Professional Documents
Culture Documents
عقيد َة ُ ا َ
َ
َ ّ ْ ْ ّ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن ل إله إل الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ومولنا محمدا ً عبده ورسوله
سيد الولين والخرين ،اللهم فصل وسلم عليه وعلى سائر النبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين صلة
.وسلما دائمين متلزمين أبد البدين آمين
،وبعد
قد سألني بعض الصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصرا ً في عقيدة الئمة الربعة رحمة الله عليهم ورضوانه،
ليقرب على المتعلم درسه ويسهل على المبتدئ حفظه ويتبين بطلن قول كثير من أهل الزيغ والبدع -أخزاهم الله -
الذين انتسبوا إلى بعض من الئمة الربعة كالماتريدية والحباش وغيرهم ،ونسبوا إليهم عقيدة التعطيل بالتأويل
الباطل ،وهذا فرية بل مرية ،ومن شك في ذلك ،فليطالع "أصول البزدوي" و"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"
و"روح المعاني" و"الفقه البسط" و"شرح العقيدة الطحاوية" و"الجواهر المنفية في شرح وصية المام" و"ذم
الكلم" و"الصفات" و"الشريعة" و"العتقاد" و"التمهيد" و"عقيدة السلف أصحاب الحديث" و"الفتح" و"ترتيب
المدارك" و"آداب الشافعي" و"الحلية" و"السنن الكبرى" و"السماء والصفات" و"شرح السنة" و"إثبات صفة العلو"
و"العلو" و"مختصر العلو" و"مجموع الفتاوى" و"الرسالة" و"النتقاء" و"اللسان" و"ذم التأويل" و"الطبقات"
و"اجتماع الجيوش السلمية" و"السير" و"كتاب المحنة" و"مناقب الشافعي" و"السنة" و"سير أعلم النبلء"
و"تهذيب التهذيب" و"مناقب المام" و"درء تعارض العقل والنقل" و"طبقات الحنابلة" وأخيرا ً "شرح أصول اعتقاد
أهل السنة" يظهر له أن زعمه موقع له في خسران ،وإن ليس كل من انتسب إلى المام أبي حنيفة وبقية أئمة أهل
السنة والجماعة -رضوان الله عليهم -يعد ّ موافقا ً له في أصول الدين وفروعه ،بل هناك من كبار المبتدعة من
انتسب إلى المام أبي حنيفة ،وأبو حنيفة بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف ،فبالمقارنة بين المام أبي حنيفة
وأبي منصور الماتريدي والماتريدية يظهر إّنهما مختلفان في المنهج متباعدان في التطبيق في كثير من مسائل
العتقاد .فلم يكن الماتريدي والماتريدية على منهج المام أبي حنيفة في العتقاد وإن انتسبوا إليه في الفروع ،وإنه
ليس من منهج المام أبي حنيفة نوع من التشبيه أو التعطيل ،وكذلك ل يوجد في كلم المام تفويض مطلق ،بل الذي
ض مقي ّد ٌ بنفي العلم بالكيفّية فقط ل المعنى ،فقد أثبت المام جميع الصفات :ذاتّية كانت أو في كلم أبي حنيفة تفوي ٌ
ل ملتزما ً بمنهجه هذا أثناء التطبيق؛ فأبى أن ُيؤّول اليد بالقدرة أو النعمة ،والرضا
ف ،وظ ّ
ل ،أو تحري ٍ
ة بدون تأوي ٍ
فعلي ّ ً
بالثواب ،والغضب بالعقاب .وكذلك يزعم الحباش أنهم على مذهب المام الشافعي في الفقه والعتقاد ولكنهم في
الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب المام الشافعي -رضي الله عنه ،فهم ُيأولون صفات الله تعالى بل ضابط شرعي
فُيأولون الستواء بالستيلء كالمعتزلة والجهمية ،والمام الشافعي يثبت صفات الله بل كيف ول تعطيل ،وهذا هو
الصراط المستقيم في باب صفات الله إثبات بل تشبيه وتنزيه بل تعطيل .فعقيدة الئمة الربعة :أبي حنيفة ومالك
والشافعي وأحمد -رضوان الله عليهم -اعتقاد واحد ٌ في أصول الدين .وقد جمعت نصوص الئمة الربعة الواضحة في
سر وأعان على إتمام هذا ،فلل ّ ِ
ه بيان عقيدتهم ليعرف القارئ الكريم أنهم متفقون في باب العتقاد .والحمد لله الذي ي ّ
.وحده الفضل والمّنة
هو النعمان بن ثابت بن زوطي ,التيمي بالولء .أبو حنيفة .فقيه العراق وإمام الحنفية وأحد الئمة الربعة عند أهل
