You are on page 1of 35

‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد محمد الهادي‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫المستخلص‪:‬‬
‫حتى يمكن مخاطبة تحديات المستقبل في القرن الواحد والعشرين الذي أصبح أكثر تعقيدا مما‬
‫كان عليه العالم في السنوات الماضية‪ ،‬والذي صار يشكل عالما متواصل معتمدا علي بعضه البعض‪،‬‬
‫وعلي التحولت السريعة في النتاج وجودته المتناهية في سوق عالمية تنافسية‪ ،‬عالما متسما بزيادة‬
‫التكتلت القتصادية العملقة‪ ،‬وتغير هياكل العمالة وما استتبعه من تغير في الساليب والهياكل الدارية‬
‫والنتاجية وأنماط التدريب الداري والمهني لكي يرتبط بالتقدم السريع في العلم والتكنولوجيا المتقدمة‬
‫وبزوغ المنظمة الرقمية المبنية علي المعرفة الديناميكية‪.‬‬

‫أعدت هذه الورقة للقاء الضوء علي المنظمة الرقمية أو اللكترونية في عالم متغير علي الدوام‪ .‬لذلك‬
‫حدد مفهوم المنظمة الرقمية واختلفه عن المنظمة التقليدية الذي يوضح أنها منظمة مستخدمة لتكنولوجيا‬
‫شبكة النترنت العالمية لكي تحسن وتنقل تصرفاتها ومهامها إلي جمهور المتعاملين معها داخليا‬
‫وخارجيا‪ .‬وقد بينت معالم وخصائص المنظمة اللكترونية في بيئتها المعاصرة المرتبطة بالعولمة‪،‬‬
‫المنافسة‪ ،‬المعلومات كمورد رئيسي لها‪ ،‬ومكان عملها الفتراضي والمعالجة الكمبيوترية عن بعد‪،‬‬
‫وتعاملها مع التجارة اللكترونية النامية‪ .‬كما استعرض أيضا تدفق المعلومات في هذه المنظمة الرقمية‪،‬‬
‫وما يرتبط بها من تكنولوجيات ونظم معلومات ومعرفة حديثة‪ ،‬مثل نظم المعلومات الدارية‪ ،‬نظم دعم‬
‫القرار‪ ،‬نظم الذكاء الصطناعي‪ ،‬ونظم دعم مجموعة العمل‪ .‬وقد أدي توظيف كل هذه التوجهات إلي‬
‫بزوغ المنظمة الرقمية وما صاحبها من منظمات افتراضية ومنظمات تعلم بتكنولوجيات عالية التقدم‬
‫والحداثة‪ .‬وقد بين هذا العمل مجموعة السس والدعائم التي تمهد للستعداد اللكتروني للبيئة المصاحبة‬
‫للمنظمة الرقمية ويتمثل ذلك في‪ :‬التفاعلية‪ ،‬القيادة اللكترونية‪ ،‬أمن وخصوصية المعلومات‪ ،‬رأس المال‬
‫البشري‪ ،‬والمناخ الملئم لعملها‪ ،‬وتحديد واقع التدريب الرقمي عن بعد عبر شبكة الويب العالمية كواقع‬
‫ملموس للمنظمة أو مركز التدريب الرقمي في العالم العربي‪ .‬وختم هذا الستعراض بإلقاء بصيص من‬
‫التوجه علي تحديات مستقبل المنظمة الرقمية في إطار المتغيرات التكنولوجية والمؤسسية المتسارعة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫المقدمـة ‪:‬‬
‫دخل العالم القرن الواحد والعشرين علي رياح الزدهار والتقدم التكنولوجي المعاصر‪ .‬وبعيدا‬
‫عن المخاطر والزمة التي عاصرها العالم في نهاية القرن العشرين أو اللفية الثانية من التاريخ‬
‫البشري والمتمثلة في مشكلة الصفرين للحاسبات اللية‪ ،‬إل أنه استفاد كثيرا من تكنولوجيا المعلومات‬
‫والتصالت التي أصبحت قادرة علي خلق مستوي جديد من الزدهار والرخاء للبشرية من خلل زيادة‬
‫إنتاجية الفراد والمنظمات والدول‪ ،‬وخلق مجموعة كبيرة من الوظائف الجديدة‪.. ،‬الخ‪.‬‬

‫ومنذ أن رسخت تكنولوجيا المعلومات والتصالت نفسها كجزء متكامل من نسيج المنظمة‬
‫الحديثة‪ ،‬فإن علقاتها معها بدأت تحظى باهتمام ظاهر ومتنام في السنوات الخيرة مما ساعد علي بلورة‬
‫دورها الجديد في البيئة الحالية‪.‬‬

‫إن التحول الظاهر في العمال والعتماد المتنامي علي التكنولوجية الرقمية نتيجة للستخدام‬
‫المكثف لنظم وتكنولوجيا المعلومات وبزوغ شبكة النترنت وشبكة الويب المرتبطة بها كوسائل متقدمة‬
‫ساهمت إلي حد كبير في بزوغ منظمة العمال اللكترونية ‪ ،E-Business‬والتجارة اللكترونية ‪E-‬‬
‫‪ ،Commerce‬والتعلم عن بعد ‪ ، Distance Learning‬المدرسة اللكترونية ‪ ،E-School‬الجامعة‬
‫الفتراضية ‪ ،Virtual University‬المكتبة الرقمية ‪..Digital Library‬الخ من هذه التطورات الحديثة التي‬
‫أضحت تشكل معالم البيئة والمجتمع الرقمي الحديث‪.‬‬

‫وقد أثر علي المنظمة الحديثة وتغيير نمط أعمالها وتعاملتها في بيئتها ومجتمعها الذي بدأ‬
‫يعتمد علي تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ ،‬كل من‪ :‬ثورة المعلومات والمعرفة المبنية علي تكنولوجيا‬
‫ونظم المعلومات المتقدمة؛ نمو شبكة النترنت والتعاملت عن بعد؛ بزوغ مكان العمل الفتراضي؛‬
‫ثورة المدخل المتكامل للنظم والتشغيل المتداخل للوظائف؛ النفتاح العالمي للسواق والتنافس الشديد؛‬
‫والثورة التنظيمية وإعادة هندسة المنظمة التي أصبحت تغير الطريقة التي يتفاعل فيها الفراد والوحدات‬
‫الدارية بالمنظمة لتلبية التحديات والمتغيرات المؤثرة علي فرص بقاءها وازدهارها‪.‬‬

‫من هذا المنطلق ظهر مصطلح المنظمة الرقمية ‪ Digital Organization‬في الحقبة المعاصرة‪،‬‬
‫وأصبحت تتسم بأنها سريعة التحرك والمرونة‪ ،‬وتتعامل مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم‬
‫اليوم‪ ،‬وترتكز علي الداء البداعي والبتكار لرأس المال البشري العامل فيها في تعامله مع بيئته‬
‫الداخلية والخارجية علي حد سواء‪.‬‬

‫ويرتبط البداع والبتكار الداري للمنظمة الرقمية بخلق وسائل وأساليب جديدة ذات طابع تقني‬
‫متقدم متعامل مع تكنولوجيا المعلومات والتصالت المتقدمة؛ وإعادة تشكيل وصياغة السوق الذي تعمل‬
‫وتتنافس فيه؛ وإعادة هندسة هيكلية المنظمة لمواجهة المتغيرات؛ والبداع التقني المميزلمنتجاتها‬
‫وخدماتها بهدف تحسين جودتها وتقليل تكلفتها وبالتالي خفض سعرها لجمهور عملئها‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫وكل ذلك بهدف البقاء في السوق العالمية ومواجهة أعباء ومخاطر المنافسة في عصر العولمة‬
‫الحالي‪ ،‬حيث تخلق ميزة تنافسية مستديمة من خلل استمرارية متابعة التغييرات وشحذ ملكات البداع‬
‫لدي مواردها البشرية المتاحة لها‪.‬‬

‫وتستعرض هذه الورقة ماهية المنظمة الحديثة ومعالم تدفق المعلومات فيها وخصائصها الرقمية‬
‫التي تعتبر محور هذا العمل في بيئة ترتبط بالعولمة‪ ،‬المنافسة‪ ،‬المعلومات التي أصبحت كمورد رئيسي‪،‬‬
‫مكان العمل الفتراضي المتعامل مع المعالجة الكمبيوترية عن بعد‪ ،‬التجارة والعمال اللكترونية‪،‬‬
‫وعمالة المعرفة‪.‬‬

‫كما حدد هذا العمل أبعاد تكنولوجيا ونظم المعلومات المؤثرة علي تشكيل أبعاد المنظمة‬
‫الرقمية‪ ،‬مثل نظم المعلومات الدارية‪ ،‬نظم دعم القرار‪ ،‬نظم الذكاء الصطناعي‪ ،‬ونظم دعم مجموعة‬
‫العمل وتحديد معالم كل منها ومدي مساهمتها في ترسيخ مفهوم المنظمة الرقمية‪ .‬وتعدي هذا العمل إلي‬
‫تحديد ما وراء المنظمة الرقمية المرتبط ببزوغ المنظمة الفتراضية ‪ ،Virtual Organization‬ومنظمة‬
‫التعلم ‪ . Learning Organization‬كما عرض هذا العمل أسس ومعايير الستعداد اللكتروني ‪E-‬‬
‫‪ Readiness‬الضروري للتمهيد لبيئة المنظمة الرقمية المشتملة علي‪ :‬التفاعلية ‪ ،Connectivity‬القيادة‬
‫اللكترونية ‪ ،E-Leadership‬أمن وخصوصية المعلومات ‪ ،Information Security and Privacy‬رأس‬
‫المال البشري ‪ ،Human Capital‬والمناخ اللكتروني ‪ . E-Climate‬وحدد واقع منظمة أو مركز التدريب‬
‫الرقمي في البيئة العربية كمثال لوضع المنظمة الرقمية الراهن في العالم العربي‪ .‬وقد اختتم هذا العمل‬
‫بتحديد التحديات التكنولوجية التي يجب أن تواجهها المنظمة اللكترونية في المستقبل وتستعد لها‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫مفهوم المنظمة الرقمية وبيئتها المعاصرة‬


‫المفهوم‪:‬‬

‫معظم الناس يرون المنظمة التقليدية كمثلث يتضمن أربع طبقات او مستويات وظيفية يشتمل‬
‫في القمة علي الدارة الستراتيجية التي تقدم التوجيه الشامل للمنظمة‪ .‬والمستوي الثاني يطلق عليه‬
‫الدارة التكتيكية التي تطور الخطط والستراتيجيات المحددة من قبل الدارة الستراتيجية العلى‪.‬‬
‫ويمثل المستوي الثالث من مستويات المنظمة الدارة التشغيلية التي تدير وتوجه العمليات اليومية لتحقيق‬
‫الهداف والستراتيجيات‪ .‬ويتضمن المستوي الرابع الخير العمالة غير الدارية التي تنجز في الواقع‬
‫النشطة والمهام اليومية المختلفة‪ ،‬تتلقى وتسجل التصرفات‪ ،‬معالجة الوامر‪ ،‬إنتاج السلعة أو الخدمة‪،‬‬
‫خدمة العملء‪..،‬الخ‪.‬‬

‫إلي جانب ذلك توجد بعض البعاد الخرى للمنظمة المعنية ترتبط بالعمق ‪ ،Depth‬وغير ذلك‬
‫من البعاد‪ .‬وبذلك فأن هيكل المنظمة المقسم وفقا لمنتجاتها أو خدماتها بدل من الوظائف العامة قد يكون‬
‫مقبول إل أنه في الواقع قد يخلق مشكلت أخري‪.‬‬

‫ومنظمة العمال هي التي تخدم عملئها وسوف تبقي إذا قدمت خدمة ممتازة ومميزة لعملئها‬
‫الحاليين والمتوقعين‪ .‬وتحدث الخدمة الممتازة أو المتقنة عندما يطلبها ويحتاج إليها العميل في اللحظة‬
‫المعينة‪ ،‬بقيمة لحظية تعود عليه‪ ،‬ومن أي مكان يطلبها في أي وقت‪ ،‬وبالطريقة التي يريدها في الشكل‬
‫والهيئة المعينة‪ ،‬وتقدم في النمط الذي يلبي ويؤمن حقوق العميل ويعطيه الضمان الكافي الممثل في‬
‫المداد الجيد‪.‬‬

‫وفي الوقت الحالي يعتبر إمداد الخدمة ممكنا فقط عندما توفر المنظمة المعلومات الحديثة‬
‫والصحيحة والفورية للقوي العاملة المناسبة في التوقيت الصحيح والملئم‪ ،‬ويحدث هذا من خلل‬
‫الستخدام المثل لتكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة‪ .‬وبذلك يتمثل التحدي الذي يواجه أي منظمة‬
‫أعمال في التخطيط السليم لتطوير وإدارة واستخدام موردها الثلث الكثر أهمية‪ ،‬وهي‪ :‬المعلومات‬
‫المتدفقة والمتوافرة لها‪ ،‬تكنولوجيا ونظم المعلومات المستخدمة‪ ،‬والموارد البشرية المناط بها القيام‬
‫بالمهام المختلفة التي تؤدي إلي تحقيق أهداف المنظمة في ظل استراتيجياتها‪ .‬وتعبئ مواردها الساسية‬
‫لتقديم خدمة ممتازة ترتبط بالقيم اللحظية التي يحصل عليها العميل‪.‬‬

‫من العرض السابق‪ ،‬يحدد المفهوم البسيط للمنظمة الرقمية بأنها المنظمة التي تستخدم‬
‫تكنولوجيات شبكة النترنت العالمية لتحسين أداء مهامها وعملياتها المختلفة ونقلها لمن يحتاج إليها في‬
‫داخلها أو خارجها‪ .‬وتعي معظم منظمات العمال هذا المفهوم جيدا وقد بدأت بالفعل في التحول من‬
‫الداء التقليدي إلي استخدام التكنولوجية الرقمية المبنية علي شبكة الويب في أداء أعمالها‪ ،‬وخدمة‬
‫عملئها الحاليين‪ ،‬ومحاولة الوصول إلي عملء جدد‪ ،‬من خلل وتقديم تدفق من المنتجات والخدمات‬
‫المميزة والمتسمة بالجودة العالية ورخص السعر‪ .‬أي أن إمكانية الوصول والستخدام الواسع والمكثف‬
‫لشبكة النترنت العالمية غير إلي البد توقعات العملء نحو المنظمات المعاصرة‪ ،‬واصبح من‬

