Professional Documents
Culture Documents
الرهاب
إعداد
2
هؤلء الكتاب اسمتغلوا تورط بعمض ممن يطلقون على أنفسمهم "إسملميي"
للطعمن فم السملم ممن النواحمي السمياسية ،والقتصمادية ،والثقافيمة ،والفكريمة،
والجتماعية ،والتعليمية .فقد كتب أحدهم يطالب بإغلق مدارس تفيظ القرآن على
سبيل الثال ،كما كتب آخر صابا جام غضبه على موسوعة الديان والذاهب الصادرة
الندوة العالية للشباب السلمي ما كتب فيها حول الداثة باصة وعن الخر بعامة.
وأن كر آخرون وجود ت صص ا سه القت صاد ال سلمي ،وانتقدوا البنوك ال سلمية أو
العاملت ال سلمية وغ ي ذلك ،ك ما انت قد الب عض تشريعات ال سلم ف مال الرأة
ومن ذلك :الجاب أو علقة الرجل بالرأة عموما.
يهدف هذا البحمث إل دراسمة ناذج ممن مقالت مموعمة ممن الكتّاب فم
الصحافة السعودية للتعرّف إل حقيقة هذا الجوم على السلم .وسوف يقسم البحث
إل ثلثة مباحث:
الب حث الول يتناول هذا الب حث أسمباب الر بط بيم من يقومون بالعمال
الرهابية والسلم،
الب حث الثا ن ويقدم الب حث تعريفا بالكتّاب الذ ين ت اختيار هم وخلفيات م
الثقافية والسياسية.
البحث الثالث :تليل لبعض النماذج من الكتابات الحاربة للسلم.
3
المبحث الول
أسباب الربط بين الرهابيين والسلم
ل يكن الكتّاب السعوديون الذين ظهروا ف السنوات الاضية بعد وقوع بعض
أحداث التفجيات ف الملكة من أمثال منصور النقيدان أو علي الحمود أو مشهور
الذايدي أو حزة الزين أو غيهم هم أول من ربط السلم بالرهاب؟ أن ماربة
هؤلء للسلم وهم بزعمهم ياربون الرهاب لمر خطي .ومع هذا فإن بعضهم
بكم وجودهم ف الملكة العربية السعودية أو حت ف مدينة تعد عند البعض من أكثر
الناطق مافظة بل تشددا أيضا ل يستطيع إلّ أن يردد دائما السلم -ف نظرهم -دين
عظيم وأنم ل يرون ف السلم عدوا لم.
ولكن لن التاريخ هو الصدر لكثي من هذه التوجهات الت طفت على السطح
هذه اليام فإننا ينبغي أن نعود إل بداية اهتمام الكتابات الغربية وكذلك التوجهات
القومية والبعثية والشيوعية وغيها بالسلم والركات السلمية.
فبالنسبة لقوى الحتلل الجنب الت كانت ف بعض البلد العربية السلمية
كان لا اهتمامها الاص بالركات السلمية أو المعيات الدينية وباصة ذات
التوجه التحرري .فنجد على سبيل الثال أن دوائر المن الفرنسية كانت تكتب
تقاريرها عن الشهد السياسي ف الزائر فتأت (جعية العلماء السلمي الزائريي) ف
قائمة اهتمام تلك التقارير .وكانت تلك التقارير ترى أن المعية هي أخطر حركات
التحرر السياسي ف البلد .ومن العجيب أن الركات القومية العلمانية كانت تضم ف
تلك التقارير ولكنها ل تكن تيف الانب الفرنسي .بل ربا أشاروا ف بعض تقاريرهم
أن التوجهات القومية أو أولئك الذين تفرنسوا ل يثيون أي خوف حقيقي .أما إصرار
السلطات المنية الفرنسية أو الستعمارية عموما على حرب حركات التحرر الوطن
4
القومية العلمانية فإنا لتعطيهم وهجا وسعة ومكانة ف الجتمع .وهذا هو ما ذكره
ممد قطب ف كتابه (واقعنا العاصر) عن الركات الوطنية العلمانية بأنا كانت
حركات موجهة ف الصل ضد السلم والقيم السلمية ،فقد أفرغت الصطلحات
السلمية من مضمونا القيقي ومن أبرز تلك الصطلحات (الهاد) ضد الحتل بل
تول المر إل نضال قومي من أجل التراب -مع أن التراب له قيمته عند الركات
السلمية لكن للجهاد قيم أخرى .ويضيف ممد قطب إن ذلك من خطة الغربيي ف
أساه (صناعة الزعيم) وقد فعلوا هذا ف تونس وف الزائر وف الغرب وف غيها من
البلد العربية السلمية.
