You are on page 1of 22

‫حرب السلم تحت عباءة محاربة‬

‫الرهاب‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬مازن مطبقاني‬


‫أستاذ الستشراق المشارك بقسم الثقافة السلمية‬
‫كلية التربية – جامعة الملك سعود‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة‬
‫ما أن بدأت عمليات التفج ي والتدم ي ف المل كة العرب ية ال سعودية ق بل عدة‬
‫سنوات‪ ،‬وظهر أن التهمي فيها أشخاص تبدو عليهم ملمح التدين الارجية من لى‬
‫طويلة وثياب قصية وي ستشهدون باليات والحاديث ونصوص الشرع عامة ‪ -‬على‬
‫غي فهم لقيقتها وتفسيها‪ -‬لتكون مصدرا لفكرهم وسلوكهم التطرف حت انبت‬
‫القلم تتحدث عمن الحداث وتربطهما بالتديمن والديمن! وهنما قام عدد ممن الكتّاب‬
‫للكتابمة عمن هذه الظاهرة‪ ،‬واندفمع بعضهمم ليوجهوا سمهام نقدهمم إل السملم‬
‫والؤ سسات الدين ية ف المل كة العرب ية ال سعودية با صة‪ ،‬و ف العال ال سلمي بعا مة‪،‬‬
‫وأشر عت ل م أبواب ال صحافة وو سائل العلم الختل فة من إذا عة وتلفاز وإنتر نت‬
‫بالر غم من أن بعض هم ل يلكون المكانات والقدرات ل ا ن صبوا أنف سهم للحد يث‬
‫ع نه‪ .‬ح ت ق يل عن بعض هم "تزببوا ق بل أن يتح صرموا"‪ .‬ويل حظ أن هؤلء الكتاب‬
‫ينالون الضوة من ب عض رؤ ساء التحر ير فتقدم ل م الت سهيلت وتن شر مقالت م ال ت‬
‫ينالون عليها أجرا مضاعفا لا يعطى لغيهم‪ ،‬وتد مقالتم القبول التام‪ ،‬بينما يضايق‬
‫من يكتب ضدهم ول تنشر ردودهم حت لو كان حق الرد أمرا معترفا به ف الصحافة‬
‫ف العال أج ع‪ .‬ولذا نشأت ب عض الوا قع للرد على هؤلء م ثل مو قع الكا شف على‬
‫سبيل الثال‪ .‬أما الساحات فمليئة بالردود الت يصل بعضها إل درجة تكفي هؤلء وهو‬
‫أ مر ل ي صح ح ت وإن اندر الكتاب "التنويريون" إل ال سباب والش تم لن ال سلم ف‬
‫بال سباب ول‬ ‫(ل ي كن‬ ‫طبيعته ل يس ب سبّاب ول شتّام ك ما هي صفة الر سول‬
‫الشتام ول الفاحش البذيء)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫هؤلء الكتاب اسمتغلوا تورط بعمض ممن يطلقون على أنفسمهم "إسملميي"‬
‫للطعمن فم السملم ممن النواحمي السمياسية‪ ،‬والقتصمادية‪ ،‬والثقافيمة‪ ،‬والفكريمة‪،‬‬
‫والجتماعية‪ ،‬والتعليمية‪ .‬فقد كتب أحدهم يطالب بإغلق مدارس تفيظ القرآن على‬
‫سبيل الثال‪ ،‬كما كتب آخر صابا جام غضبه على موسوعة الديان والذاهب الصادرة‬
‫الندوة العالية للشباب السلمي ما كتب فيها حول الداثة باصة وعن الخر بعامة‪.‬‬
‫وأن كر آخرون وجود ت صص ا سه القت صاد ال سلمي‪ ،‬وانتقدوا البنوك ال سلمية أو‬
‫العاملت ال سلمية وغ ي ذلك‪ ،‬ك ما انت قد الب عض تشريعات ال سلم ف مال الرأة‬
‫ومن ذلك‪ :‬الجاب أو علقة الرجل بالرأة عموما‪.‬‬
‫يهدف هذا البحمث إل دراسمة ناذج ممن مقالت مموعمة ممن الكتّاب فم‬
‫الصحافة السعودية للتعرّف إل حقيقة هذا الجوم على السلم‪ .‬وسوف يقسم البحث‬
‫إل ثلثة مباحث‪:‬‬
‫الب حث الول يتناول هذا الب حث أسمباب الر بط بيم من يقومون بالعمال‬
‫الرهابية والسلم‪،‬‬
‫الب حث الثا ن ويقدم الب حث تعريفا بالكتّاب الذ ين ت اختيار هم وخلفيات م‬
‫الثقافية والسياسية‪.‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬تليل لبعض النماذج من الكتابات الحاربة للسلم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث الول‬
‫أسباب الربط بين الرهابيين والسلم‬
‫ل يكن الكتّاب السعوديون الذين ظهروا ف السنوات الاضية بعد وقوع بعض‬
‫أحداث التفجيات ف الملكة من أمثال منصور النقيدان أو علي الحمود أو مشهور‬
‫الذايدي أو حزة الزين أو غيهم هم أول من ربط السلم بالرهاب؟ أن ماربة‬
‫هؤلء للسلم وهم بزعمهم ياربون الرهاب لمر خطي‪ .‬ومع هذا فإن بعضهم‬
‫بكم وجودهم ف الملكة العربية السعودية أو حت ف مدينة تعد عند البعض من أكثر‬
‫الناطق مافظة بل تشددا أيضا ل يستطيع إلّ أن يردد دائما السلم‪ -‬ف نظرهم‪ -‬دين‬
‫عظيم وأنم ل يرون ف السلم عدوا لم‪.‬‬
‫ولكن لن التاريخ هو الصدر لكثي من هذه التوجهات الت طفت على السطح‬