‫‪5‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫الضروري للمنظمة الرقمية المنبثقة من هذا التوجه تلبية متطلباتها التكنولوجية والمعلوماتية حتى يمكنها‬
‫البقاء والتواجد في عالم متغير علي الدوام‪.‬‬

‫معالم وخصائص بيئة المنظمة الرقمية‪:‬‬

‫عند العداد لولوج عالم اليوم المتطور بسرعة مذهلة والمتغير باستمرار‪ ،‬يجب التعرف علي معالم‬
‫وخصائص البيئة المحيطة للمنظمة الرقمية التي كانت السبب الرئيسي في وجودها‪ .‬ولداء ذلك يجب‬
‫فحص بعض العوامل أو الخصائص الكثر أهمية في تشكيل المنظمة الرقمية وما تتضمنه من تطورات‬
‫نابعة منها أبعاد أساسية لبيئة المنظمة الرقمية التي تتمثل في العولمة؛ المنافسة؛ المعلومات كمورد‬
‫أساسي؛ مكان العمل الفتراضي والمعالجة الكمبيوترية عن بعد؛ عمالة المعرفة؛ والتجارة اللكترونية‪.‬‬
‫وقد خلقت هذه العوامل أو البعاد الست وغيرها قوى خارجية مؤثرة جدا علي علي أهمية تواجد‬
‫المنظمة اللكترونية أو الرقمية الحديثة كما أثرت علي حدوث التغيير التقني المتنامي فيها‪.‬‬

‫أ‪ -‬العولمة‪Globalization :‬‬

‫تعتبر المنظمة الرقمية الحديثة بمثابة منظمة دولية أو كونية‪ .‬وحتى في حالة المنظمة الصغيرة‬
‫التي لها عملء وموردين محللين‪ ،‬يجب أن يكون لها تواجد خارجي‪ .‬ففي نطاق العولمة يصبح من‬
‫الضروري أن يوجد للمنظمة الرقمية مهما كان حجمها أو مجال عملها توجه عالمي نحو التجارة‬
‫اللكترونية وتقليص الحدود و الحد من المعوقات التي تعوق تدفق المعلومات منها وإليها‪ .‬وفي الوقت‬
‫الحالي يتطلع المنتجون المحليين إلي أن يكون لهم تواجد خارج الحدود الوطنية أو المحلية ويحصلوا‬
‫علي حصة من سوق تصدير منتجاتهم وخدماتهم من خلل المنافسة عبر العالم المفتوح‪.‬‬

‫وعلي هذا الساس تشكل العولمة المنظمات الرقمية الحديثة كنتيجة طبيعية لعدة عوامل منها‬
‫علي سبيل المثال ل الحصر‪ :‬خصخصة العمال‪ ،‬تحرير السواق‪ ،‬بزوغ وتقدم تكنولوجيا التصالت‬
‫عن بعد‪ ،‬انتشار تكنولوجيا المعلومات المتطورة‪ ،‬وبزوغ المنشآت والعمال المتعددة الجنسيات‪،‬‬
‫والتواجد في تكتلت تجارية كبيرة‪.. ،‬الخ‪ .‬وبذلك تتيح العولمة للمنظمة الرقمية الفرصة للتوسع عالميا‬
‫والوصول أسواق مفتوحة ومتنامية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنافسة‪Competition :‬‬

‫تتواجد المنافسة في كل مكان‪ .‬وتواجه أي منظمة سواء كانت صغيرة أو كبيرة ‪ ،‬إنتاجية أو‬
‫خدمية‪ ،‬تجارية أو تعليمية‪.. ،‬الخ منافسين لها علي كافة المستويات المحلية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬القليمية‬
‫والعالمية‪.‬ومن الواضح أن العولمة أدت إلي زيادة المنافسة‪ ،‬كما أن تكنولوجيا المعلومات المتقدمة تعتبر‬
‫من أسباب نمو المنافسة‪ ،‬فهي تعني أسعار أرخص وجودة أعلي‪ ،‬وخدمة أحسن‪ ،‬كما تسمح أيضا لعمال‬
‫المعرفة تطبيق وسائل إبداعية ومبتكرة للوصول إلي العملء وتقديم ما يطلبونه مما يحقق رضاءهم‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫ج‪ -‬المعلومات كمورد رئيسي‪Information as a Key Resource:‬‬

‫في عالم اليوم توجد أهمية عظمي للمعلومات في بيئة العمال المعاصرة‪ .‬ومن الواضح أن‬
‫المعرفة تمثل القوة ‪ ،‬ومعرفة المنافسين والعملء والحصول علي معلومات دقيقة وصحيحة وفورية‬
‫عنهم يؤدي إلي نجاح المنظمة‪ .‬هذه الحقيقة تجيب علي السؤال التالي‪ :‬لماذا يجب علي المنظمات‬
‫المختلفة الحصول علي المعلومات واقتنائها ؟ علما بأننا نعمل حاليا في نطاق بيئة اقتصادية مبنية علي‬
‫الرغبات ‪.Wants-Driven Economy‬‬

‫د‪ -‬مكان العمل الفتراضي والمعالجة الكمبيوترية عن بعد‪The Virtual Workplace and :‬‬
‫‪Telecomputing‬‬

‫في الوقت الحالي تعيد منظمات كثير هيكليتها في تنوع من الطرق‪ ،‬منها‪ :‬التحجيم الصحيح‬
‫‪ ،Right sizing‬استبعاد الحدود الدارية المبنية علي الوظائف‪ ،‬إنشاء فرق عمل للنتاج والخدمات‪،‬‬
‫والمصادر الخارجية ‪ Outsourcing‬ومكان العمل الفتراضي‪ ،‬والمعالجة الكمبيوترية عن بعد‪ .‬وعلي‬
‫الرغم من أي مدخل من العوامل المشار إليها تطبقه المنظمة المعنية‪ ،‬يجب عليها إعادة التفكير بطريقة‬
‫أساسية في السلوب والطريقة التي تؤدي بها أعمالها ومهامها المختلفة‪.‬‬

‫ويترابط العمل الفتراضي بالمعالجة الكمبيوترية عن بعد‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬مكان العمل الفتراضي ‪ Virtual Workplace‬يمثل تكنولوجيا مدعمة لمكان العمل أينما ومتي ينجز‬
‫بغض النظر عن الموقع والزمان‪ ،‬فل توجد جدران‪ ،‬ول حدود تقدم خدمة او سلعة يحتاج إليها أينما‬
‫تتواجد المنظمة أو الفرد‪.‬‬

‫‪-‬المعالجة الكمبيوترية عن بعد ‪Telecomputing‬تمثل استخدام تكنولوجيا المعلومات والتصالت‬


‫للعمل في مكان غير الموقع المركزي‪.‬‬
‫‪-‬العامل المجتمعي ‪Telecommuter‬هو شخص ما يعمل لمنظمة ما إما في المنزل أو موقع العمل أو‬
‫أي مكان يوجد فيه من خلل التصالت اللسلكية عن طريق القمار الصناعية‪ ،‬بينما يرتبط‬
‫بالمكتب الرئيسي في شكل ما تجسده تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬التجارة اللكترونية‪Electronic Commerce :‬‬

‫يعتمد نجاح مكان العمل الفتراضي والمعالجة الكمبيوترية عن بعد علي قدرة المنظمة المعنية‬
‫أداء أعمالها باستخدام التكنولوجيا الرقمية ‪ . Digitalization‬وفي الوقت الحاضر‪ ،‬أصبح لفظ التجارة‬
‫اللكترونية شائعا لداء العمال إلكترونيا أو رقميا‪ .‬فالتجارة اللكترونية تمثل منهج معاصر يخاطب‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتصال ويرتبط ذلك بعوامل مساعدة للمنظمة في تأدية أعمالها ويساند تفاعل‬
‫العمال مع السوق المفتوحة‪ ،‬كما تساند التجارة اللكترونية كل من أنشطة ومهام المنظمة الداخلية‬
‫والخارجية ‪ .‬ويشتمل هذا المدخل علي‪:‬‬

‫‪-‬مساندة تكنولوجيا المعلومات تفاعل المنظمة مع السوق والبيئة المحيطة‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫‪-‬مساندة تكنولوجيا المعلومات أداء الوظائف والعمليات والجراءات الداخلية في المنظمة‪.‬‬

‫‪-‬أداء التصرفات والفعال مع العملء عبر شبكة النترنت لكثير من الغراض مثل التسويق‬
‫اللكتروني‪ ،‬الشراء والبيع وعقد الصفقات عن بعد‪ ،‬المعاملت المصرفية عن بعد‪.. ،‬الخ‪.‬‬

‫‪-‬التعامل مع المنظمات الخرى والفراد من خلل استخدام "تبادل البيانات إلكترونيا ‪Electronic‬‬
‫‪ ")Data Interchange (EDI‬التي تمثل نقل المعلومات الخاصة بالفعال كالفواتير وطلبات الشراء‪،‬‬
‫‪..‬الخ من كمبيوتر لخر‪.‬‬

‫‪-‬جمع المعلومات المتعلقة ببحوث أسواق العملء والمنافسين من خلل المسح التنافسي‪.‬‬

‫‪-‬توزيع المعلومات علي العملء المتوقعين من خلل جهود العلن والبيع والتسويق التفاعلية‪.‬‬

‫‪-‬إمداد المنتجات الرقمية كالمعلومات والبرمجيات لمن يحتاجها من العملء‪.‬‬

‫وعلي ذلك تعتبر التجارة اللكترونية أفقا جديدا وواسعا أمام المنظمة اللكترونية يساعدها في‬
‫تحقيق أهدافها من خلل توظيف إمكانياتها المحدودة للغاية‪ ،‬مما يجعلها تمثل قضية استراتيجية لكل‬
‫منظمة وخاصة المنظمة الرقمية‪ .‬وسوف يعتمد مستقبل التجارةاللكترونية علي قدرة المنظمة في القيام‬
‫بما يلي‪:‬‬

‫‪-‬استخدام معيار تبادل البينات إلكترونيا (‪ )EDI‬لعادة هندسة العمليات والمهام فيما بين‬
‫المنظمات لمساندة مكان العمل الفتراضي للمنظمة الرقمية‪.‬‬

‫‪-‬أداء الوظائف المتنوعة في السوق اللكترونية مثل العثور علي العملء والموردين‪.‬‬

‫(و) عمالة المعرفة‪Knowledge Workers :‬‬

‫نجد في كل منظمة معاصرة موارد بشرية متعاملة مع محطات العمل والحاسبات الشخصية‬
‫القوية لمعالجة المعلومات في إطار نظم المعلومات المتعددة المطورة لها‪ .‬وقد ينجز بعض الفراد مهاما‬
‫بسيطة مثل كتابة المراسلت وإعداد الخرائط والرسومات‪ ،‬ولكن يقوم البعض الخر بتطوير نظم‬
‫معالجة التصرفات مثل إدخال الطلبات المعقدة التي تحمل وتشغل علي شبكة حاسبات‪ ،‬أو القيام‬
‫برسومات تراعي البعد الثلثي للشياء لتوضيح بعض خواص منتج أو خدمة معينة‪.‬كل هؤلء الفراد‬
‫هم أمثلة حية لعمال المعرفة أو مهنيو تكنولوجيا المعلومات فهم يضعون التكنولوجياوالقوة‬
‫التكنولوجيةوالبرمجيات والمعلومات وتكنولوجيا المعرفة في متناول من يحتاج إليها أي للمعرفة‪.‬‬

‫وعلي هذا الساس يقوم عمال المعرفة بأداء التالي‪:‬‬

‫‪-‬استخدام الحاسبات عن بعد التي يحتاجون إليها للعمل أينما يتواجدون وفي أي وقت يرغبون‬
‫العمل فيه‪.‬‬

‫‪-‬تطوير تطبيقات قواعد البيانات ومستودعات البيانات ‪Data Warehouses‬لحفظ المعلومات التي‬
‫يحتاج إليها العمل‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫‪-‬إنشاء شبكات الحاسبات التي تسمح للوحدات الدارية تطوير وحفظ تطبيقاتها‪.‬‬

‫‪-‬إنشاء مواقع شبكة ويب ‪Web Sites‬حتى يمكن مساعدة العملء في طلب السلع والخدمات‪.‬‬

‫‪-‬توفير إمكانيات الوصول إلي المعلومات حتى يمكن لمن يحتاجها اتخاذ القرارات الصحيحة في‬
‫الوقت المناسب‪.‬‬

‫وأهم شئ يمكن ملحظته‪ ،‬هو أن عمال المعرفة أو مهنيو تكنولوجيا المعلومات يوفرون‬
‫تكنولوجيا المعرفة ويطبقونها لخلق المنظمة الرقمية الحديثة‪.‬‬
‫تدفق المعلومات في المنظمة الرقمية‬
‫ما أبعاد المعلومات في المنظمة‪:‬‬

‫تتمثل أبعاد المعلومات في أي منظمة في الوقت‪ ،‬المحتوي والشكل‪ .‬وتفسر هذه البعاد فيما‬
‫يرتبط بإجابات السئلة التالية‪:‬‬

‫‪-‬متي يحتاج إلي المعلومات؟ الجابة علي هذا التساؤل ترتبط بالوقت‪.‬‬

‫‪-‬ما المعلومات المحتاج إليها؟ وتمثل هذه المعلومات في المحتوي الفكري لها‪.‬‬

‫‪-‬كيف يحتاج للمعلومات؟ أي الشكل الذي تعرض فيه المعلومات‪.‬‬

‫وبجانب أبعاد المعلومات المحتاج إليها‪ ،‬يجب مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬مفهوم المعلومات المشارك فيها من خلل المعالجة الكمبيوترية اللمركزية‪.‬‬

‫‪-‬مدي تدفق المعلومات في اتجاه معين‪.‬‬

‫‪-‬وصف المعلومات المتدفقة‪.‬‬


‫‪-‬مهام معالجة المعلومات التي تزاولها المنظمة‪.‬‬

‫كيف تتدفق المعلومات في المنظمة‪:‬‬

‫بسبب طبيعة المعلومات المشارك فيها ولمركزية المعالجة الكمبيوترية تتدفق المعلومات في‬
‫المنظمة الرقمية في ثلث اتجاهات رئيسية – أعلي‪ ،‬أسفل‪ ،‬أفقيا‪.‬‬