وكان من أطرف التامات الت توجه إل كل من يدعو إل العودة إل
السلم ف عقيدته الصافية وف أخلقه وسلوكه ومعاملته وتشريعاته إنا هو كاره
للجنب ،ويصفونه بأنه مصاب بالزينوفوبيا ( .)Xenophobiaول تتحدث الوثائق عن
أن الفرنسيي الحتلي كانوا يعيشون ف أحسن الحياء ،ويتقاضون أعلى الجور ،بل
إن الفرنسي القادم من فرنسا يتقاضي خسة وعشرين بالائة زيادة على راتب الفرنسي
أو الزائري القيم ف الزائر حي يقومون بالعمل نفسه ،وكان الفرنسي إذا استخدم
خادما ف بيته سّاها فاطمة ،والادم اسه ممد .أما الزائريي فكانوا يعيشون أسوأ
الظروف وقد تدثت الرسائل العلمية الامعية عن ماعات كثية حدثت بي الزائريي
ف أثناء الحتلل ،بعد كل هذا أل يق لم أن يكرهوا هذا الجنب!!!
وفعل الحتلل المر نفسه ف بقية البلد العربية ف الهتمام بالركات
السلمية .ففي مصر على سبيل الثال كتب مورو بيجر عن الجتمع الصري منذ
المسينيات اليلدية ،ث جاء ميتشل ليكتب عن حركة الخوان السلمي وتعددت
الكتابات حول الركة السلمية .ومن المثلة على الوقف العدائي من الركات
5
السلمية أن برنارد لويس الباحث العال الستشرق الشهور حي كتب عن مصر
وحركة الخوان السلمي وأشار إل حريق القاهرة عام () أو حادثة النشية ،ل يستطع
أن يتجاوز الرواية الرسية لجهزة جال عبد الناصر ،وكان الجدر به وهو صاحب
البة ف المور الستخباراتية أن يشكك ف مثل تلك الروايات أو على القل أن ل
يقبل با بصفتها مسلّمات.
وف منتصف الثمانينيات دعا الكونرس المريكي إل ندوة حضرها عدد من
الباحثي التخصصي ف دراسات الشرق الوسط ليبحثوا ف الركات السلمية أو ما
أطلقوا هم عليه "الصولية" وترجت هذه البحوث بعد نشرها نشرا مدودا ف ملة
الجتمع الكويتية قبيل حرب الليج الثانية (1990م) ،كما أصدر الباحث المريكي
الرمن الصل ريتشارد هرير دكمجيان دراسة أقرب إل الدراسات الستخباراتية
بعنوان (الصولية ف العال العرب) .وقد حاولت أن ألص الصفات الت وصفت هذه
الدراسات الركات السلمية با أو من أطلقوا عليهم "الصوليي" فكانت هذه
الصفات:
" -1العزلة؛ فالصول قبل كل شيء فرد ييل إل العزلة وهذه العزلة إنا هي
نتيجة لبية الزمة العربية السلمية.
-2الكتمال ( أو النضج) قبل الوان.
-3الركية العدوانية :ييل الصوليون إل العدوان ف تعاملهم مع الكفّار،
وغالبا مع النمط السائد من السلمي كتعويض لرمانم ف الجتمع ولعتقادهم بأن
كل من ليس ف جاعتهم إنا هو ضال.
6
-4الفاشية :تنطوي شخصية الصوليي على كثي من اللمح الت تيّز
الشخصية الفاشية.
-5عدم التسامح
-6الثالية :يظهر الصوليون السلميون مؤمني ملصي يثلون أرفع معن
للمثالية.
-7القسوة -الرأة يبدو على الصوليي التصلب ف الطاعة والتشدد ف طرقة
الياة ،والستعداد للكفاح والتضحية.
ولقد وجدت أن وصف الركات السلمية بأنا تدعو إل مثل هذه المور
يعود إل وقت مبكر؛ ففي عام 1948م كتبت صحفيّة يهودية ف صحيفة بريطانية
(صنداي ميور) تقول فيها" :إن قادة الركة السلمية ياولون إقناع العرب بأنم
أسى الشعوب على وجه البسيطة ،وأن السلم هو خي الديان جيعا ،وأفضل قانون
تيا عليه شعوب الرض كلها"(ص 14عداء اليهود للحركة السلمية ،زياد ممود
علي ،دار الفرقان للنشر والتوزيع).
