You are on page 1of 858

‫إعداد‬

‫د‪ /‬عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله‬

‫المقدمة‬
‫)الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة مممن‬
‫الرسل بقايا من أهل العلم يدعون مممن ضممل إلممى‬
‫الهدى‪ ،‬ويصبرون منهم على الذى‪ ،‬يحيون بكتمماب‬
‫‪5‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمممى‪ ،‬فكممم‬
‫من قتيل لبليس قد أحيوه‪ ،‬وكم من ضال تائهٍ قممد‬
‫هدوه‪ ،‬فما أحسن أثرهم علممى النمماس‪ ،‬وأقبممح أثممر‬
‫النمماس عليهممم‪ ،‬ينفممون عممن كتمماب اللممه تحريممف‬
‫الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين‪ .‬الممذين‬
‫عقدوا ألوية البدعممة‪ ،‬وأطلقمموا عقممال الفتنممة فهممم‬
‫مختلفون في الكتاب‪ ،‬مخالفون للكتماب مجمعمون‬
‫على مفارقة الكتاب يقولون على الله‪ ،‬وفي اللممه‪،‬‬
‫وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشممابه مممن‬
‫الكلم‪ ،‬ويخممدعون جهممال النمماس بممما يشممبهون‬
‫عليهم‪ ،‬فنعوذ بالله من فتن المضلين()‪.(1‬‬
‫والصممملة والسممملم علمممى المبعممموث رحممممة‬
‫للعالمين‪ ،‬وحجة على الخلق أجمعيممن نبينمما محمممد‬
‫وعلى آله وصممحبه أجمعيممن ومممن تبعهممم بإحسممان‬
‫إلى يوم الدين‪...‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫دا ‪ ‬فممي‬ ‫فقد )كان الناس لما بعث الله محم ً‬
‫ضلل عظيم‪ ،‬كما فممي صممحيح مسمملم مممن حممديث‬

‫)( هذه هي خطبة المام أحمممد ‪-‬رحمممه اللممه‪ -‬فممي كتمماب‬ ‫‪1‬‬

‫الرد على الجهميممة والزنادقممة الممذي صممنفه فممي محبسممه‬


‫ورأيممت مناسممبتها لهممذا الموضمموع‪ ...‬الممرد علممى الجهميممة‬
‫والزنادقة ‪ .14 ،13‬انظر المنهاج ‪.5/273‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪6‬‬
‫الرافضة‬
‫عياض بن حمممار)‪ (1‬عممن النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪» :‬إن‬
‫الله نظر إلى أهل الرض فمقتهم عربهههم‬
‫وعجمهم إل بقايهها مههن أهههل الكتههاب‪ ،‬وإن‬
‫ربي قال لي‪ :‬قههم فههي قريههش فأنههذرهم‪،‬‬
‫فقلههت‪ :‬أي رب إذن يثلغههوا رأسههي حههتى‬
‫يدعوه خبزة‪ ،‬فقههال‪ :‬إنههي مبتليههك ومبتههل‬
‫بههك ومنههزل عليههك كتاب ًهها ل يغسههله المههاء‪،‬‬
‫دا ابعههث‬‫ما ويقظان‪ ،‬فههابعث جن ه ً‬ ‫تقرؤه نائ ً‬
‫مثيلهم‪ ،‬وقاتل بمههن أطاعههك مههن عصههاك‪،‬‬
‫وأنفههق أنفههق عليههك‪ ،‬وقههال‪ :‬إنههي خلقههت‬
‫عبهههادي حنفهههاء فاجتهههالتهم الشهههياطين‬
‫وحرمت عليهم ما أحللههت لهههم‪ ،‬وأمرتهههم‬
‫أن يشههههركوا بههههي مهههها لههههم أنههههزل بههههه‬
‫سلطاًنا‪ (2)«..‬الحديث بطوله‪.‬‬
‫وكان المسلمون على ما بعث الله به رسمموله‬
‫من الهدى ودين الحق الموافق لصممحيح المنقممول‪،‬‬

‫)( عياض بن حمار المجاشعي التميمممي‪ ،‬صممحابي جليممل‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظمر تجريمد أسمماء الصمحابة ‪ ،1/430‬الصمابة ‪،7/185‬‬


‫التقريممب ‪ ،1/437‬سممكن البصممرة‪ ،‬وعمماش إلممى حممدود‬
‫الخمسين‪ ،‬روى له مسلم والربعة‪.‬‬
‫)( رواه مسلم كتاب "الجنة وصفة نعيمهمما وأهلهمما"‪ ،‬بمماب‬ ‫‪2‬‬

‫"الصفات التي يعممرف بهمما فممي الممدنيا أهممل الجنممة وأهممل‬


‫النار" ‪ 2199 -4/2197‬مع اختلف يسير‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وصريح المعقول‪ ،‬فلما قتل عثمممان بممن عفممان ‪‬‬
‫ووقعت الفتنة فاقتتل المسلمون بصممفين‪ ،‬مرقممت‬
‫المارقة التي قال فيها النبي ‪» :‬تمرق مارقههة‬
‫على حيههن فرقههة مههن المسههلمين« يقتلهممم‬
‫أولى الطائفتين بالحق)‪.(1‬‬
‫وكممان مروقهمما لممما حكممم الحكمممان وافممترق‬
‫الناس على غير اتفاق‪ ،‬وحدثت أيضا بدعة التشمميع‬
‫كالغلة المدعين للهية علي والمدعين النص على‬
‫علي ‪ ‬السابين لبي بكر وعمر رضي الله عنهما‬
‫]وطائفة ثالثة تفضممل علي ًمما علممى أبممي بكممر وعمممر‬
‫وعثمممان رضممي اللممه عنهممم‪ ،‬وهممذه مممن الشمميعة[‬
‫فعممماقب أميمممر الممممؤمنين علمممي ‪ ‬الطمممائفتين‬
‫]الولممتين[‪ :‬قاتممل المممارقين‪ ،‬وأمممر بممإحراق أولئك‬
‫دعمموا فيممه اللهيممة‪ ،‬فممإنه خممرج ذات يمموم‬ ‫الممذين ا ّ‬
‫فسجدوا له فقال لهم‪ :‬ما هذا ؟ فقالوا‪ :‬أنممت هممو‪.‬‬
‫قال‪ :‬من أنا؟ قالوا‪ :‬أنت الله الممذي ل إلممه إل هممو‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ويحكم هذا كفممر‪ ،‬ارجعمموا عنممه وإل ضممربت‬
‫أعنمماقكم‪ ،‬فصممنعوا بمه فممي اليمموم الثمماني والثممالث‬
‫كممذلك فممأخرهم ثلثممة أيممام ‪ -‬لن المرتممد يسممتتاب‬
‫ثلثة أيام ‪ -‬فلما لممم يرجعمموا أمممر بأخاديممد فخممدت‬

‫)( رواه مسلم كتاب الزكاة باب ذكر الخمموارج وصممفاتهم‬ ‫‪1‬‬

‫‪.746 ،2/745‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪8‬‬
‫الرافضة‬
‫فأضرمت فيها النار)‪ (1‬عند باب كندة وقذفهم فممي‬
‫تلك النار‪.‬‬
‫وروي عنه أنه قال‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ودعوت قنبرا‬ ‫لما رأيت المر أمًرا‬
‫وقتل هؤلء واجب باتفاق المسمملمين‪ ،‬لكممن فممي‬ ‫منكًرا‬
‫جممواز تحريقهممم نممزاع فعلممي ‪ ‬رأي تحريقهممم‪،‬‬
‫وخالفه ابن عباس وغيره من الفقهاء‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬أما أنا فلو كنممت لممم أحرقهممم‬
‫)‪(3‬‬
‫لنهممي النممبي ‪» :‬أن يعههذب بعههذاب اللههه«‬
‫ولضممربت أعنمماقهم لقممول النممبي ‪» :‬من بههدل‬
‫دينه فههاقتلوه«)‪ ،(4‬وهممذا الحممديث فممي صممحيح‬
‫البخاري‪.‬‬
‫وأما السبابة الذين يسبون أبا بكر وعمر‪ ،‬فممإن‬
‫علًيا لما بلغه ذلك طلب ابن السوداء)‪ (5‬الذي بلغه‬
‫ذلك عنممه‪ ،‬وقيممل‪ :‬إنممه أراد قتلممه فهممرب منممه إلممى‬
‫أرض قرقيسيا)‪.(6‬‬
‫)( الفصل ‪.47 ،5/46‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الفصل ‪.5/47‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الجهاد والسممير بمماب ل يعممذب‬ ‫‪3‬‬

‫بعذاب الله ‪.4/21‬‬


‫)( رواه البخاري كتاب استتابة المرتدين باب حكم المرتد‬ ‫‪4‬‬

‫والمرتدة ‪.8/50‬‬
‫)( الثر كله في البخاري ‪ ،4/21‬انظر تعليق رقم ‪.1‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طمموق علممى‬ ‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وأما المفضلة على أبي بكر وعمر‪ ،‬فروي عنه‬
‫أنه قال‪ :‬ل أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر‬
‫إل ضربته حد المفتري‪.‬‬
‫وقممد تممواتر عنممه أنممه كممان يقممول علممى منممبر‬
‫الكوفة‪" :‬خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر"‬
‫روي هذا عنه من أكثر من ثمممانين وجهًمما)‪ .(1‬ورواه‬
‫البخاري وغيره‪ ،‬ولهممذا كممانت الشمميعة المتقممدمون‬
‫كلهم متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر كما ذكر‬
‫ذلك غير واحممد‪ ،‬فهاتممان البممدعتان بدعممة الخمموارج‬
‫والشمميعة‪ ،‬حممدثتا فممي ذلممك المموقت لممما وقعممت‬
‫الفتنممة)‪ .(2‬ول شممك أن الرافضممة مممن أشممد أعممداء‬
‫المسلمين‪ ،‬بل هم أشد على السلم والمسمملمين‬
‫ممممن اليهمممود والنصمممارى‪ ،‬وذلمممك أنهمممم يحيكمممون‬
‫المؤامرات ضد المسلمين باسم السلم فيدسون‬
‫السم في الدسم فينخدع بهم كثير من المسلمين‪،‬‬
‫وقليل من المسلمين من ينتبه لخطارهم ويعممرف‬
‫حقيقممة أمرهممم وغايممة نوايمماهم وقصممدهم‪ ،‬فلممزم‬
‫تجلية أمرهم و كشف أسممرارهم وهتممك أسممتارهم‪،‬‬
‫ولم أر في الكتب المصنفة في الرد على الرافضة‬
‫ستة فراسخ وعنممدها مصممب الخممابور فممي الفممرات فهممي‬
‫مثلث الخابور والفرات‪ ،‬معجم البلدان ‪.329 ،4/328‬‬
‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪.80/84/90‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.308 -1/305‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪10‬‬
‫الرافضة‬
‫وفضحهم وبيان قبح مذهبهم بأسمملوب قمموي كتاب ًمما‬
‫أحسن من منهاج السنة النبوية لشيخ السلم ابممن‬
‫تيمية‪ ،‬ولممذلك رغبممت فممي قراءتممه قممراءة فاحصممة‬
‫مركزة لجل أن أستفيد أول ً وأفيد المسلمين ثاني ًمما‬
‫فلذلك رأيت أن أسجل موضوع رسممالتي العالميممة‬
‫"الماجستير" بهذا العنوان "موقممف شمميخ السمملم‬
‫ابن تيمية من الرافضة فممي منهمماج السممنة" وكممان‬
‫اختياري لهذا الموضوع لعدة أسباب منها‪- :‬‬
‫‪ -1‬أهمية الموضوع وذلك أن الرافضة في هذا‬
‫الزمن صار لهم دول يحتمون بها ويحكمممون تحممت‬
‫ظلها‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة دعاة الرافضة وانتشارهم في أقطممار‬
‫الرض ومحاولممة جممذب المسمملمين إلممى مممذهبهم‬
‫الفاسد‪.‬‬
‫‪ -3‬قوة شيخ السلم ابن تيميممة فممي مناقشممة‬
‫الخصمموم ودحممض حججهممم وبيممان الحممق بطريممق‬
‫النقممل والعقممل وجهمماد العممداء بالسمميف والبنممان‬
‫واللسان فرحمه الله رحمة واسعة‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية كتاب منهاج السنة كما وصفه بممذلك‬
‫دا مممن الهمموى‬ ‫أهممل العلممم وكممل مممن قممرأه متجممر ً‬
‫حا جلي ّمما فممإنه لممم‬‫والعصبية عرف ذلك ووجده واض ً‬
‫يؤلف في موضوعه مثله فيما أعلم‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -5‬مشابهة هذا الزمممن لزمممن لشمميخ السمملم‬
‫من ناحية ظهمور الرافضمة ووجمود دولمة تحميهمم‪،‬‬
‫وضعف كثير من أهل السنة أو تخاذلهم‪.‬‬
‫دا علممى الروافممض‬ ‫‪ -6‬أن ما صمملح أن يكممون ر ّ‬
‫دا عليهممم‬‫في ذلك المموقت فهممو صممالح أن يكممون ر ّ‬
‫في هذا الوقت‪ ،‬ولذلك رأيت أن يكون بحممثي فممي‬
‫هذا الكتاب اختصاًرا وترتيًبا‪.‬‬
‫‪ -7‬انخداع بعض المسلمين بالرافضممة وظهممور‬
‫من يدعو إلى التقريب بين أهل السممنة والرافضممة‬
‫ووجممود معاهممد فممي بعممض بلد أهممل السممنة لهممذا‬
‫الغرض بل وجد من يزعممم أنممه ل فممرق بيممن أهممل‬
‫السنة والرافضة في شيء من أمممور العتقمماد بممل‬
‫ذلك كالخلف بين المذاهب الربعة‪.‬‬
‫وقد قسمت هذا البحث إلممى مقدمممة ومممدخل‬
‫وثلثة أبواب وخاتمة‪:‬‬
‫أما المقدمة فقد بينممت فيهمما أهميمة الموضمموع‬
‫وأسممباب اختيمماره وخطممة البحممث‪ ،‬وأممما المممدخل‬
‫فذكرت فيه خمس مباحث‪- :‬‬
‫المبحههث الول‪ :‬لمحممات مممن حيمماة شمميخ‬
‫السلم ابن تيمية وشيء من ثناء العلماء عليه‪.‬‬
‫المبحههث الثههاني‪ :‬أسممباب تممأليف المنهمماج‬
‫وأسلوب شيخ السلم في المناقشة والرد‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪12‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ابممن المطهممر ولمممن ألممف‬
‫كتابه منهاج الكرامة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تعريف الشيعة والرافضة‪.‬‬
‫المبحههث الخههامس‪ :‬بيممان حممال الرافضممة‬
‫وصفاتهم‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وأما البههاب الول‪ :‬ففيههه بيههان عقيههدة‬
‫الرافضة وفيه ثلثة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬عقيممدتهم فممي اللممه ويشمممل‬
‫ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬موقفهم من الصفات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التجسيم‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬البداء‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬رؤية الله عز وجل‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬القدر‪.‬‬
‫المبحههث السههادس‪ :‬بيممان مخممالفتهم لهممل‬
‫البيت في العتقاد‪.‬‬
‫الفصههل الثههاني‪ :‬عقيمممدتهم فمممي القمممرآن‬
‫ويشمل ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحههث الول‪ :‬مسممألة كلم اللممه تعممالى‬
‫وأقوال الناس فيها‪.‬‬
‫المبحههث الثههاني‪ :‬مممذهب الرافضممة فممي‬
‫القرآن ونماذج من تأويلتهم الفاسدة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬بيان مذهب أهل السنة في‬
‫القرآن مع ذكر بعض أقوال الئمة في ذلك‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬عقيدتهم في النبوة ويشمل‬
‫ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬النبوة ولوازمها‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪14‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحههث الثههاني‪ :‬عصمممة النبيمماء وتنممازع‬
‫الرافضة في ذلك‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تطاولهم على مقام النبوة‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬مههوقفهم مههن الصههحابة‪،‬‬
‫وفيه خمسة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬أبممو بكممر الصممديق ‪ ‬وفيممه‬
‫ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خلفته‪.‬‬
‫المبحهث الثهالث‪ :‬بعممض مطمماعن الرافضممة‬
‫عليه والرد عليها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عمر بن الخطمماب ‪ ‬وفيممه‬
‫ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خلفته‪.‬‬
‫المبحهث الثهالث‪ :‬بعممض مطمماعن الرافضممة‬
‫عليه والرد عليها‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬عثمان بممن عفممان ‪ ‬وفيممه‬
‫أربعة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خلفته‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬بعض المطاعن التي يطعن‬
‫‪15‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بها الرافضة عليه والرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تفضمميل الثلثممة علممى علممي‬
‫رضي الله عنهم‪.‬‬
‫الفصل الرابههع‪ :‬علممي بممن أبممي طممالب ‪،‬‬
‫وفيه أربعة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خلفته‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬بعممض ممما زعممم الرافضممي‬
‫أنها براهين تدل على إمامته‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬بعممض ممما يممدعي الرافضممي‬
‫أنها فضائل‪ ،‬وهي في الحقيقة مطاعن وبيان ذلممك‬
‫مع الرد عليها‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬بقية الصحابة رضممي اللممه‬
‫عنهم وفيه خمسة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬معاوية بن أبي سفيان ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أم المؤمنين عائشة رضممي‬
‫الله عنها‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آل البيت رضي الله عنهم‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬خالد بن الوليد ‪.‬‬
‫المبحث الخههامس‪ :‬عممموم الصممحابة رضممي‬
‫الله عنهم‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬الرافضة والمامة‪ ،‬وفيههه‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪16‬‬
‫الرافضة‬
‫أربعة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الوصية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المامة عند الرافضة‪.‬‬
‫الفصل الثههالث‪ :‬الغلممو فممي الئمممة وادعمماء‬
‫العصمة لهم‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬المهدي المنتظر‪.‬‬
‫ثم الخاتمممة وفيهمما أهممم النتممائج الممتي توصمملت‬
‫إليها خلل البحث ثم ذيلت البحممث بفهممارس تعيممن‬
‫القارئ على الستفادة من البحث وهي كممما يلممي‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -1‬فهرس اليات‪.‬‬
‫‪ -2‬فهرس الحاديث‪.‬‬
‫‪ -3‬فهرس الثار‪.‬‬
‫‪ -4‬فهرس العلم‪.‬‬
‫‪ -5‬فهرس الفرق والطوائف‪.‬‬
‫‪ -6‬فهرس الماكن والبلدان‪.‬‬
‫‪ -7‬فهرس اللغة‪.‬‬
‫‪ -8‬فهرس الروايات الشيعية‪.‬‬
‫‪ -9‬فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ -10‬فهرس الموضوعات‪.‬‬
‫منهجي في هذا البحث‪:‬‬
‫أما منهجي الذي سلكته في إعداد هذا البحممث‬
‫‪17‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فهو كما يلي‪- :‬‬
‫‪ -1‬قرأت كتاب "منهاج السنة النبوية" بتمعممن‪،‬‬
‫سا له حسب خطة البحث‪ ،‬وقد اعتمدت في‬ ‫مفهر ً‬
‫العزو إليمه علممى طبعممة جامعمة المممام‪ ،‬تحقيمق د‪.‬‬
‫محمممد رشمماد سممالم ‪ -‬رحمممة اللممه عليممه‪ -‬وأذكممره‬
‫بقولي "المنهاج"‪ ،‬وأما إذا عزوت إلى طبعة أخرى‬
‫منه فإني أبينها‪.‬‬
‫‪ -2‬جمعت كل موضوع علممى حممدة‪ ،‬فممإن كممان‬
‫الكلم متشمممابها ‪ -‬وهمممذا كمممثير‪ -‬نقلمممت الموضمممع‬
‫المناسممب‪ ،‬ثممم أشممرت إلممى بقيممة المواضممع فممي‬
‫الهامش بقولي‪" :‬انظر المنهاج"‪.‬‬
‫‪ -3‬اكتفيمممت بكلم شممميخ السممملم؛ لنمممه كلم‬
‫علمي رصين‪ ،‬ل مزيد عليه فيما أرى‪ ،‬وإنما عملي‬
‫هممو فممي جمممع المتفممرق والختصممار والتبممويب‬
‫والترتيب والتقسيم‪ ،‬أسأل الله أن أكون قد وفقت‬
‫فيه للصواب‪.‬‬
‫‪ -4‬عزو الحاديث الواردة فممي الرسممالة‪ ،‬فممإن‬
‫لم يكن الحديث في الصممحيحين أو أحممدهما فممإني‬
‫أحاول أن أذكر حكم بعممض العلممماء عليممه‪ ،‬حسممب‬
‫الستطاعة‪.‬‬
‫‪ -5‬عممزوت الثممار الممواردة فممي الرسممالة قممدر‬
‫المكان‪ ،‬ذاكًرا حكم العلماء عليها إن وجدته‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪18‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -6‬عرفت بالعلم الوارد ذكرهم في الرسممالة‬
‫دا ‪-‬وقليل منهممم لممم أقممف لممه‬‫‪ -‬عدا المشهورين ج ّ‬
‫على ترجمة‪.‬‬
‫‪ -7‬لم أترجم لشيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحمممه‬
‫الله تعممالى ‪ -‬ترجمممة وافيممة وذلممك لشممهرته‪ ،‬وقممد‬
‫كتبممت فيممه رسممائل علميممة‪ ،‬ولكممن اكتفيممت بممذكر‬
‫شمميء مممن سمميرته ووقمموفه ضممد فممرق الضمملل‬
‫دا في سبيل الله‪ ،‬وذكرت بعض ثناء العلممماء‬ ‫مجاه ً‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -8‬عرفمممت بالبلمممدان‪ ،‬والمممماكن‪ ،‬والفمممرق‪،‬‬
‫والقبائل‪ ،‬وغريب اللغة‪ ،‬وإننممي أشممكر اللممه تعممالى‬
‫أن وفقني لختيار هذا البحث وإتمامه‪ ،‬فإن وفقممت‬
‫فيممه للصممواب فممذلك مممن فضممل اللممه وكرمممه‬
‫وإحسانه‪ ،‬وإن جانبني فيه الصواب فحسممبي أننممي‬
‫صا عليه‪.‬‬
‫كنت حري ً‬
‫ثم أشكر فضيلة الشيخ الستاذ ‪ /‬عبد اللممه بممن‬
‫محمد الغنيمان‪ ،‬المشرف على هذا البحث وأسأل‬
‫الله أن يجزيه عني أفضل الجزاء‪ ،‬كما ل أنسى أن‬
‫أتوجه بالشكر إلممى كممل مممن مممد لممي يممد العممون و‬
‫المساعدة في إنجاز هذا البحممث وإتمممامه وأسممأل‬
‫اللممه أن يجزيهممم عنممي خيممر الجممزاء‪ ،‬وصمملى اللممه‬
‫وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬

‫* * *‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪20‬‬
‫الرافضة‬

‫مدخل‪:‬‬
‫ويشمل خمس مباحث‪:‬‬
‫المبحههث الول‪ :‬لمحممات مممن حيممات شمميخ‬
‫السلم وشيء من ثناء العلماء عليه‪.‬‬
‫المبحههث الثههاني‪ :‬أسممباب تممأليف المنهمماج‬
‫وأسلوب شيخ السلم في المناقشة والرد‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ابممن المطهممر ولمممن ألممف‬
‫كتابه منهاج الكرامة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تعريف الشيعة والرافضة‪.‬‬
‫المبحههث الخههامس‪ :‬بيممان حممال الرافضممة‬
‫وصفاتهم‪.‬‬

‫* * *‬
‫‪21‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الول‬
‫لمحات من حياة شيخ السلم وشيء‬
‫من ثناء العلماء عليه )‪661‬هه ‪-‬‬
‫‪728‬هه(‬
‫إن شيخ السلم أحمد بن عبد الحليم بن عبممد‬
‫السلم ابممن تيميممة النميممري الحرانممي رحمممه اللممه‬
‫تعالى‪ ،‬وأسكنه فسمميح جنمماته)‪ ،(1‬قممد جممدد للنمماس‬
‫المنهج الصحيح الممذي تؤخممذ منممه العقيممدة‪ ،‬وتبنممى‬
‫عليه الحكام‪ ،‬ويرجع إليه عنممد التنممازع والختلف‪،‬‬
‫أل وهممو الرجمموع إلممى الكتمماب والسممنة وتقممديمهما‬

‫)( للستزادة من ترجمته‪ ،‬انظر العقود الدرية في مناقب‬ ‫‪1‬‬

‫المام المجتهد ابن تيميممة لبممن عبممد الهممادي‪ ،‬والكممواكب‬


‫الدرية لمرعي الحنبلي‪ ،‬والشهادة الذكية في ثنمماء الئمممة‬
‫على ابممن تيميممة لمرعممي الحنبلممي أيضمما‪ ،‬والعلم العليممة‬
‫للبزار‪ ،‬والرد الوافر لبن ناصر الممدين الدمشممقي‪ ،‬وحيمماة‬
‫شيخ السلم لمحمد بهجت البيطار‪ ،‬وابن تيمية السمملفي‬
‫لمحمممد خليممل هممراس‪ ،‬وأحمممد بممن تيميممة لبممي الحسممن‬
‫الندوي وغيرهمما مممن الكتممب الممتي يصممعب حصممرها‪ ،‬وقممد‬
‫كتبت فيه رسائل علمية منها‪ :‬ابن تيمية محممدًثا‪ ،‬للممدكتور‬
‫عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي وغيرها‪.‬‬
‫ولم أكتب لشيخ السلم ترجمة وافية لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫لن الكتابة في ترجمته تحتاج إلى رسالة مستقلة‪.‬‬
‫لشهرته فهو رحمه الله أشهر من أن أترجم له‪.‬‬
‫لنه قد كتبت فيه عدد من الرسائل العلمية‪.‬‬
‫ولذلك اقتصرت على هذه النبذة اليسيرة‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪22‬‬
‫الرافضة‬
‫على غيرهما‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلممق كتممب فممي العقيممدة‪ ،‬وفممي‬
‫الحممديث وعلممومه‪ ،‬والتفسممير وأصمموله‪ ،‬والفقممه‪،‬‬
‫وأصول الفقه‪ ،‬وفي القواعد‪ ،‬والرسائل‪ ،‬والجوبة‪،‬‬
‫والفتاوى‪ ،‬والمناظرات‪ ،‬والردود علممى أهممل البممدع‬
‫والخرافات والفرق التي كانت منتشرة في زمنممه‪،‬‬
‫وهو أبرز من صدع بالحق فممي وجمموه تلممك الفممرق‬
‫في الشام‪ ،‬فممي القممرن السممابع الهجممري والثممامن‬
‫الهجري‪.‬‬
‫ومن هذه الفرق التي رد عليها‪:‬‬
‫‪ -1‬فرقة الجهمية‪ :‬وقممد رد عليهممم بكتمماب‬
‫"بيممان تلممبيس الجهميممة)‪ (1‬فممي تأسمميس بممدعهم‬
‫الكلمية)‪ "(2‬أو "نقض تأسيس الجهمية"‪ ،‬وقد قال‬
‫عنه ابن عبد الهادي)‪" ،(3‬وهو كتاب جليل المقممدار‬
‫)( أتباع الجهم بن صفوان الراسبي الضال المبتدع‪ ،‬قممال‬ ‫‪1‬‬

‫عنممه الممذهبي‪) :‬ممما علمتممه روى شمميئا ولكنممه زرع شممرا‬


‫ما(‪ ،‬وهم الجبرية الخالصممة وينفممون جميممع الصممفات‬ ‫عظي ً‬
‫عممن اللممه عممز وجممل‪ ،‬الفممرق بيممن الفممرق ‪ ،211/‬الملممل‬
‫والنحل للشهرستاني ‪ ،1/86‬ميممزان العتممدال ‪ ،1/426‬و‬
‫الشعرية من الجهمية في باب الصفات‪.‬‬
‫)( هذا الكتمماب قممد طبممع منممه محمممد بممن قاسممم جزأيممن‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وباقيه قد حقق في سبع رسائل دكتمموراه جامعممة المممام‬


‫ولم تطبع‪.‬‬
‫)( هو المام محمد بن أحمد بن عبممد الهممادي بممن قدامممة‬ ‫‪3‬‬

‫المقدسي ولد سنة ‪704‬هم‪ ،‬وقيل سنة ‪ 705‬هممم أو سممنة‬


‫‪23‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫معدوم النظير كشف الشيخ فيممه أسممرار الجهميممة‬
‫وهتممك أسممتارهم ولممو رحممل طممالب العلممم لجممل‬
‫تحصيله إلى الصين ما ضاعت رحلته")‪.(1‬‬
‫‪ -2‬فرقة المعتزلة)‪ :(2‬وقد رد عليهم بكتاب‬
‫"التدمرية)‪ ،(3‬وفي ثنايا كتبه الخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬فرقة الشههاعرة)‪ :(4‬وهممذه الفرقممة قممد‬
‫أكمثر وأطمال فمي المرد عليهما؛ لنهما لبسمت علمى‬
‫الناس وخلطت الحق بالباطل وادعت أنها صمماحبة‬
‫الحق وأنها هي أهل السنة والجماعة الوقفممة ضممد‬
‫المعتزلة‪ ،‬فرد عليهم في عديد من كتبه‪ ،‬وفي ثنايا‬
‫‪ 706‬هم‪ ،‬وهو أحد تلمذة شيخ السمملم ابممن تيميممة‪ ،‬وقممد‬
‫تموفي سمنة ‪744‬همم )ذيمل طبقمات الحنابلمة لبمن رجمب‬
‫‪ ،439 -2/436‬تذكرة الحفاظ ‪ ،4/1508‬شذرات الذهب‬
‫‪.(6/141‬‬
‫)( العقود الدرية لبن عبد الهادي صم ‪ ،22‬طبعة المدني‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممم أتبمماع واصممل بممن عطمماء المعممتزلي الممذي اعممتزل‬ ‫‪2‬‬

‫مجلس الحسن البصري وهممم يجمعممون بيممن نفممي القممدر‬


‫ونفممي صممفات اللممه تعممالى‪ ،‬والقممول بالمعتزلممة بيممن‬
‫المنزلتين‪ ،‬ويسمون أنفسهم بأصممحاب العممدل والتوحيممد‪،‬‬
‫انظر الملل والنحل ‪ ،46 ،1/43‬الفرق بين الفرق ‪.117/‬‬
‫)( الكتاب مطبوع عممدة طبعممات منهمما طبعممة بتحقيممق‪ :‬د‪/‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد السعوي‪.‬‬
‫)( هم الذين ينتمون إلى أبي الحسن الشعري‪ ،‬ويأخذون‬ ‫‪4‬‬

‫بمذهبه الموافق للكلبية قبل أن يتحول إلى مذهب أهممل‬


‫السنة‪ ،‬وهو الشعرية المعاصرة‪ ،‬السمميرة ‪ ،1/85‬البدايممة‬
‫والنهاية ‪ ،11/119‬الفتاوى ‪.6/51‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪24‬‬
‫الرافضة‬
‫أجوبته‪ ،‬وأفرد للرد عليهم كتًبا خاصممة‪ ،‬مثممل‪" :‬درء‬
‫تعممارض العقممل والنقممل)‪ (1‬الممذي امتممدحه المممام‬
‫)‪(2‬‬
‫العلمة شيخ السلم الثمماني ابممن قيممم الجوزيممة‬
‫فقال في نونيته‪- :‬‬
‫)‪(3‬‬
‫نظير ثان‬ ‫وأقرأ كتاب العقل‬
‫الذيممان تلممبيس الجهميممة( رد فيممه علممى‬
‫والنقلمماب بي‬
‫)وكت‬
‫الرازي)‪ ،(4‬وكتاب )التسممعينية()‪ (5‬الممتي كتبهمما فممي‬
‫)( الكتمماب مطبمموع فممي عشممر مجلممدات والحممادي عشممر‬ ‫‪1‬‬

‫فهارس‪ .‬تحقيق د‪ /‬محمممد رشمماد سممالم ‪-‬رحمممه اللممه‪ -‬ط‬


‫جامعة المام‪.‬‬
‫)( هو العلمة المجتهد شمس الدين أبو عبممد اللممه محمممد‬ ‫‪2‬‬

‫بن أبي بكر بن قيم الجوزية الفقيه الحنبلي بممل المجتهممد‬


‫المطلق‪ ،‬المفسممر النحمموي الصممولي المتكلممم ولممد سممنة‬
‫‪691‬هممم‪ ،‬وتمموفي سممنة ‪751‬هممم )ذيممل طبقممات الحنابلممة‬
‫‪ (452 -2/447‬شذرات الذهب‪.170 -6/168 ،‬‬
‫)( النونية لبن القيم‪،‬فصل في مصارع النفاة والمعطلين‬ ‫‪3‬‬

‫بأسممنة أمممراء الثبممات الموحممدين صم م ‪] 159‬مممن )متممن‬


‫القصيدتين النونية والميمية للعلمة ابن القيم(‪ ،‬نشر عبد‬
‫الفتمماح الزينممي سممنة ‪1407‬هممم[‪ ،‬وفيهمما عممدد كممثير مممن‬
‫مؤلفات شيخ السلم‪ .‬ويعني أنممه ليممس فممي الوجممود لممه‬
‫نظير ثان من الكتب المؤلفة في هذا الباب‪.‬‬
‫)( هو الفخر الرازي‪ :‬محمد بن عمر بن حسين القرشممي‬ ‫‪4‬‬

‫الصممولي المفسممر الرونممق ويقممال‪ :‬خطيممب الممري لممه‬


‫مصممنفات كممثيرة فممي الصممول والتوحيممد وعلممم الكلم‬
‫وغيرها‪] ،‬البداية والنهاية ‪ ،13/55/56‬طبقات الشمماء ‪5‬م‬
‫‪ ،33‬لسان الميزان ‪.[429 -4/426‬‬
‫)( الكتاب مطبوع ضمن الفتاوى الكبرى في أول المجلممد‬ ‫‪5‬‬
‫‪25‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الشهر الخيرة من حياته ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬جواًبا عممن‬
‫محاكمة الشاعرة له‪.‬‬
‫وكتاب شرح العقيدة الصفهانية)‪ ،(1‬وهو شرح‬
‫لعقيممدة الشمممس الصممفهاني)‪ (2‬الممتي جممرى فيهمما‬
‫علممى أصممول الشمماعرة‪" ،‬والفتمموى الحمويممة)‪،"(3‬‬
‫و"الرسممالة المدنيممة")‪ ،(4‬و"النبمموات")‪ ،(5‬وهممو رد‬
‫على الباقلني)‪ (6‬خاصة والشمماعرة عامممة وكتمماب‬

‫الخامس حتى صم ‪ ،396‬تصوير دار الكتاب العلمية‪ ،‬سنة‬


‫‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫)( الكتاب مطبوع تحقيق حسنين مخلوف‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو شمس الدين أبو عبد اللممه محمممد بممن محمممود بممن‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بن عباد السمملماني الصممفهاني الصممولي المتكلممم‬


‫المتوفى سنة ‪688‬همم )البدايممة والنهايممة ‪ ،13/315‬العممبر‬
‫‪ ،3/367‬شمممذرات المممذهب ‪ ،5/406‬طبقمممات الشمممافعية‬
‫‪ ،5/41‬العلم ‪ ،(7/87‬ولمممه كتممماب يسممممى العقيممممدة‬
‫الصفهانية شرحه ابن تيمية رحمه الله تعالى‪.‬‬
‫)( الرسممالة مطبوعممة مممع مجموعممة مممن الفتمماوى جمم ‪،3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ومفردة‪ ،‬عدة طبعات وقد لخصها الشيخ محمد بن صالح‬


‫العممثيمين بممم كتمماب سممماه )فتممح رب البريممة بتلخيممص‬
‫الحموية(‪.‬‬
‫)( الرسالة مطبوعة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الكتاب مطبوع بتحقيق د‪ /‬أحمد الطويان رسالة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( هممو محمممد بممن الطيممب بممن محمممد أبممو بكممر القاضممي‬ ‫‪6‬‬

‫المعروف بممابن البمماقلني أو البمماقلني‪ ،‬وهممو يعممد أعظممم‬


‫الشاعرة بعممد الشممعري سممنة ‪403‬هم م شممذرات الممذهب‬
‫‪ ،170 -3/168‬البداية والنهاية ‪.11/350‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪26‬‬
‫الرافضة‬
‫"اليمان")‪ (1‬وهو نقد للشاعرة في اليمممان وذكممر‬
‫بقية المرجئة)‪ ،(2‬تبعا‪ ،‬و"القاعممدة المراكشممية")‪،(3‬‬
‫وهي كالبيان لمذهب مالك في العقيدة والرد على‬
‫متأخري المالكية من المغاربة الشعرية‪.‬‬
‫وكتاب "المناظرة في الواسطية")‪ (4‬ألفها في‬
‫محاكمة الشمماعرة لممه بسممبب الواسممطية‪ ،‬وكتمماب‬
‫)‪(7‬‬
‫ضمما لكتمماب)‪ (6‬القشمميري‬ ‫)‪(5‬‬
‫السممتقامة" كتبممه نق ً‬
‫)( مطبمموع وحقممق أخي مًرا فممي جامعممة أم القممرى رسممالة‬ ‫‪1‬‬

‫دكتوراه‪.‬‬
‫)( هم الذين يؤخرون العمل عن اليمان وأكممثرهم يممرون‬ ‫‪2‬‬

‫أن اليمان ل يزيد ول ينقص ويقولون‪ :‬إن أهل القبلة لممن‬


‫يممدخلوا النممار مهممما ارتكبمموا مممن المعاصممي ]ل يضممر مممع‬
‫اليمممان ذنممب كممما ل ينفممع مممع الكفممر عمممل[ )مقممالت‬
‫السمملميين للشممعري ‪ ،234 -1/213‬الملممل والنحممل‬
‫‪ ،146 -1/139‬الفرق بين الفرق ‪ ،207 -202/‬الفصممل‬
‫لبن حزم ‪ ،156 ،4/154‬التبصير في الدين لبي المظفر‬
‫السفرائيني‪.(99-97/‬‬
‫)( القاعدة مطبوعة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الكتاب مطبوع عدة طبعات منها طبعة مع الواسطية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫نشمممر زهيمممر الشمماويش ط‪ -‬المكتمممب السمملمي سمممنة‬


‫‪1405‬هم‪ ،‬الولى‪.‬‬
‫)( مطبوع في جزأين تحقيق د‪ /‬محمد رشاد سالم ط دار‬ ‫‪5‬‬

‫الفضيلة بالسعودية‪.‬‬
‫)( الكتاب هو الرسالة القشيرية‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بممن عبممد الملممك‬ ‫‪7‬‬

‫بممن طلحممة النيسممابوري القشمميري الشممافعي الصمموفي‬


‫الشعري المفسر صاحب الرسالة المتوفى سنة ‪465‬هممم‬
‫‪27‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الصوفي الشعري()‪.(1‬‬
‫‪ -4‬الماتريديههههههههههة‪ (2):‬ورد عليهمممممممممممم‬
‫بكتاب"الماتريدية")‪ (3‬وفي الفتاوى وغيرها‪.‬‬
‫‪ -5‬الصوفية‪ ،(4):‬وفيممه رد عليهممم فممي ثنايمما‬
‫كتبه‪ ،‬وفي كتاب السممتقامة خاصممة‪ ،‬وفممي المجلممد‬
‫)الحادي عشر( من الفتاوى‪.‬‬
‫‪ -6‬المتكلمة‪ (5):‬وقممد رد عليهممم فممي ضمممن‬
‫)تاريممممخ بغممممداد ‪ ،11/83‬سممممير أعلم النبلء ‪،18/227‬‬
‫طبقات الشافعية للسبكي ‪.(3/243‬‬
‫)( انظممر منهممج الشمماعرة فممي العقيممدة )تعقيممب علممى‬ ‫‪1‬‬

‫مقممالت الصممابوني( د‪ .‬سممفر الحمموالي صم م ‪ ،11‬م ‪ ،12‬ط‬


‫الدار السلفية ‪/‬الكويت‪.‬‬
‫)( هممم أتبمماع أبممي منصممور الماتريممدي‪ ،‬مممرجئة فممي بمماب‬ ‫‪2‬‬

‫اليمان‪ ،‬معطلة في باب الصفات‪ ،‬الفرق الكلمية ‪،241/‬‬


‫انظر الماتريدية وموقفهم من السماء والصممفات للشمميخ‬
‫شمس الدين الفغاني ‪/‬رسالة ماجسممتير مطبوعممة علممى‬
‫اللة الكاتبة‪.‬‬
‫)( الكتمماب مخطمموط‪ ،‬وقممد ذكممره ابممن عبممد الهممادي فممي‬ ‫‪3‬‬

‫العقود المدرية صم ‪ ،41‬وهو الن في عداد المفقود‪.‬‬


‫)( جماعممة سممموا بهممذا السممم للبسممهم الصمموف ولهممم‬ ‫‪4‬‬

‫طريقة معينة تعرف بالتصوف وقد مر التصوف بمراحل‪،‬‬


‫دا فمي المدنيا وانقطاعما للعبمادة ثمم‬ ‫فأول ما نشأ كان زه ً‬
‫ل‪ ،‬وقال أصممحابه‬ ‫تطور شيئا فشيئا حتى صار إلحادا وضل ً‬
‫بمممالحلول ووحمممدة الوجمممود وإباحمممة المحرممممات‪ .‬انظمممر‬
‫اعتقادات فرق المسلمين والمشركين صم ‪ ،72‬والبرهان‬
‫في معرفة عقائد أهل الديان صم ‪.101‬‬
‫)( نسممبة إلممى علممم الكلم‪ ،‬وهممو الجممدال فممي المممور‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪28‬‬
‫الرافضة‬
‫ردوده علممى الشمماعرة والجهميممة ونحمموهم وفممي‬
‫كتاب درء تعارض العقل والنقل‪.‬‬
‫‪ -7‬المناطقة‪ (1):‬وقد رد عليهم بكتاب "الرد‬
‫على المنطقيين")‪ ،(2‬وكتاب " نقض المنطق")‪.(3‬‬
‫‪ -8‬الفلسفة‪ ،(4):‬وقممد رد عليهممم فممي ثنايمما‬
‫كتبممه‪ ،‬وفممي كتمماب "الصممفدية")‪ (5‬خاصممة‪ ،‬وكتمماب‬
‫"درء تعارض العقل والنقل‪.‬‬

‫العتقادية بالعقمل‪ ،‬وهممم طمموائف متعممددة‪ ،‬انظممر فتماوى‬


‫شيخ السلم ابن تيميممة ‪ ،11/336‬التعريفممات للجرجمماني‬
‫‪ ،208 ،185 ،156‬والشاعرة منهم‪ ،‬ولكنهم أعم‪.‬‬
‫)( نسبة إلى علم المنطق‪ ،‬وقد قال الجرجاني عنممه فممي‬ ‫‪1‬‬

‫التعريفات "آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطممأ‬


‫فممي الفكمر‪ ،‬فهممو علممم عملممي آلممي‪ "....‬إلممخ‪ ،‬التعريفممات‬
‫‪ ،232‬وفي الحقيقة‪ :‬هو الممذي خممرب الذهممان وأفسممدها‬
‫وصرفها عن التمسك بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫)( الكتاب مطبوع ويسمى "نصيحة أهل اليمان في الممرد‬ ‫‪2‬‬

‫علممى منطممق اليونممان" وقممد طبممع باسممم "الممرد علممى‬


‫المنطقيين" انظر صفحة س من مقدمة المحقق‪.‬‬
‫)( الكتاب مطبوع‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( جمممع متفلسممف والفلسممفة بلسممان اليونممان الحكمممة‬ ‫‪4‬‬

‫والفلسفة طوائف متعددة‪ ،‬انظممر الملممل والنحممل ‪،2/58‬‬


‫اعتقاد فرق المسلمين والمشركين ‪.91/‬‬
‫)( الكتاب مطبوع فممي مجلممدين تحقيممق د‪ /‬محمممد رشمماد‬ ‫‪5‬‬

‫سالم‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪،9‬هه ‪ -10‬المشبهة)‪ (1‬والمجسمة)‪ :(2‬وقممد‬
‫رد عليهم في ثنايا كتبه‪ ،‬وخاصة في "منهاج السنة‬
‫النبوية")‪.(3‬‬
‫‪ -12 ،11‬اليهود)‪ (4‬والنصارى)‪ :(5‬وقد رد‬
‫عليهمم بكتماب "الجمواب الصمحيح لممن بمدل ديمن‬
‫المسيح")‪.(6‬‬

‫)( هم الذين يشبهون ذات الله تعالى بذوات المخلمموقين‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وصفاته بصفات المخلوقين تعالى الله عما يقولون علمموا‬


‫كبيرا )الفرق بين الفرق ‪ ،228 -225/‬التبصير في الدين‬
‫‪.(121 -119/‬‬
‫)( هم الممذين يقولممون‪ :‬إن اللممه جسممم مممن الجسممام لممه‬ ‫‪2‬‬

‫طول وعرض وعمق وطعم ورائحممة‪ ...‬إلممخ منهممم هشممام‬


‫بممن الحكممم الرافضممي )الفممرق بيممن الفممرق ‪،69 -65/‬‬
‫المقالت ‪ ،1/106‬وما بعدها(‪.‬‬
‫)( هو الكتاب الذي سأتكلم عن موقف شيخ السلم مممن‬ ‫‪3‬‬

‫خلله‪ ،‬وهو مطبوع بتحقيق د‪.‬محمممد رشمماد سممالم فممي ‪8‬‬


‫مجلدات والتاسع فهممارس‪ .‬ط جامعممة المممام محمممد بممن‬
‫سعود‪.‬‬
‫)( هم أمممة موسممى ‪ ،‬والكتمماب الممذي أنممزل إليهممم هممو‬ ‫‪4‬‬

‫التوراة‪ ،‬وهممم طمموائف متعممددة‪ .‬الملممل والنحممل ‪،1/210‬‬


‫البرهان في معرفة عقائد أهل الديان ‪.88/‬‬
‫)( هم أمة عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله‪ ،‬وهم ممن‬ ‫‪5‬‬

‫يعبد الله على جهل‪ ،‬الملل والنحل ‪ ،1/210‬البرهان فممي‬


‫معرفة عقائد أهل الديان ‪88/‬‬
‫)( الكتاب مطبوع فممي أربعممة أجممزاء فممي مجلممدين‪ ،‬وقممد‬ ‫‪6‬‬

‫حقممق فممي رسممائل دكتمموراه وطبممع فممي دار الفضمميلة‬


‫بالسعودية‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪30‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ ،13‬ه ‪ -14‬المشركون والقبوريون‪ :‬وقممد‬
‫رد عليهم في ثنايا كتبممه‪ ،‬وفممي كتمماب "الممرد علممى‬
‫البكري)‪ ((1‬وكتاب الرد على الخنائي)‪.(2‬‬
‫‪ -15‬التحاديون)‪ :(3‬ورد عليهم بكتاب "الرد‬
‫على أهل وحدة الوجود)‪ ،(4‬مع رده عليهم فيممما رد‬
‫بممه علممى الصمموفية‪ ،‬وفممي ثنايمما كتبممه وفممي كتمماب‬
‫"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشمميطان)‪،(5‬‬

‫)( الكتمماب مطبمموع‪ ،‬وهممو رد علممى البكممري فممي مسممألة‬ ‫‪1‬‬

‫الستغاثة بالمخلوق‪ ،‬والبكري هممو أبممو الحسممن علممي بممن‬


‫يعقمموب بممن جبريممل البكممري الشممافعي المتمموفى سممنة‬
‫‪724‬همممم )البدايمممة والنهايمممة ‪،14/114‬ممم ‪ ،115‬طبقمممات‬
‫الشافعية ‪.(6/242‬‬
‫)( الكتاب مطبوع بتحقيق عبد الرحمن المعلمي‪ ،‬وهو رد‬ ‫‪2‬‬

‫عليه في مسألة الزيارة‪ ،‬والخنائي هو محمد بن أبي بكر‬


‫بن عيسى بن بممدران بممن رحمممة الخنممائي السممعدي ولممد‬
‫سممنة ‪664‬هممم‪ ،‬وتمموفي سممنة ‪732‬هممم )البدايممة والنهايممة‬
‫‪ ،14/16‬طبقات الشافعية ‪.(6/45‬‬
‫)( فرقة من غلة الصوفية‪ ،‬يقولون بوحممدة الوجممود‪ ،‬وأن‬ ‫‪3‬‬

‫الرب عبممد والعبممد رب انظممر أهممل الحلممول والتحمماد صمم‬


‫‪.106‬‬
‫)( الكتاب مطبوع عدة طبعات ‪ -‬وموجود ضمن مجموعة‬ ‫‪4‬‬

‫الفتاوى ‪.285 -2/134‬‬


‫)( الكتاب مطبوع عدة طبعات ‪ -‬وموجود ضمن مجموعة‬ ‫‪5‬‬

‫الفتاوى ‪.311 -11/156‬‬


‫‪31‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وكتمماب السممبعينية)‪ (1‬الممذي رد فيممه علممى ابممن‬
‫سبعين)‪ ،(2‬وأضرابه‪.‬‬
‫‪ -16‬الفقهههاء المتعصههبون‪ :‬وأعنممي بهممم‬
‫فقهاء المذاهب الربعة "المتبوعة" المذين خمالفهم‬
‫فممي بعممض المسممائل‪ ،‬ورد عليهممم ببيممان الممدليل‬
‫الصحيح‪ ،‬ومن أعظم المسائل التي أثارتهم عليممه‪:‬‬
‫مسألة الطلق الثلث وأنها واحدة إذا وقعممت فممي‬
‫طهر واحممد لممم يراجعهمما)‪ (3‬فيممه‪ ،‬ومسممألة الحلممف‬

‫)( الكتاب مطبوع ضمن الفتاوى الكبرى جممم ‪ ،5‬ويسمممى‬ ‫‪1‬‬

‫مسائل السكندرية في الممرد علممى الملحممدة والتحاديممة‪،‬‬


‫العقود الدرية صم ‪.27‬‬
‫)( ابن سبعين هو أبو محمد عبممد الحممق بممن إبراهيممم بممن‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بن نصر المعروف بابن سبعين من شيوخ الصوفية‬


‫القممائلين بوحممدة الوجممود‪ ،‬تمموفي بمكممة سممنة ‪669‬هممم‪،‬‬
‫)شذرات الذهب ‪ ،5/329‬م ‪ ،330‬العممبر للممذهبي ‪،3/320‬‬
‫البداية والنهاية ‪.(13/261‬‬
‫)( توضميح همذا المسمألة‪ :‬إذا قمال الرجمل لمرأتمه‪ :‬أنمت‬ ‫‪3‬‬

‫طالق ثلًثا‪ ،‬أو قال‪ :‬طالق‪ ،‬طمالق‪ ،‬طمالق‪ ،‬أو قمال‪ :‬أنمت‬
‫طالق‪ ،‬ثم قال بعد يوم أو أسبوع‪ :‬أنممت طممالق‪ ،‬ثممم قممال‬
‫بعد يوم أو أسبوع‪ :‬أنت طالق‪ ،‬وكل هذا في طهممر واحممد‬
‫لمراجعتها فيممه فممإن أهممل العلممم قممد اختلفمموا فممي ذلممك‪،‬‬
‫فمنهم من يوقعه ثلًثا‪ ،‬وهو المذهب‪ ،‬ومنهم من ل يوقعه‬
‫ن‪‬‬
‫ن ل ِعِمد ّت ِهِ ّ‬ ‫إل واحممدة؛ لن اللممه تعممالى قممال‪  :‬فَط َل ّ ُ‬
‫قمموهُ ّ‬
‫والذي طلممق الثلث بطهممر واحممد لممم يراجعهمما فيممه ‪ -‬لممم‬
‫يطلق للعممدة‪ ،‬فلممذلك ل يعتممبر إل واحممدة‪ ،‬وهممذا هممو رأي‬
‫شيخ السلم‪ ...‬انظر الختيارات ‪ ،271/‬رسالة في حكممم‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪32‬‬
‫الرافضة‬
‫بالطلق)‪ ،(1‬وغيرها‪ ،‬ورد عليهم بكتاب "الرد الكبير‬
‫علممى مممن اعممترض عليممه فممي مسممألة الحلممف‬
‫بمممالطلق")‪ (2‬وكتممماب" الفمممرق بيمممن التطليمممق‬
‫واليمان")‪ ،(3‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -17‬الرافضة)‪ :(4‬ورد عليهممم بكتمماب "الممرد‬
‫على أهل كسروان الرافضة" وهو مجلممدان ذكممره‬
‫ابن عبد الهادي)‪ ،(5‬وكتمماب "منهمماج السممنة النبويممة‬

‫الطلق الثلث ‪ /‬للشمميخ محمممد العممثيمين والممذي طلممق‬


‫الثلث بطهر واحد لممم يراجعهمما فيممه ‪ -‬لممم يطلممق للعممدة‪،‬‬
‫فلذلك ل يعتبر إل واحدة‪ ،‬وهذا هممو رأي شمميخ السمملم‪...‬‬
‫انظر الختيارات ‪ ،271/‬رسالة في حكممم الطلق الثلث‪/‬‬
‫للشيخ محمد العثيمين "خ"‪.‬‬
‫)( هذه المسألة منتشرة حتى في هممذا الزمممن‪ ،‬وهممي أن‬ ‫‪1‬‬

‫يقول الرجل‪ :‬زوجتي طالق إن لم أفعل كذا وكممذا‪ ،‬أو إن‬


‫لم يصل كذا وكذا‪ ،‬فإذا لم يقع المحلوف عليه هل تطلق‬
‫الزوجة ؟ أم ل ؟‪ ،‬المسألة خلفية‪ ،‬فشمميخ السمملم وكممذا‬
‫المحققون من أهمل العلمم‪ :‬يمرون أنمه إذا قصمد اليميمن‪،‬‬
‫ولممم يقصممد الطلق فممإن عليممه كفممارة يميممن ول تطلممق‬
‫زوجته‪ ،‬وأممما إذا قصممد إيقمماع الطلق فممإنه يقممع‪ ....‬واللممه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫)( مخطوط ثلث مجلدات‪ ،‬ذكمره ابمن رجمب فمي المذيل‬ ‫‪2‬‬

‫على طبقات الحنابلة ‪.2/404‬‬


‫)( مخطوط في مجلد كبير‪ ،‬ذكره ابممن رجممب فممي الممذيل‬ ‫‪3‬‬

‫على طبقات الحنابلة ‪.2/404‬‬


‫)( سيأتي التعريف بهم في المبحث الرابع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( العقود الدرية صم ‪ ،48‬وذيل طبقات الحنابلة ‪.2/403‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪33‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في نقض كلم الشيعة والقدرية" رد فيه على ابممن‬
‫المطهر الحلي)‪ (1‬الرافضي‪ ،‬وبيممن جهممل الرافضممة‬
‫وضللهم وكذبهم وافترائهم‪ ،‬وغيممر ممما ذكرتممه مممن‬
‫الفرق التي تناصب أهل السنة والجماعممة العممداء‪،‬‬
‫فوقعت جميع هذه الفرق ضده‪ ،‬ورمته عن قمموس‬
‫واحد‪.‬‬
‫ومع ذلممك فقممد تصممدى لهمما وصممبر علممى ذلممك‬
‫ونصر الله به الحق‪ ،‬وقد رزقه الله تعممالى حافظمة‬
‫قويممة بحيممث إنممه قمموي الحجممة سممريع استحضممار‬
‫الدلة‪ ،‬سريع الحفظ بطيء النسيان‪.‬‬
‫و"منهاج السنة" من أهمم الكتممب الممتي رد بهمما‬
‫علمممى الفمممرق المخالفمممة لطريمممق أهمممل السمممنة‬
‫والجماعممة‪ ،‬إذ بيممن فيممه بطلن عقيممدة الروافممض‪،‬‬
‫وأنهم أجهل الناس في المعقولت‪ ،‬وأكذب النمماس‬
‫في المنقولت‪ ،‬ومخممالفتهم لممما عليممه المسمملمون‬
‫الولون من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهممم‬
‫أجمعين‪ ،‬وهو كتابه هذا الذي سنتحدث عنه موقفه‬
‫من الرافضة من خلله‪.‬‬
‫فيعتممبر هممذا الكتمماب فممي مقدمممة كتممب شمميخ‬
‫السلم النفيسة الممتي أوضممح فيهمما منهممج السمملف‬
‫فمممي جميمممع البمممواب‪ ،‬وقمممد بيمممن بطلن ممممذهب‬

‫)( ستأتي ترجمته في المبحث الثالث‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪34‬‬
‫الرافضة‬
‫الرافضممة وسممخافاتهم بالحجممة القويممة والبرهممان‬
‫الواضح والممدليل الناصممع‪ ،‬مممن الثممر والنظممر‪ .‬مممن‬
‫العقممل والنقممل‪ ،‬وليممس هممذا بغريممب علممى شمميخ‬
‫السمملم الممذي قممال فيممه مرعممي بممن يوسممف‬
‫الكرمي)‪:(1‬‬
‫)وقممد أثنممى الئمممة العلم علممى هممذا المممام‪،‬‬
‫ولقبوه بشيخ السلم‪ ،‬وأفردوا مناقبه بالتصممانيف‪،‬‬
‫وتحلت بذكره التواريممخ والت مآليف‪ ،‬ولممم ينقصممه إل‬
‫من جهل مقداره وخطره‪ ،‬ومن جهل شيئا أنكممره(‬
‫)‪.(2‬‬
‫وقال فيه ابن عبد البر السبكي)‪:(3‬‬
‫)والله يا فلن‪ :‬ما يبغض ابممن تيميممة إل جاهممل‬
‫أو صمماحب همموى‪ ،‬فالجاهممل ل يممدري ممما يقممول‪،‬‬
‫وصاحب الهوى يصده هواه عممن قممول الحممق بعممد‬

‫)( هممو المممام الفقيممه مرعممي بممن يوسممف الكرمممي ثممم‬ ‫‪1‬‬

‫المقدسي الحنبلي ت ‪ 1033‬هم صمماحب كتمماب الكممواكب‬


‫الدرية في منمماقب المجتهممد ابممن تيميممة وكتمماب الشممهادة‬
‫الزكيممة فممي ثنمماء الئمممة علممى ابممن تيميممة‪ .‬انظممر العلم‬
‫‪.7/203‬‬
‫)( الشهادة الزكية لمرعي بن يوسف الحنبلي صم ‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو أبو البقاء محمد بممن عبممد الممبر بممن يحيممى السممبكي‬ ‫‪3‬‬

‫الشافعي ولد سنة ‪707‬هممم‪ ،‬وتمموفي سممنة ‪777‬هممم‪ ،‬الممرد‬


‫الوافر ‪ ،96 -93‬الدر الكامنة ‪.110 ،4/109‬‬
‫‪35‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫معرفته به()‪.(1‬‬
‫وقال الذهبي)‪:(2‬‬
‫)وكان ‪ -‬يعنممي ابممن تيميممة ‪ -‬مممن بحممور العلممم‪،‬‬
‫وممممن الذكيممماء المعمممدودين والزهممماد الفمممراد‪،‬‬
‫والشجعان الكبممار‪ ،‬والكرممماء الجممواد‪ ،‬أثنممى عليممه‬
‫الموافق والمخممالف‪ ،‬وسممارت بتصممانيفه الركبممان‪،‬‬
‫لعلها ثلثمائة مجلد()‪.(3‬‬
‫وقال في موضع آخر‪:‬‬
‫)قلممت‪ :‬ولممه خممبرة تامممة بالرجممال‪ ،‬وجرحهممم‪،‬‬
‫وتعممديلهم وطبقمماتهم‪ ،‬ومعرفممة بفنممون الحممديث‪،‬‬
‫وبالعالي والنازل‪ ،‬وبالصحيح والسقيم‪ ،‬مممع حفظممه‬
‫لمتونه‪ ،‬الذي انفرد بممه‪ ،‬فل يبلممغ أحممد فممي العصممر‬
‫رتبتممه‪ ،‬ول يقمماربه‪ ،‬وهممو عجممب فممي استحضمماره‪،‬‬
‫واستخراج الحجج منه‪ ،‬وإليممه المنتهممى فممي عممزوه‬

‫)( الشهادة الزكية صم ‪.24‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو أبو عبد الله مؤرخ السلم شيخ المحممدثين شمممس‬ ‫‪2‬‬

‫الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت سنة ‪748‬هم‪،‬‬


‫قال ابن كثير‪) :‬وختم به شيوخ الحممديث وحفمماظه رحمممه‬
‫اللممه(‪ .‬شممذرات الممذهب ‪ ،157-6/153‬البدايممة والنهايممة‬
‫‪.14/225‬‬
‫)( تذكرة الحفاظ ‪.4/1496‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪36‬‬
‫الرافضة‬
‫إلى الكتممب السممتة)‪ (1‬والمسممند)‪ ،(2‬بحيممث يصممدق‬
‫عليمه أن يقمال‪" :‬كمل حمديث ل يعرفمه ابمن تيميمة‬
‫فليس بحديث" ولكن الحاطة لله تعالى‪ ،‬غيممر أنممه‬
‫يغترف من بحر وغيممره مممن الئمممة يغممترفون مممن‬
‫السواقي()‪.(3‬‬
‫وأما التفسير فمسلم إليه‪ ،‬وله في استحضممار‬
‫اليات من القرآن ‪-‬وقممت إقامممة الممدليل بهمما علممى‬
‫المسألة‪ -‬قوة عجيبة‪ ،‬وإذا رآه المقرئ تحيممر فيممه‪،‬‬
‫ولفرط إمامته في التفسير‪ ،‬وعظمة إطلعه‪ ،‬يبين‬
‫خطأ كممثير مممن أقمموال المفسممرين ويمموهي أقمموال‬
‫دا موافقمما لممما دل عليممه‬‫عديدة‪ ،‬وينصممر قممول واحم ً‬
‫القرآن والحديث)‪.(4‬‬
‫وقال البزار)‪ (5‬عن شيخ السلم‪:‬‬

‫)( هي صحيح البخماري وصمحيح مسملم وسممنن أبمي داود‬ ‫‪1‬‬

‫وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجه‪.‬‬


‫)( مسند المام أحمد بن حنبل ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قممال فممي تهممذيب اللغممة فممي مممادة )سممقي( ‪،9/231‬‬ ‫‪3‬‬

‫والساقية من سواقي الممزرع‪ :‬نهيممر صممغير‪ ،‬انظممر لسممان‬


‫العرب ‪.14/391‬‬
‫)( العقود لبن عبد الهادي صم ‪.20‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو الشيخ الفقيه المحمدث الحممافظ سمراج المدين أبممو‬ ‫‪5‬‬

‫حفص عمر بممن علممي بممن موسممى بممن الخليممل البغممدادي‬


‫البزار ولد سممنة ‪688‬همم تقريب ًمما فممي بغممداد وتمموفي سممنة‬
‫‪749‬همم عنممد تمموجهه للحممج فممي ذي القعممدة‪ .‬انظممر الممرد‬
‫‪37‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫"وقل كتاب مممن فنممون العلممم إل وقممف عليممه‪،‬‬
‫وكممان اللممه قممد خصممه بسممرعة الحفممظ وإبطمماء‬
‫النسمميان‪ ،‬لممم يكممن يقممف علممى شمميء أو يسممتمع‬
‫لشيء غالًبا إل ويبقى على خمماطره إممما بلفظممه أو‬
‫معناه وكان العلممم كممأنه قممد اختلممط بلحمممه ودمممه‬
‫وسائره‪ ،‬فإنه لم يكن مستعارا بل كان لممه شممعاًرا‬
‫ودثاًرا")‪.(1‬‬
‫وقال عنه ابن عبد الهادي "صمماحب التصممانيف‬
‫التي لم يسبق لمثلها")‪ (2‬وذكر ابن عبد الهادي أن‬
‫ابن دقيممق العيممد)‪ (3‬اجتمممع بشمميخ السمملم وسمممع‬
‫كلمممه وذكممر أنهممم سممألوه بعممد انقضمماء المجلممس‬
‫الموافر ‪،195/‬م ‪ ،196‬ذيمل طبقمات الحنابلمة لبمن رجمب‬
‫‪ ،2/444‬الممدرر الكامنممة لبممن حجممر ‪ ،256/‬و شممذرات‬
‫الذهب لبن العماد الحنبلي ‪.6/163‬‬
‫)( العلم العلية في منمماقب ابممن تيميممة للممبزار صم م ‪،20‬‬ ‫‪1‬‬

‫تحقيق زهيممر الشمماويش ط‪ .‬المكتممب السمملمي الطبعممة‬


‫الثانية ‪1396‬هم بيروت‪.‬‬
‫)( العقود الدرية لبن عبد الهادي صم ‪ ،3‬مطبعة المدني ‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫القاهرة‪.‬‬
‫)( هو الشيخ تقي المدين أبمو الفتمح محممد بمن علمي بمن‬ ‫‪3‬‬

‫وهب بن مطيع المنفلمموطي المشممهور بمابن دقيممق العيممد‬


‫المممالكي الشممافعي‪ ،‬ولممد سممنة ‪625‬هممم‪ ،‬وتمموفي سممنة‬
‫‪702‬هم‪ ،‬تذكرة الحفاظ ‪ ،4/1481‬شممذرات الممذهب لبممن‬
‫العماد الحنبلممي ‪ ،6/5‬الممرد المموافر ‪ ،106‬م ‪ ،107‬طبقممات‬
‫الشافعية للسبكي ‪.23 -6/2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪38‬‬
‫الرافضة‬
‫فقال‪" :‬هو رجل حفظة")‪.(2)(1‬‬
‫وقممال ابممن دقيممق العيممد‪" :‬لممما اجتمعممت بممابن‬
‫تيمية رأيت رجل العلوم كلها بين عينيه‪ ،‬يأخذ منهمما‬
‫ما يريد‪ ،‬ويدع ما يريد)‪.(3‬‬
‫قال ابن الهادي رحمه الله‪ :‬وكان رحمه اللمه ‪-‬‬
‫يعني ابن تيميممة‪ -‬سميًفا مسمملول ً علممى المخممالفين‪،‬‬
‫وشممجي فممي حلمموق ]أهممل[ الهممواء المبتممدعين‪،‬‬
‫ما ببيان الحق ونصرة الدين‪ ،‬وكان بحمًرا‬ ‫ما قائ ً‬
‫وإما ً‬
‫ل تكدره الدلء‪ ،‬وحممبًرا يقتممدي بممه الخيممار اللبمماء‪،‬‬
‫طنت بذكره المصار وضنت بمثله العصار)‪.(4‬‬
‫وقال ابن عبممد الهممادي‪ :‬وقممال العلمممة كمممال‬
‫الدين ابن الزملكاوي‪ (5):‬كان إذا سئل عن فن من‬
‫)( قممال فممي تهممذيب اللغممة فممي مممادة )حفممظ( ‪:4/359‬‬ ‫‪1‬‬

‫)والحفظة‪ :‬اسم من الحتفاظ عنممدما يممرى مممن حفيظممة‬


‫الرجل‪ ،‬تقول‪ :‬أحفظته فاحتفظ حفظممة( وانظممر اللسممان‬
‫‪.7/442‬‬
‫)( العقود الدرية صم ‪ ،83‬الرد المموافر لبممن ناصممر الممدين‬ ‫‪2‬‬

‫صم ‪.107‬‬
‫)( الكممواكب الدريممة صممم ‪ ،56‬الممرد المموافر صممم ‪،107‬‬ ‫‪3‬‬

‫الشهادة الذكية صم ‪ ،29‬ذيل طبقات الحنابلة لبن رجممب‬


‫‪.2/392‬‬
‫)( العقود الدرية صم ‪.7‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو محمد بن علممي بممن عبممد الواحممد بممن عبممد الكريممم‬ ‫‪5‬‬

‫النصاري الدمشقي كمال الدين ابن الزملكاوي ولد فممي‬


‫شوال سنة ‪،666‬و مات في رمضان سممنة ‪727‬هممم‪ ،‬وهممو‬
‫‪39‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫العلم ظن الرائي والسامع أنه ل يعرف غيممر ذلممك‬
‫دا ل يعممرف مثلممه‪ ،‬إلممى أن‬ ‫الفممن وحكممم أن أحمم ً‬
‫قممال‪ ....‬واجتمعممت فيممه شممروط الجتهمماد علممى‬
‫وجهها)‪.(1‬‬
‫دا‪ ،‬ولعممل ممما ذكممرت فيممه‬
‫وهذا البمماب كممثيٌر جم ّ‬
‫كفاية‪ ،‬والله المستعان‪.‬‬

‫* * *‬

‫في طريقه إلى مصر ليتولى قضاءها‪.‬‬


‫قال ابن كثير‪) :‬وكان من نيتممه الخبيثممة إذا رجممع إلممى الشممام‬
‫متولًيا أن يؤذي شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬فدعا عليممه فلممم‬
‫يبلغ أمله ومراده( انظر البداية والنهاية ‪،132 ،14/131‬‬
‫الدرر الكامنة ‪.194 -4/192‬‬
‫)( العقود الدرية صم ‪ ،7‬وذيل طبقات الحنابلة لبن رجممب‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2/390‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪40‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫أسباب تأليف المنهاج وأسلوب شيخ‬
‫السلم في المناقشة‬
‫ذكر شمميخ السمملم السممباب الممتي دعتممه إلممى‬
‫تأليف هذا الكتاب فسأذكر ما قاله‪ ،‬ثممم أبممرز أهممم‬
‫السباب‪:‬‬
‫قال شيخ السلم‪:‬‬
‫)أما بعد‪ :‬فإنه قد أحضر إلي طائفة من أهممل‬
‫السنة والجماعة كتابا صنفه بعض شيوخ الرافضممة‬
‫فممي عصممرنا منفقمما لهممذه البضمماعة يممدعو بمه إلممى‬
‫مذهب الرافضممة الماميممة مممن أمكنممه دعمموته مممن‬
‫ولة المممور وغيرهممم أهممل الجاهليممة ممممن قلممت‬
‫معرفتهم بممالعلم والممدين ولممم يعرفمموا أصممل ديممن‬
‫المسلمين وأعممانه علممى ذلممك مممن عممادتهم إعانممة‬
‫الرافضة مممن المتظمماهرين بالسمملم مممن أصممناف‬
‫الباطنية)‪ (1‬الملحدين‪.‬‬
‫)( الباطنيممة‪ :‬سممموا بهممذا السممم‪ :‬لممدعواهم أن لظممواهر‬ ‫‪1‬‬

‫القرآن والسنة بواطن‪ ،‬تجري في الظمماهر مجممرى اللممب‬


‫من القشر‪ ،،،‬وغرضممهم القصممى إبطممال الشممرائع‪ ،‬وهممم‬
‫فرق كثيرة منهم القرامطة والسماعيلية‪ ،‬وضررهم على‬
‫السلم والمسلمين أعظم مممن ضممرر اليهممود والنصممارى‪،‬‬
‫والمدهوريين بمل أعظمم ممن ضمرر المدجال‪ ،‬الفمرق بيمن‬
‫الفممرق ‪ ،312 -281/‬فضممائح الباطنيممة ‪ ،12 -11‬ذكممر‬
‫مذاهب الثنتين والسبعين فرقة ‪.92-89/‬‬
‫‪41‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الذين هم في الباطن من الصابئة)‪ (1‬الفلسفة‬
‫الخارجين عن حقيقممة متابعممة المرسمملين الممذين ل‬
‫يوجبون اتباع ديممن السمملم ول يحرمممون اتبمماع ممما‬
‫سممواه مممن الديممان بممل يجعلممون الملممل بمنزلممة‬
‫المممذاهب والسياسممات الممتي يسمموغ اتباعهمما وأن‬
‫النبمموة نمموع مممن السياسممة العادلممة الممتي وضممعت‬
‫لمصلحة العامة في الدنيا()‪.(2‬‬
‫وقد بين مممتى يكممثر هممذا الصممنف مممن النمماس‬
‫فقممال‪) :‬فممإن هممذا الصممنف يكممثرون إذا كممثرت‬
‫الجاهلية وأهلهما ولمم يكمن هنماك ممن أهممل العلممم‬
‫بالنبوة والمتابعمة لهما مممن يظهممر أنوارهمما الماحيمة‬
‫لظلمة الضلل ويكشف ما في خلفهمما مممن الفممك‬
‫والشرك والمحال‪.‬‬
‫وهؤلء ل يكذبون بالنبوة تكذيبا مطلقا بل هممم‬
‫يؤمنون ببعض أحوالهمما ويكفممرون ببعممض الحمموال‬
‫وهم متفاوتون فيما يؤمنون بممه ويكفممرون بممه مممن‬
‫تلك الخلل‪.‬‬
‫فلهذا يلتبس أمرهم بسبب تعظيمهم للنبمموات‬

‫)( الصابئة هم قوم يعبدون الكواكب واسمهم مأخوذ من‬ ‫‪1‬‬

‫إذا خممرج مممن شمميء إلممى شمميء ومممن ديممن إلممى ديممن‬
‫والصابئة للحنفية‪ ،‬البرهان في عقائد أهل الديان ‪،4 -92‬‬
‫الملل والنحل ‪.6-2/3‬‬
‫)( المنهاج ‪.6-1/4‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪42‬‬
‫الرافضة‬
‫على كثير من أهل الجهالت‪.‬‬
‫والرافضمممة والجهميمممة همممم البممماب لهمممؤلء‬
‫الملحدين()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬وذكر من أحضر هممذا الكتمماب أنممه مممن‬
‫أعظم السباب في تقرير مذاهبهم عنممد مممن مممال‬
‫إليهممم مممن الملمموك وغيرهممم وقممد صممنفه للملممك‬
‫المعروف الممذي سممماه فيممه خممدا بنممده)‪ (2‬وطلبمموا‬
‫مني بيان ما في هذا الكتاب مممن الضمملل وباطممل‬
‫الخطاب لما في ذلك من نصر عباد الله المؤمنين‬
‫وبيان بطلن أقوال المفترين الملحدين()‪.(3‬‬
‫وقال‪) :‬فلما ألحوا في طلب الرد لهذا الضلل‬
‫المبين ذاكرين أن في العممراض عممن ذلممك خممذلنا‬
‫للمؤمنين وظن أهل الطغيان نوعا من العجز عممن‬
‫رد هذا البهتان فكتبت ممما يسممره اللممه مممن البيممان‬
‫وفاء بما أخذه الله ممن الميثماق علمى أهمل العلمم‬
‫واليمان وقياممما بالقسممط وشممهادة للممه كممما قممال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫وا ِ‬
‫قه ّ‬ ‫من ُههوا ُ‬
‫كون ُههوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫فس ه ك ُ َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫مأ ِ‬ ‫ْ‬ ‫عل َههى أن ْ ُ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ه ْ‬‫ه َ‬ ‫داءَ ل ِل ّه ِ‬
‫ه َ‬ ‫شه َ‬ ‫ط ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫َ‬
‫قي هًرا‬ ‫ف ِ‬‫و َ‬‫غن ِي ّهها أ ْ‬‫ن َ‬ ‫ن ي َك ُه ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫قَرِبي ه َ‬ ‫وال ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وال ِدَي ْ ِ‬‫ال ْ َ‬
‫دُلوا‬ ‫َ‬ ‫ه أَ ْ َ‬
‫عهه ِ‬‫ن تَ ْ‬‫وى أ ْ‬ ‫ه َ‬‫عوا ال ْ َ‬ ‫فل ت َت ّب ِ ُ‬ ‫ما َ‬‫ه َ‬ ‫ولى ب ِ ِ‬ ‫فالل ّ ُ‬ ‫َ‬

‫)( المنهاج ‪.7 - 1/6‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.8 -1/7‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪43‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫َ‬
‫مهها‬
‫ن بِ َ‬
‫كهها َ‬ ‫ن الّلهه َ‬
‫ه َ‬ ‫ضههوا َ‬
‫فههإ ِ ّ‬ ‫ر ُ‬
‫ع ِ‬
‫و تُ ْ‬ ‫ن ت َْلهه ُ‬
‫ووا أ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫َ‬
‫مُلههو َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ي‪ :‬هممو تغييممر الشممهادة‪،‬‬ ‫خِبيههًرا‪ ‬واللمم ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َ‬‫تَ ْ‬
‫والعراض‪ :‬كتمانها()‪.(2‬‬
‫وقممال‪) :‬وذلممك أن أول هممذه المممة هممم الممذين‬
‫قاموا بالدين تصديقا وعلما وعمل وتبليغا فممالطعن‬
‫فيهم طعن في الدين موجب للعراض عممما بعممث‬
‫الله به النبيين‪.‬‬
‫وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع(‬
‫)‪.(3‬‬
‫وقال في موضع آخر‪) :‬ولول أن هممذا المعتممدي‬
‫الظالم قد اعتدى على خيار أوليمماء اللممه وسممادات‬
‫أهل الرض خير خلق الله بعد النبيين اعتداء يقدح‬
‫فممي الممدين ويسمملط الكفممار والمنممافقين ويممورث‬
‫الشبه والضعف عند كثير من المممؤمنين‪ ،‬لممم يكممن‬
‫بنا حاجة إلى كشف أسراره وهتممك أسممتاره واللممه‬
‫حسيبه وحسيب أمثاله()‪.(4‬‬
‫وقال‪) :‬ونحن نبين إن شاء الله تعممالى طريممق‬
‫الستقامة في معرفة هذا الكتمماب منهمماج الندامممة‬

‫‪.135‬‬ ‫النساء‪/‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫‪.16 ،1/15‬‬ ‫المنهاج‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫‪.1/18‬‬ ‫المنهاج‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫‪7/292‬‬ ‫المنهاج‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪44‬‬
‫الرافضة‬
‫بحول الله وقوته()‪.(1‬‬
‫وقال في بيان الطريقة المثلممى فممي مناقشممة‬
‫الفرق‪ ،‬وقبول ما عندها من الحممق ورد ممما عنممدها‬
‫من الباطل‪) :‬ولهذا جعل هذا الكتاب »منهاج أهممل‬
‫السمنة النبويمة فمي نقمض كلم الشميع والقدريمة«‬
‫فإن كثيرا من المنتسبين إلى السنة ردوا ما تقوله‬
‫المعتزلة والرافضة وغيرهم من أهممل البممدع بكلم‬
‫فيه أيضمما بدعممة وباطممل وهممذه طريقممة يسممتجيزها‬
‫كممثير مممن أهممل الكلم ويممرون أنممه يجمموز مقابلممة‬
‫الفاسد بالفاسد‪.‬‬
‫لكن أئمة السنة والسلف على خلف هذا وهم‬
‫يممذمون أهممل الكلم المبتممدع الممذين يممردون بمماطل‬
‫بباطل وبدعة ببدعة ويأمرون أل يقول النسممان إل‬
‫الحق ل يخرج عن السممنة فممي حممال مممن الحمموال‬
‫وهممذا هممو الصممواب الممذي أمممر اللممه تعممالى بممه‬
‫ورسوله()‪.(2‬‬
‫ويمكن إبراز أهم السباب فيما يلي‪- :‬‬
‫‪ -1‬قوة تأثير هذا الكتاب فيمممن ليسممت لممديهم‬
‫خبرة ول علم بفساد مذهب الرافضة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الرافضي ألف هذا الكتاب يدعو به إلممى‬

‫)( المنهاج ‪.1/57‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/342‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪45‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مممذهب مممن اسممتطاع دعمموته مممن ولة المممور‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬أن هممذا الكتمماب مممن أعظممم السممباب فممي‬
‫تقرير مذهب الرافضة عند من مال إليهم‪.‬‬
‫‪ -4‬أن هذا الكتاب صنفه مصنفه لحد الملمموك‬
‫‪ -‬وقد كان سبًبا في صرفه إلى مذهب الرافضة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن فممي رد هممذا الكتمماب نصممرة لعبمماد اللممه‬
‫المؤمنين وبيانا لبطلن أقوال المفترين الملحدين‪.‬‬
‫‪ -6‬إجابة السؤال الذي طلب منه ممممن عممرف‬
‫تأثير هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ -7‬أن هؤلء القوم يظهممرون ويكممثرون عنممدما‬
‫يكممثر الجهممل ويقممل العلممماء العمماملون بالكتمماب‬
‫والسنة الذين يقفون في وجوه المبطلين‪.‬‬
‫عا من العجممز عممن رد‬ ‫‪ -8‬ظن أهل الطغيان نو ً‬
‫هذا البهتان‪.‬‬
‫‪ -9‬أن هذا الرد وفاء بما أخذه الله من الميثاق‬
‫ما بالقسط وشممهادة‬ ‫على أهل العلم واليمان‪ ،‬وقيا ً‬
‫لله‪.‬‬
‫‪ -10‬أن كتاب الرافضي فيه الطعن بالصممحابة‪،‬‬
‫والطعممن فيهممم طعممن فممي هممذا الممدين ممموجب‬
‫للعراض عممما بعممث اللممه بممه النممبيين فمموجب رده‬
‫وبيان طريق الستقامة‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪46‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -11‬أن هذا الكتاب إنما صممنفه شمميخ السمملم‬
‫لقامة العدل وإبطال الباطل‪.‬‬

‫***‬
‫‪47‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسلوب شههيخ السههلم‬
‫‪-‬رحمه الله‪ -‬في المناقشة‪:‬‬
‫ذكر شيخ السلم ‪-‬رحمممه اللممه‪ -‬قاعممدة عامممة‬
‫في المناقشة ل بد من سلوكها‪ ،‬وهممي العممدل مممع‬
‫الخصم‪ ،‬وقبول ما عنممده مممن الحممق‪ ،‬ورد ممما فممي‬
‫كلمه من الباطل‪ ،‬وأن ل يقابل الباطل بباطممل ول‬
‫البدعة ببدعة‪ ،‬وبين أن هذه طريقة السمملف فمممما‬
‫قاله في ذلك قوله‪) :‬فالواجب إذا كان الكلم بيممن‬
‫طائفتين من هذه الطوائف أن يبين رجحممان قممول‬
‫الفريق الذي هو أقرب إلى السنة بالعقممل والنقممل‬
‫ول ننصر القول الباطل المخالف للشممرع والعقممل‬
‫أبدا فإن هذا محرم ومذموم يذم به صاحبه ويتولد‬
‫عنه من الشر ما ل يوصف كما تولممد مممن القمموال‬
‫المبتدعة مثل ذلك ولبسط هذه المور مكان آخممر‬
‫والله أعلم()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬وأممما إذا كممان المقصممود بيممان رجحممان‬
‫بعض القوال فهذا ممكن في نفسه وهذا هو الذي‬
‫نسلكه في كثير مما عاب بممه الرافضممة كممثير مممن‬
‫الطوائف المنتسبين إلى السنة فممي إثبممات خلفممة‬
‫الخلفاء الثلثة فإنهم عابوا كثيرا منهم بأقوال هممي‬
‫معيبة مذمومة واللممه قممد أمرنمما أل نقممول عليممه إل‬

‫)( المنهاج ‪.2/343‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪48‬‬
‫الرافضة‬
‫الحممق وأل نقممول عليممه إل بعلممم وأمرنمما بالعممدل‬
‫والقسط فل يجوز لنا إذا قممال يهممودي أو نصممراني‬
‫فضل عن الرافضي قول فيه حق أن نتركه أو نرده‬
‫كله بل ل نرد إل ما فيه مممن الباطممل دون ممما فيممه‬
‫من الحق()‪.(1‬‬
‫وقال في بيان طريقة السلف في الرد‪) :‬لكممن‬
‫أئمة السنة والسلف على خلف هذا وهممم يممذمون‬
‫أهممل الكلم المبتممدع الممذين يممردون بمماطل بباطممل‬
‫وبدعة ببدعة ويأمرون أل يقول النسممان إل الحممق‬
‫ل يخرج عن السنة في حال من الحوال وهذا هممو‬
‫الصواب الذي أمر الله تعالى به ورسوله‪.‬‬
‫ولهذا لم نرد ما تقوله المعتزلة والرافضة مممن‬
‫حق بل قبلناه لكن بينا أن ما عممابوا بممه مخممالفيهم‬
‫من القوال ففي أقوالهم من العيمب مما همو أشمد‬
‫من ذلك()‪.(2‬‬
‫من أهم الساليب التي استعملها شيخ‬
‫السلم في رده على الرافضي‪:‬‬
‫ل‪ :‬القناع‪ :‬حيث يممذكر الدلممة الممتي تقنممع‬ ‫أو ً‬
‫من أراد الحق‪.‬‬
‫‪ -‬مممن ذلممك‪ :‬أن يممأتيه بكلم أصممحابه كقمموله‬

‫)( المنهاج ‪.2/342‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/342‬انظر ‪.3/77‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪49‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫رحمه الله‪) :‬وقال محمد بممن سممعيد الصممبهاني‬
‫سمعت شريكا يقول‪» :‬أحمل العلم عممن كممل مممن‬
‫لقيت إل الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه‬
‫دينا)‪.«(2‬‬
‫وشمممريك همممذا همممو شمممريك بمممن عبمممد اللمممه‬
‫)‪(4‬‬
‫القاضي)‪ ،(3‬قاضى الكوفممة مممن أقممران الثمموري‬
‫وأبي حنيفة وهو من الشيعة الذي يقول بلسانه أنا‬
‫من الشيعة وهذه شهادته فيهم()‪.(5‬‬
‫‪ -‬ومن ذلك ذكر التفاق علممى خلف ممما ذكممره‬
‫الخصمممم‪ ،‬كقممموله‪) :‬إن قمممول القمممائل إن مسمممألة‬
‫)( محمد بن سعيد بن سممليمان الكمموفي المعممروف بممابن‬ ‫‪1‬‬

‫الصبهاني روى عن شريك وروى له البخمماري والترمممذي‬


‫والنسائي‪ ،‬وقال النسائي عنه‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال ابن حجر‪ :‬ثقممة‬
‫ثبممت‪ ،‬ت سممنة ‪220‬هممم‪ ،‬الخلصممة للخزرجممي ‪،2/407‬‬
‫تقريب التهذيب تحقيق عوامة ‪.480/‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قال ابن معين‪ :‬ثقة يغلط‪ ،‬وقال العجلممي‪ :‬ثقممة‪ ،‬وقممال‬ ‫‪3‬‬

‫ابن حجر‪ :‬صممدوق يخطممئ كممثيًرا تغيممر حفظممه منممذ ولممي‬


‫القضاء‪ ،‬مات سنة ‪177‬هم‪ ،‬الخلصممة للخزرجممي ‪،1/448‬‬
‫تقريب التهذيب ‪.266/‬‬
‫)( هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري‪ ،‬أبو عبد اللممه‬ ‫‪4‬‬

‫الكوفي‪ ،‬أحد الئمة العلم ولد سنة ‪77‬هم‪ ،‬قال العجلي‪:‬‬


‫كان ل يسمع شيئا إل حفظه‪ ،‬وقال ابن حجر‪ :‬ثقة حممافظ‬
‫فقيممه عابممد إمممام حجممة‪ ،‬تمموفي سممنة ‪161‬هممم‪ ،‬بالبصممرة‪،‬‬
‫الخلصة ‪ ،1/396‬التقريب ‪.244/‬‬
‫)( المنهاج ‪.1/60‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪50‬‬
‫الرافضة‬
‫المامة أهم المطالب في أحكممام الممدين وأشممرف‬
‫مسائل المسلمين كذب بإجماع المسلمين سنيهم‬
‫وشيعيهم بل هذا كفر‪.‬‬
‫فإن اليمممان بممالله ورسمموله أهممم مممن مسممألة‬
‫المامة وهذا معلوم بالضطرار مممن ديممن السمملم‬
‫فالكافر ل يصير مؤمنا حتى يشهد أن ل إله إل الله‬
‫وأن محمدا رسول الله وهذا هو الممذي قاتممل عليممه‬
‫الرسول ‪ ‬الكفار أول‪ ...‬بل نحن نعلم بالضطرار‬
‫عن رسول الله ‪ ‬أنممه لممم يكممن يممذكر للنمماس إذا‬
‫أرادوا الدخول في دينه المامة ل مطلقا ول معينا‪،‬‬
‫فكيمممف تكمممون أهمممم المطمممالب فمممي أحكمممام‬
‫الدين)‪(1‬؟!(‪.‬‬
‫ثاني ًهههها‪ :‬اسههههتعمال أسههههلوب الحصههههر‬
‫والتقسيم‪ :‬حيث يحصر المسألة في عممدة أمممور‬
‫دا‬
‫أو احتمالت ل تخرج عنها‪ ،‬ثممم يجيممب عنهمما واحم ً‬
‫دا‪ ،‬ومثال ذلك قوله‪) :‬إن قول القائل‪ :‬المامممة‬ ‫واح ً‬
‫أهم المطالب فممي أحكممام الممدين إممما أن يريممد بممه‬
‫إمامة الثنى عشممر أو إمممام كممل زمممان بعينممه فممي‬
‫زمانه بحيث يكون الهم في زماننا اليمان بإمامممة‬
‫محمد المنتظر والهم في زمممان الخلفمماء الربعممة‬
‫اليمان بإمامة علي عندهم والهم في زمان النبي‬

‫)( المنهاج ‪.77 -1/75‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪51‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ ‬اليمان بإمامته وإما أن يراد به اليمان بأحكممام‬
‫المامة مطلقا غير معين وإممما أن يممراد بممه معنممى‬
‫رابعا‪.‬‬
‫أما الول‪ :‬فقد علممم بالضممطرار أن هممذا لممم‬
‫يكن معلوما شائعا بيممن الصممحابة ول التممابعين بممل‬
‫الشيعة تقول إن كممل واحممد إنممما يعيممن بنممص مممن‬
‫قبله فبطل أن يكون هذا أهم أمور الدين‪.‬‬
‫وأما الثاني‪ ....:‬إلخ()‪ ،(1‬وهكذا‪.‬‬
‫ومن ذلك التماس جواب للخصم ‪ -‬يجيب بممه ‪-‬‬
‫ثم الرد عليه وهذا كثير في الكتاب‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬النصاف‪:‬‬
‫أي إنصاف الخصممم وعممدم الظلممم أو العتممداء‬
‫وهممذا أمثلتممه كممثيرة‪ ،‬وسممأذكر منهمما ممما يتممبين بممه‬
‫المقصود‪ ،‬فمن ذلك قوله‪) :‬وينبغي أيضمما أن يعلممم‬
‫أنه ليس كل ما أنكره بعممض النمماس عليهممم يكممون‬
‫باطل بل من أقمموالهم أقمموال خممالفهم فيهمما بعممض‬
‫أهممل السممنة ووافقهممم بعممض والصممواب مممع مممن‬
‫وافقهم لكن ليس لهم مسألة انفردوا بهمما أصممابوا‬
‫فيها()‪.(2‬‬
‫وقوله‪) :‬مما ينبغي أن يعرف أن ما يوجممد فممي‬

‫)( المنهاج ‪.80 ،1/79‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/44‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪52‬‬
‫الرافضة‬
‫جنس الشيعة من القوال والفعال المذمومة وإن‬
‫كان أضعاف ما ذكر لكن قد ل يكون هذا كلممه فممي‬
‫المامية الثنى عشرية ول في الزيدية ولكن يكون‬
‫كثير منه في الغالية وفي كثير مممن عمموامهم مثممل‬
‫ما يذكر عنهم من تحريم لحم الجمممل وأن الطلق‬
‫يشترط فيممه رضمما المممرأة ونحممو ذلممك مممما يقمموله‬
‫بعممض عممموامهم وإن كممان علمممماؤهم ل يقولمممون‬
‫ذلك‪.(1)(...‬‬
‫أو قول القائل‪) :‬أو قول القممائل‪ :‬إن الرافضممة‬
‫تفعل كذا وكذا المممراد بممه بعممض الرافضممة كقمموله‬
‫ّ )‪(2‬‬
‫ه‪ ،‬‬ ‫ن الل ِ‬‫ح اب ْ ُ‬‫سي ُ‬ ‫صاَرى ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫قال َ ِ‬
‫و َ‬‫تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫غل ّ ْ‬ ‫غُلول َ ٌ‬ ‫هودُ ي َدُ الل ّ ِ‬ ‫ت ال ْي َ ُ‬
‫قال َ ِ‬
‫)‪(3‬‬
‫م‪‬‬
‫ه ْ‬‫دي ِ‬
‫ت أْيهه ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ْ‬
‫ه َ‬ ‫و َ‬
‫‪َ ‬‬
‫لم يقل ذلك كممل يهممودي بممل قمماله بعضممهم‪.(4)(...‬‬
‫إلى غيممر ذلممك مممن السمماليب المقنعممة‪ ،‬الداحضممة‬
‫لحجة الخصوم‪.‬‬
‫فكل من أراد الحق وتجرد عن الهمموى‪ ،‬فل بممد‬
‫أن يقتنع ببطلن مذهب الروافض‪ ،‬وأن الحممق مممع‬
‫أهل السنة‪ ،‬وأن ما ذهبوا إليه هممو الصممواب الممذي‬
‫أمر الله به ورسوله‪ ،‬وهو الشرع الممذي تعبممد اللممه‬
‫المنهاج ‪.2/57‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫التوبة‪.30 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المائدة‪.64/‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.37 ،1/36‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪53‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫به أمة السلم‪.‬‬

‫* * *‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪54‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫ابن المطهر ولمن ألف كتابه منهاج‬
‫الكرامة‬
‫المطلههب الول‪ :‬ترجمههة ابههن المطهههر‬
‫‪648‬هه‪726 ،‬هه‪ ،‬ويشههمل اسههمه‪ ،‬ونشههأته‪،‬‬
‫وتصانيفه‪ ،‬ووفاته‪:‬‬
‫اسمه ونشأته‪ :‬هممو جمممال الممدين الرافضممي‬
‫أبو منصور الحسن ‪-‬وقيل الحسين‪ -‬بن يوسف بن‬
‫علي بن محمد ابن المطهر)‪ (1‬الحلممي)‪ (2‬العراقممي‬
‫الشممميعي المعمممتزلي‪ ،‬شممميخ الروافمممض بتلمممك‬
‫النواحي)‪ ،(3‬وهو رأس الشيعة بالحلة)‪ ،(4‬ولقد ولد‬
‫في الحلة وكان من سكانها وتوفي فيها‪.‬‬
‫)( انظر الدرر الكامنة لبن حجر ‪ ،2/158‬لسان الميممزان‬ ‫‪1‬‬

‫لبن حجر ‪ ،2/317‬البداية والنهايممة لبممن كممثير ‪،14/125‬‬


‫ذيول العبر للممذهبي ‪ ،4/77‬معجممم المممؤلفين عمممر رضمما‬
‫كحالة ‪ ،3/303‬المستدرك على معجممم المممؤلفين كحالممة‬
‫صم ‪ ،206‬العلم للزركلي ‪.2/227‬‬
‫)( نسبة إلى الحلة بالعراق وتسمى الحلة السمميفية الممتي‬ ‫‪2‬‬

‫بناها المير سمميف الدولممة صممدقة ابممن منصممور المزيممدي‬


‫السدي من أمراء دولة الديالمة في محرم سنة ‪495‬هم‪،‬‬
‫وهممي و اقعممة بيممن النجممف والخممار علممى طرفممي شممط‬
‫الفرات‪ ،‬مقدمة تحقيممق منهماج السممنة ط دار العروبمة د‪.‬‬
‫محمد رشاد سالم صم ‪) 17‬م(‪.‬‬
‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.125 /14‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( العلم للزركلي ‪.2/227‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪55‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫قال ابن كممثير رحمممه اللممه‪ :‬ولممد ابممن المطهممر‬
‫الممذي لممم تطهممر خلئقممه‪ ،‬ولممم يتطهممر مممن دنممس‬
‫الرفض ليلة الجمعة سابع وعشرين رمضممان سممنة‬
‫ثمممان وأربعيممن وسممتمائة)‪ (1‬ولقممد طلممب العلممم‪،‬‬
‫وتتلمممذ)‪ (2‬علممى والممده سممديد الممدين يوسممف)‪،(3‬‬
‫وعلى ابن عم والدته نجيب الدين يحيى)‪ ،(4‬و على‬
‫خاله أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بممن‬
‫يحيى الملقممب بممالمحقق علممى الطلق)‪ ،(5‬وعلممى‬
‫برهمممان المممدين النسمممفي)‪ ،(6‬وعلمممى عمممز المممدين‬
‫الفاروقي الواسطي ‪-‬من فقهاء أهل السممنة‪ ،(7)-‬و‬

‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/125‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر مقدمة منهاج السنة د‪ .‬محمممد رشمماد سممالم صم م‬ ‫‪2‬‬

‫‪) ،19‬م( ط دار العروبة سنة ‪1382‬هم‪.‬‬


‫)( هو سديد الدين يوسف بن علي بن محمد بن المطهممر‬ ‫‪3‬‬

‫لم أقف له على ترجمة‪.‬‬


‫)( لم أجد له ترجمة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسممين بممن سممعيد‬ ‫‪5‬‬

‫الهذلي الحلي نجم الدين أبو القاسم فقيه إمممامي مقممدم‬


‫كان مرجع الشيعة المامية في عصره ولد سنة ‪602‬هممم‪،‬‬
‫وتوفي سنة ‪676‬هم‪ ،‬العلم ‪.2/123‬‬
‫)( هو محمد بن محمد وفي الشذرات محمود بممن محمممد‬ ‫‪6‬‬

‫الحنفي أبو الفضل برهممان الممدين النسممفي المتكلممم ولممد‬


‫سنة ‪600‬هم‪ ،‬وتوفي سنة ‪687‬هم‪ ،‬وفممي الشممذرات سممنة‬
‫‪684‬هم‪ ،‬العلم ‪ ،7/31‬شذرات الذهب ‪.5/385‬‬
‫)( لم أجد له ترجمة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪56‬‬
‫الرافضة‬
‫على علي بن عمر الكاتبي القزويني المعممروف بم م‬
‫"دبيران")‪.(1‬‬
‫وأهم شمميوخه الممذين أكممثر مممن ملزمتهممم هممو‬
‫نصير الدين الطوسي)‪.(2‬‬
‫تصانيفه‪ :‬قال عنها الحافظ ابن كممثير رحمممه‬
‫الله‪ ..." :‬وله التصانيف الكثيرة‪ ،‬يقال‪ :‬تزيممد علممى‬
‫دا‪ ،‬وعممدتها خمسممة وخمسممون‬ ‫مائة وعشرين مجل م ً‬
‫مصممنًفا فممي الفقممه والنحممو والصممول والفلسممفة‬
‫والرفض وغير ذلك من كبار وصغار")‪ ،(3‬ومن هذه‬
‫المؤلفات‪- :‬‬
‫‪ -1‬شرح ابن الحاجب في أصممول الفقممه‪ ،‬قممال‬
‫عنه ابن كثير‪ ،‬وليس بذاك الفائق)‪.(4‬‬

‫)( هممو نجممم الممدين علممي بممن عمممر الكمماتبي القزوينممي‬ ‫‪1‬‬

‫المعروف بمم دبيممران حكيممم منطقممي مممن تلميممذ النصممير‬


‫الطوسي ولد سنة ‪ 600‬هم‪ ،‬وتوفي سنة ‪675‬هممم‪ ،‬العلم‬
‫‪.4/315‬‬
‫)( هو أبو جعفر أبممو عبمد اللممه محمممد بممن الحسممن نصممير‬ ‫‪2‬‬

‫الممدين الطوسممي ويعممرف بممالمحقق‪ ،‬وبالخواجممة‪ ،‬ولممد‬


‫بطوس )قرب نيسابور( سنة ‪597‬هم‪ ،‬وتوفي ببغداد سممن‬
‫‪662‬هممم‪ ،‬وكممان مهتممما بمؤلفممات ابممن سمميناء‪ ،‬وهممو أحممد‬
‫المعمماول الممتي مكممن للتتممار مممن تممدمير بغممداد‪ ،‬وقتممل‬
‫المسلمين‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬الشذرات ‪ ،5/339‬البداية والنهاية‬
‫‪ ،13/267‬العلم ‪.7/30‬‬
‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/125‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/125‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪57‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -2‬منتهى المطلب في تحقيق المذهب)‪ (1‬في‬
‫الفقه‪.‬‬
‫‪ -3‬النكممت البديعممة فممي تحريممر الذريعممة للسمميد‬
‫المرتضي)‪ (2‬في أصول الفقه)‪.(3‬‬
‫‪ -4‬نهج اليمان في تفسير القرآن)‪.(4‬‬
‫‪ -5‬خلصة القوال في معرفة الرجال)‪.(5‬‬
‫‪ -6‬كشف الفوائد شرح قواعد العقائد)‪.(6‬‬
‫‪ -7‬تذكرة الفقهاء)‪.(7‬‬
‫‪ -8‬إرشمماد الذهممان إلممى أحكممام الركممان أو‬
‫)إرشاد الذهان إلى أحكام اليمان)‪.((8‬‬
‫‪ -9‬مصباح المجتهد)‪.(9‬‬
‫‪ -10‬إيضاح المقاصد شرح حكمة العين)‪.(10‬‬
‫)( مطبوع في سبع مجلدات‪ .‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو علي بن الحسين بن موسى بن محمد أبو القاسممم‬ ‫‪2‬‬

‫المعروف بالسيد المرتضي‪.‬‬


‫)( معجم المؤلفين تأليف كحالة ‪.3/303‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( معجم المؤلفين ‪ ،3/303‬العلم ‪.3/227‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( تراجم وهو مطبوع‪ ،‬العلم ‪.3/228‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( معجم المؤلفين ‪.3/303‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( مخطوط العلم ‪ ،2/227‬معجم المؤلفين ‪.30/303‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( المستدرك على معجم المؤلفين عمر رضا كحالة صممم‬ ‫‪8‬‬

‫‪ ،106‬وفي العلم ‪ ،2/227‬مخطوط وذكر اليمممان بممدل‬


‫الركان‪.‬‬
‫)( المستدرك على معجم المؤلفين ص ‪.206‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( المستدرك على معجم المؤلفين ص ‪.206‬‬ ‫‪10‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪58‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -11‬السرار الخفية في العلوم العقلية)‪.(1‬‬
‫‪ -12‬اليضاح في حل المشكلت)‪.(2‬‬
‫‪ -13‬قواعمممد الحكمممام فمممي معرفمممة الحلل‬
‫والحرام)‪.(3‬‬
‫‪ -14‬منهاج الصلح)‪.(4‬‬
‫‪ -15‬تبصرة المتعلمين في أحكام الدين)‪.(5‬‬
‫‪ -16‬كشف المراد في شرح "تجربممة العتقمماد‬
‫للطوسي")‪.(7)(6‬‬
‫‪ -17‬تهمممذيب طريمممق الوصمممول إلمممى علمممم‬
‫الصول)‪.(8‬‬
‫‪ -18‬نهاية الوصول إلى علم الصول)‪.(9‬‬
‫‪ -19‬مختلف الشيعة في أحكام الشريعة)‪.(10‬‬

‫)( المستدرك على معجم المؤلفين ص ‪.206‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المستدرك على معجم المؤلفين ص ‪.206‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مطبممموع‪ .‬العلم ‪ ،2/227‬المسمممتدرك علمممى معجمممم‬ ‫‪3‬‬

‫المؤلفين صم ‪.206‬‬
‫)( المستدرك على معجم المؤلفين صم ‪.206‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مطبممموع العلم ‪ ،2/227‬المسمممتدرك علمممى معجمممم‬ ‫‪5‬‬

‫المؤلفين صم ‪.206‬‬
‫)( الطوسي هو نصير الممدين شمميخ ابممن المطهممر سممبقت‬ ‫‪6‬‬

‫ترجمته‪.‬‬
‫)( المستدرك على معجم المؤلفين صم ‪.206‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( مطبوع‪ .‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( مخطوط‪ .‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( مطبوع‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪59‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -20‬أنوار الملكوت في شرح الياقوت)‪.(1‬‬
‫‪ -21‬البحاث المفيدة في تحصيل العقيدة)‪.(2‬‬
‫‪ -22‬كنز العرفان في فقه القرآن)‪.(3‬‬
‫‪ -23‬نظم البراهين في أصول الدين)‪.(4‬‬
‫‪ -24‬تلخيص المرام في معرفة الحكام)‪.(5‬‬
‫‪ -25‬تحريممر الحكممام الشممرعية علممى مممذهب‬
‫المامية)‪.(6‬‬
‫‪ -26‬استقصاء العتبار‪ -‬في الحديث)‪.(7‬‬
‫‪ -27‬مصابيح النوار ‪ -‬حديث)‪.(8‬‬
‫‪ -28‬السمممر الممموجيز فمممي تفسمممير القمممرآن‬
‫العزيز)‪.(9‬‬
‫‪ -29‬مبادئ الوصول إلى علم الصول)‪.(10‬‬
‫‪ -30‬نهاية المرام في علم الكلم)‪.(11‬‬
‫‪ -31‬السرار الخفيفممة فممي المنطممق الطممبيعي‬

‫مخطوط في الصول والكلم‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫مخطوط‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫مخطوط‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫مخطوط‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫مخطوط‪ .‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫مطبوع أربعة أجزاء‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬

‫العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪8‬‬

‫العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪9‬‬

‫رسالة مطبوعة‪ ،‬العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪10‬‬

‫العلم ‪.2/227‬‬ ‫)(‬ ‫‪11‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪60‬‬
‫الرافضة‬
‫واللهي)‪.(1‬‬
‫‪ -32‬القواعد والمقاصد)‪.(2‬‬
‫‪ -33‬المقامات)‪.(3‬‬
‫‪ -34‬إيضاح التلبيس من كلم الرئيس)‪- (4‬ابممن‬
‫سيناء‪.(5)-‬‬
‫‪ -35‬المطالب العالية في علم العربية)‪.(6‬‬
‫‪ -36‬منهاج الهداية)‪.(7‬‬
‫‪ -37‬إيضاح الشتباه في أسماء الرواة)‪.(8‬‬
‫‪ -38‬كشممممف اليقيممممن فممممي فضممممائل أميممممر‬
‫المؤمنين)‪.(9‬‬

‫)( ثلثة أجزاء‪ .‬مخطوط في المكتبممة الحيدريممة بممالنجف‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العلم ‪.2/228‬‬
‫)( في المنطق والطبيعيات واللهيات‪ ،‬العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( في الحكمة ناقش فيه من سبقه من الحكماء‪ .‬العلم‬ ‫‪3‬‬

‫‪.2/228‬‬
‫)( ابن سيناء هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سمميناء‬ ‫‪4‬‬

‫الفيلسوف الملقب بالرئيس ولد سنة ‪ 370‬هم‪ ،‬وكان من‬


‫القرامطة الباطنيين‪ ،‬قال ابن القيم‪ :‬وكان ابن سيناء كما‬
‫أخبر عن نفسه‪ ،‬قال‪ :‬أنا وأبمي ممن أهمل دعموة الحماكم‪،‬‬
‫فكان من القرامطة الباطنية الممذين ل يؤمنممون بمبممدأ ول‬
‫معاد ول رب خالق ول رسول مبعوث جاء مممن عنممد اللممه‬
‫تعالى‪ .‬إغاثة اللهفان ‪ ،2/226‬العلم ‪.2/241‬‬
‫)( العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( في علم الكلم‪ .‬العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( صغير مطبوع‪ .‬العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( مطبوع‪ .‬العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪61‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -39‬استقصاء النظر في القضاء والقدر)‪.(1‬‬
‫‪ -40‬منهاج الكرامة في معرفة المامة)‪.(2‬‬
‫قال عنه المام ابن كثير رحمه الله وله كتمماب‬
‫منهاج الستقامة في إثبات المامة‪ ،‬خبط فيه فممي‬
‫المعقول والمنقول‪ ،‬ولم يدر كيممف يتجممه‪ ،‬إذ خممرج‬
‫عن الستقامة‪ ،‬وقد انتدب فمي المرد عليمه الشميخ‬
‫المممام‪ ،‬العلمممة شمميخ السمملم‪ :‬تقممي الممدين أبممو‬
‫العباس ابن تيمية في مجلدات أتى فيها بممما يبهممر‬
‫)‪(3‬‬
‫العقول من الشياء المليحة الحسنة وهو كتمماب‬
‫حافل)‪.(4‬‬
‫ولممه كتمماب فممي أصممول الفقممه علممى طريقممة‬
‫المحصممول والحكممام)‪ ،(5‬هممذا الممذي اسممتطعت‬
‫)‪(6‬‬
‫الحصول عليه من كتبه في المراجع الممتي لممدي‬

‫)( مخطوط‪ .‬العلم ‪.2/228‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مطبوع‪ ،‬وهو موجود في مقدمة منهاج السنة النبويممة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تحقيممق د‪ .‬محمممد رشمماد سممالم ط‪ /‬مكتبممة دار العروبممة‬


‫‪1382‬هم‪.‬‬
‫)( يعني منهاج السنة النبوية لبن تيمية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)(البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/125‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مجلدان‪ ،‬ذكره ابن كثير في البداية والنهايممة ‪14/125‬‬ ‫‪5‬‬

‫وقد يكون أحد الكتب المتقدمة‪ ،‬وقد يكون كتابما مسمتقل‬


‫غيرها‪ ،‬لن ابن كثير رحمه الله لم يذكر اسمه وإنما ذكممر‬
‫وصفه‪.‬‬
‫)( وقد ذكر د‪ .‬محمد رشاد سالم عدة كتممب زيممادة علممى‬ ‫‪6‬‬

‫ممما ذكرتممه هنمما نقل عممن الخوانسمماري )فممي روضممات‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪62‬‬
‫الرافضة‬
‫وهممي كتممب كممما تممرى فممي فنممون متعممددة‪ ،‬وهممذا‬
‫مؤشر إلى أن هذا الرجممل لممه مكانممة عنممد قممومه‪،‬‬
‫وأنه مقدم فيهم‪ ،‬ولقد قال عنه الحافظ ابن حجر‪:‬‬
‫"‪ ....‬وكممان صمماحب أممموال وغلمممان وحفممدة‪....‬‬
‫وتخرج به جماعة‪ ...‬واشتهرت تصانيفه")‪.(1‬‬
‫ضا‪" :‬ويقال‪ :‬إنممه تقممدم فممي دولممة‬
‫وقال عنه أي ً‬
‫خدا بندا)‪ ،(2‬وكممثرت أمممواله‪ ،‬وكممان مممع ذلممك فممي‬

‫الجنات(‪ ،‬منها‪:‬‬
‫المحاكمات بين شراح الشارات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التناسب بين الشعرية وفرق السوفسطائية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كاشف الستار في شرح كشف السرار‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الدر المكنون في علم القانون في المنطق‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫المباحث السنية والمعارضات النصيرية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حل المشكلت من كتاب التلويحات‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطممق الطممبيعي‬ ‫‪-7‬‬
‫واللهي‪ ،‬فإذا أضيف إلى ما سممبق صممار المجممموع سممبعة‬
‫فا‪.‬‬
‫وأربعين مؤل ً‬
‫)( الدر الكامنة لبن حجر ‪.2/158‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو خدا بندة محمد بن أرغون بن أبغا بممن هولكممو ابممن‬ ‫‪2‬‬

‫طولو بن جنكيز خان‪ ،‬ولقبممه غيمماث الممدين‪ ،‬تممولى الملممك‬


‫على التتار في شوال سنة ‪703‬هم‪ ،‬وبقي حتى مات سنة‬
‫‪716‬هممم‪ ،‬وقممد تحممول مممن مممذهب السممنة إلممى مممذهب‬
‫الرافضة )نعوذ بالله نممم سمموء الخاتمممة( البدايممة والنهايممة‬
‫لبن كممثير ‪ ،14/29‬م ‪ ،77‬وسمميأتي لممه زيممادة إيضمماح فممي‬
‫المطلب الثاني من هذا المبحث‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫غاية الشح وحج في أواخر عمره‪ ،"(1)...‬وقال عنه‬
‫المام ابن كثير رحمممه اللممه "ولممما ترفممض الملممك‬
‫خدا بنممدا حظممي عنممده ابممن المطهممر‪ ،‬وسمماد جممدا‪،‬‬
‫ة‪ (2)"...‬فمممما تقممدم يتممبين أثممره‬
‫دا كثير ً‬
‫وأقطعه بل ً‬
‫على من حوله ومنزلته عنممدهم مممع أنممه فممي غايممة‬
‫الشح‪.‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫توفي ابن المطهر ليلممة الجمعممة عشممرين مممن‬
‫شممهر محممرم سممنة ‪726‬هممم)‪ ،(3‬وعمممره ثمممانون‬
‫سنة)‪ (4‬لكن قال الممذهبي‪ :‬مممن أبنمماء الثمممانين بممل‬
‫أزيد)‪.(5‬‬
‫ول بد من ذكر بعض ما قاله الشيخ ابمن تيميمة‬
‫عن هذا الرافضي‪ ،‬فقال عنه‪) :‬مصنف هذا الكتاب‬
‫]يعني منهاج الكرامة[ فإنه عند الماميممة أفضمملهم‬
‫في زمانه بممل يقممول بعممض النمماس ليممس فممي بلد‬
‫المشرق أفضل منه في جنس العلوم مطلقا ومممع‬
‫هذا فكلمه يممدل علممى أنممه مممن أجهممل خلممق اللممه‬

‫)( الدرر الكامنة لبن حجر ‪.2/159‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/125‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/125‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( عند حساب عمره باعتبار أن ولدته سممنة ‪ 648‬يكممون‬ ‫‪4‬‬

‫ما‪.‬‬
‫ثمانية وسبعين عا ً‬
‫)( ذيول العبر للذهبي ‪.4/77‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪64‬‬
‫الرافضة‬
‫بحال النممبي ‪ ‬وأقممواله وأعممماله فيممروي الكممذب‬
‫الذي يظهر أنه كذب مممن وجمموه كممثيرة فممإن كممان‬
‫عالما بأنه كذب فقد ثبت عنممه ‪ ‬أنممه قممال‪»:‬من‬
‫حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهههو‬
‫أحد الكاذبين«)‪ (1‬وإن كان جاهل بذلك دل علممى‬
‫أنه من أجهل الناس بأحوال النبي ‪.(2)(‬‬
‫وقال‪) :‬ومن الناس من يقول إن صمماحب هممذا‬
‫الكتاب ليس هممو فممي البمماطن علممى قممولهم وإنممما‬
‫احتاج أن يتظاهر بهذا المذهب لما له في ذلك من‬
‫المصلحة الدنيوية وهذا يقوله غير واحد ممن يحب‬
‫صاحب هذا الكتاب ويعظمه والشممبه أنممه وأمثمماله‬
‫حممائرون بيممن أقمموال الفلسممفة وأقمموال سمملفهم‬
‫المتكلمين ومباحثهم تدل في كتبهم علممى الحيممرة‬
‫والضممطراب ولهممذا صمماحب هممذا الكتمماب يعظممم‬
‫الملحدة كالطوسي وابن سممينا وأمثالهممما ويعظممم‬
‫شمميوخ الماميممة ولهممذا كممثير مممن الماميممة تممذمه‬
‫وتسبه وتقول إنه ليس على طريق المامية()‪.(3‬‬
‫ول ريب أن ما ذكره شمميخ السمملم قممد سمملك‬
‫فيممه الوسممط فممي هممذا الرافضممي‪ ،‬فل إفممراط ول‬
‫)( رواه مسمملم فممي المقدمممة بمماب وجمموب الروايممة عممن‬ ‫‪1‬‬

‫الثقات وترك الكذابين ‪.1/9‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،128 ،4/127‬وانظر ‪.5/461‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،6/483‬وانظر ‪.5/162‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪65‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫تفريط‪ ،‬مع أن هذه الطائفمة يغلممب عليهمما الجهممل‪،‬‬
‫كما سيتبين ذلمك فممي المبحممث الخممامس إن شماء‬
‫الله‪.‬‬
‫ثممم قممال شمميخ السمملم‪) :‬وهممذا الرافضممي‬
‫المصنف وإن كممان مممن أفضممل بنممي جنسممه ومممن‬
‫المبرزين على طائفته فل ريممب أن الطائفممة كلهمما‬
‫جهال()‪.(1‬‬
‫وقد بين شيخ السلم أن هذا الرافضممي جمممع‬
‫أصول البدع‪ ،‬وهي‪ :‬الرفض والتجهمم ونفمي القمدر‬
‫فقممال‪) :‬وإنممما ظهممر هممذا لممما صممار بعممض النمماس‬
‫رافضيا قدريا جهميا فجمع أصممول البممدع كصمماحب‬
‫هذا الكتاب وأمثاله()‪.(2‬‬
‫وبين أنمه اعتممد علمى المعتزلمة فمي المعتقمد‬
‫فقال‪) :‬فهذا المصنف المامي اعتمد على طريممق‬
‫المعتزلة ومن تابعهم()‪.(3‬‬
‫ووضح خبث طوية هذا المممامي‪ ،‬وحقممده علممى‬
‫الصحابة وأئمة المسلمين‪ ،‬مع ثنائه على الطوسممي‬
‫وأمثمماله‪ ،‬فقممال‪) :‬ومممن العجممب أن هممذا المصممنف‬
‫ذاب المفممتري يممذكر أبمما بكممر‬‫الرافضي الخبيث الك م ّ‬
‫وعمر وعثمان وسمائر السممابقين الوليممن والتممابعين‬
‫)( المنهاج ‪.6/444‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،3/9‬وانظر ‪.8/10‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/563‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪66‬‬
‫الرافضة‬
‫وسممائر أئمممة المسمملمين مممن أهممل العلممم والممدين‬
‫بالعظائم التي يفتريهما عليهمم همو وإخموانه ويجيمء‬
‫إلى مممن قممد اشممتهر عنممد المسمملمين بمحممادته للممه‬
‫ورسوله فيقول قال شيخنا العظممم ويقممول قممدس‬
‫الله روحه ممع شمهادته بمالكفر عليمه وعلمى أمثماله‬
‫ومممع لعنممة طممائفته لخيممار المممؤمنين مممن الوليممن‬
‫والخرين()‪.(1‬‬
‫وبين أن هذا هو طريق مممن أزاغ اللممه قلمموبهم‬
‫فهم يفضلون الكفار على المسلمين‪ ،‬فقممال شمميخ‬
‫السممملم‪) :‬فمممإنهم)‪ (2‬دائمممما يسمممتعينون بالكفمممار‬
‫والفجار على مطالبهم ويعمماونون الكفممار والفجممار‬
‫على كثير من مآربهم وهذا أمممر مشممهود فممي كممل‬
‫زمان ومكان ولو لم يكن إل صمماحب هممذا الكتمماب‬
‫)‪(3‬‬
‫منهاج الندامممة وإخمموانه فممإنهم يتخممذون المغممل‬
‫والكفار أو الفساق أو الجهال أئمممة بهممذا العتبممار(‬
‫)‪.(4‬‬
‫وقد وصفه شيخ السلم بأنه حمار وأنه أحمممر‬

‫)( المنهاج ‪.3/450‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يعني الرافضة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( يريد بهم المغول فقد قال ‪) 3/447‬ولهذا كانوا ]يعنممي‬ ‫‪3‬‬

‫الرافضة[ من أنقص الناس منزلة عند المير‪ ...‬الذي دعا‬


‫ملك المغل غازان إلى السلم‪ ....‬إلخ(‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.112 -4/11‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪67‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫من عقلء اليهود)‪ ،(1‬وقال بممأن )العامممة معممذورون‬
‫في قولهم‪ :‬الرافضي حمار اليهودي()‪.(2‬‬
‫وقد أجاب شيخ السلم عن سؤال قد يتطرق‬
‫إلى ذهن القارئ عندما يرى وصفه هممذا الرافضممي‬
‫بهممذه الوصمماف مممن الجهممل والبلدة‪ ،‬حممتى صممار‬
‫أشبه بالحمار‪ ...‬وهممذا السممؤال هممو لممماذا إذا كممان‬
‫الرافضي بهذه المثابة ‪-‬يتعب شيخ السمملم نفسممه‬
‫بالرد عليه؟‪ -‬فقال‪) :‬ومصنف هذا الكتمماب وأمثمماله‬
‫من الرافضة إنما نقممابلهم ببعممض ممما فعلمموه بأمممة‬
‫محمد ‪ ‬سلفها وخلفها فممإنهم عمممدوا إلممى خيممار‬
‫أهممل الرض مممن الوليممن والخريممن بعممد النممبيين‬
‫والمرسممملين وإلمممى خيمممر أممممة أخرجمممت للنممماس‬
‫فجعلوهم شممرار النمماس وافممتروا عليهممم العظممائم‬
‫وجعلوا حسناتهم سيئات‪.(3)(...‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ألف هذا الكتاب‪:‬‬
‫صممرح ابممن المطهممر فممي أول كتممابه "منهمماج‬
‫الكرامة في معرفة المامة" بأنه ألف هذا الكتمماب‬
‫ليخمدم بمه خزانممة الملمك الجايتوخمدا بنمدا محمممد‪.‬‬
‫فقال "أما بعد فهذه رسالة شريفة ومقالة لطيفة‪،‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.291 ،7/290‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.291 ،7/290‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.5/160‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪68‬‬
‫الرافضة‬
‫اشتملت علممى أهممم المطممالب فممي أحكممام الممدين‬
‫وأشمممرف مسمممائل المسممملمين‪ ،‬وهمممي مسمممألة‬
‫المممام‪- .....‬إلممى أن قممال‪ -‬خممدمت بهمما خزانممة‬
‫السلطان العظم‪ ،‬مالك رقاب المم‪ ،‬ملك ملمموك‬
‫طوائف العرب والعجم‪ ،‬مولي النعم‪ ،‬مسند الخيممر‬
‫والكرم‪ ،‬شاهنشاه المعظممم‪ ،‬غيمماث الحممق والملممة‬
‫والمممدين‪ ،‬الجايتوخمممدا بنمممده محممممد‪ ،‬خلمممد اللمممه‬
‫سلطانه")‪.(1‬‬
‫لقد صرف ابن المطهر في هذا الكتمماب خلقمما‬
‫كثيًرا عن الدين الحق عن مذهب أهل السممنة إلممى‬
‫مذهب الرافضممة والمجمموس ومنهممم الملممك الممذي‬
‫أقام على السنة سنوات قليلة ممن ملكمه ثمم فمي‬
‫عام ‪709‬هم ترك مذهب أهل السنة وأعلن تحمموله‬
‫إلى مذهب الرافضة وكتممب للقمماليم بممأن ل يممذكر‬
‫في الخطب إل علي وأهل بيته‪ ،‬فكممان لهممذا المممر‬
‫الخطير أثره على أهل السممنة حيممث ظهممر عليهممم‬
‫أهل البدعة)‪.(2‬‬
‫قال المام ابن كثير رحمه الله تعالى عن خممدا‬
‫بنده "توفي فممي السممابع والعشممرين مممن رمضممان‬

‫)( منهاج الكرامة في معرفة المامة في مقدمممة تحقيممق‬ ‫‪1‬‬

‫منهاج السنة د‪ .‬محمد رشاد سالم صم ‪) 77‬م( ط‪ .‬مكتبة‬


‫دار العروبة‪.‬‬
‫)( انظر البداية والنهاية لبن كثير ‪.41/56‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪69‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪-‬يعني سنة ‪716‬هممم‪ -‬ودفممن بممتربته بالمدينممة الممتي‬
‫أنشأها‪ ،‬يقال لهمما السمملطانية‪ ،‬وقممد جمماوز الثلثيممن‬
‫مممن العمممر‪ ،‬وكممان موصمموًفا بممالكرم‪ ،‬ومحبمما للهممو‬
‫واللعب والعمائر‪ ،‬وأظهر الرفض‪ ،‬أقام سممنة علممى‬
‫السنة ثم تحول إلى الرفض‪ ،‬وأقممام شممعائره فممي‬
‫بلده‪ ،‬وحظممي عنممده الشمميخ جمممال الممدين ابممن‬
‫المطهممر الحلممي تلميممذ نصممير الممدين الطوسممي‬
‫وأقطعه عممدة بلد‪ ،‬ولممم يممزل علممى هممذا المممذهب‬
‫الفاسد إلى أن مات في هذه السنة)‪ ،(1‬وقد جرت‬
‫في أيامه فتن كبار ومصائب عظام فأراح الله منه‬
‫العباد والبلد")‪.(2‬‬
‫قال شيخ السلم في بيان بداية تحول الرفض‬
‫في دولة خدا بنده‪) :‬ولما قمماموا ]يعنممي الرافضممة[‬
‫في دولة خدا بنده الذي صممنف لممه الرافضممي هممذا‬
‫الكتمماب فممأرادوا إظهممار مممذهب الرافضممة وإطفمماء‬
‫مذهب السنة‪ ،‬منعوا ذكر الخلفاء على المنممبر‪ ،‬ثممم‬
‫عوضوا بذكر علممي والحممد عشممر الممذين يزعمممون‬
‫أنهم المعصومون()‪.(3‬‬
‫وقال عن خممدا بنممده‪) :‬ولقممد بلغنممي عممن ملمك‬
‫المغممول خدابنممده الممذي صممنف لممه هممذا الرافضممي‬

‫)( أي سنة ‪716‬هم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البداية والنهاية لبن كثير ‪.14/77‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/165‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪70‬‬
‫الرافضة‬
‫كتممابه هممذا فممي المامممة أن الرافضممة لممما صممارت‬
‫تقول له مثمل همذا الكلم إن أبما بكمر كمان يبغمض‬
‫النبي ‪ ‬وكان عدوه ويقولون مع هممذا إنممه صممحبه‬
‫في سفر الهجرة الذي هممو أعظممم السممفار خوفمما‬
‫قال كلمة تلزم عن قولهم الخممبيث وقممد بممرأ اللممه‬
‫رسوله منها لكن ذكرها علممى مممن افممترى الكممذب‬
‫الذي أوجب أن يقال في الرسول مثلها حيث قممال‬
‫كان قليل العقل‪.‬‬
‫ول ريب أن من فعل ممما قممالته الرافضممة فهممو‬
‫قليل العقممل وقممد بممرأ اللممه رسمموله وصممديقه مممن‬
‫كممذبهم وتممبين أن قممولهم يسممتلزم القممدح فممي‬
‫الرسول ‪.(1)(‬‬
‫)فقبح الله من نسب رسوله الممذي هممو أكمممل‬
‫الخلق عقل وعلما وخبرة إلممى مثممل هممذه الجهالممة‬
‫والغباوة()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.431 ،8/430‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/430‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪71‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الرابع‬
‫تعريف الشيعة والرافضة‬
‫المطلب الول‪ :‬تعريف الشيعة‪:‬‬
‫الشههههيعة لغههههة‪ :‬العمممموان والنصممممار)‪،(1‬‬
‫والحزاب)‪ (2‬والتباع‪.‬‬
‫وقممال ابممن منظممور‪ :‬والشمميعة‪ :‬القمموم الممذين‬
‫يجتمعون على المر‪ ،‬وكل قوم اجتمعوا على أمممر‬
‫فهم شيعة‪ ،‬وكل قوم أمرهممم واحممد‪ ،‬يتبممع بعضممهم‬
‫رأي بعض فهم شيع)‪.(3‬‬
‫وقال‪ :‬وأصل الشيعة الفرقة من الناس‪ ،‬ويقممع‬
‫على الواحممد والثنيممن والجمممع والمممذكر والمممؤنث‬
‫بلفممظ واحممد ومعنممى واحممد‪ ...‬وأصممل ذلممك مممن‬
‫المشايعة‪ :‬وهي المتابعة والمطاوعة)‪.(4‬‬
‫وقممال فممي مختممار الصممحاح‪ :‬وشمميعة الرجممل‬
‫أتبمماعه وأنصمماره)‪ ،(5‬وتشمميع الرجممل ادعممى دعمموى‬
‫الشيعة)‪.(6‬‬
‫)( معجم مقاييس اللغة لبن فارس ‪.3/235‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مجمل اللغة لبن فارس ‪.2/518‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( لسان العرب لبن منظور ‪.8/188‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( لسان العرب لبن منظور ‪.8/189‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مختممار الصممحاح للممرازي ‪ ،353‬القمماموس المحيممط‬ ‫‪5‬‬

‫للفيروزبادي ‪.949/‬‬
‫)( مختممار الصممحاح للممرازي ‪ ،353/‬القمماموس المحيممط‬ ‫‪6‬‬

‫للفيروزبادي ‪.950/‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪72‬‬
‫الرافضة‬
‫أما في الصطلح‪ :‬فقد غلب هذا السممم علممى‬
‫كل من يتولى عليا وأهل بيته ‪-‬رضممي اللممه عنهممم‪-‬‬
‫حتى صار اسما خالصا لهم‪.‬‬
‫قال أبو الحسن الشعري)‪ :(1‬وإنممما قيممل لهممم‬
‫الشيعة؛ لنهممم شممايعوا عليمما ‪-‬رضمموان اللممه عليممه‪-‬‬
‫ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله ‪.(2)‬‬
‫وقال ابن الثير)‪ :(3‬وأصل الشيعة الفرقة مممن‬
‫الناس‪ ،...‬وقد غلب هذا السم على كل من يزعم‬
‫أنه يتولى علًيا رضي الله عنه وأهل بيته حتى صار‬
‫صا‪ ،‬فإذا قيل فلن من الشيعة عممرف‬ ‫لهم اسما خا ً‬
‫أنه منهم‪ ،‬وفي مذهب الشيعة كذا‪ :‬أي عندهم)‪.(4‬‬

‫)( هو إمام المتكلميممن أبممو الحسممن علممي بممن إسممماعيل‬ ‫‪1‬‬

‫الشعري اليماني البصممري ولممد سممنة ‪260‬همم كممان علممى‬


‫مذهب المعتزلة‪ ،‬ولما برع فيه كرهه وتبرأ منه وتاب إلى‬
‫الله تعالى منه وصممنف فممي الممرد عليهممم‪ ،‬صمماحب كتمماب‬
‫المقالت والبانة وغيرها‪ ،‬ت سنة ‪330‬هم‪ ،‬وقيممل غيرهمما‪.‬‬
‫سمممير أعلم النبلء ‪ ،90-15/85‬تاريمممخ بغمممداد ‪/11/346‬‬
‫‪.347‬‬
‫)( مقالت السلميين لبي الحسن الشعري ‪.1/65‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هممو المبممارك بممن محمممد الجممزري مجممد الممدين أبممو‬ ‫‪3‬‬

‫السممعادات )‪ (606 -544‬مصممنف النهايممة فممي غريممب‬


‫الحديث‪ ،‬وغيره‪ ،‬شذرات الذهب ‪.23 ،5/22‬‬
‫)( النهاية في غريب الحديث والثممر لبممن الثيممر ‪،2/519‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.520‬‬
‫‪73‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقممال الشهرسممتاني)‪ :(5‬الشمميعة هممم الممذين‬
‫شايعوا علي ًمما ‪ ‬علممى الخصمموص‪ ،‬وقممالوا بإمممامته‬
‫ة‪ ،‬إما جليا‪ ،‬وإما خفيا‪ ،‬واعتقدوا‬ ‫صا ووصي ً‬
‫وخلفته ن ّ‬
‫أن المامة ل تخرج من أولده وإن خرجت فبظلممم‬
‫يكممون مممن غيممره أو بتقيممة مممن عنممده‪ ،‬ويجمعهممم‬
‫القول بوجوب التعيين والتنصيص‪ ،‬وثبمموت عصمممة‬
‫النبيمماء والئمممة وجوبمما عممن الكبممائر والصممغائر‪،‬‬
‫دا إل فممي‬‫والقول بالتوالي والتبري قول وفعل ً وعق ً‬
‫حال التقية‪ ،‬ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك)‪.(6‬‬
‫ومما يسبق يتبين الصلة بيممن المعنممى اللغمموي‬
‫للتشيع والمعنى الصطلحي حيث إن التشمميع فممي‬
‫اللغة‪ ،‬وفي الصطلح يدور على المشممايعة‪ ،‬وهممي‬
‫المطاوعممة والمناصممرة‪ ،‬وكممان التشمميع فممي بدايممة‬
‫دا من معناه اللغوي‪ ،‬حيث إنممه يقممال‬ ‫أمره قريبا ج ً‬
‫لكل قوم ناصروا رجل‪ ،‬وكانوا معه إنهم من شيعته‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬شيعة علمي ‪ ‬وشمميعة عثمممان ‪ ‬وشمميعة‬
‫معاوية ‪ ‬وهكممذا‪ ،‬ولكممن هممذا السممم غلممب علممى‬
‫شيعة علي ‪‬؛ لنهم أقاموا من أجل هممذا التشمميع‬

‫)( هو أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكممر أحمممد‬ ‫‪5‬‬

‫الشهرستاني )‪ ،(548 -479‬صاحب كتاب نهاية القممدام‬


‫في علم الكلم‪ ،‬وكتاب الملل والنحل‪ ،‬وغيرهمما‪ ،‬شممذرات‬
‫الذهب ‪ ،4/194‬العلم ‪.6/215‬‬
‫)( الملل والنحل للشهرستاني ‪.147 ،1/146‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪74‬‬
‫الرافضة‬
‫الحممروب‪ ،‬واعتقممدوا اعتقممادات باطلممة خرجممت‬
‫بالتشيع عن مفهومه الصحيح إلى الرفض‪.‬‬
‫قال شيخ السمملم‪) :‬وكممان النماس فمي الفتنممة‬
‫صاروا شيعتين شيعة عثمانية وشيعة علوية وليس‬
‫كل من قاتل مع على كان يفضله على عثمان بممل‬
‫كان كثير منهم يفضل عثمان عليممه كممما هممو قممول‬
‫سائر أهل السنة()‪.(1‬‬
‫المطلهههب الثهههاني‪ :‬الرافضهههة ووجهههه‬
‫تسميتهم بذلك‪:‬‬
‫تعريف الرافضة‪:‬‬
‫‪ -1‬الرافضة في اللغة‪ :‬مممن الرفممض وهممو‬
‫الترك‪ :‬قال ابن فممارس)‪) :(2‬الممراء والفمماء والضمماد‬
‫أصل واحد وهو الترك()‪.(3‬‬
‫وقال في مختار الصحاح‪) :‬رفضه‪ :‬تركه()‪.(4‬‬
‫وقال في القاموس المحيط‪) :‬والروافممض كممل‬
‫جند تركوا قائدهم‪ ،‬والرافضة الفرقة منهم()‪.(5‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،4/132‬وانظر ‪.93 ،92 ،2/91‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا لغوي شاعر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ت ‪395‬هم‪ ،‬صاحب مجمل اللغممة‪ ،‬انظممر البدايممة والنهايممة‬


‫لبن كثير ‪.11/335‬‬
‫)( معجم مقاييس اللغة ‪.2/422‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مختار الصحاح ‪.250 /‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( القممماموس المحيمممط ‪ ،830/‬وانظمممر لسمممان العمممرب‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،7/157‬تهممذيب اللغممة ‪ ،12/15‬وقممال‪ :‬والنسممبة إليهممم‬


‫‪75‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فممن همذا المعنمى اللغموي تتمبين الصملة بينمه‬
‫وبين المعنى الصطلحي كما سيأتي‪:‬‬
‫‪ -2‬الرافضة في الصطلح‪ :‬سممموا بممذلك‬
‫لرفضهم الحق الذي عليممه الصممحابة‪ ،‬ومنممه إمامممة‬
‫أبي بكر وعمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن المام أحمد)‪ :(1‬سممألت أبممي‬
‫عن الرافضة فقال‪ :‬الذين يشتمون أو يسممبون أبمما‬
‫بكر وعمر رضي الله عنهما)‪ ،(2‬وقممال أيضمما‪ :‬قلممت‬
‫لبي ممن الرافضمي ؟ قمال‪ :‬المذي يسمب أبما بكمر‬
‫وعمممر رضممي اللممه عنهممما)‪ ،(3‬وقممال أبممو الحسممن‬
‫الشعري‪ :‬وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبممي‬
‫بكر وعمر رضي الله عنهما)‪.(4‬‬
‫وقال في الشيعة والتشيع عن الثنى عشممرية‪:‬‬
‫ضمما الرافضممة أو الروافممض لرفضممهم‬ ‫)ويسمممون أي ً‬
‫مناصرة أئمتهم ومتممابعتهم‪ ،‬وغممدرهم بهممم‪ ،‬وعممدم‬
‫وفائهم لهممم كممما وصممفهم علممي ‪ ‬بقمموله‪ :‬الممذي‬
‫رواه في كتاب الكافي المعتمد عندهم‪ :‬لممو ميممزت‬

‫رافضي‪.‬‬
‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصارم المسلول علممى شمماتم الرسممول لبممن تيميممة ‪/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.567‬‬
‫)( مسائل المام أحمد‪ ،‬رواية ابنه عبد الله ‪.99/‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مقالت السلميين ‪.1/89‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪76‬‬
‫الرافضة‬
‫شيعتي لما وجدتهم إل واصفة‪ ،‬ولو امتحنتهممم لممما‬
‫وجدتهم إل مرتدين ولو تمحضتهم لممما خلممص مممن‬
‫اللف واحد)‪.(2)((1‬‬
‫وقد أورد الكليني)‪ (3‬في كتابه الكافي ممما يممدل‬
‫على أن هذا السم ‪-‬أي الرافضة لم يكن من قبممل‬
‫الناس‪ ،‬وإنما هو اسم سماهم الله به‪ -‬فيروى عممن‬
‫محمد بن سليمان عن أبيممه أنممه قممال‪ :‬قلممت لبممي‬
‫عبد الله‪] ،‬جعفر[‪ :‬جعلت فداك فإنا قد نبزنمما نممبًزا‬
‫أثقممل ظهرونمما وممماتت لممه أفئدتنمما‪ ،‬واسممتحلت لممه‬
‫الولة دمائنا في حديث رواه لهم فقهمماؤهم‪ ،‬قممال‪:‬‬
‫فقال أبو عبد الله عليه السلم‪ :‬الرافضمة ؟ قلمت‪:‬‬
‫نعممم‪ ،‬قممال‪ :‬ل واللممه ممما هممم سممموكم ولكممن اللممه‬
‫سماكم به)‪.(4‬‬
‫قممال شمميخ السمملم‪) :‬ول ريممب أن الرفممض‬
‫مشتق مممن الشممرك واللحمماد والنفمماق لكممن تممارة‬
‫يظهر لهم ذلك فيه وتارة يخفى()‪.(5‬‬
‫)( كتاب الروض من الكافي ‪.8/338‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشيعة والتشيع لحسان إلهي ظهير ‪.270/‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو محمد بن يعقوب بن إسممحاق‪ ،‬أبممو جعفممر الكلينممي‬ ‫‪3‬‬

‫إمممامي‪ ،‬كممان شمميخ الشمميعة ببغممداد وتمموفي فيهمما سممنة‬


‫‪329‬هم‪ ،‬وهو صاحب الكافي العلم ‪.7/145‬‬
‫)( كتمماب الممروض مممن الكممافي ‪ ،5/34‬نقل عممن الشمميعة‬ ‫‪4‬‬

‫والتشيع ‪.271/‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،7/27‬والمعنى‪ :‬أنه تارة يظهر اشتقاقهم من‬ ‫‪5‬‬
‫‪77‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫سبب تسمية الرافضة بهممذا السممم‪ :‬كممثير مممن‬
‫كتمممب المقمممالت)‪ ،(1‬وكتمممب التاريمممخ)‪ ،(2‬وكتمممب‬
‫اللغة)‪(3‬؛ تذكر أن سبب التسمية بذلك هو انفصال‬
‫الشيعة وافتراقهم على زيد بن علي بممن الحسممين‬
‫بن علي بن أبي طالب حينما سألوه عن رأيه فممي‬
‫الشيخين أبي بكممر وعمممر‪ ،‬فممأثنى عليهممما‪ ،‬وقممال‪:‬‬
‫]هما وزيرا جدي[ فممانفض عنممه أكممثرهم حممتى لممم‬
‫يبق معممه إل القليممل‪ ،‬فالممذين انفضمموا عنممه سممموا‬
‫رافضة والذين بقوا معه سموا زيدية‪.‬‬
‫دا‪ -‬فممي‬
‫قال الشعري‪ :‬فإنه لما ظهر ‪-‬يعني زيم ً‬
‫الكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم‬
‫الطعن على أبي بكر وعمر فأنكر ذلممك علممى مممن‬
‫سمعه منه فتفرق عنه الذين بممايعوه‪ .‬فقممال لهممم‪:‬‬
‫]رفضتموني[‪ ،‬فيقال‪ :‬إنهم سممموا الرافضممة لقممول‬
‫زيد لهم‪] :‬رفضتموني[)‪.(4‬‬

‫الشرك واللحاد‪ ،‬وتارة يخفى‪.‬‬


‫)( انظممر مقممالت السمملميين لبممي الحسممن الشممعري‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1/137‬الفرق بيمن الفمرق لعبمد القماهر البغمدادي ‪،35/‬‬


‫‪ ،36‬الملل والنحل ‪.1/155‬‬
‫)( انظر البداية والنهاية لبن كممثير ‪ ،9/329‬م ‪ ،330‬تاريممخ‬ ‫‪2‬‬

‫المم والملوك للطبري ‪ ،7/180‬الكامل ‪.243 ،5/242‬‬


‫)( انظر لسان العرب ‪ ،7/157‬القاموس المحيط ‪،830/‬‬ ‫‪3‬‬

‫مختار الصحاح ‪ ،250/‬تهذيب اللغة ‪.12/16‬‬


‫)( مقالت السلميين ‪.1/137‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪78‬‬
‫الرافضة‬
‫قممال شمميخ السمملم ابممن تيميممة ‪-‬رحمممه اللممه‬
‫تعالى‪) :-‬لكن لفظ الرافضة إنما ظهر لمما رفضمموا‬
‫زيد بن علي بن الحسين)‪ (1‬فممي خلفممة هشممام)‪،(2‬‬
‫وقصممة زيممد بممن علممي بممن الحسممين كممانت بعممد‬
‫العشممرين ومممائة سممنة إحممدى وعشممرين أو اثنممتين‬
‫وعشرين ومائة في أواخر خلفة هشام()‪.(3‬‬
‫وقال‪) :‬قلت‪ :‬ومن زمممن خممروج زيممد افممترقت‬
‫الشيعة إلى رافضة وزيدية فإنه لما سئل عن أبممي‬
‫بكر وعمر فترحم عليهما رفضه قمموم فقممال لهممم‪:‬‬
‫رفضتموني فسموا رافضة لرفضممهم إيمماه وس مُمي‬
‫من لم يرفضه من الشيعة زيممديا لنتسممابهم إليممه(‬
‫)‪.(4‬‬
‫وقممال شمميخ السمملم‪) :‬ولهممذا كممانت الشمميعة‬
‫المتقدمون الذين صممحبوا عليمما أو كممانوا فممي ذلممك‬
‫)( زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبممي طممالب‪ ،‬أبممو‬ ‫‪1‬‬

‫الحسين‪ ،‬ثقة تنسب إليه الزيدية خرج في خلفممة هشممام‬


‫بن عبد الملك وقتل في الكوفممة سممنة ‪122‬همم التقريممب‪/‬‬
‫‪ ،224‬الخلصة ‪.1/354‬‬
‫)( هشام بن عبد الملمك بمن ممروان أميمر الممؤمنين أبمو‬ ‫‪2‬‬

‫الوليد القرشي الموي‪ ،‬ولد بعد السبعين واستخلف بعهد‬


‫معقود له من أخيه يزيد‪ ،‬في شعبان سنة ‪105‬هم إلى أن‬
‫مات في ربيع الخممر سممنة ‪125‬همم‪ ،‬ولممه أربمع وخمسمون‬
‫سنة‪ ،‬سممير أعلم النبلء ‪ ،353 -5/351‬البدايممة والنهايممة‬
‫لبن كثير ‪ ،354 -9/351‬شذرات الذهب ‪.165 -1/163‬‬
‫)( المنهاج ‪.35 ،1/34‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/35‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪79‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الزمان لم يتنممازعوا فممي تفضمميل أبممي بكممر وعمممر‬
‫وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمممان وهممذا‬
‫مما يعترف به علممماء الشمميعة الكممابر مممن الوائل‬
‫والواخر‪.‬‬
‫حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم)‪ (1‬البلخي قممال‬
‫)‪(2‬‬
‫سأل سائل شريك بممن عبممد اللممه بممن أبممي نمممر‬
‫فقال له‪ :‬أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقممال لممه‪:‬‬
‫أبو بكر فقال لممه السممائل‪ :‬أتقممول هممذا وأنممت مممن‬
‫الشيعة؟! فقال‪ :‬نعم إنما الشميعي ممن قمال مثمل‬
‫هذا والله لقد رقى علي هذه العممواد فقممال أل إن‬
‫خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر أفكنا نممرد‬
‫قوله أكنا نكذبه والله ما كان كذابا()‪.(3‬‬
‫فمن هذا النص يتبين أن خلف الشيعة الولممى‬
‫إنما هو في تفضيل عثمان‪ ،‬أما أبو بكممر وعمممر فل‬
‫خلف في تفضمميلهما‪ ،‬ويحمممل ممما قمماله الشممعري‬
‫)( العلمة شيخ المعتزلة أبو القاسم عبد اللممه بممن أحمممد‬ ‫‪1‬‬

‫بن محمود البلخي المعروف بالكعبي من نظراء الجبائي‪،‬‬


‫صمماحب التصممانيف‪ ،‬ت سممنة ‪329‬هممم‪ ،‬وكممان داعيممة إلممى‬
‫العتزال‪ .‬سير أعلم النبلء ‪.256 ،255 /15 ،14/313‬‬
‫)( شريك بن عبد الله بممن أبممي نمممر القرشممي‪ ،‬قممال ابممن‬ ‫‪2‬‬

‫سعد‪ :‬ثقة كثير الحديث‪ ،‬وقال ابن عممدي‪ :‬إذا حممدث عنممه‬
‫ثقة فل بأس به‪ ،‬وقممال ابممن حجممر‪ :‬صممدوق يخطممئ مممات‬
‫سنة ‪140‬هم‪ ،‬روى له البخاري ومسلم وغيرهما‪ ،‬الخلصة‬
‫‪ ،1/449‬التقريب ‪.266/‬‬
‫)( المنهاج ‪.14 ،1/13‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪80‬‬
‫الرافضة‬
‫والشهرستاني‪) :‬من أنهم يفضلون عليا على سائر‬
‫الصحابة()‪ ،(1‬على أن هذا إنما هو في المتممأخرين‪،‬‬
‫وأما المتقدمون فكما ذكر شيخ السلم‪ ،‬وهذا هممو‬
‫الليممق مممن ناحيممة النظممر ؛ لن النمماس فممي ذلممك‬
‫الوقت ليس فيهم من يجممرؤ علممى إظهممار الطعممن‬
‫في أبي بكر وعمر أو انتقاصهما حقهما‪ ،‬فضل ً عمن‬
‫تفضيل أحد عليهما‪.‬‬
‫وقممال شمميخ السمملم‪) :‬ففممي خلفممة أبممي بكممر‬
‫وعمر وعثمان لم يكن أحد يسمى من الشمميعة ول‬
‫تضمماف الشمميعة إلممى أحممد ل عثمممان ول علممي ول‬
‫غيرهما فلما قتل عثمان تفممرق المسمملمون فمممال‬
‫قوم إلمى عثممان وممال قموم إلمى علمي واقتتلمت‬
‫الطائفتان()‪.(2‬‬

‫* * *‬

‫)( سبق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/95‬وانظر ‪.92 ،2/91 ،4/132‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪81‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الخامس‬
‫بيان حال الرافضة وصفاتهم‬
‫المطلب الول‪ :‬بيان حال الرافضة‪:‬‬
‫في هممذا المممر ل بممد مممن بيممان أصممل مممذهبه‪،‬‬
‫ومقصود من أحدث بدعة الرفض‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬إذ كان أصل المذهب مممن‬
‫إحممداث الزنادقممة المنممافقين الممذين عمماقبهم فممي‬
‫حياته علي أمير المؤمنين ‪ ‬فحرق منهممم طائفممة‬
‫بالنار)‪ ،(1‬وطلممب قتممل بعضممهم ففممروا مممن سمميفه‬
‫البتار وتوعد بالجلد طائفة مفترية فيما عرف عنممه‬
‫من الخبار()‪.(2‬‬
‫وقال‪) :‬لكن لممما كممان أصممل مممذهبهم مسممتندا‬
‫إلى جهل كانوا أكثر الطوائف كذبا وجهل()‪.(3‬‬
‫وقممال‪) :‬وأممما الرافضممة فأصممل بممدعتهم عممن‬
‫زندقة وإلحاد()‪.(4‬‬
‫وقممال‪) :‬إذ كممان مبممدأ بدعممة القمموم مممن قمموم‬

‫)( انظر قصمة إحمراق علمي لهمؤلء الزنادقمة وقممول ابممن‬ ‫‪1‬‬

‫عباس لما بلغه ذلك‪ ،‬في البخاري كتمماب الجهمماد والسممير‬


‫باب ل يعذب بعذاب الله ‪ ،4/21‬وكتاب استتابة المرتدين‬
‫باب حكم المرتد والمرتدة ‪.8/50‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،1/11‬وانظر ‪.8/279 ،7/409‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/57‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،1/67‬وانظر ‪.3/464‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪82‬‬
‫الرافضة‬
‫منافقين ل مؤمنين()‪.(1‬‬
‫وقال رحمه الله‪) :‬ولهذا قممال أهممل العلممم‪ :‬إن‬
‫الرافضة دسيسة الزندقة‪ ،‬وإنه وضع عليها()‪.(2‬‬
‫فأصمممل الممممذهب ممممن إحمممداث الزنادقمممة‬
‫المنافقين‪ ،‬ومستند إلى جهل‪ ،‬فممما نتيجممة اجتممماع‬
‫الزندقممة واللحمماد والجهممل والنفمماق؟ وهممل يرجممى‬
‫ممن هذا مذهبه صلح أو فلح ؟!!‬
‫ويوضح هذا أيضا ممما كتبممه شمميخ السمملم عممن‬
‫مقصود أول من أحدث بدعة الرفض‪ ،‬حيممث قممال‪:‬‬
‫)وهذا كان مقصممود أول مممن أظهممر بدعممة التشمميع‬
‫فإنما كان قصده الصد عن سبيل الله وإبطممال ممما‬
‫جاءت به الرسل عممن اللممه ولهممذا كممانوا يظهممرون‬
‫ذلمك بحسمب ضمعف الملممة فظهممر فممي الملحممدة‬
‫حقيقة هذه البدع المضلة لكن راج كثير منها علممى‬
‫مممن ليممس مممن المنممافقين الملحممدين لنمموع مممن‬
‫الشممبهة والجهالممة المخلوطممة بهمموى فقبممل معممه‬
‫الضللة وهذا أصل كل باطل()‪.(3‬‬
‫وقممد ذكممر شمميخ السمملم ‪-‬رحمممه اللممه‪ -‬أن ممما‬
‫أراده أول مممن ابتممدع الرفممض هممو إفسمماد ديممن‬

‫)( المنهاج ‪.2/302‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/459‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/18‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪83‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫السلم كما أراد بولص)‪ (1‬إفساد النصرانية فقممال‪:‬‬
‫)ذكر غير واحد منهممم ]يعنممي مممن أهممل العلممم[ أن‬
‫أول من ابتدع الرفض والقممول بممالنص علممى علممي‬
‫وعصمممته كممان منافقمما زنممديقا أراد فسمماد ديممن‬
‫السلم وأراد أن يصنع بالمسلمين ما صنع بممولص‬
‫بالنصارى لكن لم يتأت له ما تأتى لبولص‪ ...‬وهذه‬
‫المة والحمد لله ل يزال فيها طائفة ظاهرة علممى‬
‫الحق فل يتمكن ملحد ول مبتدع من إفساده بغلممو‬
‫أو انتصار على أهل الحق ولكممن يضممل مممن يتبعممه‬
‫على ضلله()‪.(2‬‬
‫وقد وضح شيخ السلم ‪-‬رحمه الله‪ -‬مدى علم‬
‫القوم فقممال‪) :‬وهممؤلء الرافضممة إممما منممافق وإممما‬
‫جاهل فل يكممون رافضممي ول جهمممي إل منافقمما أو‬
‫جاهل بما جاء به الرسممول ‪ ‬ل يكممون فيهممم أحممد‬
‫عالما بممما جمماء بممه الرسممول مممع اليمممان بممه فممإن‬
‫مخالفتهم لممما جمماء بممه الرسممول وكممذبهم عليممه ل‬
‫يخفى قط إل على مفرط في الجهل والهوى()‪.(3‬‬
‫وقال‪) :‬وهم في دينهم لهم عقليات وشرعيات‬

‫)( بولص بن يوشع ملممك اليهممود الممذي أفسممد النصممرانية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر كتاب اليهود والمسمميحية‪ ،‬د‪ .‬محمممد ضممياء الرحمممن‬


‫العظمي صم ‪ ،312 -293‬وغيرها‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،6/428‬وانظر ‪.8/479‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.162 ،5/161‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪84‬‬
‫الرافضة‬
‫فالعقليات متأخروهم فيهمما أتبمماع المعتزلممة إل مممن‬
‫تفلسف منهم فيكون إممما فيلسمموفا وإممما ممتزجمما‬
‫من فلسفة واعتزال ويضم إلى ذلك الرفممض مثممل‬
‫مصنف هذا الكتماب وأمثماله فيصميرون بمذلك ممن‬
‫أبعد الناس عن الله ورسوله وعن دين المسمملمين‬
‫المحض()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬والرافضة فيهم من هممو متعبممد متممورع‬
‫زاهد لكن ليسوا في ذلممك مثممل غيرهممم مممن أهممل‬
‫الهممواء فالمعتزلممة أعقممل منهممم وأعلممم وأديممن‬
‫والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة()‪.(2‬‬
‫ثم وضح مدى علمهممم وخاصمة بالسممنة فقممال‪:‬‬
‫)والرافضممة ل خممبرة لهمما بالسممانيد والتمييممز بيممن‬
‫الثقات وغيرهم بل هم في ذلممك مممن أشممباه أهممل‬
‫الكتمماب كممل ممما يجممدونه فممي الكتممب منقممول عممن‬
‫أسلفهم قبلوه بخلف أهمل السمنة فمإن لهمم ممن‬
‫الخممبرة بالسممانيد ممما يميممزون بممه بيممن الصممدق‬
‫والكذب()‪.(3‬‬
‫ثم قممال مبينمما أن ممما نسممبه إليهممم مممن الشممر‬
‫والحماقات غيض من فيض فقال‪) :‬فما أذكره في‬

‫)( المنهاج ‪.5/162‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.5/157‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،5/163‬وانظر ‪.4/18 ،2/518‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪85‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هذا الكتاب من ذم الرافضة وبيان كذبهم وجهلهممم‬
‫قليل من كثير مما أعرفه منهم ولهم شممر كممثير ل‬
‫أعرف تفصيله()‪.(1‬‬
‫ثمممم ذكمممر أن استقصممماء مممما يعرفمممه عنهمممم‬
‫بالمباشرة‪ ،‬ونقل الثقات وما رآه في كتبهم يحتمماج‬
‫إلى كتاب كبير)‪.(2‬‬
‫ومذهب الرافضة قد جمع بين أرذل المممذاهب‬
‫وأرداها‪.‬‬
‫قممال شمميخ السمملم‪) :‬وأممما الرافضممة كهممذا‬
‫المصممنف وأمثمماله مممن متممأخري الماميممة فممإنهم‬
‫جمعمموا أخممس المممذاهب مممذهب الجهميممة فممي‬
‫الصفات ومذهب القدرية في أفعال العباد ومذهب‬
‫الرافضة في المامة والتفضيل()‪.(3‬‬
‫)ويضعون الحاديث علمى رسمول اللمه ‪ ،‬ول‬
‫شك أن هذا فعل زنديق ملحد لقصممد إفسمماد ديممن‬
‫السلم()‪.(4‬‬
‫ما مغلوبون مقهورون منهزمممون‬ ‫ولهذا فهم دائ ً‬
‫وحبهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر)‪ ،(5‬إضافة إلممى‬

‫المنهاج ‪.5/160‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫انظر المنهاج ‪.7/416‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.8/10‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫انظر المنهاج ‪.7/411‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫انظر المنهاج ‪.2/90‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪86‬‬
‫الرافضة‬
‫طعنهم المستمر في صحابة رسول الله ‪ ‬أفضل‬
‫هذه المة بعد نبيها)‪.(1‬‬
‫)ول يسممتريب أحممد أن جنممس المرتممدين فممي‬
‫المنتسبين إلى التشيع أعظممم وأفحممش كفممرا مممن‬
‫جنممس المرتممدين المنتسممبين إلممى أهممل السممنة‬
‫والجماعة إن كان فيهم مرتد()‪.(2‬‬
‫وذكر شيخ السلم من حالهم وأنهم من أضممل‬
‫الناس فقال‪) :‬ولهذا هممم عنممد جممماهير المسمملمين‬
‫نممموع آخمممر‪ ،‬حمممتى أن المسممملمين لمممما قممماتلوهم‬
‫بالجبل)‪ (3‬الذي كانوا عاصمين فيمه بسماحل الشمام‬
‫يسممفكون دممماء المسمملمين ويأخممذون أممموالهم‬
‫ويقطعممون الطريممق اسممتحلل لممذلك وتممدينا بممه‬
‫فقاتلهم صنف من التركمان فصاروا يقولون نحممن‬
‫مسلمون فيقولون ل أنتم جنس آخر فهم بسمملمة‬
‫قلمموبهم علممموا أنهممم جنممس آخممر خممارجون عممن‬
‫المسلمين لمتيازهم عنهم()‪.(4‬‬
‫فتبين أن الرافضة من أشد أعممداء المسمملمين‬
‫كما أنهم شممر الطمموائف المنتسممبة للسمملم‪ ،‬ومممع‬
‫ذلك فليس في علماء المممة أحممد مممن الماميممة ل‬

‫انظر المنهاج ‪3/463‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪.3/460‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫لعله جبل كسروان في الشام‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.3/376‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪87‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ظاهًرا ول باطنا يقول شمميخ السمملم رحمممه اللممه‪:‬‬
‫)واللممه يعلممم أنممي مممع كممثرة بحممثي وتطلعممي إلممى‬
‫معرفة أقوال الناس ومذاهبهم ما علمممت رجل لممه‬
‫في المة لسان صدق يتهم بمذهب المامية فضممل‬
‫عن أن يقال‪ :‬إنه يعتقده في الباطن()‪.(1‬‬
‫)وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والسناد‬
‫على أن الرافضة أكذب الطمموائف والكممذب فيهممم‬
‫قديم ولهذا كممان أئمممة السمملم يعلمممون امتيممازهم‬
‫بكثرة الكذب‪.‬‬
‫قال أبو حمماتم الممرازي‪ (2):‬سمممعت يممونس بممن‬

‫)( المنهاج ‪.4/131‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو محمممد بمن عممر بممن الحسممين بممن علمي القرشممي‬ ‫‪2‬‬

‫التميمممي البكممري الطبرسممتاني الصممولي المفسممر أبممو‬


‫المعالي وأبو عبد الله المعروف بممالفخر الممرازي‪ ،‬ويقممال‬
‫له‪ :‬ابن خطيب الري‪ ،‬وله مصممنفات كممثيرة فممي التوحيممد‬
‫وعلممم الصممول‪ ،‬وعلممم الكلم وغيرهمما‪ ،‬ت سممنة ‪606‬هممم‪،‬‬
‫البداية والنهاية لبن كثير ‪ ،56 ،3/55‬وطبقات الشافعية‬
‫‪ ،5/33‬لسان الميزان ‪ ،429 -4/426‬السير ‪،500 /21‬‬
‫‪.501‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪88‬‬
‫الرافضة‬
‫عبممد العلممى)‪ (1‬يقممول‪ :‬قممال أشممهب بممن عبممد‬
‫العزيممز)‪ :(2‬سممئل مالممك عممن الرافضممة فقممال‪] :‬ل‬
‫تكلمهم ول ترو عنهم فإنهم يكذبون[)‪ ،(3‬وقال أبممو‬
‫حمماتم‪ :‬حممدثنا حرملممة)‪ (4‬قممال سمممعت الشممافعي‬
‫يقول‪] :‬لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة[)‪.(5‬‬
‫وقال مؤمممل بممن إهمماب‪ (6):‬سمممعت يزيممد بممن‬

‫)( هو يونس بن عبد العلممى بممن ميسمرة بممن حفمص بممن‬ ‫‪1‬‬

‫حيممان المممام أبممو موسممى الصممدفي المصممري المقممري‬


‫الحافظ ولد سنة ‪ 170‬هم‪ ،‬وتمموفي سممنة ‪264‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،351 -12/348‬الجممرح والتعممديل ‪ ،9/243‬التقريممب ‪/‬‬
‫‪.613‬‬
‫)( هو أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسممي أبممو عمممرو‬ ‫‪2‬‬

‫البصري‪ ،‬يقال اسمه مسكين وأشهب لقب له‪ ،‬ثقة فقيممه‬


‫ولد سنة ‪ 140‬هم‪ ،‬وتمموفي سممنة ‪204‬هممم‪ ،‬التاريممخ الكممبير‬
‫‪ ،2/57‬السير ‪ ،503 -9/500‬الشذرات ‪.2/12‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( هو حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران‬ ‫‪4‬‬

‫التجيبي‪ ،‬أبو حفص المصري أحد الحفاظ المشمماهير مممن‬


‫أصحاب الشافعي وكبار رواة ممذهبه الجديمد ت ‪243‬همم‪،‬‬
‫بمصر‪ .‬طبقات الشافعية لبن قاضي شممهبة ‪،1/61‬مم ‪،62‬‬
‫الشذرات ‪.2/103‬‬
‫دا من أصحاب الهممواء‬ ‫)( البانة ‪ ،2/545‬بلفظ ]لم أر أح ً‬ ‫‪5‬‬

‫أكذب في الدعوى ول أشهد بالزور من الرافضة[‪.‬‬


‫)( هو مؤمل بن إهاب الربعي العجلمي أبمو عبمد الرحممن‬ ‫‪6‬‬

‫الكوفي الحممافظ الصممدوق ت ‪254‬هممم‪ ،‬السممير ‪-12/246‬‬


‫‪ ،248‬التقريب ‪.555/‬‬
‫‪89‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هارون)‪ (1‬يقول‪] :‬يكتب عن كمل صمماحب بدعمة إذا‬
‫لم يكممن داعيممة إل الرافضممة فممإنهم يكممذبون[)‪...(2‬‬
‫وقال أبو معاويممة‪ :(3):‬سمممعت العمممش)‪ (4‬يقممول‪:‬‬
‫أدركممت النمماس وممما يسمممونهم إل الكممذابين يعنممي‬
‫أصحاب المغيرة بن سعيد)‪ ،(5‬قممال العمممش‪] :‬ول‬
‫عليكم أل تذكروا هذا فإني ل آمنهم أن يقولمموا إنمما‬
‫أصبنا العمش مع امرأة[)‪.(6‬‬
‫)‪(7‬‬
‫وهذه آثار ثابتة رواها أبو عبد الله ابممن بطممة‬
‫في "البانة الكبرى" هو وغيره‪.‬‬
‫وروى أبو القاسممم الطممبري)‪ (8‬كلم الشممافعي‬
‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو المغيرة بن سعيد الكوفي دجال‪ ،‬كممذاب‪ ،‬رافضممي‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫يضع الحممديث‪ ،‬ادعممى النبمموة‪ ،‬قممال ابممن عممدي‪ :‬لممم يكممن‬


‫بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد في ما يروي عنه من‬
‫الزور على علممي‪ ،‬هممو دائم الكممذب علممى أهممل الممبيت ول‬
‫أعرف له حديثا مسندا‪ ،‬قتلممه خالممد القسممري فممي حممدود‬
‫‪120‬هم‪ ،‬كتاب المجروحين ‪ ،8-3/7‬الكامل فممي الضممعفاء‬
‫‪،6/2351‬مم ‪ ،2352‬الضممعفاء والمممتروكون للممدارقطني ‪/‬‬
‫‪ ،370‬ميزان العتدال ‪.162 -4/160‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( ستأتي ترجمته‪ ،‬وكتابه هذا قد طبع منه جزءان تحقيق‬ ‫‪7‬‬

‫د‪ .‬رضا بن نعسان معطي‪.‬‬


‫)( هو الللكائي وستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪90‬‬
‫الرافضة‬
‫فيهم من وجهين من رواية الربيع)‪ (1‬قال‪ :‬سمممعت‬
‫الشافعي يقول‪] :‬ما رأيت في أهممل الهممواء قوممما‬
‫)‪(2‬‬
‫ضمما مممن‬
‫أشممهد بممالزور مممن الرافضممة[ ‪ ،‬ورواه أي ً‬
‫طريق حرملة وزاد في ذلك‪] :‬ما رأيت أشهد على‬
‫الله بالزور من الرافضة[)‪.(3‬‬
‫حا فمماللفظ الول‬ ‫وهذا المعنى وإن كممان صممحي ً‬
‫هو الثابت عن الشافعي ولهممذا ذكممر الشممافعي ممما‬
‫ذكره أبو حنيفة وأصحابه أنه يرد شهادة من عرف‬

‫)( هممو الربيممع بممن سممليمان بممن عبممد الجبممار بممن كامممل‬ ‫‪1‬‬

‫المرادي‪ ،‬المام المحدث الفقيه الكبير المصممري صمماحب‬


‫المممام الشممافعي وخممادمه وروايممة كتبممه الجديممدة قممال‬
‫الشافعي عنه‪ :‬رواية كتبي‪ ،‬ت ‪270‬هم‪ ،‬السممير ‪-12/587‬‬
‫‪ ،591‬الشذرات ‪ ،2/159‬طبقات الشممافعية لبممن قاضممي‬
‫شهبة ‪ ،1/65‬طبقات الفقهاء للشيرازي ‪.109/‬‬
‫)( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ‪.8/1457‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح أصول اعتقمماد أهممل السممنة والجماعممة ‪،8/1457‬‬ ‫‪3‬‬

‫بلفظ ما أحد أشهد‪.‬‬


‫‪91‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بالكذب كالخطابية)‪.(3)((2)(1‬‬
‫)وهذا حممال أهممل الكتمماب مممع المسمملمين فممما‬
‫يوجد في المسلمين شر إل وفي أهل الكتاب أكثر‬
‫منممه ول يوجممد فممي أهممل الكتمماب خيممر إل وفممي‬
‫المسلمين أعظم منه‪ ...‬والرافضة فيهم مممن لعنممة‬
‫الله وعقوبته بالشرك ما يشبهونهم بممه مممن بعممض‬
‫الوجوه فإنه قد ثبممت بممالنقول المتممواترة أن فيهممم‬
‫من يمسخ كما مسخ أولئك وقد صنف الحافظ أبو‬
‫عبد الله محمد بن عبد الواحممد المقدسممي)‪ (4‬كتابمما‬
‫سماه ]النهي عن سب الصحاب وما ورد فيه مممن‬

‫)( الخطابية هم‪ :‬أصحاب أبممي الخطمماب محمممد بممن أبممي‬ ‫‪1‬‬

‫زينب مولى بني أسممد يقولممون بإلهيممة جعفممر بممن محمممد‪،‬‬


‫ويزعمممون أن الئمممة أنبيمماء‪ ،‬وأن فممي كممل وقممت رسممول‬
‫ناطق وصامت‪ ،‬ويزعمون أن لكممل شمميء مممن العبممادات‬
‫باطنا ويبيحون نكاح المحرمات‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهم خمس فممرق‪،‬‬
‫انظممر مقممالت السمملميين ‪ ،80 -1/76‬الملممل والنحممل‬
‫‪ ،181 -1/179‬البرهان في عقائد أهل الديان ‪.70 ،69‬‬
‫)( البرهان في معرفة عقمائد أهمل الديممان للسكسممكي ‪/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.70‬‬
‫)( المنهاج ‪.62 -1/59‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( هو الشيخ المام الحافظ القدوة المحقق الحجممة بقيممة‬ ‫‪4‬‬

‫السلف ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن‬
‫أحمممد السممعدي المقدسممي الجممماعيلي الحنبلممي صمماحب‬
‫التصانيف والرحلة الواسعة ولد سن ‪569‬هم‪ ،‬وتوفي سنة‬
‫‪643‬هم‪ ،‬ذيل طبقات الحنابلة ‪ ،240 -2/236‬والسير ‪/23‬‬
‫‪ ،130 -126‬الشذرات ‪.226 -5/224‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪92‬‬
‫الرافضة‬
‫الذم والعقاب[)‪ (1‬وذكر فيه حكايات معروفممة فممي‬
‫ذلك وأعرف أنا حكايات أخرى لم يذكرها هو‪.‬‬
‫وفيهم من الشرك والغلو ما ليممس فممي سممائر‬
‫طمموائف المممة ولهممذا أظهممر ممما يوجممد الغلممو فممي‬
‫طائفتين في النصارى والرافضة()‪.(2‬‬
‫)وهممذا بمماب مطممرد ل تجممد أحممدا ممممن تممذمه‬
‫الشيعة بحق أو باطل إل وفيهم ممن هممو شمر منمه‬
‫ول تجممد أحممدا ممممن تمممدحه الشمميعة إل وفيمممن‬
‫تمدحه الخوارج من هممو خيممر منممه فممإن الروافممض‬
‫شممر مممن النواصممب والممذين تكفرهممم أو تفسممقهم‬
‫الروافممض هممم أفضممل مممن الممذين تكفرهممم أو‬
‫تفسقهم النواصب()‪.(3‬‬
‫)والرافضة أعظم جحممدا للحممق تعمممدا‪ ...‬فممإن‬
‫منهم ومن المنتسبين إليهم كالنصيرية وغيرهم من‬
‫يقول إن الحسن والحسين ممما كانمما أولد علممي بممل‬
‫أولد سلمان الفارسي)‪ (4‬ومنهم من يقول إن عليمما‬

‫)( هذا الكتاب مخطوط وقد نسبه إليه الذهبي في السير‬ ‫‪1‬‬

‫‪.23/128‬‬
‫)( المنهاج ‪.486 -1/484‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/71‬وانظر ‪.152 -8/148 ،82 ،81 ،2/80‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( هو أبو عبد الله سلمان الفارسي صحابي جليممل أصممله‬ ‫‪4‬‬

‫مممن رامهرمممز‪ ،‬وقيممل‪ :‬أصممبهان وكممانت أول مشمماهده‬


‫الخندق‪ ،‬تمموفي فممي آخممر خلفممة عثمممان ‪ ‬سممنة ‪35‬هم م‬
‫‪93‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫لم يمت وكذلك يقولون عن غيره‪.‬‬
‫ومنهممم مممن يقممول إن أبمما بكممر وعمممر ليسمما‬
‫مممدفونين عنممد النممبي ‪ ‬ومنهممم مممن يقممول إن‬
‫رقية)‪ (1‬وأم كلثوم)‪ (2‬زوجممتي عثمممان ليسممتا بنممتى‬
‫النبي ‪ ‬ولكن هما بنتا خديجة من غيره ولهم في‬
‫المكابرات وجحد المعلومات بالضرورة أعظم مما‬
‫لولئك النواصب الذين قتلمموا الحسممين وهممذا مممما‬
‫يبين أنهم أكذب وأظلم وأجهل من قتلة الحسممين(‬
‫)‪.(3‬‬
‫)الرافضة يوجد فيهم من المسائل ما ل يقوله‬
‫مسلم يعرف دين السلم منهمما ممما يتفقممون عليممه‬
‫ومنهمما ممما يقمموله بعضممهم مثممل تممرك الجمعممة‬
‫السمممتيعاب ‪ ،225 -4/221‬تجريمممد أسمممماء الصمممحابة‬
‫‪ ،1/230‬الصابة ‪.225 -4/223‬‬
‫)( رقيممة بنممت رسممول اللممه ‪ ‬وأمهمما خديجممة بممن خويلممد‬ ‫‪1‬‬

‫رضي الله عنها‪ ،‬تزوجها عثمان بمكة وولدت له بالحبشممة‬


‫عبد الله وتوفيت ليممالي بممدر بالحصممبة ودفنممت بالمدينممة‪،‬‬
‫السممتيعاب ‪ ،327 -319 /12‬تجريممد أسممماء الصممحابة‬
‫‪ ،2/268‬الصابة ‪.259 -12/257‬‬
‫)( أم كلثوم بنممت النممبي ‪ ،‬وأمهمما خديجممة بنممت خويلممد‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وهي أسن من رقيممة وفاطمممة وقممد تزوجهمما عثمممان بعممد‬


‫وفاة رقية سنة ‪3‬هم‪ ،‬وتوفيت عنده أيضا سنة ‪9‬هم‪ ،‬رضي‬
‫اللممه عنهمما‪ ،‬السممتيعاب ‪ ،272 -13/270‬تجريممد أسممماء‬
‫الصحابة ‪ ،2/333‬الصابة ‪.276 ،13/275‬‬
‫)( المنهاج ‪.4/368‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪94‬‬
‫الرافضة‬
‫والجماعة فيعطلممون المسماجد المتي أممر اللمه أن‬
‫ترفع ويذكر فيها اسمممه عممن الجمعممة والجماعممات‬
‫ويعمرون المشاهد التي حرم الله ورسمموله بناءهمما‬
‫ويجعلونها بمنزلممة دور الوثممان ومنهممم مممن يجعممل‬
‫زيارتها كالحج كممما صممنف المفيممد)‪ (1‬كتمماب سممماه‬
‫]مناسك حج المشاهد[‪ ،‬وفيه من الكذب والشممرك‬
‫ما هو من جنس كممذب النصممارى وشممركهم ومنهمما‬
‫تأخير صلة المغرب مضاهاة لليهود()‪ ...(2‬إلخ‪.‬‬
‫)وأصل المذهب إنما ابتدعه زنادقممة منممافقون‬
‫مرادهم إفساد دين السلم وقد رأيممت كممثيرا مممن‬
‫كتممب أهممل المقممالت الممتي ينقلممون فيهمما مممذاهب‬
‫النمماس ورأيممت أقمموال أولئك فرأيممت فيهمما اختلفمما‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫وكثير من الناقلين ليممس قصممده الكممذب لكممن‬
‫المعرفممة بحقيقممة أقمموال النمماس مممن غيممر نقممل‬
‫ألفاظهم وسائر ما به يعممرف مرادهممم قممد يتعسممر‬
‫على بعض الناس ويتعذر على بعضهم()‪.(3‬‬
‫)وأما الرافضة فهم المعروفممون بالبدعممة عنممد‬

‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،419 ،3/418‬وانظر ‪،7/209 ،502 ،3/469‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.219 ،211 ،210‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،6/303‬وانظر ‪.109 ،7/9‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪95‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الخاصة والعامة حتى أن أكثر العامة ل تعرف فممي‬
‫مقابلة الشيء)‪ (1‬إل الرافضممي لظهممور مناقضممتهم‬
‫لما جمماء بممه الرسممول عليممه السمملم عنممد الخاصممة‬
‫والعامة فهم عين على ما جاء بممه حممتى الطمموائف‬
‫المذين ليمس لهمم ممن الخمبرة بمدين الرسمول مما‬
‫لغيرهم إذا قالت لهم الرافضممة‪] :‬نحممن مسمملمون[‬
‫يقولون أنتم جنس آخر()‪.(2‬‬
‫)فممإن قيممل فممأنتم فممي هممذا المقممام تسممبون‬
‫الرافضممة وتممذمونهم وتممذكرون عيمموبهم قيممل ذكممر‬
‫النواع المذمومة غير ذكر الشممخاص المعينممة وإنممه‬
‫قد ثبممت عممن النممبي ‪ ‬لعممن أنممواع كممثيرة كقمموله‪:‬‬
‫»لعههن اللههه الخمههر وشههاربها وعاصههرها‬
‫ومعتصهههرها وحاملهههها والمحمولهههة إليهههه‬
‫وبائعها وآكل ثمنها«)‪ ،(3‬و»لعههن اللههه آكههل‬

‫)( هكذا فممي المنهمماج )الشمميء( ولعلهمما السممني بالسممين‬ ‫‪1‬‬

‫المهملة بعدها نون‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.414 ،7/413‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الحديث مع اختلف يسير في اللفاظ أخرجه أبممو داود‬ ‫‪3‬‬

‫فممي كتممابه الشممربة ]بمماب العنممب يعصممر للخمممر[ ‪،4/81‬‬


‫والمام أحمد في المسند ‪،1/316‬م ‪،2/25‬م ‪ ،97‬وصححه‬
‫أحمد شاكر في تحقيقه للمسممند ‪ ،4/321‬م ‪ ،322‬م ‪،7/12‬‬
‫‪ ،8/70‬ورواه الحاكم في المستدرك ‪،2/31‬مم ‪ ،32‬وقممال‪:‬‬
‫هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪96‬‬
‫الرافضة‬
‫الربا وموكله وكاتبه وشاهديه«)‪ ،(1‬و»لعههن‬
‫اللههه مههن غيههر منههار الرض«)‪ ،(2‬وقههال‪:‬‬
‫»المدينة حرم ما بين عيههر إلههى ثهور فمههن‬
‫أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنههة‬
‫اللههه والملئكههة والنههاس أجمعيههن ل يقبههل‬
‫الله منه صههرفا ول عههدل«)‪ .(3‬وقممال‪» :‬لعههن‬
‫اللههه مههن عمههل عمههل قههوم لههوط«‪ .‬وقممال‪:‬‬
‫»لعهههن اللهههه المخنهههثين مهههن الرجهههال‬
‫والمههترجلت مههن النسههاء«‪ .‬وقممال‪» :‬مههن‬
‫ادعى إلى غير أبيههه أو تههولى غيههر مههواليه‬
‫فعليه لعنة الله والملئكة والناس أجمعين‬
‫ل يقبل الله منه صرفا ول عدل«‪.‬‬
‫َ‬
‫ة الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫ن لَ ْ‬
‫عن َ ُ‬ ‫وقال الله تعالى في القرآن‪ :‬أ ْ‬
‫ل‬
‫س هِبي ِ‬
‫ن َ‬
‫عه ْ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫صه ّ‬
‫ن يَ ُ‬
‫ذي َ‬‫ن * ال ّ ه ِ‬‫مي َ‬ ‫عَلى ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫جا‪.(4)‬‬ ‫و ً‬
‫ع َ‬
‫ها ِ‬‫غون َ َ‬ ‫وي َب ْ ُ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫)( رواه مسلم في كتاب المساقاة‪ ،‬باب لعممن آكممل الربمما‬ ‫‪1‬‬

‫وموكله ‪.3/1219‬‬
‫)( رواه مسلم في كتاب الضاحي باب تحريم الذبح لغير‬ ‫‪2‬‬

‫الله تعالى ولعن فاعله ‪.3/1567‬‬


‫)( رواه البخاري في كتمماب فضممائل المدينممة بمماب حرمممة‬ ‫‪3‬‬

‫المدينة فممي حممديث طويممل ‪ ،2/221‬ومسمملم فممي كتمماب‬


‫الحج باب فضل المدينة ودعاء النممبي ‪ ‬فيهمما بالبركممة‪...‬‬
‫إلخ‪ ،‬في حديث طويل ‪ ،999 -2/994‬ورواه غيرهما‪.‬‬
‫)( العراف‪.45 ،44 /‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪97‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فممالقرآن والسممنة مملمموءان مممن ذم النممواع‬
‫المذمومممة وذم أهلهمما ولعنهممم تحممذيرا مممن ذلممك‬
‫الفعل وإخبارا بما يلحق أهله من الوعيد()‪.(1‬‬
‫)وثبت عنه في الصممحيح أن رجل كممان يشممرب‬
‫الخمر وكان النبي ‪ ‬كلما أتي به إليه جلده الحممد‬
‫فأتي به إليه مرة فلعنممه رجممل وقممال ممما أكممثر ممما‬
‫يؤتى به النبي ‪ ‬فقال‪» :‬ل تلعنههه فههإنه يحههب‬
‫الله ورسوله«)‪ .(2‬فنهى عممن لعممن هممذا المعيممن‬
‫المدمن الذي يشرب الخمر وشممهد لممه بممأنه يحممب‬
‫الله ورسوله مع لعنة شارب الخمر عموما‪.‬‬
‫فعلممم الفممرق بيممن العممام المطلممق والخمماص‬
‫المعيممن وعلممم أن أهممل الممذنوب الممذين يعممترفون‬
‫بذنوبهم أخف ضررا على المسلمين من أمر أهممل‬
‫البدع الذين يبتدعون بدعممة يسممتحلون بهمما عقوبممة‬
‫من يخالفهم()‪.(3‬‬
‫المطلهههب الثهههاني‪ :‬صهههفات وأوصهههاف‬
‫الرافضة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجهل وقلة العقل‪ :‬قال‪) :‬وهممم الغايممة‬

‫)( المنهاج ‪.149 -5/147‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الحدود باب ]ما يكره من لعن‬ ‫‪2‬‬

‫شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة[ ‪.8/14‬‬


‫)( المنهاج ‪.5/154‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪98‬‬
‫الرافضة‬
‫في الجهل وقلة العقل يبغضون مممن المممور ممما ل‬
‫فائدة لهم فممي بغضممه ويفعلممون مممن المممور ممما ل‬
‫منفعة لهم فيه إذا قدر أنهم على حق()‪.(1‬‬
‫)وقد اتفممق عقلء المسمملمين علممى أنممه ليممس‬
‫فممي طائفممة مممن طمموائف أهممل القبلممة أكممثر جهل‬
‫وضلل وكذبا وبدعا وأقرب إلى كل شر وأبعد عممن‬
‫كل خير من طائفته()‪ .(2‬يعني الرافضة‪.‬‬
‫)ثم مممن المعلمموم لكممل عاقممل أنممه ليممس فممي‬
‫علممماء المسمملمين المشممهورين أحممد رافضممي بممل‬
‫كلهممم متفقممون علممى تجهيممل الرافضممة وتضممليلهم‬
‫وكتبهم كلها شمماهدة بممذلك وهممذه كتممب الطمموائف‬
‫كلها تنطق بذلك مع أنممه ل أحممد يلجئهممم إلممى ذكممر‬
‫الرافضة وذكر جهلهم وضللهم‪.‬‬
‫وهمممم دائمممما يمممذكرون ممممن جهمممل الرافضمممة‬
‫وضللهم ما يعلم معممه بالضممطرار أنهممم يعتقممدون‬
‫أن الرافضممة مممن أجهممل النمماس وأضمملهم وأبعممد‬
‫طمموائف المممة عممن الهممدى كيممف ومممذهب هممؤلء‬
‫الماميممة قممد جمممع عظممائم البممدع المنكممرة فممإنهم‬
‫جهمية قدرية رافضة وكلم السمملف والعلممماء فممي‬
‫ذم كل صنف من هذه الصناف ل يحصمميه إل اللممه‬

‫)( المنهاج ‪ ،7/406‬وانظر ‪.90 -89 ،59 ،1/58‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/607‬انظر ‪.6/393 ،65 ،4/63‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪99‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والكتممب مشممحونة بممذلك ككتممب الحممديث والثممار‬
‫والفقه والتفسير والصول والفروع وغير ذلك()‪.(1‬‬
‫)والرافضة من فممرط جهلهممم يكممذبون الكممذب‬
‫الذي ل يخفى على من له بالسيرة أدنى علم()‪.(2‬‬
‫)فقد تبين أن الجهل الذي يوجد فيمن هو مممن‬
‫أجهل أهل السنة يوجد في الشيعة من الجهممل ممما‬
‫هو أعظم منممه ل سمميما وجهممل أولئك أصممله جهممل‬
‫نفاق وزندقة ل جهممل تأويممل وبدعممة وهممؤلء أصممل‬
‫جهلهم لم يكن جهل نفاق وزندقة بممل جهممل بممدعه‬
‫وتأويل وقلة علم بالشريعة‪...‬وهؤلء ونحوهم أكفر‬
‫من اليهود والنصارى()‪.(3‬‬
‫)والرافضممة مممن أجهممل النمماس بممدين السمملم‬
‫وليس للنسان منهم شيء يختص بممه إل ممما يسممر‬
‫عدو السلم ويسوء وليه فأيامهم في السلم كلها‬
‫سممود وأعممرف النمماس بعيمموبهم وممممادحهم أهممل‬
‫السنة ل تزال تطلع منهم على أمور غيرها عرفتها‬
‫عَلههى‬‫ع َ‬‫ل ت َطِّلهه ُ‬ ‫كما قال تعالى في اليهود ‪َ ‬‬
‫ول ت ََزا ُ‬

‫)( المنهاج ‪،4/130‬م ‪ ،131‬انظممر ‪،2/301‬م ‪،302‬م ‪،4/66‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.204 ،203 ،8/200 ،260 ،7/36‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،4/276‬وانظر ‪.6/409‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/520‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪100‬‬
‫الرافضة‬
‫م‪.(2)((1)‬‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬ ‫م ِإل َ‬
‫قِليل ِ‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ة ِ‬
‫خائ ِن َ ٍ‬
‫َ‬
‫ب‪ -‬النفههاق‪) :‬والرافضممة تجعممل هممذا مممن‬
‫أصول دينها وتسمممية التقيممة)‪ ،(3‬وتحكممي هممذا عممن‬
‫أئمة أهل البيت الذين برأهم اللممه عممن ذلممك حممتى‬
‫يحكوا عن جعفر الصادق أنممه قممال‪] :‬التقيممة دينممي‬
‫ودين آبائي[)‪ ،(4‬وقد نزه اللمه المممؤمنين مممن أهممل‬
‫الممبيت وغيرهممم عممن ذلممك‪ ،‬بممل كممانوا مممن أعظممم‬
‫الناس صدقا وتحقيقا لليمان‪ ،‬وكان دينهم التقمموى‬
‫ل التقية()‪.(5‬‬
‫)وعامة علمممات النفمماق وأسممبابه ليسممت فممي‬
‫أحد من أصممناف المممة أظهممر منهمما فممي الرافضممة‬
‫حتى يوجد فيهم من النفاق الغليممظ الظمماهر ممما ل‬
‫يوجد في غيرهم وشعار دينهم التقية التي هممي أن‬

‫)( المائدة‪.13 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،416 ،7/415‬وانظر ‪.8/143 ،177 ،7/173‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( التقية والتقاء والتقوى والتقاء كلممه واحممد وهممي كلمممة‬ ‫‪3‬‬

‫تدل على دفع شيء عن شيء بغيره واصطلحا‪ :‬هممي أن‬


‫يظهر النسان خلف ممما يبطممن‪ ،‬انظممر فممي مممادة وقممي‪:‬‬
‫تهممذيب اللغممة ‪ ،376 -9/374‬ومعجممم مقمماييس اللغممة‬
‫‪ ،6/131‬لسان العرب ‪ ،405 -15/401‬ترتيب القاموس‬
‫المحيط ‪ ،649-4/648‬وسيأتي تعريف شيخ السمملم لهمما‬
‫بعد قليل‪.‬‬
‫)( أصول الكافي ‪.2/219‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/46‬وانظر ‪.134 -4/133 ،2/48‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪101‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يقول بلسانه ما ليس في قلبه وهذا علمة النفمماق‬
‫م ال ْت َ َ‬ ‫َ‬
‫قههى‬ ‫و َ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫كما قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن*‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مهه ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عَلهه َ‬ ‫ول ِي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الّلهه ِ‬ ‫فِبههإ ِذْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عهها ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قات ُِلوا‬ ‫وا َ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬ ‫قوا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن َنا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫عل َ َ‬ ‫ول ِي َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫قت َههال‬ ‫م ِ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫و نَ ْ‬ ‫قاُلوا ل َ ْ‬ ‫عوا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫و ادْ َ‬ ‫هأ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ههه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫قههَر ُ‬ ‫ذ أَ ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫ر َيهه ْ‬ ‫فهه ِ‬ ‫م ل ِل ْك ُ ْ‬ ‫ههه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫عَنههاك ُ ْ‬ ‫لت ّب َ ْ‬
‫فههي‬ ‫س ِ‬ ‫مهها ل َْيهه َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فوا ِ‬ ‫ن ِبههأ َ ْ‬ ‫قوُلههو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مهها ِ‬ ‫ِللي َ‬
‫ن‪.(1)‬‬ ‫مو َ‬ ‫ما ي َك ْت ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب ِ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫قههاُلوا‬ ‫مهها َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ب ِههالل ّ ِ‬ ‫فههو َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫وقممال تعممالى‪ :‬ي َ ْ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫م ِ‬ ‫سل ِ‬ ‫عدَ إ ِ ْ‬ ‫فُروا ب َ ْ‬ ‫وك َ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ة ال ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قاُلوا ك َل ِ َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫َ‬
‫ُ )‪(2‬‬
‫م ي ََنالوا‪. ‬‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫موا ب ِ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫هه ُ‬ ‫فَزادَ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪ِ  :‬‬
‫قلوب ِ ِ‬
‫َ‬
‫كههاُنوا‬ ‫مهها َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ب أِليهه ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عهه َ‬ ‫م َ‬ ‫ههه ْ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ضهها َ‬ ‫مَر ً‬ ‫ه َ‬ ‫الّلهه ُ‬
‫ن‪ ،(3)‬وفيها قراءتممان )ًيك مذُِبون( )وي ُك َمذ ُّبون(‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫ذُبو َ‬
‫)‪.(4‬‬

‫)( آل عمران ‪.167 ،166/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( التوبة‪.74 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البقرة‪.10/‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( قممرأ عاصممم وحمممزة والكسممائي بفتممح اليمماء مخففمما‬ ‫‪4‬‬

‫كذبون وقرأ البمماقون وابممن كممثير وأبممو عمممرو بممن العلء‬ ‫ي ْ‬


‫وعبد الله بممن عممامر بضممم اليمماء مشممددا يك ّممذبون‪ ،‬انظممر‬
‫الحجممة للقممراء السممبعة لبممي علممي الفارسممي ‪،1/329‬‬
‫الكشف عن وجوه القراءات السبع ‪ ،1/227‬التيسير فممي‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪102‬‬
‫الرافضة‬
‫وفممي الجملممة فعلمممات النفمماق مثممل الكممذب‬
‫والخيانة وإخلف الوعد والغدر ل يوجد في طائفممة‬
‫أكثر منها في الرافضة وهذا من صممفاتهم القديمممة‬
‫حتى إنهم كانوا يغدرون بعلي وبالحسن والحسين(‬
‫)‪.(5‬‬
‫)فهل يوجد أضل من قوم يعممادون السممابقين‬
‫الولين من المهاجرين والنصار ويوالممون الكفممار‬
‫م ت َ هَر إ َِلههى‬ ‫َ‬
‫والمنافقين وقد قال الله تعالى‪ :‬أل َ ْ‬
‫م‬ ‫هه ْ‬ ‫مهها ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وا َ‬ ‫ول ّ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬ ‫و ً‬ ‫ق ْ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ذي َ‬
‫م‬ ‫ههه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫عَلى ال ْك َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ههه ْ‬ ‫دا إ ِن ّ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫شهه ِ‬ ‫ذاًبا َ‬ ‫عهه َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫عدّ الل ّ ُ‬ ‫ن * أَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬‫جن ّه ً‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫مان َ ُ‬ ‫ذوا أي ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن * ات ّ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ساءَ َ‬ ‫َ‬
‫ن*‬ ‫هيهه ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فل َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مه َ‬ ‫م ِ‬ ‫هه ْ‬ ‫ولدُ ُ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ُ ُ‬ ‫مه َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫هه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫غن ِه َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫شههيًئا ُأول َئ ِ َ َ‬
‫ههها‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ههه ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫ب الّنهها ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫صهه َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ه َ ْ‬ ‫الّلهه ِ‬
‫ن‬ ‫فههو َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫في َ ْ‬ ‫عا َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫عث ُ ُ‬ ‫م ي َب ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ن * يَ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫عَلههى‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ههه ْ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫سههُبو َ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫و َ‬
‫ذ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫شههي ٍ َ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫سههت َ ْ‬ ‫ن*ا ْ‬ ‫كههاِذُبو َ‬ ‫ههه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ههه ْ‬ ‫ء أل إ ِن ّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫كههَر الّلهه ِ‬ ‫م ِذ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫سا ُ‬ ‫فأن ْ َ‬
‫طان َ َ‬
‫شي ْ َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫م‬ ‫ش هي ْ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ب ال ّ‬
‫هه ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫ح هْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أل إ ِ ّ‬ ‫طا ِ‬ ‫حْز ُ‬ ‫ِ‬

‫القراءات السبع ‪.72/‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،7/151‬وانظر ‪.8/318‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪103‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ه‬‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫دو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ن * إِ ّ‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن أ َن َهها‬ ‫غل ِب َه ّ‬‫هل ْ‬ ‫ب الل ّه ُ‬ ‫ن * ك َت َه َ‬ ‫في الذَّليه َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫مهها‬ ‫و ً‬ ‫ق ْ‬ ‫جههدُ َ‬ ‫زيههٌز * ل ت َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫سِلي إ ِ ّ‬ ‫وُر ُ‬ ‫َ‬
‫حههادّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫وا ّ‬ ‫ر يُ َ‬‫خ ِ‬ ‫وم ِ ال ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫و أ َب ْن َههاءَ ُ‬ ‫َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ك َههاُنوا آ َب َههاءَ ُ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫فههي‬ ‫ب ِ‬ ‫ك ك َت َه َ‬ ‫م ُأول َئ ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫شههيَرت َ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وان َ ُ‬ ‫خه َ‬ ‫و إِ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫وي ُدْ ِ‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ح ِ‬ ‫م ب ُِرو ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫وأ َي ّدَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ما َ‬ ‫م الي َ‬ ‫ه ُ‬ ‫قلوب ِ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ههها‬
‫في َ‬‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬‫هاُر َ‬ ‫ها الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬‫ن تَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬‫َ‬
‫ب‬‫ح هْز ُ‬‫ك ِ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫عن ْ ه ُ‬
‫ضههوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫هه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ه َ‬‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫الل ّ َ‬
‫ن ‪.(1)‬‬‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬‫ه ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫حْز َ‬ ‫ن ِ‬‫ه أل إ ِ ّ‬ ‫ِ‬
‫فهممذه اليممات نزلممت فممي المنممافقين وليممس‬
‫المنافقون فممي طائفممة أكممثر منهممم فممي الرافضممة‬
‫حتى أنه ليس في الروافض إل من فيه شعبة مممن‬
‫شعب النفاق كما قال النبي ‪» :‬أربع من كههن‬
‫فيه كهان منافقها خالصها ومهن كهانت فيهه‬
‫خصلة منهن كانت فيه خصلة مههن النفههاق‬
‫حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان‬
‫وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر«)‪ (2‬أخرجمماه‬
‫)( المجادلة ‪.22 -14/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب اليمان‪ ،‬باب علمات المنممافق‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1/14‬وفي كتاب المظالم والغصب باب إذا خاصم فجر‬


‫‪ ،3/101‬وفممي كتمماب الجزيممة والموادعممة‪ ،‬بمماب إثممم مممن‬
‫عاهد ثم غدر‪ ،4/69 ،‬ومسلم في كتاب اليمان باب بيان‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪104‬‬
‫الرافضة‬
‫في الصحيحين()‪.(1‬‬
‫ثم بين معاشرة الرافضي لغيممره بالتقيممة‪ ،‬وإن‬
‫كان من ضعفاء الناس فقال‪) :‬وأممما الرافضممي فل‬
‫يعاشر أحدا إل استعمل معه النفاق فإن دينه الذي‬
‫في قلبه دين فاسد يحمله علممى الكممذب والخيانممة‬
‫وغممش النمماس وإرادة السمموء بهممم فهممو ل يممألوهم‬
‫خبال ول يترك شرا يقدر عليممه إل فعلممه بهممم وهممو‬
‫ممقمموت عنممد مممن ل يعرفممه وإن لممم يعممرف أنممه‬
‫رافضي تظهر على وجهه سيما النفاق وفممي لحممن‬
‫القول ولهذا تجممده ينممافق ضممعفاء النمماس ومممن ل‬
‫حاجة به إليه لما في قلبه من النفاق الذي يضعف‬
‫قلبه()‪.(2‬‬
‫)فإن النفاق كثير ظاهر فممي الرافضممة إخمموان‬
‫اليهود ول يوجد في الطمموائف أكممثر وأظهممر نفاقمما‬
‫)‪(4‬‬
‫منهم حتى يوجد فيهم النصيرية)‪ (3‬والسماعيلية‬
‫وأمثممالهم ممممن هممو مممن أعظممم الطمموائف نفاقمما‬
‫وزندقة وعداوة لله ولرسوله()‪.(5‬‬

‫خصال المنافق ‪.1/78‬‬


‫)( المنهاج ‪.375 ،3/374‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/425‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سيأتي التعريف بها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سيأتي التعريف بها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/476‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪105‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫جه الكذب‪ :‬وأنهم أكذب خلق الله‪) :‬وفي‬
‫الجملة فمن جرب الرافضة في كتممابهم وخطممابهم‬
‫علم أنهم من أكذب خلق الله فكيممف يثممق القلممب‬
‫بنقل من كثر منهم الكممذب قبممل أن يعممرف صممدق‬
‫الناقل؟! وقد تعدى شرهم إلممى غيرهممم مممن أهممل‬
‫الكوفممة وأهممل العممراق حممتى كممان أهممل المدينممة‬
‫ون أحاديثهم وكان مالك يقول‪] :‬نزلوا أحاديث‬ ‫وّق َ‬
‫َيتَ َ‬
‫أهمممل العمممراق منزلمممة أحممماديث أهمممل الكتممماب ل‬
‫تصدقوهم ول تكذبوهم[)‪ ،(1‬وقمال لممه عبممدالرحمن‬
‫مهدي)‪ :(2‬يا أبا عبدالله سمعنا في بلدكم أربعمممائة‬
‫حديث في أربعين يوما ونحن في يوم واحد نسمع‬
‫هذا كله فقال له يا عبدالرحمن ومممن أيممن لنمما دار‬
‫الضرب أنتم عنممدكم دار الضممرب تضممربون بالليممل‬
‫وتنفقون بالنهار)‪.(3‬‬
‫وهممذا مممع أنممه كممان فممي الكوفممة وغيرهمما مممن‬
‫الثقات الكابر كثير لكن لكثرة الكممذب الممذي كممان‬
‫أكثره في الشيعة صممار المممر يشممتبه علممى مممن ل‬

‫)( انظر‪ :‬جامع بيان العلم وفضله ‪ ،2/157‬السير ‪.8/68‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ورد في ترتيب المممدارك ‪ ،2/141‬قممال مطممرف‪ :‬جمماء‬ ‫‪3‬‬

‫رجل من أهل الكوفة إلى مالممك‪ :‬فأقممام نحممو السممتين أو‬


‫ممما‪ ،‬فسمممع عممددها أحمماديث‪ ...،‬وذكممر نحمموه‪،‬‬
‫السبعين يو ً‬
‫وفي آخره قال مالك‪ :‬كانت العراق تجيش علينا بالدنانير‬
‫والدراهم فصارت الن تجيش علينا بالحديث‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪106‬‬
‫الرافضة‬
‫يميز بين هذا وهذا بمنزلة الرجل الغريب إذا دخممل‬
‫بلدا نصف أهله كذابون خوانون فإنه يحترس منهم‬
‫حتى يعرف الصدوق الثقة وبمنزلة الممدراهم الممتي‬
‫كثر فيها الغش فإنه يحترس عن المعاملة بها مممن‬
‫ل يكون نقممادا‪ .‬ولهممذا كممره لمممن ل يكممون لممه نقممد‬
‫وتمييز النظر في الكتب التي يكثر فيها الكذب في‬
‫الرواية والضلل في الراء ككتب أهممل البممدع وكممره‬
‫تلقممي العلممم مممن القصمماص وأمثممالهم الممذين يكممثر‬
‫الكذب في كلمهم وإن كانوا يقولممون صممدقا كممثيرا‪.‬‬
‫فالرافضة أكذب من كل طائفة باتفاق أهل المعرفة‬
‫بأحوال الرجال()‪.(1‬‬
‫)ول ريممب أن الرافضممة مممن شممرار الزائغيممن‬
‫الذين يبتغون الفتنة الذين ذمهم الله ورسوله()‪.(2‬‬
‫)وقد نبهنا في هممذا الممرد علممى طممرق مممما بممه‬
‫يعلممم كممذب ممما يعتمممدون عليممه غيممر طممرق أهممل‬
‫الحديث وبينا كذبهم تمارة بالعقمل وتمارة بمما علمم‬
‫بالقران وتارة بمما علمم بمالتواتر وتمارة بمما أجممع‬
‫الناس كلهم عليه()‪.(3‬‬
‫)فإن القوم مممن أعظممم الفممرق تكممذيبا بممالحق‬

‫)( المنهاج ‪.468 ،2/467‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/268‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.419 ،7/418‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪107‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وتصديًقا بالكذب وليس في المة من يماثلهم فممي‬
‫ذلك()‪.(1‬‬
‫َ‬
‫ن َ‬
‫كههذَ َ‬
‫ب‬ ‫مهه ْ‬
‫م ّ‬ ‫ن أظْل َ ُ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫)وقد قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ف َ‬
‫َ‬
‫فههي‬‫س ِ‬‫جههاءَهُ أل َي ْه َ‬‫ق إ ِذْ َ‬ ‫صدْ ِ‬ ‫ب ِبال ّ‬ ‫وك َذّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫صههدْ ِ‬
‫جههاءَ ِبال ّ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫ن* َ‬ ‫ري َ‬‫ف ِ‬ ‫وى ل ِل ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫مث ْ ً‬‫م َ‬‫هن ّ َ‬‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ن‪ (2)‬اليممة فقممد ذم‬ ‫قو َ‬ ‫مت ّ ُ‬‫م ال ْ ُ‬‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫صدّقَ ب ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫الله سبحانه وتعالى الكماذب علممى اللمه والمكممذب‬
‫بالصدق وهذا ذم عام‪.‬‬
‫والرافضة أعظممم أهممل البممدع دخممول فممي هممذا‬
‫الوصف الممذموم فمإنهم أعظمم الطموائف افمتراء‬
‫للكذب على اللممه وأعظمهممم تكممذيبا بالصممدق لممما‬
‫جمماءهم وأبعممد الطمموائف عممن المجيممء بالصممدق‬
‫والتصديق به()‪.(3‬‬
‫د‪ -‬البهت‪) :‬ول ريب أن الرافضة فيهممم شممبه‬
‫قمموي مممن اليهممود فممإنهم قمموم بهممت يريممدون أن‬
‫يطفئوا نور اللممه بممأفواههم ويممأبى اللممه إل أن يتممم‬
‫نوره ولو كره الكافرون()‪.(4‬‬
‫)وإنممما يعظممم القممول‪ ...‬أهممل الجهممل والهمموى‬
‫الذين لهم غرض في فتح باب الشر على الصحابة‬
‫المنهاج ‪ ،8/371‬وانظر ‪.4/356‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الزمر ‪.33 ،32/‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪ ،7/190‬وانظر ‪4‬م ‪.8/319 ،302 /6 ،39‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.8/371‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪108‬‬
‫الرافضة‬
‫بالكذب والبهتان()‪.(1‬‬
‫)وهم يسمون مممذهب أهممل السممنة والجماعممة‬
‫مذهب الجمهور يريدون بذلك انتقاصهم()‪.(2‬‬
‫ثم وضح شدة ما انطمموت عليممه أنفسممهم مممن‬
‫الكذب والبهت‪ ،‬فقال‪) :‬ثم صار هممؤلء يعممدون ممما‬
‫افتروه عليه ]يعني علي بممن أبممي طممالب ‪ [‬مممن‬
‫هذه المور مممدحا لممه يفضمملونه بهمما علممى الخلفمماء‬
‫قبله ويجعلون تنزه أولئك من مثممل الباطيممل عيبمما‬
‫فيهم وبغضا()‪ ،(3‬وهذا من البهتان لخيار أولياء الله‬
‫المتقين‪.‬‬
‫هه ‪ -‬التعصب‪) :‬ل نعلم طائفة أعظممم تعصممبا‬
‫في الباطممل مممن الرافضممة حممتى أنهممم دون سممائر‬
‫الطوائف عرف منهم شهادة الزور لموافقهم على‬
‫مخالفهم وليس في التعصب أعظممم مممن الكممذب(‬
‫)‪.(4‬‬
‫ثم وضح شدة تعصممبهم وأنمه ليمس للمدين بمل‬
‫للنسب والباء‪ .‬فقممال‪) :‬ولكممن كلم الرافضممة مممن‬
‫جنممس كلم المشممركين فممي الجاهليممة يتعصممبون‬
‫للنسب والبمماء ل للممدين ويعيبممون النسممان بممما ل‬
‫المنهاج ‪.6/347‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫انظر المنهاج ‪ 33 ،7/31 ،2/521‬وغيرها‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.8/13‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.138 ،4/137‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪109‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ينقص إيمانه وتقواه وكل همذا ممن فعمل الجاهليمة‬
‫ولهذا كانت الجاهلية ظاهرة عليهم فهممم يشممبهون‬
‫الكفار من وجوه خالفوا بها أهل اليمان والسلم(‬
‫)‪.(1‬‬
‫و‪ -‬ضههعف أقههوالهم‪ ،‬وأن أهههل السههنة‬
‫أولى منهم بكل خير‪) :‬والرافضة أقممل معرفممة‬
‫وعناية بهذا إذ كانوا ل ينظرون في السناد ول في‬
‫سائر الدلة الشرعية والعقلية هل توافممق ذلممك أو‬
‫تخالفه؟ ولهذا ل يوجد لهم أسانيد متصلة صممحيحة‬
‫قط بل كل إسناد متصل لهم فل بد مممن أن يكممون‬
‫فيه من هو معروف بالكذب أو كثرة الغلط‪.‬‬
‫وهم فممي ذلمك شممبيه بمماليهود والنصمارى فمإنه‬
‫ليس لهم إسناد والسناد من خصائص هممذه المممة‬
‫وهو من خصائص السلم ثم هو في السمملم مممن‬
‫خصائص أهمل السمنة والرافضمة ممن أقمل النماس‬
‫عناية إذ كانوا ل يصدقون إل بممما يوافممق أهممواءهم‬
‫وعلمة كذبه أنممه يخممالف هممواهم ولهممذا قممال عبممد‬
‫الرحمن بن مهدي‪] :‬أهل العلم يكتبون ما لهم وما‬
‫عليهم وأهل الهواء ل يكتبون إل ما لهم[)‪.(2‬‬
‫ثممم إن أولهممم كممانوا كممثيري الكممذب فممانتقلت‬

‫)( المنهاج ‪.8/545‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪110‬‬
‫الرافضة‬
‫أحاديثهم إلى قوم ل يعرفون الصحيح من السممقيم‬
‫فلم يمكنهم التمييز إل بتصديق الجميممع أو تكممذيب‬
‫الجميع والستدلل على ذلك بممدليل منفصممل غيممر‬
‫السناد(‪.‬‬
‫)ففي الجملة ل يدعون علما صحيحا إل وأهممل‬
‫السنة أحق به وما ادعمموه مممن الجهممل فهممو نقممص‬
‫وأهل السنة أبعد عنه()‪.(1‬‬
‫)والحق أن أهل السممنة لممم يتفقمموا قممط علممى‬
‫خطأ‪ ،‬ولم تنفرد الشيعة عنهم قط بصواب بل كممل‬
‫ما خالفت فيه الشيعة جميع أهل السممنة فالشمميعة‬
‫فيممه مخطئون‪ ،‬كممما أن ممما خممالفت فيممه اليهممود‬
‫والنصارى لجميع المسلمين فهم فيه ضمالون‪ ،‬وإن‬
‫كان كثير من المسلمين قد يخطئ()‪.(2‬‬
‫وقممد وضممح أن أهممل السممنة )ل يتفقممون علممى‬
‫ضللة وأن كممل مسممألة اختلممف فيهمما أهممل السممنة‬
‫والجماعة والرافضة فالصواب فيها مع أهل السنة‬
‫وحيث تصمميب الرافضممة فل بممد أن يمموافقهم علممى‬
‫الصممواب بعممض أهممل السممنة وللروافممض خطممأ ل‬
‫يوافقهم أحد عليه من أهل السنة وليس للرافضممة‬
‫مسألة واحدة ل يوافقهم فيها أحد انفردوا بها عممن‬
‫)( المنهاج ‪ ،7/37‬وانظر ‪.369 ،6/368‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/497‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪111‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫جميع أهل السنة والجماعة إل وهم مخطئون فيهمما‬
‫كإمامة الثني عشر وعصمتهم()‪.(1‬‬
‫)فما من طائفة من طوائف أهل السممنة علممى‬
‫تنوعهم إل إذا اعتبرتها وجدتها أعلم وأعممدل وأبعممد‬
‫عن الجهل والظلم من طائفممة الرافضممة فل يوجممد‬
‫في أحد منهم معاونة ظالم إل وهممو فممي الرافضممة‬
‫أكثر ول يوجد في الشيعة بعد ما عممن ظلممم ظممالم‬
‫إل وهو في هؤلء أكثر‪.‬‬
‫وهذا أمر يشهد بممه العيممان والسممماع لمممن لممه‬
‫اعتبار ونظر ول يوجد في جميع الطوائف ل أكذب‬
‫منهم ول أظلممم منهممم ول أجهممل منهممم وشمميوخهم‬
‫يقرون بألسنتهم يقولون يا أهل السنة أنتممم فيكممم‬
‫فتوة لو قدرنا عليكم لما عاملناكم بما تعاملونا بممه‬
‫عند القدرة علينا()‪.(2‬‬
‫)فممما مممن حجممة يسمملكها الشمميعي إل وبازائهمما‬
‫للسني حجة من جنسها أولى منها فإن السنة فممي‬
‫السلم كالسلم في الملل فما من حجة يسمملكها‬
‫كتابي إل وللمسلم فيها ما هممو أحممق بالتبمماع منهمما‬
‫جئ َْنهها َ‬
‫ك‬ ‫مَثهه ٍ‬
‫ل ِإل ِ‬ ‫ول ي َأ ُْتوَنهه َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫قممال تعممالى‪َ  :‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/342‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/121‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪112‬‬
‫الرافضة‬
‫سيًرا‪ ،(1)‬لكن صمماحب الهمموى‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫بال ْحق َ‬
‫ف ِ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫وأ ْ‬
‫ِ َ ّ َ‬
‫الذي له غرض في جهة إذا وجه له المخالف لهواه‬
‫ع‬ ‫ول َ ه ِ‬
‫و ات ّب َه َ‬ ‫ثقل عليه سمعه واتباعه قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ض‬
‫والْر ُ‬
‫ت َ‬
‫وا ُ‬
‫م َ‬
‫سه َ‬
‫ت ال ّ‬
‫س هدَ ِ‬ ‫م لَ َ‬
‫ف َ‬ ‫ه ْ‬
‫واءَ ُ‬
‫هه َ‬‫ق أَ ْ‬
‫حه ّ‬‫ال ْ َ‬
‫ن‪.(3)((2)‬‬‫ه ّ‬
‫في ِ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬‫و َ‬‫َ‬
‫)وهمممؤلء الرافضمممة المممذين يمممدفعون الحمممق‬
‫‪-‬المعلوم يقينا بطرق كثيرة علما ل يقبل النقيممض‪-‬‬
‫بشبه في غاية الضعف هممم مممن أعظممم الطمموائف‬
‫الممذين فممي قلمموبهم زيممغ الممذين يتبعممون المتشممابه‬
‫ويدعون المحكم كالنصارى والجهمية وأمثالهم من‬
‫أهل البدع والهواء()‪.(4‬‬
‫)والمقصممود هنمما التنممبيه علممى أن أقمموال أهممل‬
‫السنة خير من أقوال الشمميعة وأنممه إن كممان قممول‬
‫بعض أهممل السممنة ضممعيفا فقممول الشمميعة أضممعف‬
‫منه()‪.(5‬‬
‫)فل يوجد لهل السنة قول ضههعيف إل‬
‫وفي الشيعة من يقمموله ويقممول ممما هممو أضممعف‬
‫منممه ول يوجممد للشمميعة قممول قمموي إل وفممي أهممل‬

‫الفرقان‪.33 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المؤمنون ‪.71 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.457 ،7/456‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.7/464‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،1/446‬وانظر ‪.4/115‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪113‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫السنة من يقمموله‪ ،‬ويقممول‪ :‬ممما هممو أقمموى منممه ول‬
‫يتصور أن يوجد للشيعة قممول قمموي لممم يقلممه أحممد‬
‫من أهل السنة فثبممت أن أهممل السممنة أولممى بكممل‬
‫خير منهم كما أن المسلمين أولممى بكممل خيممر مممن‬
‫اليهود والنصارى()‪.(1‬‬
‫)فقول أهل السممنة خممبر صممادق وقممول حكيممم‬
‫وقول الرافضة خبر كاذب وقول سفيه()‪.(2‬‬
‫ز‪ -‬ليس لهم قول انفههردوا بههه إل وهههو‬
‫في غاية الفساد‪ :‬الرافضة من أبعممد الطمموائف‬
‫عن السنة والثار ولذلك فكل قول انفردوا به عن‬
‫سائر طوائف المممة فهممو فممي غايممة الفسمماد‪ .‬قممال‬
‫شيخ السمملم‪) :‬والمقصممود أن كممل طائفممة سمموى‬
‫أهل السنة والحديث المتبعين آثار رسول اللممه ‪‬‬
‫فل ينفممردون عممن سممائر طمموائف المممة إل بقممول‬
‫فاسد ل ينفردون قط بقول صحيح وكل مممن كممان‬
‫عن السممنة أبعممد كممان انفممراده بممالقوال والفعممال‬
‫الباطلة أكثر وليس في الطوائف المنتسممبين إلممى‬
‫السنة أبعد عن آثار رسول الله ‪ ‬من الرافضة‪.‬‬
‫فلهذا تجد فيما انفردوا به عن الجماعة أقمموال‬
‫في غاية الفساد مثل تأخيرهم صلة المغرب حتى‬
‫)( المنهاج ‪ ،446 -1/445‬وانظممر ‪ ،3/435‬م ‪ ،4/18‬م ‪،19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.158 ،5/157‬‬
‫)( المنهاج ‪.1/556‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪114‬‬
‫الرافضة‬
‫يطلممع الكمموكب مضمماهاة لليهممود وقممد تممواترت‬
‫النصوص عن النبي ‪ ‬بتعجيل المغممرب)‪ ،(1‬ومثممل‬
‫صومهم قبل الناس بيومين وفطرهم قبممل النمماس‬
‫بيومين مضاهاة لمبتدعة أهل الكتاب الذين عممدلوا‬
‫عن الصوم بالهلل إلممى الجتممماع وجعلمموا الصمموم‬
‫)‪(2‬‬
‫بالحساب(‬
‫)ومفاريد الرافضة التي تدل على غاية الجهممل‬
‫والضلل كثيرة لم نقصد ذكرها هنا لكن المقصممود‬
‫أن كل طائفة سوى أهل السنة والحديث المتبعين‬
‫لثار النبي ‪ ‬ل ينفردون عن سائر الطوائف بحق‬
‫والرافضة أبلغ في ذلك من غيرهم()‪.(3‬‬
‫)وما انفردوا به فل يساوى مداده فممإن المممداد‬
‫ينفع ول يضر وهذا يضر ول ينفع()‪.(4‬‬
‫ح‪ -‬التنههاقض فههي السههتدلل‪) :‬وهممؤلء‬
‫الرافضممة يجمعممون بيممن النقيضممين لفممرط جهلهممم‬
‫وظلمهم يجعلون عليا أكمل الناس قدرة وشجاعة‬

