You are on page 1of 256

‫أسئلة وأجوبة متارة من فتاوى‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز‬


‫الكتب الت بينت أحكام الج‬

‫س‪ :‬إذا كنت أقيم ف منطقة جبلية وأريد أن أحج فأي الكتب تنصحونن بقراءتا كي أحج‬
‫(‪)1‬‬
‫على بصية ؟‬

‫ج‪ :‬ننصح بقراءة الكتب الت بينت أحكام الج مثل عمدة الديث للشيخ عبد الغن‬
‫القدسي ‪ ،‬ومثل بلوغ الرام ‪ ،‬ومثل النتقى ‪ .‬هذه موجودة ومهمة ‪ ،‬وهناك مناسك فيها‬
‫كفاية وبركة إذا قرأتا استفدت منها ‪ .‬منها منسك كتبناه ف هذا وسيناه (التحقيق واليضاح‬
‫لكثي من أحكام الج والعمرة والزيارة) وهو جيد ونافع ومفيد وهناك مناسك أخرى لغينا‬
‫من الشايخ والخوة مثل منسك الشيخ عبد ال بن جاسر وهو جيد ومفيد ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من أخر الج بدون عذر وهو قادر عليه ومستطيع ؟‬

‫ج‪ :‬من قدر على الج ول يج الفريضة وأخره لغي عذر ‪ ،‬فقد أتى منكرا عظيما ومعصية‬
‫كبية ‪ ،‬فالواجب عليه التوبة إل ال من ذلك والبدار بالج ؛ لقول ال سبحانه ‪" :‬ول على‬
‫الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلً ومن كفر فإن ال غن عن العالي "(‪ ،)3‬ولقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬بن السلم على خس ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬
‫ال ‪ ،‬وإقام الصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬وصوم رمضان ‪ ،‬وحج البيت" (‪ )4‬متفق على صحته ‪،‬‬
‫ولقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لا سأله جبائيل عليه السلم عن السلم ‪ ،‬قال ‪" :‬أن تشهد أن‬
‫ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬وتقيم الصلة ‪ ،‬وتؤت الزكاة ‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وتج‬

‫‪) (1‬من برنامج (نور على الدرب ) الشريط الول‬


‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬
‫‪) (3‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (اليان) باب بن السلم على خس برقم ‪ 8‬ومسلم ف (اليان) باب بيان أركان السلم ودعائمه العظام‬
‫برقم ‪16‬‬
‫البيت إن استطعت إليه سبيلً" (‪ )5‬أخرجه مسلم ف صحيحه ‪ ،‬من حديث عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (5‬رواه مسلم ف (اليان) باب بيان اليان والسلم والحسان برقم ‪8‬‬
‫العمرة واجبة ف العمر مرة‬

‫س‪ :‬حديث ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫"إن ال كتب عليكم الج" فقام القرع بن حابس فقال‪ :‬أف كل عام يا رسول ال؟ قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬لو قلتها لوجبت ؛ الج مرة فمن زاد فهو تطوع" (‪ )1‬رواه المسة إل‬
‫(‪)2‬‬
‫الترمذي وأصله ف مسلم من حديث أب هريرة ‪ .‬أل يدل على عدم وجوب العمرة؟‬

‫ج‪ :‬الدلة متنوعة وهذا ف الج ‪ ،‬والعمرة لا أدلتها ‪ ،‬والصواب أنا واجبة مرة ف العمر‬
‫كالج وما زاد فهو تطوع ؛ لقوله صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح لعائشة رضي ال‬
‫عنها لا سألته هل على النساء جهاد ؟ قال ‪" :‬نعم ‪ .‬جهاد ل قتال فيه ‪ :‬الج والعمرة"(‪،)3‬‬
‫ولقوله صلى ال عليه وسلم لا سأله جبائيل عليه السلم عن السلم قال ‪" :‬السلم أن‬
‫تشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وتقيم الصلة وتؤت الزكاة وتصوم رمضان‬
‫وتج وتعتمر " (‪ )4‬أخرجه ابن خزية والدارقطن بإسناد صحيح ‪ .‬ولدلة أخرى ‪.‬‬

‫من اعتمر مع حجه فل يلزمه عمرة أخرى‬


‫س‪ :‬حججت حجة فرض ول أعتمر معها فهل علي شيء ؟ ومن اعتمر مع حجه هل يلزمه‬
‫(‪)5‬‬
‫العتمار مرة أخرى ؟‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم) بداية مسند عبد ال بن العباس برقم ‪ ، 2637‬والدارمي ف (الناسك ) باب كيف وجوب‬
‫الج برقم ‪1788‬‬
‫‪) (2‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬رواه ابن ماجة ف (الناسك) باب الج جهاد النساء برقم ‪2901‬‬
‫‪) (4‬رواه ابن خزية ف (الناسك) باب ذكر البيان أن العمرة فرض وأنا من السلم برقم ‪ ، 3044‬والدارقطن (الج) باب الواقيت‬
‫برقم ‪2664‬‬
‫‪) (5‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪11/12/1400‬هـ وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة لسماحته) ‪ ،‬طبعة عام ‪1408‬هـ ص ‪35‬‬
‫ج‪ :‬إذا حج النسان ول يعتمر سابقا ف حياته بعد بلوغه فإنه يعتمر سواء كان قبل الج أو‬
‫بعده ‪ ،‬أما إذا حج ول يعتمر فإنه يعتمر بعد الج إذا كان ل يعتمر سابقا ؛ لن ال جل وعل‬
‫أوجب الج والعمرة ‪ ،‬وقد دل على ذلك عدة أحاديث عن النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فالواجب على الؤمن أن يؤديها ‪ ،‬فإن قرن الج والعمرة فل بأس ‪ ،‬بأن أحرم بما جيعا أو‬
‫أحرم بالعمرة ث أدخل عليها الج فل بأس ويكفيه ذلك ‪ ،‬أما إن حج مفردا بأن أحرم بالج‬
‫مفردا من اليقات ث بقي على إحرامه حت أكمله ‪ ،‬فإنه يأت بعمرة بعد ذلك من التنعيم أو‬
‫من العرانة أو غيها من الل خارج الرم ‪ ،‬فيحرم هناك ث يدخل فيطوف ويسعى ويلق أو‬
‫يقصر هذه هي العمرة ‪ ،‬كما فعلت عائشة رضي ال عنها فإنا لا قدمت وهي مرمة بالعمرة‬
‫أصابا اليض قرب مكة فلم تتمكن من الطواف بالبيت وتكميل عمرتا ‪ ،‬فأمرها الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم أن ترم بالج وأن تكون قارنة ففعلت ذلك وكملت حجها ث طلبت‬
‫من النب صلى ال عليه وسلم أن تعتمر ؛ لن صواحباتا قد اعتمرن عمرة مفردة ‪ ،‬فأمر أخاها‬
‫عبد الرحن أن يذهب با إل التنعيم فتحرم بالعمرة من هناك ليلة أربعة عشر ‪ ،‬فذهبت إل‬
‫التنعيم وأحرمت بعمرة ودخلت وطافت وسعت وقصرت ‪ ،‬فهذا دليل على أن من ل يؤد‬
‫العمرة ف حجه يكفيه أن يرم من التنعيم وأشباهه من الل ‪ ،‬ول يلزمه الروج إل اليقات ‪،‬‬
‫أما من اعتمر سابقا وحج سابقا ث جاء ويسر ال له الج فإنه ل تلزمه العمرة ويكتفي‬
‫بالعمرة السابقة؛ لن العمرة إنا تب ف العمر مرة كالج سواء ‪ ،‬فالج مرة ف العمر ‪،‬‬
‫والعمرة كذلك ل يبان جيعاَ إل مرة ف العمر ‪ ،‬فإذا كان قد اعتمر سابقا كفته العمرة‬
‫السابقة فإذا أحرم بالج مفردا واستمر ف إحرامه ول يفسخه إل عمرة‪ ،‬فإنه يكفيه ‪ ،‬ول‬
‫يلزمه عمرة ف حجته الخية ‪ ،‬لكن الفضل له والسنة ف حقه إذا جاء مرما بالج أن يعله‬
‫عمرة بأن يفسخ حجه هذا إل عمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل ‪ ،‬فإذا جاء وقت الج‬
‫أحرم بالج يوم الثامن‪ ،‬هذا هو الفضل وهو الذي أمر به النب صلى ال عليه وسلم أصحابه‬
‫ف حجة الوداع لا جاء بعضهم مرما بالج وبعضهم مرما بالج والعمرة وليس معهم هدي‬
‫‪ ،‬أمرهم أن يلوا ويعلوها عمرة ‪ ،‬أما من كان معه الدي فيبقى على إحرامه حت يكمل‬
‫حجه إن كان مفردا ‪ ،‬أو عمرته إن كان معتمرا مع حجه ‪.‬‬
‫الج مع القدرة واجب على الفور‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل الج واجب على الفور أم على التراخي ؟‬

‫ج‪ :‬الج واجب على الكلف على الفور مع القدرة ‪ ،‬إذا استطاع ‪ .‬قال ال عز وجل ‪" :‬ول‬
‫على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلً ومن كفر فإن ال غن عن العالي "(‪ ،)2‬فالج‬
‫هو الركن الامس من أركان السلم ‪ ،‬وهو واجب مع الستطاعة ‪ ،‬أما العاجز فل حج عليه‬
‫‪ ،‬لكن لو استطاع ببدنه وماله وجب عليه ‪ ،‬وإذا استطاع باله ‪ ،‬ول يستطع ببدنه لكونه‬
‫هرما أو مريضا ل يرجى برؤه فإنه يقيم من ينوب عنه ويج عنه ‪.‬‬

‫حكم تأخي الج إل ما بعد الزواج‬


‫س‪ :‬إذا كان الشاب قادرا على أن يج فأخر الج إل أن يتزوج أو يكب ف السن فهل يأث؟‬
‫(‪)3‬‬

‫ج‪ :‬إذا بلغ اللم وهو يستطيع الج والعمرة وجب عليه أداؤها ؛ لعموم الدلة ومنها قوله‬
‫سبحانه ‪ " :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلً " (‪ ، )4‬ولكن من اشتدت‬
‫حاجته إل الزواج وجبت عليه البادرة به قبل الج ؛ لنه ف هذه الال ل يسمى مستطيعا ‪،‬‬
‫إذا كان ل يستطيع نفقة الزواج والج جيعا فإنه يبدأ بالزواج حت يعف نفسه؛ لقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر‬
‫وأحصن للفرج ومن ل يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " (‪ )5‬متفق على صحته ‪.‬‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة الدعوة ‪ ،‬العدد ‪ 1637‬ف ‪19/12/1418‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬
‫‪) (3‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫‪) (4‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬
‫‪) (5‬رواه البخاري ف (النكاح) باب قول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من استطاع منكم الباءة فليتزوج" برقم ‪ ، 5065‬ومسلم ف‬
‫(النكاح) باب استحباب النكاح لن تاقت نفسه إليه برقم ‪1400‬‬
‫س‪ :‬سعت من بعض الناس أن الج قبل الزواج ل يصح فريضة بل لبد من تأدية الفريضة‬
‫(‪)1‬‬
‫بعد الزواج هل هذا صحيح؟‬

‫ج‪ :‬هذا القول ليس بصحيح فالج يوز قبل الزواج وبعد الزواج ‪ ،‬إذا كان قد بلغ اللم‬
‫فحجه صحيح ويؤدي عنه الفريضة ‪ ،‬أما إذا حج قبل أن يبلغ فيكون نافلة ‪ ،‬والبلوغ يصل‬
‫بأمور ثلثة بإكمال خس عشرة سنة ‪ ،‬وبإنبات الشعر الشن حول الفرج ‪ ،‬وبإنزال الن عن‬
‫شهوة ف الليل أو ف النهار أو ف النوم أو ف اليقظة ‪ ،‬إذا نظر أو فكر فأنزل الن يكون بذلك‬
‫قد بلغ اللم بإنزال الن عن تفكي أو ملمسة أو احتلم ‪ ،‬وبإكمال خس عشرة سنة ‪،‬‬
‫وبإنبات الشعر الشن حول الفرج ‪ ،‬هذه المور الثلثة يصل با البلوغ للرجل والرأة جيعا‬
‫وتزيد الرأة أمرا رابعا وهو اليض فإذا حاضت صارت بالغة ‪ ،‬فإذا حج بعدها أو بعد أحدها‬
‫على الوجه الشرعي فحجه صحيح ويؤدي عنه الفريضة ولو ل يتزوج ‪.‬‬

‫حكم تكرار الج للرجال والنساء‬


‫س‪ :‬ما رأيكم ف تكرار الج مع ما يصل فيه من الزحام واختلط الرجال بالنساء فهل‬
‫الفضل للمرأة ترك الج إذا كانت قد قضت فرضها ‪ ،‬وربا تكون قد حجت مرتي أو أكثر‬
‫(‪)2‬‬
‫؟‬
‫ج‪ :‬لشك أن تكرار الج فيه فضل عظيم للرجال والنساء ‪ ،‬ولكن بالنظر إل الزحام الكثي‬
‫ف هذه السني الخية بسبب تيسي الواصلت ‪ ،‬واتساع الدنيا على الناس ‪ ،‬وتوفر المن ‪،‬‬
‫واختلط الرجال بالنساء ف الطواف وأماكن العبادة ‪ ،‬وعدم ترز الكثي منهن عن أسباب‬
‫الفتنة ‪ ،‬نرى أن عدم تكرارهن الج أفضل لن وأسلم لدينهن وأبعد عن الضرة على الجتمع‬
‫الذي قد يفت ببعضهن ‪ ،‬وهكذا الرجال إذا أمكن ترك الستكثار من الج لقصد التوسعة‬
‫على الجاج وتفيف الزحام عنهم ‪ ،‬فنرجو أن يكون أجره ف الترك أعظم من أجره ف الج‬

‫‪) (1‬من برنامج نور على الدرب‬


‫‪) (2‬نشر ف (ملة الامعة السلمية) ‪ ،‬وف جريدة (الزيرة) يوم المعة ‪6/12/1418‬هـ‬
‫إذا كان تركه له بسبب هذا القصد الطيب ‪ ،‬ولسيما إذا كان حجه يترتب عليه حج أتباع له‬
‫قد يصل بجهم ضرر كثي على بعض الجاج ؛ لهلهم أو عدم رفقهم وقت الطواف‬
‫والرمي وغيها من العبادات الت يكون فيها ازدحام ‪ ،‬والشريعة السلمية الكاملة مبنية على‬
‫أصلي عظيمي ‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬العناية بتحصيل الصال السلمية وتكميلها ورعايتها حسب المكان ‪.‬‬
‫والثان ‪ :‬العناية بدرء الفاسد كلها أو تقليلها ‪ ،‬وأعمال الصلحي والدعاة إل الق وعلى‬
‫رأسهم الرسل عليهم الصلة والسلم تدور بي هذين الصلي وعلى حسب علم العبد‬
‫بشريعة ال سبحانه وأسرارها ومقاصدها وتريه لا يرضي ال ويقرب لديه ‪ ،‬واجتهاده ف‬
‫ذلك يكون توفيق ال له سبحانه وتسديده إياه ف أقواله وأعماله ‪ .‬واسأل ال عز وجل أن‬
‫يوفقنا وإياكم وسائر السلمي لكل ما فيه رضاه وصلح أمر الدين والدنيا إنه سيع قريب‪.‬‬

‫العمرة مشروعة ف كل وقت‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما هو الفضل أن يكون بي العمرة والعمرة للرجال والنساء ؟‬

‫ج‪ :‬ل نعلم ف ذلك حدا مدودا بل تشرع ف كل وقت؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما والج البور ليس له جزاء إل النة " (‪ )2‬متفق على‬
‫صحته ‪ ،‬فكلما تيسر للرجل والرأة أداء العمرة فذلك خي وعمل صال ‪ ،‬وثبت عن أمي‬
‫الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه أنه قال ‪" :‬العمرة ف كل شهر" ‪ .‬وهذا كله ف حق‬
‫من يقدم إل مكة من خارجها ‪ ،‬أما من كان ف مكة فالفضل له الشتغال بالطواف والصلة‬
‫وسائر القربات ‪ ،‬وعدم الروج إل خارج الرم لداء العمرة إذا كان قد أدى عمرة‬
‫السلم ‪ ،‬وقد يقال باستحباب خروجه إل خارج الرم لداء العمرة ف الوقات الفاضلة‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الامعة السلمية )‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم ‪ ، 1773‬ومسلم ف (الج) باب فضل الج والعمرة ويوم عرفة برقم‬
‫‪1349‬‬
‫كرمضان ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬عمرة ف رمضان تعدل حجة " (‪ )1‬ولكن يب‬
‫أن يراعى ف حق النساء عنايتهن بالجاب والبعد عن أسباب الفتنة وطوافهن من وراء الناس‬
‫وعدم مزاحة الرجال على الجر السود ‪ ،‬فإن كن ل يتقيدن بذه المور الشرعية فينبغي‬
‫عدم ذهابن إل العمرة ؛ لنه يترتب على اعتمارهن مفاسد تضرهن ‪ ،‬وتضر الجتمع ‪ ،‬وتربو‬
‫على مصلحة أدائهن العمرة ‪ ،‬إذا كن قد أدين عمرة السلم ‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬أرجو من ساحتكم توضيح الية‪" :‬أن طهرا بيت للطائفي والعاكفي والركع السجود"‬
‫(‪)3‬‬
‫هل الحسن للمقيم بكة الطواف بالبيت أم الصلة أثابكم ال ؟‬

‫ج‪ :‬ال تعال أمر أن يطهر بيته للطائفي والعاكفي وهم القائمون القيمون ف هذا البلد ‪،‬‬
‫وتطهيه يكون بإبعاد ما ل خي فيه للطائفي والقيمي وجيع ما يؤذيهم من أعمال أو أقوال‬
‫أو ناسة أو قذر وغي ذلك ‪ ،‬يب تطهي بيته للطائفي والراكعي والقائمي والركع‬
‫السجود ‪ ،‬فيكون ما حول البيت كله مطهرا ليس فيه أذى للعاكف ول الطائف ول الصلي ‪،‬‬
‫يب أن ينه عن كل ما يؤذي الصلي ويشق عليهم أو يول بينهم وبي عبادة ربم جل‬
‫وعل ‪ ،‬أما تفضيل الصلة على الطواف أو الطواف على الصلة فهذا مل نظر ‪ ،‬فقد ذكر‬
‫جع من أهل العلم أن الغريب الفضل له أن يكثر من الطواف ؛ لنه ليس بقيم ول يصل له‬
‫الطواف إل بكة أما القيم بكة فهو نازل مقيم ‪ ،‬وهذا الصلة أفضل له ؛ لن جنس الصلة‬
‫أفضل من جنس الطواف ‪ ،‬فإذا أكثر من الصلة كان أفضل ‪ ،‬أما الغريب الذي ليس بقيم‬
‫فهذا يستحب له الكثار من الطواف ؛ لنه ليس بقيم بل سوف ينح ويرج ويبتعد عن‬
‫مكة ‪ ،‬فاغتنامه الطواف أول ؛ لن الصلة يكنه التيان با ف كل مكان يعن كل هذا ف‬
‫النافلة ‪ ،‬أعن ‪ :‬طواف النافلة وصلة النافلة‪.‬‬
‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم) بداية مسند عبد ال بن العباس برقم ‪ ، 2804‬وابن ماجة ف (الناسك) باب العمرة ف‬
‫رمضان برقم ‪2994‬‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪125‬‬
‫‪) (3‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف السجد الرام ف حج عام ‪1418‬هـ‬
‫الج والعمرة أفضل من الصدقة بنفقتهما‬
‫س‪ :‬إذا دخل شهر رمضان البارك ‪ ،‬ذهب كثي من الناس إل مكة الكرمة بعوائلهم وسكنوا‬
‫هناك طوال الشهر الكري ‪ ،‬وقد سعت من أحد الخوة أنكم يا ساحة الشيخ ‪ ،‬ترون أن‬
‫التصدق بتكاليف العمرة أفضل من أدائها ‪ ،‬فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان صحيحا ‪ ،‬فهل من‬
‫نصيحة لؤلء الذين يذهبون سنويا إل هناك حت أنا أصبحت مالً للمفاخرة والباهاة عند‬
‫(‪)1‬‬
‫البعض ؟‬

‫ج‪ :‬ليس ما ذكرته صحيحا ‪ ،‬ول يصدر ذلك من ‪ ،‬والصواب أن الج والعمرة أفضل من‬
‫الصدقة بنفقتهما لن أخلص ل القصد ‪ ،‬وأتى بذا النسك على الوجه الشروع ‪ ،‬وقد صح‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما ‪ ،‬والج‬
‫البور ليس له جزاء إل النة" (‪ )2‬متفق على صحته ‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬عمرة ف‬
‫رمضان تعدل حجة " (‪ ، )3‬متفق على صحته أيضا ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫الفضل لن حج الفريضة أن يتبع بنفقة حج التطوع ف سبيل ال‬


‫س‪ :‬بالنسبة لن أدى فريضة الج وتيسر له أن يج مرة أخرى هل يوز له بدلً من الج‬
‫للمرة الثانية تلك أن يتبع بقيمة نفقات الج للمجاهدين السلمي ‪ ،‬حيث أن الج للمرة‬
‫الثانية تطوع ‪ ،‬والتبع للجهاد فرض ؟ أفيدونا جزاكم ال عن السلمي خي الزاء (‪ )4‬؟‬

‫‪) (1‬نشر ف (الجلة العربية ) ف رمضان عام ‪1413‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم ‪ ، 1773‬ومسلم ف (الج ) باب ف فضل الج والعمرة ويوم عرفة‬
‫برقم ‪. 1349‬‬
‫‪) (3‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم) بداية مسند عبد ال بن عباس برقم ‪ ، 2804‬وابن ماجة ف (الناسك) باب العمرة ف‬
‫رمضان برقم ‪2994‬‬
‫‪) (4‬نشر ف جريدة (الرياض العدد ‪ 10868‬ف ‪29/11/1418‬هـ وف جريدة (عكاظ) يوم الميس ‪30/11/1416‬هـ ‪ ،‬وف‬
‫جريدة (الزيرة) ف ‪11/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف كتاب الدعوة لسماحته ج ‪ 1‬ص ‪132‬‬
‫ج‪ :‬من حج الفريضة فالفضل له أن يتبع بنفقة الج الثان للمجاهدين ف سبيل ال ؛ لقول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم لا سئل أي العمل أفضل؟ قال "إيان بال ورسوله" قال السائل ‪ :‬ث‬
‫أي؟ ‪ ،‬قال ‪" :‬حج مبور" (‪ )1‬متفق على صحته ‪.‬‬
‫فجعل الج بعد الهاد ‪ ،‬والراد به حج النافلة ؛ لن الج الفروض ركن من أركان السلم‬
‫مع الستطاعة ‪ ،‬وف الصحيحي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬من جهز غازيا فقد‬
‫غزا‪ ،‬ومن خلفه ف أهله بي فقد غزا" (‪ . )2‬ول شك أن الجاهدين ف سبيل ال ف أشد‬
‫الاجة إل الساعدة الادية ‪ ،‬والنفقة فيهم أفضل من النفقة ف التطوع للحديثي الذكورين‬
‫وغيها‪.‬‬

‫تصرف نفقة حج التطوع ف عمارة السجد إذا كانت الاجة إليه ماسة‬

‫س‪ :‬ما قولكم عن بر الولد والديه بجة ‪ ،‬وعنده مسجد يتاج إل بناء ‪ ،‬هل الفضل أن‬
‫(‪)3‬‬
‫يتبع لبناء السجد أو الج عن والديه؟‬

‫ج‪ :‬إذا كانت الاجة ماسة إل تعمي السجد فتصرف نفقة الج تطوعا ف عمارة السجد؛‬
‫لعظم النفع واستمراره وإعانة السلمي على إقامة الصلة جاعة ‪.‬‬
‫أما إذا كانت الاجة غي ماسة إل صرف النفقة –أعن نفقة حج التطوع‪ -‬ف عمارة السجد‬
‫لوجود من يعمره غي صاحب الج ‪ ،‬فحجه تطوعا عن والديه بنفسه وبغيه من الثقات‬
‫أفضل إن شاء ال ‪ ،‬لكن ل يمعان ف حجة واحدة بل يج لكل واحد وحده‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (اليان) باب من قال ‪ :‬إن اليان هو العمل برقم ‪ ، 26‬ومسلم ف (اليان) باب كون اليان بال تعال أفضل‬
‫العمال برقم ‪83‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الهاد والسي) باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بي برقم ‪ ، 2843‬ومسلم ف (المارة) باب فضل إعانة‬
‫الغازي ف سبيل ال برقم ‪1895‬‬
‫‪) (3‬نشر ف (ملة التوعية السلمية ف الج) العدد الامس عام ‪1404‬هـ ‪ ،‬وكذلك نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بالج والعمرة‬
‫والزيارة) لسماحته ص ‪46‬‬
‫من مات على السلم فله ما أسلف من خي‬
‫س‪ :‬شخص أدى فريضة الج وبعدها ترك الصلة والعياذ بال ‪ ،‬ث تاب وصلى ‪ ،‬فهل يلزمه‬
‫(‪)1‬‬
‫الج مرة أخرى باعتبار أنه ترك الصلة وتارك الصلة كافر ‪ .‬نرجو الفادة أثابكم ال؟‬
‫ج‪ :‬إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ‪ ،‬فإن حجه ل يبطل ول يلزمه حجة أخرى ؛ لن‬
‫العمال الصالة إنا تبطل إذا مات صاحبها على الكفر ‪.‬‬
‫أما إذا هداه ال وأسلم ومات على السلم فإن له ما أسلف من خي ؛ لقول ال عز وجل ف‬
‫سورة البقرة ‪" :‬ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالم ف الدنيا‬
‫والخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (‪ ، )2‬ولقوله صلى ال عليه وسلم لكيم بن‬
‫حزام لا سأله عن أعمال صالة فعلها ف الاهلية ‪ ،‬هل تنفعه ف الخرة ؟ فقال له صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬أسلمت على ما أسلفت من خي" (‪ )3‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫تارك الصلة ل يصح حجه‬


‫س‪ :‬ما حكم من حج وهو تارك للصلة سواء كان عامدا أو متهاونا ؟ وهل تزئه عن حجة‬
‫(‪)4‬‬
‫السلم؟‬

‫ج‪ :‬من حج وهو تارك للصلة فإن كان عن جحد لوجوبا كفر إجاعا ول يصح حجه ‪ ،‬أما‬
‫ل وتاونا فهذا فيه خلف بي أهل العلم منهم من يرى صحة حجه ‪،‬‬ ‫إذا كان تركها تساه ً‬
‫ومنهم من ل يرى صحة حجه ‪ ،‬والصواب أنه ل يصح حجه أيضا ؛ لقول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر" (‪ ، )5‬وقوله صلى ال‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) بتاريخ ‪17/8/1412‬هـ‬


‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪217‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الزكاة) باب من تصدق ف الشرك ث اسلم برقم ‪ ، 1436‬ومسلم ف (اليان) باب بيان حكم عمل الكافر إذا‬
‫أسلم بعده برقم ‪123‬‬
‫‪) (4‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1540‬ف ‪22/12/1416‬هـ‬
‫‪) (5‬رواه الترمذي ف (اليان) باب ما جاء ف ترك الصلة برقم ‪2621‬‬
‫عليه وسلم ‪" :‬بي الرجل وبي الشرك والكفر ترك الصلة " (‪ ، )1‬وهذا يعم من جحد وجوبا‬
‫‪ ،‬ويعم من تركها تاونا ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حج الصب ل يزئه عن حجة السلم‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل حج الصب الذي ل يبلغ اللم يغنيه عن حجة السلم ؟‬
‫ج‪ :‬ل حرج أن يج الصب ‪ ،‬بيث يعلم ويج ويكون له ذلك نافلة ‪ ،‬ويؤجر عن حجه ‪،‬‬
‫لكن ل يزئه عن حجة السلم ‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬أيا صب حج ث بلغ‬
‫النث فعليه أن يج حجة أخرى" (‪ ، )3‬وقد قالت امرأة للرسول صلى ال عليه وسلم ومعها‬
‫صب صغي ‪ :‬يا رسول ال ألذا حج؟ فقال ‪" :‬نعم ولك أجر " (‪ ، )4‬وقال الصحابة كنا نلب‬
‫عن الصبيان ونرمي عنهم ‪.‬‬

‫كيفية إحرام الصب ولوازمه‬


‫س‪ :‬الخ ‪ :‬م‪ .‬م ‪ .‬ص ‪ .‬من بور سعيد – مصر يقول ف سؤاله ‪ :‬لو حججت بطفلي الصغي‬
‫ولبيت عنه ولكننا‬
‫(‪)5‬‬
‫ل نستطع أن نكمل حجه فهل علينا شيء ؟ نرجو التكرم بالفادة ؟‬

‫ج‪ :‬يستحب لن حج بالطفل من أب أو أم أو غيها أن يلب عنه بالج ‪ ،‬وهكذا العمرة ؛ لا‬
‫ثبت ف الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم أن امرأة رفعت صبيا فقالت ‪ :‬يا رسول ال‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (اليان) باب بيان إطلق اسم الكفر على من ترك الصلة برقم ‪82‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1637‬ف ‪19/12/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه البيهقي ف السنن الكبى ف الج ف جاع أبواب دخول مكة باب حج الصب يبلغ والملوك يعتق والذمي يسلم برقم‬
‫‪9865‬‬
‫‪) (4‬رواه مسلم ف (الج) باب صحة حج الصب برقم ‪1336‬‬
‫‪) (5‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية )‬
‫ألذا حج ؟ قال ‪" :‬نعم ولك أجر " (‪ )1‬أخرجه مسلم ف صحيحه ‪ .‬ويكون هذا الج نافلة‬
‫للصب ومت بلغ وجب عليه حج الفريضة إذا استطاع السبيل لذلك ‪ ،‬وهكذا الارية‪ ،‬وعلى‬
‫من أحرم عن الصب أو الارية أن يطوف به ‪ ،‬ويسعى به ‪ ،‬ويرمي عنه المار‪ ،‬ويذبح عنه‬
‫هديا إن كان قارنا أو متمتعا ‪ ،‬ويطوف به طواف الوداع عند الروج؛ للحديث الذكور ولا‬
‫جاء ف معناه من الحاديث والثار عن الصحابة رضي ال عنهم ‪ .‬ومن قصر ف ذلك فعليه‬
‫أن يتمم ‪ .‬فإن كان قد ترك الرمي عنه ‪ ،‬أو ترك طواف الوداع ‪ ،‬فعليه عن ذلك دم يذبح ف‬
‫مكة للفقراء من مال الذي أحرم عنه ‪ ،‬وإن كان ل يطف به طواف الفاضة أو ل يسع به‬
‫السعي الواجب فعليه أن يرجع به إل مكة ويطوف ويسعى‪ ،‬وإذا كان من معه الصب أو‬
‫الارية يشى أن ل يقوم بالواجب فليترك الحرام عنه ؛ لن الحرام ليس واجبا ولكنه‬
‫مستحب لن قدر على ذلك ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫أعمال الصب له ويؤجر والده على تعليمه‬


‫س‪ :‬هل أعمال الطفل الذي ل يبلغ ‪ ،‬من صلة وحج وتلوة كلها لوالديه أم تسب له هو ؟‬
‫(‪)2‬‬

‫ج‪ :‬أعمال الصب الذي ل يبلغ – أعن أعماله الصالة – أجرها له هو ل لوالده ول لغيه‬
‫ولكن يؤجر والده على تعليمه إياه وتوجيهه إل الي وإعانته عليه ؛ لا ف صحيح مسلم عن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما أن امرأة رفعت صبيا إل النب صلى ال عليه وسلم ف حجة‬
‫الوداع فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬ألذا حج؟ قال ‪" :‬نعم ولك أجر" (‪ . )3‬فأخب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أن الج للصب وأن أمه مأجورة على حجها به ‪.‬‬
‫وهكذا غي الولد له أجر على ما يفعله من الي كتعليم من لديه من اليتام والقارب والدم‬
‫وغيهم من الناس ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من دل على خي فله مثل أجر فاعله "‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (الج) باب صحة حج الصب برقم ‪1336‬‬


‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الرياض) العدد ‪ 10910‬بتاريخ ‪12/1/1419‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (الج) باب صحة حج الصب برقم ‪1336‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم ف صحيحه ؛ ولن ذلك من التعاون على الب والتقوى ‪ ،‬وال سبحانه يثيب‬
‫على ذلك ‪.‬‬

‫س‪ :‬حديث جابر أنه قال ‪" :‬عندما حججنا مع الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لبينا عن‬
‫(‪)2‬‬
‫الصبيان ورمينا عنهم " هل يصح هذا الديث ؟‬

‫ج‪ :‬ف سنده مقال لكن الرمي عن الصبيان وعن العاجزين ل بأس به ؛ لن الصحابة رموا عن‬
‫الصبيان ومثلهم الرأة العاجزة والرجل العاجز فإنم يوكلون من يرمي عنهم ‪ .‬وهذه قاعدة‬
‫شرعية ف مثل هذا المر الذي تدخله النيابة ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬الصب هل يشترط أن يكون ميزا ؟‬
‫ج‪ :‬ليس بشرط بل يصح الحرام عنه ‪ ،‬ويطوف به وليه ويسعى به ويرمي عنه لا روى مسلم‬
‫ف صحيحه أن امرأة رفعت للنب صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع صبيا صغيا وقالت ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ،‬ألذا حج؟ ‪ ،‬قال ‪" :‬نعم ولك أجر" (‪. )4‬‬

‫الحرم للمرأة شرط ف وجوب الج‬


‫(‪)5‬‬
‫س‪ :‬هل شرط الحرم للمرأة ف الج للوجوب أم شرط للداء ؟‬

‫ج‪ :‬ل يب عليها الج ول العمرة إل عند وجود الحرم ول يوز لا السفر إل بذلك ‪ ،‬وهو‬
‫شرط للوجوب ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (المارة) باب فضل إعانة الغازي برقم ‪1893‬‬
‫‪) (2‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫‪) (4‬رواه مسلم ف (الج) باب صحة حج الصب برقم ‪1336‬‬
‫‪) (5‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫حكم حج الادمات بل مرم‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬إذا جعوا مموعة من الادمات ف سيارة واحدة وذهبوا بن للحج هل يأثون ؟‬

‫ج‪ :‬الصواب أنم يأثون إل بحرم ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تسافر الرأة إل مع‬
‫ذي مرم " (‪ ، )2‬وهو يعم سفر الج وغيه ‪ .‬وليس على الرأة حج إذا ل تد مرما يسافر‬
‫معها ‪ ،‬وقد رخص بعض العلماء ف ذلك إذا كانت مع جاعة من النساء بصحبة رجال‬
‫مؤمني ولكن ليس عليه دليل ‪ ،‬والصواب خلفه للحديث الذكور ‪.‬‬

‫ضابط الحرم‬
‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل تعتب الرأة مرما للمرأة الجنبية ف السفر واللوس ونو ذلك أم ل ؟‬

‫ج‪ :‬ليست الرأة مرما لغيها ‪ ،‬إنا الحرم هو الرجل الذي ترم عليه الرأة بنسب كأبيها‬
‫وأخيها ‪ ،‬أو سبب مباح كالزوج وأب الزوج وابن الزوج ‪ ،‬وكالب من الرضاع والخ من‬
‫الرضاع ونوها ‪.‬‬
‫ول يوز للرجل أن يلو بالرأة الجنبية ول أن يسافر با ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"ل تسافر الرأة إل مع ذي مرم " (‪ )4‬متفق على صحته ‪ ،‬ولقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل‬
‫يلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان" (‪ )5‬رواه المام أحد وغيه من حديث عمر رضي‬
‫ال عنه بإسناد صحيح ‪.‬‬

‫‪) (1‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم (‪ ، )1862‬ومسلم ف (الج) باب سفر الرأة مع مرم برقم ‪1339‬‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (الرياض) العدد ‪ 10917‬ف ‪19/1/1419‬هـ ‪ ،‬وف الجلة العربية ‪ ،‬شعبان عام ‪1413‬هـ‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪ ، 1862‬ومسلم ف (الج) باب سفر الرأة مع مرم برقم ‪1339‬‬
‫‪) (5‬رواه المام أحد ف (مسند العشرة البشرين بالنة ) أول مسند عمر بن الطاب برقم ‪ ، 178‬والترمذي ف (الرضاع) باب ما‬
‫جاء ف كراهية الدخول على الغيبات برقم ‪1171‬‬
‫والد الزوج مرم لزوجة ابنه‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل يوز أن يكون والدي مرما لزوجت لداء العمرة وأنا داخل الرياض ؟‬

‫ج‪ :‬أبو الزوج مرم لزوجة البن ف الج وغيه ‪.‬‬

‫يشترط ف الحرم البلوغ‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما هو أدن سن للشاب حت يكون مرما للمرأة إذا أرادت السفر ؟‬

‫ج‪ :‬أدن سن يكون به الرجل مرما للمرأة هو البلوغ ‪ ،‬وهو إكمال خسة عشر سنة ‪ ،‬أو‬
‫إنزال الن بشهوة ‪ ،‬أو إنبات الشعر الشن حول الفرج ويسمى العانة ‪.‬‬
‫ومت وجدت واحدة من هذه العلمات الثلث صار الذكر با مكلفا ‪ ،‬وجاز له أن يكون‬
‫مرما للمرأة ‪ ،‬وهكذا وجود واحدة من الثلث تكون با الرأة مكلفة وتزيد الرأة علمة‬
‫رابعة وهي اليض ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬
‫حكم سفر الرأة ف الطائرة بدون مرم‬
‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم الستاذ ‪ /‬أ ‪ .‬س ‪ .‬ع ‪ .‬وفقه ال‬
‫لكل خي آمي (‪. )1‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ..‬وبعد‬
‫كتابكم الؤرخ ف ‪15/1/1394‬هـ وصل وصلكم ال بداه ‪ ،‬وما تضمنه من الفادة أنك‬
‫اختلفت مع أحد زملئك ف جواز سفر الرأة السلمة بالطائرة بدون مرم ‪ ،‬مع أن وليها‬
‫يكون معها حت تركب الطائرة ‪ ،‬ومرمها الخر يكون ف استقبالا ف البلد التوجهة إليه ‪،‬‬
‫ورغبتك ف الفتوى كان معلوما‪.‬‬

‫ج‪ :‬ل يوز سفر الرأة السلمة ف الطائرة ول غيها بدون مرم يرافقها ف سفرها ؛ لعموم‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل تسافر الرأة إل مع ذي مرم " (‪ )2‬متفق على‬
‫صحته ؛ ولنه من الحتمل تعرضها للمحذور ف أثناء سي الطائرة بأية وسيلة من الوسائل ‪،‬‬
‫ما دامت ليس لديها من يميها ‪ ،‬وأمر آخر وهو أن الطائرات يدث فيها خراب أحيانا ‪،‬‬
‫فتنل ف مطار غي الطار الذي قصدته ‪ ،‬ويقيم ركابا ف فندق أو غيه ف انتظار إصلحها ‪،‬‬
‫أو تأمي طائرة غيها ‪ ،‬وقد يكثون ف انتظار ذلك مدة طويلة أو يوم أو أكثر ‪ ،‬وف هذا ما‬
‫فيه من تعرض الرأة السافرة وحدها للمحذور ‪ ،‬وبالملة فإن أسرار أحكام الشريعة‬
‫السلمية كثية ‪ ،‬وعظيمة ‪ ،‬وقد يفى بعضها علينا ‪ ،‬فالواجب التمسك بالدلة الشرعية‪،‬‬
‫والذر من مالفتها من دون مسوغ شرعي ل شك فيه ‪ .‬وفق ال الميع للفقه ف الدين‪،‬‬
‫والثبات عليه ‪ .‬إنه خي مسؤول ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫مدى صحة حديث ‪" :‬السبيل الزاد‬


‫والراحلة "‬

‫‪) (1‬خطاب صدر من مكتب ساحته برقم ‪ /1803‬خ ف ‪5/8/1395‬هـ إجابة على سؤال مقدم من أ ‪ .‬س‪ .‬ع‪.‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪ ، 1862‬ومسلم ف (الج) باب سفر الرأة مع مرم برقم ‪1339‬‬
‫س‪ :‬حديث أنس رضي ال عنه ف الزاد والراحلة قال ‪ :‬قيل يا رسول ال ما السبيل؟ قال ‪:‬‬
‫"الزاد والراحلة" رواه الدارقطن وصححه الاكم والراجح إرساله وأخرجه الترمذي من‬
‫(‪)1‬‬
‫حديث ابن عمر وف إسناده ضعف فما صحته ؟‬

‫ج‪ :‬كلها ضعيفة لكن يشهد بعضها لبعض فهي من باب السن لغيه وأجع العلماء على‬
‫العن ‪.‬‬
‫والصل ف ذلك قوله تعال ‪" :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلً " (‪ )2‬فمن‬
‫استطاع السبيل إل البيت لزمه الج ومن ل يستطع فل حرج عليه وكل إنسان أعلم بنفسه ‪.‬‬

‫حكم من حج من مال أبيه وفيه كسب حرام‬


‫س‪ :‬حججت وأنا طالب ف الامعة وأخذت مالً من والدي لصاريف الج وذلك لعدم‬
‫استطاعت توفي الال بنفسي ‪ ،‬ولكن والدي كان يعمل آنذاك ف أعمال مرمة وأرباح من‬
‫(‪)3‬‬
‫تلك العمال الحرمة ‪ ،‬فهل حجي صحيح أم أعيده؟‬

‫ج‪ :‬الج صحيح إن شاء ال إذا كنت أديته على الوجه الشرعي ول يبطله كون الال فيه‬
‫شبهة أو كسب مرم ؛ لن أعمال الج كلها بدنية ‪ ،‬ولكن يب على السلم أن يذر‬
‫الكسب الرام ويتوب إل ال ما سلف ‪ ،‬ومن تاب‪ ،‬تاب ال عليه ‪ ،‬كما قال تعال ‪" :‬وتوبوا‬
‫(‪)4‬‬
‫إل ال جيعا أيها الؤمنون لعلكم تفلحون"‬

‫‪) (1‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬
‫‪) (3‬من برنامج (نور على الدرب)‬
‫‪) (4‬سورة النور ‪ ،‬الية ‪31‬‬
‫حكم الج لن عليه دين‬
‫س ‪ :‬أفيدكم أنن شاب أبلغ من العمر حوال ‪ 32‬سنة ومتزوج ول من الطفال خسة ‪،‬‬
‫وشاء ال أن أقع ف كثي من الديون حت أنا بلغت ما يقارب خسي ألف ريال ‪ ،‬وذلك ف‬
‫إتام الزواج حسب العادات والتقاليد بنطقة الباحة ‪ ،‬وحيث إن بعض هذا الدين له ما يقارب‬
‫من ‪ 13‬سنة حيث إنن أقيم الن بدينة الطائف ومستأجر سكن بدينة الطائف ومن ذوي‬
‫الدخل الحدود وحيث أن ظروف وال يا والدي العزيز ل تساعدن حت الن ف سداد هذه‬
‫الديون حيث أقوم بسداد مبلغ أرجع أقترض غيه وذلك لقلة دخلي ‪ .‬وحيث أننا مقبلي على‬
‫موسم الج هذا العام ول رغبة ف أداء فريضة الج هذا العام ‪ ،‬فأرجو من ال ث منك إفادت‬
‫هل إذا حججت دون علم الذين لم عندي دين علي إث وأنن ل أستطيع الستئذان منهم‬
‫حيث إن بعضهم ف الباحة والبعض الخر ف مكة الكرمة وجدة ول أعرف عنوان أغلبهم‬
‫وكل منهم له ما يقارب من خسة آلف ريال ‪.‬‬
‫لذا أرغب من ساحتكم إفادت ف هذا الوضوع على العنوان الذكور وذلك قبل الج لذا‬
‫العام على أن أقوم بالج من عدمه ؟ (‪ )1‬وفقكم ال وأطال ف عمركم ‪.‬‬

‫ج‪ :‬وعليكم السلم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬


‫فإذا كان عندك ما يوفيهم فل حاجة للستئذان لكونك قادر على الوفاء ‪ ،‬وإن كان لديك‬
‫قدرة على الج والوفاء جيعا فل حاجة للستئذان منهم؛ لن الج لن استطاع إليه سبيلً‪.‬‬
‫وفق ال الميع والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫وفاء الدين قبل الج‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬علي دين وأريد الج ‪ ،‬فهل يوز ل ذلك ؟ جزاكم ال خيا ؟‬

‫‪) (1‬سؤال مقدم من م‪ .‬ع‪ .‬غ‪ .‬وأجاب عنه ساحته برقم ‪ /1 /1601‬ش وتاريخ ‪29/11/1415‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1635‬ف ‪28/11/1418‬هـ‬
‫ج‪ :‬إذا كان لديك مال يتسع للحج ولقضاء الدين فل بأس ‪ ،‬أما إذا كان الال ل يتسع لما ‪،‬‬
‫فابدأ بالدين ؛ لن قضاء الدين مقدم ‪ ،‬وال سبحانه وتعال يقول ‪" :‬ول على الناس حج‬
‫البيت من استطاع إليه سبيلً " (‪ )1‬وأنت ل تستطيع ؛ لن الدين ينعك من الستطاعة ‪ ،‬أما‬
‫إذا كان لديك مال كاف لسداد الدين وأداء الج فل بأس أن تج وأن تفي بالدين ‪ ،‬بل هو‬
‫الواجب عليك للية الذكورة وما جاء ف معناها من الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬

‫حكم القتراض من أجل الج‬


‫س‪ :‬رجل مقيم بالملكة وموظف بإحدى الؤسسات يريد أن يج ‪ ،‬هل يوز له أن يتسلم‬
‫مرتبه مقدما قبل ناية الشهر للمساعدة ف نفقات الج علما بأنه سيعمل بنفس الجر الذي‬
‫(‪)2‬‬
‫تسلمه ‪ ،‬وهل يوز له أن يقترض من زملئه ليحج ث يسدد لم فيما بعد ؟‬
‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك ‪ ،‬إذا سح له السئول بذلك ول حرج ف القتراض إذا كان يستطيع‬
‫الوفاء ‪ ،‬وال ول التوفيق‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل يب على الزوج دفع تكاليف حج زوجته ؟‬

‫ج‪ :‬ل يب على الزوج دفع تكاليف حج زوجته ‪ ،‬وإنا نفقة ذلك عليها إذا استطاعت؛ لقول‬
‫ال عز وجل ‪" :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل" (‪ ، )4‬وقول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم لا سأله جبائيل عليه السلم عن السلم ‪ ،‬قال ‪" :‬السلم أن تشهد أن ل إله إل‬
‫ال وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬وتقيم الصلة ‪ ،‬وتؤت الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان ‪ ،‬وتج البيت إن‬

‫‪) (1‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة ) العدد ‪ 1686‬ف ‪22/12/1419‬هـ‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬
‫‪) (4‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬
‫استطعت إليه سبيل" (‪ )1‬خرجه مسلم ف صحيحه من حديث عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫‪.‬‬
‫وهذه الية الكرية والديث الشريف يعمان الرجال والنساء ‪ ،‬ويعمان الزوجات وغي‬
‫الزوجات ‪ ،‬لكن إذا تبع لا بذلك فهو مشكور ومأجور ‪ .‬وال ول التوفيق‬

‫حكم من حج وترك زوجته لوحدها‬


‫س‪ :‬هل يوز أن يذهب الرجل للحج أو العمرة دون أن يصطحب الزوجة ؟ جزاكم ال خيا‬
‫(‪)2‬‬

‫ج‪ :‬يوز له أن يدعها ف البيت ويذهب للحج أو العمرة أو للصلة أو للجهاد أو لاجاته‬
‫الاصة ف التجارة ‪ ،‬ل بأس بذلك كله ‪ .‬وإذا كانت الزوجة تستوحش فعليه أن يعل عندها‬
‫من الدم من يؤنسها ‪ ،‬أو يسمح لا أن تذهب عند أهلها للوحشة الت تصيبها ‪ ،‬أو إذا كان‬
‫عليها خطر ‪ ،‬فيجمع بي الصلحتي ول يلزم أن تذهب معه كلما سافر ‪.‬‬

‫حكم الج عمن مات ول يج‬


‫س‪ :‬من مات ول يج لرض أو فقر ونوه هل يج عنه ؟‬

‫ج‪ :‬من مات قبل أن يج فل يلو من حالي ‪:‬‬


‫إحداها ‪ :‬أن يكون ف حياته يستطيع الج ببدنه وماله فهذا يب على ورثته أن يرجوا من‬
‫ماله لن يج عنه ؛ لكونه ل يؤد الفريضة الت مات وهو يستطيع أداءها وإن ل يوص بذلك ‪،‬‬
‫فإن أوصى بذلك فالمر آكد ‪ ،‬والجة ف ذلك قول ال سبحانه ‪" :‬ول على الناس حج‬
‫البيت " (‪ )3‬الية ‪ ،‬والديث الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم قال له رجل ‪ :‬إن فريضة‬
‫‪) (1‬رواه مسلم ف (اليان) باب بيان اليان والسلم والحسان برقم ‪8‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1635‬ف ‪28/11/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪97‬‬
‫ال على عباده أدركت أب شيخا كبيا ل يستطيع الج ول الظعن ‪ ،‬أفأحج عنه ؟ فقال له‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حج عن أبيك واعتمر" (‪ . )1‬وإذا كان الشيخ الكبي الذي يشق‬
‫عليه السفر وأعمال الج يج عنه فكيف بال القوي القادر إذا مات ول يج ؟! فهو أول‬
‫وأول بأن يج عنه ‪ .‬وللحديث الخر الصحيح أيضا ‪ ،‬أن امرأة قالت‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن‬
‫أمي نذرت أن تج فلم تج حت ماتت ‪ ،‬أفأحج عنها ؟ قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"حجي عن أمك" (‪. )2‬‬
‫أما الال الثانية ‪ :‬وهي ما إذا كان اليت فقيا ل يستطع الج ‪ ،‬أو كان شيخا كبيا ل‬
‫يستطيع الج وهو حي ‪ ،‬فالشروع لولياء مثل هذا الشخص كابنه وبنته أن يجوا عنه ؛‬
‫للحاديث التقدمة ؛ ولديث ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم سع‬
‫رجلً يقول ‪" :‬لبيك عن شبمة" قال له النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من شبمة؟" قال ‪ :‬أخ‬
‫ل أو قريب ل ‪ ،‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حججت عن نفسك؟" قال‪ :‬ل ‪ ،‬قال‬
‫له النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حج عن نفسك ث حج عن شبمة" (‪. )3‬‬
‫وروي هذا الديث عن ابن عباس رضي ال عنهما موقوفا عليه ‪ .‬وعلى كلتا الروايتي‬
‫فالديث يدل على شرعية الج عن الغي سواء كان الج فريضة أو نافلة ‪ .‬وأما قوله تعال ‪:‬‬
‫"وأن ليس للنسان إل ما سعى" (‪ ، )4‬فليس معناه أن النسان ما ينفعه عمل غيه ‪ ،‬ول يزئ‬
‫عنه سعي غيه ‪ ،‬وإنا معناه عند علماء التفسي الحققي أنه ليس له سعي غيه‪ ،‬وإنا الذي له‬
‫سعيه وعمله فقط ‪ ،‬وأما عمل غيه فإن نواه عنه وعمله بالنيابة ‪ ،‬فإن ذلك ينفعه ويثاب‬
‫عليه ‪ ،‬كما يثاب بدعاء أخيه وصدقته عنه ‪ ،‬فهكذا حجه عنه وصومه عنه إذا كان عليه صوم‬
‫؛ للحديث الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬من مات وعليه صيام صام عنه‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (مسند الدنيي) حديث أب رزين العقيلي برقم ‪ ، 15751‬والنسائي ف (الناسك) باب وجوب العمرة برقم‬
‫‪2621‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (باقي مسند النصار) حديث بريدة السلمي برقم ‪ ، 22523‬ومسلم ف (الصيام ) باب قضاء الصيام عن‬
‫اليت برقم ‪1149‬‬
‫‪) (3‬رواه أبو داود ف (الناسك) باب الرجل يج عن غيه برقم ‪1811‬‬
‫‪) (4‬سورة النجم ‪ ،‬الية ‪39‬‬
‫وليه " (‪ ، )1‬أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة ‪ ،‬وهذا يتص بالعبادات الت ورد‬
‫الشرع بالنيابة فيها عن الغي ‪ ،‬كالدعاء والصدقة والج والصوم‪ ،‬أما غيها فهو مل نظر‬
‫واختلف بي أهل العلم ‪ ،‬كالصلة والقراءة ونوها ‪ ،‬والول الترك ‪ ،‬اقتصارا على الوارد‬
‫واحتياطا للعبادة ‪ ،‬وال الوفق ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم الج عن الوالدين اللذين ماتا ول يجا ؟‬

‫ج‪ :‬يوز لك أن تج عن والديك بنفسك وتنيب من يج عنهما إذا كنت حججت عن‬
‫نفسك أو كان الشخص الذي يج عنهما قد حج عن نفسه ؛ لا روي عن عبد ال بن عباس‬
‫رضي ال عنهما من حديث شبمة (‪. )3‬‬

‫س‪ :‬رجل مات ول يقض فريضة الج ‪ ،‬وأوصى أن يج عنه من ماله ‪ ،‬ويسأل عن صحة‬
‫(‪)4‬‬
‫الجة ‪ ،‬وهل حج الغي مثل حجه لنفسه ؟‬

‫ج‪ :‬إذا مات السلم ول يقض فريضة الج وهو مستكمل لشروط وجوبا وجب أن يج عنه‬
‫من ماله الذي خلفه ‪ ،‬سواء أوصى بذلك أم ل يوص ‪ ،‬وإذا حج عنه غيه من يصح منه الج‬
‫وكان قد أدى فريضة الج عن نفسه صح حجه وأجزأه ف سقوط الج عنه ‪ ،‬كما لو حج‬
‫عن نفسه ‪ ،‬أما كون ذلك أقل أو أكثر فذلك راجع إل ال سبحانه وتعال ؛ لنه العال‬
‫بأحوال عباده ونياتم ‪ ،‬ولشك أن الواجب عليه البادرة بالج إذا استطاع‬
‫قبل أن يوت للدلة الشرعية الدالة على ذلك ويشى عليه من إث التأخي ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الصوم) باب من مات وعليه صوم برقم ‪ ، 1952‬ومسلم ف (الصيام) باب قضاء الصيام عن اليت برقم‬
‫‪1147‬‬
‫‪) (***2‬نشر ف جريدة (البلد) ف ‪1/12/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه أبو داود ف (الناسك) باب الرجل يج عن غيه برقم ‪1811‬‬
‫‪) (4‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد الامس عام ‪1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة) لسماحته ص ‪52‬‬
‫حكم الج عمن مات ول يوص بالج‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬إذا مات رجل ل يوص أحدا بالج عنه ‪ ،‬فهل تسقط عنه الفريضة إذا حج عنه ابنه ؟‬

‫ج‪ :‬إذا حج عنه ابنه السلم الذي قد حج عن نفسه سقطت عنه الفريضة بذلك ‪ ،‬وهكذا لو‬
‫حج عنه غي ابنه من السلمي الذين قد حجوا عن أنفسهم ؛ لا ثبت ف الصحيحي عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما أن امرأة قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬إن فريضة ال على عباده أدركت أب‬
‫شيخا كبيا ل يستطيع الج ول الظعن ‪ ،‬أفأحج عنه ؟ قال‪" :‬نعم حجي عنه" (‪ . )2‬وف‬
‫الباب أحاديث أخرى تدل على ما ذكرنا ‪.‬‬

‫حكم من نذر الج ومات ول يج‬


‫س‪ :‬من نذر على نفسه الج ومات وليس وراؤه تركة هل يكون القضاء استحبابا أو‬
‫(‪)3‬‬
‫وجوبا ؟‬
‫ج‪ :‬إن تيسر من بعض الورثة أو غيهم أن يج عنه فذلك مستحب وفاعله مأجور ‪ ،‬وإل‬
‫فليس عليه شيء ؛ لقول ال سبحانه ‪" :‬فاتقوا ال ما استطعتم" (‪ ، )4‬مثل الدين إذا قضوا عنه‬
‫فقد أحسنوا وإل فل حرج إذا ل يلف تركة ‪.‬‬

‫الج عن الوالدين أفضل من إنابة من يج عنهما‬


‫س‪ :‬توفيت والدت وأنا صغي السن ‪ ،‬وقد أجرت على حجتها شخصا موثوقا به ‪ ،‬وأيضا‬
‫والدي توف وأنا ل أعرف منهما أحدا ‪ ،‬وقد سعت من بعض أقارب أنه حج ‪ .‬هل يوز أن‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (رابطة العال السلمي ) ف ذي القعدة عام ‪1406‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه الترمذي ف (الج) باب ما جاء ف الج عن الشيخ الكبي واليت برقم ‪. 928‬‬
‫‪) (3‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫‪) (4‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫أؤجر على حجة والدت أم يلزمن أن أحج عنها أنا بنفسي ‪ ،‬وأيضا والدي هل أقوم بجة له‬
‫(‪)1‬‬
‫وأنا سعت أنه حج ؟ أرجو إفادت وشكرا‬
‫ج‪ :‬إن حججت عنهما بنفسك ‪ ،‬واجتهدت ف إكمال‬
‫حجك على الوجه الشرعي فهو الفضل ‪ ،‬وإن استأجرت من يج عنهما من أهل الدين‬
‫والمانة فل بأس ‪.‬‬
‫والفضل أن تؤدي عنهما حجا وعمرة ‪ ،‬وهكذا من تستنيبه ف ذلك ‪ ،‬يشرع لك أن تأمره‬
‫أن يج عنهما ويعتمر ‪ ،‬وهذا من برك لما وإحسانك إليهما ‪ ،‬تقبل ال منا ومنك ‪.‬‬

‫تقدي الم على الب ف الج أفضل لن حقها أعظم وأكب‬


‫س‪ :‬توف والدي منذ خس سنوات ‪ ،‬وبعده بسنتي توفيت والدت ‪ ،‬قبل أن يؤديا فريضة الج‬
‫‪ ،‬وأرغب أن أحج عنهما بنفسي ‪ ،‬فسمعت بعض الناس يقول ‪ :‬يلزمك أن تج عن أمك‬
‫أولً ؛ لن حقها أعظم من حق الب ‪ ،‬وبعضهم يقول ‪ :‬تج عن أبيك أولً ؛ لنه مات قبل‬
‫(‪)2‬‬
‫أمك ‪ .‬وبقيت متارا فيمن أقدم ؟ وضحوا ل أثابكم ال ؟‬

‫ج‪ :‬حجك عنهما من الب الذي شرعه ال عز وجل ‪ ،‬وليس واجبا عليك ‪ ،‬ولكنه مشروع‬
‫لك ومستحب ومؤكد ؛ لنه من برها ‪ ،‬كما قال النب صلى ال عليه وسلم ف الديث‬
‫الصحيح لا سأله رجل ‪" :‬هل بقي من بر أبوي شيء أبرها به ؟ قال ‪" :‬نعم الصلة عليهما‬
‫والستغفار لما وإنفاذ عهدها من بعدها وإكرام صديقهما وصلة الرحم الت ل توصل إل‬
‫بما" (‪ . )3‬والقصود أن من برها بعد وفاتما أداء الج عنهما ‪ .‬وثبت عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه سألته امرأة ‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أب أدركته فريضة ال على عباده ف الج‬

‫‪) (1‬نشر ف كتاب (الدعوة) عام ‪1408‬هـ ج ‪ 1‬ص ‪127‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد الادي عشر عام ‪1400‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه المام أحد ف (مسند الكيي) حديث أب أسيد الساعدي برقم ‪ ، 15629‬وأبو داود ف (الدب) باب ف بر الوالدين برقم‬
‫‪5142‬‬
‫وهو شيخ كبي ل يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال ‪" :‬حجي عن أبيك" (‪ ، )1‬وسأله آخر‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه ل يثبت على الراحلة ول يستطيع الج ول الظعن أفأحج عنه وأعتمر ؟‬
‫فقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حج عن أبيك واعتمر" (‪. )2‬‬
‫فالشروع لك يا أخي أن تج عنهما جيعا وأن تعتمر عنهما جيعا ‪ ،‬أما التقدي فلك أن تقدم‬
‫من شئت ‪ ،‬إن شئت قدمت الم ‪ ،‬وإن شئت قدمت الب ‪ ،‬والفضل هو تقدي الم ؛ لن‬
‫حقها أكب وأعظم ولو كانت متأخرة الوت وتقديها أول وأفضل ؛ لن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم سئل فقيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬من أبر؟ قال ‪" :‬أمك" قال ‪ :‬ث من ‪ ،‬قال ‪" :‬أمك" قال‪:‬‬
‫ث من ‪ ،‬قال ‪" :‬أمك" ‪ ،‬قال ‪ :‬ث من ؟ قال ‪" :‬أباك" (‪ )3‬فذكره ف الرابعة ‪ .‬وف لفظ آخر‬
‫سئل عليه الصلة والسلم قيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬من أحق الناس بسن صحابت ؟ قال ‪:‬‬
‫"أمك" قال ‪ :‬ث من ؟ ‪ ،‬قال ‪" :‬أمك" ‪ ،‬قال ‪ :‬ث من ؟ قال ‪" :‬أمك" ‪ ،‬قال ‪ :‬ث من ؟ قال ‪:‬‬
‫"أبوك" (‪ . )4‬فدل ذلك على أن حقها أكب وأعظم ‪ ،‬فالفضل البداءة با ث تج بعد ذلك عن‬
‫أبيك وأنت مأجور ف ذلك ولو بدأت بالب فل حرج ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫جواز النابة ف الج والعمرة‬
‫س‪ :‬ساحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز –حفظه ال –‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ .‬وبعد ‪:‬‬
‫أرسل إليكم هذا الكتوب راجيا من فضيلتكم ف أمر يص مسألة وصية وهي ‪:‬‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم) باقي مسند ابن عباس برقم ‪ ، 3041‬والنسائي ف (مناسك الج) باب الج عن اليت‬
‫الذي ل يج برقم ‪2634‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند الشاميي) حديث أب رزين العقيلي برقم ‪ ، 15751‬والنسائي ف (الناسك) باب وجوب العمرة برقم‬
‫‪2621‬‬
‫‪) (3‬رواه المام أحد ف (مسند البصريي) حديث معاوية بن حيدة برقم ‪ ، 19544‬وابن ماجة ف (الدب) باب بر الوالدين برقم‬
‫‪3658‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (الدب) باب من أحق الناس بسن الصحبة برقم ‪ ، 5971‬ومسلم ف (الب والصلة والداب ) باب بر الوالدين‬
‫برقم ‪2548‬‬
‫‪) (5‬سؤال شخصي مقدم من الخ م‪ .‬ط‪ .‬ح‪ .‬د‬
‫إن جدت أوصتن بأن أحج لا وبالنسبة لنن مقعد بسبب رجلي وكب سن ول أطيق الج‬
‫فقد كلفت الدعو ممد بن سعيد بالج عن وقد تكلفت بصاريف حجه فأعطيته ألفان‬
‫وستمائة ريال ‪ 2600‬لذلك ‪ .‬فهل تزئ هذه الجة عن تلك الوصية ‪ .‬بارك ال فيكم ‪.‬‬

‫ج‪ :‬وعليكم السلم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬


‫إذا كان الواقع هو ما ذكرت فقد أحسنت فيما فعلت ‪ ،‬وحج ممد بن سعيد الذكور عن‬
‫جدتك ل بأس به إذا كان ثقة ‪ .‬وفق ال الميع لا يرضيه ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال‬
‫وبركاته ‪.‬‬