والكتابات الت تؤيد هذه النظرة للسلميي أو الركة السلمية أو التاه
السلمي أكثر من أن تصى ،ولكنّي أضرب الثال بضيف القنصلية المريكية قبل
أكثر من عشرة أعوام وهو جوزيف كيششيان (كان يعمل ف مؤسسة راند) حي قرأ
على عدد من أساتذة الامعات والكتّاب والصحفيي السعوديي جزءا من بث يكتبه
عن "الصوليي" ،فكان ما ذكره ف البحث أن الركات السلمية أو الصولية إن
وصلت إل الكم فإنا ستعيد العال السلمي إل القرون الوسطى من اضطهاد الرأة
ومعاملة غي السلمي معاملة قاسية وسيتوقف تقدم الجتمع أو إنه سوف يتخلف"....
7
وأنتقل الن إل التسعينيات من القرن الاضي وبعد سقوط الشيوعية وترر
دول أوروبا الشرقية حيث ظهر ف الوليات التحدة عدد من الكتاب أخذوا على
عواتقهم تذير أمريكا ما يزعمون أنه الطر الديد بعد ناية الرب الباردة ،ومن
هؤلء شارلز كروتامر Charles Krauthammerالذي كتب ف 19فباير 1990م
تت عنوان كبي "السلم يشن حربا عالية" ويفسر هذه الركة بأنا "انتفاضة
كونية" ،ويزعم الكاتب أن قوة السلم "استبدادية وغي متسامة" (لاذا يوفون الغرب
بالسلم ،مازن مطبقان ،السلمون العدد 4 ،307جادى الخرة 1411هم( 21
1
ديسمب 1990م)
ول يتوقف المر عند كروتامر فمن المثلة على تويف الغرب من السلم
الهود الضخمة للمستشرق المريكي برنارد لويس حيث ألقى ماضرة ف مكتبة
الكونرس بعنوان (لاذا يكره السلمون أمريكا؟) ف 29مايو 1990م ث انتقل ليلقي
الحاضرة نفسها ف ستانفورد وف أماكن أخرى.
ويرى آصف حسي أن العداوة للسلم سبقت هذا المر حيث يشي إل
مقولتي إحداها ليهودي فرنسي والثانية لحد الؤيدين لزب الحافظي البيطانيي؛
فقد قال نائب رئيس لنة اليهود الفرنسيي" :ليس ف فرنسا مشكلة عنصرية ،وأن
الشكلة تد طُرُقا للستمرار بظهور السلم" (الارديان 26أبريل 1988م) ،وأما
القولة البيطانية فقد نشرت ف جريدة الارديان البيطانية ف 96أغسطس 1988م
- 1وأكاد أزعم أن مقالت هذه من أول القالت الت كتبت ف الصحافة السعودية الت تتناول اتاذ الغرب
للسلم عدوا بعد سقوط الشيوعية والشكر للقس سبايت الذي أرسل ل تلك القصاصة الثمينة .كما أودد أن
أشي إل كتاب قمت بترجته (وصلن من الدكتور آصف حسي من ليستر ببيطانيا ف أثناء الرب (استغرق
وصوله ثلثة أشهر) وقمت بترجته وعنوانه (صراع الغرب مع السلم) (نشر عام 1420هم2000/م عن
الندوة العالية للشباب السلمي بالدينة النورة .
8
وجاء فيها ":يب إعادة فتح بريطانيا للبيطانيي ،ويب طرد السلمي إل ديارهم إذا
ل يستطيعوا أن يعيشوا ف بلد يسمح فيه لسلمان رشدي برية التعبي عن آرائه".
ويعلق آسف حسي على هذه العداوة بقوله" :وف عال ل يستطع الغرب فيه السيطرة
على السلم – ولن يقدر على ذلك -فإن الكمة تفرض على الغرب أن ياول
التعايش معه ،ويعن هذا التعايش ماولة الفهم والحترام التبادل من أجل العيش سويا.