‫)( انظر صحيح البخاري كتاب مواقيت الصلة باب وقممت‬ ‫‪1‬‬

‫المغرب ‪ ،1/140‬وصحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع‬


‫الصلة باب بيان أول وقت المغرب عند غروب الشمممس‬
‫‪.1/441‬‬
‫)( المنهاج ‪.173 ،5/172‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.5/177‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/381‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪115‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫حممتى يجعلمموه هممو الممذي أقممام ديممن الرسممول وأن‬
‫الرسول كان محتاجا إليه ويقولون مثل هذا الكفممر‬
‫إذ يجعلونه شريكا لله فممي إقامممة ديممن محمممد ثممم‬
‫يصفونه بغاية العجز والضعف والجزع والتقية بعممد‬
‫ظهور السلم وقموته ودخممول النماس فيممه أفواجمما‬
‫ومن المعلوم قطعمما أن النمماس بعممد دخممولهم فممي‬
‫دين السلم أتبممع للحممق منهممم قبممل دخممولهم فيممه‬
‫فمن كان مشاركا لله في إقامة دين محمممد حممتى‬
‫قهر الكفار وأسلم الناس كيممف ل يفعممل هممذا فممي‬
‫قهممر طائفممة بغمموا عليممه هممم أقممل مممن الكفممار‬
‫الموجودين عند بعثة الرسول وأقممل منهممم شمموكة‬
‫وأقرب إلى الحق منهم؟!()‪.(1‬‬
‫)والرافضة وأمثالهم من أهممل الجهممل والظلممم‬
‫يحتجممون بالحجممة الممتي تسممتلزم فسمماد قممولهم‬
‫وتناقضممهم فممإنه إن احتممج بنظيرهمما عليهممم فسممد‬
‫قولهم المنقوض بنظيرهمما وإن لممم يحتممج بنظيرهمما‬
‫بطلت هي في نفسها لنه ل بد مممن التسمموية بيممن‬
‫المتماثلين ولكممن منتهمماهم مجممرد الهمموى الممذي ل‬
‫دى‬ ‫ه ً‬
‫ر ُ‬‫غي ْ ِ‬
‫واهُ ب ِ َ‬
‫ه َ‬
‫ع َ‬
‫ن ات ّب َ َ‬
‫م َ‬
‫م ّ‬
‫ل ِ‬ ‫ن أَ َ‬
‫ض ّ‬ ‫م ْ‬ ‫علم معه ‪َ ‬‬
‫و َ‬

‫)( المنهاج ‪ ،7/207‬وانظر ‪.8/335‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪116‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪((1)‬‬ ‫م الظّههال ِ ِ‬
‫مي َ‬ ‫و َ‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل يَ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫)‪.(2‬‬
‫)والرافضممة مممن جهلهممم وكممذبهم يتناقضممون‬
‫تناقضا كثيرا بينا إذ هممم فممي قممول مختلممف يؤفممك‬
‫عنه من أفك()‪.(3‬‬
‫)ثم الرافضممة يتناقضممون فممإنهم يصممفون عليمما‬
‫بأنه كان هو الناصر لرسول الله ‪ ‬الذي لممول هممو‬
‫لما قام دينه ثممم يصممفونه بممالعجز والممذل المنممافي‬
‫لذلك()‪.(4‬‬
‫قد بين شيخ السلم تناقضهم فيما نسبوه إلى‬
‫جعفممر الصممادق)‪ (5‬مممن أنممه اشممتغل بالعبممادة عممن‬
‫الرياسة فقال‪) :‬وأممما قمموله اشممتغل بالعبممادة عممن‬
‫الرياسمة‪ .‬فهمذا تنماقض ممن الماميمة لن الماممة‬
‫عندهم واجب عليه أن يقوم بهمما وبأعبائهمما فممإنه ل‬
‫إمام في وقته إل هو فالقيام بهذا المر العظيم لو‬
‫كممان واجبمما لكممان أولممى مممن الشممتعال بنوافممل‬
‫العبادات()‪.(6‬‬
‫ط‪ -‬ليههس لهههم عقههل صههريح ول نقههل‬
‫القصص‪.50 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪ ،4/358‬وانظر ‪.6/476‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.4/285‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.4/485‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫المنهاج ‪.4/53‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬


‫‪117‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫صحيح‪) :‬فإن الرافضة ليس لهم عقممل صممريح ول‬
‫نقل صحيح ول يقيمممون حقمما ول يهممدمون بمماطل ل‬
‫بحجة وبيان ول بيد وسنان()‪.(1‬‬
‫)ولكممن هممؤلء القمموم لفممرط جهلهممم وهممواهم‬
‫يقلبون الحقائق فممي المنقممول والمعقممول فيممأتون‬
‫إلى المور التي وقعت وعلم أنها وقعت فيقولممون‬
‫ما وقعت وإلى أمور ما كانت ويعلم أنها ممما كممانت‬
‫فيقولون كانت ويأتون إلى المممور الممتي هممي خيممر‬
‫وصلح فيقولون هي فساد وإلى المور الممتي هممي‬
‫فساد فيقولون هي خير وصلح فليس لهم ل عقل‬
‫قاُلوا ل َ ه ْ‬
‫و ك ُّنهها‬ ‫و َ‬
‫ول نقل بل لهم نصيب من قمموله ‪َ ‬‬
‫‪(0‬‬
‫ر ‪‬‬ ‫َ‬ ‫ما ك ُّنا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن َسم َ‬
‫عي ِ‬
‫سهه ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫حا ِ‬
‫صهه َ‬
‫في أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ِ‬
‫و نَ ْ‬
‫عأ ْ‬‫ْ َ ُ‬
‫‪.(3)((20‬‬
‫)وهذه المور من تدبرها تمبين لمه أن الماميمة‬
‫ل يرجعممون فممي شمميء مممما ينفممردون بممه عممن‬
‫الجمهور إلى الحجة أصل ل عقليممة ول سمممعية ول‬
‫نص ول إجماع وإنما عمدتهم دعوى نقممل مكممذوب‬
‫يعلم أنه كذب أو دعوى نص أو قياس يعلممم أنممه ل‬
‫دللة له‪.‬‬
‫وهم وسممائر أهممل البممدع كممالخوارج والمعتزلممة‬
‫)( المنهاج ‪.4/69‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الملك‪.10 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/121‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪118‬‬
‫الرافضة‬
‫وإن كممانوا عنممد التحقيممق ل يرجعممون إلممى حجممة‬
‫صممحيحة ل عقليممة ول سمممعية وإنممما لهممم شممبهات‬
‫لكن حججهم أقوى مممن حجممج الرافضممة السمممعية‬
‫والعقلية أما السمعيات فإنهم ل يتعمممدون الكممذب‬
‫كما تتعمده الرافضة ولهم في النصوص الصممحيحة‬
‫شبهة أقوى من شبه الرافضة‪.‬‬
‫وأيضا فممإن سممائر أهممل البممدع أعلممم بالحممديث‬
‫والثار منهم والرافضة أجهل الطمموائف بالحمماديث‬
‫والثار وأحمموال النمبي ‪ ‬ولهممذا يوجممد فمي كتبهمم‬
‫وكلمهم من الجهل والكذب في المنقممولت ممما ل‬
‫يوجد في سائر الطوائف وكذلك لهم في العقليات‬
‫مقمماييس هممي ‪-‬مممع ضممعفها وفسممادها‪ -‬أجممود مممن‬
‫مقاييس الرافضة()‪) .(1‬ولهذا يقال فيهم ليس لهم‬
‫عقل ول نقل ول دين صحيح ول دنيا منصورة()‪.(2‬‬
‫)وأما الرافضة فل يميزون بين ممما يصممح نقلممه‬
‫عممن أئمتهممم وممما ل يصممح ول يعرفممون أدلتهممم‬
‫ومآخذهم بل هم من أهل التقليد بما يقلممدون فيممه‬
‫وهممم يعيبممون هممؤلء الجمهممور بممالختلف وفيممما‬
‫ينقلممونه عمممن يقلممدونه مممن الختلف ممما ل يكمماد‬
‫يحصى‪ ...‬فبكل حال الشر فيهم أكمثر مممن غيرهممم‬

‫)( المنهاج ‪.344 ،8/343‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/172‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪119‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والغلو فيهم أعظم وشر غيرهم جزء مممن شممرهم(‬
‫)‪.(1‬‬
‫)وهم ل يعتمدون في أدلتهم إل على أحد ثلثة‬
‫أشياء‪ :‬إما نقل كاذب وأما دللممة مجملممة مشممبهة‪,‬‬
‫وأما قياس فاسد‪ ...‬والحجج الباطلة السمعية إممما‬
‫نقل كاذب وإممما نقممل صممحيح ل يممدل وإممما قيمماس‬
‫فاسد وليس للرافضة وغيرهممم مممن أهممل الباطممل‬
‫حجة سمعية إل من هذا الجنس()‪.(2‬‬
‫ي‪ -‬دخول الملحدة مهن بهابهم لفسهاد‬
‫السلم‪ :‬وقممد بيممن أن الملحممدة يظهممرون فممي‬
‫دعممواتهم التشمميع لل الممبيت وأن هممذا المممر يممدل‬
‫على أن التشيع من بابه يدخل )الملحدة من‬
‫الباطنيممة السممماعيلية وغيرهممم والغلة النصمميرية‬
‫وغيممر النصمميرية إنممما يظهممرون التشمميع وهممم فممي‬
‫الباطن أكفر من اليهود والنصارى فدل ذلك علممى‬
‫أن التشيع دهليز)‪ (3‬الكفر والنفاق()‪.(4‬‬
‫ولهذا فإن صاحب دعوى الباطنية الملحدة قد‬

‫)( المنهاج ‪ ،477 -2/475‬وانظر ‪.2/479‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/319‬‬ ‫‪2‬‬

‫دهليز ‪-‬بالكسممر‪ -‬ممما بيممن البمماب والممدار‪ ،‬فارسممي‬


‫)( المم ّ‬ ‫‪3‬‬

‫معرب‪ ،‬لسان العرب ‪ ،5/349‬ترتيب القمماموس المحيممط‬


‫‪ ،2/324‬مختار الصحاح ‪.213/‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،8/486‬وانظر ‪.7/409 ،161 ،5/160‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪120‬‬
‫الرافضة‬
‫رتب دعوته مراتب فأول ما يدعو إليه المسممتجيب‬
‫له‪ ،‬يدعوه إلى التشيع ثم بعد ذلك يتنقل في بقيممة‬
‫المراتب)‪.(1‬‬
‫)والعلماء دائما يذكرون أن الذي ابتدع الرفض‬
‫كان زنديقا ملحممدا مقصمموده إفسمماد ديممن السمملم‬
‫ولهذا صار الرفض مأوى الزنادقممة الملحممدين مممن‬
‫الغاليمممة والمعطلمممة كالنصممميرية والسمممماعيلية‬
‫ونحوهم‪.‬‬
‫وأول الفكرة آخر العمل فالذي ابتممدع الرفممض‬
‫كان مقصموده إفسمماد ديمن السمملم ونقمض عممراه‬
‫وقلعه بعروشه آخرا لكن صار يظهر منه ممما يكنممه‬
‫مممن ذلممك ويممأبى اللممه إل أن يتممم نمموره ولممو كممره‬
‫الكافرون وهذا معروف عممن ابممن سممبأ)‪ (2‬وأتبمماعه‬
‫وهو الذي ابتدع النص في علي وابتدع أنه معصوم‬
‫فالرافضممة الماميممة هممم أتبمماع المرتممدين وغلمممان‬
‫الملحدين وورثممة المنممافقين إن لممم يكونمموا أعيممان‬

‫)( انظر المنهاج ‪.7/410‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو عبد الله بن سبأ اليمنممي مممن غلة الزنادقممة‪ ،‬ضممال‬ ‫‪2‬‬

‫مضل‪ ،‬وقد نفاه علي بعد ما هم به‪ ،‬ليس له روايممة وللممه‬


‫الحمد‪ ،‬أتباعه يسمون السبأية يعتقدون إلهية علي‪ ،‬مممات‬
‫في حدود ‪40‬هم‪ ،‬ميزان العتممدال ‪ ،2/289‬م ‪ ،290‬العلم‬
‫‪.4/88‬‬
‫‪121‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المرتدين الملحدين()‪.(1‬‬
‫)ولهذا دخلت عامممة الزنادقممة مممن هممذا البمماب‬
‫فإن ما تنقله الرافضة مممن الكمماذيب تسمملطوا بممه‬
‫على الطعن في السلم وصارت شبها عند من لم‬
‫يعلم أنها كذب وكان عنده خبرة بحقيقة السلم‪.‬‬
‫وضممملت طممموائف كمممثيرة ممممن السمممماعيلية‬
‫والنصممميرية وغيرهمممم ممممن الزنادقمممة الملحمممدة‬
‫المنافقين وكان مبدأ ضللهم تصديق الرافضة في‬
‫أكمماذيبهم الممتي يممذكرونها فممي تفسممير القممرآن‬
‫والحديث‪ ...‬ولهذا كان الرفض أعظم باب ودهليممز‬
‫على الكفر واللحاد()‪.(2‬‬
‫)ول ريب أن المجوس)‪ (3‬والصابئة)‪ (4‬شر مممن‬
‫اليهود والنصارى ولكن تظاهروا بالتشيع قممالوا لن‬
‫الشيعة أسرع الطوائف استجابة لنا لما فيهم مممن‬
‫الخممروج عممن الشممريعة ولممما فيهممم مممن الجهممل‬
‫وتصديق المجهولت()‪.(5‬‬
‫)( المنهاج ‪.220 ،7/219‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،10 ،7/9‬وانظر ‪.1/552‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المجوس قوم يعبممدون النممار ولهممم شممبهة كتمماب وقممد‬ ‫‪3‬‬

‫أثبتوا إلهيممن النممور والظلمممة ويسممتحلون نكماح المحممارم‪،‬‬


‫ويتطهرون بأبوال البقر تممدينا‪ .‬البرهممان فممي عقممائد أهممل‬
‫الديان ‪ ،91 ،90 /‬الملل والنحل ‪.144 -1/130‬‬
‫)( سبق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/453‬‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪122‬‬
‫الرافضة‬
‫)وكان مممن أعظممم ممما بممه دخممل هممؤلء ]يعنممي‬
‫الملحممدة[ علممى المسمملمين وأفسممدوا الممدين هممو‬
‫طريق الشيعة لفرط جهلهم وأهوائهم وبعدهم من‬
‫دين السلم وبهذا وصوا دعمماتهم أن يممدخلوا علممى‬
‫المسلمين من باب التشيع وصاروا يسممتعينون بممما‬
‫عند الشيعة من الكمماذيب والهممواء ويزيممدون هممم‬
‫على ذلك ما ناسبهم من الفتراء حتى فعلمموا فممي‬
‫أهل اليمان ما لم يفعله عبممدة الوثممان والصمملبان‬
‫وكان حقيقة أمرهم دين فرعون الذي هو شر من‬
‫دين اليهود والنصارى وعباد الصنام وأول دعمموتهم‬
‫التشيع وآخرها النسلخ من السلم بل من الملل‬
‫كلها()‪.(6‬‬
‫ك‪ -‬تعهاونهم مهع الكفهار وسهائر أعهداء‬
‫السههلم ومههوالتهم علههى حههرب السههلم‬
‫وأهله‪ :‬وقد بين حقدهم على السلم ومعمماونتهم‬
‫للكفار وأنهم شر الطوائف وسبب ذلممك هممو اتبمماع‬
‫الهوى وهذا حال أهل البدع فقال‪) :‬وهذا حال أهل‬
‫البدع المخالفة للكتاب والسممنة فممإنهم إن يتبعممون‬
‫إل الظن وما تهوى النفس ففيهممم جهممل وظلممم ل‬
‫سمميما الرافضممة فممإنهم أعظممم ذوي الهممواء جهل‬
‫وظلما يعممادون خيممار أوليمماء اللممه تعممالى مممن بعممد‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/14‬وانظر ‪.6/464‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪123‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫النممبيين مممن السممابقين الوليممن مممن المهمماجرين‬
‫والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم‬
‫ورضوا عنه ويوالون الكفار والمنافقين من اليهممود‬
‫والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين()‪.(1‬‬
‫ثم قال‪) :‬فتجممدهم أو كممثيرا منهممم إذا اختصممم‬
‫خصمان في ربهم من المؤمنين والكفممار واختلممف‬
‫الناس فيما جمماءت بممه النبيمماء‪ ...‬تجممدهم يعمماونون‬
‫المشممركين وأهممل الكتمماب علممى المسمملمين أهممل‬
‫القرآن(‪.‬‬
‫)كما قد جربه الناس منهم غير مرة فممي مثممل‬
‫إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهممم علممى أهممل‬
‫السلم بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير‬
‫ذلك وإعانتهم للنصممارى علممى المسمملمين بالشممام‬
‫ومصر وغير ذلك في وقمائع متعمددة ممن أعظمهمما‬
‫الحمموادث الممتي كممانت فممي السمملم فممي المممائة‬
‫الرابعة والسابعة)‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،1/20‬وانظر ‪.5/157‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الذي حصل منهم في المائة الرابعة أمور عظممائم مممن‬ ‫‪2‬‬

‫أشممهرها قتلهممم للحجمماج تحممت الكعبممة وأخممذهم الحجممر‬


‫السود‪ ،‬وقد مكث عندهم ثنتين وعشرين سنة مممن عممام‬
‫‪317‬هم حتى ‪ 339‬هم‪ ،‬وكذلك في المائة السممابعة حصممل‬
‫منهم محن عظيمة ممن أشمدها وأشمهرها مما حمدث فمي‬
‫بغداد سنة ‪656‬هم من إعانتهم للمغممول علممى المسمملمين‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪124‬‬
‫الرافضة‬
‫فإنه لممما قممدم كفممار الممترك إلممى بلد السمملم‬
‫وقتل مممن المسمملمين ممما ل يحصممى عممدده إل رب‬
‫النام كانوا ممن أعظمم النماس عمداوة للمسملمين‬
‫ومعاونممة للكممافرين وهكممذا معمماونتهم لليهممود أمممر‬
‫شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير()‪.(1‬‬
‫) وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبممه أكممثر‬
‫)‪(2‬‬
‫من موادته للمسمملمين ولهممذا لممما خممرج الممترك‬
‫والكفممار مممن جهممة المشممرق فقمماتلوا المسمملمين‬
‫وسفكوا دممماءهم ببلد خرسممان والعممراق والشممام‬
‫والجزيرة)‪ ،(3‬وغيرها كمانت الرافضمة معاونمة لهمم‬
‫علممى قتممال المسمملمين ووزيممر بغممداد المعممروف‬
‫بالعلقمي)‪ (4‬هو وأمثمماله كممانوا مممن أعظممم النمماس‬
‫وخيانة ابن العلقمي وقتل الخليفة العباسي وقتل العلماء‬
‫وإغراق الكتب في النهر حتى تغير لونه‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.21 ،1/20‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يعني بهم التتار‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( وهي جزيرة أقور بين دجلة والفرات‪ ،‬فيها مدن كممثيرة‬ ‫‪3‬‬

‫منها حران والرها والرقة وغيرها‪ ،‬معجم البلدان ‪-2/134‬‬


‫‪ ،136‬مراصد الطلع ‪.1/331‬‬
‫)( ابن العلقمي‪ :‬هو محمد بن أحمد بن محمد بممن علممي‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫أبو طالب السدي البغدادي‪ ،‬الرافضي وزيممر المستعصممم‬


‫العباسي‪ ،‬وصاحب الجريمة النكراء‪ ،‬فممي ممممالة هولكممو‬
‫خان على غزو بغداد‪ ،‬هلك سن ‪656‬همم‪ ،‬قمال ابمن كمثير‪:‬‬
‫وكان رافضّيا خبيًثا ردي مَء الطويممة علممى السمملم وأهلممه‪،‬‬
‫البداية والنهاية ‪ ،13/212‬الشذرات ‪.5/272‬‬
‫‪125‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫معاونة لهم على المسمملمين وكممذلك الممذين كممانوا‬
‫بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا مممن أشممد‬
‫الناس معاونة لهم علممى قتممال المسمملمين وكممذلك‬
‫النصارى الذين قمماتلهم المسمملمون بالشممام كممانت‬
‫الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار اليهود‬
‫دولة بمالعراق وغيمره تكمون الرافضمة ممن أعظمم‬
‫أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار مممن المشممركين‬
‫واليهمممود والنصمممارى ويعممماونونهم علمممى قتمممال‬
‫المسلمين ومعاداتهم()‪.(1‬‬
‫)ولهذا تجد الشيعة ينتصممرون لعممداء السمملم‬
‫)‪(2‬‬
‫المرتدين كبنممي حنيفممة أتبمماع مسمميلمة الكممذاب‬
‫ويقولون إنهم كانوا مظلومين كما ذكر صاحب هذا‬
‫الكتمممماب وينتصممممرون لبممممي لؤلممممؤة الكممممافر‬
‫المجوسي)‪ ،(3‬ومنهم مممن يقممول اللهممم أرض عممن‬

‫)( المنهمماج ‪ ،378 -3/377‬انظممر ‪ ،1/10‬م ‪ ،11‬م ‪-5/154‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.156‬‬
‫)( مسيلمة الكذاب بممن ثمامممة الحنفممي أبممو ثمامممة‪ ،‬ولممد‬ ‫‪2‬‬

‫ونشأ في اليمامة بوداي حنيفة فممي نجممد وادعممى النبمموة‪،‬‬


‫شا كبيرا بعد وفاة النبي ‪ ،‬بقيادة‬ ‫أرسل إليه أبو بكر جي ً‬
‫خالد بن الوليد‪ ،‬وقتل مسيلمة فيهمما سممنة ‪12‬هم م الكامممل‬
‫في التاريخ ‪ ،367 -2/360‬العلم ‪.7/226‬‬
‫)( اسمممه فيممروز مجوسممي الصممل رومممي الممدار غلم‬ ‫‪3‬‬

‫المغيممرة بممن شممعبة‪ ،‬وقممال ابممن جريممر نصممراني‪ ،‬البدايممة‬


‫والنهاية ‪ ،7/137‬تاريخ الطبري ‪.4/190‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪126‬‬
‫الرافضة‬
‫أبي لؤلؤة واحشرني معمه ومنهممم ممن يقمول فممي‬
‫بعض ما يفعله من محاربتهم وإثارات أبي لؤلؤة!(‬
‫)‪.(1‬‬
‫)وأما الرافضة فإما أن تعمماون أعممداء السمملم‬
‫وإما أن تمسك عممن نصممر الطممائفتين ول ريممب أن‬
‫اللممه تعممالى يحكممم يمموم القيامممة بيممن السممابقين‬
‫الولين من المهاجرين والنصار وبين من عاداهم‬
‫من الولين والآخرين كما يحكممم بيممن المسمملمين‬
‫والكفار()‪.(2‬‬
‫)ولهممذا الرافضممة يوالممون أعممداء الممدين الممذين‬
‫يعمرف كمل أحمد معماداتهم ممن اليهمود والنصمارى‬
‫والمشركين مشركي الممترك ويعممادون أوليمماء اللممه‬
‫الذين هم خيار أهل الدين وسادات المتقيممن وهممم‬
‫الذين أقاموه وبلغوه ونصروه‪.‬‬
‫ولهذا كان الرافضة مممن أعظممم السممباب فممي‬
‫دخول الترك الكفار إلى بلد السلم‪.‬‬
‫وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيره كالنصممير‬
‫الطوسي مممع الكفممار وممممالتهم علممى المسمملمين‬
‫فقد عرفها الخاصة والعامة()‪.(3‬‬
‫)فهممذه المممور وأمثالهمما مممما هممي ظمماهرة‬
‫)( المنهاج ‪ ،371 ،6/370‬وانظر ‪.459 ،3/458‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/118‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/414‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪127‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مشمهورة يعرفهما الخاصمة والعاممة تموجب ظهمور‬
‫مباينتهم للمسمملمين ومفممارقتهم للممدين ودخممولهم‬
‫في زمرة الكفار والمنافقين حتى يعدهم مممن رأى‬
‫أحمموالهم جنسمما آخممر غيممر جنممس المسمملمين فممإن‬
‫المسلمين الذين يقيمون دين السلم في الشممرق‬
‫والغرب قديما وحديثا هم الجمهور والرافضة ليس‬
‫لهممم سممعي إل فممي هممدم السمملم ونقممض عممراه‬
‫وإفساد قواعده والقدر الذي عندهم مممن السمملم‬
‫إنما قام بسبب قيام الجمهور به()‪.(1‬‬
‫ل‪ -‬أههههههل السهههههنة مهههههع الرافضهههههة‬
‫كالمسلمين مهع النصهارى‪) :‬أهممل السممنة مممع‬
‫الرافضة كالمسلمين مع النصارى؛ فإن المسلمين‬
‫يؤمنون بأن المسيح عبممد للممه ورسمموله ول يغلممون‬
‫فيمممه غلمممو النصمممارى ول يجفمممون جفممماء اليهمممود‬
‫والنصارى تدعي فيه اللهية وتريد أن تفضله علممى‬
‫محمد وإبراهيم وموسى بل تفضل الحواريين على‬
‫هؤلء الرسل‪ ،‬كما تريد الروافممض أن تفضممل مممن‬
‫قاتل مع علممي؛ كمحمممد بممن أبممي بكممر)‪ (2‬والشممتر‬

‫)( المنهاج ‪.7/415‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( محمد بن أبي بكر الصديق ولد في حجة المموداع‪ ،‬فممي‬ ‫‪2‬‬

‫السنة العاشرة من الهجرة المنهاج وقد انضم إلممى علممي‬


‫فكان من أمرائه فسيره على إمرة مصر‪ ،‬ت سنة ‪38‬هم‪،‬‬
‫‪ ،482 -3/481‬الشمممذرات ‪ ،1/48‬الجمممرح والتعمممديل‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪128‬‬
‫الرافضة‬
‫النخعي)‪ (1‬على أبي بكر وعمممر وعثمممان وجمهممور‬
‫الصحابة من المهاجرين والنصار()‪.(2‬‬
‫)وهكذا أمر أهل السنة مع الرافضممة فممي أبممي‬
‫بكر وعلي‪ ،‬فإن الرافضي ل يمكنه أن يثبت إيمممان‬
‫علي وعممدالته‪ ،‬وأنممه مممن أهممل الجنممة ‪-‬فضممل عممن‬
‫إمامته‪ -‬إن لم يثبت ذلك لبي بكر وعمممر وعثمممان‬
‫وإل فمتى أراد إثبات ذلك لعلي وحده لم تسمماعده‬
‫الدلة()‪.(3‬‬
‫)ولهذا كانت الرافضة من أجهل الناس وأضلهم‬
‫كما أن النصارى من أجهل النمماس‪ ،‬والرافضممة مممن‬
‫أخبممث النمماس‪ ،‬كممما أن اليهممود مممن أخبممث النمماس‬
‫ففيهم نمموع مممن ضمملل النصممارى ونمموع مممن خبممث‬
‫اليهود()‪.(4‬‬
‫)ول يمكن الرافضة أن ترد علمى همؤلء بحجمة‬
‫صحيحة مع اعتقادهم مممذهب الماميممة فممإن حجممج‬
‫المامية متناقضة يحتجون بالحجج الممتي ينقضممونها‬
‫‪ ،7/351‬التاريخ الكبير ‪.1/124‬‬
‫)( مالك بن الحارث النخعي الملقممب بالشممتر‪ ،‬مخضممرم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫نزيل الكوفة‪ ،‬وله علي مصر‪ ،‬ومات قبل أن يممدخلها‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪ 37‬هم‪ ،‬السير ‪ ،35 ،34 /4‬التقريب ‪ ،516/‬التاريخ‬
‫الكبير ‪.11/311‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،2/55‬وانظر ‪.110 ،7/109‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/58‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/65‬وانظر ‪.7/208‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪129‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فممي موضممع آخممر ويحتجممون بالحجممة العقليممة أو‬
‫السمعية مع دفعهم لما هو أعظم منها بخلف أهل‬
‫السنة فإن حججهم صممحيحة مطممردة كالمسمملمين‬
‫مع النصارى وغيرهم من أهل الكتاب()‪.(1‬‬
‫م‪ -‬افتراؤهم على الصحابة رضههي اللههه‬
‫عنهم وتكفيرهم‪ :‬ومما يبين ذلك ويوضحه أنهم‬
‫يكفمممرون أكمممثر الصمممحابة ويعتمممبرونهم مرتمممدين‬
‫ويفترون عليهم الكاذيب‪ .‬قال شيخ السمملم‪) :‬ثممم‬
‫أن الرافضممة أو أكممثرهم لفممرط جهلهممم وضممللهم‬
‫يقولون‪ :‬إنهم ]يعنون الصحابة[ ومن اتبعهممم كممانوا‬
‫كفارا مرتممدين وأن اليهممود والنصممارى كممانوا خيممرا‬
‫منهممم لن الكممافر الصمملي خيممر مممن المرتممد وقممد‬
‫رأيت هذا في عممدة مممن كتبهممم وهممذا القممول مممن‬
‫أعظم القمموال افممتراء علممى أوليمماء اللممه المتقيممن‬
‫وحزب الله المفلحين وجند الله الغالبين()‪.(2‬‬
‫)وقمممد تمممدبرتهم فوجمممدتهم ل يضممميفون إلمممى‬
‫الصممحابة عيبمما إل وهممم أعظممم النمماس اتصممافا بممه‬
‫والصحابة أبعد الناس عنممه فهممم أكممذب النمماس بل‬
‫ريب كمسيلمة الكذاب إذ قال‪» :‬أنا نبي صههادق‬
‫ومحمد كذاب« ولهذا يصفون أنفسممهم باليمممان‬

‫)( المنهاج ‪ ،4/400‬وانظر ‪.409 ،3/408‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/463 ،7/475‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪130‬‬
‫الرافضة‬
‫ويصفون الصحابة بالنفمماق وهممم أعظممم الطمموائف‬
‫نفاقا والصحابة أعظم الخلق إيمانا()‪.(1‬‬
‫)ول يطعن علممى أبممي بكممر وعمممر رضممي اللممه‬
‫عنهما إل أحد رجلين إما رجل منافق زنديق ملحممد‬
‫عدو للسلم يتوصممل بممالطعن فيهممما إلممى الطعممن‬
‫في الرسول ودين السلم وهذا حال المعلم الول‬
‫للرافضممة أول مممن ابتممدع الرفممض وحممال أئمممة‬
‫الباطنية وإما جاهل مفرط في الجهل والهوى وهو‬
‫الغالب على عامة الشيعة إذا كانوا مسمملمين فممي‬
‫الباطن()‪.(2‬‬
‫)وهم يمدعون أن أبما بكمر وعممر وممن اتبعهمما‬
‫ارتدوا عن السلم وقد علم الخمماص والعممام أن أبمما‬
‫بكر هو الذي قاتل المرتدين فممإذا كممانوا يممدعون أن‬
‫أهممل اليمامممة مظلومممون قتلمموا بغيممر حممق وكممانوا‬
‫منكرين لقتممال أولئك متممأولين لهممم كممان هممذا مممما‬
‫يحقممق أن هممؤلء الخلممف تبممع لولئك السمملف وأن‬
‫الصديق وأتباعه يقاتلون المرتدين فممي كممل زمممان(‬
‫)‪.(3‬‬
‫)الله أكبر على هؤلء المرتدين المفترين أتباع‬
‫المرتدين الذين برزوا بمعاداة الله ورسوله وكتابه‬

‫)( المنهاج ‪.2/87‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،6/115‬وانظر ‪.161 ،5/160‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.494 ،4/493‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪131‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ودينه ومرقوا من السمملم ونبممذوه وراء ظهممورهم‬
‫وشاقوا الله ورسوله وعباده المؤمنين وتولوا أهل‬
‫الممردة والشممقاق فممإن هممذا الفصممل وأمثمماله مممن‬
‫كلمهم يحقممق أن هممؤلء القمموم المتعصممبين علممى‬
‫الصممديق ‪ ‬وحزبممه مممن أصممولهم مممن جنممس‬
‫المرتدين الكفار كالمرتدين الذين قاتلهم الصممديق‬
‫‪.(1)(‬‬
‫)وما تجد أحدا يقدح فيهم ]يعني في الصحابة[‬
‫إل وهو يعظم من هو دونهممم ول تجممد أحممدا يعظممم‬
‫شيًئا من زلتهم إل وهو يغضي عممما هممو أكممبر مممن‬
‫ذلممك مممن زلت غيرهممم وهممذا مممن أعظممم الجهممل‬
‫والظلم‪.‬‬
‫وهؤلء الرافضة يقدحون فيهممم بالصممغائر وهممم‬
‫يغضممون عممن الكفممر والكبممائر فيمممن يعمماونهم مممن‬
‫الكفار والمنافقين كمماليهود والنصممارى والمشممركين‬
‫والسممماعيلية والنصمميرية وغيرهممم فمممن نمماقش‬
‫المممؤمنين علممى الممذنوب وهممو ل ينمماقش الكفممار‬
‫والمنافقين على كفرهم ونفاقهم بل ربممما يمممدحهم‬
‫ويعظمهممم دل علممى أنممه مممن أعظممم النمماس جهل‬
‫وظلممما إن لممم ينتممه بممه جهلممه وظلمممه إلممى الكفممر‬
‫والنفاق()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/490‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.374 ،4/373‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪132‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪ -‬ادعاؤهم محبة آل البيت مع بغضهم‬
‫لهم ومحاربتهم وقتلهم‪) :‬ومممن العجممب مممن‬
‫هؤلء الرافضة أنهم يدعون تعظيم آل محمد عليممه‬
‫أفضممل الصمملة والسمملم وهممم سممعوا فممي مجيممء‬
‫التتار الكفممار إلممى بغممداد دار الخلفممة حممتى قتلممت‬
‫الكفار من المسلمين ما ل يحصمميه إل اللممه تعممالى‬
‫من بني هاشم وغيرهم وقتلوا بجهات بغممداد ألممف‬
‫ألممف وثمانمممائة ألممف ونيفمما وسممبعين ألفمما وقتلمموا‬
‫الخليفمممة العباسمممي وسمممبوا النسممماء الهاشمممميات‬
‫وصبيان الهاشميين فهذا هو البغض لل محمممد ‪‬‬
‫بل ريممب وكممان ذلممك مممن فعممل الكفممار بمعاونممة‬
‫الرافضة()‪.(1‬‬
‫)فقاتممل اللممه الرافضممة وانتصممف لهممل الممبيت‬
‫منهم فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشممين مممال‬
‫يخفى على ذي عين()‪.(2‬‬
‫)وقد قلنا غير مرة إن هممؤلء الجهممال يكممذبون‬
‫ممما يظنممونه مممدحا ويمممدحون بممه فيجمعممون بيممن‬
‫الكذب وبين المدح فل صدق ول علم ول عدل()‪.(3‬‬
‫)فتبين أن الرافضممة مممن أعظممم النمماس قممدحا‬

‫)( انظر المنهاج ‪.593 ،4/592‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/246‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/74‬وانظر ‪.7/181‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪133‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وطعنا في أهل البيت وأنهم هم الذين عممادوا أهممل‬
‫الممبيت فممي نفممس المممر ونسممبوهم إلممى أعظممم‬
‫المنكرات التي من فعلها كان مممن الكفممار وليممس‬
‫هذا ببدع من جهل الرافضة وحماقاتهم()‪.(1‬‬
‫)فإن منتهى أمرهم تكفير علي وأهل بيته بعممد‬
‫أن كفروا الصحابة والجمهور()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/408‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/409‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪134‬‬
‫الرافضة‬

‫الباب الول‬
‫عقيدة الرافضة‬
‫وفيه ثلثة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬عقيدتهم في الله‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقيدتهم في القرآن‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬عقيدتهم في النبوة‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الول‬
‫عقيدتهم في الله‬
‫المبحث الول موقفهم من الصفات‪:‬‬
‫الرافضة ينقسمون إلى قسمين فممي الصممفات‬
‫فالقسمممم الول‪ :‬متقمممدموهم وهمممؤلء مجسممممة ‪-‬‬
‫وسيأتي الكلم عليهم في المبحث التي‪.‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬متأخروهم وهؤلء أخممذوا فممي‬
‫الصممفات مأخممذ المعتزلممة والجهميممة قممال شمميخ‬
‫السلم رحمه الله تعالى‪) :‬ولكن في أواخر المائة‬
‫الثالثممة دخممل مممن دخممل مممن الشمميعة فممي أقمموال‬
‫المعتزلة كممابن النوبخممتي)‪ ...(1‬وأمثمماله وجمماء بعممد‬
‫هؤلء المفيممد بممن النعمممان)‪ (2‬وأتبمماعه ولهممذا تجممد‬
‫المصنفين في المقالت كالشعري ل يذكرون عن‬
‫أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة فممي توحيممدهم‬
‫وعدلهم إل عن بعض متأخريهم وإنما يذكرون عممن‬

‫)( هو أبو محمد الحسن بن موسى بممن محمممد النوبخممتي‬ ‫‪1‬‬

‫أو ابن النوبختي ت سنة ‪300‬هم‪ ،‬لسان الميزان ‪،2/258‬‬


‫العلم ‪.2/239‬‬
‫)( أبو عبد الله محمممد بممن محمممد بممن النعمممان البغممدادي‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفي الملقب بالشيخ المفيممد‪ ،‬إمممام الرافضممة ولسممان‬


‫الماميممة‪ ،‬صمماحب التصممانيف الكممثيرة ت سممنة ‪ 413‬هممم‪.‬‬
‫شممذرات الممذهب ‪ ،200 -3/199‬العممبر ‪ ،2/225‬البدايممة‬
‫والنهاية ‪.12/15‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪136‬‬
‫الرافضة‬
‫بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره()‪.(1‬‬
‫فقد وافقوا المعتزلة في بعممض أصممولهم قممال‬
‫شيخ السلم في بيان أصولهم‪) :‬أصول الدين عند‬
‫المامية أربعة التوحيد والعدل والنبوة والمامممة‪...‬‬
‫وهم يدخلون في التوحيممد نفممي الصممفات والقممول‬
‫بأن القرآن مخلوق وأن الله ل يُ مرى فممي الخممرة(‬
‫)‪.(2‬‬
‫وقد بين شيخ السلم التوحيد الذي دعت إليممه‬
‫الرسل وأنزلت مممن شممأنه الكتممب‪ ،‬فقممال‪) :‬الممذي‬
‫جاء به الكتاب والسنة هو توحيد اللهية فل إلممه إل‬
‫هو فهممذا هممو التوحيممد الممذي بعممث اللممه بممه رسممله‬
‫م إ ِل َه ٌ‬
‫ه‬ ‫هك ُه ْ‬‫وإ ِل َ ُ‬‫وأنزل به كتبممه كممما قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫م‪ ،(3)‬وقممال‬ ‫حيه ُ‬ ‫ن الّر ِ‬
‫مه ُ‬ ‫ح َ‬‫و الّر ْ‬ ‫هه َ‬
‫ه ِإل ُ‬ ‫حدٌ ل إ ِل َ َ‬‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن اث ْن َي ْه ِ‬ ‫هي ْه ِ‬ ‫ذوا إ ِل َ َ‬
‫خه ُ‬
‫ه ل ت َت ّ ِ‬‫ل الل ّه ُ‬‫قا َ‬ ‫تعممالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫د‪ ...(4)‬إلخ()‪.(5‬‬ ‫ح ٌ‬
‫وا ِ‬
‫ه َ‬ ‫و إ ِل َ ٌ‬‫ه َ‬
‫ما ُ‬‫إ ِن ّ َ‬
‫وسأذكر مناقشة شمميخ السمملم لبممن المطهممر‬
‫الرافضممي فممي أن اللممه واحممد وأن كممل ممما سممواه‬
‫محدث‪ ،‬قال شمميخ السمملم‪) :‬وأما قههوله‪) :‬لنممه‬

‫المنهاج ‪.1/72‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪.1/99‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة ‪.163 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫سورة النحل ‪.51 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫المنهاج ‪.2/121‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪137‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫واحد‪ (.....‬فإن أراد بالواحد ما أراده الله ورسمموله‬
‫د‪ (1)‬وقمموله‪:‬‬
‫حهه ٌ‬
‫وا ِ‬ ‫م إ َِلهه ٌ‬
‫ه َ‬ ‫كهه ْ‬ ‫وإ ِل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫بمثممل قمموله‪َ  :‬‬
‫هاُر‪ ،(2)‬ونحممو ذلممك فهممذا حممق‬ ‫ق ّ‬ ‫حدُ ال ْ َ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و ُ‬
‫وإن أراد بالواحد ما تريده الجهميممة نفماة الصمفات‬
‫من أنه ذات مجردة عن الصممفات فهممذا الواحممد ل‬
‫حقيقة له في الخممارج وإنممما يقممدر فممي الذهممان ل‬
‫في العيان ويمتنع وجود ذات مجردة عن الصفات‬
‫ويمتنع وجود حي عليم قدير ل حياة له ول علممم ول‬
‫قدرة فإثبات السماء دون الصفات سفسطة)‪ (3‬فممي‬
‫العقليات وقرمطة)‪ (4‬في السمعيات()‪.(5‬‬
‫وقال‪) :‬وأما قوله‪) :‬إن كل ما سواه محدث(‬
‫فهذا حق والضمير في ما سواه عائد إلى الله وهو‬

‫)( البقرة ‪.163 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الرعد‪.12 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( السفسطة هممي نفممي الحقممائق الثابتممة مممع العلممم بهمما‬ ‫‪3‬‬

‫تمويها ومغالطة‪ ،‬نسبة إلى السوفسطائية الذين ينكممرون‬


‫المحسوسممات‪ .‬انظممر البرهممان فممي معرفممة عقممائد أهممل‬
‫الديمممان صمممم ‪ ،42‬التعريفمممات للجرجممماني ‪،119 -18‬‬
‫والسفسطة ثلثة أنواع انظر المنهاج ‪.2/525‬‬
‫)( هي الخذ بأطراف النصوص وسلوك مسلك القرامطة‬ ‫‪4‬‬

‫في تفسيرهم للنصوص بمعنممى يخممالف مقتضممى اللفممظ‪،‬‬


‫ووجه قرمطتهم أنهم جعلمموا للنممص معنممى باطنمما يخممالف‬
‫معناه الظاهر المعروف من جهممة اللغممة والشممرع‪ ،‬انظممر‬
‫التحفة الهدية شرح التدميرية‪.56 /‬‬
‫)( المنهاج ‪.134 -3/133‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪138‬‬
‫الرافضة‬
‫إذا ذكر باسم مظهر أو مضمر دخممل فممي مسمممى‬
‫اسمه صفاته فهي ل تخرج عممن مسمممى أسمممائه(‬
‫)‪.(1‬‬
‫وقد بين شمميخ السمملم أن هممذا اعتقمماد جميممع‬
‫المسلمين فقال‪) :‬جميممع المسمملمين يعتقممدون أن‬
‫كل ما سوى الله مخلوق حممادث بعممد أن لممم يكممن‬
‫وهو المختص بالقدم والزلية()‪.(2‬‬
‫وكما بين شيخ السمملم أن اللممه بعممث الرسممل‬
‫بالثبات المفصل لصفات الكمال والنفي المجمممل‬
‫لصفات النقص فقال‪) :‬الله سبحانه بعممث الرسممل‬
‫بمما يقتضمى الكممال ممن إثبمات أسممائه وصمفاته‬
‫على وجه التفصيل والنفممي علممى طريممق الجمممال‬
‫للنقص والتمثيل فالرب تعممالى موصمموف بصممفات‬
‫الكمال التي ل غاية فوقها منزه عممن النقممص بكممل‬
‫وجه ممتنع‪ ،‬وأن يكممون لممه مثيممل فممي شمميء مممن‬
‫صفات الكمال فأما صفات النقص فهو منزه عنهمما‬
‫مطلقمما وأممما صممفات الكمممال فل يممماثله بممل ول‬
‫يقاربه فيها شيء من الشياء()‪.(3‬‬
‫وبين أن المبدع للكمال أحق به‪ ،‬فقال‪) :‬وأيضا‬

‫)( المنهاج ‪.133 -2/132‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/121‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.183 ،157 -2/156‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪139‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فالممكنممات فيهمما كمممالت موجممودة وهممي مممن‬
‫الممواجب بنفسممه والمبممدع للكمممال المعطممي لممه‬
‫الخالق له‪ ،‬أحق بالكمال‪ ،‬إذ الكمال إما وجود وإما‬
‫كمال وجممود ومممن أبممدع الموجممود كممان أحممق بممأن‬
‫يكممون موجممودا إذ المعممدوم ل يكممون مممؤثرا فممي‬
‫الموجود وهذا كله معلوم()‪.(1‬‬
‫وقد بين الصممل الممذي يجممب علممى المسملمين‬
‫اتباعه في اللفاظ الممتي يوصممف اللممه بهمما‪ ،‬فقممال‪:‬‬
‫)الصل الذي يجب على المسلمين أن ما ثبت عن‬
‫الرسول ‪ ‬وجب اليمان به فيصدق خبره ويطمماع‬
‫أمره وما لم يثبت عممن الرسممول فل يجممب الحكممم‬
‫فيه بنفي ول إثبات حتى يعلم مراد المتكلم ويعلممم‬
‫صحة نفيه أو إثباته وأما اللفاظ المجملممة فممالكلم‬
‫فيها بممالنفي والثبمات دون الاستفصمال يوقممع فممي‬
‫الجهل والضلل والفتممن والخبممال والقيممل والقممال(‬
‫)‪.(2‬‬
‫وقد ذكر أن التنزيه نوعان‪ ،‬فقال‪) :‬والتنزيههه‬
‫يجمعه نوعان‪ :‬نفي النقص‪ ،‬ونفي مماثلمة غيمره‬
‫له في صفات الكمممال كممما دل علممى ذلممك سممورة‬
‫د‪ ‬وغيرهمما مممن القممرآن مممع دللممة‬ ‫هو الل ّ َ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫ق ْ‬
‫ح ٌ‬
‫هأ َ‬‫ُ‬ ‫ل ُ َ‬

‫)( المنهاج ‪.183 ،2/182‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.217 ،2/216‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪140‬‬
‫الرافضة‬
‫العقل على ذلك وإرشاد القرآن إلى ما يدل علممى‬
‫ذلك من العقل()‪.(1‬‬
‫وقد ذكر الصل الذي يفممرق بيممن أهممل السممنة‬
‫ومن خالفهم‪ ،‬فقال‪) :‬والصل الذي بمماين بممه أهممل‬
‫السممنة والجماعممة مممن الصممحابة والتممابعين لهممم‬
‫بإحسممان مممن أهممل الممبيت وغيرهممم وسممائر أئمممة‬
‫المسلمين للجهمية والمعتزلممة وغيرهممم مممن نفمماة‬
‫الصفات أن الرب تعالى إنما يوصف بما يقوم بممه‪،‬‬
‫ل يوصف بمخلوقاته وهو أصل مطرد عند السمملف‬
‫والجمهور()‪.(2‬‬
‫ثممم بيممن طريقممة السمملف فممي الصممفات‪ ،‬وأن‬
‫قولهم مبني على أصلين فقممال‪) :‬وطريقممة سمملف‬
‫المة وأئمتها أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه‬
‫وبما وصفه به رسوله من غير تحريممف ول تعطيممل‬
‫ول تكييممف ول تمثيممل إثبممات بل تمثيممل وتنزيممه بل‬
‫تعطيل إثبات الصممفات ونفممى مماثلممة المخلوقممات‬
‫يءٌ‪ ‬فهممذا رد علممى‬‫شه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫س كَ ِ‬
‫مث ْل ِ ِ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ل َي ْ َ‬
‫صهههيُر‪ (3)‬رد علمممى‬‫ع ال ْب َ ِ‬
‫مي ُ‬ ‫سههه ِ‬‫و ال ّ‬‫هههه َ‬ ‫الممثلمممة ‪َ ‬‬
‫و ُ‬
‫المعطلة‪.‬‬
‫فقولهم في الصفات مبني على أصلين‪:‬‬
‫)( المنهاج ‪.2/157‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/390‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الشورى ‪.11 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪141‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أحدهما‪ :‬أن الله سممبحانه وتعممالى منممزه عممن‬
‫صممفات النقممص مطلقمما كالسممنة والنمموم والعجممز‬
‫والجهل وغير ذلك‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أنه متصف بصفات الكمممال الممتي ل‬
‫نقممص فيهمما علممى وجممه الاختصمماص بممما لممه مممن‬
‫الصممفات فل يممماثله شمميء مممن المخلوقممات فممي‬
‫شيء من الصفات()‪.(1‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪.590 ،589 /4 ،2/523‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪142‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫التجسيم‬
‫الرافضة تنقسم في همذه المسمألة أيضما إلممى‬
‫قسمين‪ :‬فالول‪ :‬متقدموهم وهممؤلء يقولممون بممأن‬
‫الله جسممم ويغلممون فممي التجسمميم والتمثيممل قممال‬
‫شيخ السلم‪) :‬وكان متكلمو الشمميعة كهشممام بممن‬
‫الحكم)‪ (1‬وهشممام الجممواليقي)‪ (2‬ويممونس بممن عبممد‬
‫الرحمن القمممي)‪ ،(3‬وأمثممالهم يزيممدون فممي إثبممات‬
‫الصفات على مذهب أهل السممنة فل يقنعممون بممما‬
‫يقوله أهل السممنة والجماعممة مممن أن القممرآن غيممر‬
‫مخلوق وأن الله يرى في الخممرة وغيممر ذلممك مممن‬
‫مقالت أهل السنة والحممديث حممتى يبتممدعون فممي‬
‫الغلو في الثبات والتجسيم والتبعيض والتمثيل ممما‬

‫)( هشام بن الحكم الشيباني بالولء متكلم منمماظر‪ ،‬كممان‬ ‫‪1‬‬

‫شيخ السلم المامية في وقته من المجسمة الغلة فممي‬


‫الكوفة ت سنة ‪ 190‬هممم‪ ،‬العلم ‪ ،8/85‬لسممان الميممزان‬
‫‪.6/194‬‬
‫)( هشممام بممن سممالم الجممواليقي الجعفممي العلف مممن‬ ‫‪2‬‬

‫المامية المشبهة مفرط في التجسيم والتشبيه‪ ،‬وتسمى‬


‫فرقتممه بالهشممامية أو الجواليقيممة‪ ،1/109 ،‬الفممرق بيممن‬
‫الفرق ‪.69 ،68‬‬
‫)( يونس بن عبمد الرحممن القمممي مممولى آل يقطيمن ممن‬ ‫‪3‬‬

‫الماميممة المشممبهة ت سممنة ‪308‬هممم‪ ،‬وإليممه تنسممب فرقممة‬


‫اليونسممية‪ .‬المقممالت ‪ ،1/110‬الفممرق بيممن الفممرق ‪،70‬‬
‫التبصير في الدين‪.24 /‬‬
‫‪143‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هو معروف من مقالتهم التي ذكرها الناس()‪.(1‬‬
‫وأول ممما عممرف التجسمميم فيهممم‪ .‬قممال شمميخ‬
‫السلم‪) :‬وأول مممن عممرف عنممه فممي السملم أنمه‬
‫قال إن الله جسم هو هشام بممن الحكممم بممل قممال‬
‫الجاحظ)‪ (2‬في كتابه‪" :‬الحجج في النبوة")‪ (3‬ليممس‬
‫على ظهرها رافضي إل وهو يزعممم أن ربممه مثلممه(‬
‫)‪.(4‬‬
‫وقال‪) :‬وأول ما ظهر إطلق لفظ الجسم مممن‬
‫متكلمة الشيعة كهشام بممن الحكممم كممذا نقممل ابممن‬
‫حزم وغيره()‪.(5‬‬
‫وقد ذكر شيخ السمملم مقممالت الرافضممة فممي‬
‫التجسيم‪ ،‬وأنهم ست فرق)‪ ،(6‬ونقمل مما قماله أبمو‬
‫الحسن الشعري في المقممالت ثممم قممال‪) :‬قلممت‪:‬‬
‫وهذا الذي ذكره أبو الحسن الشعري عممن قممدماء‬

‫)( المنهاج ‪.72 ،1/71‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو عمممر بممن بحممر بممن محبمموب أبممو عثمممان البصممري‬ ‫‪2‬‬

‫المعتزلي كممان رأسمما فممي الكلم والعممتزال قممال ثعلممب‪:‬‬


‫ليس بثقة ول مأمون ت سنة ‪ 250‬هم‪ ،‬تاريممخ بغممداد ‪/12‬‬
‫‪ ،220 -212‬الشذرات ‪.122 ،2/121‬‬
‫)( نسب هذا الكتمماب إليممه فممي ترجمتممه فممي السممير ‪/11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.526‬‬
‫)( المنهاج ‪.73 ،1/72‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/217‬انظر ‪ ،220 /2‬وفيها نقممل كلم ابممن‬ ‫‪5‬‬

‫حزم‪.528 ،51 ،‬‬


‫)( انظر المنهاج ‪.220 -2/217‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪144‬‬
‫الرافضة‬
‫الشيعة من القول بالتجسيم قمد اتفممق علممى نقلمه‬
‫عنهم أرباب المقممالت حممتى نفممس الشمميعة كممابن‬
‫النوبختى وغيره ذكر ذلك عن هؤلء الشيعة()‪.(1‬‬
‫وكما أنهم فرق في التجسيم فهم أيضمما فممرق‬
‫في التشبيه‪ ،‬وقد ذكر شيخ السلم ما نقله الناس‬
‫عن الرافضة من التشبيه‪ ،‬والمهم هنا هي المامية‬
‫فقال‪) :‬ونقل الناس عن الرافضممة هممذه المقممالت‬
‫وما هو أقبح منها فنقلوا ما ذكره الشعري وغيممره‬
‫فممي كتممب "المقممالت" عممن بيممان بممن سمممعان‬
‫التميمي)‪ (2‬المذي تنتسمب إليمه البيانيمة ممن غاليمة‬
‫الشيعة‪...‬ونقلوا عن المغيرية‪ .(3)(...‬وغير هؤلء‪.‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/220‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو بيممان بممن سمممعان النهممدي مممن بنممي تميممم ظهممر‬ ‫‪2‬‬

‫بالعراق بعد الممائة‪ ،‬وقمال بالهيمة علمي‪ ،‬وأن فيمه جمزًءا‬


‫إلهيا‪ ،‬ثم من بعده ابنه محمد ابن الحنفيممة‪ ،‬ثممم فممي أبممي‬
‫هاشم ولد ابن الحنفية‪ ،‬قتله خالد بن عبد اللممه القسممري‬
‫والي العراق سنة ‪ 119‬هم الكامممل فممي التاريممخ ‪-5/207‬‬
‫‪ ،209‬اللباب ‪ ،196 ،1/195‬لسان الميزان ‪.70 ،69 /2‬‬
‫)( المغيرية من غلة الرافضة‪ ،‬أتباع المغيرة بممن سممعيد‬ ‫‪3‬‬

‫العجلي‪ ،‬كان يظهر في بممدء أمممره ممموالة الماميممة ثممم‬


‫ادعى النبوة‪ ،‬واستحل المحارم‪ ،‬وغل في علي بممن أبممي‬
‫طالب‪ ،‬قتله خالد القسممري‪ ،‬الفممرق بيممن الفممرق ‪،238/‬‬
‫الملل ‪ ،1/176‬البرهان في معرفة عقائد أهل الديان ‪/‬‬
‫‪.77‬‬
‫‪145‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)ومن الغالية مممن يزعممم أن روح القممدس هممو‬
‫اللممه كممانت فممي النممبي ‪ ‬ثممم فممي علممي ثممم فممي‬
‫الحسن )*( ثم فممي الحسممين)‪ (1‬ثممم فممي علممي بممن‬
‫الحسين)‪ (2‬ثم في محمد بن علي)‪ (3‬ثم في جعفر‬
‫بن محمد)‪ (4‬ثم في موسى بممن جعفممر)‪ (5‬ثممم فممي‬

‫)( الحسين بن علي بن أبممي طممالب الهاشمممي‪ ،‬أبممو عبممد‬ ‫‪1‬‬

‫الله المدني‪ ،‬سبط رسول الله ‪ ،‬وريحانته‪ ،‬حفظ عنممه‪،‬‬


‫استشهد يوم عاشوراء سنة ‪61‬هم‪ ،‬ولممه سممت وخمسممون‬
‫سنة‪ .‬تقريب التهذيب ‪ ،167/‬الخلصة ‪.1/228‬‬
‫)( علي بن الحسين بن علممي بممن أبممي طممالب الهامشممي‬ ‫‪2‬‬

‫"زين العابدين"‪ ،‬ثقة ثبت عابد فقيه‪ ،‬فاضل مشهور‪ ،‬قال‬


‫ابن عيينة عن الزهري‪ :‬ما رأيممت قرشمميا أفضممل منممه‪ ،‬ت‬
‫سنة ‪ 93‬هم‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ ،‬روى له الجماعممة‪ ،‬الخلصممة‬
‫‪ ،246 ،2/245‬تقريب التهذيب ‪.400 /‬‬
‫)( محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو‬ ‫‪3‬‬

‫جعفر الباقر‪ ،‬ثقة كثير الحديث تمموفي سممنة بضممع عشممرة‬


‫ومائة‪ ،‬روى له الجماعة‪ ،‬تقريب التهذيب ‪ ،497/‬الخلصة‬
‫‪.2/440‬‬
‫)( جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبممي‬ ‫‪4‬‬

‫طالب الهاشمي أبو عبد الله المعروف بالصادق‪ ،‬صدوق‪،‬‬


‫فقيه إمام‪ ،‬ثقة‪ ،‬ت سنة ‪ 148‬هم‪ ،‬روى له مسلم وغيممره‪،‬‬
‫تقريب التهذيب ‪ ،141/‬الخلصة ‪.169 -1/168‬‬
‫)( موسى بن جعفر بن محمد بن علممي بممن الحسممين بممن‬ ‫‪5‬‬

‫علمي بممن أبممي طممالب أبممو الحسممن الهاشممي المعممروف‬


‫بالكاظم‪ ،‬صدوق‪ ،‬عابد‪ ،‬ثقممة‪ ،‬ت سممنة ‪ 183‬هممم‪ ،‬روى لممه‬
‫الترمذي وغيره‪ ،‬تقريب التهذيب ‪ ،550/‬الخلصممة ‪،3/63‬‬
‫‪.64‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪146‬‬
‫الرافضة‬
‫علي بن موسى بممن جعفممر)‪ (6‬ثممم فممي محمممد بممن‬
‫علي بن موسى)‪ (1‬ثم في علي بن محمد بن علي‬
‫بن موسى)‪ (2‬ثم في الحسن بممن علممي بممن محمممد‬
‫بن علي)‪ (3‬ثم في محمد بن الحسن بن علممي بممن‬
‫محمد)‪.(4‬‬
‫قال ]يعني أبا الحسن الشعري[‪ :‬وهؤلء آلهة‬
‫عندهم كل واحممد منهممم إلممه علممى التناسممخ واللممه‬

‫)( علي بمن موسمى بمن جعفمر بمن محممد بمن علمي بمن‬ ‫‪6‬‬

‫الحسين بن علي الهاشممي يلقمب الرضما ‪ -‬بكسمر المراء‬


‫وفتح المعجمة ‪ -‬صممدوق والخلممل ممممن روى عنممه‪ ،‬مممات‬
‫ما سممنة ‪ 203‬هممم‪ ،‬روى لممه ابممن ممماجه‪ ،‬تقريممب‬ ‫مسمممو ً‬
‫التهذيب ‪ ،405/‬الخلصة ‪.2/357‬‬
‫)( محمد بن علي بن موسى الجواد تدعى الرافضممة فيممه‬ ‫‪1‬‬

‫العصمممة ت فممي بغممداد سممنة ‪220‬هممم‪ ،‬ولممه ‪ 25‬سممنة‪،‬‬


‫الشذرات ‪.2/48‬‬
‫)( علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفممر الصممادق‬ ‫‪2‬‬

‫العلوي الحسني بممن جعفممر الصممادق المعممروف بالهممادي‪،‬‬


‫دا‪ ،‬وهممو أحممد الئمممة الثنممى عشممر‬
‫ما متعبم ً‬
‫كان فقيها‪ ،‬إما ً‬
‫الممذين تعتقممد غلة الشمميعة عصمممتهم كالنبيمماء‪ .‬ت سممنة‬
‫‪ 254‬هم‪ ،‬الشذرات ‪.2/128‬‬
‫)( الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم‬ ‫‪3‬‬

‫بن جعفممر الصمادق العلمموي الحسمميني أحممد الثنممى عشمر‬


‫الذين تعتقد الرافضة فيهممم العصمممة وهممو والممد المنتظممر‬
‫محمممد‪ ،‬صمماحب السممرداب‪ ،‬ت سممنة ‪ 260‬همم الشممذرات‬
‫‪.2/141‬‬
‫)( سيأتي الكلم عليه في الباب الثالث‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪147‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عندهم يدخل في الهياكل وهؤلء هم من الماميممة‬
‫الاثنى عشرية()‪.(1‬‬
‫والقسههم الثههاني‪ :‬متممأخروهم وهممم نفمماة‬
‫الصفات ويقولون‪ :‬إن الله ليس بجسم‪ ،‬وقد تكلم‬
‫شمميخ السمملم علممى قممول الرافضممي‪ ،‬ولنمه ليممس‬
‫بجسم فقال‪) :‬لفظ الجسم فيه إجمال قد يراد بممه‬
‫المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ممما‬
‫يقبممل التفريممق والانفصممال أو المركممب مممن مممادة‬
‫وصممورة أو المركممب مممن الجممزاء المفممردة الممتي‬
‫تسمى الجواهر الفردة والله تعالى منزه عن ذلممك‬
‫كله عن أن يكون كان متفرقا فاجتمع أو أن يقبممل‬
‫التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعممض الشمميء‬
‫بعضمما وانفصمماله عنممه أو غيممر ذلممك مممن الممتركيب‬
‫الممتنع عليه‪.‬‬
‫وقد يراد بالجسم ما يشار إليممه أو ممما يممرى أو‬
‫ما تقوم به الصفات والله تعالى يممرى فممي الخممرة‬
‫وتقوم به الصفات ويشير إليه النمماس عنممد الممدعاء‬
‫بأيممديهم وقلمموبهم ووجمموههم وأعينهممم فممإن أراد‬
‫بقوله‪) :‬ليممس بجسممم( هممذا المعنممى قيممل لممه هممذا‬
‫المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنممى ثممابت‬
‫بصحيح المنقول وصريح المعقممول وأنممت لممم تقممم‬
‫)( المنهاج ‪.509 -2/502‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪148‬‬
‫الرافضة‬
‫دليل علممى نفيممه وأممما اللفممظ فبدعممة نفيمما وإثباتمما‬
‫فليمس فمي الكتماب ول السمنة ول قمول أحمد ممن‬
‫سمملف المممة وأئمتهمما إطلق لفممظ الجسممم فممي‬
‫صفات الله تعالى ل نفيا ول إثباتا()‪.(1‬‬
‫فهؤلء الرافضة قدماؤهم مجسمة ومتأخروهم‬
‫معطلممة‪ ،‬فنفمماة الجسممم ومثبتمموه موجممودون فممي‬
‫الرافضة‪:‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬وكل مممن الطممائفتين نفمماة‬
‫الجسم ومثبتيه موجودون في الشمميعة وفممي أهممل‬
‫السممنة المقممابلين للشمميعة أعنممي الممذين يقولممون‬
‫بإمامة الخلفاء الثلثة()‪.(2‬‬
‫وقممد بيممن شمميخ السمملم بممأن التشممبيه فيهممم‬
‫والتجسمميم أعظممم مممن غيرهممم فقممال‪) :‬فهممذه‬
‫المقالت التي نقلت في التشبيه والتجسيم لم نممر‬
‫الناس نقلوها عممن طائفممة مممن المسمملمين أعظممم‬
‫مما نقلوها عن قدماء الرافضة ثم الرافضة حرموا‬
‫الصواب فممي هممذا البمماب كممما حرممموه فممي غيممره‬
‫فقدماؤهم يقولون بالتجسيم الممذي هممو قممول غلة‬
‫المجسمة ومتممأخروهم يقولممون بتعطيممل الصممفات‬

‫)( المنهاج ‪ ،135 -2/134‬انظممر ‪ ،2/211‬م ‪ 212‬بمعنمماه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.224 ،198 -2/192‬‬


‫)( المنهاج ‪.210 ،2/217‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪149‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫موافقممة لغلة المعطلممة مممن المعتزلممة ونحمموهم‬
‫فأقوال أئمتهممم دائرة بيممن التعطيممل والتمثيممل لممم‬
‫تعرف لهم مقالة متوسطة بين هذا وهذا()‪.(1‬‬
‫ثم علق على قول الرافضممي‪" :‬إن اللممه منممزه‬
‫عن مشابهة المخلوقات" بقوله‪) :‬أهل السنة أحق‬
‫بتنزيهه عن مشابهة المخلوقات من الشمميعة فممإن‬
‫التشممبيه والتجسمميم المخممالف للعقممل والنقممل ل‬
‫يعرف في أحد مممن طمموائف المممة أكممثر منممه فممي‬
‫طوائف الشيعة وهممذه كتممب المقممالت كلهمما تخممبر‬
‫عممن أئمممة الشمميعة المتقمممدمين مممن المقممالت‬
‫المخالفة للعقل والنقل في التشبيه والتجسيم بما‬
‫ل يعرف نظيره عن أحد مممن سممائر الطمموائف ثممم‬
‫قدماء الماميممة ومتممأخروهم متناقضممون فممي هممذا‬
‫البمماب فقممدماؤهم غلمموا فممي التشممبيه والتجسمميم‬
‫ومتأخروهم غلوا فممي النفممى والتعطيممل فشمماركوا‬
‫في ذلممك الجهميممة والمعتزلممة دون سممائر طمموائف‬
‫المممة وأممما أهممل السممنة المثبتممون لخلفممة الثلثممة‬
‫فجميع أئمتهم وطوائفهم المشهورة متفقون على‬
‫نفي التمثيل عن الله تعالى()‪.(2‬‬
‫ثم بين شيخ السلم مممذهب أهممل السممنة فممي‬
‫هذه المسألة فقال‪) :‬أهل السنة متفقون علممى أن‬
‫)( المنهاج ‪ 2/513 ،243 ،2/242‬بمعناه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.103 ،2/102‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪150‬‬
‫الرافضة‬
‫الله ليس كمثله شيء ل في ذاتممه ول فممي صممفاته‬
‫ول في أفعاله()‪.(1‬‬
‫ثممم قممال‪) :‬ومممذهب سمملف المممة وأئمتهمما أن‬
‫يوصف الله بما وصممف بمه نفسمه وبمما وصممفه بمه‬
‫رسمموله مممن غيممر تحريممف ول تعطيممل ومممن غيممر‬
‫تكييف ول تمثيل يثبتون لله ما أثبتممه مممن الصممفات‬
‫وينفون عنه مماثلة المخلوقات يثبتون لممه صممفات‬
‫الكمال وينفون عنه ضروب المثممال ينزهممونه عممن‬
‫النقص والتعطيل وعن التشبيه والتمثيل إثبممات بل‬
‫يءٌ‪ ‬رد‬
‫شه ْ‬‫ه َ‬ ‫س كَ ِ‬
‫مث ْل ِه ِ‬ ‫تشبيه وتنزيه بل تعطيممل ‪‬ل َي ْه َ‬
‫صههيُر‪ (2)‬رد علممى‬ ‫ع ال ْب َ ِ‬
‫مي ُ‬‫سه ِ‬ ‫و ال ّ‬
‫هه َ‬ ‫على الممثلة ‪َ ‬‬
‫و ُ‬
‫المعطلة()‪.(3‬‬
‫ثم ضرب أمثلة لبيان أن الشتراك في السممم‬
‫ل يقتضي الشتراك في المسمى‪ ،‬راًدا بذلك علممى‬
‫من يثبت بعض الصفات‪ ،‬وعلى من يثبت السممماء‬
‫فقط وعلممى مممن ينفيهممما)‪ ...(4‬إلممخ‪ ،‬ثممم قممال بعممد‬
‫ذلك‪) :‬والمقصود أن إثبات السماء والصممفات للممه‬
‫ل يستلزم أن يكون سبحانه مشبها مماثل لخلقممه(‬

‫المنهاج ‪.2/110‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الشورى ‪.11/‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.2/111‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.120 -2/111‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪151‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪.(1‬‬
‫ثم بين سبب ضلل من ضممل فممي هممذا البمماب‬
‫فقممال‪) :‬مممن هنمما ضممل هممؤلء الجهممال بمسمممى‬
‫التشبيه الممذي يجممب نفيممه عممن اللممه وجعلمموا ذلممك‬
‫ذريعة إلى التعطيممل المحممض والتعطيممل شممر مممن‬
‫التجسيم والمشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عمدما‬
‫والممثل أعشى والمعطل أعمى‪.‬‬
‫ولهذا كان جهم)‪ (2‬إمام هؤلء وأمثاله يقولون‪:‬‬
‫إن الله ليس بشيء()‪.(3‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪.2/120‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.526 /2‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪152‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫البداء‬
‫البداء في اللغة‪ :‬من بدا يبممدو بممدوًا‪ ،‬إذا ظهممر‪،‬‬
‫قممال فممي معجممم مقمماييس اللغممة‪ :‬البمماب والممدال‬
‫والواو أصل واحد وهو ظهممور الشمميء‪ ،‬يقممال‪ :‬بممدا‬
‫الشيء يبدو إذا ظهر فهو باد‪ ،....‬وتقممول‪ :‬بممدا لممي‬
‫فممي هممذا المممر بممداء‪ ،‬أي تغيممر رأيممي عممما كممان‬
‫عليه)‪.(1‬‬
‫وقال في اللسممان‪ :‬قممال ابممن الثيممر‪) :‬والبممداء‬
‫استصواب شيء علم بعممد أن لممم يعلممم)‪ ،(2‬وذلممك‬
‫على الله غير جائز)‪.(4)((3‬‬
‫وقد ذكر الشممعري فممي المقممالت‪ :‬أنهممم ثلث‬
‫فرق في جواز البداء )*( علممى اللممه)‪ .(5‬قممال شمميخ‬
‫السلم‪) :‬بل قال الجاحظ في كتابه‪" :‬الحجج فممي‬
‫النبوة" ليس على ظهرهمما رافضممي إل وهممو يزعممم‬
‫أن ربه مثله وأن البدوات تعرض لممه وأنممه ل يعلممم‬
‫الشيء قبل كونه إل بعلم يخلقه لنفسه()‪.(6‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪.1/212‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫انظر تهذيب اللغة ‪ ،14/202‬مختار الصحاح صم ‪.44‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫النهاية في غريب الحديث ‪) 109 /1‬مادة بدو(‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫اللسان ‪.66 /14‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫المقالت ‪.1/113‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫المنهاج ‪.1/73‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬


‫‪153‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقممال‪) :‬وكممل الروافممض ‪-‬إل شممرذمة قليلممة‪-‬‬
‫يزعمون أن الله يريد الشيء ثم يبدو لممه فيممه()‪.(1‬‬
‫وهذا نقله عن الشعري في المقالت)‪.(2‬‬
‫فهذا من جرأتهممم علممى اللممه‪ ،‬ومممع ذلممك فهممم‬
‫ينزهون أئمتهممم عممما يصممفون اللممه بممه قممال شمميخ‬
‫السلم‪) :‬وأيضا فكممثير مممن شمميوخ الرافضممة مممن‬
‫يصف الله تعالى بالنقائص كما تقدم حكايممة بعممض‬
‫ذلك‪ -‬فزرارة بن أعين)‪ ،(3‬وأمثمماله يقولممون‪ :‬يجمموز‬
‫البداء عليه وأنه يحكم بالشيء ثم يتبين له ممما لممم‬
‫يكن علمه فينتقض حكمه لما ظهر لممه مممن خطئه‬
‫فإذا قال مثل هؤلء بأن النبياء والئمة ل يجوز أن‬
‫يخفى عليهم عاقبة فعلهم فقد نزهمموا البشممر عممن‬
‫الخطأ مع تجويزهم الخطأ على الله وكذلك هشام‬
‫بن الحكم وزرارة بن أعين وأمثالهممما ممممن يقممول‬
‫إنه يعلم ما لم يكن عالما به‪.‬‬
‫ومعلوم أن هذا من أعظم النقممائص فممي حممق‬
‫الرب()‪.(4‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/236‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.111 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( زرارة بن أعين ين سنسممن الشمميباني بمالولء الكمموفي‬ ‫‪3‬‬

‫الرافضي رأس الفرقة الزراريممة‪ ،‬وإليممه تنسممب‪ .‬ت سممنة‬


‫‪ 150‬هممم‪ .‬لسممان الميممزان ‪،473 /2‬مم ‪ ،474‬المقممالت‬
‫‪ ،111 ،1/110‬اللباب ‪ ،2/63‬العلم ‪.3/43‬‬
‫)( المنهاج ‪.590 ،589 ،395 ،2/394‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪154‬‬
‫الرافضة‬
‫ودللة هذا على جرأتهم على الكذب على الله‬
‫ل تحتمماج إلممى إيضمماح‪ ،‬وقممد قممال شمميخ السمملم‪:‬‬
‫)وليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلممة أعظممم‬
‫افممتراء للكممذب علممى اللممه وتكممذيبا بممالحق مممن‬
‫المنتسبين إلى التشيع؛ ولهممذا ل يوجممد الغلممو فممي‬
‫طائفة أكممثر مممما يوجممد فيهممم‪ .‬ومنهممم مممن ادعممى‬
‫إلهية البشر‪] ...‬إلى أن قممال‪ [:‬واتفممق أهممل العلممم‬
‫على أن الكممذب ليممس فممي طائفممة مممن الطمموائف‬
‫المنتسبين إلى القبلة أكثر منه فيهم()‪.(1‬‬
‫حتى إنه بلغ بهم الغلو إلى أذية الله ورسمموله‪،‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬كما يذكر عن بعممض الرافضممة‬
‫أنه آذى الله ورسوله بسبب تقممديم اللممه ورسمموله‬
‫لبي بكر وعمر()‪.(2‬‬
‫* * *‬
‫المبحث الرابع‬
‫رؤية الله عز وجل‬
‫قممال شمميخ السمملم فممي معممرض رده علممى‬
‫الرافضي‪) :‬وأما قوله‪) :‬وأنه تعالى غيممر مممرئي ول‬
‫مممدرك بشمميء مممن الحممواس لقمموله تعممالى‪ :‬ل‬

‫)( المنهاج ‪.2/34‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.5/137‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪155‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫رك ُ ُ‬
‫)‪(1‬‬ ‫ر ُ‬
‫ولنممه‬ ‫صههاَر‪‬‬
‫ك الب ْ َ‬ ‫و ي ُهدْ ِ‬
‫هه َ‬
‫و ُ‬
‫صههاُر َ‬
‫ه الب ْ َ‬ ‫ت ُهدْ ِ‬
‫ليس في جهة(‪.‬‬
‫فيقال لممه أول النممزاع فممي هممذه المسممألة بيممن‬
‫طوائف الماميممة كممما النممزاع فيهمما بيممن غيرهممم‪...‬‬
‫والمامية لهم فيها قولن فجمهور قممدمائهم يثبممت‬
‫الرؤية وجمهممور متممأخريهم ينفونهمما وقممد تقممدم أن‬
‫أكثر قدمائهم يقولون بالتجسيم‪.‬‬
‫قال الشعري‪ :‬وكل المجسمة إل نفرًا قليلً‬
‫يقولمون بإثبممات الرؤيممة وقممد يثبممت الرؤيممة مممن ل‬
‫يقول بالتجسيم)‪.(2‬‬
‫قلههت‪ (3):‬وأممما الصممحابة والتممابعون وأئمممة‬
‫السمملم المعروفممون بالمامممة فممي الممدين كمالممك‬
‫والثوري والوزاعمي والليمث بمن سمعد والشمافعي‬
‫وأحمد وإسحاق وأبي حنيفة وأبي يوسممف وأمثممال‬
‫هممؤلء وسممائر أهممل السممنة والحممديث والطمموائف‬
‫المنتسبين إلى السممنة والجماعممة‪ ...‬فهممؤلء كلهممم‬
‫متفقون على إثبات الرؤيممة للمه تعممالى والحمماديث‬
‫بها متواترة عن النبي ‪ ‬عنممد أهممل العلممم بحممديثه‬
‫وكذلك الثار بها متممواترة عممن الصممحابة والتممابعين‬
‫لهم بإحسممان وقممد ذكممر المممام أحمممد وغيممره مممن‬
‫)( النعام‪.103 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المقالت ‪.1/290‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أي شيخ السلم‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪156‬‬
‫الرافضة‬
‫الئممممة العمممالمين بمممأقوال السممملف أن الصمممحابة‬
‫والتابعين لهم بإحسان متفقون على أن اللممه يممرى‬
‫في الخرة بالبصار‪.‬‬
‫ومتفقون على أنه ل يراه أحد في الدنيا بعينممه‬
‫ولم يتنازعوا في ذلك إل في نبينا ‪ ‬خاصممة منهممم‬
‫مممن نفممى رؤيتممه بممالعين فممي الممدنيا ومنهممم مممن‬
‫أثبتها‪ ...‬والمقصود هنا نقممل إجممماع السمملف علممى‬
‫إثبات الرؤية بالعين في الخرة ونفيهمما فممي الممدنيا‬
‫إل الخلف في النبي ‪ (1)‬خاصة()‪.(2‬‬
‫ثم بين شيخ السلم أن الية حجة على النفمماة‬
‫ل لهم فقال‪) :‬وأما احتجاجه واحتجاج النفمماة أيضمما‬
‫ر)‪ (3‬فاليممة حجممة‬ ‫صا ُ ‪‬‬ ‫رك ُ ُ‬
‫ه الب ْ َ‬ ‫بقوله تعالى‪ :‬ل ت ُدْ ِ‬
‫عليهم ل لهم لن الدراك إممما أن يممراد بممه مطلممق‬
‫الرؤيممة أو الرؤيممة أو الرؤيممة المقيممدة بالحاطممة‬
‫والول باطل لنه ليس كل من رأى شيئا يقال إنممه‬
‫أدركه كما ل يقال أحاط به‪.‬‬
‫كما سئل ابممن عبمماس رضممي اللممه عنهممما عممن‬

‫)( كتاب السنة للمام أحمممد ‪ ،76 -67‬وهممو مطبمموع مممع‬ ‫‪1‬‬

‫كتمماب الممرد علممى الجهميممة‪ ،‬وكتمماب الممرد علممى الجهميممة‬


‫للمام أحمد ‪.46 -44 ،21 - 20‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،317 -2/315‬انظر ‪،3/341 ،321 -2/317‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.342‬‬
‫)( النعام ‪.103/‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪157‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ذلك؟ فقال‪] :‬ألست ترى السماء‪ ،‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أكلها ترى‪ ،‬قال‪ :‬ل[)‪ ،(1‬ومن رأى جمموانب الجيممش‬
‫أو الجبممل أو البسممتان أو المدينممة‪ .‬ل يقممال‪ :‬إنممه‬
‫أدركها وإنما يقال أدركها إذا أحاط بها رؤية ونحممن‬
‫في هذا المقام ليس علينا بيان ذلممك وإنممما ذكرنمما‬
‫هذا بيانا لسند المنع)‪ (2‬بل المستدل بالية عليه أن‬
‫يبين أن الدراك فممي لغممة العممرب مممرادف للرؤيممة‬
‫وأن كل من رأى شيئا يقال في لغتهممم إنممه أدركممه‬
‫وهذا ل سبيل إليه كيف وبيممن لفممظ الرؤيممة ولفممظ‬
‫الدراك عموم وخصمموص أو اشممتراك لفظممي فقممد‬
‫تقع رؤية بل إدراك وقممد يقممع إدراك بل رؤيممة فممإن‬
‫الدراك يستعمل في إدراك العلممم وإدراك القممدرة‬
‫فقمممد يمممدرك الشممميء بالقمممدرة وإن لمممم يشممماهد‬
‫كالعمى الذي طلب رجل هاربا منممه فممأدركه ولممم‬

‫‪ ()1‬انظر تفسير ابن جرير ‪) 52 /27‬مجلد ‪ (13‬عند قوله‬


‫تعالى‪ :‬وَل ََقد ْ َرآهُ ن َْزل ًَة أ ُْخَرى‪‬‬
‫النجم ‪ ،13 /‬عن عكرمة‪ .‬الدر المنثور ‪ ،3/353‬عنممد تفسممير‬
‫صماَر ‪ ‬النعمام ‪/‬‬ ‫قوله تعالى ‪‬ل ّ ت ُد ْرك ُه ال َب ْصمار وهُمو ُيمد ْر ُ َ‬
‫ك الب ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ِ ُ‬
‫‪ ،103‬عن عكرمة‪ ،‬وقال‪ :‬وأخرج ابن جرير وابن أبممي حمماتم‬
‫وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس‪ ،‬تفسممير ابممن كممثير‬
‫َ‬
‫صاُر ‪ ‬النعام‬
‫ه الب ْ َ‬ ‫‪ ،2/161‬عن تفسير قوله تعالى‪ :‬ل ّ ت ُد ْرِك ُ ُ‬
‫‪ 103/‬عن عكرمة‪.‬‬
‫)( هكذا في المنهاج‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪158‬‬
‫الرافضة‬
‫يره‪.‬‬
‫ل‬ ‫ن َ‬
‫قا َ‬ ‫عا ِ‬
‫م َ‬ ‫ءى ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما ت ََرا َ‬ ‫وقد قال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ل َ‬
‫كل إ ِ ّ‬ ‫ن* َ‬
‫قهها َ‬ ‫كو َ‬ ‫سههى إ ِن ّهها ل َ ُ‬
‫م هدَْر ُ‬ ‫مو َ‬
‫ب ُ‬
‫حا ُ‬‫صه َ‬
‫أ ْ‬
‫ن‪ (1)‬فنفى موسممى الدراك مممع‬ ‫دي ِ‬ ‫ه ِ‬
‫سي َ ْ‬
‫ي َرّبي َ‬‫ع َ‬‫م ِ‬
‫َ‬
‫إثبات الترائي فعلممم أنممه قممد يكممون رؤيممة بل إدراك‬
‫والدراك هنا هو إدراك القدرة أي ملحوقون محمماط‬
‫بنا وإذا انتفى هذا الدراك فقد تنتفي إحاطة البصممر‬
‫أيضا ومما يبين ذلك أن الله تعمالى ذكممر هممذه اليممة‬
‫يمدح بها نفسه سممبحانه وتعممالى ومعلمموم أن كممون‬
‫الشيء ل يرى ليس صفة مدح لن النفممي المحممض‬
‫ل يكممون مممدحا إن لممم يتضمممن أمممرا ثبوتيمما ولن‬
‫المعدوم أيضا ل يرى والمعدوم ل يمدح‪.‬‬
‫فعلممم أن مجممرد نفممي الرؤيممة ل مممدح فيممه …‬
‫وكل ممما يوصممف بممه العممدم المحممض فل يكممون إل‬
‫عدما محضا ومعلوم أن العدم المحممض يقممال فيممه‬
‫إنه ل يرى فعلمم أن نفمى الرؤيمة عممدم محممض ول‬
‫يقال في العدم المحض ل يمدرك وإنمما يقمال همذا‬
‫فيما ل يدرك لعظمته ل لعدمه‪.‬‬
‫وإذا كممان المنفممى هممو الدراك فهممو سممبحانه‬
‫وتعالى ل يحاط به رؤية كما ل يحماط بمه علممما ول‬
‫يلزم من نفى إحاطممة العلممم والرؤيممة نفممي العلممم‬
‫والرؤية بل يكون ذلك دليل على أنه يممرى و يحمماط‬
‫)( الشعراء ‪.62 ،61/‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪159‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫به كما يعلم ول يحاط بممه فممإن تخصمميص الحاطممة‬
‫بالنفي يقتضي أن مطلق الرؤية ليس بمنفي وهذا‬
‫الجواب قول أكثر العلماء من السلف وغيرهم‪.‬‬
‫وقد روى معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫وغيره وقد روي في ذلك حديث مرفموع إلمى النمبي‬
‫‪.(1)‬‬
‫ول تحتاج اليممة إلممى تخصمميص ول خممروج عممن‬
‫ظاهر الية فل نحتاج أن نقول ل نراه في الدنيا أو‬
‫نقول ل تدركه البصار بل المبصممرون أو ل تممدركه‬
‫كلها بل بعضها ونحو ذلك مممن القمموال الممتي فيهمما‬
‫تكلف()‪.(2‬‬
‫ثم رد على قول الرافضي‪:‬‬
‫"ولنه ليمس فمي جهمة" فممما قمال فمي ذلمك‪:‬‬
‫)لفظ الجهة قد يراد به ما هو موجود وقممد يممراد بممه‬
‫ما هو معدوم ومن المعلوم أنه ل موجود إل الخالق‬
‫والمخلوق فإذا أريد بالجهممة أمممر موجممود غيممر اللممه‬

‫)( انظر جامع البيان لبممن جريممر‪ ،‬تفسممير سممورة النعممام‬ ‫‪1‬‬

‫صمماَر‬ ‫عند قوله تعالى‪ :‬ل ّ ت ُد ْرك ُه ال َب ْصار وهُ مو ي ُمد ْر ُ َ‬


‫ك الب ْ َ‬‫ِ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ِ ُ‬
‫خِبيُر‪‬آية ‪ ،103 /‬فقد ذكر عدة آثار عن ابن‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫وَهُوَ الل ّ ِ‬
‫طي ُ‬
‫عباس‪ ,‬عائشة وقتادة وعطية العوفي‪ ،‬وتكلم ابن جرير ‪-‬‬
‫نفسممه ‪ -‬علممى اليممة )‪ (304 -7/299‬المجلممد الخممامس‪.‬‬
‫انظر الدر المنثور عند الكلم على الية )‪.(336 ،7/335‬‬
‫)( المنهاج ‪.321 -2/317‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪160‬‬
‫الرافضة‬
‫كان مخلوقما واللمه تعمالى ل يحصمره ول يحيمط بمه‬
‫شيء من المخلوقممات فممإنه بممائن مممن المخلوقممات‬
‫وإن أريد بالجهة أممر عمدمي وهمو مما فموق العمالم‬
‫فليس هناك إل الله وحده()‪.(1‬‬
‫حا مراد النافي للجهة‬ ‫ثم وضح متى يكون صحي ً‬
‫وبيممن أن المعطلممة ل يريممدون المعنممى الصممحيح‬
‫فقال‪:‬‬
‫)وممممن نفمممى الجهمممة وأراد بممممالنفي كمممون‬
‫المخلوقات محيطة به أو كونه مفتقممرا إليهمما فهممذا‬
‫حق لكن عامتهم ل يقتصرون على هذا بممل ينفممون‬
‫أن يكون فوق العممرش رب العممالمين أو أن يكممون‬
‫محمد ‪ ‬عرج به إلى الله أو أن يصعد إليه شمميء‬
‫وينزل منه شيء أو أن يكون مباينا للعالم‪.‬‬
‫بل تارة يجعلونه ل مباينا ول محايثمما فيصممفونه‬
‫بصفة المعدوم والممتنع وتارة يجعلممونه حممال فممي‬
‫كل موجود أو يجعلونه وجود كل موجود ونحو ذلك‬

‫)( المنهاج ‪.349 -348 ،2/323‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪161‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مما يقوله أهل التعطيل وأهل الحلول)‪.(2)((1‬‬
‫ثم رد علممى قممول الرافضممي "ول فممي مكممان"‬
‫فمما قال في ذلك‪) :‬فقد يراد بالمكممان ممما يحمموى‬
‫الشيء ويحيط به وقد يراد به ممما يسممتقر الشمميء‬
‫عليه بحيث يكون محتاجا إليه وقد يراد به مما كمان‬
‫الشيء فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه وقد يراد به‬
‫ما فوق العالم وإن لم يكن شيئا موجودا‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬هو في مكان بمعنى إحاطة غيممره‬
‫به وافتقاره إلى غيره فالله منزه عن الحاجة إلممى‬
‫الغيممر وإحاطممة الغيممر بممه ونحممو ذلممك وإن أريممد‬
‫بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه‪.‬‬
‫قيل‪ :‬إذا لم يكن إل خالق أو مخلوق والخالق‬
‫بائن مممن المخلمموق كممان هممو الظمماهر الممذي ليممس‬
‫فمموقه شمميء وإذا قممال القممائل هممو سممبحانه فمموق‬
‫سماواته على عرشه بائن من خلقه فهممذا المعنممى‬
‫حق سممواء سممميت ذلممك مكانمما أو لممم تسمممه وإذا‬

‫)( همممم ممممن يزعممممون أن اللمممه تبمممارك وتعمممالى حمممال‬ ‫‪1‬‬

‫بالمخلوقممات‪ ،‬وهممم فممرق شممتى‪ ،‬وأول مممن أظهممر هممذا‬


‫المممذهب الروافممض إذ زعممموا أن اللممه تعممالى حممال فممي‬
‫أئمتهم كما أن بعض المتصوفة يعتقممد ذلممك‪ ،‬الفممرق بيممن‬
‫الفرق ‪ ،254 /‬اعتقادات فرق المسمملمين والمشممركين ‪/‬‬
‫‪.73‬‬
‫)( المنهاج ‪.2/324‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪162‬‬
‫الرافضة‬
‫عرف المقصود فمذهب أهل السنة والجماعممة ممما‬
‫دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليممه سمملف المممة‬
‫وهممو القممول المطممابق لصممحيح المنقممول وصممريح‬
‫المعقول()‪.(1‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪.145 ،2/144‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪163‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الخامس‬
‫القدر‬
‫الرافضممة أخممذوا أصممولهم فممي العتقمماد عممن‬
‫المعتزلممة وكممذلك فممي مسممألة القممدر فممإن أصممول‬
‫دينهم التوحيد والعدل فالتوحيد يدخلون فيممه نفممي‬
‫الصفات ‪-‬كما سبق بيممانه‪ -‬وأممما العممدل فقممد قممال‬
‫شمميخ السمملم‪) :‬ويممدخلون فممي العممدل التكممذيب‬
‫بالقممدر وأن اللممه ل يقممدر أن يهممدي مممن يشمماء ول‬
‫يقدر أن يضل من يشاء وأنه قد يشمماء مممال يكممون‬
‫ويكون مال يشاء وغير ذلك فل يقولون إنممه خممالق‬
‫كل شيء ول إنه على كل شميء قممدير ول إنمه ممما‬
‫شاء كان وما لم يشأ لم يكن()‪.(1‬‬
‫ولما ذكر ابن المطهر مذهب المامية لم يممأت‬
‫به على وجهه بل أتى بمما يمراه سمائغا عنمد بعمض‬
‫الناس مممن العبممارات الموهمممة الممتي سمميأتي كلم‬
‫شيخ السلم على بعضها قال شيخ السلم‪) :‬مممن‬
‫تمام قول المامية الذي حكاه ]ابن المطهر[‪-‬وهممو‬
‫قول من وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم من‬
‫متأخري الشيعة‪ -‬أن الله لم يخلق شيئا من أفعال‬
‫الحيوان ل الملئكة ول النبياء ول غيرهم بممل هممذه‬
‫الحمموادث الممتي تحممدث تحممدث بغيممر قممدرته ول‬

‫)( المنهاج ‪.100 /1/99‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪164‬‬
‫الرافضة‬
‫خلقه!!‬
‫ومن قولهم أيضمما‪ :‬إن اللممه تعممالى ل يقممدر أن‬
‫يهدي ضال!! ول يقدر أن يضل مهتديا!! ول يحتمماج‬
‫أحد من الخلق إلى أن يهممديه اللممه!! بممل اللممه قممد‬
‫هممداهم هممدى البيممان‪ .‬وأممما الهتممداء فهممذا يهتممدي‬
‫بنفسه ل بمعونة الله له وهممذا ل يهتممدي بنفسممه ل‬
‫بمعونة الله له‪.‬‬
‫ومن قولهم‪ :‬إن هدى اللممه للمممؤمنين والكفممار‬
‫سواء ليممس لممه علممى المممؤمنين نعمممة فممي الممدين‬
‫أعظم من نعمته على الكافرين بل قد هدى علممي‬
‫بن أبي طالب كما هممدى أبمما جهممل)‪ (1‬بمنزلممة الب‬
‫الذي يعطي أحد بنيه دراهممم ويعطممى الخممر مثلهمما‬
‫لكن هذا أنفقها في طاعة الله وهذا فممي معصمميته‬
‫فليس للب من النعام علممى هممذا فممي دينممه أكممثر‬
‫مما له من النعام على الخر‪.‬‬
‫ومن أقوالهم‪ :‬إنه يشاء الله مال يكون ويكممون‬
‫ما ل يشاء!‪ ،...‬وفي الجملة فممالقوم ل يثبتممون للمه‬
‫مشيئة عامة ول قدرة تامة!! ول خلًقا متناول ً لكممل‬
‫حممادث‪ ،‬وهممذا القممول أخممذوه عممن المعتزلممة هممم‬

‫)( هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومممي القرشممي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫أشد الناس عداوة للنبي ‪ ‬في صدر السلم‪ ،‬قتممل يمموم‬


‫بدر سنة ‪ 2‬هم‪ ،‬العلم ‪.5/87‬‬
‫‪165‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أئمتهم فيه()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر مذهب أهل السنة في ذلك فقال‪) :‬أن‬
‫سائر أهل السنة الذين يقرون بالقدر ليممس فيهممم‬
‫من يقول إن الله تعالى ليس بعدل ول مممن يقممول‬
‫إنه ليس بحكيم ول فيهم مممن يقممول إنممه يجمموز أن‬
‫يمممترك واجبممما ول أن يفعمممل قبيحممما فليمممس فمممي‬
‫المسلمين من يتكلم بمثل هذا الكلم الذي أطلقه‬
‫ومممن أطلقممه كممان كممافرا مبممماح المممدم باتفممماق‬
‫المسلمين()‪.(2‬‬
‫وقممد بيممن قممولهم فممي الهدايممة فقممال‪) :‬فممإنهم‬
‫]يعني أهل السنة المثبتين للقدر[ يقولون كل مممن‬
‫خصه الله بهدايته إياه صار مهتديا ومن لممم يخصممه‬
‫بممذلك لممم يصممر مهتممديا فالتخصمميص والهتممداء‬
‫متلزمان عند أهل السنة()‪.(3‬‬
‫ثم بين أن أكثر أهل السنة على إثبات الحكمة‬
‫والتعليل فقال‪) :‬وأما أهل السنة القائلون بالتعليل‬
‫فإنهم يقولون إن الله يحب ويرضى كممما دل علممى‬
‫ذلك الكتاب والسنة ويقولممون إن المحبممة والرضمما‬
‫أخص مممن الرادة ‪-‬وأممما المعتزلممة وأكممثر أصممحاب‬

‫)( المنهاج ‪.130 ،1/129‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.402 /6 ،447 ،1/134‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/130‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪166‬‬
‫الرافضة‬
‫الشممعري فيقولممون إن المحبممة والرضمما والرادة‬
‫سواء‪ -‬فجمهور أهل السنة يقولون إن الله ل يحب‬
‫الكفممر والفسمموق والعصمميان ول يرضمماه وإن كممان‬
‫داخل في مراده كما دخلت سائر المخلوقممات لممما‬
‫في ذلك من الحكمة وهو وإن كممان شممرا بالنسممبة‬
‫إلى الفاعل فليس كل ما كان شممرا بالنسممبة إلممى‬
‫شمممخص يكمممون عمممديم الحكممممة بمممل للمممه فمممي‬
‫المخلوقات حكم قممد يعلمهمما بعممض النمماس وقممد ل‬
‫يعلمها()‪.(1‬‬
‫وقد بين شيخ السلم حال هذا الرافضممي فممي‬
‫نقله عممن أهممل السممنة مممن الكممذب عليهممم فقممال‪:‬‬
‫)فإن هذا المبتدع أخذ يشنع على أهل السنة فذكر‬
‫مسممائل ل يممذكر حقيقتهمما ول أدلتهمما وينقلهمما علممى‬
‫الوجه الفاسد‪.‬‬
‫وما ينقله عن أهل السنة خطأ أو كذب‬
‫عليهم أو على كثير منهم وما قدر انه صدق فيممه‬
‫عن بعضهم فقولهم فيه خير من قوله فممإن غممالب‬
‫شناعته على الشممعرية ومممن وافقهممم والشممعرية‬
‫خير من المعتزلة والرافضة عند كل من يدري ممما‬
‫يقول ويتقي الله فيما يقول()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.146 ،1/145‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.444 /1‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪167‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ثممم رد علممى الرافضممي فيممما نسممبه إلممى أهممل‬
‫السنة من أنهم جمموزوا علممى اللممه فعممل القبيممح أو‬
‫الخلل بالواجب فقال‪) :‬وأما قول الرافضههي‪:‬‬
‫»وجوزوا عليه فعل القبيح والخلل بالواجب«‪.‬‬
‫فيقال له‪ :‬ليس فممي طمموائف المسمملمين مممن‬
‫يقول إن الله تعالى يفعممل قبيحمما أو يخممل بممواجب‬
‫ولكن المعتزلة ونحوهم ومن وافقهم مممن الشمميعة‬
‫النافين للقممدر يوجبممون علممى اللممه مممن جنممس ممما‬
‫يوجبون على العباد ويحرمممون عليممه ممما يحرمممونه‬
‫على العباد ويضعون له شريعة بقياسه على خلقممه‬
‫فهم مشبهة الفعال وأما المثبتون للقدر من أهممل‬
‫السنة والشيعة فمتفقممون علممى أن اللممه تعممالى ل‬
‫يقاس بخلقه في أفعاله كما ل يقاس بهم في ذاته‬
‫وصفاته فليممس كمثلمه شمميء ل فممي ذاتممه ول فممي‬
‫صفاته ول في أفعاله‪ ...،‬فهذا أصممل قممولهم الممذي‬
‫اتفقوا عليه واتفقوا علممى أن اللممه تعممالى إذا وعممد‬
‫عباده بشيء كان وقوعه واجبا بحكممم وعممده فممإنه‬
‫الصادق في خبره الذي ل يخلممف الميعمماد واتفقمموا‬
‫على أنه ل يعذب أنبياءه ول عبمماده الصممالحين بممل‬
‫يدخلهم الجنة كما أخبر()‪.(1‬‬

‫)( المنهاج ‪.448 ،447 /1‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪168‬‬
‫الرافضة‬
‫ثم بين مذهب أهل السنة ومذهب القدرية في‬
‫القممدر‪ ،‬وبيممن ممما هممو أصممل قممول القدريممة فقممال‪:‬‬
‫)فأهل السنة يؤمنون بالقدر وأنه ما شاء الله كان‬
‫وممما لممم يشممأ لممم يكممن وأن الهممدى بفضممل منممه‬
‫والقدرية يقولون إنه يجب عليه أن يفعل بكل عبد‬
‫ما يظنونه هم واجبا عليمه ويحمرم عليمه ضمد ذلمك‬
‫فيوجبون عليه أشياء ويحرمممون عليممه أشممياء وهممو‬
‫لم يوجبها على نفسمه ول علمم وجوبهمما بشمرع ول‬
‫عقل ثم يحكون عن من لممم يوجبهمما أنممه يقممول إن‬
‫الله يخل بالواجب وهذا تلبيس في نقممل المممذهب‬
‫وتحريف له وأصل قول هؤلء القدرية تشممبيه اللممه‬
‫بخلقه في الفعال فيجعلون ما حسممن منممه حسممن‬
‫من العبد وما قبح من العبد قبح منه‪ ،‬وهممذا تمثيممل‬
‫باطل()‪.(2‬‬
‫ثم وضح أنه ليس في أهل السلم من يقممول‪:‬‬
‫إن الله يفعل ما هو ظلم منه تعالى الله عن ذلممك‬
‫فقال‪) :‬فليس في أهل السلم من يقممول إن اللممه‬
‫يفعل ما هو ظلم منه ول عبث منه تعالى الله عن‬
‫ذلك بل الذين يقولممون إنممه خممالق كممل شمميء مممن‬
‫أهل السنة والشيعة يقولون إنه خلق أفعال عباده‬
‫فإنها من جملة الأشممياء ومممن المخلوقممات ممما هممو‬
‫)( المنهاج ‪.1/454‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪169‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مضر لبعض الناس ومممن ذلممك الفعممال الممتي هممي‬
‫ظلم من فاعلها وإن لم تكن ظلممما مممن خالقهمما‪...‬‬
‫فالله تعالى إذا خلممق فممي محممل صممفة أو فعل لممم‬
‫يتصف هو بتلك الصفة ول ذلمك الفعمل إذ لمو كمان‬
‫كذلك لتصف بكل ما خلقه من العراض‪.‬‬
‫ولكممن هممذا الموضممع زلممت فيممه الجهميممة مممن‬
‫المعتزلة ومن اتبعهم مممن الشمميعة الممذين يقولممون‬
‫ليس لله كلم إل ما خلقه في غيره وليس له فعل‬
‫إل ما كان منفصل عنه فل يقوم به عندهم ل فعممل‬
‫ول قول‪ (1)(...‬إلخ‪.‬‬
‫ثم فصل شيخ السمملم فيممما نسممبه الرافضممي‬
‫إلى أهل السنة فقال‪) :‬فقوله عن أهل السنة إنهم‬
‫يقولون إنه يفعممل الظلممم والعبممث إن أراد فهممم ل‬
‫يسمملمون لممه أنممه ظلممم‪ ...،‬وإن أراد ممما هممو ظلممم‬
‫وعبث مممن العبممد فهممذا ل محممذور فممي كممون اللممه‬
‫يخلقمممه وجمهمممورهم ل يقولمممون إن همممذا الظلمممم‬
‫والعبث فعل الله بل يقولون إنه فعممل العبممد لكنممه‬
‫مخلوق لله كممما أن قممدرة العبممد وسمممعه وبصممره‬
‫مخلوق لله تعالى وليس هو سمع الحق ول بصممره‬
‫ول قدراته()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.456 ،1/455‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/460‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪170‬‬
‫الرافضة‬
‫وقد وضح شيخ السلم أن ما يثبته أهل السنة‬
‫أكمل مما يثبته غيرهم فقال‪) :‬ففي الجملة لههم‬
‫تثبت المعتزلة والشيعة نوعهها مههن الحكمههة‬
‫والرحمة إل وقد أثبت أئمممة أهممل السممنة ممما هممو‬
‫أكمل من ذلك وأجل منممه مممع إثبمماتهم قممدرة اللممه‬
‫التامة ومشيئته النافذة وخلقه العام()‪.(3‬‬
‫ولما ذكمر الرافضمي عمدل اللمه وأنمه ل يظلمم‬
‫دا وإل لزم الجهل والحاجة قممال شمميخ السمملم‪:‬‬ ‫أح ً‬
‫)وأممما قمموله‪" :‬إنممه عممدل حكيممم ل يظلممم أحممدا ول‬
‫يفعل القبيح وإل لزم الجهل أو الحاجة تعالى اللممه‬
‫عنهما"‪.‬‬
‫فيقال له هذا متفق عليه بيممن المسمملمين مممن‬
‫حيث الجملة أن الله ل يفعل قبيحا ول يظلم أحممدا‬
‫ولكن النزاع في تفسير ذلممك فهممو إذا كممان خالقمما‬
‫لفعال العباد هل يقال إنه فعل ممما هممو قبيممح منممه‬
‫وظلم أم ل‪ ،‬فأهل السنة المثبتون للقممدر يقولممون‬
‫ليس هممو بممذلك ظالممما ول فمماعل قبيحمما والقدريممة‬
‫يقولون لو كممان خالقمما لفعممال العبمماد كممان ظالممما‬
‫فاعل لما هو قبيح منه وأما كون الفعل قبيحمما مممن‬
‫فاعله فل يقتضي أن يكون قبيحا مممن خممالقه كممما‬
‫أن كممونه أكل وشممربا لفمماعله ل يقتضممى أن يكممون‬
‫كذلك لخالقه لن الخالق خلقه في غيممره لممم يقممم‬
‫)( المنهاج ‪.460 /1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪171‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بذاته فالمتصف به من قام به الفعل ل مممن خلقممه‬
‫في غيره كما أنه إذا خلق لغيره لونا وريحا وحركة‬
‫وقدرة وعلما كان ذلك الغيممر هممو المتصممف بممذلك‬
‫اللون والريح والحركة والقدرة والعلم‪ ...‬وإذا خلق‬
‫النسممان هلوعًمما جزوع ًمما كممما أخممبر تعممالى بقمموله‪:‬‬
‫شهّر‬‫ه ال ّ‬
‫سه ُ‬
‫م ّ‬‫ذا َ‬ ‫هُلو ً‬
‫عهها * إ ِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ِه َ‬
‫ن ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ن الن ْ َ‬‫‪‬إ ِ ّ‬
‫عا‪ (1)‬لم يكن هممو‬ ‫مُنو ً‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫خي ُْر َ‬ ‫س ُ‬
‫م ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬‫عا * َ‬‫جُزو ً‬ ‫َ‬
‫عما ول منوعما كمما تزعمم‬ ‫عا ول جزو ً‬ ‫سبحانه ل هلو ً‬
‫القدرية)‪ (2‬أنه إذا جعل النسان ظالممما كاذبمما كممان‬
‫هو ظالما كاذبا تعممالى عممن ذلممك وهممذا يممدل علممى‬
‫قول جماهير المثبممتين للقممدر القممائلين بممأنه خممالق‬
‫أفعال العباد فإنهم يقولممون إن اللممه تعممالى خممالق‬
‫العبممد وجميممع ممما يقمموم بممه مممن إرادتممه وقممدرته‬
‫وحركاته وغير ذلك()‪.(3‬‬
‫فإنهم يفرقون بين الخلممق والمخلمموق والفعممل‬
‫والمفعول وهذا واضح بحمد الله‪ ،‬وهممذا الرافضممي‬

‫)( المعارج‪.21 -19 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( القدرية هم نفمماة القممدر الممذي يزعمممون أن العبممد هممو‬ ‫‪2‬‬

‫الذي يخلق فعله استقلل فأثبتوا خالقا مممع اللممه تعممالى !‬


‫لممذلك سممموا مجمموس هممذه المممة‪ ،‬لن المجمموس قممالوا‪:‬‬
‫بإثبات خالقين النور والظلمة‪ ،‬الفرق بين الفممرق ‪،114 /‬‬
‫الملل والنحممل ‪ ،1/43‬البرهممان فممي معرفممة عقممائد أهممل‬
‫الديان ‪.49/‬‬
‫)( المنهاج ‪.295 ،2/294‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪172‬‬
‫الرافضة‬
‫يقول بممأن مممن مممذهبه أن اللممه قممادر علممى جميممع‬
‫المقدورات فبين شيخ السلم التمممويه الممذي فممي‬
‫هذه العبارة فقال‪) :‬وحقيقة المر ما أخبر الله بممه‬
‫في غير موضع من كتابه أنه على كل شمميء قممدير‬
‫كما تقدم بيانه وهذا مممذهب أهممل السممنة المثبممتين‬
‫للقدر وأما القدرية من المامية والمعتزلة وغيرهم‬
‫فإذا قالوا إنه قادر على كل المقدورات لم يريممدوا‬
‫بذلك ما يريده أهل الثبات‪.‬‬
‫وإنما يريدون بذلك أنه قادر علممى كممل ممما هممو‬
‫مقدور له وأمما نفمس أفعمال العبماد ممن الملئكمة‬
‫والجممن والنممس فممإن اللممه ل يقممدر عليهمما عنممد‬
‫القدرية‪ ...‬وبكل حمال فمإذا كمان الممراد أنمه قمادر‬
‫على ما هو مقدور له كان هذا بمنزلة أن يقال هممو‬
‫عالم بكل ما يعلمه وخممالق لكممل ممما يخلقممه ونحممو‬
‫ذلك من العبارات التي ل فائدة فيها‪ ...‬فإن الشأن‬
‫في بيان المقدورات هل هو على كل شيء قدير‪.‬‬
‫فمذهب هؤلء المامية وشيوخهم القدرية أنممه‬
‫ليس علممى كممل شمميء قممدير‪ ،‬وأن العبمماد يقممدرون‬
‫على ما ل يقدر عليممه ول يقممدر أن يهممدي ضممال ول‬
‫يضممل مهتممديا‪ ...‬فظهممر تمممويههم بقممولهم إن اللممه‬
‫قممادر علممى جميممع المقممدورات وأممما أهممل السممنة‬
‫فعندهم أن الله تعالى على كل شمميء قممدير وكممل‬
‫‪173‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ممكن فهو مندرج في هذا()‪.(1‬‬
‫وقد بين أن هؤلء المامية أخذوا أقوالهم فممي‬
‫القممدر عممن المعتزلممة وأن حججهممم أخممذوها مممن‬
‫أصول المعتزلة القدرية)‪.(2‬‬
‫وبين أن القدر فيه نزاع بيممن الماميممة كممما أن‬
‫عا في الصفات)‪.(3‬‬ ‫بينهم نزا ً‬
‫وقد وضح أن ما ذكره في الصممفات والقممدر ل‬
‫يختص بالماميممة فقممال‪) :‬ممما ذكممره مممن الصممفات‬
‫والقدر ل يتعلممق بمسممألة المامممة أصممل بممل يقممول‬
‫بمذهب المامية من ل يقول بهذا ويقول بهذا مممن‬
‫ل يقول بمذهب الماميممة ول أحممدهما مبنممى علممى‬
‫الخر فإن الطريق إلى ذلك عنممد القممائلين بممه هممو‬
‫العقل وأما تعيين المام فهممو عنممدهم مممن السمممع‬
‫فإدخال هذا في مسألة المامة مثل إدخممال سممائر‬
‫مسائل النزاع وهذا خروج عن المقصود()‪.(4‬‬
‫وقد ذكر أن إدخال هذه المسائل فممي مسممألة‬
‫المامة إما جهل ً وإما تجاهل ً)‪(5‬؛ لنه ل علقممة بيممن‬
‫القول بهذا والقول بهذا كما سبق بيانه‪.‬‬

‫المنهاج ‪.293 ،2/291‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫انظر المنهاج ‪.6/396 ،6/388‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫انظر المنهاج ‪.2/299‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.144 ،1/128 ،2/100‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫انظر المنهاج ‪.128 /1‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪174‬‬
‫الرافضة‬

‫* * *‬
‫‪175‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث السادس‬
‫في بيان مخالفتهم لهل البيت في‬
‫العتقاد‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬غالب الشيعة الولى كانوا‬
‫مثبممتين للقممدر وإنممما ظهممر إنكمماره فممي متممأخريهم‬
‫كإنكار الصفات‪ ،‬فإن غالب متقدميهم كانوا يقرون‬
‫بإثبممات الصممفات والمنقممول عممن أهممل الممبيت فممي‬
‫إثبات الصفات والقدر ل يكاد يحصى()‪.(1‬‬
‫ومن ذلك ما ذكممره شمميخ السمملم عممن جعفممر‬
‫وهو قوله‪ (2):‬أراد بهم وأراد منهم‪ .‬وقد بيممن عممدم‬
‫اختلف الصحابة ومنهم أهل البيت في شمميء مممن‬
‫قواعد السلم‪ .‬فقال‪) :‬ولم يختلفوا ]أي الصحابة[‬
‫في شيء من قواعد السمملم ل فممي الصممفات ول‬
‫في القدر ول مسائل السماء والحكام‪ ...‬إلخ()‪.(3‬‬
‫وقممال عممن جعفممر‪) :‬مممع قممول جعفممر وسممائر‬
‫المسلمين وأهل الملل وجممماهير العقلء مممن غيممر‬
‫أهل الملل أن الله تعالى خالق كل شمميء وأن ممما‬
‫سواه محدث كائن بعد أن لم يكن ليممس مممع اللممه‬

‫)( المنهاج ‪ ،3/9‬انظر ‪.6 /8‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظممر المنهمماج ‪ ،169 /3‬والمقصممود‪ :‬إثبممات الرادة‬ ‫‪2‬‬

‫بقسميها‪....‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/336‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪176‬‬
‫الرافضة‬
‫شيء من العالم قديم بقدم الله()‪.(1‬‬
‫وقممد وضممح أن مممذهب الرافضممة مبنممي علممى‬
‫الجهل والهوى)‪ ،(2‬والكذب وأنهممم لممم يتبعمموا أئمممة‬
‫أهممل الممبيت فممي اعتقممادهم مممع ادعممائهم محبتهممم‬
‫فقال‪) :‬وأئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله‬
‫‪ ‬وغيرهم متفقون على القممول الوسممط المغمماير‬
‫لقول أهل التمثيل وقول أهل التعطيممل وهممذا مممما‬
‫يبين مخالفة الرافضة لئمة أهل بيت رسممول اللممه‬
‫‪ ‬في أصول دينهم كما هم مخالفون لصحابه بل‬
‫ولكتاب الله وسنة رسوله ‪.(3)(‬‬
‫ومع ذلك فهم معترفون بممأنهم لمم يتلقمموا هممذا‬
‫العتقمماد مممن أئمممة أهممل الممبيت كممما يقممر بممذلك‬
‫شيوخهم وفي هذا يقمول شميخ السملم‪) :‬وشميوخ‬
‫الرافضة معترفون بأن همذا الاعتقماد فممي التوحيممد‬
‫والصفات والقدر لم يتلقوه ل عممن كتمماب ول سممنة‬
‫ول عن أئمة أهل البيت وإنممما يزعمممون أن العقممل‬
‫دلهممم عليممه كممما يقممول ذلممك المعتزلممة وهممم فممي‬
‫الحقيقة إنما تلقموه عممن المعتزلممة وهمم شمميوخهم‬
‫في التوحيد والعدل وإنما يزعمون أنهم تلقوا عممن‬

‫)( المنهاج ‪.2/247‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.2/243‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/243‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪177‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الئمة الشرائع()‪.(1‬‬
‫ثم أكد هذه المسألة بذكر بعض الئمممة فقممال‪:‬‬
‫)‪...‬ولكن الماميممة تخممالف أهممل الممبيت فممي عامممة‬
‫أصولهم فليس في أئمة أهل البيت مثل علممي بممن‬
‫الحسين وأبي جعفر الباقر وابنه جعفر بممن محمممد‬
‫الصممادق مممن كممان ينكممر الرؤيممة أو يقممول بخلممق‬
‫القرآن أو ينكر القدر‪ ...‬إلخ()‪.(2‬‬
‫ثم أختمم همذا الفصمل بمأنه ل بمد ممن تصمحيح‬
‫المذهب ومناظرة المخالفين فيه من أهلممه ‪-‬حممتى‬
‫ل يحصل تناقض‪ -‬كل ذلك قبل الممدعوة إليممه‪ ،‬كممما‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬والمقصمود هنما أن يقمال لهمذا‬
‫المامي وأمثاله نمماظروا إخموانكم همؤلء الرافضمة‬
‫في التوحيد وأقيموا الحجة على صمحة قمولكم ثمم‬
‫ادعوا إلى ذلك ودعوا أهل السنة والتعممرض لهممم(‬
‫)‪.(3‬‬

‫***‬

‫الفصل الثاني‬

‫)( المنهاج ‪.2/369‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/368‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/245‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪178‬‬
‫الرافضة‬
‫عقيدتهم في القرآن‬
‫المبحث الول‪ :‬مسألة كلم الله تعههالى‬
‫وأقوال الناس فيها‪:‬‬
‫تعريف الكلم‪ :‬هممذه المسممألة كممثرت فيهمما‬
‫أقوال الناس واضممطربوا إل مممن اعتصممم بالكتمماب‬
‫والسنة قال شيخ السلم رحمه الله تعالى‪) :‬هممذه‬
‫مسألة كلم الله تعممالى والنمماس فيهمما مضممطربون‬
‫وقد بلغوا فيهمما إلممى تسممعة أقمموال وعامممة الكتممب‬
‫المصممنفة فممي الكلم وأصممول الممدين لممم يممذكر‬
‫أصحابها إل بعض هذه القوال إذ لم يعرفوا غير ما‬
‫ذكروه فمنهم من يممذكر قممولين ومنهممم مممن يممذكر‬
‫ثلثممة ومنهممم مممن يممذكر أربعممة ومنهممم مممن يممذكر‬
‫خمسة وأكثرهم ل يعرفون قول السلف‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬قول من يقول إن كلم الله ما يفيض‬
‫على النفوس مممن المعمماني الممتي تفيممض إممما مممن‬
‫العقل الفعال عنممد بعضممهم وإممما مممن غيممره وهممذا‬
‫قول الصممابئة والمتفلسممفة الممموافقين لهممم كممابن‬
‫سينا وأمثاله ومممن دخممل مممع هممؤلء مممن متصمموفة‬
‫الفلسفة ومتكلميهم كأصحاب "وحدة الوجود"‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬قول مممن يقممول‪ :‬إنمه مخلمموق خلقممه‬
‫الله منفصل عنه وهذا قممول هممذا المممامي وأمثمماله‬
‫مممن الرافضممة المتممأخرين والزيديممة والمعتزلممة‬
‫‪179‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والجهمية‪.‬‬
‫ها‪ :‬قول من يقول إنه معنى واحممد قممديم‬ ‫وثالث ً‬
‫قائم بذات الله هو المر والنهي والخبر والاسممتخبار‬
‫إن عممبر عنممه بالعربيممة كممان قرآنمما‪ ،‬وإن عممبر عنممه‬
‫بالعبرية كان تمموراة وهممذا قممول ابممن كلب)‪ (1‬ومممن‬
‫وافقه كالشعري وغيره‪.‬‬
‫ههها‪ :‬قمممول ممممن يقمممول‪ :‬إنمممه حمممروف‬ ‫ورابع ً‬
‫وأصمموات أزليممة مجتمعممة فممي الزل وهممذا قممول‬
‫طائفممة مممن أهممل الكلم وأهممل الحممديث ذكممره‬
‫الشعري في المقالت عن طائفة وهو الذي يمذكر‬
‫عن السالمية)‪ (2‬ونحوهم‪...‬‬

‫)( هو أبو محممد عبمد اللمه بمن سمعيد بمن كلب القطمان‬ ‫‪1‬‬

‫البصري‪ ،‬الممذي صممنف مصممنفات رد فيهمما علممى الجهميممة‬


‫والمعتزلة وغيرهم‪ ،‬وهو من متكلمة الصفاتية‪ ،‬وطريقتممه‬
‫يميل فيها إلى مذهب أهل السنة‪ ،‬لكمن فيهما نموع بدعمة‪،‬‬
‫لكونه أثبممت قيممام الصممفات بممذات اللممه ولممم يثبممت قيممام‬
‫المور الختيارية بذاته‪ ،‬لكن له فممي الممرد علممى الجهميممة‬
‫نفاة الصفات والعلو من الدلئل والحجج وبسممط القممول‪،‬‬
‫ما يبين بممه فضممله فممي هممذا البمماب‪ .‬الفتمماوى ‪،366 /12‬‬
‫البرهان فممي معرفممة عقممائد أهممل الديممان ‪ ،36‬المقممالت‬
‫‪ ،2/225 ،1/350‬السير ‪ ،176 -174 /11‬لسان الميزان‬
‫‪.291 ،3/290‬‬
‫)( أتبماع أحممد بمن محممد بمن سمالم أبمو الحسمن‪ ،‬وهمم‬ ‫‪2‬‬

‫والحنبليممة كالشمميء الواحممد إل فممي مواضممع مخصوصممة‪،‬‬


‫وفيهم تصوف‪ ،‬الفتاوى ‪ ،6/56‬الشذرات ‪.36 /3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪180‬‬
‫الرافضة‬
‫ها‪ :‬قممول مممن يقممول‪ :‬إنممه حممروف‬ ‫وخامسهه ً‬
‫ممما‬
‫وأصوات لكممن تكلممم بممه بعممد أن لممم يكممن متكل ً‬
‫وكلمه حادث في ذاتممه كممما أن فعلممه حممادث فممي‬
‫ذاته بعد أن لم يكن متكلممما ول فمماعل وهممذا قممول‬
‫الكرامية)‪ (1‬وغيرهم وهو قممول هشممام بممن الحكممم‬
‫وأمثاله من الشيعة‪...‬‬
‫ها‪ :‬قممول مممن يقممول إنممه لممم يممزل‬ ‫وسادس ه ً‬
‫متكلما إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء بكلم يقمموم‬
‫به وهممو يتكلممم بممه بصمموت يسمممع وأن نمموع الكلم‬
‫أزلي قديم وإن لم يجعممل نفممس الصمموت المعيممن‬
‫قديما وهذا هو المأثور عن أئمة الحديث والسنة‪.‬‬
‫ها‪ :‬قول من يقول كلمه يرجع إلى ما‬ ‫وسابع ً‬
‫يحدث من علمه وإرادته القائم بذاته ثم من هؤلء‬
‫من يقول لم يزل ذاك حادثا فممي ذاتممه كممما يقمموله‬
‫أبو البركات صاحب "المعتبر")‪ (2‬وغيره ومنهم من‬

‫)( هم أتباع محمد بن كرام السجتاني وهممم إحممدى فممرق‬ ‫‪1‬‬

‫المرجئة‪ ،‬يقولون‪ :‬إن اليمممان هممو القممرار باللسممان دون‬


‫القلب‪ ،‬وكانوا يثبتون الصفات إل أنهم ينتهممون فيهمما إلممى‬
‫التشمممبيه‪ ،‬الملمممل ‪ ،1/108‬الفمممرق بيمممن الفمممرق ‪،215/‬‬
‫اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ‪ 67 /‬البرهان في‬
‫معرفة عقائد أهل الديان ‪.35 /‬‬
‫)( هممو أبممو البركممات هبممة اللممه بممن ملكمما‪ ،‬صمماحب كتمماب‬ ‫‪2‬‬

‫»المعتبر في الحكمممة« مختلممف فممي اسمممه‪ ،‬وفممي سممنة‬


‫وفاته‪ ،‬فقيل سنة ‪ 547‬هم‪ ،‬وقيممل سممنة ‪ 560‬هممم‪ ،‬وقيممل‪:‬‬
‫‪181‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ل يقممول بممذلك وأبممو عبممدالله الممرازي يقممول بهممذا‬
‫القول في مثل المطالب العالية‪.‬‬
‫وثامنها‪ :‬قول من يقول كلمه يتضمن معنممى‬
‫قائما بذاته وهو ما خلقه في غيممره ثممم مممن هممؤلء‬
‫من يقول في ذلك المعنى بقممول ابممن كلب وهممذا‬
‫قول أبي منصور الماتريممدي)‪ (1‬ومنهممم مممن يقممول‬
‫بقول المتفلسفة وهذا قول طائفممة مممن الملحممدة‬
‫الباطنية متشيعهم ومتصوفهم‪.‬‬
‫وتاسعها‪ :‬قول من يقول كلم اللممه مشممترك‬
‫بين المعنى القديم القائم بالذات وبيممن ممما يخلقممه‬
‫)‪(2‬‬
‫في غيره من الصوات وهذا قول أبممي المعممالي‬

‫سنة ‪570‬هم‪ ،‬وهو طبيب وفيلسوف‪ ،‬كان يهوديا فأسمملم‪،‬‬


‫وكتممابه »المعتممبر« مطبمموع فممي الهنممد سممنة ‪ 1357‬هممم‪،‬‬
‫العلم ‪ ،74 /8‬م ‪ ،75‬الصممفدية تحقيممق د‪ .‬محمممد رشمماد‬
‫سممالم ‪ ،45 /1‬جممامع الرسممائل لبممن تيميممة )المجموعممة‬
‫الولى( صم ‪.181 ،180‬‬
‫)( هو محمد بن محمد بن محمود أبو منصممور الماتريممدي‬ ‫‪1‬‬

‫مممن أئمممة علممماء الكلم‪ ،‬نسممبته إلممى ماتريممد‪» ،‬محلممة‬


‫بسمممرقند« مممن كتبممه »التوحيممد«‪ ،‬و»أوهممام المعتزلممة«‬
‫و»الرد على القرامطة« و»مآخممذ الشممرائع« فممي أصممول‬
‫الفقممه‪ ،‬وكتمماب »الجممدل« ت سممنة ‪333‬هممم‪ ،‬العلم ‪/71‬‬
‫‪ ،19‬معجم المؤلفين ‪.300 /11‬‬
‫)( هو المام الكبير شيخ الشممافعية‪ ،‬إمممام الحرميممن‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫المعالي عبد الملك بن المممام أبممي محمممد عبممد اللممه بممن‬


‫يوسف بممن عبممد اللممه بممن يوسممف بممن محمممد بممن حيويممة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪182‬‬
‫الرافضة‬
‫ومن اتبعه من متأخري الشعرية‪.‬‬
‫وبالجملة أهل السنة والجماعممة أهممل الحممديث‬
‫ومممن انتسممب إلممى السممنة والجماعممة مممن أهممل‬
‫التفسممير والحممديث والفقممه والتصمموف كالئمممة‬
‫الربعة وأئمة أتباعهم والطمموائف المنتسممبين إلممى‬
‫الجماعة كالكلبية والكرامية والشعرية والسالمية‬
‫يقولممون إن كلم اللممه غيممر مخلمموق والقممرآن كلم‬
‫الله غير مخلوق وهذا هو المتواتر المستفيض عمن‬
‫السلف والئمة من أهل البيت وغيرهم()‪.(1‬‬
‫ثم أيد هذا القممول بممأنه مممذهب السمملف بممذكر‬
‫مؤلفاتهم الممتي ذكممروا فيهمما هممذا القممول ونصممروه‬
‫بالدلة الواضحة من الكتاب والسنة‪ ،‬وأن نقل هممذا‬
‫عنهممم متممواتر‪ .‬فقممال‪) :‬والنقممول بممذلك متممواترة‬
‫مستفيضممة عممن الصممحابة والتممابعين لهممم بإحسممان‬
‫وتابعي تمابعيهم وفمي ذلمك مصمنفات متعمددة لهمل‬
‫الحممديث والسممنة يممذكرون فيهمما مقممالت السمملف‬
‫بالسانيد الثابتة عنهم وهي معروفة عند أهلهما وذلمك‬

‫الجويني ثم النيسابوري ضممياء الممدين الشممافعي‪ ،‬صمماحب‬


‫التصممانيف ومنهمما‪ :‬الرشمماد فممي أصممول الممدين‪ ،‬ت سممنة‬
‫‪ ،478‬السير ‪ ،477 -468 /18‬العبر ‪ ،2/339‬الشذرات‬
‫‪ ،362 -3/358‬العلم ‪.4/160‬‬
‫)( انظر المنهمماج ‪،363 -2/358‬م ‪،3/222‬م ‪،353‬م ‪-358‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.361‬‬
‫‪183‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مثل كتاب "الرد على الجهمية" لمحمممد بممن عبممدالله‬
‫الجعفى)‪ (1‬ولعثمممان بممن سمعيد الممدارمي)‪ (2‬وكممذلك‬
‫)‪( 3‬‬
‫نقممض عثمممان بممن سممعيد علممى بشممر المريسممى‬
‫"والرد على الجهمية" لعبد الرحمن بن أبي حمماتم)‪،(4‬‬
‫وكتاب "السمنة" لعبمد اللمه بمن الممام أحممد ‪،(5)‬‬
‫)( لم أجد بهذا السم غير الهرواني‪ ،‬وهو محمد بممن عبممد‬ ‫‪1‬‬

‫الله بن الحسين بن عبد الله الجعفممي الكمموفي الحنفممي‪،‬‬


‫ولد سنة ‪ 305‬هم‪ ،‬وحدث ببغداد‪ ،‬قال الخطيب كممان ثقممة‬
‫ت سنة ‪ ،402‬وقد عاش ‪ 97‬سنة‪ ،‬ولممم أر مممن ذكممر لممه‬
‫كتاب الرد على الجهمية‪ ،‬انظممر السممير ‪،102 -17/101‬‬
‫تاريخ بغداد ‪ ،473 -5/472‬غايممة النهايممة ‪،178 -2/177‬‬
‫الشذرات ‪ ،3/165‬العبر ‪.2/203‬‬
‫)( عثمممان بممن سممعيد الممدارمي السجسممتاني‪ ،‬أبممو سممعيد‬ ‫‪2‬‬

‫محدث هرات له تصانيف في الرد على الجهمية ت سممنة‬


‫‪ 280‬هممم‪ ،‬تممذكرة الحفمماظ ‪ ،2/621‬السممير ‪،319 /13‬‬
‫‪ ،326‬طبقات الحنابلة ‪ ،1/221‬الشذرات ‪.2/176‬‬
‫)( هو بشممر بممن غيمماث بممن أبممي كريمممة العممدوي مممولهم‬ ‫‪3‬‬

‫البغدادي المريسممي‪ ،‬المتكلممم رأس الجهميممة فممي وقتممه‪،‬‬


‫قال الذهبي‪ :‬وقع كلمه إلى عثمممان بممن سممعيد الممدارمي‬
‫الحممافظ فصممنف مجلممدا فممي الممرد عليممه‪ .‬ت سممنة ‪،218‬‬
‫السير ‪.202 -10/199‬‬
‫)( هو عبد الرحمن بن محمد »أبي حاتم« بن إدريس بممن‬ ‫‪4‬‬

‫المنذر التميمي الحنظلممي الممرازي أبممو محمممد‪ ،‬مممن كبممار‬


‫حفاظ الحديث له تصانيف كثير منها »الجممرح والتعممديل«‬
‫و»المممرد علمممى الجهميمممة« ت سمممنة ‪ 327‬همممم‪ ،‬السمممير‬
‫‪،13/263‬م ‪ ،269‬تذكرة الحفاظ ‪،3/829‬م ‪ ،832‬طبقممات‬
‫الحنابلة ‪.20/55‬‬
‫)( هو عبممد اللممه بممن المممام أحمممد بممن محمممد بممن حنبممل‬ ‫‪5‬‬

‫الشمميباني البغممدادي‪ ،‬أبممو عبممد الرحمممن مممن أهممل بغممداد‬


‫حممافظ للحممديث لممه »زوائد المسممند« ت سممنة ‪ 290‬هم م‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪184‬‬
‫الرافضة‬
‫ولبي بكر الثرم)‪ ،(1‬وللخلل‪ ،‬وكتاب "خلق أفعممال‬
‫العباد" للبخاري)‪ (2‬وكتاب "التوحيد" لبي بكممر بممن‬
‫خزيمممممة)‪ (3‬وكتمممماب "السممممنة" لبممممي القاسممممم‬
‫الطممبراني)‪ ،(4‬ولبممي الشمميخ الصممبهاني)‪ (5‬ولبممي‬

‫السير ‪ ،526 -13/516‬طبقات الحنابلة ‪،188 -1/180‬‬


‫تهذيب التهذيب ‪ ،143 -5/141‬الشذرات ‪،204 ،2/203‬‬
‫تهممذيب الكمممال ‪ ،292 -14/285‬تاريممخ بغممداد ‪،9/375‬‬
‫‪.376‬‬
‫)( هو أحمد بن محمد بن هانئ السكافي الثرم الطائي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبو بكر الحممافظ‪ ،‬قممال عنممه الكلممبي أحممد العلم وصممنف‬


‫السنن تلميذ المام أحمد‪ ،‬له مصمنف فمي علمل الحمديث‬
‫ت سممنة ‪ 261‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،628 -12/623‬الشممذرات‬
‫‪،2/141‬مم ‪ ،142‬طبقممات الحنابلممة ‪،1/66‬مم ‪ ،74‬تممذكرة‬
‫الحفاظ ‪ ،572 -2/570‬العبر ‪.2/42‬‬
‫)( محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بممن المغيممرة البخمماري‬ ‫‪2‬‬

‫أبو عبد الله‪ ،‬حبر السلم والحافظ لحديث الرسممول ‪،‬‬


‫ولد في بخارى‪ .‬سمنة ‪ 194‬همم ت سمنة ‪ 256‬همم‪ ،‬السمير‬
‫‪ ،417 -12/391‬الجرح والتعديل ‪ ،7/191‬تذكرة الحفاظ‬
‫‪ ،557 -2/555‬تهذيب التهذيب ‪ ،55 -9/47‬تاريخ بغممداد‬
‫‪ ،34 -2/4‬طبقات السبكي ‪ ،19 -2/2‬طبقممات الحنابلممة‬
‫‪ ،279 -1/271‬مقدمممة الفتممح ‪ ،493 - 477‬الشممذرات‬
‫‪.136 -2/134‬‬
‫)( هو محمد بن إسحاق بن خزيمة الحافظ الحجة‪ ،‬شمميخ‬ ‫‪3‬‬

‫السمملم إمممام الئمممة أبممو بكممر السمملمي النيسممابوري‬


‫الشافعي‪ ،‬صاحب التصانيف‪ ،‬من أشهرها كتمماب التوحيممد‬
‫ولد سنة ‪223‬هممم‪ ،‬وعنممي فممي حممداثته بالحممديث والفقممه‪،‬‬
‫‪185‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عبدالله بن منممده)‪" ،(1‬والسممماء والصممفات" لبممي‬
‫بكممر الممبيهقي)‪" ،(2‬والسممنة" لبممي ذر الهممروي)‪،(3‬‬
‫)‪(5‬‬
‫"والبانة" لبن بطة)‪ ،(4‬وقبلمه "الشممريعة" لبممي‬
‫بكر الجري‪" ،‬وشرح أصول السنة" لبممي القاسممم‬

‫حتى صار يضرب به المثل في سعة العلمم‪ ،‬والتقممان‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪311‬هم‪ ،‬انظممر‪ ،‬سممير أعلم النبلء ‪،382 -14/365‬‬
‫الجمممرح والتعمممديل ‪ ،7/196‬البدايمممة والنهايمممة ‪،11/149‬‬
‫الشذرات ‪.261 -2/262‬‬
‫)( هو سليمان بممن أحمممد بممن أيمموب اللخمممي الطممبراني‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫إمممام حممافظ ثقممة محممدث السمملم لممه مؤلفممات عديممدة‪،‬‬


‫أشممهرها »المعمماجم الثلثممة« ت سممنة ‪360‬هممم‪ ،‬وكتممابه‬
‫»السممنة« ذكممره الممذهبي فممي السممير‪ .‬انظممر السممير‬
‫‪ ،130 -16/119‬طبقممات الحنابلممة ‪ ،51 -2/49‬تممذكرة‬
‫الحفاظ ‪ ،917 -3/912‬الشذرات ‪.3/30‬‬
‫)( هو المام الحافظ الصادق‪ ،‬محدث أصبهان‪ ،‬أبو محمممد‬ ‫‪5‬‬

‫عبد الله بن محمد بن جعفممر بممن حيممان‪ ،‬المعممروف بمأبي‬


‫الشمميخ‪ ،‬صمماحب التصممانيف ولمد سممنة ‪ 274‬هممم‪ ،‬ت سممنة‬
‫‪ 369‬هم‪ .‬قال الذهبي‪» :‬لبي الشيخ كتاب السممنة مجلممد‪،‬‬
‫وكتاب السنن فممي عممدة مجلممدات« السممير ‪-276 / 16‬‬
‫‪ ،280‬الشذرات ‪ ،3/69‬تذكرة الحفاظ ‪.947 -3/945‬‬
‫)( وجدت عالمين كل منهما أبو عبد الله بن منممده‪ ،‬ولممم‬ ‫‪1‬‬

‫أجد لي منهما كتاب السنة‪ ،‬أما الول فهو‪ :‬المام الكممبير‬


‫الحافظ المجود محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله جد‬
‫صاحب التصانيف الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق‬
‫)وهو الثاني وستأتي ترجمته( ولد في حدود سنة ‪220‬هم‪،‬‬
‫ومات سنة ‪301‬هم‪ ،‬ولم أجد ممن ذكممر لمه كتماب السمنة‪،‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪186‬‬
‫الرافضة‬
‫الللكائي)‪" ،(1‬والسنة" لبي حفص بن شمماهين)‪،(2‬‬
‫"وأصول السنة" لبي عمممر الطلمنكممي)‪ (3‬وأمثممال‬
‫هذا الكتب ومصنفوها من مذاهب متبوعممة مممالكي‬
‫وشافعي وحنبلي ومحممدث مطلممق ل ينتسممب إلممى‬

‫وقممد قممال عنممه الممذهبي »جمممع وصممنف« وفممي طبقممات‬


‫الحنابلة روى عنممه قممول للمممام أحمممد‪ ،‬وهممو )مممن قممال‪:‬‬
‫لفظممي بممالقرآن مخلمموق كممافر‪ ،‬يسممتتاب فممإن تمماب وإل‬
‫قتل(‪ .‬السير ‪ :193 -14/182‬طبقات الحنابلممة ‪،1/328‬‬
‫الشذرات ‪ ،2/234‬والثمماني هممو المممام الحمافظ الجمموال‪،‬‬
‫محدث السمملم‪ ،‬أبممو عبممد اللممه‪ ،‬محمممد بممن إسممحاق بممن‬
‫محمد بن يحيى بن منده‪ ،‬مولده سنة ‪ 310‬هم‪ ،‬وله كتاب‬
‫»اليمان«‪ ،‬و»التوحيد« و»الصفات« وغيرها ولممم أر مممن‬
‫ذكر له كتاًبا يسمممى »السممنة« ت سممنة ‪ 395‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،43 -17/28‬مقدمة كتاب »اليمان« لبن منده تحقيممق‬
‫الفقيهممي ‪ ،51 -1/22‬طبقممات الحنابلممة ‪ ،2/167‬البدايممة‬
‫والنهاية ‪.11/336‬‬
‫)( هو أحمد بن الحسين بن علممي أبممو بكممر الممبيهقي ولممد‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ‪384‬هم‪ ،‬كان أوحد أهل زمانه فممي الحفممظ والتقممان‬


‫والفقه والتصنيف‪ ،‬وكان فقيها محدثا أصوليا‪ ،‬له مؤلفمات‬
‫كثيرة منها‪» :‬شعب اليمان«‪» ،‬ودلئل النبوة« »والسنن‬
‫الكبرى« والسماء والصفات‪ ،‬وغيرهمما‪ ،‬ت سممنة ‪458‬هممم‪،‬‬
‫السمممير‪،163 /18 ،‬ممم ‪ ،170‬البدايمممة والنهايمممة ‪،12/94‬‬
‫الشذرات ‪.305 ،3/304‬‬
‫)( هو الحافظ المام المجود العلمة‪ ،‬شيخ الحرم أبممو ذر‬ ‫‪3‬‬

‫عبد بن أحمد بن محمممد بممن عبممد اللممه‪ ،‬المعممروف ببلممده‬


‫»بابن السماك« النصاري الخراسمماني الهممروي المممالكي‬
‫له مصنفات عدة منها »السنة« ت سنة ‪ 435‬هم‪ ،‬السممير‬
‫‪187‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مذهب أحد()‪.(1‬‬
‫ثم وضح رحمه الله بعض الدلمة الممتي يسمتدل‬
‫بهمما أهممل السممنة علممى أن كلم اللممه غيممر مخلمموق‬
‫فقال‪) :‬والسلف ‪ y‬وجمهور أهممل السممنة يطممردون‬
‫أصلهم ولهذا احتج المام أحمد ‪ ‬وغيره علممى أن‬

‫‪ ،563 -17/554‬البدايممة والنهايممة ‪،12/50‬مم ‪ ،51‬تاريممخ‬


‫بغداد ‪.11/141‬‬
‫)( هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان‪ ،‬أبممو عبممد‬ ‫‪4‬‬

‫الله العكممبري‪ ،‬عممالم بالحممديث مممن فقهمماء الحنابلممة مممن‬


‫مصنفاته »البانممة الكممبرى«‪» ،‬والبانممة الصممغرى« تمموفي‬
‫سمممنة ‪ ،387‬طبقمممات الحنابلمممة ‪ ،2/144‬العمممبر ‪،2/171‬‬
‫الشذرات ‪.124 -3/122‬‬
‫)( هو المام المحدث القدوة‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسممين‬ ‫‪5‬‬

‫بممن عبممد اللممه البغممدادي الجممري صمماحب التواليممف منهمما‬


‫»الشريعة« في السنة و»الرؤية« و»الغرباء« وغير ذلممك‬
‫دا صمماحب سممنة واتبمماع‪ ،‬ت سممنة‬ ‫وكان صدوقا خيممرا عاب م ً‬
‫‪ 360‬هممم‪ ،‬السممر ‪ ،136 -16/133‬تاريممخ بغممداد ‪،2/243‬‬
‫الشذرات ‪ ،3/35‬البداية والنهاية ‪.11/270‬‬
‫)( هو المام الحافظ المجممود أبممو القاسممم هبممة اللممه بممن‬ ‫‪1‬‬

‫الحسين بن منصور الطبراني الرازي الشافعي الللكممائي‬


‫مفيد بغداد في وقته‪ ،‬قال الخطيب‪» :‬كان يفهم ويحفممظ‬
‫وصممنف كتابمما فممي السممنة« ت سممنة ‪418‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،420 -17/419‬وكتممابه »شممرح أصممول اعتقمماد أهممل‬
‫السنة« حققه د‪ .‬الغامدي‪ ،‬تاريخ بغداد ‪.71 ،14/70‬‬
‫)( هو الشيخ الصدوق الحممافظ العممالم‪ ،‬صمماحب التفسممير‬ ‫‪2‬‬

‫الكبير أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمممان بممن أحمممد بممن‬


‫محمد بن أيوب البغدادي الواعظ‪ ،‬ولد سنة ‪ 297‬ت سنة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪188‬‬
‫الرافضة‬
‫كلم اللممه غيممر مخلمموق بقممول النممبي ‪» :‬أعههوذ‬
‫بكلمهههات اللهههه تعهههالى التامهههات الهههتي ل‬
‫يجههاوزهن بههر ول فههاجر«)‪ (1‬قممالوا ل يسممتعاذ‬
‫بمخلوق وكذلك ثبت عنه أنه قممال‪» :‬اللهم إنههي‬
‫أعوذ برضاك من سههخطك وبمعافاتههك مههن‬
‫عقوبتك وبك منههك ل أحصههي ثنههاء عليههك«‬
‫وقالوا ل يسممتعاذ بمخلمموق وقممد اسممتعاذ النممبي ‪‬‬
‫بالرضا والمعافاة فكان ذلك عند أئمة السممنة مممما‬
‫يقوم بالرب تعالى كما تقوم به كلممماته ليممس مممن‬
‫المخلوقات التي ل تكون إل بائنة عنه()‪.(2‬‬

‫‪385‬همممم‪ ،‬السمممير ‪ ،435 -431 /16‬البدايمممة والنهايمممة‬


‫‪ ،317 -11/316‬وتاريخ بغداد ‪.268 -265 /11‬‬
‫)( هو المام المحقق المحدث الحافظ الثري‪ ،‬أبممو عمممر‬ ‫‪3‬‬

‫أحمممد بممن محمممد بممن عبممد اللممه المعممافري النممدلس‬


‫الطلمنكي »وطلمنممك ميلده« كممان مممن بحممور العلممم ت‬
‫سنة ‪429‬هم‪ ،‬قال الذهبي »رأيت له كتابا في السنة فممي‬
‫مجلدين عامته جيد« السممير ‪ ،569 -566 / 17‬ترتيممب‬
‫المدارك للقاضي عياض ‪ ،33 ،8/32‬معرفة القراء الكبار‬
‫للذهبي ‪.387 -1/385‬‬
‫)( المنهاج ‪.367 -363‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب »بدء الخلممق« بمماب‪» :‬يزفممون‬ ‫‪1‬‬

‫النسمملن فممي المشممي« ‪ ،4/119‬ومسمملم كتمماب الممذكر‬


‫والممدعاء بمماب‪» :‬فممي التعمموذ مممن سمموء القضمماء ودرك‬
‫الشقاء« ‪.3081 -4/2080‬‬
‫)( المنهاج ‪.375 -2/374‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪189‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)والمتكلم من تكلممم بفعلممه ومشمميئته وقممدرته‬
‫وقام به الكلم()‪.(1‬‬
‫)فمن قال‪ :‬إن المتكلم هو الذي يكممون كلمممه‬
‫منفصل ً عنه‪ ،‬فقد قال ما ل يفعل‪ .‬بل إن كممل مممن‬
‫سمع ما بلغته الرسل عن الله يعلم بالضممرورة أن‬
‫الرسل لم ترد بكلم الله ما هو منفصل عنه بل ما‬
‫هو متصف به()‪.(2‬‬
‫)والكلم صفة كمال والمتكلم بمشيئته وقدرته‬
‫أكمل ممن ل يتكلم بمشيئته وقممدرته بممل ل يعقممل‬
‫متكلم إل كذلك ول يكون الكلم صفة كمال إل إذا‬
‫قام بالمتكلم()‪.(3‬‬
‫)ولكن هممذا الموضممع زلممت فيممه الجهميممة مممن‬
‫المعتزلة ومن اتبعهم مممن الشمميعة الممذين يقولممون‬
‫ليس لله كلم إل ما خلقه في غيره وليس له فعل‬
‫إل ما كان منفصل عنه فل يقوم به عندهم ل فعممل‬
‫ول قممول وجعلمموا كلمممه الممذي يكلممم بممه ملئكتممه‬
‫وعباده والذي كلم بمه موسممى والمذي أنزلمه علمى‬
‫عباده هو ما خلقه في غيره‪.‬‬
‫فيقال لهم الصفة إذا قامت بمحل عاد حكمهمما‬

‫)( انظر المنهاج ‪.2/377‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.2/376‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،3/360‬انظر المنهاج ‪.374 ،2/373‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪190‬‬
‫الرافضة‬
‫على ذلك المحل ل على غيره فإذا خلق حركة في‬
‫محل كان ذلك المحل هممو المتحممرك بهمما لممم يكممن‬
‫المتحرك بها هو الخالق لها وكذلك إذا خلق لونا أو‬
‫ريحا أو علما أو قدرة في محل كممان ذلممك المحممل‬
‫هو المتلون بذلك اللون المتروح بتلك الريح العالم‬
‫بذلك العلم القادر بتلممك القممدرة فكممذلك إذا خلممق‬
‫كلما في محل كان ذلك المحل هو المتكلم بممذلك‬
‫الكلم وكممان ذلممك الكلم كلممما لممذلك المحممل ل‬
‫لخممالقه فيكممون الكلم الممذي سمممعه موسممى وهممو‬
‫َ‬
‫ه‪ (1)‬كلم الشجرة ل كلم الله‬ ‫قوله‪ :‬إ ِّني أَنا الل ّ ُ‬
‫لو كان ذلك مخلوقا()‪.(2‬‬

‫* * *‬

‫)( طه آية‪.14/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،457 ،1/456‬انظر المنهاج ‪.374 ،2/371‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪191‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫مذهب الرافضة في القرآن‪ ،‬ونماذج‬
‫من تأويلتهم الفاسدة‬
‫قممد اختلممف الروافممض فممي القممرآن وصمماروا‬
‫قسمين وقد نقل شيخ السلم قول الشعري فممي‬
‫المقممالت فقممال‪) :‬قههال الشههعري‪ :‬واختلفممت‬
‫الروافض في القرآن وهم فرقتان فالفرقة الولى‬
‫منهممم هشممام بممن الحكممم وأصممحابه يزعمممون أن‬
‫القرآن ل خالق ول مخلمموق وزاد بعممض مممن يخممبر‬
‫عن المقالت في الحكايمة عمن هشمام فزعمم أنمه‬
‫كان يقول ل خالق ول مخلوق ول يقممال أيضمما غيممر‬
‫مخلوق لنه صفة والصفة ل توصف‪.‬‬
‫قال وحكى زرقان)‪ (1‬عن هشام بن الحكم أنه‬
‫قال‪ :‬القرآن على ضربين إن كنت تريد المسممموع‬
‫فقد خلق الله الصوت المقطع وهو رسممم القممرآن‬
‫فأما القرآن فهو فعل الله مثممل العلممم والحركممة ل‬
‫هو هو ول غيره‪.‬‬
‫والفرقة الثانية‪ :‬منهم يزعمون أنه مخلموق‬

‫)( هو محمد بن شداد بن عيسى المسمعي البصممري ثممم‬ ‫‪1‬‬

‫البغممدادي المتكلممم المعممتزلي مممن أصممحاب النظممام لممه‬


‫مجالس وكتب‪ ،‬منها »كتب المقمالت« ت سمنة ‪279‬هممم‪،‬‬
‫السير ‪ ،149 -13/148‬اللباب ‪ ،3/212‬ميزان العتممدال‬
‫‪ .3/579‬العلم ‪.6/157‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪192‬‬
‫الرافضة‬
‫محممدث لممم يكممن ثممم كممان كممما تزعممم المعتزلممة‬
‫والخوارج قال وهؤلء قوم من المتأخرين منهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومعلوم أن قول جعفر بن محمد الصادق‬
‫وهؤلء الذين قالوا من السمملف ليممس بمخلمموق لممم‬
‫يريدوا أنه ليس بمكذوب بممل أرادوا أنممه لممم يخلقممه‬
‫كما قالت المعتزلة وهممذا قممول متممأخري الرافضممة(‬
‫)‪.(1‬‬
‫)فإن طائفة من متأخري المامية كأبي القاسم‬
‫الموسوي المعروف بالمرتضى)‪ (2‬وغيره لما وافقوا‬
‫المعتزلة على أنه محدث منفصل عن الله وأنمه لمم‬
‫يكن يمكنه أن يتكلم ثم صار متكلما بعد أن لم يكن‬
‫متكلما وليس له كلم يقوم به بل كلمه مممن جملممة‬
‫مصنوعاته المنفصلة عنه ثممم سمممعوا عممن السمملف‬
‫من أهل البيت مثل جعفممر بممن محمممد وغيممره أنهممم‬
‫قالوا إنممه غيممر مخلمموق قممالوا ل نقممول إنممه مخلمموق‬
‫متابعة لهؤلء بل نقول إنه محدث مجعممول موافقممة‬
‫عل ْن َهها ُ‬
‫ه‬ ‫لما ظنوه من لفظ القرآن في قوله‪ :‬إ ِّنا َ‬
‫ج َ‬

‫)( المنهاج ‪.249 ،2/248‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسممى‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أبممو القاسممم‪ ،‬ويعممرف »بالشممريف المرتضممي« المتكلممم‬


‫الرافضي‪ ،‬صاحب التصممانيف‪ ،‬وهممو المتهممم بوضممع كتمماب‬
‫نهج البلغة‪ .‬هلك سنة ‪ 436‬هم‪ ،‬لسممان الميممزان ‪-4/223‬‬
‫‪ ،224‬العبر ‪ ،273 ،2/272‬البداية والنهاية ‪.12/53‬‬
‫‪193‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫قْرآ ًَنا َ‬
‫عَرب ِّيا‪.(1)‬‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫م‬
‫هه ْ‬‫ن َرب ّ ِ‬
‫مه ْ‬ ‫ن ِذك ْه ٍ‬
‫ر ِ‬ ‫مه ْ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫وقمموله‪َ  :‬‬
‫مهها ي َهأِتي ِ‬
‫ث‪.(3)((2)‬‬ ‫حدَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫وقال بعد ذلك ‪-‬مبينمما مخالفممة الرافضممة لئمممة‬
‫أهل الممبيت‪) :‬وأممما الشمميعة فمتنممازعون فممي هممذه‬
‫المسألة ]يعني القممرآن[ وقممد حكينمما النممزاع عنهممم‬
‫فيما تقدم وقممدماؤهم كممانوا يقولممون القممرآن غيممر‬
‫مخلمموق كممما يقمموله أهممل السممنة والحممديث وهممذا‬
‫القول هو المعروف عن أهل البيت كعلي بن أبممي‬
‫طالب ‪ ‬وغيره مثل أبي جعفر الباقر وجعفر بممن‬
‫محمد الصادق وغيرهم‪.‬‬
‫ولكن المامية تخممالف أهممل الممبيت فممي عامممة‬
‫أصولهم‪ ،‬فليس في أئمة أهل الممبيت ‪ -‬مثممل علممي‬
‫بن الحسمين وأبمي جعفمر البماقر وابنمه جعفمر بمن‬
‫محمد الصادق من كان‪ ...‬يقول بخلق القممرآن‪(....‬‬
‫إلخ)‪.(4‬‬
‫وقد بين أن الرافضة ل يعتمدون على القرآن‪،‬‬
‫حا عممدم اهتمممامهم بممالقرآن‬ ‫ول على الحديث موض ً‬
‫فقال‪) :‬والرافضة ل تعتني بحفظ القرآن ومعرفممة‬
‫الزخرف‪.3 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫النبياء ‪.2/‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪ ،2/249‬انظر ‪.246 ،2/245‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪ ،368 ،2/367‬انظر ‪.3/353‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪194‬‬
‫الرافضة‬
‫معانيه وتفسيره وطلب الدلة الدالة علممى معممانيه‬
‫ول تعتنممى أيضمما بحممديث رسممول اللممه ‪ ‬ومعرفممة‬
‫صحيحه من سقيمه والبحث عن معانيه ول تعتنممى‬
‫بآثممار الصممحابة والتممابعين حممتى تعممرف مآخممذهم‬
‫ومسالكهم ويرد ما تنازعوا فيه إلى اللممه ورسممول‬
‫بل عمدتها آثار تنقل عممن بعممض أهممل الممبيت فيهمما‬
‫صدق وكذب()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬ولهذا قراءة القرآن فيهممم قليلممة ومممن‬
‫يحفظه حفظا جيدا ً فإنممما تعلمممه مممن أهممل السممنة‬
‫وكذلك الحديث إنما يعرفه ويصدق فيه ويؤخذ عن‬
‫أهل السنة وكذلك الفقه والعبادة والزهد والجهمماد‬
‫والقتال إنما هو لعسمماكر أهممل السممنة وهممم الممذين‬
‫حفممظ اللممه بهممم الممدين علممما وعمل بعلمممائهم‬
‫وعبادهم ومقاتليهم()‪.(2‬‬
‫وقال عن تحريفهم للقرآن‪) :‬لذلك يقولون في‬
‫تحريف القرآن ما هو من جنس قممول أهممل البهتممان‬
‫ويحرفون الكلممم عممن مواضممعه كقممولهم فممي قمموله‬
‫ما‬‫و َ‬ ‫ن ذَن ْب ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما ت َ َ‬
‫قدّ َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫فَر ل َ َ‬ ‫تعالى‪ :‬ل ِي َ ْ‬
‫غ ِ‬
‫خَر‪ (3)‬أي ذنب آدم وما تأخر من ذنممب أمتممه فممإن‬ ‫ت َأ َ ّ‬
‫)( المنهاج ‪ ،164 ،5/163‬انظر ‪.1/69‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/415‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الفتح آية ‪ ،3 /‬ولم أجد هذا القول فيما بيممن يممدي مممن‬ ‫‪3‬‬

‫المراجع إل على أنه قول مردود‪ ،‬بدعوى منافاته للعصمة‬


‫‪195‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هذا ونحوه من تحريف الكلم عن مواضعه()‪.(1‬‬
‫ثم وضح كونه تحريًفا فقال‪:‬‬
‫)أما أول‪ :‬فلن آدم تاب وغفممر لممه ذنبممه قبممل‬
‫أن يولد نوح وإبراهيم فكيف يقممول لممه‪ :‬إنمما فتحنمما‬
‫لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ذنب آدم‪.‬‬
‫زُر‬‫ول َتهه ِ‬ ‫وأمهها ثانيهها‪ :‬فلن اللممه يقممول‪َ  :‬‬
‫خَرى‪ (2)‬فكيف يضاف ذنب أحد إلممى‬ ‫وْزَر أ ُ ْ‬
‫زَرةٌ ِ‬
‫وا ِ‬
‫َ‬
‫غيره؟‬
‫وأما ثالثا‪ :‬فلن فممي حممديث الشممفاعة الممذي‬
‫في الصحاح أنهم يأتون آدم فيقولون أنت آدم أبممو‬
‫البشممر خلقممك اللممه بيممده ونفممخ فيممك مممن روحممه‬
‫وأسممجد لممك ملئكتممه اشممفع لنمما إلممى ربممك فيممذكر‬
‫خطيئته ويأتون نوحمما وإبراهيممم وموسممى وعيسممى‬
‫فيقول لهم‪ :‬اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ممما‬
‫تقممدم مممن ذنبممه وممما تممأخر)‪ (3‬فكممان سممبب قبممول‬

‫ولعل هذا من التقية‪ ،‬انظر مثل‪ :‬الطبرسي ‪.9/110‬‬


‫)( انظر المنهاج ‪.2/401‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السراء آية ‪.150/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ()3‬رواه البخاري كتاب بدء الخلق باب قوله تعالى‪ :‬إ ِّنا‬
‫سل َْنا ُنوحا ً‪ ...‬إلخ السورة ‪ ،106 ،4/105‬وفي كتاب‬ ‫َ‬
‫أْر َ‬
‫ي‪،8/172، 173‬‬ ‫ت ب ِي َد َ ّ‬
‫ق ُ‬‫خل َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫التوحيد باب قوله تعالى‪ :‬ل ِ َ‬
‫ضَرةٌ*إ َِلى َرب َّها َناظ َِرة ٌ ‪‬‬ ‫مئ ِذ ٍ ّنا ِ‬
‫جوه ٌ ي َوْ َ‬ ‫وباب قوله تعالى‪ :‬وُ ُ‬
‫‪ ،8/183، 184‬وفي كتاب تفسير القرآن سورة البقرة قوله‬
‫ماء ك ُل َّها‪ ، 5/146، 147‬ومسلم كتاب‬ ‫َ‬
‫س َ‬‫م ال ْ‬ ‫تعالى‪ :‬وَع َل ّ َ‬
‫م آد َ َ‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪196‬‬
‫الرافضة‬
‫شفاعته كمال عبوديته وكمال مغفرة الله لممه فلممو‬
‫كانت هذه لدم لكان يشفع لهل الموقف‪.‬‬
‫وأما رابعا‪ :‬فلن هممذه اليممة لممما نزلممت قممال‬
‫أصحابه ‪ y‬يا رسول الله هذا لك فما لنا فأنزل الله‬
‫قُلههو ِ‬
‫ب‬ ‫فههي ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫كين َ َ‬
‫سهه ِ‬
‫ل ال ّ‬‫ذي أ َن َْز َ‬ ‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬ ‫تعالى‪ُ  :‬‬
‫م‪ (1)‬فلممو‬‫ه ْ‬
‫مههان ِ ِ‬
‫ع ِإي َ‬ ‫مه َ‬
‫ماًنا َ‬
‫دوا ِإي َ‬ ‫دا ُ‬‫ن ل ِي َْز َ‬‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫كان ما تأخر ذنوبهم لقال هذه الية لكم‪.‬‬
‫وأما خامسا فكيف يقممول عاقممل إن اللممه غفممر‬
‫ذنوب أمته كلها وقد علم أن منهم من يدخل النممار‬
‫وإن خرج منها بالشممفاعة فهممذا وأمثماله مممن خيممار‬
‫تأويلت المانعين لممما دل عليممه القممرآن مممن توبممة‬
‫النبياء من ذنوبهم واسممتغفارهم وزعمهممم أنممه لممم‬
‫يكن هناك ما يموجب توبمة ول اسمتغفار ول تفضممل‬
‫الله عليه بمحبته وفرحه بتوبتهم ومغفرته ورحمته‬
‫لهم فكيف بسائر تأويلتهم التي فيها مممن تحريممف‬
‫القرآن وقول الباطل على الله ما ليس هذا موضع‬
‫بسطه()‪.(2‬‬
‫ثمم ذكمر نمماذج أخمرى ممن تحريفهمم للقمرآن‬

‫اليمان باب »أدنى أهل الجنة منزلة فيها« ‪،187-1/180‬‬


‫وغيرها من المواضع‪.‬‬
‫)( الفتح آية‪ ،4 /‬وانظر تفسير ابن كثير ‪ ،4/183‬وقال‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫»أخرجاه في الصحيحين من رواية قتادة به«‪ ،‬ولم أجده‬


‫فيهما حتى الن‪ ،‬فتح القدير ‪.5/46‬‬
‫)( المنهاج ‪.403 -2/401‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪197‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فقال‪) :‬وحرفوا القرآن تحريفا لممم يحرفممه غيرهممم‬
‫م الّلهه ُ‬
‫ه‬ ‫ول ِي ّ ُ‬
‫كهه ُ‬ ‫مثل قولهم إن قوله تعممالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ما َ‬
‫مُنوا ال ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ة‬
‫صههل َ‬
‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬
‫قي ُ‬
‫ن يُ ِ‬‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪ (1)‬نزلت في علممي‬ ‫عو َ‬ ‫م َراك ِ ُ‬
‫ه ْ‬‫و ُ‬ ‫ن الّز َ‬
‫كاةَ َ‬ ‫ؤُتو َ‬‫وي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫لما تصدق بخاتمه في الصلة‪.‬‬
‫ن‪ (2)‬علممي‬ ‫حَرْيهه ِ‬ ‫ج ال ْب َ ْ‬ ‫وقمموله تعممالى‪َ  :‬‬
‫مههَر َ‬
‫وال ْ َ‬ ‫ؤُلهه ُ‬ ‫مهها الل ّ ْ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن‪‬‬
‫جهها ُ‬‫مْر َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ج ِ‬ ‫وفاطمممة ‪‬ي َ ْ‬
‫خههُر ُ‬
‫فههي‬ ‫ص هي َْناهُ ِ‬‫ح َ‬ ‫ءأ ْ‬ ‫ي ٍ‬ ‫شه ْ‬ ‫ل َ‬‫وك ُه ّ‬‫الحسممن والحسممين ‪َ ‬‬
‫ن الل ّه َ‬
‫)‪(4‬‬
‫ه‬ ‫ن‪ ‬علممي بممن أبممي طممالب‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫مِبي ٍ‬
‫مام ٍ ُ‬
‫إِ َ‬
‫وآ َ َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬
‫هيهههه َ‬ ‫وآ َ َ‬
‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫حهههها َ‬
‫وُنو ً‬
‫م َ‬
‫َ‬ ‫صههههطَ َ‬
‫فى آدَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ن‪ (5)‬هم آل أبممي طممالب واسممم أبممي طممالب‬ ‫مَرا َ‬
‫ع ْ‬‫ِ‬

‫)( المائدة آيممة ‪ ،55/‬انظممر‪ :‬تفسممير الطبرسممي‪-3/210 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،211‬البرهان‪.485 -1/480 :‬‬


‫)( الرحمن آية ‪.19 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الرحمن آية ‪ ،22 /‬انظر الطبرسي‪ ،9/201 :‬البرهممان‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.266 ،4/265‬‬
‫)( يس آية ‪ ،22 /‬انظر‪ :‬البرهان ‪.4/6 /‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( آل عمران آية ‪ ،33/‬ولم أجد هذا القول فيما بين يممدي‬ ‫‪5‬‬

‫من المراجع‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪198‬‬
‫الرافضة‬
‫ة ال ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ر‪ (2)‬طلحممة‬ ‫فهه ِ‬ ‫مهه َ‬‫قههات ُِلوا أئ ِ ّ‬ ‫ف َ‬‫عمممران)‪َ  (1‬‬
‫َ‬ ‫في ال ْ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ن‪ (3)‬هممم‬ ‫ق هْرآ ِ‬ ‫ة ِ‬‫عون َ َ‬ ‫جَرةَ ال ْ َ‬ ‫وال ّ‬
‫ش َ‬ ‫والزبير ‪َ ‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حوا ب َ َ‬ ‫بنو أميممة ‪‬إن الل ّهه يهأ ْمرك ُ َ‬
‫ة‪‬‬
‫قهَر ً‬ ‫ن ت َهذْب َ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ِ ّ‬
‫ك‪ (5)‬لئن‬ ‫مُلهه َ‬‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫طهه ّ‬ ‫حب َ َ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫شههَرك ْ َ‬ ‫ن أَ ْ‬‫عائشممة ‪‬ل َئ ِ ْ‬
‫أشركت بين أبي بكر وعلي في الولية‪.‬‬
‫وكل هذا وأمثاله وجدته في كتبهم ثم من هممذا‬

‫‪ ()1‬هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش‪،‬‬


‫والد علي رضي الله عنه‪ ،‬وعم النبي ‪ ‬وكافله ومربيه‬
‫ومناصره‪ ،‬توفي قبل الهجرة بثلث سنوات‪ ،‬من عقلء‬
‫ك َل‬‫قريش وخطبائهم‪ ،‬ومن أسيادهم‪ ،‬نزلت فيه الية ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫تهدي م َ‬
‫من ي َ َ‬
‫شاُء‪‬‬ ‫دي َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ي َهْ ِ‬ ‫ت وَل َك ِ ّ‬‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬‫َ ْ‬ ‫َْ ِ‬
‫القصص آية ‪ ،56/‬العلم ‪ ،4/166‬اللباب ‪.2/269‬‬
‫)( التوبة آيممة ‪ ،12 /‬انظممر تفسممير العياشممي ‪،79 -2/77‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطبرسي ‪ ،5/11‬الطوسي ‪.5/214‬‬


‫)( السراء آية ‪ ،60‬انظممر‪ :‬العياشممي ‪ ،2/297‬الطبرسممي‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،6/434‬الطوسمممي ‪ ،494 -6/493‬البرهمممان‪،2/424 :‬‬


‫‪ ،425‬وغيرها‪.‬‬
‫)( البقرة آية ‪ ،67‬وهذا القول لم أجده فيما بين يدي من‬ ‫‪4‬‬

‫المراجع‪.‬‬
‫)( الزمممر آيممة ‪ ،65‬انظممر‪ :‬البرهممان فممي تفسممير القممرآن‬ ‫‪5‬‬

‫للبحراني‪.4/83 :‬‬
‫‪199‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫دخلممت السممماعيلية)‪ (1‬والنصمميرية)‪ (2‬فممي تأويممل‬
‫الواجبات والمحرمات فهم أئمة التأويل الممذي هممو‬
‫تحريف الكلم عن مواضعه ومممن تممدبر ممما عنممدهم‬
‫وجمد فيممه ممن الكمذب فمي المنقمولت والتكمذيب‬
‫بمالحق منهما والتحريمف لمعانيهمما ممما ل يوجممد فمي‬
‫صنف من المسلمين فهم قطعا أدخلمموا فممي ديممن‬
‫الله ما ليس منه أكثر من كل أحممد وحرفمموا كتممابه‬
‫تحريًفا لم يصل غيرهم إلى قريب منه()‪.(3‬‬

‫* * *‬

‫)( هم المنتسممبون إلممى محمممد بممن إسممماعيل بممن جعفممر‬ ‫‪1‬‬

‫الصادق وهم من الباطنيمة ويزعمممون أن لكمل ركمن مممن‬


‫أركان الشريعة تأويل‪ ،‬فيزعمون أن معنى الصلة ممموالة‬
‫إمامهم‪ ،‬والحج زيارته وإدمان خدمته‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهم زنادقممة‬
‫دهريون‪ ،‬يقولون بقدم العالم وإنكار الله إلممى غيممر ذلممك‬
‫من العقممائد الفاسممدة‪ ،‬الفممرق بيممن الفممرق ‪ ،28 /‬الملممل‬
‫والنحل ‪ ،1/191‬البرهان في معرفة عقائد أهل الديممان ‪/‬‬
‫‪.62‬‬
‫)( هم أتباع محمد بن نصير النميري »من غلة الرافضة«‬ ‫‪2‬‬

‫ادعى النبوة ثم الربوبية ويزعم أتباعه أن اللممه يحممل فممي‬


‫علممي‪ ،‬ويعتقممدون إباحممة المحممارم إلممى غيممر ذلممك مممن‬
‫ضممللتهم‪ .‬الململ والنحمل ‪ ،1/188‬الفمرق بيممن الفمرق ‪/‬‬
‫‪ ،255‬البرهممان فممي معرفممة عقممائد أهممل الديممان ‪،67 /‬‬
‫اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ‪.61 /‬‬
‫)( المنهاج ‪.405 ،3/404‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪200‬‬
‫الرافضة‬
‫‪201‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫بيان مذهب أهل السنة في القرآن‬
‫مذهب أهل السنة أن القرآن كلم اللممه منممزل‬
‫غير مخلوق قممال شمميخ السمملم فممي معممرض رده‬
‫على الرافضي‪) :‬وقد استفاض عن جعفر الصممادق‬
‫أنه سئل عن القرآن؟ أخالق هو أم مخلمموق فقممال‬
‫ليس بخالق ول مخلمموق ولكنممه كلم اللممه)‪ (1‬وهممذا‬
‫مما اقتدى به المام أحمد في المحنة‪ .‬فإن جعفممر‬
‫بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السممنة وهممذا‬
‫قول السلف قاطبممة مممن الصممحابة والتممابعين لهممم‬
‫بإحسان وسممائر أئمممة المسمملمين أن القممرآن كلم‬
‫الله ليس بمخلوق()‪.(2‬‬
‫ثم ذكر أقول الئمة في إثبات أن القممرآن كلم‬
‫الله منزل غير مخلوق‪ ،‬فقال‪) :‬ما نقممل عممن علممي‬

‫)( شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة والجماعممة ‪،1/242‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح السممنة للبغمموي بمماب »الممرد علممى مممن قممال بخلممق‬


‫القرآن« ‪ ،1/187‬السنة لعبد الله بن المام أحمد تحقيق‬
‫القحطاني ‪» ،152 ،1/151‬خلق أفعال العباد« للبخاري‪/‬‬
‫‪،115‬مم ‪ ،136‬و»الممرد علممى الجهميممة للممدارمي«‪،164/‬‬
‫»العتقاد للبيهقي«‪» ،65/‬سنن البيهقي الكبرى« باب ما‬
‫ترد به شهادة أهل الهواء ‪ ،10/206‬و»الممرد علممى بشممر‬
‫المريسممي« للممدارمي‪ ،19/‬و»الشممريعة« للجممري‪،77/‬‬
‫و»السماء والصفات« للبيهقي ‪.317/‬‬
‫)( المنهاج‪.246 ،245 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪202‬‬
‫الرافضة‬
‫بن أبي طالب ‪ ‬لما قيل له حكمت مخلوقا قممال‬
‫لم أحكم مخلوقا وإنما حكمت القرآن)‪.(1‬‬
‫وما رواه ابن أبي حاتم فممي الممرد علممى الجهميممة‬
‫قمال كتمب إلمى حمرب الكرمماني)‪ (2‬ثنمما محمممد بممن‬
‫المصفى)‪ (3‬ثنا عبدالله بن محمد)‪ (4‬عن عمرو بممن‬
‫جميع)‪ (5‬عن ميمون بن مهران)‪ (6‬عن ابممن عبمماس‬
‫)( شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة والجماعممة ‪،2/227‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪،228‬مم ‪ ،229‬والسممماء والصممفات ‪ ،313‬وقممال‪» :‬هممذه‬


‫الحكاية عمن علمي ‪ ‬شمائعة فيمما بيممن أهمل العلمم‪ ،‬ول‬
‫أراها شاعت إل عن أصل‪ ،‬والله أعلم«‪.‬‬
‫)( هو حرب بن إسماعيل بن خلممف الحنظلممي الكرممماني‬ ‫‪2‬‬

‫أبو محمد‪ ،‬قال عنه الخلل‪ :‬رجل جليل ت سنة ‪280‬هممم‪،‬‬


‫وقال الذهبي عنممه‪» :‬صمماحب المممام أحمممد حممافظ فقيممه‬
‫نبيممل‪ ،‬نقممل عممن المممام أحمممد مسممائل كممثيرة« طبقممات‬
‫الحنابلة ‪ ،1/145‬السير ‪ ،245 ،13/244‬الجرح والتعديل‬
‫‪.3/253‬‬
‫)( هو محمد بن مصفى بن بهلممول الحممافظ المممام عممالم‬ ‫‪3‬‬

‫أهل حمص‪ ،‬ت سنة ‪246‬هم روى لممه أبممو داود والنسممائي‬
‫وابن ماجه السير ‪ ،96 -12/94‬طبقات الحنابلة ‪،1/325‬‬
‫تهذيب التهذيب ‪.461 ،9/460‬‬
‫)( لم أعرفه وفي شرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة‪ :‬لممم‬ ‫‪4‬‬

‫يذكر بين محمد بن المصفى وعمرو بن جميع أحد‪.‬‬


‫)( هو عمرو بن جميع الكوفي‪ ،‬روى عن العمش وغيره‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫كان علممى قضمماء حلمموان‪ ،‬كممذبه يحيممى بممن معيممن‪ ،‬وقممال‬


‫البخاري‪ :‬منكر الحديث‪ .‬لسان الميزان ‪.359 ،4/358‬‬
‫)( هممو ميمممون بممن مهممران الرقممي أبممو أيمموب فقيممه مممن‬ ‫‪6‬‬

‫القضاة‪ ،‬وكان ثقة فممي الحممديث‪ ،‬كممثير العبممادة‪ ،‬ت سممنة‬


‫‪203‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫قممال‪) :‬لممما حكممم علممي الحكميممن قممالت الخمموارج‬
‫حكمت رجلين قال ما حكمت مخلوقا إنما حكمممت‬
‫القرآن()‪.(1‬‬
‫حدثنا الشج)‪ (2‬ثنا يحيى بن يمممان)‪ (3‬ثنمما حسممن‬
‫بن صالح)‪ (4‬عن عبد الله بن الحسممن)‪ (5‬قمال‪ :‬قمال‬
‫علي للحكمين‪) :‬احكما بالقرآن كله فممإنه كلممه لممي(‬
‫)‪.(6‬‬

‫‪117‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،78 -5/71‬الشممذرات ‪ 1/154‬تممذكرة‬


‫الحفاظ ‪ ،99 ،1/98‬البداية والنهاية ‪.9/314‬‬
‫)( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ‪.2/228‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو عبممد اللممه بممن سممعيد أبممو سممعيد الشممج الكنممدي‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفي‪ ،‬المفسر الحافظ المام الثبت‪ ،‬ت سنة ‪257‬هممم‪،‬‬


‫السير ‪ ،185 -12/182‬الخلصة ‪.2/61‬‬
‫)( هو يحيى بن اليمان العجلي الكوفي‪ ،‬أبو زكريا حممافظ‬ ‫‪3‬‬

‫مفسر‪ ،‬كان ثقة كثير الحفممظ سممريعه‪ ،‬ت سممنة ‪189‬هممم‪،‬‬


‫تممذكرة الحفمماظ ‪ ،1/268‬السممير ‪ ،8/356‬م ‪ ،357‬ميممزان‬
‫العتدال ‪ ،4/416‬الشذرات ‪.1/325‬‬
‫)( هو الحسن بن صالح بن حي الفقيه الهمداني ولد سنة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 100‬هم‪ ،‬وت سنة ‪ 169‬هم‪ ،‬وقيل‪167 :‬هم‪ ،‬التاريخ الكبير‬


‫‪ ،2/295‬تهذيب الكمال ‪.191 -6/177‬‬
‫)( هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بممن علممي بممن أبممي‬ ‫‪5‬‬

‫طممالب الهاشمممي أبممو محمممد ثقممة جليممل القممدر ت سممنة‬


‫‪145‬هم روى لممه الربعممة انظممر التقريممب‪ 300 /‬الخلصممة‬
‫‪.2/49‬‬
‫)( لم أجده بهذا اللفظ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪204‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي)‪ (1‬ثنمما الصهيمممبي‬
‫ابن عم علي بن عاصم)‪ (3‬وعلي بن صممالح)‪ (4‬عممن‬
‫عمران بن حممدير عممن عكرمممة)‪ (5‬قممال‪ :‬كممان ابممن‬
‫عباس في جنازة فسمع رجل يقول يا رب القممرآن‬
‫ارحمه فقال ابن عباس‪) :‬مه القمرآن منمه القمرآن‬
‫كلم الله وليس بمربوب منه خرج وإليه يعود()‪.(6‬‬
‫حدثنا محمد بن عمممار بممن الحممارث)‪ (7‬ثنمما أبممو‬
‫)( هو أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنممذر بممن داود بممن‬ ‫‪1‬‬

‫مهممران الحنظلممي حممافظ الحممديث مممن أقممران البخمماري‬


‫ومسلم ت سنة ‪377‬هم‪ ،‬انظر تاريخ بغداد ‪ ،2/73‬طبقات‬
‫الحنابلة ‪ ،1/284‬تهذيب التهذيب ‪.31 /9‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو علممي بممن عاصممم بممن صممهيب الواسممطي التميمممي‬ ‫‪3‬‬

‫مولهم صدوق يخطممئ‪ ،‬ويصممر‪ ،‬ورمممي بالتشمميع ت سممنة‬


‫‪201‬هم‪ ،‬وقيممل بعممدها‪ ،‬روى لممه المممام مسمملم والربعممة‪،‬‬
‫تقريب التهذيب ‪ ،402/‬الخلصة ‪.2/250‬‬
‫)( هو عمران بن حدير بمهملت مصممغًرا السدوسممي أبممو‬ ‫‪4‬‬

‫عبيدة‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة ‪149‬همم‪ ،‬روى لمه مسملم وغيمره‪،‬‬


‫تقريب التهذيب ‪ ،429 /‬الخلصة ‪.2/300‬‬
‫)( هو أبو عبد الله مولى ابممن عبمماس أصممله بربممري‪ ،‬ثقممة‬ ‫‪5‬‬

‫ثبت عالم بالتفسير ت سنة ‪104‬هم‪ ،‬وقيل بعدها‪ ،‬روى له‬


‫الجماعة‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،397 /‬الخلصة ‪.2/240‬‬
‫)( شمرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة والجماعممة ‪-1/230‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ،231‬السممماء والصممفات ‪ ،312/‬شممرح السممنة ‪،1/185‬‬


‫‪.186‬‬
‫)( هو محمد بن عمار بن الحمارث‪ ،‬أبمو جعفمر‪ ،‬ممن أهمل‬ ‫‪7‬‬

‫الري‪ ،‬قال ابن أبي حاتم‪» :‬كتبت عنه وهو صممدوق ثقممة«‬
‫‪205‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مروان الطبري)‪ (1‬بمكة يعنى الحكم بمن محممد ثنما‬
‫سممفيان بممن عيينممة عممن عمممرو بممن دينممار‪) :‬سمممعت‬
‫مشيختنا منذ سبعين سمنة يقولمون القمرآن كلم اللمه‬
‫)‪( 2‬‬
‫غير مخلموق( وفمي روايمة‪) :‬منمه بمدأ وإليمه يعمود(‬
‫وهذا رواه غير واحممد عممن سممفيان بممن عيينممة عممن‬
‫عمممرو)‪ (3‬ورواه البخمماري فممي كتمماب خلممق أفعممال‬
‫العباد)‪.(4‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا العباس بن عبممد‬

‫الجرح والتعديل ‪ ،8/43‬الثقات لبن حبان ‪.9/138‬‬


‫)( هو الحكم بن مروان الطبري‪ ،‬أبممو مممروان نزيممل مكممة‬ ‫‪1‬‬

‫صدوق وثقممه ابممن حبممان ت سممنة مممائتين وبضممعة عشممر‪،‬‬


‫تقريب ‪ ،176‬الخلصة ‪.1/246‬‬
‫)( هو عمرو بن دينار ثقة ثبت ت سممنة ‪ 126‬هممم‪ ،‬تقريممب‬ ‫‪2‬‬

‫التهذيب ‪ ،421/‬والثر في شرح أصول اعتقاد أهل السنة‬


‫‪ ،1/134‬السنن الكبرى للبيهقي باب »ما ترد بممه شممهادة‬
‫أهممل الهممواء« ‪ ،10/205‬صممريح السممنة للطممبري ‪،19/‬‬
‫السماء والصفات ‪ ،315 /‬العلو للذهبي ‪ 115 /‬الرد على‬
‫المريسي‪ ،117 ،116 /‬العتقاد للبيهقي ‪ ،64/‬الرد على‬
‫الجهمية للدارمي ‪ ،163/‬شمرح السمنة »بماب المرد علمى‬
‫من قال بخلق القرآن« ‪.1/186‬‬
‫)( شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة ‪ ،1/234‬السممماء‬ ‫‪3‬‬

‫والصفات ‪ ،315/‬العلممو ‪ ،115 /‬وقممال‪» :‬وقممد تممواتر هممذا‬


‫عن ابن عيينة«‪ ،‬التاريممخ الكممبير للبخمماري ‪ ،2/332‬شممرح‬
‫السنة »باب الرد على من قال بخلق القرآن« ‪.1/186‬‬
‫)( صم ‪» ،11‬تحقيق بدر البدر«‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪206‬‬
‫الرافضة‬
‫العظيم)‪ (1‬ثنا رويم بن يزيد المقري)‪ (2‬ثنا عبد الله‬
‫بن عباس)‪ (3‬عن يونس بن بكير)‪ (4‬عن جعفممر بممن‬
‫محمد عن أبيه قال سممئل علممى بممن الحسممين عممن‬
‫القرآن فقال‪) :‬ليس بخالق ول مخلوق ولكنه كلم‬
‫الخالق()‪.(5‬‬
‫ورواه أبو زرعة)‪ (6‬عن يحيى بممن منصممور عممن‬
‫رويم فذكره‪ ......‬حدثنا عبدالله مولى المهلب بممن‬

‫)( عبمماس بممن عبممد العظيممم بممن إسممماعيل العنممبري أبممو‬ ‫‪1‬‬

‫الفضممل البصممري‪ ،‬ثقممة حممافظ‪ ،‬ت سممنة ‪ ،240‬تقريممب‬


‫التهذيب ‪ ،293 /‬الخلصة ‪ ،2/35‬وفيه ت سنة ‪246‬هم‪.‬‬
‫)( رويم بن يزيد أبو الحسن المقمري‪ ،‬ثقممة سمكن بغمداد‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ت سنة ‪ 211‬هم‪ ،‬تاريخ بغداد ‪.430 ،8/429‬‬


‫)( عبد اللممه بممن عيمماش بممن عبمماس القتبمماني أبممو حفممص‬ ‫‪3‬‬

‫المممام العممالم الصممدوق‪ ،‬ت سممنة ‪170‬هممم‪ ،‬انظممر السممير‬


‫‪ ،334 ،7/333‬الكنى والسماء لمسلم ‪ ،1/202‬والثقات‬
‫لبمممن حبمممان ‪ ،7/51‬تهمممذيب الكممممال ‪،412 -15/410‬‬
‫الخلصة ‪.2/86‬‬
‫)( يونس بن بكير بن واصل الشيباني‪ ،‬صدوق يخطممئ ت‬ ‫‪4‬‬

‫سنة ‪199‬هم‪ ،‬تقريب التهذيب ‪ ،613/‬الخلصة ‪.3/192‬‬


‫)( السنة لعبد الله بن المام أحمد ‪ ،1/153‬شرح أصممول‬ ‫‪5‬‬

‫اعتقاد أهل السممنة ‪ ،1/236‬م ‪ ،237‬السممماء والصممفات ‪/‬‬


‫‪ ،316‬العتقاد للبيهقي ‪.65/‬‬
‫)( هو المام سيد الحفاظ محدث الري عبد الله بممن عبممد‬ ‫‪6‬‬

‫الكريم بن يزيد‪ ،‬أبو زرعة‪ ،‬من حفاظ الحممديث‪ ،‬ولممد بعممد‬


‫نيممف ومممائتين‪ ،‬ت سممنة ‪264‬هممم‪ ،‬السممير ‪،85 -65 /13‬‬
‫الجرح والتعديل ‪.326 ،5/324 ،349 -1/328‬‬
‫‪207‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أبي صفرة)‪ (1‬ثنا علي بن أحمد بن علي بن جعفممر‬
‫بن محمد)‪ (2‬عن أبيه عن جممده عممن أخيممه موسممى‬
‫بن جعفر قال‪) :‬سئل أبممي جعفممر بممن محمممد عممن‬
‫القرآن خالق أو مخلوق؟ قال‪ :‬لو كان خالقمما لعبممد‬
‫ولو كان مخلوقا لنفد()‪.(3‬‬
‫ومثل هذه الثار كثيرة عن الصحابة والتممابعين‬
‫والئمة من أهل البيت وغيرهم فعلممي ‪ ‬لممم يممرد‬
‫بقوله‪) :‬ما حكمت مخلوقا وإنممما حكمممت القممرآن(‬
‫أي ما حكمت كلما مفترى فإن الخوارج إنما قالوا‬
‫)‪(4‬‬
‫له حكمت مخلوقا من الناس وهما أبممو موسممى‬
‫وعمرو بممن العمماص)‪ (5‬فقممال‪) :‬لممم أحكممم مخلوقمما‬
‫)( عبد الله بن عثمان بن عطاء الخرسمماني الرملممي‪ ،‬هممو‬ ‫‪1‬‬

‫مولى آل المهلب بن أبي صفرة الزدي‪ ،‬قال ابممن حبممان‪:‬‬


‫»يعتبر حديثه إذا روى عنه غير الضعفاء«‪ ،‬وقال الممذهبي‪:‬‬
‫»ليممس بممذاك« التاريممخ الكممبير ‪،5/146‬مم ‪ ،147‬الثقممات‬
‫‪ ،8/347‬تهذيب الكمال ‪ ،287 ،15/286‬الكاشف ‪،2/97‬‬
‫تهذيب التهذيب ‪.5/317‬‬
‫)( لم أجده فيما بين يدي من المراجع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ‪.1/243‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضممار أبممو موسممى‬ ‫‪4‬‬

‫مره عمر ثم عثمان‪ ،‬وهو أحممد‬ ‫الشعري صحابي مشهور أ ّ‬


‫الحكمين بصفين‪ ،‬ت سنة ‪ 50‬هممم‪ ،‬وقيممل بعممدها‪ ،‬تقريممب‬
‫التهذيب ‪ ،318/‬الخلصة ‪ ،2/89‬وفيه عبد الله بممن قيممس‬
‫بن سليمان وفيه ت ‪42‬هم‪.‬‬
‫)( هممو عمممرو بممن العمماص بممن وائل السممهمي‪ ،‬الصممحابي‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪208‬‬
‫الرافضة‬
‫وإنما حكمت القرآن وهو كلم الله(‪ ......‬فهذا هممو‬
‫مممراد علممي بممن أبممي طممالب وجعفممر بممن محمممد‬
‫وغيرهما من أهل البيت رضوان الله عليهم وسائر‬
‫سمملف المممة بل ريممب فتممبين أن هممؤلء الرافضممة‬
‫مخمالفون لئممة أهممل المبيت وسمائر السملف فمي‬
‫مسألة القرآن كما خالفوهم في غيرها()‪.(1‬‬
‫وقد وضح الرد على قول الرافضة إنه مجعول‬
‫فقال‪) :‬وأما قولهم‪) :‬إنه مجعول( فالله لممم يصممفه‬
‫بأنه مجعول معممدى إلممى مفعممول واحممد بممل قممال‪:‬‬
‫عَرب ِّيهها‪ (2)‬فممإذا قممالوا هممو‬‫قْرآ ًَنهها َ‬
‫عل َْنههاهُ ُ‬ ‫‪‬إ ِّنهها َ‬
‫ج َ‬
‫مجعول قرآنا عربيا فهممذا حممق وأممما قمموله تعممالى‪:‬‬
‫ْ‬
‫ث‪ (3)‬فهممذه‬‫حدَ ٍ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬‫ه ْ‬
‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِذك ْ ٍ‬
‫ر ِ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ما ي َأِتي ِ‬
‫اليممة تممدل علممى أن الممذكر نوعممان محممدث وغيممر‬
‫محدث كمما تقمول مما جماءني ممن رجمل عمدل إل‬
‫قبلت شهادته وصممفة النكممرة للتخصمميص وعنممدهم‬
‫كل ذلك محدث والمحممدث فممي القممرآن ليممس هممو‬
‫المحدث في كلمهم فلم يوافقوا القرآن‪.‬‬

‫المشهور‪ ،‬أسلم عام الحديبية ولي مصر مرتين‪ ،‬ت سممنة‬


‫نيممف وأربعيممن وقيممل بعممد الخمسممين‪ ،‬روى لممه الجماعممة‬
‫تقريب التهذيب ‪ ،423/‬الخلصة ‪.2/288‬‬
‫)( المنهاج ‪.256 -2/251‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الزخرف آية ‪.3 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( النبياء آية ‪.2 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪209‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ثم إذا قيل هو محممدث لممم يلممزم مممن ذلممك أن‬
‫يكون مخلوقا بائنا عن اللممه بممل إذا تكلممم اللممه بممه‬
‫بمشيئته وقدرته وهممو قممائم بممه جمماز أن يقممال هممو‬
‫محدث وهو مممع ذلممك كلمممه القممائم بممذاته وليممس‬
‫بمخلوق وهذا قول كثير من أئمة السنة والحممديث‬
‫وقد احتج البخاري وغيره علممى ذلممك بقممول النممبي‬
‫‪» :‬إن الله يحدث من أمره مهها يشههاء وإن‬
‫)‪(1‬‬
‫ممهها أحههدث أن ل تكلمههوا فههي الصههلة«‬
‫ومعلوم أن الذي أحدثه هو أمره أن ل يتكلموا في‬
‫الصلة ل عدم تكلمهم في الصلة فإن ذلك يكممون‬
‫باختيارهم ومنهم من تكلممم بعممد النهممي لكممن نهمموا‬
‫عممن ذلممك ولهممذا قممال‪» :‬يحدث مههن أمههره مهها‬
‫يشاء«()‪.(2‬‬
‫ثممم وضممح ‪ -‬رحمممه اللممه ‪ -‬أن القممرآن يحكممم‬
‫ويقص ويفتي وذكر أدلة ذلك‪ ،‬فقال‪) :‬وهو سبحانه‬
‫يصف كلمه بأنه يحكممم ويقممص ويفممتي كقمموله ‪‬إن‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري في كتاب التوحيد باب قول الله عز وجل‬


‫ل يوم هو في َ ْ‬
‫ن‪‬‬
‫شأ ٍ‬ ‫‪‬ك ُ ّ َ ْ ٍ ُ َ ِ‬
‫قا‪ ،‬والنسائي كتاب السهو باب‬
‫‪ 8/207‬عن ابن مسعود معل ً‬
‫»الكلم في الصلة« ‪ ،3/19‬المسند تحقيق أحمد شاكر‬
‫‪ ،5/200‬وقال‪» :‬إسناده صحيح«‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.257 ،2/256‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪210‬‬
‫الرافضة‬
‫هههذا القههرآن يقههص علههى بنههي إسههرائيل‪،(1)‬‬
‫ل الل ّه ُ‬
‫ه‬ ‫ء ُ‬
‫قه ِ‬ ‫سهها ِ‬
‫فههي الن ّ َ‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وكقوله‪َ  :‬‬
‫وي َ ْ‬
‫ب‬‫فههي ال ْك ِت َهها ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُه ْ‬
‫ما ي ُت ْل َههى َ‬ ‫و َ‬‫ن َ‬‫ه ّ‬‫في ِ‬‫م ِ‬ ‫فِتيك ُ ْ‬‫يُ ْ‬
‫ساِء‪ (2)‬أي وما يتلى عليكم يفممتيكم‬ ‫مى الن ّ َ‬ ‫في ي ََتا َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬‫ب ب ِههال ْ َ‬ ‫م ال ْك ِت َهها َ‬ ‫هه ُ‬ ‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫فيهممن وقمموله‪َ  :‬‬
‫ه‪ (3)‬وإذا‬ ‫في ه ِ‬
‫فههوا ِ‬ ‫خت َل َ ُ‬
‫مهها ا ْ‬
‫في َ‬‫س ِ‬ ‫ن الن ّهها ِ‬ ‫م ب َي ْ َ‬‫حك ُ َ‬
‫ل ِي َ ْ‬
‫أضيف الحكم والقصص والفتاء إلى القرآن الممذي‬
‫هو كلم الله فمالله همو المذي حكمم بمه وأفمتى بمه‬
‫وقص بممه كممما أضمماف ذلممك إلممى نفسممه فممي غيممر‬
‫موضع()‪.(4‬‬
‫وقبل أن أختم هممذا المبحممث فل بممد مممن بيممان‬
‫اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بجمممع القممرآن‬
‫في المصحف حفظ ًمما لممه مممن الضممياع‪ .‬قممال شمميخ‬
‫السلم في بيان سبب جمممع القممرآن‪) :‬لن الممدين‬
‫كمل واستقر بموته ‪ ‬فلم يبق فيه نسممخ‪ ،‬ولهممذا‬
‫جمع القرآن بعد موته لكممماله واسممتقراره بممموته(‬
‫)‪.(5‬‬

‫النحل آية‪.76 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫النساء آية ‪.127 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫البقرة آية ‪.213 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.255 -2/251‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫المنهاج ‪.1/83‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪211‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقال‪) :‬وكان زيد بن ثممابت)‪ (1‬قممد انتممدبه قبممل‬
‫ذلممك ]قبممل عهممد عثمممان[ أبممو بكممر وعمممر لجمممع‬
‫المصحف في المصحف‪ ،‬فنممدب عثمممان مممن نممدبه‬
‫أبممو بكممر وعمممر‪ ،‬وكممان زيممد بممن ثممابت قممد حفممظ‬
‫العرضممة الخيممرة‪ ،‬فكممان اختيممار تلممك أحممب إلممى‬
‫الصحابة‪ ،‬فإن جبريل عارض النبي ‪ ‬بالقرآن في‬
‫العام الذي قبض فيه مرتين)‪.(3)((2‬‬
‫وقال مبينا أن الهتمام بجمممع القممرآن وتبليغممه‬
‫أهم مما سواه‪) :‬كجمع أبي بكر وعمر القرآن فممي‬
‫المصحف‪ ،‬ثم جمع عثمان له في المصاحف الممتي‬
‫أرسلها إلى المصار‪ ،‬فكان الهتمام بجمع القممرآن‬
‫وتبليغه أهم مما سواه()‪.(4‬‬

‫)( زيد بن الضحاك بن لوذان النصاري النجاري أبو سعيد‬ ‫‪1‬‬

‫وأبممو خارجممة صممحابي مشممهور مممن كتمماب المموحي‪ .‬قممال‬


‫مسروق‪ :‬كان من الراسخين في العلمم‪ ،‬ت سمنة ‪45‬همم‪ ،‬أو‬
‫‪ 48‬هم‪ ،‬وقيممل‪ :‬بعممد الخمسممين‪ ،‬تقريممب التهممذيب ‪،222 /‬‬
‫الخلصة ‪.350 /1‬‬
‫)( رواه البخاري كتاب فضائل القرآن باب »كممان جبريممل‬ ‫‪2‬‬

‫يعرض القرآن على النبي ‪ ،» 6/101، 102‬ومسلم في‬


‫فضائل الصحابة باب )فضائل فاطمة( ‪،1905 ،4/1904‬‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.253 -6/252‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/424‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪212‬‬
‫الرافضة‬
‫* * *‬
‫‪213‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الثالث‬
‫عقيدتهم في النبوة‬
‫المبحث الول‪ :‬النبوة ولوازمها‪:‬‬
‫قممال شمميخ السمملم‪) :‬ومممما يممبين الكلم فممي‬
‫مسمممألة العصممممة أن تعمممرف النبممموة ولوازمهممما‬
‫وشروطها فممإن النمماس تكلممموا فممي ذلممك بحسممب‬
‫أصممولهم فممي أفعممال اللممه تعممالى إذا كممان جعممل‬
‫الشخص نبيا رسول من أفعال الله تعالى()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر النبوة عند الجهميممة والشمماعرة وأنهمما‪:‬‬
‫)مجرد إعلمممه بممما أوحمماه اللممه‪ ،‬والرسممالة مجممرد‬
‫أمره بتبليغ ما أوحاه إليه()‪.(2‬‬
‫ثم بين ما هي النبوية عنممد المعتزلممة والشمميعة‬
‫فقممال‪) :‬وكممثير مممن القدريممة المعتزلممة والشمميعة‬
‫وغيرهم ممن يقول بأصله فممي التعممديل والتجمموير‬
‫وأن الله ل يفضل شخصما علمى شممخص إل بعملمه‬
‫يقول إن النبوة أو الرسالة جزاء على عمل متقدم‬
‫فالنبي فعل من العمال الصممالحة ممما اسممتحق بممه‬
‫أن يجزيه الله بالنبوة()‪.(3‬‬
‫ثم ذكر النبوة عنممد المتفلسممفة‪ ،‬وأنهمما‪) :‬فيممض‬
‫)( المنهاج ‪.414 ،2/413‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/414‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/415‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪214‬‬
‫الرافضة‬
‫يفيممض علممى النسممان بحسممب اسممتعداده وهممي‬
‫مكتسبة عندهم‪ ...‬إلخ()‪.(1‬‬
‫ثم بعد ذلك بين قول السف فقال‪) :‬والقهول‬
‫الرابههع‪ :‬وهممو الممذي عليممه جمهممور سمملف المممة‬
‫وأئمتها وكممثير مممن النظممار أن اللممه يصممطفى مممن‬
‫الملئكة رسل ومن الناس والله أعلم حيث يجعممل‬
‫رسالته فالنبي يختص بصفات ميزه الله بها علممى‬
‫غيره وفي)‪ (2‬عقله ودينممه واسممتعد بهمما لن يخصممه‬
‫قههاُلوا‬ ‫الله بفضله ورحمتممه كممما قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن‬‫مهه َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جهه ٍ‬‫عَلههى َر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قههْرءا ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ههه َ‬ ‫ل َ‬ ‫ول ُنههّز َ‬ ‫َلهه ْ‬
‫ك‬ ‫ة َرب ّ ه َ‬ ‫مه َ‬
‫ح َ‬‫ن َر ْ‬
‫مو َ‬ ‫س ُ‬‫ق ِ‬ ‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬‫ظيم ٍ * أ َ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قْري َت َي ْ ِ‬‫ال ْ َ‬
‫ة‬
‫حي َهها ِ‬ ‫فههي ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ش هت َ ُ‬‫عي َ‬ ‫م ِ‬
‫م َ‬‫هه ْ‬ ‫مَنا ب َي ْن َ ُ‬
‫سه ْ‬ ‫ق َ‬‫ن َ‬ ‫حه ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫)‪(3‬‬
‫ت‪‬‬
‫جهها ٍ‬ ‫ض دََر َ‬
‫عه ٍ‬
‫وق َ ب َ ْ‬‫فه ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ضه ُ‬ ‫ع َ‬‫عَنا ب َ ْ‬ ‫وَر َ‬
‫ف ْ‬ ‫الدّن َْيا َ‬
‫ل‬
‫هه ِ‬‫ن أَ ْ‬
‫مه ْ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ف هُروا ِ‬ ‫ذي َ‬‫ودّ ال ّ ِ‬‫ما ي َ َ‬‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫مه ْ‬‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُه ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن ي ُن َ هّز َ‬‫نأ ْ‬‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫شه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ال ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫شههاءُ‬‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مت ِ ِ‬‫ح َ‬
‫ص ب َِر ْ‬ ‫خت َ ّ‬‫ه يَ ْ‬‫والل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ر ِ‬ ‫خي ْ ٍ‬
‫َ‬
‫ظيم ِ‪ (4)‬وقال تعالى لما ذكر‬ ‫ع ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ذو ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬‫والل ّ ُ‬ ‫َ‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/415‬انظر ‪.4/520‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هكذا فممي المنهمماج ولعممل الصممواب بحممذف الممواو فممي‬ ‫‪2‬‬

‫)عقله ودينه(‪.‬‬
‫)( الزخرف آية ‪.32 ،31 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( البقرة آية ‪.105 /‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪215‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫النبياء بقوله‪ :‬ومممن ذريتممه داود وسممليمان وأيمموب‬
‫ويوسمممف وموسمممى وهمممارون وكمممذلك نجمممزي‬
‫ب‬ ‫المحسنين ‪‬ومن ذُريت ِه داوود وسل َيمان َ‬
‫وأّيههو َ‬
‫َ ِ ْ ّ ّ ِ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫زي‬ ‫جهه ِ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫كههذَل ِ َ‬ ‫و َ‬‫ن َ‬ ‫هههاُرو َ‬ ‫و َ‬ ‫سههى َ‬ ‫مو َ‬ ‫و ُ‬‫ف َ‬ ‫سهه َ‬ ‫وُيو ُ‬ ‫َ‬
‫وإ ِل ْي َهها َ‬
‫س‬ ‫سى َ‬ ‫عي َ‬ ‫و ِ‬ ‫حَيى َ‬ ‫وي َ ْ‬‫رّيا َ‬ ‫وَزك َ ِ‬‫ن* َ‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ع‬‫سهه َ‬ ‫وال ْي َ َ‬‫ل َ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سهه َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫حي َ‬ ‫صههال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مهه َ‬ ‫ل ِ‬ ‫كهه ّ‬ ‫ُ‬
‫ن*‬ ‫مي َ‬‫عههال َ ِ‬ ‫عل َههى ال ْ َ‬ ‫ض هل َْنا َ‬ ‫ف ّ‬ ‫كل َ‬ ‫و ُ‬ ‫طا َ‬ ‫وُلو ً‬ ‫س َ‬ ‫وُيون ُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫جت َب َي َْنهها ُ‬‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫خ َ‬‫وإ ِ ْ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وذُّرّيات ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن آَبائ ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫م إ َِلى ِ‬
‫)‪(1‬‬
‫قيم ٍ‪. ‬‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫ه ْ‬‫هدَي َْنا ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫فممأخبر أنممه اجتبمماهم وهممداهم()‪) .(2‬والنبيمماء‬
‫أفضل الخلق باتفاق المسلمين()‪.(3‬‬
‫)أفضل الخلق وهم أصممحاب الممدرجات العلممى‬
‫في الخرة فيمتنع أن يكون النبي مممن الفجممار بممل‬
‫ول يكون من عموم أصحاب اليمين بل من أفضممل‬
‫السممابقين المقربيممن فممإنهم أفضممل مممن عممموم‬
‫الصديقين والشممهداء والصممالحين وإن كممان النممبي‬
‫أيضا يوصف بأنه صديق وصالح وقد يكممون شممهيدا‬
‫لكن ذاك أمر يختص بهم ل يشركهم فيه من ليس‬
‫َ‬
‫فههي‬ ‫وآ َت َي َْناهُ أ ْ‬
‫جهَرهُ ِ‬ ‫بنممبى كممما قممال عممن الخليممل ‪َ ‬‬

‫)( النعام آية ‪.87 -84‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.417 -2/416‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/417‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪216‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪ (1)‬وقممال‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ة لَ ِ‬
‫خَر ِ‬‫في ال ِ‬ ‫ه ِ‬‫وإ ِن ّ ُ‬‫الدّن َْيا َ‬
‫قِنههههي‬ ‫ح ْ‬‫وأ َل ْ ِ‬
‫ما َ‬ ‫سههههل ِ ً‬‫م ْ‬‫فِني ُ‬ ‫و ّ‬‫يوسمممممف‪َ :‬تهههه َ‬
‫ن‪ (2)‬فهذا مممما يمموجب تنزيممه النبيمماء أن‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬
‫ِبال ّ‬
‫يكونمموا مممن الفجممار والفسمماق وعلممى هممذا إجممماع‬
‫سلف المة وجماهيرها()‪.(3‬‬
‫ثم قال‪) :‬وأما مممن جمموز أن يكممون غيممر النممبي‬
‫أفضل منه فهو من أقوال بعض ملحدة المتأخرين‬
‫من غله الشيعة والصوفية والمتفلسفة ونحمموهم(‬
‫)‪.(4‬‬
‫ثم بين الدلة التي تدل على أن النبي ل يكمون‬
‫فاسممقا ول فمماجرا فقممال‪) :‬وأممما الجمهممور الممذين‬
‫يثبتون الحكمة والسباب فيقولون نحممن نعلممم بممما‬
‫علمناه من حكمة الله أنه ل يبعث نبيمما فمماجرا وأن‬
‫ما ينزل علممى الممبر الصممادق ل يكممون إل ملئكممة ل‬
‫زيه ُ‬
‫ل‬ ‫ه ل َت َن ْ ِ‬
‫وإ ِن ّه ُ‬‫تكون شياطين كما قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫عَلههى‬ ‫ن* َ‬ ‫ميهه ُ‬‫ح ال ِ‬ ‫ه الّرو ُ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫ن * ن ََز َ‬ ‫مي َ‬‫عال َ ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫َر ّ‬
‫هه ْ‬
‫ل‬ ‫ن‪- ‬إلممى قمموله‪َ  -‬‬ ‫ري َ‬‫ذ ِ‬ ‫من ْ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ك ل ِت َ ُ‬‫قل ْب ِ َ‬ ‫َ‬
‫عَلى‬ ‫ُ‬
‫ل َ‬ ‫ن * ت َن َّز ُ‬ ‫طي ُ‬‫شَيا ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ت َن َّز ُ‬ ‫م ْ‬‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫أن َب ّئ ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫وأ َك ْث َُر ُ‬
‫هه ْ‬ ‫ع َ‬
‫م َ‬
‫سه ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قههو َ‬ ‫ك أ َِثي هم ٍ * ي ُل ْ ُ‬‫فهها ٍ‬ ‫ل أَ ّ‬ ‫ك ُه ّ‬
‫العنكبوت آية ‪.27‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫يوسف آية ‪.101‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫انظر المنهاج ‪.419 ،418 /2‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.418 /2‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪217‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫َ‬
‫ن * أل َ ْ‬
‫م ت َهَر‬ ‫وو َ‬ ‫غا ُ‬‫م ال ْ َ‬
‫ه ُ‬‫ع ُ‬
‫عَراءُ ي َت ّب ِ ُ‬
‫ش َ‬‫وال ّ‬‫ن* َ‬ ‫كاِذُبو َ‬ ‫َ‬
‫ل واد يهيمههون * َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫قول ُههو َ‬ ‫م يَ ُ‬‫هه ْ‬
‫وأن ّ ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫في ك ُ ّ َ ٍ َ ِ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬
‫أن ّ ُ‬
‫عُلو َ‬
‫ن‪.(1)‬‬ ‫ما ل ي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬
‫فهممذا مممما بيممن اللممه بممه الفممرق بيممن الكمماهن‬
‫والنبي‪ ،‬وبين الشاعر والنبي‪ ،‬لما زعممم المفممترون‬
‫أن محمدا ‪ ‬شاعر وكاهن وفممي الصممحيحين مممن‬
‫حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ‪ ‬لما أتاه‬
‫الوحي في أول المر وخاف علممى نفسممه قبممل أن‬
‫يستيقن أنممه ملممك قممال لخديجممة‪» :‬لقد خشههيت‬
‫على نفسي« قالت‪ :‬كل والله ل يخزيك الله أبدا‬
‫إنك لتصل الرحم وتصممدق الحممديث وتحمممل الكممل‬
‫وتقممري الضمميف وتكسممب المعممدوم وتعيممن علممى‬
‫)‪(2‬‬
‫نوائب الحق‬
‫فاستدلت رضي الله عنها بحسن عقلهمما علممى‬
‫أن من يكون الله قد خلقه بهممذه الخلق الكريمممة‬
‫التي هي من أعظم صفات البرار الممدوحين أنممه‬
‫ل يجزيه فيفسد الشيطان عقلممه ودينممه ولممم يكممن‬
‫معها قبل ذلك وحي تعلم به انتفاء ذلك بل علمتممه‬
‫بمجرد عقلها الراجح‪ ....‬وفي الصحيحين عن النبي‬
‫)( الشعراء آية ‪.226 -192‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري كتاب بدء الوحي بمماب »كيممف كممان بممدء‬ ‫‪2‬‬

‫الوحي« ‪ 1/3‬كتاب تفسممير القممرآن‪ ،‬سممورة اقممرأ ‪،6/88‬‬


‫ومسلم كتاب اليمان باب »بدء الوحي« ‪.143 -1/139‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪218‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ ‬لما قال لمه ذو الخويصممرة)‪ :(1‬اعممدل يمما محمممد‬
‫فإنممك لممم تعممدل فقممال النممبي ‪» :‬لقههد خبههت‬
‫وخسههرت إن لههم أعههدل أل تههأمنوني وأنهها‬
‫أمين من في السماء«)‪ (2‬والروايممة الصممحيحة‬
‫بالفتح أي أنت خاسر خائب إن لم أعدل إن ظننت‬
‫أني ظالم مممع اعتقممادك أنممي نممبي فإنممك تجمموز أن‬
‫يكون الرسول الذي آمنممت بممه ظالممما وهممذا خيبممة‬
‫وخسران‪.‬‬
‫فإن ذلك ينممافى النبمموة ويقممدح فيهمما وقممد قممال‬
‫غل ُه ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ن يَ ْ‬
‫مه ْ‬
‫و َ‬ ‫غه ّ‬
‫ل َ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫يأ ْ‬ ‫ما ك َهها َ‬
‫ن ل ِن َب ِه ّ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ة‪ (3)‬وفيه قراءتمان‪ :‬ي َُغمل‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ْ‬
‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫و َ‬‫ل يَ ْ‬ ‫ت بِ َ‬
‫ي َأ ِ‬
‫وي َُغل)‪ (4‬أي ينسب إلى الغلول بين سممبحانه أنممه ممما‬
‫لحد أن ينسبه إلى الغلول كما أنه ليس له أن يغممل‬

‫)( هو حرقوص بن زهير السعدي التميمممي‪ ،‬القممائل‪» :‬يمما‬ ‫‪1‬‬

‫رسول الله اعدل« قتل مع الخوارج يوم النهروان‪ ،‬تجريد‬


‫أسممماء الصممحابة ‪ ،1/169‬الصممابة لبممن حجممر ‪-2/226‬‬
‫‪.3/214 ،227‬‬
‫)( رواه البخاري كتاب المنمماقب بمماب »علمممات النبمموة«‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،179 -4/178‬ومسلم كتاب الزكاة باب )ذكمر الخموارج‬


‫وصفتهم( ‪.744 -2/743‬‬
‫)( آل عمران آية ‪.161‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( قرأ ابن كثير وأبو عمرو بن العلء وعاصممم بفتممح اليمماء‬ ‫‪4‬‬

‫وضممم الغيممن والبمماقون بضممم اليمماء وفتممح الغيممن‪ :‬البممدور‬


‫الزاهرة ‪ ،70 /‬حجة القراءات لبن نجلة ‪.180 ،179‬‬
‫‪219‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فدل على أن النبي ل يكون غال()‪.(1‬‬
‫ثم قال‪) :‬ودلئل هذا الصممل عظيمممة لكممن مممع‬
‫وقوع الممذنب الممذي هممو بالنسممبة إليممه ذنممب وقممد ل‬
‫يكون ذنبا من غيره مع تعقبه بالتوبممة والاسممتغفار ل‬
‫يقدح في كون الرجل مممن المقربيممن السممابقين ول‬
‫البرار ول يلحقه بذلك وعيد في الخممرة فضممل عممن‬
‫أن يجعله من الفجار()‪.(2‬‬

‫***‬

‫)( المنهاج ‪.421 -2/419‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/421‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪220‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫عصمة النبياء وتنازع الرافضة في‬
‫ذلك‬
‫)أهمممل السمممنة متفقمممون علمممى أن النبيممماء‬
‫معصومون فيما يبلغونه عن الله تعممالى وهممذا هممو‬
‫مقصود الرسالة فإن الرسول هو الممذي يبلممغ عممن‬
‫الله أمره ونهيه وخبره وهم معصومون فممي تبليممغ‬
‫الرسممالة باتفمماق المسمملمين بحيممث ل يجمموز أن‬
‫يستقر في ذلك شيء من الخطأ()‪.(1‬‬
‫دا على القممول الرافضممي‬ ‫وقال شيخ السلم ر ً‬
‫في ذكره لمذهب أهل السنة فزعم أن من مذهب‬
‫أهل السنة‪) :‬أن النبياء غير معصومين( بل قد يقع‬
‫منهم الخطأ‪ ....‬إلخ(‪) ،‬متفقون على أنهم ل يقرون‬
‫علمي خطممأ فممي المدين أصمل ول علمى فسمموق ول‬
‫كممذب ففممي الجملممة كممل ممما يقممدح فممي نبمموتهم‬
‫وتبليغهم عن الله فهم متفقون على تنزيههممم عنممه‬
‫وعامممة الجمهممور الممذين يجمموزون عليهممم الصممغائر‬
‫يقولممون إنهممم معصممومون مممن القممرار عليهمما فل‬
‫يصدر عنهم ما يضرهم‪ ....‬وأممما النسمميان والسممهو‬
‫في الصلة فذلك واقع منهم وفممي وقمموعه حكمممة‬

‫)( انظمممر المنهممماج ‪،1/470‬ممم ‪،471‬ممم ‪،2/410‬ممم ‪،3/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.7/421‬‬
‫‪221‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫استنان المسلمين بهم كما رُوي في موطممأ مالممك‬
‫سى لسن«)‪ (1‬وقد قممال ‪‬‬ ‫ى أو أن َ‬
‫»إنما أنس ّ‬
‫»إنمهها أنهها بشههر أنسههى كمهها تنسههون فههإذا‬
‫نسيت فذكروني« أخرجماه فمي الصمحيحين)‪((2‬‬
‫)‪.(3‬‬
‫وأما الرافضة فإنهم طرفان‪ :‬طرف غلمموا فممي‬
‫إثبممات العصمممة حممتى جعلمموهم فممي مرتبممة اللممه‬
‫الخالق‪ ،‬وطرف غلمموا فممي نفممي العصمممة وجمموزوا‬
‫عليهم العصيان حتى رفعمموا الئمممة فمموقهم‪ ،‬وفممي‬
‫ذلممك يقممول شمميخ السمملم‪) :‬قممال الشممعري فممي‬
‫)المقالت(‪ :‬واختلفت الروافض في الرسممول هممل‬
‫يجوز عليه أن يعصي أم ل؟ وهم فرقتان‪:‬‬
‫فالفرقههة الولههى منهههم‪ :‬يزعممممون أن‬
‫الرسول جائز عليه أن يعصي اللممه وأن النممبي قممد‬
‫عصى في أخذ الفداء يوم بدر فأما الئمة فل يجوز‬
‫ذلك عليهم فممإن الرسممول إذا عصممى فممإن المموحي‬
‫يأتيه من قبل الله والئمة ل يوحى إليهم ول تهبممط‬

‫)( في كتاب السهو بمماب »العمممل فممي السممهو« ‪،1/100‬‬ ‫‪1‬‬

‫المسند تحقيق أحمد شاكر ‪ ،6/36‬وقال‪ :‬إسناده صحيح‪.‬‬


‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب الصمملة بمماب »التمموجه نحممو‬ ‫‪2‬‬

‫القبلممة« ‪ ،1/105‬ومسمملم فممي كتمماب المسمماجد بمماب‬


‫»السهو في الصلة والسجود« ‪.1/402‬‬
‫)( المنهاج ‪.472 ،1/471‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪222‬‬
‫الرافضة‬
‫الملئكة عليهم وهممم معصممومون فل يجمموز عليهممم‬
‫أن يسممهوا ول يغلطمموا وإن جمماز علممى الرسممول‬
‫العصمميان قممال والقممائل بهممذا القممول هشممام بممن‬
‫الحكم‪.‬‬
‫والفرقههة الثانيههة منهههم‪ :‬يزعمممون أنممه ل‬
‫يجوز على الرسول أن يعصممي اللممه عممز وجممل ول‬
‫يجوز ذلك على الئمة لنهم جميعا حجج الله وهممم‬
‫معصممومون مممن الزلممل ولممو جمماز عليهممم السممهو‬
‫واعتممماد المعاصممي وركوبهمما لكممانوا قممد سمماووا‬
‫المأمومين في جممواز ذلممك عليهممم كممما جمماز علممى‬
‫المأمومين ولم يكن المأمومون أحوج إلممى الئمممة‬
‫من الئمة لو كان ذلك جائزا عليهم جميعا()‪.(1‬‬
‫ثم قممال‪) :‬فممإذا قممال مثممل هممؤلء بممأن النبيمماء‬
‫والئمة ل يجوز أن يخفى عليهم عاقبة فعلهم فقممد‬
‫نزهوا البشر عن الخطأ مع تجويزهم الخطممأ علممى‬
‫الله‪ ....‬ومعلوم أن هذا مممن أعظممم النقممائص فممي‬
‫حق الرب فإذا قالوا مع ذلك إن النبيمماء والئممة ل‬
‫يبدو لهم خلف ما رأوا فقد)‪ (2‬جعلوهم ل يعلمممون‬

