‪ .‬فلفظ أهيه أشراهيه كان بنلة اسم الذات فترجه الترجم الثان بالزل الذي ل يزال‪.‬‬
‫‪ -6‬وف الية الادية عشر من الباب الثامن من سفر الروج ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1625‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬تبقى ف النهر فقط)‪ .‬وف الترجة‬
‫العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬هكذا‪( :‬تبقى ف النيل فقط)‪.‬‬
‫‪ -7‬وف الية الامسة عشر من الباب السابع من سفر الروج ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1625‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬فابتن موسى مذبا ودعا اسه‬
‫الرب عظمت)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1811‬وبن مذبا وساه اللّه علمي)‪ .‬وترجة أردو موافقة لذه الخية‪ ،‬فأقول مع قطع النظر عن الختلف‬
‫أن الترجي ترجوا السم العبان‪.‬‬
‫‪ -8‬وف الية الثالثة والعشرين من الباب الثلثي من سفر الروج ف الترجتي الذكورتي هكذا‪( :‬من ميعة فائقة)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪:1811‬‬
‫(من السك الالص‪ ،‬وبي اليعة والسك فرق ما‪ ،‬ففسروا السم العبان با ترجح عندهم)‪.‬‬
‫‪ -9‬وف الية الامسة من الباب الرابع والثلثي من سفر الستثناء ف الترجتي الذكورتي هكذا‪( :‬فمات هناك موسى عبد الرب)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة‬
‫سنة ‪ 1811‬هكذا‪( :‬فمات هناك موسى رسول اللّه)‪ .‬فهؤلء الترجون لو بدلوا ف البشارات الحمدية‪ ،‬لفظ رسول اللّه بلفظ آخر فل استبعاد منهم‪.‬‬
‫‪ -10‬وف الية الثالثة عشر من الباب العاشر من كتاب يوشع‪ ،‬ف الترجة الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬أليس هذا مكتوبا ف سفر البرار)‪ .‬وف الترجة العربية‬
‫الطبوعة سنة ‪( :1811‬أليس هو مكتوبا ف سفر الستقيم)‪ .‬وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪ 1838‬لفظ (يا صار) موضع البرار أو الستقيم‪ .‬وف الترجة‬
‫الفارسية الطبوعة سنة ‪ 1845‬لفظ (ياشر)‪ .‬وف ترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1835‬لفظ (يا شا لعل يا صار) أو (يا شر أو يا شا) اسم مصنف الكتاب‪ ،‬فترجم‬
‫مترجو العربية‪ ،‬هذا السم على آرائهم بالبرار أو الستقيم‪.‬‬
‫‪ -11‬وف الباب الثامن من كتاب أشعيا‪ ،‬ف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪ 1839‬هكذا‪( 1 :‬وخدا وندمر افرمودكه لوحي بزرك بكيواز قلم كند كاردر‬
‫باب مهر شالل جاشنر بنويس) ‪( 3‬أورامهر شالل جشنر نام ينه)‪ .‬وترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1825‬توافقها‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪1844‬‬
‫هكذا‪( 1 :‬وقال ل الرب خذ لك مدرجا عظيما واكتب فيه بكتابة إنسان انتهب مستعجلً أسلب سريعا) ‪( 3‬ادع اسه أغنم بسرعة وانب عاجلً)‪ .‬وف‬
‫الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬هكذا‪( :‬وقال ل الرب‪ :‬خذ لك مدرجا صحيحا صحيفة جديدة كبية‪ ،‬واكتب فيها بكتابة إنسان حاد ليضع نب الغنائم‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 73‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫لنه حضر) ‪( 3‬ادع اسه أغنم بسرعة وانبوا نده)‪ .‬فكان اسم البن مهر شالل جاشنر‪ ،‬فترجم مترجو العربية هذا السم على آرائهم‪ ،‬وخالفوا فيما بينهم‪.‬‬
‫ومع قطع النظر عن الخالفة‪ ،‬زاد مترجم العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬ألفاظا من قبل نفسه‪ ،‬فأمثال هؤلء لو بدلوا ف البشارات الحمدية أساء من أساء النب‬
‫صلى اللّه عليه وسلم أو زادوا شيئا‪ ،‬فل استبعاد منهم‪ ،‬لن هذا المر يصدر عنهم بسب عادتم‪.‬‬
‫‪ -12‬وف الية الرابعة عشر من الباب الادي عشر من إنيل مت‪ ،‬ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬فإن أردت أن تقبلوه فهو إيلياء‬
‫الزمع أن يأت)‪ ،‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1816‬فإن أردت أن تقبلوه فهذا هو الزمع بالتيان)‪ .‬فالترجم الخي بدل لفظ إيلياء بذا‪ ،‬فأمثال هؤلء لو‬
‫بدلوا اسا من أساءالنب صلى اللّه عليه وسلم ف البشارة‪ ،‬فل عجب‪.‬‬
‫‪ -13‬وف الية الول من الباب الرابع من إنيل يوحنا ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ ،1811‬وسنة ‪ ،1831‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬لا علم يسوع)‪ .‬وف‬
‫الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ ،1816‬وسنة ‪( :1860‬لا علم الرب)‪ .‬فبدل الترجان الخيان لفظ يسوع‪ ،‬الذي كان علم عيسى عليه السلم بالرب الذي هو‬
‫من اللفاظ التعظيمية‪ ،‬فلو بدلوا اسا من أساء النب صلى اللّه عليه وسلم باللفاظ التحقيية لجل عادتم وعنادهم‪ ،‬فل عجب‪ .‬وهذه الشواهد تدل على ترجة‬
‫الساء‪ ،‬وإيراد لفظ آخر بدلا‪.‬‬
‫[‪ ]1‬ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا‪( :‬ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلً‪ :‬إيلي إيلي‪ ،‬لا شبقتن‪ ،‬أي إلي إلي لاذا تركتن)‪.‬‬
‫وف الباب الامس عشر من إنيل مرقس هكذا‪( :‬وف الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلً‪ :‬الوى الوى لا شبقتن‪ ،‬الذي تفسيه إلي إلي لاذا‬
‫تركتن)‪ .‬فلفظ أي إلي إلي لاذا تركتن ف إنيل مت‪ ،‬وكذا لفظ الذي تفسيه إلي إلي لاذا تركتن ف إنيل مرقس‪ ،‬ليسا من كلم الشخص الصلوب يقينا‪،‬‬
‫بل ألقا بكلمه‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ف الية السابعة عشر من الباب الثالث من إنيل مرقس هكذا‪( :‬لقبهما ببوان رجس أي ابن الرعد)‪ .‬فلفظ أي ابن الرعد ليس من كلم عيسى عليه‬
‫السلم بل هو إلاقي‪.‬‬
‫[‪ ]3‬ف الية الادية والربعي من الباب الامس من إنيل مرقس هكذا‪( :‬وقال لا طليثا قومي الذي تفسيه يا صبية لك أقول قومي)‪ .‬فهذا التفسي إلاقي ليس‬
‫من كلم عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ف الية الرابعة والثلثي من الباب السابع من إنيل مرقس ف الترجة الطبوعة سنة ‪( :1816‬ونظر إل السماء وتأوه وقال افثا يعن انفتح)‪ ،‬وف الترجة‬
‫العربية الطبوعة سنة ‪( :1811‬ونظر إل السماء وتنهد وقال افاثا الذي هو انفتح)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬ونظر إل السماء وتنهد‬
‫وقال له انفتح الذي هو انفتح)‪.‬‬
‫وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1860‬هكذا‪( :‬ورفع نظره نو السماء وأنّ وقال له افثا أي انفتح)‪ .‬ومن هذه العبارة‪ ،‬وإن ل يعلم صحة اللفظ العبان أهو‬
‫افثا أو افاثا‪ ،‬لجل اختلف التراجم الت منشأ اختلفها عدم صحة ألفاظ أصولا‪ ،‬لكنه يعلم يقينا أن لفظ أي انفتح أو الذي هو انفتح‪ ،‬إلاقي ليس من كلم‬
‫عيسى عليه السلم‪ .‬وهذه القوال السيحية الربعة الت نقلتها من الشاهد الول إل ههنا‪ ،‬تدل على أن السيح عليه السلم كان يتكلم باللسان العبان الذي‬
‫كان لسان قومه‪ ،‬وما كان يتكلم باليونان وهو قريب القياس أيضا‪ ،‬لنه كان عبانيا ابن عبانية‪ ،‬نشأ ف قومه العبانيي‪ .‬فنقل أقواله ف هذه الناجيل ف اليونان‬
‫نقل بالعن‪ ،‬وهذا أمر آخر زائد على كون أقواله مروية برواية الحاد‪.‬‬
‫[‪ ]5‬ف الية الثامنة والثلثي من الباب الول‪ ،‬من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬فقال له رب الذي تفسيه يا معلم)‪ .‬فقوله الذي تفسيه يا معلم إلاقي‪ ،‬ليس من‬
‫كلمهما‪.‬‬
‫[‪ ]6‬ف الية الادية والربعي من الباب الذكور ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬وسنة ‪( :1844‬قد وجدنا مسيا الذي تأويله السيح)‪ .‬وف الترجة‬
‫الفارسية الطبوعة سنة ‪( :1816‬ما مسيح راكه ترجة آن كرسطوس ميبا شديا فتيم)‪ .‬وترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1814‬توافق الفارسية‪ ،‬فيعلم من الترجتي‬
‫العربيتي أن اللفظ الذي قاله أندراوس هو مسيا وأن السيح ترجته‪ ،‬ومن الترجة الفارسية وأردو أن اللفظ الصل هو السيح وكرسطوس ترجته‪ ،‬ويعلم من‬
‫ترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1839‬أن اللفظ الصل خرسته وأن السيح ترجته‪ ،‬فل يعلم من كلمهم أن اللفظ الصل أي لفظ كان أمسيا أو السيح أو خرسته‪،‬‬
‫وهذه اللفاظ وإن كان معناها واحدا لكن ل شك أن الذي قاله أندراوس هو واحد من هذه الثلثة يقينا‪ ،‬وإذا ذكر اللفظ والتفسي فل بد من ذكر اللفظ‬
‫الصل أولً ث من ذكر تفسيه‪ .‬لكن أقطع النظر عن هذا وأقول أن التفسي الشكوك أيا ما كان إلاقيا ليس من كلم أندراوس‪.‬‬
‫[‪ ]7‬ف الية الثانية والربعي من الباب الول من إنيل يوحنا‪ ،‬قول عيسى عليه السلم ف حق بطرس الواري ف الترجة العربية سنة ‪ 1811‬هكذا‪( :‬أنت‬
‫تدعى ببطرس الذي تأويله الصخرة)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1816‬ستسمى أنت بالصفا الفسر ببطرس)‪ .‬وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة‬
‫‪( :1816‬ترابكيفاس كه ترجة آن سنك است ندا خواهند كرد) أمطر اللّه حجارة على تقيقهم وتصحيحهم ل يتميز من كلمهم الفسر عن الفسر‪ ،‬لكن‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 74‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫أقطع النظر عن هذا وأقول أن التفسي ليس من كلم السيح عليه السلم بل هو إلاقي‪ ،‬وإذا كان حال تراجهم وحال تقيقهم ف لقب إلهم ولقب خليفته‬
‫كما علمت فكيف نرجو منهم صحة بقاء لفظ ممد أو أحد أو لقب من ألقابه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬
‫[‪ ]8‬ف الية الثانية من الباب الامس من إنيل يوحنا ف حق البكة ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1844‬تسمى بالعبانية بيت صيدا)‪ .‬وف الترجة العربية‬
‫الطبوعة سنة ‪( :1860‬يقال لا بالعبانية بيت حسدا)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1811‬تسمى بالعبانية بيت حصدا أي بيت الرحة)‪ .‬فالختلف‬
‫بي صيدا وحسدا وحصدا وإن كان ثرة من ثرات تصحيحهم الكتب السماوية‪ ،‬لكن أقطع النظر عنه وأقول الترجم الخي زاد التفسي من جانب نفسه ف‬
‫الكلم الذي هو كلم اللّه ف زعمه‪ ،‬فلو زادوا شيئا بطريق التفسي من جانب أنفسهم ف البشارات الحمدية فل بعد منهم‪.‬‬
‫[‪ ]9‬ف الية السادسة والثلثي من الباب التاسع من كتاب العمال هكذا‪( :‬وكان ف يافا تلميذة اسها طابيثا الذي ترجته غزالة)‪.‬‬
‫[‪ ]10‬ف الية الثامنة من الباب الثالث عشر من كتاب العمال‪ ،‬ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1844‬فناصبهما اليماس الساحر لن هكذا يترجم اسه)‪.‬‬
‫وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1860‬فقاومهما عليم الساحر لن هكذا يترجم)‪ .‬وف بعض تراجم أردو لفظ الاس‪ ،‬وف بعضها الاء‪ ،‬فمع قطع النظر عن‬
‫الختلف ف أن اسه اليماس أو عليم أو الاس أو الاء‪ ،‬أقول أن ترجة اسه إلاقية‪.‬‬
‫[‪ ]11‬ف آخر رسالة بولس الول إل أهل قورنثيوس‪ ،‬ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1816‬أل ومن ل يب السيح فليكن ملعونا مارن أتى)‪ .‬وف الترجة‬
‫العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬ومن ل يب ربنا يسوع السيح فليكن مروما ماران أتى)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1860‬إن كان أحد ل‬
‫يب الرب يسوع السيح فليكن أنا ثيما ماران أثا)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1811‬من ل يب الرب يسوع السيح فليكن مفروزا مارن أتى أي‬
‫الرب قد جاء)‪ .‬فمع قطع النظر عن صحة اللفظ الصل‪ ،‬أقول أن الترجم الخي قد زاد من جانب نفسه التفسي وقال أي الرب قد جاء‪ .‬وهذه شواهد التفسي‬
‫فثبت ما ذكرنا أن ترجة الساء أو تبديلها بألفاظ أخر‪ ،‬وكذا إلاق التفسيات من جانب أنفسهم‪ ،‬من عاداتم البلية سلفا وخلفا‪ ،‬فل بعد ف أن ترجوا اسا‬
‫من أساء النب صلى اللّه عليه وسلم أو بدلوه بلفظ آخر‪ ،‬أو زادوا بطريق التفسي أو غي التفسي شيئا بيث يل الستدلل بسب الظاهر‪ ،‬ول شك أن‬
‫اهتمامهم ف هذا المر كان زائدا على الهتمام الذي كان لم ف مقابلة فرقهم‪ ،‬وما قصروا ف التحريف ف مقابلتهم على ما عرفت ف الباب الثان من قول‬
‫هورن‪( :‬أن هذا المر أيضا مقق أن بعض التحريفات القصدية صدرت عن الذين كانوا من أهل الديانة والدين‪ ،‬وكانت هذه التحريفات ترجح بعدهم لتؤيد با‬
‫مسألة مقبولة أو يدفع با العتراض الوارد‪ ،‬مثلً ترك قصدا الية الثالثة والربعي من الباب الثان والعشرين من إنيل لوقا لن بعض أهل الديانة ظنوا أن تقوية‬
‫اللك للرب مناف للوهيته‪ ،‬وتركت قصدا ف الباب الول من إنيل مت‪ ،‬هذه اللفاظ قبل أن يتمعا ف الية الثامنة عشر‪ ،‬وهذه اللفاظ ابنها البكر ف الية‬
‫الامسة والعشرين‪ ،‬لئل يقع الشك ف البكارة الدائمة لري عليها السلم‪ ،‬وبدل لفظ اثنت عشرة بأحد عشر ف الية الامسة من الباب الامس عشر من الرسالة‬
‫الول إل أهل قورنيثوس‪ ،‬لئل يقع إلزام الكذب على بولس‪ ،‬لن يهوذا السخريوطي كان قد مات قبل وترك بعض اللفاظ ف الية الثانية والثلثي من الباب‬
‫الثالث عشر من إنيل مرقس‪ ،‬ورد هذه اللفاظ بعض الرشدين أيضا لنم تيلوا أنا مؤيدة لفرقة أيرين وزيد بعض اللفاظ ف الية الامسة والثلثي من الباب‬
‫الول من إنيل لوقا ف الترجة السريانية والفارسية والعربية واتيوبك وغيها من التراجم‪ ،‬وف كثي من نقول الرشدين ف مقابلة فرقة يؤتى كينس لنا كانت‬
‫تنكر أن عيسى فيه صفتان) انتهى كلمه‪.‬‬
‫فإذا كانت خصلة أهل الدين والديانة ما عرفت‪ ،‬فما ظنك بغي أهل الديانة بل الق أن التحريف القصدي بالتبديل والزيادة والنقصان من خصالم كلهم‬
‫أجعي‪ ،‬فبعض الخبارات الت نقلها العلماء السلف من أهل السلم مثل المام القرطب وغيه‪ ،‬ول تدها موافقة ف بعض اللفاظ للتراجم الشهورة الن‪،‬‬
‫فسببه غالبا هذا التغي‪ ،‬لن هؤلء العلماء من أهل السلم نقلوا عن الترجة العربية الت كانت رائجة ف عهدهم‪ ،‬وبعد زمانم وقع الصلح ف تلك الترجة‪،‬‬
‫ويتمل أن يكون ذاك السبب‪ ،‬اختلف التراجم‪ ،‬لكن الول هو العتمد لنا نرى أن هذه العادة جارية إل الن ف تراجهم ورسائلهم أل ترى إل ميزان الق أن‬
‫نسخه ثلث‪ ،‬الول النسخة القدية ورد عليها صاحب الستفسار‪ ،‬ولا رد عليها وتنبه مصنفها أصلح النسخة القدية‪ ،‬فزاد ف بعض الواضع ونقص ف البعض‬
‫وبدل ف البعض‪ ،‬ث طبع هذه النسخة الصلحة وكتب جواب الستفسار وساه بل الشكال‪ ،‬ث كتبت الرد على تلك النسخة الثانية ليزان الق‪ ،‬ونبهت ف كل‬
‫موضع خالفت فيه هذه النسخة الديدة للنسخة القدية‪ ،‬وسيته بعدل اعوجاج اليزان‪ .‬لكن كتاب هذا ل يطبع ف الند لجل بعض الوادث‪ ،‬وكتب بعض‬
‫أحباب الرد على حل الشكال ف جواب الستفسار وساه بالستبشار‪ ،‬وطبع هذا الرد واشتهر ف الند وف زمان طبعه واشتهاره كان مؤلف اليزان ف الند‪،‬‬
‫ومضت مدةعشر سني على طبعه وما كتب الؤلف الذكور ف جوابه شيئا‪ ،‬وسعت من بعض الثقات أنه أصلح ف الرة الثالثة اليزان الذي طبعه بالتركي وغي‬
‫ف الواضع الت رأى فيها التغي واجبا‪ ،‬مثل التغي ف ابتداء الفصل الثان من الباب الول وغيه‪ ،‬ومن رأى الستفسار ول تصل إليه النسخة القدية للميزان ‪ ,‬بل‬
‫وصلت إليه النسخة الثانية أو الثالثة‪ ،‬وأراد أن يصحح نقل صاحب الستفسار كلم مؤلف اليزان باتي النسختي‪ ،‬وجده غي مطابق لما ف بعض الواضع‪،‬‬
‫وكذا من رأى معدل اعوجاج اليزان‪ ،‬ول تصل إليه النسخة الول ول الثانية بل وصلت إليه النسخة الثالثة التركية‪ ،‬وأراد تصحيح النقل بذه التركية‪ ،‬وجد ف‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 75‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫بعض الواضع النقل مطابق لا‪ ،‬فإن ل يكن واقفا على هذا التغي والصلح‪ ،‬يظن أن الراد والناقل أخطأ ف النقل‪ ،‬وليس كذلك بل حصل هذا المر من تغي‬
‫الردود عليه وتريفه والراد [و] الناقل مصيب‪ ،‬فالاصل أن أمثال هذا الصلح والتحريفات جارية ف كتبهم وتراجهم ورسائلهم إل هذا الي‪.‬‬
‫(المر الثامن) أن بولس وإن كان عند أهل التثليث ف رتبة الواريي‪ ،‬لكنه غي مقبول عندنا ول نعده من الؤمني الصادقي‪ ،‬بل من النافقي الكذابي ومعلمي‬
‫الزور والرسل الداعي‪ ،‬الذين ظهروا بالكثرة بعد عروج السيح‪ ،‬كما عرفت ف المر الرابع‪ ،‬وهو خرق الدين السيحي‪ ،‬وأباح كل مرم لعتقديه‪ ،‬وكان ف‬
‫ابتداء المر مؤذيا للطبقة الول من السيحيي‪ ،‬جهرا‪ ،‬لكنه لا رأى أن هذا اليذاء الهري ل ينفع نفعا معتدا به‪ ،‬دخل على سبيل النفاق ف هذه اللة وادعى‬
‫رسالة السيح‪ ،‬وأظهر الزهد الظاهري‪ .‬ففعل ف هذا الجاب ما فعل‪ ،‬وقبله أهل التثليث لجل زهده الظاهري‪ ،‬ولجل فراغ ذمتهم عن جيع التكاليف‬
‫الشرعية‪ .‬كما قبل أناس كثيون من السيحيي ف القرن الثان منتش الذي كان زاهدا مرتاضا وادعى أنه هو الفارقليط الوعود به‪ ،‬فقبلوه لجل زهده ورياضته‬
‫كما سيجيء ذكره ف البشارة الثامنة عشر‪ ،‬ورده الحققون من علماء السلم سلفا وخلفا‪.‬‬
‫قال المام القرطب رحه اللّه ف كتابه ف حق بولس هذا‪ ،‬ميبا لبعض القسيسي ف بث مسألة الصوم هكذا‪( :‬قلنا ذلك) أي بولس (هو الذي أفسد عليكم‬
‫أديانكم وأعمى بصائركم وأذهانكم‪ ،‬ذلك هو الذي غي دين السيح الصحيح‪ ،‬الذي ل تسمعوا له بب ول وقفتم منه على أثر‪ ،‬هو الذي صرفكم عن القبلة‬
‫وحلل لكم كل مرم كان ف اللة‪ ،‬ولذلك كثرت أحكامه عندكم وتداولتموها بينكم) انتهى كلمه بلفظه‪ .‬وقال صاحب تجيل من حرف النيل ف الباب‬
‫التاسع من كتابه‪ ،‬ف بيان فضائح النصارى ف حق بولس هذا هكذا‪( :‬وقد سلبهم بولس هذا من الدين بلطيف خداعه إذ رأى عقولم قابلة لكل ما يلقى إليها‬
‫وقد طمس هذا البيث رسوم التوراة) انتهى كلمه بلفظه‪ .‬وهكذا أقوال علمائنا الخرين فكلمه عندنا مردود ورسائله التضمنة بالعهد العتيق كلها واجبة الرد‬
‫ول نشتري قوله ببة خردل فل أنقل عن أقواله ف هذا السلك شيئا ول يكون قوله حجة علينا‪ ،‬وإذ عرفت هذه المور الثمانية أقول أن الخبارات الواقعة ف‬
‫حق ممد صلى اللّه عليه وسلم توجد كثية إل الن أيضا مع وقوع التحريفات ف هذه الكتب‪ ،‬ومن عرف أولً طريق أخبار النب التقدم عن النب التأخر على‬
‫ما عرفت ف المر الثان‪ ،‬ث نظر ثانيا بنظر النصاف إل هذه الخبارات‪ ،‬وقابلها بالخبارات الت نقلها النيليون ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬وقد عرفت نبذا‬
‫منها ف المر السادس‪ ،‬جزم بأن الخبارات الحمدية ف غاية القوة‪ .‬وأنقل ف هذا السلك عن الكتب العتبة عند علماء بروتستنت ثان عشرة بشارة‪.‬‬
‫(البشارة الول) ف الباب الثامن عشر من سفر الستثناء هكذا‪( 17 :‬فقال الرب ل نعم جيع ما قالوا) ‪( 18‬وسوف أقيم لم نبيا مثلك من بي إخوتم وأجعل‬
‫كلمي ف فمه ويكلمهم بكل شيء آمره به) ‪( 19‬ومن ل يطع كلمه الذي يتكلم به باسي فأنا أكون النتقم من ذلك) ‪( 20‬فأما النب الذي يترئ بالكبياء‬
‫ويتكلم ف اسي ما ل آمره بأنه يقوله أم باسم إله غيي فليقتل) ‪( 21‬فإن أحببت وقلت ف قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلم الذي ل يتكلم به الرب) ‪22‬‬
‫(فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النب ف اسم الرب ول يدث فالرب ل يكن تكلم به‪ ،‬بل ذلك النب صورة ف تعظيم نفسه ولذلك ل تشاه)‪.‬‬
‫وهذه البشارة ليست بشارة يوشع عليه السلم كما يزعم الن أحبار اليهود‪ ،‬ول بشارة عيسى عليه السلم كما زعم علماء بروتستنت‪ ،‬بل هي بشارة ممد‬
‫صلى اللّه عليه وسلم لعشرة أوجه‪:‬‬
‫(الوجه الول) قد عرفت ف المر الثالث أن اليهود العاصرين لعيسى عليه السلم كانوا ينتظرون نبيا آخر مبشرا به ف هذا الباب‪ ،‬وكان هذا البشر به عندهم‬
‫غي السيح‪ ،‬فل يكون هذا البشر به يوشع‪ ،‬ول عيسى عليهما السلم‪.‬‬
‫(والوجه الثان) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ مثلك ويوشع وعيسى عليهما السلم ل يصح أن يكونا مثل موسى عليه السلم‪ ،‬أما أولً‪ :‬فلنما من بن إسرائيل‪،‬‬
‫ول يوز أن يقوم أحد من بن إسرائيل مثل موسى كما تدل عليه الية العاشرة من الباب الرابع والثلثي من سفر الستثناء وهي هكذا‪( 5 :‬ول يقم بعد ذلك‬
‫من بن إسرائيل مثل موسى يوفه الرب وجها لوجه) فإن قام أحد مثل موسى بعده من بن إسرائيل‪ ،‬يلزم تكذيب هذا القول‪ .‬وأما ثانيا‪ :‬فلنه ل ماثلة بي يوشع‬
‫وبي موسى عليهما السلم لن موسى عليه السلم صاحب كتاب وشريعة جديدة مشتملة على أوامر ونواهي‪ ،‬ويوشع ليس كذلك‪ ،‬بل هو متبع لشريعته‪،‬‬
‫وكذا ل توجد الماثلة التامة بي موسى وعيسى عليهما السلم‪ ،‬لن عيسى عليه السلم كان إلا وربا على زعم النصارى وموسى عليه السلم كان عبدا له‪،‬‬
‫وأن عيسى عليه السلم على زعمهم‪ ،‬صار ملعونا لشفاعة اللق كما صرح به بولس ف الباب الثالث من رسالته إل أهل غلطية‪ ،‬وموسى عليه السلم ما صار‬
‫ملعونا لشفاعتهم‪ ،‬وأن عيسى عليه السلم دخل الحيم بعد موته كما هو مصرح به ف عقائد أهل التثليث‪ ،‬وموسى عليه السلم ما دخل الحيم‪ ،‬وأن عيسى‬
‫عليه السلم صلب على زعم النصارى ليكون كفارة لمته‪ ،‬وموسى عليه السلم ما صار كفارة لمته بالصلب‪ ،‬وأن شريعة موسى مشتملة على الدود‬
‫والتعزيزات وأحكام الغسل والطهارات والحرمات من الأكولت والشروبات‪ ،‬بلف شريعة عيسى عليه السلم‪ ،‬فإنا فارغة عنها على ما يشهد به هذا النيل‬
‫التداول بينهم‪ ،‬وأن موسى عليه السلم كان رئيسا مطاعا ف قومه نفاذا لوامره ونواهيه‪ ،‬وعيسى عليه السلم ل يكن كذلك‪.‬‬
‫(الوجه الثالث) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ من بي إخوتم‪ ،‬ول شك أن السباط الثن عشر كانوا موجودين ف ذاك الوقت مع موسى عليه السلم حاضرين‬
‫عنده‪ ،‬فلو كان القصود كون النب البشر به منهم‪ ،‬قال منهم ل من بي إخوتم‪ .‬لن الستعمال القيقي لذا اللفظ أن ل يكون البشر به له علقة الصلبية‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 76‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫والبطنية ببن إسرائيل كما جاء لفظ الخوة بذا الستعمال القيقي ف وعد اللّه هاجر ف حق إساعيل عليه السلم ف الية الثانية عشر من الباب السادس عشر‬
‫من سفر التكوين‪ ،‬وعبارتا ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬وقبالة جيع إخوته ينصب الضارب) وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪1811‬‬
‫هكذا‪( :‬بضرة جيع أخوته يسكن)‪ .‬وجاء بذا الستعمال أيضا‪ ،‬ف الية الثامنة عشر من الباب الامس والعشرين من سفر التكوين ف حق إساعيل ف الترجة‬
‫العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬منتهى إخوته جيعهم سكن)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬هكذا‪( :‬أقام بضرة جيع أخوته)‪ .‬والراد بالخوة‬
‫ههنا بنو عيسو وإسحاق وغيهم من أبناء إبراهيم عليه السلم‪ .‬وف الية الرابعة من الباب العشرين من سفر العدد هكذا‪( :‬ث أرسل موسى رسلً من قادس إل‬
‫ملك الروم قائلً هكذا‪( :‬يقول أخوك إسرائيل أنك قد علمت كل البلء الذي أصابنا) وف الباب الثان من سفر الستثناء هكذا‪( 2 :‬وقال ل الرب ‪ 4‬ث أوص‬
‫الشعب أنكم ستجوزون ف توم أخوتكم بن عيسو الذين ف ساعي وسيخشونكم ‪ 8‬فلما جزنا أخوتنا بن عيسو الذين يسكنون ساعي ال)‪ .‬والراد بأخوة بن‬
‫إسرائيل بنو عيسو‪ ،‬ول شك أن استعمال لفظ أخوة بن إسرائيل ف بعض منهم كما جاء ف بعض الواضع من التوراة‪ ،‬استعمال مازي ول تترك القيقة ول‬
‫يصار إل الجاز ما ل ينع عن المل على العن القيقي مانع قوي‪ ،‬ويوشع وعيسى عليهما السلم كانا من بن إسرائيل‪ ،‬فل تصدق هذه البشارة عليهما‪.‬‬
‫ل ف بن إسرائيل‪ ،‬نبيا ف هذا الوقت‪،‬‬ ‫(الوجه الرابع) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ سوف أقيم‪ ،‬ويوشع عليه السلم كان حاضرا عند موسى عليه السلم‪ ،‬داخ ً‬
‫فكيف يصدق عليه هذا اللفظ‪.‬‬
‫(الوجه الامس) أنه وقع ف هذه البشارة لفظ أجعل كلمي ف فمه‪ ،‬وهو إشارة إل أن ذلك النب ينل عليه الكتاب‪ ،‬وإل أنه يكون أميا حافظا للكلم‪ ،‬وهذا‬
‫ل يصدق على يوشع عليه السلم لنتفاء كل المرين فيه‪.‬‬
‫(الوجه السادس) أنه وقع ف هذه البشارة‪ ،‬ومن ل يطع كلمه الذي يتكلم به‪ ،‬فأنا أكون النتقم من ذلك‪ .‬فهذا المر لا ذكر لتعظيم هذا النب البشر به فل بد‬
‫أن يتاز ذلك البشر به بذا المر عن غيه من النبياء‪ ،‬فل يوز أن يراد بالنتقام من النكر العذاب الخروي‪ ،‬الكائن ف جهنم‪ ،‬أو الحن والعقوبات الدنيوية‬
‫الت تلحق النكرين من الغيب‪ ،‬لن هذا النتقام ل يتص بإنكار نب دون نب‪ ،‬بل يعم الميع فحينئذ يراد بالنتقام‪ ،‬النتقام التشريعي‪ ،‬فظهر منه أن هذا النب‬
‫يكون مأمورا من جانب اللّه بالنتقام من منكره‪ .‬فل يصدق على عيسى عليه السلم لن شريعته خالية عن أحكام الدود‪ ،‬والقصاص‪ ،‬والتعزيز‪ ،‬والهاد‪.‬‬
‫(الوجه السابع) ف الباب الثالث من كتاب العمال ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬فتوبوا وارجعوا كي تحى خطاياكم ‪ 20‬حت إذا تأت‬
‫أزمنة الراحة من قدام وجه الرب‪ ،‬ويرسل النادي به لكم وهو يسوع السيح ‪ 21‬الذي إياه ينبغي للسماء أن تقبله إل الزمان الذي يسترد فيه كل شيء تكلم به‬
‫اللّه على أفواه أنبيائه القديسي منذ الدهر ‪ 22‬أن موسى قال إن الرب إلكم يقيم لكم نبيا من أخوتكم مثلي له تسمعون ف كل ما يكلمكم به ‪ 23‬ويكون كل‬
‫نفس ل تسمع ذلك النب تلك من الشعب)‪ .‬وف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪ ،1816‬وسنة ‪ ،1828‬وسنة ‪ ،1841‬وسنة ‪ ،1842‬هكذا‪( 19 :‬تونيه نا‬
‫يدوباز كشت كند تاكه كناهان شامو شودتا كه زمان تازه كياز حضور خداوند بيابيد) ‪( 20‬ويسوع مسيح راكه ندا بشمامي شودباز فرستد) ‪21‬‬
‫(زيراكه بايد كه آسان أورنكا هدارد تاوقت ثبوت انه خداوندبزبان بيغمبان مقدس خودازايام قدي فرموده است)‪( 22 .‬كه موسى بيدران ما كفت كه‬
‫خداى شاخداوند بيغمبي رامثل من ازبراى شا ازميان برادران شا مبعوث خواهد ثود وهرجه أوبشما كويد شار است كه أطاعت ناييد) ‪( 23‬واينجني‬
‫خواهد بودكه هركس كه سخن آن بيغمب رانشنودازقوم بريده خواهدشد)‪ .‬فهذه العبارة سيما بسب التراجم الفارسية تدل صراحة على أن هذا النب غي‬
‫السيح عليه السلم‪ ،‬وأن السيح ل بد أن تقبله السماء إل زمان ظهور هذا النب‪.‬‬
‫ومن ترك التعصب الباطل من السيحيي‪ ،‬وتأمل ف عبارة بطرس ظهر له هذا القول من بطرس يكفي لبطال ادعاء علماء بروتستنت أن هذه البشارة ف حق‬
‫عيسى عليه السلم‪ ،‬وهذه الوجوه السبعة الت ذكرتا تصدق ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم على أكمل صدق لنه غي السيح عليه السلم وياثل موسى‬
‫عليه السلم ف أمور كثية‪:‬‬
‫[‪ ]1‬كونه عبد اللّه‪ ،‬ورسوله‪ ]2[ .‬كونه ذا الوالدين‪ ]3[ .‬كونه [ص ‪ ]244‬ذا نكاح وأولد‪ ]4[ .‬كون شريعته مشتملة على السياسات الدنية‪ ]5[ .‬كونه‬
‫مأمورا بالهاد‪ ]6[ .‬اشتراط الطهارة وقت العبادة ف شريعته‪ ]7[ .‬وجوب الغسل للجنب والائض والنفساء ف شريعته‪ ]8[ .‬اشتراط طهارة الثوب من البول‪،‬‬
‫والباز‪ ]9[ .‬حرمة غي الذبوح‪ ،‬وقرابي الوثان‪ ]10[ .‬كون شريعته مشتملة على العبادات البدنية‪ ،‬والرياضات السمانية‪ ]11[ .‬أمره بد الزنا‪ ]12[ .‬تعيي‬
‫الدود‪ ،‬والتعزيرات‪ ،‬والقصاص‪ ]13[ .‬كونه قادرا على إجرائها‪ ]14[ .‬تري الربا‪ ]15[ .‬أمره بإنكار من يدعو إل غي اللّه‪ ]16[ .‬أمره بالتوحيد الاص‪[ .‬‬
‫‪ ]17‬أمره المة بأن يقولوا له عبد اللّه ورسوله‪ ،‬ل ابن اللّه أو اللّه والعياذ باللّه‪ ]18[ .‬موته على الفراش‪ ]19[ .‬كونه مدفونا كموسى‪ ]20[ .‬عدم كونه‬
‫ملعونا لجل أمته‪ .‬وهكذا أمور أخر تظهر إذا تؤمل ف شريعتهما‪ ،‬ولذلك قال اللّه تعال ف كلمه الجيد‪{ :‬إنا أرسلنا إليكم رسولً شاهدا عليكم كما أرسلنا‬
‫إل فرعون رسولً}‪ .‬وكان من أخوة بن إسرائيل لنه من بن إساعيل‪ ،‬وأنزل عليه الكتاب وكان أميا جعل كلم اللّه ف فمه‪ ،‬وكان ينطق بالوحي كما قال اللّه‬
‫تعال‪{ :‬وما ينطق عن الوى إن هو إل وحي يوحى} وكان مأمورا بالهاد‪ ،‬وقد انتقم اللّه لجله من صناديد قريش والكاسرة والقياصرة وغيهم‪ ،‬وظهر قبل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 77‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫نزول السيح من السماء وكان للسماء أن تقبل السيح عليه السلم إل ظهوره ليد كل شيء إل أصله‪ ،‬ويحق الشرك والتثليث وعبادة الوثان ول يرتاب أحد‬
‫من كثرة أهل التثليث ف هذا الزمان الخي‪ ،‬لن هذا الصادق الصدوق قد أخبنا على أت تفصيل وأكمل وجه‪ ،‬بيث ل يبقى ريب ما بكثرتم وقت قرب‬
‫ظهور الهدي رضي اللّه عنه‪ ،‬وهذا الوقت قريب إن شاء اللّه‪ ،‬وسيظهر المام ويظهر الق عن قريب‪ ،‬ويكون الدين كله للّه‪ ،‬جعلنا اللّه من أنصاره وخدامه‬
‫آمي‪.‬‬
‫(الوجه الثامن) أنه صرح ف هذه البشارة بأن النب الذي ينسب إل اللّه ما ل يأمره يقتل‪ ،‬فلو ل يكن ممد صلى اللّه عليه وسلم نبيا حقا لكان يقتل‪ ،‬وقد قال‬
‫اللّه ف القرآن الجيد أيضا‪{ :‬ولو تقول علينا بعض القاويل لخذنا منه باليمي ث لقطعنا منه الوتي} وما قتل بل قال اللّه ف حقه‪{ :‬واللّه يعصمك من الناس}‬
‫وأوف وعده ول يقدر على قتله أحد حت لقي الرفيق العلى صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وعيسى عليه السلم قتل وصلب على زعم أهل الكتاب‪ .‬فلو كانت هذه‬
‫البشارة ف حقه لزم أن يكون نبيا كاذبا كما يزعمه اليهود والعياذ باللّه‪.‬‬
‫(الوجه التاسع) أن اللّه بي علمة النب الكاذب أن إخباره عن الغيب الستقبل ل يرج صادقا وممد صلى اللّه عليه وسلم أخب عن المور الكثية الستقبلة كما‬
‫علمت ف السلك الول‪ ،‬وظهر صدقه فيها فيكون نبيا صادقا ل كاذبا‪.‬‬
‫(الوجه العاشر) أن علماء اليهود سلموا كونه مبشرا به ف التوراة لكن بعضهم أسلم وبعضهم بقي ف الكفر‪ ،‬كما أن قيافا وكان رئيس الكهنة ونبيا على زعم‬
‫يوحنا عرف أن عيسى هو السيح الوعود به‪ ،‬ول يؤمن بل أفت بكفره وقتله‪ ،‬كما صرح به يوحنا ف الباب الادي عشر والثامن عشر من إنيله من حديث‬
‫مييق وكان حبا عالا كثي الال من النخل‪ ،‬وكان يعرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصفته‪ ،‬وغلبت عليه ألفة دينه فلم يزل على ذلك حت كان يوم‬
‫أحد وكان يوم السبت‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر اليهود واللّه إنكم لتعلمون أن نصر ممد عليكم لق‪ ،‬قالوا‪ :‬فإن اليوم يوم السبت قال‪ :‬ل سبت ث أخذ سلحه وخرج‬
‫حت أتى إل النب صلى اللّه عليه وسلم بأحد وكان يوم السبت وعهد إل من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فمال لحمد يصنع فيه ما أراه اللّه تعال‪ ،‬فقاتل‬
‫حت قتل فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪ :‬مييق خي يهودي‪ ،‬وقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمواله‪ ،‬فعامة صدقات رسول اللّه صلى اللّه‬
‫عليه وسلم بالدينة منها‪ .‬وعن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيت الدراس فقال‪ :‬أخرجوا إل أعلمكم‪ ،‬فقال‪ :‬عبد اللّه بن‬
‫صوريا‪ ،‬فخل به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فناشده بدينه وبا أنعم اللّه عليهم وأطعمهم من الن والسلوى وظللهم من الغمام‪ ،‬أتعلم أن رسول اللّه قال‪:‬‬
‫اللّهم نعم‪ ،‬وأن القوم يعرفون ما أعرف وأن صفتك ونعتك لبي ف التوراة ولكن حسدوك قال‪ :‬فما ينعك أنت‪ ،‬قال‪ :‬أكره خلف قومي عسى أن يتبعوك‬
‫ويسلموا فأسلم‪.‬‬
‫وعن صفية بنت حيي رضي اللّه عنها‪ ،‬لا قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدينة ونزل قباء‪ ،‬غدا عليه أب حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب‬
‫مفلسي فلم يرجعا حت كان غروب الشمس فأتيا‪ ،‬كالي‪ ،‬كسلني‪ ،‬ساقطي‪ ،‬يشيان الوينا‪ ،‬فهششت إليهما فالتفت إل أحد منهما مع ما بما من الم‬
‫فسمعت عمى أبا ياسر يقول لب‪ :‬أهو هو (أي البشر به ف التوراة) قال‪ :‬نعم واللّه‪ ،‬قال‪ :‬أتثبته وتعرفه قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فما ف نفسك منه قال‪ :‬عداوته واللّه ما‬
‫بقيت أبدا فتلك عشرة كاملة فإن قيل أن أخوة بن إسرائيل ل تنحصر ف بن إساعيل لن بن عيسو وبن أبناء قطورا زوجة إبراهيم عليهما السلم من أخوتم‬
‫أيضا‪ ،‬قلت‪ :‬نعم هؤلء أيضا من أخوة بن إسرائيل لكنهم ل يظهر أحد منهم يكون موصوفا بالمور الذكورة‪ ،‬ول يكن وعد اللّه ف حقهم أيضا بلف بن‬
‫إساعيل فإنم كان وعد اللّه ف حقهم لبراهيم ولاجر عليهما السلم‪ ،‬مع أنه ل يصلح أن يكون مصداق هذا الب بن عيسو على ما هو مقتضى دعاء إسحاق‬
‫عليه السلم الصرح به ف الباب السابع والعشرين من سفر التكوين‪.‬‬
‫ولعلماء بروتستنت اعتراضان‪ ،‬نقلهما صاحب اليزان ف كتابه السمى بل الشكال ف جواب الستفسار‪.‬‬
‫الول‪ :‬أنه وقع ف الية الامسة عشر من الباب الثامن عشر من سفر الستثناء هكذا‪( :‬فإن الرب إلك يقيم من بينك من بي أخوتك) ال‪ .‬فلفظ من بينك يدل‬
‫دللة ظاهرة على أن هذا النب يكون من بن إسرائيل ل من بن إساعيل‪.‬‬
‫والثان‪ :‬أن عيسى عليه السلم نسب هذه البشارة إل نفسه فقال ف الية السادسة والربعي من الباب الامس من إنيل يوحنا أن موسى كتب ف حقي أقول‬
‫آية الستثناء على وفق التراجم الفارسية وتراجم أردو هكذا‪( :‬فإن الرب إلك يقيم من بينك من بي أخوتك نبيا مثلي فاسع منه) والقسيس أيضا نقلها هكذا‬
‫(والواب) أن اللفظ الذكور ل يناف مقصودنا لن ممدا عليه السلم لا هاجر إل الدينة وبا تكامل أمره‪ ،‬وقد كان حول الدينة بلد اليهود كخيب وبن‬
‫قينقاع والنضي وغيهم‪ ،‬فقد قام من بينهم ولنه إذا كان من أخوتم فقد قام من بينهم‪ ،‬ولن قوله من بي أخوتك بدل من قوله من بينك‪ ،‬بدل اشتمال على‬
‫رأي ابن الاجب ومتبعيه القائلي بكفاية علقة اللبسة غي الكلية والزئية ف تقيق هذا البدل‪ ،‬نو جاءن زيد أخوه وجاءن زيد غلمه‪ ،‬وبدل إضراب على‬
‫رأي ابن مالك‪ ،‬وعلى كل التقديرين البدل منه غي مقصود ويدل على كونه غي مقصود‪ ،‬أن موسى عليه السلم لا أعاد هذا الوعد من كلم اللّه ف الية‬
‫الثامنة عشر ل يوجد فيه لفظ من بينك‪ ،‬ونقل بطرس الواري أيضا هذا القول ول يوجد فيه هذا اللفظ كما علمت ف الوجه السابع‪ ،‬وكذا نقله استفانوس‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 78‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫أيضا ول يوجد ف نقله أيضا هذا اللفظ كما صرح به ف الباب السابع من كتاب العمال وعبارته هكذا‪( :‬هذا هو موسى الذي قال لبن إسرائيل نبيا مثلي‬
‫سيقيم لكم الرب إلكم من أخوتكم له تسمعون) فسقوطه ف هذه الواضع دليل على كونه غي مقصود فاحتمال البدل قوي جدا‪ .‬وقال صاحب الستفسار‪:‬‬
‫(إن لفظ من بينك إلاقي زيد تريفا ويدل عليه ثلثة أمور‪:‬‬
‫(الول) أن الخاطبي ف هذا الوضع كانوا بن إسرائيل كلهم ل البعض‪ ،‬فقوله من بينك خطاب إل جيع القوم فصار لفظ من أخوتك لغوا مضا ل معن له‪،‬‬
‫لكن لفظ من أخوتك جاء ف الوضع الخر فيكون صحيحا‪ ،‬ولفظ من بينك إلاقيا زيد تريفا‪.‬‬
‫(والثان) أن موسى عليه السلم لا نقل كلم اللّه لثبات قوله‪ ،‬ل يوجد فيه هذا اللفظ ول يوز أن يكون ما قال موسى مالفا لا قاله اللّه‪.‬‬
‫(والثالث) أن الواريي كلما نقلوا هذا الكلم ل يوجد فيه لفظ من بينك‪ ،‬وإن قلتم‪ :‬إن الحرف إذا حرف َفلِمَ َلمْ يرف الكلم كله‪ ،‬قلت‪ :‬نن نرى ف‬
‫مكمات العدالة دائما أن القبالات الحرفة يثبت تريف اللفاظ الحرفة فيها من مواضع أخرى منها غالبا‪ ،‬وأن شهود الزور يؤخذون ببعض بياناتم‪ ،‬فالوجه‬
‫الوجيه على أن عادة اللّه جارية بأنه ل يهدي كيد الائني ويظهر خيانة خائن الدين بقتضى مرحته‪ ،‬فبمقتضى هذه العادة يصدر عن الائن شيء ما تظهر به‬
‫خيانته‪ ،‬على أنه ل توجد ملة يكون أهلها كلهم خائني‪ ،‬فالائنون الذين حرفوا كتب العهدين كان لم لاظ ما من جانب بعض التديني فلذلك ما بدلوا‬
‫الكل‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫أقول هذا الواب بالنسبة إل عادة أهل الكتاب النسيب كما عرفت ف المر السابع وأقول ف (الواب) عن العتراض الثان أن آية النيل هكذا‪( :‬لنكم لو‬
‫كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونن لنه هو كتب عن) وليس فيها تصريح بأن موسى عليه السلم كتب ف حقه ف الواضع الفلن‪ ،‬بل الفهوم منه أن‬
‫موسى كتب ف حقه‪ ،‬وهذا يصدق إذا وجد ف موضع من مواضع التوراة إشارة إليه‪ ،‬ونن نسلم هذا المر كما ستعرف ف ذيل بيان البشارة الثالثة‪ ،‬لكنا ننكر‬
‫أن يكون قوله إشارة إل هذه البشارة للوجوه الت عرفتها وقد ادعى هذا العترض ف الفصل الثالث من الباب الثالث من الباب الثان من اليزان أن الية الامسة‬
‫عشر من الباب الثالث من سفر التكوين إشارة إليه‪ ،‬فهذا القدر يكفي لتصحيح قول عيسى عليه السلم‪ ،‬نعم لو قال عيسى عليه السلم أن موسى عليه السلم‬
‫ما أشار ف أسفاره المسة إل نب من النبياء إل إلّ لكان لذا التوهم مال ف ذلك الوقت‪.‬‬
‫(البشارة الثانية) الية الادية والعشرون من الباب الثان والثلثي من سفر الستثناء هكذا‪( :‬هم أغارون بغي إله وأغضبون بعبوداتم الباطلة وأنا أيضا أغيهم‬
‫بغي شعب وبشعب جاهل أغضبهم) والراد بشعب جاهل العرب لنم كانوا ف غاية الهل والضلل‪ ،‬وما كان عندهم علم ل من العلوم الشرعية ول من‬
‫العلوم العقلية‪ ،‬وما كانوا يعرفون سوى عبادة الوثان والصنام‪ ،‬وكانوا مقرين عند اليهود لكونم من أولد هاجر الارية‪ .‬فمقصود الية أن بن إسرائيل‬
‫أغارون بعبادة العبودات الباطلة فأغيهم باصطفاء الذين هم عندهم مقرون وجاهلون‪ ،‬فأوف با وعد فبعث من العرب النب صلى اللّه عليه وسلم فهداهم إل‬
‫الصراط الستقيم كما قال اللّه تعال ف سورة المعة‪{ :‬هو الذي بعث ف الميي رسولً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة وإن كانوا‬
‫من قبل لفي ضلل مبي}‪ .‬وليس الرد بالشعب الاهل اليونانيي كما يفهم من ظاهر كلم مقدسهم بولس ف الباب العاشر من الرسالة الرومية‪ ،‬لن اليونانيي‬
‫قبل ظهور عيسى عليه السلم بأزيد من ثلثمائة سنة كانوا فائقي على أهل العال كلهم ف العلوم والفنون‪ ،‬وكان جيع الكماء الشهورين مثل سقراط وبقراط‬
‫وفيساغورس وأفلطون وأرسطاطاليس وأرشيدس وبليناس وأقليدس وجالينوس وغيهم الذين كانوا أئمة الليات والرياضيات والطبيعيات وفروعها قبل عيسى‬
‫عليه السلم‪ ،‬وكان اليونانيي ف عهده على غاية درجة الكمال ف فنونم‪ ،‬وكانوا واقفي على أحكام التوراة وقصصها وسائر كتب العهد العتيق أيضا بواسطة‬
‫ترجة سبتوجنت الت ظهرت باللسان اليونان قبل السيح بقدار مائتي وست وثاني سنة‪ ،‬لكنهم ما كانوا معتقدين للملة الوسوية وكانوا متفحصي عن الشياء‬
‫الكمية الديدة كما قال مقدسهم هذا ف الباب الول من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا‪( :‬لن اليهود يسألون آية واليونانيي يطلبون حكمة) ‪23‬‬
‫(ولكننا نن نكرز بالسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيي جهالة) فل يوز أن يكون الراد بالشعب الاهل اليونانيي‪ ،‬فكلم مقدسهم ف الرسالة الرومية إما‬
‫مؤوّل أو مردود وقد عرفت ف المر الثامن أن قوله ساقط عن العتبار عندنا‪.‬‬
‫(البشارة الثالثة) ف الباب الثالث والثلثي من سفر الستثناء ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬وقال جاء الرب من سينا وأشرق لنا من ساعيا‬
‫ستعلن من جبل فاران ومعه ألوف الطهار ف يينه سنة من نار)‪.‬‬
‫فمجيئه من سيناء وإعطاؤه التوراة لوسى عليه السلم وإشراقه من ساعي وإعطاؤه النيل لعيسى عليه السلم‪ ،‬واستعلنه من جبل فاران إنزاله القرآن لن فاران‬
‫جبل من جبال مكة ف الباب الادي والعشرين من سفر التكوين ف حال إساعيل عليه السلم هكذا‪( 20 :‬وكان اللّه معه ونا وسكن ف البية وصار شابا‬
‫يرمي بالسهام ‪ 21‬وسكن برية فاران وأخذت له أمه امرأة من أرض مصر)‪ .‬ول شك أن إساعيل عليه السلم كانت سكونته بكة‪ ،‬ول يصح أن يراد أن النار لا‬
‫ظهرت من طور سينا ظهرت من ساعي ومن فاران أيضا فانتشرت ف هذه الواضع‪ ،‬لن اللّه لو خلق نارا ف موضع‪ ،‬ل يقال جاء اللّه من ذلك الوضع إل إذا‬