‫ما يشترط ف النائب‬


‫س‪ :‬ساحة الشيخ هل يوز أن استأجر من يقوم بأداء الج لوالدي علما بأنن ل أقض فريضة‬
‫الج بعد لعدم وجود مرم لدي أو إذا ل يكن ذلك جائزا ‪ ،‬فهل يوز أن أقوم بذلك العمل‬
‫(‪)1‬‬
‫ف نفس العام الذي سوف أحج فيه إن شاء ال ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج عليك أن تستأجري من يج عن أبيك وإن كنت ل تجي عن نفسك ‪ ،‬أما أنت‬
‫فليس لك الج عن أبيك إل بعد أن تجي عن نفسك ول مانع أن يج عن أبيك من قد حج‬
‫عن نفسه ف السنة الت تجي فيها عن نفسك ‪ .‬وال الوفق ‪.‬‬

‫ل يلزم النائب أن يأت بالج من بلد من ناب عنه‬


‫س‪ :‬إذا كان النائب عمن نذر الج ف بلدة أخرى غي بلد الناذر أقرب من بلد الناذر نفسه ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫هل يلزمه أن يأت بالج من بلد الناذر ؟‬

‫‪) (1‬سؤال شخصي موجه لسماحته من سائلة ‪ ،‬وقد أجاب عنه ساحته بتاريخ ‪14/1/1420‬هـ‬
‫‪) (2‬من أسئلة دروس بلوغ الرام‬
‫ج‪ :‬ل يلزمه ذلك بل يكفيه الحرام من اليقات ‪ ،‬ولو كان ف مكة فأحرم منها بالج كفى‬
‫ذلك لن مكة ميقات أهلها للحج ‪.‬‬

‫ل حاجة إل استشارة أبناء التوف للحج عنه‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬أريد أن أؤدي فريضة الج عن خال ‪ ،‬فهل ل أن استشي أبناءه الصغار ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان خالك متوف وأنت قد أديت الفريضة عن نفسك فل بأس أن تؤدي الج عنه‪،‬‬
‫ول حاجة إل استشارة أبنائه أو غي أبنائه إذا كان قد توف ‪ ،‬أو كان كبي السن ل يستطيع‬
‫الج ‪ ،‬وأنت قد أديت الفريضة ‪ ،‬فإنك إذا أحسنت إليه بأداء الج عنه تطوعا ‪ ،‬فأنت‬
‫مشكور ومأجور ‪ ،‬ول حاجة إل استئذان أحد ف ذلك ‪.‬‬

‫حج عن والدتك ولو بغي إذنا‬


‫س‪ :‬أريد أن أحج عن والدت فهل لبد أن أستأذنا ‪ ،‬علما بأنا سبق أن أدت حجة‬
‫(‪)2‬‬
‫الفريضة ؟‬
‫ج‪ :‬إذا كانت والدتك عاجزة عن الج لكب سنها ‪ ،‬أو مرض ل يرجى برؤه ‪ ،‬فل بأس أن‬
‫تج عنها ولو بغي إذنا ؛ لا ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه استأذنه رجل قائلً ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬إن أب شيخ كبي ل يستطيع الج والعمرة ‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حج‬
‫عن أبيك واعتمر " (‪ ، )3‬واستأذنته امرأة قائلة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أب شيخ كبي ول يستطيع‬
‫الج ول الظعن أفأحج عنه ؟ فقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حجي عن أبيك" (‪ . )4‬وهكذا‬
‫اليت يج عنه ؛ لحاديث صحيحة وردت ف ذلك ‪ ،‬ولذين الديثي ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬من برنامج نور على الدرب‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة العدد ‪ 1641‬ف ‪18/1/1419‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه المام أحد ف (مسند الدنيي) حديث أب رزين العقيلي برقم ‪ ، 15751‬والنسائي ف (الناسك) باب وجوب العمرة برقم‬
‫‪2621‬‬
‫‪) (4‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم ) باقي مسند ابن عباس برقم ‪ ، 3041‬والنسائي ف (مناسك الج ) باب الج عن اليت‬
‫الذي ل يج برقم ‪2634‬‬
‫حجك عن أخيك من مالك مسقط للواجب عليه‬
‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم ‪ /‬م‪ .‬ن‪ .‬س ‪ .‬ع ‪ .‬وفقه ال إل ما‬
‫(‪)1‬‬
‫فيه رضاه ‪ .‬آمي‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فقد وصلن سؤالك من طريق جريدة الزيرة ‪ ،‬ونصه ‪:‬‬
‫أن أخاك توف وترك مبالغ عند بعض الناس ‪ ،‬وت جع هذه الموال وهي عندك الن ‪ ،‬وتريد‬
‫إنفاقها ف الشاريع اليية ‪ ،‬وقد حججت عنه من مالك ‪ ..‬إل آخره ‪.‬‬

‫ج‪ :‬حجك عنه من مالك كاف وهو مسقط للواجب عليه ‪ .‬جزاك ال خيا وضاعف‬
‫مثوبتك ‪.‬‬
‫أما الموال الذكورة فالواجب تقسيمها بي الورثة ‪ ،‬وما أشكل عليكم ف ذلك من وصية أو‬
‫غيها فراجعوا فيه الحكمة ‪ ،‬وفيما تراه الحكمة الكفاية إن شاء ال ‪.‬‬

‫حكم أخذ حجة لوفاء دين‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل يوز أخذ مال عن أداء الج عن غيي لسداد دين علي ؟ أفيدون مأجورين‬

‫ج‪ :‬ل بأس أن تأخذ حجة لتفي بالدين الذي عليك ؛ ولكن الذي ينبغي لك أن يكون القصد‬
‫من الجة مشاركة السلمي ف الي مع قضاء الدين لعل ال أن ينفعك بذلك ‪ ،‬ويكون‬
‫القابل الادي الذي تأخذه عن الجة تبعا لذلك‪.‬‬

‫حكم الج عن مقرئ مقابل إهدائه ثواب تلوته‬

‫‪) (1‬خطاب صدر من مكتب ساحته برقم ‪ 1509/1‬ف ‪12/5/1415‬هـ إجابة عن سؤال مقدم من م‪ .‬ن‪ .‬س‪ .‬ع ‪.‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1635‬ف ‪28/11/1418‬هـ‬
‫ل صديق مقرئ ف مصر هل يوز ل أن أؤدي عنه الجة أو العمرة بشرط أن يقرأ هو‬
‫(‪)1‬‬
‫القرآن عدة مرات ويهب ثواب ذلك لوالدي ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان عاجزا كالشيخ الكبي والعجوز الكبية والريض الذي ل يرجى برؤه جاز لك‬
‫أن تج عنه وتعتمر ‪ ،‬وأنت مأجور لكن بدون هذا الشرط بل تبعا منك أو بال يعطيك إياه‬
‫لتحج عنه ؛ أما القراءة عنك أو عن غيك فل أصل لا شرعا ‪.‬‬

‫حكم الج والعمرة عن عدة أشخاص معا‬


‫س‪ :‬ل أخوة كثيون هل يوز أن أعتمر عمرة واحدة وأحج حجة واحدة أثوبما ل ولم مع‬
‫(‪)2‬‬
‫العلم أنم ل يافظون على الصلة ؟‬

‫ج‪ :‬العمرة ل تكون إل عن واحد وكذلك الج ‪ ،‬فليس لك أن تج عن جاعة ‪ ،‬ول تعتمر‬
‫عن جاعة ‪ ،‬وإنا الج عن واحد والعمرة عن واحد فقط إذا كان الحجوج عنه ميتا‪ ،‬وهكذا‬
‫العتمر عنه ميتا ‪ ،‬أو عاجزا لرض ل يرجى برؤه ‪ ،‬أو كبي سن فل بأس أن تج عنه وتعتمر‬
‫إذا كان شخصا واحدا ‪ ،‬وإذا أعطاك وليه مالً أو هو نفسه أي العاجز لتحج عنه فل بأس إذا‬
‫أخذته ل ل لقصد الدنيا ‪ .‬والذي ل يافظ على الصلة ل يج عنه ‪ ،‬وإذا كان الشخص‬
‫اليت أو العاجز عن الج لكب سنه أو لرض ل يرجى برؤه معروفا بأنه كان ل يصلي أو‬
‫عنده ما يكفر به من نواقض السلم الخرى فإنه ل يج عنه ؛ لن ترك الصلة كفر أكب ف‬
‫أصح قول العلماء ‪ .‬نسأل ال العافية ‪.‬‬

‫حكم من استناب رجلً غي صال‬

‫‪ ) (1‬من برنامج نور على الدرب‬


‫‪) (2‬من برنامج نور على الدرب‬
‫س‪ :‬شخص دفع مالً لشخص من أجل أن يج لوالدته وهو يرى أنه أمي ث تبي له أن هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫الشخص يعمل عملً غي صال ويطلب الفادة ؟‬

‫ج‪ :‬ينبغي لن أراد أن يستنيب أحدا أن يبحث عنه وأن يعرف أمانته واستقامته وصلحه ‪،‬‬
‫وعليه إذا كانت الجة لزمة وفريضة أن يعوض عنها حجة أخرى ‪ ،‬وإذا كانت الجة وصية‬
‫لحد أوصاه بأن يرجها فوضعها ف يد غي أمينة فإن الحوط ف حقه أن يبدلا بغيها ؛ لنه‬
‫ل يرص ول يعت بالقام بل تساهل ‪ ،‬أما إن كان متطوعا ومتسبا وليس عنده وصية لحد‬
‫وإنا أراد التطوع والجر فل شيء عليه وإن أحب أن يرج غيها فل بأس ‪.‬‬

‫يوز حج الرأة عن الرجل والعكس‬


‫س‪ :‬الخت أ ‪ .‬م ‪ .‬م ‪ .‬من القاهرة تقول ف سؤالا ‪ :‬هل يوز أن تج الرأة عن الرجل ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهل هناك فرق بي أن يكون الج تطوعا أو واجبا ؟ نرجو الفتوى وجزاكم ال خيا ؟‬

‫ج‪ :‬يوز حج الرأة عن الرجل إذا كان الحجوج عنه ميتا أو عاجزا عن الج ‪ ،‬لكب سن أو‬
‫مرض ل يرجى برؤه ‪ .‬سواء كان الج فرضا أو نفلً ؛ لا ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أن رجلً قال له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أب ل يستطيع الج ول الظعن أفأحج عنه وأعتمر ؟‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حج عن أبيك واعتمر" (‪ ، )3‬وثبت عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أن امرأة من خثعم قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أب ل يستطيع الج أفأحج عنه ؟ فقال لا‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬حجي عن أبيك" (‪ ، )4‬والحاديث ف هذا العن كثية ‪ .‬ول يفصل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بي حج الفرض والنفل ؛ فدل ذلك على جواز النيابة فيهما من‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد الثامن ف ‪4/12/1401‬هـ ص ‪63‬‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬
‫‪ ) (3‬رواه المام أحد ف (مسند الدنيي) حديث أب رزين العقيلي برقم ‪ ، 15751‬والنسائي ف (الناسك) باب وجوب العمرة برقم‬
‫‪2621‬‬
‫‪) (4‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم ) باقي مسند ابن عباس برقم ‪ ، 3041‬والنسائي ف (مناسك الج) باب الج عن اليت‬
‫الذي ل يج برقم ‪2634‬‬
‫الرجل والرأة بالشرط الذكور ‪ ،‬وهو كون الحجوج عنه ميتا أو عاجزا لكب سن أو مرض‬
‫ل يرجى برؤه ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫الج عن الخرين ليس خاصا بالقرابة‬


‫س‪ :‬هل الج عن الخرين مشروع على الطلق أم خاص بالقرابة ‪ ،‬ث هل يوز أخذ الجرة‬
‫(‪)1‬‬
‫على ذلك ‪ ،‬ث إذا أخذ الجرة على حجة عن غيه فهل له أجر ف عمله هذا ؟‬

‫ج‪ :‬الج عن الخرين ليس خاصا بالقرابة بل يوز للقرابة وغي القرابة ‪ ،‬لن الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم شبهه بالدين ؛ فدل ذلك على أنه يوز للقرابة وغي القرابة ‪ .‬وإذا أخذ الال‬
‫وهو يقصد بذلك الشاهدة للمشاعر العظيمة ومشاركة إخوانه الجاج والشاركة ف الي‬
‫فهو على خي إن شاء ال وله أجر ‪ .‬أما إذا كان ل يقصد إل الدنيا ‪ ،‬فليس له إل الدنيا ‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال ؛ لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إنا العمال بالنيات وإنا‬
‫لكل امرئ ما نوى " (‪ )2‬متفق على صحته ‪.‬‬

‫تارك الصلة ل يج عنه‬


‫س‪ :‬أبو عبد ال من الرياض يقول ف سؤاله ‪ :‬ماذا يقول فضيلتكم فيمن يهب العمال‬
‫الصالة ‪ ،‬كقراءة القرآن ‪ ،‬والج والعمرة عمن توف وهو تارك للصلة ‪ ،‬وف الغالب يكون‬
‫هذا التوف جاهلً وغي متعلم ؟ أفيدونا جزاكم ال خيا (‪. )3‬‬

‫ج‪ :‬تارك الصلة ل يج عنه ‪ ،‬ول يتصدق عنه ؛ لنه كافر ف أصح قول العلماء ؛ لقول النب‬
‫صلى ال عليه‬

‫‪) (1‬سؤال بعد ماضرة ألقاها ساحته ف الج ف اليوم الثامن من ذي الج ف من عام ‪1402‬هـ‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (بدء الوحي) باب بدء الوحي برقم ‪ ، 1‬ومسلم ف (المارة) باب قوله ‪" :‬إنا العمال بالنية " برقم ‪1907‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (الدعوة)ف العدد (‪)1489‬بتاريخ ‪27/11/1415‬هـ‬
‫وسلم ‪" :‬بي الرجل وبي الشرك والكفر ترك الصلة " رواه مسلم ف صحيحه (‪ ، )1‬وقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر " (‪ )2‬رواه المام‬
‫أحد ‪ ،‬وأهل السنن بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫أما القراءة عن الغي فل تشرع ‪ ،‬ل عن الي ول عن اليت ؛ لعدم الدليل على ذلك ‪ ،‬وقد‬
‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد " (‪ )3‬أخرجه مسلم‬
‫ف صحيحه ‪ ،‬وأخرجه الشيخان البخاري ومسلم ف الصحيحي بلفظ ‪" :‬من أحدث ف أمرنا‬
‫هذا ما ليس منه فهو رد " (‪ ، )4‬ومعن فهو رد ‪ :‬أي فهو مردود ‪.‬‬
‫ول يثبت عن النب صلى ال عليه وسلم ول عن الصحابة رضي ال عنهم فيما نعلم أنم قرأوا‬
‫القرآن وثوبوه لي ول ميت ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم الصدقة والج عمن كان يذبح لغي ال‬

‫س‪ :‬سائل يقول ‪ :‬إن والده يذبح لغي ال فيما قيل له عن ذلك ‪ ،‬ويريد الن أن يتصدق عنه‬
‫ويج عنه ‪ ،‬ويعزو سبب وقوع والده ف ذلك إل عدم وجود علماء ومرشدين وناصحي له ‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فما الكم ف ذلك كله ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان والده معروفا بالي والسلم والصلح ‪ ،‬فل يوز له أن يصدق من ينقل عنه‬
‫غي ذلك من ل تعرف عدالته ‪ ،‬ويسن له الدعاء والصدقة عنه حت يعلم يقينا أنه مات على‬
‫الشرك ‪ ،‬وذلك بأن يثبت لديه بشهادة الثقات العدول اثني أو أكثر أنم رأوه يذبح لغي ال‬
‫من أصحاب القبور أو غيهم ‪ ،‬أو سعوه يدعو غي ال ‪ ،‬فعند ذلك يسك عن الدعاء له ‪،‬‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (اليان) باب بيان إطلق اسم الكفر على من ترك الصلة برقم ‪82‬‬
‫‪) (2‬رواه الترمذي ف (اليان) باب ما جاء ف ترك الصلة برقم ‪2621‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري معلقا ف النجش ‪ ،‬ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (الصلح) باب إذا اصطلحوا على صلح جور برقم ‪ ، 2697‬ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة‬
‫ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (5‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1648‬ف ‪8/3/1419‬هـ‬
‫وأمره إل ال سبحانه وتعال ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم استأذن ربه أن يستغفر لمه فلم‬
‫يأذن ال له ‪ ،‬مع أنا ماتت ف الاهلية على دين الكفار ‪ ،‬ث استأذن ربه أن يزورها فأذن له ‪،‬‬
‫فدل ذلك على أن من مات على الشرك ولو جاهلً ل يدعى له ‪ ،‬ول يستغفر له ‪ ،‬ول‬
‫يتصدق عنه ‪ ،‬ول يج عنه ‪ ،‬أما من مات ف مل ل تبلغه دعوة ال ‪ ،‬فهذا أمره إل ال‬
‫سبحانه ‪ ،‬والصحيح من أقوال أهل العلم ‪ :‬أنه يتحن يوم القيامة ‪ ،‬فإن أطاع دخل النة ‪،‬‬
‫وإن عصى دخل النار ؛ لحاديث صحيحة وردت ف ذلك ‪.‬‬

‫باب الواقيت‬

‫مواقيت الج الزمانية والكانية‬


‫س‪ :‬نسأل فضيلتكم عن معن قول ال سبحانه ‪" :‬الج أشهر معلومات " الية جزاكم ال‬
‫(‪)1‬‬
‫خيا‬
‫ج‪ :‬يقول ال سبحانه ‪" :‬الج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الج فل رفث ول فسوق ول‬
‫جدال ف الج وما تفعلوا من خي يعلمه ال وتزودوا فإن خي الزاد التقوى واتقون يا أول‬
‫اللباب " (‪. )2‬‬
‫ومعن الية ‪ :‬أن الج يُهل به ف اشهر معلومات وهي ‪ :‬شوال وذو القعدة والعشر الول من‬
‫ذي الجة هذه هي الشهر ‪ .‬هذا هو الراد بالية وساها ال أشهرا ؛ لن قاعدة العرب إذا‬
‫ضموا بعض الثالث إل الثني ‪ ،‬أطلقوا عليها اسم المع ‪.‬‬
‫وقوله سبحانه ‪" :‬فمن فرض فيهن الج" يعن ‪ :‬أوجب الج فيهن على نفسه بالحرام بالج‬
‫فإنه يرم عليه الرفث والفسوق والدال ‪ .‬والرفث هو ‪ :‬الماع ودواعيه ‪ ،‬فليس له أن يامع‬

‫‪) (1‬من السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪197‬‬
‫زوجته بعد ما أحرم ‪ ،‬ول يتكلم ول يفعل ما يدعوه إل الماع ول يأت الفسوق وهي ‪:‬‬
‫العاصي كلها من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وأكل الربا وأكل مال اليتيم والغيبة والنميمة‬
‫وغي ذلك من العاصي ‪.‬‬
‫والدال معناه ‪ :‬الخاصمة والماراة بغي حق فل يوز للمحرم بالج أو بالعمرة أو بما أن‬
‫يادل بغي حق ‪ ،‬وهكذا ف الق ل ينبغي أن يادل فيه بل يبينه بالكمة والكلم الطيب ‪،‬‬
‫فإذا طال الدال ترك ذلك ولكن لبد من بيان الق بالكمة والوعظة السنة والدال بالت‬
‫هي أحسن وهذا النوع غي منهي عنه بل مأمور به ف قوله سبحانه ‪" :‬ادع إل سبيل ربك‬
‫(‪)1‬‬
‫بالكمة والوعظة السنة وجادلم بالت هي أحسن "‬

‫حكم من جاوز اليقات دون إحرام‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من جاوز اليقات دون أن يرم سواء كان لج أو عمرة أو لغرض آخر ؟‬

‫ج‪ :‬من جاوز اليقات لج أو عمرة ول يرم وجب عليه الرجوع والحرام بالج والعمرة من‬
‫اليقات ؛ لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر بذلك ‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم ‪" :‬يهل‬
‫أهل الدينة من ذي الليفة ‪ ،‬ويهل أهل الشام من الحفة ‪ ،‬ويهل أهل ند من قرن‪ ،‬ويهل‬
‫أهل اليمن من يلملم " (‪ )3‬هكذا جاء ف الديث الصحيح ‪ ،‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫‪" :‬وقت النب لهل الدينة ذا الليفة ولهل الشام الحفة ولهل ند قرن النازل ولهل اليمن‬
‫يلملم هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من أراد الج والعمرة "(‪ )4‬فإذا كان قصده الج‬
‫أو العمرة فإنه يلزمه أن يرم من اليقات الذي ير عليه فإن كان من طريق الدينة أحرم من‬
‫ذي الليفة وإن كان من طريق الشام أو مصر أو الغرب أحرم من الحفة من رابغ الن وإن‬
‫‪) (1‬سورة النحل ‪ ،‬الية ‪125‬‬
‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الزيرة) العدد ‪ 8593‬بتاريخ ‪20/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف جريدة عكاظ ‪ ،‬العدد ‪ 11543‬بتاريخ‬
‫‪2/12/1418‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 11545‬بتاريخ ‪4/12/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب ميقات أهل الدينة برقم ‪ ، 1525‬ومسلم ف (الج ) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1182‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫كان من طريق اليمن أحرم من يلملم وإن كان من طريق ند أو الطائف أحرم من وادي قرن‬
‫ويسمى قرن النازل ‪ ،‬ويسمى السيل الن ‪ ،‬ويسميه بعض الناس وادي مرم فيحرم من ذلك‬
‫بجة أو عمرة أو بما جيعا ‪ ،‬والفضل إذا كان ف أشهرالج أن يرم بالعمرة فيطوف لا‬
‫ويسعى ويقصر ويل ث يرم بالج ف وقته ‪ ،‬وإن كان مر على اليقات ف غي أشهر الج‬
‫مثل رمضان أو شعبان أحرم بالعمرة فقط ‪ ،‬هذا هو الشروع ‪ ،‬أما إن كان قدم لغرض آخر‬
‫ل يرد حجا ول عمرة إنا جاء لكة للبيع أو الشراء أو لزيارة بعض أقاربه وأصدقائه أو لغرض‬
‫آخر ول يرد حجا ول عمرة فهذا ليس عليه إحرام على الصحيح وله أن يدخل بدون إحرام ‪،‬‬
‫هذا هو الراجح من أصح قول العلماء والفضل أن يرم بالعمرة ليغتنم الفرصة ‪.‬‬

‫حكم من تاوز اليقات أكثر من مرة دون إحرام‬

‫س‪ :‬شخص عليه دم لحرامه من جدة بعد أن جاوز اليقات وقد وقع ف هذا الطأ عدة‬
‫مرات ‪ ،‬ماذا يفعل ؟ هل يذبح ذبيحة واحدة وتكفي أم الواب خلف ذلك ؟ أرجو من‬
‫(‪)1‬‬
‫ساحتكم الفادة جزاكم ال خيا ؟‬
‫ج‪ :‬عليه عن كل مرة ذبيحة تذبح ف مكة للفقراء إذا كان قد جاوز اليقات وهو ناو الج أو‬
‫العمرة ث أحرم من جدة ‪ ،‬ويزئ عن ذلك سبع بدنة أو سبع بقرة مع التوبة إل ال سبحانه‬
‫من ذلك ؛ لنه ل يوز للمسلم أن ياوز اليقات وهو ناوٍ للحج أو العمرة إل بإحرام ؛ لقول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم لا وقت الواقيت ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من‬
‫أراد الج والعمرة " (‪ ، )2‬ولقول ابن عباس رضي ال تعال عنهما ‪" :‬من ترك نسكا أو نسيه‬
‫فليهرق دما " (‪ )3‬وفق ال الميع لا يبه ويرضاه ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف (الجلة العربية ) رجب ‪1412‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج ) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫‪) (3‬رواه مالك ف الوطأ ف (الج) باب التقصي برقم ‪ ، 905‬وف باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا برقم ‪957‬‬
‫من قصد مكة لتجارة أو زيارة لقاربه فليس عليه إحرام‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من قدم إل مكة ول يرم للعمرة ول يطف ول يسع ؟‬
‫ج‪ :‬إذا كان الذي قصد مكة ل يقصد حجا ول عمرة وإنا أراد التجارة أو الزيارة لبعض‬
‫أقاربه أو نو ذلك فليس عليه إحرام ول طواف ول سعي ول وداع ؛ لقول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم – لا وقت الواقيت لهل الدينة والشام وند واليمن ‪" : -‬هن لن ولن أتى‬
‫عليهن من غي أهلهن من أراد الج والعمرة " (‪ )2‬الديث أخرجه البخاري ومسلم من‬
‫حديث ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬فدل ذلك على أن من ل يرد الج والعمرة فليس عليه‬
‫شيء ولكن إذا تيسر له الحرام للعمرة فهو أفضل ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما والج البور ليس له جزاء إل النة " (‪ )3‬وهذا ف حق من‬
‫قد أدى عمرة السلم ‪ .‬أما من ل يؤدها فالواجب عليه البدار با إذا قدر على ذلك كالج ‪.‬‬
‫وال الوفق ‪.‬‬

‫حكم التردد بي الطائف وجدة للعمل بل إحرام لن نوى الج‬


‫س‪ :‬موظف قد عزم على الج لكن له أعمال ف الطائف يتردد من أجلها بي الطائف وجدة‬
‫(‪)4‬‬
‫بغي إحرام ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك ؛ لنه حي تردده من الطائف إل جدة ل يقصد حجا ول عمرة وإنا‬
‫أراد قضاء حاجاته لكن من علم ف الرجعة الخية من الطائف أنه ل عودة له إل الطائف قبل‬
‫الج فعليه أن يرم من اليقات بالعمرة أو الج ‪ .‬أما إذا ل يعلم ث صادف وقت الج وهو‬
‫ف جدة فإنه يرم من جدة بالج ول شيء عليه ‪ .‬ويكون حكمه حكم القيمي ف جدة‬
‫الذين جاءوا إليها لبعض العمال ول يريدوا حجا ول عمرة عند مرورهم باليقات ‪.‬‬
‫‪) (1‬فتوى صدرت من مكتب ساحته‬
‫‪) (2‬سبق تريه ص ‪9‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم ‪ ، 1773‬ومسلم ف (الج) باب ف فضل الج والعمرة ويوم عرفة‬
‫برقم ‪1349‬‬
‫‪) (4‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص ‪205‬‬
‫حكم من نوى العمرة لوالده ث لنفسه قبل اليقات‬
‫س‪ :‬أنا مقيم وأرغب ف تأدية عمرة رمضان ل ولوالدي التوف ‪ ،‬فهل يوز ل أن أذهب‬
‫للميقات وأنوي العمرة لوالدي ث إذا أديت النسك أحرم من مكان سواء بكة أو جدة بعمرة‬
‫(‪)1‬‬
‫لنفسي أم لبد من الذهاب للميقات ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كنت خارج الواقيت وأردت الج أو العمرة لك أو لغيك من الموات أو العاجزين‬
‫عن أدائها لكب سن أو مرض ل يرجى برؤه ‪ .‬فإن الواجب عليك أن ترم من اليقات الذي‬
‫تر عليه وأنت قاصد الج أو العمرة فإذا فرغت من أعمال العمرة أو الج فل حرج عليك‬
‫أن تأخذ عمرة لنفسك من أدن الل كالتنعيم والعرانة ونوها ‪ ،‬ول يلزمك الرجوع إل‬
‫اليقات ؛ لن عائشة رضي ال عنها أحرمت بالعمرة من ميقات الدينة مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف حجة الوداع فلما فرغت من حجها وعمرتا استأذنت النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫عمرة مفردة فأمر أخاها عبد الرحن أن يذهب با إل التنعيم فاعتمرت بعد الج ول يأمرها‬
‫بالرجوع إل اليقات ‪ .‬وكانت قد أدخلت الج على عمرتا الت أحرمت با من اليقات بأمر‬
‫النب صلى ال عليه وسلم لا حاضت قبل أن تؤدي أعمالا ‪.‬‬
‫أما إن كنت ساكنا داخل الواقيت جدة وبرة ونوها فإنه يكفيك أن ترم بالعمرة أو الج‬
‫من منلك ول يلزمك الذهاب إل اليقات ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم لا وقت الواقيت‬
‫قال ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من أراد الج والعمرة " ‪ .‬ث قال ‪" :‬ومن كان‬
‫دون ذلك فمن حيث انشأ حت أهل مكة يهلون من مكة " (‪ )2‬متفق عليه من حديث ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪.‬‬
‫وبي حديث عائشة رضي ال عنها الذكور آنفا أن من كان داخل الرم ليس له أن يرم من‬
‫داخل الرم للعمرة خاصة ‪ ،‬بل عليه أن يرج إل الل فيحرم منه بالعمرة ‪ ،‬كما أمر النب‬

‫‪) (1‬نشر ف (الجلة العربية ) جادى الخرة ‪1411‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل مكة للحج والعمرة برقم ‪ ، 1524‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم‬
‫‪1181‬‬
‫صلى ال عليه وسلم عائشة بذلك ‪ .‬ويكون حديث عائشة الذكور مصصا لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ف حديث ابن عباس "حت أهل مكة يهلون من مكة" وهذا قول جهور أهل العلم‬
‫رحهم ال تعال ‪ .‬وبال التوفيق ‪.‬‬

‫إحرام من هم دون الواقيت‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬من كان سكنه دون الواقيت فمن أين يرم ؟‬

‫ج‪ :‬من كان دون الواقيت أحرم من مكانه مثل أهل أم السلم وأهل برة يرمون من مكانم‬
‫وأهل جدة يرمون من بلدهم ؛ لقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث ابن عباس ‪" :‬ومن كان‬
‫دون ذلك – أي دون الواقيت – فمهله من حيث أنشأ " (‪ )2‬وف لفظ آخر ‪" :‬فمهله من أهله‬
‫حت أهل مكة يهلون منها " (‪. )3‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1545‬ف مرم ‪1417‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض ) ‪ ،‬وف جريدة (الزيرة) بتاريخ‬
‫‪15/2/1415‬هـ‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫‪) (3‬سبق تريه ص ‪9‬‬
‫ميقات الجاج القادمي من أفريقيا‬
‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الكرمة السيدة ‪ /‬ت‪ .‬أ ‪ .‬ر ‪ .‬حفظها ال ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فقد تلقيت رسالتك الؤرخة ف ‪16/12/1391‬هـ وعلمت ما تضمنته من السئلة وإليك‬
‫الجابة عنها (‪. )1‬‬
‫أولً ‪ :‬بالنسبة لجك مع عمك فل بأس به ؛ لن العم مرم شرعي ونرجو من ال أن يتقبل‬
‫منك ويثيبك ثواب الج البور ‪.‬‬
‫وأما ميقات الجاج القادمي من أفريقيا فهو الحفة أو ما ياذيها من جهة الب والبحر والو‬
‫إل إذا قدموا من طريق الدينة فميقاتم ميقات أهل الدينة ‪ .‬ومن أحرم من رابغ فقد أحرم من‬
‫الحفة ؛ لن الحفة قد ذهبت آثارها وصارت بلدة رابغ ف ملها أو قبلها بقليل ‪.‬‬
‫وأما من ناحية الساجد الوجودة بالدينة العروفة حاليا فكلها حادثة ما عدا مسجد النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ومسجد قباء ‪ ،‬وليس لذه الساجد غي السجدين الذكورين خصوصية من‬
‫صلة أو دعاء أو غيها ‪ ،‬بل هي كسائر الساجد من أدركته الصلة فيها صلى مع أهلها أما‬
‫قصدها للصلة فيها والدعاء والقراءة أو نو ذلك لعتقاده خصوصية فيها فليس لذلك أصل‬
‫بل هو من البدع الت يب إنكارها ؛ لقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من عمل عملً ليس عليه‬
‫أمرنا فهو رد " (‪ ، )2‬أخرجه مسلم ف صحيحه من حديث عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬وتقيقا‬
‫لرغبتك يسرنا أن نبعث إليك برفقه بعضا من الكتب الت توزعها الامعة حسب البيان‬
‫الرفق ‪ ،‬نسأل ال أن ينفع با ‪ .‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫‪) (1‬خطاب صدر من مكتب ساحته برقم ‪ 621/1/1‬وتاريخ ‪20/1/1392‬هـ عندما كان رئيسا للجامعة السلمية بالدينة‬
‫النورة ‪.‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري معلقا ف النجش ‪ ،‬ومسلم ف (القضية ) باب نقض الحكام الباطلة ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫بيان خطأ من جعل جدة ميقاتا لجاج الو والبحر‬
‫(‪)1‬‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وأصحابه ‪..‬أما بعد ‪:‬‬
‫فقد اطلعت على ما كتب ف التقوي القطري بإملء فضيلة الشيخ عبد ال بن إبراهيم‬
‫النصاري صفحة ‪ 96 ،95‬حول الواقيت للوافدين إل مكة بنية الج أو العمرة فألفيته قد‬
‫أصاب ف مواضع وأخطأ ف مواضع خطأً كبيا ‪ ،‬فرأيت أن من النصح ل ولعباده التنبيه على‬
‫الواضع الت أخطأ فيها راجيا بعد اطلعه على ذلك توبته عما أخطأ فيه ورجوعه إل الق ؛‬
‫لن الرجوع إل الق شرف وفضيلة وهو خي من التمادي ف الباطل بل هو واجب ل يوز‬
‫تركه ؛ لن الق واجب التباع ‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫أولً‪ :‬ذكر وفقه ال ف الفقرة الثالثة من كلمته ما نصه ‪" :‬القاصدون عن طريق الو لداء‬
‫الج والعمرة إذا كانت النية منهم القامة بدة ولو يوما واحدا ينطبق عليهم حكم القيمي‬
‫بدة والنازلي با فلهم أن يرموا من جدة" انتهى ‪.‬‬
‫وهذا كلم باطل وخطأ ظاهر مالف للحاديث الصحيحة الواردة ف الواقيت ومالف لكلم‬
‫أهل العلم ف هذا الباب ومالف لا ذكره هو نفسه ف الفقرة الول من كلمته الشار إليها‬
‫آنفا ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم وقت الواقيت لريدي الج والعمرة من سائر المصار‬
‫ول يعل جدة ميقاتا لن توجه إل مكة من سائر المصار والقاليم وهذا يعم الوافدين إليها‬
‫من طريق الب أو البحر أو الو ‪.‬‬
‫والقول بأن الوافد من طريق الو ل ير عليها قول باطل ل أساس له من الصحة ؛ لن الوافد‬
‫من طريق الو لبد أن ير قطعا بالواقيت الت وقتها النب صلى ال عليه وسلم أو على ما‬
‫يسامتها فيلزمه الحرام منها ‪ ،‬وإذا اشتبه عليه ذلك لزمه أن يرم ف الوضع الذي يتيقن أنه‬
‫ماذيها أو قبلها حت ل ياوزها بغي إحرام ‪ ،‬ومن العلوم أن الحرام قبل الواقيت صحيح‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 826‬بتاريخ ‪1402‬هـ ‪ ،‬وف (ملة التوعية السلمية ف الج ) ص ‪ 20‬العدد الول عام‬
‫‪1402‬هـ ‪ ،‬وف (ملة الامعة السلمية بالدينة النورة ) العدد ‪ 53‬السنة الرابعة عشر عام ‪1402‬هـ ‪ ،‬وف (ملة البحوث‬
‫السلمية ) العدد ‪ 6‬ص ‪282‬‬
‫وإنا اللف ف كراهته وعدمها ‪ ،‬ومن أحرم قبلها احتياطا خوفا من ماوزتا بغي إحرام فل‬
‫كراهة ف حقه ‪ ،‬أما تاوزها بغي إحرام فهو مرم بالجاع ف حق كل مكلف أراد حجا أو‬
‫عمرة ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ف حديث‬
‫ابن عباس التفق عليه لا وقت الواقيت ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من كان‬
‫يريد الج والعمرة " (‪ ، )1‬ولقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث ابن عمر التفق عليه ‪" :‬يهل‬
‫أهل الدينة من ذي الليفة ويهل أهل الشام من الحفة وأهل ند من قرن " (‪ ، )2‬وهذا اللفظ‬
‫عند أهل العلم خب بعن المر فل توز مالفته ‪ ،‬وقد ورد ف بعض الروايات بلفظ المر‬
‫وذلك بلفظ "ليهل" والقول بأن من أراد القامة بدة يوما أو ساعات من الوافدين إل مكة‬
‫من طريق جدة له حكم سكان جدة ف جواز الحرام منها قول ل أصل له ول أعلم به قائلً‬
‫من أهل العلم ‪.‬‬
‫فالواجب على من يوقع عن ال ويفت عباده ف الحكام الشرعية أن يتثبت فيما يقول وان‬
‫يتقي ال ف ذلك؛ لن القول على ال بغي علم خطره عظيم وعواقبه وخيمة ‪ .‬وقد جعل ال‬
‫سبحانه القول عليه بل علم ف أعلى مراتب التحري لقوله عز وجل ‪" :‬قل إنا حرم رب‬
‫الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل ينل به‬
‫(‪)3‬‬
‫سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون "‬
‫وأخب سبحانه ف آية أخرى أن ذلك ما يأمر به الشيطان فقال سبحانه ‪" :‬ول تتبعوا خطوات‬
‫الشيطان إنه لكم عدو مبي ‪ .‬إنا يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون‬
‫" (‪ )4‬وعلى مقتضى هذا القول الباطل لو أراد من توجه من الدينة إل مكة بنية الج والعمرة‬
‫أن يقيم بدة ساعات جاز له أن يؤخر إحرامه إليها ‪ ،‬وهكذا من توجه من ند أو الطائف‬
‫إل مكة بنية الج أو العمرة وأراد القامة ف لزية أو الشرائع يوما أو ساعات جاز له أن‬
‫يتجاوز قرنا غي مرم ويكون له حكم سكان لزية أو الشرائع ‪ .‬وهذا قول ل يفى بطلنه‬
‫على من تأمل النصوص وكلم أهل العلم ‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬

‫‪) (1‬سبق تريه ص ‪9‬‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب ميقات أهل الدينة برقم ‪ ، 1525‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1182‬‬
‫‪) (3‬سورة العراف ‪ ،‬الية ‪33‬‬
‫‪) (4‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪169 ،168‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ذكر الشيخ عبد ال النصاري ف الفقرة الامسة ما نصه ‪" :‬يوز لن يقصد أداء‬
‫العمرة أن يتجه إل التنعيم فيحرم منها حيث أنا اليقات الشرعي " انتهى وهذه العبارة فيها‬
‫لجال وإطلق فإن كان أراد با سكان مكة والقيمي با فصحيح ‪ ،‬ولكن يؤخذ عليه قوله‬
‫" "إن التنعيم هو اليقات الشرعي" فليس المر كذلك بل الل كله ميقات لهل مكة‬
‫والقيمي با فلو أحرموا من العرانة أو غيها من الل فل حرج وكانوا بذلك مرمي من‬
‫ميقات شرعي ‪ ،‬وقد أمر النب صلى ال عليه وسلم عبد الرحن بن أب بكر أن يرج بعائشة‬
‫إل الل لا أرادت العمرة ‪ ،‬وكونا أحرمت من التنعيم ل يوجب ذلك أن يكون هو اليقات‬
‫الشرعي وإنا يدل على الستحباب كما قاله بعض أهل العلم ؛ لن ف بعض الروايات من‬
‫حديثها أن النب صلى ال عليه وسلم أمر عبد الرحن يعمرها من التنعيم وذلك – وال أعلم‪-‬‬
‫لكونه أقرب الل إل مكة جعا بي الروايات ‪ ،‬أما إن أراد بذه العبارة أن كل من أراد‬
‫العمرة له أن يرم من التنعيم ولو كان ف جهة أخرى من الل فليس بصحيح ؛ لن كل من‬
‫كان ف جهة من الهات خارج الرم ودون الواقيت فإن ميقاته من أهله للحج والعمرة‬
‫جيعا لقول النب صلى ال عليه وسلم – ف حديث ابن عباس التفق عليه ‪" : -‬ومن كان‬
‫دون ذلك – يعن دون الواقيت – فمهله من أهله " وف لفظ ‪" :‬فمهله من حيث أنشأ " وقد‬
‫أحرم النب صلى ال عليه وسلم من العرانة عام الفتح لا فرغ من تقسيم غنائم حني فلم‬
‫يذهب إل التنعيم ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ذكر الشيخ عبد ال ف الفقرة السادسة والسابعة ما نصه ‪" :‬ل حجة لن يقول بأن‬
‫القاصد إل جدة بالطائرة ير باليقات ؛ لنه ل ير بأي ميقات من الواقيت بل هو هائم أو‬
‫طائر ف الو ول ينل إل بدة " ونص الديث ‪" :‬ولن مر بن" ول يعتب من كان طائرا‬
‫بالواء بأنه مار بأي ميقات "انتهى كلمه‬
‫وهذا القول غي صحيح ‪ ،‬وقد مضى الرد عليه آنفا ‪ ،‬وقد سبق الشيخ عبد ال النصاري إل‬
‫هذا الطأ الشيخ عبد ال بن زيد آل ممود ف مقال وزعه زعم فيه أن الوافد من طريق الو‬
‫أو البحر إل مكة ل ير على الواقيت وزعم أن ميقاته جدة ‪ ،‬وقد أخطأ ف ذلك كما أخطأ‬
‫الشيخ عبد ال النصاري فال يغفر لما جيعا ‪ ،‬وقد كتب ملس هيئة كبار العلماء ف‬
‫الملكة العربية السعودية ردا على الشيخ عبد ال بن زيد آل ممود ف زعمه أن جدة ميقات‬
‫للوافدين إل مكة من الجاج والعمار من طريق الو أو البحر ونشر الرد ف وقته ‪ ،‬وقد‬
‫أصاب الجلس ف ذلك وأدى واجب النصح ل ولعباده ‪ ،‬ول يزال الناس بي ما بقي فيهم‬
‫من ينكر الطأ والنكر ويبي الصواب والق ‪.‬‬
‫وما أحسن ما قاله المام مالك رحه ال ‪" :‬ما منا إل راد ومردود عليه إل صاحب هذا القب"‬
‫يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬واسأل ال أن يغفر لنا جيعا وأن ينحنا وسائر إخواننا‬
‫إصابة الق ف القول والعمل والرجوع إل الصواب إذا وضح دليله إنه خي مسؤول ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬ذكر الشيخ عبد ال النصاري هداه ال ف الفقرة الثامنة والتاسعة ما نصه ‪" :‬على من‬
‫يريد مواصلة سيه إل مكة لداء نسكه أن يهز إحرامه من آخر مطار يقوم منه وينوي قبل‬
‫جدة بقدار عشرين دقيقة إذا كان قصده مواصلة السي بدون توقف أو إقامة ف جدة‪ ،‬أما‬
‫الذي يقيم بدة ولو ساعات يوز له أن يرم من جدة إن شاء ال وينطبق عليه حكم ساكن‬
‫جدة " انتهى كلمه ‪.‬‬
‫وقد سبق أن هذا التفصيل والتحديد ل أساس له من الصحة وأن الواجب على من أراد الج‬
‫أو العمرة من الوافدين إل مكة من طريق الو أو البحر الحرام بالنسك الذي أرادوا من حج‬
‫أو عمرة إذا حاذوا اليقات الذي ف طريقهم أو سامتوه ول يوز لم تأخي الحرام ولو نووا‬
‫القامة با يوما أو ساعات فإن شكوا ف الحاذاة لزمهم الحرام من الكان الذي يتيقنون فيه‬
‫احتياطا للواجب ‪ ،‬وإنا الكراهة عند بعض أهل العلم ف حق من أحرم قبل اليقات بدون‬
‫عذر شرعي ‪.‬‬
‫وأسأل ال أن يهدينا جيعا صراطه الستقيم ‪ ،‬وان يوفقنا وجيع علماء السلمي لصابة الق‬
‫ف القول والعمل ‪ ،‬وأن يعيذنا جيعا من القول عليه بل علم إنه سيع قريب ‪ ,‬ولواجب النصح‬
‫للمسلمي جرى تريره وصلى ال وسلم على نبينا ممد وآله وصحبه ‪.‬‬
‫إبطال دعوى من ادعى أن جدة ميقات لميع الوافدين إل مكة من طريقها للحج أو‬
‫العمرة‬
‫المد ل رب العالي ‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه أجعي ‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم بي مواقيت الحرام الت ل يوز لن مر با يريد الج أو‬
‫العمرة تاوزها بدون إحرام وهي ‪:‬‬
‫ذو الليفة (أبيار علي) ‪ :‬لهل الدينة ومن جاء عن طريقهم ‪.‬‬
‫والحفة ‪ :‬لهل الشام ومصر والغرب ومن جاء عن طريقهم ‪.‬‬
‫ويلملم (السعدية) ‪ :‬لهل اليمن ومن جاء عن طريقهم ‪.‬‬
‫وقرن النازل (السيل الكبي) ‪ :‬لهل ند وأهل الشرق ومن جاء عن طريقهم ‪.‬‬
‫وذات عرق ‪ :‬لهل العراق ومن جاء عن طريقهم ‪.‬‬
‫ومن كان منله دون هذه الواقيت ما يلي مكة فإنه يرم من منله حت أهل مكة يرمون من‬
‫مكة للحج وأما العمرة فيحرمون با من أدن الل ‪.‬‬
‫ومن مر بذه الواقيت قادما إل مكة وهو ل يريد حجا ول عمرة فإنه ل يلزمه إحرام على‬
‫الصحيح ‪ ،‬لكن لو بدا له أن يج أو يعتمر بعد ما تاوزها فإنه يرم من الكان الذي نوى فيه‬
‫الج أو العمرة ‪ ،‬إل إذا نوى العمرة وهو ف مكة فإنه يرج إل أدن الل ويرم – كما سبق‬
‫– فالحرام يب من هذه الواقيت على كل من مر با أو حاذاها برا أو برا أو جوا وهو‬
‫يريد الج أو العمرة ‪.‬‬
‫والذي أوجب نشر هذا البيان أنه صدر من بعض الخوة ف هذه اليام كتيب اسه ‪( :‬أدلة‬
‫الثبات أن جدة ميقات) ياول فيه إياد ميقات زائد على الواقيت الت وقتها رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم حيث ظن أن جدة تكون ميقاتا للقادمي ف الطائرات إل مطارها أو القادمي‬
‫إليها عن طريق البحر أو عن طريق الب فلكل هؤلء أن يؤخروا الحرام إل أن يصلوا إل جدة‬

‫‪) (1‬صدرت من مكتب ساحته ‪ ،‬وف جريدة (الندوة) العدد ‪ 11064‬ف ‪19/11/1415‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (السلمون) العدد‬
‫‪ 533‬ف ‪21/11/1415‬هـ وف غيها من الصحف الحلية‬
‫ويرموا منها ‪ ،‬لنه بزعمه وتقديره تاذي ميقات السعدية والحفة فهي ميقات وهذا خطأ‬
‫واضح يعرفه كل من له بصية ومعرفة بالواقع ؛ لن جدة داخل الواقيت والقادم إليها لبد أن‬
‫ير بيقات من الواقيت الت حددها رسول ال صلى ال عليه وسلم أو ياذيه برا أو برا أو‬
‫جوا فل يوز له تاوزه بدون إحرام إذا كان يريد الج أو العمرة لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫لا حدد هذه الواقيت ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من يريد الج أو العمرة" فل‬
‫يوز للحاج والعتمر أن يترق هذه الواقيت إل جدة بدون إحرام ث يرم منها لنا داخل‬
‫الواقيت ‪.‬‬
‫ولا تسرع بعض العلماء منذ سنوات إل مثل ما تسرع إليه صاحب هذا الكتيب فأفت بأن‬
‫جدة ميقات للقادمي إليها صدر عن هيئة كبار العلماء قرار بإبطال هذا الزعم وتفنيده جاء‬
‫فيه ما نصه ‪" :‬وبعد الرجوع على الدلة وما ذكره أهل العلم ف الواقيت الكانية ومناقشة‬
‫الوضوع من جيع جوانبه فإن الجلس يقرر بإجاع ما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬أن الفتوى الصادرة بواز جعل جدة ميقاتا لركاب الطائرات الوية والسفن البحرية‬
‫فتوى باطلة لعدم استنادها إل نص من كتاب ال أو سنة رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫أو إجاع سلف المة ‪ ،‬ول يسبقه إليها أحد من علماء السلمي الذين يعتد بأقوالم ‪.‬‬
‫‪-2‬ول يوز لن مر بيقات من الواقيت الكانية أو حاذى واحدا منها جوا أو برا أو برا‬
‫أن يتجاوزها من غي إحرام كما تشهد لذلك الدلة ‪ ،‬وكما قرره أهل العلم رحهم‬
‫ال تعال ‪.‬‬
‫ولواجب النصح ل ولعباده رأيت أنا وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء إصدار‬
‫هذا البيان حت ل يغتر أحد بالكتيب الذكور " انتهى ‪ .‬هذا وبال التوفيق وصلى ال وسلم‬
‫على نبينا ممد وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫ميقات القادمي من السودان‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬بالنسبة للقادمي من السودان بعض العلماء يفتونم بأن ميقاتم جدة؟‬

‫ج‪ :‬على حسب الطريق إن كان طريقهم ير بيقات الحفة لزمهم الحرام إذا حاذوها وإن‬
‫كان طريقهم ل ياذي ميقاتا قبل جدة فإنم يرمون منها إذا كانوا من أراد الج أو العمرة ‪.‬‬

‫حكم من يقول للقادمي للحج أو العمرة اجلسوا ف جدة ثلثة أيام ث أحرموا‬
‫س‪ :‬بعض القادمي من خارج الملكة إذا وصلوا جدة يقولون اجلسوا ثلثة أيام ف جدة ث‬
‫(‪)2‬‬
‫أحرموا من اليقات ‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬

‫ج‪ :‬يلزمهم أن يعودوا إل ميقاتم إذا كانوا قادمي للحج أو العمرة ول يوز لم تاوز‬
‫اليقات بدون إحرام ؛ لن الرسول عليه الصلة والسلم لا وقت الواقيت لهل الدينة والشام‬
‫وند واليمن وغيهم قال ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من أراد الج والعمرة "‬
‫(‪ )3‬فلبد أن يرموا من اليقات الذي يرون عليه إذا كانوا قاصدين الج أو العمرة فيحرموا‬
‫منه فإذا تاوزوه فإن عليهم الرجوع إليه فإن تاوزوه ول يرجعوا وأحرموا بعده لزمهم دم‬
‫وهكذا إن عجزوا عن الرجوع إليه أحرموا من مكانم وعليهم دم يزئ ف الضحية يذبح ف‬
‫مكة للفقراء ويقسم بينهم ‪.‬‬

‫تعقيب على فضيلة الشيخ عبد ال كنون حول تأخي الحرام لهل الغرب إل جدة‬
‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على الصادق المي ‪ ،‬نبينا ممد وعلى آله وصحبه‬
‫(‪)4‬‬
‫أجعي ‪ ،‬ومن سار على دربم إل يوم الدين ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫‪) (1‬من أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪ ) (2‬من أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫‪) (4‬نشرت ف ملة (البحوث السلمية ) العدد ‪ 24‬عام ‪1409‬هـ‬
‫فقد اطلعت على فتوى لصاحب الفضيلة الشيخ عبد ال كنون قد نشرت ف صحيفة اليثاق‬
‫الغربية حول الحرام من الطائرة لهل الغرب وتأخيه إل جدة ‪ ،‬فاستغربتها كثيا ‪ ،‬ومع‬
‫تقديري لعلمه وفضله ‪ ،‬فقد رأيت التنبيه على عدم صحة هذه الفتوى ‪ ،‬وإن تأخي الحرام‬
‫إل جدة للحاج الغرب أو العتمر أمر مالف للحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الحرام‬
‫من الواقيت الت وقتها رسول ال صلى ال عليه وسلم ومنها الحفة لهل مصر والشام‬
‫والغرب وسائر دول شال أفريقيا ‪.‬‬
‫بل الواجب على الاج الغرب أن يرم إذا حاذى اليقات جوا وبرا وبرا كما هو نص‬
‫الديث الشريف ‪ .‬وكما نص عليه أهل العلم ‪.‬‬
‫والتوقيت من النب صلى ال عليه وسلم ليس توقيتا لزمن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بل‬
‫هو توقيت للمسلمي إل يوم القيامة ‪.‬‬
‫وال سبحانه وتعال يعلم أنه سيكون ف آخر الزمان طائرات وغيها ‪ ،‬فدل على دخول‬
‫ركابا ف ذلك ‪ .‬وإذا خاف ركابا من تاوز اليقات قدم الحرام قبل وصوله اليقات‬
‫احتياطا ‪.‬‬
‫وما ذكره الستاذ عبد ال من عدم تكن السافر من الستعداد ف الطائرة بالغسل والصلة‬
‫فإن بإمكان الاج أن يستعد ف بيته أو بلده قبل ركوبه الطائرة ‪ ،‬مع العلم بأن الغسل ليس‬
‫بواجب وإنا هو مستحب ‪ .‬وهكذا الوضوء ليس بواجب ‪ .‬فلو أحرم من دون وضوء ول‬
‫غسل فإحرامه صحيح‪.‬‬
‫وهكذا الصلة قبل الحرام ليست واجبة وإنا هي مستحبة عند المهور ‪ .‬وقال بعض أهل‬
‫العلم ل تستحب لعدم الدليل الصحيح الصريح ف ذلك ‪.‬‬
‫فلو أحرم الاج أو العتمر من دون وضوء ول غسل فإحرامه صحيح ول يوز تأخي الواجب‬
‫عن وقته أو مكانه من أجل تصيل الستحب ؛ بل يب البدار بالواجب وإن فات الستحب ‪.‬‬
‫وهذا أمر واضح ل غبار عليه ‪.‬‬
‫فنصيحت للستاذ أخينا عبد ال كنون الرجوع عن هذه الفتوى لن الرجوع إل للصواب هو‬
‫الواجب على الؤمن ‪ ،‬وهو شرف له وهو خي من التمادي ف فتوى تالف الدليل ‪.‬‬
‫وأسأل ال أن يوفقنا وإياه وسائر إخواننا لصابة الق ف القول والعمل إنه جواد كري وصلى‬
‫ال وسلم على نبينا ممد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫حكم من نسي وتاوز اليقات‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬من نسي اليقات هل يلزمه الرجوع أم ل وهل عليه شيء ؟‬
‫ج‪ :‬يرجع ويرم من اليقات إذا ل يكن قد أحرم بعد ‪ ،‬أما إذا كان قد أحرم بعد اليقات‬
‫فعليه دم ول يرجع ‪.‬‬

‫حكم التلبية قبل الوصول للميقات احتياطا‬

‫س‪ :‬إذا كان السافر بالطائرة وقالوا بعد نصف ساعة سنمر فوق اليقات لكنه لب احتياطا ؟‬
‫(‪)2‬‬

‫ج‪ :‬ل بأس إذا احتاط قبل أن يصل اليقات فالحتياط مطلوب ‪.‬‬

‫من ل ير بيقات ول يتمكن من تري الحاذاة يرم إذا كان بينه وبي مكة مرحلتان‬
‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من أحرم من الجاج القادمي من خارج الملكة من جدة ؟‬

‫ج‪ :‬الواجب الحرام من اليقات سواء كان ذلك اليقات ميقات بلده أو ميقاتا آخر مر عليه‬
‫ف طريقه كالشامي يقدم من طريق الدينة فإنه يرم من ميقات الدينة ‪ ،‬وإذا قدر أنه اجتازه‬
‫فإن أمكنه الرجوع إل اليقات والحرام منه فهذا هو الواجب ‪ ،‬فإن ل يكنه أحرم من مكانه‬
‫وعليه دم لفقراء الرم يذبح ف مكة ‪ .‬والذي ل يكن اليقات ف طريقه فإنه يتحرى ماذاة‬

‫‪) (1‬من أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪ ) (2‬من أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬سؤال موجه لسماحته عندما كان نائبا لرئيس الامعة السلمية بالدينة النورة ‪.‬‬
‫أول ميقات ير به ث يرم ‪ .‬والذي ل يتسن له ل هذا ول ذلك فإنه يرم إذا كان بينه وبي‬
‫مكة مرحلتان وها يوم وليلة ومقدار ذلك ثانون كيلً تقريبا ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫س‪ :‬إذا نوى شخص أن يعتمر وهو من أهل ند فجاوزت الطائرة اليقات فوصل الطار هل‬
‫(‪)1‬‬
‫يوز له أن يذهب إل رابغ ؟‬

‫ج‪ :‬الواجب أن يرجع للميقات الذي مر عليه فيحرم منه إذا كان حي مر على اليقات ناويا‬
‫الج أو العمرة ‪ ،‬أما من أتى جدة لاجة ول ينو حجا ول عمرة حي مر على اليقات وإنا‬
‫بدا له بعد ذلك أن يج أو يعتمر بعدما وصل جدة فإنه يرم من جدة لكونه إنا نوى الج أو‬
‫العمرة بعد وصوله إليها ‪ ،‬كما دل على ذلك الديث الصحيح وهو قوله صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬ومن كان دون ذلك – أي من الواقيت – فمن حيث أنشأ حت أهل مكة من مكة " (‪. )2‬‬
‫لكن من أراد العمرة من مكة يرج إل الل فيحرم منه كالتنعيم والعرانة وغيها ؛ لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أمر عائشة رضي ال عنها لا أرادت العمرة وهي ف مكة أن ترج إل‬
‫التنعيم فتحرم منه ‪ ،‬فدل ذلك على تصيص حديث ابن عباس الذكور بديث عائشة الذكور‬
‫ف حق العتمر ‪ .‬وال الوفق ‪.‬‬

‫حكم من ذهب إل جدة وهو قاصد العمرة‬


‫س‪ :‬سافرت إل جدة وكانت نيت أن أمكث فيها خسة أيام ث اذهب بعدها إل مكة الكرمة‬
‫(‪)3‬‬
‫لداء العمرة فماذا يلزمن يا ساحة الشيخ ف مثل هذه الالة ؟‬
‫ج‪ :‬يلزمك الرجوع إل اليقات ف وادي قرن العروف بـ "السيل" للحرام منه بعمرة إذا‬
‫كنت قاصدا للعمرة حي توجهك إل جدة ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم لا وقت‬

‫‪) (1‬من أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل مكة للحج والعمرة برقم ‪ ، 1524‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم‬
‫‪1181‬‬
‫‪) (3‬نشر ف (الجلة العربية ) ف جادى الول سنة ‪1412‬هـ‬
‫الواقيت ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن من أراد الج والعمرة " متفق على صحته‬
‫من حديث ابن عباس رضي ال عنهما ‪.‬‬

‫س‪ :‬نويت زيارة أخت ف جدة وكذلك أداء العمرة وسافرت على الطائرة من نران إل جدة‬
‫ومكثت ف جدة ذلك اليوم وف اليوم الثان ذهبت إل مكة للعمرة ‪ ،‬فهل عمرت صحيحة أم‬
‫(‪)1‬‬
‫ل؟‬
‫ج‪ :‬إذا كنت أحرمت من اليقات وهو يلملم – ميقات أهل اليمن – فليس عليك شيء ‪،‬‬
‫وإن كنت أحرمت من جدة فعليك دم يذبح ف مكة للفقراء ؛ لكونك جاوزت اليقات ول‬
‫ترم وقد نويت العمرة ‪ ،‬لقول النب صلى ال عليه وسلم لا وقت الواقيت ‪" :‬هن لن ولن‬
‫أتى عليهن من غي أهلهن من أراد الج والعمرة " الديث متفق عليه ‪ .‬ولقول ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما ‪" :‬من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دما " (‪ )2‬وعدم الحرام من اليقات الذي‬
‫مررت عليه يعتب تركا للنسك ‪ .‬وفق ال الميع‪.‬‬

‫الحرام ف الطائرة‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬مت يرم الاج والعتمر القادم عن طريق الو ؟‬

‫ج‪ :‬القادم عن طريق الو أو البحر إذا حاذى اليقات مثل صاحب الب إذا حاذى اليقات‬
‫أحرم ف الو أو ف البحر أو قبله بيسي حت يتاط لسرعة الطائرة وسرعة السفينة أو الباخرة‬
‫‪.‬‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية )‬


‫‪) (2‬رواه مالك ف الوطأ ف (الج) باب التقصي برقم ‪ ، 905‬وف باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا برقم ‪957‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1562‬ف ‪28/5/1417‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (عكاظ) ف ‪2/12/1417‬هـ‬
‫تقرير من ساحته لا قرره ملس الجمع الفقهي السلمي ف حق من أحرم قبل اليقات‬
‫(‪)4‬‬
‫ومن حاذى اليقات وليس معه ملبس الحرام‬
‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على إمام التقي سيد الرسلي نبينا ممد وعلى آله‬
‫وأصحابه أجعي أما بعد ‪:‬‬
‫فإن ملس ممع الفقه السلمي النعقد ف مكة الكرمة بي ‪ 7/4‬إل ‪15/4/1401‬هـ ف‬
‫دورته الرابعة قد نظر فيما يعرض لكثي من الوافدين إل مكة الكرمة للحج أو للعمرة من‬
‫طريق الو أو البحر من جهلهم بحاذاة الواقيت الت وقتها النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وأوجب الحرام منها على أهلها وعلى من مر عليها من غيهم من يريد الج والعمرة وهي‬
‫‪:‬‬
‫ذو الليفة لهل الدينة ومن مر عليها من غيهم وتسمى حاليا (أبيار علي) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والحفة وهي لهل الشام ومصر والغرب ومن مر عليها من غيهم وتسمى حاليا (رابغ)‬
‫‪.‬‬
‫وقرن النازل وهي لهل ند ومن مر عليها من غيهم وتسمى حاليا وادي مرم ) (‪ )3‬وتسمى‬
‫أيضا (السيل) ‪.‬‬
‫ذات عرق لهل العراق وخرسان ومن مر عليها من غيهم وتسمى حاليا (الضريبة)‬
‫ويلملم وهي لهل اليمن ومن مر عليها من غيهم ‪.‬‬
‫وقرر أن الواجب عليهم أن يرموا إذا حاذوا أقرب ميقات لم من هذه الواقيت المسة جوا‬
‫أو برا فإن اشتبه عليهم ذلك ول يدوا معهم من يرشدهم إل الحاذاة وجب عليهم أن‬
‫يتاطوا وأن يرموا قبل ذلك بوقت يعتقدون أو يغلب على ظنهم أنم أحرموا قبل الحاذاة ؛‬
‫لن الحرام قبل اليقات جائز مع الكراهة ومنعقد ‪ ،‬ومع التحري والحتياط خوفا من تاوز‬
‫اليقات بغي إحرام تزول الكراهة ؛ لنه ل كراهة ف أداء الواجب وقد نص أهل العلم ف‬
‫‪) (4‬صدر من مكتب ساحته عندما كان رئيسا لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد ‪ ،‬وعضوا ف ملس الجمع الفقهي‬
‫السلمي ‪.‬‬
‫‪) (2‬رابغ قريبة منها وليست هي هي‬
‫‪) (3‬وادي مرم ما يلي الطائف من وادي السيل‬
‫جيع الذهب الربعة على ما ذكرنا ‪ ،‬واحتجوا على ذلك بالحاديث الصحيحة الثابتة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف توقيت الواقيت للحجاج والعمار واحتجوا أيضا با ثبت‬
‫عن أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه لا قال له أهل العراق ‪ :‬إن قرنا َج ْورُ عن‬
‫طريقنا قال لم رضي ال عنه ‪" :‬انظروا حذوها من طريقكم " (‪. )1‬‬
‫قالوا ‪ :‬إن ال سبحانه أوجب على عباده أن يتقوه ما استطاعوا وهذا هو الستطاع ف حق من‬
‫ل ير على نفس اليقات ‪.‬‬
‫إذا علم هذا فليس للحجاج والعمار الوافدين من طريق الو والبحر ول غيهم أن يؤخروا‬
‫الحرام إل وصولم إل جدة ؛ لن جدة ليست من الواقيت الت وقتها رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫وهكذا من ل يمل معه ملبس الحرام فإنه ليس له أن يؤخر إحرامه إل جدة بل الواجب‬
‫عليه أن يرم ف السراويل إذا كان ليس معه إزار لقول النب صلى ال عليه وسلم ف الديث‬
‫الصحيح ‪" :‬من ل يد نعلي فليلبس الفي ومن ل يد إزارا فليلبس السراويل " (‪ )2‬وعليه‬
‫كشف رأسه ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم لا سئل عما يلبس الحرم ‪ ،‬قال ‪" :‬ل يلبس‬
‫(‪)3‬‬
‫القميص ول العمائم ول السراويلت ول البانس ول الفاف إل لن ل يد النعلي "‬
‫الديث متفق عليه ‪.‬‬
‫فل يوز أن يكون على رأس الحرم عمامة ول قلنسوة ول غيها ما يلبس على الرأس‪ ،‬وإذا‬
‫كان لديه عمامة ساترة يكنه أن يعلها إزارا اتزر با ول يز له لبس السراويل ‪ ،‬فإذا وصل‬
‫إل جدة وجب عليه أن يلع السراويل ويستبدلا بإزار إذا قدر على ذلك ‪ ،‬فإن ل يكن عليه‬
‫سراويل وليس لديه عمامة تصلح أن تكون إزارا حي ماذاته للميقات ف الطائرة أو الباخرة‬
‫أو السفينة جاز له أن يرم ف قميصه الذي عليه مع كشف رأسه ‪ ،‬فإذا وصل إل جدة‬
‫اشترى إزارا وخلع القميص ‪ ،‬وعليه عن لبسه القميص كفارة وهي ‪ :‬إطعام ستة مساكي‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب ذات عرق لهل العراق برقم ‪1531‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ينهى من الطيب للمحرم برقم ‪1838‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ل يلبس الحرم من الثياب برقم ‪ ، 1542‬ومسلم ف (الج) باب ما يباح للمحرم بج وعمرة‬
‫وما ل يباح برقم ‪. 1177‬‬
‫لكل مسكي نصف صاع من تر أو أرز أو غيها من قوت البلد لساكي الرم ‪ ،‬أو صيام‬
‫ثلثة أيام ‪ ،‬أو ذبح شاة ‪ ،‬هو مي بي هذه الثلثة ‪ ،‬كما خي النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كعب بن عجرة لا أذن له ف حلق رأسه وهو مرم للمرض الذي أصابه ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪،‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبينا ممد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫ليس عليك حرج ف إقامتك بدة وأنت مرم‬