‫)( المنهاج ‪.2/394‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يقول )الخميني( في كتابه »الحكومة السمملمية« صممم‬ ‫‪2‬‬

‫‪) ،61‬وقد ثبت ركنا أصيل من عقيدتنا ‪ -‬نحن المامية‪ -‬أن‬


‫للمعصومين الربعة عشر ‪ -‬عليهممم السمملم‪ -‬امتيممازا فممي‬
‫جميممع مراحممل الوجممود يفوقممون بممه جميممع الخلئق علممى‬
‫‪223‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ما لم يكونوا يعلمونه في مثل هذا‪..‬‬
‫وقالوا بجممواز ذلمك فمي غيممره وأممما ممما تقمموله‬
‫غلتهممم مممن إلهيممة علممي أو نبمموته وغلممط جبريممل‬
‫بالرسالة فهو أعظم من أن يذكر هنا()‪.(1‬‬
‫ثممم ذكممر أن العصمممة قبممل البعثممة غيممر واجبممة‬
‫فقمال‪) :‬اتفمق المسملمون علمى أنهمم معصمومون‬
‫]يعني النبياء[ فيما يبلغونه عممن اللممه فل يجمموز أن‬
‫يقرهم على الخطممأ فممي شمميء مممما يبلغممونه عنممه‬
‫وبهذا يحصل المقصود من البعثة وأما وجوب كونه‬
‫قبل أن يبعث نبيا ل يخطئ أو ل يذنب فليممس فممي‬
‫النبوة ما يستلزم هذا وقول القائل‪" :‬لممو لممم يكممن‬
‫كذلك لم تحصل ثقة فيما يبلغونه عن اللممه" كممذب‬
‫صممريح فممإن مممن آمممن وتمماب حممتى ظهممر فضممله‬
‫وصلحه ونبأه الله بعد ذلك كما نبممأ إخمموة يوسممف‬
‫ونبأ لوطا وشعيبا وغيرهما وأيممده اللممه تعممالى بممما‬
‫يدل على نبوته فإنه يوثممق فيممما يبلغممه كممما يوثممق‬
‫بمن لم يفعل ذلك وقد تكون الثقممة بممه أعظممم إذا‬
‫كان بعد اليمان والتوبة قد صار أفضل من غيره‪.‬‬
‫واللممه تعممالى قممد أخممبر أنممه يبممدل السمميئات‬
‫بالحسممنات للتممائب كممما ثبممت ذلممك فممي الحممديث‬

‫الطلق(‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.2/395‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪224‬‬
‫الرافضة‬
‫الصمممحيح)‪ (1‬ومعلممموم أن الصمممحابة ‪ y‬ممممن عهمممد‬
‫الرسول ‪ ‬وقبل أن يصدر منهم ممما يممدعونه مممن‬
‫الحداث كانوا من خيار الخلق وكممانوا أفضممل مممن‬
‫أولدهم الذين ولدوا بعد السلم‪.‬‬
‫ثمم يقمال وأيضما فجمهمور المسملمين علمى أن‬
‫النبي ل بد أن يكون من أهل الممبر والتقمموى متصممفا‬
‫بصفات الكمال ووجمموب بعممض الممذنوب أحيانمما مممع‬
‫التوبة الماحية الرافعة لدرجته إلى أفضل مما كممان‬
‫عليه ل ينممافي ذلممك وأيضمما فوجمموب كممون النممبي ل‬
‫يتمموب إلممى اللممه فينممال محبممة اللممه وفرحممه بتمموبته‬
‫وترتفع درجته بذلك ويكممون بعممد التوبممة الممتي يحبممه‬
‫الله منه خيرا مما كان قبلها فهمذا ممع مما فيمه ممن‬
‫التكذيب للكتاب والسنة غض مممن مناصممب النبيمماء‬
‫وسمملبهم هممذه الدرجممة ومنممع إحسممان اللممه إليهممم‬
‫وتفضله عليهم بالرحمة والمغفرة()‪.(2‬‬
‫)والمقصود هنا أن الذين ادعمموا العصمممة مممما‬
‫يتاب منه عمدتهم أنه لو صدر منهم الممذنب لكممانوا‬
‫أقممل درجممة مممن عصمماة المممة لن درجتهممم أعلممى‬
‫فالذنب منهم أقبح وأنه يجب أن يكممون فاسممقا فل‬

‫)(وردت أحاديث كثيرة بهذا المعنى منها‪ ،‬ما رواه مسمملم‬ ‫‪1‬‬

‫ت‬
‫س مَنا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫فممي كتمماب التوبممة‪ ،‬وبمماب قمموله تعممالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ت‪. 4/2115‬‬ ‫سمي َّئا ِ‬ ‫ي ُذ ْه ِب ْ َ‬
‫ن ال ّ‬
‫)( المنهاج ‪.397 ،2/396‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪225‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫تقبل شهادته وأنه حينئذ يستحق العقوبة فل يكون‬
‫إيذاؤه محرما وأذى الرسممول محممرم بممالنص وأنممه‬
‫يجب القتداء بهم ول يجوز القتداء بأحد في ذنممب‬
‫ومعلوم أن العقوبة ونقص الدرجة إنممما يكممون مممع‬
‫عدم التوبة وهم معصومون من الصرار بل ريب‪.‬‬
‫وأيضا فهذا إنما يتأتى فممي بعممض الكبممائر دون‬
‫الصغيرة وجمهممور المسمملمين علممى تنزيههممم مممن‬
‫الكبائر ل سيما الفواحش وما ذكر الله تعالى عممن‬
‫نبي كبيرة فضل عن الفاحشة بممل ذكممر فممي قصممة‬
‫يوسف ما يبين أنه يصرف السمموء والفحشمماء عممن‬
‫عباده المخلصممين‪ ،‬وإنممما يقتممدي بهممم فيممما أقممروا‬
‫عليه ولم ينهوا عنه‪....‬فل يجوز أن يصدر من النبي‬
‫‪ ‬تعمد الكذب ألبتة سواء كان صغيرة أو كبيرة‪.‬‬
‫بل قد قال النبي ‪» :‬ما ينبغههي لنههبي أن‬
‫تكون له خائنة العين«)‪.(2)((1‬‬
‫ثم قال مبينا مقصود الرافضة فيما ذهبوا إليممه‬
‫من وجوب العصمة قبممل البعثممة‪) :‬وأممما ممما تقمموله‬
‫الرافضة من أن النبي قبممل النبمموة وبعممدها ل يقممع‬

‫)( رواه أبو داود في كتاب الجهاد بمماب »قتممل السممير ول‬ ‫‪1‬‬

‫يعممرض عليممه السمملم« ‪ ،3/133‬كتمماب الحممدود بمماب‬


‫»الحكم فيمن ارتد« ‪ ،4/520‬ورواه النسممائي فممي كتمماب‬
‫تحريم الدم باب »الحكم في المرتد« ‪.7/103‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،427 -2/426‬انظر ‪.373 ،3/372‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪226‬‬
‫الرافضة‬
‫منه خطأ ول ذنب صغير وكممذلك الئمممة فهممذا مممما‬
‫انفممردوا بممه عممن فممرق المممة كلهمما وهممو مخممالف‬
‫للكتاب والسنة وإجمماع السملف وممن مقصمودهم‬
‫بذلك القدح في إمامة أبي بكمر وعممر رضمي اللمه‬
‫عنهما لكونهما أسلما بعد الكفر ويدعون أن عليا ‪‬‬
‫لم يزل مؤمنا وأنه لم يخطأ قممط ولممم يممذنب قممط‬
‫وكذلك تمام الاثنى عشر وهذا مممما يظهممر كممذبهم‬
‫وضللهم فيه لكل ذي عقل يعرف أحمموالهم ولهممذا‬
‫كانوا هم أغلى الطمموائف فممي ذلممك وأبعممدهم عممن‬
‫العقل والسمع‪.‬‬
‫ونكتة أمرهم أنهم ظنوا وقوع ذلك من النبياء‬
‫والئمة نقصمما وأن ذلممك يجممب تنزيههممم عنممه وهممم‬
‫مخطئون‪ :‬إما فممي هممذه المقدمممة وإممما فممي هممذه‬
‫المقدمة()‪.(1‬‬
‫وقممد وضممح سممبب هممذا الخطممأ فقممال‪) :‬وهممم‬
‫قصدوا تعظيم النبياء بجهل كما قصممدت النصممارى‬
‫تعظيمممم المسممميح وأحبمممارهم ورهبمممانهم بجهمممل‬
‫فأشممركوا بهممم واتخممذوهم أربابمما مممن دون اللممه‬
‫وأعرضوا عن اتبمماعهم فيممما أمروهممم بممه ونهمموهم‬
‫عنه‪.‬‬
‫وكذلك الغلة في العصمة يعرضون عما أمروا‬

‫)( المنهاج ‪.2/429‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪227‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫به من طاعممة أمرهممم والقتمداء بأفعمالهم إلممى مما‬
‫نهوا عنه من الغلو والشراك بهم فيتخذونهم أربابا‬
‫مممن دون اللممه يسممتغيثون بهممم فممي مغيبهممم وبعممد‬
‫مماتهم وعند قبورهم ويممدخلون فيممما حرمممه اللممه‬
‫تعالى ورسوله من العبادات الشركية التي ضمماهوا‬
‫بها النصارى وقد ثبت في الصممحيح عممن النممبي ‪‬‬
‫أنمممه قمممال عنمممد مممموته‪» :‬لعههن اللههه اليهههود‬
‫والنصههههارى اتخههههذوا قبههههور أنبيههههائهم‬
‫مساجد«)‪ (1‬يحذر ما فعلوه قممالت عائشممة رضممي‬
‫الله عنها‪» :‬ولول ذلك لبممرز قممبره ولكممن كممره أن‬
‫يتخذ مسجدا«()‪.(2‬‬
‫وقد بين أن )مما تمذكره الرافضمة ممن التنزيمه‬
‫إنما هو تعطيل وتنقيممص للممه ولنبيممائه()‪ .(3‬فقممال‪:‬‬
‫)وأما النبياء فممإنكم سمملبتموهم ممما أعطمماهم اللممه‬
‫ممممن الكممممال وعلمممو المممدرجات بحقيقمممة التوبمممة‬

‫)( رواه البخاري في كتمماب الجنممائز بمماب »ممما يكممره مممن‬ ‫‪1‬‬

‫اتخاذ المساجد على القبور« ‪ ،2/91‬وفي بمماب »ممما جمماء‬


‫في قبر النبي ‪ ،‬وأبي بكممر وعمممر رضممي اللممه عنهممما«‬
‫‪ ،2/106‬وفممي كتمماب النبيمماء بمماب »ممما ذكممر عممن بنممي‬
‫إسممرائيل« ‪ ،4/144‬ومسمملم فممي كتمماب المسمماجد بمماب‬
‫النهي عن بنمماء المسمماجد علممى القبممور‪ ....‬إلممخ‪،1/376 ،‬‬
‫‪ ،377‬وفي المسند ‪.5/204‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،2/435‬انظر المنهاج ‪.474 -1/473‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.4/589‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪228‬‬
‫الرافضة‬
‫والستغفار والنتقال من كمال إلى ممما هممو أكمممل‬
‫منه‪ ...‬ولممم تعلممموا أن هممذا مممن أعظممم نعممم اللممه‬
‫وأعظم قدرته حيث ينقل العبمماد مممن النقممص إلممى‬
‫الكمال وأنه قد يكممون الممذي يممذوق الشممر والخيممر‬
‫ويعرفهما يكون حبممه للخيممر وبغضممه للشممر أعظممم‬
‫ممن ل يعرف إل الخير()‪.(1‬‬
‫وقد نقل عن الشعري أن من الرافضمة صمنفا‬
‫غلمموا فممي النممبي حممتى نسممبوا إليممه الخلممق فقممال‪:‬‬
‫)قممال)‪ :(2‬ومنهممم صممنف يزعمممون أن اللممه وكممل‬
‫المور وفوضممها إلممى محمممد ‪ ‬وأنممه أقممدره علممى‬
‫خلق الدنيا فخلقها ودبرها وأن الله لممم يخلممق مممن‬
‫ذلك شيئا()‪.(3‬‬
‫وهذا مممن الخممروج عممن هممدي النممبي ‪ ‬ومممن‬
‫أذيته‪ ،‬فإن إيذاء النبي ‪ ‬حمرام فمي أمتمه وسمنته‬
‫َ‬
‫ههها ال ّه ِ‬
‫)‪(4‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫وغير ذلك )وقد قال تعممالى‪ :‬ي َهها أي ّ َ‬
‫وُأوِلههي‬ ‫ل َ‬ ‫سههو َ‬ ‫عههوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬
‫آ َمُنوا أ َطيعوا الل ّه َ‬
‫وأ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫دو ُ‬ ‫ف هُر ّ‬‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬‫شه ْ‬ ‫فههي َ‬ ‫م ِ‬ ‫عت ُ ْ‬‫ن ت َن َههاَز ْ‬ ‫م َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ر ِ‬‫م ِ‬
‫ال ْ‬
‫ه‬‫ن ب ِههالل ّ ِ‬ ‫من ُههو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُه ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫سههو ِ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫إ َِلى الل ّه ِ‬

‫)( المنهاج ‪.4/590‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المقالت ‪ ،1/88‬قممال‪ :‬والصممنف الخممامس عشممر مممن‬ ‫‪2‬‬

‫أصناف الغالية‪ ...‬فذكره‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.2/511‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.4/588‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪229‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ْ‬ ‫خير َ‬
‫ويل‪ (1)‬فمممأمر‬
‫ن ت َأ ِ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫وأ ْ‬ ‫ر ذَل ِ َ‬
‫ك َ ْ ٌ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬
‫وم ِ ال ِ‬ ‫َ‬
‫الله المؤمنين عند التنازع بالرد إلى الله والرسول‬
‫ولو كان للناس معصوم غير الرسممول ‪ ‬لمرهممم‬
‫بممالرد إليممه فممدل القممرآن علممى أنممه ل معصمموم إل‬
‫الرسول ‪.(2)(‬‬
‫ثم وضح أن هذه المسائل ل تختممص بالماميممة‬
‫فقال‪) :‬وأما المسممائل المتقدمممة فقممد شممرك غيممر‬
‫المامية فيها بعض الطوائف إل غلوهم في عصمة‬
‫النبياء فلم يوافقهم عليه أحد أيضا حيث ادعوا أن‬
‫النبي ‪ ‬ل يسهو)‪ (3‬فإن هذا ل يوافقهم عليه أحممد‬
‫فيممما علمممت اللهممم إل أن يكممون مممن غلة جهممال‬
‫النساك فإن بينهممم وبيممن الرافضممة قممدرا مشممتركا‬
‫في الغلو وفي الجهل والنقياد لما ل يعلم صحته‪.‬‬
‫والطائفتان تشبهان النصارى في ذلك()‪.(4‬‬
‫وقد رد رحمه اللممه علممى زعممم الرافضممي بممأن‬
‫دا مممن‬
‫أهل السنة يقولون‪ :‬بأنه يجوز أن يعذب أح م ً‬
‫أنبيممائه فقممال‪) :‬أن هممذا الممذي قمماله باطممل باتفمماق‬
‫المسلمين فلم يقل أحد منهمم أن اللمه قمد يعمذب‬

‫)( النساء آية ‪.59‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.381 ،3/380‬‬ ‫‪2‬‬

‫ضا‪ ...:‬وكذلك الئممة ل‬


‫)( انظر المقالت ‪ ،1/121‬وفيه أي ً‬ ‫‪3‬‬

‫يجوز عليهم السهو‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.2/453‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪230‬‬
‫الرافضة‬
‫أنبياءه ول أنه قد يقممع منممه عممذاب أنبيممائه بممل هممم‬
‫متفقون على أنه يثيبهم ل محالمة ل يقمع منمه غيمر‬
‫ذلك لنه وعد بذلك وأخبر به وهممو صممادق الميعمماد‬
‫وعلم ذلك بالضرورة()‪.(1‬‬
‫ثم وضح أنه ليس المممراد نفممي القممدرة‪ ،‬وإنممما‬
‫نفي وقوع ذلك بوعد الله فقال‪) :‬إن أراد بمه أنهممم‬
‫يقولون إن الله قادر على ذلممك فهممو ل ينممازع فممي‬
‫القدرة‪ ،‬وإن أراد أنمما هممل نشممك هممل يفعلممه؟ أو ل‬
‫يفعلممه فمعلمموم‪ :‬أنمما ل نشممك فممي ذلممك بممل نعلممم‬
‫انتفاءه وعلمنا بانتفائه مستلزم لنتفائه()‪.(2‬‬
‫ثممم رد علممى زعممم الرافضممي بممأنه إذا جمماز أن‬
‫يسهو النبي أو يقع في خطمأ فمإن همذا ممما ينفمي‬
‫الوثوق ويجب التنفير‪ .‬فقال‪) :‬وأما قوله‪" :‬إن هممذا‬
‫ينفي الوثوق ويوجب التنفير" فليممس هممذا بصممحيح‬
‫فيما قبل النبوة ول فيما يقع خطأ ولكممن غممايته أن‬
‫يقال‪ :‬هذا موجود فيما تعمد من الذنب فيقممال بممل‬
‫إذا اعترف الرجل الجليل القدر بما هممو عليممه مممن‬
‫الحاجممة إلممى تمموبته واس متغفاره ومغفممرة اللممه لممه‬
‫ورحمته دل ذلك على صممدقه وتواضممعه وعبمموديته‬
‫لله وبعده عن الكبر والكذب بخلف من يقممول ممما‬

‫)( المنهاج ‪ ،87 ،3/86‬انظر ‪.1/446‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/89‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪231‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بي حاجة إلى شمميء مممن هممذا ول يصممدر منممي ممما‬
‫يحوجني إلى مغفرة اللمه لمي وتمموبته علممي ويصمر‬
‫على كل ما يقوله ويفعله بنمماء علممى أنممه ل يصممدر‬
‫منه ما يرجع عنه‪.‬‬
‫فإن مثل هذا إذا عرف من رجل نسبه النمماس‬
‫إلى الكذب والكفر والجهل وقد ثبت فمي الصممحيح‬
‫أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬لن يدخل أحد منكم الجنههة‬
‫بعمله« قالوا‪ :‬ول أنت يا رسول الله؟ قممال‪» :‬ول‬
‫أنههها إل أن يتغمهههدني اللهههه برحمهههة منهههه‬
‫وفضل«)‪ (1‬فكان هذا من أعظم ممادحه وكممذلك‬
‫قوله ‪» :‬ل تطروني كما أطههرت النصههارى‬
‫عيسى ابن مريههم فإنمهها أنهها عبههد فقولههوا‬
‫عبدالله ورسوله«)‪ (2‬وكل من سمع هذا عظمه‬
‫بمثل هذا الكلم()‪.(3‬‬
‫ثم ذكر عدًدا مممن المثلممة فممي ذلممك‪ ،‬مبينمما أن‬
‫هممذه الحمموال مممما ترفممع بهمما درجممات النبيمماء‬

‫)( البخمماري كتمماب المرضممي فممي بمماب »تمنممي المريممض‬ ‫‪1‬‬

‫الموت« ‪ ،7/10‬مسلم في كتمماب المنممافقين‪ ،‬بمماب »لممن‬


‫يدخل أحد الجنة بعمل‪ «...‬إلخ ‪.2171 -4/2169‬‬
‫)( البخاري كتاب النبياء باب »واذكر في الكتاب مريم إذ‬ ‫‪2‬‬

‫انتبذت من أهلهمما« اليممة ‪ ،4/142‬والمسممند ‪ ،1/13‬م ‪،24‬‬


‫‪.47‬‬
‫)( المنهاج ‪.404 ،2/403‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪232‬‬
‫الرافضة‬
‫لعترافهم بفقر العبودية وكمال الربوبية‪ ،‬ثم قممال‪:‬‬
‫)وما ذكره من عدم الوثوق والتنفير قد يحصل مع‬
‫الصرار والكثار ونحو ذلك وأما اللمم الذي يقترن‬
‫به التوبة والستغفار أو ما يقممع بنمموع مممن التأويممل‬
‫وما كان قبل النبوة فممإنه مممما يعظممم بممه النسممان‬
‫عند أولي البصار‪ ....‬فعلم أن التوبة والاستغفار ل‬
‫توجب تنفيرا ول تزيل وثوقا بخلف دعوى الممبراءة‬
‫مما يتاب منه ويستغفر ودعوى السلمة مما يحوج‬
‫الرجوع إلى الله واللجأ إليممه فممإنه هممو الممذي ينفممر‬
‫القلوب ويزيل الثقة فإن هذا لم يعلم أنه صممدر إل‬
‫عن كذاب أو جاهل‪.‬‬
‫وأمهها الول‪ :‬فممإنه يصممدر عممن الصممادقين‬
‫العالمين ومما يبين ذلك أنممه لممم يعلممم أحممد طعممن‬
‫في نبوة أحد من النبياء ول قدح في الثقة بمه بممما‬
‫دلممت عليممه النصمموص الممتي تيممب منهمما ول احتمماج‬
‫المسلمون إلى تأويل النصوص بما هو مممن جنممس‬
‫التحريف لها كما يفعلممه مممن يفعممل ذلممك والتمموراة‬
‫فيها قطعة من هممذا‪ ،‬وممما أعلممم أن بنممي إسممرائيل‬
‫قدحوا في نممبي مممن النبيمماء بتمموبته فممي أمممر مممن‬
‫المور وإنما كانوا يقدحون فيهم بالفتراء عليهم(‪.‬‬

‫* * *‬
‫‪233‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪234‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫تطاولهم على مقام النبوة‬
‫ممممن ذلمممك طعنهممم فممي رسمممالة النمممبي ‪،‬‬
‫وإشممراكهم عليمما معممه فممي الرسممالة‪ ،‬و تفضمميلهم‬
‫للثني عشر على النبياء وغيرها‪ :‬وقد طعنمموا فممي‬
‫أبي بكر‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنه يظهر موالة النبي ‪ ‬ويبط من‬
‫معاداته والطعن في الصممحابة طعممن فممي الرسممول‬
‫ما وكل إنمماء بممما‬‫‪ ،‬وهذا الكلم ينطبق عليهم تما ً‬
‫فيممه ينضممح‪ :‬قممال شمميخ السمملم فممي معممرض رده‬
‫لهذه الفريممة‪) :‬فكيممف يشممهد لبممي بكممر بممأن اللممه‬
‫معهما وهو)‪ (1‬ل يعلم ذلك والكلم بل علم ل يجمموز‬
‫وأيضا فإن الله أخبر بهذا عن الرسول إخبار مقرر‬
‫له ل إخبار منكر لممه فعلممم أن قمموله إن اللممه معنمما‬
‫من الخبر الصدق الذي أمر الله به ورضمميه ل مممما‬
‫أنكره وعابه‪.‬‬
‫وأيضا فمعلوم أن أضعف الناس عقل ل يخفى‬
‫عليه حال من يصحبه في مثممل هممذا السممفر الممذي‬
‫يعاديه فيه المل الذين هم بين أظهرهممم ويطلبممون‬
‫قتله وأوليمماؤه هنمماك ل يسممتطيعون نصممره فكيممف‬
‫يصحب واحدا ممممن يظهممر لممه ممموالته دون غيممره‬
‫وقد أظهر له هذا حزنه وهو مع ذلك عممدو لممه فممي‬

‫)( الضمير يعود إلى الرسول ‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪235‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الباطن والمصحوب يعتقد أنه وليممه وهممذا ل يفعلممه‬
‫إل أحمق الناس وأجهلهم‪.‬‬
‫فقبح الله من نسمب رسمموله الممذي همو أكمممل‬
‫الخلق عقل وعلما وخبرة إلممى مثممل هممذه الجهالممة‬
‫والغباوة()‪.(1‬‬
‫)وقممد بممرأ اللممه رسمموله وصممديقه مممن كممذبهم‬
‫وتبين أن قولهم يستلزم القدح في الرسول()‪.(2‬‬
‫وقال في موضع آخمر مبينما تفنيمد همذا الزعمم‬
‫الباطل‪) :‬وأبممو بكممر معممه دائممما ليل ونهممارا حضممرا‬
‫وسفرا في خلوته وظهوره ويمموم بممدر يكممون معممه‬
‫وحده في العريش ويكون فممي قلبممه ضمممير سمموء‬
‫والنبي ‪ ‬ل يعلم ضمير ذلك قممط وأدنممى مممن لممه‬
‫نوع فطنة يعلم ذلك في أقل من هذا الجتماع فهل‬
‫يظن ذلك بالنبي ‪ ‬وصديقه إل من هممو مممع فممرط‬
‫جهله وكمال نقص عقله من أعظم النمماس تنقصمما‬
‫للرسول وطعنا فيه وقدحا في معرفته‪ .‬فممإن كممان‬
‫هذا الجاهل مع ذلك محبا للرسول فهممو كممما قيممل‬
‫عدو عاقل خير من صديق جاهل()‪.(3‬‬
‫وبين أنهم )مخالفون للقرآن والسنة المتواترة‬
‫)( المنهاج ‪.8/430‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/431‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/478‬سيأتي تتممة لهمذا فمي الفصمل الول‬ ‫‪3‬‬

‫من الباب الثاني إن شاء الله‪.‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪236‬‬
‫الرافضة‬
‫ولجماع السابقين الولين والتابعين لهم بإحسممان(‬
‫)‪.(1‬‬
‫وأن باطن أمرهم الطعممن فممي الرسممالة‪ ،‬قممال‬
‫رحمه الله‪) :‬وأما الرافضة فيطعنون في الصممحابة‬
‫ونقلهم وباطن أمرهم الطعن في الرسالة()‪.(2‬‬
‫وقد بلغ بالرافضة حقممدهم علممى السمملم إلممى‬
‫أذية الله ورسوله قال شمميخ السمملم‪) :‬كممما يممذكر‬
‫عن بعض الرافضة أنممه آذى اللممه ورسمموله بسممبب‬
‫تقديم الله ورسوله لبي بكر وعممر وعمن بعضمهم‬
‫أنهم كانوا يقرءون شيئا من الحممديث فممي مسممجد‬
‫النبي ‪ ‬فأتوا على فضائل أبي بكر فلممما سمممعها‬
‫قممال لصممحابه‪» :‬تعلمههون واللههه بلءكههم مههن‬
‫صههاحب هههذا القههبر يقههول مههروا أبهها بكههر‬
‫فليصل بالناس لههو كنههت متخههذا مههن أهههل‬
‫الرض خليل لتخههذت أبهها بكههر خليل يههأبى‬
‫الله والمسلمون إل أبا بكر«)‪.(4)((3‬‬
‫وقال مبينمما تفضمميلهم للثنمي عشممر علممى مممن‬
‫سواهم من المسملمين‪) :‬والرافضممة تجعممل الئمممة‬

‫)( انظر المنهاج ‪.4/177‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/463‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سيأتي تخريج هذه الحاديث في الباب الثمماني الفصممل‬ ‫‪3‬‬

‫الول‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.138 -5/137‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪237‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الثنممى عشممر أفضممل مممن السممابقين الوليممن مممن‬
‫المهاجرين والنصار وغاليتهم يقولون إنهمم أفضمل‬
‫مممن النبيمماء لنهممم يعتقممدون فيهممم اللهيممة كممما‬
‫اعتقدته النصارى في المسيح()‪.(1‬‬
‫)ولهذا ل يوجد الغلو في طائفة أكثر مما يوجد‬
‫فيهم‪ .‬ومنهم من ادعى إلهية البشر‪ ،‬وادعى النبوة‬
‫في غيممر النممبي ‪ ،‬وادعممى العصمممة فممي الئمممة‪،‬‬
‫ونحو ذلك مممما هممو أعظممم مممما يوجممد فممي سممائر‬
‫الطوائف()‪.(2‬‬
‫وقد وضح أن منهم من ادعى إشراك علي ‪‬‬
‫في النبوة‪ ،‬ومنهم من ادعى النبوة لنفسممه‪ ،‬فقممال‬
‫مبينا بطلن تفسيرهم لبعض آيممات القممرآن كقمموله‬
‫أمري)‪ (3‬فقال‪) :‬فصرحوا‬ ‫‪‬‬ ‫تعالى‪ :‬وأشركه في‬
‫هنا بأن عليا كان شريكه في أمره كما كان هارون‬
‫شريك موسى وهذا قممول مممن يقممول بنبمموته وهممذا‬
‫كفر صريح وليس هو قول المامية وإنممما هممو مممن‬
‫قول الغالية‪.‬‬
‫وليس الشريك في المر هو الخليفة من بعده‬
‫فإنهم يدعون إمامته بعده ومشاركته له في أمممره‬

‫)( المنهاج ‪.482 -1/481‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/34‬انظر المنهاج ‪.1/374‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة طه ‪.32 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪238‬‬
‫الرافضة‬
‫في حياته وهؤلء المامية وإن كمانوا يكفمرون ممن‬
‫يقممول بمشمماركته لممه فممي النبمموة لكنهممم يكممثرون‬
‫سوادهم في المقال والرجال بمممن يعتقممدون فيممه‬
‫الكفممر والضمملل وبممما يعتقممدون أنممه مممن الكفممر‬
‫والضممملل لفمممرط منابمممذتهم للمممدين ومخمممالفتهم‬
‫لجماعممة المسمملمين وبغضممهم لخيممار أوليمماء اللممه‬
‫المتقين واعتقادهم فيهم أنهم من المرتممدين فهممم‬
‫كما قيل في المثل ]رمتني بدائها وانسلت[)‪.(2)((1‬‬
‫وقممال‪) :‬وأممما الشمميعة فكممثير منهممم يعممترفون‬
‫بأنهم إنما قصدوا بالملممك)‪ (3‬إفسمماد ديممن السمملم‬
‫ومعمماداة النممبي ‪ ‬كممما يعممرف ذلممك مممن خطمماب‬
‫الباطنيممة وأمثممالهم مممن الممداخلين فممي الشمميعة‪...‬‬
‫وأول هؤلء بل خيارهم هو المختممار بممن أبممي عبيممد‬
‫الكذاب)‪ (4‬فإنه كان أميممر الشمميعة وقتممل عبيممدالله‬

‫)( المثال لبي عبيد باب »تعييممر النسممان صمماحبه بعيممب‬ ‫‪1‬‬

‫هو فيه«‪.73/‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/276‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أي بالتملك والتسلط‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي‪ ،‬أبممو إسمحاق‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫كان أبوه من جلة الصحابة‪ ،‬ولد عام الهجممرة‪ ،‬وليممس لممه‬


‫صحبة‪ ،‬ول رؤية‪ ،‬وأخباره غير مرضممية قتلممه مصممعب بممن‬
‫الزبيممر بالكوفممة سممنة ‪67‬هممم‪ ،‬الصممابة ‪ ،10/77‬العلم‬
‫‪.7/192‬‬
‫‪239‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بممن زيمماد)‪ (1‬وأظهممر الانتصممار للحسممين حممتى قتممل‬
‫قاتله وتقرب بذلك إلى محمممد بممن الحنفيممة وأهممل‬
‫البيت ثم ادعى النبوة وأن جبريل يأتيه()‪.(2‬‬
‫وقممد وضممح أن هممذا ردة عممن السمملم و)أن‬
‫أعظم الناس ردة هم في الشيعة أكمثر منهممم فمي‬
‫سائر الطوائف()‪.(3‬‬

‫***‬

‫)( عبيد الله بن زياد بن أبيه أبو حفص أمير العممراق ولممي‬ ‫‪1‬‬

‫البصرة سنة ‪ 55‬هم‪ ،‬وله ‪ 22‬سنة‪ ،‬ت سممنة ‪67‬هممم‪ ،‬قتلممه‬


‫المختممار بممن عبيممد اللممه الثقفممي الكممذاب‪ ،‬انظممر السممير‬
‫‪ ،549 -3/545‬البداية والنهاية ‪ ،8/283‬الشذرات ‪.1/74‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،69 ،2/68‬انظر المنهاج ‪.3/459‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،3/459‬انظر ‪.4/329‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪240‬‬
‫الرافضة‬

‫الباب الثاني‬
‫موقفهم من الصحابة‬
‫وفيه خمسة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ /‬أبو بكر الصديق ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ /‬عثمان بن عفان ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ /‬علي بن أبي طالب ‪.‬‬
‫الفصل الخممامس ‪ /‬بقيممة الصممحابة رضممي اللممه‬
‫عنهم‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الول‬
‫أبو بكر الصديق ‪‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬خصائصه‪:‬‬
‫سممأذكر فممي هممذا الفصممل فضممائل الصممديق‬
‫ومناقبه‪ ،‬مبتدئا بذكر خصائصه في الفضائل العامة‬
‫ثم خلفته ثم أختم الفصل بذكر مطاعن الرافضممة‬
‫عليه‪ ،‬والرد عليها‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫أ‪ -‬مممن خصائصممه‪ ،‬أنممه أعلممم الصممحابة‪) :‬وفممي‬
‫الصحيحين عممن أبممي سممعيد الخممدري أن النممبي ‪‬‬
‫جلس على المنبر فقال‪» :‬إن عبدا خيههره اللههه‬
‫بين أن يؤتيه من زهرة الحياة الدنيا وبيههن‬
‫ما عنههده فاختههار مهها عنههده« فبكممى أبممو بكممر‬
‫وقال‪ :‬فديناك بآبائنا وأمهاتنمما قممال‪ :‬فكممان رسممول‬
‫الله ‪ ‬هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا بممه‪ ،‬فقممال‬
‫من الناس‬ ‫النبي ‪» :‬ل تبك أبا بكر إن من أ ّ‬
‫علي في صحبته وماله أبو بكههر ولههو كنههت‬
‫متخههذا خليل لتخههذت أبهها بكههر خليل ولكههن‬
‫أخوة السلم ل يبقين في المسجد خوخة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪242‬‬
‫الرافضة‬
‫إل خوخة أبي بكر«)‪.(2)((1‬‬
‫وهذا هو أمر مشهور‪.‬‬
‫ب‪ -‬إنفاقه في سبيل اللممه‪) :‬وفممي الصممحيحين‬
‫أن النممبي ‪ ‬قممال‪» :‬مههن أنفههق زوجيههن فههي‬
‫سبيل الله دعي من أبههواب الجنههة يهها عبههد‬
‫الله هذا خيههر فههإن كههان مههن أههل الصهلة‬
‫دعي من بههاب الصههلة وأن كههان مههن أهههل‬
‫الجهاد دعي من باب الجهاد وأن كههان مههن‬
‫أهل الصدقة دعي من باب الصدقة« فقمممال‬
‫أبو بكر‪ :‬يا رسول الله فما على من دعى من تلك‬
‫البواب كلها من ضرورة فهل يدعى أحد من تلممك‬
‫البممواب كلهمما قممال‪» :‬نعههم وأرجههو أن تكههون‬
‫منهم«)‪ (3‬ولم يذكر هذا لغير أبي بكر ‪...‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الصلة باب »الخوخمة والمممر‬ ‫‪1‬‬

‫فمي المسمجد« ‪،1/119‬م ‪ ،120‬وكتمماب فضمائل أصممحاب‬


‫النبي ‪ ‬باب »سدوا البواب إل باب أبي بكممر« ‪،4/190‬‬
‫‪ ،191‬وفي كتاب مناقب النصار بمماب »هجممرة النممبي ‪‬‬
‫إلى المدينة« ‪ ،4/253‬م ‪ ،245‬ومسلم في كتمماب فضممائل‬
‫الصحابة باب »من فضائل أبي بكممر الصممديق« ‪،4/1854‬‬
‫‪ ،1855‬وغيرهما‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،549 /8‬انظر ‪،427 -8/425‬م ‪،498‬م ‪،5/20‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.505 ،375 ،7/283 ،35‬‬


‫)( رواه البخممماري فمممي كتممماب الصممموم‪ ،‬بممماب »الريمممان‬ ‫‪3‬‬

‫للصائمين« ‪ ،277 /2‬وكتاب »بممدء الخلممق« بمماب »ذكممر‬


‫الملئكة صلوات الله عليهم« ‪ ،4/80‬وغيرها‪ ،‬ومسلم في‬
‫‪243‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقد قال رسول الله ‪» :‬مهها نفعنههي مههال‬
‫كمال أبي بكر«)‪ (1‬وهممذا صممريح فممي اختصاصممه‬
‫بهذه الفضيلة لم يشركه فيها علي ول غيره()‪.(2‬‬
‫)وفي الترمذي وسنن أبممي داود عممن عمممر ‪‬‬
‫قال امرنا رسول الله ‪ ‬أن نتصدق فوافممق منممى‬
‫مال فقلمت اليموم أسمبق أبما بكمر أن سمبقته قمال‬
‫فجئت بنصف مالي فقال النبي ‪» :‬مهها أبقيههت‬
‫لهلك؟« قلت مثله واتى أبو بكر بكممل ممما عنممده‬
‫فقال‪» :‬يا أبا بكر ما أبقيههت لهلههك؟« قممال‪:‬‬
‫اللممه ورسمموله قلممت‪» :‬ل أسهابقه إلههى شههيء‬

‫كتاب الزكمماة بمماب »مممن جمممع الصممدقة والممبر« ‪،2/711‬‬


‫‪،712‬مم ‪ ،713‬وغيرهمما‪ .‬فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد‬
‫‪.197 ،1/196‬‬
‫)( المسند تحقيق أحمد شاكر ‪ ،13/83‬وكذلك ‪،16/320‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،321‬وصححه‪ ،‬والترمذي كتاب المناقب باب مناقب أبي‬


‫بكر ‪ ،5/609‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب من‬
‫هممذا المموجه‪ ،‬وابممن ممماجه فممي المقدمممة ‪ ،1/36‬فضممائل‬
‫الصحابة للمام أحمد ‪ ،68 -1/64‬وفي مسممند الحميممدي‬
‫‪ ،1/121‬وكذا اللباني في صحيح الجامع ‪.5/190‬‬
‫)( المنهاج ‪.163 -7/161‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪244‬‬
‫الرافضة‬
‫أبدا«)‪.(2)((1‬‬
‫جه‪ -‬ومن خصائصه كممونه أفضممل المممة بعممد‬
‫رسول الله ‪:‬‬
‫)ثبت في الصحيحين عن ابن عبمماس)‪ (3‬رضممي‬
‫الله عنهما من خطبة عمر التي قال فيها‪:‬‬
‫]وليس فيكم من تقطع إليه العناق مثممل أبممي‬
‫بكر‪ ،‬وإنه كان من خيرنا حيممن تمموفي رسممول اللممه‬
‫‪ ،[‬وذكر الحديث‪ ،‬وفيه أن الصديق قال‪] :‬ولقممد‬
‫رضمميت لكممم أحممد هممذين الرجليممن فبممايعوا أيهممما‬
‫شئتم[ فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة)‪- (4‬وهممو جممالس‬

‫)( سنن الترمذي في كتاب المناقب‪ ،‬باب أبي بكر وعمر‬ ‫‪1‬‬

‫رضي اللممه عنهممما كلهممما ‪ ،5/614‬م ‪ ،615‬وأبممو داود فممي‬


‫كتاب الزكاة باب الرخصة في ذلك ‪ ،313 ،2/312‬سنن‬
‫الدارمي كتاب الزكمماة بمماب »الرجممل يتصممدق بجميممع ممما‬
‫عنده« ‪.1/329‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/164‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم‬ ‫‪3‬‬

‫النبي ‪ ‬ولد قبل الهجرة بثلث سنين‪ ،‬ودعمما لممه رسممول‬


‫الله ‪ ‬بالفهم في القممرآن فكممان يسمممى الحممبر والبحممر‬
‫لسعة علمه‪ ،‬توفي سنة ‪68‬هم‪ ،‬بالطائف‪ ،‬الخلصة ‪،2/69‬‬
‫‪ ،70‬التقريب ‪.309 /‬‬
‫)( هممو عممامر بممن عبممد اللممه بممن الجممراح‪ ،‬أحممد السممابقين‬ ‫‪4‬‬

‫الولين‪ ،‬وأحممد المبشممرين بالجنممة سممماه النممبي ‪ ‬أميممن‬


‫هذه المة‪ ،‬غزا غزوات كثيرة توفي سنة ‪18‬هم‪ ،‬السير ‪/1‬‬
‫‪ ،23 -5‬الخلصة ‪.23 /2‬‬
‫‪245‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بيننا‪ -‬فلم أكره مما قال غيرها‪ ،‬كممان ‪ -‬واللممه ‪ -‬أن‬
‫أقدم فتضرب عنقي ل يقربني ذلك من إثممم أحممب‬
‫إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر‪ ،‬اللهم إل‬
‫أن تسول لممي نفسممي شمميئا عنممد الممموت ل أجممده‬
‫الن)‪.(2)((1‬‬
‫)قال عمر‪ :‬أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا‪ ،‬يعنممي‬
‫بلل)‪.(4)((3‬‬
‫)وفممي الصممحيحين عممن عمممر ‪ ‬قممال‪ :‬أنممت‬
‫سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ‪.(6)((5)‬‬
‫)بل روي عنه ‪ ‬أنه قال في خطبتممه‪» :‬أيههها‬
‫)( رواه البخاري في الكتاب الحدود بمماب »رجممم الحبلممى‬ ‫‪1‬‬

‫من الزنى إذا أحصنت« ‪ 28 -8/25‬المسند تحقيق أحمد‬


‫شاكر ‪ ،327 -1/323‬وقال‪ :‬وروى بعضممه مسمملم ‪،2/33‬‬
‫من طريق يونس‪ ،‬ولم أجده فيه‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،278 -8/277‬انظر ‪.5/468 ،4/465‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب فضائل أصممحاب النممبي ص ‪،4‬‬ ‫‪3‬‬

‫بمماب »منمماقب بلل بممن ربمماح مممولى أبممي بكممر«‪ ...‬إلممخ‪،‬‬


‫‪.7/187‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/187‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( البخاري في كتاب فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ...‬إلممخ‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫قول النبي ‪» :‬لممو كنممت متخممذا خليل‪ ...‬إلممخ« ‪،4/194‬‬


‫كتاب الحدود باب »رجممم الحبلممى« ‪ ،171 -8/168‬ولممم‬
‫أجده في مسلم‪ .‬السنة لبن أبي عاصم ‪ ،2/556‬وحسنه‬
‫اللباني في ظلل الجنة‪.‬‬
‫)( المنهمماج ‪،7/283‬م ‪،284‬م ‪،375‬م ‪ ،376‬انظممر ‪،1/518‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪.4/466‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪246‬‬
‫الرافضة‬
‫الناس اعرفههوا لبههي بكههر حقههه‪ ،‬فههإنه لههم‬
‫يسؤني قط«)‪.(2)((1‬‬
‫)وفي سنن أبممي داود أن النممبي ‪ ‬قممال لبممي‬
‫بكممر‪» :‬أما إنك يهها أبهها بكههر أول مههن يههدخل‬
‫الجنة من أمتي«)‪.(4)((3‬‬
‫د‪ -‬من خصائص صممحبته للنممبي ‪ ‬فممي الغممار‪:‬‬
‫)إن الفضيلة في الغار ظاهرة بنص القممرآن لقمموله‬
‫تعممالى‪ :‬إذ يقول لصههاحبه ل تحههزن إن اللههه‬
‫معنهها‪ ،(5)‬فممأخبر الرسممول ‪ ‬أن اللممه معممه ومممع‬
‫صاحبه‪ ،‬كما قال لموسممى وهممارون ‪‬إننههي معكمهها‬
‫أسمع وأرى‪.((6)‬‬
‫)‪(7‬‬
‫وقد أخرجا في الصحيحين من حممديث أنممس‬

‫)( الطبراني فمي الكمبير ‪،6/126‬م ‪ ،127‬السمتيعاب فمي‬ ‫‪1‬‬

‫معرفممة الصممحاب ‪ ،4/282‬تاريممخ الخلفمماء ‪ ،52/‬الصممابة‬


‫‪.4/280‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/235‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سنن أبي داود في كتاب السممنة بمماب »فممي الخلفمماء«‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،5/41‬والمسممتدرك ‪ ،3/73‬وقممال‪» :‬هممذا حممديث صممحيح‬


‫علممى شممرط الشمميخين ولممم يخرجمماه« فضممائل الصممحابة‬
‫للمام أحمد ‪.392 /1‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/163‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( التوبة‪.40 /‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( طه‪.46 /‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أنس بن مالك بممن النضممر النصمماري الخزرجممي خممادم‬ ‫‪7‬‬


‫‪247‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عن أبي بكر الصديق ‪ ‬قال‪) :‬نظرت إلممى أقممدام‬
‫المشركين على رءوسنا ونحن في الغار فقلممت يمما‬
‫رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لبصممرنا‬
‫فقممال‪» :‬يهها أبهها بكههر مهها ظنههك بههاثنين اللههه‬
‫ثالثهما«)‪.(1‬‬
‫وهذا الحديث مع كونه مممما اتفممق أهممل العلممم‬
‫بالحديث علممى صممحته وتلقيممه بممالقبول والتصممديق‬
‫فلممم يختلممف فممي ذلممك اثنممان منهممم فهممو مممما دل‬
‫هل‬ ‫حب ِ ِ‬
‫صهها ِ‬
‫ل لِ َ‬ ‫القرآن على معناه يقول‪ :‬إ ِذْ ي َ ُ‬
‫قو ُ‬
‫عَنا‪.(3)((2)‬‬
‫م َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن إِ ّ‬
‫حَز ْ‬
‫تَ ْ‬
‫)ومن تأمل هذا وجد فضائل الصديق الممتي فممي‬
‫الصمممحاح كمممثيرة وهمممي خصمممائص مثمممل حمممديث‬
‫المخالفة)‪ (4‬وحديث إن الله معنا وحمديث إنمه أحممب‬

‫رسول الله ‪ ،‬خممدمه عشممر سممنين تمموفي سممنة ‪92‬هممم‪،‬‬


‫وقيل غيرها‪ .‬الخلصة ‪ ،1/105‬التقريب ‪.115‬‬
‫)( البخاري في تفسممير القممرآن »تفسممير سممورة التوبممة«‬ ‫‪1‬‬

‫ما فِممي ال ْغَمماِر‪ ، 5/224‬وكتمماب‬ ‫باب قوله‪َ :‬ثان ِ َ‬


‫ي اث ْن َي ْ ِ‬
‫ن إ ِذ ْ هُ َ‬
‫مناقب النصار باب »هجممرة النممبي ‪ ‬إلممى المدينممة« ‪/4‬‬
‫‪ ،263‬وغيرها‪ ،‬وكتاب فضائل أصممحاب النممبي ‪، 4/1854‬‬
‫المسند ‪ ،159 /1‬وقال أحمد شمماكر‪ :‬إسممناده صممحيح‪ ،‬و‬
‫غيرهم‪.‬‬
‫)( التوبة ‪.40 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/372‬انظر ‪.446 -8/463‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تقدم تخريجه قريبا‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪248‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫الرجال إلى النبي ‪ (1)‬وحديث التيان إليه بعممده‬
‫وحديث كتابة العهد إليه بعمده)‪ (3‬وحمديث تخصيصمه‬
‫بالتصديق ابتداء والصحبة وتركه له)‪ (4‬وهو قوله‪»:‬‬
‫فهل أنتم تاركو لي صههاحبي؟!«)‪ (5‬وحممديث‬
‫دفعه عنه عقبة بن أبي معيط)‪ (6‬لما وضممع الممرداء‬

‫)( رواه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫»قممول النممبي‪ :‬لممو كنممت متخممذا خليل‪ ....‬إلممخ« ‪،192 /4‬‬


‫ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب »من فضائل أبممي‬
‫بكر الصديق« ‪ ،1856 /4‬المسند ‪ ،6/141 ،4/203‬وفي‬
‫فضائل الصحابة للمام أحمد ‪ ،2/740 ،1/197‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( رواه البخاري في كتمماب فضممائل أصممحاب النممبي بمماب‬ ‫‪2‬‬

‫»قول النبي‪ :‬لو كنت متخذا من أمممتي خليل‪،4/191 «...‬‬


‫مسلم في كتاب فضائل الصممحابة مممن فضممائل أبممي بكممر‬
‫الصديق ‪. 4/1855- 1857‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب المرضى باب قممول المريممض‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫إنممي وجممع‪ ...‬إلممخ ‪ ،9-7/7‬وفممي كتمماب الحكممام بمماب‬


‫السممتخلف ‪،8/125‬مم ‪ ،126‬مسمملم فممي كتمماب فضممائل‬
‫الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق ‪. 4/1857‬‬
‫)( البخاري في كتاب فضممائل أصممحاب النممبي بمماب قمموله‬ ‫‪4‬‬

‫‪» :‬لممو كنممت متخممذا خليل« إلممخ ‪ ،4/192‬وفممي تفسممير‬


‫ل ي َمما أ َي ّهَمما‬
‫القرآن »سورة العراف« باب »قوله تعالى ‪‬قُ م ْ‬
‫ل الل ّهِ إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م ‪ ،» 5/197‬وغيره‪.‬‬ ‫سو ُ‬
‫س إ ِّني َر ُ‬
‫الّنا ُ‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( هو عقبة بن أبان بن ذكوان بن أميممة بممن عبممد شمممس‬ ‫‪6‬‬

‫مممن مقممدمي قريممش فممي الجاهليممة كممان شممديد الذى‬


‫للمسلمين عنممد ظهممور الممدعوة‪ ،‬فأسممر يمموم بممدر وقتممل‪،‬‬
‫العلم ‪ ،4/240‬الكامممل فممي التاريممخ ‪ ،130 /2‬البدايممة‬
‫‪249‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في عنقه حتى خلصه أبو بكر وقممال أتقتلممون رجل‬
‫أن يقممول ربممي اللممه؟!)‪ (1‬وحممديث اسممتخلفه فممي‬
‫الصلة وفي الحج)‪ (2‬وصبره وثباته بعد موت النبي‬
‫‪ ‬وانقياد المة له وحديث الخصال التي اجتمعت‬
‫فيه في يوم وما اجتمعت في رجممل إل وجبممت لممه‬
‫الجنة)‪ ،(3‬وأمثال ذلك()‪.(4‬‬

‫والنهاية ‪.306 -305 /3‬‬


‫)( البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي بمماب »حممدثنا‬ ‫‪1‬‬

‫الحميدي ومحمممد بممن عبممد اللممه « ‪ ،4/197‬م ‪ ،198‬وفممي‬


‫كتاب مناقب النصممار بماب »مما لقممي النمبي ‪» 4/239،‬‬
‫‪ ،240‬وقال ابممن كممثير بعممد أن ذكممر الحممديث‪» :‬انفممرد بممه‬
‫البخاري‪ ،‬وقد رواه في أماكن مممن صممحيحه‪ ،‬وذكممر عمدًدا‬
‫ممن خرجوه«‪ ،‬انظر البداية والنهاية ‪.46 -3/44‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الحج بمماب »ل يطمموف بممالبيت‬ ‫‪2‬‬

‫عريممان ول يحممج مشممرك« ‪ ،2/164‬وفممي كتمماب تفسممير‬


‫َ‬
‫ه‬ ‫ن الل ّهِ وََر ُ‬
‫سول ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سورة براءة باب قوله تعالى‪  :‬وَأَذا ٌ‬
‫ن ّ‬
‫س ‪ ...‬إلممخ ‪،5/202‬م ‪ ،203‬وفممي كتمماب الصمملة‬ ‫َ‬
‫إ ِلممى الن ّمما ِ‬
‫»باب ما يستر مممن العممورة« ‪ ،1/197‬مسمملم فمي كتمماب‬
‫الحممج بمماب »ل يحممج الممبيت مشممرك ول يطمموف‪ «...‬إلممخ‬
‫‪.2/982‬‬
‫)( مسلم في كتاب فضائل الصحابة من فضائل أبي بكممر‬ ‫‪3‬‬

‫الصممديق ‪ ، 4/1857‬وكتمماب الزكمماة بمماب مممن جمممع‬


‫الصدقات وأعمال البر ‪.2/713‬‬
‫)( المنهاج ‪.8/419‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪250‬‬
‫الرافضة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بقية الفضائل‪:‬‬
‫أ‪ -‬علمه‪:‬‬
‫قممال شمميخ السمملم فممي التعليممق علممى قممول‬
‫الرافضممي عممن علممي‪») :‬الثممالث‪ :‬أنممه كممان أعلممم‬
‫الناس بعد رسول الله ‪.«‬‬
‫والجههواب‪ :‬أن أهممل السممنة يمنعممون ذلممك‬
‫ويقولون ما اتفق عليه علممماؤهم أن أعلممم النمماس‬
‫بعد رسول الله ‪ ‬أبو بكر ثم عمر وقممد ذكممر غيممر‬
‫واحد الجماع)‪ (1‬علممى أن أبمما بكممر اعلممم الصممحابة‬
‫كلهم ودلئل ذلك مبسوطة في موضممعها فممانه لممم‬
‫يكن أحد يقضي ويخطب ويفممتي بحضممرة النممبي ‪‬‬
‫إل أبو بكر ‪ ‬ولم يشتبه علممى النمماس شمميء مممن‬
‫أمر دينهم إل فصله أبو بكر فانهم شكوا في موت‬
‫النبي ‪ ‬فبينه أبو بكر ثم شكوا في مممدفنه فممبينه‬
‫ثم شكوا في قتممال مممانعي الزكمماة فممبينه أبممو بكممر‬
‫خل ُ ّ‬
‫ن‬ ‫وبيممن لهممم النممص فممي قمموله تعممالى‪ :‬ل َت َهدْ ُ‬
‫ن‪ (2)‬وبيممن‬ ‫ه آَ ِ‬
‫مِنيه َ‬ ‫شهاءَ الّله ُ‬
‫ن َ‬
‫م إِ ْ‬ ‫جدَ ال ْ َ‬
‫حهَرا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ْ‬

‫)( مثل منصور بممن عبممد الجبممار السمممعاني وغيممره انظممر‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪ ،5/497‬وستأتي ترجمته‪.‬‬


‫)( الفتح‪ ،27 /‬والحديث رواه البخاري في كتاب التفسممير‬ ‫‪2‬‬

‫تفسممير سممورة الفتممح )‪ (46 -6/45‬ومسمملم فممي كتمماب‬


‫الجهمماد والسممير بمماب صمملح الحديبيممة ‪ ،3/1411‬م ‪،1412‬‬
‫وفيممه فجمماء عمممر فقممال‪ :‬ألسممنا علممى الحممق وهممم علممى‬
‫‪251‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫لهم أن عبدا خيره الله بين الدنيا والخرة)‪ (1‬ونحممو‬
‫ذلك وفسر الكللة)‪ (2‬فلم يختلفوا عليه‪.‬‬
‫وكان علي وغيره يروون عن أبي بكر كما في‬
‫السنن عن علي قال كنمت إذا سممعت ممن النمبي‬
‫‪ ‬حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منممه فممإذا‬
‫حممدثني غيممره اسممتحلفته فممإذا حلممف لممي صممدقته‬
‫حدثني أبو بكر‪ -‬وصدق أبو بكر قممال‪ :‬قممال رسممول‬
‫الله ‪» :‬ما من مسلم يذنب ذنبا ثههم يتوضههأ‬
‫ويصلي ركعتين يستغفر الله تعالى إل غفر‬
‫له«)‪.(3‬‬
‫الباطل؟ أليس قتلنا في الجنة وقتلهم في النممار؟ قممال‪:‬‬
‫بلى قال‪ :‬ففيما نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكممم‬
‫الله بيننا ؟ فقال‪ :‬يا ابن الخطاب أنممي رسممول اللممه ولممن‬
‫يضيعني الله أبدا فرجع متغيظا فلم يصممبر حممتى جمماء أبمما‬
‫بكممر فقممال‪ :‬يمما أبمما بكممر ألسممنا علممى الحممق وهممم علممى‬
‫الباطل ؟ قال‪ :‬يمما ابممن الخطمماب‪ ،‬أنممه رسممول اللممه ولممن‬
‫يضيعه أبدا فنزلت سورة الفتح‪ ،‬ورواه غيرهما‪.‬‬
‫)( مر الحديث في أول الفصل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر السنن الكبرى للبيهقي ‪ ،6/224‬وسنن الممدارمي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2/264‬ومصنف عبد الرازق ‪ ،10/304‬وتفسير الطبري‬


‫ث‬ ‫جم ٌ‬
‫ل ي ُمموَر ُ‬ ‫سورة النساء عند قوله تعالى‪ :‬وَِإن ك َمما َ‬
‫ن َر ُ‬
‫ة‪  8/53، 45، 55‬تحقيق محمود شاكر‪ ،‬والدر المنثممور‬ ‫ك َل َل َ ً‬
‫عند تفسير الية السابقة ‪.2/756‬‬
‫)( الحديث مع اختلف في بعض اللفمماظ عممن علممي عممن‬ ‫‪3‬‬

‫أبي بكر الصديق رضي اللممه عنهممما فممي سممنن أبممي داود‬
‫‪ 2/180‬كتاب الصلة باب الستغفار‪ .‬والترمممذي ‪،2/257‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪252‬‬
‫الرافضة‬
‫صمما‪...‬‬
‫ولممم يحفممظ لبممي بكممر فتيمما تخممالف ن ً‬
‫والصواب في الجد قول الصديق كما قد بينمما ذلممك‬
‫في مصنف مفرد)‪ ،(1‬وذكرنا فيه عشرة وجوه تدل‬
‫على صحة قوله وجمهور الصحابة معممه فممي الجممد‬
‫نحو بضعة عشر منهممم والممذين نقممل عنهممم خلفممه‬
‫كزيد وابن مسعود واضممطربت أقمموالهم اضممطرابا‬
‫يبين أن قوله هو الصواب دون قولهم‪.‬‬
‫وقد نقل غير واحد الجممماع علممى أن أبمما بكممر‬
‫أعلم من علي منهم المام منصور بن عبممد الجبممار‬
‫السمعاني المروزي)‪ (2‬أحمد أئممة الشمافعية وذكمر‬
‫‪ ،258‬كتاب الصلة باب ما جاء فممي الصملة عنممد التوبممة‪،‬‬
‫وقممال‪» :‬حممديث علممي حسممن«‪ ،‬وفممي سممنن ابممن ممماجه‬
‫‪ ،1/446‬كتاب إقامة الصلة باب ما جمماء فممي أن الصمملة‬
‫كفارة‪ ،‬وفي المسند )ط‪ .‬المعارف( تحقيق أحمممد شمماكر‬
‫‪،153 /1‬م ‪،154‬م ‪،174‬م ‪ ،158‬وقال الشيخ أحمد شاكر‬
‫في تعليقه‪» :‬إسناده صحيح في المواضع الربعة«‪ ،‬وقال‬
‫ابن حجمر فمي تهمذيب التهمذيب عنمد ترجممة أسمماء بمن‬
‫الحكم في الكلم على هذا الحممديث ‪،1/267‬م ‪ :268‬هممذا‬
‫الحديث جيد السناد‪.‬‬
‫)( ذكممره ابممن عبممد الهممادي فممي العقممود الدريممة تحقيممق‬ ‫‪1‬‬

‫الفقممي‪ ،95 /‬فقممال‪ :‬ولممه مسممألة فممي أن الجممد يسممقط‬


‫الخوة‪.‬‬
‫)( لعلممه منصممور بممن محمممد بممن عبممد الجبممار السمممعاني‬ ‫‪2‬‬

‫المممروزي التميمممي أبممو المظفممر‪ ،‬فممإني لممم أجممد فممي‬


‫ما اسمه منصور بن عبد الجبممار‪ ،‬ومنصممور‬ ‫السمعانين عال ً‬
‫هذا ولد سنة ‪426‬هم‪ ،‬وتعلم الفقه ونبغ فممي مممذهب أبممي‬
‫‪253‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فممي كتممابه »تقممويم الدلممة« الجممماع مممن علممماء‬
‫السنة أن أبا بكر أعلم مممن علممي كيممف وأبممو بكممر‬
‫كان بحضرة النبي ‪ ‬يفتي ويأمر وينهى ويخطممب‬
‫كما كان يفعل ذلك إذا خرج النممبي ‪- ‬هممو وإيمماه‪-‬‬
‫يدعو الناس إلى السلم ولما همماجرا ويمموم حنيممن‬
‫وغير ذلك من المشاهد وهو ساكت يقره ولم تكن‬
‫هذه المرتبة لغيره()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬وأيضا فإن الصديق استخلفه النممبي ‪‬‬
‫على الصلة التي هي عمود السلم وعلممى إقامممة‬
‫المناسمك قبمل أن يحمج النمبي ‪ ‬فنمادى‪» :‬أن ل‬
‫يحج بعد العام مشههرك ول يطههوف بههالبيت‬
‫عريان« وأردفممه بعلممي فقممال‪ :‬أميممر أم مممأمور؟‬
‫ي فكممان‬ ‫فقال بل مممأمور فممأمر أبمما بكممر علممى علم ّ‬

‫حنيفممة علممى والممده‪ ،‬ثممم تحممول شممافعيا‪ ،‬قممال الممذهبي‪:‬‬


‫»مفتي خراسان شيخ الشممافعية« مممن كتبممه »التفسممير«‬
‫وهممو مشممهور وكتمماب »القواميممة« قممال السممبكي‪ :‬وكممان‬
‫صنفها لنظام الملك في تقديم أدلممة المامممة »قممال أهممل‬
‫السنة‪ :‬أبو بكر ‪ ‬أفضل الصممحابة فممي جميممع الشممياء«‬
‫السير ‪ ،119 -19/114‬البداية والنهايممة ‪ ،7/153‬اللبمماب‬
‫‪ ،139 -2/138‬الشممذرات ‪ ،3/393‬طبقممات الشممافعية‬
‫للسبكي ‪ ،26 -4/21‬وفيه منصور بن أحمد‪.‬‬
‫)( المنهمماج ‪ ،502 -7/500‬انظممر ‪،503 -5/496‬م ‪،513‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.8/61‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪254‬‬
‫الرافضة‬
‫ممن أمره النبي ‪ ‬أن يسمع ويطيع لبي بكر)‪.(1‬‬
‫وهذا بعد غزوة تبوك التي استخلف فيهمما عليمما‬
‫على المدينة‪.‬‬
‫وكتاب أبي بكر في الصدقات)‪ (2‬أصممح الكتممب‬
‫وآخرها ولهذا عمل بممه عامممة الفقهمماء وغيممره فممي‬
‫كتابه ما هو متقدم منسمموخ فممدل علممى أنممه أعلممم‬
‫بالسنة الناسخة‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن أبي سعيد)‪ (3‬قال كان أبو‬

‫)( البخاري في كتاب الصلة بمماب ممما يسممتر مممن العممورة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1/97‬وفي كتاب الحج باب ل يطمموف بممالبيت عريممان‪...‬‬


‫إلممخ ‪ ،2/164‬وفممي كتمماب المعممازي بمماب حممج أبممي بكممر‬
‫بالناس‪ ...‬إلخ ‪ ،5/115‬وغيرها‪ ،‬سنن أبي داود في كتمماب‬
‫الحج باب يوم الحمج الكمبر ‪ ،2/483‬سمنن النسمائي فمي‬
‫كتاب مناسك الحممج بمماب قمموله‪» :‬خممذوا زينتكممم«‪ ...‬إلممخ‬
‫‪ ،5/336‬سممنن الممدارمي كتمماب السممير بمماب فممي الوفمماء‬
‫للمشممركين فممي العهممد ‪ ،2/154‬م ‪ ،155‬المسممند تحقيممق‬
‫أحمممد شمماكر ‪،1/56‬مم ‪،2/32‬مم ‪ ،15/133‬وكلهمما يقممول‪:‬‬
‫إسنادها صحيح‪.‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الزكاة باب العرض في الزكاة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2/122‬وفي بماب زكماة الغنمم ‪،2/123‬م ‪ ،124‬وغيرهما‪.‬‬


‫وفي كتاب الحيل بمماب فممي الزكمماة ‪ ،8/59‬م ‪ ،60‬والمممام‬
‫أحمد ‪ ،1/183‬تحقيق أحمد شاكر‪ ،‬والنسائي في الزكمماة‬
‫باب زكاة البل ‪ ،23 -5/18‬والحمماكم فممي كتمماب الزكمماة‬
‫‪،1/390‬م ‪،391‬م ‪ ،392‬والبيهقي في السنن الكممبرى فممي‬
‫كتاب الزكاة باب كيف فرض الصدقة ‪ ،4/58‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( سعد بن مالك بن سنان بن عبيد النصاري‪ ،‬لممه ولبيممه‬ ‫‪3‬‬
‫‪255‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫بكر أعلمنا بالنبي ‪.‬‬
‫وأيضا فالصحابة لم يتنازعوا في زمن أبي بكر‬
‫في مسألة إل فصلها وارتفع النزاع فل يعلم بينهممم‬
‫في زمممانه مسممألة تنممازعوا فيهمما إل ارتفممع النممزاع‬
‫بينهم بسببه كتنازعهم فممي وفمماة النممبي ‪ ‬ودفنممه‬
‫وميراثه وتجهيز جيش أسامة وقتال مانعي الزكمماة‬
‫وغير ذلك من المسائل الكبار‪.‬‬
‫بل كان ‪ ‬هو خليفة رسول الله ‪ ‬فيهم حقا‬
‫يعلمهم ويقومهم ويشجعهم ويبين لهم مممن الدلممة‬
‫ما تزول معه الشبهة فلم يكونوا معه يختلفون‪.‬‬
‫وبعده فلم يبلغ علم أحد وكماله علم أبي بكممر‬
‫وكماله فصاروا يتنازعون في بعض المسممائل كممما‬
‫تنازعوا في الجد والأخوة وفي الحممرام)‪ (2‬والطلق‬
‫الثلث وفي متعة الحممج ونفقممة المبتوتممة وسممكناها‬
‫وغير ذلك من المسائل المعروفة مممما لممم يكونمموا‬
‫يتنازعون فيه على عهد أبي بكر‪.‬‬
‫وكانوا يخالفون عمر وعثمان وعليمما فممي كممثير‬

‫صحبة استصغر بأحد ثم شهد ما بعدها‪ .‬ت بالمدينة سممنة‬


‫‪ 74‬همم‪ ،‬وقيمل‪ :‬قبمل ذلمك‪ .‬الخلصمة ‪ ،1/371‬التقريمب ‪/‬‬
‫‪.232‬‬
‫)( سبق في أول هذا الفصل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المقصود به إذا قال النسان لزوجته‪ :‬إنها عليممه حممرام‬ ‫‪2‬‬

‫هل هو طلق أم ظهار أم يمين‪.‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪256‬‬
‫الرافضة‬
‫من أقوالهم ولم يعرف أنهم خممالفوا الصممديق فممي‬
‫شيء مما كان يفتي به ويقضممي وهممذا يممدل علممى‬
‫غاية العلم()‪.(1‬‬
‫وقد بيممن فضممل أبممي بكممر ورعيتممه علممى علممي‬
‫ورعيته فقال‪) :‬وأممما أبممو بكممر فكممان الممذين حممول‬
‫منبره هم أكابر أصحاب النبي ‪ ‬الذين تعلموا من‬
‫رسول الله ‪ ‬العلم والدين فكانت رعية أبي بكممر‬
‫أعلم المة وأدينها وأما الذين كان علممي يخمماطبهم‬
‫فهم من جملة عمموام النمماس التممابعين وكممان كممثير‬
‫منهم من شرار التابعين ولهذا كان علي ‪ ‬يذمهم‬
‫ويممدعو عليهممم وكممان التممابعون بمكممة والمدينممة‬
‫والشممام والبصممرة خيممرا منهممم وقممد جمممع النمماس‬
‫القضية والفتمماوى المنقولمة عمن أبمي بكمر وعمممر‬
‫وعثمان وعلي فوجمدوا أصموبها وأدلهما علمى علمم‬
‫صاحبها أمور أبي بكر ثم عمر‪.‬‬
‫ولهذا كان ما يوجد من المور التي وجممد نممص‬
‫يخالفها عن عمر أقل مما وجد عن علي وأممما أبممو‬
‫بكر فل يكمماد يوجممد نممص يخممالفه وكممان هممو الممذي‬
‫يفصل المور المشممتبهة عليهممم ولممم يكممن يعممرف‬
‫منهم اختلف على عهممده وعامممة ممما تنممازعوا فيممه‬
‫)( المنهاج ‪ ،509 ،7/508‬انظر ‪ ،522 -7/517‬وفيه نقل‬ ‫‪1‬‬

‫شيخ السلم رد ابن حزم علممى ادعمماء الرافضممة أن عليمما‬


‫أعلم من أبي بكر‪.‬‬
‫‪257‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مممن الحكممام كممان بعممد أبممي بكممر()‪ .(1‬وقممد سممبق‬
‫دا خيره الله«‪ ،‬وفيه وكان أبممو بكممر‬ ‫حديث‪» :‬إن عب ً‬
‫أعلمنا)‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬كمال إيمان أبي بكر‪:‬‬
‫ثم ذكر كمال إيمان أبي بكر فقال‪) :‬وقد ثبممت‬
‫فممي الصممحيح أن النممبي ‪ ‬قممال لصممحابه‪» :‬مهن‬
‫اصبح منكم اليوم صائما؟« فقال أبو بكممر‪ :‬أنمما‬
‫قال‪» :‬فمن تبع منكم جنازة؟« قال أبممو بكممر‪:‬‬
‫أنا قال‪» :‬هل فيكم من عاد مريضا؟« قال أبو‬
‫بكمممر‪ :‬أنممما قمممال‪» :‬هههل فيكههم مههن تصههدق‬
‫بصدقة؟« فقال أبو بكممر أنمما قممال‪» :‬ما اجتمههع‬
‫لعبههد هههذه الخصههال إل وهههو مههن أهههل‬
‫الجنة«)‪ (3‬وهذه الربعة لم ينقممل مثلهمما لعلممي ول‬
‫لغيره في يوم()‪.(4‬‬
‫)ولم يكن أحد من الصحابة أعظم يقينمما وثباتمما‬
‫في المخاوف منه‪.‬‬
‫ولهذا قيل لو وزن إيمان أبي بكر بإيمممان أهممل‬
‫الرض لرجح()‪.(5‬‬

‫المنهاج ‪.508 ،5/507‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫تقدم قريبا‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.7/161‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫المنهاج ‪.8/493‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪258‬‬
‫الرافضة‬
‫)وأيضا فقيامه بقتال المرتدين ومانعي الزكمماة‬
‫وتثبيت المؤمنين‪ ،‬مع تجهيز جيش أسامة مما يبين‬
‫أنه أعظم الناس طمأنينة ويقينا وقد روي أنه قيممل‬
‫له لقد نزل بك ما لو نزل بالجبال لهاضها وبالبحار‬
‫لفاضها وما نممراك ضممعفت فقممال‪ :‬ممما دخممل قلممبي‬
‫رعب بعد ليلة الغار فإن النبي ‪ ‬لممما رأى حزنممي‬
‫‪-‬أو كما قال‪ -‬ل عليك يا أبا بكر فإن الله قد تكفممل‬
‫لهذا المر بالتمام()‪.(1‬‬
‫و)كما في السنن عن أبي بكرة عممن النممبي ‪‬‬
‫قال‪» :‬هل رأى أحد منكم رؤيهها« فقممال رجممل‬
‫أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فمموزنت أنممت‬
‫وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ثممم وزن أبممو بكممر‬
‫وعمر فرجح أبو بكر ثم وزن عمر وعثمممان فرجممح‬
‫عمر ثم رفع الميزان فاستاء لها النبي ‪ ‬فقال‪»:‬‬
‫خلفههة نبههوة ثههم يههؤتى اللههه ملكههه مههن‬
‫يشاء«)‪.(2‬‬
‫وقال أبو بكر بن عياش)‪ :(3‬ما سبقهم أبو بكممر‬

‫)( المنهاج ‪.8/455‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سنن الترمذي في كتاب الرؤيا باب ممما جمماء فممي رؤيمما‬ ‫‪2‬‬

‫النممبي ‪ ...‬إلممخ ‪ ،4/540‬وقممال‪ :‬حممديث حسممن صممحيح‪،‬‬


‫سنن أبي داود في كتاب السنة باب الخلفاء ‪،30 ،5/29‬‬
‫المسند ‪.50 ،5/44‬‬
‫)( أبو بكر بن عياش بن سالم السممدي الكمموفي الحنمماط‬ ‫‪3‬‬
‫‪259‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بصلة ول صيام ولكن بشيء وقر في قلبه)‪.(2)((1‬‬
‫وقال استدلل بقصة استصحاب النبي لبي بكر‬
‫في العريش يمموم بممدر علممى قمموة إيمممان أبممي بكممر‬
‫وكممماله‪) :‬مممن المعلمموم لعامممة العقلء أن مقممدم‬
‫القتال المطلوب الذي قصده أعداؤه يريممدون قتلممه‬
‫إذا أقام في عريش أو قبممة أو حركمماه أو غيممر ذلممك‬
‫مما يجنه ولم يستصحب معه من أصحابه إل واحممدا‬
‫وسائرهم خارج ذلك العريش لم يكن هذا إل أخممص‬
‫الناس به وأعظمهممم ممموالة لممه وانتفاعمما بممه وهممذا‬
‫النفع في الجهاد ل يكون إل مع قوة القلممب وثبمماته‪،‬‬
‫ل مع ضعفه وخمموره‪ ،‬فهممذا يممدل علممى أن الصممديق‬
‫كان أكملهم إيمانا وجهادا وأفضل الخلممق هممم أهممل‬
‫اليمان والجهمماد فمممن كممان أفضممل فممي ذلممك كممان‬
‫أفضل مطلقا()‪.(3‬‬
‫وقد بين تفضيل المة لبي بكممر وتقممديمها لممه‪،‬‬
‫ثقة عابد إل لما كبر ساء حفظه مشممهور بكنيتممه والصممح‬
‫أنها اسمه‪ .‬ت سنة ‪ ،194‬وقيل قبل ذلك‪ ،‬التقريب ‪،624‬‬
‫الخلصة ‪ ،3/204‬وفيها ت ‪173‬هم‪.‬‬
‫)( لم أجده بهذا اللفظ عممن أبممي بكممر بممن عيمماش ولكممن‬ ‫‪1‬‬

‫وجدت في فضائل الصحابة للمام أحمد عن بكر بن عبد‬


‫الله المزنممي‪» :‬أن أبمما بكممر لممم يفضممل النمماس بممأنه كممان‬
‫أكثرهم صلة وصوما‪ ،‬إنما فضلهم بشيء كان في قلبممه«‬
‫فضائل الصحابة ‪.1/141‬‬
‫)( المنهاج ‪.8/493‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/539‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪260‬‬
‫الرافضة‬
‫والجماع على ذلك فمن ذلك ذكممره لممما ورد عممن‬
‫عمر في تقديمه لبي بكر‪ ،‬و معرفته لفضممله وقممد‬
‫سبق في الخصائص‪ ،‬ومن ذلك ما ذكره من قممول‬
‫علممي وتفضمميله لبممي بكممر علممى مممن سممواه مممن‬
‫الصحابة حيث قال‪) :‬وطائفممة كممانت تفضممله حممتى‬
‫قال‪ :‬ل يبلغني عن أحد أنه فضلني على أبممي بكممر‬
‫وعمر إل جلدته جلد المفتري)‪.(1‬‬
‫وقد روي عن علي من نحو ثمممانين وجهمما أنممه‬
‫قال على منبر الكوفة خير هذه المة بعد نبيها أبممو‬
‫بكر وعمر)‪ .(2‬وفي صحيح البخمماري وغيممره‪ ....‬أنمه‬
‫قال وقد سأله ابنه محمد ابن الحنفية)‪ (3‬يا أبت من‬
‫خير الناس بعد رسول الله ‪‬؟ قال أبو بكممر قممال‪:‬‬
‫ثم من قال‪ :‬ثم عمر قال‪ :‬ثم أنت قال‪ :‬إنما أبمموك‬
‫رجل من المسلمين()‪ (4‬وذكر رواية أخرى ثم قال‪:‬‬
‫)( فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪،1/83‬مم ‪ ،294‬شممرح‬ ‫‪1‬‬

‫أصول اعتقاد أهل السنة ‪.7/1295‬‬


‫)( فضائل الصحابة للمممام أحمممد ‪،1/78‬م ‪،80‬م ‪،84‬م ‪،90‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،410 ،304 ،223 ،147‬وغيرها كثير‪.‬‬


‫)( محمد بن علي بن أبي طممالب الهاشمممي أبممو القاسممم‬ ‫‪3‬‬

‫"ابن الحنفيممة" المممدني ثقممة عممالم تمموفي بعممد الثمممانين‪،‬‬


‫التقريب ‪ ،497/‬الخلصة ‪.2/440‬‬
‫)( البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي ‪ ‬باب قممول‬ ‫‪4‬‬

‫النبي‪ :‬لممو كنممت متخممذا خليل‪ ،4/195 ..‬وسممنن أبممي داود‬


‫في كتاب السنة بمماب فممي التفضمميل ‪ ،5/26‬مصممنف ابممن‬
‫‪261‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)وهذا يقوله لبنه الذي ل يتقيممه ولخاصممته ويتقممدم‬
‫بعقوبة من يفضله عليهما ويراه مفتريا والمتواضع‬
‫ل يجوز أن يتقدم بعقوبة من يفضله عليهما يقممول‬
‫الحق ول يسميه مفتريا()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬روى الترمذي)‪ (2‬وغيممره مرفوعمما عممن‬
‫علي ‪ ‬عممن النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪» :‬هذان سههيدا‬
‫كهول أهل الجنة من الولين والخريههن ل‬
‫تخبرهما يا علي«)‪.(4)((3‬‬
‫وقد ذكر ما في الصحيحين مما قاله علي عند‬
‫موت عمر فقال‪) :‬وكما فممي الصممحيحين عممن ابممن‬

‫أبممي شمميبة كتمماب الفضممائل ‪ ،12/12/‬فضممائل الصممحابة‬


‫للمام أحمد ‪ ،154 ،1/153‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( المنهمماج ‪،7/511‬مم ‪ ،512‬انظممر ‪،1/11‬مم ‪،12‬مم ‪،308‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.178 ،137 ،2/72 ،385 ،7/284‬‬


‫)( هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك‬ ‫‪2‬‬

‫السمملمي الترمممذي أبممو عيسممى صمماحب »الجممامع« أحممد‬


‫الئممممة ت سمممنة ‪279‬همممم‪ ،‬التقريمممب ‪ ،500 /‬الخلصمممة‬
‫‪.2/447‬‬
‫)( سنن الترمذي في كتاب المناقب باب في مناقب أبي‬ ‫‪3‬‬

‫بكر وعمر رضي الله عنهممما ‪ ،611 -5/610‬وقممال‪ :‬هممذا‬


‫حديث حسن غريب من هذا الوجه‪ ،‬المسند تحقيق أحمد‬
‫شاكر ‪ ،2/37‬م ‪ ،38‬وقال‪ :‬إسناده صحيح‪ ،‬وابن ماجه فممي‬
‫المقدمة ‪ ،38 ،1/36‬وصححه اللباني في صحيح الجامع‬
‫‪ ،6/75‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/285‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪262‬‬
‫الرافضة‬
‫عباس قال‪ :‬وضع عمر على سريره فتكنفه الناس‬
‫يدعون له ويثنون عليه ويصلون عليه قبل أن يرفع‬
‫وأنا فيهم فلم يرعني إل برجل قد أخذ بمنكبي من‬
‫ورائي فالتفت فممإذا هممو علممي فممترحم علممى عمممر‬
‫وقال ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثممل‬
‫عمله منك‪ ،‬وايممم اللممه أن كنممت لظممن إن يجعلممك‬
‫الله مع صاحبيك وذلك أني كممثيرا ممما كنممت أسمممع‬
‫النممبي ‪ ‬يقممول‪» :‬جئت أنها وأبهو بكهر وعمهر‬
‫ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو‬
‫بكر وعمر فإن كنت لرجو أن يجعلههك اللههه‬
‫معهما«)‪.(2)((1‬‬
‫)وقد وضح أن المتواتر عن ابن عباس أنه كان‬
‫يفضل على علي أبا بكر وعمممر رضممي اللممه عنهممم‬
‫أجمعين()‪.(3‬‬
‫)وثبت عن ابن عبمماس أنممه كممان يفممتي بكتمماب‬
‫الله فإن لم يجد فبما في سنة رسول الله فإن لم‬

‫)( البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي باب مناقب عمممر‬ ‫‪1‬‬

‫بمن الخطماب ‪ ،4/199‬وبماب قمول النمبي ‪» :‬لمو كنمت‬


‫متخذا خليل‪ «....‬إلخ ‪ ،4/197‬مسمملم فممي كتمماب فضممائل‬
‫الصممحابة بمماب مممن فضممائل عمممر ‪، 4/1858- 1859‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.391 ،7/390‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.7/232‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪263‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يجد أفتى بقول أبممي بكممر وعمممر ولممم يكممن يفعممل‬
‫ذلك بعثمان ول بعلي وابن عبمماس هممو حممبر المممة‬
‫وأعلم الصحابة في زمانه وهو يفتي بقول أبي بكر‬
‫وعمر مقدما لهما على قول غيرهما‪.(1)(...‬‬
‫ثم بين موقف المة من الصديق وتعظيمها لممه‬
‫وذلك من نقممل الجممماع علممى ذلممك‪) :‬ولممم تعظ ّممم‬
‫المممة أحممدا بعممد نبيهمما كممما عظمممت الصممديق ول‬
‫أطاعت أحدا كما أطاعته من غيممر رغبممة أعطمماهم‬
‫إياها ول رهبة أخافهم بها بل الذين بايعوا الرسممول‬
‫تحممت الشممجرة بممايعوه طوعمما مقريممن بفضممله‬
‫واستحقاقه ثم مع هذا لم نعلم أنهممم اختلفمموا فممي‬
‫عهممده فممي مسممألة واحممدة فممي دينهممم إل وأزال‬
‫الختلف ببيممانه لهممم ومراجعتهممم لممه وهممذا أمممر ل‬
‫يشركه فيه غيره()‪.(2‬‬
‫)وأممما أئمممة المسمملمين المشممهورون فكلهممم‬
‫متفقون على أن أبا بكر وعمر أفضل مممن عثمممان‬
‫وعلممي ونقممل هممذا الجممماع غيممر واحممد كممما روى‬
‫البيهقي)‪ (3‬في كتاب "منمماقب الشممافعي" مسممنده‬
‫عن الشافعي قممال ممما اختلممف أحممد مممن الصممحابة‬
‫والتابعين في تفضيل أبممي بكممر وعمممر وتقممديمهما‬
‫)( المنهاج ‪.7/503‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/276‬انظر ‪.51 ،2/50‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪264‬‬
‫الرافضة‬
‫على جميع الصحابة)‪ (1‬وروى مالك عن نافع)‪ (2‬عن‬
‫ابن عمر)‪ (3‬قال‪" :‬كنمما نفاضممل علممى عهممد رسممول‬
‫الله ‪ ‬فنقول‪ :‬خير الناس بعد رسول الله ‪ ‬أبممو‬
‫بكر ثم عمر")‪ (4‬وقد تقدم نقل البخاري عن علممي‬
‫هذا الكلم()‪.(5‬‬
‫)وكذلك أيضا لممم يختلممف علممماء السمملم فممي‬
‫ذلمك كممما همو قممول مالممك وأصممحابه وأبممي حنيفممة‬
‫وأصمممحابه وأحممممد وأصمممحابه وداود)‪ (6‬وأصمممحابه‬

‫)( مناقب الشافعي للبيهقي تحقيق أحمد صقر ‪.1/434‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( نممافع أبممو عبممد اللممه مممولى ابممن عمممر ثقممة ثبممت فقيممه‬ ‫‪2‬‬

‫مشممهور ت سممنة ‪117‬هم م أو بعممد ذلممك التقريممب ‪،559/‬‬


‫الخلصة ‪.3/89‬‬
‫)( عبممد اللممه بممن عمممر بممن الخطمماب العممدوي‪ ،‬أبممو عبممد‬ ‫‪3‬‬

‫الرحمن ولد بعد المبعث بيسير واستصغر يوم أحممد‪ ،‬أحممد‬


‫المكثرين من الصحابة‪ ،‬كان من أشد الناس اتباعمما للثممر‬
‫ت سنة ‪73‬هم‪ ،‬التقريب ‪ 315 /‬الخلصممة ‪ ،2/81‬وفيممه ت‬
‫‪74‬هم‪.‬‬
‫)( البخمماري فممي كتمماب فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪4‬‬

‫فضل أبي بكر‪ ،191 / 4 ،‬وفي كتمماب فضممائل الصممحابة‬


‫للمممام أحمممد ‪ ،86 /1‬كتمماب السممنة لبممن أبممي عاصممم‬
‫‪.2/567‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،369 ،7/368‬انظر ‪.7/286‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( داود بن علي بن خلف الصبهاني‪ ،‬أبو سليمان الملقب‬ ‫‪6‬‬

‫بالظاهري أحد الئمة المجتهدين في السلم‪ ،‬تنسب إليه‬


‫الظاهرية ولد بالكوفة‪ ،‬وسممكن بغممداد وت سممنة ‪270‬هممم‪،‬‬
‫العلم ‪ ،2/333‬السممير ‪ ،108 -13/97‬تممذكرة الحفمماظ‬
‫‪265‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والثممممموري وأصمممممحابه‪ ،‬والليمممممث)‪ (1‬وأصمممممحابه‬
‫والوزاعممي)‪ (2‬وأصممحابه‪ ،‬وإسممحاق)‪ (3‬وأصممحابه‪،‬‬
‫وابن جرير)‪ (4‬وأصحابه وأبي ثور)‪ (5‬وأصحابه وكممما‬
‫هو قول سائر العلماء المشممهورين إل مممن ل يممؤبه‬
‫له ول يلتفت إليه()‪.(6‬‬
‫)ولهذا لما سأل الرشيد)‪ (7‬مالك بن أنس عممن‬

‫‪ ،2/572‬ميزان العتدال ‪ ،2/14‬طبقات السبكي ‪.2/42‬‬


‫)( الليث بن سعد بن عبد الرحمممن الفهمممي أبممو الحممارث‬ ‫‪1‬‬

‫المصممري ثقممة ثبممت فقيممه إمممام مشممهور ت سممنة ‪،175‬‬


‫التقريب ‪ ،464 /‬الخلصة ‪.2/371‬‬
‫)( عبد الرحمن بن عمممرو بممن أبممي عمممرو الوزاعممي أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫عمرو الفقيه ثقة جليل ت سنة ‪157‬هم‪ ،‬التقريممب ‪،347/‬‬


‫الخلصة ‪.147 ،146 /2‬‬
‫)( إسحاق بن إبراهيممم الحنظلممي أبممو محمممد بممن راهممويه‬ ‫‪3‬‬

‫المروزي ثقة حافظ مجتهد‪ ،‬قرين أحمد بممن حنبممل ‪-‬ذكممر‬


‫أبممو داود أنممه تغيممر قبممل ممموته بيسممير ت سممنة ‪ 238‬هممم‪،‬‬
‫التقريب ‪ ،99 /‬تهذيب الكمال ‪ ،388 -2/373‬السير ‪/11‬‬
‫‪.383 -358‬‬
‫)( محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غممالب المممام أبممو‬ ‫‪4‬‬

‫جعفر الطبري ولد سممنة ‪224‬هممم‪ ،‬وهممو صمماحب التفسممير‬


‫الذي لم يؤلف مثله‪ ،‬ولممه كتممب كممثيرة واختيممارات‪ ،‬تفممرد‬
‫في مسائل حفظت عنه‪ ،‬ت سنة ‪310‬هم‪ ،‬البداية والنهاية‬
‫‪ ،146 -11/145‬تاريخ بغداد ‪.169 -2/163‬‬
‫)( إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي أبو ثور الفقيممه‬ ‫‪5‬‬

‫صمماحب الشممافعي ثقممة ت سممنة ‪240‬همم التقريممب ‪،89 /‬‬


‫الخلصة ‪.1/44‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،7/286‬انظر ‪.476 ،6/135 ،73 ،2/71‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بممن المنصممور أبممي‬ ‫‪7‬‬

‫جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبمماس‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪266‬‬
‫الرافضة‬
‫منزلتهما ‪-‬يعني أبا بكر وعمر‪ -‬من النبي ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫»منزلتهما منه في حيههاته كمنزلتهمهها منههه‬
‫فههي ممههاته« فقممال‪» :‬شههفيتني يهها مالههك‬
‫شفيتني يا مالك«)‪.(2)((1‬‬
‫)وكممان السمملف متفقيممن علممى تقممديمهما حممتى‬
‫شيعة علي ‪.‬‬
‫وروى ابن بطة)‪ (3‬عن شمميخه المعممروف بممأبي‬
‫)‪(5‬‬
‫العباس بن مسروق)‪ (4‬حممدثنا محمممد بممن حميممد‬

‫الهاشمي العباسي‪ ،‬تممولي الخلفممة بعممد الهممادي ‪ -‬أخمموه‪-‬‬


‫وكممان يحممب المديممح ت سممنة ‪ 193‬هممم‪ ،‬السممير ‪-9/286‬‬
‫‪ ،294‬الشذرات ‪.339 -1/334‬‬
‫)( شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة ‪ ،7/1299‬بمعنمماه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العتقاد للبيهقي ‪.239/‬‬


‫)( المنهاج ‪.7/506‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن عتبممة بممن‬ ‫‪3‬‬

‫فرقد صمماحب رسممول اللممه ‪ ،‬أبممو عبممد اللممه العكممبري‪،‬‬


‫سبقت ترجمته‪.‬‬
‫)( هو الشيخ الزاهد الجليل المام‪ ،‬أبو العباس أحمممد بممن‬ ‫‪4‬‬

‫محمد بن مسروق البغدادي شمميخ الصمموفية تمموفي سممنة‬


‫‪298‬هم‪ ،‬وعاش ‪ 84‬سنة‪ ،‬السير ‪ ،495 -13/494‬لسممان‬
‫الميزان ‪ ،293 ،1/292‬تاريخ بغداد ‪.103 -5/100‬‬
‫)( هو محمد بن حميد بن حيان الممتيمي الممرازي العلمممة‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫أبو عبد الله الحافظ‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬كان من أوعية العلم‬


‫لكن ل يحتج به "‪ ،‬وكان ابن معين حسممن المرأي فيمه‪ ،‬ت‬
‫سنة ‪248‬هم‪ ،‬السير ‪ ،506 -503 /11‬الشذرات ‪،2/218‬‬
‫العبر ‪ ،1/356‬التقريب ‪.475 /‬‬
‫‪267‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫حدثنا جريممر)‪ (1‬عممن سممفيان)‪ (2‬عممن عبممد اللممه بممن‬
‫زيمماد)‪ (3‬عممن حممدير)‪ (4‬قممال قممدم أبممو إسممحاق‬
‫)‪(6‬‬
‫السبيعي)‪ (5‬الكوفمة‪ ،‬قمال لنما شممر بمن عطيمة‬
‫قوممموا بنمما إليممه فجلسممنا إليممه فتحممدثوا فقممال أبممو‬
‫إسحاق خرجت من الكوفة وليس أحممد يشممك فممي‬
‫فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما وقدمت الن وهم‬
‫؟!‬
‫يقولون ويقولون ول والله ممما أدري ممما يقولممون ‍‬

‫)( هو جرير بممن عبممد الحميممد بممن قممرط الممرازي الضممبي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫محدث الري في عصره‪ ،‬كممان ثقممة‪ ،‬ولممد سممنة ‪ 110‬هممم‪،‬‬


‫بالري توفي فيها سنة ‪ 188‬هم‪ ،‬السير ‪ ،18 -9/9‬التاريخ‬
‫ليحيى بن معين ‪ ،2/81‬تهذيب الكمال ‪.551 -4/540‬‬
‫)( سفيان بن سمعيد بمن مسممروق الثموري أبمو عبمد اللمه‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفي‪ ،‬ثقة حافظ‪ ،‬عابد إمام حجة سبقت ترجمته‪.‬‬


‫)( عبد الله بن زياد أبو مريم السممدي الكمموفي ثقممة روى‬ ‫‪3‬‬

‫لممه البخمماري وغيممره‪ ،‬التقريممب ‪ ،303/‬تهممذيب التهممذيب‬


‫‪ ،5/221‬تهذيب الكمال ‪.14/533‬‬
‫)( حممدير مصممغًرا أخممره راء بممن كريممب الحضممرمي أو‬ ‫‪4‬‬

‫الحميممري أبممو الزاهريممة‪ ،‬الحمصممي‪ ،‬كمان أميمما‪ ،‬ثقممة ابممن‬


‫معين ت سن ‪100‬هم‪ ،‬الخلصة ‪ ،1/268‬التقريب ‪.154/‬‬
‫)( هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي أبو إسممحاق‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫الكمموفي‪ ،‬أحممد العلم‪ ،‬ثقممة‪ ،‬وقممال الممذهبي عنممه‪ :‬حممديثه‬


‫محتج به في دواوين السلم ت سنة ‪ 127‬على الصحيح‪.‬‬
‫السير ‪ ،400 -5/392‬الخلصة ‪.2/290‬‬
‫)( شمممر بممن عطيممة السممدي الكمماهلي الكمموفي صممدوق‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫انظر التقريب ‪ ،268‬الخلصة ‪.1/457‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪268‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪...(1‬‬
‫وقال أحمد بن حنبل حممدثنا ابممن عيينممة)‪ (2‬عممن‬
‫)‪(5‬‬
‫خالد بن سلمة)‪ (3‬عن الشعبي)‪ (4‬عممن مسممروق‬
‫قال‪» :‬حب أبي بكر وعمر‪ ،‬ومعرفة فضمملهما مممن‬
‫السممنة)‪ «(6‬ومسممروق مممن أجممل تممابعي الكوفممة‬
‫وكذلك قممال طمماووس)‪» :(7‬حممب أبممي بكممر وعمممر‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو سممفيان بممن عيينممة بممن أبممي عمممران بممن ميمممون‬ ‫‪2‬‬

‫الهللي‪ ،‬أبو محمد الكوفي ثممم المكممي ثقممة حممافظ فقيممه‬


‫إمام حجة‪ ،‬إل أنه تغير حفظمه بمآخرة‪ ،‬وكمان ربمما دلمس‬
‫لكممن عممن الثقممات‪ ،‬ت سممنة ‪98‬هممم‪ ،‬وقيممل سممنة ‪91‬‬
‫التقريب ‪ ،245/‬الخلصة ‪.1/397‬‬
‫)( خالممد بممن سمملمة بممن العمماص بممن هشمام بممن المغيممرة‬ ‫‪3‬‬

‫المخزومي الكوفي صدوق‪ ،‬رمي بالرجمماء وبالنصممب‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪132‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،188 /‬الخلصة ‪.2/279‬‬
‫)( هو عامر بن شراحيل الشعبي‪ ،‬أبو عمرو‪ ،‬ثقة مشهور‬ ‫‪4‬‬

‫فقيه فاضل‪ ،‬قال مكحول‪» :‬ما رأيت أفقه منممه« ت بعممد‬


‫المائة‪ ،‬التقريب ‪ ،287 /‬الخلصة ‪.2/22‬‬
‫)( مسروق بن الجدع بن مالك الهمممداني المموادعي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪5‬‬

‫عائشة الكوفي‪ ،‬ثقة فقيه عابد مخضرم ت سممنة ‪ 62‬هممم‪،‬‬


‫الخلصة ‪ ،2/21‬التقريب ‪.528 /‬‬
‫)( شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،7/1239‬السممنة لعبممد‬ ‫‪6‬‬

‫الله بن المام أحمد ‪.2/580‬‬


‫)( طمماووس بممن كيسممان اليممماني‪ ،‬أبممو عبممد الرحمممن‬ ‫‪7‬‬

‫الحميري‪ ،‬مولهم الفارسي يقال اسمه ذكوان وطاووس‬


‫لقب‪ ،‬ثقة‪ ،‬فقيه فاضل ت سنة ‪106‬هم التقريممب ‪،281 /‬‬
‫الخلصة ‪.2/15‬‬
‫‪269‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ومعرفة فضلهما من السنة«)‪ (1‬وقد روي ذلك عن‬
‫ابن مسعود)‪.(3)((2‬‬
‫وبيممن أن شمميعة علممي الممذين صممحبوه كممان‬
‫يقدمون أبا بكر فقممال‪) :‬وكممل شمميعة علممي الممذين‬
‫صحبوه ل يعرف عن أحد منهم أنه قدمه على أبي‬
‫بكر وعمممر ل فممي فقممه ول علممم ول ديممن بممل كممل‬
‫شيعته الذين قاتلوا معه كانوا مع سائر المسمملمين‬
‫متفقين على تقديم أبي بكر وعمر()‪.(4‬‬
‫وقد ذكر أن تفضيل النبي ‪ ‬لبي بكممر وعمممر‬
‫على علي أمر مشممهور يعرفممه حممتى المشممركون‪،‬‬
‫فقال‪) :‬بل كان يفضل عليه أبا بكر وعمممر تفضمميل‬
‫بينمما ظمماهرا عرفممه الخاصممة والعامممة حممتى أن‬
‫المشركين كانوا يعرفون منه ذلك‪.‬‬
‫ولما كان يوم أحممد قممال أبممو سممفيان)‪ (5‬وكممان‬
‫)( شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪.7/1239‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عبد الله بن مسعود بن غافل بممن حممبيب الهممذلي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬من السابقين الولين ومن كبار العلماء من‬


‫الصممحابة‪ ،‬أمممره عمممر علممى الكوفممة‪ ،‬ت سممنة ‪32‬هممم‪،‬‬
‫التقريب ‪ ،323 /‬الخلصة ‪ ،2/99‬وقوله هذا موجممود فممي‬
‫شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة ‪،1238 -7/1237‬‬
‫‪.1239‬‬
‫)( المنهاج ‪.137 -6/134‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهممماج ‪ ،7/510‬انظمممر المنهممماج ‪،2/72‬ممم ‪،6/135‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.391 ،7/369‬‬
‫)( صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد منمماف‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪270‬‬
‫الرافضة‬
‫حينئذ أميممر المشممركين أفممي القمموم محمممد أفممي‬
‫ثلثا فقال النمممبي ‪» :‬ل تجيبوه«‬ ‫القوم محمد؟ ً‬
‫فقال‪ :‬أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابممن‬
‫أبي قحافة؟ ثلثمما فقممال النممبي ‪» :‬ل تجيبوه«‬
‫فقال‪ :‬أفي القوم ابن الخطماب؟ أفمي القموم ابمن‬
‫الخطمماب؟ ثلثمما فقممال النممبي ‪» :‬ل تجيبههوه«‬
‫فقال أبو سفيان لصحابه أما هؤلء فقد كفيتموهم‬
‫فلم يملك عمر نفسه إن قال كذبت يمما عممدو اللممه‬
‫إن الذين عددت لحياء وقد بقي لممك ممما يسمموؤك‪.‬‬
‫وقد ذكر باقي الحديث رواه البخاري وغيره)‪.(1‬‬
‫فهذا مقممدم الكفممار إذ ذاك لممم يسممأل إل عممن‬
‫النمبي ‪ ‬وأبممي بكممر وعممر لعلممه وعلمم الخمماص‬
‫والعام أن هؤلء الثلثة هم رءوس هممذا المممر وأن‬
‫قيامه بهممم ودل ذلممك علممى أنممه كممان ظمماهرا عنممد‬
‫الكفار أن هذين وزيراه وبهممما تمممام أمممره وأنهممما‬
‫أخص الناس به وأن لهما من السممعي فممي إظهممار‬
‫السلم ما ليس لغيرهما‪ .‬وهممذا أمممر كممان معلوممما‬
‫للكفار فضممل عممن المسمملمين والحمماديث الكممثيرة‬

‫الموي‪ ،‬أبو سفيان صممحابي شممهير أسمملم عممام الفتممح ت‬


‫سنة ‪ 32‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،275 /‬الخلصة ‪.1/446‬‬
‫)( البخاري كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب ما يكره من التنازع‬ ‫‪1‬‬

‫والختلف في الحرب ‪ ،4/26‬م ‪ ،27‬كتمماب المغممازي بمماب‬


‫غزوة أحد ‪ ،30 ،5/29‬المسند ‪.4/293‬‬
‫‪271‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫متواترة بمثل هذا()‪.(1‬‬
‫وقد بين أن سيد القارة »ابن الدغنة«)‪ (2‬كممان‬
‫ممما لبممي بكممر وقممد وصممفه بممما وصممفت بممه‬
‫معظ ً‬
‫خديجة)‪ (3‬رضي الله عنهمما رسممول اللممه ‪ ‬فقممال‪:‬‬
‫»فإن مثلك ل يخرج ول ُيخرج إنههك تكسههب‬
‫المعههدوم وتصههل الرحههم وتحمههل الكههل‬
‫وتُقهههري الضهههيف وتعيهههن علهههى نهههوائب‬
‫الحق«)‪ (4‬فهممذه صممفة أفضممل الصممديقين كصممفة‬

‫)( المنهمماج ‪ ،7/389‬م ‪ ،390‬انظممر ‪ ،5/21‬م ‪ ،22‬م ‪-7/197‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.506 ،199‬‬
‫)( بضممم المهملممة والمعجمممة‪ ،‬وتشممديد النممون عنممد أهممل‬ ‫‪2‬‬

‫اللغة‪ ،‬وعند الرواة بفتح أوله وكسر ثانيه‪ ،‬وتخفيف النون‬


‫‪ -‬اسم أمه ‪ -‬وقيممل أم أبيممه‪ ،‬وقيممل‪ :‬دابتممه‪ ،‬واختلممف فممي‬
‫اسمه فقيل‪ :‬إنه الحارث بممن يزيممد‪ ،‬وقيممل اسمممه مالممك‪،‬‬
‫و»القارة« بالقاف وتخفيف الراء قبيلة مشهورة من بني‬
‫الهون كانوا حلفاء بني زهرة مممن قريممش‪ ،‬وكممان يضممرب‬
‫بهم المثل في قوة الرمي‪" ،‬فتممح البمماري" كتمماب منمماقب‬
‫النصممار بمماب هجممرة النممبي ‪ ‬وأصممحابه إلممى المدينممة‬
‫‪ ،7/233‬عن عائشة رضي الله عنها‪.‬‬
‫)( خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العممزي بممن قصممي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫القرشممية السممدية‪ ،‬زوج النممبي ‪ ،‬وأول مممن صممدقت‬


‫ببعثته مطلقمما‪ ،‬تزوجهمما الرسممول‪ ،‬وعمرهمما أربعممون سممنة‬
‫فولدت له القاسم وعبد الله‪ ،‬وأربع بنات توفيت سنة ‪10‬‬
‫للبعثممة وقيممل غيممر ذلممك كممما ذكممر ابممن كممثير‪ ،‬الصممابة‬
‫‪ ،218 -12/213‬البداية والنهاية ‪.3/127‬‬
‫)( البخاري في كتاب مناقب النصار باب هجرة النبي ‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪272‬‬
‫الرافضة‬
‫أفضل النبيين)‪.(1‬‬
‫جه‪ -‬محبة النبي ‪ ‬له‪:‬‬
‫ووضح اختصاص أبي بكر بالنبي ‪ ‬ومشمماورة‬
‫النبي له وانتصاره لممه فقممال‪) :‬ولممم يكممن بحضممرة‬
‫النبي ‪ ‬من يقضي ويفتي إل هو ولم يكممن النممبي‬
‫‪ ‬أكثر مشاورة لحد من أصحابه منممه لممه ولعمممر‬
‫ولم يكن أحد أعظم اختصاصمما بممالنبي ‪ ‬منممه ثممم‬
‫عمر()‪.(2‬‬
‫)والثابت من الحاديث الصحيحة يدل علممى أن‬
‫النبي ‪ ‬كان ينتصر لبي بكممر وينهممى النمماس عممن‬
‫معارضته ولم ينقل أنه ساءه‪ ...‬فإن أبا بكر وعمممر‬
‫رضي الله عنهما كانا مع النممبي ‪ ‬مثممل المموزيرين‬
‫)‪(3‬‬
‫لممه شمماورهما فممي أسممرى بممدر ممما يصممنع بهممم‬
‫)‪(4‬‬
‫وشاورهما في وفد بني تميم لمن يممولي عليهممم‬

‫وأصحابه إلى المدينة ‪ ،4/254‬وفممي كتمماب الكفالممة بمماب‬


‫جوار أبي بكر في عهد النبي ‪ ،‬وعقده‪.3/58 ،‬‬
‫)( انظر المنهاج ‪.549 -8/547 ،8/476 ،7/379‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،5/469‬انظر ‪.8/407‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مسلم فمي كتماب الجهماد بماب الممداد بالملئكمة فمي‬ ‫‪3‬‬

‫غممزوة بممدر ‪ ،1385 -3/1383‬المسممند تحقيممق شمماكر‬


‫‪ ،245 ،1/244‬مسند عمر ‪.229 -5/227‬‬
‫)( البخمماري فممي كتمماب المغممازي بمماب وفممد بنممي تميممم‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،5/116‬وفي كتاب تفسير القرآن باب سورة الحجممرات‬


‫‪ ،6/46‬وغيرها‪ ،‬والترمذي في كتاب تفسمير القمرآن بماب‬
‫‪273‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وشاورهما في غير ذلك من المور العامة يخصهما‬
‫بالشورى()‪.(1‬‬
‫)وأبو بكر وعمر أكثر اختصاصا بممالنبي ‪ ‬مممن‬
‫سائر الصحابة وأبممو بكممر اكممثر اختصاصمما بممه فممإنه‬
‫]يعنممي النممبي ‪ [‬كممان يسمممر عنممده عامممة الليممل‬
‫يحدثه في العلم والدين ومصممالح المسمملمين كممما‬
‫)‪(3‬‬
‫روى أبو بكر بن أبي شيبة)‪ (2‬حممدثنا أبمو معاويمة‬
‫حمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممدثنا‬
‫العممممممش)‪............................................ (4‬‬

‫ومن سورة الحجرات‪ ،5/387 ،‬المسند ‪.4/6‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،236 -7/235‬انظر ‪.132 ،6/131‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو عبممد اللممه بممن محمممد بممن إبراهيممم بممن عثمممان‬ ‫‪2‬‬

‫الواسطي الصل‪ ،‬أبممو بكممر بممن أبممي شمميبة الكمموفي ثقممة‬


‫حممافظ صمماحب المصممنف‪ ،‬وغيممره‪ ،‬ت سممنة ‪235‬هممم‪،‬‬
‫الخلصممة ‪ ،2/94‬البدايممة والنهايممة ‪ ،10/315‬التقريممب ‪/‬‬
‫‪.320‬‬
‫)( محمد بن حازم أبو معاوية الضرير الكوفي‪ ،‬ثقة أحفظ‬ ‫‪3‬‬

‫الناس لحديث العمش ت سنة ‪195‬هم‪ ،‬التقريب ‪،475 /‬‬


‫الخلصة ‪.2/1397‬‬
‫)( هو سليمان بن مهران السدي الكمماهلي مممولهم‪ ،‬أبممو‬ ‫‪4‬‬

‫محمد الكوفي العمش‪ ،‬ثقة‪ ،‬حافظ‪ ،‬عممارف بممالقراءات‪،‬‬


‫ت سمممنة ‪ 248‬همممم‪ ،‬تقريمممب التهمممذيب ‪ ،254‬الخلصمممة‬
‫‪.420 -1/419‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪274‬‬
‫الرافضة‬
‫حدثنا إبراهيمم)‪ (1‬حمدثنا علقممة)‪ (2‬عمن عممر قمال‬
‫كان النبي ‪ ‬يسمر عند أبي بكممر فممي المممر مممن‬
‫أمر المسلمين وأنا معه)‪.(4)((3‬‬
‫)وكممان النممبي ‪ ‬فممي مشمماورته لهممل الفقممه‬
‫والرأي يقممدم فممي الشممورى أبمما بكممر وعمممر فهممما‬
‫اللذان يتكلمان في العلم ويتقدمان بحضرته علممى‬
‫سائر الصحابة مثل مشاورته في أسارى بدر وغير‬
‫ذلمممك وقمممد روي فمممي الحمممديث انمممه قمممال‪» :‬إذا‬
‫اتفقتمها علهى أمهر لهم أخالفكمها«)‪ (5‬وفممي‬
‫السممنن عنممه أنممه قممال‪» :‬اقتههدوا باللههذين مههن‬

‫)( إبراهيم بممن يزيممد بممن عمممرو بممن السممود أبممو عمممران‬ ‫‪1‬‬

‫المام الحمافظ فقيمه العمراق الكمموفي النخعممي‪ ،‬ثقمة‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪96‬هم‪ ،‬الخلصة ‪ ،60 -1/59‬التقريممب ‪ ،95 /‬السممير‬
‫‪ ،529 -4/520‬البداية والنهاية ‪.9/140‬‬
‫)( علقمة بن قيمس بمن عبمد اللمه النخعمي الكموفي أحمد‬ ‫‪2‬‬

‫العلم مخضممرم‪ ،‬ثقممة‪ ،‬ثبممت‪ ،‬قممال ابممن المممديني‪ :‬أعلممم‬


‫الناس بممابن مسممعود‪ ،‬ت سممنة ‪61‬هممم‪ ،‬الخلصممة ‪،2/241‬‬
‫التقريب ‪ ،397 /‬السير ‪ ،61 -4/53‬الشذرات ‪.1/70‬‬
‫)( رواه المام أحمد في المسند ‪ ،231 -1/229‬تحقيممق‬ ‫‪3‬‬

‫أحمممد شمماكر‪ ،‬وقممال‪ :‬إسممناده صممحيح‪ ،‬والترمممذي كتمماب‬


‫الصلة باب ما جاء في الرخصة في السمممر بعممد العشمماء‬
‫‪ ،1/315‬وقممال‪ :‬حممديث حسممن‪ ،‬وابممن أبممي شمميبة فممي‬
‫المصنف ‪.2/282‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،7/504‬انظر ‪.8/390‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مجمع الزوائد ‪ ،9/52‬بمعناه‪.9/53 ،‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪275‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بعههدي أبههي بكههر وعمههر«)‪ (1‬ولممم يحصممل هممذا‬
‫لغيرهممما بممل قممال‪» :‬عليكههم بسههنتي وسههنة‬
‫الخلفهاء«)‪ (2‬فممأمر باتبمماع سممنة الخلفمماء الربعممة‬
‫وخص أبا بكر وعمر بالقتممداء ومرتبممة المقتممدي بممه‬
‫في أفعاله وفيما سنه للمسلمين فوق مرتبة المتبع‬
‫فيما سنه فقط‪.‬‬
‫)( الترمذي في كتاب المناقب باب أبي بكر وعمر رضممي‬ ‫‪1‬‬

‫اللمه عنهمما‪ ،‬وقمال‪ :‬همذا حمديث حسمن‪ ،‬ابمن مماجه فمي‬


‫المقدمة باب في فضائل أصحاب النبي ‪ ، 1/37‬المسند‬
‫‪،382 /5‬مم ‪،399‬مم ‪ ،402‬وصممححه اللبمماني فممي صممحيح‬
‫الجامع الصغير ‪ ،372 /1‬مسند الحميدي ‪ ،1/214‬فضائل‬
‫الصحابة للمام أحمد ‪.187 ،186 ،1/238‬‬
‫)( رواه المممام أحمممد فممي المسممند ‪،4/126‬م ‪ ،127‬وأبممو‬ ‫‪2‬‬

‫داود في كتاب السنة باب في لممزوم السممنة ‪،15 -5/13‬‬


‫والترمذي في كتاب العلم‪ ،‬بمماب الخممذ بالسممنة واجتنمماب‬
‫البدع ‪ ،45 -5/44‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وابممن‬
‫ماجه فمي المقدممة بماب اتبماع سممنة الخلفماء الراشممدين‬
‫المهديين ‪،16 -1/15‬م ‪ ،17‬وصححه اللباني فمي صمحيح‬
‫سنن ابن ماجه ‪ ،13 /1‬وفي إرواء الغليل ‪،109 -8/107‬‬
‫والدارمي في المقدمممة بمماب اتبمماع السممنة ‪،44 /1‬م ‪،45‬‬
‫والحاكم في المسممتدرك‪ ،‬فممي كتمماب العلممم ‪ ،1/95‬م ‪،97‬‬
‫وقال‪ :‬صحيح ليس بممه علممة ووافقممه الممذهبي‪ ،‬وابممن أبممي‬
‫عاصم في السنة ‪ ،19 -17 /1‬باب في »لزوم السنة«‪،‬‬
‫وصححه اللباني فممي تخريممج السممنة‪ ،‬وابممن حبممان‪ :‬انظممر‬
‫موارد الظمآن باب اتبمماع رسممول اللممه ‪ ،/ 56‬والبغمموي‬
‫فممي مصممابيح السممنة فممي كتمماب اليمممان بمماب العتصممام‬
‫بالكتاب والسنة ‪ ،1/59‬وفي شرح السنة ‪.1/205‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪276‬‬
‫الرافضة‬
‫وفي صممحيح مسمملم)‪ (1‬أن أصممحاب محمممد ‪‬‬
‫كانوا معه فمي سممفره فمذكر الحمديث وفيممه‪» :‬أن‬
‫يطع القوم أبا بكههر وعمههر يرشههدوا«)‪.(3)((2‬‬
‫وقد وضح ذلك بقوله‪) :‬وكثرة الختصاص والصحبة‬
‫مع كمممال المممودة والئتلف والمحبممة والمشمماركة‬
‫في العلم والممدين تقتضممي أنهممما أحممق بممذلك مممن‬
‫غيرهما وهممذا ظمماهر بيممن لمممن لممه خممبرة بممأحوال‬
‫القوم()‪.(4‬‬
‫)كما في الصحيحين قيل له‪ :‬أي النمماس أحممب‬
‫إليممك؟ قممال‪» :‬عائشة«)‪ (5‬قيممل‪ :‬ومممن الرجممال؟‬
‫قال‪» :‬أبوها«)‪ .(6‬وفي الصحيحين عممن عمممر أنممه‬
‫قال‪ :‬أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ‪.‬‬
‫)( مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوي‪ ،‬ثقة‬ ‫‪1‬‬

‫حممافظ إمممام مصممنف عممالم بممالفقه ت سممنة ‪261‬هممم‪،‬‬


‫التقريب ‪ ،529‬الخلصة ‪.3/24‬‬
‫)( مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلة باب قضمماء‬ ‫‪2‬‬

‫الصمملة الفائتممة ‪ ،474 -1/472‬مطممول‪ ،‬وفممي المسممند‬


‫‪.5/298‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،503 ،7/502‬انظر ‪.139 -6/138‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،7/507‬انظر ‪.390 -8/389‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصممديق رضممي‬ ‫‪5‬‬

‫اللممه عنهممما‪ ،‬أم عبممد اللممه الفقيممه ت سممنة ‪57‬هم م علممى‬


‫الصممحيح ودفنممت بممالبقيع‪ ،‬الخلصممة ‪ ،3/387‬التقريممب ‪/‬‬
‫‪.750‬‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪277‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فهذه الحاديث التي أجمع أهل العلم على صممحتها‬
‫وتلقيها بالقبول ولممم يقممدح فيهمما أحممد مممن ]أهممل[‬
‫العلم تبين أن أبا بكر كان أحب إليه وأعلممى عنممده‬
‫من جميع الناس()‪.(1‬‬
‫)وأيضا فالنبي ‪ ‬محبته تابعة لمحبة الله وأبممو‬
‫بكر أحبهم إلى الله تعالى فهو أحبهم إلممى رسمموله‬
‫وإنممما كممان كممذلك لنممه أتقمماهم وأكرمهممم وأكممرم‬
‫الخلق علمي اللمه تعمالى أتقمماهم بالكتماب والسمنة‬
‫وإنمممما كمممان اتقممماهم؛ لن اللمممه تعمممالى قمممال‪:‬‬
‫مههال َ ُ‬
‫ه‬ ‫ؤِتي َ‬ ‫قههى * اّلهه ِ‬
‫ذي ُيهه ْ‬ ‫ها الت ْ َ‬
‫جن ّب ُ َ‬
‫سههي ُ َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫جههَزى * ِإل‬ ‫ة تُ ْ‬
‫م ٍ‬ ‫ع َ‬
‫ن نِ ْ‬‫م ْ‬‫عن ْدَهُ ِ‬
‫د ِ‬‫ح ٍ‬
‫ما ل َ‬ ‫و َ‬‫كى * َ‬ ‫ي َت ََز ّ‬
‫ول َ َ‬‫عل َههى * َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ضههى‪‬‬
‫ف ي َْر َ‬‫و َ‬ ‫سه ْ‬ ‫ه ال ْ‬‫ه َرب ّ ِ‬‫ج ِ‬‫و ْ‬
‫غاءَ َ‬‫اب ْت ِ َ‬
‫)‪(4) (3‬‬
‫(‬ ‫وأئمة التفسير يقولون‪ :‬إنه أبو بكر‬
‫ه‬
‫حب ِ ِ‬
‫صهها ِ‬
‫ل لِ َ‬ ‫)فقوله تعالى في القممرآن ‪‬إ ِذْ ي َ ُ‬
‫قو ُ‬

‫)( المنهاج ‪ ،284 -7/283‬انظر ‪،375 ،285 /7 ،4/366‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.8/421 ،376 ،375‬‬


‫)( الليل‪.20 -17 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قممال ابممن جريممر الطممبري‪ :‬نزلممت اليممة فممي أبممي بكممر‬ ‫‪3‬‬

‫الصديق ‪ ،228 /15‬وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور‬


‫عن غير واحد من المفسرين أن الية نزلت في أبي بكممر‬
‫‪.538 /8‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،7/376‬انظر ‪.555 /8‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪278‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪ (1)‬ل يختص بمصاحبته في الغممار بممل هممو‬ ‫حَز ْ‬
‫ل تَ ْ‬
‫صاحبه المطلق الذي كمل في الصممحبة كمممال لممم‬
‫يشممركه فيممه غيممره فصممار مختصمما بالكمليممة مممن‬
‫الصحبة()‪.(2‬‬
‫)وكممذلك قممول النممبي ‪ ‬لصممديقه »إن اللههه‬
‫معنا« يدل على أنه موافق لهما بالمحبممة والرضمما‬
‫فيما فعله وهو مؤيد لهما ومعين وناصر‪ ....‬ولهممذا‬
‫قال سفيان بن عيينة وغيره إن الله عمماتب الخلممق‬
‫جميعهمم فمي نمبيه إل أبما بكممر)‪ (3‬وقمال ممن أنكممر‬
‫صحبة أبي بكر فهو كافر لنه كذب القرآن()‪.(4‬‬
‫وقال مبينا طاعممة أبممي بكممر وممموافقته للنممبي‪:‬‬
‫)وأبو بكممر أطمموعهم للممه ورسمموله لممم يصممدر عنممه‬
‫مخالفة في شمميء قممط بممل لممما نمماظره عمممر بعممد‬
‫مناظرته للنبي ‪] ‬يعنممي يمموم الحديبيممة)‪ [(5‬أجممابه‬
‫أبو بكر بمثل ما أجابه النبي ‪ ‬من غير أن يسمممع‬

‫)( التوبة ‪.40 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/416‬انظر ‪،388 /8‬م ‪،389‬م ‪،422‬م ‪،423‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.425 ،424‬‬
‫)( الدر المنثور ‪ ،201 ،200 ،4/199‬وغيره‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/381‬انظر ‪.8/407‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( البخاري في كتاب الشروط باب الشروط فمي الجهماد‬ ‫‪5‬‬

‫والمصممالحة مممع أهممل الحممروب‪ ...‬إلممخ ‪،184 -3/178‬‬


‫المسند ‪.4/330‬‬
‫‪279‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫جواب رسول الله ‪.‬‬
‫وهذا من أبين المور دللة على موافقته للنبي‬
‫‪ ‬ومناسبته له واختصاصه بممه قممول وعمل وعلممما‬
‫وحال إذ كممان قمموله مممن جنممس قمموله وعملممه مممن‬
‫جنس عمله‪.(1)(...‬‬
‫د‪ -‬شجاعته وجهاده‪:‬‬
‫وقد بين شجاعة أبي بكر وأن المممراد شممجاعة‬
‫القلب فقال‪) :‬وإذا كانت الشجاعة المطلوبممة مممن‬
‫الئمممة شممجاعة القلممب فل ريممب أن أبمما بكممر كممان‬
‫أشجع من عمر وعمممر أشممجع مممن عثمممان وعلممي‬
‫وطلحممة)‪ (2‬والزبيممر)‪ (3‬وهممذا يعرفممه مممن يعممرف‬
‫سيرهم وأخبارهم‪.‬‬
‫فإن أبا بكر رضي الله باشر الهوال التي كان‬
‫يباشرها النبي ‪ ‬من أول السلم إلى آخممره ولممم‬
‫يجبممن ولممم يحممرج ولممم يفشممل وكممان يقممدم علممى‬
‫المخاوف يقي النبي ‪ ‬بنفسه يجاهممد المشممركين‬

‫)( المنهاج ‪.8/410‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بممن عمممر بممن كعممب‬ ‫‪2‬‬

‫بن سعد بن تيم التيمي أبو محمد المممدني أحممد العشممرة‪،‬‬


‫ت سنة ‪36‬همم‪ ،‬يموم الجممل‪ ،‬التقريمب ‪ ،282‬الخلصمة ‪/2‬‬
‫‪.12 -11‬‬
‫)( الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشممي السممدي‬ ‫‪3‬‬

‫أحممد العشممرة المشممهود لهممم بالجنممة‪ ،‬ت سممنة ‪ 36‬هممم‪،‬‬


‫التقريب ‪ ،214 /‬الخلصة ‪.335 -1/334‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪280‬‬
‫الرافضة‬
‫تارة بيده وتارة بلسانه وتارة بماله وهمو فمي ذلمك‬
‫كله مقدم وكان يوم بدر مع النبي ‪ ‬في العريش‬
‫مع علمه بأن العدو يقصدون مكان رسول الله ‪‬‬
‫وهو ثابت القلممب ربيممط الجممأش يظمماهر النممبي ‪‬‬
‫ويعاونه ولما قممام النممبي ‪ ‬يممدعو ربممه ويسممتغيث‬
‫ويقول‪» :‬اللهم أنجز لي مهها وعههدتني اللهههم‬
‫إن تهلهههك ههههذا العصهههابة ل تعبهههد اللههههم‬
‫اللهم‪ «....‬جعل أبو بكر يقول له يا رسممول اللممه‬
‫]كفمماك[)‪ (1‬مناشممدتك ربممك إنممه سممينجز لممك ممما‬
‫وعممدك)‪ (2‬وهممذا يممدل علممى كمممال يقيممن الصممديق‬
‫وثقته بوعد الله وثباته وشممجاعته شممجاعة إيمانيممة‬
‫زائدة على الشجاعة الطبيعية()‪.(3‬‬
‫)والمقصود هنا أن أبا بكر كممان أشممجع النمماس‬
‫ولم يكن بعممد الرسممول ‪ ‬أشممجع منممه ولهممذا لممما‬
‫مممات النممبي ‪ ‬ونزلممت بالمسمملمين أعظممم نازلممة‬
‫نزلت بهم حتى أوهنت العقممول وطيشممت اللبمماب‬

‫)( المنهاج ]هكذا[ والتصويب من مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مسمملم فممي كتمماب الجهمماد والسممير بمماب »المممداد‬ ‫‪2‬‬

‫بالملئكممة فممي غممزوة بممدر‪ «...‬إلممخ‪،1385 -3/1383 ،‬‬


‫والترمذي في كتاب التفسير باب »ومن سورة النفممال«‬
‫‪ ،5/269‬المسند ‪.31 ،1/30‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،8/79‬انظر ‪.537 ،536 /8 ،132 ،6/131‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪281‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫واضممطربوا اضممطراب الرشممية)‪ (1‬فممي الطمموى‬
‫البعيدة القعر فهذا ينكر موته وهذا قد أقعممد وهممذا‬
‫قد دهش فل يعرف من يمر عليه ومن يسلم عليه‬
‫وهممؤلء يضممجون بالبكمماء وقممد وقعمموا فممي نسممخه‬
‫القيامة وكأنها قياممة صمغرى ممأخوذة ممن القياممة‬
‫الكبرى وأكثر البوادي قد ارتممدوا عممن الممدين وذلممت‬
‫كماتة فقام الصديق ‪ ‬بقلممب ثممابت وفممؤاد شممجاع‬
‫فلم يجزع ولم ينكل قد جمع له بين الصبر واليقيممن‬
‫فمأخبرهم بمموت النمبي ‪ ‬وأن اللمه اختممار لمه ممما‬
‫عنده وقال لهم‪) :‬من كان يعبد محمدا فإن محمدا‬
‫قممد مممات ومممن كممان يعبممد اللممه فممإن اللممه حممي ل‬
‫خل َه ْ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن‬
‫مه ْ‬‫ت ِ‬ ‫ل َ‬
‫قدْ َ‬ ‫سو ٌ‬‫مدٌ ِإل َر ُ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ما ُ‬ ‫يموت ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫عَلههى‬ ‫َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫م َ‬ ‫قل َب ْت ُ ْ‬
‫ل ان ْ َ‬ ‫و ُ‬
‫قت ِ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ما َ‬
‫ن َ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ه الّر ُ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬‫َ‬
‫ضهّر‬ ‫فل َه ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قب َي ْه ِ‬‫ع ِ‬‫عَلى َ‬ ‫ب َ‬‫قل ِ ْ‬‫ن ي َن ْ َ‬‫م ْ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫قاب ِك ُ ْ‬‫ع َ‬ ‫أَ ْ‬

‫)( جمممع رشمماء وهممو رسممن الممدلو‪ ،‬إذا جعلممت لممه حبل‬ ‫‪1‬‬

‫»تهذيب اللغة للزهري« ‪ ،406 /11‬مممادة رشمما ومعجممم‬


‫مقاييس اللغة ‪ ،397 /2‬مادة رشا‪.‬‬
‫)( وهي البئر المطوية بالحجارة وجمعهمما أطممواء‪ ،‬تهممذيب‬ ‫‪2‬‬

‫اللغممة ‪ ،14/49‬مممادة طمموى‪ ،‬معجممم مقمماييس اللغممة ‪/3‬‬


‫‪.429‬‬
‫)( البخاري في كتاب فضائل أصممحاب النممبي بمماب حممدثنا‬ ‫‪3‬‬

‫الحميدي ومحمد بن عبد الله‪ ...‬إلخ ‪ ،194 ،4/193‬وفي‬


‫كتاب المغازي باب مرض النبي ‪ ، 5/142- 143‬المسند‬
‫‪ ،220 -6/219‬وغيرهم‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪282‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪ (1)‬فكممأن‬ ‫ري َ‬
‫شههاك ِ ِ‬ ‫زي الل ّه ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫ج ِ‬‫سهي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫الناس لم يسمعوا هذه الية حتى تلها الصديق فل‬
‫تجممد أحممدا إل وهممو يتلوهمما ثممم خطبهممم فثبتهممم‬
‫وشجعهم‪.‬‬
‫قال أنس‪) :‬خطبنا أبو بكممر ‪ ‬وكنمما كالثعممالب‬
‫فما زال يشجعنا حتى صرنا كالسود()‪.(3)((2‬‬
‫وقمممال‪) :‬وممممن شمممجاعة الصمممديق مممما فمممي‬
‫الصحيحين عن عروة بن الزبير)‪ (4‬قال سألت عبد‬
‫اللممه بممن عمممرو عممن أشممد ممما صممنع المشممركون‬
‫برسول الله قال رأيت عقبة بممن أبممي معيممط جمماء‬
‫إلممى النممبي وهممو يصمملي فوضممع رداءه فممي عنقممه‬
‫فخنقه خنقا شديدا فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪‬أ َت َ ْ‬
‫د‬ ‫و َ‬
‫قهه ْ‬ ‫ه َ‬‫ي الّلهه ُ‬‫ل َرّبهه َ‬‫قههو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُُلههو َ‬
‫م‪.(7)((6)(5)‬‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ِبال ْب َي َّنا ِ‬‫جاءَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫وبيممن أن قتممال المرتممدين مممن أعظممم فضممائل‬
‫الصديق‪) :‬ومن أعظم فضائل أبي بكر عنممد المممة‬

‫)( آل عمران ‪.144 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،83 ،8/28‬انظر ‪.537 ،139 /6‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد السدي أبممو عبممد‬ ‫‪4‬‬

‫الله المممدني‪ ،‬ثقممة فقيممه‪ ،‬مشممهور‪ ،‬ت سممنة ‪94‬همم علممى‬


‫الصحيح التقريب‪ ،389 /‬الخلصة ‪.227 ،2/226‬‬
‫)( غافر ‪.28 /‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/85‬انظر ‪.8/419‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪283‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪-‬أولهم وآخرهم‪ -‬أنه قاتل المرتدين()‪) .(1‬والصديق‬
‫‪ ‬هو المام في قتال المرتممدين وهممؤلء مرتممدون‬
‫فالصممديق وحزبممه هممم أعممداؤه()‪ .(2‬وبيممن أن مممن‬
‫جهاد أبي بكر الجهاد بالمال‪ ،‬وأنه قد اشترى بماله‬
‫سبعة من المعذبين في الله)‪ .(3‬وأنه )وإنما أسمملم‬
‫أكابر الصحابة علممى يممد أبممي بكممر()‪ ،(4‬وأن جهمماده‬
‫)بمممماله ونفسممه أعظمممم ممممن جهممماد غيمممره ممممن‬
‫الصممحابة)‪ (5‬كممما قممال النممبي ‪ ‬فممي الحممديث‬
‫الصحيح‪» :‬إن أمن الناس علينا فههي صههحبته‬
‫وذات يده أبو بكر)‪ .(6‬وقال‪ :‬ما نفعنههي مههال‬
‫ما نفعني مال أبي بكر« وأبو بكر كان مجاهدا‬
‫بلسانه ويده وهو أول من دعما إلمى اللمه وأول ممن‬
‫أوذي في الله بعد رسمول اللمه ‪ ‬وأول مممن دافممع‬
‫عن رسول الله ‪ ‬وكان مشاركا لرسول اللممه ‪‬‬
‫في هجرته وجهاده حتى كان هممو وحممده معممه فممي‬
‫)( المنهاج ‪.8/324‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/486‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.542 ،8/541‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.7/197‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.5/20‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( البخماري فمي كتماب فضمائل أصمحاب النمبي ‪ ‬بماب‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫قوله ‪ ‬سدو البواب إل بمماب أبممي بكممر ‪ ،4/191‬مسمملم‬


‫في كتماب فضمائل الصمحابة بماب »ممن فضمائل أبمي بكمر‬
‫الصديق ‪ ،» 4/1854، 1855‬الترمذي في كتاب المناقب‬
‫‪.609 ،5/608‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪284‬‬
‫الرافضة‬
‫العريش يوم بدر()‪.(1‬‬
‫هه‪ -‬إنفاقه في سبيل الله‪:‬‬
‫ثممم بيممن أن مممن فضممائله وجهمماده إنفمماقه فممي‬
‫سبيل الله فقال‪) :‬وأما إنفاق الصديق ونحوه فممإنه‬
‫كان في أول السمملم لتخليممص مممن آمممن والكفممار‬
‫يؤذونه أو يريدون قتله مثل اشممترائه بممماله سممبعة‬
‫كانوا يعذبون في الله منهم بلل)‪ (2‬حتى قال عمر‬
‫أبو بكر سيدنا وأعتممق سمميدنا ‪-‬يعنممي بلل‪ -‬وإنفمماقه‬
‫علممى المحتمماجين مممن أهممل اليمممان وفممي نصممر‬
‫السمملم حيممث كممان أهممل الرض قاطبممة أعممداء‬
‫السلم وتلك النفقة ما بقي يمكن مثلها()‪.(3‬‬
‫وبين أن كل آية نزلت في مدح المنفقين فممي‬
‫سبيل الله فالصديق أول المرادين بهمما مممن المممة‬
‫مثل قوله تعالى‪ :‬ل يستوي منكم مههن أنفههق‬
‫من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من‬
‫الذين أنفقههوا مههن بعههد وقههاتلوا‪ ،(4)‬وأبممو بكممر‬
‫)( المنهاج ‪ ،21 -5/20‬انظر ‪.8/502‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو بلل بممن ربمماح مممؤذن الرسممول ‪ ،‬أبممو عبممد اللممه‬ ‫‪2‬‬

‫مممولى أبممي بكممر مممن السممابقين الوليممن‪ ،‬شممهد بممدرا‬


‫والمشمماهد‪ ،‬تمموفي سممنة ‪17‬هممم‪ ،‬أو ‪18‬هممم‪ ،‬وقيممل غيرهمما‪،‬‬
‫التقريب ‪ ،129 /‬الخلصة ‪.1/140‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،7/187‬انظر ‪،504 ،502 ،8/500 ،7/384‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.546 ،542 -541‬‬


‫)( سورة الحديد‪.10 /‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪285‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أفضل هؤلء وأدلهم)‪.(1‬‬
‫ووضح أن إنفمماقه معونممة علممى إقامممة اليمممان‬
‫فقال‪) :‬إن إنفاق أبي بكر لم يكن نفقة على النبي‬
‫‪ ‬في طعامه وكسوته فإن الله قد أغنى رسمموله‬
‫عن مال الخلق أجمعين بل كممان معونممة لممه علممى‬
‫إقامة اليمان فكان إنفاقه فيما يحبه الله ورسوله‬
‫ل نفقة علممى نفممس الرسممول فاشممترى المعممذبين‬
‫مثل بلل وعامر بن فهيرة)‪ (2‬وزنيممرة)‪ (3‬وجماعممة(‬
‫)‪.(4‬‬
‫)وفممي المسممند والترمممذي وأبممي داود حممديث‬
‫عمر قال عمممر أمرنمما رسممول اللممه ‪ ‬أن نتصممدق‬

‫)( انظر المنهاج ‪.8/555‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عامر بن فهيرة مولى أبي بكر رضي الله عنهممما‪ ،‬أحممد‬ ‫‪2‬‬

‫السابقين وذكره ابن إسحاق وغيره فيمممن استشممهد فمي‬


‫بئر معونة قبل تبوك بست سنين‪ ،‬الصابة ‪،294 ،5/293‬‬
‫تجريد أسماء الصحابة ‪.1/287‬‬
‫)( زنيرة‪ ،‬بكسر أولها وتشممديد النممون المكسممورة‪ ،‬بعممدها‬ ‫‪3‬‬

‫تحتانية مثناة ساكنة‪ ،‬مولة أبي بكممر رضممي اللممه عنهممما‪،‬‬


‫‪-‬الرومية ‪ -‬كانت من السابقات إلى السلم‪ ،‬وممن عذب‬
‫في الله‪ ،‬كان أبو جهل يعذبها‪ ،‬وهي مذكورة في السممبعة‬
‫الممذين اشممتراهم أبممو بكممر الصممديق ‪ ،‬وأنقممذهم مممن‬
‫التعذيب‪ ،‬وكانت مولة لبني عبد الدار‪ ،‬الصابة ‪،12/272‬‬
‫‪ ،273‬الستيعاب ‪،14 /13‬م ‪ ،15‬تجريد أسممماء الصممحابة‬
‫‪.2/271‬‬
‫)( المنهاج ‪.8/551‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪286‬‬
‫الرافضة‬
‫فوافق ذلك مال عندي فقلت اليوم أسبق أبمما بكممر‬
‫إن سبقته يوما فجئت بنصف مممالي فقممال رسممول‬
‫الله ‪» :‬ما أبقيت لهلك؟« فقلت‪ :‬مثله قممال‬
‫وأتى أبو بكر بكل ممما عنممده فقممال‪» :‬ما أبقيههت‬
‫لهلك« قال أبقيت لهم اللممه ورسمموله فقلممت‪ :‬ل‬
‫أسابقك إلى شيء أبدا)‪.(1‬‬
‫فأبو بكر ‪ ‬جاء بماله كله ومع هذا فلممم يكممن‬
‫يأكل من أحد ل صدقة ول صمملة ول نممذرا بممل كممان‬
‫يتجر ويأكل من كسبه‪ ...‬إلخ()‪.(2‬‬
‫)فهذه النصوص الصحيحة المتواترة الصممريحة‬
‫تدل على أنه كان من أعظم النمماس إنفاقمما لممماله‬
‫فيما يرضي الله ورسوله()‪.(3‬‬
‫و‪ -‬زهده وتواضعه‪:‬‬
‫ثم بين زهده في الدنيا وتواضعه وأن هذا مممن‬
‫أكبر فضائله فقال‪) :‬من أكبر فضممائل الصممديق ‪‬‬
‫وأدلها على أنه لم يكن يريممد علمموا فممي الرض ول‬
‫فسادا فلم يكن طالب رياسة ول كان ظالما وإنممه‬
‫إنما كان يأمر الناس بطاعممة اللممه ورسمموله فقممال‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهممماج ‪ ،7/380‬انظمممر ‪،5/17‬ممم ‪،6/139‬ممم ‪،7/164‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.8/552‬‬
‫)( المنهاج ‪.8/499‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪287‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫لهم إن استقمت على طاعة الله فممأعينوني عليهمما‬
‫وإن زغت عنها فقوموني)‪.(1‬‬
‫كما قال أيضا‪] :‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت‬
‫الله فإذا عصيت الله فل طاعة لي عليكم)‪.(3)([(2‬‬
‫ثم بين أنه أزهممد النمماس بعممد رسممول اللممه ‪‬‬
‫فقال‪) :‬فإن أهل العلم بحالهممما)‪ (4‬يقولممون‪ :‬أزهممد‬
‫الناس بعد رسول الله ‪ ‬الزهد الشرعي أبو بكممر‬
‫وعمر وذلك أن أبا بكر كان له مال يكتسبه فأنفقه‬
‫كله فممي سممبيل اللممه وتممولى الخلفممة فممذهب إلممى‬
‫السوق يبيع ويتكسب فلقيه عمر وعلى يممده أبممراد‬
‫فقال له أين تذهب فقال أظننت أني تممارك طلممب‬
‫المعيشة لعيالي فأخبر بذلك أبا عبيدة والمهاجرين‬
‫ففرضوا له شيئا فاستحلف عمر وأبا عبيدة فحلفمما‬
‫له أنه يباح له أخذ درهمين كل يوم ثم ترك ممما لمه‬
‫في بيت المال ثم لما حضرته الوفاة أمممر عائشممة‬
‫أن ترد إلى بيت المال ما كان قد دخممل فممي ممماله‬

‫)( ذكر الطممبري نحممو هممذه الروايممة فممي التاريممخ ‪،3/223‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،224‬وابن الثيممر نحوهمما أيضمما ‪ ،2/332‬وابممن كممثير فممي‬


‫ضا ‪ ،6/301‬وقال بعدها‪ ،‬وهذا إسناده صحيح‪.‬‬ ‫نحوها أي ً‬
‫)( ابن الثير في التاريممخ ‪ ،2/332‬ابممن كممثير فممي البدايممة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،6/301‬وقال‪ :‬هذا إسناده صحيح‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.5/462‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( يعني حال أبي بكر وعلي‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪288‬‬
‫الرافضة‬
‫من مال المسلمين فوجدت جرد قطيفة ل يساوي‬
‫خمسة دراهم وحبشية ترضع ابنه أو عبممدا ً حبشمميا ً‬
‫وبعيرا ناضحا فأرسلت بذلك إلى عمممر فقممال عبممد‬
‫الرحمن بن عوف)‪ (1‬له أتسلب هذا عيال أبي بكممر‬
‫فقال كل ورب الكعبممة ل يتممأثم منممه أبممو بكممر فممي‬
‫حياته وأتحمله أنا بعد موته)‪.(3)((2‬‬
‫ثم نقل رد ابن حممزم)‪ (4‬علممى الرافضممة وبيممانه‬
‫دا‪:‬‬‫لزهد أبي بكر فقال مبينا متى يسمى الزهد زه ً‬
‫)وبرهان ذلك أن الزهد إنما هو عزوف النفس عن‬
‫حب الصوت وعن المال وعن اللذات وعن الميممل‬
‫إلى الولد والحاشية ليس للزهممد معنممى يقممع عليممه‬

‫)( هو عبد الرحمن بن عوف بن عوف القرشممي الزهممري‬ ‫‪1‬‬

‫أحد العشممرة أسمملم قممديما ومنمماقبه شممهيرة تمموفي سممنة‬


‫‪32‬هم‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬التقريب ‪ ،348 /‬الخلصة ‪.2/147‬‬
‫)( طبقات ابن سعد ‪ ،3/184‬برواية نحوها‪ ،‬صفة الصفوة‬ ‫‪2‬‬

‫لبن الجوزي ‪.258 ،1/257‬‬


‫)( المنهاج ‪.480 ،7/479‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أبو محمد‪ ،‬علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غممالب‬ ‫‪4‬‬

‫بن صالح بن خلف بن معممدان الفارسممي الصممل‪ ،‬صمماحب‬


‫)المحلى( في الفقه‪ ،‬وله مؤلفات كمثيرة قيمل إنهما )‪(400‬‬
‫د‪ ،‬قال ابن كممثير‪ :‬وكمان ابمن حمزم كمثير الوقيعمة فمي‬‫مجل ٍ‬
‫العلماء بلسانه وقلمه‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬وكان ظاهريا‪ ،‬حائ ًَرا في‬
‫الفروع‪ ،‬وكان ممن أشمد النماس تمأويل فمي بماب الصمول‪،‬‬
‫وآيات وأحاديث الصفات‪ ،‬ت سنة ‪456‬هم‪ ،‬السير ‪18/184‬‬
‫‪ ،‬البداية والنهاية ‪.92 -12/91‬‬
‫‪289‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫اسم الزهد إل هذا المعنى فأما عزوف النفس عن‬
‫المال فقد علم كل من له أدنى بصممر بشمميء مممن‬
‫الخبار الخالية أن أبا بكر أسمملم ولممه مممال عظيممم‬
‫قيل أربعين ألفا أنفقها في سبيل الله كلها وأعتممق‬
‫المستضعفين من العبيد المممؤمنين المعممذبين فممي‬
‫ذات الله ولم يعتق عبيدا أجلدا يمنعونه لكممن كممل‬
‫معذب ومعذبة في الله عز وجممل حممتى همماجر مممع‬
‫رسول الله ‪ ‬ولم يبق لبي بكر مممن جميممع ممماله‬
‫إل ستة آلف درهم حملها كلها مع رسول اللممه ‪‬‬
‫ولم يبق لبنيه منها درهما ثم أنفقها كلها في سبيل‬
‫الله حتى لم يبق له منها شيء وبقى في عباءة له‬
‫قد خللها بعود إذا نزل فرشها وإذا ركب لبسممها‪....‬‬
‫فهذا هو الزهد في اللذات والمممال الممذي ل يممدانيه‬
‫فيه أحد من الصحابة ل علي ول غيره إل أن يكون‬
‫أبا ذر وأبا عبيممدة مممن المهمماجرين الوليممن فانهممما‬
‫جريا على هذه الطريقة التي فارقمما عليهمما رسممول‬
‫الله ‪...‬إلخ()‪.(1‬‬
‫ثم بين زهممده فممي الولممد والقرابممة والحاشممية‪،‬‬
‫وأنه لم يسممتعمل قرابتممه علممى الوليممات ول ولممى‬
‫أولده ثم قال‪) :‬فصممح بالبرهممان الضممروري أن أبمما‬
‫)( المنهاج ‪ ،483 -7/481‬وهذا الكلم فممي الفصممل فممي‬ ‫‪1‬‬

‫الملل والهواء والنحل ‪.4/216‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪290‬‬
‫الرافضة‬
‫بكر ‪ ‬أزهد من جميع الصحابة ثم عمر ‪.(2)(‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪ ،7/486‬الفصل ‪.4/218‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪291‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫خلفته‬
‫ثم ذكر الدلة على إمامممة أبممي بكممر بعممد ذكممر‬
‫النزاع في المسألة فقال‪) :‬ذهبت طوائف من أهل‬
‫السنة إلى أن إمامة أبي بكر ثبتت بالنص والنممزاع‬
‫في ذلمك معمروف فمي ممذهب أحممد وغيمره ممن‬
‫الئمممة وقممد ذكممر القاضممي أبمو يعلممى)‪ (1‬فممي ذلمك‬
‫روايممتين عممن المممام أحمممد إحداهما‪ :‬أنهمما ثبتممت‬
‫بالختيار قال وبهذا قال جماعة مممن أهممل الحممديث‬
‫والمعتزلممة والشممعرية وهممذا اختيممار القاضممي أبممي‬
‫يعلى وغيره‪.‬‬
‫والثانية أنهمما ثبتممت بممالنص الخفممي والشممارة‬
‫قال‪» :‬وبهذا قال الحسن البصري)‪ (2‬وجماعة مممن‬
‫)‪(3‬‬
‫أهممل الحممديث وبكممر مممن أخممت عبممد الواحممد‬

‫)( محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفممراء‪ ،‬مممن‬ ‫‪1‬‬

‫أهممل بغممداد عممالم عصممره فممي الصممول والفممروع وأنممواع‬


‫الفنون‪ ،‬له تصانيف كثيرة‪ ،‬شيخ الحنابلة ت سنة ‪458‬هم‪،‬‬
‫السممير ‪ ،92 -18/89‬تاريممخ بغممداد ‪ ،2/256‬الشممذرات‬
‫‪ ،307 -3/306‬طبقات الحنابلممة ‪ ،230 -2/193‬المنهممج‬
‫الحمد ‪ ،142 -2/128‬العلم ‪.6/199‬‬
‫)( الحسن بن يسار البصري النصاري مولهم‪ ،‬ثقة فقيممه‬ ‫‪2‬‬

‫فاضل مشهور‪ ،‬مات سنة ‪110‬هم‪ ،‬وقممد قممارب التسممعين‬


‫روى له الجماعة‪ ،‬التقريب ‪ ،160 /‬الخلصة ‪.1/210‬‬
‫)( بكر بن زيد البصري الزاهد من الخوارج‪ ،‬وإليه تنسممب‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪292‬‬
‫الرافضة‬
‫والبيهسية)‪ (1‬من الخوارج«‪.‬‬
‫وقال شمميخه أبمو عبمد اللمه بممن حامممد)‪ (2‬فأممما‬
‫الدليل على استحقاق أبي بكر الخلفة دون غيممره‬
‫من أهل البيت والصحابة فمممن كتمماب اللممه وسممنة‬
‫نبيه‪.‬‬
‫قمال‪ :‬وقمد اختلمف أصمحابنا فمي الخلفمة همل‬
‫البكرية من الخوارج كان يقمول فمي الكبمائر المتي تكمون‬
‫من أهل القبلة إنها نفاق وإن مرتكممب الكممبيرة مممن أهممل‬
‫الصمملة عابممد للشمميطان مكممذب للممه سممبحانه جاحممد لممه‬
‫دا‪ ،‬تأويل‬ ‫منافق في الدرك السفل من النار مخلد فيها أب ً‬
‫مختلممف الحممديث لبممن قتيبممة ‪ ،34 /‬مقممالت السمملميين‬
‫‪ ،1/342‬لسان الميزان ‪.2/60‬‬
‫)( البهيسية أصحاب أبي بيهس الهيصم بن جابر كان في‬ ‫‪1‬‬

‫زمن الحجاج وقتممل فمي المدينممة سممنة ‪ ،94‬انفممردوا بمأن‬


‫قالوا‪ :‬من عمل ذنبا ل يحكم عليه بالكفر حتى يرفع إلممى‬
‫الوالي فيحد فيحكم عليه بالكفران‪ ،‬وإن تاب‪ ،‬الفرق بين‬
‫الفممرق ‪ -108 /‬مقممالت السمملميين ‪ ،1/191‬اعتقممادات‬
‫فرق المسمملمين والمشممركين‪ ،56 /‬البرهممان فممي عقممائد‬
‫أهل الديان ‪ ،23 /‬ذكر مذاهب الفرق الثنممتين والسممبعين‬
‫‪.41 ،32‬‬
‫)( الحسن بن حامد بممن علممي بممن مممروان أبممو عبممد اللممه‬ ‫‪2‬‬

‫البغدادي إمام الحنبلية في زمممانه‪ ،‬ومدرسممهم وفقيههممم‪،‬‬


‫لممه مصممنفات فممي العلمموم المختلفممة منهمما "الجممامع فممي‬
‫المذهب نحو من ‪ 400‬جزء وشرح أصول الدين وأصممول‬
‫الفقه‪ ،‬وهو شمميخ أبمي يعلممى‪ ،‬وكممان كممثير الحممج ت سممنة‬
‫‪403‬هممم‪ ،‬راجعمما مممن مكممة‪ ،‬وقممد سمممع مممن ابممن بطممة"‪.‬‬
‫طبقات الحنابلة ‪ ،177 -2/171‬الشذرات ‪.167 ،3/166‬‬
‫‪293‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أخذت من حيث النص أو الستدلل فذهب طائفممة‬
‫من أصحابنا إلى أن ذلك بالنص وأنه ‪ ‬ذكممر ذلممك‬
‫نصا وقطع البيان علممى عينممه حتممما ومممن أصممحابنا‬
‫مممن قممال إن ذلممك بالسممتدلل الجلممي‪ .‬قممال ابممن‬
‫حامد‪ :‬والدليل على إثبات ذلك بالنص أخبار‪.‬‬
‫مممن ذلممك ممما أسممنده البخمماري عممن جممبير بممن‬
‫مطعم)‪ (1‬قال أتت امرأة إلى النبي ‪ ‬فأمرهمما أن‬
‫ترجع إليه فقالت أرأيت إن جئت فلم أجدك كأنهمما‬
‫تريد الموت قال‪» :‬إن لههم تجههديني فههأتى أبهها‬
‫بكر«)‪ (2‬وذكر له سياقا آخر وأحمماديث أخممر‪ .‬قممال‪:‬‬
‫»وذلك نص على إمامته«‪.‬‬
‫قممال‪ :‬وحممديث سممفيان عممن عبممد الملممك بممن‬

‫)( هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفممل بممن عبمد منمماف‬ ‫‪1‬‬

‫القريشي النوفلي صحابي عممارف بالنسمماب تمموفي سممنة‬


‫‪58‬هممم‪ ،‬وقيممل سممنة ‪59‬هممم‪ .‬التقريممب ‪ ،138 /‬الخلصممة‬
‫‪.1/161‬‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪294‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(3‬‬
‫عمير)‪ (1‬عممن ربعممي)‪ (2‬عممن حذيفممة بممن اليمممان‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬اقتدوا باللذين مههن‬
‫بعدي أبي بكر وعمر«)‪.(4‬‬
‫قممال وأسممند البخمماري عممن أبممي هريممرة قممال‪:‬‬
‫سمممعت رسممول اللممه ‪ ‬يقممول‪» :‬بينا أنهها نههائم‬
‫رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منههها‬
‫ما شههاء اللههه ثههم أخههذها ابههن أبههي قحافههة‬
‫فنههزع منههها ذنوبهها أو ذنههوبين وفههي نزعههة‬
‫ضعف والله يغفههر لههه ثههم اسههتحالت غربهها‬
‫فأخذها عمر بن الخطههاب فلههم أر عبقريهها‬

‫)( عبد الملك بممن عميممر بممن سممويد اللخمممي حليممف بنممي‬ ‫‪1‬‬

‫عدي الكوفي‪ ،‬ويقال له الفرسي بفتممح الفمماء والممراء ثممم‬


‫مهملة ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلممس ت سممنة‬
‫‪ 136‬هممم‪ ،‬روى لممه الجماعممة‪ .‬التقريممب ‪ ،364 /‬الخلصممة‬
‫‪.179 -2/78‬‬
‫)( ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد اللممه بممن‬ ‫‪2‬‬

‫نجاد المممام القممدوة الممولي الحممافظ الحجممة تمموفي سممنة‬


‫‪81‬هممم‪ ،‬وقيممل ‪ ،82‬وقيممل ‪ ،101‬السممير ‪،362 -4/359‬‬
‫تاريممخ بغممداد ‪ ،8/433‬م ‪ ،434‬الشممذرات ‪ ،1/121‬تقريممب‬
‫التهذيب ‪.205/‬‬
‫)( حذيفة بن اليمان العبسي صحابي جليل من السابقين‬ ‫‪3‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬صح في مسلم بأن رسول الله ‪ ‬أعلمممه‬


‫بما كان وما يكون إلى قيام الساعة ت سنة ‪ 36‬هممم فممي‬
‫أول خلفة علي ‪ ،‬التقريب ‪ ،154 /‬الخلصة ‪.1/201‬‬
‫)( سبق قريبا‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪295‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يفرى فرية حتى ضرب الناس بعطن«)‪.(1‬‬
‫قال‪» :‬وذلك نص في المامة«‪.‬‬
‫قال‪» :‬ويدل عليه ما أخبرنما أبمو بكمر بمن مالمك‬
‫وروى عن مسند أحمد عن حماد بممن سمملمة)‪ (2‬عممن‬
‫علي بن زيد بن جدعان)‪ (3‬عن عبد الرحمن بن أبممي‬
‫بكممرة)‪ (4‬عممن أبيممه)‪ (5‬قممال‪ :‬قممال رسممول اللممه ‪:‬‬
‫»يوما أيكم رأى رؤيا« فقلت أنا رأيت يا رسممول‬

‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب التعممبير بمماب نممزع الممذنوب‬ ‫‪1‬‬

‫والممذنوبين بضممعف ‪،8/77‬م ‪ ،78‬وفممي التوحيممد بمماب فممي‬


‫المشيئة والرادة ‪،8/192‬مم ‪» ،193‬وفي فضائل أصممحاب‬
‫النبي ‪ ‬باب قممول النممبي ‪ :‬لممو كنممت متخممذا خليل‪«...‬‬
‫‪ ،4/193‬مسلم في كتاب فضمائل الصمحابة بماب فضمائل‬
‫عمر ‪. 4/1860- 1862‬‬
‫)( حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقممة عابممد‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وتغيممر حفظممه بممآخره ت سممنة ‪167‬هم م التقريممب ‪،178 /‬‬


‫الخلصة ‪.1/252‬‬
‫)( علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان الممتيمي البصممري‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫أصله حجازي ينسب أبوه إلى جد جممده‪ ،‬ضممعيف ت سممنة‬


‫‪ 131‬وقيل قبلها‪ ،‬التقريب ‪ ،401 /‬الخلصة ‪.2/248‬‬
‫)( عبد الرحمن بن أبي بكرة‪ ،‬نفيممع بممن الحممارث الثقفممي‬ ‫‪4‬‬

‫أول مولممود بالبصممرة روى عممن أبيممه وعنممه ابممن سمميرين‬


‫وجماعة‪ ،‬وثقة ابن حبان‪ ،‬وقممال ابممن حجممر ثقممة ت سممنة‬
‫‪96‬هم‪ ،‬الخلصة ‪ ،127 ،2/126‬التقريب ‪.337 /‬‬
‫)( هو نفيع بن حارث بن كلممدة الثقفممي أبممو بكممرة ‪ -‬نممزل‬ ‫‪5‬‬

‫عليهمما مممن الطمائف فكنمماه النممبي ‪ ‬بهمما ‪ -‬ت سممنة ‪،51‬‬


‫الخلصة ‪ ،3/99‬التقريب ‪.565‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪296‬‬
‫الرافضة‬
‫الله كأن ميزانا دلي من السممماء فمموزنت بممأبي بكممر‬
‫فرجحت بأبي بكر ثم وزن أبو بكر بعمممر فرجممح أبممو‬
‫بكر بعمر ثم وزن عمر بعثمان فرجممح عمممر بعثمممان‬
‫ثم رفع الميزان فقال النبي ‪» :‬خلفة نبوة ثههم‬
‫يؤتى الله الملك لمن يشاء«)‪.(1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫قال‪ :‬وأسممند أبممو داود عممن جممابر النصمماري‬
‫قال‪ :‬قممال رسممول اللممه ‪» :‬رأى الليلة رجههل‬
‫صالح أن أبا بكر نيط برسول الله ‪ ‬ونيط‬
‫عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر« قال جابر‬
‫فلما قمنا من عند رسول الله ‪ ‬قلنا أممما الرجممل‬
‫الصالح فرسول الله ‪ ‬وأما نمموط بعضممهم ببعممض‬
‫فهم ولة هذا المر الذي بعث الله به نبيه)‪.(3‬‬
‫)‪(4‬‬
‫قال‪ :‬ومن ذلك حممديث صممالح بممن كيسممان‬

‫)( سبق تخريج هذا الحديث‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جممابر بممن عبممد اللممه بممن عمممرو بممن حممرام النصمماري‬ ‫‪2‬‬

‫السلمي‪ ،‬وستأتي ترجمته‪.‬‬


‫)( رواه المام أحمد في المسند ‪ ،3/355‬وأبممو داود فممي‬ ‫‪3‬‬

‫كتمماب السممنة بمماب فممي الخلفمماء ‪ ،5/31‬والحمماكم فممي‬


‫المسممتدرك كتمماب معرفممة الصممحابة ‪ ،3/71‬م ‪ ،72‬وقممال‪:‬‬
‫إسناده صحيح‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وقال الذهبي فممي التلخيممص‬
‫صحيح‪.‬‬
‫)( صالح بمن كيسمان الممدني أبمو محممد أو أبمو الحمارث‬ ‫‪4‬‬

‫مؤدب ولد عمر بن عبممد العزيممز ثقممة ثبممت فقيممه ت بعممد‬


‫سنة ‪140‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،506/‬الخلصة ‪.2/457‬‬
‫‪297‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عن الزهري)‪ (1‬عن عروة عن عائشممة رضممي اللممه‬
‫عنها قالت دخل على رسول اللممه ‪ ‬اليمموم الممذي‬
‫بدئ به فيممه فقممال‪» :‬ادعى لههي أبههاك وآخههاك‬
‫حتى أكتب لبي بكر كتابا« ثممم قممال‪» :‬يأبي‬
‫اللههه والمسههلمون إل أبهها بكههر« وفممي لفممظ‪:‬‬
‫»فل يطمع في هذا المر طامع«‪.‬‬
‫وهممذا الحممديث فممي الصممحيحين‪ ...‬وقممال أبممو‬
‫)‪(2‬‬
‫محمد بن حممزم فممي كتممابه فممي الملممل والنحممل‬
‫اختلممف النمماس فممي المامممة بعممد رسممول اللممه ‪‬‬
‫فقالت طائفة إن النبي ‪ ‬لم يسممتخلف أحممدا ثممم‬
‫اختلفوا فقال بعضهم لكممن لممما اسممتخلف أبمما بكممر‬
‫علممى الصمملة كممان ذلممك دليل علممى أنممه أولهممم‬
‫بالمامة والخلفة على المر وقال بعضهم ل ولكن‬
‫كان أبينهم فضل فقدموه لذلك وقالت طائفممة بممل‬
‫نص رسول الله ‪ ‬على استخلف أبي بكممر بعممده‬
‫على أمور الناس نصا جليا‪.‬‬
‫قال أبو محمد‪ :‬وبهذا نقول لممبراهين أحممدها‬
‫إطبمماق النمماس كلهممم وهممم الممذين قممال اللممه‪:‬‬
‫ن‬
‫مهه ْ‬‫جههوا ِ‬‫ر ُ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن اّلهه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري َ‬
‫ج ِ‬
‫ههها ِ‬ ‫ء ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫قههَرا ِ‬ ‫‪‬ل ِل ْ ُ‬
‫ف َ‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الفصممل ‪ ،178 -4/176‬تحممت عنمموان »المامممة بعممد‬ ‫‪2‬‬

‫الرسول ‪.«‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪298‬‬
‫الرافضة‬
‫ديههارهم َ‬
‫ن الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫مهه َ‬ ‫ضههل ِ‬ ‫ف ْ‬‫ن َ‬‫غههو َ‬‫م ي َب ْت َ ُ‬
‫ه ْ‬‫وال ِ ِ‬
‫مهه َ‬‫وأ ْ‬ ‫ِ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫م‬‫هه ُ‬ ‫ك ُ‬‫ه ُأول َئ ِ َ‬
‫سههول َ ُ‬‫وَر ُ‬
‫ه َ‬‫ن الل ّه َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫وي َن ْ ُ‬
‫واًنا َ‬‫ض َ‬
‫ر ْ‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪ ‬فقد اتفممق هممؤلء الممذين شممهد اللممه‬ ‫صاِد ُ‬
‫قو َ‬ ‫ال ّ‬
‫لهم بالصدق وجميع إخموانهم ممن النصمار ‪ y‬علمى‬
‫أن سموه خليفة رسول الله ‪.‬‬
‫ومعنى الخليفة في اللغة‪ :‬هو الممذي يسممتخلفه‬
‫المرء ل الذي يخلفه دون أن يستخلفه هو ل يجمموز‬
‫غير هذا ألبتة في اللغممة بل خلف تقممول اسممتخلف‬
‫فلن فلنا يسمتخلفه فهمو خليفمة ومسمتخلفه فمإن‬
‫قام مكانه دون أن يستخلفه لم يقل إل خلف فلن‬
‫فلنا يخلفه فهو خالف‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومحال أن يعنوا بممذلك السممتخلف علممى‬
‫الصلة لوجهين ضرورين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أنه لممم يسممتحق أبممو بكممر قممط هممذا‬
‫السم على الطلق في حياة رسول الله ‪ ‬وهممو‬
‫حينئذ خليفته على الصمملة فصممح يقينمما أن خلفتممه‬
‫المسمى بها هي غير خلفته على الصلة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن كل من استخلفه رسول الله ‪‬‬
‫)‪(2‬‬
‫في حياته كعلي في غزوة تبوك وابن أم مكتوم‬
‫)( الحشر ‪.8 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو عمممرو بممن قيممس بممن زائدة العممامري »ابممن أم‬ ‫‪2‬‬

‫مكتوم«‪ ،‬وقيل‪ :‬اسمه عبممد اللممه‪ .‬قممال الممذهبي‪ :‬وعمممرو‬


‫أصح‪ .‬هاجر إلى المدينة واستخلفه النبي ‪ ‬على المدينة‬
‫‪299‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في غزوة الخنممدق وعثمممان بممن عفممان فممي غممزوة‬
‫ذات الرقاع وسائر من استخلفه على البلد باليمن‬
‫والبحرين والطائف وغيرها لم يستحق أحممد منهممم‬
‫قط بل خلف بين أحد من المة أن يسمى خليفممة‬
‫رسول الله ‪ ‬فصح يقينا بالضرورة التي ل محيممد‬
‫عنها أنها الخلفة بعده على أمته ومممن المحممال أن‬
‫يجمعوا على ذلك وهو لم يسممتخلفه نصمما ولممو لممم‬
‫يكن ههنا إل استخلفه في الصلة لم يكن أبو بكممر‬
‫أولى بهذه التسمية من سائر من ذكرنا قال وأيضا‬
‫فإن الرواية قد صحت أن امممرأة قممالت يمما رسمول‬
‫اللممه أرأيممت إن رجعممت فلممم أجممدك كأنهمما تعنممى‬
‫الموت قال‪» :‬فأتى أبمما بكممر«)‪ (1‬قممال‪ :‬وهممذا نممص‬
‫جلي على اسممتخلف أبممي بكممر قممال‪ :‬وأيضمما فممإن‬
‫الخبر قد جاء من الطرق الثابتة أن رسول الله ‪‬‬
‫قال لعائشة في مرضممه الممذي تمموفي فيممه‪» :‬لقد‬
‫هممت أن أبعث إلى أبيههك وأخيههك وأكتههب‬
‫كتابا وأعهد عهدا لكيل يقول قائل أنا أحق‬
‫أو يتمنى متمن ويأبى الله والمؤمنههون إل‬
‫أبههها بكهههر« وروى »ويهههأبى اللهههه ورسهههوله‬

‫غير مرة‪ ،‬وكان مؤذنه مع بلل رضممي اللممه عنهممما‪ ،‬شممهد‬


‫القادسممية ومعممه اللممواء فقتممل‪ .‬تجريممد أسممماء الصممحابة‬
‫‪ ،416 ،1/330‬الإصابة ‪.84 ،7/83‬‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪300‬‬
‫الرافضة‬
‫والمؤمنون إل أبا بكر« وروى أيضمما »ويههأبى‬
‫الله والنبيون إل أبا بكر«‪..‬‬
‫قال فهذا نص جلي على استخلفه ‪ ‬أبا بكممر‬
‫على ولية المممة بعممده قممال واحتممج مممن قممال لممم‬
‫يستخلف أبا بكر بالخبر المأثور عن عبممد اللممه بممن‬
‫عمر عن عمر أنه قال إن استخلف فقد اسممتخلف‬
‫من هو خير مني ‪-‬يعني أبا بكر‪ -‬وإل استخلف فلممم‬
‫يسممتخلف ممن همو خيممر منممي ‪-‬يعنمي رسمول اللمه‬
‫‪.-(1)‬‬
‫وبممما روى عممن عائشممة رضممي اللممه عنهمما إذ‬
‫سممئلت مممن كممان رسممول اللممه ‪ ‬مسممتخلفا لممو‬
‫استخلف؟)‪.(2‬‬
‫قال ومن المحال أن يعارض إجممماع الصممحابة‬
‫الذي ذكرنا عنهم والثممران الصممحيحان المسممندان‬
‫إلى رسول الله ‪ ‬من لفظه بمثل هممذين الثريممن‬
‫الموقوفين على عمر وعائشممة رضممي اللممه عنهممما‬
‫مما ل تقوم به حجة ظاهرة من أن هذا الثر خفي‬
‫على عمر كما خفي عليه كثير من أمر رسول الله‬

‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب الحكممام بمماب السممتخلف‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،8/126‬مسلم في كتاب المارة باب الستخلف وتركممه‬


‫‪ ،3/1454‬وغيرهما‪.‬‬
‫)( رواه مسلم في فضممائل الصممحابة بمماب »مممن فضممائل‬ ‫‪2‬‬

‫أبي بكر« ‪.4/1856‬‬


‫‪301‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ ‬كالستئذان وغيممره أو أنممه أراد اسممتخلفا بعهممد‬
‫مكتوب ونحن نقر أن استخلف أبي بكممر لممم يكممن‬
‫بعهممد مكتمموب وأممما الخممبر فممي ذلممك عممن عائشممة‬
‫فكذلك أيضا‪.‬‬
‫وقد يخممرج كلهممما علممى سممؤال سممائل وإنممما‬
‫الحجة في روايتهما ل في قولهما)‪.(1‬‬
‫قلت والكلم في تثبيت خلفة أبي بكر وغيممره‬
‫مبسوط في غير هذا الموضع وإنما المقصممود هنمما‬
‫البيان لكلم الناس فممي خلفتممه هممل حصممل عليهمما‬
‫نممص جلممي أو نممص خفممي وهممل ثبتممت بممذلك أو‬
‫بالختيار من أهل الحل والعقد‪.‬‬
‫فقد تبين أن كثيرا من السلف والخلممف قممالوا‬
‫فيها بالنص الجلي أو الخفي وحينئذ فقد بطل قدح‬
‫الرافضي في أهل السنة بقمموله إنهممم يقولممون إن‬
‫النبي ‪ ‬لم ينص على إمامة أحد وأنممه مممات مممن‬
‫غير وصية وذلك أن هذا القممول لممم يقلممه جميعهممم‬
‫فإن كان حقا فقد قاله بعضهم وإن كان الحق هممو‬
‫نقيضه فقد قال بعضهم ذلك فعلمى التقمديرين لمم‬
‫يخرج الحق عن أهل السنة()‪.(2‬‬
‫وقال‪) :‬وأيضا فقد روى ابن بطة بإسناده قال‬

‫)( الفصل لبن حزم ‪.178 -4/176‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.500 -1/486‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪302‬‬
‫الرافضة‬
‫حممدثنا أبممو الحسممن بممن أسمملم الكمماتب)‪ (1‬حممدثنا‬
‫الزعفرانممي)‪ (2‬حممدثنا يزيممد بممن هممارون)‪ (3‬حممدثنا‬
‫)‪(5‬‬
‫المبارك بن فضالة)‪ (4‬أن عمممر بممن عبممد العزيممز‬
‫)‪(7‬‬
‫بعث محمد بن الزبير الحنظلممي)‪(6‬إلممى الحسممن‬
‫فقال هل كمان رسممول اللمه ‪ ‬اسمتخلف أبما بكمر‬

‫)( لم أجده فيما بين يدي من المراجع‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني أبممو علممي‬ ‫‪2‬‬

‫البغممدادي صمماحب الشممافعي‪ ،‬وقممد شمماركه فممي الطبقممة‬


‫الثانية من شيوخه‪ ،‬ثقة توفي سنة ‪260‬هم أو قبلها بسنة‪،‬‬
‫روى له البخاري وغيره‪ ،‬السير ‪ ،265 -12/262‬تقريممب‬
‫التهذيب ‪ ،163‬تهذيب الكمال ‪.313 ،6/310‬‬
‫)( هو يزيد بن هارون بن زاذان السلمي مولهم أبو خالد‬ ‫‪3‬‬

‫الواسطي ثقة متقن عابد ت سممنة ‪ ،206‬التقريممب ‪،606‬‬


‫الخلصة ‪.3/178‬‬
‫)( هو المبارك بممن فضممالة أبممو فضممالة البصممري‪ ،‬صممدوق‬ ‫‪4‬‬

‫يدلس ويسمموي ت سممنة ‪ ،166‬علممى الصممحيح‪ ،‬التقريممب‬


‫‪ ،519‬الخلصة ‪.3/8‬‬
‫)( هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكممم بممن أبممي‬ ‫‪5‬‬

‫العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد منمماف بممن قصممي‬


‫بن كلب‪ ،‬المام الحافظ العلمة المجتهممد الزاهممد العابممد‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬أشجع بني أمية كممان مممن أئمممة الجتهمماد‪،‬‬
‫ومن الخلفاء الراشدين‪ ،‬قال الشممافعي‪ :‬الخلفمماء خمسممة‬
‫أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بممن عبممد العزيممز ولممد‬
‫سممنة ‪ 63‬هممم ت سممنة ‪101‬هممم‪ ،‬السممير ‪،148 -5/114‬‬
‫الشذرات ‪ ،1/119‬البداية والنهاية ‪.219 -9/192‬‬
‫)( محمد بن الزبير الحنظلي البصري‪ ،‬مممتروك التقريممب‪/‬‬ ‫‪6‬‬

‫دا‪ ،‬المجروحيممن‬ ‫‪ ،478‬وقال ابن حبممان منكممر الحممديث جم ً‬


‫‪303‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فقال أو في شك صاحبك نعم والله الذي ل إله إل‬
‫هو استخلفه‪ ،‬لهو أتقى من أن يتوثب عليها)‪ (1‬قال‬
‫ابممن المبممارك)‪ (2‬اسممتخلفه هممو أمممره أن يصمملى‬
‫بالناس وكان هذا عند الحسن استخلفا‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫قال‪» :‬وأنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد‬
‫حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب)‪ (4‬حدثنا يحيممى بممن‬
‫سليم)‪ (5‬حدثنا جعفر بن محمد عممن أبيممه عممن عبممد‬
‫‪.2/259‬‬
‫)( الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي سبط رسول‬ ‫‪7‬‬

‫الله ‪ ‬وريحانته‪ ،‬وقد صمحبه وحفمظ عنمه‪ .‬ممات شمهي ً‬


‫دا‬
‫بالسم سنة ‪49‬هم‪ ،‬وقيل غيرها التقريممب ‪ ،162‬الخلصممة‬
‫‪.1/216‬‬
‫)( تاريخ الخلفاء ‪ 65 -64/‬وعزاه إلى ابن عساكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عبد الله بن المبارك المروزي مولى بني حنظلممة ثقممة‬ ‫‪2‬‬

‫ثبت فقيه عالم جواد مجاهد‪ ،‬جمعت فيه خصال الخير ت‬


‫سنة ‪81‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،320‬وفي الخلصة ‪.2/93‬‬
‫)( أبو القاسم عبممد اللممه بممن محمممد بممن عبممد العزيمز بممن‬ ‫‪3‬‬

‫المرزبان بن سابورين شاهنشاه شيخ ابن بطة‪ ،‬الحممافظ‬


‫المام الحجة‪ ،‬وقد ذكره ابن عدي في كامله فتكلم فيممه‪،‬‬
‫ت سنة ‪ 317‬هم السير ‪ ،4/440‬ميزان العتدال ‪-2/192‬‬
‫‪ ،193‬تذكرة الحفاظ ‪ ،740 -2/737‬الشممذرات ‪-2/275‬‬
‫‪.276‬‬
‫)( زهير بن حرب بن شداد أبمو خيثممة نزيمل بغمداد‪ ،‬ثقمة‬ ‫‪4‬‬

‫ثبممت روى عنممه مسمملم أكممثر مممن ألممف حممديث ت سممنة‬


‫‪234‬هم‪ .‬التقريب ‪ .217‬الخلصة ‪.1/339‬‬
‫)( يحيى بن سليم القرشي الطائفي الحذاء الخراز نزيممل‬ ‫‪5‬‬

‫مكة ت سنة ‪195‬هم‪ ،‬وثقه البعض وضعفه آخرون‪ ،‬ميزان‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪304‬‬
‫الرافضة‬
‫الله بن جعفر)‪ (1‬قممال ولينمما أبممو بكممر فخيممر خليفممة‬
‫أرحمه بنا وأحناه علينا)‪ (2‬قال وسمعت معاوية بممن‬
‫قممرة)‪ (3‬يقممول إن رسممول اللممه ‪ ‬اسممتخلف أبمما‬
‫بكر«)‪.(4‬‬
‫ثم القائلون بالنص على أبي بكممر منهممم مممن‬
‫قال بالنص الجلممي واسممتدلوا علممى ذلممك باتفمماق‬
‫الصحابة ]رضي الله عنهم[ على تسممميته خليفممة‬
‫رسول الله ‪...‬‬
‫وقالت طائفة‪ :‬بل ثبتممت بممالنص المممذكور فممي‬
‫الحاديث التي تقدم إيراد بعضممها‪] ....‬فممذكر بعممض‬
‫ما سبق ثم قال[‪ :‬ومثممل قمموله‪» :‬مروا أبهها بكههر‬

‫العتدال ‪ ،384 ،4/383‬تهذيب التهذيب ‪،227 ،11/226‬‬


‫وفي الخلصة ‪.3/150‬‬
‫)( عبد الله بمن جعفمر بمن أبمي طمالب الهاشممي السميد‬ ‫‪1‬‬

‫العالم أبممو جعفممر القرشممي الحبشممي المولممد الجممواد بمن‬


‫الجواد ذي الجنمماحين لممه صممحبة وروايممة ت سممنة ‪80‬هممم‪،‬‬
‫السير ‪ ،462 -3/456‬الشذرات ‪ ،88 ،1/87‬العبر ‪،1/67‬‬
‫الجرح والتعديل ‪ ،5/21‬الكنى لمسلم ‪.1/173‬‬
‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪ ،1/162‬برواية ونحوهمما‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة ‪ ،7/1299‬المسممتدرك‬


‫للحاكم ‪ ،3/79‬وقال‪ :‬صحيح السناد ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫)( معاوية بن قرة بن إياس بممن هلل المزنممي أبممو إيمماس‬ ‫‪3‬‬

‫البصممري ثقممة ت سممنة ‪113‬هممم التقريممب ‪ ،38‬الخلصممة‬


‫‪.42 -3/41‬‬
‫)( شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪.7/1291‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪305‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فليصل بالناس«)‪ (1‬وقممد روجممع فمي ذلمك مممرة‬
‫بعد مرة فصلى بهم مدة مرض النبي ‪ ‬من يمموم‬
‫الخميس إلى يوم الخميس إلى يوم الثنين وخممرج‬
‫النبي ‪ ‬مرة فصملى بهمم جالسما وبقمي أبمو بكمر‬
‫يصلي بأمره سائر الصلوات وكشف الستارة يمموم‬
‫مات وهم يصلون خلف أبي بكر فسر بذلك()‪...(2‬‬
‫ومثل قوله في الحديث الصحيح علممى منممبره‪:‬‬
‫ذا مههن أهههل الرض خليل ً‬ ‫»لههو كنههت متخهه ً‬
‫ل‪ ،‬ل يبقيهههن فهههي‬‫لتخهههذت أبههها بكهههر خلي ً‬
‫المسههجد خوخههة إل سههدت إل خوخههة أبههي‬
‫بكر«)‪ ....(3‬وروى أبو داود‪ ....‬من حديث حماد بن‬
‫سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن)‪ (4‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الذان باب »حممد المريممض أن‬ ‫‪1‬‬

‫يشهد الجماعة« ‪ ،1/162‬وفي باب »أهل العلم والفضممل‬


‫أحق بالمامممة« ‪ ،1/165‬وفممي بماب »مممن أسممع النمماس‬
‫بالتكبير« ‪ ،1/174‬وفي غيرها‪.‬‬
‫مسمملم كتمماب بمماب اسممتخلف المممام إذا عممرض لممه عممذر‬
‫‪،1/313‬مم ‪،314‬مم ‪ ،316‬فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد‬
‫‪.1/118‬‬
‫)( انظر المنهاج ‪.570 -8/557‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أشعث بن عبد الرحمن الجرمي وقيل‪ :‬الزدي‪ ،‬بصري‬ ‫‪4‬‬

‫صممدوق‪ ،‬وثقممه ابممن معيممن روى عممن ابممن عبممد الرحمممن‬


‫الجرمي وأبي قلبة الجرمي وروى عنه حماد بممن سمملمة‪،‬‬
‫تهذيب الكمال‪ ،277 -3/276 ،‬تقريممب التهممذيب ‪،113 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪306‬‬
‫الرافضة‬
‫أبيه سمرة بن جندب)‪ ،(1‬أن رجل قال‪» :‬يا رسممول‬
‫الله رأيت كأن دلوا أدلي من السماء فجاء أبو بكر‬
‫فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضممعيفا ثممم جمماء عمممر‬
‫فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثممم جمماء عثمممان‬
‫فأخذ بعراقيها فشممرب حممتى تضمملع ثممم جمماء علممي‬
‫فأخممذ بعراقيهمما فانتشممطت فانتضممح عليممه منهمما‬
‫شيء«)‪.(2‬‬
‫وعن سعيد بن جهمان)‪ (3‬عممن سممفينة)‪ (4‬قممال‪:‬‬
‫قممال رسممول اللممه ‪» ‬خلفههة النبههوة ثلثههون‬
‫وأبوه هو عبد الرحمممن الزدي الجرمممي البصممري مقبممول‬
‫وذكره ابن حبممان فممي الثقممات تهممذيب التهممذيب ‪،6/303‬‬
‫التقريب ‪ ،353‬الثقات لبممن حبممان ‪ ،5/87‬والحممديث فممي‬
‫التاريخ الكبير للبخاري ذكره كامل ‪.5/296‬‬
‫)( سممرة بممن جنممدب بممن هلل الفمزاري حليممف النصممار‬ ‫‪1‬‬

‫صحابي مشهور‪ ،‬له أحاديث ت سنة ‪ ،58‬التقريممب ‪،256‬‬


‫الخلصة ‪.1/422‬‬
‫)( المسند ‪ ،21 /5‬سنن أبي داود كتاب السنة بمماب فممي‬ ‫‪2‬‬

‫الخلفاء ‪.32 -5/31‬‬


‫)( سعيد بن جهمان‪ ،‬لعله سعيد بن جهمان السمملمي أبممو‬ ‫‪3‬‬

‫حفص البصري‪ ،‬روى عن سفينة‪ ،‬وثقممه ابممن معيمن‪ ،‬وأبممو‬


‫داود‪ ،‬وابممن حبممان ت سممنة ‪136‬هممم‪ ،‬الخلصممة ‪،1/375‬‬
‫التقريب ‪.234‬‬
‫)( مولى رسول الله ‪ ‬يكنى أبا عبد الرحمن يقال كممان‬ ‫‪4‬‬

‫اسمه مهران أو غير ذلك فلقب سفينة لكونه حمل شمميئا‬


‫كثيرا فممي السممفر‪ ،‬مشممهور لممه أحمماديث روى لممه مسمملم‬
‫وغيره‪ ،‬التقريب ‪ ،245‬الخلصة ‪.1/439‬‬
‫‪307‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشههاء« أو قممال‬
‫"الملك" قال سعيد قال لي سممفينة أمسممك مممدة‬
‫أبي بكر سنتان وعمر عشر وعثمممان اثنتمما عشممرة‬
‫وعلممي كممذا قممال سممعيد قلممت لسممفينة إن هممؤلء‬
‫يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة قال كذبت أسممتاه‬
‫بنممي الزرقمماء)‪ (1‬يعنممي بنممي مممروان وأمثممال هممذه‬
‫الحمماديث ونحوهمما مممما يسممتدل بهمما مممن قممال إن‬
‫خلفته ثبتت بالنص‪.‬‬
‫والمقصود هنهها أن كممثيرا مممن أهممل السممنة‬
‫يقولون أن خلفته ثبتت بالنص وهم يسندون ذلممك‬
‫إلى أحاديث معروفة صحيحة‪...‬‬
‫والتحقيق أن النبي ‪ ‬دل المسمملمين علممى‬
‫استخلف أبي بكر وأرشممدهم إليممه بممأمور متعممددة‬
‫من أقواله وأفعاله وأخبر بخلفته إخبار راض بذلك‬
‫حامد له وعزم على أن يكتب بذلك عهدا ثممم علممم‬
‫أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتاب اكتفمماء‬
‫بذلك ثم عزم على ذلك في مرضه يمموم الخميممس‬
‫ثم لما حصل لبعضهم شممك هممل ذلممك القممول مممن‬

‫)( رواه الترمذي كتاب الفتن بمماب ممما جمماء فممي الخلفممة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،4/503‬المسممند ‪ ،221 -5/220‬أبممو داود كتمماب السممنة‬


‫بمماب الخلفمماء ‪ ،37 -5/36‬المسممتدرك مطممول ‪،3/71‬‬
‫وسكت عليه الممذهبي‪ ،‬السممنة لبممن أبممي عاصممم ‪،2/564‬‬
‫وصححه اللباني في ظلل الجنة تخريج السنة‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪308‬‬
‫الرافضة‬
‫جهة المرض أو هو قول يجب اتباعه تممرك الكتابممة‬
‫اكتفاء بممما علممم أن اللممه يختمماره والمؤمنممون مممن‬
‫خلفة أبي بكر ‪.‬‬
‫فلو كان التعيين مما يشممتبه علممى المممة لممبينه‬
‫النبي ‪ ‬بيانا قاطعا للعذر لكن لممما دلتهممم دللت‬
‫متعددة على أن أبا بكر هو المتعيممن وفهممموا ذلممك‬
‫حصمل المقصمود والحكمام يبينهما ‪ ‬تمارة بصميغة‬
‫عاممة وتممارة بصمميغة خاصممة ولهممذا قممال عمممر بممن‬
‫الخطمماب فممي خطبتممه الممتي خطبهمما بمحضممر مممن‬
‫المهاجرين والنصار‪» :‬وليس فيكم من يقطع إليممه‬
‫العناق مثل أبي بكر« رواه البخاري ومسمملم)‪...(1‬‬
‫ولم يقل قط أحد من الصممحابة إن النممبي ‪ ‬نممص‬
‫على غير أبي بكر ‪ ‬ل علممى العبمماس)‪ (2‬ول علممى‬
‫علي ول على غيرهما ول ادعممى العبمماس ول علممي‬
‫ول أحد ممن يحبهما الخلفة لواحممد منهممما ول أنممه‬
‫منصوص عليه بممل ول قممال أحممد مممن الصممحابة إن‬
‫في قريش من هو أحق بهمما مممن أبممي بكممر ل مممن‬
‫بني هاشم ول من غير بني هاشمم وهمذا كلمه ممما‬
‫يعلمه العلماء العالمون بالثممار والسممنن والحممديث‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو العباس بن عبد المطلب بن هاشممم عممم النممبي ‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫ت سنة ‪32‬هم‪ ،‬أو بعدها‪ ،‬التقريب ‪ ،293‬الخلصة ‪.2/35‬‬


‫‪309‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وهو معلوم عندهم بالضطرار‪...‬‬
‫فخلفممة أبممي بكممر الصممديق دلممت النصمموص‬
‫الصحيحة على صحتها وثبوتها ورضا اللممه ورسممول‬
‫اللممه ‪ ‬لممه بهمما وانعقممدت بمبايعممة المسمملمين لممه‬
‫واختيارهم إياه اختيارا استندوا فيه إلى ما علممموه‬
‫من تفضيل الله ورسوله وأنممه أحقهممم بهممذا المممر‬
‫عند الله ورسوله فصممارت ثابتممة بممالنص والجممماع‬
‫جميعا‪.‬‬
‫ولكن النص دل علممى رضمما اللممه ورسمموله بهمما‬
‫وأنها حق وأن الله أمر بهذا وقدرها وأن المممؤمنين‬
‫يختارونها وكان هذا أبلغ من مجرد العهممد بهمما لنممه‬
‫حينئذ كان يكون طريق ثبوتها مجرد العهد‪.‬‬
‫وأما إذا كان المسلمون قد اختمماروه مممن غيممر‬
‫عهد‪.‬‬
‫ودلممت النصمموص علممى صمموابهم فيممما فعلمموه‬
‫ورضا الله ورسوله بذلك كممان ذلممك دليل علممى أن‬
‫الصديق كان فيه من الفضائل الممتي بممان بهمما عممن‬
‫غيره ما علم المسملمون بمه أنمه أحقهمم بالخلفممة‬
‫وأن ذلك ل يحتاج فيه إلى عهد خاص()‪.(1‬‬
‫ثم قال بعد أن ذكر حديث عائشة في الكتابة‪:‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،525 -1/505‬انظر ‪-7/341 ،366 -4/365‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.582 -8/575 ،342‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪310‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪ ...‬فبين ‪ ‬أنه يريد أن يكتب كتابا خوفا ثم علممم‬
‫أن المر واضح ظاهر ليس مما يقبممل النممزاع فيممه‬
‫والمة حديثة عهممد بنبيهمما وهممم خيممر أمممة أخرجممت‬
‫للناس وأفضل قرون هذه المة فل يتنممازعون فممي‬
‫هذا المر الواضح الجلممي فممإن النممزاع إنممما يكممون‬
‫لخفاء العلم أو لسموء القصمد وكل المريممن منتمف‬
‫فإن العلم بفضيلة أبي بكر جلممي وسمموء القصممد ل‬
‫يقع من جمهممور المممة الممذين هممم أفضممل القممرون‬
‫ولهممذا قممال‪» :‬يهأبى اللههه والمؤمنههون إل أبهها‬
‫بكر« فترك ذلك لعلمه بأن ظهور فضيلة أبي بكر‬
‫الصديق واستحقاقه لهذا المر يغنى عن العهد فل‬
‫يحتمماج إليممه فممتركه لعممدم الحاجممة وظهممور فضمميلة‬
‫الصديق واستحقاقه وهذا أبلغ من العهد()‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬فكيف إذا كنا نعلم أنهم كانوا أكمل هذه‬
‫المة عقل وعلما ودينا كما قممال فيهممم عبممدالله بممن‬
‫مسعود‪» :‬من كان منكم مسممتنا فليسممتن بمممن قممد‬
‫مات فإن الحي ل تؤمن عليه الفتنة أولئك أصممحاب‬
‫محمد كانوا واللمه أفضمل همذه الممة وأبرهما قلوبما‬
‫وأعمقهمما علممما وأقلهمما تكلفمما قمموم اختممارهم اللممه‬
‫لصممحبة نممبيه وإقامممة دينممه فمماعرفوا لهممم فضمملهم‬
‫واتبعوهم في آثارهم وتمسممكوا بممما اسممتطعتم مممن‬
‫)( المنهاج ‪ ،526 -1/525‬انظر المنهاج ‪.573 -8/570‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪311‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أخلقهمممم ودينهمممم فمممإنهم كمممانوا علمممى الهمممدى‬
‫المستقيم«)‪ (1‬رواه غير واحد منهمم ابمن بطمة عمن‬
‫قتادة)‪.(2‬‬
‫وروى هو غيره بالسانيد المعروفة إلى زر بممن‬
‫حبيش)‪ (3‬قال‪ :‬قال عبدالله بن مسعود‪» :‬إن اللممه‬
‫تبارك وتعالى نظر في قلمموب العبمماد فوجممد قلممب‬
‫محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسممه وابتعثممه‬
‫برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمممد‬
‫‪ ‬فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهممم‬
‫وزراء نبيه يقاتلون على دينه فممما رآه المسمملمون‬
‫حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون سيئا‬
‫فهو عند الله سيئ«)‪ (4‬وفي رواية قال أبو بكر بن‬
‫)( رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضممله ‪،2/97‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه الطبراني في الكبير ‪ ،9/66‬بنحمموه‪ ،‬وقممال الهيثمممي‬


‫في مجمع الزوائد ‪ 1/180‬بعد عمزوه للطممبراني‪ ،‬ورجمماله‬
‫رجال الصحيح‪ ،‬السنن الكبرى للبيهقي ‪ 2/10‬بنحوه‪.‬‬
‫)( قتادة بن دعامممة بممن قتممادة السدوسممي أبممو الخطمماب‬ ‫‪2‬‬

‫البصري‪ ،‬ثقة ثبت يقال ولد أكمهمما ت سممنة ممائة وبضمعة‬


‫عشره التقريب ‪ ،453/‬الخلصة ‪.2/350‬‬
‫)( زر بكسر أوله وتشممديد الممراء بممن حممبيش مصممغًرا بممن‬ ‫‪3‬‬

‫حباشة السدي الكوفي أبو مريم ثقة مخضممرم‪ ،‬ت سممنة‬


‫‪ ،82‬وقيل غيرها‪ ،‬التقريب ‪ ،218 /‬الخلصة ‪.1/358‬‬
‫)( رواه المام أحمد في المسممند ‪ ،5/211‬تحقيممق أحمممد‬ ‫‪4‬‬

‫شاكر‪ ،‬وقال‪ :‬إسناده صحيح‪ ،‬وأبممو داود الطيالسممي ‪،33/‬‬


‫وأبو نعيم فممي معرفممة الصممحابة ‪ ،43 -1/42‬والطممبراني‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪312‬‬
‫الرافضة‬
‫عيمماش الممراوي لهممذا الثممر عممن عاصممم بممن أبممي‬
‫النجممود)‪ (1‬عممن زر بممن حممبيش عممن عبممدالله بممن‬
‫مسممعود ‪» :‬وقممد رأى أصممحاب رسممول اللممه ‪‬‬
‫جميعا أن يستخلفوا أبا بكر«‪.‬‬
‫وقول عبممدالله بممن مسممعود‪» :‬كممانوا أبممر هممذه‬
‫المة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا« كلم جامع‬
‫بين فيه حسن قصدهم ونياتهم بممبر القلمموب وبيممن‬
‫فيه كمال المعرفة ودقتها بعمق العلممم وبيممن فيممه‬
‫تيسر ذلك عليهممم وامتنمماعهم مممن القممول بل علممم‬
‫بقلة التكلف()‪.(2‬‬
‫ثم بين سبب تسميته أبي بكر بخليفممة رسممول‬
‫الله ‪ ‬فقال‪) :‬وأما تسممميته بخليفممة رسممول اللممه‬
‫فإن المسلمين سموه بذلك فإن كان الخليفممة هممو‬
‫المستخلف كما ادعاه هذا ]الرافضي[ كان رسول‬
‫الله ‪ ‬قد استخلفه كما يقول ذلك من يقول مممن‬
‫أهل السنة وإن كان الخليفة هو الذي خلممف غيممره‬
‫فممي المعجممم الكممبير ‪ ،9/118‬وقممال فممي مجمممع الممزوائد‬
‫‪ 178 -1/177‬رجاله موثوقون‪ ،‬والبغوي في شرح السنة‬
‫‪.215 -1/214‬‬
‫)( عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود السممدي مممولهم‬ ‫‪1‬‬

‫الكوفي أبو بكر المقممرئ وثقممه المممام أحمممد‪ ،‬حجممة فممي‬


‫القراءة وحديثه في الصحيحين ت سنة ‪128‬هم‪ ،‬التقريممب‬
‫‪ ،285‬الخلصة ‪.2/16‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،79 -2/76‬انظر المنهاج ‪.54 -2/50‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪313‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وإن كممان لممم يسممتخلفه ذلممك الغيممر كممما يقمموله‬
‫الجمهور لم يحتج في هذا السم إلى الستخلف‪.‬‬
‫والستعمال الموجود في الكتاب والسنة يممدل‬
‫على أن هذا السممم يتنمماول كممل مممن خلممف غيممره‬
‫سواء اسمتخلفه أو لمم يسمتخلفه‪]...‬ثمم ذكمر عمدة‬
‫أدلممة مممن القممرآن تممدل علممى السممتخلف ويكممون‬
‫الثمماني خليفممة الول وإن لممم يسممتخلفه[ وسمممي‬
‫الخليفة خليفة لنه يخلممف مممن قبلممه واللممه تعممالى‬
‫جعله يخلفه كما جعل الليل يخلممف النهممار والنهممار‬
‫يخلف الليل ليس المراد أنه خليفة عممن اللممه كممما‬
‫ظنه بعض الناس كما قد بسطناه في موضمع آخمر‬
‫والنمماس يسمممون ولة أمممور المسمملمين الخلفمماء‬
‫وقمممال النمممبي ‪ »:‬عليكهههم بسهههنتي وسهههنة‬
‫الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي«)‪.(1‬‬
‫ومعلوم أن عثمان لم يستخلف عليا وعمر لممم‬
‫يستخلف واحدا معينا وكان يقول إن استخلف فإن‬
‫أبا بكر استخلف وإن لم أستخلف فإن رسول الله‬
‫‪ ‬لم يستخلف)‪ (2‬وكان مع هذا يقول لبي بكر يمما‬
‫خليفة رسول الله وكممذلك خلفماء بنممي أميممة وبنممي‬
‫العباس كثير منهم لم يستخلفه من قبله فعلممم إن‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪314‬‬
‫الرافضة‬
‫السم عام فيمن خلف غيره()‪.(1‬‬
‫ثم وضح المراد بكون بيعة أبي بكممر فلتممة وأن‬
‫الله وقى المسلمين شرها فقال‪) :‬لفممظ عمممر ممما‬
‫ثبت في الصممحيحين عممن ابممن عبمماس مممن خطبممة‬
‫عمر التي قال فيهمما ثممم »إنممه قممد بلغنممي أن قممائل‬
‫منكم يقول والله لو مممات عمممر بممايعت فلنمما« فل‬
‫يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلته‬
‫أل وإنها قد كانت كذلك ولكن قد وقى الله شممرها‬
‫وليس فيكم من تقطع إليه العناق مثمل أبمي بكمر‬
‫من بايع رجل من غير مشمورة ممن المسملمين فل‬
‫يبايع هو ول الذي بايعه تغرة أن يقتل وإنه كان من‬
‫وفى الله نبيه ‪ ‬وذكر الحممديث وفيممه‬ ‫خيرنا حين ت ّ‬
‫أن الصمديق قمال‪" :‬وقمد رضميت لكمم أحمد همذين‬
‫الرجلين فبايعوا أيهما شئتم" فأخذ بيدي وبيد أبممي‬
‫عبيدة وهو جالس بيننا فلم أكره مممما قممال غيرهمما‬
‫كان والله أن أقدم فيضرب عنقي ل يقربنممي ذلممك‬
‫ى من أن أتأمر على قوم فيهم أبو‬ ‫من إثم أحب إل ّ‬
‫بكممر اللهممم إل أن تسممول لممي نفسممي شمميئا عنممد‬
‫الموت ل أجده الن وقد تقدم الحديث بكماله)‪.(2‬‬
‫ومعنممى ذلممك أنهمما وقعممت فجممأة لممم تكممن قممد‬
‫استعددنا لها ول تهيأنا لن أبا بكر كان متعينا لذلك‬

‫)( المنهاج ‪ ،525 -5/523‬انظر المنهاج ‪.273 -4/269‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪315‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فلم يكن يحتاج في ذلك إلى أن يجتمع لهما النماس‬
‫إذ كلهم يعلمون أنه أحق بها وليس بعممد أبممي بكممر‬
‫من يجتمع النمماس علممى تفضمميله واسممتحقاقه كممما‬
‫اجتمعوا على ذلك في أبي بكر فمن أراد أن ينفرد‬
‫ببيعة رجل دون مل مممن المسمملمين فمماقتلوه وهممو‬
‫لم يسأل وقاية شرها بل أخبر أن اللممه وقممى شممر‬
‫الفتنة بالجتماع()‪.(1‬‬
‫ثم بين أن الجماع ل يضر فيممه تخلممف الواحممد‬
‫والثنين فقال‪) :‬ول ريب أن الجممماع المعتممبر فممي‬
‫الماممممة ل يضمممر فيمممه تخلمممف الواحمممد والثنيمممن‬
‫والطائفة القليلة فإنه لو اعتبر ذلك لم يكممد ينعقممد‬
‫إجماع على إمامممة فممإن المامممة أمممر معيممن فقممد‬
‫يتخلف الرجل لهوي ل ُيعلم كتخلف سممعد)‪ (2‬فممإنه‬
‫كان قد استشرف إلى أن يكون هو أميرا من جهة‬
‫النصار فلم يحصل له ذلك فبقي في نفسممه بقيممه‬
‫هوي‪.‬‬
‫ومن ترك الشيء لهوي لم يممؤثر تركممه بخلف‬
‫الجماع على الحكام العامممة كاليجمماب والتحريممم‬

‫)( المنهاج ‪ ،278 -8/277‬انظر المنهاج ‪،481 -5/469‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.565 -8/564‬‬
‫)( سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة النصاري الخزرجممي‬ ‫‪2‬‬

‫أحد النقباء سيد الخممزرج أحممد الجممواد‪ ،‬ت سممنة ‪ 15‬هممم‪،‬‬


‫وقيل غير ذلك‪ ،‬التقريب ‪ ،231 /‬السير ‪.279 -1/270‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪316‬‬
‫الرافضة‬
‫والباحة فإن هذا لو خممالف فيممه الواحممد أو الثنممان‬
‫فهل يعتد بخلفهما؟‪.‬‬
‫فيه قولن للعلماء وذكر عممن أحمممد فممي ذلممك‬
‫روايتان‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬ل يعتد بخلف الواحد والثنين وهممو‬
‫قول طائفة كمحمد بن جرير الطبري والثاني يعتد‬
‫بخلف الواحممد والثنيممن فممي الحكممام وهممو قممول‬
‫الكثرين والفرق بينه وبين المامة أن الحكممم أمممر‬
‫عام يتناول هذا وهذا فإن القممائل بوجمموب الشمميء‬
‫يوجبه على نفسمه وعلمى غيمره والقمائل بتحريممه‬
‫يحرمه على نفسه وعلى غيره فالمنازع فيه ليممس‬
‫متهما‪.(1)(...‬‬
‫وقممال‪) :‬فنحممن نشممير إلممى ممما يممدل علممى أن‬
‫الجممماع حجممة بالدللممة المبسمموطة فممي غيممر هممذا‬
‫الموضع ولكل مقام مقال‪.‬‬
‫ونحن ل نحتاج فممي تقريممر إمامممة الصممديق ‪‬‬
‫ول غيره إلى هذا الجماع ول نشممترط فممي إمامممة‬
‫أحد هذا الجماع لكن هو لما ذكممر أن أهممل السممنة‬
‫اعتمدوا على الجماع تكلمنا على ذلك فنشير إلى‬
‫بعض ما يدل على صحة الجماع‪.‬‬
‫فنقول أول ما من حكم اجتمعت المة عليممه إل‬

‫)( المنهاج ‪.336 -8/235‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪317‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقد دل عليه النص فالجماع دليل على نص موجود‬
‫معلوم عند الئمة ليس مما درس علمه والناس قد‬
‫اختلفوا في جواز الجماع عممن اجتهمماد ونحممن نجمموز‬
‫أن يكون بعض المجمعين قممال عممن اجتهمماد لكممن ل‬
‫يكون النص خافيا على جميممع المجتهممدين وممما مممن‬
‫حكم يعلم أن فيه إجماعا إل وفممي الممة مممن يعلمم‬
‫أن فيه نصا وحينئذ فالجماع دليل على النص‪.‬‬
‫سههو َ‬
‫ل‬ ‫ق الّر ُ‬‫ق ِ‬ ‫ن يُ َ‬
‫شهها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ولهذا قال تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ل‬
‫سههِبي ِ‬ ‫ع َ‬
‫غْيههَر َ‬ ‫وي َت ِّبهه ْ‬
‫دى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫ن لَ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬‫د َ‬‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫وّلى‪ (1)‬فعّلممق الوعيممد‬ ‫مهها َتهه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ول ّ ِ‬‫ن ُنهه َ‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬‫مهه ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫بمشاقة الرسول واتبمماع غيممر سممبيل المممؤمنين‪....‬‬
‫وخلفممة الصممديق مممن هممذا البمماب فممإن النصمموص‬
‫الكثيرة دلت على أنها حق وصواب وهممذا مممما لممم‬
‫يختلف العلماء فيه واختلفمموا هممل انعقممدت بممالنص‬
‫المممذي همممو العهمممد كخلفمممة عممممر أو بالجمممماع‬
‫والختيار؟‪.‬‬
‫وأما دللة النصوص على أنها حق وصواب فما‬
‫علمت أحدا نازع فيه من علماء السنة كلهم يحتممج‬
‫على صحتها بالنصمموص إذا كنمما نممبين أن ممما انعقممد‬
‫عليه الجماع فهو منصوص عليه كان ذكر الجممماع‬

‫)( النساء آية ‪.115 /‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪318‬‬
‫الرافضة‬
‫لنه دليل على النص ل يفارقه ألبتة()‪.(2‬‬
‫وقد ذكر طرًقا أخرى يمكن سلوكها فممي بيممان‬
‫صحة إمامة أبممي بكممر فقممال‪) :‬وهنمما طممرق يمكممن‬
‫سمملوكها لمممن لممم تكممن لممه معرفممة بالخبممار مممن‬
‫الخاصة‪ ,‬فان كثيرا من الخاصة فضممل عممن العامممة‬
‫يتعذر عليه معرفة التمييز بين الصدق والكذب من‬
‫جهة السناد في اكثر ما يروى من الخبار في هذا‬
‫البمماب وغيممره وإنممما يعممرف ذلممك علممماء الحممديث‬
‫ولهممذا عممدل كممثير مممن أهممل الكلم والنظممر عممن‬
‫معرفة الخبار بالسممناد وأحمموال الرجممال لعجزهممم‬
‫عنها وسلكوا طريقا آخر‪.‬‬
‫ولكممن تلمك الطريمق همي طريقمة أهمل العلمم‬
‫بالحديث العالمين بما بعث الله بممه رسمموله ولكممن‬
‫نحممن نممذكر طريقمما آخممر فنقممول نقممدر أن الخبممار‬
‫المتنازع فيها لممم توجممد أو لممم يعلممم أيهمما الصممحيح‬
‫ونترك الستدلل بها في الطرفين ونرجع إلممى ممما‬
‫هو معلموم بغيمر ذلمك ممن التمواتر وممما يعلمم مممن‬
‫العقول والعادات وما دلت عليه النصوص المتفممق‬
‫عليها‪.‬‬
‫فنقممول‪ :‬مممن المعلمموم المتممواتر عنممد الخاصممة‬
‫والعاممممة المممذي لمممم يختلمممف فيمممه أهمممل العلمممم‬

‫)( المنهاج ‪.345 -8/344‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪319‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بممالمنقولت والسممير أن أبمما بكممر ‪ ‬لممم يطلممب‬
‫الخلفة ل برغبة ول برهبة ل بممذل فيهمما ممما يرغممب‬
‫النمماس بممه ول شممهر عليهممم سمميفا يرهبهممم بممه ول‬
‫كانت له قبيلة ول موال تنصممره وتقيمممه فممي ذلممك‬
‫كممما جممرت عممادة الملمموك أن أقمماربهم ومممواليهم‬
‫يعاونونهم ول طلبها أيضا بلسانه ول قممال بممايعوني‬
‫بل أمر بمبايعة عمر وأبي عبيدة ومن تخلممف عممن‬
‫بيعته كسعد بممن عبممادة لممم يممؤذه ول أكرهممه علممى‬
‫المبايعة ول منعه حقا لممه ول حممرك عليهممم سمماكنا‬
‫وهذا غاية في عدم إكراه الناس على المبايعة‪.‬‬
‫ثم إن المسملمين بمايعوه ودخلموا فمي طماعته‬
‫والممذين بممايعوه هممم الممذين بممايعوا رسممول اللمه ‪‬‬
‫تحممت الشممجرة وهممم السممابقون الولممون مممن‬
‫المهمماجرين والنصممار والممذين اتبعمموهم بإحسممان ‪y‬‬
‫ورضوا عنه وهممم أهممل اليمممان والهجممرة والجهمماد‬
‫ولم يتخلف عن بيعته إل سعد بن عبادة)‪.(1‬‬
‫وأممما علممي وسممائر بنممي هاشممم فل خلف بيممن‬
‫الناس أنهممم بممايعوه‪ ,‬لكممن تخلممف فممإنه كممان يريممد‬
‫المرة لنفسه رضي الله عنهم أجمعين ثم إنه في‬
‫مدة وليته قاتل بهممم المرتممدين والمشممركين ولممم‬
‫يقاتل مسلمين بل أعاد المممر إلممى ممما كممان عليممه‬

‫)( سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪320‬‬
‫الرافضة‬
‫عا فممي‬‫قبل الردة وأخذ يزيد السمملم فتوحما ً وشممر ً‬
‫قتال فارس والروم ومممات والمسمملمون محاصممرو‬
‫دمشق وخرج منها أزهد مما دخل فيها لم يسممتأثر‬
‫عنهم بشيء ول أمر له قرابة()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر طريًقا ثانية فقال‪) :‬وهناك طريق آخممر‬
‫وهو أن يقال دواعي المسمملمين بعممد ممموت النممبي‬
‫‪ ‬كانت متوجهة إلى اتباع الحممق وليممس لهممم ممما‬
‫يصرفهم عنه وهم قادرون على ذلممك فممإذا حصممل‬
‫الداعي إلممى الحممق وانتفممى الصممارف مممع القممدرة‬
‫وجب)‪ (2‬الفعل‪.‬‬
‫فعلم أن المسلمين اتبعوا فيممما فعلمموه الحممق‬
‫وذلك أنهم خير المم وقد أكمممل اللممه لهممم الممدين‬
‫وأتم عليهم النعمة ولم يكممن عنممد الصممديق غممرض‬
‫دنيوي يقدمونه لجله ول عنممد علممي غممرض دنيمموي‬
‫يأخرونه لجله بل لو فعلوا بموجب الطبممع لقممدموا‬
‫عليا وكانت النصار لو اتبعت الهمموى أن تتبممع رجل‬
‫من بني هاشم أحممب إليهمما مممن أن تتبممع رجل مممن‬
‫بني تيم وكذلك عامممة قبممائل قريممش ل سمميما بنممو‬
‫عبد مناف وبنو مخزوم فإن طاعتهم لمنافي كانت‬
‫أحب إليهم من طاعممة تيمممي لممو اتبعمموا الهمموى‪....‬‬
‫وهذا وأمثاله مما إذا تدبره العاقممل علممم أنهممم لممم‬
‫)( المنهاج ‪.451 -7/449‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أي وجد‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪321‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يقدموا أبا بكر إل لتقمديم اللمه ورسموله لنمه كمان‬
‫خيرهم وسيدهم وأحبهممم إلممى اللممه ورسمموله فممإن‬
‫السلم إنممما يقممدم بمالتقوى ل بالنسممب وأبمو بكمر‬
‫كان أتقاهم()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر طريًقا ثالثة فقمال‪) :‬وهنما طريمق آخممر‬
‫وهو أنه تواتر عن النبي ‪» ‬أن خير هذه المة‬
‫القرن الول ثم الههذين يلههونهم ثههم الههذين‬
‫يلونهم ثم الذين يلونهم وهههذه المههة هههي‬
‫خير المم« كما دل عليها الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وأيضا فإنه مممن تأمممل أحمموال المسمملمين فممي‬
‫خلفة بني أمية فضل عن زمن الخلفماء الراشمدين‬
‫علم أن أهل ذلك الزمان كممان خيممرا وأفضممل مممن‬
‫أهممل هممذا الزمممان وأن السمملم كممان فممي زمنهممم‬
‫أقوى وأظهر فإن كان القرن الول قد جحدوا حق‬
‫المام المنصوص عليه المولى عليهم ومنعوا أهممل‬
‫بيت نبيهم ميراثهم وولمموا فاسممقا وظالممما ومنعمموا‬
‫عمادل عالمما ممع علمهمم بمالحق فهمؤلء ممن شمر‬
‫الخلق وهذه المة شر المم لن هذا فعمل خيارهما‬
‫فكيف بفعل شرارها؟!()‪.(2‬‬
‫ثم ذكر طريًقا رابعة فقال‪) :‬وهنا طريممق آخممر‬

‫)( المنهاج ‪.458 -7/457‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/458‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪322‬‬
‫الرافضة‬
‫وهو أنممه قممد عممرف بممالتواتر الممذي ل يخفممى علممى‬
‫العامة والخاصة أن أبا بكر وعمممر وعثمممان ‪ y‬كممان‬
‫لهم بالنبي ‪ ‬اختصاص عظيم وكممانوا مممن أعظممم‬
‫الناس اختصاصا به وصحبة له وقربمما إليممه واتصممال‬
‫به وقد صمماهرهم كلهمم ومما عمرف عنمه أنمه كمان‬
‫يذمهم ول يلعنهم بل المعروف عنه أنه كان يحبهم‬
‫ويثني عليهم‪.‬‬
‫وحينئذ فإما أن يكونوا على الستقامة ظمماهرا ً‬
‫وباطنمما فممي حيمماته وبعممد ممموته‪ ,‬وإممما أن يكونمموا‬
‫بخلف ذلك في حياته أو بعد موته فإن كانوا علممى‬
‫غير الستقامة مع هذا التقرب فأحد المريممن لزم‬
‫إما عدم علمه بأحوالهم‪ ,‬أو مممداهنته لهممم‪ ,‬وأيهممما‬
‫كان فهو أعظم القدح في الرسول ‪...‬وإن كانوا‬
‫انحرفمموا بعممد السممتقامة فهممذا خممذلن مممن اللممه‬
‫للرسول في خواص أمته وأكابر أصحابه ومممن قممد‬
‫أخبر بما سيكون بعد ذلك أين كان عن علممم ذلممك‬
‫وأين الحتياط للمة حتى ل يولي مثل هممذا أمرهمما‬
‫ومن وعد أن يظهر دينممه علممى الممدين كلممه فكيممف‬
‫يكون أكابر خواصه مرتدين؟‬
‫فهذا ونحوه من أعظم ممما يقممدح بممه الرافضممة‬
‫في الرسول كما قال مالك وغيره إنما أراد هممؤلء‬
‫الرافضة الطعن في الرسول ليقول القممائل رجممل‬
‫‪323‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫سوء كان له أصحاب سمموء ولممو كممان رجل صممالحا‬
‫لكان أصحابه صالحين‪.‬‬
‫ولهذا قممال أهممل العلممم‪ :‬أن الرافضممة دسيسممة‬
‫الزندقة وإنه وضع عليها()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر طريًقا خامسة‪ :‬قممال بعممد ذلممك‪) :‬لكممن‬
‫لما كان المقتضى مع أبي بكر وهو دين اللممه قويمما‬
‫والسلم في جدته وطراوته وإقباله كان أتقى لله‬
‫إل يصمرفوا الحمق عممن يعلممون أنمه الحمق إلمى‬
‫غيره ولو كان لبعضهم هوى مع الغير‪.‬‬
‫وأما أبو بكر فلم يكن لحد معه هوى إل همموى‬
‫الدين الذي يحبه الله ويرضاه‪.‬‬
‫فهمممذه الممممور وأمثالهممما ممممن تمممدبرها علمممم‬
‫بالضطرار أن القوم علموا أن أبا بكممر هممو الحممق‬
‫بخلفممة النبمموة وأن وليتممه أرضممى للممه ورسمموله‬
‫فبايعوه‪ ,‬وأن لم يكن ذلك لزم إن يعرفوا ويحرفوا‬
‫وكلهما ممتنع عادة ودينا()‪.(2‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪.459 -7/458‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.464 -7/463‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪324‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫رد المطاعن التي يطعن بها الرافضة‬
‫على أبي بكر‬
‫سممأذكر بعممض المطمماعن الممتي يطعممن بهمما‬
‫الرافضة علممى أبممي بكممر وأذكممر رد شمميخ السمملم‬
‫عليها فمن ذلك‪- :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أولً‪ :‬قول الرافضي‪) :‬ومنع أبو بكممر فاطمممة‬
‫إرثها فقالت‪ :‬يا ابن أبي قحافة أترث أباك ول أرث‬
‫أبي والتجأ في ذلك إلى رواية انفرد بها وكممان هممو‬
‫الغريممم لهمما لن الصممدقة تحممل لممه لن النممبي ‪‬‬
‫قممال‪»:‬نحههن معاشههر النبيههاء ل نههورث مهها‬
‫تركناه صدقة«)‪ ....(2‬إلخ(‪.‬‬
‫)( هي فاطمة بنت النبي ‪ ‬الزهراء‪ ،‬رضي الله عنهمما أم‬ ‫‪1‬‬

‫الحسن سيدة نساء هذه المة‪ ،‬تزوجها علممي فممي السممنة‬


‫الثانية من الهجرة وماتت بعد النبي ‪ ‬بستة أشهر‪ ،‬وقممد‬
‫جممماوزت العشمممرين بقليمممل‪ ،‬التقريمممب ‪ ،751‬الخلصمممة‬
‫‪.3/389‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب العتصام بالكتاب والسنة باب‬ ‫‪2‬‬

‫»ما يكممره ممن التعممق والتنممازع فمي العلممم والغلممو فمي‬


‫الدين والبممدع« ‪ ،8/146‬وقممد رواه عمممر وعثمممان وعلممي‬
‫وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن سعد بن أبي وقمماص‪،‬‬
‫وفي كتاب الخمس باب »فممرض الخمممس« ‪ ،4/42‬م ‪،43‬‬
‫‪،44‬م ‪ ،45‬عن عائشممة وأبممي بكممر وعمممر وعلمي وعبمماس‬
‫وأبي هريرة ومالممك‪ ،‬وفممي مواضممع أخممرى‪ ،‬ومسمملم فممي‬
‫كتمماب الجهمماد والسممير بمماب »حكممم الفممرد« ‪-3/1337‬‬
‫‪325‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫قال شيخ السمملم‪) :‬والجممواب عممن ذلممك مممن‬
‫وجوه‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬أن ما ذكممر مممن قممول فاطمممة رضممي‬
‫الله عنها أترث أباك ول أرث أبي؟ ل يعلممم صممحته‬
‫عنها وإن صح فليس فيممه حجممة لن أباهمما صمملوات‬
‫الله عليه وسلمه ل يقاس بأحد من البشر وليممس‬
‫أبو بكر أولى بالمؤمنين من أنفسهم كأبيها ول هممو‬
‫ممن حرم الله عليه صدقة الفرض والتطوع كأبيها‬
‫ول هو أيضا ممن جعممل اللممه محبتممه مقدمممة علممى‬
‫محبة الهل والمال كما جعل أباها كذلك‪.‬‬
‫والفممرق بيممن النبيمماء وغيرهممم أن اللممه تعممالى‬
‫صان النبيمماء عممن أن يورثمموا دنيمما لئل يكممون ذلممك‬
‫شبهة لمن يقممدح فممي نبمموتهم بممأنهم طلبمموا الممدنيا‬
‫وخلفوها لورثتهم وأما أبو بكر الصديق وأمثمماله فل‬
‫نبوة لهم يقدح فيها بمثل ذلك كما صان الله تعالى‬
‫نبينا عن الخط والشعر صيانة لنبمموته عممن الشممبهة‬
‫وإن كان غيره لم يحتج إلى هذه الصيانة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن قوله‪] :‬والتجأ في ذلك إلى روايممة‬
‫انفرد بها[ كذب فإن قول النبي ‪» ‬ل نورث ما‬