السنة .ولد ونشأ بالكوفة ,ولما شب تلقى الفقه على حماد بن أبي سليمان الشعري وسمع كثيرا من علماء التابعين
وروى عنهم كعطاء ابن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر والشعبي والزهري وغيرهم .وروى عنه جماعة منهم ابنه حماد
وزفر والهذيل ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف القاضي وغيرهم .كان زاهدا ورعا ,أراده يزيد بن هبيرة ,أمير
العراق ,أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع وقال :لن
أصلح للقضاء ,فحلف عليه المنصور ليفعلن ,فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل ,فحبسه المنصور إلى أن مات ,وقيل إنه
قتله بالسم وقيل إنه توفي وهو يصلي .كان واسع العلم في كل العلوم السلمية وهو الذي تجرد لفرض المسائل
وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعا ً زاد في فروعه ,وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده
ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها .وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله,
فل يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إل إذا رواه جماعة عن جماعة ,أو إذا اتفق فقهاء المصار على
العمل به .توفي في بغداد عن سبعين سنة] .العلم ج 9ص ،4تاريخ بغداد ج 13ص ،378 -323وفيات العيان ج 5
ص ،405المسعودي ج 3ص ،304البداية والنهاية ج 10ص ،107تذكرة الحفاظ ج 1ص 168العبر ج 1ص ،214
النجوم الزاهرة ج 2ص ،12مروج الذهب ج 3ص ،304المعارف ص ،495دائرة المعارف السلمية :مادة أبو
]حنيفة
قال المام أبو حنيفة :ل يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ،وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بل كيف ،وهو قول )1
أهل السنة والجماعة ،وهو يغضب ويرضى ول يقال :غضبه عقوبته ،ورضاه ثوابه .ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد
لم يلد ولم يولد ولك يكن له كفوا ً أحد ،حي قادر سميع بصير عالم ،يد الله فوق أيديهم ،ليست كأيدي خلقه ،ووجهه
]ليس كوجوه خلقه] .الفقه البسط ص 56
قال المام أبو حنيفة :وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن ،فما ذكره الله تعالى في القرآن ،من )2
ل الصفة ،وهو قولذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بل كيف ،ول يقال :إن يده قدرته أو نعمته؛ لن فيه إبطا َ
]أهل القدر والعتزال… ]الفقه الكبر ص 302
سك )3
قال البزدوي :العلم نوعان علم التوحيد والصفات ،وعلم الشرائع والحكام .والصل في النوع الول هو التم ّ
سنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السّنة والجماعة ،وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك
بالكتاب وال ّ
سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم .وقد صنف أبو حنيفة -رضي الله عنه -في ذلك كتاب الفقه
الكبر ،وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله] .أصول البزدوي ص ،3كشف السرار هن أصول
]البزدوي ج 1ص 8 ،7
قال المام أبو حنيفة :ل ينبغي لحد أن ينطق في ذات الله بشيء ،بل يصفه بما وصف به نفسه ،ول يقول فيه )4
برأيه شيئا ً تبارك الله تعالى ر ّ
ب العالمين] .شرح العقيدة الطحاوية ج 2ص 427تحقيق د .التركي وجلء العينين ص
]368
سئل المام أبو حنيفة عن النزول اللهي ،فقال :ينزل بل كيف] .عقيدة السلف أصحاب الحديث ص ،42السماء )5
]والصفات للبيهقي ص ،456وسكت عليه الكوثري ،شرح الطحاوية ص ،245شرح الفقه الكبر للقاري ص 60
ى القاري بعد ذكره قول المام مالك" :الستواء معلوم والكيف مجهول…" :اختاره إمامنا العظم – )6 قال المل ّ عل ّ
أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من اليات والحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات.
فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ ْ َتع ّ
قل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها .فإذا كان
ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات .والعصمة الّنافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه،
ووصفه به رسوله من غير تحريف ول تعطيل ومن غير تكييف ول تمثيل ،بل يثبت له السماء والصفات وينفي عنه
مشابهة المخلوقات ،فيكون إثباتك منزها ً عن التشبيه ،ونفيك منّزها ً عن التعطيل .فمن نفى حقيقة الستواء فهو
حدمعطل ومن شّبهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشّبه ،ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو المو ّ
]المنزه] .مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج 8ص 251
ن فيه إبطال صفة ،وهو قول أهل القدر والعتزال] .الفقه )7
قال المام أبو حنيفة :ول يقال إن يده قدرته أو نعمته ل ّ
]الكبر ص 302
قال المام أبو حنيفة:وهو يغضب ويرضى ول يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه] .الفقه البسط ص ،56وسكت عليه )8
]محقق الكتاب الكوثري
ي :أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء العلم وأساطين السلم المساك عن التأويل مطلقا ً )9 قال اللوسي الحنف ّ
ي ،ومحمد بن الحسن، مع نفي الّتشبيه والتجسيم .منهم المام أبو حنيفة ،والمام مالك ،والمام أحمد ،والمام الشافع ّ
ي ،وعبد الله بن المبارك ،وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري ،وإسحاق بن وسعد بن معاذ المروز ّ
هويه ،ومحمد بن إسماعيل البخاري ،والترمذي ،وأبو داود السجستاني] ..روح المعاني ج 6ص 156 ]را ُ
قال المام أبو حنيفة :ول يشبه شيئا ً من الشياء من خلقه ،ول يشبهه شيء من خلقه ،لم يزل ول يزال بأسمائه )10
]وصفاته] ...الفقه الكبر ص 301
قال المام أبو حنيفة :وصفاته بخلف صفات المخلوقين يعلم ل كعلمنا ،ويقدر ل كقدرتنا ،ويرى ل كرؤيتنا ،ويسمع )11
]ل كسمعنا ،ويتكّلم ل ككلمنا] ...الفقه الكبر ص 302
]قال المام أبو حنيفة :ل يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين] .الفقه البسط ص 12) 56
قال المام أبو حنيفة :وصفاته الذاتية والفعلية :أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلم والسمع والبصر )13
والرادة ،وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والنشاء والبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ول يزال
]بأسمائه وصفاته] .الفقه الكبر ص 301
قال المام أبو حنيفة :ولم يزل فاعل ً بفعله ،والفعل صفة في الزل ،والفاعل هو الله تعالى ،والفعل صفة في )14
]الزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق] .الفقه الكبر ص 301
قال المام أبو حنيفة :من قال ل أعرف ربي في السماء أم في الرض فقد كفر ،وكذا من قال إنه على العرش15) ،
ول أدري العرش أفي السماء أم في الرض] .الفقه البسط ص ،49مجموع الفتاوى لبن تيمية ج 5ص ،48اجتماع
الجيوش السلمية لبن القيم ص ،139العلو للذهبي ص ،102 ،101العلو لبن قدامة ص ،116شرح الطحاوية لبن
]أبي العز ص 301
قال المام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟ قال :إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون )16
م{ ]سورة الحديد :الية [4قال :هو كما تكتب للرجل إني معكمعَك ُ ْ
الرض ،فقال رجل :أرأيت قول الله تعالى} :وَهُوَ َ
]وأنت غائب عنه] .السماء والصفات ص 429
]قال المام أبو حنيفة :والقرآن غير مخلوق] .الفقه الكبر ص 17) 301
قال المام أبو حنيفة :ونقر بأن القرآن كلم الله تعالى غير مخلوق] .الجواهر المنفية في شرح وصية المام ص )18
]10
]قال المام أبو حنيفة :ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة] .شرح الوصية ص 19) 10
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الصبحي ،ينتهي نسبه إلى ذي أصبح ،وهي قبيلة من اليمن .أبو عبد الله.
قدم أحد أجداده من اليمن إلى المدينة وسكنها ،وكان جده أبو عامر من أصحاب رسول الله ،شهد معه المغازي كلها
ما عدا بدرا .هو أحد الئمة الربعة عند أهل السنة ،وإليه تنسب المالكية .أخذ العلم عن نافع مولى عبد الله بن عمر،
وأخذه عن ابن شهاب الزهري ،وأما شيخه في الفقه فهو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي .كان مالك
إماما في الحديث ،وكان مجلسه مجلس وقار وحلم ،وكان رجل مهيبا ،ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط.
حدث عنه كثير من الئمة ،منهم ابن المبارك والوزاعي والليث بن سعد والشافعي .قال البخاري .أصح الحاديث عن