‫أتبع تلك الواقعة وحي نزل ف ذلك الوضع أو عقوبة أو ما أشبه ذلك‪ ،‬وقد اعترفوا أن الوحي اتبع تلك ف طور سيناء فكذا ل بد أن يكون ف ساعي وفاران‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 79‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(البشارة الرابعة) ف الية العشرين من الباب السابع عشر من سفر التكوين‪ ،‬وعد اللّه ف حق إساعيل عليه السلم لبراهيم عليه السلم ف الترجة العربية‬
‫الطبوعة سنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬وعلى إساعيل أستجيب لك هو ذا أباركه وأكبه وأكثره جدا فسيلد اثن عشر رئيسا وأجعله لشعب كبي)‪ .‬وقوله أجعله لشعب‬
‫كبي يشي إل ممد صلى اللّه عليه وسلم لنه ل يكن ف ولد إساعيل من كان لشعب كبي غيه وقد قال اللّه تعال ناقلً دعاء إبراهيم وإساعيل ف حقه عليهم‬
‫السلم ف كلمه الجيد أيضا‪{ :‬ربنا وابعث فيهم رسو ًل منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الكيم}‪.‬‬
‫وقال المام القرطب ف الفصل الول من القسم الثان من كتابه وقد تفطن بعض النبهاء من نشأ على لسان اليهود وقرأ بعض كتبهم‪ ،‬فقال يرج ما ذكر من‬
‫عبارة التوراة ف موضعي اسم ممد صلى اللّه عليه وسلم بالعدد على ما يستعمله اليهود فيما بينهم الول‪ :‬قوله جدا جدا بتلك اللغة بادماد وعدد هذه الروف‬
‫اثنان وتسعون لن الباء اثنان واليم أربعون واللف واحد والدال أربعة واليم الثانية أربعون واللف واحد والدال أربعة‪ ،‬وكذلك اليم من ممد أربعون والاء‬
‫ثانية واليم أربعون والدال أربعة‪ .‬والثان‪ :‬قوله لشعب كبي بتلك اللغة لغوي غدول‪ ،‬فاللم عندهم ثلثون والغي ثلثة لنه عندهم ف مقام اليم إذ ليس ف‬
‫لغتهم جيم ول صاد والواو ستة والياء عشرة والغي أيضا ثلثة والدال أربعة والواو ستة واللم ثلثون‪ ،‬فمجموع هذه أيضا اثنان وتسعون انتهى كلمه‪.‬‬

‫بتلخيص ما وعبد السلم كان من أحبار اليهود ث أسلم ف عهد السلطان الرحوم بايزيد خان‪ ،‬وصنف رسالة صغية ساها بالرسالة الادية فقال فيها‪( :‬أن أكثر‬
‫أدلة أحبار اليهود برف المل الكبي وهو حرف أبد‪ ،‬فإن أحبار اليهود حي بن سليمان النب عليه السلم بيت القدس‪ ،‬اجتمعوا وقالوا يبقى هذا البناء‬
‫أربعمائة وعشرة سني ث يعرض له الراب‪ ،‬لنم حسبوا لفظة بزات) ث قال‪( :‬واعترضوا [ص ‪ ]252‬على هذا الدليل بأن الباء ف بادماد ليست من نفس‬
‫الكلمة بل هي أداة وحرف جيء به للصلة فلو أخرج منه اسم ممد لحتاج إل باء ثانية ويقال ببمادماد‪ ،‬قلنا من الشهور عندهم إذا اجتمع الباآن أحدها أداة‬
‫والخر من نفس الكلمة تذف الداة وتبقى الت هي من نفس الكلمة‪ ،‬وهذا شائع عندهم ف مواضع غي معدودة فل حاجة إل إيرادها) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫أقول قد صرح العلماء بأن أسائه صلى اللّه عليه وسلم مادماد كما ف شفاء القاضي عياض‪.‬‬
‫(البشارة الامسة) الية العاشرة من الباب التاسع والربعي من سفر التكوين هكذا ترجة عربية سنة ‪ 1722‬وسنة ‪( :1831‬فل يزول القضيب من يهوذا‬
‫والدبر من فخذه حت ييء الذي له الكل وإياه تنتظر المم) وف ترجة عربية سنة ‪( 1811‬فل يزول القضيب من يهوذا والرسم من تت أمره إل أن ييء‬
‫الذي هو له وإليه تتمع الشعوب)‪ .‬ولفظ الذي له الكل أو الذي هو له‪ ،‬ترجة لفظ شيلوه‪ ،‬وف ترجة هذا اللفظ اختلف كثي فيما بينهم وقد عرفت ف المر‬
‫السابع أيضا‪ ،‬وقال عبد السلم ف الرسالة الادية هكذا‪( :‬ل يزول الاكم من يهوذا ول راسم من بي رجليه حت ييء الذي له وإليه تتمع الشعوب)‪.‬‬
‫وف هذه الية دللة على أن ييء سيدنا (ممد) صلى اللّه عليه وسلم بعد تام حكم موسى وعيسى‪ ،‬لن الراد من الاكم هو موسى‪ ،‬لنه بعد يعقوب ما جاء‬
‫صاحب شريعة إل زمان موسى إل موسى‪ ،‬والراد من الراسم هو عيسى‪ ،‬لنه بعد موسى إل زمان عيسى ما جاء صاحب شريعة إل عيسى وبعدها ما جاء‬
‫صاحب شريعة إل ممد‪ ،‬فعلم أن الراد من قول يعقوب ف آخر اليام هو نبينا ممد عليه السلم‪ ،‬لنه ف آخر الزمان بعد مضي حكم الاكم والراسم ما جاء‬
‫إل سيدنا ممد عليه السلم‪ ،‬ويدل عليه أيضا قوله حت ييء الذي له أي الكم بدللة مساق الية وسياقها‪ ،‬وأما قوله‪ :‬وإليه تتمع الشعوب فهي علمة صرية‬
‫ودللة واضحة على أن الراد منها هو سيدنا‪ ،‬لنه ما اجتمع الشعوب إل إليه وإنا ل يذكر الزبور لنه ل أحكام فيه‪ ،‬وداود النب تابع لوسى والراد من خب‬
‫يعقوب هو صاحب الحكام) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫أقول إنا أراد من الاكم موسى عليه السلم‪ ،‬لن شريعته جبية انتقامية‪ ،‬ومن الراسم عيسى عليه السلم‪ ،‬لن شريعته ليست ببية ول انتقامية‪ ،‬وأن أريد من‬
‫القضيب السلطنة الدنيوية ومن الدبر الاكم الدنيوي‪ ،‬كما يفهم من رسائل القسيسي من فرقة بروتستنت ومن بعض تراجهم‪ ،‬فل يصح أن يراد بشيلوه مسيح‬
‫اليهود كما هو مزعومهم‪ ،‬ول عيسى عليه السلم كما هو مزعوم النصارى‪.‬‬
‫أما الول‪ :‬فظاهر لن السلطنة الدنيوية والاكم الدنيوي زال من آل يهوذا من مدة هي أزيد من ألفي سنة من عهد بتنصر ول يسمع إل الن حسيس مسيح‬
‫اليهود‪.‬‬
‫وأما الثان‪ :‬فلنما زالتا من آل يهوذا أيضا قبل ظهور عيسى عليه السلم بقدار ستمائة سنة من عهد بتنصر وهو أجلى بن يهوذا إل بابل وكانوا ف اللء‬
‫ثلثا وستي سنة ل سبعي كما يقول بعض علماء بروتستنت تغليطا للعوام وقد عرفت ف الفصل الثالث من الباب الول‪ ،‬ث وقع عليهم أنتيوكس ما وقع فإنه‬
‫عزل أونياس حب اليهود وباع منصبه لخيه ياسون بثلثمائة وستي وزنة ذهب يقدمها له خراجا كل سنة‪ ،‬ث عزله وباع ذلك لخيه مينالوس بستمائة وستي‬
‫وزنة‪ ،‬ث شاع خب موته فطلب ياسون أن يسترد لنفسه الكهنوت ودخل أورشليم بألوف من النود فقتل كل من كان يظنه عدوا له وهذا الب كان كاذبا‬
‫فهجم أنتيوكس على أورشليم وامتلكها ثانية ف سنة ‪ 170‬قبل ميلد السيح وقتلمن أهلها أربعي ألفا وباع مثل ذلك عبيدا‪ ،‬وف الفصل العشرين من الزء‬
‫الثان من مرشد الطالبي ف بيان الدول التاريي ف الصفحة ‪ 481‬من النسخة الطبوعة سنة ‪ 1852‬من اليلد (أنه نب أورشليم وقتل ثاني ألفا) انتهى‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 80‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وسلب ما كان ف اليكل من المتعة النفيسة الت كانت قيمتها ثانائة وزنة ذهب وقرب خنيرة وقودا على الذبح للهانة‪ ،‬ث رجع إل إنطاكية وأقام فيلبس‬
‫أحد الراذل حاكما على اليهودية‪ ،‬وف رحلته الرابعة إل مصر أرسل أبولوينوس بعشرين ألفا من جنوده وأمرهم أن يربوا أورشليم ويقتلوا كل من با من‬
‫الرجال ويسبو النساء والصبيان فانطلقوا إل هناك‪ .‬وبينما كان الناس ف الدينة متمعي للصلة يوم السبت هجموا عليهم على غفلة فقتلوا الكل‪ ،‬إل من أفلت‬
‫إل البال واختفى ف الغاير‪ ،‬ونبوا أموال الدينة وأحرقوها وهدموا أسوارها وأخربوا منازلا ث ابتنوا لم من بسائط ذلك الدم قلعة حصينة على جبل اكرا‪،‬‬
‫وكانت العساكر تشرف منها على جيع نواحي اليكل ومن دنا منه يقتلونه‪ ،‬ث أرسل انتيوكس أثانيوس ليعلم اليهود طقوس عبادة الصنام اليونانية ويقتل كل‬
‫من ل يتثل ذلك المر‪ ،‬فجاء أثانيوس إل أورشليم وساعده على ذلك بعض اليهود الكافرين‪ ،‬وأبطل الذبيحة اليومية ونسخ كل طاعة للدين اليهودي عموما‬
‫وخصوصا‪ ،‬وأحرق كل ما وجده من نسخ كتب العهد العتيق بالفحص التام‪ ،‬وكرس اليكل للمشتري ونصب صورة ذلك على مذبح اليهود وأهلك كل من‬
‫وجده مالف أمر انتيوكس‪ ،‬ونا متاثياس الكاهن مع أبنائه المسة ف هذه الداهية وفروا إل وطنهم مودين ف سبط دان فانتقم من هؤلء الكفار انتقاما ما‬
‫قدروا عليه على استطاعته كما هو مصرح به ف التواريخ‪ ،‬فكيف يصدق هذا الب على عيسى عليه السلم وإن قالوا أن الراد ببقاء السلطنة والكومة امتياز‬
‫القوم كما يقول بعضهم الن‪ ،‬قلنا هذا المر كان باقيا إل ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وكانوا ف أقطار العرب ذوي حصون وأملك غي مطيعي لحد‬
‫مثل يهود خيب وغيهم كما يشهد به التواريخ‪ ،‬وبعد ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم ضربت عليهم الذلة والسكنة وصاروا ف كل إقليم مطيعي للغي‪ ،‬فالليق‬
‫أن يكون الراد بشيلوه النب صلى اللّه عليه وسلم ل مسيح اليهود ول عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫(البشارة السادسة) الزبور الامس والربعون هكذا‪( :‬فاض قلب كلمة صالة أنا أقول أعمال للملك) ‪( 1‬لسان قلم كاتب سريع الكتابة) ‪( 2‬بي ف السن‬
‫أفضل من بن البشر) ‪( 3‬انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك اللّه إل الدهر) ‪( 4‬تقلد سيفك على فخذك أيها القوي بسنك وجالك) ‪( 5‬أستله وأنح‬
‫وأملك من أجل الق والدعة والصدق وتديك بالعجب يينك) ‪( 6‬نبلك مسنونة أيها القوي ف قلب أعداء اللك الشعوب تتك يسقطون) ‪( 7‬كرسيك يا اللّه‬
‫إل دهر الداهرين عصا الستقامة عصا ملكك) ‪( 8‬أحببت الب وأبغضت الث لذلك مسحك اللّه إلك بدهن الفرح أفضل من أصحابك) ‪( 9‬الر واليعة‬
‫والسليخة من ثيابك من منازلك الشريفة العاج الت أبجتك) ‪( 10‬بنات اللوك ف كرامتك قامت اللكة من عن يينك مشتملة بثوب مذهب موشى) ‪11‬‬
‫(اسعي يا بنت وانظري وأنصت بأذنيك وانسي شعبك وبنت أبيك) ‪( 12‬فيشتهي اللك حسنك لنه هو الرب إلك وله تسجدين) ‪( 13‬بنات صور يأتينك‬
‫بالدايا لوجهك يصلي كل أغنياء الشعب) ‪( 14‬كل مد ابنة اللك من داخل مشتملة بلباس الذهب الوشى) ‪( 15‬يبلغن إل اللك عذارى ف أثرها قريباتا إليك‬
‫يقدمن) ‪( 16‬يبلغن بفرح وابتهاج يدخلن إل هيكل اللك) ‪( 17‬ويكون بنوك عوضا من آبائك وتقيمهم رؤساء على سائر الرض) ‪( 18‬سأذكر اسك ف كل‬
‫جيل وجيل من أجل ذلك تعترف لك الشعوب إل الدهر وال دهر الداهرين)‪.‬‬
‫وهذا المر مسلم عند أهل الكتاب أن داود عليه السلم يبشر ف هذا الزبور بنب يكون ظهوره بعد زمانه‪ ،‬ول يظهر إل هذا الي عند اليهود نب يكون‬
‫موصوفا بالصفات الذكورة ف هذا الزبور‪ ،‬ويدعى علماء بروتستنت أن هذا النب عيسى عليه السلم‪ ،‬ويدعي أهل السلم سلفا وخلفا أن هذا النب ممد صلى‬
‫اللّه عليه وسلم‪ .‬فأقول أنه ذكر ف هذا الزبور من صفات النب البشر به هذه الصفات‪:‬‬
‫[ص ‪ ]1[ ]256‬كونه حسنا‪ ]2[ .‬كونه أفضل البشر‪ ]3[ .‬كون النعمة منسكبة على شفتيه‪ ]4[ .‬كونه مباركا إل الدهر‪ ]5[ .‬كونه متقلدا بالسيف‪]6[ .‬‬
‫كونه قويا‪ ]7[ .‬كونه ذا حق ودعة وصدق‪ ]8[ .‬كونه هداية يينه بالعجب‪ ]9[ .‬كون نبله مسنونة‪ ]10[ .‬سقوط الشعب تته‪ ]11[ .‬كونه مبا للب‬
‫ومبغضا للث‪ ]12[ .‬خدمة بنات اللوك إياه‪ ]13[ .‬إتيان الدايا إليه‪ ]14[ .‬انقياد كل أغنياء الشعب له‪ ]15[ .‬كون أبنائه رؤساء الرض بدل آبائهم‪]16[ .‬‬
‫كون اسه مذكورا جيلً بعد جيل‪ ]17[ .‬مدح الشعوب إياه إل دهر الداهرين‪.‬‬
‫وهذه الوصاف كلها توجد ف ممد صلى اللّه عليه وسلم على أكمل وجه‪.‬‬
‫أما الول‪ :‬فلن أبا هريرة رضي اللّه عنه قال‪( :‬ما رأيت شيئا أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬كأن الشمس تري ف وجهه وإذا ضحك يتلل ف‬
‫الدار)‪ .‬وعن أم معبد رضي اللّه عنها قالت ف بعض ما وصفته به‪( :‬أجل الناس من بعيد وأحلهم وأحسنهم من قريب)‪.‬‬
‫وأما الثان‪ :‬فلن اللّه تعال قال ف كلمه الحكم‪{ :‬تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) الية‪ .‬وقال أهل التفسي أراد بقوله {ورفع بعضهم درجات} ممدا‬
‫صلى اللّه عليه وسلم أي رفعه على سائر النبياء من وجوه متعددة‪ ،‬وقد أشبع الكلم ف تفسي هذه الية المام المام الفخر الرازي ف تفسيه الكبي‪ .‬وقال‬
‫صلى اللّه عليه وسلم‪( :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر) أي ل أقول ذلك فخرا لنفسي بل تدثا بنعمة رب‪.‬‬
‫وأما الثالث‪ :‬فغي متاج إل البيان حت أقر بفصاحته الوافق والخالف‪ ،‬وقال الرواة ف وصف كلمه‪ :‬إنه كان أصدق الناس لجة فكان من الفصاحة بالحل‬
‫الفضل والوضع الكمل‪.‬‬
‫وأما الرابع‪ :‬فلن اللّه تعال قال‪{ :‬إن اللّه وملئكته يصلون على النب} وألوف ألوف من الناس يصلون عليه ف الصلوات المس‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 81‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وأما الامس‪ :‬فظاهر وقد قال هو بنفسه أنا رسول اللّه بالسيف‪.‬‬
‫وأما السادس‪ :‬فكانت قوته السمانية على الكمال‪ ،‬كما ثبت أن ركانة خل برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف بعض شعاب مكة قبل أن يسلم فقال‪ :‬يا‬
‫ركانة أل تتقي اللّه وتقبل ما أدعوك إليه‪ .‬فقال‪ :‬لو أعلم واللّه ما تقول حقا لتبعتك‪ .‬فقال‪ :‬أرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق قال‪ :‬نعم‪ ،‬فلما بطش به‬
‫صلى اللّه تعال عليه وسلم أضجعه ل يلك من أمره شيئا‪ ،‬ث قال‪ :‬يا ممد عد فصرعه أيضا فقال‪ :‬يا ممد إن ذا لعجب‪ .‬فقال صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬وأعجب‬
‫من ذلك إن شئت أن أريكه إن اتقيت اللّه وتبعت أمري‪ .‬قال‪ :‬ما هو قال‪ :‬أدعو لك هذه الشجرة فدعاها فأقبلت حت وقفت بي يديه صلى اللّه تعال عليه‬
‫وسلم‪ .‬فقال لا‪ :‬ارجعي مكانك‪ .‬فرجع ركانة إل قومه فقال‪ :‬يا بن عبد مناف ما رأيت أسحر منه ث أخبهم با رأى‪ .‬وركانة هذا كان من القوياء‬
‫والصارعي الشهورين‪ .‬وأما شجاعته فقد قال ابن عمر رضي اللّه عنهما‪( :‬ما رأيت أشجع ول أند ول أجود من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم) وقال علي‬
‫كرم اللّه وجهه‪( :‬وإنا كنا إذا حى البأس واحرت الدق اتقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إل العدو منه‪ ،‬ولقد رأيتن يوم بدر ونن‬
‫نلوذ برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو أقربنا إل العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا)‪.‬‬
‫وأما السابع‪ :‬فلن المانة والصدق من الصفات الليلة له صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬كما قال النضر بن الارث لقريش‪( :‬قد كان ممد فيكم غلما حدثا أرضاكم‬
‫فيكم‪ ،‬وأصدقكم حديثا‪ ،‬وأعظمكم أمانة‪ .‬حت إذا رأيتم ف صدغيه الشيب وجاءكم با جاءكم قلتم إنه ساحر‪ ،‬ل واللّه ما هو بساحر)‪ .‬وسأل هرقل عن حال‬
‫النب صلى اللّه عليه وسلم أبا سفيان فقال‪ :‬هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‪ .‬قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫ل وأسرا فأمثال هذه‬ ‫وأما الثامن‪ :‬فلنه رمى يوم بدر وكذا يوم حني وجوه الكفار بقبضة تراب فلم يبق مشرك إل شغل بعينه فانزموا وتكن السلمون منهم قت ً‬
‫من عجيب هداية يينه‪.‬‬
‫وأما التاسع‪ :‬فلن كون أولد إساعيل أصحاب النبل ف سالف الزمان‪ ،‬غي متاج إل البيان وكان هذا المر مرغوبا له وكان يقول‪( :‬ستفتح عليكم الروم‬
‫ويكفيكم اللّه فل يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه)‪ .‬ويقول‪( :‬ارموا بن إساعيل فإن أباكم كان راميا)‪ .‬ويقول عليه السلم‪( :‬من تعلم الرمي ث تركه فليس منا)‪.‬‬
‫وأما العاشر‪ :‬فلن الناس دخلوا أفواجا ف دين اللّه ف مدة حياته‪.‬‬
‫وأما الادي عشر‪ :‬فمشهور يعترف به العاندون أيضا‪ ،‬كما عرفت ف السلك الثان‪.‬‬
‫وأما الثان عشر‪ :‬فقد صارت بنات اللوك والمراء‪ ،‬خادمة للمسلمي ف الطبقة الول‪ ،‬ومنها شهربانو بنت يزدجرد‪ ،‬كسرى فارس‪ ،‬كانت تت المام المام‬
‫السي رضي اللّه عنه‪.‬‬
‫وأما الثالث عشر والرابع عشر‪ :‬فلن النجاشي ملك البشة ومنذر بن ساوى ملك البحرين وملك عمان انقادوا وأسلموا‪ ،‬وهرقل قيصر الروم أرسل إليه بدية‪،‬‬
‫والقوقس ملك القبط أرسل إليه ثلث جوار‪ ،‬وغلما أسود وبغلة شهباء‪ ،‬وحار أشهب‪ ،‬وفرسا وثيابا وغيها‪.‬‬
‫وأما الامس عشر‪ :‬فقد وصل من أبناء المام السن رضي اللّه عنه إل اللفة‪ ،‬وألوف ف أقاليم متلفة من الجاز واليمن ومصر والغرب والشام وفارس والند‬
‫وغيها‪ .‬وفازوا بالسلطنة والمارة العلية‪ ،‬وإل الن أيضا ف ديار الجاز واليمن‪ ،‬وف غيها توجد المراء والكام من نسله صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وسيظهر إن‬
‫شاء اللّه الهدي رضي اللّه عنه من نسله‪ ،‬ويكون خليفة اللّه ف الرض‪ ،‬ويكون الدين كله للّه ف عهده الشريف‪.‬‬
‫وأما السادس عشر والسابع عشر‪ :‬فلنه ينادي ألوف ألوف جيلً بعد جيل ف الوقات المسة‪ ،‬بصوت رفيع ف أقاليم متلفة‪( :‬أشهد أن ل إله إل اللّه وأشهد‬
‫أن ممدا رسول اللّه)‪ .‬ويصلي عليه ف الوقات الذكورة الغي الحصورين من الصلي‪ ،‬والقراء يفظون منشوره‪ ،‬والفسرين يفسرون معان فرقانه‪ ،‬والوعاظ‬
‫يبلغون وعظه‪ ،‬والعلماء والسلطي يصلون إل خدمته‪ ،‬ويسلمون عليه من وراء الباب‪ ،‬ويسحون وجوههم بتراب روضته ويرجون شفاعته‪.‬‬
‫ول يصدق هذا الب ف حق عيسى عليه السلم‪ .‬كما يدعيه علماء بروتستنت ادعاء باطلً‪ ،‬لنم يدعون أن الب الندرج‪ ،‬ف الباب الثالث والمسي من‬
‫كتاب أشعيا‪ ،‬ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬ووقع ف هذا الب ف حقه هكذا‪( :‬ليس له منظر وجال ورأيناه ول يكن له منظر واشتهيناه مهانا‪ ،‬وآخر الرجال‬
‫رجل الوجاع متبا بالمراض‪ ،‬وكان مكتوما وجهه ومزدولً ول نسبه‪ ،‬ونن حسبناه كأبرص ومضروبا من اللّه ومضوعا‪ ،‬والرب شاء أن يستحقه)‪.‬‬
‫وهذه الوصاف ضد الوصاف الت ف الزبور الذكور‪ ،‬فل يصدق عليه كونه حسنا‪ ،‬ول كونه قويا‪ .‬وكذا ل يصدق عليه كونه متقلدا بالسيف‪ ،‬ول كون نبله‬
‫مسنونة‪ ،‬ول انقياد الغنياء‪ ،‬ول إرسالم إليه الدايا‪ ،‬بل هو على زعم النصارى‪ ،‬أخذوه وأهانوه واستهزؤوا به‪ ،‬وضربوه بالسياط‪ ،‬ث صلبوه‪ .‬وما كان له زوجة‬
‫ول ابن‪ ،‬فل يصدق دخول البنات ف بيته‪ ،‬ول كون أبنائه بدل آبائه رؤساء الرض‪.‬‬
‫(فائدة) ترجة الية الثامنة الت نقلتها مطابقة للترجة الفارسية للزبور كانت عندي‪ ،‬ولتراجم أردو للزبور‪ ،‬وموافقة لنقل مقدسهم بولس‪ ،‬لنه نقل هذه الية ف‬
‫الباب الول من رسالته العبانية‪ .‬هكذا ترجة عربية سنة ‪ ،1821‬وسنة ‪ ،1831‬وسنة ‪( :1844‬أحببت الب وأبغضت الث‪ ،‬لذلك مسحك اللّه إلك بدهن‬
‫الفرح أفضل من أصحابك)‪ .‬والتراجم الفارسية الطبوعة سنة ‪ ،1816‬وسنة ‪ ،1828‬وسنة ‪ .1841‬وتراجم أردو الطبوعة سنة ‪ ،1839‬وسنة ‪،1840‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 82‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وسنة ‪ .1841‬مطابقة للتراجم العربية‪ .‬فالترجة الت تكون مالفة لا نقلت تكون غي صحيحة‪ .‬ويكفي لردها إلزاما كلم مقدسهم‪ .‬وقد عرفت ف مقدمة‬
‫الباب الرابع أن إطلق لفظ الله والرب وأمثالما‪ ،‬جاء على العوام فضلً عن الواص‪ .‬والية السادسة من الزبور الثان والثماني هكذا‪( :‬أنا قلت إنكم آلة وبنو‬
‫العلى كلكم)‪ .‬فل يرد ما قال صاحب مفتاح السرار أنه وقع ف الية الذكورة هكذا‪( :‬أحببت الب وأبغضت الشر‪ ،‬من أجل ذلك يا اللّه مسح إلك بدهن‬
‫البهجة أفضل من رفقائك‪ ،‬ول يقال لشخص غي السيح يا اللّه مسح إلك) ال‪ ،‬لنا ل نسلم أولً‪ :‬صحة ترجته لكونا مالفة لكلم مقدسهم‪ .‬وثانيا‪ :‬لو قطعنا‬
‫النظر عن عدم صحتها‪ ،‬أقول ادعاؤه صريح البطلن‪ .‬لن لفظ اللّه ههنا بالعن الجازي ل القيقي ويدل عليه قوله إلك‪ ،‬لن الله القيقي ل إله له‪ .‬فإذا كان‬
‫بالعن الجازي يصدق ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم كما يصدق ف حق عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫(البشارة السابعة) ف الزبور الائة والتاسع والربعي هكذا‪( 1 :‬سبحوا الرب تسبيحا جديدا‪ ،‬سبحوه ف ممع البرار) ‪( 2‬فليفرح إسرائيل بالقه‪ ،‬وبنو صهيون‬
‫يبتهجون بلكهم) ‪( 3‬فليسبحوا اسه بالصاف بالطبل والزمار يرتلوا له) ‪( 4‬لن الرب يسر بشعبه ويشرف التواضعي باللص) ‪( 5‬تفتخر البرار بالجد‪،‬‬
‫ويبتهجون على مضاجعهم) ‪( 6‬ترفيع اللّه ف حلوقهم وسيوف ذات فمي ف أياديهم) ‪( 7‬انتقاما ف المم وتوبيخات ف الشعوب) ‪( 8‬ليقيدوا ملوكهم بالقيود‬
‫وأشرافهم بأغلل من حديد ليضعوا بم حكما مكتوما) ‪( 9‬هذا الجد يكون تميع البرار)‪.‬‬
‫ففي هذا الزبور عب عن البشر به باللك وعن مطيعه بالبرار‪ ،‬وذكر من أوصافهم افتخارهم بالجد وترفيع اللّه ف حلوقهم‪ ،‬وكون سيوف ذات فمي ف‬
‫أياديهم‪ ،‬وانتقامهم من المم وتوبيخاتم للشعوب‪ ،‬وأسرهم اللوك والشراف بالقيود والغلل من حديد‪ .‬فأقول البشر به ممد صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه‬
‫رضي اللّه عنهم ويصدق جيع الوصاف الذكورة ف هذا الزبور عليه وعلى أصحابه‪ ،‬وليس البشر به سليمان عليه السلم لنه ما وسع ملكته على ملكة أبيه‬
‫على زعم أهل الكتاب‪ ،‬ولنه صار مرتدا عابدا الصنام ف آخر عمره على زعمهم‪ ،‬ول عيسى ابن مري عليهما السلم لنه براحل عن الوصاف الذكورة فيه‬
‫لنه أسر ث قتل على زعمهم‪ ،‬وكذا أسر أكثر حواريه بالقيود والغلل‪ ،‬ث قتلوا بأيدي اللوك والشراف الكفار‪.‬‬
‫(البشارة الثامنة) ف الباب الثان والربعي من كتاب أشعيا هكذا‪( 9 :‬الت قد كانت أولها قد أتت وأنا مب أيضا بأحداث قبل أن تدث وأسعكم إياها) ‪10‬‬
‫(سبحوا للرب تسبيحة جديدة حده من أقاصي الرض راكبي ف البحر وملؤه الزائر وسكانن) ‪( 11‬يرتفع البية ومدتا ف البيوت نل قيدار سبحوا يا سكان‬
‫الكهف من رؤوس البال يصيحون) ‪( 12‬يعلون للرب كرامة وحده يبون به ف الزائر) ‪( 13‬الرب كجبار‪ ،‬يرج مثل رجل مقاتل يهوش الغي يصوت‬
‫ويصيح‪ ،‬على أعدائه يتقوى) ‪( 14‬سكت دائما صمت صبت صبا فأتكلم مثل الطائفة ما بدد وابتلع معا) ‪( 15‬أخرب البال والكام وكل نباتن أجفف‬
‫واجعل النار جزائر والبحيات أجففهن) ‪( 16‬وأقيد العمى ف طريف ل يعرفوها والسبل ل يعلموا أسيهم فيها أصي أمامهم الظلمة نورا والعقب سهلً هذا‬
‫الكلم صنعته لم ول أخذلم) ‪( 17‬اندبروا إل ورائهم والتكلمون على النحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلتنا ليخزون خزيا)‪ .‬والية السابعة عشر ف الترجة‬
‫الفارسية هكذا‪( :‬كسانيكة برشكل تراشيده توكل دارند هزيت وبشيمان تام خواهند يافت)‪.‬‬
‫وظهر من الية التاسعة أن أشعيا عليه السلم أخب أولً عن بعض الشياء‪ ،‬ث يب عن الخبار الديدة التية ف الستقبل‪ ،‬فالال الذي يب عنه من هذه الية إل‬
‫آخر الباب غي الال الذي أخب عنه قبلها‪ ،‬ولذلك قال ف الية الثالثة والعشرين هكذا‪( :‬من هو بينكم أن يسمع هذا يصغي ويسمع الية)‪ .‬والتسبيحة الديدة‬
‫عبارة عن العبادة على النهج الديد الت هي ف الشريعة الحمدية‪ ،‬وتعميمها على سكان أقاصي الرض وأهل الزائر وأهل الدن والباري‪ ،‬إشارة إل عموم‬
‫نبوته صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ولفظ قيدار أقوى إشارة إليه لن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ف أولد قيدار بن إساعيل‪ ،‬وقوله من رؤوس البال يصيحون إشارة‬
‫إل العبادة الخصوصة الت تؤدى ف أيام الج‪ ،‬يصيح ألوف ألوف من الناس بلبيك اللهم لبيك‪ ،‬وقوله حده يبون به ف الزائر إشارة إل الذان يب به ألوف‬
‫ألوف ف أقطار العال ف الوقات المسة بالهر‪ ،‬وقوله الرب كجبار يرج مثل رجل مقاتل يهوش الغية يشي إل مضمون الهاد إشارة حسنة‪ ،‬بأن جهاده‬
‫وجهاد تابعيه يكون للّه وبأمره‪ ،‬خاليا عن حظوظ الوى النفسانية‪ ،‬ولذلك عب اللّه عن خروج هذا النب وخروج تابعيه بروجه‪ ،‬وبي ف الية الرابعة عشر‬
‫سبب مشروعية الهاد وأشار ف الية السادسة عشر إل حال العرب لنم كانوا غي واقفي على أحكام اللّه وكانوا يعبدون الصنام وكانوا مبتلي بأنواع‬
‫الرسوم القبيحة الاهلية‪ ،‬كما قال اللّه تعال ف حقهم‪{ :‬وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبي} وقوله ل أخذلم إشارة إل كون أمته مرحومة {غي الغضوب‬
‫عليهم ول الضالي} وإل تأييد شريعته‪ ،‬وقوله والتوكلون على النحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلتنا ليخزون خزيا‪ ،‬وعد بأن عابدي الصنام والوثان‬
‫كمشركي العرب وعابدي الصليب وصور القديسي يصل لم الزي والزية التامة‪ ،‬ووف با وعد‪ .‬فإن مشركي العرب وهرقل عظيم الروم وكسرى فارس ما‬
‫قصروا ف إطفاء النور الحدي لكنهم ما حصل لم سوى الزي التام وعاقبة المر‪ ،‬ل يبق أثر الشرك ف إقليم العرب‪ ،‬وزالت دولة كسرى مطلقا وزالت‬
‫حكومة أهل الصليب من الشام مطلقا‪ .‬وأما ف القاليم الخر‪ ،‬فمن بعضها انحى أثره مطلقا كبخارى وكابل وغيها‪ ،‬ومن بعضها قل كالند والسند وغيها‬
‫وانتشر التوحيد شرقا وغربا‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 83‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(البشارة التاسعة) ف الباب الرابع والمسي من كتاب أشعيا هكذا‪ ( 1 :‬سبحي أيتها العاقر الت لست تلدين انشدي بالمد وهللي الت ل تلدي من أجل أن‬
‫الكثيين من بن الوحشة أفضل من بن ذات رجل يقول الرب) ‪( 2‬أوسعي موضع خيمتك وسرادق مضاربك ابسطي ل تشفقي طول حبالك ثبت أوتادك) ‪3‬‬
‫(لنك تنفذين ينة ويسرة وزرعك يرث المم ويعمر الدن الربة) ‪( 4‬ل تاف لنك ل تزين ول تجلي فإنك ل تستحيي من أجل أنك خزي صبائك تنسي‬
‫وعار ترملك ل تذكرين أيضا) ‪( 5‬فإنه يتول عليك الذي صنعك رب النود اسه وفاديك قدوس إسرائيل إله جيع الرض يدعى) ‪( 6‬إنا الرب دعاك مثل‬
‫المرأة الطلقة والزينة الروح وزوجة منذ الصبا مرذولة قال إلك) ‪( 7‬الساعة ف قليل تركتك وبرحات عظيمة أجعك) ‪( 8‬ف ساعة الغضب أخفيت قليلً‬
‫وجهي عنك وبالرحة البدية رحتك قال فاديك الرب) ‪( 9‬مثلما ف أيام نوح ل هذا الذي حلفت له أن ل أصب مياه نوح على الرض‪ ،‬هكذا حلفت أن ل‬
‫أغضب عليك وأن ل أوبك) ‪( 10‬فإن البال ترتف والتلل تتزلزل ورحت ل تزول عنك‪ ،‬وعهد سلمي ل يتحرك قال رحيمك الرب) ‪( 11‬فقية مستأصلة‬
‫بعاصف بل تعزية ها أنا ذا أبلط بالرتبة حجارتك وأوئسسك بالسفي) ‪( 12‬وأجعل يسبا ماضك وأبوابك حجارة منقوشة وجيع حدودك الحجار مشتهية)‬
‫‪( 13‬جيع بنيك متعلمي من الرب وكثرة السلم لبنيك) ‪( 14‬وبالب تؤسسي فابتعدي من الظلم لنك ل تافي ومن اليبة لنا ل تقرب منك) ‪( 15‬ها يأت‬
‫الار الذي ل يكن معي والذي قد كان قريبا يقترب إليك) ‪( 16‬ها أنا ذا خلقت صائغا الذي ينفخ ف النار جرا ويرج إناء لعمله وأنا خلقت قتولً للهلك)‬
‫‪( 17‬كل إناء مبول ضدك ل ينجح وكل لسان يالفك ف القضاء تكمي عليه هذا هو مياث عبيد الرب وعدلم عندي يقول الرب)‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬الراد بالعاقر ف الية الول مكة العظمة‪ ،‬لنا ل يظهر منها نب بعد إساعيل عليه السلم ول ينل فيها وحي‪ ،‬بلف أورشليم لنه ظهر فيها النبياء‬
‫الكثيون‪ ،‬وكثر فيها نزول الوحي‪ .‬وبن الوحشة عبارة عن أولد هاجر لنا كانت بنلة الطلقة الخرجة عن البيت ساكنة ف الب‪ ،‬ولذلك وقع ف حق إساعيل‬
‫ف وعد اللّه هاجر (هذا سيكون إنسانا وحشيا) كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر من سفر التكوين‪ .‬وبنو ذات رجل عبارة عن أولد سارة‪ .‬فخاطب‬
‫اللّه مكة آمرا لا بالتسبيح والتهليل وإنشاد الشكر‪ ،‬لجل أن كثيين من أولد هاجر صاروا أفضل من أولد سارة‪ ،‬فحصلت الفضيلة لا بسبب حصول الفضيلة‬
‫لهلها‪ ،‬ووف باوعد بأن بعث ممدا صلى اللّه عليه وسلم رسولً أفضل البشر خات النبيي من أهلها ف أولد هاجر‪ ،‬وهو الراد بالصائغ الذي ينفخ ف النار‬
‫جرا‪ ،‬وهو القتول الذي خلق لهلك الشركي‪ ،‬وحصل لا السعة بواسطة هذا النب وما حصل لغيها من العابد ف الدنيا إذ ل يوجد معبد مثل الكعبة من‬
‫ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم إل هذا الي‪ ،‬والتعظيم الذي يصل لا من القرابي ف كل سنة من مدة ألف ومائتي وثاني‪ ،‬ل يصل لبيت القدس إل‬
‫مرتي‪ ،‬مرة ف عهد سليمان عليه السلم لا فرغ من بنائه‪ ،‬ومرة ف السنة الثامنة عشر من سلطنة يوشيا‪ ،‬ويبقى هذا التعظيم لكة إل آخر الدهر إن شاء اللّه كما‬
‫وعد اللّه بقوله‪( :‬ل تاف لنك ل تزين ول تجلي لنك ل تستحي) وبقوله‪( :‬برحات عظيمة أجعك وبالرحة البدية رحتك) وبقوله‪( :‬حلفت أن ل‬
‫أغضب عليك وأن ل أوبك)‪ ،‬وبقوله‪( :‬رحت ل تزول عنك وعهد سلمي ل يتحرك)‪ ،‬وملك زرعها شرقا وغربا وورثوا المم وعمروا الدن ف مدة قليلة ل‬
‫تتجاوز اثني وعشرين سنة من الجرة‪ ،‬ومثل هذه الغلبة ف مثل هذه الدة القليلة‪ ،‬ل يسمع من عهد آدم عليه السلم إل زمان ممد صلى اللّه عليه وسلم لن‬
‫يدعي الدين الديد‪ .‬وهذا مفاد قول ال‪ ،‬وزرعك يرث المم‪ ،‬ويعمر الدن الربة سلطي السلم سلفا وخلفا اجتهدوا اجتهادا تاما ف بناء الكعبة والسجد‬
‫الرام وتزيينهما‪ ،‬وحفر البار والبك والعيون ف مكة ونواحيها‪ ،‬ومن الدة المتدة هذه الدمة الليلة متعلقة بسلطي آل عثمان‪ ،‬غفر اللّه لسلفهم ورضي‬
‫اللّه عنهم وزاد اللّه إقبال أخلفهم ووسع ملكتهم ف الهات‪ ،‬ووفقهم للعدل والسنات‪ ،‬فهم خدموا ويدمون الرمي العظمي أدام اللّه شرفهما من هذه الدة‬
‫إل هذا الي كما هي‪ ،‬حت صار لقب خادم الرمي الشريفي عندهم أشرف اللقاب وأعزها‪ ،‬والغرباء يبون ماورتا من ظهور السلم إل هذا الي‪ ،‬سيما‬
‫ف هذا الزمان‪ ،‬وألوف من الناس يصلون إليها ف كل سنة من أقاليم متلفة وديار بعيدة‪ ،‬ووف با وعد بقوله كل إناء مبول بضدك ل ينجح‪ ،‬لن كل شخص‬
‫من الخالف قام بضدها أذله اللّه كما وقع بأصحاب الفيل‪ ،‬روي أن أبرهة بن الصباح الشرم لا ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي‪ ،‬بن كنيسة بصنعاء‬
‫وساها القليس وأراد أن يصرف إليها الاج وحلف أن يهدم الكعبة‪ ،‬فخرج بالبشة ومعه فيل له اسه ممود وكان قويا عظيما وأفيال أخرى‪ ،‬فخرج إليه عبد‬
‫الطلب وعرض عليه ثلث أموال تامة ليجع فأب‪ ،‬وعبأ جيشه‪ ،‬وقدم الفيل فكانوا كلما وجهوه إل الرم برك ول يبح وإذا وجهوه إل اليمن أو إل غيه من‬
‫الهات هرول‪ ،‬فأرسل اللّه طيا مع كل طائر حجر ف منقاره وحجران ف رجليه أكب من العدسة وأصغر من المصة‪ ،‬فكان الجر يقع على رأس الرجل‬
‫فيخرج من دبره‪ ،‬وعلى كل حجر اسم من يقع عليه‪ ،‬ففروا وهلكوا ف كل طريق ومنهل‪ ،‬وذوى أبرهة فتساقطت أنامله وآرابه وما مات حت انصدع صدره‬
‫عن قلبه‪ ،‬وانفلت وزيره أبو يكسوم‪ ،‬وطائر يلق فوقه حت بلغ النجاشي‪ ،‬فقص عليه القصة‪ ،‬فلما أتها وقع عليه الجر فخر ميتا بي يديه‪ ،‬وقد أخب اللّه عن‬
‫حال هؤلء ف سورة الفيل وبسب الوعد الذكور ل يدخل العور الدجال مكة ويرجع خائبا كما جاء ف الحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫(البشارة العاشرة) ف الباب الامس والستي من كتاب أشعيا هكذا‪( 1 :‬طلبن الذين ل يسألون قبل ووجدن الذين ل يطلبون قلت ها أنا ذا إل المة الذين ل‬
‫يدعوا باسي) ‪( 2‬بسطت يدي طول النهار إل شعب غي مؤمن الذي يسلك بطريق غي صال وراء أفكارهم) ‪( 3‬الشعب الذي يغضبن أمام وجهي دائما الذين‬
‫يذبون ف البساتي ويذبون على اللب) ‪( 4‬الذين يسكنون ف القبور ف مساجد الوثان يرقدون الذين يأكلون لم النير والرق النجس ف آنيتهم) ‪( 5‬الذين‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 84‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫يقولون أبعد عن ل تقرب من لنك نس هؤلء يكونون دخانا ف رجزي نارا متقدة طول النهار) ‪( 6‬ها مكتوب قدامي ل أسكت بل أردوا كاف جزاء ف‬
‫حضنهم)‪ .‬فالراد بالذين ل يسألون والذين ل يطلبون العرب‪ ،‬لنم كانوا غي واقفي على ذات اللّه وصفاته وشرائعه‪ ،‬فما كانوا سائلي عن اللّه وطالبي له‬
‫كما قال اللّه تعال ف سورة آل عمران‪{ :‬لقد منّ اللّه على الؤمني إذ بعث فيهم رسولً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة وإن‬
‫كانوا من قبل لفي ضلل مبي}‪ .‬ول يوز أن يراد بم اليونانيي كما عرفت ف البشارة الثانية‪ ،‬والوصف الذكور ف الية الثانية والثالثة يصدق على كل واحد‬
‫من اليهود والنصارى‪ ،‬والوصاف الذكورة ف الية الرابعة ألصق بال النصارى‪ ،‬كما أن الوصف الذكور ف الامسة ألصق بال اليهود فردهم الباري واختار‬
‫المة الحمدية‪.‬‬
‫(البشارة الادية عشر) ف الباب الثان من كتاب دانيال ف حال الرؤيا الت رآها بتنصر ملك بابل ونسي‪ ،‬ث بي دانيال عليه السلم بسب الوحي تلك الرؤيا‬
‫وتفسيها‪( :31 .‬فكنت أنت اللك ترى وإذ تثال واحد جسيم وكان التمثال عظيما ورفيع القامة واقفا قبالك ومنظره موفا) ‪( :32‬رأس هذا التمثال هو من‬
‫ذهب إبريز والصدر والذراعان من فضة والبطن والفخذان من ناس) ‪( :33‬والساقان من حديد والقدمان قسم منهما من حديد وقسم منهما من خزف) ‪:34‬‬
‫(فكنت ترى هكذا حت انقطع حجر من جبل ل بيدين وضرب التمثال ف قدميه من حديد ومن خزف فسحقهما) ‪( :35‬فانسحق حينئذ مع الديد والزف‬
‫والنحاس والفضة والذهب وصارت كغبار البيدر ف الصيف فذرتا الريح ول يوجد لا مكان والجر الذي قد ضرب التمثال صار جبلً ومل الرض بأسرها)‬
‫‪( :36‬فهذا هو اللم وتنبئ أيضا قدامك يا أيها اللك بتفسيه) ‪( :37‬أنت هو ملك اللوك وإله السماء أعطاك اللك والقوة والسلطان والجد)‪( :38 .‬وجيع‬
‫ما يسكن فيه بنو الناس ووحوش القل وأعطى بيدك طي السماء أيضا وجعل جيع الشياء تت سلطانك فأنت هو الرأس من الذهب) ‪( :39‬وبعدك تقوم‬
‫ملكة أخرى أصغر منك من فضة وملكة ثالثة أخرى من ناس وتتسلط على جيع الرض) ‪( :40‬والملكة الرابعة تكون مثل الديد كما أن الديد يسحق‬
‫ويغلب الميع هكذا هي تسحق وتكسر جيع هذه) ‪( :41‬أما فيما رأيت قسم القدمي وأصابعهما من الزف الفاخوري وقسما من حديد تكون الملكة‬
‫مفترقة وإن كان يرج من نصبة الديد حسبما رأيت الديد متلطا بالزف من طي) ‪( :42‬وأصابع القدمي قسم من حديد وقسم من خزف فتكون الملكة‬
‫بقسم صلبة وبقسم مسحوقة) ‪( :43‬فيما رأيت الديد متلطا بالزف من طي أنم يتلطون بزرع بشري بل ل يتلصقون مثل ما ليس بمكن أن يتزج الديد‬
‫بالزف) ‪( :44‬فأما ف أيام تلك المالك يبعث إله السماء ملكة وهي لن تنقضي قط‪ ،‬ملكها ل يعطى لشعب آخر وهي تسحق وتفن جيع هذه المالك أجعي‬
‫وهي تثبت إل البد) ‪( :45‬وكما رأيت أن من جبل انقطع حجر ل بيدين وسحق الزف والديد والنحاس والفضة والذهب‪ ،‬فالله العظيم أظهر للملك ما‬
‫سيأت من بعد واللم هو حقيقي وتفسيه صحيح)‪ .‬فالراد بالملكة الول سلطنة بتنصر‪ ،‬وبالملكة الثانية سلطنة الادئي الذين تسلطوا بعد قتل بلشاصر بن‬
‫بتنصر كما هو مصرح به ف الباب الامس من الكتاب الذكور‪ ،‬وسلطنتهم كانت ضعيفة بالنسبة إل سلطنة الكلدانيي‪ ،‬والراد بالملكة الثالثة سلطنة الكيانيي‬
‫لن قورش ملك إيران الذي هو بزعم القسيسي كيخسر وتسلط على بابل قبل ميلد السيح بمسمائة وست وثلثي سنة‪ ،‬ولا كان الكيانيون على السلطنة‬
‫القاهرة فكأنم كانوا متسلطي على جيع الرض والراد بالملكة الرابعة سلطنة اسكندر بن فيلفوس الرومي الذي تسلط على ديار فارس قبل ميلد السيح‬
‫بثلثمائة وثلثي سنة‪ ،‬فهذا السلطان كان ف القوة بنلة الديد ث جعل هذا السلطان سلطنة فارس منقسمة على طوائف اللوك فبقيت هذه السلطنة ضعيفة إل‬
‫ظهور الساسانيي ث صارت قوية بعد ظهورهم فكانت ضعيفة تارة وقوية تارة وتولد ف عهد نوشيوان (ممد بن عبد اللّه) صلى اللّه عليه وسلم وأعطاه اللّه‬
‫السلطنة الظاهرية والباطنية وقد تسلط متبعوه ف مدة قليلة شرقا وغربا وعلى جيع ديار فارس الت كانت هذه الرؤيا وتفسيها متعلقي با‪ ،‬فهذه هي السلطنة‬
‫البدية الت ل تنقضي وملكها ل يعطى لشعب آخر وسيظهر كمالا عن قريب ف زمان المام الهدي رضي اللّه عنه لكن الوهن والضعف يقع قبل ظهوره بدة‬
‫قليلة كما يشاهد بعض علماته الن ث يزول بظهوره ويكون الدين كله للّه‪ ،‬فهذا الجر الذي انقطع ل بيدين من جبل وسحق الزف والديد والنحاس‬
‫ل عظيما ومل الرض بأسرها هو ممد صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫والفضة والذهب وصار جب ً‬
‫(البشارة الثانية عشر) نقل يهوذا الواري ف رسالته الب الذي تكلم به أخنوخ الرسول الذي كان سابعا من آدم عليه السلم ومن عروجه إل ميلد السيح مدة‬
‫ثلثة آلف وسبع عشرة سنة على زعم مؤرخيهم‪ .‬وأنا أنقل عبارته من الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1844‬الرب قد جاء ف ربواته القدسة ليدائن الميع‬
‫ويبكت جيع النافقي على كل أعمال نفاقهم الت نافقوا فيها وعلى كل الكلم الصعب الذي تكلم به ضد اللّه الطاة النافقون) وقد عرفت ف مقدمة الباب‬
‫الرابع أن استعمال لفظ الرب بعن الخدوم والعلم شائع فل حاجة إل العادة‪ ،‬وأما لفظ القدس أو القديس فيطلق ف العهدين على الؤمن الوجود ف الرض‬
‫إطلقا شائعا‪.‬‬
‫[‪ ]1‬الية الول من الباب الامس من سفر أيوب هكذا‪( :‬فادع الن أن كان لك ميب وإل أحد من القديسي التفت) فالراد بالقديسي ههنا الؤمنون‬
‫الوجودون على الرض‪ ،‬أما عند علماء بروتستنت فظاهروا ما عند علماء كاتلك فلن مطهرهم الذي هو موضع آلم أرواح الصالي إل أن يصل لا النجاة‬
‫بغفرة البابا‪ ،‬وجد بعد السيح عليه السلم ول يكن ف زمن أيوب‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 85‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫[‪ ]2‬والية الثانية من الباب الول من الرسالة الول إل أهل قورنيثوس هكذا‪( :‬إل جاعة اللّه الت بقورنثية القدسي بيسوع السيح الدعوين قديسي) ال‪.‬‬
‫فالراد بالقدسي والقديسي الؤمنون بالسيح الوجودون ف قورنثية‪.‬‬
‫[‪ ]3‬والية الثالثة عشر من الباب الثان عشر من الرسالة الرومية هكذا‪( :‬مشاركي لاجة القديسي) ال‪.‬‬
‫[‪ ]5 ، 4‬ف الباب الامس عشر منها هكذا‪( :‬ولكن الن أنا ذاهب إل أورشليم لخدم القديسي) ‪( 26‬لن أهل مكدونية واحائية استحسنوا أن يصنعوا‬
‫توزيعا لفقراء القديسي الذين ف أورشليم فالراد بالقديسي ف الوضعي الؤمنون الوجودون ف أورشليم‪.‬‬
‫[‪ ]6‬والية الول من الباب الول من الرسالة إل أهل فيلبسيوس هكذا‪( :‬من بولس وطيماثاوس عبدي يسوع السيح إل جيع القديسي بيسوع السيح‬
‫بفيلبسيوس) ال‪ .‬فالراد بالقديسي ههنا الؤمنون الوجودون بفيلبسيوس)‪.‬‬
‫[‪ ]7‬ووقع ف الية العاشرة من الباب الامس من الرسالة الول إل طيماثاوس ف حال الشماسات هكذا‪( :‬غسلت أرجل القديسي) فالراد بالقديسي ههنا‬
‫الؤمنون الوجودون على الرض بوجهي‪ :‬الول‪ :‬أن القديسي الوجودون ف السماء أرواح ليس لم أرجل والثان‪ :‬أن الشماسات ل يكنهن العروج إل‬
‫السماء وإذا عرفت استعمال لفظ الرب والقدس أو القديس فأقول إن الراد بالرب ممد صلى اللّه عليه وسلم وبالربوات القدسة الصحابة والتعبي عن ميئه بقد‬
‫جاء لكونه أمرا يقينيا فجاء ممد صلى اللّه عليه وسلم ف ربواته القدسة فدان الكفار‪ ،‬وبكت النافقي والطاة على أعمال النفاق وعلى أقوالم القبيحة ف اللّه‬
‫ورسله‪ ،‬فبكت الشركي لعدم تسليم توحيد اللّه ورسالة رسله مطلقا وعبادتم الصنام والوثان‪ ،‬وبكت اليهود على تفريطهم ف حق عيسى ومري عليهما‬
‫السلم وبعض عقائدهم الواهية‪ ،‬وبكت أهل التثليث مطلقا على تفريطهم ف توحيد اللّه وإفراطهم ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬وبكت أكثرهم على عبادة‬
‫الصليب والتماثيل وبعض عقائدهم الواهية‪.‬‬
‫ل توبوا لنه قد اقترب ملكوت‬ ‫(البشارة الثالثة عشر) ف الباب الثالث من إنيل مت هكذا‪( :‬وف تلك اليام جاء يوحنا العمدان يكرز ف برية اليهودية) ‪( 2‬قائ ً‬
‫السماوات)‪ .‬وف الباب الرابع من إنيل مت هكذا‪( 12 :‬ولا سع يسوع أن يوحنا أسلم انصرف إل الليل) ‪( 17‬من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول‬
‫توبوا لنه قد اقترب ملكوت السماوات) ‪( 23‬وكان يسوع يطوف كل الليل ويعلم ف مامعهم ويكرز ببشارة اللكوت ال)‪ .‬وف الباب السادس من إنيل‬
‫مت ف بيان الصلة الت علمها عيسى عليه السلم تلميذه هكذا‪( :‬ليأت ملكوتك) ولا أرسل الواريي إل البلد السرائيلية للدعوة والوعظ‪ ،‬وصاهم بوصايا‬
‫منها هذه الوصية أيضا‪( :‬وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلي أنه قد اقترب ملكوت السماوات) كما هو مصرح به ف الباب العاشر من إنيل مت ووقع ف الباب‬