‫‪ ،1339‬باب قول النبي ‪» :‬ل نورث ما تركناه صممدقة«‬


‫‪،3/1379‬م ‪،1380‬م ‪،1381‬م ‪،1382‬م ‪ ،1383‬عن عائشة‬
‫وأبي بكر‪ ،‬وقد رواه أصحاب السنن‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪326‬‬
‫الرافضة‬
‫تركناه فهو صدقة« رواه عنممه أبممو بكممر وعمممر‬
‫وعثمممان وعلممي وطلحممة والزبيممر وسممعد)‪ (1‬وعبممد‬
‫الرحمممن بممن عمموف والعبمماس بممن عبممد المطلممب‬
‫وأزواج النبي ‪ ‬وأبو هريممرة والروايممة عممن هممؤلء‬
‫ثابته في الصحاح والمسانيد مشهورة يعلمها أهممل‬
‫العلممم بالحممديث فقممول القممائل إن أبمما بكممر انفممرد‬
‫بالرواية يدل على فرط جهله أو تعمده الكذب‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬قوله‪] :‬وكان هممو الغريممم لهمما[ كممذب‬
‫فإن أبا بكر ‪ ‬لم يدع هذا المال لنفسه ول لهممل‬
‫بيته وإنما هو صممدقة لمسممتحقها كممما أن المسممجد‬
‫حق للمسلمين والعممدل لممو شممهد علممى رجممل أنممه‬
‫وصى بجعل بيته مسجدا أو بجعممل بئره مسممبلة أو‬
‫أرضممه مقممبرة ونحممو ذلممك جممازت شممهادته باتفمماق‬
‫المسلمين وإن كان هو ممممن يجمموز لممه أن يصمملي‬
‫في المسجد ويشرب مممن تلممك الممبئر ويممدفن فممي‬
‫تلممك المقمبرة فممإن هممذا شممهادة لجهممة عامممة غيممر‬
‫محصممورة والشمماهد دخممل فيهمما بحكممم العممموم ل‬
‫بحكم التعيين ومثممل هممذا ل يكممون خصممما‪ ....‬ولممو‬

‫)( سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بممن‬ ‫‪1‬‬

‫زهرة بن كلب الزهري أبو إسحاق أحد العشرة‪ ،‬أول من‬


‫رمي بسهم في سممبيل اللممه ومنمماقبه كممثيرة تمموفي سممنة‬
‫‪55‬هم‪ ،‬على المشهور وهو آخر العشرة وفات‪ .‬التقريممب‪/‬‬
‫‪ ،232‬الخلصة ‪.371‬‬
‫‪327‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫شممهد عممدل بممأن فلنمما وقممف ممماله علممى الفقممراء‬
‫والمساكين قبلت شهادته وإن كان الشاهد فقيرا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن الصديق ‪ ‬لم يكن من أهل هممذه‬
‫الصدقة بل كان مستغنيا عنها ول انتفع هو ول أحد‬
‫من أهله بهذه الصدقة فهو كما لو شهد قمموم مممن‬
‫الغنياء على رجل أنه وصى بصدقة للفقممراء فممإن‬
‫هذه شهادة مقبولة بالتفاق‬
‫الخامس‪ :‬أن هذا لو كان فيه ممما يعممود نفعممه‬
‫على الراوي له من الصحابة لقبلت روايته لنه من‬
‫بمماب الروايممة ل مممن بمماب الشممهادة والمحممدث إذا‬
‫حدث بحديث في حكومة بينه وبين خصمممه قبلممت‬
‫روايتممه للحممديث لن الروايممة تتضمممن حكممما عاممما‬
‫يدخل فيممه الممراوي وغيممره وهممذا مممن بمماب الخممبر‬
‫كالشهادة برؤية الهلل فممإن ممما أمممر بممه النممبي ‪‬‬
‫يتناول الراوي وغيره وكذلك ما نهممى عنممه وكممذلك‬
‫ما أباحه‪.‬‬
‫وهممذا الحممديث تضمممن روايممة بحكممم شممرعي‬
‫ولهذا تضمن تحريم الميممراث علممى ابنممة أبممي بكممر‬
‫عائشة رضي الله عنها وتضمن تحريم شرائه لهمذا‬
‫الميراث من الورثمة واتهمابه لمذلك منهمم وتضممن‬
‫وجوب صرف هذا المال فممي مصممارف الصممدقة‪...‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪328‬‬
‫الرافضة‬
‫إلخ()‪.(1‬‬
‫ثانًيا‪ :‬قممول الرافضممي‪) :‬السههادس‪ (2):‬قممول‬
‫أبي بكر أقيلوني فلست بخيركم ولو كان إماما لم‬
‫يجز له طلب القالة(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬والجواب أن هذا‪:‬‬
‫أول‪ :‬كان ينبغي أن يبين صممحته وإل فممما كممل‬ ‫ً‬
‫منقول صحيح والقدح بغير الصحيح ل يصح‪.‬‬
‫وثانيا‪ :‬إن صممح هممذا عممن أبممي بكممر لممم تجممز‬
‫ً‬
‫معارضته بقممول القممائل المممام ل يجمموز لممه طلممب‬
‫القالة فإن هذه دعوى مجردة ل دليل عليهمما فلممم‬
‫ل يجوز له طلب القالة إن كان قال ذلك؟ بممل إن‬
‫كان قاله لم يكن معنا إجماع علي نقيض ذلممك ول‬
‫نص فل يجممب)‪ (3‬الجمزم بمأنه باطمل وإن لممم يكمن‬
‫قاله فل يضر تحريم هذا القول‪.‬‬
‫وأما تثبيت كون الصديق قاله والقدح في ذلك‬
‫بمجرد الدعوى فهو كلم من ل يبالي ما يقول‪.‬‬
‫وقد يقممال هممذا يممدل علممى الزهممد فممي الوليممة‬
‫والورع فيها وخوف الله أن ل يقوم بحقوقها()‪.(4‬‬
‫)( المنهاج ‪.198 -4/194‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السادس من الوجوه التي يممدعي الروافممض أنهمما تممدل‬ ‫‪2‬‬

‫على أن من تقدم عليا لم يكممن إماممما وهممو فممي الفصممل‬


‫الخامس من كتابه‪.‬‬
‫)( أي فل يجوز‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/228‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪329‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ثالًثا‪ :‬قممول الرافضممي‪) :‬الثهامن‪ :‬قمموله فممي‬
‫مرض ممموته ليتنممي كنممت تركممت بيممت فاطمممة لممم‬
‫أكبسممه)‪ (1‬وليتنممي كنممت فممي ظلممة بنممي سمماعدة‬
‫ضممربت علممى يممد أحممد الرجليممن وكممان هممو الميممر‬
‫وكنت الوزير)‪ ،(2‬وهذا يدل على إقدامه علي بيممت‬
‫فاطمممة عنممد اجتممماع أميممر المممؤمنين والزبيممر‬
‫وغيرهما فيه(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬والجممواب أن القممدح ل‬
‫يقبل حتى يثبت اللفظ بإسممناد صممحيح ويكممون دال‬
‫دللممة ظمماهرة علممى القممدح فممإذا انتفممت إحممداهما‬
‫انتفى القممدح فكيممف إذا انتفممى كممل منهممما ونحممن‬
‫نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم علممى علممي والزبيممر‬
‫بشمميء مممن الذى بممل ول علممى سممعد بممن عبممادة‬
‫المتخلف عن بيعته أول وآخرا‪ ....‬وهذا كله دعمموى‬
‫مختلق وإفك مفتر باتفاق أهممل السمملم ول يممروج‬
‫إل على من هو من جنس النعام‪.‬‬
‫وأما قمموله ليتنممي كنممت ضممربت علممى يممد أحممد‬

‫)( الكبممس‪ :‬طمممك حفممرة بممتراب‪ ،‬ومعنمماه سممد منافممذة‬ ‫‪1‬‬

‫وضغط على الرض وهم يدعون هذا قاتلهم الله‪ ،‬تهممذيب‬


‫اللغة ‪ ،82 -80 /1‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،154 /5‬لسان‬
‫العرب ‪.192 -6/190‬‬
‫)( رواه الطبراني ‪ ،1/62‬م ‪ ،63‬قال فممي مجمممع الممزوائد‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،203 ،5/202‬وفيه علوان بن داود البجلي وهو ضعيف‪،‬‬


‫وهذا الثر مما أنكر عليه‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪330‬‬
‫الرافضة‬
‫الرجلين فهذا لم يذكر له إسنادا ولمم يممبين صمحته‬
‫فإن كان قاله فهو يدل على زهده وورعممه وخمموفه‬
‫من الله تعالى()‪.(1‬‬
‫ول‬‫عا‪ :‬قول الرافضي‪) :‬العاشر‪ :‬أنممه لممم ي م ّ‬ ‫راب ً‬
‫أبا بكر شيئا من العمال وولي عليه(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن هذا باطل بل الولية التي ولها أبا‬
‫بكر لم يشركه فيها أحد وهي ولية الحج وقد و ّ‬
‫له‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن النبي ‪ ‬قد وّلى من هممو بإجممماع‬
‫أهل السنة والشيعة من كان عنممده دون أبممي بكممر‬
‫مثل عمرو بن العاص والوليد بن عقبممة وخالممد بممن‬
‫الوليد فعلم أنه لم يترك وليته لكممونه ناقصمما عممن‬
‫هؤلء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن عدم وليته ل يدل على نقصه بممل‬
‫قد يترك وليته لنه عنممده أنفممع لممه منممه فممي تلممك‬
‫الولية وحاجته إليه في المقممام عنممده وغنممائه عممن‬
‫المسلمين أعظم من حاجته إليه فمي تلمك الوليمة‬
‫فإنه هو وعمر كانا مثل المموزيرين لممه يقممول كممثيرا‬
‫»دخلت أنا وأبو بكر وعمر« »وخرجت أنا وأبو بكر‬

‫)( المنهاج ‪.291 -290 /8‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪331‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫وعمممر«)‪ (1‬وكممان أبممو بكممر يسمممر عنممده عامممة‬
‫ليله‪ ....‬وكان مشاورته لبي بكر أغلممب واجتممماعه‬
‫بممه أكممثر هممذا أمممر يعلمممه مممن تممدبر الحمماديث‬
‫الصحيحة التي يطول ذكرها()‪.(3‬‬
‫سا‪ :‬قول الرافضي‪) :‬الحادي عشر‪ :‬أنه ‪‬‬ ‫خام ً‬
‫أنفذه لداء سورة براءة ثم أنفذ عليا وأمممره بممرده‬
‫وأن يتولى هممو ذلممك مممن ل يصمملح لداء سممورة أو‬
‫بعضها فكيف يصلح للمامة العامة المتضمنة لداء‬
‫الحكام إلى جميع المة؟!(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحههدها‪ :‬أن هممذا كممذب باتفمماق أهممل العلممم‬
‫وبالتواتر العام فإن النبي ‪ ‬استعمل أبا بكر على‬
‫الحج سنة تسع)‪ (4‬لم يرده ول رجممع بممل هممو الممذي‬
‫أقممام للنمماس الحممج ذلممك العممام وعلممي مممن جملممة‬
‫رعيتممه يصمملي خلفممه ويممدفع بممدفعه ويممأتمر بممأمره‬
‫كسائر من معه‪.‬‬
‫وهذا من العلمم المتمواتر عنمد أهمل العلمم لمم‬
‫يختلف اثنان في أن أبا بكر هممو الممذي أقممام الحممج‬
‫ذلك العام بممأمر النممبي ‪ ‬فكيممف يقممال إنممه أمممره‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.295 ،294 /8‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫الطبقات الكبرى لبن سعد ‪.177 /3‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪332‬‬
‫الرافضة‬
‫برده؟!‪.‬‬
‫ولكن أردفه بعلي لينبذ إلى المشركين عهدهم‬
‫لن عممادتهم كممانت جاريممة أن ل يعقممد العقممود ول‬
‫يحلها إل المطاع أو رجل من أهل بيته فلم يكونمموا‬
‫يقبلون ذلك من كل أحد‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن أبي هريرة)‪ (1‬قال‪ :‬بعثني‬
‫مممره عليهمما‬
‫أبممو بكممر الصممديق فممي الحجممة الممتي أ ّ‬
‫رسول الله ‪ ‬قبل حجة الوداع في رهط يؤذنممون‬
‫في النمماس يمموم النحممر أن »ل يحج بعههد العههام‬
‫مشرك ول يطوف بههالبيت عريههان«)‪ (2‬وفممي‬
‫رواية ثممم أردف النممبي ‪ ‬بعلممي وأمممره أن يممؤذن‬
‫ببراءة فأذن علي معنا فممي أهممل منممى يمموم النحممر‬
‫ببراءة وبأن ل يحج بعد العممام مشممرك ول يطمموف‬
‫)( أبو هريرة ‪ ‬الصحابي الجليل حافظ الصحابة اختلممف‬ ‫‪1‬‬

‫فممي اسمممه واسممم أبيممه علممى أقمموال جمممة أرجحهمما عبممد‬


‫الرحمممن بممن صممخر الدوسممي‪ ،‬اليممماني سمميد الحفمماظ‬
‫الثبات‪ ،‬قال الذهبي‪ :‬وكان حفظ أبي هريرة الخارق مممن‬
‫معجزات النبوة‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬أبممو هريممرة أحفممظ مممن‬
‫روى الحديث في دهره‪ ،‬واختلممف فممي وفمماته علممى عممدة‬
‫أقمموال والراجممح سممنة ‪ 57‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،578 /2‬م ‪،362‬‬
‫التقريب ‪ ،681 ،680 /‬الشذرات ‪.64 -1/63‬‬
‫)( بعث النممبي لبممي بكممر بممبراءة‪ ،‬انظممر مسممند أحمممد ‪/1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،156‬تحقيق أحممد شماكر‪ ،‬وقمال أحممد شماكر‪ :‬إسممناده‬


‫صممحيح ‪ ،32 /2‬الترمممذي كتمماب تفسممير القممرآن‪ ،‬ومممن‬
‫سورة التوبة ‪.276 ،275 /5‬‬
‫‪333‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بالبيت عريان)‪ (1‬قال فنبذ أبو بكر إلى النمماس فممي‬
‫ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع التي حج فيها‬
‫رسول الله ‪ ‬مشرك‪.‬‬
‫قال أبممو محمممد بمن حمزم)‪ :(2‬وممما حصممل فمي‬
‫حجة الصديق كان من أعظم فضائله لنه هو الذي‬
‫خطب بالناس في ذلك الموسممم والجمممع العظيممم‬
‫والناس منصتون لخطبته يصلون خلفه وعلممي مممن‬
‫جملتهم وفي السورة فضل أبمي بكمر وذكمر الغمار‬
‫فقرأها علي على الناس فهممذا مبالغممة فممي فضممل‬
‫أبي بكر وحجممة قاطعممة‪ .‬وتممأميره لبممي بكممر علممى‬
‫علي هذا كان بعد قوله‪» :‬أما ترضى أن تكههون‬
‫مني بمنزلة هارون من موسى؟«)‪.(3‬‬
‫ول ريب أن هذا الرافضممي ونحمموه مممن شمميوخ‬
‫الرافضممة مممن أجهممل النمماس بممأحوال الرسممول‬
‫وسيرته وأموره ووقائعه يجهلون من ذلممك ممما هممو‬
‫متممواتر معلمموم لمممن لممه أدنممى معرفممة بالسمميرة‬
‫ويجيئون إلممى ممما وقممع فيقلبممونه ويزيممدون فيممه‬
‫وينقصون‪.‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هذا الكلم موجود بمعنمماه فممي الفصممل لبممن حممزم ‪/4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،22‬والختلف يسير ولعل شيخ السلم ذكره بالمعنى‪.‬‬


‫)( رواه مسلم فممي كتمماب فضممائل الصممحابة بمماب‪» :‬مممن‬ ‫‪3‬‬

‫فضائل علي بن أبي طالب« ‪.1871 ،1870 /4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪334‬‬
‫الرافضة‬
‫وهذا القدر وإن كان الرافضي لممم يفعلممه فهممو‬
‫فعل شيوخه وسلفه الذين قلدهم ولممم يحقممق ممما‬
‫قممالوه ويراجممع ممما هممو المعلمموم عنممد أهممل العلممم‬
‫المتواتر عندهم المعلوم لعامتهم وخاصتهم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قمموله المامممة العامممة متضمممنة لداء‬
‫جميع الحكام إلى المة‪.‬‬
‫قول باطل فالحكام كلها قد تلقتها المممة عممن‬
‫نبيها ل تحتاج فيها إلممى المممام إل كممما تحتمماج إلممى‬
‫نظائره من العلممماء وكممانت عامممة الشممريعة الممتي‬
‫يحتمماج النمماس إليهمما عنممد الصممحابة معلومممة ولممم‬
‫يتنازعوا زمن الصديق في شمميء منهمما إل واتفقمموا‬
‫بعد النزاع بالعلم الذي كان يظهره بعضهم لبعممض‬
‫وكان الصديق يعلم عامة الشريعة وإذا خفممي عنممه‬
‫الشيء اليسير سأل عنه الصحابة ممن كان عنممده‬
‫علم ذلك كما سألهم عن ميراث الجدة)‪ (1‬فممأخبره‬
‫من أخممبره منهممم أن النممبي ‪ ‬أعطاهمما السممدس‪.‬‬
‫ولم يعرف لبي بكر فتيا ول حكم خالف نصا‪...‬‬
‫الثالث‪ :‬أن القرآن بّلغه عن النبي ‪ ‬كل أحد‬
‫من المسلمين فيمتنع أن يقال إن أبا بكر لم يكممن‬
‫)( سنن سعيد بن منصممور ‪ ،1/54‬م ‪ ،55‬وأخرجممه الحمماكم‬ ‫‪1‬‬

‫في المستدرك‪ ،‬وقممال‪ :‬هممذا حممديث صممحيح علممى شممرط‬


‫الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬ورمز له الذهبي في التلخيممص بممم‬
‫)خ‪ ،‬م( ‪.339 ،4/388‬‬
‫‪335‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يصلح لتبليغه‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أنه ل يجوز أن يظن أن تبليممغ القممرآن‬
‫يختص بعلي فإن القرآن ل يثبت بخبر الحاد بممل ل‬
‫بد أن يكون منقول بالتواتر‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن الموسم ذلممك العممام كممان يحممج‬
‫فيه المسلمون والمشركون وكان النبي ‪ ‬أمر أبا‬
‫بكممر أن ينممادي فممي الموسممم »أن ل يحههج بعههد‬
‫العام مشههرك ول يطههوف بههالبيت عريههان«‬
‫كممما ثبممت فممي الصممحيحين فممأي حاجممة كممانت‬
‫بالمشركين إلى أن يبّلغوا القرآن()‪.(1‬‬
‫سا‪ :‬من المطاعن قول الرافضي‪) :‬يجوز‬ ‫ساد ً‬
‫أن يستصممحبه معممه لئل يظهممر أمممره حممذرا منممه‬
‫والجواب أن هذا باطل من وجمموه كممثيرة ل يمكممن‬
‫استقصاؤها‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬أنه قد علم بدللة القمرآن مموالته لمه‬
‫ومحبته ل عداوته فبطل هذا‬
‫الثاني‪ :‬أنه قد علم بالتواتر أن أبمما بكممر كممان‬
‫محبمما للنممبي ‪ ‬مؤمنمما بممه مممن أعظممم الخلممق‬
‫اختصاصمما بممه‪ ،....‬والشممك فممي محبممة أبممي بكممر‬
‫كالشك في غيره)‪ (2‬أو أشد‪ ...،‬وكون أبي بكر كان‬

‫)( المنهاج ‪ ،300 ،8/295‬انظر ‪.494 ،493 /5‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كالشك في محبة علي والحسن والحسين أو أشد‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪336‬‬
‫الرافضة‬
‫مواليمما للنممبي ‪ ‬أعظممم مممن غيممره أمممر علمممه‬
‫المسلمون والكفار والبرار والفجار‪ .....‬فمن قال‬
‫إنه كان في البماطن عمدوه كمان ممن أعظمم أهمل‬
‫الرض فرية ثم إن قائل هذا إذا قيل له مثممل هممذا‬
‫في علي وقيممل لممه إنممه كممان فممي البمماطن معاديمما‬
‫للنبي ‪ ‬وإنه كان عاجزا في ولية الخلفاء الثلثممة‬
‫عن إفساد ملته فلما ذهممب أكممابر الصممحابة وبقممي‬
‫هو طلب حينئذ إفساد ملته وإهلك أمته ولهذا قتل‬
‫مممن المسمملمين خلقمما كممثيرا وكممان مممراده إهلك‬
‫الباقين لكن عجز وإنممه بسممبب ذلممك انتسممب إليممه‬
‫الزنادقممممة المنممممافقون المبغضممممون للرسممممول‬
‫كالقرامطمممة والسمممماعيلية والنصممميرية والثنمممى‬
‫عشممرية فل تجممد عممدوا للسمملم إل وهممو يسممتعين‬
‫على ذلك بإظهممار ممموالة علممي اسممتعانة ل تمكنممه‬
‫بإظهار موالة أبي بكر وعمر‪.‬‬
‫فالشممبهة فممي دعمموى ممموالة علممي للرسممول‬
‫أعظم مممن الشممبهة فممي دعمموى معمماداة أبممي بكممر‬
‫وكلهممما باطممل معلمموم الفسمماد بالضممطرار لكممن‬
‫الحجج الدالة على بطلن هممذه الممدعوى فممي أبممي‬
‫بكر أعظم من الحجج الدالة على بطلنها في حق‬
‫علي فإذا كانت الحجة على ممموالة علممي صممحيحة‬
‫والحجة على معاداته باطلة فالحجممة علممى ممموالة‬
‫‪337‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أبي بكر أولى بالصحة والحجة على معمماداته أولممى‬
‫بالبطلن‪.‬‬
‫الوجه الثههالث‪ :‬أن قمموله »استصممحبه حممذرا‬
‫من أن يظهر أمره«‬
‫كلم من هو من أجهل الناس بما وقع فإن أمر‬
‫النبي ‪ ‬في خروجه من مكممة ظمماهر عرفممه أهممل‬
‫مكة وأرسلوا الطلب فممإنه فممي الليلممة الممتي خممرج‬
‫فيها عرفوا فممي صممبيحتها أنممه خممرج وانتشممر ذلممك‬
‫وأرسلوا إلى أهل الطرق يبذلون الديممة فيممه وفممي‬
‫أبي بكر بذلوا الدية لمن يأتي بأبي بكر فأي شيء‬
‫كان يخمماف؟ وكممون المشممركين بممذلوا الديممة لمممن‬
‫يممأتي بممأبي بكممر دليممل علممى أنهممم كممانوا يعلمممون‬
‫ممموالته لرسممول اللممه ‪ ‬وأنممه كممان عممدوهم فممي‬
‫الباطن ولو كان معهم في الباطن لم يفعلوا ذلك‪.‬‬
‫الرابههع‪ :‬أنممه إذا كممان خممرج ليل كممان وقممت‬
‫الخممروج لممم يعلممم بممه أحممد فممما يصممنع بممأبي بكممر‬
‫واستصحابه معه‪.‬‬
‫فإن قيل فلعله علم خروجه دون غيره؟‬
‫قيل أول قد كان يمكنه أن يخرج فممي وقممت ل‬
‫يشممعر بممه كممما خممرج فممي وقممت لممم يشممعر بممه‬
‫المشركون وكان يمكنه أن ل يعينه‪.‬‬
‫فكيف وقممد ثبممت فممي الصممحيحين أن أبمما بكممر‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪338‬‬
‫الرافضة‬
‫استأذنه في الهجرة فلم يأذن له حتى همماجر معممه‬
‫)‪(1‬‬
‫والنبي ‪ ‬أعلمه بالهجرة في خلوة‪...‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬أنه لما كان في الغمار كمان‬
‫يأتيه بالخبار عبد الله بممن أبممي بكممر وكممان معهممما‬
‫عامر بن فهيرة كممما تقممدم ذلممك فكممان يمكنممه أن‬
‫يعلمهم بخبره‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أنه إذا كان كذلك والعممدو قممد جمماء‬
‫إلى الغار ومشوا فوقه كان يمكنه حينئذ أن يخممرج‬
‫من الغار وينذر العدو به وهو وحده ليس معه أحممد‬
‫يحميه منه ومن العدو فمن يكون مبغضما لشمخص‬
‫طالبا لهلكه ينتهز الفرصة فممي مثممل هممذه الحممال‬
‫التي ل يظفر فيها عدو بعدوه إل أخذه فإنه وحممده‬
‫في الغار والعدو قد صاروا عند الغمار وليممس لممن‬
‫في الغار هناك مممن يممدفع عنممه وأولئك هممم العممدو‬
‫الظاهرون الغالبون المتسلطون بمكة ليس بمكممة‬
‫من يخافونه إذا أخممذوه فممإن كممان أبممو بكممر معهممم‬
‫مباطنا لهم كان الداعي إلممى أخممذه تاممما والقممدرة‬

‫)( رواه البخاري في كتاب مناقب النصار‪ ،‬بمماب »هجممرة‬ ‫‪1‬‬

‫النبي ‪ ‬وأصحابه إلى المدينة « ‪ ،258 -254 /4‬وفممي‬


‫كتاب الكفالة باب جوار أبي بكر في عهد النبي ‪ ...‬إلخ‬
‫‪ ،59 -3/58‬ومسمملم كتمماب الزهممد والرقممائق بمماب فممي‬
‫الهجرة ‪ ،3211 -4/2309‬المسند تحقيممق أحمممد شمماكر‬
‫‪ 156 -1/152‬بمعناه‪.‬‬
‫‪339‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫تامة وإذا اجتمع القدرة التامة والداعي التام وجب‬
‫وجممود الفعممل فحيممث لممم يوجممد دل علممى انتفمماء‬
‫الداعي أو انتفاء القممدرة والقممدرة موجممودة فعلممم‬
‫انتفاء الداعي وأن أبا بكر لم يكممن لممه غممرض فممي‬
‫أذاه كما يعلم ذلك جميع الناس إل من أعمى اللممه‬
‫قلبه()‪.(1‬‬
‫عا‪ :‬من المطاعن‪ :‬قول الرافضممي‪) :‬اليممة‬ ‫ساب ً‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫تدل على نقصه لقوله تعالى‪ :‬ل ت َ ْ‬
‫حَز ْ‬
‫عَنا‪ (2)‬فإنه يدل على خمموره وقل مة صممبره وعممدم‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫يقينه وعدم رضاه بمساواته للنبي ‪ ‬وبقضاء الله‬
‫وقدره(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬فههالجواب أول‪ :‬أن هممذا‬
‫يناقض قولكم »إنه استصحبه حذرا منه لئل يظهممر‬
‫أمره« فممإنه إذا كممان عممدوه وكممان مباطنمما لعممدائه‬
‫الذين يطلبونه كان ينبغي أن يفرح ويسر ويطمئن‬
‫إذا جاء العدو‪ ...‬فكلمهم فممي هممذا يبطممل قممولهم‪:‬‬
‫إنه كان منافقا ويثبت أنه كان مؤمنا به‪.‬‬
‫واعلم أنه ليس فممي المهمماجرين منممافق وإنممما‬
‫كمان النفمماق فمي قبمائل النصمار)‪(3‬؛ لن أحممدا لمم‬
‫)( المنهاج ‪.448 -8/433‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( التوبة آية ‪.40 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المقصود أن النفاق كممان فممي المدينممة ولممم يكممن فممي‬ ‫‪3‬‬

‫مكة‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪340‬‬
‫الرافضة‬
‫يهاجر إل باختيمماره والكممافر بمكممة لممم يكممن يختممار‬
‫الهجرة ومفارقة وطنمه وأهلمه لنصممر عممدوه وإنممما‬
‫يختارهممما المممذين وصمممفهم اللمممه تعمممالى بقممموله‪:‬‬
‫ن‬
‫مهه ْ‬‫جههوا ِ‬
‫ر ُ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن اّلهه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري َ‬
‫ج ِ‬
‫ههها ِ‬ ‫ء ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫قههَرا ِ‬ ‫‪‬ل ِل ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫ديههارهم َ‬
‫ن الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫مهه َ‬ ‫ضههل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غههو َ‬ ‫م ي َب ْت َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ِ ِ‬‫مهه َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ِ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫هه ُ‬‫ك ُ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫سههول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّه َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫وي َن ْ ُ‬ ‫واًنا َ‬ ‫ض َ‬‫ر ْ‬ ‫و ِ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قات َُلو َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫ن ب ِأن ّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن‪ ، ‬وقوله ‪‬أِذ َ‬ ‫قو َ‬ ‫صاِد ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ديٌر * ال ّه ِ‬ ‫قه ِ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ص ِ‬‫عَلى ن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وإ ِ ّ‬
‫موا َ‬ ‫ظُل ِ ُ‬
‫قول ُههوا‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫أُ ْ‬
‫ق ِإل أ ْ‬ ‫حه ّ‬ ‫ر َ‬ ‫غي ْه ِ‬‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ن ِدي َهها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬
‫ه‪.(2)‬‬ ‫َرب َّنا الل ّ ُ‬
‫وأبو بكر أفضل من هؤلء كلهم‪.‬‬
‫وإذا كان هذا الكلم يستلزم إيمانه فمعلوم أن‬
‫الرسول ل يختار لمصاحبته في سفر هجرته الممذي‬
‫هو أعظم السفار خوفمما وهممو السممفر الممذي جعممل‬
‫مبدأ التاريممخ لجللمة قمدره فممي النفموس ولظهممور‬
‫أمره فإن التاريخ ل يكممون إل بممأمر ظمماهر معلمموم‬
‫لعامة الناس ل يستصحب الرسول فيه من يختص‬
‫بصحبته إل وهو مممن أعظممم النمماس طمأنينممة إليممه‬
‫ووثوقا به‪.‬‬
‫ويكفي هذا في فضائل الصديق وتمييزه علممى‬

‫)( الحشر آية ‪.8 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الحج ‪.40 ،39 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪341‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫غيره وهذا من فضممائل الصممديق الممتي لممم يشممركه‬
‫فيها غيره ومما يدل على أنه أفضل أصحاب رسول‬
‫الله ‪ ‬عنده()‪.(1‬‬
‫)وأما قوله »إنمه يممدل علممى نقصمه«‪ .‬فنقمول‪:‬‬
‫أول‪ :‬النقممص نوعممان نقمص ينممافي إيمممانه ونقمص‬
‫عمن هو أكمل منه‪.‬‬
‫فإن أراد الول فهو باطل فإن الله تعالى قممال‬
‫ق‬ ‫ول ت َه ُ‬ ‫ن َ َ‬ ‫لنبيه ‪َ  ‬‬
‫ضهي ْ ٍ‬‫فههي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َ‬‫هه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫حهَز ْ‬ ‫ول ت َ ْ‬
‫ن‪.(2)‬‬ ‫مك ُُرو َ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫حَزُنهوا‬ ‫ول ت َ ْ‬‫هُنهوا َ‬ ‫ول ت َ ِ‬ ‫وقال للمؤمنين عامممة ‪َ ‬‬
‫قدْ آ َت َي َْنها َ‬
‫ول َ َ‬ ‫َ‬
‫عل َ ْ‬
‫)‪(3‬‬
‫عا‬
‫سهب ْ ً‬‫ك َ‬ ‫ن‪ . ‬وقال‪َ  :‬‬ ‫و َ‬ ‫م ال ْ‬ ‫وأن ْت ُ ُ‬‫َ‬
‫ن‬
‫مههدّ ّ‬‫م * ل تَ ُ‬ ‫ظيهه َ‬
‫ع ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫قههْرآ َ َ‬‫وال ْ ُ‬
‫مَثههاِني َ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫مهه َ‬ ‫ِ‬
‫ك إل َههى مهها مت ّعن َهها ب ه َ‬
‫ول‬‫م َ‬ ‫هه ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫جهها ِ‬
‫وا ً‬
‫ه أْز َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫عي ْن َي ْه َ ِ‬‫َ‬
‫م‪ (4)‬فقد نهممى نممبيه عممن الحممزن فممي‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حَز ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫غير موضع ونهى المؤمنين جملة فعلممم أن ذلممك ل‬
‫ينافي اليمان‪.‬‬
‫وإن أراد بذلك أنه ناقص عمن هو أكمل منه فل‬
‫ريب أن حال النممبي ‪ ‬أكمممل مممن حممال أبممي بكممر‬
‫وهذا ل ينازع فيه أحد من أهل السنة ولكممن ليممس‬
‫المنهاج ‪.450 ،449 /8‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫النحل آية ‪.127 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫آل عمران ‪.139 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫الحجر آية ‪.88 ،87 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪342‬‬
‫الرافضة‬
‫في هذا ما يدل على أن عليا أو عثمان أو عمممر أو‬
‫غيرهم أفضل منه لنهممم لممم يكونمموا مممع النممبي ‪‬‬
‫في هذه الحال ولو كانوا معه لممم يعلممم أن حممالهم‬
‫يكون أكمل من حال الصممديق بممل المعممروف مممن‬
‫حممالهم دائممما وحمماله أنهممم وقممت المخمماوف يكممون‬
‫الصديق أكمل منهم كلهم يقينا وصبًرا وعند وجممود‬
‫أسباب الريب يكون الصديق أعظم يقيًنا وطمأنينة‬
‫وعندما يتأذى منه النبي ‪ ‬يكون الصممديق أتبعهممم‬
‫لمرضاته وأبعدهم عما يؤذيه()‪.(1‬‬
‫وأما قول الرافضي بأن الية تدل علممى خمموره‬
‫وقلة صبره وعممدم يقينممه بممالله‪ ..‬إلممخ‪) :‬فهممذا كلممه‬
‫كذب منه ظاهر ليس في الية ما يممدل علممى هممذا‬
‫وذلك من وجهين‪:‬‬
‫أحدهما أن النهي عممن الشمميء ل يممدل علممى‬
‫وقوعه بل يدل على أنه ممنوع منه لئل يقممع فيممما‬
‫َ‬
‫ول‬ ‫ق الّلهه َ‬
‫ه َ‬ ‫ي اّتهه ِ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫بعد كقوله تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ن‪ (2)‬فهذا ل يدل على‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مَنا ِ‬‫وال ْ ُ‬‫ن َ‬‫ري َ‬
‫ف ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ت ُطِ ِ‬
‫أنه كان يطيعهم‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫خهَر‪ ،‬‬ ‫ههها آ َ َ‬‫ه إ ِل َ ً‬
‫ع الل ّه ِ‬ ‫مه َ‬
‫ع َ‬ ‫ول ت َدْ ُ‬ ‫وكذلك قوله ‪َ ‬‬

‫)( المنهاج ‪.452 ،8/451‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السراء آية ‪.22 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( القصص آية ‪.88 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪343‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ها آ َ َ‬
‫خَر‪ (1)‬فممإنه ‪ ‬لممم يكممن‬ ‫ه إ ِل َ ً‬‫ع الل ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ع ْ‬
‫ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ول ت َ ْ‬
‫مشركا قط ل سيما بعد النبوة فالمة متفقة علممى‬
‫أنه معصوم من الشرك بعد النبوة وقممد نهممي عممن‬
‫ذلك بعد النبوة ونظائره كثيرة‪.‬‬
‫ن‪ ‬ل يممدل علممى أن الصممديق‬ ‫حَز َ‬ ‫فقوله‪ :‬ل ت َ ْ‬
‫كان قد حممزن لكممن مممن الممكممن فممي العقممل أنممه‬
‫يحزن فقد ينهى عن ذلك لئل يفعله‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنه بتقدير أن يكون حزن فكان حزنه‬
‫على النبي ‪ ‬لئل يقتل فيذهب السلم وكان يممود‬
‫أن يفدي النبي ‪ ‬ولهذا لما كممان معممه فممي سممفر‬
‫الهجرة كان يمشي أمامه تارة ووراءه تارة فسأله‬
‫النبي ‪ ‬عن ذلك فقال »أذكر الرصههد فههأكون‬
‫)‪(2‬‬
‫أمامههك وأذكههر الطلههب فههأكون وراءك«‬
‫رواه أحمد في كتاب مناقب الصممحابة)‪ ...(3‬وحينئذ‬
‫لم يكن يرضى بمساواة النبي ‪ ‬ل بالمعنى الممذي‬
‫أراده الكاذب المفتري عليه أنه لم يرض بأن يموتا‬
‫جميعا بل كان ل يرضى بأن يقتمل رسمول اللمه ‪‬‬

‫)( السراء آية ‪.1 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ورد بمعناه في فضائل الصحابة للمام أحمممد ‪،62 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.178 ،63‬‬
‫)( هذا الكتمماب المقصممود بممه »فضممائل الصممحابة «‪ ،‬وهممو‬ ‫‪3‬‬

‫مطبمموع فممي مجلممدين تحقيممق ‪ /‬وصممي اللممه بممن محمممد‬


‫عباس‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪344‬‬
‫الرافضة‬
‫ويعيش هو بل كان يختار أن يفممديه بنفسممه وأهلممه‬
‫وماله وهذا واجب على كل مؤمن والصديق أقمموم‬
‫وَلههى‬ ‫َ‬
‫يأ ْ‬‫المممؤمنين بممذلك قممال تعممالى‪ :‬الن ِّبهه ّ‬
‫م‪.(1)‬‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫وفي الصحيحين عمن أنمس عمن النمبي ‪ ‬أنمه‬
‫قال‪» :‬ل يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه‬
‫من ولده ووالده والناس أجمعين«)‪ (2‬وحزنه‬
‫على النممبي ‪ ‬يممدل علممى كمممال ممموالته ومحبتممه‬
‫ونصحه له واحتراسه عليه وذبممه عنممه ودفممع الذى‬
‫عنه وهذا من أعظم اليمان‪ ،....‬وإن قيل أبو بكممر‬
‫إنما حزن على نفسممه ل يقتلممه الكفممار قيممل فهممذا‬
‫يناقض قولكم إنه كان عدوه وكممان استصممحبه لئل‬
‫يظهر أمره وقيل هذا باطل بما علممم بممالتواتر مممن‬
‫حال أبي بكر مع النبي ‪ ‬وبممما أوجبممه اللممه علممى‬
‫المؤمنين‪.‬‬
‫ثم يقال‪ :‬هب أن حزنه كان عليه وعلى النممبي‬
‫‪ ‬أفيستحق أن يشتم علممى ذلممك؟ ولممو قممدر أنممه‬
‫حممزن خوفمما أن يقتلممه عممدوه لممم يكممن هممذا مممما‬
‫يستحق به هذا السممب ثممم إن قممدر أن ذلممك ذنممب‬
‫)( الحزاب آية ‪.6 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب اليمممان بمماب »حممب الرسممول‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ‬من اليمان‪ ،6 /1 ،‬ومسلم فممي كتمماب اليمممان بمماب‬


‫)وجوب محبة الرسول ‪ ...‬إلخ(« ‪.67 /1‬‬
‫‪345‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فلم يصبر عنه)‪ (1‬بل لما نهاه عنه انتهى فقد نهممى‬
‫الله تعالى النبياء عن أمور كثيرة انتهوا عنها ولممم‬
‫يكونمموا مممذمومين بممما فعلمموه قبممل النهممي وأيضمما‬
‫فهممؤلء ينقلممون عممن علممي وفاطمممة مممن الجممزع‬
‫والحممزن علممى فمموت مممال فممدك)‪ (2‬وغيرهمما مممن‬
‫الميراث ما يقتضممي أن صمماحبه إنممما يحممزن علممى‬
‫فوت الدنيا‪.‬‬
‫ْ‬
‫عل َههى َ‬
‫مهها‬ ‫وا َ‬
‫سه ْ‬
‫ي ل ت َأ َ‬ ‫وقد قال تعالى‪ :‬ل ِك َه ْ‬
‫َ‬
‫م‪ (3)‬فقد دعا النمماس‬ ‫ما آَتاك ُ ْ‬ ‫حوا ب ِ َ‬ ‫ول ت َ ْ‬
‫فَر ُ‬ ‫فات َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫إلى أن ل يأسوا على ما فاتهم من الممدنيا ومعلمموم‬
‫أن الحزن علممى الممدنيا أولممى بممأن ينهممى عنممه مممن‬
‫الحزن على الدين وإن قدر أنه حممزن علممى الممدنيا‬
‫فحزن النسان على نفسه خوفا أن يقتل أولى أن‬
‫يعذر به من حزنه على مال لم يحصل لممه وهممؤلء‬
‫الرافضة من أجهل الناس يممذكرون فيمممن يوالممونه‬
‫من أخبار المدح وفيمن يعادونه من أخبار الذم ممما‬
‫هممو بممالعكس أولممى فل تجممدهم يممذمون أبمما بكممر‬
‫وأمثاله بأمر إل ولو كان ذلك المر ذما لكان علممي‬

‫)( كذا في المنهاج وصحة العبارة‪ :‬فلم يصر عليها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فمدك‪ :‬بالتحريممك‪ ،‬وآخممره كمماف‪ :‬قريممة بالحجمماز‪ ،‬بينهمما‬ ‫‪2‬‬

‫وبين المدينة يومان‪ ،‬وقيل ثلثة‪ ،‬أفاءها الله تعممالى علممى‬


‫رسول الله ‪ ‬صلحا‪ ،‬سنة سبع‪.‬‬
‫)( الحديد‪.23 /‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪346‬‬
‫الرافضة‬
‫أولممى بممذلك ول يمممدحون عليمما بمممدح يسممتحق أن‬
‫يكون مدحا إل وأبو بكر أولى بذلك فإنه أكمل في‬
‫الممممادح كلهمما وأبممرأ مممن المممذام كلهمما حقيقيهمما‬
‫وخياليها(‪.‬‬
‫)أما قوله‪» :‬إنه يدل على قلة صبره« فباطممل‬
‫بل ول يدل على انعدام شيء من الصممبر المممأمور‬
‫بممه فممإن الصممبر علممى المصممائب واجممب بالكتمماب‬
‫والسنة ومع هذا فحزن القلب ل ينممافي ذلممك كممما‬
‫قال ‪ »:‬إن الله ل يؤاخذ على دمههع العيههن‬
‫ول على حههزن القلههب ولكههن يؤاخههذ علههى‬
‫هذا ‪-‬يعني اللسان‪ -‬أو يرحم«)‪.(1‬‬
‫وقوله ]يعني الرافضي[‪ :‬إنممه يممدل علممى عممدم‬
‫يقينه بالله كذب وبهت فإن النبياء قد حزنمموا ولممم‬
‫يكن ذلك دليل على عدم يقينهم بالله كما ذكر الله‬
‫عن يعقوب وثبممت فممي الصممحيح أن النممبي ‪ ‬لممما‬
‫مات ابنه إبراهيم قممال‪ »:‬تدمع العيههن ويحههزن‬
‫القلب ول نقول إل ما يرضي الرب وإنا بك‬

‫)( رواه البخاري في كتاب الجنممائز بمماب قممول النممبي ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫»إنمما بممك لمحزونممون« ‪ ،2/85‬وفيممه‪» :‬إن اللممه ل يعممذب‬


‫بممدمع العيممن«‪ ،‬وفممي كتمماب الطلق بمماب »الشممارة فممي‬
‫الطلق والمور« ‪ ،175 /6‬ومسلم في كتاب الجنائز باب‬
‫»البكاء على الميت« ‪.136 /2‬‬
‫‪347‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يا إبراهيم لمحزونون«)‪ (1‬وقممد نهممى اللممه عممن‬
‫م‪.(2)‬‬‫ه ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫الحزن نبيه ‪ ‬بقوله‪َ  :‬‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حَز ْ‬‫ول ت َ ْ‬
‫وكذلك قوله‪) :‬يدل على الخممور وعممدم الرضمما‬
‫بقضاء الله وقدره هو باطل كما تقدم نظائره()‪.(3‬‬
‫)وقوله »وإن كان الحزن طاعة اسممتحال نهممي‬
‫النممبي ‪ ‬عنممه وإن كممان معصممية كممان ممما ادعمموه‬
‫فضيلة رذيلة«‪.‬‬
‫والجممواب أول‪ :‬أنممه لممم يممدع أحممد أن مجممرد‬
‫الحزن كان هو الفضيلة بل الفضمميلة ممما دل عليممه‬
‫صهَرهُ الل ّه ُ‬
‫ه إِ ْ‬
‫ذ‬ ‫ف َ‬
‫قهدْ ن َ َ‬ ‫قوله تعالى‪ِ :‬إل ت َن ْ ُ‬
‫صُروهُ َ‬
‫فههي‬ ‫مهها ِ‬
‫ه َ‬ ‫ي اث ْن َي ْ ه ِ‬
‫ن إ ِذْ ُ‬ ‫فُروا َثان ِ َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫ج ُ‬‫خَر َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن الّلهه َ‬
‫ه‬ ‫ن إِ ّ‬
‫حههَز ْ‬ ‫ه ل تَ ْ‬ ‫حب ِ ِ‬
‫صهها ِ‬ ‫قههو ُ‬
‫ل لِ َ‬ ‫ر إ ِذْ ي َ ُ‬‫غهها ِ‬‫ال ْ َ‬
‫عَنا‪ (4)‬فالفضيلة كونه هو الذي خرج مع النبي ‪‬‬ ‫م َ‬‫َ‬
‫في هذه الحال واختممص بصممحبته وكممان لممه كمممال‬
‫عن َهها‬
‫م َ‬ ‫ن الل ّه َ‬
‫ه َ‬ ‫الصحبة مطلقا وقول النبي ‪ ‬لممه ‪‬إ ِ ّ‬
‫وممما يتضمممنه ذلممك مممن كمممال ممموافقته للنممبي ‪‬‬
‫ومحبتمممه وطممممأنينته وكممممال معمممونته للنمممبي ‪‬‬
‫وموالته ففي هذه الحال من كمال إيمانه وتقممواه‬
‫ما هو الفضيلة وكمال محبته ونصره للنبي ‪ ‬هممو‬
‫)( رواه البخاري في كتاب الجنممائز بمماب قممول النممبي ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫»وإنا بك لمحزونون« ‪.85 ،84 /2‬‬


‫)( النحل آية ‪.127 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.462 -457 /8‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( التوبة آية ‪.40 /‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪348‬‬
‫الرافضة‬
‫الموجب لحزنه إن كممان حممزن مممع أن القممرآن لممم‬
‫يدل على أنه حزن كما تقدم‪.‬‬
‫ويقال ثانيا‪ :‬هذا بعينه موجممود فممي قمموله عممز‬
‫ق‬ ‫ول ت َ ُ‬ ‫ن َ َ‬ ‫وجل لنبيه ‪َ ‬‬
‫ضههي ْ ٍ‬‫فههي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫حَز ْ‬ ‫ول ت َ ْ‬
‫ك إ َِلى َ‬ ‫مك ُُرو َ‬
‫عي ْن َي ْ َ‬ ‫)‪(1‬‬
‫ما‬ ‫ن َ‬ ‫مدّ ّ‬‫ول ت َ ُ‬ ‫ن‪ ‬وقوله ‪َ ‬‬ ‫ما ي َ ْ‬‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫خهذْ َ‬‫م‪ ،(2)‬وقمموله‪ُ  :‬‬ ‫مت ّعَنا ب َ‬
‫ها َ‬ ‫هه ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫جا ِ‬ ‫وا ً‬ ‫ه أْز َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ْ‬
‫ها الوَلى‪.(3)‬‬ ‫سيَرت َ َ‬ ‫ها ِ‬ ‫عيدُ َ‬ ‫سن ُ ِ‬‫ف َ‬ ‫خ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫فيقال‪ :‬إن كان الخوف طاعممة فقممد نهممي عنممه‬
‫وإن كان معصية فقد عص مى‪ ،‬ويقممال‪ :‬إنممه أمممر أن‬
‫يطمئن ويثبت لن الخوف يحصل بغير اختيار العبد‬
‫إذا لم يكممن لممه ممما يمموجب المممن فممإذا حصممل ممما‬
‫ها‬‫خذْ َ‬‫يوجب المن زال الخوف فقوله لموسى‪ُ  :‬‬
‫ها الول َههى‪ (4)‬هممو أمممر‬ ‫سيَرت َ َ‬ ‫ها ِ‬ ‫عيدُ َ‬ ‫سن ُ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ول ت َ َ‬ ‫َ‬
‫مقرون بخبره بممما يزيممل الخمموف‪ ...‬وكممذلك قممول‬
‫النبي ‪ ‬لصديقه ‪‬ل تحزن إن الله معنا‪ ‬نهي عن‬
‫الحزن مقرون بما يوجب زواله وهو قوله ‪‬إن الله‬
‫معنا‪ ‬وإذا حصممل الخممبر بممما يمموجب زوال الحممزن‬
‫والخوف زال وإل فهممو تهجممم علممى النسممان بغيممر‬
‫ك‬‫ول َتهه ُ‬ ‫م َ‬ ‫ههه ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫اختياره‪...‬وكذلك قوله‪َ ‬‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حَز ْ‬ ‫ول ت َ ْ‬
‫النحل آية ‪.127 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الحجر آية ‪.88 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫طه آية ‪.21 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫طه آية ‪.21 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪349‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مك ُهُرو َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪ ‬مقممرون بقمموله ‪‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مهها ي َ ْ‬‫م ّ‬ ‫ق ِ‬‫ضهي ْ ٍ‬‫فههي َ‬ ‫ِ‬
‫ن‪.(2)‬‬‫سُنو َ‬
‫ح ِ‬‫م ْ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫ن ُ‬‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬
‫وا َ‬‫ق ْ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه َ‬
‫وإخبارهم بأن الله معهم يمموجب زوال الضمميق‬
‫من مكر عدوهم‪...‬‬
‫ويقال ثالثا‪ :‬ليس في نهيه عن الحزن ما يدل‬
‫على وجوده كما تقدم بل قد ينهى عنممه لئل يوجممد‬
‫إذا وجد مقتضيه وحينئذ فل يضرنا كونه معصية لممو‬
‫وجد وإن وجد فالنهي قد يكون نهي تسلية وتعزية‬
‫وتثبيت وإن لم يكن المنهممي عنممه معصممية بممل قممد‬
‫يكون مما يحصل بغير اختيممار المنه مي وقممد يكممون‬
‫الحزن من هذا الباب ولذلك قد ينهى الرجممل عممن‬
‫إفراطه في الحب وإن كان الحب مممما ل يملممك‪...‬‬
‫والنهي عن ذلك ليس لن المنهي عنه معصممية إذا‬
‫حصل بغير اختياره ولم يكن سببه محظورا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬لو قدر أن الحممزن كممان معصممية‬ ‫ً‬ ‫ويقال‬
‫فهو فعله قبممل أن ينهممى عنممه فلممما نهممي عنممه لممم‬
‫يفعله وما فعل قبل التحريم فل إثم فيه كما كممانوا‬
‫قبل تحريم الخمر يشربونها ويقممامرون فلممما نهمموا‬
‫عنه انتهوا ثم تابوا كما تقممدم قممال أبممو محمممد بممن‬
‫حزم وأما حممزن أبممي بكممر ‪ ‬فممإنه قبممل أن ينهمماه‬
‫رسول الله ‪ ‬عنه كان غاية الرضا لله فممإنه كممان‬
‫)( النحل آية ‪.127 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النحل آية ‪.128 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪350‬‬
‫الرافضة‬
‫إشفاقا على رسول الله ‪ ‬ولذلك كان اللممه معممه‬
‫والله ل يكون قط مع العصاة بل عليهم‪.‬‬
‫وما حزن أبو بكر قط بعد أن نهاه رسول اللممه‬
‫‪ ‬عن الحزن ولو كان لهؤلء الرذال حياء أو علم‬
‫لم يأتوا بمثل هذا إذ لو كممان حممزن أبممي بكممر عيبمما‬
‫عليممه لكممان ذلممك علممى محمممد وموسممى عليهممما‬
‫الصلة والسلم عيبا‪ ...‬إلخ()‪.(1‬‬
‫)قال شيخ السلم المصنف رحمممه اللممه تعممالى‬
‫ورضي الله عنه‪ :‬وقد زعم بعض الرافضة أن قمموله‬
‫ن الّله َ‬
‫ه‬ ‫ن إِ ّ‬
‫حهَز ْ‬‫ه ل تَ ْ‬ ‫حب ِ ِ‬
‫صهها ِ‬‫ل لِ َ‬ ‫تعممالى‪ :‬إ ِذْ ي َ ُ‬
‫قهو ُ‬
‫عَنا‪ (2)‬ل يدل على إيمان أبممي بكممر فممإن الصممحبة‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫تكون من المؤمن والكافر‪.‬‬
‫ن‬ ‫مَثل َر ُ َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫كما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫جلي ْ ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫ر ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫وا ْ‬
‫مهها‬ ‫ه َ‬ ‫فَنا ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫عَنا ٍ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن ّت َي ْ ِ‬‫ما َ‬ ‫ه َ‬‫د ِ‬‫ح ِ‬ ‫عل َْنا ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫عا * ك ِل َْتا ال ْ َ‬
‫ت‬ ‫ن آت َ ْ‬ ‫جن ّت َي ْ ِ‬ ‫ما َزْر ً‬ ‫ه َ‬ ‫عل َْنا ب َي ْن َ ُ‬‫ج َ‬ ‫و َ‬‫ل َ‬ ‫خ ٍ‬ ‫ب ِن َ ْ‬
‫ُ‬
‫مهها‬ ‫ه َ‬ ‫خلل َ ُ‬ ‫جْرن َهها ِ‬ ‫ف ّ‬‫و َ‬‫شهي ًْئا َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْه ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م ت َظْل ِ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫أك ُل َ َ‬
‫و‬‫هه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫حب ِ ِ‬ ‫صهها ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫قهها َ‬ ‫ف َ‬‫م هٌر َ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫ن ل َه ُ‬ ‫وك َهها َ‬ ‫ه هًرا * َ‬ ‫نَ َ‬
‫ل‬ ‫خهه َ‬ ‫ودَ َ‬ ‫فًرا * َ‬ ‫عّز ن َ َ‬ ‫وأ َ َ‬
‫مال َ‬ ‫ك َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫وُرهُ أَنا أك ْث َُر ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ت َِبيههدَ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما أظُ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ل ِن َ ْ‬ ‫ظال ِ ٌ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫جن ّت َ ُ‬ ‫َ‬
‫هذ َ‬
‫و‬‫هه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫صهها ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ل َه ُ‬ ‫قا َ‬ ‫دا‪ (3)‬إلى قوله‪َ  :‬‬ ‫ه أب َ ً‬ ‫َ ِ ِ‬
‫)( الفصل لبن حزم ‪ ،221 /4‬المنهاج ‪.467 -8/462‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( التوبة آية ‪.40 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الكهف آية ‪.35 -32 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪351‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب ثُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫ن ت َُرا ٍ‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق َ‬ ‫ت ِبال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فْر َ‬‫وُرهُ أ َك َ َ‬
‫حا ِ‬‫يُ َ‬
‫ة‪ (1)‬الية‪.‬‬ ‫ف ٍ‬‫ن ُطْ َ‬
‫فيقممال معلمموم أن لفممظ الصمماحب فممي اللغممة‬
‫يتناول من صحب غيره ليس فيه دللة بمجرد هممذا‬
‫اللفظ على أنه وليه أو عدوه أو مؤمن أو كممافر إل‬
‫ب‬ ‫ح ِ‬ ‫صهها ِ‬
‫وال ّ‬ ‫لممما يقممترن بممه وقممد قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫ل‪ (2)‬وهو يتناول الرفيممق فممي‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن ال ّ‬‫واب ْ ِ‬‫ب َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫جن ْ ِ‬
‫السفر والزوجة وليس فيه دللة على إيمان أو كفر‪.‬‬
‫مهها‬ ‫وى * َ‬ ‫هه َ‬‫ذا َ‬‫جهم ِ إ ِ َ‬ ‫وكممذلك قمموله تعممالى‪َ  :‬‬
‫والن ّ ْ‬
‫حب ُك ُ ْ‬ ‫حب ُك ُ ْ‬
‫)‪(3‬‬
‫م‬ ‫صهها ِ‬
‫ما َ‬ ‫وى‪ ‬وقوله ‪َ ‬‬
‫و َ‬ ‫غ َ‬‫ما َ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫ن‪ ،(4)‬المممراد بممه محمممد ‪ ‬لكممونه صممحب‬ ‫جُنو ٍ‬ ‫م ْ‬
‫بِ َ‬
‫البشرية فإنه إذا كان قد صحبهم كان بينممه وبينهممم‬
‫من المشاركة ما يمكنهم أن ينقلوا عنممه ممما جمماءه‬
‫من الوحي وما يسمعون به كلمه ويفقهون معانيه‬
‫بخلف الملك الممذي لممم يصممحبهم فممإنه ل يمكنهممم‬
‫الخذ عنممه وأيضمما قممد تضمممن ذلممك أنممه بشممر مممن‬
‫جنسهم وأخص من ذلك أنممه عربممي بلسممانهم كممما‬
‫قال تعالى‪ :‬لقد جاءكم رسول من أنفسههكم‬

‫الكهف آية ‪.37 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫النساء آية ‪.36 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫النجم آية ‪.2 ،1 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫التكوير آية ‪.22 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪352‬‬
‫الرافضة‬
‫َ‬
‫س هل َْنا ِ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‬‫مه ْ‬ ‫مهها أْر َ‬ ‫عزيز عليه ما عنتم‪ ، ‬وقال ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ن‪ (2)‬فممإنه إذا كممان‬ ‫ه ل ِي ُب َي ّ َ‬
‫م ِ‬
‫و ِ‬ ‫ن َ‬
‫ق ْ‬ ‫سا ِ‬
‫ل ِإل ب ِل ِ َ‬
‫سو ٍ‬
‫َر ُ‬
‫قممد صممحبهم كممان قممد تعلممم لسممانهم وأمكنممه أن‬
‫يخممماطبهم بلسمممانهم فيرسمممل رسمممول بلسمممانهم‬
‫ليتفقهوا عنه فكان ذكر صحبته لهم هنا دللة علممى‬
‫اللطف بهم والحسان إليهممم وهممذا بخلف إضممافة‬
‫ن الل ّه َ‬
‫ه‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫الصحبة إليه كقمموله تعممالى‪ :‬ل ت َ ْ‬
‫ح هَز ْ‬
‫عَنهها‪ ‬وقممول النممبي ‪ »:‬ل تسههبوا أصههحابي‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫فوالذي نفسي بيده لههو أنفههق أحكههم مثههل‬
‫)‪(3‬‬
‫أحد ذهبا ما بلغ مد أحههدهم ول نصههيفه«‬
‫)‪(5‬‬
‫وقوله »هل أنتم ]تاركوا[)‪ (4‬لي صههاحبي«‬
‫وأمثممال ذلممك فإضممافة الصممحبة إليممه فممي خطممابه‬
‫وخطمماب المسمملمين تتضمممن ممموالة لممه وذلممك ل‬
‫)( التوبة آية ‪.128 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( إبراهيم آية ‪.4 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪3‬‬

‫قول النبي‪ :‬لو كنت متخممذا خليل ‪ .195 /4‬ومسمملم فممي‬


‫كتمماب فضممائل الصممحابة بمماب تحريممم سممب الصممحابة ‪/4‬‬
‫‪،1967‬م ‪ ،1968‬وانظر فضائل الصحابة للممام أحممد ‪/1‬‬
‫‪.2/909 ،51 -50‬‬
‫)( في المنهاج ‪ ،471 /8‬تاركي والتصويب من البخاري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب تفسممير القممرآن )سممورة‬ ‫‪5‬‬

‫العراف( باب‪» :‬قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكممم‬


‫جميًعا« ‪ ،5/197‬بلفظ تاركوا‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يكون إل باليمان به فل يطلق لفممظ صمماحبه علممى‬
‫من صحبه في سفره وهو كافر به والقممرآن يقممول‬
‫عَنا‪.(1)‬‬
‫م َ‬
‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ن إِ ّ‬‫حَز ْ‬
‫ه ل تَ ْ‬
‫حب ِ ِ‬‫صا ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فيه ‪‬ي َ ُ‬
‫فأخبر الرسول أن الله معه ومع صاحبه وهممذه‬
‫المعية تتضمن النصر والتأييد وهو إنما ينصره على‬
‫عدوه وكل كافر عدوه فيمتنع أن يكون الله مؤيممدا‬
‫له ولعدوه معا ولو كان مع عدوه لكممان ذلممك مممما‬
‫يمموجب الحممزن ويزيممل السممكينة فعلممم أن لفممظ‬
‫صمماحبه تضمممن صممحبة وليممة ومحبممة وتسممتلزم‬
‫ن‪ ‬دليممل علممى‬ ‫ح هَز ْ‬ ‫اليمان له وبه وأيضا فقوله ‪‬ل ت َ ْ‬
‫أنه وليه وأنه حزن خوفا من عممدوهما فقممال لممه ‪‬ل‬
‫عن َهها‪ ‬ولممو كممان عممدوه لكممان لممم‬ ‫م َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّه َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫حَز ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫يحزن إل حيث يتمكن من قهره فل يقال لممه‪ :‬ل‬
‫عَنا‪‬؛ لن كون اللمه مممع نممبيه مممما‬ ‫م َ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫حَز ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫يسر النبي وكونه مع عدوه مما يسوءه فيمتنممع أن‬
‫ن‪ ‬ثم قوله ‪‬إ ِ ْ‬
‫ذ‬ ‫حَز ْ‬ ‫يجمع بينهما ل سيما مع قوله ‪‬ل ت َ ْ‬
‫فههي‬
‫مهها ِ‬
‫ه َ‬ ‫ي اث ْن َي ْ ه ِ‬
‫ن إ ِذْ ُ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا َثان ِ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ر‪.(2)‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫غا ِ‬
‫ونصره ل يكممون بممأن يقممترن بممه عممدوه وحممده‬
‫وإنما يكون باقتران وليه ونجاته من عممدوه فكيممف‬

‫)( التوبة آية ‪.40 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( التوبة آية ‪.40 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪354‬‬
‫الرافضة‬
‫]ل[)‪ (1‬ينصر علممى الممذين كفممروا مممن يكونممون قممد‬
‫لزموه ولم يفممارقوه ليل ول نهممارا وهممم معممه فممي‬
‫سفره؟‪.‬‬
‫ن‪ ‬حممال مممن الضمممير فممي‬ ‫ي اث ْن َي ْه ِ‬‫وقمموله ‪‬ث َههان ِ َ‬
‫ه‪ ‬أي أخرجوه في حال كونه نبيا ثمماني اثنيممن‬ ‫ج ُ‬‫خَر َ‬ ‫‪‬أ َ ْ‬
‫فهممو موصمموف بممأنه أحممد الثنيممن فيكممون الثنممان‬
‫مخرجين جميعا فإنه يمتنع أن يخرج ثاني اثنيممن إل‬
‫مع الخر فإنه لو أخممرج دونممه لممم يكممن قممد أخممرج‬
‫ثاني اثنين فدل على أن الكفار أخرجوه ثاني اثنين‬
‫فأخرجوه مصاحبا لقرينه في حال كونه معه فلمزم‬
‫أن يكونوا أخرجوهما وذلك هو الواقع فممإن الكفممار‬
‫أخرجممموا المهممماجرين كلهمممم كمممما قمممال تعمممالى‪:‬‬
‫ن‬
‫مهه ْ‬
‫جههوا ِ‬
‫ر ُ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن اّلهه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري َ‬‫ج ِ‬‫ههها ِ‬ ‫ء ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ف َ‬
‫قههَرا ِ‬ ‫‪‬ل ِل ْ ُ‬
‫ديههارهم َ‬
‫ن الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫مهه َ‬ ‫ضههل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غههو َ‬ ‫م ي َب ْت َ ُ‬‫ه ْ‬
‫وال ِ ِ‬‫مهه َ‬
‫وأ ْ‬ ‫ِ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫قات َُلو َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‬ ‫ن يُ َ‬‫ذي َ‬ ‫واًنا‪ ، ‬وقال تعالى‪ :‬أِذ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫م لَ َ‬ ‫َ‬
‫ديٌر *‬ ‫قه ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬ ‫صه ِ‬ ‫عَلى ن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وإ ِ ّ‬
‫موا َ‬ ‫م ظُل ِ ُ‬ ‫ه ْ‬‫ب ِأن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ن‬ ‫ق ِإل أ ْ‬ ‫حه ّ‬ ‫ر َ‬ ‫غي ْه ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬
‫ن ِدي َهها ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫جههوا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫)( لعل الصواب بحذفها وهي زيادة من المحقق وليسممت‬ ‫‪1‬‬

‫في الصل والمعنى‪ :‬فكيف ينصر الرسول ‪ ‬على الذين‬


‫كفروا وهم معه في سفره‪ ،‬وقد لزموه ليل ونهارا وذلممك‬
‫أن الرافضة يعتبرون أبا بكر كافًرا ‪ -‬قاتلهم الله ‪.-‬‬
‫)( الحشر ‪.8 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪355‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ّ )‪(1‬‬
‫ن‬
‫عهه ِ‬
‫ه َ‬ ‫هاك ُ ُ‬ ‫ه‪ ‬وقال ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫ما ي َن ْ َ‬ ‫قوُلوا َرب َّنا الل ُ‬
‫يَ ُ‬
‫ن‬
‫مه ْ‬ ‫م ِ‬‫جههوك ُ ْ‬‫خَر ُ‬‫وأ َ ْ‬
‫ن َ‬
‫دي ِ‬
‫فههي اله ّ‬‫م ِ‬‫قههات َُلوك ُ ْ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّه ِ‬
‫َ‬ ‫ج ُ‬ ‫عَلههههى إ ِ ْ‬ ‫و َ‬
‫ن‬‫مأ ْ‬ ‫كهههه ْ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫هُروا َ‬‫ظهههها َ‬ ‫م َ‬ ‫رك ُ ْ‬ ‫ِدَيهههها ِ‬
‫م‪.(2)‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ّ ْ‬
‫و ُ‬ ‫تَ َ‬
‫وذلك أنهم منعوهم أن يقيموا بمكة مع اليمان‬
‫وهممم ل يمكنهممم تممرك اليمممان فقممد أخرجمموهم إذا‬
‫كانوا مؤمنين وهذا يممدل علممى أن الكفممار أخرجمموا‬
‫صاحبه كما أخرجوه والكفار إنما أخرجوا أعممداءهم‬
‫ل من كان كافرا منهم فهذا يدل علممى أن صممحبته‬
‫صحبة موالة وموافقة على اليمممان ل صممحبة مممع‬
‫الكفر()‪.(3‬‬
‫)والمقصممود هنمما أن الصممحبة المممذكورة فممي‬
‫ن الل ّه َ‬
‫ه‬ ‫ن إِ ّ‬
‫ح هَز ْ‬
‫ه ل تَ ْ‬
‫حب ِ ِ‬
‫صهها ِ‬
‫ل لِ َ‬ ‫قمموله‪ :‬إ ِذْ ي َ ُ‬
‫قههو ُ‬
‫عَنا‪ (4)‬صممحبة ممموالة للمصممحوب ومتابعممة لممه ل‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫صحبة نفاق كصحبة المسافر للمسممافر وهممي مممن‬
‫الصحبة التي يقصدها الصاحب لمحبممة المصممحوب‬
‫كما هو معلوم عند جماهير الخلئق علممما ضممروريا‬
‫بما تواتر عندهم من المور الكثيرة أن أبا بكر كان‬
‫في الغاية من محبة النبي ‪ ‬وموالته واليمان به‬
‫الحج آية ‪.40 ،39 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الممتحنة آية ‪.9 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.473 -469 /8‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫التوبة آية ‪.40 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪356‬‬
‫الرافضة‬
‫أعظم مما يعلمون أن عليا كان مسلما وأنممه كممان‬
‫ابن عمه()‪.(1‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪ ،486 /8‬انظر ‪.493 -488 /8‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪357‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الثاني‬
‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪:‬‬
‫سممأذكر فممي هممذا الفصممل ‪-‬بعممون اللممه تعممالى‪-‬‬
‫خصممائص أميممر المممؤمنين عمممر ‪ ‬ثممم فضممائله‬
‫ومناقبه وخلفته ووفاته ثممم بعممد ذلممك أذكممر بعممض‬
‫المطاعن التي يطعن بها الرافضي عليه مممع بيممان‬
‫رد شيخ السلم عليها‪ ،‬فأقول وبالله التوفيق‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬خصائصه‪:‬‬
‫اختصاصه باعتزاز السلم به وأن المسمملمين‬
‫ما زالوا أعزة منذ أسلم‪) :‬قال عبد الله بممن أحمممد‬
‫بن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى بن سممعيد)‪ (1‬عممن‬
‫إسماعيل بممن أبممي خالممد)‪ (2‬حممدثنا قيممس بممن أبممي‬
‫حازم)‪ (3‬قال‪ :‬قال عبد الله بن مسممعود‪] :‬ممما زلنمما‬

‫)( يحيى بن سعيد بن فروخ القطمان المممام الكممبير أميمر‬ ‫‪1‬‬

‫المممؤمنين فممي الحممديث أبممو سممعيد التميمممي مممولهم‬


‫البصري‪ ،‬الحافظ ولد سنة ‪ 120‬هم‪ ،‬قال المام أحمد بممن‬
‫حنبل‪ :‬ما رأيت بعيني مثل يحيممى بممن سممعيد القطممان‪ ،‬ت‬
‫سنة ‪ 198‬هم‪ ،‬السمير ‪ ،188 -175 /9‬تاريمخ بغمداد ‪/14‬‬
‫‪ ،144 -135‬الخلصة ‪.3/149‬‬
‫)( إسماعيل بن أبي خالد الحمسي مولهم البجلممي ثقممة‬ ‫‪2‬‬

‫ثبت‪ ،‬ت سنة ‪146‬هم‪ ،‬روى له الجماعة‪ ،‬التقريب ‪،107 /‬‬


‫تهذيب التهذيب‪ ،292 ،291 /1 ،‬الخلصة ‪.1/86‬‬
‫)( قيس بن أبي حازم البجلي الحمسممي‪ ،‬أبممو عبممد اللممه‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪358‬‬
‫الرافضة‬
‫أعزة منذ أسلم عمر[)‪ .(1‬وقد روي عممن النممبي ‪‬‬
‫من حديث ابن عمر وابن عباس وغيرهما أنه قممال‬
‫»اللهم أعز السلم بأبي جهل بههن هشههام‬
‫أو بعمر بن الخطههاب« قممال فغممدا عمممر علممى‬
‫رسول الله ‪ ‬فأسلم يومئذ)‪ (2‬وفي لفمممظ‪» :‬أعز‬
‫السلم بأحب هذين الرجلين إليك«)‪.(3‬‬
‫وروى النضر)‪ (4‬عممن عكرمممة عممن ابممن عبمماس‬
‫قال‪] :‬لما أسلم عمر قال المشركون قممد انتصممف‬

‫ثقة مخضرم‪ ،‬يقممال‪» :‬لممه رؤيممة« ت سممنة ‪90‬هممم‪ ،‬وقيممل‬


‫غيرها‪ ،‬وقد جاوز المائة وتغير‪ ،‬التقريب ‪ ،456 /‬الخلصممة‬
‫‪ ،355 /2‬وفيه توفي ‪98‬هم‪.‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫»منمماقب عمممر« ‪ ،4/199‬وفممي منمماقب النصممار بمماب‬


‫»إسلم عمر« ‪.4/242‬‬
‫)( فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪،1/249‬م ‪ ،250‬سممنن‬ ‫‪2‬‬

‫الترمذي ‪ ،618 /5‬المستدرك ‪ ،83 /3‬وصممححه الحماكم‬


‫مممن طريممق آخممر بلفممظ‪» :‬اللهممم أيممد الممدين بعمممر بممن‬
‫الخطاب« ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫)( رواه المام أحمممد فممي المسممند ‪ ،95 /2‬وقممال أحمممد‬ ‫‪3‬‬

‫شاكر )‪ ،(8/60‬إسناده صحيح‪ ،‬وفي فضممائل الصممحابة ‪/1‬‬


‫‪ ،250‬والترمممذي ‪ ،5/617‬وقممال‪ :‬حممديث حسممن صممحيح‬
‫غريب‪ ،‬وابن سعد في الطبقممات ‪ ،3/267‬مجمممع الممزوائد‬
‫‪ ،9/63‬في حديث طويل ‪ -‬وابن الجوزي في مناقب عمر‬
‫‪.12 /‬‬
‫)( أبو عمر النضر بن عبد الرحممن الخمزاز ممتروك‪ ،‬روى‬ ‫‪4‬‬

‫له الترمذي‪ .‬التقريب ‪ ،562 /‬الخلصة ‪.3/94‬‬


‫‪359‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫القوم منا[)‪ (1‬وروى أحممد بممن منيممع)‪ (2‬حمدثنا ابممن‬
‫عليممه)‪ (3‬حممدثنا أيمموب)‪ (4‬عممن أبممي معشممر)‪ (5‬عممن‬
‫إبراهيم)‪ (6‬قال‪ :‬قال ابن مسعود كان عمر حائطمما‬
‫حصينا على السلم يدخل الناس فيه ول يخرجون‬
‫منه‪ .‬فلما قتل عمر انثلممم الحممائط فالنمماس اليمموم‬

‫)( فضائل الصحابة للمممام أحمممد ‪ ،248 /1‬الحمماكم فممي‬ ‫‪1‬‬

‫المسممتدرك‪ ،‬وقممال‪ :‬هممذا حممديث صممحيح السممناد ولممم‬


‫يخرجاه‪ ،‬وقال الممذهبي‪ :‬صممحيح ‪ ،85 /3‬مجمممع الممزوائد‪،‬‬
‫‪.8/65‬‬
‫)( أحممد بمن منيممع بمن عبمد الرحمممن أبممو جعفمر البغمموي‬ ‫‪2‬‬

‫الصممم‪ ،‬ثقممة‪ ،‬حممافظ ت سممنة ‪ 244‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪،85 /‬‬


‫الخلصة ‪.32 /1‬‬
‫)( إسممماعيل بممن إبراهيممم السممدي مممولهم أبممو بشممر‬ ‫‪3‬‬

‫البصري المعروف بابن علية‪ ،‬ثقة حافظ ت سنة ‪193‬هم‪،‬‬


‫التقريب ‪ 105 /‬الخلصة ‪.83 /1‬‬
‫)( أيوب بن أبي تميمة السختياني‪ ،‬وأبو بكر البصري‪ ،‬ثقة‬ ‫‪4‬‬

‫ثبت‪ ،‬ت سنة ‪131‬هم‪ ،‬روى له الجماعممة‪ ،‬تهممذيب الكمممال‬


‫‪ ،464 -3/457‬السير ‪ ،26 -6/15‬الخلصة ‪.1/110‬‬
‫)( لعله أبو معشر‪ ،‬زياد بمن كليممب الحنظلمي فمإنه يمروي‬ ‫‪5‬‬

‫عن النخعي‪ ،‬ويروي عنه أيوب السممختياني وغيممره‪ ،‬وثقممه‬


‫العجلي والنسائي وابن حبان‪ ،‬ت سنة ‪119‬هممم‪ ،‬الخلصممة‬
‫‪ ،1/346‬التقريب ‪ ،220 /‬وقال ت سنة ‪ ،119‬م ‪ 120‬هممم‪،‬‬
‫دا ممن يممروي‬ ‫تهذيب الكمال ‪ ،506 -9/504‬ولم أجد أح ً‬
‫عن النخعي ويروي عنه أيوب يسمى معش ًَرا‪.‬‬
‫)( إبراهيم بممن يزيممد النخعممي‪ ،‬الكمموفي‪ ،‬المممام الحممافظ‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫فقيه العراق‪ ،‬أبو عمران أحد العلم‪ ،‬قال الممذهبي‪ :‬كممان‬


‫بصيرا بعلم ابممن مسممعود‪ ،‬واسممع الروايممة‪ ،‬روى عنممه أبممو‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪360‬‬
‫الرافضة‬
‫يخرجون منه)‪.(1‬‬
‫وروى ابن بطة بالسناد المعروف عن الثمموري‬
‫)‪(3‬‬
‫عن قيس بن مسلم)‪ (2‬عممن طممارق بممن شممهاب‬
‫عممن أم أيمممن)‪ (4‬قممالت وهممي السمملم يمموم مممات‬
‫عمر)‪.(5‬‬

‫معشر ‪ -‬زياد بن كليب ‪ -‬ت سممنة ‪96‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪،95 /‬‬


‫السير ‪ ،529 -4/520‬تهذيب الكمال ‪.240 -2/233‬‬
‫)( فضائل الصحابة‪ ،‬للممام أحممد ‪،271 -1/270‬م ‪،339‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصنف ابن أبي شيبة ‪،12/23‬مم ‪،24‬مم ‪ ،34‬الطبراني فممي‬


‫الكبير ‪ ،9/176‬م ‪،177‬م ‪ ،178‬المسممتدرك ‪ ،3/93‬معرفممة‬
‫الصحابة ‪ ،1/219‬طبقات ابن سعد ‪ ،372 -3/371‬مجمع‬
‫الزوائد ‪ ،9/79‬شرح السممنة ‪ 96 -14/95‬بممأتم مممن هممذا‬
‫اللفظ‪.‬‬
‫)( قيس بن مسلم المممام المحممدث‪ ،‬أبممو عمممرو الجممدلي‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفي‪ ،‬وثقه أحمد وغيممره ت سممنة ‪ 120‬هممم‪ ،‬السمميرة ‪/‬‬


‫‪ ،164‬التقريب ‪.458‬‬
‫)( طارق بن شهاب بن عبممد شمممس البجلممي الحمسممي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫أبو عبد الله الكوفي قال أبممو داود‪» :‬رأى النممبي ‪ ‬ولممم‬
‫يسمممع منممه« ت سممنة ‪ 82‬أو ‪83‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪،281 /‬‬
‫الخلصة ‪.2/8‬‬
‫)( حاضممنة النممبي ‪ ،‬يقممال‪ :‬اسمممها بركممة‪ ،‬وهممي والممدة‬ ‫‪4‬‬

‫أسامة بن زيد توفيت في خلفة عثمان رضي الله عنهما‪،‬‬


‫التقريب ‪ ،755 /‬الخلصة ‪.3/396‬‬
‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪ ،1/245‬السممير ‪،2/227‬‬ ‫‪5‬‬

‫الطبقات الكممبرى لبممن سممعد ‪،369 /3‬م ‪ ،8/226‬مجمممع‬


‫الزوائد ‪.77 /9‬‬
‫‪361‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والثوري عن منصور)‪ (1‬عن ربعي عممن حذيفممة‬
‫قال كان السلم في زمن عمر كالرجل المقبل ل‬
‫يزداد إل قربمما فلممما قتممل كممان كالرجممل المممدبر ل‬
‫يزداد إل بعدا)‪.(2‬‬
‫ومن طريق الماجشممون)‪ (3‬قممال أخممبرني عبممد‬
‫)‪(5‬‬
‫الواحد بن أبي عون)‪ (4‬عن القاسممم بممن محمممد‬
‫كانت عائشممة رضممي اللممه عنهمما تقممول‪» :‬مممن رأى‬
‫عمر بن الخطاب علم أنه خلق غناء للسلم‪ ،‬كممان‬

‫)( أبو عتاب‪ ،‬منصور بن المعتمر السلمي‪ ،‬إمممام حممافظ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫قال فممي التقريممب‪ :‬ثقممة‪ ،‬ثبممت تممذكرة الحفمماظ‪،1/142 ،‬‬


‫‪ ،143‬التقريب ‪.547 /‬‬
‫)( فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪ ،1/331‬الطبقممات‬ ‫‪2‬‬

‫الكبرى لبن سعد ‪ ،3/373‬المستدرك ‪ ،3/84‬وقال‪ :‬هممذا‬


‫حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ورمز له‬
‫الذهبي بم )خ‪ ،‬م(‪ ،‬الرياض النضممرة فممي منمماقب العشممرة‬
‫‪.2/420‬‬
‫)( هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫بكسر الجيم ‪ -‬المدني نزيل بغداد مولى آل الهديرة‪ ،‬ثقممة‬


‫فقيه‪ ،‬مصنف‪ ،‬ت سنة ‪164‬هم‪ ،‬تممذكرة الحفمماظ ‪،1/222‬‬
‫‪ ،223‬التقريب ‪.357 /‬‬
‫)( عبد الواحد بن أبي عون المممدني‪ ،‬صممدوق يخطممئ‪ ،‬ت‬ ‫‪4‬‬

‫سنة ‪144‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،367‬الخلصة ‪.2/184‬‬


‫)( القاسم بن محمد بن أبي بكر الصممديق الممتيمي‪ ،‬ثقممة‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫أحد الفقهاء بالمدينة قال أيوب‪» :‬ما رأيمت أفضمل منممه«‬


‫ت سمممنة ‪ 106‬همممم‪ ،‬علمممى الصمممحيح‪ .‬التقريمممب ‪،451 /‬‬
‫الخلصة ‪.346 /2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪362‬‬
‫الرافضة‬
‫واللممه أحوذيمما)‪ (1‬نسمميج وحممده)‪ (2‬قممد أعممد للمممور‬
‫أقرانها«)‪.(3‬‬
‫وقال محمد بن إسممحاق)‪ (4‬فممي السمميرة أسمملم‬
‫عمر بن الخطاب وكمان رجل ذا شمكيمة ل يمرام ممما‬
‫وراء ظهره‪ ،‬فامتنع به أصحاب رسول الله ‪ ‬حممتى‬
‫عزوا وكان عبد الله بن مسعود يقول‪] :‬ما كنا نقممدر‬
‫أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطمماب‪،‬‬
‫فلمما أسملم قاتمل قريشما حمتى صملى عنمد الكعبمة‬

‫)( الحوذي‪ :‬المشمر في المور القاهر لها‪ ،‬الذي ل يشممذ‬ ‫‪1‬‬

‫عليه منها شيء‪ .‬والحمموذي الممذي يغلممب‪ .‬لسممان العممرب‬


‫‪ ،3/487‬وقممال فممي النهايممة )‪ ،(1/457‬الحمموذي‪ :‬الجمماد‬
‫المنكممش )أي المسممرع( فممي أممموره الحسممن السممياق‬
‫للمور‪.‬‬
‫)( يضرب مثل لكل من بولغ في مدحه وهو كقولك‪ :‬فلن‬ ‫‪2‬‬

‫واحد عصره‪ ،‬فنسيج وحده‪ :‬أي ل نظيممر لممه فممي علممم أو‬
‫غيره‪ ،‬فعائشة أرادت أنه كان منقطع القرين‪.‬‬
‫)( معرفة الصحابة لبي نعيممم ‪ ،1/212‬منمماقب عمممر بممن‬ ‫‪3‬‬

‫الخطاب لبن الجوزي ‪ ،249/‬الرياض النضرة في مناقب‬


‫العشممرة ‪ ،2/421‬النهايممة فممي غريممب الحممديث ‪-1/457‬‬
‫‪ ،459‬ولم أجد من حكم عليه من أهل العلم‪.‬‬
‫)( محمد بن إسحاق بن يسار‪ ،‬أبو بكر المطلبي مممولهم‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫المممدني نزيممل العممراق إمممام المغممازي‪ ،‬صممدوق‪ ،‬يممدلس‪،‬‬


‫ورمي بالتشيع والقدر‪ ،‬ت سنة ‪ 150‬هم‪ ،‬التقريممب ‪،467/‬‬
‫الخلصة ‪.2/379‬‬
‫‪363‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وصلينا معه)‪.(2)[(1‬‬
‫وكممممذلك رواه مسممممندا محمممممد بممممن عبيممممد‬
‫الطنافسي)‪ (3‬قال حدثنا إسماعيل عممن قيممس بممن‬
‫أبي حازم قال‪ :‬قال عبد الله بن مسعود‪» :‬ما زلنا‬
‫أعزة منذ أسلم عمر والله لو رأيتنمما وممما نسممتطيع‬
‫أن نصمملي بالكعبممة ظمماهرين حممتى أسمملم عمممر‬
‫فقاتلهم حتى تركونا فصلينا«)‪.(5)((4‬‬
‫ب‪ -‬اختصاصه بتأهله للنبوة لو كان نبي‬
‫بعد رسول الله ‪:‬‬
‫)وقد روى أحمد والترمذي وغيرهما قال أحمد‬
‫حدثنا أبو عبد الرحمن المقري)‪ (6‬حممدثنا حيمموة بممن‬

‫)( السيرة النبوية لبن هشام ‪.367 ،1/366‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السيرة النبوية لبن هشام ‪.367 ،1/366‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( محمممد بممن عبيممد الطنافسممي بممن أبممي أميممة‪ ،‬الكمموفي‬ ‫‪3‬‬

‫الحدب‪ ،‬ثقة‪ ،‬يحفظ‪ ،‬ت سنة ‪ 240‬هم‪ ،‬تذكرة الحفاظ ‪1/‬‬


‫‪ ،333‬التقريب ‪ ،495 /‬تهذيب التهذيب ‪.327 / 9‬‬
‫)( أصله في البخاري ‪.4/199‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪.62 -6/60‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( هممو عبممد اللممه بممن يزيممد المخزومممي المممدني المقممري‬ ‫‪6‬‬

‫العور مولى السود بن سفيان من شيوخ مالك‪ ،‬ثقة‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪148‬هم‪ ،‬الخلصة ‪ ،2/112‬التقريب ‪.330/‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪364‬‬
‫الرافضة‬
‫شريح)‪ (1‬حمدثنا بكمر بمن عممرو المعمافري)‪ (2‬عمن‬
‫)‪(4‬‬
‫مشرح بن هاعان)‪ (3‬عن عقبة بن عامر الجهني‬
‫قال‪ :‬سمممعت رسممول اللممه ‪ ‬يقممول‪» :‬لو كههان‬
‫بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب«)‪.(5‬‬
‫ورواه ابن وهب)‪ (6‬وغيره عن ابممن لهيعممة عممن‬
‫مشرح فهو ثابت‪.‬‬
‫وروى ابممن بطممة مممن حممديث عقبممة بممن مالممك‬

‫)( هو حيوة بممن شمريح بممن صممفوان التجيممبي‪ ،‬أبممو زرعممة‬ ‫‪1‬‬

‫المصري‪ ،‬ثقة‪ ،‬ثبت‪ ،‬فقيه‪ ،‬زاهد ت سنة ‪ 158‬هم‪ ،‬وقيممل‪:‬‬


‫‪159‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،185 /‬الخلصة ‪.1/265‬‬
‫)( بكر بن عمرو المعافري المصري صدوق عابد‪ ،‬ت بعد‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ‪140‬هم‪ ،‬التقريب‪ ،127 /‬الخلصة ‪.1/135‬‬


‫)( هو مشرح بن هاعان المعافري المصري‪ ،‬أبو مصعب‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مقبممول‪ ،‬ت سممنة ‪128‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪ ،532 /‬الخلصممة‬


‫‪.3/80‬‬
‫)( عقبة بن عامر بن عبس بن عمممرو بممن عممدي الجهنممي‬ ‫‪4‬‬

‫أبو حماد‪ ،‬كان فقيها فاضل‪ ،‬ت قرب الستين‪ ،‬التقريممب ‪/‬‬
‫‪ ،395‬التاريخ الكبير للبخاري ‪ ،6/430/‬الخلصة ‪.2/236‬‬
‫)( الترمذي في المناقب باب مناقب عمممر بممن الخطمماب‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ، 5/619‬والحاكم في المسممتدرك وقممال‪» :‬هممذا حممديث‬


‫صحيح السناد ولممم يخرجمماه« وقممال الممذهبي‪» :‬صممحيح«‬
‫‪ ،3/85‬شرح أصول اعتقاد أهل السممنة ‪ ،7/1313‬مجمممع‬
‫الزوائد ‪.9/68‬‬
‫)( عبد الله بن وهب بن مسلم المام شمميخ السمملم أبممو‬ ‫‪6‬‬

‫محمممد الفهممري مممولهم‪ ،‬المصممري الحممافظ تمموفي سممنة‬


‫‪197‬هم‪ ،‬التقريب ‪ ،328 /‬السير ‪.223 /9‬‬
‫‪365‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الخطى)‪ (1‬قال‪ :‬قممال رسممول اللممه ‪» :‬لو كههان‬
‫غيري نبي لكان عمر بن الخطاب«)‪ (2‬وفمممي‬
‫لفممظ »لههو لههم أبعههث فيكههم لبعههث فيكههم‬
‫عمر«)‪ .(3‬وهذا اللفظ في الترمذي()‪.(4‬‬
‫جه‪ -‬اختصاصه بأنه محدث ملهم‪:‬‬
‫)أما عمر فقد ثبت مممن علمممه وفضممله ممما لممم‬
‫يثبت لحد غير أبي بكر‪ ،‬ففممي صممحيح مسمملم عممن‬
‫عائشة عن النبي ‪ ‬أنممه كممان يقممول‪» :‬قد كههان‬
‫في المم قبلكم محههدثون فههإن يكههن فههي‬
‫أمههتي أحههد فعمههر« قممال ابممن وهممب‪ :‬تفسممير‬

‫)( لم أجد صمحابًيا بهمذا السمم‪ ،‬وإنمما وجمدت عقبمة بممن‬ ‫‪1‬‬

‫مالممك الجهنممي‪ ،‬روى عنممه عبممد اللممه بممن مالممك الجهنممي‪،‬‬


‫وعقبة بن مالك الليثي له صحبة نزل البصممرة‪ ،‬روى عنممه‬
‫بشر بن عاصم الليممثي‪ ،‬الصممابة ‪ ،7/26‬م ‪ ،27‬السممتيعاب‬
‫‪ ،8/104‬تجريد أسماء الصحابة ‪.1/385‬‬
‫)( لم أجده بهذا اللفظ وإنما ورد في الترمممذي )لممو كممان‬ ‫‪2‬‬

‫بعدي نبي لكان عمر بممن الخطمماب(‪ ،‬وقممال‪ :‬هممذا حممديث‬


‫حسن غريب ل نعرفه إل من حممديث مشممرح بممن عاهممان‬
‫‪.5/619‬‬
‫)( فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪ ،1/428‬وذكممره ابممن‬ ‫‪3‬‬

‫الجمموزي فممي الموضمموعات ‪ ،1/320‬ولممم أجممده فممي‬


‫الترمذي‪ ،‬وإنما وجدت فيه الحديث السابق فممي التعليممق‬
‫قبله‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.69 ،6/68‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪366‬‬
‫الرافضة‬
‫محدثون ملهمون()‪.(1‬‬
‫)وقال ابممن عيينممة‪ :‬محممدثون‪ :‬أي مفهمممون)‪((2‬‬
‫)‪) .(3‬والمحدث الملهم‪ :‬يلهمه الله‪ ،‬وهذا قممدر زائد‬
‫على تعليم البشر()‪.(4‬‬
‫)وروى البخاري عن أبي هريرة عممن النممبي ‪‬‬
‫قال‪ »:‬إنه قد كان فيمهها مضههى قبلكههم مههن‬
‫المم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه‬
‫منهم فإنه عمر بن الخطاب«)‪ ،(5‬وفممي لفممظ‬
‫للبخاري »لقد كهان فيمهن كهان قبلكههم مهن‬
‫بني إسرائيل رجههال يكلمههون مههن غيههر أن‬
‫يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي منهم أحد‬
‫فعمر«)‪.(7)((6‬‬
‫د‪ -‬اختصاصه بشهادة النههبي ‪ ‬أن اللههه‬
‫)( رواه مسمملم فممي كتمماب فضممائل الصممحابة بمماب »مممن‬ ‫‪1‬‬

‫فضائل عمر ‪.» 4/1864‬‬


‫)( رواه مسلم في فضممائل الصممحابة بمماب »مممن فضممائل‬ ‫‪2‬‬

‫عمر ‪.» 4/1864‬‬


‫)( المنهاج ‪.8/69‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/523‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه البخاري في النبياء باب »حدثنا أبو اليمان أخبرنا‬ ‫‪5‬‬

‫شعيب« ‪ ،4/449‬ومسلم في فضائل الصحابة باب »ممن‬


‫فضائل عمر ‪.» 4/1864‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪6‬‬

‫»مناقب عمر ‪.» 4/200‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،21 ،6/20‬انظر ‪.65 ،8/64‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪367‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عههز وجههل جعههل الحههق علههى لسههان عمههر‬
‫وقلبه‪:‬‬
‫)وقممال ]‪»:[‬إن اللههه جعههل الحههق علههى‬
‫لسان عمر وقلبه«)‪ ...(1‬وقممال ابممن عمممر‪ :‬كنمما‬
‫نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر)‪.(2‬‬
‫وهذا لكمال نفسممه بممالعلم والعممدل قممال اللممه‬
‫دل‪ (3)‬فممالله‬
‫عه ْ‬
‫و َ‬ ‫صهدْ ً‬
‫قا َ‬ ‫ة َرّبه َ‬
‫ك ِ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫م ْ‬‫وت َ ّ‬‫تعالى ‪َ ‬‬
‫تعالى بعث الرسل بالعلم والعدل‪ ،‬فكل مممن كممان‬
‫ممما وعممدل ً كممان أقممرب إلممى ممما جمماءت بممه‬ ‫أتممم عل ً‬
‫الرسل()‪.(4‬‬
‫)قال عبد الله بن مسعود ‪» :‬ما رأيت عمممر‬

‫)( رواه أبو داود في كتاب »الخممراج والفيممء والمممارة «‬ ‫‪1‬‬

‫باب »في تدوين العطاء« ‪ /365 ،3/364‬الرياض النضرة‬


‫‪ ،2/298‬عن أبي هريرة‪ .‬المسند ‪،145 /5 ،401 ،2/53‬‬
‫الحلية ‪ ،1/42‬الترمذي في المنمماقب بمماب »فممي منمماقب‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،» 5/617‬وتاريخ الخلفاء ‪.17/10‬‬
‫)( لم أجده عن ابن عمر لكن‪ :‬ورد نحوه عممن علممي فممي‬ ‫‪2‬‬

‫فضائل الصحابة ‪ ،444 ،410 ،406 ،330 ،1/249‬وفي‬


‫مصممنف ابممن أبممي شمميبة ‪ ،12/23‬وحليممة الوليمماء ‪،1/42‬‬
‫وورد عن طارق بن شهاب في المصنف لبن أبممي شمميبة‬
‫‪ ،12/35‬وفممي مجمممع الممزوائد ‪ ،9/67‬عممن علممي وابممن‬
‫مسعود وطارق بن شهاب‪.‬‬
‫)( النعام ‪.115 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/56‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪368‬‬
‫الرافضة‬
‫قمممط إل وأنممما يخيمممل لمممي أن بيمممن عينيمممه ملكممما‬
‫يسدده«)‪ ،(1‬وروى الشعبي عن علي قممال ممما كنمما‬
‫نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر)‪.(3)((2‬‬
‫)ثبت هذا عن الشعبي عن علي وهممو قممد رأى‬
‫عليا وهو من أخبر الناس بأصحابه وحديثه()‪.(4‬‬
‫)وقد روى من وجوه ثابتة عممن مكحممول)‪ (5‬عممن‬
‫غضيف)‪ (6‬عن أبي ذر)‪ (7‬قال‪ :‬سممعت رسمول اللمه‬
‫‪ ‬يقممول‪» :‬إن الله جعهل الحهق علهى لسهان‬
‫عمر يقول به«)‪ (8‬وفي لفظ »جعل الحق على‬
‫)( فضمممائل الصمممحابة ‪ ،1/247‬قمممال المحقمممق‪ :‬إسمممناده‬ ‫‪1‬‬

‫ضعيف‪ ،‬شرح السنة ‪.14/86‬‬


‫)( شرح السنة ‪.14/86‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،6/57‬انظر ‪.6/63‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/63‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أبو عبد الله مكحول بن أبي مسلم الهممذلي ثقممة فقيممه‬ ‫‪5‬‬

‫حممافظ كممثير الرسممال مشممهور تمموفي سممنة مممائة وبضممع‬


‫عشرة ‪ -‬التقريب ‪ ،545/‬تذكرة الحفاظ ‪.108 ،1/107‬‬
‫)( غضيف ‪ -‬يقممال بالضمماد ويقممال بالطمماء ‪ -‬ابممن الحممارث‬ ‫‪6‬‬

‫السكوني ويقال‪ :‬الثمالي‪ ،‬أبممو أسممماء‪ ،‬حمص مي مختلممف‬


‫فممي صممحبته‪ ،‬وقيممل تممابعي تمموفي سممنة بضممع وسممتين‪.‬‬
‫التقريب ‪ ،443 /‬الخلصة ‪.2/331‬‬
‫)( أبممو ذر الغفمماري هممو جنممدب بممن جنممادة علممى الصممح‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫صممحابي مشممهور‪ ،‬تقممدم إسمملمه‪ ،‬وتممأخرت هجرتممه فلممم‬


‫يشهد بدًرا‪ ،‬مناقبه كثيرة‪ ،‬ت سنة ‪32‬هم‪ ،‬التقريممب ‪،638‬‬
‫الخلصة ‪.3/215‬‬
‫)( رواه أبو داود فممي كتمماب الخممراج والفيممء بمماب »فممي‬ ‫‪8‬‬
‫‪369‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫لسهان عمهر وقلبهه أو قلبههه ولسهانه« وهممذا‬
‫مروى من حديث ابن عمر وأبي هريرة)‪.(2)((1‬‬
‫)وثبت عن قيس عن طممارق بممن شممهاب قممال‬
‫)‪(3‬‬
‫كنا نتحدث أن عمممر يتحممدث علممى لسممانه ملممك‬
‫وعن مجاهد)‪ (4‬قال كان عمر إذا رأى الممرأي نممزل‬
‫به القرآن)‪.(6)((5‬‬
‫هه ‪ -‬من خصائصه موافقته للتنزيل في‬
‫عدة قضايا‪:‬‬
‫)وفي الصحيحين عن ابن عمر قال‪ :‬قال عمر‬
‫»وافقت ربي فممي ثلث فممي مقممام إبراهيممم وفممي‬

‫تممدوين العطمماء« ‪ ،3/365‬والمممام أحمممد فممي المسممند‬


‫‪ ،5/145‬شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة والجماعممة‬
‫‪ ،7/1312‬شرح السنة ‪ ،14/85‬وصممححه الحمماكم ‪-3/86‬‬
‫‪ ،87‬ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫)( شممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة ‪ ،7/1310‬م ‪،1312‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح السنة ‪ ،14/85‬وقال محققه إسناده صحيح‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪ ،6/63‬انظر ‪.6/56‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪ ،1/264‬مناقب عمر بممن‬ ‫‪3‬‬

‫الخطاب ‪ ‬لبن الجوزي ‪.218 /‬‬


‫)( هو مجاهممد بممن جممبر أبممو الحجمماج المخزومممي مممولهم‬ ‫‪4‬‬

‫المكي‪ ،‬ثقة إمام فممي التفسممير ت سممنة ‪101‬هممم‪ ،‬وقيممل‪:‬‬


‫بعدها‪ .‬التقريب ‪ ،520/‬الخلصة ‪.11 -3/10‬‬
‫)( تاريخ الخلفاء ‪ ،122 /‬فصل في موافقات عمممر‪ ،‬الممدر‬ ‫‪5‬‬

‫المنثور للسيوطي ‪ ،1/290‬شرح السنة ‪.14/86‬‬


‫)( المنهاج ‪.6/65‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪370‬‬
‫الرافضة‬
‫الحجاب وفي أسارى بدر«)‪.(1‬‬
‫وللبخاري عن أنممس قممال‪ :‬قممال عمممر وافقممت‬
‫ربي في ثلث أو وافقنممي ربممي فممي ثلث قلممت يمما‬
‫رسول الله لو اتخذت مممن مقممام إبراهيممم مصمملى‬
‫ّ )‪(2‬‬
‫ص هلى‪‬‬ ‫م َ‬
‫م ُ‬ ‫هي ه َ‬ ‫قههام ِ إ ِب َْرا ِ‬‫م َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ذوا ِ‬‫خ ُ‬ ‫وات ّ ِ‬‫فنزلت ‪َ ‬‬
‫وقلت‪ :‬يا رسول الله! يممدخل عليممك الممبر والفمماجر‬
‫فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجمماب فممأنزل اللممه‬
‫آية الحجاب وبلغني معاتبة النبي ‪ ‬بعض أزواجممه‬
‫فدخلت عليهم فقلممت‪ :‬إن انتهيتممن أو ليبممدلن اللممه‬
‫رسوله خيرا منكن حتى أتت إحدى نسائه فقممالت‪:‬‬
‫يا عمر أما في رسول الله ‪ ‬ما يعظ نساءه حتى‬
‫ن‬ ‫ن طَل ّ َ‬
‫قك ُ ه ّ‬ ‫ه إِ ْ‬
‫سى َرب ّ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫تعظهن أنت؟ فأنزل الله ‪َ ‬‬
‫أ َن يبدل َ َ‬
‫ن‪.(5)((4)(3)‬‬ ‫من ْك ُ ّ‬
‫خي ًْرا ِ‬‫جا َ‬‫وا ً‬‫ه أْز َ‬ ‫ْ ُ ْ ِ ُ‬
‫)وفي الصحيحين أنه لما مات عبد الله بن أبي‬

‫)( رواه البخاري في تفسير القرآن باب »تفسممير سممورة‬ ‫‪1‬‬

‫البقرة« ‪ ،150 -5/149‬ومسلم في فضائل الصحابة باب‬


‫من فضائل عمر ‪. 4/1865‬‬
‫)( البقرة‪.125 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( التحريم ‪.5 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي الصمملة بمماب ممما جمماء فممي القبلممة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،1/105‬وتفسير القرآن تفسير سورة البقممرة‪ ،‬بمماب‪ :‬‬


‫صّلى ‪. 5/149، 150‬‬ ‫م َ‬
‫م ُ‬
‫هي َ‬
‫قام ِ إ ِب َْرا ِ‬
‫م َ‬
‫من ّ‬‫ذوا ْ ِ‬
‫خ ُ‬
‫َات ّ ِ‬
‫)( المنهاج ‪ ،6/22‬انظر ‪.6/64‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪371‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بن سلول)‪ (1‬دعى له رسول الله ‪ ‬ليصمملى عليممه‬
‫قال عمر فلما قممام دنمموت إليممه فقلممت يمما رسممول‬
‫ول‬ ‫اللممه! أتصمملي عليممه وهممو منممافق فممأنزل اللممه ‪َ ‬‬
‫عل َههى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫قه ْ‬‫ول ت َ ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ت أب َ ً‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫د ِ‬‫ح ٍ‬‫عَلى أ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ّ‬ ‫تُ َ‬
‫َ‬
‫فْر ل َ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫فْر‬
‫غ ِ‬‫سهت َ ْ‬
‫و ل تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫ه‪ ‬وأنزل الله ‪‬ا ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫قب ْ ِ‬‫َ‬
‫فهَر‬‫غ ِ‬‫ن يَ ْ‬‫فل َه ْ‬‫مّرةً َ‬ ‫ن َ‬ ‫عي َ‬ ‫سب ْ ِ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫فْر ل َ ُ‬
‫غ ِ‬‫ست َ ْ‬‫ن تَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫م‪.(5)(4)((3)‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫و ‪ -‬اختصاصههه بالههدين فههي رؤيهها رآههها‬
‫النبي ‪ ‬بثوب يجره دون سائر المة‪:‬‬
‫)وفي الصممحيحين عممن أبممي سممعيد قممال‪ :‬قممال‬
‫رسول الله ‪» :‬بينا أنهها نههائم رأيههت النههاس‬
‫يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلههغ‬
‫الثدي‪ ،‬ومنها ما هو دون ذلك ومر عمر بن‬
‫الخطاب وعليههه قميههص يجههره« قممالوا! فممما‬

‫)( عبد الله بن أبي بن مالك بن الحممارث الخزرجممي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪1‬‬

‫الحبممماب المشمممهور بمممابن سممملول‪ ،‬ممممن خزاعمممة‪ ،‬رأس‬


‫المنافقين ت سنة ‪ 9‬هم‪ ،‬العلم ‪.4/65‬‬
‫)( التوبة ‪.84 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( التوبة ‪.80 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاري في الجنائز باب »ممما يكممره مممن الصمملة‬ ‫‪4‬‬

‫على المنافقين« ‪ ،2/100‬وفي تفسير القرآن باب قوله‪:‬‬


‫»ول تصل على أحممد منهممم‪ « ...‬اليممة ‪ ،207 /5‬ومسمملم‬
‫في كتاب »صفات المنافقين وأحكامهم« ‪.4/2141‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،6/64‬انظر ‪.66 ،8/65‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪372‬‬
‫الرافضة‬
‫أولت ذلك يا رسول الله! قال‪" :‬الدين")‪.(2)((1‬‬
‫ز‪ -‬اختصاصه بالعلم في رؤيا النبي ‪:‬‬
‫)ما هو دون ذلك وعرض على عمهر بهن‬
‫الخطاب وعليههه قميههص يجههره« قممالوا! فممما‬
‫أولته يا رسول الله! قال‪" :‬الدين"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن ابممن عمممر عممن النممبي ‪‬‬
‫حا أتيت به فيههه لبههن‪،‬‬ ‫قال‪» :‬بينا أنا نائم قد ً‬
‫فشربت منه حتى أني ل أرى الههري يخههرج‬
‫من أظفاري ثم أعطيههت فضههلي عمههر بههن‬
‫الخطاب«‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ما أوله يا رسول الله! قال‪" :‬العلم")‪((3‬‬
‫)( رواه البخاري في اليمان باب »تفاضممل أهممل اليمممان‬ ‫‪1‬‬

‫فممي العمممال« ‪ ،1/11‬وفممي أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬


‫»مناقب عمر ‪ ،» 4/201‬وغيرها‪ ،‬ومسمملم فممي فضممائل‬
‫الصحابة باب »مممن فضممائل عمممر« ‪ ،4/1859‬والنسممائي‬
‫في اليمان باب زيادة اليمان ‪ ،8/113‬م ‪ ،114‬والممدارمي‬
‫فممي الرؤيمما بمماب »فممي القميممص والممبئر« إلممخ ‪،2/52‬‬
‫والمسند ‪.374 ،5/373‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،6/21‬انظر ‪.8/65 ،6/65‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫»مناقب عمر بن الخطاب ‪ ،« 4/198‬وفممي العلممم بمماب‬


‫»فضل العلم« ‪ ،1/28‬م ‪ ،29‬وفممي التعممبير بمماب »اللبممن«‬
‫‪ ،،8/71‬و غيرها‪ ،‬ومسلم في فضائل الصحابة باب »مممن‬
‫فضائل عمر« ‪،4/1859‬م ‪ ،1860‬فضائل الصحابة للمممام‬
‫أحمد ‪.1/254‬‬
‫‪373‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪.(1‬‬

‫)قال عبممد اللممه بممن أحمممد حممدثنا الحسممن بممن‬


‫)‪(4‬‬
‫حماد)‪ (2‬حدثنا وكيع)‪ (3‬عن العمش عن شممقيق‬
‫عن عبد اللممه بممن مسممعود قممال لممو أن علممم عمممر‬
‫وضع في كفه ميزان ووضع علم خيار أهممل الرض‬
‫في كفه لرجح عليهم بعلمه)‪.(5‬‬
‫قال العمش‪ :‬فأنكرت ذلمك وذكرتممه لبراهيمم‬
‫فقال ما أنكرت من ذلك؟ قد قممال ممما هممو أفضممل‬
‫من ذلك قال‪» :‬إني لحسب تسممعة أعشممار العلممم‬
‫ذهب مع عمر بن الخطاب«)‪.(6‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/21‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الحسن بن حماد بن كسيب‪ ،‬مصغًرا‪ ،‬الحضممرمي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫علي البغدادي ‪ -‬يلقممب سممجادة‪ -‬صممدوق‪ ،‬ت سممنة ‪،241‬‬


‫التقريب ‪ ،160 /‬الخلصة ‪.1/211‬‬
‫)( وكيممع بممن الجممراح بممن مليممح الرؤاس مي‪ ،‬أبممو سممفيان‬ ‫‪3‬‬

‫الكمموفي‪ ،‬ثقمة‪ ،‬حمافظ‪ ،‬عابمد ت سمنة ‪197‬همم‪ ،‬التقريممب‬


‫‪ ،581‬الخلصة ‪.129 -3/128‬‬
‫)( شممقيق بممن سمملمة السممدي أبممو وائل الكمموفي‪ ،‬ثقممة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫مخضرم مات في خلفة عمر بن عبد العزيمز‪ ،‬التقريمب ‪/‬‬


‫‪ ،268‬الخلصة ‪.452 /1‬‬
‫)( فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪،1/270‬مم ‪ ،271‬مممن‬ ‫‪5‬‬

‫حممديث طويممل بمعنمماه‪ ،‬مجمممع الممزوائد ‪ ،69 /9‬المعجممم‬


‫الكبير للطبراني ‪ 179 /9‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫)( مجمع الزوائد ‪ ،9/69‬وقال‪» :‬رواه الطممبراني بأسممانيد‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪374‬‬
‫الرافضة‬
‫وروى ابن بطة بالسناد الثابت عن ابممن عيينممة‬
‫وحماد بن سمملمة وهممذا لفظممه عممن عبممد اللممه بممن‬
‫عمير)‪ (1‬عن زيد بن وهب)‪ (2‬أن رجل أقرأه معقممل‬
‫بن مقممرن ]أبممو عميممرة[)‪ (3‬آيممة وأقرأهمما عمممر بممن‬
‫الخطمماب آخممر فسممأل ابممن مسممعود عنهمما فقممال‬
‫لحدهما من أقرأكها قال أبو عميرة بن معقل بممن‬
‫مقممرن وقممال للخممر مممن أقرأكهمما قممال عمممر بممن‬
‫الخطاب فبكى ابن مسعود حتى كثرت دموعه ثممم‬
‫قممال اقرأهمما كممما أقرأكهمما عمممر فممإنه كممان أقرأنمما‬
‫لكتاب الله وأعلمنا بدين اللممه ثممم قممال كممان عمممر‬
‫حصنا حصينا على السلم يممدخل فممي السمملم ول‬
‫يخرج منه فلما ذهب عمممر انثلممم الحصممن ثلمممة ل‬
‫يسدها أحممد بعممده وكممان إذا سمملك طريقمما اتبعنمماه‬
‫ورجال هممذا رجممال الصممحيح غيممر أسممد بممن موسممى وهممو‬
‫ثقة«‪ ،‬المعجم الكبير للطبراني ‪.9/179‬‬
‫)( عبد الله بن عمير مولى ‪ -‬أم الفضل ‪ -‬ويقال له مولى‬ ‫‪1‬‬

‫ابممن عبمماس أيضمما ت سممنة ‪ 117‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪،316 /‬‬


‫الخلصة ‪.2/85‬‬
‫)( زيد بن وهب الجهني‪ ،‬أبو سليمان الكمموفي‪ ،‬مخضممرم‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ثقة‪ ،‬جليل‪ ،‬ت بعد الثمانين التقريب ‪ ،225 /‬الخلصممة ‪/1‬‬


‫‪.355‬‬
‫)( هو معقممل بممن مقممرن المزنممي أبممو عميممرة‪ ،‬قممال ابممن‬ ‫‪3‬‬

‫حبان‪ :‬له صحبة‪ ،‬سكن الكوفة‪ ،‬وروى عن النبي أحاديث‪،‬‬


‫انظر‪ ،‬تجريد أسماء الصحابة‪ ،88 /2 ،‬الصابة ‪،258 /9‬‬
‫تلقيح فهوم أهل الثر لبن الجوزي ‪.255 /‬‬
‫‪375‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ووجدناه سهل فإذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر)‪.(1‬‬
‫فحيهل بعمر فحيهل بعمر وقممال عبممد اللممه بممن‬
‫)‪(3‬‬
‫أحمد حدثنا أبممي حممدثنا هشمميم)‪ (2‬حممدثنا العمموام‬
‫عممن مجاهممد قممال إذا اختلممف النمماس فممي شمميء‬
‫فانظروا ما صنع عمر فخذوا به)‪.(5)((4‬‬
‫)وقال ]يعنممي ابممن مسممعود[ أيضمما‪ :‬كمان عمممر‬
‫أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا فممي ديممن اللممه وأعرفنمما‬
‫بالله والله لهو أبين من طريق الساعين)‪ (6‬يعنممى‪:‬‬
‫)( طبقممات ابممن سممعد ‪ ،372 -3/371‬فضممائل الصممحابة‬ ‫‪1‬‬

‫للمام أحمد ‪ ،1/338‬م ‪ ،339‬نحوه بسند مختلممف‪ ،‬مجمممع‬


‫الممزوائد ‪ ،78 -77 / 9‬وقممال الهيثمممي رواه الطممبراني‬
‫بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح‪ ،‬الطممبراني ‪-9/176‬‬
‫‪.178‬‬
‫)( هشيم بن بشير بممن القاسممم بممن دينممار السمملمي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫معاوية بن أبي حازم‪ ،‬ثقة ثبت‪ ،‬كثير التممدليس والرسممال‬


‫الخفمممي ت سمممنة ‪183‬همممم‪ ،‬التقريمممب ‪ ،574 /‬الخلصمممة‬
‫‪.3/124‬‬
‫)( العمموام بممن حوشممب بممن يزيممد الشمميباني‪ ،‬أبممو عيسممى‬ ‫‪3‬‬

‫الواسطي‪ ،‬ثقة ثبت فاضممل ت سممنة ‪148‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪/‬‬


‫‪ ،433‬الخلصة ‪.2/307‬‬
‫)( فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪) 1/226‬رقممم ‪(349‬‬ ‫‪4‬‬

‫بنفس السناد‪ ،‬وقال المحقق إسناده صحيح إلممى مجاهممد‬


‫وفي صم ‪ ،264‬رقم ‪ ،342‬بسند صحيح نحوه‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.67 -6/66‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( طبقات ابن سعد ‪ ،372 -3/371‬ونحمموه فممي فضممائل‬ ‫‪6‬‬

‫الصحابة للمام أحمد ‪ ،1/330‬مجمع الزوائد ‪-77 ،9/69‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪376‬‬
‫الرافضة‬
‫أن هممذا أمممر بيمن يعرفمه النمماس()‪) .(1‬فعممر كمان‬
‫أعلم الصحابة بعد أبي بكر()‪ (2‬رضي الله عنهما‪.‬‬
‫جههههه‪ -‬اختصاصههههه بالهيبههههة ونفههههران‬
‫الشيطان منه‪:‬‬
‫)وقممال عبممدالله بممن أحمممد حممدثنا شممجاع بممن‬
‫مخلد)‪ (3‬حدثنا يحيى بن يمممان حممدثنا سممفيان عممن‬
‫عمرو بن محمد)‪ (4‬عن سالم بن عبممد اللممه)‪ (5‬عممن‬

‫‪ ،78‬وقال في الموضع الول »رواه الطبراني في حديث‬


‫طويل في وفاة عمر« وقممال فممي الموضممع الثمماني‪ ،‬رواه‬
‫الطبراني بأسانيد رجممال أحممدها رجممال الصممحيح‪ ،‬ومعنممى‬
‫طريممق السمماعين أي أنممه بيممن معممروف كممما بيممن الصممفا‬
‫والمروة‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/85‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/301‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو شجاع بن مخلد الفلس‪ ،‬أبو الفضل البغوي‪ ،‬نزيممل‬ ‫‪3‬‬

‫بغداد‪ ،‬صدوق‪ ،‬وهم في حديث واحد رفعه وهو موقمموف‪،‬‬


‫فذكره بسببه القيلي ت سنة ‪ 235‬هممم‪ ،‬التقريممب ‪،264 /‬‬
‫الخلصة ‪.443 /1‬‬
‫)( لعله عمر بن محمد ]فإنه روى عممن سممالم وروى عنممه‬ ‫‪4‬‬

‫السفيانان‪ ،‬ولم أجد في ترجمة سالم أنه روى عن عمرو‬


‫بن محمد[ بن زيد بممن عبممد اللممه بممن عمممر بممن الخطمماب‬
‫العممدوي المممدني نزيممل عسممقلن‪ ،‬ذكممره ابممن حبممان فممي‬
‫الثقات‪ ،‬ت سنة ‪ 150‬هم‪ ،‬تهذيب التهذيب ‪،496 ،495 /‬‬
‫الخلصة ‪.277 /2‬‬
‫)( هو سالم بن عبد الله بن عممر بممن الخطماب العممدوي‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫أبممو عمممر‪ ،‬ويقممال‪ :‬أبممو عبممد اللممه المممدني الفقيممه‪ ،‬قممال‬


‫‪377‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أبي موسممى الشممعري أنممه أبطممأ عليممه خممبر عمممر‬
‫فكلم امرأة في بطنها شيطان فقالت حتى يجيممء‬
‫شيطاني فأسأله فقال رأيممت عمممر مممتزرا بكسمماء‬
‫يهنأ إبل الصممدقة وذلممك ل يممراه الشمميطان إل خممر‬
‫لمنخرية للملك الذي بين عينيه روح القدس ينطق‬
‫على لسانه)‪.(1‬‬
‫ومثل هذا في الصممحيحين عممن سممعد بممن أبممي‬
‫وقمماص قممال اسممتأذن عمممر علممى رسممول اللممه ‪‬‬
‫وعنده نساء من قريش يكلمنمه ويسمتكثرنه عاليمة‬
‫أصواتهن فلما استأذن عمر قمن فابتدرن الحجاب‬
‫فأذن له رسول اللممه ‪ ‬ورسممول اللممه ‪ ‬يضممحك‬
‫فقال عمر أضحك الله سنك يا رسممول اللممه فقممال‬
‫رسول الله ‪» ‬عجبت من هؤلء اللتي كههن‬
‫عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب«‬
‫فقال عمر‪ :‬قلت يا رسول الله! أنت أحق أن يهبن‬
‫ثم قال عمر أي عدوات أنفسهن تهبننممي ول تهبممن‬
‫رسول اللممه ‪ ‬قلممن نعممم أنممت أفممظ وأغلممظ مممن‬
‫رسول الله ‪ ‬قال رسول الله‪» :‬والذي نفسي‬

‫الذهبي‪» :‬المام الزاهد الحافظ مفتي المدينممة« ت سممنة‬


‫‪106‬هم‪ ،‬السير ‪ ،467 -4/457‬تهذيب التهممذيب ‪-3/436‬‬
‫‪.438‬‬
‫)( فضائل الصحابة ‪ ،1/246‬قال المحقق إسناده ضممعيف‬ ‫‪1‬‬

‫لضعف يحيى بن يمان‪.‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪378‬‬
‫الرافضة‬
‫بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجهها إل‬
‫سلك فجا غير فجك«)‪.(1‬‬
‫وفي حديث آخر‪» :‬أن الشيطان يفههر مههن‬
‫حس عمر«)‪ (2‬وقال أحمد بممن حنبممل حممدثنا عبممد‬
‫الرحمن)‪ (3‬حدثنا سفيان عن واصل)‪ (4‬عن مجاهممد‬
‫قال كنا نتحدث أن الشياطين كممانت مصممفدة فممي‬
‫إمارة عمر فلما قتل عمر وثبت)‪.(6)((5‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي بممدء الخلممق‪ ،‬بمماب »صممفة إبليممس‬ ‫‪1‬‬

‫وجنمموده« ‪ ،4/96‬وفممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬


‫»منمماقب عمممر« ‪،4/198‬مم ‪ ،199‬وغيرهمما‪ ،‬ومسمملم فممي‬
‫فضممائل الصممحابة بمماب »مممن فضممائل عمممر« ‪،4/1863‬‬
‫‪ ،1864‬فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪،1/244‬مم ‪،245‬‬
‫‪.257 ،256‬‬
‫)( رواه الترمممذي فممي المنمماقب بمماب »منمماقب عمممر«‬ ‫‪2‬‬

‫‪،5/620‬ممم ‪،621‬ممم ‪ ،622‬بمعنممماه وفمممي المسمممند‪» :‬إن‬


‫الشيطان ليفر منك يمما عمممر« ‪ ،5/353‬فضممائل الصممحابة‬
‫للمام أحمد موقوفا على ابن مسعود ‪.1/329‬‬
‫)( عبد الرحمن بن مهممدي بممن حسممان بممن عبممد الرحمممن‬ ‫‪3‬‬

‫المام الناقد المجود أبو سيد الحفاظ أبو سعيد العنممبري‪،‬‬


‫وقيممل الزدي ت سممنة ‪ 198‬هممم‪ ،‬السممير ‪،209 -9/192‬‬
‫تممذكرة الحفمماظ ‪ ،332 -1/329‬تاريممخ بغممداد ‪-10/240‬‬
‫‪.248‬‬
‫)( واصممل بممن حيممان الحممدب السممدي الكمموفي بيمماع‬ ‫‪4‬‬

‫السابري‪ ،‬ثقممة ثبممت‪ ،‬ت سممنة ‪ 120‬همم التقريممب ‪،579 /‬‬


‫الخلصة ‪.126 /3‬‬
‫)( مناقب عمر بن الخطاب لبن الجوزي ‪.251 /‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( المنهاج ‪.71 -6/69‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪379‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بقية الفضائل‪:‬‬
‫سبق كثير من فضممائله فممي ذكمر فضممائل أبممي‬
‫بكر رضي اللمه عنهمما وذلمك فيممما يشممتركان فيممه‬
‫مثل إنفاقهما في سبيل اللممه ومشمماورة النممبي ‪‬‬
‫لهما وشجاعتهما وكون المشركين لم يسألوا عممن‬
‫أحد بعد رسول اللممه ‪ ‬غيرهممما‪ ،‬مممما يممدل علممى‬
‫معرفة الناس بأن منزلتهممما عنممد رسممول اللممه ‪‬‬
‫عظيمممة‪ ،‬وأن هممذا أمممر مشممهور‪ ،‬كممما سممبق بيممان‬
‫ذلك‪ ،‬ومن فضائل الفاروق رضي الله عنه وأرضاه‬
‫ومناقبه‪:‬‬
‫كونه أفضل هذه المة بعد أبي بكر ‪) :‬وفممي‬
‫صحيح مسلم عن ابن أبي مليكممة)‪ (1‬قممال سمممعت‬
‫عائشة وسئلت من كان رسول اللممه ‪ ‬مسممتخلفا‬
‫لو استخلف قالت أبو بكر فقيممل لهمما ثممم مممن بعممد‬
‫أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت‬
‫أبممو عبيممدة عممامر بممن الجممراح)‪ (2‬ثممم انتهممت إلممى‬

‫)( عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة و ‪ -‬بالتصغير ‪ -‬بن‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الله بممن جممدعان الممتيمي المممدني‪ ،‬أدرك ثلثيممن مممن‬


‫الصحابة‪ ،‬ثقة فقيه ت سممنة ‪ 117‬هممم‪ ،‬روى لممه الجماعممة‬
‫التقريب ‪ ،312 /‬الخلصة ‪.76 /2‬‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪380‬‬
‫الرافضة‬
‫هذا)‪.(2)((1‬‬
‫)وثبت في الصحيح عن النبي ‪ ‬أنه قممال فممي‬
‫بعض مغازيه‪» :‬إن يطع القوم أبا بكر وعمههر‬
‫يرشدوا«)‪.(3‬‬
‫وفممي روايممة فممي الصممحيح‪» :‬كيههف تههرون‬
‫القوم صنعوا حين فقدوا نبيهم وأرهقتهم‬
‫صلتهم« قلنا الله ورسوله أعلممم قممال‪» :‬أليس‬
‫فيهم أبههو بكههر وعمههر إن يطيعوهمهها فقههد‬
‫رشدوا ورشدت أمتهم وإن يعصوهما فقههد‬
‫غووا وغوت أمتهم«)‪ (4‬قالها ثلثا()‪.(5‬‬
‫وقد سبق قول علي بن أبي طممالب ‪) :‬خيممر‬
‫هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر()‪.(6‬‬
‫وأنه قممد روى عنممه مممن طممرق كممثيرة‪ ،‬وسممبق‬
‫أيضا قوله ‪») :‬ل أوتي بأحد يفضلني علممى أبممي‬
‫بكر وعمر إل جلدته جلد المفتري«)‪.(7‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.24 ،23 /6‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه مسلم بمعناه في المساجد باب »قضمماء الصمملة‬ ‫‪4‬‬

‫الفائتة‪ ...‬إلخ« ‪ ،473 ،472 /1‬وفي المسند ‪.5/302‬‬


‫)( المنهاج ‪.6/129‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪381‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وفي السنن عن ]النبي[ ‪ ‬أنه قال‪» :‬اقتدوا‬
‫باللذين من بعدي أبي بكر وعمر«)‪.(1‬‬
‫ولهممذا كممان أحممد قممولي العلممماء وهممو إحممدى‬
‫الروايتين عممن أحمممد أن قولهممما إذا اتفقمما حجممة ل‬
‫يجوز العممدول عنهمما وهممذا أظهممر القممولين كممما أن‬
‫الظهممر أن اتفمماق الخلفمماء الربعممة أيضمما حجممة ل‬
‫يجوز خلفها لمر النبي ‪ ‬باتباع سنتهم()‪.(2‬‬
‫)وكان أبو بكر وعمممر رضممي اللممه عنهممما أكممثر‬
‫اجتماعا بالنبي ‪ ‬من علي بكثير‪.‬‬
‫كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي اللممه‬
‫)‪(3‬‬
‫عنهما قال وضع عمر ‪ ‬علممى سممريره فتكنفممه‬
‫الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفممع‬
‫فلم يرعني إل رجممل قممد أخممذ بمنكممبي مممن ورائي‬
‫ي علممى عمممر‬ ‫فالتفت إليه فإذا هو علي وترحم عل ّ‬
‫وقال ما خلفت أحدا أحب إلممى أن ألقممى اللمه عمز‬
‫وجل بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لظممن أن‬
‫يجعلك الله مع صاحبيك وذلك أني كممثيرا ممما كنممت‬
‫اسمممع النممبي ‪ ‬يقممول‪» :‬جئت أنهها وأبههو بكههر‬
‫وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمههر وخرجههت‬
‫أنا وأبو بكر وعمر« فان كنت لظن أن يجعلممك‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/138‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هكذا في البخاري ‪.4/199‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪382‬‬
‫الرافضة‬
‫الله مع صاحبيك)‪.(2)((1‬‬
‫علم عمر‪) :‬والمسمائل المتي تنمازع فيهما عممر‬
‫وعلي في الغالب يكون فيها قول عمر أرجح()‪.(3‬‬
‫وقد قال عبيدة السلماني)‪ (4‬لعلي‪) :‬رأيممك مممع‬
‫عمر في الجماعة أحب إلينا من رأيك وحممدك فممي‬
‫الفرقة)‪ .(5‬وقال ابن مسعود‪» :‬كان عمممر إذا فتممح‬
‫لنا بابا دخلناه فوجدناه سهل أتى فممي زوج وأبمموين‬
‫وامرأة وأبمموين فقممال للم ثلممث البمماقي)‪ (6‬ثممم إن‬
‫عثمان وعليا وابن مسعود وزيدا اتبعوه«‪.‬‬
‫وسعيد بن المسمميب كممان مممن أعلممم التممابعين‬
‫باتفاق المسلمين وكان عمممدة فقهممه قضممايا عمممر‬
‫وكان ابن عمر يسأله عنها‪...‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،525 ،7/524‬انظر المنهاج ‪.391 ،7/390‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/525‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( لعله عبيدة بن عمر السلماني ‪ -‬أبو عمرو تممابعي كممبير‬ ‫‪4‬‬

‫مخضرم‪ ،‬أسلم عام الفتح وبرع فممي الفقممه‪ ،‬فقيممه ثبممت‪،‬‬


‫كان شريح إذا أشكل عليه شيء يسأله‪ ،‬ت سممنة ‪72‬هممم‪،‬‬
‫على الصحيح‪ .‬السير ‪ ،44 -4/40‬التقريب ‪.379 /‬‬
‫)( السممنن الكممبرى للممبيهقي كتمماب عتممق أمهممات الولد ‪/‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،10/348‬باختلف يسير المحلى لبن حزم كتمماب العتممق‬


‫‪ ،317 /9‬بمماختلف يسممير‪ ،‬المغنممي كتمماب عتممق أمهممات‬
‫الولد ‪.531 /9‬‬
‫)( فضائل الصحابة للمممام أحمممد ‪ ،1/267‬م ‪ ،268‬بلفممظ‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫قا«‪.‬‬‫»إذا سلك طري ً‬


‫‪383‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫واعلم أن أهل الكوفة وأصممحاب ابممن مسممعود‬
‫كعلقممممة والسمممود)‪ (1‬وشمممريح)‪ (2‬والحمممارث بمممن‬
‫قيممس)‪ (3‬وعبيممدة السمملماني ومسممروق وزر بممن‬
‫حبيش وأبي)‪ (4‬وائل وغيرهم هؤلء كانوا يفضمملون‬
‫علممم عمممر وعلممم ابممن مسممعود علممى علممم علممي‬
‫ويقصدون فممي الغممالب قممول عمممر وابممن مسممعود‬
‫دون قول علي()‪.(5‬‬
‫وقد سبق في خصائصه رؤيا النبي ‪ ‬أنه ُأتممي‬
‫بلبن فشرب منه ثم أعطى فضله عمر وأول ذلممك‬
‫بالعلم)‪ ،(6‬ومع ذلك فهممو مممن أخطممب النمماس بعممد‬

‫)( السود بن يزيد بممن قيممس المممام القممدوة‪ ،‬أبممو عمممرو‬ ‫‪1‬‬

‫النخعي الكوفي مخضرم‪ ،‬ت سنة ‪75‬هممم‪ ،‬علممى الراجممح‪،‬‬


‫السير ‪ ،53 -4/50‬التقريب ‪.111 /‬‬
‫)( شريح بن الحارث بن قيس الكنمدي أبممو أميمة‪ ،‬قاضممي‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفممة‪ ،‬فقيممه أسمملم فممي حيمماة النممبي ‪ ،‬وليسممت لممه‬


‫صحبة‪ ،‬ت سنة ‪ 80‬همم السممير ‪ ،106 -4/100‬التقريممب‪/‬‬
‫‪.265‬‬
‫)( الحارث بن قيممس الجعفممي‪ ،‬الكمموفي‪ ،‬العابممد‪ ،‬الفقيممه‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫صحب عليا وابن مسعود وكان كبير القدر ذا عبارة وتأله‪،‬‬


‫ت في زمن معاوية‪ ،‬السير ‪ ،76 -4/75‬التقريب ‪.147 /‬‬
‫)( الحممارث بممن حسممان البكممري‪ ،‬ويقممال اسمممه حريممث‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫صحابي له وفادة‪ ،‬التقريب ‪ ،145 /‬الخلصة ‪.182 /1‬‬


‫)( انظر المنهاج ‪.526 ،7/525‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪384‬‬
‫الرافضة‬
‫أبي بكر رضي الله عنهما)‪.(1‬‬
‫جه ‪ -‬فراسته‪:‬‬
‫)وثبممت عممن طممارق بممن شممهاب قممال إن كممان‬
‫الرجممل ليحممدث عمممر بالحممديث فيكممذب الكذبممة‬
‫فيقممول احبممس هممذه ثممم يحممدثه الحممديث فيقممول‬
‫احبس هذه فيقول كممل ممما حممدثتك بممه حممق إل ممما‬
‫أمرتني أن أحبسه)‪.(2‬‬
‫وروى ابن وهب عممن يحيممى بممن أيمموب)‪ (3‬عممن‬
‫ابن عجلن)‪ (4‬عن نافع عن ابن عمر ]أن عمر بممن‬
‫الخطمماب بعممث جيشمما وأمممر عليهممم رجل يممدعى‬
‫سارية)‪ (5‬قال فبينا عمر يخطب في الناس فجعممل‬

‫)( انظر المنهاج ‪.51 /8‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه السيوطي في تاريخ الخلفاء ‪ ،127/‬عن طارق‬ ‫‪2‬‬

‫بن شهاب وعزاه لبن عساكر‪.‬‬


‫)( يحيى بن أيوب أبو العبمماس الغممافقي المصممري المممام‬ ‫‪3‬‬

‫المحدث العالم الشهير‪ ،‬قممال ابممن حجممر‪» :‬صممدوق ربممما‬


‫أخطأ« ت سنة ‪ 168‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،10 -5 /8‬التقريممب ‪/‬‬
‫‪.588‬‬
‫)( محمد بن عجلن المدني القرشي مولى فاطمممة بنممت‬ ‫‪4‬‬

‫الوليد بن عتبة‪ ،‬أبو عبد الله‪ ،‬أحد العلماء العاملين‪ ،‬وثقممه‬


‫المام أحمد وابن عيينة‪ ،‬ت سنة ‪ 148‬هم‪ ،‬قال ابن حجر‪:‬‬
‫»صممدوق إل أنممه اختلطممت عليممه أحمماديث أبممي هريممرة«‪.‬‬
‫التهذيب ‪ ،342 ،341 /9‬التقريب ‪.496 /‬‬
‫)( سارية بن زنيم الكناني ذكره ابممن سممعد وأبممو موسممى‬ ‫‪5‬‬

‫ولم يذكرا لممه ممما يممدل علممى صممحبته لكنممه أدرك‪ ،‬تجريممد‬
‫‪385‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يصمميح علممى المنممبر يمما سممارية الجبممل! يمما سممارية‬
‫الجبل! قال فقدم رسول الجيش فسأله فقممال يمما‬
‫أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا فإذا بصممائح يمما‬
‫سارية الجبل! يا سممارية الجبممل! فأسممندنا ظهورنمما‬
‫إلى الجبل فهزمهم الله فقيل لعمممر بممن الخطمماب‬
‫إنك كنت تصيح بذلك على المنبر)‪.(2)((1‬‬
‫د ‪ -‬عدله‪:‬‬
‫)بعدل عمر يضرب المثممل حممتى يقممال‪ :‬سمميرة‬
‫العمرين سواء كانا عمممر بممن الخطمماب وعمممر بممن‬
‫عبممد العزيممز كممما هممو قممول أهممل العلممم والحممديث‬
‫كأحمممد وغيممره أو كانمما أبمما بكممر وعمممر كممما تقممول‬
‫طائفة من أهممل اللغممة كممأبي عبيممد)‪ (3‬وغيممره فممإن‬
‫عمر بن الخطاب داخل في ذلك على التقديرين‪.‬‬
‫ومعلوم أن شمهادة الرعيمة لراعيهمما أعظمم مممن‬

‫أسماء الصحابة ‪.1/203‬‬


‫)( مناقب عمممر بممن الخطمماب لبممن الجمموزي بمماب »ذكممر‬ ‫‪1‬‬

‫كرامات عمر« ‪ ،172/‬م ‪ ،173‬الرياض النضممرة ‪،326 /2‬‬


‫‪ ،327‬سلسلة الحاديث الصحيحة ‪.3/101‬‬
‫)( المنهاج ‪.64 ،6/63‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو القاسم بن سلم بمن عبمد اللمه ‪-‬أبمو عبيمد‪ -‬الممام‬ ‫‪3‬‬

‫الحافظ المجتهد ذو الفنون ولد سنة ‪ ،157‬هم‪ ،‬لممه كتمماب‬


‫الممموال »والغريممب« و»الغريممب المصممنف فممي علممم‬
‫اللسممان« و»المثممال« وغيرهمما ت سممنة ‪224‬هممم‪ ،‬بمكممة‬
‫السير ‪ ،509 -10/490‬التاريخ الكبير ‪.127 /7‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪386‬‬
‫الرافضة‬
‫سه ً‬ ‫ُ‬
‫طا‬ ‫و َ‬
‫ة َ‬ ‫شهادته هو لنفسه وقد قممال تعممالى‪ :‬أ ّ‬
‫م ً‬
‫سهو ُ‬
‫ل‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫وي َ ُ‬
‫كهو َ‬ ‫س َ‬ ‫داءَ َ َ‬ ‫كوُنهوا ُ‬ ‫ل ِت َ ُ‬
‫علهى الّنها ِ‬ ‫ه َ‬‫شه َ‬
‫دا ‪.((1)‬‬
‫هي ً‬‫ش ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫)ومعلممموم أن رعيمممة عممممر انتشمممرت شمممرًقا‬
‫وغرًبما‪ ...‬وممع همذا فكلهمم يصمفون عمدله وزهمده‬
‫وسياسته ويعظمونه والمة قرنا بعممد قممرن تصممف‬
‫عدله وزهده وسياسممته ول يعممرف أن أحممدا طعممن‬
‫في ذلك()‪.(2‬‬
‫)ويكفي النسان أن الخوارج الممذين هممم أشممد‬
‫النمماس تعنتمما راضممون عممن أبممي بكممر وعمممر فممي‬
‫سيرتهما وكذلك الشيعة الولى أصحاب علي كممان‬
‫يقدمون عليه أبمما بكممر وعمممر وروى ابممن بطممة ممما‬
‫ذكره الحسن بن عرفة)‪ (3‬حدثني كثير بممن مممروان‬

‫)( البقرة‪.143 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.17 -16 /6‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هممو الحسممن بممن عرفممة بممن يزيممد أبممو علممي العبممدلي‬ ‫‪3‬‬

‫البغدادي المام المحدث الثقة ولد سممنة ‪ 150‬هممم‪ ،‬وكممان‬


‫رحمه الله صاحب سنة واتبمماع‪ ،‬ت سممنة ‪257‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،551 5470 /11‬طبقات الحنابلة ‪.141 ،140 /1‬‬
‫‪387‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفلسطيني)‪ (1‬عن أنس بن سممفيان)‪ (2‬عممن غممالب‬
‫بن عبد الله العقيلي)‪ (3‬قال لما طعممن عمممر دخممل‬
‫عليه رجال منهم ابن عبمماس وعمممر يجممود بنفسممه‬
‫وهو يبكي فقال له ابن عبمماس ممما يبكيممك يمما أميممر‬
‫المؤمنين فقال له عمر أما واللممه ممما أبكممي جزعمما‬
‫علممى الممدنيا ول شمموقا إليهمما ولكممن أخمماف هممول‬
‫المطلع قال فقال له ابن عبمماس فل تبممك يمما أميممر‬
‫المؤمنين فوالله لقد أسلمت فكان إسمملمك فتحمما‬
‫ولقد ُأمرت فكانت إمارتك فتحا ولقد ملت الرض‬
‫عدل وما من رجلين من المسلمين يكون بينهما ما‬
‫يكممون بيممن المسمملمين فتممذكر عنممدهما إل رضمميا‬
‫بقولك وقنعا به قممال فقممال عمممر أجلسمموني فلممما‬
‫جلس قال عمر أعد على كلمك يا ابن عباس قال‬
‫)( كثير بن مروان أبو محمد الفهري المقدسممي‪ ،‬ضممعفوه‬ ‫‪1‬‬

‫يممروى عنممه الحسممن بممن عرفممة وغيممره‪ ،‬قممال يحيممى‬


‫والممدارقطني‪ :‬ضممعيف‪ ،‬وقممال يحيممى مممرة كممذاب‪ ،‬قممال‬
‫الفسوي‪ :‬ليس حممديثه بشمميء‪ ،‬ميممزان العتممداد ‪،3/409‬‬
‫‪ ،410‬لسممان الميممزان ‪ ،484 -4/483‬الجممرح والتعممديل‬
‫‪.7/157‬‬
‫)( لم أجده فيما بين يدي من المراجع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( لعله غالب بن عبيد الله العقيلي سمممع منممه يعلممى بممن‬ ‫‪3‬‬

‫عبيد ومحمد بن يوسف‪ ،‬منكممر الحممديث‪ ،‬انظممر الضممعفاء‬


‫والممممتروكين للنسمممائي ‪ ،195 /‬كتممماب التاريمممخ الكمممبير‬
‫‪ ،7/101‬المجروحين لبن حبان ‪ ،2/201‬لسممان الميممزان‬
‫‪.415 ،4/414‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪388‬‬
‫الرافضة‬
‫نعم فأعاده فقال عمر أتشممهد لمي بهممذا عنمد اللمه‬
‫يمموم القيامممة يمما ابممن عبمماس قممال نعممم يمما أميممر‬
‫المؤمنين أنا أشهد لك بهممذا عنممد اللممه وهممذا علممي‬
‫يشهد لك وعلي بن أبي طالب جالس فقممال علممي‬
‫بن أبي طالب نعم يا أمير المؤمنين)‪.(2)((1‬‬
‫هه‪ -‬خوفه ‪:‬‬
‫وأممما خمموف عمممر ففممي صممحيح البخمماري عممن‬
‫المسور بن مخرمة)‪ (3‬قال‪) :‬لما طعممن عمممر جعممل‬
‫يألم فقال ابن عباس وكأنه يجزعه أي يزيل جزعممه‬
‫يا أمير المؤمنين ولئن كان ذلك لقد صحبت رسمول‬
‫الله ‪ ‬فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض‬
‫ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهممو‬
‫عنك راض ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهم‬
‫ولئن فارقتهم تفارقنهم وهممم عنممك راضممون فقممال‪:‬‬
‫أما ما ذكرت مممن صممحبة رسممول اللممه ‪ ‬ورضمماه؛‬
‫ن اللممممممممممه‬
‫ممممممممممم َ‬
‫ن ِ‬
‫ممممممممممم ّ‬
‫فإنممممممممممما ذاك َ‬

‫)( رواه المام أحمد في فضائل الصحابة ‪،248 ،1/247‬‬ ‫‪1‬‬

‫روى عن ابن مسعود‪ ،‬مناقب عمر لبن الجمموزي ‪،225 /‬‬


‫الحسان بترتيب صحيح ابن حبان ‪.27 -9/25‬‬
‫)( المنهاج ‪.52 -6/51‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المسور بن مخرمة بن نوفل المممام الجليممل أبممو عبممد‬ ‫‪3‬‬

‫الرحمن القرشي الزهري‪ ،‬له صحبة ورواية‪ ،‬وكممان ممممن‬


‫يلزم عمر ويحفظ عنه‪ ،‬ولممد بمكممة بعممد الهجممرة بسممنتين‬
‫وبها توفي سنة ‪64‬هم‪ ،‬السممير ‪ ،394 -390 /3‬الخلصممة‬
‫‪ ،3/30‬التقريب ‪.532 /‬‬
‫‪389‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممن‬
‫ي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكممر ورضمماه‬ ‫َ به عل ّ‬
‫ن من الله من به علي وأما ما ترى من‬ ‫فإنما ذاك م ّ‬
‫جزعي فهو من أجلك وأجمل أصمحابك واللمه لمو أن‬
‫لي طلع الرض ذهبا لفتمديت بمه ممن عمذاب اللمه‬
‫قبممل أن أراه)‪) .(2)((1‬وقممد ثبممت فممي الصممحيح أن‬
‫النبي ‪ ‬قال‪» :‬خيار أئمتكم الههذين تحبههونهم‬
‫ويحبونكم وتصلون عليهم ويصههلون عليكههم‬
‫وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم‬
‫وتلعنونهم ويلعنونكم«)‪ (3‬اهممم‪ ،‬م )‪ (1855‬ولممم‬
‫يقتل عمر ‪ ‬رجل من المسلمين لرضا المسلمين‬
‫عنه وإنما قتله كافر فارسي مجوسممى)‪ .(4‬وخشمميته‬
‫من الله لكمال علمه فإن الله تعالى يقول‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫مها‬
‫ماءُ‪ (5)‬وقد كان النممبي‬ ‫عل َ َ‬
‫ه ال ْ ُ‬
‫عَباِد ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬‫شى الل ّ َ‬‫خ َ‬
‫يَ ْ‬
‫‪ ‬يصممملي ولصمممدره أزيمممز كمممأزيز المرجمممل ممممن‬

‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫»مناقب عمر« ‪.4/201‬‬


‫)( المنهاج ‪.10 -6/9‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه مسلم في المارة باب »خيار الئمة وشراراهم«‬ ‫‪3‬‬

‫‪.1482 -3/1481‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/13‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( فاطر‪.28 /‬‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪390‬‬
‫الرافضة‬
‫البكاء)‪.(2)((1‬‬
‫)وفي صحيح مسلم أنه قال لما قتممل عثمممان‬
‫بن مظعون)‪ (3‬قال‪ :‬ما أدري والله وأنا رسول الله‬
‫ما يفعل بي ول بكم)‪.(5)((4‬‬
‫و ‪ -‬كونه مستجاب الدعوة‪:‬‬
‫)وقد كان عمر دعا بممدعوات أجيممب فيهمما مممن‬
‫ذلك أنه لما نازعه بلل وطائفة معه فممي القسمممة‬
‫قسمة الرض فقال )اللهم اكفني بلل وذويه( فممما‬

‫)( رواه أبو داود في الصمملة بمماب »البكمماء فممي الصمملة«‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1/557‬نحوه‪ ،‬والنسائي فممي السممهو بمماب »البكمماء فممي‬


‫الصلة« ‪ ،3/13‬والمام أحمد في المسند ‪.26 ،25 /4‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/13‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو عثمان بن مظعون بن حممبيب بممن وهممب الجمحممي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫أبو السائب‪ ،‬أحد السابقين من سادات المهاجرين‪ ،‬ومممن‬


‫أولياء الله المتقيممن‪ ،‬وكممان أول مممن دفممن بممالبقيع ‪ ‬ت‬
‫سنة ‪3‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،160 -153‬تجريممد أسممماء الصممحابة‬
‫‪.1/375‬‬
‫)( رواه البخاري في الجنائز‪ ،‬باب »الدخول علممى الميممت‬ ‫‪4‬‬

‫بعد الموت« ‪ ،2/71‬ومناقب النصار‪ ،‬باب »مقممدم النممبي‬


‫‪ ...‬إلممخ« ‪ ،4/265‬وتعممبير الرؤيمما‪ ،‬بمماب رؤيمما النسمماء‬
‫‪ ،8/73‬وبمماب »العيممن الجاريممة فمي النمموم« ‪ ،8/77‬وفممي‬
‫كتاب الشهادات في باب القرعة فممي المشمملت ‪،3/164‬‬
‫ولم أجده في مسلم‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/14‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪391‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫حال الحول ومنهم عين تطرف)‪.(1‬‬
‫وقال‪) :‬اللهم قد كبرت سني وانتشرت رعيتي‬
‫فاقبضني إليك غير مفتون ول مضيع()‪ (2‬فمات من‬
‫عامه()‪.(3‬‬
‫)وهممذا بمماب طويممل قممد صممنف النمماس فيممه‬
‫مجلدات في مناقب عمر مثل كتاب أبي الفرج بن‬
‫الجوزي)‪ (4‬وعمر بن شبه)‪ (5‬وغيرهما غير ما ذكره‬
‫المام أحمد بن حنبل وغيره من أئمممة العلممم مثممل‬
‫)( فممي فضممائل الصممحابة للمممام أحمممد ‪ ،1/289‬وقممال‬ ‫‪1‬‬

‫المحقق‪ :‬ضعيف لنقطاعه‪.‬‬


‫)( تاريخ الخلفاء ‪ ،133 /‬حلية الولياء ‪ ،1/54‬مناقب عمر‬ ‫‪2‬‬

‫لبممن الجمموزي ‪ ،210 /‬فضممائل الصممحابة ‪،290 -1/289‬‬


‫وقال المحقق‪ :‬إسناده ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.157 ،156 /8‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( هممو الشمميخ المممام العلمممة الحممافظ المفسممر جمممال‬ ‫‪4‬‬

‫الدين‪ ،‬أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي‬


‫»المعممروف بممابن الجمموزي« البغممدادي الحنبلممي الممواعظ‬
‫صاحب التصانيف ولد سمنة ‪509‬همم صمنف فمي التفسممير‬
‫المغنممي وهممو كممبير ثممم اختصممره فممي زاد المسممير‪ ،‬ولممه‬
‫مناقب أبي بكر مجلد و مناقب عمر مجلد‪ ،‬وهو مطبمموع‪،‬‬
‫و »مناقب علممي« مجلممد وغيرهمما كممثير ت سممنة ‪597‬هممم‪،‬‬
‫السير ‪ ،384 -365 /21‬غاية النهاية ‪.375 /1‬‬
‫)( عمممر بممن شممبه بممن عبممدة بممن زيممد العلمممة الخبمماري‬ ‫‪5‬‬

‫الحافظ الحجة صاحب التصممانيف النميممري البصممري ولممد‬


‫سممنة ‪173‬هممم‪ ،‬لممه كتمماب »أخبممار المدينممة« و»المممراء«‪،‬‬
‫و»التاريخ« وغيرها‪ ،‬ت سنة ‪262‬هممم‪ ،‬السممير ‪-369 /12‬‬
‫‪ ،372‬التقريب ‪.413 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪392‬‬
‫الرافضة‬
‫ممما صممنفه خيثمممة بممن سممليمان)‪ (1‬فممي "فضممائل‬
‫الصحابة" والدارقطني)‪ (2‬والبيهقي)‪ (3‬وغيرهم()‪.(4‬‬
‫ز‪ -‬كونه وقافا عنههد كتههاب اللههه ويقبههل‬
‫من الصغير والكبير‪:‬‬
‫)وكان من هممو دون علممي يراجممع عمممر ويحتممج‬
‫عليه بالكتاب والسنة فيرجع عمر إلممى قمموله فممإن‬
‫عمر كان وقافا عند كتاب الله تعالى‪.‬‬
‫روى البخاري عن ابن عباس قممال قممدم عيينممة‬

‫)( المممام الثقممة محممدث الشممام أبممو الحسممن خيثمممة بممن‬ ‫‪1‬‬

‫سممليمان بممن حيممدرة بممن سممليمان القرشممي‪ ،‬مصممنف‬


‫»فضائل الصحابة« قممال الخطيممب‪ :‬ثقممة ثقممة‪ ،‬ولممد سممنة‬
‫‪ 250‬هممم‪ ،‬ت سممنة ‪ 343‬هممم‪ ،‬السممير ‪،416 -412 /15‬‬
‫تذكرة الحفاظ ‪.3/858‬‬
‫)( المام الحافظ المجود شيخ السلم علم الجهابذة أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫الحسممن علممي بممن عمممر بممن أحمممد الممدارقطني المقممرئ‬


‫المحممدث ولممد سممنة ‪306‬هممم‪ ،‬وت سممنة ‪385‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،416 ،16/415‬غاية النهاية ‪.559 -558 /1‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/71‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪393‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بن حصن)‪ (1‬على ابن أخيه الحر بن قيس)‪ (2‬وكان‬
‫من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القمراء أصمحاب‬
‫مجالس عمر كهول كانوا أو شبانا فقال عيينة لبن‬
‫أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا المير فاسممتأذن‬
‫لي عليه فقال سأستأذن لك عليه قال ابن عبمماس‬
‫فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فلما دخل عليه‬
‫قال هيه يا ابن الخطاب فوالله ممما تعطينمما الجممزل‬
‫ول تحكم بيننا بالعممدل فغضمب عمممر حممتى همم أن‬
‫يوقع به فقال له الحر يمما أميممر المممؤمنين إن اللممه‬
‫فو ْ‬
‫ف‬
‫عْر ِ‬ ‫مْر ب ِههال ْ ُ‬
‫وأ ُ‬ ‫ذ ال ْ َ‬
‫ع ْ َ َ‬ ‫تعالى قال لنبيه ‪ُ : ‬‬
‫خ ِ‬
‫ن‪ (3)‬وإن هذا من الجمماهلين‬ ‫هِلي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫ع ِ‬
‫ض َ‬
‫ر ْ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫)‪(4‬‬
‫فوالله ما جاوزها عمممر حيممن تلهمما عليممه وكممان‬
‫)( عيينممة بممن حصممن بممن حذيفممة بممن بممدر‪ ،‬الفممزاري مممن‬ ‫‪1‬‬

‫المؤلفة‪ ،‬شهد حنينا والطائف وكان أحمقمما مطاعمما‪ ،‬وقممد‬


‫ارتد وآمن بطليحة ثم أسر فمن عليه الصديق ثم لم يزل‬
‫مظهرا للسلم‪ ،‬واسم حذيفممة ولقبممه عيينممة لشممتر عينممه‬
‫عاش إلممى خلفممة عثمممان ‪ ،‬السممتيعاب ‪،100 -9/79‬‬
‫تجريد أسماء الصحابة ‪ ،1/432‬الصابة ‪.197 -7/195‬‬
‫)( الحر بن قيس بن حصن بن حذيفممة بممن بممدر الفممزاري‬ ‫‪2‬‬

‫ابن أخي عيينة‪ ،‬وكان من النفممر المذين يمدنيهم عممر ‪،‬‬


‫السمممتيعاب ‪ ،3/130‬تجريمممد أسمممماء الصمممحابة ‪،1/125‬‬
‫الصابة ‪.234 -233 /2‬‬
‫)( العراف ‪.199 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاري في تفسير القرآن سممورة العممراف‪/5 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،197‬والعتصام بالكتاب والسممنة بمماب »القتممداء بسممنن‬


‫رسول الله ‪.» 8/ 141‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪394‬‬
‫الرافضة‬
‫عمر وقافا عند كتاب الله تعالى()‪.(1‬‬
‫)وعمممر إمممام عممادل فكممان قمد رأى أن الممزائد‬
‫على المهر الشرعي يكون هكممذا فعارضممته امممرأة‬
‫وقالت لم تمنعنا شيئا أعطانا الله إيمماه فممي كتممابه‬
‫فقال وأين في كتاب الله فقالت في قوله تعممالى‪:‬‬
‫ه‬
‫مْنهه ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫فل ت َأ ْ ُ‬
‫خهه ُ‬ ‫قن ْ َ‬
‫طههاًرا َ‬ ‫ن ِ‬
‫ه ّ‬
‫دا ُ‬
‫حهه َ‬
‫م إِ ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وآت َي ُْتهه ْ‬
‫َ‬
‫)‪(2‬‬
‫شي ًْئا‪ ‬وروي أنها قالت لممه أمنممك نسمممع أم مممن‬ ‫َ‬
‫كتاب الله تعالى قال بممل مممن كتمماب اللممه فقممرأت‬
‫عليه الية فقال رجل أخطأ وامرأة أصابت)‪.(4)((3‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪.36 ،35 /6‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النساء‪.20 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه المام أحمد في المسند ‪ ،277 -276 /1‬تحقيق‬ ‫‪3‬‬

‫أحمممد شمماكر‪ ،‬وقممال‪ :‬إسممناده صممحيح‪ ،‬وإن كممان ظمماهره‬


‫النقطمماع‪ ،277 /2 ،‬م ‪ ،278‬الحمماكم فممي المسممتدرك ‪/2‬‬
‫‪ ،177 -775‬وقممال‪» :‬فقممد تممواترت السممانيد الصممحيحة‬
‫بصحة خطبه أميممر المممؤمنين عمممر ‪ ،‬وهممذا البمماب لممي‬
‫مجموع فمي جمزء كمبير‪ ،‬ولممم يخرجماه«‪ ،‬واقمره المذهبي‬
‫وأورده ابن كثير في تفسير سورة النساء‪ ،‬انظممر‪ ،‬عمممدة‬
‫التفسير لحمد شاكر ‪،132 /3‬م ‪ ،133‬مجمع الممزوائد ‪/4‬‬
‫‪.284 ،283‬‬
‫)( المنهاج ‪.63 /8‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪395‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫خلفته‬
‫ذكر شيخ السلم الكلم على السممتخلف وأن‬
‫النبي ‪ ‬يعلم أن أبا بكر أحق بالخلفة مممن غيممره‬
‫فكان في دللتممه المممة علممى أنممه أحممق مممع علمممه‬
‫بأنهم يولونه‪ ،‬ما يغنيه عن استخلفه‪.‬‬
‫ثم قال‪) :‬وأما أبو بكر فلما علم أنه ليممس فممي‬
‫المة مثل عمر وخاف أن ل يولوه إذا لم يستخلفه‬
‫لشممدته فمموله هممو كممان ذلممك همو المصملحة للممة‬
‫فالنبي ‪ ‬علم أن الممة يولممون أبمما بكمر فاسممتغنى‬
‫بذلك عن توليته مع دللته لهم على أنه أحممق المممة‬
‫بالتولية وأبو بكر لم يكن يعلم أن المة يولون عمممر‬
‫إذا لم يستخلفه أبو بكر فكان ما فعله النبي ‪ ‬هممو‬
‫اللئق به لفضل علمه وممما فعلممه صممديق المممة هممو‬
‫اللئق به إذ لم يعلم ما علمه النبي ‪.(1)(‬‬
‫ثممم ذكممر ممما حصممل مممن بعممض الصممحابة فممي‬
‫مراجعتهم لبي بكمر لما ولي عمر لشممدته فقممال‪:‬‬
‫)ولهذا لما استخلفه أبممو بكممر كممره خلفتممه طائفممة‬
‫حتى قال طلحة ماذا تقممول لربممك إذا وليممت علينمما‬
‫فظا غليظمما؟ فقممال أبممالله تخمموفني؟ أقممول وليممت‬

‫)( المنهاج ‪.7/350‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪396‬‬
‫الرافضة‬
‫عليهم خير أهلك)‪.(2)((1‬‬
‫وهذه شهادة مممن أبممي بكممر ‪ ‬لعمممر ‪ ‬بممأنه‬
‫خيار هذه المة )ثممم جميممع النمماس بممايعوا عمممر إل‬
‫سعدا)‪ (3‬لم يتخلف عن بيعة عمر أحد ل بنو هاشم‬
‫ول غيرهم‪ ....‬وتخّلف سعد قممد عممرف سممببه فممإنه‬
‫كان يطلب أن يصير أميرا ويجعل مممن المهمماجرين‬
‫أميرا ومن النصار أميرا وما طلبه سممعد لممم يكممن‬
‫سائغا بنص رسول الله ‪ ‬وإجماع المسلمين()‪.(4‬‬
‫ح‪ -‬مشاورته للصحابة فيما يستجد مههن‬
‫أمور أو قضايا‪:‬‬
‫)كان عمر بن الخطاب يشاور الصممحابة ‪ y‬فممي‬
‫الحوادث يشاور عثمممان وعليمما وعبممد الرحمممن بممن‬
‫عوف وابن مسعود وزيد بممن ثممابت وغيرهممم حممتى‬
‫كان يشاور ابن عباس وهذا كان من كمممال فضممله‬
‫وعقله ودينه ولهذا كان من أسد الناس رأيا وكممان‬
‫يرجع تارة إلى رأي هذا وتارة إلى رأي هذا()‪.(5‬‬
‫)( الرياض النضرة ‪ ،260 /2‬عن جماعة من الصحابة لم‬ ‫‪1‬‬

‫دا منهم من رواية عائشة تاريممخ الخلفمماء ‪،120 /‬‬


‫يسم أح ً‬
‫بلفظ قيل لبي بكر‪ ،‬مناقب عمر لبن الجوزي ‪.243 /‬‬
‫)( المنهاج ‪.461 /7‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر السير ‪،276 /1‬م ‪ ،277‬وذكر عدم مبايعمة سمعد‬ ‫‪3‬‬

‫بن عبادة لبي بكر الصديق رضي الله عنهم‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.331 /8‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،88 ،6/87‬انظر المنهاج ‪.61 ،85 -8/75‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪397‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)فكممان يستشممير الصممحابة فتممارة يشممير عليممه‬
‫عثمان بما يراه صوابا وتارة يشير عليه علي وتارة‬
‫يشير عليه عبممد الرحمممن بممن عمموف وتممارة يشممير‬
‫عليه غيرهم وبهذا مدح الله المؤمنين بقوله تعالى‬
‫م‪.((1)‬‬ ‫م ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ه ْ‬
‫شوَرى ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه ْ‬
‫مُر ُ‬
‫وأ ْ‬
‫َ‬
‫)ولهذا كان رأي عمر وحكمممه وسياسممته مممن‬
‫أسد المممور فممما رؤي بعممده مثلممه قممط ول ظهممر‬
‫السلم وانتشممر وعممز كظهمموره وانتشمماره وعممزه‬
‫في زمنه وهو الذي كسممر كسممرى وقصممر قيصممر‬
‫والروم والفرس وكان أميره الكبير على الجيممش‬
‫الشامي أبا عبيدة وعلى الجيممش العراقممي سممعد‬
‫بن أبي وقاص ولم يكن لحد ‪-‬بعد أبي بكر‪ -‬مثممل‬
‫خلفائه ونوابه وعماله وجنده وأهل شوراه()‪.(2‬‬
‫)وإن كممان عمممر أعلممم منهممم وكممان كممثير مممن‬
‫)‪(3‬‬
‫القضايا يقول فيها أول ثممم يتعبممونه كممالعمريتين‬

‫)( انظر المنهاج ‪.6/93‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/58‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هممما أم وأب مممع أحممد الزوجيممن فللم ثلممث البمماقي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫وسميتا بذلك لن عمر ‪ ‬هو أول من قضى بهما‪ ،‬انظممر‬


‫ص ‪ ،185‬من هممذه الرسممالة‪ ،‬والممرائد للخطممراوي ‪،16 /‬‬
‫‪ ،17‬كتاب الفرائض لعبد الصمد الكاتب ‪.44 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪398‬‬
‫الرافضة‬
‫والعول)‪ (1‬وغيرهما‪.(2)(...‬‬
‫)وقد أفرد العلماء مناقب عمر فممإنه ل يعممرف‬
‫في سير الناس كسيرته()‪.(3‬‬
‫وقد سبق قول عائشة رضي الله عنهمما‪) :‬كممان‬
‫عمر أحوذيا نسيج وحده قممد أعممد للمممور أقرانهمما‪،‬‬
‫وكانت تقول زينوا مجالسكم بذكر عمر()‪.(4‬‬
‫)وقال ابمن مسمعود أفمرس النماس ثلثمة ابنمة‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫جْرهُ إ ِ ّ‬
‫سههت َأ ِ‬
‫تا ْ‬ ‫صاحب مدين إذ قممالت‪َ :‬يا أَبهه ِ‬
‫ن‪ (5)‬وخديجممة‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫مي ه ُ‬‫ي ال ِ‬ ‫و ّ‬‫قه ِ‬ ‫جْر َ‬
‫ست َأ َ‬
‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫خي َْر َ‬
‫َ‬
‫في النبي ‪ ‬وأبو بكر حين استخلف عمر)‪.(7)((6‬‬
‫)وقال أيضمما إذا ذكممر الصممالحون فحيهل بعمممر‬

‫)( هممو زيممادة فممي السممهام ونقممص فممي النصممباء‪ ،‬انظممر‬ ‫‪1‬‬

‫تفصمميل المسممألة فممي كتمماب الفممرائض للكتمماب ‪،112 /‬‬


‫الرائد للخطراوي ‪ /‬صم ‪.46‬‬
‫)( المنهاج ‪.58 /8‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.61 /8‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.54 /6‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( القصص‪.26 /‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( مناقب عمر لبن الجوزي ‪.249 /‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( المسممتدرك ‪ ،90 /3‬بلفممظ آخممر لممم يممذكر »خديجممة«‬ ‫‪7‬‬

‫وذكممر بممدل منهمما العزيممز‪ ،‬وقمموله فممي يوسممف‪ ،‬ثممم قممال‪:‬‬


‫فرضي الله عن ابن مسعود لقد أحسن في الجمع بينهممم‬
‫بهذا السناد صحيح وصححه الذهبي في التلخيص‪.‬‬
‫‪399‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كان إسلمه نصرا وإمارته فتحا)‪.(2)((1‬‬
‫)وقال أبو عثمان النهممدي)‪] :(3‬إنممما كممان عمممر‬
‫ميزانا ل يقول كذا[)‪.(4‬‬
‫ول يقول كذا وهممذه الثممار وأضممعافها مممذكورة‬
‫بالسانيد الثابتة في الكتب المصنفة في هذا الباب‬
‫ليست مممن أحمماديث الكممذابين والكتممب الموجممودة‬
‫فيها هذه الثار المذكورة بالسانيد الثابتممة)‪(5‬كممثيرة‬

‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪ ،268 ،263 /1‬وغيرها‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصنف عبد الممرزاق ‪ ،231 /11‬مصممنف ابممن أبممي شمميبة‬


‫‪ ،23 /22‬م ‪ ،26‬السممنة للخلل ‪ ،314 /2‬مجمممع الممزوائد‬
‫‪.78 /77 ،9/67‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/58‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المام الحجة شيخ الوقت عبد الرحمن بن مممل‪ ،‬وقيممل‬ ‫‪3‬‬

‫ابن ملي بن عمرو بن عدي البصممري مخضممرم معمممر ت‬


‫سنة ‪ 100‬هممم‪ ،‬قممال أبممو حمماتم‪ :‬كممان ثقممة‪ ،‬وكممان عريممف‬
‫قومه‪ ،‬السير ‪ ،178 -4/185‬الجرح والتعممديل ‪-283 /5‬‬
‫‪.284‬‬
‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪.259 ،81 /1‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( منها‪ (1) :‬فضائل الصحابة للمممام أحمممد‪ (2) .‬فضممائل‬ ‫‪5‬‬

‫الصحابة للمام خيثمة بن سليمان‪ (3) .‬مناقب عمر لبن‬


‫أبي شيبة )‪ (4‬مناقب عمممر لبممن الجمموزي )‪ (5‬المصممنف‬
‫في الحاديث والثار لبن أبي شمميبة‪ (6) .‬المصممنف لعبممد‬
‫المممرزاق الصمممنعاني‪ (7) .‬سمممنن المممبيهقي‪ (8) .‬الريممماض‬
‫النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري‪ (9) .‬السممنة‬
‫لعبممد اللممه بممن المممام أحمممد‪ (10) .‬المسممتدرك للحمماكم‪.‬‬
‫وغيرها كثير‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪400‬‬
‫الرافضة‬
‫جدا()‪.(6‬‬

‫* * *‬

‫)( المنهاج ‪.59 /6‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪401‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫بعض مطاعن الرافضة على عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ‬وتفنيدها‬
‫أول‪) :‬قهههال الرافضهههي‪ :‬وروى أصممممحاب‬
‫الصحاح الستة من مسممند ابممن عبمماس أن رسممول‬
‫الله ‪ ‬قممال فممي مممرض مممرض ممموته‪» :‬ائتوني‬
‫بدواة وبياض أكتب لكم كتابا ل تضلون بههه‬
‫من بعدي« فقال عمر إن الرجممل ليهجممر حسممبنا‬
‫كتمماب اللممه فكممثر اللغممط فقممال رسممول اللممه ‪:‬‬
‫»اخرجوا عني ل ينبغي التنازع لدي« فقممال‬
‫ابن عباس الرزية كل الرزيممة ممما حممال بيننمما وبيممن‬
‫كتاب رسول الله ‪ ((1)...‬إلخ)‪.(2‬‬
‫قال شمميخ السمملم‪) :‬والجممواب‪ :‬أن يقممال أممما‬
‫عمر فقد ثبت من علمه وفضله مممالم يثبممت لحممد‬
‫غير أبي بكر‪.‬‬
‫ففي صحيح مسلم عن عائشممة عممن النممبي ‪‬‬
‫أنه كان يقممول‪» :‬قد كههان فههي المههم قبلكههم‬
‫محدثون فإن يكن فههي أمههتي أحههد فعمههر«‬
‫قال ابن وهب تفسير محدثون ملهمون)‪.(4)((3‬‬
‫رواه البخاري في العلم باب كتابة العلم ‪.37 -1/36‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪.6/19‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.6/20‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪402‬‬
‫الرافضة‬
‫وهذا قد سبق كما سممبق غيممره مممن الحمماديث‬
‫الدالة على علم عمر ودينممه وموافقمة عممر لربمه‪:‬‬
‫)وأما قصة الكتاب الذي كان رسول اللممه ‪ ‬يريممد‬
‫أن يكتبه فقد جاء مبينمما كممما فممي الصممحيحين عممن‬
‫عائشة رضي الله عنها قالت قال رسممول اللممه ‪‬‬
‫فممي مرضممه »ادعى لههي أبههاك وأخههاك حههتى‬
‫أكتب كتابا فههإني أخههاف أن يتمنههى متمههن‬
‫ويقهههول قهههائل أنههها أولهههى ويهههأبي اللهههه‬
‫والمؤمنون إل أبا بكر«)‪.(1‬‬
‫وفي صحيح البخاري عممن القاسممم بممن محمممد‬
‫قال‪ :‬قالت عائشة وارأساه فقال رسول اللممه ‪:‬‬
‫»لو كان وأنا حي فاستغفر لك وأدعو لك«‬
‫قالت عائشة واثكله والله إني لظنك تحب ممموتي‬
‫فلو كان ذلمك لظللمت آخممر يوممك معرسمما ببعممض‬
‫أزواجك فقال رسول الله ‪» :‬بل أنا وارأسههاه‬
‫لقد هممت أن أرسل إلى أبههي بكههر وابنههه‬
‫وأعههههد أن يقهههول القهههائلون أو يتمنهههى‬
‫المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون«)‪.(2‬‬
‫وفي صحيح مسلم عممن ابممن أبممي مليكممة قممال‬
‫)( رواه مسلم في فضائل الصحابة باب )من فضائل أبي‬ ‫‪1‬‬

‫بكر الصديق( ‪ ،4/1857‬ونحوه في المسند ‪.6/47‬‬


‫)( رواه البخاري فممي الحكممام بمماب السممتخلف ‪-8/125‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.126‬‬
‫‪403‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫سمعت عائشة وسئلت مممن كممان رسممول اللممه ‪‬‬
‫مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيممل لهمما ثممم‬
‫من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لهمما ثممم مممن بعممد‬
‫عمر قالت أبو عبيدة عامر بممن الجممراح ثممم انتهممت‬
‫إلى هذا‪.‬‬
‫وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قممول النممبي ‪‬‬
‫مممن شممدة المممرض أو كممان مممن أقممواله المعروفممة‬
‫والمممرض جممائز علممى النبيمماء ولهممذا قممال "ممماله؟‬
‫أهجممر")‪ (1‬فشممك فممي ذلممك ولممم يجممزم بممأنه هجممر‬
‫والشك جائز على عمر فإنه ل معصوم إل النممبي ‪‬‬
‫ل سيما وقد شك بشبهة فإن النبي ‪ ‬كان مريضمما‬
‫فلم يدر أكلمه كان من وهممج المممرض كممما يعممرض‬
‫للمريض أو كان ممن كلممه المعممروف المذي يجمب‬
‫قبوله‪ ...‬والنبي ‪ ‬قد عزم على أن يكتب الكتمماب‬
‫الذي ذكره لعائشممة فلممما رأى أن الشممك قممد وقممع‬
‫علم أن الكتاب ل يرفع الشك فلم يبق فيممه فممائدة‬
‫وعلم أن اللممه يجمعهممم علممى ممما عممزم عليممه كممما‬
‫قال‪» :‬ويأبى الله والمؤمنون إل أبا بكر«‪.‬‬
‫وقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال‬

‫)( رواه البخاري في الجزية باب إخراج اليهود من جزيرة‬ ‫‪1‬‬

‫العرب ‪ ،4/65‬م ‪ ،66‬مسلم في الوصية باب ترك الوصممية‬


‫لمن ليس له شيء ‪ 1259 -3/1257‬وغيرها‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪404‬‬
‫الرافضة‬
‫بين رسول الله ‪ ‬وبين أن يكتب الكتاب يقتضممي‬
‫أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية)‪ (1‬في حق مممن‬
‫شك في خلفة الصديق أو اشتبه عليه المممر فممإنه‬
‫لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك فأما مممن علممم‬
‫أن خلفته حق فل رزية في حقه ولله الحمد()‪.(2‬‬
‫)ثم إن النبي ‪ ‬تممرك كتابممة الكتمماب باختيمماره‬
‫فلم يكن فممي ذلممك نممزاع ولممو اسممتمر علممى إرادة‬
‫الكتاب ما قدر أحد أن يمنعه‪.‬‬
‫ومثل هذا النزاع قد كان يقع في صحته ما هممو‬
‫أعظم منه والذي وقع بين أهل قباء وغيرهممم كممان‬
‫ن‬ ‫أعظممم مممن هممذا بكممثير حممتى أنممزل فيممه‪َ  :‬‬
‫وإ ِ ْ‬
‫قت َت َُلههوا َ َ‬
‫حوا‬‫صههل ِ ُ‬
‫فأ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مهه ْ‬ ‫مهه َ‬
‫ن ِ‬
‫فَتهها ِ‬‫طائ ِ َ‬‫َ‬
‫ما‪ (3)‬لكن رُوي أنه كان بينهممم قتممال بالجريممد‬ ‫ه َ‬‫ب َي ْن َ ُ‬
‫والنعال)‪.(4‬‬
‫)( أي مصيبة‪ ،‬انظر المنهاج ‪.6/316‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،25 -6/23‬انظر ‪.317 -6/315‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الحجرات‪.9 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه البخاري في الصلح باب )ما جاء في الصلح بين‬ ‫‪4‬‬

‫الناس( ‪ ،3/166‬ومسلم في الجهمماد والسممير بمماب »فممي‬


‫دعاء النبي ‪ ‬إلخ« ‪ ،4/1424‬والحديث كما رواه مسمملم‬
‫‪ -‬وأخرته لنه أتم من البخاري ‪ -‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قيل للنبي ‪ :‬لو أتيت عبد الله بن أبي ؟ قال‪ :‬فممانطلق‬
‫إليه‪ ،‬وركب حمار وانطلق المسلمون‪ ،‬وهي ارض سبخة‪،‬‬
‫فلما أتاه النبي ‪ ،‬قال‪ :‬إليممك عنممي‪ ،‬فمموالله لقممد آذانممي‬
‫‪405‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ومممن جهممل الرافضممة أنهممم يزعمممون أن ذلممك‬
‫الكتاب كممان كتممابه بخلفممة علممي وهممذا ليممس فممي‬
‫القصة ممما يممدل عليممه بمموجه مممن الوجمموه ول فممي‬
‫شيء من الحديث المعروف عنممد أهممل النقممل أنممه‬
‫جعل عليا خليفة كما فممي الحمماديث الصممحيحة ممما‬
‫يدل على خلفة أبي بكر ثممم يممدعون مممع هممذا أنممه‬
‫كان قد نممص علممى خلفممة علممي نصمما جليمما قاطعمما‬
‫للعذر فإن كان قد فعل ذلك فقد أغنى عن الكتاب‬
‫وإن كان الذين سمعوا ذلك ل يطيعونه فهممم أيضمما‬
‫ل يطيعون الكتاب فأي فائدة لهم فممي الكتمماب لممو‬
‫كان كما زعموا؟()‪.(1‬‬
‫ثانًيهها‪) :‬قممال الرافضممي‪ ....:‬قممول عمممر إن‬
‫محمدا لم يمت وهذا يدل على قلة علمه()‪.(2‬‬
‫فأجاب شيخ السلم وابتدأ بذكر علم عمر‬
‫وأنه محدث ملهم‪ ،‬وقد سبق هذا‪ ،‬ثم قال‪) :‬فعمممر‬

‫نتن حمارك‪ ،‬قال‪ :‬فقال رجل من النصممار‪ :‬واللممه لحمممار‬


‫رسول الله ‪ ‬أطيب ريحا منك‪ .‬قال‪ :‬فغضب لعبممد اللممه‬
‫رجل من قومه‪ ،‬قال‪ :‬فغضب لكل واحد منهممما أصممحابه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فكان بينهم ضممرب بالجريممد وبالنعممال‪ ،‬قممال‪ :‬فبلغنمما‬
‫ن اقْت َت َل ُمموا‬
‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م مؤ ْ ِ‬ ‫مم َ‬
‫ن ِ‬
‫فت َمما ِ‬ ‫أنها نزلت فيهم‪  :‬وَِإن َ‬
‫طائ ِ َ‬
‫َ‬
‫ما ‪.‬‬
‫حوا ب َي ْن َهُ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫صل ِ ُ‬
‫)( المنهاج ‪.318 ،6/317‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/30‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪406‬‬
‫الرافضة‬
‫كان أعلم الصحابة بعد أبي بكر‪.‬‬
‫وأما كونه ظن أن النبي ‪ ‬لم يمت فهذا كممان‬
‫ساعة ثم تبين له مموته ومثمل همذا يقمع كمثيرا قمد‬
‫يشك النسان في ممموت ميممت سمماعة أو أكممثر ثممم‬
‫يتبين له موته()‪.(1‬‬
‫ثالًثا‪) :‬قول الرافضي إن عمر أنكر قتال أهل‬
‫الردة‪.‬‬
‫جوابه‪ :‬فمممن أعظممم الكممذب والفممتراء علممى‬
‫عمر بل الصحابة كانوا متفقين على قتال مسليمة‬
‫وأصممحابه ولكممن كممانت طائفممة أخممرى مقريممن‬
‫بالسلم وامتنعمموا عممن أداء الزكمماة فهممؤلء حصممل‬
‫لعمر أول شبهة في قتالهم حممتى نمماظره الصممديق‬
‫وبّين له وجوب قتالهم فرجع إليه والقصة في ذلك‬
‫مشهورة‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن أبي هريمرة أن عممر قممال‬
‫لبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قممال رسممول اللممه‬
‫‪» :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولههوا ل‬
‫إله إل الله فإذا قالوا عصموا مني دمههاءهم‬
‫وأموالهم إل بحقها وحسابهم علههى اللههه«‬
‫قال أبو بكر ألم يقممل إل بحقهمما؟ فممإن الزكمماة مممن‬
‫حقها واللممه لممو منعمموني عناقمما كممانوا يؤدونهمما إلممى‬

‫)( المنهاج ‪ ،301 /8‬وانظر ‪.324 -6/323‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪407‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫رسممول اللممه ‪ ‬لقمماتلتهم علممى منعهمما قممال عمممر‬
‫"فوالله ما هو إل أن رأيت الله قد شرح صدر أبممي‬
‫بكر للقتال فعرفت أنه الحق")‪.(1‬‬
‫وعمر احتج بما بلغممه أو سمممعه مممن النممبي ‪‬‬
‫فبين له الصديق أن قوله "بحقهمما" يتنمماول الزكمماة‬
‫فإنها حق المال()‪.(2‬‬
‫رابًعا‪) :‬قال الرافضي‪ :‬ولما وعظت فاطمة‬
‫أبا بكر في فدك كتممب لهمما كتابمما بهمما وردهمما عليهمما‬
‫فخرجت من عنده فلقيها عمر بن الخطاب فحرق‬
‫الكتمماب فممدعت عليممه بممما فعلممه أبممو لؤلممؤة)‪ (3‬بممه‬
‫وعطل حممدود اللممه فلممم يحممد المغيممرة بممن شممعبة‬
‫وكان يعطى أزواج النبي ‪ ‬من بيممت المممال أكممثر‬
‫مما ينبغي وكان يعطى عائشممة وحفصممة فممي كممل‬
‫سممنة عشممرة آلف درهممم وغيممر حكممم اللممه فممي‬
‫المنفيين وكان قليل المعرفة في الحكام‪.‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي العتصممام بالكتمماب والسممنة بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫القتداء بسنة رسول اللممه ‪ ، 8/ 140، 141‬وبمماب قممول‬


‫َ‬
‫م ‪، 8/ 162، 163‬‬ ‫م ُ‬
‫شمموَرى ب َي ْن َُهمم ْ‬ ‫همم ْ‬ ‫اللممه تعممالى‪  :‬وَأ ْ‬
‫مُر ُ‬
‫ومسلم في اليمان بمماب المممر بقتممال النمماس‪ ...‬إلممخ‪/1 ،‬‬
‫‪.52 ،51‬‬
‫)( المنهاج ‪.328 ،327 /8‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( اسمممه فيممروز مجوسممي الصممل رومممي الممدار غلم‬ ‫‪3‬‬

‫المغيممرة بممن شممعبة‪ ،‬وقممال ابممن جريممر نصممراني‪ ،‬البدايممة‬


‫والنهاية ‪ ،137 /7‬تاريخ الطبري ‪.190 /4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪408‬‬
‫الرافضة‬
‫والجواب أن هذا من الكذب الممذي ل يسممتريب‬
‫فيه عالم ولم يمذكر هممذا أحممد ممن أهممل العلممم ول‬
‫يعرف له إسناد وأبو بكر لم يكتب فدكا قممط لحممد‬
‫ل لفاطمة ول غيرها ول دعت فاطمة على عمر‪.‬‬
‫وما فعله أبو لؤلؤة كرامممة فممي حممق عمممر ‪‬‬
‫وهو أعظم)‪ (1‬مما فعله ابممن ملجممم بعلممي ‪ ‬وممما‬
‫فعله قتلة الحسين ‪ ‬به فإن أبا لؤلؤة كممافر قتممل‬
‫عمممر كممما يقتممل الكممافر المممؤمن وهممذه الشممهادة‬
‫أعظمم ممن شمهادة ممن يقتلمه مسملم فمإن قتيمل‬
‫الكافر أعظم درجة من قتيل المسلمين وقتل أبي‬
‫لؤلؤة لعمر كان بعد موت فاطمة بمدة خلفة أبي‬
‫بكر وعمر إل ستة أشهر فمن أين يعمرف أن قتلمه‬
‫كان بسبب دعاء حصل في تلك المدة‪.‬‬
‫والداعي إذا دعا على مسلم بممأن يقتلممه كممافر‬
‫كان ذلك دعاء له ل عليه كما كان النممبي ‪ ‬يممدعو‬
‫لصمممحابه بنحمممو ذلمممك كقممموله يغفمممر اللمممه لفلن‬
‫فيقولون لمو أمتعنمما بمه وكمان إذا دعما لحمد بممذلك‬
‫استشهد)‪.(2‬‬
‫)( أعظم درجة وشهادة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في المغممازي بمماب غممزوة خيممبر ‪،72 /5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،73‬والديات باب »إذا قتل نفسممه خطمأ فل ديممة لممه« ‪/8‬‬


‫‪ ،41‬ومسلم في الجهاد والسممير بمماب »غممزوة خيممبر« ‪/3‬‬
‫‪ ،1429 -1427‬وفي باب »غمزوة ذي قمرد« وغيرهمما ‪/3‬‬
‫‪.1441 -1433‬‬
‫‪409‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ولممو قممال قممائل إن عليمما ظلممم أهممل صممفين‬
‫والخوارج حتى دعوا عليه بما فعله ابن ملجممم لممم‬
‫يكن هذا أبعد عن المعقول من هذا وكذلك لو قال‬
‫إن آل سفيان بن حممرب دعمموا علممى الحسممين بممما‬
‫فعل به‪.‬‬
‫وذلك أن عمر لم يكن له غرض في فممدك لممم‬
‫يأخذها لنفسه ول لحممد مممن أقمماربه وأصممدقائه ول‬
‫كان له غرض في حرمان أهل بيممت النممبي ‪ ‬بممل‬
‫كممان يقممدمهم فممي العطمماء علممى جميممع النمماس‬
‫ويفضلهم في العطاء على جميع النمماس حممتى انممه‬
‫لممما وضممع الممديوان للعطمماء وكتممب أسممماء النمماس‬
‫قالوا نبدأ بك قال ل ابدءوا بأقارب رسول اللممه ‪‬‬
‫وضعوا عمر حيث وضعه الله)‪ (1‬فبممدأ ببنممي هاشممم‬
‫وضم إليهم بني المطلب لن النبي ‪ ‬قال‪» :‬إنما‬
‫بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحههد إنهههم‬
‫)‪(2‬‬
‫لههم يفارقونهها فههي جاهليههة ول إسههلم«‬
‫فقدم العباس وعليمما والحسممن والحسممين وفممرض‬
‫لهم أكثر مما فرض لنظرائهممم مممن سممائر القبممائل‬
‫وفضل أسممامة بممن زيممد علممى ابنممه عبممد اللممه فممي‬

‫)( طبقات ابن سعد ‪.295 /3‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أبو داود في الخراج والمارة والفيء‪ ،‬باب »فممي‬ ‫‪2‬‬

‫بيان مواضع قسممم الخمممس« ‪ ،384 -3/382‬والنسممائي‬


‫في »قسم الفيء« ‪ ،131 ،130 /7‬المسند ‪.4/81‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪410‬‬
‫الرافضة‬
‫العطاء فغضب ابنه وقال تفضل علي أسمامة قمال‬
‫فإنه كان أحب إلى رسممول اللممه منممك وكممان أبمموه‬
‫أحب إلممى رسممول اللممه مممن أبيممك)‪ ،(1‬وهممذا الممذي‬
‫ذكرناه من تقديمه بني هاشمم وتفضميله لهمم أمممر‬
‫مشهور عند جميع العلماء بالسير لممم يختلممف فيممه‬
‫اثنان فمن تكمون هممذه مراعماته لقمارب الرسمول‬
‫وعنزته أيظلم أقرب الناس إليه وسيدة نساء أهل‬
‫الجنة وهي مصابة به فممي يسممير مممن المممال وهممو‬
‫يعطى أولدها أضعاف ذلك المال ويعطى مممن هممو‬
‫أبعد عن النبي ‪ ‬منها ويعطى عليا؟!‬
‫ثم العادة الجارية بأن طلب الملممك والرياسممة‬
‫ل يتعرضون للنساء بل يكرمونهن لنهن ل يصلحن‬
‫للملممك فكيممف يجممزل العطمماء للرجممال والمممرأة‬
‫يحرمهمما مممن حقهمما ل لغممرض أصممل ل دينممي ول‬
‫؟!)‪.(2‬‬
‫دنيوي( ‍‬
‫)وأما قول الرافضي »وعطل حدود اللممه فلممم‬
‫يحد المغيرة بن شعبة«)‪.(3‬‬
‫)( الصابة ‪ ،1/45‬الستيعاب ‪ ،1/145‬طبقات ابممن سممعد‬ ‫‪1‬‬

‫‪.4/70‬‬
‫)( المنهاج ‪.34 -6/31‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المغيرة بن شعبة بن مسعود بممن معتممب الثقفممي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪3‬‬

‫محمممد‪ ،‬صممحابي مشممهور شممهد الحدييبممة‪ ،‬أسمملم زمممن‬


‫الخنممدق‪ ،‬ت سممنة ‪50‬هممم‪ ،‬الخلصممة ‪ ،50 /3‬التقريممب ‪/‬‬
‫‪ ،543‬السير ‪.32 -21 /3‬‬
‫‪411‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فممالجواب أن جممماهير العلممماء علممى ممما فعلممه‬
‫عمر في قصة المغيرة وأن البينة إذا لم تكمل حد‬
‫الشهود ومن قال بالقول الخممر لممم ينممازع فممي أن‬
‫هذه مسألة اجتهاد‪ ...‬والممذي فعلممه بممالمغيرة كممان‬
‫بحضرة الصحابة ‪ y‬وأقروه على ذلك وعلممي منهممم‬
‫والدليل على إقرار علممي لممه أنممه لممما جلممد الثلثممة‬
‫الحد)‪ (1‬أعاد أبو بكرة القذف وقال والله لقد زنممى‬
‫فهم عمر بجلده ثانيا فقال له علي إن كنت جالده‬
‫فارجم المغيرة يعنممي أن هممذا القممول إن كممان هممو‬
‫الول فقد حد عليه وإن جعلتممه بمنزلممة قممول ثممان‬
‫فقد تم النصمماب أربعممة فيجممب رجمممة فلممم يحممده‬
‫عمر وهذا دليل على رضمما علممي بحممدهم أول دون‬
‫الحد الثمماني وإل كممان أنكممر حممدهم أول كممما أنكممر‬
‫الثاني‪ ...‬وعمممر ‪ ‬مممن المتممواتر عنممه أنممه كممان ل‬
‫تأخذ في الله لومة لئم حتى أنممه أقممام علممى ابنممه‬
‫الحممد لممما شممرب بمصممر بعممد أن كممان عمممرو ابممن‬
‫العاص ضربه الحد لكن كان ضربه سرا في البيت‬
‫وكان الناس يضربون علنية فبعث عمرو إلى عمر‬
‫يزجره ويتهدده لكونه حابي ابنه ثم طلبممه فضممربه‬
‫مرة ثانية)‪ (2‬فقممال لممه عبممد الرحمممن ممما لممك هممذا‬
‫فزجر عبد الرحمن وما روى أنه ضربه بعد الممموت‬

‫)( السير ‪ ،28 -27 /3‬تاريخ الطبري ‪.72 -69 /4‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مناقب عمر لبن الجوزي ‪.243 ،24 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪412‬‬
‫الرافضة‬
‫فكذب على عمر وضرب الميت ل يجوز‪.‬‬
‫وأخبار عمر المتواترة في إقامة الحممدود وأنممه‬
‫كان ل تأخذه في الله لومة لئم أكثر من أن تممذكر‬
‫هنا‪.‬‬
‫وأي غرض كان لعمر فممي المغيممرة بممن شممعبة‬
‫وكان عمر عند المسلمين كالميزان العممادل الممذي‬
‫ل يميل إلى ذا الجانب ول ذا الجانب()‪.(1‬‬
‫سا‪) :‬وأما قمموله‪» :‬وغيممر حكممم اللممه فممي‬
‫خام ً‬
‫المنفيين«()‪.(2‬‬
‫قممال شمميخ السمملم‪) :‬إن التغييممر لحكممم اللممه‬
‫]يكون[)‪(3‬بما يناقض حكممم اللممه مثممل إسممقاط ممما‬
‫أوجبه الله وتحريم ما أحله الله والنفي في الخمممر‬
‫كان ممن بماب التعزيمر المذي يسموغ فيمه الجتهماد‬
‫وذلك أن الخمر لم يقمدر النمبي ‪ ‬حممدها ل قممدره‬
‫ول صفته بل جوز فيهمما الضممرب بالجريممد والنعممال‬
‫وأطراف الثياب وعثكول النخل والضرب فممي حممد‬
‫القذف والزنا إنما يكون بالسوط وأممما العممدد فممي‬
‫الخمر فقد ضرب الصحابة أربعين وضربوا ثمممانين‬
‫)( المنهاج ‪.37 -34 /6‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يكون هممذه الزيممادة وردت فممي ثلث نسممخ كممما ذكممره‬ ‫‪2‬‬

‫المحقق ولم يثبتها‪ ،‬وأرى أن إثباتها أولى وأصوب‪.‬‬


‫)( هو العذق قال أبو عبيد‪ :‬العثكال العممذق الممذي يسمممى‬ ‫‪3‬‬

‫الكياسة‪ ،‬وفيه لغتممان‪ :‬عثكممال وعثكممول‪ ،‬والقنممو العثكممال‬


‫أيضا‪ ،‬تهذيب اللغة ‪.306 /3‬‬
‫‪413‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقد ثبت في الصحيح عن علي ‪ ‬أنه قممال "وكممل‬
‫سنة")‪ ...(1‬وعلي ‪ ‬كان يضممرب فممي الحممد فمموق‬
‫الربعين وقممال ممما أحممد أقيممم عليممه الحممد فيممموت‬
‫فأجد في نفسي إل شممارب الخمممر فممإنه لممو مممات‬
‫لمموديته فممإن شمميء فعلنمماه برأينمما رواه الشممافعي‬
‫وغيره()‪.(2‬‬
‫سمما‪ :‬قممول الرافضممة ‪-‬عممن عمممر‪) :-‬وكممان‬ ‫ساد ً‬
‫قليل المعرفة بالحكام أمر برجم حامل فقممال لممه‬
‫علي إن كان لك عليها سبيل فل سبيل لك على ما‬
‫في بطنها فأمسك وقال لول علي لهلك عمر(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬والجواب‪ :‬أن هذه القصممة‬
‫إن كانت صحيحة فل تخلو من أن يكممون عمممر لممم‬
‫يعلم أنها حامل فأخبره علممي بحملهمما ول ريممب أن‬
‫الصمممل عمممدم العلمممم والممممام إذا لمممم يعلمممم أن‬
‫المسممتحقة للقتمل أو الرجممم حامممل فعرفمه بعمض‬
‫الناس بحالها كان همذا ممن جملمة إخبماره بمأحوال‬
‫الناس المغيبات ومممن جنممس ممما يشممهد بممه عنممده‬
‫الشهود وهذا أمر ل بد منه مع كل أحد من النبيمماء‬

‫)( رواه مسلم في الحدود باب »حد الخمر« ‪.1332 /3‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي الحممدود بمماب »الضممرب بالجريممد‬ ‫‪2‬‬

‫والنعال« ‪ ،8/14‬مسلم في الحدود باب »حد الخمر« ‪/3‬‬


‫‪ ،1332‬المسممند تحقيممق أحمممد شمماكر ‪،223 -222 /2‬‬
‫‪.224‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪414‬‬
‫الرافضة‬
‫والئمة وغيرهممم وليممس هممذا مممن الحكممام الكليممة‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫وإما أن يكون عمر قد غاب عنه كون الحامممل‬
‫ل ترجم فلما ذكره علممي ذكممر ذلمك ولهممذا أمسممك‬
‫ولو كان رأيه أن الحامل ترجم لرجمها ولممم يرجممع‬
‫إلممي رأي غيممره وقممد مضممت سممنة النممبي ‪ ‬فممي‬
‫الغامدية)‪ (1‬لما قالت إني حبلى من الزنا فقال لها‬
‫النبي ‪ ‬اذهبي حتى تضعيه)‪ (2‬ولو قدر أنممه خفممى‬
‫عليه علم هذه المسألة حتى عرفه لم يقممدح ذلممك‬
‫فيه لن عمر ساس المسلمين وأهل الذمة يعطي‬
‫الحقوق ويقيم الحممدود ويحكممم بيممن النمماس كلهممم‬
‫وفي زمنه انتشر السلم وظهممر ظهممورا لممم يكممن‬
‫قبله مثلممه وهممو دائممما يقضمي ويفممتي ولممول كممثرة‬
‫علمه لم يطق ذلك فممإذا خفيممت عليممه قضممية مممن‬
‫مائة ألف قضية ثم عرفها أو كممان نسمميها فممذكرها‬

‫)( هي التي رجمت‪ ،‬وقال لها رسول الله ‪» :‬لقد تابت‬ ‫‪1‬‬

‫توبة لو تابها صمماحب مكممس لغفممر لممه‪ ،‬ثممم صمملى عليهمما‪،‬‬


‫ودفنت « تجريد أسماء الصحابة للذهبي ‪.345 /2‬‬
‫)( رواه مسلم في الحدود باب من اعممترف علممى نفسممه‬ ‫‪2‬‬

‫بالزنا ‪ ،1324 -1323 /3‬والترمذي في الحممدود تربممص‬


‫الرجم بالحبلى حتى تضع ‪ ،24 /4‬وأبو داود فممي الحممدود‬
‫باب »المرأة التي أمر النبي ‪ ‬برجمهمما مممن جهينممة« ‪/4‬‬
‫‪،587‬م ‪ ،588‬والمسند ‪،430 -429 /4‬م ‪،535‬م ‪،437‬م ‪/5‬‬
‫‪.348‬‬
‫‪415‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فأي عيب في ذلك()‪.(3‬‬
‫سابًعا‪ :‬قول الرافضي ‪-‬عن عمممر‪) :-‬أنمه ابتممدع‬
‫التراويح مع أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬أيههها النههاس إن‬
‫الصههلة بالليههل فههي شهههر رمضههان مههن‬
‫النافلة جماعة بدعة وصلة الضههحى بدعههة‬
‫فإن قليل في سنة خير من كثير في بدعة‬
‫أل وإن كل بدعة ضللة وكل ضللة سبيلها‬
‫إلى النار« وخممرج عمممر فممي شممهر رمضممان ليل‬
‫فرأى المصابيح في المساجد فقال ما هذا؟ فقيممل‬
‫له‪ :‬إن الناس قممد اجتمعمموا لصمملة التطمموع فقممال‪:‬‬
‫بدعة ونعمت البدعة فاعترف بأنها بدعة(‪.‬‬
‫قال شيخ السلم‪) :‬فيقال ما رئي في طوائف‬
‫أهممل البممدع والضمملل أجممرأ مممن هممذه الطائفممة‬
‫الرافضة على الكذب على رسول اللممه ‪ ‬وقولهمما‬
‫عليه ما لم يقله والوقاحممة المفرطممة فممي الكممذب‬
‫وإن كان فيهم من ل يعرف أنها كذب فهممو مفممرط‬
‫في الجهل‪ ...‬والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬المطالبة فيقال ما الدليل على صممحة‬
‫هذا الحديث؟ وأيممن إسممناده؟ وفممي أي كتمماب مممن‬
‫كتمب المسملمين روي همذا؟ وممن قمال ممن أهمل‬
‫العلم بالحديث إن هذا صحيح؟‪.‬‬

‫)( المنهاج ‪.42 -41 /6‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪416‬‬
‫الرافضة‬
‫الثههاني‪ :‬أن جميممع أهممل المعرفممة بالحممديث‬
‫يعلمون علما ضروريا أن هذا من الكذب الموضوع‬
‫على رسول الله ‪ ‬وأدنى من له معرفة بالحديث‬
‫يعلم أنه كذب لم يممروه أحممد مممن المسمملمين فممي‬
‫شممئ مممن كتبممه ل كتممب الصممحيح ول السممنن ول‬
‫المساند ول المعجمممات ول الجممزاء ول يعممرف لممه‬
‫إسناد ل صحيح ول ضعيف بل هو كذب بّين‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنه قد ثبت أن النمماس كممانوا يصمملون‬
‫بالليل في رمضان على عهممد النممبي ‪ ‬وثبممت أنممه‬
‫صلى بالمسلمين جماعة ليلتين أو ثلثا‪.‬‬
‫ففي الصحيحين عن عائشمة رضممي اللمه عنهما‬
‫أن النبي ‪ ‬خممرج ليلممة مممن جمموف الليممل فصمملى‬
‫وصمملى رجممال بصمملته فأصممبح النمماس فتحممدثوا‬
‫فمماجتمع أكممثر منهممم فصمملى فصمملوا معممه فأصممبح‬
‫النمماس فتحممدثوا فكممثر أهممل المسممجد مممن الليلممة‬
‫الثالثة فخرج رسممول اللمه ‪ ‬فصملى صملته فلمما‬
‫كانت الليلة الرابعة عجز المسممجد عممن أهلممه فلممم‬
‫يخرج إليهم رسول الله ‪ ‬فطفق رجممال يقولممون‬
‫الصلة فلم يخرج إليهم حمتى خمرج لصملة الصمبح‬
‫فلما قضى الفجممر أقبممل علممى النمماس فتشممهد ثممم‬
‫قال‪» :‬أما بعد فإنه لم يخههف علههي مكههانكم‬
‫ولكن خشيت أن تفههرض عليكههم فتعجههزوا‬
‫‪417‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عنها« فتوفي رسمول اللمه ‪ ‬والممر علمى ذلمك‬
‫وذلك في رمضان()‪.....(1‬‬
‫)وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قممال كممان‬
‫غب في قيام رمضان من غير أن‬ ‫رسول الله ‪ ‬ير ّ‬
‫يأمر فيممه بعزيمممة ويقممول‪» :‬من قههام رمضههان‬
‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه«‬
‫فتوفي رسول الله ‪ ‬والمر على ذلك في خلفممة‬
‫أبي بكر وصدرا من خلفة عمر()‪.(2‬‬
‫)وخمّرج البخمماري عممن عبممد الرحمممن بممن عبممد‬
‫]القاري[)‪ (3‬قال‪ :‬خرجت مع عمر ليلة من رمضان‬

‫)( رواه البخمماري فممي الجمعممة بمماب أممما بعممد ‪،222 /1‬‬ ‫‪1‬‬

‫وصلة التراويح باب »فضل من قام رمضممان« ‪،252 /2‬‬


‫ومسلم في صلة المسافر وقصرها باب »الممترغيب فممي‬
‫قيام رمضان« ‪ ،524 /1‬وأبو داود في تفريع أبواب شهر‬
‫رمضان باب »في قيام شهر رمضان« ‪.105 -104 /2‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي التراويممح بمماب »فضممل مممن قممام‬ ‫‪2‬‬

‫رمضممان« ‪ ،251 /2‬ومسمملم فممي صمملة المسممافرين‬


‫وقصرها باب »الممترغيب فممي قيممام رمضممان«‪ ...‬إلممخ‪/1 ،‬‬
‫‪ ،523‬وأبو داود في تفريع أبواب شهر رمضان باب »في‬
‫قيام شهر رمضان« ‪ ،102-1 /2‬م ‪ ،103‬موطأ مالك فممي‬
‫الصمملة فممي رمضممان بمماب »الممترغيب فممي الصمملة فممي‬
‫رمضان« ‪.114 -113 /1‬‬
‫)( هو عبد الرحمن بن عبد )القاري( يقال له رؤية وذكره‬ ‫‪3‬‬

‫العجلي في ثقات التمابعين‪ ،‬واختلمف قمول الواقمدي فيمه‬


‫قممال تممارة‪ :‬لممه صممحبة‪ ،‬وتممارة تممابعي‪ ،‬ت سممنة ‪88‬هممم‪،‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪418‬‬
‫الرافضة‬
‫إلى المسجد فممإذا النمماس أوزاع متفرقممون يصمملي‬
‫الرجممل لنفسممه ويصمملي الرجممل فيصمملي بصمملته‬
‫الرهط فقال عمر إني لرى لو جمعت هؤلء علممى‬
‫ي‬
‫قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبمم ّ‬
‫بممن كعممب ثممم خرجممت معممه ليلممة أخممرى والنمماس‬
‫يصلون بصلة قارئهم قال عمر نعمت البدعة هذه‬
‫والتي تنامون عنها أفضل من الممتي تقومممون يريممد‬
‫بذلك آخر الليل وكان الناس يقومون أوله)‪.(1‬‬
‫وهممذا الجتممماع العممام لممما لممم يكممن قممد ُفعممل‬
‫سماه بدعة لن ما فعل ابتممداء يسمممى بدعممة فممي‬
‫اللغممة وليممس ذلممك بدعممة شممرعية فممإن البدعممة‬
‫الشرعية التي هي ضللة هي ما فعممل بغيممر دليممل‬
‫شرعي كاستحباب ما لم يحبه الله وإيجاب ممما لممم‬
‫يوجبه الله وتحريم ما لممم يحرمممه اللممه فل بممد مممع‬
‫الفعل من اعتقاد يخالف الشممريعة وإل فلممو عمممل‬
‫ممما يعتقممد تحريمممه لممم يقممل إنممه‬
‫النسان فعل محر ً‬
‫فعل بدعة‪.‬‬

‫التقريب ‪ ،345 /‬الخلصة ‪ ،143 /2‬وقال توفي سنة ‪80‬‬


‫هم‪ ،‬الثقات لبن حبان ‪.79 /5‬‬
‫)( رواه البخاري في صلة التراويح باب »فضل مممن قممام‬ ‫‪1‬‬

‫رمضممان« ‪ ،252 -251 /2‬والموطممأ فممي الصمملة فممي‬


‫رمضان باب »ما جاء في قيام رمضان« ‪.115 ،114 /1‬‬
‫‪419‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الرابع‪ :‬أن هذا لو كان قبيحا منهيا عنممه لكممان‬
‫علي أبطله لما صار أمير المممؤمنين وهممو بالكوفممة‬
‫فلما كان جاريمما فممي ذلممك مجممرى عمممر دل علممى‬
‫استحباب ذلك بل روي عن علي أنه قال نور اللممه‬
‫ور علينا مساجدنا)‪.(1‬‬
‫على عمر قبره كما ن ّ‬
‫سلمي)‪ (2‬أن علّيا دعا‬ ‫وعن أبي عبد الرحمن ال ّ‬
‫القراء في رمضان فأمر رجل منهم يصلي بالنمماس‬
‫عشرين ركعة قال‪ :‬وكان علي يوتر بهم()‪.(3‬‬
‫)وعن عرفجة الثقفي)‪ (4‬قال كممان علممي يممأمر‬
‫الناس بقيام شهر رمضممان ويجعممل للرجممال إماممما‬
‫وللنساء إماما قال عرفجة فكنت أنا إمممام النسمماء‬

‫)( تاريخ الخلفاء باب »الفاروق عممر« فصمل فمي أوليماء‬ ‫‪1‬‬

‫عمر ‪. / 137‬‬


‫)( عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السمملمي‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفي »المقمرئ« مشمهور بكنيتمه‪ ،‬ولبيمه صمحبة‪ ،‬ثقمة‬


‫ثبممت‪ ،‬وتمموفي بعممد السممبعين‪ ،‬التقريممب ‪ ،298 /‬تهممذيب‬
‫الكمال ‪ ،408 /4‬تاريخ بغداد ‪.430 /9‬‬
‫)( سممنن الممبيهقي فممي الصمملة بمماب »ممما روي فممي عممدد‬ ‫‪3‬‬

‫ركعات القيام في شهر رمضان« ‪.497 ،496 /2‬‬


‫)( عرفجة بن عبد الله الثقفي أو السلمي مقبول‪ ،‬وقممال‬ ‫‪4‬‬

‫ابن القطان‪ :‬مجهول وأشار إليه البخاري في أثممر خرجممه‬


‫تعليقا‪ ،‬قال العجلي‪ :‬كوفي تابعي ثقممة‪ ،‬التقريممب ‪،389 /‬‬
‫تهذيب التهذيب ‪ ،117 /7‬التاريممخ الكممبير ‪ ،65 /7‬تاريممخ‬
‫الثقات للعجلي ‪.331 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪420‬‬
‫الرافضة‬
‫رواهما البيهقي في سننه)‪.(2)((1‬‬
‫)وأما الضحى فليس لعمر فيها اختصاص بممل‬
‫قد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ]‪ [‬قممال‪:‬‬
‫»أوصاني خليلي ‪ ‬بصيام ثلثههة أيههام مههن‬
‫كل شهر وركعتي الضههحى وأن أوتههر قبههل‬
‫أن أنام«)‪ .....(3‬وفي صحيح مسمملم عممن أبممي ذر‬
‫سههلمى‬ ‫عن النبي ‪ ‬قال‪» :‬يصبح علههى كههل ُ‬
‫مههن أحههدكم صههدقة فكههل تسههبيحة صههدقة‬
‫وكههل تحميههدة صههدقة وكهل تهليلههة صهدقة‬
‫وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صههدقة‬
‫ونهي عن المنكر صدقة ويجههزئ مههن ذلههك‬
‫ركعتان يركعهما من الضحى«)‪.(5)((4‬‬
‫ثامًنا‪) :‬وجعل المر شورى بعممده وخممالف فيممه‬
‫من تقدمه فإنه لم يفمموض المممر فيممه إلممى اختيممار‬
‫الناس ول نممص علممى إمممام بعممده‪ ...‬وجمممع فيمممن‬

‫)( سنن البيهقي في الصلة باب »قيمام شمهر رمضمان«‬ ‫‪1‬‬

‫‪.494 /2‬‬
‫)( المنهاج ‪.308 -304 /8‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخاري في الصوم باب‪» :‬صيام أيام البيض« ‪/2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،247‬ومسمملم فممي صمملة المسممافرين بمماب »اسممتحباب‬


‫صلة الضحى« ‪.499 /1‬‬
‫)( رواه مسمملم فممي صمملة المسممافرين وقصممرها بمماب‬ ‫‪4‬‬

‫»استحباب صلة الضحى« ‪.499 ،498 /1‬‬


‫)( المنهاج ‪.312 ،311 /8‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪421‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يختار بين الفاضل والمفضول ومممن حممق الفاضممل‬
‫التقدم علممى المفضممول ثمم طعممن فممي كممل واحممد‬
‫ممن اختاره للشورى وأظهممر أنممه يكممره أن يتقلممد‬
‫أمر المسلمين ميتا كما تقلده حيا‪...‬إلخ(‪.‬‬
‫قال شيخ السمملم‪) :‬والجممواب‪ :‬أن هممذا الكلم‬
‫كله ل يخرج عن قسمين إما كذب في النقل وإممما‬
‫قدح في الحق فإن منه ما هو كذب معلوم الكذب‬
‫أو غير معلوم الصدق وما علم أنه صدق فليس فيه‬
‫ما يوجب الطعن على عمر ‪ ‬بل ذلك معدود مممن‬
‫فضائله ومحاسنه التي ختم الله بها عمله‪.‬‬
‫ولكممن هممؤلء القمموم لفممرط جهلهممم وهممواهم‬
‫يقلبون الحقائق فممي المنقممول والمعقممول فيممأتون‬
‫إلى المور التي وقعت وعلم أنها وقعت فيقولممون‬
‫ما وقعت وإلى أمور ما كانت ويعلم أنها ممما كممانت‬
‫فيقولون كانت ويأتون إلى المممور الممتي هممي خيممر‬
‫وصلح فيقولون هي فساد وإلى المور الممتي هممي‬
‫فساد فيقولون هي خير وصلح فليس لهم ل عقل‬
‫قاُلوا ل َه ْ‬
‫و‬ ‫و َ‬‫ول نقل بل لهم نصمميب مممن قمموله‪َ  :‬‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫مهها ك ُّنهها ِ‬ ‫قهه ُ‬ ‫ك ُّنهها ن َسههم َ‬
‫حا ِ‬‫صهه َ‬
‫فههي أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ِ‬
‫و نَ ْ‬
‫عأ ْ‬‫ْ َ ُ‬
‫ر‪ (1)‬وأممما قممول الرافضممي وجعممل المممر‬ ‫عي ِ‬
‫سهه ِ‬
‫ال ّ‬
‫شورى بعده وخالف فيه من تقدمه‪.‬‬

‫)( الملك ‪.10 /‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪422‬‬
‫الرافضة‬
‫فههالجواب‪» :‬أن الخلف نوعممان خلف تضمماد‬
‫وخلف تنمموع فممالول مثممل أن يمموجب هممذا شمميئا‬
‫ويحرمه الخر والنوع الثماني مثمل القمراءات المتي‬
‫يجوز كمل منهما وإن كمان همذا يختمار قمراءة وهمذا‬
‫يختار قراءة كما ثبممت فممي الصممحاح بممل اسممتفاض‬
‫عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬إن القرآن نههزل علههى‬
‫سبعة أحرف كلها شاف كاف«)‪.(2)((1‬‬
‫)ومن هذا الباب أمممر الشممورى فممإن عمممر بممن‬
‫الخطاب ‪ ‬كان كثير المشاورة للصحابة فيما لممم‬
‫يتبين فيه أمر الله ورسوله فممإن الشممارع نصوصممه‬
‫كلمات جوامع وقضايا كلية وقواعد عامة‪ ...‬وعمممر‬
‫‪ ‬إمممام وعليممه أن يسممتخلف الصمملح للمسمملمين‬
‫فاجتهد في ذلممك ورأى أن هممؤلء السممتة أحممق مممن‬

‫)( رواه البخمماري فممي الخصممومات بمماب »كلم الخصمموم‬ ‫‪1‬‬

‫بعضها في بعض« ‪ ،90 /3‬وفمي فضمائل القممرآن بماب »‬


‫أنممزل القممرآن علممى سممبعة أحممرف« ‪ ،100 /6‬وفممي‬
‫المرتدين باب »ما جاء في المتأولين« ‪ ،54 ،8/53‬وفي‬
‫ن‬
‫مم َ‬
‫س مَر ِ‬
‫ممما ت َي َ ّ‬ ‫التوحيد باب »قول الله تعالى‪َ  :‬اقْ مَر ُ‬
‫ؤوا َ‬
‫ن‪ ،» 8/ 215‬ومسلم في الصمملة المسممافرين بمماب‪:‬‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قْرآ ِ‬
‫»بيان أن القرآن علممى سممبعة أحممرف« ‪،561 -560 /1‬‬
‫والترمذي في القراءات باب »ممما جمماء أن القممرآن أنممزل‬
‫على سبعة أحرف« ‪ ،159 -158 /2‬والنسائي في افتتاح‬
‫الصلة باب »جامع ما جاء في القرآن« ‪،154 -150 /2‬‬
‫المسند تحقيق أحمد شاكر ‪-283 ،275 -274 ،334 /1‬‬
‫‪ ،284‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.122 -121 /6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪423‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫غيرهم وهو كما رأى فإنه لممم يقممل أحممد أن غيرهممم‬
‫أحق منهم وجعل التعيين إليهم خوفا أن يعين واحدا‬
‫منهم‪.‬‬
‫ويكون غيره أصلح لهم فإنه ظهممر لممه رجحممان‬
‫الستة دون رجحان التعيين وقال المر في التعيين‬
‫إلى الستة يعينون واحدا منهم وهذا أحسن اجتهمماد‬
‫إمام عالم عادل ناصح ل هوى لممه ‪ .‬وأيضمما فقممد‬
‫م‪ (1)‬وقممال‪:‬‬ ‫م ُ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ههه ْ‬
‫شوَرى ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه ْ‬‫مُر ُ‬
‫وأ ْ‬‫َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ر‪ ‬فكممان ممما فعلممه مممن‬ ‫مه ِ‬
‫في ال ْ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬
‫وْر ُ‬ ‫و َ‬
‫شا ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫الشورى مصلحة()‪.(3‬‬
‫)وعمر ‪ ‬رأى المر في السممتة متقاربمما فممإنهم‬
‫وإن كممان لبعضممهم مممن الفضمميلة ممما ليممس لبعممض‬
‫فلذلك المفضول مزيه أخرى ليست للخر‪ ...‬فممترك‬
‫التعيين خوفا من الله تعالى وعلممم أنممه ليممس واحممد‬
‫أحق بهذا الممر منهمم فجممع بيمن المصملحتين بيمن‬
‫تعيينهم إذ ل أحق منهم وترك تعيين واحد منهممم لممما‬
‫تخوفه من التقصير()‪.(4‬‬
‫)ول ريب أن الستة الممذين تمموفى رسممول اللممه‬
‫‪ ‬وهممو عنهممم راض الممذي عينهممم عمممر ل يوجممد‬

‫الشورى ‪.38 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫آل عمران ‪.195 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.142 -139 /6‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫انظر المنهاج ‪.148 -147 /6‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪424‬‬
‫الرافضة‬
‫أفضل منهم()‪.(1‬‬
‫)وأممما قممول الرافضممي‪» :‬وجمممع بيممن الفاضممل‬
‫والمفضممول ومممن حممق الفاضممل التقممدم علممى‬
‫المفضول«‪.‬‬
‫فيقممال لممه‪ :‬أول هممؤلء كممانوا متقمماربين فممي‬
‫الفضيلة ولم يكن تقدم بعضهم على بعض ظمماهرا‬
‫كتقدم أبي بكر وعمر على الباقين‪ ...،‬ثم يقال لممه‬
‫ثانيا وإذا كان فيهم فاضل ومفضول فلممم قلممت إن‬
‫عليا هو الفاضل وعثممان وغيمره همم المفضمولون‬
‫وهممذا القممول خلف ممما أجمممع عليممه المهمماجرون‬
‫والنصار كما قال غير واحد من الئمة منهم أيمموب‬
‫السختياني وغيره من قدم عليا على عثمممان فقممد‬
‫أزرى بالمهاجرين والنصار)‪.(2‬‬
‫وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر‬
‫قال‪» :‬كنا نفاضل علممى عهممد رسممول اللممه ‪ ‬أبممو‬
‫بكممر ثممم عمممر ثممم عثمممان)‪ (3‬وفممي لفممظ ثممم نممدع‬
‫أصحاب النبي ‪ ‬ل نفاضل بينهم«)‪.(4‬‬

‫)( المنهاج ‪.150 /6‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فضائل الصحابة للمام أحمد ‪.249 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪3‬‬