‫هذه اليام فإننا ينبغي أن نعود إل بداية اهتمام الكتابات الغربية وكذلك التوجهات‬
‫القومية والبعثية والشيوعية وغيها بالسلم والركات السلمية‪.‬‬
‫فبالنسبة لقوى الحتلل الجنب الت كانت ف بعض البلد العربية السلمية‬
‫كان لا اهتمامها الاص بالركات السلمية أو المعيات الدينية وباصة ذات‬
‫التوجه التحرري‪ .‬فنجد على سبيل الثال أن دوائر المن الفرنسية كانت تكتب‬
‫تقاريرها عن الشهد السياسي ف الزائر فتأت (جعية العلماء السلمي الزائريي) ف‬
‫قائمة اهتمام تلك التقارير‪ .‬وكانت تلك التقارير ترى أن المعية هي أخطر حركات‬
‫التحرر السياسي ف البلد‪ .‬ومن العجيب أن الركات القومية العلمانية كانت تضم ف‬
‫تلك التقارير ولكنها ل تكن تيف الانب الفرنسي‪ .‬بل ربا أشاروا ف بعض تقاريرهم‬
‫أن التوجهات القومية أو أولئك الذين تفرنسوا ل يثيون أي خوف حقيقي‪ .‬أما إصرار‬
‫السلطات المنية الفرنسية أو الستعمارية عموما على حرب حركات التحرر الوطن‬

‫‪4‬‬
‫القومية العلمانية فإنا لتعطيهم وهجا وسعة ومكانة ف الجتمع‪ .‬وهذا هو ما ذكره‬
‫ممد قطب ف كتابه (واقعنا العاصر) عن الركات الوطنية العلمانية بأنا كانت‬
‫حركات موجهة ف الصل ضد السلم والقيم السلمية‪ ،‬فقد أفرغت الصطلحات‬
‫السلمية من مضمونا القيقي ومن أبرز تلك الصطلحات (الهاد) ضد الحتل بل‬
‫تول المر إل نضال قومي من أجل التراب‪ -‬مع أن التراب له قيمته عند الركات‬
‫السلمية لكن للجهاد قيم أخرى‪ .‬ويضيف ممد قطب إن ذلك من خطة الغربيي ف‬
‫أساه (صناعة الزعيم) وقد فعلوا هذا ف تونس وف الزائر وف الغرب وف غيها من‬
‫البلد العربية السلمية‪.‬‬
‫وكان من أطرف التامات الت توجه إل كل من يدعو إل العودة إل‬
‫السلم ف عقيدته الصافية وف أخلقه وسلوكه ومعاملته وتشريعاته إنا هو كاره‬
‫للجنب‪ ،‬ويصفونه بأنه مصاب بالزينوفوبيا (‪ .)Xenophobia‬ول تتحدث الوثائق عن‬
‫أن الفرنسيي الحتلي كانوا يعيشون ف أحسن الحياء‪ ،‬ويتقاضون أعلى الجور‪ ،‬بل‬
‫إن الفرنسي القادم من فرنسا يتقاضي خسة وعشرين بالائة زيادة على راتب الفرنسي‬
‫أو الزائري القيم ف الزائر حي يقومون بالعمل نفسه‪ ،‬وكان الفرنسي إذا استخدم‬
‫خادما ف بيته سّاها فاطمة‪ ،‬والادم اسه ممد‪ .‬أما الزائريي فكانوا يعيشون أسوأ‬
‫الظروف وقد تدثت الرسائل العلمية الامعية عن ماعات كثية حدثت بي الزائريي‬
‫ف أثناء الحتلل‪ ،‬بعد كل هذا أل يق لم أن يكرهوا هذا الجنب!!!‬
‫وفعل الحتلل المر نفسه ف بقية البلد العربية ف الهتمام بالركات‬
‫السلمية‪ .‬ففي مصر على سبيل الثال كتب مورو بيجر عن الجتمع الصري منذ‬
‫المسينيات اليلدية‪ ،‬ث جاء ميتشل ليكتب عن حركة الخوان السلمي وتعددت‬
‫الكتابات حول الركة السلمية‪ .‬ومن المثلة على الوقف العدائي من الركات‬
‫‪5‬‬
‫السلمية أن برنارد لويس الباحث العال الستشرق الشهور حي كتب عن مصر‬
‫وحركة الخوان السلمي وأشار إل حريق القاهرة عام () أو حادثة النشية‪ ،‬ل يستطع‬
‫أن يتجاوز الرواية الرسية لجهزة جال عبد الناصر‪ ،‬وكان الجدر به وهو صاحب‬
‫البة ف المور الستخباراتية أن يشكك ف مثل تلك الروايات أو على القل أن ل‬
‫يقبل با بصفتها مسلّمات‪.‬‬
‫وف منتصف الثمانينيات دعا الكونرس المريكي إل ندوة حضرها عدد من‬
‫الباحثي التخصصي ف دراسات الشرق الوسط ليبحثوا ف الركات السلمية أو ما‬
‫أطلقوا هم عليه "الصولية" وترجت هذه البحوث بعد نشرها نشرا مدودا ف ملة‬
‫الجتمع الكويتية قبيل حرب الليج الثانية (‪1990‬م)‪ ،‬كما أصدر الباحث المريكي‬
‫الرمن الصل ريتشارد هرير دكمجيان دراسة أقرب إل الدراسات الستخباراتية‬
‫بعنوان (الصولية ف العال العرب)‪ .‬وقد حاولت أن ألص الصفات الت وصفت هذه‬
‫الدراسات الركات السلمية با أو من أطلقوا عليهم "الصوليي" فكانت هذه‬
‫الصفات‪:‬‬
‫"‪ -1‬العزلة؛ فالصول قبل كل شيء فرد ييل إل العزلة وهذه العزلة إنا هي‬
‫نتيجة لبية الزمة العربية السلمية‪.‬‬
‫‪ -2‬الكتمال ( أو النضج) قبل الوان‪.‬‬
‫‪ -3‬الركية العدوانية‪ :‬ييل الصوليون إل العدوان ف تعاملهم مع الكفّار‪،‬‬