‫التاسع من إنيل لوقا هكذا‪( 1 :‬ودعا تلميذه الثن عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جيع الشياطي وشفاء أمراض) ‪( 2‬وأرسلهم ليكرزوا بلكوت اللّه يشفوا‬
‫الرضى)‪ .‬وف الباب العاشر من إنيل لوقا هكذا‪( :‬وبعد ذلك عي الرب سبعي آخرين أيضا وأرسلهم) ال (فقال لم) ال ‪( 8‬وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم‬
‫فكلوا ما يقدم لكم) ‪( 9‬واشفوا الرضى الذين فيها وقولوا لم قد اقترب منكم ملكوت اللّه) ‪( 10‬وأية مدينة دخلتموها ول يقبلوكم فاخرجوا إل شوارعها‬
‫وقولوا) ‪( 11‬حت الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكن اعلموا هذا أنه قد اقترب منكم ملكوت اللّه)‪ .‬فظهر أن كلً من يي وعيسى والواريي‬
‫والتلميذ السبعي بشر بلكوت السماوات‪ ،‬وبشر عيسى عليه السلم باللفاظ الت بشر با يي عليه السلم‪ ،‬فعلم أن هذا اللكوت كما ل يظهر ف عهد يي‬
‫عليه السلم فكذلك ل يظهر ف عهد عيسى عليه السلم ول ف عهد الواريي والسبعي بل كل منهم مبشر به ومب عن فضله ومترجّ لجيئه‪ ،‬فل يكون الراد‬
‫بلكوت السماوات طريقة النجاة الت ظهرت بشريعة عيسى عليه السلم‪ ،‬وإل لا قاله عيسى عليه السلم والواريون والسبعون أن ملكوت السماوات قد‬
‫اقترب‪ ،‬ولا علم التلميذ أن يقولوا ف الصلة وليأت ملكوتك لن هذه طريقة قد ظهرت بعد ادعاء عيسى عليه السلم النبوة بشريعته‪ ،‬فهو عبارة عن طريقة‬
‫النجاة الت ظهرت بشريعة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فهؤلء كانوا يبشرون بذه الطريقة الليلة‪ ،‬ولفظ ملكوت السماوات بسب الظاهر يدل على أن هذا‬
‫اللكوت يكون ف صورة السلطنة ل ف صورة السكنة‪ ،‬وأن الحاربة والدال فيه مع الخالفي يكونان لجله‪ ،‬وأن مبن قوانينه ل بد أن يكون كتابا ساويا‪،‬‬
‫وكل من هذه المور يصدق على الشريعة الحمدية‪ ،‬وما قال العلماء السيحية أن الراد بذا اللكوت‪ ،‬شيوع اللة السيحية ف جيع العال وإحاطتها كل الدنيا‬
‫بعد نزول عيسى عليه السلم‪ ،‬فتأويل ضعيف خلف الظاهر‪ ،‬ويرده التمثيلت النقولة عن عيسى عليه السلم ف الباب الثالث عشر من إنيل مت‪ ،‬مثلً قال‪:‬‬
‫(يشبه ملكوت السماوات إنسانا زرع زرعا جيدا ف حقله)‪ ،‬ث قال‪( :‬يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها ف حقله)‪ ،‬ث قال‪( :‬يشبه‬
‫ملكوت السماوات خية أخذتا امرأة وخبأتا ف ثلثة أكيال دقيق حت اختمر الميع)‪ .‬فشبه ملكوت السماوات بإنسان زارع ل بنمو الزراعة وحصادها‪،‬‬
‫وكذلك شبه ببة خردل ل بصيورتا شجرة عظيمة‪ ،‬وشبه بمية ل باختمار جيع الدقيق‪ .‬وكذا يرد هذا التأويل قول عيسى عليه السلم بعد بيان التمثيل‬
‫النقول ف الباب الادي والعشرين من إنيل مت هكذا‪( :‬لذلك أقول أن ملكوت اللّه ينع منكم ويعطى لمة تعمل أثاره) فإن هذا القول يدل على أن الراد‬
‫بلكوت السماوات طريقة النجاة نفسها ل شيوعها ف جيع العال وإحاطتها كل العال‪ ،‬وإل ل معن لنع الشيوع والحاطة من قوم وإعطائهما لقوم آخرين‪،‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 86‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫فالق أن الراد بذا اللكوت هي الملكة الت أخب عنها دانيال عليه السلم ف الباب الثان من كتابه‪ ،‬فمصداق هذا اللكوت‪ ،‬وتلك الملكة نبوة ممد صلى اللّه‬
‫عليه وسلم واللّه أعلم وعلمه أت‪.‬‬
‫ل يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها ف‬ ‫(البشارة الرابعة عشر) ف الباب الثالث عشر من إنيل مت هكذا‪( 31 :‬قدم لم مثلً آخر قائ ً‬
‫حقله) ‪( 32‬وهي أصغر جيع البذور ولكن مت نت فهي أكب البقول وتصي شجرة حت أن طيور السماء تأت وتأوي ف أغصانا)‪ ،‬فملكوت السماء طريقة‬
‫النجاة الت ظهرت بشريعة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لنه نشأ ف قوم كانوا حقراء عند العال لكونم أهل البوادي غالبا‪ ،‬وغي واقفي على العلوم والصناعات‪،‬‬
‫مرومي عن اللذات السمانية والتكلفات الدنيوية سيما عند اليهود لكونم من أولد هاجر‪ ،‬فبعث اللّه منهم ممدا صلى اللّه عليه وسلم فكانت شريعته ف‬
‫ابتداء المر بنلة حبة خردل أصغر الشرائع بسب الظاهر‪ ،‬لكنها لعمومها نت ف مدة قليلة وصارت أكبها وأحاطت شرقا وغربا‪ ،‬حت أن الذين ل يكونوا‬
‫مطيعي لشريعة من الشرائع تشبثوا بذيل شريعته‪.‬‬
‫(البشارة الامسة عشر) ف الباب العشرين من إنيل مت هكذا‪( 1 :‬فإن ملكوت السماوات يشبه رجلً رب بيت خرج مع الصبح ليستأجر فعلة لكرمه) ‪2‬‬
‫(فاتفق مع العملة على دينار ف اليوم وأرسلهم إل كرمه) ‪( 3‬ث خرج نو الساعة الثالثة‪ ،‬ورأى آخرين قياما ف السوق بطالي) ‪( 4‬فقال لم اذهبوا أنتم أيضا‬
‫إل الكرم فأعطيكم ما يق لكم فمضوا) ‪( 5‬وخرج أيضا نو الساعة السادسة والتاسعة وفعل كذلك) ‪( 6‬ث نو الساعة الادية عشرة خرج ووجد آخرين‬
‫قياما بطالي فقال لم لاذا وقفتم ههنا كل النهار بطالي) ‪( 7‬قالوا له لنه ل يستأجرنا أحد قال لم اذهبوا أنتم أيضا إل الكرم فتأخذوا ما يق لكم) ‪( 8‬فلما‬
‫كان الساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة وأعطهم الجر مبتدئا من الخرين إل الولي) ‪( 9‬فجاء أصحاب الساعة الادية عشرة وأخذوا دينارا دينارا)‬
‫‪( 10‬فلما جاء الولون ظنوا أنم يأخذون أكثر فأخذوا هم دينارا دينارا) ‪( 11‬وفيما هم يأخذون تذمروا على رب البيت) ‪( 12‬قائلي هؤلء الخرون عملوا‬
‫ساعة واحدة وقد ساويتهم بنا نن الذين احتملنا ثقل النهار والر) ‪( 13‬فأجاب وقال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك أما اتفقت معي على دينار) ‪14‬‬
‫(فخذ الذي لك واذهب فإن أريد أن أعطي هذا الخي مثلك) ‪( 15‬أو ما يل ل أن أفعل ما أريد با ل أم عينك شريرة لن أنا صال) ‪( 16‬هكذا يكون‬
‫الخرون أولي والولون آخرين لن كثيين يدعون وقليلي ينتخبون)‪.‬‬
‫فالخرون أمة ممد صلى اللّه عليه وسلم فهم يقدمون ف الجر‪ ،‬وهم الخرون الولون كما قال النب صلى اللّه عليه وسلم‪( :‬نن الخرون السابقون) وقال‪:‬‬
‫(إن النة حرمت على النبياء كلهم حت أدخلها‪ ،‬وحرمت على المم حت تدخلها أمت)‪.‬‬
‫(البشارة السادسة عشر) ف الباب الادي والعشرين من إنيل مت هكذا‪( 33 :‬اسعوا مثلً آخر كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه‬
‫معصرة وبن برجا وسلمه إل كرامي وسافر) ‪( 34‬ولا قرب وقت الثار أرسل عبيده إل الكرامي وسافر ليأخذ أثاره) ‪( 35‬فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا‬
‫ل يهابون ابن) ‪38‬‬ ‫بعضا وقتلوا بعضا ورجوا بعضا) ‪( 36‬ث أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الولي ففعلوا بم كذلك) ‪( 37‬فأخبا أرسل إليهم ابنه قائ ً‬
‫(وأما الكرامون فلما رأوا البن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله ونأخذ مياثه) ‪( 39‬فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه) ‪( 40‬فمت جاء‬
‫صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامي) ‪( 41‬قالوا له أولئك الردياء يهلكهم هلكا رديا ويسلم الكرم إل كرامي آخرين يعطونه الثار ف أوقاتا) ‪42‬‬
‫(قال لم يسوع أما قرأت قط ف الكتب‪ ،‬الجر الذي رفضه البناءون‪ ،‬هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب ف أعيننا) ‪( 43‬لذلك أقول‬
‫لكم إن ملكوت اللّه ينع منكم ويعطى لمة تعمل أثاره) ‪( 44‬ومن سقط على هذا الجر يترضض‪ ،‬ومن سقط هو عليه يسحقه) ‪( 45‬ولا سع رؤساء‬
‫الكهنة‪ ،‬والفريسيون أمثاله‪ ،‬عرفوا أنه تكلم عليهم)‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إن رب بيت كناية عن اللّه‪ ،‬والكرم كناية عن الشريعة‪ ،‬وإحاطته بسياج وحفر العصرة فيه وبناء البج‪ ،‬كنايات عن بيان الحرمات والباحات والوامر‬
‫والنواهي‪ ،‬وأن الكرامي الطاغي كناية عن اليهود‪ ،‬كما فهم رؤساء الكهنة‪ ،‬والفريسيون‪ ،‬أنه تكلم عليهم‪ ،‬والعبيد الرسلي كناية عن النبياء عليهم السلم‪،‬‬
‫والبن كناية عن عيسى عليه السلم‪ ،‬وقد عرفت ف الباب الرابع أنه ل بأس بإطلق هذا اللفظ عليه‪ ،‬وقد قتله اليهود أيضا ف زعمهم‪ .‬والجر الذي رفضه‬
‫البناءون كناية عن ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬والمة الت تعمل أثاره كناية عن أمته صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وهذا هو الجر الذي كل من سقط عليه ترضض‪،‬‬
‫وكل من سقط هو عليه سحقه‪ ،‬وما ادعى العلماء السيحية بزعمهم‪ ،‬أن هذا الجر عبارة عن عيسى عليه السلم‪ ،‬فغي صحيح لوجوه‪:‬‬
‫(الول) أن داود عليه السلم‪ ،‬قال ف الزبور الائة والثامن عشر هكذا‪( 22 :‬الجر الذي رذله البناءون هو صار رأسا للزاوية) ‪( 23‬من قبل الرب كانت هذه‪،‬‬
‫وهي عجيبة ف أعيننا)‪ .‬فلو كان هذا الجر عبارة عن عيسى عليه السلم وهو من اليهود من آل يهوذا من آل داود عليه السلم‪ ،‬فأي عجب ف أعي اليهود‬
‫عموما لكون عيسى عليه السلم رأس الزاوية سيما ف عي داود عليه السلم خصوصا لن مزعوم السيحيي‪ ،‬أن داود عليه السلم يعظم عيسى عليه السلم ف‬
‫مزاميه تعظيما بليغا‪ ،‬ويعتقد اللوهية ف حقه بلف آل إساعيل‪ ،‬لن اليهود كانوا يقرون أولد إساعيل غاية التحقي‪ ،‬وكان كون أحد منهم رأسا للزاوية‬
‫عجيبا ف أعينهم‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 87‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والثان) أنه وقع ف وسط هذا الجر كل من سقط على هذا الجر ترضض‪ ،‬وكل من سقط هو عليه سحقه‪ ،‬ول يصدق هذا الوصف على عيسى عليه السلم‬
‫لنه قال‪( :‬وإن سع أحد كلمي‪ ،‬ول يؤمن‪ ،‬فأنا ل أدينه لن ل آت لدين العال‪ ،‬بل لخلص العال)‪ .‬كما هو ف الباب الثان عشر من إنيل يوحنا‪ ،‬وصدقه‬
‫على ممد صلى اللّه عليه وسلم غي متاج إل البيان‪ ،‬لنه كان مأمورا بتنبيه الفجار الشرار‪ ،‬فإن سقطوا عليه ترضضوا‪ ،‬وإن سقط هو عليهم سحقهم‪.‬‬
‫(الثالث) قال النب صلى اللّه عليه وسلم‪( :‬مثلي ومثل النبياء‪ ،‬كمثل قصر أحسن بنيانه‪ ،‬وترك منه موضع لبنة‪ ،‬فطاف به النظار‪ ،‬يتعجبون من حسن بنيانه‪ ،‬إل‬
‫موضع تلك اللبنة‪ ،‬ختم ب البنيان‪ ،‬وختم ب الرسل)‪ .‬ولا ثبتت نبوته بالدلة الخرى كما ذكرت نبذا منها ف السالك السابقة‪ ،‬فل بأس بأن استدل ف هذه‬
‫البشارة بقوله أيضا‪.‬‬
‫(والرابع) أن التبادر من كلم السيح أن هذا الجر غي البن‪.‬‬
‫(البشارة السابعة عشر) ف الباب الثان من الشاهدات هكذا‪( 26 :‬ومن يغلب‪ ،‬ويفظ أعمال إل النهاية‪ ،‬فسأعطيه سلطانا على المم) ‪( 27‬فيعاهم بقضيب‬
‫من حديد‪ ،‬كما تكسر آنية من خزف‪ ،‬كما أخذت أيضا من عند أب) ‪( 28‬وأعطيه كوكب الصبح) ‪( 29‬من له أذن فليسمع ما يقول الروح بالكنائس)‪ .‬فهذا‬
‫الغالب الذي أعطى سلطانا على المم‪ ،‬ويرعاهم بالقضيب من حديد‪ ،‬هو ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬كما قال اللّه ف حقه‪{ :‬وينصرك اللّه نصرا عزيزا} وقد‬
‫ساه سطيح الكاهن صاحب الراوة‪ ،‬روى أن ليلة ولدته صلى اللّه عليه وسلم انشق إيوان كسرى أنو شروان‪ ،‬وسقط من ذلك أربع عشرة شرافة‪ ،‬وخدت نار‬
‫فارس‪ ،‬ول تمد قبل ذلك بألف عام‪ ،‬وغارت بية ساوة بيث صارت يابسة‪ ،‬ورأى الوبذان ف نومه أن إبلً صعابا تقود خيلً عرابا فقطعت دجلة وانتشرت‬
‫ف بلدها‪ ،‬فخاف كسرى من حدوث هذه المور وأرسل عبد السيح إل سطيح الكاهن الذي كان ف الشام‪ ،‬ولا وصل عبد السيح إليه‪ ،‬وجده ف سكرات‬
‫الوت فذكر هذه المور عنده‪ ،‬فأجاب سطيح‪( :‬إذا كثرت التلوة‪ ،‬وظهر صاحب الراوة‪ ،‬وغاضت بية ساوة‪ ،‬وخدت نار فارس‪ ،‬فليست بابل للفرس‬
‫مقاما‪ ،‬ول الشام لسطيح مناما‪ ،‬يلك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات‪ ،‬وكل ما هو آت آت)‪ .‬ث مات سطيح من ساعته‪ ،‬ورجع عبد السيح‪ ،‬فأخب‬
‫أنو شروان با قال سطيح‪ ،‬قال كسرى إل أن يلك أربعة عشر ملكا‪ ،‬كانت أمور وأمور‪ ،‬فملك منهم عشرة ف أربع سني‪ ،‬وملك الباقون إل خلفة عثمان‬
‫رضي اللّه عنه‪ ،‬فهلك آخرهم يزدجر ف خلفته‪ .‬والراوة بكسر الاء العصا الضخمة‪ ،‬وكوكب الصبح عبارة عن القرآن‪ ،‬قال اللّه تعال ف سورة النساء‪:‬‬
‫{وأنزلنا إليكم نورا مبينا}‪ ،‬وف سورة التغابن‪{ :‬فآمنوا باللّه ورسوله والنور الذي أنزلنا}‪ .‬قال صاحب صولة الضيغم بعد نقل هذه البشارة‪ ،‬قلت للقسيسي‬
‫ويت‪ ،‬ووليم عند الناظرة‪ :‬إن صاحب هذا القضيب من حديد ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فاضطربا بسماع هذا المر‪ ،‬وقال‪ :‬إن عيسى عليه السلم‪ ،‬حكم‬
‫بذا الكنيسة ثياثيا‪ ،‬فل بد أن يكون ظهور مثل هذا الشخص هناك‪ ،‬وممد صلى اللّه عليه وسلم ما راح هناك‪ ،‬قلت‪ :‬هذه الكنيسة ف أية ناحية كانت‪ .‬فرجعا‬
‫إل كتب اللغة‪ ،‬وقال‪ :‬كانت ف أرض الروم‪ ،‬قريبة من استانبول‪ .‬قلت‪ :‬راح أصحاب ممد صلى اللّه عليه وسلم ف خلفة الفاروق العظم‪ ،‬عمر رضي اللّه‬
‫عنه‪ ،‬إل هذه البلد‪ ،‬وفتحوها‪ ،‬وبعد الصحابة‪ ،‬رضي اللّه عنهم‪ ،‬كان السلمون أيضا متسلطي عليها ف أكثر الوقات‪ ،‬ث تسلط سلطي آل عثمان‪ ،‬أدام اللّه‬
‫سلطنتهم من الدة الديدة‪ ،‬وهم متسلطون إل هذا الي‪ ،‬فهذا الب صريح ف حق ممد‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬انتهى كلمه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الفاضل عباس علي الاجوي الندي‪ ،‬صنف أولً كتابا‪ ،‬كبيا ف رد أهل التثليث‪ ،‬وساه صولة الضيغم على أعداء ابن مري‪ ،‬ث ناظر هو رحه اللّه ويت‪،‬‬
‫ووليم القسيسي ف البلد كانفور من بلد الند وألزمهما‪ ،‬ث اختصر كتابه‪ ،‬وسىّ الختصر خلصة صولة الضيغم‪ ،‬ومناظرته كانت قبل أن ناظر صاحب ميزان‬
‫الق ف أكب آباد بقدار اثنتي وعشرين سنة‪.‬‬
‫(البشارة الثامنة عشر) وهذه البشارة واقعة ف آخر أبواب إنيل يوحنا‪ ،‬وأنا أنقل عن التراجم العربية الطبوعة سنة ‪ 1821‬وسنة ‪ 1831‬وسنة ‪ 1844‬ف بلدة‬
‫لندن‪ ،‬فأقول‪ :‬ف الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( 15 :‬إن كنتم تبونن فاحفظوا وصاياي) ‪( 16‬وأنا أطلب من الب فيعطيكم فارقليط آخر ليثبت‬
‫معكم إل البد) ‪( 17‬روح الق الذي لن يطيق العال أن يقبله لنه ليس يراه ول يعرفه وأنتم تعرفونه لنه مقيم عندكم وهو ثابت فيكم) ‪( 26‬والفارقليط روح‬
‫القدس الذي يرسله الب باسي هو يعلمكم كل شيء وهو يذكركم كل ما قلته لكم) ‪( 30‬والن قد قلت لكم قبل أن يكون حت إذا كان تؤمنون)‪ .‬وف‬
‫الباب الامس عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬فأما إذا جاء الفارقليط الذي أرسله أنا إليكم من الب روح الق الذي من الب ينبثق هو يشهد لجلي) ‪27‬‬
‫(وأنتم تشهدون لنكم معي من البتداء)‪ .‬وف الباب السادس عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( 7 :‬لكن أقول لكم الق أنه خي لكم أن انطلق لن إن ل أنطلق ل‬
‫يأتكم الفارقليط فأما إن انطلقت أرسلته إليكم) ‪( 8‬فإذا جاء ذاك فهو يوبخ العال على خطية وعلى بر وعلى حكم) ‪( 9‬أما على الطية فلنم ل يؤمنوا ب)‬
‫‪( 10‬وأما على الب فلن منطلق إل الب ولستم ترونن بعد) ‪( 11‬وأما على الكم فإن أركون هذا العال قد دين) ‪( 12‬وأن ل كلما كثيا أقوله لكم‬
‫ولكنكم لستم تطيقون حله الن) ‪( 13‬وإذا جاء روح الق ذاك فهو يعلمكم جيع الق لنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع ويبكم با سيأت)‬
‫‪( 14‬وهو يجدن لنه يأخذ ما هو ل ويبكم) ‪( 15‬جيع ما هو الب فهو ل فمن أجل هذا قلت أن ما هو ل يأخذ ويبكم)‪ .‬وأنا أقدم قبل بيان وجه‬
‫الستدلل بذه العبارات أمرين‪:‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 88‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫المر الول‪ :‬أنك قد عرفت ف المر السابع‪ ،‬أن أهل الكتاب سلفا وخلفا عادتم أن يترجوا غالبا الساء‪ ،‬وأن عيسى عليه السلم كان يتكلم باللسان العبان‬
‫ل باليونان‪ ،‬فإذا ل يبقى شك ف أن النيلي الرابع ترجم اسم البشر به باليونان بسب عادتم‪ ،‬ث مترجو العربية عربوا اللفظ اليونان بفارقليط‪ ،‬وقد وصلت‬
‫إل رسالة صغية ف لسان أردو من رسائل القسيسي ف سنة ألف ومائتي وثان وستي من الجرة‪ ،‬وكانت هذه الرسالة طبعت ف كلكته وكانت ف تقيق‬
‫لفظ فارقليط‪ ،‬وادعى مؤلفها أن مقصوده أن ينبه السلمي على سبب وقوعهم ف الغلط من لفظ فارقليط‪ ،‬وكان ملخص كلمه‪( :‬أن هذا اللفظ معرب من‬
‫اللفظ اليونان فإن قلنا أن هذا اللفظ اليونان الصل باراكلي طوس فيكون بعن العزي والعي والوكيل‪ ،‬وإن قلنا أن اللفظ الصل بيكلو طوس يكون قريبا من‬
‫معن ممد وأحد‪ ،‬فمن استدل من علماء السلم بذه البشارة فهم أن اللفظ الصل بيكلو طوس ومعناه قريب من معن ممد وأحد‪ ،‬فادعى أن عيسى عليه‬
‫السلم أخب بحمد أو أحد لكن الصحيح أنه باراكلي طوس) انتهى ملخصا من كلمه‪.‬‬
‫فأقول أن التفاوت بي اللفظي يسي جدا وأن الروف اليونانية كانت متشابة‪ ،‬فتبدل بيكلو طوس بياراكلي طوس ف بعض النسخ من الكاتب قريب القياس‪،‬‬
‫ث رجح أهل التثليث النكرين هذه النسخة على النسخ الخر‪ ،‬ومن تأمل ف الباب الثان من هذا الكتاب والمر السابع من هذا السلك السادس بنظر النصاف‪،‬‬
‫اعتقد يقينا بأن مثل هذا المر من أهل الديانة من أهل التثليث ليس ببعيد‪ ،‬بل ل يبعد أن يكون من الستحسنات‪.‬‬
‫ل منتنس السيحي الذي كان ف القرن الثان من اليلد‪،‬‬ ‫والمر الثان‪ :‬أن البعض ادعوا قبل ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أنم مصاديق لفظ‪ ،‬فارقليط مث ً‬
‫وكان مرتاضا شديدا وأتقى عهده‪ ،‬ادعى ف قرب سنة ‪ 177‬من اليلد ف آسيا الصغي الرسالة وقال إن هو الفارقليط الوعود به الذي وعد بجيئه عيسى عليه‬
‫السلم وتبعه أناس كثيون ف ذلك كما هو مذكور ف بعض التواريخ‪.‬‬
‫وذكر وليم ميور حاله وحال متبعيه ف القسم الثان من الباب الثالث من تاريه بلسان أردو الطبوع سنة ‪ 1848‬من اليلد هكذا‪( :‬أن البعض قالوا أنه ادعى‬
‫أن فارقليط يعن العزي روح القدس وهو كان أتقى ومرتاضا شديدا ولجل ذلك قبله الناس قبولً زائدا) انتهى كلمه‪ .‬فعلم أن انتظار فارقليط كان ف القرون‬
‫الول السيحية أيضا ولذلك كان الناس يدعون مصاديقه وكان السيحيون يقبلون دعاويهم‪ .‬وقال صاحب لب التواريخ‪( :‬أن اليهود والسيحيي من معاصري‬
‫ممد صلى اللّه عليه وسلم كانوا منتظرين لنب فحصل لحمد من هذا المر نفع عظيم لنه ادعى أن هو ذاك النتظر) انتهى ملخص كلمه‪ .‬فيعلم من كلمه‬
‫أيضا أن أهل الكتاب كانوا منتظرين لروج نب ف زمان النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وهو الق لن النجاشي ملك البشة لا وصل إليه كتاب ممد صلى اللّه‬
‫عليه وسلم (فقال أشهد باللّه أنه للنب الذي ينتظره أهل الكتاب) وكتب الواب وكتب ف الواب (أشهد أنك رسول اللّه صادقا ومصدقا‪ ،‬وقد بايعتك‬
‫وبايعت ابن عمك أي جعفر بن أب طالب‪ ،‬وأسلمت على يديه للّه رب العالي) وهذا النجاشي قبل السلم كان نصرانيا‪ ،‬وكتب القوقس ملك القبط ف‬
‫جواب كتاب النب صلى اللّه عليه وسلم هكذا‪( :‬لحمد بن عبد اللّه من القوقس عظيم القبط سلم عليك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما‬
‫تدعوا إليه‪ ،‬وقد علمت أن نبيا قد بقي وقد كنت أظن أنه يرج بالشام وقد أكرمت رسولك) والقوقس هذا وإن ل يسلم لكنه أقر ف كتابه أن قد علمت أن‬
‫نبيا قد بقي وكان نصرانيا‪ ،‬فهذان اللكان ما كانا يافان ف ذلك الوقت من ممد صلى اللّه عليه وسلم لجل شوكته الدنيوية‪ ،‬وجاء الارود بن العلء ف قومه‬
‫إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬واللّه لقد جئت بالق ونطقت بالصدق‪ ،‬والذي بعثك بالق نبيا لقد وجدت وصفك ف النيل وبشر بك ابن البتول‬
‫فطول‪ ،‬التحية لك والشكر لن أكرمك‪ ،‬ل أثر بعد عي ول شك بعد يقي‪ ،‬مد يدك فأنا أشهد أن ل إله إل اللّه وأنك ممد رسول اللّه)‪ ،‬ث آمن قومه وهذا‬
‫الارود كان من علماء النصارى وقد أقر بأنه قد بشر بك ابن البتول أي عيسى عليه السلم‪ ،‬فظهر أن السيحيي أيضا كانوا منتظرين لروج نب بشر به عيسى‬
‫عليه السلم‪ ،‬فإذا علمت ذلك فأقول أن اللفظ العبان الذي قاله عيسى عليه السلم مفقود‪ ،‬واللفظ اليونان الوجود ترجة‪ ،‬لكن أترك البحث عن الصل‪،‬‬
‫وأتكلم على هذا اللفظ اليونان الصل بيكلو طوس فالمر ظاهر‪ ،‬وتكون بشارة السيح ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم بلفظ هو قريب من ممد‪ ،‬وأحد‪،‬‬
‫وهذا وإن كان قريب القياس بلحاظ عاداتم لكن أترك هذا الحتمال‪ ،‬لنه ل يتم عليهم إلزاما وأقول إن كان اللفظ اليونان الصل بارا كلي طوس كما‬
‫يدعون فهذا ل يناف الستدلل أيضا‪ ،‬لن معناه العزي‪ ،‬والعي‪ ،‬والوكيل‪ ،‬على ما بي صاحب الرسالة‪ ،‬أو الشافع‪ ،‬كما يوجد ف الترجة العربية الطبوعة سنة‬
‫‪ ،1816‬وهذه العان كلها تصدق على ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وأنا أبي الن أولً أن الراد بفارقليط النب البشر به أعن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ل‬
‫الروح النازل على تلميذ عيسى عليه السلم يوم الدار‪ ،‬الذي جاء ذكره ف الباب الثان من كتاب العمال‪ .‬وأذكر ثانيا شبهات العلماء السيحية وأجيب عنها‬
‫فأقول‪:‬‬
‫أما الول‪ :‬فيدل عليه أمور‪:‬‬
‫[‪ ]1‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬أولً‪ ،‬إن كنتم تبونن فاحفظوا وصاياي) ث أخب عن فارقليط فمقصوده عليه السلم‪ ،‬أن يعتقد السامعون بأن ما يلقى عليهم‬
‫يعد ضروري واجب الرعاية‪ ،‬فلو كان فارقليط عبارة عن الروح النازل يوم الدار لا كانت الاجة إل هذه الفقرة‪ ،‬لنه ما كان مظنونا أن يستبعد الواريون‬
‫نزول الروح عليهم مرة أخرى‪ ،‬لنم كانوا مستفيضي به من قبل أيضا‪ ،‬بل ل مال للستبعاد أيضا لنه إذا نزل على قلب أحد وحل فيه يظهر أثره ل مالة‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 89‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ظهورا بينا‪ ،‬فل يتصوّر إنكار التأثر منه وليس ظهوره عندهم ف صورة يكون فيه مظنة يكون الستبعاد‪ ،‬فهو عبارة عن النب البشر به‪ ،‬فحقيقة المر أن السيح‬
‫عليه السلم لا علم بالتجربة وبنور النبوّة أن الكثيين من أمته ينكرون النب البشر به عند ظهوره‪ ،‬فأكد أولً بذه الفقرة ث أخب عن ميئه‪.‬‬
‫[‪ ]2‬أن هذا الروح متحد بالب مطلقا وبالبن‪ ،‬نظرا إل لهوته اتادا حقيقيا فل يصدق ف حقه (فارقليط آخر) بلف النب البشر به فإنه يصدق هذا القول‬
‫ف حقه بل تكلف‪.‬‬
‫[‪ ]3‬أن الوكالة والشفاعة من خواص النبوّة ل من خواص هذا الروح التحد باللّه‪ ،‬فل يصدقان على الروح ويصدقان على النب البشر به بل تكلف‪.‬‬
‫[‪ ]4‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬هو يذكركم كل ما قلته لكم)‪ .‬ول يثبت من رسالة من رسائل العهد الديد‪ ،‬أن الواريي كانوا قد نسوا ما قاله عيسى عليه‬
‫السلم‪ ،‬وهذا الروح النازل يوم الدار ذكرهم إياه‪.‬‬
‫[‪ ]5‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬والن قد قلت لكم قبل أن يكون حت إذا كان تؤمنون)‪ .‬وهذا يدل على أن الراد به ليس الروح لنك قد عرفت ف المر‬
‫الول أنه ما كان عدم اليان مظنونا منهم وقت نزوله‪ ،‬بل ل مال للستبعاد أيضا‪ ،‬فل حاجة إل هذا القول‪ ،‬وليس من شأن الكيم العاقل أن يتكلم بكلم‬
‫ل عن شأن النب العظيم الشأن‪ ،‬فلو أردنا به النب البشر به يكون هذا الكلم ف مله‪ ،‬وف غاية الستحسان لجل التأكيد مرة ثانية‪.‬‬ ‫فضول فض ً‬
‫[‪ ]6‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬هو يشهد لجلي)‪ .‬وهذا الروح ما شهد لجله بي يدي أحد‪ ،‬لن تلميذه الذين نزل عليهم ما كانوا متاجي إل الشهادة‪،‬‬
‫لنم كانوا يعرفون السيح حق العرفة قبل نزوله أيضا‪ ،‬فل فائدة للشهادة بي أيديهم‪ ،‬والنكرون الذين كانوا متاجي للشهادة فهذا الروح ما شهد بي أيديهم‬
‫بلف ممد صلى اللّه عليه وسلم فإنه شهد لجل السيح عليه [ص ‪ ]284‬السلم وصدقه وبرأه عن ادعاء اللوهية‪ ،‬الذي هو أشد أنواع الكفر والضلل‪ ،‬وبرأ‬
‫أمه عن تمة الزنا‪ ،‬وجاء ذكر براءتما ف القرآن ف مواضع متعددة‪ ،‬وف الحاديث ف مواضع غي مصورة‪.‬‬
‫[‪ ]7‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬وأنتم تشهدون لنكم معي من البتداء‪ ،‬وهذه الية ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1816‬هكذا‪( :‬وتشهدون أنتم أيضا‬
‫لنكم كنتم معي من البتداء)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1860‬هكذا‪( :‬وتشهدون أنتم أيضا لنكم معي من البتداء) فيوجد ف هذه التراجم الثلث‬
‫لفظ أيضا‪ ،‬وكذا يوجد ف التراجم الفارسية الطبوعة سنة ‪ 1816‬وسنة ‪ 1828‬وسنة ‪ 1841‬وف ترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1814‬ترجة لفظ أيضا‪ ،‬فلفظ‬
‫أيضا سقط من التراجم الت نقلت عنها عبارة يوحنا سهوا أو قصدا‪ ،‬فهذا القول يدل دللة ظاهرة على أن شهادة الواريي غي شهادة فارقليط‪ ،‬فلو كان الراد‬
‫به الروح النازل يوم الدار فل توجد مغايرة الشهادتي‪ ،‬لن الروح الذكور ل يشهد شهادة مستقلة غي شهادة الواريي‪ ،‬بل شهادة الواريي هي شهادته‬
‫بعينها‪ ،‬لن هذا الروح مع كونه إلا متحدا باللّه اتادا حقيقيا بريا من النول واللول والستقرار والشكل الت هي من عوارض السم والسمانيات‪ ،‬نزل مثل‬
‫ريح عاصفة وظهر ف أشكال ألسنة منقسمة كأنا من نار‪ ،‬واستقرت على كل واحد منهم يوم الدار‪ ،‬فكان حالم كحال من عليه أثر الن‪ ،‬فكما أن قول الن‬
‫يكون قوله ف تلك الالة فكذلك كانت شهادة الروح هي شهادة الواريي‪ ،‬فل يصح هذا القول بلف ما إذا كان الراد به النب البشر به‪ ،‬فإن شهادته غي‬
‫شهادة الواريي‪.‬‬
‫[‪ ]8‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬إن ل أنطلق ل يأتكم الفارقليط فأما إن انطلقت أرسلته إليكم)‪ .‬فعلق ميئه بذهابه وهذا الروح عندهم نزل على الواريي ف‬
‫حضوره لا أرسلهم إل البلد السرائيلية‪ ،‬فنوله ليس بشروط بذهابه‪ ،‬فل يكون مرادا بفارقليط‪ ،‬بل الراد به شخص ل يستفض منه أحد من الواريي قبل‬
‫زمان صعوده‪ ،‬وكان ميئه موقوفا على ذهاب عيسى عليه السلم‪ ،‬وممد صلى اللّه عليه وسلم كان كذلك‪ ،‬لنه جاء بعد ذهاب عيسى عليه السلم‪ ،‬وكان‬
‫ميئه موقوفا على ذهاب عيسى عليه السلم‪ ،‬لن وجود رسولي ذوي شريعتي مستقلتي ف زمان واحد غي جائز‪ ،‬بلف ما إذا كان الخر متبعا لشريعة‬
‫الول أو يكون كل من الرسل متبعا لشريعة واحدة‪ ،‬لنه يوز ف هذه الصورة وجود اثني أو أكثر ف زمان واحد ومكان واحد‪ ،‬كما ثبت وجودهم ما بي‬
‫زمان موسى عليه السلم وعيسى عليه السلم‪.‬‬
‫[‪ ]9‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬يوبخ العال)‪ .‬فهذا القول بنلة النص اللي لحمد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لنه وبخ العال سيما اليهود على عدم إيانم بعيسى‬
‫عليه السلم توبيخا ل يشك فيه إل معاند بت‪ ،‬وسيكون ابنه الرشيد ممد الهدي رفيقا لعيسى عليه السلم ف زمان قتل الدجال العور ومتابعيه‪ ،‬بلف‬
‫الروح النازل يوم الدار‪ ،‬فإن توبيخه ل يصح على أصول أحد‪ ،‬وما كان التوبيخ منصب الواريي بعد نزوله أيضا‪ ،‬لنم كانوا يدعون إل اللة بالترغيب‬
‫والوعظ‪ ،‬وما قال رانكي ف كتابه السمى بدافع البهتان الذي هو بلسان أردو ف رده على خلصة صولة الضيغم‪( :‬إن لفظ التوبيخ ل يوجد ف النيل ول ف‬
‫ترجة من تراجم النيل‪ ،‬وهذا الستدل أورد هذا اللفظ ليصدق على ممد صدقا بينا لجل أن ممد صلى اللّه عليه وسلم وبخ وهدد كثيا‪ ،‬إل أن مثل هذا‬
‫التغليط ليس من شأن الؤمني والائفي من اللّه) انتهى كلمه فمردوده‪ .‬وهذا القسيس إما جاهل غالط أو مغلط ليس له إيان ول خوف من اللّه‪ ،‬لن هذا‬
‫اللفظ يوجد ف التراجم العربية الذكورة الت نقلت عنها عبارة يوحنا‪ ،‬وف الترجة الطبوعة ‪ 1671‬ف الرومية العظمى‪ ،‬وعبارة الترجة العربية الطبوعة ف‬
‫بيوت سنة ‪ 1860‬هكذا‪( :‬ومت جاء ذاك يبكت العال على خطية ال)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1816‬وسنة ‪ ،1825‬وف التراجم الفارسية‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 90‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الطبوعة سنة ‪ 1816‬وسنة ‪ 1828‬وسنة ‪ 1841‬يوجد لفظ اللزام‪ ،‬ولفظ التبكيت واللزام أيضا قريبان من التوبيخ لكن ل شكاية منه‪ ،‬لن مثل هذا المر‬
‫من عادات علماء بروتستنت ولذلك ترى أن مترجي الفارسية وأردو تركوا لفظ فارقليط لشهرته عند السلمي ف حق ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ومترجم‬
‫ترجة أردو الطبوعة سنة ‪ 1839‬فإن هؤلء أسلفه أيضا‪ ،‬حيث أرجع إل الروح ضمائر الؤنث ليحصل الشتباه للعوام أن مصداق هذا اللفظ مؤنث وليس‬
‫بذكر‪.‬‬
‫[‪ ]10‬قال عيسى عليه السلم‪( :‬أما على الطية فلنم ل يؤمنوا ب) وهذا يدل على أن فارقليط يكون ظاهرا على منكري عيسى عليه السلم موبا لم على‬
‫عدم اليان به‪ ،‬والروح النازل يوم الدار ما كان ظاهرا على الناس موبا لم‪.‬‬
‫[‪ ]11‬قال عيسى عليه السلم‪( :‬إن ل كلما كثيا أقوله لكم‪ ،‬ولكنكم لستم تطيقون حله الن)‪ .‬وهذا يناف إرادة الروح النازل يوم الدار لنه ما زاد حكما‬
‫على أحكام عيسى عليه السلم‪ ،‬لنه على زعم أهل التثليث كان أمر الواريي بعقيدة التثليث وبدعوة أهل العال كله‪ ،‬فأي أمر حصل لم أزيد من أقواله الت‬
‫قال لم إل زمان صعوده‪ .‬نعم بعد نزول هذا الروح‪ ،‬أسقطوا جيع أحكام التوراة الت هي ما عدا بعض الحكام العشرة الذكورة ف الباب العشرين من سفر‬
‫الروج‪ ،‬وحللوا جيع الحرمات وهذا المر ل يوز ف حقه أن يقال أنم ما كانوا يستطيعون حله‪ ،‬لنم استطاعوا حل سقوط حكم تعظيم السبت الذي هو‬
‫أعظم أحكام التوراة‪ ،‬الذي كان اليهود ينكرون كون عيسى عليه السلم مسيحا موعودا به لجل عدم مراعاته هذا الكم‪ ،‬فقبول سقوط جيع الحكام كان‬
‫أهون عندهم‪ ،‬نعم قبول زيادة الحكام لجل ضعف اليان‪ ،‬وضعف القوة إل زمان صعوده كما يعترف به علماء بروتستنت‪ ،‬كان خارجا عن استطاعتهم‪.‬‬
‫فظهر أن الراد بفارقليط نب تزاد ف شريعته أحكام بالنسبة إل الشريعة العيسوية ويثقل حلها على الكلفي الضعفاء وهو ممد صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬
‫[‪ ]12‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع)‪.‬‬
‫وهذا يدل على أن فارقليط يكون بيث يكذبه بنو إسرائيل‪ ،‬فاحتاج عيسى عليه السلم أن يقرر حال صدقه فقال هذا القول‪ ،‬ول مال لظنة التكذيب ف حق‬
‫الروح النازل يوم الدار‪ ،‬على أن هذا الروح عندهم عي اللّه فل معن لقوله بل يتكلم با يسمع‪ .‬فمصداقه ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فإنه كان ف حقه مظنة‬
‫التكذيب وليس هو عي اللّه وكان يتكلم با يوحى إليه كما قال اللّه تعال‪{ :‬وما ينطق عن الوى إن هو إل وحي يوحى} وقال‪{ :‬إن اتبع إل ما يوحى إلّ}‪.‬‬
‫[‪ ]13‬أن عيسى عليه السلم قال‪( :‬أنه يأخذ ما هو ل)‪ .‬وهذا ل يصدق على الروح‪ ،‬لنه عند أهل التثليث قدي وغي ملوق وقادر مطلق ليس له كمال منتظر‬
‫بل كل كمال من كمالته حاصل له بالفعل‪ ،‬فل بد أن يكون الوعود به من النس الذي يكون له كمال منتظر‪ ،‬ولا كان هذا الكلم موها أن يكون هذا النب‬
‫متبعا لشريعته‪ ،‬دفعه بقوله فيما بعد‪( :‬جيع ما للب فهو ل فلجل هذا قلت ما هو ل يأخذ)‪ .‬يعن أن كل شيء يصل لفارقليط من اللّه فكأنه يصل من‪،‬‬
‫كما اشتهر من كان للّه كان اللّه له‪ ،‬فلجل هذا قلت أن ما هو ل يأخذ‪.‬‬
‫وأما الثان أعن الشبهات الت توردها علماء بروتستنت فخمسة‪:‬‬
‫(الشبهة الول) جاء ف هذه العبارة تفسي فارقليط بروح القدس وروح الق وها عبارتان عن الفنوم الثالث‪ ،‬فكيف يصح أن يراد بفارقليط ممد صلى اللّه‬
‫عليه وسلم أقول ف الواب‪ :‬أن صاحب ميزان الق يدعي ف تأليفاته كون ألفاظ روح اللّه وروح القدس وروح الق وروح الصدق وروح فم اللّه بعن‬
‫واحد‪ ،‬وقال ف الفصل الول من الباب الثان من مفتاح السرار ف الصفحة ‪ 53‬من النسخة الفارسية الطبوعة سنة ‪( :1850‬أن لفظ روح اللّه ولفظ روح‬
‫القدس ف التوراة والنيل بعن واحد) انتهى‪ .‬فادعى أن هذين اللفظي يستعملن بعن واحد ف العهدين وقال ف حل الشكال ف جواب كشف الستار‪( :‬من‬
‫له شعور ما بالتوراة والنيل فهو يعرف أن ألفاظ روح القدس وروح الق وروح فم اللّه وغيها بعن روح اللّه فلذلك ما رأيت إثباته ضروريا) انتهى‪ .‬فإذا‬
‫عرفت هذا القول نن نقطع النظر عن صحة ادعائه وعدم صحته ههنا ونسلم ترادف هذه اللفاظ على زعمه لكنا ننكر أن استعمالا ف كل موضع من مواضع‬
‫العهدين بعن القنوم الثالث ونقول قولً مطابقا لقوله من له شعور ما بكتب العهدين‪ ،‬يعرف أن هذه اللفاظ تستعمل ف غي القنوم كثيا‪ ،‬ف الية الرابعة‬
‫عشر من الباب السابع والثلثي من كتاب حزقيال قول اللّه تعال ف خطاب ألوف من الناس الذين أحياهم بعجزة حزقيال عليه السلم هكذا‪( :‬فأعطى فيكم‬
‫روحي)‪ .‬ففي هذا القول روح اللّه بعن النفس الناطقة النسانية ل بعن القنوم الثالث الذي هو عي اللّه على زعمهم‪ ،‬وف الباب الرابع من الرسالة الول‬
‫ليوحنا هكذا ترجة عربية سنة ‪( 1 :1760‬أيها الحباء ل تصدقوا كل روح‪ ،‬بل امتحنوا الرواح هل هي من اللّه‪ ،‬لن النبياء الكذبة كثيون قد خرجوا إل‬
‫العال) ‪( 2‬بذا تعرفون روح اللّه‪ ،‬كل روح يعترف بيسوع السيح أنه قد جاء ف السد فهو من اللّه) ‪( 6‬نن من اللّه فمن يعرف اللّه يسمع لنا‪ ،‬ومن ليس من‬
‫اللّه ل يسمع لنا‪ ،‬من هذا نعرف روح الق وروح الضلل)‪ .‬وهذه الملة الواقعة ف الية الثانية‪( :‬بذا تعرفون روح اللّه)‪.‬‬
‫وف التراجم الخر هكذا ترجة عربية سنة ‪ ،1821‬وسنة ‪ ،1831‬وسنة ‪( :1844‬وبذا يعرف روح اللّه)‪ .‬ترجة عربية سنة ‪( :1825‬فإنكم تيزون روح‬
‫اللّه ولفظ روح اللّه ف الية الثانية‪ ،‬ولفظ روح الق ف الية السادسة‪ ،‬بعن الواعظ الق ل بعن القنوم الثالث‪ ،‬ولذلك ترجم مترجم ترجة أردو الطبوعة‬
‫سنة ‪ 1845‬لفظ كل روح بكل واعظ‪ ،‬ولفظ الرواح بالواعظي ف الية الول ولفظ روح ف الية الثانية بالواعظ من جانب اللّه‪ ،‬ولفظ روح الق ف الية‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 91‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫السادسة بالواعظ الصادق‪ ،‬وترجم لفظ روح الضلل بالواعظ الضل‪ ،‬وليس الراد بروح اللّه وروح الق القنوم الثالث الذي هو عي اللّه على زعمهم وهو‬
‫ظاهر فتفسي فارقليط بروح القدس وروح الق ل يضرنا لنما بعن الواعظ الق‪ ،‬كما أن لفظ روح الق وروح اللّه بذا العن ف الرسالة الول ليوحنا‪،‬‬
‫فيصح إطلقهما على ممد صلى اللّه عليه وسلم بل ريب‪.‬‬
‫(الشبهة الثانية) أن الخاطبي بضميهم الواريون‪ ،‬فل بد أن يظهر فارقليط ف عهدهم‪ ،‬وممد صلى اللّه عليه وسلم ل يظهر ف عهدهم‪ ،‬أقول هذا أيضا ليس‬
‫بشيء‪ ،‬لن منشأه أن الاضرين وقت الطاب ل بد أن يكونوا مراضي بضمي الطاب وهو ليس بضروري ف كل موضع‪ ،‬أل ترى أن قول عيسى عليه السلم‬
‫ف الية الرابعة والستي من الباب السادس والعشرين من إنيل مت ف خطاب رؤساء الكهنة والشيوخ والجمع هكذا‪( :‬وأيضا أقول لكم من الن تبصرون ابن‬
‫النسان جالسا عن يي القوة وآتيا على سحاب السماء)‪ .‬وهؤلء الخاطبون قد ماتوا ومضت على موتم مدة هي أزيد من ألف وثانائة سنة‪ ،‬وما رأوه آتيا‬
‫على سحاب السماء‪ ،‬فكما أن الراد بالخاطبي ههنا الوجودون من قومهم وقت نزوله من السماء‪ ،‬فكذلك فيما نن فيه الراد الذين يوجدون وقت ظهور‬
‫فارقليط‪.‬‬
‫(الشبهة الثالثة) أنه وقع ف حق فارقليط أن العال ل يراه ول يعرفه‪ ،‬وأنتم تعرفونه وهو ل يصدق على ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لن الناس رأوه وعرفوه أقول‬
‫هذا أيضا ليس بشيء‪ ،‬وهم أحوج الناس تأويلً ف هذا القول بالنسبة إلينا‪ ،‬لن روح القدس عي اللّه عندهم والعال يعرف اللّه أكثر من معرفة ممد صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فل بد أن نقول أن الراد بالعرفة العرفة القيقية الكاملة‪ ،‬ففي صورة التأويل ل اشتباه ف صدق هذا القول على ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ويكون‬
‫القصود أن العال ل يعرفه معرفة حقيقية كاملة‪ ،‬وأنتم تعرفونه معرفة حقيقية كاملة‪ ،‬والراد بالرؤية العرفة‪ ،‬ولذا ل يعد عيسى عليه السلم لفظ الرؤية بعد لفظ‬
‫أنتم بل قال وأنتم تعرفونه‪.‬‬
‫ولو حلنا الرؤية على الرؤية البصرية يكون نفي الرؤية ممولً على ما هو الراد ف قول النيلي الول ف الباب الثالث عشر من إنيله‪ ،‬وأنقل عبارته عن الترجة‬
‫العربية الطبوعة سنة ‪ 1816‬وسنة ‪( 13 :1825‬فلذلك أضرب لم المثال لنم ينظرون ول يبصرون‪ ،‬ويسمعون ول يستمعون ول يفهمون) ‪( 14‬وقد‬
‫كمل فيهم تنبأ أشعيا حيث قال إنكم تستمعون سعا ول تفهمون وتنظرون نظرا ول تبصرون)‪ .‬فل إشكال أيضا وأمثال هذين المرين وإن كانت معان مازية‬
‫لكنها بنلة القيقة العرفية‪ .‬ووقعت ف كلم عيسى عليه السلم كثيا‪ :‬ف الية السابعة والعشرين من الباب الادي عشر من إنيل مت هكذا‪( :‬وليس أحد‬
‫يعرف البن إل الب ول أحد يعرف الب إل البن ومن أراد البن أن يعلن له)‪.‬‬
‫وف الية الثامنة والعشرين من الباب السابع من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬الذي أرسلن حق الذي أنتم لستم تعرفونه)‪.‬‬
‫وف الباب الثامن من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬لستم تعرفون أنا ول أب‪ ،‬لو عرفتمون لعرفتم أب أيضا) ‪( 55‬ولستم تعرفونه أي اللّه) ال‪.‬‬
‫وف الية الامسة والعشرين من الباب السابع عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬أيها الب إن العال ل يعرفك أما أنا فعرفتك)‪.‬‬
‫وف الباب الرابع عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( 7 :‬لو كنتم قد عرفتمون لعرفتم أب أيضا ومن الن تعرفونه وقد رأيتموه) ‪( 8‬قال له فيلبس يا سيد أرنا الب‬
‫وكفانا) ‪( 9‬قال له يسوع أنا معكم زمانا هذه مدته ول تعرفن يا فيلبس الذي رآن فقد رأى الب‪ ،‬فكيف تقول أنت أرنا الب)‪.‬‬
‫ل عن‬ ‫فالراد ف هذه القوال بالعرفة العرفة الكاملة وبالرؤية العرفة‪ ،‬وإل ل تصح هذه القوال يقينا‪ ،‬لن العوام من الناس كانوا يعرفون عيسى عليه السلم فض ً‬
‫رؤساء اليهود‪ ،‬والكهنة‪ ،‬والشايخ‪ ،‬والواريي‪ ،‬ورؤية اللّه بالبصر ف هذا العال متنعة عند أهل التثليث أيضا‪.‬‬
‫(الشبهة الرابعة) أنه وقع ف حق فارقليط‪( :‬أنه مقيم عندكم‪ ،‬وثابت فيكم)‪ .‬ويظهر من هذا القول أن فارقليط كان ف وقت الطاب مقيما عند الواريي‪،‬‬
‫وثابتا فيهم‪ ،‬فكيف يصدق على ممد صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إن هذا القول ف التراجم الخرى هكذا ترجة عربية سنة ‪ ،1816‬وسنة ‪( :1825‬لنه مستقر معكم‪ ،‬وسيكون فيكم)‪ .‬والتراجم الفارسية الطبوعة سنة‬
‫‪ ،1816‬وسنة ‪ ،1828‬وسنة ‪ .1841‬وترجة أردو الطبوعة سنة ‪ ،1814‬وسنة ‪ ،1839‬كلها مطابقة لاتي الترجتي‪ ،‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة‬
‫‪ 1860‬هكذا‪( :‬ماكث معكم‪ ،‬ويكون فيكم)‪ .‬فظهر أن الراد بقوله ثابت فيكم الثبوت الستقبال يقينا‪ ،‬فل اعتراض به لوجه من الوجوه‪ ،‬وبقي قوله مقيم‬
‫عندكم فأقول‪ :‬ل يصح حل هذا القول على معن هو مقيم عندكم الن‪ ،‬لنه يناف قوله‪( :‬أنا أطلب من الب فيعطيكم فارقليط آخر)‪ ،‬وقوله‪( :‬قد قلت لكم‬
‫قبل أن يكون‪ ،‬حت إذا كان تؤمنون)‪ ،‬وقوله‪( :‬إن ل أنطلق ل يأتكم الفارقليط)‪ ،‬وإذا أُول نقول أنه بعن الستقبال‪ ،‬كما أن القول الذي بعده بعن الستقبال‪،‬‬
‫ومعناه يكون مقيما عندكم ف الستقبال‪ ،‬فل خدشة ف صدقه أيضا على ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬والتعبي عن الستقبال بالال بل بالاضي ف المور التيقنة‬
‫كثي ف العهدين‪ ،‬أل ترى أن حزقيال عليه السلم أخب أولً عن خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬ف الزمان الستقبل‪ ،‬وإهلكهم حي وصولم إل جبال إسرائيل‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 92‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ث قال ف الية الثامنة من الباب التاسع والثلثي من كتابه هكذا‪( :‬ها هو جاء وصار يقول الرب الله هذا هو اليوم الذي قلت عنه)‪ .‬فانظروا إل قوله ها هو‬