‫»فضل أبممي بكممر بعممد النممبي ‪ ،» 4/ 191‬أبممو داود فممي‬


‫السنة باب في التفضيل‪ ،26 -24 /5 ،‬بمعناه‪ ،‬والطبراني‬
‫في الوسط‪ ،414 /2 ،‬وفي الكبير ‪.286 ،285 /12‬‬
‫)( رواه أبو داود في السممنة بمماب فممي التفضمميل ‪-24 /5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪425‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فهذا إخبار عما كان عليه الصممحابة علممى عهممد‬
‫النبي ‪ ‬من تفضيل أبي بكر ثم عمممر ثممم عثمممان‬
‫وقد روى أن ذلك كان يبلغ النبي ‪ ‬فل ينكره)‪.(1‬‬
‫وحينئذ فيكون هممذا التفضمميل ثابتمما بممالنص وإل‬
‫فيكون ثابتا بما ظهر بين المهاجرين والنصار على‬
‫عهد النبي ‪ ‬من غير نكير وبممما ظهممر لممما تمموفي‬
‫عمر فإنهم كلهم بايعوا عثمان بن عفممان مممن غيممر‬
‫رغبة ول رهبة ولم ينكر هذه الوليممة منكممر منهممم(‬
‫)‪.(2‬‬
‫)وأما قول الرافضي‪» :‬إنه طعن في كل واحد‬
‫ممن اختاره للشورى وأظهممر أنممه يكممره أن يتقلممد‬
‫أمر المسلمين ميتا كما تقلده حيمما ثممم تقلممده بممأن‬
‫جعل المامة في ستة«‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬أن عمر لم يطعن فيهم طعمن ممن‬
‫يجعل غيرهم أحق بالمامة منهم بل لم يكممن عنممده‬
‫أحق بالمامة منهم كما نص علممى ذلممك بيممن عممذره‬
‫المانع له من تعيين واحد منهم وكره أن يتقلد ولية‬
‫معين ولم يكره أن يتقلد تعيين الستة لنه قممد علممم‬

‫‪.26‬‬
‫)( رواه الطممبراني فممي الكممبير ‪ ،86 -285 /12‬مجمممع‬ ‫‪1‬‬

‫الزوائد ‪ ،9/58‬وقال‪ :‬ورواه أبو يعلى نحو الطممبراني فممي‬


‫الكبير‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.153 ،152 /6‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪426‬‬
‫الرافضة‬
‫أنه ل أحد أحق بالمر منهم فالممذي علمممه وعلمم أن‬
‫الله يثيبه عليه ول تبعة عليه فيه إن تقلده هو اختيار‬
‫الستة والذي خماف أن يكمون عليمه فيمه تبعمة وهمو‬
‫تعيين واحد منهم تركه وهذا من كمال عقلممه ودينممه‬
‫‪ ‬وليس كراهته لتقلده ميتا كما تقلده حيما لطعنمه‬
‫في تقلده حيا فإنه إنما تقلد المر حيا باختياره وبأن‬
‫تقلده كان خيرا له وللمة وإن كان خائفا مممن تبعممة‬
‫الحساب‪.‬‬
‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫وا‬
‫مهها آت َه ْ‬‫ن َ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ؤت ُههو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فقد قال تعممالى‪َ  :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪‬‬ ‫هه ْ َ‬ ‫قُلوبهم وجَله ٌ َ‬ ‫و ُ‬
‫عهو َ‬ ‫ج ُ‬‫م َرا ِ‬
‫هه ْ‬ ‫م إ ِلهى َرب ّ ِ‬ ‫ة أن ّ ُ‬ ‫ُ ُ ْ َ ِ‬ ‫َ‬
‫قالت عائشممة يمما رسممول اللممه‪ :‬أهممو الرجممل يزنممي‬
‫ويسرق ويشرب الخمر ويخاف أن يعمماقب؟ قممال‪:‬‬
‫»ل يا بنههت الصههديق ولكنههه الرجههل يصههوم‬
‫ويصهههلي ويتصهههدق ويخهههاف أن ل يقبهههل‬
‫منه«)‪.(2‬‬
‫فخموفه ممن التقصمير فمي الطاعمة ممن كممال‬

‫)( المؤمنون ‪.60 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه ابن ماجه في الزهد باب »التوقي علممى العمممل«‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1404 /2‬المسممند ‪ ،159 /6‬م ‪ ،205‬رواه الحمماكم فممي‬


‫المستدرك ‪ ،394 -393 /2‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح ولم‬
‫يخرجاه‪ ،‬وصححه الذهبي‪ ،‬وحسنه اللبمماني فممي سلسمملة‬
‫الحمماديث الصممحيحة ‪،255 /1‬م ‪ ،256‬وفممي صممحيح ابممن‬
‫ماجه ‪.2/409‬‬
‫‪427‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الطاعة()‪.(1‬‬
‫)وفي الحديث الثابت عن عمرو بن ميمون أن‬
‫عمر بن الخطاب لما طعن قال إن الناس يقولون‬
‫استخلف وإن المر إلى هؤلء الستة الممذين تمموفى‬
‫رسممول اللممه ‪ ‬وهممو عنهممم راض علممي وعثمممان‬
‫وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بممن‬
‫مالك)‪ (2‬ويشهدهم عبد الله بن عمر وليس له ممن‬
‫الممممر شممميء فمممإن أصمممابت الخلفمممة سمممعدا ول‬
‫فليستعن به من ولي فإني لم أعزله عن عجممز ول‬
‫خيانة ثم قال أوصى الخليفة من بعدي بتقوى الله‬
‫تعالى وأوصيه بالمهاجرين الوليممن الممذين أخرجمموا‬
‫من ديارهم وأموالهم أن يعرف لهم حقهم ويحفظ‬
‫لهم حرمتهم وأوصيه بالنصار الممذين تبمموءوا الممدار‬
‫واليمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم ويتجاوز‬
‫عن مسيئهم وأوصمميه بأهممل الأمصممار خيممرا فممإنهم‬
‫ردء السلم وغيظ العممدو وجبمماة الممموال ل يؤخممذ‬
‫منهم إل فضلهم عن رضا منهم وأوصميه بمالعراب‬
‫خيرا فإنهم أصل العرب ومممادة السمملم أن يؤخممذ‬
‫منهم ممن حواشمي أمموالهم فممترد علممى فقرائهمم‬
‫وأوصيه بذمه الله ورسوله أن يمموفى لهممم بعممدهم‬

‫)( المنهاج ‪.158 -157 /6‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬وقد سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪428‬‬
‫الرافضة‬
‫ويقاتل من وراءهم ول يكلفموا إل طماقتهم)‪ (1‬فقمد‬
‫وصممى الخليفممة مممن بعممده بجميممع أجنمماس الرعيممة‬
‫السابقين الولين من المهاجرين والنصار وأوصمماه‬
‫بسممكان المصممار مممن المسمملمين وأوصمماه بأهممل‬
‫البوادي وبأهل الذمة()‪.(2‬‬
‫)وقمموله‪» :‬إن عمممر علممم أن عبممد الرحمممن ل‬
‫يعدل المر عن أخيه وابن عمه«‪.‬‬
‫فهذا كذب بين على عمر وعلى أنسممابهم فممإن‬
‫عبد الرحمن ليس أخا لعثمان ول ابن عمه ول من‬
‫قبيلته أصل بل هذا من بني زهممرة وهممذا مممن بنممي‬
‫أمية وبنو زهرة إلى بني هاشم أكثر ميل منهم إلى‬
‫بني أميه فإن بني زهممرة أخمموال النممبي ‪ ‬ومنهممم‬
‫عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص الممذي‬
‫قال له النبي ‪» :‬هههذا خههالي فليرنههي امههرؤ‬
‫خاله«)‪.(3‬‬
‫ولممم يكممن أيضمما بيممن عثمممان وعبممد الرحمممن‬
‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫»قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفممان« ‪-204 /4‬‬


‫‪ ،207‬مصنف عبد الرزاق ‪.109 /11‬‬
‫)( المنهاج ‪.161 -159 /6‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه الترمذي في مناقب الصحابة باب »مناقب سممعد‬ ‫‪3‬‬

‫بمن أبمي وقماص« ‪ ،649 /5‬قمال الترممذي‪ :‬همذا حمديث‬


‫حسن غريب‪ ،‬وصححه اللبمماني فممي صممحيح الترمممذي ‪/3‬‬
‫‪.330 -219‬‬
‫‪429‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مؤاخاة ول مخالطة فممإن النممبي ‪ ‬لممم يممؤاخ بيممن‬
‫مهاجري ومهاجري ول بين أنصاري وأنصاري وإنما‬
‫آخممى بيممن المهمماجرين والنصممار فممآخى بيممن عبممد‬
‫الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيممع النصمماري‬
‫وحديثه مشهور ثابت في الصحاح وغيرها)‪ (1‬يعرفه‬
‫أهل العلم بذلك ولم يؤاخ قممط بيممن عثمممان وعبممد‬
‫الرحمن)‪.(2‬‬
‫وأما قوله ثم أمر بضممرب أعنمماقهم إن تممأخروا‬
‫عن البيعة ثلثة أيام فيقممال أول مممن قممال إن هممذا‬
‫الصحيح وأين النقل الثممابت بهممذا وإنممما المعممروف‬
‫أنه أمر النصار أن ل يفارقوهم حتى يبايعوا واحممدا‬
‫منهم‪.‬‬
‫ثم يقال ثانًيا هذا من الكذب على عمر ولم‬
‫ينقل هذا أحد من أهل العلم بإسناد يعرف ول أمر‬
‫عمر قط بقتل الستة الذين يعلم أنهم خيممار المممة‬
‫وكيف يأمر بقتلهم وإذا قتلوا كان المر بعد قتلهممم‬
‫أشد فسادا ثم لو أمر بقتلهم لقال ولوا بعد قتلهممم‬

‫)( رواه البخاري في مناقب النصار بمماب إخمماء النممبي ‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫بين المهاجرين والنصار ‪ ،222 /4‬وقمد ورد بعمدة طمرق‬


‫وألفمماظ فممي البخمماري حمموالي اثنممي عشممر موضممًعا‪،‬‬
‫والترمذي في البر والصلة باب »ما جاء في مواساة الخ‬
‫‪ ،328 /4‬المسند ‪.«271 ،205 -204 ،190 /3‬‬
‫)( المنهاج ‪.172 -6/171‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪430‬‬
‫الرافضة‬
‫فلنا وفلنا فكيف يأمر بقتل المستحقين للمممر ول‬
‫يولى بعدهم أحدا؟‬
‫وأيضا فمن الذي يتمكن من قتل هؤلء والمممة‬
‫كلها مطيعة لهممم والعسمماكر والجنممود معهممم؟ ولممو‬
‫أرادت النصار كلهم قتل واحد منهممم لعجممزوا عممن‬
‫ذلك وقد أعاذ الله النصار مممن ذلممك فكيممف يممأمر‬
‫طائفة قليلة من النصار بقتل هؤلء الستة جميعا؟‬
‫ولو قال هذا عمر فكيف كان يسكت هؤلء السممتة‬
‫ويمكنون النصار منهم ويجتمعون في موضع ليس‬
‫فيه من ينصرهم‪.‬‬
‫ولو فرضنا أن الستة لم يتول واحممد منهممم لممم‬
‫يجب قتل أحد منهم بذلك بل تممولى غيرهممم وهممذا‬
‫عبد الله بن عمر كان دائما تعرض عليممه الوليممات‬
‫فل يتولى وممما قتلممه أحممد وقممد عيممن للخلفممة يمموم‬
‫الحكمين فتغيب عنه وما آذاه أحد قممط وممما سمممع‬
‫قط أن أحدا امتنع من الولية فقتل على ذلك‪.‬‬
‫فهممذا مممن اختلق مفممتر ل يممدري ممما يكتممب ل‬
‫شرعا ول عادة)‪.(1‬‬
‫ثم نقممول جوابمما مركبمما ل يخلممو إممما أن يكممون‬
‫عمر أمر بهذا أو لم يكن أمممر بممه فممإن كممان الول‬
‫بطل إنكاره وإن كان الثمماني فليممس كممون الرجممل‬

‫)( المنهاج ‪.174 ،6/173‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪431‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫من أهل الجنة أو كونه وليا لله مما يمنممع قتلممه إذا‬
‫اقتضى الشرع ذلك‪.‬‬
‫فإنه قد ثبت فممي الصممحاح أن النممبي ‪ ‬رجممم‬
‫الغامديممة وقممال‪» :‬لقههد تههابت توبههة لههو تابههها‬
‫صاحب مكس لغفر له وهل وجههدت أفضههل‬
‫من أن جادت بنفسها لله«)‪ (1‬فهذه يشهد لهمما‬
‫الرسول بذلك ثم لما كان الحد قد ثبت عليها أمممر‬
‫برجمها‪ ...‬وفي الصممحيح عممن النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪:‬‬
‫»من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريههد‬
‫أن يفرق جماعتكم فاقتلوه«()‪..(2‬‬
‫)فلممو قممدر أن عمممر أمممر بقتممل واحممد مممن‬
‫المهمماجرين الوليممن لكممان ذلممك منممه علممى سممبيل‬
‫الجتهاد السائغ له ولم يكن ذلممك مانعمما مممن كممون‬
‫ذلك الرجل في الجنة ولم يقدح ل فممي عممدل هممذا‬
‫ول في دخول هذا الجنة فكيف إذا لممم يقممع شمميء‬

‫)( رواه مسلم في الحدود باب »من اعترف على نفسممه‬ ‫‪1‬‬

‫بالزنا« ‪ ،1324 -1323 /3‬والترمذي والترمذي في الحد‬


‫باب تربص الرجم بممالحبلى حممتى تضممع ‪ ،4/42‬وأبممو داود‬
‫في الحدود باب المرأة التي أمممر النممبي ‪ ‬برجمهمما مممن‬
‫جهينممة ‪ ،588 -587 /4‬وفممي المسممند ‪،430 - 4/429‬‬
‫‪.348 /5 ،437 ،435‬‬
‫)( مسمملم فممي المممارة بمماب »حكممم مممن فممرق أمممر‬ ‫‪2‬‬

‫المسلمين وهو مجتمع« ‪ ،1480 /3‬وأبو داود في السنة‬


‫باب »قتل الخوارج« ‪ 120 /5‬بمعناه‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪432‬‬
‫الرافضة‬
‫من ذلك؟!‪.‬‬
‫ثم من العجب أن الرافضة يزعمون أن الممذين‬
‫أمر عمر بقتلهم بتقدير صحة هذا النقل يستحقون‬
‫القتل إل عليا فإن كممان عمممر أمممر بقتلهممم فلممماذا‬
‫ينكرون عليه ذلك؟‬
‫ثم يقولون‪ :‬إنه كان يحابيهم في الولية ويممأمر‬
‫بقتلهم فهذا جمع بين الضدين‪.‬‬
‫وإن قلتم كان مقصوده قتل علي‪.‬‬
‫قيممل‪ :‬لممو بممايعوا إل عليمما لممم يكممن ذلممك يضممر‬
‫الولية فإنما يقتل من يخاف وقد تخلف سممعد بممن‬
‫عبادة عن بيعة أبي بكر ولم يضربوه ولم يحبسمموه‬
‫فضل عن القتممل‪ ....‬ولممو أراد أبممو بكممر وعمممر فممي‬
‫وليتهما إيذاء علي بطريق من الطرق لكانمما أقممدر‬
‫على ذلك من صرف المممر عنممه بعممد ممموت النممبي‬
‫‪.‬‬
‫فهؤلء المفترون يزعمممون أنهممم ظلممموه فممي‬
‫حال كان فيها أقدر علممى دفممع الظلممم عممن نفسممه‬
‫ومنعهما من ظلمه وكانا أعجز عن ظلمه لممو أرادا‬
‫ذلك فهل ظلماه بعد قوتهما ومطاوعة الناس لهما‬
‫إن كانا مريدين لظلمه؟‪....‬‬
‫ففممي الجملممة دفممع المتممولى لمممن يعممرف أنممه‬
‫ينازعه ويقول إنه أحق بالمر منممه أمممر ل بممد منممه‬
‫‪433‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وذلك بأنواع من إهانة وإيذاء وحبس وقتل وإبعاد‪.‬‬
‫وعلي ‪ ‬ما زال مكرمين له غاية الكرام بكل‬
‫طريق مقدمين لمه بمل ولسممائر بنممي هاشمم علمى‬
‫غيرهممم فممي العطمماء مقممدمين لممه فممي المرتبممة‬
‫والحرمة والمحبة والموالة والثناء والتعظيممم كممما‬
‫يفعلن بنظرائه ويفضلنه بما فضله الله عممز وجممل‬
‫به على ممن ليممس مثلممه ولمم يعممرف عنهمم كلممة‬
‫سمموء فممي علممي قممط بممل ول فممي أحممد مممن بنممي‬
‫هاشممم‪ ...‬وكممذلك علممي ‪ ‬قممد تممواتر عنممه مممن‬
‫محبتهما وموالتهممما وتعظيمهممما وتقممديمهما علممى‬
‫سائر المة ما يعلم به حاله فممي ذلممك ولمم يعممرف‬
‫عنه قط كلمة سوء في حقهممما ول أنممه كمان أحممق‬
‫بالمر منهما‪.‬‬
‫وهذا معروف عنممد مممن عممرف الخبممار الثابتممة‬
‫المتواترة عند الخاصممة والعامممة والمنقولممة بأخبممار‬
‫الثقات‪.‬‬
‫وأما من رجع إلى ما ينقله من هممو مممن أجهممل‬
‫الناس بالمنقولت وأبعد الناس عممن معرفممة أمممور‬
‫السلم ومن هممو معممروف بممافتراء الكممذب الكممثير‬
‫الذي ل يروج إل علممى البهممائم ويممروج كممذبه علممى‬
‫قوم ل يعرفون السلم إما قوم سكان البمموادي أو‬
‫رءوس الجبال أو بلد أهلمه ممن أقمل النماس علمما‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪434‬‬
‫الرافضة‬
‫وأكثرهم كذبا فهذا هو الذي يضل‪.‬‬
‫وهكممذا الرافضممة ل يتصممور قممط أن مممذهبهم‬
‫يروج على أهل مدينة كبيرة من مدائن المسمملمين‬
‫فيها أهل علم ودين وإنما يروج على جهال سممكنوا‬
‫البوادي والجبال أو على محلة في مدينة أو بليممدة‬
‫أو طائفة يظهرون للناس خلف ما يبطنون لظهور‬
‫كذبهم حتى أن القمماهرة لممما كممانت مممع العبيممديين‬
‫وكانوا يظهرون التشيع لم يتمكنوا مممن ذلممك حممتى‬
‫منعوا من فيها من أهل العلم والممدين مممن إظهممار‬
‫علمهم ومع هذا فكانوا خممائفين مممن سممائر مممدائن‬
‫المسلمين يقدم عليهممم الغريممب مممن البلممد البعيممد‬
‫فيكتمون عنه قولهم ويداهنونه ويتقونه كما يخمماف‬
‫الملك المطاع وهذا لنهم أهممل فريممة وكممذب وقممد‬
‫جههه َ‬
‫ل‬ ‫ع ْ‬‫ذوا ال ْ ِ‬
‫خههه ُ‬
‫ن ات ّ َ‬ ‫ن اّلههه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قمممال تعمممالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ة‬ ‫فههي ال ْ َ‬
‫حي َهها ِ‬ ‫وِذل ّ ه ٌ‬
‫ة ِ‬ ‫م َ‬ ‫هه ْ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬‫م ْ‬
‫ب ِ‬ ‫ض ٌ‬‫غ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫سي ََنال ُ ُ‬
‫َ‬
‫زي ال ْ ُ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪ ‬قال أبو قلبممة‬ ‫ري َ‬ ‫م ْ‬
‫فت َ ِ‬ ‫ج ِ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫الدّن َْيا َ‬
‫هي لكل مفتر من هذه المة إلى يمموم القيامممة)‪((2‬‬
‫)‪.(3‬‬

‫)( العراف‪.152 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جامع البيان للطبري تفسير سممورة العممراف ‪،70 /9‬‬ ‫‪2‬‬

‫الدر المنثور ‪ ،9/564‬نحوه‪ ،‬ابممن كممثير عنممد تفسممير اليممة‬


‫‪.248 /32‬‬
‫)( المنهاج ‪.197 -174 /6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪435‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬

‫* * *‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪436‬‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الثالث‬
‫عثمان بن عفان ‪‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪:‬‬
‫سممأذكر خصائصممه ثممم فضممائله ثممم خلفتممه ثممم‬
‫استشهاده ثم بعد ذلك أذكر أهممم المطمماعن الممتي‬
‫يطعممن بهمما الرافضممة عليممه مممع رد شمميخ السمملم‬
‫عليها‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬خصائصه‪:‬‬
‫أ‪ -‬ذكر اختصاصه بههتزوج ابنههتي رسههول‬
‫الله ‪] ‬واحدة بعد الخرى[‪:‬‬
‫)عثمان قمد زوجمه النمبي ‪ ‬ابنمتين ممن بنماته‬
‫وقمممال‪» :‬لههو كههان عنههدنا ثالثههة لزوجناههها‬
‫عثمان«)‪ (1‬وسمي ذو النورين بذلك إذ لم يعممرف‬
‫أحد جمع بين بنتي نبي غيره)‪.(3)((2‬‬
‫)كذا مصاهرة عثمان له لم يزل فيها حميدا لم‬
‫يقع منه ما يعتب عليه فيها حتى قال لو كان عندنا‬
‫ثالثة لزوجناها عثمان‪.‬‬

‫)( فضائل الصممحابة ‪،1/481‬م ‪ ،509-508‬مجمممع الممزوائد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،9/83‬الريمماض النضممرة ‪ ،11-3/10‬أورد عممدة روايممات‬


‫بمعناه‪.‬‬
‫)( انظر تاريخ الخلفاء‪.149 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،8/234‬انظر ‪.4/146‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪437‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وهذا يدل على أن مصاهرته للنممبي ‪ ‬أكمممل(‬
‫)‪.(4‬‬
‫ب‪ -‬تجهيز جيش العسرة‪:‬‬
‫)وقد تصدق عثمان بألف بعير في سممبيل اللممه‬
‫في غممزوة العسممرة)‪ (2‬حممتى قممال النممبي ‪» :‬ما‬
‫ضر عثمان ما فعل بعههد اليههوم«)‪ (3‬والنفمماق‬
‫في سبيل الله وفي إقامة الدين في أول السمملم‬
‫أعظم()‪ .(4‬من النفاق بعد ذلممك )فكممذلك النفمماق‬
‫الذي صدر في أول السلم فممي إقامممة الممدين ممما‬
‫بقي له نظير يساويه()‪.(5‬‬
‫جهههه‪ -‬مبايعهههة النهههبي ‪ ‬فهههي بيعهههة‬
‫الرضوان‪:‬‬
‫وذلممك أن بيعممة الرضمموان كممانت بسممببه‪ ،‬فممإن‬
‫)( المنهاج ‪.8/235‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( في مصممنف ابممن أبممي شمميبة ‪ 12/43‬عممن قتممادة‪" :‬أن‬ ‫‪2‬‬

‫عثمان حمل في جيش العسرة على ألف بعير إل سبعين‬


‫كلها خي ً‬
‫ل"‪.‬‬
‫)( رواه الترمذي في كتاب المناقب باب "فضائل عثمممان‬ ‫‪3‬‬

‫بن عفان ‪ . 5/625-626‬ورواه المام أحمد في المسند‪/‬‬


‫‪ 63‬وفي فضممائل الصممحابة ‪ 258-1/457‬وقممال المحقممق‬
‫إسممناده حسممن‪ .‬وابممن همماني فممي مسممائل المممام أحمممد‬
‫‪ ،2/172‬وابن أبي عاصم في السنة "بمماب فضممل عثمممان‬
‫بن عفان ‪." 2/587‬‬
‫)( المنهاج ‪.33-7/22‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/23‬‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪438‬‬
‫الرافضة‬
‫النبي ‪ ‬لما أرسل عثمان ‪ ‬إلى مكة أشمميع أنممه‬
‫قتل فبايع النمبي ‪ ‬الصمحابة علمى القتمال‪ ،‬وبمايع‬
‫النممبي ‪ ‬بيممده عممن عثمممان ويممد النممبي ‪ ‬خيممر‬
‫لعثمممان مممن يممده )والمعلمموم مممن فضممائل عثمممان‬
‫ومحبة النبي ‪ ‬له وثنممائه عليممه وتخصيصممه بممابنتيه‬
‫وشهادته له بالجنة وإرسماله إلمى مكمة ومبايعمة لمه‬
‫عنممه لممما أرسممله إلممى مكممة وتقممديم الصممحابة لممه‬
‫باختيارهم في الخلفة وشهادة عمر وغيره لممه بممأن‬
‫رسول الله ‪ ‬مات وهو عنه راض وأمثال ذلك مما‬
‫يمموجب العلممم القطعممي بممأنه مممن كبممار أوليمماء اللممه‬
‫المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه()‪.(1‬‬
‫و)كما ثبت في الصحيح أن رجل أراد أن يطعن‬
‫في عثمان عند ابن عمر فقال إنه قد فر يوم أحممد‬
‫ولم يشهد بدرا ولم يشهد بيعة الرضوان فقال ابن‬
‫عمر أما يوم أحد فقد عفا الله عنه وفي لفممظ فممر‬
‫يوم أحد فعفا اللممه عنممه وأذنممب عنممدكم ذنبمما فلممم‬
‫تعفوا عنه وأما يمموم بممدر فممإن النممبي ‪ ‬اسممتخلفه‬
‫على ابنته وضرب له بسهمه وأما بيعممة الرضمموان‬
‫فإنما كانت بسبب عثمان فإن النبي ‪ ‬بعثمة إلممى‬
‫مكة وبممايع عنممه بيممده ويممد النممبي ‪ ‬خيممر مممن يممد‬
‫عثمان)‪.(2‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/268‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ،‬بمماب‬ ‫‪2‬‬


‫‪439‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فقد أجاب ابن عمر بأن ممما يجعلممونه عيبمما ممما‬
‫كان منه عيبمما فقممد عفمما اللممه عنممه والبمماقي ليممس‬
‫بعيب بل هو من الحسنات وهكذا عامممة ممما يعمماب‬
‫به على سائر الصحابة هو إممما حسممنة وإممما معفممو‬
‫عنه()‪.(1‬‬
‫)وقد ثبممت أن النممبي ‪ ‬شممهد لممه‪ ،‬بممل بشممره‬
‫بالجنة على بلوى تصيبه)‪.(3)((2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بقية الفضائل‪:‬‬
‫أ‪ -‬صبره وكههونه مههن أكههف النههاس عههن‬
‫الدماء‪:‬‬
‫)ومممن المعلمموم بممالتواتر أن عثمممان كممان مممن‬
‫أكف الناس عن الدماء وأصبر الناس على من نال‬
‫من عرضه وعلى من سممعى فممي دمممه فحاصممروه‬

‫مناقب عثمان ‪ ،4/202‬وسنن الترمذي‪ :‬كتمماب المنمماقب‪،‬‬


‫باب في مناقب عثمان ‪ ،5/629‬والمسند ‪.2/101‬‬
‫)( المنهاج ‪.239-6/238‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري في فضمائل أصممحاب النممبي ‪ ،‬بماب منمماقب‬ ‫‪2‬‬

‫عثمان ‪ 4/202‬وفممي الدب بمماب نكممت العممود فممي الممماء‬


‫والطيمممن ‪ 123-7/122‬وغيرهممما ومسممملم فمممي فضمممائل‬
‫الصممحابة‪ ،‬بمماب مممن فضممائل عثمممان ‪،1868-4/1867‬‬
‫والترمذي في المناقب‪ ،‬باب في مناقب عثمممان ‪،5/631‬‬
‫والمسممند ‪ ،1/187‬م ‪ ،188‬م ‪ ،408‬م ‪ ،4/393‬م ‪ ،406‬م ‪407‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/197‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪440‬‬
‫الرافضة‬
‫وسعوا في قتلممه وقممد عممرف إرادتهممم لقتلممه وقممد‬
‫جاءه المسلمون من كل ناحية ينصرونه ويشيرون‬
‫عليه بقتالهم وهو يأمر الناس بممالكف عممن القتممال‬
‫ويممأمر مممن يطيعممه أن ل يقمماتلهم وروى أنممه قممال‬
‫لمماليكه من كف يده فهو حر)‪ (1‬وقيل لممه تممذهب‬
‫إلى مكممة فقممال ل أكممون ممممن ألحممد فممي الحممرم‬
‫فقيممل لممه تممذهب إلممى الشممام فقممال ل أفممارق دار‬
‫هجرتي فقيل له فقماتلهم فقمال ل أكمون أول ممن‬
‫خلف محمدا في أمته بالسيف)‪.(2‬‬
‫فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله‬
‫عند المسلمين‪.‬‬
‫ومعلمموم أن الممدماء الكممثيرة الممتي سممفكت‬
‫باجتهاد علي ومن قاتله لم يسفك قبلها مثلها مممن‬
‫دماء المسلمين()‪.(3‬‬
‫ب‪ -‬توبته وبيههان أن مهها يههدعي لههه مههن‬
‫سههيئات فهههو مغمههور فههي بحههار حسههناته‪:‬‬
‫)والقاعممدة الكليممة فممي هممذا أن ل نعتقممد أن أحممدا‬

‫)( مجمع الزوائد ‪ 9/96 ،7/132‬بمعناه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فضائل الصحابة ‪ ،1/485‬والرياض النضمرة ‪ 3/69‬فمي‬ ‫‪2‬‬

‫أثممر طويممل وفيممه اختلف يسممير‪ .‬المسممند ‪ ،1/67‬وفممي‬


‫المحقممق ‪ ،1/369‬وفممي التاريممخ الكممبير ‪ ،1/163‬وانظممر‬
‫مجمع الزوائد ‪.230-7/229‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/286‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪441‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫معصوم بعد النممبي ‪ ‬بممل الخلفمماء وغيممر الخلفمماء‬
‫يجوز عليهم الخطأ والممذنوب الممتي تقممع منهممم قممد‬
‫يتوبون منها وقممد تكفممر عنهممم بحسممناتهم الكممثيرة‬
‫وقد يبتلون أيضا بمصائب يكفر الله عنهم بها وقممد‬
‫يكفر عنهم بغير ذلك‪.‬‬
‫فكل ما ينقل عن عثمان غممايته أن يكممون ذنبمما‬
‫أو خطأ وعثمان ‪ ‬قد حصلت له أسباب المغفرة‬
‫من وجوه كثيرة منها سابقته وإيمانه وجهاده وغير‬
‫ذلك من طاعاته‪.‬‬
‫وقد ثبت أن النبي ‪ ‬شهد له بل بشره بالجنة‬
‫على بلوى تصمميبه‪ ،‬ومنهمما أنممه تمماب مممن عامممة ممما‬
‫أنكروه عليه وأنه ابتلى ببلء عظيم فكفمر اللمه بمه‬
‫خطاياه وصبر حتى قتل شهيدا مظلوما وهممذا مممن‬
‫أعظم ما يكفر الله به الخطايا()‪.(1‬‬
‫جه‪ -‬اتفاق الناس على بيعته‪:‬‬
‫)فلما علمنا نقل صممحيحا أنممه ممما كممان اختلف‬
‫في ولية عثمان ول أن طائفة من الصحابة قممالت‬
‫ولوا عليا أو غيره كما قال بعض النصار منمما أميممر‬
‫ومنكم أمير ولو وجممد شمميء مممن ذلممك لكممان مممما‬
‫تتوفر الهمم والدواعي على نقلممه كممما نقممل نممزاع‬
‫بعض النصار في خلفة أبي بكممر فالمممدعي لممذلك‬
‫)( المنهاج ‪.197-6/196‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪442‬‬
‫الرافضة‬
‫مفتر‪.‬‬
‫ولهذا قال المام أحمد‪» :‬لم يتفق الناس على‬
‫بيعة كمما اتفقموا علمى بيعمة عثممان«)‪ .(1‬وعثممان‬
‫وله المسمملمون بعممد تشمماورهم ثلثممة أيممام وهممو‬
‫مؤتلفون متفقممون متحممابون متمموادون معتصمممون‬
‫بحبل الله جميعا وقد أظهرهم الله وأظهر بهم ممما‬
‫بعث به نبيه من الهدى ودين الحق ونصرهم علممى‬
‫الكفممار وفتممح بهممم بلد الشممام والعممراق وبعممض‬
‫خراسان‪.‬‬
‫فلم يعدلوا بعثمان غيره كما أخممبر بممذلك عبممد‬
‫الرحمن بن عوف ولهممذا بممايعه عبممد الرحمممن كممما‬
‫ثبت هذا في الحاديث الصحيحة()‪.(2‬‬
‫وفي الصحيح‪) :‬أن عبد الرحمن بقي ثلثة أيام‬
‫لم يغتمض فممي لياليهمما بكممثير نمموم فممي كممل ذلممك‬
‫يشاور المسمملمين)‪ (3‬ولممم يرهممم يعممدلون بعثمممان‬
‫غيره بل رأوه أحممق وأشممبه بمالمر ممن غيمره وأن‬
‫عبد الرحمن لم يشترط على علي إل العدل فقال‬
‫لكل منهما‪» :‬اللهه عليهك إن وليتهك لتعهدلن‪،‬‬
‫وإن وليت عليك لتسمعن ولتطيعن«‪.‬‬
‫)( السممنة للخلل ‪ ،2/320‬م ‪ 321‬وقممال المحقممق إسممناده‬ ‫‪1‬‬

‫صحيح‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/351‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البخاري كتاب الحكام باب كيممف يبممايع المممام النمماس‬ ‫‪3‬‬

‫‪.8/123‬‬
‫‪443‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فيقول‪" :‬نعم")‪ .(1‬فشرط على المتولي العدل‬
‫وعلى المتولى عليه السمممع والطاعممة وهممذا حكممم‬
‫الله ورسوله كما دل عليه الكتاب والسنة()‪.(2‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬فضائل أصحاب النبي ‪ ،‬بمماب قصممة البيعممة‬ ‫‪1‬‬

‫والتفمماق علممى عثمممان ‪ ،207-4/204‬وتاريممخ الخلفمماء‪/‬‬


‫‪ ،154‬الحسان بترتيب صحيح ابن حبان ‪.35-9/32‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/352‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪444‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫خلفته‬
‫لقد كانت خلفة عثمان ‪ ‬بإجماع المسمملمين‬
‫وقد وضح ذلك شيخ السمملم فممي رده علممى قممول‬
‫الرافضي‪) :‬ثم عثمان بن عفممان بنممص عمممر علممى‬
‫ستة هو أحدهم فاختاره بعضهم(‪.‬‬
‫حيممث قممال‪) :‬عثمممان لممم يصممر إماممما باختيممار‬
‫بعضهم بل بمبايعممة النمماس لممه وجميممع المسمملمين‬
‫بايعوا عثمان بن عفان ولم يتخلف عن بيعته أحد‪.‬‬
‫قممال المممام أحمممد فممي روايممة حمممدان بممن‬
‫علي)‪ :(1‬ما كان في القوم أوكد بيعممة مممن عثمممان‬
‫كمممانت بإجمممماعهم)‪ (2‬فلمممما بمممايعه ذوو الشممموكة‬
‫والقدرة صار إماما‪.‬‬
‫وإل فلو قدر أن عبد الرحمن بايعه ولم يبممايعه‬
‫علي ول غيره من الصحابة أهل الشوكة لممم يصممر‬
‫إماما ولكن عمر لما جعلها شورى في ستة عثمان‬
‫وعلي وطلحمة والزبيمر وسممعد وعبمد الرحمممن بمن‬

‫)( هو محمد بن علي بن عبد الله بن مهممران‪ ،‬أبممو جعفممر‬ ‫‪1‬‬

‫الوراق ُيعرف بحمممدان‪ ،‬وكممان مممن نبلء أصممحاب المممام‬


‫أحمد‪ ،‬مشهود لممه بالصمملح والفضممل‪ ،‬تمموفي سممنة اثنيممن‬
‫وسبعين ومائتين‪ .‬تاريخ بغداد ‪ .62 ،3/61‬السير ‪-13/49‬‬
‫‪.50‬‬
‫)( السنة للخلل‪ 320 /‬وقال المحقق إسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪445‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عوف ثم إنه خرج طلحة والزبير وسعد باختيممارهم‬
‫وبقي عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف واتفق‬
‫الثلثة باختيارهم على أن عبد الرحمن بن عوف ل‬
‫يتولى ويولى أحد الرجلين وأقام عبد الرحمن ثلثا‬
‫حلممف أنممه لممم يغتمممض فيهمما بكممبير نمموم يشمماور‬
‫السابقين الولين والتابعين لهممم بإحسممان ويشمماور‬
‫أمراء النصار)‪ (1‬وكممانوا قممد حجمموا مممع عمممر ذلممك‬
‫العام فأشار عليه المسلمون بوليممة عثمممان وذكممر‬
‫أنهممم كلهممم قممدموا عثمممان فبممايعوه ل عممن رغبممة‬
‫أعطاهم إياها ول عن رهبة أخافهم بها‪.‬‬
‫ولهممذا قممال غيممر واحممد مممن السمملف والئمممة‬
‫كأيوب السختياني وأحمد ابممن حنبممل والممدارقطني‬
‫وغيرهم من لم يقدم عثمان على علي فقممد أزرى‬
‫بالمهاجرين والنصممار)‪ ،(2‬وهممذا مممن الدلممة الدالممة‬
‫علممى أن عثمممان أفضممل لنهممم قممدموه باختيممارهم‬
‫واشتوارهم()‪.(3‬‬
‫)ثم إن الصممحابة اجتمعمموا علممى عثمممان ‪ ‬لن‬

‫)( هكذا في المنهاج ولعل الصواب "المصار" بالميم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السنة للخلل‪ ،392/.‬مسائل المام أحمممد لبممن همماني‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2/171‬وانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة‬


‫‪ 8/1370‬بمعناه عن حماد بن زيد وأبي بكممر بممن عيمماش‪،‬‬
‫وانظر شرح السنة للبغوي ‪.1/229‬‬
‫)( المنهاج ‪ .534-1/532‬انظر ‪.331-8/313‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪446‬‬
‫الرافضة‬
‫وليته كانت أعظم مصلحة وأقل مفسدة مممن وليممة‬
‫غيممره والممواجب أن يقممدم أكممثر المريممن مصمملحة‬
‫وأقلهما مفسدة()‪.(1‬‬
‫وقد وضح أن اتفاق النمماس علممى عثمممان أمممر‬
‫متواتر‪ ،‬ل يمكن إنكاره فقال‪ :‬قد علم بممالتواتر أن‬
‫المسلمين كلهم اتفقمموا علممى مبايعممة عثمممان‪ ،‬لممم‬
‫يتخلف عممن بيعتممه أحممد‪) ....‬مممع كممثرة المسمملمين‬
‫وانتشممارهم مممن إفريقيممة إلممى خراسممان ومممن‬
‫سواحل الشام إلى أقصى اليمن ومع كونهم كممانوا‬
‫ظمماهرين علممى عممدوهم مممن المشممركين وأهممل‬
‫الكتمماب يقمماتلونهم وهممم فممي زيممادة فتممح وانتصممار‬
‫ودوام دولة ودوام المسلمين على مبايعته والرضا‬
‫عنه ست سنين نصف خلفته معظمين له مادحين‬
‫له ل يظهر من أحد منهم التكلم فيه بسوء‪ .‬ثم بعد‬
‫هذا صار يتكلم فيممه بعضممهم وجمهممورهم ل يتكلممم‬
‫فيه إل بخير وكانت قد طالت عليهممم إمممارته فممإنه‬
‫بقي اثنتى عشممرة سممنة لممم تممدم خلفممة أحممد مممن‬
‫الربعة ما دامت خلفته‪ ....‬ونشأ فممي خلفتممه مممن‬
‫دخل في السلم كرها فكان منافقا مثل ابن سممبأ‬
‫وأمثاله وهم الذين سعوا في الفتنة بقتله()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/148‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.316-8/314‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪447‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقد رد شيخ السلم على زعممم الرافضممي أن‬
‫المسلمين أجمعوا على قتل عثمممان فقممال‪) :‬وأممما‬
‫قوله إن المسلمين أجمعوا على قتل عثمان‪.‬‬
‫فجوابه من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يقال‪ :‬أول همذا ممن أظهمر الكمذب‬
‫وأبينه فإن جماهير المسلمين لم يممأمروا بقتلممه ول‬
‫شاركوا في قتله ول رضوا بقتله؟‬
‫أمهها أول‪ :‬فلن أكممثر المسمملمين لممم يكونمموا‬
‫بالمدينة بل كانوا بمكممة واليمممن والشممام والكوفممة‬
‫والبصممرة ومصممر وخراسممان وأهممل المدينممة بعممض‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫وأما ثانيا‪ :‬فلن خيممار المسمملمين لممم يممدخل‬
‫واحد منهم فممي دم عثمممان ل قتممل ول أمممر بقتلممه‬
‫وإنما قتله طائفة من المفسممدين فممي الرض مممن‬
‫أوباش القبائل وأهل الفتن وكممان علممي ‪ ‬يحلممف‬
‫)‪(1‬‬
‫دائما إني ما قتلت عثمان ول مالت علممى قتلممه‬
‫ويقول اللهم العمن قتلمة عثممان فمي المبر والبحمر‬
‫والسممهل والجبممل)‪ (2‬وغايممة ممما يقممال‪ :‬إنهممم لممم‬

‫)( المسممتدرك ‪ 3/106‬بمعنمماه‪ ،‬الريمماض النضممرة ‪.3/78‬‬ ‫‪1‬‬

‫بمعناه‪ ،‬المطالب العالية ‪ 4/293‬بمعناه سممنن سممعيد بممن‬


‫منصممور ‪ .2/335‬بمعنمماه‪ ،‬السممنة للخلل‪ ،328 /‬بمعنمماه‪،‬‬
‫ابن سعد في الطبقات ‪ 82 ،69-3/68‬بمعناه‪.‬‬
‫)( الرياض النضرة ‪ .3/48‬بمعناه ‪ ،3/79‬وليس فيممه الممبر‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪448‬‬
‫الرافضة‬
‫ينصروه حق النصرة وأنه حصممل نمموع مممن الفتممور‬
‫والخذلن حتى تمكن أولئك المفسدون ولهممم فممي‬
‫ذلك تأويلت وما كانوا يظنون أن المر يبلغ إلى ما‬
‫بلغ ولو علموا ذلك لسدوا الذريعة وحسممموا مممادة‬
‫ةل‬ ‫فت َْنهه ً‬
‫قههوا ِ‬ ‫الفتنممة ولهممذا قممال‪ :‬تعممالى‪َ  :‬‬
‫وات ّ ُ‬
‫ة‪ ،(1)‬فممإن‬ ‫صه ً‬
‫خا ّ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُه ْ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬
‫مههوا ِ‬ ‫ن ال ّ ه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صههيب َ ّ‬
‫تُ ِ‬
‫الظالم يظلم فيبتلي الناس بفتنممة تصمميب مممن لممم‬
‫يظلم فيعجممز عممن ردهمما حينئذ بخلف ممما لممو منممع‬
‫الظالم ابتداء فإنه كان يزول سبب الفتنة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن هؤلء الرافضة في غاية التنمماقض‬
‫والكذب فإنه من المعلوم أن الناس أجمعموا علمى‬
‫بيعة عثمان ما لم يجمعوا على قتلممه فممإنهم كلهممم‬
‫بممايعوه فممي جميممع الرض فممإن جمماز الحتجمماج‬
‫بالجممماع الظمماهر فيجممب أن تكممون بيعتممه حقمما‬
‫لحصول الجماع عليهمما وإن لمم يجمز الحتجماج بمه‬
‫بطلت حجتهم بالجمماع علمى قتلمه ل سميما وممن‬
‫المعلوم أنه لم يباشر قتله إل طائفة قليلة ثم إنهم‬
‫ينكرون الجماع على بيعته ويقولون‪ :‬إنما بايع أهل‬
‫الحق منهم خوفا وكرهما ومعلموم أنهمم لممو اتفقموا‬
‫كلهممم علممى قتلممه وقممال قممائل‪ :‬كممان أهممل الحممق‬
‫والبحر‪ ،‬فضائل الصحابة ‪ 455 /1‬بمعناه سنن سعيد بممن‬
‫منصور ‪ 2/336‬بمعناه‪.‬‬
‫)( النفال‪.25 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪449‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كممارهين لقتلممه لكممن سممكتوا خوفمما وتقيممة علممى‬
‫أنفسهم لكان هذا أقرب إلى الحق لن العممادة قممد‬
‫جرت بأن من يريد قتل الئمة يخيممف مممن ينممازعه‬
‫بخلف مممن يريممد مبايعممة الئمممة فممإنه ل يخيممف‬
‫المخالف كما يخيف من يريد قتلمه فممإن المريمدين‬
‫للقتممل أسممرع إلممى الشممر وسممفك الممدماء وإخافممة‬
‫الناس من المريدين للمبايعة‪.‬‬
‫فهذا لو قدر أن جميع الناس ظهر منهم المممر‬
‫بقتله فكيف وجمهممورهم أنكممروا قتلممه ودافممع عنممه‬
‫من دافع في بيته كالحسن بن علي وعبد اللممه بممن‬
‫الزبير)‪ (1‬وغيرهما‪.‬‬
‫وأيضا فإجماع الناس على بيعة أبي بكر أعظم‬
‫من إجماعهم على بيعة علممي وعلممى قتممل عثمممان‬
‫وعلى غير ذلك فإنه لم يتخلف عنها إل نفممر يسممير‬
‫كسعد بن عبادة وسعد قد علم سبب تخلفه واللممه‬
‫يغفممر لممه ويرضممى عنممه وكممان رجل صممالحا مممن‬
‫السابقين الولين من النصار من أهممل الجنممة كممما‬
‫قالت عائشة رضي الله عنها في قصة الفممك لممما‬
‫أخذ يدافع عن عبد اللممه بممن أبممي رأس المنممافقين‬

‫)( عبد اللممه بممن الزبيممر بممن العمموام بممن خويلممد بممن أسممد‬ ‫‪1‬‬

‫القرشي السممدي أبممو بكممر‪ ،‬وُيقممال‪ :‬أبممو خممبيب المممدني‪،‬‬


‫وأمه أسماء بنت أبي بكر الصممديق‪ .‬وهممو صممحابي جليممل‬
‫قتل سنة ثلث وسبعين‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪450‬‬
‫الرافضة‬
‫قالت‪» :‬وكان قبل ذلك رجل صالحا ولكن احتملتممه‬
‫الحمية«)‪ (1‬وقد قلنا غيممر مممرة إن الرجممل الصمالح‬
‫المشهود له بالجنة قد يكون له سيئات يتوب منهمما‬
‫أو تمحوها حسناته أو تكفر عنه بالمصائب أو بغيممر‬
‫ذلك فإن المؤمن إذا أذنب كان لدفع عقوبممة النممار‬
‫عنه عشرة أسممباب ثلثممة منممه وثلثممة مممن النمماس‬
‫وأربعة يبتديها اللممه التوبممة والسممتغفار والحسممنات‬
‫الماحيممة ودعمماء المممؤمنين لممه وإهممداؤهم العمممل‬
‫الصالح له وشممفاعة نبينمما ‪ ‬والمصممائب المكفممرة‬
‫فممي الممدنيا وفممي الممبرزخ وفممي عرصممات القيامممة‬
‫ومغفرة الله له بفضل رحمته‪.‬‬
‫والمقصود هنا أن هممذا الجممماع ظمماهر معلمموم‬
‫فكيف يدعى الجماع على مثممل قتممل عثمممان مممن‬
‫ينكر مثل هذا الجماع بل مممن المعلمموم أن الممذين‬
‫تخلفوا عن القتال مع علي من المسلمين أضعاف‬
‫الذين أجمعوا على قتل عثمان فممإن النمماس كممانوا‬
‫في زمن علي على ثلثة أصناف صنف قاتلوا معممه‬
‫وصممنف قمماتلوه وصممنف ل قمماتلوه ول قمماتلوا معممه‬
‫)( رواه البخاري في كتمماب المغممازي بمماب حممديث الفممك‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 60-5/55‬وفي كتاب التفسير تفسير سورة النممور بمماب‬


‫م‬
‫س مهِ ْ‬ ‫ت ب َِأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫من َمما ُ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ُممو َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫موه ُ ظ َم ّ‬
‫معْت ُ ُ‬ ‫ل َوَْل إ ِذ ْ َ‬
‫سم ِ‬
‫خي ْممرا ً ‪ . 6/5-9‬ورواه مسمملم فممي كتمماب التوبممة بمماب فممي‬ ‫َ‬
‫حديث الفك وقبول توبة القاذف ‪ .2138-4/2129‬ورواه‬
‫المام أحمد في المسند ‪.197-6/194‬‬
‫‪451‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وأكثر السابقين الولين كانوا من هذا الصممنف ولممو‬
‫لم يكن تخلف عنه إل من قاتل مع معاوية ‪ ‬فإن‬
‫معاوية ومن معه لم يبممايعوه وهممم أضممعاف الممذين‬
‫قتلوا عثمان أضعافا مضاعفة والمذين أنكمروا قتمل‬
‫عثمان أضعاف الممذين قمماتلوا مممع علممي فممإن كممان‬
‫قول القائل‪ :‬إن النمماس أجمعمموا علممى قتممال عل مي‬
‫باطل فقوله إنهم أجمعوا على قتممل عثمممان أبطممل‬
‫وأبطل‪.‬‬
‫وإن جمماز أن يقممال‪ :‬إنهممم أجمعمموا علممى قتممل‬
‫ضمما‪.‬‬
‫عثمان لكون ذلك وقع في العالم ولم يممدفع أي ً‬
‫فقول القائل إنهم أجمعوا علممى قتممال علممى أيضمما‬
‫والتخلف عن بيعته أجوز وأجوز فإن هذا وقممع فممي‬
‫العالم ولم يدفع‪.‬‬
‫وإن قيل إن الذين كانوا مع علممي لممم يمكنهممم‬
‫إلزام الناس بالبيعة لمه وجمعهمم عليمه ول دفعهمم‬
‫عن قتاله فعجزوا عن ذلك‪.‬‬
‫قيل والممذين كممانوا مممع عثمممان لممما حصممر لممم‬
‫يمكنهم أيضا دفع القتال عنه‪.‬‬
‫وإن قيل بممل أص محاب علممى فرطمموا وتخمماذلوا‬
‫حتى عجزوا عن دفع القتال أو قهممر الممذين قمماتلوه‬
‫أو جمع الناس عليه‪.‬‬
‫قيل‪ :‬والذين كانوا مع عثمان فرطوا وتخمماذلوا‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪452‬‬
‫الرافضة‬
‫حتى تمكن منه أولئك ثم دعوى المممدعي الجممماع‬
‫على قتل عثمممان مممع ظهممور النكممار مممن جممماهير‬
‫المة له وقيامهم في النتصار لممه والنتقممام ممممن‬
‫قتله أظهر كذبا من دعوى المممدعي إجممماع الئمممة‬
‫على قتل الحسين ‪.(1)(‬‬
‫وقد رد شيخ السلم على دعوى الرافضي أن‬
‫عائشة أمرت بقتل عثمان فقممال‪) :‬وأممما قمموله إن‬
‫عائشممة كممانت فممي كممل وقممت تممأمر بقتممل عثمممان‬
‫وتقول فممي كممل وقممت اقتلمموا نعثل قتممل اللممه نعثل‬
‫ولما بلغها قتله فرحت بذلك‪.‬‬
‫فيقال له أول‪ :‬أين النقممل الثممابت عممن عائشممة‬
‫بذلك؟‬
‫ويقال ثانيا‪ :‬المنقول الثابت عنهمما يكممذب ذلممك‬
‫ويبيبن أنها أنكرت قتلممه وذمممت مممن قتلممه ودعممت‬
‫على أخيها محمد وغيره لمشاركتهم في ذلك‪.‬‬
‫ويقال ثالثا‪ :‬هب أن واحدا من الصحابة عائشة‬
‫أو غيرها قال في ذلك على وجه الغضممب لإنكمماره‬
‫بعض ما ينكر فليس قمموله حجممة ول يقممدح ذلممك ل‬
‫فممي إيمممان القممائل ول المقممول لممه بممل قممد يكممون‬
‫كلهممما وليمما للممه تعممالى مممن أهممل الجنممة ويظممن‬
‫أحممدهما جممواز قتممل الخممر بممل يظممن كفممره وهممو‬
‫مخطئ في هذا الظن‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.327-4/322‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪453‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كما ثبت في الصحيحين عن علمي وغيممره فممي‬
‫قصة حاطب بن أبي بلتعة)‪ (1‬وكان مممن أهممل بممدر‬
‫والحديبية وقد ثبت في الصحيح أن غلمه قممال‪ :‬يمما‬
‫رسول الله‪ ،‬والله ليدخلن حمماطب النممار فقممال لممه‬
‫النمممبي ‪» :‬كهههذبت إنهههه قهههد شههههد بهههدرا‬
‫والحديبية«)‪ (2‬وفي حديث علي أن حاطبمما كتممب‬
‫إلى المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول اللممه ‪‬‬
‫لما أراد غزوة الفتممح فممأطلع اللممه نممبيه علممى ذلممك‬
‫فقال لعلي والزبير‪» :‬اذهبا حتى تأتيهها روضههة‬
‫خاخ)‪ (3‬فإن بها ظعينة معها كتاب« فلما أتيما‬
‫بالكتاب قال‪ :‬ممما هممذا يمما حمماطب فقممال‪ :‬واللممه يمما‬
‫رسول الله ما فعلت هذا ارتممدادا ول رضمما بممالكفر‬

‫)( هو عمرو بممن عميممر بممن سمملمة بممن صممعب بممن سممهل‬ ‫‪1‬‬

‫اللخمممي المكممي كممان رسممول النممبي ‪ ‬إلممى المقمموقس‬


‫صمماحب مصممر‪ .‬تمموفي سممنة ‪ 30‬هممم‪ .‬السممير ‪،45-2/43‬‬
‫الصابة ‪ ،193-2/192‬تاريخ خليفة‪.166 /‬‬
‫)( راوه مسمملم فممي كتمماب فضممائل الصممحابة‪ ،‬بمماب مممن‬ ‫‪2‬‬

‫فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حمماطب بممن أبممي‬
‫بلتعممة ‪ .4/1942‬وورد نحمموه عنممد البخمماري فممي كتمماب‬
‫المغازي‪ ،‬باب غزوة الفتح وما بعث بممه حمماطب بممن أبممي‬
‫بلتعة على أهل مكة ُيخبرهم بغزو النبي ‪. 5/79‬‬
‫)( روضة خاخ موضع بين الحرمين بقممرب حمممراء السممد‬ ‫‪3‬‬

‫مممن المدينممة‪ ،‬وحمممراء السممد علممى ثمانيممة أميممال مممن‬


‫معجممم البلممدان ‪،2/301‬مم ‪ ،336-335‬مراصممد‬ ‫المدينممة‪ُ .‬‬
‫الطلع ‪.444 ،1/424‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪454‬‬
‫الرافضة‬
‫ولكن كنت امرءا ملصقا في قريش ولم أكممن مممن‬
‫أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم بمكممة‬
‫قرابات يحمون بها أهليهم فأحببت إذا فمماتني ذلممك‬
‫أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي فقممال عمممر‬
‫‪ :‬دعني أضرب عنق هذا المنممافق فقممال‪» :‬إنههه‬
‫شهد بدرا وما يههدريك أن اللههه اطلههع علههى‬
‫أهههل بههدر فقههال‪ :‬اعملههوا مهها شههئتم فقههد‬
‫غفرت لكم«)‪ (1‬وأنممزل اللممه تعممالى أول سممورة‬
‫ول َِيهاءَ‬ ‫عهدوك ُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫الممتحنة‪ :‬ل ت َت ّ ِ‬
‫مأ ْ‬‫و َ ُ ّ ْ‬
‫وي َ‬
‫عهدُ ّ‬
‫ذوا َ‬
‫ة‪ ،(2)‬وهذه القصة مما اتفق‬ ‫ودّ ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قو َ َ‬
‫ن إ ِلي ْ ِ‬ ‫ت ُل ْ ُ‬
‫أهممل العلممم علممى صممحتها وهممي متممواترة عنممدهم‬
‫معروفممة عنممد علممماء التفسممير وعلممماء الحممديث‬
‫وعلماء المغازي والسير والتواريممخ وعلممماء الفقممه‬
‫وغير هؤلء‪...‬‬
‫فممإن عثمممان وعليمما وطلحممة والزبيممر أفضممل‬
‫باتفاق المسلمين من حاطب ابن أبي بلتعة وكممان‬
‫حاطب مسيئا إلى مماليكه وكان ذنبه فممي مكاتبممة‬
‫المشممركين وإعممانتهم علممى النممبي ‪ ‬وأصممحابه‬
‫)( البخاري‪ ،‬كتاب تفسير القممرآن‪ ،‬بمماب ل تتخممذوا عممدوي‬ ‫‪1‬‬

‫وعدوكم أولياء‪ .6/60 ،‬أبو داود‪ ،‬كتاب الجهمماد‪ ،‬بمماب فممي‬


‫حكم الجاسوس إذا كان مسمملما ً ‪ 111-3/108‬الترمممذي‪،‬‬
‫كتاب تفسير القرآن‪ ،‬باب ومممن سممورة الممتحنممة ‪-5/60‬‬
‫‪ ،61‬أحمد في المسند ‪.2/109‬‬
‫)( الممتحنة‪.1 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪455‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أعظم من الذنوب التي تضاف إلى هؤلء ومع هذا‬
‫فالنبي ‪ ‬نهى عن قتله وكذب من قال إنه يممدخل‬
‫النار لنه شهد بدرا والحديبية وأخممبر بمغفممرة اللممه‬
‫لهل بدر ومع هذا فقد قال عمر ‪ :‬دعني أضرب‬
‫عنق هذا المنممافق فسممماه منافقمما واسممتحل قتلممه‬
‫ولم يقدح ذلك في إيمان واحد منهما ول في كونه‬
‫من أهل الجنة‪....‬‬
‫وكممذلك فممي الصممحيحين حممديث عتبممان بممن‬
‫مالممك)‪ (1‬لممما أتممى النممبي ‪ ‬منزلممه فممي نفممر مممن‬
‫أصحابه فقام يصلي وأصممحابه يتحممدثون بينهممم ثممم‬
‫أسندوا عظم ذلك إلى مالك بن الدخشمم وودوا أن‬
‫النبي ‪ ‬دعا عليه فيهلممك فقضممى رسممول اللممه ‪‬‬
‫صلته وقال‪ :‬أليس يشهههد أن ل إلههه إل اللههه‬
‫وأني رسول الله ! قالوا‪ :‬بلى وإنه يقممول ذلممك‬
‫وما هو في قلبه فقال‪ :‬ل يشهد أحد أن ل إلههه‬
‫إل الله وأني رسول اللههه فيههدخل النههار أو‬
‫تطعمه«)‪.(2‬‬
‫وإذا كممان ذلممك فممإذا ثبممت أن شخصمما مممن‬
‫الصممحابة إممما عائشممة وإممما عمممار بممن ياسممر وإممما‬
‫)( عتبان – بكسر أوله – بن مالممك بممن عمممرو الخزرجممي‬ ‫‪1‬‬

‫النصمماري‪ ،‬صممحابي مممات فممي خلفممة معاويممة‪ .‬الخلصممة‬


‫‪ ،2/325‬التقريب‪.380 /‬‬
‫)( رواه مسلم في كتمماب اليممان‪ ،‬بماب المدليل علممى أن‬ ‫‪2‬‬

‫من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا‪.62-1/61 .‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪456‬‬
‫الرافضة‬
‫غيرهما كفر آخر من الصممحابة عثمممان أو غيممره أو‬
‫أباح قتلمه علمى وجمه التأويمل كمان همذا ممن بماب‬
‫التأويل المذكور ولم يقدح ذلممك فممي إيمممان واحممد‬
‫منهما ول في كممونه مممن أهممل الجنممة فممإن عثمممان‬
‫وغيره أفضممل مممن حمماطب بممن أبممي بلتعممة وعمممر‬
‫أفضل من عمار)‪ (1‬وعائشة وغيرهما وذنب حاطب‬
‫أعظم فإذا غفر لحمماطب ذنبممه فممالمغفرة لعثمممان‬
‫أولممى وإذا جمماز أن يجتهممد مثممل عمممر وأسمميد بممن‬
‫حضير)‪ (2‬في التكفير أو استحلل القتممل ول يكممون‬
‫ذلك مطابقا فصدور مثل ذلك مممن عائشممة وعمممار‬
‫أولى‪.‬‬
‫ويقال رابعًا‪ :‬إن هذا المنقول عن عائشممة مممن‬
‫القدح في عثمان إن كممان صممحيحا فإممما أن يكممون‬
‫صمموابا أو خطممأ فممإن كممان صمموابا لممم يممذكر فممي‬
‫مسمماوئ عائشممة وإن كممان خطممأ لممم يممذكر فممي‬

‫)( عمار بن ياسر بن عامر بن الحصين العنسي بنون أبممو‬ ‫‪1‬‬

‫اليقظان مولى بنممي مخممزوم‪ ،‬صممحابي جليممل شممهد بممدرا ً‬


‫والمشاهد‪ ،‬وكان أحممد السممابقين الوليممن قتممل مممع علممي‬
‫بصفين سنة سبع وثلثين من الهجممرة‪ .‬الخلصممة ‪-3/261‬‬
‫‪ ،262‬التقريب‪.408 /‬‬
‫)( أسمميد بممن الحضممير بممن سممماك بممن عتيممك النصمماري‬ ‫‪2‬‬

‫الشهلي صحابي جليل أسمملم قممديما ً أحممد النقبمماء الثنممى‬


‫عشر ليلة العقبة مات سنة عشرين أو إحممدى وعشممرين‪.‬‬
‫السير ‪ ،343-1/340‬التقريب‪ ،112 /‬الشذرات ‪.1/31‬‬
‫‪457‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مساوئ عثمان والجمع بين نقص عائشممة وعثمممان‬
‫باطل قطعا وأيضا فعائشة ظهممر منهمما مممن التممألم‬
‫لقتل عثمان والذم لقتلته وطلب النتقام منهم ممما‬
‫يقتضي الندم على ما ينافى ذلممك كممما ظهممر منهمما‬
‫الندم على مسيرها إلممى الجمممل فممإن كممان نممدمها‬
‫على ذلممك يممدل علممى فضمميلة علممي واعترافهمما لممه‬
‫بممالحق فكممذلك هممذا يممدل علممى فضمميلة عثمممان‬
‫واعترافها له بالحق وإل فل‪.‬‬
‫وأيضا فما ظهر من عائشة وجمهممور الصممحابة‬
‫وجمهور المسلمين مممن الملم لعلممي أعظممم مممما‬
‫ظهر منهم من الملم لعثمان فإن كممان هممذا حجممة‬
‫في لوم عثمان فهو حجمة فمي لموم علمي وإن لمم‬
‫يكن حجممة فممي لمموم علممي فليممس حجممة فممي لمموم‬
‫عثمان وإن كان المقصود بذلك القدح في عائشممة‬
‫لممما لمممت عثمممان وعليمما فعائشممة فممي ذلممك مممع‬
‫جمهور الصحابة لكن تختلف درجات الملم()‪.(1‬‬
‫)وأممما قمموله إنهمما سممألت مممن تممولى الخلفممة‬
‫فقالوا‪ :‬علي فخرجت لقتاله على دم عثمممان فممأي‬
‫ذنب كان لعلي في ذلك‪.‬‬
‫فيقال له أول‪ :‬قول القائل‪ :‬إن عائشة وطلحممة‬
‫والزبير اتهموا عليا بأنه قتل عثمان وقمماتلوه علممى‬

‫)( المنهاج ‪.336-4/329‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪458‬‬
‫الرافضة‬
‫ذلك كذب بين بل إنما طلبمموا القتلممة الممذين كممانوا‬
‫تحيزوا إلى علي وهم يعلمون أن براءة علممي مممن‬
‫دم عثمان كبراءتهم وأعظم لكن القتلممة كممانوا قممد‬
‫أووا إليه فطلبوا قتل القتلة ولكممن كممانوا عمماجزين‬
‫عن ذلك هممم وعلمي لن القمموم كمانت لهمم قبممائل‬
‫يذبون عنهم‪.‬‬
‫والفتنة إذا وقعت عجز العقلء فيهمما عممن دفممع‬
‫السفهاء فصار الكابر ‪ y‬عاجزين عن إطفاء الفتنة‬
‫وكممف أهلهمما وهممذا شممأن الفتممن كممما قممال تعممالى‬
‫م‬‫من ْك ُه ْ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬
‫مههوا ِ‬ ‫ن ال ّ ه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صههيب َ ّ‬
‫ة ل تُ ِ‬
‫فت ْن َه ً‬
‫قوا ِ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ة‪ (1)‬وإذا وقعت الفتنة لم يسلم مممن التلمموث‬ ‫ص ً‬
‫خا ّ‬ ‫َ‬
‫بها إل من عصمه الله‪.‬‬
‫وأيضمما قمموله أي ذنممب كممان لعلممي فممي قتلممه‬
‫تناقض منه فإنه يزعم أن عليا كان ممممن يسممتحل‬
‫قتله‪.‬‬
‫وقتاله وممن ألب عليممه وقممام فممي ذلممك فممإن‬
‫عليا ‪ ‬نسبه إلممى قتممل عثمممان كممثير مممن شمميعته‬
‫ومن شيعة عثمان هؤلء لبغضممهم لعثمممان وهممؤلء‬
‫لبغضهم لعلي وأممما جممماهير المسمملمين فيعلمممون‬
‫كذب الطائفتين على علي‪.‬‬
‫والرافضة تقممول إن عليمما كممان ممممن يسممتحل‬
‫)( النفال‪.25 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪459‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫قتل عثمممان بممل وقتممل أبممي بكممر وعمممر وتممرى أن‬
‫العانة على قتله من الطاعات والقرابممات فكيممف‬
‫يقول من هذا اعتقمماده أي ذنممب كممان لعلممي علممى‬
‫ذلمك وإنممما يليمق همذا التنزيمه لعلممي بمأقوال أهممل‬
‫السنة لكن الرافضة من أعظم الناس تناقضا()‪.(1‬‬
‫)وكل ذلك كذب على علممي ‪ ‬وقممد حلممف ‪‬‬
‫وهو الصادق بل يمين أنه لم يقتل عثمممان ول مممال‬
‫على قتلممه بممل ول رضممي بقتلممه وكممان يلعممن قتلممة‬
‫عثمان‪ ،‬وأهل السنة يعلمون ذلك منه بممدون قمموله‬
‫فهو أتقى لله مممن أن يعيممن علممى قتممل عثمممان أو‬
‫يرضى بذلك()‪.(2‬‬
‫)ومن هؤلء من يقول إن عليا شممارك فممي دم‬
‫عثمان فمنهم من يقول إنه أمر علنية ومنهم مممن‬
‫يقول إنه أمممر سممرا ومنهممم مممن يقممول بممل رضممي‬
‫بقتله وفرح بذلك ومنهم من يقول غير ذلممك وهممذا‬
‫كله كذب على علي ‪ ‬وافتراء عليه فعلى ‪ ‬لممم‬
‫يشارك في دم عثمان ول أمر ول رضي وقممد روي‬
‫عنه وهو الصادق البممار أنممه قممال‪ :‬واللممه ممما قتلممت‬
‫عثمان ول مالت على قتله وروي عنه أنه قال‪ :‬ما‬

‫)( المنهاج ‪.344 -343 /4‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/202‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪460‬‬
‫الرافضة‬
‫قتلت ول رضيت)‪.(3‬‬
‫وروى عنه أنه سمممع أصممحاب معاويممة يلعنممون‬
‫قتلة عثمان فقال‪ :‬اللهم العن قتلة عثمان في البر‬
‫والبحر والسممهل والجبممل وروى أن أقواممما شممهدوا‬
‫عليه بالزور عنممد أهممل الشممام أنممه شممارك فممي دم‬
‫عثمان وكان هذا مما دعاهم إلى ترك مبايعته لممما‬
‫اعتقدوا أنه ظالم وأنه من قتلممة عثمممان وأنممه آوى‬
‫قتلة عثمان لموافقته لهم على قتله‪.‬‬
‫وهذا وأمثمماله مممما يممبين شممبهة الممذين قمماتلوه‬
‫ووجه اجتهادهم في قتاله لكمن ل يمدل علمى أنهمم‬
‫كانوا مصيبين في ترك مبايعته وقتاله وكممون قتلممة‬
‫عثمان من رعيته ل يمموجب أنممه كممان موافقمما لهممم‬
‫وقد اعتذر بعممض النمماس عممن علممي بممأنه لممم يكممن‬
‫يعممرف القتلمة بأعيممانهم أو بممأنه كممان ل يممرى قتممل‬
‫الجماعة بالواحد أو بأنه لم يممدع عنممده ولممي الممدم‬
‫دعوى توجب الحكم له‪.‬‬
‫ول حاجة إلى هذه العذار بل لم يكن علي مع‬
‫تفرق الناس عليه متمكنا من قتل قتلمة عثممان إل‬
‫بفتنة تزيد المر شرا وبلء ودفع أفسممد الفاسممدين‬
‫بممالتزام أدناهممما أولممى مممن العكممس لنهممم كممانوا‬

‫)( ورد هذا الثممر بنحمموه فممي السممنة للخلل‪ ،328 /‬وفممي‬ ‫‪3‬‬

‫طبقات ابن سعد ‪ 3/82‬بنحوه كذلك‪.‬‬


‫‪461‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عسكرا وكممان لهممم قبممائل تغضممب لهممم والمباشممر‬
‫منهممم للقتممل وإن كممان قليل فكممان ردؤهممم أهممل‬
‫الشوكة ولول ذلمك لمم يتمكنموا ولمما سمار طلحمة‬
‫والزبير إلى البصرة ليقتلوا قتلة عثمان قام بسبب‬
‫ذلك حرب قتل فيها خلق()‪.(1‬‬
‫)وممممن العجمممب أن دم الهرممممزان)‪ (2‬المتهمممم‬
‫بالنفمماق والمحاربممة للممه ورسمموله والسممعي فممي‬
‫الرض بالفساد تقام فيه القيامة ودم عثمان يجعل‬
‫ل حرمممة لممه وهممو إمممام المسمملمين المشممهود لممه‬
‫بالجنممة الممذي هممو وإخمموانه أفضممل الخلممق بعممد‬
‫النبيين!‪.‬‬
‫ومن المعلوم بالتواتر أن عثمان كان مممن أكممف‬
‫الناس عن الدماء وأصبر الناس على مممن نممال مممن‬
‫عرضه وعلى من سعى في دمه فحاصروه وسممعوا‬
‫فممي قتلممه وقممد عممرف إرادتهممم لقتلممه وقممد جمماءه‬
‫المسلمون من كل ناحية ينصرونه ويشمميرون عليممه‬
‫بقتالهم وهو يأمر الناس بممالكف عممن القتممال ويممأمر‬
‫من يطيعه أن ل يقمماتلهم وروى أنممه قممال لمممماليكه‬
‫من كف يده فهو حر وقيل له تذهب إلى مكة فقال‬

‫)( المنهاج ‪.4/406‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الهرمزان بضممم أولممه وثممالثه وسممكون الممراء ثممم زاي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مخضرم‪ ،‬أسلم على يد عمر‪ ،‬وقتل يوم قتلممه‪ .‬الطبقممات‬


‫الكبرى ‪ ،90-5/89‬التقريب‪.571 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪462‬‬
‫الرافضة‬
‫ل أكون ممن ألحد في الحرم فقيل لمه تمذهب إلمى‬
‫الشام فقال ل أفارق دار هجرتي فقيل له فقمماتلهم‬
‫فقممال ل أكممون أول مممن خلممف محمممدا فممي أمتممه‬
‫بالسيف)‪.(1‬‬
‫فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله‬
‫عند المسلمين‪.‬‬
‫ومعلمموم أن الممدماء الكممثيرة الممتي سممفكت‬
‫باجتهاد علي ومن قاتله لم يسفك قبلها مثلها مممن‬
‫دماء المسملمين فممإذا كمان مما فعلمه علممي مممما ل‬
‫يوجب القممدح فممي علممي بممل كممان دفممع الظممالمين‬
‫لعلي من الخوارج وغيرهم من النواصب القادحين‬
‫في علي واجبا فلن يجب دفع الظالمين القادحين‬
‫في عثمان بطريممق الولممى والحممرى إذ كممان بعممد‬
‫عثمان عن استحلل دممماء المسمملمين أعظممم مممن‬
‫بعد علي عن ذلك بكثير كثير‪ ،‬وكان من قممدح فممي‬
‫عثمان بممأنه كمان يسممتحل إراقممة دممماء المسملمين‬
‫بتعطيل الحدود كان قد طرق من القدح في علممي‬
‫ما هممو أعظممم مممن هممذا وسمموغ لمممن أبغممض عليمما‬
‫وعمماداه وقمماتله أن يقممول إن عليمما عطممل الحممدود‬

‫)( فضائل الصحابة ‪ ،1/485‬الريمماض النضممرة ‪ 3/69‬فممي‬ ‫‪1‬‬

‫أثممر طويممل وفيممه اختلف يسممير‪ .‬المسممند ‪ ،1/67‬وفممي‬


‫المحقممق ‪ ،1/369‬وفممي التاريممخ الكممبير ‪ ،1/163‬وانظممر‬
‫مجمع الزوائد ‪.230-7/229‬‬
‫‪463‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الواجبة على قتلة عثمان وتعطيل تلمك الحمدود إن‬
‫كانت واجبة أعظم فسادا مممن تعطيممل حممد وجممب‬
‫بقتل الهرمزان‪.‬‬
‫وإذا كان من الواجب الدفع عن علي بأنه كممان‬
‫معذورا باجتهاد أو عجز فلن يدفع عن عثمان بممأنه‬
‫كان معذورا بطريق الولى()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر شيخ السلم الفساد الذي حصممل فممي‬
‫المة بقتل عثمان مقارنة بالفساد الذي حصل في‬
‫المة بقتممل الحسممين فقممال‪) :‬ولهممذا كممان الفسمماد‬
‫الذي حصممل فممي المممة بقتممل عثمممان أعظممم مممن‬
‫الفسمماد الممذي حصممل فممي المممة بقتممل الحسممين‪،‬‬
‫وعثمان من السابقين الولين وهممو خليفممة مظلمموم‬
‫طلب منه أن ينعزل بغير حق فلم ينعزل ولم يممدفع‬
‫عن نفسه حتى قتل والحسممين ‪ ‬لممم يكممن متوليمما‬
‫وإنممما كممان طالبمما للوليممة حممتى رأى أنهمما متعممذرة‬
‫وطلب منممه أن يستأسممر نفسممه ليحمممل إلممى يزيممد‬
‫مأسورا فلم يجب إلى ذلك وقاتل حتى قتل شممهيدا‬
‫مظلوما‪ ،‬فظلم عثمان كان أعظممم وصممبره وحلمممه‬
‫كان أكمل وكلهما مظلوم شهيد()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.287-6/286‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.2/67‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪464‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫بعض المطاعن التي يطعن بها‬
‫الرافضة عليه والرد عليها‬
‫أول‪ :‬قول الرافضي‪:‬‬
‫وأما عثمان فإنه ولي أمممور المسمملمين مممن ل‬
‫يصلح للولية‪ ،‬حممتى ظهممر مممن بعضممهم الفسمموق‪،‬‬
‫ومممن بعضممهم الخيانممة‪ ...‬واسممتعمل الوليممد بممن‬
‫عقبة)‪ (1‬حتى ظهر منه شرب الخمممر‪ ...‬واسممتعمل‬
‫سعيد بن العاص)‪ (2‬على الكوفة وظهر منه ما أدى‬
‫إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها‪ ...‬إلخ‪ .‬قممال شمميخ‬
‫السلم‪:‬‬
‫)والجواب‪ :‬أن يقال نواب علي خانوه وعصمموه‬
‫أكثر مما خان عمال عثمان له وعصوه وقد صممنف‬
‫الناس كتبمما فيمممن وله علممي فأخممذ المممال وخممانه‬

‫)( الوليد بن عقبة بممن أبمي معيممط القرشممي المموي‪ ،‬لمه‬ ‫‪1‬‬

‫صحبة قليلة‪ ،‬ورواية يسيرة أخو عثمان لمه‪ ،‬عمماش إلممى‬


‫خلفممة معاويممة‪ ،‬ت سممنة ‪ 61‬هممم‪ ،‬السممير ‪،416-3/412‬‬
‫التقريب‪ ،583 /‬البداية والنهاية ‪.8/214‬‬
‫)( سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الموي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫كان عمره عند وفماة النممبي ‪ ‬تسمع سممنين‪ ،‬ولممي إمممرة‬


‫ن‬
‫الكوفة لعثمان‪ ،‬قال البخمماري‪ :‬مممات سممنة سممبٍع أو ثممما ٍ‬
‫وخمسممين وقيممل غيممر ذلممك‪ .‬التقريممب‪ ،237 /‬الخلصممة‬
‫‪.1/382‬‬
‫‪465‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وفيمن تركه وذهب إلى معاوية)‪ (1‬وقد ولممى علممي‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ‬زياد بن أبممي سممفيان أبمما عبيممدالله بممن زيمماد‬
‫قاتل الحسين وولي الشتر النخعي)‪ (3‬وولى محمد‬
‫بن أبي بكر)‪ (4‬وأمثال هؤلء‪.‬‬
‫ول يشك عاقل أن معاوية بن أبممي سممفيان ‪‬‬
‫كان خيرا من هؤلء كلهم‪.‬‬
‫ومن العجب أن الشيعة ينكممرون علممى عثمممان‬

‫)( معاوية بن أبي سفيان صخر بن حممرب بممن أميممة أميممر‬ ‫‪1‬‬

‫المؤمنين ملك السلم أبو عبد الرحمن القرشي الممموي‬


‫المكي‪ ،‬صحابي أسلم قبيل الفتح‪ ،‬وكتب الوحي‪ ،‬ت سنة‬
‫‪ 60‬هم‪ .‬التقريب‪ ،537 /‬السير ‪.262-3/119‬‬
‫)( زياد بن أبي سفيان هو زياد بممن أبيممه‪ ،‬وقيممل زيمماد بممن‬ ‫‪2‬‬

‫عبيممد الثقفممي بممن سمممية‪ُ ،‬يكنممى أبمما المغيممرة‪ ،‬ولممد عممام‬


‫الهجرة واسلم زمن الصممديق‪ ،‬وسمممع مممن عمممر وغيممره‪،‬‬
‫ولي البصرة والكوفممة‪ ،‬ت سممنة ‪ 53‬هممم‪ .‬السممير ‪-3/494‬‬
‫‪ ،497‬ميزان العتدال ‪ ،87-2/86‬التاريممخ الكممبير ‪3/357‬‬
‫وترجمة عبيد الله بن زياد سبقت‪.‬‬
‫)( مالك بن الحارث النخعي الملقممب بالشممتر‪ ،‬مخضممرم‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫نزيل الكوفة‪ ،‬وله على مصر وممات قبمل أن يمدخلها‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪ 37‬هممم‪ .‬السممير ‪ ،35-4/34‬التقريممب‪ ،516 /‬التاريممخ‬
‫الكبير ‪.11/311‬‬
‫)( محمد بن أبي بكر الصديق ولد في حجة المموداع‪ ،‬فممي‬ ‫‪4‬‬

‫السنة العاشرة من الهجرة‪ ،‬وقد انضم إلممى علممي فكممان‬


‫من أمممرائه فسمميره علممى إمممرة مصممر‪ ،‬ت سممنة ‪ 38‬هممم‪.‬‬
‫السير ‪ ،482-3/481‬الشممذرات ‪ ،1/48‬الجممرح والتعممديل‬
‫‪ ،7/351‬التاريخ الكبير ‪.1/124‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪466‬‬
‫الرافضة‬
‫ممما يممدعون أن عليمما كممان أبلممغ فيممه مممن عثمممان‬
‫فيقولون إن عثمان ولىّ أقاربه من بني أمية‪.‬‬
‫ومعلوم أن عليا ولىّ أقاربه من قبل أبيمه وأمممه‬
‫كعبد الله وعبيد اللممه)‪ (1‬ابنممي العبمماس فممولى عبيممد‬
‫اللممه بممن عبمماس علممى اليمممن وولممى علممى مكممة‬
‫والطائف قثم ابن العباس)‪ (2‬وأما المدينة فقيل إنممه‬
‫ولممى عليهمما سممهل بممن حنيممف)‪ (3‬وقيممل ثمامممة بممن‬
‫العباس)‪ (4‬وأما البصرة فممولى عليهمما عبممد اللممه بممن‬

‫)( عبيد الله بن العباس بن عبد المطلممب الهاشمممي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪1‬‬

‫محمممد‪ ،‬ابممن عممم النممبي ‪ ،‬صممحابي صممغير‪ ،‬ولممي إممرة‬


‫اليمممن لبممن عمممه علممي وحممج بالنمماس‪ ،‬ت سممنة ‪ 87‬هممم‪،‬‬
‫السير ‪ ،514-3/512‬الخلصة ‪ ،2/193‬التقريب‪.371 /‬‬
‫)( قثم بن العباس بن عبد المطلممب الهاشمممي‪ ،‬ابممن عممم‬ ‫‪2‬‬

‫ي علممى مكممة فممما‬‫النبي ‪ ،‬صحابي صغير‪ ،‬استعمله علم ٌ‬


‫زال عليها حتى قتل علي‪ .‬ت في سمرقند على الصممحيح‬
‫سنة ‪ 57‬هم‪ .‬والسير ‪ ،442-3/440‬التقريب‪.454 /‬‬
‫)( سهل بن حنيف بن واهب النصاري الوسي‪ ،‬أبو ثممابت‬ ‫‪3‬‬

‫المدني البدري‪ ،‬ولي فارس لعلي رضممي اللممه عنهممما‪ ،‬ت‬


‫سنة ‪ 38‬بالكوفة‪ .‬السممير ‪ ،329-2/325‬التقريممب‪،257 /‬‬
‫الخلصة ‪.1/426‬‬
‫)( لعله تمام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمممي ابممن‬ ‫‪4‬‬

‫عم النبي ‪ ‬شقيق كثير بن العباس‪ ،‬له رؤية وذكره ابن‬


‫حبان في ثقات التابعين‪ ،‬ولي المدينممة فممي زمممان علممي‪.‬‬
‫انظر الستيعاب ‪ ،67-2/63‬السير ‪ ،3/443‬تجريد أسماء‬
‫الصممحابة ‪ ،8/58‬الصممابة ‪ ،310-1/309‬ولممم أجممد فممي‬
‫المراجع المتي اطلعمت عليهما ذكمرا ً لثماممة وإنممما ذكممروا‬
‫‪467‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عباس وولى على مصر ربيبة محمممد بممن أبممي بكممر‬
‫الذي رباه في حجره‪ .‬ثم إن المامية تدعي أن عليا‬
‫نص على أولده في الخلفممة أو علممى ولممده وولممده‬
‫على ولده الخر وهلم جرا‪.‬‬
‫ومن المعلوم أنه إن كان تولية القربين منكرا‬
‫فتولية الخلفة العظمممى أعظممم مممن إمممارة بعممض‬
‫العمال وتولية الولد أقرب إلى النكار من توليممة‬
‫بني العم()‪.(1‬‬
‫)والمقصود هنا أن ما يعتذر به عن علممي فيممما‬
‫أنكر عليه يعتذر بأقوى منه عن عثمممان فممإن عليمما‬
‫قاتل علمى الوليمة وقتمل بسمبب ذلمك خلمق كمثير‬
‫عظيم ولم يحصممل فممي وليتممه ل قتممال للكفممار ول‬
‫فتح لبلدهم ول كممان المسمملمون فممي زيممادة خيممر‬
‫وقممد ولممى مممن أقمماربه مممن وله فوليممة القممارب‬
‫مشتركة ونواب عثمان كانوا أطوع من نواب علي‬
‫وأبعد عممن الشممر‪ ،‬وأممما الممموال الممتي تممأول فيهمما‬
‫عثمان فكما تأول علممي فممي الممدماء وأمممر الممدماء‬
‫أخطر وأعظم()‪.(2‬‬
‫)فإن عثمان يقول إن بنممي أميممة كممان رسممول‬

‫تماما ً وأنه عاشر ولد العباس وآخرهم‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.185-6/184‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.192-6/191‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪468‬‬
‫الرافضة‬
‫الله ‪ ‬يستعملهم في حياته واستعملهم بعده مممن‬
‫ل يتهم بقرابة فيهم أبو بكر الصممديق ‪ ‬وعمممر ‪‬‬
‫ول نعممرف قبيلممة مممن قبممائل قريممش فيهمما عمممال‬
‫لرسول الله ‪ ‬أكثر مممن بنممي عبممد شمممس لنهممم‬
‫كانوا كثيرين وكان فيهم شرف وسؤدد‪ ....‬فيقممول‬
‫عثمان‪ :‬أنا لم استعمل إل من اسممتعمله النممبي ‪‬‬
‫منهم ومن جنسهم ومن قممبيلتهم وكممذلك أبممو بكممر‬
‫وعمممر بعممده فقممد ولممى أبممو بكممر يزيممد بممن أبممي‬
‫سفيان)‪ (1‬بن حرب في فتوح الشممام وأقممره عمممر‬
‫ثم ولى عمر بعده أخاه معاوية‪.‬‬
‫وهذا النقل عن النبي ‪ ‬في اسممتعمال هممؤلء‬
‫ثابت مشهور عنه بل متواتر عند أهل العلممم ومنممه‬
‫متواتر عند علماء الحديث ومنه ما يعرفممه العلممماء‬
‫منهم‪.‬‬
‫ول ينكره أحد منهم فكان الحتجاج على جممواز‬
‫الستعمال من بني أمية بالنص الثممابت عممن النممبي‬
‫‪ ‬أظهر عند كل عاقل مممن دعمموى كممون الخلفممة‬
‫في واحد معيممن مممن بنممي هاشممم بممالنص لن هممذا‬
‫كذب باتفاق أهل العلم بالنقل وذاك صدق باتفمماق‬

‫)( يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الممموي ابممو خالممد‬ ‫‪1‬‬

‫المير من مسلمة الفتح‪ .‬ولممي فتممح الشممام‪ .‬ت سممنة ‪18‬‬


‫هم‪ .‬الخلصة ‪ ،3/170‬تجريد أسماء الصحابة ‪.2/137‬‬
‫‪469‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أهل العلم بالنقل()‪.(1‬‬
‫)وحينئذ فقول الرافضي‪] :‬إن عثمان ولى مممن‬
‫ل يصلح للولية[‪ .‬إما أن يكون هذا باطل ولم يممول‬
‫إل من يصلح وإما أن يكون ولى من ل يصمملح فممي‬
‫نفس المر لكنه كان مجتهدا فممي ذلممك فظممن أنممه‬
‫كان يصلح وأخطأ ظنه وهذا ل يقدح فيه()‪.(2‬‬
‫)وقوله‪ :‬حتى ظهر من بعضممهم الفسممق ومممن‬
‫بعضهم الخيانة(‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬ظهممور ذلممك بعممد الوليممة ل يممدل علممى‬
‫كونه كان ثابتا ً حيممن الوليممة‪ ،‬ول علممى أن الممموّلي‬
‫علم ذلك‪ .‬وعثمان ‪ ‬لما علم أن الوليد بن عقبة‪،‬‬
‫شرب الخمر طلبه وأقام عليه الحممد‪ .‬وكممان يعممزل‬
‫من يراه مستحقا ً للعممزل‪ ،‬ويقيممم الحممد علممى مممن‬
‫يراه مستحقا ً لقامة الحد عليه()‪.(3‬‬
‫)وأما قوله استعمل الوليد بن عقبة حتى ظهر‬
‫منممه شممرب الخمممر وصمملى بالنمماس وهممو سممكران‬
‫فيقال ل جرم طلبه وأقام عليه الحممد بمشممهد مممن‬
‫علي بن أبي طالب وقال لعلي قم فاضممربه فممأمر‬
‫علي الحسن بضممربه فممامتنع وقممال لعبممد اللممه بممن‬
‫جعفر قم فاضربه فضربه أربعين ثم قممال‪ :‬امسممك‬

‫)( المنهاج ‪.194-6/192‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/239‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/241‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪470‬‬
‫الرافضة‬
‫ضممرب رسممول اللممه ‪ ‬أربعيممن وأبممو بكممر أربعيممن‬
‫وعمر ثمانين وكممل سممنة وهممذا أحممب إلممي)‪ (1‬رواه‬
‫مسلم وغيره‪.‬‬
‫فإذا أقام الحممد بممرأي علممي وأمممره فقممد فعممل‬
‫الممواجب‪ .‬وكممذلك قمموله إنممه اسممتعمل سممعيد بممن‬
‫العاص علممى الكوفممة وظهممر منممه ممما أدى إلممى أن‬
‫أخرجه أهل الكوفة منها‪.‬‬
‫فيقال مجرد إخراج أهل الكوفممة ل يممدل علممى‬
‫ذنب يوجب ذاك فممإن القمموم كممانوا يقومممون علممى‬
‫كل وال قد قاموا على سعد بن أبممي وقمماص وهممو‬
‫الذي فتح البلد وكسر جنود كسرى وهو أحد أهممل‬
‫الشورى ولم يتول عليهممم نممائب مثلممه وقممد شممكوا‬
‫غيره مثل عمار بممن ياسمر‪ ...‬والمغيممرة بمن شمعبة‬
‫وغيرهم ودعا عليهم عمر بممن الخطمماب ‪ ‬فقممال‪:‬‬
‫]اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم[)‪.(2‬‬
‫وإذا قدر أنه أذنب ذنبا فمجممرد ذلممك ل يمموجب‬
‫أن يكون عثمان راضيا بذنبه ونواب علي قد أذنبوا‬
‫ذنوبا كثيرة بل كان غير واحد من نممواب النممبي ‪‬‬
‫يذنبون ذنوبا كممثيرة وإنممما يكممون المممام مممذنبا إذا‬

‫)( مسلم في الحدود‪ ،‬بمماب حممد الخمممر ‪،1332-3/1331‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأبو داود في الحدود باب الحد من الخمممر ‪،623-4/622‬‬


‫وابن ماجه في الحدود‪ ،‬باب حد السكران ‪.2/858‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪471‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ترك ما يجب عليه من إقامة حممد أو اسممتيفاء حممق‬
‫أو اعتداء ونحو ذلك()‪.(1‬‬
‫)وأما قوله وولى عبد اللممه بممن سممعد بممن أبممي‬
‫سمرح)‪ (2‬مصمر حمتى تظلمم منمه أهلهما وكماتبه أن‬
‫يستمر على وليته سرا خلف ما كتب إليه جهرا‪.‬‬
‫والجواب‪ :‬أن هممذا كممذب علممى عثمممان وقممد‬
‫حلف عثمممان أنممه لممم يكتممب شمميئا مممن ذلممك وهممو‬
‫الصادق البار بل يميممن وغايممة ممما قيممل إن مممروان‬
‫كتممب بغيممر علمممه وأنهممم طلبمموا أن يسمملم إليهممم‬
‫ممروان ليقتلموه فمامتنع فمإن كمان قتمل ممروان ل‬
‫يجوز فقد فعل الممواجب وإن كممان يجمموز ول يجممب‬
‫فقد فعل الجائز وإن كممان قتلممه واجبمما فممذاك مممن‬
‫موارد الجتهاد فإنه لم يثبت لمممروان ذنممب يمموجب‬
‫قتله شرعا فإن مجرد التزوير ل يوجب القتل()‪.(3‬‬
‫ثانًيا‪ :‬قممول الرافضممي عممن عثمممان أنممه )أمممر‬
‫بقتل محمد بن أبي بكر فهذا من الكممذب المعلمموم‬
‫على عثمان وكل ذي علم بحممال عثمممان وإنصمماف‬
‫)( المنهاج ‪.244-6/242‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عبد الله بن سعد بن أبي سممرح بممن الحممارث‪ ،‬الميممر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫قائد الجيوش‪ ،‬أبممو يحيممى القرشممي العممامري‪ ،‬لممه صممحبة‬


‫ورواية‪ .‬أسلم قبل الفتح وهاجر‪ ،‬وكتب الوحي وهو الممذي‬
‫فتح إفريقية‪ ،‬توفي في خلفة علي علممى الصممح‪ .‬السممير‬
‫‪ ،35-3/33‬التجريد ‪ ،1/314‬الشذرات ‪.1/44‬‬
‫)( المنهاج ‪.6/244‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪472‬‬
‫الرافضة‬
‫له يعلم أنه لم يكن ممن يأمر بقتل محمد بن أبممي‬
‫بكر ول أمثاله ول عرف منه قط أنه قتل أحدا مممن‬
‫هذا الضرب وقد سعوا في قتله ودخل عليه محمد‬
‫فيمن دخل وهو ل يمأمر بقتمالهم دفعما عممن نفسمه‬
‫فكيف يبتدئ بقتل معصوم الدم؟‬
‫وإن ثبت أن عثمان أمر بقتممل محمممد بممن أبممي‬
‫بكر لم يطعن على عثمان بل عثمان إن كان أمممر‬
‫بقتل محمد بن أبي بكر أولى بالطاعة ممن طلممب‬
‫قتل مروان)‪ (1‬لن عثمان إمام هدى وخليفة راشد‬
‫يجب عليه سياسة رعيته وقتل مممن ل يممدفع شممره‬
‫إل بالقتممل وأممما الممذين طلبمموا قتممل مممروان فقمموم‬
‫خوارج مفسدون في الرض ليممس لهممم قتممل أحممد‬
‫ول إقامة حد‪ ...‬وليس مروان أولى بالفتنة والشممر‬
‫من محمد بن أبي بكر ول هو أشهر بالعلم والممدين‬
‫منممه بممل أخممرج أهممل الصممحاح عممدة أحمماديث عممن‬
‫مممروان ولممه قممول مممع أهممل الفتيمما واختلممف فممي‬
‫صحبته‪ ،‬ومحمد بن أبممي بكممر ليممس بهممذه المنزلممة‬
‫عند الناس ولم يدرك من حياة النبي ‪ ‬إل أشهرا‬
‫قليلمة ممن ذي القعمدة إلمى أول شمهر ربيمع الول‬

‫)( مروان بن الحكم بممن أبممي العمماص بممن أميممة أبممو عبممد‬ ‫‪1‬‬

‫الملك الموي المدني‪ ،‬ولي الخلفة في آخر سنة ‪ 64‬هممم‬


‫وتوفي في سنة ‪ 65‬هم‪ .‬الخلصممة ‪ ،3/19‬السممير ‪-3/476‬‬
‫‪ ،479‬التقريب‪.525 /‬‬
‫‪473‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فإنه ولد بالشجرة لخمممس بقيممن مممن ذي القعممدة‬
‫عام حجة الوداع()‪.(1‬‬
‫ثالًثا‪ :‬قممول الرافضممي عممن عثمممان‪») :‬ولههى‬
‫معاويههة الشههام فأحههدث مههن الفتههن مهها‬
‫أحدثه«‪.‬‬
‫فههالجواب‪ :‬أن معاويممة إنممما وله عمممر بممن‬
‫الخطاب ‪ ‬لما مات أخوه يزيممد بممن أبممي سممفيان‬
‫وله عمر مكان أخيممه واسممتمر فممي وليممة عثمممان‬
‫وزاده عثمان في الولية وكانت سيرة معاويممة مممع‬
‫رعيته من خيار سير الولة وكانت رعيته يحبونه‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيح عن النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪:‬‬
‫»خيار أئمتكههم الههذين تحبههونهم ويحبههونكم‬
‫وتصههلون عليهههم ويصههلون عليكههم وشههرار‬
‫أئمتكهههم الهههذين تبغضهههونه ويبغضهههونكم‬
‫وتلعنونهم ويلعنونكم«)‪.(2‬‬
‫وإنما ظهر الحداث من معاوية في الفتنة لما‬
‫قتل عثمان ولما قتل عثمان كانت الفتنة شمماملة‬
‫لكثر الناس لم يختص بها معاوية بل كان معاوية‬
‫أطلب للسلمة من كثير منهممم وأبعممد عممن الشممر‬
‫من كممثير منهممم ومعاويممة كممان خيممرا مممن الشممتر‬
‫النخعي ومن محمد بن أبي بكممر ومممن عبيممد اللممه‬

‫)( المنهاج ‪.246-6/244‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تقدم الكلم عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪474‬‬
‫الرافضة‬
‫بممن عمممر بممن الخطمماب)‪ (1‬ومممن أبممي العممور‬
‫السمملمي)‪ (2‬ومممن هاشممم بممن هاشممم بممن هاشممم‬
‫المرقال)‪ (3‬ومن الشعث بن قيس الكندي)‪ (4‬ومن‬
‫بسر بن أبي أرطاة)‪ (5‬وغير هؤلء من الذين كممانوا‬
‫معه ومع علي بن أبي طالب ‪-‬رضي اللممه عنهممما‪(-‬‬
‫)‪.(6‬‬
‫عا‪ :‬قول الرافضي‪») :‬وولى مممروان أمممره‬ ‫راب ً‬
‫وألقى إليه مقاليد أموره ودفع إليه خمماتمه وحممدث‬

‫)( عبيممد اللممه بممن عممر بممن الخطمماب العممدوي القرشممي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫صحابي‪ ،‬ولد في عهممد الرسممول ‪ ،‬وأسمملم بعممد إسمملم‬


‫أبيه شهد صفين مع معاوية وُقتل فيها‪ .‬الستيعاب ‪-7/83‬‬
‫‪ ،89‬طبقات ابن سعد ‪.20-5/15‬‬
‫)( عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سممعد أبممو العممور‬ ‫‪2‬‬

‫السمملمي مشممهور بكنيممة صممحابي واختلممف فممي صممحبته‪.‬‬


‫الكنى لمسلم ‪ ،1/106‬الجرح والتعديل ‪ ،6/234‬الصممابة‬
‫‪ ،115-7/114‬الستيعاب ‪.311-8/310‬‬
‫)( هاشم بن هاشم بن هاشمم بمن عتبمة بمن أبمي وقماص‬ ‫‪3‬‬

‫القرشي الزهري – وهاشم بمن عتبمة ُيعمرف بالمرقمال –‬


‫وثقه يحيى بممن معيممن‪ ،‬بقممي إلممى سممنة ‪ 147‬هممم‪ .‬السممير‬
‫‪ ،6/206‬انظر ‪ ،3/486‬الثقات لبن حبان ‪.7/584‬‬
‫)( الشعث بن قيس بن معدي كرب الكنممدي أبممو محمممد‬ ‫‪4‬‬

‫الصحابي ت سنة ‪ 40‬هم فممي الكوفممة‪ .‬السممير ‪،43-2/37‬‬


‫التقريب‪.113 /‬‬
‫)( بسر بن أرطاة وقيل ابن أبي أرطاة القرشي العامري‬ ‫‪5‬‬

‫"المير" نزيل دمشق من صغار الصحابة ت سنة ‪ 86‬هم‪.‬‬


‫الخلصة ‪ ،1/122‬التقريب‪ ،121 /‬السير ‪.412-3/409‬‬
‫)( المنهاج ‪.247-6/246‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪475‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫من ذلك قتل عثمان وحدث من الفتنممة بيممن المممة‬
‫ما حدث«‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬أن قتممل عثمممان والفتنممة لممم يكممن‬
‫سببها مروان وحده بل اجتمعت أمور متعددة مممن‬
‫جملتها أمور تنكر من مروان وعثمان ‪ ‬كممان قممد‬
‫كبر وكانوا يفعلون أشياء ل يعلمونه بهمما فلممم يكممن‬
‫آمرا لهم بممالمور الممتي أنكرتموهمما عليممه بممل كممان‬
‫يأمر بإبعادهم وعزلهم فتممارة يفعممل ذلممك وتممارة ل‬
‫يفعل ذلك‪ ...‬ولممما قممدم المفسممدون الممذين أرادوا‬
‫قتل عثمان وشكوا أمورا أزالها كلها عثمممان حممتى‬
‫أنه أجابهم إلى عزل مممن يريممدون عزلممه وإلممى أن‬
‫مفاتيح بيمت الممال تعطمى لمممن يرتضممونه وأنمه ل‬
‫يعطممي أحممدا مممن المممال إل بمشممورة الصممحابة‬
‫ورضاهم ولم يبق لهم طلب ولهممذا قممالت عائشممة‬
‫رضي الله عنها ]مصصتموه كما يمممص الثمموب ثممم‬
‫عمدتم إليه فقتلتموه[)‪.(1‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إنممه زور عليممه كتمماب بقتلهممم وأنهممم‬
‫أخممذوه فممي الطريممق فممأنكر عثمممان الكتمماب وهممو‬
‫الصادق وأنهم اتهموا بممه مممروان وطلبمموا تسممليمه‬
‫إليهم فلم يسلمه‪.‬‬

‫)( انظر مصنف ابن أبي شيبة بمعناه ‪ ،125/51‬وطبقات‬ ‫‪1‬‬

‫ابممن سممعد الكممبرى بلفممظ "مصصممتموه ممموص النمماء ثممم‬


‫قتلتموه" ‪ 3/82‬نحوه بروايات متعددة‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪476‬‬
‫الرافضة‬
‫وهذا بتقدير أن يكون صحيحا ل يبيح شيئا مممما‬
‫فعلوه بعثمان وغممايته أن يكممون مممروان قممد أذنممب‬
‫في إرادته قتلهم ولكن لم يتم غرضه ومممن سممعى‬
‫في قتل إنسان ولم يقتله لم يجب قتله فممما كممان‬
‫يجب قتل مروان بمثممل هممذا نعممم ينبغممي الحممتراز‬
‫ممن يفعل مثل هذا وتأخيره وتأديبه ونحو ذلك أما‬
‫الدم فأمر عظيم()‪.(1‬‬
‫سا‪ :‬قول الرافضي‪) :‬وطرد رسممول اللممه‬ ‫خام ً‬
‫‪ ‬الحكم بن أبي العاص)‪ (2‬عم عثمان عن المدينة‬
‫ومعه ابنه مروان فلم يمزل همو وابنمه طريمدين فمي‬
‫زمن النبي ‪ ‬وأبي بكر وعمممر فلممما ولممى عثمممان‬
‫آواه ورده إلى المدينة وجعل مروان كاتبه وصماحب‬
‫ن‬
‫من ُههو َ‬ ‫مهها ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و ً‬
‫ق ْ‬ ‫تدبيره مع أن الله قال‪ :‬ل ت َ ِ‬
‫ج هدُ َ‬
‫حههادّ الل ّ ه َ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬
‫مه ْ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫وا ّ‬
‫ر يُه َ‬
‫خه ِ‬ ‫وال ْي َ ه ْ‬
‫وم ِ ال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ِههالل ّ ِ‬
‫ه‪ ‬الية)‪.(3‬‬ ‫سول َ ُ‬‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫والجواب أن الحكم بن أبممي العمماص كممان مممن‬

‫)( المنهاج ‪.249-6/248‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الحكممم بممن أبممي العمماص بممن أميممة بممن عبممد شمممس‬ ‫‪2‬‬

‫القرشي الموي عم عثمان بن عفممان ُيكنممى أبمما مممروان‪،‬‬


‫صحابي‪ُ ،‬يروى في سبه أحاديث لم تصح ت سممنة ‪ 31‬همم‬
‫وقيل غيممر ذلممك‪ .‬السممير ‪ ،108-2/107‬الصممابة ‪-2/271‬‬
‫‪ ،273‬الشذرات ‪.1/38‬‬
‫)( المجادلة‪.22 /‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪477‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مسلمة الفتح وكانوا ألفي رجل ومروان ابنممه كممان‬
‫صغيرا إذ ذاك فإنه من أقران ابن الزبير والمسور‬
‫بن مخرمة عمره حين الفتح سن التمييز إما سممبع‬
‫سممنين أو أكممثر بقليممل أو أقممل بقليممل فلممم يكممن‬
‫لمروان ذنب يطرد عليه على عهممد النممبي ‪ ‬ولممم‬
‫تكن الطلقاء تسكن بالمدينممة فممي حيمماة النممبي ‪‬‬
‫فإن كان قد طرده فإنممما طممرده مممن مكممة ل مممن‬
‫المدينة ولو طرده من المدينممة لكممان يرسممله إلممى‬
‫مكمة وقمد طعمن كمثير ممن أهمل العلمم فمي نفيمه‬
‫وقالوا‪ :‬هو ذهب باختياره‪.‬‬
‫وقصة نفي الحكم ليست في الصممحاح ول لهمما‬
‫إسناد يعرف به أمرها‪...‬‬
‫والطرد هو النفي والنفي قد جاءت بممه السممنة‬
‫في الزاني وفي المخنثين وكممانوا يعممزرون بممالنفي‬
‫وإذا كان النبي ‪ ‬قد عزر رجل بالنفي لم يلزم أن‬
‫يبقى منفيا طول الزمممان فممإن هممذا ل يعممرف فممي‬
‫شيء من الذنوب ولم تأت الشممريعة بممذنب يبقممى‬
‫صاحبه منفيا دائما بل غاية النفي المقدر سنة وهو‬
‫نفي الزاني والمخنث حتى يتوب من التخنيث فإن‬
‫كان تعزير الحاكم لذنب حتى يتوب منه فممإذا تمماب‬
‫سقطت العقوبة عنه وإن كانت علممى ذنممب ممماض‬
‫فهو أمر اجتهادي لم يقدر فيه قدر ولم يوقت فيممه‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪478‬‬
‫الرافضة‬
‫وقت‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك فالنفي كان فممي آخممر الهجممرة‬
‫فلم تطل مدته في زمن أبي بكر وعمر فلما كممان‬
‫عثمان طالت مدته وقد كان عثمان شفع في عبممد‬
‫الله بن أبي سرح إلى النبي ‪ ‬وكان كاتبا للمموحي‬
‫وارتد عن السلم وكممان النممبي ‪ ‬قممد أهممدر دمممه‬
‫فيمممن أهممدر ثممم جمماء بممه عثمممان فقبممل النممبي ‪‬‬
‫شفاعته فيه وبممايعه فكيممف ل يقبممل شممفاعته فممي‬
‫الحكم؟‪.‬‬
‫وقد رووا أن عثمممان سممأل النممبي ‪ ‬أن يممرده‬
‫فأذن له في ذلك ونحممن نعلممم أن ذنبممه دون ذنممب‬
‫عبد الله بن سعد بن أبي سممرح‪ ،‬وقصمة عبممد اللممه‬
‫ثابتة معروفة بالسناد الثابت‪.‬‬
‫وأما قصة الحكم فعامة من ذكرها إنممما ذكرهمما‬
‫مرسلة وقد ذكرها المؤرخممون الممذين يكممثر الكممذب‬
‫فيما يروونه‪ ،‬وقل‪ :‬إن يسلم لهم نقلهم من الزيممادة‬
‫والنقصان فلم يكممن هنمما نقممل ثممابت يمموجب القممدح‬
‫فيمن هو دون عثمان‪.‬‬
‫والمعلوم من فضائل عثمممان ومحبممة النممبي ‪‬‬
‫له وثنائه عليه وتخصيصه بابنتيه وشهادته له بالجنممة‬
‫وإرساله إلى مكة ومبايعته له عنه لمما أرسمله إلمى‬
‫مكة وتقممديم الصممحابة لممه باختيممارهم فممي الخلفممة‬
‫‪479‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وشهادة عمر وغيره لممه بممأن رسممول اللممه ‪ ‬مممات‬
‫وهممو عنممه راض وأمثممال ذلممك مممما يمموجب العلممم‬
‫القطعي بأنه من كبار أولياء اللممه المتقيممن الممذين ‪y‬‬
‫ورضوا عنه فل يدفع همذا بنقمل ل يثبمت إسمناده ول‬
‫يعرف كيف وقع ويجعل لعثمان ذنبًا بممأمر ل يعممرف‬
‫حقيقته بل مثل هذا مثل الممذين يعارضممون المحكممم‬
‫بالمتشابه وهذا مممن فعممل الممذين فممي قلمموبهم زيممغ‬
‫الذين يبتغون الفتنة‪.‬‬
‫ول ريب أن الرافضة من شرار الزائغين الذين‬
‫يبتغون الفتنة الذين ذمهم الله ورسمموله وبالجملممة‬
‫فنحن نعلم قطعا أن النبي ‪ ‬لم يكن يممأمر بنفممي‬
‫أحد دائما ثم يرده عثمان معصية للممه ورسمموله ول‬
‫ينكر ذلك عليه المسلمون وكممان عثمممان ‪ ‬أتقممى‬
‫لله من أن يقدم على مثل هذا بل هذا مما يممدخله‬
‫الجتهاد فلعل أبا بكر وعمر رضي اللممه عنهممما لممم‬
‫يرداه لنه لم يطلب ذلك منهما وطلبه من عثمممان‬
‫فأجابه إلى ذلك أو لعله لم يتبين لهما توبته وتممبين‬
‫ذلك لعثمان وغاية ما يقدر أن يكون هذا خطأ مممن‬
‫الجتهاد أو ذنبا()‪ (1‬وسمميأتي الكلم علممى ممما يممدفع‬
‫العقوبة عن الذنب‪.‬‬
‫)وأما استكتابه مروان فمروان لم يكن له في‬

‫)( المنهاج ‪.268-6/265‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪480‬‬
‫الرافضة‬
‫ذلك ذنب لنممه كممان صممغيرا لممم يجممر عليممه القلممم‬
‫ومات النبي ‪ ‬ومروان لم يبلغ الحلم باتفاق أهممل‬
‫العلم بل غايته أن يكون له عشر سممنين أو قريممب‬
‫منهمما وكممان مسمملما باطنمما وظمماهرا يقممرأ القممرآن‬
‫ويتفقه في الممدين ولممم يكممن قبممل الفتنممة معروفمما‬
‫بشىء يعاب به فل ذنب لعثمان في استكتابه‪.‬‬
‫وأما الفتنة فأصابت من هو أفضل من مممروان‬
‫ولم يكن مروان ممن يحاد الله ورسوله وأما أبمموه‬
‫الحكم فهو مممن الطلقمماء والطلقمماء حسممن إسمملم‬
‫أكثرهم وبعضهم فيه نظر ومجرد ذنب يعممزر عليممه‬
‫ل يوجب أن يكون منافقا في الباطن‪ (...‬إلخ)‪.(1‬‬
‫سا‪ :‬قممول الرافضممي‪») :‬إنممه نفممى أبمما ذر‬ ‫ساد ً‬
‫إلى الربذة وضربه ضممربا وجيعًمما مممع أن النممبي ‪‬‬
‫قال فممي حقممه‪ :‬ما أقلههت الغههبراء ول أظلههت‬
‫الخضراء علههى ذي لهجههة أصههدق مههن أبههي‬
‫ذر«)‪ ،(2‬وقال‪» :‬إن الله أوحى إلى أنه يحههب‬
‫أربعة من أصحابي وأمرنههي بحبهههم« فقيممل‬
‫له‪ :‬من هم يا رسول الله قممال‪» :‬علي سههيدهم‬

‫)( المنهاج ‪.6/269‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الترمذي ‪ ،670-5/669‬وقال‪ :‬هذا حديث حسممن‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫في كتاب المناقب‪ ،‬باب مناقب أبي ذر‪ .‬وصححه اللباني‬


‫في صممحيح الترمممذي )‪ (3/299‬وفممي صممحيح ابممن ممماجه‬
‫‪.1/31‬‬
‫‪481‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وسلمان والمقداد وأبو ذر«)‪.(1‬‬
‫فالجواب‪ :‬أن أبا ذر)‪ (2‬سكن الربممذة)‪ (3‬ومممات‬
‫بها لسبب ما كان يقع بينه وبين الناس فإن أبمما ذر‬
‫‪ ‬كممان رجل صممالحا زاهممدا وكممان مممن مممذهبه أن‬
‫الزهد واجب وأن ما أمسممكه النسممان فاضممل عممن‬
‫حاجته فهو كنز يكوي به في النار واحتج على ذلك‬
‫بما ل حجة فيه مممن الكتمماب والسممنة احتممج بقمموله‬
‫ول‬ ‫ة َ‬
‫ضه َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ف ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ال هذّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ه‪ (4)‬وجعممل الكنممز ممما‬ ‫ل الل ّه ِ‬
‫سهِبي ِ‬ ‫فههي َ‬ ‫ها ِ‬ ‫ف ُ‬
‫قون َ َ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫يفضل عن الحاجة واحتج بما سمعه مممن النممبي ‪‬‬
‫وهو أنه قال‪» :‬يا أبا ذر ما أحب أن لههي مثههل‬
‫أحد ذهبا يمضههي عليههه ثالثههة وعنههدي منههه‬
‫)( لم أجده فيما بين يدي من المراجممع‪ .‬وقمد حكمم عليممه‬ ‫‪1‬‬

‫شيخ السلم بالوضع كما سيأتي ص ‪.233‬‬


‫)( جندب بن جنادة الغفاري سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫معجمممة مفتوحممة‪ ،‬مممن‬ ‫)( الربذة – بفتح أوله وثانيه وذال ُ‬ ‫‪3‬‬

‫قرى المدينة‪ .‬قال ياقوت الحموي‪" :‬على ثلثة أيام قريبة‬


‫من ذات عرق علممى طريممق الحجمماز إذا رحلممت مممن فيممد‬
‫تريد مكممة"‪ ،‬خرجممت سممنة ‪ 319‬هممم‪ .‬بالقرامطممة )لعنهممم‬
‫الله( وطريقها الن من المدينة مع طريق القصمميم حممتى‬
‫ممهممدة‬ ‫قرية الشقران ثم يتجه جنوبا ً بما ُيقارب ‪ 80‬كممم ُ‬
‫وعليه علمات وضعتها جامعة الملممك سممعود وفيهمما لجنممة‬
‫التنقيممب عممن الثممار‪ ،‬وجملممة الطريممق ‪ 210‬كممم تقريب مًا‪.‬‬
‫معجم البلدان ‪ ،25-3/24‬مراصد الطلع ‪.2/601‬‬
‫)( التوبة‪.34 /‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪482‬‬
‫الرافضة‬
‫دينههار إل دينههارا أرصههده لههدين«‪ ،‬وأنممه قممال‪:‬‬
‫»الكثرون هم القلون يوم القيامة إل من‬
‫قال بالمال هكذا وهكذا«)‪.(1‬‬
‫ولما توفي عبد الرحمن بن عوف وخلممف مممال‬
‫جعمل أبمو ذر ذلمك ممن الكنمز الممذي يعمماقب عليمه‬
‫وعثمان يناظره في ذلك حتى دخمل كعمب ووافمق‬
‫عثمان فضممربه أبممو ذر وكممان قممد وقممع بينممه وبيممن‬
‫معاوية بالشام بهذا السبب‪.‬‬
‫وقد وافق أبا ذر على هذا طائفة مممن النسمماك‬
‫كما يذكر عن عبد الواحد بن زيد)‪ (2‬ونحوه‪.‬‬
‫ومن الناس من يجعل الشممبلي)‪ (3‬مممن أربمماب‬

‫)( رواه البخمماري فممي السممتقراض‪ ،‬بمماب أداء الممديون‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،3/83‬والرقاق باب قول النبي ‪» ‬ما أحممب لممو أن لممي‬


‫مثل أحد ذهبًا« ‪ 178-7/177‬والستئذان باب »من أجاب‬
‫بلبيممك وسممعديك« ‪ ،7/137‬ومسمملم فممي الزكمماة بمماب‬
‫"الترغيب في الصدقة" ‪.688-2/687‬‬
‫)( عبد الواحد بن زيد الزاهد‪ ،‬أبممو عبيممدة البصممري حممدث‬ ‫‪2‬‬

‫عمن الحسممن وعطمماء وغيرهمم‪ ،‬قمال البخماري‪" :‬تركمموه"‬


‫وقال النسائي‪" :‬متروك" وقممال ابممن حبممان‪" :‬كممان ممممن‬
‫غلممب عليممه العبممادة حممتى غفممل عممن التقممان‪ ،‬فكممثرت‬
‫المنمماكير فممي حمديثه" ت بعممد الخمسممين ومممائة‪ .‬التاريممخ‬
‫الكمممبير ‪ ،6/62‬السمممير ‪ ،180-7/178‬ميمممزان العتمممدال‬
‫‪.673-2/672‬‬
‫)( لعله أبو بكر الشبلي شيخ الطائفممة البغممدادي‪ .‬اختلممف‬ ‫‪3‬‬

‫في اسمه فقيل‪ :‬دلف بن جحدر‪ ،‬وقيل غيممر ذلممك‪ ،‬أصممله‬


‫‪483‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هممذا القممول وأممما الخلفمماء الراشممدون وجممماهير‬
‫الصحابة والتابعين فعلى خلف هذا القول()‪.(1‬‬
‫)وقال جمهور الصحابة‪» :‬الكنز هو المال الذي‬
‫لم تؤد حقوقه« وقد قسممم اللممه تعممالى المممواريث‬
‫في القرآن ول يكون الميراث إل لمممن خلممف مممال‬
‫وقد كان غير واحد من الصحابة له مال على عهممد‬
‫النبي ‪ ‬من النصممار بممل ومممن المهمماجرين وكممان‬
‫غير واحد من النبياء له مال وكان أبو ذر يريممد أن‬
‫يمموجب علممى النمماس ممما لممم يمموجب اللممه عليهممم‬
‫ويذمهم على ما لم يذمهم الله عليه مع أنه مجتهد‬
‫في ذلك مثاب على طاعته ‪ ‬كسممائر المجتهممدين‬
‫من أمثاله‪.‬‬
‫وقول النبي ‪ ‬ليس فيه إيجاب إنممما قممال ممما‬
‫أحب أن يمضي على ثالثة وعندي منه شىء فهممذا‬
‫يدل على استحباب إخراج ذلك قبل الثالثة ل على‬
‫وجوبه وكممذا قمموله المكممثرون هممم المقلممون دليممل‬
‫على أن من كثر ماله قلممت حسممناته يمموم القيامممة‬
‫إذا لم يكثر الخراج منه وذلك ل يمموجب أن يكممون‬
‫من "الشبلية" – قرية – ومولممده بسممامراء‪ ،‬وكممان فقيهما ً‬
‫عارفا ً بمممذهب مالممك‪ ،‬ولممه ألفمماظ وحكممم وحممال وتمكممن‬
‫توفي ببغداد سنة ‪ 334‬هم‪ .‬السممير ‪ ،369-15/367‬تاريممخ‬
‫بغداد ‪ ،397-14/389‬البداية والنهاية ‪.216-11/215‬‬
‫)( المنهاج ‪.273-6/272‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪484‬‬
‫الرافضة‬
‫الرجل القليل الحسنات من أهل النار إذا لممم يممأت‬
‫كبيرة ولم يترك فريضة من فرائض الله‪.‬‬
‫وكان عمر بن الخطاب ‪ ‬يقوم رعيته تقويممما‬
‫تاما فل يعتدي ل الغنياء ول الفقراء فلما كان فممي‬
‫خلفة عثمان توسممع الغنيمماء فممي الممدنيا حممتى زاد‬
‫كثير منهم على قممدر المبمماح فممي المقممدار والنمموع‬
‫وتوسممع أبممو ذر فممي النكممار حممتى نهمماهم عممن‬
‫المباحات‪ ،‬وهذا من أسباب الفتن بين الطممائفتين‪.‬‬
‫فكان اعتزال أبي ذر لهذا السبب ولم يكن لعثمان‬
‫مع أبي ذر غرض من الغراض‪.‬‬
‫وأما كون أبي ذر مممن أصممدق النمماس فممذاك ل‬
‫يوجب أنه أفضل من غيره بل كممان أبممو ذر مؤمنمما‬
‫ضعيفا كما ثبت في الصحيح عن النبي ‪ ‬أنه قال‬
‫له‪» :‬يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإنههي أحههب‬
‫لك ما أحب لنفسههي لتههأمرن علههى اثنيههن‬
‫ول تولين مال يتيم«)‪.(1‬‬
‫وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال‪» :‬المؤمن‬
‫القوي خير وأحههب إلههى اللههه مههن المههؤمن‬

‫)( مسلم في المارة باب "كراهية المارة بغير ضممرورة"‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1458-3/1457‬وأحمد ‪ 5/180‬وأبممو داود فممي الوصممايا‬


‫باب "ما جاء في الممدخول فممي الوصممايا" ‪ ،3/289‬م ‪.290‬‬
‫والنسائي في الوصايا باب النهي عن "الولية علممى مممال‬
‫اليتيم" ‪.6/255‬‬
‫‪485‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الضعيف وفي كل خير«)‪.(1‬‬
‫وأهل الشورى مؤمنون أقوياء وأبو ذر وأمثمماله‬
‫مؤمنممون ضممعفاء فممالمؤمنون الصممالحون لخلفممة‬
‫النبمموة كعثمممان وعلممي وعبممد الرحمممن بممن عمموف‬
‫أفضل مممن أبممي ذر وأمثمماله والحممديث)‪ (2‬المممذكور‬
‫بهممذا اللفممظ الممذي ذكممره الرافضممي ضممعيف بممل‬
‫موضوع وليس له إسناد يقوم به()‪.(3‬‬
‫عا‪ :‬قممول الرافضممي‪») :‬إنممه زاد الذان‬ ‫سههاب ً‬
‫الثماني يموم الجمعمة وهمو بدعمة فصمار سمنة إلمى‬
‫الن«‪.‬‬
‫فههالجواب‪» :‬أن عليمما ‪ ‬كممان ممممن يوافممق‬
‫على ذلك في حياة عثمان وبعد مقتلممه ولهممذا لممما‬
‫صار خليفة لم يأمر بإزالة هذا الذان كما أمممر بممما‬
‫أنكره من ولية طائفة من عمال عثمممان بممل أمممر‬
‫بعزل معاوية وغيره ومعلوم أن إبطال هذه البدعة‬
‫كان أهون عليه مممن عممزل أولئك ومقمماتلتهم الممتي‬

‫)( مسلم في القدر باب في المر بالقوة وترك العجز …‬ ‫‪1‬‬

‫إلممخ ‪ .4/2052‬وأحمممد ‪،2/366‬مم ‪ 370‬وابممن ممماجه فممي‬


‫المقدمة باب فممي القممدر‪ 31 /‬والزهممد بمماب فممي التوكممل‬
‫واليقين ‪.2/1395‬‬
‫)( يعنمي الحمديث الثماني وهمو أن اللممه يحمب أربعمة ممن‬ ‫‪2‬‬

‫أصحابي … إلخ‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.276-6/273‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪486‬‬
‫الرافضة‬
‫عجز عنها فكان على إزالة هذه البدعة من الكوفة‬
‫ونحوها من أعماله أقدر منه على إزالة أولئك ولممو‬
‫أزال ذلك لعلمه الناس ونقلوه‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كان الناس ل يوافقونه على إزالتها‪.‬‬
‫قيل‪ :‬فهذا دليل على أن الناس وافقوا عثمممان‬
‫على استحبابها واستحسانها حتى الذين قاتلوا مممع‬
‫علممي كعمممار وسممهل بممن حنيممف وغيرهممما مممن‬
‫السممابقين الوليممن وإل فهممؤلء الممذين هممم أكممابر‬
‫الصحابة لو أنكروا لم يخالفهم غيرهم وإن قدر أن‬
‫في الصحابة من كان ينكر هذا ومنهم من ل ينكره‬
‫كان ذلك من مسائل الجتهاد ولممم يكممن هممذا مممما‬
‫يعاب به عثمان‪.‬‬
‫وقول القائل‪ :‬هي بدعة إن أراد بممذلك أنممه لممم‬
‫يكن يفعل قبل ذلك فكذلك قتال أهل القبلة بدعة‬
‫فإنه لم يعرف أن إماما قاتل أهل القبلة قبل علي‬
‫وأين قتال أهل القبلة من الذان؟!‪.‬‬
‫فممإن قيممل‪ :‬بممل البدعممة ممما فعممل بغيممر دليممل‬
‫شرعي‪.‬‬
‫قيل‪ :‬لهم فمن أين لكمم أن عثممان فعمل همذا‬
‫بغيممر دليممل شممرعي؟ وأن عليمما قاتممل أهممل القبلممة‬
‫بممدليل شممرعي؟‪ ...‬وممما فعلممه عثمممان مممن النممداء‬
‫الول اتفق عليه الناس بعده أهل المذاهب الربعة‬
‫‪487‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وغيرهم كما اتفقوا على ممما سممنه أيضما عمممر ممن‬
‫جمع الناس في رمضان على إمام واحد‪ ...‬ثم مممن‬
‫العجب أن الرافضة تنكر شيئا فعله عثمان بمشهد‬
‫من النصار والمهاجرين ولم ينكممروه عليممه واتبعممه‬
‫المسلمون كلهم عليه في أذان الجمعممة وهممم قممد‬
‫زادوا في الذان شعارا لم يكن يعممرف علممى عهممد‬
‫النبي ‪ ‬ول نقل أحد أن النبي ‪ ‬أمممر بممذلك فممي‬
‫الذان وهو قولهم وحي على خير العمل()‪.(1‬‬
‫ثامًنا‪ :‬قممول الرافضممي‪) :‬وخممالفه المسمملمون‬
‫كلهم حتى قتل وعابوا أفعاله وقالوا له غبممت عممن‬
‫بدر وهربت يمموم أحممد ولممم تشممهد بيعممة الرضمموان‬
‫والخبار في ذلك أكثر من أن تحصى‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬أما قوله وخالفه المسلمون كلهممم‬
‫حتى قتل فإن أراد أنهم خالفوه خلفا يبيح قتلممه أو‬
‫أنهم كلهم أمروا بقتله ورضوا بقتله وأعممانوا علممى‬
‫قتله فهذا مما يعلم كل أحد أنه من أظهممر الكممذب‬
‫فإنه لم يقتله إل طائفة قليلممة باغيممة ظالمممة‪ .‬قممال‬
‫ابممن الزبيممر‪» :‬لعنممت قتلممة عثمممان خرجمموا عليممه‬
‫كاللصوص من وراء القرية فقتلهم اللممه كممل قتلممة‬
‫ونجمما مممن نجمما منهممم تحممت بطممون الكممواكب«)‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.294-6/290‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪488‬‬
‫الرافضة‬
‫يعنممي هربمموا ليل وأكممثر المسمملمين كممانوا غممائبين‬
‫وأكثر أهل المدينة الحاضممرين لمم يكونموا يعلمممون‬
‫أنهم يريدون قتله حتى قتلوه‪.‬‬
‫وإن أراد أن كل المسلمين خالفوه في كل ممما‬
‫فعله أو في كل ما أنكر عليه فهذا أيضا كذب فممما‬
‫من شيء أنكر عليه إل وقد وافقه عليه كممثير مممن‬
‫المسمملمين بممل مممن علمممائهم الممذين ل يتهمممون‬
‫بمداهنة والذين وافقوا عثمان على ما أنكممر عليممه‬
‫أكثر وأفضل عند المسلمين من الذين وافقوا عليا‬
‫على ما أنكر عليه إممما فممي كممل المممور وإممما فممي‬
‫غالبها وبعض المسلمين أنكممر عليممه بعممض المممور‬
‫وكممثير مممن ذلممك يكممون الصممواب فيممه مممع عثمممان‬
‫وبعضه يكون فيه مجتهدا ومنه ما يكممون المخممالف‬
‫له مجتهدا إما مصيبا وإما مخطئا‪.‬‬
‫وأما الساعون في قتلممه فكلهممم مخطئون بممل‬
‫ظالمون باغون معتدون وإن قدر أن فيهم من قممد‬
‫يغفممر اللممه لممه فهممذا ل يمنممع كممون عثمممان قتممل‬
‫مظلوما‪.‬‬
‫والذي قال له غبت عممن بممدر وبيعممة الرضمموان‬
‫وهربت يوم أحممد قليممل جممدا مممن المسمملمين ولممم‬
‫يعيممن منهممم إل اثنممان أو ثلثممة أو نحممو ذلممك وقممد‬
‫أجابهم عثمان وابن عمر وغيرهما عن هذا السؤال‬
‫‪489‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقالوا يوم بدر غاب بأمر النبي ‪ ‬ليخلفه عن ابنة‬
‫النبي ‪ ‬فضرب له النبي ‪ ‬بسهمه وأجره‪.‬‬
‫ويوم الحديبية بايع النبي ‪ ‬عممن عثمممان بيممده‬
‫ويد رسول الله ‪ ‬خير له من يده لنفسممه وكممانت‬
‫البيعة بسببه فإنه لما أرسله النبي ‪ ‬رسممول إلممى‬
‫أهل مكة بلغه أنهم قتلوه فبايع أصحابه على أن ل‬
‫يفروا وعلى الموت فكان عثمان شريكا في البيعة‬
‫مختصا بإرسال النبي ‪ ‬لممه وطلبممت منممه قريممش‬
‫أن يطوف بممالبيت دون رسممول اللممه ‪ ‬وأصممحابه‬
‫فامتنع من ذلك وقال حتى يطوف به رسممول اللممه‬
‫‪ ‬وكممان رسممول اللممه ‪ ‬أراد أن يرسممل عمممر‬
‫فممأخبره أنممه ليممس لممه بمكممة شمموكة يحمممونه وأن‬
‫عثمان له بمكة بنو أميممة وهممم مممن أشممراف مكممة‬
‫فهم يحمونه‪ ،‬وأما التولي يوم أحد فقممد قممال اللممه‬
‫قههى‬ ‫م ال ْت َ َ‬
‫و َ‬ ‫من ْك ُه ْ‬
‫م َيه ْ‬ ‫وّله ْ‬
‫وا ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعممالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫مها‬
‫ض َ‬ ‫شهي ْ َ‬‫م ال ّ‬ ‫سهت ََزل ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عه ِ‬‫ن ب ِب َ ْ‬
‫طا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ما ا ْ‬‫ن إ ِن ّ َ‬‫عا ِ‬
‫م َ‬‫ج ْ‬
‫فههوٌر‬ ‫ن الّله َ‬
‫ه َ‬
‫غ ُ‬ ‫م إِ ّ‬‫هه ْ‬‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬‫فهها الل ّه ُ‬ ‫ع َ‬
‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬
‫سُبوا َ‬ ‫كَ َ‬
‫م‪ (1)‬فقد عفا الله عن جميع المتولين يوم أحد‬ ‫حِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫فمدخل فمي العفمو ممن همو دون عثممان فكيمف ل‬
‫يدخل هو فيه مع فضله وكثرة حسناته()‪.(2‬‬

‫)( آل عمران‪.155 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،298-6/296‬انظر المنهاج ‪.317-8/312‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪490‬‬
‫الرافضة‬

‫***‬
‫‪491‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الرابع‬
‫في تفضيل الثلثة على علي رضي‬
‫الله عنهم‬
‫هذا المبحث في بيان تفضمميل الخلفمماء الثلثممة‬
‫أبي بكر وعمر وعثمان على علي رضي الله عنهم‬
‫أجمعين‪ ،‬وفيه رد دعوى الرافضممي أن ممموالتهم ل‬
‫تجب ‍‬
‫قال شيخ السمملم‪) :‬وأهممل السممنة ل ينممازعون‬
‫في كمال علي وأنه في الدرجة العليا من الكمممال‬
‫وإنمما النمزاع فمي كمونه أكممل ممن الثلثمة وأحمق‬
‫بالمامة منهم وليس فيما ذكره ما يدل على ذلك‪.‬‬
‫وهذا الباب للناس فيه طريقان‪:‬‬
‫منهم مممن يقممول إن تفضمميل بعممض الشممخاص‬
‫علممى بعممض عنممد اللممه ل يعلممم إل بممالتوقيف فممإن‬
‫حقممائق ممما فممي القلمموب ومراتبهمما عنممد اللممه مممما‬
‫استأثر اللممه بممه فل يعلممم ذلممك إل بممالخبر الصممادق‬
‫الذي يخبر عن الله ومنهم من يقول قد يعلم ذلممك‬
‫بالستدلل‪.‬‬
‫وأهل السنة يقولون إن كل مممن الطريقيممن إذا‬
‫أعطممي حقممه مممن السمملوك دل علممى أن كل مممن‬
‫الثلثة أكمل من علي ويقولون نحن نقرر ذلك في‬
‫عثمان فإذا ثبت ذلك في عثمان كان في أبي بكممر‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪492‬‬
‫الرافضة‬
‫وعمر بطريق الولى فإن تفضيل أبممي بكممر وعمممر‬
‫على عثمان لم ينازع فيه أحد بل وتفضيلهما علممى‬
‫عثمان وعلي لم يتنازع فيه من له عند المممة قممدر‬
‫ل مممن الصممحابة ول التممابعين ول أئمممة السممنة بممل‬
‫إجماع المسلمين على ذلك قرنا بعد قممرن أعظممم‬
‫من إجماعهم علممى إثبممات شممفاعة نبينمما فممي أهممل‬
‫الكبائر وخروجهم من النممار وعلممى إثبممات الحمموض‬
‫والميممزان وعلممى قتممال الخمموارج ومممانعي الزكمماة‬
‫وعلى صممحة إجممارة العقممار وتحريممم نكمماح المممرأة‬
‫على عمتها وخالتها‪.‬‬
‫بممل إيمممان أبممي بكممر وعمممر وعممدالتهما مممما‬
‫وافقت عليه الخوارج مع تعنتهم وهم ينازعون في‬
‫إيمان علي وعثمان واتفقت الخوارج علممى تكفيممر‬
‫علي وقدحهم فيممه أكممثر مممن قممدحهم فممي عثمممان‬
‫والزيدية بالعكس والمعتزلة كان قدماؤهم يميلون‬
‫إلى الخوارج ومتأخروهم يميلون إلى الزيديممة كممما‬
‫أن الرافضمممة قمممدماؤهم يصمممرحون بالتجسممميم‬
‫ومتأخروهم على قول الجهمية والمعتزلممة وكممانت‬
‫الشمميعة الولممى ل يشممكون فممي تقممديم أبممي بكممر‬
‫وعمر وأما عثمان فكثير مممن النمماس يفضممل عليممه‬
‫علّيا وهذا قول كممثير مممن الكمموفيين وغيرهممم وهممو‬
‫القول الول للثوري ثم رجع عنه وطائفة أخممرى ل‬
‫‪493‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫تفضل أحدهما على صاحبه‪.‬‬
‫وهو الذي حكاه ابن القاسم عممن مالممك عمممن‬
‫أدركه من المدنيين لكن قال ما أدركت أحدا ممن‬
‫يقتدى به يفضل أحدهما على صاحبه وهذا يحتمممل‬
‫السكوت عن الكلم في ذلك فل يكممون قممول وهممو‬
‫الظهر ويحتمل التسوية بينهما وذكممر ابممن القاسممم‬
‫عنه أنه لم يدرك أحدا ممممن يقتممدى بممه يشممك فممي‬
‫تقديم أبي بكر وعمر على عثمان وعلي‪.‬‬
‫وأممما جمهممور النمماس ففضمملوا عثمممان وعليممه‬
‫استقر أمر أهل السنة وهممو مممذهب أهممل الحممديث‬
‫ومشايخ الزهد والتصوف وأئمة الفقهاء كالشافعي‬
‫وأصحابه وأحمممد وأصممحابه وأبممي حنيفممة وأصممحابه‬
‫وإحدى الروايتين عن مالك وعليها أصحابه‪.‬‬
‫قال مالك ل أجعل من خاض في الدماء كمممن‬
‫لم يخض فيها وقال الشافعي وغيره إنه بهذا قصد‬
‫والي المدينة الهاشمي ضرب مالممك وجعممل طلق‬
‫المكره سببا ظاهرا وهو أيضا مذهب جماهير أهممل‬
‫الكلم الكرامية والكلبية والشعرية والمعتزلة‪.‬‬
‫وقال أيوب السممختياني مممن لممم يقممدم عثمممان‬
‫)‪(1‬‬
‫علممى علممي فقممد أزرى بالمهمماجرين والنصممار‬
‫وهكممذا قممال أحمممد والممدارقطني وغيرهممما إنهممم‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪494‬‬
‫الرافضة‬
‫اتفقوا على تقديم عثمان ولهذا تنازعوا فيمممن لممم‬
‫يقممدم عثمممان هممل يعممد مبتممدعا علممى قممولين هممما‬
‫روايتان عن أحمد‪.‬‬
‫فإذا قام المدليل علمى تقمديم عثممان كمان مما‬
‫سواه أوكد‪.‬‬
‫وأما الطريق التمموفيقي فممالنص والجممماع أممما‬
‫النص ففي الصحيحين عن ابن عمر قال كنا نقول‬
‫ورسول الله ‪ ‬حي أفضل أمة النبي ‪ ‬بعده أبممو‬
‫بكر ثم عمممر ثممم عثمممان)‪ (1‬وأممما الجممماع فالنقممل‬
‫الصحيح قد أثبت أن عمر قممد جعممل المممر شممورى‬
‫في ستة وأن ثلثة تركوه لثلثة عثمان وعلي وعبد‬
‫الرحمن وأن الثلثة اتفقوا علممى أن عبممد الرحمممن‬
‫يختار واحدا منهما وبقي عبممد الرحمممن ثلثممة أيممام‬
‫حلمممف أنمممه لمممم ينمممم فيهممما كمممبير نممموم يشممماور‬
‫المسلمين)‪.(2‬‬
‫وقد اجتمع بالمدينممة أهممل الحممل والعقممد حممتى‬
‫أمممراء النصممار‪ ،‬وبعممد ذلممك اتفقمموا علممى مبايعممة‬
‫عثمان بغير رغبة ول رهبة فيلزم أن يكون عثمممان‬

‫)( أبو داود في السنة باب في التفضيل ‪ ،5/26‬وابن أبي‬ ‫‪1‬‬

‫عاصم فممي السممنة فممي فضممل أبممي بكممر وعمممر وعثمممان‬


‫رضوان الله عليهم ‪ ،2/566‬وقال اللباني‪ :‬إسناده صحيح‬
‫ورجاله ثقات رجال البخاري‪.‬‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪495‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هو الحق ومن كمان هممو الحممق كممان هممو الفضممل‬
‫فإن أفضل الخلق مممن كممان أحممق أن يقمموم مقممام‬
‫رسول الله ‪ ‬وأبي بكر وعمر‪.‬‬
‫وإنما قلنا يلزم أن يكون هو الحق لنه لممو لممم‬
‫يكن ذلك للزم إما جهلهم وإما ظلمهم فإنه إذا لممم‬
‫يكن أحق وكان غيممره أحممق فممإن لممم يعلممموا ذلممك‬
‫كانوا جهممال وإن علممموه وعممدلوا عممن الحممق إلممى‬
‫غيره كانوا ظلمة فتبين أن عثمان إن لم يكن أحق‬
‫لزم إما جهلهم وإما ظلمهم وكلهممما منتممف لنهممم‬
‫أعلم بعثمان وعلي منا وأعلممم بممما قمماله الرسممول‬
‫فيهما منا وأعلم بما دل عليه القرآن في ذلك منمما‬
‫ولنهم خير القممرون فيمتنممع أن نكممون نحممن أعلممم‬
‫منهممم بمثممل هممذه المسممائل مممع أنهممم أحمموج إلممى‬
‫علمها منا فإنهم لممو جهلمموا مسممائل أصممول دينهممم‬
‫وعلمناهمما نحممن لكنمما أفضممل منهممم وذلممك ممتنممع‬
‫وكونهم علموا الحق وعممدلوا عنممه أعظممم وأعظممم‬
‫فإن ذلك قدح في عدالتهم وذلممك يمنممع أن يكونمموا‬
‫خير القرون بالضممرورة ولن القممرآن آثنممى عليهممم‬
‫ثنممماء يقتضمممي غايمممة الممممدح فيمتنمممع إجمممماعهم‬
‫وإصرارهم على الظلم الممذي هممو ضممرر فممي حممق‬
‫المة كلها فإن هذا ليس ظلما للممنوع من الولية‬
‫فقط بل هو ظلم لكممل مممن منممع نفعممه مممن وليممة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪496‬‬
‫الرافضة‬
‫الحق بالوليممة فممإنه إذا كممان راعيممان أحممدهما هممو‬
‫الذي يصلح للرعاية ويكون أحق بها كان منعه مممن‬
‫رعايتها يعود بنقص الغنم حقها من نفعه‪.‬‬
‫ولن القممرآن والسممنة دل علممى أن هممذه المممة‬
‫خير المم وأن خيرها أولها فإن كانوا مصرين على‬
‫ذلك لممزم أن تكممون هممذه المممة شممر المممم وأن ل‬
‫يكون أولها خيرها‪.‬‬
‫ولنمما نحممن نعلممم أن المتممأخرين ليسمموا مثممل‬
‫الصحابة فممإن كممان أولئك ظممالمين مصممرين علممى‬
‫الظلم فالمة كلها ظالمة فليست خير المم‪.‬‬
‫وقد قيل لبن مسعود لممما ذهممب إلممى الكوفممة‬
‫من وليتم؟ قال ولينا أعلنا ذا فمموق ولممم نممأل وذو‬
‫الفوق هو السهم يعني أعلنا سهما في السلم‪...‬‬
‫وأما الطريق النظرية فقد ذكر ذلك من ذكممره‬
‫من العلماء فقالوا عثمان كان أعلم بالقرآن وعلي‬
‫أعلم بالسنة وعثمممان أعظممم جهممادا بممماله وعلممي‬
‫أعظم جهادا بنفسممه وعثمممان أزهممد فممي الرياسممة‬
‫وعلي أزهد في المممال وعثمممان أورع عممن الممدماء‬
‫وعلي أورع عممن الممموال وعثمممان حصممل لممه مممن‬
‫جهاد نفسه حيث صبر عن القتال ولم يقاتل مممالم‬
‫يحصل مثله لعلي وقال النبي ‪» :‬المجاهد من‬
‫‪497‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫جاهد نفسه في ذات الله«)‪.(1‬‬
‫وسيرة عثمممان فممي الوليممة كممانت أكمممل مممن‬
‫سيرة علي فقالوا فثبت أن عثمان أفضل لن علم‬
‫القرآن أعظم من علم السنة‪.‬‬
‫وفي صممحيح مسمملم وغيممره أنممه قممال‪» :‬يؤم‬
‫القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كههانوا فههي‬
‫القراءة سواء فأعلمهم بالسنة«)‪ .(2‬وعثمان‬
‫جمع القرآن كله بل ريب وكممان أحيانمما يقممرؤه فممي‬
‫ركعة وعلي قد اختلف فيه هل حفظ القرآن كلممه؟‬
‫أم ل؟‪.‬‬
‫والجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس كما‬
‫َ‬
‫وال ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫دوا ِبهههأ ْ‬
‫هههه ُ‬‫جا ِ‬ ‫فمممي قممموله تعمممالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ه‪ (3)‬اليممة‪ ،‬وقمموله‪:‬‬ ‫ل الّلهه ِ‬‫سههِبي ِ‬
‫فههي َ‬ ‫سههك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ف ِ‬‫وأ َن ْ ُ‬
‫َ‬
‫)( المسند ‪ 22-6/20‬نحوه‪ ،‬والترمذي في فضائل الجهاد‬ ‫‪1‬‬

‫باب "ما جاء في فضل من مات مرابطممًا" ‪ 4/165‬نحمموه‬


‫عممن فضممالة بممن عبيممد رضممي اللممه عنممه وقممال الترمممذي‬
‫"حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫)( مسلم في المساجد ومواضع الصلة بمماب "مممن أحممق‬ ‫‪2‬‬

‫بالمامممة" ‪ 1/465‬وفممي المسممند ‪ 4/118‬وأبممو داود فممي‬


‫"الصلة باب من أحق بالمامة" ‪ ،585-1/584‬والترمذي‬
‫فممي أبممواب الصمملة بمماب "مممن أحممق بالمامممة" ‪،1/458‬‬
‫والنسائي في المامة بمماب "مممن أحممق بالمامممة" ‪،2/76‬‬
‫وابن ماجه في "إقامة الصلة والسنة فيها باب "من أحق‬
‫بالمامة"‪ 314-1/313‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( التوبة‪.41 /‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪498‬‬
‫الرافضة‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫‪‬ال ّ ِ‬
‫سههِبي ِ‬ ‫فههي َ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ه ُ‬
‫جا َ‬ ‫و َ‬ ‫جُروا َ‬ ‫ها َ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م‪ ‬وقوله‪ :‬إ ِ ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫وال ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫ه ب ِأ ْ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫سهه ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫وال ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫دوا ب ِأ ْ‬ ‫ه ُ‬‫جا َ‬ ‫و َ‬ ‫جُروا َ‬ ‫ها َ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫صهُروا ُأول َئ ِ َ‬ ‫ون َ َ‬
‫وا َ‬ ‫و ْ‬‫نآ َ‬
‫َ‬
‫ذي َ‬‫وال ّه ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّه ِ‬ ‫سهِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ض‪.(2)‬‬ ‫َ‬
‫ع ٍ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬‫ع ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫وذلك لن النمماس يقمماتلون دون أممموالهم فممإن‬
‫المجاهممد بالمممال قممد أخممرج ممماله حقيقممة للممه‬
‫والمجاهد بنفسممه للممه يرجممو النجمماة ل يوافممق أنممه‬
‫يقتل في الجهاد ولهذا أكثر القادرين علممى القتممال‬
‫يهون على أحدهم أن يقاتل ول يهون عليممه إخممراج‬
‫ماله ومعلوم أنهم كلهم جاهدوا بأموالهم وأنفسهم‬
‫لكن منهم من كممان جهمماده بالمممال أعظممم ومنهممم‬
‫من كان جهاده بالنفس أعظم‪.‬‬
‫وأيضا فعثمان له مممن الجهمماد بنفسممه بالتممدبير‬
‫فممي الفتمموح ممما لممم يحصممل مثلممه لعلممي ولممه مممن‬
‫الهجرة إلى أرض الحبشة مالم يحصل مثله لعلممي‬
‫وله من الذهاب إلى مكة يمموم صمملح الحديبييممة ممما‬
‫لم يحصممل مثلممه لعلممي وإنممما بممايع النممبي ‪ ‬بيعممة‬
‫الرضمموان لممما بلغممه أن المشممركين قتلمموا عثمممان‬
‫وبايع بإحممدى يممديه عممن عثمممان وهممذا مممن أعظممم‬

‫)( التوبة‪.20 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النفال‪.72 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪499‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفضل حيث بايع عنه النبي ‪.‬‬
‫وأما الزهممد والممورع فممي الرياسممة والمممال فل‬
‫ريب أن عثمان تولى ثنتي عشممرة سممنة ثممم قصممد‬
‫الخارجون عليه قتله وحصروه وهممو خليفممة الرض‬
‫والمسلمون كلهم رعيتممه وهممو مممع هممذا لممم يقتممل‬
‫مسلما ول دفع عممن نفسممه بقتممال بممل صممبر حممتى‬
‫قُت ِممل‪ ...‬ولهممذا كممانت خلفممة عثمممان هاديممة مهديممة‬
‫ساكنة والمة فيهمما متفقممة وكممانت سممت سممنين ل‬
‫ينكر الناس عليه شيئا ثم أنكروا أشياء في السممت‬
‫الباقية وهي دون ما أنكروه علممى علممي مممن حيممن‬
‫تممولى والممذين خرجمموا علممى عثمممان طائفممة مممن‬
‫أوبمماش النمماس وأممما علممي فكممثير مممن السممابقين‬
‫الولين لم يتبعوه ولم يبايعوه وكثير مممن الصممحابة‬
‫والتممابعين قمماتلوه وعثمممان فممي خلفتممه فتحممت‬
‫المصار وقوتلت الكفار وعلي في خلفته لم يقتل‬
‫كافر ولم تفتح مدينة‪ .‬فإن كان ما صدر عن الرأي‬
‫فرأي عثمان أكمل وإن كان عممن القصممد فقصممده‬
‫أتم()‪.(1‬‬
‫)وأما قوله‪ :‬والثلثة ل تجب موالتهم فممنمموع‬
‫بل يجب أيضا مودتهم وموالتهم فإنه قممد ثبممت أن‬
‫الله يحبهمم وممن كمان اللمه يحبمه وجمب علينما أن‬

‫)( المنهاج ‪.234-223 /8‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪500‬‬
‫الرافضة‬
‫نحبه فإن الحب في الله والبغض في اللممه واجممب‬
‫وهو أوثق عرى اليمان وكذلك هم من أكابر أولياء‬
‫الله المتقين وقد أوجب الله موالتهم بل قممد ثبممت‬
‫أن الله رضي عنهم ورضوا عنه بنص القرآن وكممل‬
‫من ‪ ‬فإنه يحبه والله يحب المتقين والمحسممنين‬
‫والمقسطين والصابرين وهؤلء أفضممل مممن دخممل‬
‫في هذه النصوص من هذه المة بعد نبيها‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬مثل‬
‫المههههؤمنين فههههي تههههوادهم وتراحمهههههم‬
‫وتعهههاطفهم كمثهههل الجسهههد الواحهههد إن‬
‫اشتكى منه عضو تداعى لههه سههائر الجسههد‬
‫بالحمى والسهر«)‪ (1‬فهممو أخبرنمما أن المممؤمنين‬
‫يتوادون ويتعاطفون ويممتراحمون وأنهممم فممي ذلممك‬
‫كالجسد الواحد‪.‬‬
‫وهؤلء قمد ثبممت إيممانهم بالنصمموص والجمماع‬
‫كما قد ثبت إيمان علممي ول يمكممن مممن قممدح فممي‬
‫إيمانهم يثبت إيمان علي بل كممل طريممق دل علممى‬
‫إيمان علي فإنها على إيمانهم أدل والطريق الممتي‬
‫يقدح بها فيهم يجاب عنها كممما يجمماب عممن القممدح‬
‫)( البخاري في الدب‪ ،‬باب رحمة الناس بالبهممائم ‪-7/77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،78‬ومسمملم فممي الممبر والصمملة والداب‪ ،‬بمماب "تراحممم‬


‫المؤمنين وتعمماطفهم … إلممخ" ‪ ،… 2-4/1999‬والمسممند‬
‫‪.4/270‬‬
‫‪501‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في علي وأولى فان الرافضممي الممذي يقممدح فيهممم‬
‫ويتعصممب لعلممي فهممو منقطممع الحجممة كمماليهود‬
‫والنصممارى الممذين يريممدون إثبممات نبمموة موسممى‬
‫وعيسى والقدح في نبوة محمد ‪.‬‬
‫ولهذا ل يمكن للرافضي أن يقيم الحجممة علممى‬
‫النواصممب الممذين يبغضممون عليمما أو يقممدحون فممي‬
‫إيمانه من الخوارج وغيرهم فإنهم إذا قالوا له بأي‬
‫شيء علمت أن عليا مؤمن أو ولي لله تعالى؟‪.‬‬
‫فان قال‪ :‬بالنقممل المتممواتر بإسمملمه وحسممناته‬
‫قيل لممه هممذا النقممل موجممود فممي أبممي بكممر وعمممر‬
‫وعثمان وغيرهم من أصحاب النممبي ‪ ‬بممل النقممل‬
‫المتواتر بحسممنات هممؤلء السممليمة عممن المعممارض‬
‫أعظم من النقل المتواتر في مثل ذلك لعلممي وإن‬
‫قممال بممالقرآن الممدال علممى إيمممان علممي قيممل لممه‬
‫د‬
‫قهه ْ‬‫القممرآن إنممما دل بأسممماء عامممة كقمموله‪ :‬ل َ َ‬
‫ن‪ (1)‬ونحممو ذلممك وأنممت‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مه ْ‬ ‫عه ِ‬
‫ه َ‬‫ي الل ّ ُ‬
‫ض َ‬‫َر ِ‬
‫تخرج من ذلك أكابر الصحابة فإخراج واحد أسممهل‬
‫وإن قال بالحاديث الدالممة علممى فضممائله أو نممزول‬
‫القرآن فيه‪.‬‬
‫قيل أحمماديث أولئك أكممثر وأصممح وقممد قممدحت‬
‫فيهم‪.‬‬
‫وقيل له تلك الحاديث التي في فضممائل علممي‬
‫)( الفتح‪.18 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪502‬‬
‫الرافضة‬
‫إنما رواها الصحابة الذين قممدحت فيهممم فممإن كمان‬
‫القدح صحيحا بطل النقل وإن كان النقممل صممحيحا‬
‫بطل القدح وإن قال بنقل الشيعة أو تواترهم‪.‬‬
‫قيل له الصحابة لم يكممن فيهممم مممن الرافضممة‬
‫أحد والرافضة تطعن في جميممع الصممحابة إل نفممرا‬
‫قليل بضممعة عشممر ومثممل هممذا قممد يقممال إنهممم قممد‬
‫تممواطئوا علممى ممما نقلمموه فمممن قممدح فممي نقممل‬
‫الجمهممور كيممف يمكنممه إثبممات نقممل نفممر قليممل‪...‬‬
‫والمقصممود أن قمموله‪" :‬وغيممر علممي مممن الثلثممة ل‬
‫تجب مودته" كلم باطل عنممد الجمهممور بممل مممودة‬
‫هؤلء أوجب عند أهل السنة مممن مممودة علممي لن‬
‫وجوب المودة على مقدار الفضل فكممل مممن كممان‬
‫أفضل كانت مودته أكمل وقممد قممال تعممالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ل لَ ُ‬
‫هه ُ‬ ‫ع ُ‬
‫ج َ‬
‫سهي َ ْ‬
‫ت َ‬
‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صههال ِ َ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫وّدا‪ (1)‬قالوا‪ :‬يحبهم ويحببهم إلممى عبمماده‬ ‫ن ُ‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫وهؤلء أفضممل مممن آمممن وعمممل صممالحا مممن هممذه‬
‫سههو ُ‬
‫ل‬ ‫مهدٌ َر ُ‬
‫ح ّ‬ ‫المة بعد نبيها كما قال تعممالى‪ُ  :‬‬
‫م َ‬
‫مههاءُ‬ ‫عل َههى ال ْك ُ ّ‬ ‫الل ّه وال ّذين مع َ‬
‫ح َ‬‫ر ُر َ‬ ‫فهها ِ‬ ‫داءُ َ‬ ‫شه ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫ِ َ ِ َ َ َ ُ‬
‫ن‬ ‫مه َ‬ ‫ضههل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غههو َ‬ ‫دا ي َب ْت َ ُ‬
‫ج ً‬‫سه ّ‬ ‫عا ُ‬ ‫م ُرك ّ ً‬‫ه ْ‬
‫م ت ََرا ُ‬‫ه ْ‬
‫ب َي ْن َ ُ‬
‫َ‬
‫ر‬‫ن أث َه ِ‬ ‫مه ْ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬‫جو ِ‬ ‫و ُ‬ ‫في ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ُ‬‫سي َ‬ ‫واًنا ِ‬ ‫ض َ‬
‫ر ْ‬ ‫و ِ‬
‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬

‫)( مريم‪.96 /‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪503‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫جوِد‪....(1)‬‬
‫س ُ‬
‫ال ّ‬
‫وفي الصحيحين عن النبي ‪» :‬أنممه سممئل أي‬
‫النمماس أحممب إليممك؟ قممال‪ :‬عائشههة قيممل‪ :‬فمممن‬
‫الرجال قال‪ :‬أبوها«)‪.(2‬‬
‫وفي الصحيح أن عمممر قممال لبممي بكممر رضممي‬
‫الله عنهما يمموم السممقيفة بممل أنممت سمميدنا وخيرنمما‬
‫واحبنا إلى رسول الله ‪.(3)‬‬
‫وتصديق ذلك ممما اسممتفاض فممي الصممحاح مممن‬
‫غير وجه أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬لو كنت متخذا من‬
‫أهههل الرض خليل لتخههذت أبهها بكههر خليل‬
‫ولكن مودة السلم«)‪ (4‬فهممذا يممبين أنممه ليممس‬
‫في أهل الرض أحق بمحبته ومودته من أبممي بكممر‬
‫وما كان أحب إلى رسول الله ‪ ‬فهممو أحممب إلممى‬
‫الله وما كان أحب إلى الله ورسوله فهمو أحمق أن‬
‫يكون أحب إلى المؤمنين الممذين يحبممون ممما أحبممه‬
‫اللممه ورسمموله كممما احممب اللممه ورسمموله والممدلئل‬
‫الدالة على أنه أحق بالمودة كممثيرة فضممل عممن أن‬
‫يقممال إن المفضممول تجممب مممودته وإن الفاضممل ل‬

‫الفتح‪.129 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪504‬‬
‫الرافضة‬
‫تجب مودته()‪.(1‬‬

‫***‬

‫)( المنهاج ‪.107-7/104‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪505‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الرابع‬
‫علي بن أبي طالب ‪‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪:‬‬
‫مممن الحمماديث الصممحيحة فممي فضممائله )قمموله‬
‫لعلي‪» :‬لعطين الراية غدا رجل يحههب اللههه‬
‫ورسههوله ويحبههه اللههه ورسههوله«)‪ (1‬وحممديث‬
‫الكساء لما قال لعلي وفاطمممة وحسممن وحسممين‪:‬‬
‫»اللهههم هههؤلء أهههل بيههتي فههأذهب عنهههم‬
‫الرجس وطهرهم تطهيرا«)‪ (2‬وأمثممال ذلممك(‬
‫)‪.(3‬‬
‫)وليس في الصممحابة بعممدهم ]يعنممي بعممد أبممي‬
‫بكر وعمر وعثمان[ من هو أفضممل منممه ول يتنممازع‬
‫طائفة من المسلمين بعد خلفممة عثمممان فممي أنممه‬
‫ليس في جيش علي أفضل منه لم تفضمل طائفمة‬
‫معروفة عليه طلحة والزبير فضل أن يفضممل عليممه‬

‫)( البخاري كتاب المغازي‪ ،‬باب "غزوة خيممبر" ‪،77-5/76‬‬ ‫‪1‬‬

‫وكتاب فضائل أصحاب النبي ‪ ،‬باب "مناقب علممي "‪‬‬


‫‪ ،4/207‬ومسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب "من فضائل‬
‫علي بن أبي طالب" ‪.1873-4/1871‬‬
‫)( السممنة لبممن أبممي عاصممم ‪ ،2/603‬وخصممائص أميممر‬ ‫‪2‬‬

‫المؤمنين علمي بمن أبمي طمالب للنسمائي‪ 49 /‬والحمديث‬


‫رواه مسلم‪ ،‬انظر تخريجه‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.4/289‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪506‬‬
‫الرافضة‬
‫معاوية()‪.(1‬‬
‫وقد علق على قول الرافضي بممأن عليمما أحممق‬
‫من خالد بأن يسمى سيف الله فقال‪) :‬وأما قوله‪:‬‬
‫ي أحق بهذا السم«‪.‬‬ ‫عل ّ‬
‫فيقال أولً‪ :‬مممن الممذي نممازع فممي ذلممك؟ ومممن‬
‫قال‪ :‬إن عليا لم يكن سيفا من سيوف الله وقممول‬
‫النبي ‪ ‬الذي ثبت في الصممحيح)‪ (2‬يممدل علممى أن‬
‫لله سيوفا متعددة ول ريمب أن عليما ممن أعظمهما‬
‫وما في المسلمين مممن يفضممل خالممدا علممى علممي‬
‫حتى يقال‪ :‬إنهم جعلوا هذا مختصا بخالد والتسمية‬
‫بذلك وقعت مممن النممبي ‪ ‬فممي الحممديث الصممحيح‬
‫فهممو ‪ ‬الممذي قممال‪» :‬إن خالههدا سههيف مههن‬
‫سيوف الله«‪.‬‬
‫ثم يقال ثانيًا‪ :‬علممى أجممل قممدرا مممن خالممد‬
‫وأجل من أن تجعل فضيلته أنه سيف مممن سمميوف‬
‫الله فإن عليا له من العلم والبيان والدين واليمان‬
‫والسابقة ما هو به أعظممم مممن أن تجعممل فضمميلته‬
‫أنه سيف مممن سمميوف اللممه فممإن السمميف خاصممته‬
‫القتال وعلي كان القتال أحد فضائله بخلف خالممد‬
‫فإنه كان هو فضيلته التي تميز بهمما عممن غيممره لممم‬

‫)( المنهاج ‪.6/330‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سيأتي تخريجه ص ‪.324‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪507‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يتقدم بسابقة ول كثرة علم ول عظيم زهممد وإنممما‬
‫تقدم بالقتال فلهذا عبر عن خالد بممأنه سمميف مممن‬
‫سيوف الله()‪.(1‬‬
‫موقف أهل السنة منه‪:‬‬
‫وقد بين موقف أهممل السممنة مممن علممي وأنهممم‬
‫يعظمونه ويحبونه ويذبون عنه فقال‪) :‬وأيضا فأهل‬
‫السنة يحبون الممذين لممم يقمماتلوا عليمما أعظممم مممما‬
‫يحبون من قاتله ويفضلون من لم يقاتله على مممن‬
‫قاتله كسعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد ومحمد‬
‫بن مسلمة)‪ (2‬وعبد الله بن عمر ‪ y‬فهممؤلء أفضممل‬
‫من الذين قاتلوا عليا عند أهل السنة والحب لعلي‬
‫وترك قتماله خيمر بإجمماع أهمل السمنة ممن بغضمه‬
‫وقتاله وهم متفقون على وجمموب ممموالته ومحبتممه‬
‫وهم من أشد الناس ذبا عنه وردا على من يطعممن‬
‫عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب لكن لكممل‬
‫مقام مقال‪.‬‬
‫وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملمموءة‬
‫بذكر فضائله ومنمماقبه وبممذم الممذين يظلمممونه مممن‬

‫)( المنهاج ‪.4/480‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو محمد بن مسلمة بن خالد أبممو عبممد اللممه‪ ،‬صممحابي‬ ‫‪2‬‬

‫مشهور‪ ،‬شهد بدرا ً والمشاهد‪ ،‬مات بعد الربعين‪ .‬السممير‬


‫‪ ،373-2/369‬طبقات ابن سعد ‪ ،445-3/443‬التقريممب‪/‬‬
‫‪.507‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪508‬‬
‫الرافضة‬
‫جميع الفرق وهم ينكرون علي من سبه وكممارهون‬
‫لممذلك وممما جممرى مممن التسمماب والتلعممن بيممن‬
‫العسكرين من جنس ما جرى من القتال‪.‬‬
‫وأهل السنة من أشد الناس بغضا وكراهة لن‬
‫يتعرض له بقتال أو سممب بممل هممم كلهممم متفقممون‬
‫على أنه أجل قدرا وأحق بالمامة وأفضل عند الله‬
‫وعنمد رسموله وعنمد الممؤمنين ممن معاويمة وأبيمه‬
‫وأخيه الذي كان خيرا منه وعلي أفضممل ممممن هممو‬
‫أفضل من معاويممة ‪ ‬فالسممابقون الولممون الممذين‬
‫بممايعوا تحممت الشممجرة كلهممم أفضممل مممن الممذين‬
‫أسلموا عام الفتح وفممي هممؤلء خلممق كممثير أفضممل‬
‫من معاوية وأهل الشجرة أفضل من هممؤلء كلهممم‬
‫وعلي أفضل جمهور الممذين بممايعوا تحممت الشممجرة‬
‫بل هو أفضل منهم كلهم إل الثلثة فليس في أهل‬
‫السنة من يقدم عليه أحدا غير الثلثة بل يفضلونه‬
‫على جمهور أهل بدر وأهل بيعممة الرضمموان وعلممى‬
‫السابقين الولين من المهاجرين والنصار()‪.(1‬‬
‫ثممم ذكممر أن الرافضممة ل تقنممع بممما صممح مممن‬
‫فضائل علي حتى تضع عليه مممن الكممذب ممما يضممع‬
‫ول يرفممع فقممال‪) :‬قممال أبممو الفممرج ابممن الجمموزي‪:‬‬
‫فضممائل‪" :‬فضممائل علممي الصممحيحة كممثيرة غيممر أن‬

‫)( المنهاج ‪.396-4/395‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪509‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الرافضة لم تقنع فوضعت له ما يضع ل ممما يرفممع‪،‬‬
‫وحوشيت حاشيته مممن الحتيمماج إلممى البمماطن")‪((1‬‬
‫)‪.(2‬‬

‫***‬

‫)( الموضوعات لبن الجوزي ‪.1/338‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/442‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪510‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫خلفته‬
‫)وأما قوله‪» :‬ثم علي بمبايعة الخلق له«‪.‬‬
‫فتخصيصه عليا بمبايعههة الخلههق لههه دون‬
‫أبي بكر وعمر وعثمان كلم ظمماهر البطلن وذلممك‬
‫أنه من المعلوم لكل مممن عممرف سمميرة القمموم أن‬
‫اتفاق الخلق ومبايعتهم لبممي بكممر وعمممر وعثمممان‬
‫أعظم من اتفاقهم على بيعة علي رضي الله عنه‪،‬‬
‫وعنهم أجمعين وكل أحد يعلممم أنهممم اتفقمموا علممى‬
‫بيعة عثمممان أعظممم مممما اتفقمموا علممى بيعممة علممي‬
‫والذين بممايعوا عثمممان فممي أول المممر أفضممل مممن‬
‫الذين بايعوا عليا فإنه بايعه علي وعبد الرحمن بن‬
‫عمموف وطلحممة والزبيممر وعبممد اللممه بممن مسممعود‬
‫والعباس بن عبد المطلب وأبي بن كعب وأمثمالهم‬
‫مع سكينة وطمأنينة بعد مشاورة المسلمين ثلثممة‬
‫أيام‪.‬‬
‫وأما علي ‪ ‬فإنه بويع عقيب قتممل عثمممان ‪‬‬
‫والقلممموب مضمممطربة مختلفمممة وأكمممابر الصمممحابة‬
‫متفرقون وأحضممر طلحممة إحضممارا حممتى قممال مممن‬
‫قال إنهم جاءوا به مكرها وأنممه قممال بممايعت واللممج‬
‫أي السيف على قفى)‪.(1‬‬

‫)( تاريخ الطبري ‪ 4/431‬بمعنمماه‪ ،‬وكتمماب المامممة والممرد‬ ‫‪1‬‬


‫‪511‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وكان لهل الفتنممة بالمدينممة شمموكة لممما قتلمموا‬
‫عثمان وماج الناس لقتله موجا عظيما وكممثير مممن‬
‫الصحابة لم يبايع عليا كعبد الله بممن عمممر وأمثمماله‬
‫وكان الناس معه ثلثة أصناف‪:‬‬
‫صنف قاتلوا معه‪ .‬وصنف قمماتلوه‪ .‬وصممنف لممم‬
‫يقاتلوه ولم يقاتلوا معه‪.‬‬
‫فكيف يجوز أن يقال في علي بمبايعممة الخلممق‬
‫لممه ول يقممال مثممل ذلممك فممي مبايعممة الثلثممة ولممم‬
‫يختلف عليهم أحد بل بايعهم الناس كلهم ل سمميما‬
‫عثمان‪ ...‬ولهذا أضطرب النمماس فممي خلفممة علممي‬
‫على أقوال‪:‬‬
‫فقالت طائفة إنه إمام وإن معاوية إمممام وإنممه‬
‫يجمموز نصممب إمممامين فممي وقممت إذا لممم يمكممن‬
‫الجتماع على إمام واحد وهذا يحكى عن الكرامية‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫وقالت طائفة لم يكن في ذلممك الزمممان أمممام‬
‫عام بل كان زمان فتنة وهذا قول طائفة من أهممل‬
‫الحديث البصريين وغيرهم ولهذا لما أظهمر الممام‬
‫أحمد التربيع بعلممي فممي الخلفمة وقمال‪» :‬ممن لمم‬
‫يربع بعلي في الخلفة فهو أضممل مممن حمممار أهلممه‬
‫أنكر ذلك طائفة من هؤلء وقالوا قد أنكممر خلفتممه‬

‫على الرافضة لبي نعيم ‪.369‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪512‬‬
‫الرافضة‬
‫من ل يقال فهو أضل مممن حمممار أهلممه)‪ (1‬يريممدون‬
‫من تخلف عنها من الصحابة واحتممج أحمممد وغيممره‬
‫علممى خلفممة علممي بحممديث سممفينة عممن النممبي ‪‬‬
‫تكون خلفة النبوة ثلثين سنة ثم تصير ملكمما)‪،«(2‬‬
‫وهممذا الحممديث قممد رواه أهممل السممنن كممأبي داود‬
‫وغيره‪.‬‬
‫وقالت طائفة ثالثة بممل علممي هممو المممام وهممو‬
‫مصيب في قتاله لمن قاتله وكذلك من قمماتله مممن‬
‫الصحابة كطلحة والزبير كلهم مجتهممدون مصمميبون‬
‫وهذا قممول مممن يقممول كممل مجتهممد مصمميب كقممول‬
‫البصممريين مممن المعتزلممة أبممي الهممذيل)‪ (3‬وأبممي‬
‫علي)‪ (4‬وأبي هاشم)‪ (5‬ومن وافقهم من الشممعرية‬

‫)( انظممر مجممموع الفتمماوى ‪،4/438‬م ‪،479‬م ‪ 35/19‬وورد‬ ‫‪1‬‬

‫نحوه في السنة لعبد الله بن المام أحمد ‪.2/590‬‬


‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( همممو محممممد بمممن الهمممذيل البصمممري العلف صممماحب‬ ‫‪3‬‬

‫التصانيف هلك سنة ‪ 227‬هم‪ :‬الشذرات ‪.2/85‬‬


‫)( هممو محمممد بممن عبممد الوهمماب الجبممائي البصممري شمميخ‬ ‫‪4‬‬

‫المعتزلة‪ ،‬له كتاب "الصول" وكتاب "السماء والصفات"‬


‫ن وستين سممنة‪.‬‬ ‫وغيرها ت سنة ‪ 303‬هم بالبصرة وله ثما ٍ‬
‫السير ‪ ،184-14/183‬الملل والنحل ‪.85-1/78‬‬
‫)( هو عبد السلم بن الستاذ أبممي علممي محمممد بممن عبممد‬ ‫‪5‬‬

‫الوهمماب الجبممائي المعممتزلي لممه كتمماب "الجممامع الكممبير"‬


‫وكتمماب "العممرض" وغيرهممما‪ ،‬ت سممنة ‪ 321‬هممم‪ .‬السممير‬
‫‪ ،64-15/63‬الملل والنحل ‪.85-1/78‬‬
‫‪513‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كالقاضي أبي بكر)‪ (1‬وأبي حامد)‪ (2‬وهممو المشممهور‬
‫عن أبي الحسن الشعري)‪ (3‬وهؤلء أيضا يجعلممون‬
‫معاويممة مجتهممدا مصمميبا فممي قتمماله كممما أن عليمما‬
‫مصيب وهذا قول طائفة من الفقهاء من أصممحاب‬
‫أحمد وغيرهم ذكره أبممو عبممد اللمه بممن حامممد ذكممر‬
‫لصحاب أحمد في المقتتلين يوم الجمممل وصممفين‬
‫ثلثة أوجه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬كلهما مصيب‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬المصيب واحد ل بعينه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن عليا هممو المصمميب ومممن خممالفه‬
‫مخطئ‪.‬‬
‫والمنصوص عن أحمد وأئمة السلف أنه ل يذم‬
‫أحدًا منهم وأن عليا أولممى بممالحق مممن غيممره وأممما‬
‫تصويب القتال فليس هو قول أئمة السنة بمل همم‬
‫يقولون إن تركه كان أولى‪.‬‬
‫وطائفة رابعة‪ :‬تجعل عليا هو المام وكان‬
‫مجتهممدا مصمميبا فممي القتممال ومممن قمماتله كممانوا‬
‫مجتهدين مخطئين وهذا قول كثير من أهل الممرأي‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو محمد بممن محمممد بممن محمممد بممن أحمممد الطوسممي‬ ‫‪2‬‬

‫الغزالي الشافعي‪ ،‬صمماحب التصممانيف ت سممنة ‪ 505‬هممم‪.‬‬


‫السير ‪ ،346-19/322‬الشذرات ‪.13-4/10‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪514‬‬
‫الرافضة‬
‫والكلم من أصحاب أبي حنيفة ومالممك والشممافعي‬
‫وأحمد وغيرهم‪.‬‬
‫وطائفة خامسة تقممول‪ :‬إن عليمما مممع كممونه‬
‫كان خليفة وهو أقرب إلى الحق من معاوية فكان‬
‫تمرك القتممال أولمى وينبغممي المسمماك عممن القتممال‬
‫لهؤلء وهؤلء فإن النبي ‪ ‬قال‪» :‬ستكون فتنة‬
‫القاعد فيها خير من القائم والقائم فيههها‬
‫خيههر مههن السههاعي«)‪ ...(1‬وأمثممال ذلممك مممن‬
‫الحاديث الصحيحة التي تبين أن ترك القتممال كممان‬
‫خيرا من فعله من الجانبين وعلى هذا جمهور أئمة‬
‫أهل الحديث والسنة وهذا مممذهب مالممك والثمموري‬
‫وأحمد وغيرهم‪ ...‬والمقصود أن الخلف في خلفة‬
‫علي وحروبه كممثير منتشممر بيممن السمملف والخلممف‬
‫فكيف تكون مبايعة الخلق له أعظم من مبممايعتهم‬
‫للثلثة قبله رضممي اللممه عنهممم أجمعيممن فممإن قممال‬
‫أردت بقممولي أن أهممل السممنة يقولممون إن خلفتممه‬
‫انعقدت بمبايعمة الخلمق لمه ل بمالنص فل ريمب أن‬

‫)( رواه البخاري في كتاب المناقب‪ ،‬باب علمات النبمموة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وفيممه "والقممائم خيممر مممن الماشممي والماشممي خيممر مممن‬


‫الساعي" ‪ ،4/177‬وفي كتاب الفتن‪ ،‬بمماب سممتكون فتنممة‬
‫القاعممد فيهمما خيممر مممن القممائم ‪ ،8/92‬ورواه مسمملم فممي‬
‫كتاب الفتن‪ ،‬باب نزول الفتن كمواقممع القطممر ‪-4/2211‬‬
‫‪ ،2212‬وغيرهما‪.‬‬
‫‪515‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أهل السنة وإن كممانوا يقولممون إن النممص علممى أن‬
‫عليا مممن الخلفمماء الراشممدين لقمموله خلفممة النبمموة‬
‫ثلثممون سممنة فهممم يممروون النصمموص الكممثيرة فممي‬
‫صحة خلفة غيره وهذا أمر معلوم عند أهل العلممم‬
‫بالحديث يروون في صممحة خلفممة الثلثممة نصوصمما‬
‫كثيرة بخلف خلفة علي فإن نصوصها قليلممة فممإن‬
‫الثلثة اجتمعت المة عليهم فحصممل بهممم مقصممود‬
‫المامة وقوتل بهم الكفار وفتحت بهم المصار‪.‬‬
‫وخلفة علي لم يقاتل فيها كفار ول فتح مصممر‬
‫وإنما كان السيف بين أهل القبلة()‪.(1‬‬
‫وقد رد علممى قممول الرافضممي عممن علممي‪ :‬أنممه‬
‫طلب المر لنفسه بحق له وبممايعه القلممون‪ ،‬وبيممن‬
‫أنممه )كممذب علممى علممي ‪ ‬فممإنه لممم يطلممب المممر‬
‫لنفسه في خلفة أبممي بكممر وعمممر وعثمممان وإنممما‬
‫طلبه لما قتل عثمممان وبويممع وحينئذ فممأكثر النمماس‬
‫كانوا معه لم يكممن معممه القلممون وقممد اتفممق أهممل‬
‫السنة والشيعة على أن عليا لم يدع إلممى مبممايعته‬
‫في خلفة أبي بكر وعمر وعثمممان ول بممايعه علممى‬
‫ذلك أحد‪ ....‬وكذلك قوله‪» :‬بمايعه القلممون« كمذب‬
‫على الصحابة فإنه لم يبايع منهممم أحممد لعلممي فممي‬
‫عهد الخلفاء الثلثة ول يمكن لحممد أن يممدعي هممذا‬

‫)( المنهاج ‪ .546-1/534‬انظر ‪.403-4/402‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪516‬‬
‫الرافضة‬
‫ولكن غاية ما يقول القائل إنه كان فيهم من يختار‬
‫مبايعته ونحن نعلم أن عليا لما تولى كان كثير من‬
‫الناس يختار ولية معاوية وولية غيرهما ولما بويمع‬
‫عثمان كان في نفوس بعض الناس ميل إلى غيره‬
‫فمثل هذا ل يخلو من الوجود()‪.(1‬‬
‫وقد رد على قول الرافضي عن علي‪" :‬وبايعه‬
‫الكل بعد عثمان" فقال‪) :‬إن لم يكن هذا حجممة فل‬
‫فائدة فيه وإن كان حجممة فمبممايعتهم لعثمممان كممان‬
‫اجتماعهم عليها أعظم وأنتم ل ترون الممتنممع عممن‬
‫طاعة عثمان كافرا بل مؤمنا تقيا()‪.(2‬‬
‫وبين أن )اجتماع الناس على مبايعة أبممي بكممر‬
‫كانت على قولكم أكمل وأنتم وغيركم تقولممون إن‬
‫عليا تخلف عنها مدة فيلزم على قولكم أن يكممون‬
‫علي مستكبرا عن طاعة الله في نصب أبممي بكممر‬
‫عليه إماما فيلزم حينئذ كفر علي بمقتضى حجتكم‬
‫أو بطلنهمما فممي نفسممها وكفممر علممي باطممل فلممزم‬
‫بطلنها()‪.(3‬‬
‫ووضح أن قمموله‪" :‬وبممايعه الكممل بعممد عثمممان"‬
‫)من أظهر الكذب فإن كممثيرا مممن المسمملمين إممما‬

‫)( المنهاج ‪.89-2/88‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/515‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/515‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪517‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫النصف وإما أقل أو أكممثر لممم يبممايعوه ولممم يبممايعه‬
‫سعد بن أبي وقاص ول ابن عمر ول غيرهما()‪.(1‬‬
‫ثم ذكر حال المة فممي بدايممة وليممة علممي فممي‬
‫آخر المر‪ ،‬فقال‪) :‬وتولى علممي إثممر ذلممك‪ ،‬والفتنممة‬
‫قائمة وهو عند كثير منهم متلطخ بدم عثمان والله‬
‫يعلممم براءتممه مممما نسممبه إليممه الكمماذبون عليممه‬
‫المبغضون له‪ ،‬كممما نعلممم براءتممه مممما نسممب إليممه‬
‫الغالون فيه‪ ،‬المبغضون لغيره مممن الصممحابة فممإن‬
‫عليا لم يعن على قتممل عثمممان ول رضممي بممه كممما‬
‫ثبت عنه وهو الصادق أنه قال ذلك فلم تصممف لممه‬
‫قلمموب كممثير منهممم ول أمكنممه هممو قهرهممم حممتى‬
‫يطيعوه ول اقتضى رأيه أن يكف عن القتال حممتى‬
‫ينظر ما يؤول إليه المر بممل اقتضممى رأيممه القتممال‬
‫وظن أنممه بممه تحصممل الطاعممة والجماعممة فممما زاد‬
‫المممر إل شممدة وممما جممانبه إل ضممعفا ً وجممانب مممن‬
‫حاربه إل قوة والمة إل افتراقا حتى كان في آخممر‬
‫أمره يطلب هو أن يكف عنه مممن قمماتله كممما كممان‬
‫في أول المر يطلب منه الكف()‪.(2‬‬
‫)وكممذلك علممي لممم يتخاصممم طائفتممان فممي أن‬
‫غيممره أحممق بالمامممة منممه وإن كممان بعممض النمماس‬

‫)( المنهاج ‪516-4/515‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/452‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪518‬‬
‫الرافضة‬
‫كارها لولية أحد من الربعة فهممذا ل بممد منممه فممإن‬
‫من الناس من كان كارها لنبوة محمد ‪ ‬فكيف ل‬
‫يكممون فيهممم مممن يكممره إمامممة بعممض الخلفمماء؟‪...‬‬
‫والخلفاء الربعة لممم يكممن علممى عهممدهم طائفتممان‬
‫يظهر بينهم النزاع ل في تقديم أبي بكر على مممن‬
‫بعده وصممحة إمممامته ول فممي تقممديم عمممر وصممحة‬
‫إمامته ول في تقديم عثمان وصحة إمامته ول فممي‬
‫أن عليا مقدم بعد هممؤلء‪ ...‬فممإن قمماتلوه مممع ذلممك‬
‫لشبهة عرضت لهم فلم يكن القتال له ل علممى أن‬
‫غيره أفضل منه ول أنه المام دونه ولم يتسم قط‬
‫طلحة والزبير باسم المارة ول بايعهما أحممد علممى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وعلممي بممايعه كممثير مممن المسمملمين وأكممثرهم‬
‫بالمدينة على أنه أمير المؤمنين ولممم يبممايع طلحممة‬
‫والزبير أحد على ذلك ول طلب أحد منهما ذلك ول‬
‫دعا إلى نفسه فإنهما رضي الله عنهما كانا أفضممل‬
‫وأجل قدرا من أن يفعل مثل ذلك()‪.(1‬‬
‫الرد على من زعم أن اسههتخلفه علههى‬
‫المدينة يدل على إمامته‪:‬‬
‫ووضح أن استخلفه لعلي على المدينة ل يدل‬

‫)( المنهاج ‪.330-6/329‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪519‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫على خلفته مطلقا‪ ،‬وأنه هممو المممام فقممال‪) :‬وأممما‬
‫اسممتخلفه لعلممي علممى المدينممة فممذلك ليممس مممن‬
‫خصائصه فمإن النمبي ‪ ‬كمان إذا خمرج فمي غمزاة‬
‫اسممتخلف علممى المدينممة رجل مممن أصممحابه كممما‬
‫استخلف ابن أم مكتمموم تممارة وعثمممان بممن عفممان‬
‫تارة‪.‬‬
‫واستخلف ابن ام مكتوم)‪ (1‬في غزوة بدر وغيرها‬
‫وعثمان في غزوة ذات الرقاع)‪ (2‬وغطفان التي يقال‬
‫لهما غمزوة أنممار)‪ (3‬واسمتخلف فمي بمدر الوعيمد بمن‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ذات الرقمماع هممي محممل غطفممان‪ ،‬وهممي موضممع قممرب‬ ‫‪2‬‬

‫الُنخيل‪،‬بين السعد والشقرة على ثلثة أيام مممن المدينممة‪.‬‬


‫انظر معجم البلدان ‪ ،57-3/56‬مغازي الواقممدي ‪-1/395‬‬
‫‪ .397‬أما الن فإنها مسافة ساعتين )تقريبًا( بالسيارة‪.‬‬
‫)( أنمممار اسممم لقبيلممة مممن غطفممان‪ ،‬اجتمعمموا مممع بنممي‬ ‫‪3‬‬

‫محممارب وثعلبممة لحممرب النممبي ‪ ‬فممي السممنة السممابعة‬


‫عرفت بالعزوة بهذا السممم وُتسمممى أيض ما ً "غممزوة ذات‬ ‫و ُ‬
‫الرقاع" وغطفان" وفيها ص مّلى ‪ ‬صمملة الخمموف‪ ،‬وذات‬
‫الرقاع هي محلهم‪ .‬فتح الباري ‪ ،7/429‬طبقات ابن سعد‬
‫‪ ،2/61‬الرحيق المختوم‪.426 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪520‬‬
‫الرافضة‬
‫رواحة)‪ (1‬وزيد بن حارثة في المريسيع)‪ (2‬واسممتخلف‬
‫أبمما لبابممة)‪ (3‬فممي غممزوة بنممي قينقمماع)‪ (4‬وغممزوة‬
‫)‪(7‬‬
‫السويق)‪ (5‬وفي غزوة البواء)‪ (6‬سعد بن عبممادة‬
‫وسعد بن معاذ)‪ (8‬في غزوة بممواط)‪ (9‬وفممي غممزوة‬

‫)( لعلممه حصممل فممي هممذه العبممارة تصممحيف‪ ،‬فكممانت‬ ‫‪1‬‬

‫"واسممتخلف فممي بممدر الوعيممد بممن رواحممة" بممدل ً مممن‬


‫"واستخلف في بدر الموعد ابن رواحممة" وتكممون العبممارة‬
‫بهذا موافقة لما في السير ‪ 1/231‬في ترجمة عبممد اللممه‬
‫بن رواحة‪ ،‬وبدر الموعد هي غزوة بدر الثانية سنة ‪ 4‬مممن‬
‫الهجرة وهي التي تواعد عليها أبو سممفيان لممما قممال يمموم‬
‫أحد "موعدكم بدر" البداية والنهاية ‪ ،4/91‬تاريخ الطبري‬
‫‪.561-2/559‬‬
‫)( هي اسم ماء في ناحية قديد إلممى سمماحل سممار النممبي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ‬بني المصطلق سنة خمس وقيل ست فوجدهم علممى‬


‫المريسمميع فقمماتلهم وسممباهم واصممطفى منهممم جويريممة‬
‫فتزوجهممما‪ .‬معجمممم البلمممدان ‪ ،5/118‬مراصمممد الطلع‬
‫‪.3/1263‬‬
‫)( هو بشير بممن عبممد المنممذر المممدني النصمماري صممحابي‬ ‫‪3‬‬

‫مشهور‪ ،‬وكان من النقباء عاش إلممى خلفممة علممي رضممي‬


‫اللممه عنهممما‪ .‬التقريممب‪ ،669 /‬تجريممد اسممماء الصممحابة‬
‫‪.2/198‬‬
‫)( "بني قينقاع" شعب من اليهود كمانوا يسمكنون بالمدينمة‬ ‫‪4‬‬

‫وقد غزاهم النبي ‪ ‬بعد نقضهم للعهد وذلك فممي سممنة ‪3‬‬
‫هم وهم أول من نقممض العهممد مممن اليهممود‪ .‬معجممم البلممدان‬
‫‪ ،4/424‬مراصممد الطلع ‪ ،3/1140‬السمميرة النبويممة لبممن‬
‫هشام ‪ 53-3/50‬زاد الميعاد ‪.3/190‬‬
‫‪521‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫العشيرة)‪ (1‬أبا سلمة)‪ (2‬واستخلف علي لممم يكممن‬
‫على أكثر ول أفضل ممممن اسممتخلف عليهممم غيممره‬
‫بل كممان يكممون فممي المدينممة فممي كممل غممزوة مممن‬
‫الغمزوات ممن المهماجرين والنصمار أكمثر وأفضمل‬
‫ممن تخلف في غزوة تبوك فممإن غممزوة تبمموك لممم‬

‫)( وقعت بعد بدر بشهرين وذلك أن أبا سفيان نممذر أن ل‬ ‫‪5‬‬

‫يمس رأسه ماء حتى يغممزو رسممول اللممه ‪ ‬فخممرج إلممى‬


‫المدينة في مائتي راكب وقطع أصوارا ً من النخل وقتلمموا‬
‫رجل ً من النصار وحليفا ً له‪ ،‬ثم كممر راجع مًا‪ ،‬فخممرج النممبي‬
‫‪ ‬في طلبه فبلغ قرقرة الكدر وفاته أبو سمفيان وطمرح‬
‫الكفممار سممويقا ً كممثيرا ً مممن أزوادهممم يتخفممون بممه فأخممذها‬
‫المسلمون‪ ،‬فسميت غزوة السويق‪ .‬السيرة النبوية لبممن‬
‫هشام ‪ ،49-3/47‬زاد الميعاد ‪.190-3/189‬‬
‫)( كانت في صفر من السنة الولى للهجممرة ذهممب إليهمما‬ ‫‪6‬‬

‫النبي ‪ ‬حتى بلغ ودان يريممد قريش ما ً وبنممو ضمممرة فممواد‬


‫عنه فيها بنو ضمرة ثم رجع رسول الله إلى المدينة ولممم‬
‫يلق كيدًا‪ .‬قال ابن هشام‪ :‬وهي أول غزوة غزاهمما‪ ،‬سمميرة‬
‫ابن هشام ‪ ،2/241‬الكامل في التاريخ ‪.112-2/111‬‬
‫)( سعد بن عبادة بن دليم بن حارثه النصاري الخزرجممي‬ ‫‪7‬‬

‫وقد سبقت ترجمته‪.‬‬


‫)( سعد بن معاذ بن نعمان النصاري الشممهلي أبممو عمممر‬ ‫‪8‬‬

‫سمميد الوس شممهد بممدرا ً واستشممهد مممن سممهم أصممابه‬


‫بالخندق‪ .‬السير ‪ ،297-1/279‬التقريب‪.232 /‬‬
‫)( كانت فممي شممهر ربيممع الول مممن السممنة الولممى‪ ،‬غممزا‬ ‫‪9‬‬

‫النبي ‪ ‬إلى بواط يريد قريشا ً – وبواط جبل مممن جبممال‬


‫جهينة جهة ينبع على أربعة أبممرد مممن المدينممة – ثممم رجممع‬
‫إلى المدينممة ولممم يلممق كيممدًا‪ .‬سمميرة ابممن هشممام ‪2/248‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪522‬‬
‫الرافضة‬
‫يأذن النبي ‪ ‬لحد بالتخلف فيها فلم يتخلف فيهمما‬
‫إل منممافق أو معممذور أو الثلثممة الممذين تمماب اللممه‬
‫عليهم وإنما كممان عظممم مممن تخلممف فيهمما النسمماء‬
‫والصبيان ولهذا لما استخلف عليا فيهمما خممرج إليممه‬
‫باكيا وقال‪ :‬أتدعني مممع النسمماء والصممبيان؟ وروى‬
‫أن بعض المنافين طعنوا فممي علممي‪ ،‬وقممالوا‪ :‬إنممما‬
‫استخلفه لنه يبغضممه وإذا كممان قممد اسممتخلف غيممر‬
‫علي على أكثر وأفضمل ممما اسمتخلف عليمه عليما‬
‫وكان ذلك استخلفا مقيدا على طائفة معينممة فممي‬
‫مغيبه ليس هو اسممتخلفا مطلقمما بعممد ممموته علممى‬
‫أمته لممم يطلممق علممى أحممد مممن هممؤلء أنممه خليفممة‬
‫رسول الله ‪ ‬إل مع التقييد وإذا سمي علي بذلك‬
‫فغيره من الصحابة المستخلفين أولى بهذا السممم‬
‫فلم يكن هذا من خصائصه‪ ،‬وأيضمما‪ :‬فالممذي يخلممف‬
‫المطاع بعد موته ل يكممون إل أفضممل النمماس وأممما‬

‫الكامل في التاريخ ‪.2/111‬‬


‫)( كانت في السنة الولى ذهب النممبي ‪ ‬إلممى العشمميرة‬ ‫‪1‬‬

‫من بطن ينبع فأقام بها جمادى الولى وليالي من جمادى‬


‫الخرة من السنة الولى ثم رجع إلى المدينة‪ .‬سيرة ابممن‬
‫هشام ‪.250-2/248‬‬
‫)( عبد الله بن عبد السد بن هلل بن عبد الله بممن عمممر‬ ‫‪2‬‬

‫المخزومي أخو النبي ‪ ‬من الرضاعة‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬ومات‬


‫في حياة النبي ‪ ‬في جمادى الخرة سنة أربع بعممد أحممد‬
‫فتزوج النبي ‪ ‬بعده زوجته أم سلمه‪ .‬التقريب‪.310 /‬‬
‫‪523‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الذي يخلفه فممي حممال غممزوه لعممدوه فل يجممب أن‬
‫يكممون أفضممل النمماس بممل العممادة جاريممة بممأنه‬
‫يستصحب في خروجه لحماجته إليممه فمي المغمازي‬
‫من يكون عنده أفضل ممن يستخلفه علممى عيمماله‬
‫لن الذي ينفع في الجهاد هو شممريكه فيممما يفعلممه‬
‫فهو أعظم ممن يخلفه على العيال فممإن نفممع ذاك‬
‫ليس كنفع المشارك له في الجهاد()‪.(1‬‬

‫***‬

‫)( المنهاج ‪.273-4/271‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪524‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫بعض ما زعم الرافضي أنها براهين‬
‫تدل على إمامة علي‬
‫المطلب الول‪ :‬من الكتاب‪:‬‬
‫قال الرافضي‪) :‬والبراهين الدالمة علمى إماممة‬
‫علي من الكتاب العزيز كثيرة‪.‬‬
‫م الّلهه ُ‬
‫ه‬ ‫ول ِي ّ ُ‬
‫كهه ُ‬ ‫الول‪ :‬قمموله تعممالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫مهها َ‬
‫مُنوا ال ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ة‬
‫صههل َ‬‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬
‫قي ُ‬‫ن يُ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪ ‬وقممد أجمعمموا‬ ‫عههو َ‬
‫م َراك ِ ُ‬‫هه ْ‬‫و ُ‬ ‫ن الّز َ‬
‫كاةَ َ‬ ‫ؤُتو َ‬‫وي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫أنها نزلت في علي‪ .‬قممال الثعلممبي)‪ (2‬فممي إسممناده‬
‫إلى أبي ذر قال سمعت رسول الله ‪ ‬بهاتين وإل‬
‫صمتا ورأيته بهاتين وإل عميتا يقول‪" :‬علي قههائد‬
‫البررة وقاتل الكفرة فمنصور مههن نصههره‬
‫ومخذول من خذله" أما إني صليت مممع رسممول‬
‫اللممه ‪ ‬يوممما صمملة الظهممر فسممأل سممائل فممي‬
‫المسجد فلم يعطه أحد شمميئا فرفممع السممائل يممده‬
‫إلى السماء وقال‪ :‬اللهممم إنممك تشممهد أنممي سممألت‬

‫)( المائدة‪.55 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو المام الحافظ العلمة شمميخ التفسممير أبممو إسممحاق‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري كممان أحممد أوعيممة‬


‫العلم له كتاب التفسير الكبير وكان صادقا ً موثقا ً ت سنة‬
‫‪ 427‬هم‪ .‬السير ‪ ،437-17/435‬شذرات الذهب ‪-3/230‬‬
‫‪.231‬‬
‫‪525‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في مسجد رسول الله ‪ ‬فلم يعطني أحممد شمميئا‪.‬‬
‫وكممان علممي راكعمما فأومممأ بخنصممره اليمنممى وكممان‬
‫متختما فيها‪ ،‬فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم وذلك‬
‫بعين النبي ‪ ‬فلما فرغ من صلته رفع رأسه إلى‬
‫السممماء وقممال‪» :‬اللهههم إن موسههى سههألك‬
‫س هْر ل ِههي‬
‫وي َ ّ‬
‫ري * َ‬
‫ص هدْ ِ‬
‫ح ِلي َ‬
‫شَر ْ‬ ‫وقال‪َ :‬ر ّ‬
‫با ْ‬
‫هههوا‬ ‫ف َ‬ ‫سههاِني * ي َ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫حل ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ق ُ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫مهه ْ‬
‫قدَةً ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ري * َ‬ ‫م ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‬
‫هههاُرو َ‬ ‫هِلي * َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫زيًرا ِ‬ ‫و ِ‬‫ل ِلي َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬
‫وا ْ‬ ‫وِلي * َ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫شدد ب َ‬ ‫أَ ِ‬
‫رك ْ ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫ري‪‬‬ ‫م ِ‬ ‫في أ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ري * َ‬ ‫ه أْز ِ‬ ‫خي * ا ْ ُ ْ ِ ِ‬
‫ك‬‫ض هدَ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ش هدّ َ‬ ‫سن َ ُ‬‫فممأنزلت عليممه قرآنمما ناطقمما‪َ  :‬‬
‫ما‬‫ن إ ِل َي ْك ُ َ‬ ‫صُلو َ‬‫فل ي َ ِ‬ ‫طاًنا َ‬ ‫سل ْ َ‬‫ما ُ‬ ‫ل ل َك ُ َ‬‫ع ُ‬ ‫ج َ‬‫ون َ ْ‬ ‫خي َ‬
‫ك َ‬ ‫ب ِأ َ ِ‬
‫ب ِآ ََيات َِنا‪ (2)‬اللهم وأنهها محمههد نبيههك وصههفيك‪،‬‬
‫اللهم فاشرح لي صدري ويسر لههي أمههري‬
‫واجعل لي وزيرا من أهلي عليهها اشههدد بههه‬
‫ظهري«‪.‬‬
‫قال أبو ذر‪ :‬فممما اسممتتم كلم رسممول اللممه ‪‬‬
‫حتى نزل عليه جبريل من عند الله فقال‪ :‬يا محمد‬
‫ول ِي ّك ُه ُ‬
‫م‬ ‫اقرأ‪ .‬قال‪ :‬وما أقرأ؟ قممال‪ :‬اقممرأ‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫مهها َ‬
‫من ُههوا ال ّه ِ‬ ‫َ‬ ‫وال ّه ِ‬
‫ن‬
‫مههو َ‬
‫قي ُ‬
‫ن يُ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫سههول ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه َ‬

‫)( طه‪.32-25 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( القصص‪.35 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪526‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪.(1)‬‬ ‫عو َ‬ ‫م َراك ِ ُ‬‫ه ْ‬‫و ُ‬‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫ؤُتو َ‬ ‫صلةَ َ‬
‫ال ّ‬
‫ونقمممل الفقيمممه ابمممن المغمممازلي الواسمممطي‬
‫الشافعي)‪ (2‬أن هذه نزلت فممي علممي والممولي هممو‬
‫المتصرف وقد أثبت له الولية في الية‪ ،‬كما أثبتها‬
‫الله تعالى لنفسه ولرسوله‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يقال‪ :‬ليس فيممما ذكممره ممما يصمملح‬
‫أن يقبل ظنا بل كل ممما ذكممره كممذب وباطممل مممن‬
‫جنممس السفسممطة)‪ (3‬وهممو لممو أفمماده ظنونمما كممان‬
‫تسميته براهين تسمية منكممرة فممإن البرهممان فممي‬
‫القرآن وغيره يطلق على ما يفيممد العلممم واليقيممن‬
‫ن‬
‫مهه ْ‬
‫ة ِإل َ‬‫جن ّ َ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬
‫ن ي َدْ ُ‬‫قاُلوا ل َ ْ‬ ‫كقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫هههاُتوا‬‫ل َ‬ ‫قه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫هودا أ َو ن َصارى ت ِل ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬‫مههان ِي ّ ُ‬‫كأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن ُ ً‬ ‫كا َ‬
‫ن‪ (4)‬وقممال تعممالى‪:‬‬ ‫قي َ‬ ‫صههاِد ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ُْتهه ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫هههان َك ُ ْ‬ ‫ب ُْر َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬‫ن ي َْرُز ُ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬‫عيدُهُ َ‬ ‫م يُ ِ‬‫ق ثُ ّ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ن ي َب ْدَأ ُ ال ْ َ‬ ‫م ْ‬‫‪‬أ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫هههاُتوا‬ ‫ل َ‬ ‫ه ُ‬
‫قهه ْ‬ ‫ع الّلهه ِ‬ ‫مهه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ض أئ َِلهه ٌ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سهه َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‪ (5)‬فالصادق ل بد لممه‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫هان َك ُ ْ‬ ‫ب ُْر َ‬
‫من برهممان علممى صممدقه والصممدق المجممزوم بممأنه‬

‫المائدة‪.55 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫انظر ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سبق تعريف هذه الكلمة‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫البقرة‪.111 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫النمل‪.64 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪527‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫صدق هو المعلوم‪.‬‬
‫وهذا الرجل جميع مما ذكممره ممن الحجمج فيهمما‬
‫كممذب‪ ،‬فل يمكممن أن يممذكر حجممة واحممدة جميممع‬
‫مقدماتها صادقة فإن المقدمات الصادقة يمتنع أن‬
‫تقوم على باطل وسنبين إن شاء الله تعممالى عنممد‬
‫كل واحدة منها ما يبين كذبها فتسمية هذا براهيممن‬
‫من أقبح الكذب‪.‬‬
‫ثم إنه يعتمممد فممي تفسممير القممرآن علممى قممول‬
‫يحكى عن بعض الناس مع أنه قد يكون كذبا عليممه‬
‫وإن كان صدقا فقد خالفه أكممثر النمماس فممإن كممان‬
‫قممول الواحممد الممذي لممم يعلممم صممدقه وقممد خممالفه‬
‫الكثرون برهانا فإنه يقيم براهين كممثيرة مممن هممذا‬
‫الجنس على نقيض ممما يقمموله فتتعممارض الممبراهين‬
‫فتتناقض والبراهين ل تتناقض‪.‬‬
‫بل سنبين إن شاء اللممه تعممالى قيممام الممبراهين‬
‫الصادقة التي ل تتناقض على كذب ما يممدعيه مممن‬
‫البراهين وأن الكممذب فممي عامتهمما كممذب ظمماهر ل‬
‫يخفى إل على من أعمى اللممه قلبممه وأن الممبراهين‬
‫الدالة على نبمموة الرسممول حممق وأن القممرآن حممق‬
‫وأن ديممن السمملم حممق تنمماقض ممما ذكممره مممن‬
‫البراهين فإن غاية ما يدعيه من البراهين إذا تأمله‬
‫اللممبيب وتأمممل لمموازمه وجممده يقممدح فممي اليمممان‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪528‬‬
‫الرافضة‬
‫والقرآن والرسول‪....‬‬
‫ثم نقول‪ :‬ثانيا‪ :‬الجواب عممن هممذه اليممة حممق‬
‫من وجوه‪.‬‬
‫الول‪ :‬أنا نطالبه بصحة هذا النقممل أولً يممذكر‬
‫هذا الحديث على وجه تقوم به الحجة‪ ،‬فإن مجممرد‬
‫عزوه إلى تفسممير الثعلممبي أو نقممل الجممماع علممى‬
‫ذلك من غير العالمين بممالمنقولت الصممادقين فممي‬
‫نقلها ليس بحجة باتفاق أهل العلممم إن لممم نعممرف‬
‫ثبوت إسناده‪ ....‬فالجمهور ‪-‬أهل السنة‪ -‬ل يثبتممون‬
‫بمثل هذا شيئا يريدون إثبمماته‪ :‬ل حكممما ول فضمميلة‬
‫ول غير ذلك وكذلك الشيعة‪.‬‬
‫وإذا كممان هممذا بمجممرده ليممس بحجممة باتفمماق‬
‫الطوائف كلها‪ ،‬بطمل الحتجماج بمه‪ ،‬وهكمذا القمول‬
‫في كل ما نقله وعزاه إلى أبي نعيم أو الثعلممبي أو‬
‫النقاشي)‪ (1‬أو ابن المغازلي ونحوهم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قمموله‪ :‬قممد أجمعمموا أنهمما نزلممت فممي‬
‫علي‪ .‬من أعظم الدعاوى الكاذبممة بممل أجمممع أهممل‬
‫العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه‬
‫وأن عليا لممم يتصممدق بخمماتمه فممي الصمملة وأجمممع‬

‫)( هو أبمو بكمر محممد بمن الحسمين بمن محممد بمن زيماد‬ ‫‪1‬‬

‫الموصمملي ثممم البغممدادي ثممم النقمماش‪ ،‬العلمممة المفسممر‬


‫مؤلف كتاب "شفاء الصدور" في التفسير‪ ،‬ت سنة ‪351‬‬
‫هم‪ .‬السيرة ‪ ،576-15/573‬الشذرات ‪.9-3/8‬‬
‫‪529‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أهل العلم بالحديث على أن القصممة المرويممة فممي‬
‫ذلك من الكذب الموضوع‪.‬‬
‫وأما ما نقلمه ممن تفسمير الثعلمبي فقمد أجممع‬
‫أهل العلم بالحديث أن الثعلبي يممروي طائفممة مممن‬
‫الحاديث الموضوعات‪...‬‬
‫الوجه الثههالث‪ :‬أن يقممال هممؤلء المفسممرون‬
‫الذين نقل من كتبهم هم ‪-‬ومن هم أعلم منهم‪ -‬قد‬
‫نقلوا ما يناقض هذا الجماع المدعى‪...‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أنا نعفيه من الجماع ونطالبه‬
‫أن ينقل ذلك بإسناد واحد صحيح‪....‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬أن يقممال‪ :‬لممو كممان المممراد‬
‫بالية أن يؤتي الزكاة حال ركوعه كما يزعمون أن‬
‫عليا تصدق بخمماتمه فممي الصمملة لمموجب أن يكممون‬
‫ذلك شرطا في الموالة وأن ل يتممولى المسمملمون‬
‫إل عليا وحممده فل يتممولى الحسممن ول الحسممين ول‬
‫سائر بني هاشم وهذا خلف إجماع المسلمين‪.‬‬
‫الوجه السههادس‪ :‬أن قمموله "الممذين" صمميغة‬
‫جمع فل يصدق على علي وحده‪.‬‬
‫الوجه السابع‪ :‬أن الله تعممالى ل يثنممي علممى‬
‫النسان إل بما هو محمود عنده‪ :‬إممما واجممب وأممما‬
‫مستحب والصدقة والعتق والهدية والهبة والجارة‬
‫والنكاح والطلق وغير ذلك من العقود في الصمملة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪530‬‬
‫الرافضة‬
‫ليست واجبة ول مستحبة باتفاق المسلمين‪ ...‬ولو‬
‫كان هذا مستحبا لكان النبي ‪ ‬يفعله ويحض عليه‬
‫أصحابه ولكان علي يفعله في غير هذه الواقعة‪.‬‬
‫فلما لم يكن شيء من ذلك علممم أن التصممدق‬
‫في الصلة ليممس مممن العمممال الصممالحة وإعطمماء‬
‫السممائل ل يفمموت فيمكممن المتصممدق إذا سمملم أن‬
‫يعطيه وأن في الصلة لشغل‪.‬‬
‫الوجه الثامن‪ :‬أنه لمو قمدر أن همذا مشمروع‬
‫في الصلة لم يختص بالركوع بل يكون في القيام‬
‫والقعود أولى منه في الركوع فكيف يقممال ل ولممي‬
‫لكم إل الذين يتصدقون في كل الركوع فلو تصدق‬
‫المتصدق في حال القيام والقعود أما كان يستحق‬
‫هذه الموالة؟‪....‬‬
‫ن‬
‫ؤت ُههو َ‬ ‫الوجه التاسع‪ :‬أن يقممال قمموله‪َ  :‬‬
‫وي ُ ْ‬
‫ن‪ (1)‬على قممولهم يقتضممي أن‬ ‫عو َ‬
‫م َراك ِ ُ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬ ‫الّز َ‬
‫كاةَ َ‬
‫يكون قد أتى الزكاة في حالة ركوعه وعلي ‪ ‬لم‬
‫يكن ممن تجب عليه على عهد النبي ‪ ‬فأنه كممان‬
‫فقيممرا وزكمماة الفضممة إنممما تجممب علممى مممن ملممك‬
‫النصاب حول وعلي لم يكن من هؤلء‪.‬‬
‫الوجه العاشر‪ :‬أن إعطاء الخاتم في الزكاة‬
‫ل يجزئ عند كثير من الفقهاء‪ ،‬إل إذا قيل بوجمموب‬
‫)( المائدة‪.55 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪531‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الزكماة فممي الحلممي وقيممل‪ :‬إنمه يخممرج مممن جنممس‬
‫الحلي ومن جوز ذلك بالقيمة فالتقويم في الصلاة‬
‫متعذر والقيم تختلف باختلف الحوال‪.‬‬
‫الوجه الحادي عشههر‪ :‬أن هممذه آيممة بمنزلممة‬
‫واْرك َ ُ‬
‫عههوا‬ ‫كاةَ َ‬ ‫وآ َُتوا الّز َ‬‫صلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬‫وأ َ ِ‬‫قوله‪َ  :‬‬
‫ن‪ (1)‬هذا أمر بالركوع‪.‬‬ ‫عي َ‬ ‫ع الّراك ِ ِ‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ما ْ‬
‫قن ُِتي ل َِرب ّ ِ‬ ‫وكذلك قوله‪َ :‬يا َ‬
‫مْري َ ُ‬
‫ن‪ (2)‬وهذا أمر‬ ‫عي َ‬‫ع الّراك ِ ِ‬ ‫م َ‬‫عي َ‬ ‫واْرك َ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ج ِ‬‫س ُ‬
‫وا ْ‬‫َ‬
‫بالركوع‪...‬‬
‫الههوجه الثههاني عشههر‪ :‬أنممه مممن المعلمموم‬
‫المستفيض عند أهل التفسير خلفا عممن سمملف أن‬
‫هممذه اليممة نزلممت فممي النهممي عممن ممموالة الكفممار‬
‫والمر بموالة المؤمنين لما كان بعممض المنممافقين‬
‫كعبد اللممه بممن أبممي)‪ (3‬يمموالي اليهممود ويقممول‪ :‬إنممي‬
‫أخاف الدوائر‪ .‬فقال بعض المؤمنين وهو عبادة بن‬
‫الصممامت)‪ :(4‬إنممي يمما رسممول اللممه! أتممولى اللممه‬
‫ورسوله وأبرأ إلى الله ورسموله ممن حلمف همؤلء‬
‫الكفار ووليتهم‪...‬‬
‫الوجه الثالث عشر‪ :‬أن اللفمماظ المممذكورة‬
‫البقرة‪.43 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫آل عمران‪43 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫انظر ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫انظر ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪532‬‬
‫الرافضة‬
‫في الحديث مما يعلم أنها كذب على النبي ‪ ‬فإن‬
‫دا لكل البررة بل لهممذه المممة رسممول‬ ‫عليا ليس قائ ً‬
‫الله ‪ ‬ول هممو أيضمما قمماتل لكممل الكفممرة بممل قتممل‬
‫بعضممهم كممما قتممل غيممره بعضممهم وممما أحممد مممن‬
‫المجاهدين القمماتلين لبعممض الكفممار إل وهممو قاتممل‬
‫لبعض الكفرة‪.‬‬
‫وكذلك قوله‪» :‬منصور من نصره مخههذول‬
‫من خذله« هو خلف الواقممع والنممبي ‪ ‬ل يقممول‬
‫إل حقا ل سيما على قممول الشمميعة فممإنهم يممدعون‬
‫أن المة كلها خذلته إلى قتل عثمان‪.....‬‬
‫الوجه الرابع عشر‪ :‬أن يقممال غايممة ممما فممي‬
‫اليممة أن المممؤمنين عليهممم ممموالة اللممه ورسمموله‬
‫والمؤمنين فيوالون عليا ول ريممب أن ممموالة علممي‬
‫واجبة على كل مؤمن كما يجب علممى كممل مممؤمن‬
‫موالة أمثاله من المؤمنين‪....‬‬
‫الوجه الخامس عشر‪ :‬أنممه ليممس كممل مممن‬
‫تولى عليه إمام عادل يكون من حزب الله ويكون‬
‫غالبمما فممإن أئمممة العممدل يتولممون علممى المنممافقين‬
‫والكفار كما كان في مدينة النبي ‪ ‬تحممت حكمممه‬
‫ذميون ومنممافقون وكممذلك كممان تحممت وليممة علممي‬
‫و ّ‬
‫ل‬ ‫ن ي ََتهه َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬‫كفار ومنافقون والله تعالى يقول‪َ  :‬‬
‫ب الل ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫م‬
‫ه ُ‬
‫ه ُ‬ ‫حْز َ‬
‫ن ِ‬ ‫مُنوا َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه َ‬
‫‪533‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ن‪ (1)‬فلو أراد المارة لكان المعنى أن كممل‬ ‫ال ْ َ‬
‫غال ُِبو َ‬
‫من تممأمر عليهمم المذين آمنموا يكونممون ممن حزبممه‬
‫الغالبين وليس كذلك وكممذلك الكفممار والمنممافقون‬
‫تحت أمر الله الذي هو قضاؤه وقدره مممع كممونه ل‬
‫يتولهم بل يبغضهم()‪.(2‬‬
‫الجواب عن قول الرافضي‪:‬‬
‫م‬
‫و َ‬‫)البرهمممان الثممماني‪ :‬قممموله تعمممالى‪ :‬ال َْيهه ْ‬
‫أ َك ْمل ْهت ل َك ُهم دين َك ُهم َ‬
‫مت ِههي‬
‫ع َ‬ ‫عل َي ْك ُه ْ‬
‫م نِ ْ‬ ‫ت َ‬‫مه ُ‬
‫م ْ‬
‫وأت ْ َ‬‫ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ل َك ُه ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫م ِدين ًهها‪ ‬روى أبممو نعيممم‬ ‫سههل َ‬‫م ال ْ‬ ‫ضههي ُ‬
‫وَر ِ‬
‫َ‬
‫بإسناده إلى أبممي سممعيد الخممدري ‪ ‬أن النممبي ‪‬‬
‫دعا الناس إلى غدير خم)‪ (4‬وأمر بإزالممة ممما تحممت‬
‫الشجر من الشوك فقام فدعا عليا فأخممذ بضممبعيه‬
‫فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول‬
‫م‬ ‫الله ‪ ‬ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الية ‪‬ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬
‫أ َك ْمل ْهت ل َك ُهم دين َك ُهم َ‬
‫مت ِههي‬
‫ع َ‬ ‫عل َي ْك ُه ْ‬
‫م نِ ْ‬ ‫ت َ‬
‫مه ُ‬
‫م ْ‬‫وأت ْ َ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ل َك ُ ُ‬
‫)‪(5‬‬
‫م ِديًنا‪ ‬فقال رسممول اللممه‬ ‫سل َ‬
‫م ال ْ‬ ‫ضي ُ‬
‫وَر ِ‬
‫َ‬

‫)( المائدة‪.56 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج‪.31-7/5 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المائدة‪.3 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( غدير خم موضممع بيممن مكممة والمدينممة قيممل بينممه وبيممن‬ ‫‪4‬‬

‫الجحفة ميلين وقيل غيره‪ ،‬وقيممل بئر قريممب مممن المثممب‬


‫مرة بن كعممب‪ .‬معجممم البلممدان ‪ ،1/188‬م ‪-2/389‬‬ ‫حفرها ُ‬
‫‪ ،390‬مراصد الطلع ‪.985 ،1/482‬‬
‫)( المائدة‪.3 /‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪534‬‬
‫الرافضة‬
‫‪» :‬الله أكبر علههى إكمههال الههدين وإتمههام‬
‫النعمههة ورضهها الههرب برسههالتي وبالوليههة‬
‫لعلي من بعدي« ثم قال‪» :‬من كنههت مههوله‬
‫فعلي موله اللهم وال من واله وعاد من‬
‫عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله«‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن المستدل عليه بيان صحة الحديث‬
‫ومجرد عزوه إلى رواية أبي نعيممم ل تفيممد الصممحة‬
‫باتفاق الناس علماء السنة والشيعة فإن أبمما نعيممم‬
‫روى كممثيرا مممن الحمماديث الممتي هممي ضممعيفة بممل‬
‫موضمموعة باتفمماق علممماء أهممل الحممديث السممنة‬
‫والشيعة‪...‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن هذا الحممديث مممن الكممذب‬
‫الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالموضوعات وهممذا‬
‫يعرفه أهل العلم بالحديث والمرجع إليهم في ذلك‬
‫ولذلك ل يوجد هذا فمي شميء ممن كتمب الحمديث‬
‫التي يرجع إليها أهل العلم بالحديث‪.‬‬
‫الوجه الثههالث‪ :‬أنممه قممد ثبممت فممي الصممحاح‬
‫والمساند والتفسير أن هذه الية نزلت على النبي‬
‫‪ ‬وهو واقف بعرفة وقال رجل من اليهممود لعمممر‬
‫بممن الخطمماب يمما أميممر المممؤمنين آيممة فممي كتممابكم‬
‫تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لتخذنا ذلممك‬
‫‪535‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫اليوم عيدا فقال له عمر وأي آية هي؟ قممال قمموله‬
‫عل َي ْ ُ‬ ‫كههم َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫كهه ْ‬ ‫ت َ‬
‫مهه ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ِدين َ ُ ْ َ‬
‫وأت ْ َ‬ ‫كهه ْ‬ ‫مْلهه ُ‬
‫م أك ْ َ‬ ‫‪‬ال َْيهه ْ‬
‫و َ‬
‫م ِديًنا‪ (1)‬فقال عمر‬ ‫سل َ‬‫م ال ْ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬
‫ضي ُ‬‫وَر ِ‬ ‫مِتي َ‬ ‫ع َ‬ ‫نِ ْ‬
‫إني لعلم أي يوم نزلت وفي أي مكان نزلت نزلت‬
‫)‪(2‬‬
‫يوم عرفة بعرفة ورسول اللممه ‪ ‬واقممف بعرفممة‬
‫وهذا مستفيض من زيادة ووجوه أخر وهو منقممول‬
‫في كتب المسلمين الصمحاح والمسماند والجوامممع‬
‫والسير والتفسير وغير ذلك‪.‬‬
‫وهذا اليوم كان قبل يوم غدير خم بتسعة أيام‬
‫فإنه كان يوم الجمعة تاسع ذي الحجة فكيف يقال‬
‫إنها نزلت يوم الغدير؟!‪.‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن هذه الية ليس فيهمما دللممة‬
‫على علي ول إمامته بمموجه مممن الوجمموه بممل فيهمما‬
‫إخبممار اللممه بإكمممال الممدين وإتمممام النعمممة علممى‬
‫المؤمنين ورضا السلم دينمما فممدعوى المممدعي أن‬
‫القمرآن يمدل علمى إممامته ممن همذا الموجه كمذب‬
‫ظاهر‪...‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬أن هذا اللفممظ وهممو قمموله‪:‬‬
‫»اللهههم وال ]مههن[ واله وعههاد مههن عههاداه‬