ولكن قبل إبداء الرأي ف هذه الحاولة ل بد أولً من فهم السلم والشعوب
السلمية والعال السلمي(".ص ،14صراع الغرب مع السلم تأليف آصف حسي
وترجة مازن مطبقان ،الدينة النورة :الندوة العالية للشباب السلمي1420 /هم/
2000م)
ومشهد الرعب من السلم يظهر ف ألانيا ترصده العديد من البحوث
والدراسات ،فالستشرقون والعلم والسياسيون يصرحون بذا الرعب حت يقول
البوفيسور إيدو شتانياخ مدير العهد اللان للدراسات الشرقية " :الصورة السلبية
للسلم ظاهرة عامة ف وسائل العلم اللان وف الجتمع اللان على حد
سواء"(أديب خضور ،صورة العرب ف العلم الغرب ،ص 49نقلً عن "صورة
السلم ف وسائل العلم اللانية والجتمع اللان" فصل من كتاب (العلم العرب-
الوروب-حوار من أجل الستقبل ص .)101
وقد كتب الدكتور زغلول نار تليلً لكتاب إيان ليسر وجراهام فوللر
(السلم تت الصار ) موضحا السباب الت أدت بالغرب إل النظر إل السلم
على أنه العدو القادم بعد سقوط الشيوعية وانيار جدار برلي والنظمة الشمولية ف
أوروبا الشرقية ،وأتى بقتطفات من كتابات عدد من الباحثي الغربيي .ومن هذه
القتطفات ما جاء على لسان جون كالفن "لقد كسبنا الرب الباردة بي الشرق
9
والغرب ،ولكن هناك خلفا قديا سوف يتجدد ( إن عاجلً أو آجلً) بيننا وبي
السلم ول ندري من الذي سيكسب العركة" (ص ،23السلم والغرب ف
كتابات الغربيي) ،ونظرا لتاذ السلم عدوا لم فقد نشط الغرب فيما يسمّى
بالعولة أو المركة أو التغريب بنشر النموذج الغرب حيث دعا الكاتب المريكي
ماكسويل تيلور " Maxwell Taylorإل ضرورة التبشي بالنموذج المريكي
وفرض قيمه (إذا كانت به أية قيمة) على الخرين بالقوة تت مسمّى "النظام العالي
الديد باعتباره النظام المثل (ف نظره)" (ص 26زغلول نار)()2
إذا أصبح السلم ميفا لوروبا والغرب عموما بذا الشكل فلماذا يشى
العرب والسلمون والذين يعيشون ف جو إسلمي أو أقرب ما يكن للجو السلمي
من السلم؟ هل يلكون الدلة العقلية النطقية على أن السلميي أو السلمويي-
كما يطلقون عليهم تكما واحتقارا -حي يصلون إل السلطة – الت هي هدفهم كما
يزعمون -سيكونون مستبدين دكتاتوريي حقيقة؟ هل الستبداد والدكتاتورية
مقصورة على أصحاب التاه السلمي كما أشار باحث تركي ذات مرة ف أثناء
حديثه عن الساحة السياسية التركية وأن حزب الرفاه إذا وصل إل الكم فإنم لن
يسمحوا لغيهم أن يشاركهم السلطة؟
وف ندوة ف تونس كان الديث عن تركيا فأخذ الدكتور عبد الليل التميمي
يضرب بيده على الطاولة مؤكدا أن تركيا لن تسمح مطلقا لزب الرفاه أو أي حزب
إسلمي خارج من عباءة الرفاه أن يصل إل الكم ،وأن الشعب التركي أعقل من أن
يصوت لؤلء ول بد أن يتدخل اليش لوقف هذه الكارثة .ول تض سنوات على
- 2كتبت مقالتي باللغة النليزية بعنوان (هل السلم تديد للغرب؟) ف صحيفة سعودي جازيت Is
?Islam really a threat to the Westو
10
هذه الراء العجيبة حت وصل حزب الفضيلة بقيادة رجب طيب أردوغان إل الكم
رغم أنه كان مكوما عليه بالسجن فتسلم الكم عبد ال قل حت إذا انتهت فترة
سجن أردوغان تسلم السلطة وكان منصب عبد ال قل هو وزارة الارجية ،وهاهي
السنة الرابعة لم ف السلطة.
ويقول باحث مغرب عن هذا المر" :من العروف أن السلميي متهمون
بالرهاب من جهة والتطرف من جهة أخرى"(السي زروق ،السلميي ص )،25
وقد أدى هذا المر إل نتائج خطية كما يقول الباحث بأن كان اتام السلميي
بالرهاب "أعطى للدول العربية شرعية وحق مارسة الرهاب الضاد وحجب
الرهاب الوجه للشعوب العربية عن النظار من جهة أخرى"(الرجع نفسه)
11
المبحث الثاني
الكتّاب المحاربون للرهاب بزعمهم
عندما انطلقت البعثات العلمية إل الوليات التحدة المريكية وأوروبا قبل
أكثر من ثلثي سنة ،كان من أول ما أصيب به معظم الشباب العرب السلم الصدمة
الضارية الت زلزلت أركان البعض حت إنه ل يفق منها مطلقا ،ومنهم من كانت
الصدمة الضارية مؤقتة استطاع بعد مدة أن يتغلب عليها ويستعيد رشده ،ومنهم من
أصابته زمنا طويلً.