‫جاء وصار‪ ،‬وهذا القول ف الترجة الفارسية الطبوعة سنة ‪ 1839‬هكذا‪( :‬ابنك رسيد وبوقوع يبوست) فعب عن الال الستقبل بالاضي لكونه يقينا ل شك‬
‫فيه وقد مضت مدة أزيد من ألفي وأربعمائة وخسي سنة ول يظهر خروجهم‪.‬‬
‫وف الية الامسة والعشرين من الباب الامس من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬الق الق أقول لكم أنه تأت ساعة وهي الن حي يسمع الموات صوت ابن اللّه‬
‫والسامعون ييون) فانظروا إل قوله وهي الن وقد مضت مدة أزيد من ألف وثانائة ول تيء هذه الساعة وال الن أيضا مهولة ل يعرف أحد مت تيء‪.‬‬
‫(الشبهة الامسة) ف الباب الول من كتاب العمال هكذا‪( 4 :‬وفيما هو متمع معهم أوصاهم أن ل يبحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الب الذي‬
‫سعتموه من) ‪( 5‬لن يوحنا عمد بالاء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه اليام بكثي)‪ .‬وهذا يدل على أن فارقليط‪ ،‬هو الروح النازل يوم‬
‫الدار‪ .‬لن الراد بوعد الب هو فارقليط‪ ،‬أقول الدعاء بأن الراد بوعد الب هو فارقليط‪ ،‬ادعاء مض‪ ،‬بل هو غلط لثلثة عشر وجها وقد عرفتها‪ ،‬بل الق أن‬
‫الخبار عن فارقليط شيء‪ ،‬والوعد بإنزال الروح عليه مرة أخرى شيء آخر وقد وف اللّه بالوعدين‪ ،‬وقد عب بالوعد الول بجيء فارقليط‪ ،‬وههنا بوعد الب‪.‬‬
‫غاية المر أن يوحنا نقل بشارة فارقليط‪ ،‬ول ينقلها النيليون الباقون‪ ،‬ولوقا نقل موعد نزول الروح الذي نزل يوم الدار ول ينقله يوحنا‪ .‬ول بأس فيه فإنم قد‬
‫يتفقون ف نقل القوال السيسة‪ ،‬كركوب عيسى عليه السلم على المار وقت الذهاب إل أورشليم‪ ،‬اتفق على نقله الربعة‪ ،‬وقد يتخالفون ف نقل الحوال‬
‫العظيمة‪ ،‬أل ترى أن لوقا انفرد بذكر إحياء ابن الرملة من الموات ف نابي‪ ،‬وبذكر إرسال عيسى عليه السلم سبعي تلميذا‪ ،‬وبذكر إبراء عشرة برص‪ ،‬ول‬
‫يذكر هذه الالت أحد النيليي مع أنا من الالت العظيمة‪ ،‬وأن يوحنا انفرد بذكر وليمة العرس ف قانا الليل وظهر من يسوع فيه معجزة تويل الاء خرا‪،‬‬
‫وهذه العجزة أول معجزاته‪ ،‬وسبب ظهور مده وإيان التلميذ به‪ ،‬وبذكر إبراء السقيم ف بيت صيدا ف أورشليم‪ ،‬وهذه أيضا معجزة عظيمة‪ ،‬والريض كان‬
‫مريضا من ثان وثلثي سنة‪ ،‬وبذكر قصة امرأة أخذت ف زنا‪ ،‬وبذكر إبراء الكمه وهذا أيضا من أعظم معجزاته‪ ،‬وهي مصرحة بما ف الباب التاسع‪ ،‬وبذكر‬
‫إحياء العاذار من بي الموات‪ ،‬ول يذكرها أحد من النيليي مع أنا حالت عظيمة‪ .‬وهكذا حال مت ومرقس فإنما انفردا بذكر بعض العجزات والالت‬
‫الت ل يذكرها غيها‪.‬‬
‫ولا طال البحث ف هذا السلك‪ ،‬فلنقتصر على هذا القدر من البشارات الت نقلتها عن كتبهم العتبة عندهم ف زماننا‪ ،‬وأما البشارات الت توجد ف كتب‬
‫أخرى هي ليست معتبة عندهم ف زماننا فما نقلتها‪ .‬وبعد ما فرغت أنقل عنها بشارة واحدة أيضا على سبيل النوذج‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬القسيس سيل نقل ف مقدمة ترجته للقرآن الجيد من إنيل برنايا بشارة ممدية هكذا‪( :‬اعلم يا برنابا أن الذنب وإن كان صغيا يزي اللّه عليه لن‬
‫اللّه غي راض عن الذنب‪ ،‬ولا اجتن أمي وتلميذي لجل الدنيا سخط اللّه لجل هذا المر‪ ،‬وأراد باقتضاء عدله أن يزيهم ف هذا العال على هذه العقيدة الغي‬
‫اللئقة ليحصل لم النجاة من عذاب جهنم‪ ،‬ول يكون لم أذية هناك‪ ،‬وإن وإن كنت بريا لكن بعض الناس لا قالوا ف حقي أنه اللّه وابن اللّه‪ ،‬كره اللّه هذا‬
‫القول واقتضت مشيئته بأن ل تضحك الشياطي يوم القيامة علي ول يستهزئون ب‪ ،‬فاستحسن بقتضى لطفه ورحته أن يكون الضحك والستهزاء ف الدنيا‬
‫بسبب موت يهوذا‪ ،‬ويظن كل شخص أن صلبت‪ ،‬لكن هذه الهانة والستهزاء تبقيان إل أن ييء ممد رسول اللّه‪ ،‬فإذا جاء ف الدنيا ينبه كل مؤمن على هذا‬
‫الغلط‪ ،‬وترتفع هذه الشبهة من قلوب الناس) انتهت ترجة كلمه‪.‬‬
‫(أقول) هذه البشارة عظيمة وإن اعترضوا أن هذا النيل رده مالس علمائنا السلف (أقول) ل اعتبار لردهم وقبولم كما علمت با ل مزيد عليه ف الباب‬
‫الول‪ ،‬وهذا النيل من الناجيل القدية ويوجد ذكره ف كتب القرن الثان والثالث‪ ،‬فعلى هذا كتب هذا النيل قبل ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم بئتي‬
‫سنة‪ ،‬ول يقدر أحد أن يب بغي اللام بثل هذا المر قبل وقوعه بئتي سنة‪ ،‬فل بد أن يكون هذا قول عيسى عليه السلم‪ ،‬وإن قالوا أن أحدا من السلمي‬
‫حرف هذا النيل بعد ظهور ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قلت‪ :‬هذا الحتمال بعيد جدا لن السلمي ما التفتوا إل هذه الناجيل الربعة أيضا‪ ،‬فكيف إل‬
‫إنيل برنابا‪ ،‬ويبعد أن يؤثر تريف أحد من السلمي ف إنيل برنابا تأثيا يتغي به النسخ الوجودة عند السيحيي أيضا‪ ،‬وهم يزعمون أن علماء أهل الكتاب من‬
‫اليهود والنصارى الذين أسلموا‪ ،‬نقلوا عن كتب العهدين البشارات الحمدية وحرفوها‪ ،‬فعلى زعمهم أقول أن هؤلء العلماء الكبار حرفوا على زعمهم‪ ،‬ول‬
‫يؤثر تريف هؤلء ف كتبهم الت كانت موجودة عندهم ف مواضع هذه البشارات‪ ،‬فكيف أثر تريف بعض السلمي ف إنيل برنابا ف النسخ الت كانت‬
‫عندهم‪ ،‬فهذا الحتمال واه ضعيف جدا واجب الرد‪.‬‬
‫(تنبيه) نقلنا هذا الخبار أولً ف الكتاب العجاز العيسوي‪ ،‬عن الترجة الطبوعة سنة ‪ 1850‬من اليلد‪ ،‬وطبع هذا الكتاب سنة ‪ 1271‬من الجرة وسنة‬
‫‪ 1854‬من اليلد واشتهر ف أقطار الند وتراجهم‪ ،‬وكتبهم تتغي ف الطبع التأخر بالنسبة إل الطبع التقدم تغيا ما‪ ،‬كما قد نبهت ف مقدمة الكتاب أيضا‪،‬‬
‫فإن ل يد الناظر هذه البشارة ف بعض نسخ الترجة الذكورة الطبوعة ف سنة غي السنة الذكورة ل يقع ف شك سيما إذا كان هذا البعض من النسخ الطبوعة‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 93‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ف سنة متأخرة عن ألف وثانائة وأربع وخسي من اليلد‪ ،‬لن علماء بروتستنت لو أسقطوا ف طبعهم هذه البشارة من الترجة الذكورة فل يستبعد من عادتم‬
‫الت صارت‪ ،‬بنلة المر الطبيعي لم‪.‬‬
‫وقال الفاضل حيدر علي القرشي ف كتابه السمى بلصة سيف السلمي الذي هو بلسان أردو ف الصفحة ‪ 63‬و ‪( :64‬أن القسيس أو سكان الرمن ترجم‬
‫كتاب أشعيا باللسان الرمن ف سنة ألف وستمائة وست وستي سنة‪ ،‬وطبعت هذه الترجة ف سنة ألف وسبعمائة وثلث وثلثي ف مطبع انتون بورتول‬
‫ويوجد ف هذه الترجة ف الباب الثان والربعي هذه الفقرة‪( :‬سبحوا اللّه تسبيحا جديدا وأثر سلطنة على ظهره واسه أحد) انتهت‪ .‬وهذه الترجة موجودة‬
‫عند الرامن فانظروا فيها) انتهى كلمه‪.‬‬
‫(أقول) هذه الترجة ل تصل إل وما اطلعت عليها لكن هذا الفاضل لعله رآها واطلع عليها‪ ،‬ول شك أن هذه الفقرة عظيمة النفع‪ ،‬وإن ل تكن هذه الترجة‬
‫معتبة عند علماء بروتستنت‪ ،‬ومن أسلم من علماء اليهود والنصارى ف القرن الول شهد بوجود البشارات الحمدية ف كتب العهدين‪ ،‬مثل عبد اللّه بن سلم‬
‫وابن سعية وبنيامي ومييق وكعب الحبار وغيهم‪ ،‬من علماء اليهود‪ ،‬ومثل بي اونسطور البشي وضفاطر وهو السٍقف الرومي الذي أسلم على يد دحية‬
‫الكلب وقت الرسالة فقتلوه‪ ،‬والارود‪ ،‬والنجاشي‪ ،‬والسوس‪ ،‬والرهبان الذين جاؤوا مع جعفر بن أب طالب رضي اللّه عنه‪ ،‬وغيهم من علماء النصارى‪ ،‬وقد‬
‫اعترف بصحة نبوته‪ ،‬وعموم رسالته‪ ،‬هرقل قيصر الروم‪ ،‬ومقوقس صاحب مصر‪ ،‬وابن صوريا‪ ،‬وحيي بن أخطب‪ ،‬وأبو ياسر بن أخطب وغيهم من حلهم‬
‫السد على الشقاء‪ ،‬ول يسلموا‪.‬‬
‫وروي أنه عليه السلم لا أراد الدلئل على نصارى نران‪ ،‬ث إنم أصروا على جهلهم‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬إن اللّه أمرن إن ل تقبلوا الجة أن أباهلكم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫يا أبا القاسم بل نرجع فننظر ف أمرنا ث نأتيك‪ ،‬فلما رجعوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم‪ :‬ما ترى؟ فقال‪ :‬واللّه لقد عرفتم نبوته‪ ،‬وقد جاءكم بالفصل ف أمر‬
‫صاحبكم‪ ،‬واللّه ما باهل قوم نبيا إل هلكوا وإن أبيتم إل ألف دينكم‪ .‬فوادعوا الرجل وانصرفوا‪ ،‬فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وقد غدا متضنا‬
‫السي‪ ،‬وآخذا بيد السن‪ ،‬وفاطمة تشي خلفه‪ ،‬وعلي رضي اللّه عنه خلفها‪ ،‬وهو يقول‪ :‬إذا أنا دعوت فأمنوا‪ .‬فقال أسقفهم‪ :‬يا معشر النصارى إن لرى‬
‫وجوها‪ ،‬لو سألوا اللّه أن يزيل جبلً من مكانه لزاله‪ ،‬فل تباهلوا فتهلكوا‪ .‬فأذعنوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبذلوا له الزية ألفي حلة حراء وثلثي‬
‫درعا من حديد‪ .‬فقال عليه الصلة والسلم‪ :‬لو باهلوا لسخوا قردة‪ ،‬وخنازير ولضطرم عليهم الوادي نارا‪ ،‬ولستأصل اللّه نران وأهله‪ ،‬حت الطي على‬
‫الشجر‪ ،‬وهذه الواقعة دلت على نبوته بوجهي‪:‬‬
‫(الول) أنه عليه الصلة والسلم خوّفهما بنول العذاب عليهم‪ ،‬ولو ل يكن واثقا بذلك لكان ذلك منه سعيا ف إظهار كذب نفسه‪ ،‬لنه لو باهل ول ينل‬
‫العذاب ظهر كذبه‪ ،‬ومعلوم أنه كان من أعقل الناس‪ ،‬فل يليق به أن يعمل عملً يفضي إل ظهور كذبه‪ ،‬فلما أصر على ذلك علمنا أنه إنا أصر عليه لكونه‬
‫واثقا بوعد اللّه‪.‬‬
‫(والثان) أن القوم كانوا يبذلون النفوس‪ ،‬والموال‪ ،‬ف النازعة مع الرسول صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فلو ل يعرفوا أنه نب لا تركوا مباهلته‬

‫الفصل الثان‪( :‬ف دفع الطاعن)‪.‬‬

‫اعلم أرشدك اللّه تعال ف الدارين أن السيحيي يدعون أن النبياء إنا يكونون معصومي ف تبليغ الوحي فقط‪ ،‬تقريرا كان أو تريرا‪ .‬وأما ف غي التبليغ‪ ،‬فليسوا‬
‫ل عن الطأ والنسيان‪ ،‬فيصدر عنهم الزنا بالحارم فضلً عن الجنبيات‪،‬‬ ‫بعصومي ل قبل النبوّة ول بعدها‪ .‬فيصدر عنهم بعدها جيع الذنوب قصدا‪ ،‬فض ً‬
‫ويصدر عنهم عبادة الوثان‪ ،‬وبناء العابد لا‪ ،‬ول يرج عندهم نب من إبراهيم إل يي عليهما السلم ل يكون زانيا أو من أولد الزنا أعاذنا اللّه من أمثال هذه‬
‫العقائد الفاسدة ف حق النبياء عليهم السلم‪.‬‬
‫وقد عرفت ف المر السابع من مقدمة الكتاب‪ ،‬وف الفصل الثالث والرابع من الباب الول‪ ،‬وف القصد الول من الباب الثان أن ادعاءهم العصمة ف التبليغ‬
‫أيضا باطل ل أصل له على أصولم‪ .‬ويصدر هذا الدعاء عنهم لتغليط العوام‪ ،‬فمطاعنهم على ممد صلى اللّه عليه وسلم ف بعض المور الت يفهمونا ذنوبا ف‬
‫زعمهم الفاسد‪ ،‬ل تقدح ف نبوته على أصولم‪ .‬وإن وإن كنت أستكره أن أنقل ذنوب النبياء والكفريات الفتريات عن كتبهم ولو إلزاما‪ ،‬ول أعتقد ف‬
‫حضرات النبياء إنصافهم بذه الذنوب والكفريات حاشا وكل‪ .‬لكن لا رأيت أن علماء بروتستنت أطالوا ألسنتهم إطالة فاحشة ف حق ممد صلى اللّه عليه‬
‫وسلم ف المور الفيفة‪ ،‬وجعلوا الردلة جبلً لتغليط العوام الغي الواقفي على كتبهم‪ ،‬وكان مظنة وقوع السذج ف الشتباه بتمويهاتم الباطلة‪ ،‬نقلت بعضها‬
‫إلزاما‪ ،‬وأتبأ عن اعتقادها بألف لسان وليس نقلها إل كنقل كلمات الكفر‪ ،‬ونقل الكفر ليس بكفر‪ ،‬وقدمت نقلها على نقل مطاعنهم ف ممد صلى اللّه عليه‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 94‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وسلم والواب عنها‪ ،‬وكتب القسيس وليم است من علماء بروتستنت كتابا ف لسان أردو وطبعه ف البلد مرزابور من بلد الند ف سنة ‪ 1848‬من اليلد‪،‬‬
‫وساه طريق الولياء‪ ،‬وكتب فيه حال النبياء من آدم إل يعقوب عليهم السلم ناقلً عن سفر التكوين وتفاسيه العتبة عند علماء بروتستنت‪ ،‬فأنقل ف بعض‬
‫الواضع عن هذا الكتاب أيضا‪.‬‬
‫[‪ ]1‬قصة آدم عليه السلم عندهم مشهورة‪ ،‬وف الباب الثالث من سفر التكوين مسطورة‪ ،‬وهم يعترفون أنه أذنب عمدا ول يعترف بذنبه لا طلبه اللّه‪ ،‬ول‬
‫تثبت توبته عندهم إل آخر حياته ف الصفحة ‪ 23‬من طريق الولياء‪( :‬يا أسفي على أنه ل تثبت توبته وعلى أنه ما استغفر اللّه لذنبه مرة واحدة أيضا) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ف الباب التاسع من سفر التكوين هكذا‪( 18 :‬فكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك سام وحام ويافت وحام أبو كنعان) ‪( 20‬وبدا نوح فلح يرث ف‬
‫الرض وغرس كرما) ‪( 21‬وشرب خرا فسكر وتكشف ف خبا) ‪( 22‬فلما نظر حام أبو كنعان ذلك أي عورة أبيه أنا مكشفة أخب أخوته خارجا) ‪24‬‬
‫(فلما استيقظ نوح من المر‪ ،‬وعلم با عمل به ابنه الصغر) ‪( 25‬فقال ملعون كنعان‪ ،‬فيكون عبد العبيد لخوته)‪ .‬ففيه تصريح بأن نوحا شرب المر وسكر‬
‫وصار عريانا‪ ،‬والعجب أن الذنب بالنظر إل عورة أبيه هو حام أبو كنعان‪ ،‬والذي عوقب باللعنة ابنه كنعان‪ ،‬وأخذ البن بذنب الب خلف العدل‪ .‬قال‬
‫حزقيال ف الية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه‪( :‬النفس الت تطئ فهي توت‪ ،‬والبن ل يمل إث الب‪ ،‬والب ل يمل إث البن وعدل العادل‬
‫يكون عليه‪ ،‬ونفاق النافق يكون عليه)‪.‬‬
‫ولو فرضنا أنه حل إث الب على البن خلف العدل‪ .‬فما وجه تصيص كنعان لن أبناء حام كانوا أربعة‪ ،‬كوش ومصراي وفوط وكنعان‪ ،‬كما هو مصرح به‬
‫ف الباب العاشر)‪.‬‬
‫[‪ ]3‬ف الصفحة ‪ 74‬من طريق الولياء ف حال إبراهيم هكذا‪( :‬ل يعلم حاله إل سبعي سنة من عمره وهو ترب ف الوثنيي‪ ،‬ومضى أكثر عمره فيهم ويعلم أن‬
‫أبويه ما كانا يعرفان الله الق‪ .‬ويتمل أن إبراهيم أيضا كان يعبد الصنام ما ل يظهر اللّه عليه‪ ،‬ث ظهر عليه وانتخبه من أبناء العال‪ ،‬وجعله عبدا خاصا)‬
‫انتهى‪ .‬فظهر أن الظنون عند السيحيي أن إبراهيم إل سبعي سنة من عمره كان يعبد الصنام‪ .‬أقول كونه عابد الصنام إل أن بلغ سبعي سنة‪ ،‬قريب اليقي‪،‬‬
‫نظرا إل أصولم‪ .‬لن أهل العال ف هذا الوقت عندهم كانوا وثنيي‪ ،‬وهو ترب فيهم‪ ،‬وأبواه أيضا كانا منهم‪ .‬ول يظهر عليه الرب إل ذلك الوقت‪ ،‬والعصمة‬
‫ل عن أن تكون شرطا قبل النبوة‪ .‬وإذا ظهر حال أب النبياء هذا إل سبعي سنة من عمره قبل النبوّة‪ ،‬فانقل حاله‬ ‫عن عبادة الوثان ليست بشرط بعد النبوة‪ ،‬فض ً‬
‫بعد النبوة‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ف الباب الثان عشر من سفر التكوين هكذا‪( 11 :‬فلما قرب أن يدخل إل مصر‪ ،‬قال لسارة زوجته إن علمت أنك امرأة حسنة) ‪( 12‬ويكون إذا رآك‬
‫الصريون فإنم سيقولون أنا امرأته ويقتلون ويستبقونك) ‪( 13‬والن أرغب منك فقول أنك أخت‪ ،‬ليكون ل خي بسببك‪ ،‬وتيي نفس من أجلك)‪ .‬فسبب‬
‫الكذب ما كان مرد الوف‪ ،‬بل رجاء حصول الي أيضا‪ ،‬بل الي كان أقوى‪ .‬ولذلك قدمه وقال ليكون ل خي بسببك‪ ،‬وتيي نفسي من أجلك‪ .‬وحصل له‬
‫الي أيضا‪ ،‬كما هو مصرح به ف الية السادسة عشر‪ .‬على أن خوفه من القتل مرد وهم‪ ،‬ل سيما إذا كان راضيا بتركها فإنه ل وجه لوفه بعد ذلك أصلً‪،‬‬
‫وكيف يوز العقل أن يرضى إبراهيم بترك حريه وتسليمها ول يدافع دونا‪ ،‬ول يرضى بثله من له غية ما‪ ،‬فكيف يرضى مثل إبراهيم الغيور‪.‬‬
‫[‪ ]5‬ف الباب العشرين من سفر التكوين هكذا‪( 1 :‬وارتل إبراهيم من هناك إل أرض التيمن‪ ،‬وسكن بي قادس وسور والتحى ف جرارا) ‪( 2‬قال عن سارة‬
‫امرأته إنا أخت‪ ،‬ووجه أب مالك ملك جرارا وأخذها) ‪( 3‬فجاء اللّه إل أب مالك ف اللم بالليل‪ ،‬وقال له‪ :‬هو ذا أنت توت من أجل المرأة الت أخذتا لنا‬
‫ذات بعل) ‪( 4‬ول يكن أبو مالك قربا‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب أتلك شعبا بارا ل علم له) ‪( 5‬أليس هو القائل إنا أخت‪ ،‬وهي قالت إنه أخي)‪ .‬كذب هناك إبراهيم‬
‫وسارة مرة ثانية‪ ،‬ولعل السبب هاهنا ما عدا الوف أيضا‪ ،‬كان حصول النفعة‪ ،‬وقد حصلت كما هي مصرحة با ف الية الرابعة عشر‪ ،‬على أنه ل وجه‬
‫للخوف إذا كان راضيا بتسليمها بدون القاتلة ف الصفحة ‪ 99‬من طريق الولياء هكذا‪( :‬لعل إبراهيم لا أنكر كون سارة زوجة له ف الرة الول‪ ،‬عزم ف قلبه‬
‫أنه ل يصدر عنه مثل هذا الذنب‪ ،‬لكنه وقع ف شبكة الشيطان السابقة مرة أخرى بسبب الغفلة) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]6‬ف الصفحة ‪ 92‬و ‪ 93‬من طريق الولياء‪( :‬ل يكن أن يكون إبراهيم غي مذنب ف نكاح هاجر‪ ،‬لنه كان يعلم جيدا قول السيح الكتوب ف النيل‪ ،‬أن‬
‫الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى‪ ،‬وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه‪ ،‬ويلتصق بامرأته ويكون الثنان جسدا واحدا) انتهى‪ .‬أقول كما ل يكن‬
‫هذا‪ ،‬فكذا ل يكن أن يكون غي مذنب ف نكاح سارة‪ ،‬لنه كان يعلم جيدا قول موسى الكتوب ف التوراة‪( :‬ل تكشف أختك من أبيك كانت أو من أمك‬
‫الت ولدت ف البيت أو خارجا من البيت‪ .‬وكذا قوله‪( :‬أي رجل تزوج أخته ابنة أبيه أو أخته ابنة أمه‪ ،‬ورأى عورتا ورأت عورته‪ ،‬فهذا عار شديد‪ ،‬فيقتلن‬
‫أمام شعبهما‪ .‬وذلك لنه كشف عورة أخته فيكون إثهما ف رأسهما)‪ .‬وكذا قوله‪( :‬يكون ملعونا من يضاجع أخته من أبيه أو أمه)‪ .‬كما عرفت ف الباب‬
‫الثالث من هذا الكتاب‪ ،‬ومثل هذا النكاح مساوٍ للزنا عند علماء بروتستنت‪ .‬فيلزم أن يكون إبراهيم عليه السلم زانيا قبل النبوة وبعدها‪ ،‬ويكون أولده كلهم‬
‫من سارة أولد الزنا‪ ،‬ولو جوز نكاح الخت ف شريعته لزم عليهم تويز تعدد النكاح أيضا ف تلك الشريعة‪ ،‬فل اعتراض باعتبار هاجر ول باعتبار سارة وهو‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 95‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الق عندنا‪ ،‬لكنه يلزم على أصلهم الفاسد أن هذا النب أبا النبياء‪ ،‬كما كان كاذبا‪ ،‬فكذا كان زانيا من أول عمره إل آخره‪ ،‬ومع هذا كان خليل اللّه‪ ،‬أيكون‬
‫خليل اللّه مثله‪.‬‬
‫[‪ ]7‬ف الباب التاسع عشر من سفر التكوين هكذا‪( 30 :‬فصعد لوط من صاغر وسكن البال وابنتاه معه وخاف أن يسكن صاغر وأوى إل كهف هو وابنتاه‬
‫معه) ‪( 31‬فقالت الكبى منهما للصغرى إن أبانا قد شاخ وليس رجل على الرض يستطيع يدخل علينا كالرسوم لكل الرض) ‪( 32‬فهلمي نسقيه خرا‬
‫ونضطجع معه ونقيم من أبينا خلفا) ‪( 33‬فسقتا أباها خرا ف تلك الليلة ودخلت الكبى فاضطجعت مع أبيها وهو ل يعلم عند انضجاع ابنته ول نوضها)‬
‫‪( 34‬ولا كان الغد قالت الكبى للصغرى هو ذا قد اضطجعت البارحة مع أب فلنسقه خرا ف ليلتنا هذه أيضا وادخلي فاضطجعي معه فنقيم نسلً من أبينا)‬
‫‪( 35‬فسقتا أباها خرا ف تلك الليلة أيضا ودخلت الصغرى فاضطجعت مع أبيها ول يعلم عند انضجاعها ول نوضها) ‪( 36‬فحملت ابنتا لوط من أبيهما)‬
‫‪( 37‬وولدت الكبى ابنا ودعت اسه مواب وهو أبو الوابيي إل يومنا هذا) ‪( 38‬وولدت الصغرى أيضا ابنا ودعت اسه عمان‪ ،‬أي ابن جنسي فهو أبو‬
‫العمانيي إل اليوم)‪.‬‬
‫وف الصفحة ‪ 128‬من طريق الولياء بعد نقل هذا الال هكذا‪( :‬حاله حري أن يبكى عليه ونن بعد التأسف والوف والشية على أنفسنا نتعجب منه‪ ،‬أهو‬
‫الذي بقي نقي الثوب عن جيع شرور سادوم‪ ،‬وكان قويا ف السلوك على صراط اللّه‪ ،‬وبعيدا عن جيع ناسات تلك البلدة وغلب عليه الفسق بعد ما خرج إل‬
‫الب‪ ،‬فأي شخص يكون مأمونا ف بلد أو بر أو كهف) انتهى كلمه‪ .‬فلما بكى [ص ‪ ]304‬القسيسون على حاله فل حاجة لنا إل الطالة‪ ،‬وبكاؤهم يكفي‬
‫غي أن أقول أن مواب وعمان الذين تولدا بالزنا ما قتلهما اللّه‪ ،‬وقتل الولد الذي تولد بزنا داود عليه السلم بامرأة أوريا‪ ،‬لعل الزنا بامرأة الغي أشد من الزنا‬
‫بالبنات عندهم‪ ،‬بل هم كانا من القبولي عند اللّه‪ .‬أما مواب فلن عوبيد جد داود عليه السلم اسم أمه راعوث كما هو مصرح به ف الباب الول من إنيل‬
‫مت وراعوث هذه كانت موابية من أولد مواب‪ ،‬فهي من جدات داود وسليمان وعيسى عليهم السلم‪ ،‬وداود ابن اللّه البكر وسليمان أيضا ابن اللّه وعيسى‬
‫ابن اللّه الوحيد‪ ،‬بل اللّه على زعم السيحيي‪ .‬وأما عمان فلن رحبعام ابن سليمان‪ ،‬من أجداد عيسى عليه السلم‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الول من إنيل‬
‫مت أيضا‪ ،‬وأمه كانت عمانية من أولد عمان كما هو مصرح به ف الباب الرابع عشر من سفر اللوك الول‪ ،‬فهي أيضا من جدات ابن اللّه الوحيد‪ ،‬بل اللّه‬
‫على زعمهم‪.‬‬
‫والية التاسعة عشر من الباب الثان من سفر الستثناء هكذا‪( :‬وتدنو إل قرب بن عمان احذر تقاتلهم ول تترك إل ماربم فإن ل أعطيك شيئا من أرض بن‬
‫عمان إن أعطيتها بن لوط مياثا)‪ .‬فأي شرف لواب وعمان ولدي الزنا‪ ،‬أزيد من أن بعض بنات الول صارت جدة معظمة لبناء اللّه‪ ،‬بل اللّه على زعمهم‪.‬‬
‫وبعض بنات الثان صارت جدة لبن اللّه الوحيد‪ ،‬بل اللّه على زعمهم‪ .‬وأن اللّه منع بن إسرائيل الذين كانوا أبناء اللّه بنص التوراة عن توريث أرض أولده‪،‬‬
‫لكنه بقيت خدشة وهي أنه إذا وصل نسب عيسى عليه السلم باعتبار هاتي الدتي العظمتي إل مواب وعمان صار موابيا وعمانيا‪ ،‬وما كان للعمانيي‬
‫والوابيي أن يدخلوا جاعة الرب إل البد‪.‬‬
‫الية الثالثة من الباب الثالث والعشرين من كتاب الستثناء هكذا‪( :‬والعمانيون والوابيون بعد عشر أحقاب أيضا ل يدخلون جاعة الرب إل البد)‪.‬‬
‫فكيف دخل عيسى عليه السلم جاعة الرب بل صار رئيسهم‪ ،‬بل ابن اللّه على زعمهم‪ ،‬وإن قيل أن اعتبار النسب بالباء ل بالمهات‪ ،‬فل يكون عيسى عليه‬
‫السلم عمانيا ول موابيا‪ ،‬قلت لو كان كذا يلزم أن ل يكون إسرائيليا يهوديا أو داوديا سليمانيا أيضا‪ ،‬إذ حصول هذه الوصاف له أيضا من جانب الم ل‬
‫الب‪ ،‬فل يكون مسيحا موعودا به‪ ،‬واعتبار هذه الوصاف باعتبار الم وعدم اعتبار كونه عمانيا وموابيا من جهة الدات‪ ،‬ترجيح بل مرجح‪ ،‬وهذا وارد على‬
‫داود وسليمان عليهما السلم أيضا باعتبار راعوث‪ ،‬لكن ل أطيل الكلم ف هذا وأرجع إل أصل القصة‪ ،‬وأقول‪ :‬أن لوطا عليه السلم هذا الذي حاله حري‬
‫بأن يبكى عليه عند القسيسي‪ ،‬ل شك أنه بكم النيل بار قديس‪ ،‬ل يقع الوهن عندهم ف قديسيته بعد هذه الركة الشنيعة الت ل يسمع مثلها ف الراذل‬
‫الذين يكونون ممورين أكثر الوقات‪ ،‬لنم ييزون ف حال المر أيضا بناتم عن الجنبيات‪ ،‬وإذ سقط المتياز بي البنات وغيها لشدة المر‪ ،‬ل يبقى‬
‫ل للجماع كما شهد به الولعون بشرب المر‪ ،‬وما سعنا إل الن ف الند أن رذيلً من الراذل فعل هذا المر ف المر ببنته أو‬ ‫السكران ف هذا الوقت قاب ً‬
‫بأمه‪ ،‬فإذا كان المر موصلً إل هذه الرتبة‪ ،‬فوا أسفي على حال أهل أوربا من السيحيي‪ ،‬كيف يرجى ناة أمهاتم وبناتم وأخواتم من أيدي البناء والباء‬
‫والخوة‪ ،‬لنم ف أغلب الوقات يكونون سكراني رجالم ونساؤهم‪ ،‬سيما إذا قسنا الال بالنسبة إل أراذلم‪ .‬والعجب أن هذا القديس كما ابتلي ف الليلة‬
‫الول‪ ،‬ابتلي ف الليلة الثانية‪ ،‬إل أن يقال إن هذا المر كان أمرا مقضيا ليتولد أبناء اللّه‪ ،‬بل اللّه من بعض بناته ويدخل هو ف سلسلة نسب ابن اللّه الوحيد‪،‬‬
‫ومثل هذا لو وقع لبعض آحاد الناس ضاقت عليه الرض با رحبت حزنا وها‪ ،‬فالعجب من لوط‪ .‬أعوذ باللّه من هذه الرافات‪ ،‬وأقول إن هذه القصة الكاذبة‬
‫من الفتريات‪ :‬ف الباب الثان من الرسالة الثانية لبطرس هكذا‪( 7 :‬وأنقذ لوطا البار مغلوبا من سية الردياء ف الدعارة) ‪( 8‬إذا كان البار بالنظر والسمع وهو‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 96‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالفعال الثيمة)‪ .‬فأطلق بطرس البار على لوط عليه السلم ومدحه‪ ،‬فأنا أشهد أيضا أنه كان بارا بريا ما نسبوه‬
‫إليه‪.‬‬
‫[‪ ]8‬ف الباب السادس والعشرين من سفر التكوين هكذا‪( 6 :‬فمكث إسحاق ف جرارة) ‪( 7‬وسأله رجال ذلك الوضع عن زوجته‪ ،‬فقال هي أخت لنه خاف‬
‫أن يقول أنا زوجته لئل يقتلوه من أجل حسنها)‪ .‬فكذب إسحاق عمدا أيضا مثل أبيه‪ ،‬وقال لزوجته أنا أخته‪ .‬ف الصفحة ‪ 168‬من طريق الولياء‪( :‬زل إيان‬
‫إسحاق لنه قال لزوجته أنا أخته)‪ .‬ث ف الصفحة ‪( 169‬يا أسفي إنه ل يوجد كمال ف أحد من بن آدم غي الواحد العدي النظي‪ ،‬والعجب أن شبكة‬
‫الشيطان الت وقع فيها إبراهيم‪ ،‬وقع فيها إسحاق أيضا‪ ،‬وقال عن زوجته أنا أخته‪ ،‬فيا أسفي أن أمثال هؤلء القربي عند اللّه متاجون إل الوعظ) انتهى‬
‫كلمه‪ .‬ولا تأسف القسيسون تأسفا بليغا على مزلة إيانه وعدم وجود كمال فيه ووقوعه ف شبكة الشيطان الت وقع فيها إبراهيم عليه السلم وكونه متاجا إل‬
‫الوعظ فل نطيل الكلم فيه‪.‬‬
‫[‪ ]9‬ف الباب الامس والعشرين من سفر التكوين هكذا‪( 29 :‬فطبخ يعقوب طبيخا ولا جاء عيسو إليه تعبان من القل) ‪( 30‬فقال له أطعمن من هذا الطبيخ‬
‫الحر فإن تعبان جدا ولذا السبب دعى اسه أدوم) ‪( 31‬فقال له يعقوب بع ل بكوريتك) ‪( 32‬فأجاب وقال هو ذا أنا أموت فماذا تنفعن البكورية) ‪33‬‬
‫(فقال له يعقوب احلف ل فحلف له عيسو وباع البكورية) ‪( 34‬فقدم يعقوب لعيسو خبزا ومأكولً من العدس فأكل وشرب ومضى وتاون ف أنه باع‬
‫البكورية)‪ .‬فانظروا إل ديانة عيسو الذي هو الولد الكب لسحاق عليه السلم‪ ،‬أنه باع البكورية‪ ،‬الت كان با استحقاق منصب النبوة والبكة عنده ما كانا ف‬
‫رتبة هذا البز والدام من العدس‪ ،‬وكذا انظروا إل مبة يعقوب عليه السلم وإل جوده‪ ،‬أنه ما أعطى للخ الكب الائع التعبان هذا الأكول إل بالبيع وما‬
‫راعى الحبة الخوية والحسان بل عوض‪.‬‬
‫[‪ ]10‬من طالع الباب السابع والعشرين من سفر التكوين‪ ،‬علم يقينا أن يعقوب عليه السلم كذب ثلث مرات وخادع أباه‪ ،‬وخداعه كما أثر عند إسحاق‬
‫عليه السلم‪ ،‬أثر عند اللّه أيضا‪ ،‬لن إسحاق عليه السلم كان بصميم قلبه واعتقاده داعيا لعيسو ل ليعقوب عليه السلم‪ ،‬فكما ل ييز إسحاق بي الخوين ف‬
‫الدعاء‪ ،‬فكذا ل ييز اللّه بينهما عند إجابة الدعاء‪ ،‬فالعجب أن ولية اللّه والنبوة والصلح تصل بالحال‪ .‬وأنا تذكرت قصة مناسبة لذا القام وهي‪ :‬أن فاجرا‬
‫من فرقة بانو طلب حشيشا من المّار لجل حصانه وما أعطاه المار فقال إن ل تعطن أدع على حارك فيموت الليلة‪ ،‬وراح فمات حصانه ف تلك الليلة‪،‬‬
‫فلما استيقظ ووجد حصانه ميتا‪ ،‬حرك رأسه متعجبا فقال‪ :‬يا عجبا يا عجبا أنه مضى مليونات من السني على ألوهية إلنا ول ييز الصان من المار إل هذا‬
‫الي‪ ،‬دعوت على المار وأهلك حصان‪ ،‬ولو كان حال ديانة أب النبياء السرائيلية هكذا أو حال علم اللّه هكذا‪ ،‬فللمنكر أن يقول‪ :‬يوز أن يكون مبن‬
‫معاملت النبياء السرائيلية مع اللّه أيضا على الداع كأبيهم العلى‪ ،‬ويوز أن يكون عيسى عليه السلم وعد اللّه أن تعطين قدرة الكرامات‪ ،‬أدع اللق إل‬
‫توحيدك وربوبيتك‪ ،‬لكن اللّه ما ميز الصدق عن الكذب فأعطاه القدرة فدعا إل ربوبية نفسه وبغى على اللّه‪ .‬أعوذ باللّه من هذه المور الواهية‪.‬‬
‫وأنقل بعض فقرات طريق الولياء من الصفحة ‪ 179‬و ‪ 180‬و ‪ ،181‬قال أولً‪( :‬هذا مقام غاية الوف أن مثل هذا الشخص تفوه بكذب بعد كذب وأشرك‬
‫اسم اللّه ف خداعه)‪ ،‬ث قال ثانيا‪( :‬قال يعقوب قو ًل هو ناية الكفران إرداة اللّه كانت أن وجدت الصيد سريعا)‪ ،‬ث قال ثالثا‪( :‬نن ل نعتذر من جانب‬
‫يعقوب ف هذا المر بعذر ما وليتنفر كل صال وليفر عن مثل هذا المر)‪ ،‬ث قال رابعا‪( :‬خلصة الكلم أنه أساء ليحصل الي وف النيل يب الزاء على‬
‫مثله)‪ ،‬ث قال خامسا‪( :‬كما أذنب يعقوب أذنبت أمه أزيد منه لنا كانت بانية هذا الفساد وهي أمرت يعقوب بفعل هذه المور الادعة) انتهى‪.‬‬
‫[‪ ]11‬ف الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين هكذا‪( 15 :‬ث قال ليعقوب لعل أنك أخي مانا تدمن ما أجرتك) ‪( 16‬فكانت له ابنتان اسم الكبى ليا‬
‫واسم الصغرى راحيل) ‪( 17‬وكان بعين ليا استرخاء وراحيل جيلة الوجه وحسنة النظر) ‪( 18‬فأحب يعقوب راحيل وقال أنا أتعبد لك براحيل ابنتك الصغرى‬
‫سبع سني) ‪( 19‬فقال له لبان أنت أحق با من غيك فأقم عندي) ‪( 20‬وتعبد يعقوب براحيل سبع سني وكانت عنده مثل أيام قليلة لا دخله من مبتها) ‪21‬‬
‫(فقال للبان أعطن امرأت لن قد أكملت اليام لكي أدخل إليها) ‪( 32‬فجمع لبان جعا كثيا من الحبي وصنع عرسا) ‪( 23‬ولا كان الساء أدخل ابنته ليا‬
‫على يعقوب) ‪( 34‬وأعطى لبان أمة اسها زلفا لبنته ودخل عليها يعقوب كالعادة ولا كان الصبح رآها أنا ليا) ‪( 25‬فقال للبان ما هذا الذي صنعت ب أل‬
‫أتعبد لك براحيل فلم خدعتن) ‪( 26‬أجاب لبان ليس ف أرضنا عادة أن تزوج الصغرى قبل الكبى) ‪( 27‬فأكمل السبوع هذه فأعطيك الخرى عوضا عن‬
‫العمل الذي تعمل ل سبع سني أخرى) ‪( 28‬ففعل يعقوب هكذا وبعد ما دخل السبوع تزوج براحيل) ‪( 29‬ودفع لبان إل ابنته راحيل أمة اسها بلها) ‪30‬‬
‫(فدخل على راحيل وأحبها أكثر من ليا وتعبد له وخدمه سبع سني أخرى) ويرد عليه ثلثة اعتراضات‪:‬‬
‫(الول) أن يعقوب عليه السلم كان يقيم ف بيت لبان وكان يرى بنتيه ويعرفهما معرفة جيدة‪ ،‬باعتبار وجوههما وأجسامهما وأصواتما‪ ،‬وكان ف ليا علمة‬
‫بينة هي استرخاء العيني‪ ،‬فالعجب كل العجب أن تكون ليا ف فراشه جيع الليل ويراها ويضاجعها ويلمسها ول يعرفها‪ ،‬إل أن يقولوا أنه كان سكرانا كلوط‬
‫عليه السلم‪ ،‬فكما ل ييز لوط عليه السلم فكذا هو‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 97‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والثان) أنه أحب راحيل وخدم لجلها أباها أولً سبع سني‪ ،‬وكانت عنده مثل أيام قليلة لجل عشقها وفرط مبتها‪ ،‬ث لا خادع لبان وزوجه بنته الكبى‪،‬‬
‫خاصمه يعقوب‪ ،‬وأخذ راحيل بدمة سبع سني أخرى‪ ،‬وهذه المور على زعم السيحيي ل تناسب رتبة النبوة‪ ،‬وكما خادع أباه خودع من صهره‪.‬‬
‫(والثالث) أنه ما اكتفى على زوجة واحدة‪ ،‬ول يوز نكاح امرأتي سيما أختي على زعمهم الفاسد‪.‬‬
‫واعتذر صاحب طريق الولياء ف الصفحة ‪ 189‬من كتابه هكذا‪( :‬الظاهر أن يعقوب إن ل يادعه لبان ل يتزوج غي راحيل ول يستدل با على جواز تعدد‬
‫الزوجات‪ ،‬لنه ما كان بكم اللّه ول برضا يعقوب) انتهى‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا العذر بارد ل يسمن ول يغن ول يصل النجاة ليعقوب عليه السلم عن الرمة‪ ،‬لنه ما كان مكرها ومبورا على النكاح الثان‪ ،‬وكان عليه أن‬
‫يكتفي بزوجة واحدة‪ .‬وأقول‪ :‬كما قال هذا العتذر ف طعن إبراهيم عليه السلم‪ ،‬أن يعقوب عليه السلم كان يعلم جيدا قول السيح الكتوب ف النيل‪ ،‬أن‬
‫الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى ال‪ .‬وكذا كان يعلم جيدا قول موسى عليه السلم إن المع بي الختي حرام قطعا‪ ،‬كما علمت ف الباب الثالث‪.‬‬
‫فأحد النكاحي باطل‪ ،‬والمرأة الت كان نكاحها باطلً يلزم أن يكون أولدها وأولد أولدها أولد الزنا‪ ،‬فيلزم على كل التقديرين كون كثي من النبياء‬
‫السرائيلية كذلك والعياذ باللّه‪ .‬فانظروا إل ديانة السيحيي إنم لجل صيانة أصولم الفاسدة كيف يتهمون النبياء‪ ،‬وينسبون القبائح إليهم‪ .‬على أن هذا العذر‬
‫العرج‪ ،‬ل يشي ف زلفا‪ ،‬وبلها اللتي تزوجهما يعقوب بإشارة ليا وراحيل كما هو مصرح به ف الباب الثلثي من سفر التكوين‪ ،‬وأولدها كافة تكون أولد‬
‫الزنا على أصولم‪.‬‬
‫[‪ ]12‬ف الباب الادي والثلثي من سفر التكوين هكذا‪( 19 :‬وقد كان لبان ذهب ليجز غنمه‪ ،‬وراحيل سرقت أصنام أبيها) ‪( 20‬فكتم يعقوب عليه السلم‬
‫أمره عن حيه‪ ،‬ول يعلمه أنه هارب) ‪( 21‬وهرب هو‪ ،‬وجيع ما كان له‪ ،‬وعب النهر‪ ،‬وتوجه نو جبل جلعاد) ‪( 22‬وبلغ لبان ف اليوم الثالث أن يعقوب قد‬
‫هرب) ‪( 23‬فأخذ لبان أخوته‪ ،‬وتبعه مسية سبعة أيام ولقه ف جبل جلعاد) ‪( 29‬وقال ليعقوب‪ :‬لاذا فعلت هكذا‪ ،‬وسقت بنات خفيا عن مثل من قد سب‬
‫بالسيف) ‪( 30‬والن قد انطلقت‪ ،‬وإنا حلك على ذلك الشهوة أن تضي إل بيت أبيك فلم سرقت آلت) ‪( 31‬أجاب يعقوب ال) ‪( 32‬وأما ما توبن به ف‬
‫سرقته فمن وجدت عنده آلتك يقتل قدام أخوتنا ال) ‪( 33‬فدخل لبان إل خباء يعقوب وليا والمتي فلم يدها‪ ،‬ولا دخل إل خباء راحيل) ‪( 34‬فهي‬
‫أسرعت‪ ،‬وخبت الصنام تت حداجة جل‪ ،‬وجلست عليه‪ ،‬ففتش لبان الباء كله‪ ،‬ول يد شيئا) ‪( 35‬وقالت ل تؤاخذن يا سيدي إن ل أستطيع النهوض‬
‫نوك لن ف علة النساء‪ ،‬وفتش لبان جيع ما ف البيت فلم يد)‪.‬‬
‫فانظروا إل راحيل كيف سرقت أصنام أبيها‪ ،‬وكيف كذبت‪ ،‬والظاهر أنا سرقت لعباداتا‪ ،‬كما يدل عليه ظاهر عبارة الباب الامس والثلثي من سفر‬
‫التكوين‪ ،‬كما ستعرف ف الشاهد الت‪ ،‬ولنا كانت من بيت الوثنيي وأن أباها كان وثنيا يعبد الصنام‪ ،‬كما دلت عليه الية الثلثون‪ ،‬والثانية والثلثون‬
‫والظاهر أنا تكون على دين أبيها‪ ،‬فهذه الزوجة الحبوبة ليعقوب عليه السلم كانت سارقة‪ ،‬كاذبة‪ ،‬وعابدة للصنام‪.‬‬
‫[‪ ]13‬ف الباب الامس والثلثي من سفر التكوين هكذا‪( 2 :‬وقال يعقوب لهله‪ ،‬وجيع من معه اعزلوا اللة الغرباء من بينكم وتطهروا‪ ،‬وأبدلوا ثيابكم) ‪4‬‬
‫(فدفعوا له جيع اللة الغرباء الت كانت ف أيديهم والقرطة الت كانت ف آذانم‪ ،‬فدفنها تت البطمة الت عند شخيم)‪.‬‬
‫والظاهر من هذه العبارة أن أهل بيت يعقوب عليه السلم‪ ،‬ومن معه إل هذا الي كانوا يعبدون الصنام‪ ،‬وهذا المر بالنظر إل بيته شنيع جدا أما ناهم قبل‬
‫هذا عن عبادة الوثان‪ ،‬وإذا دفعوا إليه جيع اللة الغرباء‪ ،‬فالظاهر أن راحيل أيضا دفعت اللة السروقة أيضا‪ ،‬فكان على يعقوب عليه السلم أن يرسلها إل‬
‫لبان ل أن يدفنها تت البطمة الت عند شخيم‪ ،‬ويعذر راحيل على سرقتها‪.‬‬
‫[‪ ]14‬ف الباب الرابع والثلثي من سفر التكوين هكذا‪( 1 :‬وخرجت دينا ابنة ليا لتنظر إل بنات ذلك البلد) ‪( 2‬فنظرها شخيم بن حور الاوي‪ ،‬رئيس‬
‫الرض فأحبها فأخذها وضاجعها وذلا) ‪( 3‬وتعلقت نفسه با‪ ،‬وأحبها وكلمها با وافقها‪ ،‬ووقع بقلبها) ‪( 4‬فقال شخيم لمور أبيه خذ هذه الارية ل زوجة)‬
‫‪( 8‬فكلمهم حور) ال ‪( 13‬فأجاب بنو يعقوب ال) ‪( 14‬ل نستطيع نصنع ما تطلبان‪ ،‬ول أن نعطي أختنا لرجل أغلف فإن ذلك عار علينا) ‪( 15‬بذا‬
‫نشبهكم إذا ما صرت مثلنا لكي تتنوا كل ذكوركم) ‪( 24‬فارتضى جيعهم واختت كل من كان منهم ذكرا) ‪( 25‬فلما كان اليوم الثالث وقد بلغ منهم الوجع‬
‫جدا‪ ،‬أخذ ابنا يعقوب شعون ولوى أخوا دينا‪ ،‬كل واحد منهما سيفه‪ ،‬ودخل الدينة على طمأنينة‪ ،‬وقتل كل ذكر) ‪( 26‬وحور‪ ،‬وشخيم ابنه‪ ،‬وأخذا دينا‬
‫[ص ‪ ]312‬أختهما من بيت شخيم) ‪( 27‬وخرجا ودخل بنو يعقوب على القتلى‪ ،‬ونبوا الدينة الت فضحت فيها دينا أختهم) ‪( 28‬وأخذوا غنمهم‪ ،‬وبقرهم‪،‬‬
‫وحيهم‪ ،‬وكل ما ف البيوت‪ ،‬وكل ما ف القل وسبوا صبيانم‪ ،‬ونساءهم)‪.‬‬
‫فانظروا إل عصمة دينا بنت يعقوب أنا زنت‪ ،‬وتعشقت بشخيم كما يدل عليه قوله‪ :‬ووقع بقلبها‪ .‬وانظروا إل ظلم أبناء يعقوب‪ ،‬أنم قتلوا ذكور أهل البلدة‬
‫كلهم‪ ،‬وسبوا نساءهم وصبيانم‪ ،‬ونبوا جيع أموالم‪ .‬فخطؤهم وظلمهم ظاهر‪ ،‬وخطأ يعقوب عليه السلم أنه ل ينعهم عن هذه الركة الشنيعة قبل وقوعها‪،‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 98‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وما أخذ القصاص منهم‪ ،‬وما رد النساء والصبيان والموال السلوبة‪ ،‬وإن كان غي قادر على منعهم‪ ،‬ورد هذه الشياء‪ ،‬وأخذ القصاص‪ ،‬فكان عليه أن يترك‬
‫رفاقة هذه الظلمة‪ ،‬على أنه يبعد كل البعد أن يقتل رجلن أهل البلدة كلهم‪ ،‬ولو فرضنا أنم كانوا ف وجع التان‪.‬‬
‫[‪ ]15‬ف الباب الامس والثلثي من سفر التكوين هكذا‪( :‬مضى روبيل‪ ،‬وضاجع بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل)‪.‬‬
‫فانظروا إل روبيل الولد الكب ليعقوب عليه السلم‪ ،‬أنه زن بزوجة أبيه‪ ،‬وإل يعقوب أنه ما أجرى الد أو التعزيز‪ ،‬ل على ابنه‪ ،‬ول على هذه الزوجة‪ ،‬والظاهر‬
‫أن حد الزنا ف هذا الوقت كان إحراق الزان والزانية بالنار‪ ،‬كما يفهم من الية الرابعة والعشرين من الباب الثامن والثلثي من سفر التكوين‪ ،‬ودعا على هذا‬
‫البن ف آخر حياته كما هو مصرح به ف الباب التاسع والربعي من هذا السفر‪.‬‬
‫[‪ ]16‬ف الباب الثامن والثلثي من سفر التكوين‪( 6 :‬وأن يهوذا زوج ابنه بكره عي امرأة اسها ثامار) ‪( 7‬وكان عب بكر يهوذا رديئا بي أيدي الرب فقتله‬
‫الرب) ‪( 8‬وقال يهوذا لبنه أونان‪ :‬ادخل على امرأة أخيك‪ ،‬وكن معها‪ ،‬وأقم زرعا لخيك) ‪( 9‬فلما علم أونان أن اللف لغيه كان إذا دخل إل امرأة أخيه‪،‬‬
‫يفسد على الرض لئل يكون زرعا لخيه) ‪( 10‬فظهر ذلك منه سوء أمام الرب لفعله ذلك‪ ،‬وقتله الرب) ‪( 11‬فقال يهوذا لثامار كنته اجلسي أرملة ف بيت‬
‫أبيك حت يكب شيل ابن) ال ‪( 13‬فاعلموا ثامار قائلي هو ذا حوك صاعدا إل تنت ليجز غنمه) ‪( 14‬فطرحت عنها ثامار ثياب الترمل وأخذت رداء‬
‫وتزينت‪ ،‬وجلست ف قارعة الطريق) ال ‪( 15‬فلما رآها يهوذا ظن أنا زانية لنا كانت قد غطت وجهها لئل تعرف) ‪( 16‬ودخل عندها وقال لا دعين أدخل‬
‫إليك‪ ،‬لنه ل يعلم أنا كنته‪ .‬فقالت له‪ :‬ماذا تعطين حت تدخل إلّ) ‪( 17‬فقال لا‪ :‬أنا أرسل لك جديا ماعزا من القطان‪ ،‬وهي قالت له‪ :‬أعطن رهنا حت‬
‫ترسله) ‪( 18‬فقال يهوذا‪ :‬أي شيء أعطيك رهنا‪ .‬فقالت‪ :‬خاتك‪ ،‬وعمامتك‪ ،‬وعصاك الت بيدك‪ .‬فأعطاها لا‪ ،‬ودخل عليها فحبلت منه) ‪( 19‬وقامت‬
‫فمضت‪ ،‬وطرحت عنها لبسها ورداءها‪ ،‬ولبست ثياب ترملها) ‪( 24‬فلما كان بعد ثلثة أشهر أخبوا يهوذا قائلي‪ :‬زنت ثامار كنتك وهو ذا قد حبلت من‬
‫الزنا‪ .‬فقال يهوذا أخرجوها لتحرق) ‪( 25‬وإذا هم أخرجوها‪ ،‬أرسلت إل حيها قائلة‪ِ :‬منَ الرجل الذي هذه له‪ ،‬حبلت أنا‪ ،‬فاعرف لن هو الات والعمامة‪،‬‬
‫والعصا) ‪( 26‬فعرفها يهوذا‪ ،‬وقال تبرت هي أكثر من لوضع أن ل أعطها لشيل ابن‪ ،‬ولكنه ل يعد يعرفها بعد ذلك) ‪( 27‬وكان لا دنا وقت الولدة وإذا‬
‫توأم ف بطنها فعند طلقها‪ ،‬الواحد سبق وأخرج يده فأخذت القابلة قرمزا وربطته ف يده قائلة‪ :‬هذا يرج أولً) ‪( 29‬فهاضم يده إليه للوقت‪ ،‬وخرج أخوه‬
‫فقالت‪ :‬هي لاذا من أجلك انقطع السياح‪ ،‬ولذلك دعت اسه فارض) ‪( 30‬وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز‪ ،‬فدعت اسه زارح)‪.‬‬
‫ههنا أمور‪ :‬الول‪ :‬أن الرب قتل عي لكونه رديئا ورداءته ل تبي أكانت هذه الرداءة أشد من رداءة عمه الكبي حيث زنا بزوجة أبيه‪ ،‬ومن رداءة عميه‬
‫الخرين شعون ولوى حيث قتل ذكور أهل البلدة كلهم‪ ،‬ومن رداءة أبيه وجيع أعمامه حيث نبوا أموال تلك البلدة وسبوا نساءها وأطفالا‪ ،‬ومن رداءة أبيه‬
‫حيث زن بزوجته بعد موته‪ .‬أهؤلء كانوا قابلي للرأفة وعدم القتل وكان عي قابلً للقتل فقتله الرب‪.‬‬
‫والثان‪ :‬العجب أن الرب قتل أونان على خطأ عزل الن‪ ،‬وما قتل أعمامه وأباه على الطيآت الذكورة‪ .‬أهذا العزل أشد ذنبا من هذه الطيآت‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن يعقوب ل ير الد ول التعزيز على هذا الولد العزيز ول على هذه المرأة الفاجرة‪ ،‬بل ل يثبت من هذا الباب ول من باب آخر أنه تنغص لجل‬
‫هذا المر من يهوذا‪ ،‬والباب التاسع والربعون من سفر التكوين شاهد صدق على عدم تكدره حيث ذم روبيل وشعون ولوى على ما صدر عنهم‪ ،‬وما ذم‬
‫يهوذا على ما صدر عنه‪ ،‬بل سكت عما صدر عنه ومدحه مدحا بليغا ودعا له دعاء كاملً ورجحه على أخوته‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬أن ثامار شهد ف حقها يهوذا صهرها بشدة الب‪ ،‬فسبحان اللّه نعم البار ونعمت البارة الفائقة ف الب من الباب الذكور كيف ل تكون بارة شديدة‬
‫حيث ل تكشف عورتا إل لب زوجها وما زنت إل بميها أو حصلت منه بذا الزنا الواحد ابني كاملي‪.‬‬
‫والامس‪ :‬أن داود وسليمان وعيسى عليهم السلم كلهم ف أولد فارض الذي حصل بالزنا كما هو مصرح به ف الباب الول من إنيل مت‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬أن اللّه ما قتل فارض وزارح مع كونما ولدي الزنا‪ ،‬بل أبقاها كابن لوط اللذين كانا ولدي زنا‪ ،‬وما قتلهما كما قتل ولد داود عليه السلم الذي‬
