You are on page 1of 76

‫القسم الول‪:‬‬

‫هل انتهى الستشراق حقا؟(ذ*)‬

‫* سوف ينشر هذا البحث بإذن ال في مجلة كلية الشريعة الصادرة عن كلية الشريعة بجامعة‬
‫الكويت‪.‬‬
‫المقدمة‬

‫دعاني إلى اختيار هذا الموضوع مقالة قرأتها لكاتب لبناني‬


‫متخصص في الفلسفة في جريدة عكاظ زعم فيها أن الستشراق‬
‫أضعف فروع المعرفة في الغرب وهو في طريقه إلى النقراض‪) (.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .‬كما أن أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري كان قد ألقى محاضرة‬


‫في الموسم الثقافي للجامعة السلمية عام ‪1407‬بعنوان "الستشراق‬
‫هل استنفد أغراضه؟" ثمّ نشرها في كتيب صغير بعنوان موقف‬
‫الستشراق من السيرة والسنة النبوية (‪ )2‬وقد خلص الدكتور‬
‫العمري أن الستشراق لم يستنفد أغراضه بعد فما زال قائمًا ومازالت‬
‫مئات الدوريات تصدر عنه ومازالت المطابع تدفع إلى السواق مئات‬
‫أو ألوف الكتب كل عام من تأليف الباحثين الغربيين‪ .‬وطالب في ختام‬
‫ل لتمثيل أنفسهم أمام أنفسهم‬‫محاضرته أو كتابه أن يتقدم المسلمون أو ً‬
‫ثم يمثلوا أنفسهم أمام العالم‪.‬‬
‫ولكن قضية نهاية الستشراق تعود إلى فترة أقدم من محاضرة‬
‫العمري أو مقالة علي حرب فقد عقد المستشرقون آخر مؤتمر لهم‬
‫تحت رعاية المنظمة الدولية للمستشرقين في مدينة باريس بفرنسا عام‬
‫‪ 1973‬وكان هذا المؤتمر الستشراقي في مناسبة مرور مائة عام على‬
‫بداية عقد المستشرقين لمؤتمراتهم العالمية كل ثلث إلى خمس‬
‫سنوات‪ .‬وفي هذا المؤتمر دار نقاش وتصويت بين المستشرقين على‬
‫تغيير السم وتسمية الجمعية باسم جديد هو "المؤتمر العالمي‬
‫للدراسات النسانية حول آسيا وشمال أفريقيا"‪ .‬وعقد تحت هذا السم‬
‫مؤتمران ثم تغير السم إلى "المؤتمر العالمي للدراسات السيوية‬

‫‪- 1‬علي حرب‪ " .‬النا والخر بين الستشراق والستغراب‪ .‬في عكاظ‪ .‬ع (‪،)11603‬‬
‫‪4‬صفر ‪ 1419‬الموافق ‪29‬مايو ‪.1998‬‬
‫‪- 2‬أكرم ضياء العمري ‪ .‬موقف الستشراق من السيرة والسنّة النبوية‪( .‬الرياض‬
‫‪:‬مركز الدراسات والعلم‪:‬دار إشبيليا‪ .1417/1998 ،‬وكان هذا الكتاب قد نشر في‬
‫ملحق التراث بجريدة المدينة المنورة بعد إلقاء المحاضرة بعدة أشهر من إعداد كاتب‬
‫هذه السطور حيث استنسختها من الشريط‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والشمال أفريقية"‪ .‬وقد عقد المؤتمر الخير في مدينة بودابست‬
‫بالمجر وحضره أكثر من ألف باحث معظمهم من أوروبا وأمريكا‬
‫وروسيا في شهر ربيع الول ‪12-7_ 1418‬يوليه ‪ )1998‬وسيعقد‬
‫المؤتمر القادم في مونتريال بكندا عام ‪.2000‬‬
‫وقد يقول بنهاية الستشراق من ليس له اطلع على أقسام‬
‫الدراسات العربية وأقسام دراسات الشرق الدنى والشرق الوسط أو‬
‫مراكز البحوث والمعاهد المتخصصة أو معاهد البحوث الستراتيجية‬
‫أو معاهد البحوث حول الشؤون الدولية‪ .‬أما من له اطلع ولو حتى‬
‫اطلع قليل حول هذه المراكز والقسام فيدرك أن الستشراق مستمر‬
‫ومتواصل وأن القوم لم تنقطع صلتهم بالحركة الستشراقية بل هناك‬
‫من الدلئل على أنهم ينطلقون في دراساتهم للعالم السلمي عقيدة‬
‫وشريعة وأخلقاً واجتماعًا وغير ذلك من المجالت مستندين إلى‬
‫الجهود الستشراقية لجولدزيهر وشاخت وبيكر ونولدكه وتوماس‬
‫آرنولد وغيرهم‪.‬‬
‫وقد يكون السم قد تغير ودخل إلى مجال الدراسات الشرق‬
‫أوسطية باحثون ل يتصفون بالصفات أو المؤهلت التي كانت‬
‫للمستشرقين ولكن العمل في البحث في كل قضايا المسلمين ما زال‬
‫قائمًا وإن تغيرت بعض مناهج الدراسات أو أساليبها أو طريقة‬
‫عرضها‪ .‬كما أن الدراسات العربية السلمية تستعين حاليًا بعدد كبير‬
‫من الباحثين المسلمين والعرب الذين يجدون كل التأييد والدعم‬
‫والمساندة من المراكز الستشراقية أو مراكز دراسات الشرق‬
‫الوسط‪.‬‬
‫هذا وينقسم البحث إلى ثلثة محاور هي ‪:‬‬
‫الول‪ :‬نهاية الستشراق كما يراها الغربيون في كتاباتهم‪،‬‬
‫الثاني ‪ :‬نهاية الستشراق في الكتابات العربية ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬استمرار الستشراق من خلل رصد نشاطاته‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ا لمح ور ال ول‬
‫نه اية ال ستش راق ك ما ير اها‬
‫ا لغ رب يون‪.‬‬

‫بعد أن أصدر إدوارد سعيد كتابه الستشراق بأربعة أعوام‬


‫كتب برنارد لويس مقالة طويلة بعنوان ( مسألة الستشراق ) يتناول‬
‫فيها ما توصل إليه المستشرقون في مؤتمرهم العالمي في باريس عام‬
‫‪ 1973‬فكان مما قاله ‪ ":‬لقد أصبحت كلمة "مستشرق" منذ الن‬
‫فصاعدًا ملوثة هي الخرى أيضاً‪ ،‬وليس هناك أمل في الخلص ‪.‬‬
‫ولكن الضرر هنا أقل لن الكلمة كانت قد فقدت قيمتها وحتى أولئك‬
‫الذين تدل عليهم تخلوا عنها …وكانت مناسبة جيدة لعادة النظر في‬
‫طبيعة المؤتمر ووظائفه ‪ ،‬ثم سرعان ما تبين لهم أنهم متفقون جميعاً‬
‫على ضرورة التخلي عن هذه التسمية( (تسمية الستشراق) (‪)1‬‬
‫ولنا أن نتساءل ما السباب التي أدت إلى أن تصبح كلمة "‬
‫مستشرق" ملوثة؟ هل أتي هذا التلوث من فراغ أو كان للمستشرقين‬
‫يد في إحداث هذا التلوث بما ارتكبوه من أخطاء جسيمة في دراساتهم‬
‫للسلم ولتاريخ المة السلمية‪ .‬فلو توقفنا عند الستشراق في‬
‫القرون الوسطى الوروبية نجد أن الوروبيين أنفسهم قد اكتشفوا‬
‫ضخامة الحقاد التي حملتها تلك الكتابات التي كانت مدفوعة بمحاربة‬
‫السلم وتشويه صورته في أذهان الغربيين حتى ل يقبلوا على‬
‫السلم أو حتى يستخدمها المنصرّون الذين بدؤوا ينطلقون إلى أنحاء‬
‫العالم لنشر ديانتهم أو السيطرة على الشعوب الخرى التي كانوا –‬
‫ومازالوا – يرونها أقل منهم حضارة ومدنية‪.‬‬

‫‪- 1‬برنارد لويس‪" .‬مسألة الستشراق" في الستشراق بين دعاته ومعارضيه‪ .‬إعداد‬
‫هاشم صالح (لندن‪ :‬دار الساقي‪ )1994 ،‬ص ‪ .182-159‬وقد نشرت المقالة أصلً في‬
‫‪ New York Review of Books‬وقد ناقشت هذه المقالة في كتابي ( الستشراق‬
‫والتجاهات الفكرية في التاريخ السلمي ( الرياض‪ :‬مكتبة الملك فهد الوطنية ‪،‬‬
‫‪)1416‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد ظهرت كتابات غربية كثيرة تنتقد الستشراق القديم ومنها‬
‫على سبيل المثال ما كتبة ريتشارد سوذرن في كتابه (صورة السلم‬
‫في أوروبا في القرون الوسطى ) وكتاب نورمان دانيان ( السلم‬
‫والغرب) وفي بعض كتابات مونتجمري وات وغيره من الباحثين‬
‫الوروبيين‪.‬‬
‫ولكن هل توقفت الصورة السلبية للسلم في الكتابات‬
‫المعاصرة فهذا لويس الذي يؤكد نهاية الستشراق كتب مدة تزيد عن‬
‫نصف قرن حول السلم والمسلمين اهتم في كثير من كتاباته الولى‬
‫بالفرق السلمية من أمثال الشيعة والحشاشين والسماعيلية وغيرهم‪.‬‬
‫وأما كتاباته المعاصرة فقد اهتم فيها بالديموقراطية والسلم والتعددية‬
‫والحركات السلمية " الصولية" مستفيداً من خبرته في التاريخ‬
‫السلمي ليطعن في السلم والمسلمين‪ .‬ومن العجيب أن يتوقف‬
‫لويس عند أحد قادة السماعيلية ليضفي عليه صفات البطولة‬
‫والعظمة والقيادة‪ .‬وليضفي على السماعيلية وغيرها من الحركات‬
‫المحاربة للسلم الهمية الفكرية والفلسفية‪.‬‬
‫والسباب كثيرة التي أدت إلى تلوث مسمى استشراق ومن‬
‫ذلك ارتباط بعض المستشرقين بالدوائر السياسية والمخابراتية لبلدهم‬
‫حيث قدموا خدمة الغراض السياسية على الخلص للبحث العلمي‪.‬‬
‫كما أن بعضهم كان مدفوعًا بأحقاد الماضي التي لم يستطع التخلص‬
‫منها‪)*(.‬‬
‫وهل انتهى التلوث لهذا السم بعد أن لم يعد في معظم‬
‫الجامعات الوروبية والمريكية أقسامًا يطلق عليها اسم (الستشراق)‬
‫؟ فالذي يبحث في إنتاج هذه القسام أو الساتذة الذين يعملون فيها أو‬
‫الهتمام الذي يولونه لبعض العرب والمسلمين المتأثرين بالفكر‬
‫الغربي في النظرة إلى السلم والمسلمين أو الذين ترفضهم‬
‫المجتمعات السلمية فيجدون الملذ المن في المجتمعات الغربية‬

‫* ‪-‬من المستشرقين الذين ارتبطوا بالدوائر الستعمارية صراحة المستشرق الهولندي‬


‫سنوك هورخرونيه ولكن كبار المسؤولين الهولنديين في جامعة ليدن بهولندا أصروا‬
‫على الشادة به في افتتاح المؤتمر العالمي الول حول السلم والقرن الواحد‬
‫والعشرين الذي عقد في ليدن في يونيو ‪.1996‬‬
‫‪5‬‬
‫يعرف أن التلوث مازال قائماً حتى في القسام الجديدة فقد تغير السم‬
‫وبقي المسمى‪.‬‬
‫ويرى باحث آخر أنه ليس هناك استشراق ولكن هناك "علم‬
‫صينيات أو علم إيرانيات الخ‪ .‬هناك فقط تخصصات علمية محددة من‬
‫قبل موضوعها وإشكاليتها الخاصة كعلم الجتماع‪ ،‬وعلم السكان وعلم‬
‫القتصاد السياسي وعلم اللسنيات…ويمكن تطبيق مناهج هذه العلوم‬
‫على الشعوب والمناطق المختلفة في فترات مختلفة عن طريق الخذ‬
‫بعين العتبار لخصوصيات هذه الشعوب أو المناطق‪ ،‬ولتلك‬
‫الفترات‪)1(".‬‬
‫ويمكننا القول إن ظهور هذه السماء الجديدة أو القسام‬
‫والتخصصات والتفرعات الجديدة ل يعني نهاية الستشراق ‪ ،‬وإنما‬
‫ذلك تطور طبيعي لمجال معرفي كان محصوراً في عدد محدد من‬
‫المتخصصين في الشرق وبخاصة العالم العربي السلمي‪ .‬ولما‬
‫أصبحت العلوم المختلفة ذات كيانات مستقلة كعلم الجتماع وعلم‬
‫النسان والعلوم الخرى وأصبح لها معطيات ومناهج جديدة فل بد أن‬
‫يستفاد منها في دراسة الشعوب الخرى للتمكن من المعرفة الدقيقة‬
‫لهذه الشعوب‪.‬‬
‫ويرى رودنسون أنه بالرغم من ذلك فإن كثيراً من‬
‫المستشرقين مازالوا مصرين على وجود هذا المجال وأنهم كما يقول"‬
‫سجناء الستشراق‪ ،‬منغلقون على أنفسهم داخل غيتو‪ ،‬وهم سعداء في‬
‫ذلك غالباً! بل إن مفهوم الستشراق نفسه ناتج عن ضرورات عملية‬
‫عابرة التقى عندها العلماء الوروبيون المتمرسون بدراسة الثقافات‬
‫الخرى‪ ،‬وشوّهت هذه الحالة بقوة رؤيتهم للشياء‪)2(".‬‬
‫وكان من الملحظ في المؤتمر الخير الذي عقد تحت مسمى‬
‫المؤتمر العالمي للدراسات السيوية وشمال أفريقية في بودابست‬
‫بالمجر ( ربيع الول ‪ )1418‬التمسك بكلمة استشراق حيث ردد هذه‬
‫الكلمة كثير من الباحثين الغربيين والعرب المسلمين في المؤتمر ولم‬
‫‪- 1‬مكسيم رودنسون ‪" .‬الدراسات العربية والسلمية في أوروبا‪ ".‬في الستشراق‬
‫بين دعاته‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.83-34‬‬
‫‪- 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫تكن لتثير أي اعتراضات سوى ما كان النقاشات الجانبية مع بعض‬
‫الباحثين المريكيين أو الوروبيين الغربيين مؤكدين أنه لم يعد هناك‬
‫استشراق ولكن دراسات إقليمية ودراسات مناطق ودراسات اجتماعية‬
‫وأنثروبولوجية وسياسية وغيرها حول الشعوب المختلفة‪.‬‬
‫وليس المر صحيحًا في أن مفهوم الستشراق نفسه ناتج عن‬
‫ضرورات عملية وأن هذه الحالة شوهت بقوة رؤيتهم للشياء فما زال‬
‫الباحثون الغربيون ينهلون من الكتابات الستشراقية وما زالت بعض‬
‫كتاباتهم تحتوي على التشوهات نفسها التي ظهرت حتى في كتاباتهم‬
‫في القرون الوسطى الوروبية‪ .‬وقد أصبحت كتابات المستشرقين‬
‫مصادر لكثير من العلميين فانتقلت التشوهات والخطاء‬
‫والمفتريات الستشراقية من المجال الكاديمي إلى المجال العلمي‬
‫فازدادت انتشارًا وذلك لسيطرة وسائل العلم في مجال نشر الفكر‬
‫والثقافة في العصر الحاضر‪ .‬ويؤخذ على العلميين أنهم يأخذون‬
‫أبحاث المستشرقين الغربيين على أنها مسلمات ثابتة وليست أفكاراً‬
‫قابلة للخطأ والصواب‪ ،‬وقابلة للتحيز والنصاف‪.‬‬
‫أما المستشرق السباني فراسيسكو غابرييلي فيرى أن‬
‫الستشراق الذي كان يعد في البداية علماً واحداً متكاملً " سرعان ما‬
‫انقسم إلى فروع وتخصصات مستقلة بعضها عن بعض ومتعلقة‬
‫بمختلف الحضارات الخاصة بالشرق الفريقي‪ -‬السيوي‪ " .‬وأشار‬
‫إلى الجمعيات الستشراقية التي ما تزال قائمة مثل ( الجمعية‬
‫الستشراقية اللمانية ‪ ،‬والجمعية السيوية الملكية النجليزية‬
‫والجمعية السيوية الفرنسية ) وكذلك المؤتمرات الستشراقية " قد‬
‫أخذت تميل إلى عقد مؤتمرات أكثر تخصصاً بشؤون العالم العربي‬
‫والسلمي والهندي والصيني وغير ذلك من مجالت البحث‬
‫والتخصص‪)1( ".‬‬
‫ويرى غابرييلي أن الستشراق " الذي كان في طريقه إلى‬
‫الضياع أو بالحرى إلى النحلل والذوبان في تخصصات فرعية‬
‫‪- 1‬فرانسيسكو غابرييلي‪" .‬ثناء على الستشراق" في المرجع السابق‪ .‬ص ‪30-21‬‬
‫ونشر الصل بالفرنسية بعنوان (‪Apologie de l’Orientalisme. In Diogene, No. )50‬‬
‫‪.1965‬‬
‫‪7‬‬
‫دقيقة أكثر فأكثر ‪،‬وذلك من وجهة نظر علمية بحتة‪ ،‬أصبح الن‬
‫موحداً من جديد ومتحلياً بشخصية أيديولوجية وسوسيولوجية‬
‫وسياسية ‪ .‬ولكن هذه الصورة المقدمة عنه غير مقبولة من وجهة‬
‫نظرنا ‪ ،‬وذلك لنه من خلل هذه الصورة بالذات وضع في قفص‬
‫التهام ‪ ،‬وراحوا يحاكمونه على أصوله ومقاصده ومناهجه‬
‫ونتائجه‪)1(".‬‬
‫ويمكن أن نلقي سؤالً هنا لماذا أصبح الستشراق الن "‬
‫موحداً ومتحليًا بشخصية أيديولوجية واجتماعية وسياسية؟ هل السبب‬
‫أن العالم العربي السلمي أدرك أن هذه الدراسات التي تصدر عن‬
‫الجامعات الغربية ومراكز البحوث فيها مازالت تؤدي الدور الذي‬
‫كان يقوم به الستشراق وزيادة ولذلك كان ل بد من مواجهتها‪ .‬وقد‬
‫انطلق المسلمون في هذه الواجهة من التخصصات العلمية التي انقسم‬
‫إليها الستشراق نفسه‪ .‬فهناك كتابات تصدر في العالم السلمي عن‬
‫متخصصين في علم الجتماع وأخرى عن متخصصين في العلوم‬
‫الشرعية وأخرى في اللغة والداب وغير ذلك من المتخصصات التي‬
‫يكتب فيها المتخصصون الغربيون‪ .‬وأما مسألة توحيد الستشراق أو‬
‫التخصصات فهو أمر ضروري لن الدراسات الغربية تصدر عن‬
‫مراكز موحدة في الغرب وإن تنوعت فروعها واختصاصاتها‪.‬‬
‫ويؤكد غابرييلي على أن الستشراق الذي درس الشعوب‬
‫الخرى بمناهجه ومفاهيمه الخاصة ل يمكنه التراجع عن ذلك بل‬
‫يرى أن ذلك حقًا له‪ ":‬فالواقع أنه يحق للغرب أن يطبق على الشرق‬
‫مفاهيمه ومناهجه وأدواته الخاصة التي كان قد بلورها في تاريخه‬
‫الحديث‪ ،‬كما يحق له أن يطبق معاييره الخاصة على ما ندعوه‬
‫بالتاريخ والحضارة والثقافة والفلسفة والشعر ‪ .‬بمعنى آخر فإنه إذا‬
‫كان البعض يحلمون بإمكانية جعل الفكر الغربي يتراجع عن نتائج‬
‫دراساته التاريخية الطويلة للبشرية وتفسيرها فإنهم واهمون‪)2(".‬‬
‫يمكههن للغرب أن يعتههز بمفاهيمههه ومناهجههه ولكههن أن يفرضههها‬
‫على المهم الخرى حيهن يقوم بتناول تاريهخ المهم الخرى وعقائدهها‬
‫‪ - 1‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وشرائعهها فههو أمههر ل يقول بههه المنهههج العلمههي الصهحيح‪ .‬فلكهل أمههة‬
‫مسهلمات وثوابهت ل يمكهن العبهث فيهها مهمها كانهت خلفيهة الكاتهب‪ .‬فمهن‬
‫ل قضيههة النبوة والوحههي وجهود علماء‬ ‫المسههلمات عنههد المسههلمين مث ً‬
‫المهة السهلمية فهي تدويهن الحديهث ودراسهة أسهانيده ومتونهه‪ .‬ولكهن‬
‫بعض الغربيين يصرون في الحديث عن النبوة أن ل يعترفوا بالوحي‬
‫ول يعترفوا بمها قام بهه المسهلمون للحفاظ على سهنة الرسهول ‪ .‬ومهن‬
‫المسلمات التي اختار الغرب أن ل يقبلها أن الشريعة السلمية نظمت‬
‫حياة المسههلمين فههي جميههع شؤونهههم –مهمهها ابتعدوا عنههها‪ -‬وأن تقدم‬
‫المسلمين الحقيقي ل يكون بغير التمسك بهذه الشريعة في جميع أمور‬
‫الحياة مههن سههياسية واقتصههادية واجتماعيههة وثقافيههة وأخلقيههة وغيههر‬
‫ذلك‪.‬وأن السهلم ل يمنهع المسهلمين مهن الخهذ ممها عنهد المهم الخرى‬
‫من تطور ومدنية وحضارة مادامت ل تتعارض مع ثوابت شريعتهم‪.‬‬
‫ومن الذين تناولوا نهاية الستشراق المستشرق الفرنسي كلود‬
‫كاهين في رده على مقالة أنور عبد الملك ( أزمة الستشراق) حيث‬
‫بدأ بالحديث عن إنجازات الستشراق وفضله على الباحثين العرب‬
‫المسلمين فقال‪" :‬ولكن ينبغي أن يعرفوا أيضًا أن الستشراق‬
‫الوروبي هو الذي أخذ المبادرة في العصور الحديثة لدراسة تاريخهم‬
‫الخاص‪ ،‬وأنه لوله لكانوا عاجزين عن أن يقولوا عن ماضيهم نصف‬
‫ما يستطيعون قوله اليوم بطريقتهم الخاص ‪ ،‬فنحن ل نزال نمتلك‬
‫حتى الن الميزة المتفوقة التالية‪ :‬إننا قادرون على الهتمام بتاريخ كل‬
‫شعوب العالم وليس بتاريخنا الخاص‪)1(".‬‬
‫إن هذا المن من الستشراق ل يصمد للبحث العلمي الصحيح‬
‫وإن كان بعض أساتذة الجامعات العربية والسلمية درسوا في‬
‫الغرب وتمسكوا بآراء وبحوث أساتذتهم وأصر البعض منهم على أن‬
‫البحث العلمي في التاريخ الحديث للعالم العربي السلمي ل يتم إلّ‬
‫بالرجوع لكتابات المستشرقين فأمر ل يقره عليه غالبية الباحثين في‬
‫العالم السلمي‪ ،)*(.‬ويمكننا أن نضيف إن الجهود العربية‬
‫والسلمية في دراسة التاريخ السلمي قد أثرت المكتبة العربية‬
‫‪- 1‬كلود كاهن‪" .‬كلود كاهن يرد على أنور عبد الملك ‪:‬رسالة إلى رئيس تحرير مجلة‬
‫"ديوجين‪ ".‬في الستشراق بين دعاته ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.38-35‬‬
‫‪9‬‬
‫السلمية في السنوات الماضية فهذه الرسائل العلمية لكثيرة في‬
‫تحقيق التراث وفي دراسة قضايا مختلفة من التاريخ السلمي تؤكد‬
‫على عدم صحة ما ذكره المستشرق‪ ،‬ومع ذلك فل بأس من معرفة ما‬
‫تقوله الكتابات الغربية أو الستشراقية حول تاريخنا الحديث أو‬
‫أوضاعنا المعاصرة لنفهم كيف ينظر إلينا الخرون‪.‬‬
‫ويرى كاهن أن التقدم العلمي الغربي الحاضر يفرض على‬
‫الشعوب الخرى حين تريد دراسة الحضارات الخرى أن تأخذ‬
‫بالنموذج الغربي وذلك في قوله ‪ ":‬وفي يومنا هذا نلحظ أن خط‬
‫التقدم العلمي والنضج الثقافي اللزم لدراسة هذه الحضارات‬
‫[ الشرقية أو الغربية] ل يزل يمر من خلل الستشراق الغربي ‪ :‬أي‬
‫من خلل الفكر التاريخي والفيلولوجي والجتماعي الوروبي"(‪)1‬‬
‫ويضيف كاهن قائلً ‪ ".‬ونلحظ أن بعض الشرقيين الذكياء‬
‫والجريئين قد أخذوا يسلكون هذا الطريق واستطاعوا في بعض‬
‫الحالت أن يصلوا إلى مستوى زملئهم الغربيين أنفسهم من حيث‬
‫السيطرة على المنهجية العلمية‪)1(".‬‬
‫هذه هي نظرة الستعلء الغربية فالعلماء العرب لم ينكروا‬
‫تقدم الغرب ومدنيتهم ولكن أن يسعى العالم فقط لن يلحق بالغرب‬
‫فقط وينتظر من علمائه شهادة التفوق والذكاء فهذا أمر ل تقبل به أي‬
‫حضارة مهما كانت متخلفة فكيف بالحضارة السلمية؟ وحتى إن‬
‫كانت البلد السلمية تعاني من التخلف في المجالت العلمية والتقنية‬
‫فإننا ل ننتظر الشهادة من الباحثين الغربيين‪ .‬ويمكن أن نلحظ أن‬
‫الباحثين العرب الذين وصلوا إلى المستوى الذي يرضى عنه كاهن‬
‫إنما هم طه حسين وهشام جعيط ومحمد عابد الجابري وأنور عبد‬