‫وغالبا مع النمط السائد من السلمي كتعويض لرمانم ف الجتمع ولعتقادهم بأن‬
‫كل من ليس ف جاعتهم إنا هو ضال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -4‬الفاشية‪ :‬تنطوي شخصية الصوليي على كثي من اللمح الت تيّز‬
‫الشخصية الفاشية‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم التسامح‬
‫‪ -6‬الثالية‪ :‬يظهر الصوليون السلميون مؤمني ملصي يثلون أرفع معن‬
‫للمثالية‪.‬‬
‫‪ -7‬القسوة‪ -‬الرأة يبدو على الصوليي التصلب ف الطاعة والتشدد ف طرقة‬
‫الياة‪ ،‬والستعداد للكفاح والتضحية‪.‬‬
‫ولقد وجدت أن وصف الركات السلمية بأنا تدعو إل مثل هذه المور‬
‫يعود إل وقت مبكر؛ ففي عام ‪1948‬م كتبت صحفيّة يهودية ف صحيفة بريطانية‬
‫(صنداي ميور) تقول فيها‪" :‬إن قادة الركة السلمية ياولون إقناع العرب بأنم‬
‫أسى الشعوب على وجه البسيطة‪ ،‬وأن السلم هو خي الديان جيعا‪ ،‬وأفضل قانون‬
‫تيا عليه شعوب الرض كلها"(ص ‪ 14‬عداء اليهود للحركة السلمية‪ ،‬زياد ممود‬
‫علي‪ ،‬دار الفرقان للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫والكتابات الت تؤيد هذه النظرة للسلميي أو الركة السلمية أو التاه‬
‫السلمي أكثر من أن تصى‪ ،‬ولكنّي أضرب الثال بضيف القنصلية المريكية قبل‬
‫أكثر من عشرة أعوام وهو جوزيف كيششيان (كان يعمل ف مؤسسة راند) حي قرأ‬
‫على عدد من أساتذة الامعات والكتّاب والصحفيي السعوديي جزءا من بث يكتبه‬
‫عن "الصوليي"‪ ،‬فكان ما ذكره ف البحث أن الركات السلمية أو الصولية إن‬
‫وصلت إل الكم فإنا ستعيد العال السلمي إل القرون الوسطى من اضطهاد الرأة‬
‫ومعاملة غي السلمي معاملة قاسية وسيتوقف تقدم الجتمع أو إنه سوف يتخلف‪"....‬‬

‫‪7‬‬
‫وأنتقل الن إل التسعينيات من القرن الاضي وبعد سقوط الشيوعية وترر‬
‫دول أوروبا الشرقية حيث ظهر ف الوليات التحدة عدد من الكتاب أخذوا على‬
‫عواتقهم تذير أمريكا ما يزعمون أنه الطر الديد بعد ناية الرب الباردة‪ ،‬ومن‬
‫هؤلء شارلز كروتامر ‪ Charles Krauthammer‬الذي كتب ف ‪ 19‬فباير ‪1990‬م‬
‫تت عنوان كبي "السلم يشن حربا عالية" ويفسر هذه الركة بأنا "انتفاضة‬
‫كونية"‪ ،‬ويزعم الكاتب أن قوة السلم "استبدادية وغي متسامة" (لاذا يوفون الغرب‬
‫بالسلم‪ ،‬مازن مطبقان‪ ،‬السلمون العدد ‪4 ،307‬جادى الخرة ‪1411‬هم( ‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫ديسمب ‪1990‬م)‬
‫ول يتوقف المر عند كروتامر فمن المثلة على تويف الغرب من السلم‬
‫الهود الضخمة للمستشرق المريكي برنارد لويس حيث ألقى ماضرة ف مكتبة‬
‫الكونرس بعنوان (لاذا يكره السلمون أمريكا؟) ف ‪ 29‬مايو ‪1990‬م ث انتقل ليلقي‬
‫الحاضرة نفسها ف ستانفورد وف أماكن أخرى‪.‬‬
‫ويرى آصف حسي أن العداوة للسلم سبقت هذا المر حيث يشي إل‬
‫مقولتي إحداها ليهودي فرنسي والثانية لحد الؤيدين لزب الحافظي البيطانيي؛‬
‫فقد قال نائب رئيس لنة اليهود الفرنسيي‪" :‬ليس ف فرنسا مشكلة عنصرية‪ ،‬وأن‬
‫الشكلة تد طُرُقا للستمرار بظهور السلم" (الارديان ‪ 26‬أبريل ‪1988‬م)‪ ،‬وأما‬
‫القولة البيطانية فقد نشرت ف جريدة الارديان البيطانية ف ‪ 96‬أغسطس ‪1988‬م‬

‫‪ - 1‬وأكاد أزعم أن مقالت هذه من أول القالت الت كتبت ف الصحافة السعودية الت تتناول اتاذ الغرب‬
‫للسلم عدوا بعد سقوط الشيوعية والشكر للقس سبايت الذي أرسل ل تلك القصاصة الثمينة‪ .‬كما أودد أن‬
‫أشي إل كتاب قمت بترجته (وصلن من الدكتور آصف حسي من ليستر ببيطانيا ف أثناء الرب (استغرق‬
‫وصوله ثلثة أشهر) وقمت بترجته وعنوانه (صراع الغرب مع السلم) (نشر عام ‪1420‬هم‪2000/‬م عن‬
‫الندوة العالية للشباب السلمي بالدينة النورة ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وجاء فيها‪ ":‬يب إعادة فتح بريطانيا للبيطانيي‪ ،‬ويب طرد السلمي إل ديارهم إذا‬
‫ل يستطيعوا أن يعيشوا ف بلد يسمح فيه لسلمان رشدي برية التعبي عن آرائه"‪.‬‬
‫ويعلق آسف حسي على هذه العداوة بقوله‪" :‬وف عال ل يستطع الغرب فيه السيطرة‬
‫على السلم – ولن يقدر على ذلك‪ -‬فإن الكمة تفرض على الغرب أن ياول‬