ولكن كيف كانت هذه الصدمة الضارية؟ رأى البعض أنه جاء من بلد مافظ
متمسك بالسلم وشعائره وقيمه ،وأن هذا البلد يعان من التخلف والهل والرض،
فل بد أن يكون التمسك بالسلم هو السبب .واختلط الطلب السعوديون بالطلب
القادمي من الدول الت كان يطلق عليها حينذاك "الدول التقدمية" وكانت حرب
الستة أيام أو حرب الست ساعات قد أحدثت أزمة نفسية كبى لدى الميع
فاستغلها بعض الشيوعيي من أمثال صادق جلل العظم ليكتب أن الزية إنا كانت
بسب الدين .وكانت القوة الدعائية لدى طلب الدول السماة بم"التقدمية" أقوى،
فوصل بعض الطلب من السعودية إل درجة اليان العميق بالفكر العلمان التغريب
وأن الدين حقيقة هو سبب التخلف .بل إن السخرية بالدين بلغت بأحدهم (كان يعد
لدرجة الدكتوراه ف التربية عام 1970م) أن يشبّه القرآن الكري بالشعر الاهلي،
ويشيد بآراء طه حسي وغيه ف ضرورة أن نأخذ الضارة الغربية خيها وشرها.
وبلغت السخرية بالبعض أن يقترح أن يعطى كل فرد بطاقة مغنطة لتسجيل
أدائه للصلوات ف السجد ،وقد برزت هذه الفكرة عندما علِم الطلب السعوديون ف
أمريكا ف تلك الفترة ( 1970وما حولا) أنه سيكون هناك تشديد على حضور
12
الصلة ف الساجد( .وهذا ما قرأت أن تونس تنوي القيام به قريبا) وتدث أحد
الطلب العرب عن الزواج ف بلده فوصفه بعملية البيع والشراء .لقد كان النبهار
بالغرب بل حت الستلب قد وصل إل درجة ل يكن تيلها .وقد ل يلم الطلب
كثيا الذين جاؤوا من متمعات تؤكد على آحادية النظرة إل حد كبي ،وأن ثة
طريقة واحدة للسلم ،وكذلك غياب الرأي الخر والرية الفردية.
وهناك من ل يرج من البلد العربية السلمية ولكنه راعه ما يرى من تقدم
علمي وتقن وعمران واجتماعي ف الغرب ،وقرأ عن الغرب من خلل الديث عن
أدباء ومفكري أوروبا والغرب عموما فوقع ف نفسه حب القوم ،بل إن كلمة الب
قليلة لقد توله بعض هؤلء بالغرب؛ فأصبح الغرب مقياسا للتقدم والتحضر ،فالتنوير
هو التنوير الوروب والعصور والقرون تقسم وفقا للتقسيم الوروب ،والتحضر
والتقدم هو ما عند أوربا ،والنسانية والنسنة هو ما جاء من عندهم .بل إن بعضهم
بدون أي دليل عقلي أو نقلي أنكر أن يكون للمة السلمية أي دور حضاري ف
الضارة البشرية ،فالفتوحات السلمية (الت وصفها جوستاف لوبون بأنا أرحم
فتوحات عرفها البشر) إنا هي حروب استعمارية ف نظر هؤلء.
ويصف ممد الي عبد القادر نظرة هؤلء إل الغرب وحضارته بأنا نظرة
قائمة على العجاب بالضارة الغربية ،ولكن هذا العجاب أدى بم إل "تناول
القضايا السلمية بأسلوب جاوز حدود الوار الوضوعي إل السخرية والتمويه بل
الطعن ف مقدسات السلمي("..اتاهات حديثة ف الفكر العلمان ،أم درمان الدار
السودانية للكتب ،ص )5
ويقارن ممد قطب بي "التنويريي" القدامى من أمثال طه حسي ورفاعة رافع
الطهطاوي وغيهم و"التنويريي" العاصرين فيقول" :نسب الجيال الول من
13
التنويريي .....كانوا ملصي ،وال أعلم بم ،ل يكن ف قلوبم ذلك القد السود
على السلم الذي اكتسبه التأخرون منهم ،الذين يتحدثون عن السلمي بشماتة
ظاهرة ل حياء فيها ،ويتحدثون عن السلم كأنه العدو الكب الذي ل بد من إزالته
من الرض(".ص 33من كتاب قضية التنوير ف العال السلمي ،دار الشروق
القاهرة 1420،هم1999/م) ويضيف ممد قطب بأن "التنويريي" العاصرين "
ليسوا حريصي على إنقاذ أمتهم السلمية بصفتها تلك بل هم على العكس حريصون
على إبعاد هذه المة عن السلم ،باعتبار أن هذا هو العلج الذي ل علج غيه لا
أصاب المة من المراض ،فهم سابون مع تيار الغرب برغبة ووعي ويعلمون على
وجه التحديد ماذا يريدون"(ص )34
لكن الانب الخر من مواقف هذه الفئة أن بعضها دخل مال التعليم الدين
وتدّين حت درجة متطرفة ،بل عرف عن أحدهم أن رفض مظاهر الدنية الديثة
وسكن ف بيت من الطي .واستمر بعضهم ف هذا التطرف العجيب حت أدين بأعمال
عنف ،أو أدين آخرون بالوقوف ف وجه النظمة الاكمة هنا وهناك ودخل بعضهم
السجن ،فلّما خرج تغيّت قناعاته وآراؤه تاما فأخذ يكتب ساخرا من التديني أو
أصحاب اللتزام الدين أو التنظيمي.