‫* أصرّ الدكتور حسن صبحي الذي كان يحاضر في برنامج الماجستير في التاريخ في‬
‫جامعة الملك عبد العزيز (‪ )1406-1399‬على أن أي بحث في التاريخ العربي الحديث‬
‫يجب أن يرجع إلى كتابات المستشرقين‪.‬ولذلك حين قدمت له بحثاً ليس فيه مراجع‬
‫أجنبية أصر على أن أضيف بعض المراجع النجليزية‪.‬‬
‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الملك وعزيز العظمة وأمثالهم ممن تأثروا بالفكر الغربي والمناهج‬
‫الغربية‪)*(.‬‬
‫أما بالنسبة لمشاركة المسلمين في دراسة قضاياهم الجتماعية‬
‫والسياسية والقتصادية فإن معهد الدراسات السلمية في مونتريال‬
‫بكندا قد بدأ منذ أكثر من خمسين سنة يشجع الطلب العرب‬
‫والمسلمين على دراسة أوضاع بلدهم تحت إشراف أساتذتهم من‬
‫المستشرقين‪ .‬وقد كان المبرر الذي ذكره تقرير هايتر لذلك أن الطالب‬
‫العربي المسلم يكون بعيداً عن بلده ومشكلتها ويستطيع بالتالي أن‬
‫يبحث بحرية وتجرد أكثر مما لو كان في بلده‪ .‬وقد أعجبت هذه‬
‫الفكرة معدو تقرير هايتر فقرروا نقل الفكرة إلى الجامعات‬
‫البريطانية‪ )1(.‬ولكن ل بد أن نذكر أن هناك مبررات أخرى وهي أن‬
‫الباحث العربي المسلم أقدر على جمع مادته العلمية من بلده‪ ،‬وقد‬
‫يكون في ذلك أحياناً توفير للنفقات المالية التي يمكن أن يتكلفها‬
‫الباحث الغربي لو كان محتاجاً لجمع هذه المادة‪ .‬وذكر أحمد غراب‬
‫أن بعض البحوث التي يوجه الطلب العرب للقيام بها ذات طبيعة‬
‫استخباراتية وذكر من ذلك أنه طلب من أكثر من باحث مسلم أن‬
‫يبحث في قضايا الحركات السلمية في بلده وإذا ما رفض الطالب‬
‫فإنه قد ل يسمح له بتسجيل موضوع آخر‪)2(.‬‬

‫* ‪-‬تحدث أحد المستشرقين الكنديين في المؤتمر العالمي الول حول السلم في القرن‬
‫الواحد والعشرين الذي عقد في ليدن في الفترة من ‪7-3‬يونيو ‪ 1996‬عن تجربته مع‬
‫الباحثين الندونيسيين بحكم تخصصه في السلم الندونيسي وأثنى على تطورهم ‪.‬‬
‫حكَم على‬‫فتعجبت من هذا السلوب البوي فيكف يضع المستشرق نفسه في موضع ال َ‬
‫الباحثين المسلمين ‪ ،‬وكأنه يشير إلى أن احتكاكهم بالغرب هو الذي أفادهم وجعلهم‬
‫يتطورون‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-Sir William Hayter. Report of The Sub-Committee on Oriental, Slavonic, East‬‬
‫‪European and African Studies. London, 1961.‬‬
‫‪- 2‬أحمد عبد الحميد غراب‪ .‬رؤية إسلمية للستشراق‪.‬ط ‪( 2‬بيرمنجهام ‪ :‬المنتدى‬
‫السلمي‪)1411 ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪11‬‬
‫ويرى برايان تينر ‪Bryan S. Turner‬أن الستشراق قد أظهر العديد‬
‫من أعراض الزمات الداخلية والنيار منذ الرب العالية الثانية ‪ ،‬ولكن البديل ل‬
‫يكسن مسن السسهل إياده وذلك لن السستشراق مسا زال يتفسظ بدعسم فكري‬
‫ومؤسسسات‪ ،‬فالسستشراق يلك مقومات ذاتيسة تدعسم وجوده‪ .‬وقسد جرت عدة‬
‫ماولت لعادة بناء هذا الجال العلمي ومن أمثلة ذلك ما قامت به ملة دراسات‬
‫الشرق الوسسط ‪ Review of Middle East Studies‬ومشروع بوث‬
‫ومعلومات الشرق الو سط ‪Middle East Research and Information‬‬
‫‪)3( )Project.)MERIP‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-Bryan S. Turner. “ Islam” and Orientalism”. In Orientalism, Islam and‬‬
‫‪Islamists.ed. Asaf Hussain et al.) Brattleboro: Vermont: 1984.( p.p. 23-43.‬‬
‫‪12‬‬
‫ا لمح ور الث اني‬
‫نهاي ة ال ست شرا ق ف ي ن ظر البا حث ين‬
‫ا لع رب والمسل مين‬
‫تناول بعض الباحثين العرب والمسلمين مسألة نهاية‬
‫الستشراق إما تأثراً بمن كتب من المستشرقين أو الباحثين الغربيين‬
‫حول هذا الموضوع أو بحثوا فيه بحثًا أصيلً مثل الدكتور أكرم ضياء‬
‫العمري الذي تناول هذا الموضوع كما أشرنا في البداية إلى أن‬
‫الستشراق لم يستنفد أغراضه وإن قام بتغيير بعض أساليبه‪ ،‬وطالب‬
‫في نهاية محاضرته إلى أن على المسلمين أن يمثلوا أنفسهم أمام‬
‫ل ثم ينتقلوا إلى تمثيل أنفسهم أمام الخرين وذلك في قوله‬‫أنفسهم أو ً‬
‫‪ ":‬أن نمثل أنفسنا بأن تقوم مؤسساتنا العلمية برسم الصورة الثقافية ‪،‬‬
‫والتاريخية‪ ،‬والعقدية لمة السلم دون أن تخضع للفكار المسبقة‬
‫التي رسمها المستشرقون ‪ ،‬فهذا جانب مهم وأولي ‪ ،‬وهو أحرى‬
‫بالهتمام لن فيه تحصينًا للمة ‪ .‬والثاني‪ :‬يتحقق إذا بلغنا المستوى‬
‫المناسب من تهيئة أصحاب الخبرات فنقوم عندئذ بتمثيل أنفسنا أمام‬
‫الخرين‪)1(".‬‬
‫وكتب عبد المير العسم أن الستشراق في انحسار من‬
‫الناحية العلمية وأنه يتجه إلى السياسة البحتة بأن أصبحت [هذه‬
‫الدراسات] " أداة طيعة الن بأيدي دوائر المبريالية‪ ،‬فهذا برنارد‬
‫لويس أستاذ العربية في جامعة لندن سابقاً يقدم خبراته للمخابرات‬
‫المريكية على نحو مفضوح‪ )2 ( ".‬ويضيف العسم أن انحسار‬

‫‪- 1‬العمري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪- 2‬عبد المير العسم ‪ " .‬الستشراق من منظور فلسفي عربي " في الستشراق‬
‫‪:‬سلسلة كتب الثقافة المقارنة‪ .‬العدد الول كانون الثاني ‪1987‬م‪ .‬ص ‪ .33-29‬ويلحظ‬
‫أن عبد المير أخطأ حين ذكر أن لويس كان أستاذاً للعربية في جامعة لندن بينما‬
‫الصواب أن لويس كان أستاذاً للتاريخ السلمي ثم رئيساً لهذا القسم حتى مغادرته‬
‫بريطانيا عام ‪1974‬م‪ .‬أما مسألة خدمته للمخابرات المريكية فالصحيح أن لويس بدأ‬
‫بعد تخرجه بالدكتوراه عام ‪ 1939‬بأداء الخدمة العسكرية حيث أعيرت خدماته لوزارة‬
‫الخارجية البريطانية ثم قدم خدمات للحكومة البريطانية ‪ ،‬وفي أثناء وجوده في‬
‫بريطانيا كان يتردد إلى الوليات المتحدة فيقدم مشورته للجنة الشؤون الخارجية وقد‬
‫‪13‬‬
‫الدراسات العربية في الجامعات "الرصينة" " لسباب مالية في‬
‫تموين إيرادات الكرسي المخصص للغة العربية كما حدث في‬
‫"هارفارد" ‪ ،‬وما سيحدث في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا‬
‫وإسبانيا‪)1 (.‬‬
‫لم يذكر العسم مصدره في أن كراسي اللغة العربية واجهت‬
‫صعوبات مالية بينما الصحيح أن هذه الصعوبات ربما تكون مؤقتة‬
‫لفترات محددة ذلك أن الحكومة البريطانية قد ألفت لجنة عام ‪1 9 7 4‬‬
‫برئاسة سكاربرو ‪ Scarbrough‬لدراسة أوضاع الدراسات العربية‬
‫السلمية في الجامعات البريطانية وقامت هذه اللجنة بتقديم تقرير‬
‫بلغت صفحاته حوالي المائتي صفحة أوصت فيه برصد مبالغ كبيرة‬
‫لهذه الدراسات وقد انتعشت هذه الدراسات‪ .‬وقد ألفت الحكومة نفسها‬
‫لجنة أخرى برئاسة سير وليام هايتر ‪ Sir William Hayter‬عام ‪1961‬‬
‫وقدمت تقريراً بعد أن قامت بزيارة عدد من الجامعات المريكية‬
‫والكندية للتعرف على الدراسات العربية السلمية في أمريكيا‬
‫الشمالية وبخاصة الدراسات القليمية التي نشأت في هذه البلد‪،‬‬
‫وكانت زيارتها بتمويل من مؤسسة روكوفللر المريكية‪.‬‬
‫أما في الوليات المتحدة فقد صدر مرسوم حكومي عام ‪1952‬‬
‫خصّص بموجبه مبالغ كبيرة لنفاقها على هذه الدراسات في أكثر من‬ ‫ُ‬
‫عشرين جامعة أمريكية‪ .‬وحتى تتأهل الجامعات لهذه المعونة كان ل‬
‫بد أن تقدم برامج توافق عليها الحكومة المريكية أو تكون متمشية مع‬
‫المرسوم الحكومي المذكور‪ .‬وما زالت الجامعات المريكية تتلقى‬
‫الدعم من الحكومة المريكية بعد أكثر من أربعين سنة منذ صدور‬
‫المرسوم الحكومي‪ .‬ول بد من التأكيد أن الدراسات العربية السلمية‬
‫تتلقى دعماً سخيًا من بعض البلد العربية السلمية كما تتلقى الدعم‬
‫من المؤسسات الخيرية المريكية ومن الفراد في الغرب‪ .‬والمطلع‬

‫نشرت وثائق الكونجرس المريكي محاضرته في أعضاء لجنة الشؤون الخارجية‬


‫بالكونجرس المريكي عام ‪ 1974‬كما نشرتها وزارة الخارجية السرائيلية بعد‬
‫المحاضرة بنصف شهر تقريباً‪.‬‬
‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫على نشاطات هذه القسام يدرك أنه ليس هناك أي نقص في التمويل‬
‫لهذه الدراسات‪)*(.‬‬
‫وكتب محسن جامسم الموسوي عن نهاية الستشراق فذكر أن‬
‫مقالة أنور عبد الملك (الستشراق في أزمة) التي نشرت عام ‪1 9 6 3‬‬
‫كانت تنهبي عمّا سوف يتبناه مؤتمر المستشرقين التاسع والعشرين‬
‫الذي عقد في باريس في يوليه ‪ "1 9 7 3‬من موت الستشراق وحلول‬
‫(العلوم النسانية ) المعنية بالشرق بديلة‪ ".‬ويفهم الموسوي من هذا "‬
‫الموت " أنه " يعني ضمنياً ولدة الهتمام مجدداً مختلفاً في تأكيداته‬
‫وحقوله موليًا ظهرة لنصوص التراث أما قيل بشأن الثقافة العربية‬
‫السلمية فأصبحت بعض مقولت الدراسين الغربيين وكانها ثوابت‬
‫ل محيص عنها تأتي البحوث التالية منطلقة منها ل خارجة عليها‬
‫‪ 0 0 0‬كما يعني هذا الموت تزايد الهتمام بكل آسيا وأفريقيا وبضمنها‬
‫ماسمي بإلحاح بالشرق الوسط أو الدنى‪)1 (".‬‬
‫ويؤكد الموسوي أن موت الستشراق لم يعن أبدًا نهاية آراء‬
‫المستشرقين ونتائج دراساتهم وأبحاثهم بل عادت هذه الراء والفكار‬
‫للظهور في كتابة المختصين والمستشارين الغربيين وذكر من أمثال‬
‫هؤلء رفائييل باتاي في كتابه( العقل العربي )حيث يقول عنه‪":‬‬
‫وبتاي يمكن أن يكون نموذجًا للدارس ذي المهمة الستشارية في‬
‫تكوين السياسة إزاء المنطقة مثلً‪ ،‬فهو تتلمذ على أساتذة مستشرقين‬
‫أمثال بروكلمان وشغف في بداية تكوينه بغولدزيهر ‪ ،‬وعاش في‬
‫الرض المحتلة" وذكر عن أنتوني ناتنج ‪ Anthony Nutting‬بأنه "‬
‫عندما يتخلى عن التحليل أو السرد التاريخي يجد نفسه مستعيناً‬
‫بثوابت السلف الستشراقي العامة والخاصة‪)2(".‬‬
‫* إن الذكاء والمكر الوروبي والمريكي استطاع أن يجد الدعم السخي والقوي لهذه‬
‫المراكز والقسام العلمية بالموال اللزمة من عربية وإسلمية وأوروبية وأمريكية‪.‬‬
‫ومن تتح له فرصة زيارة هذه القسام والمراكز يتعجب من مظاهر الترف والبذخ‬
‫الذي تعيش فيه ويأسى على الجامعات في العالم السلمي وما تعانيه من مشكلت‪.‬‬
‫‪- 1‬محسن جاسم الموسوي ‪ ".‬مداخل المثقفين العرب للستشراق‪ :‬نقطة تحول‪ ".‬في‬
‫الستشراق ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .7-3‬وقد أعاد الموسوي هذه الفكار بتوسع في‬
‫كتابه الستشراق في الفكر العربي‪( .‬بيروت ‪ :‬المؤسسة العربية للدراسات ‪).1993 ،‬‬
‫‪- 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫وهذا أمر تؤكده المناهج الدراسية التي يقررها المختصون في‬
‫الدراسات العربية السلمية في الجامعات الغربية‪ .‬ففي جامعة‬
‫برنستون على سبيل المثال أعيدت ترجمة كتاب إجناس جولدزيهر‬
‫(دراسات إسلمية) وقدم له وكتب حواشيه برنارد لويس‪ .‬كما إن‬
‫كتاب توماس آرنولد (الدعوة إلى السلم) رغم أن طبعته المتوفرة قد‬
‫م ّر عليها أكثر من سبعين سنة ما تزال متداولة في جامعة جورجتاون‬
‫كأحد الكتب المنهجية التي على الطلب أن يدرسوها‪ .‬وقد أعادت دار‬
‫برل للنشر نشر الموسوعة السلمية في طبعتها الولى مصورة ‪.‬‬
‫والمثلة كثيرة على أن تراث المستشرقين وآراءهم مستمرة في‬
‫الهيمنة على الدراسات العربية السلمية في العصر الحاضر‪ .‬وقد‬
‫أثيرت ضجة في مصر وفي العالم العربي قبل أشهر بسبب قيام أحد‬
‫أساتذة الجامعة المريكية في القاهرة بتدريس كتاب مكسيم رودنسون‬
‫(محمد)[صلى ال عليه وسلم] وكأن هذا الكتاب هو العيب الوحيد في‬
‫مناهج الجامعة أو في فكر أساتذتها‪.‬‬
‫ومن الباحثين العرب الذين كتبوا عن نهاية الستشراق سالم‬
‫حميش حيث كتب يقههول‪ " :‬يمكن القول بأن الستشراق يظهر كتركة‬
‫للماضي القريب أكثر من كونه مشروعاً حياً يأخذ على عاتقه هذه‬
‫التركة ويطورها ‪ ،‬أو بعبارات أخر‪ ،‬إن الستشراق ‪ ،‬مع أعلم القرن‬
‫التاسع عشر والعقود الستة أو السبعة الولى لهذا القرن ‪ ،‬قد أعطى‬
‫أحسن ما عنده بحيث ل يمكن لخلفه حاليًا أو في المستقبل المنظور ‪،‬‬
‫أن تكون له نفس القوة أو نفس الفعالية والشعاع‪)1(".‬‬
‫وهذا الكلم من التعميمات الجزافية فالدراسات العربية‬
‫السلمية أو دراسات القاليم أو المناطق بالضافة إلى القسام‬
‫العلمية الخرى التي تهتم بالعالم العربي السلمي قوية ومزدهرة في‬
‫الجامعات الغربية حتى إنها بلغت ثمانية عشر قسماً في إحدى كبريات‬
‫الجامعات المريكية (بيركلي) وهي تقوم بأعمال مهمة تؤكد الدور‬
‫القوي والمتنامي لهذه القسام‪ .‬ويشهد على ذلك أيضًا أن الحكومة‬
‫المريكية تدعم هذه الدراسات من خلل الستشارات التي يقدمها‬
‫‪- 1‬سالم حميش‪ .‬الستشراق في أفق انسداده‪( .‬الرباط‪ :‬المجلس القومي للثقافة‬
‫العربية‪ )1991 ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪16‬‬
‫المتخصصون في الدراسات العربية السلمية للحكومة المريكية‬
‫حتى إن الستخبارات المريكية قررت عقد ندوة مفتوحة لدراسة‬
‫الحركات الصولية شهرياً يشارك فيها عدد من المتخصصين في‬
‫دراسات الحركات السلمية "الصولية "‪.‬هذا بالضافة إلى‬
‫المؤسسات الخيرية المريكية والفراد الذين يقومون بالنفاق على‬
‫البحث العلمي بسخاء كبير‪.‬‬
‫ومن الباحثين العرب المسلمين المهتمين بشأن الستشراق‬
‫محمد أركون الذي عمل في العديد من الجامعات الغربية وحضر‬
‫عشرات الندوات والمؤتمرات وله نشاط بارز ولكنه ينتقد الستشراق‬
‫في وضعه الحالي بأنه يفصل بين دراسة السلم وقضاياه عن قضايا‬
‫المجتمعات الغربية‪ .‬ويقول في ذلك‪ ":‬ومع ذلك فإن التقدم الحقيقي‬
‫وال ُمنْتظر ل يحصل لن أقسام السشتراق في الجامعات الوروبية‬
‫والمريكية مفصولة تماماً عن بقية القسام التي تدرس المجتمعات‬
‫الوروبية والحضارة الوروبية ذاتها‪ .‬يحصل ذلك كما لو أنه ل‬
‫يجوز "تلويث" هذه القسام الحضارية بدراسة الثقافات والديان‬
‫الخرى غير "الحضارية " وغير الوروبية (خصوصاً الثقافة‬
‫العربية والدين السلمي‪)1 (".‬‬
‫يهمنا في هذا القتباس أن أركون ما زال يستخدم مصطلح‬
‫الستشراق رغم أنه قريب من الوروبيين أو الغربيين عموماً‬
‫ويعرف أن القوم رفضوا هذا السم منذ أكثر من خمسين سنة‪.‬‬
‫فالقسام العلمية في الجامعات الوروبية والمريكية وإن تسمت‬
‫بأسماء مختلفة كقسم الدراسات الشرق أوسطية أو الشرق الدنى أو‬
‫غير ذلك ولكنها في حقيقتها أقسام للستشراق‪ ،‬والذين يعملون فيها‬
‫مستشرقون وإن تسموا بأسماء أخرى‪.‬‬
‫والملحظة الثانية أن هذا الوضع قد ينطبق على بعض‬
‫الجامعات الوروبية ولكن الجامعات المريكية بالرغم من وجود‬
‫أقسام دراسات الشرق الوسط أو برامج الشرق الوسط ولكنها أخذت‬
‫منذ أكثر من عشرين سنة تدرس قضايا العالم العربي السلمي ضمن‬
‫القسام العلمية المختلفة ففي جامعة برنستون علىسبيل المثال يتم‬
‫‪- 1‬محمد أركون‪ .‬السلم ‪ ،‬أوروبا والغرب‪ ( .‬لندن ‪:‬دار الساقي‪)1995 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪17‬‬
‫الشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه بالشتراك بين‬
‫متخصص في الشرق الوسط ومتخصصين في القتصاد أو الجتماع‬
‫أو النثروبولوجي أو غير ذلك من العلوم‪ .‬وفي جامعة كاليفورنيا في‬
‫مدينة بيركلي يتم دراسة قضايا العالم العربي والسلمي ضمن ثمانية‬
‫عشر قسمًا يتم التنسيق بينها من خلل مركز دراسات الشرق‬
‫الوسط‪.‬‬
‫وفي جامعة ليدن مثلً هناك قسم دراسة الديان حيث يدرس‬
‫فيه الديان المختلفة‪ ،‬ويعقد هذا القسم الندوات والمؤتمرات حول‬
‫الديان المختلفة وبخاصة السلم والنصرانية واليهودية دون تفريق‬
‫ويكثر في هذا القسم المتخصصون في اللهوت النصراني‪ .‬كما أن‬
‫بعض الجامعات المريكية تدرس الديان في قسم مختص بذلك مثل‬
‫جامعة إنديانا في مدينة بلومنجتون‪ .‬وهذا بل شك خروج من حصر‬
‫دراسة السلم والمسلمين في أقسام خاصة‪ .‬ومع ذلك يبقى لقسام‬
‫دراسات الشرق الوسط أو الدنى وجود قوي في الجامعات الغربية‪،‬‬
‫وفي جامعات أخرى يقوم هذا القسم بدور المنسق لهذه الدراسات‪ .‬كما‬
‫أن الدعم الحكومي هو الذي يبقي هذه الدراسات تتمتع باستقللية بدلً‬
‫من اندماجها في القسام الخرى‪.‬‬
‫وأخذ الحديث عن نهاية الستشراق نصيبًا من اهتمام الباحث‬
‫المسلم آصف حسين حيث تناول هذا الموضوع قائلً‪ ":‬ومع أفول‬
‫الستعمار في الشرق الوسط بدأ الستشراق بالسقوط من مكانته‬
‫العالية حيث إن فائدته للقوى الستعمارية قد انخفضت‪ .‬ولكن تأثيرة لم‬
‫ينته كلياً حيث إنه بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الوليات المتحدة‬
‫المريكية على أنها القوة المبريالية الجديدة وبالتالي استعادت‬
‫المعرفة الستشراقية أهميتها‪ .‬وقد تم إعداد جيل جديد من الباحثين‬
‫لتغطية هذه الحاجة‪)1 (".‬‬
‫ويستشهد حسين على الجهود المريكية في هذا المجال‬
‫بالمرسوم الحكومي المريكية لدعم الدراسات الشرق أوسطية‬
‫وبالمؤسسات الخاصة والخيرية والهيئات العلمية الرسمية التي دعمت‬
‫‪1‬‬
‫‪-Asaf Hussain. “ The Ideology of Orientalism.” In Orientalism, Islam Op., Cit. P. p.‬‬
‫‪5-23.‬‬
‫‪18‬‬
‫هذا التجاه ومنها مؤسسة راند ‪ ،‬ومؤسسة روكفللر والمجلس‬
‫المريكي للجميعات العلمية ومجلس بحوث العلوم الجتماعية ‪ .‬كما‬
‫أشار إلى استعانة الجامعات المريكية بالعديد من المستشرقين الكبار‬
‫من أمثال هاملتون جب وجوستاف جرونبناوم وبرنارد لويس‬
‫وغيرهم‪ .‬وذكر حسين كذلك إنشاء رابطة دراسات الشرق الوسط‬
‫التي تأسست عام ‪ ،1 9 6 6‬وأخذت تعقد مؤتمراً سنويًا يضم عدة مئات‬
‫من الباحثين من شتى أنحاء العالم ( وإن كان معظمهم من الوليات‬
‫المتحدة) لدراسة أوضاع العالم العربي السلمي‪)1 ( .‬‬
‫ويرى رضوان السيد أن الستشراق في العصر الحاضر‬
‫ينقسم إلى تيارات عديدة منها ما يطالب بأن يستمر الستشراق في‬
‫اهتماماته القديمة مبررين ذلك بأن الهتمام بالقضايا السياسية‬
‫المعاصرة يتطلب اتخاذ موقف منها وهو أمر يتركه المستشرقون‬
‫للمتخصصين في الشؤون السياسية‪ ،‬بينما يطالب الشبيبة أن يهتم‬
‫الستشراق المعاصر ببحث العلقات السلمية المسيحية وقضايا‬
‫الشرق السلمي المعاصر ‪ ،‬وكان هذا ما حدث في مؤتمر‬
‫المستشرقين اللمان الذي عقد مدينة توبنجن صيف عام ‪) (.1 9 8 2‬‬
‫‪2‬‬