‫المعلومات المتدفقة إلي أعلي تصف حالة المنظمة الحالية المبنية علي تصرفاتها وأفعالها‬
‫اليومية‪ .‬وعندما تحدث صفقة بيع ما علي سبيل المثال تولد المعلومات في المستوي الولي للمنظمة‪،‬‬
‫وعندئذ تمر هذه المعلومات إلي أعلي خلل مستويات إدارية عديدة‪ .‬ويجب أل ننسى أنه كما أن‬
‫المعلومات تتدفق إلي أعلي‪ ،‬فإنها تصبح أكثر اختصارا بصفة متزايدة‪ .‬وتؤدي تكنولوجيا المعلومات‬
‫دورا حيويا في تدفق المعلومات إلي أعلي‪ ،‬فالمعلومات المجمعة كجزء من العمليات اليومية توحد‬
‫وتدمج معا بواسطة تكنولوجيا ونظم المعلومات المستخدمة ثم تمر إلي أعلي لمتخذي القرارات الذين‬
‫يراجعونها ويستجيبوا لحل المشكلت المتضمنة وانتهاز الفرص المطروحة‪ .‬كما تحتاج الوظائف‬

‫‪9‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫والعمليات والمهام المختلفة التي تقوم بها المنظمة إلي معلومات مختلفة البعاد والنواع والتوجهات التي‬
‫اما المعلومات المتدفقة إلي أسفل وتشتمل علي الهداف‪ ،‬الستراتيجيات والتوجيهات التي تنشأ وتخلق‬
‫في أحد مستويات الدارة العليا للمنظمة وتمر منها إلي المستويات الدارية الدنى‪ .‬كما ان المعومات‬
‫تتدفق أيضا بطريقة أفقية بين الوحدات الدارية أو فرق ومجموعات العمل التي تعمل في نطاق‬
‫المنظمة‪ .‬وتسهم تكنولوجيا ونظم وشبكات المعلومات الحديثة في تعظيم معالجة وبث وإمدادالمعلومات‬
‫النازلة والفقية والفادة منها‪.‬‬

‫‪ -3‬ما الذي توصفه المعلومات؟‬

‫تحتاج الموارد البشرية المختلفة والمتعددة المستويات بالمنظمة للمعلومات المتعددة البعاد‬
‫والنواع والتوجهات لداء الوظائف والعمليات والمهام التي تحقق أهداف المنظمة في ظل استراتيجياتها‬
‫وسياستها وخططها‪ .‬وقد تكون هذه المعلومات داخلية ‪ ،Internal‬خارجية ‪، External‬موضوعية أو‬
‫غرضية ‪ ، Objective‬ذاتية ‪ Subjective‬أو تجميع منها كلها‪ .‬وتصف المعلومات الداخلية أوجه عملية‬
‫معينة في المنظمة؛ بينما تصف المعلومات الخارجية البيئة المحيطة بالمنظمة؛ وتصف المعلومات‬
‫الغرضية أو الموضوعية شئ معروف بطريقة كمية؛ ‪ ،‬أما المعلومات الذاتية فإنها تحاول وصف شئ ما‬
‫غير معروف حاليا‪ .‬علي سبيل المثال‪ ،‬قد يعرف شخص ما معدل الفائدة الساري يومياويمثل ذلك‬
‫المعلومات الموضوعية‪ ،‬أما عندما يعرف الشخص معدل الفائدة الساسي الذي سوف يكون بعد سنة‬
‫مثل يجب التنبؤ به فإن ذلك يمثل المعلومات الذاتية‪ .‬وتعمل كل منظمة سواء كانت صغيرة أو كبيرة مع‬
‫كافة المعلومات الداخلية والخارجية والموضوعية والذاتية في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ -4‬ما مهام معالجة المعلومات في المنظمة؟‬

‫عندما يفكر الناس في معالجة المعلومات‪ ،‬فإنهم في العادة يفكرون في تداول المعلومات‬
‫الحسابية أو الرياضية‪ .‬علي سبيل المثال‪ ،‬حساب تقرير الفائدة المتراكمة علي رصيد الئتمان‪ ،‬وحساب‬
‫مصروفات الدراسة للمقررات الدراسية المختلفة المقيد فيها الدارس‪.،‬الخ من هذه النواع من التقارير‬
‫تعتبر مهام حسابية في معالجة المعلومات‪ .‬إل أن معالجة المعلومات تتعدى المهام الحسابية إلي حد‬
‫كبير‪ ،‬حيث تشتمل علي مهام الجمع أو التقاط المعلومات ‪ ،Capturing‬توصيل المعلومات ‪،Conveying‬‬
‫خلق وتوليد المعلومات ‪ ،Creating‬الحفظ والصيانة ‪ ،Cradling‬التصال والرسال والنقل‬
‫‪.Communicating‬‬

‫ويعني جمع والتقاط المعلومات الحصول عليها كنقطة مصدر أساسية‪ ،‬حيث تحث المنظمة‬
‫الحديثة التي تهدف إلي المعالجة الرقمية علي التقاط وجمع البيانات مرة واحدة كنقطة مصدر أساسية‬
‫خاصة بها ل تتطلب إعادة إدخال عند الحاجة إليها مستقبل‪ .‬أما توصيل المعلومات فيعني العكس من‬
‫التقاط المعلومات‪ ،‬حيث أن توصيل المعلومات يشتمل علي عرضها في الشكل الكثر إفادة لمن‬
‫يحتاجها‪ .‬علي سبيل المثال‪ ،‬هل يحتاج للمعلومات في شكل نص‪ ،‬رسم‪ ،‬جدول‪ ،‬خريطة‪ ،‬مسموع‪ ،‬متعدد‬
‫الوسائط‪..،‬الخ؟ ومهمة معالجة المعلومات المرتبطة بذلك تتمثل في تحويل المعلومات إلي الشكل‬
‫المستهدف‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫أما مهمة خلق وتوليد المعلومات فإنها تمثل أكثر مهام معالجة المعلومات أهمية‪ ،‬حيث تهدف‬
‫إلي الحصول علي معلومات جديدة‪ .‬وترتبط هذه العملية بشكلين أساسيين من المعلومات الجديدة‪:‬‬

‫‪-‬معالجة التصرفات ‪ Transaction Processing‬وتعبر عن معالجة التصرفات أو المعاملت التي تحدث في‬
‫أي منظمة‪ ،‬مثل تقرير فاتورة المبيعات او المصروفات الدراسية‪ ،‬حساب كشف الجور للموظفين‪،‬‬
‫حساب ضريبة المبيعات المستحقة علي سلعة مشتراة‪.. ،‬الخ‪.‬‬

‫‪-‬المعالجة التحليلية ‪ Analytical Processing‬تمثل المعالجة التي تنشئ وتولد المعلومات المساندة لمهام‬
‫اتخاذ القرارات‪ .‬علي سبيل المثال‪ ،‬استخدام تحليل النحراف ‪Regressionanalysis‬لتقرير مدي تأثيرات‬
‫الحملت العلنية في زيادة مبيعات سلعة معينة ويتضمن ذلك استخدام برمجيات القوائم اللكترونية‬
‫‪ Spreadsheets‬التي تستخدم علي سبيل المثال في تقرير كيف يخصص الستثمار في السواق المالية‪.‬‬

‫‪-‬أما المهمة الرابعة لمعالجة المعلومات فتختص بحفظها وصيانتها تتضمن تخزينها لوقت لحق‪ .‬وفي‬
‫الوقت الحالي‪ ،‬فإن مهمة حفظ المعلومات واستبعادها واستخدامها تعتبر من المهام الحرجة التي ل تقدر‬
‫بمال في كل المنظمات‪ .‬وتتمثل المهمة الخامسة والخيرة في معالجة المعلومات في إرسال ونقل‬
‫المعلومات إلي الشخاص الخرين أو إلي مواقع مختلفة‪ .‬ويتحقق إرسال المعلومات من خلل استخدام‬
‫تكنولوجيا التصال عن بعد‪ ،‬مثل أجهزة الوصل "الموديم ‪ ،"Modems‬القمار الصناعية‪ ،‬الميكروويف‪،‬‬
‫صفحات الويب‪.. ،‬الخ وهي القوي التي أصبحت تشكل المنظمات الحالية المرتبطة بتطورات العولمة‬
‫والتجارة اللكترونية والنترنت التي جعلت إرسال المعلومات مهمة جوهرية وضرورية لكل المنظمات‬
‫المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -5‬المعالجة الكمبيوترية للمعلومات المشارك في المنظمة‪:‬‬

‫يتضمن العرض التالي توضيح تطور أساليب المعالجة الكمبيوترية في الربع قرن الماضي‪ ،‬أي‬
‫من أواخر السبعينيات وحتى اليوم‪ .‬ويتمثل ذلك في ثلث أنماط رئيسية ترتبط بالمعالجة الكمبيوترية‬
‫المركزية والمعلومات المتفرقة في المنظمة؛ المعالجة الكمبيوترية اللمركزية والمعلومات المتفرقة؛‬
‫والمعالجة الكمبيوترية اللمركزية والمعلومات المشارك فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬المعالجة الكمبيوترية المركزية والمعلومات المتفرقة‪:‬‬

‫يرتبط هذا النمط في المعالجة الكمبيوترية المركزية والمعلومات المتفرقة بضرورة توفر‬
‫كمبيوتر رئيسي مركزي كبير ‪ Mainframe‬أو خادم ‪ Server‬قوي يتداول كل مهام معالجة المعلومات كما‬
‫كان عليه الوضع في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي‪ .‬ويتصل بالكمبيوتر‬
‫المركزي الكبير مجموعة المستخدمين الذين يشغلون النهايات الطرفية ‪Terminal‬للوصول إلي البرمجيات‬
‫والمعلومات لداء المهام المختلفة‪ .‬ويوجد لكل تطبيق ملفات معلومات منفصلة ومتفرقة عن بعضها‪.‬‬

‫(‪ )2‬المعالجة الكمبيوترية اللمركزية والمعلومات المتفرقة‪:‬‬

‫‪11‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬تكون تكنولوجيا المعالجة الكمبيوترية لمركزية لبيئات المعلومات المعينة‪.‬‬
‫وترتبط هذه التكنولوجيا معا إل أن كل وحدة تنظيمية أو فريق عمل يحتفظ بمعلوماته بطريقة مستقلة‪.‬‬

‫(‪ )3‬المعالجة الكمبيوترية اللمركزية والمعلومات المشتركة‪:‬‬

‫علي الرغم من أن تكنولوجيا المعالجة الكمبيوترية أصبحت لمركزية لمواقع عديدة‪ ،‬إل أن كل‬
‫معلومات المنظمة تمزج وتتوحد معا في قاعدة بيانات كبيرة أو في مستودع بيانات ‪Data Warehouse‬‬
‫تساعد في إتاحة تدفق البيانات والمشاركة فيها مما يسمح لكل فرد في المنظمة أن يحصل علي ما‬
‫يحتاجه من معلومات‪ .‬ومن هذا النمط الخير بزغت المنظمة الرقمية موضوع هذا العمل‪.‬‬
‫دور تكنولوجيا ونظم المعلومات في تهيئة المنظمة الرقمية‬
‫تستخدم التطورات الحديثة في تكنولوجيا ونظم المعلومات المنظمة الرقمية في تقديم خدمة‬
‫ممتازة ومتقنة لعملئها تعود بالمنفعة عليهم وتقدم لهم قيمة مضافة تعتمد علي ما يلي‪:‬‬

‫•معرفة الوقت الذي يجب أن تحدث فيه الخدمة المقدمة للعميل والقيمة الفورية التي تعود‬
‫عليه‪.‬‬

‫•معرفة الموقع الذي يتواجد فيه العميل أثناء تقديم الخدمة بالقيمة اللحظية المضافة له‪.‬‬

‫•معرفة الشكل أو الهيئة التي تقدم فيها الخدمة للعميل لكي تحدث القيمة اللحظية المطلوبة له‪.‬‬

‫والشكل التالي يوضح المنظور العام للمنظمة الرقمية في توظيف مواردها الحديثة المتمثلة في‬
‫المعلومات‪ ،‬الموارد البشرية أو رأس المال البشري‪ ،‬ونظم تكنولوجيا المعلومات المتطورة‪:‬‬

‫ويوضح العرض التالي أنواع نظم المعلومات الحديثة المعتمدة علي محتوي المعلومات‬
‫المحتاج إليه والتكنولوجيا المتقدمة التي تقوم بتطويرها وإدارتها لستخدام القوى العاملة المهرة أو عمالة‬
‫المعرفة في نطاق المنظمة الرقمية الحديثة‪.‬‬

‫‪ -1‬نظم المعلومات الدارية‪)Management Information Systems (MIS :‬‬

‫تتعلق نظم المعلومات الدارية بالتخطيط لستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات وتطويرها‬
‫وإدارتها لمساعدة الموارد البشرية العاملة بالمنظمة المعنية في أداء كل المهام المنوطة بها في معالجة‬
‫المعلومات وإدارتها‪.‬وفي هذا المفهوم يمكن التعرف علي الموارد الساسية للمنظمة الرقمية التي أشير‬
‫إليها في الشكل رقم (‪ )4‬السابق‪ ،‬وهي‪ :‬المعلومات‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والبشر‪ .‬كما يمكن أيضا‬
‫التعرف علي وظائف عديدة يجب أن يقوم بها عامل المعرفة ‪ Knowledge Worker‬لضمان تعظيم القيمة‬
‫المضافة لتكنولوجيا المعلومات والمعلومات في المنظمة التي يعمل بها‪ ،‬فلن يكون من المهم أن يعد‬
‫الشخص للعمل في مجال التمويل‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬التسويق‪ ،‬أو حتى في مجال تكنولوجيا‬
‫المعلومات ذاته‪ ،‬إن لم يقوم بكل المهام المختصة بهذه التكنولوجيا في نطاق نظام المعلومات الداري‬

‫‪12‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫المطبق في المنظمة‪ .‬والموارد البشرية في المنظمة لها مسئوليات وظيفة محددة تشتمل علي التخطيط‬
‫لتطوير وإدارة واستخدام وظيفة نظم المعلومات في نطاق مجال الخبرة المعين‪.‬‬

‫وتشتمل نظم المعلومات الدارية في المنظمة المعنية علي مسئوليات ومهام معالجة البيانات‬
‫التي تتضمن خلق وتوليد المعلومات الرقمية من خلل المعالجة التحليلية وتوصيل ونقل المعلومات لمن‬
‫يحتاج إليها داخل المنظمة وخارجها‪ .‬من هذا المنطلق يطلق علي نظم المعلومات الدارية نظم النذار‬
‫الدارية ‪ Management Alerting Systems‬لنها تنذر القوي العاملة التي في العادة تمثل الدارة الوسطى‬
‫بوجود مشكلت تحتاج لحلول عاجلة‪ ،‬أو توافر فرص سانحة مطروحة يجب انتهازها‪ .‬ويعتبر ذلك‬
‫التوجه تميز مهم لنظم المعلومات الدارية ونظم المعلومات الخرى المساندة لجهود إدارة المنظمة‪.‬‬