مالك عن نافع عن ابن عمر .كان يعتمد في فتياه على كتاب الله ثم على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ثبت
عنده منهما ،وكان يعطي لما جرى عليه العمل في المدينة أهمية كبرى ،ول سيما عمل الئمة وفي مقدمتهم
الشيخان :أبو بكر وعمر .حمل إلى جعفر بن سليمان العباسي ،والي المدينة فضربه سبعين سوطا لنه أفتى بعدم
لزوم طلق المكره ،وهي فتوى ذات وجه سياسي ،لنها تسري إلى أيمان البيعة التي أحدثوها ،وكانو يكرهون الناس
على الحلف بالطلق عند المبايعة ،فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم .سئل مالك عن البغاة
أيجوز قتالهم؟ فقال :يجوز قتالهم إن خرجوا على خليفة مثل عمر بن عبد العزيز ،فقيل له :إن لم يكن مثله ،قال:
دعهم ينتقم الله من ظالم بظالم ،ثم ينتقم من كليهما ،فكانت هذه الفتوى سبب محنته .استند في إبطال يمين
المكره على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه .ولما بلغ الخليفة
ما فعل والي المدينة بمالك أنكره وعزل جعفر بن سليمان عن المدينة وأمر أن يؤتى به إلى بغداد محمول على قتب
)أي على جمل( .ثم لقي المنصور مالكا في موسم الحج سنة 163هـ واجتمع به في منى واعتذر إليه وطلب منه أن
يدون علمه في كتاب يتجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشواذ عبد الله بن مسعود ،وأن
يقصد إلى أواسط المور وما اجتمع عليه من الئمة والصحابة ،وأمر له بألف دينار وكسوة ،فصنف مالك الموطأ وهو
أول كتاب ظهر في الفقه السلمي .ومن كتبه )المدونة( وهي مجموعة رسائل من فقه مالك جمعها تلميذه أسد بن
الفرات أقام مالك بالمدينة ولم يرحل منها إلى بلد آخر ،وقد وجه إليه الرشيد ليأتيه فيحدثه ،فقال :العلم يؤتى،
فقصده الرشيد إلى منزله ،وجلس بين يديه فحدثه .أكثر من رحل إليه المصريون والمغربيون من أهل أفريقية
والندلس ،وهم الذين نشروا مذهبه في شمال أفريقية وفي الندلس ،ثم ظهر مذهبه في البصرة وبغداد وخراسان
بواسطة فقهاء رحلوا إليه من تلك البلد .توفي في المدينة عن 86عاما ودفن بالبقيع] .العلم ج 6ص ،128البداية
والنهاية ج 10ص ،174المامة والسياسة لبن قتيبة ج 2ص ،180-178تذكرة الحفاظ ج 1ص ،207شذرات
]الذهب ج 1ص ،289الفهرست ص ،286وفيات العيان ج 4ص ،135المعارف ص 498
عن وليد بن مسلم قال :سألت مالكًا ،والثوري ،والوزاعي ،والليث بن سعد عن الخبار في الصفات؛ فقالوا أ ِ
مّروها )2
كما جاءت] .الصفات للدارقطني ص ،75الشريعة للجري ص ،314العتقاد للبيهقي ص ،118التمهيد لبن عبد البر
]ج 7ص 149
ن عََلى ال ْعَْر ِ
ش )5 م ُ
ح َ
عن جعفر بن عبد الله قال :كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال :يا أبا عبد الله} ،الّر ْ
وى{ ]سورة طه :الية [5كيف استوى؟ فما وجد -جاء في لسان العرب ج 3ص :446وجد عليه في الغضب ست َ َ
ا ْ
ي أي ل تغضب من سؤالي -مالك من دة ووجدانا ً غضب ،وفي حديث اليمان ،إني سائلك فل تجد عل ّ
ج َ جد ُ وجدا ً و َ
موْ ِ يُ ِ
شيء ما وجد من مسألته ،فنظر إلى الرض ،وجعل ينكت بعودٍ في يده عله الرحضاء -يعني العرق -ثم رفع رأسه
ورمى بالعود ،وقال :الكيف منه غير معقول ،والستواء منه غير مجهول ،واليمان به واجب ،والسؤال عنه بدعة،
وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج] .الحلية لبي نعيم ج 6ص ،325عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص
،18-17التمهيد ج 7ص ،151السماء والصفات للبيهقي ص ،407قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج 13ص ،406
] :407إسناده جيد .وصححه الذهبي في العلو ص 103
عن يحيى بن الربيع قال :كنت عند مالك ابن أنس ،ودخل عليه رجل فقال :يا أبا عبد الله ،ما تقول فيمن يقول )6
القرآن مخلوق؟ فقال مالك :زنديق فاقتلوه .فقال :يا أبا عبد الله ،إنما أحكي كلما ً سمعته .فقال :لم أسمعه من أحد،
ظم هذا القول] .الحلية لبي نعيم ج 6ص ،325شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة إنما سمعته منك ،وع ّ
]لللكائي ج 1ص ،249ترتيب المدارك للقاضي عياض ج 2ص 44
عن عبد الله بن نافع قال :كان مالك بن أنس يقول :من قال القرآن مخلوق ،يوجع ضربًا ،ويحبس حتى يتوب7) .
]]النتقاء ص 35
عن عبد الله بن نافع قال :قال مالك :الله في السماء ،وعلمه في كل مكان] .مسائل المام أحمد لبي داود ص )8
] ،263السنة لعبد الله بن أحمد ص ) 11الطبعة القديمة( ،التمهيد لبن عبد البر ج 7ص 138
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي ،بن عبد المطلب بن مناف .أبو عبد الله.