‫تولد بزناه بامرأة أوريا‪ ،‬لعل الزنا بامرأة الغي أشد من الزنا بزوجة البن‪.‬‬
‫[‪ ]17‬ف الباب الثان والثلثي من سفر الروج هكذا‪( 1 :‬ورأى الشعب أن موسى قد تأخر أن يهبط من البل فاجتمع الشعب إل هارون وقالوا له قم فاجعل‬
‫لنا آلة يسيون أمامنا من أجل أن موسى هذا الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر ل ندري ماذا أصابه) ‪( 2‬فقال لم هارون‪ :‬انزعوا قرطة الذهب الت ف آذان‬
‫نسائكم وأبنائكم وبناتكن وائتون با) ‪( 3‬فنع الشعب القرطة الت ف آذانم وأتوا با إل هارون) ‪( 4‬فأخذها منهم وصيها عجلً سبيكا وقالوا هذه آلتك يا‬
‫إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر) ‪( 5‬فلما نظر هارون ذلك بن مذبا أمامه ونادى وقال غدا عيد للرب) ‪( 6‬فقاموا بالغداة وقربوا وقودا وذبائح مسلمة‬
‫وجلس الشعب يأكلون ويشربون وقاموا يلعبون)‪ .‬فظهر من هذه العبارة أن هارون صنع عجلً وبن مذبا أمامه ونادى وقال‪ :‬غدا عيد للرب‪ .‬فعبد العجل‬
‫وأمر بن إسرائيل بعبادته فقربوا وقودا وذبائح‪ ،‬ول شك أنه رسول‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 99‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫كتب القسيس است ف القسم الول من كتابه السمى بتحقيق الدين الق الطبوع سنة ‪ 1842‬ف الصفحة ‪( :42‬كما أنه ل يكن بينهم) أي بي بن إسرائيل‬
‫(سلطان ل يكن بينهم نب غي موسى وهارون وسبعي من العيني) انتهى‪ .‬ث قال‪( :‬ل يكن غي موسى وهارون ومعينيهما نبيا لم) انتهى‪ .‬فظهر أن هارون نب‬
‫عند السيحيي‪.‬‬
‫ول بد أن يعلم الناظر أن نقلت هاتي العبارتي من النسخة الطبوعة سنة ‪ 1842‬وكتبت الرد على هذه النسخة‪ ،‬وسيته تقليب الطاعن‪ ،‬ورد صاحب‬
‫الستفسار أيضا على هذه النسخة‪ ،‬وسعت أن هذا القسيس بعد الرد حرف كتابه فزاد ف بعض الواضع ونقص ف البعض‪ ،‬وبدل البعض‪ ،‬كما فعل صاحب‬
‫ميزان الق ف نسخة اليزان مثله‪ ،‬فل أعلم أن هذا القسيس ألقى هاتي العبارتي ف النسخة الخية الحرفة أم ل‪ ،‬وعبارات العهد العتيق تدل على نبوته أيضا‬
‫وكونه متبعا لشريعة موسى عليه السلم ل يناف نبوته‪ ،‬كما ل يناف هذا المر نبوة يوشع وداود وأشعيا وأرمياء وحزقيال وغيهم من النبياء السرائيلية‪ ،‬الذين‬
‫كانوا ما بي زمان موسى وعيسى عليهم السلم‪ .‬ف الية السابعة والعشرين من الباب الرابع من سفر الروج هكذا‪( :‬فقال الرب لارون اذهب وتلق موسى إل‬
‫البية فمضى وتلقى به إل جبل اللّه وقبله)‪ .‬وف الباب الثامن عشر من سفر العدد هكذا‪( 1 :‬وقال الرب لارون) ال ‪( 8‬ث كلم الرب هارون وقال له) ال ‪20‬‬
‫(ث قال الرب لارون) ال‪ .‬وف هذا الباب من الول إل الخر هو الخاطب حقيقة‪ .‬وف الباب الثان والرابع والرابع عشر والسادس عشر والتاسع عشر توجد‬
‫هذه العبارة‪( :‬وكلم الرب موسى وهارون وقال لما) ف ستة مواضع‪ .‬وف الية الثالثة عشر من الباب السادس من سفر الروج هكذا‪( :‬فكلم الرب موسى‬
‫وهارون وأوصاها وأرسلهما إل بن إسرائيل وإل فرعون ملك مصر ليخرجا بن إسرائيل من مصر)‪ .‬فظهر من هذه العبارات أن اللّه أوحى إل هارون عليه‬
‫السلم منفردا وبشركة موسى عليه السلم‪ ،‬وأرسله إل بن إسرائيل وفرعون كما أرسل موسى عليه السلم‪ ،‬ومن طالع كتاب الروج يظهر له أن العجزات‬
‫الت صدرت ف مقابلة فرعون‪ ،‬ظهر أكثرها على يد هارون عليه السلم‪ ،‬وكانت مري أخت موسى وهارون عليهما السلم أيضا‪ ،‬نبيئة كما هو مصرح به ف‬
‫الية العشرين من الباب الامس عشر من سفر الروج هكذا‪( :‬وأخذت مري النبيئة أخت هارون دفا ف يدها) ال‪ .‬والية السادسة والعشرون من الزبور الائة‬
‫والامس هكذا‪( :‬أرسل موسى عبده وهارون الذي انتخبه)‪ .‬والية السادسة عشر من الزبور الائة والسادس هكذا‪( :‬واغضبوا موسى ف العسكر وهارون قديس‬
‫الرب)‪ .‬فإنكار صاحب ميزان الق نبوة هارون ف الصفحة ‪ 105‬من كتابه السمى بل الشكال الطبوع سنة ‪ 1847‬ليس بشيء‪.‬‬
‫ل من أهل مصر يضرب رجلً من‬ ‫[‪ ]18‬ف الباب الثان من سفر الروج هكذا‪( 11 :‬وف تلك اليام لا شب موسى خرج إل أخوته وأبصر تعبدهم ورأى رج ً‬
‫أخوته العبانيي) ‪( 12‬فالتفت إل الانبي فلم ير أحدا فقتل الصري ودفنه)‪ .‬فقتل موسى عليه السلم بعصبية قومه الصري‪.‬‬
‫[‪ ]19‬ف الباب الرابع من سفر الروج هكذا‪( 10 :‬فقال موسى أرغب إليك يا رب إن لست برجل فصيح الكلم من أمس ول من أول منه أيضا ول من‬
‫حي خاطبت عبدك إن ألثغ وثقيل اللسان) ‪( 11‬فقال له الرب من الذي خلق فم النسان‪ ،‬أو من صنع الخرس والصم والبصي والعمى أليس أنا) ‪12‬‬
‫(فاذهب وأنا أكون ف فيك وأعلمك ما تتكلم) ‪( 13‬فأما هو فقال أرغب إليك يا رب أن ترسل من أنت ترسل) ‪( 24‬فاشتد غضب الرب على موسى) ال‪.‬‬
‫فاستعفى موسى عليه السلم عن النبوة‪ ،‬وقد كان الرب وعده وجعله مطمئنا‪ ،‬فاشتد عليه غضب الرب‪.‬‬
‫[‪ ]20‬ف الية التاسعة عشر من الباب الثان والثلثي من سفر الروج هكذا‪( :‬فلما دنا من الحلة وأبصر العجل وجوق الغنيي فاشتد غضب موسى ورمى‬
‫باللوحي من يده فكسرها ف أسفل البل)‪ .‬وهذان اللوحان كانا من عمل اللّه وخط اللّه‪ ،‬كما هو مصرح به ف هذا الباب‪ ،‬فكسرها خطأ‪ ،‬ول يصل بعد‬
‫ذلك مثلهما‪ ،‬لن اللوحي اللذين حصل بعدها كانا من عمل موسى ومن خطه‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الرابع والثلثي من سفر الروج‪.‬‬
‫[‪ ]21‬الية الثانية عشر من الباب العشرين من سفر العدد هكذا‪( :‬وقال الرب لوسى وهارون من أجل إنكما ل تصدقان وتقدسان قدام بن إسرائيل‪ ،‬من أجل‬
‫ذلك ل تدخلن أنتما بذه الماعة إل الرض الت وهبت لم)‪ .‬وف الباب الثان والثلثي من سفر الستثناء هكذا‪( 48 :‬وكلم الرب موسى ف ذلك اليوم‬
‫وقال له) ‪( 49‬ارق هذا البل عبي وهو جبل الجازاة إل جبل نابو الذي ف أرض مواب تلقاء أرياء‪ ،‬ث انظر إل أرض كنعان الت أنا أعطيها لبن إسرائيل‬
‫ليثوها ث مت ف البل) ‪( 50‬الذي تصعد إليه ويتمع إل شعوبك‪ ،‬كما مات أخوك هارون ف هور الطور واجتمع إل شعبه) ‪( 51‬على أنكما عصيتمان ف‬
‫بن إسرائيل عند ماء الصام ف قادس برية صي ول تطهران ف بن إسرائيل) ‪( 52‬فإنك ستنظر إل الرض الت أنا أعطيها بن إسرائيل من تلقائها‪ ،‬وأما أنت فل‬
‫تدخلها)‪ .‬ففي هاتي العبارتي تصريح بصدور الطأ عن موسى وهارون عليهما السلم بيث صارا مرومي عن الدخول ف الرض القدسة‪ ،‬وقد قال اللّه‬
‫زاجرا‪ :‬إنكما ل تصدقان وتقدسان وإنكما عصيتمان‪.‬‬
‫[‪ ]22‬زن شسون الرسول بامرأة زانية‪ ،‬كانت ف غزة‪ ،‬ث تعشق امرأة اسها دليلي الت كانت من أهل وادي شوارق‪ ،‬وكان يدخل إليها‪ ،‬فأمرها كفار فلسطي‬
‫أن تسأله‪ ،‬كيف يقدر الفلسطانيون عليه ويوثقونه‪ ،‬ول يقدر هو على كثر الوثاق‪ ،‬ووعدوا العطية الزيلة‪ .‬فسألته فكذب ثلث مرات‪ ،‬فقالت له هذه الفاجرة‬
‫كيف تقول أنك تبن وقلبك ليس معي وقد كذبتن ثلث دفعات‪ ،‬وضيقت عليه بكلمها أياما كثية فأطلعها على كل شيء‪ ،‬وقال‪ :‬إن حلقوا شعر رأسي‬
‫زالت عن قوت وصرت كواحد من الناس‪ .‬فلما رأت أنه قد أظهر ما ف قلبه فدعت رؤساء أهل فلسطي‪ ،‬وأنامته على ركبتها‪ ،‬ودعت اللق فحلق سبع‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪100‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫خصال شعر رأسه‪ .‬فزالت عنه قوته‪ ،‬فأسروه وقلعوا عينيه وحبسوه ف السجن‪ ،‬ث استشهد هناك‪ .‬وهذه القصة مصرح با ف الباب السادس عشر من سفر‬
‫القضاة وشسون نب وتدل على نبوته الية ‪ 5‬و ‪ 25‬من الباب الثالث عشر‪ .‬والية ‪ 6‬و ‪ 19‬من الباب الرابع عشر‪ ،‬والية ‪ 14‬و ‪ 18‬و ‪ 19‬من الباب الامس‬
‫عشر من السفر الذكور‪ ،‬والية الثانية والثلثون من الباب الادي عشر من الرسالة العبانية‪.‬‬
‫[‪ ]23‬ف الباب الادي والعشرين من سفر صموئيل الول ف حال داود‪ ،‬لا فر من خوف شاوول ملك إسرائيل‪ ،‬ووصل إل نوبا عند أخيملك الكاهن هكذا‪:‬‬
‫‪( 1‬وأتى داود إل نوبا أخيملك الب‪ ،‬فتعجب أخيملك من إتيان داود وقال له لاذا جئت وحدك وليس معك أحد) ‪( 2‬فقال داود لخيملك الكاهن إن اللك‬
‫أمرن بشيء وقال ل ل يعلم أحد بذا فيما أبعثك وأمرتك‪ ،‬فأما الفتيان فقد فرضت لم ذلك الوضع وذلك) ‪( 3‬والن إن كان شيء تت يدك أو خسة من‬
‫البز فادفع إل أو مهما وجدت) ‪( 6‬وأعطاه البز خبز القدس ال) ‪( 8‬وقال داود لخيملك أهنا تت يدك سيف أو حربة‪ ،‬لن سيفي وحربت ل آخذ معي‪،‬‬
‫لن كان أمر اللك مسرعا)‪ .‬فكذب داود عليه السلم كذبا بعد كذب‪ ،‬وصارت ثرة هذا الكذب أن شاوول السفاك ملك بن إسرائيل قتل أهل نوبا كلهم‪،‬‬
‫ذكورهم ونساءهم وأطفالم ودوابم من البقر والغنم والمر‪ ،‬وقتل ف هذه الادثة خسة وثانون كاهنا‪ ،‬ونا ف هذه الادثة ابن لخيملك اسه ابيثار‪ ،‬وفر‬
‫ووصل إل داود عليه السلم‪ .‬وأقر داود عليه السلم بأن سبب لقتل أهل بيتك كلهم‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الثان والعشرين من السفر الذكور‪.‬‬
‫[‪ ]24‬ف الباب الادي عشر من سفر صموئيل الثان هكذا‪( :‬قام داود عليه السلم من فراشه بعد الظهر يتمشى على سطح ملس ملكه‪ ،‬فأبصر امرأة تغتسل‬
‫على سطحها وكانت جيلة جدا‪ ،‬فأرسل داود عليه السلم وسأل عن المرأة وقالوا له إنا بنت شباع امرأة أوريا‪ ،‬فأرسل داود رسلً وأخذها ونام معها‪ ،‬ث‬
‫رجعت إل بيتها فحبلت وأخبته وقالت إن قد حبلت‪ .‬فأرسل داود عليه السلم إل يواب قائلً له‪ :‬أرسل إل أوريا‪ ،‬فأرسل يواب أوريا‪ ،‬وسأل داود عليه‬
‫السلم أوريا عن سلمة يواب وعن سلمة الشعب وعن الرب‪ ،‬ث قال‪ :‬انزل إل بيتك‪ .‬فخرج أوريا فرقد بباب بيت اللك ول ينحدر إل بيته‪ ،‬وأخبوا داود‬
‫عليه السلم‪ ،‬أن أوريا ل ينل إل بيته‪ .‬فقال داود عليه السلم‪ :‬لاذا ل تنحدر إل بيتك‪ .‬فقال أوريا‪ :‬تابوت اللّه وإسرائيل ويهوذا ف اليام وسيدي يواب وعبيد‬
‫سيدي ف القفر وأنا أنطلق إل بيت وآكل وأشرب وأنام مع امرأت‪ ،‬ل وحياتك وحياة نفسك أن ل أفعل هذا‪ .‬وقال داود عليه السلم‪ :‬أقم اليوم أيضا ههنا‪،‬‬
‫وإذا كان الغد أرسلك‪ .‬وبقي أوريا ف أورشليم ذلك اليوم‪ ،‬وف اليوم الخر داعه داود عليه السلم ليأكل قدامه ويشرب فسكره‪ ،‬وخرج وقت الساء فنام مكانه‬
‫على جانب عبيد سيده ول ينحدر إل بيته‪ ،‬فلما كان الصباح كتب داود عليه السلم صحيفة إل يواب‪ ،‬وأرسلها بيد أوريا وقال صيوا أوريا ف أول الرب‪،‬‬
‫وإذا اشتبك الرب ارجعوا واتركوه وحده ليقتل‪ ،‬فلما نزل يواب حول القرية أقام أوريا ف الكان الذي يعلم أن الرجال الشجعان هناك‪ ،‬فخرج أهل القرية‬
‫فقاتلوا يواب فسقط من الشعب قوم من عبيد داود عليه السلم وأوريا فمات‪ ،‬وأرسل يواب إل داود عليه السلم وأخبه‪ ،‬وسعت امرأة أوريا أن زوجها قد‬
‫مات فناحت عليه‪ ،‬فلما انقضت مناحتها‪ ،‬أرسل داود عليه السلم فأدخلها بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا‪ ،‬وساء هذا الفعل الذي فعل داود أمام الرب)‬
‫انتهى ملخصا‪ .‬وف الباب الثان عشر من سفر صموئيل الثان حكم الرب لداود على لسان ناثان النب عليهما السلم هكذا‪( 9 :‬ولاذا أزريت بوصية الرب‬
‫وارتكبت القبيح أمام عين وقتلت أوريا اليتان ف الرب وامرأته أخذتا لك امرأة وقتلته بسيف بن عمون) ‪( 14‬ولكن لنك أشت بك أعداك الرب بذه‬
‫الفعلة فالبن الذي ولد لك موتا يوت) فصدر عن داود ثانية خطيئات‪:‬‬
‫(الول) أنه نظر إل امرأة أجنبية بنظر الشهوة‪ ،‬وقد قال عيسى عليه السلم أن كل من ينظر إل امرأة ليشتهيها فقد زن با ف قلبه‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب‬
‫الامس من إنيل مت‪.‬‬
‫(والثانية) أنه ما اكتفى على نظر الشهوة‪ ،‬بل طلبها وزن با‪ ،‬وحرمة الزنا قطعية‪ ،‬ومن الحكام العشرة الشهورة‪ .‬كما قال اللّه ف التوراة ل تزن‪.‬‬
‫(والثالثة) أن هذا الزنا كان بزوجة الار‪ ،‬وهذا أشد أنواع الزنا‪ ،‬وذنب آخر كما هو مصرح به ف الحكام العشرة الشهورة‪.‬‬
‫(والرابعة) ما أجرى حد الزنا ل على نفسه‪ ،‬ول على هذه المرأة‪ .‬والية العاشرة من الباب العشرين من سفر الحبار هكذا‪( :‬ومن زن بامرأة لا رجل فليقتل‬
‫الزان‪ ،‬والزانية)‪ .‬والية الثانية والعشرون من الباب الثان والعشرين من سفر الستثناء هكذا‪( :‬إن اضطجع رجل مع امرأة غيه فكلها يوتان الزان والزانية‪،‬‬
‫وارفع الشر من إسرائيل)‪.‬‬
‫(والامسة) أن داود عليه السلم طلب أوريا من العسكر‪ ،‬وأمره أن يذهب إل بيته‪ ،‬وجل غرض داود عليه السلم أن يلقي على عيبه سترا‪ ،‬ويكون هذا البل‬
‫منسوبا إل أوريا‪ .‬ولا ل يذهب لجل ديانته‪ ،‬وحلف أنه ل يروح‪ ،‬فأقامه داود عليه السلم اليوم الثان‪ ،‬وجعله سكران يسقي المر الكثي ليوح إل بيته ف‬
‫حالة المار‪ ،‬لكنه ل يرح ف هذه الالة أيضا مراعيا لديانته‪ ،‬ول يلتفت إل زوجته الميلة الت كانت جائزة له شرعا وعقلً‪ .‬فسبحان اللّه العزيز حال ديانة‬
‫العوام عند أهل الكتاب ف ترك المر الائز لجل الديانة هكذا‪ ،‬وحال ديانة النبياء السرائيلية ف ارتكاب الفواحش هكذا‪.‬‬
‫(والسادسة) أنه لا ل تصل ثرة مقصوده على إسكار أوريا‪ ،‬عزم داود عليه السلم على قتله‪ ،‬فقتله بسيف بن عمون‪ ،‬وف الية السابعة من الباب الثالث‬
‫والعشرين من سفر الروج‪( :‬ل تقتل البار الزكي)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪101‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والسابعة) أنه ل يتنبه على خطأه‪ ،‬ول يتب ما ل يعاتبه ناثان النب عليه السلم‪.‬‬
‫(والثامنة) أنه قد وصل إليه حكم اللّه بأن هذا الولد الذي تولد بالزنا يوت‪ ،‬ومع هذا دعا لجل عافيته‪ ،‬وصام وبات على الرض‪.‬‬
‫[‪ ]25‬ف الباب الثالث عشر من سفر صموئيل الثان‪ ،‬أن حنون الولد الكب لداود زن بثامار قهرا ث قال لا أخرجي‪ ،‬ولا امتنعت عن الروج أمر خادمه‬
‫فأخرجها‪ ،‬وأغلق الباب خلفها فخرجت صارخة‪ ،‬وسع داود عليه السلم هذه المور‪ ،‬وشقت عليه‪ ،‬لكنه ل يقل لمنون شيئا لحبته له ول لثامار‪ ،‬وكانت‬
‫ثامار هذه أختا لب شالوم بن داود عليه السلم يقينا‪ ،‬ولذلك بغض أبيشالوم حنون‪ ،‬وعزم على قتله‪ ،‬ولا قدر عليه قتله‪.‬‬
‫[‪ ]26‬ف الية الثانية والعشرين من الباب السادس عشر من سفر صموئيل الثان هكذا‪( :‬فضربوا لبيشالوم خيمة على السطح‪ ،‬ودخل على سراري أبيه تاه‬
‫جيع إسرائيل) ث حارب أبيشالوم الب حت قتل ف تلك الحاربة عشرون ألفا من بن إسرائيل كما هو مصرح به ف الباب الثامن عشر‪ ،‬فابن داود عليه السلم‬
‫هذا فاق روبيل الولد الكب ليعقوب عليه السلم بثلثة أوجه‪:‬‬
‫(الول) أنه زن بميع سراري أبيه بلف روبيل فإنه زن بسرية واحدة‪.‬‬
‫(والثان) أنه زن تاه جيع إسرائيل علنية بلف روبيل فإنه زن خفية‪.‬‬
‫(والثالث) أنه حارب أباه حت قتل عشرون ألفا من بن إسرائيل‪ .‬وداود عليه السلم مع صدور هذه المور عن هذا اللف السوء‪ ،‬كان وصى رؤساء العسكر‬
‫أن ل يقتله أحد‪ ،‬لكن يواب خالف أمره‪ ،‬وقتل هذا اللف السوء‪ ،‬ولا سع داود عليه السلم بكى بكا ًء شديدا‪ ،‬وحزن عليه‪ .‬وأنا ل أتعجب من هذه المور‬
‫لن أمثالا لو صدرت عن أولد النبياء‪ ،‬بل النبياء‪ ،‬ليست عجيبة على حكم كتبهم القدسة‪ ،‬بل أتعجب ان زناه بسراري أبيه كان بعدل الرب‪ ،‬وهو كان هيج‬
‫هذا الزان‪ ،‬لنه كان وعده على لسان ناثان النب عليه السلم لا زن داود عليه السلم بامرأة أوريا‪ .‬ف الباب الثان عشر من السفر الذكور هكذا‪(11 :‬فهذا ما‬
‫يقول الرب هو ذا أنا مثي عليك شرا من بيتك‪ ،‬وآخذ نساءك عيانك فأعطي صاحبك فينضجع مع نسائك عيان هذه الشمس) ‪( 12‬فإنك أنت فعلت هذا‬
‫خفيا‪ ،‬وأنا أجعل هذا الكلم أمام جيع إسرائيل‪ ،‬ومقابل الشمس) فوف اللّه با وعد‪.‬‬
‫[‪ ]27‬ف الباب الادي عشر من سفر اللوك الول هكذا‪( 1 :‬وكان سليمان اللك قد أحب نساء كثية غريبة‪ ،‬وابنة فرعون‪ ،‬ونساء من بنات الوابيي‪ ،‬ومن‬
‫بنات عمون‪ ،‬ومن بنات أدوم‪ ،‬ومن بنات الصيدانيي‪ ،‬ومن بنات اليثانيي) ‪( 2‬من الشعوب الذين قال الرب لبن إسرائيل ل تدخلوا إليهم‪ ،‬ول يدخلوا إليكم‬
‫لئل ييلوا قلوبكم إل آلتكم‪ ،‬وهؤلء التصق بم سليمان بب شديد) ‪( 3‬وصار له سبعمائة امرأة حرة‪ ،‬وثلثمائة سرية‪ ،‬وأغوت نساءه قلبه) ‪( 4‬فلما كان عند‬
‫كب سليمان أغوت نساءه إل آلة أخر‪ ،‬ول يكن قلبه سليما للّه ربه مثل قلب داود أبيه) ‪( 5‬وتبع سليمان عستروت إله الصيدانيي وملكوم صنم بن عمون) ‪6‬‬
‫(وارتكب سليمان القبح أمام الرب ول يتم أن يتبع الرب مثل داود أبيه) ‪( 7‬ث نصب سليمان نصبة لكاموش صنم مواب ف البل الذي قدام أورشليم‪ ،‬وللكوم‬
‫وثن بن عمون) ‪( 8‬وكذلك صنع لميع نسائه الغرباء‪ ،‬وهن يبخرن‪ ،‬ويذبن للتهن) ‪( 9‬فغضب الرب على سليمان حيث مال قلبه عن الرب إله إسرائيل‬
‫الذي ظهر له مرتي) ‪( 10‬وناه عن هذا الكلم أن ل يتبع آلة الغرباء‪ ،‬ول يفظ ما أمره به الرب) ‪( 11‬فقال الرب لسليمان‪ :‬إنك فعلت هذا الفعل‪ ،‬ول تفظ‬
‫عهدي ووصاياي الت أمرتك بن‪ ،‬أشق شقا ملكك‪ ،‬وأصيه إل عبدك)‪ .‬فصدر عن سليمان عليه السلم خس خطيئات‪:‬‬
‫(الول) وهي أعظمها أنه ارتد ف آخر عمره‪ ،‬الذي هو حي التوجه إل اللّه‪ .‬وجزاء الرتد ف الشريعة الوسوية الرجم‪ ،‬ولو كان نبيا ذا معجزات كما هو‬
‫مصرح به ف الباب الثالث عشر‪ ،‬والسابع عشر من سفر الستثناء‪ ،‬ول يعلم من موضع من مواضع التوراة‪ ،‬أنه يقبل توبة الرتد‪ ،‬ولو كان توبة الرتد مقبولة‪ ،‬لا‬
‫أمر موسى عليه السلم بقتل عبدة العجل‪ ،‬حت قتل ثلثة وعشرين ألف رجل على خطأ عبادته‪.‬‬
‫(والثانية) أنه بن العابد العالية للصنام ف البل قدام أورشليم‪ ،‬وهذه العابد كانت باقية مئتي سنة حت نسها‪ ،‬وكسر الصنام يوسنا بن آمون ملك يهوذا ف‬
‫عهده‪ ،‬بعد موت سليمان عليه السلم بأزيد من ثلثمائة وثلثي سنة‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الثالث والعشرين من سفر اللوك الثان‪.‬‬
‫(والثالثة) أنه تزوج نساء من سفر الشعوب‪ ،‬الت كان اللّه منع من اللتصاق بم‪ ،‬ف الباب السابع من الستثناء هكذا‪( :‬ول تعل معهم زية فل تعط ابنتك‬
‫لبنه‪ ،‬ول تتخذ ابنته لبنك)‪.‬‬
‫(والرابعة) تزوج ألف امرأة‪ ،‬وقد كانت كثرة الزواج مرمة على من يكون سلطان بن إسرائيل ف الية السابعة عشر من الباب السابع عشر من سفر الستثناء‬
‫هكذا‪( :‬ول تكثر نساؤه لئل يدعن نفسه)‪.‬‬
‫(والامسة) أن نساءه كن يبخرن ويذبن للوثان‪ ،‬وقد صرح ف الباب الثان والعشرين من سفر الروج‪( :‬من يذبح للوثان فليقتل)‪ .‬فكان قتلهن واجبا‪،‬‬
‫وأيضا أنن أغوين قلبه‪ ،‬فكان رجهن واجبا على ما هو مصرح به ف الباب الثالث عشر من سفر الستثناء‪ ،‬وهو ما أجرى عليهم الدود إل آخر حياته‪.‬‬
‫فالعجب أن داود وسليمان عليهما السلم ما أجريا حدود التوراة على أنفسهما‪ ،‬ول على أهل بيتهما فأية مداهنة أزيد من هذا‪ ،‬أهذه الدود الت فرضها اللّه‬
‫للجراء على الساكي الفلوكي فقط‪ .‬ول تثبت توبة سليمان عليه السلم من موضع من مواضع العهد العتيق‪ ،‬بل الظاهر عدم توبته لنه لو تاب لدم العابد الت‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪102‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫بناها‪ ،‬وكسر الصنام الت وضعها ف تلك العابد‪ ،‬ورجم تلك النساء الغويات‪ .‬على أن توبته ما كانت نافعة لن حكم الرتد ف التوراة ليس إل الرجم‪ ،‬وما‬
‫ادعى صاحب ميزان الق ف الصفحة الامسة والمسي من طريق الياة الطبوعة سنة ‪ 1847‬من توبة آدم وسليمان عليهما السلم‪ ،‬فادعاء بت وكذب‬
‫صرف‪.‬‬
‫[‪ ]28‬قد عرفت ف المر السابع من مقدمة الكتاب أن النب الذي كان ف بيت أيل كذب ف تبليغ الوحي‪ ،‬وخدع رجل اللّه السكي‪ ،‬وألقاه ف غضب الرب‬
‫وأهلكه‪.‬‬
‫[‪ ]29‬ف الباب العاشر من سفر صموئيل الول ف حق شاوول ملك إسرائيل السفاك الشهور هكذا‪( 10 :‬وأتوا إل الرابية وإذا صف من النبياء استقبله‪ ،‬وحل‬
‫عليه روح الرب فتنبأ بينهم) ‪( 11‬وحينما نظره الذين يعرفونه من أمس‪ ،‬وقبل من المس فإذا هو مع النبياء متنب‪ ،‬قال كل امرئ منهم لصاحبه‪ :‬ما هذا الذي‬
‫ل هل أيضا شاوول ف النبياء) ‪( 13‬وفرغ ما تنبء‬ ‫أصاب ابن قيس شاوول ف النبياء) ‪( 12‬فأجاب بعضهم البعض وقالوا‪ :‬من أبوهم من أجل هذا صار مث ً‬
‫فأتى إل الضية)‪.‬‬
‫والية السادسة من الباب الادي عشر من سفر صموئيل الول هكذا‪( :‬فاستقام روح اللّه على شاوول حي سع هذا القول‪ ،‬واحتمى غضبه جدا)‪.‬‬
‫يعلم من هذه العبارات أن شاوول كان مستفيضا بروح القدس‪ ،‬وكان يب عن الالت الستقبلة‪.‬‬
‫وف الباب السادس عشر من السفر الذكور‪( :‬وابتعد روح اللّه من شاوول وصار روح ردي يعذبه بأمر الرب)‪.‬‬
‫ويعلم منه أن هذا النب سقط عن درجة النبوة فابتعد عنه روح اللّه‪ ،‬وتسلط عليه روح الشيطان‪.‬‬
‫وف الباب التاسع عشر من السفر الذكور هكذا‪( 23 :‬فانطلق شاوول إل نويت الت ف الرامة‪ ،‬وحلت عليه أيضا روح الرب‪ ،‬فجعل يسي ويتنبأ حت انتهى‬
‫المر إل نويت ف الرامة) ‪( 24‬وخلع هو ثيابه وتنبا هو أيضا أمام صموئيل‪ ،‬وسقط عريان ناره ذلك كله وليلته تلك كلها‪ ،‬فصار مثلً هل شاوول ف‬
‫النبياء)‪.‬‬
‫فحصل لذا النب الساقط عن درجة النبوة هذه الدرجة العليا مرة أخرى‪ ،‬ونزل عليه روح القدس نزولً قويا‪ ،‬بيث رمى ثيابه وصار عريانا‪ ،‬وكان على هذه‬
‫الالة يوما بليلته‪ ،‬فهذا النب الامع بي الروح الشيطان والرحان‪ ،‬كان ممع العجاب‪ ،‬فمن شاء فلينظر حال ظلمه وعتوه ف السفر الذكور‪.‬‬
‫[‪ ]30‬يهوذا السخريوطي كان أحد الواريي‪ ،‬وكان مستفيضا بروح القدس‪ ،‬ومتلئا عنة‪ ،‬صاحب الكرامات‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب العاشر من إنيل‬
‫مت‪ ،‬وهذا النب باع دينه بدنياه‪ ،‬وسلم عيسى عليه السلم بأيدي اليهود بطمع ثلثي درها‪ ،‬ث خنق نفسه ومات‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب السابع‬
‫والعشرين من إنيل مت‪ ،‬وشهد يوحنا ف حقه ف الباب الثان عشر من إنيله أنه كان سارقا‪ ،‬وكان الكيس عنده‪ ،‬وكان يمل ما يلقى فيه‪ .‬أيكون النب مثل‬
‫هذا السارق البائع دينه بدنياه‪.‬‬
‫[‪ ]31‬فر الواريون الذين هم ف زعمهم أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية عليهم السلم‪ ،‬ف الليلة الت أخذ اليهود فيها عيسى عليه السلم وتركوه ف‬
‫أيدي العداء‪ ،‬وهذا ذنب عظيم‪ ،‬وإن قيل أن هذا المر إن صدر عنهم لبنهم‪ ،‬والب أمر طبعي‪ .‬أقول‪ :‬لو سلم هذا فلعذر لم ف شيء آخر‪ ،‬هو كان أسهل‬
‫الشياء‪ ،‬وهو أن عيسى عليه السلم كان ف غاية الضطراب ف هذه الليلة‪ ،‬وقال لم إن نفسي حزينة جدا‪ ،‬امكثوا ههنا واسهروا معي‪ ،‬ث تقدم قليلً للصلة‪،‬‬
‫ث جاء إليهم فوجدهم نياما‪ ،‬فقال لبطرس أهكذا ما قدرت أن تسهروا معي ساعة واحدة‪ ،‬اسهروا وصلوا‪ .‬فمضى مرة ثانية للصلة ث جاء فوجدهم نياما‬
‫فتركهم ومضى ث جاء إل تلميذه وقال لم ناموا واستريوا‪ .‬كما هو مصرح به ف الباب السادس والعشرين من إنيل مت‪ .‬ولو كان لم مبة ما لا فعلوا هذا‬
‫المر‪ ،‬أل ترى أن العصاة من أهل الدنيا إذا كان مقتداهم أو قريب من أقاربم ف غاية الضطراب‪ ،‬أو الرض الشديد ف ليلة‪ ،‬ل ينامون ف تلك الليلة ولو كانوا‬
‫أفسق الناس‪.‬‬
‫[‪ ]32‬أن بطرس الواري الذي هو رئيس الواريي‪ ،‬وخليفة عيسى عليه السلم على ادعاء فرقة كاتلك‪ ،‬وإن كان متساوي القدام ف المر التقدم مع‬
‫الواريي الباقي‪ ،‬لكنه حصل له الفضل بأن اليهود لا أخذوا عيسى عليه السلم‪ ،‬تبعه من بعيد إل دار رئيس الكهنة‪ ،‬فجلس خارج الدار فجاءت جارية قائلة‪:‬‬
‫وأنت كنت مع يسوع الليلي‪ .‬فأنكر قدام الميع‪ ،‬ث رأى أخرى وقالت للذين هناك‪ ،‬هذا كان مع يسوع الناصري‪ .‬فأنكر أيضا يقسم إن لست أعرف هذا‬
‫الرجل‪ ،‬وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا أنت أيضا منهم‪ ،‬فابتدأ حينئذ يلعن ويلف‪ :‬إن ل أعرف هذا الرجل‪ .‬وللوقت صاح الديك‪ ،‬فتذكر بطرس‬
‫كلم عيسى عليه السلم‪ ،‬إنك قبل أن يصيح الديك تنكرن ثلث مرات كما هو مصرح به ف الباب السادس والعشرين من إنيل مت‪ .‬وقد قال السيح عليه‬
‫السلم له‪ :‬اذهب عن يا شيطان أنت معثرة ل لنك ل تتم با للّه‪ ،‬لكن تتم با للناس‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر من إنيل مت‪ .‬وكتب‬
‫مقدسهم بولس ف الباب الثان من رسالته إل أهل غلطية هكذا‪( 11 :‬ولكن لا أتى بطرس إل أنطاكية‪ ،‬قاومته مواجهة لنه كان ملوما) ‪( 12‬لنه قبل ما أتى‬
‫قوم من عند يعقوب كان يأكل مع المم‪ ،‬ولكن لا أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من أهل التان) ‪( 13‬ورأى معه باقي اليهود أيضا حت أن‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪103‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫برنابا أيضا انقاد إل ريائهم) ‪( 14‬لكن لا رأيت أنم ل يسلكون باستقامة حسب حق النيل‪ ،‬قلت لبطرس قدام الميع إن كنت وأنت يهودي تعيش أميا‪،‬‬
‫فلماذا تلزم المم أن يتهودوا)‪ .‬وكان بطرس يتقدم على الواريي ف القول‪ ،‬لكنه ف بعض الوقات ل يدري ما يقول كما صرح به ف الية الثالثة والثلثي من‬
‫الباب التاسع من إنيل لوقا‪ ،‬وف الرسالة الثانية من كتاب الثلث عشرة رسالة الطبوعة سنة ‪ 1849‬ف بيوت ف الصفحة ‪( :60‬أن أحد الباء يقول إنه كان‬
‫به شديدا داء التجب والخالفة)‪ .‬يوحنا فم الذهب مقاله ‪ 82‬و ‪ 83‬ف مت ث ف الصفحة ‪( :61‬يقول فم الذهب أنه كان ضعيفا متخلخل العقل‪ ،‬والقديس‬
‫اغوستينوس يقول عن بطرس‪ :‬أنه كان غي ثابت لنه كان يؤمن أحيانا ويشك أحيانا‪ ،‬وتارة يعرف أن السيح غي مائت‪ ،‬وتارة ياف أن يوت‪ ،‬وكان السيح‬
‫يقول له مرة طوب لك‪ ،‬وأخرى يقول له يا شيطان) انتهى بلفظه‪.‬‬
‫فهذا الواري عندهم أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية‪ ،‬فإذا كان حال الفضل من موسى كما علمت‪ .‬فماذا يعتقد ف حق الفضولي‪.‬‬
‫[‪ ]33‬كان رئيس الكهنة قيافا نبيا بشهادة يوحنا ف الية الادية والمسي من الباب الادي عشر من إنيل يوحنا‪ ،‬قوله ف حق قيافا ف الترجة العربية‬
‫الطبوعة سنة ‪ 1841‬وسنة ‪ 1844‬هكذا‪( :‬ول يقل هذا من نفسه‪ ،‬لكن من أجل أنه كان عظيم الكهنة ف تلك السنة‪ ،‬فتنبأ أن يسوع كان مزمعا أن يوت‬
‫بدل المة)‪ .‬فقوله تنبأ يدل على نبوته‪ ،‬وهذا النب أفت بقتل عيسى عليه السلم‪ ،‬وكفره وأهانه‪ ،‬فلو كانت هذه المور بالنبوة واللام‪ ،‬فعيسى عليه السلم‬
‫واجب الرد والعياذ باللّه‪ .‬وإن كانت بإغواء الشيطان‪ ،‬فأي ذنب أكب من هذه‪ .‬وأكتفي على هذا القدر وأقول أن الذنوب الذكورة وأمثالا‪ ،‬مصرح با ف‬
‫كتب العهدين‪ ،‬ول تقدح هذه الذنوب ف نبوة أنبيائهم‪ ،‬أفل يستحيون أن يعترضوا على (ممد) صلى اللّه عليه وسلم ف أمور خفيفة‪.‬‬
‫وإذا عرفت هذا فالن أشرع ف نقل مطاعنهم والواب عنها وأقول‪:‬‬
‫(الطعن الول) مطعن الهاد‪ ،‬وهو من أعظم الطاعن ف زعمهم‪ ،‬ويقررونه ف رسائلهم بتقريرات عجيبة موهة‪ ،‬منشؤها العناد الصرف‪ ،‬وأنا أمهد قبل ترير‬
‫الواب أمورا خسة‪:‬‬
‫(المر الول) أن اللّه يبغض الكفر ويازي عليه ف الخرة يقينا‪ ،‬وكذا يبغض العصيان وقد يعاقب الكفار والعصاة ف الدنيا أيضا‪ ،‬فيعاقب الكفار تارة بالغراق‬
‫عموما ف عهد نوح عليه السلم‪ ،‬فإنه أهلك كل ذي حياة غي أهل السفينة بالطوفان‪ ،‬وتارة بالغراق خصوصا‪ ،‬كما ف عهد موسى عليه السلم حيث أغرق‬
‫فرعون وجنوده‪ ،‬وتارة بالهلك مفاجأة‪ ،‬كما أهلك أكب الولد لكل إنسان وبيمة من أهل مصر ف ليلة خرج بنو إسرائيل فيها من مصر‪ ،‬كما هو مصرح به‬
‫ف الباب الثان عشر من سفر الروج‪ ،‬وتارة بإمطار الكبيت والنار من السماء‪ ،‬وقلب الدن‪ ،‬كما ف عهد لوط عليه السلم‪ ،‬فإنه أهلك سادوم وعمورة‬
‫ونواحيهما بإمطار الكبيت والنار وقلب الدن‪ ،‬وتارة بإهلكهم بالمراض‪ ،‬كما أهلك السدوديي بالبواسي‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الامس من سفر‬
‫صموئيل الول‪ ،‬وتارة بإرسال اللك لهلكهم‪ ،‬كما فعل بعسكر الثوريي‪ ،‬حيث أرسل ملكا‪ ،‬فقتل منهم ف ليلة واحدة مائة وخسة وثاني ألفا‪ ،‬كما هو‬
‫مصرح به ف الباب التاسع عشر من سفر اللوك الثان‪ ،‬وتارة بهاد النبياء ومتبعيهم‪ ،‬كما ستعرف ف المر الثان‪ ،‬وكذا يعاقب العصاة أيضا تارة بالسف‬
‫والنار‪ ،‬كما أهلك قورح وداثان وأبيم وغيهم لا خالفوا موسى عليه السلم‪ ،‬فانفلقت الرض وابتلعت قورح وداثان وأبيم ونسائهم وأولدهم وأثقالم‪ ،‬ث‬
‫ل كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر من سفر العدد‪ .‬وتارة بالهلك مفاجأة كما أهلك أربعة عشر ألفا‬ ‫خرجت نار فأكلت مائتي وخسي رج ً‬
‫وسبعمائة لا خالف بنو إسرائيل ف غد هلك قورح وغيه‪ ،‬ولو ل يقم هارون عليه السلم بي الوتى والحياء‪ ،‬ول يستغفر للقوم‪ ،‬للك الكل بغضب الرب ف‬
‫ل من أهل بيت الشمس على أنم رأوا تابوت اللّه‪ ،‬كما هو مصرح به ف‬ ‫هذا اليوم‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الذكور‪ .‬وكما أهلك خسي ألفا وسبعي رج ً‬
‫الباب السادس من سفر صموئيل الول‪ .‬وتارة بإرسال اليات الؤذية‪ ،‬كما أن بن إسرائيل لا خالفوا موسى عليه السلم مرة أخرى‪ ،‬أرسل اللّه عليهم اليات‬
‫الؤذية‪ ،‬فجعلت تلدغهم‪ ،‬فمات كثي منهم كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر العدد‪ .‬وتارة بإرسال اللك كما أهلك سبعي ألفا ف يوم‬
‫واحد‪ ،‬على أن داود عليه السلم عد بن إسرائيل‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثان‪ .‬وقد ل يعاقب الكفار والعصاة ف‬
‫الدنيا‪ .‬أل ترى أن الواريي على زعم السيحيي كانوا أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية‪ ،‬ومن تابوت اللّه‪ .‬وأن قاتليهم عند السيحيي أسوأ من كفار‬
‫عهد نوح ولوط وموسى عليهم السلم‪ .‬وقتل نيو الظال الشرك‪ ،‬الذي كان ملك ملوك الروم‪ ،‬بطرس الواري وزوجته وبولس وكثيا من السيحيي بأشد‬
‫أنواع القتل‪ .‬وكذا أكثر الكفار الواريي وتابعيهم‪ .‬وما أهلكهم اللّه بالغراق ول بإمطار الكبيت والنار وقلب الدن‪ ،‬ول بقتل أكب أولدهم‪ ،‬ول بابتلئهم‬
‫بالمراض ول بإرسال اللك‪ ،‬ول بإرسال اليات‪ ،‬ول بوجه آخر‪.‬‬
‫(المر الثان) أن النبياء السابقي أيضا قتلوا الكفار وسبوا نسائهم وذراريهم‪ ،‬ونبوا أموالم‪ .‬ول تتص هذه المور بشريعة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬كما ل‬
‫يفى على من طالع كتب العهدين‪ .‬وله شواهد كثية أكتفي على إيراد بعضها‪.‬‬
‫‪ -1‬ف الباب العشرين من كتاب الستثناء هكذا‪( 10 :‬وإذا دنوت من قرية لتقاتلها ادعهم أولً إل الصلح) ‪( 11‬فإذا قبلت وفتحت لك البواب فكل الشعب‬
‫الذي با يلص ويكونون لك عبيدا يعطونك الزية) ‪( 12‬وإن ل ترد تعمل معك عهدا وتبتدئ بالقتال معك فقاتلها أنت) ‪( 13‬وإذا سلمها الرب إلك بيدك‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪104‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫اقتل جيع من با من جنس الذكر بفم السيف) ‪( 14‬دون النساء والطفال والدواب وما كان ف القرية غيهم‪ ،‬واقسم للعسكر الغنيمة بأسرها وكل من سلب‬
‫أعدائك الذي يعطيك الرب إلك) ‪( 15‬وهكذا فافعل بكل القرى البعيدة منك جدا وليست من هذه القرى الت ستأخذها مياثا) ‪( 16‬فأما القرى الت تعطى‬
‫أنت إياها فل تستحي منها نفسا البتة) ‪( 17‬ولكن أهلكهم إهلكا كلهم بد السيف اليثي والموري والكنعان والفرزي والوايي واليابوسي كما أوصاك‬
‫الرب إلك)‪ .‬فظهر من هذه العبارة أن اللّه أمر ف حق القبائل الست‪ ،‬أعن اليثانيي والموريي والكنعانيي والفرزيي والوايي واليابوسيي‪ ،‬أن يقتل بد‬
‫السيف كل ذي حياة منهم ذكورهم وإناثهم وأطفالم‪ .‬وأمر فيما عداهم‪ ،‬أن يدعوا أو ًل إل الصلح‪ ،‬فإن رضوا به وقبلوا الطاعة وأداء الزية فيها‪ ،‬وإن ل‬
‫يرضوا ياربوا‪ ،‬فإذا حصل الظفر عليهم‪ ،‬يقتل كل ذكر منهم بالسيف ويسب نساؤهم وأطفالم‪ ،‬وينهب دوابم وأموالم‪ ،‬وتقسم على الجاهدين‪ ،‬وهكذا يفعل‬
‫بكل القرى الت هي بعيدة من قرى المم الست‪ .‬وهذه العبارة الواحدة تكفي من جوابم عن تقريراتم الواهية‪ ،‬وقد نقلها العلماء السلمية سلفا وخلفا ف‬
‫مقابلتهم لكنهم يسكتون عنها كأنم ل يروها ف كلم الخالف‪ ،‬ول ييبونه عنها ل بالتسليم ول بالتأويل‪.‬‬
‫‪ -2‬ف الباب الثالث والعشرين من سفر الروج هكذا‪( 23 :‬وينطلق ملكي أمامك فيدخلونك على الموريي واليثانيي والفرزانيي والكنعانيي والوايي‬
‫واليابوسانيي الذين أنا أخرجهم) ‪( 24‬ل تسجدن للتهم ول تعبدها‪ ،‬ول تعمل كأعمالم‪ ،‬ولكن خربم تريباُ واكسر أوثانم)‪.‬‬
‫‪ -3‬ف الباب الرابع والثلثي من سفر الروج ف حق المم الست هكذا‪( 12 :‬فاحذر أن تعاهد البتة سكان تلك الرض الذين تأتيهم لئل يكونوا لك عثرة)‬
‫‪( 13‬ولكن اهدم مذابحم وكسر أصنامهم واقطع أنساكهم)‪.‬‬
‫‪ -4‬ف الباب الثالث والثلثي من سفر العدد‪( 51 :‬مر بن إسرائيل وقل لم إذا عبت الردن وأنتم داخلون أرض كنعان) ‪( 25‬فأبيدوا كل سكان تلك الرض‬
‫واسحقوا مساجدهم واكسروا أصنامهم النحوتة جيعها واعقروا مذابها كلها) ‪( 55‬ث أنتم إن ل تبيدوا سكان الرض فالذين يبقون منهم يكونون لكم‬
‫كأوتاد ف أعينكم ورماح ف أجنابكم ويشقون عليكم ف الرض الت تسكنونا) ‪( 56‬وما كنت عزمت أن أفعل بم سأفعله بكم)‪.‬‬
‫‪ - 5‬ف الباب السابع من سفر الستثناء هكذا‪( 1 :‬إذا أدخلك الرب إلك الرض الت تدخل لترثها‪ ،‬وتبيد الشعوب الكثية من قدامك اليثي والرحيثان‬
‫والموران والكنعان والفرزان والوايي واليوسان‪ ،‬سبعة أمم أكثر منكم عددا وأشد منكم) ‪( 2‬وسلمهم الرب إلك بيدك فاضربم حت إنك ل تبقي منهم‬
‫بقية‪ ،‬فل تواثقهم ميثاقا ول ترحهم) ‪( 5‬ولكن فافعلوا بم هكذا خربوا مذابهم وكسروا أصنامهم وقطعوا مناسكهم وأوقدوا أوثانم)‪ .‬فعلم من هذه العبارات‬
‫أن اللّه أمر بإهلك كل ذي حياة من المم السبع وعدم الرحة عليهم‪ ،‬وعدم العاهدة معهم وتريب مذابهم‪ ،‬وكسر أصنامهم‪ ،‬وإحراق أوثانم‪ ،‬وقطع‬
‫مناسكهم‪ ،‬وشدد ف إهلكهم تشديدا بليغا‪ ،‬وقال‪ :‬إن ل تلكوهم أفعل بكم ما كنت عزمت أن أفعله بم‪ .‬ووقع ف حق هذه المم السبعة (أنم أكثر منكم‬
‫عددا وأشد منكم)‪ .‬وقد ثبت ف الباب الول من سفر العدد أن عدد بن إسرائيل الذين كانوا صالي لباشرة الروب‪ ،‬وكانوا أبناء عشرين سنة وما فوقها‪،‬‬
‫كان ستمائة ألف وثلثة آلف وخسمائة وخسي رجلً‪ ،‬وأن اللويي مطلقا ذكورا أو إناثا‪ ،‬وكذا إناث سائر السباط الحدى عشر مطلقا‪ ،‬وكذا ذكورهم‬
‫الذين ل يبلغوا عشرين سنة خارجون عن هذا العدد‪ ،‬ولو أخذنا عدد جيع بن إسرايل‪ ،‬وضممنا التروكي والتروكات كلهم بالعدودين‪ ،‬ل يكون الكل أقل من‬
‫ألفي ألف وخسمائة ألف‪ ،‬أعن مليوني ونصف مليون‪ ،‬وهذه المم السبعة إذا كانت أكثر منهم عددا وأشد منهم‪ ،‬فل بد أن يكون عدد هذه المم‪ ،‬أكثر من‬
‫عددهم‪ .‬وألف القسيس دقتركيث كتابا باللسان النكليزي‪ ،‬ف بيان صدق الخبارات عن الوادث الستقبلة الندرجة ف كتبهم القدسة‪ ،‬وترجه القسيس‬
‫مريك باللسان الفارسي وساه كشف الثار ف قصص أنبياء بن إسرائيل‪ .‬وهذه الترجة طبعت ف أدن برغ سنة ‪ 1846‬من اليلد وسنة ‪ 1262‬من الجرة‪.‬‬
‫ففي الصفحة ‪ 26‬من هذه الترجة‪( :‬علم من الكتب القدية أن البلد اليهودية كان فيها قبل خسمائة وخسي سنة من الجرة ثانية كرورات) أي ثانون مليونا‬
‫(من ذي حياة) انتهى‪ .‬فالغالب أن هذه البلد ف عهد موسى عليه السلم‪ ،‬كانت معمورة مثلها أو أزيد منها‪ ،‬فأمر اللّه بقتل ثاني مليونات أو أكثر منها من‬
‫ذي حياة‪.‬‬
‫‪ -6‬ف الية العشرين من الباب الثان والعشرين من سفر الروج هكذا‪( :‬من يذبح للوثان فليقتل)‪.‬‬
‫‪ -7‬من طالع الباب الثالث عشر من سفر الستثناء‪ ،‬علم أن الداعي إل عبادة غي اللّه‪ ،‬ولو كان نبيا صاحب معجزات‪ ،‬واجب القتل‪ ،‬وكذا الداعي إل عبادة‬
‫الوثان واجب الرجم‪ ،‬وإن كان من القارب أو من الصدقاء‪ .‬وإن عبدها أهل القرية‪ ،‬يقتل هؤلء كلهم ودوابم بد السلح وترق القرية ومتاعها وأموالا‬
‫بالنار وتعل تلً‪ ،‬ث ل تبن‪.‬‬
‫‪ -8‬ف الباب السابع عشر من سفر الستثناء هكذا‪( 2 :‬إذا وجد عندك جوأة أحد أبوابك الت يعطيك الرب إلك رجل أو امرأة‪ ،‬تعمل سيئة قدام الرب إلك‬
‫ويعدوا ميثاقه) ‪( 3‬ليذهبوا ويعبدوا آلة أخرى ويسجدوا لا ويسجدوا للشمس والقمر‪ ،‬ولكل أجناد السماء ما ل آمر به أنا) ‪( 4‬وأنت أخبت بذلك وسعت‬
‫ذلك‪ ،‬وفحصت عنه برص فوجدت أن ذلك حق‪ ،‬وأنا قد صنعت رجاسة فاخرج الرجل الذي فعل الفعل السيء أو المرأة إل أبواب قريتك وارجوه‬
‫بالجارة)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪105‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫‪ -9‬ف الباب الثالث من سفر الروج هكذا‪( 21 :‬وأعطى نعمة لذا الشعب قدام الصريي وإذا ما أردت الروج‪ ،‬فل ترجوا فارغي) ‪( 22‬بل تسأل المرأة‬
‫ِمنْ جارتا‪ ،‬ومِن الت هي ساكنة دارها‪ ،‬أوان فضة‪ ،‬وذهب‪ ،‬وثيابا وتضعونا على بنيكم‪ ،‬وبناتكم‪ ،‬وتسلبون مصر)‪ .‬ث ف الباب الادي عشر من السفر‬
‫الذكور قول اللّه لوسى عليه السلم هكذا‪( 1 :‬فتحدث ف مسمع الشعب أن يسأل الرجل صاحبه‪ ،‬والرأة من صاحبتها أوان فضة‪ ،‬وأوان ذهب) ‪( 3‬والرب‬
‫يعطي لشعبه نعمة قدام الصريي)‪ .‬ث ف الباب الثان عشر من السفر الذكور هكذا‪( 35 :‬وفعل بنو إسرائيل كما أمر موسى‪ ،‬واستعاروا من الصريي أوان‬
‫فضة‪ ،‬وذهب‪ ،‬وشيئَا كثيا من الكسوة) ‪( 36‬فأما الرب أوهب نعمة لشعبه أمام الصرين أن يعيوهم واستلبوا الصريي)‪ .‬فإذا كان عدد بن إسرائيل كما‬
‫علمت‪ ،‬واستعار رجالم ونساؤهم من الصريي‪ ،‬يكون ما استعاروه ما ًل غي مصور‪ ،‬كما وعد اللّه أولً بأنكم تسلبون مصر‪ ،‬ث أخب ثانيا واستلبوا الصريي‬
‫لكنه أجاز لم السلب بيلة الستعارة‪ ،‬الت هي ف الظاهر خديعة وغدر‪.‬‬
‫‪ -10‬ف الباب الثان والثلثي من سفر الروج ف حال عبادة العجل هكذا‪( 25 :‬فنظر موسى عليه السلم الشعب أنه قد صار عريانا إنا عراه هارون لعار‬
‫النجاسة‪ ،‬وجعله عريانا بي العداء) ‪( 26‬فوقف ف باب الحلة‪ ،‬وقال من كان من حزب الرب فليقبل إل فاجتمع إليه جيع بن لوى) ‪( 27‬وقال لم هذا ما‬
‫يقول الرب إله إسرائيل ليتقلد كل رجل منكم سيفه فجوزوا ف وسط الحلة من باب إل باب‪ ،‬وارتدوا وليقتل الرجل منكم أخاه‪ ،‬وصاحبه‪ ،‬وقريبه) ‪28‬‬
‫(فصنع بنو لوى كما أمرهم موسى عليه السلم فقتلوا ف ذلك اليوم من الشعب نو ثلثة وعشرين ألف رجل)‪ .‬فقتل موسى عليه السلم على عبادة العجل‬
‫ثلثة وعشرين ألفا‪ .‬واعلم أنه وقع ف الترجة العربية سنة ‪ ،1831‬وسنة ‪ ،1844‬وسنة ‪ 1848‬الت نقلت عنها هذه العبارة لفظ ثلثة وعشرين ألف رجل‪.‬‬
‫‪ -11‬ف الباب الامس والعشرين من سفر العدد‪ ،‬أن بن إسرائيل لا زنوا ببنات الوات‪ ،‬وسجدوا للتهن‪ ،‬أمر الرب بقتلهم‪ ،‬فقتل موسى أربعة وعشرين ألفا‬
‫منهم‪.‬‬
‫‪ -12‬من طالع الباب الادي والثلثي من سفر العدد‪ ،‬ظهر له أن موسى عليه السلم لا أرسل اثن عشر ألف رجل مع فنيحاس بن العازار لحاربة أهل مديان‪،‬‬
‫فحاربوا وانتصروا عليهم‪ ،‬وقتلوا كل ذكر منهم‪ ،‬وخسة ملوكهم وبلعام‪ ،‬وسبوا نسائهم‪ ،‬وأولدهم‪ ،‬ومواشيهم كلها‪ ،‬وأحرقوا القرى والدساكر والدائن بالنار‪،‬‬
‫فلما رجعوا غضب عليهم موسى عليه السلم‪ ،‬وقال‪ِ :‬لمَ استحييتم النساء‪ ،‬ث أمر بقتل كل طفل مذكر‪ ،‬وكل امرأة ثيبة‪ ،‬وإبقاء البكار‪ ،‬ففعلوا كما أمر‪،‬‬
‫وكانت الغنيمة من الغنم ستمائة وخسة وسبعي ألفا‪ ،‬ومن البقر اثني وسبعي ألفا‪ ،‬ومن المي أحدا وستي ألفا‪ ،‬ومن البكار اثنتي وثلثي ألفا‪ ،‬وكان لكل‬
‫ماهد ما نب من غي الدواب‪ ،‬والنسان‪ ،‬وما بي مقداره ف هذا الباب غي أن رؤساء اللوف والئي‪ ،‬أعطوا الذهب لوسى والعازار ستة عشر ألفا وسبعمائة‬
‫وخسي مثقالً‪ .‬وإذا كان عدد النساء البكار اثنتي وثلثي ألفا‪ ،‬فكم يكون مقدار القتولي من الذكور مطلقا‪ ،‬شيوخا كانوا أو شبانا أو صبيانا‪ ،‬ومن النساء‬
‫الثيبات‪.‬‬
‫‪ -13‬عمل يوشع عليه السلم بعد موت موسى عليه السلم على الحكام الندرجة ف التوراة‪ ،‬فقتل الليونات الكثية‪ ،‬ومن شاء فليطالع هذا ف كتابه من‬