‫وتصمم نظم المعلومات الدارية أساس لتلخيص ما حدث ويحدث في المنظمة وتوجيه القوي‬
‫العاملة إلي تواجد المشكلت والفرص السابق الشارة إليها‪ .‬إل ان التقارير النابعة من نظم المعلومات‬
‫الدارية نادرا ما تخبر الدارة لماذا توجد المشكلة أو الفرصة المعينة‪ .‬إل أن هذه التقارير يمكن أن‬
‫تساعد أحيانا في تحديد أين ومتى يجب أن يتخذ الفعل أو القرار المعين تجاه المشكلة أو الفرصة‪ .‬وتوفر‬
‫تقارير نظم المعلومات في أشكال كثيرة‪ ،‬فمنها التقارير الدورية والتقرير الملخة والتقارير الستثنائية‬
‫وتقارير النجاز‪.. ،‬الخ‪ .‬وفي حالة التقارير الستثنائية تحدد المعايير المعينة التي حاد عنها الداء‬
‫المعين‪ ،‬أما التقارير المقارنة فإنها تحدد حالتين أو أكثر تقارن المعلومات الخاصة بهما مثل لتحديد اوجه‬
‫التشابه والختلف بينهما علي سبيل المثال‪.‬‬

‫وبذلك تخاطب نظم المعلومات الدارية الوجه الثلثة التالية في أداء أي منظمة من المنظور‬
‫الرقمي‪:‬‬

‫•ما تؤديه وتنجزه المنظمة من منتجات وخدمات موجهة إلي جمهور المستفيدين أو العملء‪.‬‬

‫•القيمة اللحظية والمضافة التي تعود علي جمهور وبيئة المنظمة عند ما تقدم الخدمة عند‬
‫طلبها (وقت تقديمها)‪،‬أينما تطلب (المكان)‪ ،‬كيف تراد (الشكل الذي تقدم فيه)‪ ،‬وضمان‬
‫إمدادها بتميز واضح‪.‬‬

‫إمداد مجموعة أدوات تقنية للقوي العاملة الملئمة مع المعلومات الصحيحة والدقيقة‬ ‫•‬
‫والحديثة في الوقت المناسب والصحيح‪.‬‬

‫وبذلك تتعامل نظم المعلومات الدارية مع جهود التخطيط لتطوير وإدارة واستخدام أدوات‬
‫تكنولوجيا المعلومات التي تساعد القوى العاملة بالمنظمة في أداء كل المهام الموكولة إليها وتتعلق عادة‬
‫بمهام معالجة المعلومات وإدارتها‪ .‬وعلي الرغم من أي مسار قد يختاره الفرد في المنظمة الحديثة‪ ،‬إل‬
‫إنه سوف يكون مسئول عن بعض أو جزء من وظيفة‪ ،‬إلي جانب مسئوليات نظام المعلومات الداري‬
‫في المنظمة‪.‬‬

‫وفي هذا النطاق تعتبر تكنولوجيا المعلومات المورد الرئيسي لنظم المعلومات الدارية في أي‬
‫منظمة تعتمد علي التكنولوجيا المتقدمة‪ ،‬حيث أنها تشتمل علي مجموعة أدوات تقنية مهمة وذات طبيعة‬

‫‪13‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫حرجة للعمل مع المعلومات ومساندة حاجات المنظمة في معالجة معلوماتها‪ .‬ومن الملحظ أن نجاح‬
‫تكنولوجيا المعلومات كمجموعة أدوات في المنظمة يعتمد علي تخطيطها بعناية فائقة لتطويرها وإدارتها‬
‫واستخدامها مع الموردين الرئيسيين الخرين للدارة‪ ،‬وهما‪ :‬القوي العاملة أو عمالة المعرفة؛‬
‫والمعلومات ذاتها‪ ،‬وهذا هو ما تختص وترتبط به نظم المعلومات الدارية‪.‬‬

‫أي أن دور نظم المعلومات الدارية المبنية علي تكنولوجيا المعلومات الحديثة في المنظمة‬
‫الرقمية يعتبر دورا جوهريا يرتبط بكل أو معظم التحديات التي تواجهها المنظمات الحديثة في أداء‬
‫أعمالها ومهامها المتنوعة والتي يجب عليها مواجهتها والتغلب عليها‪.‬‬

‫‪ -2‬نظم دعم القرار‪)Decision Support Systems (DSSs :‬‬

‫يواجه أي فرد في حياته اليومية مهام كثيرة من أهمها مهام اتخاذ قراراته‪ .‬نفس الشيء يعتبر‬
‫حقيقيا في حالة أي منظمة‪ .‬إل أن مهام اتخاذ القرارات في المنظمة تميل إلي التعقيد إلي حد كبير‬
‫وتستغرق وقتا طويل‪ ،‬وتؤثر تأثيرا كبيرا علي نجاح أو فشل المنظمة‪ .‬وتحتاج أي منظمة حديثة‬
‫استخدام تكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة في ترشيد عملية اتخاذ القرارات بها‪ ،‬ويطلق علي النظم‬
‫المكرسة بذلك نظم دعم القرار ‪ " DSS‬كامتداد طبيعي لنظم المعلومات الدارية في بيئة القرارات غير‬
‫الهيكلية‪.‬‬

‫وتعتبر نظم دعم القرار أدوات تكنولوجيا المعلومات المستخدمة لتسهيل مهام اتخاذ القرارات‬
‫التي تطلب جهدا كبيرا وتحليل متعمقا‪ .‬وبذلك تصبح نظم دعم القرار مسئولة أول علي أداء مهمة خلق‬
‫المعلومات المتمثلة في القرارات‪ ،‬وثانيا عن توصيل القرارات المتخذة إلي مستخدميها‪ .‬ويوضح الشكل‬
‫التالي مدي استخدام نظم دعم القرار وارتباطها بالبيانات المتوفرة في قاعدة البيانات أومستودع البيانات‬
‫بالمنظمة وتكامل كل ذلك مع تكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة‪:‬‬

‫وبذلك تتضمن نظم تكنولوجيا المعلومات في هذه المجموعة ما يلي‪:‬‬


‫•نظم دعم القرار ‪DSS‬‬

‫•نظم مساندة قرار المجموعة ‪GDSS‬‬

‫•نظم المعلومات الجغرافية ‪GIS‬‬

‫•النظم الخبيرة ‪ES‬‬

‫•نظم الشبكات العصبية ‪Neural Networks‬‬

‫•نظم اللجوريثمات التطويرية ‪Generic Algorithms‬‬

‫•نظم العملء الذكية ‪Intelligent Agents‬‬

‫وتعتبر نظم دعم القرار من نظم تكنولوجيا المعلومات التي تتسم بالمرونة والتفاعل مع‬
‫المستخدمين بكفاءة عالية‪ ،‬حيث أنها مصممة لمساندة متخذي القرارات في بيئة غير مؤكدة وغير‬

‫‪14‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫هيكلية‪ .‬وتعتبر برمجيات القوائم اللكترونية ‪ Spreadsheets‬من المثلة الكثر شيوعا واستخدامالنظم‬
‫دعم القرار‪.‬‬

‫وباستخدام هذا النوع من البرمجيات يمكن أداء تنوع من مهام عملية اتخاذ القرارات‪ ،‬كما في‬
‫حالة إعداد ميزانية للمنظمة التي تشتمل علي اليرادات والمصروفات‪.‬‬

‫وبصفة عامة تعتبر نظم دعم القرار من النظم التفاعلية مما يعطيها القدرة علي القيام بمهام‬
‫مثل‪:‬‬

‫(‪(1‬أداء سلسلة من التحليلت التي تجيب عن التساؤل "ماذا – إذا ‪ " What – if‬لرؤية ما سوف‬
‫تؤثر عليه مدخلت معينة علي المخرجات‪.‬‬

‫(‪(2‬استخدام أدوات نمذجة مختلفة‪ ،‬مثل النحراف ‪ ،Regression‬السعي نحو الغرض ‪Goal‬‬
‫‪ ، Seeking‬تحليل التعارض ÷أو التباين ‪.. ، Variance‬الخ لتحليل المعلومات‪ .‬ويمثل ذلك‬
‫ميزة مهمة تشترك فيها كل من نظم المعلومات الدارية ونظم دعم القرار‪ ،‬حيث تقدم نظم‬
‫المعلومات الدارية تقارير مقررة مسبقا التي توجه انتباه المنظمة لمشكلت أو فرص‬
‫معينة‪ .‬أما نظم دعم القرار‪ ،‬فإنها من جهة أخري تسمح بتقرير مدي تأثير التقارير المدخلة‬
‫من نظم المعلومات علي مخرجات المنظمة من منتجات وخدمات واستخدام أدوات نمذجة‬
‫لتحليل المعلومات توطئة لتخاذ القرار المناسب‪.‬‬

‫كما تعتبر نظم المعلومات الجغرافية ‪ )Geographical Information Systems (GIS‬أحد أنواع‬
‫نظم دعم القرار للتعامل مع المعلومات المكانية ‪Spatial Information‬حيث تخزن المعلومات الجغرافية‬
‫وتعالج معلوماتها كما في الخرائط الرقمية التي يشار إلي كل منها بموقع جغرافي معين للرجوع إليه‪.‬‬
‫وتعتبر نظم المعلومات الجغرافية مفيدة جدا في مهام اتخاذ القرار الذي يعتبر توزيع الشياء من‬
‫أشخاص‪ ،‬منشآت‪ ،‬مشاريع‪ ،‬موارد‪.. ،‬الخ عل أساس جغرافي‪.‬‬
‫‪ -3‬نظم الذكاء الصطناعي‪Artificial Intelligence Systems :‬‬

‫الذكاء الصطناعي هو جعل اللت تمثل وتحاكي التفكير والسلوك البشري‪ .‬وعند استعراض‬
‫مجال الذكاء الصطناعي ‪ ،‬يجب دائما تذكر كلمة "اصطناعي ‪ "Artificial‬ل الذكاءفحسب‪ .‬وعلي الرغم‬
‫من حقيقة أن كثيرا من نظم الذكاء الصطناعي يمكن أن تقلد وتضاهي عملية الحدس ‪ Intuition‬والفكر‬
‫‪, ،Thought‬يجب برمجتها لداء ذلك‪ .‬إل أن الحاسبات اللية تعتبر غير قادرة علي التفكير والبرهنة في‬
‫حد ذاتها‪ ،‬وعلي ذلك فإن ذكائها يعتبر اصطناعيا‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫ويوضح الجدول التالي أربع أنواع من نظم الذكاء الصطناعي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)1‬أنواع نظم الذكاء الصطناعي‬

‫معلومات البدء‬ ‫البناء علي‬ ‫نوع المشكلة‬ ‫نظام الذكاء‬


‫الصطناعي‬

‫خبرة ومعرفة الخبير‬ ‫استراتيجيات الخبير‬ ‫المشكلت التشخيصية‬ ‫النظم الخبيرة‬


‫أو الوصفية‬ ‫‪Expert Systems‬‬

‫قبول النماط‬ ‫العقل البشري‬ ‫التعريف‪ ،‬التصنيف‪،‬‬ ‫الشبكات العصبية‬


‫‪Acceptance Patterns‬‬ ‫والتنبؤ‬ ‫‪Neural Networks‬‬

‫مجموعة حلول ممكنة‬ ‫التطور البيولوجي‬ ‫الحلول المثلي‬ ‫اللجوريثمات‬


‫التطويرية ‪Genetic‬‬
‫‪Algorithms‬‬

‫الفضليات المعينة‬ ‫أسلوب أو أكثر من‬ ‫المهام المعينة والمكررة‬ ‫نظم العملء الذكية‬
‫أساليب الذكاء‬ ‫‪Intelligent‬‬
‫الصطناعي‬ ‫‪Systems‬‬

‫والنظام الخبير هو نظام ذكاء اصطناعي يطبق قدرات البرهنة العقلية البشرية للوصول إلي‬
‫استنتاج معين‪ .‬وتجمع قواعد أو أطر هذا النظام الخبير من الخبراء‪ ،‬ثم تخزن في قاعدة المعرفة التي‬
‫تتضمن أفعال مترابطة تنفذ بناء علي مدخلت المستخدم المعين‪ .‬أما نظام اللجوريثمات التطويرية أو‬
‫الصلية فهو أيضا من نظم الذكاء الصطناعي ويقلد عملية تطويرية لبقاء ملءمته إلي الحسن حتى‬
‫يمكن خلق حلول أحسن للمشكلة المثارة‪ .‬وتشتمل هذه النظم علي عمليات تطويرية ترتبط بالعبور‬
‫‪ Crossover‬والتحول ‪ Mutation‬والختيار ‪ . Selection‬وفيما يرتبط بنظامي الشبكات العصبية ونظم‬
‫العملء الذكية التي يعبر عن كل منهما أبعاد الجدول السابق رقم (‪.)1‬‬

‫‪ -4‬نظم معلومات الدارة العليا التنفيذية‪)Executive Information Systems (EIS :‬‬

‫تساند هذه النظم احتياجات الدارة الستراتيجية من المعلومات‪ .‬وتستعرض هذه النظم تجميع‬
‫من أنواع النظم السابق لشارة إليها وهي‪ :‬نظم المعلومات الدارية‪ ،‬نظم دعم القرار ونظم الذكاء‬
‫الصطناعي التي تعمل علي‪:‬‬

‫‪ -‬الشارة نحو وجود مشكلت أساسية أو فرص متاحة‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة خبراء وأخصائيو تكنولوجيا المعلومات أو المعرفة في فهم أسباب تواجد المشكلت أو‬

‫الفرص‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫‪ -‬المساعدة في تقرير الستراتيجيات لحل المشكلت أو لنتهاز ميزة الفرص المطروحة‪.‬‬