‫التعايش معه‪ ،‬ويعن هذا التعايش ماولة الفهم والحترام التبادل من أجل العيش سويا‪.‬‬
‫ولكن قبل إبداء الرأي ف هذه الحاولة ل بد أولً من فهم السلم والشعوب‬
‫السلمية والعال السلمي‪(".‬ص ‪ ،14‬صراع الغرب مع السلم تأليف آصف حسي‬
‫وترجة مازن مطبقان‪ ،‬الدينة النورة‪ :‬الندوة العالية للشباب السلمي‪1420 /‬هم‪/‬‬
‫‪2000‬م)‬
‫ومشهد الرعب من السلم يظهر ف ألانيا ترصده العديد من البحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬فالستشرقون والعلم والسياسيون يصرحون بذا الرعب حت يقول‬
‫البوفيسور إيدو شتانياخ مدير العهد اللان للدراسات الشرقية‪ " :‬الصورة السلبية‬
‫للسلم ظاهرة عامة ف وسائل العلم اللان وف الجتمع اللان على حد‬
‫سواء"(أديب خضور‪ ،‬صورة العرب ف العلم الغرب‪ ،‬ص ‪ 49‬نقلً عن "صورة‬
‫السلم ف وسائل العلم اللانية والجتمع اللان" فصل من كتاب (العلم العرب‪-‬‬
‫الوروب‪-‬حوار من أجل الستقبل ص ‪.)101‬‬
‫وقد كتب الدكتور زغلول نار تليلً لكتاب إيان ليسر وجراهام فوللر‬
‫(السلم تت الصار ) موضحا السباب الت أدت بالغرب إل النظر إل السلم‬
‫على أنه العدو القادم بعد سقوط الشيوعية وانيار جدار برلي والنظمة الشمولية ف‬
‫أوروبا الشرقية‪ ،‬وأتى بقتطفات من كتابات عدد من الباحثي الغربيي‪ .‬ومن هذه‬
‫القتطفات ما جاء على لسان جون كالفن "لقد كسبنا الرب الباردة بي الشرق‬
‫‪9‬‬
‫والغرب‪ ،‬ولكن هناك خلفا قديا سوف يتجدد ( إن عاجلً أو آجلً) بيننا وبي‬
‫السلم ول ندري من الذي سيكسب العركة" (ص ‪ ،23‬السلم والغرب ف‬
‫كتابات الغربيي)‪ ،‬ونظرا لتاذ السلم عدوا لم فقد نشط الغرب فيما يسمّى‬
‫بالعولة أو المركة أو التغريب بنشر النموذج الغرب حيث دعا الكاتب المريكي‬
‫ماكسويل تيلور ‪ " Maxwell Taylor‬إل ضرورة التبشي بالنموذج المريكي‬
‫وفرض قيمه (إذا كانت به أية قيمة) على الخرين بالقوة تت مسمّى "النظام العالي‬
‫الديد باعتباره النظام المثل (ف نظره)" (ص ‪ 26‬زغلول نار)(‪)2‬‬
‫إذا أصبح السلم ميفا لوروبا والغرب عموما بذا الشكل فلماذا يشى‬
‫العرب والسلمون والذين يعيشون ف جو إسلمي أو أقرب ما يكن للجو السلمي‬
‫من السلم؟ هل يلكون الدلة العقلية النطقية على أن السلميي أو السلمويي‪-‬‬
‫كما يطلقون عليهم تكما واحتقارا‪ -‬حي يصلون إل السلطة – الت هي هدفهم كما‬
‫يزعمون‪ -‬سيكونون مستبدين دكتاتوريي حقيقة؟ هل الستبداد والدكتاتورية‬
‫مقصورة على أصحاب التاه السلمي كما أشار باحث تركي ذات مرة ف أثناء‬
‫حديثه عن الساحة السياسية التركية وأن حزب الرفاه إذا وصل إل الكم فإنم لن‬
‫يسمحوا لغيهم أن يشاركهم السلطة؟‬
‫وف ندوة ف تونس كان الديث عن تركيا فأخذ الدكتور عبد الليل التميمي‬
‫يضرب بيده على الطاولة مؤكدا أن تركيا لن تسمح مطلقا لزب الرفاه أو أي حزب‬
‫إسلمي خارج من عباءة الرفاه أن يصل إل الكم‪ ،‬وأن الشعب التركي أعقل من أن‬
‫يصوت لؤلء ول بد أن يتدخل اليش لوقف هذه الكارثة‪ .‬ول تض سنوات على‬

‫‪ - 2‬كتبت مقالتي باللغة النليزية بعنوان (هل السلم تديد للغرب؟) ف صحيفة سعودي جازيت ‪Is‬‬
‫‪ ?Islam really a threat to the West‬و‬
‫‪10‬‬
‫هذه الراء العجيبة حت وصل حزب الفضيلة بقيادة رجب طيب أردوغان إل الكم‬
‫رغم أنه كان مكوما عليه بالسجن فتسلم الكم عبد ال قل حت إذا انتهت فترة‬
‫سجن أردوغان تسلم السلطة وكان منصب عبد ال قل هو وزارة الارجية‪ ،‬وهاهي‬
‫السنة الرابعة لم ف السلطة‪.‬‬
‫ويقول باحث مغرب عن هذا المر‪" :‬من العروف أن السلميي متهمون‬
‫بالرهاب من جهة والتطرف من جهة أخرى"(السي زروق‪ ،‬السلميي ص ‪)،25‬‬
‫وقد أدى هذا المر إل نتائج خطية كما يقول الباحث بأن كان اتام السلميي‬
‫بالرهاب "أعطى للدول العربية شرعية وحق مارسة الرهاب الضاد وحجب‬
‫الرهاب الوجه للشعوب العربية عن النظار من جهة أخرى"(الرجع نفسه)‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الكتّاب المحاربون للرهاب بزعمهم‬
‫عندما انطلقت البعثات العلمية إل الوليات التحدة المريكية وأوروبا قبل‬