‫)( المائدة‪.3 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخمماري كتمماب التفسممير بمماب تفسممير سممورة النسمماء‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،5/186‬ومسلم كتاب التفسير ‪.2313-4/2312‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪536‬‬
‫الرافضة‬
‫وانصر من نصره واخذل مههن خههذله« كممذب‬
‫باتفاق أهل المعرفة بالحديث‪....‬‬
‫الوجه السادس‪ :‬أن دعمماء النممبي ‪ ‬مجمماب‬
‫وهذا الدعاء ليس بمجاب فعلم أنه ليس من دعمماء‬
‫النممبي ‪ ‬فممإنه مممن المعلمموم أنممه لممما تممولى كممان‬
‫الصممحابة وسممائر المسمملمين ثلثممة أصممناف صممنف‬
‫قاتلوا معه وصنف قاتلوه وصنف قعممدوا عممن هممذا‬
‫وهذا وأكثر السابقين الولين كانوا من القعود()‪.(1‬‬
‫الجواب عن قول الرافضي‪:‬‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬
‫فههو ُ‬ ‫)البرهان ]الثالث[ قمموله تعممالى‪َ  :‬‬
‫و ِ‬
‫ن‪ (2)‬مممن طريممق أبممي نعيممم عممن‬ ‫سهُئوُلو َ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫هه ْ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫الشعبي)‪ (3‬عن ابن عباس قممال فمي قمموله تعممالى‪:‬‬
‫سُئوُلو َ‬
‫)‪(4‬‬
‫ن‪ ‬عممن وليممة علممي‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬
‫م إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬‫فو ُ‬‫ق ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و ِ‬
‫وكذا في كتاب الفردوس عن أبي سممعيد الخممدري‬
‫‪ ‬عن النبي ‪ ‬وإذا سئلوا عممن الوليممة وجممب أن‬
‫تكون ثابتة له ولم يثبت لغيره مممن الصممحابة ذلممك‬

‫)( المنهاج ‪.55-7/50‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الصافات‪.24 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( لم أجد هذا الثر في الحليممة ول فممي معرفممة الصممحابة‬ ‫‪4‬‬

‫لبممي نعيممم‪ ،‬ول فممي الفممردوس ولعلممه مممن موضمموعات‬


‫الرافضة فإنه موجود في تفاسيرهم‪ ،‬انظر مث ً‬
‫ل‪ :‬البرهان‪،‬‬
‫للبحراني ‪ 18-4/16‬وغيره‪.‬‬
‫‪537‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فيكون هو المام‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬المطالبممة بصممحة النقممل والعممزو إلممى‬
‫"الفردوس" وإلى أبي نعيم ل تقوم به حجة باتفمماق‬
‫أهل العلم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن هذا كذب موضوع بالتفاق‪.‬‬
‫ت‬
‫جب ْ ه َ‬
‫ع ِ‬
‫ل َ‬‫الثالث‪ :‬أن اللممه تعممالى قممال‪ :‬ب َ ْ‬
‫ذا‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫كههُروا ل َيههذْك ُُرو َ‬ ‫ذا ذُ ّ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سهه َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا ِإل‬ ‫ههه َ‬ ‫ن َ‬ ‫قههاُلوا إ ِ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن* َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سهه ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫وا آَيهه ً‬ ‫َرأ ْ‬
‫ما أ َئ ِن ّهها‬ ‫ظا ً‬ ‫ع َ‬ ‫و ِ‬ ‫وك ُّنا ت َُراًبا َ‬ ‫مت َْنا َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن * أ َئ ِ َ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫حٌر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ِ‬
‫ل ن َعم َ‬ ‫وآ ََبا ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫ق ْ َ ْ َ‬ ‫ن* ُ‬ ‫وُلو َ‬ ‫ؤَنا ال ّ‬ ‫ن*أ َ‬ ‫عوُثو َ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫لَ َ‬
‫م‬ ‫هه ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ف هإ ِ َ‬ ‫ح هدَةٌ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫جهَرةٌ َ‬ ‫ي َز ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ِ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫َ‬
‫ن*‬ ‫دي ِ‬ ‫م اله ّ‬ ‫و ُ‬ ‫ذا ي َه ْ‬ ‫هه َ‬ ‫وي ْل َن َهها َ‬ ‫قاُلوا َيا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن* َ‬ ‫ي َن ْظُُرو َ‬
‫ن*‬ ‫ه ت ُك َهذُّبو َ‬ ‫م ب ِه ِ‬ ‫ذي ك ُن ْت ُه ْ‬ ‫ل ال ّه ِ‬ ‫صه ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ذا ي َه ْ‬ ‫هه َ‬ ‫َ‬
‫مهها ك َههاُنوا‬ ‫شروا ال ّذين ظَل َمههوا َ‬
‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫هه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫وا َ‬ ‫وأْز َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ح ُ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ط‬
‫صَرا ِ‬ ‫م إ َِلى ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫دو ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن* ِ‬ ‫دو َ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫م‬ ‫كهه ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫سُئوُلو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫فو ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫و ِ‬ ‫حيم ِ * َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن*‬ ‫مو َ‬ ‫سهل ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫و َ‬ ‫م ال َْيه ْ‬ ‫هه ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن * َبه ْ‬ ‫صهُرو َ‬ ‫ل ت ََنا َ‬
‫قههاُلوا‬ ‫ن* َ‬ ‫سههاءَُلو َ‬ ‫ض ي َت َ َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلى ب َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫قب َ َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل َله ْ‬ ‫قههاُلوا َبه ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫مي ِ‬ ‫ن ال ْي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ت َأ ُْتون ََنا َ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إ ِن ّك ُ ْ‬
‫ن‬‫مه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُه ْ‬ ‫ن ل َن َهها َ‬ ‫مهها ك َهها َ‬ ‫و َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫كون ُههوا ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫عل َي ْن َهها‬ ‫ق َ‬ ‫حه ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن* َ‬ ‫غي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫و ً‬ ‫ق ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫طا ٍ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪538‬‬
‫الرافضة‬
‫م إ ِن ّهها ك ُن ّهها‬ ‫وي ْن َههاك ُ ْ‬ ‫غ َ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫ن* َ‬ ‫قو َ‬ ‫ذائ ِ ُ‬ ‫ل َرب َّنا إ ِن ّهها ل َه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كو َ‬ ‫ر ُ‬
‫ش هت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫وي َ‬ ‫غا ِ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن * إ ِن ّ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ِبال ْ ُ‬ ‫ع ُ‬‫ف َ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫* إ ِّنا ك َذَل ِ َ‬
‫ن*‬ ‫سهههت َك ْب ُِرو َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه ِإل الّلههه ُ‬ ‫م ل إ َِلههه َ‬ ‫هههه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قيههه َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن*‬ ‫جُنههو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ع ٍ‬‫شا ِ‬ ‫هت َِنا ل ِ َ‬ ‫كوا آل ِ َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ن أئ ِّنا ل ََتا ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫صدّقَ ال ْ ُ‬ ‫جاءَ ِبال ْ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪. ‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫و َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫بَ ْ‬
‫فهذا خطاب عممن المشممركين المكممذبين بيمموم‬
‫الدين وهممؤلء يسممألون عممن توحيممد اللممه واليمممان‬
‫برسله واليوم الخممر وأي مممدخل لحممب علممي فممي‬
‫سممؤال هممؤلء؟ تراهممم لممو أحبمموه مممع هممذا الكفممر‬
‫والشرك أكان ذلك ينفعهم؟ أو تراهم لممو أبغضمموه‬
‫أين كان بغضهم له في بغضهم لنبياء الله ولكتممابه‬
‫ودينممه وممما يفسممر القممرآن بهممذا ويقممول النممبي ‪‬‬
‫فسره بمثل هذا إل زنمديق ملحمد متلعمب بالمدين‬
‫قممادح فممي ديممن السمملم أو مفممرط فممي الجهممل ل‬
‫يدري ما يقول وأي فممرق بيممن حممب علممي وطلحممة‬
‫والزبير وسعد وأبي بكر وعمر وعثمان‪...‬‬
‫الرابع‪ :‬أن قوله مسممئولون لفممظ مطلممق لممم‬
‫يوصل به ضمير يخصه بشيء وليس فممي السممياق‬
‫ما يقتضي ذكر حب علممي فممدعوى المممدعي دللممة‬
‫اللفظ على سممؤالهم عممن حممب علممي مممن أعظممم‬

‫)( الصافات‪.37-12 /‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪539‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الكذب والبهتان‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أنه لو ادعى مممدٍع أنهمم مسممئولون‬
‫عن حب أبي بكر وعمر لم يكن إبطال ذلك بمموجه‬
‫إل وإبطال السؤال عن حب علممي أقمموى وأظهممر(‬
‫)‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫ك‬‫ذي أ َي ّدَ َ‬
‫و ال ّ ِ‬ ‫)البرهان ]الرابع[‪ .‬قوله تعالى ‪ُ ‬‬
‫ه َ‬
‫ن‪ (2)‬من طريق أبي نعيممم عممن‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫وِبال ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ر ِ‬
‫ص ِ‬
‫ب ِن َ ْ‬
‫أبي هريرة قال مكتوب على العرش ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك لممه محمممد عبممدي ورسممولي أيممدته‬
‫)‪(3‬‬
‫و‬
‫هه َ‬‫بعلي بن أبي طالب وذلك قوله فممي كتممابه ‪ُ ‬‬
‫ن‪ (4)‬يعنممي بعلممي‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫وِبههال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬‫ر ِ‬
‫ص ِ‬‫ك ب ِن َ ْ‬‫ذي أ َي ّدَ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫وهذه من أعظم الفضائل الممتي لممم تحصممل لغيممره‬
‫من الصحابة فيكون هو المام‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬المطالبممة بصممحة النقممل وأممما مجممرد‬
‫العزو إلى رواية أبممي نعيممم فليممس حجممة بالتفمماق‬

‫)( المنهاج ‪.146-7/143‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النفال‪.62 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تنزيمممه الشمممريعة المرفوعمممة عمممن الخبمممار الشمممنيعة‬ ‫‪3‬‬

‫الموضوعة للكناني ‪.1/401‬‬


‫)( النفال‪.62 /‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪540‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫وأبو نعيم له كتاب مشهور في فضائل الصممحابة‬
‫)‪(2‬‬
‫وقد ذكر قطعة من الفضائل فممي أول "الحليمة"‬
‫فإن كانوا يحتجون بما رواه فقد روى فممي فضممائل‬
‫أبي بكر وعمر وعثمممان ممما ينقممض بنيممانهم ويهممدم‬
‫أركممممانهم وإن كممممانوا ل يحتجممممون بممممما رواه فل‬
‫يعتمممدون علممى نقلممه ونحممن نرجممع فيممما رواه هممو‬
‫وغيره إلى أهل العلم بهذا الفن والطرق التي بهمما‬
‫يعلم صدق الحديث وكذبه من النظر فممي إسممناده‬
‫ورجاله وهل هم ثقات سمع بعضهم مممن بعممض أم‬
‫ل؟ وننظر إلى شواهد الحديث وما يدل عليه على‬
‫أحممد المريممن ل فممرق عنممدنا بيممن ممما يممروى فممي‬
‫فضائل علي أو فضائل غيره فممما ثبممت أنممه صممدق‬
‫صدقناه وما كان كذبا كذبناه‪...‬‬
‫ولهذا نقول في الههوجه الثههاني‪ :‬إن هممذا‬
‫الحديث كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحممديث‬
‫وهذا الحديث وأمثاله مما جزمنا أنه كذب موضوع‬
‫نشهد أنه كذب موضوع فنحن والله الذي ل اله إل‬
‫هو نعلم علما ضروريا في قلوبنا ل سبيل لنمما إلممى‬
‫دفعه أن هذا الحديث كذب ما حدث به أبو هريممرة‬
‫وهكذا نظائره مما نقول فيه مثممل ذلممك وكممل مممن‬

‫)( لعله معرفة الصحابة وقد طبممع منممه ثلثممة أجممزاء إلممى‬ ‫‪1‬‬

‫نهاية حرف التاء بتحقيق محمد راضي بن حاج عثمان‪.‬‬


‫)( هو كتاب مطبوع في عشرة أجزاء‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪541‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كان عارفمما بعلممم الحممديث وبممدين السمملم يعممرف‬
‫وكل من لم يكن له بذلك علم ل يممدخل معنمما كممما‬
‫أن أهل الخبرة بالصرف يحلفون على ما يعلمممون‬
‫أنه مغشوش وإن كان من ل خبرة له ل يميمز بيمن‬
‫المغشوش والصحيح‪.‬‬
‫ذي‬ ‫و ال ّه ِ‬ ‫الثههالث‪ :‬أن اللممه تعممالى قممال‪ُ  :‬‬
‫هه َ‬
‫م‬‫ه ْ‬
‫قلوب ِ ِ‬
‫ن ُ ُ‬ ‫وأ َل ّ َ‬
‫ف ب َي ْ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫وِبال ْ ُ‬
‫ه َ‬‫ر ِ‬‫ص ِ‬ ‫ك ب ِن َ ْ‬ ‫أ َي ّدَ َ‬
‫ن‬
‫ت ب َي ْ ه َ‬‫ف َ‬‫ما أ َل ّ ْ‬
‫عا َ‬‫مي ً‬ ‫ج ِ‬‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ْ‬ ‫و أ َن ْ َ‬‫لَ ْ‬
‫م‪.(1)‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه أ َل ّ َ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب ِ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫وهذا نص فممي أن المممؤمنين عممدد مؤلممف بيممن‬
‫قلوبهم وعلي واحد منهممم ليممس لممه قلمموب يؤلممف‬
‫بينها والمؤمنون صمميغة جمممع فهممذا نممص صممريح ل‬
‫يحتمل أنممه أراد بممه واحممدا معينمما وكيممف يجمموز أن‬
‫يقال المراد بهذا علي وحده؟‬
‫الهههوجه الرابهههع‪ :‬أن يقمممال ممممن المعلممموم‬
‫بالضرورة والتواتر أن النبي ‪ ‬ما كان قيممام دينممه‬
‫بمجرد موافقة علي فممإن عليمما كممان مممن أول مممن‬
‫أسلم فكان السلم ضعيفا فلول أن الله هدى من‬
‫هداه إلممى الإيمممان والهجممرة والنصممرة لممم يحصممل‬
‫بعلممي وحممده شمميء مممن التأييممد ولممم يكممن إيمممان‬
‫الناس وهجرتهم ول نصممرتهم علممى يممد علممي ولممم‬
‫)( النفال‪.63-62 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪542‬‬
‫الرافضة‬
‫يكن علي منتصبا ل بمكة ول بالمدينة للدعوة إلممى‬
‫اليمان كما كان أبو بكر منتصممبا لممذلك ولممم ينقممل‬
‫أنه أسلم على يد علي أحد من السممابقين الوليممن‬
‫ل من المهاجرين ول من النصار بل ل نعممرف أنممه‬
‫على يد علي أحد من الصحابة لكن لما بعثه النممبي‬
‫‪ ‬إلى اليمن قد يكون قد أسمملم علممى يممديه مممن‬
‫أسلم إن كان وقع ذلك وليس أولئك من الصممحابة‬
‫وإنما أسلم أكممابر الصممحابة علممى يممد أبممي بكممر‪....‬‬
‫فكيف يكون تأييد الرسول بواحد من أصحابه دون‬
‫سائرهم والحال هذه؟ وأين تأييده بالمؤمنين كلهم‬
‫مممن السممابقين الوليممن مممن المهمماجرين والنصممار‬
‫المممذين بمممايعوه تحمممت الشمممجرة والتمممابعين لهمممم‬
‫بإحسان؟‪ ...‬وكل هؤلء من المممؤمنين المذين أيممده‬
‫الله بهم بل كل من آمن وجاهد إلممى يمموم القيامممة‬
‫دخل في هذا المعنى()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫عه ْ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫)البرهان ]الخامس[‪ :‬قوله تعممالى‪َ  :‬‬
‫وا ْ‬
‫هِلي‪ (2)‬من طريق أبي نعيم عممن‬ ‫ن أَ ْ‬
‫م ْ‬
‫زيًرا ِ‬
‫و ِ‬
‫ِلي َ‬
‫ابمن عبماس قمال أخمذ النمبي ‪ ‬بيمد علمي وبيمدي‬
‫ونحن بمكة وصمملى أربممع ركعممات ورفممع يممده إلممى‬

‫)( المنهاج ‪.200-7/194‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( طه‪.29 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪543‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫السماء فقال‪ :‬اللهم موسى بن عمران سألك وأنا‬
‫محمد نبيك أسألك أن تشممرح لممي صممدري وتحلممل‬
‫عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعممل لممي وزيممرا‬
‫من أهلي علي بن أبي طالب أخي اشدد بممه أزرى‬
‫وأشركه في أمري قال ابن عباس سمممعت مناديمما‬
‫ينادي يا أحمد قد أوتيت ما سألت)‪ (1‬وهذا نص في‬
‫الباب‪.‬‬
‫والجواب‪ :‬المطالبة بالصحة كما تقدم أول‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن هممذا كممذب موضمموع باتفمماق أهممل‬
‫العلم بالحديث بل هم يعلمون أن هذا مممن أسمممج‬
‫الكذب على رسول الله ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن النبي ‪ ‬لما كان بمكة فممي أكممثر‬
‫الوقات لم يكن ابن عباس قممد ولممد وابممن عبمماس‬
‫ولد وبنو هاشم في الشعب محصورون ولما هاجر‬
‫رسول الله ‪ ‬لم يكن ابن عباس بلممغ سممن التمييممز‬
‫ول كان ممن يتوضأ ويصلي مع النبي ‪ ‬فإن النممبي‬
‫‪ ‬مات وهو لم يحتلم بعد وكان لممه عنممد الهجممرة‬
‫نحو خمس سنين أو أقل منها وهذا ل يؤمر بوضوء‬
‫ول صلة فإن النبي ‪ ‬قال‪» :‬مروهههم بالصههلة‬
‫لسههبع واضههربوهم عليههها لعشههر وفرقههوا‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪544‬‬
‫الرافضة‬
‫بينهم في المضاجع«)‪ (1‬ومن يكون بهذا السن‬
‫ل يعقممل الصمملة ول يحفممظ مثممل هممذا الممدعاء إل‬
‫بتلقين ل يحفظ بمجرد السماع‪.‬‬
‫م‬ ‫ول ِي ّ ُ‬
‫كهه ُ‬ ‫الرابع‪ :‬أنهم قد قدموا في قوله ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫ما َ‬
‫ه‪ (2)‬وحممديث التصممدق بالخمماتم فممي‬ ‫سهول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الّله ُ‬
‫الصلة أن النبي ‪ ‬دعا بهذا الدعاء وهنا قد ذكروا‬
‫أنه قد دعا بهممذا الممدعاء بمكممة قبممل تلممك الواقعممة‬
‫بسنين متعددة فإن تلك كانت في سممورة المممائدة‬
‫والمائدة من آخر القرآن نزول وهذا في مكة فممإذا‬
‫كان قد دعا بهذا في مكة وقممد اسممتجيب لممه فممأي‬
‫حاجة إلممى الممدعاء بممه بعممد ذلممك بالمدينممة بسممنين‬
‫متعددة؟!‬
‫الخههامس‪ :‬أنمما قممد بينمما فيممما تقممدم وجوهمما‬
‫متعددة في بطلن مثل هذا فإن هممذا الكلم كممذب‬
‫على رسول الله ‪ ‬من وجوه كثيرة ولكن هنا قممد‬
‫زادوا فيه زيادات كممثيرة لممم يممذكروها هنمماك وهممي‬
‫َ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫ري‪ ‬فصرحوا هنمما بممأن عليمما‬ ‫م ِ‬
‫في أ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫رك ْ ُ‬
‫ش ِ‬ ‫قوله ‪َ ‬‬

‫)( أبو داود‪ ،‬كتاب الصلة‪ ،‬باب متى يممؤمر الغلم بالصمملة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،333-1/332‬والترمذي كتاب الصلة باب ممما جمماء مممتى‬


‫يؤمر الصبي بالصمملة ‪ 260-2/259‬وقممال حممديث حسممن‬
‫صحيح‪ ،‬والمسند ‪ .3/404 ،187 ،2/180‬والدارمي كتاب‬
‫الصلة باب متى يؤمر الصبي بالصلة ‪.1/273‬‬
‫)( المائدة‪.55 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪545‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كان شممريكه فممي أمممره كممما كممان هممارون شممريك‬
‫موسممى وهممذا قممول مممن يقممول بنبمموته وهممذا كفممر‬
‫صريح وليس هو قول الإمامية وإنما هو مممن قممول‬
‫الغالية‪.‬‬
‫وليس الشريك في المر هو الخليفة من بعده‬
‫فإنهم يدعون إمامته بعده ومشاركته له في أمممره‬
‫في حياته‪....‬‬
‫وهذا الرافضي الكذاب يقممول وهممذا نممص فممي‬
‫الباب‪.‬‬
‫فيقال له‪ :‬يا دبير هذا نص في أن عليا شممريكه‬
‫فممي أمممره فممي حيمماته كممما كممان هممارون شممريكا‬
‫لموسى فهل تقممول بممموجب هممذا النممص أم ترجممع‬
‫عن الحتجاج بأكاذيب المفممترين وترهممات إخوانممك‬
‫المبطلين؟!()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫خه َ‬
‫ذ‬ ‫وإ ِذْ أ َ َ‬
‫)البرهان ]السادس[‪ :‬قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ههه ْ‬ ‫م ذُّري ّت َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬
‫هههو ِ‬ ‫ن ظُ ُ‬ ‫مهه ْ‬ ‫م ِ‬‫ن ب َِنههي آدَ َ‬ ‫مهه ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫َرّبهه َ‬
‫قههاُلوا‬ ‫َ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫م َ‬ ‫ت ب َِرب ّك ُه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م أل َ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫س ِ‬
‫ف ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫هدَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ة إ ِن ّهها ك ُن ّهها‬
‫مه ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫و َ‬ ‫قول ُههوا ي َه ْ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫هدَْنا أ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب ََلى َ‬
‫ن‪ (2)‬في "كتمماب الفممردوس" لبممن‬ ‫فِلي َ‬ ‫غا ِ‬‫ذا َ‬ ‫ه َ‬‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫)( المنهاج ‪.276-7/273‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( العراف‪.172 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪546‬‬
‫الرافضة‬
‫شيرويه)‪ (1‬يرفعه عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬قممال‬
‫رسول الله ‪» :‬لو يعلم الناس مههتى سههمي‬
‫علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله سمي‬
‫أمير المههؤمنين وآدم بيههن الههروح والجسههد‬
‫ن‬
‫مه ْ‬
‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ن ب َِني آدَ َ‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫وإ ِذْ أ َ َ‬
‫خذَ َرب ّ َ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫سهه ِ‬ ‫عَلههى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫هدَ ُ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫شهه َ‬ ‫م َ‬ ‫م ذُّري ّت َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬
‫هو ِ‬‫ظُ ُ‬
‫َ‬
‫م‪ (2)‬قالت الملئكههة بلههى فقههال‬ ‫ت ب َِرب ّك ُ ْ‬ ‫أل َ ْ‬
‫س ُ‬
‫تبارك وتعالى أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي‬
‫أميركم«)‪ (3‬وهو صريح في الباب‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬منع الصحة والمطالبة بتقريرهمما وقممد‬
‫أجمع أهل العلممم بالحممديث علممى أن مجممرد روايممة‬
‫صاحب الفردوس ل تدل على أن الحممديث صممحيح‬
‫فممابن شمميرويه الممديلمي الهمممذاني ذكممر فممي هممذا‬
‫الكتماب أحمماديث كممثيرة صمحيحة وأحماديث حسممنة‬

‫)( صاحب كتاب "الفردوس" هو شيرويه بن شهردار بممن‬ ‫‪1‬‬

‫محممدث العممالم‬
‫شيرويه بممن فناخسممره بممن خسممر كممان ال ُ‬
‫الحافظ المؤرخ الهمذاني ولد سنة ‪ 445‬هم وتمموفي سممنة‬
‫‪ 509‬هم وله ‪ 64‬سنة قال الذهبي‪ :‬هممو متوسممط الحفممظ‬
‫وغيره أبرع منه وأتقن السممير ‪ ،295-19/294‬الشممذرات‬
‫‪.24-4/23‬‬
‫)( العراف‪.172 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪547‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وأحاديث موضوعة‪....‬‬
‫الثاني‪ :‬أن هذا الحديث كذب موضوع باتفمماق‬
‫أهل العلم بالحديث‪.‬‬
‫الثههالث‪ :‬أن الممذي فممي القممرآن أنممه قممال‪:‬‬
‫قههاُلوا ب َل َههى‪ (1)‬ليممس فيممه ذكممر‬ ‫َ‬
‫م َ‬‫ت ب َِرب ّك ُه ْ‬‫س ُ‬ ‫‪‬أل َ ْ‬
‫َ‬
‫قوُلوا إ ِن ّ َ‬
‫مهها‬ ‫و تَ ُ‬‫النممبي ول الميممر وفيممه قمموله‪ :‬أ ْ‬
‫)‪(2‬‬
‫م‪‬‬
‫ه ْ‬ ‫د ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫وك ُّنا ذُّري ّ ً‬
‫ل َ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ؤَنا ِ‬ ‫ك آ ََبا ُ‬
‫شَر َ‬ ‫أَ ْ‬
‫فممدل علممى أنممه ميثمماق التوحيممد خاصممة ليممس فيممه‬
‫ميثاق النبوة فكيف ما دونها؟!‬
‫الرابع‪ :‬أن الحاديث المعروفة في هممذا الممتي‬
‫فممي المسممند والسممنن والموطممأ وكتممب التفسممير‬
‫وغيرها ليس فيها شمميء مممن هممذا ولممو كممان ذلممك‬
‫مذكورا في الصل لم يهمله جميع النمماس وينفممرد‬
‫به من ل يعرف صدقه بل يعرف أنه كذب‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن الميثاق أخذ على جميممع الذريممة‬
‫فيلزم أن يكون علي أميرا على النبياء كلهممم مممن‬
‫نوح إلى محمد ‪ ‬وهذا كلم المجانين فممان أولئك‬
‫ماتوا قبل أن يخلق الله علي ّمما فكيممف يكممون أميممرا‬
‫عليهم؟! وغاية ما يمكن أن يكون أميرا على أهممل‬
‫زمانه‪ ،‬أما المارة على من خلق قبلممه وعلممى مممن‬
‫يخلق بعده فهذا من كذب من ل يعقممل ممما يقممول‪،‬‬
‫)( العراف‪.172 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( العراف‪.173 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪548‬‬
‫الرافضة‬
‫ول يستحي فيما يقول‪ ...‬وكذلك كممون علممي أميممرا‬
‫علممى ذريممة آدم كلهممم وإنممما ولممد بعممد ممموت آدم‬
‫بألوف السنين‪ ،‬وأن يكون أميرا على النبياء الذين‬
‫هم متقدمون عليه في الزمان والمرتبممة‪ ...‬ثممم إن‬
‫هممذا الحمممار الرافضممي يقممول‪" :‬وهممو صممريح فممي‬
‫الباب" فهل يكون هذا حجممة عنممد أحممد مممن أولممي‬
‫اللبمماب؟! أو يحتممج بهممذا مممن يسممتحق أو يؤهممل‬
‫للخطاب‪ ،‬فضل عن أن يحتج به في تفسمميق خيممار‬
‫هذه المة وتضليلهم وتكفيرهم وتجهيلهم؟()‪.(1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬من السنة‪:‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)في الدلة المستندة إلى السنة المنقولة عممن‬
‫النبي ‪....‬‬
‫الول‪ :‬ما نقله الناس كافة أنه لممما نممزل قمموله‬
‫ن‪ (2) ‬جمممع‬ ‫شههيَرت َ َ‬
‫ك ال ْ‬ ‫تعممالى‪َ  :‬‬
‫قَرِبي ه َ‬ ‫ع ِ‬
‫ذْر َ‬
‫وأن ْ ه ِ‬
‫َ‬
‫رسممول اللممه ‪ ‬بنممي عبممد المطلممب فممي دار أبممي‬
‫طالب وهم أربعون رجل وأمر أن يصنع لهممم فخممذ‬
‫عا مممن اللبممن‪،‬‬‫شاة مع مد ّ من البر ويعممد لهممم صمما ً‬
‫وكان الرجل منهم يأكل الجذعمة فمي مقعمد واحمد‬
‫ويشرب الفرق)‪ (3‬من الشممراب فممي ذلممك المقممام‬
‫)( المنهاج ‪.292-7/288‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشعراء‪.214 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مكيال ضخم لهل المدينة يسع ‪ 16‬سممتة عشممر رط ً‬


‫ل‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪549‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فأكلت الجماعممة كلهممم مممن ذلممك الطعممام اليسممير‬
‫حتى شبعوا‪ ،‬ولم يتبين ما أكلوه فبهرهم النممبي ‪‬‬
‫بممذلك وتممبين لهممم آيممة نبمموته فقممال يمما بنممي عبممد‬
‫المطلب إن الله بعثنممي بممالحق إلممى الخلممق كافممة‬
‫شههيَرت َ َ‬
‫ك‬ ‫وبعثني إليكممم خاصممة فقممال‪َ  :‬‬
‫ع ِ‬
‫ذْر َ‬
‫وأن ْه ِ‬
‫َ‬
‫ن‪ (1)‬وأنمما أدعمموكم إلممى كلمممتين خفيفممتين‬ ‫ال ْ‬
‫قَرِبي َ‬
‫على اللسان ثقيلممتين فممي الميممزان تملكممون بهممما‬
‫العرب والعجم وتنقمماد لكممم بهممما المممم وتممدخلون‬
‫بهما الجنة وتنجون بهما من النار‪ :‬شهادة أن ل إله‬
‫إل الله وأّني رسممول اللممه فمممن يجيبنممي إلممى هممذا‬
‫المر ويؤازرني على القيام به يكن أخممي ووزيممري‬
‫ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي‪ ،‬فلم يجبه أحد‬
‫منهممم فقممال‪ :‬أميممر المممؤمنين أنمما يمما رسممول اللممه‬
‫أؤازرك على هذا المر‪.‬‬
‫فقال‪ :‬اجلس‪ .‬ثم أعاد القول على القوم ثانية‬
‫فصمتوا فقممال علممي فقمممت فقلممت مثممل مقممالتي‬
‫الولى‪ .‬فقال‪ :‬اجلممس ثممم أعمماد القممول ثالثممة فلممم‬
‫ينطق أحد منهم بحرف فقمت فقلممت‪ :‬أنمما أؤازرك‬
‫يا رسول الله على هذا المر فقال‪ :‬اجلممس فممأنت‬

‫انظر اللسان )‪ ،(10/305‬مختار الصحاح ‪ ،40‬وقيل ستة‬


‫مدًا‪.‬‬
‫عشر ُ‬
‫)( الشعراء‪.214 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪550‬‬
‫الرافضة‬
‫أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعممدي‪.‬‬
‫فنهمض القمموم وهممم يقولمون لبمي طممالب‪ :‬ليهنئك‬
‫اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك فقد جعل ابنممك‬
‫أميرا عليك‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬المطالبة بصمحة النقمل ومما ادعماه ممن‬
‫نقل الناس كافة من أظهر الكممذب عنممد أهممل العلممم‬
‫بالحديث؛ فإن هذا الحديث ليس في شيء من كتمب‬
‫المسلمين التي يسمتفيدون منهما علمم النقمل ل فمي‬
‫الصحاح ول في المساند والسنن والمغازي والتفسير‬
‫التي يذكر فيها السناد الذي يحتج بمه‪ ،‬وإذا كمان فمي‬
‫بعممض كتممب التفسممير الممتي ينقممل منهمما الصممحيح‬
‫)‪( 1‬‬
‫والضمممعيف مثمممل تفسمممير الثعلمممبي والواحمممدي‬
‫والبغوي)‪ ،(2‬بل وابن جرير)‪ (3‬وابن أبي حاتم)‪ (4‬لمم‬
‫يكن مجرد رواية واحد من هؤلء دليل على صممحته‬
‫باتفممماق أهمممل العلمممم؛ فمممإنه إذا عمممرف أن تلمممك‬
‫)( هو المام العلمة أبو الحسن علي بن أحمد بن محمممد‬ ‫‪1‬‬

‫بن علي الواحدي النيسابوري الشافعي ولد بنيسممابور ت‬


‫سنة ‪ 468‬هم له كتمماب التفسممير وكتمماب أسممباب النممزول‬
‫وغيرهما‪ .‬السير ‪ ،342-18/339‬الشذرات ‪ ،3/330‬غايممة‬
‫النهاية ‪.1/523‬‬
‫)( انظر ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪551‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المنقولت فيها صحيح وضعيف فل بد من بيممان أن‬
‫هممذا المنقممول مممن قسممم الصممحيح دون الضممعيف‬
‫وهممذا الحممديث غممايته أن يوجممد فممي بعممض كتممب‬
‫التفسير التي فيها الغث والسمين‪ ،‬وفيهمما أحمماديث‬
‫كثيرة موضوعة مكذوبة‪.‬‬
‫مع أن كتب التفسير التي يوجد فيها هممذا مثممل‬
‫تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم والثعلبي والبغوي‬
‫ينقل فيها بالسانيد الصحيحة ما يناقض هذا‪ ،‬مثممل‬
‫بعض المفسرين الذين ذكروا هذا في سبب نممزول‬
‫الية؛ فممإنهم ذكممروا مممع ذلممك بالسممانيد الصممحيحة‬
‫الثابتة باتفاق أهل العلمم علممى صمحتها مما ينماقض‬
‫ذلممك ولكممن هممؤلء المفسممرون ذكممروا ذلممك علممى‬
‫عادتهم في أنهم ينقلون ما ذكر فممي سممبب نممزول‬
‫الية مممن المنقممولت الصممحيحة والضممعيفة‪ ،‬ولهممذا‬
‫يذكر أحممدهم فممي سممبب نممزول اليمة عممدة أقمموال‬
‫ليذكر أقوال الناس وما نقلوه فيها وإن كان بعممض‬
‫ذلك هو الصحيح وبعضه كذب وإذا احتج بمثل هممذا‬
‫الضعيف وأمثمماله واحممد بممذكر بعممض ممما نقممل فممي‬
‫تفسير الية من المنقولت‪ ،‬وترك سممائر ممما ينقممل‬
‫مما يناقض ذلك كان هذا من أفسممد الحجممج كمممن‬
‫احتج بشاهد يشهد له ولمم تثبمت عمدالته بمل ثبمت‬
‫جرحه وقممد ناقضممه عممدول كممثيرون يشممهدون بممما‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪552‬‬
‫الرافضة‬
‫ينماقض شمهادته‪ .‬أو يحتمج بروايمة واحمد لمم تثبمت‬
‫عدالته بل ثبت جرحه ويدع روايات كثيرين عممدول‬
‫وقد رووا ما يناقض ذلك‪.‬‬
‫بل لممو قممدر أن هممذا الحممديث مممن روايممة أهممل‬
‫الثقة والعدالممة وقممد روى آخممرون مممن أهممل الثقممة‬
‫والعدالممة ممما ينمماقض ذلممك لمموجب النظممر فممي‬
‫الروايتين أيهما أثبت وأرجممح فكيممف إذا كممان أهممل‬
‫العلم بالنقل متفقين على أن الروايممات المناقضممة‬
‫لهذا الحديث هي الثابتة الصحيحة‪ ،‬بل هذا الحديث‬
‫مناقض لما علم بالتواتر وكثير مممن أئمممة التفسممير‬
‫لم يذكروا هذا بحال لعلمهم أنه باطل‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنا نرضى منه مممن هممذا النقممل العممام‬
‫بأحد شيئين إما بإسناد يذكره مممما يحتممج بممه أهممل‬
‫العلم في مسائل النزاع ولو أنه مسألة فرعية‪.‬‬
‫وإما قول رجل من أهل الحديث الممذين يعتمممد‬
‫الناس على تصحيحهم‪...‬‬
‫الثههالث‪ :‬أن هممذا الحممديث كممذب عنممد أهممل‬
‫المعرفة بالحديث فما من عالم يعرف الحممديث إل‬
‫وهو يعلم أنه كذب موضمموع ولهممذا لممم يممروه أحممد‬
‫منهم في الكتب التي يرجع إليهمما فممي المنقممولت‪،‬‬
‫لن أدنى مممن لممه معرفممة بالحممديث يعلممم أن هممذا‬
‫كذب وقد رواه ابن جرير والبغوي بإسمناد فيمه عبمد‬
‫‪553‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الغفار بن القاسم بن فهد أبو مريم الكوفي)‪ (1‬وهممو‬
‫مجمع على تركه كذبه سماك بن حرب)‪ (2‬وأبو داود‬
‫)‪(4‬‬
‫وقال أحمد ليس بثقة عامممة أحمماديث)‪ (3‬بواطيممل‬
‫قال يحيى ليس بشيء)‪ (5‬قال ابممن المممدينى‪ :‬كممان‬
‫يضممع الحممديث)‪ (6‬وقممال النسممائي)‪ (7‬وأبممو حمماتم‪:‬‬
‫متروك الحديث)‪ .(8‬وقال ابن حبان البسممتي‪ :‬كممان‬

‫)( هو عبد الغفار بن القاسم بن فهد أبو مريمم النصمماري‬ ‫‪1‬‬

‫الكوفي رافضي ليس بثقة لسان الميزان ‪ ،4/42‬الكامممل‬


‫فمممي ضمممعفاء الرجمممال ‪ ،1965-5/1964‬المجروحيمممن‬
‫‪ ،2/143‬الضممعفاء الكممبير ‪ 102-3/100‬الجممرح والتعممديل‬
‫‪.54-6/53‬‬
‫)( هممو سممماك بممن حممرب بممن أوس بممن خالممد الممذهلي‬ ‫‪2‬‬

‫الكوفي‪ ،‬صدوق تغير بممأخره ت سممنة ‪123‬هممم‪ ،‬التقريممب‪/‬‬


‫‪ ،255‬السمميرة‪ ،249-245 /‬وتكممذيبه هممو وأبممو داود لعبممد‬
‫الغفار موجود في الضعفاء الكبير ‪.101-3/100‬‬
‫)( هكذا في المنهاج والصواب "أحاديثه"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( لسان الميزان ‪ ،4/42‬الضعفاء الكبير ‪ ،3/102‬الجممرح‬ ‫‪4‬‬

‫والتعديل ‪.6/53‬‬
‫)( لسان الميزان ‪ ،4/42‬الضعفاء الكبير ‪ ،3/102‬الكامل‬ ‫‪5‬‬

‫في ضعفاء الرجال ‪ ،5/1964‬الجرح والتعديل ‪.54-6/53‬‬


‫)( لسممان الميممزان ‪ ،4/42‬الكامممل فممي ضممعفاء الرجممال‬ ‫‪6‬‬

‫‪.5/1964‬‬
‫)( هو أحمد بن شعيب بن علي النسمائي صماحب السمنن‬ ‫‪7‬‬

‫ولد بنسا في سنة ‪ 215‬هم وطلمب العلمم فمي صمغره ت‬


‫سنة ‪ 303‬هم‪] ،‬وكان أفقه مشائخ مصر في عصره[‪ ،‬وله‬
‫‪ 88‬سنة‪ .‬السير ‪ ،35-14/25‬التقريب‪.80 /‬‬
‫)( الجرح والتعديل ‪ ،6/54‬لسان الميزان ‪.4/42‬‬ ‫‪8‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪554‬‬
‫الرافضة‬
‫عبد الغفار بن قاسم يشرب الخمممر حممتى يسممكر‪،‬‬
‫وهو مع ذلممك يقلمب الخبمار ل يجموز الحتجمماج بمه‬
‫وتركه أحمد ويحيى)‪ (1‬ورواه ابن أبممي حمماتم وفممي‬
‫إسناده عبد اللممه بممن عبممد القممدوس)‪ (2‬وهممو ليممس‬
‫بثقممة‪ .‬وقممال فيممه يحيممى بممن معيممن‪ :‬ليممس بشمميء‬
‫رافضي خممبيث)‪ (3‬وقممال النسممائي‪ :‬ليممس بثقممة)‪.(4‬‬
‫وقممال الممدارقطني‪) :‬ضممعيف()‪ (5‬وإسممناد الثعلممبي‬
‫أضعف لن فيه مممن ل يعممرف وفيممه مممن الضمعفاء‬
‫والمتهمين من ل يجمموز الحتجمماج بمثلممه فممي أقممل‬
‫مسألة‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن بني عبد المطلب لم يبلغوا أربعين‬
‫رجل حين نزلت هذه الية‪ ،‬فإنها نزلممت بمكممة فممي‬
‫أول المر‪ .‬ثم ول بلغوا أربعين رجل في مدة حيمماة‬
‫النبي ‪ ‬فإن بني عبد المطلممب لممم يعقممب منهممم‬
‫باتفمماق النمماس إل أربعممة‪ :‬العبمماس وأبممو طممالب‬

‫)( المجروحين ‪.2/143‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو عبد الله بن عبد القدوس التيمي الكوفي‪ ،‬صممدوق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ُرمممي بممالرفض فكممان ُيخطممئ‪ .‬التقريممب‪ ،312 /‬الجممرح‬


‫والتعديل ‪.5/104‬‬
‫)( الجرح والتعديل ‪.5/104‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الضعفاء والمتروكين للنسائي‪ ،145 /‬تهممذيب التهممذيب‬ ‫‪4‬‬

‫‪.304-5/303‬‬
‫)( الضمممعفاء والممممتروكين للمممدارقطني‪ ،164 /‬تهمممذيب‬ ‫‪5‬‬

‫التهذيب ‪.304-5/303‬‬
‫‪555‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والحارث)‪ (1‬وأبو لهب)‪ (2‬وجميع ولد عبد المطلممب‬
‫من هؤلء الربعة وهم بنو هاشم ولم يدرك النبمموة‬
‫مممن عمممومته إل أربعممة‪ :‬العبمماس وحمممزة)‪ (3‬وأبممو‬
‫طالب وأبو لهب فآمن اثنان وهما حمممزة والعبمماس‬
‫وكفر اثنان أحدهما نصممره وأعممانه وهممو أبممو طممالب‬
‫والخر عاداه وأعان أعداءه وهو أبو لهب‪.‬‬
‫وأما العمومة وبنو العمومة فأبو طالب كان له‬
‫أربعة بنين‪ :‬طالب)‪ (4‬وعقيل)‪ (5‬وجعفممر)‪ (6‬وعلممي‪.‬‬
‫وطالب لممم يممدرك السمملم وأدركممه الثلثممة فممآمن‬
‫علي وجعفر في أول السمملم وهمماجر جعفممر إلممى‬
‫)( هو الحارث بن عبد المطلب بن هاشممم عممم النممبي ‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫مات في الجاهلية‪ .‬الصابة ‪.27-3/26‬‬


‫)( هو عبد العزى بن عبد المطلب بممن هاشممم عممم النممبي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ‬من أشد النمماس عممداوة للسمملم نزلممت فيممه وزوجتممه‬


‫سورة المسممد تمموفي بعممد وقعممة بممدر سممنة ‪2‬هممم‪ .‬العلم‬
‫للزركلي ‪.4/12‬‬
‫)( هو أبو عمارة عم النبي ‪ ،‬وأخوه من الرضاعة‪ ،‬ولممد‬ ‫‪3‬‬

‫قبل النبي بسنتين وقيل بأربع وأسلم فممي السممنة الثانيممة‬


‫من البعثة‪ ،‬استشهد فمي أحممد سممنة ‪ 3‬همم لقبمه الرسممول‬
‫أسممد اللممه‪ .‬الصممابة ‪ ،2/285‬تجريممد أسممماء الصممحابة‬
‫‪.1/139‬‬
‫)( هو طالب بن أبي طالب أكبر ولمد أبمي طمالب‪ ،‬أخمرج‬ ‫‪4‬‬

‫إلى بدر كارها ً وبعد أن انهزم المشركون لممم تعلممم حمماله‬


‫بينه وبين عقيل عشر سنين طبقات ابن سعد ‪.1/121‬‬
‫)( ترجمته ستأتي‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( ترجمته ستأتي‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪556‬‬
‫الرافضة‬
‫أرض الحبشممة ثممم إلممى المدينممة عممام خيممبر وكممان‬
‫عقيممل قممد اسممتولى علممى ربمماع بنممي هاشممم لممما‬
‫هاجروا وتصرف فيها ولهذا لما قيل للنممبي ‪ ‬فممي‬
‫حجته‪ :‬ننممزل غممدا فممي دارك بمكممة قممال‪» :‬وهل‬
‫ترك لنا عقيل من دار«)‪.(1‬‬
‫وأممما العبماس فبنموه كلهمم صمغار إذ لمم يكممن‬
‫ب أنهم كانوا رجال فهممم‪ :‬عبممد‬ ‫فيهم بمكة رجل وهَ ْ‬
‫الله وعبيد الله والفضممل‪ .‬وأممما قثممم فولممد بعممدهم‬
‫ى‪ .‬وعبد الله ولد في‬ ‫كن ّ‬‫وأكبرهم الفضل وبه كان ي ُ َ‬
‫شههيَرت َ َ‬
‫ك‬ ‫الشممعب بعممد نممزول قمموله‪َ  :‬‬
‫ع ِ‬
‫ذْر َ‬‫وأْنهه ِ‬
‫َ‬
‫ن‪ (2)‬وكان له في الهجرة نحو ثلث سممنين‬ ‫ال ْ‬
‫قَرِبي َ‬
‫أو أربع سنين‪ ،‬ولم يولد للعباس في حياة النبي ‪‬‬
‫إل الفضممل وعبممد اللممه وعبيممد اللممه وأممما سممائرهم‬
‫فولدوا بعده وأما الحارث بممن عبممد المطلممب وأبممو‬
‫لهممب فبنوهممما أقممل والحممارث كممان لممه ابنممان أبممو‬

‫)( أخرج البخاري نحموه‪ ،‬كتماب المغمازي‪ ،‬بماب أيمن ركمز‬ ‫‪1‬‬

‫النبي ‪ ‬الراية يوم الفتح‪ ،‬وذكر أن هذا القول كان زمن‬


‫الفتح ثم قال بعد ذلك‪ :‬قال معمر عن الزهري‪ :‬أين ننزل‬
‫غدا ً فممي حجتممه ولممم يقممل يممونس حجتممه ول زمممن الفتممح‬
‫‪ ،5/90‬البداية والنهاية ‪.4/296‬‬
‫)( الشعراء‪.214 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪557‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫سفيان)‪ (1‬وربيعة)‪ (2‬وكلهممما تممأخر إسمملمه وكممان‬
‫مممن مسمملمة الفتممح‪ .‬وكممذلك بنممو أبممي لهممب تممأخر‬
‫إسمملمهم إلممى زمممن الفتممح وكممان لممه ثلثممة ذكممور‬
‫)‪(5‬‬
‫فأسمملم منهممم اثنممان عتبممة)‪ (3‬ومغيممث)‪ (4‬وشممهد‬
‫الطائف وحنينا وعتبية)‪ (6‬دعا عليه رسممول اللمه ‪‬‬
‫أن يممأكله الكلممب فقتلممه السممبع بالزرقمماء)‪ (7‬مممن‬
‫الشام كافرا فهممؤلء بنممو عبممد المطلممب ل يبلغممون‬
‫)( هو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ابن‬ ‫‪1‬‬

‫عممم النممبي ‪ ‬أخممو النممبي مممن الرضمماع لممزم النممبي بعممد‬


‫إسلمه‪ ،‬وكان من الشعراء‪ ،‬كان ُيشبه النبي ‪ ‬شهد لممه‬
‫الرسول بالجنة ت سنة ‪ 20‬هم بالمدينة‪ .‬السيرة ‪-1/202‬‬
‫‪.205‬‬
‫)( هو ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمممي‪ ،‬ابممن‬ ‫‪2‬‬

‫عم رسول الله ‪ ،‬له صحبه قيل توفي فممي أول خلفممة‬
‫عمر وقيل في آخرها‪ .‬التقريب‪ ،207 /‬الصابة ‪.3/259‬‬
‫عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم‪ ،‬ابممن‬ ‫)( هو ُ‬ ‫‪3‬‬

‫عم رسول الله ‪ ‬شممهد حنينما ً وأقممام بمكممة ومممات بهمما‪.‬‬


‫الصابة ‪.6/380‬‬
‫)( هكذا في المنهاج ولم أجد بهذا السم ابن ما ً لبممي لهممب‬ ‫‪4‬‬

‫وإنما وجدت معتب ولعله تصحيف‪ .‬ومعتب هممو ابممن أبممي‬


‫لهب بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسممول اللممه ‪‬‬
‫أسلم عام الفتح شهد حنينا ً مع النبي ‪ ‬الصابة ‪.9/251‬‬
‫)( كذا في المنهاج ولعل الصواب "وشهدا"‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( هو عتبية بن أبي لهب عبممد العممزى بممن عبممد المطلممب‬ ‫‪6‬‬

‫الهاشمي القرشي ل عقب له أمه أم جميممل بنممت حممرب‬


‫بن أمية‪ .‬مات ولم ُيسمملم‪ .‬جمهممرة أنسمماب العممرب لبممن‬
‫حزم‪.72 /‬‬
‫)( دلئل النبوة لبي نعيم الصفهاني ‪ 2/585‬بمعناه‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪558‬‬
‫الرافضة‬
‫عشرين رجل فأين الربعون؟‬
‫الخامس‪ :‬قوله »إن الرجل منهم كممان يأكممل‬
‫الجذعة ويشرب الفرق مممن اللبممن« فكممذب علممى‬
‫القوم ليس بنو هاشم معروفين بمثل هذه الكممثرة‬
‫في الكل ول عرف فيهم من كان يأكل جذعممة ول‬
‫يشرب فرقا‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن قمموله للجماعممة‪» :‬مممن يجيبنممي‬
‫إلى هذا المر ويؤازرني على القيام به يكممن أخممي‬
‫ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي« كلم مفترى‬
‫علممى النممبي ‪ ‬ل يجمموز نسممبته إليممه فممإن مجممرد‬
‫الجابممة إلممى الشممهادتين والمعاونممة علممى ذلممك ل‬
‫يمموجب هممذا كلممه‪ ....‬وممما مممن مممؤمن يممؤمن بممالله‬
‫ورسوله واليوم الخر إلى يوم القيامة إل وله مممن‬
‫هذا نصيب وافر ومن لم يكن له من ذلك حظ فهو‬
‫منممافق فكيممف يجمموز نسممبة مثممل هممذا الكلم إلممى‬
‫النبي ‪.‬‬
‫السههابع‪ :‬أن حممممزة وجعفمممر وعبيمممدة بمممن‬
‫الحمممارث)‪ (1‬أجمممابوا إلمممى مممما أجمممابه علمممي ممممن‬
‫الشهادتين والمعاونة علممى هممذا المممر فممإن هممؤلء‬

‫)( هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبممد منمماف‬ ‫‪1‬‬

‫القريشي صحابي‪ ،‬شهد بدرا ً مممات بالصممفراء علممى ليلممة‬


‫من بممدر وعمممره ‪ 63‬سممنة‪ .‬السممتيعاب ‪ ،7/114‬الصممابة‬
‫‪ ،6/369‬العلم ‪.4/198‬‬
‫‪559‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫من السابقين الولين الممذين آمنمموا بممالله ورسمموله‬
‫فممي أول المممر بممل حمممزة أسمملم قبممل أن يصممير‬
‫المؤمنممون أربعيممن رجل وكممان النممبي ‪ ‬فممي دار‬
‫الرقم بن أبي الرقم)‪....(1‬‬
‫الثامن‪ :‬أن الذي في الصحاح من نزول هممذه‬
‫الية غير هذا ففي الصحيحين عن ابن عمممر وأبممي‬
‫ذْر‬ ‫هريرة واللفظ له عن النبي ‪» :‬لما نزلت ‪َ ‬‬
‫وأن ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‪ (2)‬دعا رسول الله ‪ ‬قريشمما‬ ‫قَرِبي َ‬ ‫شيَرت َ َ‬
‫ك ال ْ‬ ‫ع ِ‬
‫َ‬
‫م فقال‪» :‬يا بني كعههب بههن‬ ‫فاجتمعوا فخص وع ّ‬
‫لؤي أنقذوا أنفسكم من النار‪ .‬يا بني مرة‬
‫بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار‪ .‬يا بنههي‬
‫عبد شمس أنقذوا أنفسههكم مههن النههار‪ .‬يهها‬
‫بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا‬
‫بني هاشم أنقههذوا أنفسههكم مههن النههار يهها‬
‫بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار‬
‫يا فاطمة بنههت محمههد أنقههذي نفسههك مههن‬
‫النار فإني ل أملك لكم من الله شيئا غيههر‬

‫)( هو عبد مناف بن أسد بن عبد الله من السابقين شهد‬ ‫‪1‬‬

‫بدرا ً وتوفي في خلفة عثمان سممنة ‪ 35‬همم وقيممل ‪ 33‬همم‬


‫وهو ابن خمس وثمانين سنة وله دار تقع في الصفا كممان‬
‫النبي يجلس فيها في السلم باعهمما أحفمماد الرقممم لبممي‬
‫جعفر المنصور‪ .‬الصابة ‪.41-1/40‬‬
‫)( الشعراء‪.214 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪560‬‬
‫الرافضة‬
‫أن لكم رحما سأبلها ببللها«)‪.(1‬‬
‫وفي الصحيحين عن أبي هريممرة ‪ ‬أيضمما لممما‬
‫نزلممت هممذه اليممة قممال‪» :‬يهها معشههر قريههش‬
‫اشتروا أنفسكم مههن اللههه ل أغنههي عنكههم‬
‫من الله شيئا يا بني عبد المطلب ل أغنههي‬
‫عنكم من الله شيئا يا صههفية عمههة رسههول‬
‫الله ل أغني عنك من الله شيئا يا فاطمههة‬
‫بنت محمههد ل أغنههى عنههك مههن اللههه شههيئا‬
‫سههلني مهها شههئتما مههن مههالي«)‪ ...(2‬وفممي‬
‫الصحيحين من حديث ابن عباس قممال‪ :‬لممما نزلممت‬
‫هذه الية خرج رسول الله وسلم حتى صعد الصفا‬
‫فهتف "يا صباحاه" فقالوا‪ :‬من هممذا الممذي يهتممف؟‬
‫قالوا‪ :‬محمد فاجتمعوا إليه فجعل ينادي‪» :‬يا بني‬
‫فلن يهها بنههي عبههد منههاف يهها بنههي عبههد‬
‫المطلب« وفي رواية »يا بنههي فهههر يهها بنههي‬
‫عههدي يهها بنههي فلن«‪ .‬لبطممون قريممش فجعممل‬
‫الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسول ينظر‬

‫)( البخاري كتمماب تفسممير القممرآن بمماب سممورة الشممعراء‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .6/17‬ومسلم كتاب اليمان‪ ،‬باب في قوله تعالى ‪ ‬وََأنمذ ِْر‬


‫شيرت َ َ َ‬
‫ن‪. 1/192‬‬ ‫ك اْلقَْرِبي َ‬ ‫عَ ِ َ‬
‫)( البخاري كتمماب تفسممير القممرآن بمماب سممورة الشممعراء‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .6/17‬ومسمملم‪ ،‬كتمماب اليمممان‪ ،‬بمماب فممي قمموله تعممالى ‪‬‬


‫شيرت َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‪. 1/193‬‬ ‫ك اْلقَْرِبي َ‬ ‫وَأنذ ِْر ع َ ِ َ‬
‫‪561‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ما هو فاجتمعوا فقممال‪» :‬أرأيتكم لههو أخههبرتكم‬
‫أن خيل تخههرج بسههفح هههذا الجبههل أكنتههم‬
‫مصدقي؟« قممالوا‪ :‬ممما جربنمما عليممك كممذبا‪ ،‬قممال‪:‬‬
‫»فإني نذير لكهم بيهن يهدي عهذاب شهديد«‬
‫فقال أبو لهب‪ :‬تبا لممك أممما جمعتنمما إل لهممذا فقممام‬
‫َ‬
‫ب‪،(1)‬‬‫وَتهه ّ‬
‫ب َ‬ ‫دا أِبي ل َ َ‬
‫ه ٍ‬ ‫فنزلت هذه السورة ‪‬ت َب ّ ْ‬
‫ت يَ َ‬
‫)‪ (2‬وفي رواية »أرأيتم لو أخبرتكم أن العههدو‬
‫يصههبحكم ويمسههيكم أكنتههم تصههدقوني«‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬بلى)‪ (3‬فمإن قيمل‪ :‬فهمذا الحمديث قمد ذكمره‬
‫طائفة من المفسممرين والمصممنفين فممي الفضممائل‬
‫كالثعلبي والبغوي وأمثالهما والمغممازلي‪ .‬قيممل لممه‪:‬‬
‫مجرد رواية هؤلء ل توجب ثبوت الحممديث باتفمماق‬
‫أهممل العلممم بالحممديث فممإن فممي كتممب هممؤلء مممن‬
‫الحاديث الموضوعة ما اتفق أهل العلم علممى أنممه‬
‫كممذب موضمموع وفيهمما شمميء كممثير يعلممم بالدلممة‬
‫اليقينية السمعية والعقلية أنهما كممذب بممل فيهمما ممما‬

‫)( المسد‪.1 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب التفسممير‪ ،‬بمماب تفسممير سممورة المسممد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 6/94‬بمعناه ومسلم كتمماب اليمممان‪ ،‬بمماب قمموله تعممالى‬


‫شيرت َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‪ ، 1/93‬المسند ‪.5/60 ،3/476‬‬ ‫ك اْلقَْرِبي َ‬ ‫وَأنذ ِْر ع َ ِ َ‬
‫)( البخاري‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬تفسير سورة سبأ باب قمموله‬ ‫‪3‬‬

‫ديدٍ‪. 6/29‬‬ ‫ب َ‬
‫ش ِ‬ ‫ن ي َد َيْ ع َ َ‬
‫ذا ٍ‬ ‫ذيٌر ل ّ ُ‬
‫كم ب َي ْ َ‬ ‫ن هُوَ إ ِّل ن َ ِ‬
‫تعالى ‪ ‬إ ِ ْ‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪562‬‬
‫الرافضة‬
‫يعلم بالضطرار أنه كذب()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)الثاني‪ :‬قوله‪» :‬أنت مني بمنزلة هارون‬
‫من موسى إل أنه ل نههبي بعههدي« أثبممت لممه‬
‫‪-‬عليه السمملم‪ -‬جميممع منممازل هممارون مممن موسممى‬
‫‪-‬عليه السلم‪ -‬للستثناء‪ .‬ومن جملة منازل همارون‬
‫أنممه كممان خليفممة لموسممى ولممو عمماش بعممده لكممان‬
‫خليفممة أيضمما وإل لممزم تطممرق النقممض إليممه ولنممه‬
‫خليفته مع وجوده وغيبته مدة يسمميرة فبعممد ممموته‬
‫وطول مدة الغيبة أولى بأن يكون خليفته‪.‬‬
‫والجهههواب‪ :‬أن همممذا الحمممديث ثبمممت فمممي‬
‫الصحيحين)‪ (2‬بل ريب وغيرهما كان النبي ‪ ‬قممال‬
‫له ذلك في غزوة تبوك وكان ‪ ‬كلممما سممافر فممي‬
‫غزوة أو عمرة أو حج يستخلف على المدينة بعض‬
‫الصممحابة‪ ...‬وبالجملممة فمممن المعلمموم أنممه كممان ل‬
‫يخممرج مممن المدينممة حممتى يسممتخلف‪ .‬وقممد ذكممر‬
‫المسمملمون مممن كممان يسممتخلفه فقممد سممافر مممن‬
‫المدينممة فممي عمرتيممن‪ :‬عمممرة الحديبيممة وعمممرة‬

‫)( المنهاج ‪.310-7/297‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري كتاب أصحاب النبي ‪ ‬باب منمماقب علممي ‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،4/208‬والمغممازي بمماب غممزوة تبمموك ‪ ،5/129‬ومسمملم‪،‬‬


‫كتاب فضائل الصحابة باب من فضممائل علممي ‪ 4/1870-‬‬
‫‪.1871‬‬
‫‪563‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫القضاء وفي حجة الوداع وفي مغازيه ‪ -‬أكممثر مممن‬
‫عشرين غزاة‪ -‬وفيهمما كلهمما اسممتخلف وكممان يكممون‬
‫بالمدينممة رجممال كممثيرون يسممتخلف عليهممم مممن‬
‫يستخلفه فلما كان في غزوة تبوك لم يممأذن لأحممد‬
‫في التخلف عنها وهي آخر مغازيه ‪ ‬ولممم يجتمممع‬
‫معه أحد كما اجتمع معه فيها فلمم يتخلمف عنمه إل‬
‫النساء والصممبيان أو مممن هممو معممذور لعجممزه عممن‬
‫الخروج أو من هو منافق‪.‬‬
‫وتخلف الثلثة الذين تيب عليهم ولم يكن فممي‬
‫المدينة رجال من المؤمنين يسممتخلف عليهممم كممما‬
‫كان يستخلف عليهم فممي كممل مممرة بممل كممان هممذا‬
‫الستخلف أضعف من الستخلفات المعتادة منه؛‬
‫لنه لم يبق في المدينة رجال من المؤمنين أقوياء‬
‫يستخلف عليهم أحممدا كممما كممان يبقممى فممي جميممع‬
‫مغممازيه‪ ...‬وفممي كممل مممرة يكممون بالمدينممة أفضممل‬
‫ممن بقي فممي غممزوة تبمموك فكممان كممل اسممتخلف‬
‫قبل هذه يكون علي أفضممل ممممن اسممتخلف عليممه‬
‫علّيا فلهذا خرج إليه علي ‪ ‬يبكي وقال‪ :‬أتخلفني‬
‫ممممع النسممماء والصمممبيان؟)‪ (1‬وقيمممل‪ :‬إن بعمممض‬

‫)( البخماري‪ ،‬كتماب المغمازي‪ ،‬بماب غمزوة تبموك ‪،5/129‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل علي ‪‬‬


‫‪.4/1870-1871‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪564‬‬
‫الرافضة‬
‫المنافقين طعن فيه وقال‪ :‬إنما خلفه لنممه يبغضممه‬
‫فممبين لممه النممبي ‪» :‬إنههي إنمهها اسههتخلفتك‬
‫لمانتك عندي«‪ .‬وأن السممتخلف ليممس بنقممص‬
‫ول غض فإن موسى استخلف هارون علممى قممومه‬
‫فكيف يكون نقصا وموسى ليفعله بهارون؟ فطيب‬
‫بذلك قلب علي وبين أن جنس الستخلف يقتضي‬
‫كرامممة المسممتخلف وأمممانته ل يقتضممي إهممانته ول‬
‫تخوينه وذلك لن المستخلف يغيممب عممن النممبي ‪‬‬
‫وقد خرج معه جميع الصحابة(‪.‬‬
‫)فكمممان قمممول النمممبي ‪ ‬مبينممما أن جنمممس‬
‫ضا إذ لو كان نقصمما أو‬‫الستخلف ليس نقصا ول غ ّ‬
‫ضمما لممما فعلممه موسممى بهممارون ولممم يكممن هممذا‬‫غ ّ‬
‫الستخلف كاسممتخلف هممارون لن العسممكر كممان‬
‫مممع هممارون وإنممما ذهممب موسممى وحممده وأممما‬
‫استخلف النبي ‪ ‬فجميع العسكر كان معممه ولممم‬
‫يخلف بالمدينة غير النساء والصممبيان إل معممذور أو‬
‫عاص‪...‬‬
‫وكذلك هنمما إنممما هممو بمنزلممة هممارون فيممما دل‬
‫عليممه السممياق وهممو اسممتخلفه فممي مغيبممه كممما‬
‫استخلف موسممى هممارون وهممذا السممتخلف ليممس‬
‫من خصائص علي بل ول هو مثل استخلفاته فضل‬
‫عن أن يكون أفضل منها وقد اسمتخلف مممن علممي‬
‫‪565‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أفضل منه في كثير مممن الغممزوات ولممم تكمن تلمك‬
‫الستخلفات توجب تقديم المستخلف علممى علممي‬
‫إذا قعد معممه فكيممف يكممون موجبمما لتفضمميله علممى‬
‫علي؟ بل قممد اسممتخلف علممى المدينممة غيممر واحممد‬
‫وأولئك المسممتخلفون منممه بمنزلممة هممارون مممن‬
‫موسى من جنممس اسممتخلف علممي بممل كمان ذلمك‬
‫الستخلف يكون علي أكثر وأفضل ممن استخلف‬
‫عليه عممام تبمموك وكممانت الحاجممة إلممى السممتخلف‬
‫أكثر فإنه كان يخاف من العداء على المدينة‪.‬‬
‫فأما عام تبوك فإنه كممان قممد أسمملمت العممرب‬
‫بالحجاز وفتحت مكممة وظهممر السمملم وعممز ولهممذا‬
‫أمر الله نممبيه أن يغممزو أهممل الكتمماب بالشممام ولممم‬
‫تكن المدينة تحتاج إلى من يقاتل بها العممدو ولهممذا‬
‫لم يدع النبي ‪ ‬عند علي أحدا مممن المقاتلممة كممما‬
‫كان يدع بها في سائر الغزوات بممل أخممذ المقاتلممة‬
‫كلهم معه‪...‬‬
‫ومن استخلفه سوى علي لما لممم يتوهممموا أن‬
‫في الستخلف نقصا لممم يحتممج أن يخممبرهم بمثممل‬
‫هممذا الكلم والتخصمميص بالممذكر إذا كممان لسممبب‬
‫يقتضي ذاك لم يقتض الختصمماص بممالحكم فليممس‬
‫فممي الحممديث دللممة علممى أن غيممره لممم يكممن منممه‬
‫بمنزلممة هممارون مممن موسممى كممما أنممه لممما قممال‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪566‬‬
‫الرافضة‬
‫للمضروب الذي نهى عن لعنه‪» :‬دعه فإنه يحب‬
‫الله ورسوله« لم يكن هذا دليل على أن غيره ل‬
‫يحب الله ورسوله بل ذكر ذلك لجل الحاجممة إليممه‬
‫لينهى بذلك عن لعنه‪...‬‬
‫وكذلك لما شبه أبا بكر بإبراهيم وعيسى)‪(1‬لممم‬
‫يمنع ذلك أن يكون في أمتممه وأصممحابه مممن يشممبه‬
‫إبراهيممم وعيسممى وكممذلك لممما شممبه عمممر بنمموح‬
‫وموسى)‪ (2‬لم يمتنع أن يكون في أمته مممن يشممبه‬
‫نوحا وموسى‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬إن هممذين أفضممل مممن يشممبههم مممن‬
‫أمته‪.‬‬
‫قيل‪ :‬الختصاص بالكمممال ل يمنممع المشمماركة‬
‫في أصل التشبيه وكذلك لما قممال عممن عممروة بممن‬
‫)‪(4‬‬
‫مسممعود)‪» :(3‬إنههه مثههل صههاحب ياسههين«‬

‫)( المسممند تحقيممق أحمممد شمماكر ‪ 5/228‬وقممال‪ :‬إسممناده‬ ‫‪1‬‬

‫ضعيف لنقطاعه‪.‬‬
‫)( المسممند تحقيممق أحمممد شمماكر ‪ 5/228‬وقممال‪ :‬إسممناده‬ ‫‪2‬‬

‫ضعيف لنقطاعه‪.‬‬
‫)( همو عمروة بمن مسمعود بمن متعمب بمن مالمك الثقفمي‬ ‫‪3‬‬

‫صحابي قتله قومه مشهور قال النممبي ‪ ‬لممما استشممهد‪:‬‬


‫»مثلممه فممي قممومه كصمماحب ياسممين«‪ .‬تجريممد أسممماء‬
‫الصحابة ‪.1/380‬‬
‫)( تجريد أسماء الصحابة ‪.1/380‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪567‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وكذلك لما قممال للشممعريين)‪» (1‬هم منههي وأنهها‬
‫منهم«)‪ (2‬لممم يختممص ذلممك بهممم بممل قممال لعلممي‪:‬‬
‫»أنت مني وأنا منههك«)‪ (3‬وقممال لزيممد‪» :‬أنههت‬
‫أخونهها ومولنهها«)‪ (4‬وذلممك ل يختممص بزيممد بممل‬
‫أسامة أخوهم ومولهم‪.‬‬
‫وبالجملة المثال والتشبيهات كثيرة جدا وهممي‬
‫ل توجب التماثل من كل وجه بل فيما سيق الكلم‬
‫له ول يقتضي اختصاص المشبه بالتشبيه بل يمكن‬
‫أن يشاركه غيره له في ذلك‪...‬‬
‫وقول القائل‪ :‬إنه جعله بمنزلة هارون في كممل‬
‫الشممياء إل فممي النبمموة باطممل؛ فممإن قمموله‪» :‬أما‬
‫ترضى أن تكون منههي بمنزلههة هههارون مههن‬
‫موسى؟« دليل على أنه يسترضيه بذلك ويطيممب‬
‫قلبه لما توهم من وهن الستخلف ونقص درجتممه‬
‫)( هممم قبيلممة مشممهورة مممن اليمممن نسممبة إلممى أشممعر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والشعر هو نبت بممن أدد بممن زيممد بممن يشممجب السممبيء‪،‬‬


‫وإنما قيل له الشعر لن أمه ولدته والشممعر علممى بممدنه‪،‬‬
‫منهم الصحابي الجليل أبو موسى الشعري‪ .‬اللبمماب فممي‬
‫تهذيب النساب ‪.1/64‬‬
‫)( المسند ‪.4/164‬‬ ‫‪2‬‬

‫معلقًا‪ ،‬كتاب أصممحاب النممبي ‪.‬‬ ‫)( البخاري في صحيحه ُ‬ ‫‪3‬‬

‫باب مناقب علي بن أبي طالب ‪ ،4/206‬الترمذي‪ ،‬كتمماب‬


‫المنمماقب بمماب منمماقب علممي بممن أبممي طممالب ‪،5/632‬‬
‫المسند ‪.4/164‬‬
‫)( السنن الكبرى ‪.10/226‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪568‬‬
‫الرافضة‬
‫فقال هذا على سبيل الجممبر لممه‪ .‬وقمموله‪» :‬بمنزلممة‬
‫هارون من موسممى« أي مثممل منزلممة هممارون فممإن‬
‫نفس منزلتممه مممن موسممى بعينهمما ل تكممون لغيممره‬
‫وإنما يكون له ما يشمابهها فصممار هممذا كقمموله هممذا‬
‫مثل هذا وقوله عن أبممي بكممر مثلممه مثممل إبراهيممم‬
‫وعيسى وعمر مثله مثل نوح وموسى‪...‬‬
‫ومما يممبين ذلمك أنمه لمو أراد أن يكممون خليفممة‬
‫على أمته بعده لم يكن هذا خطابا بينهما يناجيه به‬
‫خره حتى يخرج إليممه علممي ويشممتكي بممل‬ ‫ول كان أ ّ‬
‫كان هذا من الحكم الذي يجب بيانه وتبليغه للناس‬
‫كلهم بلفظ يبين المقصود‪..‬‬
‫وأما قوله‪ :‬لنممه خليفتممه مممع وجمموده وغيبتممه‬
‫مدة يسيرة فبعد ممموته وطممول مممدة الغيبممة أولممى‬
‫بأن يكون خليفته‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬أنه مع وجوده وغيبته قد استخلف‬
‫غيممر علممي اسممتخلفا أعظممم مممن اسممتخلف علممي‬
‫واستخلف أولئك على أفضل من الممذين اسممتخلف‬
‫عليهم علّيا وقد استخلف بعد تبمموك علممى المدينممة‬
‫غير علي في حجة المموداع فليممس جعممل علممي هممو‬
‫الخليفة بعده لكونه استخلفه على المدينممة بممأولى‬
‫مممن هممؤلء الممذين اسممتخلفهم علممى المدينممة كممما‬
‫استخلفه وأعظم مما اسممتخلفه وآخممر السممتخلف‬
‫‪569‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كان على المدينة كان عام حجة الوداع وكان علي‬
‫باليمن وشهد معه الموسممم لكممن اسممتخلف عليهمما‬
‫في حجة الوداع غير علممي فممإن كممان الصممل بقمماء‬
‫الستخلف فبقاء من اسممتخلفه فممي حجممة المموداع‬
‫أولى من بقاء استخلف من استخلفه قبل ذلك‪.‬‬
‫وبالجملة فالستخلفات علممى المدينممة ليسممت‬
‫مممن خصائصممه ول تممدل علممى الفضمملية ول علممى‬
‫المامة بل قممد اسممتخلف عممددا غيممره لكممن هممؤلء‬
‫جهال يجعلون الفضائل العامة المشتركة بين علي‬
‫وغيره خاصة بعلي وإن كان غيره أكمل منممه فيهمما‬
‫كمممما فعلممموا فمممي النصممموص والوقمممائع‪ ...‬وأيضممما‬
‫فالستخلف في الحياة نوع نيابممة ل بممد منممه لكممل‬
‫ولي أمر وليممس كممل مممن يصمملح للسممتخلف فممي‬
‫الحياة على بعممض المممة يصمملح أن يسممتخلف بعممد‬
‫الموت فإن النبي ‪ ‬استخلف في حياته غير واحد‬
‫ومنهم من ل يصلح للخلفة بعد موته وذلك كبشير‬
‫بن عبد المنذر)‪ (1‬وغيره‪ ...‬فليس السممتخلف فممي‬
‫الحياة كالستخلف بعممد الممموت‪ ...‬ولممم يقممل أحممد‬
‫من العقلء‪ :‬إن من اسممتخلف شخصمما علممى بعممض‬
‫المور وانقضى ذلك الستخلف أنممه يكممون خليفممة‬
‫بعد موته على شمميء ولكممن الرافضممة مممن أجهممل‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪570‬‬
‫الرافضة‬
‫الناس بالمعقول والمنقول()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)]الثممالث[‪ :‬روى أخطممب خمموارزم)‪ (2‬بإسممناده‬
‫عن أبي ذر الغفاري قال‪ :‬قال رسول الله ‪ ‬مممن‬
‫ناصب عليمما الخلفممة فهممو كممافر وقممد حممارب اللممه‬
‫ورسوله ومن شمك فمي علمي فهمو كمافر)‪ (3‬وعمن‬
‫أنممس قممال كنممت عنممد النممبي ‪ ‬فممرأى عليمما مقبل‬
‫)‪(4‬‬
‫فقال‪ :‬أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة‬
‫وعن معاوية بن حيدة القشمميري)‪ (5‬قممال‪ :‬سمممعت‬
‫النبي ‪ ‬يقول لعلي‪» :‬من مات وهههو يبغضههك‬
‫مات يهوديا أو نصرانيا«)‪.(6‬‬
‫والجههواب مههن وجههوه‪ :‬أحههدها‪ :‬المطالبممة‬

‫)( المنهاج ‪.341-7/325‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الموضمموعات لبممن الجمموزي ‪ ،1/383‬تنزيممه الشممريعة‬ ‫‪4‬‬

‫المرفوعة عن الخبار الشنيعة الموضوعة ‪.1/360‬‬


‫)( هو معاوية بن حيممدة بممن معاويممة القشمميري‪ ،‬صممحابي‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫نزل البصرة‪ ،‬ومات بخراسممان وهممو جممد بهممز بممن حكيممم‪.‬‬


‫التقريمممب‪ 537 /‬تهمممذيب التهمممذيب ‪ 10/206‬الصمممابة‬
‫‪.9/230‬‬
‫)( الموضممموعات لبمممن الجممموزي ‪ 1/385‬نحممموه‪ ،‬تنزيمممه‬ ‫‪6‬‬

‫الشممريعة المرفوعممة عممن الخبممار الشممنيعة الموضمموعة‬


‫‪.1/360‬‬
‫‪571‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بتصممحيح النقممل وهممذا علممى سممبيل التنم مزيل فممإن‬
‫مجرد رواية الموفق خطيب خوارزم ل تممدل علممى‬
‫أن الحديث ثابت قاله رسول الله ‪ ‬وهذا لممو لممم‬
‫يعلم ما في الذي جمعه من الحاديث مممن الكممذب‬
‫والفرية فأما من تأمل ما في جمممع هممذا الخطيممب‬
‫فإنه يقول سبحانك هذا بهتان عظيم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن كل من له معرفة بالحديث يشممهد‬
‫أن هذه الحاديث كذب مفتراة علممى رسممول اللممه‬
‫‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن هذه الحاديث إن كانت مما رواها‬
‫الصحابة والتابعون فأين ذكرهمما بينهممم ومممن الممذي‬
‫نقلها عنهم وفي أي كتاب وجد أنهم رووهمما؟ ومممن‬
‫كان خبيرا بما جرى بينهم علم بالضطرار أن همذه‬
‫الحاديث مما ولممدها الكممذابون بعممدهم وأنهمما مممما‬
‫عملت أيديهم‪.‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن يقال علمنا بأن المهاجرين‬
‫والنصار كانوا مسلمين يحبون اللممه ورسمموله وأن‬
‫النبي ‪ ‬كان يحبهممم ويتممولهم أعظممم مممن علمنمما‬
‫بصحة شيء من هذه الحاديث وأن أبا بكر المممام‬
‫بعد رسول الله ‪ ‬فكيف يجوز أن يرد ممما علمنمماه‬
‫بالتواتر المممتيقن بأخبممار هممي أقممل وأحقممر مممن أن‬
‫يقال لها أخبار آحمماد ل يعلممم لهمما ناقممل صممادق بممل‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪572‬‬
‫الرافضة‬
‫أهل العلم بالحديث متفقون على أنها مممن أعظممم‬
‫المكذوبات ولهممذا ل يوجممد منهمما شمميء فممي كتممب‬
‫الحممماديث المعتممممدة بمممل أئمممة الحمممديث كلهممم‬
‫يجزمون بكذبها‪.‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬أن القرآن يشهد فممي غيممر‬
‫موضع برضا الله عنهم وثنائه عليهم كقوله تعالى‪:‬‬
‫ن‬
‫ري َ‬‫ج ِ‬
‫هههها ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫مههه َ‬ ‫وُلهههو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫قو َ‬ ‫سهههاب ِ ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وال ّ‬
‫ه‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م ب ِإ ِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫ن ات ّب َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫صا ِ‬ ‫والن ْ َ‬ ‫َ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬
‫م‬ ‫وي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ه‪ ‬وقوله‪ :‬ل ي َ ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫َ‬
‫م‬ ‫عظ َ ُ‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬ ‫قات َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ح َ‬ ‫فت ْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫كل‬ ‫و ُ‬ ‫قههات َُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫عدُ َ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن أ َن ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫دََر َ‬
‫ه ال ْ ُ‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫ل‬ ‫سههو ُ‬ ‫م هدٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫سَنى‪ ‬وقمموله‪ُ  :‬‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫عل َههى ال ْك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫مههاءُ‬ ‫ح َ‬ ‫ر ُر َ‬ ‫فهها ِ‬ ‫داءُ َ‬ ‫شه ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ن‬ ‫مه َ‬ ‫ضههل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غههو َ‬ ‫دا ي َب ْت َ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫سه ّ‬ ‫عا ُ‬ ‫م ُرك ّ ً‬ ‫ه ْ‬ ‫م ت ََرا ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ب َي ْن َ ُ‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ي الل ّ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫واًنا‪ (3)‬وقوله‪ :‬ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ِ‬
‫ة‪ (4)‬وقوله‪:‬‬ ‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫عون َ َ‬ ‫ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫مهه ْ‬ ‫جههوا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن أُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّلهه ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ههها ِ‬ ‫م َ‬ ‫ء ال ْ ُ‬ ‫قههَرا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫‪‬ل ِل ْ ُ‬
‫ديههارهم َ‬
‫ن الّلهه ِ‬
‫ه‬ ‫مهه َ‬ ‫ضههل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غههو َ‬ ‫م ي َب ْت َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ِ ِ‬ ‫مهه َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ِ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬

‫التوبة‪.100 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الحديد‪.10 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫الفتح‪.29 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫الفتح‪.18 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪573‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫واًنا‪ (5)‬وأمثال ذلك فكيممف يجمموز أن يممرد ممما‬ ‫ض َ‬
‫ر ْ‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫علمنا دللة القران عليممه يقينما بمثممل همذه الخبممار‬
‫المفتراة التي رواهمما مممن ل يخمماف مقممام ربممه ول‬
‫يرجو لله وقارا؟!‪.‬‬
‫الوجه السههادس‪ :‬أن هممذه الحمماديث تقممدح‬
‫في علي وتمموجب أنممه كممان مكممذبا بممالله ورسمموله‬
‫فيلزم من صحتها كفر الصحابة كلهممم هممو وغيممره‪.‬‬
‫أما الذين ناصبوه الخلفة فإنهم فمي همذا الحمديث‬
‫المفترى كفار وأما علممي فممإنه لممم يعمممل بممموجب‬
‫هذه النصوص بل كان يجعلهممم مممؤمنين مسمملمين‬
‫وشر من قاتلهم علي هم الخوارج ومممع هممذا فلممم‬
‫يحكممم فيهممم بحكممم الكفممار بممل حممرم أممموالهم‬
‫وسبيهم‪....‬‬
‫وبالجملة نحن نعلم بالضطرار من سيرة علي‬
‫‪ ‬أنه لم يكن يكفر الذين قمماتلوه بممل ول جمهممور‬
‫المسممملمين ول الخلفممماء الثلثمممة ول الحسمممن ول‬
‫الحسممين كفممروا أحممدا مممن هممؤلء ول علممي بممن‬
‫الحسين ول أبو جعفر؛ فإن كان هؤلء كفارا فممأول‬
‫من خالف النصوص علي وأهممل بيتممه‪ ...‬فممإن كممان‬
‫كل من يشك في خلفممة علممي كممافرا عنممده وعنممد‬
‫أهل بيته وليس بمؤمن عنممدهم إل مممن اعتقممد أنممه‬

‫)( الحشر‪.8 /‬‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪574‬‬
‫الرافضة‬
‫المام المعصوم بعد رسول الله ‪ ‬ومن لم يعتقد‬
‫ذلك فهو مرتد عند علي وأهل بيته فعلي أول مممن‬
‫بدل الدين ولم يميممز المممؤمنين مممن الكممافرين ول‬
‫المرتدين من المسلمين‪...‬‬
‫وكيممف كممان يحممل للحسممن أن يسمملم أمممر‬
‫المسلمين إلى من هو عنده من المرتدين شر من‬
‫اليهود والنصارى كممما يممدعون فممي معاويممة؟ وهممل‬
‫يفعل هذا من يؤمن بالله واليوم الخر؟ وقممد كممان‬
‫الحسن يمكنه أن يقيم بالكوفة ومعاويممة لممم يكممن‬
‫بدأه بالقتال وكان قد طلب منه ممما أراد فلممو قممام‬
‫مقام أبيه لم يقاتله معاوية‪ .‬وأين قول رسول الله‬
‫‪ ‬الثابت عنه في فضل الحسن‪» :‬إن ابني هذا‬
‫سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين‬
‫من المسلمين«)‪ (1‬فممإن كممان علممي وأهممل بيتممه‬
‫‪-‬والحسن منهم‪ -‬يقولون‪ :‬لم يصلح الله به إل بيممن‬
‫المؤمنين والمرتدين فهذا قدح فممي الحسممن وفممي‬
‫جده الذي أثنى علممى الحسممن إن كممان المممر كممما‬
‫يقوله الرافضة‪ ...‬وكممل أحممد يعلممم أن أهممل الممدين‬

‫)( البخاري فممي الصمملح بمماب "ابنممي هممذا سمميد" ‪-3/169‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،170‬وفممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬ومسمملم‪ .‬بمماب‬


‫مناقب الحسن والحسين ‪ ،4/216‬والفتن باب قول النبي‬
‫‪ .‬للحسن بن علي إن ابنممي هممذا لسمميد ولعممل اللممه أن‬
‫يصلح به بين فئتين من المسلمين ‪.99-8/98‬‬
‫‪575‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والجمهور ليس لهم غرض مع علي ول لحد منهممم‬
‫غرض فممي تكممذيب الرسممول وأنهممم لممو علممموا أن‬
‫الرسممول جعلممه إماممما كممانوا أسممبق النمماس إلممى‬
‫التصديق بذلك وغاية ممما يقممدر أنهممم خفممي عليهممم‬
‫هذا الحكم فكيف يكون من خفي عليممه جممزء مممن‬
‫؟!()‪.(1‬‬
‫الدين مثل اليهود والنصارى ‍‬
‫المطلب الثالث‪ :‬من العقل‪:‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)إن المام يجب أن يكون منصوصمما عليممه لممما‬
‫بينا من بطلن الختيار وأنه ليس بعض المختممارين‬
‫لبعض المة أولى من البعض المختار الخر ولدائه‬
‫إلى التنممازع والتشمماجر فيممؤدي نصممب المممام إلممى‬
‫أعظم أنواع الفساد التي لجل إعممدام القممل منهمما‬
‫أوجبنمما نصممبه وغيممر علممي مممن أئمتهممم لممم يكممن‬
‫منصوصا عليه بالجماع فتعين أن يكون هو المام‪.‬‬
‫والجواب عن هذا بمنع المقدمتين أيضا لكممن‬
‫النزاع هنا في الثانية أظهمر وأبيممن فممإنه قممد ذهمب‬
‫طمموائف كممثيرة مممن السمملف والخلممف مممن أهممل‬
‫الحديث والفقه والكلم إلى النص علممى أبممي بكممر‬
‫وذهبممت طائفممة مممن الرافضممة إلممى النممص علممى‬
‫العباس‪.‬‬

‫)( المنهاج ‪.411-7/402‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪576‬‬
‫الرافضة‬
‫وحينئذ فقوله‪» :‬غير علي من أئمتهم لممم يكممن‬
‫منصوصا عليه بالجماع كذب متيقن فإنه ل إجممماع‬
‫على نفممي النممص عممن غيممر علممي وهممذا الرافضممي‬
‫المصنف وإن كممان مممن أفضممل بنممي جنسممه ومممن‬
‫المبرزين على طائفته فل ريممب أن الطائفممة كلهمما‬
‫جهال وإل فمن لممه معرفممة بمقممالت النمماس كيممف‬
‫يدعي مثل هذا الجماع؟!‬
‫ونجيب هنا بجواب ثالث مركب وهو أن نقممول‬
‫ل يخلوا إما أن يعتبر النص في المامممة وإممما أن ل‬
‫يعتبر فإن اعتبر منعنا المقدمة الثانية إن قلنمما‪ :‬إن‬
‫النص ثابت لبي بكر وإن لم يعتبر بطلت المقدمة‬
‫الولى‪.‬‬
‫وهنا جواب رابع‪ :‬وهو أن نقول‪ :‬الجماع عندكم‬
‫ليس بحجة وإنما الحجة قول المعصوم فيعود المر‬
‫إلى إثبات النص بقول الذي يدعي له العصمممة ولممم‬
‫يثبت بعد ل نص ول عصمة بممل يكممون قممول القممائل‬
‫»لم يعرف صحة قوله أنا المعصوم وأنا المنصمموص‬
‫علممى إمممامتي حجممة وهممذا مممن أبلممغ الجهممل وهممذه‬
‫الحجة من جنس التي قبلها‪.‬‬
‫وجههواب خههامس‪ :‬وهممو أن يقممال ممما تعنممى‬
‫بقولك‪» :‬يجب أن يكون منصوصا عليه«؛ لنه ل بد‬
‫من أن يقول هذا هو الخليفة من بعممدي فاسمممعوا‬
‫‪577‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫له وأطيعوا فيكون الخليفة بمجرد هذا النممص أم ل‬
‫يصير هذا إماما حتى تعقد له المامة مع ذلك؟‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬بالول‪ :‬قيل‪ :‬ل نسلم وجوب النممص‬
‫بهذا العتبار والزيدية مع الجماعة تنكر هذا النممص‬
‫وهم من الشيعة الذين ل يتهمون على علي‪.‬‬
‫وأما قوله‪» :‬إنممه إذا لممم يكممن كممذلك أدى إلممى‬
‫التنازع والتشاجر«‪.‬‬
‫فيقال‪» :‬النصوص التي تممدل علممى اسممتحقاقه‬
‫المامة وتعلم دللتها بالنظر والستدلل يحصل بها‬
‫المقصممود فممي الحكممام فليسممت كممل الحكممام‬
‫منصوصممة نصمما جليمما يسممتوي فممي فهمممه العممام‬
‫والخمماص فممإذا كممانت المممور الكليممة الممتي تجممب‬
‫معرفتها في كل زمان يكتفي فيها بهذا النص فلن‬
‫يكتفي بذلك في القضية الجزئية وهممو توليممة إمممام‬
‫معيممن بطريممق الولممى والحممرى فإنمما قممد بينمما أن‬
‫الكليممممات يمكممممن نممممص النبيمممماء عليهمممما بخلف‬
‫الجزئيات«‪ .‬وأيضا فيه‪ :‬إذا كانت الدلة ظاهرة في‬
‫أن بعض الجماعة أحق بها من غيره استغني بذلك‬
‫عن استخلفه‪.‬‬
‫والدلئل الدالة علممى أن أبمما بكممر كممان أحقهممم‬
‫بالمامممة ظمماهرة بينممة لممم ينممازع فيهمما أحممد مممن‬
‫الصحابة ومن نازع من النصار لم ينازع في أن أبا‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪578‬‬
‫الرافضة‬
‫بكر أفضل المهاجرين وإنما طلب أن يممولى واحممد‬
‫من النصار مع واحد من المهاجرين‪...‬‬
‫وجههواب سههادس‪ :‬أن يقممال‪ :‬النممص علممى‬
‫الحكام على وجهين نص كلي عام يتنمماول أعيانهمما‬
‫ونص على الجزئيات‪...‬‬
‫وجواب سابع‪ :‬وهممو أن يقممال أنتممم أوجبتممم‬
‫النص لئل يفضي إلى التشاجر المفضي إلى أعظم‬
‫أنواع الفساد التي لجل إعدام القل منهمما أوجبتممم‬
‫نصبه‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬المر بممالعكس فممإن أبمما بكممر ‪ ‬تممولى‬
‫بدون هذا الفساد وعمر وعثمممان توليمما بممدون هممذا‬
‫الفساد فإنما عظم هذا الفسمماد فممي المممام الممذي‬
‫ادعيتم أنممه منصمموص عليممه دون غيممره فوقممع فممي‬
‫وليتممه مممن أنممواع التشمماجر والفسمماد الممتي لجممل‬
‫إعدام القل منها أوجبتم نصبه فكان ممما جعلتممموه‬
‫وسيلة إنما حصممل معممه نقيممض المقصممود وحصممل‬
‫المقصود بدون وسيلتكم فبطل كون ممما ذكرتممموه‬
‫وسيلة إلى المقصود‪.‬‬
‫وهذا لنهم أوجبوا على الله ممما ل يجممب عليممه‬
‫وأخبروا بما لم يكن فلزم من كذبهم وجهلهم هممذا‬
‫التناقض‪.‬‬
‫وجواب ثههامن‪ :‬وهممو أن يقممال النممص الممذي‬
‫‪579‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يزيل هذا الفساد يكون على وجوه أحدها‪ :‬أن يخبر‬
‫النبي ‪ ‬بولية الشممخص ويثنممي عليممه فممي وليتممه‬
‫فحينئذ تعلم المة أن هممذا إن تممولى كممان محمممودا‬
‫مرضيا فيرتفع النزاع وإن لم يقل‪ :‬ولوه‪.‬‬
‫وهذا النص وقع لبي بكر وعمر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يخبر بأمور تسممتلزم صمملح الممولة‬
‫وهذه النصوص وقعت في خلفة أبي بكر وعمر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يأمر من يأتيه أن يممأتي بعممد ممموته‬
‫شخصا يقوم مقامه فيدل على أنه خليفة من بعده‬
‫وهذا وقع لبي بكر‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن يريد كتابة كتاب ثم يقممول إن اللممه‬
‫والمؤمنين ل يولون إل فلنا وهذا وقع لبي بكر‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن يممأمر بالقتممداء بعممده بشممخص‬
‫فيكون هو الخليفة بعده‪.‬‬
‫السههادس‪ :‬أن يمممأمر باتبممماع سمممنة خلفمممائه‬
‫الراشممدين المهممديين ويجعممل خلفتهممم إلممى مممدة‬
‫معينة فيدل على أن المتولين في تلك المممدة هممم‬
‫الخلفاء الراشدون‪.‬‬
‫السههابع‪ :‬أن يخممص بعممض الشممخاص بممأمر‬
‫يقتضي أنه هو المقدم عنده في الستخلف وهممذا‬
‫موجود لبي بكر‪.‬‬
‫وهنهها جههواب تاسههع‪ :‬وهممو أن يقممال‪ :‬تممرك‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪580‬‬
‫الرافضة‬
‫النممص علممى معيممن أولممى بالرسممول فممإنه إن كممان‬
‫النص ليكممون معصمموما فل معصمموم بعممد الرسممول‬
‫وإن كان بممدون العصمممة فقممد يحتممج بممالنص علممى‬
‫وجوب اتباعه في كل مايقول ول يمكن لأحممد بعممد‬
‫موت الرسول أن يراجع الرسول في أمممره ليممرده‬
‫أو يعزله فكان أن ل ينممص علممى معيممن أولممى مممن‬
‫النص وهذا بخلف مممن يمموليه فممي حيمماته فممإنه إذا‬
‫أخطأ أو أذنب أمكن الرسول بيان خطئه ورد ذنبممه‬
‫وبعمد مموته ل يمكنمه ذلمك ول يمكمن للممة عزلمه‬
‫لتولية الرسول إياه فكان عدم النممص علممى معيممن‬
‫مع علممم المسمملمين بممدينهم أصمملح للمممة وكممذلك‬
‫وقع‪.‬‬
‫وأيضا لو نص على معين ليؤخذ الدين منه كما‬
‫تقوله الرافضة بطلت حجة الله فإن ذلمك ل يقمموم‬
‫به شخص واحد غير الرسول إذ ل معصوم إل هممو‪.‬‬
‫ومن تدبر هذه المور وغيرهمما علممم أن ممما اختمماره‬
‫الله لمحمد ‪ ‬وأمته أكمل المور‪.‬‬
‫وجهههواب عاشهههر‪ :‬وهمممو أن النمممص علمممى‬
‫الجزئيات ل يمكن والكليات قد نص عليها فلو نص‬
‫على معين وأمر بطاعته في تعييممن الكليممات كممان‬
‫هذا باطل وإن أمممر بطمماعته فممي الجزئيممات سممواء‬
‫وافقت الكليات أو خالفتها كان هذا باطل وإن أمممر‬
‫‪581‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بطاعته فممي الجزئيممات إذا طممابقت الكليممات فهممذا‬
‫حكم كل متول‪.‬‬
‫وأيضا فلو نص علممى معيممن لكممان مممن يتممولى‬
‫بعده إذا لم يكن منصوصا عليه يظن الظان أنممه ل‬
‫تجوز طاعته إذ طاعة الول إنما وجبت بممالنص ول‬
‫نص معه()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫ظمما للشممرع‬‫)إن المممام يجممب أن يكممون حاف ً‬
‫لنقطماع الموحي بمموت النمبي ‪ ‬وقصممور الكتمماب‬
‫والسنة عن تفاصيل الحكام الجزئية الواقعممة إلممى‬
‫يوم القيامممة فل بممد مممن إمممام منصمموب مممن اللممه‬
‫تعالى معصوم من الزلل والخطممأ لئل يممترك بعممض‬
‫الحكام أو يزيد فيها عمدا أو سهوا وغير علممي لممم‬
‫يكن كذلك بالجماع«‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنا ل نسلم أنه يجب أن يكون حافظمما‬
‫للشرع بل يجب أن تكممون المممة حافظممة للشممرع‪،‬‬
‫وحفظ الشرع يحصل بمجممموع الممة كمما يحصمل‬
‫بالواحد بل الشرع إذا نقله أهل التواتر كممان خيممرا‬
‫من أن ينقله واحد منهم وإذا كان كل طائفة تقوم‬
‫بهم الحجة تنقل بعصمة حصل المقصممود وعصمممة‬

‫)( المنهاج ‪.451-6/433‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪582‬‬
‫الرافضة‬
‫أهل التواتر حصل في نقلهم أعظممم عنمد بنمي آدم‬
‫كلهم من عصمة من ليس بنبي فإن أبا بكر وعمممر‬
‫وعثمان وعليما ‪-‬ولمو قيمل‪ :‬إنهمم معصمومون‪ -‬فمما‬
‫نقله المهاجرون والنصار أبلغ مما نقله هؤلء‪.‬‬
‫وأيضمما فممإن كممان أكممثر النمماس يطعنممون فممي‬
‫عصمة الناقل لم يحصل المقصود فكيممف إذا كممان‬
‫كثير من المة يكفره؟‬
‫والتواتر يحصل بأخبار المخبرين الكممثيرين وإن‬
‫لم تعلم عدالتهم‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن يقال‪ :‬أتريد به مممن يكممون‬
‫حافظا للشرع وإن لم يكن معصوما أو مممن يكممون‬
‫معصومًا‪ ،‬فإن اشترطت العصمة فهممذا هممو المموجه‬
‫الول وقمممد كررتمممه وتقمممدم الجمممواب عليمممه وإن‬
‫اشترطت مجممرد الحفممظ فل نسمملم أن عليمما كممان‬
‫أحفظ للكتاب والسنة وأعلممم بهممما مممن أبممي بكممر‬
‫وعمممر بممل هممما كانمما أعلممم بالكتمماب والسممنة منممه‬
‫فبطل ما ادعاه من الجماع‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن يقال أتعني بكممونه حافظمما‬
‫للشممرع معصمموما أنممه ل يعلممم صممحة شمميء مممن‬
‫الشرع إل بنقله؟ أم يمكممن أن يعلممم صممحة شمميء‬
‫من الشرع بدون نقله‪.‬‬
‫إن قلت‪ :‬بالثمماني لممم يحتممج ل إلممى حفظممه ول‬
‫‪583‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫إلى عصمته فإنه إذا أمكن حفظ شيء من الشرع‬
‫بدونه أمكن حفظ الخر حممتى يحفممظ الشممرع كلممه‬
‫من غير حاجة إليه وإن قلت بل معناه أنه ل يمكن‬
‫معرفة شيء من الشرع إل بحفظه فيقال حينئذ ل‬
‫تقمموم حجممة علممى أهممل الرض إل بنقلممه ول يعلممم‬
‫صحة نقلمه حمتى يعلممم أنمه معصمموم ول يعلمم أنمه‬
‫معصوم إل بالجماع على نفي عصمممة مممن سممواه‬
‫فإن كان الجماع معصوما أمكن حفظ الشممرع بممه‬
‫وإن لم يكن معصوما لم تعلم عصمته‪.‬‬
‫الوجه الرابههع‪ :‬أن يقممال فبممماذا تثبممت نبمموة‬
‫محمد ‪ ‬عند من يقر بنبوته؟‬
‫فإن قيل بما نقله المام من معجزاته‪.‬‬
‫قيل‪ :‬من لم يقر بنبوة محمممد لممم يقممر بإمامممة‬
‫علي ‪ ‬بطريق أولى بل يقدح في هذا وهذا‪.‬‬
‫وإن قيممل‪ :‬بممما تنقلممه المممة نقل متممواترا مممن‬
‫معجزاته كالقرآن وغيره‪.‬‬
‫قيل فإذا كان نقل المممة المتممواتر حجممة يثبممت‬
‫بها أصل نبوته فكيف ل يكون حجة يثبت بها فممروع‬
‫شريعته‪.‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬أن المام هل يمكنممه تبليممغ‬
‫الشممرع إلممى مممن ينقلممه عنممه بممالتواتر أم ل يممزال‬
‫منقول نقل الحاد من إمام إلى إمام‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪584‬‬
‫الرافضة‬
‫فإن كان المام يمكنه ذلممك فممالنبي ‪ ‬يمكنممه‬
‫ذلممك بطريممق الولممى وحينئذ فل حاجممة إلممى نقممل‬
‫المام‪.‬‬
‫وإن قيل ل يمكنه ذلك‪.‬‬
‫لزم أن يكمون ديمن السمملم ل ينقلمه إل واحممد‬
‫بعد واحد والنقلة ل يكونون إل من أقممارب رسممول‬
‫الله ‪ ‬المذين يمكممن القممادح فممي نبمموته أن يقممول‬
‫إنهممم يقولممون عليممه ممما يشمماءون ويصممير ديممن‬
‫المسلمين شرا من ديممن النصممارى واليهممود الممذين‬
‫يدعون أن أئمتهم يختصون بعلمه ونقله‪.‬‬
‫الوجه السادس‪ :‬أن ممما ذكممروه ينقممص مممن‬
‫قدر النبوة فإنه إذا كان الذي يممدعي العصمممة فيممه‬
‫وحفظ من عصبته كان ذلك من أعظم التهم الممتي‬
‫توجب القدح في نبوته ويقال إن كان طالب ملممك‬
‫أقامه لقاربه وعهد إليهم ممما يحفظممون بممه الملممك‬
‫وأن ل يعرف ذلممك غيرهممم فممإن هممذا بممأمر الملممك‬
‫أشبه منه بأمر النبياء‪.‬‬
‫الوجه السابع‪ :‬أن يقممال الحاجممة ثابتممة إلممى‬
‫معصوم في حفظ الشممرع ونقلممه وحينئذ فلممماذا ل‬
‫يجمموز أن يكممون الصممحابة الممذين حفظمموا القممرآن‬
‫والحديث وبلغوه هم المعصومين الذين حصل بهم‬
‫مقصود حفظ الشرع وتبليغه ومعلمموم أن العصمممة‬
‫‪585‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫إذا حصلت في الحفظ والتبليممغ ممن النقلمة حصمل‬
‫المقصود وإن لم يكونوا هم الئمة‪.‬‬
‫الهوجه الثهامن‪ :‬أن يقممال لممماذا ل يجمموز أن‬
‫تكون العصمة في الحفظ والبلغ ثابتة لكل طائفه‬
‫بحسب ما حملته من الشممرع فممالقراء معصممومون‬
‫في حفظ القرآن وتبليغممه والمحممدثون معصممومون‬
‫في حفظ الحديث وتبليغه والفقهاء معصومون في‬
‫فهممم الكلم والسممتدلل علممى الحكممام وهممذا هممو‬
‫الواقممع المعلمموم الممذي أغنممى اللممه بممه عممن واحممد‬
‫معدوم‪.‬‬
‫الوجه التاسع‪ :‬أنه إذا كان ل يحفمظ الشمرع‬
‫ويبلغه إل واحممد بعممد واحممد معصمموم عممن معصمموم‬
‫)‪(1‬‬
‫وهذا المنتظر له أكثر من أربعمائة وستين سممنة‬
‫لم يأخذ عنه أحد شيئا من الشرع فمن أين علمتم‬
‫القرآن من أكثر من أربعمائة سنة ولم ل يجوز أن‬
‫يكون هذا القرآن الذي تقرءونممه ليممس فيممه شمميء‬
‫من كلم الله‪...‬‬
‫الوجه العاشهر‪ :‬أن يقممال قولممك‪» :‬لنقطمماع‬
‫الوحى وقصممور النصموص عممن تفاصمميل الحكمام«‬
‫أتريد به قصورها عن بيمان جمزئي جممزئي بعينمه أو‬

‫)( هذا يقوله شيخ السلم في عصره‪ ،‬إممما الن فممإن لممه‬ ‫‪1‬‬

‫أكثر من ‪ 1150‬سنة‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪586‬‬
‫الرافضة‬
‫قصورها عممن البيممان الكلممي المتنمماول للجزئيممات؟‬
‫فإن ادعيت الول قيل لك وكلم المام وكممل أحممد‬
‫بهذه المنزلة فإن المير إذا خمماطب النمماس فل بممد‬
‫أن يخاطبهم بكلم عام يعم العيان والفعال وغير‬
‫ذلك‪ ،‬فإنه من الممتنع أن يعين بخطممابه كممل فعممل‬
‫من كل فاعل في كل وقت فإن هممذا غيممر ممكممن‬
‫فإذا ل يمكنه إل الخطاب العممام الكلممي والخطمماب‬
‫العام الكلي ممكن من الرسول‪....‬‬
‫الوجه الحههادي عشههر‪ :‬أن يقممال وقممد قممال‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫سهها ِ‬
‫ل ِإل ب ِل ِ َ‬ ‫سههو ٍ‬‫ن َر ُ‬ ‫مه ْ‬‫سهل َْنا ِ‬‫مهها أْر َ‬ ‫و َ‬‫تعالى‪َ  :‬‬
‫م‪ ‬وقممال تعممالى‪ :‬ل َِئل ي َك ُههو َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ل ِي ُب َي ّ َ‬‫م ِ‬
‫و ِ‬‫ق ْ‬‫َ‬
‫ل‪ (2)‬وقممال‬ ‫سه ِ‬ ‫عهدَ الّر ُ‬ ‫ة بَ ْ‬
‫جه ٌ‬
‫ح ّ‬‫ه ُ‬ ‫عل َههى الل ّه ِ‬ ‫س َ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫ل ِإل ال َْبل ُ‬
‫غ‬ ‫سههههو ِ‬‫عل َههههى الّر ُ‬ ‫مهههها َ‬ ‫تعممممالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن‪ (3)‬وأمثال ذلك‪.‬‬ ‫مِبي ُ‬‫ال ْ ُ‬
‫فيقال‪ :‬وهل قامت الحجة علممى الخلممق ببيممان‬
‫الرسوم أم ل؟‬
‫فإن لم تقم بطلت همذه اليمات ومما كمان فمي‬
‫معناها وإن قامت الحجة ببيان الرسول علم أنممه ل‬
‫يحتاج إلى معين آخر يفتقر الناس إلى بيممانه فضممل‬
‫عن حفظ تبليغه وأن ما جعل الله في النسان من‬
‫)( إبراهيم‪.4 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النساء‪.165 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( النور‪.54 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪587‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫القوة الناقلة لكلم الرسول وبيانه كافية مممن ذلممك‬
‫ل سيما وقد ضمن الله حفظ مما أنزلمه ممن المذكر‬
‫فصار ذلك مأمونا أن يبدل أو يغير‪.‬‬
‫وبالجملممة دعمموى هممؤلء المخممذولين أن ديممن‬
‫السمملم ل يحفممظ ول يفهممم إل بواحممد معيممن مممن‬
‫أعظم الفساد لصول الممدين وهممذا ل يقمموله وهممو‬
‫يعلم لوازمه إل زنديق ملحد قاصممد لبطممال الممدين‬
‫ول يروج هذا إل على مفرط في الجهل والضلل‪.‬‬
‫الههوجه الثههاني عشههر‪ :‬أن يقممال قممد علممم‬
‫بالضممطرار أن أكممثر المسمملمين بلغهممم القممرآن‬
‫والسنة بممدون نقممل علممي فممإن عمممر ‪ ‬لممما فتممح‬
‫المصممار بعممث إلممى الشممام والعممراق مممن علممماء‬
‫الصحابة من علمهممم وفقههممم واتصممل العلممم مممن‬
‫أولئك إلى سائر المسلمين ولم يكن ما بلغه علممي‬
‫للمسلمين أعظم مما بلغه ابن مسعود ومعمماذ بممن‬
‫جبل وأمثالهما‪.‬‬
‫وهممذا أمممر معلمموم ولممو لممم يحفممظ الممدين إل‬
‫بالنقل عن علي لبطل عامة الممدين فممإنه ل يمكممن‬
‫أن ينقممل عممن علممي إل أمممر قليممل ل يحصممل بممه‬
‫المقصمود والنقمل عنمه ليمس متمواترا وليمس فمي‬
‫زماننا معصوم يمكن الرجوع إليه فل حول ول قوة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪588‬‬
‫الرافضة‬
‫إل بالله ما أسخف عقول الرافضة()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)أن المام يجب أن يكممون أفضممل مممن رعيتممه‬
‫وعلي أفضل أهل زمانه على ما يممأتي فيكممون هممو‬
‫المام لقبح تقممديم المفضممول علممى الفاضممل عقل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ونقل قال تعالى ‪‬أ َ َ‬
‫ن‬
‫قأ ْ‬ ‫ح ّ‬
‫قأ َ‬ ‫دي إ َِلى ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ف َ‬
‫َ‬ ‫يت ّب َ‬
‫ف‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ك َي ْ ه َ‬ ‫دى َ‬
‫ف َ‬ ‫ه َ‬
‫ن يُ ْ‬
‫دي ِإل أ ْ‬
‫ه ّ‬
‫ن ل يَ ِ‬‫م ْ‬‫عأ ّ‬ ‫ُ َ َ‬
‫حك ُ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‪ . ‬والجواب من وجوه‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫أحدها‪ :‬منممع المقدمممة الثانيممة الكممبرى فإنمما ل‬
‫نسلم أن عليا أفضل أهل زمانه بل خير هذه المة‬
‫بعد نبيها أبو بكر ثم عمر كما ثبت ذلممك عممن علممي‬
‫وغيره)‪ ،(3‬وسيأتي الجواب عما ذكروه وتقريممر ممما‬
‫ذكرناه‪.‬‬
‫الثههاني‪ :‬أن الجمهممور مممن أصممحابنا وغيرهممم‬
‫وإن كانوا يقولون يجب توليه الفضل مع المكممان‬
‫لكممن هممذا الرافضممي لممم يممذكر حجممة علممى هممذه‬
‫المقدمة وقد نممازعه فيهمما كممثير مممن العلممماء وأممما‬
‫الية المذكورة فل حجة فيها لممه لن المممذكور فممي‬
‫اليممة مممن يهممدي إلممى الحممق ومممن ل يهممدي إل أن‬
‫يهممدى والمفضممول ل يجممب أن يهممدي إل أن يهممديه‬

‫)( المنهاج ‪.465-6/457‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يونس‪.35 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪589‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفاضل بل قد يحصل له هدى كثير بدون تعلم من‬
‫الفاضل وقد يكون الرجمل يعلمم مممن همو أفضمل‬
‫منه وإن كان ذلك الفضممل قممد مممات وهممذا الحممي‬
‫الذي هو أفضممل منممه لممم يتعلممم منممه شمميئا وأيضمما‬
‫فالذي يهدي إلى الحق مطلقمما هممو اللممه والممذي ل‬
‫يهدي إل أن يهدى صفة كل مخلوق ل يهممدى إل أن‬
‫يهديه الله تعالى وهذا هو المقصود بالية وهممي أن‬
‫عبادة الله أولى من عبادة خلقه‪.‬‬
‫كائ ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫شهَر َ‬
‫ن ُ‬
‫مه ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ل ِ‬ ‫كما قال في سياقها ‪ُ ‬‬
‫ق ْ‬
‫ل َ‬
‫ق‬
‫حه ّ‬ ‫دي ل ِل ْ َ‬ ‫هه ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ل الل ّه ُ‬ ‫قه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫حه ّ‬ ‫دي إ ِل َههى ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫فمن يهدي إَلى ال ْحهق أ َحهق أ َن يت ّبه َ‬ ‫َ‬
‫نل‬ ‫مه ْ‬ ‫عأ ّ‬ ‫َ ّ َ ّ ْ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫أ َ َ ْ َ ْ ِ‬
‫ل‬ ‫قه ْ‬ ‫دى‪ (1)‬فافتتح اليممات بقمموله ‪ُ ‬‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫دي ِإل أ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫مل ِه ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫ضأ ّ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سه َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫ن ي َْرُز ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مي ّه ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ج ال ْ َ‬‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫صاَر َ‬ ‫والب ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‬ ‫هه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قه ْ‬ ‫ي‪ (2)‬إلى قمموله ‪ُ ‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬‫وي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ل الّلهه ُ‬ ‫قهه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫حهه ّ‬ ‫دي إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫كائ ِك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق أَ َ‬
‫ن‬ ‫قأ ْ‬ ‫حه ّ‬ ‫قأ َ‬ ‫حه ّ‬ ‫دي إ ِل َههى ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ّ‬ ‫دي ل ِل ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫دى‪.(3)‬‬ ‫َ‬ ‫يت ّب َ‬
‫ه َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫دي ِإل أ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن ل يَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عأ ّ‬ ‫ُ َ َ‬
‫وأيضا فكثير من النمماس يقممول وليممة الفضممل‬

‫)( يونس‪.35 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يونس‪.31 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( يونس‪.35 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪590‬‬
‫الرافضة‬
‫واجبة إذا لممم تكممن فممي وليممة المفضممول مصمملحة‬
‫راجحة ولم يكن في ولية الفضل مفسدة‪.‬‬
‫وهذه البحوث يبحثها من يرى عليا أفضل مممن‬
‫أبي بكر وعمممر كالزيديممة وبعممض المعتزلممة أو مممن‬
‫يتوقف في ذلك كطائفة من المعتزلة‪.‬‬
‫وأما أهل السممنة فل يحتمماجون إلممى منممع هممذه‬
‫المقدمة بل الصديق عندهم أفضل المة()‪.(1‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫بعض ما يدعي الرافضي أنها فضائل‬
‫وهي في الحقيقية مطاعن‬
‫وبيان ذلك مع الرد عليها‬
‫منها زعمهممم أن عليمما كممان يصمملي فممي اليمموم‬
‫والليلة ألف ركعة‪ ،‬وقد رد عليهم‪ ،‬بقوله‪) :‬وأما ممما‬
‫نقله عن علي أنه كان يصلي كل يمموم وليلممة ألممف‬
‫ركعة فهذا يدل على جهله بالفضيلة وجهله بالواقع‬
‫أما أول فلن هذا ليس بفضيلة فممإنه قممد ثبممت فممي‬
‫الصحيح عن النبي ‪ ‬أنه كممان ل يزيممد فممي الليممل‬
‫على ثلث عشرة ركعة)‪ (2‬وثبت عنه فممي الصممحيح‬

‫)( المنهاج ‪.476 ،6/747‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري‪ .‬كتاب التهجد‪ ،‬باب كيف كان صمملة النممبي ‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫بلفظ )كان صلة النبي ‪ ‬ثلثة عشر ركعة ‪ ،2/45‬ومثله‬


‫في مسمملم كتمماب صمملة المسممافرين‪ .‬بمماب صمملة الليممل‬
‫وعدد ركعات النبي ‪ ‬في الليل‪.1000/510 .‬‬
‫‪591‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أنه قال ‪ »:‬أفضل القيههام قيههام داود كههان‬
‫ينههام نصههف الليههل ويقههوم ثلثههه وينههام‬
‫سدسه«)‪.(1‬‬
‫وثبت عنه أنه كان يقوم إذا سمع الصارخ)‪...(2‬‬
‫وثبت عنه في الصحيح أنه قال لعبد الله بن عمرو‬
‫بن العمماص لممما بلغممه أنممه قممال‪» :‬لصممومن النهممار‬
‫ولقومن الليل ما عشت فقال رسول اللممه ‪ :‬ل‬
‫تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين‬
‫ونفهههت لههه النفههس إن لربههك عليههك حقهها‬
‫ولنفسك عليههك حقًها ولههزورك عليههك حقهها‬
‫ولزوجههك عليههك حقهها فههآت كههل ذي حههق‬
‫حقه«)‪.(3‬‬
‫فالمداومممة علممى قيممام جميممع الليممل ليممس‬
‫بمستحب بممل هممو مكممروه بسممنة النممبي ‪ ‬الثابتمة‬
‫عنه‪.‬‬
‫وأيضا فالذي ثبت عن النبي ‪ ‬أنه كان يصلي‬
‫في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة وعلي ‪ ‬أعلم‬

‫)( البخمماري‪ ،‬كتمماب الصملة‪ ،‬بماب مممن نمام عنمد السمحر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .2/44‬نحوه‪ ،‬ومسلم‪ ،‬كتاب الصوم ‪ 2/816‬نحوه‪.‬‬


‫)( البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬بمماب القصممد والمداومممة علممى‬ ‫‪2‬‬

‫العمل ‪ ،7/181‬مسلم‪ ،‬كتاب صلة المسافرين ‪.1/511‬‬


‫)( البخاري‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬بمماب صمميام داود‪ .246 /‬نحمموه‬ ‫‪3‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب الصيام ‪ .2/816‬نحوه‪.‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪592‬‬
‫الرافضة‬
‫بسنته وأتبع لهديه من أن يخالفه هذه المخالفة لو‬
‫كان ذلك ممكنا فكيف وصلة ألف ركعة في اليوم‬
‫والليلة مع القيام بسائر الواجبات غير ممكن فممإنه‬
‫ل بد له من أكممل ونمموم وقضمماء حممق أهممل وقضمماء‬
‫حقوق الرعية وغير ذلك من المور التي تستوعب‬
‫من الزمان إما النصممف أو أقممل أو أكممثر والسمماعة‬
‫الواحدة ل تتسع لثمانين ركعة وما يقممارب ذلممك إل‬
‫أن يكون نقرا كنقممر الغممراب وعلممي أجممل مممن أن‬
‫يصلي صلة المنممافقين كممما ثبممت فممي الصممحيحين‬
‫عن النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪» :‬تلك صههلة المنههافق‬
‫يرقب الشمس حتى إذا كههانت بيههن قرنههى‬
‫شيطان قام فنقر أربعا ل يذكر الله فيههها‬
‫)‪(2‬‬
‫إل قليل«)‪ (1‬وقد نهى عن نقممر كنقممر الغممراب‬
‫فنقل مثل هذا عن علي يدل على جهممل نمماقله ثممم‬
‫إن إحياء الليل بالتهجد وقراءة القرآن في ركعة هو‬

‫)( مسلم كتاب المساجد ‪.1/434‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أبو داود كتاب الصلة باب صلة من ل يقيم صلبه فممي‬ ‫‪2‬‬

‫الركوع والسجود ‪ ،539-1/538‬والنسائي‪ ،‬كتاب الفتتاح‬


‫بمماب النهممي عممن نقممرة الغممراب ‪ ،215-2/214‬والمسممند‬
‫‪ .447-5/446 ،444 ،3/428‬والدارمي كتاب الصلة باب‬
‫النهي عن الفتراش ونقرة الغمراب ‪ .1/216‬وابمن مماجه‬
‫كتاب إقامة الصلة والسنة فيها‪ ،‬باب ما جاء في تمموطين‬
‫المكان في المسجد ُيصلى فيه ‪ ،1/459‬وحسنه اللبمماني‬
‫في صحيح الجامع الصغير ‪.6/70‬‬
‫‪593‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ثابت عن عثمان ‪ ‬فتهجده وتلوته القممرآن أظهممر‬
‫من غيره()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي عن علي‪:‬‬
‫)أنه كان أعبد الناس يصوم النهار ويقوم الليل‬
‫ومنه تعلم الناس صلة الليل ونوافل النهار‪ ،‬وأكممثر‬
‫العبادات والدعية المأثورة عنه تسممتوعب المموقت‬
‫وكان يصلي في ليله ونهاره ألف ركعممة ولممم يخممل‬
‫في صلة الليل حتى في ليلة الهرير)‪ (2‬وقممال ابممن‬
‫عباس رأيته في حربه وهو يرقب الشمس فقلممت‬
‫يا أمير المؤمنين ماذا تصنع قال انظر إلى الممزوال‬
‫لصلي فقلت في هذا المموقت فقممال إنممما نقمماتلهم‬
‫على الصلة‪ ،‬فلم يغفممل عممن فعممل العبممادات فممي‬
‫أول وقتهمما فممي أصممعب الوقممات وكممان إذا أريممد‬
‫إخراج الحديد من جسده يترك إلى أن يممدخل فممي‬
‫الصلة فيبقى متوجها إلمى اللمه غمافل عمما سمواه‬
‫غير مدرك لللم التي تفعل به‪.‬‬
‫وجمع بين الصلة والزكاة وتصممدق وهممو راكممع‬
‫فأنزل الله تعالى فيممه قرآنمما يتلممى وتصممدق بقمموته‬
‫ه ْ‬
‫ل‬ ‫وقوت عياله ثلثة أيام حتى أنممزل اللممه فيهممم ‪َ ‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،32-4/28‬انظر ‪.7/498‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المقصممود بهمما الليلممة الشممديدة الممبرد أو الحممرب أو‬ ‫‪2‬‬

‫غيرهما‪ .‬انظر‪ :‬تهذيب اللغة ‪ ،362-5/361‬لسان العممرب‬


‫‪ ،263-5/260‬القاموس المحيط‪.640-639 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪594‬‬
‫الرافضة‬
‫ن‪ (1)‬وتصممدق ليل ونهممارا سممرا‬‫سهها ِ‬ ‫أ ََتى َ‬
‫عل َههى الن ْ َ‬
‫وعلنيممة ونمماجى الرسممول فقممدم بيممن يممدي نجممواه‬
‫صدقة فأنزل الله فيه قرآنا وأعتق ألممف عبممد مممن‬
‫كسب يده وكان يؤجر نفسه وينفممق علممى رسممول‬
‫الله ‪ ‬فممي الشممعب وإذا كممان أعبممد النمماس كممان‬
‫أفضل فيكون هو المام‪.‬‬
‫والجههواب‪ :‬أن يقممال هممذا الكلم فيممه مممن‬
‫الكمماذيب المختلفممة ممما ل يخفممى إل علممى أجهممل‬
‫الناس بأحوال القوم ومع أنممه كممذب ول مممدح فيممه‬
‫ول في عاممة الكماذيب فقموله‪» :‬إنمه كمان يصموم‬
‫النهار ويقوم الليل« كممذب عليممه وقممد تقممدم قممول‬
‫النبي ‪» :‬لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام‬
‫وأتههزوج النسههاء فمههن رغههب عههن سههنتي‬
‫فليس مني«)‪.(2‬‬
‫وفي الصحيحين عممن عبممد اللممه بممن عمممرو أن‬
‫النممبي ‪ ‬قممال لممه‪» :‬ألههم أخههبر أنههك تقههول‪:‬‬
‫لصهههومن النههههار ولقهههومن الليهههل مههها‬

‫)( النسان‪.1 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب النكمماح بمماب الممترغيب فممي‬ ‫‪2‬‬

‫النكمماح ‪ ،6/116‬ورواه مسمملم فممي كتمماب النكمماح بمماب‬


‫اسممتحباب النكمماح لمممن تقممات نفسممه إليممه … ‪،2/1020‬‬
‫ورواه النسائي في كتاب النكماح بماب النهمي عمن التبتمل‬
‫‪ ،6/60‬ورواه المممام أحمممد فممي مسممنده ‪ ،3/241‬م ‪،259‬‬
‫‪.285‬‬
‫‪595‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عشت؟« قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪» :‬فل تفعل«)‪ (1‬وفممي‬
‫رواية‪» :‬ألم أخبر أنههك تصههوم الههدهر وتقههرأ‬
‫القرآن كل ليلة؟« فقلت‪ :‬يمما نممبي اللممه لممم أرد‬
‫بذلك إل الخير قممال‪» :‬فإن حسههبك أن تصههوم‬
‫من كل شهر ثلثة أيام« فقلممت‪ :‬يمما نممبي اللممه‬
‫إني أطيق أكممثر مممن ذلممك قممال‪» :‬فإن لزوجههك‬
‫عليك حقا‪ ,‬ولزورك عليههك حقهها ولجسههدك‬
‫عليك حقهها« قممال‪» :‬فصههم صههوم داود نههبي‬
‫الله فإنه كان أعبد الناس كان يصوم يومهها‬
‫ويفطر يوما واقرأ القرآن في كل شهههر«‬
‫قلت‪ :‬إني أطيق أكثر من ذلك‪ .‬قال‪» :‬اقرأه في‬
‫عشرين« إلممى أن قممال‪» :‬فههي سههبع ول تههزد‬
‫على ذلك« وقال في الصوم‪ :‬إني أطيممق أفضممل‬
‫من ذلك«)‪.(2‬‬
‫وفممي الصممحيحين عممن علممي قممال‪» :‬طرقنممي‬
‫رسممول اللممه ‪ ‬وفاطمممة فقممال‪ :‬إل تقومههان‬
‫فتصليان« فقلت‪ :‬يا رسول الله! إنما أنفسنا بيد‬
‫الله إذا شاء أن يبعثنمما بعثنمما قممال‪» :‬فولى وهههو‬

‫)( البخاري كتاب الصوم‪ ،‬بماب حمق الجسمم فمي الصموم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2/245‬مسمملم‪ ،‬كتمماب الصمميام‪ ،‬بمماب النهممي عممن صمموم‬


‫الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا ً ‪.200/812‬‬
‫)( مسلم‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب النهي عن صوم الدهر لمممن‬ ‫‪2‬‬

‫تضرر به أو فوت به حقا ً ‪.200/813‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪596‬‬
‫الرافضة‬
‫ن أ َك َْثههَر‬
‫سا ُ‬‫ن الن ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫يضرب فخذه ويقول‪َ  :‬‬
‫دل‪ (2)«(1)‬فهذا الحديث دليل علممى نممومه‬ ‫ج َ‬
‫ء َ‬‫ي ٍ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬
‫في الليل مع إيقاظ النبي ‪ ‬ومجادلته حممتى ولممى‬
‫دل‪.‬‬ ‫ج َ‬‫ء َ‬‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫ن أ َك ْث ََر َ‬‫سا ُ‬
‫ن الن ْ َ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫وهو يقول‪َ  :‬‬
‫وقول القائل‪» :‬ومنه تعلم الناس صمملة الليممل‬
‫ونوافل النهار«‪.‬‬
‫إن أراد أن بممذلك أن بعممض المسمملمين تعلممم‬
‫ذلك منه فكهذا كممل مممن لممه علممم بالصممحابة علممم‬
‫بعض النمماس وإذا أراد بممذلك أن بعممض المسمملمين‬
‫تعلموا ذلممك منممه فهممذا مممن الكممذب البممارد فممأكثر‬
‫المسمملمين ممما رأوه وقممد كممانوا يقومممون الليممل‬
‫ويتطوعممون بالنهممار‪ ،‬فممأكثر بلد المسمملمين الممتي‬
‫فتحت في خلفة عمر وعثمان رضممي اللممه عنهممما‬
‫كالشام ومصر والمغرب وخراسان ما رأوه فكيف‬
‫يتعلمون منه والصحابة كانوا كذلك في حياة النبي‬
‫‪ ‬ومنه تعلموا ذلك‪ ،‬ول يمكن أن يممدعي ذلممك إل‬
‫في أهل الكوفة‪.‬‬
‫ومعلمموم أنهممم كممانوا تعلممموا ذلممك مممن ابممن‬
‫مسعود ‪ ‬وغيره قبل أن يقدم إليهممم وكممانوا مممن‬
‫)( الكهف‪.54 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري‪ .‬كتاب التهجممد‪ ،‬بمماب تحريممض النممبي ‪ ‬علممى‬ ‫‪2‬‬

‫صلة الليل ‪ .2/43‬مسلم‪ .‬كتاب صلة المسممافرين‪ .‬بمماب‬


‫ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح ‪.1/538‬‬
‫‪597‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أكمل الناس علما ودينا قبل قدوم علي ‪ ‬إليهممم‪،‬‬
‫والصحابة كانوا كذلك وأصحاب ابن مسممعود كممانوا‬
‫كذلك قبل أن يقدم إليهم العراق‪.‬‬
‫وأما قوله‪» :‬الدعيممة المممأثورة عنممه تسممتوعب‬
‫الوقت«‪.‬‬
‫فعامتها كذب عليه وهو كان أجل قدًرا مممن أن‬
‫يممدعو بهممذه الدعيممة الممتي ل تليممق بحمماله وحممال‬
‫الصحابة وليس لشيء من هممذه إسممناده والدعيممة‬
‫الثابتة عن رسول الله ‪ ‬هممي أفضممل ممما دعمما بممه‬
‫أحممد وبهمما يممدعو خيممار هممذه المممة مممن الوليممن‬
‫والخرين‪.‬‬
‫وكممذلك قمموله‪» :‬إنممه كممان يصمملي فممي اليمموم‬
‫والليلة ألف ركعة«‪.‬‬
‫من الكممذب الممذي ل مممدح فيممه فممإن النممبي ‪‬‬
‫كان مجموع صلته في اليوم والليلة أربعين ركعممة‬
‫فرضا ونفل والزمان ل يتسع للف ركعة لمن ولممي‬
‫أمممر المسمملمين مممع سياسممة النمماس وأهلممه إل أن‬
‫تكممون صمملته نقممرا كنقممر الغممراب وهممي صمملة‬
‫المنافقين التي نزه الله عنها عليا‪.‬‬
‫وأما ليالي صفين فالذي ثبت في الصحيح أنممه‬
‫قال الذكر الذي علمه رسول الله ‪ ‬لفاطمة قال‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪598‬‬
‫الرافضة‬
‫ما تركته منذ سمعته عن النممبي ‪ ‬قيممل‪ :‬ول ليلممة‬
‫صممفين قممال ول ليلممة صممفين ذكرتممه مممن السممحر‬
‫فقلته)‪.(1‬‬
‫وما ذكر من إخراج الحديد من جسممده فكممذب‬
‫فإن عليا لم يعرف أنه دخل فيه حديد‪ ،‬وممما ذكممره‬
‫من جمعممه بيممن الصمملة والزكمماة فهممذا كممذب كممما‬
‫تقدم ول مدح فيه فإن هذا لو كان مستحبا لشممرع‬
‫للمسممملمين ولمممو كمممان يسمممتحب للمسممملمين أن‬
‫يتصممدقوا وهممم فممي الصمملة لتصممدقوا فلممما لممم‬
‫يستحب هذا أحد من المسمملمين علمنمما أنممه ليممس‬
‫عبادة بل مكروه‪.‬‬
‫وكممذلك ممما ذكممره مممن أمممر النممذر والممدراهم‬
‫الربعة قد تقدم أن هذا كله كذب وليس فيه كممبير‬
‫مدح‪.‬‬
‫وقوله‪» :‬أعتق ألف عبد من كسب يده«‪.‬‬
‫من الكذب الذي ل يروج إل على أجهل الناس‬
‫فإن عليا لم يعتق ألف عبد بل ول مممائة ولممم يكممن‬
‫له كسب بيده يقوم بعشر هذا‪ ،‬ف مإنه لممم تكممن لممه‬
‫صناعة يعملها وكان مشغول إما بجهاد وإما بغيره‪.‬‬
‫وكذلك قوله‪» :‬كان يؤجر نفسممه وينفممق علممى‬

‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب الممذكر والممدعاء ‪ ،2092-4/2091‬أبممو‬ ‫‪1‬‬

‫داود‪ ،‬كتاب الدب‪ ،‬باب في التسبيح عند النوم ‪.5/309‬‬


‫‪599‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫النبي ‪ ‬في الشعب«‪.‬‬
‫كذب بين من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنهم لم يكونوا يخرجون ممن الشممعب‬
‫ولم يكن في الشعب من يستأجره‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن أباه أبمما طممالب كممان معهممم فممي‬
‫الشعب وكان ينفق عليه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن خديجة كانت موسرة تنفق مممن‬
‫مالها‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬أن عليا لم يممؤجر نفسممه بمكممة قممط‬
‫وكان صغيرا حين كان في الشعب إما مراهقا وإما‬
‫محتلما فكان علي في الشعب ممن ينفق عليه إما‬
‫النبي ‪ ‬وإما أبوه‪ ،‬لم يكن ممن يمكنممه أن ينفممق‬
‫على نفسه فكيف ينفق على غيره‪.‬‬
‫فإن دخوله فممي الشممعب كممان فممي حيمماة أبممي‬
‫طالب بالنقل المتواتر وأبو طالب مات قبل ذهاب‬
‫النبي ‪ ‬إلى الطائف باتفمماق النمماس وكممان ممموته‬
‫وموت خديجة متقاربين فدخوله في الشممعب كممان‬
‫في أول السلم‪.‬‬
‫فممإنه قممد ثبممت أن ابممن عبمماس ولممد وهممم فممي‬
‫الشعب)‪ (1‬ومممات النممبي ‪ ‬وابممن عبمماس مراهممق‬
‫وعلي عاش بعد الهجرة أربعين سنة باتفاق الناس‬
‫)( السير ‪ ،3/332‬جمهرة أنساب العرب لبن حزم‪.18 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪600‬‬
‫الرافضة‬
‫والمبعث قبل ذلك بثلث عشرة وأقصممى ممما قيممل‬
‫فممي ممموته إنممه كممان ابممن ثلث وسممتين فغممايته أن‬
‫يكون حين السلم كان له عشر سنين()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)قممال ‪» :‬العلههم فههي الصههغر كههالنقش‬
‫في الحجر«)‪ (2‬فتكون علومه ‪-‬يعني علممي‪ -‬أكممثر‬
‫من علوم غيره لحصممول القابممل الكامممل والفاعممل‬
‫التام«‪.‬‬
‫والجواب‪» :‬أن هذا من عدم علممم الرافضممي‬
‫بالحديث فإن هذا مثل سائر ليس مممن كلم النممبي‬
‫‪ ‬وأصممحابه أيممدهم اللممه تعممالى تعلممموا اليمممان‬
‫والقرآن والسنن ويسممر اللممه ذلممك عليهممم وكممذلك‬
‫علي فإن القرآن لم يكمل حتى صممار لعلممي نحمموا‬
‫من ثلثين سنة فإنما حفظ أكثر ذلك فممي كممبره ل‬
‫في صغره وقد اختلف في حفظممه لجميممع القممرآن‬
‫على قولين‪.‬‬
‫والنبياء أعلم الخلق ولم يبعث الله نبيا إل بعد‬
‫الربعين إل عيسى ‪ ‬وتعليم النبي ‪ ‬كان مطلقا‬
‫دا ولكممن بحسممب اسممتعداد‬ ‫لم يكممن يخممص بممه أح م ً‬
‫)( المنهاج ‪.500-494 /7‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الموضوعات لبن الجوزي ‪ ،1/218‬بمعنماه‪ .‬وقمال‪ :‬همذا‬ ‫‪2‬‬

‫حممديث ل يصممح عممن رسممول اللممه ‪ ،‬تنزيممه الشممريعة‬


‫‪ ،1/259‬كشف الخفاء ‪.2/66‬‬
‫‪601‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الطممالب ولهممذا حفممظ عنممه أبممو هريممرة فممي ثلث‬
‫سنين وبعممض أخممرى ممما لممم يحفظممه غيممره وكممان‬
‫اجتماع أبي بكر به أكثر من سائر الصحابة()‪.(1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)وأما علم الكلم فهو أصله ومن خطبممه تعلممم‬
‫الناس وكل الناس تلميذه‪.‬‬
‫والجواب أن هذا الكلم كذب ل مدح فيه فممإن‬
‫الكلم المخالف للكتمماب والسممنة باطممل وقممد نممزه‬
‫الله عليا عنه ولم يكن في الصحابة والتابعين أحممد‬
‫يستدل على حدوث العالم بحدوث الجسام ويثبت‬
‫حمممدوث الجسمممام بمممدليل العمممراض والحركمممة‬
‫والسكون والجسام مستلزمة لذلك ل تنفممك عنممه‬
‫وما ل يسبق الحوادث فهو حادث ويبنى ذلك علممى‬
‫حوادث ل أول لها بل أول ما ظهر هذا الكلم فممي‬
‫السمملم بعممد المممائة الولممى مممن جهممة الجعممد بممن‬
‫درهممم)‪ (2‬والجهممم بممن صممفوان)‪ (3‬ثممم صممار إلممى‬

‫)( المنهاج ‪.527-7/526‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو الجعد بن درهم‪ ،‬من الموالي‪ ،‬مبتدع‪ .‬قال الذهبي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫"عداده في التابعين مبتدع ضال‪ ،‬زعم أن اللممه لممم يتخممذ‬


‫إبراهيممم خليل ً ولممم يكلممم موسممى تكليمممًا‪ ،‬قتلممه خالممد‬
‫القسممري فممي العممراق‪ ،‬العلم ‪ ،2/120‬لسممان الميممزان‬
‫‪ ،2/105‬ميزان العتدال ‪.1/399‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪602‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫أصحاب عمرو بن عبيد)‪ (1‬كممأبي الهممذيل العلف‬
‫وأمثاله وعمرو بن عبيد وواصل بن عطمماء)‪ (3‬إنممما‬
‫كانا يظهران الكلم في إنفمماذ الوعيممد وأن النممار ل‬
‫يخرج منها من دخلها وفممي التكممذيب بالقممدر وهممذا‬
‫كله مما نزه الله عنه عليا‪.‬‬
‫وليس في الخطب الثابتة عن علي شيء مممن‬
‫أصول المعتزلة الخمسة بل كل ذلك إذا نقل عنممه‬
‫فهممو كممذب عليممه وقممدماء المعتزلممة لممم يكونمموا‬
‫يعظمون عليا بل كان فيهم من يشك فممي عممدالته‬
‫ويقول‪) :‬قد فسق إحممدى الطممائفتين ل بعينهمما إممما‬
‫علي وإمما طلحمة والزبيمر فمإذا شمهد أحمدهما لمم‬
‫أقبل شممهادته( وفممي قبممول شممهادة علممي منفممردة‬
‫قممولن لهممم وهممذا معممروف عممن عمممرو بممن عبيممد‬
‫وأمثمماله مممن المعتزلممة والشمميعة القممدماء كلهممم‬

‫)( هو أبو عثمان عمرو بن عبيممد بممن بمماب البصممري كممبير‬ ‫‪1‬‬

‫المعتزلة‪ ،‬قدري‪ ،‬قال النسائي ليممس بثقممة مممات بطريممق‬


‫مكممة سممنة ‪ 144‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،106-6/104‬تاريممخ بغممداد‬
‫‪.12/162‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هممو واصممل بممن عطمماء الغممزال مممن الممموالي‪ ،‬رأي‬ ‫‪3‬‬

‫المعتزلة ولممد بالمدينممة سممنة ثمممانين مممن الهجممرة ونشممأ‬


‫بالبصرة له تصانيف‪ ،‬قتل سنة ‪ 131‬هممم‪ ،‬السممير ‪-5/464‬‬
‫‪ .465‬الشذرات ‪.183-1/182‬‬
‫‪603‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كالهشاميين)‪ (1‬وغيرهما يثبتممون الصممفات ويقممرون‬
‫بالقممدر علممى خلف قممول متممأخري الشمميعة بممل‬
‫يصرحون بالتجسمميم ويحكممى عنهممم فيممه شممناعات‬
‫وهم يدعون أنهم أخذوا ذلك عن أهممل الممبيت وقممد‬
‫ثبت عن جعفر الصممادق)‪ (2‬أنممه سممئل عممن القممرآن‬
‫أخالق هو أم مخلوق فقال ليس بخالق ول مخلوق‬
‫لكنه كلم الله)‪.(4)((3‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)"وفممي غممزاة بممدر وهممي أول الغممزوات كممانت‬
‫علمى رأس ثمانيمة عشمر شمهرا ممن مقمدمه إلمى‬
‫المدينة وعمممره سممبع وعشممرون سممنة قتممل منهممم‬
‫ستة وثلثين رجل بانفراده وهم أعظم مممن نصممف‬
‫المقتولين وشرك في البمماقين" والجممواب أن هممذا‬
‫مممن الكممذب الممبين المفممترى باتفمماق أهممل العلممم‬
‫العممالمين بالسممير والمغممازي ولممم يممذكر هممذا أحممد‬
‫يعتمد عليه في النقل وإنممما هممو مممن وضممع جهممال‬
‫الكذابين بل في الصحيح قتل غير واحد لم يشمرك‬
‫علي في واحد منهم مثل أبي جهل وعقبة بن أبممي‬
‫معيط ومثل أحد ابنمي ربيعمة إممما عتبممة بمن ربيعممة‬
‫سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.7-8/5‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪604‬‬
‫الرافضة‬
‫وإما شيبة بن ربيعة وأبي بن خلف وغيرهم وذلممك‬
‫أنممه لممما بممرز مممن المشممركين ثلثممة عتبممة وشمميبة‬
‫والوليد فانتدب لهم ثلثة من النصار فقممالوا‪ :‬مممن‬
‫أنتم فسممموا أنفسممهم فقممالوا‪ :‬أكفمماء كممرام ولكممن‬
‫نريد بني عمنا فأمر رسول الله ‪ ‬أقاربه بممالبروز‬
‫إليهم فقال‪» :‬قم يا حمزة قم يا عبيههدة قههم‬
‫يهها علههي« وكممان أصممغر المشممركين هممو الوليممد‬
‫وأصغر المسلمين علي فبرز هممذا إلممى هممذا فقتممل‬
‫علي قرنه وقتل حمزة قرنممه قيممل إنممه كممان عتبممة‬
‫وقيل كان شيبة وأما عبيدة فجرح قرنممه وسمماعده‬
‫حمزة على قتل قرنه وحمل عبيدة بن الحارث)‪.(1‬‬
‫وقيل إن عليا لم يقتل ذلك اليوم إل نفرا دون‬
‫العشممرة أو أقممل أو أكممثر وغايممة ممما ذكممره ابممن‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتمماب التفسممير‪ ،‬تفسممير سممورة الحممج‪ ،‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫م‪. 5/242‬‬‫موا ِفي َرب ِّهمم ْ‬ ‫ص ُ‬‫خت َ َ‬


‫نا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ص َ‬
‫خ ْ‬‫ن َ‬ ‫قوله تعالى‪ :‬هَ َ‬
‫ذا ِ‬
‫مسلم‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬تفسممير سممورة الحممج‪ ،‬بمماب قمموله‬
‫م‪. 4/2323‬‬ ‫موا ِفي َرب ّهِ ْ‬ ‫ص ُ‬
‫خت َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫ما ِ‬
‫ص َ‬‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫تعالى‪ :‬هَ َ‬
‫ذا ِ‬
‫‪605‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هشممام)‪ (1‬وقبلممه موسممى بممن عقبممة)‪ (2‬وكممذلك‬
‫الموي)‪ (3‬جميع ما ذكروه أحد عشر نفسا واختلف‬
‫في ستة أنفس هل قتلهم هو أو غيره وشارك في‬
‫ثلثة هذا جميع ما نقله هؤلء الصادقون()‪.(4‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)العاشممر ممما رواه أهممل السممير أن الممماء زاد‬
‫بالكوفة وخافوا الغرق ففزعوا إلى أمير المممؤمنين‬
‫علي بن أبي طممالب فركممب بغلممة رسممول اللممه ‪‬‬
‫وخممرج النمماس معممه فنممزل علممى شمماطئ الفممرات‬
‫فصلى ثم دعا وضرب صفحة الممماء بقضمميب كممان‬
‫في يده فغاص الماء فسلم عليه كثير من الحيتممان‬
‫ولم ينطق الجري ول المرماهي فسممئل عممن ذلممك‬
‫فقال أنطق الله ما طهره من السمك وأسكت ما‬

‫)( هو أبو محمد عبد الملك بن هشام بممن أيمموب الممذهلي‬ ‫‪1‬‬

‫السدسي نزل مصر‪ ،‬هذب السيرة النبوية سنة ‪ 213‬هممم‪،‬‬


‫السير ‪ ،429-10/428‬التقريب‪.363 /‬‬
‫)( همو موسمى بمن عقبمة بمن أبمي عيماش القرشمي ممن‬ ‫‪2‬‬

‫الموالي‪ ،‬كان ثقة وكان بصيرا ً بالمغازي النبوية‪ ،‬ت سممنة‬


‫‪ 141‬هم‪ ،‬السير ‪.6/114‬‬
‫)( هو يحيى بن سعيد بن أبان سعيد بممن العمماص الممموي‬ ‫‪3‬‬

‫أبو أيمموب الكمموفي نزيممل بغممداد‪ ،‬لقبممه "الجمممل" صممدوق‬


‫يغرب ت سنة ‪ 194‬هممم‪ .‬السممير ‪ ،140-9/139‬التقريممب‪/‬‬
‫‪.590‬‬
‫)( المنهاج ‪.96-8/94‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪606‬‬
‫الرافضة‬
‫أنجسه وأبعده)‪.(1‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها المطالبممة بممأن يقممال أيممن إسممناد هممذه‬
‫الحكايممة الممذي يممدل علممى صممحتها وثبوتهمما؟ وإل‬
‫فمجرد الحكايات المرسلة بل إسناد يقدر عليه كل‬
‫أحد لكن ل يفيد شيئا‪.‬‬
‫الثاني أن بغلة النبي ‪ ‬لم تكن عنده‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن هذا لم ينقله أحد من أهل الكتممب‬
‫المعتمد عليهم ومثل هذه القصة لو كانت صحيحة‬
‫لكانت مما تتوفر الهمم والدواعي على نقلها وهذا‬
‫الناقل لم يذكر لها إسنادا فكيف يقبل ذلك بمجرد‬
‫حكاية ل إسناد لها‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن السمك كلممه مبمماح كممما ثبممت عممن‬
‫النممبي ‪ ‬أنممه قممال "فممي البحممر" »هو الطهههور‬
‫ماؤه الحل ميته« وقممد قممال تعممالى‪ :‬أ ُ ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫ح ّ‬
‫ل‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النسممائي‪ ،‬كتمماب الطهممارة‪ ،‬بمماب الوضمموء بممماء البحممر‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1/176‬أبو داود كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء بماء البحممر‬


‫‪ ،1/64‬الترمذي‪ ،‬كتاب الطهممارة‪ ،‬بمماب ممما جمماء فممي ممماء‬
‫البحر وأنه طهور ‪ ،101-1/100‬وقال همذا حمديث حسمن‬
‫صممحيح‪ ،‬المسممتدرك وقممال الحمماكم علممى شممرط مسمملم‬
‫ووافقممه الممذهبي ‪ ،1/140‬وصممححه اللبمماني فممي إرواء‬
‫الغليل ‪.1/42‬‬
‫‪607‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫م‬ ‫عههها ل َ ُ‬
‫كههه ْ‬ ‫مَتا ً‬
‫ه َ‬
‫م ُ‬ ‫وط َ َ‬
‫عههها ُ‬ ‫ر َ‬ ‫صهههي ْدُ ال ْب َ ْ‬
‫حههه ِ‬ ‫م َ‬ ‫لَ ُ‬
‫كههه ْ‬
‫ة‪.(1)‬‬ ‫سّياَر ِ‬‫وِلل ّ‬‫َ‬
‫وقممد أجمممع سمملف المممة وأئمتهمما علممى حممل‬
‫السمك كله وعلي مع سائر الصحابة يحلممون هممذه‬
‫النواع فكيف يقولون إن الله أنجسه؟‬
‫الخههامس‪ :‬أن يقممال نطممق السمممك ليممس‬
‫مقممدورا لممه فممي العممادة ولكممن هممو مممن خمموارق‬
‫العادات فالله تعالى هو الذي أنطق ما أنطق منهمما‬
‫وأسكت ما أسكته إن كان قد وقع فأي ذنب لمممن‬
‫أسكته الله حتى يقال هو نجس‪.‬‬
‫ومن جعل للعجماء ذنبمما بممأن اللممه لممم ينطقهمما‬
‫كان ظالما لها‪ .‬وإن قال قائل بل الله أقدرها على‬
‫ذلك فامتنعت منه‪ .‬فيقال‪ :‬إقداره لها على ذلك لو‬
‫وقع إنما كان كرامة لعلي ‪ ‬والكرامة إنما تحصل‬
‫بالنطق بالسلم عليممه ل بمجمرد القممدرة عليمه مممع‬
‫المتنمماع منممه فممإذا لممم يسمملم عليممه لممم يكممن فممي‬
‫إقممدارها مممع امتناعهمما كرامممة لممه بممل فيممه تحريممم‬
‫الطيبات على الناس فإن لحمها طيممب وذلممك مممن‬
‫ن‬
‫مه َ‬ ‫فب ِظُل ْم ٍ ِ‬
‫باب العقوبات‪ .‬كممما قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫م‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ههه ْ‬ ‫ت أُ ِ‬
‫حل ّ ْ‬ ‫م طَي َّبا ٍ‬
‫ه ْ‬ ‫مَنا َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حّر ْ‬
‫دوا َ‬
‫ها ُ‬
‫ن َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫)( المائدة‪.95 /‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪608‬‬
‫الرافضة‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه ك َِثيًرا‪ .(1)‬وقد قيممل إن‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬
‫ع ْ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫صدّ ِ‬
‫وب ِ َ‬
‫َ‬
‫تحريم ذلممك كممان مممن أخلق اليهممود وممما هممو مممن‬
‫إخوانهم الرافضة ببعيد‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن يقال المقصود هنا كممان حاصممل‬
‫بنضوب الماء فأما تسليم السمممك فلممم يكممن إليممه‬
‫حاجة ول كممان هنمماك سممبب يقتضممي خممرق العممادة‬
‫لتقوية اليمان فإن ذلك يكممون حجممة وحاجممة ولممم‬
‫يكن هناك حجة ول حاجة‪ .‬أل ترى أن انفلق البحر‬
‫لموسى كان أعظم من نضمموب الممماء ولممم يسمملم‬
‫السمممك علممى موسممى ولممما ذهممب موسممى إلممى‬
‫الخضر وكان معه حمموت مالممح فممي مكتممل فأحيمماه‬
‫الله حتى انساب ونزل في الماء وصار البحر عليه‬
‫سممربا ولممم يسمملم علممى موسممى ول علممى يوشممع‬
‫والبحر دائما يجممزر ويمممد ولممم يعممرف أن السمممك‬
‫سلم على أحد من الصحابة والتابعين وغيرهم‪.‬‬
‫وعلممي أجممل قممدرا مممن أن يحتمماج إلممى إثبممات‬
‫فضائله بمثل هذه الحكايات التي يعلم العقلء أنها‬
‫من المكذوبات()‪.(2‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫بقية الصحابة رضي الله عنهم‬

‫)( النساء‪.160/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.201-8/198‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪609‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الول‪ :‬معاوية بن أبي سههفيان‬
‫‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬فضائله‪:‬‬
‫)فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير مممن‬
‫معاوية ول كان الناس في زمان ملك من الملمموك‬
‫خيرا منهم في زمن معاوية إذا نسممبت أيممامه إلممى‬
‫أيام من بعده وأما إذا نسممبت إلممى أيممام أبممي بكممر‬
‫وعمر ظهر التفاضل‪.‬‬
‫وقد روى أبو بكر الثممرم ورواه ابممن بطممة مممن‬
‫طريقه حدثنا محمد بمن عمممرو بمن جبلمة)‪ (1‬حمدثنا‬
‫محمد بن مروان)‪ (2‬عن يونس)‪ (3‬عممن قتممادة قممال‬

‫)( محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي داود العكي مممولهم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبو جعفر البصري قال الجري عن أبي داود‪ :‬ثقة‪ ،‬وذكره‬


‫ابن حبان في الثقات‪ ،‬وذكره ابن أبي عاصم فيمن مممات‬
‫سنة أربع وثلثين ومائتين‪ ،‬تهذيب التهذيب ‪.9/373‬‬
‫)( محمد بن مروان العقيلي أبو بكممر البصممري المعممروف‬ ‫‪2‬‬

‫بالعجلي‪ ،‬قال إسحاق بن منصور عن ابن معيممن‪ /‬صممالح‪،‬‬


‫وقممال النسممائي‪ :‬سممأل ابممن معيممن عممن محمممد العقيلممي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليس به بأس‪ ،‬وذكره ابن حبان في الثقات‪ ،‬ولينممه‬
‫أحمممد‪ ،‬تهممذيب التهممذيب ‪ ،436-9/435‬ميممزان العتممدال‬
‫‪.4/33‬‬
‫)( يممونس بممن أبممي الفممرات القرشممي مممولهم‪ ،‬وُيقممال‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫المعولي البصري السكاف قال عبد اللممه بممن أحممد عممن‬


‫أبيه‪ :‬أرجمو أن يكمون صمالح الحمديث‪ ،‬وقمال ابمن معيمن‪:‬‬
‫ليممس بممه بممأس‪ ،‬وقممال أبممو داود والنسممائي ثقممة‪ ،‬تهممذيب‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪610‬‬
‫الرافضة‬
‫لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا‬
‫المهدي)‪.(1‬‬
‫وكممذلك رواه ابممن بطممة بإسممناده الثممابت مممن‬
‫وجهين عن العمش عن مجاهد قممال‪ :‬لممو أدركتممم‬
‫معاوية لقلتم هذا المهدي)‪.(2‬‬
‫ورواه الثرم حدثنا محمد بن حممواش)‪ (3‬حممدثنا‬
‫أبممو هريممرة المكتممب)‪ (4‬قممال‪ :‬كنمما عنممد العمممش‬
‫فممذكروا عمممر بممن عبممد العزيممز)‪ (5‬وعممدله فقممال‬
‫العمممش‪ :‬فكيممف لممو أدركتممم معاويممة قممالوا‪ :‬فممي‬
‫حلمه قال ل والله بل في عدله‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل‪ :‬حدثني أبممي‬
‫حدثنا أبو بكر بن عياش عممن أبممي إسممحاق)‪ (6‬قممال‬
‫لما قدم معاوية فرض لنمماس علممى أعطيمة آبممائهم‬

‫التهذيب ‪ ،11/446‬التقريب‪.614 /‬‬


‫)( السنة للخلل ‪.438-437‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البداية والنهاية ‪.8/135‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هكذا في المنهاج ولم أجد أحد بهذا السم ولعله أحمد‬ ‫‪3‬‬

‫بن جممواس كمما أشمار إليممه المحقممق فممي بعممض النسمخ‪،‬‬


‫وأحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم الكوفي ثقة ت سنة‬
‫‪ 283‬هم‪ .‬تهذيب الكمال ‪ ،286-1/285‬التقريب‪.78 /‬‬
‫)( لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪611‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫حتى انتهى إلي فأعطاني ثلاثمائة درهم)‪.(1‬‬
‫وقال عبد الله أخبرنا أبممو سممعيد الشممج حممدثنا‬
‫أبو أسامة)‪ (2‬ثنا الثقفي)‪ (3‬عن أبي إسممحاق يعنممي‬
‫السبيعي أنممه ذكممر معاويممة فقممال لممو أدركتممموه أو‬
‫أدركتم أيامه لقلتم كان المهدي)‪.(4‬‬
‫وروى الثرم حدثنا محمد بن العلء)‪ (5‬عن أبي‬
‫بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال ما رأيت بعممده‬
‫مثله)‪ (6‬يعني معاوية‪.‬‬

‫)( السنة للخلل ‪.2/440‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( حماد بن أسامة بن زيد القرشي‪ ،‬أبمو أسمامة الكموفي‬ ‫‪2‬‬

‫الحافظ الثبت مولى بن هاشم كان من أئمة العلم‪ ،‬قممال‬


‫عنه أحمد‪ :‬ثقة كان أعلم النمماس بممأمور النمماس‪ ،‬ت سممنة‬
‫‪ 201‬همم‪ ،‬تهمذيب الكممال ‪ ،224-7/217‬تمذكرة الحمافظ‬
‫‪ ،322-1/321‬السير ‪.279-9/277‬‬
‫)( لعله عمر بن سويد الثقفي الكوفي أبو العجلممي‪ ،‬ثقممة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ذكممره ابممن حبممان فممي الثقممات‪ ،‬التاريممخ الكممبير ‪،6/206‬‬


‫التقريممب‪ ،413 /‬الثقممات لبممن حبممان ‪ ،7/177‬تهممذيب‬
‫التهذيب ‪.459-7/458‬‬
‫)( مجمع الزوائد ‪ 9/357‬عن العمش‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( محمد بن العلء بن كريب الحافظ الثقة المممام‪ ،‬شمميخ‬ ‫‪5‬‬

‫المحدثين‪ ،‬وثقة النسائي وغيره‪ ،‬وقال أبو حمماتم‪ :‬صممدوق‬


‫ت سمممنة ‪ 248‬همممم‪ ،‬السمممير ‪ ،398-11/394‬الشمممذرات‬
‫‪ ،2/119‬التقريب‪.500 /‬‬
‫)( انظر السير ‪.3/152‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪612‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫وقممال البغمموي)‪ :(1‬حممدثنا سممويد بممن سممعيد‬
‫حدثنا ضمام بن إسماعيل)‪ (3‬عن أبي قيس)‪ (4‬قال‬
‫رجل وكممان‬
‫ً‬ ‫كان معاويمة قممد جعممل فممي كممل قبيلمة‬
‫رجل منا يكنى أبا يحيى يصبح كل يوم فيدور علممى‬
‫المجالس هل ولد فيكم الليلة ولد هل حدث الليلة‬
‫حدث هل نزل اليوم بكم نازل قال فيقولممون نعممم‬
‫نزل رجل من أهل اليمممن بعيمماله يسمممونه وعيمماله‬
‫فممإذا فممرغ مممن القبيممل كلممه أتممى الممديوان فممأوقع‬

‫)( هو شيخ السلم‪ ،‬محيي السممنة‪ ،‬أبممو محمممد‪ :‬الحسممين‬ ‫‪1‬‬

‫بممن مسممعود بممن محمممد بممن الفممراء البغمموي الشممافعي‬


‫المفسممر‪ ،‬صمماحب التصممانيف كشممرح السممنة ومعممالم‬
‫التنزيمممل‪ ،‬والمصمممابيح وغيرهممما‪ ،‬ت ‪ 516‬همممم‪ ،‬السمممير‬
‫‪ .343-19/439‬الشذرات ‪.49-4/48‬‬
‫)( سممويد بممن سممعيد المممام المحممدث الصممدوق شمميخ‬ ‫‪2‬‬

‫المحممدثين‪ ،‬رحممال جمموال صمماحب حممديث وعنايممة بهممذا‬


‫الشممأن‪ ،‬ت سممنة ‪ 240‬هممم‪ ،‬تاريممخ بغممداد ‪،232-9/228‬‬
‫الجرح والتعديل ‪ ،4/240‬السير ‪.420-11/410‬‬
‫)( ضمام بن إسماعيل بن مالمك الممرادي المعمافري ثمم‬ ‫‪3‬‬

‫الناشري‪ ،‬أبو إسماعيل صمدوق‪ ،‬وربممما أخطمأ‪ ،‬قمال عبممد‬


‫الله بن أحمد بن حنبممل عممن أبيممه صممالح الحممديث‪ ،‬وقممال‬
‫يحيى بممن معيممن‪ :‬ل بممأس بممه‪ ،‬ت سممنة ‪ 185‬هممم‪ ،‬ميممزان‬
‫العتممدال ‪ ،330-2/329‬تهممذيب الكمممال ‪،314-13/311‬‬
‫التقريب‪.280 /‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪613‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أسماءهم في الديوان)‪.(1‬‬
‫وروى محمد بممن عمموف الطممائي)‪ (2‬حممدثنا أبممو‬
‫المغيرة)‪ (3‬حدثنا أبن أبي مريم)‪ (4‬عممن عطيممة بممن‬
‫قيممس)‪ (5‬قممال سمممعت معاويممة بممن أبممي سممفيان‬
‫يخطبنمما يقممول‪ :‬إن فممي بيممت مممالكم فضممل بعممد‬
‫أعطياتكم وإني قاسمه بينكم فإن كان يأتينا فضل‬

‫)( البداية والنهاية ‪ 8/134‬بنفس المعنى‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( محمممد بممن عمموف الطممائي المممام الحممافظ المجممود‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫محدث حممص‪ ،‬أبمو جعفمر الطمائي‪ ،‬قمال أبمو حماتم‪ :‬همو‬


‫صدوق‪ ،‬قال ابن معين‪ :‬هو أعرف بحديث أهل بلده‪ ،‬قال‬
‫ابن عدي‪ :‬هو عالم بحممديث الشممام صممحيحا ً وضممعيفًا‪ ،‬ت‬
‫سممنة ‪ 272‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،616-12/613‬الِعممبر ‪،1/393‬‬
‫الشذرات ‪.2/163‬‬
‫)( أبو المغيرة المام المحدث الصادق‪ ،‬قال العجلي ثقة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫وقال أبو حاتم صدوق‪ ،‬وقممال النسممائي‪ :‬ليممس بممه بممأس‪،‬‬


‫قممال البخمماري ت سممنة ‪ 212‬هممم‪ ،‬السممير ‪،225-10/223‬‬
‫الِعبر ‪ ،1/285‬الشذرات ‪.2/28‬‬
‫)( ابن أبي مريم المام المحدث القدوة الرباني‪ ،‬أبو بكممر‬ ‫‪4‬‬

‫بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الحمصي‪ ،‬شمميخ أهممل‬


‫حمص‪ ،‬ضعفه أحمد بمن حنبمل وغيمره ممن قبمل حفظمه‪،‬‬
‫وقال ابن عممدي‪ :‬أحمماديثه صممالحة ول ُيحتممج بممه‪ ،‬ت سممنة‬
‫‪ 156‬هم‪ ،‬السير ‪.65-7/64‬‬
‫)( عطية بن قيس المام القانت مقرئ دمشممق مممع ابممن‬ ‫‪5‬‬

‫عامر أبو يحيى الكلبي الدمشقي‪ ،‬ت سنة ‪ 121‬هم وقيممل‬


‫غير ذلك‪ ،‬السير ‪ ،325-5/324‬تهمذيب التهممذيب ‪-7/228‬‬
‫‪.229‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪614‬‬
‫الرافضة‬
‫عاما قابل قسمناه عليكم وإل فل عتبه علممي فممإنه‬
‫ليممس بمممالي وإنممما هممو مممال اللممه الممذي أفمماء‬
‫عليكم)‪.(1‬‬
‫وفضائل معاويممة فممي حسممن السمميرة والعممدل‬
‫والحسان كثيرة وفي الصممحيح أن رجل قممال لبممن‬
‫عباس‪ :‬هل لك في أمير المؤمنين معاوية إنه أوتر‬
‫بركعة قال أصاب إنه فقيه)‪.(2‬‬
‫وروى البغمموي فممي معجمممه)‪ (3‬بإسممناده ورواه‬
‫ابن بطة من وجه آخر كلهما عممن سممعيد بمن عبممد‬
‫العزيممز)‪ (4‬عممن إسممماعيل بممن عبممد اللممه بممن أبممي‬
‫)( ورد بعضه في السير ‪.3/152‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري في أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب ذكممر معاويممة ‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.4/219‬‬
‫)( هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المزربان بممن‬ ‫‪3‬‬

‫حجمة أبمو القاسمم‬ ‫سابور بن شاهنشاه الحمافظ الممام ال ُ‬


‫وُيعرف بم "ابن بنت منيع" ت سممنة ‪ 317‬هممم‪ ،‬وقممد جمماوز‬
‫الممممائة ولمممه كتممماب "معجمممم الصمممحابة" و"الجعمممديات"‬
‫وغيرهمممما‪ ،‬السمممير ‪ ،457-14/440‬معجمممم الممممؤلفين‬
‫‪ ،6/126‬ميممزان العتممدال ‪ ،493-2/492‬لسممان الميممزان‬
‫‪.341-3/338‬‬
‫)( سعيد بن عبد العزيممز بممن أبممي يحيممى التنمموخي المممام‬ ‫‪4‬‬

‫القدوة‪ ،‬مفتي دمشق أبممو محمممد الدمشممقي‪ ،‬وُيقممال أبممو‬


‫عبد العزيز‪ ،‬قال ابن معين‪ :‬إنما الحجة عبيد الله بن عمر‬
‫ومالك والوزاعي وسعيد بن عبممد العزيممز‪ ،‬ت سممنة ‪167‬‬
‫هممم‪ ،‬وقيممل غيرهمما‪ ،‬السممير ‪ ،38-8/32‬تهممذيب الكمممال‬
‫‪ ،545-10/539‬تهذيب التهذيب ‪.61-4/59‬‬
‫‪615‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المهممماجر)‪ (1‬عمممن قيمممس بمممن الحمممارث)‪ (2‬عمممن‬
‫الصنابحي)‪ (3‬عن أبي الدرداء قال ممما رأيممت أحممدا‬
‫أشممبه صمملة بصمملة رسممول اللممه ‪ ‬مممن إمممامكم‬
‫هذا)‪ (4‬يعني معاوية فهذه شممهادة الصممحابة بفقهممه‬
‫ودينه والشاهد بالفقه ابن عباس وبحسممن الصمملة‬
‫أبو الدرداء وهما هما والثار الموافقة لهذا كثيرة‪.‬‬
‫هذا ومعاوية ليس من السابقين الولين بل قد‬
‫قيل إنه من مسلمة الفتح وقيممل أسمملم قبممل ذلمك‬
‫وكان يعترف بأنه ليس من فضلء الصممحابة وهممذه‬
‫سيرته مع عموم وليته فإنه كممان فممي وليتممه مممن‬
‫خراسان إلى بلد إفريقيمة بمالمغرب وممن قمبرص‬

‫)( إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر‪ ،‬المممام الكممبير‬ ‫‪1‬‬

‫أبو عبد الحميد الدمشقي مولى بنى مخزوم‪ ،‬من الثقات‬


‫العلماء‪ ،‬وثقممه أحمممد العجلممي وغيممره‪ ،‬ت سممنة ‪ 182‬هممم‪،‬‬
‫السممير ‪ ،5/213‬تهممذيب التهممذيب ‪ ،318-1/317‬تهممذيب‬
‫الكمال ‪.151-3/143‬‬
‫)( هو قيس بن الحارث أوحارثة الكندي الحمصممي‪ ،‬ثقممة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ذكممره ابممن حبممان فممي الثقممات‪ ،‬التقريممب‪ ،456 /‬الثقممات‬


‫‪ ،327-7/326‬تهذيب التهذيب ‪.8/386‬‬
‫)( عبممد الرحمممن بممن عسمميلة المممرادي ثممم الصممنابحي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الفقيه‪ :‬أبو عبد الله‪ ،‬نزيل دمشق‪ ،‬قدم المدينة بعد وفاة‬
‫النبي ‪ ‬بليال‪ ،‬وصلى خلف الصديق‪ ،‬وحدث عممن بعممض‬
‫الصممحابة ت سممنة ‪ 71‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،507-3/505‬البدايممة‬
‫والنهاية ‪.8/323‬‬
‫)( مجمع الزوائد ‪ .9/357‬وانظر السير ‪.3/135‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪616‬‬
‫الرافضة‬
‫إلى اليمن‪.‬‬
‫ومعلوم بإجماع المسلمين أنه ليس قريبا مممن‬
‫عثمان وعلممي فضممل عممن أبممي بكممر وعمممر فكيممف‬
‫يشبه غير الصحابة بهم وهل توجد سيرة أحممد مممن‬
‫الملوك مثل سيرة معاوية ‪‬؟()‪.(5‬‬
‫)وضعفت خلفة النبوة ضعفا أوجممب أن تصممير‬
‫ملكا فأقامها معاوية ملكا برحمممة وحلممم كممما فممي‬
‫الحديث المأثور »تكون نبوة ورحمة ثم تكون‬
‫خلفة نبوة ورحمة ثم يكههون ملههك ورحمههة‬
‫ثم يكون ملك«)‪ (6‬ولمم يتممول أحممد ممن الملمموك‬
‫خيرا من معاوية فهو خير ملمموك السمملم وسمميرته‬
‫خير من سيرة سائر الملوك بعده()‪.(7‬‬
‫)وكذلك معاوية لم يبايعه أحد لما مات عثمممان‬
‫على المامة ول حين كممان يقاتممل عليمما بممايعه أحممد‬
‫على المامة ول تسمى بأمير المممؤمنين ول سممماه‬
‫أحممد بممذلك ول ادعممى معاويممة وليممة قبممل حكممم‬
‫الحكمين()‪.(8‬‬
‫المطلههب الثههاني‪ :‬رد مطههاعن الرافضههة‬

‫)( المنهاج ‪.236-6/232‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( مجممممع المممزوائد ‪ ،190-5/189‬سلسممملة الحممماديث‬ ‫‪6‬‬

‫الصحيحة ‪ ،9-1/8‬المسند ‪.4/273‬‬


‫)( المنهاج ‪.453-7/452‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/330‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪617‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عليه‪:‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)مع أن رسول الله ‪ ‬لعن معاوية الطليق بن‬
‫الطليق اللعين بن اللعين وقال‪ :‬إذا رأيتممم معاويممة‬
‫على منبري فمماقتلوه وكممان مممن المؤلفممة قلمموبهم‬
‫وقاتل عليا وهو عندهم رابع الخلفاء إمام حق وكل‬
‫من حارب إمام حق فهو باغ ظالم‪...‬‬
‫والجواب أن يقههال‪ :‬أممما ممما ذكممره مممن أن‬
‫النممبي ‪ ‬لعممن معاويممة وأمممر بقتلممه إذا ُرئي علممى‬
‫المنبر فهممذا الحممديث ليممس فممي شمميء مممن كتممب‬
‫السلم التي يرجع إليها في علم النقممل وهممو عنممد‬
‫أهل المعرفة بالحديث كذب موضوع مختلق علممى‬
‫النبي ‪ ‬وهذا الرافضي الممراوي لممه لممم يممذكر لممه‬
‫إسنادا حتى يُنظر فيممه وقممد ذكممره أبممو الفممرج بممن‬
‫الجوزي في الموضوعات)‪.(1‬‬
‫ومما يمبين كمذبه أن منمبر النمبي ‪ ‬قمد صمعد‬
‫عليه بعد معاوية من كان معاوية خيرا منممه باتفمماق‬
‫المسلمين فممإن كممان يجممب قتممل مممن صممعد عليممه‬
‫لمجرد الصعود على المنبر وجب قتل هؤلء كلهممم‬
‫)( الموضمموعات لبممن الجمموزي ‪ ،26-2/24‬وقممال‪ :‬هممذا‬ ‫‪1‬‬

‫حديث موضوع ل يصح عن رسول الله ‪ ،‬وفي أحمماديث‬


‫مختارة مممن موضمموعات الجوزقمماني وابممن الجمموزي‪،90/‬‬
‫والسير ‪.3/149‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪618‬‬
‫الرافضة‬
‫ثم هذا خلف المعلوم بالضطرار من دين السلم‬
‫فإن مجرد صعود المنممبر ل يبيممح قتممل مسمملم وإن‬
‫أمر بقتله لكونه تولى المممر وهممو ل يصمملح فيجممب‬
‫قتل كل من تولى المر بعد معاويممة ممممن معاويممة‬
‫أفضل منه وهذا خلف ما تواترت بممه السممنن عممن‬
‫النبي ‪ ‬من نهيممه عممن قتممل ولة المممور وقتممالهم‬
‫كما تقدم بيانه‪.‬‬
‫ثم المة متفقة على خلف هذا فإنها لم تقتممل‬
‫كل مممن تممولى أمرهمما ول اسممتحلت ذلممك ثممم هممذا‬
‫يوجب من الفساد والهرج ما هو أعظم مممن وليممة‬
‫كل ظالم فكيف يأمر النبي ‪ ‬بشيء يكون فعلممه‬
‫أعظم فسادا من تركه؟!‬
‫وأما قوله‪" :‬إنه الطليممق ابممن الطليممق"‪ .‬فهممذا‬
‫ليممس نعممت ذم فممإن الطلقمماء هممم مسمملمة الفتممح‬
‫الذين أسلموا عممام فتممح مكممة وأطلقهممم النممبي ‪‬‬
‫وكانوا نحوا من ألفي رجممل وفيهممم مممن صممار مممن‬
‫خيار المسلمين‪...‬‬
‫ومعاوية ممن حسن إسلمه باتفاق أهل العلم‬
‫ولهذا وله عمر بن الخطاب ‪ ‬موضع أخيممه يزيممد‬
‫بن أبي سفيان لما مات أخوه يزيممد بالشممام وكممان‬
‫يزيد بن أبي سفيان من خيار الناس‪...‬‬
‫ثم إنه بقممي فممي الشممام عشممرين سممنة أميممرا‬
‫وعشرين سنة خليفة ورعيته من أشد الناس محبة‬
‫‪619‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫له وموافقة له وهو من أعظم الناس إحسانا إليهم‬
‫وتأليفا لقلوبهم حتى أنهم قاتلوا معه علي بن أبممي‬
‫طالب وصابروا عسكره حممتى قمماوموهم وغلبمموهم‬
‫وعلي أفضل منه وأعلى درجممة وهممو أولممى بممالحق‬
‫منه باتفمماق النمماس‪ ،‬وعسممكر معاويممة يعلمممون أن‬
‫عليا أفضل منه وأحق بالمر ول ينكر ذلك منهم إل‬
‫معاند أو من أعمى الهوى قلبه‪.‬‬
‫ولم يكن معاوية قبل تحكيممم الحكميممن يممدعي‬
‫المر لنفسه ول يتسمى بمأمير الممؤمنين بمل إنمما‬
‫ادعى ذلك بعد حكم الحكمين وكان غير واحد مممن‬
‫عسكر معاوية يقول له‪ :‬لمماذا تقاتممل عليمما وليممس‬
‫لك سابقته ول فضله ول صهره وهممو أولممى بممالمر‬
‫منك)‪ (1‬فيعترف لهم معاوية بذلك‪.‬‬
‫لكن قاتلوا مع معاوية لظنهم أن عسممكر علممي‬
‫فيه ظلمة يعتدون عليهم كما اعتدوا علممى عثمممان‬
‫وأنهممم يقمماتلونهم دفعمما لصمميالهم عليهممم وقتممال‬
‫الصائل جائز ولهذا لم يبدءوهم بالقتال حتى بدأهم‬
‫أولئك ولهذا قممال الشممتر النخعممي‪ :‬إنهممم ينصممرون‬
‫علينا لنا نحن بدأناهم بالقتال)‪.(2‬‬
‫وأمممما قممموله‪» :‬كمممان معاويمممة ممممن المؤلفمممة‬

‫)( البداية والنهاية ‪ ،8/129‬السير ‪.3/140‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( لم أجده فيما بين يدي من المراجع‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪620‬‬
‫الرافضة‬
‫قلوبهم«‪.‬‬
‫فنعم وأكثر الطلقاء كلهم من المؤلفة قلمموبهم‬
‫كالحارث بن هشممام وابممن أخيممه عكرمممة بممن أبممي‬
‫جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بممن أميممة وحكيممم‬
‫بن حزام وهممؤلء مممن خيممار المسمملمين والمؤلفممة‬
‫قلوبهم غالبهم حسن إسلمه وكممان الرجممل منهممم‬
‫يسلم أول النهار رغبممة منممه فممي الممدنيا فل يجيممء‬
‫آخر النهار إل والسلم أحب إليه مما طلعت عليممه‬
‫الشمس‪.‬‬
‫وأممما قمموله‪» :‬وقاتممل عليمما وهممو عنممدهم رابممع‬
‫الخلفاء إمام حق وكل من قاتل إمام حق فهو بماغ‬
‫ظالم«‪.‬‬
‫فيقال له أول‪ :‬الباغى قد يكون متممأول معتقممدا‬
‫أنه على حق وقد يكون معتمدا يعلم أنمه بمماغ وقمد‬
‫يكون بغيه مركبا من شممبهة وشممهوة وهممو الغممالب‬
‫وعلممى كممل تقممدير فهممذا ل يقممدح فيممما عليممه أهممل‬
‫السنة فإنهم ل ينزهون معاوية ول مممن هممو أفضممل‬
‫منه من الذنوب فضل عن تنزيههم عن الخطأ فممي‬
‫الجتهاد بل يقولون إن الممذنوب لهمما أسممباب تممدفع‬
‫عقوبتها من التوبة والستغفار والحسنات الماحيممة‬
‫والمصممائب المكفممرة وغيممر ذلممك وهممذا أمممر يعممم‬
‫‪621‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الصحابة وغيرهم()‪.(1‬‬
‫)وأممما قمموله‪» :‬إن سممبب قممولهم لمعاويممة إنممه‬
‫خال المؤمنين دون محمد)‪ (2‬أن محمممدا هممذا كممان‬
‫يحب عليا ومعاوية كان يبغضه«‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬هذا كذب أيضا فإن عبد اللممه بممن عمممر‬
‫كان أحق بهذا المعنى من هذا وهذا وهو لم يقاتممل‬
‫ل مع هذا ول مع هذا وكان معظما لعلممي محبمما لممه‬
‫يذكر فضممائله ومنمماقبه وكممان مبايعمما لمعاويممة لممما‬
‫اجتمع عليه الناس غير خممارج عليممه وأختممه أفضممل‬
‫مممن أخممت معاويممة)‪ (3‬وأبمموه أفضممل مممن أبممي‬
‫معاويممة)‪ (4‬والنمماس أكممثر محبممة وتعظيممما لممه مممن‬
‫معاوية ومحمد ومع هذا فلم يشتهر عنممه أنمه خمال‬
‫المؤمنين فعلم أنه ليس سبب ذلك ما ذكره()‪.(5‬‬
‫وأما قول الرافضي‪:‬‬
‫)وسممموه كمماتب المموحي ولممم يكتممب لممه كلمممة‬

‫)( المنهاج ‪.385-4/378‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( يعني محمد بن أبي بكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( يعني أن حفصة بنت عمر )وسممتأتي ترجمتهمما( أفضممل‬ ‫‪3‬‬

‫من أم حبيبة‪ ،‬وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بممن حممرب‬
‫الموية‪ ،‬أخت معاوية رضي الله عنهم "أم المممؤمنين" ت‬
‫سممنة ‪ 44‬هممم‪ ،‬تجريممد أسممماء الصممحابة ‪ ،2/316‬الصممابة‬
‫‪.13/192 ،263-12/260‬‬
‫)( يعني أن عمر ‪ ‬أفضل من أبي سفيان‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/395‬‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪622‬‬
‫الرافضة‬
‫واحدة من المموحي‪ .‬فهممذا قممول بل حجممة ول علممم‪،‬‬
‫فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحممدة مممن‬
‫الوحي وإنما كان يكتب له رسائل‪.‬‬
‫وقوله‪» :‬إن كتاب المموحي كممانوا بضممعة عشممر‬
‫أخصم وأقربهم إليه علي«‪.‬‬
‫فل ريب أن عليّا كان ممن يكتب له أيضمما كممما‬
‫كتب الصلح بينممه وبيممن المشممركين عممام الحديبيممة‬
‫ولكن كان يكتب له أبو بكر وعمر أيضا ويكتب لممه‬
‫زيد بن ثابت)‪ (1‬بل ريب‪.‬‬
‫ففي الصحيحين أن زيد بن ثابت لممما نزلممت ‪‬ل‬
‫ن‪ (2)‬كتبها له)‪.(3‬‬
‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫وي ال ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫وكتب له أبو بكر وعمر وعثمان وعلممي وعممامر بممن‬
‫)‪(5‬‬
‫فهيرة وعبد الله بممن الرقممم)‪ (4‬وأبممي بممن كعممب‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النساء‪.95 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البخاري فممي التفسممير سممورة النسمماء بمماب ل يسممتوي‬ ‫‪3‬‬

‫القاعممدون مممن المممؤمنين ‪ ،183-5/182‬ومسمملم فممي‬


‫المممارة بمماب سممقوط فممرض الجهمماد عممن المضممرورين‬
‫‪.1509-3/1508‬‬
‫)( عبد الله بن الرقم بن عبد يغمموث بممن وهممب بممن عبممد‬ ‫‪4‬‬

‫مناف بن زهرة‪ ،‬القرشي الزهري الكمماتب‪ ،‬مممن مسمملمة‬


‫الفتممح وهممو خممال النممبي‪ ،‬ت فممي خلفممة عثمممان‪ ،‬السممير‬
‫‪.2/482‬‬
‫)( ُأبي بن كعب بن قيس بن عبيد النصاري أبممو المنممذر‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫سيد القراء كان من اصحاب العقبة الثاني‪ ،‬وشممهد بممدرًا‪،‬‬


‫‪623‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫وثابت بن قيس)‪ (1‬وخالد بممن سممعيد بممن العمماص‬
‫وحنظلممة بممن الربيممع السممدي)‪ (3‬وزيممد بممن ثممابت‬
‫ومعاوية وشرحبيل بن حسنة)‪.y (4‬‬
‫وأما قوله‪» :‬إن معاوية لم يممزل مشممركا مممدة‬
‫كون النبي ‪ ‬مبعوثا«‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬ل ريب أن معاوية وأباه وأخاه وغيرهممم‬
‫أسلموا عام فتح مكممة قبممل ممموت النممبي ‪ ‬بنحممو‬
‫كان عمر يسميه سيد المسلمين‪ ،‬ت فممي خلفممة عثمممان‬
‫علممى الصممحيح‪ ،‬الصممابة ‪ ،27-1/26‬السممتيعاب ‪-1/126‬‬
‫‪.134‬‬
‫)( ثابت بمن قيمس بمن شمماس بمن زهيمر بمن مالمك بمن‬ ‫‪1‬‬

‫امريممء القيممس الخزرجممي أبممو محمممد وقيممل أبممو عبممد‬


‫الرحمممن خطيممب النصممار‪ ،‬شممهد أحممد وبيعممة الرضمموان‪،‬‬
‫استشهد يمموم اليمامممة‪ ،‬التقريممب‪ ،133 /‬السممير ‪-1/308‬‬
‫‪.314‬‬
‫)( خالد بن سعيد بممن العمماص بممن أميممة بممن عبممد شمممس‬ ‫‪2‬‬

‫القرشي‪ ،‬أحد السابقين الولين‪ ،‬استعمله الرسول علممى‬


‫صمنعاء‪ ،‬وقتمل يموم أجنمادين‪ ،‬الصمابة ‪ ،60-3/58‬السمير‬
‫‪.260-1/259‬‬
‫)( حنظلة بن الربيع السدي التميمي‪ ،‬أبو ربعممي الكمماتب‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫شهد مع خالد بن الوليد حروب العراق‪ ،‬قممال ابممن حبممان‪:‬‬


‫مممات فممي أيممام معاويممة‪ ،‬الصممابة ‪ ،270-2/269‬تهممذيب‬
‫الكمال ‪ ،443-7/438‬تهذيب التهذيب ‪.3/60‬‬
‫)( شرحبيل بن عبد الله بن المطاع حليف بني زهرة‪ ،‬أبو‬ ‫‪4‬‬

‫عبممد اللممه‪ ،‬أسمملم مبكممرا ً وهمماجر إلممى الحبشممة ثممم إلممى‬


‫المدينة‪ ،‬ت سنة ‪ 18‬هممم‪ ،‬الصممابة ‪ ،61-5/60‬السممتيعاب‬
‫‪ ،62-5/60‬التقريب‪.265 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪624‬‬
‫الرافضة‬
‫من ثلث سنين فكيف يكون مشركا مدة المبعممث‬
‫ومعاوية ‪ ‬كان حين بعث النممبي ‪ ‬صممغيرا كممانت‬
‫هند)‪ (1‬ترقصه ومعاوية ‪ ‬أسلم مع مسلمة الفتممح‬
‫مثل أخيه يزيد وسهيل بن عمممرو)‪ (2‬وصممفوان بممن‬
‫أمية)‪ (3‬وعكرمة بن أبي جهل)‪ (4‬وأبي سممفيان بممن‬
‫حممرب وهممؤلء كممانوا قبممل إسمملمهم أعظممم كفممرا‬
‫ومحاربة للنبي ‪ ‬من معاوية‪...‬‬
‫ومعاوية لم يعرف عنه قبممل السمملم أنممه آذى‬
‫)( هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبممد منمماف‬ ‫‪1‬‬

‫صحابية قرشية عالية الشهرة أم معاوية بن أبي سممفيان‪،‬‬


‫أهدر النبي دمها يوم الفتح فجاءته مع بعض النسمموة فممي‬
‫البطح فأعلنت إسلمها‪ ،‬الصممابة ‪ ،167-13/165‬العلم‬
‫‪.8/98‬‬
‫)( سهيل بن عمرو‪ ،‬أبو زيد‪ ،‬خطيممب قريممش وفصمميحهم‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومن أشرافهم‪ ،‬تأخر إسلمه ثم حسن إسلمه‪ ،‬استشممهد‬


‫يمموم اليرممموك‪ ،‬وقيممل غيممر ذلممك‪ .‬السممير ‪،195-1/194‬‬
‫الشذرات ‪ ،1/30‬التاريخ الكبير ‪.104-4/103‬‬
‫)( صفوان بن أمية‪ ،‬صحابي من المؤلفة قلمموبهم‪ ،‬أسمملم‬ ‫‪3‬‬

‫بعد الفتح‪ ،‬وروى أحاديث‪ ،‬حسن إسلمه‪ .‬شهد اليرممموك‪،‬‬


‫ت سنة ‪ 41‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،567-2/562‬تقريممب التهممذيب‪/‬‬
‫‪ ،276‬تهذيب التهذيب ‪.425-4/424‬‬
‫)( عكرمة بن أبي جهل أبو عثمممان القرشممي المخزومممي‬ ‫‪4‬‬

‫ن للفتممح وحسممن إسمملمه‪ ،‬وولممي‬ ‫المكي‪ ،‬أسلم سنة ثممما ٍ‬


‫أعمممال ً كممثيرة وتمموفي فممي الشممام مجاهممدا ً فممي معركممة‬
‫اليرموك وقيل استشممهد يمموم أجنممادين وقيممل غيممر ذلممك‪،‬‬
‫السممير ‪ ،324-1/323‬السممتيعاب ‪ ،122-8/116‬الصممابة‬
‫‪.37-7/36‬‬
‫‪625‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫للنبي ‪ ‬ل بيد ول بلسان فإذا كان من هممو أعظممم‬
‫معاداة للنممبي ‪ ‬مممن معاويممة قممد حسممن إسمملمه‬
‫وصار ممن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله‬
‫فما المانع أن يكون معاوية ‪ ‬كذلك‪.‬‬
‫وكان من أحسن الناس سيرة في وليته وهممو‬
‫ممن حسن إسلمه ولول محاربته لعلي ‪ ‬وتمموليه‬
‫الملك لم يذكره أحد إل بخير كما لم يممذكر أمثمماله‬
‫إل بخير‪ ،‬وهؤلء مسلمة الفتح معاويممة ونحمموه قممد‬
‫شممهدوا مممع النممبي ‪ ‬عممدة غممزوات كغممزاة حنيممن‬
‫والطائف وتبوك فلممه مممن اليمممان بممالله ورسمموله‬
‫والجهاد في سبيله ما لمثاله فكيممف يكممون هممؤلء‬
‫كفارا وقممد صمماروا مممؤمنين مجاهممدين تمممام سممنة‬
‫ثمان وتسع وعشر وبعض سنة إحدى عشرة؟()‪.(1‬‬
‫الرد على أقوال الرافضي‪:‬‬
‫)وكان باليمن يوم الفتممح يطعممن علممى رسممول‬
‫اللممه ‪ ‬وكتممب إلممى أبيممه صممخر بممن حممرب يعيممره‬
‫بإسلمه ويقممول أصممبوت إلممى ديممن محمممد وكتممب‬
‫إليه‪:‬‬
‫بعد الذين ببدر‬ ‫يا صخر ل تسلمن‬
‫أصبحوا فرقا‬
‫وحنظلة‬ ‫قوما‬ ‫وعم‬‫فتفضحنا‬
‫طوعاوخالي‬ ‫جدي‬
‫عن‬‫أرقا‬
‫هند‬‫ابنلنا‬
‫المهدي‬
‫خلى‬ ‫أهون من‬ ‫فالموتلهم‬
‫الم يا‬
‫العزى لقد فرقا‬ ‫الوشاة لنا‬ ‫قول‬
‫‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.429-4/427‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪626‬‬
‫الرافضة‬
‫والجواب‪ :‬أما قوله‪» :‬كان باليمن يطعن علممى‬
‫النبي ‪ ‬وكتب إلممى أبيممه صممخر بممن حممرب يعيممره‬
‫بإسلمه وكتب إليه البيات«‪.‬‬
‫هذا من الكذب المعلوم فإن معاوية إنممما كممان‬
‫بمكة لم يكن باليمن وأبوه أسلم قبل دخول النبي‬
‫‪ ‬مكة بمر الظهممران)‪ (1‬ليلممة نممزل بهمما وقممال لممه‬
‫العباس‪ :‬إن أبا سفيان يحب الشرف فقممال النممبي‬
‫‪» :‬من دخل دار أبههي سههفيان فهههو آمههن‬
‫ومن دخل المسجد فهههو آمههن ومهن ألقههى‬
‫السلح فهو آمن«)‪ (2‬وأبممو سممفيان كممان عنممده‬
‫من دلئل النبوة ما أخبره به هرقل)‪ (3‬ملك الممروم‬
‫لما سافر إلى الشام في الهدنممة الممتي كممانت بيممن‬
‫النبي ‪ ‬وبينهم وما كان عنده مممن أميممة بممن أبممي‬

‫)( موضع على مرحلة من مكة ذكر فممي الحممديث‪ ،‬وقممال‬ ‫‪1‬‬

‫عرام‪ :‬م مّر‪ :‬القريممة‪ ،‬والظهممران‪ :‬هممو المموادي‪ ،‬بهمما عيممون‬


‫كمثيرة ونخمل همو لسملم وهمذيل‪ ،‬قيمل بينهما وبيمن مكمة‬
‫خمسممة أميممال‪ ،‬معجممم البلممدان ‪ ،5/104‬مراصممد الطلع‬
‫‪.3/1257‬‬
‫)( مسلم في الجهمماد والسممير بمماب فتممح مكممة ‪-3/1407‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1408‬والمسمند ‪ ،2/538‬سميرة ابمن هشمام ‪ ،4/46‬زاد‬


‫المعاد ‪ 3/403‬وغيرها‪.‬‬
‫)( هرقل اسمه ولقبه قيصر‪ ،‬ملك الروم نحوا ً من خمس‬ ‫‪3‬‬

‫وعشرين سنة وقيل إحدى وثلثين سنة وفي أيممامه كممان‬


‫مبعممث النممبي ‪ ،‬وفممي وقتممه ملممك المسمملمون الشممام‪.‬‬
‫الكامل في التاريخ ‪ ،1/334‬فتح الباري ‪.1/33‬‬
‫‪627‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الصمملت)‪ (1‬لكممن الحسممد منعممه مممن اليمممان حممتى‬
‫أدخله الله عليه وهو كاره بخلف معاوية فممإنه لممم‬
‫يعرف عنه شيء من ذلك ول عن أخيه يزيد وهممذا‬
‫الشعر كذب على معاوية قطعا فإنه قال فيه‪:‬‬
‫لنا خلى ابن هند عن‬ ‫فالموت أهون من‬
‫وأزيلت‬‫فرقا‬ ‫لقد‬
‫الناس‬ ‫العزى‬
‫أسلم‬ ‫الوشاة‬
‫أنه بعد فتح مكة‬ ‫قول‬
‫ومعلوم‬
‫العزى‪ ،‬بعث النبي ‪ ‬إليها خالد بن الوليممد فجعممل‬
‫يقول‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أهانك‬ ‫يا عز كفرانك‬
‫لسبحانكقريبمما مممن عرفممات فلممم يبممق هنمماك ل‬
‫وكانت‬
‫عزى ول من يلومهم علممى تممرك العممزى فعلممم أن‬
‫هذا من وضع بعض الكممذابين علممى لسممان معاويممة‬
‫وهو كذاب جاهل لم يعلم كيف وقع المر‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وكذلك ما ذكممره مممن حممال جممده أبممي أميممة‬

‫)( أميممة بممن عبممد اللممه بممن الصمملت‪ ،‬شمماعر جمماهلي‪ ،‬أراد‬ ‫‪1‬‬

‫السلم قادما ً من الشام فعلم بمقتل ابنا خال له في بدر‬


‫فامتنع وأقام في الطائف إلى أن مات في السنة الثانية‪،‬‬
‫وقممال ابممن حجممر‪ :‬المعممروف أنممه مممات فممي سممنة ‪ 9‬هممم‪،‬‬
‫الصابة ‪ ،214-1/211‬العلم ‪.2/23‬‬
‫)( الستيعاب في معرفة الحبمماب فممي ترجمممة خالممد بممن‬ ‫‪2‬‬

‫الوليد ‪.3/165‬‬
‫مثنمماة التحتانيممة‪،‬‬
‫)( هكممذا فممي المنهمماج "أميممة" باليمماء ال ُ‬ ‫‪3‬‬

‫والصواب حذفها "أمه"‪.‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪628‬‬
‫الرافضة‬
‫عتبة بن ربيعة)‪ (1‬وخاله الوليد بن عتبة)‪ (2‬وعم أمه‬
‫شيبة بن ربيعة)‪ (3‬وأخيه حنظلة)‪ (4‬أمر يشترك فيه‬
‫هو وجمهممور قريممش فممما منهممم مممن أحممد إل ولممه‬
‫أقارب كفار قتلوا كفارا أو ماتوا كفممارا فهممل كممان‬
‫في إسلمهم فضيحة؟!‬
‫وقد أسلم عكرمة بن أبمي جهمل وصمفوان بمن‬
‫أمية وكانا من خيار المسمملمين وأبواهممما قتل ببممدر‬
‫وكذلك الحارث بن هشممام)‪ (5‬قتممل أخمموه يمموم بممدر‬
‫وفي الجملممة الطعممن بهممذا طعممن فممي عامممة أهممل‬
‫اليمان وهل يحممل لحممد أن يطعممن فممي علممي بممأن‬
‫)( عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‪ ،‬أبو الوليد‪ ،‬أحد سممادات‬ ‫‪1‬‬

‫قريممش فممي الجاهليممة‪ ،‬كممان موصمموفا ً بممالرأي والحلممم‬


‫مشركا ً وقتل بها سممنة ‪ 2‬هممم‪ .‬البدايممة‬
‫والفضل‪ ،‬حضر بدر ُ‬
‫والنهاية ‪ ،3/273‬تاريخ الطبري ‪ ،2/445‬العلم ‪.4/200‬‬
‫)( الوليد بن عتبممة بممن أبممي سممفيان‪ ،‬ولممي لعمممه معاويممة‬ ‫‪2‬‬

‫المدينة‪ ،‬كان ذا جود‪ ،‬وحلم وسممؤدد‪ ،‬وديانممة‪ ،‬مممات سممنة‬


‫‪ 64‬هم‪ ،‬الشذرات ‪ ،1/72‬السير ‪.3/534‬‬
‫)( شيبة بن ربيعة بن عبد شمس‪ ،‬من زعماء قريش فممي‬ ‫‪3‬‬

‫الجاهلية أدرك السلم وقتل على الوثنية في غزوة بممدر‪،‬‬


‫البداية ‪ ،3/293‬العلم ‪.3/181‬‬
‫)( حنظلة بن ربيعة لم أجد له ترجمة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الحارث بن هشام بممن المغيممرة المخزومممي القرشممي‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫أبممو عبممدالرحمن صممحابي كممان شممريفا ً فممي الجاهليممة‬


‫والسلم‪ ،‬شهدا بدرا ً مع المشركين‪ ،‬أسلم يوم فتح مكة‪،‬‬
‫مممات فممي الشممام بطمماعون عمممواس‪ ،‬وقيممل غيممر ذلممك‪،‬‬
‫الصابة ‪ ،2/182‬العلم ‪.2/158‬‬
‫‪629‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عمه أبا لهممب)‪ (1‬كممان شممديد العممداوة للنممبي ‪ ‬أو‬
‫يطعن في العباس ‪ ‬بأن أخاه كممان معاديمما للنممبي‬
‫‪ ‬أو يعيممر عليمما بكفممر أبممي طممالب أو يعيممر بممذلك‬
‫العباس وهل مثل ذلك إل من كلم مممن ليممس مممن‬
‫المسلمين؟‬
‫ثم الشممعر المممذكور ليممس مممن جنممس الشممعر‬
‫القديم بل هو شعر رديء()‪.(2‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)إن معاوية كان مقيما على شممركه هاربمما مممن‬
‫النبي ‪ ‬لنه كان قد أهدر دمممه فهممرب إلممى مكممة‬
‫فلما لم يجد له مأوى صار إلى النممبي ‪ ‬مضممطرا‬
‫فأظهر السلم وكان إسلمه قبل ممموت النممبي ‪‬‬
‫بخمسة أشهر«‬
‫فهذا من أظهر الكذب فإن معاوية أسلم عممام‬
‫الفتح باتفمماق النمماس وقممد تقممدم قمموله‪» :‬إنممه مممن‬
‫المؤلفة قلوبهم« والمؤلفة قلوبهم أعطاهم النممبي‬
‫‪ ‬عام حنين مممن غنممائم همموازن)‪ (3‬وكممان معاويممة‬

‫)( هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم‪ ،‬وقد سبقت‬ ‫‪1‬‬

‫ترجمته‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.436-4/431‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الترمممذي‪ ،‬كتمماب الزكمماة‪ ،‬بمماب ممما جمماء فممي إعطمماء‬ ‫‪3‬‬

‫المؤلفة قلوبهم ‪ ،45-3/44‬وانظر‪ :‬السير ‪ ،3/122‬تاريممخ‬


‫المم والملوك ‪.3/90‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪630‬‬
‫الرافضة‬
‫ممن أعطاه منهمما والنممبي ‪ ‬كممان يتممألف السممادة‬
‫المطاعين في عشائرهم فإن كان معاوية هاربا لم‬
‫يكن من المؤلفممة قلمموبهم ولممو لممم يسمملم إل قبممل‬
‫موت النبي ‪ ‬بخمسة أشممهر لممم يعممط شمميئا مممن‬
‫غنائم حنين‪.‬‬
‫ومممن كممانت غممايته أن يممؤمن لممم يحتممج إلممى‬
‫تأليف‪ ...‬فإنه أسلم عند فتح مكة واسممتكتبه النممبي‬
‫‪ ‬لخبرته وأمانته ول يعرف عنه ول عن أخيه يزيد‬
‫بن أبي سفيان أنهما آذيا النبي ‪ ‬كما كممان يممؤذيه‬
‫بعض المشركين‪.‬‬
‫وأما يزيممد‪ ....‬فهممذا صممالح مممن خيممار الصممحابة‬
‫واستعمله الصديق أحد أمممراء الشممام ومشممى فممي‬
‫ركابه ومات في خلفمة عممر فمولى عممر ‪ ‬أخماه‬
‫معاوية ‪ ‬مكانه أميمرا ثمم لمما ولمي عثممان أقمره‬
‫على المارة وزاده وبقي أميرا إلى أن قتمل عثممان‬
‫ووقعت الفتنة إلى أن قتل أمير المممؤمنين علممي ‪‬‬
‫وبايع أهل العراق الحسن بن علي رضي الله عنهما‬
‫فأقام ستة أشهر ثم سلم المر إلى معاوية تحقيقمما‬
‫لما ثبت في الصحيح عن النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪» :‬إن‬
‫ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بيههن فئتيههن‬
‫عظيمتين من المسلمين«)‪ (1‬وبقي معاوية بعد‬
‫ذلك عشرين سنة ومات سنة ستين‪.‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪631‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ومما يبين كذب ما ذكره هذا الرافضي أنه لممم‬
‫يتأخر إسلم أحد من قريش إلى هذه الغاية وكممان‬
‫النبي ‪ ‬قد بعث أبا بكر عام تسع بعد الفتح بأكثر‬
‫من سنة ليقيمن الحج وينادي أن ل يحج بعد العممام‬
‫مشرك ول يطوف بالبيت عريان وفي تلممك السممنة‬
‫نبذت العهود إلى المشركين وأجلمموا أربعممة أشممهر‬
‫فانقضت المدة فممي سممنة عشممر فكممان هممذا أمانمما‬
‫عاما لكل مشرك مممن سممائر قبممائل العممرب وغممزا‬
‫النبي ‪ ‬غزوة تبمموك سممنة تسممع لقتممال النصممارى‬
‫بالشام وقد ظهر السلم بأرض العرب؟!‬
‫ولو كان لمعاويممة مممن الممذنوب ممما كممان لكممان‬
‫السلم يجب ما قبله فكيف ولممم يعممرف لممه ذنممب‬
‫يهرب لجلممه؟! أو يهممدر دمممه لجلممه وأهممل السممير‬
‫والمغازي متفقون على أنه لم يكممن معاويممة ممممن‬
‫أهدر دمه عام الفتح‪...‬‬
‫فكيف يهدر دم معاوية وهو شاب صغير ليممس‬
‫له ذنب يختص به ول عممرف عنممه أنممه كممان يحممض‬
‫على عداوة النبي ‪ ‬وقممد أمممن رءوس الحممزاب؟‬
‫فهممل يظممن هممذا إل مممن هممو مممن أجهممل النمماس‬
‫بالسيرة؟ وهذا الذي ذكرناه مجمع عليه بيممن أهممل‬
‫العلم مذكور في عامة الكتممب المصممنفة فممي هممذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪632‬‬
‫الرافضة‬
‫وقممد بسممطنا الكلم علممى هممذا فممي كتمماب‬
‫)‪(1‬‬
‫»الصارم المسمملول علممى شمماتم الرسممول ‪«‬‬
‫لممما ذكرنمما مممن أهممدر النممبي ‪ ‬دمممه عممام الفتممح‬
‫وذكرناهم واحدا واحدا()‪.(2‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)وقد روى عبد الله بن عمر قال‪ :‬أتيممت النممبي‬
‫‪ ‬فسمعته يقول‪» :‬يطلع عليكم رجل يمههوت‬
‫على غير سنتي فطلع معاوية« وقممام النممبي‬
‫‪ ‬خطيبا فأخذ معاوية بيممد ابنممه يزيممد وخممرج ولممم‬
‫يسمع الخطبة فقال النبي ‪» ‬لعن الله القههائد‬
‫والمقود أي يوم يكههون للمههة مههع معاويههة‬
‫ذي الساءة«‪.‬‬
‫فههالجواب أن يقههال أولً‪ :‬نحمممن نطمممالب‬
‫بصحة هذا الحديث فإن الحتجاج بالحديث ل يجوز‬
‫إل بعد ثبوته ونحن نقول هذا في مقممام المنمماظرة‬
‫وإل فنحن نعلم قطعا أنه كذب‪.‬‬
‫ويقههال ثانيًهها‪ :‬هممذا الحممديث مممن الكممذب‬
‫الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحممديث ول يوجممد‬
‫في شيء من دواوين الحديث التي يرجع إليها في‬
‫معرفمة الحمديث وليمس لمه إسمناد معمروف وهمذا‬

‫)( الصارم المسلول من ص ‪ 3‬حتى ص ‪.178‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.442-4/436‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪633‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المحتج به لممم يممذكر لممه إسممنادا ثممم مممن جهلممه أن‬
‫يروي مثل هذا عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن‬
‫عمممر كممان مممن أبعممد النمماس عممن س مب الصممحابة‬
‫وأروى الناس لمنمماقبهم وقمموله فممي مممدح معاويممة‬
‫معروف ثممابت عنممه حيممث يقممول‪» :‬ممما رأيممت بعممد‬
‫رسول الله ‪ ‬أسود من معاوية‪ ،‬قيل لممه‪ :‬ول أبممو‬
‫بكر وعمر فقال‪ :‬كان أبو بكر وعمر خيممرا منممه‪ ،‬وممما‬
‫رأيت بعد رسول الله ‪ ‬أسود من معاوية«)‪.(1‬‬
‫قال أحمد بن حنبل‪" :‬السيد الحليممم")‪ (2‬يعنممي‬
‫معاوية وكان معاوية كريما حليما‪.‬‬
‫ثم إن خطب النبي ‪ ‬لم تكن واحدة بل كممان‬
‫يخطممب فممي الجمممع والعيمماد والحممج وغيممر ذلممك‬
‫ومعاويممة وأبمموه يشممهدان الخطممب كممما يشممهدها‬
‫المسمملمون كلهممم أفتراهممما فممي كممل خطبممة كانمما‬
‫يقومان ويمكنان من ذلك‪ ،‬هذا قدح فممي النممبي ‪‬‬
‫وفممي سممائر المسمملمين إذ يمكنممون اثنيممن دائممما‬
‫يقومان ول يحضران الخطبة ول الجمعممة وإن كانمما‬
‫يشهدان كل خطبة فما بالهما يمتنعان مممن سممماع‬
‫خطبة واحدة قبل أن يتكلم بها؟‬

‫)( البدايممممة والنهايممممة ‪ ،8/35‬السممممير ‪،3/152‬مممم ‪،153‬‬ ‫‪1‬‬

‫السممتيعاب ‪ ،10/139‬العواصممم مممن القواسممم تعليممق‬


‫الستاذ محب الدين الخطيب‪.211 /‬‬
‫)( السنة للخلل ‪.442-2/441‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪634‬‬
‫الرافضة‬
‫ثم من المعلوم من سيرة معاوية أنه كان مممن‬
‫أحلم النمماس وأصممبرهم علممى مممن يممؤذيه وأعظممم‬
‫الناس تأليفا لمن يعاديه فكيممف ينفممر عممن رسممول‬
‫الله ‪ ‬مممع أنممه أعظممم الخلممق مرتبممة فممي الممدين‬
‫والدنيا وهو محتاج إليممه فممي كممل أممموره فكيممف ل‬
‫يصبر على سماع كلمه وهو بعد الملك كان يسمع‬
‫كلم مممن يسممبه فممي وجهممه فلممماذا ل يسمممع كلم‬
‫النبي ‪ ‬وكيف يتخذ النبي ‪ ‬كاتبا هذه حاله؟‬
‫وقمموله‪» :‬إنممه أخممذ بيممد ابنممه زيممدا أو يزيممد«؛‬
‫فمعاوية لم يكن له ابن اسمه زيممد وممما يزيممد ابنممه‬
‫الذي تولى بعده الملك وجرى في خلفته ما جرى‬
‫فإنما ولد في خلفة عثمان باتفاق أهل العلممم ولممم‬
‫يكن لمعاوية ولد على عهد رسول الله ‪‬‬
‫قال الحافظ أبو الفضممل بممن ناصممر)‪ :(1‬خطممب‬
‫معاوية ‪ ‬في زمن رسول الله ‪ ‬فلم يزوج لنممه‬
‫كان فقيرا وإنما تزوج في زمن عمممر ‪ ‬وولممد لممه‬
‫يزيممد فممي زمممن عثمممان بممن عفممان ‪ ‬سممنة سممبع‬

‫محدث‪ ،‬محمد بن ناصر‬ ‫)( أبو الفضل بن ناصر‪ :‬المام‪ ،‬ال ُ‬ ‫‪1‬‬

‫بن محملي السلمي البغممدادي ولممد سممنة ‪ 467‬هممم‪ ،‬كممان‬


‫من أئمة اللغة‪ ،‬وقد اعتنق مذهب المام أحمد بممن حنبممل‬
‫في الصول والفروع‪ ،‬وهممو ثقممة ثبممت‪ ،‬ت سممنة ‪ 550‬هممم‪،‬‬
‫السمممير ‪ ،271-20/265‬الشمممذرات ‪ ،156-4/155‬ذيمممل‬
‫طبقات الحنابلة ‪.229-1/225‬‬
‫‪635‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وعشرين من الهجرة)‪.(1‬‬
‫ثم نقول ثالثًما‪ :‬هممذا الحممديث يمكممن معارضممته‬
‫بمثله من جنسه بما يممدل علممى فضممل معاويممة ‪‬‬
‫قممال الشمميخ أبممو الفممرج بممن الجمموزي فممي كتمماب‬
‫الموضوعات‪ :‬قد تعصب قوم ممممن يممدعي السممنة‬
‫فوضممعوا فممي فضممل معاويممة ‪ ‬أحمماديث ليغيظمموا‬
‫الرافضة وتعصب قوم من الرافضممة فوضممعوا فممي‬
‫)‪،(2‬‬
‫ذمه أحاديث وكل الفريقين على الخطأ القبيممح(‬
‫)‪.(3‬‬
‫ثممم رد علممى افممتراء الرافضممي علممى معاويممة‬
‫فقال‪:‬‬
‫)وأما قمموله إن معاويممة قتممل جمعمما كممثيرا مممن‬
‫خيار الصحابة فيقال‪ :‬الذين قتلمموا مممن الطممائفتين‬
‫قتل هؤلء من هؤلء وهؤلء من هؤلء وأكثر الذين‬
‫كانوا يختممارون القتممال مممن الطممائفتين لممم يكونمموا‬
‫يطيعممون ل عليمما ول معاويممة وكممان علممي ومعاويممة‬
‫رضي اللممه عنهممما أطلممب لكممف الممدماء مممن أكممثر‬
‫المقتتلين لكن غُلبا فيما وقع‪ ....‬ثم قتممال أصممحاب‬
‫معاوية معممه لممم يكممن لخصمموص معاويممة بممل كممان‬

‫)( انظر السير ‪.3/122‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الموضوعات ‪.2/15‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.447-4/433‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪636‬‬
‫الرافضة‬
‫لسباب أخرى وقتال الفتنه مثل قتممال الجاهليممة ل‬
‫تنضبط مقاصد أهله واعتقاداتهم كما قال الزهري‪:‬‬
‫وقعت الفتنة وأصحاب رسمول اللمه ‪ ‬متموافرون‬
‫فأجمعوا أن كل دم أو مال أو فرج أصمميب بتأويممل‬
‫القرآن فإنه هدر أنزلوهم منزلة الجاهلية)‪.(2)((1‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)وقد أحسن بعض الفضلء في قوله شممر مممن‬
‫إبليس من لم يسممبقه فممي سممالف طمماعته وجممرى‬
‫معه في ميدان معصيته‪ ...‬ومعاويممة لممم يممزل فممي‬
‫الشراك وعبادة الصنام إلى أن أسلم بعممد ظهممور‬
‫النبي ‪ ‬بمدة طويلة ثم استكبر عممن طاعممة اللممه‬
‫في نصب أمير المؤمنين عليه إماممما وبممايعه الكممل‬
‫بعد قتممل عثمممان وجلممس مكممانه فكممان شممرا مممن‬
‫إبليس‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬هممذا الكلم فيممه مممن الجهممل والضمملل‬
‫والخروج على ديممن السمملم وكممل ديممن بممل وعممن‬
‫العقل الذي يكون لكثير من الكفار مال يخفى عن‬
‫من تدبره‪.‬‬
‫أما أولً‪ :‬فلن إبليس أكفر من كل كافر وكل‬
‫سممنة للخلل ‪،151‬مم ‪ 152‬بلفظممه‪ ،‬السممنن الكممبرى‬
‫)( ال ُ‬ ‫‪1‬‬

‫للممبيهقي بمعنمماه ‪ ،8/175‬وصممححه اللبمماني فممي إرواء‬


‫الغليل ‪.8/116‬‬
‫)( المنهاج ‪.468-4/467‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪637‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مممن دخممل النممار فمممن أتبمماعه كممما قممال تعممالى‪:‬‬
‫م‬‫ههه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬‫عهه َ‬
‫ن ت َب ِ َ‬
‫مهه ْ‬
‫م ّ‬
‫و ِ‬ ‫مْنهه َ‬
‫ك َ‬ ‫م ِ‬
‫هّنهه َ‬
‫ج َ‬
‫ن َ‬
‫مل ّ‬ ‫‪‬ل ْ‬
‫ن‪ ،(1)‬وهو المر لهم بكل قبيح‪ ،‬المزيممن لممه‬ ‫َ‬
‫عي َ‬‫م ِ‬
‫ج َ‬
‫أ ْ‬
‫فكيمممف يكمممون أحمممد شمممرا منمممه؟ ل سممميما ممممن‬
‫المسلمين ل سيما من الصحابة‪.‬‬
‫وقول هذا القممائل »شممر مممن إبليممس مممن لممم‬
‫يسبقه في سالف طاعة وجممرى معممه فممي ميممدان‬
‫المعصية« يقتضي أن كل من عصى الله فهو شممر‬
‫مممن إبليممس؛ لنممه لممم يسممبقه فممي سممالف طاعممة‬
‫وجرى معه في ميدان المعصية وحينئذ فيكون آدم‬
‫وذريته شرا من إبليس فإن النبي ‪ ‬قممال‪» :‬كههل‬
‫بنهههههي آدم خطهههههاء وخيهههههر الخطهههههائين‬
‫التوابون«)‪.(2‬‬
‫ثم هل يقول من يؤمن بالله واليمموم الخممر إن‬
‫مممن أذنممب ذنبمما مممن المسمملمين يكممون شممرا مممن‬
‫إبليس أو ليس هذا مممما يعلممم فسمماده بالضممطرار‬
‫من دين السمملم وقممائل هممذا كممافر كفممرا معلوممما‬
‫بالضرورة مممن الممدين وعلممى هممذا فالشمميعة دائممما‬
‫يذنبون فيكون كل منهم شرا من إبليس‪...‬‬

‫)( ص‪.85 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ابممن ممماجه فممي الزهممد بمماب ذكممر التوبممة ‪،2/1420‬‬ ‫‪2‬‬