‫ويعتبر نظام معلومات الدارة العليا التنفيذي بأنه نظام معلومات إدارية ذات طبيعة تفاعلية إلي‬
‫حد كبير‪ ،‬يجمع كل من نظام دعم القرار والذكاء الصطناعي المعين لمساعدة أطر الدارة العليا من‬
‫المديرين والرؤساء في المنظمة لمخاطبة المشكلت والفرص المختلفة‪ .‬وكنظام المعلومات الدارية‪،‬‬
‫يسمح للمديرين بعرض المعلومات من زوايا مختلفة‪ ،‬كما يوفر لهم المرونة الكافية التي تعمل علي خلق‬
‫رؤى أكبر لفهم المشكلت والفرص بطريقة أحسن‪ .‬وكنظام دعم القرار والذكاء الصطناعي يقدم هذا‬
‫النوع من النظم للمديرين التنفيذيين الدوات المحتاجإليها لعداد استراتيجيات حل المشكلت وانتهاز‬
‫الفرص المتاحة‪ .‬وتشتمل أدوات هذا النظام علي برمجيات النتاجية الشخصية مثل برمجيات القوائم‬
‫اللكترونية‪ ،‬وأكثر تعقيدا أدوات نظم دعم القرار والذكاء الصطناعي مثل نظم المعلومات الجغرافية‬
‫والنظم الخبيرة‪ .‬وعلي هذا الساس‪ ،‬تعتبر نظم معلومات الدارة العليا التنفيذية مسئولة عن مهام خلق‬
‫وتوليد المعلومات من خلل المعالجة التحلية ومد المعلومات النابعة منه إلي المستخدمين‪.‬‬

‫ومن الخصائص الرئيسية لنظم معلومات الدارة العليا التنفيذية ما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬استخدام مستودع بيانات ‪Data Warehouse‬‬

‫يمكن رؤية هذا النظام من حيث تقديم الوصول للمعلومات المتوافرة في مستودع بيانات يعرف بأنه‬
‫مجموعة معلومات تستخدم في مهام اتخاذ القرارات‪ ،‬كما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫تشتمل مستودعات البيانات في المنظمات الحديثة علي المعلومات المتاحة من قواعد البيانات‬
‫التشغيلية مثل قواعد بيانات المخزون‪ ،‬الفراد‪ ،‬الحسابات‪.. ،‬الخ‪ ،‬ومن قواعد ومصادر المعلومات‬
‫الخارجية المتاحة للمنظمة مثل قاعدة البيانات السكانية أو الديموجرافية‪.‬‬

‫(‪ )2‬جذب القدرات الذاتية المتاحة ‪Drill-Down Capabilities‬من منظور إعداد التقارير المتنوعة‪ ،‬حيث‬
‫يشتمل هذا النوع من النظم علي معلومات تلخيصية أي ملخصة تسمح للمديرين الستفادة القصوى‬
‫منها للتوصل لمؤشرات تساعد في الداء واتخاذ القرار‪ .‬ويقدم هذا النوع من النظم سلسلة متنوعة‬
‫من التقارير التي يختار من بينها التقرير المعين الذي يساعد المدير في تشكيل استراتيجيته أو اتخاذ‬
‫قراره المحدد‪.‬‬

‫(‪ )3‬عرض البيانات المرنة ‪ Flexible Data Presentation‬حيث توفر هذه النظم مرونة كبيرة جدا في‬
‫التقرير والفعل أكبر مما يقدمه نظام المعلومات الدارية الذي يوفر رؤى مقررة مسبقا لمعلومات‬
‫ظاهرية عن الماضي أو الحاضر‪ ،‬إل أن نظم معلومات الدارة العليا التنفيذية توفر معلومات‬
‫ضمنية أكثر تعبيرا وتعمقا تتسم بالمرونة في التقرير كما تقدم آليات سهلة الستخدام في عرض‬
‫المعلومات من وجهات نظر مختلفة بأشكال متنوعة‪.‬‬

‫(‪ )4‬تعريف مسئوليات المعلومات ‪ Identification of Information Responsibilities‬حيث تعرف معظم‬


‫حزم برمجيات نظم معلومات الدارة العليا التنفيذية مسئوليات المديرنحو نوعيات المعلومات‬

‫‪17‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫والتقارير المقدمة له‪ .‬علي سبيل المثال‪ ،‬عند تتبع المدير تفاصيل المعلومات التي يحتاجها من‬
‫المستويات الدنيا يمكن أن تسمح له هذه النظم بذلك‪.‬‬

‫(‪ )5‬استخدام نظام دعم القرار والذكاء الصطناعي من منظور تحليل البيانات لكي يقدم للمدير رؤية‬
‫المعلومات بسرعة من زوايا مختلفة‪ .‬كما تساند هذه النظم نظام دعم القرار وأدوات الذكاء‬
‫الصطناعي في فهم المدير لماذا توجد مشكلة ما أو فرصة متاحة للستغلل تمكن من تطوير‬
‫الستراتيجيات‪.‬‬

‫(‪ )6‬الوصول لتنويعات مختلفة من المعلومات التي ل تقتصر علي المعلومات الداخلية فقط‪ ،‬بل تقدم‬
‫تنويعاتكبيرة للمعلومات الخارجية أيضا‪.‬‬

‫‪ -5‬نظم دعم مجموعة العمل‪)Workgroup Support Systems (WSS :‬‬

‫ترتبط هذه النظم بتوصيل المعلومات بين أفراد فرق أو مجموعات العمل بالمنظمة التي بزغت‬
‫حديثا نتيجة لعادة هيكلية المنظمات‪ ،‬وصار يطلق عليها فرق وظيفية متداخلة ‪Cross – Functional‬‬
‫‪ Teams‬لنها تتشكل من قوي عاملة من إدارات ووحدات إدارية عديدة تنتشر عبر المنظمة بغض النظر‬
‫عن عنوان الوظيفة أو الدارة‪.‬‬

‫وقد تتشكل وتتطور الفرق لي من السببين التاليين‪ :‬أول تنشئ كثير من المنظمات مجموعات‬
‫عمل أو فرق المشروعات التي تحل مشكلت محدد أو تدرس الفرص المتاحة أمام المنظمة؛ ثانيا تشكل‬
‫بعض المنظمات فرقا دائمة تضم قوي عاملة من كل الدارات والوحدات الدارية بالمنظمة وتتطلب‬
‫دعما ثابتا ومستمر‪.‬‬

‫ويمكن تعريف نظام دعم مجموعة العمل بأنه النظام المصمم خصيصا لتحسين أداء الفرق أو‬
‫المجموعات لمساند أداء المنظمة واستمرار تدفق المعلومات فيها‪ .‬ويساعد هذا النوع من النظم الفريق آو‬
‫المجموعة في توصيل المعلومات والمشاركة فيها وتبادل الراء والفكار عند حل مشكلة معينة أو‬
‫انتهاز فرصة متاحة‪.‬كما تمكن الفرق الدائمة المنظمة ل في تدفق المعلومات فحسب‪ ،‬ولكن أيضا في‬
‫التأكيد علي العمليات اللية المؤداة‪ .‬ويتميز أي نظام دعم مجموعة العمل ببرمجيات المجموعة‬
‫‪ Groupware‬وهو مصطلح شائع لمحتوي البرمجيات يساند الجهود التعاونية لفريق العمل‪ ،‬ومن أحدث‬
‫أدوات تكنولوجيا المعلومات التي يمكن إيجادها في أي منظمة حديثة وما يساند برمجيات المجموعة‪،‬‬
‫ثلث وظائف أساسية هي‪ :‬ديناميكيات الفريق ‪ ،Team Dynamics‬إدارة الوثائق ‪Document‬‬
‫‪ ، Management‬تطوير التطبيقات ‪. ApplicationsDevelopment‬‬

‫العرض السابق وضح نظم تكنولوجيا المعلومات التي تحدد البنيات أو الدعائم الساسية الممهدة‬
‫لقامة المنظمة الرقمية في البيئة المعاصرة‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫المنظمة الرقمية كمنظمة افتراضية ومنظمة تعلم‬

‫العرض التالي يوضح تحول المنظمة الرقمية إلي منظمة افتراضية ومنظمة تعلم في نفس‬
‫الوقت‪:‬‬

‫‪ -1‬المنظمة الفتراضية‪Virtual Organization:‬‬

‫المنظمة الفتراضية ل توجد في مكان ثابت‪ ،‬تمثل منظمة الحاضر المعاصر والمستقبل‬
‫المنظور‪ .‬وتعبر عن شبكة من المنظمات المستقلة والمتصلة معا بواسطة تكنولوجيا ونظم المعلومات‬
‫السابق استعراضها‪ ،‬وتهدف المنظمة الفتراضية لكتشاف الفرص التي يوفرها السوق بواسطة‬
‫المشاركة في المهارات والتكاليف والوصول إلي السواق الممتدة‪ .‬وتشغل كثير من المنظمات‬
‫اللكترونية الفتراضية علي أساس مؤقت أو مشروع معين فقط‪ ،‬كما تنشأ لتلبية احتياجات مجموعة من‬
‫العملء المعرفة جيدا‪.‬‬

‫ويوضح الجدول التالي الخصائص المختلفة والمتنوعة التي تتسم بها المنظمة الفتراضية‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬خصائص المنظمة الفتراضية‬


‫معالم الخاصية المعينة‬ ‫التساؤل المعين عن الخصائص‬

‫المنظمة الفتراضية هي شبكة منظمات مستقلة‬ ‫ما هي المنظمة الفتراضية؟‬


‫ومتصلة معا بواسطة تكنولوجيا ونظم المعلومات‬
‫المتقدمة لكتساب الفرص المتاحة من السوق‬
‫والمشاركة في المهارات والتكاليف وإمكانية‬
‫الوصول الفوري إلي السوق‪.‬‬
‫تعمل المنظمة الفتراضية علي مد مفهوم العمليات‬ ‫ما الذي تعمله المنظمة الفتراضية؟‬
‫التي تؤديها وراء حدودا ل مكانية‪.‬‬
‫تسهل السرعة التنظيمية والحراك الكبير لي‬ ‫كيف تؤثر المنظمة الفتراضية علي قوة‬
‫استراتيجيةمتاحة من قوة المنظمة‪ .‬ومع هذا النوع‬ ‫المنظمة؟‬
‫من المنظمات الفتراضية يقل ويتناقص التعاون‬
‫وتضمحل قوة المنظمة‪.‬‬
‫كيف تدعم تكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة توصل المنظمات المشتركة في المنظمة‬
‫الفتراضية معا من خلل تكنولوجيا التصالت‬ ‫المنظمة الفتراضية؟‬
‫عن بعد والحاسبات اللية عن بعد‪.‬‬

‫وتفسر المنظمة الفتراضية بأن عملياتها ل مكانية‪ ،‬وحياتها محدودة‪ ،‬وتعتمد علي مصادر‬
‫خارجية ‪،Outsourcing‬علي المشاركة الكاملة في تشغيلها‪ .‬وتمتلك المنظمة الفتراضية أجهزة‬
‫وبرمجيات تكنولوجيا المعلومات والتصالت الخاصة بها‪ .‬وتعمل المنظمة الفتراضية تقديم خدمات‬

‫‪19‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫مبتكرة وإبداعية لعملئها علي سبيل المثال في مجالت العلن والتسويق وإنشاء بيئة إلكترونية‬
‫بالكامل‪ ،‬كما أنها تستخدم وسائل وأساليب مؤتمرات الفيديو وبرمجيات دعم مجموعات العمل التفاعلية‪.‬‬

‫‪ -2‬منظمة التعلم‪Learning Organization :‬‬

‫تمثل منظمة التعلم الرقمية هي المنظمة التي ل تتوقف عن التعلم أبدا‪ .‬وفي هذا السياق يمكن‬
‫التساؤل‪ ،‬هل يمكن أن تتعلم المنظمة أيضا؟ وقد يتم ذلك عند خلق واحتضان بيئة تساند التعلم‬
‫كاستراتيجية مهمة تزيد من قوة المنظمة ذاتها‪ .‬وتصبح هذه الستراتيجية حرجة فيما يتصل بمستقبل‬
‫المنظمة‪ .‬وعند إنشاء أو خلق المنظمة التي تتعلم يجب تطوير بيئة تعمل علي تطوير استراتيجياتها‬
‫الجديدة وجعل القائم منها أكثر كفاءة وفاعلية‪.‬‬

‫ويحدد الجدول التالي خصائص منظمة التعلم المنبثقة من المنظمة الرقمية‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬خصائص منظمة التعلم‬


‫معالم الخاصية المعينة‬ ‫التساؤل المعين عن الخصائص‬
‫منظمة التعلم هي المنظمة التي تتيح للقوي العاملة‬ ‫ما هي منظمة التعلم؟‬
‫بها اكتشاف كيف يتعلمون معا ويعملون علي تغيير‬
‫وإعادة هيكلة منظمتهم كنتيجة طبيعية لما تعلموه‬
‫بصفة مستمرة‪.‬‬
‫تقدم منظمة التعلم هيكل تنظيميا مرنا يمكن تغييره‬ ‫ما الذي تؤديه منظمة التعلم؟‬
‫بسرعة كبيرة وفقا لحتياجات جمهور المتعامين‬
‫مع المنظمة‪.‬‬
‫* تقدم منظمة التعلم إمكانيات أكثر من استراتيجية‬ ‫كيف تؤثر منظمة التعلم علي قوة المنظمة؟‬
‫وتخلق استراتيجيات جديدة مستحدثة‪.‬‬
‫* تزيد منظمة التعلم سرعة إعادة هندسة وهيكلة‬
‫التنظيم نتيجة للخبرة المكتسبة من التعلم التي تحل‬
‫جذور ومسببات المشكلت وتعمل علي حلها‬
‫باستمرار‪.‬‬

‫يحدث التعلم التنظيمي فقط عندما تتزود وتبث‬ ‫كيف تدعم تكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة‬
‫تكنولوجيات ونظم المعلومات مخرجاتها من‬ ‫منظمة التعلم؟‬
‫تقارير المعلومات المختلفة والمتنوعة لكل أفراد‬
‫القوي العاملة بالمنظمة‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫ويمكن تحديد السباب الرئيسية التي تعوق من تعلم المنظمات القائمة في أسباب ثلث هي‪:‬‬

‫•ل تزال بعض المنظمات تدار علي أساس طرق الرقابة الصارمة علي القوي العاملة وإصدار‬
‫الوامر لها‪.‬‬

‫•تضع بعض المنظمات أهمية كبري علي لوم وتأنيب عمالتها ل علي حل المشكلت التي‬
‫تواجهها‪.‬‬

‫•ل زالت كثير من المنظمات تجعل من الصعب رؤية ما وراء الوظائف الفردية القائمة بالفعل‬
‫وتجعل مستحيل علي عامليها التزود بالخبرة الناتجة من التعلم وتطبيق ما تعلموه علي أعمالهم‪.‬‬

‫وللتغلب علي هذه القيود التي تعوق المنظمة وتحد من قدراتها لكي تتسم بالتعلم‪ ،‬يجب أن‬
‫تستخدم تكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة للتغلب علي ذلك وفقا لما يلي‪:‬‬