‫س‪ :‬ذهبت للعمرة ف رمضان ومعي والدت وأحرمت فوق أبيار علي بالطائرة ونزلنا بدة‬
‫وجلسنا فيها وعندما أفطرنا ذهبنا من الساء إل مكة لقضاء العمرة ول نلع الحرام حت‬
‫أنيناها ‪ ،‬فهل علينا شيء ‪ ،‬وقد جلسنا وقتا بدة ونن مرمون ‪ ،‬أفيدونا جزاكم ال خيا ؟‬
‫(‪)1‬‬

‫ج‪ :‬إذا كان الواقع هو ما ذكرته فليس عليك ول على أمك شيء بإقامتكما بدة وأنتما‬
‫مرمان ؛ لنه ل يب على الحرم مواصلة السي ف الطريق حت يؤدي العمرة بل له أن‬
‫يستريح ف الطريق ويقيم فيما شاء من النازل للحاجة الت تدعو إل ذلك وهو على إحرامه ‪،‬‬
‫وفق ال الميع ‪.‬‬

‫حكم إنشاء نية الحرام من النازل القريبة من اليقات‬


‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم ‪ /‬ع‪ .‬ر ‪ .‬ن ‪ .‬سلمه ال‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فأشي إل كتابكم رقم ‪ 885‬وتاريخ ‪16/10/1411‬هـ الذي جاء فيه ما نصه ‪" :‬نتقدم‬
‫لسماحتكم بالسؤال الت ‪ :‬نسكن بنطقة القنفذة الت تبعد عن مكة الكرمة بثلثائة وخسي‬
‫كيلو تقريبا ‪ ،‬ومعلوم أن ميقات أهل اليمن يلملم أي السعدية وحيث إن الط أصبح اليوم‬
‫معبدا وميسرا والمد ل على نعمه ‪ ،‬وإننا نشاهد بعض الناس يغتسل ويلبس الحرام من‬
‫منطقة القنفذة الت تبعد عن وادي يلملم أي السعدية حوال مائتي وستي كيلو متر تقريبا ‪.‬‬
‫‪) (1‬نشر ف جريدة (البلد) ف ‪5/12/1416‬هـ‬
‫فهل يوز لم الغتسال ولباس الحرام من منازلم بنطقة القنفذة ‪ ،‬وإذا يوز لم ذلك فهل‬
‫يوز لم عقد نية الحرام من منازلم أو ل ؟ أفيدونا أثابكم ال وكتب لكم الجر وأمدكم‬
‫(‪)1‬‬
‫بعونه وتوفيق لدمة السلم والسلمي "‬
‫وأفيدكم بان ل حرج ف الغتسال ولبس ملبس الحرام والتطيب من منازلم لقربم من‬
‫اليقات بواسطة السيارات لكن الشروع لم أل يرموا إل من اليقات ‪ ،‬والحرام هو نية‬
‫الدخول ف النسك ‪ ،‬هذا هو الحرام ث يشرع لم مع النية التلفظ بالنسك فيقول لبيك عمرة‬
‫أو لبيك حجا أو اللهم إن أوجبت عمرة أو اللهم إن أوجبت حجا ث يلب التلبية الشرعية‬
‫وهي ‪ :‬لبيك اللهم لبيك ‪،‬لبيك ل شريك لك لبيك ‪ ،‬إن المد والنعمة لك واللك ‪ ،‬ل‬
‫شريك لك ‪.‬‬
‫وفق ال الميع لا فيه رضاه ‪.‬‬

‫حكم من قدم لعمل وأقام دون اليقات وهو ينوي الج إذا تيسر له ذلك‬
‫س‪ :‬رجل مقيم بالرياض لديه عمل بدة ‪ ،‬ف موسم الج ‪ ،‬ول يعرف هل يتيسر له الج أم‬
‫ل ‪ ،‬فإذا تيسر له ذلك فمن أين يرم ؟ وإذا كان يعلم أنه سيتيسر له أداء فريضة الج قبل‬
‫انطلقه من الرياض ‪ ،‬فهل ينوي الج ف الرياض ويرم من ميقات أهل ند ؟ أم يكون‬
‫(‪)2‬‬
‫إحرامه من جدة ؟‬

‫ج‪ :‬من أتى مكة وهو ينوي الج إن تيسر له ث تيسر له فعزم على الج فإنه يرم من مكانه‬
‫سواء كان داخل الواقيت أو ف مكة ‪ .‬أما إن كان يعلم أنه يسمح له بذلك فإنه يلزمه‬
‫الحرام بالج من اليقات الذي ير عليه ‪ ،‬إذا مر عليه وهو عازم على الج لقول النب صلى‬
‫ال عليه وسلم لا وقت الواقيت ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلن من أراد الج‬

‫‪) (1‬خطاب صدر من مكتب ساحته عندما كان رئيسا عاما لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد برقم ‪3270/2‬‬
‫وتاريخ ‪3/12/1411‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1686‬ف ‪22/12/1419‬هـ‬
‫والعمرة ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ حت أهل مكة من مكة " (‪ )3‬متفق على‬
‫صحته ‪.‬‬

‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫حكم من نوى الج وهو يدرس ف بلد خارج اليقات وأهله ف جدة‬
‫س‪ :‬أنا طالب أدرس ف النطقة الشرقية وأهلي ف جدة وأريد الج فمن أين أحرم هل من قرن‬
‫(‪)1‬‬
‫النازل أو من سكن ف جدة ؟‬
‫ج‪ :‬أنت مي ما دمت من سكان جدة دون اليقات ‪ ،‬وإذا أحرمت من قرن النازل فهو أفضل‬
‫وأول لكونك وافدا وأخذت بالكمل والحوط ‪ ،‬وإن قصدت أهلك ث أحرمت منهم فل‬
‫بأس ‪.‬‬

‫باب الحرام‬
‫ل بأس من غسل ملبس الحرام‬
‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل يوز تغيي لباس الحرام لغسله ؟‬

‫ج‪ :‬ل بأس أن يغسل الحرم ملبس الحرام ول بأس أن يغيها ويستعمل غيها بلبس‬
‫جديدة أو مغسولة ‪.‬‬

‫الكم إذا وقع على الحرام دم‬


‫س‪ :‬إذا وقع على ثوب الحرام دم قليل أو كثي فهل يصلي فيه وعليه الدم ‪ ،‬وما حد ما يبطل‬
‫(‪)3‬‬
‫الج أو الصلة من الدم إذا وقع على ثوب الحرام ؟‬
‫ج‪ :‬إذا وقع على ثوب الحرم شيء من الدم قليل أو كثي فإنه يغسله إل أنه يعفى عن اليسي‬
‫عرفا ويصلى فيه ‪ ،‬أما إن كان كثيا فيجب غسله ول يصلى فيه وفيه النجاسة بل يب عليه‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته ف حج عام ‪ 1407‬هـ‬


‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الزيرة ) بتاريخ ‪2/12/1416‬هـ وتاريخ ‪3/12/1417‬هـ ‪ ،‬وف جريدة عكاظ عدد ‪ 11543‬وتاريخ‬
‫‪2/12/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪139 ،138‬‬
‫أن يغسل إحرامه من النجاسة أو يغيه بإحرام آخر طاهر ؛ لن الحرم له أن يغي ألبسته ولو‬
‫بدون عذر ‪ ،‬إذا أحب أن يغي لباس الحرام بلباس آخر فل بأس عليه ولو غيه عدة مرات ‪،‬‬
‫وهكذا الرأة لا أن تغي ملبسها إذا أحرمت بلبس أخرى ‪ ،‬ولو بدون عذر ‪ ،‬وهكذا الرجل‬
‫إذا أحرم مثل ف إزار ورداء ث أحب أن يغيها بإزار ورداء آخرين فل حرج عليه ف ذلك ‪،‬‬
‫ول يصلي ف ثوب أصابته النجاسة ‪ ،‬فلو صلى وعليه النجاسة عامدا ل تصح الصلة ‪ ،‬أما إن‬
‫ل فالصلة صحيحة ‪ .‬أما الج فصحيح مطلقا ول يؤثر ف صحته وجود‬ ‫كان ناسيا أو جاه ً‬
‫بعض النجاسة ف ملبس الحرام ‪.‬‬

‫حكم من يس بروج شيء أثناء الحرام‬


‫س‪ :‬ما حكم من يس بروج مذي أو قطرات من البول أثناء الحرام وكذلك عند خروجه‬
‫‪1‬‬
‫إل الصلة ؟‬

‫ج‪ :‬الواجب على الؤمن إذا علم هذا أن يتوضأ إن كان الوقت وقت صلة ويستنجي من بوله‬
‫ويستنجي من الذي ‪ ،‬والواجب ف الذي أن يغسل الذكر والنثيي ‪ ،‬أما البول‬
‫فيغسل طرف الذكر الذي أصابه البول ث يتوضأ وضوءه للصلة إن كان وقت الصلة ‪ ،‬أما‬
‫إن كان الوقت ليس وقت صلة فل مانع من تأجيل ذلك إل وقت الصلة ‪ .‬لكن ينبغي أن‬
‫ل يكون ذلك عن وسواس بل عن يقي ‪ ،‬أما إذا كان عن وسواس فينبغي له أن يطرح هذا‬
‫ويعرض عنه حت ل يبتلى بالوساوس ؛ لن الناس قد يبتلون بشيء من الوسوسة يظن أنه‬
‫خرج منه شيء وهو ما خرج منه شيء فل ينبغي أن يعود نفسه للخضوع للوساوس بل ينبغي‬
‫له أن يطرحها وأن يعرض عنها ويتلهى عنها حت ل يصاب با ‪ .‬وإذا كان يشى ذلك فليش‬
‫ما حول فرجه بالاء إذا فرغ من وضوئه حت يمل ما قد يقع له من الوساوس على أن هذا‬
‫من الاء حت يسلم من شر هذه الوسوسة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نشر في جريدة (عكاظ) العدد (‪ )11545‬في ‪4/11/1418‬هـ‬


‫يوز للمرأة الحرام ف أي ثياب بشرط عدم الفتنة‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل يوز للمرأة أن ترم ف أي الثياب شاءت ؟‬

‫ج‪ :‬نعم ترم فيما شاءت ‪ ،‬ليس لا ملبس مصوصة ف الحرام كما يظن بعض العامة ‪ ،‬وأن‬
‫يكون إحرامها ف ملبس غي لفتة للنظر وليس فيها فتنة وغي جيلة بل عادية ؛ لنا تتلط‬
‫بالناس ‪ ،‬ولو أحرمت ف ملبس جيلة صح إحرامها لكنها تركت الفضل ‪.‬‬
‫والفضل للرجل أن يرم ف ثوبي أبيضي إزار ورداء وإن أحرم ف غي أبيضي فل بأس ‪ ،‬فقد‬
‫ثبت عن الرسول صلى ال عليه وسلم أنه طاف ببد أخضر ‪ ،‬كما ثبت عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه لبس العمامة السوداء عليه الصلة والسلم حي دخوله مكة عام الفتح ‪.‬‬
‫فالاصل أنه ل بأس أن يرم ف ثوب غي أبيض لكن البيض هو الفضل لقول النب صلى ال‬
‫(‪)2‬‬
‫عليه وسلم ‪" :‬البسوا من ثيابكم البياض ‪ ،‬فإنا من خي ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم "‬

‫حكم استعمال البوب الت تنع الدورة‬


‫س‪ :‬هل من الباح للمرأة أن تأخذ حبوبا تؤجل با الدورة الشهرية حت تؤدي فريضة الج ؟‬
‫(‪)3‬‬
‫وهل لا مرج آخر ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج أن تأخذ الرأة حبوب منع المل تنع الدورة الشهرية أيام رمضان حت تصوم مع‬
‫الناس ‪ ،‬وف أيام الج حت تطوف مع الناس ول تتعطل عن أعمال الج ‪ ،‬وإن وجد غي‬
‫البوب شيء ينع من الدورة فل بأس إذا ل يكن فيه مذور شرعا أو مضرة ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الزيرة ) ف ‪27/11/1416‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم) بداية مسند عبد ال بن العباس برقم ‪ ، 2220‬والترمذي ف (النائز) باب ما يستحب من‬
‫الكفان برقم ‪. 994‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ) العدد ‪ 3‬سنة ‪1404‬هـ‬
‫حكم من أحرمت بالعمرة وهي حائض أو نفساء‬
‫س‪ :‬امرأة تسأل وتقول ‪ :‬كان عليها العذر أي حائض ‪ ،‬وأراد أهلها الذهاب للعمرة حيث ل‬
‫يبقى عندها أحد فيما لو تأخرت عنهم ‪ ،‬وذهبت معهم للعمرة وأكملت كل شروط العمرة‬
‫من طواف وسعي كأن ل يكن عليها عذر وذلك جهلً وخجلً من أن تعلم وليها بذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫لسيما أنا أمية ل تعرف القراءة والكتابة ‪ ،‬ماذا يب عليها ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كانت أحرمت معهم بالعمرة فعليها أن تعيد الطواف بعد الغسل وتعيد التقصي من‬
‫الرأس ‪ ،‬أما السعي فيجزئها ف أصح قول العلماء ‪ ،‬وإن أعادت السعي بعد الطواف فهو‬
‫أحسن وأحوط ‪ ،‬وعليها التوبة إل ال سبحانه من طوافها وصلتا ركعت الطواف وهي‬
‫حائض ‪.‬‬
‫وإن كان لا زوج ل يل له وطؤها حت تكمل عمرتا ‪ ،‬فإن كان قد وطئها قبل أن تكمل‬
‫عمرتا فسدت العمرة وعليها دم وهو رأس من الغنم ‪ ،‬جذع أو ضان أو ثن ماعز يذبح ف‬
‫مكة للفقراء ‪ ،‬وعليها أن تكمل عمرتا كما ذكرنا آنفا ‪ ،‬وعليها أن تأت بعمرة أخرى من‬
‫اليقات الذي أحرمت منه بالعمرة الول بدلً من عمرتا الفاسدة ‪ ،‬أما إن كانت طافت‬
‫معهم وسعت ماملة وحياء وهي ل ترم بالعمرة من اليقات فليس عليها سوى التوبة إل ال‬
‫سبحانه ؛ لن العمرة والج ل يصحان بدون إحرام والحرام هو نية العمرة أو الج أو‬
‫نيتهما جيعا ‪ .‬نسأل ال للجميع الداية والعافية من نزغات الشيطان ‪.‬‬

‫س‪ :‬امرأة أحرمت للعمرة ث جاءها اليض فخلعت إحرامها وألغت العمرة وسافرت فما‬
‫(‪)2‬‬
‫الكم ؟‬
‫ج‪ :‬هذه الرأة ل تزل ف حكم الحرام وخلعها ملبسها الت أحرمت فيها ل يرجها عن‬
‫حكم الحرام ‪ ،‬وعليها أن تعود إل مكة فتكمل عمرتا وليس عليها كفارة عن خلعها‬
‫ملبسها أو أخذ شيء من أظفارها أو شعرها وعودها إل بلدها إذا كانت جاهلة ‪ ،‬لكن إن‬
‫‪) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية ) جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص ‪301‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1682‬ف ‪16/11/1419‬هـ‬
‫كان لا زوج وطئها قبل عودها إل أداء مناسك العمرة فإنا بذلك تفسد عمرتا ‪ ،‬ولكن‬
‫يب عليها أن تؤدي مناسك العمرة وإن كانت فاسدة ‪ ،‬ث تقضيها بعد ذلك بعمرة أخرى‬
‫من اليقات الذي أحرمت منه بالول ‪ ،‬وعليها مع ذلك فدية وهي سبع بدنة أو سبع بقرة أو‬
‫رأس من الغنم جذع ضأن أو ثن معز يذبح ف الرم الكي ويوزع بي الفقراء ف الرم عن‬
‫فساد عمرتا بالوطء ‪.‬‬
‫وللمرأة أن ترم فيما شاءت من اللبس وليس لا ملبس خاصة بالحرام كما يظن بعض‬
‫العامة ‪ ،‬لكن الفضل لا أن تكون ملبس الحرام غي جيلة حت ل تصل با الفتنة ‪ ،‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬حاجة مغربية دخلت مكة مرمة ث جاءها اليض بعد الطواف فماذا يب أن تفعله ؟‬

‫ج‪ :‬هذه الرأة عليها أن تسعى وتقصر من رأسها وتل بنية العمرة ‪ ،‬فإذا كان يوم التروية وهو‬
‫الثامن من ذي الجة أحرمت بالج عند خروجها إل من ‪ ،‬أما إذا كانت أحرمت بالج‬
‫حي قدومها وترغب أن تبقى على إحرامها بالج فإنا باليار ‪ :‬إن شاءت سعت وهي ف‬
‫حال اليض لن السعي ل يشترط له الطهارة ‪ ،‬وإن شاءت أخرت السعي إل أن تنل من‬
‫عرفة ‪ ،‬ث تسعى مع طواف الج ؛ لنا بذلك تكون قد أفردت بالج ‪ ،‬وذلك جائز ‪ ،‬ولكن‬
‫جعل إحرامها عمرة أفضل كما أمر بذلك النب صلى ال عليه وسلم أصحابه رضي ال عنهم‬
‫لا دخلوا مكة ف حجة الوداع ‪ ،‬وقد أحرم بعضهم بالج وبعضهم بالعمرة وبعضهم قد أحرم‬
‫بما جيعا ‪ ،‬فأمرهم عليه الصلة والسلم أن يلوا جيعا ويعلوا إحرامهم عمرة إل من كان‬
‫معه الدي ‪ ،‬وهذا معروف ف الحاديث الكثية الصحيحة ‪ ،‬والشروع للمؤمن أن يتحرى ف‬
‫أقواله وأعماله ف الج وغيه ما يوافق سنة رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ،‬وال ول‬
‫التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة ) العدد ‪ 1683‬ف ‪23/11/1419‬هـ‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬إذا خشيت الرأة أن تيض إذا أتت الرم هل تشترط ف العمرة ؟‬

‫ج‪ :‬لا ذلك ‪ ،‬لن اليض قد يبسها عن إتام عمرتا ول تستطيع معه التخلف عن رفقتها ‪،‬‬
‫أما الج فوقته واسع فاليض ل يكون فيه إحصار ‪.‬‬

‫الائض والنفساء تقرأ الدعية الكتوبة ف مناسك الج‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل يوز للحائض قراءة الدعية يوم عرفة على الرغم من أن با آيات قرآنية‬

‫ج‪ :‬ل حرج أن تقرأ الائض والنفساء الدعية الكتوبة ف مناسك الج ‪ ،‬ول بأس أن تقرأ‬
‫القرآن على الصحيح أيضا ؛ لنه ل يرد نص صحيح صريح ينع الائض والنفساء من قراءة‬
‫القرآن ‪ ،‬إنا ورد ف النب خاصة بأن ل يقرأ القرآن وهو جنب ؛ لديث علي رضي ال عنه‬
‫وأرضاه ‪ ،‬أما الائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر ‪" :‬ل تقرأ الائض ول النب‬
‫شيئا من القرآن " (‪ )3‬ولكنه ضعيف ؛ لن الديث من رواية إساعيل بن عياش عن الجازيي‬
‫وهو ضعيف ف روايته عنهم ‪ ،‬ولكنها تقرأ بدون مس الصحف عن ظهر قلب ‪ ،‬أما النب‬
‫فل يوز له أن يقرأ القرآن ل عن ظهر قلب ول من الصحف حت يغتسل ‪.‬‬
‫والفرق بينهما أن النب وقته يسي وف إمكانه أن يغتسل ف الال من حي يفرغ من إتيانه‬
‫أهله فمدته ل تطول والمر ف يده مت شاء اغتسل وإن عجز عن الاء تيمم وصلى وقرأ ‪ ،‬أما‬
‫الائض والنفساء فليس المر بيدها وإنا هو بيد ال عز وجل ‪ .‬فمت طهرتا من حيضهما أو‬
‫نفاسهما اغتسلتا ‪ ،‬واليض يتاج إل أيام والنفاس كذلك ‪ ،‬ولذا أبيح لما قراءة القرآن ‪،‬‬
‫لئل تنسيانه ولئل يفوتما فضل القراءة وتعلم الحكام الشرعية من كتاب ال ‪ ،‬فمن باب‬

‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بالج والعمرة والزيارة) ص ‪ ،10‬وف جريدة (الشرق الوسط ) العدد ‪ 3514‬ف ‪12/7/1988‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪) (3‬رواه الترمذي ف (الطهارة) باب ما جاء ف النب والائض أنما ل يقرءان القرآن برقم ‪131‬‬
‫أول أن تقرأ الكتب الت فيها الدعية الخلوطة من الحاديث واليات إل غي ذلك ‪ ،‬هذا هو‬
‫الصواب ‪ ،‬وهو أصح قول العلماء رحهم ال ف ذلك ‪.‬‬

‫أداء صلة الحرام ليس شرطا لنعقاده‬


‫س‪ :‬هل ينعقد إحرام السلم للحج أو العمرة بدون أن يؤدي ركعت الحرام ‪ ،‬وهل الهر‬
‫(‪)1‬‬
‫بالنية ف الحرام شرط لنعقاده أيضا ؟‬

‫ج‪ :‬أداء الصلة قبل الحرام ليس شرطا ف الحرام وإنا ذلك مستحب عند الكثر ‪،‬‬
‫والشروع له أن ينوي بقلبه ما أراد من حج أو عمرة ويتلفظ بذلك بقوله ‪" :‬اللهم لبيك‬
‫عمرة" أو "اللهم لبيك حجة " أو بما جيعا إن أراد القران كما فعل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وأصحابه رضي ال عنهم ‪ ،‬وليس التلفظ شرطا بل تكفي النية ث يلب التلبية الشرعية‬
‫وهي ‪" :‬لبيك اللهم لبيك ‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك ‪ ،‬إن المد والنعمة لك واللك ‪ ،‬ل‬
‫شريك لك " ‪ .‬وهذه هي تلبية النب صلى ال عليه وسلم الثابتة عنه ف الصحيحي وغيها ‪.‬‬

‫اختلف العلماء ف استحباب ركعت الحرام‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل يشترط للحرام ركعتان أم ل ؟‬
‫ج‪ :‬ل يشترط ذلك وإنا اختلف العلماء ف استحبابما فذهب المهور إل استحباب ركعتي‬
‫يتوضأ ويصلي ركعتي ث يلب ‪ ،‬واحتجوا على هذا بأن الرسول صلى ال عليه وسلم أحرم‬
‫بعد الصلة أي أنه صلى الظهر ث أحرم ف حجة الوداع ‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬أتان‬
‫الليلة آت من رب وقال صل ف هذا الوادي البارك وقل عمرة ف حجة " (‪ )3‬وهذا يدل على‬
‫شرعية صلة الركعتي ‪ ،‬وهذا قول جهور أهل العلم ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية ) جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص ‪218‬‬
‫‪) (2‬نشر ف جريد (عكاظ) العدد ‪ 11545‬ف ‪4/12/1418‬هـ وف جريدة (البلد) بتاريخ ‪ 5/12/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب قول النب صلى ال عليه وسلم العقيق واد مبارك برقم ‪1534‬‬
‫وقال آخرون ‪ :‬ليس ف هذا نص فإن قول ‪" :‬أتان الليلة آت من رب وقال‪ :‬صل ف هذا‬
‫الوادي البارك " يتمل أن الراد صلة الفريضة ف الصلوات المس ‪ ،‬وليس بنص ف ركعت‬
‫الحرام ‪ ،‬وكونه أحرم بعد الفريضة ل يدل على شرعية ركعتي خاصة بالحرام وإنا يدل‬
‫على أنه إذا أحرم بالعمرة أو بالج بعد صلة ‪ ،‬يكون أفضل إذا تيسر ذلك ‪.‬‬

‫الائض ل تصلي ركعت الحرام ول تس الصحف‬


‫س‪ :‬كيف تصلي الائض ركعت الحرام ؟ وهل يوز للمرأة ترديد آي الذكر الكيم ف‬
‫(‪)1‬‬
‫سرها ؟‬
‫ج‪ :‬أ‪ -‬الائض ل تصلي ركعت الحرام بل ترم من غي صلة ‪ ،‬وركعتا الحرام سنة عند‬
‫المهور ‪ ،‬وبعض أهل العلم ل يستحبها ؛ لنه ل يرد فيها شيء مصوص ‪ .‬والمهور‬
‫استحبوها ؛ لا ورد ف بعض الحاديث أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬أتان آت من‬
‫رب فقال صل ف هذا الوادي البارك وقل عمرة ف حجة " (‪ )2‬أي ف وادي العقيق ف حجة‬
‫الوداع وجاء عن بعض الصحابة أنه صلى ث أحرم ‪ ،‬فاستحب المهور أن يكون الحرام بعد‬
‫صلة إما فريضة وإما نافلة يتوضأ ويصلي ركعتي والائض والنفساء ليستا من أهل الصلة‬
‫فتحرمان من دون صلة ول يشرع لما قضاء هاتي الركعتي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يوز للمرأة الائض أن تردد القرآن لفظا على الصحيح من دون مس الصحف‪ ،‬أما ف‬
‫قلبها فهذا عند الميع ‪ ،‬إنا اللف هل تتلفظ به أم ل ؟ بعض أهل العلم حرم ذلك وجعل‬
‫من أحكام اليض والنفاس تري قراءة القرآن ومس الصحف ل عن ظهر قلب ول من‬
‫الصحف حت تغتسل الائض والنفساء ‪ .‬وذهب بعض أهل العلم إل جواز قراءتما للقرآن‬
‫عن ظهر قلب ل من الصحف ؛ لن مدتما تطول ‪ ،‬ولنما ل يرد فيهما نص ينع ذلك ‪،‬‬
‫بلف النب فإنه منوع حت يغتسل أو يتيمم عند عدم القدرة على الغسل ‪ ،‬وهذا هو‬
‫الرجح من حيث الدليل ‪.‬‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية) العدد ‪ 2‬عام ‪1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪ ، 135‬وف كتاب ‪0‬فتاوى تتعلق‬
‫بأحكام الج والعمرة والزيارة) ص ‪11‬‬
‫‪) (2‬سبق تريه ص ‪. 69‬‬
‫النية ملها القلب‬
‫س‪ :‬هل نية الحرام ف التلفظ باللسان ‪ ،‬وما صفتها إذا كان الاج يج عن شخص آخر ؟‬
‫(‪)1‬‬

‫ج‪ :‬النية ملها القلب وصفتها أن ينوي بقلبه أنه يج عن نفسه أو عن فلن أو عن أخيه أو‬
‫عن فلن بن فلن هكذا تكون النية ‪ ،‬ويستحب مع ذلك أن يتلفظ فيقول ‪ :‬اللهم لبيك حجا‬
‫عن فلن أو لبيك عمرة عن فلن عن أبيه أو عن فلن بن فلن حت يؤكد ما ف القلب‬
‫باللفظ ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم تلفظ بالج وتلفظ بالعمرة ‪ ،‬فدل ذلك على‬
‫شرعية التلفظ با نواه تأسيا بالنب عليه الصلة والسلم وهكذا الصحابة تلفظوا بذلك كما‬
‫علمهم نبيهم عليه الصلة والسلم وكانوا يرفعون أصواتم بذلك هذا هو السنة ولو ل يتلفظ‬
‫واكتفى بالنية كفت النية وعمل ف أعمال الج مثل ما يفعل عن نفسه يلب مطلقا ويكرر‬
‫التلبية مطلقا من غي حاجة إل ذكر فلن أو فلن كما يلب عن نفسه كأنه حاج عن نفسه‬
‫لكن إذا‬
‫عينه ف النسك فإنه يكون أفضل ف التلبية ث يستمر ف التلبية كسائر الجاج والعمار ‪" :‬لبيك‬
‫اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك ‪ ،‬إن المد والنعمة لك واللك‪ ،‬ل شريك لك لبيك ‪،‬‬
‫لبيك إله الق لبيك ‪.‬‬
‫القصود أنه يلب كما يلب عن نفسه من غي ذكر أحد إل ف أول النسك يقول ‪ :‬لبيك حجا‬
‫عن فلن أو عمرة عن فلن أو لبيك عمرة وحجا عن فلن هذا هو الفضل عند أول ما يرم‬
‫مع النية ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الدينة) بتاريخ ‪21/11/1411‬هـ ‪ ،‬وأيضا ف العدد رقم ‪ 12762‬ف ‪1/12/1418‬هـ ‪ ،‬وف جريدة‬
‫(الزيرة ) بتاريخ ‪26/11/1416‬هـ‬
‫حكم اشتراط نية الصب‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل يشترط نية الصب ؟‬
‫ج‪ :‬إذا كان دون السابعة ليس له نية ‪ ،‬بل ينوي عنه وليه وهو الذي يتول الج به من أب أو‬
‫أم أو غيها ؛ لا ثبت ف الديث الصحيح أن امرأة رفعت للنب صلى ال عليه وسلم ف حجة‬
‫الوداع صبيا فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ألذا حج ؟ قال ‪" :‬نعم ولك أجر" (‪ ، )2‬ولا روي عن‬
‫(‪)3‬‬
‫جابر رضي ال عنه أنه قال ‪" :‬لبينا عن الصبيان ورمينا عنهم "‬
‫أما إذا كان الصب قد بلغ السابعة أو أكثر فإنه يعلمه وليه النية وغيها ‪.‬‬

‫الشتراط إنا يقال عند عقد الحرام‬


‫س‪ :‬هل يستطيع الحرم الذي نسي أن يقول بعد التلبية ‪( :‬فإن حبسن حابس فمحلي حيث‬
‫(‪)4‬‬
‫حبستن ) أن يقول ذلك بعد عقد الحرام بوقت ؟‬

‫ج‪ :‬ليس له ذلك وإنا يقال ذلك عند عقد الحرام ‪ ،‬والراد بعقد الحرام هو ‪ :‬أن ينوي‬
‫الدخول فيه بقلبه ‪.‬‬

‫الهر بالتلبية يستحب عند الحرام‬


‫س‪ :‬ما رأيكم فيمن يقول ‪ :‬إن الهر بالنية أثناء الحرام ل يشرع وإن هذا الهر ليس عليه‬
‫(‪)5‬‬
‫دليل ؟‬
‫ج‪ :‬الهر بالنية غي مشروع ؛ لعدم الدليل عليه ‪ ،‬ولكن يستحب عند الحرام أن يلب بنسكه‬
‫قائلً ‪ :‬لبيك حجا أو لبيك عمرة أو لبيك عمرة وحجا إن أراد القران ‪ ،‬والفضل لن قدم ف‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬رواه مسلم ف (الج) باب صحة حج الصب برقم ‪1336‬‬
‫‪) (3‬رواه ابن ماجة ف (النسك) باب الرمي عن الصبيان برقم ‪3038‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن ف ‪8/12/1402‬هـ‬
‫‪) (5‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن ف ‪8/12/1402‬هـ‬
‫أشهر الج أن يلب بالعمرة وحدها ‪ ،‬فيطوف ويسعى ويلق أويقصر ويل ث يلب بالج ف‬
‫اليوم الثامن من ذي الجة إذا ل يكن معه هدي ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه‬
‫(‪)1‬‬
‫بذلك ف حجة الوداع فقال ‪" :‬خذوا عن مناسككم "‬

‫التلبية سنة مؤكدة ول شيء على من ينساها‬

‫س‪ :‬حاج أحرم من اليقات لكنه ف التلبية نسي أن يقول ‪ :‬لبيك عمرة متمتعا با إل الج ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فهل يكمل نسكه متمتعا ؟ وماذا عليه إذا تلل من عمرته ث أحرم بالج من مكة ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان نوى العمرة عند إحرامه ولكن نسي التلبية وهو ناو العمرة ‪ ،‬حكمه حكم من‬
‫لب ‪ ،‬يطوف ويسعى ويقصر ويتحلل ‪ ،‬وتشرع له التلبية ف أثناء الطريق ‪ ،‬فلو ل يلب فل‬
‫شيء عليه لن التلبية سنة مؤكدة ‪ ،‬فيطوف ويسعى ويقصر ويعلها عمرة ؛ لنه ناو عمرة ‪،‬‬
‫أما إن كان ف الحرام ناويا حجا والوقت واسع فإن الفضل أن يفسخ حجه إل عمرة‬
‫فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل والمد ل ويكون حكمه حكم التمتعي ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل لبيك اللهم لبيك سنة أم واجب ؟‬

‫ج‪ :‬سنة مؤكدة ‪ ،‬معناها ‪ :‬إجابة بعد الجابة ‪ ،‬لبيك أي ‪ :‬إجابة لمرك ‪.‬‬

‫حكم تأخي التلبية بعد الحرام‬


‫س‪ :‬أحرمت بالج ولكن عند الحرام ل أشرع بالتلبية علما بأن من أهل مكة فهل علي‬
‫(‪)4‬‬
‫شيء ؟‬

‫‪) (1‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة ) العدد ‪ 1542‬ف ‪6/1/1417‬هـ ‪ ،‬وف (جريدة الرياض ) يوم الميس ‪30/11/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11551‬ف ‪10/12/1418‬هـ‬
‫‪) (4‬سؤال موجه لسماحته بعد الدرس الذي ألقاه ف السجد الرام ف ‪28/12/1418‬هـ‬
‫ج‪ :‬ل حرج عليك ؛ لن التلبية سنة فإذا أحرم النسان بالج أو بالعمرة سواء من أهل مكة‬
‫أو غي أهل مكة شرع له أن يلب كما كان النب صلى ال عليه وسلم يلب ‪ ،‬لكن لو ما لب أو‬
‫تأخرت التلبية ل يضره ذلك؛ لن التلبية سنة قولية والواجب أن ينوي بقلبه نسكا من حج أو‬
‫عمرة أو كليهما ث يلب بذلك لن ذلك أفضل ‪ ،‬يصرح بذلك بلسانه فيقول ‪" :‬اللهم لبيك‬
‫حجا " أو "اللهم لبيك عمرة " أو "اللهم لبيك عمرة وحجا " عند دخوله ف الحرام عندما‬
‫يركب السيارة أو الطية ‪ ،‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا ركب دابته أعلن إحرامه‬
‫والعمدة على القلب إذا نوى بقلبه الدخول ف العمرة أو الج فهذا هو الحرام ‪ ،‬والفضل أن‬
‫يلب بذلك عند النية فيقول ‪" :‬اللهم لبيك عمرة" إن كان متمتعا بالج ‪ ،‬أو يقول ‪" :‬اللهم‬
‫لبيك حجا " إن كان مفردا ‪ ،‬أو يقول ‪" :‬اللهم لبيك عمرة وحجا " عند إحرامه عند‬
‫الدخول ف ذلك بنيته ف اليقات ‪ ،‬وإن كان من أهل مكة عند الج يلب به ف مكانه ف بيته‬
‫عند خروجه إل من يقول ‪ :‬اللهم لبيك حجا إذا كان ف مكة أو من الحلي با ‪.‬‬

‫حكم من قال لبيك اللهم عمرة متمتعا با إل الج وهو ل يريد إل العمرة‬

‫س‪ :‬وصلت إل اليقات ومعي عائلت وكنت كبيهم وأعرفهم بناسك الج ونسيت وقلت‬
‫ف التلبية ‪ :‬لبيك اللهم عمرة متمتعا ‪ ،‬ونن نريد عمرة ف رمضان فقط ‪ ،‬ول أتذكر إل عند‬
‫وصولنا البيت الرام ‪ .‬أرجو إفادتنا هل يلزمنا البقاء ف مكة إل أن نج أو يلزمنا دم ونرجع‬
‫(‪)1‬‬
‫إل أهلنا ؟‬

‫ج‪ :‬ليس عليكم شيء ف ذلك ول يضركم ذلك ‪ ،‬وليس عليكم إل العمرة فقط الت أحرمتم‬
‫با ‪ ،‬ول يلزمكم البقاء إل الج ول يلزمكم فدية بل ذلك كله لغ ل يترتب عليه شيء ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد الثامن ف ‪4/12/1408‬هـ‬


‫نوى الج لنفسه ث بدا له أن يغي النية لقريب له فهل له ذلك‬
‫س‪ :‬رجل نوى الج لنفسه وقد حج من قبل ث بدا له أن يغي النية لقريب له وهو ف عرفة‬
‫(‪)1‬‬
‫فما حكم ذلك وهل يوز له ذلك أم ل ؟‬
‫ج‪ :‬النسان إذا أحرم بالج عن نفسه فليس له بعد ذلك أن يغي ل ف الطريق ول ف عرفة‬
‫ول ف غي ذلك بل يلزمه أن يكمل لنفسه ول يغي ل لبيه ول لمه ول لغيها بل يتعي‬
‫الج له ؛ لقول ال سبحانه وتعال ‪" :‬وأتوا الج والعمرة ل " (‪ )2‬فإذا أحرم لنفسه وجب أن‬
‫يتمه لنفسه ‪ ،‬وإذا أحرم لغيه وجب أن يتمه لغيه ول يغي بعد الحرام إذا كان قد حج عن‬
‫نفسه وهكذا العمرة ‪.‬‬

‫حكم من نسي اسم من حج عنها‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬رجل حج عن امرأة وعندما أراد الحرام من اليقات نسي اسها ماذا يصنع ؟‬

‫ج‪ :‬إذا حج عن امرأة أو عن رجل ونسي اسه فإنه يكفيه النية ول حاجة لذكر السم ‪ ،‬فإذا‬
‫نوى عند الحرام أن هذه الجة عمن أعطاه الدراهم أو عمن له الدراهم كفى ذلك‪ ،‬فالنية‬
‫تكفي ؛ لن العمال بالنيات كما جاء بذلك الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من حج عن والدته وعند اليقات لب بالج ول يلب عن والدته‬

‫ج‪ :‬مادام قصده الج عن والدته ولكنه نسي فإن الج يكون لوالدته والنية أقوى ؛ لقول‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم ‪" :‬إنا العمال بالنيات" (‪ )5‬فإذا كان القصد من ميئه هو الج‬

‫‪) (1‬نشر ف (ملة التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪11/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪ ، 126‬وف كتاب‬
‫(فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) ‪.‬‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 3‬عام ‪1404‬هـ‬
‫‪) (4‬نشر ف جريدة (البلد) بتاريخ ‪1/12/1416‬هـ‬
‫‪) (5‬رواه البخاري ف (بدء الوحي ) باب بدء الوحي برقم ‪ ، 1‬ومسلم ف (المارة) باب قوله ‪" :‬إنا العمال بالنية" برقم ‪1907‬‬
‫عن أمه أو عن أبيه ث نسي عند الحرام فإن الج يكون للذي نواه وقصده من أب أو أم أو‬
‫غيها ‪.‬‬

‫س‪ :‬نويت الج عن والدت وأتيت من بلدي لكي أحج عنها ولكن عند اليقات لبيت بالج‬
‫ول أذكر أن ذلك عن والدت ‪ ،‬فهل يكون ذلك الج عن والدت أم ل ؟ رغم أن حججت‬
‫(‪)1‬‬
‫عن نفسي من قبل ؟‬

‫ج‪ :‬أنت على نيتك إن شاء ال ؛ لن نسيانك عند إحرامك النية عنها ل يضر لنك إنا‬
‫توجهت إل مكة لذا الغرض ‪ ،‬وقد صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬إنا‬
‫العمال بالنيات وإنا لكل امرئ ما نوى" متفق على صحته ‪.‬‬

‫حكم من ضاعت نقوده وقد أحرم بالج والعمرة ول يستطع الدي‬


‫س‪ :‬ما حكم من أحرم بالج والعمرة وبعد وصوله إل مكة ضاعت نفقته ول يستطع أن‬
‫يفدي وغي نيته إل مفرد هل يصح ذلك ‪ .‬وإذا كانت الجة لغيه ومشترط عليه التمتع فماذا‬
‫(‪)2‬‬
‫يفعل ؟‬

‫ج‪ :‬ليس له ذلك ولو ضاعت نفقته ‪ ،‬وإذا عجز يصوم عشرة أيام ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ثلثة ف‬
‫الج وسبعة إذا رجع إل أهله ويبقى على تتعه ‪ ،‬وعليه أن ينفذ الشرط بأن يرم بالعمرة‬
‫ويطوف ويسعى ويقصر ويل ث يلب بالج ويفدي ‪ ،‬فإن عجز صام عشرة أيام ثلثة ف الج‬
‫قبل عرفة وسبعة إذا رجع إل أهله ؛ لن الفضل أن يكون يوم عرفة مفطرا اقتداء بالنب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فإنه وقف با مفطرا ‪.‬‬

‫حكم النتقال من الفراد إل القران‬


‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته بن ف ‪8/12/1402‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ‪2/213‬‬
‫س‪ :‬جاء ف بعض كتب الديث أن الاج الفرد ل يوز له أن ينتقل من الفراد إل القران‬
‫‪1‬‬
‫فهل هذا صحيح ؟‬

‫ج‪ :‬الرسول صلى ال عليه وسلم أمر الجاج الفردين والقارني أن ينتقلوا من حجهم وقرانم‬
‫إل العمرة وليس لحد كلم مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فالرسول عليه الصلة‬
‫والسلم أمر أصحابه ف حجة الوداع وكانوا على ثلثة أقسام ‪ :‬قسم منهم أحرموا بالقران‬
‫أي لبوا بالج والعمرة ‪ ،‬وقسم لبوا بالج مفردا ‪ ،‬وقسم لبوا بالعمرة ‪ .‬وكان النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قد لب بالج والعمرة جيعا أي قارنا ؛ لنه قد ساق الدي ‪ ،‬فأمرهم عليه‬
‫الصلة والسلم لا دنوا من مكة أن يعلوها عمرة إل من كان معه الدي ‪ ،‬فلما دخلوا مكة‬
‫وطافوا وسعوا أكد عليهم أن يقصروا ويلوا إل من كان معه الدي ‪ .‬فسمعوا وأطاعوا‬
‫وقصروا وحلوا ‪ .‬هذا هو السنة لن قدم مفردا أو قارنا وليس معه هدي حت يستريح ول‬
‫يتكلف ‪ ،‬فإذا جاء يوم الثامن أحرم بالج ‪ .‬ول يفى ما ف هذا من الي العظيم ؛ لن الاج‬
‫إذا بقي من أول ذي الجة أو من نصف ذي القعدة وهو مرم ل يأت ما ني الحرم عن فعله‬
‫–فإنه‬
‫يشق عليه ذلك ‪ ،‬فينبغي قبول هذا التيسي من ال سبحانه وتعال ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫التمتع أفضل لن ل يسق الدي‬


‫س‪ :‬أيهما أفضل للحاج التمتع أو القران فإذا كان التمتع ‪ ،‬فكيف يرد على من قال ‪ :‬إن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم حج قارنا ‪ ،‬وإن كان القران أفضل فكيف يرد على من قال ‪ :‬إن النب‬
‫(‪)2‬‬
‫صلى ال عليه وسلم نوى التمتع ول ينو إل الفضل ؟‬

‫ج‪ :‬الفضل التمتع ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه بالتمتع بعمرة وهي أن يطوفوا‬
‫ويسعوا ويقصروا وهذا الفضل ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬لول أن معي الدي‬

‫‪ ) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ‪2/213‬‬


‫‪) (2‬نشر ف جريدة (عكاظ) ف العدد ‪ 11551‬بتاريخ ‪10/12/1418‬هـ‬
‫لحللت" (‪ )1‬والذي معه هدي أفضل أن يرم بالج والعمرة كما فعل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬والذي ما معه هدي الفضل أن يرم بالعمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويل ‪ ،‬ث يرم‬
‫بالج ف اليوم الثامن من ذي الجة هذه السنة ‪.‬‬

‫يصح التمتع والقران من أهل مكة‬


‫س‪ :‬هل يب الدي على أهل مكة لن أحرم منهم بالج فقط ‪ ،‬وهل يصح ف حقهم التمتع‬
‫(‪)2‬‬
‫أم القران ف الج ؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬

‫ج‪ :‬يصح التمتع والقران من أهل مكة وغيهم لكن ليس على أهل مكة هدي ‪ ،‬وإنا الدي‬
‫على غيهم من أهل الفاق القادمي إل مكة مرمي بالتمتع أو القران ؛ لقول ال تعال ‪:‬‬
‫"فمن تتع بالعمرة إل الج فما استيسر من الدي فمن ل يد فصيام ثلثة أيام ف الج‬
‫وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام واتقوا ال‬
‫واعلموا أن ال شديد العقاب " (‪. )3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬ما هو السبب ف أن أهل مكة ليس لم من أنواع الج إل الفراد ؟‬

‫ج‪ :‬الج فرض على كل من استطاع السبيل إليه من أهل مكة وغيهم بإجاع السلمي ‪،‬‬
‫وهكذا العمرة فرض ف أصح قول العلماء على الميع ‪ ،‬ولكن أهل مكة ليس عليهم هدي‬
‫التمتع والقران ‪ ،‬إذا حجوا متمتعي أو قارني بي الج والعمرة ؛ لقول ال سبحانه ‪" :‬فمن‬
‫تتع بالعمرة إل الج فما استيسر من الدي فمن ل يد فصيام ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (باقي مسند الكثرين من الصحابة ) مسند أنس بن مالك برقم ‪ ، 12039‬والبخاري ف (الج) باب تقضي‬
‫الائض الناسك كلها إل الطواف برقم ‪1651‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1538‬ف ‪1/12/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من جريدة (السلمون)‬
‫رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام واتقوا ال واعلموا أن‬
‫ال شديد العقاب " (‪ . )1‬وال الوفق‬

‫القول بنسخ الفراد قول باطل‬


‫س‪ :‬يدعي بعض الناس أن القران والفراد قد نسخا بأمر النب صلى ال عليه وسلم للصحابة‬
‫(‪)2‬‬
‫بأن يتمتعوا ‪ ،‬فما رأي ساحتكم ف هذا القول ؟‬

‫ج‪ :‬هذا قول باطل ل أساس له من الصحة ‪ ،‬وقد أجع العلماء على أن النساك ثلثة ‪ :‬الفراد‬
‫والقران والتمتع ‪ ،‬فمن أفرد الج فإحرامه صحيح وحجه صحيح ول فدية عليه ‪ ،‬لكن‬
‫إن فسخه إل العمرة فهو أفضل ف أصح أقوال أهل العلم ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر‬
‫الذين أحرموا للحج أو قرنوا بي الج والعمرة وليس معهم هدي أن يعلوا إحرامهم عمرة ‪،‬‬
‫فيطوفوا ويسعوا ويقصروا ويلوا ول يبطل صلى ال عليه وسلم إحرامهم بل أرشدهم إل‬
‫الفضل ‪ ،‬وقد فعل الصحابة ذلك رضي ال عنهم وليس ذلك نسخا لفراد الج وإنا هو‬
‫إرشاد من النب صلى ال عليه وسلم إل ما هو الفضل والكمل ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم فسخ الحرام‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل فسخ الحرام سنة أم واجب ؟‬

‫ج‪ :‬سنة مؤكدة ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬


‫‪) (2‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪125‬‬
‫‪) (3‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫الشروع لن أحرم مفردا أن يعله عمرة‬
‫س‪ :‬جئت مع جاعة للحج وأحرمت مفردا وجاعت يريدون السفر إل الدينة ‪ ،‬فهل ل أن‬
‫(‪)1‬‬
‫اذهب إل الدينة وأرجع لكة لداء العمرة بعد أيام قليلة ؟‬

‫ج‪ :‬إذا حج النسان مع جاعة وقد احرموا بالج مفردا ث سافر معهم للزيارة ‪ ،‬فإن الشروع‬
‫له أن يعل إحرامه عمرة ‪ ،‬ويطوف لا ويسعى ويقصر ث يل ‪ ،‬ث يرم بالج ف اليوم الثامن‬
‫ويكون بذلك متمتعا ‪ ،‬وعليه هدي التمتع كما أمر النب صلى ال عليه وسلم بذلك أصحابه‬
‫ف حجة الوداع الذين ليس معهم هدي ‪.‬‬

‫الفضل لن ل يسق الدي أن يفسخ حجه إل عمرة‬


‫س‪ :‬ما حكم من نوى الج بالفراد ث بعد وصوله إل مكة قلبه تتعا فأتى بالعمرة ث تلل‬
‫(‪)2‬‬
‫منها فماذا عليه ؟ ومت يرم بالج ؟ ومن أين؟‬

‫ج‪ :‬هذا هو الفضل إذا قدم الحرم بالج أو الج والعمرة جيعا فإن الفضل أن يعلها عمرة‬
‫‪ ،‬وهو الذي أمر به النب صلى ال عليه وسلم أصحابه لا قدموا ‪ ،‬بعضهم قارن وبعضهم مفرد‬
‫بالج ‪ ،‬وليس معهم هدي ‪ ،‬أمرهم أن يعلوها عمرة ‪ ،‬فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا إل من‬
‫كان معه الدي فإنه يبقى على إحرامه حت يل منهما إن كان قارنا أو من الج إن كان‬
‫مرما بالج يوم العيد ‪.‬‬
‫والقصود أن من جاء مكة مرما بالج وحده أو بالج والعمرة جيعا ف أشهر الج وليس‬
‫معه هدي ‪ ،‬فإن السنة أن يفسخ إحرامه إل عمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل‪ ،‬ث يرم‬
‫بالج ف اليوم الثامن من ذي الجة ف مكانه الذي هو مقيم فيه داخل الرم أو خارجه‬
‫ويكون متمتعا وعليه دم التمتع ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد ‪ 11‬ف ‪11/12/1411‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪ ، 28‬وف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪133‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1543‬ف ‪13/1/1417‬هـ‬
‫القران ل يفسخ إل الفراد‬
‫س‪ :‬ما حكم من نوى بالج متمتعا وبعد اليقات غي رأيه ولب بالج مفردا هل عليه هدي ؟‬
‫(‪)1‬‬

‫ج‪ :‬هذا فيه تفصيل ‪ ،‬فإن كان نوى قبل وصوله إل اليقات أنه يتمتع ‪ ،‬وبعد وصوله إل‬
‫اليقات غي نيته وأحرم بالج وحده فهذا ل حرج عليه ول فدية ‪ ،‬أما إن كان لب بالعمرة‬
‫والج جيعا من اليقات أو قبل اليقات ث أراد أن يعله حجا فليس له ذلك ‪ ،‬ولكن ل مانع‬
‫أن يعله عمرة أما أن يعله حجا فل ‪ ،‬فالقران ل يفسخ إل حج ولكن يفسخ إل عمرة إذا‬
‫ل يكن معه هدي ؛ لن ذلك هو الذي أمر به النب صلى ال عليه وسلم أصحابه عليه الصلة‬
‫والسلم الذين ل يسوقوا الدي ف حجة الوداع ‪ ،‬فإذا أحرم بما جيعا من اليقات ث أراد أن‬
‫يعله حجا مفردا فليس له ذلك ‪ ،‬ولكن له أن يعل ذلك عمرة مفردة وهو الفضل له كما‬
‫تقدم فيطوف ويسعى ويقصر ويل ‪ ،‬ث يلب بالج بعد ذلك ف اليوم الثامن من ذي الجة‬
‫فيكون متمتعا ‪.‬‬

‫حكم من نوى التمتع ث بدا له أن يرم مفردا‬


‫س‪ :‬لقد كنت ناويا أن أحج متمتعا ولكن عندما قدمت إل الطائف غيت رأيي ولبيت‬
‫بالج مفردا ‪ ،‬فإذا أردت أن أضحي يوم العيد هل ذلك جائز ؟ علما بأن قصرت شعري ف‬
‫يوم أربعة ذي الجة أسال ال أن يزيكم عنا خيا (‪ )2‬؟‬
‫ج‪ :‬إذا أراد الاج أو غيه أن يضحي ولو كان قد حلق رأسه أو قصر أو قلم أظفاره فل‬
‫حرج عليه ف ذلك ‪ ،‬ولكن عليه إذا عزم على أن يضحي عن نفسه بعد دخول شهر ذي‬
‫الجة أن يتنع من أخذ شيء من الشعر أو الظفر أو شيء من البشرة حت يضحي ؛ لقول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إذا دخل شهر ذي الجة وأراد أحدكم أن يضحي فل يأخذ من‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1543‬ف ‪13/1/1417‬هـ‬


‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن ف ‪8/12/1402‬هـ‬
‫شعره ول من بشرته ول من أظفاره شيئا " (‪ )1‬رواه المام مسلم ف صحيحه ‪ .‬أما إحرامه‬
‫بالج مفردا وقد كان نوى أن يرم بعمرة ث بدا له بعد ما وصل اليقات أن يرم بالج فل‬
‫حرج ف ذلك ‪ ،‬ولكن التمتع بالعمرة إل الج أفضل إذا كان قدومه ف أشهر الج ‪ ،‬أما إذا‬
‫كان قدومه إل مكة قبل دخول شهر شوال فإن الشروع له أن يرم بالعمرة فقط ‪.‬‬

‫من أحرم قارنا وبعد الحرام حل‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من احرم بالج والعمرة قارنا وبعد العمرة حل الحرام هل يعتب متمتعا ؟‬
‫ج‪ :‬نعم إذا أحرم بالج والعمرة قارنا ث طاف وسعى وقصر وجعلها عمرة يسمى متمتعا‬
‫وعليه دم التمتع ‪.‬‬

‫الحرام بالتمتع له وقت مدود‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل للمتمتع وقت مدود يتمتع فيه ‪ ،‬وهل له أن يرم بالج قبل يوم التروية ؟‬
‫ج‪ :‬الحرام بالتمتع له وقت مدود هو ‪ :‬شوال وذو القعدة والعشر الول من ذي الجة‪،‬‬
‫هذه أشهر الج ‪ ،‬فليس له أن يرم بالتمتع قبل شوال ول بعد ليلة العيد ‪ ،‬ولكن الفضل أن‬
‫يرم بالعمرة وحدها فإذا فرغ منها أحرم بالج وحده هذا هو التمتع الكامل ‪ ،‬وإن أحرم‬
‫بما جيعا سي متمتعا وسي قارنا ‪ ،‬وف الالتي جيعا عليه دم يسمى دم التمتع ‪ ،‬وهو‬
‫ذبيحة واحدة تزئ ف الضحية أو سبع بدنة أو سبع بقرة ‪ ،‬لقوله تعال ‪" :‬فمن تتع بالعمرة‬
‫إل الج فما استيسر من الدي " (‪ )4‬فإن عجز صام عشرة أيام ‪ ،‬ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا‬
‫رجع إل أهله ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه بنحوه مسلم ف (الضاحي ) باب ني من دخل عليه عشر ذي الجة ‪ ..‬برقم ‪1977‬‬
‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الدينة) ف ‪21/11/1416‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 12762‬ف ‪1/12/1418‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الزيرة ) بتاريخ‬
‫‪26/11/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (الزيرة) بتاريخ ‪3/12/1415‬هـ ‪ ،‬وجريدة (الرياض ) ف ‪7/12/1416‬هـ ‪ ،‬وجريدة (عكاظ) العدد‬
‫‪ 11545‬ف ‪4/12/1418‬هـ‬
‫‪) (4‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫فلو أحرم بالعمرة ف أول شوال وحل منها صارت الدة بي العمرة وبي الحرام بالج طويلة‬
‫إل ثامن ذي الجة فالفضل أن يرم بالج ف ثامن ذي الجة ‪ ،‬كما أحرم أصحاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بذلك بأمر النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فإنه أمرهم أن يلوا من إحرامهم‬
‫لا قدموا مفردين بالج وبعضهم قدم قارنا بي الج والعمرة ‪ ،‬فأمرهم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يلوا إل من كان معه الدي ‪ ،‬فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا وصاروا متمتعي بذلك‬
‫‪ ،‬فلما كان يوم التروية وهو اليوم الثامن ‪ ،‬أمرهم أن يهلوا بالج من منازلم ‪ ،‬وهذا هو‬
‫الفضل ‪ ،‬ولو أهل بالج قبل ذلك ف أول ذي الجة أو قبل ذلك أجزأه وصح ‪ ،‬ولكن‬
‫الفضل أن يكون إهلله بالج ف يوم الثامن ‪ ،‬كما فعله أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بأمره عليه الصلة والسلم ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬التمتع هل له وقت مدود يتمتع فيه ؟ وهل له لن يرم قبل يوم التروية أم ل ؟‬
‫ج‪ :‬التمتع إذا طاف وسعى وقصر من عمرته حل له كل شيء ما حرم عليه بالحرام ‪ ،‬فله أن‬
‫يأت زوجته وله أن يتطيب ويلبس الخيط وغي ذلك ما حرم عليه بالحرام ‪ ،‬والتمتع بالعمرة‬
‫إنا يكون بعد انسلخ رمضان ‪ ،‬أما الحرام بالعمرة قبل انسلخ رمضان فل يسمى تتعا‬
‫وإنا يسمى عمرة ‪ .‬والسنة للمتمتع وغيه من الحلي بكة إذا أرادوا الج أن يرموا بالج‬
‫يوم الثامن ‪ ،‬كما أحرم أصحاب النب صلى ال عليه وسلم بالج بأمره عليه الصلة والسلم‬
‫‪.‬‬

‫الفدية تلزم من تتع بالعمرة إل الج‬


‫س‪ :‬فضيلة الشيخ ‪ :‬ماذا ترون حول من أخذ عمرة بشهر رمضان البارك وأراد الج بنفس‬
‫(‪)2‬‬
‫العام ‪ ،‬فهل يلزمه الفدي ‪ ،‬وما هي أفضل أنواع النسك ؟‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن ف ‪8/12/1402‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف جريدة الزيرة العدد ‪ 3535‬ف ‪29/9/1407‬هـ‬
‫ج‪ :‬من أخذ عمرة ف رمضان ث أحرم بالج مفردا ف ذلك العام فإنه ل فدية عليه ؛ لن‬
‫الفدية إنا تلزم من تتع بالعمرة إل الج ؛ لقول ال سبحانه وتعال ‪" :‬فمن تتع بالعمرة إل‬
‫الج فما استيسر من الدي " (‪ . )1‬والذي أتى بعمرة ف رمضان ث أحرم بالج ف أشهره ل‬
‫يسمى متمتعا ‪ ،‬وإنا التمتع من أحرم بالعمرة ف أشهر الج وهي ‪ :‬شوال وذو القعدة ‪،‬‬
‫والعشر الول من ذي الجة ‪ ،‬ث أحرم بالج من عامه ‪ ،‬أو قرن بي الج والعمرة فهذا هو‬
‫التمتع ‪ ،‬وهو الذي عليه الفدية ‪.‬‬
‫والفضل لن أراد الج ‪ ،‬أن يأت بعمرة مع حجته ويطوف لا ويسعى ويقصر ويل ‪ ،‬ث يرم‬
‫بالج ف عامه ‪ ،‬والفضل أن يكون إحرامه بالج ف اليوم الثامن من ذي الجة ‪ ،‬كما أمر‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أصحابه بذلك ف حجة الوداع ‪.‬‬
‫وعلى التمتع أن يطوف ويسعى لجه كما طاف وسعى للعمرة ‪ ،‬ول يزئه سعي العمرة عن‬
‫سعي الج عند أكثر أهل العلم ‪ ،‬وهو الصواب ؛ لدللة الحاديث الصحيحة عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على ذلك‬

‫س‪ :‬ما قولكم ف الذي يصوم ف مكة ويلس إل وقت الج مع العلم أنه ف هذه الثناء‬
‫(‪)2‬‬
‫يسافر إل جدة ويعود إل مكة هل عليه فدي ؟‬

‫ج‪ :‬إذا ل يؤد عمرة بعد رمضان وحج ذلك العام فليس عليه هدي ؛ لكونه ل يتمتع بالعمرة‬
‫إل الج ‪.‬‬

‫حكم من أدى العمرة ف آخر شوال ث عاد بنية الج مفردا‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬


‫‪) (2‬صدر من مكتب ساحته برقم ‪ 4089/1/1‬وتاريخ ‪4/4/1392‬هـ عندما كان رئيسا للجامعة السلمية‬
‫س‪ :‬أديت العمرة أواخر شهر شوال ث عدت بنية الج مفردا فأرجو إفادت عن وضعي هل‬
‫(‪)3‬‬
‫أعتب متمتعا ويب علي الدي أم ل؟‬
‫ج‪ :‬إذا أدى النسان العمرة ف شوال أو ف ذي القعدة ث رجع إل أهله ث أتى بالج مفردا‬
‫فالمهور على أنه ليس بتمتع وليس عليه هدي ؛ لنه ذهب إل أهله ث رجع بالج مفردا ‪،‬‬
‫وهذا هو الروي عن عمر وابنه رضي ال عنهما ‪ ،‬وهو قول المهور ‪ ،‬والروي عن ابن‬
‫عباس أنه يكون متمتعا وأن عليه الدي ؛ لنه جع بي الج والعمرة ف أشهر الج ف سنة‬
‫واحدة ‪ ،‬أما المهور فيقولون ‪ :‬إذا رجع إل أهله ‪ ،‬وبعضهم يقول ‪ :‬إذا سافر مسافة قصر ‪،‬‬
‫ث جاء بج مفرد فليس بتمتع ‪ ،‬والظهر وال أعلم أن الرجح ما جاء عن عمر وابنه رضي‬
‫ال عنهما ‪ ،‬أنه إذا رجع إل أهله فإنه ليس بتمتع ول دم عليه ‪ ،‬وأما من جاء للحج وأدى‬
‫العمرة ث بقي ف جدة أو الطائف وهو ليس من أهلهما ث أحرم بالج فهذا متمتع فخروجه‬
‫إل الطائف أو جدة أو الدينة ل يرجه عن كونه متمتعا ؛ لنه جاء لدائهما جيعا وإنا سافر‬
‫إل جدة أو الطائف لاجة وكذا من سافر إل الدينة للزيارة كل ذلك ل يرجه عن كونه‬
‫متمتعا ف الظهر والرجح فعليه الدي ‪ ،‬هدي التمتع وعليه أن يسعى لجه كما سعى‬
‫لعمرته ‪.‬‬

‫حكم تتع من رجع إل بلده‬


‫س‪ :‬هذا يسأل ويقول ‪ :‬إذا قدم من الرياض مثلً معتمرا ث رجع إل الرياض ‪ ،‬ورجع بعدها‬
‫(‪)2‬‬
‫من الرياض هل يكون متمتعا ؟‬

‫ج‪ :‬هذا فيه تفصيل ‪ ،‬إذا قدم إنسان من الرياض مثلً أو من الدينة أو من الطائف متمتعا‬
‫بالعمرة ‪ ،‬فطاف وسعى وقصر وحل ث رجع إل بلده ‪ :‬رجع إل الطائف بلده أو إل الرياض‬
‫بلده أو إل الدينة بلده أو غيها ‪ ،‬ث جاء ملبيا بالج ‪ ،‬فهذا حكمه حكم الفرد حكم ميئه‬

‫‪) (3‬نشر ف ملة (رابطة العال السلمي ‪ 9‬لشهر ذي القعدة ‪1406‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة )‬
‫ص ‪40‬‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن ف ‪8/12/1402‬هـ‬
‫الخي حكم الفراد فل يكون عليه دم التمتع ‪ ،‬بل ليس عليه شيء وإنا يعمل عمل الج إذا‬
‫وصل مكة طاف سبعة أشواط وصلى ركعتي عند القام أو ف أي مكان من السجد ث يسعى‬
‫سبعة أشواط بي الصفا والروة ‪ .‬هذا يقال له طواف القدوم والسعي سعي الج ‪ ،‬ث يبقى‬
‫على إحرامه ويرج إل من وعرفات بإحرامه ‪ ،‬فإذا رجع من عرفات ومزدلفة يوم العيد ليس‬
‫عليه إل الطواف فقط طواف الفاضة طواف الج ‪ ،‬والسعي كفاه الول ‪ .‬وإن قصد من‬
‫رأسا ول يذهب إل مكة بل قصد من ث عرفات فإنه عليه طواف وسعي بعد نزوله من‬
‫عرفات ومزدلفة ‪ ،‬عليه طواف الج وسعي الج ‪.‬‬

‫س‪ :‬أنوي الج متمتعا فهل يصح ل العتمار ف شوال والذهاب إل أهلي ث الرجوع إل‬
‫(‪)1‬‬
‫مكة للحج ؟‬

‫ج‪ :‬ل مانع من ذلك إذا اعتمر الشخص ف شوال ث ذهب إل أهله ث رجع إل مكة مرما‬
‫بالج فل بأس ف ذلك ‪ ،‬وعند المهور ل يكون متمتعا وليس عليه هدي بل يكون مفردا‬
‫للحج ‪ ،‬وعند ابن عباس يكون متمتعا ولو ذهب إل أهله ‪ ،‬وعلى هذا ل يكون هذا متمتعا‬
‫عند الكثر ‪ ،‬وإن اعتب نفسه متمتعا وأهدى كان أحوط وأحسن ‪ ،‬أما إن رجع مرما‬
‫بالعمرة وحل منها ث أقام حت يج ‪ ،‬فهذا متمتع وعمرته الول ل تعله متمتعا عند المهور‬
‫‪ ،‬ولكن صار متمتعا بالعمرة الخية الت أداها ث بقي ف مكة حت حج ‪.‬‬

‫ل بأس بروج التمتع إل جدة وأمثالا ويبقى على تتعه‬


‫س‪ :‬شخص قصد مكة ف أشهر الج وتتع بالعمرة إل الج ‪ ،‬فهل يوز له الروج بعد تلله‬
‫من العمرة إل جدة ‪ ،‬وإن خرج إليها فهل يسقط عنه دم التمتع ‪ ،‬وإذا ل يسقط فهل تكون‬
‫جدة من حاضر السجد الرام ؟ وإذا اعتبت من حاضر السجد الرام فهل على من خرج‬
‫(‪)2‬‬
‫إليها بعد تلله من عمرته ث رجع وحج ول يفد دم آخر لتركه دم التمتع؟‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد التاسع عام ‪1409‬هـ‬
‫‪) (2‬صدر من مكتب ساحته عندما كان نائبا لرئيس الامعة السلمية على سؤال مؤرخ ف ‪28/2/1385‬هـ‬
‫ج‪ :‬ل بأس بروج التمتع بعد تلله من عمرته إل جدة وغيها من الل إذا دعت الاجة‬
‫لذلك ويبقى عليه دم التمتع إذا كان قدم مكة بنية الج ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫وأصحابه لا قدموا مكة لجة الوداع وأمر من ل يكن معه هدي أن يتحلل ويهدي ل ينههم‬
‫عن الروج من الرم ول يقل لم ‪ :‬من خرج من الرم سقط عنه الدي ‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫مسقطا للهدي لبينه عليه الصلة والسلم ؛ لن الروج لبد أن يقع من الناس؛ لكثرتم‬
‫وتنوع الاجات ‪ ،‬فلما ل ينبههم على هذا المر عُلم أن خروجهم إل جدة وأشباهها ل‬
‫يرجهم عن كونم متمتعي بالعمرة إل الج ‪ ،‬وذهب بعض العلماء إل أن خروج التمتع من‬
‫مكة إل مسافة قصر كجدة والطائف وأمثالما يرجه عن كونه متمتعا ويسقط عنه الدم‬
‫ويعل إحرامه بالج ف حكم الفرد ‪ ،‬وف هذا نظر ‪ ،‬والصواب ‪ :‬أن الدم ل يسقط عنه لا‬
‫تقدم ‪ ،‬ولعموم قوله تعال ‪" :‬فمن تتع بالعمرة إل الج فما استيسر من الدي " (‪ )1‬ول أعلم‬
‫دليلً شرعيا يدل على هذا الذهب ‪ ،‬لكن ورد عن عمر وابنه رضي ال عنهما ف حق من‬
‫رجع إل وطنه بعد التحلل من العمرة ث رجع إل مكة وأحرم بالج مفردا أنه ل دم عليه ‪.‬‬
‫ذكر ذلك أبو ممد بن حزم وغيه ‪ ،‬وهذا وجهه ظاهر ‪ ،‬والقول به قريب لسيما وهو قول‬
‫الليفة الراشد عمر رضي ال عنه ‪ .‬وورد عن ابن عباس رضي ال عنهما ما يدل على‬
‫وجوب الدم على من اعتمر ف أشهر الج وحج من عامه مطلقا ولو سافر إل وطنه أو‬
‫غيه ‪ ،‬لكن قول المهور يوافق ما ورد عن عمر وابنه رضي ال عنهما ‪ ،‬وتقدم أنه قول‬
‫قريب ووجهه ظاهر ول مانع من أن يكون مصصا لعموم الية الكرية السابقة ‪.‬‬
‫ولكن ل ينبغي أن يعل ف حكمه من قدم إل مكة قاصدا للحج وهو متمتع بالعمرة إل الج‬
‫ث خرج لعارض لدة أو غيها ول يرجع إل وطنه فإن بينهما فرقا واضحا ‪ .‬وال الستعان ‪.‬‬
‫وأما اعتبار جدة من حاضر السجد الرام إذا قلنا ل يسقط الدم عمن ذهب إليها فليس‬
‫بظاهر ‪ ،‬وليس بي القول بعدم سقوط الدم وبي تديد الكان الذي يعتب سكانه من حاضري‬
‫السجد الرام أو ليسوا منهم ارتباط ف أصح القوال ‪ ،‬بل هذه مسألة وهذه مسألة أخرى ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬


‫أما ما يب على من خرج إل جدة ث عاد وحج ول يفد ‪ ،‬فالظاهر أنه ل يب عليه إل دم‬
‫واحد وهو دم التمتع ‪ ،‬وعليه التوبة والستغفار عما حصل من التأخي ‪ ،‬وأما قول من قال ‪:‬‬
‫إن على من أخر دم التمتع حت خرجت أيام التشريق إما مطلقا أو بغي عذر دما آخر ‪ ،‬فل‬
‫أعلم له وجها شرعيا يسن العتماد عليه ‪ ،‬والصل براءة الذمة فل يوز شغلها إل بجة‬
‫واضحة ‪.‬‬

‫ل يسقط الدي عن التمتع بالسفر إل الدينة‬


‫س‪ :‬بعض الناس يؤدون العمرة ف شوال ث يذهبون إل الدينة للزيارة وبعد ذلك سيؤدون‬
‫(‪)1‬‬
‫الج مفردين ول يهدون ‪.‬‬

‫ج‪ :‬يب على من أدى العمرة ف شوال أو ف ذي القعدة أو ف العشر الول من ذي الجة ث‬
‫أحرم بالج مفردا سواء كان ذلك من ميقات الدينة أو غيه أو من داخل مكة أن يهدي‬
‫هدي التمتع ‪ ،‬وهو ‪ :‬رأس من الغنم أو سبع بدنة ‪ ،‬أو سبع بقرة ما يزئ ف الضحية ؛ لنه‬
‫والال ما ذكر ف حكم التمتع ‪ ،‬وقد قال ال سبحانه ‪" :‬فمن تتع بالعمرة إل الج فما‬
‫استيسر من الدي " (‪ )2‬ول يسقط عنه الدي بالسفر إل الدينة ف أصح قول العلماء إل إذا‬
‫رجع إل بلده ث عاد بج مفرد فل شيء عليه ‪.‬‬

‫باب مظورات الحرام‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها ف الامع الكبي بالرياض ف ‪15/2/1400‬هـ بعنوان (التحذير من‬
‫الفت)‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫الحرم يتنب تسعة مظورات‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما هي الشياء الت يتنبها الحرم ؟‬
‫ج‪ :‬الحرم يتنب تسعة مظورات بينها العلماء وهي ‪ :‬اجتناب قص الشعر ‪ ،‬والظافر ‪،‬‬
‫والطيب ‪ ،‬ولبس الخيط ‪ ،‬وتغطية الرأس ‪ ،‬وقتل الصيد ‪ ،‬والماع ‪ ،‬وعقد النكاح ‪ ،‬ومباشرة‬
‫النساء كل هذه الشياء ينع منها الحرم حت يتحلل ‪ ،‬وف التحلل الول يباح له جيع هذه‬
‫الحظورات ما عدا الماع ‪ ،‬فإذا كمل الثان حل له الماع ‪.‬‬

‫حكم من أخذ من شعره بعد الحرام جاهلً‬


‫س‪ :‬رجل قام بالحرام للعمرة وبعد ذلك تذكر أنه يب أن يلق شعر البط فقام بلقه بعد‬
‫(‪)2‬‬
‫الحرام ث توجه إل العمرة نرجو توضيح الكم ولكم الجر والثواب ؟‬
‫ج‪ :‬حلق البط ل يب ف الحرام ول نتفه ‪ ،‬وإنا يستحب نتفه أو إزالته بشيء من الزيلت‬
‫الطاهرة قبل الحرام ‪ ،‬كما يستحب قص الشارب وقلم الظفر وحلق العانة إذا كان كل منها‬
‫قد تيأ لذلك ‪ ،‬ول يلزم أن يكون ذلك عند الحرام بل إذا فعل ذلك قبل الحرام ف بيته أو‬
‫ف الطريق كفى ذلك ‪.‬‬
‫وليس على من ذكرت شيء ف حلقه إبطه لكونه جاهلً بالكم الشرعي ‪ ،‬ومثل ذلك لو‬
‫فعل الحرم شيئا ما ذكرنا بعد الحرام ناسيا لقول ال عز وجل ‪" :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا‬
‫أو أخطأنا " (‪ . )3‬ولا ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أن ال سبحانه قد استجاب هذا‬
‫الدعاء ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬نشر ف (ملة التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 10‬ف ‪11/12/1401‬هـ‬


‫‪) (2‬نشرت ف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص ‪227‬‬
‫‪) (3‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪286‬‬
‫حكم كد الشعر‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم كد الشعر الفيف من هو مرم ‪ ،‬هل فيه حرج ؟‬
‫ج‪ :‬الحرم ل يكد شعرا ‪ .‬أما إذا حك شعره أو حك جلده حكا قليلً بالرفق فل حرج ‪ .‬أما‬
‫أن يكده فيقطع شعرا أو ظفرا أو جلدا فل يوز ذلك ف حال الحرام ‪ ،‬فالسلم إذا أحرم ل‬
‫يقطع شعرا ول ظفرا ول يتطيب ول يغطي رأسه بعمامة ول بشبهها ‪ ،‬ول يغطي جسده‬
‫بالقميص ونوه ‪ ،‬ول يقتل الصيد ‪ ،‬كل هذه المور منوعة ف حق الحرم ‪ ،‬ول يعقد النكاح‬
‫‪ ،‬ول يطب زوجة ‪ ،‬ول يعقد لوليته وهو مرم ‪ ،‬كل هذه مرمة ف الحرام‪ ،‬وهكذا ل‬
‫يامعها ول يباشر بقبلة ول غيها حت يل من إحرامه كل هذه منوعة ف الحرام ‪.‬‬

‫س‪ :‬لقد حجيت أنا وابن وأحرمنا من الطائف ودخلنا مكة صلة الظهر وبقينا فيها إل‬
‫الغرب ‪ ،‬ث أرغمن ابن على العودة إل الطائف والبيت به وقد حصل ذلك وبتنا تلك الليلة‬
‫ف الطائف ث رجعنا إل مكة ف صباح اليوم التال ول نرم إحراما جديدا بل اكتفينا بإحرامنا‬
‫الول ودخلنا الرم الكي ف اليوم نفسه وطفنا طواف القدوم وسعينا ث بتنا تلك الليلة ف‬
‫مكة ث ذهبنا إل من وبقينا فيها يومي وليلة وسرينا ف الليلة الثانية وقبل الروج منها اغتسلنا‬
‫ومشطنا رؤوسنا ول نغي ملبسنا وبالذات ثوب مع العلم أنه كان اسود وأكملت حجي‬
‫كبقية السلمي ‪ .‬فما حكم السلم فيما سعت من دخول مكة بدون إحرام والكتفاء‬
‫بالحرام الول ف اليوم الذي مضى ‪ ،‬وفيما فعلنا ف من من غسل ومشط والحرام بالثوب‬
‫(‪)2‬‬
‫السود ؟‬

‫ج‪ :‬ليس عليكما شيء والمد ل ‪ ،‬إحرامكما الول باق وصحيح ‪ ،‬وخروجكما إل الطائف‬
‫لو تركتموه لكان هو الذي ينبغي ؛ لعدم الاجة إليه لكنه ل يترتب عليه شيء ؛ لنكما‬
‫خرجتما قبل إتام حجكما وأنتما على إحرامكما فل يضركما ذلك وطوافكما وسعيكما‬

‫‪) (1‬من السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (2‬من برنامج (نور على الدرب ) الشريط الثالث‬
‫حي رجعتما إل مكة ث خروجكما إل من ث إكمالكما مناسك الج ليس فيه شيء ‪ ،‬أما‬
‫الشط فإن كان فيه قطع شعر ‪ ،‬فهذا مل نظر ‪ ،‬إن كنتما جاهلي فل شيء عليكما ‪ ،‬أما إذا‬
‫كنتما تعلمان أنه ل يوز قطع الشعر وقطعتما الشعر متعمدين حي الشط فهذا عليكما فيه‬
‫أحد ثلثة أشياء ‪:‬‬
‫‪-1‬إما صوم ثلثة أيام على كل واحد‪.‬‬
‫‪-2‬أو إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع من تر أو أرز أو غي ذلك من قوت‬
‫البلد ‪.‬‬
‫‪-3‬أو ذبح شاة على كل واحد منكما تزئ ف الضحية ‪ ،‬هذا إذا كنتما متعمدين عالي‬
‫أنه ل يوز ‪ ،‬أما إذا كان قطع الشعر حي الشط عن جهل أو عن نسيان فل شيء‬
‫‪-4‬عليكما كما تقدم ‪ .‬وهكذا لو كان مرد الشط ليس فيه قطع شعر فل بأس ‪ ،‬والثوب‬
‫السود ل بأس به ف حق الرجل والرأة ‪ ،‬لكن يب أن يكون لبس الرجل على حال‬
‫ولبس الرأة على حال ل يتشبه أحدها بالخر ‪ ،‬فيكون لباس الرجال على حال‬
‫ولباس النساء على حال ‪.‬‬

‫حكم سقوط الشعر من رأس الحرم‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ماذا تفعل الرأة الحرمة إذا سقطت من رأسها شعرة رغما عنها ؟‬

‫ج‪ :‬إذا سقط من رأس الحرم –ذكرا كان أو أنثى‪ -‬شعرات عند مسحه ف الوضوء أو عند‬
‫غسله ل يضره ذلك ‪ ،‬وهكذا لو سقط من لية الرجل أو شاربه أو من أظافره شيء ل يضره‬
‫إذا ل يتعمد ذلك ‪ ،‬وإنا الحظور أن يتعمد قطع شيء من شعره أو أظافره وهو مرم‪ ،‬وهكذا‬
‫الرأة ل تتعمد قطع شيء ‪ ،‬أما شيء يسقط من غي تعمد فهذه شعرات ميتة تسقط عند‬
‫الركة فل يضر سقوطها ‪.‬‬

‫حكم إزالة اللد الاف للمحرم‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل إزالة الزائد من الشفتي تعتب من مظورات الحرام ؟ مثل الزائد من اللد الاف‬

‫ج‪ :‬ل يأخذ الحرم ول الضحي من بشرته شيء ‪ ،‬ول من شعره فالحرم والذي يريد أن‬
‫يضحي ل يأخذان من جلدها ول بشرتما شيئا ‪ ،‬ل من جلدها ف الوجه ول من جلدها ف‬
‫الرجل ول ف اليد ول من غي ذلك حت يل الحرم من إحرامه التحلل الول ‪ ،‬وحت يضحي‬
‫الضحي ‪ ،‬وإنا يرم ذلك على الضحي بعد دخول عشر ذي الجة إل أن يضحي ‪ ،‬إذا كان‬
‫يضحي عن نفسه أو عن نفسه وأهل بيته ‪ ،‬ول يرم على أهل بيته شيء من ذلك ف أصح‬
‫‪) (1‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪ ، 129‬وف جريدة (الشرق الوسط) العدد ‪ 3514‬ف ‪12/7/1988‬م ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى‬
‫تتعلق بالج والعمرة والزيارة ) لسماحته ص ‪ ، 6‬وف جريدة (اليوم) العدد ‪ 8701‬ف ‪4/12/1417‬هـ‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫قول العلماء ‪ ،‬وإنا يرم ذلك على الضحي نفسه الذي بذل الال من حي أراد الضحية بعد‬
‫دخول الشهر إل أن يذبها ‪ ،‬أما الوكيل عن غيه فل يرم عليه شيء من ذلك كالوصي‬
‫وناظر الوقف ونوها ؛ لن كلً من هؤلء ليس بضح وإنا هو وكيل ‪ ،‬وال الوفق ‪.‬‬
‫ضابط تغطية الرأس للمحرم‬
‫س‪ :‬ما الضابط ف تغطية الرأس للمحرم ‪ ،‬بعن لو حل على رأسه بعض متاعه ‪ ،‬هل ذلك يعد‬
‫(‪)1‬‬
‫من تغطية الرأس ؟‬

‫ج‪ :‬حل بعض التاع على الرأس ل يعد من التغطية المنوعة إذا ل يفعل ذلك حيلة ‪ ،‬وإنا‬
‫التغطية الحرمة هي ‪ :‬ما يغطى به الرأس عادة كالعمامة والقلنسوة ‪ ،‬ونو ذلك ما يغطى به‬
‫الرأس وكالرداء والبشت ونو ذلك ‪ .‬أما حل التاع فليس من الغطاء الحرم كحمل الطعام‬
‫ونوه إذا ل يفعل ذلك الحرم حيلة ؛ لن ال سبحانه قد حرم على عباده التحيل لفعل ما‬
‫حرم ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل يوز للمحرم أن يستعمل الشمسية دون أن تس رأسه نظرا لرارة الشمس ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج على الحرم أن يستعمل الشمسية اتقاء للشمس كما يستظل ف اليمة وسقف‬
‫السيارة ‪ .‬وفق ال الميع ‪.‬‬

‫س‪ :‬ساحة الشيخ ‪ ،‬لبست طاقية وأنا مرم ف الج الاضي ‪ ،‬ول أكن أعرف فهل علي فدية‬
‫(‪)3‬‬
‫وإذا كان كذلك ول يكن معي ثنها فماذا أفعل ؟ جزاكم ال خيا ؟‬

‫ل فوضعت غترة أو طاقية على رأسك أو كنت ناسيا‬


‫ج‪ :‬بسم ال والمد ل ‪ ،‬إذا كنت جاه ً‬
‫فليس عليك شيء والمد ل ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1634‬ف ‪21/11/1418‬هـ‬


‫‪) (2‬سؤال مقدم من الخ ب‪ .‬ب‪ .‬ص ‪ .‬أجاب عنه ساحته بتاريخ ‪3/11/1413‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1414‬ف ‪13/5/1414‬هـ‬
‫حكم استخدام الكمامات للمحرم‬
‫س‪ :‬هل تعتب الكمامات الت يستعملها الطبيب ف عمله ويضعها على فمه وأنفه ف حكم‬
‫(‪)1‬‬
‫تغطية الوجه للمحرم ‪ ،‬أفيدونا جزاكم ال خيا ؟‬

‫ج‪ :‬نعم ل ينبغي ول يوز هذا ؛ لنه غطى حوال نصف الوجه والرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪" :‬ل تمروا رأسه ول وجهه " (‪ )2‬يعن للمحرم الذي وقصته راحلته ‪.‬‬

‫تديد الخيط من اللباس للمحرم‬


‫س‪ :‬ما هو تديد الخيط من اللباس ‪ ،‬وهل يوز لبس السراويل الستعملة الن تت‬
‫(‪)3‬‬
‫الحرام ؟‬
‫ج‪ :‬ل يوز للمحرم بج أو عمرة أن يلبس السراويل ول غيها من الخيط ‪ ،‬على البدن كله‬
‫أو نصفه العلى كالفنيلة ونوها ‪ ،‬أو نصفه السفل كالسراويل ؛ لقول النب صلى ال عليه‬
‫وسلم لا سئل عما يلبس الحرم قال ‪" :‬ل يلبس القميص ول العمائم ول السراويل ول‬
‫(‪)4‬‬
‫البانس ول الفاف إل أحد ل يد نعلي فيلبس الفي ‪ .‬وليقطعهما أسفل من الكعبي "‬
‫متفق عليه من حديث ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬وبذا يعلم السائل ما هو الخيط المنوع ف‬
‫حق الحرم الذكر ‪ ،‬ويتضح بالديث الذكور أن الراد بالخيط ما خيط أو نسج على قدر‬
‫البدن كله كالقميص ‪ ،‬أو نصفه العلى كالفنيلة ‪ ،‬أو نصفه السفل كالسراويل ‪ ،‬ويلحق‬
‫بذلك ما ياط أو ينسج على قدر اليد كالقفاز أو الرجل كالف ‪ .‬لكن يوز للرجل أن‬
‫يلبس الف عند عدم النعل ‪ ،‬ول يلزمه القطع على الصحيح ؛ لا ثبت عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم خطب الناس بعرفات ف حجة الوداع فقال ‪" :‬من ل‬
‫‪) (1‬سؤال موجه لسماحته ف حج عام ‪1418‬هـ‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (النائز) باب الكفن ف ثوبي برقم ‪ ، 1265‬ومسلم ف (الج) باب ما يُفعل بالحرم إذا مات برقم ‪1206‬‬
‫‪) (3‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 2‬ص ‪173‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ل يلبس الحرم من الثياب برقم ‪ ، 1542‬ومسلم ف (الج) باب ما يباح للمحرم بج وعمرة‬
‫وما ل يباح برقم ‪1177‬‬
‫يد إزارا فليلبس السراويل ومن ل يد النعلي فليلبس الفي" (‪ )1‬متفق على صحته ‪ .‬ول‬
‫يأمر بقطعهما فدل على نسخ القطع الذكور ف حديث ابن عمر رضي ال عنهما ؛ لن‬
‫حديث ابن عمر رضي ال عنهما الذي أمر فيه بالقطع كان متقدما والمر بلبس الف دون‬
‫قطع كان ف خطبته صلى ال عليه وسلم يوم عرفة بعد ذلك ‪ .‬وال الوفق‬

‫يوز خياط ثياب الحرام إذا تزقت‬


‫س‪ :‬إذا كان النسان مرما بالج أو العمرة ‪ ،‬وتزق إحرامه بسبب سقوطه على الرض فهل‬
‫(‪)2‬‬
‫يوز له أن ييطه أم ل ؟‬

‫ج‪ :‬له أن ييطه وله أن يبدله بغيه والمر ف ذلك واسع بمد ال ‪ ،‬والخيط النهي عنه هو‬
‫الذي ييط بالبدن كله كالقميص والفنيلة وأشباه ذلك ‪ ،‬أما الخيط الذي يكون ف الزار أو‬
‫ف الرداء لكونه مكونا من قطعتي أو أكثر ‪ ،‬خيط بعضهما ف بعض فل حرج فيه ‪ ،‬وهكذا‬
‫لو حصل به شق أو خرق فخاطه أو رقعه فل بأس ف ذلك ‪.‬‬

‫س‪ :‬إذا لبس الحرم أو الحرمة نعلي أو شرابا سواء كان جاهلً أو عالا أو ناسيا فهل يبطل‬
‫(‪)3‬‬
‫إحرامه بشيء من ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬السنة أن يرم الذكر ف نعلي ؛ لنه جاء عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬ليحرم‬
‫أحدكم ف إزار ورداء ونعلي " (‪ )4‬فالفضل أن يرم ف نعلي حت يتوقى الشوك والرمضاء‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب لبس الفي للمحرم برقم ‪ ، 1841‬ومسلم ف (الج) باب ما يباح للمحرم بج أو عمرة برقم‬
‫‪1179‬‬
‫‪) (2‬من برنامج (نور على الدرب)‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف عام ‪1400‬هـ ‪ ،‬والعدد ‪ 3‬ف عام ‪1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى‬
‫وأحكام تتعلق بالج والعمرة والزيارة) لسماحته ص ‪ ، 22‬وف ملة (رابطة العال السلمي) لشهر ذي القعدة عام ‪1406‬هـ ص‬
‫‪60‬‬
‫‪) (4‬رواه المام أحد ف (مسند الكثرين من الصحابة) مسند عبد ال بن عمر برقم ‪4881‬‬
‫والشيء البارد ‪ ،‬فإن ل يرم ف نعلي فل حرج عليه ‪ ،‬فإن ل يد نعلي جاز له أن يرم ف‬
‫خفي ‪ .‬وهل يقطعهما أم ل ؟ على خلف بي أهل العلم ‪ ،‬وقد ثبت عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪" :‬من ل يد نعلي فليلبس خفي وليقطعهما أسفل من الكعبي " (‪ . )1‬وجاء‬
‫عنه ف خطبته ف حجة الوداع ف عرفات أنه أمر من ل يد نعلي أن يلبس الفي ول يأمر‬
‫بقطعهما ‪ ،‬فاختلف العلماء ف ذلك فقال بعضهم ‪ :‬إن المر الول منسوخ فله أن يلبس من‬
‫دون قطع ‪.‬‬
‫وقال آخرون ليس بنسوخ ولكنه للندب ل للوجوب ‪ ،‬بدليل سكوته عنه ف عرفات ‪.‬‬
‫والرجح إن شاء ال أن القطع منسوخ ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم خطب الناس ف‬
‫عرفات وقد حضر خطبته المع الغفي من الناس من الاضرة والبادية من ل يضر خطبته ف‬
‫الدينة الت أمر فيها بالقطع ‪ .‬فلو كان القطع واجبا أو مشروعا لبينه للمة ‪ ،‬فلما سكت عن‬
‫ذلك ف عرفات دل على أنه منسوخ ‪ ،‬وأن ال جل وعل عفا وسامح العباد عن القطع؛ لا فيه‬
‫من إفساد الف ‪.‬‬
‫أما الرأة فل حرج عليها إذا لبست الفي أو الشراب ؛ لنا عورة ‪ ،‬ولكن تنع من شيئي ‪:‬‬
‫من النقاب ومن القفازين ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم نى الحرمة عن ذلك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫"ل تنتقب الرأة ول تلبس القفازين " والنقاب هو الشيء الذي يصنع للوجه كالبقع فل‬
‫تلبسه وهي مرمة ‪ ،‬ولكن يب أن تغطي وجهها با تشاء عند وجود الرجال الجانب ؛ لن‬
‫وجهها عورة ‪ ،‬فإذا كانت بعيد عن الرجال كشفت وجهها ول يوز لا أن تضع عليه‬
‫النقاب ول البقع ‪ ،‬ول يوز لا أن تلبس القفازين ‪ ،‬وها غشاءان يصنعان لليدين فل‬
‫تلبسهما الحرمة ول الحرم ‪ ،‬ولكن تغطي يديها ووجهها عند الاجة بغي النقاب‬
‫والقفازين ؛ لا ثبت عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت ‪" :‬كنا ونن مع النب صلى ال عليه‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ل يلبس الحرم من الثياب برقم ‪ ، 1542‬ومسلم ف (الج ) باب ما يباح للمحرم بج وعمرة‬
‫وما ل يباح برقم ‪1177‬‬
‫وسلم مرمات إذا دنا منا الرجال سدلت إحدانا جلبابا على وجهها فإذا بعدوا منا كشفنا "‬
‫(‪ )1‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم من وقف بعرفة بلبسه الخيطة‬


‫س‪ :‬فضيلة الشيخ أفادنا ال بعلمك ونفع السلمي به ‪ ،‬أنا منعن رؤسائي ف العمل من‬
‫الحرام وقد جئت هنا للملكة للعمل عندهم وقد أفتان أحد الشايخ بأن أقف ف عرفة‬
‫بلبسي الخيطة فماذا علي وهل حجت صحيحة وأنا ل أستطيع ذبح دم وأنا مسافر إل‬
‫(‪)2‬‬
‫بلدي ؟ فماذا يب علي من الصيام هنا ؟ وماذا يب علي ف بلدي ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كنت عاملً ول يأذنوا لك فل ترم أما إذا سحوا لك بالحرام فل بأس ‪ ،‬أما إذا‬
‫كنت عاملً عند أحد تشتغل عنده فليس لك الج بغي إذنم ؛ لنك مربوط بعملهم مستأجر‬
‫(‪)3‬‬
‫فعليك أن تكمل ما بينك وبينهم فالسلمون على شروطهم وال يقول ‪" :‬أوفوا بالعقود "‬
‫أما إذا سحوا لك أن تج فل باس وتج كما يج السلمون تكشف رأسك‪ ،‬تلبس الزار‬
‫والرداء ‪ ،‬ول تلبس الخيط بل تلبس إزارا ورداءً وتكشف رأسك ‪ ،‬أما كونك تج وهم ما‬
‫أذنوا لك فهذا يعتب معصية ‪ ،‬وإن كنت حججت صح الج ‪ ،‬لكنك عصيت ربك ف هذا ؛‬
‫لنك ضيعت بعض حقهم إل إذا أذنوا لك ‪ ،‬وإذا كنت حججت وأنت لبس على رأسك‬
‫العمامة أو الخيط على بدنك فعليك الكفارة مع التوبة إل ال والكفارة هي إطعام ستة‬
‫مساكي أو صيام ثلثة أيام أو ذبح شاة عن تغطية الرأس ومثلها عن لبس الخيط على البدن ‪،‬‬
‫إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع كيلو ونصف تقريبا ‪ ،‬أو صيام ثلثة أيام ‪ ،‬أو‬
‫ذبح شاة تزئ ف الضحية للفقراء ف الرم عما جعلت على رأسك من اللباس ‪ ،‬وعما‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (مسند النصار) حديث السيدة عائشة برقم ‪ ، 23501‬وأبو داود ف (الناسك) باب الحرمة تغطي وجهها‬
‫برقم ‪1833‬‬
‫‪) (2‬سؤال موجه إل ساحته بعد الدرس الذي ألقاه ف السجد الرام ف ‪28/12/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬سورة الائدة ‪ ،‬الية ‪1‬‬
‫جعلت على بدنك من اللباس ‪ ،‬عن الرأس كفارة وعن البدن كفارة ‪ .‬ال يهدينا وإياكم‬
‫والسلمي ‪.‬‬

‫حكم من سافر ف مهمة عاجلة فخلع ملبس الحرام بعد إحرامه‬


‫س‪ :‬رجل لبس ملبس الحرام بعد أن اغتسل وتطيب ث استدعي للسفر ف مهمة عاجلة‬
‫(‪)1‬‬
‫فخلع ملبسه فماذا يكون عليه ؟‬

‫ج‪ :‬هذا السؤال فيه تفصيل ‪ ،‬فإن كان الرجل الذكور قد أحرم بالنسك بعد لبسه ملبس‬
‫الحرام ‪ ،‬أي نوى الدخول ف الج أو العمرة ث رجع عن ذلك ؛ فخلع ملبس الحرام من‬
‫أجل الهمة الذكورة فهذا ل يزل مرما ‪ ،‬وعليه أن يعيد ملبس الحرام ويتوجه إل مكة من‬
‫حي يعلم حكم الشرع ف ذلك لكماله نسكه من حج أو عمرة ‪ ،‬ول كفارة عليه عما فعل‬
‫إن كان جاهلً ‪ ،‬أما إن كان حي خلعه ملبس الحرام ل ينو الدخول ف النسك وإنا لبس‬
‫ملبس الحرام استعدادا لذلك ث خلع اللبس من أجل الهمة قبل أن ينوي الدخول ف‬
‫النسك من حج أو عمرة فل شيء عليه ؛ لنه حي خلع اللبس والال ما ذكر ليس بحرم ‪.‬‬
‫وال أعلم ‪.‬‬

‫لبس الزام ف الحرام ل حرج فيه‬


‫س‪ :‬ما حكم لبس الميان (الكمر) من قبل الاج الحرم ‪ ،‬ليحفظ فيه نقوده ‪ ،‬هل يوز له‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك أم يعتب ميطا ل يوز لبسه ؟‬
‫ج‪ :‬لبس الكمر ونوه ل حرج فيه ‪ ،‬وكذلك الزام أو النديل لربط إزاره وحفظ حاجته من‬
‫النقود وغيها ‪ ،‬وبال التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1678‬ف ‪/18‬شوال ‪1419‬هـ‬


‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية) ‪ ،‬ونشر ف جريدة (البلد) بتاريخ ‪5/12/1416‬هـ‬
‫حكم لبس الساعة للمحرم‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم لبس الساعة للمحرم ؟‬

‫ج‪ :‬لبس الساعة مثل لبس الات ل حرج فيه إن شاء ال ‪.‬‬

‫حكم وضع الطيب على ملبس الحرام‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم وضع الاج الطيب على ملبس الحرام قبل عقد النية والتلبية ؟‬

‫ج‪ :‬ل يوز للمحرم أن يضع الطيب على الرداء والزار ‪،‬‬
‫وإنا السنة تطييب البدن كرأسه وليته وإبطيه ونو ذلك ‪ ،‬أما اللبس فل يطيبها عند‬
‫الحرام ؛ لقوله عليه الصلة والسلم ‪" :‬ل تلبسوا شيئا من الثياب مسه الزعفران أو الورس "‬
‫(‪ )3‬فالسنة أنه يتطيب ف بدنه فقط ‪ ،‬أما ملبس الحرام فل يطيبها ول يلبسها حت يغسلها أو‬
‫يغيها ‪.‬‬

‫حكم استعمال الصابون للمحرم‬


‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬ما حكم غسل اليدين بصابون معطر مثل اللوكس أثناء الحرام ؟‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1681‬ف ‪9/11/1419‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص‬
‫‪222‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ل يلبس الحرم من الثياب برقم ‪ ، 1542‬ومسلم ف (الج ) باب ما يباح للمحرم بج أو عمرة‬
‫وما ل يباح برقم ‪1177‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك إن شاء ال ؛ لنه ل يسمى طيبا ول يعتب مستعمله متطيبا لكن لو ترك‬
‫ذلك واستعمل صابونا آخر من باب الورع كان أفضل وأحسن ؛ لقول النب صلى ال عليه‬
‫(‪)5‬‬
‫وسلم ‪" :‬دع ما يريبك إل ما ل يريبك "‬

‫‪) (5‬رواه الترمذي ف (صفة القيامة ) باب منه (ما جاء ف صفة أوان الوض ) برقم ‪ ، 2518‬والنسائي ف (الشربة) باب الث على‬
‫ترك الشبهات برقم ‪5711‬‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل يوز استعمال الصابون ذي الرائحة للمحرم ؟‬

‫ج‪ :‬الصابون ذو الرائحة اليدة يسمى (المسك) القرب وال أعلم هو التسامح فيه وعدم‬
‫التشديد فيه ‪ ،‬فإن تركه على سبيل الحتياط لن الرائحة فيه ظاهرة فمن باب الورع ومن‬
‫باب اليطة ‪ ،‬وإل فاستعماله لزالة الوساخ والدسم ونو ذلك ل يسمى تطيبا وليس من‬
‫باب التطيب ‪ ،‬فإذا فعله الحرم فل أرى عليه شيئا من الفدية ول أرى عليه بأسا ف ذلك ‪.‬‬

‫س‪ :‬امرأة مرمة بالعمرة شربت قهوة ف زعفران قبل أن تكمل العمرة ‪ ،‬هل الزعفران من‬
‫(‪)2‬‬
‫أنواع الطيب وهل يل بالعمرة أم ل ؟‬

‫ج‪ :‬الحرم الذي يشرب القهوة وفيها زعفران يكون قد أساء ؛ لن الزعفران طيب فل ينبغي‬
‫استعماله ف القهوة ف حق الحرم كما ل ينبغي استعماله ف ملبسه ول ف بدنه وهو مرم ‪،‬‬
‫فإذا فعل ذلك الرجل الحرم أو الرأة الحرمة جهلً أو نسيانا فل شيء عليهما ‪ ،‬أما إن تعمد‬
‫ذلك وهو يعلم أنه مرم ول يوز فإنه يتصدق بإطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع‬
‫من التمر أو النطة أو يصوم ثلثة أيام أو يذبح شاة كما لو لبس الخيط عمدا أو تطيب ف‬
‫بدنه أو ثيابه أو رأسه عمدا وهو يعلم أنه مرم فإن عليه هذه الفدية كفارة ‪ ،‬وهكذا لو قلم‬
‫أظفاره أو قص من شعره عمدا وهو يعلم أنه مرم ‪ ،‬أما الناسي أو الاهل فل شيء عليه ‪.‬‬

‫حكم الماع قبل التحلل الول‬


‫س‪ :‬هل يب إعادة الج على من جامع قبل التحلل الول مع العلم أن حجه حج تطوع ؟‬
‫(‪)3‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1400‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 8‬ف ‪ 4/12/1401‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪232‬‬
‫ج‪ :‬إذا جامع قبل التحلل الول يفسد حجه ‪ ،‬وعليه أن يتمه وعليه أن يقضيه بعد ذلك ولو‬
‫كان حج تطوع كما أفت بذلك أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعليه بدنة يذبها‬
‫ويقسمها على الفقراء بكة الكرمة ‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬

‫حكم الماع قبل طواف الفاضة‬


‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم م‪ .‬ع‪ .‬د‪ .‬وفقه ال ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فقد وصلن كتابكم الكري الؤرخ ف ‪1/1/1394‬هـ وصلكم ال بداه وما تضمنه من‬
‫التعزية ف فقيد الميع فضيلة الشيخ ‪ /‬ممد المي الشنقيطي رحه ال فهمته وأسأل ال أن‬
‫ييب دعاءكم ويب مصيبة الميع فيه ويتغمده بالرحة والرضوان ويصلح ذريته ويلفه على‬
‫السلمي بأحسن خلف إنه جواد كري ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬امرأة سافرت إل الميس قبل طواف الفاضة فما الكم وهل لزوجها وطؤها ؟‬

‫ج‪ :‬يلزمها العودة إل مكة فورا مع القدرة لداء طواف الفاضة ؛ لنه ركن من أركان‬
‫الج ‪ ،‬وإن أحرمت بالعمرة عند وصولا إل اليقات فذلك أفضل ‪ ،‬فتطوف للعمرة وتسعى‬
‫ث تطوف لجها السابق ث تقصر وتل ‪ ،‬وإن قدمت طواف الج على طواف العمرة وسعيها‬
‫فل بأس ‪ ،‬وليس لزوجها وطؤها حت تطوف طواف الفاضة ؛ لن الوطء ل يوز إل بعد‬
‫الل الكامل من الج وهو ل يصل إل بالطواف والسعي لن عليه سعي والرمي لمرة العقبة‬
‫واللق أو التقصي ‪.‬‬

‫‪) (1‬سؤال مقدم من الخ ‪ /‬م‪ .‬ع ‪ .‬د‪ .‬أجاب عنه ساحته عندما كان رئيسا للجامعة السلمية‬
‫س‪ :‬رجل وطئ زوجته قبل طواف الفاضة ‪ ،‬فماذا عليه ؟ هل يرج إل الل من جديد ؟‬
‫(‪)2‬‬
‫جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬إذا وطئ الاج زوجته قبل الطواف فقد أخطأ وعليه التوبة إل ال ‪ ،‬وعليه دم يذبح ف‬
‫مكة ويوزع على الفقراء ‪ ،‬ول يلزمه بذلك الذهاب إل الل ‪ ،‬وإنا عليه التوبة إل ال‬
‫والفدية والطواف والسعي إن كان ل يسع وكان قارنا أو مفردا ‪ ،‬أما إذا كان متمتعا فعليه‬
‫السعي الول لعمرته ‪ ،‬وعليه السعي الثان بعد الطواف لجه ‪.‬‬

‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ساحة الشيخ الفاضل ‪ /‬عبد العزيز بن عبد ال بن باز حفظك ال ورعاك‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬
‫لقد ذهبت من النطقة الشرقية (الحساء ) إل مكة الكرمة وذلك بناسبة إجازة عيد شهر‬
‫رمضان البارك وأخذت هذه الفرصة حت آخذ أنا وأهلي عمرة ف شهر رمضان ‪ ،‬ومن‬
‫اليقات أحرمنا وذهبنا إل الرم الكي ث طفنا وسعينا ‪ ،‬وف الشوط الثان من السعي قالت ل‬
‫زوجت ‪ :‬لقد نزل علي دم وهو من أثر ربط ‪ ،‬وقالت أيضا ‪ :‬لقد حسيت بشيء بسيط قبل‬
‫الدخول إل الرم وهذا ل أتأكد منه لكن الن ثبت نزول الدم ‪ .‬فأخذتا ف الال إل إحدى‬
‫بوابات الرم وسألت أحد الشيوخ هناك فقال ل ‪ :‬هي ل تكمل السعي أما أنت فأكمل‬
‫العمرة ‪ ،‬وأرجو أن تسأل هل عليك كفارة ؟ وكان ذلك ف تام الساعة الثامنة صباحا ‪.‬‬
‫وبعد إكمال العمرة ذهبت إل مقر الفتوى ف الرم فلم أجد أحدا وقال ل أحد الوجودين ‪:‬‬
‫إنه ل يوجد أحد الن ‪ .‬فأخذت أهلي وذهبت إل بلدي وقضيت هناك ما بقي من الجازة‬
‫ث رجعت إل النطقة الشرقية ‪ ،‬وبعد عودت سألت عن ذلك أحد الشائخ فقال ل ‪ :‬إن‬
‫زوجت ل تزال مرمة ويرم عليها ما يرم على الحرم ويلزمها إكمال العمرة ‪ ،‬لذا أرجو من‬

‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1637‬بتاريخ ‪19/12/1418‬هـ‬


‫ساحتكم إفادت عن الكم الشرعي ف ذلك ‪ ،‬وإذا كانت ل تزال مرمة فلقد اغتسلت‬
‫وجامعت ومشطت شعرها وقصت أظافرها ‪.‬‬
‫فهل هناك كفارة ؟ أو أنه يسقط عنها الحرام بنول الدم؟ وهل يلزمها إكمال العمرة ؟ أم‬
‫أنا تعتب معتمرة حيث أنا نوت العمرة وحدث ذلك بعد النية غصبا عنها ‪ .‬وإذا كان لبد‬
‫من إكمال العمرة ‪ .‬فإنن أخبكم بأنن ل أستطيع الذهاب با الوقت الاضر نظرا لظروف‬
‫عملي ‪ .‬وبعد النطقة (‪ ، )1‬هذا وأرجو رأي ساحتكم الشرعي وال يفظكم ويرعاكم ‪.‬‬
‫وعليكم السلم ورحة ال وبركاته ‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫إذا كان الواقع هو ما ذكرت ف السؤال فالرأة الذكورة ل تزال مرمة وعليك اجتنابا حت‬
‫تذهب إل مكة وتطوف وتسعى وتقصر ‪ ،‬بذلك تكمل عمرتا ‪ ،‬وإذا كنت جامعتها ف هذه‬
‫الدة فعليها دم جبان فدية تذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬جذع ضأن أو ثن ماعز يزئ ف الضحية‬
‫مع التوبة والستغفار منكما جيعا ‪ ،‬وعليها أيضا أن تأت بعمرة أخرى من اليقات بدلً من‬
‫هذه العمرة الت فسدت بالماع ‪ ،‬ونسأل ال للجميع الداية وقبول التوبة ‪ ،‬ونوصيكما جيعا‬
‫بعدم التساهل ف أمور الدين وأن تبادر بالستفتاء ف كل ما يشكل عليك ‪ ،‬ونسأل ال‬
‫للجميع التوفيق والداية ‪.‬‬
‫واللصة ‪ :‬أن على زوجتك أن تكمل عمرتا بالطواف والسعي والتقصي من رأسها ‪ ،‬ث‬
‫عليها أن تأت بعمرة أخرى من اليقات إذا كنت قد جامعتها مع الفدية الذكورة آنفا ‪،‬‬
‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫فضيلة الشيخ ‪ /‬عبد العزيز بن عبد ال بن باز حفظه ال ‪.‬‬


‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪:‬‬
‫استفت فضيلتكم بسؤال هذا وهو أنن تزوجت من فتاة ‪ ،‬ولا عندي ما يقارب السنتي ول‬
‫منها بنت فضيلة الشيخ بعدها قامت زوجت بإخباري بأنا أدت مناسك العمرة مع أهلها‬
‫وطافت بالبيت الرام والدورة كانت معها ‪ .‬فضيلة الشيخ بعدما أخبتن بذلك قمت بطرح‬

‫‪) (1‬سؤال شخصي مقدم لسماحته من ح‪ .‬ن‪ .‬ق ‪ .‬من الحساء – الملكة العربية السعودية‬
‫هذا السؤال على فضيلة الشيخ ‪ /‬صال بن فريج بحافظة عفيف طالبا الفتوى ف هذا السؤال‬
‫تبئة لذمتها ‪ ،‬وهل يلحقها شيء من ذلك ؟ وأجابن جزاه ال خيا بأن تعيد الزوجة العمرة‬
‫مرة أخرى ‪ .‬فضيلة الشيخ تأديتها لذه العمرة قبل أن أتزوجها بدة أربع سنوات ‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬عبد العزيز بن باز أتينا لفضيلتكم للتأكد من المر وإفتائنا عن إجابة هذا‬
‫السؤال هذا وال يفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم ‪ .‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وعليكم السلم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬


‫إذا كان الواقع هو ما ذكرت فالواجب عليها أن تذهب إل مكة وتطوف وتسعى لعمرتا‬
‫وتقصر ‪ ،‬وعليها دم يذبح ف مكة للفقراء عن جاعك لا وهي مرمة ل تل من عمرتا ؛ لن‬
‫طوافها وهي حائض غي صحيح ‪ ،‬وعليها أن تعيد العمرة من اليقات ؛ لن الول فسدت‬
‫بالماع ‪ ،‬فيكون الواجب أداء أعمال العمرة الول وهي الطواف والسعي والتقصي ث عمرة‬
‫ثانية من اليقات ‪ ،‬كما أفت بذلك بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ويرم عليك‬
‫قربانا حت يدد العقد – أعن عقد النكاح‪ -‬بعد فعلها ما ذكرنا مع التوبة إل ال سبحانه‬
‫من ذلك ‪ .‬وفق ال الميع لا يرضيه ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫حكم مزاولة العادة السرية ف الج‬


‫س‪ :‬منذ سبع سنوات ذهبت أنا وأب لداء فريضة الج وكان عمري وقتها حوال سبعة عشر‬
‫عاما ‪ .‬وعندما كنت مرتديا الحرام وقبل الذهاب من مكة إل من لداء مناسك الج قمت‬
‫عن جهل من وعن غي علم بحظورات الحرام بزاولة العادة السرية ‪ ،‬وبعد ذلك غسلت‬
‫غسل النابة وارتديت إحرامي ث ذهبنا إل من وأتمنا جيع مناسك الج والمد ل ‪ .‬فما‬
‫حكم حجت الت هي حجة الفريضة ‪ ،‬والذي جعلن أتأخر عن السؤال طوال هذه الدة‬
‫(‪)2‬‬
‫هو الغفلة ‪ .‬جزاكم ال خيا ووفقكم وأعانكم ‪.‬‬
‫‪) (1‬سؤال شخصي مقدم من ‪ /‬ع‪ .‬ع ‪ .‬ص ‪ .‬ع‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬
‫ج‪ :‬الج صحيح ف أصح قول العلماء ‪ .‬وعليك التوبة إل ال من ذلك ؛ لن تعاطي العادة‬
‫السرية مرم ف الج وغيه ‪ ،‬لقول ال عز وجل ‪" :‬والذين هم لفروجهم حافظون‪ .‬إل على‬
‫أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم غي ملومي ‪ .‬فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"‬
‫(‪ ، )1‬ولا فيها من الضار الكثية الت أوضحها العلماء ‪ .‬نسأل ال لنا ولكم الداية والتوفيق ‪.‬‬
‫وعليك دم يذبح ف مكة للفقراء ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬إذا احتلم النسان أثناء الحرام ما حكمه ؟ وما عليه ؟ جزاكم ال خيا‬

‫ج‪ :‬بسم ال والمد ل ‪ ،‬إذا احتلم ف الحرام وأنزل الن فعليه الغسل ول شيء عليه ‪،‬‬
‫فإحرامه صحيح ول يضره شيء ؛ لنه ليس باختياره ‪ ،‬وهكذا الصائم ف رمضان وغيه إذا‬
‫احتلم صومه صحيح ‪ ،‬ولكن إذا أنزل الن يغتسل غسل النابة ‪.‬‬

‫حكم تغطية الرأة الحرمة لوجهها وكفيها‬


‫س‪ :‬هل يوز للمرأة أن تغطي وجهها وكفيها بقفازين عندما تذهب للحج أو للعمرة وهي‬
‫بذلك ليست مكرهة بل إن وليها أعطاها حرية اليار بي أن تكشف أو تغطي وجهها ؟‬
‫(‪)3‬‬
‫أفيدونا جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة الؤمنون ‪ ،‬اليات ‪7 -5‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1414‬ف ‪13/5/1414‬هـ‬
‫‪) (3‬من برنامج (نور على الدرب )‬
‫ج‪ :‬الرأة ف الحرام ليس لا أن تغطي وجهها بالنقاب أو بالبقع وليس لا أن تلبس القفازين‬
‫ف اليدين ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم نى عن ذلك فقال عليه الصلة والسلم ف الديث‬
‫الصحيح فيما يلبس الحرم ‪" :‬ول تنتقب الرأة ول تلبس القفازين " (‪ )1‬يعن ف الحرام‬
‫ولكنها تغطي وجهها وكفيها بغي ذلك من خار ونوه للبابا أو عباءتا أو نو ذلك ‪ ،‬أما‬
‫النقاب وهو ما يصنع للوجه فإنا ل تلبسه الحرمة ل ف العمرة ول ف الج ‪ ،‬قالت عائشة‬
‫رضي ال عنها ‪ :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع ‪ ،‬وكنا إذا دنا منا الركبان‬
‫سدلت إحدانا خارها من على رأسها على وجهها فإذا بعدوا كشفنا ‪ ،‬فالرأة تفعل هكذا إذا‬
‫قرب منها رجال تغطي وجهها بمار ونوه ‪ ،‬ل بنقاب مصنوع للوجه ول تغطي يديها‬
‫بقفازين ولكن بغيها ‪ ،‬وهكذا الرجل الحرم ل يغطي وجهه ول يغطي رأسه بالعمامة‬
‫ونوها ‪ ،‬ولكن يغطي يديه بغي قفازين عند الاجة ‪ ،‬فلو غطى يديه بالرداء أو بالزار أو‬
‫بشيء آخر فل بأس بذلك ‪ ،‬والرأة كذلك ‪.‬‬

‫الفضل للمرأة أن ترم ف شراب وليس لا الحرام ف قفازين‬


‫س‪ :‬سئل ساحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز مفت عام الملكة العربية السعودية‬
‫ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والفتاء عن حكم إحرام الرأة ف الشراب –‬
‫(‪)2‬‬
‫بتشديد الراء‪ -‬والقفازين ‪ ،‬وهل يوز لا خلع ما أحرمت فيه ؟‬
‫فرد ساحته قائل‪ :‬الفضل له إحرامها ف الشراب أو مداس فهذا أفضل لا وأستر لا ‪ ،‬وإن‬
‫كانت ف ملبس ضافية كفى ذلك ‪.‬‬
‫وأضاف ساحته ‪" :‬وإن أحرمت ف شراب ث خلعته فل بأس ‪ ،‬كالرجل يرم ف نعلي ث‬
‫يلعهما إذا شاء ل يضره ذلك " بيد أن ساحته أكد أنه ‪" :‬ليس لا أن ترم ف قفازين " ‪.‬‬
‫وعلل ذلك بقوله ‪" :‬لن الحرمة منهية أن تلبس القفازين وهكذا النقاب ل تلبسه على‬
‫وجهها ومثله البقع ونوه ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم ناها عن ذلك ‪ ،‬وأكد ساحته‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ينهى من الطيب للمحرم برقم ‪1838‬‬
‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الزيرة) ف ‪18/11/1416‬هـ‬
‫أن عليها أن تسدل خارها أو جلبابا على وجهها عند وجود رجال غي مارمها وف الطواف‬
‫والسعي ‪.‬‬
‫واستشهد بديث عائشة رضي ال عنها قال ‪" :‬كان الركبان يرون بنا ونن مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابا من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا‬
‫كشفناه " أخرجه أبو داود وابن ماجة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للرجل فقال ساحة الشيخ ابن باز ‪" :‬يوز للرجل لبس الفي ولو غي مقطوعي‬
‫على الصحيح ‪ ،‬وقال المهور بقطعهما " ‪ .‬ولكن ساحته أضاف ‪" :‬والصواب أنه ل يلزم‬
‫قطعهما عند فقد النعلي " ‪ .‬واستدل بأن الرسول صلى ال عليه وسلم خطب الناس بعرفة‬
‫فاقل ‪" :‬من ل يد إزارا فليلبس السراويل ومن ل يد نعلي فليلبس الفي "(‪ )1‬متفق‬
‫عليه ‪ .‬واختتم ساحة مفت عام الملكة العربية السعودية إجابته بأن الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬ل يأمر بقطعهما فدل ذلك على نسخ المر بالقطع " ‪.‬‬

‫س‪ :‬امرأة لديها ضعف ف البصر ‪ ،‬وتنوي الج هذا العام ‪ ،‬وتقول ‪ :‬هل أضع نقابا يغطي‬
‫وجهي بيث تظهر العينان ‪ ،‬ث أضع عليه غطاء ساترا خفيفا أتكن من رؤية الطريق من‬
‫(‪)2‬‬
‫خلله ‪ ،‬فهل علي إث لو فعلت ذلك ؟ جزاكم ال خيا‬

‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك إل إذا كانت مرمة فليس لا ذلك ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حق الحرمة ‪" :‬ول تنتقب الرأة ول تلبس القفازين" (‪ )3‬أ هـ ‪ .‬لكن تغطي الحرمة وجهها‬
‫بغي ذلك كما جاء ذلك ف حديث عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب لبس الفي للمحرم برقم ‪ ، 1841‬ومسلم ف (الج) باب ما يباح للمحرم بج أو عمرة برقم‬
‫‪1179‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة الدعوة العدد ‪ 1683‬ف ‪23/11/1419‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب ما ينهى من الطيب للمحرم برقم ‪1838‬‬
‫حج الصر على العصية صحيح ولبد من التوبة‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم حج الصر على العصية أو الستمر على ارتكاب صغية من الذنوب ؟‬
‫ج‪ :‬حجه صحيح إذا كان مسلما ‪ ،‬لكنه ناقص ويلزمه التوبة إل ال سبحانه وتعال من جيع‬
‫الذنوب ولسيما ف وقت الج ‪ ،‬وف هذا البلد المي ‪ ،‬ومن تاب‪ ،‬تاب ال عليه ؛‬
‫لقول ال سبحانه وتعال ‪" :‬وتوبوا إل ال جيعا أيها الؤمنون لعلكم تفلحون" (‪ ، )2‬وقوله‬
‫سبحانه ‪" :‬يا أيها الذين آمنوا توبوا إل ال توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم‬
‫ويدخلكم جنات تري من تتها النار " (‪. )3‬‬
‫والتوبة النصوح هي الشتملة على القلع عن الذنوب والذر منها تعظيما ل سبحانه وتعال‬
‫وخوفا من عقابه مع الندم على ما مضى منها والعزم الصادق على أل يعود فيها ‪ ،‬ومن تام‬
‫التوبة رد الظال إل أهلها ‪ ،‬وإن كان هناك مظال ف نفس أو مال أو بشرة أو عرض‬
‫واستحلل أهلها منها ‪.‬‬
‫وفق ال السلمي لا فيه صلح قلوبم وأعمالم ‪ ،‬ومن علينا وعليهم جيعا بالتوبة النصوح من‬
‫جيع الذنوب إنه جواد كري ‪.‬‬

‫باب الفدية‬
‫حكم من فعل مظورات من جنس واحد‬
‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬هل تدخل الحظورات ف بعضها البعض وتكون لا كفارة واحدة ؟‬

‫ج‪ :‬نعم إذا كانت الحظورات من جنس واحد ‪ ،‬مثل إذا قلم أظفاره ونتف إبطه أو لبس‬
‫الخيط عامدا ‪ ،‬فعليه التوبة وتكفي فدية واحدة وهي ‪ :‬إطعام ستة مساكي أو صوم ثلثة‬
‫أيام أو ذبح شاة ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1540‬بتاريخ ‪22/12/1416‬هـ‬


‫‪) (2‬سورة النور ‪ ،‬الية ‪31‬‬
‫‪) (3‬سورة التحري ‪ ،‬الية ‪8‬‬
‫‪) (4‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11551‬ف ‪10/12/1418‬هـ‬
‫س‪ :‬حديث كعب بن عجرة رضي ال عنه قال ‪" :‬حُملت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والقمل يتناثر على وجهي ‪ .‬فقال ‪ " :‬ما كنت أرى الوجع بلغ بك ما أرى ‪ ،‬أتد شاة؟ قلت‬
‫‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فصم ثلثة أيام أو إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع" متفق عليه ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫هل هذا الديث تفسي للية ‪" :‬فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه"(‪ )1‬الية ؟‬
‫ج‪ :‬هذا الديث يفسر الية الذكورة ويدل بميع رواياته على التخيي بي الصناف الثلثة‬
‫كما هو ظاهر الية الكرية ‪ ،‬وهي صيام ثلثة أيام ‪ ،‬أو إطعام ستة مساكي لكل مسكي‬
‫نصف صاع من قوت البلد من تر أو غيه ‪ ،‬أو ذبح شاة تزئ ف الضحية ‪.‬‬

‫حكم من ترك الحرام من اليقات‬


‫س‪ :‬إنسان نوى العمرة أو الج ولكنه اجتاز اليقات وأحرم دونه وأت أعمال الج أو العمرة‬
‫(‪)3‬‬
‫فما الواجب عليه ؟‬
‫ج‪ :‬عليه أن يذبح هديا يوزعه على فقراء الرم ول يأكل منه إذا جاوز ميقاته غي مرم ث‬
‫أحرم بعد ذلك وهو نا ٍو العمرة أو الج حي جاوز اليقات ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لا وقت الواقيت لهل الدينة والشام واليمن وند ‪" :‬هن لن ولن أتى عليهن من غي أهلهن‬
‫من أراد الج والعمرة ‪ ،‬ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ حت أهل مكة من مكة "‬
‫(‪ )4‬متفق على صحته ‪ ،‬ويستثن من ذلك من أراد العمرة من أهل مكة فإنه يب أن يرم من‬
‫الل ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر عائشة بذلك لا أرادت العمرة وهي بكة منه ‪ .‬وال‬
‫ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬


‫‪) (2‬سؤال موجه لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬إجابة صدرت من مكتب ساحته عندما كان رئيسا للجامعة السلمية بالدينة النورة‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫حكم من أحرمت بالعمرة ث جاءها اليض وسافرت ول تؤد العمرة‬
‫س‪ :‬امرأة أحرمت للعمرة ث جاءها اليض فخلعت إحرامها وألغت العمرة وسافرت فما‬
‫(‪)1‬‬
‫الكم ؟‬
‫ج‪ :‬هذه الرأة ل تزل ف حكم الحرام وخلعها ملبسها الت أحرمت فيها ل يرجها عن‬
‫حكم الحرام ‪ ،‬وعليها أن تعود إل مكة فتكمل عمرتا ‪ ،‬وليس عليها كفارة عن خلعها‬
‫ملبسها أو أخذ شيء من أظفارها أو شعرها وعودها إل بلدها إذا كانت جاهلة ‪ ،‬لكن إن‬
‫كان لا زوج فوطئها قبل عودها إل أداء مناسك العمرة فإنا بذلك تفسد عمرتا ‪ ،‬ولكن‬
‫يب عليها أن تؤدي مناسك العمرة وإن كانت فاسدة ‪ ،‬ث تقضيها بعد ذلك بعمرة أخرى‬
‫من اليقات الذي أحرمت منه بالول ‪ ،‬وعليها مع ذلك فدية وهي سبع بدنة أو سبع بقرة ‪،‬‬
‫أو رأس من الغنم جذع أو ضان أو ثن معز يُذبح ف الرم الكي ويوزع بي الفقراء ف الرم‬
‫عن فساد عمرتا بالوطء ‪.‬‬
‫وللمرأة أن ترم فيما شاءت من اللبس وليس لا ملبس خاصة بالحرام كما يظن بعض‬
‫العامة ‪ ،‬لكن الفضل لا أن تكون ملبس الحرام غي جيلة حت ل تصل با الفتنة ‪ ،‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫فدية ترك بعض الواجبات‬


‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم ع‪ .‬م‪.‬ب‪ .‬غ‪ .‬وفقه ال آمي ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫وصلن خطابكم الكري الؤرخ ف ‪17/2/1392‬هـ وصلكم ال بداه التضمن السؤال عما‬
‫حصل لكم ف الج وهو أنك وقفت بعرفة وبت بزدلفة ‪ ،‬وأنك تللت من الحرام ول ترم‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1682‬ف ‪16/11/1419‬هـ‬


‫المار بسبب أنك نسيت صلة الظهر والعصر بعرفة إل قبيل الغرب ‪ ،‬ث تضايقت نفسك‬
‫(‪)1‬‬
‫ول تكمل مناسك الج ‪ ،‬وتسأل ماذا يب عليك ف ذلك ؟‬

‫والواب ‪ :‬أنك ل تزال مرما إل حي التاريخ ونيتك التحلل من الحرام غي معتبة لعدم‬
‫توفر شروط التحلل وعليك أن تبادر بلبس ملبس الحرام من حي يصلك هذا الواب ‪،‬‬
‫وتذهب إل مكة بنية إكمال الج فتطوف سبعة أشواط بالكعبة طواف الج ‪ ،‬وتصلي‬
‫ركعت الطواف ‪ ،‬ث تسعى بي الصفا والروة سعي الج ‪ ،‬ث تلق أو تقصر واللق أفضل إن‬
‫ل تكن سابقا حلقت أو قصرت بنية الج ‪ ،‬ث تتحلل وعليك دم عن ترك رمي المار كلها‬
‫إذ كنت ل ترم جرة العقبة يوم العيد أو المار الثلث يوم الادي عشر والثان عشر وهو‬
‫سبع بدنة أو سبع بقرة أو ثن من العز أو جذع من الضأن يذبح ف الرم الكي ويوزع بي‬
‫فقرائه ‪ ،‬وعليك دم آخر مثل ذلك عن تركك البيت بن أيام من إذا كنت ل تبت با يذبح‬
‫ف الرم الكي ويوزع بي الفقراء ‪ ،‬وعليك مع ذلك التوبة والستغفار عما حصل من‬
‫التقصي بترك الرمي الواجب ف وقته والبيت بن إن ل تكن بت با ‪ ،‬أما الطواف والسعي‬
‫واللق فوقتها موسع ولكن فعلها ف وقت الج أفضل ‪ ،‬وإذا كنت متزوجا وجامعت‬
‫زوجتك فقد أفسدت حجك لكن عليك أن تفعل ما تقدم ؛ لن الج الفاسد يب إتامه‬
‫كالصحيح ؛ لقوله تعال ‪" :‬وأتوا الج والعمرة ل " (‪ )2‬وعليك قضاؤه ف الستقبل حسب‬
‫الستطاعة ‪ ،‬وعليك بدنة عن إفسادك الج بجامعتك امرأتك قبل الشروع ف التحلل تذبح‬
‫ف الرم الكي وتوزع بي الفقراء ‪ ،‬إل أن تكون قد رميت المرة يوم العيد أجزأتك شاة‬
‫بدل البدنة ول يفسد حجك كالذي جامع بعد الطواف قبل أن يكمل تلله بالرمي أو اللق‬
‫‪ .‬وفق ال الميع للفقه ف دينه والثبات عليه ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫‪) (1‬إجابة صدرت من مكتب ساحته برقم ‪ 3862/1/1‬وتاريخ ‪28/3/1392‬هـ على سؤال ورد من الخ ع‪ .‬م ‪.‬ب‪ .‬غ‪ .‬عندما‬
‫كان رئيسا للجامعة السلمية بالدينة النورة ‪.‬‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫حضرة صاحب السماحة والفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز الوقر ‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬بعده ‪:‬‬
‫أفتنا عظم ال أجرك عن السئلة التية ‪:‬‬
‫‪-1‬خسة أشخاص دخلوا الرم لطواف الوداع فلما طافوا شوطا أو شوطي حصل‬
‫عليهم زحام شديد حت خافوا على أنفسهم فصلوا ركعتي ودعوا وخرجوا ول‬
‫يكملوا طواف الوداع ظنا منهم أن الطواف غي واجب عليهم فماذا يب عليهم ‪،‬‬
‫وإذا وجب عليهم دم فهل يوز ذبه وأكله ف بلدهم أم لبد من ذبه ف مكة وهل‬
‫إذا لزم أحد دم هل هو على الفور أم على التراخي ‪.‬‬
‫‪-2‬رجل حج فريضة فلما وصل إل اليقات أحرم بالعمرة متمتعا فلما قدم مكة سعى‬
‫وقصر قبل طواف القدوم ث طاف ولبس ثيابه ‪ ،‬وف اليوم الثامن أحرم بالج مع الناس‬
‫ول يصل عليه خلل حيث قد فهم من فعل الناس أن الطواف هو الول والسعي بعده‬
‫‪ ،‬وأما فعله بالعمرة فجهلً منه بالكم ويذكر أن معه زوجته وحجها فرضها وهذا‬
‫الج الذكور له عدة سنوات وقد حج الرجل بعده مرة دون زوجته فأرجو توضيح‬
‫(‪)1‬‬
‫الكم عظم ال أجركم ‪.‬‬

‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم الشيخ م‪ .‬ع‪ .‬ع‪ .‬سلمه ال وتوله‬
‫آمي ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬بعده ‪:‬‬
‫كتابكم الكري الؤرخ ف ‪9/1/1388‬هـ وصل وصلكم ال بداه ‪ ،‬وما تضمنه من‬
‫السؤالي كان معلوما ‪:‬‬
‫السؤال الول ‪ :‬عن جاعة شرعوا ف طواف الوداع فلما طافوا شوطا أو شوطي اشتد‬
‫عليهم الزحام فقطعوا الطواف ث صلوا ركعتي ث خرجوا ظنا منهم أنه غي واجب ‪.‬‬

‫‪) (1‬إجابة صدرت من مكتب ساحته برقم ‪ 102‬وتاريخ ‪19/1/1388‬هـ على سؤالي وردا من الخ م ‪ .‬ع ‪ .‬ع ‪ .‬عندما كان‬
‫نائبا لرئيس الامعة السلمية بالدينة النورة ‪.‬‬
‫والواب ‪ :‬هؤلء الماعة حسب الدلة الشرعية على كل واحد منهم فدية وهي سبع بدنة أو‬
‫سبع بقرة أو جذع ضأن أو ثن معز لن الراجح ف طواف الوداع أنه واجب ؛ لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أمر به ونى عن النفي قبله ‪ ،‬وصح عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه‬
‫قال ‪" :‬من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دما " وهذا الدي يذبح ف مكة ويقسم على فقراء‬
‫الرم كما نص على ذلك أهل العلم احتجاجا بقوله سبحانه ‪" :‬ذلك ومن يعظم شعائر ال‬
‫فإنا من تقوى القلوب ‪ .‬لكم فيها منافع إل أجل مسمى ث ملها إل البيت العتيق " (‪، )1‬‬
‫وبقوله سبحانه ف جزاء الصيد ‪" :‬هديا بالغ الكعبة" (‪ ، )2‬وهو واجب على الفور ‪ ،‬لن الدلة‬
‫الشرعية قد دلت على أن الوامر على الفور إل ما نص الشرع على التوسيع فيه وذلك أبلغ‬
‫ف المتثال وأبعد من خطر الترك أو النسيان ‪.‬‬

‫السؤال الثان ‪ :‬متمتع بالعمرة إل الج فلما دخل مكة سعى وقصر قبل الطواف ث طاف ث‬
‫حل ث حج ‪.‬‬
‫والواب ‪ :‬هذه السألة فيها خلف بي العلماء ‪ ،‬والقرب إن شاء ال أن عمرته صحيحة ؛‬
‫لنه ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه سئل ف حجة الوداع عمن سعى قبل الطواف‬
‫فقال ‪" :‬ل حرج" (‪ )3‬أخرجه أبو داود ف سننه بإسناد جيد ‪ ،‬أما كونه قصر قبل تام العمرة‬
‫ول يقصر بعد ذلك فهذا يب بدم ‪ ،‬لن التقصي نسك واجب ف العمرة بعد الطواف‬
‫والسعي وقد تركه فينبغي أن يفدي عن ذلك فديا كالدي الذكور ف جواب السؤال الول‬
‫يذبح ف مكة ويوزع بي فقرائها ‪ ،‬وينبغي أيضا أن يفدي عن تقصيه الذي وقع ف غي مله‬
‫جهلً منه بأحد ثلثة أشياء ‪ :‬إما صيام ثلثة أيام أو إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف‬
‫صاع من التمر أو النطة أو الرز أو الشعي ‪ ،‬أو ذبح شاة على ما ف حديث كعب بن‬
‫عجرة ؛ لكونه فعل ما يالف الشرع وكان ف إمكانه أن يسأل أهل العلم قبل أن يقدم على‬

‫‪) (1‬سورة الج ‪ ،‬اليتان ‪32،33‬‬


‫‪) (2‬سورة الائدة ‪ ،‬الية ‪95‬‬
‫‪) (3‬رواه أبو داود ف (الناسك) باب فيمن قدم شيئا قبل شيء ف حجه برقم ‪2015‬‬
‫عمله هذا ‪ ،‬والطعام والنسك ملهما مكة ‪ ،‬أما الصيام ففي كل مكان ‪ ،‬وال سبحانه وتعال‬
‫أعلم ‪ ،‬وصلى ال وسلم على عبده ورسوله ممد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫س‪ :‬سائلة تسأل وتقول ‪ :‬لقد أديت فريضة الج قبل خس سنوات ولكن ل أرم إل ف الرة‬
‫الول أي رميت ليلة العيد قبل الفجر حيث إننا خرجنا من مزدلفة بعد منتصف الليل خوفا‬
‫من الزحام ‪ ،‬ث إنن رميت الصيات ول أعلم هل وقعت ف الوض أم طاشت عنه ول تقع ‪،‬‬
‫وكان وقتها الزحام شديدا وكنت ف ذلك الوقت جاهلة أنه يب أن تقع الصيات ف‬
‫الوض ‪ ،‬كما أنن ل أرم ف اليوم الثان والثالث وإنا وكلت أخي ف الرمي عن وذلك خوفا‬
‫من الزحام فقط ‪ ،‬كما أنن كنت جاهلة أنه على الرأة أن ترمي بنفسها ول توكل إل لعجزها‬
‫عن ذلك ‪ .‬أفيدون بالذي يب علي ف رميي للحصيات حينما كنت ل أعلم هل كانت تقع‬
‫ف الوض أم كانت تطيش عنه ‪ ،‬وما الذي يب علي ف توكيلي لخي ف الرمي ف اليوم‬
‫(‪)1‬‬
‫الثان والثالث هل يب علي فدية أم ماذا جزاكم ال خيا ؟‬

‫ج‪ :‬عليك عن جيع ذلك ذبيحة واحدة عن ترك الرمي ف اليوم الثان والثالث وأنت قادرة‪،‬‬
‫وعن رمي اليوم الول الذي شككت هل وصلت المرات على الوض أم ل ‪ ،‬والقصود أن‬
‫عليك دما واحدا وهو ذبيحة جذع من الضأن أو ثن من العز كالضحية يذبح ف مكة‬
‫للفقراء عن ترك هذا الواجب ؛ لنه لبد من العلم بوقوع الصى ف الرمى أو غلبة الظن‬
‫بذلك ‪.‬‬

‫‪) (1‬من برنامج (نور على الدرب)‬


‫من ترك من عرفة قبل غروب الشمس فعليه دم مع التوبة إل ال‬
‫س‪ :‬وقفت بعرفة حت قبيل الغرب ورأيت الجاج يتحركون إل مزدلفة فسرت معهم ‪ ،‬وقد‬
‫نبهن أحد الجاج بعدم السي الن ولكنن ل أسع كلمه ‪ ،‬فهل حجي صحيح ؟ أو ماذا‬
‫(‪)1‬‬
‫علي ؟ أفيدون جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬إذا كان الواقع هو ما ذكرت ف السؤال ول ترجع إل عرفة بعد الغروب فعليك دم يُذبح‬
‫ف من أو مكة للفقراء مع التوبة إل ال من ذلك ‪ .‬وفق ال الميع ‪.‬‬

‫حكم إجزاء الفدية الواحدة لن أخل بواجب أو فعل مظورا‬


‫س‪ :‬إذا أخل حاج ببعض واجبات الج كأن ل يرم من اليقات أو أخذ شيئا من جسمه‬
‫كشعر أو ظفر أو غطى رأسه ‪ ،‬هل يكفي لذلك فدية واحدة أم أن كل واجب متروك أو‬
‫(‪)2‬‬
‫مظور عليه فدية مستقلة بذلك ؟ جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬من ترك واجبا من واجبات الج كالحرام من اليقات فعليه دم يذبح ف الرم للفقراء‪،‬‬
‫يزئ ف الضحية أو سبع بدنة أو سبع بقرة ‪ ،‬فإن ل يد صام عشرة أيام ‪ ،‬ثلثة أيام ف الج‬
‫وسبع إذا رجع إل أهله ‪.‬‬
‫أما من فعل مظورا من مظورات الحرام ‪ ،‬مثل قص الشعر أو الظافر أو لبس الخيط عالا‬
‫بالتحري ذاكرا له فعليه فدية ذلك ‪ ،‬وهي إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع ‪ ،‬أو‬
‫ذبح شاة تزئ ف الضحية ‪ ،‬أو صيام ثلثة أيام ؛ لديث كعب بن عجرة الثابت ف ذلك ‪،‬‬
‫فإن كان ناسيا أو جاهلً فل شيء عليه ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1687‬ف ‪29/12/1419‬هـ‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1681‬ف ‪9/11/1419‬هـ‬
‫حكم من ل يطف طواف الفاضة ورجع إل بلده وجامع أهله‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬رجل ل يطف طواف الفاضة ورجع إل بلده وجامع أهله فماذا عليه ؟‬
‫ج‪ :‬عليه التوبة إل ال سبحانه وتعال ‪ ،‬وعليه ذبيحة تذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬وعليه أن يرجع‬
‫ويطوف طواف الفاضة ‪ ،‬وهذا خطأ عظيم عليه التوبة إل ال والستغفار والرجوع إل مكة‬
‫لطواف الفاضة ‪ ،‬وعليه دم يذبح ف مكة ؛ لن إتيانه زوجته قبل طواف الفاضة ل يوز‬
‫وفيه دم ‪ ،‬والصواب أنه يكفيه شاة رأس من الغنم أو سبع بدنة أو سبع بقرة ‪.‬‬

‫صيد الرم‬
‫مضاعفة السيئة ف مكة‬
‫س‪ :‬هل تضاعف السيئة ف مكة مثل ما تضاعف السنة ؟ ولاذا تضاعف ف مكة دون‬
‫(‪)2‬‬
‫غيها ؟‬
‫ج‪ :‬الدلة الشرعية دلت على أن السنات تضاغف ف الزمان الفاضل مثل رمضان وعشر ذي‬
‫الجة ‪ ،‬والكان الفاضل كالرمي ‪ ،‬فإن السنات تضاعف ف مكة مضاعفة كبية ‪.‬‬
‫وقد جاء ف الديث الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬صلة ف مسجدي‬
‫هذا خي من ألف صلة فيما سواه إل السجد الرام ‪ ،‬وصلة ف السجد الرام أفضل من‬
‫مائة صلة ف مسجدي هذا" (‪ )3‬فدل ذلك على أن الصلة بالسجد الرام تضاعف بائة ألف‬
‫صلة فيما سوى السجد النبوي ‪ ،‬وف مسجد النب صلى ال عليه وسلم خي من ألف صلة‬
‫فيما سواه سوى السجد الرام ‪ ،‬وبقية العمال الصالة تضاعف ‪ ،‬ولكن ل يرد فيها حد‬
‫مدود إنا جاء الد والبيان ف الصلة ‪ ،‬أما بقية العمال كالصوم والذكار وقراءة القرآن‬
‫والصدقات فل أعلم فيها نصا ثابتا يدل على تضعيف مدد ‪ ،‬وإنا فيها ف الملة ما يدل على‬

‫‪) (1‬من برنامج (نور على الدرب )‬


‫‪) (2‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بالج والعمرة والزيارة) ‪ ،‬وف ملة (التوعية السلمية ) العدد ‪ 9‬ف عام ‪1409‬هـ ‪ ،‬وف ملة‬
‫(الدعوة) العدد ‪ 1539‬ف ‪8/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (السلمون ) العدد ‪ 522‬ف ‪4/9/1415‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه المام أحد ف (أول مسند الدنيي) حديث عبد ال بن الزبي بن العوام برقم ‪15685‬‬
‫مضاعفة الجر وليس فيها حد مدود ‪ .‬والديث الذي فيه ‪" :‬من صام رمضان ف مكة كتب‬
‫له مائة ألف رمضان " حديث ضعيف عند أهل العلم ‪.‬‬
‫والاصل ‪ :‬أن الضاعفة ف الرم الشريف بكة ل شك فيها (أعن مضاعفة السنات ) ولكن‬
‫ليس ف النص فيما نعلم حدا مدودا ما عدا الصلة فغن فيها نصا يدل على أنا مضاعفة بائة‬
‫ألف كما سبق ‪.‬‬
‫أما السيئات فالذي عليه الحققون من أهل العلم أنا ل تضاعف من جهة العدد ‪ ،‬ولكن‬
‫تضاعف من جهة الكيفية ‪ ،‬أما العدد فل؛ لن ال سبحانه وتعال يقولك "من جاء بالسنة‬
‫فله عشر أمثالا ومن جاء بالسيئة فل يزى إل مثلها" (‪ . )1‬فالسيئات ل تضاعف من جهة‬
‫العدد ل ف رمضان ول ف الرم ول ف غيها ‪ ،‬بل السيئة بواحدة دائما وهذا من فضله‬
‫سبحانه وتعال وإحسانه ‪.‬‬
‫ولكن سيئة الرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الجة أعظم ف الث من حيث الكيفية ل‬
‫من جهة العدد ‪ ،‬فسيئة ف مكة أعظم وأكب وأشد إثا من سيئة ف جدة والطائف مثلً‪ ،‬وسيئة‬
‫ف رمضان وسيئة ف عشر ذي الجة أشد وأعظم من سيئة ف رجب أو شعبان ونو ذلك ‪،‬‬
‫فهي تضاعف من جهة الكيفية ل من جهة العدد ‪.‬‬
‫أما السنات فإنا تضاعف كيفية وعددا بفضل ال سبحانه وتعال ‪ ،‬وما يدل على شدة‬
‫الوعيد ف سيئة الرم ‪ ،‬وان سيئة الرم عظيمة وشديدة قول ال تعال ‪" :‬ومن يرد فيه بإلاد‬
‫بظلم نذقه من عذاب أليم " (‪ )2‬فهذا يدل على أن السيئة ف الرم عظيمة وحت المّ با فيه‬
‫هذا الوعيد ‪.‬‬
‫وإذا كان من همّ باللاد ف الرم يكون له عذاب أليم ‪ ،‬فكيف بال من فعل اللاد وفعل‬
‫السيئات والنكرات ف الرم ؟ فإن إثه يكون أكب من مرد المّ ‪ ،‬وهذا كله يدلنا على أن‬
‫السيئة ف الرم لا شأن خطي ‪ .‬وكلمة إلاد تعم كل ميل إل باطل سواء كان ف العقيدة أو‬

‫‪) (1‬سورة النعام ‪ ،‬الية ‪160‬‬


‫‪) (2‬سورة الج ‪ ،‬الية ‪25‬‬
‫غيها ؛ لن ال تعال قال ‪" :‬ومن يرد فيه بإلاد بظلم" فنكّر الميع ‪ ،‬فإذا ألد أي إلاد –‬
‫واللاد هو اليل عن الق – فإنه متوعد بذا الوعيد ‪.‬‬
‫وقد يكون اليل عن العقيدة فيكفر فيكون ذنبه أعظم وإلاده أكب ‪ ،‬وقد يكون اليل إل سيئة‬
‫من السيئات كشرب المر أو الزنا أو عقوق الوالدين أو أحدها فتكون عقوبته أخف وأقل‬
‫من عقوبة الكافر ‪" .‬بظلم" هذا يدل على أنه إذا كان يرجع إل الظلم فإن المر خطي جدا‬
‫فالظلم يكون ف العاصي ‪ ،‬ويكون ف التعدي على الناس ‪ ،‬ويكون بالشرك بال ‪ ،‬فإذا كان‬
‫إلاده بظلم نفسه بالعاصي أو بالكفر فهذا نوع من اللاد ‪ ،‬وإذا كان إلاده بظلم العباد‬
‫بالقتل أو الضرب أو أخذ الموال أو السب أو غي ذلك فهذا نوع آخر‪ ،‬وكله يسمى إلادا‬
‫وكله يسمى ظلما وصاحبه على خطر عظيم ‪ .‬لكن اللاد الذي هو الكفر بال والروج عن‬
‫دائرة السلم هو أشدها وأعظمها كما قال ال سبحانه ‪" :‬إن الشرك لظلم عظيم" (‪ . )1‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫عرفة ليست من الرم‬

‫س‪ :‬امرأة أرادت أن تصلي ف عرفة فضايقها غصن شجرة فقطعته وهي جاهلة ‪ ،‬فما الكم ؟‬
‫(‪)2‬‬
‫أفيدونا بارك ال فيكم ‪.‬‬

‫ج‪ :‬بسم ال والمد ل ‪ ،‬شجر عرفة ليس بحرم فقطع غصن منها ل يضر ؛ لن عرفة حلل‬
‫وليست من الرم فإذا قطع شيء منها فل يضر ‪.‬‬

‫س‪ :‬لقد ذهبت والدت إل الج وخلل الحرام نسيت فاقتلعت بعض الشجيات هل يوز‬
‫(‪)3‬‬
‫حجها وماذا يب عليها الن أن تفعل ؟‬

‫‪) (1‬سورة لقمان ‪ ،‬الية ‪13‬‬


‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 12281‬ف ‪8/12/1419‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 8‬ف ‪4/12/1408‬هـ‬
‫ج‪ :‬هذه السألة فيها تفصيل ‪ :‬فإذا كان إحرامها من اليقات فالشجر الذي قلعته ل يضر ؛‬
‫لنه ليس برم مثل ميقات أهل الدينة وميقات أهل الطائف (وادي مرم) وهكذا ميقات‬
‫اليمن وهكذا ميقات أهل الشام ومصر والعراق كلها ليست برم ‪ ،‬فما قلع منها من شجر أو‬
‫نبات فل يضر وليس فيه شيء ‪ ،‬أما إن كانت اقتلعت أثناء إحرامها بالرم وسط الرم بكة‬
‫فهذا خطأ وليس عليها فيه شيء سوى التوبة إل ال من ذلك ؛ أولً لهلها ‪ ،‬وثانيا ‪ :‬لنه‬
‫ليس هناك نص واضح ف إياب قيمة ما يقلع من الشجر أو النبات الخضر‪.‬‬

‫حكم قطع غرس بن آدم ف الرم‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل غرس بن آدم منهي عن قطعه ف الرم ؟‬
‫ج‪ :‬غرس بن آدم غي داخل ف النهي ‪ ،‬وإنا النهي عن قطع شجرها النابت بغي إنبات الدمي‬
‫‪ ،‬أما ما كان إنباته من نل وغيه فمت شاء قطعه ‪.‬‬

‫حكم رعي الغنم ف الرم‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬صاحب الغنم إذا أرسل غنمه يرعى ف الرم ؟‬
‫ج‪ :‬الرعي ليس فيه بأس ‪.‬‬

‫خصوصية حام مكة والدينة‬


‫(‪)3‬‬
‫لمَام مكة والدينة ؟‬
‫س‪ :‬هل هناك خصوصية َ‬
‫ج‪ :‬ليست هناك خصوصية لمام مكة ول لمام الدينة سوى أنه ل يصاد ول ينفر مادام ف‬
‫حدود الرم لعموم حديث ‪" :‬إن ال حرّم مكة فلم تل لحد قبلي ول تل لحد بعدي ‪،‬‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد العاشر عام ‪1410‬هـ‬
‫وإنا أحلت ل ساعة من نار ‪ ،‬ل يتلى خلها ول يعضد شجرها ول ينفر صيدها " (‪، )1‬‬
‫والديث رواه البخاري ‪ ،‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إن إبراهيم حرم مكة وإن حرمت‬
‫(‪)3‬‬
‫الدينة ما بي لبتيها ل يقطع عضاها ول يصاد صيدها " (‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬

‫حكم قتل الراد ف الرم‬


‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬لو قتلت الرأة جرادة أو جرادتي هل عليها كفارة ؟‬

‫ج‪ :‬إذا قتل الراد بغي سبب فإنه يفدي بقيمته ف حق الحرم وهكذا من قتله ف الرم ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫حكم الفدية ف الصيد بالقتل التعمد ؟‬
‫س ‪ :‬هل تلزم الفدية ف الصيد بالقتل التعمد ؟‬

‫ج‪ :‬تلزم الفدية من تعمد قتل الصيد وهو مرم أو قتله ف الرم لقول ال سبحانه ‪ " :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم "‬
‫(‪ )6‬الية ‪.‬‬
‫والمهور من أهل العلم ألقوا الخطئ بالتعمد ؛ لن التلف عندهم يستوي فيه التعمد‬
‫وغيه ‪ .‬لكن صريح القرآن يدل على أن الفدية ل تلزم إل التعمد ‪ ،‬وهذا هو الظهر ‪ ،‬ولن‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الزية) باب إث الغادر للب والفاجر برقم ‪ ، 3189‬ومسلم ف (الج) باب تري مكة وصيدها برقم ‪1353‬‬
‫‪) (2‬رواه مسلم ف (الج) باب فضل الدينة برقم ‪1362‬‬
‫‪) (3‬وف حام مكة إذا قتله الزاء وهو أن يذبح بدل المامة الت قتلها شاة أو عدلا صياما أو إطعاما ؛ لقول ال تعال ‪" :‬ومن قتله‬
‫منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكي أو عدل ذلك صياما‬
‫ليذوق وبال أمره " وقد ذكر العلماء أن ف المامة شاة ‪.‬‬
‫‪) (4‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام ‪.‬‬
‫‪) (5‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (6‬سورة الائدة ‪ ،‬الية ‪95‬‬
‫الحرم قد يبتلى بذلك من غي قصد ولسيما بعد وجود السيارات وقد قال ال سبحانه ‪:‬‬
‫"يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر " (‪. )1‬‬

‫حديث الصعب بن جثامة رضي ال عنه أنه أهدى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫س‪ :‬حديث الصعب بن جثامة رضي ال عنه أنه أهدى لرسول ال صلى ال عليه وسلم حارا‬
‫وحشيا وهو بالبواء أوبودان فرده عليه وقال ‪" :‬إنا ل نرده عليك إل أنا حرم" (‪ )2‬متفق عليه‬
‫‪ .‬هل هو ناسخ لديث أب قتادة رضي ال عنه ف قصة صيده المار الوحشي وهو غي‬
‫مرم قال ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه وكانوا مرمي ‪" :‬هل منكم أحد‬
‫أعانه أو أشار إليه بشيء ؟ "قالوا ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪" :‬فكلوا ما بقي من لمه " متفق عليه ‪ .‬لن‬
‫(‪)3‬‬
‫حديث أب قتادة ف الديبية وحديث الصعب ف الصلح ؟‬

‫ج‪ :‬ل تعارض بينهما ؛ لن أبا قتادة ل يصده للمحرمي ول يعينوه عليه ‪ .‬وأما الصعب فقد‬
‫أهداه للنب صلى ال عليه وسلم حيا والحرم منوع من الصيد الي كما أنه منوع من أكل ما‬
‫صيد من أجله ولو كان صاحبه قد ذبه ‪ ،‬هذا هو المع بي الديثي ويدل على ذلك أيضا‬
‫حديث جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬صيد الب لكم حلل ما ل‬
‫صدْ لكم " (‪ . )4‬وال ول التوفيق‬
‫تصيدوه أو ُي َ‬

‫(‪)5‬‬
‫س‪ :‬هل ورد ف بعض الروايات أنه حي ؟‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪185‬‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب إذا أهدي للمحرم حارا وحشيا حيا ل يقبل برقم ‪ ، 1852‬ومسلم ف (الج) باب تري الصيد‬
‫للمحرم برقم ‪1193‬‬
‫‪) (3‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام ‪.‬‬
‫‪) (4‬رواه أبو داود ف (الناسك) باب لم الصيد للمحرم برقم ‪1851‬‬
‫‪) (5‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫ج‪ :‬ف بعض الروايات أنه حي ‪ ،‬وف بعضها انه أهدي عجز حار أو رجل حار ‪ ،‬ورواية‬
‫رجل حار أو عجز حار ممولة على أنه صاده من أجل النب عليه الصلة والسلم ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬أبو قتادة هل صاده لجلهم أم أنه أهداه لم ؟‬

‫ج‪ :‬ل يصده لجلهم وإنا أهداه لم كما تقدم ‪.‬‬

‫باب دخول مكة‬


‫الطهارة عند الحرام بالج أو العمرة‬

‫س‪ :‬هل يشترط لن أراد الحرام بالج أو العمرة أن يكون على طهارة أم ل ؟ أفتونا يا ساحة‬
‫(‪)2‬‬
‫الشيخ مأجورين‬

‫ج‪ :‬ليس بشرط ‪ ،‬ل ف العمرة ول ف الج ول ف القران ‪ ،‬فلو أحرم على غي طهارة أو هو‬
‫جنب أو أحرمت الرأة الائض أو النفساء صح ذلك ‪ ،‬ولذا ترم الائض للحج والعمرة‬
‫ولكن ل تطوف بالبيت حت تغتسل ‪ ،‬وهكذا الرجل لو أحرم وهو جنب أو على غي وضوء‬
‫صح إحرامه ‪ ،‬فيلب ويذكر ال ولكن ل يطوف حت يغتسل ويتوضأ ‪ ،‬فليس من شرط‬
‫الحرام الطهارة ‪.‬‬

‫السنة للمحرم الضطباع ف طواف القدوم‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1681‬ف ‪9/11/1419‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى إسلمية) جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص‬
‫‪222‬‬
‫س‪ :‬العروف أن كشف الكتف الين للمحرم ل يكون إل ف طواف القدوم ‪ ،‬ولكننا نلحظ‬
‫كثي من الحرمي يكشفونا من حال إحرامهم حت انتهاء عمرتم ‪ ،‬وأكثرهم يصلون وهي‬
‫مكشوفة ‪ .‬أل ترون ساحتكم أن من الناسب الطلب من أئمة الساجد ف الواقيت أن ينبهوا‬
‫(‪)1‬‬
‫مثل هؤلء قبل تكبي للصلة أن يغطوا أكتافهم ؟‬

‫ج‪ :‬السنة للمحرم ف طواف القدوم أن يضطبع بردائه ‪ ،‬وهو أن يعل وسطه تت إبطه الين‬
‫‪ ،‬وطرفيه على عاتقه اليسر ‪ ،‬فإذا فرغ من الطواف أزال ذلك ‪ ،‬وجعل الرداء على كتفيه قبل‬
‫أن يصلي ركعت الطواف ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل يصلي أحدكم ف الثوب‬
‫الواحد ليس على عاتقه منه شيء " (‪ ، )2‬ولن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال‬
‫عنهم كانوا يضعون الرداء على العاتقي ف الصلة وخارجها ‪ .‬وال الوفق ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل الفضل للمحرم تغطية الكتفي أم الكشف عن أحدها أثناء الحرام ؟‬

‫ج‪ :‬السنة للمحرم أن يعل الرداء على كتفيه جيعا ويعل طرفيه على صدره ‪ ،‬هذا هو‬
‫السنة ‪ ،‬وهو الذي فعله النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فإذا أراد أن يطوف طواف القدوم‬
‫للحج والعمرة – اضطبع‪ -‬فجعل وسط ردائه تت إبطه الين ‪ ،‬وأطرافه على عاتقه اليسر ‪،‬‬
‫وكشف منكبه الين ف حال طواف القدوم خاصة ‪ ،‬أي أول ما يقدم مكة للحج أو العمرة ‪،‬‬
‫فإذا انتهى من الطواف عدل الرداء وجعله على منكبيه وصلى ركعت الطواف ؛ لقول النب‬
‫(‪)4‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل يصلي أحدكم ف الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء "‬
‫متفق على صحته ‪ .‬والسنة أن يستر منكبيه بالرداء بعد طواف القدوم وقبل ركعت الطواف ؛‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الصلة) باب إذا صلى ف الثوب الواحد برقم ‪ ، 359‬ومسلم ف (الصلة) باب الصلة ف الثوب الواحد برقم‬
‫‪516‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1542‬ف ‪6/1/1417‬هـ‬
‫‪ ) (4‬رواه البخاري ف (الصلة) باب إذا صلى ف الثوب الواحد برقم ‪ ، 359‬ومسلم ف (الصلة) باب الصلة ف ثوب واحد برقم‬
‫‪516‬‬
‫لفعله صلى ال عليه وسلم ولذا الديث ‪ ،‬ولو وضع الرداء ول يسترها ف وقت جلوسه أو‬
‫أكله أو تدثه مع إخوانه فل بأس ‪ ،‬لكن السنة إذا لبس الرداء أن يكون على كتفيه ‪ ،‬وأطرافه‬
‫على صدره ‪ ،‬إل ف حال طواف القدوم – كما تقدم ‪.-‬‬

‫حكم الرمل‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم الرمل ؟‬

‫ج‪ :‬سنة ف الطواف الول حي يقدم مكة لج أو عمرة ف الشواط الثلثة الول من طواف‬
‫القدوم ‪ ،‬وهو السراع ف الشي ‪ ،‬ويسمى الذب ‪ ،‬أما الربعة الخية فيمشي فيها مشيا ‪،‬‬
‫الشي العتاد تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم ف ذلك ‪.‬‬

‫يزئ الطواف والسعي عن الطفل وحامله‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل يزئ الطواف والسعي عن الطفل وحامله أم لبد من إفراده بطواف وسعي ؟‬

‫ج‪ :‬يزئ الطواف والسعي عن الطفل وحامله ف أصح قول العلماء ‪ ،‬إذا كان الامل نوى‬
‫ذلك ‪ ،‬وإن طاف به طوافا مستقلً وسعيا مستقلً كان ذلك أحوط ‪.‬‬

‫الطواف من داخل حجر إساعيل غي صحيح‬


‫س‪ :‬رجل طاف من داخل حجر إساعيل وسعى وحل الحرام ث ذهب إل داره وجامع‬
‫(‪)3‬‬
‫زوجته ‪ ،‬هل عليه إث ف ذلك‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬إجابة صدرت من مكتب ساحته برقم ‪ 4189/1/1‬وتاريخ ‪4/4/1392‬هـ عندما كان رئيسا للجامعة السلمية ‪.‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية بالج) العدد ‪ 10‬ف ‪11/12/1410‬هـ‬
‫ج‪ :‬هذه العمرة فاسدة ؛ لن طوافه غي صحيح ‪ ،‬فعليه أن يعيد الطواف والسعي ويقصر‬
‫شعره ‪ ،‬وعليه دم شاة تذبح ف مكة عن جاعة زوجته قبل إتامه عمرته ‪ ،‬لن طوافه من‬
‫داخل الجر غي صحيح ‪،‬لبد أن يطوف من وراء الجر وبذلك تتم عمرته الفاسدة ‪ ،‬ث‬
‫يأت بعمرة أخرى صحيحة بدلً عنها من اليقات الذي أحرم بالول منه ‪ ،‬هذا هو الواجب‬
‫عليه ؛ لفساد عمرته الول بالوطء ‪.‬‬

‫الطهارة شرط لصحة الطواف‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما الدليل على أن الطواف لبد فيه من الطهارة ؟‬

‫ج‪ :‬الدليل أنه صلى ال عليه وسلم لا أراد أن يطوف توضأ كما ف الصحيحي عن عائشة‬
‫رضي ال عنها ‪ ،‬قالت ‪" :‬لا أراد صلى ال عليه وسلم أن يطوف توضأ" ‪ .‬وقال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬الطواف بالبيت صلة إل أن ال أباح فيه الكلم" (‪ ، )2‬جاء هذا مرفوعا‬
‫وموقوفا على ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬والوقوف أصح إسنادا ‪ ،‬ولكنه ل يقال من جهة‬
‫الرأي فهو ف حكم الرفوع ؛ لن الصحاب إذا قال ما ل يكن قوله من جهة الرأي فهو ف‬
‫حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم إذا كان من ل ينقل عن بن إسرائيل ‪ ،‬وهذا‬
‫القول ل تعلق له بأخبار بن إسرائيل ول دخل للرأي فيه ‪ ،‬فهو ف حكم الرفوع إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما يدل على ذلك حديث عائشة الذكور ‪.‬‬
‫فالنب صلى ال عليه وسلم طاف طاهرا وقال ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪. )3‬‬

‫‪) (1‬من برنامج (نور على الدرب)‬


‫‪) (2‬رواه بنحوه المام أحد ف (مسند الكيي) حديث رجل أدرك النب صلى ال عليه وسلم برقم ‪ ، 14997‬والنسائي ف (مناسك‬
‫الج ) باب إباحة الكلم ف الطواف برقم ‪2922‬‬
‫‪) (3‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫س‪ :‬ل قريبة اعتمرت ف رمضان ولا دخلت الرم أحدثت حدثا أصغر ‪ ،‬خرج منها ريح‬
‫وخجلت أن تقول لهلها أريد أن أتوضأ ‪ ،‬ث طافت ولا انتهت من الطواف ذهبت لوحدها‬
‫(‪)4‬‬
‫وتوضأت ث أتت السعي ‪ ،‬فهل عليها دم أم كفارة ؟ وجزاكم ال خيا‬

‫ج‪ :‬طوافها غي صحيح ؛ لن من شرط صحة الطواف الطهارة كالصلة ‪ ،‬فعليها أن ترجع‬
‫إل مكة وتطوف بالبيت ‪ ،‬ويستحب لا أن تعيد السعي ؛ لن أكثر أهل العلم ل ييز تقديه‬
‫على الطواف ‪ ،‬ث تقصر من جيع رأسها وتل ‪ ،‬وإن كانت ذات زوج وقد جامعها زوجها‬
‫فعليها دم يذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬وعليها أن تأت بعمرة جديدة من اليقات الذي أحرمت منه‬
‫للعمرة الول ؛ لن العمرة فسدت بالماع ‪ ،‬فعليها أن تفعل ما ذكرنا ث تأت بالعمرة‬
‫الديدة من اليقات الذي أحرمت للعمرة الول منه ‪ ،‬سواء كان ذلك ف الال أو ف وقت‬
‫آخر ‪ ،‬حسب طاقتها ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫س‪ :‬امرأة تطهرت ث نامت ف السيارة وهي ف طريقها إل مكة ‪ ،‬ث طافت ول تتوضأ ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وبقيت متمتعة حت الج وقضت حجها وحلت إحرامها فماذا عليها ؟ جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬بسم ال ‪ ،‬والمد ل ‪ .‬إذا كان النوم الذي جاءها كان على صفة النعاس فل حرج ‪،‬‬
‫فالنعاس ل ينقض الوضوء ‪ ،‬أما إذا كانت مستغرقة ف النوم الذي ينقض الوضوء فحكمها‬
‫حكم من ل يطف بالبيت ‪ ،‬فتكون قارنة ‪ ،‬وطواف الفاضة وسعي الفاضة يكون عن طواف‬
‫العمرة وسعيها ‪ ،‬والمد ل ‪.‬‬

‫من قطع طوافه لدث أو لاجة هل يستأنفه أم يبن على ما مضى‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬رجل شرع ف الطواف فخرج منه ريح ‪ ،‬هل يلزمه قطع طوافه أم يستمر ؟‬

‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من ملة (الدعوة)‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) ف العدد ‪ 1445‬بتاريخ ‪7/1/1415‬هـ ‪ ،‬وقد سبق نشره ف الجلد ‪ 10‬ص ‪ 142‬من هذا الجموع‬
‫‪) (3‬نشر ف (الجلة العربية) العدد ‪ 156‬لشهر ذي الجة ‪1410‬هـ ‪ ،‬وقد سبق نشره ف ملد ‪ 10‬ص ‪ 160‬من هذا الجموع‬
‫ج‪ :‬إذا أحدث النسان ف الطواف بريح أو بول أو من ‪ ،‬أو مس فرج أو ما أشبه ذلك انقطع‬
‫طوافه كالصلة ‪ ،‬يذهب فيتطهر ث يستأنف الطواف ‪ ،‬هذا هو الصحيح ‪ ،‬والسألة فيها‬
‫خلف ‪ ،‬لكن هذا هو الصواب ف الطواف والصلة جيعا ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬إذا فسا أحدكم ف الصلة فلينصرف ‪ ،‬وليتوضأ ‪ ،‬وليعد الصلة " (‪ )1‬رواه أبو داود‬
‫وصححه ابن خزية ‪ ،‬والطواف من جنس الصلة ف الملة ‪ ،‬لكن لو قطعه لاجة مثلً ‪،‬‬
‫كمن طاف ثلثة أشواط ث أقيمت الصلة فإنه يصلي ث يرجع فيبدأ من مكانه ول يلزمه‬
‫الرجوع إل الجر السود ‪ ،‬بل يبدأ من مكانه ويكمل ‪ ،‬خلفا لا قاله بعض أهل العلم ‪ :‬إنه‬
‫يبدأ من الجر السود ‪ .‬والصواب ‪ :‬ل يلزمه ذلك ‪ ،‬كما قال جاعة من أهل العلم ‪ ،‬وكذا‬
‫لو حضر جنازة وصلى عليها ‪ ،‬أو أوقفه أحد يكلمه ‪ ،‬أو زحام ‪ ،‬أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬فإنه‬
‫يكمل طوافه ‪ ،‬ول حرج عليه ف ذلك ‪ .‬وال ول التوفيق‪.‬‬

‫حكم طواف من خرج من جرحه دم‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ف حالة طواف حدث ل جرح خرج منه دم فهل يؤثر ذلك علي ؟‬

‫ج‪ :‬الرجح أنه ل يؤثر عليك إن شاء ال وطوافك صحيح ؛ لن خروج الدم بالرح فيه‬
‫خلف هل ينقض الوضوء أم ل ؟ وليس هناك دليل واضح على نقضه الوضوء ولسيما إذا‬
‫كان الدم قليلً فإنه ل يضر ‪ ،‬وبكل حال فالصواب ف هذه السالة صحة الطواف ‪ ،‬إذ الصل‬
‫صحة الطواف ‪ ،‬وبطلنه مشكوك فيه ‪ ،‬واللف فيه معروف ‪ ،‬فالفضل هو سلمة الطواف‬
‫وصحته ‪ ،‬هذا هو الصل وهذا هو الرجح ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه أبو داود ف (الطهارة) باب من يدث ف الصلة برقم ‪ ، 205‬وف (الصلة ) باب إذا أحدث ف صلته برقم ‪1005‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 4‬ص ‪ ، 77‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) ص ‪34‬‬
‫حكم طواف من لمس امرأة أجنبية‬
‫س‪ :‬رجل كان يطوف طواف الفاضة ف زحام شديد ولمس جسم امرأة أجنبية عنه هل‬
‫(‪)1‬‬
‫يبطل طوافه ويبدأه من جديد قياسا على الوضوء أم ل ؟‬

‫ج‪ :‬لس النسان جسم الرأة حال طوافه أو حال الزحة ف أي مكان ل يضر طوافه ‪ ،‬ول‬
‫يضر وضوءه ‪ ،‬ف أصح قول العلماء ‪ .‬وقد تنازع الناس ف لس الرأة هل ينقض الوضوء ؟‬
‫على أقوال ‪:‬‬
‫قيل‪ :‬ل ينقض مطلقا ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ينقض مطلقا ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ينقض إن كان مع الشهوة ‪.‬‬
‫والرجح من هذه القوال والصواب منها أنه ل ينقض الوضوء مطلقا ‪ ،‬وأن الرجل إذا مس‬
‫الرأة أو قبلها ل ينتقض وضوءه ف أصح القوال ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫قبّل بعض نساءه ث صلى ول يتوضأ ‪ ،‬ولن الصل سلمة الوضوء وسلمة الطهارة ‪ ،‬فل‬
‫يوز القول بأنا منتقضة بشيء إل بجة قائمة ل معارض لا ‪ ،‬وليس هنا حجة قائمة تدل‬
‫على نقض الوضوء بلمس الرأة مطلقا ‪ .‬أما قوله تعال ‪" :‬أو لمستم النساء" (‪ ، )2‬فالصواب‬
‫ف تفسيها أن الراد با الماع وهكذا القراءة الخرى (( أو ل مستم النساء )) فالراد با‬
‫الماع ‪ ،‬كما قال ابن عباس وجاعة ‪ ،‬وليس الراد به مرد مس الرأة كما يروى عن ابن‬
‫مسعود رضي ال عنه ‪ ،‬بل الصواب ف ذلك هو الماع كما يقوله ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما وجاعة ‪.‬‬
‫وبذا يُعلم أن الذي مس جسمه جسم امرأة ف الطواف أن طوافه صحيح ‪ ،‬وهكذا الوضوء ‪،‬‬
‫ولو مس امرأته أو قبلها فوضوئه صحيح ما ل يرج منه شيء ‪ ،‬لكن ليس له أن يس جسم‬
‫امرأة ليست مرما له على وجه العمد ‪.‬‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1411‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة) ص ‪ ، 32‬وف ملة (العال السلمي) ف ذي القعدة عام ‪1406‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة الائدة ‪ ،‬الية ‪6‬‬
‫حكم استلم الركن اليمان من الكعبة‬
‫س‪ :‬ما حكم السح أو الشارة إل الركن النوب الغرب للكعبة الشرفة أثناء الطواف وكم‬
‫عدد التكبيات الت تقال عنده وعند الجر السود ؟ أفيدونا جزاكم ال خيا (‪. )1‬‬

‫ج‪ :‬يشرع للطائف أن يستلم الجر السود والركن اليمان ف كل شوط من أشواط الطواف‬
‫‪ ،‬كما يستحب له تقبيل الجر السود خاصة ف كل شوط مع الستلم ‪ ،‬حت ف الشوط‬
‫الخي إذا تيسر ذلك من دون مشقة ‪ ،‬أما مع الشقة فيكره له الزحام ويشرع أن يشي إل‬
‫الجر السود بيده أو عصاه ويكب ‪ ،‬أما الركن اليمان فلم يرد فيما نعلم ما يدل على‬
‫الشارة إليه ‪ ،‬وإنا يستلمه بيمينه إذا استطاع من دون مشقة ول يقبله ‪ ،‬ويقول ‪ :‬بسم ال‬
‫وال أكب" أو "ال أكب" ‪ ،‬أما مع الشقة فل يشرع له استلمه ‪ ،‬ويضي ف طوافه من دون‬
‫إشارة أو تكبي ؛ لعدم ورود ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم ول عن أصحابه رضي ال‬
‫عنهم – كما أوضحت ذلك ف كتاب (التحقيق واليضاح لكثي من مسائل الج والعمرة‬
‫والزيارة) ‪.-‬‬
‫أما التكبي فيكون مرة واحدة ول أعلم ما يدل على شرعية التكرار ‪ ،‬ويقول ف طوافه كله ما‬
‫تيسر من الدعوات والذكار‬
‫الشرعية ‪ ،‬ويتم كل شوط با ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه كان يتم به كل‬
‫شوط ‪ ،‬وهو الدعاء الشهور ‪" :‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار"‬
‫(‪. )2‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1562‬وتاريخ ‪28/5/1417‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض ) العدد ‪ 10868‬ف‬
‫‪29/11/1418‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (الدعوة) الزء الول ص ‪ ، 131‬وف جريدة (البلد) العدد ‪ 14903‬ف ‪9/12/1417‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪201‬‬
‫وجيع الذكار والدعوات ف الطواف والسعي سنة وليست واجبة ‪ .‬أما الركنان اللذان يليان‬
‫الجر فل يشرع مسحهما ول أن يصا بذكر أو دعاء ؛ لن ذلك ل ينقل عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وقد قال ال سبحانه ‪" :‬لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة"(‪ . )1‬وقال‬
‫عليه الصلة والسلم ‪" :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد " (‪ )2‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫س‪ :‬رأيت الناس يتمسحون بالقام ويبونه ويتمسحون بأطراف الكعبة ‪ ،‬وضح الكم ف‬
‫(‪)3‬‬
‫ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬التمسح بالقام أو بدران الكعبة أو بالكسوة كل هذا أمر ل يوز ول أصل له ف الشريعة‬
‫‪ ،‬ول يفعله النب صلى ال عليه وسلم وإنا قبّل الجر السود واستلمه واستلم‬
‫جدران الكعبة من الداخل ‪ ،‬لا دخل الكعبة ألصق صدره وذراعيه وخده ف جدارها وكب ف‬
‫نواحيها ودعا ‪ ،‬أما ف الارج فلم يفعل صلى ال عليه وسلم شيئا من ذلك فيما ثبت عنه ‪،‬‬
‫وقد روي عنه صلى ال عليه وسلم أنه التزم اللتزم بي الركن والباب ‪ ،‬ولكنها رواية‬
‫ضعيفة ‪ ،‬وإنا فعل ذلك بعض الصحابة رضوان ال عليهم ‪ .‬فمن فعله فل حرج ‪ ،‬واللتزم ل‬
‫بأس به ‪ ،‬وهكذا تقبيل الجر سنة ‪.‬‬
‫أما كونه يتعلق بكسوة الكعبة أو بدرانا أو يلتصق با ‪ ،‬فكل ذلك ل أصل له ول ينبغي فعله‬
‫؛ لعدم نقله عن النب صلى ال عليه وسلم ول عن الصحابة رضي ال عنهم ‪ ،‬وكذلك‬
‫التمسح بقام إبراهيم أو تقبليه كل هذا ل أصل له ول يوز فعله ؛ لنه من البدع الت أحدثها‬
‫الناس ‪.‬‬
‫أما سؤال الكعبة أو دعاؤها أو طلب البكة منها فهذا شرك أكب ل يوز ‪ ،‬وهو عبادة لغي‬
‫ال ‪ ،‬فالذي يطلب من الكعبة أن تشفي مريضه أو يتمسح بالقام يرجو الشفاء منه فهذا ل‬
‫يوز ‪ ،‬بل هو شرك أكب – نسأل ال السلمة‪.-‬‬

‫‪) (1‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪21‬‬


‫‪) (2‬رواه البخاري معلقا ف باب النجش ‪ ،‬ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 10‬ف ‪11/12/1410‬هـ‬
‫الدعاء ف الطواف‬
‫س‪ :‬عن مدى صحة الدعاء أثناء الج أو العمرة ف الطواف بـ (أخرجن من الظلمات إل‬
‫النور) ‪ ،‬وهل للطواف والسعي ف الج أدعية مددة كما ف كتاب يقرؤه الجاج والعتمرون‬
‫‪ ،‬أم أن الدعاء با ورد وصح من آيات وأحاديث بدون تديد أول ؟ أفتون مأجورين‬
‫(‪)1‬‬
‫وجزيتم خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬يشرع ف الدعاء والذكر والطواف والسعي با يسر ال من الذكار الشرعية والدعوات‬
‫الطيبة الت ل مذور فيها ‪ ،‬وليس ف ذلك شيء مدود ‪ ،‬إل أنه يستحب ختم كل شوط من‬
‫أشواط الطواف السبعة بالدعاء العروف ‪" :‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا‬
‫عذاب النار" (‪ ، )2‬بي الركني ‪ :‬اليمان والسود ؛ لثبوت ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ،‬كما يشرع التكبي عند استلم الجر السود وتقبيله ‪ ،‬وعند الشارة إليه إذا ل يتيسر‬
‫استلمه ‪ ،‬وهكذا يشرع عند استلم الركن اليمان أن يقول الطائف ‪" :‬بسم ال وال أكب" ‪.‬‬
‫ويشرع على الصفا والروة جيع الذكار والدعاء الواردة عن النب صلى ال عليه وسلم مع‬
‫رفع اليدين واستقبال الكعبة وقراءة قوله تعال ‪" :‬إن الصفا والروة من شعائر ال"(‪،)3‬‬
‫عند البدء ف السعي كما فعل النب صلى ال عليه وسلم قائلً ‪" :‬إن الصفا والروة من شعائر‬
‫ال" نبدأ با بدأ ال به " (‪ . )4‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم الطواف وراء القام أو وراء زمزم‬


‫(‪)5‬‬
‫س‪ :‬ما حكم الطواف وراء القام أو وراء زمزم ؟‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬


‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪201‬‬
‫‪) (3‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪158‬‬
‫‪) (4‬رواه مسلم ف (الج) باب حجة النب صلى اله عليه وسلم برقم ‪1218‬‬
‫‪) (5‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1411‬هـ‬
‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك حت لو طاف ف الروقة أجزأه ذلك ‪ ،‬ولكن كل ما دنا من الكعبة كان‬
‫أفضل ‪ ،‬وإذا كان هناك سعة وليس فيه زحة فدنا من الكعبة فهو أفضل ‪ ،‬وإن شق عليه ذلك‬
‫طاف من بعيد ‪ ،‬ول حرج ف ذلك ‪.‬‬

‫الكثار من الطواف والصلة‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل الفضل تكرار الطواف أم التطوع بصلة ؟‬

‫ج‪ :‬ف التفضيل بينهما خلف ‪ ،‬لكن الول أن يمع بي المرين فيكثر من الصلة والطواف‬
‫حت يمع بي اليين ‪ ،‬وبعض العلماء فضل الطواف ف حق الغرباء ؛ لنم ل يدون الكعبة‬
‫ف بلدانم ‪ ،‬فاستحب أن يكثروا من الطواف ماداموا بكة ‪ ،‬وقوم فضلوا الصلة ؛ لنا أفضل‬
‫من الطواف ‪ ،‬فالفضل والول فيما أرى أن يكثر من هذا ويكثر من هذا ‪ ،‬وإن كان غريبا ‪،‬‬
‫حت ل يفوته فضل أحدها ‪ ،‬يساهم ف هذا وف هذا ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬هل الرسول عليه الصلة والسلم ف آخر شوط من طوافه كب ؟‬

‫ج‪ :‬نعم كان النب صلى ال عليه وسلم كلما حاذى الجر كب ف الشوط الخي والشوط‬
‫الول والشواط الت بينها ‪.‬‬

‫حكم من شك هل أت سبعة أشواط أم ل‬


‫س‪ :‬ما حكم من ل يدقق ف طواف القدوم أي ساوره شك ف أنه أت سبعة أشواط أو ل يتم‬
‫(‪)3‬‬
‫ث سعى ؟‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1411‬هـ‬


‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس السجد الرام عام ‪1418‬هـ‬
‫ج‪ :‬إذا كان الشك طرأ عليه بعد الطواف أو حي النصراف من الطواف فالشك الطارئ ل‬
‫يلتفت إليه ‪ ،‬أما إذا كان الشك وهو يطوف فالواجب أن يتمم ‪ ،‬فإذا شك هل طاف ستة أو‬
‫سبعة فعليه أن يكمل السابع ‪ ،‬أما إذا كان الشك ل يطرأ إل بعد ذلك ‪ ،‬وهو فيما يظهر له‬
‫أن مكمل ث جاءه الشيطان وشككه فيما بعد ‪ ،‬فليس على التشكيك عمل ‪ ،‬وعليه إذا كان‬
‫الشك من حي الطواف أن يعيد الطواف ‪ ،‬إن كان طواف القدوم لن جاء من بلد‬
‫خارجية ‪ ،‬وطواف القدوم من البلد الارجية يزئه عنه طواف الفاضة بعد ذلك إذا كان‬
‫قارنا أو مفردا وبقي على إحرامه فإن طوافه بعد الج يكفيه عن طواف القدوم ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫متمتعا وطاف طواف القدوم ول يزم تلك الساعة فإنه يعتب كأنه ما طاف ‪ ،‬لكن يكون‬
‫قارنا إذا كان متمتعا وأحرم بالج يكون قارنا ؛ لن طوافه يعتب لغيا ‪ ،‬أما إذا كان الشك‬
‫طرأ بعد ذلك فل يعتب هذا الشك ؛ لن الشك بعد العبادة ل يلتفت إليه‪.‬‬

‫حكم دخول النساء إل مكة وقت الزحام‬


‫س‪ :‬ما رأيكم ف دخول الرأة للطواف ف ليال الُمع وغيها مع ما تعلمون من الزدحام ؟‬
‫(‪)1‬‬

‫ج‪ :‬عدم دخول النساء إل مكة من اجل الطواف أفضل من دخولن ؛ لنن ف الغلب ل‬
‫يصل منهن التحجب الشروع ‪ ،‬ول يصل منهن التحرز من مزاحة الرجال عند الجر‬
‫وغيه ‪ ،‬وبذلك يعلم أن عدم دخولن أول وأفضل من دخولن ؛ لن درء الفاسد مقدم على‬
‫جلب الصال ‪ ،‬ل سيما والصلحة ف دخولن تصهن ‪ ،‬والضرة الاصلة بذلك تضرهن‬
‫وغيهن ‪ ،‬كما هو ظاهر من حال النساء اليوم إل من رحم ال ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫كل طواف يشرع بعده ركعتان‬


‫س‪ :‬هل بعد طواف الفاضة وطواف الوداع صلة ركعتي خلف القام ‪ ،‬وما هو الدليل على‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك ؟ جزاكم ال خيا ‪.‬‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة (الامعة السلمية)‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫ج‪ :‬كل طواف يشرع بعده ركعتان خلف القام ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫طاف صلى ركعتي ‪ .‬والنب صلى ال عليه وسلم لا طاف طواف الوداع ف حجته صلى‬
‫ركعتي ث سافر عليه الصلة والسلم للمدينة ‪ .‬ومن ل يتيسر له أن يصلي خلف القام صلى‬
‫ف أي مكان ف السجد ‪ .‬وال الوفق ‪.‬‬

‫ركعتا الطواف خلف القام سنة وليست واجبة‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل ركعتا الطواف خلف القام تلزم لكل طواف وما حكم من نسيها ؟‬

‫ج‪ :‬ل تلزم خلف القام ‪ ،‬تزئ الركعتان ف كل مكان من الرم ‪ .‬ومن نسيها فل حرج عليه‬
‫؛ لنا سنة وليست واجبة ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫س‪ :‬هل يب على الطائف بالكعبة الشرفة أن يصلي ركعت الطواف خلف مقام إبراهيم أو‬
‫(‪)2‬‬
‫يوز أن يصليهما ف أي مكان من الرم ؟‬

‫ج‪ :‬ل يب على الطائف أن يصلي الركعتي خلف مقام إبراهيم ولكن يشرع له ذلك إذا‬
‫تيسر من دون مشقة ‪ ،‬وإن صلها ف أي مكان من السجد الرام أو ف أي مكان من الرم‬
‫أجزأه ذلك ‪ ،‬ول يشرع له أن يزاحم الطائفي لدائهما حول القام ‪ ،‬بل ينبغي له أن يتباعد‬
‫عن الزحام وأن يصليهما ف بقية السجد الرام ؛ لن عمر رضي ال عنه صلى ركعت‬
‫الطواف ف بعض طوافه بذي طوى وهي من الرم لكنها خارج السجد الرام ‪ ،‬وكذلك أم‬
‫سلمة رضي ال عنها صلت لطواف الوداع خارج السجد الرام ‪ ،‬والظاهر أن سبب ذلك‬
‫الزحام ‪ ،‬أو أرادت بذلك أن تبي للناس التوسعة الشرعية ف هذا المر ‪.‬‬

‫الشرب من ماء زمزم سنة‬


‫‪) (1‬نشر ف جريدة الدينة العدد ‪8602‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1679‬ف ‪ 25‬شوال ‪1419‬هـ‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل هناك حديث صحيح عن فائدة ماء زمزم ؟‬

‫ج‪ :‬ماء زمزم قد دلت الحاديث الصحيحة على أنه ماء شريف وماء مبارك ‪ ،‬وقد ثبت ف‬
‫الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف زمزم ‪" :‬إنا مباركة إنا طعام طعم" (‪، )2‬‬
‫زاد ف رواية عند أب داود بسند جيد ‪" :‬وشفاء سقم" (‪. )3‬‬
‫فهذا الديث يدل على فضلها ‪ ،‬وأنا طعام طعم وشفاء سقم ‪ ،‬وأنا مباركة ‪ ،‬والسنة الشرب‬
‫منها كما شرب منها النب صلى ال عليه وسلم ولا فيها من البكة ‪ ،‬وهي طعام طيب طعام‬
‫مبارك طعام يشرع التناول منه إذا تيسر ‪ ،‬كما فعله النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهذا الديث‬
‫الصحيح يدلنا على ما تقدم من فضلها ‪ ،‬وأنا مباركة ‪ ،‬وأنا طعام طعم وشفاء سقم ‪ ،‬وأنه‬
‫يستحب للمؤمن أن يشرب منها إذا تيسر له ذلك ‪ ،‬ويوز له الوضوء منها ‪ ،‬ويوز أيضا‬
‫الستنجاء منها ‪ ،‬والغسل من النابة إذا دعت الاجة إل ذلك ‪ ،‬وقد ثبت عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه نبع الاء من بي أصابعه ‪ ،‬ث أخذ الناس حاجتهم من هذا الاء ليشربوا وليتوضئوا‬
‫وليغسلوا ثيابم وليستنجوا ‪ ،‬كل هذا واقع ‪ ،‬وماء زمزم إن ل يكن مثل الاء الذي نبع من بي‬
‫أصابع النب صلى ال عليه وسلم ل يكن فوق ذلك ‪ ،‬فكلها ماء شريف ‪ ،‬فإذا جاز الوضوء‬
‫والغتسال والستنجاء ‪ ،‬وغسل الثياب من الاء الذي نبع من بي أصابعه صلى ال عليه وسلم‬
‫فهكذا يوز من ماء زمزم ‪.‬‬
‫وبكل حال فهو ماء طهور طيب يستحب الشرب منه ‪ ،‬ول حرج ف الوضوء منه ‪ ،‬ول حرج‬
‫ف غسل الثياب منه ‪ ،‬ول حرج ف الستنجاء منه إذا دعت الاجة إل ذلك ‪ .‬والمد ل ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) لسماحته ص ‪ ، 131‬وف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد‬
‫العاشر سنة ‪1410‬هـ‬
‫‪) (2‬رواه مسلم ف (فضائل الصحابة) باب فضائل أب ذر برقم ‪2473‬‬
‫‪) (3‬رواه أبو داود الطيالسي ف مسنده برقم ‪457‬‬
‫صفة السعي‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما هي صفة السعي ‪ ،‬ومن أي مكان يبدأ الساعي ‪ ،‬وما عدد أشواطه ؟‬

‫ج‪ :‬يبدأ من الصفا ويتم بالروة ‪ ،‬والعدد سبعة أشواط ‪ ،‬أولا يبدأ بالصفا وآخرها ينتهي‬
‫بالروة ‪ ،‬يذكر ال فيها ويسبحه ويدعو ‪ ،‬ويكرر الدعاء والتكبي على الصفا والروة ثلث‬
‫مرات ‪ ،‬رافعا يديه مستقبلً القبلة ؛ لفعله صلى ال عليه وسلم ذلك ‪.‬‬

‫حكم من نسي بعض أشواط السعي‬


‫(‪)2‬‬
‫ل فماذا عليه ؟‬
‫س‪ :‬رجل أتى بعمرة وترك أربعة أشواط من السعي نسيانا أو جه ً‬