‫ول بد أن نتوقف عند رأي السيد محمد الشاهد حول التيارات‬


‫الجديدة في الستشراق حيث يقول ‪ ":‬لقد ظهر في الستشراق‬
‫الوروبي بصفة عامة ‪ ،‬واللماني بصفة خاصة تيار جيد ينهزع إلى‬
‫رؤية جديدة للسلم تتخلى إلى حد بعيد عن النظرة المذهبية أو‬
‫القومية أو العرقية التي تحاول دراسة السلم باعتباره ظاهرة‬
‫اجتماعية أو حركة إصلحية استهدفت تحرير النسان من تصورات‬
‫قديمة ل تتفق مع مكان النسان في هذه الطبيعة‪)3 ( ".‬ويعلق الشاهد‬
‫بأن الحكم على السلم بأنه مجرد حركة إصلحية " ليقبله أي مسلم‬
‫لن المسلم يرى في السلم منهجاً جاء لصلح البشرية في كل‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 2‬رضوان السيد ‪" .‬الستشراق ‪:‬التاريخ والمنهج والصورة‪ .‬في الفكر المعاصر‪ .‬عدد‬
‫‪ 31‬يناير فبراير ‪ .1983‬ص‬
‫‪- 3‬السيد محمد الشاهد‪ ".‬الستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين‪ ".‬في‬
‫الجتهاد ‪ ،‬ع ‪ ،22‬سن ‪، 6‬شتاء العام ‪1414‬هه‪1994/‬م‪ .‬ص ‪.211-191‬‬
‫‪19‬‬
‫مكان وزمان ‪0 0 0‬إلّ أن مجرد ظهور هذا التجاه في بلد كانت إلى‬
‫عهد قريب تنكر كل صفة إيجابية للسلم ومجرد محاولة اتباع هذا‬
‫التيار الجديد في دراسة السلم بقدر من الموضوعية هو تطور‬
‫يستحق الدراسة والتقويم تمهيداً لمحاولة استثماره لصالح ديننا الحنيف‬
‫الذي يتضمن صلح النسانية جمعاء‪)1 (".‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫الم حو ر ال ثال ث‬
‫ا ست مر ار ال ستش را ق من خل ل رصد نشاط اته‬

‫مهما زعم الزاعمون أن الستشراق قد انتهى فالمر الحقيقي‬


‫أن الهتمام الغربي بالعالم العربي السلمي لم يضعف ولم يتوقف‬
‫وإنه ليس بسبيله إلى النقراض‪ .‬وقد أكد هذه القضية أكثر من باحث‬
‫غربي ومن هؤلء مكسيم رودنسون الذي كتب يقول‪ ":‬إن الدراسات‬
‫المتركزة على شعوب وثقافات ومجتمعات المناطق العديدة المشمولة‬
‫سابقاً تحت اسم الشرق سوف تستمر‪ ،‬وسوف يساهم فيها منذ الن‬
‫فصاعدًا اختصاصيو البلدان أو المناطق المدروسة ‪ 0 0 0 .‬وسوف‬
‫يتحقق التقدم يوما ما ل محالة حتى لو لم يكن ذلك إلّ تحت تأثير‬
‫تراكم المعلومات والمعطيات‪ .‬ولكن ل يمكن لي شيء أن ينجي‬
‫الباحثين كليًا من العراقيل والعقبات التي تواجه جهودهم أو‬
‫تعرقلها‪)1 (".‬‬
‫ويرى فؤاد زكريا أن " الستشراق نشأ عن وجود فراغ علمي‬
‫لدى الشرق ذاته ‪ ،‬فقد كان من الفضل ‪ ،‬بالنسبة للغرب ‪ ،‬أن يعرف‬
‫الشرق من خلل ما يكتبه عنه أهله ‪ ،‬ولو كانت توجد كتابات كافية‬
‫تتبع مناهج علمية دقيقة وتقدم معرفة متكاملة‪ ،‬ولكن عدم وجود هذه‬
‫الكتابات‪ ،‬أو وجودها بصورة نافصة هو الذي ولّد ظاهرة الستشراق‬
‫"( ‪ )2‬ويضيف زكريا أن هذه البحوث والكتابات غير متوفرة في‬
‫الوقت الحاضر فلذلك فالستشراق سوف يستمر‪.‬‬
‫ل أن الكتابات‬
‫ويمكن الرد على فؤاد زكريا من ناحيتين أو ً‬
‫السلمية العلمية حول العقيدة والشريعة متوفرة جداً وبخاصة في‬
‫القرون التي شهدت فيها المة افسلمية النهضة العلمية والحضارية‬
‫التي جعلت منها العالم الول‪ .‬ويشهد على ذلك عشرات اللوف من‬
‫المخطوطات التي انتقلت إلى المكتبات الغربية وما تزال في هذه‬

‫‪- 1‬مكسيم رودنسون‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪- 2‬فؤاد زكريا‪ ".‬نقد الستشراق وأزمة الثقافة العربية المعاصرة‪:‬دراسة في المنهج‪".‬‬
‫في فكر للدراسات والبحاث‪.‬عدد ‪ .1986 ، 10‬ص ‪.75-33‬‬
‫‪21‬‬
‫المكتبات أعداد كبيرة من هذه المخطوطات التي تحتاج إلى التحقيق‬
‫والدراسة‪ .‬ولو اقتصر جهد المستشرقين على ترجمة أمهات الكتب‬
‫السلمية ووفروا بعض جهودهم في التحليلت غير العلمية أو‬
‫المنهجية لما ظهرت صورة السلم بالتشويه الذي ظهرت به في‬
‫كتابات المستشرقين قديماً وحديثاً‪.‬‬
‫أما في العصر الحاضر فإن الغربيين رغم اتصالهم بمراكز‬
‫البحوث والجامعات العربية السلمية وتعرفهم على كل ما ينشر في‬
‫العالم العربي السلمي لكنهم ل يقدمون هذا النتاج إلى طلبهم في‬
‫الجامعات الغربية بل يصرون على استمرار العتماد على كبار‬
‫المستشرقين من أمثال جولدزيهر ومارجليوث وشاخت ونولدكه‬
‫وبيكر وماسنيون وغيرهم‪ .‬ومع ذلك فل بد من الموافقة مع زكريا بأن‬
‫كثيرًا من الجهد مطلوب في العصر الحاضر ليقوم المسلمون بتمثيل‬
‫ل ثم ينتقلوا إلى تمثيل أنفسهم أمام الخرين‪.‬‬‫أنفسهم أمام أنفسهم أو ً‬
‫ومما يؤكد هذا المر أن الذي ينظر في المكتبات الغربية مثلً‬
‫يجد أن معظم الكتابات التي تتناول السلم والمسلمين ما تزال مكتوبة‬
‫بأيدي باحثين غربيين بينما الكتابات السلمية التي يمكن أن تكون‬
‫أقرب إلى تمثيل وجهة النظر السلمية فتكاد ل توجد‪ .‬ولكن ينبغي أن‬
‫نشير إلى أن الغربيين يقومون بترجمة بعض الكتابات العربية‬
‫السلمية التي يزعمون أنها أقرب إلى المنهجية العلمية ولكنها في‬
‫حقيقتها إنما هي طعن في السلم والمسلمين‪ .‬ومن هذه الكتابات‬
‫ترجمة كتابات فاطمة المرنيسي وعزيز العظمة وسلمان رشدي‬
‫ونصر حامد أبو زيد وغيرهم‪)*(.‬‬
‫وتصر الجامعات الغربية مثلً على استضافة بعص الباحثين‬
‫العرب والمسلمين الذين يميلون إلى المنهجية الغربية والتفكير الغربي‬
‫في القضايا السلمية ومن آخر الكتب التي اهتمت بها دور النشر‬
‫الغربية والدوائر الستشراقية ما كتبه سعد الدين إبراهيم حول‬

‫* ‪-‬سألت أحد أساتذة الجامعات الغربيين ( أمريكياً ) لماذا ل تدرّسون كتابات إسماعيل‬
‫الفاروقي مع أنها تمتاز بعرض السلم عرضاً جيداً فاعتذر بأن كتابات الفاروقي ذات‬
‫مستوى عالٍ وليس بإمكان الطلب فهمها‪ .‬أما انتقاده للكتابات السلمية الخرى‬
‫فيرى أنها تميل إلى الجانب الوعظي‪ .‬وهي مبررات واهية في الغالب‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الحركات السلمية (الصولية) حتى إن باحثة عربية في جامعة‬
‫أمريكية زعمت أن دراسة الحركات الصولية سوف تكون مختلفة‬
‫عن الماضي بسبب ما كتبه سعد الدين إبراهيم‪.‬واستضافت جامعة‬
‫برنستون مثلً صادق جلل العظم ليقوم بتدريس الفكر السياسي‬
‫العربي المعاصر ثلث سنوات بالضافة إلى غير ذلك من‬
‫الموضوعات وهو ماركسي يعلن إلحاده صراحة‪ .‬كما تستضيف‬
‫جامعة جون هوبكنز فؤاد عجمي المتخرج في الكلية المريكية في‬
‫بيروت ( مدرسة ثانوية ) ثم الجامعة المريكية ببيروت ثم الجامعات‬
‫المريكية في الوليات المتحدة‪ .‬وهو الذي يتعاطف مع اليهود‬
‫والصهيونية ضد قضايا بلده‪ .‬والقائمة طويلة بأسماء الذين تستضيفهم‬
‫الجامعات المريكية‪.‬‬
‫والحديث عن استمرار الستشراق لن يكون أكثر صدقًا من‬
‫التجربة الشخصية والطلع المباشر على النشاطات الستشراقية‬
‫الغربية من خلل حضور بعض المؤتمرات والندوات في الجامعات‬
‫الغربية‪.‬وقد أتيح للباحث فرصة القيام بأكثر من زيارة علمية كانت‬
‫اولها عام ‪1 4 0 8‬هه( ‪1 9 8 8‬م) حيث زرت جامعة برنستون وجامعة‬
‫لندن وجامعة بيرمنجهام ‪ .‬وقد قمت في تلك الرحلة بجمع المادة‬
‫العلمية لبحثي للدكتوراه وقمت باللتقاء بالعديد من الباحثين‬
‫المريكيين والعرب في تلك الجامعات كما اطلعت على مكتبات تلك‬
‫الجامعات ‪ .‬وقد اتضح لي أن الستشراق مستمر ومزدهر ‪.‬وفيما يأتي‬
‫بعض أبرز جوانب استمرار الستشراق من خلل الرحلتين اللتين‬
‫قمت بهما‪:‬‬
‫‪-1‬جامعة برنستون ‪:‬‬
‫لقد أسس برنامج دراسات الشرق الوسط في هذه الجامعة عام‬
‫‪1 9 2 7‬المؤرخ اللبناني فيليب حتّي بدعم من الرئيس ويلسون وصديقه‬
‫بايارد دوج ‪ Bayard Dodge‬من الجامعة المريكية في بيروت‬
‫بالضافة إلى النفوذ التنصيري قبل وبعد الحرب العالمية الولى‪ .‬ومن‬
‫أشهر الساتذة في هذا القسم مانفرد هالبرن ‪Manfred Halpern‬‬
‫ونومان اتزكووِتز ‪ Norman Itzkowitz‬ومورو بيرجر ‪Moroe‬‬
‫‪ Berger‬وإبراهام يودوفيتش ‪ Abraham Udovitch‬ومايكال كوك‬
‫‪23‬‬
‫‪ Michael Cook‬وشارل عيساوي (فلسطيني نصراني) وليون كارل‬
‫براون ‪Leon Carl Brown‬و برنارد لويس ‪ Bernard Lewis‬المؤرخ‬
‫اليهودي المتصهههين وغيرهم (‪ ،)1‬وتضم هذه الجامعة ثاني أكبر‬
‫مجموعة للمخطوطات العربية في الغرب‪ .‬ولديها فهرسان لهذه‬
‫المخطوطات‪ .‬وثمة مكتبة عامة للكتب تضم قسمًا كبيرًا للكتب العربية‬
‫والستشراقية بالضافة إلى مكتبة قسم دراسات الشرق الدنى ‪،‬‬
‫وهناك مكتبة خاصة بالرسائل الجامعية ‪.‬‬
‫وثمة نشاط آخر مهم وهو الندوة السبوعية التي تعقد كل يوم‬
‫أربعاء ويحضرها طلب الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس‬
‫وبعض الضيوف من المجتمع المهتمين بقضايا الشرق الوسط‪ .‬وتقدم‬
‫في هذه الندوة محاضرة قصيرة يعقبها نقاش يمتد أكثر من ساعتين‬
‫أحياناً‪ .‬وتتناول هذه الندوة مختلف القضايا الفكرية والثقافية والسياسية‬
‫والجتماعية وأذكر منها الموضوعات التية‪" :‬الصلح اللغوي في‬
‫تركيا ‪ :‬الصلح الكارثة"(سبتمبر ‪ )1 9 8 8‬وكانت للستاذ الزائر‬
‫جيفري لويس من جامعة أوكسفورد‪ .‬و"أي ثمن للسيادة المريكية في‬
‫العالم " (سبتمبر ‪)1 9 8 8‬وقدمها ليون كارل براون مدير برنامج‬
‫دراسات الشرق الوسط ‪،‬و "تركيا والديموقراطية "(سبتمبر ‪)1 9 9 5‬‬
‫قدمها أستاذ جامعي تركي زائر متخصص في العلوم السياسية‪.‬‬
‫وحضرت بعض محاضرات صادق جلل العظم حول الفكر‬
‫السياسي العربي في العصر الحاضر فكان يتحدث عن ياسين الحافظ‬
‫ومذكراته السياسية‪ .‬كما لقيت مايكال كوك وهو أحد تلمذة برنارد‬
‫لويس وكان مهتماً بعلماء نجد وقد طلب منّي نسخة من كتاب "علماء‬
‫نجد في ستة قرون‪".‬‬
‫وتدل الرسائل الجامعية على تنوع الموضوعات التي تطرقها‬
‫من عقدية وسياسية واقتصادية واجتماعية وهناك تعاون وثيق بين هذا‬
‫القسم والقسام الخرى في الشراف على هذه الرسائل‪ .‬وأذكر من‬
‫هذه الرسائل رسالة عن التنصير في الخليج العربي أنجزت عام‬
‫‪ -1‬لجنة الدراسات الشرقية المنبثقة عن ندوة الشباب السلمي في طرابلس عام ‪1973‬و‬
‫‪ .1975‬تحليل نقدي للدراسات العربية السلمية في جامعات أمريكا الشمالية‪ .‬ترجمة‬
‫مازن مطبقاني ومراجعة الدكتور علي النملة‪ .‬تحت الطبع ‪،‬ص ‪.66‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ )1 (1 9 7 7‬ورسالة عن جورجي زيدان ورسائل في الفكر السياسي‬
‫السلمي وغير ذلك من الموضوعات‪.‬‬
‫‪-2‬معهد الشرق الوسط ‪،‬‬
‫تأسس المعهد سنة ‪ 1946‬للمساعدة في ملء الفراغ في حاجة‬
‫المريكيين لفهم مستوعب للشهرق الوسط ‪.‬وتم افتتاحه بموجب‬
‫مراسيم حكومية كجزء من مدرسة الدراسات المتقدمة التي تم‬
‫ربطهها بجامعة جونز هوبكنز فيما بعد‪ .‬والمعهد مدين بعمق للراحل‬
‫جورج كامب قيصر الذي كان القوة الدافعة لتأسيسه حيث كان أول‬
‫ممول له وتولى رئاسته في بداية تأسيسه‪.‬وأصبح المعهد هيئة منفصلة‬
‫عام ‪ 1949‬م تحت قوانين مقاطعة كولومبيا ‪،‬وبدأ في عام ‪ 1955‬م‬
‫مشروعه لنشر الكتب‪.‬‬
‫وكان الهدف الساسي على مر السنين للمعهد هو إصدار مجلة‬
‫الشرق الوسط وعقد مؤتمر سنوي في واشنطن وكذلك مؤتمرات‬
‫وحلقات دراسية أخرى ‪،‬ودورات ابتدائية في لغات المنطقة وتوفهير‬
‫مكتبة مفتوحة للعامة حول المنطقة‪ ،‬وترتيب المحاضرات في‬
‫واشنطن ومدن أخرى في الوليات المتحدة‪.‬‬
‫عمل المعهد بالتعاون مع الجامعات ومجموعات سياسات‬
‫الشرق الوسط في تثقيف نطاق واسع من مواطني أمريكا حول‬
‫الشرق الوسط‪.‬وقد عمل موظفو المعهد في نشر الثقافة حول الشرق‬
‫الوسط بالتحدث في محاضرات أو الكتابة الصحافية في المجلت‬
‫والصحف وتقديم آراء تعتمد على المعرفة والخبرة للراديو والتلفزيون‬
‫عندما تكون أخبار الشرق الوسط تهم وسائل العلم‪.‬‬
‫ويمتنع المعهد ‪-‬حسب نشرته‪ -‬عن اتخاذ مواقف سابقة في‬
‫القضايا الجدلية في الشرق الوسط‪ ،‬و ل يمكن بموجب مرسوم‬
‫تأسيسه أن يكون أداة في يد أي أحد لفرض سياساته أو يحاول التأثير‬
‫في التشريع‪)2(.‬‬

‫‪- 1‬ترجمت هذه الرسالة بعنوان أصول التنصير في الخليج العربي عام ‪1410‬وأعيد‬
‫طبعها عام ‪1418‬عن الندوة العالمية للشباب السلمي‪ .‬وهي لضابط بحري أمريكي‬
‫كان مرابطاً في البحرين في الفترة من ‪.1974-1972‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Middle East Institute .Annual Report 1991.‬‬
‫‪25‬‬
‫ويهمني أن أستعرض هنا لمحات من التقرير السنوي لعام‬
‫‪ 1 9 9 7‬الذي صدر عن المعهد‪.‬‬
‫‪-1‬مجلة المعهد ‪ :‬خُصص العدد الول من هذا العام للحديث عن‬
‫تركيا وقضاياها السياسية‬
‫والجتماعية والثقافية‪ .‬وكان البحث الرئيس عن تطور الدراسات‬
‫التركية في أمريكيا الشمالية منذ عام ‪ ،1 9 4 6‬وكتب الرئيس التركي‬
‫مقالة عن السياسية الخارجية التركية‪ .‬وتناول العدد المسألة الكردية ‪.‬‬
‫وتناول العدد أيضاً مسألة الديموقراطية في تركيا والحركات‬
‫السلمية ووصولها إلى الحكم‪ .‬بينما تركزت بحوث العدد الثاني(‬
‫ربيع ‪ )1 9 9 7‬حول قضايا التجارة والتبادل التجاري بين دول المنطقة‬
‫وكذلك الحديث عن المساعدات المريكية لدول المنطقة‪ .‬بالضافة إلى‬
‫قضايا المنطقة القتصادية الخرى‪ .‬بينما تناول العدد الثالث( صيف‬
‫‪ )1 9 9 7‬التحديث في الملكيات المحافظة في المنطقة ومنها السعودية‬
‫والكويت‪ .‬وتناول العدد أثر الخوان المسلمون في الردن والتوجه‬
‫الديموقراطي فيه‪ .‬وتضمن العدد الرابع (خريف ‪ )1 9 9 7‬ثلث‬
‫مقالت عن إسرائيل وأثر عملية السلم على الجماعات اليهودية‬
‫المتطرفة‪ .‬وتضمنت العداد مراجعة أكثر من تسعين كتابًا تناولت‬
‫المنطقة بالضافة إلى العروض الموجزة للكتب والتعريف بالنشاطات‬
‫العلمية حول المنطقة‪.‬‬
‫‪-2‬المؤتمر السنوي الواحد والخمسون ‪ :‬الشرق الوسط يدخل‬
‫القرن الواحد والعشرين‪.‬‬
‫وقد افتتح المؤتمر المير هشام بن عبد ال بحديث شامل ومثير حول‬
‫قضايا المنطقة الساسسية‪ .‬وكان من المتحدثين شارلز وليام ماينز‬
‫‪ Charles William Maynes‬رئيس مؤسسة يوراسيا والمحرر السابق‬
‫في مجلة السياسة الخارجية ‪ .‬وكان هناك متحدثون آخرون منهم ‪:‬‬
‫جمال السويدي من مركز المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية‬
‫‪ ،‬وصديقة عربي من جامعة سان فرانسسكو ومصطفى برغوثي من‬
‫التحاد الفلسطيني للجان الغاثة الطبية‪ ،‬وراغدة درغام من جريدة‬
‫الحياة وروبرت بللترو –مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق‬

‫‪26‬‬
‫الوسط سابقاً‪ ،‬ووليام كوانت من جامعة فيرجينيا ويهود يآري من‬
‫التلفزيون السرائيلي وغيرهم‪.‬‬
‫وعقد المعهد العديد من الندوات المتخصصة منها مستقبل‬
‫القدس ( ‪7‬فبراير ‪ )1 9 9 7‬وندوة "نظرات حول تركيا"( ‪2 5‬فبراير‬
‫‪ )1 9 9 7‬وندوة " الوليات المتحدة واليابان والشرق الوسط(‬
‫‪1 3‬مارس ‪ )1 9 9 7‬وندوة مستقبل العراق ( ‪2 7‬مارس ‪)1 9 9 7‬‬
‫تحدثت فيها وزيرة الخارجية المريكية وكانت بالتعاون مع جامعة‬
‫جورجتاون ‪.‬ثم عقدت ندوة ثانية حول الموضوع نفسه بتمويل من‬
‫معهد الوليات المتحدة للسلم والغرفة التجارية العربية المريكية‪.‬‬
‫وفي ‪ 2 5‬أبريل ‪ 1 9 9 7‬عقدت ندوة بعنوان " العلقات المريكية‬
‫اليرانية في الفترة الثانية من حكم الرئيس كلينتون"‬
‫وللمعهد ندوات ومحاضرات أسبوعية ‪Brown Bag Lunch‬‬
‫‪ Series‬تناولت مختلف القضايا التي تخص العالم العربي منها‬
‫الموضوعات التية‪ :‬السلحة العراقية والمم المتحدة‪ ،‬والمجتمع‬
‫المدني العراقي النشأة والطموحات‪ ،‬ومشكلة المياه في الشرق الوسط‬
‫والحل الليبي وأسطورة الحصاءات السرائيلية في مفاوضات القدس‬
‫وإيران بعد النتخابات الرئاسية‪ .‬واللجئين الفلسطينيين في لبنان‬
‫ودبلوماسية حرب الخليج ‪ ،‬والحياة تحت حكم طالبان‪ :‬كيف يحكم‬
‫الطالبان؟ والمرأة وحقوق النسان في العالم العربي‬