‫(‪(1‬المر والرقابة ‪ : Command and Control‬في إطار هيكلية المر والرقابة علي القوى‬
‫البشرية العاملة التي تؤدي وتنجز الوظائف والمهام تصدر القرارات إلي العاملين من‬
‫المستويات العلى ويكون من النادر علي الطر التنفيذية اتخاذ القرارات لحل المشكلت‬
‫التي تعترضهم أثناء أداء مهامهم‪ ,‬أي أن كل القرارات المتخذة لحل مشكلة أو تغيير وظيفة‬
‫تأتي من أعلي لسفل‪ ،‬مما يؤدي إلي تدفق المعلومات فقط من أعلي لسفل‪ .‬وبالطبع يسهم‬
‫ذلك في جمود وعدم مرونة تنظيم المنظمة مما يجعلها غير قادرة علي مواجهة متغيرات‬
‫وتحديات البيئة العلمية التي تتواجد فيها المنظمة‪.‬‬

‫وفي هذا السياق يمكن أن تساعد تكنولوجيا ونظم المعلومات الحديثة في تأكيد إمكانية تدفق‬
‫المعلومات من أسفل لعلي‪ ،‬بحيث يحصل كل أفراد القوي العاملة بالمنظمة علي المعلومات التي يحتاج‬
‫إليها لتساعده في اقتراح التغيير المطلوب‪ .‬كما تسمح تكنولوجيا المعلومات بتدفق المعلومات في كل‬
‫التجاهين من أعلي لسفل وبالعكس في المنظمة مما يساعد في التغلب علي المر والرقابة الصارمة‬
‫التي يتسم بها التنظيم التقليدي للمنظمة‪.‬‬

‫(‪(2‬اللوم والتأنيب للقوي العاملة بالمنظمة‪:‬يمكن أن يؤدي اللوم والتأنيب إلى أسباب محبطة‬
‫لجهود التعلم والتنمية في المنظمة‪ .‬ويسهم ذلك التوجه نحو التعلم الفردي النعزالي‬
‫المختلف كليا عن التعلم التنظيمي‪ .‬وعند التعلم الجماعي توجد فرصة أحسن للتعرف علي‬
‫أعراض المشكلت وأسبابها والتركيز علي تلبية حاجات العمل بطريقة موحدة‪ .‬ويمكن أن‬
‫تساعد تكنولوجيا ونظم المعلومات في التغلب علي قيود اللوم والتأنيب من خلل استخدام‬
‫اللوحات البيضاء اللكترونية‪ ،‬التي تسمح لكثير من الفراد العمل بطريقة إلكترونية في حل‬
‫المشكلت التي تواجههم‪ .‬وعند قيام شخص معين بتغيير شئ ما‪ ،‬يمكن للشخاص الخرين‬
‫رؤية مدي تأثير ذلك علي أعمالهم بسرعة‪ ،‬أي يمكن أن يحدد كل شخصفي المنظمة‬
‫السبب والثر النابع من التغيير واختبار ذلك علي زملئه من العاملين الخرين‪ .‬كما تساعد‬
‫تكنولوجيا المعلومات في تنظيم اجتماعات افتراضية عن بعد من خلل توظيف تكنولوجيا‬

‫‪21‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫مؤتمرات الفيديو عن بعد التي تسمح لفراد كثيرين في المنظمة من سماع ورؤية أوصاف‬
‫المشكلة المعينة والحلول المقترحة لحلها والتغلب عليها من خلل مدخلت البيانات‪ ،‬مما‬
‫يمكن أي شخص في الجتماع الفتراضي حل المشكلة نتيجة خبرة تعلمه وبذلك يتعلم‬
‫المشتركين في الجتماع من بعضهم ببعض‪ ،‬ويؤدي ذلك إلي تعلم المنظمة ذاتها وتصبح‬
‫بالتالي منظمة تعلم‪.‬‬

‫(‪(3‬التعلم من الخبرات التي يكتسبها أفراد المنظمة من تعلمهم التعاوني‪ .‬وتساعد تكنولوجيا‬
‫ونظم المعلومات الحديثة في تعلم الفراد من الفرص المتاحة علي شبكة النترنت المرتبطة‬
‫بالبريد اللكتروني وحلقات النقاش وتصفح الخبار والبحار في قواعد البيانات والمواقع‬
‫التي تضمها الشبكة‪.‬‬
‫أسس الستعداد اللكتروني لقيام‬
‫المنظمة الرقمية‬
‫يمكن تحديد خمسة أسس أو معايير يجب توافرها لقيام المنظمة الرقمية في المجتمعات العربية‬
‫الراهنة التي تتسم بالفجوة الرقمية الشاسعة بينها وبين دول العالم المتقدم المحيط بنا‪ .‬وقد اتضح من‬
‫الدراسات المسحية التي قام بها التحادالدولي للتصالت ‪ITU‬تحت عنوان ‪ITU. Internet Host‬‬
‫‪.Data‬وموقعه علي الويب[‪ ]HTTP://WWW.ITU.INT/HOME/INDEX.HTM‬أن العدد الجمالي‬
‫للحاسبات المضيفة علي النترنت قد وصل في بداية عام ‪ 2001‬إلي ‪ 106710508‬حاسب مضيف بزيادة‬
‫قدرها ‪ 44704656‬حاسبا مضيفا عن عام ‪ ، 2000‬إل أن الحصة الكبر من ذلك تكون من نصيب الدول‬
‫المتقدمة‪ .‬ويلحظ أن بعض الدول قد تقدموا جليا في إطار الربط مع النترنت كإسرائيل علي سبيل‬
‫المثال التي يفوق عدد الحاسبات المضيفة بها المرتبطة بالنترنت ما لدي جميع الدول العربية بمراحل‬
‫شاسعة تمثل الفجوة الرقمية التي يعاني منها العالم العربي في عالم متغير ومتحرك علي الدوام‪.‬‬
‫فعلي سبيل المثال‪ ،‬تمثل الحاسبات المضيفة المرتبطة بالنترنت التي تخص الدول العربية‬
‫مجتمعةحوالي ‪ 54196‬حاسبا مضيفا في بداية عام ‪ 2001‬بزيادة قدرها ‪ %42‬عن عددها في عام ‪، 2000‬‬
‫علي الرغم من تناقص عددها في بعض الدول العربية كمصر والكويت وتونس‪ ،‬إل أنه في المقابل زاد‬
‫عددها في دول عربية أخري كالمارات والسعودية والجزائر‪ .‬وذلك في الوقت الذي وصل فيه عدد‬
‫الحاسبات المضيفة المرتبطة بدولة إسرائيل إلي ‪ 180263‬في بداية عام ‪ 2001‬أي أن نسبة ما لدي كل‬
‫الدول العربية مجتمعة تصل إلي ‪ %30‬تقريبا مما لدي إسرائيل مما يعزز أيضا مدى اتساع الفجوة‬
‫الرقمية للدول العربية‪ ،‬و يؤدي إلي ضرورة السراع في ترسيخ أسس ودعائم الستعداد اللكتروني ‪E-‬‬
‫‪Readiness‬للمجتمعات العربية لموجهة التحدي الحضاري الرقمي المعاصر‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫ويمكن تحديد أسس ومعايير الستعداد اللكتروني المطلوب توفيرها للمجتمعات العربية في‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬التفاعلية‪Connectivity :‬‬

‫ويمكن التوصل إلي زيادة التفاعلية لمنظمات المجتمع من خلل إتاحة شبكات الحاسبات‬
‫والمعلومات وتأكيد إمكانية الوصول إليها‪ ،‬وسهولة استخدامها‪،‬وزيادة قدراتها في تبادل المعلومات‬
‫والسلع والخدمات مع كافة المنظمات والمنشآت والفراد المنتشرة في جميع أرجاء العالم‪ .‬كما يتأتي ذلك‬
‫من توفير تكنولوجيا ونظم المعلومات المتقدمة ذات القدرة والقوة الرقمية الكبيرة‪ ،‬والموثوق منها مع‬
‫المشاركة النشطة في القتصاد الرقمي الشبكي الحديث‪.‬‬

‫وتخاطب التفاعلية المطلوبة لمنظمة اليوم الرقمية ضرورة توافر ومصداقية البنيات الساسية‬
‫من حيث الخواص التالية‪:‬‬

‫•توافر خدمات اتصالت سلكية ولسلكية متقدمة تشتمل علي مراكز وصل مجتمعية تقدم خدماتها‬
‫دون مقابل ويرتبط بها حاسبات موصلة بشبكات الحاسبات والمعلومات في المنظمة‪.‬‬

‫•إمكانية تقويم قدرات الوصول إلي شبكات المعلومات وتحديد موثوقيتها ومصداقيتها‪ .‬ويتضمن‬
‫ذلك تكلفة الخدمة المقدمة‪ ،‬وقت الشتراك الفعلي‪ ،‬انتشار مشاركة الفراد والمنظمات الخرى‪.‬‬

‫•التركيز علي تمهيد البنية الساسية المشتمل علي موثوقية إمداد الكهرباء للمنظمة وإقامة‬
‫التصالت الرقمية السلكية واللسلكية الملئمة في المنظمة‪.‬‬

‫‪-2‬القيادة اللكترونية ‪E-Leadership:‬‬

‫يعتمد التقدم الوطني في القيادة الرقمية علي الصناعة الرقمية لكي توفر حلول تستجيب‬
‫لحتياجات السواق المعينة للسلع والخدمات التي تقدمها المنظمات‪ .‬إل أنه وبدون وضع السياسات‬
‫الحكومية والمؤسسية واللتزام بتطبيقها يتأخر الستعداد اللكتروني المستهدف‪ .‬لذلك تحث القيادات‬
‫الحكومية والمؤسسية التي تمثل معالم القيادة اللكترونية علي دعم ومساندة الجهود المتصلة بإنشاء‬
‫المنظمة الرقمية ودعوة باقي المنظماتالخرى للهتداء بها والقيام بمبادرات شبيهة‪.‬‬

‫وتتضمن عناصر وخواص القيادة اللكترونية ما يلي‪:‬‬

‫•ضرورة إعطاء الولوية القصوى في مساندة ودعم تحديث المجتمعات الوطنية بسد الفجوة‬
‫التكنولوجية المتواجدة بالفعل من خلل تشجيع إنشاء المنظمات الرقمية‪.‬‬

‫•تأكيد التقدم المرتبط بالحكومة اللكترونية وتوحيد الجهود المرتبطة بتوظيف تكنولوجيا ونظم‬
‫المعلوماتفي منظمات المجتمعات العربية المعاصرة للقيام بأعمال ومهام الحكومة اللكترونية‪.‬‬

‫•توكيد جودة الشراكة بين قادة أو الدارة العليا في المنظمات المختلفة والقيادة الحكومية لتحسين‬
‫الصورة الذهنية للقيادة اللكترونية‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫•مراجعة وتقويم التشريعات والقوانين المعمول بها وتطبيعا مع تكنولوجيا المعلومات والتصالت‬
‫المتقدمة‪.‬‬

‫•العمل علي توافر مستوي عالي من الجهد الضروري اللزم لتطوير وصول كل المواطنين إلي‬
‫المنظمة الرقمية المعينة من خلل نشر وإتاحة الوصول لشبكة النترنت بحرية وبرسوم منخفضة‬
‫بقدر المكان‪.‬‬

‫‪ -3‬أمن المعلومات‪Information Security:‬‬

‫يمكن طرح السؤال التالي‪ ،‬هل يمكن الوثوق في معالجة وتخزين وبث المعلومات القومية‬
‫والمؤسسية ؟ وفي هذا الصدد‪ ،‬يلحظ أن هذا الساس المرتبط بالستعداد اللكتروني نحو التكنولوجيا‬
‫الرقمية والمرئية يرتبط ارتباطا وثيقا بمستوي أمن وخصوصية وسرية المعلومات المتوافرة والمتدفقة‬
‫التي ينبع منها مدي الثقة فيها والعتماد عليها‪.‬‬

‫وتشتمل عناصر وخواص أمن المعلومات علي ما يلي‪:‬‬

‫•تقوية الحماية القانونية المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية‪ ،‬والحجية القانونية المرتبطة بالبرمجيات‬
‫وإبداعات المنظمة الرقمية‪.‬‬

‫•سن التشريعات التي تحمي خصوصية وسرية المعلومات للمنظمات والفراد علي حد سواء‪.‬‬

‫•تعظيم العقوبة الجنائية علي جرائم الكمبيوتر والتصالت والتوقيع اللكتروني والنشر‬
‫اللكتروني‪.. ،‬الخ‪.‬‬

‫‪ -4‬رأس المال البشري‪Human Capital :‬‬

‫هل يتوفر الشخاص الملئمين لمساندة المنظمة الرقمية في أداء وظائف ومهام تكنولوجيا ونظم‬
‫المعلومات الحديثة لبناء المنظمة الرقمية المستهدفة؟ حتى يمكن الجابة علي هذا التساؤل يجب التعرف‬
‫علي عناصر وخواص رأس المال البشري أو عمالة المعرفة المستهدفة للضطلع بأعباء ومسئوليات‬
‫المنظمة الرقمية في مجتمع مبني علي المعرفة‪.‬‬

‫•توافر إدارة عليا من قيادات ومديرين أكفاء يقدرون علي إدارة المشروعات التكنولوجية الكبيرة‬
‫والمعقدة وإكمالها بنجاح‪.‬‬

‫•تواجد مجموعة من محللي السياسات المؤثرة علي نشوء المنظمة الرقمية يفهمون التشريعات‬
‫والقوانين التي تدعم منظمات المجتمع المرتبطة بالبيئة التكنولوجية للمجتمع ككل‪.‬‬

‫•تحفيز وحث إبداع مزودي المحتوي الفكري المحليين المرتبطين برسالة المنظمة وتعاملهم مع‬
‫إمكانيات وقدرات الكم الهائل والمتعاظم للمعرفة المتاحة من خلل شبكة النترنت‪.‬‬

‫•توافر الموارد البشرية المهرة من مهندسي أجهزة وبرمجيات واتصالت‪ ،‬ومشاركين أو‬
‫مستخدمين مهرة أيضا‪ ،‬في استخدام تكنولوجيا المعلومات والتصالت في منظماتهم‪ ،‬حيث أن‬

‫‪24‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫المنظمة الرقمية تحتاج إلي قوى عاملة ورأس مال بشري قادر علي استخدام الشبكات والهتمام‬
‫بها والستفادة منها‪.‬‬

‫•توافر مستويات الجودة العالية والنتاجية المرتفعة والمشاركة في نظم التعلم المفتوحة والمتاحة‬
‫والمستمرة مدي الحياة لخلق ودعم مجتمع المنظمة المبني علي المعرفة‪.‬‬