‫ج‪ :‬عليه أن يكملها فيأت با حت يتم سعيه سواء كان ف الج أو ف العمرة ‪ ،‬وإن سافر إل‬
‫بلده فعليه أن يرجع إل مكة ويكمل الشواط الت تركها حت تتم عمرته ‪ ،‬وهو ف حكم‬
‫الحرام الذي ينعه من أهله حت يكمل عمرته ‪ ،‬وإن أعاد السعي كله فهو أحوط‪.‬‬

‫ل تشترط الوالة بي أشواط السعي‬


‫س‪ :‬جاعة سعوا بي الصفا والروة فأتوا بمسة أشواط ث خرجوا من السعى ول يذكروا‬
‫(‪)3‬‬
‫الشوطي الباقيي إل بعد أن تولوا إل رحالم فما الكم ؟‬
‫ج‪ :‬هؤلء الذين سعوا خسة أشواط ث ذهبوا إل رحالم ول يتذكروا الشوطي الخرين ‪،‬‬
‫عليهم الرجوع حت يكملوا الشوطي ول حرج ‪ ،‬وهذا هو الصواب ؛ لن الوالة بي أشواط‬
‫السعي ل تشترط على الراجح ‪ ،‬وغن أعادوه من أوله فل بأس ‪ ،‬لكن الصواب أنه يكفيهم أن‬
‫يأتوا بالشوطي ويكملوا ‪ ،‬هذا هو الرجح من قول العلماء ف ذلك ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬ف ‪12/12/1411‬هـ‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) ف العدد ‪ 10‬ف ‪10/12/1410‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) ص ‪34‬‬
‫حكم من بدأ بالروة ف السعي‬
‫س‪ :‬أنا شيخ كبي وطفت للعمرة ث سعيت سبعة أشواط ولكن بدأت من الروة وقصرت ف‬
‫(‪)1‬‬
‫الصفا ولبست الخيط ‪ ،‬فما حكم ذلك ؟‬
‫ج‪ :‬هذا عليه أن يأت بشوط آخر ؛ لنه فاته شوط ‪ ،‬إل إذا كان سعى ثانية أشواط فل حرج‬
‫‪ ،‬والشوط الول يكون لغيا ل يضره ؛ لكونه بدأ من الروة ‪ ،‬القصود أنه إذا كان بدأ‬
‫بالروة وختم بالصفا ثانية أشواط يكون له منها سبعة أشواط كاملة ‪ ،‬أما إن كانت سبعة فقد‬
‫فاته شوط وعليه تكملته ‪ ،‬ويعيد تقصي رأسه حت تتم عمرته ‪ ،‬والتقصي الول ل يكفيه ؛‬
‫لنه قصر قبل أن يكمل السعي ‪ ،‬والشوط الول الذي بدأه من الروة ل يعتب‪.‬‬

‫يب اللق أو التقصي على الاج وإن كان ينوي أن يضحي‬


‫س‪ :‬ساحة الشيخ ‪ /‬الرجل ينوي الج ويعقد‬
‫النية أن يكون متمتعا وهو وصي على أضاحي ‪ ،‬فما الكم إذا رغب ف إحلل إحرامه بعد‬
‫(‪)2‬‬
‫أداء مناسك العمرة ؟‬
‫ج‪ :‬يب عليه اللق أو التقصي ‪ ،‬سواء كان وكيلً أو مضحيا عن نفسه ‪ ،‬إذا كان متمتعا‬
‫بالعمرة قبل أن يفعل شيئا من مظورات الحرام ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )1‬يوم التروية‬
‫هكذا حج الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫المد ل وحده والصلة والسلم على عبده ورسوله نبينا ممد وعلى آله وأصحابه ومن‬
‫(‪)3‬‬
‫تبعهم بإحسان على يوم الدين ‪.‬‬
‫أيها السلمون من حجاج بيت ال الرام ‪:‬‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 10‬ف ‪11/12/1410‬هـ‬
‫‪) (2‬إجابة صدرت من مكتب ساحته عن أسئلة مقدمة من مندوب جريدة (الزيرة) بالسليل‬
‫أسأل ال لنا ولكم التوفيق لا يرضيه والعافية من مضلت الفت ‪ ،‬كما أسأله سبحانه أن‬
‫يوفقكم جيعا لداء مناسككم على الوجه الذي يرضيه ‪ ،‬وأن يتقبل منكم ‪ ،‬وأن يردكم إل‬
‫بلدكم سالي موفقي إنه خي مسؤول ‪.‬‬
‫أيها السلمون ‪:‬‬
‫إن وصيت للجميع هي تقوى ال سبحانه ف جيع الحوال ‪ ،‬والستقامة على دينه ‪ ،‬والذر‬
‫من أسباب غضبه ‪ ،‬وإن أهم الفرائض وأعظم الواجبات هو توحيد ال والخلص له ف جيع‬
‫العبادات ‪ ،‬مع العناية باتباع رسوله صلى ال عليه وسلم ف القوال والعمال ‪ ،‬وأن تؤدوا‬
‫مناسك الج وسائر العبادات على الوجه الذي شرعه ال لعباده على لسان رسوله وخليله‬
‫وصفوته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وإن أعظم‬
‫النكرات وأخطر الرائم هو الشرك بال سبحانه ن وهو صرف العبادة أو بعضها لغيه‬
‫(‪)1‬‬
‫سبحانه لقول ال عز وجل ‪" :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء "‬
‫‪ .‬وقوله سبحانه ماطبا نبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ولقد أوحي إليك وإل الذين من‬
‫قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين " (‪. )2‬‬
‫حجاج بيت ال الرام ‪:‬‬
‫إن نبينا صلى ال عليه وسلم ل يج بعد هجرته إل الدينة إل حجة واحدة وهي حجة الوداع‬
‫‪ ،‬وذلك ف آخر حياته صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقد علم الناس فيها مناسكهم بقوله وفعله ‪،‬‬
‫وقال لم صلى ال عليه وسلم ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪ )3‬فالواجب على السلمي جيعا أن‬
‫يتأسوا به ف ذلك وأن يؤدوا مناسكهم على الوجه الذي شرعه لم ؛ لنه صلى ال عليه‬
‫وسلم هو العلم الرشد وقد بعثه ال رحة للعالي وحجة على العباد أجعي ‪ ،‬وأمر ال عباده‬
‫بأن يطيعوه وبي أن اتباعه هو سبب دخول النة والنجاة من النار ‪ ،‬وأنه الدليل على صدق‬

‫‪) (3‬نشر ف كتاب (فتاوى وتنبيهات ونصائح ) ‪ ،‬طبع مكتبة السنة بصر ‪ ،‬وف ملة (التوحيد) الت تصدر عن جاعة أنصار السنة‬
‫الحمدية بصر‬
‫‪) (1‬سورة النساء ‪ ،‬الية ‪48‬‬
‫‪) (2‬سورة الزمر ‪ ،‬الية ‪65‬‬
‫‪) (3‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫حب العبد لربه وعلى حب ال للعبد ‪ ،‬كما قال ال تعال ‪" :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما‬
‫ناكم عنه فانتهوا " (‪ ، )1‬وقال سبحانه ‪" :‬وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول‬
‫لعلكم ترحون " (‪ ، )2‬وقال عز وجل ‪" :‬من يطع الرسول فقد أطاع ال " (‪ ، )3‬وقال سبحانه‬
‫‪" :‬لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم الخر وذكر ال كثيا "‬
‫(‪ ، )4‬وقال سبحانه ‪" :‬ومن يطع ال ورسوله يدخله جنات تري من تتها النار خالدين فيها‬
‫وذلك الفوز العظيم ‪ .‬ومن يعص ال ورسوله يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهي " (‪، )5‬‬
‫وقال عز وجل ‪" :‬قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا الذي له ملك السموات‬
‫والرض ل إله إل هو ييي وييت فآمنوا بال ورسوله النب المي الذي يؤمن بال وكلماته‬
‫واتبعوه لعلكم تتدون " (‪ ، )6‬وقال تعال ‪" :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر‬
‫لكم ذنوبكم " (‪ ، )7‬واليات ف هذا العن كثية ‪ .‬فوصيت لكم جيعا ولنفسي تقوى ال ف‬
‫جيع الحوال ‪ ،‬والصدق ف متابعة نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم ف أقواله وأفعاله لتفوزوا‬
‫بالسعادة والنجاة ف الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫حجاج بيت ال الرام ‪:‬‬
‫إن نبينا ممدا صلى ال عليه وسلم لا كان يوم الثامن من ذي الجة توجه من مكة الكرمة‬
‫إل من ملبيا ‪ ،‬وأمر أصحابه رضي ال عنهم أن يهلوا بالج من منازلم ويتوجهوا إل من ول‬
‫يأمر بطواف الوداع ‪ ،‬فدل ذلك على أن السنة لن أراد الج من أهل مكة وغيهم من‬
‫القيمي فيها ومن الحلي من عمرتم وغيهم من الجاج أن يتوجهوا إل من ف اليوم الثامن‬
‫ملبي بالج وليس عليهم أن يذهبوا إل السجد الرام للطواف بالكعبة طواف الوداع ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة الشر ‪ ،‬الية ‪7‬‬


‫‪) (2‬سورة النور ‪ ،‬الية ‪56‬‬
‫‪) (3‬سورة النساء ‪ ،‬الية ‪80‬‬
‫‪) (4‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪21‬‬
‫‪) (5‬سورة النساء ‪ ،‬اليتان ‪14 ،13‬‬
‫‪) (6‬سورة العراف ‪ ،‬الية ‪158‬‬
‫‪) (7‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪31‬‬
‫ويستحب للمسلم عند إحرامه بالج أن يفعل ما يفعله ف اليقات عند الحرام من الغسل‬
‫والطيب والتنظيف ‪ ،‬كما أمر النب صلى ال عليه وسلم عائشة بذلك لا أرادت الحرام بالج‬
‫وكانت قد أحرمت بالعمرة فأصابا اليض عند دخول مكة وتعذر عليها الطواف قبل‬
‫خروجها إل من فأمرها صلى ال عليه وسلم أن تغتسل وتل بالج ففعلت ذلك فصارت‬
‫قارنة بي الج والعمرة ‪ .‬وقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال عنهم‬
‫ف من الظهر والعصر والغرب والعشاء والفجر قصرا دون جع وهذا هو السنة تأسيا به صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ويسن للحجاج ف هذه الرحلة أن يشتغلوا بالتلبية وبذكر ال عز وجل وقراءة القرآن وغي‬
‫ذلك من وجوه الي كالدعوة إل ال والمر بالعروف والنهي عن النكر والحسان إل‬
‫الفقراء ‪ ،‬فلما طلعت الشمس يوم عرفة توجه صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال عنهم‬
‫إل عرفات منهم من يلب ومنهم من يكب ‪ ،‬فلما وصل عرفات نزل بقبة من شعر ضربت له‬
‫بنمرة غرب عرفة واستظل با عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فدل ذلك على جواز أن يستظل الجاج‬
‫باليام والشجر ونوها ‪.‬‬
‫فلما زالت الشمس ركب دابته عليه الصلة والسلم وخطب الناس وذكرهم ‪ ،‬وعلمهم‬
‫مناسك حجهم ‪ ،‬وحذرهم من الربا وأعمال الاهلية ‪ ،‬واخبهم أن دماءهم وأموالم‬
‫وأعراضهم عليهم حرام ‪ ،‬وأمرهم بالعتصام بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫وأخبهم أنم لن يضلوا ما داموا معتصمي بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫فالواجب على جيع السلمي أن يلتزموا بذه الوصية وأن يستقيموا عليها أينما كانوا ‪ ،‬ويب‬
‫على حكام السلمي جيعا أن يعتصموا بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأن‬
‫يكموها ف جيع شئونم ‪ ،‬وأن يلزموا شعوبم بالتحاكم لما وذلك هو طريق العزة والكرامة‬
‫والسعادة والنجاة ف الدنيا والخرة ‪ .‬وفق ال الميع لذلك ‪ .‬ث إنه صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى بالناس الظهر والعصر قصرا وجعا جع تقدي بأذان واحد وإقامتي بعد زوال الشمس‬
‫ول يفصل بينهما بصلة ث توجه إل الوقف واستقبل القبلة ووقف على دابته يذكر ال‬
‫ويدعوه ويرفع يديه بالدعاء حت غابت الشمس وكان مفطرا ذلك اليوم ‪ ،‬فعلم بذلك أن‬
‫الشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله صلى ال عليه وسلم ف عرفات وأن يشتغلوا بذكر ال‬
‫والدعاء والتلبية إل غروب الشمس وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء وأن يكونوا مفطرين ل‬
‫صائمي ‪ .‬وقد صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬ما من يوم أكثر عتقا من‬
‫النار من يوم عرفة وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بم ملئكته " (‪ ، )1‬وروي عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أن ال يقول يوم عرفة للئكته ‪" :‬انظروا إل عبادي أتون شُعثا غبا يرجون رحت‬
‫أشهدكم أن قد غفرت لم " (‪ ، )2‬وصح عنه صلى ال عليه وسلم انه قال ‪" :‬وقفت ها هنا‬
‫وعرفة كلها موقف " (‪. )3‬‬
‫ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد الغروب توجه ملبيا إل مزدلفة وصلى با الغرب‬
‫ثلثا والعشاء ركعتي بأذان واحد وإقامتي قبل حط الرحال ول يصل بينهما شيئا‪ .‬فدل ذلك‬
‫على أن الشروع لميع الجاج البادرة بصلة الغرب والعشاء جعا وقصرا بأذان واحد‬
‫إقامتي من حي وصولم إل مزدلفة قبل حط الرحال ولو كان ذلك ف وقت الغرب تأسيا به‬
‫صلى ال عليه وسلم وعملً بسنته ‪ .‬ث بات با وصلى با الفجر مع سنتها بأذان وإقامة ث أتى‬
‫الشعر فذكر ال عنده وكبه وهلله ودعا ورفع يديه وقال ‪" :‬وقفت ها هنا وجع كلها‬
‫موقف " ‪ .‬فدل ذلك على أن جيع مزدلفة موقف للحجاج يبيت كل حاج ف مكانه ويذكر‬
‫ال ويستغفره ف مكانه ول حاجة إل أن يتوجه إل موقف النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقد‬
‫رخص النب صلى ال عليه وسلم ليلة مزدلفة للضعفة أن ينصرفوا إل من بليل ‪ ،‬فدل ذلك‬
‫على أنه ل حرج على الضعفة من النساء والرضى والشيوخ ومن تبعهم ف التوجه من مزدلفة‬
‫إل من ف النصف الخي من الليل عملً بالرخصة وحذرا من مشقة الزحة ويوز لم أن‬
‫يرموا المرة ليلً كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأساء بنت أب بكر رضي ال عنهم ‪.‬‬
‫وذكرت أساء بنت أب بكر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم أذن للنساء بذلك ‪،‬‬
‫ث إنه صلى ال عليه وسلم بعد ما أسفر جدا دفع إل من ملبيا فقصد جرة العقبة فرماها‬
‫بسبع حصيات يكب مع كل حصاة ث نر هديه ث حلق رأسه ث طيبته عائشة رضي ال‬
‫‪) (1‬رواه مسلم ف (الج) باب ف فضل الج والعمرة ويوم عرفة برقم ‪1348‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند الكثرين من الصحابة) مسند عبد ال بن عمرو بن العاص برقم ‪7049‬‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (الج) باب ما جاء ف أن عرفة كلها موقف برقم ‪1218‬‬
‫عنها ‪ ،‬ث توجه إل البيت فطاف به ‪ ،‬وسئل صلى ال عليه وسلم ف يوم النحر عمن ذبح قبل‬
‫أن يرمي ومن حلق قبل أن يذبح ومن أفاض إل البيت قبل أن يرمي فقال "ل حرج " قال‬
‫الراوي ‪ :‬فما سئل يومئذ عن شيء قدم ول أخر إل قال ‪" :‬افعل ول حرج" (‪ )1‬فعلم بذا أن‬
‫السنة للحجاج أن يبدأوا برمي المرة يوم العيد ث ينحروا إذا كان عليهم هدي ث يلقوا أو‬
‫يقصروا واللق أفضل من التقصي فإن النب صلى ال عليه وسلم دعا بالغفرة والرحة ثلث‬
‫مرات للمحلقي ومرة واحدة للمقصرين ‪ ،‬وبذلك يصل للحاج التحلل الول فيلبس الخيط‬
‫ويتطيب ويباح له كل شيء حرم عليه بالحرام إل النساء ‪ ،‬ث يذهب إل البيت فيطوف به ف‬
‫يوم العيد أو بعده ‪ ،‬ويسعى بي الصفا والروة إن كان متمتعا وبذلك يل له كل شيء حرم‬
‫عليه بالحرام حت النساء ‪.‬‬
‫أما إن كان الاج مفردا أو قارنا فإنه يكفيه السعي الول الذي أتى به مع طواف القدوم ‪،‬‬
‫فإن ل يسع مع طواف القدوم وجب عليه أن يسعى مع طواف الفاضة ‪.‬‬
‫ث رجع صلى ال عليه وسلم إل من فأقام با بقية يوم العيد واليوم الادي عشر والثان عشر‬
‫والثالث عشر يرمي المرات كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال يرمي كل جرة بسبع‬
‫حصيات ويكب مع كل حصاة ويدعو ويرفع يديه بعد الفراغ من المرة الول والثانية ويعل‬
‫الول عن يساره ‪ ،‬والثانية عن يينه ول يقف عند الثالثة ‪ ،‬ث دفع صلى ال عليه وسلم ف‬
‫اليوم الثالث عشر بعد رمي المرات فنل بالبطح وصلى با الظهر والعصر والغرب والعشاء‬
‫‪.‬‬
‫ث نزل إل مكة ف آخر الليل وصلى الفجر بالناس عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وطاف للوداع قبل‬
‫الصلة ‪ ،‬ث توجه بعد الصلة إل الدينة ف صبيحة اليوم الرابع عشر عليه من ربه أفضل‬
‫الصلة والتسليم ‪.‬‬
‫فعلم من ذلك أن السنة للحاج أن يفعل كفعله صلى ال عليه وسلم ف أيام من ‪ ،‬فيمي‬
‫المار الثلث بعد الزوال ف كل يوم كل واحدة بسبع حصيات ‪ ،‬ويكب مع كل حصاة ‪،‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيها برقم ‪ ، 83‬وف ( الج ) باب الذبح قبل اللق برقم ‪، 1721‬‬
‫ومسلم ف (الج ) باب من حلق قبل النحر أو نر قبل الرمي برقم ‪1306‬‬
‫ويشرع له أن يقف بعد رميه الول ويستقبل القبلة ويدعو ويرفع يديه ويعلها عن يساره ‪،‬‬
‫ويقف بعد رمي الثانية كذلك ويعلها عن يينه وهذا مستحب وليس بواجب ‪ ،‬ول يقف بعد‬
‫رمي الثالثة ‪ ،‬فإن ل يتيسر له الرمي بعد الزوال وقبل غروب الشمس رمى ف الليل عن اليوم‬
‫الذي غابت شسه إل آخر الليل ف أصح قول العلماء رحة من ال سبحانه بعباده وتوسعة‬
‫عليهم ‪ ،‬ومن شاء أن يتعجل ف اليوم الثان عشر بعد رمي المار فل بأس ‪ ،‬ومن أحب أن‬
‫يتأخر حت يرمي المار ف اليوم الثالث عشر فهو أفضل؛ لكونه موافقا لفعل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬والسنة للحاج أن يبيت ف من ليلة الادي عشر والثان عشر ‪ ،‬وهذا البيت‬
‫واجب عند كثي من أهل العلم ويكفي أكثر الليل إذا تيسر ذلك ‪ ،‬ومن كان له عذر شرعي‬
‫كالسقاة والرعاة ونوهم فل مبيت عليه ‪ ،‬أما ليلة الثالث عشر فل يب على الجاج أن‬
‫يبيتوها بن إذا تعجلوا ونفروا من من قبل الغروب ف اليوم الثان عشر ‪ ،‬أما من أدركه البيت‬
‫بن فإنه يبيت ليلة الثالث عشر ويرمي المار بعد الزوال ث ينفر ‪ ،‬وليس على أحد رمي بعد‬
‫الثالث عشر ولو أقام بن ‪.‬‬
‫ومت أراد الاج السفر إل بلده وجب عليه أن يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط ؛ لقول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل ينفرن أحد منكم حت يكون آخر عهده بالبيت "(‪ )1‬إل‬
‫الائض والنفساء فل وداع عليهما لا ثبت عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ‪" :‬أمر‬
‫الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل أنه خفف عن الرأة الائض " (‪ )2‬متفق على صحته ‪.‬‬
‫والنفساء مثلها ‪.‬‬
‫ومن أخر طواف الفاضة فطاف عند السفر أجزأه عن الوداع لعموم الديثي الذكورين ‪،‬‬
‫وأسال ال أن يوفق الميع لا يرضيه وأن يتقبل منا ومنكم ويعلنا وإياكم من العتقاء من النار‬
‫إنه ول ذلك والقادر عليه وصلى ال على نبينا ممد وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫والنفساء برقم ‪1328‬‬
‫ما يفعله الجاج يوم الثامن من ذي الجة‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ماذا يفعل الاج يوم الثامن من ذي الجة ؟‬

‫ج‪ :‬اليوم الثامن هو مل الحرام إذا كان ف مكة وقد تلل أو ينوي الج وهو من أهل مكة‬
‫القيمي با ‪ ،‬فالفضل له الحرام ف اليوم الثامن ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه‬
‫رضي ال عنهم الذين تللوا من العمرة بذلك فأحرموا بالج يوم الثامن ث توجهوا إل من ‪،‬‬
‫هذا هو الفضل للحاج يرم من منله يغتسل ويتطيب ويلبس الزار والرداء ‪ ،‬ويتوجه إل من‬
‫مرما ول يتاج إل وداع سواء كانت إقامته ف الرم أو ف الل ‪ ،‬وهكذا الرأة من منلا أو‬
‫من ميمها أو من أي مكان تغتسل وتتطيب بالطيب الناسب وتلبس الثياب الناسبة الت ليس‬
‫فيها فتنة وترم وتتوجه إل من من غي حاجة لوداع ‪ ،‬هذا هو الستحب ف اليوم الثامن ‪،‬‬
‫وإن أحرم قبله فل حرج ولكن اليوم الثامن هو الفضل وإن تأخر حت أحرم ف اليوم التاسع‬
‫فل حرج أيضا ولكن الحرام ف اليوم الثامن هو الفضل كما تقدم ؛ لن الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم أمر أصحابه بذلك ‪.‬‬

‫س‪ :‬إذا نزل مريد الجة من مكة ف اليوم الثامن من ذي الجة واغتسل من من فهل يكفيه‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك وماذا عليه ؟‬

‫ج‪ :‬إذا اغتسل من من فل حرج ف ذلك لكن الفضل أن يغتسل قبل إحرامه ف بيته أو ف أي‬
‫مكان ف مكة ث يرم بالج ف منله ول حاجة إل دخوله السجد الرام للطواف ؛ لن‬
‫الارج إل من يوم التروية ليس عليه وداع ‪ ،‬فإذا أحرم من دون غسل فل حرج ‪ ،‬وإذا‬
‫اغتسل بعد ذلك ف من وهو مرم فل بأس ‪ ،‬لكن الفضل والسنة أن يكون غسله قبل أن‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة ( التوعية السلمية ف الج ) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1401‬هـ‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪ 73‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫يرم ‪ ،‬فإن ل يغتسل بل أحرم من دون غسل أو من دون وضوء فل حرج ف ذلك ؛ لن‬
‫الغسل سنة والوضوء سنة ف هذا القام ‪.‬‬

‫حكم ترك البيت ف من ليلة التاسع من ذي الجة‬


‫س‪ :‬ما حكم من ترك البيت بن الليلة التاسعة من ذي الجة من أجل الريق الذي وقع ف‬
‫(‪)1‬‬
‫من عام ‪1417‬هـ ؟‬

‫ج‪ :‬ل شيء عليه ؛ لن البيت بن ليلة التاسعة مستحب وليس بواجب ‪ ،‬وإذا كنت ل تبت‬
‫ف مزدلفة الليلة العاشرة بعد انصرافك من عرفة فعليك دم يذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬ما يزئ ف‬
‫الضحية ‪ ،‬وإذا كنت ل تبت ليلة الادي عشر ف من فعليك أن تتصدق عن ذلك با يسره‬
‫ال وإن ذبت عن ذلك ذبيحة للفقراء بكة فهو أحوط وأبرأ للذمة ‪.‬‬

‫مكان الحرام للحاج يوم التروية‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬من أي مكان يرم الاج يوم التروية ؟‬

‫ج‪ :‬يرم من منله كما أحرم أصحاب النب صلى ال عليه وسلم من منازلم ف البطح ف‬
‫حجة الوداع بأمر النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وهكذا من كان ف داخل مكة يرم من منله ؛‬
‫لديث ابن عباس رضي ال عنهما السابق وهو قوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ومن كان دون‬
‫ذلك – أي دون الواقيت‪ -‬فمهله من أهله حت أهل مكة يهلون من مكة " (‪ )3‬متفق على‬
‫صحته ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬ضمن أسئلة مقدمة من م ‪ .‬ح ‪ .‬م ‪ .‬أجاب عنها ساحته‬


‫‪ ) (2‬نشر ف جريدة ( الزيرة ) يوم الميس الوافق ‪15/12/1415‬هـ‬
‫‪ ) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب مهل أهل الشام برقم ‪ ، 1526‬ومسلم ف (الج) باب مواقيت الج والعمرة برقم ‪1181‬‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬من كان ف من قبل يوم التروية هل يدخل ويرم من مكة أو يرم من من ؟‬

‫ج‪ :‬الالس ف من يشرع له أن يرم من من والمد ل ‪ ،‬ول حاجة إل الدخول إل مكة بل‬
‫يلب من مكانه بالج إذا جاء وقته ‪.‬‬

‫السنة للحاج أن يرم يوم الثامن من ذي الجة قبل الظهر‬


‫س‪ :‬البعض من الجاج يكونون يوم الثامن ف مكة ويكونون ملي إحرامهم ويتركون سنن‬
‫يوم التروية يبقون ف الشقق إل اليوم التاسع يرمون ث يرجون إل عرفة معللي ذلك بقولم‬
‫(‪)2‬‬
‫أن فعل يوم التروية سنة والج عرفة ‪ ،‬فما رأي ساحتكم ف هذا الفعل ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك ولكن السنة للحاج أن يرم اليوم الثامن من ذي الجة قبل الظهر‬
‫ويتوجه إل من فيصلي با الظهر والعصر والغرب والعشاء والفجر قصرا بل جع ث‬
‫يتوجه إل عرفة بعد طلوع الشمس ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك وأمر الصحابة‬
‫الذين حلوا من عمرتم بذلك ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )2‬يوم عرفة‬
‫وقت توجه الاج إل عرفات والنصراف منها‬
‫‪3‬‬
‫س‪ :‬مت يتوجه الاج إل عرفة ومت ينصرف منها‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11543‬ف ‪2/12/1418‬هـ ‪.‬‬


‫‪) (2‬سؤال مقدم من س‪ .‬ع ‪ .‬ع‪ .‬أجاب عنه ساحته ف ‪1/12/1418‬هـ ‪.‬‬
‫‪ - 3‬نشر في جريدة ( عكاظ ) بتاريخ ‪ 1418 / 12 / 7‬هـ‪ .‬و في جريدة الندوة العدد ( ‪ ) 9860‬بتاريخ ‪ 1411 / 12 / 12‬هـ ‪ ،‬وفي جريدة الجزيرة بتاريخ ‪/6‬‬
‫‪ 1418 / 12‬هـ‪.‬‬
‫ج‪ :‬يشرع التوجه إليها بعد طلوع الشمس من يوم عرفة وهو اليوم التاسع ويصلي با الظهر‬
‫والعصر جعا وقصرا جع تقدي بأذان واحد وإقامتي تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم‬
‫وأصحابه رضي ال عنهم ‪ ،‬ويبقى فيها إل غروب الشمس مشتغلً بالذكر والدعاء وقراءة‬
‫القرآن والتلبية حت تغيب الشمس ‪.‬‬
‫ويشرع الكثار من قول ‪( :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على‬
‫كل شيء قدير ‪ ،‬وسبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب ول حول ول قوة إل‬
‫بال ) ويرفع يديه بالدعاء ويمد ال ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم قبل الدعاء‬
‫ويستقبل القبلة ‪ ،‬وعرفة كلها موقف ‪ ،‬فإذا غابت الشمس شرع للحجاج النصراف إل‬
‫مزدلفة بسكينة ووقار مع الكثار من التلبية ‪ ،‬فإذا وصلوا مزدلفة صلوا الغرب والعشاء بأذان‬
‫واحد وإقامتي الغرب ثلثا والعشاء ركعتي ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬إذا توجه الاج من من إل عرفة قبل طلوع الشمس فماذا عليه ؟‬
‫ج‪ :‬ليس عليه شيء ‪ ،‬لكن الفضل أن يكون توجهه إل عرفة بعد طلوع الشمس ؛ تأسيا‬
‫بالنب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫حكم المع والقصر يوم عرفة‬


‫س‪ :‬هل صلة الظهر والعصر جعا وقصرا ف عرفة أمر واجب ‪ ،‬أم يوز أن أصليهما ف وقت‬
‫(‪)2‬‬
‫كل منهما كاملتي ؟‬

‫ج‪ :‬صلة الظهر والعصر يوم عرفات للحجاج جعا وقصرا ف وادي عرنة غرب عرفات‬
‫بأذان واحد وإقامتي سنة مؤكدة فعلها النب صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع ‪ ،‬ول ينبغي‬
‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (2‬من برنامج (نور على الدرب ) الشريط رقم ‪ ، 56‬وقد سبق نشره ف هذا الجموع الزء ‪ 12‬ص ‪313‬‬
‫للمؤمن أن يالف السنة لكن ليس ذلك بواجب عند أهل العلم بل سنة مؤكدة ‪ ،‬فإن السافر‬
‫لو أت صحت صلته لكن القصر متأكد ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم فعله وقال ‪:‬‬
‫"خذوا عن مناسككم " (‪ . )1‬فل ينبغي له أن يالف السنة بل يصلي مع الناس قصرا وجعا‬
‫جع تقدي ‪ ،‬ث يتوجه إل مل الوقوف ف نفس عرفة ‪ ،‬ولو صلها ف عرفة ول يصل ف‬
‫وادي عرنة فل بأس حذرا من الشقة فإن الناس ف هذه العصور يتاجون للتخلص من الزحام‬
‫بكل وسيلة مباحة ‪.‬‬

‫من فاته الوقوف بعرفة ف النهار فله الوقوف با ف الليل‬


‫س‪ :‬شخص شارك ف أعمال الج ول يكنه عمله من الوقوف بعرفة ف النهار فهل يوز له‬
‫أن يقف بعد انصراف الناس ف الليل ؟ وكم يكفيه من الوقوف ؟ وهل‬
‫(‪)2‬‬
‫لو مر بسيارته ف عرفة يزئه ذلك ؟‬
‫ج‪ :‬يتد زمن الوقوف بعرفة من طلوع فجر اليوم التاسع إل طلوع الفجر يوم النحر ‪ ،‬فإذا ل‬
‫يتمكن الاج من الوقوف ف نار اليوم التاسع ‪ ،‬فوقف ف الليل بعد النصراف كفاه ذلك ‪،‬‬
‫حت لو ل يقف بعرفة إل آخر الليل قبيل الصبح ويكفيه ولو بضع دقائق ‪ ،‬وكذا لو مر من‬
‫عرفات وهو سائر على سيارته أجزأه ذلك ‪ ،‬ولكن الفضل له أن يضر ف الوقت الذي يقف‬
‫فيه الناس ويشاركهم ف الدعاء عشية عرفة ‪ ،‬ويرص على الشوع وحضور القلب ‪ ،‬ويرجو‬
‫مثل ما يرجون من نزول الرحة ‪ ،‬وحصول الغفرة ‪ ،‬فإن فاته النهار فوقف بالليل فالفضل له‬
‫أن يبكر بالوقوف مهما استطاع ‪ ،‬فينل بعرفة ولو قليلً ويد يديه إل ربه ويتضرع إليه ف‬
‫السؤال ‪ ،‬ث يذهب معهم إل مزدلفة ويكث با إل آخر الليل ويصلي فيها الفجر ث يكثر بعد‬
‫ذلك من الذكر والدعاء مستقبلً القبلة رافعا يديه حت يسفر ث ينصرف مع الناس إل من قبل‬
‫طلوع الشمس تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم ف ذلك ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1682‬ف ‪16/11/1419‬هـ‬
‫حكم الوقوف خارج حدود عرفة‬
‫س‪ :‬إذا وقف الاج خارج حدود عرفة –قريبا منها – حت غربت الشمس ث انصرف فما‬
‫(‪)1‬‬
‫حكم حجه ؟‬

‫ج‪ :‬إذا ل يقف الاج ف عرفة ف وقت الوقوف فل حج له ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬الج عرفة " (‪ ، )2‬فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الج ‪.‬‬
‫وزمن الوقوف ما بعد الزوال من يوم عرفة إل طلوع الفجر من ليلة النحر هذا هو الجمع‬
‫عليه بي أهل العلم ‪.‬‬
‫أما ما قبل الزوال ففيه خلف بي أهل العلم ‪ ،‬والكثرون على أنه ل يزئ الوقوف فيه إذا ل‬
‫يقف بعد الزوال ول ف الليل ‪ ،‬ومن وقف نارا بعد الزوال أو ليلً أجزأه ذلك ‪ ،‬والفضل أن‬
‫يقف نارا بعد صلة الظهر والعصر جع تقدي إل غروب الشمس ‪ ،‬ول يوز النصراف قبل‬
‫الغروب لن وقف نارا فإن فعل ذلك فعليه دم عند أكثر أهل العلم ؛ لكونه ترك واجبا ‪،‬‬
‫وهو المع ف الوقوف بي الليل والنهار لن وقف نارا ‪.‬‬

‫س‪ :‬حاج وقف ف بطن وادي عرنة فهل حجه صحيح ‪ ،‬وهل هناك أماكن مصصة ف عرفة‬
‫(‪)3‬‬
‫لا الفضلية ؟‬

‫ج‪ :‬يقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬الج عرفة" فإذا وقف الاج خارج عرفة أو ف عرنة‬
‫أو غيها فليس له حج ‪ ،‬ولكن إذا دخل عرفة بعد زوال الشمس ذلك اليوم أو ف ليلة العيد‬
‫صح حجه ‪ ،‬أما إذا كان ل يدخل عرفة ل بعد الزوال ول ف الليل فهذا ليس له حج ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪128‬‬


‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند الكوفيي ) حديث عبد الرحن بن يعمر الديلي برقم ‪ ، 18475‬والترمذي ف (الج) باب ما جاء‬
‫فيمن أدرك المام بمع فقد أدرك الج برقم ‪889‬‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11551‬بتاريخ ‪10/12/1418‬هـ‬
‫حكم مغادرة عرفة قبل مغيب الشمس‬
‫ساحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز حفظه ال ‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد‬
‫نن أطباء من بعض البلد السلمية قدمنا للعمل خلل فترة الج بكة الكرمة ‪ ،‬ونوينا الج‬
‫والعمرة متمتعي ‪ .‬أدينا العمرة ولكن ظروف العمل ل تكننا من الوقوف بعرفة جزءا ف الليل‬
‫‪ ،‬ولبد لنا من الرجوع لقر العمل قبل مغيب الشمس ‪ .‬ما الواجب علينا فعله ؟ علما بأننا‬
‫ندري أن الج عرفة وقد ل يتسن لنا الج بالعمر مرة أخرى ‪ ،‬علما أنا قد أدينا حج‬
‫الفريضة ‪ .‬وماذا علينا إذا نزعنا ملبس الحرام قبل التحلل ورمي جرة العقبة حيث ل يسمح‬
‫بلبس الحرام ف العمل ‪ .‬جزاكم ال عنا خيا (‪. )1‬‬

‫ج‪ :‬وعليكم السلم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬


‫من وقف بعرفة نارا فعليه أن يستمر إل الليل ‪ ،‬فإن ل يفعل وانصرف قبل الغروب ول يعد‬
‫بعد الغروب فعليه دم ‪ ،‬وإن عاد بعد الغرب فوقف ليلً ليلة النحر ول يقف ف النهار فل‬
‫شيء عليه ‪.‬‬
‫أما نزع ملبس الحرام قبل التحلل الول فل يوز إل للضرورة أو العذر الشرعي ومت‬
‫نزعتموها ولبستم الخيط كالقميص فعليكم فدية مية وهي صيام ثلثة أيام أو ذبح شاة أو‬
‫إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع من قوت البلد ‪ ،‬مقداره كيلو ونصف تقريبا ‪،‬‬
‫وهكذا إذا غطيتم الرأس بالعمامة ونوها ففيه الكفارة الذكورة ‪ .‬وفق ال الميع ‪ .‬والسلم‬
‫عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬بالنسبة لصحاب الملت يرجون الناس قبل الغروب يوم عرفة ما حكمهم ؟‬

‫‪) (1‬سؤال موجه لسماحته من مموعة من الطباء من بعض البلد السلمية‬


‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫ج‪ :‬ل يوز أن يطاعوا ويب أن ينهوا عن ذلك لن النب صلى ال عليه وسلم ل يرج من‬
‫عرفة حت غربت الشمس وقال ‪ :‬خذوا عن مناسككم) (‪ )1‬أخرجه مسلم ف صحيحه والعن‬
‫تأسوا ب واقتدوا ب ‪.‬‬

‫من أتى من بلده يوم عرفة يكنه التمتع وهو أول‬


‫س‪ :‬هل الاج الذي يأت من بلده ف التاسع من ذي الجة يدرك الج ؟ وماذا يب عليه ؟‬
‫(‪)2‬‬
‫وما صفة حجه من النواع الثلثة ؟ وما آخر حد لنتهاء الوقوف ؟‬

‫ج‪ :‬نعم يكنه أن يدرك الج ‪ ،‬فإن كان قد ساق الدي حج قارنا ‪ ،‬وإل حج متمتعا أو‬
‫مفردا ‪ ،‬والتمتع أول لن ل يسق الدي ‪ ،‬وآخر حد لنتهاء الوقوف بعرفة طلوع فجر يوم‬
‫العيد ‪.‬‬

‫نرة ليست من عرفة على الراجح من أقوال العلماء‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬قوله ‪" :‬ث أتى عرفة والقبة قد ضربت له ف نرة " هل معن هذا أن نرة من عرفة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه خلف ‪ ،‬قيل من عرفة وقيل ليست منها والشهور أنا ليست من عرفة فهي أمام عرفة‬
‫وليست منها على الراجح ‪.‬‬

‫مكان وقوف الاج عند جبل الرحة‬

‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬قوله ‪" :‬فجعل حبل الشاة بي يديه " ما معناه ؟‬
‫ج‪ :‬يعن طريق الشاة أمامه والبل عن يينه قليلً وهو مستقبل القبلة حي وقوفه بعرفة‪.‬‬
‫‪) (1‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1540‬ف ‪22/12/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫حكم الوقوف بعرفة قبل التاسع بيوم أو بعده بيوم‬

‫س‪ :‬ما حكم ال ورسوله ف قوم يشاهدون يوم عرفة بعد مشاهدة السلمي بيوم ‪ ،‬ويرون أن‬
‫(‪)1‬‬
‫أي شخص منهم يج بدون مرافقة أحد الكارمة فإن حجه باطل ؟‬

‫ج‪ :‬ليس لحد من السلمي أن يشذ عن جاعة السلمي ل ف الج ول ف غيه ؛ لقول ال‬
‫عز وجل ‪" :‬واعتصموا ببل ال جيعا ول تفرقوا " (‪ ، )2‬وقوله ‪" :‬ومن يشاقق الرسول من‬
‫بعد ما تبي له الدى ويتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول ونصله جهنم وساءت مصيا "‬
‫(‪ ، )3‬وقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي من‬
‫بعدي تسكوا با وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومدثات المور فإن كل مدثة بدعة وكل‬
‫بدعة ضللة " (‪ ، )4‬وقوله صلى ال عليه وسلم ف خطبة المعة ‪" :‬أما بعد ‪ :‬فإن خي‬
‫الديث كتاب ال وخي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم وشر المور مدثاتا وكل‬
‫بدعة ضللة " (‪ ، )5‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون‬
‫والضحى يوم تضحون" (‪ . )6‬وقد وقف السلمون الذين حجوا مع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫معه يوم التاسع بعرفة ول يقف أحد من قبله ول بعده وقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬خذوا‬
‫عن مناسككم " (‪ )7‬فدل ذلك على أن الواجب على السلمي أن يجوا كما حج صلى ال‬
‫عليه وسلم ف الوقفة والفاضة وغي ذلك ‪ ،‬ث خلفاؤه الراشدون رضي ال عنهم وهم أبو‬

‫‪) (1‬سؤال شخصي من الخ ‪ /‬ص ‪ .‬ب ‪ .‬ي ‪ .‬ونشر ف كتاب (الجوبة الفيدة من مسائل العقيدة) لسماحته طبعة عام ‪1414‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪103‬‬
‫‪) (3‬سورة النساء ‪ ،‬الية ‪115‬‬
‫‪) (4‬رواه المام أحد ف (مسند الشاميي) حديث العرباض بن سارية برقم ‪ ، 16694‬وأبو داود ف (السنة) باب لزوم السنة برقم‬
‫‪4607‬‬
‫‪) (5‬رواه مسلم ف (المعة) باب تفيف الصلة والطبة برقم ‪867‬‬
‫‪) (6‬رواه الترمذي ف (الصوم) باب ما جاء الصوم يوم تصومون برقم ‪ ، 697‬وابن ماجة ف (الصيام) باب ما جاء ف شهري العيد‬
‫برقم ‪1660‬‬
‫‪) (7‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫بكر وعمر وعثمان وعلي ساروا على منهجه الشريف فوقفوا يوم التاسع ووقف معهم‬
‫السلمون ف حجاتم ول يقفوا قبل يوم التاسع ول بعده ‪.‬‬
‫ول يرد عن النب صلى ال عليه وسلم ول عن أصحابه رضي ال عنهم أنه ل يصح حج أحد‬
‫من السلمي إل بشرط أن يج مع فلن أو فلن ‪.‬‬
‫فهذه الطائفة الت تقف ف الج بعد السلمي مبتدعة مالفة لشرع ال ولا درج عليه النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وأصحابه الكرام وأتباعهم بإحسان ‪ ،‬ول حج لم ؛ لن الج عرفة ‪،‬‬
‫فمن ل يقف بعرفة يوم التاسع ول ليلة النحر – وهي الليلة العاشرة – فل حج له ‪.‬‬
‫وقولم ‪ :‬إنه لبد أن يكون بصحبة الاج منهم أحد الكارمة شرط ل أساس له من الصحة ‪،‬‬
‫بل هو شرط باطل مالف للشرع الطهر ‪ ،‬فيجب اطراحه وعدم اعتباره ‪ ،‬ولكن يب على‬
‫كل مسلم أن يتفقه ف دينه وأن يعرف أحكامه ف الج وغيه ‪ ،‬حت يؤدي عبادته من الج‬
‫وغيه على بصية ‪ ،‬لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين "‬
‫(‪ )1‬متفق على صحته ‪.‬‬

‫الوقوف بعرفة مع جاعة السلمي ل على الساب‬


‫س‪ :‬ما الكم ف قوم ل يقفون بعرفة إل على حساب شهري يعدونه ‪ ،‬فأحيانا يقفون با قبل‬
‫السلمي بيوم ‪ ،‬وأحيانا بعدهم بيوم ‪ ،‬وأحيانا يوافقونم ‪ .‬علما أنم ل يجون إل بصحبة‬
‫(‪)2‬‬
‫مكرمي ‪ ،‬لنم يعتقدون أنه ل يصح الج إل بذلك ؟‬

‫ج‪ :‬ما ذكره السائل عن الطائفة الذكورة مالف للشرع من وجهي ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬شذوذهم عن جاعة السلمي وعدم وقوفهم معهم ‪ ،‬والواجب على السلمي أن‬
‫يكونوا جسدا واحدا وبناء واحدا ف التمسك بالق وعدم الروج عن سبيل الؤمني ؛‬
‫حذرا ما توعد ال به من خالف سبيلهم بقوله تعال ‪" :‬ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبي‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (العلم) باب من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين برقم ‪ ، 71‬ومسلم ف (الزكاة) باب النهي عن السألة برقم‬
‫‪1037‬‬
‫‪) (2‬سؤال من ص ‪ .‬ب ‪ .‬ي ‪ .‬ونشر ف كتاب (الجوبة الفيدة من مسائل العقيدة) لسماحته طبعة ‪1414‬هـ‬
‫له الدى ويتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول ونصله جهنم وساءت مصيا " (‪ ، )1‬أما‬
‫تعلقهم بكون الشهر لبد أن يكون ثلثي دائما فهذا من أخطائهم العظيمة الخالفة للسنة‬
‫والجاع وقد سبق إيضاح ذلك ف جواب على السؤال الول ‪.‬‬
‫الوجه الثان ‪ :‬اشتراطهم لصحة الج أن يكون الجاج ف صحبة واحد من الكارمة ‪ ،‬وهذا‬
‫من أبطل الباطل ول أصل له ف الشرع الطهر ‪ ،‬بل هو مالف للكتاب والسنة وإجاع أهل‬
‫العلم فلم يقل أحد من أهل العلم إن الج ل يصح إل بشرط أن يكون ف الجاج فلن أو‬
‫فلن ‪ ،‬بل هذا القول من البدع الشنيعة الت ل أصل لا بي السلمي ‪.‬‬

‫الدعاء الماعي ف عرفة ل أصل له والحوط تركه‬


‫س‪ :‬ما حكم الجتماع ف الدعاء ف يوم عرفة سواء كان ذلك ف عرفات أو غيها وذلك‬
‫بأن يدعو إنسان من الجاج الدعاء الوارد ف بعض كتب الدعية السمى بدعاء يوم عرفة أو‬
‫غيه ث يردد الجاج ما يقول هذا النسان دون أن يقولوا آمي ‪ .‬هذا الدعاء بدعة أم ل ؟‬
‫(‪)2‬‬
‫نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬

‫ج‪ :‬الفضل للحاج ف هذا اليوم العظيم أن يتهد ف الدعاء والضراعة إل ال سبحانه وتعال‬
‫ويدفع يديه ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم اجتهد ف الدعاء والذكر ف هذا اليوم حت‬
‫غربت الشمس وذلك بعد ما صلى الظهر والعصر جعا وقصرا ف وادي عرنة ‪ ،‬ث توجه إل‬
‫الوقف فوقف هناك عند الصخرات وجبل الدعاء ‪ ،‬ويسمى جبل إلل ‪ ،‬واجتهد ف الدعاء‬
‫والذكر رافعا يديه مستقبلً القبلة وهو على ناقته ‪ ،‬وقد شرع ال سبحانه لعباده الدعاء‬
‫بتضرع وخفية وخشوع ل عز وجل رغبة ورهبة ‪ ،‬وهذا الوطن من أفضل مواطن الدعاء ‪،‬‬

‫‪) (1‬سورة النساء ‪ ،‬الية ‪115‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1537‬ف ‪23/11/1416‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى إسلمية) من جع الشيخ ممد السند ج ‪2‬‬
‫ص ‪267‬‬
‫قال ال تعال ‪" :‬ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل يب العتدين" (‪ ، )1‬وقال تعال ‪" :‬واذكر‬
‫ربك ف نفسك " (‪. )2‬‬
‫وف الصحيحي ‪ :‬قال أبو موسى الشعري رضي ال عنه ‪ :‬رفع الناس أصواتم بالدعاء ‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول‬
‫غائبا ‪ ،‬إنا تدعون سيعا بصيا ‪ ،‬إن الذي تدعون أقرب إل أحدكم من عنق راحلته " (‪. )3‬‬
‫وقد أثن ال جل وعل على زكريا عليه السلم ف ذلك ‪ .‬قال تعال ‪" :‬ذكر رحت ربك‬
‫عبده زكريا ‪ .‬إذ نادى ربه نداء خفيا" (‪ ، )4‬وقال عز وجل ‪" :‬وقال ربكم ادعون أستجب‬
‫لكم " (‪. )5‬‬
‫واليات والحاديث ف الث على الذكر والدعاء كثية ويشرع ف هذا الوطن بوجه خاص‬
‫الكثار من الذكر والدعاء بإخلص وحضور قلب ورغبة ورهبة ‪ ،‬ويشرع رفع الصوت به‬
‫وبالتلبية كما فعل ذلك النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال عنهم ‪ ،‬وقد روي عنه‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال ف هذا اليوم ‪" :‬خي الدعاء دعاء يوم عرفة وخي ما قلت أنا‬
‫والنبيون من قبلي ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على كل شيء‬
‫قدير " (‪. )6‬‬
‫ل والحوط تركه ؛ لنه ل ينقل عن النب صلى ال عليه‬ ‫أما الدعاء الماعي فل أعلم له أص ً‬
‫وسلم ‪ ،‬ول عن أصحابه رضي ال عنهم فيما علمت ‪ ،‬لكن لو دعا إنسان ف جاعة وأمنوا‬
‫على دعائه فل بأس ف ذلك ‪ ،‬كما ف دعاء القنوت ودعاء ختم القرآن الكري ودعاء‬
‫الستسقاء ونو ذلك ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة العراف ‪ ،‬الية ‪55‬‬


‫‪) (2‬سورة العراف ‪ ،‬الية ‪205‬‬
‫‪) (3‬رواه المام أحد ف (مسند الكوفيي) حديث أب موسى الشعري برقم ‪ ، 19102‬والبخاري ف (الدعوات) باب الدعاء إذا عل‬
‫عقبه برقم ‪ ، 6348‬ومسلم ف (الذكر والدعاء) باب استحباب خفض الصوت بالذكر برقم ‪2704‬‬
‫‪) (4‬سورة مري ‪ ،‬اليتان ‪3 ، 2‬‬
‫‪) (5‬سورة غافر ‪ ،‬الية ‪60‬‬
‫‪) (6‬رواه الترمذي ف (الدعوات) باب ف دعاء يوم عرفة برقم ‪3585‬‬
‫أما التجمع ف يوم عرفة أو ف غي عرفة فل أصل له عن النب صلى ال عليه وسلم وقد قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد " (‪ )1‬أخرجه مسلم ف‬
‫صحيحه ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫وقت بدء الدعاء ف عرفة‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما هو الوقت الذي يبدأ فيه الدعاء ف عرفة ؟‬

‫ج‪ :‬بعد الزوال بعدما يصلي الظهر والعصر جعا وقصرا بأذان واحد وإقامتي ‪ ،‬يتوجه الاج‬
‫إل موقفه بعرفة ‪ ،‬يتهد ف الدعاء والذكر والتلبية ويشرع له رفع اليدين ف ذلك مع البدء‬
‫بمد ال والصلة على النب صلى ال عليه وسلم إل أن تغيب الشمس ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )3‬البيت بزدلفة‬
‫البيت بزدلفة واجب ومن تركه فعليه دم‬
‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬ما حكم الوقوف بزدلفة والبيت فيها وما قدره ومت يبدأ الاج النصراف منها ؟‬

‫ج‪ :‬البيت بزدلفة واجب على الصحيح ‪ ،‬وقال بعضهم إنه ركن ‪ ،‬وقال بعضهم مستحب ‪،‬‬
‫والصواب من أقوال أهل العلم أنه واجب من تركه فعليه دم ‪ ،‬والسنة أن ل ينصرف منها إل‬

‫‪) (1‬رواه البخاري معلقا ف باب النجش ن ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬بتاريخ ‪12/12/1411‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض ) بتاريخ ‪7/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف‬
‫جريدة (الزيرة) بتاريخ ‪6/12/1418‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (عكاظ) بتاريخ ‪7/12/1418‬هـ‬
‫بعد صلة الفجر وبعد السفار يصلي فيها الفجر ‪ ،‬فإذا أسفر توجه إل من ملبيا ‪ ،‬والسنة أن‬
‫يذكر ال بعد الصلة ‪ ،‬ويدعو فإذا أسفر توجه إل من ملبيا ‪.‬‬
‫ويوز للضعفة من النساء والرجال والشيوخ النصراف من مزدلفة ف النصف الخي من الليل‬
‫رخص لم النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬أما القوياء فالسنة لم أن يبقوا حت يصلوا الفجر‬
‫وحت يذكروا ال كثيا بعد الصلة ث ينصرفوا قبل أن تطلع الشمس ‪ ،‬ويسن رفع اليدين مع‬
‫الدعاء ف مزدلفة مستقبلً القبلة كما فعل ف عرفة ‪ ،‬ومزدلفة كلها موقف ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم البيت بزدلفة قبل منتصف الليل ؟‬

‫ج‪ :‬يب على الاج البيت بزدلفة ليلة العاشر من ذي الجة إل الفجر إل لعذر من مرض‬
‫ونوه ‪ ،‬فيجوز له ولن يقوم بشئونه بعد نصف الليل أن يرحل إل من ؛ لبيت النب صلى ال‬
‫عليه وسلم با ف حجه إل الفجر ‪ ،‬وترخيصه لهل العذار ف النصراف من الزدلفة إل من‬
‫بعد منتصف الليل ‪.‬‬

‫من صلى الغرب والعشاء بزدلفة ث انصرف ل يعتب مؤديا للواجب‬


‫س‪ :‬نرى ف هذه اليام عند النفرة من عرفات إل مزدلفة الزحام الشديد بيث إن الاج إذا‬
‫وصل إل مزدلفة ل يستطيع البيت فيها من شدة الزحام ويد مشقة ف ذلك ‪ ،‬فهل يوز ترك‬
‫البيت بزدلفة ؟ وهل على الاج شيء إذا ترك البيت با ؟ وهل تزئ صلة الغرب والعشاء‬
‫عن الوقوف والبيت ف مزدلفة ‪ ،‬وذلك بأن يصلي الاج صلت الغرب والعشاء ف مزدلفة ث‬
‫يتجه فورا إل من فهل يصح الوقوف على هذا النحو ؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪) (1‬نشر ف (نشرة السبة) العدد ‪ 17‬لشهري ذي القعدة وذي الجة ‪1417‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1539‬ف ‪8/12/1416‬هـ‬
‫ج‪ :‬البيت بزدلفة من واجبات الج ؛ اقتداء بالنب صلى ال عليه وسلم فقد بات با صلى ال‬
‫عليه وسلم وصلى الفجر با وأقام حت أسفر جدا ‪ ،‬وقال ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪ )1‬ول‬
‫يعتب الاج قد أدى هذا الواجب إذا صلى الغرب والعشاء فيها جعا ث انصرف ؛ لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يرخص إل للضعفة آخر الليل ‪.‬‬
‫وإذا ل يبت ف مزدلفة فعليه دم ‪ ،‬جبا لتركه الواجب ‪ ،‬واللف بي أهل العلم رحهم ال‬
‫ف كون البيت ف مزدلفة ركنا أو واجبا أو سنة مشهور معلوم ‪ ،‬وارجح القوال الثلثة أنه‬
‫واجب على من تركه دم وحجه صحيح ‪ ،‬وهذا هو قول أكثر أهل العلم ‪ .‬ول يرخص ف‬
‫ترك البيت إل النصف الثان من الليل ل للضعفة ‪ ،‬أما القوياء الذين ليس معهم ضعفة فالسنة‬
‫لم أن يبقوا ف مزدلفة حت يصلوا الفجر با ذاكرين ال داعينه سبحانه حت يسفروا ث‬
‫ينصرفوا قبل طلوع الشمس ؛ تأسيا برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن ل يصلها إل ف‬
‫النصف الخي من الضعفة كفاه أن يقيم با بعض الوقت ث ينصرف أخذا بالرخصة ‪ .‬وال‬
‫ول التوفيق ‪.‬‬

‫المع والقصر ف الج‬


‫س‪ :‬ما حكم من صلى صلت الغرب والعشاء قصرا وجع تأخي قبل دخول مزدلفة وذلك‬
‫لسباب طارئة ‪ ،‬منها تعطل سيارته ف الطريق إل مزدلفة وخشية فوات وقت الغرب والعشاء‬
‫حيث كان الوقت متأخرا جدا فصلى صلت الغرب والعشاء على حدود مزدلفة أي قبل‬
‫مزدلفة بسافة بسيطة ‪ ،‬ث نام ريثما يتم إصلح سيارته ث صلى أيضا صلة الفجر وذلك بعد‬
‫دخول وقت صلة الفجر أيضا صلها على حدود مزدلفة حيث أنه ل يستطع دخول مزدلفة‬
‫إل ف الصباح والشمس قد أشرقت ‪ ،‬فهل تصح صلته هذه لكل من الغرب والعشاء‬
‫(‪)2‬‬
‫والفجر على حدود مزدلفة ؟ نرجو من ساحتكم توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬

‫‪) (1‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم العيد راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1538‬بتاريخ ‪1/12/1416‬هـ‬
‫ج‪ :‬الصلة تصح ف كل مكان إل ما استثناه الشارع ‪ ،‬كما قال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫جعلت ل الرض مسجدا وطهورا " (‪ . )1‬ولكن الشروع للحاج أن يصلي الغرب والعشاء‬
‫جعا ف مزدلفة حيث أمكنه ذلك قبل نصف الليل فإن ل يتيسر له ذلك لزحام أو غيه‬
‫صلها بأي مكان كان ول يز له تأخيها إل ما بعد نصف الليل ؛ لقوله تعال ‪" :‬إن‬
‫الصلة كانت على الؤمني كتابا موقوتا " (‪ )2‬أي مفروضا ف الوقات ‪ ،‬ولقول النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪" :‬وقت العشاء إل نصف الليل " (‪ )3‬رواه مسلم من حديث عبد ال بن عمرو‬
‫بن العاص رضي ال عنهما ‪ ،‬وال اعلم ‪.‬‬

‫السنة الحافظة على الوتر ف الضر والسفر وليلة مزدلفة‬


‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬هل يسقط الوتر وركعتا الفجر ف مزدلفة ؟‬

‫ج‪ :‬السنة أن يصلي ركعتي قبل صلة الفجر ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك ف‬
‫مزدلفة ‪ ،‬وهكذا ف أسفاره كلها ‪ .‬أما سنة الظهر والعصر وسنة الغرب والعشاء فالسنة‬
‫تركها أيام من وف عرفة ومزدلفة وف جيع السفار ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم ترك‬
‫ذلك وقال ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪ )5‬وقد قال ال عز وجل ‪" :‬لقد كان لكم ف رسول‬
‫ال أسوة حسنة" (‪ ، )6‬أما الوتر فالسنة الحافظة عليه ف الضر والسفر وف ليلة مزدلفة ؛ لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كان يوتر ف السفر والضر عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وأما قول جابر‬
‫إنه اضطجع بعد العشاء ‪ .‬فليس فيه نص واضح على أنه ل يوتر عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وقد‬
‫يكون ترك ذلك بسبب التعب أو النوم عليه الصلة والسلم ‪ .‬والوتر نافلة ‪ ،‬فإذا تركه بسبب‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (التيمم) باب قول ال تعال ‪" :‬فلم تدوا ماء" برقم ‪335‬‬
‫‪) (2‬سورة النساء ‪ ،‬الية ‪103‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (مواقيت الصلة) باب وقت صلة العشاء إل نصف الليل برقم ‪ ، 572‬ومسلم ف (الساجد ومواضع الصلة)‬
‫باب أوقات الصلوات المس برقم ‪612‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها يوم التروية بن سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (5‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (6‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪21‬‬
‫التعب أو النوم أو شغل آخر فل حرج عليه ‪ ،‬ولكن يشرع له أن يقضيه من النهار شفعا ؛‬
‫لقول عائشة رضي ال عنها ‪" :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا شغله عن قيام الليل نوم أو‬
‫مرض صلى من النهار ثنت عشرة ركعة" (‪ )1‬متفق على صحته ‪ ،‬وذلك لنه كان صلى ال‬
‫عليه وسلم يوتر من الليل غالبا بإحدى عشر ركعة ‪ ،‬يسلم من كل ثنتي ‪ ،‬فإذا شغله عن‬
‫ذلك نوم أو مرض قضاها من النهار شفعا ‪ ،‬يسلم من كل ثنتي عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وال‬
‫الوفق ‪.‬‬

‫يوز الروج من مزدلفة ف النصف الخي من الليل‬


‫س‪ :‬مت يرج الاج من مزدلفة إل من ف أي ساعة من الليل ؟ وهل يرجم عن النساء وهن‬
‫(‪)2‬‬
‫قادرات على الرجم من أجل الزحام ؟‬

‫ج‪ :‬يوز للحاج الروج من مزدلفة ف النصف الخي ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم رخص‬
‫للنساء والضعفة ومن معهم ف ذلك ‪ ،‬أما الرجال القوياء الذين ليس معهم عوائل فالفضل‬
‫لم عدم التعجل وان يصلوا الفجر ف مزدلفة ويقفوا با حت يسفروا ويكثروا من ذكر ال‬
‫والدعاء ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك وقال ‪" :‬خذوا عن مناسككم " (‪ ، )3‬ولن‬
‫تعجل أن يرمي المرة قبل الفجر ؛ لن أم سلمة رضي ال عنها رمت المرة قبل الفجر ث‬
‫مضت وأفاضت ‪ ،‬ول يثبت أن النب صلى ال عليه وسلم أنكر عليها ذلك فدل ذلك على‬
‫الواز وأنه ل حرج ف ذلك ولا ف ذلك من التيسي والتسهيل على الاج ولسيما الضعفاء‬
‫منهم ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬إذا كان معنا عوائل كثية فهل نرج من مزدلفة قبل الفجر ؟‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (صلة السافرين وقصرها) باب جامع صلة الليل ومن نام عنه أو مرض برقم ‪746‬‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة إل ساحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫ج‪ :‬الذي معه عوائل قد شرع له النب صلى ال عليه وسلم ورخص له أن يفيض من مزدلفة‬
‫ف آخر الليل قبل الفجر ف النصف الخي من الليل إل من حت يرمي المرة قبل الزحام ‪ ،‬ث‬
‫من أراد أن يبقى ف من بقي ف من ومن ذهب إل مكة للطواف فل بأس كما تقدم ف‬
‫جواب السؤال الذي قبل هذا ‪.‬‬

‫حكم البيت خارج مزدلفة‬


‫س‪ :‬هناك من يبيت خارج مزدلفة لنم ينعونه من الوقوف بالسيارة فيتعدى فيبيت ف من‬
‫(‪)1‬‬
‫فهل عليه هدي ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان ل يد مكانا ف مزدلفة أو منعه النود من النول با فل شيء عليه ؛ لقول ال‬
‫سبحانه ‪" :‬فاتقوا ال ما استطعتم " (‪ ، )2‬وإن كان ذلك عن تساهل منه فعليه دم مع التوبة ‪.‬‬