‫‪-3‬معهد بروكنجز ‪ Brookings Institution‬وهو مؤسسة خاصة ل‬


‫تهدف إلى الربهح تهتهم بالتعليهم والبحهث والنشهر فهي مجالت القتصهاد‬
‫والسهياسة الخارجيهة والعلوم الجتماعيهة‪ .‬ومهن أهدافهه تحليهل مشكلت‬
‫السهههياسة العامهههة الحاليهههة وزيادة الوعهههي بهههها‪ .‬ويقوم المعههههد بهذه‬
‫النشاطات مههن خلل برامههج بحثيههة ثلث‪ :‬الدراسههات القتصههادية ‪،‬‬
‫والدراسهات الحكوميهة ‪،‬ودراسهات السهياسة الخارجيهة‪ .‬كمها يقوم المعههد‬
‫بإدراة مركههز لسههياسة التعليههم العام ومركههز لقواعههد المعلومات حول‬
‫العلوم الجتماعيههة‪ .‬وفههي المعهههد قسههم لدراسههات الشرق الوسههط كان‬
‫يعمهل فيهه وليام كوانهت ‪ ،‬أمها الن فيعمهل بهه كهل مهن شبلي الطلحمهي‬
‫(فلسطيني مقيم في الوليات المتحدة) ويحي سادووسكي‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -4‬معهسد الوليات المتحدة للسسلم ‪ :‬ههو معههد فيدرالي يتسهم بالحياد‬
‫إنشىء عام ‪ 1 9 8 4‬ويتهم تمويله مهن قبهل الكونجرس ‪ ،‬يدعهو إلى تقويهة‬
‫قدرات المههة على الحلول السههلمية للمشكلت الدوليههة وتحقيههق سههلم‬
‫عادل مبنههي على الحريههة والكرامههة النسههانية‪ .‬ويديههر المعهههد مجلس‬
‫مكون مهن خمهس عشرة شخصهية أربعهة منههم مسهؤولون سهابقون مهن‬
‫التنفيذييهن فهي الحكومهة الفيدراليهة أمها الحهد عشهر عضواً الباقيهن فيتهم‬
‫تعيينهههم مههن خارج الحكومههة الفيدراليههة يرشحهههم الرئيههس المريكههي‬
‫ويصادق الكونجرس على ذلك‪.‬‬
‫ومن الموضوعات التي يهتم بها المعهد الحركات السلمية وقد كلف‬
‫الدكتور سعد الدين إبراهيم من قسم علم الجتماع بالجامعة المريكية‬
‫بالقاهرة بإعداد بحههث حول الحركات (الصههولية) فههي العام العربههي‪.‬‬
‫كمها أصهدر مسهؤولن فهي المعههد كتابًا بعنوان ( الحركات السهلمية‬
‫والسياسة الخارجية المريكية ) وتضمن الكتاب الحديث عن النشطاء‬
‫السلميين في كل من‪ :‬الردن وفلسطين وفي تركيا وفي إيران وفي‬
‫الباكسهتان وجنوب شرق آسهيا وإندونيسهيا ‪ .‬ومهن الندوات التهي عقدهها‬
‫المعهههد فههي إبريههل عام ‪ 1 9 9 8‬ندوة حول أسههلحة الدمار الشامههل فههي‬
‫الشرق الوسهط وأثرهها فهي تحقيهق السهلم الدائم فهي المنطقهة‪.‬وشارك‬
‫فهههي الندوة مشاركون فهههي وضهههع السهههياسة المريكيهههة ومسهههؤولون‬
‫حكوميون واكاديميون‪)1 (.‬‬
‫وللمعهههد اهتمام خاص بالدول السههلمية فقههد عقههد ندوة فههي‬
‫سههبتمبر ‪ 1 9 9 7‬بعنوان ‪ ":‬الديههن والقوميههة والسههلم فههي السههودان‪".‬‬
‫تناول فيها أوضاع السودان من النواحي الدينية والسياسية والقصادية‬
‫وكان هناك تركيههز على الحرب الهليههة فههي الجنوب وقههد أكههد أحههد‬
‫الباحثيههن أن الديههن كان دائمًا هههو السههاس فههي الحياة السههياسية فههي‬
‫السههودان فهههو السههاس فههي هويههة السههودانيين ومههن جهههة أخرى فإن‬

‫‪1‬‬
‫‪-“ Weapons of Mass Destruction in the Middle East.” In Peace Watch. Vol. IV, No.‬‬
‫‪4. June 1998. P4-5.‬‬
‫‪28‬‬
‫الطراف الخرى المتنازعههة مههع الحكومههة تتبنههي هويههة دينيههة معينههة‬
‫أيضاً‪)2 (.‬‬
‫‪-5‬جامعة جورجتاون ‪ :‬مركز الدراسات العربية المعاصرة‪.‬‬
‫تعد هذه الجامعة أقدم معهد كاثوليكي للتعليم العالي في‬
‫الوليات المتحدة المريكية وقد تأسست عام ‪ 1 7 9 7‬ويصل عدد‬
‫طلبها إلى أحد عشر ألف طالب‪ .‬وتضم الجامعة مركز الدراسات‬
‫العربية المعاصرة ومكتب العلقات السلمية النصرانية الذي انتقل‬
‫إليها من معهد هارتفورد اللهوتي ويراسه حالياً جون اسبوزيتو بينما‬
‫يرأس مركز الدراسات العربية المعاصرة باربرا ستوواسر وقد تم‬
‫انتخابها رئيسة لرابطة دراسات الشرق الوسط في ديسمبر ‪1 9 9 7‬م‪.‬‬
‫وللمركز نشرة شهرية تتناول نشاطاته من ندوات ومحاضرات‬
‫وإصدارات مختلفة‪ .‬وفيما يأتي بعض هذه النشاطات والموضوعات‬
‫التي اهتمت بها النشرة‪:‬‬
‫أ‪-‬السينما المصرية تواجه التحديات العالمية والقليمية بقلم والتر‬
‫أرمبيرست ‪ .Walter Armburst‬أستاذ مساعد زائر في علم‬
‫النثروبولجيا الثقافية‪.‬‬
‫ب‪-‬تعريب النترنت‪ :‬بدأ المركز سلسلة من الندوات حول تعريب‬
‫شبكة المعلومات العالمية المعروفة بالنترنت‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفن والثقافة الشعبية في التاريخ العثماني ‪ :‬يقوم الستاذ الزائر في‬
‫النثروبولوجيا الثقافية والتر أرمبيرست ويوفان سينج ‪Yvonne Seng‬‬
‫بتقديم محاضرات وندوات حول هذا الموضوع لطلب وأساتذة‬
‫المركز ‪.‬‬
‫د‪ -‬الحجاب ‪ :‬ندوة لمشاهدة فيلم ومناقشة قضية الحجاب اشترك فيها‬
‫كل من أميرة سنبل الستاذة بالجامعة وباربرا ستوواسر رئيسة‬
‫المركز والمؤلفة جوديث سيزر‬
‫هه نشرت باربرا ستوواسر فصلً في كتاب بعنوان ‪ " :‬السلم‬
‫والجنس والتغيرات الجتماعية" بتحرير يوفان حداد ‪Yvonne‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-“ Religion, Nationalism, and Peace in Sudan.” In Peace Watch, Vol. III, No. 6,‬‬
‫‪October 1997.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ Haddad‬وجون اسبوزيتو وعنوان الفصل هو ‪ ":‬موضوع العلقة‬
‫بين الجنسين والتفسيرات القرآنية المعاصرة‪".‬‬
‫ز‪ -‬ندوة عن العنف الجزائري بعنوان " الزمة الجزائرية ‪ :‬التأثيرات‬
‫الدولية وردود الفعال‪ ".‬شارك فيها كل من جون رودي وإريك‬
‫جولدستاين وجون أنتيل من جامعة فوردهام وعزيز الدين العايشي‬
‫من جامعة سينت جون ومنى يكوبيان مستشارة مستقلة‪.‬‬
‫ح‪ -‬قدمت سارا روي‪ S ara Roy‬محاضرة بعنوان "النحدار‬
‫الجتماعي في عصر ما بعد اليديولوجية ‪ :‬الضفة الغربية وغزة بعد‬
‫أوسلو‪28(.‬يناير ‪)1998‬‬
‫ومن الكتب التي قام المركز بنشرها (‪":)1997-1995‬‬
‫اقتصاديات الخليج ‪ :‬استراتيجيات للتنمية في القرن الواحد والعشرين"‬
‫إعداد جوليا ديفلن ‪ Julia Devlin‬والكتاب مبني على المؤتمر السنوي‬
‫الول حول اقتصاديات الخليج في القرن الواحد والعشرين الذي عقد‬
‫في سبتمبر ‪ 1996‬في جامعة جورجتاون ‪ .‬ويضم المجلد بحوث للعديد‬
‫من الباحثين المريكيين والعرب‪ .‬منهم هنري عزام وسليمان القدسي‬
‫ورودني ويلسون وجوليا ديفلن نفسها‪ .‬ومن الكتب أيضًا " السلم ‪،‬‬
‫الغرب والقدس" من تأليف وليد الخالدي‪ .‬وشارك في نشره مركز‬
‫التفاهم السلمي المسيحي‪ .‬وكان الكتاب الثالث بعنوان " السلميون‬
‫وتحديات التعددية‪ ".‬تأليف يوفان يزبك حداد ‪Yvonne Yezbech‬‬
‫‪ Haddad‬تناول بالتحليل نظرات المفكرين السلميين لمفهوم التعددية‬
‫الغربي والختلفات السياسية ومشاركة الحزاب المتعددة‪ .‬ويضم‬
‫الكتاب نظرة تاريخية وكذلك نظرة للوضاع المعاصرة‪.‬‬
‫‪ -6‬جامعة إنديانا – بلومنجتون ‪Indiana University -‬‬
‫‪Bloomington‬‬
‫تأسست جامعة إنديانا عام ‪ 1820‬ومن أبرز القسام فيها أقسام‬
‫اللغات الجنبية ‪ ،‬وقسم دراسات الشرق الوسط حيث إن هذا القسم‬
‫هو أحد القسام التي تحصل على معونة من الحكومة الفيدرالية‪ .‬ومن‬
‫أساتذة الجامعة كل من‪:‬‬
‫‪-1‬سكوت ألكساندر ‪ Scott Alexander‬ويدرس مادة علم الديان‬
‫وقد شرع في إعداد شريط فيديو عن الديان الثلثة وذلك من‬
‫‪30‬‬
‫خلل إجراء مقابلت مع أتباع الديان الثلثة للحديث عن‬
‫دينهم ورؤيتهم لهذا الدين وعلقاتهم بالديان الخرى‪.‬‬
‫‪-2‬مها نور الدين تعمل في قسم المنح الدراسية الخارجية‬
‫ومتخصصة في مجال علم النسان وقد علمت منها ومن‬
‫الدكتور محمد نظيف شهراني أن رئيسة قسم دراسات الشرق‬
‫الوسط تميل إلى التوجه العلماني في العالم العربي السلمي‬
‫وكانت تصر على دعوة رموز هذا التيار للقاء محاضرات‬
‫في القسم ‪.‬‬
‫ج‪ -‬شرمان جاكسون( عبد الحكيم) أمريكي مسلم درس في جامعة‬
‫الزهر عدة سنوات ومتخصص في الفقه المالكي ويتقن اللغة العربية‬
‫تماماً‪ .‬وهو نشط في مجال الدعوة ويقدم خطبة الجمعة بين الحين‬
‫والخر في مسجد الجمعية السلمية‪ .‬وقد أفاد بعدم وجود مضايقات‬
‫في الجامعة له ولكن علمت فيما بعد بانتقاله من الجامعة‪.‬‬
‫وثمة جمعيات ومراكز بحوث اطلعت على بعض أنشطتها من‬
‫خلل نشراتها أو من خلل النتساب لعضويتها‪ .‬وهي كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬جمعية دراسات الخليج‬
‫تأسست هذه الجمعية عام ‪، 1990‬في الوليات المتحدة‬
‫المريكية ‪ ،‬ويرأسها أميل نخله‪ .‬وتعقد اجتماعها السنوي على هامش‬
‫المؤتمر السنوي لرابطة دراسات الشرق الوسط‪ .‬وتشترك في نشهاط‬
‫الرابطة المذكورة بترؤس ندوتين أو ثلثة وتخصصهما لقضايا‬
‫الخليج‪ .‬ولهذه الجمعية نشرة ربهع سنوية متكونة من ثمان صفحات أو‬
‫أكثر تحمل أخبار الجمعية ‪،‬ونشرة ببليوغرافية حول ما صدر عن‬
‫الخليج من دراسات وكتب‪.‬‬
‫ومن آخر نشاطات الجمعية أنها تبنت تقديم جائزة لفضل‬
‫رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه‪ .‬ومن أهداف الجمعية تقديم منح‬
‫فلبرايت لباحثين أمريكيين للدراسة في دول الخليج أو إجهراء دراسات‬
‫في منطقة الخليج ‪.‬وتم بالفعل إعطاء هذه المنحة لعدد من الباحثين‬
‫وهم يقومون حاليا بإلقاء المحاضرات في كل من البحرين وعمان‬
‫والسعودية وقطر و المارات المتحدة واليمن‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وتدرس الجمعية إمكانية إنشاء مركز بحوث أو معهد في‬
‫الخليج ‪.‬أما موضوع الحلقات الدراسية الخاصة بالخليج في المؤتمر‬
‫السنوي لرابطة دراسات الشرق الوسط فسوف تكون موضوعاتها‬
‫كالتي‪:‬أ‪ -‬الدولة والمجتمع في دول مجلس التعاون‪.‬‬
‫ب‪ -‬المشاركة السياسية في دول الخليج ‪،‬مطالب الشعوب‬
‫واستجابات الحكومات‪.‬‬
‫ج‪ -‬سياسات أمن الخليج والعلقات مع الوليات المتحدة‪.‬‬
‫د‪ -‬قوة التغيير ومستقبل دول مجلس التعاون (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬رابطة الشرق الوسط لدراسات المرأة ‪AMEWS‬‬


‫تأسست الرابطة منذ عشر سنوات كامتداد لرابطة دراسات‬
‫الشرق الوسط‪،‬وتعقد اجتماعها السنوي في أثناء انعقاد المؤتمر‬
‫السنوي لرابطة دراسات الشرق الوسط‪ .‬ولهذه الرابطة نشرة دورية‬
‫تعرض فيها نشاطاتها وببليوغرافيا لما يصدر بخصوص المرأة في‬
‫الشرق الوسط‪.‬وفي نشرتها الصادرة في مارس (آذار ) ‪ 1995‬نجد‬
‫الموضوعات التية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقالتين عرضتا كتابين من كتب الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي‬
‫أحدهما عنوانه" الحجاب والنخبة الذكورية ‪:‬تفسير أنثوي لحقوق‬
‫النساء في السلم" ترجمة ماري جو لكلند ‪. Mary Jo Lakeland‬‬
‫وعنوان الكتاب الثاني‪ ":‬أحلم الخطيئة ‪:‬قصص الحريم ‪،‬ترجم عام‬
‫‪.1994‬‬
‫ومن نشاطات الرابطة قيام برنامج دراسات النساء بجامعة‬
‫بيرزيت الذي تديره الدكتورة ليزا طراقي بعقد ندوة حول المرأة في‬
‫‪2‬‬
‫الفترة من ‪25‬نوفمبر إلى ‪3‬ديسمبر ‪.1994‬‬
‫ومن النشاطات الخرى قيام مندوبة الرابطة بحضور الندوة‬
‫التحضيرية للمؤتمر العالمي الرابع المقرر عقده في بكين في شهر‬

‫‪1‬‬
‫‪- SAGA Newsletter )Society for Gulf Arab Studies( , Vol. IV, Number 1, March‬‬
‫‪1994.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- AMEWS NEWSLETTER, (Association for Middle East Women Studies) Vol. X,‬‬
‫‪March 1995.‬‬
‫‪32‬‬
‫سبتمبر ‪، 1995‬وكان عنوان ندوة عمّان ‪ ":‬خطة عمل للعمل لتقدم‬
‫المرأة في عام ‪"2005‬‬
‫ومن النشاطات النسائية التي أعلنت عنها النشرة ندوة "‬
‫الحوار النسائي‪ :‬بناء المجتمع في وجه العنف ‪15‬مارس ‪ 3-‬أبريل‬
‫‪. 1995‬ويتبنى تمويل الندوة لجنة خدمات الصدقاء المريكيين‪،‬‬
‫وبرنامج التعليم لسلم الشرق الوسط‪.‬‬
‫ويتضمن برنامج المؤتمر السنوي الثاني عشر للمجلس المريكي‬
‫لدراسة المجتمعات السلمية الذي من المقرر عقده في الفترة من‬
‫‪ 22-21‬إبريل ‪ 1995‬عدة موضوعات تهم المرأة ومنها‪:‬‬
‫أ‪ -‬النساء بصفتهن أقلية مسلمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفقه والجتهاد وحقوق النساء‬
‫ج‪ -‬مشاركة النساء في جبهة تحرير مورو‬
‫د‪ -‬النساء المسلمات في السجون قضايا نظرية وتطبيقية‪)1(.‬‬

‫‪-3‬مؤسسة راند ‪: RAND‬‬


‫تأسست مؤسسة راند بصفة مشروع تحت مظلة شركة‬
‫دوجلس المتخصصة في صناعة الطائرات ‪،‬ووضعت القواعد‬
‫الساسية لضمان استقلليتها ‪،‬وأن تكون بحوثها ذات اهتمام بالهداف‬
‫طويلة المدى ‪،‬ولها أن تحصل على المعلومات الستخباراتية ‪،‬‬
‫ومعلومات التخطيط من سلح الجو المريكي وبالتالي تقدم تقاريرها‬
‫وتوصياتها كما يقتضي البحث‪.‬‬
‫وتركزت بحوثها في السنوات الولى على الموضوعات‬
‫الحربية والتكنولوجية مثل المحركات النفاثة ‪،‬ومحركات الصواريخ‬
‫والوقود ذي الطاقة العالية والنظرية الحصائية للرادار والفيزياء‬
‫الفضائية‪.‬و لما كانت هذه المجالت ليست هي كل شيء بالنسبة‬
‫لمشكلت المن القومي ول يمكن فصلها عن الجوانب السياسية‬
‫والقتصادية ‪،‬فقد سعت راند للستعانة بخبراء من خارجها في‬
‫التخصصهات المطلوبة ‪.‬ولوضع السس للعلقات بين خبراء‬
‫المشروع مع المتخصصين من خارجه فقد عقدت ندوة عام ‪1947‬‬
‫‪-1‬‬
‫‪33‬‬
‫استمرت ستة أيام لدراسة هذا المر ‪ .‬وفي عام ‪ 1948‬بدأت الخطوات‬
‫الفعلية لتحويل المشروع إلى مؤسسة غير ربحية ‪،‬وتم اختيار مجلس‬
‫أمناء لدارتها واختيار المسؤولين التنفيذيين فيها‪.‬وكانت الميزانية‬
‫المبدئية لها ل تتجاوز ثلثة مليين وسبعمئة وخمسين ألف دولر‬
‫‪.‬وقد بلغت ميزانيتها عام ‪ 1963‬عشرين مليونا وستمئة ألف دولر ‪.‬‬
‫ومن السس المهمة التي شجعت البحث العلمي أكثر من مجرد‬
‫استمرار الدعم المالي الظروف التي عمل فيها الباحثون حيث إن‬
‫الفكار غير المألوفة والجديدة لم تحتج إلى موافقات موسعة من‬
‫الهيكل الداري والداريين الحكوميين واللجان‪.‬ومثل هذه البيئة جذابة‬
‫جداً للشخاص المبدعين‪ .‬وبالضافة إلى الظروف فإن مما ساعد‬
‫راند على التطور تعدد المستفيدين من بحوث المؤسسة‪.‬‬
‫ويتكون مجلس أمناء مؤسسة راند من شخصيات علمية‬
‫وسياسية ورجال أعمال ورجال إعلم وأساتذة جامعات وأذكر منهم‬
‫على سبيل المثال‪ :‬مستشار مركز الدراسات الستراتيجية‬
‫والدولية‪،‬ورئيس مجلس شركة سيتي كورب ‪ ،‬ورئيس جامعة‬
‫ستانفورد بكاليفورنيا‪،‬ورئيس معهد الطب بالكاديمية القومية للعلوم ‪،‬‬
‫وأستاذ الدارة بجامعة كاليفورنيا ‪-‬فرع لوس أنجلوس‪.‬‬
‫وفي الكتاب الصادر عن المؤسسة عام ‪ 1993‬نجد نماذج من‬
‫بعض البحوث التي أجرتها راند فنجدها شملت مختلف مجالت‬
‫البحث العلمي ومنها‪ :‬صورة حياة المدينة المريكية حيث تناول‬
‫البحث تغير الحياة في المدينة المريكية منذ عام ‪، 1965‬وما الذي‬
‫تغير ‪،‬وهل تساعد سياسة الحكومة على تحسين الحوال أو تؤدي إلى‬
‫إفسادها ‪ ،‬وما الذي يمكن تعلمه من البرامج الحكومية السابقة‪ ،‬وما‬
‫الذي يمكن عمله مستقبلً؟ وبحث آخر بعنوان (إعادة تخطيط إدارة‬
‫الدراسات العليا)‪ )1(.‬كما شملت البحوث قضايا تهم العالم السلمي‬
‫‪.‬وتتضمن هذه البحوث زيارات ميدانية للباحثين ‪.‬وقد قام الدكتور‬
‫جوزيف كيششيان بزيارة للملكة زار خللها الرياض وجدة و‬

‫‪1‬‬
‫‪-Ibid.‬‬
‫‪34‬‬
‫الظهران‪ ،‬كما زار عدداً من دول الخليج لللتقاء بالمثقفين وأساتذة‬
‫الجامعات لستطلع آرائهم في بعض القضايا التي تهم المنطقة‪) (.‬‬
‫‪2‬‬

‫ول بد من كلمة هنا وهي لماذا ل نفيد من مثل هذه التجارب‬


‫في إنشاء المؤسسات العلمية والبحثية‪،‬ونسعى لدعمها من النواحي‬
‫المالية والمعنوية‪ .‬ولعل جهة ما تنتدب من يقوم بتقديم دراسة ميدانية‬
‫علمية عن مثل هذه المؤسسات ودورها في صناعة القرار في‬
‫المجتمعات الغربية‪.‬‬
‫‪-4‬معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والسلمي بإكس إن‬
‫بروفانس‬
‫‪Institut De Recherches Et D'Etudes Sur Le Monde Arabe Et‬‬
‫‪Musulman -Aix En Provence‬‬
‫يعد هذا المعهد من أهم مراكز البحث العلمي حول العالم العربي‬
‫والسلمي في فرنسا‪ .‬يشارك في المعهد خمسة وعشرون باحثًا من‬
‫المركز القومي للبحوث العلمية ‪،‬وثمانية عشر أستاذاً باحثًا واثنين‬
‫وثلثون مهندساً تقنياً و إدارياً وأحد عشر باحثًا مساعداُ وخمس عشرة‬
‫أستاذاً‪.‬‬
‫وتعتمد ميزانية المعهد من قبل المركز القومي للبحوث‬
‫بالضافة للدعم المالي من قبل وزارة البحث العلمي والتعليم العالي‬
‫وبعض الوزارات المختلفة‪،‬وذلك لتشجيع برامج البحث‪.‬كما إن هناك‬
‫دعم مالي من النشاطات الخاصة للمعهد وذلك عن طريق تعاقده مع‬
‫جهات أخرى‪.‬‬
‫وقد بدأ المعهد في الهتمام بالبحوث حول العالم العربي والسلمي‬
‫منذ نهاية الخمسينيات وبخاصة في المجالت التي تهم المنطقة العربية‬
‫والسلمية‪.‬‬
‫ويهتم المعهد بالبحث في المجالت التية‪ :‬علم المجتمع ‪،‬‬
‫والسياسة ‪،‬والقانون‪،‬والتاريخ ‪ ،‬واللغات ‪ ،‬والدب ‪،‬والجغرافية‬
‫والسكان‪ .‬ويهدف المعهد بهذه الدراسات إلى التعمق في المعرفة‬
‫والتعريف بالبعاد الساسية والتحديات والتغيرات والتطورات‬