موطن أبيه مكة خرج أبوه إلى غزة فولد له ابنه محمد ،فعادت به أمه إلى مكة وهي يمانية من الزد ،وهو ابن سنتين
بعد وفاة أبيه .استظهر القرآن في صباه ،ثم خرج إلى قبيلة هذيل بالبادية ،وكانوا من أفصح العرب ،فحفظ كثيرا من
أشعارهم ،ثم عاد إلى مكة وقد أفاد فصاحة وأدبا .لزم مكة وقرأ على مسلم بن خالد الزنجي ،وهو يومئذ شيخ الحرم
المكي ومفتيه ،حتى أذن له أن يفتي .ثم أتى المام مالكا في المدينة فقرأ عليه الموطأ فاكتسب فقها من مسلم
وحديثا من مالك .رحل إلى اليمن وولي عمل لقاضيها مصعب بن عبد الله القرشي ،وكانت اليمن مهدا لكثير من
الشيعة ،فاتهم بالتشيع ،وكان الخليفة آنئذ هارون الرشيد ،فحمل إليه ،وهو في مدينة الرقة مع جماعة من المتهمين،
وقد تعرض بهذه التهمة لخطر شديد ،لول حاجب الرشيد الفضل بن الربيع ،فدافع عنه حتى أثبت براءته ،وتكلم
الشافعي أمام الرشيد فأعجب به وأمر بإطلقه ووصله ،وكان ذلك عام 184هـ .انتهز الشافعي فرصة وجوده بالعراق
فدخل بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني ،صاحب أبي حنيفة ،فأنزله عنده وأخذ الشافعي عنه واطلع على كتب
فقهاء العراق واكتسب من فقههم ،فجمع بين طريقة الفقهاء وطريقة أهل الحديث وكانت له مناظرات مع محمد بن
الحسن مملوءة بكتب الشافعي .عاد بعد ذلك إلى مكة وكانت محجة العلماء من سائر القاليم ،فاستفاد وأفاد وناظر
وأخذ عنه كثيرون ،ثم رحل إلى بغداد سنة 195هـ في خلفة المين ،وأخذ عنه علماء العراق ،وأملى هناك كتبه في
مذهبه )العراقي أو القديم( ،واجتمع بعلماء بغداد وأئمتها ومنهم المام أحمد بن حنبل ،ثم عاد إلى مكة وقد انتشر
ذكره في بغداد وانتحل طريقته كثير من علمائها .في سنة 198هـ عاد إلى العراق في رحلته الثالثة إليه ،ومكث في
العراق قليل وسافر منه إلى مصر ،فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم ،وكان من أصحاب مالك،
وكانت طريقة مالك منتشرة بين المصريين ،وفي مصر صنف كتاب )الم( وهو من كتبه الجديدة التي أملها مع كتابه
)الرسالة( في الصول .والشافعي هو أحد الئمة الربعة .وقد نشر مذهبه بنفسه بما قام به من رحلت ،وهو الذي
كتب كتبه بنفسه وأملها على تلميذه ولم يعرف هذا لغيره من كبار الئمة .والشافعي شاعر مقل ،قريب المعاني،
سهل السلوب ،نجد في بعض مقطوعاته روح الشاعر .هو أول من صنف في أصول الفقه وأول من قرر ناسخ
الحديث من منسوخه .من تصانيفه :كتاب الم ،رسالة في أصول الفقه ،سبيل النجاة ،ديوان شعره وغير ذلك .توفي
في مصر عن 54سنة] .العلم ج 6ص ،249تاريخ بغداد ج 2ص ،73-56وفيات العيان ج 4ص ،163تذكرة
الحفاظ ج 1ص ،361شذرات الذهب ج 2ص ،9حسن المحاضرة ج 1ص ،303البداية والنهاية ج 10ص ،251
العبر ج 1ص ،243حلية الولياء ج 9ص ،63طبقات الشافعية ص ،6معجم الدباء ج 6ص ،367الفهرست ص
]294
:عقيدة المام ابن إدريس الشافعي -رضي الله عنه -في التوحيد
ه ،أو باسم من أسمائه ،فحنث؛ فعليه الكفارة .ومن حلف )1عن الربيع بن سليمان قال :قال الشافعي :من حلف بالل ِ
ه ،مثل أن يقول الرجل :والكعبة ،وأبي ،وكذا وكذا ما كان ،فحنث؛ فل كفارة عليه .ومثل ذلك قوله: بشيء غير الل ِ
لعمري ..ل كفارة عليه .ويمين بغير اللهِ فهي مكروهة ،منهي عنها من قبل قول الرسول -صلى الله عليه وسلم :إن
ل نهاكم أن تحِلفوا بأبائكم ،فمن كان حالفا ً فليحِلف بالله أو ليسكت] .مناقب الشافعي ج 1ص [405 ه عّز وج ّ
الل َ
ه ،فحنث؛ فعليه الكفارة] .آداب الشافعي لبن
ِ الل باسم حلف فمن مخلوقة؛ غير ِ ه الل أسماء بأن ذلك الشافعي وعلل
أبي حاتم ص ،193الحلية لبي نعيم ج 9ص ،112السنن الكبرى للبيهقي ج 10ص ،28السماء والصفات للبيهقي
]ص ،256 ،255شرح السنة للبغوي ج 1ص ،188والعلو للذهبي ص ،121ومختصره لللباني ص 77
عن الشافعي أنه قال :القول في السنة التي أنا عليها ،ورأيت أصحابنا عليها ،أهل الحديث الذين رأيتهم ،وأخذت )2
عنهم مثل سفيان ،ومالك ،وغيرهما :القرار بشهادة أن ل إله إل الله ،وأن محمدا ً رسول الله ،وأن الل َ
ه تعالى على
عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ،وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء] .اجتماع الجيوش
السلمية لبن القيم ص ،165إثبات صفة العلو ص ،124مجموع الفتاوى ج 4ص ،183-181والعلو للذهبي ص
] ،120ومختصره لللباني ص 176
عن المزني قال :قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري ،وما تعّلق به خاطري من أمر التوحيد؛ فالشافعي ،فصرت )3
إليه وهو في مسجد مصر ،فلما جثوت بين يديه ،قلت :هجس في ضميري مسألة في التوحيد ،فعلمت أن أحدا ً ل يعلم
ه فيه فرعون، علمك ،فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال :أتدري أين أنت؟ قلت :نعم .قال :هذا الموضع الذي أغرق الل ُ
أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت :ل ،قال :هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت:
خِلق؟ قلت :ل، م ُ ل ،قال :أتدري كم نجما ً في السماء؟ قلت :ل ،قال :فكوكب منها تعرف جنسه ،طلوعه ،أفوله ،م ّ
قال :فشيٌء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت
ه
م ُعل ْ َ
ه ،فلم أصب في شيء منه ،فقال :شيٌء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع ِ فيها ،ففّرعها على أربعة أوج ٍ
ن
م ُ ح َه إ ِل ّ هُوَ الّر ْ حد ٌ ل ّ إ ِل َ َ م إ ِل َ ٌ
ه َوا ِ وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك .فارجع إلى قول اللهِ تعالى} :وَإ َِلـهُك ُ ْ
ري ِفي ال ْب َ ْ ك ال ِّتي ت َ ْفل ْ ِ
ل َوالن َّهارِ َوال ْ ُ َ
ع{ ]سورة ف ُ
ما َين َ حرِ ب ِ َ ج ِ ف الل ّي ْ ِ
خت ِل َ ِ
ض َوا ْ
ت َوالْر ِ
ماَوا ِ
س َ خل ْ ِ
ق ال ّ ن ِفي َ
م } {163إ ِ ّ
حي ُ
الّر ِ
البقرة :اليتان [164 ،163فاستدل بالمخلوق على الخالق ،ول تتكلف على ما لم يبلغه عقلك] .سير أعلم النبلء ج
] 10ص 31
قال الشافعي في كتابه الرسالة :والحمد لله ...الذي هو كما وصف به نفسه ،وفوق ما يصفه به خلقه] .الرسالة )5
]ص 8 ،7
عن الشافعي إنه قال :نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ،ووردت بها السنة ،وننفي التشبيه عنه ،كما نفى عن )6
يٌء{ ]سورة الشورى :الية ] [11السير للذهبي ج 20ص 341 مث ْل ِهِ َ
ش ْ ]نفسه ،فقال } :ل َي ْ َ
س كَ ِ
ن{ )7
جوُبو َ
ح ُ مئ ِذٍ ل ّ َ
م ْ م ي َوْ َ
عن ّرب ّهِ ْ ل} :ك َّل إ ِن ّهُ ْ
م َ عن الربيع بن سليمان قال :سمعت الشافعي يقول في قول الله عّز وج ّ
]سورة المطففين :الية [15أعلمنا بذلك أن ثم قوما ً غير محجوبين ،ينظرون إليه ،ل يضامون في رؤيته] .النتقاء ص
]79
عن الربيع بن سليمان قال :حضرت محمد ابن إدريس الشافعي ،جاءته رقعة من الصعيد فيها :ما تقول في قوله )8
ن{ ]سورة المطففين :الية [15قال الشافعي :فلما حجبوا هؤلء في جوُبو َ
ح ُ مئ ِذ ٍ ل ّ َ
م ْ م ي َوْ َ
عن ّرب ّهِ ْ تعالى} :ك َّل إ ِن ّهُ ْ
م َ
ه. ً
السخط؛ كان هذا دليل على أنه يرنه في الرضا .قال الربيع :قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال :نعم به أدين الل َ
]]شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللكائي ج 2ص 506
عن الجارودي قالُ :ذكر عند الشافعي ،إبراهيم بن إسماعيل بن ع ُل َّية ]قال عنه الذهبي :جهمي هالك كان يناظر )9
ويقول بخلق القرآن .ميزان العتدال ج 1ص ،20وانظر ترجمته في لسان الميزان ج 1ص [35 ،34فقال :أنا
مخالف له في كل شيء ،وفي قوله ل إله إل الله ،لست أقول كما يقول .أنا أقول :ل إله إل الله الذي كّلم موسى
ه الذي خلق كلما ً أسمعه موسى من وراء حجاب. عليه السلم تكليما ً من وراء حجاب ،وذاك يقول ل إله إل الل ُ
]]النتقاء ص ،79والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي ،اللسان ج 1ص 35
عن الربيع بن سليمان ،قال الشافعي :من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر] .شرح أصول اعتقاد أهل السنة )10
]والجماعة لللكائي ج 1ص 252
عن أبي محمد الزبيري قال :قال رجل للشافعي ،أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي :اللهم ل ،قال11) :