وأود أن أضيف سببا لذه العداوة للتاه السلمي الت يصرح بعضهم با ف
الجالس الاصة ولكن ل يرؤون على كتابتها وهو ما يل قلوبم غيضا وحسدا من
النجاح الكبي والقبال الماهيي على مؤلفات بعض الكتّاب والشايخ ومن يطلقون
عليهم "السلمويي" وتدهم دائمي التحذير من هذه الفئة .فيذكر أحدهم كيف أن
كتاب الدكتور عايض القرن (ل تزن) قد بيع منه مليون نسخة أو زيادة ،كما أن
أشرطة الكاسيت الت تمل ماضرات ودروس دينية تباع بأعداد كبية ،وكذلك
14
حضور الحاضرات والدروس ف الساجد يكثر روادها بينما أفضل ليبال ل يطمع
بضور ماضراته عدة أشخاص قد ل يتجاوزون أصابع اليد .فهل هذا المهور كلّه
غب أو إن ف المر سرا يتاج إل اكتشاف؟
وقد وقف مستشرق هولندي هو يانسن John Jansenمن جامعة ليدن
ف الؤتر العالي الول حول السلم والقرن الواحد والعشرين ليقول بشجاعة ليقول:
إن ما أطلق عليه "البديل الليبال" قد فشل ،وأكد على أن الليباليي أو العلمانيي
يدون دعما كبيا من الهات الرسية؛ إذ تطبع كتبهم طباعة فاخرة وتباع بأسعار
زهيدة ويكّن لم من الظهور ف وسائل العلم الختلفة وباصة الوسائل الكثر
جاهيية (يدون مساعدة هائلة ليظهروا ف النترنت حاليا –كما هو الال ف موقع
الدكتور حزة الزين وغيه )-ومع ذلك فإن إقبال الماهي ف البلد العربية على
الكتابات السلمية والكتب الدينية ،وأن الكتاب السلمي هو الول ف البيعات ف
معارض الكتب الت تقام هنا وهناك.
15
المبحث الثالث
تحليل لبعض النماذج من الكتابات المحاربة
للسلم
من الصعب على الباحث أن يصي الكتابات الت ظهرت ف السنوات الخية
وباصة بعد التفجيات الت هزت الرياض والب وغيها من الدن السعودية أو
التفجيات الت هزت لندن ومدريد وغيها من عواصم العال الت انطلقت تارب
الرهاب .ولكن يكن تقدي بعض النماذج لذه الكتابات .وقد تكون النماذج مدودة
لطبيعة بث يقدم ف مؤتر ل يتيح للباحث سوى دقائق معدودة.
وتتنوع هذه الكتابات بي إعجاب شديد بالضارة الغربية حت ل ترى
حضارة سواها ف العال ،أو تتناول الواجهة الزعومة أو القيقية مع الغرب فتعلي من
شأن القوة الادية للغرب بعامة ولمريكا بصفة خاصة فترى أن أي تفكي ف الواجهة
ليس لا أي مبر بل هي من الرافة .كما تتناول هذه الكتابات الديث عن
السلميي ومواقفهم من البداع والتجديد وتصفهم بالتقليديي .وتتسم هذه الكتابات
بكثي من أساليب الشتم والقدح والذم فتطلق على أصحاب التاه السلمي بم
"السلموي" وتصفهم بالتحجر والهل .وتسخر من أي دعوة لتطبيق السلم ف
واقع الياة أو مبدأ أو مقولة (السلم هو الل) وفيما يأت بعض هذه النماذج:
•مصطلحات ف سبيل ماربة الرهاب
لحظت من خلل قراءة عدد من القالت الت كتبها عدد من الكتّاب ف
مقالتم الت يتناولون با الرهاب وفيما يأت بعض هذه الصطلحات:
-1الصحوي
-2السلم اللصحوي
16
-3أهل الي
-4السلفية التقليدية
-5سلفية إجرائية سكونية جامدة (تشي ألف خطوة إل الوراء قبل
أن تشي خطوة واحدة إل المام)
-6الراك الجتماعي
-7التوضع.