‫الباب الول إل الباب الادي عشر‪ ،‬وقد صرح ف الباب الثان عشر من كتابه‪ ،‬أنه قتل إحدى وثلثي سلطانا من سلطي الكفار‪ ،‬وتسلط بنو إسرائيل على‬
‫ملكتهم‪.‬‬
‫‪ -14‬ف الباب الامس عشر من سفر القضاة ف حال ششون هكذا‪( :‬ووجد فكا أعن خد حار‪ ،‬فمد يده وأخذه‪ ،‬وقتل به ألف رجل)‪.‬‬
‫‪ - 15‬ف الباب السابع والعشرين من سفر صموئيل الول‪( 8 :‬وصعد داود ورجاله‪ ،‬وكانوا ينهبون أهل جاسور وجرز وعمالق‪ ،‬لن هؤلء كانوا سكان‬
‫الرض من الدهر من حد سورا حت حد مصر) ‪( 9‬وكان يرب داود كل الرض‪ ،‬ول يكن يبقى منهم رجلً‪ ،‬ول امرأة‪ ،‬ويأخذ الغنم‪ ،‬والبقر‪ ،‬والمي‪،‬‬
‫والمال‪ ،‬والمتعة‪ ،‬وكان يرجع ويأت إل أخيس)‪ .‬انظروا إل فعل داود عليه السلم أنه كان يرب الرض‪ ،‬وما كان يبقي رجلً‪ ،‬ول امرأة من أهل جاسور‪،‬‬
‫وجرز‪ ،‬وعمالق‪ ،‬وينهب دوابم وأمتعتهم‪.‬‬
‫ل واحدا‬‫‪ -16‬ف الباب الثامن من سفر صموئيل الثان‪( 2 :‬وضرب الوابيي ومسحهم بالبال وأضجعهم على الرض‪ ،‬ومسح حبلي للقتل وكمل حب ً‬
‫للستحياء‪ ،‬وكان الوابيون عبيدا لداود يؤدون إليه الراج) ‪( 3‬وضرب داود أيضا هدر عازار بن راحوب ملك صوبا) ال ‪( 5‬فأتت أرام دمشق ليعينوا هدر‬
‫عازار ملك صوبا‪ ،‬وضرب داود من أرام اثني وعشرين ألف رجل)‪ .‬فانظروا إل فعل داود عليه السلم بالوابيي‪ ،‬وهدر عازار‪ ،‬وجيشه وجيش أرام‪.‬‬
‫‪ -17‬الية الثامنة عشر من الباب العاشر من سفر صموئيل الثان هكذا‪( :‬وهرب السريانيون من بي يدي إسرائيل‪ ،‬وقتل داود من السريانيي سبعمائة مركب‪،‬‬
‫وأربعي ألف فارس‪ ،‬وسوباك رئيس اليش ضربه فمات ف ذلك الكان)‪.‬‬
‫‪ -18‬وف الباب الثان عشر من سفر صموئيل الثان هكذا‪( 29 :‬فجمع داود جيع الشعب‪ ،‬وسار إل راية فحارب أهلها‪ ،‬وفتحها) ‪( 30‬وأخذ تاج ملكهم‬
‫عن رأسه وكان وزنه قنطارا من الذهب‪ ،‬وكان فيه جواهر مرتفعة ووضعوه على داود‪ ،‬وغنيمة القرية أخرجها كثية جدا) ‪( 31‬والشعب الذي كانوا فيها‬
‫أخذهم ونشرهم بالناشي وداسهم بوارج حديد‪ ،‬وقطعهم بالسكاكي وأجازهم بقمي الجاجر‪ ،‬كذلك صنع بميع قرى بن عمون‪ ،‬ورجع داود وجيع‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪106‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫الشعب إل أورشليم)‪ .‬ونقلت هذه العبارة لفظا لفظا‪ ،‬عن الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ ،1831‬وسنة ‪ .1844‬فانظروا كيف قتل داود عليه السلم بن عمون‬
‫ل شنيعا‪ ،‬وأهلك جيع القرى بثل هذا العذاب العظيم الذي ل يتصور فوقه‪.‬‬ ‫قت ً‬
‫‪ -19‬ف الباب الثامن عشر من سفر اللوك الول‪ :‬أن إيليا عليه السلم ذبح أربعمائة وخسي رجلً من الذين يدعون أنم أنبياء بعل‪.‬‬
‫‪ -20‬لا فتح أربعة ملوك سادوم‪ ،‬وعامورة‪ ،‬ونبوا جيع أموال أهاليهما‪ ،‬وأسروا لوطا عليه السلم‪ ،‬ونبوا ماله أيضا‪ .‬ووصل هذا الب إل إبراهيم عليه‬
‫السلم‪ ،‬خرج إبراهيم عليه السلم ليخلص لوطا عليه السلم‪ .‬ففي بيان هذا الال ف الباب الرابع عشر من سفر التكوين هكذا‪( 14 :‬فلما سع إبرام أن لوطا‬
‫ابن أخيه سب فأحصى غلمانه أولد بيته ثلثمائة وثانية عشر‪ ،‬وانطلق ف أثرهم حت أتى دان) ‪( 15‬وفرق أرفاقه‪ ،‬ونزل عليهم ليلً‪ ،‬وضربم‪ ،‬وطردهم إل حوبا‬
‫الت هي من شال دمشق) ‪( 16‬واسترد القتن كله‪ ،‬ولوطا ابن أخيه وماله‪ ،‬والنسوة أيضا‪ ،‬والشعب) ‪( 17‬وخرج ملك سادوم للقائه بعد ما رجع من قتل‬
‫كدرلغمور‪ ،‬واللوك الذين معه ف وداي شوا الذي هو وادي اللك)‪.‬‬
‫‪ -21‬ف الباب الادي عشر من الرسالة العبانية هكذا‪( 32 :‬وماذا أقول أيضا لنه يعوزن الوقت أن أخبت عن جدعون‪ ،‬وباراق‪ ،‬وشسون ويفتاح‪ ،‬وداود‪،‬‬
‫وصموئيل‪ ،‬والنبياء) ‪( 33‬الذين باليان قهروا مالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود) ‪( 34‬أطفؤا قوة النار نوا من حد السيف تقووا من ضعف‬
‫صاروا أشداء ف الرب‪ ،‬هزموا جيوش غرباء)‪ .‬فظهر من كلم مقدسهم بولس‪ ،‬أن قهر هؤلء النبياء مالك‪ ،‬وإطفائهم النار وناتم من حد السيف‪ ،‬وهزمهم‬
‫جيوش الكفار‪ ،‬كان من جنس الب‪ ،‬ل من جنس الث‪ .‬وكان منشؤها قوة اليان‪ ،‬ونيل مواعد الرحن‪ ،‬ل قساوة القلب والظلم‪ .‬وإن كان أفعال بعضهم ف‬
‫صورة أشد أنواع الظلم‪ ،‬سيما ف قتل الصغار الذين ما كانوا متدنسي بدنس الذنوب‪ ،‬وقد عد داود عليه السلم جهاداته من السنات حيث قال ف الزبور‬
‫الثامن عشر‪( 20 :‬ويازين الرب مثل بري ومثل طهارة يدي يكافئن) ‪( 21‬لن حفظت طرق الرب‪ ،‬ول أكفر بإلي) ‪( 22‬لن جيع أحكامه قدامي‪ ،‬وعدله‬
‫ل أبعده عن) ‪( 23‬وأكون طهارة يدي قدام عينيه)‪ .‬وقد شهد اللّه أن جهاداته وسائر أفعاله السنة كانت مقبولة عند اللّه ف الية الثامنة من الباب الرابع عشر‬
‫من سفر اللوك‪ .‬الول قول اللّه هكذا‪( :‬داود عبدي الذي حفظ وصاياي‪ ،‬وتبعن من كل قلبه وعمل با حسن أمامي)‪ .‬فما قال صاحب ميزان الق وغيه من‬
‫علماء بروتستنت‪ ،‬أن جهادات داود عليه السلم كانت لجل سلطنته وملكته‪ ،‬فمنشؤه قلة الديانة‪ ،‬لن قتل النساء والطفال وكذا جيع أهل بعض البلد ما‬
‫كان ضروريا لجل هذا الصلحة‪ ،‬على أنا نقول أنا لو فرضنا أن هذا القتل كان لجل السلطنة‪ ،‬لكنه ل يلو إما أن يكون مرضيا للّه وحللً له‪ ،‬أو يكون‬
‫مبغوضا عند اللّه ومرما عليه‪ ،‬فإن كان الول ثبت مطلوبنا‪ ،‬وإن كان الثان لزم كذب قوله وقول مقدسهم‪ ،‬وكذب شهادة اللّه ف حقه‪ ،‬ولزوم أن يكون دماء‬
‫ألوف من العصومي‪ ،‬وغي واجب القتل ف ذمته‪ .‬ودم البيء الواحد يكفي للهلك‪ ،‬فكيف تصل له النجاة الخروية‪ .‬ف الباب الثالث من الرسالة الول‬
‫ليوحنا‪( :‬وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه)‪ .‬وف الباب الادي والعشرين من الشاهدات‪( :‬وأما البانون والكفار والرذولون والقتلة‬
‫والزناة والسحرة وعبدة الوثان‪ ،‬وكل الكذابي يكون نصيبهم ف البحية الوقدة بالنار والكبيت)‪ .‬هذا هو المر الثان والعياذ باللّه‪ ،‬وحذرا من التطويل‬
‫أكتفي على هذا القدر‪.‬‬
‫(المر الثالث) ل يشترط أن تكون الحكام العملية الوجودة ف الشريعة السابقة‪ ،‬باقية ف الشريعة اللحقة بعينيها‪ ،‬بل ل يشترط أن تكون هذه الحكام العملية‬
‫ف شريعة واحدة من أولا إل آخرها‪ ،‬بل يوز أن تتلف هذه الحكام بسب اختلف الصال والزمنة والكلفي‪ ،‬وقد عرفت هذه المور ف الباب الثالث با‬
‫ل مزيد عليه‪ ،‬فكان الهاد مشروعا ف الشريعة الوسوية على طريق هو أشنع أنواع الظلم عند منكري النبوة‪ ،‬ول تبق مشروعيته ف الشريعة العيسوية‪ ،‬وما كان‬
‫بنو إسرائيل مأمورين بالهاد قبل خروجهم عن مصر‪ ،‬وصاروا مأمورين به بعد خروجهم‪ ،‬وعيسى عليه السلم يقتل الدجال وعسكره بعد نزوله‪ .‬كما هو‬
‫مصرح به ف الباب الثان من الرسالة الثانية إل أهل تسالونيقي‪ ،‬والباب التاسع عشر من الشاهدات‪ .‬وكذا ل يشترط أن تكون معاملة تنبيه الكفار والعصاة على‬
‫طريقة واحدة كما علمت ف المر الول‪ ،‬فل يوز لن يعتقد النبوة والوحي أن يعترض ف مثل هذه المور على شريعته‪ ،‬فل يوز له أن يقول أن إهلك كل‬
‫ذي حياة غي أهل السفينة ف طوفان نوح عليه السلم‪ ،‬وإهلك أهل سادوم وعامورة ونواحيهما ف عهد لوط عليه السلم‪ ،‬وإهلك كل ولد أكب من أولد‬
‫النسان والبهيمة من أهل مصر‪ ،‬ليلة خروج بن إسرائيل عنها ف عهد موسى عليه السلم‪ ،‬كان ظلما سيما إهلك ألوف ف حادثة الطوفان‪ ،‬وإهلك ألوف ف‬
‫الادثتي الخيتي من أولد النسان الصغار‪ ،‬وأولد البهيمة الت هي ما كانت مدنسة بذنب من الذنوب‪ .‬وكذا ل يوز أن يقول أن قتل المم السبعة كلها‬
‫بيث ل تبقى منهم بقية ما سيما قتل أولدهم الصغار الذين ما كانوا اقترفوا ذنبا ظلم‪ ،‬أو أن يقول أن قتل الرجال وسب الذراري ونب الموال من غي المم‬
‫السبعة‪ ،‬أو أن قتل ذكور الديانيي كلهم حت الطفل الرضيع‪ ،‬وكذا قتل نسائهم الثيبات كلها وإبقاء البكار لجل أنفسهم‪ ،‬ونب الموال والدواب ظلم‪ ،‬أو‬
‫أن يقول أن جهادات داود عليه السلم‪ ،‬وجهادات سائر النبياء السرائيلية عليهم السلم‪ ،‬أو أن ذبح إيليا عليه السلم أربعمائة وخسي رجلً من أنبياء بعل‪ ،‬أو‬
‫أن قتل عيسى عليه السلم بعد نزوله الدجال وعسكره ظلم‪ ،‬ل يوز العقل أن يفعل اللّه أو يأمر أحدا بأمثال هذا الظلم‪ ،‬وكذا ل يوز أن يقول أن قتل الذابح‬
‫للوثان‪ ،‬وكذا قتل من يرغب إل عبادة غي اللّه‪ ،‬وكذا قتل أهل القرية كلها إذا ثبت منهم الترغيب‪ ،‬وكذا قتل موسى عليه السلم ثلثة وعشرين ألفا من عبدة‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪107‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫العجل‪ ،‬وكذا قتل موسى عليه السلم أربعة وعشرين ألفا من الذين زنوا ببنات مواب وسجدوا للتهن ظلم شنيع‪ ،‬وف هذه الحكام إجبار بأن يثبت النسان‬
‫على الشريعة الوسوية لجل خوف القتل والرجم‪ ،‬وظاهر أن اليان القلب ل يكن أن يصل بالجبار بل يستحيل أن يصل للنسان مبة اللّه أيضا بالجبار‪.‬‬
‫فأمثال هذه الحكام ل تكون من جانب اللّه‪ ،‬نعم من ل يكون معتقدا بالنبوة والشرائع‪ ،‬ويكون ملحدا وزنديقا وينكر أمثال هذه المور ل تستبعد منه‪ ،‬لكنا‬
‫ل كلم لنا معه ف هذا الكتاب‪ ،‬بل كلمنا فيه مع السيحيي عموما وعلماء بروتستنت خصوصا‪.‬‬
‫(المر الرابع) أن علماء بروتستنت يدعون كذبا أن دين السلم شاع بالسيف‪ ،‬وهذا الدعاء غي صحيح كما علمت ف المر السابع من مقدمة الكتاب‪،‬‬
‫وأفعالم غي أقوالم‪ ،‬فإنم وكذا أسلفهم من أهل التثليث إذا تسلطوا تسلطا تاما‪ ،‬اجتهدوا ف إماء الخالفي‪ ،‬وأنا أنقل بعض الالت من كتبهم ورسائلهم‬
‫فأنقل حالم بالنسبة إل اليهود من كتاب كشف الثار ف قصص أنبياء بن إسرائيل الذي عرفته ف بيان المر الثان فأقول‪:‬‬
‫قال صاحبه ف الصفحة ‪( :27‬القسطنطي العظم الذي كان قبل الجرة بثلثمائة سنة تقريبا أمر بقطع آذان اليهود وإجلئهم إل أقاليم متلفة‪ ،‬ث أمر ملك‬
‫اللوك الرومي ف القرن الامس من القرون السيحية‪ ،‬بإخراجهم من البلدة السكندرية الت كانت مأمنهم من مدة‪ ،‬وكانوا ييئون إليها من كل جانب‪،‬‬
‫فيستريون فيها‪ .‬وأمر بدم كنائسهم ومنع عبادتم‪ ،‬وعدم قبول شهادتم وعدم نفاذ الوصية أن أوصى أحد منهم لحد ف ماله‪ ،‬ولا ظهر منهم بغاوة ما لجل‬
‫هذه الحكام نب جيع أموالم وقتل كثيا منهم‪ ،‬وسفك الدماء بظلم ارتعد به جيع يهود هذا القليم‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪( :28‬أن يهود البلد انطيوح لا أسروا بعد ما صاروا مغلوبي‪ ،‬قطع أعضاء البعض‪ ،‬وقتل البعض‪ ،‬وأجلى الباقي منهم كلهم‪ ،‬وظلم ملك‬
‫اللوك ف جيع ملكته هؤلء الشاركي بأنواع الظلم‪ ،‬ث أجلهم من ملكته آخر المر‪ .‬وهيج ولة المالك الخرى على أن يعاملوا اليهود هذه العاملة‪ ،‬فكان‬
‫حالم أنم تملوا الظلم من آسيا إل أقصى حد أوربا‪ ،‬ث بعد مدة قليلة كلفوا ف ملكة اسبنيول لقبول شرط من الشروط الثلثة‪ :‬أن يقبلوا اللة السيحية فإن أبوا‬
‫عن قبولا يكونون مبوسي‪ ،‬وإن أبوا عن كليهما يلون من أوطانم‪ ،‬وصار مثل هذه العاملة معهم ف ديار فرانس‪ .‬فهؤلء الساكي كانوا ينتقلون من إقليم إل‬
‫إقليم ول يصل لم موضع القرار‪ ،‬ول يصل لم المن ف آسيا الكبي أيضا بل قتلوا ف كثي من الوقات كما قتلوا ف مالك الفرنج‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪( :29‬أن أهل ملة كتلك كانوا يظلمونم باعتقاد أنم كفار وعظماء هذه اللة عقدوا ملسا للمشورة‪ ،‬وأجروا عليهم عدة أحكام‪( :‬الول)‪:‬‬
‫من حى يهوديا على ضد مسيحي يكون ذا خطأ‪ ،‬ويرج عن اللة‪( .‬والثان)‪ :‬أنه ل يعطى يهودي منصبا ف دولة من الدول‪( .‬والثالث)‪ :‬لو كان مسيحي عبد‬
‫يهودي فهو حر‪( .‬والرابع)‪ :‬ل يأكل أحد مع اليهودي‪ ،‬ول يعامله‪( .‬والامس)‪ :‬أن ينع الولد منهم وترب ف اللة السيحية‪ ،‬وهكذا كان أحكام أخر)‪ .‬أقول‬
‫ل شك أن الكم الامس أشد أنواع الكراه‪ .‬ث قال‪( :‬كانت عادة أهل البلدة ثولوس من إقليم فرانس أنم كانوا يلطمون وجوه اليهود ف عيد الفصح‪ ،‬وكان‬
‫رسم البلدة بزيرس أن أهلها من أول يوم الحد من أيام العيد إل يوم العيد‪ ،‬كانوا يرمون اليهود بالجارة‪ ،‬وكان يكثر القتل أيضا ف هذا الرمي‪ ،‬وكان حاكم‬
‫البلدة السيحي الذهب يهيج أهلها على هذا الفعل‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪ 30‬و ‪( :31‬دبر سلطي فرانس ف حق اليهود أمرا‪ ،‬وهو أنم كانوا يتركون اليهود إل أن يصيوا متمولي بالكسب والتجارة‪ ،‬ث يسلبون‬
‫أموالم‪ ،‬وبلغ هذا الظلم لجل الطمع غايته‪ ،‬ث لا صار فلب أوك سطس سلطانا ف فرانس‪ ،‬أخذ أولً المس من ديون اليهود الت كانت على السيحيي‪ ،‬وأبرأ‬
‫من الباقي ذمة السيحيي‪ ،‬وما أعطى اليهود حبة‪ ،‬ث أجلى اليهود كلهم من ملكته‪ ،‬ث جلس على سرير السلطنة سنط لوئيس وهو يطلب اليهود مرتي ف ملكته‬
‫وأجلهم مرتي‪ ،‬ث أجلى جرلس السادس اليهود من ملكة فرانس‪ ،‬وقد ثبت من التواريخ‪ ،‬أن اليهود أجلوا من ملكة فرانس سبع مرات‪ ،‬وعدد اليهود الذين‬
‫أخرجوا من ملكة اسبنيول لو فرض ف جانب القلة‪ ،‬ل يكون أقل من ألف وسبعي ألف بيت‪ ،‬وف ملكة نسا قتل كثي منهم ونب كثي منهم ونا منهم قليل‬
‫وهم الذين تنصروا‪ ،‬ومات كثي منهم بأن سدوا أولً أبوابم‪ ،‬ث أهلكوا أنفسهم وأولدهم وأزواجهم وأموالم‪ ،‬إما بالغراق ف البحر أو بالحراق بالنار‪ ،‬وقتل‬
‫غي الحصورين منهم ف الهاد القدس‪ ،‬وكان النكليز اتفقوا على أن يظلموا اليهود‪ ،‬فلما حصل اليأس العظيم ليهود البلدة يرك بسبب الظلم‪ ،‬قتل بعضهم‬
‫بعضا فقتل ألف وخسمائة من الرجال والنساء والطفال‪ ،‬وصاروا أذلء ف هذه الملكة بيث إذا بغى المراء على السلطان قتلوا سبعمائة يهودي ونبوا‬
‫أموالم‪ ،‬لجل أن يظهروا شوكتهم على الناس‪ ،‬وسلب رجار دوجان وهنري الثالث من سلطي إنكلترة مرارا‪ ،‬أموال اليهود ظلما سيما هنري الثالث‪ ،‬فإنه‬
‫كانت عادته أنه كان ينهب اليهود بكل طريق على وجه الظلم‪ ،‬وعدم الرحم‪ ،‬وكان جعل أغنيائهم الكبار فقراء وظلمهم بيث رضوا على اللء‪ ،‬واستجازوا‬
‫أن يرجوا من ملكته‪ ،‬لكنه ما قبل هذا المر منهم أيضا‪ .‬ولا جلس ادورد الول على سرير السلطنة‪ ،‬ختم المر بأن نب أموالم كلها ث أجلهم من ملكته‪،‬‬
‫فأجلى أزيد من خسة عشر ألف يهودي ف غاية العسر)‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪( :32‬نقل مسافر اسه سوت أنه كان حال قوم برتكال قبل خسي عاما‪ ،‬أنم كانوا يأخذون اليهودي ويرقونه بالنار‪ ،‬ويتمع رجالم‬
‫ونساؤهم يوم إحراقه كاجتماع يوم العيد‪ ،‬وكانوا يفرحون وكانت النساء يصحن وقت إحراقه لجل الفرح)‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪( :33‬أن البابا الذي هو عظيم فرقة كاتلك قرر عدة قواني شديدة ف حق اليهود)‪ .‬انتهى كلم كشف الثار ف قصص أنبياء بن إسرائيل‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪108‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وقال صاحب سي التقدمي‪( :‬أن السلطان السادس من قسطنطي الول‪ ،‬أمر بشورة أمرائه ف سنة ‪ 379‬أن يتنصر كل من هو ف السلطنة الرومية ويقتل من ل‬
‫يتنصر) انتهى‪ .‬وأي إكراه أزيد من هذا‪.‬‬
‫ولطامس نيوتن تفسي على الخبار عن الوادث الستقبلة الندرجة ف الكتب القدسة‪ .‬وطبع هذا التفسي سنة ‪ 1803‬ف البلد لندن‪ .‬ففي الصفحة ‪ 65‬من‬
‫الجلد الثان ف بيان تسلط أهل التثليث على أورشليم هكذا‪( :‬فتحوا أورشليم ف الامس عشر من شهور توز الرومي سنة ‪ 1099‬بعد ما حاصروا خس‬
‫أسبوعات وقتلوا غي السيحيي‪ ،‬فقتلوا أزيد من سبعي ألفا من السلمي وجعوا اليهود وأحرقوهم ووجدوا ف الساجد غنائم عظيمة) انتهى‪.‬‬
‫وإذا عرفت حال ظلمهم ف حق اليهود خصوصا‪ ،‬وف حق رعية السلطنة عموما‪ ،‬وما فعلوا عند تسلطهم على أورشليم‪ ،‬فالن أذكر نبذا ما فعل كاتلك بالنسبة‬
‫إل غيهم من السيحيي‪ ،‬وأنقل هذه الالت عن كتاب الثلث عشرة رسالة الذي طبع ف بيوت سنة ‪ ،1849‬من اليلد باللسان العرب فأقول‪:‬‬
‫قال ف الصفحة ‪ 15‬و ‪( :16‬أما الكنيسة الرومانية فقد استعملت مرات كثية الضطهادات والطرد الزعج ضد البوتستانت‪ ،‬أي الشهود أو بالري الشهداء‪،‬‬
‫وذلك ف مالك أوربا‪ .‬ويظن أنا أحرقت ف النار أقل ما يكون مائتي وثلثي ألفا من الذين آمنوا بيسوع دون البابا‪ ،‬واتذوا الكتب القدسة وحدها هدى‬
‫وإرشادا ليانم وأعمالم‪ ،‬وقد قتلت أيضا منهم ألوف وربوات بد السيف والبوس والكلبتي‪ ،‬وهي آلة لتخليع الفاصل بالذب‪ ،‬وأفظع العذابات التنوعة‪.‬‬
‫ففي فرنسا قتل ف يوم واحد ثلثون ألف رجل وذلك ف اليوم اللقب بيوم ماريرثو لاوس‪ ،‬وعلى هذا السلوب أذيالا متضبة بدماء القديسي) انتهى كلمه‬
‫بلفظه‪.‬‬
‫وف الصفحة ‪ 338‬ف الرسالة الثانية عشر من الكتاب الذكور‪( :‬يوجد قانون وضع ف الجمع اللتم ف توليد وف سبانيا يقول أننا نضع قانونا‪ :‬أن كل من يقبل‬
‫إل هذه الملكة فيما بعد‪ ،‬ل تأذن له أن يصعد إل الكرسي إن ل يلف أولً أنه ل يترك أحدا غي كاثوليكي يعيش ف ملكته‪ ،‬وإن كان بعد ما أخذ الكم‬
‫يالف هذا العهد فليكن مروما‪ ،‬فدام الله السرمدي وليصر كالطب للنار البدية)‪ .‬مموع الجامع من كارتراوجه ‪( 404‬والجمع اللتران يقول أن جيع‬
‫اللوك والولة وأرباب السلطنة فليحلفوا أنم بكل جهدهم وقلوبم يستأصلون جيع رعاياهم الحكوم عليهم من رؤساء الكنيسة بأنم أراتقة‪ ،‬ول يتركون أحدا‬
‫منهم ف نواحيهم‪ ،‬وأن كانوا ل يفظون هذه اليمي فشعبهم ملول من الطاعة لم) رأس ‪( 3‬وهذا القانون قد ثبت أيضا ف ممع قسطنطيا) جلسة ‪( 45‬ومن‬
‫رسم البابا مرتينوس الامس) عن ضلل فيكل‪( .‬وف اليمي الت حلفت با الساقفة تت رياسة البابا بولينوس الثالث سنة ‪ 1551‬يوجد هذا الكلم‪ :‬أن‬
‫الراتقة وأهل النشقاق والعصاة على سيدنا البابا وخلفائه هؤلء بكل قوت أطردهم وأبيدهم)‪ .‬والجمع اللتران وممع قسطنطيا يقولون‪( :‬أن الذي يسك‬
‫الراتقة له إذن وسلطة أن يأخذ منهم كل ما لم ويستعمله لنفسه من غي مانع) ممع ل تران ‪ 4‬ملد ‪ 2‬فصل ‪ 1‬وجه ‪ 152‬وممع قسطنطيا جلسة ‪ 45‬ملد‬
‫‪( 7‬والبابا اينوشنيسوس الثالث يقول أن هذا القصاص على الراتقة نن نأمر به كل اللوك والكام ونلزمهم إياه تت القصاصات الكنائسية) رسم ‪ 7‬كتاب ‪.5‬‬
‫وف سنة ‪ 1724‬وضع اللك لويس الادي عشر ثانية عشر قانونا‪.‬‬
‫أولا‪ :‬أننا نأمر أن الديانة الكاتوليكية وحدها‪ ،‬مأذونة ف ملكتنا‪ ،‬وأما الذين يتمسكون بديانة أخرى فليذهبوا إل العتقال طول حياتم‪ ،‬والنساء فلتقطع‬
‫شعورهن ويبسن إل الوت‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬أننا نأمر أن جيع الواعظي الذي جعوا جاعات على غي العقائد الكاتوليكية‪ ،‬والذين علموا أو مارسوا عبادة مالفة لا يعاقبون بالوت‪ .‬وف ماطبة‬
‫الساقفة ف سبانيا للملك سنة ‪ 1765‬يقولون له أعط الرسوم كل قوتا‪ ،‬والديانة كل مدها‪ ،‬لكن تسبب هذه القالة منا تديد قواني سنة ‪ 1724‬الذكورة‪:‬‬
‫(وكان من جلة رسوم إنكلترا تت رياسة البابا أن كل من يقول أنه ل يوز أن يسجد لليفونات يبس ف السجن الشديد حت يلف أنه يسجد لا‪ ،‬والسقف‬
‫أو القاضي الكنايسي له سلطان أن يضر إليه‪ ،‬أو يبس كل من يقع عليه الشبهة أنه أراتيكي‪ ،‬والراتيكي العنيد فليحرق بالنار قدام الشعب‪ ،‬وجيع الكام‬
‫فليحلفوا أنم يعينون هذا القاضي على استئصال الراتقة الذين عندما تظهر أرتقتهم تسلب أموالم ويسلمون إليه‪ ،‬وتحى خطاياهم بلهيب النار)‪ .‬كوك فرائض‬
‫عدد ‪ 3‬وجه ‪ 40‬و ‪ 41‬وأيضا عدد ‪ 4‬وجه ‪( 15‬وبارونيوس يقول أن اللك كارلوس الامس‪ ،‬كان يظن برأيه الباطل‪ ،‬أنه يستأصل الراتقة ليس بالسيف بل‬
‫بالكلم‪ ،‬وف فهرس الكتاب القدس الطبوع ف رومية باللتين والعرب تت حرف الاء يوجد هذا التعليم‪ :‬أن الراتقة ينبغي لنا أن نلكهم ويورد الثبات على‬
‫ذلك أن اللك ياهو قتل الكهنة الكذبة وإيليا ذبح كهنة باعل‪ ،‬وغي ذلك‪ .‬فإذن هكذا ينبغي لولد الكنيسة أن يهلكوا الراتقة)‪.‬‬
‫ث ف الصفحة ‪ 347‬و ‪( :348‬الؤرخ منتوان التقدم ف رياسة الكرمليي مع غيه من الؤرخي‪ ،‬يبنا عن كاروز بالنيل معتب يقال له ثوما من رودن‪ ،‬أحرقه‬
‫البابا بالنار لنه كرز ضد فسادات الكنيسة الرومانية‪ ،‬والؤرخون يدعونه قديسا وشهيدا حقيقيا للمسيح)‪.‬‬
‫وف الصفحة ‪ 350‬إل ‪( :355‬ف سنة ‪ 1194‬أمر الديفونسو ملك اراغون ف إسبانيا بنفي الواضيي من بلده‪ ،‬لنم أراتقة‪ ..‬وف سنة ‪ 1206‬رغما عن‬
‫المي رايون وإل مدينة ثولوس‪ ،‬أرسل البابا قضاة بيت التفتيش إل تلك الدينة‪ ،‬لن المي الذكور كان قد أب أن ينفي هؤلء الواضيي‪ ،‬ث بعد قليل أرسل‬
‫ملك فرنسا بطلب البابا إل تلك الدينة ونواحيها عسكرا‪ ،‬عدده ثلثمائة ألف‪ ،‬فحاصر المي رايون ف مدينته لجل الحاماة عن نفسه‪ ،‬ولكي يدفع القوة‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪109‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫بالقوة‪ ،‬فانذبح ف ذلك القتال ألف ألف‪ ،‬وانكسر أهل رايون وأحاط بم كل صنف من الهانات والعذابات‪ ،‬وكان البابا ف حركة هذه الروب يقول لقومه‪:‬‬
‫إننا نعظمكم ونتم عليكم أن تتهدوا ف ملشاة هذه الرتقة البيثة أرتقة اللبجيي أي الواضيي وتطردوهم بيد قوية أشد ما يكون ضد الساراجي أي‬
‫السلمي‪ ..‬وف سنة ‪ 1400‬ف آخر شهر كانون الول‪ ،‬قام أهل البابا بغتة على الواضيي ف أوديابيت مونت بلد ملك سردينيا‪ ،‬فهربوا من وجوههم بل قتال‪،‬‬
‫ولكن قتل كثيون بالسيف وكثيون ماتوا بالثلج‪ ،‬ث أن البابا بعد ذلك بسبع وثاني سنة‪ ،‬كلف البتوس ارشيديا كونوس ف مدينة كريونا أن يارب الواضيي‬
‫ف النواحي القبلية من فرنسا‪ ،‬وف أوديابيت مونت‪ ،‬حيث بقي البعض منهم من الذين رجعوا بعد الرب ف سنة ‪ ،1400‬وهذا الرجل الذكور تقدم حالً ومعه‬
‫ثانية عشر ألف مارب‪ ،‬وأقام تلك الرب الت استمرت نو ثلثي سنة على السيحيي الذين قالوا‪ :‬نن ف كل وقت نكرم اللك ونؤدي الزية‪ ،‬ولكن أرضنا‬
‫وديانتنا الت ورثناها من اللّه ومن آبائنا ل نريد أن نتركها‪ ،‬وف كالبريا من بلد إيطاليا سنة ‪ 1560‬قتل ألوف ألوف‪ ،‬من البوتستنتيي‪ ،‬بعضهم قتل من‬
‫العسكر وبعضهم من مكمة بيت التفتيش‪ .‬قال أحد العلمي الرومانيي‪ :‬إنن أرتعد كلما أفتكر بذلك اللد والنجر الدموي بي أسنانه والنديل يقطر دما بيده‬
‫وهو متلطخ بيديه إل الكارع‪ ،‬يسحب واحدا بعد واحد من السجن‪ ،‬كما يفعل الزار بالغنم‪ ..‬وف سنة ‪ 1601‬نفى دوك السافوي خسمائة عيلة من‬
‫الواضيي‪ ..‬وأيضا سنة ‪ 1655‬وسنة ‪ 1676‬تددت الضطهادات عليهم ف أوديابيد مونت‪ ،‬لن اللك لويس الرابع عشر بإشارة من البابا تقدم إليهم بيشه‪،‬‬
‫وهم ف بيوتم بغاية الطمأنينة‪ ،‬فذبح العسكر خلقا كثيا منهم‪ ،‬ووضعوا ف البس أكثر من عشرة آلف‪ ،‬فمات كثي منهم من الزحام والوع‪ ،‬والذين سلموا‬
‫أخرجوهم لكي ينحوا من تلك البلد‪ ،‬وكان ذلك اليوم شديد البد والرض مغطاة بالثلج‪ .‬والليد‪ ،‬فكان كثي من المهات وأولدهن ف أحضانن موتى على‬
‫جانب الطريق من البد‪ ..‬وكارلوس الامس سنة ‪ ،1521‬أخرج أمرا ف طرد البوتستنتيي ف بلد فلمنك عن رأي البابا‪ ،‬وبسبب ذلك قتل خسمائة ألف‬
‫نفر‪ ..‬وبعد كارلوس تول ابنه فيلبس‪ ،‬ولا ذهب إل إسبانيا سنة ‪ ،1559‬استخلف المي ألفا على طرد البوتستنتيي‪ ،‬والذكور ف أشهر قليلة قتل على يد‬
‫اللد اللوكي الشرعي ثانية عشر ألفا‪ ،‬وبعد ذلك كان يفتخر بأنه قتل ف كل الملكة ستة وثلثي ألفا‪ ،‬والقتيل الذي يذكره العلم كي ف عيد ماربرثولاس‪،‬‬
‫كان ف ‪ 24‬آب سنة ‪ 1572‬ف وقت السلمة الكاملة وكان (اللك ملك فرنسا قد وعد بأخته لمي نافار وهو من علماء البوتستنتيي وأشرافهم‪ ،‬ث اجتمع‬
‫هو وأصدقاء أعيان كنيستهم ف باريس لجل استتمام الوعد بالزواج‪ ،‬ولا ضربت النواقيس لجل الصلة الصباحية‪ ،‬قاموا بغتة حسب اتفاقهم السابق على المي‬
‫وأصحابه‪ ،‬وعلى جيع البوتستنتيي ف باريس‪ ،‬فذبوا منهم للوقت عشرة آلف نفر‪ ،‬وهكذا جرى أيضا ف روين وليون وأكثر الدن ف تلك البلد‪ ،‬حت قال‬
‫البعض من الؤرخي أنه قتل نو ستي ألفا‪ ،‬واستمر هذا الضطهاد مدة ثلثي سنة‪ ،‬لن البوتستنتيي مسكوا سلحهم لكي يدفعوا القوة بالقوة‪ ،‬ومات ف هذا‬
‫الرب منهم تسعمائة ألف‪ ،‬ولا سع ف رومية فعل ملك فرنسا ف عيد ماربرثولاوس أطلقوا الدافع من البراج‪ ،‬وذهب البابا مع الكرديناليي ليتل مزمور‬
‫الشكر ف كنيسة ماربطرس‪ ،‬وكتب شكرا وتعظيما للملك على الي والميل الذي صنعه مع الكنيسة الرومانية بذا العمل‪ ،‬فلما جلس اللك هنري الرابع على‬
‫كرسي فرنسا قطع هذا الضطهاد سنة ‪ .1593‬ولكن يظن أنه قتل لجل عدم تسليمه بالغتصاب ف أمر الدين‪ .‬ث إنه ف سنة ‪ 1675‬تدد الضطهاد وبعد‬
‫ما قتل خلق كثي يقول الؤرخون أن خسي ألفا اضطروا أن يتركوا بلدهم لكي ينجوا من الوت) انتهى كلمه‪ ،‬ونقلت عبارة هذا الكتاب بألفاظها من الرسالة‬
‫الثانية عشر‪.‬‬
‫وإذا عرفت حال ظلم فرقة كاتلك‪ ،‬فاعلم أن حال ظلم فرقة بروتستنت قريب منه‪ ،‬وأنقل هذا الال عن كتاب مرآة الصدق الذي ترجه القسيس طامس‬
‫انكلس من علماء كاتلك‪ ،‬من اللسان النكليزي إل أردو‪ ،‬وطبع سنة ‪ 1851‬من اليلد‪ .‬ويوجد هذا الكتاب عند أهل هذه الفرقة ف الند كثيا‪ .‬ف الصفحة‬
‫‪ 41‬و ‪( :42‬سلب بروتستنت ف ابتداء أمرهم ستمائة وخسة وأربعي رباطا‪ ،‬وتسعي مدرسة‪ ،‬وألفي وثلثمائة وستة وسبعي كنيسة‪ ،‬ومائة وعشر مارستانات‬
‫من ملكها‪ ،‬فباعوا بثمن بس وقاسها المراء فيما بينهم‪ ،‬وأخرجوا ألوفا من الساكي الفلوكي عرياني من هذه المكنة)‪ .‬ث قال ف الصفحة ‪( :54‬امتد‬
‫طمعهم أنم ما تركوا الموات أيضا آذوا أجسادهم ف نوم العدم وسلبوا أكفانم)‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪ 48‬و ‪( :49‬وضاعت ف هذه الغنائم كتبخانات ذكرها جيء بيل متحسرا بذه اللفاظ‪ :‬إنم سلبوا كتبا واستعملوا أوراقها ف الشواء‪ ،‬وف‬
‫تطهي الشمعدانات والنعال‪ ،‬وباعوا بعض الكتب على العطارين وباعة الصابون‪ ،‬وباعوا كثيا منها ما وراء البحر على أيدي الجلدين‪ ،‬وما كانت هذه الكتب‬
‫مائة أو خسي‪ ،‬بل الراكب كانت ملوءة منها‪ ،‬وأضاعوها بيث تعجب القوام الجنبية‪ ،‬وإن أعلم تاجر اشترى كتبخانتي كل منهما بعشرين ربية‪ .‬وبعد هذه‬
‫الظال ما تركوا من خزائن الكنائس إل جدارا عريانة‪ ،‬ث ظنوا أنفسهم من أهل الوقار وملؤوا الكنائس من أناس من أهل ملتهم)‪ .‬ث قال ف الصفحة الثانية‬
‫والمسي إل الصفحة السادسة والمسي‪( :‬فلنلحظ الن أفعال الور الت فعلها بروتستنت ف حق فرقة كاتلك إل هذا الي‪ ،‬أنم قرروا أزيد من مائة قانون‬
‫كلها خلف العدل والرحة‪ ،‬لجل الظلم‪ ،‬ونن نذكر عدة من هذه القواني الورية‪:‬‬
‫[‪ ]1‬ل يرث كاتلك تركة أبويه‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ل يشتري واحد منهم أرضا بعد ما ياوز عمره ثان عشر سنة إل أن يصي بروتستنت‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 110‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫[‪ ]3‬ل يكون لم مكتب‪.‬‬


‫[‪ ]4‬ل يشتغل أحد منهم بالتعليم ومن خالف هذا الكم يبس دائما‪.‬‬
‫[‪ ]5‬من كان من هذه اللة يؤدي ضعف الراج‪.‬‬
‫[‪ ]6‬إن صلى أحد من قسوسهم فعليه أداء ثلثمائة وثلثي ربية من ماله‪ ،‬وإن صلى أحد منهم ول يكون قسيسا فعليه أداء ربية ويسجن سنة‪.‬‬
‫[‪ ]7‬إن أرسل أحد منهم ولده خارج إنكلترا للتعليم‪ ،‬يقتل هو وولده ويسلب أمواله ومواشيه كلها‪.‬‬
‫[‪ ]8‬ل يعطى لم منصب من الدولة‪.‬‬
‫[‪ ]9‬من ل يضر منهم يوم الحد أو العيد ف كنيسة بروتستنت‪ ،‬تؤخذ منه مائتا ربية ف كل شهر‪ ،‬ويكون خارجا عن الماعة‪ ،‬ول يعطى له منصب‪.‬‬
‫[‪ ]10‬من ذهب منهم بعيدا من لندن مسافة خسة أميال‪ ،‬يؤخذ منه ألف ربية مصادرة‪.‬‬
‫[‪ ]11‬ل يسمع استغاثة أحد منهم عند الكام بسب القانون‪.‬‬
‫[‪ ]12‬ما كان أحد منهم يسافر أزيد من خسة أميال‪ ،‬مافة أن ينهب ماله ومتاعه‪ ،‬وكذا ما كان أحد منهم يقدر على الستغاثة ف أمر عند الكام‪ ،‬مافة أن‬
‫يؤخذ منه ألف ربية مصادرة‪.‬‬
‫[‪ ]13‬ل تنفذ أنكحتهم ول تهيز موتاهم ول تكفي الوتى ول تعميد أولدهم‪ ،‬إل إذا كانت هذه المور على طريقة كنيسة إنكلترا‪.‬‬
‫[‪ ]14‬إن تزوجت إحدى نساء هذه اللة‪ ،‬تأخذ الدولة من جهازها ثلثي‪ ،‬ول ترث من تركة زوجها‪ ،‬ول يوصي زوجها لا من تركته بشيء‪ ،‬ونساؤهم كن‬
‫يبسن إل أن يعطي أزواجهن عشر ربيات ف كل شهر أو يعطوا ثلث أراضيهم إل الدولة‪.‬‬
‫[‪ ]15‬ث صدر الكم عاقبة المر إن ل يصر كلهم بروتستنت يسجنون ث يلون من أوطانم مدة حياتم‪ ،‬وإن أبوا عن الكم أو رجعوا من اللء بدون المر‬
‫كانوا ملزمي بإلزام عظيم‪.‬‬
‫[‪ ]16‬ل يضر القسيس عند قتلهم ول عند تهيزهم وتكفينهم‪.‬‬
‫[‪ ]17‬ل يكون السلح ف بيت أحد منهم‪.‬‬
‫[‪ ]18‬ل يركب أحد منهم على حصان يكون ثنه أزيد من خسي ربية‪.‬‬
‫[‪ ]19‬إن أدى قسيس منهم أمرا من الدمات التعلقة به يسجن دائما‪.‬‬
‫[‪ ]20‬القسيس الذي يكون مولده إنكلترا‪ ،‬ول يكون من ملة بروتستنت‪ ،‬إن أقام أزيد من ثلثة أيام ف إنكلترا يتصور أنه غدار ويقتل‪.‬‬
‫[‪ ]21‬من أنزل القسيس الذكور على مكانه يقتل‪.‬‬
‫[‪ ]22‬ل تقبل شهادة كاتلك ف العدالة‪ ..‬وقتل على هذه القواني الورية ف عهد اللكة اليصابت مائتان وأربعة أشخاص‪ .‬كان مائة وأربعة منهم قسيسي‬
‫والباقون من أهل الغن‪ ،‬وما كان ذنبهم غي أنم أقروا أنم من ملة كاتلك‪ ،‬ومات تسعون قسيسا وكبار آخرون ف السجن‪ ،‬وأجلى مائة وخسة أشخاص مدة‬
‫حياتم‪ ،‬وضرب كثيا منهم بالسياط وصودروا وحرموا من أموالم‪ ،‬حت هلك عشيتم‪ ،‬وقتلت ميي الشهورة ملكة أسكات‪ ،‬وكانت بنت الالة للملكة‬
‫اليصابت‪ ،‬لجل كونا من ملة كاتلك)‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة الادية والستي إل السادسة والستي‪( :‬حل كثي من رهبانم وعلمائهم بأمر اللكة اليصابت ف الراكب‪ ،‬ث أغرقوا ف البحر‪ .‬جاء عساكرها‬
‫إل إيرلند ليدخلوا أهل ملة كاتلك ف ملة بروتستنت‪ ،‬فأحرقوا كنائس كاتلك وقتلوا علماءهم‪ ،‬وكان يصطادونم كاصطياد الوحوش البية‪ ،‬وكانوا ل يؤمنون‬
‫أحدا وإن أمنوا أحد قتلوه أيضا بعد المان‪ ،‬وذبوا العسكر الذي كان ف حصن سروك وأحرقوا القرى والبلد‪ ،‬وأفسدوا البوب والواشي وأجلوا أهلها بل‬
‫امتياز النلة والعمر‪ .‬ث أرسل بارلنت سنة ‪ 1643‬وسنة ‪ 1644‬الباشوات ليسلبوا جيع أموال كاتلك وأراضيهم بل امتياز بينهم‪ ،‬وبقي أنواع الظلم إل زمن‬
‫اللك جيمس الول وحصل التخفيف ف الظلم ف عهده ث رحهم اللك سنة ‪ ،1778‬لكن البوتستنتيي سخطوا عليه وقدموا عرضحال إل السلطان من‬
‫جانب أربعة وأربعي ألفا من فرقة بروتستنت ف ثان حزيران سنة ‪ ،1780‬واستدعوا أن يبقى بارلنت القواني الورية ف حق ملة كاتلك كما كانت‪ .‬لكن‬
‫بارلنت ما التفتوا إليه فاجتمع مائة ألف من بروتستنت ف لندن وأحرقوا الكنائس وهدموا أمكنة كاتلك‪ .‬وكان الريق يرى من موضع واحد ف ستة وثلثي‬
‫مكانا‪ ،‬وكانت هذه الفتنة قائمة إل ستة أيام‪ ،‬ث أوجد اللك قانونا آخر سنة ‪ 1791‬وأعطى ملة كاتلك حقوقا هي حاصلة لم إل هذا الي‪.‬‬
‫ث قال ف الصفحة ‪ 73‬و ‪( :74‬ما سعتم حال جارتراسكول الذي هو ف ايرلند هذا المر مقق‪ ،‬أن بروتستنت يمعون ف كل سنة مقدار مائت ألف وخسي‬
‫ألف ربية‪ ،‬وكراء أكثر الكانات الكبية‪ ،‬ويشترون با أولد فرقة كاتلك الذين هم من الساكي الفلوكي‪ .‬ويرسلوا بم ف العربيات إل إقليم آخر بالفية‪ ،‬لئل‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 111‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫يرى آباؤهم وأمهاتم‪ ،‬ويقع كثيا أن هؤلء الشقياء إذا رجعوا إل أوطانم‪ ،‬تزوجوا بأخواتم أو إخوتم أو آبائهم أو أمهاتم للجهل وعدم المتياز) انتهى‬
‫كلمه‪.‬‬
‫والظلم الذي صدر عن بعض فرق بروتستنت بالنسبة إل بعض آخر‪ ،‬ل أنقله حذرا من التطويل‪ ،‬وأكتفي على هذا القدر‪ ،‬وأقول‪ :‬انظروا إل هؤلء الطاعني‬
‫على اللة الحمدية إنم كيف أشاعوا ملتهم بالور والظلم‪.‬‬
‫(المر الامس) أن حكم الهاد ف الشريعة الحمدية هكذا يدعى الكفار أولً بالوعظة السنة إل السلم‪ ،‬فإن قبلوه فبها ويكونون كأمثالنا‪ ،‬وإن ل يقبلوا فإن‬
‫كانوا من مشركي العرب فحكمهم القتل‪ ،‬كما كان هذا الكم ف الشريعة الوسوية ف حق المم السبعة والرتد والذابح للوثان والداعي إل عبادتا‪ ،‬وإن‬
‫كانوا من غيهم يدعون إل الصلح بقبول الزية والطاعة‪ ،‬فإن قبلوا صارت دماؤهم كدمائنا‪ ،‬وأموالم كأموالنا‪ ،‬وإن ل يقبلوا فيحاربون‪ ،‬مع مراعاة الشروط‬
‫الت هي مصرح با ف كتب الفقه‪ .‬كما كان مثله ف الشريعة الوسوية ف حق غي المم السبعة‪ .‬والرافات الن نقلها علماء بروتستنت ف بيان هذه السألة‬
‫بعضها مفتريات وبعضها هذيانات‪.‬‬
‫وأنقل كتاب خالد بن الوليد رضي اللّه عنه إل رئيس عسكر فارس وكتاب المان من عمر رضي اللّه عنه لنصارى الشام ليظهر الال على الناظر اللبيب‪.‬‬
‫أما الول فصورته هكذا‪( :‬بسم اللّه الرحن الرحيم من خالد ابن الوليد إل رستم ومهران ف مل فارس‪ .‬سلم على من اتبع الدى أما بعد‪ :‬فإنا ندعوكم إل‬
‫السلم فإن أبيتم فأعطوا الزية عن يد وأنتم صاغرون‪ ،‬فإن أبيتم فإن معي قوما يبون القتل ف سبيل اللّه‪ ،‬كما يب فارس المر‪ .‬والسلم على من اتبع‬
‫الدى)‪.‬‬
‫وأما الثان فصورته هكذا‪( :‬بسم اللّه الرحن الرحيم هذا ما أعطى عبد اللّه عمر أمي الؤمني أهل إيلياء من المان أمانا لنفسهم وكنائسهم وصلبانم سقيمها‬
‫وبرها وسائر ملتها‪ ،‬أنا ل تسكن كنائسهم ول تدم ول ينقص منها ول من صلبانم ول شيء من أموالم‪ ،‬ول يكرهون على دينهم‪ ،‬ول يضار أحد منهم ول‬
‫يسكن إيلياء أحد من اليهود‪ ،‬وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الزية كما يعطي أهل الدائن‪ ،‬وعليهم أن يرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فهو آمن على‬
‫نفسه وماله حت يبلغوا مأمنهم‪ ،‬ومن أقام منهم فهو آمن‪ ،‬وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الزية‪ ،‬ومن أحب من إيلياء أن يسي بنفسه وماله مع الروم ويلي‬
‫بيعتهم وصليبهم‪ ،‬فإنم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وعلى صليبهم حت يبلغوا مأمنهم‪ ،‬ومن كان فيها من أهل الرض‪ ،‬فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما‬
‫على أهل إيلياء من الزية‪ ،‬ومن شاء رجع إل أرضه وأنه ل يؤخذ منهم شيء حت يصد حصادهم‪ ،‬وعلى ما ف هذا الكتاب عهد اللّه وذمته وذمة رسوله صلى‬
‫اللّه عليه وسلم وذمة اللفاء وذمة الؤمني إذا أعطوا الذي عليهم من الزية‪ .‬شهد على ذلك من الصحابة رضي اللّه عنهم خالد بن الوليد رضي اللّه عنه وعمرو‬
‫بن العاص رضي اللّه عنه وعبد الرحن بن عوف رضي اللّه عنه ومعاوية بن أب سفيان رضي اللّه عنه) وكل الناس يعترفون أن أمي الؤمني عمر رضي اللّه عنه‬
‫كان شديدا ف السلم ف غاية الشدة‪ ،‬وكان جهاد الشام من أعظم جهاداته وكان جاء بنفسه الشريف عند ماصرة إيلياء‪ ،‬ولا تسلط على إيلياء وقبل‬
‫السيحيون الزية ما قتل أحدا ول أكره على اليان وأعطاهم شروطا حسنة‪ ،‬وقد اعترف به مؤرخوهم ومفسروهم أيضا‪ ،‬كما عرفت من كلم طامس نيوتن‬
‫ف الفصل الثالث من الباب الول‪ ،‬وقد عرفت ف المر الرابع من هذا البحث من كلم الفسر الذكور ما فعل السيحيون ف حق السلمي واليهود إذ تسلطوا‬
‫على إيلياء‪.‬‬
‫والفرق بي الشريعة الحمدية والوسوية ف مسألة الهاد أن الشريعة الحمدية أن يدعى الكافر فيها‪:‬‬
‫أولً‪ :‬بالوعظة السنة إل السلم بلف الشريعة الوسوية وظاهر أنه ل قبح ف هذه الدعوة‪ ،‬والمتناع بعد اليان عن القتل عي النصاف‪ ..‬ف الية الادية‬
‫عشر من الباب الثالث والثلثي من كتاب حزقيال‪( :‬يقول الرب الله لست أريد موت النافق بل أن يتوت النافق من طريقه)‪ .‬والية السابعة من الباب الامس‬
‫والمسي من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬فليترك النافق طريقه ورجل السوء أفكاره‪ ،‬وليجع إل الرب فيحه وإل آلنا لنه كثي الغفران)‪.‬‬
‫والثان‪ :‬أنه كان حكم قتل النساء والصبيان إذا كانوا من المم السبعة ف الشريعة الوسوية‪ ،‬بلف الشريعة الحمدية‪ ،‬فإن هؤلء ل يقتلون وإن كانوا من‬
‫مشركي العرب‪ ،‬كما كانوا ل يقتلون ف الشريعة الوسوية أيضا إذا كانوا من غي القوام السبعة‪.‬‬
‫ل فلنه قد ثبت بالبهان‬ ‫ل وعقلً‪ .‬أما نقلً فلما عرفته ف المور الذكورة وأما عق ً‬
‫فإذا تهدت هذه المور المسة أقول ل شناعة ف مسألة الهاد السلمي نق ً‬
‫الصحيح أن إصلح القوة النظرية مقدم على إصلح القوة العملية فإصلح العقائد مقدم على إصلح العمال‪ ،‬وهذه مقدمة مسلمة عند كافة اللبي‪ ،‬ولذلك ل‬
‫تفيد العمال الصالة بدون اليان عندهم‪ .‬ول يعاندنا السيحيون أيضا ف هذا الباب لن العمال الصالة بدون اليان بالسيح ل تنجي عندهم أيضا‪ .‬وأن‬
‫الواد الليم التواضع الكافر بعيسى عليه السلم أشر عندهم من البخيل الغضوب التكب الؤمن بعيسى عليه السلم‪ .‬وكذا قد ثبت بالتجربة الصحيحة أن‬
‫النسان قد تنبه على خطأه وقبحه بتنبيه الغي‪ ،‬وكذا قد ثبت بالتجربة الصحيحة أن النسان ل يطيع الق غالبا لجل وجاهة قومه وشوكتهم‪ ،‬ول يصغي إل‬
‫قول رجل من صنف آخر بل يأنف من ساع كلمه‪ ،‬سيما إذا كان هذا القول مالفا لطبائع صنفه وأصولم‪ ،‬ويكون ف قبوله لزوم الشقة ف أداء العبادات‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 112‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫البدنية والالية بلف ما إذا انكسرت وجاهة قومه وشوكتهم فل يأنف من الصغاء‪ ،‬وكذا قد ثبت بالتجربة أن العدو إذا رأى أن مالفه مائل إل الدعة‬
‫والسكون يطمع ف التسلط على ملكته‪ ،‬وهذا هو السبب الغلب ف زوال الدول القدية وبعد تسلطه تصل الضرة العظيمة للدين والديانة ولذلك أضطر‬
‫السيحيون كافة إل ما يالف إنيلهم التداول‪:‬‬
‫فقال أهل ملة كاتلك‪ :‬أن الكنيسة الرومانية لا سلطان حقيقي على كل مسيحي بواسطة العماد‪ ،‬لكون كل معتمد خاضعا للكنيسة الرومانية ومرؤوسا منها‬
‫وهي ملتزمة بقصاص العصاة بالعقوبات الكنائسية‪ ،‬وبأن تسلم الصرين على ضللم والضرين للجمهور‪ ،‬إل ذوي الولية ليعاقبوهم بالوت‪ ،‬وبالتال يكنها‬
‫إلزامهم بفظ اليان الكاتلكي والشرائع الكنائسية تت أي قصاص كان‪.‬‬
‫وقد نقل قولم هذا إسحاق برد كان من علماء بروتستنت‪ ،‬ف كتابه السمى بكتاب الثلث عشرة رسالة ف الرسالة الثانية عشر ف الصفحة ‪ 360‬من النسخة‬
‫الطبوعة سنة ‪ 1849‬ف بيوت‪.‬‬
‫وقال علماء بروتستنت من أهل إنكلترا سعادة اللك له الكم العلى ف ملكة إنكلترا هذه وف ولياته الخر‪ ،‬وله السلطنة الول على جيع متعلقات هذه‬
‫الملكة سواء كانت كنائسية أو مدنية ف كل حال‪ ،‬وما هي خاضعة بل ل يصح أن تضع لاكم أجنب‪ ،‬ويوز للمسيحيي أن يتقلدوا السلح بأمر الكام‬
‫ويباشروا الروب‪ .‬كما هو مصرح به ف العقيدة السابعة والثلثي من عقائد دينهم‪ ،‬فترك كل الفريقي ظاهر أقوال عيسى عليه السلم أعن (ل تقاوموا الشر‬
‫ل واحدا فاذهب معه اثني من‬ ‫بل من لطمك على خدك الين فحول له الخر‪ ،‬ومن أراد أن ياصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا‪ ،‬ومن سخرك مي ً‬
‫سألك فأعطه)‪ .‬فإن هذه القوال تالف ما مهدوه ولو عملوا على هذه القوال ل أقوال أزيد من هذا‪ ،‬إن سلطنة النكليز تزول من الند ف أيام معدودة‬
‫ويرجهم أهل الند بل كلفة‪.‬‬
‫ولذلك قال بعض الظرفاء الذكياء أطال اللّه حياته قادحا على هذه القوال إلزاما‪( :‬تكليف للنسان با ليس ف وسعه‪ ،‬ول يكن لدولة ما أن تعمل به‪ ،‬ول‬
‫يكن إلزام أحد به إل بعض الصيادين الذين ل رداء لم فيؤخذ منهم ول يعبؤون بإضاعة الوقت) انتهى كلمه‪.‬‬
‫ث قال‪( :‬وذلك كله غي مذكور ف مرقص ويوحنا مع أن النصارى كافة على إلقائهم العمل بذه الحكام ما زالوا يتجون با وبا يستدلون على أفضلية‬
‫مذهبهم‪ ،‬فكيف ساغ إذا لرقس ويوحنا أن يهمل ذلك ويتواطآ معا على قصة حل الحش‪ .‬فهل من دأب الؤرخي أن يذكروا السيس من المور ويسكتوا‬
‫عن الليل‪ ،‬ول سيما أنم هم الخاطبون به ويكن أن يقال أن من ذكره فإنا نظر إل تكليف غيه‪ ،‬ومن سكت عنه فإنا خشي تكليف نفسه) انتهى كلمه‬