‫أكثر من ثلثي سنة‪ ،‬كان من أول ما أصيب به معظم الشباب العرب السلم الصدمة‬
‫الضارية الت زلزلت أركان البعض حت إنه ل يفق منها مطلقا‪ ،‬ومنهم من كانت‬
‫الصدمة الضارية مؤقتة استطاع بعد مدة أن يتغلب عليها ويستعيد رشده‪ ،‬ومنهم من‬
‫أصابته زمنا طويلً‪.‬‬
‫ولكن كيف كانت هذه الصدمة الضارية؟ رأى البعض أنه جاء من بلد مافظ‬
‫متمسك بالسلم وشعائره وقيمه‪ ،‬وأن هذا البلد يعان من التخلف والهل والرض‪،‬‬
‫فل بد أن يكون التمسك بالسلم هو السبب‪ .‬واختلط الطلب السعوديون بالطلب‬
‫القادمي من الدول الت كان يطلق عليها حينذاك "الدول التقدمية" وكانت حرب‬
‫الستة أيام أو حرب الست ساعات قد أحدثت أزمة نفسية كبى لدى الميع‬
‫فاستغلها بعض الشيوعيي من أمثال صادق جلل العظم ليكتب أن الزية إنا كانت‬
‫بسب الدين‪ .‬وكانت القوة الدعائية لدى طلب الدول السماة بم"التقدمية" أقوى‪،‬‬
‫فوصل بعض الطلب من السعودية إل درجة اليان العميق بالفكر العلمان التغريب‬
‫وأن الدين حقيقة هو سبب التخلف‪ .‬بل إن السخرية بالدين بلغت بأحدهم (كان يعد‬
‫لدرجة الدكتوراه ف التربية عام ‪1970‬م) أن يشبّه القرآن الكري بالشعر الاهلي‪،‬‬
‫ويشيد بآراء طه حسي وغيه ف ضرورة أن نأخذ الضارة الغربية خيها وشرها‪.‬‬
‫وبلغت السخرية بالبعض أن يقترح أن يعطى كل فرد بطاقة مغنطة لتسجيل‬
‫أدائه للصلوات ف السجد‪ ،‬وقد برزت هذه الفكرة عندما علِم الطلب السعوديون ف‬
‫أمريكا ف تلك الفترة (‪ 1970‬وما حولا) أنه سيكون هناك تشديد على حضور‬

‫‪12‬‬
‫الصلة ف الساجد‪( .‬وهذا ما قرأت أن تونس تنوي القيام به قريبا) وتدث أحد‬
‫الطلب العرب عن الزواج ف بلده فوصفه بعملية البيع والشراء‪ .‬لقد كان النبهار‬
‫بالغرب بل حت الستلب قد وصل إل درجة ل يكن تيلها‪ .‬وقد ل يلم الطلب‬
‫كثيا الذين جاؤوا من متمعات تؤكد على آحادية النظرة إل حد كبي‪ ،‬وأن ثة‬
‫طريقة واحدة للسلم‪ ،‬وكذلك غياب الرأي الخر والرية الفردية‪.‬‬
‫وهناك من ل يرج من البلد العربية السلمية ولكنه راعه ما يرى من تقدم‬
‫علمي وتقن وعمران واجتماعي ف الغرب‪ ،‬وقرأ عن الغرب من خلل الديث عن‬
‫أدباء ومفكري أوروبا والغرب عموما فوقع ف نفسه حب القوم‪ ،‬بل إن كلمة الب‬
‫قليلة لقد توله بعض هؤلء بالغرب؛ فأصبح الغرب مقياسا للتقدم والتحضر‪ ،‬فالتنوير‬
‫هو التنوير الوروب والعصور والقرون تقسم وفقا للتقسيم الوروب‪ ،‬والتحضر‬
‫والتقدم هو ما عند أوربا‪ ،‬والنسانية والنسنة هو ما جاء من عندهم‪ .‬بل إن بعضهم‬
‫بدون أي دليل عقلي أو نقلي أنكر أن يكون للمة السلمية أي دور حضاري ف‬
‫الضارة البشرية‪ ،‬فالفتوحات السلمية (الت وصفها جوستاف لوبون بأنا أرحم‬
‫فتوحات عرفها البشر) إنا هي حروب استعمارية ف نظر هؤلء‪.‬‬
‫ويصف ممد الي عبد القادر نظرة هؤلء إل الغرب وحضارته بأنا نظرة‬
‫قائمة على العجاب بالضارة الغربية‪ ،‬ولكن هذا العجاب أدى بم إل "تناول‬
‫القضايا السلمية بأسلوب جاوز حدود الوار الوضوعي إل السخرية والتمويه بل‬
‫الطعن ف مقدسات السلمي‪("..‬اتاهات حديثة ف الفكر العلمان‪ ،‬أم درمان الدار‬
‫السودانية للكتب ‪ ،‬ص ‪)5‬‬
‫ويقارن ممد قطب بي "التنويريي" القدامى من أمثال طه حسي ورفاعة رافع‬
‫الطهطاوي وغيهم و"التنويريي" العاصرين فيقول‪" :‬نسب الجيال الول من‬
‫‪13‬‬
‫التنويريي‪ .....‬كانوا ملصي‪ ،‬وال أعلم بم‪ ،‬ل يكن ف قلوبم ذلك القد السود‬
‫على السلم الذي اكتسبه التأخرون منهم‪ ،‬الذين يتحدثون عن السلمي بشماتة‬
‫ظاهرة ل حياء فيها‪ ،‬ويتحدثون عن السلم كأنه العدو الكب الذي ل بد من إزالته‬
‫من الرض‪(".‬ص ‪ 33‬من كتاب قضية التنوير ف العال السلمي‪ ،‬دار الشروق‬
‫القاهرة‪ 1420،‬هم‪1999/‬م) ويضيف ممد قطب بأن "التنويريي" العاصرين "‬
‫ليسوا حريصي على إنقاذ أمتهم السلمية بصفتها تلك بل هم على العكس حريصون‬
‫على إبعاد هذه المة عن السلم‪ ،‬باعتبار أن هذا هو العلج الذي ل علج غيه لا‬
‫أصاب المة من المراض‪ ،‬فهم سابون مع تيار الغرب برغبة ووعي ويعلمون على‬