‫والمسند ‪.3/198‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪638‬‬
‫الرافضة‬
‫ثانيا‪ :‬فهذا الكلم كلم بل حجة بممل هممو‬ ‫ً‬ ‫وأما‬
‫باطل في نفسه فلم قلت إن شرا من إبليس مممن‬
‫لم يسبقه في سالف طاعة وجرى معه في ميدان‬
‫معصممية وذلممك أن أحممدا ل يجممري مممع إبليممس فممي‬
‫ميممدان معصمميته؟ كلهمما فل يتصممور أن يكممون فممي‬
‫الدميين من يسمماوي إبليممس فممي معصمميته بحيممث‬
‫يضل الناس كلهم ويغويهم‪.‬‬
‫ويقال ثالثا‪ :‬ما الدليل على أن إبليممس كممان‬
‫أعبد الملئكة إلخ‪ ،‬فإن هذا أمر إنممما يعلممم بالنقممل‬
‫الصادق وليس في القرآن شيء من ذلممك ول فممي‬
‫ذلك خبر صحيح عن النبي ‪ ‬وهل يحتج بمثل هذا‬
‫في أصول الدين إل من هو من أعظم الجاهلين؟!‬
‫وما وصف الله ول رسوله ‪ ‬إبليس بخير قط‬
‫ول بعبادة متقدمة ول غيرهمما مممع أنممه لممو كممان لممه‬
‫عبادة لكانت قد حبطت بكفره وردته‪.‬‬
‫ويقال رابعًا‪ :‬إن إبليس كفر كما أخممبر اللممه‬
‫ن‬
‫مهههه َ‬
‫ن ِ‬‫وك َهههها َ‬
‫سههههت َك ْب ََر َ‬ ‫تعممممالى ‪ِ‬إل إ ِب ِْليهههه َ‬
‫سا ْ‬
‫ن‪ (1)‬فلو قدر أنه كان له عمل صالح حبط‬ ‫ري َ‬‫ف ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كا ِ‬
‫بكفره كذلك غيره إذا كفر حبط عمله فأين تشبيه‬
‫المؤمنين بهذا؟!‬
‫ويقال خامسًا‪ :‬قوله‪» :‬إن معاويممة لممم يممزل‬
‫)( ص‪.74 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪639‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في الشراك إلى أن أسلم«؛ به يظهر الفرق فيما‬
‫قصد به الجمع فإن معاوية أسلم بعممد الكفممر وقممد‬
‫هههوا‬ ‫ن ي َن ْت َ ُ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ف هُروا إ ِ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ل ل ِل ّه ِ‬
‫قه ْ‬‫قممال تعممالى‪ُ  :‬‬
‫ف‪ (1)‬وتمماب مممن شممركه‬ ‫سهل َ َ‬ ‫قهدْ َ‬ ‫مهها َ‬
‫م َ‬ ‫فْر ل َ ُ‬
‫هه ْ‬ ‫غ َ‬
‫يُ ْ‬
‫ن‬ ‫وأقام الصلة وآتى الزكاة وقد قال تعالى‪َ  :‬‬
‫فإ ِ ْ‬
‫قاموا الصلةَ َ‬ ‫َتابوا َ‬
‫وان ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خ َ‬ ‫وا الّزك َههاةَ َ‬
‫ف هإ ِ ْ‬ ‫وآت َ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وأ َ ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‪ (2)‬وإبليممس كفممر بعممد إيمممانه فحبممط‬ ‫دي ِ‬
‫فههي ال ه ّ‬
‫ِ‬
‫إيمممانه بكفممره وذاك حبممط كفممره بإيمممانه فكيممف‬
‫يقاس من آمن بعد الكفر بمن كفر بعد اليمان؟!‬
‫ويقال سادسًا‪ :‬قممد ثبممت إسمملم معاويممة ‪‬‬
‫والسلم يجب ما قبله فمممن ادعممى أنممه ارتممد بعممد‬
‫ذلك كان مدعيا دعوى بل دليل لو لممم يعلممم كممذب‬
‫دعواه فكيمف إذا علمم كمذب دعمواه وأنمه مما زال‬
‫على السلم إلممى أن مممات كممما علممم بقمماء غيممره‬
‫على السلم فالطريق الذي يعلم بممه بقمماء إسمملم‬
‫أكثر الناس مممن الصممحابة وغيرهممم يعلممم بممه بقمماء‬
‫إسلم معاوية ‪ ‬والمدعي لرتداد معاوية وعثمان‬
‫وأبممي بكممر وعمممر ‪ y‬ليممس هممو أظهممر حجممة مممن‬
‫المدعي لرتداد علممي فممإن كممان المممدعي لرتممداد‬
‫علي كاذبا فالمدعي لرتداد هؤلء أظهممر كممذبا لن‬
‫الحجممة علممى بقمماء إيمممان هممؤلء أظهممر وشممبهة‬

‫)( النفال‪.38 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( التوبة‪.11 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪640‬‬
‫الرافضة‬
‫الخوارج أظهر من شبهة الروافض‪.‬‬
‫ويقههال سههابعا‪ :‬همممذه المممدعوى إن كمممانت‬
‫صمممحيحة ففيهممما ممممن القمممدح والغضاضمممة بعلمممي‬
‫والحسممن وغيرهممما ممما ل يخفممي وذلممك أنممه كممان‬
‫مغلوبا مع المرتدين وكان الحسممن قممد سمملم أمممر‬
‫المسلمين إلممى المرتممدين وخالممد بممن الوليممد قهممر‬
‫المرتدين‪ ...‬بل وكذلك جيمموش أبممو بكممر)‪ (1‬وعمممر‬
‫وعثمممان ونمموابهم فممإنهم كممانوا منصممورين علممى‬
‫الكفار وعلي عاجز عممن مقاومممة المرتممدين الممذين‬
‫هم من الكفار أيضا‪ ....‬وعلي ‪ ‬دعا معاويممة إلممى‬
‫السلم في آخر المر لما عجز عن دفعه عممن بلده‬
‫وطلب منه أن يبقى كل واحد منهما علممى ممما هممو‬
‫حَزن ُههوا‬
‫ول ت َ ْ‬
‫هُنوا َ‬
‫ول ت َ ِ‬‫عليه وقممد قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‪ (2)‬فممإن كممان‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫مه ْ‬‫م ُ‬‫ن ك ُن ْت ُه ْ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫عل َ ْ‬
‫و َ‬ ‫م ال ْ‬
‫وأن ْت ُ ُ‬‫َ‬
‫أصحابه مؤمنين وأولئك مرتممدين وجممب أن يكونمموا‬
‫العلين وهو خلف الواقع()‪.(3‬‬
‫ثم رد على قول الرافضي عن معاويههة‬
‫إنه جلس مكانه فقال‪:‬‬
‫)قولكم إنه جلس مكانه‪.‬‬
‫كممذب فممإن معاويممة لممم يطلممب المممر لنفسممه‬
‫)( هكذا في المنهاج والصواب "أبي"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( آل عمران‪.139 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.514-4/506‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪641‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ابتداء ول ذهب إلى علي لينزعه عن إمارته ولكممن‬
‫امتنع هو وأصحابه عن مبايعته وبقي على ممما كممان‬
‫عليه واليا على من كان واليا عليه في زمممن عمممر‬
‫وعثمان ولما جرى حكم الحكمين إنما كان متوليمما‬
‫على رعيته فقط فإن أريد بجلوسه في مكانه أنممه‬
‫استبد بالمر دونه في تلك البلد فهذا صحيح لكممن‬
‫معاوية ‪ ‬يقول‪ :‬إني لم أنازعه شيئا هو فممي يممده‬
‫ولم يثبت عندي ما يوجب علي دخولي في طاعته‬
‫وهذا الكلم سواء كان حقا أو باطل ل يوجب كممون‬
‫صاحبه شرا من إبليس ومن جعل أصحاب رسممول‬
‫اللممه ‪ ‬شممرا مممن إبليممس فممما أبقممى غايممة فممي‬
‫الفتراء على اللممه ورسمموله والمممؤمنين والعممدوان‬
‫صهُر‬‫على خير القرون في مثل هذا المقام ‪‬إ ِن ّهها ل َن َن ْ ُ‬
‫في ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫م‬‫و َ‬
‫وَيهه ْ‬
‫ة الههدّن َْيا َ‬
‫حَيهها ِ‬ ‫مُنوا ِ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫سل ََنا َ‬
‫ُر ُ‬
‫هاُد‪ ،‬والهوى إذا بلغ بصمماحبه إلممى هممذا‬ ‫ش َ‬ ‫م ال ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫الحد فقد أخرج صاحبه عن ربقة العقل فضل عممن‬
‫العلم والدين فنسأل الله العافية من كل بليمة وإن‬
‫كممان حقّ ما علممى اللممه أن يممذل أصممحاب مثممل هممذا‬
‫الكلم وينتصر لعباده المؤمنين مممن أصممحاب نممبيه‬
‫وغيرهم من هؤلء المفترين الظالمين()‪.(1‬‬

‫***‬
‫)( المنهاج ‪.517 -506 /4‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪642‬‬
‫الرافضة‬
‫‪643‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثاني‬
‫أم المؤمنين عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪-‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)وأعظموا أمر عائشة على باقي نسمموانه مممع‬
‫أنه عليه لسمملم كممان يكممثر مممن ذكممر خديجممة بنممت‬
‫خويلد وقالت له عائشة إنك تكممثر مممن ذكرهمما وقممد‬
‫أبدلك الله خيرا منها فقال‪» :‬والله ما بدلت بههها‬
‫ما هو خير منها صدقتني إذ كههذبني النههاس‬
‫وآوتني إذ طردني الناس وأسعدتني بمالها‬
‫ورزقنههي اللههه الولههد منههها ولههم أرزق مههن‬
‫غيرها«‪.‬‬
‫والجههواب أول أن يقههال‪ :‬إن أهممل السممنة‬
‫ليسوا مجمعين على أن عائشة أفضممل نسممائه بممل‬
‫قد ذهب إلى ذلك كثير مممن أهممل السممنة واحتجمموا‬
‫بما في الصحيحين عن أبي موسى)‪ (1‬وعممن أنممس‬
‫رضممي اللممه عنهممما أن النممبي ‪ ‬قممال‪» :‬فضههل‬
‫عائشة علههى النسههاء كفضههل الثريههد علههى‬
‫سائر الطعام«)‪ (2‬والثريممد هممو أفضممل الطعمممة‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب "فضممل‬ ‫‪2‬‬

‫عائشة" ‪ ،4/220‬ومسلم في فضائل الصحابة باب "فممي‬


‫فضل عائشة" ‪ ،4/1895‬ولمم يمذكر روايمة أبمي موسمى‪،‬‬
‫وفي المسند ‪.6/159 ،409 ،4/394 ،264 ،3/156‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪644‬‬
‫الرافضة‬
‫لنه خبز ولحم‪...‬‬
‫وفي الصحيح عن عمرو بن العاص ‪ (1)‬قال‪:‬‬
‫»قلت‪ :‬يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قممال‪:‬‬
‫عائشة‪ ،‬قلت‪ :‬من الرجال؟ قممال‪ :‬أبوها‪ ،‬قلممت‪:‬‬
‫ثم من؟ قال‪ :‬عمر‪ ،‬وسمى رجال«)‪.(2‬‬
‫وهؤلء يقولون قمموله لخديجممة‪» :‬مها أبههدلني‬
‫الله بخير منههها«)‪ (3‬إن صممح معنمماه ممما أبممدلني‬
‫بخير لي منها لن خديجة نفعتممه فممي أول السمملم‬
‫نفعا لم يقم غيرها فيه مقامها فكانت خيرا له مممن‬
‫هذا الوجه لكونها نفعته وقت الحاجة لكممن عائشممة‬
‫صحبته في آخر النبوة وكمممال الممدين فحصممل لهمما‬
‫من العلم واليمان ما لم يحصل لمن لم يممدرك إل‬
‫أول زمن النبوة فكانت أفضل بهممذه الزيممادة فممإن‬
‫المة انتفعت بها أكثر مما انتفعممت بغيرهمما وبلغممت‬
‫من العلم والسنة ما لم يبلغه غيرها فخديجة كممان‬
‫خيرها مقصورا على نفس النبي ‪ ‬لممم تبلممغ عنممه‬
‫شيئا ولم تنتفع بها المممة كممما انتفعمموا بعائشممة ول‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخماري فمي فضمائل أصمحاب النمبي بماب "قمول‬ ‫‪2‬‬

‫ل" ‪ ،4/192‬ومسمملم فمي فضمائل‬ ‫النبي لو كنت متخممذا ً خلي ً‬


‫الصحابة باب "من فضائل أبي بكممر" ‪ ،4/1856‬والترمممذي‬
‫في المناقب باب "فضل عائشة" ‪ ،5/706‬ولممم يممذكر بعممد‬
‫أبي بكر أحدًا‪ ،‬والمسند ‪ 4/203‬وقد سبق‪.‬‬
‫مسند ‪.118-6/117‬‬ ‫)( رواه المام أحمد في ال ُ‬ ‫‪3‬‬
‫‪645‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كان الدين قد كمل حتى تعلمممه ويحصممل لهمما مممن‬
‫كمال اليمان به ما حصل لمن علمه وآمن به بعممد‬
‫كماله ومعلوم أن من اجتمع همه على شيء واحد‬
‫كان أبلغ فيه ممن تفرق همه في أعمممال متنوعممة‬
‫فخديجة رضي الله تعمالى عنهما خيمر لمه ممن همذا‬
‫الوجه ولكن أنواع البر لم تنحصر في ذلك‪.‬‬
‫وفمممي الجملمممة الكلم فمممي تفضممميل عائشمممة‬
‫وخديجة ليس هذا موضع استقصائه لكن المقصود‬
‫هنا أن أهل السنة مجمعمون علمى تعظيمم عائشمة‬
‫ومحبتها وأن نساءه أمهات المؤمنين اللتممي مممات‬
‫عنهمممن كمممانت عائشمممة أحبهمممن إليمممه وأعلمهمممن‬
‫وأعظمهن حرمة عند المسلمين‪.‬‬
‫وقممد ثبممت فممي الصممحيح)‪ (1‬أن النمماس كممانوا‬
‫يتحرون بهداياهم يوم عائشة لما يعلمون من حبممه‬
‫إياها حتى أن نساءه غرن من ذلممك وأرسمملن إليممه‬
‫فاطمة رضي الله عنها فقلن له نسألك العدل في‬
‫ابنممة أبممي قحافممة فقممال لفاطمممة‪» :‬أي بنيههة أل‬
‫تحبين مهها أحههب؟ قممالت‪ :‬بلممى‪ .‬قممال‪ :‬فههأحبى‬

‫)( البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي بمماب "فضممل‬ ‫‪1‬‬

‫عائشممة" ‪ ،4/221‬والهبممة‪ ،‬بمماب مممن أهممدى إلممى صمماحبه‬


‫وتحممرى بعممض … إلممخ ‪ ،3/132‬ومسمملم فممي فضممائل‬
‫الصممحابة بمماب فممي فضممل عائشممة ‪ ،4/1891‬والمسممند‬
‫‪.6/293‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪646‬‬
‫الرافضة‬
‫هذه« الحديث وهو في الصحيحين)‪.(1‬‬
‫وفي الصحيحين أيضا أن النممبي ‪ ‬قممال‪» :‬يهها‬
‫عههائش هههذا جبريههل يقههرأ عليههك السههلم‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬وعليه السلم ورحمة الله وبركاته ترى ما ل‬
‫نرى« ولما أراد فمراق سمودة بنمت زمعمة)‪ (2‬وهبمت‬
‫يومها لعائشة رضي الله عنها بإذنه ‪ (3)‬وكان فممي‬
‫مرضه الذي مممات فيممه يقممول‪ :‬أين أنهها اليههوم؟‬
‫استبطاء ليوم عائشة ثم استأذن نساءه أن يمرض‬
‫في بيت عائشة رضي الله عنها فمرض فيه‪ ،‬وفي‬
‫)‪(4‬‬
‫بيتها توفي بيممن سممحرها ونحرهمما وفممي حجرهمما‬
‫)( البخاري في الهبة باب من أهدى إلى صمماحبه وتحممري‬ ‫‪1‬‬

‫بعمممض نسمممائه دون بعمممض ‪ ،133-3/132‬ومسممملم فممي‬


‫فضائل الصحابة باب في فضل عائشممة ‪،1892-4/1891‬‬
‫والمسند ‪.151-150 ،6/88‬‬
‫)( البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي‪ ،‬بمماب "فضممل‬ ‫‪2‬‬

‫عائشة" ‪ ،220-4/219‬وفي الدب باب "من دعا صمماحبه‬


‫فنقص من اسمممه حرف مًا" ‪ ،7/119‬ومسمملم فممي فضممائل‬
‫الصحابة باب في "فضل عائشة" ‪.1896-4/1895‬‬
‫)( سودة بن زمعممة القرشممية العامريممة أم المممؤمنين أول‬ ‫‪3‬‬

‫من تزوج بها الرسول ‪ ‬بعد خديجة‪ ،‬توفيت فممي خلفممة‬


‫عمر وقيل غير ذلك‪ ،‬الصممابة ‪ ،324-12/323‬السممتيعاب‬
‫‪ ،55-13/53‬تجريمممد أسمممماء الصمممحابة ‪ ،2/280‬السمممير‬
‫‪.269-2/265‬‬
‫)( أبو داود فممي النكمماح بمماب فممي "القسممم بيممن النسمماء"‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2/602‬وابن ماجه في النكاح باب "المممرأة تهممب يومهمما‬


‫لصاحبتها" ‪ ،1/634‬والمسند ‪.6/117‬‬
‫‪647‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وجمع الله بين ريقه وريقها)‪.(1‬‬
‫وكانت رضي الله عنها مباركة على أمته حممتى‬
‫قال أسيد بن حضير)‪ :(2‬لما أنزل اللممه آيممة الممتيمم‬
‫بسببها ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ما نممزل‬
‫بك أمر قط تكرهينه إل جعل الله فممي للمسمملمين‬
‫بركة)‪.(3‬‬
‫وكان قممد نزلممت آيممات برائتهمما قبممل ذلممك لممما‬
‫رماهمما أهممل الفممك فبرأهمما اللممه مممن فمموق سممبع‬
‫سماوات)‪ (4‬وجعلها من الطيبات()‪.(5‬‬
‫وقد رد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)( البخاري في المغازي‪ ،‬باب "مرض النممبي ‪ ‬ووفمماته"‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،5/139‬وفي الطب باب "حدثنا بشر بن محمممد" ‪،7/18‬‬


‫وفي مسلم في الصلة باب "استخلف المام إذا عممرض‬
‫له عذر … إلخ" ‪ ،313-1/312‬البخاري في المغازي باب‬
‫"مرض النممبي ‪ ‬ووفمماته" … إلممخ ‪ ،139-5/138‬م ‪-141‬‬
‫‪ ،142‬وفي المسند ‪.274 ،200 ،6/48‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ممموا ْ‬
‫م ُ‬ ‫دوا ْ َ‬
‫ممماء فَت َي َ ّ‬ ‫جم ُ‬ ‫)( البخاري باب قوله تعالى‪ :‬فَل َ ْ‬
‫م تَ ِ‬ ‫‪3‬‬

‫صِعيدا ً ط َّيبًا…‪ ‬الية ‪ ،1/86‬وفي مسلم في الحيممض بمماب‬ ‫َ‬


‫الممتيمم ‪ ،1/279‬وفممي النسممائي فممي الطهممارة بمماب بممدء‬
‫التيمم ‪ ،165-1/163‬وفي المسند ‪.6/179‬‬
‫)( تفسير ابن كممثير ‪ ،3/278‬الممدر المنثممور فممي التفسممير‬ ‫‪4‬‬

‫المأثور ‪ ،170-6/167‬وجممامع البيممان عممن تأويممل القممرآن‬


‫ت‬‫خِبيَثمما ُ‬ ‫‪ ،109-10/106‬عنممد تفسممير قمموله تعممالى‪ :‬ال ْ َ‬
‫ت‪ ‬الية من سورة النور‪.26 /‬‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬
‫خِبيَثا ِ‬ ‫ن َوال ْ َ‬
‫خِبيُثو َ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫خِبيِثي َ‬
‫)( المنهاج ‪.308-4/301‬‬ ‫‪5‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪648‬‬
‫الرافضة‬
‫وأذاعت سر رسول الله ‪ ‬فقال‪) :‬وأممما قمموله‬
‫وأذاعت سر رسول الله ‪ ‬فل ريب أن الله تعالى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫جه ِ‬
‫وا ِ‬
‫ض أْز َ‬
‫عه ِ‬‫ي إ ِل َههى ب َ ْ‬
‫سهّر الن ّب ِه ّ‬ ‫يقممول‪َ  :‬‬
‫وإ ِذْ أ َ‬
‫فل َما ن َبأ َت به َ‬
‫ف‬
‫ع هّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْه ِ‬‫ه َ‬ ‫هَرهُ الل ّ ُ‬ ‫وأظْ َ‬ ‫ّ ْ ِ ِ َ‬ ‫ديًثا َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫قههال َ ْ‬‫ه َ‬
‫ها ب ِه ِ‬ ‫ما ن َب ّأ َ َ‬
‫فل َ ّ‬‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ن بَ ْ‬‫ع ْ‬
‫ض َ‬‫عَر َ‬‫وأ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َن ْب َأ َ َ‬
‫خِبيُر‪.(1)‬‬ ‫عِلي ُ‬‫ي ال ْ َ‬ ‫قا َ‬
‫ل ن َب ّأن ِ َ‬ ‫ذا َ‬
‫ه َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫وقد ثبت في الصحيح عن عمممر أنهممما عائشممة‬
‫)‪(3) (2‬‬
‫وحفصة ‪.‬‬
‫فيقههال أولً‪ :‬هممؤلء يعمممدون إلممى نصمموص‬
‫القرآن التي فيهمما ذكممر ذنمموب ومعمماص بين مة لمممن‬
‫نصت عنه من المتقدمين يتأولون النصوص بممأنواع‬
‫التأويلت وأهل السنة يقولون بل أصحاب الممذنوب‬
‫تابوا منها ورفع الله درجمماتهم بالتوبممة وهممذه اليممة‬

‫)( التحريم‪.3 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هي أن أم المؤمنين حفصة بنت أميممر المممؤمنين عمممر‬ ‫‪2‬‬

‫بممن الخطمماب رضممي اللممه عنهممما تزوجهمما النممبي ‪ ‬بعممد‬


‫انقضاء عدتها من خنيس بن حذيفة السممهمي سممنة ثلثممة‬
‫من الهجرة ولها نحو عشرين سنة‪ ،‬توفيت سممنة ‪ 41‬هممم‪،‬‬
‫قيل غيممر ذلممك‪ ،‬السممير ‪ ،231-2/227‬الصممابة ‪-12/197‬‬
‫‪.199‬‬
‫)( البخاري في تفسير القممرآن سممورة التحريممم بمماب ‪‬وَإ ِذ ْ‬ ‫‪3‬‬

‫ديثا ً‪ ‬اليممة ‪،70-6/69‬‬ ‫َ‬ ‫س مّر الن ّب ِم ّ َ‬ ‫َ‬


‫حم ِ‬
‫ج مهِ َ‬
‫ض أْزَوا ِ‬
‫ي إ ِلممى ب َعْ م ِ‬ ‫أ َ‬
‫ومسممملم كتممماب الطلق بممماب اليلء واعمممتزال النسممماء‬
‫وتخييرهن ‪.1113-2/1110‬‬
‫‪649‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ليست بأولى فممي دللتهمما علممى الممذنوب مممن تلممك‬
‫اليات فإن كان تأويل تلك سائغا كممان تأويممل هممذه‬
‫كممذلك وإن كممان تأويممل هممذه بمماطل فتأويممل تلممك‬
‫أبطل‪.‬‬
‫ويقال ثانيً ها‪ :‬بتقممدير أن يكممون هنمماك ذنممب‬
‫لعائشة وحفصة فيكونان قد تابتا منه وهممذا ظمماهر‬
‫ت‬
‫غ ْ‬ ‫صه َ‬ ‫ف َ‬
‫ق هدْ َ‬ ‫ن ت َُتوَبا إ َِلى الل ّه ِ‬
‫ه َ‬ ‫لقوله تعالى‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ما‪ (1)‬فممدعاهما اللممه تعممالى إلممى التوبممة فل‬ ‫قُلوب ُك ُ َ‬
‫ُ‬
‫يظن بهممما أنهممما لممم يتوبمما مممع ممما ثبممت مممن علممو‬
‫درجتهما وأنهممما زوجتمما نبينمما فممي الجنممة وأن اللممه‬
‫خيرهن بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله‬
‫والدار الخرة فاخترن الله ورسوله والدار الخممرة‬
‫ولذلك حرم الله عليه أن يتبدل بهن غيرهن وحرم‬
‫عليه أن يتزوج عليهن واختلف في إباحممة ذلممك لممه‬
‫بعد ذلك ومات عنهن وهن أمهات المممؤمنين بنممص‬
‫القرآن ثم قد تقممدم أن الممذنب يغفممر ويعفممى عنممه‬
‫بالتوبة وبالحسنات الماحية وبالمصائب المكفرة‪.‬‬
‫ويقال ثالثا‪ :‬المذكور عن أزواجه كالمممذكور‬
‫عمن شهد له بالجنة مممن أهممل بيتممه وغيرهممم مممن‬
‫الصحابة()‪.(2‬‬
‫وقد رد على زعم الرافضي‪:‬‬
‫)( التحريم‪.4 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.315-4/313‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪650‬‬
‫الرافضة‬
‫)أن رسول الله ‪ ‬قال لها‪» :‬إنههك تقههاتلين‬
‫عليا وأنت ظالمة له«(‪.‬‬
‫فقال‪ :‬وأما الحديث الذي رواه وهو قوله‪» :‬لهمما‬
‫تقاتلين عليا وأنت ظالمة له«)‪ (1‬فهذا ل يعرف فممي‬
‫شمميء مممن كتممب العلممم المعتمممدة ول لممه إسممناد‬
‫معروف وهو بالموضمموعات المكممذوبات أشممبه منممه‬
‫بالحاديث الصحيحة بل هو كذب قطعا فإن عائشممة‬
‫لم تقاتممل ولممم تخممرج لقتممال وإنممما خرجممت لقصممد‬
‫الصمملح بيممن المسمملمين وظنممت أن فممي خروجهمما‬
‫مصلحة للمسلمين ثم تمبين لهما فيمما بعمد أن تمرك‬
‫الخروج كان أولى فكانت إذا ذكرت خروجهمما تبكممي‬
‫حتى تبل خمارها)‪.(2‬‬
‫وهكذا عامة السمابقين نمدموا علمى مما دخلموا‬
‫فيه من القتال فندم طلحمة والزبيممر وعلممي رضمي‬
‫الله عنهم أجمعيمن ولمم يكمن يموم الجممل لهمؤلء‬
‫قصممد فممي القتتممال ولكممن وقممع القتتممال بغيممر‬
‫)‪(3‬‬
‫اختيارهم فإنه لما تراسل علي وطلحممة والزبيممر‬
‫وقصدوا التفاق على المصمملحة وأنهممم إذا تمكنمموا‬
‫ي غير راض‬ ‫طلبوا قتلة عثمان أهل الفتنة وكان عل ّ‬
‫بقتل عثمان ول معينا عليه كما كان يحلف فيقول‪:‬‬
‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر تفسير القرطبي ‪ ،181-14/180‬السير ‪.2/177‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪651‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والله ما قتلت عثمان ول مالت على قتله)‪ (1‬وهممو‬
‫الصادق البار فممي يمينممه فخشممي القتلممة أن يتفممق‬
‫علممي معهممم علممى إمسمماك القتلممة فحملمموا علممى‬
‫عسكر طلحة والزبير فظن طلحة والزبير أن عليمما‬
‫حمل عليهم فحملوا دفعا عن أنفسهم فظن علممي‬
‫أنهم حملوا عليه فحمل دفعا ً عممن نفسممه فمموقعت‬
‫الفتنة بغيممر اختيممارهم‪ ،‬وعائشممة رضممي اللممه عنهمما‬
‫راكبة‪ :‬ل قمماتلت‪ ،‬ول أمممرت بالقتممال‪ .‬هكممذا ذكممره‬
‫غير واحد من أهل المعرفة بالخبار)‪.(2‬‬
‫ثم رد على زعم الرافضي؛ أنها خالفت أمر‬
‫الله فقال‪:‬‬
‫وأما قوله‪ :‬وخالفت أمر الله في قوله تعممالى‪:‬‬
‫ج‬
‫ن ت ََبهههّر َ‬
‫جههه َ‬
‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫فهههي ب ُُيهههوت ِك ُ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن ِ‬
‫قهههْر َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ة الول َههى‪ ،(3)‬فهممي رض مي اللممه عنهمما لممم‬ ‫هل ِي ّ ِ‬
‫جا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫تتبرج تبرج الجاهلية الولى والمر بالستقرار فممي‬
‫البيوت ل ُينافي الخروج لمصلحة مممأمور بهمما‪ ،‬كممما‬
‫لو خرجت للحممج والعمممرة‪ ،‬أو خرجممت مممع زوجهمما‬
‫في سفره‪ ،‬فممإن هممذه اليممة قممد نزلممت فممي حيمماة‬
‫النبي ‪ ،‬وقد سافر بهن رسول الله ‪ ‬بعد ذلممك‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.317-4/316‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الحزاب‪.33 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪652‬‬
‫الرافضة‬
‫كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها‬
‫وغيرها‪ ،‬وأرسلها مع عبد الرحمن)‪ (1‬أخيها فأردفهمما‬
‫خلفه وأعمرها من التنعيم)‪.(2‬‬
‫وحجة الوداع كانت قبل وفمماة النممبي ‪ ‬بأقممل‬
‫من ثلثة أشهر بعممد نممزول هممذه اليممة‪ ،‬ولهممذا كممان‬
‫أزواج النبي ‪ ‬كما كممن يحججممن معممه فممي خلفممة‬
‫عمر ‪ ‬وغيره وكان عمر يوكل بقطارهن عثمممان‬
‫أو عبممد الرحمممن بممن عمموف‪ ،‬وإذا كممان سممفرهن‬
‫لمصلحةٍ جائزة فعائشة اعتقممدت أن ذلممك السممفر‬
‫مصلحة للمسلمين‪ ،‬فتأولت في ذلك‪.‬‬
‫والوعيد ل يتنمماول المجتهممد المتممأول وإن كممان‬
‫مخطئًا‪ ،‬فإن الله تعالى يقول في دعاء المممؤمنين‪:‬‬
‫خطَأ ْن َهها‪ (3)‬قممال‪:‬‬‫و أَ ْ‬ ‫َ‬
‫سيَنا أ ْ‬ ‫خذَْنا إ ِ ْ‬
‫ن نَ ِ‬ ‫‪َ‬رب َّنا ل ت ُ َ‬
‫ؤا ِ‬

‫)( عبد الرحمن بن أبممي بكممر شممقيق أم المممؤمنين شممهد‬ ‫‪1‬‬

‫بدرا ً مع المشركين وأسلم وهاجر قبممل الفتممح‪ ،‬كممان مممن‬


‫الرمممماة الشمممجعان‪ ،‬ت سمممنة ‪ 53‬همممم‪ ،‬وقيمممل غيرهممما‪،‬‬
‫الستيعاب ‪ ،6/29‬تجريد أسماء الصحابة ‪ ،1/350‬السممير‬
‫‪.473-2/471‬‬
‫)( التنعيم‪ :‬موضع بمكة خارج الحرم هو أدنى الحممل إليممه‬ ‫‪2‬‬

‫على طريق المدينة منه ُيحممرم المكيممون بممالعمرة‪ ،‬علممى‬


‫ثلثة أميال من مكة‪ ،‬معجممم البلممدان ‪ ،50-2/49‬مراصممد‬
‫الطلع ‪ ،1/277‬وأممما الن فقممد دخممل فممي مكممة وهممو‬
‫مشهور‪.‬‬
‫)( البقرة‪.286 /‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪653‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫قد فعلممت)‪ .(1‬فقممد عفممي للمممؤمنين عممن النسمميان‬
‫والخطأ‪ ،‬والمجتهد المخطئ مغفور له خطممؤه وإذا‬
‫غفر خطمأ همؤلء فمي قتمال الممؤمنين‪ ،‬فمالمغفرة‬
‫لعائشة لكونها لم تقر في بيتها – إذ كانت مجتهدة‬
‫– أولى‪.‬‬
‫وبهممذا ُيجمماب عممن خممروج عائشممة رضممي اللممه‬
‫عنهمما‪ ،‬وإذا كممان المجتهممد مخطئا ً فالخطممأ مغفممور‬
‫بالكتاب والسنة)‪.(2‬‬
‫ثم من جهل الرافضممة أنهممم ُيعظمممون أنسمماب‬
‫النبياء‪ :‬آباءهم وأبناءهم‪ ،‬ويقدحون فممي أزواجهممم‪،‬‬
‫كل ذلك عصبية واتباع هوى حتى ُيعظمون فاطمة‬
‫والحسممن والحسممين‪ ،‬ويقممدحون فممي عائشممة أم‬
‫المؤمنين)‪.(3‬‬
‫ريهدُ الل ّه ُ‬
‫ه‬ ‫وقد وضح أن قوله تعالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫مهها ي ُ ِ‬
‫م‬ ‫وي ُطَ ّ‬
‫هَرك ُه ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْه ِ‬
‫ت َ‬ ‫س أَ ْ‬
‫هه َ‬ ‫ج َ‬ ‫عن ْك ُ ُ‬
‫م الّر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ِي ُذْ ِ‬
‫ه َ‬
‫هيًرا‪ ،(4)‬يدل على أن نساء النبي ‪ ‬مممن أهممل‬ ‫ْ‬
‫ت َط ِ‬
‫بيته وأن سياق اليات يممدل علممى ذلممك فقممال بعممد‬
‫)( مسلم في اليمان باب "بيان أنه سممبحانه وتعممالى لممم‬ ‫‪1‬‬

‫ُيكلف إل ما ُيطاق" ‪ ،116-1/115‬المسند تحقيممق أحمممد‬


‫شاكر ‪،342-3/341‬م ‪ ،31-5/30‬تفسير الطممبري تحقيممق‬
‫محمود شاكر ‪.105-6/103 ،146-6/142‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،321-4/317‬انظر ‪.6/208‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،4/349‬انظر ‪.348-4/344‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الأحزاب‪.33 /‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪654‬‬
‫الرافضة‬
‫ْ‬
‫ت‬
‫ن ي َ هأ ِ‬
‫مه ْ‬
‫ي َ‬ ‫ذكره لقوله تعالى‪َ :‬يا ن ِ َ‬
‫سههاءَ الن ّب ِه ّ‬
‫ب‬ ‫ذا ُ‬ ‫عه َ‬ ‫ههها ال ْ َ‬ ‫ف لَ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ضهها َ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫مب َي ّن َه ٍ‬ ‫ة ُ‬ ‫شه ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫من ْك ُه ّ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫مه ْ‬ ‫و َ‬ ‫سههيًرا * َ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫عل َههى الل ّه ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ِ‬
‫ها‬ ‫ؤت ِ َ‬ ‫حا ن ُ ْ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫من ْك ُ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫قن ُ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫مهها * ي َهها‬ ‫ري ً‬ ‫قهها ك َ ِ‬ ‫رْز ً‬ ‫ههها ِ‬ ‫عت َهدَْنا ل َ َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫جَر َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ء إِ ِ‬ ‫سهها ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫مهه َ‬ ‫د ِ‬ ‫حهه ٍ‬ ‫ن ك َأ َ‬ ‫سههت ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫سههاءَ الن ِّبهه ّ‬ ‫نِ َ‬
‫في‬ ‫ذي ِ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫في َطْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قي ْت ُ ّ‬ ‫ات ّ َ‬
‫فههي‬ ‫ن ِ‬ ‫قههْر َ‬ ‫و َ‬ ‫فا * َ‬ ‫عُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫ول َ‬ ‫ق ْ‬‫ن َ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ة الوَلههى‬ ‫هل ِّيهه ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت ََبههّر َ‬ ‫جهه َ‬ ‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ُُيههوت ِك ُ ّ‬
‫قم هن الصههلةَ وآ َِتي هن الزك َههاةَ َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّه َ‬
‫ه‬ ‫عه َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وأ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫جهه َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫عن ْك ُ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ل ِي ُذْ ِ‬ ‫ريدُ الل ّ ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫مهها‬ ‫ن َ‬ ‫كههْر َ‬ ‫واذْ ُ‬ ‫هيههًرا * َ‬ ‫ْ‬
‫م ت َط ِ‬ ‫هَرك ُ ْ‬ ‫وي ُطَ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫مهه ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الّلهه ِ‬ ‫ن آ ََيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ي ُت َْلى ِ‬
‫خِبيًرا‪.(1)‬‬ ‫فا َ‬ ‫طي ً‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫وهذا السياق يدل … على أن أزواج النبي ‪‬‬
‫ممممن أهمممل بيتمممه‪ ،‬فمممإن السمممياق إنمممما همممو فمممي‬
‫مخاطبتهن)‪ ،(2‬وقد تنازع العلماء‪ :‬هل أزواجممه مممن‬
‫)‪(3‬‬
‫آلممه؟ علممى قممولين‪ :‬هممما روايتممان عممن أحمممد‬
‫أصحهما أنهم من آله وأهل بيته‪ ،‬كما دل على ذلك‬

‫)( الحزاب‪.34-30 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/23‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر تفسير القرطبي ‪.14/182‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪655‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ما في الصحيحين من قوله‪» :‬اللهم صلي على‬
‫محمهههد وعلهههى أزواجهههه وذريتهههه«)‪ (1‬وهمممذا‬
‫مبسوط في موضع آخر)‪.(2‬‬

‫***‬

‫)( رواه البخمماري فممي النبيمماء بمماب حممدثنا موسممى بممن‬ ‫‪1‬‬

‫إسماعيل ‪ ،4000/118‬ومسلم في الصمملة بمماب الصمملة‬


‫على النبي بعد التشهد ‪.306-1/160‬‬
‫)( المنهاج ‪.4/24‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪656‬‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الثالث‬
‫آل البيت‬
‫الرد علمى قمول الرافضمي‪) :‬العاشمر‪ :‬مما رواه‬
‫الجمهور من قول النبي ‪» :‬إني تههارك فيكههم‬
‫ما إن تمسهكتم بهه لهن تضهلوا‪ :‬كتهاب اللهه‬
‫وعترتي أهل بيتي‪ ،‬ولن يفترقا حتى يههردا‬
‫ي الحههوض«‪ .‬وقممال‪ :‬أهممل بيممتي فيكممم مثممل‬ ‫عل ّ‬
‫سفينة نوح‪ :‬من ركبها نجا‪ ،‬ومن تخلف عنها غممرق‪،‬‬
‫وهذا يدل على وجمموب التمسممك بقممول أهممل بيتممه‪،‬‬
‫وعلي سيدهم‪ ،‬فيكون واجب الطاعممة علممى الكممل‪،‬‬
‫فيكون هو المام‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن لفظ الحديث الممذي فممي صممحيح‬
‫مسلم عن زيد بن أرقم)‪ :(1‬قممام فينمما رسممول اللممه‬
‫‪ ‬خطيبما ً بممماء ي ُممدعى خممما بيممن مكممة والمدينممة‪،‬‬
‫فقال‪» :‬أما بعهد أيهها النهاس إنمها أنها بشهر‬
‫يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي‪،‬‬

‫)( زيد بن أرقم النصاري الخزرجي‪ ،‬نزيل الكوفممة‪ ،‬شممهد‬ ‫‪1‬‬

‫مصدقا ً له فممي‬‫غزوة مؤتة وغيرها‪ ،‬وهو الذي جاء القرآن ُ‬


‫قصة المنافقين يوم أن أخبر أن عبد الله بن ُأبممي يقممول‪:‬‬
‫لُيخرجممن العممز منهمما الذل … ت سممنة ‪ 66‬هممم‪ ،‬وقيممل‬
‫غيرها‪ ،‬الصابة ‪ ،39-4/38‬السممتيعاب ‪ ،40-4/38‬السممير‬
‫‪.168-3/165‬‬
‫‪657‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وإني تههارك فيكههم ثقليههن‪ :‬أولهمهها‪ :‬كتههاب‬
‫الله‪ ،‬فيه الهدى والنور‪ ،‬فخذوا بكتاب اللههه‬
‫واستمسكوا به‪ ،‬فحث على كتمماب اللممه ورغممب‬
‫فيه ثم قال‪ :‬وأهل بيتي‪ُ ،‬أذكركههم اللههه فههي‬
‫أهل بيتي«)‪.(1‬‬
‫وهذا اللفظ يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك‬
‫به وجعل المتمسك به ل يضل هو كتاب الله‪.‬‬
‫وهكذا جمماء فممي غيممر هممذا الحممديث‪ ،‬كممما فممي‬
‫صحيح مسلم عممن جممابر)‪ (2‬فممي حجممة المموداع لممما‬
‫خطب يوم عرفة وقال‪» :‬قد تركههت فيكههم مهها‬
‫لههن تضههلوا بعههده إن اعتصههمتم بههه‪ :‬كتههاب‬
‫اللههه‪ ،‬وأنتههم تسههألون عنههي فمهها أنتههم‬
‫قههائلون؟‪ ،‬قههالوا‪ :‬نشهههد أنههك قههد بلغههت‬
‫وأديههت ونصههحت‪ ،‬فقههال بإصههبعه السههبابة‬
‫يرفعها إلى السهماء وينكتهها إلهى النهاس‪:‬‬
‫"اللهم اشهد" ثلث مرات«)‪.(3‬‬
‫)( رواه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل علي‬ ‫‪1‬‬

‫بن أبي طالب رضي الله عنه ‪.1874 ،4/1873‬‬


‫)( جابر بن عبد الله بن حممرام النصمماري‪ ،‬المممام الكممبير‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المجتهد الحافظ‪ ،‬صاحب رسول اللممه ‪ ‬مممن أهممل بيعممة‬


‫مفتي المدينة في زمانه‪ ،‬ت سنة ‪ 78‬هممم‪،‬‬ ‫الرضوان‪ ،‬كان ُ‬
‫وقيمممل سمممنة ‪ 77‬همممم‪ ،‬الصمممابة ‪ ،47-2/46‬السمممتيعاب‬
‫‪ ،110-2/109‬تجريد أسماء الصحابة ‪.1/73‬‬
‫)( مسلم في الحج باب حجة النبي ‪. 2/890‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪658‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫وأما قوله »وعترتي أهههل بيههتي وأنههها‬
‫لن يفترقا حتى يردا على الحوض)‪ «(2‬فهممذا‬
‫سممئل عنممه أحمممد بممن حنبممل‬‫رواه الترمممذي‪ .‬وقممد ُ‬
‫فضعفه‪ ،‬وضعفه غير واحد من أهل العلممم وقممالوا‪:‬‬
‫ل يصح‪ .‬وقد أجاب عنه طائفممة بممما يممدل علممى أن‬
‫أهل بيتممه كلهممم ل يجتمعممون علممى ضممللة‪ ،‬قممالوا‪:‬‬
‫ونحممن نقممول بممذلك‪ ،‬كممما ذكممر ذلممك القاضممي أبممو‬
‫يعلى)‪ (3‬وغيره‪.‬‬
‫لكن أهممل الممبيت لممم يتفقمموا – وللممه الحمممد –‬
‫على شيء من خصائص مذهب الرافضة‪ ،‬بممل هممم‬
‫منزهون عن التدنس بشيٍء منه‪.‬‬ ‫المبرءون ال ُ‬
‫وأما قوله‪» :‬مثل أهل بيتي مثههل سههفينة‬
‫نوح«)‪ (4‬فهذا ل ُيعرف له إسممناد ل صممحيح ول هممو‬

‫)( هكذا في المنهاج ولعل الصواب )وأنهما(‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الترمذي في المناقب باب مناقب أهل بيممت النممبي ‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،5/663‬والمسممند ‪ ،3/14‬م ‪ ،17‬م ‪ ،26‬م ‪ ،59‬م ‪،182-5/181‬‬


‫‪.190-189‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه الحاكم في المسمتدرك‪ :‬كتمماب التفسمير‪ ،‬تفسمير‬ ‫‪4‬‬

‫سورة هود ‪ 2/343‬عن أبي ذر‪ ،‬وقال‪ :‬هذا حديث صممحيح‬


‫على شرط مسلم ولم ُيخرجمماه‪ ،‬وأورده السمميوطي فممي‬
‫الجامع الصغير ‪ ،2/460‬وعزاه إلى البزار عن ابن عباس‬
‫وابن الزبير وإلى الحاكم عن أبي ذر‪ ،‬ورمممز لممه بالحسممن‬
‫)ح( وضعفه اللباني في ضعيف الجامع ‪.5/131‬‬
‫‪659‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في شيء من كتب الحديث التي ُيعتمد عليها‪ ،‬فإن‬
‫كان قد رواه مثمل ممن يمروي أمثماله ممن حطماب‬
‫الليل الذين يروون الموضوعات فهممذا مممما يزيممده‬
‫وهنا‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن النبي ‪ ‬قال عن عممترته‪:‬‬
‫إنها والكتاب لن يفترقا حممتى يممردا عليممه الحمموض‪،‬‬
‫وهممو الصممادق المصممدوق‪ ،‬فيممدل علممى أن إجممماع‬
‫العترة حجة‪ ،‬وهذا قول طائفة من أصحابنا‪ ،‬وذكره‬
‫القاضي في "المعتمد" لكن العترة هم بنو هاشممم‬
‫كلهم‪ :‬ولد العباس‪ ،‬وولد علي‪ ،‬وولممد الحممارث بممن‬
‫عبد المطلب‪ ،‬وسائر بني أبممي طممالب وغيرهممم)‪،(1‬‬
‫وعلي وحده ليممس هممو العممترة‪ ،‬وسمميد العممترة هممو‬
‫رسول الله ‪.‬‬
‫يممبين ذلممك أن علممماء العممترة – كممابن عبمماس‬
‫وغيره – لم يكونوا يوجبون اتباع علي في كممل ممما‬
‫يقوله‪ ،‬ول كان علي يوجب على الناس طاعته في‬

‫)( كما ثبت في صحيح مسلم من قول زيد بن أرقم قممال‬ ‫‪1‬‬

‫له صحين – بعد ذكره الحديث »أذكركم الله أهممل بيممتي«‬


‫من أهل بيته؟ أليس نسماؤه ممن أهمل بيتمه؟‪،‬‬ ‫السابق – و َ‬
‫قال‪ :‬نساؤه مممن أهممل بيتممه‪ .‬ولكممن أهممل بيتممه مممن حممرم‬
‫الصدقة من بعده‪ .‬قال‪ :‬ومممن هممم؟ قممال‪ :‬هممم آل علممي‪،‬‬
‫وآل عقيل‪ ،‬وآل جعفر‪ ،‬وآل عباس‪ ،‬قال‪ :‬كل هؤلء حممرم‬
‫الصدقة؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪660‬‬
‫الرافضة‬
‫كممل ممما ُيفممتي بممه‪ ،‬ول أعممرف أن أحممدا ً مممن أئمممة‬
‫السلف – ل من بني هاشم ول غيرهم – قممال‪ :‬إنممه‬
‫يجب اتباع علي في كل ما يقوله)‪.(1‬‬
‫ثم رد على قول الرافضي‪ :‬الحادي عشممر‪ :‬ممما‬
‫رواه الجمهور مممن وجمموب محبتممه وممموالته‪ ،‬روى‬
‫مسنده أن رسول الله ‪ ‬أخممذ‬ ‫أحمد بن حنبل في ُ‬
‫بيممد الحسممن والحسممين‪ ،‬فقممال‪» :‬مههن أحبنههي‬
‫وأحب هههذين وأباهمهها وأمهمهها فهههو معههي‬
‫في درجتي يوم القيامة«)‪.(2‬‬
‫والجواب‪ :‬المطالبة بتصحيح النقل‪ ،‬وهيهات له‬
‫ل‪ :‬أحمممد‬‫بذلك‪ .‬وأما قوله "رواه أحمممد" فُيقممال‪ :‬أو ً‬
‫مسممند المشممهور‪ ،‬ولممه كتمماب مشممهور فممي‬ ‫لممه ال ُ‬
‫"فضائل الصحابة" روى فيه أحاديث‪ ،‬ل يرويها في‬
‫المسند لما فيها من الضممعف‪ ،‬لكونهمما ل تصمملح أن‬

‫)( المنهاج ‪.396-7/393‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه المممام أحمممد فممي المسممند تحقيممق أحمممد شمماكر‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،26-2/25‬وقممال إسممناده حسممن وقممد أطممال عليممه فممي‬


‫التعليمممق وفمممي فضمممائل الصمممحابة لمممه ‪.694-2/693‬‬
‫والترمذي في سننه في كتاب المناقب باب حدثنا سفيان‬
‫بن وكيع ‪ ،642-5/641‬وقال هذا حديث حسممن غريممب ل‬
‫نعرفه من حديث جعفر بن محمد إل من هذا الوجه‪ .‬وممما‬
‫ورد في "المسند" وفي "فضممائل الصممحابة" فليممس مممن‬
‫رواية المام أحمد بل هو من رواية ابنه عبد اللممه حممدثني‬
‫نصر بن علي الجهضمي الزدي …"‪.‬‬
‫‪661‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مسند‪ ،‬لكونها مراسيل أو ضعافا ً بغيممر‬ ‫ُتروى في ال ُ‬
‫الرسال‪ ،‬ثم إن هذا الكتاب زاد فيه ابنه عبممد اللممه‬
‫زيادات‪ ،‬ثم إن القطيعي – الذي رواه عن ابنه عبد‬
‫اللممه – زاد عممن شمميوخه زيممادات‪ ،‬وفيهمما أحمماديث‬
‫موضوعة باتفاق أهل المعرفة‪.‬‬
‫وبتقدير أن يكون أحمد روى الحديث‪ ،‬فمجممرد‬
‫رواية أحمد ل توجب أن يكون صحيحا ً يجب العمل‬
‫به‪ ،‬بل المممام أحمممد روى أحمماديث كممثيرة ليعممرف‬
‫ويممبين للنمماص ضممعفها‪ ،‬وهممذا فممي كلمممه وأجمموبته‬
‫أظهر وأكبر من أن يحتاج إلى بسط‪ ،‬ل سيما فممي‬
‫مثل هذا الصل العظيم‪ ،‬مممع أن هممذا مممن زيممادات‬
‫)‪(1‬‬
‫القطيعي‪ ،‬رواه عممن نصممر بممن علممي الجهضمممي‬
‫)‪(3‬‬
‫عن علي بن جعفر)‪ (2‬عن أخيه موسى بن جعفر‬
‫)‪.(4‬‬
‫)( نصر بن علي الجهضممي‪ ،‬وثقمه ابمن حبمان‪ ،‬روى عنمه‬ ‫‪1‬‬

‫ابنه ووكيع وعبيد الله بممن موسممى ومسمملم بممن إبراهيممم‪،‬‬


‫خلصة تهذيب الكمال ‪ ،92-3/91‬التقريب‪ ،561 /‬التاريخ‬
‫الكبير ‪ ،8/103‬السير ‪.12/136‬‬
‫)( علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي‬ ‫‪2‬‬

‫بن أبي طالب‪ ،‬هو أخو موسى الكاظم‪ ،‬وهو مقبول‪ ،‬وقد‬
‫روى عنممه الترمممذي روايممة واحممدة‪ ،‬ت سممنة ‪ 210‬هممم‪،‬‬
‫التقريب‪ ،399 /‬تهذيب التهذيب ‪.7/293‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.400-7/397‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪662‬‬
‫الرافضة‬
‫وقد ذكر أن الحسين رضي الله عنه استشممهد‬
‫يوم عاشمموراء سممنة ‪ 61‬هم م وأن الرافضممة أحممدثوا‬
‫الحزن والنوح واللطم في يوم عاشمموراء وقممابلهم‬
‫طائفة اتخممذته يمموم فممرح وعيممد فقممال )والحسممين‬
‫رضي الله عنه استشهد يوم عاشوراء سنة إحممدى‬
‫ملممك يزيممد‪ ،‬والحسممين‬ ‫وسممتين‪ ،‬وهممي أول سممنة ُ‬
‫استشهد قبل أن يتولى على شيء من البلد()‪.(1‬‬
‫وصار الشيطان بسبب قتل الحسين ‪ ‬يحدث‬
‫للناس بدعتين‪ :‬بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء‪،‬‬
‫مممن اللطممم والصممراخ والبكمماء والعطممش وإنشمماد‬
‫المراثي‪ ،‬وما ُيفضي إليه ذلممك مممن سممب السمملف‬
‫ولعنتهم‪ ،‬وإدخال من ل ذنب له مممع ذوي الممذنوب‪،‬‬
‫حممتى يسممب السممابقون الولممون‪ ،‬وتقممرأ أخبممار‬
‫مصرعه التي كثير منها دخلها الكذب‪ ،‬وكممان قصممد‬
‫من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقممة بيممن المممة‪،‬‬
‫مستحبا ً باتفاق المسلمين‪،‬‬ ‫فإن هذا ليس واجبا ً ول ُ‬
‫بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمممة مممن‬
‫أعظممم ممما حرمممه اللممه ورسمموله‪ ،‬وكممذلك بدعممة‬
‫السرور والفرح)‪.(2‬‬
‫وقد ثبت عنه ‪ ‬أنه قممال عممن الحسممن‪» :‬إن‬

‫)( المنهاج ‪.4/522‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/554‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪663‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بني هذا سيد‪ ،‬وسيصلح الله به بين فئتين‬
‫عظيمههتين مههن المسههلمين«)‪ ،(1‬فممأثنى علممى‬
‫مستحبا ً‬
‫الحسن بالصلح‪ ،‬ولو كان القتال واجبا ً أو ُ‬
‫لما مدح تاركه)‪.(2‬‬
‫وقممد رد علممى ادعمماء الرافضممي تحريممم ذريممة‬
‫فاطمة على النار)‪ ،(3‬فقال‪) :‬والحديث الذي ذكممره‬
‫عن النبي ‪ ‬عمن فاطممة هممو كمذب باتفمماق أهممل‬
‫المعرفة بالحديث‪ ،‬ويظهر كذبه لغير أهل الحديث‪،‬‬
‫أيضمما‪ ،‬فممإن قمموله‪" :‬إن فاطمممة أحصممنت فرجهمما‬
‫فحممرم اللممه ذريتهمما علممى النممار")‪ ،(4‬يقتضممي أن‬
‫إحصان فرجها هو السبب لتحريم ذريتها على النار‬
‫وهذا باطل قطعًا‪ ،‬فإن سارة أحصنت فرجها‪ ،‬ولممم‬
‫ُيحرم الله جميع ذريتها على النار‪.‬‬
‫وأيضا ً ففضيلة فاطمة ومزيتها ليسممت بمجممرد‬

‫)( البخاري فممي الصمملح "بمماب ابنممي هممذا سمميد" ‪-3/169‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،170‬وفي فضائل أصحاب النبي ‪ ‬باب مناقب الحسن‬


‫والحسين ‪ ،4/216‬والفتن باب قول النبي ‪ ‬للحسن بن‬
‫علي إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن ُيصلح به بين فئتين‬
‫عظيمتين من المسلمين ‪.99-8/98‬‬
‫)( المنهاج ‪.540-1/539‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر المنهاج ‪.59-4/58‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الموضمموعات لبممن الجمموزي ‪ ،1/422‬تنزيممه الشممريعة‬ ‫‪4‬‬

‫لبن عراق ‪ ،418-1/417‬والفوائد المجموعة للشمموكاني‬


‫‪.393-392‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪664‬‬
‫الرافضة‬
‫إحصممان فرجهمما‪ ،‬فممإن هممذا ُيشممارك فيممه فاطمممة‬
‫جمهور نساء المممؤمنين‪ ،‬وفاطمممة لممم تكممن سمميدة‬
‫نساء العالمين بهذا الوصف‪ ،‬بل بما هو أخص منه‪.‬‬
‫وأيضا ً فليست ذرية فاطمممة كلهممم ُ‬
‫محّرميممن علممى‬
‫النار‪ ،‬بل فيهم البر والفاجر()‪.(1‬‬

‫***‬

‫)( المنهاج ‪.94 ،4/62‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪665‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الرابع‬
‫خالد بن الوليد ‪‬‬
‫رد المطاعن التي يطعن بها الرافضة عليه‪:‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)وسموا خالممد بممن الوليممد‪ :‬سمميف اللممه‪ ،‬عنممادا ً‬
‫لمير المؤمنين‪ ،‬الذي هو أحق بهممذا السممم‪ ،‬حيممث‬
‫قتل بسيفه الكفار‪ ،‬وثبتت بواسطته قواعد الممدين‪،‬‬
‫ي سيف اللممه وسممهم‬ ‫وقال فيه رسول الله ‪ :‬عل ٌ‬
‫الله‪ ،‬وقال علي على المنبر‪ :‬أنا سمميف اللممه علممى‬
‫أعدائه‪ ،‬ورحمته لوليائه(‪.‬‬
‫مكذبا ً له‪،‬‬‫وخالد لم يزل عدوا ً لرسول الله ‪ُ ‬‬
‫وهو كان السممبب فممي قتمل المسملمين يموم ُأحمد‪،‬‬
‫وفي كسر رباعية النبي ‪ ،‬وفي قتل حمزة عمه‪،‬‬
‫ولممما تظمماهر بالسمملم بعثممه النممبي ‪ ‬علممى بنممي‬
‫جذيمة ليأخذ منهم الصدقات‪ ،‬فخانه وخممالفه علممى‬
‫أمره وقتل المسلمين‪ ،‬فقام النبي ‪ ‬في أصحابه‬
‫خطيبا ً بالنكار عليه رافعا ً يديه إلممى السممماء حممتى‬
‫شوهد بياض إبطيه‪ ،‬وهو يقول‪" :‬اللهم إني أبرأ‬
‫إليههك ممهها صههنع خالههد" ثممم أنفممذ إليممه بممأمير‬
‫المممؤمنين لتلفممي فارطممة‪ ،‬وأمممره بممأن يسترضممي‬
‫القوم من فعله‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪666‬‬
‫الرافضة‬
‫فُيقال‪ :‬أما تسمية خالد سيف الله فليممس هممو‬
‫مختصا ً به‪ ،‬بل هو سيف من سيوف الله سله اللممه‬
‫على المشركين‪ ،‬هكذا جاء في الحديث عن النممبي‬
‫‪ ‬والنبي ‪ ‬هو أول من سماه بهذا السممم‪ ،‬كممما‬
‫ثبممت فممي صممحيح البخمماري مممن حممديث أيمموب‬
‫السختياني‪ ،‬عن حميد بممن هلل)‪ ،(1‬عممن أنممس بممن‬
‫مالك ‪ ‬أن النبي ‪ ‬نعى زيدا ً)‪ (2‬وجعفرا ً)‪ (3‬وابممن‬
‫رواحممة)‪ (4‬للنمماس قبممل أن يممأتيه خممبرهم‪ ،‬فقممال‪:‬‬
‫)( هو حميد بن هلل بن سويد بن هبيرة‪ ،‬قيل‪ :‬إنممه مممات‬ ‫‪1‬‬

‫في ولية خالد بن عبد الله علممى العممراق‪ ،‬وقيممل الظمماهر‬


‫أنه بقي إلممى قريممب سممنة ‪ 120‬هممم‪ ،‬احتممج بممه الجماعممة‪،‬‬
‫السيرة‪ ،311-309 /‬تهذيب الكمال ‪.406-7/403‬‬
‫)( هو زيد بن حارثة بن شراحيل أو شراحبيل بممن كعممب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسمى في سورة الحزاب‪ ،‬أبممو أسممامة‪،‬‬ ‫المير الشهيد ال ُ‬


‫حممب رسممول اللممه‬ ‫سيد الموالي‪ ،‬وأسبقهم إلى السمملم و ِ‬
‫‪ ‬وأبممو حب ّممه‪ ،‬استشممهد يمموم مؤتممة سممنة ‪ 8‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،230-1/220‬تهذيب التهذيب ‪.402-3/401‬‬
‫)( هو جعفر بن أبي طالب السيد الشهيد‪ ،‬الكبير الشممأن‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫علممم المجاهممدين‪ ،‬أبممو عبممد اللممه ابممن عممم الرسممول ‪‬‬


‫القرشي الهاشمي‪ ،‬أخو علي بن أبممي طممالب وهممو أسممن‬
‫من علي بعشر سنين همماجر مممن الحبشممة إلممى المدينممة‪،‬‬
‫وأقام شهرا ً ثم أمره رسول اللممه ‪ ‬علممى جيممش غممزوة‬
‫مؤتممة فاستشممهد سممنة ‪ 8‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،1/206‬الشممذرات‬
‫‪ ،1/12‬تهذيب التهذيب ‪.99-2/98‬‬
‫)( هممو عبممد اللممه بممن رواحممة بممن ثعلبممة‪ ،‬الميممر السممعيد‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫الشهيد‪ ،‬أبو عمممرو النصمماري الخزرجممي البممدري النقيممب‬


‫‪667‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫»أخذ الراية زيد فأصيب‪ ،‬ثم أخههذها جعفههر‬
‫فأصههيب‪ ،‬ثههم أخههذها ابههن رواحههة فأصههيب‬
‫وعينههاه تههذرفان‪ ،‬حههتى أخههذها سههيف مههن‬
‫سهههيوف اللهههه خالهههد‪ ،‬حهههتى فتهههح اللهههه‬
‫عليهم«)‪.(1‬‬
‫وهذا ل يمنع أن يكون غيره سمميفا ً للممه تعممالى‪،‬‬
‫متعممددة وهممو واحممد‬ ‫بل هو يتضمن أن سيوف الله ُ‬
‫منها‪ ،‬ول ريب أن خالد قتل مممن الكفممار أكممثر مممما‬
‫قتل غيره‪ ،‬وكان سممعيدا ً فممي حروبممه‪ ،‬وهممو أسمملم‬
‫قبل فتح مكة بعد الحديبية‪ ،‬هو وعمرو بن العمماص‬
‫وشيبة بن عثمان)‪ (2‬وغيرهم ومن حين أسلم كممان‬
‫النبي ‪ ‬يؤمره في الجهاد‪ ،‬وخرج في غزوة مؤتة‬
‫الشاعر‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬كان مممن كتمماب النصممار‪ ،‬وكممان أحممد‬
‫القواد الثلثة الذين قتلمموا فممي مؤتممة سممنة ‪ 8‬هممم‪ .‬السممير‬
‫‪ ،240-1/230‬الشذرات ‪ ،1/12‬تهذيب الكمال ‪-14/506‬‬
‫‪.508‬‬
‫)( البخاري فضائل أصحاب النبي ‪ ،‬بمماب منمماقب خالممد‬ ‫‪1‬‬

‫بن الوليد ‪ ،5/27‬والمغازي‪ ،‬بمماب غممزوة مؤتممة مممن أرض‬


‫الشام ‪.5/143‬‬
‫)( هو شيبة بممن عثمممان بممن أبممي طلحممة‪ ،‬حمماجب الكعبممة‬ ‫‪2‬‬

‫رضي الله عنه‪ ،‬كان مشاركا ً لبن عمه عثمان بن طلحممة‬


‫سممن‬‫في سممدانة بيممت اللممه تعممالى‪ ،‬أسمملم بعممد الفتممح وح ُ‬
‫إسلمه وقاتل في حنين وثبت مممع الرسممول ‪ ،‬ت سممنة‬
‫‪ 59‬هم‪ ،‬وقيل ‪ 58‬هممم‪ .‬السممير ‪ ،13-3/12‬تهممذيب الكمممال‬
‫‪.607-12/604‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪668‬‬
‫الرافضة‬
‫التي قممال فيممه النممبي ‪» :‬أميركم زيههد‪ ،‬فههإن‬
‫قتههل فجعفههر‪ ،‬فههإن قتههل فعبههد اللههه بههن‬
‫رواحة«)‪ (1‬وكان قبل فتح مكممة ولهممذا لممم يشممهد‬
‫هؤلء فتح مكة‪ ،‬فلما قتل هؤلء المراء أخذ الراية‬
‫خالد بن الوليممد مممن غيممر إمممرة‪ ،‬ففتممح اللممه علممى‬
‫يديه‪ ،‬وانقطع في يممده يمموم مؤتممة تسممعة أسممياف‪،‬‬
‫وممما ثبممت معممه إل صممفيحة يمانيممة‪ ،‬رواه البخمماري‬
‫ومسلم)‪.(2‬‬
‫ثم إن رسممول اللممه ‪ ‬أمممره يمموم فتممح مكممة‪،‬‬
‫وأرسممله إلممى هممدم العممزى)‪ ،(3‬وأرسممله علممى بنممي‬
‫جذيمممة)‪ ،(4‬وأرسممله إلممى غيممر هممؤلء وكممان أحيانما ً‬
‫يفعل ما ينكره عليه‪ ،‬كما فعممل يمموم بنممي جذيمممة‪،‬‬
‫وتبرأ النبي ‪ ‬من ذلك‪.‬‬
‫)( البخاري‪ ،‬المغازي‪ ،‬باب غزوة مؤتممة مممن أرض الشممام‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،87-5/86‬المسند ‪.4/90‬‬
‫)( البخاري‪ ،‬المغازي‪ ،‬باب غزوة مؤتممة مممن أرض الشممام‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 5/87‬ومسلم‪.‬‬
‫)( البخمماري‪ ،‬المغممازي‪ ،‬بمماب غممزوة الفتممح فممي رمضممان‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .5/91‬وفيه عن إمممرة الرسممول ‪ ‬لخالممد‪ ،‬تاريممخ المممم‬


‫والملوك ‪ ،3/56‬وفيه عممن إمممرة خالممد ‪ ،3/56‬وفيممه عممن‬
‫هدم العزى‪ ،‬وانظر السير ‪ ،1/369‬وفيه عن هدم العزى‪.‬‬
‫ن من الهجرة داعيا ًَ ل مقمماتل ً‬
‫)( أرسله النبي ‪ ‬سنة ثما ٍ‬ ‫‪4‬‬

‫فذهب إليهم وقتل بعضا ً منهم فقال رسول الله‪» :‬اللهممم‬


‫إنممي أبممرأ إليممك مممما صممنع خالممد« الكامممل فممي التاريممخ‬
‫‪.256-2/255‬‬
‫‪669‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ثم إنه مع هذا ل يعزله‪ ،‬بل ُيقره على إمممارته‪،‬‬
‫وقد اختصم هو وعبد الرحمن بن عمموف يمموم بنممي‬
‫جذيمممة‪ ،‬حممتى قممال لممه النممبي ‪» :‬ل تسههبوا‬
‫أصههحابي فوالههذي نفسههي بيههده لههو أنفههق‬
‫أحدكم مثل أحد ذهبا ً ما بلغ مد أحههدهم ول‬
‫نصيفه«)‪.(1‬‬
‫وأمره أبو بكر علممى قتممال أهممل الممردة‪ ،‬وفتممح‬
‫العراق‪ ،‬والشام‪ ،‬فكان من أعظم الناس غناء فممي‬
‫قتال العممدو‪ ،‬وهممذا أمممر ل يمكممن أحممد إنكمماره‪ ،‬فل‬
‫ريب أنه سيف مممن سمميوف اللممه سممله اللممه علممى‬
‫المشركين‪.‬‬
‫وأما قوله‪) :‬وخالد لم يزل عدوا ً لرسممول اللممه‬
‫مكذبا ً له( فهممذا كممان قبممل إسمملمه‪ ،‬كممما كممان‬
‫‪ُ ‬‬
‫مكذبين له قبممل السمملم‪ ،‬مممن بنممي‬ ‫الصحابة كلهم ُ‬
‫هاشممم وغيممر بنممي هاشممم‪ ،‬مثممل أبممي سممفيان بممن‬
‫الحارث بن عبممد المطلممب‪ ،‬وأخيممه ربيعممة‪ ،‬وحمممزة‬
‫عمه‪ ،‬وعقيل)‪ (2‬وغيرهم‪ ،‬وقوله‪" :‬وبعثممه النممبي ‪‬‬
‫إلممى بنممي جذيمممة ليأخممذ منهممم الصممدقات‪ ،‬فخممانه‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو عقيل بن أبي طممالب بممن عبممد المطلممب‪ ،‬ابممن عممم‬ ‫‪2‬‬

‫رسول الله ‪ ‬كان أسن من علي بعشرين سممنة‪ ،‬أسمملم‬


‫قبل الحديبية‪ ،‬وشهد مؤتة وكان مممن أنسممب قريممش‪ ،‬لممه‬
‫أحاديث‪ ،‬مات في خلفة معاوية‪ ،‬الخلصة ‪ ،2/238‬تجريد‬
‫أسماء الصحابة ‪.386‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪670‬‬
‫الرافضة‬
‫وخالفه على أمره وقتل المسلمين فقام النبي ‪‬‬
‫خطيبا ً بالنكار عليه رافعا ً يديه إلممى السممماء حممتى‬
‫شوهد بياض إبطيه‪ ،‬وهو يقول‪" :‬اللهم إني أبرأ‬
‫مما صنع خالد" ثممم أنفممذ إليممه بممأمير المممؤمنين‬
‫لتلفممي فارطمة‪ ،‬وأمممره أن يسترضممي القمموم مممن‬
‫فعله‪.‬‬
‫فُيقال‪ :‬هذا النقل فيه من الجهل والتحريف ما‬
‫ل يخفى علممى مممن يعلممم السمميرة‪ ،‬فممإن النممبي ‪‬‬
‫أرسله إليهم بعد فتح مكة لُيسملموا‪ ،‬فلمم ُيحسمنوا‬
‫أن يقولوا‪ :‬أسلمنا‪ ،‬فقالوا‪ :‬صبأنا صبأنا‪ ،‬فلم يقبممل‬
‫ذلك منهم‪ ،‬وقال‪ :‬إن هذا ليممس بإسمملم‪ ،‬فقتلهممم‪،‬‬
‫فأنكر ذلممك عليممه مممن معممه مممن أعيممان الصممحابة‪،‬‬
‫كسالم مولى أبي حذيفة)‪ ،(1‬وعبممد اللممه بممن عمممر‪،‬‬
‫وغيرهما ولما بلممغ ذلممك النممبي ‪ ‬رفممع يممديه إلممى‬
‫السماء وقال‪" :‬اللهم إني أبرأ إليك مما صنع‬
‫خالد")‪ ،(2‬لنممه خمماف أن يطممالبه اللممه بممما جممرى‬
‫)( هو سالم بن معقل‪ ،‬أصله من اصطخر‪ ،‬من السممابقين‬ ‫‪1‬‬

‫مقربيممن وكممان مممن القممراء‪ُ ،‬قتممل يمموم‬‫الولين البدريين ال ُ‬


‫اليمامة في عهد أبممي بكممر‪ .‬السممير ‪ ،170-1/167‬تجريممد‬
‫أسماء الصحابة ‪ ،1/203‬الصابة ‪.106-4/103‬‬
‫)( البخاري‪ ،‬الجزيممة‪ ،‬بمماب إذا قممالوا صممبأنا ولممم ُيحسممنوا‬ ‫‪2‬‬

‫أسلمنا ‪ ،101-4/100‬والمغازي‪ ،‬باب بعث النبي ‪ ‬إلممى‬


‫بني جذيمة‪ ،161-5/160 ،‬والممدعوات بمماب رفممع اليممدي‬
‫في الدعاء ‪ ،8/74‬والحكام‪ ،‬باب إذا قضى الحكام بجممور‬
‫‪671‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ن‬ ‫عليهممم مممن العممدوان‪ .‬وقممد قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫ف هإ ِ ْ‬
‫ن‪ (1)‬ثممم‬‫مل ُههو َ‬
‫ع َ‬
‫مهها ت َ ْ‬
‫م ّ‬‫ريهءٌ ِ‬ ‫ل إ ِن ّههي ب َ ِ‬ ‫ف ُ‬
‫قه ْ‬ ‫و َ‬
‫ك َ‬ ‫ص ْ‬
‫ع َ‬
‫َ‬
‫ل‪ ،‬فأعطمماهم نصممف‬ ‫أرسل علي ما ً وأرسممل معممه ممما ً‬
‫الديات وضمن لهم ممما تلممف حممتى ميلغممة الكلممب‪،‬‬
‫ودفع إليهم ما بقي احتياطا ً لئل يكممون بقممي شمميء‬
‫لم يعلم به‪.‬‬
‫ومع هذا فالنبي ‪ ‬لم يعزل خالد عن المارة‪،‬‬
‫بل ما زال يؤمره وُيقدمه‪ ،‬لن المير إذا جرى منه‬
‫خطأ أو ذنب أمر بممالرجوع عممن ذلممك‪ ،‬وأقممر علممى‬
‫معانممدا ً للنممبي ‪ ،‬بممل كممان‬ ‫وليته ولم يكممن خالممد ُ‬
‫مطيعا ً له‪ ،‬ولكن لم يكن في الفقه والدين بمنزلممة‬ ‫ُ‬
‫غيره‪ ،‬فخفي عليه حكم هذه القضية‪.‬‬
‫وكذلك قوله عن خالد‪" :‬إنه خانه وخالف أمره‬
‫وقتل المسلمين"‪.‬‬
‫كذب على خالد‪ ،‬فممإن خالممدا ً لممم يتعمممد خيانممة‬
‫النبي ‪ ‬ول مخالفة أمره‪ .‬ول قتل من هو مسمملم‬
‫معصوم عنده‪ ،‬ولكنه أخطأ كممما أخطممأ أسممامة بممن‬

‫أو بخلف أهل العلم فهو رد ‪.9/73‬‬


‫)( الشعراء‪.216 /‬‬ ‫‪1‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪672‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪،(2‬‬
‫زيد)‪ (1‬في الذي قتله بعد أن قال‪ :‬ل إله إل اللممه‬
‫)‪.(3‬‬

‫***‬

‫)( هو أسامة بن زيممد بممن حارثممة بممن شممراحيل‪ ،‬المممولى‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حب رسول الله ‪ ،‬وموله وابممن ممموله‪،‬‬ ‫المير‪ ،‬الكبير‪ِ ،‬‬


‫استعمله النبي على جيش لغزوة الشام‪ ،‬ت سنة ‪ 54‬هم‪،‬‬
‫السير ‪ ،507-2/496‬الصابة ‪ ،1/45‬الِعبر ‪.1/42‬‬
‫)( مسلم‪ ،‬اليمان‪ ،‬باب تحريم قتل الكافر بعد أن قممال ل‬ ‫‪2‬‬

‫إله إل الله ‪ ،97-1/96‬وأبممو داود‪ ،‬الجهمماد‪ ،‬بمماب علممى ممما‬


‫مسند ‪.439-4/438‬‬ ‫ُيقاتل المشركون ‪ ،3/61‬ال ُ‬
‫)( المنهاج ‪.488-4/476‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪673‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المبحث الخامس‬
‫عموم الصحابة – رضي الله عنهم‬
‫المطلب الول – فضائلهم‪:‬‬
‫وقممد علممم بالضممطرار أنممه كممان فممي هممؤلء‬
‫السابقين الوليممن أبممو بكممر وعمممر وعلممي وطلحممة‬
‫والزبير‪ ،‬وقد ثبت في صحيح مسلم عن جممابر بممن‬
‫عبد الله رضممي اللممه عنممه أن النممبي ‪ ‬قممال‪» :‬ل‬
‫يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة«)‪.(1‬‬
‫عل َههى الن ّب ِه ّ‬
‫ي‬ ‫ب الل ّه ُ‬
‫ه َ‬ ‫وقال تعالى‪ :‬ل َ َ‬
‫قدْ ت َهها َ‬
‫فههي‬ ‫عههوهُ ِ‬ ‫ن ات ّب َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر اّلهه ِ‬ ‫صهها ِ‬ ‫والن ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ههها ِ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫قل ُههو ُ‬ ‫غ ُ‬ ‫زيه ُ‬ ‫مهها ك َههادَ ي َ ِ‬ ‫د َ‬ ‫عه ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫سَر ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫سا َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ءو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫هه ْ‬ ‫ب َ َ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫َ‬
‫ه بِ ِ‬ ‫م إ ِن ّه ُ‬ ‫هه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫م ت َهها َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ف ِ‬
‫م‪ (2)‬فجمع بينهم وبين الرسول في التوبة‪.‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫َر ِ‬
‫جُروا‬ ‫ههها َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقممال تعممالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫من ُههوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬
‫ه‬‫ل الّلهه ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫دوا ب ِأ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫صههُروا ُأول َئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ول َِيههاءُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضهه ُ‬ ‫ع ُ‬‫ك بَ ْ‬ ‫ون َ َ‬ ‫وا َ‬ ‫و ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫واّلهه ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫جُروا‪ (3)‬إلممى قمموله‪:‬‬ ‫ها ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫بَ ْ‬
‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫دوا‬ ‫هه ُ‬ ‫جا َ‬ ‫و َ‬ ‫جُروا َ‬ ‫ههها َ‬ ‫و َ‬ ‫ع هدُ َ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫م‪ (4)‬فأثبت الموالة بينهم‪.‬‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ك ِ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫عك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫)( مسلم في فضائل الصحابة باب مممن فضممائل أصممحاب‬ ‫‪1‬‬

‫الشجرة ‪.4/1942‬‬
‫)( التوبة‪.117 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( النفال‪.72 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( النفال‪.75 /‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪674‬‬
‫الرافضة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ُههوا ل‬
‫نآ َ‬ ‫ههها ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقال للمممؤمنين‪َ :‬يها أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول َِياءُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ول َِياءَ ب َ ْ‬ ‫صاَرى أ ْ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫هودَ َ‬ ‫ذوا ال ْي َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫ه‬‫ن الل ّه َ‬ ‫م إِ ّ‬‫هه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫فهإ ِن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ّ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫بَ ْ‬
‫مهها‬ ‫ن‪ ‬إلى قمموله‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل يَ ْ‬
‫مُنههوا اّلهه ِ‬ ‫َ‬ ‫واّلهه ِ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َ‬ ‫سههول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م الّلهه ُ‬ ‫كهه ُ‬ ‫ول ِي ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫عههو َ‬ ‫م َراك ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫ؤُتو َ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫ف هإ ِ ّ‬ ‫من ُههوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫و ّ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫* َ‬
‫ن‪.(2)‬‬ ‫غال ُِبو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫حْز َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫ضه ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت بَ ْ‬‫من َهها ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫من ُههو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫وقال‪َ  :‬‬
‫ض‪ (3)‬فممأثبت الممموالة بينهممم وأمممر‬ ‫َ‬
‫عهه ٍ‬ ‫ول َِيههاءُ ب َ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫بموالتهم‪ ،‬والرافضة تتبرأ منهم ول تتولهم وأصل‬
‫معمماداة البغممض‪ ،‬وهممم‬ ‫الممموالة المحبممة‪ ،‬وأصممل ال ُ‬
‫يبغضونهم ول يحبونهم)‪.(4‬‬
‫ولما قال السلف‪ :‬إن الله أمممر بالسممتغفار‬
‫لصحاب محمد فسبهم الرافضة‪ ،‬كممان هممذا كلم ما ً‬
‫حقًا‪ .‬وكذلك قمموله ‪ ‬فممي الحممديث الصممحيح‪» :‬ل‬
‫تسبوا أصحابي«)‪ (5‬يقتضممي تحريممم سممبهم‪ ،‬مممع‬
‫أن المر بالستغفار للمؤمنين والنهممي عممن سممبهم‬

‫المائدة‪.51 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المائدة‪.56-55 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫التوبة‪.71 /‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪ 30-2/28‬انظر‪.26-2/17 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪675‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عامة‪.‬‬
‫وأممما السممتغفار للمممؤمنين عموم ما ً فقممد قممال‬
‫ن‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ول ِل ْ ُ‬
‫مهههه ْ‬ ‫فْر ل ِههههذَن ْب ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫غ ِ‬
‫سههههت َ ْ‬
‫وا ْ‬‫تعممممالى‪َ  :‬‬
‫ت‪.(2)،(1)‬‬
‫مَنا ِ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫سممئل‪ :‬أي‬ ‫وقد ثبت في الصممحيح أن النممبي ‪ُ ‬‬
‫الناس أكممرم؟ فقممال‪» :‬أتقاهم«‪ ،‬فقممالوا‪ :‬ليممس‬
‫عن هذا نسألك‪ .‬قال‪» :‬فيوسف نبي الله ابههن‬
‫يعقوب نبي الله ابن إسحاق نبي اللههه بههن‬
‫إبراهيههم خليههل اللههه« قممالوا‪ :‬ليممس عممن هممذا‬
‫نسممممألك‪ .‬قممممال‪» :‬أفعهههن معهههادن العهههرب‬
‫تسألوني؟ خيارهم في الجاهليههة خيههارهم‬
‫في السلم إذا فقهوا«)‪.(3‬‬
‫وثبت عنه في الصحيح أنه قال‪» :‬من بطأ به‬
‫عمله لم يسرع به نسبه«)‪ (4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ولهذا أثنممى اللممه فممي القممرآن علممى السممابقين‬

‫)( محمد‪.19 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.235-5/234‬‬ ‫‪2‬‬

‫خ مذ َ الل ّم ُ‬
‫ه‬ ‫)( البخاري في النبياء بمماب قمموله تعممالى‪َ :‬وات ّ َ‬ ‫‪3‬‬

‫ن‬ ‫خِليل ً‪ . 4/111‬وفي باب قوله تعممالى‪ :‬ل ّ َ‬


‫قمد ْ ك َمما َ‬ ‫م َ‬‫هي َ‬‫إ ِب َْرا ِ‬
‫خوَت ِهِ …‪ ‬الية ‪.122-4/121‬‬ ‫ف وَإ ِ ْ‬
‫س َ‬‫ِفي ُيو ُ‬
‫)( مسلم في الذكر والممدعاء بمماب فضممل الجتممماع علممى‬ ‫‪4‬‬

‫تلوة القرآن ‪ ،2074 /400‬من حديث طويل‪ ،‬وابن ماجه‬


‫في المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلممم‬
‫‪ 1/82‬من حديث طويل‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪676‬‬
‫الرافضة‬
‫الولين من المهاجرين والنصار وأخممبر أنممه رضممي‬
‫عنهمم‪ ،‬كمما أثنمى علمى الممؤمنين عموممًا‪ ،‬فكمون‬
‫الرجل مؤمنا ً وصممف اسممتحق بممه المممدح والثممواب‬
‫عنممد اللممه‪ ،‬وكممذلك كممونه ممممن آمممن بممالنبي ‪‬‬
‫وصحبه وصف يستحق به المدح والثواب‪ .‬ثممم هممم‬
‫متفاوتون في الصحبة فمأقومهم بمما أممر اللمه بمه‬
‫ورسمموله فممي الصممحبة‪ ،‬أفضممل ممممن هممو دونممه‪،‬‬
‫كفضل السابقين الوليممن علممى مممن دونهممم‪ ،‬وهممم‬
‫الذين أنفقوا من قبل الفتممح وقمماتلوا‪ ،‬ومنهممم أهممل‬
‫بيعة الرضوان‪ ،‬وكممانوا أكممثر مممن ألممف وأربعمممائة‪،‬‬
‫وهؤلء ل يدخل النار منهم أحد كما ثبت ذلممك فممي‬
‫الحديث الصحيح عن النبي ‪.(1)‬‬
‫وقد ثبممت فممي الصممحيحين عممن النممبي ‪ ‬أنممه‬
‫قممال‪» :‬ل تسبوا أصههحابي فوالههذي نفسههي‬
‫بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ً مهها بلههغ‬
‫مد أحدهم ول نصيفه«)‪.(2‬‬ ‫ُ‬
‫وذلك أن اليمان الذي كممان فممي قلمموبهم فممي‬
‫أول السمملم وقلممة أهلممه وكممثرة الصمموارف عنممه‪،‬‬
‫وضعف الداعي إليه ل يمكممن لحممد أن يحصممل لممه‬
‫مثلممه ممممن بعممدهم‪ .‬وهممذا يعممرف بعضممه مممن ذاق‬
‫المممور‪ ،‬وعممرف المحممن والبتلء الممذي يحصممل‬
‫)( المنهاج ‪.602-4/601‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪677‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫للناس‪ ،‬وما يحصل للقلوب من الحوال المختلفة‪.‬‬
‫وهكممذا سممائر الصممحابة حصممل لهممم بصممحبتهم‬
‫مجاهدين معه‪ ،‬إيمان ويقيمن‬ ‫للرسول‪ ،‬مؤمنين به‪ُ ،‬‬
‫لم ُيشركهم فيه من بعدهم … وقد ثبت ثناء النبي‬
‫‪ ‬على القرون الثلثة في عدة أحاديث صممحيحة‪،‬‬
‫من حديث ابن مسعود وعمران بممن حصمين يقممول‬
‫فيهمما‪» :‬خيههر القههرون قرنههي‪ ،‬ثههم الههذين‬
‫يلونهم ثم الههذين يلههونهم«)‪ ،(1‬ويشممك بعممض‬
‫المممرواة همممل ذكمممر بعمممد قرنمممه قرنيمممن أو ثلثمممة‪،‬‬
‫والمقصود أن فضل العمال وثوابها ليممس لمجممرد‬
‫صورها الظاهرة‪ ،‬بل لحقائقها الممتي فممي القلمموب‪،‬‬
‫والناس يتفاضلون في ذلك تفاض مل ً عظيم مًا‪ .‬وهممذا‬
‫مما يحتج به من رجح كل واحد من الصحابة علممى‬
‫كل واحد ممن بعدهم‪ ،‬فإن العلماء متفقممون علممى‬
‫أن جملة الصحابة أفضل من جملة التابعين)‪.(2‬‬
‫وقد ثبت في الصحيح أنممه كممان بيممن خالممد بممن‬
‫الوليد وعبد الرحمن بن عمموف كلم‪ ،‬فقممال النممبي‬
‫‪» :‬يهها خالههد ل تسههبوا أصههحابي‪ ،‬فلههو أن‬
‫)( رواه البخاري في الشهادات باب ل يشهد على شهادة‬ ‫‪1‬‬

‫جور إذا شممهد ‪ ،3/151‬وفممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪‬‬


‫باب من صحب النبي ‪ ‬أو رآه ‪ .4/189‬وغيرها‪ ،‬ومسلم‬
‫في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم‬
‫‪.1965-4/1962‬‬
‫)( المنهاج ‪.226-6/223‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪678‬‬
‫الرافضة‬
‫مههد‬‫أحدكم أنفق مثههل أحههد ذهب ها ً مهها أدرك ُ‬
‫أحههدهم ول نصههيفه«)‪ ،(1‬فنهممى خالممدا ً ونحمموه‪،‬‬
‫ممممن أنفممق مممن بعممد الفتممح وقاتممل‪ ،‬أن يتعرضمموا‬
‫للذين صحبوه قبل ذلك وهم الذين أنفقوا من قبل‬
‫الفتح وقاتلوا‪ ،‬وبين أن الواحد من هؤلء لممو أنفممق‬
‫مممد أحممدهم ول نصمميفه‪ .‬فممإذا‬ ‫مثل أحد ذهبا ً ما بلغ ُ‬
‫كان هذا نهيه لخالد بن الوليد وأمثاله مممن مسمملمة‬
‫الحديبية‪ ،‬فكيف مسلمة الفتح الذين لم يسلموا إل‬
‫بعد فتح مكة؟ مع أن أولئك كممانوا مهمماجرين‪ ،‬فممإن‬
‫خالد وعمرًا‪ ،‬ونحوهما ممممن أسمملم بعممد الحديبيممة‪،‬‬
‫وقبممل فتممح مكممة‪ ،‬وهمماجر إلممى المدينممة‪ ،‬هممو مممن‬
‫المهاجرين‪.‬‬
‫وأما الممذين أسمملموا بعممد فتممح مكممة فل هجممرة‬
‫لهم‪ ،‬فإن النبي ‪ ‬قال‪» :‬ل هجرة بعد الفتههح‪،‬‬
‫ولكههههن جهههههاد ونيههههة‪ ،‬وإذا اسههههتنفرتم‬
‫فانفروا«)‪ (2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫ولهذا كمان إذا أتمى بالواحمد ممن همؤلء لمبايعمة‬
‫بايعه على السلم ول ُيبايعه على الهجرة)‪.(3‬‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في الجهمماد والسممير بمماب فضممل الجهمماد‬ ‫‪2‬‬

‫والسير ‪ ،3/400‬وفي مسلم فممي المممارة بمماب المبايعممة‬


‫بعد فتح مكة ‪.3/1487‬‬
‫)( المنهاج ‪.398-4/397‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪679‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وقد بين مستند من شهد لهم أهل السنة بالجنة‬
‫وهو النص والمساك عما شجر بينهم‪) :‬بل نشهد أن‬
‫العشرة فممي الجنممة‪ ،‬وأن أهممل بيعممة الرضمموان فممي‬
‫الجنة‪ ،‬وأن أهل بدر في الجنة‪ ،‬كما ثبت الخبر بممذلك‬
‫عن الصادق المصدوق‪ ،‬الذي ل ينطممق عممن الهمموى‪،‬‬
‫ي يوحى‪ ،‬وقد دخل في الفتنة خلق من‬ ‫إن هو إل وح ٌ‬
‫هؤلء المشهود لهممم بالجنممة والممذي قتممل عمممار بممن‬
‫ياسر)‪ (1‬هو أبو الغادية)‪ ،(2‬وقممد قيممل‪ :‬إنممه مممن أهممل‬
‫بيعة الرضوان‪ ،‬ذكممر ذلممك ابممن حممزم‪ ،‬فنحممن نشممهد‬
‫لعمممار بالجنممة‪ ،‬ولقمماتله إن كممان مممن أهممل بيعممة‬
‫الرضوان بالجنة … فنحممن ل نشممهد أن الواحممد مممن‬
‫هؤلء ل يذنب‪ ،‬بممل الممذي نشممهد بمه أن الواحممد مممن‬
‫هؤلء إذا أذنمب فمإن اللمه ل ُيعمذبه فمي الخمرة‪ ،‬ول‬
‫ُيدخله النار‪ ،‬بل ُيدخله الجنة بل ريب)‪.(3‬‬
‫وأهممل السممنة يتولممون عثمممان وعلي ما ً جميع مًا‪،‬‬
‫ويتبرءون من التشيع والتفممرق فممي الممدين الممذي‬

‫)( سبق ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو يسار بمن سممبع الجهنممي "قاتمل عممار" لممه صممحبة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫سكن الشام ونزل في واسط وُيعد فممي الشمماميين‪ ،‬روى‬


‫عنه كلثوم بن جبر وغيره‪ .‬الستيعاب ‪ ،76-12/75‬السير‬
‫‪ ،545-2/544‬الصابة ‪.289-11/287‬‬
‫)( المنهاج ‪.205-6/204‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪680‬‬
‫الرافضة‬
‫معاداة الخر‪ .‬وقد اسممتقر‬ ‫يوجب موالة أحدهما و ُ‬
‫سممنة علممى أن هممؤلء مشممهود ٌ لهممم‬ ‫أمممر أهممل ال ُ‬
‫بالجنة‪ ،‬ولطلحة والزبير‪ ،‬وغيرهممما مممما شممهد لممه‬
‫الرسول بالجنة كما قد بسط في موضعه‪ ،‬وكممان‬
‫طائفة من السلف يقولون‪ :‬ل نشهد)‪ (1‬بالجنممة إل‬
‫للرسمممول ‪ ‬خاصممة‪ ،‬وهمممذا قمممول محمممد ابممن‬
‫الحنفية)‪ (2‬والوزاعممي)‪ (3‬وطائفممة أخممرى مممن أهممل‬
‫الحديث‪ ،‬كعلي بن المديني)‪ (4‬وغيره‪ ،‬يقولممون هممم‬
‫في الجنة‪ ،‬ول يقولون نشهد له بالجنة‪.‬‬
‫والصواب أنمما نشممهد لهممم بالجنممة كممما اسممتقر‬
‫على ذلك مذهب أهل السنة‪ ،‬وقد ناظر أحمممد بممن‬
‫حنبل لعلي بن المديني فممي هممذه المسممألة‪ .‬وهممذا‬
‫معلوم عندنا بخبر الصادق وهذه المسألة لبسممطها‬
‫موضع آخر‪ ،‬الكلم هنا فيما يذكر عنهممم مممن أمممور‬
‫ُيراد بها الطعن عليهم)‪.(5‬‬
‫)( هكذا فممي المنهمماج ولعممل الصممواب "يشممهد" كممما فممي‬ ‫‪1‬‬

‫بعض نسخه الخطية‪.‬‬


‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مممولهم‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫أبو الحسن بن المديني بصري ثقة ثبت إمام‪ ،‬أعلممم أهممل‬


‫عصممره بالحممديث وعللممه‪ ،‬ت ‪ 234‬هممم‪ ،‬علممى الصممحيح‪.‬‬
‫التقريب ‪ ،403/‬الخلصة ‪.252-2/251‬‬
‫)( المنهاج ‪.203-6/202‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪681‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أما أهل السنة فممإنهم فممي هممذا البمماب وغيممره‬
‫قائمون بالقسط شهداء لله‪ ،‬وقولهم حق وعدل ل‬
‫يتناقض‪ .‬وأممما الرافضممة وغيرهممم مممن أهممل البممدع‬
‫ففي أقمموالهم مممن الباطممل والتنمماقض ممما ننبممه إن‬
‫شاء الله تعالى على بعضه‪ ،‬وذلك أن أهممل السممنة‬
‫عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة‪ ،‬وكذلك أمهات‬
‫المؤمنين‪ :‬عائشة وغيرها‪ ،‬وأبو بكر وعمر وعثمان‬
‫وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهممل الجنممة بعممد‬
‫النبياء‪ ،‬وأهل السنة يقولون‪ :‬إن أهل الجنممة ليممس‬
‫من شروطهم سمملمتهم عممن الخطممأ‪ ،‬بممل ول عممن‬
‫الذنب بل يجوز أن ُيذنب الرجل منهم ذنبا ً صممغيرا ً‬
‫أو كممبيرا ً ويتمموب منممه‪ .‬وهممذا متفممق عليممه بيممن‬
‫المسلمين‪ ،‬ولو لممم يتممب منممه فالصممغائر مغفممورة‬
‫باجتناب الكبائر عند جماهيرهم بل وعنممد الكممثرين‬
‫منهم أن الكبائر قممد ُتمحممى بالحسممنات الممتي هممي‬
‫مكفرة وغير ذلك‪.‬‬ ‫أعظم منها وبالمصائب ال ُ‬
‫وإذا كان هذا أصلهم فيقولممون‪ :‬ممما يممذكر عممن‬
‫الصحابة من السيئات كثير منه كممذب‪ ،‬وكممثير منممه‬
‫كانوا مجتهممدين فيممه‪ ،‬ولكممن لممم يعممرف كممثير مممن‬
‫در أنه كمان فيمه ذنممب‬ ‫الناس وجه اجتهادهم‪ ،‬وما ق ّ‬
‫من الذنوب لهم فهو مغفور لهم! إممما بتوبممة‪ ،‬وإممما‬
‫مكفمرة‪ ،‬وإمما بغيمر‬ ‫بحسنات ماحية وإما بمصمائب ُ‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪682‬‬
‫الرافضة‬
‫ذلممك‪ ،‬فممإنه قممد قممام الممدليل الممذي يجممب القممول‬
‫بموجبه إنهم من أهل الجنة‪ ،‬فامتنع أن يفعلمموا ممما‬
‫يوجب النار ل محالة‪ ،‬وإذا لم يمت أحد منهم على‬
‫ممموجب النممار لممم يقممدح ممما سمموى ذلممك فممي‬
‫استحقاقهم للجنة‪ ،‬ونحن قد علمنا أنهم مممن أهممل‬
‫الجنة‪ ،‬ولو لم يعلم أن أولئك المعنييممن فممي الجنممة‬
‫لم يجز لنا أن نقدح في استحقاقهم للجنة بأمور ل‬
‫نعلم أنها توجب النار‪ ،‬فإن هممذا ل يجمموز فممي آحمماد‬
‫المؤمنين الذين لم يعلم أنهم يدخلون الجنة‪ ،‬ليس‬
‫لنا أن نشهد لحد منهم بالنار لمور محتملة ل تدل‬
‫علممى ذلممك‪ ،‬فكيممف يجمموز مثممل ذلممك فممي خيممار‬
‫المؤمنين والعلم بتفاصيل أحوال كممل واحممد منهممم‬
‫باطنا ً وظاهرًا‪ ،‬وحسناته وسيئاته واجتهمماداته‪ ،‬أمممر‬
‫يتعذر علينا معرفته؟!‪ ،‬فكان كلمنا في ذلك كلم ما ً‬
‫فيما ل نعلمممه والكلم بل علممم حممرام‪ ،‬فلهممذا كممان‬
‫المساك عما شجر بين الصحابة خيرا من الخوض‬
‫في ذلك بغير علم بحقيقممة الحمموال‪ ،‬إذ كممان كممثير‬
‫من الخوض في ذلك – أو أكممثره – كلمما ً بل علممم‪،‬‬
‫معارضممة الحممق‬ ‫وهذا حرام لو لم يكن فيه همموى و ُ‬
‫المعلوم‪ ،‬فكيف إذا كممان كلمما ً بهمموى يطلممب فيممه‬
‫دفمممع الحمممق المعلممموم؟!‪ ،‬وقمممد قمممال النمممبي ‪:‬‬
‫ض‬ ‫»القضاة ثلثة‪ :‬قاضيان فههي النههار وقهها ٍ‬
‫‪683‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫في الجنة‪ :‬رجل علم الحق وقضى به فهو‬
‫فههي الجنههة‪ ،‬ورجههل علههم الحههق وقضههى‬
‫بخلفه فهو في النار‪ ،‬ورجل قضى للناس‬
‫على جهل فهو في النار«)‪.(1‬‬
‫فإذا كان هذا في قضمماء بيممن اثنيممن فممي قليممل‬
‫المال أو كثيره‪ ،‬فكيف بالقضاء بيممن الصممحابة فممي‬
‫أمور كثيرة؟ فمن تكلمم فمي همذا البماب بجهمل أو‬
‫بخلف ما يعلم من الحممق كممان مسممتوجبا ً للوعيممد‪،‬‬
‫ولو تكلممم بحممق لقصممد اتبمماع الهمموى ل لمموجه اللممه‬
‫تعالى‪ ،‬أو ُيعارض به حقا ً آخر‪ ،‬لكان أيضا ً مستوجبا ً‬
‫للذم والعقاب‪.‬‬
‫ومممن علممم ممما دل عليممه القممرآن والسممنة مممن‬
‫الثناء على القوم‪ ،‬ورضا الله عنهممم‪ ،‬واسممتحقاقهم‬
‫الجنة‪ ،‬وأنهم خير هممذه المممة الممتي هممي خيممر أمممة‬
‫أخرجت للناس – لم ُيعارض هذا المتيقن المعلمموم‬
‫مشتبهة‪ :‬منهمما مما ل يعلمم صمحته ومنهمما مما‬ ‫بأمور ُ‬
‫يتبين كذبه ومنها ما ل يعلم كيممف وقممع‪ ،‬ومنهمما ممما‬
‫ُيعلم عذر القوم فيه‪ ،‬ومنها ممما ُيعلمم تمموبتهم منممه‪،‬‬
‫ومنها ما ُيعلم أن لهممم مممن الحسممنات ممما يغمممره‪،‬‬

‫)( رواه أبممو داود فممي القضممية بمماب "فممي القاضممي …"‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،4/5‬وابن ماجه في الحكام باب الحاكم يجتهممد فيصمميب‬


‫الحق ‪ 2/776‬صحيح الجامع الصغير لللباني ‪.4/151‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪684‬‬
‫الرافضة‬
‫فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قمموله‪ ،‬وكممان‬
‫من أهل الحق والسممتقامة والعتممدال‪ ،‬وإل حصممل‬
‫ضم ّ‬
‫لل)‪.(1‬‬ ‫في جهل وكذب وتناقض كحممال هممؤلء ال ُ‬
‫وممما شممجر بينهممم غممايته أن يكممون ذنبمًا‪ ،‬والممذنوب‬
‫متعممددة هممم أحممق بهمما ممممن‬ ‫مغفممورة بأسممباب ُ‬
‫بعدهم)‪.(2‬‬
‫المقصود هنا ذكر ممما اختلممف فيممه النمماس مممن‬
‫جهممة الممذم والعقمماب‪ ،‬وبينمما أن الحممال يرجممع إلممى‬
‫أصلين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن كممل ممما تنممازع فيممه النمماس‪ :‬هممل‬
‫يمكن كل أحدٍ اجتهاد ٌ ي ُْعرف بممه الحممق؟ أم النمماس‬
‫ينقسمون إلى قادر على ذلك وغير قادر؟‪.‬‬
‫والصل الثاني‪ :‬المجتهد العاجز عن معرفة‬
‫الصواب‪ :‬هل ُيعماقبه اللمه أم ل ُيعماقب ممن اتقمى‬
‫الله ما استطاع وعجز عن معرفة بعض الصواب؟‬
‫وإذا عممرف هممذان الصمملن‪ ،‬فأصممحاب رسممول‬
‫اللممه ‪ ‬جميممع ممما يطعممن بممه فيهممم أكممثره كممذب‪.‬‬
‫والصدق منه غايته أن يكون ذنبا ً أو خطممأ‪ ،‬والخطممأ‬
‫متعددة توجب المغفممرة‪،‬‬ ‫مغفور والذنب له أسباب ُ‬
‫ول يمكن لحد أن يقطع بأن واحدا ً منهم فعل مممن‬

‫)( المنهاج ‪.313-4/309‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/373‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪685‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الذنوب ما يوجب النار ل محالة‪ .‬وكثير مما يطعممن‬
‫به على أحدهم يكون من محاسنه وفضائله‪ .‬فهممذا‬
‫مجمل)‪.(1‬‬ ‫جواب ُ‬
‫وكذلك الكلم في تفضيل الصممحابة يتقممى فيممه‬
‫نقص أحد عن رتبته أو الغض من درجته أو دخممول‬
‫الهمموى والفريممة فممي ذلممك‪ ،‬كممما فعلممت الرافضممة‬
‫والنواصمممب المممذين يبخسمممون بعمممض الصمممحابة‬
‫حقوقهم)‪.(2‬‬
‫وقد وضح مسلك الرافضة في الصحابة فقال‪:‬‬
‫)والرافضة سلكوا فممي الصممحابة مسمملك التفممرق‪،‬‬
‫فوالوا بعضهم وغلمموا فيممه‪ ،‬وعممادوا بعضممهم وغلمموا‬
‫في معاداته‪ .‬وقد يسلك كثير من الناس ممما ُيشممبه‬
‫هذا في أمرائهمم وملمموكهم وعلمممائهم وشميوخهم‪،‬‬
‫فيحصل بينهم رفض في غيممر الصممحابة‪ :‬تجممد أحممد‬
‫الحزبين يتولى فلنا ً ومحبيه‪ ،‬ويبغض فلنا ً ومحبيه‪،‬‬
‫وقد يسب ذلك بغير حق‪.‬‬
‫وهذا كله من التفرق والتشيع الذي نهممى اللممه‬
‫قههوا‬ ‫فّر ُ‬
‫ن َ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ه ِ‬‫عنه ورسوله‪ .‬فقال تعممالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫يٍء‪،(3)‬‬ ‫في َ‬
‫شهه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬‫س َ‬ ‫عا ل َ ْ‬ ‫شي َ ً‬ ‫و َ‬
‫كاُنوا ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬
‫ِدين َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قههوا الل ّه َ‬
‫ه‬ ‫من ُههوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫)( المنهاج ‪.461-5/460‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/257‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( النعام‪.159 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪686‬‬
‫الرافضة‬
‫ن*‬ ‫قههات ِه ول ت َمههوت ُن إل َ‬ ‫ق تُ َ‬
‫مو َ‬ ‫سهل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وأن ْت ُه ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫حه ّ‬ ‫َ‬
‫قههوا‬ ‫فّر ُ‬ ‫ول ت َ َ‬ ‫عهها َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الّلهه ِ‬ ‫حْبهه ِ‬ ‫موا ب ِ َ‬ ‫صهه ُ‬ ‫عت َ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫فأ َل ّ َ‬
‫ف‬ ‫داءً َ‬ ‫ع َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫م إ ِذْ ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ة الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫واذْك ُُروا ن ِ ْ‬ ‫َ‬
‫واًنا‪ ،(1)‬وقممال‬ ‫قُلوبك ُم َ َ‬ ‫ن ُ‬
‫خ َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫م ب ِن ِ ْ‬ ‫حت ُ ْ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫فههوا‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫قوا َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫ول ت َ ُ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ب‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عه َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫وُأول َئ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ال ْب َي َّنا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مهها‬ ‫عظيم * يوم ت َبيض وجوه وت َسود وجوه َ َ‬
‫فأ ّ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ّ ُ ُ ٌ َ ْ َ ّ ُ ُ ٌ‬ ‫َ ِ ٌ‬
‫م‬ ‫مههان ِك ُ ْ‬ ‫عدَ ِإي َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫فْرت ُ ْ‬ ‫م أ َك َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جو ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ودّ ْ‬ ‫س َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ف هرون * َ‬
‫مهها‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ت َك ْ ُ ُ‬ ‫مهها ك ُن ْت ُه ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫عه َ‬ ‫قوا ال ْ َ‬ ‫ذو ُ‬ ‫فه ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ههه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ة الّلهه ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫في َر ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جو ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‪.(2)‬‬
‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫ها َ‬
‫في َ‬
‫ِ‬
‫قممال ابممن عبمماس‪" :‬تممبيض وجمموه أهممل السممنة‬
‫وتسود وجوه أهل البدعة)‪ (3‬ولهذا كممان أبممو ُأمامممة‬

‫)( آل عمران‪.103-102 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( آل عمران‪.107-105 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظمممر تفسمممير ابمممن كمممثير ‪ ،1/390‬والمممدر المنثمممور‬ ‫‪3‬‬

‫جمموهٌ‬
‫ض وُ ُ‬
‫م ت َب ْي َم ّ‬
‫للسمميوطي ‪ 2/291‬عنمد تفسممير اليممة ‪‬ي َموْ َ‬
‫جمموهٌ‪ ‬اليممة‪ ،‬وشممرح أصممول اعتقمماد أهممل السممنة‬ ‫سوَد ّ وُ ُ‬
‫وَت َ ْ‬
‫‪.72-1/71‬‬
‫‪687‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الباهلي)‪ (1‬وغيره يتأولها في الخوارج)‪.(3)،(2‬‬
‫النهي عما شجر بينهم‪) :‬ولهذا ُينهى عما شجر‬
‫بيممن هممؤلء سممواء كممانوا مممن الصممحابة أو ممممن‬
‫بعدهم‪ ،‬فإذا تشاجر مسلمان فممي قضممية‪ ،‬ومضممت‬
‫ول تعلممق للنمماس بهمما‪ ،‬ول يعرفممون حقيقتهمما‪ ،‬كممان‬
‫كلمهم فيها كلما ً بل علم ول عدل يتضمن أذاهممما‬
‫مخطئان‪،‬‬ ‫ممذنبان أو ُ‬ ‫بغير حمق‪ ،‬ولمو عرفمموا أنهمما ُ‬
‫لكان ذكر ذلك من غير مصمملحة راجحممة مممن بمماب‬
‫الغيبة المذمومة‪.‬‬
‫لكممن الصممحابة رضمموان اللممه عليهممم أجمعيممن‬
‫أعظم حرمة‪ ،‬وأجل قدرًا‪ ،‬وأنزه أعراضًا‪ ،‬وقد ثبت‬
‫مممن فضممائلهم خصوصمما ً وعموممما ً ممما لممم يثبممت‬
‫لغيرهم‪ ،‬فلهذا كان الكلم الذي فيه ذمهم على ما‬
‫شجر بينهم أعظم إثما ً من الكلم في غيرهم()‪.(4‬‬
‫ة‬
‫ثممم ذكممر أن علممم الشممريعة محفمموظ وخاص م ً‬
‫الكتاب والسنة وأن الله هيأ له من يحفظمه ويمذب‬
‫)( هو صدي بن عجلن الباهلي صمماحب رسممول اللممه ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫نزيل حمص‪ ،‬روى علما ً كممثيرا ً ت ‪ 86‬هممم‪ ،‬وقيممل ‪ 81‬هممم‪،‬‬


‫الستيعاب ‪ ،133-11/131‬السير ‪ ،363-3/359‬الصممابة‬
‫‪ ،135-5/133‬التقريب‪.276 /‬‬
‫)( انظر‪ :‬تفسير الطبري ‪ ،4/40‬وابن كثير ‪ ،1/390‬والدر‬ ‫‪2‬‬

‫المنثور للسيوطي ‪.2/292‬‬


‫)( المنهاج ‪.134-5/133‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،147-5/146‬انظر ‪.2/14‬‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪688‬‬
‫الرافضة‬
‫عنه فقال‪) :‬وهذا علم أقام الله لممه مممن حفممظ بممه‬
‫على المة ما حفظ من دينها وغير هؤلء تبمع فيمه‪:‬‬
‫مقلد لهممم‪ ،‬كممما أن الجتهمماد‬ ‫مستدل بهم‪ ،‬وإما ُ‬ ‫إما ُ‬
‫في الحكام أقام الله لمه رجمال ً اجتهمدوا فيمه‪ ،‬حمتى‬
‫حفظ اللممه بهممم علممى المممة ممما حفممظ مممن الممدين‪،‬‬
‫مقلمد‬‫مسمتدل بهمم‪ ،‬وإمما ُ‬ ‫وغيرهم لهم تبع فيه‪ :‬إمما ُ‬
‫لهم‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬أن خواص أصحاب محمد ‪ ‬أعلممم‬
‫به ممن هو دونهم في الختصاص‪ ،‬مثممل أبممي بكممر‬
‫وعمممر وعثمممان وعلممي وطلحممة والزبيممر وعبممد‬
‫معاذ بممن‬ ‫ُ‬
‫الرحمن بن عوف وسعد وأبي بن كعب و ُ‬
‫جبل)‪ ،(1‬وابن مسعود وبلل وعمار بن ياسممر وأبممي‬
‫ذرٍ الغفاري وسلمان وأبي الدرداء)‪ ،(2‬وأبممي أيمموب‬

‫معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس النصاري الخزرجممي‪،‬‬ ‫)( ُ‬ ‫‪1‬‬

‫ً‬
‫أبو عبد الرحمممن‪ ،‬مممن أعيممان الصممحابة‪ ،‬شممهد بممدرا وممما‬
‫بعدها‪ ،‬وكان إليه المنتهممى فممي العلممم بالحكممام والقممرآن‬
‫مات بالشام‪ ،‬سنة ‪ 18‬هم‪ ،‬تجريد أسماء الصممحابة ‪،2/80‬‬
‫التقريب‪.535 /‬‬
‫)( هو عويمر بن زيممد بممن قيممس النصماري‪ ،‬أبممو الممدرداء‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مختلف في اسم أبيممه ومشممهور بكنيتممه‪ ،‬صممحابي جليممل‪،‬‬


‫أول مشاهده أحد‪ ،‬حكيم هذه المة ت ‪ 32‬هممم‪ ،‬وقيممل ت‬
‫‪ 31‬هم‪ ،‬السير ‪ ،2/353‬الصممابة ‪ ،183-7/182‬التقريممب‪/‬‬
‫‪.434‬‬
‫‪689‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫حذيفممة وأبممي‬‫عبادة بن الصممامت و ُ‬ ‫النصاري)‪ (1‬و ُ‬
‫طلحة)‪ (3‬وأمثال هؤلء من السممابقين‪ ،‬الوليممة مممن‬
‫المهاجرين والنصار‪ :‬هم أكمثر اختصاصما ً بمه مممن‬
‫ليس مثلهم‪ ،‬لكن قد يكون بعض الصممحابة أحفممظ‬
‫وأفقه من غيره‪ ،‬وإن كان غيره أطول صحبة‪ ،‬وقد‬
‫يكون أيضا ً أخذ عن بعضممهم مممن العلممم أكممثر مممما‬
‫أخذ عن غيره لطول عمره‪ ،‬وإن كمان غيمره أعلمم‬
‫منه‪ ،‬كما أخممذ عممن أبممي هريممرة وابممن عمممر وابممن‬
‫عباس‪ ،‬وعائشة وجابر وأبي سعيد)‪ (4‬مممن الحممديث‬
‫أكممثر مممما أخممذ عمممن هممو أفضممل منهممم‪ ،‬كطلحممة‬
‫والزبير ونحوهم‪.‬‬
‫)( هو خالد بن زيد بن كليممب النصمماري‪ ،‬أبممو أيمموب‪ ،‬مممن‬ ‫‪1‬‬

‫كبار الصحابة‪ ،‬شهد بدرًا‪ ،‬توفي قرب القسطنطينية غازيا ً‬


‫الروم سنة ‪ 50‬هم وقيممل بعممدها‪ ،‬تجريممد أسممماء الصممحابة‬
‫‪ ،1/150‬التقريب‪.188 /‬‬
‫)( هو عبادة بن الصامت بن قيممس النصمماري الخزرجممي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أبممو الوليممد المممدني‪ ،‬أحممد النقبمماء‪ ،‬بممدري مشممهور تمموفي‬


‫بالرملة سممنة ‪ 34‬هممم‪ ،‬وقيممل عمماش إلممى خلفممة معاويممة‪،‬‬
‫تجريد أسماء الصحابة ‪ ،1/394‬التقريب‪ ،292 /‬الخلصممة‬
‫‪.2/32‬‬
‫)( زيد بن سهل بن السود بن حرام النصمماري النجمماري‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مشهور بكنيته‪ ،‬من كبار الصحابة‪ ،‬شهد بممدرا ً وممما بعممدها‪،‬‬


‫ت ‪ 34‬هممم‪ ،‬تجريممد أسممماء الصممحابة ‪ ،1/199‬التقريممب‪/‬‬
‫‪.223‬‬
‫)( هو سعد بن مالك بن سنان بممن عبيممد النصمماري‪ ،‬وقممد‬ ‫‪4‬‬

‫سبقت ترجمته‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪690‬‬
‫الرافضة‬
‫وأما الخلفمماء الربعممة فلهممم فممي تبليممغ كليممات‬
‫الدين‪ ،‬ونشر أصوله‪ ،‬وأخذ الناس ذلممك عنهممم‪ ،‬ممما‬
‫ليس لغيرهم‪ ،‬وإن كان يروى عن صممغار الصممحابة‬
‫مفردة أكثر مممما ي ُممروى عممن بعمض‬ ‫من الحاديث ال ُ‬
‫الخلفاء‪ ،‬فالخلفاء لهم عموم التبليغ وقوته التي لم‬
‫يشركهم فيها غيرهممم‪ ،‬ثممم لممما قمماموا بتبليممغ ذلممك‬
‫شاركهم فيه غيرهم‪ ،‬فصار متواترا ً كجمع أبي بكممر‬
‫وعمر القرآن في الصحف ثم جمع عثمان لممه فممي‬
‫المصمماحف الممتي أرسمملها إلممى المصممار‪ ،‬فكممان‬
‫الهتمام بجمع القرآن وتبليغه أهم مما سواه‪.‬‬
‫وكذلك تبليغ شرائع السلم إلى أهل المصار‪،‬‬
‫ومقاتلتهم على ذلك‪ ،‬واستنابتهم في ذلمك الممراء‬
‫والعلماء‪ ،‬وتصديقهم لهم فيما بلغوه عن الرسول‪،‬‬
‫فبلغ من أقاموه من أهل العلم‪ ،‬حممتى صممار الممدين‬
‫منقول ً نقل ً عاما ً متواترا ً ظاهرا ً معلوم ما ً قممامت بممه‬
‫الحجة‪ ،‬ووضحت به المحجممة‪ ،‬وتممبين بممه أن هممؤلء‬
‫كانوا خلفاءه المهممديين الراشممدين‪ ،‬الممذين خلفمموه‬
‫في أمته علما ً وعم ً‬
‫ل‪.‬‬
‫جم ِ‬ ‫وهو ‪ ‬كما قال تعالى فممي حقممه‪َ  :‬‬
‫والن ّ ْ‬
‫مهها‬
‫و َ‬
‫وى * َ‬ ‫غه َ‬‫مهها َ‬
‫و َ‬
‫م َ‬‫حب ُك ُ ْ‬
‫صا ِ‬ ‫ل َ‬‫ض ّ‬
‫ما َ‬ ‫وى * َ‬ ‫ه َ‬ ‫إِ َ‬
‫ذا َ‬
‫ن ال ْ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫حى‪‬‬‫ي ي ُههو َ‬‫حه ٌ‬‫و ْ‬
‫و ِإل َ‬ ‫ه َ‬‫ن ُ‬ ‫وى * إ ِ ْ‬‫ه َ‬ ‫ع ِ‬
‫ق َ‬‫ي َن ْطِ ُ‬

‫)( النجم‪4-1 /‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪691‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فهو ما ضل وما غوى‪ ،‬وكذلك خلفمماؤه الراشممدون‪،‬‬
‫الممذين قممال فيهممم‪» :‬عليكههم بسههنتي وسههنة‬
‫الخلفههاء الراشههدين المهههديين مههن بعههدي‪،‬‬
‫تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ«)‪ (1‬فإنهم‬
‫خلفمموه فممي ذلمك‪ ،‬فممانتفى عنهممم بالُهمدى الضمملل‪،‬‬
‫وبالُرشد الغي‪.‬‬
‫وهممذا هممو الكمممال فممي العلممم والعمممل‪ ،‬فممإن‬
‫الضمملل عممدم العلممم‪ ،‬والغممي اتبمماع الهمموى‪ .‬ولهممذا‬
‫دَنا‬ ‫أمرنا الله تعممالى أن نقممول فممي صمملتنا‪ :‬ا ْ‬
‫هه ِ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫مه َ‬ ‫ع ْ‬‫ن أن ْ َ‬ ‫ط ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صهَرا َ‬ ‫م* ِ‬ ‫قي َ‬‫سهت َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ال ْ ُ‬ ‫صهَرا َ‬‫ال ّ‬
‫ضاّلي َ‬
‫ن‪.(2)‬‬ ‫ول ال ّ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫ب َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ضو ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫م ْ‬‫ر ال ْ َ‬ ‫غي ْ ِ‬‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫وقال النبي ‪» :‬اليهود مغضوب عليهههم‪،‬‬
‫والنصارى ضالون«)‪ (3‬فالمهتدي الراشممد الممذي‬
‫هداه الله الصراط المستقيم‪ ،‬فلم يكممن مممن أهممل‬
‫جهممال ول مممن أهممل الغممي المغضمموب‬ ‫الضمملل ال ُ‬
‫عليهممم‪ ،‬والمقصممود هنمما أن بعممض الصممحابة أعلممم‬
‫بالرسول من بعض‪ ،‬وبعضهم أكثر تبليغا ً لما علمممه‬
‫من بعض‪ ،‬ثم قد يكون عند المفضول علممم قضممية‬
‫معينممة لممم يعلمهمما الفضممل‪ ،‬فيسممتفيدها منممه‪ ،‬ول‬
‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الفاتحة‪.7-6 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه الترمذي في تفسير القرآن بمماب "سممورة فاتحممة‬ ‫‪3‬‬

‫الكتاب" ‪ ،204-5/201‬والمسند ‪.379-4/378‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪692‬‬
‫الرافضة‬
‫مطلقمًا‪ ،‬ول أن هممذا‬ ‫يوجب ذلك أن هذا أعلمم منمه ُ‬
‫العلم يتعلم من ذلك المفضول ما امتاز به)‪.(1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرد على ادعائهم ردة‬
‫الصحابة‪:‬‬
‫)وكممذلك دعممواهم عليهممم الممردة مممن أعظممم‬
‫القمموال بهتانمًا‪ ،‬فممإن المرتممد إنممما يرتممد لشممبهة أو‬
‫شهوة‪ ،‬ومعلوم أن الشبهات والشهوات في أوائل‬
‫السلم كانت أقوى فمن كان إيمانهم مثل الجبال‬
‫في حال ضعف السلم‪ ،‬كيف يكممون إيمممانهم بعممد‬
‫ظهور آياته وانتشار أعلمه؟!‪.‬‬
‫وأما الشهوة‪ :‬فسممواء كممانت شممهوة رياسممة أو‬
‫مال أو نكاح أو غير ذلك‪ ،‬كممانت فممي أول السمملم‬
‫أولى بالتباع‪ ،‬فمن خرجوا من ديممارهم وأممموالهم‪،‬‬
‫وتركوا ما كانوا عليه من الشممرف والعممز حب ما ً للممه‬
‫ورسمموله‪ ،‬طوع ما ً غيممر إكممراه‪ ،‬كيممف يعممادون اللممه‬
‫ورسوله طلبا ً للشرف والمال؟!‪.‬‬
‫ثم هي في حال قدرتهم على المعاداة‪ ،‬وقيممام‬
‫المقتضمممي للمعممماداة‪ ،‬لمممم يكونممموا معمممادين للمممه‬
‫ورسوله‪ ،‬بل ممموالين للممه ورسمموله‪ ،‬معممادين لمممن‬
‫عممادى اللممه ورسممموله‪ ،‬فحيمممن قمموي المقتضمممي‬
‫للموالة‪ ،‬وضعفت القدرة على المعمماداة‪ ،‬يفعلممون‬

‫)( المنهاج ‪.425-7/422‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪693‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫نقيض هذا؟!‬
‫ل؟‬ ‫هل يظن هذا إل من هو أعظم النمماس ضممل ً‬
‫وذلك أن الفعل إذا حصل معه كمال القدرة عليه‪،‬‬
‫وكمممال الرادة لممه‪ ،‬وجممب وجمموده‪ .‬وهممم فممي أول‬
‫السمملم كممان المقتضممي لرادة معمماداة الرسممول‬
‫أقوى‪ ،‬لكثرة أعممدائه وقلممة أوليممائه‪ ،‬وعممدم ظهممور‬
‫دينه وكانت قدرة من يعاديه باليممد واللسممان حينئذٍ‬
‫أقوى‪ ،‬حتى كممان ُيعمماديه آحمماد النمماس‪ ،‬ويباشممرون‬
‫أذاه باليدي واللسن‪.‬‬
‫مقتضممي‬ ‫ولممما ظهممر السمملم وانتشممر‪ ،‬كممان ال ُ‬
‫للمعمماداة أضممعف‪ .‬والقممدرة عليهمما أضممعف‪ ،‬ومممن‬
‫ل‪ ،‬ثم عمماداه ثاني ما ً‬
‫المعلوم أن من ترك المعاداة أو ً‬
‫لممم يكممن إل لتغيممر إرادتممه أو قممدرته‪ ،‬ومعلمموم أن‬
‫القدرة على المعاداة كانت أول ً أقمموى‪ ،‬والممموجب‬
‫لرادة المعمماداة كممان يقينمما ً أن القمموم لممم يتجممدد‬
‫عندهم ما يوجب المردة عمن دينهمم ألبتمة‪ ،‬والمذين‬
‫ارتدوا بعد موته إنما كممانوا ممممن أسمملم بالسمميف‪،‬‬
‫مسيلمة وأهل نجد‪.‬‬ ‫كأصحاب ُ‬
‫أما المهاجرون الذي أسلموا طوعما ً فلمم يرتممد‬
‫منهم ‪-‬ولله الحمد‪ -‬أحممد‪ ،‬وأهممل مكممة لممما أسمملموا‬
‫م طائفة منهم بممالردة‪ ،‬ثممم ثبتهممم اللممه‬ ‫بعد الفتح ه ّ‬
‫بسهيل بن عمرو‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪694‬‬
‫الرافضة‬
‫وأهل الطائف لما حاصرهم النبي ‪ ‬بعد فتممح‬
‫مكة‪ ،‬ثم رأوا ظهمور السمملم‪ ،‬فأسملموا مغلموبين‪،‬‬
‫ممموا بممالردة‪ ،‬فثبتهممم اللممه بعثمممان بممن أبممي‬
‫فه ّ‬
‫العاص)‪.(1‬‬
‫فأما أهل مدينة النبي ‪ ‬فإنما أسلموا طوعًا‪،‬‬
‫والمهاجرون منهممم والنصممار‪ ،‬وهممم قمماتلوا النمماس‬
‫على السلم ولهذا لم يرتد من أهممل المدينممة أحممد‬
‫بل ضعف غالبهم بموت النبي ‪ ،‬وذلممت أنفسممهم‬
‫عن الجهاد على دينه‪ ،‬حتى ثبتهم الله وقواهم بأبي‬
‫بكر الصديق ‪ ،‬فعادوا إلى ما كانوا عليه من قوة‬
‫ن‬
‫اليقين‪ ،‬وجهمماد الكممافرين‪ ،‬فالحمممد للممه الممذي مم ّ‬
‫على السلم وأهله بصديق المة‪ ،‬الذي أيد الله به‬
‫دينه في حياة رسوله وحفظه به بعد وفاته‪ ،‬فممالله‬
‫يجزيه عن السلم وأهله خير الجزاء)‪.(2‬‬
‫ومن استقرأ أخبممار العممالم فممي جميممع الفممرق‬
‫تبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم اتفاق ما ً علممى‬
‫الهمممدى والرشمممد‪ ،‬وأبعمممد عمممن الفتنمممة والتفمممرق‬
‫والختلف من أصحاب رسول اللممه ‪ ‬الممذين هممم‬

‫)( هو عثمان بن أبي العاص الثقفي صمحابي جليمل "عاممل‬ ‫‪1‬‬

‫عمان" نزيل البصممرة وتمموفي فيهمما فممي‬


‫الطائف والبحرين و ُ‬
‫خلفة معاوية سنة ‪ 51‬هم‪ .‬التقريب‪ ،384 /‬الخلصة ‪2/216‬‬
‫‪.217 -‬‬
‫)( المنهاج ‪.479-7/477‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪695‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫خير الخلق بشهادة الله لهم بذلك‪ ،‬إذ يقول تعالى‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫مُرو َ‬
‫س َتههأ ُ‬
‫ت ِللّنهها ِ‬
‫جهه ْ‬
‫ر َ‬
‫خ ِ‬ ‫مهه ٍ‬
‫خْيههَر أ ّ‬
‫م َ‬‫‪‬ك ُن ُْتهه ْ‬
‫ن‬
‫مُنههو َ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ر َ‬
‫كهه ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْ َ‬ ‫عهه ِ‬
‫ن َ‬
‫و َ‬
‫ههه ْ‬
‫وت َن ْ َ‬
‫ف َ‬
‫عُرو ِ‬ ‫ِبههال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫ه‪ ،(1)‬كما لم يكممن فممي المممم أعظممم اجتماعًمما‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫علممى الهممدى‪ ،‬وأبعممد عممن التفممرق والختلف‪ ،‬مممن‬
‫هذه المة‪ ،‬لنهم أكمل اعتصمماما ً بحبممل اللممه الممذي‬
‫مرسممل‪ .‬وكممل‬ ‫منزل‪ ،‬وما جاء به نممبيه ال ُ‬ ‫هو كتابه ال ُ‬
‫من كان أقرب على العتصام بحبل الله وهو اتباع‬
‫الكتمماب والسممنة كممان أولممى بالهممدى والجتممماع‬
‫والرشممد والصمملح‪ ،‬وأبعممد عممن الضمملل والفممتراق‬
‫والفتنة)‪.(2‬‬
‫المطلههب الثههالث‪ :‬كيفيههة رد المطههاعن‬
‫التي توجه للصحابة‪:‬‬
‫قال الرافضي‪" :‬وأما المطمماعن فممي الجماعممة‬
‫فقد نقل الجمهور منها أشياء كممثيرة‪ :‬حممتى صممنف‬
‫الكلبي كتابا ً "في مثالب الصحابة" ولم يممذكر فيممه‬
‫منقصة واحدة لهل البيت‪.‬‬
‫مفصمملة‬ ‫والجواب‪ :‬أن ُيقممال‪ :‬قبممل الجوبممة ال ُ‬
‫عما ُيذكر من المطاعن أن ما ُينقل عممن الصممحابة‬
‫من المثالب فهو نوعان‪ :‬أحدهما‪ :‬ممما هممو كممذب‪:‬‬
‫محرف قممد دخلممه مممن الزيممادة‬ ‫إما كذب كله‪ ،‬وإما ُ‬
‫)( آل عمران‪.110 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.365-6/364‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪696‬‬
‫الرافضة‬
‫والنقصان ممما يخرجممه إلممى الممذم والطعممن‪ ،‬وأكممثر‬
‫المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب‬
‫يرويهمما الكممذابون المعروفممون بالكممذب‪ ،‬مثممل أبممي‬
‫مخنف لوط بن يحيى)‪ (1‬ومثل هشام بن محمد بن‬
‫السائب الكلبي)‪ (2‬وأمثالهما من الكذابين‪.‬‬
‫ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشممام‬
‫الكلممبي فممي ذلممك‪ ،‬وهممو مممن أكممذب النمماس‪ ،‬وهممو‬
‫شيعي يروي عن أبيه)‪ ،(3‬وعن أبي مخنف‪ ،‬وكلهما‬

‫)( لوط بن يحيى بن سعيد أبممو مخنممف الزدي الغامممدي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عالم بالسير والخبار من أهل الكوفة‪ ،‬قممال الممدارقطني‪:‬‬


‫محممترق صمماحب‬ ‫"ضممعيف" وقممال ابممن عممدي "شمميعي ُ‬
‫أخبممارهم" وقممال يحيممى "ليممس بثقممة" ت سممنة ‪ 157‬هممم‪،‬‬
‫لسمممان الميمممزان ‪ ،4/492‬الضمممعفاء الكمممبير ‪،19-4/18‬‬
‫العلم ‪.5/245‬‬
‫)( هشممام بممن محمممد بممن السممائب الكلممبي‪ ،‬أبممو المنممذر‬ ‫‪2‬‬

‫الخباري النسابة العلمة‪ ،‬قال أحمد‪" :‬إنممما كممان صمماحب‬


‫سمممر ونسممب‪ ،‬ممما ظننممت أن أحممدا ً ُيحممدث عنممه‪ ،‬وقممال‬
‫الدارقطني وغيره‪" :‬متروك" وقال ابن عساكر‪ :‬رافضممي‬
‫ليممس بثقممة‪ ،‬ت سممنة ‪ 204‬هممم‪ ،‬وقيممل غيممر ذلممك‪ .‬السممير‬
‫‪ ،103-1/101‬ميمممزان العتمممدال ‪ ،305-4/304‬لسمممان‬
‫الميزان ‪.197-6/196‬‬
‫)( محمود بمن السمائب بمن بشمر بمن عممرو الكلمبي أبمو‬ ‫‪3‬‬

‫النضر الكوفي‪ ،‬قممال ابممن عممدي‪" :‬رضمموه فممي التفسممير"‬


‫وقممال أبممو حمماتم‪" :‬أجمعمموا علممى تممرك حممديثه"‪ ،‬واتهمممه‬
‫جماعمممة بالوضمممع‪ ،‬ت سمممنة ‪ 140‬همممم‪ ،‬التقريمممب‪،479 /‬‬
‫الخلصة ‪ ،2/405‬المجروحين ‪.2/253‬‬
‫‪697‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫متروك كذاب‪ .‬وقال المام أحمد في هذا‪" :‬الكلبي‬
‫ما ظننت أن أحممدا ً ُيحممدث عنممه‪ ،‬إنممما هممو صمماحب‬
‫سمر وشبه)‪ ،(1‬وقال الدارقطني‪" :‬هو مممتروك")‪،(2‬‬
‫وقال ابن عممدي)‪" :(3‬هشممام الكلممبي الغممالب عليممه‬
‫مسممند شمميئا ً وأبمموه‬
‫السمار‪ ،‬ول أعممرف لممه فممي ال ُ‬
‫أيضا ً كذاب)‪ ،(4‬وقممال زائدة)‪ (5‬والليممث)‪ (6‬وسممليمان‬

‫)( الضعفاء الكبير ‪ ،4/339‬لسان الميزان ‪ ،6/196‬تاريممخ‬ ‫‪1‬‬

‫بغداد ‪.46 ،14/45‬‬


‫)( انظممر الضممعفاء والمممتروكون‪ ،287 /‬لسممان الميممزان‬ ‫‪2‬‬

‫‪.6/196‬‬
‫)( هو عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني‪ ،‬ولد سممنة‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 277‬هم‪ ،‬له كتاب الكامل في الجرح والتعديل‪ ،‬قممال ابممن‬


‫عساكر‪" :‬كان ثقممة علممى لحممن فيممه"‪ ،‬ت سممنة ‪ 365‬هممم‪،‬‬
‫السير ‪ ،156-16/154‬الشذرات ‪.3/51‬‬
‫)( انظر الكامل في ضعفاء الرجال ‪.7/2568‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو أبو الصلت زائدة بن ُقدامة الثقفممي الكمموفي‪ ،‬قممال‬ ‫‪5‬‬

‫أحمد بن حنبل‪" :‬إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فل‬


‫ُتبال أن ل تسمعه عن غيرهما" قال النسممائي "ثقممة"‪ ،‬ت‬
‫سممنة ‪ 160‬هممم‪ ،‬وقيممل ‪ 161‬هممم‪ ،‬وقيممل ‪ 162‬هممم‪ ،‬السممير‬
‫‪ ،378-7/375‬والخلصة ‪.1/332‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪698‬‬
‫الرافضة‬
‫الممتيمي)‪" :(1‬هممو كممذاب"‪ .‬وقممال يحيممى)‪" :(2‬ليممس‬
‫بشيء كذاب ساقط)‪ ،(3‬وقال ابن حبممان‪" :‬وضمموح‬
‫الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلممى الغممراق فممي‬
‫وصفه")‪.(4‬‬
‫النههوع الثههاني‪ :‬ممما هممو صممدق‪ .‬وأكممثر هممذه‬
‫المممور لهممم فيهمما معمماذير تخرجهمما عممن أن تكممون‬
‫ذنوبًا‪ ،‬وتجعلها من موارد الجتهاد‪ ،‬التي إن أصمماب‬
‫المجتهممد فيهمما فلممه أجممران وإن أخطممأ فلممه أجممر‪.‬‬
‫وعامة المنقول الثابت عن الخلفاء الراشدين مممن‬
‫محققما ً‬
‫هذا الباب‪ ،‬وما قدر مممن هممذه المممور ذنبما ً ُ‬
‫فممإن ذلممك ل يقممدح فيممما علممم مممن فضممائلهم‬
‫وسمموابقهم وكممونهم مممن أهممل الجنممة‪ ،‬لن الممذنب‬
‫متعددة‪.‬‬
‫محقق يرتفع عقابه في الخرة بأسباب ُ‬ ‫ال ُ‬
‫منهمما‪ :‬التوبممة الماحيممة‪ .‬وقممد ثبممت عممن أئمممة‬
‫)( سليمان بن بلل التيمي مولهم أبو محمد المدني أحد‬ ‫‪1‬‬

‫العلماء‪ ،‬وثقه أحمد وابن معين‪ ،‬قال البخاري‪ :‬مات سممنة‬


‫‪ 277‬هممم‪ ،‬وقيممل غيممر ذلممك‪ .‬الخلصممة ‪ ،1/409‬التقريممب‪/‬‬
‫‪.250‬‬
‫)( هو يحيى بن معين بن عون الغطفمماني البغممدادي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫زكريا‪ ،‬ولد سنة ‪ 158‬هم‪ ،‬قال النسائي‪" :‬أبممو زكريمما أحممد‬


‫الئمممة فممي الحممديث ثقممة مممأمون"‪ .‬ت سممنة ‪ 233‬هممم‬
‫بالمدينممة‪ ،‬السممير ‪ ،96-11/71‬التاريممخ الكممبير ‪،8/307‬‬
‫الطبقات ‪.7/354‬‬
‫)( انظر‪ :‬يحيى بن معين وكتابه التاريخ ‪.281 ،3/280‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المجروحين ‪.3/91‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪699‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المامية أنهم تابوا من الذنوب المعروفة عنهم‪.‬‬
‫ومنهممما‪ :‬الحسمممنات الماحيمممة للمممذنوب‪ ،‬فمممإن‬
‫الحسنات ُيذهبن السيئات‪ ،‬وقد قال تعممالى‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ن‬
‫عن ْك ُه ْ‬
‫م‬ ‫ه ن ُك َ ّ‬
‫ف هْر َ‬ ‫عن ْه ُ‬
‫ن َ‬
‫و َ‬
‫هه ْ‬ ‫جت َن ِب ُههوا ك َب َههائ َِر َ‬
‫مهها ت ُن ْ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫م‪.(1)‬‬ ‫سي َّئات ِك ُ ْ‬‫َ‬
‫مكفمممرة‪ ،‬ومنهممما‪ :‬دعممماء‬
‫ومنهممما‪ :‬المصمممائب ال ُ‬
‫المؤمنين بعضهم لبعض‪ ،‬وشفاعة نبيهم‪ ،‬فممما مممن‬
‫سبب يسقط به الذم والعقاب عن أحد مممن المممة‬
‫إل والصممحابة أحممق بممذلك‪ ،‬فهممم أحممق بكممل مممدح‪،‬‬
‫ونفي كل ذم ممن بعدهم من المة)‪.(3)،(2‬‬

‫***‬

‫)( النساء‪.31 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( وبقية السباب من الستغفار‪ ،‬ومما ُيفعممل بعممد الممموت‬ ‫‪2‬‬

‫من عمل صالح ُيهدى له‪ ،‬وما ُيبتلى به المؤمن في قممبره‬


‫من الضغطة وفتنة الملكين‪ .‬وما يحصل في الخممرة مممن‬
‫كرب أهوال يوم القيامة‪ ،‬وأخيممرا ً المقاصممة يمموم القيامممة‬
‫بين المؤمنين بعد عبور الصراط‪ .‬انظمر المنهمماج ‪-6/205‬‬
‫‪.238‬‬
‫)( المنهاج ‪.83-5/81‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪700‬‬
‫الرافضة‬

‫الباب الثالث‬
‫الرافضة والمامة‬
‫وفيه أربعة فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الوصية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المامة عند الرافضة‪.‬‬
‫الفصل الثههالث‪ :‬الغلممو فممي الئمممة وادعمماء‬
‫العصمة لهم‪.‬‬
‫منتظر‪.‬‬‫الفصل الرابع‪ :‬المهدي ال ُ‬
‫‪701‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫الوصية‬
‫حديث الوصي والرد عليه‪:‬‬
‫)قال الرافضي‪" :‬ومنها ما رواه أحمد بن حنبل‬
‫عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قلنا لسلمان‪ :‬سل النممبي‬
‫‪ ‬مممن وصمميه‪ ،‬فقممال لممه سمملمان‪ :‬مممن وصمميك؟‬
‫فقال‪ :‬يا سمملمان مممن كممان وصممي موسممى؟ قممال‪:‬‬
‫يوشع بن نون‪ .‬قال‪ :‬فممإن وصمميي ووارثممي يقضممي‬
‫ديني وُينجز موعدي علي بن أبي طالب")‪.(1‬‬
‫والجههواب‪ :‬أن هممذا الحممديث كممذب موضمموع‬
‫مسند‬ ‫باتفاق أهل المعرفة بالحديث‪ ،‬ليس هو في ُ‬
‫المام أحمد بن حنبل‪ ،‬وأحمد قد صممنف كتاب ما ً فممي‬
‫"فضائل الصحابة" ذكر فيه فضل أبممي بكممر وعمممر‬
‫وعثمان وعلي وجماعة من الصحابة‪ ،‬وذكر فيها ما‬
‫روي في ذلك من صحيح وضعيف للتعريف بممذلك‪،‬‬
‫وليس كل ما رواه يكون صحيحًا‪ .‬ثممم إن فممي هممذا‬
‫الكتاب زيادات من روايات ابنه عبد الله‪ ،‬وزيممادات‬
‫من رواية القطيعي)‪ (2‬عن شيوخه‪.‬‬

‫)( هذا الحديث موضوع‪ ،‬انظر الموضوعات لبن الجمموزي‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،377-1/374‬وقمممد ذكمممر عمممدة طمممرق وروايمممات كلهممما‬


‫موضوعة‪.‬‬
‫)( أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي القطيعممي‬ ‫‪2‬‬

‫مسممند المممام أحمممد"‬‫محممدث راوي " ُ‬ ‫الحنبلممي‪ ،‬العممالم ال ُ‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪702‬‬
‫الرافضة‬
‫وهذه الزيممادات الممتي زادهمما القطيعممي غالبهمما‬
‫كذب‪ ،‬كممما سمميأتي ذكممر بعضممها – إن شمماء اللممه –‬
‫وشيوخ القطيعي يروون عمممن فممي طبقممة أحمممد‪،‬‬
‫جهال إذا رأوا فيه حديثا ً ظنمموا أن‬ ‫وهؤلء الرافضة ُ‬
‫القائل لذلك أحمد بن حنبل‪ ،‬ويكممون القممائل لممذلك‬
‫هو القطيعي‪ ،‬وذاك الرجممل مممن شمميوخ القطيعممي‬
‫الذين يروون عمن في طبقممة أحمممد‪ ،‬وكممذلك فممي‬
‫المسند زيادات زادها ابنه عبد اللممه‪ ،‬ل سمميما فممي‬
‫مسند علي بممن أبممي طممالب ‪ ،‬فممإنه زاد زيممادات‬ ‫ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫كثيرة( ‪.‬‬
‫وقد ادعى كثير مممن الرافضممة أن ممما ورد فممي‬
‫"غممد يرخممم" يكممون دليل ً علممى أن عليما ً قممد خصممه‬
‫النممبي ‪ ‬بشمميء فيكممون هممو الوصممي قممال شمميخ‬
‫السلم في المموجه الثممالث مممن وجمموه الممرد علممى‬
‫الرافضي باستدلله بحممديث »مههن كنههت مههوله‬
‫فعلي موله« في "غد يرخم" … قال‪:‬‬
‫)الوجه الثالث‪ :‬أن ُيقال‪ :‬أنتم ادعيتممم أنكممم‬
‫أثبتم إمامته بالقرآن‪ ،‬والقرآن ليس في ظاهره ما‬
‫ز َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ل‪ ،‬فممإنه قممال‪ :‬ب َل ّ ْ‬
‫يدل على ذلك أص ً‬
‫مهها أن ْه ِ‬
‫غ َ‬

‫و"الزهممد" و"الفضممائل" لممه‪ .‬كممان مولممده سممنة ‪274‬هممم‪،‬‬


‫س وتسعون سنة‪.‬‬ ‫وتوفي سنة ‪ 368‬هم‪ ،‬وله خم ٌ‬
‫)( المنهاج ‪.23-5/22‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪703‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ك‪ .(1)‬وهذا اللفظ عام فممي جميممع ممما‬ ‫ن َرب ّ َ‬‫م ْ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ِ‬
‫معيممن‪،‬‬ ‫أنممزل إليممه مممن ربممه‪ ،‬ل يممدل علممى شمميء ُ‬
‫فدعوى المدعي أن إمامة علي هي مممما بلغهمما‪ ،‬أو‬
‫مممما أمممر بتبليغهمما‪ ،‬ل تثبممت بمجممرد القممرآن‪ ،‬فممإن‬
‫معين‪ ،‬فإن ثبت‬ ‫القرآن ليس فيه دللة على شيء ُ‬
‫ذلك بالنقل كان ذلك إثباتا ً بالخبر ل بالقرآن‪ ،‬فمممن‬
‫ادعى أن القرآن يدل على أن إمامة علي مما أمر‬
‫بتبليغه‪ ،‬فقد افترى على القرآن‪ ،‬فممالقرآن ل يممدل‬
‫على ذلك عموما ً ول خصوصًا‪.‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن ُيقممال‪ :‬هممذه اليممة‪ ،‬مممع ممما‬
‫علم مممن أحمموال النممبي ‪ ،‬تممدل علممى نقيممض ممما‬
‫ذكروه‪ ،‬وهو أن الله لممم ينزلهمما عليممه‪ ،‬ولممم يممأمره‬
‫بها‪ ،‬فإنها لو كانت بما أمره الله بتبليغه‪ ،‬لبلغه فإنه‬
‫ل يعصي الله في ذلك ولهذا قممالت عائشممة رضممي‬
‫الله عنهمما‪" :‬مممن زعممم أن محمممدا ً كتممم شمميئا ً مممن‬
‫َ‬
‫الوحي فقد كذب واللممه تعممالى يقممول‪ :‬ي َهها أي ّ َ‬
‫ههها‬
‫ُ‬
‫ن لَه ْ‬
‫م‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ن َرب ّ ه َ‬
‫ك َ‬ ‫مه ْ‬‫ك ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬‫ز َ‬‫ما أن ْ ِ‬‫غ َ‬ ‫ل ب َل ّ ْ‬‫سو ُ‬‫الّر ُ‬
‫ه‪.(3)،(2)‬‬‫سال َت َ ُ‬‫ر َ‬ ‫ت ِ‬ ‫غ َ‬‫ما ب َل ّ ْ‬ ‫ف َ‬‫ل َ‬
‫ع ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ف َ‬

‫)( المائدة‪.67 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المائدة‪.67 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫َ‬
‫)( رواه البخاري في كتاب تفسممير القممرآن‪ ،‬بمماب ‪‬ي َمما أي ّهَمما‬ ‫‪3‬‬

‫ك‪ ، 5/188‬وفممي كتمماب‬ ‫ن ّرب ّم َ‬ ‫مم ْ‬


‫ك ِ‬ ‫ما ُأنزِ َ‬
‫ل إ ِل َي ْم َ‬ ‫ل ب َل ّغْ َ‬
‫سو ُ‬
‫الّر ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ممما أنمزِ َ‬
‫ل‬ ‫ل ب َل ّمغْ َ‬ ‫التوحيد باب قوله تعالى‪َ :‬يا أي َّها الّر ُ‬
‫سو ُ‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪704‬‬
‫الرافضة‬
‫لكن أهل العلم يعلمممون بالضممطرار أن النممبي‬
‫‪ ‬لم ُيبلغ شيئا ً من إمامة علي‪ ،‬ولهممم علممى هممذا‬
‫طرق كثيرة ُيثبتون بها هذا العلم‪.‬‬
‫منها‪ :‬أن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي علممى‬
‫نقله‪ ،‬فلو كممان لممه أصممل لنقممل … ولن النممبي ‪‬‬
‫أمر أمته بتبليغ ممما سمممعوا منممه‪ ،‬فل يجمموز عليهممم‬
‫كتمان ما أمرهم الله بتبليغه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن النممبي ‪ ‬لممما مممات‪ ،‬وطلممب بعممض‬
‫النصار أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير‪،‬‬
‫فأنكر ذلك عليه‪ ،‬وقممالوا‪ :‬المممارة ل تكممون إل فممي‬
‫قريش‪ ،‬وروى الصحابة – فممي مممواطن متفرقممة –‬
‫الحمماديث عممن النممبي ‪ ‬فممي أن‪" :‬المامممة فممي‬
‫قريممش")‪ ،(1‬ولممم يممرو واحممد منهممم ل فممي ذلممك‬
‫المجلس ول غيره‪ ،‬ممما يممدل علممى إمامممة علممي …‬
‫وأهل العلم بالحديث والسممنة الممذين يتولممون عليما ً‬
‫ويحبونه‪ ،‬ويقولون‪ :‬إنه كممان الخليفممة بعممد عثمممان‪،‬‬
‫كأحمد بن حنبل وغيره من الئمة‪ ،‬قد نازعهم فممي‬

‫ك‪ ، 8/209-210‬ومسلم في كتاب اليمان بمماب‬ ‫ن ّرب ّ َ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬


‫خَرى‪ … ‬إلخ ‪ ،1/159‬والمممام أحمممد فممي‬ ‫ة أُ ْ‬
‫قد ْ َرآه ُ ن َْزل َ ً‬‫‪‬وَل َ َ‬
‫المسند ‪.50-6/49‬‬
‫)( رواه المام أحمد في المسند ‪،4/421 ،183 ،3/129‬‬ ‫‪1‬‬

‫مسممنده‪ ،125 /‬والبغمموي فممي‬


‫وأبممو داود الطيالسممي فممي ُ‬
‫شرح السنة تعليقا ً جازما ً ‪.1/206‬‬
‫‪705‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ذلك طوائف من أهل العلم وغيرهم‪ ،‬وقممالوا‪ :‬كممان‬
‫زمانه زمممان فتنممة واختلف بيممن المممة‪ ،‬لممم تتفممق‬
‫المة فيه ل عليه ول على غيره()‪.(1‬‬
‫فعلم أن ما تدعيه الرافضة من النص هو مممما‬
‫لم يسمعه أحد من أهل العلم بأقوال الرسممول ‪‬‬
‫ل قديما ول حديثا ولهذا كان أهممل العلممم بالحممديث‬
‫يعلمون بالضرورة كممذب هممذا النقممل كممما يعلمممون‬
‫كذب غيره مممن المنقممولت المكذوبممة‪ ،‬وقممد جممرى‬
‫تحكيم الحكمين‪ ،‬ومعه أكثر الناس‪ ،‬فلم يكممن فممي‬
‫المسلمين من أصممحابه ول غيرهممم مممن ذكممر هممذا‬
‫النص‪ ،‬مع كثرة شيعته ول فيهم من احتج بممه‪ ،‬فممي‬
‫مثل هذا المقام الذي تتوفر فيه الهمممم والممدواعي‬
‫على إظهار مثل هذا النص‪.‬‬
‫ومعلوم أنه لو كان النص معروفمما عنممد شمميعة‬
‫علي ‪ -‬فضل عن غيرهم ‪ -‬لكانت العادة المعروفممة‬
‫تقتضي أن يقول أحدهم‪ :‬هذا نص رسممول اللممه ‪‬‬
‫على خلفتممه‪ ،‬فيجممب تقممديمه علممى معاويممة‪ ،‬وأبممو‬
‫موسى نفسه كان من خيار المسلمين لو علممم أن‬
‫النبي ‪ ‬نص عليه لممم يسممتحل عزلممه‪ ،‬ولممو عزلممه‬
‫ن‬
‫مم ْ‬‫لكان من أنكر عزله عليه يقمول‪ :‬كيمف تعمزل َ‬

‫)( المنهاج ‪.49-7/47‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪706‬‬
‫الرافضة‬
‫نص النبي ‪ ‬على خلفته؟)‪.(1‬‬
‫وقد احتجوا بقوله ‪» :‬تقتل عمههارا الفئة‬
‫الباغية«)‪ ،(2‬وهذا الحديث خممبر واحممد أو اثنيممن أو‬
‫ثلثة ونحمموهم‪ ،‬وليممس هممذا متممواترا‪ ،‬والنممص عنممد‬
‫القائلين به متواتر‪ ،‬فبالله العجب كيممف سمماغ عنممد‬
‫الناس احتجاج شمميعة علممي بممذلك الحممديث؟‪ ،‬ولممم‬
‫يحتج أحد منهم بالنص؟)‪.(3‬‬
‫وأما قمموله‪» :‬إن عليا ادعاههها‪ ،‬وقههد ثبههت‬
‫نفي الرجس عنه فيكون صادقا«‪.‬‬
‫فجوابه من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬إنا ل نسلم أن عليا ادعاهمما‪ ،‬بممل نحممن‬
‫نعلم بالضرورة علما متيقنا أن عليا ما ادعاها قممط‬
‫حتى قتل عثمان‪ ،‬وإن كان قد يميل بقلبه إلممى أن‬
‫يممولى‪ ،‬لكممن ممما قممال‪ :‬إنممي أنمما المممام‪ ،‬ول‪ :‬إنممى‬
‫معصمموم‪ ،‬ول‪ :‬إن رسممول اللممه ‪ ‬جعلنممي المممام‬

‫)( المنهاج ‪.51-7/50‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري في قصة بناء المسجد وفيه "ويمح عممار‬ ‫‪2‬‬

‫تقتله الفئة الباغية" في كتاب الجهاد والسير باب "مسممح‬


‫الغبممار عممن النمماس فممي السممبيل" ‪ ،3/207‬ومسمملم فممي‬
‫كتاب الفتن وأشراط الساعة‪ ،‬باب "ل تقوم الساعة حتى‬
‫يمر الرجل بقبر الرجل … إلخ" ‪ ،4/2236‬والمام أحمممد‬
‫في مسنده ‪.4/199‬‬
‫)( المنهاج ‪.7/51‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪707‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بعده‪ ،‬ول أنه أوجب على الناس متممابعتي‪ ،‬ول نحممو‬
‫هذه اللفاظ‪ ،‬بل نحن نعلم بالضطرار أن من نقل‬
‫هذا ونحوه عنه فهو كمماذب عليممه‪ ،‬ونحممن نعلممم أن‬
‫عليا كان اتقى لله من أن يممدعي الكممذب الظمماهر‪،‬‬
‫الذي تعلم الصحابة كلهم أنه كذب)‪ .(1‬وقد بيممن أن‬
‫نفي الرجس ل يوجب العصمة فقال‪:‬‬
‫)ونفي الرجممس ل يمموجب أن يكممون معصمموما ً‬
‫من الخطأ بالتفاق‪ ،‬بدليل أن الله لم يرد من أهل‬
‫البيت أن يذهب عنهم الخطأ‪ ،‬فإن ذلك غير مقدور‬
‫عليه عندهم والخطأ مغفور‪ ،‬فل يضر وجوده‪.‬‬
‫وأيضا ً فالخطممأ ل يممدخل فيممه عممموم الرجممس‪،‬‬
‫وأيضا ً فإنه ل معصمموم مممن أن يقممر علممى خطممأ إل‬
‫رسول الله ‪ ،‬وهم يخصممون ذلمك بالئمممة بعممده‪،‬‬
‫وإذهاب الرجممس قممد اشممترك فيممه علممي وفاطمممة‬
‫وغيرهما من أهل البيت()‪.(2‬‬
‫الرد على قول الرافضممة‪" :‬الخممامس‪ :‬ممما رواه‬
‫الجمهور عن النبي ‪ ‬أنممه قممال لميممر المممؤمنين‪:‬‬
‫أنت أخي ووصيي وخليفتي وقاضي دينممي)‪ ،(3‬وهممو‬
‫نص في الباب"‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.86-7/85‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/88‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر الموضوعات لبن الجوزي ‪ ،378 ،1/347‬وقال‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫"هذا حديث ل يصح"‪ ،‬وانظر تعليق رقم ‪ 2‬صفحة ‪.518‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪708‬‬
‫الرافضة‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬المطالبممة بصممحة هممذا الحممديث‪ ،‬فممإن‬
‫هذا الحديث ليس في شيء من الكتب التي تقوم‬
‫الحجة بمجرد إسناده إليهمما‪ ،‬ول صممححه إمممام مممن‬
‫أئمة الحديث‪.‬‬
‫وقممموله‪" :‬رواه الجمهمممور"‪ :‬إن أراد بمممذلك أن‬
‫علماء الحديث رووه في الكتب التي يحتج بما فيها‬
‫– مثل كتاب البخاري ومسلم ونحوهما‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنه‬
‫صحيح فهذا كممذب عليهممم‪ .‬وإن أراد بممذلك أن هممذا‬
‫يرويمممه مثمممل أبمممي نعيمممم)‪ (1‬فمممي "الفضمممائل"‬
‫والمغممازلي)‪ (2‬وخطيممب خمموارزم)‪ (3‬ونحمموهم‪ ،‬أو‬

‫)( هممو المممام الحممافظ أحمممد بممن عبممد اللممه بممن أحمممد‬ ‫‪1‬‬

‫المهرانممي الصممبهاني صمماحب كتمماب "الحليممة" و"معرفممة‬


‫الصحابة" وغيرهما‪ ،‬ولد سنة ‪ 336‬هم وكان حافظا ً مبرزا ً‬
‫عممالي السممناد‪ ،‬تمموفي سممنة ‪ 430‬هممم‪ ،‬السممير ‪-17/453‬‬
‫‪ ،463‬شذرات الذهب ‪.3/245‬‬
‫)( هو المام أبممو بكممر بممن المنممذر المغممازلي‪ ،‬اسمممه بممدر‬ ‫‪2‬‬

‫وقيل أحمد‪ ،‬البغدادي العابد صاحب المممام أحمممد‪ ،‬وكممان‬


‫ثقممة زبانيمما‪ ،‬ت ‪ 282‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،491-13/490‬حليممة‬
‫الولياء ‪ ،306-10/305‬طبقات الحنابلة ‪ ،78-1/77‬وفيه‬
‫"أحمممد بممن أبممي المنممذر بممن بممدر بممن النضممر أبممو بكممر‬
‫المغازلي"‪.‬‬
‫)( هو الموفق بن أحمد المكممي الخمموارزمي أبممو المؤيممد‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫فقيه أديب خطيب شاعر وقد تممولى الخطابممة فممي جممامع‬


‫خوارزم‪ ،‬وله كتاب "مناقب أمير المؤمنين علي بممن أبممي‬
‫طالب" توفي سنة ‪ 568‬هم‪ ،‬انظممر العلم ‪ ،7/33‬معجممم‬
‫‪709‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫يروى في كتب الفضائل‪ ،‬فمجرد هذا ليممس بحجممة‬
‫باتفاق أهل العلم فممي مسممألة فممروع‪ ،‬فكيممف فممي‬
‫مسألة المامة‪ ،‬التي قد أقمتم عليها القيامة؟!‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن هذا الحديث كذب موضوع باتفمماق‬
‫أهل العلم والحديث … فإن من لممه أدنممى معرفممة‬
‫بصحيح الحديث وضممعيفه‪ ،‬ليعلممم أن هممذا الحممديث‬
‫ومثله ضعيف بل كذب موضوع …‬
‫قممال أبممو الفممرج ابممن الجمموزي)‪ (1‬فممي كتمماب‬
‫"الموضمموعات")‪ ،(2‬لممما روى هممذا الحممديث مممن‬
‫طريق أبي حاتم البستي)‪ :(3‬حدثنا محمد بن سممهل‬
‫بن أيوب)‪ ،(4‬حدثنا عمار بممن رجمماء)‪ ،(5‬حممدثنا عبيممد‬
‫اللممه بممن موسممى)‪ ،(6‬حممدثنا مطممر بممن ميمممون‬
‫المؤلفين ‪.13/52‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الموضمموعات ‪ ،1/347‬م ‪ ،378‬انظممر الثممر فممي كتمماب‬ ‫‪2‬‬

‫المجروحين ‪ ،3/5‬في ترجمة مطر بن ميمون‪.‬‬


‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( عمار بن رجاء بممن سممعد السممتربادي أبممو ياسممر‪ ،‬كممان‬ ‫‪5‬‬

‫فاض مل ً دين مًا‪ ،‬كممثير العبممادة والزهممد‪ ،‬ت ‪ 267‬هممم‪ ،‬الجممرح‬


‫والتعمممديل ‪ ،6/395‬طبقمممات الحنابلمممة ‪ ،1/247‬السمممير‬
‫‪.13/35‬‬
‫)( عبيد الله بن موسى بممن بمماذام العبسممي مممولهم‪ ،‬أبممو‬ ‫‪6‬‬

‫محمممد الكمموفي‪ ،‬ثقممة كممان يتشمميع‪ ،‬ت ‪ 213‬هممم‪ ،‬التاريممخ‬


‫الكممبير ‪ ،5/401‬الجممرح والتعممديل ‪ ،335-5/334‬الثقممات‬
‫‪ ،7/152‬التقريب‪.375 /‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪710‬‬
‫الرافضة‬
‫السكاف)‪ ،(1‬عن أنس)‪ ،(2‬أن النبي ‪ ‬قممال‪» :‬إن‬
‫أخي ووزيري وخليفتي مههن أهلههي‪ ،‬وخيههر‬
‫مههن أتههرك بعههدي‪ ،‬يقضههي دينههي‪ ،‬وينجههز‬
‫موعدي‪ :‬علي بههن أبههي طههالب« قممال‪" :‬هممذا‬
‫حممديث موضمموع"‪ .‬قممال ابممن حبممان)‪" :(3‬مطممر بممن‬
‫ميمممون يممروي الموضمموعات عممن الثبممات ل تحممل‬
‫الرواية عنه" …‬
‫ول ريب أن مطرا ً هذا كذاب‪ ،‬لم يرو عنه أحممد‬
‫من علماء الكوفة‪ ،‬مع روايته عممن أنممس فلممم يممرو‬
‫عنه يحيممى بممن سممعيد القطممان‪ ،‬ول وكيممع‪ ،‬ول أبممو‬
‫معاويممة‪ ،‬ول أبممو نعيممم‪ ،‬ول يحيممى بممن آدم)‪ ،(4‬ول‬
‫أمثالهم‪ ،‬مع كثرة من بالكوفممة مممن الشمميعة‪ ،‬ومممع‬
‫)( مطممر بممن ميمممون السممكاف المحمماربي‪ ،‬أبممو خالممد‬ ‫‪1‬‬

‫الكوفي‪ ،‬متروك‪ ،‬قممال ابممن حبممان‪ :‬ل تحممل الروايممة عنممه‪.‬‬


‫كتممممماب المجروحيمممممن ‪ ،3/5‬الضمممممعفاء والممممممتروكون‬
‫للدارقطني‪ ،372 /‬التقريب‪.534 /‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو المام الحافظ شيخ خراسان أبو حمماتم محمممد بممن‬ ‫‪3‬‬

‫حبان بن أحمد بن حبان التميمي البستي ولمد سمنة بضمع‬


‫وسبعين ومائتين وله كتاب "الصحيح" و"الثقمات" وكتماب‬
‫"المجروحين" وغيرها‪ ،‬توفي سنة ‪ ،354‬السممير ‪-16/92‬‬
‫‪ ،104‬لسان الميزان ‪.115-5/112‬‬
‫)( هممو يحيممى بممن آدم بممن سممليمان الكمموفي‪ ،‬أبممو زكريمما‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫مولى بني أمية‪ ،‬ثقة حافظ فاضل‪ ،‬توفي سممنة ‪ 203‬هممم‪.‬‬


‫تذكرة الحممافظ ‪ ،360-1/359‬التقريممب‪ ،587 /‬الخلصممة‬
‫‪.3/142‬‬
‫‪711‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أن كثيرا ً من عوامها ُيفضل عليا ً على عثمان …‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن ديممن النممبي ‪ ‬لممم يقضممه‬
‫علي بممل فممي الصممحيح أن النممبي ‪ ‬مممات ودرعممه‬
‫مرهونة عند يهودي على ثلثيمن وسمقا ممن شمعير‬
‫ابتاعها لهله)‪ .(1‬فهذا الدين الذي كان عليه‪ُ ،‬يقضى‬
‫من الرهن الذي رهنه‪ ،‬ولممم يعممرف عممن النممبي ‪‬‬
‫دين آخر‪.‬‬
‫وفي الصحيح أنه قال‪» :‬ل يقتسههم ورثههتي‬
‫دينارا ً ول درهمًا‪ ،‬ما ترك بعد نفقة نسائي‬
‫ومؤنة عاملي فهو صدقة«)‪ (2‬فلممو كممان عليممه‬
‫مقممدما ً علممى‬
‫ديممن ُقضممي مممما تركممه‪ ،‬وكممان ذلممك ُ‬
‫الصدقة‪ ،‬كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح)‪.(3‬‬
‫قال الرافضي عن علي "‪) :"‬لما تمموجه إلممى‬
‫صفين لحق أصحابه عطش شديد فعدل بهم قلي ً‬
‫ل‪،‬‬

‫)( رواه البخمماري فممي المغممازي‪ ،‬بمماب "وفمماة النممبي "‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،5/145‬وفيه "صاعًا" بدل "وسقا"‪ .‬مسلم فمي المسمماقاة‬


‫بمماب "الرهممن وجمموازه فممي الحضممر والسممفر" بمعنمماه‬
‫‪.3/1226‬‬
‫)( رواه البخاري بدن "ول درهمًا" في كتاب الخمس باب‬ ‫‪2‬‬

‫"نفقة نساء النبي ‪ ‬بعد وفاته" ‪ ،45-4/44‬وفممي كتمماب‬


‫الوصايا‪ ،‬باب "نفقة القيم للوقف" ‪ .3/197‬ورواه مسلم‬
‫في كتاب الجهاد والسير بمماب "ل نممورث ممما تركنمماه فهممو‬
‫صدقة" ‪ ،3/1382‬ولم يذكر "ول درهمًا" كذلك‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.358-7/353‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪712‬‬
‫الرافضة‬
‫فلح لهم دير‪ ،‬فصاحوا بساكنه‪ ،‬فسألوه عن الممماء‬
‫فقال‪" :‬بيني وبينه أكثر من فرسممخين‪ ،‬ولممول أنممي‬
‫أوتي ممما يكفينممي كممل شممهر علممى التقممتير لتلفممت‬
‫عطشًا‪ ،‬فأشار أميممر المممؤمنين إلممى مكممان قريممب‬
‫من الدير‪ ،‬وأمر بكشفه فوجممدوا صممخرة عظيمممة‪،‬‬
‫فعجزوا عن إزالتها‪ ،‬فقلعها وحده ثم شربوا الممماء‬
‫مرسممل‪ ،‬أو‬ ‫ي ُ‬‫فنزل إليهم الراهب‪ ،‬فقممال‪ :‬أنممت نممب ٌ‬
‫مقرب؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬ولكني وصممي رسممول اللممه‬ ‫ملك ُ‬
‫‪ ،‬فأسلم علممى يممده‪ ،‬وقممال‪ :‬إن هممذا الممدير ُبنممي‬
‫علممى طممالب هممذه الصممخرة‪ ،‬ومخممرج الممماء مممن‬
‫)‪(1‬‬
‫تحتها‪ ،‬وقد مضى جماعة قبلممي لممم ي ُممدركوه …(‬
‫إلخ‪.‬‬
‫قممال شمميخ السمملم‪) :‬والجممواب أن هممذا مممن‬
‫جهممال مممن‬ ‫جنس أمثاله من الكاذيب التي يظنها ال ُ‬
‫أعظم منمماقب علممي‪ ،‬وليسممت كممذلك … ]إلممى أن‬
‫قممال[ )وممما فيممه مممن قممول علممي‪" :‬ولكنممي وصممي‬
‫رسول الله ‪ "‬هو مما يبين أنه كذب على علممي‪،‬‬
‫دع هذا قط ل فممي خلفممة الثلثممة ول‬ ‫وأن عليا ً لم ي ّْ‬
‫ليممالي صممفين)‪ .(2‬وقممد كممانت لممه مممع منممازعيه‬
‫)( المنهاج ‪.158-8/157‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( صفين موقع بقرب الرقممة علممى شمماطئ الفممرات مممن‬ ‫‪2‬‬

‫غربيها‪ ،‬بين الرقة وبالس‪ ،‬وبهما كممانت الوقعمة بيمن علمي‬


‫ومعاويممة – رضممي اللممه عنهممما – انظممر معجممم البلممدان‬
‫‪713‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مناظرات ومقامات ما ادعممى هممذا قممط ول ادعمماه‬
‫أحد له‪ .‬وقد حكم الحكميممن‪ ،‬وأرسممل ابممن عبمماس‬
‫لمنممماظرة الخممموارج فمممذكروا فضمممائله وسممموابقه‬
‫ومناقبه‪ ،‬ولم يذكر أحد منهم قط أنه وصي رسول‬
‫اللمممه ‪ .‬ومعلممموم أن همممذا ممممما تتممموفر الهممممم‬
‫والدواعي على نقله‪ ،‬بدون هذه السباب الموجبممة‬
‫لنقله لو كان حقًا‪ ،‬فكيف مع هذه السباب؟!‪.‬‬
‫فلمممما رووا فضمممائله ومنممماقبه‪ ،‬كقممموله عليمممه‬
‫السلم‪» :‬لعطين الراية غدا ً رجل ً يحب الله‬
‫ورسوله‪ ،‬ويحبه اللههه ورسههوله«)‪ ،(1‬وكقمموله‬
‫عام تبوك‪» :‬أل ترضى أن تكون مني بمنزلة‬
‫هارون من موسى إل أنه ل نبي بعدي«)‪.(2‬‬
‫وقوله‪» :‬أنت مني وأنا منك«)‪ (3‬وغير ذلممك‬
‫‪ ،3/414‬مراصد الطلع ‪.2/846‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي فضممائل أصممحاب النممبي ‪ ‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫"مناقب علي بن أبي طالب" ‪ .4/207‬مسلم في فضائل‬


‫الصممحابة‪ ،‬بمماب "مممن فضممائل علممي بممن أبممي طممالب"‬
‫‪ 1873 ،1872 ،4/1871‬وغيرهم‪.‬‬
‫)( رواه البخاري في كتاب المغازي‪ ،‬بمماب "غممزوة تبمموك"‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،5/129‬ورواه أيض ما ً بممدون "إل أنممه ل نممبي بعممدي" فممي‬


‫كتاب فضائل أصحاب النبي ‪ ،‬بمماب "منمماقب علممي بممن‬
‫أبي طالب" ‪ ،4/208‬ورواه مسلم في فضممائل الصممحابة‪،‬‬
‫باب "من فضائل علي بن أبي طالب" ‪.1871 ،4/1870‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب فضممائل أصممحاب النممبي ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫باب "مناقب علي بن أبي طالب" ‪.4/207‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪714‬‬
‫الرافضة‬
‫من فضائله‪ ،‬ولم يممرووا هممذا مممع مسمميس الحاجممة‬
‫إلممى ذكممره – علممم أنممه مممن جملممة ممما افممتراه‬
‫الكذابون)‪) .(1‬ونص الرافضة مما نحمن نعلمم كمذبه‬
‫بالضطرار‪ ،‬وعلى كذبه أدلة كثيرة()‪.(2‬‬
‫)وأما النص على علي فليممس فممي شمميء مممن‬
‫معتمدة‪ ،‬وأجمع أهممل الحممديث‬ ‫كتب أهل الحديث ال ُ‬
‫على بطلنه‪ ،‬حتى قال أبممو محمممد بممن حممزم‪" :‬ممما‬
‫مممدعى‬ ‫وجدنا قط رواية عن أحد في هممذا النممص ال ُ‬
‫إل رواية واهية عن مجهول إلى مجهمول ُيكنمى أبمما‬
‫الحمراء‪ ،‬ل نعرف من هو في الخلق)‪.(4)((3‬‬
‫وقد ادعى بعض الرافضة أن الكتاب الذي أراد‬
‫رسول الله ‪ ‬أن يكتبه كان كتاب ما ً بالوصممية لعلممي‬
‫بن أبي طالب ‪ ،‬فرد شيخ السمملم هممذا الدعمماء‬
‫مبينا ً قصة الكتماب وأنمه فمي خلفمة أبمي بكمر ‪،‬‬
‫فقال‪) :‬وأما قصة الكتاب الممذي كممان رسممول اللممه‬
‫‪ ‬يريممد أن يكتبممه‪ ،‬فقممد جمماء مبينممًا‪ ،‬كممما فممي‬
‫الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قممال‬
‫رسول الله ‪» :‬ادعي لي أباك وأخاك حههتى‬
‫ن‬‫متم ه ٍ‬‫أكتب كتابًا‪ ،‬فإني أخههاف أن يتمنههى ُ‬
‫المنهاج ‪.160-8/159‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪.8/360‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫الفصل لبن حزم ‪.4/161‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.8/362‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪715‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ويقههول قههائل‪ :‬أنهها أولههى‪ ،‬ويههأبى اللههه‬
‫والمؤمنون‪ ،‬إل أبا بكر«)‪.(1‬‬
‫ومن توهم أن هذا الكتمماب كممان بخلفممة علممي‬
‫فهو ضال باتفاق عامممة النمماس مممن علممماء السممنة‬
‫والشيعة‪ .‬أما أهل السممنة فمتفقممون علممى تفضمميل‬
‫أبي بكر وتقديمه‪ .‬وأما الشيعة القائلون بممأن علي ما ً‬
‫ص‬‫كان هو المستحق للمامة‪ ،‬فيقولون‪ :‬إنه قممد نمم ّ‬
‫على إمامته قبل ذلممك نصما ً جليما ً ظمماهرا ً معروفمًا‪،‬‬
‫وحينئذٍ فلم يكن يحتمماج إلممى كتمماب‪ ،‬وإن قيممل‪ :‬إن‬
‫المة جحدت النص المعلوم المشممهور‪ ،‬فلن تكتممم‬
‫كتابا ً حضره طائفة قليلة أولى وأحرى‪.‬‬
‫وأيضا ً فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلممى‬
‫مرض موته‪ ،‬ول يجوز له تممرك الكتمماب لشممك مممن‬
‫شك‪ ،‬فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيممانه‬
‫وكتابته‪ ،‬لكممان النممبي ‪ ‬يممبينه ويكتبممه‪ ،‬ول يلتفممت‬
‫إلى قول أحد‪ ،‬فإنه أطوع الخلق له‪ ،‬فعلم أنه لممما‬
‫ترك الكتاب لم يكممن الكتمماب واجبمًا‪ ،‬ول كممان فيممه‬
‫ذ‪ ،‬إذ لو وجب لفعله‪،‬‬ ‫من الدين ما تجب كتابته حينئ ٍ‬

‫)( رواه البخاري في كتاب المرضى‪ ،‬باب "قول المريممض‬ ‫‪1‬‬

‫إني وجع …" ‪ 7/8‬وفي كتاب الحكام باب "السممتخلف"‬


‫‪ ،8/126‬كلها بمعناه ورواه مسلم في فضممائل الصممحابة‪،‬‬
‫باب "من فضائل أبي بكر الصديق" ‪ ،4/1857‬وقد سبق‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪716‬‬
‫الرافضة‬
‫ولو أن عمر رضي الله عنه اشممتبه عليممه أمممر‪ ،‬ثممم‬
‫تبين له أو شك في بعض المور‪ ،‬فليس هو أعظم‬
‫مممن ُيفمتي ويقضمي بمأمور ويكمون النمبي ‪ ‬قمد‬
‫مجتهدا ً في ذلك‪ ،‬ول يكون قممد علممم‬ ‫حكم بخلفها‪ُ ،‬‬
‫حكم النبي ‪ ،‬فإن الشممك فممي الحممق أخممف مممن‬
‫الجزم بنقيضه)‪.(1‬‬
‫ثم وضح )أن الذي وقع فممي مرضممه كممان مممن‬
‫أهون الشياء وأبينها‪ ،‬وقممد ثبممت فممي الصممحيح أنممه‬
‫قممال لعائشممة فممي مرضممه‪» :‬ادعههي لههي أبههاك‬
‫وأخاك حتى أكتب لبي بكر كتابا ً ل يختلف‬
‫عليه الناس من بعدي« ثم قال‪» :‬يأبى اللههه‬
‫والمؤمنههون‪ ،‬إل أبهها بكههر« فلممما كممان يمموم‬
‫م أن يكتممب كتابمًا‪ ،‬فقممال عمممر‪ :‬ممما لممه‬
‫الخميس ه ّ‬
‫أهجر؟")‪ ،(2‬فشك عمر همل همذا القمول ممن هجمر‬
‫الحمى‪ ،‬أو هو مما يقول على عادته‪ ،‬فخمماف عمممر‬
‫أن يكون من هجر الحمى‪ ،‬فكممان هممذا مممما خفممي‬
‫على عمر‪ ،‬كممما خفممي عليممه ممموت النممبي ‪ ،‬بممل‬
‫أنكره‪.‬‬
‫ثم قال بعضهم‪ :‬هاتوا كتابمًا‪ .‬وقممال بعضممهم‪ :‬ل‬
‫تأتوا بكتاب‪ ،‬فرأى النممبي ‪ ‬أن الكتمماب فممي هممذا‬

‫)( المنهاج ‪.26-6/23‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سيأتي توضيحه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪717‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الوقت لم يبق فيه فائدة‪ ،‬لنهم يشكون‪ :‬هل أمله‬
‫مع تغيره بالمرض؟ أم مع سمملمته مممن ذلممك؟ فل‬
‫يرفع النزاع‪ .‬فتركه‪ .‬ولم تكممن كتابممة الكتمماب مممما‬
‫أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك الوقت‪،‬‬
‫إذ لو كان كذلك لما ترك ‪ ‬ما أمره الله به‪ ،‬لكن‬
‫ذلك مما رآه مصلحة لدفع النزاع فممي خلفممة أبممي‬
‫بكر‪ ،‬ورأى أن الخلف ل بد أن يقع‪.‬‬
‫وقد سأل ربه لمته ثلثًا‪ ،‬فأعطاه اثنين ومنعممه‬
‫واحدة‪ ،‬سأله أن ل يهلكهممم بسممنة عامممة‪ ،‬فأعطمماه‬
‫إياها وسأله أن ل ُيسلط عليهم عدوا ً مممن غيرهممم‪،‬‬
‫فأعطمماه إياهمما‪ ،‬وسممأله أن ل يجعممل بأسممهم بينهممم‬
‫فمنعه إياها‪.‬‬
‫وهذا ثبت في الصممحيح)‪ ،(1‬وقممال ابممن عبمماس‪:‬‬
‫"الرزية كل الرزيممة ممما حممال بيممن رسممول اللممه ‪‬‬
‫وبين أن يكتب الكتمماب)‪ ،(2‬فإنهمما رزيممة‪ ،‬أي مصمميبة‬
‫فممي حممق الممذين شممكوا فممي خلفممة أبممي بكممر ‪‬‬

‫)( رواه مسلم في كتاب الفتممن وأشممراط السمماعة‪ ،‬بمماب‬ ‫‪1‬‬

‫"هلك همممذه الممممة بعضمممهم ببعمممض" ‪ ،4/2216‬وفيمممه‬


‫"الفرق" بدل ً من "عدوا من غير أنفسهم" ‪.5/445‬‬
‫)( رواه البخمماري فممي كتمماب العلممم‪ ،‬بمماب "كتابممة العلممم"‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،37-1/36‬وفي المغازي باب "مرض النممبي ‪ ‬ووفمماته"‬


‫‪ ،138-5/137‬ورواه مسمملم فممي الوصممية‪ ،‬بمماب "تممرك‬
‫الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه" ‪.3/1259‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪718‬‬
‫الرافضة‬
‫وطعنوا فيها‪.‬‬
‫وابن عباس قال ذلممك لممما ظهممر أهممل الهممواء‬
‫من الخوارج والروافض ونحوهم وإل فممابن عبمماس‬
‫كان يفتي بما في كتمماب اللممه‪ ،‬فممإن لممم يجممد فممي‬
‫كتاب الله فبما في سنة رسول اللممه ‪ ،‬فممإن لممم‬
‫يجد في سنة رسول الله ‪ ‬فبممما أفممتى أبممو بكممر‬
‫وعمر‪ ،‬وهذا ثابت من حديث ابن عيينة)‪ (1‬عن عبممد‬
‫الله بن أبي يزيد)‪ (2‬عن ابن عباس)‪.(3‬‬
‫ومن عممرف حممال ابممن عبمماس علممم أنممه كممان‬
‫ُيفضل أبا بكر وعمر على علممي ‪ .‬ثممم إن النممبي‬
‫‪ ‬ترك كتابة الكتاب باختياره‪ ،‬فلم يكن في ذلممك‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هكذا في المنهاج عبد اللممه ولعممل الصممواب عبيممد اللممه‬ ‫‪2‬‬

‫وهو‪ :‬عبيد الله بن أبي يزيد المكي مولى بني كنانة حدث‬
‫عن ابن عباس وجماعة وروى عنه ابن عيينة وعممدة وهممو‬
‫ثقة كثير الحديث‪ ،‬ت ‪ 126‬هم‪ .‬السير ‪ ،5/242‬الشممذرات‬
‫‪ ،1/171‬التقريب‪.375 /‬‬
‫)( رواه الدارمي في سننه في بماب الفتيما ومما فيمه ممن‬ ‫‪3‬‬

‫الشدة ‪ ،1/55‬والحاكم في المستدرك فممي كتمماب العلممم‬


‫‪ ،1/127‬وقال‪" :‬هذا حديث صحيح على شرط الشمميخين‬
‫وفيه توقيف ولم ُيخرجاه‪ ،‬ووافقه الذهبي في "التلخيص"‬
‫ورواه البيهقي في السنن الكممبرى كتمماب آداب القاضممي‪،‬‬
‫باب "ما يقضي به القاضممي ويفممتي بممه المفممتي … إلممخ"‬
‫‪ ،10/115‬وهممو فممي المطممالب العاليممة‪ ،‬كتمماب القضمماء‬
‫والشهادات‪ ،‬باب "ما ُيخشى على من قضممى بغيممر حممق"‬
‫‪ ،2/248‬ونسبه لبي عمر العدني‪.‬‬
‫‪719‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫نزاع‪ ،‬ولو استمر على إرادة الكتمماب ممما قممدر أحممد‬
‫أن يمنعه‪.‬‬
‫ومثل هذا النوع قد كان يقع في صحته ممما هممو‬
‫أعظم منه‪ ،‬والذي وقع بين أهل قباء وغيرهم كممان‬
‫ن‬ ‫أعظممم مممن هممذا بكممثير‪ ،‬حممتى أنممزل فيممه‪َ  :‬‬
‫وإ ِ ْ‬
‫قت َت َُلههوا َ َ‬
‫حوا‬ ‫صههل ِ ُ‬
‫فأ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مهه ْ‬ ‫مهه َ‬
‫ن ِ‬
‫فَتهها ِ‬‫طائ ِ َ‬‫َ‬
‫ما‪ ،(1)‬لكن روي أنه كان بينهممم قتممال بالجريممد‬ ‫ه َ‬‫ب َي ْن َ ُ‬
‫والنعال)‪.(2‬‬
‫ومممن جهممل الرافضممة أنهممم يزعمممون أن ذلممك‬
‫الكتاب كان كتابممة بخلفممة علممي‪ ،‬وهممذا ليممس فممي‬
‫القصة ما يممدل عليممه بمموجه مممن الوجمموه‪ ،‬ول فممي‬
‫شيء من الحديث المعروف عنممد أهممل النقممل أنممه‬
‫جعل عليا ً خليفة‪ ،‬كما في الحمماديث الصممحيحة ممما‬
‫يدل على خلفة أبي بكر‪ ،‬ثم يممدعون مممع هممذا أنممه‬
‫كان قد نص علممى خلفممة علممي نص ما ً جلي ما ً قاطع ما ً‬
‫للعممذر‪ ،‬فممإن كممان قممد فعممل ذلممك فقممد أغنممى عممن‬
‫الكتاب‪ ،‬وإن كان الممذين سمممعوا ذلممك ل يطيعممونه‬
‫فهم أيضا ً ل ُيطيعون الكتاب‪ .‬فأي فائدة لهممم فممي‬
‫الكتاب لو كان كما زعموا؟)‪.(3‬‬

‫)( الحجرات‪.9 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.318-6/315‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪720‬‬
‫الرافضة‬

‫***‬

‫الفصل الثاني‬
‫المامة عند الرافضة‬
‫الرد على زعممم الرافضممي أن مسممألة المامممة‬
‫أهم المطالب في أحكام الممدين وأشممرف مسممائل‬
‫المسلمين‪ ،‬وهممي الممتي يحممل بسممبب إدراكهمما نيممل‬
‫درجة الكرامة وأنهمما أحممد أركممان اليمممان … إلممخ‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬الكلم على هذا من وجوه‪:‬‬
‫ل‪ :‬إن قممول القممائل‪" :‬إن‬‫أحدها‪ :‬أن ُيقممال أو ً‬
‫مسألة المامة أهم المطممالب فممي أحكممام الممدين‪،‬‬
‫وأشمممرف مسمممائل المسممملمين" كمممذب بإجممممال‬
‫المسلمين سنيهم وشيعيهم بل هذا كفر‪.‬‬
‫فإن اليمممان بممالله ورسمموله أهممم مممن مسممألة‬
‫المامة‪ ،‬وهذا معلوم بالضطرار من دين السمملم‪،‬‬
‫فالكافر ل يصير مؤمنا ً حتى يشهد أن ل إله إل الله‬
‫وأن محمدا ً رسول الله‪ ،‬وهذا هو الذي قاتل عليممه‬
‫ل‪ ،‬كممما اسممتفاض عنممه فممي‬‫الرسول ‪ ‬الكفممار أو ً‬
‫الصممحاح وغيرهمما أنممه قممال‪» :‬أمههرت أن أقاتههل‬
‫الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل الله وأني‬
‫رسول الله« وفي روايممة‪» :‬ويقيمههوا الصههلة‬
‫‪721‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ويؤتههوا الزكههاة‪ ،‬فههإذا فعلههوا ذلههك فقههد‬
‫عصههههموا منههههي دمههههائهم وأمههههوالهم إل‬
‫بحقها«)‪.(1‬‬
‫هُر‬
‫شه ُ‬ ‫س هل َ َ‬
‫خ ال ْ‬ ‫وقممد قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫ف هإ ِ َ‬
‫ذا ان ْ َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫مو ُ‬ ‫ج هدْت ُ ُ‬
‫و َ‬‫ث َ‬ ‫حي ْه ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كي َ‬‫ر ِ‬
‫شه ِ‬ ‫م ْ‬‫قت ُُلوا ال ْ ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫حُر ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫د‬
‫ص ٍ‬‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫دوا ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ق ُ‬‫وا ْ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫صُرو ُ‬ ‫ح ُ‬
‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذو ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫خل ّههوا‬ ‫كاةَ َ‬ ‫وا الّز َ‬ ‫قاموا الصلةَ َ‬ ‫فإن َتابوا َ‬
‫ف َ‬ ‫وآت َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وأ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ ْ‬
‫م‪ (2)‬فممأمر بتخليممة سممبيلهم إذا تممابوا مممن‬ ‫ه ْ‬ ‫س هِبيل َ ُ‬ ‫َ‬
‫الشرك وأقاموا الصلة وآتوا الزكمماة‪ .‬وكممذلك قممال‬
‫لعلي لما بعثه إلى خيبر‪.‬‬
‫وكذلك كان النبي ‪ ‬يسير في الكفار‪ ،‬فيحقن‬
‫دمائهم بالتوبممة مممن الكفممر‪ ،‬ل يممذكر لهممم المامممة‬
‫ن ت َههاُبوا‬ ‫بحممال‪ .‬وقممد قممال تعممالى بعممد هممذا‪َ  :‬‬
‫فإ ِ ْ‬
‫قاموا الصلةَ َ‬ ‫َ‬
‫فههي‬‫م ِ‬‫وان ُك ُ ْ‬
‫خ َ‬ ‫وا الّزك َههاةَ َ‬
‫ف هإ ِ ْ‬ ‫وآت َ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وأ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪ ، ‬فجعلهم إخوانا ً في الدين بالتوبة وإقامممة‬ ‫(‬‫‪3‬‬ ‫)‬
‫دي ِ‬
‫ال ّ‬
‫الصلة وإيتاء الزكاة‪ ،‬ولم يذكر المامة بحال‪.‬‬

‫)( البخمماري‪ ،‬كتمماب اليمممان وشممرائعه‪ ،‬بمماب "فممإن تممابوا‬ ‫‪1‬‬

‫وأقاموا الصلة ‪ ،12-1/11‬وكتاب الزكمماة‪ ،‬بمماب "وجمموب‬


‫الزكاة" ‪ ،110-2/109‬مسلم كتمماب اليمممان‪ ،‬بمماب المممر‬
‫بقتال الناس حتى يقولوا ل إله إل الله وأن محمدا ً رسول‬
‫الله … إلخ ‪.52-1/51‬‬
‫)( التوبة‪.5 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( التوبة‪.11 /‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪722‬‬
‫الرافضة‬
‫ومن المتواتر أن الكفار على عهد رسول اللممه‬
‫‪ ‬كانوا إذا أسلموا أجرى عليهممم أحكممام السمملم‬
‫ولم يممذكر لهممم المامممة بحممال‪ ،‬ول نقممل هممذا عممن‬
‫رسول الله ‪ ‬أحد من أهممل العلممم‪ :‬ل نقل ً خاص ما ً‬
‫ول عامًا‪ .‬بل نحن نعلم بالضطرار عن رسول الله‬
‫‪ ‬أنه لم يكن يذكر للناس إذا أرادوا الدخول فممي‬
‫مطلقا ً ول معينًا‪ ،‬فكيف تكممون أهممم‬ ‫دينه المامة ل ُ‬
‫المطالب في أحكام الدين)‪.(1‬‬
‫والمقصود بالمام إنما هممو طاعممة أمممره‪ ،‬فممإذا‬
‫كان العلم بممأمره ممتنع مًا‪ ،‬كممانت طمماعته ممتنعممة‪،‬‬
‫فكان المقصود به ممتنعًا‪ ،‬وإذا كممان المقصممود بممه‬
‫ممتنعا ً لم يكن في إثبات الوسيلة فائدة أص ً‬
‫ل‪ ،‬بممل‬
‫كان إثبات الوسيلة الممتي ل يحصممل بهمما مقصممودها‬
‫من باب السفه‪ ،‬والعبث والعذاب القبيح)‪ (2‬باتفمماق‬
‫أهممل الشممرع‪ ،‬وباتفمماق العقلء القممائلين بتحسممين‬
‫مطلقًا‪ ،‬فممإنهم‬ ‫العقول وتقبيحها‪ ،‬بل باتفاق العقلء ُ‬
‫إذا فسروا القبح بما يضر علممى أن معرفممة الضممار‬
‫يعلم بالعقل‪ ،‬واليمان بهذا المام الذي ليممس فيممه‬

‫)( المنهاج ‪.77-1/75‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو تعذيب النفس بطاعة من ل يعرف له أمر ول نهي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫من ذلك الوقمموف عنممد بمماب السممرداب وانتظممار خروجممه‬


‫ومنمماداته و … إلممخ‪ ،‬وسمميأتي كلم شمميخ السمملم فممي‬
‫الصفحة التالية لتوضيح ذلك‪.‬‬
‫‪723‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫منفعممة –بممل مضممرة فممي العقممل والنفممس والبممدن‬
‫والمال وغير ذلك– قبيح شرعا ً وعق ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ولهذا كان المتبعون لمه مممن أبعممد النمماس عممن‬
‫مصلحة الدين والدنيا‪ ،‬ل تنتظم لهم مصلحة دينهممم‬
‫ول دنياهم إن لم يدخلوا في طاعة غيرهم كاليهود‬
‫الذين ل تنتظم لهم مصلحة إل بالدخول في طاعة‬
‫من هو خارج عن دينهم فهم يوجبون وجود المممام‬
‫المنتظر المعصمموم‪ ،‬لن مصمملحة الممدين والممدنيا ل‬
‫تحصل إل به عنممدهم‪ ،‬وهممم لممم يحصممل لهممم بهممذا‬
‫المنتظر مصلحة في الدين ول في الممدنيا‪ ،‬والممذين‬
‫كممذبوا بممه لممم تفتهممم مصمملحة فممي الممدين ول فممي‬
‫الدنيا‪ ،‬بل كانوا أقمموم بمصممالح الممدين والممدنيا مممن‬
‫أتباعه‪ .‬فعلم بذلك أن قولهم فممي المامممة ل ينممال‬
‫به إل ما يورث الخممزي والندامممة‪ ،‬وأنممه ليممس فيممه‬
‫شمميء مممن الكرامممة‪ ،‬وأن ذلممك إذا كممان أعظممم‬
‫مطالب الدين‪ ،‬فهم أبعد الناس عن الحق والهممدى‬
‫فممي أعظممم مطممالب الممدين‪ ،‬وإن لممم يكممن أعظممم‬
‫مطالب الدين‪ ،‬ظهممر بطلن ممما ادعمموه مممن ذلممك‪،‬‬
‫فثبمممت بطلن قمممولهم علمممى التقمممديرين‪ ،‬وهمممو‬
‫المطلوب)‪.(1‬‬
‫وأيضممًا‪ :‬فمممن المعلمموم أن أشممرف مسممائل‬

‫)( المنهاج ‪.91-1/90‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪724‬‬
‫الرافضة‬
‫المسلمين‪ ،‬وأهم المطالب فممي الممدين‪ ،‬ينبغممي أن‬
‫يكون ذكرهمما فممي كتمماب اللممه أعظممم مممن غيرهمما‪،‬‬
‫وبيان الرسول لها أولى من بيان غيرهمما‪ ،‬والقممرآن‬
‫مملوء بممذكر توحيممد اللممه‪ ،‬وذكممر أسمممائه وصممفاته‬
‫وآيمماته‪ ،‬وملئكتممه وكتبممه ورسممله واليمموم الخممر‪،‬‬
‫والقصممص والمممر والنهممي‪ ،‬والحممدود والفممرائض‪،‬‬
‫بخلف المامة فكيف يكمون القممرآن مملمموءا ً بغيمر‬
‫؟‪.‬‬
‫الهم الشرف ‍‬
‫وأيضًا‪ :‬فإن الله تعالى قد علق السعادة بما ل‬
‫ع الّلهه َ‬
‫ه‬ ‫طهه ِ‬
‫ن يُ ِ‬
‫مهه ْ‬ ‫ذكممر فيممه للمامممة فقممال‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬
‫م‬ ‫ههه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ع َ‬‫ن أن ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫َ‬
‫ء‬
‫دا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫شهههه َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫دي ِ‬ ‫صهههه ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الن ّب ِّييهههه َ‬ ‫مهههه َ‬ ‫ِ‬
‫قهها‪ ،(1)‬وقممال‪:‬‬ ‫في ً‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ن ُأول َئ ِ َ‬ ‫سهه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫صههال ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫سههول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ّه َ‬ ‫ن ي ُطِه ِ‬ ‫مه ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫دودُ الل ّه ِ‬ ‫حه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫‪‬ت ِل ْ َ‬
‫ن‬ ‫دي َ‬ ‫خاِلهه ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ي ُدْ ِ‬
‫ه‬‫ص الل ّه َ‬ ‫عه ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مه ْ‬ ‫و َ‬ ‫م* َ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وذَل ِ َ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ههها‬ ‫في َ‬ ‫دا ِ‬ ‫خال ِه ً‬ ‫ه َناًرا َ‬ ‫خل ْ ُ‬‫دودَهُ ي ُدْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫عدّ ُ‬ ‫وي َت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ول َ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‪ . ‬فقد بين الله في القممرآن أن‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫من أطاع الله ورسمموله كممان سممعيدا ً فممي الخممرة‪،‬‬
‫ومممن عصممى اللممه ورسمموله وتعممدى حممدوده كممان‬
‫معذبًا‪ ،‬فهذا هممو الفممرق بيممن السممعداء والشممقياء‪،‬‬
‫ُ‬

‫)( النساء‪.69/‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( النساء ‪.14 /13‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪725‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ولم يذكر المامة‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬إن المامممة داخلممة فممي طاعممة‬
‫اللممه ورسمموله‪ ،‬قيممل‪ :‬غايتهمما أن تكممون كبعممض‬
‫الواجبات‪ :‬كالصلة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والحج وغير‬
‫ذلك مما يدخل فممي طاعممة اللممه ورسمموله‪ ،‬فكيممف‬
‫تكون هي وحدها أشرف مسائل المسلمين وأهممم‬
‫مطالب الدين؟‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬ل يمكننا طاعممة الرسممول إل بطاعممة‬
‫إمام‪ ،‬فإنه هو الذي يعممرف الشممرع قيمل‪ :‬همذا همو‬
‫دعوى المذهب ول حجة فيممه‪ ،‬ومعلمموم أن القممرآن‬
‫لم يدل على هذا كما دل على سائر أصممول الممدين‬
‫…‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن ُيقممال‪ :‬أصممول الممدين عممن‬
‫الماميمممة أربعمممة‪ :‬التوحيمممد‪ ،‬والعمممدل‪ ،‬والنبممموة‪،‬‬
‫والمامة‪ .‬فالمامممة هممي آخممر المراتممب‪ ،‬والتوحيممد‬
‫والعممدل والنبمموة قبممل ذلممك‪ ،‬وهممم يممدخلون فممي‬
‫التوحيد نفي الصفات‪ ،‬والقول بأن القرآن مخلوق‪،‬‬
‫وأن الله ل يرى في الخممرة ويممدخلون فممي العممدل‬
‫التكذيب بالقممدر‪ ،‬وأن اللممه ل يقممدر أن يهممدي مممن‬
‫يشاء‪ ،‬ول يقدر أن يضل من يشاء‪ ،‬وأنه قممد يشمماء‬
‫ممما ل يكممون‪ ،‬ويكممون ممما ل يشمماء‪ ،‬وغيممر ذلممك فل‬
‫يقولون‪ :‬إنمه خممالق كممل شمميء‪ ،‬ول إنمه علممى كممل‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪726‬‬
‫الرافضة‬
‫شيء قدير‪ ،‬ول إنه ما شاء كممان وممما لممم يشممأ لممم‬
‫مقممدم علممى‬ ‫يكممن‪ .‬لكممن التوحيممد والعممدل والنبمموة ُ‬
‫المامة‪ ،‬فكيف تكون المامة أشرف وأهم؟‪.‬‬
‫وأيضًا‪ :‬فإن المامة إنما أوجبوها لكونهمما لطفما ً‬
‫في الواجبات فهي واجبة وجموب الوسمائل فكيمف‬
‫تكون الوسيلة أهم وأشرف من المقصود؟‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن ُيقممال‪ :‬إن كممانت المامممة‬
‫أهم مطالب الدين‪ ،‬وأشممرف مسممائل المسمملمين‪،‬‬
‫فأبعد الناس عن هذا الهم الشرف هم الرافضممة‪،‬‬
‫فإنهم قد قالوا في المامة أسخف قممول وأفسممده‬
‫في العقل والدين‪ ،‬ويكفيك أن مطلمموبهم بالمامممة‬
‫أن يكممون لهممم رئيممس معصمموم يكممون لطف ما ً فممي‬
‫مصالح دينهم ودنياهم‪ ،‬وليس فممي الطمموائف أبعممد‬
‫عن مصلحة اللطف والمامة منهم‪ ،‬فإنهم يحتالون‬
‫على مجهول ومعدوم ل يرى لممه عيممن ول أثممر‪ ،‬ول‬
‫ُيسمع له حس ول خبر‪ ،‬فلم يحصل لهم من المممر‬
‫المقصود بإمامته شيء)‪.(1‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن ُيقال‪ :‬قوله‪" :‬التي يحصممل‬
‫بسبب إدراكهمما نيممل درجممة الكرامممة" كلم باطممل‪.‬‬
‫فمإن مجمرد معرفممة النسمان إمممام وقتمه وإدراكمه‬
‫بعينه‪ ،‬ل يستحق به الكرامممة إن لممم يوافممق أمممره‬
‫)( المنهاج ‪.100-1/98‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪727‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ونهيه‪ .‬وإل فليست معرفة إمام الوقت بأعظم من‬
‫معرفة الرسول ‪ ،‬ومن عرف أن محمدا ً رسممول‬
‫الله فلم يؤمن به ولممم ُيطممع أمممره لممم يحصممل لممه‬
‫شيء من الكرامة‪ ،‬ولو آمن بالنبي وعصمماه فضمميع‬
‫مستحقا ً للوعيد عند‬ ‫الفرائض وتعدى الحدود‪ ،‬كان ُ‬
‫المامية وسممائر طمموائف المسملمين‪ ،‬فكيممف بمممن‬
‫؟‪.‬‬
‫مضيع للفرائض متعدٍ للحدود ‍‬ ‫عرف المام وهو ُ‬
‫وكثير مممن هممؤلء يقممول‪ :‬حممب علممى حسممنة ل‬
‫يضر معها سيئة‪ ،‬وإن كممانت السمميئات ل تضممر مممع‬
‫حب علي‪ ،‬فل حاجة إلى المام المعصوم الذي هو‬
‫لطف في التكليف‪ ،‬فإنه إذا لمم يوجمد‪ ،‬إنمما توجممد‬
‫ص‪ .‬فإن كان حب علي كافيًا‪ ،‬فسممواء‬ ‫سيئات ومعا ٍ‬
‫وجد المام أو لم يوجد‪.‬‬
‫الوجه الخامس‪ :‬قمموله‪" :‬وهممي أحممد أركممان‬
‫اليمممان‪ ،‬المسممتحق لسممببه الخلممود فممي الجنممان"‪،‬‬
‫فُيقممال لممه‪ :‬مممن جعممل هممذا مممن اليمممان‪ ،‬إل أهممل‬
‫الجهل والبهتان؟ … والله تعالى وصممف المممؤمنين‬
‫وأحمموالهم‪ ،‬والنممبي ‪ ‬قممد فسممر اليمممان وذكممر‬
‫شعبه‪ ،‬ولم يذكر الله ول رسوله المامة في أركان‬ ‫ُ‬
‫اليمان … وأيضا ً فنحن نعلم بالضطرار مممن ديممن‬
‫محمد بن عبد الله ‪ ‬أن الناس كممانوا إذا أسمملموا‬
‫لم يجعل إيمممانهم موقوف ما ً علممى معرفممة المامممة‪،‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪728‬‬
‫الرافضة‬
‫ولم يذكر لهم شيئا ً من ذلك‪ .‬وما كان أحممد أركممان‬
‫اليمممان ل بممد أن يممبينه الرسممول لهممل اليمممان‬
‫ليحصل لهم به اليممان‪ ،‬فمإذا علمم بالضمطرار أن‬
‫هذا مما لم يكن الرسممول يشممترطه فممي اليمممان‪،‬‬
‫علممم أن اشممتراطه فممي اليمممان مممن أقمموال أهممل‬
‫البهتان‪.‬‬
‫الههوجه السههادس‪ :‬قمموله‪ :‬فقممال ‪» :‬مههن‬
‫مههات ولههم يعههرف إمههام زمههانه مههات ميتههة‬
‫جاهلية«‪.‬‬
‫ل‪ :‬من روى هذا الحديث بهذا اللفظ‬ ‫ُيقال له أو ً‬
‫وأين إسناده؟‪.‬‬
‫وكيف يجوز أن يحتج بنقل عممن النممبي ‪ ‬مممن‬
‫غير بيان الطريق الذي به يثبت أن النبي ‪ ‬قاله؟‬
‫وهممذا لممو كممان مجهممول الحممال عنممد أهممل العلممم‬
‫بالحممديث‪ ،‬فكيممف وهممذا الحممديث بهممذا اللفممظ ل‬
‫؟!‪.‬‬‫ُيعرف ‍‬
‫إنما الحممديث المعممروف مثممل ممما روى مسمملم‬
‫في صحيحه عن نافع‪ ،‬قال‪ :‬جاء عبد الله بن عمممر‬
‫إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما‬
‫كان زمن يزيد بن معاوية فقال‪ :‬اطرحوا لبي عبد‬
‫الرحمن وسادة‪ :‬فقال‪ :‬إني لم آتك لجلس‪ ،‬أتيتممك‬
‫لحممدثك حممديثا ً سمممعت رسممول اللممه ‪ ‬يقمموله‪.‬‬
‫سمعته يقول‪» :‬من خلع يدا ً من طاعة‪ ،‬لقههي‬
‫‪729‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫حجههة لههه‪ ،‬ومههن مههات‬ ‫الله يههوم القيامههة ل ُ‬
‫وليهههس فهههي عنقهههه بيعهههة‪ ،‬مهههات ميتهههة‬
‫جاهلية«)‪.(1‬‬
‫وهذا حدث به عبد الله بن عمر لعبممد اللممه بممن‬
‫مطيع بن السممود لممما خلعمموا طاعممة أميممر وقتهممم‬
‫يزيد‪ ،‬مع أنه كان فيه من الظلم ممما كممان‪ .‬ثممم إنممه‬
‫منكممرة‪،‬‬‫اقتتل هو وهم وفعممل بأهممل الحممرة أمممورا ً ُ‬
‫فعلم أن هذا الحديث دل على ممما دل عليممه سممائر‬
‫الحاديث التية مممن أنممه ل يخممرج علممى ولة أمممور‬
‫المسلمين بالسيف‪ ،‬وإن من لم يكن مطيعا ً لممولة‬
‫المور مات ميتة جاهلية‪ ،‬وهذا ضد قول الرافضممة‪،‬‬
‫ة لمولة الممور‪ ،‬وأبعمد‬ ‫فإنهم أعظم النماس مخالفم ً‬
‫الناس عن طاعتهم إل كرهًا‪.‬‬
‫ونحن نطالبهم أول ً بصحة النقل‪ ،‬ثم بتقدير أن‬
‫يكون نمماقله واحممدًا‪ ،‬فكيممف يجمموز أن يثبممت أصممل‬
‫اليمان بخبر مثل هذا الذي ل يعممرف لممه ناقممل؟!‪،‬‬
‫وإن عرف له ناقل أمكن خطؤه وكذبه‪ ،‬وهل يثبت‬
‫أصل اليمان إل بطريق علمي؟!‪.‬‬
‫الههوجه السههابع‪ :‬أن ُيقمممال‪ :‬إن كمممان همممذا‬
‫الحديث من كلم النبي ‪ ،‬فليس فيه حجممة لهممذا‬
‫القائل‪ ،‬فإن النبي ‪ ‬قد قال‪» :‬من مههات ميتههة‬
‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب المممارة‪ ،‬بمماب وجمموب ملزمممة جماعممة‬ ‫‪1‬‬

‫المسلمين عند ظهور الفتن ‪.3/1478‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪730‬‬
‫الرافضة‬
‫جاهلية« في أمور ليست من أركان اليمان التي‬
‫من تركها كان كافرًا‪ .‬كما فمي صمحيح مسملم عمن‬
‫جندب بن عبد الله البجلممي رضمي اللمه عنممه‪ ،‬قممال‪:‬‬
‫قممال رسممول اللممه ‪» :‬مههن قتههل تحههت رايههة‬
‫عمية يههدعو إلههى عصههبية أو ينصههر عصههبية‬
‫فقتلته جاهلية«)‪ ،(1‬وهممذا الحممديث يتنمماول مممن‬
‫قاتل في العصبية والرافضة رءوس هممؤلء‪ .‬ولكممن‬
‫ل يكفر المسمملم بالقتتممال فممي العصممبية‪ ،‬كممما دل‬
‫على ذلك الكتاب والسنة‪ ،‬فكيف يكفر بما هو دون‬
‫ذلك ؟!‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم عممن أبممي هريممرة ‪ ‬قممال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪» :‬من خههرج مههن الطاعههة‪،‬‬
‫وفههارق الجماعههة‪ ،‬ثههم مههات‪ ،‬مههات ميتههة‬
‫جاهلية«)‪ (2‬وهذا حال الرافضة‪ ،‬فممإنهم يخرجممون‬
‫عن الطاعة ويفارقون الجماعة‪ ،‬وفممي الصممحيحين‬
‫عن ابن عباس رضممي اللممه عنهممما‪ ،‬عممن النممبي ‪‬‬
‫قممال‪» :‬مههن رأى مههن أميههره شههيئا ً يكرهههه‬
‫فليصههبر عليههه فههإن مههن فههارق الجماعههة‬

‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب المممارة‪ ،‬بمماب وجمموب ملزمممة جماعممة‬ ‫‪1‬‬

‫المسلمين عند ظهور الفتن ‪ ،1478-3/1476‬وابن ماجه‬


‫كتاب الفتن باب العصبية ‪.2/1302‬‬
‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب المممارة‪ ،‬بمماب وجمموب ملزمممة جماعممة‬ ‫‪2‬‬

‫المسلمين عند ظهور الفتن ‪.2/1477‬‬


‫‪731‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فمات‪ ،‬مات ميتة جاهلية«‪ ،‬وفي لفظ‪» :‬فإن‬
‫من خرج من السههلطان شههبرًا‪ ،‬مههات ميتههة‬
‫جاهلية«)‪.(1‬‬
‫وهذه النصمموص ممع كونهمما صممريحة فمي حالمة‬
‫الرافضة‪ ،‬فهي وأمثالها المعروفة عند أهل العلممم‪،‬‬
‫ل بذلك اللفظ الذي نقله‪.‬‬
‫الوجه الثامن‪ :‬أن هذا الحممديث الممذي ذكممره‬
‫حجة على الرافضة لنهم ل يعرفون إمممام زمممانهم‬
‫… فإن معرفممة المممام الممذي يخممرج النسممان مممن‬
‫الجاهليممة‪ ،‬هممي المعرفممة الممتي يحصممل بهمما طاعممة‬
‫وجماعة‪ ،‬خلل ما كان عليه أهل الجاهليممة‪ ،‬فممإنهم‬
‫لم يكن لهم إمام يجمعهم ول جماعة تعصمهم)‪.(2‬‬
‫الوجه التاسع‪ :‬وهو أن النبي ‪ ‬أمر بطاعة‬
‫الئمة الموجودين المعلومين‪ ،‬الذين لهممم سمملطان‬
‫يقدرون به على سياسة الناس‪ ،‬ل بطاعممة معممدوم‬
‫أو مجهول‪ ،‬ول من ليس له سلطان ول قدرة على‬
‫ل‪ ،‬كما أمر النبي ‪ ‬بالجتماع والئتلف‪،‬‬ ‫شيء أص ً‬
‫ونهممى عممن الفرقممة والختلف‪ ،‬ولممم يممأمر بطاعممة‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتمماب الفتممن‪ ،‬بمماب قممول النممبي ‪ ‬سممتكون‬ ‫‪1‬‬

‫بعدي أمممورا ُتنكرونهمما … ‪ ،8/87‬مسمملم‪ ،‬كتمماب المممارة‪،‬‬


‫باب وجوب ملزمة جماعة المسلمين عنممد ظهممور الفتممن‬
‫‪.1478-3/1477‬‬
‫)( المنهاج‪.114-1/105 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪732‬‬
‫الرافضة‬
‫الئمة مطلقًا‪ ،‬بل أمممر بطمماعتهم فممي طاعممة اللممه‬
‫دون معصمميته‪ ،‬وهممذا يممبين أن الئمممة الممذين أمممر‬
‫بطاعتهم في طاعة الله ليسوا معصومين‪.‬‬
‫ففممي صممحيح مسمملم عممن عمموف بممن مالممك‬
‫الشمجعي‪ ،‬قمال‪ :‬سممعت رسمول اللمه ‪ ‬يقمول‪:‬‬
‫»خيار أئمتكم الههذين تحبههونهم ويحبههونكم‪،‬‬
‫وتصههلون عليهههم ويصههلون عليكههم وشههرار‬
‫أئمتكهههم الهههذين تبغضهههونهم ويبغضهههونكم‬
‫وتلعنونهم ويلعنونكم« قممال‪ :‬قلنمما‪ :‬يمما رسممول‬
‫الله‪ ،‬أفل ننابذهم عند ذلك؟ قال‪» :‬ل ما أقههاموا‬
‫فيكم الصلة‪ ،‬إل من ولي عليه وال‪ ،‬فههرآه‬
‫يأتي شيئا ً مههن معصههيته اللههه‪ ،‬فليكههره مهها‬
‫يأتي من معصية الله‪ ،‬ول ينزعههن يههدا ً مههن‬
‫طاعة«)‪.(1‬‬
‫وهذا يبين أن الئمة هممم المممراء ولة المممور‪،‬‬
‫وأنه يكره وينكر ممما يممأتون مممن معصمميته اللممه‪ ،‬ول‬
‫تنزع اليد مممن طمماعتهم‪ ،‬بممل ُيطمماعون فممي طاعممة‬
‫الله‪ ،‬وأن منهم خيارا ً وشرارًا‪ ،‬من يحب ويدعى له‬
‫ويحب الناس ويدعو لهم ومن يبغض ويممدعو علممى‬
‫الناس ويبغضونه ويدعون عليممه‪ ،‬وفممي الصممحيحين‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي ‪ ‬قممال‪» :‬كانت بنههو‬

‫)( سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪733‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫إسرائيل تسوسهم النبياء‪ ،‬كلما هلك نبي‬
‫خلفه نههبي‪ ،‬وإنههه ل نههبي بعهدي‪ ،‬وسههتكون‬
‫خلفاء فتكثر‪ ،‬قالوا‪ :‬فما تههأمر؟ قههال‪ :‬فههو‬
‫بيعة الول‪ ،‬فالول‪ ،‬وأعطوهم حقهم فإن‬
‫الله سائلهم عما استرعاهم«)‪.(1‬‬
‫فقممد أخممبر أن بعممده خلفمماء كممثيرين‪ ،‬وأمممر أن‬
‫يوفى ببيعة الول فممالول وأن يعطمموهم حقهممم …‬
‫وفي الصحيحين عن ابن عمر‪ :‬عممن النممبي ‪ ‬أنممه‬
‫قال‪» :‬على المرء المسلم السمع والطاعههة‬
‫فيما أحب وكره‪ ،‬إل أن ُيؤمر بمعصية‪ ،‬فإذ‬
‫ُأمر بمعصههية فل سههمع ول طاعههة«)‪ ،(2‬فممإن‬
‫قال‪ :‬أنمما أردت بقممولي‪" :‬إنهمما أهممم المطممالب فممي‬
‫الدين وأشرف مسائل المسلمين" المطالب الممتي‬
‫تنازعت المة فيها بعد النبي ‪ ،‬وهذه هي مسألة‬
‫المامة‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬فل لفظ فصيح‪ ،‬ول معنى صحيح‪ .‬فإن‬
‫)( البخاري‪ ،‬كتاب النبياء‪ ،‬باب ما ذكر عن بنممي إسممرائيل‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،4/144‬مسلم كتاب المممارة بمماب وجمموب الوفمماء ببيعممة‬


‫الخلفاء الول فالول ‪.1472-3/1471‬‬
‫)( البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسممير بمماب السمممع والطاعممة‬ ‫‪2‬‬

‫للمام ‪ 4/7‬بمعناه‪ ،‬وكتاب الحكام باب السمممع والطاعممة‬


‫للمام ممما لممم تكممن معصممية ‪ ،106-8/105‬مسمملم كتمماب‬
‫المممارة‪ ،‬بمماب وجمموب طاعممة المممراء فممي غيممر معصممية‬
‫وتحريمها في المعصية ‪.3/1469‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪734‬‬
‫الرافضة‬
‫ممما ذكرتممه ل يممدل علممى هممذا المعنممى بممل مفهمموم‬
‫اللفممظ ومقتضمماه أنهمما أهممم المطممالب فممي الممدين‬
‫مطلقًا‪.‬‬
‫مطلقًا‪ ،‬وأشرف مسائل المسلمين ُ‬ ‫ُ‬
‫مممرادك فهممو معنممى‬ ‫وبتقممدير أن يكممون هممذا ُ‬
‫باطل‪ ،‬فإن المسلمين تنازعوا بعممد النممبي ‪ ‬فممي‬
‫مسائل أشرف مممن هممذه‪ .‬وبتقممدير أن تكممون هممي‬
‫الشممرف فالممذي ذكرتممه فيهمما أبطممل المممذاهب‪،‬‬
‫وأفسد المطالب‪.‬‬
‫وذلك أن النزاع في المامة لممم يظهممر إل فممي‬
‫خلفة علي ‪ ،‬وأما على عهد الخلفاء الثلثة فلممم‬
‫يظهر نزاع إل ما جرى يوم السقيفة‪ ،‬وما انفصمملوا‬
‫حتى اتفقوا‪ ،‬ومثل هذا ل ُيعد نزاعمًا‪ .‬ولممو قممدر أن‬
‫النزاع فيها كان عقب موت النبي ‪ ،‬فليممس كممل‬
‫ما تنوزع فيه عقب ممموته ‪ ،‬يكممون أشممرف مممما‬
‫تنوزع فيه بعد موته بدهرٍ طويل‪.‬‬
‫ثم بعد هذا كله‪ ،‬فقولكم في المامة من أبعممد‬
‫القوال عن الصممواب‪ ،‬ولممو لمم يكممن فيمه إل أنكممم‬
‫أوجبتم المامة لما فيهمما مممن مصمملحة الخلممق فممي‬
‫دينهم ودنياهم‪ ،‬وإمامكم صاحب الوقت لم يحصل‬
‫لكم من جهته مصلحة ل في الدين ول فممي الممدنيا‪،‬‬
‫فممأي سممعي أضممل مممن سممعي مممن يتعممب التعممب‬
‫الطويممل‪ ،‬ويكممثر القممال والقيممل‪ ،‬وُيفممارق جماعممة‬
‫‪735‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المسمملمين‪ ،‬ويلعممن السممابقين والتممابعين‪ ،‬ويعمماون‬
‫الكفار والمنافقين‪ ،‬ويحتال بأنواع الحيممل‪ ،‬ويسمملك‬
‫ما أمكنه من السبل‪ ،‬ويعتضد بشهود الزور‪ ،‬وُيدلي‬
‫أتبمماعه بحبممل الغممرور‪ ،‬ويفعممل ممما يطممول وصممفه‪،‬‬
‫ومقصوده بذلك أن يكون له إمام يممدله علممى أمممر‬
‫الله ونهيه‪ ،‬ويعرفه ما يقربه إلى الله تعالى؟!‪.(1).‬‬
‫أن قوله‪ :‬إنه نصب أولياء معصومين لئل يخلي‬
‫الله العالم من لطفه ورحمته‪.‬‬
‫إن أراد بقموله‪ :‬إنمه نصمب أوليماء‪ ،‬أنمه مكنهمم‬
‫وأعطاهم القدرة على سياسة النمماس حممتى ينتفممع‬
‫النمماس بسياسممتهم‪ ،‬فهممذا كممذب واضممح‪ .‬وهممم ل‬
‫يقولممون ذلممك‪ ،‬بممل يقولممون‪ :‬إن الئمممة مقهممورون‬
‫مظلومون عاجزون ليممس لهممم سمملطان ول قممدرة‬
‫ول مكنممة‪ ،‬ويعلمممون أن اللممه لممم يمكنهممم ولممم‬
‫يملكهممم‪ ،‬فلممم يممؤتهم وليممة ول ملكممًا‪ ،‬كممما آتممى‬
‫المؤمنين والصالحين‪ ،‬ول كما آتى الكفار والُفجممار‬
‫… فممإن قيممل‪ :‬المممراد بنصممبهم أنممه أوجممب علممى‬
‫الخلممق طمماعتهم‪ ،‬فممإذا أطمماعوهم هممدوهم‪ ،‬لكممن‬
‫الخلق عصوهم‪.‬‬
‫فُيقال‪ :‬فلم يحصل بمجرد ذلممك فممي العممالم ل‬
‫لطف ول رحمة‪ ،‬بل إنما حصل تكذيب الناس لهممم‬