‫‪2‬‬
‫‪- RAND 1993‬‬
‫‪35‬‬
‫المتعلقة بالعالم العربي من ناحية وبالبعاد الثقافية والتاريخية من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬
‫ويتولى إدارة المعهد الدكتور أحمد محيو ويساعده دانيال‬
‫بانزاك ‪ . Daniel Panzac‬وينقسم هيكل المعهد إلى التنظيمات التية‪:‬‬
‫‪ -1‬الشكل السياسي والقانوني ‪ -2‬الحياة المادية والمجتمع العمراني‬
‫‪-3‬أنثروبولوجيا المغرب والمناطق الصحراوية‪ -4 .‬الهجرة‬
‫والمهاجر‬
‫‪ -5‬العلقات الوروبية العربية‪.‬‬
‫‪ -6‬اللغات والتاريخ والحضارات في الشرق الوسط‪.‬‬
‫‪ -7‬تحليل النصوص في الكمبيوتر‪)1(.‬‬

‫‪-5‬مركز دراسات الشرق الدنى والوسط‪ -‬مدرسة الدراسات الشرقية‬


‫والفريقية بجامعة لندن‪:‬‬
‫أنشهههئ هذا المركهههز عام ‪ 1966‬بهدف تشجيهههع الدراسهههات‬
‫والبحوث وتبادل الرأي حول الشرق الوسط ‪،‬وقد تعاقب على المركز‬
‫سهبعة رؤسهاء حققوا خلل فترات رئاسهتهم العديهد مهن البرامهج ‪.‬وقهد‬
‫تأكد دور هذا المركز في التسعينيات في تشجيع البحث وفهم المنطقة‪.‬‬
‫ويهتم المركز بالشؤون القتصادية ذلك أن المنطقة أصبحت‬
‫ذات مكانة مهمة في القتصاد العهالمي حيث ارتفاع معدل إنتاجها‬
‫للطاقة بالضافة إلى أنها تعد سوقاً مهمة لمنتجات الدول الصناعية‬
‫كما وفرت مليين الوظائف للعمال المهرة من الشرق الوسط من‬
‫دول أخرى‪.‬‬
‫ومما يدعو المركز للهتمام بهذه المنطقة ما شهدته من‬
‫تطورات كبيرة في المشكلة العربية السرائيلية‪ ،‬والثورة في إيران ‪،‬‬
‫وحربي الخليج الولى والثانية‪.‬وترى المدرسة (مدرسة الدراسات‬
‫الشرقية والفريقية) أن دورها هو تشجيع معرفة هذه المناطق‬
‫وغيرها من الشرق الوسط من خلل قيهام العلماء والباحثين‬
‫والصحافيين والكتّاب بدراسات حول المنطقة مستخدمين المصادر‬
‫‪ - 1‬أعد الترجمة الستاذ زياد بري المبتعث لدراسة الدب العربي في جامعة ليون‬
‫بفرنسا عن نشرات صادرة عن المعهد نفسه‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫التي توفرها المدرسة وكذلك دور الوثائق الحكومية ‪ ،‬وما تقدمه‬
‫الحكومة والجهات التجارية‪.‬وتأمل المدرسة أن يتم من خلل اللقاءات‬
‫رفع مستوى التفاعل بين الجهات المهتمة بهذه المنطقة‪،‬وذلك لمصلحة‬
‫جميع الطراف سواءً كانوا من الشرق الوسط نفسه أو من مؤسسات‬
‫متعاطفة أو لها اهتمامات بثقافة المنطقة وتطورها الجتماعي‬
‫والسياسي‪.‬‬
‫وتحتوي مكتبة المركز على أكثر من سبعين ألف عنوان حول‬
‫المنطقة بالضافة إلى مجموعات مهمة من الدوريات المعاصرة في‬
‫اللغات المختلفة للمنطقة‪ ،‬وكذلك في اللغات الوروبية‪ .‬ومن نشاطات‬
‫المركز تنظيم الحلقات الدراسية والجتماعات التي تعقد ليوم واحد أو‬
‫المؤتمرات والندوات الطول‪.‬فالمركز يشجع على زيادة الوعي‬
‫بالمنطقة ‪ ،‬ويقوم بالتصال أو بالربط بين المؤسسات المماثلة في‬
‫المملكة المتحدة وغيرها لتشجيع عقد الجتماعات والنشر‪)1(.‬‬

‫‪ - 1‬نشرة تعريف بالمركز وقائمة العضاء لعام ‪1998-1997‬م‪ .‬باللغة النجليزية‪.‬‬


‫‪37‬‬
‫ال خاتمة‪:‬‬
‫يتعجههب النسههان لماذا يصههر البعههض مههن الباحثيههن العرب‬
‫والمسهلمين أن يعلنوا وفاة السهتشراق أو انقراض السهتشراق مهع أن‬
‫المر يحتاج إلى دراسة وتمحيص قبل إصدار مثل هذه الحكام‪ .‬ولما‬
‫أتيهح للباحهث فرصهة الطلع على بعهض النشاطات السهتشراقية فقهد‬
‫تأكهد لي أن الذي انقرض ههو ذلك الشخهص الذي يعرف اللغهة العربيهة‬
‫ويخوض فهههي شتهههى مجالت المعرفهههة التهههي تخهههص العالم العربهههي‬
‫والسههلمي مههن التاريههخ إلى الجغرافيهها إلى الدب إلى الجتماع إلى‬
‫العقيدة‪ .‬نعم مثل هذا المتخصص لم يعد له وجود كبير‪ -‬رغم محافظة‬
‫بعهض كبار السهن مهن المسهتشرقين على هذه المكانهة‪ ،‬وربمها لعشريهن‬
‫سنة من الن‪. -‬‬
‫لقد تناول هذا البحث في محاوره الثلث موقف الغربيين من‬
‫قضية انتهاء الستشراق أو انقراضه أو ضعفه وكان من بين هؤلء‬
‫ماكسيم رودنسون وفرانسيسكو غابرييلي وبرنارد لويس وبرايان‬
‫تيرنر‪ .‬وأوضحت أن بعضهم ينظر إلى الستشراق كأساس في‬
‫الدراسات العربية السلمية وأن المسلمين لم يكن بإمكانهم أن‬
‫يدرسوا قضاياهم بعيداً عن النتاج الستشراقي‪ .‬وكيف أن بعض‬
‫الباحثين الغربيين يحكمون على الباحثين المسلمين بالذكاء إذا ما‬
‫استطاعوا أن يتقنوا منهجيات البحث العلمي الغربية‪.‬‬
‫وتناولت في المحور الثاني موقف بعض الباحثين العرب‬
‫والمسلمين من هذه القضية وبدأت بالدكتور أكرم ضياء العمري‬
‫صاحب محاضرة ( هل استنفد الستشراق أغراضه؟) وذكرت ما‬
‫كتبه على حرب في جريدة عكاظ وذكرت بعض الباحثين الخرين‬
‫من أمثال محمد أركون وغيره‪.‬‬
‫أما المحور الثالث فخصصته للحديث عن أن الستشراق لم‬
‫ينته وإنما المر تغيير السم وإلّ فإن الهتمامات ما تزال كما هي‬
‫وقد كثرت التخصصات حتى ل يمكن لباحث واحد أو لمجموعة كبيرة‬
‫من الباحثين متابعة ما يجري في الساحة الستشراقية أو ساحة‬
‫الدراسات العربية والسلمية في الغرب لكثرة هذه القسام وكثرة‬
‫‪38‬‬
‫نشاطاتها فإننا في هذه الورقة ذكرنا ما ل يزيد على عشرة مراكز أو‬
‫أقسام علمية مع أن هذه المراكز تعد بالمئات ويمكن أن يكون الحديث‬
‫عن هذه المراكز وأنواع نشاطاتها موضوعاً مستقلً ‪.‬‬
‫وأختم بالقول إن الستشراق لم ينته وإن تغيرت السماء وإن‬
‫وال الموفق‪.‬‬ ‫تغيرت الزياء أو الصور‪،‬‬

‫‪39‬‬
‫ا لم را جع ا لع رب ية‪:‬‬
‫‪-‬أركون ‪ ،‬محمد‪ .‬السلم‪ ،‬أوروبا والغرب‪( .‬لندن‪:‬دار الساقي)‬
‫‪1 9 9 5‬م‪.‬‬
‫‪-‬العسم‪ ،‬عبد المير‪" .‬الستشراق من منظور فلسفي عربي‪ ".‬في‬
‫الستشراق‪ :‬سلسلة كتب الثقافة المقارنة‪ (.‬بغداد‪ :‬وزارة الثقافة)‬
‫العدد الول ‪ ،‬كانون الثاني ‪ ،1 9 8 7‬ص ‪.3 3 -2 9‬‬
‫‪-‬حرب ‪ ،‬علي‪ ".‬النا والخر بين الستشراق والستغراب‪ ".‬في‬
‫عكاظ (جدة) ع ( ‪4 )1 1 6 0 3‬صفر ‪1 4 1 9‬الموافق ‪ 2 9‬مايو‬
‫‪.1 9 9 8‬‬
‫‪-‬حميش‪ ،‬سالم‪ .‬الستشراق في أفق انسداده‪ (.‬الرباط‪ :‬المجلس‬
‫القومي للثقافة العربية) ‪.1 9 9 1‬‬
‫‪-‬رودنسون‪،‬مكسيم‪ " .‬الدراسات العربية والسلمية في أوروبا"‬
‫في الستشراق بين دعاته ومعارضيه ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-‬زكريا‪ ،‬فؤاد‪ ".‬نقد الستشراق وازمة الثقافة العربية المعاصرة‪:‬‬
‫دراسة في المنهج‪ ".‬في فكر للدراسات والبحاث‪.‬ع ( ‪)1 0‬‬
‫‪ ،1 9 8 6‬ص ‪.7 5 -3 3‬‬
‫‪-‬السيد‪ ،‬رضوان‪" .‬الستشراق‪ :‬التاريخ والمنهج والصورة" في‬
‫الفكر المعاصر ‪ ،‬عدد ( ‪ ،)3 1‬يناير‪/‬فبراير ‪.1 9 8 3‬‬
‫‪-‬الشاهد‪ ،‬السيد محمد‪ ".‬الستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين‬
‫المعاصرين" في الجتهاد‪ ،‬عدد ( ‪ )2 2‬س ‪ ،6‬شتاء العام‬
‫‪ .1 4 1 4 / 19 9 4‬ص ‪.2 1 1 -1 9 1‬‬
‫‪-‬العمري‪ ،‬أكرم ضياء‪.‬موقف الستشراق من السيرة والسنّة‬
‫النبوية‪ (.‬الرياض‪:‬مركز الدراسات والعلم ‪:‬دار إشبيلي)‬
‫‪.1 4 1 7 / 19 9 8‬‬
‫‪-‬غابرييلي‪ ،‬فرانسسكو‪ ".‬ثناء على الستشراق" في الستشراق‬
‫بين دعاته ومعارضيه‪.‬‬
‫‪-‬غراب‪ ،‬أحمد عبد الحميد‪ .‬رؤية إسلمية للستشراق‪.‬ط ‪(2‬‬
‫بيرمنجهام ‪ :‬المنتدى السلمي) ‪.1 4 1 1‬‬

‫‪40‬‬
‫‪-‬لجنة الدراسات الشرقية المنبثقة عن ندوة الشباب السلمي في‬
‫طرابلس عام ‪1 9 7 3‬و ‪.1 9 7 5‬تحليل نقدي للدراسات العربية‬
‫السلمية في جامعات امريكا الشمالية‪.‬ترجمة مازن مطبقاني‬
‫ومراجعة الدكتور علي النملة ( تحت الطبع) ص ‪.6 6‬‬
‫‪-‬لويس‪ ،‬برنارد‪ ".‬مسألة الستشراق" في الستشراق بين دعاته‬
‫ومعارضيه‪ .‬إعداد هاشم صالح (لندن‪:‬دار الساقي) ‪ 1 9 9 4‬ص‬
‫‪.1 8 2 -1 5 9‬‬
‫‪-‬كاهن‪،‬كلود‪ ".‬كلود كاهن يرد على أنور عبد الملك‪ :‬رسالة إلى‬
‫رئيس تحرير مجلة ديوجين‪ ".‬في الستشراق بين دعاته‬
‫ومعارضيه‪.‬‬
‫‪-‬الموسوي‪ ،‬محمد جاسم‪" .‬مداخل المثقفين العرب للستشراق‪:‬نقطة‬
‫تحول‪ ".‬في الستشراق بين دعاته ومعارضيه‪.‬‬

‫المراجع الجنبية‪:‬‬

‫­‬ ‫‪AMEWS.) Association For Middle East Women‬‬


‫‪Studies( Vol. X, March 1994.‬‬

‫­‬ ‫‪Hayter, Sir William. Report of the Sub-Committee on‬‬


‫‪Oriental, Slavonic, East European and African‬‬
‫(‪Studies.)London: British Government, 1961‬‬

‫­‬ ‫‪Hussain, Asaf. “ The Ideology of Orientalism.” In‬‬


‫‪Orientalism, Islam and Islamists. Ed. Asaf Hsussain‬‬
‫‪et al. ( Brattleboro: Vermont)USA( 1984. Pp.5-23.‬‬

‫­‬ ‫‪Middle East Institute. Annual Report, 1991.‬‬

‫‪41‬‬
­ “ Religion, Nationalism and Peace in Sudan.” In
Peace Watch. Vol. III, No.6. October 1997.

­ “Rand Annual Report 1993. Santa Monica )CA.(:


Rand Institution, 1993(

­ Saga Newsletter. )Society for Arab Gulf Studies( Vol.


IV, No. 1, March 1994.

­ Turner, Bryan S. “Islam” and Orientalism.” In


Orientalism, Islam and Islamists. Op.cit. Pp. 23-43.

­ “ Weapons of Mass Destruction in the Middle East.”


In Peace Watch. Vol. IV, No. 4, June 1998. P 4-5.