‫وجه التحديد ماذا يريدون"(ص ‪)34‬‬
‫لكن الانب الخر من مواقف هذه الفئة أن بعضها دخل مال التعليم الدين‬
‫وتدّين حت درجة متطرفة‪ ،‬بل عرف عن أحدهم أن رفض مظاهر الدنية الديثة‬
‫وسكن ف بيت من الطي‪ .‬واستمر بعضهم ف هذا التطرف العجيب حت أدين بأعمال‬
‫عنف‪ ،‬أو أدين آخرون بالوقوف ف وجه النظمة الاكمة هنا وهناك ودخل بعضهم‬
‫السجن‪ ،‬فلّما خرج تغيّت قناعاته وآراؤه تاما فأخذ يكتب ساخرا من التديني أو‬
‫أصحاب اللتزام الدين أو التنظيمي‪.‬‬
‫وأود أن أضيف سببا لذه العداوة للتاه السلمي الت يصرح بعضهم با ف‬
‫الجالس الاصة ولكن ل يرؤون على كتابتها وهو ما يل قلوبم غيضا وحسدا من‬
‫النجاح الكبي والقبال الماهيي على مؤلفات بعض الكتّاب والشايخ ومن يطلقون‬
‫عليهم "السلمويي" وتدهم دائمي التحذير من هذه الفئة‪ .‬فيذكر أحدهم كيف أن‬
‫كتاب الدكتور عايض القرن (ل تزن) قد بيع منه مليون نسخة أو زيادة‪ ،‬كما أن‬
‫أشرطة الكاسيت الت تمل ماضرات ودروس دينية تباع بأعداد كبية‪ ،‬وكذلك‬
‫‪14‬‬
‫حضور الحاضرات والدروس ف الساجد يكثر روادها بينما أفضل ليبال ل يطمع‬
‫بضور ماضراته عدة أشخاص قد ل يتجاوزون أصابع اليد‪ .‬فهل هذا المهور كلّه‬
‫غب أو إن ف المر سرا يتاج إل اكتشاف؟‬
‫وقد وقف مستشرق هولندي هو يانسن ‪ John Jansen‬من جامعة ليدن‬
‫ف الؤتر العالي الول حول السلم والقرن الواحد والعشرين ليقول بشجاعة ليقول‪:‬‬
‫إن ما أطلق عليه "البديل الليبال" قد فشل‪ ،‬وأكد على أن الليباليي أو العلمانيي‬
‫يدون دعما كبيا من الهات الرسية؛ إذ تطبع كتبهم طباعة فاخرة وتباع بأسعار‬
‫زهيدة ويكّن لم من الظهور ف وسائل العلم الختلفة وباصة الوسائل الكثر‬
‫جاهيية (يدون مساعدة هائلة ليظهروا ف النترنت حاليا –كما هو الال ف موقع‬
‫الدكتور حزة الزين وغيه‪ )-‬ومع ذلك فإن إقبال الماهي ف البلد العربية على‬
‫الكتابات السلمية والكتب الدينية‪ ،‬وأن الكتاب السلمي هو الول ف البيعات ف‬
‫معارض الكتب الت تقام هنا وهناك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تحليل لبعض النماذج من الكتابات المحاربة‬
‫للسلم‬

‫من الصعب على الباحث أن يصي الكتابات الت ظهرت ف السنوات الخية‬
‫وباصة بعد التفجيات الت هزت الرياض والب وغيها من الدن السعودية أو‬
‫التفجيات الت هزت لندن ومدريد وغيها من عواصم العال الت انطلقت تارب‬
‫الرهاب‪ .‬ولكن يكن تقدي بعض النماذج لذه الكتابات‪ .‬وقد تكون النماذج مدودة‬
‫لطبيعة بث يقدم ف مؤتر ل يتيح للباحث سوى دقائق معدودة‪.‬‬
‫وتتنوع هذه الكتابات بي إعجاب شديد بالضارة الغربية حت ل ترى‬
‫حضارة سواها ف العال‪ ،‬أو تتناول الواجهة الزعومة أو القيقية مع الغرب فتعلي من‬
‫شأن القوة الادية للغرب بعامة ولمريكا بصفة خاصة فترى أن أي تفكي ف الواجهة‬
‫ليس لا أي مبر بل هي من الرافة‪ .‬كما تتناول هذه الكتابات الديث عن‬
‫السلميي ومواقفهم من البداع والتجديد وتصفهم بالتقليديي‪ .‬وتتسم هذه الكتابات‬
‫بكثي من أساليب الشتم والقدح والذم فتطلق على أصحاب التاه السلمي بم‬
‫"السلموي" وتصفهم بالتحجر والهل‪ .‬وتسخر من أي دعوة لتطبيق السلم ف‬
‫واقع الياة أو مبدأ أو مقولة (السلم هو الل) وفيما يأت بعض هذه النماذج‪:‬‬
‫•مصطلحات ف سبيل ماربة الرهاب‬
‫لحظت من خلل قراءة عدد من القالت الت كتبها عدد من الكتّاب ف‬
‫مقالتم الت يتناولون با الرهاب وفيما يأت بعض هذه الصطلحات‪:‬‬
‫‪-1‬الصحوي‬
‫‪-2‬السلم اللصحوي‬
‫‪16‬‬
‫‪-3‬أهل الي‬
‫‪-4‬السلفية التقليدية‬
‫‪-5‬سلفية إجرائية سكونية جامدة (تشي ألف خطوة إل الوراء قبل‬
‫أن تشي خطوة واحدة إل المام)‬
‫‪-6‬الراك الجتماعي‬
‫‪-7‬التوضع‪.‬‬
‫‪-8‬التمظهر‪.‬‬
‫هذه الصطلحات وغيها لا مدلولت خاصة لدى القوم يستخدمونا بكثرة‬
‫لتغطي على العن القيقي الذي يقصدونه أو إنم يريدون أن يظهروا للقراء‬
‫سعة علمهم واطلعهم وعمق ثقافتهم‪ .‬وكم من مرة رميت بالصحيفة من‬
‫يدي كراهة إضاعة الوقت ف ماولة فهم طلمسهم‪ ،‬ولكن اضطررت من‬
‫أجل هذا البحث أن أقرأ وأمعن النظر فيما أقرأ لصل إل حقيقة تفكيهم‪.‬‬