‫)( المنهاج ‪.121-1/115‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪736‬‬
‫الرافضة‬
‫ومعصيتهم إياهم وأيضًا‪ ،‬فمالمؤمنون بمالمنتظر لمم‬
‫ينتفعوا به ول حصل لهم به لطف ول مصلحة‪ ،‬مممع‬
‫كونهم يحبونه ويوالمونه‪ ،‬فعلمم أنمه لمم يحصمل بمه‬
‫لطف ول مصمملحة‪ ،‬ل لمممن أقممر بإمممامته‪ ،‬ول لمممن‬
‫جحدها‪ ،‬وهذا المنتظر لم ينتفع به ل ممؤمن بمه ول‬
‫كممافر بممه‪ .‬وأممما سممائر الثنممى عشممر سمموى علممي‬
‫فكانت المنفعة بأحدهم كالمنفعة بأمثاله من أهممل‬
‫العلم والدين‪ ،‬مممن جنممس تعليممم العلممم والتحممديث‬
‫والفتاء ونحو ذلممك‪ ،‬وأممما المنفعممة المطلوبممة مممن‬
‫الئمة ذوي السلطان والسيف‪ ،‬فلم تحصل لواحممد‬
‫منهم‪ ،‬فتبين أن ما ذكممره مممن اللطممف والمصمملحة‬
‫بالئمة تلبيس محض وكذب)‪.(1‬‬
‫فلم يكن لهم قممدرة ول سمملطان المامممة‪ ،‬بممل‬
‫كان لهل العلم والدين منهممم إمامممة أمثممالهم مممن‬
‫جنس الحمديث والفتيما ونحممو ذلمك‪ ،‬لمم يكممن لهممم‬
‫سمملطان الشمموكة‪ ،‬فكممانوا عمماجزين عممن المامممة‪،‬‬
‫سواء كانوا أولى بالمامة أو لم يكونوا أولى‪.‬‬
‫فبكل حال ما مكنمموا ول ولمموا ول كممان يحصممل‬
‫لهم المطلوب من الولية لعدم القدرة والسلطان‬
‫ولممو أطمماعهم المممؤمن لممم يحصممل لممه بطمماعتهم‬
‫المصممالح الممتي تحصممل بطاعممة الئمممة‪ :‬مممن جهمماد‬

‫)( المنهاج ‪133-1/131‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪737‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫العمممداء‪ ،‬وإيصمممال الحقممموق إلمممى مسمممتحقيها أو‬
‫بعضممهم‪ ،‬وإقامممة الحممدود‪ ،‬فممإن قممال القممائل‪ :‬إن‬
‫الواحممد مممن هممؤلء أو مممن غيرهممم إمممام‪ ،‬أي ذو‬
‫سلطان وقدرة يحصل بهما مقاصممد المامممة‪ ،‬كممان‬
‫هذا مكابرة للحس‪ .‬ولو كان ذلممك كممذلك لممم يكممن‬
‫هناك متول يزاحمهم ول يستبد بالمر دونهم‪ ،‬وهذا‬
‫ل يقوله أحد‪.‬‬
‫وإن قال‪ :‬إنهممم أئمممة بمعنممى أنهممم هممم الممذين‬
‫كممانوا يجممب أن ُيولمموا‪ ،‬وإن النمماس عصمموا بممترك‬
‫توليتهم‪ ،‬فهذا بمنزلة أن ُيقال‪ :‬فلن كممان يسممتحق‬
‫أن ُيولى إمامة الصلة وأن ُيولى القضاء‪ ،‬ولكن لم‬
‫ل ظلما ً وعدوانا ً)‪.(1‬‬
‫يو ّ‬
‫وهم يقولون‪ :‬إن المام وجب نصبه لنه لطف‬
‫ومصلحة للعباد‪ ،‬فإذا كممان اللممه ورسمموله يعلممم أن‬
‫الناس ل يولون هذا المعين إذا أمروا بوليته‪ ،‬كممان‬
‫أمرهم بولية من يولونه وينتفعممون بمموليته‪ ،‬أولممى‬
‫من أمرهم من ل يولونه ول ينتفعون بمموليته‪ ،‬كممما‬
‫قيل في إمامة الصلة والقضاء وغير ذلممك‪ ،‬فكيممف‬
‫إذا كان ما يدعونه مممن النممص مممن أعظممم الكممذب‬
‫والفتراء؟‪.‬‬
‫والنبي ‪ ‬قد أخبر أمته بما سمميكون وممما يقممع‬

‫)( المنهاج ‪.1/54‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪738‬‬
‫الرافضة‬
‫بعممده مممن التفممرق فممإذا نممص لمتممه علممى إمامممة‬
‫شممخص يعلممم أنهممم ل يولممونه‪ ،‬بممل يعممدلون عنممه‬
‫ويولون غيره يحصممل لهممم بمموليته مقاصممد الوليممة‬
‫وأنه إذا أفضت النوبة إلممى المنصمموص حصممل مممن‬
‫سفك دممماء المممة ممما لممم يحصممل قبممل ذلممك ولممم‬
‫يحصممل مممن مقاصممد الوليممة كممما حصممل بغيممر‬
‫المنصمممموص‪ ،‬كممممان الممممواجب العممممدول عممممن‬
‫المنصمموص)‪ .(1‬وهممذا ونحمموه مممما يعلممم بممه بطلن‬
‫النص بتقممدير أن يكممون علممي هممو الفضممل الحممق‬
‫بالمر‪ ،‬لكن ل يحصل بمموليته إل ممما حصممل وغيممره‬
‫طالما يحصل به ما حصل من المصالح‪ ،‬فكيمف إذا‬
‫لم يكن المر كذلك ل في هذا ول في هذا؟)‪.(2‬‬
‫بيههان مخالفههة الرافضههة لمههن يههدعون‬
‫فيهم المامة‪:‬‬
‫)ل ُنسلم أن المامية أخذوا مذهبهم عممن أهممل‬
‫البيت‪ :‬ل الثنا عشرية ول غيرهم بل هم مخالفون‬
‫لعلي ‪ ‬وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم الممتي‬
‫فممارقوا فيهمما أهممل السممنة والجماعممة‪ :‬توحيممدهم‪،‬‬
‫وعدلهم‪ ،‬وإمامتهم‪ ،‬فإن الثابت عن علي ‪ ‬وأئمة‬
‫أهل البيت من إثبات الصفات للممه وإثبممات القممدر‪،‬‬
‫وإثبات خلفة الخلفاء الثلثة‪ ،‬وإثبممات فضمميلة أبممي‬
‫)( المنهاج ‪.1/553‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.1/555‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪739‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بكممر وعمممر رضممي اللممه عنهممما‪ ،‬وغيممر ذلممك مممن‬
‫المسممائل كلممه ُينمماقض مممذهب الرافضممة‪ ،‬والنقممل‬
‫بذلك ثابت مستفيض في كتب أهل العلممم‪ ،‬بحيممث‬
‫إن معرفة المنقول في هذا الباب عممن أئمممة أهممل‬
‫البيت يوجب علما ً ضروريا ً بأن الرافضة مخممالفون‬
‫لهم ل موافقون لهم)‪.(1‬‬
‫وقد علم أن الشمميعة مختلفممون اختلفما ً كممثيرا ً‬
‫في مسائل المامة والصممفات والقممدر وغيممر ذلممك‬
‫مممن مسممائل أصممول دينهممم‪ ،‬فممأي قممول لهممم هممو‬
‫المممأخوذ عممن الئمممة المعصممومين حممتى مسممائل‬
‫المامة‪ ،‬قد عرف اضطرابهم فيها)‪.(2‬‬
‫بيان أن مذهبهم ليس مأخوذا ً عن علي‬
‫‪:‬‬
‫وبتقدير ثبوت عصمة علي ‪ ‬فمممذهبهم ليممس‬
‫مأخوذا ً عنمه‪ ،‬فنفمس دعمواهم العصممة فمي علمي‬
‫مثل دعوى النصارى اللهية في المسيح‪ ،‬مع أن ما‬
‫هم عليه مأخوذ عن المسيح)‪ .(3‬ثم بيممن أنهممم فممي‬
‫مذهبهم محتاجون إلى مقدمتين‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬عصمة من يضيفون المممذهب إليممه‬

‫)( المنهاج ‪.17-4/16‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/17‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/19‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪740‬‬
‫الرافضة‬
‫من الئمة‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬ثبوت ذلك النقل عن المممام‪ ،‬وكلتمما‬
‫المقدمتين باطلممة)‪ .(1‬وأيض ما ً فقمموله‪ :‬إن علممي بممن‬
‫أبي طالب ‪ ‬كان أفضل الخلق بعممد رسممول اللممه‬
‫مجردة‪ ،‬ينازعه فيها جمهممور المسمملمين‬ ‫‪ ‬دعوى ُ‬
‫من الولين والخرين‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬جعله الله نفس رسممول اللممه ‪ ‬حيممث‬
‫سك ُ ْ‬
‫م‪ (2)‬وآخمماه فيقممال‪ :‬أممما‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫سَنا َ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫قال‪َ  :‬‬
‫حديث المؤاخاة فباطل موضوع‪ ،‬فإن النممبي ‪ ‬لممم‬
‫يؤاخ أحممدًا‪ ،‬ول آخمى بيمن المهماجرين بعضمهم ممع‬
‫بعض‪ ،‬ول بيممن النصممار بعضممهم مممع بعممض‪ ،‬ولكممن‬
‫آخى بين المهاجرين والنصار)‪.(3‬‬
‫وأممما علممي بممن الحسممين فمممن كبممار التممابعين‬
‫وساداتهم علما ً ودينًا‪ ،‬أخذ عمن أبيمه وابممن عبمماس‪،‬‬
‫والمسور بن مخرمة)‪ ،(4‬وغيرهممم‪ ،‬قممال يحيممى بممن‬
‫سعيد‪" :‬هو أفضل هاشمي رأيته فممي المدينممة")‪،(5‬‬
‫وقال محمد بن سعد)‪ (6‬في "الطبقممات" كممان ثقممة‬
‫)( المنهاج ‪.4/19‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( آل عمران‪.16 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.33-4/32‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/48‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( السير ‪ ،4/389‬طبقات ابن سعد ‪.5/214‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( هو أبو عبد اللممه محمممد بممن سممعد بممن منيممع البغممدادي‬ ‫‪6‬‬

‫صاحب الطبقات ولد بعمد السممتين ومممائة‪ ،‬وطلممب العلممم‬


‫‪741‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مأمونا ً كثير الحديث عاليا ً رفيعًا")‪.(1‬‬
‫)وروى عممن حممماد بممن زيممد)‪ (2‬عممن يحيممى بممن‬
‫سعيد النصاري)‪ (3‬قال‪ :‬سمعت علي بممن الحسمين‬
‫وكان أفضل هاشمي أدركته يقممول يمما أيهمما النمماس‬
‫أحبونا حب السلم فما برح بنمما حبكممم حممتى صممار‬
‫عارا علينا)‪ ،(4‬وعن شيبة بممن نعامممة)‪ (5‬قممال‪ :‬كممان‬
‫علي بن الحسين يبخل فلممما مممات وجممدوه يقمموت‬
‫مممائة أهممل بيممت بالمدينممة فممي السممر)‪ (6‬ولممه مممن‬
‫الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضممائل ممما‬
‫هممو معممروف حممتى إنممه كممان مممن صمملحه ودينممه‬
‫يتخطمى مجمالس أكمابر النماس ويجمالس زيمد بمن‬

‫في صممباه ولحممق الكبممار‪ ،‬وتمموفي بعممد الثلثيممن ومممائتين‪.‬‬


‫السير ‪ ،667-10/664‬الجرح والتعديل ‪.7/262‬‬
‫)( طبقات ابن سعد ‪ ،5/222‬السير ‪.4/387‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ستأتي ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو يحيمى بمن سمعيد بمن قيمس النصماري‪ ،‬أبمو سمعيد‬ ‫‪3‬‬

‫القاضممي‪ ،‬ثقممة ثبممت‪ ،‬ت سممنة ‪ 144‬هممم‪ ،‬وقيممل ‪ 143‬هممم‪،‬‬


‫التقريب‪ ،591 /‬السير ‪.481-5/468‬‬
‫)( السير ‪ ،4/389‬طبقات ابن سعد ‪.5/214‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو شيبة بممن نعامممة الضممبي الكمموفي‪ ،‬قممال يحيممى بممن‬ ‫‪5‬‬

‫معين‪ :‬شيبة بن نعامة ضعيف الحديث‪ .‬طبقات ابن سممعد‬


‫‪ ،6/329‬التاريخ الكبير ‪ ،4/242‬الجرح والتعديل ‪-4/335‬‬
‫‪.336‬‬
‫)( السير ‪ ،4/394‬طبقات ابن سعد ‪.5/222‬‬ ‫‪6‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪742‬‬
‫الرافضة‬
‫أسلم)‪ (1‬مولى عمر بن الخطمماب وكممان مممن خيممار‬
‫أهل العلممم والممدين مممن التممابعين فيقممال‪ :‬لممه تممدع‬
‫مجالس قومك وتجالس هممذا فيقممول إنممما يجلممس‬
‫الرجل حيث يجد صلح قلبه)‪.(3)((2‬‬
‫)وكذلك أبو جعفر محمممد بممن علممي مممن خيممار‬
‫أهل العلم والدين وقيل إنما سمي الباقر لنه بقممر‬
‫العلم ل لجل بقر السجود جبهته وأما كممونه أعلممم‬
‫أهل زمانه فهممذا يحتمماج إلممى دليممل والزهممري مممن‬
‫أقرانه وهو عند النمماس أعلممم منممه ونقممل تسممميته‬
‫بالباقر عن النبي ‪ ‬ل أصل له عند أهل العلم بممل‬
‫هو من الحمماديث الموضمموعة‪ ...‬وأخممذ العلممم عممن‬
‫جابر وأنس بن مالك وروى أيضا عممن ابممن عبمماس‬
‫وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة()‪.(4‬‬
‫)وجعفممر الصممادق ‪ ‬مممن خيممار أهممل العلممم‬
‫والدين أخذ العلم عن جده أبي أمه أم فممروة بنممت‬
‫القاسم بن محمد بممن أبممي بكممر)‪ (5‬الصممديق وعممن‬
‫)( هو زيد بن أسلم – وأسلم مولى عممر بمن الخطماب –‬ ‫‪1‬‬

‫أبممو عبممد اللممه العممدوي العمممري المممدني‪ ،‬المممام الحجممة‬


‫القدوة‪ ،‬حدث عن والده وعن ابن عمر وغيرهممما‪ .‬السممير‬
‫‪ ،5/316‬شذرات الذهب ‪.1/194‬‬
‫)( السير ‪ .4/388‬نحوه‪ ،‬طبقات ابن سعد ‪ 5/216‬نحوه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/49‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المنهاج ‪.51-4/50‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( همي أم فمروة بنمت محممد بمن القاسمم بمن أبمي بكمر‬ ‫‪5‬‬
‫‪743‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(2‬‬
‫محمممد بممن المنكممدر)‪ (1‬ونممافع مممولى ابممن عمممر‬
‫والزهري وعطاء بممن أبممي ربمماح)‪ (3‬وغيرهممم وروى‬
‫عنه يحيى بممن سممعيد النصمماري ومالممك بممن أنممس‬
‫)‪(6) (5‬‬
‫وسمممفيان الثممموري)‪ (4‬وسمممفيان بمممن عيينمممة (‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫)وقممال عمممرو بممن أبممي المقممدام)‪ :(7‬كنممت إذا‬
‫نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه مممن سممللة‬

‫الصديق‪ ،‬أم جعفر بن محمد وأمها هي أسممماء بنممت عبممد‬


‫الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬السمير ‪ ،6/255‬طبقمات ابمن سمعد‬
‫‪.320-5/187‬‬
‫)( هو محمد بن المنكدر بن عبد الله بممن الهممدير‪ ،‬المممام‬ ‫‪1‬‬

‫الحافظ القدوة ولد سنة بضع وثلثين‪ ،‬ت سممنة ‪ 130‬هممم‪،‬‬


‫وقيل ‪ 131‬هم‪ ،‬السير ‪ ،5/353‬تهذيب التهذيب ‪.9/473‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو عطماء بممن أبمي ربماح‪ ،‬المممام ومفممتي الحمرم‪ ،‬أبممو‬ ‫‪3‬‬

‫محمممد القرشممي مممولهم المكممي‪ ،‬ولممد فممي أثنمماء خلفممة‬


‫عثمان‪ ،‬ت سنة ‪ 114‬هم‪ ،‬وقيممل ‪ 115‬هممم‪ ،‬السممير ‪-5/78‬‬
‫‪ ،88‬الجرح والتعديل ‪ ،6/330‬الشذرات ‪.1/147‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( هو سفيان بن عيينممة بممن أبممي عمممران ميمممون مممولى‬ ‫‪5‬‬

‫محمممد بممن مزاحممم أخممو الضممحاك بممن مزاحممم‪ ،‬سممبقت‬


‫ترجمته‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪.4/52‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( هو عمرو بن ثابت ممولى بكمر بمن وائل ضمعيف ُرممي‬ ‫‪7‬‬

‫بالرفض‪ ،‬ت سنة ‪ 172‬هم‪ ،‬التقريب ص ‪.419‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪744‬‬
‫الرافضة‬
‫النبيين)‪.(2)((1‬‬
‫)وأما قوله إنممه هممو الممذي نشممر فقممه الماميممة‬
‫والمعارف الحقيقية والعقائد اليقينيممة فهممذا الكلم‬
‫يستلزم أحد أمرين إما أنه ابتدع في العلم ممما لممم‬
‫يكن يعلممه ممن قبلمه وإمما أن يكمون المذين قبلمه‬
‫قصروا فيممما يجممب عليهممم مممن نشممر العلممم وهممل‬
‫يشممك عاقممل أن النممبي ‪ ‬بيممن لمتممه المعممارف‬
‫الحقيقية والعقائد اليقينية أكمل بيان وأن أصممحابه‬
‫تلقوا ذلك عنه وبلغوه إلى المسلمين‪.‬‬
‫وهذا يقتضممي القممدح إممما فيممه وإممما فيهممم بممل‬
‫كذب على جعفر الصادق أكثر مما كذب على مممن‬
‫قبله فالفة وقعت من الكذابين عليه ل منه ولهممذا‬
‫نسب إليه أنواع من الكاذيب()‪.(3‬‬
‫)وأما من بعد جعفر فموسى بن جعفر قال فيه‬
‫أبممو حمماتم الممرازي‪ :‬ثقممة صممدوق إمممام مممن أئمممة‬
‫المسلمين)‪ (4‬قلت موسى ولد بالمدينممة سممنة بضممع‬
‫وعشرين ومائة وأقدمه المهدي إلى بغممداد ثممم رده‬
‫إلى المدينة وأقام بها إلى أيام الرشيد فقدم هارون‬
‫منصرفا من عمرة فحمل موسممى معممه إلممى بغممداد‬

‫السير ‪.6/257‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المنهاج ‪ ،53-4/52‬انظر‪.8/11 ،7/534 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المنهاج ‪.54-4/53‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫السير ‪ ،6/270‬تهذيب التهذيب ‪.10/340‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪745‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وحبسه بهمما إلممى أن تمموفي فممي محبسممه قممال ابممن‬
‫سعد‪ :‬فتوفى سنة ثلث وثمممانين ومممائة وليممس لممه‬
‫كثير روايمة روى عمن أبيمه جعفمر وروى عنمه أخموه‬
‫علي وروى له الترمذي وابن ماجه)‪.(1‬‬
‫وأما من بعد موسى فلم يؤخذ عنهم من العلم‬
‫ما يذكر به أخبارهم في كتممب المشممهورين بممالعلم‬
‫وتواريخهم فإن أولئك الثلثممة توجممد أحمماديثهم فممي‬
‫الصحاح والسممنن والمسممانيد وتوجممد فتمماويهم فممي‬
‫الكتب المصنفة في فتاوى السلف مثل كتممب ابممن‬
‫)‪(3‬‬
‫المبممارك وسممعيد بممن منصممور)‪ (2‬وعبممد الممرزاق‬
‫وأبي بكر بن أبي شمميبة)‪ (4‬وغيممر هممؤلء وأممما مممن‬
‫بعدهم فليس لهم رواية في الكتممب المهممات مممن‬

‫)( السير ‪ 6/270‬من كلم الذهبي‪ ،‬ولممم أجممده عنممد ابممن‬ ‫‪1‬‬

‫سعد في الطبقات‪.‬‬
‫)( هو سعيد بمن منصمور بمن شمعبة الحمافظ الممام‪ ،‬أبمو‬ ‫‪2‬‬

‫عثمان الخراساني المممروزي لممه كتمماب السممنن‪ ،‬ت سممنة‬


‫‪ 227‬هم‪ ،‬وقيل ‪ 226‬هم بمكة‪ ،‬السير ‪.590-10/586‬‬
‫)( هو عبد الرزاق بن هممام بمن نمافع الحميمري أبمو بكمر‬ ‫‪3‬‬

‫الصنعاني‪ ،‬ولد سنة ‪ 126‬هم من حفاظ الحديث‪ ،‬صمماحب‬


‫المصممنف فممي الحممديث ارتحممل إلممى الشممام والعممراق‬
‫والحجممماز‪ ،‬ت سمممنة ‪ 211‬همممم‪ ،‬السمممير ‪ ،9/564‬العلم‬
‫‪.3/353‬‬
‫)( هو عبد الله بن محمد القاضي‪ ،‬أبي شيبة‪ ،‬وقد سبقت‬ ‫‪4‬‬

‫ترجمته‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪746‬‬
‫الرافضة‬
‫كتب الحديث ول فتاوي في الكتب المعروفة الممتي‬
‫نقممل فيهمما فتمماوى السمملف ول لهممم فممي التفسممير‬
‫وغيمره أقموال معروفممة ولكمن لهمم مممن الفضممائل‬
‫والمحاسن ما هم له أهل رضي الله عنهم أجمعين‬
‫وموسى بن جعفر مشهور بالعبادة والنسك()‪.(1‬‬
‫ثم وضح أن انتسمماب الرافضممة إلممى آل الممبيت‬
‫من المصائب فقال‪:‬‬
‫)من المصممائب الممتي ابتلممي بهمما ولممد الحسممين‬
‫انتساب الرافضة إليهم وتعظيمهممم ومممدحهم لهممم‬
‫فممإنهم يمممدحونهم بممما ليممس بمممدح ويممدعون لهممم‬
‫دعاوي ل حجة لها ويذكرون من الكلم ممما لممو لممم‬
‫يعمرف فضملهم ممن غيمر كلم الرافضمة لكمان مما‬
‫تذكره الرافضة بالقدح أشبه منه بالمدح()‪.(2‬‬
‫)والرافضممة تشممهد علممى كممثير منهممم بممالكفر‬
‫والفسوق وهم أهل السممنة منهممم المتولممون لبممي‬
‫بكر وعمر كزيد بن علي بن الحسين وأمثمماله مممن‬
‫ذرية فاطمة رضي الله عنها فإن الرافضة رفضمموا‬
‫زيممد بممن علممي بممن الحسممين ومممن واله وشممهدوا‬
‫عليهم بالكفر والفسق بممل الرافضممة أشممد النمماس‬
‫عداوة إما بالجهل وإما بالعناد لولد فاطمة رضممي‬

‫)( المنهاج ‪.57-4/55‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/60‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪747‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الله عنها()‪.(1‬‬
‫)ووضح أن محمممد بممن علممي الجممواد كممان مممن‬
‫أعيان بني هاشم وهو معروف بالسممخاء والسممؤدد‬
‫ولهذا سمي الجواد ومات وهمو شماب ابمن خممس‬
‫وعشرين سمنة ولمد سمنة خممس وتسمعين وممات‬
‫سنة عشممرين أو سممنة تسممع عشممرة ومممائة وكممان‬
‫المممأمون)‪ (2‬زوجممه بممابنته وكممان يرسممل إليممه فممي‬
‫السنة ألف ألف درهم واستقدمه المعتصم)‪ (3‬إلممى‬
‫بغداد ومات بها()‪.(4‬‬
‫)وقممد ذكممر محمممد بممن جريممر الطممبري وعبممد‬
‫الباقي بن قانع وغيرهما من أهل العلممم بالنسمماب‬
‫والتواريخ أن الحسن بن علي العسممكري لممم يكممن‬

‫)( المنهاج ‪.4/64‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو أبو العباس عبد الله بن هارون الرشيد بن المهممدي‬ ‫‪2‬‬

‫بن المنصور‪ ،‬كان إماما ً عالما ً ولكنه مممع ذلممك نصممر فتنممة‬
‫القول بخلق القرآن‪ ،‬وعذب المام أحمد بن حنبل‪ ،‬كممانت‬
‫مدة خلفته اثنين وعشرين سنة‪ ،‬مات غازيمما ً ببلد الممروم‬
‫سنة ‪ 218‬هم‪ ،‬تاريخ الخلفاء‪ ،333-306 /‬الجوهر الثمين‪/‬‬
‫‪.110-105‬‬
‫)( هو أبممو إسممحاق بممن هممارون الرشمميد بممن المهممدي بممن‬ ‫‪3‬‬

‫المنصور من خلفاء بني العباس‪ .‬بويع بالخلفة بعممد وفمماة‬


‫أخيه المأمون سنة ‪ 227‬هم‪ ،‬وله ‪ 47‬سنة‪ ،‬تاريخ الخلفاء‪/‬‬
‫‪ ،133‬الجوهر الثمين‪.114-111 /‬‬
‫)( المنهاج ‪.69-4/68‬‬ ‫‪4‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪748‬‬
‫الرافضة‬
‫له نسل ول عقب()‪.(1‬‬
‫)ومممن طممالع أخبممار النمماس علممم أن الفضممائل‬
‫العلمية والدينية المتواترة عن غير واحد من الئمة‬
‫أكثر مما ينقل عن العسكريين وأمثالها من الكذب‬
‫دع الصدق()‪.(2‬‬
‫)وهذه كانت سيرة أئمة أهل البيت مع غيرهمم‬
‫فمن اتبعهم في ذلك فهو المقتممدى بهممم دون مممن‬
‫تممبرأ مممن السممابقين الوليممن وجمهممور أهممل العلممم‬
‫والدين وظاهر علمى عمداوتهم الكفمار والمنمافقين‬
‫كما يفعله من يفعله من الرافضة الضالين()‪.(3‬‬
‫)فإن زعم زاعممم أنمه كمان عنمدهم ممن العلمم‬
‫المخزون ما ليس عند أولئك لكممن كممانوا يكتمممونه‬
‫فأي فائدة للناس في علم يكتمونه فعلممم ل يقممال‬
‫به ككنز ل ينفق منه وكيف يأتم الناس بمن ل يبين‬
‫لهم العلم المكتوم‪...‬‬
‫ثممم مممن ظممن بهممؤلء السممادة أنهممم يكتمممون‬
‫علمهم عن مثل هؤلء ويخصون به قوما مجهولين‬
‫ليس لهم في المة لسان صدق فقد أسمماء الظممن‬
‫بهممم فممإن فممي هممؤلء مممن المحبممة للممه ولرسمموله‬

‫)( المنهاج ‪.4/87‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/104‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/114‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪749‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫والطاعممة لممه والرغبممة فممي حفممظ دينممه وتبليغممه‬
‫وموالة من واله ومعاداة من عاداه وصمميانته عممن‬
‫الزيادة والنقصان ما ل يوجد قريب منه لحممد مممن‬
‫شيوخ الشيعة()‪.(1‬‬
‫)وأعظم من ذلك إنكار هممؤلء الماميممة الممذين‬
‫ينكرون ذكر الخلفمماء الراشممدين ويممذكرون الثنممى‬
‫عشر رجل كل واحد مممن الثلثممة خيممر مممن أفضممل‬
‫الثنى عشر وأكمل خلفة وإمامة وأما سائر الثنى‬
‫عشمر فهمم أصممناف منهمم مممن هممو مممن الصممحابة‬
‫المشممهود لهممم بالجنممة كالحسممن والحسممين وقممد‬
‫شممركهم فممي ذلممك مممن الصممحابة المشممهود لهممم‬
‫بالجنة خلق كثير وفي السممابقين الوليممن مممن هممو‬
‫أفضل منهما مثل أهل بدر وهما رضي الله عنهممما‬
‫وإن كانا سيدا شباب أهل الجنممة فممأبو بكممر وعمممر‬
‫سيدا كهول أهممل الجنممة وهممذا الصممنف أكمممل مممن‬
‫ذلك الصنف(‪.‬‬
‫)وفممي الثنممى عشممر مممن هممو مشممهور بممالعلم‬
‫والدين كعلي بن الحسين وابنممه أبممي جعفممر وابنممه‬
‫جعفر بن محمد وهؤلء لهم حكمم أمثمالهم‪ ...‬وأمما‬
‫سائرهم ففي بني هاشم من العلويين والعباسميين‬
‫جماعات مثلهم في العلم والممدين ومممن هممو أعلممم‬

‫)( المنهاج ‪.127-4/126‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪750‬‬
‫الرافضة‬
‫وأدين منهم فكيممف يجمموز أن يعيممب ذكممر الخلفمماء‬
‫الراشدين الذين ليممس فممي السمملم أفضممل منهممم‬
‫من يعوض بذكر قمموم فممي المسمملمين خلممق كممثير‬
‫أفضل منهم؟‬
‫وقد انتفع المسلمون في دينهم ودنياهم بخلق‬
‫كممثير أضممعاف أضممعاف ممما انتفعمموا بهممؤلء مممع أن‬
‫الذين يذكرونهم قصدهم معاداة سممائر المسمملمين‬
‫والستعانة على ذلك بالكفممار والمنممافقين وإطفمماء‬
‫ما بعث الله به رسممول اللممه ‪ ‬مممن الهممدى وديممن‬
‫الحق الذي وعد الله أن يظهممره علممى الممدين كلممه‬
‫وفتح باب الزندقة والنفاق لمن يريد إفساد الملة(‬
‫)‪.(1‬‬
‫)وذلك لن هممؤلء مممن جهلهممم يجعلممون مجممرد‬
‫الممدعوى العظيمممة موجبممة لتفضمميل المممدعي ول‬
‫يعلمممون أن تلممك غايتهمما أن تكممون مممن الخطممأ‬
‫المغفور ل مممن السممعي المشممكور‪ ،‬وكممل مممن لممم‬
‫يسمملك سممبيل العلممم والعممدل أصممابه مثممل هممذا‬
‫التناقض()‪.(2‬‬
‫)وكذلك الحسممن كممان دائممما يشممير علممى أبيممه‬
‫وأخيممه بممترك القتممال ولممما صممار المممر إليممه تممرك‬

‫)( المنهاج ‪.170-4/168‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/342‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪751‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫القتال وأصلح الله به بين الطائفتين المقتتلممتين‬
‫وعلي ‪ ‬في آخر المر تبين له أن المصمملحة فممي‬
‫ترك القتال أعظم منها في فعله‪.‬‬
‫وكذلك الحسين ‪ ‬لم يقتل إل مظلوما شهيدا‬
‫تاركا لطلب المارة طالبا للرجوع إما إلى بلممده أو‬
‫إلى الثغر أو إلى المتولي على الناس يزيد‪.‬‬
‫وإذا قال القائل‪ :‬إن عليا والحسممين إنممما تركمما‬
‫القتال في آخممر المممر للعجممز لنممه لممم يكممن لهممما‬
‫أنصار فكان في المقاتلة قتل النفمموس بل حصممول‬
‫المصلحة المطلوبة‪.‬‬
‫قيل لممه وهممذا بعينممه هممو الحكمممة الممتي راعاهمما‬
‫الشارع ‪ ‬فممي النهممي عممن الخممروج علممى المممراء‬
‫ونممدب إلممى تممرك القتممال فممي الفتنممة وإن كممان‬
‫الفممماعلون لمممذلك يمممرون أن مقصمممودهم الممممر‬
‫بممالمعروف والنهممي عممن المنكممر كالممذين خرجمموا‬

‫)(انظر المنهاج ‪.146-8/145‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪752‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(3‬‬
‫بالحرة)‪ (1‬وبدير الجماجم)‪ (2‬على يزيد والحجمماج‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫لكن إذا لم يزل المنكممر إل بممما هممو أنكممر منممه‬
‫صار إزالته على هذا الوجه منكممرا وإذا لممم يحصممل‬
‫المعروف إل بمنكر مفسممدته أعظممم مممن مصمملحة‬
‫ذلك المعروف كان تحصمميل ذلمك المعممروف علمى‬
‫هذا الوجه منكرا()‪.(4‬‬
‫)والذي نقله غير واحد أن يزيد لممم يممأمر بقتممل‬
‫الحسين ول كان له غرض في ذلك بل كممان يختممار‬
‫أن يكرمممه ويعظمممه كممما أمممره بممذلك معاويممة ‪‬‬

‫)( هممي حممرة واقممم‪ :‬إحممدى حرتممي المدينممة وهممي الحممرة‬ ‫‪1‬‬

‫الشرقية‪ ،‬وفيها كانت وقعممة الحممرة المشممهورة سممنة ‪63‬‬


‫هم‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،2/249‬مراصد الطلع ‪.1/396‬‬
‫)( هي بظاهر الكوفة على سبع فراسخ منها على طممرف‬ ‫‪2‬‬

‫البر للسالك إلى البصرة والجمجمة القدح من الخشممب‪.‬‬


‫كانت تعمل فيمه فسممي بمذلك‪ .‬معجمم البلمدان ‪،2/159‬‬
‫‪ ،504-503‬مراصد الطلع ‪.2/556‬‬
‫)( هو الحجاج بن يوسف بن الحاكم الثقفي ولد سنة ‪40‬‬ ‫‪3‬‬

‫هم‪ ،‬ونشأ في الطائف وكان ظلوما ً جبارا ً سفاكا ً للدماء ذا‬


‫شجاعة وإقممدام ودهمماء‪ ،‬وله عبممد الملممك مكممة والمدينممة‬
‫والطممائف ثممم أضمماف إليممه العممراق‪ ،‬وثبتممت لممه المممارة‬
‫عشممرين سممنة‪ ،‬ت سممنة ‪ 95‬هممم‪ ،‬السممير ‪ ،4/343‬العلم‬
‫‪.2/168‬‬
‫)( المنهاج ‪.536-4/535‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪753‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ولكن كممان يختممار أن يمتنممع مممن الوليممة والخممروج‬
‫عليممه فلممما قممدم الحسممين وعلممم أن أهممل العممراق‬
‫يخممذلونه ويسمملمونه طلممب أن يرجممع إلممى يزيممد أو‬
‫يرجع إلى وطنه أو يذهب إلممى الثغممر فمنعمموه مممن‬
‫ذلممك حممتى يستأسممر فقمماتلوه حممتى قتممل مظلوممما‬
‫شهيدا ‪ ‬وأن خبر قتله لما بلغ يزيد وأهله ساءهم‬
‫ذلك وبكوا علممى قتلمه وقممال يزيممد‪ :‬لعممن اللممه ابممن‬
‫مرجانة يعني عبيد الله بن زياد)‪ (1‬أما والله لو كممان‬
‫بينه وبين الحسين رحم لما قتله)‪ (2‬وقال‪ :‬قد كنممت‬
‫أرضمممى ممممن طاعمممة أهمممل العمممراق بمممدون قتمممل‬
‫الحسين)‪ (3‬وأنه جهز أهله بأحسن الجهاز وأرسلهم‬
‫إلى المدينة لكنه مممع ذلممك ممما انتصممر للحسممين ول‬
‫أمر بقتل قاتله ول أخذ بثأره()‪.(4‬‬
‫)وقاتل عثمان أعظم إثما مممن قاتممل الحسممين‬
‫فهممذا الغلممو الممزائد يقابممل بغلممو الناصممبة الممذين‬
‫يزعمون أن الحسين كان خارجيا وأنه كان يجمموز‬
‫قتله لقول النبي ‪» ‬من أتاكم وأمركم علههى‬
‫رجهههل واحهههد يريهههد أن يفهههرق جمهههاعتكم‬

‫سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫البداية والنهاية ‪ 8/194‬ونحوه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫تاريخ الطبري ‪.5/460‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المنهاج ‪.558-4/557‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪754‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫فاضربوا عنقه بالسيف كائنا مههن كههان«‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫وأهممل السممنة والجماعممة يممردون غلممو هممؤلء‬
‫وهؤلء ويقولون إن الحسين قتل مظلوممما شممهيدا‬
‫وإن الذين قتلوه كانوا ظممالمين معتممدين وأحمماديث‬
‫النبي ‪ ‬التي يأمر فيها بقتممال المفممارق للجماعممة‬
‫لم تتناوله فإنه ‪ ‬لم يفرق الجماعة ولم يقتممل إل‬
‫وهو طالب للرجوع إلى بلده أو إلى الثغممر أو إلممى‬
‫يزيد داخل في الجماعة معرضا عممن تفريممق المممة‬
‫ولو كان طالب ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلممى‬
‫ذلك؟! فكيف ل تجب إجابة الحسين إلى ذلك ولممو‬
‫كان الطالب لهذه المور من هو دون الحسين لممم‬
‫يجز حبسه ول إمساكه فضل عن أسره وقتله()‪.(2‬‬
‫)وأما تنزيه الئمة فمن الفضائح الممتي يسممتحيا‬
‫من ذكرها ل سيما المام المعدوم الذي ل ينتفع به‬
‫ل فممي ديممن ول دنيمما‪ .‬وأممما تنزيممه الشممرع عممن‬
‫المسممائل الرديممة فقممد تقممدم أن أهممل السممنة لممم‬
‫يتفقوا على مسألة ردية بخلف الرافضة فإن لهممم‬
‫من المسائل الردية ما ل يوجد لغيرهم()‪.(3‬‬
‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب المممارة‪ ،‬بمماب حكممم مممن فممرق أمممر‬ ‫‪1‬‬

‫المسلمين وهو مجتمع ‪.1480 /3‬‬


‫)( المنهاج ‪.586-4/585‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.591-4/590‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪755‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)وأممما قمموله‪» :‬الخلف الرابممع فممي المامممة‬
‫وأعظم خلف بين المة خلف المامة إذ ممما سممل‬
‫سيف في السلم على قاعدة دينية مثل ممما سممل‬
‫على المامة في كل زمان«‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬أن هممذا مممن أعظممم الغلممط فممإنه‬
‫ولله الحمد لم يسل سيف على خلفة أبي بكر ول‬
‫عمر ول عثمان ول كان بين المسلمين في زمنهممم‬
‫نزاع في المامة فضل عن السيف ول كممان بينهممم‬
‫سيف مسلول علىشىء من الدين والنصممار تكلممم‬
‫بعضهم بكلم أنكممره عليهممم أفاضمملهم كأسمميد بممن‬
‫حضممير)‪ (1‬وعبمماد بممن بشممر)‪ (2‬وغيرهممما ممممن هممو‬
‫أفضل من سعد بن عبادة نفسا وبيتا‪ ...‬وإنما نممازع‬
‫سممعد بممن عبممادة والحبمماب بممن المنممذر)‪ (3‬وطائفممة‬
‫قليلة ثم رجع هؤلء وبايعوا الصديق ولم يعرف أنه‬
‫تخلف منهممم إل سممعد بممن عبممادة وسممعد وإن كمان‬
‫رجل صممالحا فليممس هممو معصمموما بممل لممه ذنمموب‬
‫يغفرها الله وقد عرف المسلمون بعضها وهو مممن‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو عبمماد بممن بشممر بممن وقممش النصمماري‪ ،‬مممن قممدماء‬ ‫‪2‬‬

‫الصممحابة‪ ،‬أسمملم قبممل الهجممرة وشممهد بممدرًا‪ ،‬وأبلممى يمموم‬


‫اليمامممة فاستشممهد بهمما‪ ،‬السممير ‪ ،340-1/337‬التقريممب‪/‬‬
‫‪ ،289‬الصابة ‪.5/311‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪756‬‬
‫الرافضة‬
‫أهل الجنة السممابقين الوليممن مممن النصممار رضممي‬
‫الله عنهم وأرضاهم()‪.(1‬‬
‫)فالمر الذي تنازع فيه الناس من أمر المامة‬
‫كنزاع الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهممم ولممم‬
‫يقاتل عليه أحمد ممن الصمحابة أصمل ول قمال أحمد‬
‫منهم إن المام المنصوص عليه هو علي ول قممال‪:‬‬
‫إن الثلثة كانت إمامتهم باطلة ول قال أحممد منهممم‬
‫إن عثمان وعليا وكل من والهما كافر‪.‬‬
‫فدعوى المدعي أن أول سيف سل بيممن أهممل‬
‫القبلة كان مسلول على قواعد المامة التي تنممازع‬
‫فيها النمماس دعمموى كاذبممة ظمماهرة الكممذب يعممرف‬
‫كذبها بأدنى تأمل مع العلم بما وقع‪.‬‬
‫وإنممما كممان القتممال قتممال فتنممة عنممد كممثير مممن‬
‫العلماء وعند كثير منهممم هممو مممن بمماب قتممال أهممل‬
‫العذل والبغي وهو القتال بتأويل سائغ لطاعة غيممر‬
‫المام ل على قاعدة دينية‪.‬‬
‫ولممو أن عثمممان نمازعه منممازعون فممي الماممة‬
‫وقاتلهم لكان قتممالهم مممن جنممس قتممال علممي وإن‬
‫كممان ليممس بينممه وبيممن أولئك نممزاع فممي القواعممد‬

‫)( هو الحباب بن المنذر بممن الجممموح بممن زيممد النصمماري‬ ‫‪1‬‬

‫الخزرجي السلمي شهد بدرا ً وهو الممذي كممان لممه موقممف‬


‫من منزل رسول الله في بدر والقصة مشهورة مات في‬
‫خلفة عمر‪ .‬الصابة ‪.197-2/196‬‬
‫‪757‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الدينية‪.‬‬
‫ولكمممن أول سممميف سمممل علمممى الخلف فمممي‬
‫القواعممد الدينيممة سمميف الخمموارج)‪ (1‬وقتممالهم مممن‬
‫أعظم القتال وهم الذين ابتدعوا أقوال خالفوا فيها‬
‫الصمممحابة وقممماتلوا عليهممما وهمممم المممذين تمممواترت‬
‫النصمموص بممذكرهم كقمموله ‪» :‬تمههرق مارقههة‬
‫على حيههن فرقههة مههن المسههلمين تقتلهههم‬
‫أولههى الطههائفتين بههالحق«)‪ (2‬وعلممي ‪ ‬لممم‬
‫يقاتل أحدا علممى إمامممة مممن قمماتله ول قمماتله أحممد‬
‫على إمامته نفسه ول ادعممى أحممد قممط فممي زمممن‬
‫خلفته أنه أحق بالمامة منممه ل عائشممة ول طلحممة‬
‫ول الزبير ول معاوية وأصحابه ول الخوارج بل كممل‬
‫المة كانوا معترفين بفضل علي وسابقته بعد قتل‬
‫عثمان وأنه لم يبق في الصممحابة مممن يممماثله فممي‬
‫زمن خلفته كما كان عثمان كذلك لممم ينممازع قممط‬
‫أحد من المسلمين في إمامته وخلفته ول تخاصم‬

‫ي بن أبممي طممالب‬ ‫)( سموا بهذا السم لخروجهم على عل ٍ‬


‫‪1‬‬

‫‪ ‬وهممم فممرق كممثيرة ل زالمموا موجممودين الن ويجمعممون‬


‫على أن كل كبيرة كفر إل النجدات وأجمعوا على أن الله‬
‫سممبحانه وتعممالى ُيعممذب أصممحاب الكبممائر عممذابا ً دائمما ً إل‬
‫النجدات‪ .‬مقالت السلميين ‪ ،1/167‬الفرق بين الفرق‪/‬‬
‫‪ ،72‬البرهان في معرفة عقائد أهل الديان‪.17 /‬‬
‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب الزكمماة‪ ،‬بمماب ذكممر الخمموارج وصممفاتهم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .746 -2/745‬وقد تقدم في المقدمة‪.‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪758‬‬
‫الرافضة‬
‫اثنان في أن غيره أحممق بالمامممة منممه فضممل عممن‬
‫القتال على ذلك وكذلك أبو بكر وعمر ‪-‬رضي الله‬
‫عنهما‪.-‬‬
‫وبالجملة فكممل مممن لممه خممبرة بممأحوال القمموم‬
‫يعلم علممما ضممروريا أنمه لمم يكممن بيمن المسملمين‬
‫مخاصمة بين طائفتين في إمامة الثلثة فضل عممن‬
‫قتال‪...‬‬
‫فتبين أن عليا لممم يقمماتله أحممد علممى أن يكممون‬
‫غيممره إماممما وهممو مطيممع لممه فممإن الممذين كممانوا‬
‫يستحقون المامة أبو بكر وعمر وعثمان وكان هو‬
‫أتقى لله من أن يخممرج عليهممم بقممول أو فعممل بممل‬
‫عثمان كان علي هممو أول مممن بممايعه قبممل جمهممور‬
‫الناس‪....‬‬
‫والمقصود أن الصحابة رضوان الله عليهم لممم‬
‫يقتتلمموا قممط لختلفهممم فممي قاعممدة مممن قواعممد‬
‫السلم أصل ولم يختلفمموا فممي شمميء مممن قواعممد‬
‫السلم ل في الصفات ول فممي القممدر ول مسممائل‬
‫السماء والحكام ول مسائل المامممة لممم يختلفمموا‬
‫في ذلك بالختصممام بممالقوال فضممل عممن القتتممال‬
‫بالسيف‪ ...‬ول كان في الصحابة مممن يقممول إن أبمما‬
‫بكممر وعمممر وعثمممان لممم يكونمموا أئمممة ول كممانت‬
‫خلفتهم صحيحة ول من يقممول‪ :‬إن خلفتهممم ثابتممة‬
‫‪759‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بالنص ول من يقول‪ :‬إن بعد مقتل عثمان كان غير‬
‫علي أفضل منه ول أحق منه بالمامة‪.‬‬
‫فهذه القواعد الدينية التي اختلف فيها من بعد‬
‫الصحابة لم يختلفوا فيهمما بممالقول ول بالخصممومات‬
‫فضل عن السيف ول قاتل أحد منهم علممى قاعممدة‬
‫في المامة فقبل خلفة علي لم يكن بينهممم قتممال‬
‫في المامة ول في وليته لم يقاتله أحممد علمى أنمه‬
‫يكون تابعا لذاك‪....‬‬
‫فهذه ‪-‬وأمثالهمما‪ -‬الملحممم والفتممن الممتي كممانت‬
‫في السلم ليس فيها ما وقع القتممال فيممه حقيقممة‬
‫على قاعدة المامة التي تدعيها الرافضة وإن ذكر‬
‫بعض الخارجين ببعض البلد من يدعو إلممى نفسممه‬
‫ومعه من يقاتل فهؤلء ممن جنمس سمكان الجبمال‬
‫وأهل البوادي والمصار الصغار من الرافضة وهممم‬
‫طائفممة قليلممة مقموعممون مممع جمهممور المسمملمين‬
‫ليس لهم سيف مسلول على الجمهور حتى يقممول‬
‫القائل‪ :‬أعظم خلف وقع بين المة خلف المامممة‬
‫أو ما سل في السلم سمميف مثممل ممما سممل علممى‬
‫)‪.(1‬‬
‫المامة في كل زمان(‬
‫)ثم قالوا والمامة واجبة وهي أوجممب عنممدهم‬
‫من النبوة لن بها لطفا في التكاليف()‪.(2‬‬
‫)( المنهاج ‪.343-6/324‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/388‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪760‬‬
‫الرافضة‬
‫)وأممما قمموله‪» :‬إن مخممالفته تنممافي المممودة‬
‫وامتثال أوامره هو مممودته فيكممون واجممب الطاعممة‬
‫وهو معنى المامة«‪.‬‬
‫فجوابه من وجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬إن كانت المودة توجب الطاعممة فقممد‬
‫وجبت مودة ذوي القربى فتجممب طمماعتهم فيجممب‬
‫أن تكون فاطمة أيضمما إماممما وان كممان هممذا بمماطل‬
‫فهذا مثله‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن المودة ليست مسممتلزمة للمامممة‬
‫في حال وجوب المودة فليس مممن وجبممت مممودته‬
‫كان إماما حينئذ بدليل أن الحسن والحسين تجممب‬
‫مودتهما قبل مصيرهما إمامين وعلي تجب مممودته‬
‫في زمن النبي ‪ ‬ولم يكممن إماممما بممل تجممب وإن‬
‫تأخرت إمامته إلى مقتل عثمان‪.‬‬
‫الثههالث‪ :‬أن وجمموب المممودة إن كممان ملممزوم‬
‫المامة وانتفاء الملممزوم يقتضممي انتفمماء اللزم فل‬
‫تجب مودة إل من يكون إماممما معصمموما فحينئذ ل‬
‫دا من المؤمنين ول يحبهممم فل تجممب مممودة‬ ‫يود أح ً‬
‫أحد من المؤمنين ول محبته إذا لم يكونوا أئمممة‪ :‬ل‬
‫شيعة علي ول غيرهم وهذا خلف الجممماع وخلف‬
‫ما علم بالضطرار من دين السلم()‪.(1‬‬

‫)( المنهاج ‪.108-7/107‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪761‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)إن العترة لم تجتمع على إمامته ول أفضممليته‬
‫بل أئمة العترة كابن عباس وغيره يقدمون أبا بكر‬
‫وعمر في المامة والفضلية‪ ...‬والنقل الثابت عممن‬
‫جميممع علممماء أهممل الممبيت مممن بنممي هاشممم مممن‬
‫التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بممن علممي وولممد‬
‫الحسن وغيرهما أنهم كانوا يتولون أبا بكممر وعمممر‬
‫وكانوا يفضلونهما على علي والنقممول عنهممم ثابتممة‬
‫متواترة()‪.(1‬‬
‫)وكل أحد يعلم أن أهل الدين والجمهور ليممس‬
‫لهممم غممرض مممع علممي ول لحممد منهممم غممرض فممي‬
‫تكذيب الرسول وأنهم لو علموا أن الرسول جعلممه‬
‫إماما كانوا أسبق الناس إلى التصديق بذلك()‪.(2‬‬
‫)وفي الصحيحين عممن جممابر بممن سمممرة)‪ (3‬أن‬
‫النبي ‪ ‬قال‪» :‬ل يزال هذا المر عزيزا إلههى‬
‫)‪(4‬‬
‫اثنههي عشههر خليفههة كلهههم مههن قريههش«‬

‫)( المنهاج ‪.7/396‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/410‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو جابر بن سمممرة بممن جنممادة‪ ،‬صممحابي ابممن صممحابي‬ ‫‪3‬‬

‫نممزل الكوفممة ومممات بهمما سممنة ‪ 76‬هممم‪ ،‬التقريممب‪،136 /‬‬


‫السير ‪.188-186‬‬
‫)( البخمماري‪ ،‬كتمماب الحكممام بمماب السممتخلف ‪،8/127‬‬ ‫‪4‬‬

‫مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب النمماس تبممع لقريمش والخلفمة‬


‫في قريش ‪.1403 /3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪762‬‬
‫الرافضة‬
‫ولفظ البخمماري‪» :‬اثنى عشههر أميههرا«)‪ (1‬وفممي‬
‫لفظ‪» :‬ل يزال أمر الناس ماضيا ولهم اثنهها‬
‫عشر رجل«)‪ (2‬وفي لفظ‪» :‬ل يههزال السههلم‬
‫عزيزا إلههى اثنههى عشههر خليفههة كلهههم مههن‬
‫قريش«)‪.(3‬‬
‫وهكممذا كممان فكممان الخلفمماء أبممو بكممر وعمممر‬
‫وعثمان وعلي ثممم تممولى مممن اجتمممع النمماس عليممه‬
‫وصار له عز ومنعة معاويممة وابنممه يزيممد)‪ (4‬ثممم عبممد‬
‫الملك)‪ (5‬وأولده الربعمة)‪ (6‬وبينهمم عممر بمن عبمد‬
‫)( البخاري‪ :‬كتاب الحكام‪ ،‬باب الستخلف ‪.127 /8‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب الناس تبع لقريش والخلفة‬ ‫‪2‬‬

‫في قريش ‪.1453-3/1452‬‬


‫)( مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب الناس تبع لقريش والخلفة‬ ‫‪3‬‬

‫في قريش ‪.3/1453‬‬


‫ي‬
‫)( هو يزيممد بممن معاويممة بممن أبممي سممفيان‪ ،‬الخليفممة ولم ّ‬ ‫‪4‬‬

‫الخلفة سنة ‪ 60‬هم‪ ،‬توفي سنة ‪64‬هم‪ ،‬كان أمير الجيممش‬


‫الممذي غممزا القسممطنطينية‪ ،‬السممير ‪ ،40-4/35‬الشممذرات‬
‫‪.72-1/71‬‬
‫)( هو عبد الملك بن مروان بممن الحكممم بممن أبممي العمماص‬ ‫‪5‬‬

‫الموي‪ ،‬كان قبل الخلفة عابممدا ً ناسممكا ً طالب ما ً للعلممم ثممم‬


‫اشممتغل بالخلفممة فتغيممر حمماله ملممك ثلث عشممرة سممنة‬
‫ل‪ ،‬وقبلها منازعا ً لبن الزبير تسممع سممنين‪ ،‬ت سممنة‬ ‫استقل ً‬
‫‪ 86‬همممم‪ .‬السمممير ‪ ،249-4/246‬التقريمممب‪ ،365 /‬تاريمممخ‬
‫الخلفاء‪.222-214 /‬‬
‫)( أولد عبممد الملممك الربعممة الممذين تولمموا الخلفممة هممم‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫الوليد‪ ،‬وسليمان‪ ،‬ويزيممد‪ ،‬وهشممام‪ ،‬تاريممخ الخلفمماء ‪-233‬‬


‫‪763‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫العزيز)‪ (1‬وبعد ذلك حصل فممي دولممة السمملم مممن‬
‫النقص ما هو باق إلممى الن فممإن بنممي أميممة تولمموا‬
‫على جميع أرض السلم وكانت الدولة في زمنهم‬
‫عزيممزة والخليفممة يممدعى باسمممه‪ :‬عبممد الملممك‬
‫وسليمان)‪ ،(2‬ل يعرفون عضد الدولة ول عز الممدين‬
‫وبهاء الدين وفلن المدين وكمان أحمدهم همو الممذي‬
‫يصلي بالنمماس الصمملوات الخمممس وفممي المسممجد‬
‫يعقد الرايات ويؤمر المممراء وإنممما يسممكن داره ل‬
‫يسكنون الحصون ول يحتجبون عن الرعية()‪.(3‬‬
‫)ومن ظن أن هممؤلء الثنممى عشممر هممم الممذين‬
‫تعتقد الرافضة إمامتهم فهو في غاية الجهممل فممإن‬
‫هؤلء ليس فيهم من كممان لممه سمميف إل علممي بممن‬
‫أبي طالب ومع هذا فلممم يتمكممن فممي خلفتممه مممن‬
‫غزو الكفار ول فتح مدينة ول قتل كممافرا بممل كممان‬
‫المسلمون قممد اشمتغل بعضمهم بقتممال بعمض حممتى‬
‫طمع فيهم الكفار بالشرق والشام مممن المشممركين‬
‫‪ ،250-246 ،238‬جمهرة أنساب العرب‪.89 /‬‬
‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو سليمان بممن عبممد الملممك بممن مممروان الممموي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫أيوب‪ ،‬من خيار ملوك بني أمية‪ ،‬قال ابن سمميرين‪ :‬يرحممم‬
‫اللممه سممليمان افتتممح خلفتممه بإحيممائه الصمملة لمواقيتهمما‬
‫واختتمها بالخلفة لعمر بن عبد العزيممز‪ ،‬ت سممنة ‪ 99‬هممم‪،‬‬
‫تاريخ الخلفاء ‪.228-225‬‬
‫)( المنهاج ‪.238 /8‬‬ ‫‪3‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪764‬‬
‫الرافضة‬
‫وأهممل الكتمماب حممتى يقممال إنهممم أخممذوا بعممض بلد‬
‫المسلمين وإن بعض الكفممار كمان يحمممل إليمه كلم‬
‫حتى يكف عن المسلمين فأي عز للسلم في هممذا‬
‫والسيف يعمل في المسمملمين وعممدوهم قممد طمممع‬
‫فيهم ونال منهم‪.‬‬
‫وأما سائر الئمة غير علي فلم يكن لحد منهم‬
‫سيف()‪.(1‬‬
‫حديث الكساء ليس فيه دللة على المامة‬
‫ول العصمة‪:‬‬
‫)وأما حممديث الكسماء فهممو صممحيح رواه أحمممد‬
‫والترمممذي مممن حممديث أم سمملمة)‪ (2‬ورواه مسمملم‬
‫فمي صمحيحه ممن حمديث عائشمة)‪ (3‬قمالت‪ :‬خمرج‬
‫النممبي ‪ ‬ذات غممداة وعليممه مممرط مرحممل)‪ (4‬مممن‬

‫)( المنهاج ‪ ،241 /8‬انظر ‪.254-252 /8‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الترمممذي‪ ،‬كتمماب المنمماقب‪ ،‬بمماب فضممل فاطمممة بنممت‬ ‫‪2‬‬

‫محمد ‪ ، 5/699‬وكتاب تفسير القرآن‪ ،‬باب ومن سممورة‬


‫الحزاب ‪ ،5/331‬المسند ‪ ،27-5/25‬تحقيق أحمد شمماكر‬
‫وقال صحيح السناد‪.‬‬
‫)( مسلم‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب فضائل أهممل بيممت‬ ‫‪3‬‬

‫النبي ‪. 4/1883‬‬


‫)( المرط هو كسمماء مممن صمموف أو خممز أو كتممان وجمعممه‬ ‫‪4‬‬

‫مروط‪ ،‬ومرط مرحل هو برد فيه تصاوير رحممل – لسممان‬


‫العمممرب ‪،402-7/401‬ممم ‪ ،11/278‬ترتيمممب القممماموس‬
‫المحيط ‪ ،4/229 ،2/316‬القاموس المحيط‪.887 /‬‬
‫‪765‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثممم جمماء‬
‫الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثممم‬
‫ب‬
‫ه َ‬ ‫ريدُ الّلهه ُ‬
‫ه ل ُِيههذْ ِ‬ ‫جاء علي فأدخله ثم قال ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫ما ي ُ ِ‬
‫م‬
‫كههه ْ‬ ‫وي ُطَ ّ‬
‫هَر ُ‬ ‫ل ال ْب َْيههه ِ‬
‫ت َ‬ ‫س أَ ْ‬
‫هههه َ‬ ‫جههه َ‬
‫م الّر ْ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫كههه ُ‬ ‫َ‬
‫هيًرا‪.(1)‬‬ ‫ْ‬
‫ت َط ِ‬
‫وهذا الحديث قد شممركه فيممه فاطمممة وحسممن‬
‫وحسممين ‪ y‬فليممس هممو مممن خصائصممه ومعلمموم أن‬
‫المرأة ل تصلح للمامة فعلممم أن هممذه الفضمميلة ل‬
‫تختممص بالئمممة بممل يشممركهم فيهمما غيرهممم ثممم إن‬
‫مضمون هذا الحممديث أن النممبي ‪ ‬دعمما لهممم بممأن‬
‫يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا وغاية ذلممك‬
‫أن يكون دعا لهم بأن يكونمموا مممن المتقيممن الممذين‬
‫أذهممب اللممه عنهممم الرجممس وطهرهممم واجتنمماب‬
‫الرجس واجب على المؤمنين والطهارة مأمور بها‬
‫كل مؤمن()‪.(2‬‬
‫)ولكن أهل الكساء لما كان قد أوجممب عليهممم‬
‫اجتناب الرجس وفعل التطهير دعا لهممم النممبي ‪‬‬
‫بأن يعينهممم علممى فعممل ممما أمرهممم بممه لئل يكونمموا‬
‫مستحقين للذم والعقاب ولينالوا المممدح والثممواب(‬

‫)( الحزاب‪.33 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.14-5/13‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪766‬‬
‫الرافضة‬
‫)‪.(1‬‬
‫)وبالجملممة فممالتطهير الممذي أراده اللممه والممذي‬
‫دعا به النبي ‪ ‬ليممس هممو العصمممة بالتفمماق فممإن‬
‫أهل السنة عندهم ل معصوم أل النبي ‪ ‬والشيعة‬
‫يقولون‪ :‬ل معصوم غير النبي ‪ ‬والمام‪ .‬فقد وقع‬
‫التفاق على انتفمماء العصمممة المختصممة بممالنبي ‪‬‬
‫والمام عن أزواجه وبناته وغيرهن من النساء‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك امتنع أن يكون التطهير المدعو‬
‫به للربعة متضمنا للعصمة التي يختممص بهمما النممبي‬
‫‪ ‬والمام عنممدهم فل يكممون مممن دعمماء النممبي ‪‬‬
‫بهذه العصمة ل لعلي ول لغيره فإنه دعا بالطهمارة‬
‫لربعة مشتركين لم يختص بعضهم بدعوة()‪.(2‬‬
‫حديث المباهلة ليس فيممه دللممة علممى المامممة‬
‫ول العصمة‪) :‬كذلك حديث المباهلة)‪ (3‬شممركة فيممه‬
‫فاطمة وحسن وحسين كممما شممركوه فممي حممديث‬
‫الكسممماء فعلمممم أن ذلمممك ل يختمممص بالرجمممال ول‬
‫بالذكور ول بالئمة بل يشركه فيه المرأة والصممبي‬
‫فإن الحسن والحسين كانا صغيرين عنممد المباهلممة‬

‫)( المنهاج ‪.5/15‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.84-7/83‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه مسمملم فممي كتمماب فضممائل الصممحابة‪ ،‬بمماب مممن‬ ‫‪3‬‬

‫فضائل علي بن أبي طالب ‪ ‬عن سعيد بن أبممي وقمماص‬


‫‪ ‬في حديث طويل ‪.4/1871‬‬
‫‪767‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فإن المباهلة كانت لما قدم وفد نجممران بعممد فتممح‬
‫مكة سنة تسع أو عشر والنبي ‪ ‬مات ولم يكمل‬
‫الحسين سبع سنين والحسن أكبر منه بنحممو سممنة‬
‫وإنما دعا هؤلء لنه أمممر أن يممدعو كممل واحممد مممن‬
‫القربين البناء والنسمماء والنفممس فيممدعو الواحممد‬
‫من أولئك أبناءه ونساءه وأخص الرجال بممه نسمًبا(‬
‫)‪.(1‬‬
‫فلممو كممان هممذا دليل علممى المامممة لكممان مممن‬
‫ما بممالنص‬ ‫يتصف به يستحقها‪ ،‬والمرأة ل تكون إما ً‬
‫والجماع)‪.(2‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)الثالث الفضائل التي اشتمل كل واحد منهم‬
‫عليها الموجبة لكونه إماما‪.‬‬
‫والجواب من وجوه‪:‬‬
‫أحههدها أن تلممك الفضممائل غايتهمما أن يكممون‬
‫صاحبها أهل أن تعقد له المامة لكنه ل يصير إماما‬
‫بمجرد كممونه أهل كممما أنممه ل يصممير الرجممل قاضمميا‬
‫بمجرد كونه أهل لذلك‪.‬‬
‫الثاني أن أهليممة المامممة ثابتممة لخريممن مممن‬
‫قريش كثبوتها لهؤلء وهم أهل أن يتولمموا المامممة‬
‫فل موجب التخصيص ولم يصيروا بذلك أئمة‪.‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،5/45‬انظر ‪.127-126 ،7/123‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/132‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪768‬‬
‫الرافضة‬
‫الثالث‪ :‬أن الثمماني عشممر منهممم معممدوم عنممد‬
‫جمهور العقلء فامتنع أن يكون إماما‪.‬‬
‫الرابههع أن العسممكريين ونحوهممما مممن طبقممة‬
‫أمثالهما لم يعلم لهما تبريز في علممم أو ديممن كممما‬
‫عرف لعلي بن الحسممين وأبممي جعفممر وجعفممر بممن‬
‫محمد()‪.(1‬‬
‫)وحينئذ فيقممال‪ :‬كممون علممي إماممما ومعصمموما‬
‫وغير ذلك من الصول المامية أثبتمموه بالجممماع إذ‬
‫عمدتهم في أصول دينهممم علممى ممما يممذكرونه مممن‬
‫العقليات وعلممى الجممماع وعلممى ممما ينقلممونه فهممم‬
‫يقولون علم بالعقممل لنممه ل بممد للنمماس مممن إمممام‬
‫معصوم وإمممام منصمموص عليممه وغيممر علممي ليممس‬
‫معصممموما ول منصوصممما عليمممه بالجمممماع فيكمممون‬
‫المعصمموم هممو عليمما وغيممر ذلممك مممن مقممدمات‬
‫حججهم‪.‬‬
‫فيقممال لهممم‪ :‬إن لممم يكممن الجممماع حجممة فقممد‬
‫بطلت تلك الحجج فبطل ما بنوه على الجماع من‬
‫أصولهم فبطل قولهم‪ :‬وإذا بطل ثبت مذهب أهممل‬
‫السنة وإن كان الجماع حقا فقد ثبت أيضا مذهب‬
‫أهل السنة‪ .‬فقد تممبين بطلن قممولهم سممواء قممالوا‬
‫الجماع حجة أم لم يقولوا وإذا بطممل قممولهم ثبممت‬

‫)( المنهاج ‪.8/263‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪769‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مذهب أهل السنة وهو المطلوب‪ .‬وإن قالوا نحممن‬
‫ندع الجماع ول نحتممج بممه فممي شمميء مممن أصممولنا‬
‫وإنمممما عممممدتنا العقمممل والنقمممل عمممن الئممممة‬
‫المعصومين‪.‬‬
‫قيل لهم إذا لم تحتجوا بالجماع لم يبممق معكممم‬
‫حجة سمعية غير النقل المعلوم عن النممبي ‪ ‬فممإن‬
‫ما ينقلونه عن علي وغيره من الئمة ل يكون حجممة‬
‫حتى نعلم عصمة الواحد من هؤلء وعصمة الواحممد‬
‫مممن هممؤلء ل تثبممت إل بنقممل عمممن علممم عصمممته‬
‫والمعلوم عصمته هو الرسممول فممما لممم يثبممت نقممل‬
‫معلوم عن الرسول بما يقولونه لم يكن معهم حجة‬
‫سمعية أصممل ل فمي أصممول المدين ول فمي فروعمه‬
‫وحينئذ فيرجع المر إلى دعوى خلفممة علممي بممالنص‬
‫فإن أثبتم النص بالجماع فهممو باطممل لنفيكممم كممون‬
‫الجماع حجة وإن لم تثبتوه إل بالنقل الخاص الممذي‬
‫يذكره بعضكم فقد تبين بطلنه من وجوه وتممبين أن‬
‫ما ينقله الجمهمور وأكمثر الشميعة ممما ينماقض همذا‬
‫القول يوجب علما يقينًيا بأن هذا كذب()‪.(1‬‬
‫أممما الجممماع علممى المامممة‪) :‬فممإن أريممد بممه‬
‫الجماع الممذي ينعقممد بممه المامممة فهممذا يعتممبر فيممه‬
‫موافقة أهل الشوكة بحيث يكون متمكنا بهممم مممن‬

‫)( المنهاج ‪.343-8/341‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪770‬‬
‫الرافضة‬
‫تنفيذ مقاصد المامة حتى إذا كان رءوس الشموكة‬
‫عممددا قليل ومممن سممواهم موافممق لهممم حصمملت‬
‫المامة بمبايعتهم له هذا هو الصممواب الممذي عليممه‬
‫أهل السنة وهو مذهب الئمة كأحمد وغيره()‪.(1‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الغلو في الئمة وادعاؤهم العصمة‬
‫لهم‬
‫دعواهم عصمة الئمة ومساواتهم لهم‬
‫بالنبياء‪:‬‬
‫وأما قوله‪") :‬وأن الئمممة معصممومون كالنبيمماء‬
‫في ذلك" فهذه خاصة الرافضة الماميممة الممتي لممم‬
‫يشممركهم فيهمما أحممد ل الزيديممة الشمميعة ول سممائر‬
‫طممموائف المسممملمين إل ممممن همممو شمممر منهمممم‬
‫كالسماعيلية‪ ...‬والكلم في أن هؤلء أئمممة فممرض‬
‫الله اليمان بهم وتلقممي الممدين منهممم دون غيرهممم‬
‫ثم في عصمممتهم عممن الخطممأ فممإن كل مممن هممذين‬
‫القممولين مممما ل يقمموله إل مفممرط فممي الجهممل أو‬
‫مفرط في اتباع الهوى أو في كليهما فمممن عممرف‬
‫ديممن السمملم وعممرف حممال هممؤلء كممان عالممما‬
‫بالضطرار من ديممن محمممد ‪ ‬بطلن هممذا القممول‬

‫)( المنهاج ‪.8/356‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪771‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫لكن الجهل ل حد له()‪.(1‬‬
‫وأما قمموله‪) :‬وأخممذوا أحكممامهم الفروعيممة عممن‬
‫الئمة المعصومين الناقلين عن جدهم رسول اللممه‬
‫‪ ( ‬إلى آخره فيقال‪:‬‬
‫ل‪ :‬القوم المممذكورون إنممما كممانوا يتعلمممون‬ ‫أو ً‬
‫حممديث جممدهم مممن العلممماء بممه كممما يتعلممم سممائر‬
‫المسلمين وهذا متواتر عنهممم فعلممي بممن الحسممين‬
‫يروي تارة عن أبان بممن عثمممان)‪ (2‬بممن عفممان عممن‬
‫أسامة بن زيد‪ ...‬وسمع من أبي هريرة قول النبي‬
‫‪" :‬من أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللههه بكههل‬
‫عضو منها عضوا من أعضائه من النار حتى‬
‫فرجه بفرجه" أخرجاه فمي الصمحيحين)‪ (3‬ويمروي‬
‫عن ابن عباس ‪ ‬عن رجال من النصممار‪" :‬رمههي‬
‫بنجم فاستنار" رواه مسلم)‪.(4‬‬
‫وأبو جعفر محمد بن علي يروي عن جممابر بممن‬

‫)( المنهاج ‪.454-2/452‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو أبان بن عثمان بن عفان المام الفقيه أبو سعد بن‬ ‫‪2‬‬

‫أمير المؤمنين أبي عمرو الموي المممدني‪ ،‬ت سممنة ‪105‬‬


‫هم‪ ،‬السير ‪.353-4/351‬‬
‫)( البخمماري‪ ،‬كتمماب كفممارات اليمممان‪ ،‬بماب قموله تعمالى‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ة‪ ‬وأي الرقاب أزكى ‪ ،7/237‬مسلم‪ ،‬كتاب‬ ‫ريُر َرقَب َ ٍ‬ ‫‪‬فَت َ ْ‬


‫ح ِ‬
‫العتق‪ ،‬باب فضل العتق ‪.2/1147‬‬
‫)( مسمملم‪ ،‬كتمماب السمملم‪ ،‬بمماب تحريممم الكهانممة وإتيممان‬ ‫‪4‬‬

‫الكهان ‪.1751-4/1750‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪772‬‬
‫الرافضة‬
‫عبممدالله حممديث مناسممك الحممج الطويممل)‪ (1‬وهممو‬
‫أحسن ما روي في هذا الباب ومممن هممذه الطريممق‬
‫رواه مسلم في صحيحه(‪.‬‬
‫)وأما ثانًيا‪ :‬فليس في هؤلء من أدرك النبي‬
‫‪ ‬وهو مميز إل علي ‪ ‬وهو الثقة الصدوق فيممما‬
‫يخبر به عن النبي ‪ ‬كما أن أمثاله مممن الصممحابة‬
‫ثقات صادقون فيما يخبرون به أيضا عن النبي ‪.‬‬
‫وأصحاب النممبي ‪- ‬وللممه الحمممد‪ -‬مممن أصممدق‬
‫الناس حديثا عنممه ل يعممرف فيهممم مممن تعمممد عليممه‬
‫كذبا‪ ...‬ولهذا كان الصحابة كلهم ثقات باتفاق أهممل‬
‫العلم بالحديث والفقه(‪.‬‬
‫)وأما الحسن والحسين فمات النممبي ‪ ‬وهممما‬
‫صغيران في سن التمييز فروايتهما عممن النممبي ‪‬‬
‫قليلة وأما سائر الاثنى عشر فلم يدركوا النممبي ‪‬‬
‫فقول القائل‪ :‬إنهم نقلوا عن جدهم إن أراد بممذلك‬
‫أنه أوحي إليهم ما قاله جدهم فهذه نبوة كما كممان‬
‫يوحى إلى النبي ‪ ‬ما قاله غيره مممن النبيمماء وإن‬
‫أراد أنهم سمعوا ذلك من غيرهم فيمكن أن يسمع‬
‫من ذلك الغير الذي سمعوه منهم سواء كان ذلممك‬
‫من بني هاشم أو غيرهم فأي مزية لهم في النقل‬

‫)( مسلم‪ ،‬كتمماب المناسممك‪ ،‬بمماب حجممة النممبي ‪ 2/886-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.892‬‬
‫‪773‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عن جدهم إل بكمال العناية والهتمام‪.‬‬
‫فممإنه كممل مممن كممان أعظممم اهتماممما وعنايممة‬
‫بأحاديث النبي ‪ ‬وتلقيها مممن مظانهمما كممان أعلممم‬
‫)‪(1‬‬
‫بها وليس هذا من خصممائص هممؤلء‪ ...‬فممالزهري‬
‫أعلم بأحاديث النبي ‪ ‬وأحممواله وأقممواله وأفعمماله‬
‫باتفاق أهل العلم من أبي جعفممر محمممد بممن علممي‬
‫وكان معاصرا له‪.‬‬
‫وأممما موسممى بممن جعفممر وعلممي بممن موسممى‬
‫ومحمد بن علممي فل يسممتريب مممن لممه مممن العلممم‬
‫نصيب أن مالك بن أنس وحماد بن زيممد)‪ (2‬وحممماد‬
‫بن سلمة)‪ (3‬والليث بن سعد والوزاعي ويحيى بن‬
‫سمممعيد ووكيمممع بمممن الجمممراح)‪ (4‬وعبمممد اللمممه بمممن‬
‫المبارك)‪ (5‬والشافعي وأحمممد بممن حنبممل وإسممحاق‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هممو حممماد بممن زيممد بممن درهممم الزدي الجهضمممي‪ ،‬أبممو‬ ‫‪2‬‬

‫إسماعيل البصري‪ ،‬ثقة ثبت فقيه‪ ،‬قيل إنممه كممان ضممرير‪،‬‬


‫ولعله طرأ عليه لنه صح أنممه كممان يكتممب‪ ،‬ت سممنة ‪179‬‬
‫هم‪ ،‬التقريب‪ ،178 /‬الخلصة ‪.1/251‬‬
‫)( هو حماد بن سلمة بن دينار البصري‪ ،‬أبو سمملمة‪ ،‬وقممد‬ ‫‪3‬‬

‫سبقت ترجمته‪.‬‬
‫)( هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسممي الكمموفي‪ ،‬وقممد‬ ‫‪4‬‬

‫سبقت ترجمته‪.‬‬
‫)( هممو عبممد اللممه بممن المبممارك المممروزي‪ ،‬وقممد سممبقت‬ ‫‪5‬‬

‫ترجمته‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪774‬‬
‫الرافضة‬
‫بن راهويه وأمثالهم أعلممم بأحمماديث النممبي ‪ ‬مممن‬
‫هؤلء وهذا أمر تشهد به الثار التي تعاين وتسمع(‬
‫)‪.(1‬‬
‫)وأممما دعمموى المممدعي أن كممل ممما أفممتى بممه‬
‫الواحد من هؤلء فهو منقول عنممده عممن النممبي ‪‬‬
‫فهذا كذب على القوم رضممي اللممه عنهممم أجمعيممن‬
‫فإنهم كانوا يميزون بيمن مما يروونمه عمن النمبي ‪‬‬
‫وبين ما يقولونه من غير ذلك وكان علي ‪ ‬يقممول‪:‬‬
‫)إذا حدثتكم عن رسممول اللممه ‪ ‬فمموالله لن أخممر‬
‫ي مممن أن أكممذب‬ ‫من السماء إلى الرض أحممب إل م ّ‬
‫عليه وإذا حدثتكم فيما بينممي وبينكممم فممإن الحممرب‬
‫خدعمة()‪ ،(2‬ولهممذا كمان يقممول القمول ويرجممع عنممه‬
‫ولهممذا كممانوا يتنممازعون فممي المسممائل كممما يتنممازع‬
‫غيرهم وينقل عنهمم القموال المختلفمة كمما ينقمل‬
‫عممن غيرهممم وكتممب السممنة والشمميعة مملمموءة‬
‫بالروايات المختلفة عنهم)‪.(3‬‬
‫وأممما قمموله‪" :‬إن الماميممة يتنمماقلون ذلممك عممن‬
‫الثقات خلفا عن سلف إلى أن تتصل الرواية بأحد‬
‫المعصومين"‪ ...‬ويقال ثانيا‪ :‬متى ثبممت النقممل عممن‬

‫)( المنهاج ‪ ،462-2/454‬انظر ‪.5/464‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( السنة لعبد الله بن أحمد ‪.2/586‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.463-2/462‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪775‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أحد هؤلء كان غايته أن يكون كممما لممو سمممع منممه‬
‫وحينئذ فله حكم أمثماله ويقمال ثالثما الكمذب علمى‬
‫هؤلء فممي الرافضممة أعظممم المممور ل سمميما علممى‬
‫جعفر بن محمد الصادق فإنه ما كذب على أحد ما‬
‫كذب عليه()‪.(1‬‬
‫)وكممذلك الغلة فممي العصمممة يعرضممون عممما‬
‫أمروا به من طاعة أمرهم والقتداء بأفعالهم إلممى‬
‫ما نهوا عنه من الغلممو والشممراك بهممم فيتخممذونهم‬
‫أربابا مممن دون اللممه يسممتغيثون بهممم فممي مغيبهممم‬
‫وبعد مماتهم وعند قبورهم ويممدخلون فيممما حرمممه‬
‫الله تعالى ورسوله مممن العبممادات الشممركية الممتي‬
‫ضاهوا بها النصممارى وقممد ثبممت فممي الصممحيح عممن‬
‫النبي ‪ ‬أنه قال عند موته‪» :‬لعن اللههه اليهههود‬
‫والنصارى اتخذوا قبور أنبيههائهم مسههاجد«‬
‫يحذر ممما فعلمموه قممالت عائشممة رضممي اللممه عنهمما‪:‬‬
‫»ولممول ذلممك لبممرز قممبره ولكممن كممره أن يتخممذ‬
‫مسجدا«)‪.(3)((2‬‬
‫)بممل المفسممدة والشممر الحاصممل فممي هممؤلء‬
‫]يعني الرافضة[ أكثر فممإنهم يممدعون الممدعوة إلممى‬

‫)( المنهاج ‪.464-2/463‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر تخريجه ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪ ،2/435‬انظر ‪.3/374‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪776‬‬
‫الرافضة‬
‫إمممام معصمموم ول يوجممد لهممم أئمممة ذوو سمميف‬
‫يسممتعينون بهممم إل كممافر أو فاسممق أو منممافق أو‬
‫جاهممل ل تخممرج رءوسممهم عممن هممذه القسممام‪...‬‬
‫فالداعون إلمى المعصموم ل يمدعون إلمى سملطان‬
‫معصوم بل إلى سلطان كفور أو ظلوم وهممذا أمممر‬
‫مشهور يعرفه كل من له خبرة بأحوالهم وقد قمال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عههوا الل ّه َ‬
‫ه‬ ‫طي ُ‬
‫من ُههوا أ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ههها ال ّه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعممالى‪ :‬ي َهها أي ّ َ‬
‫ل ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ف هإ ِ ْ‬‫م َ‬‫من ْك ُه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫مه ِ‬
‫وأول ِههي ال ْ‬ ‫سههو َ َ‬ ‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫دوهُ إ َِلى الل ّ ِ‬ ‫فُر ّ‬ ‫ء َ‬‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫عت ُ ْ‬‫ت ََناَز ْ‬
‫خي ْ هٌر‬
‫ك َ‬ ‫ر ذَل ِ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬
‫وم ِ ال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ويل‪ (1)‬فأمر الله المؤمنين عند التنازع‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ت َأ ِ‬‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫بالرد إلى الله والرسول ولو كان للنمماس معصمموم‬
‫غير الرسول ‪ ‬لمرهمم بمالرد إليمه فممدل القممرآن‬
‫على أنه ل معصوم إل الرسول ‪.(2)(‬‬
‫)وقول هؤلء الرافضة المنسمموبين إلممى شمميعة‬
‫علي ‪ ‬أنه تجب طاعممة غيممر الرسممول ‪ ‬مطلقمما‬
‫في كل ما أمر به أفسد من قول من كان منسوبا‬
‫إلى شيعة عثمان ‪ ‬من أهل الشام من أنه يجممب‬
‫طاعة ولي المر مطلقا فإن أولئك كممانوا يطيعممون‬
‫ذا السلطان وهممو موجممود وهممؤلء يوجبممون طاعممة‬

‫)( النساء‪.59 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.381-3/380‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪777‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫معصوم مفقود()‪.(1‬‬
‫)ثم إن هذا ادعى عصمة الئمة دعوى لم يقم‬
‫عليها حجة إل ما تقدم من أن الله لم يخل العالم‬
‫من أئمة معصومين لما في ذلك من المصلحة‬
‫واللطف ومن المعلوم المتيقن أن هذا المنتظر‬
‫الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة‬
‫واللطف‪ ...‬ولم يحصل بعده ]يعني النبي ‪ [‬أحد‬
‫له سلطان تدعى له العصمة إل علي ‪ ‬زمن‬
‫خلفته‪.‬‬
‫ومممن المعلمموم بالضممرورة أن حممال اللطممف‬
‫والمصلحة التي كان المؤمنون فيها زمممن الخلفمماء‬
‫الثلثة أعظم من اللطف والمصلحة الذي كان في‬
‫خلفة علي زمن القتال والفتنة والفتراق فإذا لممم‬
‫يوجد من يدعي المامية فيه أنممه معصمموم وحصممل‬
‫لممه سمملطان بمبايعممة ذي الشمموكة إل علممي وحممده‬
‫وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي حصممل لهمم‬
‫في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقممل منممه فممي‬
‫زمن الخلفاء الثلثة علم بالضرورة أن ممما يممدعونه‬
‫مممممن اللطممممف والمصمممملحة الحاصمممملة بالئمممممة‬
‫المعصومين باطل قطًعا()‪.(2‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/389‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.379-3/378‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪778‬‬
‫الرافضة‬
‫الرد على دعوى الرافضة أن حب علههي‬
‫حسنة ل تضر معها سيئة وأن بغضه سههيئة‬
‫ل تنفههع منههها حسههنة وبيههان أن هههذا مههن‬
‫أظهر الكذب‪:‬‬
‫قال في الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)قههال الرافضههي ومنهمما ممما نقلممه صمماحب‬
‫الفردوس)‪ (1‬في كتابه عن معاذ بن جبل عن النبي‬
‫‪ ‬أنه قال‪» :‬حب علي حسنة ل تضههر معههها‬
‫سهههيئة وبغضهههه سهههيئة ل ينفهههع معهههها‬
‫حسنة«)‪.(2‬‬
‫والجههواب‪ :‬أن كتمماب الفممردوس فيممه مممن‬
‫الحمماديث الموضمموعات ممما شمماء اللممه‪ ...‬وهممذا‬
‫الحديث مما يشهد المسلم بأن النممبي ‪ ‬ل يقمموله‬
‫فممإن حممب اللممه ورسمموله أعظممم مممن حممب علممي‬
‫والسيئات تضر مع ذلك وقد كان النبي ‪ ‬يضممرب‬
‫عبد الله بن حمار)‪ (3‬في الخمر وقال‪» :‬إنه يحب‬

‫)( هو ابن شيرويه وقد سبق التعريف به‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تفسير منهج الصادقين ‪ ،8/110‬نقل ً عن كتاب الشيعة‬ ‫‪2‬‬

‫وأهل البيت‪ 237 /‬لحسان إلى ظهير‪.‬‬


‫)( هو عبد الله بن حمار‪ ،‬وحمار لقبه قال البخمماري‪ :‬كممان‬ ‫‪3‬‬

‫رجل ُيسمى عبد الله وُيلقب حمارًا‪ ،‬وكان يضحك رسول‬


‫الله ‪ ،‬وفيه أنه قال لرجل لعنه ل تلعنه فإنه يحب اللممه‬
‫ورسوله‪ ،‬الصابة ‪ ،283-2/282‬تجريممد أسممماء الصممحابة‬
‫‪.1/306‬‬
‫‪779‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الله ورسوله«)‪ (1‬وكممل مممؤمن فل بممد أن يحممب‬
‫اللمممه ورسممموله والسممميئات تضمممره وقمممد أجممممع‬
‫المسلمون وعلم بالضطرار من ديممن السمملم أن‬
‫الشرك يضر صاحبه ول يغفممره اللممه لصمماحبه ولممو‬
‫أحب علي بن أبي طالب فإن أباه أبا طممالب كممان‬
‫يحبه وقد ضره الشرك حتى دخل النار)‪ (2‬والغاليممة‬
‫يقولون إنهم يحبونه وهممم كفممار مممن أهممل النممار‪...‬‬
‫وحب النبي ‪ ‬أعظم من حب علي ولو ترك رجل‬
‫الصلة والزكاة وفعل الكبائر لضره ذلك مممع حممب‬
‫النبي ‪ ‬فكيف ل يضره ذلك مع حب علي؟()‪.(3‬‬
‫)وكمممذلك الحمممديث المممذي ذكمممره عمممن ابمممن‬
‫مسممعود)‪ (4‬أن النممبي ‪ ‬قممال‪» :‬حب آل محمههد‬
‫يوما خير من عبادة سنة ومههن مههات عليههه‬
‫دخل الجنة«)‪ (5‬وقوله عن علي‪» :‬أنا وهذا حجممة‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب ما يكره من لعممن شممارب‬ ‫‪1‬‬

‫الخمممر وأنممه ليممس بخممارج مممن الملممة ‪ ،8/14‬وقممد سممبق‬


‫تخريجه‪.‬‬
‫)( البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار ‪،7/203‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسلم‪ ،‬كتاب اليمان باب الدليل على صممحة إسمملم مممن‬


‫حضره الموت … والدليل على أن من مات على الشرك‬
‫فهو من أصحاب الجحيم ‪.1/54‬‬
‫)( المنهاج ‪.74-5/72‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( لم أجده‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪780‬‬
‫الرافضة‬
‫الله على خلقه«)‪ (1‬هممما حممديثان موضمموعان عنممد‬
‫أهممل العلممم بالحممديث وعبممادة سممنة فيهمما اليمممان‬
‫والصلوات الخمس كل يوم وصوم شهر رمضان‪.‬‬
‫وقد أجمممع المسمملمون علممى أن هممذا ل يقمموم‬
‫مقممامه حممب آل محمممد شممهرا فضممل عممن حبهممم‬
‫يوما‪ ...‬وكذلك قوله لممو اجتمممع النمماس علممى حممب‬
‫علي لم يخلق الله النار مممن أبيممن الكممذب باتفمماق‬
‫أهل العلم واليمان ولو اجتمعمموا علممى حممب علممي‬
‫لم ينفعهم ذلك حتى يؤمنوا بممالله وملئكتممه وكتبممه‬
‫ورسممله واليمموم الخممر ويعملمموا صممالحا وإذا فعلمموا‬
‫ذلك دخلوا الجنة وإن لم يعرفوا عليا بالكليممة ولممم‬
‫يخطر بقلوبهم ل حبه ول بغضه()‪.(2‬‬
‫الههرد علههى مههن يبطههل الصههلة بههترك‬
‫الصلة على الئمة‪:‬‬
‫)وأما قوله ومن يبطل الصلة بإهمممال الصمملة‬
‫على أئمتهممم ويممذكر أئمممة غيرهممم فإممما أن يكممون‬
‫المراد بذلك أنه تجب الصمملة علممى الئمممة الثنممى‬
‫عشر أو على واحد معيممن غيممر النممبي ‪ ‬منهممم أو‬
‫من غيرهم وإممما أن يكمون الممراد وجمموب الصمملة‬
‫على آل النبي ‪ ‬فإن أراد الول فهذا مممن أعظممم‬

‫)( المنهاج ‪.76-5/75‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.592-4/591‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪781‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ضللهم وخروجهم عن شريعة محمد ‪ ‬فإنا نحممن‬
‫وهممم نعلممم بالضممطرار أن النممبي ‪ ‬لممم يممأمر‬
‫المسمملمين أن يصمملوا علممى الثنممى عشممر ل فممي‬
‫الصمملة ول فممي غيممر الصمملة ول كممان أحممد مممن‬
‫المسلمين يفعل شيئا من ذلك على عهمده ول نقمل‬
‫هذا أحد عن النبي ‪ ‬ل بإسناد صممحيح ول ضممعيف‬
‫ول كان يجب على أحد فممي حيمماة رسممول اللممه ‪‬‬
‫أن يتخذ أحدا من الثنى عشر إماما فضممل عممن أن‬
‫تجب الصلة عليه في الصلة‪.‬‬
‫وكانت صمملة المسمملمين صممحيحة فممي عهممده‬
‫بالضرورة والجماع فمن أوجب الصلة على هؤلء‬
‫في الصلة وأبطل الصمملة بإهمممال الصمملة عليهممم‬
‫فقد غير ديممن النممبي ‪ ‬وبممدله كممما بممدلت اليهممود‬
‫والنصارى دين النبياء‪.‬‬
‫وإن قيممل‪ :‬المممراد أن يصمملي علممى آل محمممد‬
‫وهم منهم قيل آل محمد يممدخل فيهممم بنممو هاشممم‬
‫وأزواجه وكذلك بنممو المطلممب علممى أحممد القممولين‬
‫وأكممثر هممؤلء تممذمهم الماميممة فممإنهم يممذمون ولممد‬
‫العباس ل سميما خلفماؤهم وهمم ممن آل محممد ‪‬‬
‫ويذمون من يتممولى أبمما بكممر وعمممر وجمهممور بنممي‬
‫هاشم يتولون أبا بكر وعمر ول يتبرأ منهممم صممحيح‬
‫النسب من بني هاشم إل نفر قليممل بالنسممبة إلممى‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪782‬‬
‫الرافضة‬
‫كثرة بني هاشم وأهل العلم والدين منهممم يتولممون‬
‫أبا بكر وعمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫ومن العجب من هؤلء الرافضة أنهممم يممدعون‬
‫تعظيم آل محمد عليه أفضل الصلة والسلم ]كما‬
‫سبق[ وهممم سمعوا فممي مجيممء التممتر الكفمار إلممى‬
‫بغمممداد دار الخلفمممة حمممتى قتلمممت الكفمممار ممممن‬
‫المسلمين ممما ل يحصمميه إل اللممه تعممالى مممن بنممي‬
‫هاشم وغيرهم()‪.(1‬‬
‫)فعلم أنممه ل يشممترط فممي الوليممة مممن العلممم‬
‫والعدالة أكثر مما يشترط في الشهادة‪ ،‬يبين ذلممك‬
‫أن المامية وجميع الناس يجوزون أن يكون نممواب‬
‫المام غير معصممومين وأن ل يكممون المممام عالممما‬
‫بعصمتهم بدليل أن النممبي ‪ ‬قممد ولممى الوليممد بممن‬
‫عقبة بن أبي معيمط)‪ (2‬ثمم أخمبره بمحاربمة المذين‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ههها ال ّه ِ‬
‫أرسله إليهم فأنزل الله تعالى‪ :‬ي َهها أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ق ب ِن َب َهههأ ٍ َ‬
‫فت َب َي ّن ُهههوا أ ْ‬ ‫سههه ٌ‬‫فا ِ‬‫م َ‬ ‫جهههاءَك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫من ُهههوا إ ِ ْ‬
‫آ َ‬
‫م‬‫عل ْت ُ ْ‬
‫ف َ‬ ‫عَلى َ‬
‫ما َ‬ ‫حوا َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ة َ‬
‫فت ُ ْ‬ ‫هال َ ٍ‬ ‫ج َ‬‫ما ب ِ َ‬‫و ً‬
‫ق ْ‬ ‫صيُبوا َ‬ ‫تُ ِ‬

‫)( المنهاج ‪.592-4/591‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو الوليد بن عقبة بن أبي معيممط الممموي‪ ،‬لممه صممحبة‬ ‫‪2‬‬

‫قليلة‪ ،‬ورواية يسمميرة‪ ،‬وهممو أخممو أميممر المممؤمنين عثمممان‬


‫لمه‪ ،‬من مسلمة الفتح‪ ،‬ولي الكوفي لعثمان‪ ،‬قيل مممات‬
‫في أيام معاوية‪ .‬السير ‪ ،416-3/412‬طبقات ابممن سممعد‬
‫‪.7/476 ،6/24‬‬
‫‪783‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫ن‪.(1)‬‬
‫مي َ‬‫َناِد ِ‬
‫وعلي ‪ ‬كان كثير من نوابه يخونه وفيهم من‬
‫هرب عنه وله مممع نمموابه سممير معلومممة فعلممم أنممه‬
‫ليس فممي كممون المممام معصمموما ممما يمنممع اعتبممار‬
‫الظاهر ووجود مثممل هممذه المفاسممد وأن اشممتراط‬
‫العصمة في الئمة شرط ليس بمقدور ول مممأمور‬
‫ولم يحصل به منفعة ل في الممدين ول فممي الممدنيا(‬
‫)‪.(2‬‬
‫وهم يقولون‪) :‬المعصوم إنممما وجبممت عصمممته‬
‫لما في ذلك من اللطف بالمكلفين والمصلحة لهم‬
‫فإذا علم أن مصلحة غيممر الشمميعة فممي كممل زمممان‬
‫خير من مصلحة الشيعة واللطف لهم أعظممم مممن‬
‫اللطممف للشمميعة علممم أن ممما ذكممروه مممن إثبممات‬
‫العصمة باطل وتبين حينئذ حاجة الئمة إلى المة(‬
‫)‪.(3‬‬
‫الرافضههة تقبههل قههول المههام بأصههول‬
‫ثلثة‪:‬‬
‫)وقد أصلت لها ثلثة أصول‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن كل واحد من هؤلء إمممام معصمموم‬

‫)( الحجرات‪.6 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.399-3/398‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.5/467‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪784‬‬
‫الرافضة‬
‫بمنزلممة النممبي ل يقممول إل حقمما ول يجمموز لحممد أن‬
‫يخممالفه ول يممرد ممما ينممازعه فيممه غيممره إلممى اللممه‬
‫والرسول فيقولممون عنممه ممما كممان هممو وأهممل بيتممه‬
‫يتبرءون منه)‪.(1‬‬
‫والثاني‪ :‬أن كل ممما يقمموله واحممد مممن هممؤلء‬
‫فإنه قد علم منه أنه قال أنمما أنقممل كممل ممما أقمموله‬
‫عن النبي ‪ ‬ويما ليتهممم قنعمموا بمراسمميل التمابعين‬
‫كعلي بن الحسين بل يأتون إلممى مممن تممأخر زمممانه‬
‫كالعسكريين فيقولون كل ما قاله واحد من أولئك‬
‫فالنبي قد قاله‪.‬‬
‫وكل من له عقل يعلم أن العسممكريين بمنزلممة‬
‫أمثالهما ممممن كمان فممي زمانهمما ممن الهاشممميين‬
‫ليس عندهم من العلم ما يمتازون به عممن غيرهممم‬
‫ويحتاج إليهم فيه أهمل العلممم ول كمان أهمل العلممم‬
‫يأخذون عنهم كما يأخذون عن علماء زمانهم وكما‬
‫كان أهل العلم في زمن علممي بممن الحسممين وابنممه‬
‫أبي جعفر وابن ابنه جعفمر بمن محممد فمإن همؤلء‬
‫الثلثممة ‪ y‬قممد أخممذ أهممل العلممم عنهممم كممما كممانوا‬
‫يأخذون عن أمثالهم بخلف العسممكريين ونحوهممما‬
‫فإنه لم يأخذ أهل العلم المعروفممون بممالعلم عنهممم‬

‫)( أي فيقولون عن المام من الفتراء والكممذب ممما كممان‬ ‫‪1‬‬

‫يتبرأ منه ذلك المام وأهل بيته‪.‬‬


‫‪785‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫شيئا فيريدون أن يجعلوا ما قاله الواحد من هؤلء‬
‫هممو قممول الرسممول الممذي بعثممه اللممه إلممى جميممع‬
‫العالمين بمنزلة القرآن والمتواتر من السنن وهذا‬
‫مما ل يبني عليه دينه إل من كان من أبعممد النمماس‬
‫عن طريقة أهل العلم واليمان‪.‬‬
‫وأصلوا أصل ثالثا‪ :‬وهو أن إجماع الرافضة هو‬
‫إجماع العترة وإجماع العممترة معصمموم‪ ،‬والمقدمممة‬
‫الولممى كاذبممة بيقيممن والثانيممة فيهمما نممزاع فصممارت‬
‫القوال التي فيها صدق وكذب على أولئك بمنزلممة‬
‫القممرآن لهممم وبمنزلممة السممنة المسممموعة مممن‬
‫الرسول وبمنزلة إجماع المة وحدها‪.‬‬
‫وكل عاقممل يعممرف ديممن السمملم وتصممور هممذا‬
‫فإنه يمجه أعظم مما يمج الملح الجاج والعلقم ل‬
‫سيما من كان له خبرة بطرق أهل العلممم ل سمميما‬
‫مذاهب أهممل الحممديث وممما عنممدهم مممن الروايممات‬
‫الصادقة التي ل ريب فيها عممن المعصمموم الممذي ل‬
‫ينطق عن الهوى فإن هؤلء جعلوا الرسممول الممذي‬
‫بعثه الله إلممى الخلممق هممو إمممامهم المعصمموم عنممه‬
‫يأخذون دينهم فالحلل ما حلله والحرام ما حرمممه‬
‫والدين ممما شممرعه وكممل قممول يخممالف قمموله فهممو‬
‫مردود عندهم‪ ...‬إلخ()‪.(1‬‬

‫)( المنهاج ‪.165-5/164‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪786‬‬
‫الرافضة‬
‫ادعاؤهم العصههمة لئمتهههم وتناقضهههم‬
‫في ذلك‪:‬‬
‫دعي فيهممم العصمممة قممد‬‫)فإن الئمممة الممذين يم ّ‬
‫ماتوا منذ سنين كثيرة والمنتظر له غائب أكثر من‬
‫أربعمممائة وخمسممين سممنة)‪ ،(1‬وعنممد آخريممن هممو‬
‫معدوم لم يوجد والذين يطاعون شيوخ من شيوخ‬
‫الرافضممة أو كتممب صممنفها بعممض شمميوخ الرافضممة‬
‫وذكروا أن ما فيها منقول عممن أولئك المعصممومين‬
‫وهممؤلء الشمميوخ المصممنفون ليسمموا معصممومين‬
‫بالتفاق ول مقطوعا لهم النجاة‪.‬‬
‫فممإذا الرافضممة ل يتبعممون إل أئمممة ل يقطعممون‬
‫بنجمماتهم ول سممعادتهم فلممم يكونمموا قمماطعين ل‬
‫بنجاتهم ول بنجاة أئمتهم الذين يباشممرونهم بممالمر‬
‫والنهي وهم أئمتهم حقا()‪.(2‬‬
‫)فتبين أن الحديث ل حجة لهم فيه بحال علممى‬
‫ثبوت العصمة()‪.(3‬‬
‫)وهذا مممما يممبين تنمماقض قممولهم فممي مسممائل‬
‫العصمة كما تقممدم ولممو قممدر ثبمموت العصمممة فقممد‬
‫قدمنا أنه ل يشترط في المام العصمة ول إجممماع‬

‫)( وهو الن غائب أكثر من ‪ 1150‬سنة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.489-3/488‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.7/85‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪787‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫علممى انتفمماء العصمممة فممي غيرهممم وحينئذ فتبطممل‬
‫حجتهم بكل طريق()‪.(1‬‬
‫)ول يطعن علممى أبممي بكممر وعمممر رضممي اللممه‬
‫عنهما إل أحد رجلين إما رجل منافق زنديق ملحممد‬
‫عدو للسلم يتوصممل بممالطعن فيهممما إلممى الطعممن‬
‫في الرسول ودين السلم وهذا حال المعلم الول‬
‫للرافضممة أول مممن ابتممدع الرفممض وحممال أئمممه‬
‫الباطنية‪ ،‬وإما جاهممل مفممرط فممي الجهممل والهمموى‬
‫وهو الغالب على عامة الشيعة إذا كممانوا مسمملمين‬
‫في الباطن‪.‬‬
‫وإذا قممال الرافضممي‪» :‬علممي كممان معصمموما ل‬
‫يقول برأيه بل كل ما قاله فهو مثل نص الرسممول‬
‫وهو المام المعصوم المنصوص على إمممامته مممن‬
‫جهة الرسول‪.‬‬
‫قيل لممه‪ :‬نظيممرك فممي البدعممة الخمموارج كلهممم‬
‫يكفرون عليا مممع أنهممم أعلممم وأصممدق وأديممن مممن‬
‫الرافضة ل يسترتب في هذا كل مممن عممرف حممال‬
‫هؤلء وهؤلء‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيحين عن النبي ‪ ‬أنه قال‬
‫فيهممم‪» :‬يحقههر أحههدكم صههلته مههع صههلتهم‬
‫وصهههيامه مهههع صهههيامهم وقراءتهههه مهههع‬

‫)( المنهاج ‪.7/85‬‬ ‫‪1‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪788‬‬
‫الرافضة‬
‫قرائتهم«)‪.(1‬‬
‫وقد قاتلوه في حياته وقتله واحد منهممم ولهممم‬
‫جيوش وعلماء ومدائن‪ ،‬وأهل السممنة وللممه الحمممد‬
‫متفقممون علممى أنهممم مبتدعممة ضممالون وأنممه يجممب‬
‫قتممالهم بالنصمموص الصممحيحة وأن أميممر المممؤمنين‬
‫عليا ‪ ‬كان من أفضل أعماله قتاله الخوارج()‪.(2‬‬
‫)وأيضا فإن المعصوم تجب طمماعته مطلقمما بل‬
‫قيد ومخالفه يستحق الوعيممد والقممرآن إنممما أثبممت‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫هذا في حق الرسول خاصة قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫فهُأول َئ ِ َ‬
‫م‬‫عه َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ذي َ‬‫ع ال ّه ِ‬ ‫مه َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫ي ُطِ ِ‬
‫ء‬
‫دا ِ‬‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫وال ّ‬‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ّ‬‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫علي ْ ِ‬
‫قهها‪ ،(3)‬وقممال‪:‬‬ ‫في ً‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ن ُأول َئ ِ َ‬ ‫سهه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫صههال ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هن ّه َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ن َههاَر َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫فإ ِ ّ‬‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬ ‫ص الل ّ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫دا‪ (4)‬فدل القرآن في غير موضممع‬ ‫َ‬
‫ها أب َ ً‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬‫َ‬
‫على أن من أطاع الرسول كان من أهل السممعادة‬
‫ولم يشترط فممي ذلممك طاعممة معصمموم آخممر ومممن‬
‫عصى الرسول كان من أهل الوعيد وإن قممدر أنممه‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتمماب المنمماقب‪ ،‬بمماب "علمممات النبمموة فممي‬ ‫‪1‬‬

‫السمملم" ‪ ،4/179‬مسمملم‪ ،‬كتمماب الزكمماة‪ ،‬بمماب "ذكممر‬


‫الخوارج وصفاتهم" ‪.744-2/743‬‬
‫)( المنهاج ‪.116-6/115‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( النساء‪.69 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الجن‪.23 /‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪789‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫أطاع من ظن أنه معصوم فالرسول ‪ ‬هممو الممذي‬
‫فممرق اللمه بممه بيممن أهممل الجنممة وأهممل النممار وبيممن‬
‫البرار والفجار وبيممن الحممق والباطممل وبيممن الغممي‬
‫والرشاد والهممدى والضمملل وجعلممه القسمميم الممذي‬
‫قسم الله به عباده إلى شقي وسممعيد فمممن اتبعممه‬
‫فهو السعيد ومن خالفه فهو الشقي وليست هممذه‬
‫المرتبة لغيره‪.‬‬
‫ولهذا اتفق أهل العلم ‪-‬أهممل الكتمماب والسممنة‪-‬‬
‫على أن كل شخص سوى الرسول فإنه يؤخذ مممن‬
‫قوله ويترك إل رسول الله ‪ ‬فإنه يجممب تصممديقه‬
‫في كل ممما أخممبر وطمماعته فممي كممل ممما أمممر فممإنه‬
‫المعصوم الذي ل ينطق عن الهوى إن هو إل وحي‬
‫يوحى وهو الذي يسأل الناس عنه يوم القيامة كما‬
‫سه َ َ‬ ‫ُ‬ ‫فل َن َ َ‬
‫م‬‫هه ْ‬
‫ل إ ِلي ْ ِ‬ ‫ن أْر ِ‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّه ِ‬
‫سأل َ ّ‬
‫ْ‬ ‫قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫ول َن َ َ‬
‫ن‪.(2)((1)‬‬ ‫سِلي َ‬‫مْر َ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫سأل َ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الرافضة يوجبون عصمة علي والرد على ذلك‪:‬‬
‫الرد على قول الرافضي‪:‬‬
‫)الرابع أن الله تعالى قممادر علممى نصممب إمممام‬
‫معصوم وحاجة العالم داعية إليه ول مفسممدة فيممه‬
‫فيجب نصممبه وغيممر علممي لممم يكممن كممذلك إجماعمما‬
‫فتعين أن يكون المام هو علي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫)( العراف‪.6 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج‪.191-190 /‬‬ ‫‪2‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪790‬‬
‫الرافضة‬
‫والجواب‪ :‬أن هذا‪ ...‬من العجب أن الرافضممة‬
‫تثبت أصولها على ما تممدعيه مممن النممص والجممماع‬
‫وهم أبعد المة عن معرفة النصمموص والجماعممات‬
‫والستدلل بها بخلف السنة والجماعة فإن السنة‬
‫تتضمممن النممص والجماعممة تتضمممن الجممماع فأهممل‬
‫السممنة والجماعممة هممم المتبعممون للنممص والجممماع‬
‫ونحن نتكلم على هذا التقرير ببيان فسمماده وذلممك‬
‫من وجوه‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يقال‪ :‬ل نسمملم أن الحاجممة داعيممة‬
‫إلى نصب إمام معصمموم وذلممك لن عصمممة المممة‬
‫مغنية عن عصمممته وهممذا مممما ذكممره العلممماء فممي‬
‫حكمة عصمة المة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إن أريد بالحاجة أن حالهم مع وجوده‬
‫أكمل فل ريب أن حالهم مع عصمممة نممواب المممام‬
‫أكمل وحالهم مع عصمة أنفسهم أكمل وليس كل‬
‫ما تقدره الناس أكمل لكممل منهممم يفعلممه اللممه ول‬
‫يجب عليه فعله‪...‬‬
‫الثالث‪ :‬أن قوله‪» :‬أن الله قادر علممى نصممب‬
‫إمام معصوم« أتريد به معصمموما يفعممل الطاعممات‬
‫باختياره والمعاصي باختياره‪ ،‬والله تعالى لم يخلق‬
‫اختياره كما هو قممولهم؟ أم تريممد بممه أنممه معصمموم‬
‫يفعل الطاعات بغير اختيار يخلقه الله فيه؟‬
‫‪791‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فإن قالوا بالول كان باطل علممى أصمملهم فممإن‬
‫الله عندهم ل يقدر على خلق مؤمن معصوم بهممذا‬
‫التفسممير كممما ل يقممدر علممى خلممق مممؤمن وكممافر‬
‫عندهم بهذا التفسير فإن الله عندهم ل يقدر علممى‬
‫فعممل الحممي المختممار ول يخلممق إرادتممه المختصممة‬
‫بالطاعة دون المعصية‪.‬‬
‫وإن قالوا بهذا الثاني لم يكممن لهممذا المعصمموم‬
‫ثواب على فعل الطاعممة ول علممى تممرك المعصممية‬
‫وحينئذ فسائر الناس يثابون علممى طمماعتهم وتممرك‬
‫معاصيهم أفضل منه فكيف يكون المام المعصوم‬
‫الذي ل ثواب له أفضل من أهل الثواب؟‬
‫فتممبين انتقمماض مممذهبهم حيممث جمعمموا بيممن‬
‫متناقضين بين إيجاب خلق معصوم على الله وبين‬
‫قولهم إن اللمه ل يقمدر علمى جعمل أحمد معصموما‬
‫باختياره بحيث يثاب علممى فعلممه للطاعممات وتركممه‬
‫للمعاصي‪.‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن يقال المعصوم الذي تدعو‬
‫الحاجممة إليممه أهممو القممادر علممى تحصمميل المصممالح‬
‫وإزالممة المفاسممد أم هممو عمماجز عممن ذلممك؟ الثمماني‬
‫ممنوع فإن العاجز ل يحصل به وجود المصلحة ول‬
‫دفع المفسممدة بممل القممدرة شممرط فممي ذلممك فممإن‬
‫العصمة تفيد وجود داعية إلى الصلح لكن حصول‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪792‬‬
‫الرافضة‬
‫الداعي بدون القدرة ل يوجب حصممول المطلمموب(‬
‫)‪.(1‬‬
‫)ففي الجملممة ل مصمملحة فممي وجممود معصمموم‬
‫بعممد الرسممول إل وهممي حاصمملة بممدونه وفيممه مممن‬
‫الفساد مال يزول إل بعدمه فقولهم الحاجة داعيممة‬
‫إليه ممنوع وقولهم المفسدة فيه معدومة ممنوع‪.‬‬
‫بل المممر بممالعكس فالمفسممدة معممه موجممودة‬
‫والمصلحة معه منتفية وإذا كان اعتقاد وجمموده قممد‬
‫أوجب مممن الفسمماد ممما أوجممب فممما الظممن بتحقممق‬
‫وجوده؟()‪.(2‬‬
‫)وأيضا فإن كان الجممماع قممد يكممون خطممأ لممم‬
‫يثبت أن عليما معصموم فممإنه إنمما علمممت عصممته‬
‫بالجماع على أنه ل معصوم سواه فإذا جمماز كممون‬
‫الجماع أخطأ أمكن أن يكمون فمي الممة معصموم‬
‫غيره وحينئذ فل يعلم أنه هو المعصوم‪.‬‬
‫فتبين أن قممدحهم فممي الجممماع يبطممل الصممل‬
‫الذي اعتمدوا عليه في إمامة المعصوم وإذا بطممل‬
‫أنه معصوم بطل أصل مذهب الرافضة فتبين أنهم‬
‫إن قدحوا فممي الجممماع بطممل أصممل مممذهبهم وإن‬
‫سمملموا أنممه حجممة بطممل مممذهبهم فتممبين بطلن‬

‫)( المنهاج ‪.472-465 /6‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.6/474‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪793‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مذهبهم على التقديرين()‪.(1‬‬
‫ثم وضح أن عليا ل يعلم المستقبل وأنه يصيب‬
‫ويخطئ فقال‪:‬‬
‫)ومما يبين أن عليا لممم يكممن يعلممم المسممتقبل‬
‫أنه ندم على أشياء مما فعلها‪ ....‬وكان يقول ليالي‬
‫صفين‪) :‬يا حسن يا حسن ما ظمن أبموك أن الممر‬
‫يبلغ هذا لله در مقام قممامه سممعد بممن مالممك وعبممد‬
‫الله بن عمر إن كان برا إن أجره لعظيم وإن كان‬
‫إثممما إن خطممره ليسممير)‪ (2‬وهممذا رواه المصممنفون‬
‫وتواتر عنه أنه كان يتضممجر ويتملمممل مممن اختلف‬
‫رعيته عليه وأنه ما كان يظن أن المر يبلغ ما بلغ(‬
‫)‪.(3‬‬
‫ومما يبين تناقضهم في دعوى العصمة لعلممي‬
‫أو غيره ما أوضحه شيخ السلم بقمموله‪) :‬وهممؤلء‬
‫الرافضة فممي احتجمماجهم علممى أن عليمما معصمموم‬
‫بكون غيرهم ينفممي العصمممة عممن غيممره احتجاجمما‬
‫لقولهم بقولهم وإثبات الجهل بالجهل‪.‬‬
‫ومن توابع ذلك ممما رأيتممه فممي كتممب شمميوخهم‬
‫أنهم إذا اختلفوا في مسألة على قولين وكان أحممد‬
‫القممولين يعممرف قممائله والخممر ل يعممرف قممائله‬
‫)( المنهاج ‪.8/359‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( لم أقف عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.145 /5‬‬ ‫‪3‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪794‬‬
‫الرافضة‬
‫فالصواب عندهم القول الذى ل يعرف قائله قالوا‪:‬‬
‫لن قائله إذا لم يعرف كان مممن أقمموال المعصمموم‬
‫فهل هذا إل من أعظم الجهل؟ ومن أين يعرف أن‬
‫القممول الخممر وإن لممم يعممرف قممائله إنممما قمماله‬
‫المعصوم؟‬
‫ولو قدر وجوده أيضا لم يعممرف أنممه قمماله كممما‬
‫لم يعرف أنممه قمماله الخممر ولممم ل يجمموز أن يكممون‬
‫المعصوم قد قممال القممول المذي يعمرف وأن غيمره‬
‫قاله كما أنه يقول أقوال كثيرة يوافممق فيهمما غيممره‬
‫وأن القول الخر قد قاله من ل يدري ما يقول بممل‬
‫قاله شيطان من شياطين الجن والنس؟‪.‬‬
‫فهم يجعلون عدم العلم بممالقول وصممحته دليل‬
‫على صحته كما قالوا هنا عدم القول بعصمة غيره‬
‫دليل على عصمته وكما جعلوا عدم العلم بالقممائل‬
‫دليل على أنه قول المعصوم وهذا حال من أعرض‬
‫عن نور السنة التي بعث الله بها رسوله فإنه يقممع‬
‫في ظلمات البدع ظلمات بعضها فوق بعض()‪.(1‬‬
‫وبيممن أنهممم ل يجاهممدون العممداء مممدعين أن‬
‫الجهمماد ل يكممون إل مممع المعصمموم‪ ،‬فقممال‪) :‬فممإن‬
‫الرافضة ل تممرى الجهمماد إل مممع إمممام معصمموم ول‬

‫)( المنهاج ‪.442 /6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪795‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫)‪(1‬‬
‫معصوم عندهم من الصحابة إل علي فهذه الية‬
‫حجممة عليهممم فممي وجمموب غممزو الكفممار مممع جميممع‬
‫المراء()‪.(2‬‬

‫***‬

‫خ ال َ ْ‬
‫ش مهُُر‬ ‫س مل َ َ‬
‫)( يعني آية براءة‪ ،‬قمموله تعممالى‪ :‬فَ مإ َِذا ان َ‬ ‫‪1‬‬

‫م‬‫ذوهُ ْ‬‫خم ُ‬‫م وَ ُ‬ ‫موهُ ْ‬‫جممدت ّ ُ‬


‫ث وَ َ‬‫حي ْم ُ‬
‫ن َ‬ ‫كي َ‬‫ش مر ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫م فَمماقْت ُُلوا ْ ال ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ح مُر ُ‬
‫صمد ٍ فَمِإن َتماُبوا ْ …‪ ‬اليممة‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬‫م ك ُم ّ‬‫دوا ْ ل َهُ ْ‬ ‫م َواقْعُ ُ‬ ‫صُروهُ ْ‬‫ح ُ‬‫َوا ْ‬
‫)التوبة‪.(5 /‬‬
‫)( المنهاج ‪.519-518 /8‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪796‬‬
‫الرافضة‬
‫الفصل الرابع‬
‫المهدي المنتظر‬
‫الدلة علههى خههروج المهههدي عنههد أهههل‬
‫السنة‪:‬‬
‫)وأما الحديث الممذي رواه عممن ابممن عمممر عممن‬
‫النبي ‪» :‬يخرج في آخر الزمان رجههل مههن‬
‫ولهدي اسهمه كاسهمي وكنيتههه كنيهتي يمل‬
‫الرض عههدل كمهها ملئت جههورا وذلههك هههو‬
‫المهدي«‪.‬‬
‫فممالجواب أن الحمماديث الممتي يحتممج بهمما علممى‬
‫)‪(1‬‬
‫خروج المهدي أحاديث صممحيحة رواهمما أبممو داود‬
‫والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابممن مسممعود‬
‫وغيره‪.‬‬
‫كقوله ‪ ‬في الحديث الذي رواه ابن مسممعود‬
‫»لو لم يبق من الدنيا إل يههوم لطههول اللههه‬
‫ذلك اليوم حتى يخههرج فيههه رجههل منههي أو‬
‫من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسههم‬
‫أبيه اسههم أبههي يمل الرض قسههطا وعههدل‬

‫)( هو سليمان بن الشعث بن شداد بن عمرو بممن عممامر‬ ‫‪1‬‬

‫السجستاني‪ ،‬ولد سنة اثنيممن ومممائتين‪ ،‬ت سممنة ‪ 275‬هم م‬


‫بالبصرة‪ ،‬السير ‪ ،13/203‬تاريخ بغداد ‪.59-9/55‬‬
‫‪797‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كمهها ملئت جههورا وظلمهها«)‪ (1‬ورواه الترمممذي‬
‫وأبو داود من رواية أم سلمة)‪.(2‬‬
‫وأيضا فيه »المهدي من عترتي مههن ولههد‬
‫فاطمة«)‪ (3‬ورواه أبو داود من طريق أبي سممعيد‬
‫وفيه »يملك الرض سبع سنين«)‪.(4‬‬
‫ورواه عممن علممي ‪ ‬أنممه نظممر إلممى الحسممن‬
‫وقال‪ :‬إن ابني هذا سيد كما سماه رسول اللممه ‪‬‬
‫وسمميخرج مممن صمملبه رجممل يسمممى باسممم نممبيكم‬
‫يشممبهه فممي الخلممق ول يشممبهه فممي الخلممق يمل‬
‫الرض قسطا)‪.(5‬‬

‫)( رواه أبو داود من روايممة ابممن مسممعود وعلممي ‪-4/472‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،474‬ورواه الترمذي من رواية ابن مسعود‪ .‬وقال‪ :‬وفي‬


‫البمماب عممن علممي وأبممي سممعيد وأم سمملمة وأبممي هريممرة‬
‫‪.4/505‬‬
‫)( هي هند بنت أبي أمية بممن المغيممرة المخزوميممة‪ ،‬بنممت‬ ‫‪2‬‬

‫عم خالد بن الوليد‪ ،‬دخل بهمما النممبي ‪ ‬سممنة أربعممة مممن‬


‫الهجرة‪ ،‬وهي آخممر مممن مممات مممن أمهممات المممؤمنين‪ ،‬ت‬
‫سمممنة ‪ 61‬همممم‪ ،‬ودفنمممت بمممالبقيع‪ .‬السمممير ‪،210-2/201‬‬
‫الطبقات الكبرى ‪.96-8/86‬‬
‫)( رواه أبو داود‪ ،‬كتاب المهدي ‪ ،4/474‬وروى نحوه فممي‬ ‫‪3‬‬

‫المسممند ‪،1/84‬م ‪،99‬م ‪،376‬م ‪،377‬م ‪،3/17‬م ‪ 26‬وغيرهمما‬


‫والترمذي‪ ،‬كتاب المهدي ‪ 505 /4‬نحوه وابن ممماجه فممي‬
‫الفتن باب خروج المهدي ‪ 1368 ،1367 /2‬نحوه‪.‬‬
‫)( أبو داود‪ ،‬كتاب المهدي ‪.475-4/474‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أبممو داود‪ ،‬كتمماب المهممدي ‪ ،4/477‬قممال محققممه‪ :‬هممذا‬ ‫‪5‬‬


‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪798‬‬
‫الرافضة‬
‫المهدي ادعاه كثير من الطوائف‪:‬‬
‫الثاني‪ :‬أن الثنى عشرية الذين ادعوا أن هذا‬
‫هممو مهممديهم‪ ،‬مهممديهم اسمممه محمممد بممن الحسممن‬
‫والمهدي المنعمموت الممذي وصممفه النممبي ‪ ‬اسمممه‬
‫محمد بن عبد الله‪ ....‬وأيضا فإن المهدي المنعوت‬
‫من ولد الحسن بن علي ل من ولممد الحسممين كممما‬
‫تقدم لفظ حديث علي‪.‬‬
‫الثههالث‪ :‬أن طمموائف ادعممى كممل منهممم أن‬
‫المهممدي المبشممر بممه مثممل مهممدي القرامطممة‬
‫الباطنية) ‪ (1‬الذي أقام دعوتهم بالمغرب وهو من‬
‫ولد ميمون القداح)‪ (2‬وادعمموا أن ميمونمما هممذا هممو‬

‫منقطع … إلخ‪.‬‬
‫)( ينتسب القرامطة إلى حمدان بممن الشممعث الهمموازي‬ ‫‪1‬‬

‫ملقب )قرمط( ويعود في أصله إلممى )خوزسممتان( وقممد‬ ‫ال ُ‬


‫عرف في سواد الكوفة حوالي عام ‪ 358‬هم‪ ،‬وكممان أحممد‬
‫دعاتهم في البتمداء‪ ،‬وقيمل همم أصمحاب أبمي سمعيد بمن‬
‫بهرام الجنابي القائم بالبحرين صاحب مذهب القرامطممة‬
‫الذين يقيمون بالحساء وكانوا يقولون بنبوة عبد الله بممن‬
‫الحارث الكندي ويعبدونه‪ ،‬والمختار بممن أبممي عبيممد منهممم‬
‫وقد ادعى النبمموة والقرامطممة جماعممة مممن السممماعيلية‪،‬‬
‫القرامطممة‪ ،‬لمحمممود شمماكر ‪ ،7-5‬البرهممان فممي معرفممة‬
‫عقائد أهل الديان‪ ،81-80 /‬ذكر مممذاهب الفممرق الثنممتين‬
‫وسبعين المخالفة للسنة والمبتدعين‪.92 /‬‬
‫ملحد عبيد الله بممن ميمممون القممداح‪ ،‬وكممان جممده‬‫)( هو ال ُ‬ ‫‪2‬‬

‫ت مجوسي‪ ،‬وادعى أنه المهدي الممذي بشممر‬ ‫يهوديا ً من بي ٍ‬


‫‪799‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫من ولد محمد بمن إسمماعيل‪ ...‬ومممن ادعمى أنمه‬
‫المهدي ابن التومرت)‪ (1‬الذي خرج أيضا بالمغرب‪،‬‬
‫وسمممي أصممحابه الموحممدين‪ ..‬ومثممل عممدة آخريممن‬
‫ادعوا ذلك منهم‪ :‬من قتل ومنهم مممن ادعممى ذلممك‬
‫فيه أصحابه وهممؤلء كمثيرون ل يحصمي عممددهم إل‬
‫الله‪ ...‬ومع هذا فهؤلء مع ما وقع لهم مممن الجهممل‬
‫والغلط كانوا خيرا مممن منتظممر الرافضممة ويحصممل‬
‫بهم من النفع ما ل يحصل بمنتظممر الرافضممة ولممم‬
‫يحصل بهم من الضرر ما حصل بمنتظممر الرافضممة‬
‫بل ما حصممل بمنتظممر الرافضممة مممن الضممرر أكممثر‬
‫منه()‪.(2‬‬
‫المنتظر عند الرافضة‪:‬‬
‫)فإنهم يدعون أنه الغائب المنتظممر محمممد بممن‬

‫به النبي ‪ ،‬وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين‪،‬‬


‫ولد سنة ‪259‬هم‪ ،‬وت سنة ‪ 322‬هم في سلمية )بسورية(‬
‫وهممو رأس الفرقممة الميمونيممة مممن السممماعيلية‪ .‬المنممار‬
‫المنيف‪ ،154-153 /‬العلم ‪.7/341‬‬
‫)( محمد بن عبد اللممه بممن تممومرت‪ ،‬رجممل كممذاب ظممالم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫متغلب بالباطل‪ ،‬وسمى أصممحابه الجهميممة‪" :‬الموحممدين"‬ ‫ُ‬


‫ادعى أنه المهممدي الممذي بشممر بممه النممبي ‪ ،‬هلممك سممنة‬
‫‪ 524‬هم‪ .‬المنار المنيممف‪ ،153 /‬السممير ‪،552-539 /19‬‬
‫تذكرة الحفاظ ‪.1274 /4‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،260-8/254‬انظر ‪.97-4/94‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪800‬‬
‫الرافضة‬
‫الحسن الذي دخل سرداب سامراء)‪ (1‬سنة سممتين‬
‫ومائتين أو نحوها ولم يميز بعد بل كان عمممره إممما‬
‫سنتين أو ثلثا أو خمسا أو نحو ذلك وله الن علممى‬
‫قولهم أكثر من أربعمائة وخمسين سنة)‪ (2‬ولم يممر‬
‫له عين ول أثر ول سمع له حس ول خبر‪.‬‬
‫فليس فيهم أحد يعرفه ل بعينه ول صفته لكممن‬
‫يقولون إن هذا الشخص الممذي لممم يممره أحممد ولممم‬
‫يسمع له خممبر هممو إمممام زمممانهم ومعلمموم أن هممذا‬
‫ليس هو معرفة بالمام()‪.(3‬‬
‫)وهم يقولممون بإمممام منتظممر موجممود غممائب ل‬
‫يعرف له عيممن ول أثممر ول يعلممم بحممس ول خممبر ل‬
‫يتم اليمان إل به‪.‬‬
‫ويقولون أصول الدين أربعة‪ :‬التوحيممد والعممدل‬
‫والنبمموة والمامممة وهممذا منتهممى المممام عنممدهم‪:‬‬
‫اليمان بأنه معصوم غائب عن البصممار كممائن فممي‬
‫المصممار سمميخرج الممدينار مممن قعممر البحممار يطبممع‬
‫الحصى ويورق العصا دخل سرداب سممامراء سممنة‬
‫ستين ومائتين وله من العمر إما سنتان وإممما ثلث‬

‫)( قممال الفيروزآبممادي‪ :‬السممرداب بالكسممر‪ ،‬بنمماء تحممت‬ ‫‪1‬‬

‫معرب "القاموس المحيط"‪.124 /‬‬ ‫الرض للصيف‪ُ ،‬‬


‫)( وله الن على زعمهم ‪ 1150‬سنة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهمماج ‪ ،114-1/113‬انظممر ‪،121-1/120‬مم ‪،8/161‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.7/409‬‬
‫‪801‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وإما خمس أو نحو ذلك فإنهم مختلفون فممي قممدر‬
‫عمره ثم إلى الن لم يعرف له خبر وديممن الخلممق‬
‫مسلم إليه فممالحلل ممما حللممه والحممرام ممما حرمممه‬
‫والدين ما شرعه ولم ينتفع به أحد من عبمماد اللمه(‬
‫)‪.(1‬‬
‫الحسن العسكري ليس له عقب وبيممان أنممه ل‬
‫يمكممن بقمماء مهممدي الرافضممة إلممى الن‪) ،‬قممد ذكممر‬
‫محمممد بممن جريممر الطممبري)‪ (2‬وعبممد البمماقي بممن‬
‫قممانع)‪ ،(3‬وغيرهممما مممن أهممل العلممم بالنسمماب‬
‫والتواريخ أن الحسن بن علي العسممكري لممم يكممن‬
‫له نسل ول عقممب والماميممة الممذين يزعمممون أنممه‬
‫كان له ولد يدعون أنممه دخممل السممرداب بسممامراء‬
‫وهو صغير منهم من قال‪ :‬عمره سنتان ومنهم من‬
‫قال ثلث ومنهم من قال‪ :‬خمس سممنين وهممذا لممو‬
‫كان موجودا معلوما لكان الواجب فممي حكممم اللممه‬
‫الثابت بنممص القممرآن والسممنة والجممماع أن يكممون‬
‫محضونا عند من يحضنه فممي بممدنه كممأمه وأم أمممه‬
‫ونحوهما من أهممل الحضممانة وأن يكممون ممماله عنممد‬
‫)( المنهاج ‪.5/176‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبقت ترجمته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هوالمام الحافظ القاضي أبو الحسين عبد الباقي بممن‬ ‫‪3‬‬

‫قمانع بمن ممرزوق بمن واثمق المموي ممولهم‪ ،‬البغمدادي‪،‬‬


‫صاحب كتاب "معجم الصممحابة" ولممد سممنة ‪ 265‬هممم‪ ،‬وت‬
‫سنة ‪ 351‬هم‪ ،‬السير ‪ ،15/526‬تاريخ بغداد ‪.11/88،89‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪802‬‬
‫الرافضة‬
‫من يحفظه إما وصي أبيه إن كان لممه وصممي وإممما‬
‫غير الوصي إما قريب وإممما نممائب لممدى السمملطان‬
‫فإنه يتيم لموت أبيه‪....‬‬
‫فكيف يكون من يستحق الحجر عليه في بدنه‬
‫وماله إماممما لجميممع المسمملمين معصمموما ل يكممون‬
‫أحد مؤمنا إل باليمان به؟‬
‫ثم إن هذا باتفاق منهم سممواء قممدر وجمموده أو‬
‫عدمه ل ينتفعممون بممه ل فممي ديممن ول فممي دنيمما ول‬
‫علم أحممدا شمميئا ول يعممرف لممه صممفة مممن صممفات‬
‫الخير ول الشر فلم يحصل به شمميء مممن مقاصممد‬
‫المامة ول مصالحها ل الخاصممة ول العامممة بممل إن‬
‫قدر وجمموده فهممو ضممرر علممى أهممل الرض بل نفممع‬
‫أصل فإن المؤمنين به لم ينتفعوا به ول حصل لهم‬
‫به لطف ول مصلحة والمكذبون به يعذبون عندهم‬
‫على تكذبيهم به فهو شر محض ل خير فيه وخلممق‬
‫مثل هذا ليس من فعل الحكيم العادل‪...‬‬
‫وهممذا المنتظممر لممم يحصممل بممه لطممائفته إل‬
‫النتظمممار لممممن ل يمممأتي ودوام الحسمممرة واللمممم‬
‫ومعاداة العالم والدعاء الذي ل يستجيبه الله لنهم‬
‫يدعون له بمالخروج والظهمور ممن ممدة أكمثر ممن‬
‫أربعمائة وخمسين سنة)‪ ((1‬لم يحصممل شمميء مممن‬

‫)( والن مر عليه أكثر من ‪ 1150‬سنة‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪803‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هذا‪.‬‬
‫)ثم إن عمر واحد من المسمملمين هممذه المممدة‬
‫أمر يعرف كذبه بالعادة المطردة فممي أمممة محمممد‬
‫فل يعرف أحد ولد في ديمن السملم وعماش ممائة‬
‫وعشرين سنة فضل عن هذا العمر وقد ثبممت فممي‬
‫الصحيح عن النبي ‪ ‬أنه قال فممي آخممر عمممره‪» :‬‬
‫أرأيتكم ليلتكم هذه فههإنه علههى رأس مههائة‬
‫سنة منها ل يبقى على وجههه الرض ممههن‬
‫هو اليوم عليها أحد«)‪.(1‬‬
‫فمن كان في ذلك الوقت له سنة ونحوهمما لممم‬
‫يعش أكثر من مائة سنة قطعا وإذا كممانت العمممار‬
‫في ذلك العصر ل تتجاوز هذا الحد فممما بعممده مممن‬
‫العصار أولى بذلك في العادة الغالبة العامة فممإن‬
‫أعمممار بنممي آدم فممي الغممالب كلممما تممأخر الزمممان‬
‫قصرت ولم تطل فإن نوحا عليه السلم لبث فممي‬
‫قممومه ألممف سممنة إل خمسممين عاممما وآدم عليممه‬
‫السلم عاش ألف سنة كما ثبت ذلممك فممي حممديث‬
‫صحيح رواه الترمذي وصححه)‪ (2‬فكان العمممر فممي‬

‫)( رواه البخاري فممي مممواقيت الصمملة بمماب السمممر فممي‬ ‫‪1‬‬

‫الفقه … إلخ ‪ ،1/149‬وفي العلم باب السمر فممي العلممم‬


‫‪ ،1/37‬وغيرها‪ ،‬وفي مسمملم فممي فضممائل الصممحابة بمماب‬
‫قوله ‪» :‬ل تأتي مائة سنة« … إلخ ‪.1967-4/1965‬‬
‫)( الترمذي في تفسير القرآن باب قبل الباب الخير فيه‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪804‬‬
‫الرافضة‬
‫ذلك الزمان طويل ثممم أعمممار هممذه المممة ممما بيممن‬
‫الستين إلى السبعين وأقلهم من يجمموز ذلممك كممما‬
‫ثبت ذلك في الحديث الصحيح)‪.(2)((1‬‬
‫ثم رد على احتجاجهم على بقاء المهممدي بحيمماة‬
‫الخضر فقممال‪) :‬واحتجمماجهم بحيمماة الخضممر احتجمماج‬
‫باطممل علممى باطممل فمممن الممذي يسمملم لهممم بقمماء‬
‫)‪(4‬‬
‫الخضر)‪ (3‬والذي عليه سائر العلممماء المحققممون‬
‫أنه مات وبتقدير بقائه فليس هو من هذه المة‪.‬‬
‫ولهممذا يوجممد كممثير مممن الكممذابين مممن الجممن‬
‫والنس ممن يدعي أنه الخضر ويظن من رآه أنممه‬
‫الخضر وفي ذلممك مممن الحكايممات الصممحيحة الممتي‬
‫نعرفها ما يطول وصفها هنا‪.‬‬
‫وكذلك المنتظر محمد بن الحسممن فممإن عممددا‬
‫‪.454-5/453‬‬
‫)( الترمذي في الزهد باب ما جاء فممي فنايما أعمممار همذه‬ ‫‪1‬‬

‫المة … إلخ ‪ ،4/556‬وابن ماجه فممي الزهممد بمماب المممل‬


‫والجل ‪.2/1415‬‬
‫)( المنهاج ‪ ،93-4/87‬انظر ‪.1/122‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هو بليان بن ملكان بممن فممالغ بممن عممابر بممن شممالخ بممن‬ ‫‪3‬‬

‫أفخشذ بن سالم بن نوح عليه السلم "صمماحب موسممى"‬


‫قيل ُيكنى بأبي العباس‪ ،‬وقيل‪ :‬إنممه نبيمًا‪ ،‬وقيممل‪ :‬إنممه مممن‬
‫مخلد وهمو قمول ضمعيف‪ ،‬والرجمح‬ ‫أبناء الملوك‪ ،‬قيل أنه ُ‬
‫إن شاء الله أنه قد مات‪ .‬تفسممير ابممن كممثير ‪،100-3/99‬‬
‫المعارف لبن قتيبة‪.42 /‬‬
‫)( هكذا في المنهاج والصواب‪ :‬المحققين‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪805‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫كثيرا من الناس يدعي كل واحد منهممم أنممه محمممد‬
‫بممن الحسممن منهممم مممن يظهممر ذلممك لطائفممة مممن‬
‫الناس ومنهم من يكتم ذلك ول يظهممره إل للواحممد‬
‫أو الثنين وما من هممؤلء إل مممن يظهممر كممذبه كممما‬
‫يظهر كذب من يدعى أنه الخضر()‪.(1‬‬
‫بيممان أن ممما يممدعيه الصمموفية ونحمموهم فممي‬
‫شيوخهم ‪-‬مع ضللهم‪ -‬أقر بممإلى الحممق ممما تممدعيه‬
‫الرافضممة فممي مهممديهم‪) :‬وهممو مممن جنممس الهممدى‬
‫واليمممان الممذي يممدعى فممي رجممال الغيممب بجبممل‬
‫لبنان ‪ ....‬ونحو ذلك من الجبال والغيران فإن هذه‬
‫المواضممع يسممكنها الجممن ويكممون بهمما الشممياطين‬
‫ويتراءون أحيانا لبعض الناس ويغيبون عن البصممار‬
‫في أكثر الوقات فيظن الجهممال أنهممم رجممال مممن‬
‫النس وإنما هم رجال من الجن كممما قممال تعممالى‪:‬‬
‫ل‬ ‫عو ُ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫جهها ٍ‬‫ر َ‬
‫ن بِ ِ‬
‫ذو َ‬ ‫س يَ ُ‬‫ن الن ْ ِ‬‫م َ‬‫ل ِ‬ ‫ر َ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وأن ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن ال ْ ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫قا‪. ‬‬ ‫ه ً‬
‫م َر َ‬‫ه ْ‬
‫دو ُ‬ ‫ن َ‬
‫فَزا ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫وهؤلء يؤمن بهم وبمن ينتحلهم مممن المشممايخ‬
‫طوائف ضالون لكن المشايخ الذين ينتحلون رجال‬
‫الغيب ل يحصل بهم من الفساد ما يحصل بالممذين‬

‫)( المنهاج ‪ ،94-4/93‬انظر ‪،390-3/389‬م ‪،400‬م ‪،402‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.490 ،489‬‬
‫)( الجن‪.6 /‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪806‬‬
‫الرافضة‬
‫يممدعون المممام المعصمموم بممل المفسممدة والشممر‬
‫الحاصل في هؤلء أكثر فإنهم يدعون الدعوة إلممى‬
‫إمممام معصمموم ول يوجممد لهممم أئمممة ذوو سمميف‬
‫يسممتعينون بهممم إل كممافر أو فاسممق أو منممافق أو‬
‫جاهممل ل تخممرج رءوسممهم عممن هممذه القسممام‪...‬‬
‫فالداعون إلمى المعصموم ل يمدعون إلمى سملطان‬
‫معصوم بل إلى سلطان كفور أو ظلوم وهممذا أمممر‬
‫مشهور يعرفه كل من له خبرة بأحوالهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ُههوا‬
‫نآ َ‬ ‫ههها ال ّ ه ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقممد قممال تعممالى‪ :‬ي َهها أي ّ َ‬
‫ل ُ‬ ‫أ َطيعوا الل ّه َ‬
‫ر‬ ‫مهه ِ‬‫وأوِلههي ال ْ‬ ‫سههو َ َ‬ ‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬
‫ه‬‫دوهُ إ َِلى الل ّ ِ‬ ‫فُر ّ‬ ‫ء َ‬‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫عت ُ ْ‬‫ن ت ََناَز ْ‬
‫فإ ِ ْ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫وم ِ‬ ‫وال َْيهه ْ‬ ‫ن ِبههالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫مُنههو َ‬ ‫م تُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ك ُن ُْتهه ْ‬‫ل إِ ْ‬ ‫سههو ِ‬ ‫والّر ُ‬ ‫َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ويل‪. ‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ر ذَل ِ َ‬
‫ن ت َأ ِ‬ ‫س ُ‬‫ح َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫خي ٌْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫فأمر الله المؤمنين عند التنازع بالرد إلى اللممه‬
‫والرسول ولو كان للناس معصوم غير الرسول ‪‬‬
‫لمرهم بالرد إليه فدل القرآن على أنه ل معصمموم‬
‫إل الرسول ‪.(2)(‬‬
‫)ومعلمموم أن هممؤلء مممع أن قممولهم معلمموم‬
‫البطلن ضرورة فقول المامية أبطل مممن قممولهم‬
‫فإن هؤلء ادعوا بقاء من كان موجودا حيا معروفا‬

‫)( النساء‪.59 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.381-3/379‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪807‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫وأولئك ادعوا بقاء من لم يوجد بحال()‪.(1‬‬
‫ممما‪-‬‬
‫بيان أن كل من تههولى ‪-‬وإن كممان ظال ً‬
‫فهو خير من منتظر الرافضة‪:‬‬
‫)وكممل مممن تممولى كممان خيممرا مممن المعممدوم‬
‫المنتظر الذي تقممول الرافضمة إنمه الخلممف الحجممة‬
‫فإن هذا لم يحصل بإمامته شيء ممن المصملحة ل‬
‫في الدنيا ول في الدين أصل فل فائدة في إمممامته‬
‫إل العتقادات الفاسممدة والممماني الكاذبممة والفتممن‬
‫بين المة وانتظممار مممن ل يجيممء فتطمموى العمممار‬
‫ولم يحصل من فائدة هذه المامة شمميء والنمماس‬
‫ل يمكنهم بقاء أيام قليلة بل ولة أمور بممل كممانت‬
‫تفسد أمورهم فكيف تصلح أمممورهم إذا لممم يكممن‬
‫لهم إمام إل من ل يعرف ول يممدري ممما يقممول ول‬
‫يقدر على شيء من أمور المامة بل هو معدوم (‬
‫)‪.(2‬‬
‫بيان أن مهدي الرافضة ل منفعههة فيههه‬
‫لحد‪:‬‬
‫)وهذا الذي تدعيه الرافضة إما مفقود عنممدهم‬
‫وإممما معممدوم عنممد العقلء وعلممى التقممديرين فل‬

‫)( أي الذين يقولون بأن المام هو محمد بن الحنفية وإنه‬ ‫‪1‬‬

‫حي بجبال رضوى‪.‬‬


‫)( المنهاج ‪.1/548‬‬ ‫‪2‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪808‬‬
‫الرافضة‬
‫منفعة لحد به ل في دين ول في دنيمما فمممن علممق‬
‫دينه بالمجهولت التي ل يعلم ثبوتها كان ضال فممي‬
‫دينه لن ممما علممق بممه دينممه لممم يعلممم صممحته ولممم‬
‫يحصممل لممه بممه منفعممة فهممل يفعممل مثممل هممذا إل‬
‫جاهل؟()‪.(1‬‬
‫ومن المعلوم المتيقن أن هذا المنتظر الغممائب‬
‫المفقممود لممم يحصممل بممه شمميء مممن المصمملحة‬
‫واللطف‪ ،‬سواء كان ميتًا‪ ،‬كما يقمموله الجمهممور‪ ،‬أو‬
‫كان حيًا‪ ،‬كما تظنه المامية)‪.(2‬‬
‫بيان فساد احتجاجهم بأنه يجمب علمى اللمه أن‬
‫ما ليكون لطفا ومصمملحة‬ ‫ما معصو ً‬ ‫يجعل للناس إما ً‬
‫في التكيممف‪) :‬وقممد تممبين فسمماد هممذه الحجممة مممن‬
‫وجوه أدناها أن هذا مفقود ل موجود فإنه لم يوجد‬
‫إمام معصوم حصل به لطف ول مصمملحة ولممو لممم‬
‫يكن في الدليل على انتفاء ذلك إل المنتظر الممذي‬
‫قد علم بصريح العقل أنه لم ينتفع بممه أحممد ل فممي‬
‫ديممن ول دنيمما ول حصممل لحممد مممن المكلفيممن بممه‬
‫مصمملحة ول لطممف لكممان هممذا دليممل علممى بطلن‬
‫قولهم فكيف مع كثرة الدلئل على ذلك؟()‪.(3‬‬

‫)( المنهاج ‪.8/262‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المنهاج ‪.3/378‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المنهاج ‪.4/104‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪809‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬

‫***‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪810‬‬
‫الرافضة‬
‫الخاتمة‬
‫ي بإكمال هممذا البحممث‪،‬‬ ‫ن عل ّ‬
‫الحمد لله الذي م ّ‬
‫ويسممر إتمممامه‪ ،‬والمذي أسمأل اللمه أن ينفعنممي بمه‬
‫والمسلمين‪ ،‬وأن يجعله خالصا ً لوجهه الكريم‪.‬‬
‫وفي نهاية هذا البحث أذكر أهم النتائج التي‬
‫توصلت إليها من خلله وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الله عز وجل تكفل بحفظ هذا الدين‬
‫فكلما افترى المفترون هيأ الله من يقمعهم‬
‫ويبين للمسلمين بطلن قولهم‪ ،‬ومن هؤلء‬
‫العلماء الذين جاهدوا في هذا الميدان شيخ‬
‫السلم ابن تيمية رحمه الله‪.‬‬
‫‪ -2‬أن دفع الباطل ودحض الحجج ل يكون‬
‫بالظلم والتعسف وإنما يكون بالنصاف‬
‫والقناع والبراهين‪ ،‬كما فعل شيخ السلم مع‬
‫هؤلء الروافض‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية كتاب منهاج السنة وأنه كما‬
‫دحض باطلهم في زمن شيخ السلم فإنه‬
‫صالح لدحض باطلهم في هذا الزمن‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الرافضة ليس لهم عقل صريح ول‬
‫نقل صحيح‪ ،‬بل قلبوا الحقائق وبدلوا المفاهيم‬
‫الصحيحة للسلم واعتمدوا على الكذب‬
‫والبهت‪.‬‬
‫‪811‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -5‬أن الرافضة لجهلهم وقلة عقلهم وشدة‬
‫حقدهم على السلم وأهله صاروا نافذة يدخل‬
‫ملحد يريد هدم السلم‪.‬‬ ‫منها كل زنديق و ُ‬
‫‪ -6‬أن عدواتهم لهل السنة مستمرة من‬
‫عصر الصحابة وحتى قيام الساعة‪.‬‬
‫‪ -7‬كثرة النفاق فيهم بل إنهم يجعلون ذلك‬
‫من أصول دينهم ويسمونه "التقية"‪.‬‬
‫‪ -8‬انحرافهم في عقيدتهم في الله حيث‬
‫مجسمة وأما متأخروهم‬ ‫أن متقدميهم ُ‬
‫معطلة‪.‬‬‫ف ُ‬
‫‪ -9‬يكثرون من الباطيل المستقبلية فإذا‬
‫لم تحصل في عالم الواقع نسبوا الجهل إلى‬
‫الله حيث يقولون بدا لله بداء‪.‬‬
‫‪ -10‬الرافضة مخالفون لهل البيت في‬
‫العتقاد مع ادعائهم محبتهم زورا ً وبهتانًا‪.‬‬
‫‪ -11‬يدعون أن القرآن الكريم فيه تحريف‬
‫وزيادة ونقصان ويفسرونه تفسيرا ً باطل ً‬
‫حسب أهوائهم كقولهم‪ :‬إن البقرة عائشة‪.‬‬
‫وقد بين شيخ السلم بطلن قولهم‪ ،‬وذكر‬
‫أقوال أهل العلم الموثوقين من أهل البيت‬
‫وغيرهم من أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫‪ -12‬خطأ الرافضة ومن نحا نحوهم حيث‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪812‬‬
‫الرافضة‬
‫جعلوا النبوة ثمرة لعمل متقدم وأن النبي ‪‬‬
‫فعل من العمال الصالحة ما استحق به أن‬
‫يجزيه الله بالنبوة‪.‬‬
‫‪ -13‬تبين لي من خلل البحث أن الرافضة‬
‫منهم من ُيعظم النبياء ويغلو في ذلك حتى‬
‫جعلوهم في مرتبة الله‪ ،‬ومنهم من غلوا في‬
‫انتقاص النبياء وجوزوا عليهم العصيان ونفوا‬
‫عنهم العصمة‪.‬‬
‫‪ -14‬تطاولوا على مقام النبوة حتى جعلوا‬
‫الئمة أعلى مرتبة من النبياء‪.‬‬
‫‪ -15‬أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي‬
‫الله عنهم لهم من الفضائل والخصائص ما‬
‫يجعلهم أفضل صحابة رسول الله ‪.‬‬
‫‪ -16‬أن الرافضة طعنوا في أبي بكر وعمر‬
‫وعثمان رضي الله عنهم بأمور ل حقيقة لها‬
‫وما صح منها فليس فيها طعن‪ .‬ومدحوا عليا ً‬
‫‪ ‬بأمور هي في الحقيقة ذم وقدح وذلك‬
‫لخبث طويتهم وفساد رأيهم‪.‬‬
‫‪ -17‬أن الطعن في الصحابة طعن في هذا‬
‫الدين بل وطعن في رسول الله ‪.‬‬
‫‪ -18‬ذكرت أهم ما ذكرت من مطاعن‬
‫وذكرت الرد عليها كل ذلك من كلم شيخ‬
‫‪813‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫السلم – رحمه الله – فهو كلم رصين‬
‫وشاف كاف ل مزيد عليه‪.‬‬
‫‪ -19‬بيان مذهب أهل السنة في ترتيب‬
‫الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم‪ ،‬ورد على‬
‫خرافة الرافضة في إمامة علي ‪ ‬زمن‬
‫الخلفاء الثلثة‪ ،‬مبينا ً بطلنها من الكتاب‬
‫والسنة والعقل‪.‬‬
‫‪ -20‬بغضهم الشديد لجميع أصحاب رسول‬
‫الله ‪ ‬كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية‬
‫وخالد بن الوليد وعائشة وغيرهم رضي الله‬
‫عنهم مما جعلهم يكثرون الطعن عليهم‪.‬‬
‫‪ -21‬أذيتهم لرسول الله ‪ ‬حيث طعنوا في‬
‫زوجه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولو‬
‫كانوا ُيحبون رسول الله ‪ ‬ما فعلوا ذلك‪.‬‬
‫‪ -22‬تعظيم الرافضة لعداء السلم كأبي‬
‫لؤلؤة المجوسي "قاتل عمر" وعبد الله بن‬
‫سبأ قائد فتنة مقتل عثمان‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -23‬زعمهم ردة الصحابة – رضي الله عنهم‬
‫– بعد رسول الله ‪ ‬وبيان بطلن هذا الزعم‪.‬‬
‫‪ -24‬بيان كيفية رد المطاعن التي توجه‬
‫للصحابة على وجه العموم‪.‬‬
‫‪ -25‬من عقائدهم الفاسدة "الوصية"‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪814‬‬
‫الرافضة‬
‫وزعمهم أن رسول الله ‪ ‬أوصى لعلي‪،‬‬
‫وبيان أن حديث الكساء والمباهلة ل يدلن‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫‪ -26‬بطلن اعتقادهم أن المامة أهم مطالب‬
‫الدين وأشرف مسائل المسلمين وأن هذا‬
‫القول من أفسد المفاسد‪.‬‬
‫‪ -27‬غلوهم في الئمة حتى ادعوا أنهم‬
‫يعلمون الغيب وأنهم معصومون من الخطأ‪،‬‬
‫وأن حب علي حسنة ل تضر معها سيئة‪.‬‬
‫‪ -28‬بطلن اعتقادهم في المهدي الذين‬
‫يزعمون أنه مولود وأنه موجود من قبل‬
‫‪ 1150‬سنة وحتى الن‪ ،‬وبيان أن هذا ل‬
‫حقيقة له‪.‬‬
‫‪ -29‬صحة خروج المهدي الذي يعتقده أهل‬
‫السنة‪ ،‬وبيان أنه غير مهدي الرافضة وأنه من‬
‫نسل الحسن بن علي ‪.‬‬
‫والله أعلم‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫‪815‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫‪ -1‬البانة عن شريعة الفرق الناجية‬
‫ومجانبة الفرق المذمومة‪ :‬تأليف‪ :‬المام أبو‬
‫عبد الله بن بطة العكبري‪ ،‬تحقيق ودراسة‪:‬‬
‫رضا بن نعسان معطي‪ ،‬نشر‪ :‬دار الراية‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1409‬هم‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن تيمية السلفي‪ .‬تاليف‪ :‬د‪ .‬محمد‬
‫خليل هّراس‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‬
‫– لبنان‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫محدثًا‪ .‬تأليف د‪ .‬عبد الرحمن‬ ‫‪ -3‬ابن تيمية ُ‬
‫بن عبد الجبار الفريوائي‪) ،‬رسالة دكتوراه(‬
‫على اللة الكاتبة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحسان بترتيب صحيح ابن حبان‪.‬‬
‫ترتيب‪ :‬المير علء الدين علي بن بلبان‬
‫الفارسي المتوفى سنة ‪ 739‬هم‪ ،‬قدم له‬
‫وضبط نصه‪ :‬كمال يوسف الحوت‪ ،‬نشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الولى‬
‫‪ 1407‬هم‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬أحمد بن تيمية‪ .‬تأليف‪ :‬أبي الحسن‬
‫علي الحسني الندوي‪ ،‬تعريف‪ :‬سعيد‬
‫العظمي الندوي‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة الفيصل‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪816‬‬
‫الرافضة‬
‫دار القلم – الكويت‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1407‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -6‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار‬
‫محدث العلمة محمد ناصر‬ ‫السبيل‪ .‬تأليف‪ :‬ال ُ‬
‫الدين اللباني‪ ،‬ط‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‬
‫– دمشق‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1399‬هم‪.‬‬
‫‪ -7‬الستقامة‪ :‬تأليف شيخ السلم ابن‬
‫تيمية‪ ،‬تحقيق‪ /‬د‪ .‬محمد رشاد سالم‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1403‬هم‪ ،‬ط‪ :‬جامعة المام‬
‫محمد بن سعود السلمية – الرياض‪.‬‬
‫‪ -8‬الستيعاب في معرفة الصحاب‪ .‬تأليف‪:‬‬
‫أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن‬
‫عبد البر‪ ،‬حققه‪ :‬د‪ .‬طه محمد الزيني‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1396‬هم‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة الكليات الزهرية –‬
‫مصر – القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -9‬السماء والصفات‪ .‬تأليف‪ :‬المام‬
‫البيهقي‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ -10‬الصابة في تمييز الصحابة‪ .‬تأليف‪:‬‬
‫الحافظ ابن حجر العسقلني‪ ،‬حققه‪ :‬د‪ .‬طه‬
‫محمد الزيني سنة ‪ 1396‬هم‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة‬
‫‪817‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الكليات الزهرية – مصر – القاهرة – الطبعة‬
‫الولى‪.‬‬
‫‪ -11‬اعتقادات فرق المسلمين والمشركين‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬فخر الدين الرازي‪ ،‬مراجعة‪ :‬علي‬
‫سامي النشار‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتب العلمية –‬
‫بيروت‪ ،‬سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫‪ -12‬العتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬أبي بكر أحمد بن الحسن البيهقي‪،‬‬
‫صححه وعلق عليه‪ :‬كمال يوسف الحوت‬
‫سنة ‪ 1403‬هم‪ ،‬ط‪ :‬عالم الكتاب – بيروت –‬
‫الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -13‬العلم‪ .‬تأليف‪ :‬خير الدين الزركلي‪،‬‬
‫طبع دار العلم للمليين – بيروت – لبنان‪،‬‬
‫الطبعة السادسة‪ ،‬نوفمبر ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬العلم العلمية في مناقب ابن تيمية‪.‬‬
‫تاليف‪ :‬الحافظ عمر بن علي البزار‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫زهير الشاويش‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1396‬هم ‪-‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -15‬إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عفيفي‪،‬‬
‫طبع‪ :‬المكتب السلمي سنة ‪ 1407‬هم ‪-‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪818‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -16‬المامة والرد على الرافضة‪ .‬تأليف‪:‬‬
‫الحافظ أبي نعيم الصبهاني‪ ،‬حققه وعلق‬
‫عليه وخرج أحاديثه‪ :‬د‪ .‬علي بن ناصر‬
‫الفقيهي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوم والحكم –‬
‫المدينة المنورة – الطبعة الولى ‪ 1407‬هم‪.‬‬
‫‪ -17‬المثال‪ .‬تأليف‪ :‬الحافظ أبي عبيد‬
‫القاسم بن سلم‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد المجيد‬
‫قطامش سنة ‪ 1400‬هم‪ ،‬بيروت – دار‬
‫المأمون للتراث‪ ،‬نشر جامعة الملك عبد‬
‫العزيز – الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -18‬اليمان‪ .‬تأليف‪ :‬شيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫ط‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1401 ،‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -19‬اليمان‪ .‬تأليف‪ :‬الحافظ محمد بن‬
‫إسحاق بن يحيى بن منده‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬علي‬
‫بن محمد ناصر الفقيهي‪ ،‬سنة ‪ 1406‬هم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -20‬البداية والنهاية‪ .‬تأليف‪ :‬أبي الفداء‬
‫الحافظ ابن كثير الدمشقي‪ ،‬نشر مكتبة‬
‫المعارف – بيروت – الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1388‬هم‪.‬‬
‫‪ -21‬البدور الزاهرة في القراءات العشر‬
‫‪819‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫المتواترة من طريق الشاطبية والدرة‪،‬‬
‫تأليف‪ :‬عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي‪ ،‬ت‬
‫سنة ‪ 1403‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة الدار – المدينة‬
‫المنورة – الطبعة الولى سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫‪ -22‬البرهان في معرفة عقائد أهل الديان‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬أبي الفضل عباس بن منصور التريني‬
‫السكيكي الحنبلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬بسام علي‬
‫سلمة العموشي‪ ،‬ط‪ .‬مكتبة المنار –الردن–‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1408‬هم‪.‬‬
‫‪ -23‬بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم‬
‫الكلمية أو نقض تأسيس الجهمية‪ .‬تأليف‪:‬‬
‫أبي العباس شيخ السلم ابن تيمية رحمه‬
‫الله‪ ،‬تصحيح وتكميل وتعليق‪ :‬الشيخ محمد‬
‫بن عبد الرحمن بن قاسم‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة‬
‫الحكومة – الطبعة الولى سنة ‪ 1391‬هم‬
‫وبقية الكتاب ل يزال مخطوطًا‪.‬‬
‫‪ -24‬تاريخ الطبري‪ .‬تأليف‪ :‬أبي جعفر محمد‬
‫بن جرير الطبري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل‬
‫إبراهيم‪ .‬نشر‪ :‬دار سويدان – بيروت‪.‬‬
‫‪ -25‬تاريخ بغداد للحافظ أبي بكر أحمد بن‬
‫علي الخطيب البغدادي‪ ،‬ت ‪ 463‬هم‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية – بيروت‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪820‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -26‬تاريخ الثقات للعجلي‪ .‬للمام أحمد بن‬
‫عبد الله العجلي‪ ،‬ت ‪261‬هم‪ ،‬ترتيب‪ :‬الحافظ‬
‫نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ت ‪807‬‬
‫هم‪ ،‬وتضمينات‪ :‬الحافظ ابن حجر‪ ،‬تخريج‬
‫وتعليق د‪ .‬عبد المعطي قلعجي‪ ،‬نشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -27‬تاريخ الخلفاء‪ .‬تأليف‪ :‬جلل الدين عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكر السيوطي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد محيي الدين عبد الحميد‪.‬‬
‫‪ -28‬تاريخ خليفة بن خياط‪ ،‬تحقيق د‪ .‬أكرم‬
‫ضياء العمري‪ ،‬ط‪ .‬دار طيبة – الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الثانية سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -29‬كتاب التاريخ الكبير لبي عبد الله محمد‬
‫بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري‪،‬‬
‫ط‪ .‬مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت‪،‬‬
‫مراقبة د‪ .‬محمد عبد المعيد خان‪.‬‬
‫‪ -30‬كتاب تأويل مختلف الحديث في الرد‬
‫على أعداء أهل الحديث لبن قتيبة الدينوري‪،‬‬
‫تعليق‪ :‬الكوثري‪ ،‬ط‪ .‬مطبعة العلوم – لبنان‪،‬‬
‫نشر‪ :‬دار الكتاب العربي – بيروت‪.‬‬
‫‪ -31‬التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية‬
‫‪821‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫عن الفرق الهالكين‪ .‬تأليف‪ :‬أبي المظفر‬
‫السفراييني‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال يوسف الحوت‪،‬‬
‫ط‪ .‬عالم الكتب – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫‪ -32‬تجريد أسماء الصحابة‪ .‬تأليف المام‬
‫الحافظ أبي عبد الله الذهبي‪ ،‬ط‪ .‬دار‬
‫المعرفة – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪ -33‬التحفة المهدية شرح التدمرية تأليف‬
‫الشيخ فالح بن مهدي آل مهدي‪ ،‬تصحيح‬
‫وتعليق الشيخ‪ :‬عبد الرحمن بن صالح‬
‫المحمود‪ ،‬نشر‪ :‬دار الحرمين – الرياض –‬
‫والطبعة الثانية سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -34‬التدمرية‪ :‬تأليف شيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد بن عودة السعودي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪ :‬سنة ‪ 1405‬هم‪ ،‬ط‪ .‬شركة العبيكان‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪ -35‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬تأليف‪ :‬المام الذهبي‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -36‬ترتيب القاموس المحيط على طريقة‬
‫المصباح المنير وأساس البلغة للستاذ‪:‬‬
‫الطاهر أحمد الزاي‪ ،‬نشر دار المعرفة‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت سنة ‪ 1399‬هم‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪822‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -37‬ترتيب المدارك وتقريب المسالك‬
‫لمعرفة أعلم مذهب مالك‪ .‬للقاضي عياض‬
‫بن موسى بن عياض السبتي‪ ،‬ط‪ .‬المغرب‪.‬‬
‫‪ -38‬التسعينية لبن تيمية‪ ،‬مطبوع في أول‬
‫الجزء الخامس من الفتاوى الكبرى‬
‫"المصرية" من صم ‪ 296 – 1‬وسيأتي الكلم‬
‫على الفتاوى الكبرى في حرف الفاء‪.‬‬
‫‪ -39‬التعريفات‪ .‬تأليف‪ :‬علي بن محمد‬
‫الجرجاني ت ‪ 816‬هم‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1403‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -40‬تفسير القرآن العظيم لبي الفداء‬
‫إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫مسمى الجامع‬ ‫‪ -41‬تفسير القرطبي ال ُ‬
‫لحكام القرآن‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب – نشر دار‬
‫الكتاب العربي بالقاهرة سنة ‪ 1387‬هم‪.‬‬
‫‪ -42‬تقريب التهذيب لشهاب الدين أحمد بن‬
‫علي بن حجر العسقلني الشافعي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد عوامة‪ ،‬ط‪ .‬دار الرشيد‪ ،‬سوريا‪ ،‬حلب‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪ 1406‬هم‪.‬‬
‫‪ -43‬تلخيص المستدرك على الصحيحين‬
‫‪823‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫للذهبي مطبوع في ذيل المستدرك للحاكم‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -44‬تلقيح فهوم أهل الثر في عيون التاريخ‬
‫والسير للمام أبي الفرج ابن الجوزي‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫إدارة إحياء السنة‪.‬‬
‫‪ -45‬تنزيه الشريعة المرفوعة عن الخبار‬
‫الشنيعة الموضوعة لبي الحسن علي بن‬
‫محمد بن عراق الكناني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الوهاب‬
‫العبد اللطيف‪ ،‬وعبد الله محمد الصديق‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ 1401‬هم‪.‬‬
‫‪ -46‬تهذيب التهذيب لبن حجر العسقلني‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪1327‬هم‪ ،‬ط‪ .‬الهند‪.‬‬
‫‪ -47‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‬
‫للحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف‬
‫المزي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬ط‪.‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫سنة ‪ 1408‬هم‪.‬‬
‫‪ -48‬مراجعة‪ :‬النجار والبجاوي وعبد السلم‬
‫هارون وآخرون‪ ،‬نشر‪ :‬الدار المصرية للتأليف‬
‫والترجمة‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1396‬هم‪.‬‬
‫‪ -49‬نشر‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪824‬‬
‫الرافضة‬
‫الطبعة الثانية سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫‪ -50‬كتاب الثقافات‪.‬‬
‫‪ -51‬جامع بيان العلم وفضله لبن عبد البر‪.‬‬
‫‪ -52‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن لبي‬
‫جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬ط‪ .‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت – لبنان سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -53‬جامع الرسائل والمسائل لبن تيمية‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد رشاد سالم‪ ،‬ط‪ .‬دار المدني‬
‫– جدة‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -54‬الجامع الصغير للسيوطي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة‬
‫الحلبوني‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ -55‬كتاب الجرح والتعديل "لبن أبي حاتم"‬
‫عبدالرحمن بن محمد بن إدريس الرازي‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1372‬هم ‪ -‬الهند‪ ،‬تصوير‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -56‬جمهرة أنساب العرب لبن حزم‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫‪ -57‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح‪.‬‬
‫لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬ط‪ .‬مطابع المجد‬
‫التجارية‪.‬‬
‫‪825‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -58‬الجوهر الثمين في سير الخلفاء‬
‫والملوك والسلطين‪ .‬تأليف‪ :‬إبراهيم بن‬
‫محمد العلئي المعروف بابن دقماق‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مراجعة‪ :‬د‪.‬‬
‫أحمد السيد دراج‪ ،‬ط‪ .‬جامعة أم القرى –‬
‫مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ -59‬حجة القراءات‪ .‬تأليف‪ :‬أبي زرعة عبد‬
‫الرحمن بن محمد بن زنجلة‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعيد‬
‫الفغاني‪ ،‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫‪ -60‬الحجة للقراء السبعة أئمة المصار‬
‫بالحجاز والعراق والشام‪ .‬تأليف‪ :‬أبي علي‬
‫الحسن بن عبد الغفار الفارسي‪ .‬تحقيق‪ :‬بدر‬
‫الدين قهوجي وغيره‪ ،‬نشر‪ :‬دار المأمون‬
‫للتراث – دمشق‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1404‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -61‬حلية الولياء وطبقات الصفياء للحافظ‬
‫أبي نعيم أحمد بن عبد الله الصفهاني‪ ،‬ت‬
‫سنة ‪ 430‬هم‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬نشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت سنة ‪ 1409‬هم‪.‬‬
‫‪ -62‬حياة شيخ السلم ابن تيمية للبيطار‪،‬‬
‫ط‪ .‬المكتب السلمي‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪826‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -63‬خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي‬
‫طالب ‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي عبد الرحمن أحمد بن‬
‫شعيب النسائي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد ميرين‬
‫البلوشي‪ ،‬ط‪ .‬مطبعة الفيصل‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة‬
‫العل – الكويت‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1406‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -64‬خلصة تذهيب تهذيب الكمال في‬
‫أسماء الرجال‪ ،‬تأليف‪ :‬صفي الدين أحمد بن‬
‫عبد الله الخزرجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود عبد‬
‫الوهاب فايد‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة القاهرة‪ ،‬ط‪.‬‬
‫مطبعة الفجالة الجديدة‪ ،‬سنة ‪ 1392‬هم‪.‬‬
‫‪ -65‬خلق أفعال العبار‪ .‬تأليف‪ :‬المام‪ /‬محمد‬
‫بن إسماعيل البخاري‪ ،‬تخريج وتعليق‪ :‬بدر‬
‫البدر‪ ،‬ط‪ .‬الدار السلفية‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -66‬درء تعارض العقل والنقل لشيخ السلم‬
‫ابن تيمية‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد رشاد سالم‪ ،‬ط‪.‬‬
‫جامعة المام محمد بن سعود السلمية –‬
‫الرياض‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1399‬هم‪.‬‬
‫‪ -67‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬المام أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد سيد جاد الحق‪.‬‬
‫‪827‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الطبعة الثانية سنة ‪ 1385‬هم‪ ،‬ط‪ .‬المدني –‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -68‬الدر المنثور في التفسير بالمأثور‪.‬‬
‫للمام عبد الرحمن جلل الدين السيوطي‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫‪ -69‬دلئل النبوة للحافظ أبي نعيم‬
‫الصبهاني ت ‪ 430‬هم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد رواس‬
‫قلعة جي‪ ،‬تخريج‪ :‬عبد البر عباس‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫المكتبة العربية – حلب‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1390‬هم‪.‬‬
‫‪ -70‬ذكر مذاهب الفرق الثنتين وسبعين‬
‫المخالفة للسنة والمبتدعين‪ ،‬تصنيف الشيخ‪:‬‬
‫عبد الله بن أسعد اليافعي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫موسى بن سليمان الدويش‪ ،‬ط‪ .‬شركة‬
‫الصفحات الذهبية‪ .‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪1410‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬دار البخاري – بريدة‪.‬‬
‫‪ -71‬الذيل على طبقات الحنابلة‪ .‬تأليف ابن‬
‫رجب الحنبلي‪ ،‬نشر‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪ .‬صورة الطبعة الولى سنة ‪ 1372‬هم‪.‬‬
‫‪ -72‬ذيول العبر في خبر من غبر‪ .‬تأليف‬
‫الحافظ الذهبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد السعيد بن‬
‫بسيوني زغلول‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية –‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪828‬‬
‫الرافضة‬
‫بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1405‬‬
‫هم‪.‬‬
‫‪ -73‬الرحيق المختوم‪ .‬تأليف‪ :‬صفي الدين‬
‫المباركفوري‪ ،‬الطبعة الرابعة سنة ‪ 1408‬هم‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن –‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -74‬رد المام الدارمي عثمان بن سعيد‬
‫علي بشر المريسي العنيد‪ ،‬صححه‪ :‬محمد‬
‫حامد الفقي‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‬
‫– لبنان‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1358‬هم‪.‬‬
‫‪ -75‬الرد على الخنائي واستحباب زيارة خير‬
‫البرية الزيارة الشرعية لشيخ السلم ابن‬
‫تيمية‪ .‬تحقيق‪ :‬الشيخ عبد الرحمن بن يحيى‬
‫المعلمي‪ ،‬طبع ونشر‪ :‬الرئاسة العامة‬
‫لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة‬
‫والرشاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫‪ -76‬الرد على أهل وحدة الوجود‪ :‬حقيقة‬
‫مذهب التحاديين أو وحدة الوجود وبيان‬
‫بطلنه بالبراهين النقلية والعقلية لشيخ‬
‫السلم ابن تيمية‪ ،‬تعليق‪ :‬محمد رشيد رضا‪.‬‬
‫نشر‪ :‬إدارة الترجمة والتأليف فيصل آباد –‬
‫باكستان‪.‬‬
‫‪829‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫‪ -77‬الرد على البكري – تلخيص كتاب‬
‫الستغاثة تأليف شيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫الطبعة الثانية سنة ‪ 1405‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬الدار‬
‫العلمية‪ .‬دلهي – الهند‪.‬‬
‫‪ -78‬الرد على الجهمية‪ .‬تأليف‪ :‬المام عثمان‬
‫بن سعيد الدارمي‪ .‬تخريج‪ :‬بدر البدر الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1405‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬الدار السلفية‪.‬‬
‫‪ -79‬الرد على الجهمية والزنادقة فيما‬
‫شكوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه على‬
‫غير تأويله‪ .‬تأليف‪ :‬المام أبي عبد الله أحمد‬
‫بن محمد بن حنبل رحمه الله‪ ،‬تعليق‪:‬‬
‫إسماعيل النصاري‪ .‬نشر رئاسة إدارات‬
‫البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد –‬
‫الرياض‪ ،‬ويليه كتاب السنة للمام أحمد بن‬
‫حنبل‪.‬‬
‫‪ -80‬كتاب الرد على المنطقيين‪ .‬تأليف‪ :‬شيخ‬
‫السلم ابن تيمية رحمه الله‪ ،‬الطبعة الرابعة‬
‫سنة ‪ 1402‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬دار ترجمان المة‪،‬‬
‫لهور – باكستان‪.‬‬
‫‪ -81‬الرد الوافر على من زعم بأن من‬
‫سمي ابن تيمية شيخ السلم فهو كافر‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬ابن ناصر الدين الدمشقي‪ ،‬ت‪842 :‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪830‬‬
‫الرافضة‬
‫هم‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬ط‪ .‬المكتب‬
‫السلمي – بيروت‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1400‬هم‪.‬‬
‫‪ -82‬الرسالة المدنية‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي العباس‬
‫أحمد بن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬الوليد بن عبد‬
‫الرحمن الفريان‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1408‬‬
‫هم‪ ،‬ط‪ .‬دار طيبة للنشر والتوزيع – الرياض‪.‬‬
‫‪ -83‬الرياض النضرة في مناقب العشرة‪.‬‬
‫تأليف‪ :‬محب الدين أبي العباس أحمد بن عبد‬
‫الواحد بن محمد الطبري شيخ الحرم‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪ 694‬هم في جمادى الخرة‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -84‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪ .‬تأليف‪:‬‬
‫ابن القيم الجوزية‪ ،‬حقق نصوصه وخرج‬
‫أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب الرناؤوط – عبد‬
‫القادر الرناؤوط‪ ،‬الطبعة الثامنة سنة ‪1405‬‬
‫هم‪ ،‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة – بيروت – مكتبة‬
‫المنار السلمية – الكويت‪.‬‬
‫‪ -85‬السبعينية وُيسمى‪ :‬بغية المرتاد في‬
‫الرد على المتفلسفة والقرامطية والباطنية‬
‫أهل اللحاد من القائلين بالحلو والتحاد‪.‬‬
‫‪831‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫تأليف‪ :‬شيخ السلم أحمد بن عبد الحليم بن‬
‫تيمية‪ ،‬مطبوع في الجزء السادس من‬
‫الفتاوى الكبرى "المصرية"‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور‬
‫موسى بن سليمان الدويش‪ ،‬ط‪ .‬دار العلوم‬
‫والحكم‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1408‬هم‪.‬‬
‫‪ -86‬سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من‬
‫فقهها وفوائدها‪ .‬تأليف‪ :‬محمد ناصر الدين‬
‫اللباني‪ ،‬نشر‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة – بيروت‪ ،‬سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫‪ -87‬سنن ابن ماجه‪ .‬تاليف‪ :‬الحافظ أبي عبد‬
‫الله محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬تحقيق وترقيم‪:‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -88‬سنن أبي داود‪ .‬تأليف‪ :‬الحافظ أبي داود‬
‫سليمان بن الشعث السجستاني‪ ،‬تعليق‪:‬‬
‫عزت عبيد الدعاس وعادل السيد‪ ،‬ط‪ .‬دار‬
‫الحديث‪ ،‬حمص – سوريا – الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1394‬هم‪.‬‬
‫‪ -89‬السنن الكبرى‪ .‬تأليف‪ :‬أبي بكر أحمد‬
‫بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬وفي ذيله‬
‫الجوهر النقي ويليه فهرس الحاديث ليوسف‬
‫المرعشلي‪ ،‬دار المعرفة – بيروت – لبنان‪،‬‬
‫توزيع‪ :‬مكتبة دار المعارف – السعودية‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪832‬‬
‫الرافضة‬
‫‪ -90‬سنن الترمذي‪ .‬تأليف‪ :‬أبي عيسى‬
‫محمد بن عيسى بن سورة الترمذي‪ ،‬تحقيق‬
‫أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم‬
‫عطوة‪ ،‬ط‪ .‬شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫البابي الحلبي وأولده – مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ 1395‬هم‪.‬‬
‫‪ -91‬سنن الدارقطني‪ .‬تأليف‪ :‬المام‬
‫مغني على‬ ‫الدارقطني‪ ،‬وبذيله التعليق ال ُ‬
‫الدارقطني لبي الطيب العظيم آبادي‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دار المحاسن للطباعة – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -92‬سنن الدارمي‪ .‬تأليف‪ :‬المام أبي محمد‬
‫عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام‬
‫الدارمي‪ ،‬ت‪ 255 :‬هم‪ ،‬عناية أحمد محمد‬
‫دهمان‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية – بيروت‪،‬‬
‫نشر‪ :‬دار إحياء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ -93‬سنن سعيد بن منصور‪ .‬تأليف‪ :‬المام‬
‫سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني‬
‫المكي‪ .‬حققه وعلق عليه‪ :‬حبيب الرحمن‬
‫العظمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1405‬هم‪.‬‬
‫‪ -94‬سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية‬
‫السندي‪ ،‬ترقيم‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪ .‬دار‬
‫‪833‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫البشائر السلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1406‬هم‪.‬‬
‫‪ -95‬السنة‪ .‬تأليف‪ :‬الحافظ أبي بكر وعمرو‬
‫مخلد الشيباني‪،‬‬‫بن أبي عاصم الضحاك بن ُ‬
‫ومعه ظلل الجنة في تخريج السنة لللباني‪،‬‬
‫المكتب السلمي‪ ،‬بيروت – لبنان – الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1400‬هم‪.‬‬
‫‪ -96‬السنة‪ .‬تأليف‪ :‬المام أحمد بن حنبل ‪‬‬
‫رواية أحمد بن جعفر بن يعقوب الصطخري‬
‫عنه‪) .‬وهو الرسالة على مسدد( صححها‬
‫وعلق عليها الشيخ‪ :‬إسماعيل النصاري‪ ،‬نشر‬
‫وتوزيع‪ :‬رئاسة إدارات البحوث العلمية‬
‫والفتاء والدعوة والرشاد – السعودية‪ ،‬وهو‬
‫مطبوع مع كتاب الرد على الجهمية والزنادقة‬
‫للمام أحمد‪.‬‬
‫‪ -97‬السنة‪ .‬تأليف‪ :‬أبي بكر احمد بن محمد‬
‫بن هارون بن يزيد الخلل‪ ،‬دراسة وتحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عطية الزهراني‪ ،‬ط‪ .‬دار الراية – الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1410‬هم‪.‬‬
‫‪ -98‬السنة‪ .‬تأليف‪ :‬المام عبد الله بن المام‬
‫أحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد سعيد القحطاني‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دار ابن القيم – الدمام‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪834‬‬
‫الرافضة‬
‫‪1406‬هم‪.‬‬
‫‪ -99‬سير أعلم النبلء‪ .‬تأليف‪ :‬شمس الدين‬
‫محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي‪ ،‬ت‪748 :‬‬
‫هم‪ ،‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1405‬هم‪ ،‬تحقيق وتخريج‪:‬‬
‫شعيب الرناؤوط وآخرين‪.‬‬
‫السيرة النبوية‪ .‬تأليف‪ :‬أبي محمد‬ ‫‪-100‬‬
‫عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مصطفى السقا وغيره‪ ،‬ط‪ .‬مطبعة‬
‫مصطفى البابي الحلبي وأولده – مصر‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1355‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي –‬
‫بيروت‪.‬‬
‫شذرات الذهب في أخبار من‬ ‫‪-101‬‬
‫ذهب‪ .‬تأليف‪ :‬أبي الفلح عبد الحي بن العماد‬
‫الحنبلي‪ ،‬ط‪ .‬دار الفكر – بيروت – لبنان‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1399‬هم‪.‬‬
‫شرح أصول اعتقاد أهل السنة‬ ‫‪-102‬‬
‫والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع‬
‫الصحابة والتابعين من بعدهم‪ .‬تأليف‪ :‬أبي‬
‫القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور‬
‫الطبري الللكائي‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور أحمد‬
‫سعد حمدان‪ ،‬نشر‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع‬
‫‪835‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫– الرياض‪.‬‬
‫الشرح والبانة على أصول الديانة‬ ‫‪-103‬‬
‫ومجانبة المخالفين ومباينة أهل الهواء‬
‫المارقين‪ .‬تاليف‪ :‬عبيد الله بن محمد بن بطة‬
‫العكبري‪ ،‬تحقيق وتعليق ودراسة‪ :‬د‪ .‬رضا بن‬
‫معطي‪ ،‬نشر‪ :‬المكتبة الفيصلية –‬ ‫نعسان ُ‬
‫مكة المكرمة‪ ،‬ط‪ .‬دار التوفيق النموذجية‪.‬‬
‫شرح السنة‪ .‬تأليف‪ :‬أبي محمد‬ ‫‪-104‬‬
‫الحسين بن مسعود الفراء البغوي‪ ،‬حققه‬
‫وعلق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬شعيب الرناؤوط‬
‫وزهير الشاويش‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫شرح العقيدة الصفهانية‪ .‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-105‬‬
‫أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية‪،‬‬
‫قدم له وعرف به‪ :‬حسنين محمد مخلوف‪،‬‬
‫ط‪ .‬مطبعة العتصام – القاهرة‪ ،‬نشر‪ :‬دار‬
‫الكتب السلمية – مصر‪.‬‬
‫الشريعة‪ .‬تأليف‪ :‬المام أبي بكر‬ ‫‪-106‬‬
‫محمد بن الحسن الجري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫حامد الفقي‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتب العلمية –‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫الشهادة الزكية في ثناء الئمة‬ ‫‪-107‬‬
‫على ابن تيمية‪ .‬تأليف‪ :‬مرعي بن يوسف‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪836‬‬
‫الرافضة‬
‫الكرمي الحنبلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬نجم عبد الرحمن‬
‫خلف‪ ،‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة – الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫الشيعة والسنة )فرق وتاريخ(‪.‬‬ ‫‪-108‬‬
‫تأليف‪ :‬الستاذ‪ :‬إحسان إلهي ظهير )رحمه‬
‫الله( الطبعة الولى سنة ‪ 1404‬هم‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫إدارة ترجمان السنة – باكستان‪.‬‬
‫الصارم المسلول على شاتم‬ ‫‪-109‬‬
‫الرسول لشيخ السلم ابن تيمية رحمه الله‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪.‬‬
‫عالم الكتب سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫صحيح البخاري‪ .‬ترقيم محمد فؤاد‬ ‫‪-110‬‬
‫عبد الباقي‪ ،‬ط‪ .‬المكتب السلمي – تركيا‬
‫سنة ‪1979‬م‪.‬‬
‫صحيح الجامع الصغير وزيادته‬ ‫‪-111‬‬
‫للعلمة اللباني‪ ،‬ط‪ :‬المكتب السلمي –‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫صحيح سنن ابن ماجه لللباني‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪-112‬‬
‫المكتب السلمي – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1407‬هم‪.‬‬
‫صحيح مسلم‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد‬ ‫‪-113‬‬
‫عبد الباقي‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء التراث – بيروت‪،‬‬
‫‪837‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1375‬هم‪.‬‬
‫صريح السنة لبن جرير الطبري‪،‬‬ ‫‪-114‬‬
‫تحقيق‪ :‬بدر بن يوسف المعتوق‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1405‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬دار الخلفاء‬
‫للكتاب السلمي‪.‬‬
‫كتاب الصفدية لبن تيمية‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-115‬‬
‫د‪ .‬محمد رشاد سالم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬نشر‪:‬‬
‫مكتبة ابن تيمية – القاهرة‪.‬‬
‫صفة الصفوة لبي الفرج ابن‬ ‫‪-116‬‬
‫الجوزي‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬محمود فاخوري‪،‬‬
‫تخريج د‪ .‬محمد رواس جي‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ 1399‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫الضعفاء الكبير‪ .‬تأليف محمد بن‬ ‫‪-117‬‬
‫عمرو بن موسى العقيلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫معطي أمين قلعجي‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية‬ ‫ال ُ‬
‫– بيروت‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫الضعفاء والمتروكون للدارقطني‪،‬‬ ‫‪-118‬‬
‫تحقيق‪ :‬موفق بن عبد الله بن عبد القادر‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مكتبة المعارف – الرياض‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫كتاب الضعفاء والمتروكين‬ ‫‪-119‬‬
‫للنسائي‪ .‬تحقيق‪ :‬كما يوسف الحوت وغيره‪،‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪838‬‬
‫الرافضة‬
‫ط‪ .‬مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫ضعيف الجامع الصغير وزيادته‬ ‫‪-120‬‬
‫لللباني‪ ،‬ط‪ :‬المكتب السلمي – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫طبقات الحنابلة للقاضي محمد بن‬ ‫‪-121‬‬
‫أبي يعلي‪ ،‬ط‪ .‬دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫طبقات الشافعية للسنوي‪ .‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-122‬‬
‫عبد الرحيم السنوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال يوسف‬
‫الحوت‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1407‬هم‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دار الكتب العلمية – بيروت‪.‬‬
‫طبقات الشافعية لبن قاضي‬ ‫‪-123‬‬
‫شهبة‪ .‬تعليق الحافظ‪ :‬عبد العليم خان‪،‬‬
‫ترتيب‪ :‬د‪ .‬عبد الله أنيس الطباع‪ ،‬ط‪ .‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1407‬هم‪.‬‬
‫طبقات الشافعية الكبرى‪ .‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-124‬‬
‫عبد الوهاب بن علي السبكي‪ ،‬ط‪ .‬دار‬
‫المعرفة – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫طبقات الفقهاء للشيرازي‪،‬‬ ‫‪-125‬‬
‫تصحيح‪ :‬خليل الميس‪ ،‬ط‪ .‬دار القلم –‬
‫بيروت‪.‬‬
‫الطبقات الكبرى لبن سعد‪ ،‬ط‪.‬‬ ‫‪-126‬‬
‫‪839‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫دار بيروت سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫ظلل الجنة في تخريج السنة‬ ‫‪-127‬‬
‫لللباني‪ ،‬ط‪ :‬المكتب السلمي – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1400‬هم )وهو مطبوع‬
‫مع كتاب السنة لبن أبي عاصم(‪.‬‬
‫العبر في خبر من غبر للحافظ‬ ‫‪-128‬‬
‫الذهبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد السعيد زغلول‪ ،‬ط‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫العقود الدرية من مناقب شيخ‬ ‫‪-129‬‬
‫السلم أحمد بن تيمية‪ .‬تأليف‪ :‬محمد بن‬
‫أحمد بن عبد الهادي‪ ،‬ط‪ :‬المدني – مصر‪.‬‬
‫العلو للعلي الغفار‪ ،‬لشمس الدين‬ ‫‪-130‬‬
‫الذهبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن محمد عثمان‪،‬‬
‫ط‪ :‬دار الفكر – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية سنة‬
‫‪ 1388‬هم‪.‬‬
‫عمدة التفسير عن الحافظ ابن‬ ‫‪-131‬‬
‫كثير‪ ،‬اختصار وتحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪،‬‬
‫ط‪ -‬مصر‪.‬‬
‫العواصم من القواصم في تحقيق‬ ‫‪-132‬‬
‫مواقف الصحابة بعد وفاة النبي ‪ ‬للقاضي‬
‫أبي بكر بن العربي‪ ،‬تحقيق‪ :‬العلمة محب‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪840‬‬
‫الرافضة‬
‫الدين الخطيب‪ ،‬تخريج‪ :‬محمود مهدي‬
‫الستانبولي‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتب السلفية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫غاية النهاية في طبقات القراء‬ ‫‪-133‬‬
‫للجزري‪ ،‬ت‪ 833 :‬هم‪ ،‬نشر‪ :‬برجستراسر‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫الفتاوى الكبرى لبن تيمية‬ ‫‪-134‬‬
‫"الفتاوى المصرية" لشيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫ط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪.‬‬ ‫‪-135‬‬
‫تأليف‪ :‬أحمد بن علي بن حجر العسقلني‪،‬‬
‫ترقيم‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬تصحيح‪:‬‬
‫محب الدين الخطيب‪ ،‬ط‪ .‬المكتبة السلفية‪.‬‬
‫فتح رب البرية بتلخيص الحموية‪.‬‬ ‫‪-136‬‬
‫تأليف‪ :‬فضيلة الشيخ‪ /‬محمد بن صالح‬
‫العثيمين‪ ،‬ط‪ :‬جامعة المام محمد بن سعود‬
‫السلمية – الرياض‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫الفتوى الحموية الكبرى لشيخ‬ ‫‪-137‬‬
‫السلم ابن تيمية‪ ،‬تقديم‪ :‬محمد عبد الرازق‬
‫‪841‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫حمزة‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة المدني – مصر‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء‬ ‫‪-138‬‬
‫الشيطان لبن تيمية رحمه الله‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير‬
‫الشاويش‪ ،‬ط‪ :‬المكتب السلمي – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ 1405 ،‬هم‪.‬‬
‫الفرق بين الفرق‪ .‬تأليف‪ :‬عبد‬ ‫‪-139‬‬
‫القاهر بن طاهر البغدادي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬نشر‪ :‬دار المعرفة‬
‫– بيروت – لبنان‪ ،‬الفرق الكلمية السلمية‪،‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الفتاح المغربي‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫نشر مكتبة وهبة – مصر‪.‬‬
‫الفصل في الملل والهواء والنحل‬ ‫‪-140‬‬
‫لبن حزم‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد إبراهيم نصر‪ ،‬و‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن عميرة‪ ،‬ط‪ :‬دار الجيل‪،‬‬
‫بيروت سنة ‪1405‬هم‪.‬‬
‫كتاب فضائل الصحابة للمام أحمد‬ ‫‪-141‬‬
‫بن حنبل‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬وصي الله بن محمد‬
‫عباس‪ ،‬ط‪ :‬جامعة أم القرى – مكة المكرمة‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫الفوائد المجموعة في الحاديث‬ ‫‪-142‬‬
‫الموضوعة‪ .‬تأليف‪ :‬محمد بن علي الشوكاني‪،‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪842‬‬
‫الرافضة‬
‫معلمي‪،‬‬ ‫تحقيق‪ :‬عبد الرحمن بن يحيى ال ُ‬
‫تصحيح‪ :‬عبد الوهاب عبد اللطيف‪ ،‬ط‪.‬‬
‫مطبعة السنة المحمدية – مصر‪ ،‬سنة‬
‫‪1398‬هم‪.‬‬
‫القاعدة المراكشية لشيخ السلم‬ ‫‪-143‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬ناصر بن سعد الرشيد‪،‬‬
‫معطي‪ ،‬ط‪ .‬دار‬ ‫والستاذ‪ :‬رضا بن نعسان ُ‬
‫طيبة – الرياض‪.‬‬
‫القاموس المحيط للفيروزابادي‪،‬‬ ‫‪-144‬‬
‫طبع وتحقيق‪ :‬مؤسسة الرسالة – بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1406‬هم‪.‬‬
‫القرامطة‪ .‬تأليف‪ :‬محمود شاكر‪،‬‬ ‫‪-145‬‬
‫طبع ونشر‪ :‬المكتب السلمي – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الثانية سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫الكاشف في معرفة من له رواية‬ ‫‪-146‬‬
‫في الكتب الستة‪ :‬للمام الذهبي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1403‬هم‪ ،‬دار الكتب العلمية –‬
‫بيروت‪.‬‬
‫الكافي‪ :‬للكليني‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪-147‬‬
‫السلمية – طهران – إيران‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫سنة ‪ 1388‬هم‪.‬‬
‫الكامل في التاريخ لبن الثير‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪-148‬‬
‫‪843‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫دار صادر – بيروت – لبنان‪ 1402 ،‬هم‪.‬‬
‫الكامل في ضعفاء الرجال للمام‬ ‫‪-149‬‬
‫أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دار الفكر – بيروت – الطبعة الثانية سنة‬
‫‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫كشف الخفاء ومزيل اللباس عما‬ ‫‪-150‬‬
‫اشتهر من الحاديث على ألسنة الناس‬
‫للعجلوني‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة سنة ‪ 1351‬هم‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي – بيروت‪.‬‬
‫الكشف عن وجوه القراءات السبع‬ ‫‪-151‬‬
‫وعللها وحججها‪ ،‬تأليف‪ :‬مكي بن أبي طالب‬
‫القيسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محيي الدين رمضان‪،‬‬
‫نشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة‬
‫الثالثة سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫الكنى والسماء للمام مسلم بن‬ ‫‪-152‬‬
‫الحجاج القشيري‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرحيم‬
‫القشيري‪ ،‬ط‪ :‬الجامعة السلمية – المدينة‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫درية في مناقب‬‫الكواكب ال ُ‬ ‫‪-153‬‬
‫المجتهد ابن تيمية‪ .‬تأليف‪ :‬المام مرعي بن‬
‫يوسف الكرمي الحنبلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬نجم عبد‬
‫الرحمن خلف‪ ،‬ط‪ :‬دار الغرب السلمي –‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪844‬‬
‫الرافضة‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1406‬هم‪.‬‬
‫اللباب في تهذيب النساب‪ .‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-154‬‬
‫عز الدين ابن الثير الجزري‪ ،‬ط‪ :‬دار صادر –‬
‫بيروت‪ ،‬سنة ‪ 1400‬هم‪.‬‬
‫لسان العرب لبن منظور‪ ،‬ط‪ :‬دار‬ ‫‪-155‬‬
‫صادر – بيروت‪.‬‬
‫لسان الميزان لبن حجر‬ ‫‪-156‬‬
‫العسقلني‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪ 1390‬هم‪،‬‬
‫"صورة للطبعة الولى بالهند سنة ‪1330‬‬
‫هم"‪ ،‬نشر‪ :‬مؤسسة العلمي للمطبوعات –‬
‫بيروت – لبنان‪.‬‬
‫الماتريدية وموقفهم من السماء‬ ‫‪-157‬‬
‫والصفات‪ ،‬شمس الدين محمد أشرف‪،‬‬
‫رسالة ماجستير سنة ‪ 1409‬هم‪.‬‬
‫متن القصيدتين النونية والميمية‪،‬‬ ‫‪-158‬‬
‫تأليف‪ :‬ابن القيم‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪،‬‬
‫القاهرة سنة ‪ 1407‬هم‪.‬‬
‫مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪،‬‬ ‫‪-159‬‬
‫تأليف‪ :‬نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي‬
‫بتحرير العراقي وابن حجر‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتاب‬
‫العربي – بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الثالثة سنة‬
‫‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫‪845‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مجمل اللغة‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي الحسين‬ ‫‪-160‬‬
‫أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي‪ ،‬دراسة‬
‫وتحقيق‪ :‬زهير بن عبد المحسن سلطان‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫مجموع فتاوى شيخ السلم أحمد‬ ‫‪-161‬‬
‫بن تيمية‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبد الرحمن بن‬
‫محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي‬
‫وساعده ابنه محمد‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية –‬
‫مصر‪.‬‬
‫محدثين‬ ‫كتاب المجروحين من ال ُ‬ ‫‪-162‬‬
‫والضعفاء والمتروكين‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد بن‬
‫حبان بن أحمد بن حاتم التميمي البستي‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمود بن إبراهيم زايد‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫مختار الصحاح‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد بن‬ ‫‪-163‬‬
‫أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬ط‪ :‬مؤسسة‬
‫علوم القرآن‪ ،‬دمشق سنة ‪ 1403‬هم‪.‬‬
‫مختصر العلو للعلي الغفار‪ ،‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-164‬‬
‫شمس الدين الذهبي‪ ،‬اختصار اللباني‪ ،‬ط‪:‬‬
‫المكتب السلمي – بيروت – الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1401‬هم‪.‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪846‬‬
‫الرافضة‬
‫مراصد الطلع على أسماء‬ ‫‪-165‬‬
‫المكنة والبقاع "وهو مختصر معجم البلدان‬
‫لياقوت"‪ .‬تأليف‪ :‬صفي الدين عبد المؤمن بن‬
‫عبد الحق البغدادي‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي بن محمد‬
‫البجاوي‪ ،‬ط‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1374‬هم‪.‬‬
‫مسائل المام أحمد رواية إسحاق‬ ‫‪-166‬‬
‫بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫زهير الشاويش‪ ،‬ط‪ :‬المكتب السلمي –‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1400‬هم‪.‬‬
‫مسائل المام أحمد رواية أبي داود‬ ‫‪-167‬‬
‫سليمان بن الشعث السجستاني‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫المعرفة – بيروت‪ ،‬نشر‪ :‬محمد رشيد رضا‪.‬‬
‫مسائل المام أحمد بن حنبل رواية‬ ‫‪-168‬‬
‫ابنه عبد الله‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬ط‪:‬‬
‫المكتب السلمي – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1401‬هم‪.‬‬
‫المستدرك على الصحيحين‪،‬‬ ‫‪-169‬‬
‫تأليف‪ :‬المام أبي عبد الله الحاكم‬
‫النيسابوري‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتاب العربي –‬
‫بيروت‪.‬‬
‫المستدرك على معجم المؤلفين‪،‬‬ ‫‪-170‬‬
‫‪847‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫تأليف‪ :‬عمر رضا كحالة‪ ،‬ط‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة – بيروت – الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1406‬هم‪.‬‬
‫مسند أبي بكر الصديق ‪ ‬تصنيف‪:‬‬ ‫‪-171‬‬
‫أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد الموري‬
‫المروزي‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬شعيب الرناؤوط‪،‬‬
‫ط‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1399‬هم‪.‬‬
‫مسند المام أحمد بن حنبل‬ ‫‪-172‬‬
‫وبهامشه منتخب كنز العمال‪ .‬ط‪ :‬دار صادر –‬
‫بيروت – لبنان‪.‬‬
‫المسند‪ .‬تحقيق أحمد شاكر‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪-173‬‬
‫دار المعارف – مصر – الطبعة الرابعة سنة‬
‫‪ 1373‬هم‪.‬‬
‫مسند‪ .‬لعبد الله بن الزبير‬‫ال ُ‬ ‫‪-174‬‬
‫الحميدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن العظمي‪،‬‬
‫ط‪ :‬عالم الكتب – بيروت‪.‬‬
‫مسند أبي داود الطيالسي للحافظ‬ ‫‪-175‬‬
‫الكبير سليمان بن داود الجارود‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫كتاب مشاهير علماء المصار‪،‬‬ ‫‪-176‬‬
‫تأليف‪ :‬محمد بن حبان البستي‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪848‬‬
‫الرافضة‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬نشر‪ :‬م‪ .‬فليشهمر‪.‬‬
‫مصابيح السنة‪ ،‬تأليف‪ :‬الحسين بن‬ ‫‪-177‬‬
‫مسعود بن محمد الفراء البغوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي ومحمد‬
‫سليم سمارة وجمال حمدي الذهبي‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫المعرفة – بيروت – الطبعة الولى سنة‬
‫‪1407‬هم‪.‬‬
‫مصنف في الحاديث‬ ‫الكتاب ال ُ‬ ‫‪-178‬‬
‫والثار للحافظ أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حققه‬
‫وصححه‪ :‬عامر العمري العظمي‪ ،‬ط‪ :‬الدار‬
‫السلفية – الهند سنة ‪ 1390‬هم‪.‬‬
‫المصنف‪ .‬لبي بكر عبد الرازق بن‬ ‫‪-179‬‬
‫همام الصنعاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن‬
‫العظمي‪ ،‬نشر‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية سنة ‪1403‬هم‪.‬‬
‫المطالب العالية بزوائد المسانيد‬ ‫‪-180‬‬
‫الثمانية‪ ،‬تأليف‪ :‬الحافظ بن حجر بن أحمد بن‬
‫علي العسقلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن‬
‫العظمي‪ ،‬ط‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫المعارف‪ .‬لبن قتيبة‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪-181‬‬
‫ثروت عكاشة‪ ،‬ط‪ .‬دار المعارف – مصر‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫‪849‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫معجم البلدان‪ ،‬تأليف‪ :‬ياقوت‬ ‫‪-182‬‬
‫الحموي البغدادي‪ ،‬ط‪ :‬دار صادر – بيروت‬
‫سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫المعجم الكبير‪ ،‬تأليف سليمان بن‬ ‫‪-183‬‬
‫أحمد الطبراني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي عبد المجيد‬
‫السلفي‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة الوطن العربي –‬
‫العراق‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1400‬هم‪.‬‬
‫المعجم المشتمل على ذكر أسماء‬ ‫‪-184‬‬
‫شيوخ الئمة النبل‪ ،‬تأليف‪ :‬علي بن الحسن‬
‫بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬سكينة الشهابي‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر –‬
‫دمشق‪ ،‬سنة ‪ 1401‬هم‪.‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي‬ ‫‪-185‬‬
‫الحسن أحمد بن فارس بن زكريا‪ ،‬تحقيق‬
‫وضبط‪ :‬عبد السلم محمد هارون‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية سنة ‪ 1389‬هم‪.‬‬
‫معجم المؤلفين‪ ،‬تأليف عمر رضا‬ ‫‪-186‬‬
‫كحالة‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫معرفة الصحابة‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي نعيم‬ ‫‪-187‬‬
‫الصبهاني‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬د‪ .‬محمد راضي‬
‫بن حاج عثمان‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة الحرمين –‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪850‬‬
‫الرافضة‬
‫الرياض‪.‬‬
‫معرفة القراء الكبار على الطبقات‬ ‫‪-188‬‬
‫والعصار‪ ،‬تأليف‪ :‬شمس الدين أبي عبد الله‬
‫محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي‪ ،‬حققه‬
‫وقيد نصه وعلق عليه‪ :‬بشار عواد معروف‪،‬‬
‫وشعيب الرناؤوط‪ ،‬وصالح مهدي عباس‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الولى‬
‫سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫مقالت السلميين واختلف‬ ‫‪-189‬‬
‫مصلين‪ ،‬تأليف‪ :‬المام أبي الحسن علي بن‬ ‫ال ُ‬
‫إسماعيل الشعري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي‬
‫الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة النهضة‬
‫المصرية – الطبعة الثانية سنة ‪ 1389‬هم‪.‬‬
‫الملل والنحل‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي الفتح‬ ‫‪-190‬‬
‫محمد بن عبد الكريم الشهرستاني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد سيد كيلني‪ ،‬نشر‪ :‬دار المعرفة –‬
‫بيروت‪ ،‬طبع سنة ‪ 1400‬هم‪.‬‬
‫المنار المنيف في الصحيح‬ ‫‪-191‬‬
‫والضعيف‪ ،‬تأليف‪ :‬شمس الدين أبي عبد الله‬
‫محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم‬
‫الجوزية‪ ،‬حققه وخرج نصوصه وعلق عليه‬
‫عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة المطبوعات‬
‫‪851‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫السلمية – حلب – الطبعة الثانية سنة‬
‫‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫مناظرة ابن تيمية في عقيدته‬ ‫‪-192‬‬
‫الواسطية‪ ،‬تأليف‪ :‬شيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫رواية الشيخ علم الدين عن لسان شيخ‬
‫السلم ابن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪،‬‬
‫ط‪ :‬المكتب السلمي – بيروت – الطبعة‬
‫الولى سنة ‪ 1405‬هم‪.‬‬
‫مناقب الشافعي‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي بكر‬ ‫‪-193‬‬
‫أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬
‫صقر‪ ،‬ط‪ :‬دار التراث – القاهرة‪.‬‬
‫مناقب أمير المؤمنين عمر بن‬ ‫‪-194‬‬
‫الخطاب‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي الفرج عبد الرحمن بن‬
‫علي بن محمد الجوزي‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتورة‪/‬‬
‫زينب إبراهيم القاروط‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪1402‬‬
‫هم‪.‬‬
‫منهاج السنة النبوية لبن تيمية‪،‬‬ ‫‪-195‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد رشاد سالم ‪ ،2 – 1‬الطبعة‬
‫الولى دار العروبة سنة ‪ 1382‬هم‪ ،‬وطبعة‬
‫جامعة المام سنة ‪ 1406‬هم له كام ً‬
‫ل‪.‬‬
‫منهاج الكرامة في معرفة المامة‪،‬‬ ‫‪-196‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪852‬‬
‫الرافضة‬
‫تأليف‪ :‬ابن المطهر الحلي الرافضي في‬
‫محقق للدكتور‪ :‬محمد رشاد سالم‬ ‫مقدمة ال ُ‬
‫محققة‪ ،‬ط‪ :‬دار العروبة‬ ‫في نفس الطبعة ال ُ‬
‫سنة ‪ 1382‬هم‪.‬‬
‫منهج الشاعرة في العقيدة‬ ‫‪-197‬‬
‫)تعقيب على مقالت الصابوني(‪ ،‬تأليف‪ :‬د‪.‬‬
‫سفر بن عبد الرحمن الحوالي‪ ،‬ط‪ :‬الدار‬
‫السلفية – الكويت‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1407‬هم‪.‬‬
‫المنهج لحمد في تراجم أصحاب‬ ‫‪-198‬‬
‫أحمد‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي اليمن مجير الدين عبد‬
‫الرحمن بن محمد العليمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪ :‬عالم الكتب –‬
‫بيروت – الطبعة الثانية سنة ‪ 1404‬هم‪.‬‬
‫موارد الظمآن إلى زوائد ابن‬ ‫‪-199‬‬
‫حبان‪ ،‬تأليف‪ :‬الحافظ نور الدين علي بن أبي‬
‫بكر الهيثمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبدالرازق‬
‫حمزة‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت‪.‬‬
‫الموضوعات‪ ،‬تأليف‪ :‬المام أبي‬ ‫‪-200‬‬
‫الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي‬
‫القرشي‪ ،‬ضبط وتحقيق وتقديم‪ :‬عبد‬
‫الرحمن محمد عثمان‪ ،‬ط‪ :‬المكتبة السلفية –‬
‫المدينة المنورة – الطبعة الولى سنة ‪1386‬‬
‫‪853‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫هم‪.‬‬
‫كتاب النبوات‪ ،‬تأليف‪ :‬شيخ السلم‬ ‫‪-201‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت‪،‬‬
‫سنة ‪ 1402‬هم‪.‬‬
‫نزهة اللباب في اللقاب‪ ،‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-202‬‬
‫أحمد بن علي بن محمد المشهور بابن حجر‬
‫العسقلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز محمد بن‬
‫صالح السديري‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة الرشد – الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الولى سنة ‪ 1409‬هم‪.‬‬
‫نقض المنطق‪ ،‬تأليف‪ :‬شيخ‬ ‫‪-203‬‬
‫السلم ابن تيمية‪ ،‬حقق الصل المخطوط‬
‫وصححه‪ :‬محمد بن عبد الرازق حمزة‪،‬‬
‫وسليمان بن عبد الرحمن الصنيع‪ ،‬صححه‬
‫محمد حامد الفقي‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة السنة‬
‫المحمدية – القاهرة‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة السنة‬
‫المحمدية‪.‬‬
‫النهاية في غريب الحديث والثر‪،‬‬ ‫‪-204‬‬
‫تأليف‪ :‬مجد الدين أبي السعادات المبارك بن‬
‫محمد الجزري‪ ،‬تحقيق‪ :‬طاهر أحمد الزاوي‬
‫ومحمود محمد الطناحي‪ ،‬ط‪ :‬المكتبة العلمية‬
‫– بيروت‪.‬‬
‫النونية لبن القيم وهي التي‬ ‫‪-205‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪854‬‬
‫الرافضة‬
‫سماها الكافية الشافية في النتصار للفرقة‬
‫الناجية‪ ،‬نشر‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مطبعة التقدم العلمية – مصر‪.‬‬
‫هدي الساري مقدمة فتح الباري‪،‬‬ ‫‪-206‬‬
‫تأليف‪ :‬المام أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقلني‪ ،‬صححه‪ :‬محب الدين الخطيب‪،‬‬
‫ط‪ :‬المكتبة السلفية – مصر‪.‬‬
‫يحيى بن معين وكتابة التاريخ‪،‬‬ ‫‪-207‬‬
‫دراسة وترتيب وتحقيق‪ :‬د‪ .‬أحمد محمد نور‬
‫سيف‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز البحث العلمي وإحياء‬
‫التراث السلمي بجامعة الملك عبد العزيز –‬
‫مكة‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1399‬هم‪.‬‬
‫اليهودية والمسيحية‪ ،‬تأليف‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪-208‬‬
‫محمد ضياء الرحمن العظمي‪ ،‬ط‪ :‬هجر‬
‫للطباعة والنشر والعلن‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫الدار – المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة الولى سنة‬
‫‪ 1409‬هم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ :‬هاشم‬ ‫‪-209‬‬
‫بن سليمان البحراني‪ ،‬ط‪ .‬المطبعة العلمية‪/‬‬
‫قم‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫التبيان في تفسير القرآن تأليف‪:‬‬ ‫‪-210‬‬
‫أبي جعفر الطوسي ) ت ‪ 460‬هم( ‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪855‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫مكتبة القصير سنة ‪ 1379‬هم ‪ -‬النجف‪.‬‬
‫كتاب التفسير لبي نصر العياشي‪،‬‬ ‫‪-211‬‬
‫ط‪ :‬المكتبة العلمية السلمية – طهران‪.‬‬
‫الرائد في علم الفرائض‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪-212‬‬
‫الخطراوي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ 1403 ،‬هم‪ ،‬ط‪:‬‬
‫مؤسسة علوم القرآن – دمشق – سوريا‪.‬‬
‫صحيح سنن الترمذي لللباني‪،‬‬ ‫‪-213‬‬
‫نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬ط‪:‬‬
‫المكتب السلمي – بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪ 1408‬هم‪.‬‬
‫كتاب الفرائض للشيح عبد الصمد‬ ‫‪-214‬‬
‫الكاتب‪ ،‬الطبعة الولى ‪1408‬هم‪.‬‬
‫فضائح الباطنية لبي حامد‬ ‫‪-215‬‬
‫الغزالي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالرحمن بدوي‪ ،‬نشر‬
‫مؤسسة دار الكتب الثقافية – الكويت‪.‬‬
‫‪ -216‬مجممممع البيمممان فمممي تفسمممير القمممرآن‬
‫للطبرسي )من أعيان القرن السادس(‪.‬‬

‫***‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪856‬‬
‫الرافضة‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫المقدمة ‪4.................................................‬‬
‫* * *‪19.................................................‬‬
‫مدخل‪20................................................ :‬‬
‫* * *‪20.................................................‬‬
‫المبحث الول ‪21........................................‬‬
‫لمحات من حياة شيخ السلم وشيء من ثناء‬
‫العلماء عليه )‪661‬هم ‪728 -‬هم(‪21...................‬‬
‫* * *‪39.................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪40.......................................‬‬
‫أسباب تأليف المنهاج وأسلوب شيخ السلم في‬
‫المناقشة ‪40..............................................‬‬
‫* * *‪53.................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪54........................................‬‬
‫ابن المطهر ولمن ألف كتابه منهاج الكرامة ‪54...‬‬
‫المبحث الرابع‪71........................................‬‬
‫تعريف الشيعة والرافضة ‪71..........................‬‬
‫* * *‪80.................................................‬‬
‫المبحث الخامس‪81.....................................‬‬
‫بيان حال الرافضة وصفاتهم ‪81......................‬‬
‫الباب الول ‪134.........................................‬‬
‫عقيدة الرافضة ‪134....................................‬‬
‫الفصل الول ‪135.......................................‬‬
‫عقيدتهم في الله ‪135..................................‬‬
‫* * *‪141...............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪142......................................‬‬
‫‪857‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫التجسيم‪142.............................................‬‬
‫* * *‪151...............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪152.....................................‬‬
‫البداء‪152.................................................‬‬
‫* * *‪154...............................................‬‬
‫المبحث الرابع‪154......................................‬‬
‫رؤية الله عز وجل‪154.................................‬‬
‫* * *‪162...............................................‬‬
‫المبحث الخامس‪163...................................‬‬
‫القدر‪163..................................................‬‬
‫* * *‪174...............................................‬‬
‫المبحث السادس‪175..................................‬‬
‫في بيان مخالفتهم لهل البيت في العتقاد‪175...‬‬
‫***‪177...................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪177......................................‬‬
‫عقيدتهم في القرآن ‪178..............................‬‬
‫* * *‪190...............................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪191.....................................‬‬
‫مذهب الرافضة في القرآن‪ ،‬ونماذج من تأويلتهم‬
‫الفاسدة‪191..............................................‬‬
‫* * *‪199...............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪201.....................................‬‬
‫بيان مذهب أهل السنة في القرآن ‪201............‬‬
‫* * *‪212...............................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪213......................................‬‬
‫عقيدتهم في النبوة ‪213...............................‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪858‬‬
‫الرافضة‬
‫***‪219...................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪220.....................................‬‬
‫عصمة النبياء وتنازع الرافضة في ذلك ‪220.......‬‬
‫* * *‪232...............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪234.....................................‬‬
‫تطاولهم على مقام النبوة‪234........................‬‬
‫***‪239...................................................‬‬
‫الباب الثاني ‪240........................................‬‬
‫موقفهم من الصحابة ‪240.............................‬‬
‫الفصل الول ‪241.......................................‬‬
‫أبو بكر الصديق ‪241................................‬‬
‫* * *‪290...............................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪291.....................................‬‬
‫خلفته ‪291...............................................‬‬
‫* * *‪323...............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪324.....................................‬‬
‫رد المطاعن التي يطعن بها الرافضة على أبي‬
‫بكر ‪324...................................................‬‬
‫* * *‪356...............................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪357......................................‬‬
‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪357...............‬‬
‫* * *‪394...............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪395......................................‬‬
‫خلفته‪395................................................‬‬
‫* * *‪400...............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪401.....................................‬‬
‫‪859‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫بعض مطاعن الرافضة على عمر بن الخطاب ‪‬‬
‫وتفنيدها‪401..............................................‬‬
‫* * *‪435...............................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪436......................................‬‬
‫عثمان بن عفان ‪436................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬فضائله‪436...........................:‬‬
‫المبحث الثاني‪444......................................‬‬
‫خلفته ‪444...............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪464.....................................‬‬
‫بعض المطاعن التي يطعن بها الرافضة عليه‬
‫والرد عليها ‪464.........................................‬‬
‫***‪490...................................................‬‬
‫المبحث الرابع ‪491.....................................‬‬
‫في تفضيل الثلثة على علي رضي الله عنهم ‪.....‬‬
‫‪491‬‬
‫***‪504...................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪505........................................‬‬
‫علي بن أبي طالب ‪505............................‬‬
‫* * *‪509.................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪510......................................‬‬
‫خلفته‪510................................................‬‬
‫* * *‪523.................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪524......................................‬‬
‫بعض ما زعم الرافضي أنها براهين تدل على‬
‫إمامة علي ‪524..........................................‬‬
‫المبحث الرابع‪590......................................‬‬
‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬ ‫‪860‬‬
‫الرافضة‬
‫بعض ما يدعي الرافضي أنها فضائل وهي في‬
‫الحقيقية مطاعن ‪590..................................‬‬
‫وبيان ذلك مع الرد عليها ‪590.........................‬‬
‫الفصل الخامس‪608....................................‬‬
‫بقية الصحابة رضي الله عنهم ‪608..................‬‬
‫* * *‪641.................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪643......................................‬‬
‫أم المؤمنين عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪643......... -‬‬
‫* * *‪655.................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪656......................................‬‬
‫آل البيت‪656.............................................‬‬
‫* * *‪664.................................................‬‬
‫المبحث الرابع‪665......................................‬‬
‫خالد بن الوليد ‪665..................................‬‬
‫* * *‪672.................................................‬‬
‫المبحث الخامس‪673...................................‬‬
‫عموم الصحابة – رضي الله عنهم‪673..............‬‬
‫* * *‪699.................................................‬‬
‫الباب الثالث‪700.........................................‬‬
‫الرافضة والمامة‪700..................................‬‬
‫الفصل الول‪701.......................................:‬‬
‫الوصية‪701...............................................‬‬
‫* * *‪720.................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪720.......................................‬‬
‫المامة عند الرافضة‪720...............................‬‬
‫الفصل الثالث ‪770......................................‬‬
‫‪861‬‬ ‫موقف شيخ السلم ابن تيمية من‬
‫الرافضة‬
‫الغلو في الئمة وادعاؤهم العصمة لهم ‪770.......‬‬
‫* * *‪795.................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪796........................................‬‬
‫المهدي المنتظر ‪796...................................‬‬
‫* * *‪809.................................................‬‬
‫الخاتمة‪810...............................................‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪815........................‬‬
‫* * *‪855.................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات ‪856..............................‬‬
‫* * *‪861.................................................‬‬

‫***‬

You might also like