42
‫القس م الثا ني‬
‫من قضايا الدراسات العربية السلمية‬
‫في الغرب‬

‫‪43‬‬
‫لعل من أبرز المور التي نجح فيها قسم الستشراق بكلية‬
‫الدعوة بالمدينة المنورة (جامعة المام محمد بن سعود السلمية) أنه‬
‫كوّن عدداً من الباحثين الراغبين في المعرفة والبحث عنها في مظانها‬
‫في مجال نشاط الستشراق القديم والحديث‪ ،‬وقد تأكد لي ذلك أن‬
‫حينما كنت في زيارة إلى عدد من الجامعات المريكية ومراكز‬
‫البحوث والمكتبات بدعوة من وكالة إعلم الوليات المتحدة المريكية‬
‫في صيف عام ‪( 1416‬سبتمبر ‪ )1995‬حرصت على طلب تفاصيل‬
‫المواد التي تُدْرس في أقسام الدراسات العربية السلمية أو مراكز‬
‫دراسات الشرق الوسط أو أقسام الدراسات الشرق أوسطية في بعض‬
‫الجامعات المريكية‪ .‬وكان من هذه الجامعات جامعة جورجتاون‪،‬‬
‫وجامعة انديانا‪ ،‬وجامعة نيويورك‪ ،‬ومعهد الدراسات الدولية المتقدمة‬
‫بجامعة جون هوبكنز بواشنطن‪.‬‬
‫وكان من الحرص على المعرفة الستشراقية حضور بعض‬
‫المحاضرات واللتقاء ببعض الباحثين الغربيين وكذلك متابعة‬
‫النشاطات الستشراقية في الغرب من خلل النشرات التي تصدرها‬
‫أقسام دراسات الشرق الوسط ومراكز البحوث وبعض الدوريات‬
‫المتوفرة مما وفر للباحث بعض المعلومات عن هذه الدراسات‬
‫تؤكد هذه الدراسة أن دراسة الستشراق يجب أن ل تقتصر‬
‫على معرفة جذور الستشراق والستشراق التقليدي بل ل بد أن يهتم‬
‫الباحثون المسلمون بالتعرف على مراكز الدراسات العربية‬
‫والسلمية ومعاهد البحث العلمي وأقسام دراسات الشرق الوسط‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الدراسة في معرفة المواد الدراسية التي يتلقاها الطلب‬
‫في هذه القسام حيث إن خريجي هذه القسام ينتشرون في جميع‬
‫مجالت الحياة العملية في الحياة الغربية ومن ذلك وزارات الخارجية‬
‫ووزارات الدفاع ووزارات القتصاد ويعملون أيضاً في مجال التعليم‬
‫وفي مجال العلم‪ .‬فهذه المواد العلمية تصبح جزءًا من تركيبتهم‬
‫الثقافية والفكرية كما يؤثر فيهم أيضاً أعضاء هيئة التدريس الذين‬
‫يقدمون هذه المواد فيلزم لمعرفة الستشراق المعاصر معرفة من يقوم‬
‫‪44‬‬
‫بالتدريس والبحث في هذا المجال في الغرب عموماً ‪ .‬أما الجانب‬
‫الثالث الذي بحثته هذه الدراسة بإيجاز فتمويل الدراسات العربية‬
‫والسلمية وبالرغم من أن العرب المسلمين بدؤوا يقدمون الدعم‬
‫لبعض البرامج في الغرب ولكن تأثيرنا ما زال محدوداً ‪.‬‬
‫هذا وسيتكون البحث من ثلثة محاور هي‪:‬‬
‫أولً‪ .:‬الدراسات العربية السلمية في بعض الجامعات المريكية من‬
‫خلل بعض المواد الدراسية والنشاطات الكاديمية من محاضرات‬
‫وندوات‬
‫ثانياً‪ :‬تمويل الدراسات العربية والسلمية في بعض الجامعات‬
‫الغربية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أساتذة الدراسات العربية والسلمية ونماذج من السير الذاتية‬
‫لعدد منهم‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ا لمح ور ال ول‬
‫ال در اس ات ال ستش را قي ة من خلل بع ض ا لم واد ا لد راسية‬
‫والنش اطا ت ال كا ديمي ة من مح اض را ت و ندو ات‬
‫يتناول هذا المحور عرض بعض التفاصيل حول المقررات‬
‫الدراسية أو تفاصيل هذه المقررات‪ .‬والنشاطات الجامعية( الكاديمية‬
‫) في بعض الجامعات المريكية والبريطانية التي يحرص الباحث‬
‫على متابعتها‪ .‬وفيما يأتي بعض النماذج للمواد الدراسية التي تقدم في‬
‫بعض مراكز أو أقسام دراسات الشرق الوسط أو أقسام الديان في‬
‫بعض الجامعات المريكية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مادة تاريخ ‪(561‬للدراسات العليا) قضايا وأدبيات في تاريخ الشرق‬
‫الوسط‪ .‬تقوم بتدريس المادة البروفيسورة جوديث تكر‪Judith .‬‬
‫‪ .Tucker‬وقد لحظت في تفاصيل المقرر أن الستاذة أو الجامعة‬
‫أطلقت على المادة (تاريخ الشرق الوسط) مع أن المقصود هو‬
‫التاريخ العربي السلمي‪ .‬كما أنها جعلت المراجع الساسية للمادة‬
‫هي المصادر المكتوبة باللغة النجليزية أو المترجمة إليها مع‬
‫ملحظة أن ما يترجم في العادة إلى اللغة النجليزية هو ما يتبنى‬
‫الفكر الغربي أو المناهج الغربية في التفكير‪ .‬ومن الكتاب العرب أو‬
‫المسلمين ‪ :‬عبد العزيز الدوري وعزيز العظمة وهشام شرابي وأما‬
‫الكتاب الغربيون فمنهم جون اسبوزيتو ‪ John Esposito‬ومارلين‬
‫والدمان ‪Marlene Waldman‬وميريام روزن ‪Meriam Rozen‬وفرانز‬
‫روزنتال ‪franz Rosenthal‬و باربرا ستوواسر ‪Barbara Stowasser‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫وقد تضمنت المادة قراءات مختارة في كتاب الطبري وابن‬
‫الثير والجبرتي وابن خلدون‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرأة والجنسان (أو الجنوسة كما ترجم كمال أبو ديب كلمة‬
‫‪ )Gender‬رقم ‪(668‬دراسات عليا) حيث تهتم المادة بدراسة موضوع‬
‫المرأة في الشرق الوسط والكتابات الحديثة حول العلقة بين‬
‫الجنسين ‪ ،‬ويلحظ أن مراجع المادة هي من الكتابات التي تمت‬
‫‪46‬‬
‫ترجمتها لكاتبات عربيات ومسلمات عرف معظمهن بتبني قضية ما‬
‫يسمى بتحرير المرأة ومنهن ‪ :‬نوال السعداوي في كتبها الثلثة ‪" :‬‬
‫البريء والشيطان" ‪ ،‬و"مذكرات من سجن النساء" ‪ ،‬و"المرأة في‬
‫نقطة الصفر"‪ .‬ومنهن حنان الشيخ في كتابها " قصة زهرة" ‪ ،‬وفدوى‬
‫عمروش وغيرهن‪.‬‬
‫‪ -1‬المقدمة وتتضمن قراءات من كتاب أستاذة المادة نفسها ‪ ،‬وكتاب "‬
‫فكر الحركة النسائية" لمؤلفته روزماري تونج ‪Rosemarie Tong‬‬
‫وكتاب‪":‬السلم المبكر وموقع المرأة ‪ :‬المشكلة " للباحثة دينس‬
‫سبلبيرج ‪ Denise A. Spelperg‬وكتاب جوناثان بيركي ‪Jonnathan‬‬
‫‪ " A. Berkey‬النساء والتعليم السلمي في العهد المملوكي‪".‬‬
‫‪ -2‬الموقف الماركسي‬
‫‪ -3‬الحركة النسائية المتطرفة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الحركة النسائية ما بعد الحداثة‪.‬‬
‫‪ -5‬الدين ويتضمن قراءة في كتاب ليلى أحمد " المرأة وقضية الجنس‬
‫في السلم " بالضافة إلى قراءة في كتاب باربرا ستوواسر‬
‫‪. Barbara Stowasser‬‬
‫‪ -6‬القانون ‪.‬‬
‫وبالرغم من كثرة القراءات في هذه المادة لكنها لم تتضمن‬
‫قراءات لكتاب إسلميين مثل كتاب " المرأة بين الفقه والقانون "‬
‫للدكتور مصطفى السباعي وغيره من الكتب المهمة في موضوع‬
‫المرأة وهي كثيرة جداً‪ .‬ويمكن أن نضيف بأن مثل هذه المادة كان‬
‫يجب أن تبدأ بمعرفة موقف السلم من المرأة وهل لها قضية حقيقية‬
‫أو أن هذه القضية إنما هي من تأثير الغرب والفكر الغربي‪.‬‬
‫جه‪ -‬الصلح السياسي والقتصادي في العالم العربي ‪ .‬حلقة دراسية‬
‫في قسم العلوم السياسية برقم حكومة‪ (743:‬دراسات عليا) ويقوم‬
‫بتدريس هذه المادة مايكال هدسون‪.‬‬
‫تتناول هذه المادة قضية الصلح السياسي الليبرالي مستخدمة‬
‫المنهج المقارن وسيكلف الطلب بدراسات تجارب تحررية معينة‬
‫بعمق بعد دراسة عامة للكتابات حول العلوم السياسية‪ .‬وسيكون‬
‫التركيز في هذا الفصل ( ربيع ‪ )1995‬على اليمن ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ولوحظ أن تسعين بالمائة من المراجع هي لكتاب غربيين وأما‬
‫كتابات العرب والمسلمين فقد اقتصرت على كتابات كتاب من أمثال‪:‬‬
‫غسان سلمة وسعد الدين إبراهيم وهالة مصطفى وسلوى إسماعيل ‪.‬‬
‫ومن المعروف أن معظم هؤلء يقفون موقف العداء من الحركات‬
‫السلمية عموماً‪ .‬ولم تتضمن القراءات كتابات لقادة الحركات‬
‫السلمية الذين تضمنت كتاباتهم مواقفهم من الصلح السياسي في‬
‫العالم العربي السلمي‪.‬وقد حضرت بعض محاضرات الفكر‬
‫السياسي العربي الحديث للدكتور صادق جلل العظم في مركز قسم‬
‫دراسات الشرق الوسط بجامعة برنستون فوجدت أنه يهتم بمذكرات‬
‫ياسين الحافظ أحد منظري حزب البعث حيث بدأ بسيرته الذاتية ‪ .‬ولم‬
‫تتضمن المادة نظرة زعماء الحركات السلمية مثل عبد العزيز‬
‫الثعالبي وعبد الحميد بن باديس ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي‬
‫وحسن البنا وحسن الترابي وغيرهم ‪ .‬ولكن ما كان للعظم أن يهتم‬
‫بهذه الشخصيات فهو في الواقع ل يعترف بوجودها فضلً عن وجود‬
‫فكر لها‪.‬‬
‫د‪ -‬مدخل إلى أديان الغرب‪ :‬أبناء إبراهيم مجد قديم وإيمان حي ‪:‬‬
‫يقوم بتدريس المادة سكوت الكساندر ‪Scott Alexander‬‬
‫التقيت الدكتور سكوت في أثناء زيارتي لجامعة انديانا في‬
‫ربيع الثاني عام ‪ 1416‬وقد أكد لي حرصه على تقديم الديان الثلثة‬
‫كما يؤمن بها أصحابها وأنه بصدد إعداد شريط فيديو يتضمن‬
‫مقابلت مع بعض أتباع هذه الديانات في منطقة بلومنجتون بولية‬
‫انديانا وسؤالهم عن تأثير الدين في حياتهم ‪ .‬ولكني لحظت أن القراءة‬
‫المقررة على الطلب حول السلم إنما هي من كتاب ثيودور لودوج‬
‫‪ ": Theodore Ludwig‬الطرق المقدسة في الغرب" والمنشور عام‬
‫‪1994‬م‪ .‬ولعلي سألته لماذا ل تختار كتابًا لمؤلف مسلم وذكرت له‬
‫الدكتور إسماعيل راجي فاروقي‪ -‬رحمه ال‪ -‬فزعم أن هذا الكتاب‬
‫صعب الفهم وأعلى من مستوى الطلب‪ .‬ولكن ل بد من وجود كتب‬
‫أخرى كتبها مسلمون ‪ .‬ومع ذلك فل بد من تشجيع الكتابات السلمية‬
‫باللغة النجليزية حتى ل يبقى لهؤلء عذر في اللجوء لكتب لغير‬
‫المسلمين عن السلم‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫هه‪ -‬السلم في السياسة المحلية والدولية ‪-‬معهد الدراسات الدولية‬
‫المتقدمة بجامعة جون هوبكنز (خريف ‪ )1994‬والستاذ هو‬
‫البروفيسور جيمس بسكتوري( زار المملكة عدة مرات في مهمات‬
‫علمية) وعمل بعض الوقت في مجلس الشؤون الخارجية بنيويورك‪.‬‬
‫تهتم هذه المادة بدراسة البعاد السياسية للسلم وطبيعة‬
‫النظرية السلمية السياسية‪ ،‬والعلقة بين القانون والسياسة‬
‫وخصائص الدولة السلمية والتوافق بين السلم والدولة القومية ‪،‬‬
‫وقضايا أخرى ‪ .‬ولن يتم تطبيق هذه القضايا على دول محددة لكن‬
‫سيكون هناك بعض المثلة التطبيقية على دول محددة‪.‬‬
‫وذكر الستاذ أن الكتب المتوفرة للشراء من مخزن الكتب‬
‫بالجامعة هي كتاب ‪ :‬عبد الوهاب الفندي‪ " :‬من يحتاج إلى دولة‬
‫إسلمية؟" وكتاب جون دونهو ‪ John Donohou‬وجون اسبوزيتو‬
‫‪ ": John Esposito‬السلم في مرحلة انتقالية ‪ :‬وجهة نظر‬
‫المسلمين‪ ".‬وكتاب جيل كيبل ‪ :‬التطرف السلمي في مصر ‪:‬‬
‫الرسول والفرعون‪ .‬وكتاب روي متحدة وكتاب إيمانيول سيفان‬
‫( يهودي من جامعة تل أبيب) ‪ ":‬السلم المتطرف ‪:‬عقائد من القرون‬
‫الوسطى وسياسات حديثة‪".‬‬
‫وبالرغم من حرص الستاذ على ذكر بعض المراجع لكتّاب‬
‫إسلميين من أمثال‪ :‬جعفر شيخ إدريس ومحمد سليم العوا ‪ ،‬وسيد‬
‫ل إنه في الوقت نفسه رجع إلى كثير من‬ ‫قطب ‪ ،‬ومحمد أسد إ ّ‬
‫المستشرقين التقليديين من أمثال ‪ :‬مونتجمري وات وكولسن ونيكي‬
‫كدي وفاتكيوتيس ( يوناني يهودي) وماكسيم رودنسون ( الشيوعي)‬
‫ومجيد خدوري‪ ،‬وبرنارد لويس وبوزوورث ‪ ،‬ومارتن كريمر(‬
‫يهودي ومدير معهد موشي ديان لدراسات الشرق الوسط وشمال‬
‫أفريقيا بتل أبيب) وجوزف شاخت وفرانز روزنثال( اليهودي) ‪.‬‬
‫وذكر الستاذ أسماء بعض الكتاب من ذوي التجاه المعادي‬
‫للحركات السلمية أو من العلمانيين من أمثال فؤاد زكريا وسعد‬
‫الدين إبراهيم وفاطمة مرنيسي وفؤاد عجمي‪.‬‬
‫و‪ " -‬الصوليات الدينية‪ ".‬يقدمها الدكتور سكوت الكساندر بجامعة‬
‫انديانا‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫يتناول الستاذ في هذه المادة " الصولية " في اليهودية وفي‬
‫النصرانية وفي السلم‪ .‬ويهدف إلى الجابة عن بعض التساؤلت‬
‫مثل‪ :‬هل هناك فرق بين الخوان المسلمين في مصر وحزب ال‬
‫اللبناني ؟ أو هل يشترك الصوليون النصارى من بداية هذا القرن‬
‫ونظرائهم في أواخر القرن العشرين في النظرة نفسها إلى العلقة بين‬
‫الرجل والمرأة؟ وما العلقة بين مفهوم الصولية والتحديث ؟ وهل‬
‫ثمة صفات أساسية لكل الحركات الصولية؟ وما مدى فائدة استخدام‬
‫مصطلح " الصولية" في التصنيف؟ وفي عالم النقد الثقافي ما مدى‬
‫الموضوعية العلمية؟(‪)1‬‬
‫وبالرغم من أن هذه السئلة مهمة وتستحق الهتمام إلّ أنها‬
‫أهملت العديد من القضايا مثل ما مدى صحة إطلق هذا السم على‬
‫الحركات السلمية الداعية إلى العودة إلى تحكيم السلم في حياة‬
‫المسلمين في الشؤون الجتماعية والقتصادية والسياسية والثقافية؟‬
‫كما إن مراجع المادة باللغة النجليزية فقط فهل هذه كافية لفهم‬
‫الحركات السلمية ؟ وهل هذه الحركات أطلقت على نفسها هذا‬
‫المصطلح أو أنه من إطلق أعدائها عليها؟‬
‫وقد وجدت أن الدكتور فهد السماري قد كتب حول مراكز‬
‫دراسات الشرق الوسط معلقًا على هذه الدراسات ‪ ،‬وكان مما كتبه‬
‫‪ ":‬يتضح من خلل استعراض معظم المواد الدراسية التي تقوم‬
‫بتدريسها معظم تلك المراكز وجود تركيز متعمد على بعض القضايا‬
‫الصغيرة والجزئيات اليسيرة في العلوم السلمية وإعطائها حجماً‬
‫كبيرًا وبعداً أكثر من طبيعتها على حساب القضايا العامة ‪ .‬فمثلً يتم‬
‫التركيز على قضايا الصوفية وعلم الكلم والفتن وقضايا الخلف بين‬
‫المسلمين إلى درجة أنها تأخذ عناوين مواد دراسية كاملة في المرحلة‬
‫الجامعية أو مرحلة الدراسات العليا‪)2( " .‬‬
‫ومن النتقادات الخرى التي وجهها السماري لهذه الدراسات‬
‫مستشهدًا بتقرير "لمبيرت" بأن من "السمات العامة التي تسيطر‬
‫‪1‬‬
‫‪- Scott Alexander.‬‬
‫‪- 2‬فهد بن عبد ال السماري ‪ " .‬مراكز دراسات الشرق الوسط وعنايتها بالمسلمين " بحث‬
‫مطبوع على اللة الكاتبة قدم للمؤتمر السلمي الثاني ( المسلمون في الغرب)‪ ،‬لندن ‪3-1‬‬
‫ربيع الخر ‪،1414‬ص ‪.20‬‬
‫‪50‬‬
‫على معظم المهتمين بهذه الدراسات قلة العارفين باللغة العربية من‬
‫بين أولئك الخبراء‪ ،‬حيث تصل نسبتهم فقط إلى حوالي ‪، %16,7‬‬
‫ومن السمات أيضاً عدم ارتباط الغالبية من خبراء دراسات الشرق‬
‫الوسط بالمنطقة التي يقومون بدراستها ل من حيث القيام بزيارتها أو‬
‫معرفتها بصورة جيدة‪)1(".‬‬
‫وإن كان الباحث هنا ل يوافق تمامًا على مثل هذه التعميمات‬
‫ذلك أن مجالً مثل الدراسات العربية السلمية يحتاج إلى بحث علمي‬
‫إحصائي دقيق حتى نصل إلى أحكام قريبة من الصواب وبعيدة عن‬
‫الحكام الجزافية‪.‬‬
‫وقد قدّم الدكتور السماري نقداً آخر حول عدم رغبة تلك‬
‫المراكز في "الحصول على المعلومات الصحيحة عن المنطقة التي‬
‫يدرسونها إضافة إلى خشيتها من انحرافها عن تحقيق أهدافها‬
‫*‬
‫المشبوهة التي تتطلب أساتذة من نفس الدولة لحفظها وعدم تسربها‪...‬‬
‫وأضاف أن هذه المراكز تحجم عن التعاون مع الجامعات العربية‬
‫السلمية ولذلك قامت بإنشاء مراكز أو فروع لها في بعض البلد‬
‫العربية السلمية وذكر من المثلة على ذلك " مركز الشرق الوسط‬
‫للدراسات العربية " الذي أسسته بريطانيا في القدس عام‬
‫‪1943/1362‬هه‪ ..‬و" المعهد اللماني للبحاث الشرقية" الذي أسسته‬
‫الحكومة اللمانية في بيروت عام ‪1361‬هه‪1961/‬م‪ )2(.‬وأضيف إلى‬
‫ذلك مراكز دراسات الشرق الوسط أو الجامعات المريكية في كل‬
‫من القاهرة وبيروت واستنبول ومركز الدراسات اليمنية في صنعاء‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ونظراً لهمية النشاطات الكاديمية الخرى في الحياة‬
‫الجامعية في الوليات المتحدة وأوروبا حيث تكاد تكون جزءاً ل‬
‫يتجزأ من الحياة الجامعية ‪ ،‬ولعل الدراسة الجامعية تعد ناقصة بدونها‬
‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ .‬نقلً عن دليل برامج الدراسات العربية والسلمية ‪.‬الصادر عن الملحقية‬
‫الثقافية بالوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫*‪ -‬قام الباحث المريكي من أصل أرمني الذي يعمل في مؤسسة راند بكاليفورنيا بإعداد‬
‫بحث عن الوضاع المنية في السعودية ‪ ،‬وفي زيارة قمت بها لمكتبه أشار إلى درج خلفة‬
‫وقال إن البحث موجود بداخله وأشار بنبرة فيها شيء من الكبرياء بان هذا البحث سري‪.‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه ص ‪.22‬‬
‫‪51‬‬
‫وهي المحاضرات العامة والندوات وحلقات البحث والحفلت التي‬
‫تهتم بالجوانب المختلفة من حياة الشعوب العربية السلمية ‪ ،‬فإنني‬
‫سأورد هنا نماذج من هذه النشاطات‪.‬‬
‫أولً‪ :‬يصدر مركز دراسات الشرق الدنى والوسط بجامعة‬
‫لندن( مدرسة الدراسات الشرقية والفريقية ) نشرة شهرية حول‬
‫النشاطات العلمية والجتماعية التي تتعلق بالعالم العربي السلمي‬
‫في منطقة لندن وما حولها‪ .‬وفيما يأتي بعض النشاطات المختارة من‬
‫نشرة شهر ديسمبر ‪/1996‬يناير ‪)1(:1997‬‬
‫‪ -1‬الثار في الردن (‪ )3‬آخر النتائج لبعثة المتحف البريطاني في تل‬
‫السعدية (محاضرة) قدمها جوناثان تب ‪. Jonathan Tubb‬‬
‫‪ -2‬التنجيم ‪ ،‬وعلم العقيدة وعلم الكونيات في السلم ‪،‬محاضرة ألقاها‬
‫برنارد رادتك ‪. Bernard Radtke‬‬
‫‪ -3‬العراق في المنطقة ‪ ،‬في سلسلة محاضرات برنامج الشرق‬
‫الوسط المعاصر ‪ ،‬ألقى المحاضرة الدكتور راغد الصلح‪.‬‬
‫‪ -4‬قراءات محظورة‪ :‬قراءة في كتابات بعض كتاب القصة أو الرواية‬
‫في تركيا وإيران وإندونيسيا‪ ،‬ومنهم ياسر كمال وبرامادايا أنانتا تو‬
‫*‬
‫من إندونيسيا وغازي رابحوي من إيران‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -5‬الصول القرآنية للعقلنية ‪ ،‬محاضرة يقدمها وليد عرفات من‬
‫مركز الدراسات السلمية بمدرسة الدراسات الشرقية والفريقية‪.‬‬
‫‪ -6‬اليمن ‪:‬طريق الوحدة الصعب ‪ ،‬محاضرة ألقاها البر فسور جوزف‬
‫كوستنر ‪. Joseph Kostiner‬‬
‫‪ -7‬دور القانون في أفغانستان ‪ :‬القانون والواقع‪ .‬محاضرة ألقتها‬
‫فاطمة غيلني الناطقة باسم المجاهدين الفغان ‪ ،‬وترأست الجلسة‬
‫الدكتورة مي يماني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Middle East Events in London, December1996/ January 1997.‬‬
‫* ‪ -‬يهتم معهد الفنون الحديثة وهو مؤسسة بريطانية غير ربحية تتلقى دعماً من مجلس‬
‫الفنون البريطاني بكتّاب من أمثال عبد الرحمن المنيف ومحمد شكري وطارق علي ونوال‬
‫السعداوي وغيرهم ممن منعت كتاباتهم في العالم العربي السلمي ‪ ،‬وتعقد لهم الندوات‬
‫والمؤتمرات ‪ .‬وقد عقد المعهد لقاءات مع محمد شكري وعبد الرحمن المنيف في شهر‬
‫سبتمبر من عام ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -8‬المصادر المائية ومستقبل نهري دجلة والفرات‪(.‬حلقة بحث)‬
‫قدمها د‪ .‬رونالد مانلي ‪.Dr. Ronald Manley‬‬
‫‪ -9‬جغرافية فلسطين ‪ :4‬القدس ‪،‬محاضرة ألقاها د‪ .‬سي دبليو ميتشال‪.‬‬
‫‪ -10‬النساء في الفن التشكيلي السلمي‪ .‬محاضرة ل باربرا برند‬
‫‪. Barbara Bernd‬‬
‫‪ -11‬كنوز من مقبرة توت عنخ أمون ‪ ،‬محاضرة ل جورج هارت ‪.‬‬
‫‪ -12‬المغرب بعد الصلح الدستوري والستفتاء ‪ ،‬ندوة اشترك فيها‬
‫كل من جون ماركس وعلي باهيجوب وجورج جوفي ‪.‬‬
‫‪ -13‬السلم ونظرته إلى الصراع على القوة في مصر‪ .‬محاضرة‬
‫قدمها البر فسور صبري حافظ‪.‬‬
‫‪ -14‬صور بدو شمال الجزيرة العربية من حوليات الشوريين إلى‬
‫كتابات البيزنطيين‪ .‬محاضرة قدمها مايكال ماكدونالد‪.‬‬
‫‪ -15‬زوج من ورق( مسرحية) كتبتها حنان الشيخ تتناول قصة امرأة‬
‫من المغرب تبحث عن زوج إنجليزى لتحصل على إذن بالبقاء في‬
‫بريطانيا ‪.‬‬
‫‪ -16‬مواقف الحركة النسائية في الروايات العربية المعاصرة‪،‬‬
‫محاضرة قدمتها كورنيليا الخالد‪.‬‬
‫‪ -17‬الفن المعماري في العالم السلمي‪ .‬عرض صور‪.‬‬
‫وأقدم فيما يأتي نموذجاً آخر من النشاطات الكاديمية من‬
‫جامعة هارفرد المريكية وبعض الجامعات الخرى القريبة كما‬
‫توضحها النشرة نصف الشهرية لمركز دراسات الشرق الوسط‬
‫بجامعة هارفارد الصادرة في ‪ 15‬أكتوبر و ‪ 15‬نوفمبر ‪)1(.1996‬‬
‫‪ " -1‬الرهاب ‪ ،‬وماذا الن؟ " ندوة اشترك فيها كل من يوري‬
‫راعنان مدير معهد دراسة الصراع واليديولوجية والسياسات في‬
‫جامعة بوسطن وإلي كراكاوسكي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أصول الهوية القومية الفلسطينية ‪ ،‬محاضرة للدكتور راشد خالدي‬
‫أستاذ تاريخ الشرق الوسط ومدير معهد الدراسات الدولية بجامعة‬
‫شيكاغو‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-CMES Calendar, Volume 14,No.2, October 15,1996 and Volume 14,No.4,‬‬
‫‪November 15,1996.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ -3‬بخارى ‪:‬قبة السلم في الشرق" محاضرة ل ريتشارد فراي‬
‫‪ Richard Frye‬أستاذ كرسي الغا خان للدراسات اليرانية المتقاعد‬
‫في جامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ -4‬عملية الديموقراطية في العالم العربي ‪ ،‬هل لها مستقبل؟ محاضرة‬
‫ل يحي سادوسكي ‪ . Yahya Sadoweski‬من معهد بروكنجز‬
‫بواشنطن العاصمة‪.‬‬
‫‪ -5‬البنوك السلمية ‪ :‬بين القتصادية والنفعية في جمهورية إيران‬
‫السلمية محاضرة قدمها سعدي سفاري مرشح للدكتوراه في‬
‫دراسات الشرق الوسط بجامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ -6‬سياسات تركيا المعاصرة‪ ،‬محاضرة للبر فسور فيروز أحمد من‬
‫قسم التاريخ بجامعة ماساتشوستس ‪.‬‬
‫‪ -7‬النتخابات اللبنانية لعام ‪ : 1996‬الديموقراطية تحت التجربة‪.‬‬
‫محاضرة لنواف سلمان محام من بيروت‪.‬‬
‫‪ -8‬عملية السلم ‪ ،‬لماذا نحن حيث نحن الن ؟ محاضرة للباحثة‬
‫الزائرة بجامعة هارفارد سارة روي‪ ،‬وهي يهودية ومتعاطفة مع‬
‫أوضاع الفلسطينيين‪.‬‬
‫‪ -9‬كيف يحطم الفساد السياسي في السلم ونمو التطرف حياة‬
‫النساء ‪ ،‬محاضرة لجان جودون ‪ Jan Goodwin ،‬صاحبة كتاب "‬
‫ثمن الشرف‪ :‬النساء المسلمات ينزعن حجاب الصمت عن العالم‬
‫السلمي‪ ".‬وهي صحافية بريطانية انتقلت للعيش في الوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬وفي هذا الكتاب درست أوضاع المرأة في خمس دول هي‬
‫أفغانستان وباكستان والكويت والسعودية والردن‪ .‬وقد أجرت لقاءات‬
‫مع النساء في هذه الدول‪ .‬فعرضت بعض الوضاع الواقعية ولكنها‬
‫أخطأت في تفسيرها‪.‬‬
‫‪ -10‬المدينة العربية التقليدية ومشكلت المحافظة عليها ‪ ،‬محاضرة‬
‫قدمها البر فسور أندريه ريموند ‪ Andre Raymond‬من قسم التاريخ‬
‫بجامعة اكس ان بروفانس بفرنسا ‪.‬‬
‫يلحظ أولً كثافة النشاطات الكاديمية رغم أنني لم أقدم سوى‬
‫نماذج من هذه النشاطات ومن خلل مصدرين مع إمكان التوسع في‬
‫عرض هذه النشاطات من نشرات معهد الشرق الوسط في واشنطن‬
‫‪54‬‬
‫وجامعة نيويورك وغيرها‪ .‬كما أن هناك نشاطات أخرى لم أوردها‬
‫تهتم بالرقص وبالغناء وبالفلم وبالطعام في العالم السلمي وبغير‬
‫ذلك من المور التي تخص حياة الشعوب السلمية‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف هذه النشاطات إلى ما يأتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الهتمام بالمم والحضارات التي سبقت بعثة الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهتمام بالعلوم الشرعية كالقرآن الكريم والحديث الشريف والفقه‬
‫والتفسير واللغة العربية وغيرها‪.‬‬
‫جه‪ -‬الهتمام بالقضايا المعاصرة والحساسة مثل المياه والنتخابات‬
‫والمشاركة السياسية والستفتاءات وغيرها‪.‬‬
‫د‪ -‬الهتمام بالتجاهات الفكرية المنحرفة في العالم العربي‬
‫السلمي ‪ ،‬كالهتمام بمحمد شكري وعبد الرحمن المنيف ونوال‬
‫السعداوي‪ ،‬ومحمد سعيد العشماوي وغيرهم‪.‬‬
‫هه‪ -‬إشراك بعض أبناء البلد العربية السلمية من مسلمين أو غيرهم‬
‫في هذه النشاطات‪.‬‬
‫ول يستطيع الباحث أن يجد أي إشارة إلى التركيز على جانب‬
‫من حياة الشعوب السلمية دون الجوانب الخرى‪ .‬كما إن هذه‬
‫النشاطات تواكب آخر الحداث في العالم السلمي ومن ذلك‬
‫الستفتاء على الدستور في المغرب والنتخابات اللبنانية وغير ذلك‪،‬‬
‫وقضية المياه ‪ ،‬وقضايا الحركات السلمية أو ما يطلقون عليه‬
‫(الحركات السلمية المتشددة أو المتطرفة أو السلم السياسي أو‬
‫الصولية‪)..‬‬
‫ولمّا كانت الحكمة ضالة المؤمن كما جاء في حديث الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم فهل تنشط الجامعات العربية السلمية في‬
‫معالجة قضايا العالم السلمي والهتمام بالقضايا العالمية‪ ،‬وأود أن‬
‫أشير على سبيل المثال إلى ما حدث في الغرب منذ بضعة أشهر من‬
‫اكتشافهم لجرائم الستغلل الجنسي التجاري للطفال مما دعاهم إلى‬
‫عقد مؤتمر دولي في السويد حضرته أكثر من مائة دولة فهل عقدنا‬
‫أية ندوة لنعرف أوضاع الطفال في عالمنا وفي عالمهم؟ وما ذا عن‬

‫‪55‬‬
‫مشاركتنا في هذا المؤتمر ‪ ،‬وهل عرضنا نظرة السلم إلى الطفل‬
‫والمر برعايته؟‬