‫•العجاب بالضارة الغربية‬
‫يقول ممد علي الحمود أستاذ الدب العرب بامعة القصيم والكاتب بصحيفة‬
‫الرياض‪:‬‬
‫"تقف التجربة الضارية الغربية الديثة كأعظم تربة حضارية عرفها التاريخ‪،‬‬
‫وكأعظم حضارة مؤثرة فيما يتجاوز ميطها الغراف‪ .‬ومن خللا خطا الوعي‬
‫النسان خطوات حاسة؛ تغي بسببها الوعي النسان تغيا نوعيا ل يسبق له أن‬
‫حلم بثله‪ ،‬فضلً عن أن يارسه واقعا‪ ،‬وقطع مراحل ل تر ف خاطر إنسان من‬
‫قبل‪ ،‬فكأنا كانت قبل ذلك مبأة ف رحم الزمان‪ .‬وهذه حقيقة ل يسع العدو ول‬
‫الصديق‪ ،‬ول البعيد ول القريب أن يتجاهلها‪ ،‬فضلً عن أن يهلها‪ ،‬خاصة ف‬
‫وقت هي من أهم مقومات وجوده‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫إن حضارة ما من الضارات السابقة ل تقدم للبشرية ما قدمته الضارة‬
‫الغربية‪ ،‬ول تغي من أناط الياة للغالبية الساحقة من شعوب الرض كما فعلت‬
‫هذه الضارة العجزة (ممد علي الحمود‪ ،‬الرياض ف ‪2004/07/01‬م)‬

‫نعم تستحق الضارة الغربية الت بنت وسائل الدنية من سيارات‬


‫وطائرات وبواخر وغيها من وسائل التقنية‪ ،‬وأرست قواعد العمل الؤسسات النظم‪.‬‬
‫نعم إن الضارة الت تدعو إل احترام حرية الفرد وتنادي بقوق النسان تستحق‬
‫العجاب‪ .‬ولكن سجل هذه الضارة ف غي الانب الادي يكاد يكون صفرا؛ أليست‬
‫هذه الضارة هي الت تسببت ف حربي عاليتي خلل أقل من نصف قرن راح ضحيتها‬
‫عشرات الليي ودمرت عشرات الدن والقرى؟ أليست هذه هي الضارة الت‬
‫اخترعت أسلحة الدمار الشامل ‪ ،‬والسلحة البيولوجية والكيميائية؟ أليست هذه‬
‫الضارة هي حضارات النابال والقنابل العنقودية‪ .‬أل ترفض الوليات التحدة المريكية‬
‫رائدة الضارة الغربية اليوم التوقيع على معاهدات نزع اللغام الرضية‪ ،‬ول تصادق‬
‫على عدد من العاهدات الدولية؟‬
‫لسنا ف مال أن نوضح عيوب الضارة الغربية قديا أو اليوم ولكن إذا‬
‫أحببنا الضارة الغربية وعشقناها فلنعلم أن لا عيوبا‪ ،‬كما علينا أن نتذكر أن غيها من‬
‫الضارات السابقة قد أسهمت ف تقدم البشرية تقدما حقيقيا ليس ف مال التقنية‬
‫واللت بل ف مال الفكر والدب وترقية حياة النسان على هذه الرض؟ هل هو‬
‫باجة إل أن يعرف ما قدمته الضارة السلمية؟ هل يصعب عليه أن يرجع إل الراجع‬
‫الت تتناول هذه القضايا وهي كثية‪.‬‬
‫كما أبدى الحمود حزنه الشديد عندما تعرضت لندن لعمال إرهابية‪،‬‬
‫ول شك أن علماء المة كتبوا كثيا ف العتراض على مثل هذه العمال‪ ،‬لكن أن‬

‫‪18‬‬
‫تكون فرصة للحديث عن الب والعشق واليام ببيطانيا فأمر يثي التعجب وفيما يلي‬
‫عبارات الحمود عن لندن "وصل الرهاب إل (لندن) قلب العال التحضر‪ ،‬إل ذلك‬
‫العال الي النابض بدماء الرية والكرامة والنسانية‪ ،‬لندن‪ ،‬مدينة السلم‪ -‬بق‪ -‬تفيق‬
‫من سباتا المن الضمخ بعبق التاريخ والعاصرة على النعيب الصول‪ ،‬نعيب أعداء‬
‫السلم وأعداء النسان‪ ،‬وصل إليها الرهاب بعد أن كانت لدة طويلة –اللجأ المن‬
‫لسراب الطيور الرهابية الهاجرة؟‬
‫ل نريد أن نذكره ببيطانيا الت زرعت إسرائيل‪ ،‬ول بريطانيا الت‬
‫احتلت مصر وعينت القسيس دنلوب ليضع الناهج الدراسية فيها‪ ،‬ول نريد أن نذكره‬
‫بكرومر ول بقتل الفلحيي الصريي ول بدانشوار ‪ ،‬ولكن ليتذكر أن بريطانيا شريكة‬
‫أمريكا ف ضرب العراق وأفغانستان‪ ،‬ولو قررت أمريكا أن تضرب أي مكان ف العال‬
‫فإن بريطانيا ستكون شريكة لا‪ .‬لاذا الصرار على هذا الب العجيب ؟ الذي جعله‬
‫يقول عن بريطانيا "وف الملكة التحدة (بريطانيا) الت أشرق منها نور الضارة‬
‫العاصرة‪ ،‬حيث شق الُدى (هدى الضارة النسانية) أكمامه‪ ،‬وتادى موكبا ف‬
‫موكب‬
‫•الزية النفسية والدعوة إل النزام‬
‫كتب الحمود تت عنوان (نن وأمريكا حقيقة القوة)(‪26/8/2004‬م)‬
‫يؤكد على القوة المريكية وأن من الطأ التفكي ف الواجهة مع أقوى قوة ف العال‬
‫وفيما يأت بعض عباراته‪ " :‬إن كثيا من اليديولوجيات القومية والسلمية قد أخذت‬
‫على نفسها مهمة بعض روح العداء للخر وخاصة المريكي‪ ،‬عب رفع لشعارات‬