‫السنة أن يبقى الاج ف مزدلفة حت يسفر‬


‫س‪ :‬هل السنة أن يكث الاج إل أن يصلي الضحى أم أنه ينفر بعد صلة الفجر مباشرة من‬
‫(‪)3‬‬
‫مزدلفة ؟‬
‫ج‪ :‬السنة أن يبقى ف مزدلفة حت يسفر حت يتضح النور قبل طلوع الشمس هذا هو الفضل‬
‫إذا صلى الفجر يبقى ف مكانه مستقبلً القبلة يدعو ويلب ويذكر ال حت يسفر ‪ ،‬كما‬
‫فعل النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬أما الضعفاء فلهم النصراف بعد منتصف الليل ‪ ،‬لكن من‬
‫جلس حت يسفر وصلى الفجر با وجلس حت يسفر يدعو ال مستقبلً القبلة ‪ ،‬ويلب ويدعو‬
‫ويرفع يديه ‪ ،‬هذا أفضل تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم فإنه بقي ف مزدلفة حت أسفر ‪،‬‬
‫فلما أسفر انصرف إل من قبل طلوع الشمس ‪ ،‬وخالف الشركي فكانوا ل ينصرفون من‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫مزدلفة حت تطلع الشمس والرسول عليه الصلة والسلم خالفهم وانصرف من مزدلفة قبل‬
‫طلوع الشمس بعدما أسفر ‪ ،‬وهذا هو السنة تأسيا به صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫الصب إذا فاته البيت ف مزدلفة فعليه الدي‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬الصب إذا فاته البيت بزدلفة هل عليه هدي ؟‬

‫ج‪ :‬نعم إذا فاته البيت بزدلفة أو من فعلى وليه هدي ؛ لنه قد لزمته أحكام الج بسبب‬
‫إحرامه إن كان ميزا ‪ ،‬أو إحرام وليه عنه إن كان غي ميز ‪ ،‬ولنه كالاج الكلف التنفل ‪،‬‬
‫والعتمر الكلف التنفل ‪ ،‬فإنما يلزمهما أحكام الج والعمرة ؛ لقول ال سبحانه ‪" :‬وأتوا‬
‫الج والعمرة ل " (‪ ، )2‬والية الذكورة تعم الفترض والتنفل ‪.‬‬

‫كيفية الوقوف عند الشعر الرام‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬عند الشعر الرام هل يكون الاج واقفا رافعا يديه ؟‬

‫ج‪ :‬يشرع للواقف عند الشعر الرام وعلى الصفا والروة رفع اليدين ف الدعاء سواء كان‬
‫واقفا أو جالسا فالمر واسع والمد ل ‪ ،‬وهكذا ف عرفات يشرع رفع اليدين ف الدعاء‪.‬‬

‫الرور بزدلفة دون البيت ل يكفي‬


‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬هل يكفي الرور بزدلفة دون البيت إل منتصف الليل ؟‬
‫ج‪ :‬البيت بزدلفة واجب من واجبات الج ‪ ،‬فإذا ل يبت با فإنه يلزمه فدية – أي دم يذبح‬
‫لساكي الرم‪ -‬يزئ ف الضحية ‪ ،‬ولكن إذا مر الاج بزدلفة ول يبت با ‪ ،‬ث عاد إليها‬
‫مرة أخرى قبل الفجر ومكث با ولو يسيا فإنه ل فدية عليه ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫‪ ) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬
‫‪) (4‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1681‬ف ‪9/11/1419‬هـ‬
‫باب صفة الج والعمرة‬
‫(‪ )4‬رمي المار‬
‫جرة العقبة هي الت ترمى بسبع يوم العيد‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬أي المرات ترمى بسبع اليوم الول ؟‬

‫ج‪ :‬المرة الت تلي مكة ‪ ،‬المرة الت يقال لا جرة العقبة ‪ ،‬وهي آخر المار من جهة مكة‬
‫ترمى بسبع يوم العيد ‪ ،‬أما ف اليوم الادي عشر والثان عشر والثالث عشر ف حق من ل‬
‫يتعجل فإن عليه أن يرمي الثلث بعد الزوال ‪ ،‬ويبدأ بالت تلي مسجد اليف وهي الت أقرب‬
‫من جهة مسجد اليف ‪ ،‬يبدأ با ث الوسطى ‪ ،‬ث الخية الت رماها يوم العيد وهي تسمى‬
‫جرة العقبة ‪.‬‬

‫بداية رمي المار ونايته وما يتعلق به‬


‫س‪ :‬مت يبدأ الاج رمي المرات ؟ وما كيفية الرمي ؟ وما عدد الصى ؟ وبأي المرات‬
‫(‪)2‬‬
‫يبدأ الرمي ؟ ومت ينتهي ؟‬
‫ج‪ :‬يرمي أول المار يوم العيد وهي المرة الت تلي مكة ويقال لا ‪ :‬جرة العقبة يرميها يوم‬
‫العيد ‪ ،‬وإن رماها ف النصف الخي من ليلة النحر كفى ذلك ‪ ،‬ولكن الفضل أن يرميها‬
‫ضحى ‪ ،‬ويستمر إل غروب الشمس ‪ ،‬فإن فاته الرمي رماها بعد غروب الشمس ليلً عن يوم‬
‫العيد يرميها واحدة بعد واحدة ويكب مع كل حصاة ‪ ،‬أما ف أيام التشريق فيميها بعد زوال‬
‫الشمس يرمي الول الت تلي مسجد اليف بسبع حصيات يكب مع كل حصاة ث الوسطى‬
‫بسبع حصيات ث الخية بسبع حصيات ف اليوم الادي عشر والثان عشر ‪ ،‬وهكذا الثالث‬
‫عشر لن ل يتعجل ‪.‬‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬ف ‪12/12/1411‬هـ‬
‫والسنة أن يقف بعد الول وبعد الثانية ‪ ،‬بعدما يرمي الول يقف مستقبلً القبلة ويعلها عن‬
‫يساره ويدعو ربه طويلً ‪ ،‬وبعد الثانية يقف ويعلها عن يينه مستقبلً القبلة ويدعو ربه طويلً‬
‫ف اليوم الادي عشر والثان عشر وف اليوم الثالث عشر لن ل يتعجل ‪ ،‬أما المرة الخية‬
‫الت تلي مكة فهذه يرميها ول يقف عندها ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم رماها ول‬
‫يقف عندها عليه الصلة والسلم ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬من أين يؤخذ حصى المار ؟ وما صفته وما حكم غسله ؟‬

‫ج‪ :‬يؤخذ الصى من من ‪ ،‬وإذا أخذ حصى يوم العيد من الزدلفة فل بأس ‪ ،‬وهي سبع يرمي‬
‫با يوم العيد جرة العقبة ‪ ،‬ول يشرع غسلها بل يأخذها من من أو الزدلفة ويرمي با أو من‬
‫بقية الرم يزئ ذلك ول حرج فيه ‪ ،‬وأيام التشريق يلقطها من من كل يوم واحد وعشرين‬
‫حصاة ‪ ،‬إن تعجل اثني وأربعي لليوم الادي عشر والثان عشر ‪ ،‬وغن ل يتعجل فثلث‬
‫وستون ‪ ،‬وهي من حصى الذف تشبه بعر الغنم التوسط فوق المص ودون البندق ‪ ،‬كما‬
‫قال الفقهاء ‪ ،‬وتسمى حصى الذف كما تقدم أقل من بعر الغنم قليلً ‪.‬‬

‫حكم رمي جرة العقبة بعد منتصف ليلة العيد‬


‫س‪ :‬نن جاعة من الجاج بعضنا معه نساء والبعض الخر مفرد ‪ ،‬فهل يوز للمفرد رمي‬
‫(‪)2‬‬
‫جرة العقبة مع جاعته بعد نصف الليل ؟ علما أنكم تعرفون الشاق أثناء الج ‪.‬‬

‫ج‪ :‬ل بأس ف رمي المرة ليلة النحر بعد نصف الليل للمشقة الت ذكرت ؛ ولذا رخص النب‬
‫صلى ال عليه وسلم للضعفة أن يدفعوا من مزدلفة قبل الفجر ورخص لم ف رمي المار قبل‬
‫الفجر ‪ .‬أما القوياء فالفضل لم أن يرموا بعد طلوع الشمس ؛ لن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم رمى جرة العقبة يوم النحر ضحى ‪ ،‬ولنه روي عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬ل‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1401‬هـ‬


‫‪) (2‬سؤال من س ع ‪ .‬ح ‪ .‬أجاب عنه ساحته بتاريخ ‪1/9/1408‬هـ‬
‫ترموا المرة حت تطلع الشمس " ولكن ف سنده ضعف ‪ ،‬والصواب أن رمي المرة بعد‬
‫نصف الليل من لليلة النحر يزئ عن الميع من أجل الشقة العظيمة على الميع ‪ ،‬ولكن‬
‫تأخي ذلك إل بعد طلوع الشمس ف حق القوياء أفضل وأحوط ؛ جعا بي الدلة ‪ ،‬ومن‬
‫كان معه نساء أو ضعفة فهو مثلهم ‪.‬‬

‫حكم من رمي جرة العقبة والطواف قبل منتصف ليلة العيد‬


‫س‪ :‬أنا حاج رميت المرة الكبى قبل منتصف الليل ث توجهت من فوري إل الرم لطواف‬
‫الفاضة ‪ ،‬وأثناء ذلك انتقض وضوئي ‪ ،‬فأكملت الطواف ‪ ،‬ونظرا لزحة ما حول القام ل‬
‫أتكن من تأدية ركعت الطواف ث غادرت حدود الرم ومن ول أعد إل بعد صلة الغرب ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فهل أخللت بشيء من مناسك الج علما بأن حجي كان مفردا ؟‬

‫ج‪ :‬أولً ‪ :‬رمي المرة قبل نصف الليل ل يوز فإن أول وقت لرمي المرة بعد نصف ليلة‬
‫النحر عند جع من أهل العلم ‪ ،‬فل يوز رميها قبل ذلك ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬طوافه إن كان قبل نصف الليل فكذلك ل يصح ‪ ،‬وإن كان بعد نصف الليل ل يصح‬
‫أيضا لكونه طاف على غي طهارة ولكونه انتقض وضوئه أثناء الطواف فهو على كل حال ل‬
‫يطف على الصحيح ‪ ،‬فعليه أن يعيد الرمي ‪ ،‬وعليه أن يعيد الطواف بعد ذلك بنية طواف‬
‫الفاضة ‪ .‬وبنية رمي جرة العقبة يوم العيد ‪ ،‬ول يزئه طوافه الذي أحدث فيه ‪ ،‬وإذا ل‬
‫يتذكر ول ينتبه إل بعد مضي أوقات الرمي فعليه دم ؛ لنه ما رمى ف القيقة ‪ ،‬فعليه دم‬
‫يذبه ف مكة لفقراء الرم بنية ترك الرمي ‪ ،‬وعليه الطواف ف أي وقت فيطوف ولو ف آخر‬
‫ذي الجة أو ف مرم مت ذكر حت يكمل حجه ‪ .‬وعليه دم ثان عن تركه البيت ف مزدلفة‬
‫إل ما بعد نصف الليل ‪ ،‬وبال التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد ‪ 6‬ف ‪27/11/1405‬هـ ص ‪ ، 19‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج‬
‫والعمرة والزيارة) ص ‪ 102‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫حكم رمي المار إذا كان الرمى ملوءا‬

‫س‪ :‬ما حكم رمي المار إذا كان الرمى ملوءا بالصى يرمي الاج الصى فيقع ف الرمى ث‬
‫(‪)1‬‬
‫يسقط خارج الرمى ؟‬

‫ج‪ :‬الهم وقوعه ف الرمى ‪ ،‬إذا وقع ف الرمى كفى والمد ل ولو تدحرج وسقط ل يضر ‪.‬‬

‫الكم فيمن رمى الشاخص دون التأكد من وقوع المرات ف الوض‬


‫س‪ :‬حججت وأنا من أهل مكة قبل حوال سبعة أعوام وأنا ف الج أقصر الصلة مع المام‬
‫ث أعيدها تامة منفردا ‪ ،‬وأرمي المرات ف جيع اليام من يوم النحر وما بعده أرميها ف‬
‫الشاخص الذي ف وسط الرمى ظنا من أنه هو القصود بالرمي ول أدري هل تسقط الجارة‬
‫(‪)2‬‬
‫ف الرمى أو خارجه فما الكم ؟‬

‫ج‪ :‬الواجب عليك إذا كان المر كما ذكرت فدية واحدة تزئ ف الضحية ‪ ،‬فإن ل تستطع‬
‫فعليك أن تصوم عشرة أيام ؛ لنك والال ما ذكر ف حكم من ل يرم ‪.‬‬
‫أما إعادة الصلة تامة بعدما صليت مع المام فل وجه لذلك والواجب الكتفاء بالصلة مع‬
‫المام ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم صلى بالناس ف عرفة ومزدلفة ومن قصرا ول يأمر‬
‫أهل مكة بإعادة الصلة تامة ‪ ،‬وقد قال سبحانه ‪" :‬لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة"‬
‫(‪ ، )3‬وقال النب صلى ال عليه وسلم للناس ف حجة الوداع ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪. )4‬‬

‫حكم الرمي بعد العصر‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف حج عام ‪1407‬هـ ‪ ،‬شريط رقم ‪1‬‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف حج عام ‪1407‬هـ شريط رقم ‪1‬‬
‫‪) (3‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪21‬‬
‫‪) (4‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫س‪ :‬لدي بنات يججن فرضهن هذا العام فهل يوز أن يرمي جرة العقبة بعد العصر مافة‬
‫(‪)1‬‬
‫الزحة ؟‬

‫ج‪ :‬إذا رمي يوم العيد بعد العصر فل باس ؛ لن يوم العيد يوز الرمي فيه كله ‪ ،‬ويوز أيضا‬
‫الرمي ف الليل بعد غروب الشمس من ليلة إحدى عشرة عن يوم العيد لمرة العقبة لن ل‬
‫يرمها ف النهار ف أصح قول العلماء ‪ ،‬وهكذا يوز الرمي ف اليوم الادي عشر واليوم الثان‬
‫عشر ف الليل لن ل يتيسر له الرمي ف النهار بعد الزوال ‪ ،‬أما اليوم الثالث‬
‫عشر فإن الرمي فيه ينتهي بغروب الشمس ‪ ،‬ول يوز الرمي ف اليام الثلثة قبل الزوال ليوم‬
‫الادي عشر والثان عشر والثالث عشر عند أكثر أهل العلم وهو الق الذي ل شك فيه ؛‬
‫لن النب صلى ال عليه وسلم إنا رمى بعد الزوال ف اليام الثلثة الذكورة ‪ ،‬وهكذا أصحابه‬
‫رضي ال عنهم وقد قال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬خذوا عن مناسككم "(‪. )2‬‬
‫فالواجب على السلمي اتباعه ف ذلك كما يلزم اتباعه ف كل ما شرع ال وف ترك كل ما‬
‫نى ال عنه ورسوله صلى ال عليه وسلم ؛ لقول ال عز وجل ‪" :‬وما آتاكم الرسول فخذوه‬
‫(‪)4‬‬
‫وما ناكم عنه فانتهوا" (‪ ، )3‬وقوله عز وجل ‪" :‬لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة "‬
‫‪ .‬واليات ف هذا العن كثية وال الوفق ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫س‪ :‬هل يوز للمرأة أن توكل ف الرمي ف حج الفريضة ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كانت مريضة أو ضعيفة لكب سن أو ضعف قوة أو حاملً أو ذات أطفال ليس عندهم‬
‫من يفظهم فإنا توكل ثقة يرمي عنها ‪ .‬أما إذا كانت قوية تستطيع الرمي وليس با علة فإنا‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫‪ ) (2‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (3‬سورة الشر ‪ ،‬الية ‪7‬‬
‫‪) (4‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪21‬‬
‫‪) (5‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫ترمي بنفسها ف الوقات الناسبة كالليل وتتنب أوقات الزحام ‪ ،‬كما رمى أزواج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ونساء الصحابة رضي ال عنهم وفيهم أسوة ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم التوكيل ف الرمي عن الريض والرأة والصب ؟‬

‫ج‪ :‬ل بأس بالتوكيل عن الريض والرأة العاجزة كالبلى والثقيلة والضعيفة الت ل تستطيع‬
‫رمي المار فل بأس بالتوكيل عنهم ‪ ،‬أما القوية النشيطة فإنا ترمي بنفسها ‪ ،‬ومن عجز عنه‬
‫نارا بعد الزوال رمي ف الليل ‪ ،‬ومن عجز يوم العيد رمى ليلة إحدى عشرة عن يوم العيد ‪،‬‬
‫ومن عجز يوم الادي عشر رمى ليلة اثنت عشرة عن اليوم الادي عشر ‪ ،‬ومن عجز ف اليوم‬
‫الثان عشر أو فاته الرمي بعد الزوال رمي ف الليلة الثالثة عشرة عن يوم الثان عشر ‪ ،‬وينتهي‬
‫الرمي بطلوع الفجر ‪.‬‬
‫أما ف النهار فل يرمي إل بعد الزوال ف أيام التشريق ‪.‬‬

‫س‪ :‬عندي بنت وحجها فرض ولكن با ضيق ف النفس هل أتوكل عنها ف الرمي ؟ أفتونا‬
‫(‪)2‬‬
‫مأجورين جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬يوز لا التوكيل لثقة يرمي عنها دفعا للخطر ؛ لقول ال عز وجل ‪" :‬فاتقوا ال ما‬
‫استطعتم " (‪ ، )3‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬يسروا ول تعسروا" (‪. )4‬‬

‫س‪ :‬امرأة أدت الج وقامت بميع مناسكه إل رمي المار فقد وكلت من يرميها عنها ؛‬
‫(‪)5‬‬
‫لنا معها طفلً صغيا علما أن هذا الج هو حج الفريضة ‪ ،‬فما حكم ذلك ؟‬
‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬ف ‪12/12/1411‬هـ‬
‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫‪) (3‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (العلم) باب ما كان النب صلى ال عليه وسلم يتخولم بالوعظة برقم ‪ ، 69‬ومسلم ف (الهاد والسي ) باب ف‬
‫المر بالتيسي وترك التنفي برقم ‪1734‬‬
‫‪) (5‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪127‬‬
‫ج‪ :‬ل شيء عليها ف ذلك ‪ ،‬ورمي الوكيل يزئ عنها ؛ لا ف الزحام وقت رمي المار من‬
‫الطر العظيم عل النساء ولسيما من معها طفل ‪.‬‬

‫س‪ :‬عند رمي المرات ل أستطع الرمي ؛ لنن حامل وكان معي والدي ورمى عن ‪ ،‬فهل‬
‫(‪)1‬‬
‫علي شيء ؟‬

‫ج‪ :‬رمي المرات كغيه من النسك يب على القادر أن يفعله بنفسه ؛ لقول ال تعال ‪:‬‬
‫"وأتوا الج والعمرة ل " (‪ )2‬فل يل لحد التهاون ف ذلك كما يفعل البعض حيث ندهم‬
‫يوكلون من يرمي عنهم ل عن عجز عن الرمي ولكن اتقاء للزحام ‪ ،‬وهذا خطا عظيم ‪،‬‬
‫ولكن إذا كان النسان عاجزا كمريض أو امرأة حامل أو ما أشبه ذلك فل بأس ‪ ،‬وهذه‬
‫الرأة ل حرج عليها إن شاء ال ‪.‬‬

‫الوكالة ف الرمي ل توز إل من عذر شرعي‬


‫س‪ :‬ما حكم من وكل ف رمي المار وهو قادر وسافر بعد يوم العيد ول يكث ف من‬
‫(‪)3‬‬
‫يومي ؟‬
‫ج‪ :‬الوكالة ل توز إل من علة شرعية مثل كبي السن والريض ومثل البلى الت يشى‬
‫عليها ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ ،‬أما التوكيل من غي عذر شرعي فهذا ل يوز والرمي باق عليه حت‬
‫ولو كان حجه نافلة على الصحيح ؛ لنه لا دخل ف الج والعمرة وجب عليه إكمالما وإن‬
‫كان نافلة ؛ لقوله سبحانه وتعال ‪" :‬وأتوا الج والعمرة ل " (‪ )4‬فهذا يعم حج النافلة وحج‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 10877‬ف ‪7/1/1417‬هـ‬


‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ص ‪ 63‬ف ‪15/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 7‬ص ‪ 77‬ف‬
‫‪2/12/1404‬هـ وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة) ص ‪ 96‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫‪) (4‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫الفرض كما يعم عمرة الفرض وعمرة النافلة ‪ ،‬لكن إذا كان معذورا لرض أو كب سن فل‬
‫بأس ‪ .‬والنائب يرمي عنه وعن موكله ف موقف واحد المرات كلها هذا هو الصواب ‪.‬‬
‫وكذلك إذا سافر قبل طواف الوداع فهذا أيضا منكر ثان ل يوز ؛ لن طواف الوداع بعد‬
‫انتهاء الرمي وبعد فراغ وكيله من الرمي إذا كان عاجزا ‪ ،‬وكونه يسافر قبل طواف الوداع‬
‫وقبل مضي أيام من هذا فيه شيء من التلعب فل يوز هذا المر ‪ ،‬بل عليه دمان ‪ :‬دم عن‬
‫ترك الرمي يذبح ف مكة ودم عن ترك طواف الوداع يذبح ف مكة أيضا ‪ ،‬ولو طاف ف نفس‬
‫يوم العيد ل يزئه ول يسمى وداعا ‪ ،‬لن طواف الوداع يكون بعد رمي المار فل يطاف‬
‫للوداع قبل الرمي ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل ينفرن أحدكم حت يكون آخر‬
‫عهده بالبيت " (‪ ، )1‬ولا ثبت عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ‪" :‬أمر الناس أن يكون‬
‫آخر عهدهم بالبيت إل أنه خفف عن الرأة الائض" (‪ )2‬متفق على صحته ‪ .‬وعلى الذكور‬
‫دم ثالث عن ترك البيت بن ليلة أحد عشر وليلة إثن عشر مع التوبة إل ال من فعله الذكور‬
‫‪.‬‬

‫س‪ :‬هل يكن توكيل شخص عن لرمي المرات ثان أيام التشريق بسبب ظروف عائلية‬
‫(‪)3‬‬
‫تستوجب عودت إل الرياض ف هذا اليوم أم أن علي ف ذلك دم ؟‬

‫ج‪ :‬ل يوز لحد أن يستنيب ويسافر قبل إتام الرمي ‪ ،‬بل يب عليه أن ينتظر فإن كان قادرا‬
‫رمى بنفسه وإن كان عاجزا انتظر ووكل من ينوب عنه ‪ ،‬ول يسافر النسان حت ينتهي‬
‫وكيله من رمي المار ث يودع البيت هذا الوكل وبعد ذلك له السفر ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 6‬ف ‪27/11/1404‬هـ ‪ ،‬وف‬
‫كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) لسماحته ص ‪ 86‬طبعة ‪1408‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الدينة) العدد ‪ 12072‬ف‬
‫‪11/12/1416‬هـ‬
‫أما إن كان صحيحا فليس له التوكيل بل يب عليه أن يرمي بنفسه ؛ لنه لا أحرم بالج‬
‫وجب عليه إكماله وإن كان متطوعا ؛ لن الشروع ف الج يوجب إكماله ‪ ،‬كما قال ال‬
‫سبحانه وتعال ‪" :‬وأتوا الج والعمرة ل " (‪ ، )1‬وهكذا العمرة كما ف الية الكرية إذا شرع‬
‫فيها وجب عليه التام والكمال ‪ .‬وليس له أن يوكل ف بعض أعمال الج على الصحيح ما‬
‫دام قادرا على فعلها ‪ .‬فإن سافر قبل الرمي فعليه دم يطعمه فقراء مكة ‪.‬‬

‫الوكيل ف الرمي يرمي عن نفسه أولً إذا كان مفترضا‬


‫س‪ :‬إذا ناب الرء عن أبيه وأمه ف رمي المار إضافة إل نفسه فهل يلزمه ترتيب معي ف‬
‫(‪)2‬‬
‫الرمي أم أنه مي ف تقدي من يشاء ؟‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 7‬ف ‪2/12/1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪104‬‬
‫ج‪ :‬إذا ناب الرء عن أمه وأبيه ف الرمي لعجزها أو مرضهما فإنه يرمي عن نفسه ث يرمي عن‬
‫والديه ‪ ،‬وإذا بدأ بالم فهو أفضل لن حقها أكب ‪ ،‬ولو عكس فبدأ بالب فل حرج‪ ،‬أما هو‬
‫فيبدأ بنفسه ولسيما إذا كان مفترضا ‪.‬‬
‫أما إذا كان متنفلً فل يضره سواء بدأ بنفسه أو بما ‪ ،‬لكن إذا بدأ بنفسه فهو الفضل‬
‫والحسن ث يرمي عن أمه ث عن أبيه ف موقف واحد ف يوم العيد ‪ ،‬لكن ف غي يوم العيد‬
‫يكون الرمي بعد الزوال يرمي عن كل منهم إحدى وعشرين حصاة ف كل يوم (‪ ، )1‬ولو قدم‬
‫رمي أبيه على أمه أو قدم رميهما على نفسه إذا كان متنفلً ‪ .‬أما إذا كان مفترضا فيجب أن‬
‫يبدأ بنفسه ث يرمي عن والديه ‪.‬‬

‫حكم من شك ف سقوط الصى ف الوض‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من حصل عنده شك بأن بعض الصى ل يسقط ف الوض؟‬

‫ج‪ :‬من شك فعليه التكميل ‪ ،‬يأخذ من الصى الذي عنده ف من من الرض ويكمل با‪.‬‬

‫حكم الرمي من الصى الذي حول المار‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل يوز للحاج أن يرمي من الصى الذي حول المار ؟‬

‫ج‪ :‬يوز له ذلك ؛ لن الصل أنه ل يصل به الرمي ‪ ،‬أما الذي ف الوض فل يرمى شيء‬
‫منه ‪.‬‬

‫العب الستفادة من رمي المار‬


‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬ما العبة الت يرج با السلم عند رميه المرات ؟‬

‫‪) (1‬عن كل شخص‬


‫‪) (2‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 10848‬وتاريخ ‪7/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الزيرة) بتاريخ ‪15/12/1415‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 10848‬بتاريخ ‪7/12/1416‬هـ‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من ملة (البحوث السلمية) وقد نشر ف العدد ‪ 7‬عام ‪1403‬هـ‬
‫ج‪ :‬رمي جرة العقبة ف يوم العيد ورمي المار الثلث ف أيام من وف مواعيدها الت حددها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم تفيد السلم ف العبة الجر العظيم والعب الكثية من وجوه‬
‫منها ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬أنا قدوة بأبينا إبراهيم الليل عليه السلم حي اعترض له إبليس ف هذه الواقف ‪،‬‬
‫ونبينا ممد صلى ال عليه وسلم حي شرع ذلك لمته ف حجة الوداع ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إقامة ذكر ال وإعلنه لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إنا جعل الطواف بالبيت‬
‫(‪)1‬‬
‫والسعي بي الصفا والروة ورمي المار لقامة ذكر ال "‬

‫ثالثا ‪ :‬التقيد بالعدد سبعة له حكمة عظيمة وهي التذكي با شرع ال من هذا العدد ترمى‬
‫بسبع حصيات كالطواف سبعا ‪ ،‬والسعي سبعا ‪ ،‬وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"أوتروا فإن ال وتر يب الوتر " (‪ )2‬وله سبحانه وبمده حكم كثية‬
‫فيما يشرع لعباده قد يعلمها العباد أو بعضها وقد ل يعلمونا ‪ ،‬لكنهم موقنون بأن ال‬
‫سبحانه حكيم عليم ‪ ،‬ل يفعل شيئا ول يشرع شيئا عبثا ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أن الدين السلمي دين امتثال لمر ال ‪ ،‬وأن السلم مأمور بالعبادة حسب النص‬
‫التشريعي ولو خفيت عليه السرار ؛ لن ال عليم بكل شيء وحكيم ف كل شيء وعلم‬
‫البشر قاصر ول يساوي شيئا إل جانب علم ال عز وجل ‪ .‬فوجب على السلم الضوع‬
‫لكمه والمتثال لمره وإن ل يعلم الكمة ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬رمي المار يشعر السلم بالتواضع والضوع ف امتثال المر ف حالة الداء كما أنه‬
‫يعود الفرد السلم على النظام والترتيب ف الواعيد الحددة والواظبة على ذلك ف ذهابه لرمي‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (باقي مسند النصار) مسند عائشة برقم ‪ ، 24557‬وأبو داود ف (الناسك) باب ف الرمل برقم ‪1888‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند العشرة البشرين بالنة) مسند علي بن أب طالب برقم ‪ ، 879‬والنسائي ف (قيام الليل وتطوع النهار)‬
‫باب المر بالوتر برقم ‪ ، 1675‬وأبو داود ف (الصلة) باب استحباب الوتر برقم ‪1416‬‬
‫المار الول والثانية والثالثة الت هي جرة العقبة ث التقيد بالصيات السبع واحدة بعد أخرى‬
‫مع الدوء وعدم اليذاء للخرين بقول أو فعل كل هذا يعود الؤمن على تنظيم المور الهمة‬
‫والعناية با حت تؤدى ف أوقاتا كاملة ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬الحتفاظ بالصيات وعدم وضعها ف غي‬


‫مكانا يشعر السلم بأهية الحافظة على ما شرع ربه وعدم السراف ووضع المور ف‬
‫مواضعها من غي تبذير ول زيادة أو نقص ‪.‬‬

‫اللق أفضل من التقصي‬

‫س‪ :‬أيهما أفضل اللق أو التقصي بعد أداء النسك ف العمرة والج ؟ وهل يزئ تقصي بعض‬
‫(‪)1‬‬
‫الرأس ؟‬

‫ج‪ :‬الفضل اللق ف العمرة والج جيعا ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم دعا للمحلقي‬
‫ثلثا بالغفرة والرحة ‪ ،‬وللمقصرين واحدة ‪ ،‬فالفضل اللق ‪ ،‬لكن إذا كانت العمرة قرب‬
‫الج فالفضل فيها التقصي حت يتوفر اللق ف الج ؛ لن الج أكمل من العمرة فيكون‬
‫الكمل للكمل ‪ .‬أما إن كانت العمرة بعيدة عن الج مثلً ف شوال يكن لشعر الرأس أن‬
‫يطول فإنه يلق حت يوز فضل اللق ‪.‬‬
‫ول يوز تقصي بعض الرأس ول حلق بعضه ‪ ،‬ف أصح قول العلماء ‪ ،‬بل الواجب حلق‬
‫الرأس كله أو تقصيه كله ‪ .‬والفضل أن يبدأ بالشق الين ف اللق والتقصي ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬بتاريخ ‪12/12/1411‬هـ‬


‫الكمل تعميم شعر الرأس بالقص‬
‫س‪ :‬حججت العام الاضي متمتعا بالعمرة إل الج ‪ ،‬وبعد فراغي من العمرة قصرت شعر‬
‫رأسي بالقص بيث أخذت بعض الشعيات من معظم أجزائه بجة أنن سوف أحلقه بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫أداء الج فهل فيما فعلت شيء ؟ أفتونا مأجورين ؟‬

‫ج‪ :‬ما فعلته من القص الذكور بالقص مزئ وليس عليك شيء ‪ ،‬والحوط والكمل تعميم‬
‫شعر الرأس بالقص ‪ ،‬واللق أفضل من القص ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم دعا بالرحة‬
‫والغفرة ثلث مرات وللمقصرين مرة ‪ ،‬إل إذا كان قدوم الاج ف وقت قريب من الج فإن‬
‫الفضل له أن يقصر حي تلله من العمرة ويبقي اللق للحج؛ لن الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم أمر الذين قدموا معه للحج ف حجة الوداع وليس معهم هدي أن يقصروا ول يأمرهم‬
‫باللق ‪.‬‬
‫والكمة ف هذا ‪ ،‬وال أعلم ‪ ،‬أن يبقى بقية الرأس للحلق من التحلل من الج ‪ .‬وال ول‬
‫التوفيق ‪.‬‬

‫مكان اللق والتقصي‬


‫س‪ :‬إذا رمينا جرة العقبة هل لبد من اللق ف من أو نلق بعد النول إل مكة ؟ وخاصة أنه‬
‫ربا ل توجد إمكانيات اللقة ف من ؟ أرجو من ساحتكم إيضاح ذلك ‪ ،‬وهل ونن‬
‫(‪)2‬‬
‫مرمون أم ل ؟‬

‫ج‪ :‬اللق أو التقصي يوز فعله ف من وف مكة وغيها ‪.‬‬

‫حكم التحلل بعد رمي جرة العقبة‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬


‫‪) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من السائل ب‪ .‬ب‪ .‬ص ‪ .‬أجاب عنها ساحته ف ‪3/11/1413‬هـ‬
‫س‪ :‬امرأة جاهلة رمت جرة العقبة يوم النحر وأحلت إحرامها ولبست البقع ‪ ،‬ول تقصر‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ول تطف طواف الفاضة ماذا يب عليها ؟‬

‫ج‪ :‬ليس عليها شيء ؛ لن التحلل الول يصل برمي جرة العقبة عند جع من أهل العلم‬
‫وهو قول قوي وإنا الحوط ‪ ،‬هو تأخي التحلل الول حت يلق الحرم أو يقصر ‪ ،‬أو يطوف‬
‫طواف الفاضة ويسعى إن كان عليه سعي بعد رمي جرة العقبة ‪ .‬ومت فعل الثلثة الذكورة‬
‫حل التحلل كله ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )5‬طواف الفاضة‬
‫حكم من ل يكمل طواف الفاضة‬

‫إل ساحة الشيخ ‪ /‬عبد العزيز بن عبد ال بن باز مفت الملكة العربية السعودية‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬
‫سؤال هو ‪ :‬والدي أتى من مصر لداء فريضة الج ول يكمل طواف الفاضة والسعي‬
‫وطواف الوداع بسبب مرضه الشديد والزحام الشديد وضعف جسمه ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬هل حجه صحيح أم ل ؟‬
‫ثانيا ‪ :‬ماذا أفعل له ؟ أنا ابنه الذي أعمل ف الملكة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ماذا عليه إن كان قد جامع زوجته وهل عليه أن يتوقف عن مامعة زوجته أم ل ؟‬
‫رابعا ‪ :‬إن كان ولبد من حضوره هل بالمكان من تأخي حضوره إل شهر رمضان لداء‬
‫العمرة وأداء ما عليه من الج ؟‬
‫(‪)2‬‬
‫أفيدونا جزاكم ال عن السلمي كل خي ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من جريدة (السلمون)‬


‫‪) (2‬صدر من مكتب ساحته برقم ‪ /3952‬ح وتاريخ ‪3/2/1414‬هـ جوابا عن سؤال موجه إليه من هـ ‪ .‬ف‪.‬‬
‫ج‪ :‬وعليكم السلم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬بعده ‪:‬‬
‫يلزم والدك الضور فورا حسب الطاقة لداء الطواف والسعي ‪ ،‬وعليه اجتناب امرأته حت‬
‫يطوف ويسعى ‪ ،‬فإن كان قد جامعها فعليه دم كدم الضحية يذبح ف مكة ويوزع بي‬
‫الفقراء مع التوبة والندم وعدم العود إل جاعها حت يطوف ويسعى ‪ ،‬وحجه صحيح وعليك‬
‫أن تساعده ف ذلك حسب الطاقة بارك ال فيك ‪ .‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫حكم من رفض إحرامه بعد البيت بزدلفة‬


‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم ‪ /‬ع‪ .‬م‪ .‬ب‪ .‬غ‪ .‬وفقه ال ‪ .‬آمي ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬بعده ‪:‬‬
‫وصلن خطابكم الكري الؤرخ ف ‪17/3/1392‬هـ وصلكم ال بداه التضمن السؤال عما‬
‫حصل لكم ف الج وهو أنك وقفت بعرفة وبت بزدلفة ‪ ،‬وأنك تللت من الحرام ول ترم‬
‫المار بسبب أنك نسيت صلة الظهر والعصر بعرفة إل قبيل الغرب ‪ ،‬ث تضايقت من‬
‫(‪)1‬‬
‫نفسك ول تكمل مناسك الج ‪ ،‬وتسأل ماذا يب عليك ف ذلك ؟‬
‫الواب ‪ :‬أنك ل تزال مرما إل حي التاريخ ونيتك التحلل من الحرام غي معتبة لعدم‬
‫توافر شروط التحلل وعليك أن تبادر بلبس ملبس الحرام من حي يصلك هذا الواب ‪،‬‬
‫وتذهب إل مكة بنية إكمال الج فتطوف سبعة أشواط بالكعبة طواف الج ‪ ،‬وتصلي‬
‫ركعت الطواف ‪ ،‬ث تسعى بي الصفا والروة سعي الج ‪ ،‬ث تلق أو تقصر واللق أفضل إن‬
‫ل تكن سابقا حلقت أو قصرت بنية الج ‪ ،‬ث تتحلل وعليك دم عن ترك رمي المار كلها‬
‫إذا كنت ل ترم جرة العقبة يوم العيد أو المار الثلث يوم الادي عشر والثان عشر وهو‬
‫سبع بدنة أو سبع بقرة أو ثن من العز أو جذع من الضأن يذبح ف الرم الكي ويوزع بي‬
‫فقرائه ‪ ،‬وعليك دم آخر مثل ذلك عن تركك البيت بن أيام من إذا كنت ل تبت با يذبح‬
‫ف الرم الكي ويوزع بي الفقراء ‪ ،‬وعليك مع ذلك التوبة والستغفار عما حصل من‬
‫التقصي بترك الرمي الواجب ف وقته والبيت بن إن ل تكن بت با ‪ ،‬أما الطواف والسعي‬

‫‪ ) (1‬صدر عندما كان رئيسا للجامعة السلمية بالدينة النورة من مكتب ساحته برقم ‪ 3862/1/1‬وتاريخ ‪28/3/1392‬هـ‪.‬‬
‫واللق فوقتها موسع ولكن فعلها ف وقت الج أفضل ‪ ،‬وإذا كنت متزوجا وجامعت‬
‫زوجتك فقد أفسدت حجك لكن عليك أن تفعل ما تقدم ؛ لن الج الفاسد يب إتامه‬
‫كالصحيح ؛ لقوله تعال ‪" :‬وأتوا الج والعمرة ل " (‪ )1‬وعليك قضاؤه ف الستقبل حسب‬
‫الستطاعة ‪ ،‬وعليك بدنة عن إفسادك الج بجامعتك امرأتك قبل الشروع ف التحلل تذبح‬
‫ف الرم الكي وتوزع بي الفقراء ‪ ،‬إل أن تكون قد رميت المرة يوم العيد أجزأتك شاة‬
‫بدل البدنة ول يفسد حجك كالذي جامع بعد الطواف قبل أن يكمل تلله بالرمي أو اللق‬
‫‪ .‬وفق ال الميع للفقه ف دينه والثبات عليه ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫حكم من شك ف عدد الشواط‬


‫س‪ :‬ذهبنا للحج وعند الطواف والنتهاء منه قال بعضنا ‪ :‬إننا أتمنا الشواط السبعة ‪ ،‬وقال‬
‫آخرون ‪ :‬بقي شوط ‪ .‬فبعضنا قد بقوا لداء شوط آخر وانصرف آخرون وأنا منهم ‪ ،‬فما‬
‫(‪)2‬‬
‫حكم الج وهل هو صحيح ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان الذين انصرفوا وأنت منهم انصرفوا باعتقاد أنم اكملوا الشواط السبعة فالطواف‬
‫صحيح والمد ل ‪ ،‬أما الذين شكوا فعليهم أن يكملوا شوطا سابعا إن ل يطل الفصل ‪ ،‬فإن‬
‫طال الفصل أعادوا الطواف أما الذين انصرفوا وهم غي متيقني أنم اكملوا السبعة فعليهم‬
‫أن يرجعوا إل مكة وأن يأتوا بالطواف كاملً مع التوبة والستغفار عما حصل من التقصي ‪،‬‬
‫وإذا كان أحد منهم أتى زوجته أو امرأة أتاها زوجها فعليهم مع ذلك ذبح شاة تذبح ف مكة‬
‫؛ لنه ل يوز للرجل أن يأت زوجته قبل الطواف ‪ ،‬وهي كذلك ليس لا أن يأتيها زوجها‬
‫قبل أن تكمل الطواف – أعن طواف الفاضة‪ -‬ويوزع لمها على الفقراء ف مكة ‪ ،‬أما من‬
‫كان شكه طارئا بعد كمال الطواف وانصرافه من الطاف كحالكم معتقدا كماله فإنه ل‬
‫شيء عليه ‪ ،‬ول يلتفت لذا الشك ‪ .‬وهذا الكم ف جيع العبادات ل يلتفت إل الشك‬
‫الطارئ بعد الفراغ منها ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬
‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪196‬‬
‫‪) (2‬فتوى صدرت من مكتب ساحته‬
‫حكم طواف الفاضة ف يوم عرفة‬
‫س‪ :‬أنا شخص طفت طواف الفاضة ف يوم عرفة فسمعت أنه يب علي أن أعود وأقوم‬
‫(‪)1‬‬
‫بإعادة طواف الفاضة فهل علي طواف وداع رغم أنن طفته ؟‬

‫ج‪ :‬طواف الفاضة ل يكون ف يوم عرفة ‪ ،‬طواف الفاضة بعد النول من عرفة والنول من‬
‫مزدلفة ف آخر ليلة العيد أو ف يوم العيد وما بعده ‪ ،‬هذا هو وقت طواف الفاضة ‪ ،‬والذي‬
‫طاف يوم عرفة جاهلً ‪ ،‬فطوافه لغٍ وعليه أن يطوف بعد النول من عرفة يوم العيد أو‬
‫بعده ‪ ،‬ولبد من طواف الفاضة ووقته بعد النول من مزدلفة ف النصف الخي من ليلة‬
‫مزدلفة وف يوم العيد وما بعده ‪ ،‬وعليك إذا كنت ل تطف أن تطوف بعد ذلك ‪ ،‬وإن كنت‬
‫أتيت أهلك قبل الطواف بعد الرمي واللق فعليك ذبيحة تُذبح ف مكة للفقراء مع التوبة‬
‫والستغفار ‪ ،‬أما إذا كنت ما أتيت زوجتك فالمد ل تطوف وتكمل حجك ‪ ،‬وتسعى مع‬
‫الطواف إذا كنت حاجا قارنا أو مفردا ول تسع قبل عرفة ‪ ،‬فعليك أن تسعى وتطوف‬
‫لجك ‪.‬‬
‫وأما الطواف الذي ف يوم عرفة فهذا ل يصح ‪ ،‬إل إذا كان النسان قادما من بلده ف يوم‬
‫عرفة ووصل مكة وطاف وسعى ث خرج يوم عرفة من مكة إل عرفات ‪ ،‬فهذا يسمى طواف‬
‫القدوم ‪ ،‬وإن كان متمتعا يسمى طواف العمرة يطوف ويسعى ويقصر ث يل ‪ ،‬هذا يسمى‬
‫طواف العمرة ‪ ،‬وإن كنت قارنا أو مفردا طاف ث سعى ث خرج إل عرفات ف آخر النهار‬
‫أو ف الليل ‪ ،‬وهذا يعتب طوافه صحيحا ‪ ،‬لكن يسمى بطواف القدوم ‪ ،‬وليس بطواف‬
‫الفاضة ‪ ،‬طواف الفاضة إنا يكون بعد الج بعد النول من عرفة والزدلفة ‪.‬‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته ف دروس السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫حكم لبس الخيط بعد رمي جرة العقبة واللق والتقصي‬
‫ساحة الشيخ ‪ /‬عبد العزيز بن عبد ال بن باز حفظه ال ‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫بشيئة ال تعال أريد أن أحج لذا العام ‪ ،‬وأريد أن أستفسر عن بعض أمور الج الت أجهلها‬
‫وأرجو من ال ث من ساحتكم أن تنيوا لنا الطريق ولكم ف ذلك الجر والثواب إن شاء‬
‫ال ‪ ،‬وهذه المور هي ‪:‬‬
‫س‪ :‬هل بعد الرمي ف اليوم العاشر إذا أردنا النول إل مكة للطواف والسعي ‪ ،‬وتيسر لنا‬
‫اللق ‪ ،‬فهل نطوف بالحرام حت ناية السعي أم جائز لنا لبس الخيط بعد الرمي واللق ف‬
‫(‪)1‬‬
‫من ؟‬
‫ج‪ :‬إذا رمى الاج يوم العيد جرة العقبة وحلق أو قصر حل التحلل الول وجاز له الطيب‬
‫ولبس الخيط ول يبق عليه سوى تري النساء وله أن يطوف ف ملبس الحرام ويسعى‬
‫وإن لبس الخيط وغطى رأسه وقت الطواف والسعي فل بأس ؛ لنه قد حصل له التحلل‬
‫الول برمي جرة العقبة وباللق أو التقصي سواء كان رجلً أو امرأة لكن الرأة ليس لا اللق‬
‫وإنا تقصر من رأسها فقط ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم الطواف على غي طهارة‬


‫س‪ :‬من طاف على غي طهارة ث سعى وهو جاهل بذلك ‪ ،‬فهل يعيد الطواف ث يسعى بعده؟‬
‫(‪)2‬‬
‫وهل يوز تأخي الطواف إل طواف الوداع بدون سعي ؟ جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬عليه أن يعيد الطواف ‪ ،‬وإن أخره حت يعزم على السفر ‪ ،‬وطاف عند السفر أجزأه عن‬
‫طواف الوداع ‪ ،‬وإن أعاد السعي فحسن ‪ ،‬خروجا من اللف ‪.‬‬

‫‪) (1‬سؤال مقدم من ‪ /‬ب‪ .‬ب‪ .‬ص ‪ .‬أجاب عنه ساحته ف ‪3/11/1413‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1494‬ف ‪10/1/1416‬هـ‬
‫الائض والنفساء يبقى عليهما طواف الج حت تطهرا‬
‫س‪ :‬إذا حاضت الرأة قبل أن تطوف طواف الفاضة فما حكمها ؟ علما بأنا فعلت كل بقية‬
‫(‪)1‬‬
‫الناسك ‪ ،‬واستمر حيضها حت بعد أيام التشريق ‪.‬‬

‫ج‪ :‬إذا حاضت الرأة قبل طواف الج أو نفست فإنه يبقى عليها الطواف حت تطهر ‪ ،‬فإذا‬
‫طهرت تغتسل وتطوف لجها ولو بعد الج بأيام ولو ف الحرم ولو ف صفر حسب التيسي‬
‫وليس له وقت مدود ‪ ،‬وقد ذهب بعض أهل العلم إل أنه ل يوز تأخيه عن ذي الجة ‪،‬‬
‫ولكنه قول ل دليل عليه ‪ ،‬بل الصواب جواز تأخيه ‪ ،‬ولكن البادرة به أول مع القدرة ‪ ،‬فإن‬
‫أخره عن ذي الجة أجزأه ول دم عليه ‪.‬‬
‫والائض والنفساء معذورتان فل حرج عليهما ؛ لنه ل حيلة لما ف ذلك ‪ ،‬فإذا طهرتا طافتا‬
‫سواء كان ذلك ف ذي الجة أو ف الحرم ‪.‬‬

‫النفساء تكمل الج إذا طهرت قبل الربعي‬


‫س‪ :‬الرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية وأكملت أركان الج عدا الطواف والسعي ‪ ،‬إل‬
‫أنا لحظت أنا طهرت مبدئيا بعد عشرة أيام ‪ ،‬فهل تتطهر وتغتسل وتؤدي الركن الباقي‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي هو طواف الج ؟‬
‫ج‪ :‬نعم إذا نفست ف اليوم الثامن مثلً فلها أن تج وتقف مع الناس ف عرفات ومزدلفة ‪،‬‬
‫ولا أن تعمل ما يعمل الناس من رمي المار والتقصي ونر الدي وغي ذلك ‪ ،‬ويبقى عليها‬
‫الطواف والسعي تؤجلهما حت تطهر ‪ ،‬فإذا طهرت بعد عشرة أيام أو أكثر أو أقل اغتسلت‬
‫وصلت وصامت وطافت وسعت ‪ ،‬وليس لقل النفاس حد مدود ‪ ،‬فقد تطهر ف عشرة أيام‬
‫أو أقل من ذلك أو أكثر ‪ ،‬لكن نايته أربعون ‪ ،‬فإذا تت الربعون ول ينقطع الدم فإنا تعتب‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 8‬ف ‪5/12/1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪ 117‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪، 134‬وف جريدة (الشرق الوسط ) العدد ‪ 3514‬ف ‪12/7/1988‬م ‪ ،‬وف جريدة‬
‫(الرياض ) العدد ‪ 10868‬ف ‪29/11/1418‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) ص ‪ 9‬طبعة‬
‫‪1408‬هـ‬
‫نفسها ف حكم الطاهرات تغتسل وتصلي وتصوم وتعتب الدم الذي بقي معها على الصحيح‬
‫دم فساد تصلي معه وتصوم وتل لزوجها ‪ ،‬لكنها تتهد ف التحفظ منه بقطن ونوه ‪،‬‬
‫وتتوضأ لوقت كل صلة ‪ ،‬ول بأس أن تمع بي الظهر والعصر والغرب والعشاء ‪ ،‬كما‬
‫أوصى النب صلى ال عليه وسلم حنة بنت جحش بذلك‪.‬‬

‫س‪ :‬سافرت امرأة إل الج وجاءتا العادة الشهرية بعد خسة أيام من تاريخ سفرها ‪ ،‬وبعد‬
‫وصولا اليقات اغتسلت وعقدت الحرام وهي ل تطهر من العادة ‪ ،‬وحي وصولا إل مكة‬
‫الكرمة ظلت خارج الرم ول تفعل شيئا من شعائر الج أو العمرة ‪ ،‬ومكثت يومي ف من‬
‫ث طهرت واغتسلت وأدت جيع مناسك العمرة وهي طاهرة ‪ ،‬ث عاد الدم إليها وهي ف‬
‫طواف الفاضة للحج إل أنا استحت وأكملت مناسك الج ول تب وليها إل بعد وصولا‬
‫(‪)1‬‬
‫إل بلدهم ‪ ،‬فما حكم ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ‪ ،‬فعلى الرأة الذكورة أن تتوجه إل مكة وتطوف‬
‫بالبيت العتيق سبعة أشواط بنية الطواف عن حجها بدلً من الطواف الذي أصابا الدم فيه ‪،‬‬
‫وتصلي بعد الطواف ركعتي خلف القام أو ف أي مكان من الرم ‪ ،‬وبذلك يتم حجها ‪.‬‬
‫وعليها دم ف مكة لفقرائها إن كان لا زوج قد جامعها بعد الج ؛ لن الحرمة ل يل‬
‫لزوجها جاعها إل بعد طواف الفاضة ورمي المرة يوم العيد والتقصي من رأسها ‪.‬‬
‫وعليها السعي بي الصفا والروة إن كانت ل تسع إذا كانت متمتعة بعمرة قبل الج ‪ ،‬أما إذا‬
‫كانت قارنة أو مفردة للحج فليس عليها سعي ثان إذا كانت قد سعت مع طواف القدوم ‪.‬‬
‫وعليها التوبة إل ال سبحانه وتعال ما فعلت من طوافها حي أصابا الدم ‪ ،‬ومن خروجها‬
‫من مكة قبل الطواف إن كان قد وقع ‪ ،‬ومن تأخيها الطواف هذه الدة الطويلة‪ .‬نسأل ال‬
‫أن يتوب عليها ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشرت ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪ 136‬وف جريدة (الدينة) العدد ‪ 11726‬ف ‪14/12/1415‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض‬
‫) العدد ‪ 10868‬ف ‪29/11/1418‬هـ‬
‫حكم جع طواف الفاضة مع طواف الوداع‬
‫س‪ :‬هل يوز جع طواف الفاضة مع طواف الوداع ف حال الروج مباشرة من مكة‬
‫(‪)1‬‬
‫والعودة إل الوطن ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك ‪ ،‬لو أن إنسانا أخر طواف الفاضة فلما عزم على السفر طاف عند‬
‫سفره بعدما رمى المار وانتهى من كل شيء ‪ ،‬فإن طواف الفاضة يزئه عن طواف‬
‫الوداع ‪،‬‬
‫وإن طافهما – طواف الفاضة وطواف الوداع – فهذا خي إل خي ‪ ،‬ولكن مت اكتفى‬
‫بواحد ونوى طواف الج أجزأه ذلك ‪.‬‬

‫من مات قبل طواف الفاضة ل يطاف عنه‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من أت أعمال الج ما عدا طواف الفاضة ث توف هل يطاف عنه ؟‬
‫ج‪ :‬من أت أعمال الج ما عدا طواف الفاضة ث مات قبل ذلك ل يطاف عنه ؛ لقول ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪" :‬بينما رجل واقف مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ وقع عن‬
‫راحلته فوقصته فمات فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪" :‬اغسلوه باء وسدر‬
‫وكفنوه ف ثوبيه ول تنطوه ول تمروا رأسه فإن ال تعال يبعثه يوم القيامة ملبيا " (‪ )3‬رواه‬
‫البخاري ومسلم وأصحاب السنن ‪ ،‬فلم يأمر النب صلى ال عليه وسلم بالطواف عنه بل أخب‬
‫بأن ال يبعثه يوم القيامة ملبيا لبقائه على إحرامه بيث ل يطف ول يطف عنه‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة (‪ )6‬السعي‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد السابع ف ‪2/12/1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪ 114‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد السابع ف ‪2/12/1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪ 108‬طبعة عام ‪1408‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (النائز) باب الكفن ف ثوبي برقم ‪ ، 1265‬مسلم ف (الج) باب ما يفعل بالحرم إذا مات برقم ‪1206‬‬
‫حكم السعي‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم السعي ف الج والعمرة ؟‬

‫(‪)2‬‬
‫ج‪ :‬ركن من أركان الج والعمرة ؛ لقوله عليه الصلة والسلم ‪" :‬خذوا عن مناسككم"‬
‫وفعله يفسر قوله وقد سعى ف حجته وعمرته عليه الصلة والسلم ‪.‬‬

‫الفرد والقارن ل يلزمهما سعي آخر‬


‫س‪ :‬حججت مفردا وقمت بالطواف والسعي قبل عرفة ‪ ،‬فهل يلزمن الطواف والسعي عند‬
‫(‪)3‬‬
‫الفاضة أو مع طواف الفاضة ؟‬

‫ج‪ :‬هذا الذي حج مفردا وهكذا لو حج قارنا بالج والعمرة جيعا ‪ ،‬ث قدم مكة وطاف‬
‫وسعى وبقي على إحرامه لكونه مفردا أو قارنا ول يتحلل فإنه يزئه السعي ول يلزمه سعي‬
‫آخر ‪ ،‬فإذا طاف يوم العيد أو بعده كفاه طواف الفاضة إذا ل يتحلل من إحرامه حت يوم‬
‫النحر ‪ ،‬والسعي الذي سعاه أولً مزئ سواء كان معه هدي أو ليس معه هدي إن كان ل‬
‫يتحلل إل بعد ما نزل من عرفة يوم العيد ‪ ،‬فإن سعيه الول يكفيه ول يتاج إل سعي ثان إذا‬
‫كان قارنا بالج والعمرة أو كان مفردا للحج ‪ ،‬وإنا السعي الثان على التمتع الذي أحرم‬
‫بالعمرة وطاف وسعى لا وتلل ث أحرم بالج ‪ ،‬فهذا عليه سعي ثان للحج غي سعي العمرة‬
‫‪.‬‬

‫حكم تقدي سعي الج على طواف الفاضة‬


‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬هل يوز تقدي سعي الج قبل طواف الفاضة ؟‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج ) العدد ‪ 7‬ف ‪2/12/1404‬هـ ص ‪ ، 79‬وكتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة‬
‫والزيارة ) ص ‪ 113‬طبعة عام ‪1408‬هـ‬
‫‪) (4‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11551‬ف ‪10/12/1418‬هـ‬
‫ج‪ :‬الفضل بعد الطواف ‪ ،‬ول ينبغي التقدي بل يطوف ث يسعى كما فعل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬لكن إذا قدم النسان السعي ساهيا أو جاهلً أجزأه ‪.‬‬

‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم فضيلة الشيخ ‪ :‬ع‪ .‬س‪ .‬م‪ .‬القاضي‬
‫بحكمة التمييز بالنطقة الغربية ‪ .‬وفقه ال لا فيه رضاه آمي‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فقد وصلن كتابكم الكري الؤرخ ف ‪8/1/1413‬هـ وصلكم ال بداه ‪ ،‬وما تضمنه من‬
‫السئلة المسة كان معلوما ‪:‬‬

‫س‪ :‬رجل أحرم بالج يوم التروية من مكة الكرمة ‪ ،‬ث ذهب بعد إحرامه ف ذلك اليوم إل‬
‫الرم فطاف طواف الفاضة فقط واكتفى بسعيه الول يوم التروية ‪ ،‬فهل يزئه ذلك‬
‫السعي ؟ حيث إنن رأيت بعض أهل العلم يشترط لصحة السعي أن يكون عقب طواف‬
‫(‪)1‬‬
‫نسك ‪ ،‬كطواف القدوم مثلً ‪ .‬وإذا كان هذا الشرط صحيحا فما مستند الخذ به ؟‬

‫ج‪ :‬فقد ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان ف حجه وَ ُعمَرِهِ يسعى بعد‬
‫الطواف ‪ ،‬ول يثبت عنه صلى ال عليه وسلم فيما نعلم أنه سعى قبل الطواف ف حج أو‬
‫عمرة ‪ ،‬كما أنه ل يثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه سعى بعد طواف ليس بنسك ‪ ،‬وإنا‬
‫كان سعيه بعد طواف القدوم ف حجة الوداع ‪ ،‬وهو نسك ‪ .‬وسعى ف ُعمَرِهِ بعد الطواف‬
‫وهو نسك ‪ ،‬بل من أركان العمرة ‪.‬‬
‫وذكر شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ف الفتاوى ج ‪ 26‬ما يدل على أنه فعل السعي بعد‬
‫طواف النسك مل إجاع ‪.‬‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته من فضيلة الشيخ ‪ /‬ع ‪ .‬س ‪ .‬م ‪ .‬أجاب عنها ساحته ف ‪7/2/1414‬هـ‬
‫ولكن قد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ف حجة الوداع لا سئل عن أعمال يوم النحر‬
‫من الرمي ‪ ،‬والنحر ‪ ،‬واللق أو التقصي ‪ ،‬والطواف والسعي ‪ ،‬والتقدي والتأخي قال ‪" :‬ل‬
‫حرج " (‪. )1‬‬
‫وهذا الواب الطلق يدخل فيه تقدي السعي على الطواف ف الج والعمرة ‪ ،‬وبه قال جاعة‬
‫من العلماء ‪ .‬ويدل عليه ما رواه أبو داود بإسناد صحيح عن أسامة بن شريك ‪ ،‬أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم سئل عمن قدم السعي على الطواف ‪ .‬فقال ‪" :‬ل حرج" ‪ .‬وهذا الواب يعم‬
‫سعي الج والعمرة ‪ ،‬وليس ف الدلة الصحيحة الصرية ما ينع ذلك ‪ .‬فإذا جاز قبل الطواف‬
‫الذي هو نسك ‪ ،‬فجوازه بعد طواف ليس بنسك من باب أول ‪.‬‬
‫لكن يشرع أن يعيده بعد طواف النسك ؛ احتياطا ‪ ،‬وخروجا من خلف العلماء ‪ ،‬وعملً با‬
‫فعله النب صلى ال عليه وسلم ف حجه وعمره ‪.‬‬
‫ويمل ما ذكره الشيخ تقي الدين رحه ال من كون السعي بعد الطواف مل وفاق على أن‬
‫ذلك هو الفضل ‪ .‬أما الواز ففيه اللف الذي أشرنا إليه ‪ .‬ومن صرح بذلك صاحب الغن‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪ 390‬حيث نقل رحه ال تعال الواز عن عطاء مطلقا وعن إحدى الروايتي عن‬
‫أحد ف حق الناسي ‪ .‬أ ‪ .‬هـ‬
‫ويدل على عدم مشروعية الطواف والسعي قبل الج لن أحرم بالج من مكة أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم أمر الهلي بالج أن يتوجهوا إل من من منازلم ف حجة الوداع ‪ ،‬ول يأمرهم‬
‫بالطواف ول بالسعي قبل خروجهم إل من ‪ ،‬فدل ذلك على أن الشروع لن أحرم بالج من‬
‫مكة أن يتوجه إل من قبل الطواف والسعي ‪ ،‬فإذا رجع إل مكة بعد عرفة ومزدلفة طاف‬
‫وسعى لجه ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم من حج ول يسع‬
‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬أنا من سكان مكة حججت العام الاضي وطفت ولكن ل اسع فما الكم ؟‬

‫‪) (1‬رواه أبو داود ف (الناسك) باب فيمن قدم شيئا قبل شيء ف حجه برقم ‪2015‬‬
‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫ج‪ :‬عليك السعي ‪ ،‬وهذا غلط منك ‪ ،‬ولبد من السعي سواء كنت من أهل مكة أو من‬
‫غيهم ‪ ،‬لبد من السعي بعد الطواف بعد النول من عرفات تطوف وتسعى ‪ ،‬فالذي ترك‬
‫السعي يسعى الن ‪ ،‬وإذا كان أتى زوجته عليه ذبيحة يذبها ف مكة للفقراء ؛ لنه لن يصل‬
‫له التحلل الثان إل بالسعي فعليه أن يسعى الن بنية الج السابق وعليه دم إن كان قد أتى‬
‫زوجته ‪.‬‬

‫حكم الزيادة ف السعي‬


‫س‪ :‬لقد سعيت بي الصفا والروة ولكن عملت الشوط من الصفا إل الصفا على أنه واحد‬
‫(‪)1‬‬
‫هل علي شيء ف ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬هذه زيادة منك فقد سعيت أربعة عشر شوطا والواجب سبعة والسبعة الخرى ل توز ؛‬
‫لنا خلف الشرع لكنك معذور بالهل ‪ ،‬وعليك التوبة إل ال من ذلك وعدم العودة إل‬
‫مثلها إذا حججت أو اعتمرت ؛ لن الذي حصل به القصود سبعة من الصفا للمروة ث من‬
‫الروة للصفا ‪ ،‬تبدأ بالصفا وتتم بالروة ‪ ،‬سبعة أشواط ‪.‬‬

‫حكم الفصل بي الطواف والسعي بزمن طويل‬


‫س‪ :‬طفت طواف القدوم وطواف الفاضة بدون سعي ‪ ،‬هل يوز الفصل بي الطواف‬
‫(‪)2‬‬
‫والسعي بزمن طويل ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج ف الفصل بي السعي والطواف عند أهل العلم ‪ ،‬فلو سعى بعد الطواف بزمن أو‬
‫ف يوم آخر فل بأس بذلك ول حرج فيه ‪ ،‬ولكن الفضل أن يتوال السعي مع‬
‫الطواف ‪ ،‬فإذا طاف بعمرته سعى بعد ذلك من دون فصل ‪ ،‬وهكذا ف حجه ولو فصل فل‬
‫حرج ف ذلك ؛ لن السعي عبادة مستقلة ‪ ،‬فإذا فصل بينهما بشيء فل يضر ‪ ،‬ولذا لو قدم‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس ف السجد الرام بتاريخ ‪25/12/1418‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد الادي عشر ف ‪15/12/1400‬هـ‬
‫الاج أو القارن وطاف فقط وأجل السعي إل ما بعد نزوله من عرفات فل حرج ف ذلك ‪،‬‬
‫وإن قدمه فل حرج ف ذلك ‪.‬‬

‫حكم من قصر ولبس ثيابه قبل إتام السعي‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬إنسان سعى خسة أشواط أو ستة ناسيا أو جاهلً ث قصر ولبس ثيابه فما الكم ؟‬

‫ج‪ :‬عليه أن يلع ثيابه ويلبس الزار والرداء ويتم ما بقي عليه إن كان الفاصل قليلً ويلق‬
‫رأسه أو يقصر ث يلبس ثيابه ‪ ،‬ول شيء عليه غي ذلك ‪ .‬أما إن كان الفاصل طويلً فعليه أن‬
‫يعيد السعي ث يلق أو يقصر ‪ ،‬ول شيء عليه من أجل الهل أو النسيان ؛ لقول ال سبحانه‬
‫‪" :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ‪ )2( " ..‬الية من سورة البقرة ‪ ،‬وقد صح عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أن ال سبحانه قال ‪" :‬قد فعلت" (‪ )3‬رواه مسلم ف صحيحه ‪ .‬وال‬
‫الوفق ‪.‬‬