‫•خلق البيئة الخصبة لدعم ثقافة البتكار والبداع المؤسسي والوطني والمشاركة في المعلومات‬
‫المتاحة‪.‬‬

‫‪ -5‬مناخ العمال‪Business Climate :‬‬

‫كيف يمكن خلق مناخ ملئم للبيئة الرقمية في المنظمة؟ تعمل المنظمة الرقمية في سياق معقد‬
‫من السياسات والقوانين التشريعية والترتيبات المؤسسية التي تضع قواعد التصرفات والمعاملت‬
‫الخاصة بها في السوق التنافسية المفتوحة والممتدة‪ .‬وكلما زاد تشجيع سياسات ومزاولت المنظمة‬
‫الرقمية‪ ،‬ارتفع العائد علي الستثمار والعكس صحيح‪.‬‬

‫والعناصر والخواص الرئيسية المدعمة لتهيئة مناخ المنظمة الرقمية تتمثل في‪:‬‬

‫•تواجد المنافسة الفعالة بين مقدمي خدمات تكنولوجي ونظم المعلومات والتصالت عن بعد‪.‬‬

‫•شفافية وإمكان التنبؤ بالتنفيذ الفعلي للمنظمة الرقمية والنفتاح الحكومي عليها وتحديد مخاطر‬
‫القوانين والتشريعات التي تعمل في ظلها بالضافة إلي دعم الستقرار السياسي والقيادي لها‬
‫وللمجتمع المتواجدة فيه‪.‬‬

‫•النفتاح المالي والمشاركة الشخصية من قبل المستثمرين العرب والجانب في تطوير مهام‬
‫وأعمال تكنولوجيا ونظم المعلومات والتصالت‪.‬‬
‫•تأكيد قدرات المنظمة المالية لمساندة التصرفات والفعال الخاصة بالداء الرقمي ‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫واقع منظمات التدريب الرقمي عن بعد‬


‫في العالم العربي‬
‫سوف نستعرض في هذا العمل واقع ومدي تطبيق المنظمة الرقمية علي منظمات أو مراكز‬
‫التدريب الداري في الوطن العربي‪ .‬وقد اعتمد ذلك العرض علي المعلومات المستمدة من دراسة‬
‫تطبيقية أكاديمية تمت تحت إشرافنا لتطوير نموذج مقترح لدارة نظم الوسائط المتعددة المنقولة عبر‬
‫شبكات الحاسب اللي‪ )1( .‬وفي العرض التالي سوف نبين معالم التوجهات الحديثة في التدريب الرقمي‬
‫عن بعد‪ ،‬وواقع ما تقدمه منظمات أو مراكز التدريب الداري علي شبكة النترنت في هذا الصدد‪:‬‬

‫‪ -1‬معالم التوجهات الحديثة في التدريب الرقمي عن بعد‪:‬‬

‫توجد كثير من المؤشرات تحدد مدي توظيف تكنولوجيا ونظم المعلومات الحديثة في التدريب‬
‫الرقمي عن بعد المنقول عبر شبكة النترنت‪ .‬وتتمثل معالم هذه التوجهات الحديثة في التالي‪:‬‬

‫(‪(1‬العوائد التي تعود علي منظمات أو مراكز التدريب في العمل الرقمي عبر النترنت‪ :‬يمكن‬
‫تحديد العوائد أو المزايا التي تعود علي منظمات أو مراكز التدريب فيما يتصل باستخدام‬
‫التكنولوجية الرقمية وإتاحتها عبر شبكة النترنت كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬خفض التكلفة المالية عن طريق‪:‬‬

‫•تقليل وقت التدريب مع زيادة تحصيل واستيعاب المتدرب‪.‬‬

‫•الحد من أعباء مصاريف السفر لحضور الدورة التدريبية‪.‬‬

‫•خفض تكاليف إعداد الدورة والمادة التدريبية وتوصيلها إلي المتدربين في أي مكان وزمان‪.‬‬

‫•ربط المتدربين بقواعد ومستودعات البيانات المتوافرة عن محتوي الدورة التدريبية الموجودة‬
‫علي مواقع شبكة الويب الخرى‪.‬‬

‫ب‪ -‬رفع أداء الدورة التدريبية والمتدرب عن طريق‪:‬‬

‫•تحقيق أهداف العملية التدريبية بمعدلت أكبر من اللتحاق بالدورات التقليدية‪.‬‬

‫•رفع أداء وقدرات الملتحقين بالدورة التدريبية الرقمية نتيجة استخدام أدوات تكنولوجيا‬
‫المعلومات المتقدمة‪.‬‬

‫•زيادة جودة العملية التدريبية الرقمية لستخدام طرق التدريس والتدريب التفاعلية المتقدمة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تعظيم الوضع التنافسي لمنظمة التدريب الرقمية‪ ،‬منخلل‪:‬‬

‫•مواجهة المتغيرات المتسارعة في المحتوي التدريبي‪.‬‬

‫•مواجهة المنافسة المفروضة نتيجة للجودةوالكفاءة والحداثة‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫•التواجد في عصر العولمة المعاصر ومواجهة تحدياته وتوقعاته‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع التدريب الرقمي عن بعد‪:‬‬

‫يوجد نوعان من التدريب الرقمي المتاح عبر النترنت تؤديه المنظمة التدريبية باستخدام‬
‫تكنولوجيا ونظم المعلومات الحديثة‪ ،‬وهما‪ :‬التدريب المتزامن‪ ،‬والتدريب غير المتزامن‪ .‬ولكل نوع‬
‫أدواته الخاصة التي يمكن ان تساعد في تحقيق التدريب الرقمي من خلل شبكة الويب العالمية‪.‬‬

‫(‪ )1‬التدريب المتزامن‪Synchronous :‬‬

‫يتم هذا التدريب عبر شبكات الحاسبات والنترنت باستخدام تكنولوجيا التعليم أو التدريب التي‬
‫تعتمد علي تواجد مجموعة من الدوات تتيح للمتدرب إمكانية مشاهدة تطبيقات التدريب والمشاركة فيه‬
‫عن طريق شبكة النترنت‪ .‬ومن هذه الساليب والدوات ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬استخدام السمعيات والمرئيات والوسائل المتعددة المتواجدة في الوقت الحقيقي‬


‫للحوار بين المتدربين والمدرب أو بين المتدربين معا‪ ،‬مما يتيح لكل من‬
‫المدرب والمتدرب إمكانية الحوار أثناء تبادل المعلومات التدريبية بكافة‬
‫أوساطها وأشكالها‪ .‬ويسهم ذلك في تأكيد جودة جلسات وحلقات المناقشات‬
‫والحوار والجدل المختلفة‪.‬‬

‫‪-2‬استخدام اللوحات البيضاء اللكترونية ‪ E-Whiteboards‬والمشاركة في‬


‫التطبيقات التدريبية من خلل الجلسات التدريبية علي النترنت في إطار‬
‫التواجد الزمني والمكاني المحدد‪.‬‬

‫ج‪ -‬توظيف مؤتمرات الفيديو اللكترونية المبنية علي الويب ‪Web-Based E-‬‬
‫‪ Videoconferencing‬ويتم ذلك من خلل‪:‬‬
‫•إنشاء مركز تدريب افتراضية علي الخط عبر الويب‪.‬‬

‫•التعاون في المناقشات والحوار بأسلوب جماعي‪.‬‬

‫(‪ )2‬التدريب غير المتزامن‪Asynchronous :‬‬

‫يقتصر ذلك علي التدريب عن بعد عبر الويب‪ ،‬ويكون كل من المدرب والمتدربين في أماكن‬
‫جغرافية مختلفة وأزمنة متباينة‪ .‬ويهدف هذا النوع من التدريب إلي توفير فرص التعلم والتدريب‬
‫الجماعي الذي ل يتطلب وجود كل من المدرب والمتدربين في نفس المكان والوقت‪.‬‬

‫ويتم العتماد علي مجموعة من الساليب والدوات التي تحقق التفاعل غير المتزامن بين‬
‫المدرب والمتدربين‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫•البريد اللكتروني الذي يتيح الفرصة لكل أطراف عملية التدريب المراسلة عبر الشبكة‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫•قوائم عناوين البريد اللكتروني المتوافرة علي الخادمات المختلفة ‪ Listservs‬وتشتمل علي‬
‫عناوين إلكترونية لمجموعة المتدربين في برنامج معين‪.‬‬

‫•ملفات الملحظات ‪ Notes Files‬والمناقشات المتواصلة ‪Thread Discussions‬التي يمكن من‬


‫خللها إرسال المرسلت وتبادل الحلول وطرح السئلة ومناقشة الفكار وقراءة الموضوعات‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬طرق التاحة‪Delivery Methods :‬‬

‫توجد طرق مختلفة يمكن عن طريقها إتاحة أو إمداد محتوي الدورات التدريبية للمتدربين‪ ،‬ومن‬
‫بينها نوعيتين من الطرق التالية‪:‬‬

‫(‪ )1‬طرق التاحة المنفصلة‪Offline Delivery Systems :‬‬

‫تساعد هذه الطرق المتدربين من تداول المحتوي التدريبي لبرنامج معين والتعامل معه دون‬
‫اتصال بشبكة النترنت أو قد يتاح وينزل ‪ Download‬علي جهاز المتدرب أو توفر أقراص مدمجة ‪CD-‬‬
‫‪ ROMs‬له‪ .‬ومن هذه الطرق‪:‬‬

‫‪-1‬القراص المدمجة ‪CD-ROMs‬أوأقراص الفيديو المدمجة ‪DVD‬التي تعتبر أكثر الطرق‬


‫انتشارا واستخداما في الوقت الحاضر‪ .‬وتتميز بقدراتها الفائقة علي تخزين كم كبير من‬
‫المعلومات علي كافة أشكالها ونوعياتها‪ ،‬بالضافة إلي سعة ذاكراتها وسرعة مشغل‬
‫أقراصها‪.‬‬

‫‪-2‬القراص الصلبة ‪ )Hard Disks (HD‬التي عن طريقا يمكن تنزيل كم ضخم من المعلومات‬
‫من النترنت علي الحاسبات الشخصية للمتدربين التي بدأت تشتمل علي سعات تخزينية‬
‫عالية جدا في السنوات الخيرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬طرق التاحة علي الخط‪Online Delivery Systems :‬‬

‫تمكن هذه الطرق المتدربين في تداول المحتوي التدريبي والتعامل معه بشكل مباشر في الوقت‬
‫الحقيقي عبر الشبكة المتاحة‪ ،‬سواء من خلل الشبكات المحلية ‪ ، LANs‬شبكات النترانت‬
‫‪ INTRANETS‬وأشبكة النترنت العالمية ‪.Internet‬‬

‫‪ -3‬واقع التدريب الرقمي علي الخط في العالم العربي‪:‬‬

‫في الدراسة التطبيقية الكاديمية التي تمت تحت إشرافنا (‪ )1‬تم فيها اختيار المجموعة الكلية‬
‫لمراكز التدريب الداري العربية التي لها مواقع علي شبكة النترنت وعددها (‪ )20‬مركز وموقع مع‬
‫اختيار عينة أخرى من مواقع منظمات التدريب الجنبية المتواجدة علي النترنت وعدد وحدات هذه‬
‫العينة (‪ )20‬موقع تمثل ‪ %10‬مما هو متاح منه بالفعل وفقا لعدة شروط حددت مسبقا‪ .‬وقد حللت‬
‫محتويات كل من مواقع التدريب العربية والمواقع الجنبية‪ ،‬وتم مقارنتهما معا لتحديد واقع منظمات‬
‫التدريب الرقمي العربي عن بعد المتاحة عبر النترنت‪ .‬مقارنة بما هو عليه وضع منظمات التدريب‬

‫‪28‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫الرقمي الجنبية المتاحة أيضا علي النترنت‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلي النتائج التالية التي تحدد وضعية‬
‫المنظمة الرقمية العربية في التدريب الداري وفقا لما سبق تحديده‪:‬‬

‫(‪(1‬توافر عناصر البيانات الساسية لصفحات الويب ‪Web Pages‬لمراكز التدريب العربية كما‬
‫هو الوضع لمراكز التدريب الجنبية‪ ،‬حيث تتضمن هذه العناصر علي التالي‪:‬‬

‫‪ -‬خريطة مكونات الموقع‪.‬‬

‫‪-‬عرض سمات مركز التدريب وأنشطته‪.‬‬

‫‪ -‬عرض الدورات التي يقدمها المركز ومواعيد عقدها‪.‬‬

‫‪ -‬عرض السئلة التي يكثر طرحها للموقع والجابات عنها‪.‬‬

‫‪ -‬توفر محركات بحث للموقع‪.‬‬

‫‪ -‬إحصائيات عن عدد المترددين للموقع‪.‬‬

‫(‪(2‬عدم اعتماد مراكز التدريب العربية علي نوعية التدريب المتزامن بالمقارنة بما هو متوفر‬
‫في المراكز الجنبية‪ ،‬من حيث التالي‪:‬‬

‫•عدم وجود الدوات المتزامنة مثل‪ :‬التحدث المباشر علي الشبكة؛ الصوتيات والمرئيات المباشرة؛‬
‫التطبيقات المشتركة المعوضة علي اللوحات البيضاء اللكترونية؛ مؤتمرات الفيديو اللكترونية؛‬
‫‪..‬الخ‪.‬‬

‫•عدم تواجد دورات متزامنة مثل‪ :‬الفصول الدراسية الفتراضية؛ الدوات التفاعلية؛ ‪..‬الخ‪.‬‬

‫(‪(3‬ندرة العتماد علي التدريب غير المتزامن فيما يتصل‪:‬‬


‫•بالدوات غير المتزامنة كقوائم وعناوين البريد اللكتروني للمتدربين؛ المناقشات المتواصلة؛ ملفات‬
‫الملحظات‪ ،‬الخ‪.‬‬

‫•بالدورات والبرامج غير المتزامنة‪ ،‬من حيث توجد دورة التدريب علي خادم المركز والتعامل معها‪:‬‬
‫تحميل ملفات الدورة التدريبية علي حاسب المتدرب؛ ‪..‬الخ‪.‬‬

‫(‪(4‬عدم اعتماد مراكز التدريب الداري العربية علي عناصر معالجة معلومات الدورات‬
‫التدريبة وتداولها علي الشبكة مقارنة بالمراكز الجنبية‪ ،‬وخاصة ما يتصل بالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬إضافة دورات جديدة للموقع‪.‬‬