‫الصراع والعركة! بعيدا عن تقرير حقيقة قوة هذا الخر وحقيقة احتياجنا إليه‪".‬‬
‫ويضيف ف موضع آخر مؤكدا مسألة القوة المريكية "كما أن سقوطها‬
‫‪19‬‬
‫العسكري(الستحيل طبعا ف الدى النظور يفتح الباب على مصراعيه لفوضى عسكرية‬
‫عالية‪ ،‬نن الضعف ف كافة معادلتا حت ف ظل أحلم الوحدة العربية والسلمية"‬
‫ويكننا أن نتساءل لاذا هذا الصرار على تأكيد ضعفنا‪ -‬مع أنه واقع‪ -‬وعلى‬
‫أن أمريكا القوى ل يكن أن تُهزم؟ فهل يكننا أن نذكر حلة نابليون على مصر‬
‫وكيف أن الصريي قاموا بأعمال مقاومة كبية رغم الفارق الضخم ف المكانات‬
‫بي القوتي‪ .‬أل يقرأ الحمود وأمثاله مسألة التحدي وإرادة الشعوب؟‬
‫•الرهاب والرية‬
‫إن الطالبة بالرية مطلب أساسي لكل بشر ومع الرية الكرامة القيقية‪ ،‬ولكن‬
‫أن ينسب إل التاه السلمي أو "السلمويي" أنم يصادرون الريات فأمر يتاج‬
‫إل مراجعة دقيقة‪ .‬ويد أحد كتاب تيار ماربة السلم فرصة لتام السلميي أنم‬
‫يصادرون حريات غيهم‪ ،‬ويكثر البكاء على الرية‪ .‬وما قاله ف هذا الصدد "إن‬
‫الرهاب الفكري –فيما لو حضر بقوة‪ -‬سيغتصب القيمة الول والوهرية للكائن‬
‫النسان (الرية)تلك القيمة العليا الت يب التمسك با حت الرمق الخي لكل‬
‫إنسان" ويربط ضياع الرية بالفهم غي السليم للسلم بقوله ‪ ":‬لن هذا الصراع قبل‬
‫أن كون صراعا بي الؤسسة المنية والرهابيي‪ ،‬هو صراع بي الجتمع با ينطوي‬
‫عليه من مكتسبات الرية والرهابيي ومنظريهم الذين يسعون لقولبة الجتمع وأطرنته‬
‫وفق رؤاهم الستمدة من فهمهم الكسيح للدين السلمي" (ف القضاء على الرهاب‪،‬‬
‫ممد الحمود‪11/3/2004 ،‬م)‬
‫•قضية الرأة‬
‫يريد بعض الكتّاب أن ينتقد السلم بأنه ل يقدم لشكلة الرأة أية حلول أو أن‬
‫السلم هو الذي يضع العراقيل ف طريق مشاركة الرأة ف الجتمع‪ .‬ويكتبون بطريقة‬
‫‪20‬‬
‫فيها كثي من الغموض ‪ ،‬وإليك ما كتبه الحمود ‪ ":‬إشكالية الرأة مثلً‪ ،‬وهي من‬
‫أعقد الشكاليات وأشدها إلاحا‪ ،‬ل يتقدم الصحوي بأي حل عملي ف هذا‬
‫الضمار" ويوضح المر أكثر بقوله‪" :‬حي واجه الصحوي إشكاليات الرأة الراهنة الت‬
‫تتطلب برناما عمليا ظهر تبطه الرضي‪ ،‬ل تكن السألة تنظيا ووعظا‪ ،‬ول يعد الل‬
‫ف تصوير البيت (سجنا)يوله اليال بحض القتناع إل (جنّة)‪ .‬الرأة الن يكمها‬
‫الواقع بضرورياته الت تتنامى يوما بعد يوم‪ ،‬و (السخرية با) بأن البيت ملكتها!) ل‬
‫ينفعها ف واقع الياة شيئا‪ .‬اقتاتت الرأة على الوعود زمنا‪ ،‬فلم ترج من ذلك إلّ‬
‫بزيف الوعد الصحوي‪ ،‬وقناعة راسخة‪ ،‬تؤمن بأن الراك الصحوي حراك ذكوري ف‬
‫ممل تصوراته"(الصحوي ناظرا ومنظورا إليه‪ ،‬الحمود‪ ،‬الرياض‪24 ،‬مارس‬
‫‪2005‬م)‬
‫والحمود ف هذه القالت وغيها ل يكتب بالنهج العلمي فيذكر ما يريد‬
‫(الصحوي) من الرأة ول كيف يفكر ف هذه القضية‪ ،‬إنه يورد آراء يسقطها على‬
‫الخرين ويعتقد أن المهور سيقبل هذه الراء‪ .‬من قال إن الصحوي أو السلم يريد‬
‫للمرأة أن تقبع ف البيت وأنه يوهها بأنه (النة) وليس (السجن)‪ .‬وما الوعد‬
‫الصحوي الذي يراه الحمود زيفا؟ هل عمل الرأة ف البيت ورعاية السرة سجنا‬
‫حقا؟ أل تقرر إحدى الوظفات الكبار ف شركة ببسي كول ذات يوم أن تعود إل‬
‫البيت‪ ،‬وقررت غيها كذلك؟ هل تأثرن بالصحوي ‪ ،‬وهل عند المريكيي صحوي‬
‫ول صحوي‪.‬‬
‫•السلم والنسانية‬
‫يارس الحمود هوايته ف الطعن ف السلم والتاريخ السلمي‪ ،‬وقد أثاره‬
‫منظر سيارة نقل تمل عمّالً ف مدينة سعودية فجعلها فرصة للحديث عن النسانية‬
‫‪21‬‬
‫والنسان‪ ،‬وبكى بدموع غزيرة على غياب النسانية ف الضارة السلمية‪ .‬وكتب ف‬
‫هذا يتعجب من انشغال "السلمويي" عن "قضية النسان" حيث يقول‪ " :‬مت يشتغل‬
‫السلموي عن معاركه الت يدخلنا فيها صباح مساء بقضية إسلمية حقيقية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫قضية النسان ويغيب ما سواه؟‬

‫ملحوظة‪ :‬ل تكتمل كتابة هذا البحث وأرجو أن تتوفر الفرصة لكماله وقد‬
‫ظهرت كتب جديدة حول الواجهة مع الليباليي‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like