‫بلفظه‪.‬‬
‫وقال بعض اللحدة‪ :‬إن هذه الحكام الت يفخر با السيحيون ل تلوا إما أن تكون مستحبة نظرا إل بعض الالت أو واجبة‪ .‬فإن كانت مستحبة فل بأس‬
‫با‪ .‬لكنها ل تتص باللة السيحية فإن هذا الستحباب نظرا إل بعض الالت يوجد ف غي ملتهم أيضا‪ ،‬وإن كانت واجبة فل شك أنا منابع الفاسد‬
‫والشرور وأسباب زوال الدول والراحة والطمئنان والسرور وإذ ثبت ما ذكرت فل شك ف استحسان الهاد عقلً إذا كان جامعا للشروط الذكورة ف‬
‫الشريعة الحمدية‪ .‬وتذكرت حكاية مناسبة للمقام‪:‬‬
‫جاء بعض القسيسي ف مكمة الفت من مكمات الدولة النكليزية ف الند فقال‪ :‬يا جناب الفت ل سؤال على السلمي أمهل الجيب إل سنة لداء جوابه‪.‬‬
‫فأشار الفت إل ناظر الحكمة وكان رجلً ظريفا فقال‪ :‬أي سؤال هذا قال القسيس‪ :‬إن نبيكم ادعى أنه مأمور بالهاد وما كان موسى مأمور به ول عيسى‪.‬‬
‫فقال الناظر‪[ :‬ص ‪ ]359‬أهذا هو السؤال الذي تهلنا إل سنة لنتفكر ف جوابه‪ .‬قال القسيس‪ :‬نعم‪ .‬قال الناظر‪ :‬ل نستمهلك‪ ،‬وأجيبك الن لسببي‪ :‬أما أولً‬
‫فلنا متعلقون بالدولة النكليزية ول فرصة لنا إل ف أيام التعطيل فمن يهلنا إل سنة‪ .‬وأما ثانيا فلن هذا السؤال ل يتاج ف جوابه إل تأمل‪ ..‬ماذا تقول ف‬
‫حق لج (يعن الاكم النكليزي الذي يكون بنلة القاضي ف الشرع) أيوز له بسب القواني النكليزية أن يقتل القاتل قصاصا إذا ثبت القتل عليه عنده‪ ،‬قال‬
‫القسيس‪ :‬ل‪ ،‬لنه ليس بأمور بذا‪ ،‬بل منصبه أن يرسل هذا القاتل إل شيشن جج (يعن الاكم الكبي منه)‪ .‬قال‪ :‬أيوز لذا الاكم الكبي بسب القواني أن‬
‫يقتله إذا ثبت القتل عنده‪ .‬قال القسيس‪ :‬ل‪ ،‬لنه ليس بأمور أيضا‪ ،‬بل منصبه أن يقق المر ثانيا ويب الاكم الذي هو أعلى منه حت يصدر حكم القتل عن‬
‫هذا العلى ث يكم هذا الكبي بقتله‪ .‬فقال الناظر‪ :‬أهؤلء الكام الثلثة ليسوا بتعلقي بالدولة الواحدة النكليزية‪ .‬قال القسيس‪ :‬بلى لكن اختلف القتدار‬
‫لجل مناصبهم‪ .‬فقال الناظر‪ :‬الن ظهر الواب من كلمك‪ ،‬فل بد أن تعلم أن موسى وعيسى عليهما السلم بنلة الاكمي الولي ونبينا بنلة الاكم الثالث‬
‫العلى‪ ،‬فكما ل يلزم من عدم اقتدار الاكمي الولي عدم اقتدار الثالث فكذا ل يلزم من عدم اقتدار موسى وعيسى عليه السلم عدم اقتدار ممد صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ .‬فسكت القسيس وخرج خائبا‪.‬‬
‫فمن نظر إل ما ذكرت بنظر النصاف‪ ،‬وتنب عن العناد والعتساف‪ ،‬علم يقينا أن التشدد ف مسألة الهاد‪ ،‬وقتل الرتد والرغب إل عبادة الوثان ف الشريعة‬
‫الوسوية‪ ،‬أشد وأكثر من التشدد الذي فيها ف الشريعة الحمدية‪ ،‬وأن طعن السيحيي خلف النصاف جدا‪ ،‬وأتعجب من حالم أنم ل ينظرون إل أن‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 113‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫أسلفهم كيف أشاعوا ملتهم بالظلم وكيف قرروا القواني الورية لخالفيهم‪ .‬ولا طال هذا البحث ل أتعرض لوساتم الندرجة ف رسائلهم‪ .‬وفيما ذكرت‬
‫كفاية لذفع هذه الوسات وباللّه التوفيق‪.‬‬

‫(الطعن الثان) من شروط النبوة ظهور العجزات على يد من يدعيها وما ظهرت معجزة على يد ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬كما يدل عليه ما وقع ف سورة‬
‫النعام‪{ :‬ما عندي ما تستعجلون به إن الكم إل للّه يقص الق‪ ،‬وهو خي الفاصلي}‪ .‬وكذا ما وقع ف تلك السورة‪{ :‬وأقسموا باللّه جهد أيانم لئن جاءتم‬
‫آية ليؤمنن با‪ ،‬قل إنا اليات عند اللّه‪ ،‬وما يشعركم أنا إذا جاءت ل يؤمنون)‪ .‬وكذا ما وقع ف سورة بن إسرائيل‪{ :‬وقالوا لن نؤمن لك حت تفجر لنا من‬
‫الرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نيل وعنب‪ ،‬فتفجر النار خللا تفجيا‪ ،‬أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا‪ ،‬أو تأت باللّه‪ ،‬واللئكة قبيلً‪ ،‬أو‬
‫يكون لك بيت من زخرف‪ ،‬أو ترقى ف السماء‪ ،‬ولن نؤمن لرقيك حت تنل علينا كتابا نقرؤه‪ ،‬قل سبحان رب هل كنت إل بشرا رسولً}‪ .‬وكذا بعض‬
‫اليات الخر‪.‬‬
‫(والواب) أن المور الثلثة الت ذكرها السائل تغليطات‪.‬‬
‫أما الول‪ :‬فلن صدور العجزة ليس من شروط النبوة على حكم هذا النيل التعارف‪ ،‬فعدم صدورها ل يدل على عدم النبوة‪ ..‬ف الية الادية والربعي من‬
‫الباب العاشر من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬فأتى إليه كثيون‪ ،‬وقالوا إن يوحنا ل يفعل آية واحدة)‪ ..‬وف الية السابعة والعشرين من الباب الادي والعشرين من‬
‫إنيل مت هكذا‪( :‬يوحنا عند الميع نب)‪ ..‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( 1835‬كلهم يسبون يي نبيا)‪ .‬وقد وقع ف الباب الادي عشر من إنيل مت‬
‫قول عيسى عليه السلم ف حقه‪( :‬إنه أفضل من نب)‪ .‬فهذا الفضل من النبياء ل تصدر عنه معجزة من العجزات على شهادة كثيين مع أن نبوته مسلمة عند‬
‫السيحيي‪.‬‬
‫وأما المر الثان‪ :‬فغلط بت كما عرفت ف الفصل الول‪.‬‬
‫والمر الثالث‪ :‬إما غلط منهم أو تغليط‪ .‬لن الراد با ف قوله تعال ما تستعجلون به الواقع ف الية الول‪ ،‬العذاب الذي استعجلوه بقولم‪{ :‬فأمطر علينا‬
‫حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم}‪ ،‬ومعن الية {ما عندي ما تستعجلون به} أي العذاب الذي تستعجلون به {إن الكم إل للّه} ف تعجيل العذاب‪،‬‬
‫وتأخيه {يقص الق} أي يقضي القضاء الق من تعجيل وتأخي‪{ ،‬وهو خي الفاصلي} أي القاضي‪ .‬فحاصل الية أن العذاب ينل عليكم ف الوقت الذي‬
‫أراد اللّه إنزاله‪ ،‬ول قدرة ل على تقدمه‪ ،‬أو تأخيه‪ .‬وقد نزل عليهم يوم بدر وما بعده فل تدل هذه الية على أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم ل تصدر عنه‬
‫معجزة‪.‬‬
‫وأما الية الثانية فمعناها {وأقسموا باللّه جهد أيانم} مصدر ف موضع الال {لئن جاءتم آية} من مقترحاتم {ليؤمنن با قل إنا اليات عند اللّه} هو قادر‬
‫عليها يظهر منها ما يشاء {وما يشعركم} استفهام إنكار {أنا} أي الية القترحة {إذا جاءت ل يؤمنون} أي ل تدرون أنم ل يؤمنون با‪ ،‬وهذا القول يدل‬
‫على أنه تعال إنا ل ينلا لعلمه بأنا إذا جاءت ل يؤمنون‪.‬‬
‫وأما الية الثالثة فمعناها {وقالوا لن نؤمن لك حت تفجر لنا من الرض} أي أرض مكة {ينبوعا} أي عينا غزيرة ل ينضب ماؤها {أو تكون لك جنة من نيل‬
‫وعنب‪ ،‬فتفجر النار خللا تفجيا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا} يعنون قوله تعال‪{ :‬إن نشأ نسف بم الرض أو نسقط عليهم كسفا من‬
‫السماء}‪{ ،‬أو تأت باللّه واللئكة قبيلً} أي شاهدا على صحة ما تدعيه ضامنا لدركه {أو يكون لك بيت من زخرف} أي من ذهب {أو ترقى ف السماء}‬
‫أي ف معارجها {ولن نؤمن لرقيك} وحده {حت تنل علينا كتابا} من السماء فيه تصديقك‪ .‬عن ابن عباس‪ :‬قال عبد اللّه بن أب أمية‪ :‬لن نؤمن لك حت‬
‫تتخذ إل السماء سلما‪ ،‬ث ترقى فيه وأنا أنظر حت تأتيها‪ ،‬ث تأت معك بصك منشور معه أربعة من اللئكة يشهدون لك أنك كما تقول {نقرؤه قل سبحان‬
‫رب} تعجبا من اقتراحاتم {هل كنت إل بشرا رسولً} كسائر الرسل‪ .‬وما كان مقصودهم بذه القتراحات إل العناد‪ ،‬واللجاج‪ ،‬ولو جاءتم كل آية لقالوا‬
‫هذا سحر‪ .‬كما قال اللّه عز وجل‪{ :‬ولو نزلنا عليك كتابا ف قرطاس}‪{ ،‬ولو فتحنا عليهم بابا من السماء}‪ ،‬وكذا حال بعض آيات أخر‪ ،‬يفهم منه ف الظاهر‬
‫نفي إظهار الية‪ ،‬لكن القصود به نفي العجزة القترحة‪ ،‬ول يلزم من هذا النفي‪ ،‬نفي العجزات مطلقا‪ ،‬ول يلزم على النبياء أن يظهروا معجزة كلما طلبها‬
‫النكرون‪ ،‬بل هم ل يظهرون إذا طلب النكرون عنادا أو امتحانا أو استهزاء‪ ،‬وأورد لذا المر شواهد من العهد الديد‪:‬‬
‫(الول) ف الباب الثامن من إنيل مرقس هكذا‪( 11 :‬فخرج الفريسيون وابتدؤوا ياورونه طالبي منه آية من السماء لكي يربوه) ‪( 12‬فتنهد بروحه وقال لاذا‬
‫يطلب هذا اليل آية الق‪ ،‬أقول لكم لن يعطى هذا اليل آية‪ ،‬فالفريسيون طلبوا معجزة من عيسى عليه السلم على سبيل المتحان‪ ،‬فما أظهر معجزة‪ ،‬ول‬
‫أحال ف ذلك الوقت إل معجزة صدرت عنه فيما قبل‪ ،‬ول وعد بإظهارها فيما بعد أيضا‪ ،‬بل قوله لن يعطى هذا اليل آية‪ ،‬يدل على أن العجزة ل تصدر عنه‬
‫فيما بعد هذا البتة‪ ،‬لن لفظ اليل يشمل الميع الذين كانوا ف زمانه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 114‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(الثان) ف الباب الثالث والعشرين من إنيل لوقا هكذا‪( 8 :‬وأما هيدوس فلما رأى يسوع فرح جدا لنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء‬
‫كثية‪ ،‬وترجى أن يرى آية تصنع منه) ‪( 9‬وسأله بكلم كثي فلم يبه بشيء) ‪( 10‬ووقف رؤوساء الكهنة‪ ،‬والكتبة يشتكون عليه باشتداده) ‪( 11‬فاحتقره‬
‫هيدوس مع عسكره واستهزأ به‪ ،‬وألبسه لباسا لمعا ورده إل بيلطس) فعيسى عليه السلم ما أظهر معجزة ف ذلك الوقت‪ ،‬وقد كان هيدوس يترجى أن‬
‫يرى منه آية‪ ،‬والغلب أنه لو رأى للزم اليهود على اشتكائهم ولا احتقر مع عسكره ولا استهزأ‪.‬‬
‫(الثالث) ف الباب الثان والعشرين من إنيل لوقا هكذا‪( 63 :‬والرجال الذين كانوا ضابطي يسوع كانوا يستهزؤون به وهم يلدونه) ‪( 64‬وغطوه‪ ،‬وكانوا‬
‫يضربون وجهه‪ ،‬ويسألونه قائلي تنبأ من هو الذي ضربك‪ ،‬وأشياء أخر كثية‪ ،‬كانوا يقولون عليه مدفي)‪ .‬ولا كان سؤالم استهزاء وتوهينا‪ ،‬ما أجابم عيسى‬
‫عليه السلم‪.‬‬
‫(الرابع) ف الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا‪( 39 :‬وكان الجتازون يدفون عليه‪ ،‬وهم يهزؤن رؤوسهم) ‪( 40‬قائلي يا ناقض اليكل وبانيه ف ثلثة‬
‫أيام‪ ،‬خلص نفسك إن كنت ابن اللّه فانزل الن عن الصليب) ‪( 41‬وكذلك رؤساء الكهنة أيضا وهم يستهزؤون مع الكتبة والشيوخ قالوا خلص آخرين وأما‬
‫نفسه فما يقدر أن يلصها إن كان هو ملك إسرائيل فلينل الن عن الصليب فنؤمن به) ‪( 43‬قد اتكل على اللّه فلينقذه الن إن أراده لنه قال أنا ابن اللّه) ‪44‬‬
‫(وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه ليعيانه) فما خلص نفسه عيسى عليه السلم ف هذا الوقت‪ ،‬وما نزل عن الصليب وإن عيه الجتازون‪ ،‬ورؤساء‬
‫الكهنة‪ ،‬والكتبة‪ ،‬والشيوخ‪ ،‬واللصان‪ .‬ورؤساء الكهنة‪ ،‬والكتبة‪ ،‬والشيوخ كانوا يقولون إنه إن نزل عن الصليب نؤمن به‪ ،‬فكان عليه لدفع العار‪ ،‬وللزام الجة‬
‫أن ينل مرة عن الصليب ث يصعد‪ ..‬ولكنهم لا كان مقصودهم العناد‪ ،‬والستهزاء‪ ،‬ما أجابم عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫(الامس) ف الباب الثان عشر من إنيل مت هكذا‪( 38 :‬حينئذ أجاب قوم من الكتبة‪ ،‬والفريسيي قائلي يا معلم نريد أن نرى منك آية) ‪( 39‬فأجاب وقال‬
‫لم‪ :‬جيل شرير وفاسق يطلب آية‪ ،‬ول تعطى له آية إل آية يونان النب) ‪( 40‬لنه كما كان يونان ف بطن الوت ثلثة أيام‪ ،‬وثلث ليال‪ ،‬هكذا يكون ابن‬
‫النسان ف قلب الرض ثلثة أيام‪ ،‬وثلث ليال) فطلب الكتبة والفريسيون معجزة‪ ،‬فما أظهرها عيسى عليه السلم ف هذا الوقت‪ ،‬وما أحالم إل معجزة‬
‫صدرت عنه فيما قبل هذا السؤال‪ ،‬بل سبهم وأطلق عليهم لفظ الفاسق والشرير‪ ،‬ووعد بالعجزة الت ل تصدر عنه‪ ،‬لن قوله كما كان يونان ف بطن الوت‬
‫ال‪ ،‬غلط بل شبهة كما علمت ف الفصل الثالث من الباب الول وإن قطعنا النظر عن كونه غلطا فمطلق قيامه ل ير الكتبة‪ ،‬والفريسيون بأعينهم‪ ،‬ولو قام‬
‫عيسى عليه السلم من الموات‪ ،‬كان عليه أن يظهر نفسه على هؤلء النكرين الطالبي آية ليصي حجة عليهم‪ ،‬ووفاء بالوعد‪ .‬وهو ما أظهر نفسه عليهم‪ ،‬ول‬
‫على اليهود الخرين‪ ،‬ولو مرة واحدة‪ ،‬ولذلك ل يعتقدون هذا القيام‪ ،‬بل هم يقولون من ذاك العهد إل هذا الي‪ ،‬أن تلميذه سرقوا جثته من القب ليلً‪.‬‬
‫(السادس) ف الباب الرابع من إنيل مت هكذا‪( :‬فتقدم إليه الجرب‪ ،‬وقال له إن كنت ابن اللّه فقل أن تصي هذه الجارة خبزا) ‪( 4‬فأجاب وقال مكتوب ليس‬
‫بالبز وحده يي النسان بل بكل كلمة ترج من فم اللّه) ‪( 5‬ث أخذه إبليس إل الدينة القدسة‪ ،‬وأوقفه على جناح اليكل) ‪( 6‬وقال له إن كنت ابن اللّه‬
‫فاطرح نفسك إل السفل لنه مكتوب أنه يوصي ملئكته بك فعلى أياديهم يملونك ل تصدم بجر رجلك) ‪( 7‬قال له يسوع مكتوب أيضا ل ترب الرب‬
‫إلك)‪ .‬فطلب إبليس على سبيل المتحان من عيسى عليه السلم معجزتي‪ ،‬فما أجاب بواحدة منهما‪ ،‬واعترف ف الرة الثانية أنه ل يليق بالربوب أن يرب‬
‫ربه‪ ،‬بل مقتضى العبودية مراعاة الدب وعدم التجربة‪.‬‬
‫(السابع) ف الباب السادس من إنيل يوحنا هكذا‪( 29 :‬أجاب يسوع وقال لم هذا هو عمل اللّه لن تؤمنوا بالذي هو أرسله) ‪( 30‬فقالوا له‪ :‬فأية آية تصنع‬
‫لنرى ونؤمن بك) ‪( 31‬ماذا تعمل آباؤنا أكلوا الن ف البية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا)‪ .‬فاليهود طلبوا معجزة فما أظهرها عيسى‬
‫عليه السلم‪ ،‬ول أحال إل معجزة فعلها قبل هذا السؤال‪ ،‬بل تكلم بكلم ممل‪ ،‬ل يفهمه أكثر السامعي بل ارتد كثي من تلميذه بسببه‪ .‬كما هو مصرح به‬
‫ف الية السادسة والستي من الباب الذكور وهي ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1860‬هكذا‪( :‬ومن هذا الوقت رجع كثيون من تلميذه إل الوراء‪ ،‬ول‬
‫يعودوا يشون معه)‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪( :1835‬ومن ث ارتد كثي من تلميذه على أعقابم ول ياشوه بعد ذلك أبدا)‪.‬‬
‫(الثامن) ف الباب الول من الرسالة إل أهل قورنيثوس هكذا‪( 22 :‬فإن اليهود يسألون معجزة واليونانيون يطلبون حكمة) ‪( 23‬ونن نكرز بالسيح الصلوب‬
‫وذلك معثرة لليهود وحاقة لليونانيي)‪ .‬فاليهود كما كانوا يطلبون العجزة من السيح عليه السلم كانوا يطلبونا من الواريي أيضا‪ ،‬وأقر مقدسهم بولس بأنم‬
‫يطلبون العجزة ونن نكرز بالسيح الصلوب‪ .‬فظهر من هذه العبارات النقولة أن عيسى عليه السلم والواريي ما أظهروا معجزة بي أيدي الطالبي ف‬
‫الوقات الت طلبوا العجزات فيها‪ ،‬ول أحالوا النكرين إل معجزة فعلوها قبل هذه الوقات‪ ،‬فلو استدل أحد باليات الذكورة على أن عيسى عليه السلم‬
‫والواريي‪ ،‬ما كان لم قدرة على إظهار أمر خارق للعادات‪ ،‬وإل لصدر عنهم ف الوقات الذكورة وأحالوا النكرين إل أمر خارق صدر عنهم قبل هذه‬
‫الوقات‪ .‬فلما ل يظهر منهم أحد المرين ثبت أنم ما كان لم قدرة على إظهاره‪ ،‬يكون هذا الستدلل عند القديسي ممولً على العتساف ويكون قوله‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 115‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫خلف النصاف‪ ،‬فكذا قول القسيسي عندنا بالتمسك ببعض اليات القرآنية الت عرفت حالا خلف النصاف وعي العتساف‪ ،‬كيف ل وأن العجزات‬
‫الحمدية مصرح با ف القرآن والحاديث الصحيحة‪ ،‬كما عرفت ف الفصل الول وجاء ذكرها إجالً أيضا ف مواضع متعددة من القرآن‪:‬‬
‫‪ -1‬ف سورة الصافات‪{ :‬وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إل سحر مبي)‪ ..‬ف الكشاف {وإذا رأوا آية} من آيات اللّه البينة كانشقاق القمر ونوه‬
‫{يستسخرون} يبالغون ف السخرية أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها‪ ..‬وف التفسي الكبي‪( :‬والرابع من المور الت حكاها اللّه تعال عنهم أنم‬
‫قالوا إن هذا إل سحر مبي‪ ،‬يعن أنم إذا رأوا آية ومعجزة سخروا منها‪ ،‬والسبب ف تلك السخرية اعتقادهم أنا من باب السحر‪ ،‬وقوله مبي‪ :‬معناه أن كونه‬
‫سحرا أمر بي ل شبهة لحد فيه) انتهى كلمه‪ ..‬وف البيضاوي‪{ :‬وإذا رأوا آية} تدل على صدق القائل {يستسخرون} يبالغون ف السخرية ويقولون إنه‬
‫سحر أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها {وقالوا إن هذا} يعنون ما يرونه {إل سحر مبي} ظاهر سحريته انتهى‪ ..‬وف الللي {وإذا رأوا آية}‬
‫كانشقاق القمر {يستسخرون} يستهزؤون با {وقالوا} فيها {إن} ما {هذا إل سحر مبي} بي‪ .‬انتهى‪ ،‬ومثله ف السين‪.‬‬
‫‪ -2‬وف سورة القمر‪{ :‬وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} وقد عرفتها ف الفصل الول‪.‬‬
‫‪ -3‬وف سورة آل عمران‪{ :‬كيف يهدي اللّه قوما كفروا بعد إيانم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات}‪ ..‬ف الكشاف ف تفسي قوله (البينات)‬
‫الشواهد من القرآن وسائر العجزات الت تثبت بثلها النبوّة‪ .‬انتهى كلمه‪ ،‬ولفظ البينات إذا كان موصوفه مقدرا فيستعمل ف القرآن غالبا بعن العجزات‪،‬‬
‫واستعماله ف غيها ف تلك الصورة قليل جدا فل يمل على العن القليل‪ ،‬بدون القرينة القوية ف سورة البقرة‪{ :‬وآتينا عيسى بن مري البينات}‪ ،‬وف سورة‬
‫النساء‪{ :‬ث اتذوا العجل من بعد ما جاءتم البينات}‪ ،‬وف سورة الائدة‪{ :‬إذ جئتهم بالبينات}‪ ،‬وف سورة العراف‪{ :‬ولقد جاءتم رسلهم بالبينات} وف‬
‫سورة يونس‪{ :‬وجاءتم رسلهم بالبينات}‪ ،‬ث ف تلك السورة‪{ :‬فجاؤوهم بالبينات}‪ ،‬وف سورة النحل‪{ :‬بالبينات والزبر}‪ ،‬وف سورة طه‪{ :‬لن نؤثرك على‬
‫ما جاءنا من البينات}‪ ،‬وف سورة الؤمن‪{ :‬وقد جاءكم بالبينات من ربكم}‪ ،‬وف سورة الديد‪{ :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات}‪ ،‬وف سورة التغابن‪{ :‬ذلك بأنه‬
‫كانت تأتيهم رسلهم بالبينات} وكذا ف غي هذه الواضع‪.‬‬
‫‪ -4‬ف سورة النعام‪{ :‬ومن أظلم من افترى على اللّه كذبا أو كذب بآياته إنه ل يفلح الظالون}‪ ..‬ف البيضاوي‪{ :‬ومن أظلم من افترى على اللّه كذبا}‬
‫كقولم اللئكة بنات اللّه وهؤلء شفعاؤنا عند اللّه {أو كذب بآياته} كأن كذبوا بالقرآن والعجزات وسوها سحرا‪ ،‬وإنا ذكر أو وهم جعوا بي المرين‬
‫ل منها وحده بالغ غاية الفراط ف الظلم على النفس انتهى‪.‬‬‫تنبيها على أن ك ً‬
‫‪ ..‬وف الكشاف جعوا بي أمرين متناقضي فكذبوا على اللّه وكذبوا با ثبت بالجة والبينة والبهان الصحيح‪ ،‬حيث قالوا لو شاء اللّه ما أشركنا ول آباؤنا‪،‬‬
‫وقالوا اللّه أمرنا با وقالوا اللئكة بنات اللّه وهؤلء شفعاؤنا عند اللّه‪ ،‬ونسبوا إليه تري البحائر والسوائب‪ ،‬وذهبوا فكذبوا بالقرآن والعجزات‪ ،‬وسوها سحرا‬
‫ول يؤمنوا بالرسول‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪ ..‬وف التفسي الكبي والنوع الثان من خسارتم تكذيبهم بآيات اللّه والراد منه قدحهم ف معجزات النب صلى اللّه عليه وسلم وطعنهم فيها‪ ،‬وإنكارهم كون‬
‫القرآن معجزة باهرة بينة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪ ..‬وف تلك السورة أيضا‪{ :‬وإذا جاءتم آية قالوا لن نؤمن حت نؤتى مثل مثل ما أوت رسل اللّه اللّه أعلم حيث يعل رسالته‪ ،‬سيصيب الذين أجرموا صغار‬
‫عند اللّه وعذاب شديد با كانوا يكرون}‪.‬‬
‫‪..‬وف التفسي الكبي ف تفسي قوله‪{ :‬وإذا جاءتم} أنم مت ظهرت لم معجزة باهرة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫والبابا الكزندر كان يعتقد أن ممدا صلى اللّه عليه وسلم صاحب اللام‪ ،‬وإن ل يكن ذلك اللام عنده واجب التسليم‪ ،‬وقع ف الجلد الامس من كتابه‬
‫السمى بدنيد هي هذه الفقرة (يا ممد إن المامة عند أذنك) ونقلت هذه الفقرة عن الجلد الطبوع سنة ‪ 1897‬وسنة ‪ 1806‬ف لندن‪ ،‬لكنها ف النسخة‬
‫الول ف الصفحة ‪ ،267‬وف النسخة الثانية ف الصفحة ‪ ،303‬ولعل البابا أسند إلام ممد صلى اللّه عليه وسلم إل المامة‪ ،‬لن اللام عند السيحيي يكون‬
‫بواسطة روح القدس‪ ،‬وقد نزل روح القدس على عيسى عليه السلم بعد ما فرغ من الصطباغ على صورة المامة‪ .‬كما هو مصرح به ف الباب الثالث من‬
‫إنيل مت‪ ،‬فظن أن إلام ممد صلى اللّه عليه وسلم يكون بواسطة المامة‪.‬‬
‫(الطعن الثالث) باعتبار النساء وهو على خسة أوجه‪:‬‬
‫(الول) أن السلمي ل يوز لم أزيد من أربع زوجات‪ ،‬وممد صلى اللّه عليه وسلم ل يكتف با بل أخذ تسعا لنفسه‪ ،‬وأظهر حكم اللّه ف حقه أن اللّه‬
‫أجازن لن أتزوج بأزيد من أربع‪.‬‬
‫(والثان) أن السلمي يب العدل عليهم بي نسائهم‪ ،‬وأظهر حكم اللّه ف حقه أن هذا العدل ليس بواجب عليه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 116‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(والثالث) أنه دخل بيت زيد بن حارثة رضي اللّه عنه‪ ،‬فلما رفع الستر وقع نظره على زينب بنت جحش زوجة زيد رضي اللّه عنهما‪ ،‬فوقعت ف نفسه وقال‬
‫سبحان اللّه‪ .‬فلما اطلع زيد على هذا المر طلقها فتزوج با‪ ،‬وأظهر أن اللّه أجازن للتزويج‪.‬‬
‫(والرابع) أنه خل بارية القبطية رضي اللّه عنها‪ ،‬ف بيت حفصة رضي اللّه عنها‪ .‬ف يوم نوبتها‪ ،‬فغضبت حفصة رضي اللّه عنها‪ ،‬فقال ممد صلى اللّه عليه‬
‫وسلم‪ :‬حرمت مارية على نفسي‪ ،‬ث ل يقدر أن يبقى على التحري‪ .‬فأظهر أن اللّه أجازه لبطال اليمي بأداء الكفارة‪.‬‬
‫(والامس) أنه يوز ف حق متبعيه‪ ،‬إن مات أحد منهم أن يتزوج الخر زوجته‪ ،‬بعد انقضاء عدتا‪ ،‬وأظهر حكم اللّه ف حقه أنه ل يوز لحد أن يتزوج زوجة‬
‫من زوجاته بعد ماته‪.‬‬
‫وهذه الوجوه المسة منتهى جهدهم ف الطعن باعتبار النساء‪ .‬وتوجد هذه الوجوه كلها أو بعضها ف أكثر رسائلهم مثل ميزان الق‪ ،‬وتقيق الدين الق‪،‬‬
‫ودافع البهتان‪ ،‬ودلئل إثبات رسالة السيح‪ ،‬ودلئل النبوة‪ ،‬ورد اللغو وغيها‪ .‬وأنا أمهد أمورا ثانية يظهر منها جواب هذه الوجوه كلها فأقول‪:‬‬
‫(المر الول) أن تزوج أكثر من امرأة واحدة كان جائزا ف الشرائع السابقة‪:‬‬
‫لن إبراهيم عليه السلم تزوج بسارة ث باجر ف حياة سارة‪ ،‬وهو كان خليل اللّه‪ ،‬وكان اللّه يوحي إليه ويرشده إل أمور الي‪ ،‬فلو ل يكن النكاح الثان‬
‫جائزا لا أبقاه عليه بل أمره بفسخه وحرمته‪.‬‬
‫ولن يعقوب عليه السلم تزوج بأربع نسوة‪ ،‬ليا وراحيل وبلها وزلفا‪ ،‬فالوليان منهما أختان ابتنا لبان خاله‪ ،‬والخريان جاريتان‪ .‬والمع بي الختي حرام‬
‫قطعي ف شريعة موسى عليه السلم‪ ،‬كما علمت ف الباب الثالث‪ .‬فلو كان التزوج بأكثر من امرأة واحدة حراما‪ ،‬لزم أن يكون أولده من تلك الزواج‪ ،‬أولد‬
‫حرام والعياذ باللّه‪ ،‬وكان اللّه يوحي إليه ويرشده إل أمور الي‪ ،‬فكيف يتصور أن يرشده ف أمور خسيسة‪ ،‬ول يرشده ف هذا المر العظيم‪ .‬فإبقاء اللّه يعقوب‬
‫عليه السلم على نكاح تلك الربعة سيما الختي دليل بي على جواز مثل هذا التزوج ف شريعته‪.‬‬
‫ولن جدعون بن يواش تزوج نساء كثية ف الباب الثامن من سفر القضاة هكذا‪( 30 :‬وكان له سبعون ابنا خرجوا من صلبه لن كانت له نساء كثية) ‪31‬‬
‫(وسريته الت كانت له ف شخيم ولدت له ابنا اسه ابيمالك)‪ .‬ونبوته ظاهرة من الباب السادس والسابع من السفر الذكور‪ ،‬ومن الباب الادي عشر من الرسالة‬
‫العبانية‪.‬‬
‫ولن داود عليه السلم تزوج نساء كثية‪ .‬تزوج أولً ميخال بنت شاوول‪ ،‬وكان بدل الهر مائة غلفة من غلف الفلسطانيي‪ ،‬وأعطاه داود عليه السلم مائت‬
‫غلفة من غلفهم‪ ،‬فأعطى شاوول داود عليه السلم ابنته ميخال‪ ..‬الية السابعة والعشرون من الباب الثامن عشر من سفر صموئيل الول هكذا‪( :‬فمضت أيام‬
‫قليلة وقام داود عليه السلم وانطلق هو ورجاله وقتل من الفلسطانيي مائت رجل وأتى داود عليه السلم بغلفهم إل اللك ودفعها للملك بالتمام ليكون له ختنا‬
‫فأعطى شاوول ميخال ابنته له امرأة)‪.‬‬
‫واللحدة يستهزؤون بذا البدل من الهر‪ ،‬ويقولون أكان شاوول يريد أن يسوي من هذه الغلف حيلً ويعيطه بنته ف الهاز‪ ،‬أم كان غرضه شيئا آخر‪ .‬لكن‬
‫أقطع النظر عن استهزائهم وأقول‪ :‬لا بغى داود عليه السلم على شاوول‪ ،‬أعطى شاوول ميخال فلطى بن ليس الذي هو من جليم‪ ،‬كما هو مصرح به ف آخر‬
‫الباب الامس والعشرين من السفر الذكور‪ .‬وتزوج داود عليه السلم بست نساء أخرى ‪ -‬احينعام الزراعايلية ‪ 1‬بيغال ‪ 2‬ومعهما ابنة تلمى ملك جاشور ‪3‬‬
‫وحجبت ‪ 4‬وابيطل ‪ 5‬وعجل ‪ - 6‬كما هو مصرح به ف الباب الثالث من سفر صموئيل الثان‪ .‬ومع كون هذه الست‪ ،‬ما زالت مبة ميخال عن قلبه‬
‫الشريف‪ ،‬وإن كانت ف فراش الغي فلذلك لا قتل شاوول‪ ،‬طلب داود من اسباسوت بن شاوول زوجته ميخال‪ ،‬وقال له‪ :‬رد على امرأت ميخال الت خطبتها‬
‫بائة غلفة من غلف أهل فلسطي‪ .‬فأخذها أسباسوت قهرا من فلطى بن ليس وأرسلها إل داود‪ ،‬فجاء هذا فلطى باكيا خلفها إل بوري ث رجع‪ .‬كما هو‬
‫مصرح به ف الباب الذكور‪ .‬فبعد ما وصلت ميخال إل داود عليه السلم مرة أخرى صارت له زوجة‪ ،‬وكمل عدد الزوجات السبع‪ ،‬ث أخذ داود نساء أخرى‪،‬‬
‫وسراري ل يصرح بعددها ف كتبهم القدسة‪ ..‬الية الثالثة عشر من الباب الامس من سفر صموئيل الثان هكذا‪( :‬وأخذ داود أيضا نساء وسراري من أورشليم‬
‫من بعد أن أتى من هارون وولد لداود أيضا بنون وبنات)‪.‬‬
‫‪ ..‬ث زن بامرأة أوريا وقتل زوجها باليلة‪ ،‬ث أخذها‪ .‬فعاتبه اللّه على هذا الزنا كما علمت ف أول هذا الفصل‪ .‬وداود عليه السلم‪ ،‬وإن كان خاطئا ف هذا‬
‫الزنا والتزويج بتلك المرأة‪ ،‬لكنه ل يكن عاصيا ف تزوج جم غفي من نساء أخرى‪ ،‬وإل لعاتبه اللّه على تزوجهن كما عاتبه على تزوج امرأة أوريا‪ ،‬فعاتبه اللّه‬
‫على تزوجها‪ .‬بل أظهر رضاه على هذا التزوج‪ ،‬ونسب إعطاءها إل نفسه وقال‪ :‬وإذا كانت هذه قليلة أزيد مثلهن ومثلهن‪ ،‬وقول اللّه تعال ف حق داود عليه‬
‫السلم على لسان ناثان النب عليه السلم‪ ..‬ف الية الثامنة من الباب الثان عشر من سفر صموئيل الثان‪ ،‬ف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1822‬وسنة ‪1831‬‬
‫وسنة ‪ 1844‬ف لندن على النسخة الطبوعة ف رومية العظمى سنة ‪ 1671‬هكذا‪( :‬ووهبت لك بيت مولك ونساء سيدك اضطجعت ف حضنك ووهبت لك‬
‫بيت إسرائيل ويهوذا وإذا كانت هذه قليلة فأزيدك مثلهن ومثلهن)‪ .‬فقوله وهبت على صيغة التكلم ف الوضعي‪ ،‬وقوله إذا كانت هذه قليلة فأزيدك مثلهن‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 117‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ومثلهن يدلن على ما قلت‪ .‬وف الترجة العربية الطبوعة سنة ‪ 1811‬الملة الخية هكذا‪( :‬فإذا كانت عندك قليلة كان ينبغي لك أن تقول فأزيد مثلهن‬
‫ومثلهن)‪.‬‬
‫‪ ..‬وتزوج ف آخر عمره شابة عذراء أخرى اسها أب شاغ الشونامية وكانت جيلة جدا‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب الول من سفر السلطي الول‪.‬‬
‫ولن سليمان عليه السلم‪ ،‬تزوج بألف امرأة‪ ،‬سبعمائة منهن حرات من بنات السلطي وثلثمائة جوار‪ .‬وارتد بإغوائهن ف آخر عمره وبن العابد للصنام‪،‬‬
‫كما هو مصرح به ف الباب الادي عشر من سفر اللوك الول‪.‬‬
‫ول يفهم من موضع من مواضع التوراة‪ ،‬حرمة التزوج بأزيد من امراة واحدة‪ ،‬ولو كان حراما لصرح موسى عليه السلم برمته‪ ،‬كما صرح بسائر الحرمات‬
‫وشدد ف إظهار تريها‪ ،‬بل يفهم جوازه من مواضع‪ .‬لنك قد علمت ف جواب الطعن الول أن البكار الت كانت من غنيمة الديانيي‪ ،‬كانت اثنتي وثلثي‬
‫ألفا وقسمت على بن إسرائيل‪ ،‬سواء كانوا ذوي زوجات أو ل يكونوا‪ ،‬ول يوجد فيه تصيص العزب‪.‬‬
‫وف الباب الادي والعشرين من سفر الستثناء هكذا‪( 10 :‬وإذا خرجت إل القتال مع أعدائك وأسلمهم الرب إلك ف يدك وسبيتهم) ‪( 11‬ورأيت ف جلة‬
‫السبيي امرأة حسنة وأحببتها‪ ،‬وأردت أن تتخذها لك امرأة) ‪( 12‬فأدخلها إل بيتك وهي تلق رأسها وتقص أظفارها) ‪( 13‬وتنع عنها الرداء الذي سبيت به‬
‫وتلس ف بيتك وتبكي على أبيها وأمها مدة شهر ث تدخل إليها وترقد معها ولتكن لك امرأة) ‪( 14‬فإن كانت بعد ذلك ل تواها نفسك فسرحها حرة ول‬
‫تستطيع أن تبيعها بثمن ول تقهرها أنك قد ذليتها) ‪( 15‬وإن كان لرجل امرأتان الواحدة مبوبة والخرى مبغوضة ويكون لما منه بنون وكان ابن البغوضة‬
‫بكرا) ‪( 16‬وأراد أن يقسم رزقه بي أولده فل يستطيع يعمل ابن الحبوبة بكرا ويقدمه على ابن البغوضة) ‪( 17‬ولكنه يعرف ابن البغوضة أنه هو البكر‬
‫ويعيطه من كل ما كان له الضعف من أجل أنه هو أول بنيه ولذا تب البكورية)‪ .‬فقوله ورأيت ف جلة السبيي ال‪ .‬ل تتص بخاطب ل تكون له زوجة بل‬
‫أعم‪ ،‬سواء كانت له زوجة أو ل تكن‪ ،‬ول يوجد فيه التصريح أيضا بأن هذا الكم يتص بسبية واحدة فقط‪ ،‬بل الظاهر أنه إذا رأى الخاطب أزيد من‬
‫واحدة‪ ،‬وأراد أن يتخذها نساء كان له جائزا‪ ،‬فجاز لكل إسرائيلي أخذ نساء كثية‪ .‬ودللة قوله وإن كان لرجل امرأتان الواحدة مبوبة والخرى مبغوضة ال‪.‬‬
‫على ما ادعينا ظاهرة غي متاجة إل البيان‪ .‬فثبت أن كثرة الزواج ما كانت مرمة ف شريعة موسى‪ ،‬فلذلك أخذ جدعون وداود وغيها من صالي المة‬
‫الوسوية نساء‪.‬‬
‫(المر الثان) الصحيح ف قصة زينب رضي اللّه عنها‪ ،‬أنا بنت عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وكانت عند موله زيد بن حارثة رضي اللّه عنه ث طلقها‬
‫زيد ولا انقضت عدتا تزوج با رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬
‫وأنا أنقل بعض آيات سورة الحزاب التعلقة بذه القصة مع عبارة التفسي الكبي وهي هكذا‪{ :‬وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه} وهو زيد‪ ،‬أنعم اللّه عليه‬
‫بالسلم {وأنعمت عليه} بالتحرير والعتاق {أمسك عليك زوجك} همّ زيد بطلق زينب فقال له النب صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أمسك‪ ،‬أي ل تطلقها {واتق‬
‫اللّه} قيل ف الطلق وقيل ف الشكوى من زينب فإن زيد قال فيها إنا تتكب علي بسبب النسب وعدم الكفاءة {وتفي ف نفسك ما اللّه مبديه} من أنك تريد‬
‫التزوج بزينب {وتشى الناس} من أن يقولوا أخذ زوجة الغي أو البن {واللّه أحق أن تشاه}‪ .‬ليس إشارة إل أن النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬خشي الناس ول‬
‫يش اللّه‪ ،‬بل العن اللّه أحق أن تشاه وحده ول تش أحدا معه‪ ،‬وأنت تشاه وتشى الناس أيضا‪ ،‬فاجعل الشية له وحده كما قال تعال‪{ :‬الذين يبلغون‬
‫رسالت اللّه ويشونه ول يشون أحدا إل اللّه} ث قال تعال‪{ :‬فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} أي لا طلقها زيد وانقضت عدتا‪ ،‬وذلك لن الزوجة‬
‫ما دامت ف نكاح الزوج فهي تدفع حاجته‪ ،‬وهو متاج إليها فلم يقض منها الوطر بالكلية ول يستغن‪ ،‬وكذلك إذا كانت ف العدة‪ ،‬له با تعلق لمكان شغل‬
‫الرحم‪ ،‬فلم يقض منها بعد وطره‪ ،‬وأما إذا طلق وانقضت عدتا استغن عنها‪ ،‬ول يبق له معها تعلق فيقضي منها الوطر‪ .‬وهذا موافق لا ف الشرع لن التزوج‬
‫بزوجة الغي أو بعتدته ل يوز‪ ،‬فلهذا قال‪ :‬فلما قضى‪ .‬وكذلك قوله‪{ :‬لكي ل يكون على الؤمني حرج ف أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا} أي إذا‬
‫طلقوهن وانقضت عدتن‪ ،‬وفيه إشارة إل أن التزويج من النب صلى اللّه عليه وسلم ل يكن لقضاء شهوة النب عليه السلم بل لبيان الشريعة بفعله‪ ،‬فإن الشرع‬
‫يستفاد من فعل النب صلى اللّه عليه وسلم {وكان أمر اللّه مفعولً} أي مقضيا ما قضاه كائن‪ .‬ث بي أن تزوجه عليه السلم با‪ ،‬مع أنه كان مبينا لشرع‬
‫مشتمل على فائدة‪ ،‬كان خاليا عن الفاسد‪ ،‬انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫فظهر أن زينب رضي اللّه عنها‪ ،‬كانت تتكب على زيد بسبب النسب وعدم الكفاءة‪ ،‬وهذا المر كان سبب عدم الحبة بينهما‪ ،‬فأراد زيد رضي اللّه عنه أن‬
‫يطلقها‪ ،‬فمنعه النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لكنه طلقها آخر المر‪ .‬فلما انقضت عدتا تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لبيان الشريعة ل لجل قضاء‬
‫الشهوة‪ .‬وكان قبل نزول الكم مفيا لذا المر لجل عادة العرب‪ ،‬ول بأس فيه كما ستعرف ف المر الثالث إن شاء اللّه تعال‪ .‬والرواية الت وقعت ف‬
‫البيضاوي‪ ،‬ضعيفة عند مققي أهل الديث‪ .‬كما صرح به الحقق الحدث الشيخ عبد الق الدهلوي ف بعض تصنيفاته وف شرح الواقف‪( :‬وما يقال أنه أحبها‬
‫حي رآها فما يب صيانة النب صلى اللّه عليه وسلم عن مثله) انتهى‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 118‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫(المر الثالث) أن المور الشرعية‪ ،‬ل يب أن تكون متحدة ف جيع الشرائع‪ ،‬أو مطابقة لعادات القوام وآرائهم‪ .‬أما الول فقد عرفت با ل مزيد عليه ف‬
‫الباب الثالث‪ ،‬وقد عرفت فيه أن سارة زوجة إبراهيم عليه السلم كانت أختا علنية له‪ ،‬وأن يعقوب عليه السلم جع بي الختي‪ ،‬وأن عمران أبا موسى عليه‬
‫السلم تزوج بعمته‪ ،‬وهذه الزوجات الثلث مرمة ف الشريعة الوسوية والعيسوية والحمدية‪ ،‬وبنلة الزنا سيما نكاح الخت العلنية والعمة‪ ،‬وهذه الزوجات‬
‫أقبح القبائح عند علماء مشركي الند‪ ،‬فهم يشنعون تشنيعا بليغا ويستهزؤون بؤلء التزوجي غاية الستهزاء‪ ،‬وينسبون أولدهم إل أشد أنواع الزنا‪.‬‬
‫وف الباب الامس من إنيل لوقا هكذا‪( 29 :‬والذين كانوا متكئي معه كانوا جعا كثيا من عشارين وآخرين) ‪( 30‬فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلميذه‬
‫قائلي لاذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاة) ‪( 33‬وقالوا لاذا يصوم تلميذ يوحنا كثيا ويقدمون طلبات وكذلك تلميذ الفريسيي أيضا وأما تلميذك‬
‫فيأكلون ويشربون فالكتبة والفريسيون الذين من أعظم فرق اليهود وأشرفها كانوا يشنعون على تلميذ عيسى عليه السلم بأنم يأكلون ويشربون مع الطاة‬
‫والعشارين وأنم ل يصومون)‪.‬‬
‫وف الباب الامس عشر من إنيل لوقا هكذا‪( 1 :‬وكان جيع العشارين والطاة يدنون منه ليسمعوه) ‪( 2‬فتذمر الفريسيون‪ ،‬والكتبة قائلي هذا يقبل الطاة‬
‫ويأكل معهم) فالفريسيون كانوا يشنعون على عيسى عليه السلم أنه يأكل مع الطاة ويقبلهم‪.‬‬
‫وف الباب الادي عشر من كتاب العمال‪( 2 :‬ولا صعد بطرس إل أورشليم خاصمه الذين من أهل التان) ‪( 3‬قائلي إنك دخلت إل رجال ذوي غلفة‬
‫وأكلت معهم)‪.‬‬
‫وف الباب السادس من إنيل مرقس هكذا‪( 1 :‬واجتمع إليه الفريسيون وقوم من الكتبة قادمي من أورشليم) ‪( 2‬ولا رأوا بعضا من تلميذه يأكلون خبزا بأيد‬
‫دنسة أي غي مغسولة لموا) ‪( 3‬لن الفريسيي وكل اليهود إن ل يغسلوا أيديهم باعتناء ل يأكلون متمسكي بتقليد الشيوخ) ‪( 4‬ومن السوق إن ل يغتسلوا ل‬
‫يأكلون‪ ،‬وأشياء أخر كثية تسلموها للتمسك با من غسل كؤوس وأباريق‪ ،‬وآنية ناس‪ ،‬وأسرة) ‪( 5‬ث سأله الفريسيون‪ ،‬والكتبة لاذا ل يسلك تلميذك حسب‬
‫تقاليد الشيوخ بل يأكلون خبزا بأيد غي مغسولة)‪.‬‬
‫وف ملة براهة الند‪ ،‬وغيهم من أقوام مشركي الند تشددات عظيمة‪ ،‬وعندهم لو أكل أحد منهم مع السلم أو اليهودي والنصران خرج عن ملته‪ ،‬ونكاح‬
‫زوجة التبن بعد الطلق‪ ،‬كان قبيحا عند مشركي العرب‪ .‬ولا كان زيد بن حارثة رضي اللّه عنه متبن ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬كان ممد صلى اللّه عليه‬
‫وسلم أيضا ياف أولً من طعن عوام الشركي ف نكاح زينب رضي اللّه عنها‪ ،‬فلما أمره اللّه تزوج با لبيان الشريعة‪ ،‬ول يبال بعادة الشركي‪.‬‬
‫(المر الرابع) أن الطاعني من علماء بروتستنت‪ ،‬ل يستحيون ول ينظرون إل بضاعات كتبهم القدسة من الختلفات‪ ،‬والغلط‪ ،‬والحكام الت عرفت نبذا‬
‫منها ف الباب الول‪ ،‬والفصل الثان والثالث من الباب الامس‪ .‬ومن ذنوب النبياء وعشائرهم وأصحابم الت قد عرفتها ف ابتداء هذا الفصل‪ .‬وأريد أن ل‬
‫أترك هذا الوضع أيضا خاليا عن ذكر بعض المور الندرجة ف التوراة‪ ،‬وإن حصل للناظر إطلع على أمور كثية فيما سبق‪:‬‬
‫‪ - 1‬ف الباب الثلثي من سفر التكوين هكذا‪( 37 :‬فأخذ يعقوب عصيا خضرة من حور‪ ،‬ولوز‪ ،‬ومن دلب‪ ،‬وكشف من بياضها والضرة ظاهرة فيها‬
‫فظهرت العصي القشرة بلقاء‪ ،‬وبيضاء) ‪( 38‬ووتد العصى ف مساقي الاء لكي إذا جاءت الغنم لتشرب تتوحم الغنم على العصى‪ ،‬وف نظرها إليها تمل) ‪39‬‬
‫(وصار أنه ف حية التوحم‪ ،‬النعاج تتبصر بالعصى‪ ،‬وتنتج منقطة ومتمرة متلفة اللون) ‪( 40‬وعزل يعقوب القطيع‪ ،‬ووضع القضبان ف الساقي أمام الكباش‬
‫فكانت البيض‪ ،‬والسود كلها للبان‪ ،‬والباقي ليعقوب‪ ،‬والقطعان مفترقة بعضها عن بعض) ‪( 41‬فكان ف كل عام ما حل من الغنم أولً جعل يعقوب القضبان‬
‫قدام الغنم ف الساقي ليتوحم الغنم على العصى) ‪( 42‬وما حل منها أخيا ل يعلها فصار آخر نتاج الغنم للبان‪ ،‬وأوله ليعقوب) ‪( 43‬فاستغن الرجل جدا‬
‫جدا‪ ،‬وصارت له مواشي كثية‪ ،‬وإماء‪ ،‬وعبيد‪ ،‬وإبل‪ ،‬وحي)‪.‬‬
‫وهذا عجيب أيضا‪ ،‬فإن الولد بسب جرى العادة‪ ،‬غالبا تكون على شبه ألوان أصولم‪ ،‬وأما كونم على شبه ما يرونه من العصى وغيها‪ ،‬فل يتوهه أحد من‬
‫العقلء أصلً‪ ،‬وإل يلزم أن يكون الولد التولدة ف الربيع خضرا كلهم‪.‬‬
‫‪ -2‬ف الباب الثالث عشر من سفر الحبار هكذا‪( 46 :‬وإن كان ف رداء أو ف ثوب ضربة البص من الصوف كان الثوب أو من الكتان) ‪( 47‬ف السدا أو‬
‫ف اللحمة أو ف جلدة أو ف عمل أدي) ‪( 48‬فإن كانت الضربة بيضاء أو حراء ف الرداء أو ف اللد ف السداء أو ف اللحمة‪ ،‬أو ف كل جلود الدي فإنا ضربة‬
‫برص فليوه) ‪( 49‬فينظر الب إل الضربة ويجز الب عليها سبعة أيام) ‪( 50‬وينظر إليها ف اليوم السابع فإن رآها قد مشت ف الرداء أو ف السدا أو اللحمة أو‬
‫ف أدي أو ف كل أدم يصنع الصنعة فإنا ضربة برص مر وهو نس) ‪( 51‬فليحرق الب الرداء أو السدا أو لفافة الصوفة أو الكتان أو كل أدي من جلد يكون‬
‫فيه ضربة من أجل أنه برص فيحرقونه بالنار) ‪( 52‬وإن رأى الب أن الضربة ل تفش ف الثوب أو ف السدا أو ف اللحمة أو ف كل أدي من جلود) ‪( 53‬فليأمر‬
‫الب فليغسل ما فيه الضربة‪ ،‬ويجز عليه الب سبعة أيام أخر) ‪( 54‬وينظر الب إل الضربة من بعد ما غسلوها فإن ل تكن تغي لونا‪ ،‬والضربة ل تتغي فإنه‬
‫خبيث أحرقوه بالنار فإنا ضربة ف جدته أو ف بله) ‪( 55‬وإن رأى الب أنا قد استوت من بعد ما غسلت فليأمر الب فليلقط من الرداء أو من اللد أو من‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪ 119‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫السدا أو من اللحمة) ‪( 56‬فإن رأى أيضا ف الرداء أو ف السدا أو ف اللحمة أو ف كل جلود الدم جيع ما يستعمل من اللود‪ ،‬فألقوه ف النار فإن الضربة قد‬
‫كثرت فيه) ‪( 57‬وكل رداء أو سدا أو لمة أو أدي يذهب منه إذا غسل‪ ،‬فيغسل مرتي فيطهر) ‪( 58‬هذه سنة البص ف رداء الصوف أو الكتان أو السدا أو‬
‫اللحمة أو كل جلود الدم يطهره أو ينجسه)‪.‬‬
‫فانظروا إل هذه الحكام فإنا ثرات الوهام‪ ،‬أيليق إحراق اللود والثياب بأمثال هذه الوساوس‪.‬‬
‫‪ -3‬ف الباب الرابع عشر من سفر الحبار هكذا‪( 34 :‬إذا دخلتم أرض كنعان الت أعطيكم مياثا إن كان ضربة برص ف بيت) ‪( 35‬يب رب البيت الكاهن‬
‫ويقول له إن ظهر ف بيت ضربة كأنا برص) ‪( 36‬يأمرهم الكاهن فيفرغون البيت قبل أن يدخل البيت لينظر إليه لئل يتنجس كل ما ف البيت ث يدخل الكاهن‬
‫لينظر ضربة البيت) ‪( 37‬فإن كان ضربة ف حيطان البيت قشورا صفراء أو حراء ومنظرها أغمق من الائط) ‪( 38‬فليخرج الكاهن خارجا من البيت‪ ،‬وليقم‬
‫بابه‪ ،‬ويجز على ذلك البيت سبعة أيام) ‪( 39‬ث يرجع ف اليوم السابع فينظر‪ ،‬فإن رأى الضربة قد فشت ف حيطان البيت) ‪( 40‬فليأمر الكاهن بالجارة الت‬
‫فيها الضربة فتنقض‪ ،‬وتلقى خارجا من القرية ف موضع نس) ‪( 41‬ويقشر ذلك البيت من داخل باستدارته‪ ،‬ويلقي التراب الذي قشر خارجا من القرية ف‬
‫موضع نس) ‪( 42‬تدخل حجارة أخرى ف مكان تلك الجارة‪ ،‬ويأخذون ترابا غي ذلك ويطلون به ويطي) ‪( 43‬فإن فشت الضربة‪ ،‬وكثرت ف البيت من‬
‫بعد ما قشر البيت وطي) ‪( 44‬فيدخل الكاهن وينظر إن كانت الضربة قد فشت ف البيت‪ ،‬فليعلم أن ف البيت برصا مرا وهو نس) ‪( 45‬ولساعته يهدمونه‪،‬‬
‫ويلقون حجارته‪ ،‬وخشبه‪ ،‬وطينه بأسرها خارجة من القرية ف موضع نس) ‪( 46‬ومن دخل ذلك البيت وهو مجوز عليه يكون نسا إل الليل) ‪( 47‬ومن‬
‫رقد فيه أو أكل فيه شيئا فليغسل كسوته) ‪( 48‬وإن دخل الكاهن‪ ،‬ورأى البص ل يفش ف البيت بعد ما طي ثانيا فليطهره الكاهن من أجل أنه قد برئ من‬
‫ضربته)‪.‬‬