-8التمظهر.
هذه الصطلحات وغيها لا مدلولت خاصة لدى القوم يستخدمونا بكثرة
لتغطي على العن القيقي الذي يقصدونه أو إنم يريدون أن يظهروا للقراء
سعة علمهم واطلعهم وعمق ثقافتهم .وكم من مرة رميت بالصحيفة من
يدي كراهة إضاعة الوقت ف ماولة فهم طلمسهم ،ولكن اضطررت من
أجل هذا البحث أن أقرأ وأمعن النظر فيما أقرأ لصل إل حقيقة تفكيهم.
•العجاب بالضارة الغربية
يقول ممد علي الحمود أستاذ الدب العرب بامعة القصيم والكاتب بصحيفة
الرياض:
"تقف التجربة الضارية الغربية الديثة كأعظم تربة حضارية عرفها التاريخ،
وكأعظم حضارة مؤثرة فيما يتجاوز ميطها الغراف .ومن خللا خطا الوعي
النسان خطوات حاسة؛ تغي بسببها الوعي النسان تغيا نوعيا ل يسبق له أن
حلم بثله ،فضلً عن أن يارسه واقعا ،وقطع مراحل ل تر ف خاطر إنسان من
قبل ،فكأنا كانت قبل ذلك مبأة ف رحم الزمان .وهذه حقيقة ل يسع العدو ول
الصديق ،ول البعيد ول القريب أن يتجاهلها ،فضلً عن أن يهلها ،خاصة ف
وقت هي من أهم مقومات وجوده.
17
إن حضارة ما من الضارات السابقة ل تقدم للبشرية ما قدمته الضارة
الغربية ،ول تغي من أناط الياة للغالبية الساحقة من شعوب الرض كما فعلت
هذه الضارة العجزة (ممد علي الحمود ،الرياض ف 2004/07/01م)
18
تكون فرصة للحديث عن الب والعشق واليام ببيطانيا فأمر يثي التعجب وفيما يلي
عبارات الحمود عن لندن "وصل الرهاب إل (لندن) قلب العال التحضر ،إل ذلك
العال الي النابض بدماء الرية والكرامة والنسانية ،لندن ،مدينة السلم -بق -تفيق
من سباتا المن الضمخ بعبق التاريخ والعاصرة على النعيب الصول ،نعيب أعداء
السلم وأعداء النسان ،وصل إليها الرهاب بعد أن كانت لدة طويلة –اللجأ المن
لسراب الطيور الرهابية الهاجرة؟
ل نريد أن نذكره ببيطانيا الت زرعت إسرائيل ،ول بريطانيا الت
احتلت مصر وعينت القسيس دنلوب ليضع الناهج الدراسية فيها ،ول نريد أن نذكره
بكرومر ول بقتل الفلحيي الصريي ول بدانشوار ،ولكن ليتذكر أن بريطانيا شريكة
أمريكا ف ضرب العراق وأفغانستان ،ولو قررت أمريكا أن تضرب أي مكان ف العال
فإن بريطانيا ستكون شريكة لا .لاذا الصرار على هذا الب العجيب ؟ الذي جعله
يقول عن بريطانيا "وف الملكة التحدة (بريطانيا) الت أشرق منها نور الضارة
العاصرة ،حيث شق الُدى (هدى الضارة النسانية) أكمامه ،وتادى موكبا ف
موكب
•الزية النفسية والدعوة إل النزام
كتب الحمود تت عنوان (نن وأمريكا حقيقة القوة)(26/8/2004م)
يؤكد على القوة المريكية وأن من الطأ التفكي ف الواجهة مع أقوى قوة ف العال
وفيما يأت بعض عباراته " :إن كثيا من اليديولوجيات القومية والسلمية قد أخذت
على نفسها مهمة بعض روح العداء للخر وخاصة المريكي ،عب رفع لشعارات
الصراع والعركة! بعيدا عن تقرير حقيقة قوة هذا الخر وحقيقة احتياجنا إليه".