‫‪ -‬تعديل محتويات الدورة‪.‬‬

‫‪ -‬إلغاء دورة من الموقع‪.‬‬

‫‪ -‬الستعلم عن دورات في الموقع‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫‪ -‬عرض نتائج المتدربين‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد مخطط الدورة‪ .‬قائمة أسماء المدربين والمتدربين في الدورة‪.‬‬

‫‪ -‬إرشيف أو مكتبة المواد التدريبية اللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬الحالت لصفحات الويب الخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬الستنتاج المستخلص‪:‬‬

‫يستنتج من الدراسة التطبيقية عن واقع مواقع مراكز التدريب الداري العربية التي لها مواقع‬
‫علي النترنت التالي‪:‬‬

‫(‪(1‬عدم الستخدام والعتماد علي التطورات التكنولوجية الحديثة المرتبطة بشبكة الويب‬
‫وخاصة ما يتصل بالوسائط المتعددة في تخزين محتويات الدورات التدريبية‪.‬‬

‫(‪(2‬سيطرة المادة العلنية والتسويقية عن الدورات المقدمة بدل من التداول الفعلي للمحتوي‬
‫التدريبي للدورة ذاتها‪.‬‬

‫(‪(3‬مواجهة مجموعة من المعوقات التي تحد تواجد من تواجد منظمة التدريب الرقمية علي‬
‫النترنت التي منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم القدرة علي تصميم وبناء نظم التدريب الرقمية باستخدام تكنولوجيا ونظم المعلومات‬
‫المتقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم قناعة المتدربين أنفسهم بفعالية وجودة النظم التدريبية المتاحة عبر النترنت‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة المتدربين والمدربين العرب في استشارة الدورات المتاحة بالفعل علي النترنت‪.‬‬
‫‪ -‬عدم انتشار استخدام النترنت في العالم العربي مقارنة بالدول المحيطة والدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬نقص البنية الساسية المعلوماتية في أقطار العالم العربي‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع تكاليف إقامة المنظمات التدريبية الرقمية وإدارتها باستمرار‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة الدوات التكنولوجية الحديثة المتوافرة للموارد البشرية الراهنة والتدريب عليها وإتقانها‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫تحديات المستقبل للمنظمة الرقمية العربية‬


‫في هذا الجزء من الورقة المقدمة نتطرق إلي الحديث عن مستقبل المنظمة الرقمية التي‬
‫أصبحت حقيقة في عالم اليوم وخاصة في الدول المتقدمة‪ .‬إن التحرك نحو مستقبل المنظمة الرقمية‬
‫سوف يقودنا إلي التعامل مع ثلث أبعاد رئيسية‪ ،‬تتمثل في‪ :‬بيئة منظمة الغد‪ ،‬عمالة المعرفة في‬
‫المستقبل‪ ،‬وتكنولوجيا الغد‪.‬‬

‫‪ -1‬بيئة منظمة الغد‪:‬‬

‫التغيير أصبح من سنة الحياة المعاصرة‪ ،‬وبذلك سوف تتغير بيئة المنظمة الرقمية في المستقبل‬
‫يوميا‪ .‬وسوف تصير منظمة المستقبل الرقمية منظمة فضائية ‪ Cyber Organization‬منظمة عابرة‬
‫للقارات ومتعددة الجنسيات تنجز وظيفة المنظمة الفتراضية ومنظمة التعلم حاليا ومستقبل‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلي تغيير جوهري لمعظم المنظمات الرقمية فيما يرتبط بهيكليتها وتوجهها سواء كانت منظمات خدمية‬
‫أو إنتاجية؛ صغيرة‪ ،‬متوسطة أو كبيرة؛ حيث أنها سوف تتغير في أهدافها واستراتيجياتها ووظائفها‬
‫وعملياتها اعتمادا علي تكنولوجيا ونظم المعلومات الحديثة‪.‬‬

‫كما سوف تؤثر بيئة منظمة الغد في تتغير كيفية إنشائها وأداء أعمالها‪ .‬وفي حقبة العولمة‬
‫والمنافسة والنترنت والعمال والتجارة اللكترونية سوف تكون أعمال المستقبل مرتبطة بالمنظمة‬
‫الفضائية التي تنشأ لكي تعمل أساسا في الفضاء الخارجي ‪ Cyberspace‬فليس لها جدران ول مساحة‬
‫رسمية وتتغاضىكليا عن الحدود السياسية والمكانية‪.‬‬

‫إن بيئة منظمة المستقبل الفضائية سوف تتغير علي الدوام نتيجة المتغيرات الحادثة التي‬
‫تستجيب لها بسرعة كبيرة‪ .‬وفي هذا الطار سوف يغطي التخطيط الطويل الجل مدة محدودة من ستة‬
‫إلي اثني عشر شهرا فقط‪،‬بدل مما هو معمول به حاليا الذي قد يتعدى خمسة أو عشرة سنوات أو أكثر‪.‬‬
‫وفي هذا السياق تتمثل خصائص بيئة المنظمة الرقمية الفضائية المستقبلية في التالي‪:‬‬

‫•العتماد كليا علي العمال والتجارة اللكترونية التي تتواجد فقط في الفضاء الخارجي‪ ،‬وبذلك‬
‫يوجه عملئها طلباتهم مباشرة إلي الشبكة – شبكة النترنت – للحصول علي المنتجات‬
‫والخدمات بدل من إرسال طلباتهم إلي الموردين بالبريد العادي أو بزيارتهم‪.‬‬

‫•الرتباط بالتفكير إلي المام ‪ Forward thinking‬والدارة البداعية ‪Innovative Management‬‬


‫لن المنظمة الفضائية سوف تحتاج إلي مراجعة مستمرة للمتغيرات والستجابة الفورية لها‪ ،‬لذلك‬
‫سوف يصبح هذان العملن ضرورة حتمية لمنظمة المستقبل‪ ،‬كما أنه بدون الموارد البشرية‬
‫الماهرة فلن تستطيع هذه المنظمة في البقاء والحياة والنجاح في المستقبل‪.‬‬

‫•المنظمة الفتراضية هي منظمة فضائية‪ ،‬يطلق عليها ‪Virtual Cyber Organization‬سوف تنشأ‬
‫نتيجة التواصل والتفاعل بين عمال المعرفة والشراكه الفتراضية لهم في أعمالها‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫•تعتمد المنظمة الفضائية علي تواجد شبكات الفضاء الخارجي المتكاملة ‪Integrated Networks‬‬
‫‪ Cyberspace‬المبنية علي شبكات تكنولوجيا المعلومات المتكاملة التي تتضمن خادمات داخلية‬
‫تقوم بمعالجة وإدارة المعلومات‪ ،‬وشبكات خارجية تصل وتربط معلومات ومهام المنظمة‬
‫بعملئها ومورديها وموزعيها والمنظمات المشاركة بجانب القوي العاملة بها‪.‬‬

‫•تمثل المنظمة الفضائية المصدر الخارجي ‪ Outsourcing‬الذي يرتبط بالمصادر الكثر إتاحة لها ‪،‬‬
‫حيث أن الطبيعة الفتراضية لهذه المنظمة سوف تعني أن المصادر الخارجية المرتبطة بكل‬
‫وظائف المنظمة من تصميم المنتج وتطويره إلي إعداد مستودعات بياناته والمداد إلي خدمة‬
‫ومساندة العملء هي التي سوف يعتمد عليها كليا في المستقبل‪.‬‬

‫‪ -2‬تكنولوجيا معلومات المستقبل‪:‬‬

‫سوف تصير تكنولوجيا معلومات المستقبل عامل رئيسيا مدعما ومساندا للبداع تتفاعل فوريا‬
‫مع أي أداء او اتخاذ قرار‪ .‬وسوف يكون الهتمام بالتكنولوجيا ل في حد ذاتها فقط‪ ،‬ولكن لكونها عامل‬
‫جوهريا مساندا للتجديد وشحذ ملكات البداع للعاملين في المنظمة‪.‬‬

‫وسوف تتسم تكنولوجيا الغد بالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬التلحم القوي والفوري بين تخطيط المنظمة والتكنولوجيا ذاتها‪.‬‬

‫‪ -‬حتميتها كعامل ضروري في أداء أي عمل من أعمال المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬الرتباط الشديد بالفضاء الخارجي والتكنولوجيات اللسلكية الخلوية‪.‬‬

‫‪ -‬تأكيدها لوظائف المن والخصوصية والخلقيات‪.‬‬

‫‪ -‬تدعيم ومساندة الجودة للمنتجات والخدمات التي تقدمها المنظمة لعملئها‪.‬‬


‫‪ -3‬عمالة المعرفة‪:‬‬

‫مهما تغيرت منظمة المستقبل فإن البشر أو الموارد البشرية سوف يعتبرون دائما المورد‬
‫الرئيسي للمنظمة‪ .‬أما الموارد الخرى كرأس المال‪ ،‬تسهيلت النتاج‪ ،‬المعلومات‪ ،‬التكنولوجيا‪.. ،‬الخ‬
‫فإنها علي الرغم من أهميتها فل معني لها بدون قوي عاملة تتسم بالمهارة والكفاءة والتجديد والفعالية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يمكن ملحظة التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تواجد وانتشار عمالة المعرفة في كل مكان حيث يؤدون كل شيء تقريبا‪.‬‬

‫‪ -‬امتلك خبراء المعرفة المهاراتالتي تشتمل علي التصال‪ ،‬اتخاذ القرار‪ ،‬وإدارة المشروعات‪.‬‬

‫‪ -‬إتقان مهارات تكنولوجيا المعلومات سوف ينعكس علي في هندسة النظم وإعادة هندسة‬
‫هيكلية المنظمات وتخطيط الشبكات‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫مما سبق يتضح أن المنظمة الرقمية سوف تواجه تحديات كبيرة تتصل ببيئتها في المستقبل‪،‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات التي سوف تتعامل معها وتستخدمها مستقبل بالضافة إلي زيادة مهارة وكفاءة‬
‫عمالة المعرفة التي سوف تتغلغل في كل مهام المنظمة‪.‬‬

‫وقد يري بعض المتشائمين أن ذلك سوف يؤثر سلبا علي توجه وتواجد المنظمة ذاته‪ ،‬بينما يراه‬
‫بعض المتفائلين الخرين بأن ذلك يمثل تحديات يجب التعامل معها لن التغيير متواجد بالفعل ويمثل‬
‫فرصة سانحة يجب انتهازها من أجل التحسين والتقدم والزدهار‪ .‬ومهما كان المر فإن المنظمة الحديثة‬
‫تتغير باستمرار ويجب التعامل مع هذا التغير‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

‫المراجـع‬
‫‪ -1‬المراجع العربية‪:‬‬

‫(‪(1‬حسين مصيلحي سيد أحمد‪ .‬تطوير نموذج مقترح لدارة نظم الوسائط المتعددة المنقولة عبر‬
‫شبكات الحاسب؛ رسالة زمالة( دكتوراه) غير منشورة [القاهرة‪ :‬أكاديمية السادات للعلوم الدارية‪،‬‬
‫أغسطس ‪.]2002‬‬

‫(‪(2‬محمد محمد الهادي‪ .‬تكنولوجيا التصالت وشبكات المعلومات‪[ .‬القاهرة‪ :‬المكتبة الكاديمية‪،‬‬
‫‪2001‬‬

‫(‪ .-----------)3‬تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها‪[ .‬القاهرة‪ :‬دار الشروق‪]1989 ،‬‬

‫(‪ " .-----------(4‬تغيير نمط التدريب الداري لمديري المستقبل إلي التنمية البشرية المبنية‬
‫علي التعلم" ‪ ،‬المدير العربي‪ ،‬ع ‪( 134‬أبريل ‪ ،)1996‬ص ص‪. 17-9 :‬‬

‫(‪ .----------(5‬التوجهات الحديثة لنظم المعلومات المبنية علي الحاسبات اللية‪[ .‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الشروق‪.]1993 ،‬‬

‫(‪ .----------)6‬نظم المعلومات في المنظمات المعاصرة‪[ .‬دار الشروق‪]1989 ،‬‬

‫(‪( .----------(7‬محرر) إدارة العمال إلكترونيا‪ :‬طريق للنجاح في المستقبل؛ أبحاث‬


‫ودراسات المؤتمر العلمي الثامن لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات‪ ،‬القاهرة ‪ 14-12‬فبراير‬
‫‪( ، 2001‬القاهرة‪ :‬المكتبة الكاديمية‪ ،‬تحت الطبع)‬

‫‪34‬‬ ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬


‫المنظمة الرقمية في عالم متغير‬

:‫ المراجع الجنبية‬-2
(1( Beig, Edward. “Welcome to officless office”, Business Week,(June 26, 1993(,
pp. 104-106.
(2( Chandler, Susan. “Data is power, just ask..” Business Week, (June 3, 1993(, p.
69.
(3( Darling, Charles and William Semich. “Extreme integration”, Datamation,
(Nov. 1996(, pp. 48-58.
(4( (4(DeJesus, Edward. “Dimensions of data”, BYTE, (April 1995(, pp, 139-148
(5( El Hadi, Mohamed Mohamed. Data availability and data quality
(6( requirements. (Cairo: SAMS, 1998(
(7( -----------------------------.“E-Business: Perspective and Future Aspects” Paper
Submitted tothe 8th Scientific Conference for Information Systems and
Computer Technology, on: E-Business Administration: The Road to Future
Success, Cairo: 12-14 February, 2001.
(8( -------------------------------. “Telework: the new path for the future work”, Paper
Submitted to the 8th Scientific Conference for Information Systems and
Computer Technology, op. cit.
(9( Haag, Stephen, and Peter Keen. Information Technology: Tomorrow’s
advantage today. (New York: McGraw-Hill, 1996(
(10(Hammer, Michael, and James Champ. Reengineering the corporation. (New York:
Harper Collins, 1993(.
(11(Kallman, Ernest, and John Grillo. Ethical decision making and information
technology. (San Francisco, CA: McGraw-Hill, 1993(.
(12(Keoham, Marine. “The virtual office: impact and implementation”, Business
Week, (September 11, 1995(, pp. 95-98.
(13(Lunce, Steve. “An examination of the managerial issues involved in the
contingency planning for information systems,” Arlington, TX: University of
Texas at Arlington, 1994(.
(14(Stewart, Thomas. “What information costs”, Fortune, (July 10, 1995(, pp. 119-
121.
(15(Weeks, W. H. “A general systems approach to management information systems”,
Cybernetics Academy Odobleja. Newsletter, N0. 10 (1986(.

35 ‫المؤتمر العربي الول لتكنولوجيا المعلومات والدارة‬

You might also like