فمخلوق؟ قال الشافعي :اللهم ل .قال :فغير مخلوق؟ قال الشافعي :اللهم نعم ،قال :فما الدليل على أنه غير
مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال :تقر بأن القرآن كلم الله؟ قال :نعم .قال الشافعي :سبقت في هذه الكلمة،
شركين استجار َ َ قال الله تعالى ذكره} :وإ َ
ه{ ]سورة التوبة :الية } [6وَك َل ّ َ
م م الل ّ ِ
معَ ك َل َ َ
س َ
حّتى ي َ ْ ك فَأ ِ
جْره ُ َ ن ال ْ ُ
م ْ ِ ِ َ ْ َ َ َ م َ
حد ٌ ّ
نأ ََِ ْ
سى ت َك ِْليمًا{ ]سورة النساء :الية [164قال الشافعي :فتقر بأن الله كان ،وكان كلمه؟ أو كان الله ،ولم يكن مو َ
ه ُ الل ّ ُ
كلمه؟ فقال الرجل :بل كان الله ،وكان كلمه .قال :فتبسم الشافعي وقال :يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من
ه ،أو غير ه ،أو سوى الل ِ
القول إذا كنتم تقّرون بأن الله كان قبل القبل ،وكان كلمه .فمن أين لكم الكلم :إن الكلم الل ُ
ه؟ قال :فسكت الرجل وخرج] .مناقب الشافعي ج 1ص 408 ،407 ه ،أو دون الل ِ
]الل ِ
وفي جزء العتقاد المنسوب للشافعي -من رواية أبي طالب الُعشاري -ما نصه قال :وقد سئل عن صفات الله )12
ل ،وما ينبغي أن يؤمن به ،فقال :للهِ تبارك وتعالى أسماء وصفات ،جاء بها كتابه وخّبر بها نبيه -صلى الله عليه عّز وج ّ
ح عنده قول النبي -صلى جة أن القرآن نزل به ،وص ّ ل قامت لديه الح ّ وسلم -أمته ،ل يسع أحدا ً من خلق الله عّز وج ّ
ل .فأما جة عليه ،فهو كافر بالله عّز وج ّ الله عليه وسلم -فيما روى عنه ،العدل خلفه ،فإن خالف ذلك بعد ثبوت الح ّ
قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر؛ فمعذور بالجهل؛ لن علم ذلك ل يدرك بالعقل ،ول بالدراية والفكر .ونحو ذلك
ن{ ]سورة المائدة :الية [64وأن له سوط ََتا ِ مب ْ ُ
داهُ َ ل يَ َ ل} :ب َ ْ
ل أنه سميع وأن لد يدين بقوله عّز وج ّ إخبار الله عوّ وج ّ
ل ه{ ]سورة الزمر :الية [67وأن له وجها ً بقوله عّز وج ّ
ل} :ك ُ ّ ن مي يب ت يا وْ طم ت
َ ّ َ ُ َ ِّ ٌ َِ ِ ِ ِواسما وال} ل:ّ يمينا ً بقوله عّز وج
م{ ]سورة الرحمن: را ْ ك ْ
ل وا للَ جْ لا ذوُ َ
ك ب ر ه ج و قى َ بي و} وقوله: [ 88 الية القصص: ]سورة ه{ج َ ُ
ه ك إ ِّل وَ ْ
هال ِ ٌ
يٍء َ َ
ش ْ
َ ِ َ ِ َ ِ َ ْ ُ َ ّ ََْ
دمه ".يعني جهنم؛ لقوله - الية [27وأن له قدما ً بقوله -صلى الله عليه وسلم" :حتى يضع الرب عّز وج ّ
ل فيها ق َ
ل وهو يضحك إليه ".وأنه يهبط كل صلى الله عليه وسلم -للذي قُِتل في سبيل الله عّز وج ّ
ل أنه" :لقي الله عّز وج ّ
ليلة إلى السماء الدنيا ،بخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم -بذلك ،وأنه ليس بأعور لقوله النبي -صلى الله عليه
وسلم -إذ ذكر الدجال فقال" :إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور" ،وأن المؤمنين يرون ربهم عّز وج ّ
ل يوم القيامة
بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر ،وأن له إصبعا ً بقوله -صلى الله عليه وسلم" :ما من قلب إل ّ هو بين إصبعين
ل بها نفسه ،ووصفه بها رسول الله -صلى الله ل" وإن هذه المعاني التي وصف الله عّز وج ّ من أصابع الرحمن عّز وج ّ
عليه وسلم -ل ُتدَرك حقيقتها تلك بالفكر والدراية ،ول يكفر بجهلها أحد إل بعد انتهاء الخبر إليه به ،وإن كان الوارد
سماع؛ وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه ،كما بذلك خبرا ً يقول في الفهم مقام المشاهدة في ال ّ
عاين وسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم ،ولكن نثبت هذه الصفات ،وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه
صيُر{ ]سورة الشورى :الية ...[11آخر العتقاد] .ذم التأويل ميعُ الب َ ِ
س ِ
يٌء وَهُوَ ال ّ
ش ْ س كَ ِ
مث ْل ِهِ َ تعالى ذكره فقال } :ل َي ْ َ
لبن قدامة ص ،124الطبقات لبن أبي يعلى ج 1ص ،283اجتماع الجيوش السلمية لبن القيم ص ،165السير
]للذهبي ج 10ص 79
هو أحمد بن حنبل بن هلل الذهلي الشيباني المروزي البغدادي .أبو عبد الله .أصله من مرو ولد في بغداد وفيها تعلم.