ويضيف ف موضع آخر مؤكدا مسألة القوة المريكية "كما أن سقوطها
19
العسكري(الستحيل طبعا ف الدى النظور يفتح الباب على مصراعيه لفوضى عسكرية
عالية ،نن الضعف ف كافة معادلتا حت ف ظل أحلم الوحدة العربية والسلمية"
ويكننا أن نتساءل لاذا هذا الصرار على تأكيد ضعفنا -مع أنه واقع -وعلى
أن أمريكا القوى ل يكن أن تُهزم؟ فهل يكننا أن نذكر حلة نابليون على مصر
وكيف أن الصريي قاموا بأعمال مقاومة كبية رغم الفارق الضخم ف المكانات
بي القوتي .أل يقرأ الحمود وأمثاله مسألة التحدي وإرادة الشعوب؟
•الرهاب والرية
إن الطالبة بالرية مطلب أساسي لكل بشر ومع الرية الكرامة القيقية ،ولكن
أن ينسب إل التاه السلمي أو "السلمويي" أنم يصادرون الريات فأمر يتاج
إل مراجعة دقيقة .ويد أحد كتاب تيار ماربة السلم فرصة لتام السلميي أنم
يصادرون حريات غيهم ،ويكثر البكاء على الرية .وما قاله ف هذا الصدد "إن
الرهاب الفكري –فيما لو حضر بقوة -سيغتصب القيمة الول والوهرية للكائن
النسان (الرية)تلك القيمة العليا الت يب التمسك با حت الرمق الخي لكل
إنسان" ويربط ضياع الرية بالفهم غي السليم للسلم بقوله ":لن هذا الصراع قبل
أن كون صراعا بي الؤسسة المنية والرهابيي ،هو صراع بي الجتمع با ينطوي
عليه من مكتسبات الرية والرهابيي ومنظريهم الذين يسعون لقولبة الجتمع وأطرنته
وفق رؤاهم الستمدة من فهمهم الكسيح للدين السلمي" (ف القضاء على الرهاب،
ممد الحمود11/3/2004 ،م)
•قضية الرأة
يريد بعض الكتّاب أن ينتقد السلم بأنه ل يقدم لشكلة الرأة أية حلول أو أن
السلم هو الذي يضع العراقيل ف طريق مشاركة الرأة ف الجتمع .ويكتبون بطريقة
20
فيها كثي من الغموض ،وإليك ما كتبه الحمود ":إشكالية الرأة مثلً ،وهي من
أعقد الشكاليات وأشدها إلاحا ،ل يتقدم الصحوي بأي حل عملي ف هذا
الضمار" ويوضح المر أكثر بقوله" :حي واجه الصحوي إشكاليات الرأة الراهنة الت
تتطلب برناما عمليا ظهر تبطه الرضي ،ل تكن السألة تنظيا ووعظا ،ول يعد الل
ف تصوير البيت (سجنا)يوله اليال بحض القتناع إل (جنّة) .الرأة الن يكمها
الواقع بضرورياته الت تتنامى يوما بعد يوم ،و (السخرية با) بأن البيت ملكتها!) ل
ينفعها ف واقع الياة شيئا .اقتاتت الرأة على الوعود زمنا ،فلم ترج من ذلك إلّ
بزيف الوعد الصحوي ،وقناعة راسخة ،تؤمن بأن الراك الصحوي حراك ذكوري ف
ممل تصوراته"(الصحوي ناظرا ومنظورا إليه ،الحمود ،الرياض24 ،مارس
2005م)
والحمود ف هذه القالت وغيها ل يكتب بالنهج العلمي فيذكر ما يريد
(الصحوي) من الرأة ول كيف يفكر ف هذه القضية ،إنه يورد آراء يسقطها على
الخرين ويعتقد أن المهور سيقبل هذه الراء .من قال إن الصحوي أو السلم يريد
للمرأة أن تقبع ف البيت وأنه يوهها بأنه (النة) وليس (السجن) .وما الوعد
الصحوي الذي يراه الحمود زيفا؟ هل عمل الرأة ف البيت ورعاية السرة سجنا
حقا؟ أل تقرر إحدى الوظفات الكبار ف شركة ببسي كول ذات يوم أن تعود إل
البيت ،وقررت غيها كذلك؟ هل تأثرن بالصحوي ،وهل عند المريكيي صحوي
ول صحوي.
•السلم والنسانية
يارس الحمود هوايته ف الطعن ف السلم والتاريخ السلمي ،وقد أثاره
منظر سيارة نقل تمل عمّالً ف مدينة سعودية فجعلها فرصة للحديث عن النسانية
21
والنسان ،وبكى بدموع غزيرة على غياب النسانية ف الضارة السلمية .وكتب ف
هذا يتعجب من انشغال "السلمويي" عن "قضية النسان" حيث يقول " :مت يشتغل
السلموي عن معاركه الت يدخلنا فيها صباح مساء بقضية إسلمية حقيقية ،هي:
قضية النسان ويغيب ما سواه؟
ملحوظة :ل تكتمل كتابة هذا البحث وأرجو أن تتوفر الفرصة لكماله وقد
ظهرت كتب جديدة حول الواجهة مع الليباليي.
22