‫‪56‬‬
‫ا لمح ور الث ان ي‬
‫تمويل الدراسات العربية والسلمية في بعض الجامعات‬
‫الغربية‬
‫حظيت الدراسات العربية السلمية وما تزال بدعم سخي من‬
‫الحكومات الغربية ومن المؤسسات الغربية الخاصة ومن جهات‬
‫عربية إسلمية ‪ .‬ول بد من تناول الهتمام الحكومي الغربي‬
‫بالدراسات العربية السلمية فقد كلفت الحكومة البريطانية لجنة‬
‫وزارية بدراسة أوضاع الدراسات الشرقية والفريقية والوروبية‬
‫الشرقية والسلفية عام ‪ 1947‬وهي التي عرفت بلجنة سكاربرو ‪،‬‬
‫وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عام ‪ 1961‬كونت‬
‫لجنة أخرى لدراسة الموضوع ذاته برئاسة السير وليام هايتر وأصبح‬
‫يطلق على اللجنة اسم رئيسها وليام هايتر وحتى الموال التي‬
‫خصصتها للجامعات أصبحت تعرف بأموال هايتر‪.‬‬
‫وقد أفادت هذه اللجنة من تمويل بعض المؤسسات المريكية‬
‫لرحلتها العلمية إلى عشر جامعات أمريكية وجامعتين كنديتين‬
‫للطلع على الدراسات السلمية ودراسات القاليم في الجامعات‬
‫المريكية ‪.‬‬
‫ولم يقتصر تمويل هذه الدراسات على الحكومات الغربية بل‬
‫إن المؤسسات "الخيرية" الغربية قدمت وما تزال تقدم دعماً سخياً‬
‫لهذه الدراسات ومن أبرزها في الوليات المتحدة المريكية‪ :‬مؤسسة‬
‫فورد ومؤسسة كارينجي للسلم الدولي التي أسست عام ‪1910‬م‬
‫بمنحة من أندرو كارينجي ‪ Andrew Carengie‬بهدف دعم السلم‬
‫والتفاهم العالمي ‪ ،‬ومؤسسة روكفللر بالضافة إلى مئات أو ألوف‬
‫التبرعات من شخصيات أمريكية عادية وثرية‪.‬‬
‫ومن المثلة على دعم المؤسسات المريكية للدراسات العربية‬
‫السلمية ما قامت به مؤسسة فورد من تكليف مجموعة من الخبراء‬
‫لعداد دراسة عن أوضاع الدراسات القليمية الحالية واحتياجاتها‬
‫وتطلعاتها ومشكلتها ‪ ،‬وكانت النتيجة كتاباً ضخمًا بعنوان " دراسة‬
‫الشرق الوسط‪ :‬البحث والدراسة في العلوم النسانية والعلوم‬
‫‪57‬‬
‫الجتماعية ‪ ".‬وقام بتحريره ليونارد بايندر‪ .‬ومن الطريف أن أحد‬
‫أعضاء الفريق الذي أعد التقرير ذكر أن الصفحة الواحدة من التقرير‬
‫كلفت ‪85,5‬دولراً أمريكيا (‪.)1‬فيكون التقرير قد كلف ‪5=648 ×85,5‬‬
‫‪5404‬دولراً‪.‬‬
‫كما سعت الجامعات الغربية إلى الحصول على دعم كثير من‬
‫الدول الجنبية بإنشاء كراس للدراسات العربية والسلمية أو كراس‬
‫لدراسة تلك الدول بخاصة‪.‬‬
‫وإن كانت تفاصيل تمويل الدراسات السلمية يحتاج إلى‬
‫بحث مستقل ولكننا يمكن أن نلم ببعض المعلومات بصورة موجزة ‪.‬‬
‫ومن ذلك أن أقدم مصدر تناول هذا التمويل هو ما كتبه الباحث‬
‫المريكي مورو بيرجر ‪ Moroe Berger‬المتخصص في علم‬
‫الجتماع ومدير برامج دراسات الشرق الوسط بجامعة برنستون عام‬
‫‪1967‬م‪ .‬فقد أشار في تقرير أعده لرابطة دراسات الشرق الوسط‬
‫نشرته في العدد الثاني من نشرتها نصف السنوية إلى أن مؤسسة‬
‫فورد قدّمت بضعة مليين من الدولرات لمراكز الدراسات العليا‬
‫ولتمويلها للجنة المشتركة للمجلس المريكي للجمعيات العلمية‬
‫ومجلس بحوث العلوم الجتماعية ‪ ،‬كما قدمت مليوني دولر إضافية‬
‫لتسعة وستين طالباً ومائة في مجال الدراسات العليا‪)2(.‬‬
‫ويضيف بيرجر أن الحكومة الفدرالية بدأت في عام ‪1958‬‬
‫تمويل دراسة لغات الشرق الوسط وثقافته وتاريخه ‪ .‬وقد كان عدد‬
‫المراكز التي تدرس فيها اللغة العربية خمسة عشر مركزاً أنشئت‬
‫بأموال فيدرالية ‪ ،‬وسبعة مراكز للغة العبرية وستة مراكز للفارسية‬
‫وتسعة مراكز للتركية‪ )3(.‬ونتيجة لهذا الدعم فقد ارتفع عدد الطلب‬
‫الذين كانوا يدرسون لغات الشرق الوسط من ‪286‬طالباً عام ‪1958‬‬
‫إلى ‪1084‬طالباًعام ‪1964‬م(‪)4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Edward Said .Covering Islam.)London: Routledge&Kegan Paul.1981(p 133-134‬‬
‫‪2‬‬
‫”‪=Moroe Berger. “ Middle East and North African Studies: Development &Needs.‬‬
‫‪in Middle Eastern Studies Bulletin. Vol. 1 No.2 November 15,1967, p2.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Ibid.‬‬
‫‪4‬‬
‫“ ‪-Ibid. , Quoting U.S. Department of Health, Education and Welfare, Table.‬‬
‫‪Enrollment at NDEA Language and Area Centers”, fall 1958-1964,” July 1966.‬‬
‫‪58‬‬
‫أما الجامعات التي تتلقى دعمًا مستمراً في مجال الدراسات‬
‫السلمية فهي الجامعات التية‪:‬‬
‫‪ -2‬جامعة نيويورك ‪-‬‬ ‫‪ -1‬جامعة كولمبيا ‪ -‬نيويورك‬
‫نيويورك‬
‫‪ -4‬جامعة هارفارد ‪ -‬كمبردج‬ ‫‪ -3‬جامعة برنستون ‪ -‬برنستون‪.‬‬
‫ماساتشوستس‪.‬‬
‫‪ -6‬جامعة بنسلفانيا ‪ -‬فيلدلفيا‬ ‫‪ -5‬جامعة أوهايو الحكومية‪.‬‬
‫‪ -8‬جامعة يوتا‬ ‫‪ -7‬جامعة شيكاغو‪ -‬آن أربر‪.‬‬
‫‪ -9‬جامعة أريزونا‪ -‬توسان ‪ ،‬أريزونا‪ -10.‬جامعة بورتلند الحكومية‪.‬‬
‫بورتلند ‪ ،‬أوريجن‪.‬‬
‫‪ -11‬جامعة تكساس في مدينة أوستن‪ -12.‬جامعة واشنطن سياتل ولية‬
‫واشنطن‪.‬‬
‫‪ -13‬جامعة كاليفورنيا‪ -‬بيركلي‪ -14 .‬جامعة كاليفورنيا ‪ -‬لوس‬
‫أنجلوس‪.‬‬
‫وقد تطورت الدراسات في هذه الجامعات وزادت أعداد‬
‫الطلب والمدرسين والباحثين زيادة كبيرة فعلى سبيل المثال بلغ عدد‬
‫المتخصصين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الكاديميين بجامعة‬
‫كاليفورنيا ‪-‬بيركلي ‪ 85‬موظفاً عام ‪ . 1995‬أما عدد طلب الدراسات‬
‫العليا فبلغ عددهم ‪150‬طالبًا ‪ .‬بينما عدد المواد الدراسية الخاصة‬
‫بالشرق الوسط فبلغ ‪ 200‬مادة يدرسها ‪ 5000‬طالب‪.‬‬
‫ومن مصادر تمويل المؤتمرات والندوات حول العالم العربي‬
‫السلمي ما تقدمه وكالة الستخبارات المركزية (‪ .)CIA‬وقد كان‬
‫المر سراً حتى إنه لما فشت الخبار عن قيام هذه الوكالة بتمويل‬
‫مؤتمر في جامعة هارفارد يشرف عليه الباحث اليهودي المصري‬
‫الصل ناداف سفران عام ‪ 1985‬ألغي المؤتمر وكان من المقرر أن‬
‫يستقيل الستاذ من منصبه في الجامعة‪ )1(.‬ولكن المر لم يعد سراً منذ‬
‫ثلث سنوات حيث نشرت جريدة الشرق الوسط في صدر صفحتها‬

‫‪ - 1‬المجتمع (الكويت) عدد ‪ 743‬في ‪ 14‬ربيع الول ‪ 26 ، 1406‬نوفمبر ‪ 1985‬ص‪-‬ص ‪-28‬‬


‫‪.32‬‬
‫‪59‬‬
‫الولى عن قيام وكالة الستخبارات بتنظيم ندوة شهرية لدراسة‬
‫الحركات السلمية " الصولية" في العالم السلمي‪)1(.‬‬
‫وقد قمت باستعراض العديد من المؤلفات حول السلم‬
‫وقضايا الشرق الوسط فوجدت أن هذه الكتب لم يكن من الممكن‬
‫تأليفها لول التمويل السخي من المؤسسات المريكية والوروبية‬
‫الحكومية وغير الحكومية وهي على النحو التي‪:‬‬
‫‪ - 1‬كتاب ( الخوان المسلمون) تأليف ريتشارد ب‪ .‬ميتشل ‪ .‬يقول‬
‫المؤلف في مقدمة كتابه‪ ":‬فقد مكنتني مؤسسة فلبرايت من زيارتي‬
‫الولى لمصر‪ ،‬وبذلت مؤسسة فورد دعماً سخياً للبحث ‪ ...‬كما ساعد‬
‫مستر جون مارشال بمؤسسة روكفللر في الكتابة الولية لهذه‬
‫الدراسة‪)2(".‬‬
‫‪ -2‬كتاب " اللغة السياسية في السلم " برنارد لويس ‪ ،‬والكتاب في‬
‫الصل محاضرات ألقاها المؤلف في مركز جون أولين ‪John Olin‬‬
‫للبحث في النظرية وتطبيق الديموقراطية بجامعة شيكاغو في الفترة‬
‫من ‪ 29‬أكتوبر إلى ‪ 4‬نوفمبر ‪1986‬م‪ .‬بتمويل من شركة إكسون‬
‫‪ Exxon‬وهي إحدى كبريات شركات البترول في الوليات المتحدة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ " -3‬نظرة المسلمين إلى الغرب" محاضرة ألقاها برنارد لويس في‬
‫مكتبة الكونجرس في ‪ 29‬مايو ‪1990‬م‪ .‬وهي محاضرة توماس‬
‫جيفرسون السنوية التي ينظمها ويمولها الوقف المريكي للنسانيات ‪.‬‬
‫وقد حصل المحاضر على مبلغ عشرة آلف دولر‪ .‬ثم أعاد نشرها‬
‫في مجلة التلنتك ‪ The Atalntic Monthly‬في شهر سبتمبر ‪1990‬‬
‫مع تعديل طفيف ‪.‬‬
‫‪ " -4‬التعرف إلى السلم‪ :‬الدين والمجتمع في العالم العربي الحديث"‬
‫مايكال جلسنان ‪ ،‬أستاذ الدين السلمي بجامعة نيويورك ورئيس‬
‫مركز دراسات الشرق الوسط ‪ .‬وقد قام بتمويل إعداد هذا الكتاب كل‬
‫‪ - 1‬الشرق الوسط عدد ‪1994 /3/6 ،1414 /24/12 ،5666‬م‪.‬‬
‫‪ - 2‬ريشتارد ب‪ .‬ميتشل‪ .‬الخوان المسلمون ‪ .‬ترجمة محمود أبو السعود‪ ،‬تعليق صالح أبو‬
‫رقيق‪( .‬بدون ناشر‪)1979 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bernard Lewis. Political Language of Islam. )Chicago and London: The‬‬
‫‪University of Chicago Press, 1988( p vii.‬‬
‫‪60‬‬
‫من مجلس بحوث العلوم الجتماعية البريطاني الذي قدّم منحة مدتها‬
‫ستة أشهر قضاها المؤلف في مركز دراسات الشرق الوسط بمدينة‬
‫إكس ان بروفانس بفرنسا عام ‪1976‬م‪ .‬كما قام المجلس نفسه بتمويل‬
‫منحة للقاء محاضرات في جامعة ما نشستر في الفترة من ‪-1970‬‬
‫‪197‬م في قسم علم النسان لدراسة المجتمع اللبناني ‪ ،‬كما قام مجلس‬
‫البحوث الجتماعية بالجامعة المريكية في القاهرة بتمويل دراسة‬
‫حول الطرق الصوفية في مصر‪)1(.‬‬
‫‪" -5‬سياسات التغيير الجتماعي في الشرق الوسط وشمال أفريقيا‬
‫‪ ".‬مانفرد هالبرن ‪ )Manfred Halpern )1963‬يقول المؤلف ‪ ":‬إن‬
‫كرم مؤسستين قد جعل هذا العمل ممكناً‪ :‬مؤسسة راند وجامعة‬
‫برنستون"(‪)2‬‬
‫‪ " -6‬السياسة الدولية والشرق الوسط ‪ :‬قوانين قديمة ولعبة خطيرة"‬
‫إل‪.‬كارل براون‪ )1984( .‬من الكتب المقررة في إحدى المواد‬
‫الدراسية بجامعة برنستون‪ .‬حصل المؤلف على العديد من المنح منها‬
‫منحة من مؤسسة جون سيمون قجنهايم التذكارية ‪John Simon‬‬
‫‪ .Guggenheim Memorial Foundation‬ومؤسسة فلبرايت‬
‫المريكية ‪ -‬برامج هيز ومؤسسة هوفر للحرب والثورة والسلم‪) (.‬‬
‫‪3‬‬

‫وإذا انتقلنا عبر المحيط لنرى كيف يتم تمويل الدراسات‬


‫العربية السلمية في الجامعات الوروبية نجد أولً أن الحكومة‬
‫البريطانية قد كلّفت لجنتين لدراسة احتياجات هذه الدراسات وقد‬
‫قدمت لجنة السير وليام هايتر (‪ )1961‬توصياتها التي تضمنت ما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقديم منح على مدى خمس سنوات لتغطية مائة وخمسة وعشرين‬
‫منصباً جديداً‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم منح للدراسات العليا بواقع عشر منح على مدى عشر‬
‫سنوات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Michael Gilsenan. Recognizing Islam: Religion and Society in the Modern Arab‬‬
‫‪World. )New York: Pantheon House( 1982 pp.7-8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Manfred Halpern. The Politics of Social Change in The Middle East and North‬‬
‫‪Africa )Princeton: Princeton University Press, 1963( p xvii.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- L.Carl Brown. International Politics and the Middle East: old Games, Dangerous‬‬
‫‪Game. (Princeton: Princeton University Press, 1984( p.vi.‬‬
‫‪61‬‬
‫جه‪ -‬تقديم منح للرحلت العلمية لطلب الدراسات العليا‪.‬‬
‫د‪ -‬فتح مراكز جديدة أو توسعة المراكز الحالية المتخصصة ف‬
‫دراسة المناطق‪.‬‬
‫هه‪ -‬تقديم منح لعضاء هيئة التدريس كل خمس إلى سبع سنوات‬
‫لزيارة المناطق التي يدرسونها‪.‬‬
‫و‪ -‬تقديم منح للمكتبات لتحديث موجوداتها‪.‬‬
‫بعد هذا العرض لعدد محدود جداً من الكتب التي مولت‬
‫إعدادها بعض المؤسسات الغربية الخاصة أو الحكومية ‪،‬فهل نجد من‬
‫المؤسسات الخاصة في عالمنا السلمي من يهتم بتمويل إعداد‬
‫البحوث العلمية ليس في مجال الهندسة والعلوم ولكن حتى في مجال‬
‫العلوم النسانية‪ .‬إن نهضة المم ل تعتمد فقط على العلوم التطبيقية‬
‫فإن نهضتها الحقيقية تعتمد على نهضة العلوم النظرية‪.‬‬
‫وليست الحكومة البريطانية وحدها التي تمول الدراسات‬
‫العربية والسلمية فإن مركز دراسة الشرق الدنى والوسط بجامعة‬
‫لندن( مدرسة الدراسات الشرقية والفريقية) يذكر في الصفحة الثانية‬
‫من نشرته الشهرية المؤسسات الممولة والمؤسسات التي تساعد في‬
‫التمويل‪ .‬ومن أبرز الممولين البريطانيين‪ :‬شركة البترول البريطانية‬
‫‪ British Petroleum‬والبنك البريطاني للشرق الوسط ‪ ،‬وشركة‬
‫كونكو وشركة شل الدولية وشركة ولكم ‪ Wellcome‬للتجارة الدولية ‪.‬‬
‫أما المؤسسات التي تساعد في التمويل فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬منظمة العفو الدولية ‪ -2‬الغرفة التجارية البريطانية العربية‬
‫‪ -4‬مكتب الكومنولث والشؤون الخارجية‪.‬‬ ‫‪ -3‬المجلس البريطاني‬
‫‪ -5‬مؤسسة الفرقان للتراث السلمي‪ -6 .‬بنك الخليج الدولي‪.‬‬
‫‪ -7‬الكليات الدولية للعلوم السلمية ‪ -8‬مكتب الستعلمات التونسي‬
‫‪ -10‬البنك السعودي البريطاني‪.‬‬ ‫‪ -9‬مكتب الستعلمات الردني‬
‫‪ -12‬جامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫‪ -11‬شركة رولز رويس‬
‫‪ -13‬معهد الشرق الوسط للدراسات القتصادية والستراتيجية ب‬
‫نقوسيا ‪ ،‬قبرص‪.‬‬
‫‪ -15‬البنك السعودي الدولي‪.‬‬ ‫‪ -14‬البنك الوطني الكويتي‬
‫‪ -16‬وحدة الستخبارات القتصادية البريطانية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫وهناك ممولون وفقًا للموضوع المطروح للبحث سواءً كان‬
‫ذلك في صورة ندوة أو محاضرة أو مؤتمراً دولياً‪ .‬ففي عام ‪1953‬‬
‫عقدت مدرسة الدراسات الشرقية والفريقية ندوة حول سقوط‬
‫القسطنطينية بتمويل من السفارة اليونانية ببريطانيا‪ .‬كما ساهم البنك‬
‫الزراعي التركي عام ‪ 1996‬في تمويل ندوة عن الصور الذهنية‬
‫لتاتورك‪ )1(.‬كما أسهمت جامعة محمد الخامس بالرباط في تمويل‬
‫عقد ندوة لبحث روابط المغرب مع أوروبا في فترة ما قبل وما بعد‬
‫الستعمار ‪ ،‬وذكر الكتيّب الذي صدر عن الندوة أن من أهداف الندوة‬
‫أيضًا تقوية الصلت العلمية بين الجامعات المغربية والجامعات‬
‫البريطانية‪)2(.‬‬
‫ومن العجيب أن التبرعات العربية السلمية للجامعات‬
‫المريكية أو الغربية عمومًا تزعج البعض‪،‬ومن هؤلء برنارد لويس‬
‫في أحد مقالته حول الدراسات العربية والسلمية حيث سمّى في‬
‫مقالته بعض الدول العربية وتأثيرها في هذه الدراسات(‪،)3‬ولكن لويس‬
‫ينسى أو يتناسى الدور اليهودي الصهيوني في التعيينات الجامعية‬
‫ومسار البحث العلمي في الكثير منها كما أشار إدوارد سعيد إلى‬
‫جامعة برنستون وكما هو في الواقع فمن اليهود الصهاينة كان قسم‬
‫دراسات الشرق الوسط يضم برنارد لويس وابراهام يودوفتش‬
‫ومايكال كوك وهاموري وغيرهم ‪.‬وقد كتب إدوارد سعيد عن مسألة‬
‫التبرعات يقول " عندما تتبرع الدول السلمية للجامعات المريكية‬
‫للدراسات العربية أو السلمية فإن صرخات ليبرالية تتعالى حول‬
‫التدخل الجنبي في الجامعات المريكية ولكن عندما تتبرع اليابان‬
‫فل يسمع مثل هذه الشكاوى‪)4(".‬‬
‫وقد لحظت في نشرة أحداث لندن أن المتحف البريطاني هو‬
‫الداعي لكثير من النشاطات حول الشرق الوسط (‪ ،)5‬كما أن بعض‬
‫المؤسسات العربية السلمية تمول نشاطات تسهم في الدراسات‬
‫‪1‬‬
‫‪- Middle East Events in London. November 1996.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Morocco and Europe. Edited by George Joffe, )London Centre of Near and‬‬
‫‪Middle Eastern Studies, September 1989( Preface page.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bernard Lewis. “ The State of Middle Eastern Studies” in The American‬‬
‫‪Scholar.” vol. 48, Summer 1979,Pp 365-382.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Edward Said. Covering Islam. Op.cit., p. xviii-xix‬‬
‫‪63‬‬
‫السلمية في الغرب مثل ‪ :‬متحف الكوفة ‪ ،‬معهد الكومنولث ‪ ،‬جمعية‬
‫الدراسات الليبية وجمعية الدراسات الجزائرية‪ ،‬وجمعية الدراسات‬
‫العربية ‪ ،‬ومركز بحوث أفريقيا الفرنكفونية ‪ ،‬وكلية ليو بائك ‪Leo‬‬
‫‪ Baeck College‬للدراسات اليهودية ‪ ،‬ومؤسسة الفرقان للتراث‬
‫السلمي‪.‬‬
‫وتأتي التبرعات من شخصيات عربية إسلمية درست في‬
‫بعض الجامعات البريطانية * ‪ ،‬فقد حصل مركز الدراسات السلمية‬
‫بجامعة اكستر على تبرعات سخية من شخصية خليجية درست في‬
‫هذه الجامعة لعقد ندوة بمناسبة مرور الذكرى الولى لوفاة المؤرخ‬
‫المصري محمد عبد الحي شعبان والذي أسس قسم الدراسات‬
‫السلمية في جامعة اكستر‪)1(.‬‬
‫ومن نماذج تمويل الدراسات السلمية في الغرب التفاق‬
‫المعقود بين وزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا وجامعة ليدن حيث‬
‫تبتعث إندونيسيا عدداً من طلبها للتخصص في الدراسات العربية‬
‫والسلمية في الجامعات الهولندية ‪ .‬كما أن وزارة الشؤون الدينية‬
‫الندونيسية قد أسهمت في تمويل المؤتمر العالمي الول حول السلم‬
‫والقرن الواحد والعشرين الذين عقد في ليدن في الفترة من ‪18-15‬‬
‫محرم ‪.1417‬‬
‫ومن مصادر تمويل الدراسات العربية السلمية في الغرب‬
‫الرسوم التي يدفعها الطلب العرب المسلمون لهذه الجامعات‬
‫وبخاصة المبتعثون من الدول العربية الخليجية ‪ .‬وقد كانت أعدادهم‬