رحل إلى الكوفة و البصرة وإلى الشام والحجاز واليمن ،وعني في هذه السفار بطلب الحديث ،ثم عاد إلى بغداد.
ولما قدم الشافعي إلى بغداد تفقه عليه ،ثم اجتهد لنفسه .صاحب المذهب الحنبلي والمام في الحديث والفقه .وقف
وقفته المشهورة في المحنة بخلق القرآن ،وتزعم الفريق الذي عارض هذه الفكرة واحتمل مع أصحابه كثيرا من
الذى والضرر ،فقد أمر المعتصم بضربه بالسياط ،فضرب حتى تمزق جسمه وحبس نحو ثمانية وعشرين شهرا ً وهو
في العذاب ،ثابت محتسب ،فلما علموا أنه ل يجيب أطلقوا سراحه .في عهد الخليفة الواثق بالله منع من الفتيا وأمر
أن يختفي ،فلزم بيته حتى مات الواثق فارتفعت المحنة في عهد الخليفة المتوكل وتلشت فكرة خلق القرآن وقد
أظهر المتوكل إكرامه له ،فاستدعاه إليه وأكرمه وأمر له بجائزة كبيرة فلم يقبلها ،وخلع عليه خلعة سنية فاستحيا منه
أحمد فلبسها إلى الموضع الذي كان نازل فيه ،ثم نزعها نزعا ً عنيفا ً وهو يبكي ،وجعل المتوكل يرسل إليه في كل يوم
من طعامه الخاص ويظن أنه يأكل منه ،ولكنه كان صائما ً طاويا ً تلك اليام حتى غادر سامراء وعاد إلى بغداد .سمع
الحديث من أكابر المحدثين وشيوخ بغداد وروى عنه البخاري ومسلم وطبقتهما ،وكان إمام أهل الحديث في عصره،
وعداده في رجال الحديث أثبت منه في عداد الفقهاء .من تصانيفه :المسند ويحتوي على نيف وأربعين ألف حديث.
كتاب طاعة الرسول .كتاب الناسخ والمنسوخ .كتاب العلل ،كتاب الجرح والتعديل ،وغير ذلك .توفي عن 77سنة.
]العلم ج 1ص ،192تاريخ بغداد ج 4ص ،412البداية والنهاية ج 10ص ،316شذرات الذهب ج 2ص ،96وفيات
]العيان ج 1ص ،63العبر ج 1ص ،435الفهرست ص ،320دائرة المعارف السلمية :مادة ابن حنبل
]إن المام أحمد سئل عن التوكل ،فقال :قطع الستشراف بالياس من الخلق] .طبقات الحنابلة ج 1ص 1) 416
عن أبي بكر المروذي قال :سألت أحمد بن حنبل عن الحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والسراء )3
وقصة العرش فصححها ،وقال :تلقتها المة بالقبول وتمر الخبار كما جاءت] .مناقب الشافعي لبن أبي حاتم ص
]182
قال عبد الله بن أحمد :إن أحمد قال :من زعم أن الله ل يتكلم فهو كافر ،إل ّ أننا نروي هذه الحاديث كما جاءت4) .
]]طبقات الحنابلة ج 1ص 56
عن حنبل أنه سأل المام أحمد عن الرؤية فقال :أحاديث صحاح ،نؤمن بها ،ونقر ،وكل ما روي عن النبي -صلى )5
الله عليه وسلم -بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر] .شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللكائي ج 2ص ،507
]السنة ص 71
قال المام أحمد :نحن نؤمن بأن الله على العرش ،كيف شاء ،وكما شاء ،بل حد ،ول صفة يبلغها واصف أو يحده )8
]أحد؛ فصفات اللهِ منه وله ،وهو كما وصف نفسه ،ل تدركه البصار] .درء تعارض العقل والنقل لبن تيمية ج 2ص 30
ه ل ُيرى في الخرة فهو كافر مكذب بالقرآن] .طبقات الحنابلة ج 1ص 9) ،59
قال المام أحمد :من زعم أن الل َ
]145