‫فهذه الحكام أيضا من ثرات الوهام‪ ،‬أتدم البيوت بثل هذه الوهام‪ ،‬الت هي أوهن من نسج العنكبوت‪ ،‬أيعتقد عقلء أوربا أن يكون الثوب‪ ،‬أو اللد‪ ،‬أو‬
‫البيت‪ ،‬أبرص قابلً للحراق أو الدم‪.‬‬
‫‪ -4‬ف الباب الامس عشر من سفر الحبار هكذا‪( 12 :‬وأي إناء من فخار مسه من يقطر زرعه فليكسر‪ ،‬وإن كان إناء من خشب أو ناس فليغسل بالاء)‬
‫‪( 16‬وأيا رجل جنب أو خرجت منه جنابة يغسل جسده كله بالاء‪ ،‬ويكون نسا إل الليل) ‪( 23‬ومن مس ثوبا جلست عليه امرأة‪ ،‬وهي طامث يغسل ثيابه‪،‬‬
‫ويستحم بالاء‪ ،‬ويكون نسا إل الليل) ‪( 24‬وإن اضطجع معها رجل فأصابه من حيضتها فإنه يكون جنبا سبعة أيام‪ ،‬وكل مضطجع يضطجع فإنه يكون‬
‫نسا)‪.‬‬
‫ففي الكم الول بالنسبة إل إناء الفخار إضاعة الال‪ ،‬وظاهر أنه ل يسري شيء بجرد الس فيه وإن توهم سريان شيء فيه‪َ ،‬فلِ َم َلمْ يكتف فيه بغسله بالاء‪،‬‬
‫كما اكتفى ف إناء الشب‪ ،‬والنحاس‪ .‬وف الكم الثان ما معن كونه نسا إل الليل بعد ما غسل السد كله بالاء‪ .‬وف الكم الثالث أيضا نظر لن الظاهر أنه‬
‫ل يسري شيء بجرد مس الثوب‪ ،‬الذي جلست عليه الائض ف جسد الاس‪ ،‬وإن توهم سريان شيء‪ ،‬كان غسل العضو الذي به مس الثوب كافيا‪ ،‬وإن توهم‬
‫سريان شيء بجرد الس ف سائر جسده‪ ،‬فما معن كونه نسا إل الليل‪ ،‬بعد ما غسل الثياب‪ ،‬والسد كلها‪ ،‬والعجب أن الرجل إذا جامع‪ ،‬أو احتلم‪ ،‬وصار‬
‫جنبا‪ ،‬ل يب عليه غسل الثياب بل يكفي غسل السد‪ .‬وههنا بجرد مس الثوب يلزم غسل الثياب أيضا‪ .‬والكم الرابع أعجب من الثلثة فإن الرجل بجرد‬
‫إصابة شيء من اليض ب صار حكمه حكم الائض‪ ،‬فكما هي تكون نسة إل سبعة أيام يكون هو أيضا نسا إل سبعة أيام‪ ،‬وف أحكام الائض والستحاضة‬
‫أيضا‪ ،‬تشددات عجيبة مذكورة ف هذا الباب‪ .‬وبالنظر إل هذه الحكام ند النصارى كلهم أنس الناس لنم ل يراعونا مطلقا‪.‬‬
‫‪ -5‬ف الباب السادس عشر من سفر الحبار هكذا‪( 7 :‬ث يأخذ الديي ويقيمهما أمام الرب مذبوحي ف باب قبة الزمان) ‪( 8‬ويقترع عليهما قرعتي قرعة‬
‫واحدة للرب وقرعة أخرى لعزرائيل) ‪( 9‬ويقرب هارون الدي الذي أصابته قرعة الرب ويصيه قربانا بدل الطيئة) ‪( 10‬والدي الذي وقعت قرعة عزرائيل‬
‫يقوم حيا أمام الرب ليستغفر عليه ويسرحه لعزرائيل إل القفر)‪.‬‬
‫وهذا الكم عجيب أيضا‪ ،‬وما معن القربان لعزرائيل وتسريه إل القفر‪ ،‬ول ريب إنه لقربان لغي اللّه‪ ،‬ورأيت مشركي الند أنم يتركون الثيان على أساء‬
‫آلتهم‪ ،‬لكنهم يتركونا ف السواق ل ف القفر حت توت جوعا وعطشا‪.‬‬
‫‪ -6‬ف الباب الامس والعشرين من سفر الستثناء هكذا‪( 5 :‬إذا سكن أخوة جيعا فمات أحدهم وليس له ولد فل تتزوج امرأة اليت برجل غريب‪ ،‬ولكن‬
‫يأخذها أخوه ويقيم زرع أخيه) ‪( 6‬والولد البكر الذي يكون منها فليسمه باسم أخيه لئل يبطل اسه من إسرائيل) ‪( 7‬فإن ل يرض أن يأخذ امرأة أخيه الت تق‬
‫له بالسنة فتذهب الرأة إل باب القرية إل الشيخة وتقول لم أن أخا زوجي ل يريد أن يقيم اسم أخيه ف إسرائيل ول يريد أن يأخذن له زوجة) ‪( 8‬ولوقتهم‬
‫يطلبونه ويسألونه فإن أجاب وقال ل أريد أن أتزوجها) ‪( 9‬فتدنو الرأة منه قدام الشايخ وتلع الف من رجله وتبصق ف وجهه وتقول هكذا يفعل بكل رجل‬
‫ل يعمر بيت أخيه) ‪( 10‬ويدعي اسه ف إسرائيل بيت ملوع اللف)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪120‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وهذا الكم عجيب أيضا‪ ،‬لن امرأة اليت‪ ،‬قد تكون عوراء‪ ،‬أو عمياء‪ ،‬أو عرجاء‪ ،‬أو شوهاء قبيحة الصورة‪ ،‬أو غي عفيفة‪ ،‬أو معيبة بعيب آخر‪ ،‬فكيف يرضى‬
‫با الرجل‪ ،‬وهذه القامة لزرع أخيه أيضا عجيبة‪ ،‬وأعجب منها أن علماء بروتستنت تركوا هذا الكم العظيم الشأن وقالوا‪( :‬ل يل للرجل أن يتزوج زوجة‬
‫أخيه)‪ .‬كما هو مصرح به ف جدول القرابة والنسب‪ ،‬من كتاب الصلة العامة‪ ،‬وغيها من رسوم الكنيسة وطقوسها‪ ،‬على موجب استعمال الكنيسة النكليزية‬
‫والرلندية الطبوع سنة ‪ 1840‬ف قالته‪ ،‬مع أن بيان الحرمات‪ ،‬ل يوجد ف النيل‪ ،‬وما أخذوها إل من التوراة‪.‬‬
‫(المر الامس) أن التقشف‪ ،‬إذا كان جل هته العتساف‪ ،‬يعترض بأمثال اعتراضاتم على السيح عليه السلم والواريي‪.‬‬
‫ف الباب السابع من إنيل لوقا هكذا‪( 33 :‬جاء يوحنا العمدان ل يأكل خبزا ول يشرب خرا فتقولون به شيطان) ‪( 34‬وجاء ابن النسان يأكل ويشرب‬
‫فتقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خر مب للعشارين والطاة) ‪( 36‬وسأله واحد من الفريسيي أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ) ‪( 37‬وإذا امراة‬
‫ف الدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ ف بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب) ‪( 38‬ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع‬
‫ل لو كان هذا نبيا لعلم َمنْ هذه‬‫وكانت تسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب) ‪( 39‬فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم ف نفسه قائ ً‬
‫المرأة الت تلمسه وما هي إنا خاطئة) ‪( 44‬ث التفت إل الرأة وقال لسمعان انتظر هذه الرأة أن دخلت بيتك وماء لجل رجلي ل تعط وأما هي فقد غسلت‬
‫رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها) ‪( 45‬قبلة ل تقبلن وأما هي فمنذ دخلت ل تكف عن تقبيل رجلي) ‪( 46‬بزيت ل تدهن رأسي وأما هي فقد دهنت‬
‫بالطيب رجلي) ‪( 47‬من أجل ذلك أقول قد غفرت خطاياها الكثية لنا أحبت كثيا والذي يغفر له قليل يب قليلً) ‪( 48‬ث قال لا مغفور لك خطاياك)‬
‫‪( 49‬فابتدأ التكؤون معه يقولون ف أنفسهم من هذا الذي يغفر خطايا أيضا) ‪( 50‬فقال للمراة إيانك قد خلصك اذهب بسلم)‪.‬‬
‫وف الباب الادي عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( 1 :‬وكان إنسان مريضا وهو لعازر من بيت عينا قرية مري ومرثا أختها) ‪( 2‬وكانت مري الت كان لعازر‬
‫أخوها هي الت دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها) ‪( 5‬وكان يسوع يب مرثا وأختها ولعازر) فهذه الحبوبة مري هي الت كانت دهنت ومسحت‬
‫رجلي عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫وف الباب الثالث عشر من إنيل يوحنا‪( 21 :‬لا قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الق الق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمن) ‪( 22‬فكان‬
‫التلميذ ينظرون بعضهم إل بعض وهم متارون فيمن قال عنه) ‪( 23‬وكان متكئا ف حضن يسوع واحد من تلميذه كان يسوع يبه) ‪( 24‬فأومأ إليه سعان‬
‫بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه) ‪( 25‬فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو)‪ .‬ووقع ف حق التلميذ‪ ،‬ف الية السادسة‬
‫والعشرين من الباب التاسع عشر‪ ،‬والية الثانية من الباب العشرين‪ ،‬والية السابعة والية العشرين من الباب الادي والعشرينمن إنيل يوحنا‪ ،‬أن يسوع كان‬
‫يبه‪.‬‬
‫وف الباب الثامن من إنيل لوقا هكذا‪( 1 :‬وعلى أثر ذلك كان يسي ف مدينة وقرية يكرز ويبشر بلكوت اللّه ومعه الثنا عشر) ‪( 2‬وبعض نساء كن قد شفي‬
‫من أرواح شريرة وأمراض مري الت تدعي الجدلية الت خرج منها سبعة شاطي) ‪( 3‬وبونا امرأة خوزي وكيل هيودس وسوسنة وأخر كثيات كن يدمنه من‬
‫أموالن)‪.‬‬
‫وظاهر أن المر أم البائث وقبيحة عند اللّه وسبب للضلل والكفر واللك ول يناسب شربا للتقياء وإزالة العقل من خواصها اللزمة سواء كان الشارب نبيا‬
‫أو غي نب ولذلك حرم اللّه شربا على هارون وأولده إذا أرادوا الدخول ف قبة الشهادة لجل الدمة وجعلها سبب الوت وجعل حرمتها عهدا أبديا معهم‪.‬‬
‫ف الباب العاشر من سفر الخبار هكذا‪( 8 :‬وقال الرب لارون) ‪( 9‬ل تشربوا خرا ول شيئا آخر يسكر ل أنت ول بنوك إذا أردت الدخول ف قبة الشهادة‬
‫لئل توتوا ويكون هذا عهدا لكم إل البد ف أجيالكم)‪ .‬ولذلك منع ملك الرب‪ ،‬زوجة ما نوح من شرب المر‪ ،‬وشرب كل مسكر وقت حلها‪ ،‬ليكون‬
‫ولدها من التقياء‪ ،‬ول يسري خبث السكرات ف هذا الولد التقي‪ ،‬وأكد على زوجها أيضا‪ ،‬ف هذا الباب ف الباب الثالث عشر من سفر القضاء هكذا‪4 :‬‬
‫(إياك من شرب المر والسكر ول تأكلي شيئا نسا) ‪( 13‬فقال ملك الرب لنوح فليحذر عن جيع ما قلت لمرأتك) ‪( 14‬ول تأكل شيئا ما يرج من‬
‫الكرم ول تشرب خرا ول مسكرا ول تأكل شيئا نسا وتفظ بكل ما أمرتا به وتفعل ما قلت لا) ولذلك لا بشر اللك زكريا‪ ،‬بولدة يي عليهما السلم‪،‬‬
‫بي من أوصاف تقوى يي‪ ،‬أنه ل يشرب خرا ول مسكرا آخر‪.‬‬
‫الية الامسة عشر من الباب الول من إنيل لوقا هكذا‪( :‬لنه يكون عظيما أمام الرب وخرا ومسكرا ل يشرب)‪ .‬ولذلك أشعيا عليه السلم‪ ،‬ذم شارب‬
‫السكر‪ ،‬وشهد أن النبياء والكهنة‪ ،‬ضلوا بسبب شرب المر والسكرات‪.‬‬
‫الية الثانية والعشرون من الباب الامس من كتاب أشعيا هكذا‪( :‬الويل للقوياء منكم على شرب المر والقتدرين أن يزجوا السكرة)‪.‬‬
‫والية السابعة من الباب الثامن والعشرين من كتابه هكذا‪( :‬وهؤلء أيضا ل يفهموا بسبب المر وضلوا من السكر الكاهن والنب ل يعلموا للمسكر غرقوا ف‬
‫المر تاهوا من السكر ل يعلموا الرؤيا ول يفهموا القضاء)‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪121‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وقد عرفت ف أول هذا الفصل‪ ،‬أن نوحا عليه السلم‪ ،‬شرب المر‪ ،‬وزال عقله‪ ،‬وصار عريانا‪ .‬وأن لوطا شرب المر‪ ،‬وزال عقله‪ ،‬وفعل بابنتيه ما فعل‪ ،‬بيث‬
‫ل يسمع مثله من الولعي بشربا‪.‬‬
‫وف الباب الثالث عشر من إنيل يوحنا هكذا‪( :‬قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر با ث صب ماء ف مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلميذ ويسحها‬
‫بالنشفة الت كان متزرا با)‪.‬‬
‫وقال اللوذعي اللعي الظريف فارس مضمار البلغة أطال اللّه بقاءه إلزاما هكذا‪( :‬هذا يوهم أن عيسى عليه السلم وقتئذ كان قد سرت فيه المرة حت ل يكن‬
‫يدري ما يفعل‪ ،‬فإن غسل القدام ل يوجب التجرد عن الثياب) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫وقال سليمان الكيم النب عليه السلم ف ذم الشراب ف كتابه سفر المثال ف الباب الثالث والعشرين هكذا‪( 31 :‬ل تنظر إل المر إذا اصفر وإذا شعشع لونه‬
‫ف الزجاج ويدخل لذيذا) ‪( 32‬وف ناية أمره يلدغ كالية ومثل ملك اليات يسكب سومه)‪.‬‬
‫وكذا اختلط النساء الشواب الجنبيات مع الرجال الشبان‪ ،‬آفة شديدة ل ترجى العصمة‪ ،‬سيما إذا كان الرجل شابا عزبا شارب المر‪ ،‬والرأة فاحشة مبوبة‬
‫وهي تدور معه وتدمه بالا ونفسها‪ .‬وقد عرفت حال داود عليه السلم‪ ،‬أن نظرا واحدا إل المرأة الجنبية‪ ،‬بلغه إل ما بلغ‪ ،‬مع أنه كان كثي الزواج‬
‫وجاوز المسي‪ .‬وكذا قد عرفت حال سليمان عليه السلم‪ ،‬أن النساء قد أزلن عقله وجعلناه مرتدا وثنيا ف شيخوخته‪ ،‬بعد ما كان نبيا صالا ف شبابه‪ ،‬ولا‬
‫حصل له التجربة الكاملة من حال أبيه وأمه‪ ،‬ومن حال أخيه وأخته أمنون وثامار‪ ،‬ومن حال أسلفه مثل روبيل ويهودا‪ ،‬سيما من حال نفسه‪ .‬شدد ف هذا‬
‫الباب تشديدا بليغا ف سفر المثال فقال‪:‬‬
‫ف الباب الامس‪( :‬ل تصغ إل مكر المرأة) ‪( 3‬لن شفت المرأة الجنبية تسكبان عسلً‪ ،‬وحنجرتا ألطف من الدهن) ‪( 4‬ث عاقبتها مرة كالعلقم‪ ،‬ومرهفة‬
‫كسيف ذي فمي) ‪( 5‬رجلها تنحدران إل الوت وخطوتا تنفذ إل الحيم) ‪( 6‬تسلك أنت سبيل اليات لن طرقها ضالة ل تدرك) ‪( 7‬والن يا ابن اسع‬
‫من‪ ،‬ول تبعد عن أقوال فمي أجعل طريقك منها بعيدا‪ ،‬ول تدن إل أبواب منلا) ‪( 20‬لاذا تضلك يا ابن المرأة الغريبة وتاضنك أجنبية)‪.‬‬
‫ث قال ف الباب السادس‪( 24 :‬لنحفظك من امرأة رضية ومن لطافة لسان غريبة ل يشتهي قلبك جالا ول تقتنصك غمزاتا) ‪( 26‬فإن قيمة الزانية مقدارها‬
‫خبزة واحدة وامرأة الرجل تصطاد النفس الكرية) ‪( 27‬أيستطيع رجل أن يفي ف حجره نارا وما تترق ثيابه) ‪( 28‬أم يتمشى على جر وما تترق رجله)‬
‫‪( 29‬هكذا من يدخل إل امرأة غريبة ل يتبأ إذا لسها)‪.‬‬
‫ث قال ف الباب السابع‪( 24 :‬فالن يا ابن استمعن وأصغ إل أقوال فمي) ‪( 25‬ل تنحن قلبك إل طرقها ول تضلن ف مناهجها) ‪( 26‬فإنا قد طرحت‬
‫كثيين جرحى وهي قتلت كل قوي) ‪( 28‬بيتها هو طرق الحيم مدرة إل مطابق الوت)‪.‬‬
‫ث قال ف الباب الثالث والعشرين‪( 33 :‬عيناك تنظران الجنبيات وقلبك يتكلم باللتويات) ‪( 34‬وتكون كنائم ف قلب البحر وكمدير راقد إذ تلفت الدفة)‪.‬‬
‫وكذا اختلط المارد آفة بل أخوف من اختلط النساء وأشنع كما شهد به الجربون‪ ،‬وإذا عرفت هذا‪ ،‬أقول أن عيسى عليه السلم لا كان شارب المر‪ ،‬حت‬
‫كان معاصروه يقولون أنه أكول شريب خر‪ ،‬وكان شابا عزبا‪ ،‬فإذا بلت مري قدميه بدموعها‪ ،‬ول تكف عن تقبيلهما منذ دخلت‪ ،‬وكانت تسحهما بشعر‬
‫رأسها‪ ،‬وكانت ف هذا الوقت فاحشة مشهورة‪ .‬فكيف نسى عيسى عليه السلم حال أسلفه‪ ،‬يهوذا وداود وسليمان عليهما السلم‪ ،‬وكيف نسي أقوال‬
‫سليمان عليه السلم‪ ،‬وكيف ل يعلم أن قيمتها مقدار خبزة واحدة‪ ،‬وأن من لسها ل يتبأ‪ ،‬كما ل يكن أن يفى رجل ف حجره نارا‪ ،‬وما تترق ثيابه‪ ،‬أو‬
‫يشي على جر النار‪ ،‬وما تترق رجله‪ .‬فكيف أجاز لا بذه المور‪ ،‬حت اعترض عليه الفريسي‪ ،‬وكيف يتصور أن هذه المور ل تكن من مقتضى الشهوات‬
‫النفسانية‪ ،‬وكيف غفر خطاياها وذنوبا على هذا الفعل‪ .‬أهذه المور هي اللئقة لذات اللّه العادل القدس‪.‬‬
‫ولذلك قال اللوذعي السابق ذكره‪( :‬وقد كانت وقتئذ بغيا مباحة‪ ،‬فهل يليق الن بأحد مطارنة النصارى‪ ،‬إذا كان ضيفا ف بيت أحد معارفه‪ ،‬أن يأذن لقبيحة‬
‫فاحشة ف أن تغسل رجليه بحضر مل من الناس‪ ،‬من غي أن تبدي أمارة التوبة من قبل‪ ،‬ل سرا ول جهرا) انتهى كلمه‪.‬‬
‫وكان يب مري‪ ،‬ويدور هو والثنا عشر تلميذه ومعهم نساء كثية يدمنه من أموالن‪ .‬فكيف يتصور أنه ل تزل أقدامهم مع هذه الخالطة الشديدة‪ ،‬كما زل‬
‫قدم روبيل‪ ،‬حت زن بزوجة أبيه‪ ،‬وقدم يهودا حت زن بكنته‪ ،‬وقدم داود عليه السلم حت زن بامرأة أوريا‪ ،‬وقدم أمنون حت زن بأخته‪.‬‬
‫ولذلك قال اللوذعي السابق ذكره‪( :‬وأغرب منه ما ذكره لوقا من أن عيسى وتلميذه كانوا يولون ف القرى ومعهم نساء‪ ،‬منهن مري هذه الت كان أمرها‬
‫مشهورا بالفجور والزنا‪ ،‬وأنت خبي بأنه ل يتأتى لكل واحد ف البلد الشرقية‪ ،‬وخصوصا ف القرى‪ ،‬أن يبيت وحده ف مل مصوص‪ .‬فل بد أن هؤلء الولياء‬
‫كانوا يبيتون مع تلك الوليات معا) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪122‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫واحتمال مزلة أقدام الواريي أقوى‪ ،‬لنم ما كانوا كاملي ف اليان‪ ،‬قبل صعود السيح عليه السلم‪ ،‬على ما أقر علماؤهم‪ .‬فل يظن ف حقهم العصمة من‬
‫الزنا‪ ،‬أل ترى أن الساقفة والشمامسة من فرقة كاتلك‪ ،‬ل يتزوجون ويدعون أن هذا المر من العفاف‪ ،‬ويفعلون ما ل يفعله الفاسق الغن من أهل الدنيا‪ ،‬كأن‬
‫كنائسهم بيوت الفاحشات الزانيات‪.‬‬
‫ف الصفحة ‪ 144‬و ‪ 145‬من كتاب الثلث عشرة رسالة‪ ،‬ف الرسالة الثانية هكذا‪( :‬القديس برنردوس يقول [‪ ]1‬وعظ عدد ‪ 66‬ف نشيد النشاد (نزعوا من‬
‫الكنيسة الزواج الكرم والضجع الذي هو بل دنس فملؤوها بالزنا ف الضاجع مع الذكور والمهات والخوات وبكل أنواع الدناس)‪.‬‬
‫والفاروس بيلجيوس أسقف سلفا ف بلد البورتكال سنة ‪ 1300‬يقول‪ :‬يا ليت أن الكليوسيي ل يكونوا نذروا العفة‪ ،‬ول سيما أكليوس سبانيا‪ ،‬لن أبناء‬
‫الرعية هناك أكثر عددا بيسي من أبناء الكهنوت‪.‬‬
‫ويوحنا أسقف سالتزبرج ف اليل الامس عشر‪ ،‬كتب‪( :‬أنه وجد قسوسا قلئل غي معتادين على ناسة متكاثرة مع النساء‪ ،‬وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل‬
‫البيوت الخصوصة للزنا) انتهى كلمه بلفظه ملخصا‪.‬‬
‫وشهادة قدمائهم هذه‪ ،‬تكفي ف حق عصمة هؤلء القسوس الت ادعوها‪ ،‬فل حاجة إل أن أزيد على هذه‪ ،‬بل أترك ذكرهم وأقول‪ :‬مثلهم حال فقراء مشركي‬
‫الند الذين يدعون العصمة‪ ،‬ويفهمون الزواج أنه أشد العائب لفقرهم وطريقتهم‪ ،‬وهم أفجر الناس وأفسقهم‪ ،‬ل يصل للمراء الفساق ما يصل لم‪.‬‬
‫وتذكرت حكاية‪ :‬أن بعض السافرين‪ ،‬لا وصل إل قرية من قرى الند‪ ،‬رأى جارية كاعبة تيء من القرية‪ ،‬فسألا يا بنت أنت من بنات القرية أم من كناتا؟‬
‫فأجابت هذه اللكعة‪ :‬أيها السائل إن من بنات القرية‪ ،‬لكن أفضل من كناتا ف قضاء الشهوة يصل ل ما ل يصل لحداهن ف الرؤيا والنام‪.‬‬
‫فهؤلء الجردون ذوو حظ جسيم من التزوجي‪ ،‬فعند النكرين كان عيسى عليه السلم‪ ،‬مستغنيا عن الزواج مطلقا‪ ،‬وكان تلميذه مستغني إما عن الزواج‬
‫مطلقا‪ ،‬أو عن كثرة الزواج مثل حضرات الشمامسة والقسوس من فرقة كاتلك‪ ،‬ومثل فقراء مشركي الند‪ .‬وكذا مبة عيسى عليه السلم لتلميذه‪ ،‬مل تمة‬
‫عند الذين ابتلوا بذا الفحش القبيح‪.‬‬
‫ولذلك قال اللعي السابق ذكره‪ ،‬على قول النيلي الرابع أعن‪ ،‬فاتكأ ذاك على صدر يسوع‪ ،‬هكذا‪( :‬كالرأة الت تاول شيئا من عاشقها فتتغنج له) انتهى‬
‫كلمه بلفظه‪.‬‬
‫واعلم أن ما كتبت ف هذا المر الامس‪ ،‬كتبته إلزاما‪ ،‬وإل فإن أتبأ من أمثال هذه التقريرات‪ .‬ول اعتقد أمرا منها ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬ول ف حق‬
‫حواريه الماد‪ ،‬كما صرحت ف مقدمة الكتاب‪ ،‬ومواضع متعددة‪.‬‬
‫(المر السادس) ف الللي ف سورة التحري هكذا‪( :‬من اليان تري المة) انتهى‪ .‬فقول النب صلى اللّه عليه وسلم حرمت مارية على نفسي يي بذا العن‪.‬‬
‫(المر السابع) إذا قال النب ل أفعل هذا المر ث فعل‪ ،‬لجل أنه كان جائزا من الصل‪ ،‬أو جاء إليه حكم اللّه‪ ،‬ل يقال أنه أذنب‪ ،‬بل ف الصورة الثانية لو ل‬
‫يفعل يكون عاصيا البتة‪ .‬وعندهم يوجد مثله ف حق اللّه ف كتب العهد العتيق‪ ،‬فضلً عن النبياء كما عرفت با ل مزيد عليه‪ ،‬ف أمثلة القسم الثان من الباب‬
‫الثالث‪ ،‬وف جواب الشبهة الامسة من الفصل الرابع من الباب الامس‪ .‬ويوجد ف العهد الديد‪ ،‬ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬ف الباب الامس عشر من إنيل‬
‫مت‪ ،‬أن امرأة كنعانية استغاثت لجل شفاء بنتها‪ ،‬فأب عيسى عليه السلم فأجابت جوابا حسنا استحسنه عيسى عليه السلم‪ ،‬ودعا لبنتها فشفيت‪ .‬وف الباب‬
‫الثان من إنيل يوحنا أن أم عيسى عليه السلم استدعت منه ف عرس قانا الليلي‪ ،‬أن يول الاء خرا‪ ،‬وقال ما ل ولك يا امرأة ل تأت ساعت‪ ،‬ث حوله‪.‬‬
‫(المر الثامن) ل بأس بأن يصص أولياء اللّه بصائص‪ ،‬أل ترى أن هارون وأولده كانوا مصصي بأمور كثية‪ ،‬من خدمة قبة الشهادة‪ ،‬وما يتعلق با‪ ،‬وما‬
‫كانت هذه المور جائزة لبن لوى الخرين‪ ،‬فضلً عن غيهم من بن إسرائيل‪.‬‬
‫وإذا عرفت المور الثمانية‪ ،‬ظهر لك جواب مطعنهم بالوجوه المسة‪ ،‬لكن أتعجب كل العجب من هؤلء العاندين‪ ،‬أنم لو رأوا ف شريعة الغي أمرا ل يكون‬
‫حسنا ف آرائهم‪ ،‬يقولون أن هذا المر ل يوز أن يكون من جانب اللّه‪ .‬القدس الكيم العادل‪ ،‬أو يقولون أن هذا ليس بلئق بنصب النبوة‪ .‬ولو وجد أمر‬
‫أشنع منه ف شرائعهم‪ ،‬يكون من جانب اللّه‪ ،‬أو لئقا بنصب النبوة‪ .‬فأمر اللّه لزقيال عليه السلم أن يمل إث آل إسرائيل وآل يهوذا على نفسه‪ ،‬وأن يأكل‬
‫إل ثلثمائة وتسعي يوما‪ ،‬خبزا ملطخا بباز النسان‪ .‬وكذا أمر اللّه لشعيا عليه السلم‪ ،‬أن يشي مكشوف العورة الغليظة‪ ،‬وعريانا بي النساء والرجال إل‬
‫ثلث سني‪ ،‬مع كونه ف قيد العقل‪ .‬وكذا أمره لوشع أن يأخذ لنفسه زوجة زانية وأولد الزنا‪ ،‬وأن يتعشق بامرأة فاسقة مبوبة لزوجها‪ .‬يكون كلها عندهم‬
‫أمورا من جانب اللّه الكيم القدس‪ ،‬ولئقا بناصب هؤلء النبياء القدسي‪ .‬وإجازة نكاح زينب بعد طلق زوجها وانقضاء عدتا ل يكن أن يكون من‬
‫جانب اللّه‪ ،‬ول يكون لئقا بنصب نبوة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وكذا ل يسقط عن درجة النبوة‪ ،‬يعقوب عليه السلم الذي هو ابن اللّه البكر بنص التوراة‪،‬‬
‫بسبب أن تعشق راحيل‪ ،‬وخدم أباها أربع عشرة سنة‪ ،‬وأخذ أربع زوجات‪ ،‬وجع بي الختي‪ ،‬وكذا ل يسقط عنها داود ابن اللّه البكر الخر‪ ،‬بنص الزبور‪،‬‬
‫بسبب أن أخذ نساء كثية‪ ،‬وجواري كثية‪ ،‬قبل أن يزن بامرأة أوريا بل تكون هذه النساء كلها ببة اللّه ورضاه‪ ،‬ويكون داود عليه السلم قابلً لن يقول اللّه‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪123‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫ف حقه‪ :‬فإذا كانت عندك قليلة كان ينبغي لك أن تقول فأزيد مثلهن‪ .‬ول يصدر العتاب عليه على تكثي النساء‪ ،‬بل على أنه زن بامرأة الغي‪ ،‬وقتل ذلك الغي‬
‫باليلة‪ ،‬وأخذ تلك المرأة‪ .‬وكذا ل يسقط عنها سليمان عليه السلم‪ ،‬الذي هو ابن اللّه بشهادة كتبهم القدسة بسبب أن أخذ ألف امرأة من الزوجات‬
‫والواري‪ ،‬وارتد ف آخر عمره وعبد الصنام‪ ،‬بل يبقى مسلم النبوة ويكون كتبه الثلثة‪ ،‬أعن المثال والامعة ونشيد النشاد‪ ،‬كتبا إلية‪ .‬وكذا ل يسقط لوط‬
‫عنها‪ ،‬بسبب الزنا بابنتيه‪ .‬وكذا ل يسقط عنها ابن اللّه الوحيد وحواريه الماد‪ ،‬بسبب حب الفاحشة‪ ،‬وبعض التلميذ‪ ،‬والولن مع النساء ف قرى البلد‬
‫الشرقية‪ .‬بل ل يتهمون أيضا بشيء مع هذه الخالطة الشديدة وكونم شارب المر وشبانا‪ .‬ويسقط ممد صلى اللّه عليه وسلم عن درجة النبوة بكثرة الزواج‪،‬‬
‫ونكاح زينب‪ ،‬وتليل جاريته بعد تريها‪ .‬لعل منشأ هذه المور أن اللّه لا كان واحدا حقيقيا‪ ،‬ل تكثر ف ذاته بوجه من الوجوه عند أهل السلم‪ ،‬فذاته‬
‫القدسة ل تسع أمرا غي مناسب‪ ،‬وعندهم لا كان ذاته مشتملة على القانيم الثلثة التصف كل منهم بصفات اللوهية كلها‪ ،‬المتاز كل منهم عن الخر‬
‫امتيازا حقيقيا تسع أمرا غي مناسب‪ .‬لن المتياز القيقي‪ ،‬ل يكن أن يفارق التعدد‪ ،‬بل يستلزمه البتة وإن ل يقروا بسب الظاهر به‪ ،‬كما عرفت ف الباب‬
‫الرابع والثلثة أكثر من الواحد‪.‬‬
‫فلعل إلهم ف زعمهم أقوى من إله السلمي‪ ،‬وكذلك لا ل تكن العصمة من ذنب من الذنوب‪ ،‬حت الشرك وعبادة العجل والصنام والزنا والسرقة والكذب‬
‫حت ف تبليغ الوحي وغيها من العاصي‪ ،‬شرط للنبوة عندهم‪ ،‬كانت ساحة النبوة عندهم أوسع من ساحتها عند السلمي أو لعل‪ .‬منشأها أن يعقوب وداود‬
‫وسليمان وعيسى لا كانوا أبناء اللّه‪ ،‬فلهم أن يفعلوا ف ملكة أبيهم ما يشاؤون‪ ،‬بلف ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فإنه لا كان عبد اللّه بن عبد اللّه‪ ،‬ل يوز‬
‫له أن يفعل ف ملكة مالكه وسيده ما يشاء‪ .‬نعوذ باللّه من التعصب الباطل والعتساف ومن الكابرة وعدم النصاف‪.‬‬
‫(الطعن الرابع) أن ممد صلى اللّه عليه وسلم كان مذنبا‪ ،‬وكل مذنب ل يصح أن يكون شافعا للمذنبي الخرين‪ .‬أما الصغرى فلما وقع‪:‬‬
‫ف سورة الؤمن‪{ :‬فاصب إن وعد اللّه حق واستغفر لذنبك وسبح بمد ربك بالعشي والبكار}‪.‬‬
‫وف سورة ممد‪{ :‬فاعلم أنه ل إله إل اللّه واستغفر لذنبك وللمؤمني والؤمنات}‪.‬‬
‫وف سورة الفتح‪{ :‬إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر}‪.‬‬
‫وف الديث‪( :‬فاغفر ل ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به من أنت القدم وأنت الؤخر ل إله إل أنت)‪ .‬ونوه ما وقع ف‬
‫الحاديث الخرى‪.‬‬
‫(والواب) أن الصغرى والكبى كلتاها غي صحيحتي‪ ،‬فالنتيجة كاذبة يقينا‪ ،‬وأنا أمهد لتوضيح بطلنما أمورا خسة‪:‬‬
‫(المر الول) أن اللّه رب وخالق‪ ،‬واللق كله مربوب وملوق‪ ،‬فكل ما صدر عن حضرة الرب الالق ف حق العبد الربوب الخلوق‪ ،‬من الطاب والعتاب‬
‫والستعلء فهو ف مله ومقتضى الالكية والالقية‪ .‬وكذا كل ما يصدر عن العباد‪ ،‬من الدعية والتضرعات إليه‪ ،‬فهو ف موقعه أيضا‪ ،‬ومقتضى الخلوقية‬
‫والعبودية والنبياء عباد اللّه الخلصون‪ ،‬فهم أحق من غيهم‪ ،‬والمل على العن القيقي ف كل موضع‪ ،‬من أمثال هذه الواضع‪ ،‬ف كلم اللّه وف أدعية النبياء‬
‫وتضرعاتم خطأ وضلل وشواهده كثية ف كتب العهدين‪ ،‬سيما الزبور‪ .‬وأنا أنقل على سبيل النوذج بعضا منها‪:‬‬
‫[‪ ]1‬ف الباب العاشر من إنيل مرقس‪ ،‬والثامن عشر من إنيل لوقا هكذا‪( 17 :‬وفيما هو خارج إل الطريق‪ ،‬ركض واحد وجثا له وسأله أيها العلم الصال‬
‫ماذا أعمل لرث الياة البدية) ‪( 18‬فقال له يسوع لاذا تدعون صالا ليس أحد صالا إل واحد وهو اللّه) انتهى بعبارة مرقس‪ .‬فأقر عيسى عليه السلم بأن‬
‫لست صالا ول صال إل اللّه وحده‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ف الزبور الثان والعشرين هكذا‪( 1 :‬إلي إلي انظر لاذا تركتن تباعد عن خلصي بكلم جهلي) ‪( 2‬إلي بالنهار أدعوك فلم تستجب ل وبالليل فلم‬
‫تفل ب)‪ .‬ولا كان آيات هذا الزبور راجعة إل عيسى عليه السلم‪ ،‬على زعم أهل التثليث‪ ،‬فكان القائل با عندهم هو عيسى عليه السلم‪.‬‬
‫ل إيلي إيلي لا شبقتن أي‬ ‫[‪ ]3‬الية السادسة والربعون من الباب السابع والعشرين من إنيل مت هكذا‪( :‬ونو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائ ً‬
‫إلي إلي لاذا تركتن)‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ف الباب الول من إنيل مرقس هكذا‪( 4 :‬كان يوحنا يعمد ف البية ويكرز بعمودية التوبة لغفرة الطايا) ‪( 5‬وخرج إليه جيع كورة اليهودية وأهل‬
‫أورشليم واعتمدوا جيعهم منه ف نر الردن معترفي بطاياهم) ‪( 9‬وف تلك اليام جاء يسوع من ناصرة الليل واعتمد من يوحنا ف الردن)‪.‬‬
‫وكانت هذه العمودية‪ ،‬معمودية التوبة‪ ،‬بغفرة الطايا‪ .‬كما صرح مرقس ف الية الرابعة والامسة والية الثالثة من الباب الثالث من إنيل لوقا هكذا‪( :‬فجاء‬
‫إل جيع الكورة الحيطة بالردن يكرز بعمودة التوبة لغفرة الطايا)‪ .‬وف الية الادية عشر من الباب الثالث من إنيل مت هكذا‪( :‬أنا أعمدكم باء للتوبة) ال‪.‬‬
‫وف الية الرابعة والعشرين من الباب الثالث عشر من كتاب العمال هكذا‪( :‬إذ سبق يوحنا فكرز قبل ميئه بعمودية التوبة لميع شعب إسرائيل)‪ .‬والية الرابعة‬
‫من الباب التاسع عشر من كتاب العمال هكذا‪( :‬فقال بولس أن يوحنا عمد بعمودية التوبة) ال‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪124‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫فهذه اليات كلها‪ ،‬تدل على أن هذه العمودية‪ ،‬كانت معمودية التوبة لغفرة الطايا‪ ،‬فمت سلم اعتماد عيسى من يي عليهما السلم‪ ،‬لزم تسليم اعترافه‬
‫بالطايا والتوبة منهما أيضا‪ ،‬لن حقيقة هذا العتماد ليست غي ذلك‪.‬‬
‫وف الباب السادس من إنيل مت ف الصلة الت علمها عيسى عليه السلم تلميذه هكذا‪( :‬اغفر لنا ذنوبنا كما نن نغفر أيضا للمذنبي إلينا ول تدخلنا ف تربة‬
‫لكن ننا من الشرير)‪.‬‬
‫والظاهر أن عيسى عليه السلم‪ ،‬كان يصلي تلك الصلة الت علمها تلميذه‪ ،‬ول يثبت من موضع من مواضع النيل أنه ما كان يصلي هذه الصلة‪ .‬وستعرف‬
‫ف المر الثان أنه كان كثي الصلة‪ ،‬فلزم أن يكون دعاؤه باغفر لنا ذنوبنا مرات كثية بلغت اللف‪.‬‬
‫والعصمة من الذنوب‪ ،‬وإن ل تكن من شروط النبوة عند أهل التثليث‪ ،‬لكنهم يدعونا ف حق عيسى عليه السلم‪ ،‬باعتبار الناسوت أيضا‪ .‬وكان عيسى عليه‬
‫السلم بذا العتبار أيضا عندهم‪ ،‬صالا ومقبولً للّه ل متروكا فهذه المل‪:‬‬
‫[‪ ]1‬لاذا يدعون صالا ال‪ ]2[ .‬إلي إلي لاذا تركتن‪ ]3[ .‬تباعد عن خلصي بكلم جهلي‪ ]4[ .‬بالنهار أدعوك فلم تستجب ل‪ ]5[ .‬ألفاظ التوبة‬
‫والعتراف بالطايا عند العتماد‪ ]6[ .‬اغفر لنا ذنوبنا‪ .‬ل تكون ممولة على العان القيقية الظاهرية عند أهل التثليث‪ ،‬وإل يلزم أنه ل يكن صالا‪ ،‬وكان‬
‫متروكا للّه بعيدا عن اللص‪ ،‬بسبب كلم الهل‪ .‬غي مستجاب الدعاء‪ ،‬خاطئا مذنبا‪ .‬فل بد أن يقال أن هذه التضرعات بقتضى الخلوقية والربوبية باعتبار‬
‫الناسوت‪.‬‬
‫وف الزبور الثالث والمسي هكذا‪( 3 :‬الرب من السماء اطلع على بن البشر لينظر هل من يفهم أو يطلب اللّه) ‪( 4‬كلهم قد زاغوا جيعا والتطخوا وليس من‬
‫يعمل صلحا حت ول أحد)‪.‬‬
‫وف الباب التاسع والمسي من كتاب أشعيا هكذا‪( 9 :‬فلذلك تباعد الكم عنا ول يدركنا العدل انتظرنا النور فيها الظلم انتظرنا الشعاع فها سرنا ف الظلمة)‬
‫‪( 12‬من أجل أن آثامنا تكاثرت قدامك وخطايانا أجابتنا لن فجورنا معنا وآثامنا عرفناها) ‪( 13‬أن نطئ ونكذب على الرب واندبرنا إل خلف حت أن ل‬
‫نسلك وراء إلنا لنتكلم بالظلم والتعدي حبلنا وتكلمنا من القلب بكلم كاذب)‪.‬‬
‫وف الباب الرابع والستي من كتاب أشعيا هكذا‪( 6 :‬وصرنا جيعنا كالنجس وكخرقة الائض كل براتنا وسقطنا مثل الورق نن جيعا وآثامنا كالريح ذرونا)‬
‫‪( 7‬ليس من يدعو باسك ومن يقوم ويسكك أخفيت وجهك عنا واطرحتنا بيد إثنا)‪ ..‬ول شك أن كثيا من الصلحاء كانوا موجودين ف زمان داود عليه‬
‫السلم‪ ،‬مثل ناثان النب وغيه‪ ،‬ولو فرضنا أنم ل يكونوا معصومي على زعم أهل التثليث‪ ،‬فل ريب أنم ل يكونوا مصداق الية الرابعة من الزبور الذكور‬
‫أيضا‪ ،‬ووقعت ف عبارت أشعيا عليه السلم‪ ،‬صيغ التكلم مع الغي‪ ،‬وأشعيا وغيه من أنبياء عهده وصلحاء زمانه‪ ،‬وإن ل يكونوا معصومي لكنهم ل يكونوا‬
‫مصاديق الوصاف الصرحة‪ ،‬ف العبارتي قطعا أيضا‪ ،‬فل تكون عبارة الزبور وهاتان العبارتان ممولت على معانيها القيقية الظاهرية‪ ،‬بل ل بد فيها من‬
‫الرجوع إل أن تلك التضرعات بقتضى العبودية‪ .‬وكذا وقع ف الباب التاسع من كتاب دانيال‪ ،‬والباب الثالث والامس من مراثي أرمياء‪ ،‬والباب الرابع من‬
‫الرسالة الول لبطرس‪.‬‬
‫(المر الثان) أن أفعال النبياء كثيا ما تكون لتعليم المة‪ ،‬لتست بم‪ .‬ول يكونون متاجي إل هذه الفعال لجل أنفسهم‪.‬‬
‫ف الباب الرابع من إنيل مت‪ ،‬أن عيسى عليه السلم صام أربعي نارا‪ ،‬أو أربعي ليلة‪ .‬والية الامسة والثلثون من الباب الول من إنيل مرقص هكذا‪( :‬وف‬
‫الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى إل موضع خلء وكان يصلي هناك)‪ .‬والية السادسة عشر من الباب الامس من إنيل لوقا هكذا‪( :‬وف تلك اليام خرج‬
‫إل البل ليصلي وقضى الليل كله ف الصلة للّه)‪.‬‬
‫ولا كان اتاد السيح بذات اللّه على زعم أهل التثليث‪ ،‬فل حاجة له إل هذه التكاليف الشديدة‪ ،‬فل بد أن تكون هذه الفعال لجل التعليم‪.‬‬
‫(المر الثالث) أن اللفاظ الستعملة ف الكتب الشرعية‪ ،‬مثل الصلة والزكاة والصوم والج والنكاح والطلق وغيها‪ ،‬يب أن تمل على معانيها الشرعية ما ل‬
‫ينع عنها مانع‪ ،‬ولفظ الذنب ف هذا الصطلح الشرعي‪ ،‬إذا استعمل ف حق ألنبياء‪ ،‬يكون بعن الزلة‪ .‬وهي عبارة عن أن يقصد معصوم عبادة أو أمرا مباحا‪،‬‬
‫ويقع بل قصد وشعور ف ذنب لجاورة العبادة أو المر الباح بذا الذنب‪ ،‬كما أن السالك يكون قصده قطع الطريق‪ ،‬لكنه قد يزل قدمه أو يعثر بسبب طي أو‬
‫حجر واقع ف ذلك الطريق‪ ،‬أو يكون بعن ترك الول‪.‬‬
‫(المر الرابع) أن وقوع الجاز ف كلم اللّه وكلم النبياء كثي‪ ،‬كما عرفت با ل مزيد عليه‪ ،‬ف مقدمة الباب الرابع‪ .‬وقد عرفت أيضا ف جواب الشبهة الرابعة‬
‫من الفصل الرابع من الباب الامس‪ ،‬أن حذف الضاف كثي ف كتبهم القدسة‪.‬‬
‫(المر الامس) أن الدعاء قد يكون القصود به مض التعبد كما ف قوله تعال‪{ :‬ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} فإن إيتاء ذلك الشيء واجب‪ ،‬ومع ذلك‬
‫أمرنا بطلبه‪ .‬كقوله تعال‪{ :‬رب احكم بالق) مع أنا نعلم أنه ل يكم إل بالق‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪125‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫وإذا عرفت المور المسة‪ ،‬أقول أن الستغفار طلب الغفران‪ ،‬والغفران الستر على القبيح‪ ،‬وهذا الستر يتصور على وجهي‪:‬‬
‫الول‪ :‬بالعصمة منه لن من عصم فقد ستر عليه قبائح الوى‪.‬‬
‫والثان‪ :‬بالستر بعد الوجود‪.‬‬
‫فالغفران ف اليتي الوليي بالوجه الول‪ ،‬ف حق النب صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وف الثانية بالوجه الثان ف حق الؤمني والؤمنات‪.‬‬
‫قال المام المام الفخر الرازي قدس سره ف ذيل تفسي الية الثانية هكذا‪:‬‬
‫(وف هذه الية لطيفة‪ ،‬وهي أن النب صلى اللّه عليه وسلم له أحوال ثلثة‪ :‬حال مع اللّه‪ ،‬وحال مع نفسه‪ ،‬وحال مع غيه‪ ،‬فأما مع اللّه فوحده‪ ،‬وأما مع نفسه‬
‫فاستغفر لذنبك واطلب العصمة من اللّه‪ ،‬وأما مع الؤمني فاستغفر لم‪ ،‬واطلب الغفران لم من اللّه) انتهى كلمه بلفظه‪.‬‬
‫أو أن القصود من المر بالستغفار ف اليتي مض التعبد كما ف قوله تعال‪{ :‬ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} وكقوله‪{ :‬رب احكم بالق} كما عرفت ف‬
‫المر الامس‪.‬‬
‫أو أن القصود من هذا المر أن يكون الستغفار مسنونا ف أمته‪ ،‬فاستغفاره صلى اللّه عليه وسلم كان لتعليم المة‪ ..‬ف الللي ذيل تفسي الية الثانية هكذا‪:‬‬
‫(قيل له ذلك مع عصمته ليست به أمته) انتهى‪.‬‬
‫أو أن الضاف ف اليتي مذوف‪ .‬والتقدير ف الية الول‪( :‬فاصب إن وعد اللّه حق واستغفر لذنب أمتك) الية‪ .‬وف الثانية‪( :‬فاعلم أنه ل إله إل اللّه واستغفر‬
‫لذنب أهل بيتك ولذنب الؤمني والؤمنات الذين ليسوا من أهل بيتك‪ ،‬فل بعد ف ذكر الؤمني والؤمنات)‪ .‬وقد عرفت ف المر الرابع‪ ،‬أن حذف الضاف‬
‫كثي شائع ف كتبهم‪ ،‬أو أن الراد بالذنب ف اليتي الزلة أو ترك الفضل‪ .‬وسعت من الحباء‪ ،‬أن بعض من بلغ سن الرافة من علماء بروتستنت‪ ،‬اعترض على‬
‫هذا التوجيه ف بعض تأليفه الديد وقال‪ :‬فرضنا أنه ما ظهر من ممد صلى اللّه عليه وسلم ذنب من الذنوب غي ترك الول‪ ،‬فترك الول أيضا ذنب على ما‬
‫يكم به كلم اللّه أعن التوراة والنيل فيكون ممد صلى اللّه عليه وسلم مذنبا‪.‬‬
‫قال يعقوب ف الية السابعة عشر من الباب الرابع من رسالته هكذا‪( :‬فمن يعرف أن يعمل حسنا ول يعمل فذلك خطيئة له) انتهى‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا منشؤه خرافة السن‪ ،‬لنه ل شك أن ترك شرب المر حسن‪ ،‬حت مدح اللّه يي عليه السلم على هذا‪ ،‬وقال النبياء ف حقها ما قالوا‪ ،‬وكذا ل‬
‫شك أن عدم الذن لفاحشة مباحة بغي ف غسل الرجلي ومسحهما بشعر رأسها بحضر مل من الناس حسن‪ .‬وكذا ترك الخالفة الشديدة بالنساء الجنبيات‬
‫الشواب‪ ،‬والولن معهن ف القرى الشرقية حسن‪ ،‬سيما إذا كان الرجل الخالط شابا عزبا‪ .‬وما فعل هذه المور السنة عيسى عليه السلم‪ ،‬حت أن الخالفي‬
‫طعنوا عليه كما عرفت ف جواب الطعن الثالث‪ ،‬فيلزم على رأيه أن يكون إله أيضا مذنبا‪ .‬على أن هذا العترض زاد لفظ التوراة لجل تغليط العوام‪ ،‬ول يوجد‬
‫هذا الكم ف التوراة‪ ،‬وهو ما أورد سندا لذا‪ ،‬إل من رسالة يعقوب الت ليست إلامية‪ ،‬على تقيق العلماء العلم من فرقة بروستنت‪ ،‬سيما على تقيق إمامه‬
‫ومقتداه لوطر‪ ،‬كما عرفت ف الفصل الرابع من الباب الول‪ .‬فكلم يعقوب على هؤلء العلماء ليس بجة فاعتراضه واه بل شبهة‪.‬‬
‫وأما الية الثالثة فالضاف مذوف‪ ،‬أو الراد بالذنب ترك الفضل‪ ،‬أو الراد بالغفران العصمة‪.‬‬
‫وقال المام السبكي وابن عطية‪ :‬أن القصود من هذه الية‪ ،‬ليس إثبات صدور ذنب وغفرانه‪ ،‬بل القصود منها تعظيم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وإكرامه‬
‫فقط‪ .‬لن اللّه أظهر تعظيمه وإحسانه ف أول هذه السورة‪ ،‬فبشر أولً بالفتح البي‪ ،‬ث جعل غاية هذا الفتح الغفران وإتام النعمة وهداية الصراط الستقيم وإعطاء‬
‫النصر العزيز‪ .‬فلو فرض صدور ذنب ما يكون ملً لبلغة الكلم‪ ،‬فمقتضاها التكري والتعظيم‪ .‬كما أن السيد إذا رضي عن خادمه يقول تارة لكرامه وإظهار‬
‫رضاه‪ :‬عفوت عنك خطيئاتك التقدمة والتأخرة‪ ،‬ول أؤاخذك عليها وإن ل يصدر عن هذا الادم خطيئات‪.‬‬
‫وأما الدعاء الذكور ف الديث‪ ،‬فتوجيهه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لا كان أرفع اللق عند اللّه درجة وأتهم به معرفة‪ ،‬وكان حاله عند خلوص قلبه‬
‫عن ملحظة غي ربه‪ ،‬إقباله بكليته عليه أرفع حاليه‪ ،‬بالنسبة إل غي ذلك كان يرى شغله با سواه‪ ،‬وإن كان ضروريا نقصا وانطاطا من رفيع كماله‪ ،‬فكان‬
‫يستغفر اللّه من ذلك طلبا للمقام العلى‪ ،‬فكان هذا الشغل الضروري أيضا عنده‪ ،‬بنلة الذنب الذي ل بد أن يستغفر عنه بالنسبة إل أعلى حاله‪ ،‬أو كان‬
‫صدور مثل هذا الدعاء بقتضى العبودية‪ .‬كما أن عيسى عليه السلم أيضا بقتضى العبودية‪ ،‬نفى الصلح عن نفسه‪ ،‬واعترف بالطايا عند العتماد‪ ،‬ودعا مرارا‬
‫باغفر لنا ذنوبنا‪ ،‬وتفوه بذه المل‪( 1 :‬إلي إلي لاذا تركتن) ‪( 2‬وتباعد عن خلصي بكلم جهلي) ‪( 3‬إلي بالنهار أدعوك فلم تستجب ل) أو كان هذا‬
‫الدعاء لجل التعبد الحض كما عرفت ف المر الامس ‪ 4‬أو كان لجل تعليم المة ‪ 5‬وأن الذنب الذكور فيها بعن الزلة‪ ،‬وترك الول‪ ،‬كما عرفت ف المر‬
‫الثالث‪ ،‬وعلى كل تقدير ل يرد شيء‪ ،‬وهذه التوجيهات المسة تري كلها أو بعضها ف الحاديث‪ ،‬الت تكون مثل الديث الذكور‪ .‬وإذا ل يثبت من‬
‫اليات والحاديث الذكورة الت استدل با العترض‪ ،‬كون ممد صلى اللّه عليه وسلم مذنبا‪ ،‬ثبت كذب الصغرى‪.‬‬
‫وأما كذب الكبى‪ ،‬فلن كليتها منوعة‪ ،‬لنا إما أن يثبتها العترض بعندية أهل التثليث‪ ،‬أو بالبهان النقلي‪.‬‬
‫‪www.barsoomyat.com‬‬ ‫–‬ ‫‪126‬إظهار الحق – رحمت ال هندي‬

‫فإذا كان الول فعنديتهم هذه ل تتم علينا‪ ،‬كما ل تتم أكثر عندياتم على ما عرفت ف الفصل الثان من الباب الامس‪.‬‬
‫وإن كان الثان فعليهم بيان ذلك البهان‪ ،‬وعلينا النظر ف مقدماته‪ ،‬وأن لم ذلك ول استبعاد ف أن يغفر اللّه ذنوب واحد بل واسطة‪ ،‬ث يقبل شفاعته ف حق‬
‫الخرين‪ ،‬على أن قبح الذنب عقلً ما ل يغفر‪ ،‬فإذا غفر ل يبقى قبحه لوجه ما‪ ،‬وقد يوجد التصريح ف الية الثالثة الت نقلوها بزعمهم الفاسد‪ ،‬لثبات الذنب‬
‫بأن قال‪{ :‬ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر}‪ .‬فإن صارت ذنوب ممد صلى اللّه عليه وسلم متقدمة كانت أو متأخرة مغفورة‪ ،‬ف هذه الدار الدنيا‪،‬‬
‫فما بقي شيء مانع ف أن يكون شفيعا للخرين ف الدار الخرى‪.‬‬
‫وإن كان الثالث فغلط يقينا‪ ،‬أل ترى أن بن إسرائيللما عبدوا العجل‪ ،‬أراد اللّه أن يهلك الكل‪ ،‬فشفع موسى عليه السلم لم‪ ،‬فقبل اللّه شفاعته‪ ،‬وما أهلك‪.‬‬
‫كما هو مصرح به ف الباب الثان والثلثي من سفر الروج‪ ،‬ث قال الرب لوسى‪ :‬اذهب أنت وبنو إسرائيل إل أرض كنعان وأنا ل أذهب معكم‪ ،‬فشفع‬
‫موسى فقبل اللّه شفاعته‪ ،‬وقال‪ :‬أنا أذهب معك‪ .‬كما هو مصرح به ف الباب الثالث والثلثي من سفر الروج‪ .‬ث لا عصوا أراد اللّه مرة أخرى أن يهلكهم‪،‬‬
‫فشفع موسى وهارون عليهما السلم فقبل اللّه شفاعتهما‪ .‬ث لا عصوا مرة أخرى أرسل اللّه عليهم حيات تلدغهم‪ ،‬فجاؤوا إل موسى مستشفعي‪ ،‬فشفع لم‬
‫فقبل اللّه شفاعته‪ ،‬كما هو مصرح به ف الباب السادس عشر والباب الادي والعشرين من سفر العدل‪ .‬فل استحالة عقلً ول نقلً ف كون ممد صلى اللّه عليه‬
‫وسلم شفيع الذنبي‪ ،‬اللهم ابعثه مقاما ممودا الذي وعدته‪ ،‬وارزقنا شفاعته يوم القيامة‪ .‬وليكن هذا آخر الباب‪.‬‬
‫وقد ابتدأت ف تأليف هذا الكتاب‪ ،‬ف اليوم السادس عشر من شهر رجب النسلك ف سنة ألف ومائتي وثاني من هجرة سيد النبياء والرسلي صلى اللّه عليه‬
‫وعلى آله وأصحابه أجعي‪ ،‬وفرغت منه ف آخر ذي الجة من السنة الذكورة‪ ،‬والمد للّه رب العالي وصار تاريخ ختمه (تأييد الق برحة اللّه ‪.)1280‬‬
‫فأعوذ باللّه من الاسد الذي ل ينال من الجالس إل مذمة وذلً‪ ،‬ول ينال من اللئكة إل لعنة وبغضا‪ ،‬ول ينال من اللق إل جزعا وغما‪ ،‬ول ينال عند النع‬
‫إل شدة وهولُ‪ ،‬ول ينال عند الوقف إل فضيحة ونكالً‪ .‬وأفوض أمري إل اللطيف البي‪ ،‬إنه نعم الول ونعم النصي‪ .‬وأقول متضرعا ومترجيا‪:‬‬
‫ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا‪ .‬ربنا ول تمل علينا إصرا كما حلته على الذين من قبلنا‪ .‬ربنا ول تملنا ما ل طاقة لنا به‪ ،‬واعف عنا‪ ،‬واغفر لنا‪ ،‬وارحنا‪،‬‬
‫أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين‪.‬‬

You might also like