‫‪ - 5‬قدمت هيئة الذاعة البريطانية باللغة النجليزية قبل أيام (‪3‬أو ‪ 4‬شعبان ‪)1417‬برنامج ًا‬
‫عن الوضاع المالية الصعبة التي يواجهها المتحف والتفكير في فرض رسوم على زيارة‬
‫المتحف ووجود معارضة لذلك ‪ .‬وكان من بين المبررات أنه كيف يمكن لبريطانيا أن تأخذ‬
‫من سائح يوناني رسوم ًا لرؤية التحف والثار اليونانية في المتحف ‪ ،‬ولكن هذا ينطبق‬
‫على الثار التي سرقتها بريطانيا من جميع الشعوب التي كانت بريطانيا تحتلها‪.‬‬
‫* ‪ -‬قرأت إعلناً في الصحف السعودية الصادرة في شهر شعبان ‪(1417‬يناير ‪ )1997‬تطلب‬
‫من الذين درسوا في الجامعات البريطانية وتخرجوا فيها أو تدربوا في جامعة بريطانية أن‬
‫يبادروا إلى ستجيل أسمائهم لدى المجلس الثقافي البريطاني في السفارة البريطانية أو‬
‫إحدى القنصليات ‪ ،‬وينطبق المر نفسه على النساء اللتي درسن في بريطانيا أيض ًا ولهن‬
‫موظف أو موظفة خاصة‪.‬‬
‫‪ - 1‬الشرق الوسط‪ ،‬عدد ‪1994 /10/9 ،5765‬م‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫كبيرة في فترة من الفترات حينما لم تتوفر الدراسات العليا في بلدهم‬
‫أو كان من أهداف البتعاث الطلع على مناهج البحث الغربية في‬
‫العلوم الجتماعية والنسانية‪.‬‬
‫كذلك ل بد من ذكر جهود المملكة العربية السعودية والدول‬
‫السلمية الخرى في إنشاء المعاهد السلمية والعربية في الغرب‪،‬‬
‫والمراكز الثقافية السلمية ‪ ،‬وهذه بل شك تهدف إلى السهام في‬
‫الدراسات السلمية في الغرب بما تقدمه من برامج دراسية وندوات‬
‫ومحاضرات‪ ،‬ونشر‪.‬ولكن الحكم على نتائج أعمال هذه المعاهد يحتاج‬
‫إلى بحث ميداني للوصول إلى التقويم السليم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المحور الثالث‬
‫نما ذج من أس اتذ ة ا لد را سا ت ال سل مي ة في‬
‫ا لغ رب‪.‬‬
‫كان من بين الهداف التي سعيت إلى تحقيقها في الزيارة‬
‫العلمية التي قمت بها للجامعات المريكية في صيف عام ‪1416‬‬
‫محاولة اللتقاء بأكبر عدد من أساتذة الدراسات السلمية للتعرف‬
‫على فكرهم وإنتاجهم الفكري في هذا المجال‪ .‬ول بد أن أشيد بجهود‬
‫الشيخ الدكتور مصطفى السباعي الذي قام برحلة علمية إلى المراكز‬
‫الستشراقية في بريطانيا وبعض الدول الوروبية عام ‪1956‬م‪ .‬فقد‬
‫كان جهداً ريادياً بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ‪ )1(.‬وقد قال الدكتور‬
‫السباعي في ذلك ‪ ":‬لقد كنت كتبت عن المستشرقين كلمة موجزة في‬
‫كتابي " السنّة ومكانتها في التشريع السلمي" قبل أن أزور أكثر‬
‫جامعات أوروبا عام ‪1956‬م وأختلط بهم وأتحدث إليهم وأناقشهم‪ .‬فلمّا‬
‫تم لي ذلك ازددت إيماناً بما كتبته عنهم واقتناعًا بخطرهم على تراثنا‬
‫السلمي كله سواءً كان تشريعياً أم حضارياً لما يمل نفوسهم من‬
‫تعصب ضد السلم والعرب والمسلمين ‪)2(".‬‬
‫وقد تحقق لي بعض النجاح في هذه الزيارة كما أنني التقيت‬
‫عدداً منهم في رحلت علمية أخرى وفي بعض الندوات والمؤتمرات‬
‫التي تيسر لي حضورها في السنتين الماضيتين‪ .‬وهم ليسوا سواء‬
‫فالتعصب الشديد مازال يسيطر على البعض بينما تخلص بعضهم‬
‫الخر من موروثات الستعمار والحقد والتعصب‪.‬‬
‫وفي المؤتمر الدولي الثاني حول المنهجية الغربية في دراسة‬
‫العلوم النسانية والجتماعية حول العالم العربي وتركيا الذي عقد في‬
‫الفترة من ‪ 6-2‬مايو ‪ 1996‬في تونس ونظمته مؤسسة التميمي‬
‫للمعلومات والبحث العلمي بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور‬
‫اللمانية ‪ ،‬قدمت بحثًا حول التعاون العلمي بين العالم العربي وتركيا‬

‫‪ - 1‬مصطفى السباعي ‪.‬الستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم ‪ .‬ط ‪(3‬دمشق ‪ :‬المكتب‬
‫السلمي‪)1405 ،‬ص ‪ 51‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.51‬‬
‫‪66‬‬
‫والغرب بين الواقع والمثال أوضحت فيه استئثار المتغربين‬
‫والعلمانيين واليساريين ( السابقين ‪ ،‬والحاليين) بمناصب التدريس‬
‫ومنح البحث العلمي في الجامعات الغربية ‪ ،‬واحتفاء هذه الجامعات‬
‫بهم إلى درجة لفتة للنتباه‪ .‬فقد دعت جامعة برنستون أحد‬
‫المتخصصين في علم الجتماع من تونس وهو عبد القادر الزغل‬
‫ومعروف عنه اتجاهه اليساري ‪ ،‬ولمّا كان ل يجيد اللغة النجليزية‬
‫فقد أعطته عدة أشهر لتقوية لغته النجليزية كما ساعدته في الحصول‬
‫على المراجع المناسبة باللغة النجليزية للمادة التي سيقوم بتدريسها‪.‬‬
‫وأعتقد أنه كان بإمكانهم أن يجدوا بديلً جاهزًا لو أرادوا ولكنهم‬
‫يصرون على نمط معين من العالم العربي السلمي لتنفير الطلب‬
‫المريكان من السلم‪ .‬ومن السماء المشهورة في يساريتها‬
‫وعلمانيتها وقوميتها ‪ :‬هشام شرابي ( خريج الكلية المريكية في‬
‫بيروت) وهشام جعيط التونسي ‪ ،‬وفؤاد عجمي ‪ ،‬وحليم بركات ‪،‬‬
‫ومحمد عبد الحي شعبان ومسعود ضاهر من لبنان‪.‬‬
‫ومن الساتذة المسلمين الذين يعملون في الجامعات المريكية‬
‫أذكر أولً بعض النماذج الجيدة ومن هؤلء ‪:‬‬
‫‪ -1‬خالد يحي بلنكنشب‪ ،‬وهو أمريكي من أصل نرويجي أسلم عام‬
‫‪ 1973‬ومتخصص في التاريخ السلمي ومتزوج من سيدة حجازية‪.‬‬
‫وبالضافة إلى معرفته في التاريخ السلمي فإنه درس على العديد‬
‫من المشايخ في مصر وفي مكة المكرمة في أثناء إقامته في هذين‬
‫البلدين فهو على علم طيب بالشريعة السلمية حتى إنه يدرس في‬
‫جامعة تمبل ‪ Temple‬بمدينة فيلدلفيا العلوم الشرعية‪ .‬وقد علمت منه‬
‫أنه يتلقى دروسًا في الديانة اليهودية‪ .‬وقد قام بترجمة بعض مجلدات‬
‫تاريخ الطبري وله كتاب بعنوان ( هشام بن عبد الملك ونهاية دولة‬
‫الجهاد) ‪ ،‬كما أنه ألقى بعض الدروس الحسنية في المغرب‪)1(.‬‬

‫‪ - 1‬من سيرته الذاتية باللغة النجليزية التي قدمها للباحث في مشروعه الذي بدأ به منذ‬
‫وقت قصير لعداد موسوعة حول الباحثين الغربيين في الدراسات العربية السلمية ‪،‬‬
‫وكذلك من خلل لقائي به في مدينة تمبل بولية بنسلفانيا المريكية في سبتمبر ‪ 1995‬وفي‬
‫الرياض في شهر ذي القعدة في أثناء مهرجان الجنادرية لعام ‪1416‬هس‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -2‬شيرمان جاكسون ( ويسمى عبد الحكيم أيضاً) أمريكي من أصل‬
‫أفريقي متخصص في الفقه المالكي ويدرس العلوم السلمية في قسم‬
‫الديان بجامعة انديانا ‪ ،‬حصل على الدرجة الجامعية (بكالوريوس)‬
‫من قسم الدراسات الشرقية بجامعة بنسلفانيا عام ‪ ،1982‬وحصل على‬
‫الماجستير من الجامعة نفسها عام ‪ ،1986‬وحصل على الدكتوراه‬
‫كذلك من الجامعة نفسها عام ‪1990‬م‪.‬ويتقن اللغة العربية وله معرفة‬
‫باللهجة السعودية والسودانية‪ .‬وله معرفة باللغة الفرنسية واللمانية‬
‫والفارسية‪ .‬وله كتابات حول الفقه المالكي‪ .‬ويقوم بالخطابة يوم‬
‫الجمعة أحياناً في مسجد بلومنجتون بإنديانا‪)1(.‬‬
‫‪ -3‬تمارا صن ‪ Tamara Sonn‬أستاذ مشارك للدراسات الدينية‬
‫بجامعة جنوب فلوريدا بمدينة تامبا ‪ . Tampa‬حصلت على الدكتوراه‬
‫في الدراسات الدينية من قسم لغات الشرق الدنى وحضارته شعبة‬
‫الدراسات السلمية‪ .‬حصلت على الماجستير في الفلسفة من جامعة‬
‫تورنتو بكندا ‪،‬وكذلك البكالوريوس في الفلسفة من جامعة سانتا كلرا‪.‬‬
‫لها عدة كتب حول السلم وبخاصة الفكر السياسي والنظريات‬
‫السياسية ‪ .‬وهي من الباحثات المريكيات اللتي ينشدن الحقيقة‬
‫والنصاف حتى إن المجلة العربية المريكية للعلوم الجتماعية‬
‫اختارتها عضواً في هيئة المستشارين بالمجلة ولها عدة بحوث‬
‫منشورة في المجلة نفسها‪ .‬وقد شاهدت لها ندوة اشتركت فيها مع‬
‫المنصّر القس كينيث كراج قدمت فيها فهماً جميلً للسلم كما تعرفت‬
‫إلى بعض الطلب المسلمين الذين درسوا عليها وأشادوا بموقفها من‬
‫السلم ‪ .‬ولعل هذا الموقف المعتدل هو الذي جعل بعض الباحثين‬
‫يتهمها بالتحيز للطلب المسلمين‪)2(.‬‬

‫‪ - 1‬السيرة الذاتية للمؤلف بقلمه بالضافة إلى لقاء الباحث به في مكتبه بجامعة انديانا‪.‬‬
‫‪- 2‬سيرتها الذاتية بقلمها ‪ ،‬وبالنسبة لتهامها بالتحيز للطلبة المسلمين انظر مقالة الدكتور‬
‫يوشع صادق الستاذ بقسم الديان المقارنة بجامعة تكساس المسيحية بعنوان ‪ ":‬تدريس‬
‫العلوم العربية بالجامعات المريكية ‪ ".‬المنشور في وقائع الندوة الولى للدراسات السلمية‬
‫والعربية في الجامعات المريكية ‪.‬مرجع سابق ص‪ .22 .‬وقد اتهم يوشع كذلك الفاروقي‬
‫رحمه ال وجيمس موريس ونصر ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ومن النماذج التي تبذل جهودًا كبيرة في مهاجمة السلم‬
‫ومحاولة تشويه صورة السلم والمسلمين في الغرب الساتذة التية‬
‫أسماؤهم‪:‬‬
‫‪ -1‬الدكتورة رفعت حسن‪ ،‬باكستانية تعيش في المهجر الختياري أو‬
‫المنفى الختياري كما قالت عن نفسها في المحاضرة الفتتاحية في‬
‫المؤتمر العالمي الول حول السلم والقرن الواحد والعشرين الذي‬
‫عقد في ليدن‪ ،‬وتقوم بالتدريس في جامعة لويفيل في ولية كنتكي‬
‫المريكية‪ .‬وقد تضمنت محاضرتها نقداً لبعض الحاديث في صحيح‬
‫البخاري ومسلم بخصوص خلق المرأة من ضلع الرجل وزعمت أن‬
‫هذه الحاديث ( الستة ) ضعيفة من حيث السند والمتن‪.‬وتعجبت في‬
‫محاضرتها الفتتاحية من عدم السماح لمرأة بنقد كتاب البخاري‬
‫ومسلم وبخاصة إذا لم تكن عربية‪ .‬وهي من المناديات ب " تحرير‬
‫المرأة " ومن الذين شاركوا في مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية‪)1(.‬‬
‫‪ -2‬فؤاد عجمي ‪ :‬لبناني شيعي درس في الكلية المريكية في بيروت‬
‫وهي مدرسة ثانوية ثم التحق بالجامعات المريكية وهو الن رئيس‬
‫قسم الشرق الدنى بمعهد الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون‬
‫هوبكنز بواشنطن ‪ .‬وهو صاحب كتاب ( أزمة العقل العربي) وقد‬
‫وصفه خالد بلنكنشب بقوله ‪ ":‬هو "مسلم" لبناني يبدو أنه مأجور‬
‫لكي يدافع عن إسرائيل‪ ،‬ويعمل السيد عجمي أستاذاً في جامعة جونز‬
‫هوبكنز ‪)2(".‬‬
‫‪-3‬ريتشارد بوليت ‪ Richard.W Bulliet.‬مدير معهد الشرق الوسط‬
‫بجامعة كولمبيا بمدينة نيويورك‪ .‬وهو متخصص في التاريخ‬
‫السلمي وقد حصل على الدكتوراه في التاريخ السلمي من جامعة‬

‫‪What does it mean to be a Muslim‬‬ ‫‪ - 1‬محاضرتها الفتتاحية في المؤتمر المذكور بعنوان‪:‬‬


‫‪“?on the Eve of the 21st Century‬‬
‫وانظر كتابها غير المنشور بعنوان " حقوق المرأة والسلم ‪ :‬من المؤتمر العالمي حول‬
‫السكان والتنمية إلى بيجين‪ ".‬وقد بيع في أثناء المؤتمر العالمي حول السلم والقرن الواحد‬
‫والعشرين في ليدن بعشرين دولراً‪.‬‬
‫‪- 2‬خالد يحي بلنكنشب‪ ".‬الدراسات السلمية في الجامعات المريكية‪ ".‬في وقائع الندوة‬
‫الولى للدراسات السلمية في الجامعات المريكية ‪ ".‬معهد العلوم السلمية والعربية ‪-‬‬
‫جامعة المام محمد بن سعود السلمية ‪ .‬واشنطن ‪.1994‬ص ‪.25‬‬
‫‪69‬‬
‫هارفارد عام ‪1967‬م‪.‬له عدة كتابات حول السلم منها كتابه "‬
‫السلم ‪ :‬النظرة من الخارج" عام ‪ .1993‬وله العديد من النشاطات‬
‫ومن ذلك قيامه بدور الراوي الشارح لسلسة تلفزيونية حول الشرق‬
‫الوسط تتكون من أربع عشرة حلقة ‪ .‬وله مقالت صحافية ومقالت‬
‫علمية ومشاركات في بعض الموسوعات بالضافة إلى عروض‬
‫الكتب‪ .‬ومن الطريف أنه بليت كاتب روائي له عدة روايات‪.‬‬
‫لقيته في مكتبه في شهر سبتمبر ‪ 1995‬وأبدى نظرة معتدلة‬
‫نحو قضايا الشرق الوسط وأشار إلى أن جامعة كولمبيا تتهم بأنها‬
‫تؤيد العرب والمسلمين ضد اليهود والصهاينة لوجود إدوارد سعيد‬
‫فيها ولن بعض أساتذتها يقدمون آراء معتدلة بخصوص القضايا‬
‫العربية المعاصرة‪.‬‬
‫‪ -4‬برنارد لويس ‪ ،‬متخصص في التاريخ السلمي حصل على درجة‬
‫الدكتوراه عام ‪ 1939‬والتحق بالجيش البريطاني لداء الخدمة‬
‫العسكرية ولكن أعيرت خدماته إلى وزارة الخارجية البريطانية ‪،‬‬
‫وقيل إنه عمل في سلك الستخبارات وليس في تعليم اللغة العربية‬
‫للضباط كما يزعم هو‪ .‬انتقل إلى الوليات المتحدة بعد فضيحة‬
‫أخلقية وطرده من جامعة لندن عام ‪ .1974‬وعمل في جامعة‬
‫برنستون حتى بلوغه سن التقاعد‪ .‬وعمل أيضًا مديراً مشاركًا لمعهد‬
‫أننبرج ‪ Annenberg‬للدراسات اليهودية ودراسات الشرق الدنى‪.‬‬
‫كتب كثيراً وحاضر كثيراً وأشرف على الكثير من طلب الدراسات‬
‫العليا من العرب والمسلمين وكان يعاملهم معاملة جيدة ‪ ،‬ولكنه مع‬
‫ذلك كان يحاول أن يقودهم إلى الحياة الجتماعية التي تنافي السلوك‬
‫السلمي‪ .‬كما أن بعض البحوث التي أشرف عليها كانت تسهم في‬
‫تشويه التاريخ السلمي كإشرافه على رسالة في التاريخ السلمي‬
‫جعل فيها كتاب " الغاني" مصدرًا للدراسة‪.‬‬
‫ومن المور اللفتة للنتباه في الدراسات السلمية في الغرب‬
‫أن بعض رؤساء أقسام الشرق الوسط يتبنون اتجاهًا يحارب العرب‬
‫والمسلمين ومن هؤلء فدوى ‪-‬ملتي دوغلس التي كتبت عن المرأة‬
‫في العالم العربي ‪ ،‬وقد علمت من بعض المنتسبين للقسم أنها منذ‬
‫توليها رئاسة القسم وهي مهتمة بدعوة بعض رموز التيار العلماني في‬
‫‪70‬‬
‫العالم العربي من أمثال فؤاد زكريا ومحاربة دعوة أصحاب التجاه‬
‫السلمي أو المعتدلين ‪.‬‬
‫كما لحظت وجود تعاون كبير بين الجامعات اليهودية‬
‫ومراكز البحوث في إسرائيل مع المؤسسات العلمية المريكية‬
‫والغربية عموماً فمؤسسة راند مثلً تقدم منحة أو أكثر كل سنة لبعض‬
‫الباحثين اليهود ‪ .‬كما أن الباحثين اليهود يقومون بزيارات مستمرة‬
‫للجامعات المريكية للمشاركة في النشاطات الجامعية (الكاديمية)‪.‬‬
‫كما تسهم مؤسسة كونراد إديناور في تمويل بعض الندوات العلمية في‬
‫إسرائيل ‪ ،‬وهذه المؤسسة لها مكتب دائم في تونس وتمول بعض‬
‫الندوات التي تعقدها مؤسسة التميمي للبحث العلمي‪ .‬ومن الملحظ‬
‫أيضًا أن جامعة هارفارد تهتم بالباحثين اليهود وبعض الباحثين من‬
‫القليات في العالم السلمي كدعوتها منى مكرم عبيد ‪.‬وينبغي‬
‫ملحظة أن جامعة ليدن أسرعت في تقديم وظيفة أستاذ زائر لنصر‬
‫حامد أبو زيد مدة سنتين في الوقت الذي يمكن أن تمتنع عن تقديم‬
‫منحة بمبلغ ضئيل لباحث مسلم يمكن أن يفيد منها حقاً ‪ .‬ويلحظ أن‬
‫الذين يسيرون في تيار الغرب ويحاربون السلم ينالون من‬
‫المناصب الكاديمية ما ل يدركه أصحاب التجاه المتزن المعتدل‪.‬‬
‫ولعل مثال فؤاد عجمي وفضل الرحمن وفدوى ملطي دوغلس‬
‫وغيرهم يدل على ذلك‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الخ ات مة‬
‫تناول هذا البحث ثلثة محاور هي بعض المقررات التي تتم‬
‫دراستها في أقسام الدراسات السلمية أو الشرق أوسطية في بعض‬
‫الجامعات المريكية‪ ،‬وهي مجرد نموذج من الصعب الخروج‬
‫بتعميمات على هذه الدراسات ولكنه جدير بالملحظة‪.‬‬
‫كما اهتم هذا البحث بموضوع تمويل الدراسات العربية‬
‫السلمية وقد أكد البحث وجود ارتباط وثيق بين هذه الدراسات‬
‫والهداف السياسية الغربية من خلل التمويل السخي لهذا الفرع‬
‫المعرفي‪ .‬ولعل قيام العرب والمسلمين بتقديم التبرعات والدعم يساعد‬
‫في تعديل كفة هذه الدراسات وإزالة ما فيها من التحيز ضد العرب‬
‫والمسلمين ‪ ،‬ولكن هذا يحتاج إلى جهود كبيرة‪.‬‬
‫أما المحور الثالث فهو تقديم نماذج من أساتذة الدراسات‬
‫العربية السلمية في الجامعات المريكية مما استطاع الباحث‬
‫التعرف إليه ‪ .‬ولعل من أهم ما أثاره هذا البحث أن كل محور منها‬
‫يمكن أن يكون موضوع بحث دكتوراه أو بحث أكاديمي ميداني ‪،‬‬
‫ويمكن أن يضاف محور رابع وهو نوعية الطلب في هذا المجال فقد‬
‫تعرفت إلى طالب يعمل ضابطاً في الجيش المريكي منتدب لدراسة‬
‫الشرق الوسط في جامعة برنستون (ومع التأثير الصهيوني فأي علم‬
‫سيحصل عليه؟)‬

‫‪72‬‬
‫المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -‬بلنكنشب‪ ،‬خالد يحي " الدراسات السلمية في الجامعات‬
‫المريكية‪ ".‬في وقائع الندوة الولى للدراسات السلمية في‬
‫الجامعات المريكية ‪ ".‬معهد العلوم السلمية والعربية ‪ -‬جامعة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية ‪ .‬واشنطن ‪.1994‬‬
‫‪ -‬السباعي ‪ ،‬مصطفى‪.‬الستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم ‪.‬‬
‫ط ‪(3‬دمشق ‪ :‬المكتب السلمي‪)1405 ،‬‬
‫‪ -‬السماري‪ ،‬فهد بن عبد ال " مراكز دراسات الشرق الوسط‬
‫وعنايتها بالمسلمين " بحث مطبوع على اللة الكاتبة قدم للمؤتمر‬
‫السلمي الثاني ( المسلمون في الغرب)‪ ،‬لندن ‪ 3-1‬ربيع الخر ‪.1414‬‬
‫‪-‬الشرق الوسط‪ ،‬عدد ‪1994 /10/9 ،5765‬م‪.‬‬
‫‪-‬الشرق الوسط عدد ‪1994 /3/6 ،1414 /24/12 ،5666‬م‪.‬‬
‫‪ -‬صادق‪ ،‬يوشع " تدريس العلوم العربية بالجامعات المريكية‬
‫‪ ".‬المنشور في وقائع الندوة الولى للدراسات السلمية‬
‫والعربية في الجامعات المريكية‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمع (الكويت) عدد ‪ 743‬في ‪ 14‬ربيع الول ‪26 ، 1406‬‬
‫نوفمبر ‪ 1985‬ص‪ -‬ص ‪.32-28‬‬
‫‪ -‬ريشتارد ب‪ .‬ميتشل‪ .‬الخوان المسلمون ‪ .‬ترجمة محمود أبو‬
‫السعود‪ ،‬تعليق صالح أبو رقيق‪( .‬بدون ناشر‪.)1979 ،‬‬

‫‪73‬‬
: ‫ا لم را جع ا لجن بية‬
-Berger, Moroe. “ Middle East and North African Studies:
Development & Needs” In Middle Eastern Studies Bulletin.
Vol. 1, No. 2,November 15, 1967.
- Blankenship, Khalid Y. Curriculum Vitae by himself.
- Brown, L.C. International and the Middle East: old Games,
Dangerous Game. )Princeton: Princeton University Press, 1984(.
-Center for Middle Eastern Studies Calendar, Volume 14,No.2,
October 15,1996 and Volume 14,No.4, November 15,1996.
- Buillit, Richard . Curriculum Vitae by himself
- Gilsenan, Michael. Recognizing Islam: Religion and Society in
the Modern Arab World. )New York: Pantheon House( 1982
pp.7-8.
- Halpern, Manfred. The Politics of Social Change in the Middle
East and North Africa )Princeton: Princeton University Press,
1963(.

­ Hassan, Rifat. “ What does it mean to be a


Muslim on the Eve of the 21st Century” The
opening lecture at the First International
Conference on Islam and The 21st century.

­ Jackson, Sherman. Curriculum Vitae by


himself.

74
- Joffe, George (Ed), Morocco and Europe. )London Centre of
Near and Middle Eastern Studies, September 1989( Preface
page.
- Lewis, Bernard. “ The State of Middle Eastern Studies” in The
American Scholar.” vol. 48, Summer1979, Pp 365-382.
- =. Political Language of Islam. )Chicago and London: The
University of Chicago Press, 1988( p vii.
- Middle East Events in London, December1996/ January 1997.

­ = November 1996.

­ Said, Edward. Covering Islam. )London:


Routledge & Kegan Paul.1981(

­ Sonn Tamara. Curriculum Vitae by Sonn


herself.

75
1

You might also like