‫حكم من سافر ول يكمل سعيه‬


‫س‪ :‬حججت العام الاضي وف أثناء السعي وكان قد بقي منه ثلثة أشواط مرضت إحدى‬
‫مرافقات ‪ ،‬فذهبت با إل السكن ث سافرت إل البلد الذي أعمل فيه ‪ ،‬فماذا علي يا ساحة‬
‫(‪)4‬‬
‫الشيخ ؟‬
‫ج‪ :‬يب عليك أن تعودي إل مكة ‪ ،‬وأن تسعي سبعة أشواط بي الصفا والروة بنية الج‬
‫السابق ‪ ،‬وعليك دم يذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬إن كان لديك زوج قد جامعك ‪ ،‬فإن ل يكن‬
‫لديك زوج أو لديك ول يصل جاع فليس عليك دم ‪ .‬وعليك أن تطوف للوداع عند السفر‬
‫من مكة مع التوبة إل ال سبحانه ما وقع منك ‪ .‬غفر ال لنا ولك ولكل مسلم‪.‬‬
‫‪) (1‬إجابة صدرت من مكتب ساحته عندما كان رئيسا للجامعة السلمية بالدينة النورة‬
‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪286‬‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (اليان) باب بيان أن ال سبحانه ل يكلف إل ما يطاق برقم ‪126‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية) وقد أجاب عنها ساحته بتاريخ ‪24/9/1418‬هـ‬
‫باب صفة الج والعمرة‬
‫(‪ )7‬أعمال يوم النحر‬
‫السنة ترتيب أعمال يوم النحر‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما هو الفضل ف أعمال يوم النحر ‪ ،‬وهل يوز التقدي والتأخي ؟‬
‫ج‪ :‬السنة ف يوم النحر أن يرمي المرات ‪ ،‬يبدأ برمي جرة العقبة وهي الت تلي مكة ‪،‬‬
‫ويرميها بسبع حصيات كل حصاة على حدة يكب مع كل حصاة ‪ ،‬ث ينحر هديه إن كان‬
‫عنده هدي ‪ ،‬ث يلق رأسه أو يقصره ‪ ،‬واللق أفضل ‪.‬‬
‫ث يطوف ويسعى إن كان عليه سعي هذا هو الفضل ‪ ،‬كما فعله النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فإنه رمى ث نر ث حلق ث ذهب إل مكة فطاف عليه الصلة والسلم ‪ .‬هذا الترتيب هو‬
‫الفضل الرمي ث النحر ث اللق أو التقصي ث الطواف والسعي إن كان عليه سعي ‪ .‬فإن قدم‬
‫بعضها على بعض فل حرج ‪ ،‬أو نر قبل أن يرمي ‪ ،‬أو أفاض قبل أن يرمي ‪ ،‬أو حلق قبل أن‬
‫يرمي ‪ ،‬أو حلق قبل أن يذبح كل هذا ل حرج فيه ‪ .‬النب صلى ال عليه وسلم سئل عن من‬
‫قدم أو أخر فقال ‪" :‬ل حرج ل حرج " (‪. )2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل يوز أن نرجم ونعود إل النحر قبل الطواف ؟‬

‫ج‪ :‬السنة للحاج يوم العيد أربعة أمور ‪ ،‬وقد تكون خسة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الرمي ‪ ،‬برمي المرة ‪ ،‬أي ‪ :‬جرة العقبة يوم العيد بسبع حصيات إذا كان ما رماها‬
‫ف آخر الليل ‪ ،‬يرميها بعد طلوع الشمس ‪ ،‬كما رماها النب صلى ال عليه وسلم ومن رماها‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9896‬ف ‪12/12/1411‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيها برقم ‪ ، 83‬ومسلم ف (الج) باب من حلق قبل النحر أو نر‬
‫قبل الرمي برقم ‪. 1306‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها يوم التروية بن عام ‪1402‬هـ‬
‫من الضعفة من النساء والرضى وكبار السن ومن معهم ف النصف الخي من ليلة مزدلفة‬
‫أجزأهم ذلك ‪ .‬أما القوياء فالشروع لم أن يرموها ضحى بعد طلوع الشمس ‪ ،‬كما رماها‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫الثان ‪ :‬النحر ‪ ،‬نر الدي إذا كان عنده هدي ‪ ،‬فإنه ينحره ف من ‪ ،‬وهو الفضل إذا وجد‬
‫الفقراء ‪ ،‬أو ف مكة وف بقية الرم ‪.‬‬
‫تنحر البل واقفة معقولة يدها اليسرى ‪ ،‬وتذبح البقر والغنم على جنبها اليسر موجهة إل‬
‫القبلة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬اللق أو التقصي ‪ .‬فالرجل يلق رأسه أو يقصره واللق أفضل ؛ لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم دعا للمحلقي بالغفرة والرحة ثلثاُ وللمقصرين واحدة ‪ .‬والرأة تقصر فقط تقطع‬
‫من أطراف شعر رأسها قليلً وإن كان رأسها ضفائر فإنا تأخذ من طرف كل ضفية قليلً ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬وهو طواف الفاضة ‪ ،‬ويسمى طواف الج ‪ .‬وإذا كان عليه سعي صار خامسا ‪،‬‬
‫هذا السعي للمتمتع فإنه عليه السعي لجه والول لعمرته ‪ .‬وهكذا الفرد والقارن إذا كانا ل‬
‫يسعيا مع طواف القدوم ‪.‬‬
‫وهذه المور الت تفعل يوم العيد وهي خسة ‪ :‬أولا الرمي ث الذبح ث اللق أو التقصي ث‬
‫الطواف ث السعي ف حق من عليه سعي ‪ .‬وهذه المور قد شرع ال فعلها ورتبها النب صلى‬
‫ال عليه وسلم هكذا ‪ ،‬فإنه صلى ال عليه وسلم رمى ث نر هديه ث حلق رأسه ث تطيب‬
‫وتوجه إل مكة للطواف عليه الصلة والسلم ‪ .‬لكن لو قدم بعضها على بعض فل حرج ‪،‬‬
‫فلو نر قبل أن يرمي أو طاف قبل أن ينحر فل حرج ف هذا ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل عن ذلك فقال ‪" :‬ل حرج ‪ .‬ل حرج " (‪ )1‬عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫والنساء قد يتجن إل الذهاب إل مكة للطواف قبل أن يدث عليهن دورة اليض ‪ ،‬فلو‬
‫ذهبت ف آخر الليل وقدمت الطواف قبل أن يصيبها شيء على الرمي أو على النحر أو على‬

‫‪ ) (1‬رواه البخاري ف (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيها برقم ‪ ، 83‬ومسلم ف (الج) باب من حلق قبل النحر أو نر‬
‫قبل الرمي برقم ‪. 1306‬‬
‫التقصي فل بأس بذا ‪ .‬فالمر ف هذا واسع والمد ل ‪ ،‬وقد ثبت أن أم سلمة رضي ال عنها‬
‫رمت المرة ليلة العيد قبل الفجر ث مضت إل مكة فطافت طواف الفاضة ‪ ،‬وقد ثبت عنه‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه سأله سائل فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أفضت قبل أن أرمي فقال ‪" :‬ل‬
‫حرج" وسأله آخر فقال ‪ :‬نرت قبل أن أرمي ‪ .‬فقال ‪" :‬ل حرج" قال الصحاب الراوي عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فما سئل يومئذ يعن –يوم النحر‪ -‬عن شيء قُدم أو أُخر إل قال ‪:‬‬
‫"ل حرج ‪ .‬ل حرج" عليه من ربه افضل الصلة وأزكى التسليم ‪ .‬وهذا من لطف ال سبحانه‬
‫بعباده ‪ ،‬فلله المد والنة ‪.‬‬

‫حكم من حلف قبل صلة العيد‬


‫(‪)1‬‬
‫س ‪ -‬ما حكم من حلق قبل صلة العيد ف الج ؟ جزاكم ال خيا ؟‬

‫ج‪ :‬هذا المر فيه تفصيل ‪ ،‬فإن كان ف الج فإنه يشرع له إذا رمى جرة العقبة أن يلق أو‬
‫يقصر ‪ ،‬أما الصلة فليس عليه صلة ‪ ،‬فيمي المرة ث يلق ‪ ،‬وإذا حلق قبل الرمي أجزاه‬
‫ذلك ‪ ،‬وقد سئل النب صلى ال عليه وسلم يوم العيد عمن قدم وأخر فقال ‪" :‬ل حرج ل‬
‫حرج " (‪ )2‬لكن السنة أن يرمي ث ينحر ث يلق أو يقصر واللق أفضل ث يطوف طواف‬
‫الفاضة ‪ ،‬لكن إن قدم بعضها على بعض فل حرج ‪ ،‬وليس للحجاج صلة يوم العيد ‪ ،‬لنه‬
‫يقوم مقامها رمي المار ‪.‬‬

‫حكم من ل يعمم الرأس بالتقصي‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1638‬ف ‪26/12/1418‬هـ‬


‫‪ ) (2‬رواه البخاري ف (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيها برقم ‪ ، 83‬ومسلم ف (الج) باب من حلق قبل النحر أو نر‬
‫قبل الرمي برقم ‪. 1306‬‬
‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬ما الكم فيمن اقتصر بشعرات أربع أو خس ؟‬
‫ج‪ :‬الواجب على الاج والعتمر أن يعمم رأسه ف اللق والتقصي ‪ ،‬كما فعل النب عليه‬
‫الصلة والسلم ‪ ،‬وكما فعل أصحابه رضي ال عنهم بأمره ‪.‬‬

‫حكم تقدي طواف الفاضة والسعي قبل رمي جرة العقبة‬


‫س‪ :‬هل يوز تقدي طواف الفاضة والسعي قبل رمي جرة العقبة الكبى أو قبل الوقوف‬
‫(‪)2‬‬
‫بعرفة ؟ أفيدونا أفادكم ال ؟‬
‫ج‪ :‬يوز تقدي الطواف والسعي للحج قبل الرمي ‪ ،‬لكن ل يزئ طواف الج قبل عرفات‬
‫ول قبل نصف الليل من ليلة النحر ‪ ،‬بل إذا انصرف منها ونزل من مزدلفة ليلة العيد يوز له‬
‫أن يطوف ويسعى ف النصف الخي من ليلة النحر وف يوم النحر قبل أن يرمي ‪ .‬سأل رجل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬أفضت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ :‬ل حرج" فإذا نزل من مزدلفة‬
‫صباح العيد أو آخر الليل ‪ ،‬ولسيما إذا كان من العجزة ونزلوا آخر الليل كالنساء وأمثالم –‬
‫جاز لم البدء بالطواف ؛ لئل تيض الرأة ‪ ،‬وهكذا الرجل الضعيف يبدأ بالطواف ث يرمي‬
‫بعد ذلك ل حرج ف ذلك ‪ ،‬ولكن الفضل أن يرمي ث ينحر الدي إن كان عنده هدي ث‬
‫يلق أو يقصر واللق أفضل ‪ ،‬ث يطوف فيكون الطواف هو الخي ‪ ،‬كما فعل الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم حينما رمى المرة يوم العيد ث نر هديه ث حلق رأسه ث تطيب ث ركب إل‬
‫البيت فطاف ‪ ،‬ولكن لو قدم بعضها على بعض بأن ينحر قبل أن يرمي ‪ ،‬أو حلق قبل أن‬
‫ينحر ‪ ،‬أو حلق قبل أن يرمي ‪ ،‬أو طاف قبل أن يرمي ‪ ،‬أو طاف قبل أن يذبح ‪ ،‬أو طاف قبل‬
‫أن يلق ‪ ،‬كل ذلك مزئ بمد ال ؛ لن الرسول عليه أفضل الصلة والسلم سئل عن‬
‫التقدي والتأخي فقال ‪" :‬ل حرج ل حرج " (‪. )3‬‬

‫‪) (3‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف درس بلوغ الرام‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد الادي عشر ف ‪15/12/1400‬هـ ‪،‬وف العدد الثامن ف ‪5/12/1404‬هـ ‪،‬‬
‫وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) ص ‪ 115‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫‪ ) (3‬رواه البخاري ف (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيها برقم ‪ ، 83‬ومسلم ف (الج) باب من حلق قبل النحر أو نر‬
‫قبل الرمي برقم ‪. 1306‬‬
‫إذا كان الاج ساكنا ف أدن الل فل حرج ف الذهاب إل مسكنه قبل الطواف والسعي‬
‫س‪ :‬أنا أسكن على حدود الرم من جهة التنعيم فهل يوز أن أذهب إل منل قبل الطواف‬
‫(‪)1‬‬
‫والسعي للحج ؟ أرجو التكرم بالجابة أثابكم ال ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان الاج ساكنا ف أدن الل كالشرائع أو نوها فل حرج ف الذهاب إل مسكنه‬
‫قبل الطواف والسعي ‪.‬‬

‫التحلل الول والتحلل الثان‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬ماذا يقصد بالتحلل الول والتحلل الثان ؟‬

‫ج‪ :‬يقصد بالتحلل الول إذا فعل اثني من ثلثة ‪ ،‬إذا رمى وحلق أو قصر ‪ ،‬أو رمى وطاف‬
‫وسعى إن كان عليه سعي ‪ ،‬أو طاف وسعى وحلق أو قصر ‪ ،‬فهذا هو التحلل الول ‪.‬‬
‫وإذا فعل الثلثة ‪ :‬الرمي ‪ ،‬والطواف ‪ ،‬والسعي إن كان عليه سعي ‪ ،‬واللق أو التقصي ‪،‬‬
‫فهذا هو التحلل الثان ‪ .‬فإذا فعل اثني فقط لبس الخيط وتطيب وحل له كل ما حرم عليه‬
‫بالحرام ما عدا الماع ‪ ،‬فإذا جاء بالثالث حل له الماع ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه إذا رمى المرة يوم العيد يصل له التحلل الول وهو قول جيد‬
‫ولو فعله إنسان فل حرج عليه إن شاء ال ‪ ،‬لكن الول والحوط أل يعجل حت يفعل معه‬
‫ثانيا بعده اللق أو التقصي أو يضيف إليه الطواف والسعي إن كان عليه سعي ؛ لديث‬
‫عائشة – وإن كان ف إسناده نظر – أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬إذا رميتم وحلقتم‬
‫فقد حل لكم الطيب وكل شيء إل النساء " ولحاديث أخرى جاءت ف الباب ‪ ،‬ولنه صلى‬
‫ال عليه وسلم لا رمى المرة يوم العيد ونر هديه وحلق ‪ ،‬طيبته عائشة ‪ .‬وظاهر النص أنه ل‬
‫يتطيب إل بعد أن رمى ونر وحلق ‪ .‬فالفضل والحوط أن ل يتحلل التحلل الول إل بعد‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من الستفت ب‪ .‬ب‪ .‬ص ‪ .‬وقد أجاب عنها ساحته ف ‪3/11/1413‬هـ‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد الادي عشر ف ‪15/12/1401‬هـ‬
‫أن يرمي وحت يلق أو يقصر ‪ ،‬وإن تيسر أيضا أن ينحر الدي بعد الرمي وقبل اللق فهو‬
‫أفضل وفيه جع بي الحاديث ‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي المور الت يتحلل با الاج التحلل الول والثان ‪ ،‬وهل لبد من ترتيبها ؟ وما‬
‫معن "يسوق الدي " (‪ )1‬؟‬

‫ج‪ :‬يصل التحلل الول باثني من ثلثة وهي ‪ :‬رمي جرة العقبة يوم العيد ‪ ،‬واللق أو‬
‫التقصي ‪ ،‬وطواف الفاضة مع السعي ف حق من عليه سعي ‪ ،‬فإذا رمى الاج وحلق أو قصر‬
‫حصل له التحلل الول ‪ ،‬فله لبس الخيط مطلقا وله الطيب ‪ ،‬وقلم الظافر ونو ذلك ‪ ،‬ومت‬
‫طاف طواف الفاضة وسعى إن كان متمتعا أو مفردا أو قارنا ول يسع مع طواف القدوم‬
‫حل له كل شيء حرم عليه بالحرام من النساء والطيب ولبس الخيط وغي ذلك ‪.‬‬
‫أما سوق الدي فمعناه ‪ :‬أن يسوق معه ناقة أو أكثر ‪ ،‬أو بقرة أو أكثر أو شاة أو أكثر‬
‫هدية ؛ ليذبها ف مكة ‪ ،‬فليس له التحلل حت ينحر هديه ‪ ،‬سواء ساق الدي من بلده أو من‬
‫أثناء الطريق ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر من كان معه هدي أل يل من إحرامه حت‬
‫ينحر هديه يوم العيد أو ف أيام التشريق ‪.‬‬
‫ول يب الترتيب بي هذه المور الذكورة ‪ ،‬فله أن يقدم الطواف على الرمي ‪ ،‬وله أن يقدم‬
‫اللق أو التقصي على الرمي والنحر ‪ ،‬ولكن الفضل هو الترتيب ‪ ،‬كما فعل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فيمي ث ينحر إن كان عنده أو عليه هدي ث يلق أو يقصر ث يطوف ث يسعى‬
‫إن كان عليه سعي ‪ ،‬هذا هو الترتيب الشروع ‪.‬‬

‫مت تل الرأة لزوجها الاج‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬إذا طاف الاج طواف الفاضة فهل يل له النساء مدة أيام التشريق ؟‬

‫‪) (1‬نشر ف (ملة الدعوة) العدد ‪ 1634‬ف ‪21/11/1418‬هـ‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 8‬ص ‪ 77‬ف ‪5/12/1404‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الدينة) العدد ‪ 12072‬ف‬
‫‪11/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) ص ‪ 114‬طبعة ‪1408‬هـ‬
‫ج‪ :‬إذا طاف الاج طواف الفاضة ل يل له إتيان النساء إل إذا كان قد استوف المور‬
‫الخرى ‪ ،‬كرمي جرة العقبة ‪ ،‬واللق أو التقصي ‪ ،‬وعند ذلك يباح له النساء وإل فل ‪.‬‬
‫الطواف وحده ل يكفي ‪ ،‬ولبد من رمي المرة يوم العيد ‪ ،‬ولبد من حلق أو تقصي ‪،‬‬
‫ولبد من الطواف والسعي إن كان عليه سعي ‪ ،‬وبذا يل له مباشرة النساء أما بدون ذلك‬
‫فل ‪ ،‬لكن إذا فعل اثني من ثلثة بأن رمى وحلق أو قصر فإنه يباح له اللبس والطيب ونو‬
‫ذلك ما عدا النساء ‪ ،‬وهكذا لو رمى وطاف أو طاف وحلق ‪ ،‬فإنه يل له الطيب واللباس‬
‫الخيط ‪ ،‬ومثله الصيد وقص الظفر وما أشبه ذلك ‪ ،‬لكن ل يل له جاع النساء إل باجتماع‬
‫الثلثة ‪ :‬أن يرمي جرة العقبة ‪ ،‬ويلق أو يقصر ‪ ،‬ويطوف طواف الفاضة ويسعى إن كان‬
‫عليه سعي كالتمتع ‪ ،‬وبعد هذا تل له النساء ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )8‬البيت بن أيام التشريق‬

‫حكم البيت خارج من أيام التشريق‬

‫س‪ :‬ما حكم البيت خارج من أيام التشريق سواء كان ذلك عمدا ‪ ،‬أو لتعذر وجود مكان‬
‫(‪)1‬‬
‫فيها ؟‬
‫ج‪ :‬البيت ف من واجب على الصحيح ليلة إحدى عشر‪ ،‬وليلة اثنت عشرة ‪ ،‬هذا هو الذي‬
‫رجحه الحققون من أهل العلم على الرجال والنساء من الجاج ‪ ،‬فإن ل يدوا مكانا سقط‬
‫عنهم ول شيء عليهم ومن تركه بل عذر فعليه دم ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬ف ‪12/12/1411‬هـ ‪ ،‬وف جريدة الرياض ف ‪11/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف جريدة‬
‫(عكاظ) بتاريخ ‪7/12/1418‬هـ‬
‫حكم ترك البيت بن يومي أو ثلثة‬
‫س‪ :‬ما حكم من ترك البيت ف من ثلثة أيام أو اليومي الذكورين للمتعجل ؟ فهل يلزمه دم‬
‫عن كل يوم فاته البيت فيه ف من ‪ ،‬أم أنه عليه دم واحد فقط لكل اليام الثلثة الت ل يبت‬
‫(‪)1‬‬
‫فيها بن ؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬
‫ج‪ :‬من ترك البيت بن أيام التشريق بدون عذر فقد ترك نسكا شرعه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بقوله وفعله وبدللة ترخيصه لبعض أهل العذار مثل الرعاة وأهل السقاية ‪،‬‬
‫والرخصة ل تكون إل مقابل العزية ؛ ولذلك اعتب البيت بن أيام التشريق من واجبات الج‬
‫ف أصح قول أهل العلم ‪ ،‬ومن تركه بدون عذر شرعي فعليه دم ؛ لا ثبت عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما أنه قال ‪" :‬من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دما " (‪ )2‬ويكفيه دم واحد عن‬
‫ترك البيت أيام التشريق ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬ما الكم إذا ل يستطع الاج البيت ف من أيام التشريق ؟‬

‫ج‪ :‬ل شيء عليه ؛ لقول ال سبحانه وتعال ‪" :‬فاتقوا ال ما استطعتم " (‪ )4‬سواء كان ترك‬
‫البيت لرض ‪ ،‬أو عدم وجود مكان ‪ ،‬أو نوها من العذار الشرعية ‪ ،‬كالسقاة ‪ ،‬والرعاة ‪،‬‬
‫ومن ف حكمهما ‪.‬‬

‫حكم من ترك البيت بن ليلة واحدة لرض‬


‫س‪ :‬ما حكم من ترك البيت ف من ليلة واحدة وهي ليلة الادي عشر ‪ ،‬وذلك بأن كان‬
‫الاج مريضا ول يستطع البيت ف من تلك الليلة ‪ ،‬ولكنه رمى المار نارا بعد الزوال ‪ ،‬أي‬
‫أنه رمى جار يوم الادي عشر من أيام التشريق مع جار اليوم الثان عشر ف النهار بعد‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1538‬ف ‪1/12/1416‬هـ‬


‫‪) (2‬رواه مالك ف (الوطأ) ف (الج) باب التقصي برقم ‪ ، 905‬وف باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا برقم ‪957‬‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (البحوث السلمية ) العدد السابع ‪1403 ،‬هـ‬
‫‪) (4‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫الزوال ‪ .‬فهل يلزمه دم ف هذه الالة حيث إنه ترك مبيت ليلة الادي عشر بن مع العلم أنه‬
‫بات ليلة الثان عشر ف من ورمى المار بعد الزوال من ذلك اليوم ث ارتل عن من إل مكة‬
‫(‪)1‬‬
‫؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬

‫ج‪ :‬مادام ترك البيت بن ليلة واحدة لعذر الرض فل شيء عليه ؛ لقوله تعال ‪" :‬فاتقوا ال ما‬
‫استطعتم " (‪ ، )2‬ولن النب صلى ال عليه وسلم رخص للسقاة والرعاة ف ترك البيت بن من‬
‫أجل السقي والرعي ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫حكم من ترك البيت بن لتعذر الكان‬


‫س‪ :‬إذا ل يد الاج مكانا يبيت فيه بن فماذا يفعل ؟ وهل إذا بات خارج من عليه شيء ؟‬
‫(‪)3‬‬

‫ج‪ :‬إذا اجتهد الاج ف التماس مكان ف من ليبيت فيه ليال من فلم يد شيئا فل حرج عليه‬
‫أن ينل ف خارجها ؛ لقول ال عز وجل ‪" :‬فاتقوا ال ما استطعتم" (‪ )4‬ول فدية عليه من‬
‫جهة ترك البيت ف من ؛ لعدم قدرته عليه ‪.‬‬

‫ساحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز وفقه ال‬


‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫أسعد ال أوقاتكم بالصحة والعافية ‪ ،‬لدي سؤال يتعلق بالبيت خارج من ف مزدلفة فما‬
‫حكم البيت ف هذا الوقع ؟ وهل صحيح أن اتصال ميمات الجاج بعضهم مع بعض من‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1542‬ف ‪6/1/1417‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض ) ف ‪30/11/1416‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫‪) (3‬نشر ف كتاب (الدعوة) الزء الول ص ‪128‬‬
‫‪) (4‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫من إل مزدلفة يعد من كان خارج من بنلة من كان بداخل من ؟ أفيدونا جزاكم ال خيا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫ج‪ :‬وعليكم السلم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬


‫البيت ف من واجب من واجبات الج ‪ ،‬على كل حاج مع القدرة إل السقاة والرعاة ومن‬
‫ف حكمهما ‪ ،‬فمن عجز عن ذلك فل شيء عليه ؛ لقول ال سبحانه ‪" :‬فاتقوا ال ما‬
‫استطعتم " (‪ )2‬وبذلك يعلم أن من ل يد مكانا ف من فله أن ينل خارجها ف مزدلفة‬
‫والعزيزية أو غيها ؛ للية الذكورة وغي هذه من الدلة الشرعية إل وادي مسر فإنه ل‬
‫ينبغي النول فيه ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم لا مر عليه أسرع ف الروج منه ‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫س‪ :‬نظرا لكون مكان الخيم خاضعا لتوزيع وزارة الج والوقاف ‪ ،‬وإمارة منطقة مكة‬
‫حيث يتم توزيع الراضي بن من قبلهم ‪ ،‬ول يق لي ميم رفض الرض الت أعطيت له‬
‫ولو كانت خارج حدود من ‪.‬‬
‫وحيث أن الوزارة تقول ‪ :‬إن من ل تستوعب أعداد الجاج التزايدة وأنا تضيق بم ‪ ،‬لذا‬
‫فقد سلموا للحملة أرضا على حدود من من الارج ‪ ،‬علما بأننا حاولنا استبدال الرض‬
‫ولكن دون جدوى ‪ ،‬فوافقنا مضطرين على الوقع لا يتميز به من توفي كافة الدمات‬
‫ودورات الياه والكهرباء وغيها ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فما الكم الشرعي ف هذا المر ؟ وما توجيه فضيلتكم لنا ولجاجنا ؟ جزاكم ال خيا‪.‬‬

‫‪) (1‬سؤال موجه من السائل خ‪ .‬أ ‪ .‬ف ‪ .‬أجاب عنه ساحته ف ‪17/12/1416‬هـ‬
‫‪) (2‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬
‫‪) (3‬سؤال موجه من السائل ع‪ .‬ع‪ .‬م ‪ .‬وقد صدر جوابه من مكتب ساحته ف ‪30/11/1413‬هـ برقم ‪/2522‬خ‬
‫ج‪ :‬ل حرج عليكم ف ذلك ول فدية لقول ال سبحانه ‪" :‬فاتقوا ال ما استطعتم " (‪، )1‬‬
‫وقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " (‪ )2‬وفق ال الميع‬
‫‪.‬‬

‫حكم اللوس نارا خارج من ف يوم العيد وأيام التشريق‬


‫س‪ :‬هذا شخص أفاض من عرفات ‪ ،‬ث رمى المرة الول ‪ ،‬ث طاف وسعى فجلس ف منل‬
‫(‪)3‬‬
‫بكة حت العصر ‪ ،‬ث رجع لن وذبح هديه ‪ .‬هل عليه شيء ف هذا اللوس ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج عليه ف ذلك ‪ ،‬فمن جلس ف مكة ف نار يوم العيد أو ف أيام التشريق ف بيته ‪،‬‬
‫أو عند بعض أصحابه فل حرج عليه ف ذلك ‪ ،‬وإنا الفضل البقاء ف من إذا تيسر ذلك ؛‬
‫تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال عنهم ‪ ،‬فإذا ل يتيسر له ذلك أو شق‬
‫عليه ودخل مكة وأقام با ف النهار ث رجع ف الليل لن وبات فيها فل بأس بذا ول حرج ‪.‬‬
‫أما الرمي ف أيام التشريق فيكون بعد الزوال ول يوز قبله ‪ ،‬ومن رمى ف الليل فل بأس ف‬
‫اليوم الذي غابت شسه ل عن اليوم الستقبل إذا ل يتيسر له الرمي بعد الزوال ‪ ،‬فإن تيسر قبل‬
‫الغروب فهو أفضل ‪.‬‬

‫‪) (1‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬


‫‪) (2‬رواه البخاري ف (العتصام بالكتاب والسنة) باب القتداء بسنن رسول ال صلى ال عليه وسلم برقم ‪ ، 7288‬ومسلم ف‬
‫(الج) باب فرض الج مرة ف العمر برقم ‪1337‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها بن يوم التروية عام ‪1402‬هـ‬
‫باب صفة الج والعمرة‬
‫(‪ )9‬رمي المار أيام التشريق‬
‫(‪)1‬‬
‫حكم الرمي بالليل‬
‫إن وقت رمي المار أيام التشريق من زوال الشمس إل غروبا ‪ ،‬لا رواه مسلم ف صحيحه‬
‫أن جابرا رضي ال عنه قال ‪" :‬رمى رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم النحر ضحى ورمى‬
‫بعد ذلك بعد الزوال " (‪ ، )2‬وما رواه البخاري عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه سئل عن‬
‫ذلك فقال ‪" :‬كنا نتحي ‪ ،‬فإذا زالت الشمس رمينا" (‪ . )3‬وعليه جهور العلماء ‪ ،‬ولكن إذا‬
‫اضطر إل الرمي ليلً فل بأس بذلك ‪ ،‬ولكن الحوط الرمي قبل الغروب لن قدر على ذلك ‪،‬‬
‫أخذا بالسنة وخروجا من اللف ‪ ،‬وأما الديث الصحيح الذي رواه البخاري ف‬
‫صحيحه عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪" :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأل‬
‫يوم النحر بن فيقول ‪" :‬ل حرج " فسأله رجل حلقت قبل أن أذبح قال ‪" :‬اذبح ول حرج"‬
‫فقال ‪ :‬رميت بعدما أمسيت ‪ ،‬فقال ‪" :‬ل حرج" (‪ . )4‬فهذا ليس دليلً على الرمي بالليل ؛‬
‫لن السائل سأل النب صلى ال عليه وسلم يوم النحر فقوله ‪" :‬بعدما أمسيت" أي بعد‬
‫الزوال ‪ ،‬ولكن يستدل على الرمي بالليل بأنه ل يرد عن النب صلى ال عليه وسلم نص صريح‬
‫يدل على عدم جواز الرمي بالليل ‪ ،‬والصل جوازه ‪ ،‬لكنه ف النهار أفضل وأحوط ‪ ،‬ومت‬
‫دعت الاجة إليه ليلً فل بأس به ف رمي اليوم الذي غابت شسه إل آخر الليل ‪ .‬أما اليوم‬
‫الستقبل فل يرمى عنه ف الليلة السابقة له ما عدا ليلة النحر ف حق الضعفة ف النصف‬
‫الخي ‪ ،‬أما القوياء فالسنة لم أن يكون رميهم جرة العقبة بعد طلوع الشمس ‪ ،‬كما تقدم‬
‫ف الحاديث الواردة ف ذلك ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11563‬ف ‪22/12/1418‬هـ ‪.‬‬


‫‪) (2‬رواه البخاري معلقا ف (الج) باب رمي المار ‪ ،‬ومسلم ف (الج) باب بيان وقت استحباب الرمي برقم ‪1299‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب رمي المار برقم ‪1746‬‬
‫‪) (4‬رواه البخاري ف (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيها برقم ‪ ، 83‬ومسلم ف (الج) باب من حلق قبل النحر أو نر‬
‫قبل الرمي برقم ‪1306‬‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل يوز رمي المرات الثلث ف أيام التشريق ليلً لن ليس لديه عذر ؟‬

‫ج‪ :‬يوز الرمي بعد الغروب على الصحيح ‪ ،‬لكن السنة أن يرمي بعد الزوال قبل الغروب ‪،‬‬
‫وهذا هو الفضل إذا تيسر ‪ ،‬وإذا ل يتيسر فله الرمي بعد الغروب على الصحيح ‪.‬‬

‫حكم من ل يرم اليوم الثان عشر وهو ينوي التعجل‬


‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬رجل حج هذا العام ول يرم اليوم الثان عشر وكان ينوي التعجل فماذا عليه ؟‬

‫ج‪ :‬عليه التوبة والستغفار وعليه دم ‪ ،‬ذبيحة عن ترك الرمي ‪ ،‬وذبيحة عن ترك الوداع ؛ لن‬
‫الوداع ل يزئ قبل الرمي ‪ .‬إذا كان وادع قبل الرمي ل يزئ ‪ ،‬أما إذا كان وادع بعد‬
‫ذهاب وقت الرمي فليس عليه شيء عن الوداع ولكن عليه ذبيحة تذبح ف مكة للفقراء عن‬
‫تركه الرمي ف اليوم الثان عشر ‪.‬‬

‫من بقي ف من حت أدركه الليل من الليلة الثالثة عشرة لزمه البيت والرمي‬
‫س‪ :‬ما حكم من مكث يومي بعد العيد وبات ليلة اليوم الثالث ‪ ،‬هل يوز له أن يرمي بعد‬
‫(‪)3‬‬
‫طلوع الفجر أو بعد طلوع الشمس إذا بدت له ظروف قاسية ؟‬

‫ج‪ :‬من بقي ف من حت أدركه الليل ف الليلة الثالثة عشرة لزمه البيت ‪ ،‬وأن يرمي بعد الزوال‬
‫‪ ،‬ول يوز له الرمي قبل الزوال كاليومي السابقي ‪ ،‬ليس له الرمي فيهما إل بعد الزوال ؛‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة الندوة العدد ‪ 9869‬ف ‪12/12/1411‬هـ‬


‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس ف السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 6‬ف ‪27/11/1404‬هـ ‪ ،‬وف‬
‫كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة) ص ‪102‬‬
‫لن الرسول صلى ال عليه وسلم بقي ف من اليوم الثالث عشر ول يرم إل بعد الزوال وقال ‪:‬‬
‫"خذوا عن مناسككم" (‪ )4‬صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪) (4‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫حكم من ل يستطع رمي المرات قبل غروب يوم الثالث عشر‬
‫س‪ :‬لو ل يستطع أحد الجاج أن يرمي المرات يوم الثالث عشر وهذا آخر أيام التشريق إل‬
‫(‪)1‬‬
‫بعد الغروب هل يزئه ذلك ؟‬

‫ج ‪ -‬إذا غابت الشمس ل يبق رمي ف اليوم الثالث عشر ‪ ،‬فإن كان مقيما حت جاء اليوم‬
‫الثالث عشر ف من فعليه الرمي ‪ ،‬فإذا غابت الشمس ول يرم فعليه دم ؛ لن الرمي ينتهي‬
‫بغروب الشمس يوم الثالث عشر ‪.‬‬

‫حكم الرمي قبل الزوال‬


‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم م‪ .‬ح‪ .‬ج‪ .‬وفقه ال لكل خي ‪،‬‬
‫آمي ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫يا مب ‪ ،‬كتابكم الكري الؤرخ ف ‪17/12/1388‬هـ وصل وصلكم ال بداه ‪ ،‬وما‬
‫تضمنه من الفادة عن حجك أنت وعائلتك الكونة من زوجتي وعدة أطفال ‪ ،‬وأنك ف‬
‫اليوم الثالث من أيام التشريق رجت عن الميع قبل الزوال بسبب أنك مصاب برض الربو ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ورغبتك ف إفتائك عما يترتب عليك من كفارة كان معلوما‬

‫والواب ‪ :‬ل يوز الرجم قبل الزوال ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم رمى بعد الزوال ف‬
‫جيع أيام التشريق ‪ ،‬وقال ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪ ، )3‬ولذلك يلزمك دم عنك وعن كل‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس ف السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫‪) (2‬سؤال موجه من الستفت م‪ .‬ح ‪ .‬ج‪ .‬أجاب عنه ساحته عندما كان نائبا لرئيس الامعة السلمية ف شهر صفر سنة ‪1389‬هـ‬
‫‪ ) (3‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫فرد من أفراد عائلتك الذين حجوا معك ‪ ،‬والدم الذكور كالضحية سبع بدنة ‪ ،‬أو سبع‬
‫بقرة ‪ ،‬أو ثن معز ‪ ،‬أو جذع ضأن عن كل واحد يذبح ف الرم ‪ ،‬ويقسم بي فقرائه ‪ ،‬فإن‬
‫كنت ل تنو الج عن بعض الطفال فليس على من ل تنو عنه الج شيء ‪.‬‬
‫وفق ال الميع للعلم النافع والعمل الصال ‪ ،‬إنه جواد كري ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال‬
‫وبركاته ‪.‬‬
‫حكم تأخي رمي المار إل آخر يوم ورميها دفعة واحدة‬
‫س‪ :‬هل يوز رمي المرات ف آخر أيام التشريق دفعة واحدة ‪ ،‬وف فترة واحدة عن جيع‬
‫(‪)1‬‬
‫أيام التشريق ؟ وإذا كان المر كذلك فكيف يكون الرمي ؟ ومت؟ ولن؟‬

‫ج‪ :‬الشروع للمؤمن ف الج أن يرمي كما رمى النب صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع ‪،‬‬
‫فيمي جرة العقبة يوم العيد بسبع حصيات ‪ ،‬يكب مع كل حصاة ‪ ،‬ث يرمي يوم الادي عشر‬
‫المرات الثلث بعد الزوال ‪ ،‬ويرمي كل واحدة بسبع حصيات ‪ ،‬يكب مع كل حصاة ‪،‬‬
‫ويبدأ بالت تلي مسجد اليف ‪ ،‬ث الوسطى ث جرة العقبة الت تلي مكة ‪ ،‬وهي الت رماها‬
‫يوم العيد ‪ ،‬ث يرمي ف اليوم الثان عشر المار الثلث بعد الزوال ‪ ،‬كما رماها ف اليوم‬
‫الادي عشر ‪ ،‬والشروع له أن يقف بعد رمي المرة الول ف اليوم الادي عشر ‪ ،‬واليوم‬
‫الثان عشر ‪ ،‬ويرفع يديه ويدعو ويعلها عن يساره ‪ ،‬وهكذا بعد الثانية بعد الرمي يقف‬
‫ويرفع يديه ويدعو ‪ ،‬ويعلها عن يينه ؛ تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم ف ذلك ‪ .‬أما المرة‬
‫الثالثة وهي جرة العقبة ‪ ،‬فإنه يرميها ول يقف عندها للدعاء ‪.‬‬
‫ث إن شاء تعجل قبل الغروب وتوجه إل مكة ‪ ،‬وإن شاء بقي ف من ‪ ،‬وبات با ف الليلة‬
‫الثالثة عشرة ‪ ،‬ورمى المرات الثلث ف اليوم الثالث عشر بعد الزوال ‪ ،‬كما رماها ف اليوم‬
‫الادي عشر وف اليوم الثان عشر ‪ ،‬وهذا هو الفضل إذا تيسر ذلك ؛ تأسيا بالنب صلى ال‬
‫عليه وسلم ؛ لنه ل يتعجل ‪ ،‬ولو أخر الاج رمي الادي عشر والثان عشر ورماها ف اليوم‬
‫الثالث عشر مرتبة بعد الزوال ‪ ،‬أجزأه ذلك ‪ ،‬ولكنه يعتب مالفا للسنة ‪ ،‬وعليه أن يرتبها فيبدأ‬
‫برمي الادي عشر ف جيع المرات الثلث مرتبة ‪ ،‬ث يعود برميها عن اليوم الثان عشر ‪ ،‬ث‬
‫يعود ويرميها عن الثالث عشر كما نص على ذلك كثي من أهل العلم ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من ملة (الدعوة) أجاب عنها ساحته ف ‪9/3/1419‬هـ‬
‫س‪ :‬هل يوز للحاج رمي جار أيام التشريق كلها ف يوم واحد ‪ ،‬سواء كان ذلك اليوم هو‬
‫أول يوم من أيام التشريق أو كان النحر مثلً أو أكان آخر يوم من أيام التشريق ‪ ،‬ث يبيت ف‬
‫من اليومي أو اليام الثلثة بدون رمي ‪ ،‬حيث إنه قد رمى جيع المار ف يوم واحد ‪ ،‬فهل‬
‫يصح رميه هذا ؟ أم أنه لبد من ترتيب رمي اليام كل يوم على حدة حت ينتهي من رمي‬
‫(‪)1‬‬
‫اليام الثلثة ؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬

‫ج‪ :‬رمي المار من واجبات الج ‪ ،‬ويب ف يوم العيد وأيام التشريق الثلثة لغي التعجل ‪،‬‬
‫وف اليومي الولي من أيام التشريق للمتعجل ‪ ،‬ويرمي عن كل يوم بعد الزوال ؛ لفعل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وقوله ‪" :‬خذوا عن مناسككم " (‪ )2‬إل يوم العيد فكله وقت رمي ‪،‬‬
‫والفضل أن يكون بعد طلوع الشمس إل أهل العذار فلهم الرمي ليلً بعد نصف الليل من‬
‫ليلة النحر ‪ ،‬ول يوز تقدي رمي المار قبل وقته ‪ ،‬أما التأخي فيجوز عند الاجة الشديدة‬
‫كالزحام عند جع من أهل العلم قياسا على الرعاة ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم رخص لم‬
‫بأن يرموا رمي يومي ف اليوم الثان منهما وهو الثان عشر ويرتب ذلك بالنية أولا يوم العيد‬
‫ث رمي اليوم الول ث الثان ث الثالث إن ل يتعجل ‪ ،‬ويكون طواف الوداع بعد ذلك ‪ ،‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫حكم من رمى المار دون ترتيب جهلً‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬رجل حج العام الاضي ‪ ،‬وف آخر يوم رجم الكبي قبل الصغي ‪ ،‬فماذا عليه ؟‬

‫ج‪ :‬نرجو أل يكون عليه شيء لجل الهل أو النسيان ؛ لنه قد حصل القصود وهو رمي‬
‫المرات الثلث ‪ ،‬لكنه نسي أو جهل الترتيب ‪ ،‬وقد قال ال سبحانه وتعال ‪" :‬ربنا ل‬
‫تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" (‪ )4‬وقد صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ال قال ‪:‬‬
‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1538‬ف ‪1/12/1416‬هـ‬
‫‪ ) (2‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته ف الحاضرة الت ألقاها ف من يوم التروية سنة ‪1402‬هـ‬
‫‪) (4‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪286‬‬
‫"قد فعلت " (‪ )1‬والعن أن ال قد أجاب دعوة الؤمني ‪ .‬ولكن من نسيه أو ذكر قبل فوات‬
‫الوقت لزمه رمي الثانية ث جرة العقبة حت يصل بذلك الترتيب‬

‫حكم من رمى الشاخص‬


‫س‪ :‬رميت المرات وكانت ف العمود الت ف وسط الدائرة ول أدر هل سقطت بالداخل أم‬
‫(‪)2‬‬
‫ل ‪ ،‬هذا ف المرة الكبى فما الكم ؟‬

‫ج‪ :‬لبد أن يعلم الاج أن الصى سقط ف الوض أو يغلب على ظنه ذلك ‪ ،‬أما إذا كان ل‬
‫يعلم ول يغلب على ظنه فإن عليه العادة ف وقت الرمي ‪ ،‬وإذا مضى وقت الرمي ول يُعِد‬
‫فعليه دم يذبه ف مكة للفقراء ؛ لنه ف حكم التارك للرمي ولبد أن يتحقق وجود الصى‬
‫ف الوض ‪ ،‬أما الشاخص فل يرمى وإنا الرمي ف الوض فقط ‪ ،‬وإذا ل يغلب على ظنه أنه‬
‫وقع ف الوض فعليه دم إذا ل يكن أعاده ‪ ،‬أما إذا كان ف وقت الرمي فيعيد ول شيء عليه ‪.‬‬
‫والدم ذبيحة تذبح ف مكة للفقراء مع التوبة والستغفار ‪ ،‬والرمي إذا فات وقته ل يقضى بعد‬
‫ناية غروب شس الثالث عشر ‪.‬‬

‫من ترك الرمي فعليه دم‬

‫س‪ :‬ف الج الاضي رمت زوجت المرة الول والباقي قمت بالرمي عنها خوفا من الزحام‬
‫(‪)3‬‬
‫ول يكن هناك زحام ‪ ،‬فهل يصح حجها والال ما ذكر ؟‬

‫ج‪ :‬الج صحيح وعليها دم عن ترك الرمي يذبح ف‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (اليان) باب بيان أن ال سبحانه ل يكلف إل ما يطاق برقم ‪126‬‬
‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس ف السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫‪) (3‬سؤال موجه من السائل م‪ .‬ع‪ . .‬أجاب عنه ساحته‬
‫مكة ويوزع بي الفقراء ‪.‬‬
‫والدم الواجب سبع بدنة ‪ ،‬أو سبع بقرة ‪ ،‬أو رأس من الغنم يزئ ف الضحية وهو جذع‬
‫ضأن ‪ ،‬أو ثن من العز ‪.‬‬

‫التوكيل ف الرمي لن معها أطفال‬


‫ل ول‬
‫س‪ :‬حججت ف العام الاضي ول المد وقد رميت المرات عن زوجت ول تكن حام ً‬
‫مريضة وكان معنا أربعة أطفال صغار ‪ ،‬شاهدت الزحام فلم أرها تستطيع الرمي فهل يوز‬
‫(‪)1‬‬
‫التوكيل أم أنا تركت واجبا ؟ وماذا عليها الن ؟‬

‫ج‪ :‬إذا كان الال كما ذكرت فل شيء عليها إذا كانت قد وكلتك ف ذلك ؛ لن تعاطيها‬
‫الرمي مع الطفال فيه خطر عظيم عليها وعلى الطفال ‪.‬‬

‫الكمة من رمي المرات‬


‫س‪ :‬ما الكمة من رمي المرات والبيت ف من ثلثة أيام ‪ ،‬نأمل من فضيلتكم إيضاح‬
‫(‪)2‬‬
‫الكمة من ذلك ولكم الشكر ؟‬
‫ج‪ :‬على السلم طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم واتباع الشرع وإن ل يعرف الكمة ‪،‬‬
‫فال أمرنا أن نتبع ما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم وأن نتبع كتابه ‪ ،‬قال تعال ‪" :‬اتبعوا‬
‫ما أنزل إليكم من ربكم" (‪ ، )3‬وقال سبحانه ‪" :‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه " (‪، )4‬‬
‫وقال سبحانه ‪" :‬أطيعوا ال وأطيعوا الرسول" (‪ ، )5‬وقال عز وجل ‪" :‬وما آتاكم الرسول‬

‫‪) (1‬من برنامج (نور على الدرب )‬


‫‪) (2‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته ف دروس ف السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫‪ ) (3‬سورة العراف ‪ ،‬الية ‪3‬‬
‫‪) (4‬سورة النعام ‪ ،‬الية ‪155‬‬
‫‪) (5‬سورة النساء ‪ ،‬الية ‪59‬‬
‫فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا " (‪ . )6‬فإن عُرِفت الكمة فالمد ل ‪ ،‬وإن ل تعرف فل يضر‬
‫ذلك ‪ ،‬وكل ما شرعه ال هو لكمة ‪ ،‬وكل ما نى عنه هو لكمة ‪ ،‬سواء علمناها أو‬
‫جهلناها ‪ ،‬فرمي المار واضح بأنه إرغام للشيطان وطاعة ل عز وجل ‪ ،‬والبيت ف من ال‬
‫أعلم بكمته سبحانه وتعال ولعل الكمة ف ذلك تسهيل الرمي إذا بات ف من ليشتغل‬
‫بذكر‬
‫ال ويستعد للرمي ف وقته لو شاء الذهاب ف الوقت الحدد للرمي حسبما يتناسب معه ‪،‬‬
‫فلربا تأخر عن الرمي وربا فاته وربا شغل بشيء لو ل يبت بن ‪ .‬وال جل وعل أعلم‬
‫بالكمة سبحانه وتعال ف ذلك ‪.‬‬

‫‪) (6‬سورة الشر ‪ ،‬الية ‪7‬‬


‫(‪)1‬‬
‫دعوة لعدم التعجل ف رمي المرات‬
‫دعا ساحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز مفت عام الملكة ورئيس هيئة كبار العلماء‬
‫والرئيس العام لدارة البحوث العلمية والفتاء حجاج بيت ال الرام إل أن ل يتعجلوا ف‬
‫رمي المرات وأن يبتعدوا عن الزحام والرفق ببعضهم البعض ؛ لن السلم أخو السلم ل‬
‫يظلمه ول يؤذيه ‪.‬‬
‫جاء ذلك ف إجابة ساحته عن سؤال (اليوم) حث فيها ساحته الميع على ضرورة التراحم‬
‫والتعاطف وعدم اليذاء ‪ ،‬وبي ساحته أن رمي المرات من واجبات الج ‪ ،‬وقد قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬خذوا عن مناسككم" (‪ )2‬وقال ‪ :‬إن الواجب على كل حاج أن يرمي‬
‫المرة إذا استطاع إل إذا كان عاجزا وكبي السن فإنه يوكل من يرمي عنه ‪ ،‬ومثل الطفل‬
‫يرمي عنه وليه ‪ ،‬والشروع للمؤمني عدم التزاحم والرفق ببعضهم البعض ‪ ،‬كل واحد يرفق‬
‫بأخيه فل يظلمه ؛ لن السلم أخو السلم ل يظلمه ول يؤذيه ‪ ،‬وإذا شق عليه الرمي ف أول‬
‫الزوال فعليه أن يتأخر ويرمي ف العصر أو ف الليل والمد ل كله رمي إل طلوع الفجر من‬
‫الزوال إل آخر الليل ‪ .‬ويوم العيد كله رمي ويوم الادي عشر والثان عشر يرمي بعد الزوال‬
‫إل آخر الليل ‪.‬‬
‫ل ال سبحانه وتعال التوفيق والداية لجاج بيت ال ولكافة‬‫واختتم ساحته تصريه سائ ً‬
‫السلمي ‪.‬‬

‫الراد باليومي للمتعجل‬


‫س‪ :‬بعض الناس يكثون بن ليلة واحدة وهي ليلة الادي عشر ويرمون الثان عشر ف يوم‬
‫الادي عشر ويظنون أنم قد مكثوا يومي ‪ ،‬وذلك لنم يسبون يوم العيد يوما من أيام‬
‫التشريق ‪ ،‬فيقولون نن قد رمينا يوم العيد (يوم النحر) واليوم الثان الذي بعده وهو يوم‬
‫الادي عشر ‪ ،‬ويقولون إن هذين يومان استنادا إل الية الكرية ف قوله تعال ‪" :‬فمن تعجل‬
‫‪) (1‬نشر ف جريدة اليوم ف يوم الثلثاء ‪13/12/1416‬هـ‬
‫‪ ) (2‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) باب استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا برقم ‪1297‬‬
‫ف يومي فل إث عليه " (‪ )1‬وبذلك يغادرون من يوم الادي عشر بعد أن يكونوا قد رموا‬
‫اليوم الثان عشر ف يوم الادي عشر ‪ ،‬ويتركون بيات يوم الثان عشر ف من ‪ ،‬فهل هذا‬
‫يوز شرعا ؟ وهل يصح للنسان أن يسب يوم العيد من اليومي أم أنم قد رموا يوم الثان‬
‫(‪)2‬‬
‫عشر ف يوم الادي عشر ث انصرفوا من من ؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟‬

‫ج‪ :‬الراد باليومي اللذين أباح ال جل وعل للمتعجل النصراف من من بعد انقضائهما ‪ .‬ها‬
‫ثان وثالث العيد ؛ لن يوم العيد يوم الج الكب ‪ ،‬وأيام التشريق هي ثلثة أيام تلي يوم العيد‬
‫‪ ،‬وهي مل رمي المرات وذكر ال جل وعل ‪ ،‬فمن تعجل انصرف قبل غروب الشمس يوم‬
‫الثان عشر ‪ ،‬ومن غربت عليه الشمس ف هذا اليوم وهو ف من لزمه البيت والرمي ف اليوم‬
‫الثالث عشر ‪ .‬وهذا هو الذي فعله النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬والنصرف ف اليوم‬
‫الادي عشر قد أخل با يب عليه من الرمي ‪ ،‬فعليه دم يذبح ف مكة للفقراء ‪ .‬أما تركه‬
‫البيت ف من ليلة الثان عشر فعليه عن ذلك صدقة با يتيسر مع التوبة والستغفار عما حصل‬
‫منه من اللل والتعجل ف غي وقته ‪ ،‬وإن فدى عن ذلك كان أحوط لا فيه من الروج من‬
‫اللف ؛ لن بعض أهل العلم يرى عليه دما بترك ليلة واحدة من ليلت الادي عشر والثان‬
‫عشر بغي عذر شرعي ‪.‬‬

‫وقت النفر من من‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬مت يبدأ الاج بالنفي من من ؟‬

‫ج‪ :‬يبدأ الاج بالنفي من من إذا رمى المرات يوم الثان عشر بعد الزوال فله الرخصة أن‬
‫ينل من من ‪.‬‬
‫وإن تأخر حت يرمي المرات ف اليوم الثالث عشر بعد الزوال فهو أفضل ‪.‬‬
‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪203‬‬
‫‪) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1538‬الميس ‪1/12/1416‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 9869‬ف ‪12/12/1411‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض) ف ‪11/12/1416‬هـ ‪ ،‬وف جريدة‬
‫(عكاظ) ف ‪7/12/1418‬هـ‬
‫س‪ :‬جاعة ف وقت الج ‪ ،‬وبعد رمي المرات لليوم الثان عشر نووا الروج من من ‪،‬‬
‫ولكن ل يستطيعوا الروج إل بعد غروب الشمس بوقت ‪ ،‬نظرا للزحام فهل يلزمهم البيت‬
‫(‪)1‬‬
‫لداء الرمي من غد ؟‬
‫ج‪ :‬إذا كان الغروب أدركهم وقد ارتلوا فليس عليهم مبيت وهم ف حكم النافرين قبل‬
‫الغروب ‪ ،‬أما إن أدركهم الغروب قبل أن يرتلوا ‪ ،‬فالواجب عليهم أن يبيتوا تلك الليلة ‪،‬‬
‫أعن ليلة ثلث عشرة ‪ ،‬وأن يرموا المار بعد الزوال ف اليوم الثالث عشر ‪ ،‬ث بعد ذلك‬
‫ينفرون مت شاءوا ؛ لن الرمي الواجب قد انتهى ف اليوم الثالث عشر وليس عليهم حرج ف‬
‫البيت ف من أو مكة ول رمي عليهم بعد رمي‬
‫اليوم الثالث عشر سواء باتوا ف مكة ‪ ،‬أو ف من ‪ .‬وأسأل ال أن ينحنا وإياكم الفقه ف‬
‫دينه ‪ ،‬والثبات عليه ‪ ،‬إنه جواد كري ‪ .‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )10‬طواف الوداع‬
‫حكم طواف الوداع‬
‫س‪ :‬هل طواف الوداع واجب على من أراد الروج من مكة الكرمة ف أي حالة أو مستحب‬
‫(‪)2‬‬
‫أو سنة ؟‬

‫ج‪ :‬طواف الوداع ف وجوبه خلف بي العلماء ‪ ،‬والصحيح أنه واجب ف حق الاج‬
‫ومستحب ف حق العتمر ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم للناس ف حجة الوداع ‪" :‬ل‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من السائل س‪ .‬ع ‪ .‬ح ‪ .‬وأجاب عنها ساحته ف ‪20/9/1395‬هـ‬
‫‪ ) ( 2‬فتوى صدرت من مكتب ساحته عندما كان رئيسا عاما لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد‬
‫ينفرن أحد منكم حت يكون آخر عهده بالبيت " (‪ )3‬رواه مسلم ‪ ،‬وف الصحيحي عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما أنه قال ‪" :‬أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل أنه خفف‬
‫عن الرأة الائض " (‪ )1‬وبذلك تعلم حكم طواف الوداع من هذين الديثي الشريفي والعمرة‬
‫تشبه الج ؛ لنا حج أصغر ‪ .‬والائض ل وداع عليها وهكذا النفساء ؛ لنا مثله ف الكم‬
‫‪ .‬وال الوفق ‪.‬‬

‫طواف الوداع خاص بالسافر إل أهله‬


‫س‪ :‬إذا أدى الاج العمرة وخرج بعد ذلك لزيارة أقربائه خارج الرم ‪ ،‬هل يلزمه طواف‬
‫(‪)2‬‬
‫الوداع ؟ وهل عليه شيء ف ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬ليس على العتمر وداع إذا أراد الروج خارج الرم ف ضواحي مكة وهكذا الاج ‪،‬‬
‫لكن مت أراد السفر إل أهله أو غي أهله شرع له الوداع ‪ ،‬ول يب عليه لعدم الدليل ‪ ،‬وقد‬
‫خرج الصحابة رضي ال عنهم وأرضاهم الذين حلوا من عمرتم إل من وعرفات ول يؤمروا‬
‫بطواف الوداع ‪ .‬أما الاج فيلزمه طواف الوداع عند مغادرته مكة مسافرا إل أهله أو غي‬
‫أهله لقول ابن عباس رضي ال عنهما ‪" :‬أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل أنه‬
‫خفف عن الرأة الائض " (‪ )3‬متفق عليه ‪ ،‬وقوله أمر الناس يعن بذلك أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أمرهم ‪ ،‬ولذا جاء ف الرواية الخرى عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ (( :‬ل ينفرن أحد منكم حت يكون آخر عهده بالبيت )) ‪ 4‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫ومن هذا الديث يعلم أن الائض ليس عليها وداع ل ف الج ول ف العمرة ‪ ،‬وهكذا‬
‫النفساء ‪ ،‬لنا مثلها ف الكم عند أهل العلم ‪.‬‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪) (2‬نشر ف كتاب (الدعوة) ج ‪ 1‬ص ‪ ، 130‬وف (الجلة العربية ) جادى الول عام ‪1412‬هـ‬
‫‪ ) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪ - 4‬رواه مسلم في ( الحج ) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض برقم ( ‪. ) 1327‬‬
‫س‪ :‬أنا مقيم وأعمل ف الرياض ‪ ،‬وكل سنة أذهب إل مكة مع عائلت ‪ ،‬وشاء ال أن ت ل‬
‫الج وحدي فأرسلت زوجت وأولدي إل بيت أهلها ف جدة ‪ ،‬وعندما انتهيت من الج‬
‫قمت بطواف الفاضة والسعي ث نزلت إل مكة ‪ .‬فهل يوز ل الذهاب إل جدة‬
‫(دون طواف الوداع) لحضار زوجت وأولدي واللوس ف مكة إل حي السفر إل الرياض‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث إقامت وعملي ؟‬
‫ج‪ :‬يوز لك الذهاب إل جدة لحضار أهلك إل مكة قبل طواف الفاضة والسعي ف أيام‬
‫من ‪ ،‬وليس عليك طواف وداع ‪ ،‬حت ترمي المار يوم الثان عشر بعد الزوال ‪ ،‬فإذا أردت‬
‫الروج إل جدة أو غيها فعليك أن تطوف للوداع إذا كنت قد طفت طواف الفاضة‬
‫والسعي ‪.‬‬
‫أما إذا كنت ل تطف الفاضة ول تسع ‪ ،‬فل حرج أن تذهب إل جدة لحضار زوجتك إل‬
‫مكة ‪ ،‬وليس عليك طواف وداع ؛ لنك والال ما ذكر ل تكمل الج ‪ ،‬وطواف الوداع إنا‬
‫يب بعد إتام مناسك الج إذا أراد الاج السفر إل بلده أو إل غيه؛ لقول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬ل ينفرن أحد منكم حت يكون آخر عهده بالبيت "(‪ )2‬أخرجه مسلم ف‬
‫صحيحه ‪ ،‬ولقول ابن عباس رضي ال عنهما ‪" :‬أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل‬
‫أنه خفف عن الرأة‬
‫الائض " (‪ )3‬متفق على صحته ‪ .‬والنفساء مثل الائض ليس عليهما طواف وداع ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬هل على أهل مكة طواف وداع خلف طواف الفاضة ؟‬

‫ج‪ :‬ليس على أهل مكة طواف وداع ‪.‬‬

‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من ملة (الدعوة)‬


‫‪) (2‬رواه مسلم ف (الج ) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪ ) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من السائل ب‪ .‬ب‪ .‬ص ‪ .‬أجاب عنه ساحته ف ‪3/11/1413‬هـ‬
‫من ترك طواف الوداع فعليه دم مع التوبة والستغفار‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من ترك طواف الوداع ‪ ،‬وهل يوز للحاج أن يوكل أحدا عنه بذلك ؟‬
‫ج‪ :‬من ترك طواف الوداع عليه التوبة والستغفار ‪ ،‬وعليه دم يذبح ف مكة الكرمة ويطعم‬
‫فقراءها مع التوبة والستغفار ‪ ،‬وليس له التوكيل ‪ ،‬وان يطوف بنفسه ‪.‬‬

‫س‪ :‬قبل سبع سني حججنا وتركنا طواف الوداع ‪ ،‬ورجعنا إل جدة فهل حجنا صحيح‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ماذا يلزمنا؟‬

‫ج‪ :‬الج صحيح ‪ ،‬ولكن أسأت ف ترك الوداع ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم أمر الاج‬
‫بالوداع قال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل ينفرن أحد منكم حت يكون آخر عهده بالبيت "‬
‫(‪ ، )3‬وهذا خطاب للحجاج يشمل أهل جدة وغيهم ‪ ،‬فالواجب على جيع أهل البلدان –‬
‫سواء ف جدة أو الطائف وغيهم‪ -‬أن يودعوا البيت ‪ ،‬وقد تسامح بعض العلماء ف هذا‬
‫بالنسبة لن منله دون مسافة قصر كأهل برة وأشباههم ‪ ،‬وقالوا إنه ل وداع عليه ‪،‬‬
‫والحوط لكل من كان خارج الرم أن يودع إذا انتهى حجه ‪ ،‬وأهل جدة بعيدون ‪ ،‬وهكذا‬
‫أهل الطائف ‪ ،‬فالواجب عليهم أن يودعوا قبل أن يرجوا ؛ لنم يشملهم الديث ‪ ،‬وعليهم‬
‫دم يذبح ف مكة عن كل واحد منهم ترك طواف الوداع توزع على الفقراء شاة أو سبع بدنة‬
‫‪ ،‬أو سبع بقرة ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫س‪ :‬هل يوز الروج إل جدة بعد الج بدون وداع ‪ ،‬وإن خرج ول يودع فما الكم؟‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11551‬يوم الثلثاء ‪10/12/1418‬هـ‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد التاسع عام ‪1409‬هـ‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪) (4‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من السائل ع‪ .‬ع‪ .‬ع ‪ .‬أجاب عنه ساحته عندما كان نائبا لرئيس الامعة السلمية بالدينة‬
‫النورة‬
‫ج‪ :‬الروج بعد الج إل جدة بدون وداع فيه تفصيل ‪:‬‬
‫أما من كان من سكان جدة فليس لم الروج إل بوداع بدون شك ؛ لعموم الديث‬
‫الصحيح ‪ ،‬وهو قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل ينفرن أحد منكم حت يكون آخر عهده‬
‫بالبيت" (‪ )1‬رواه مسلم ‪ ،‬وقول ابن عباس رضي ال عنهما ‪" :‬أمر الناس أن يكون آخر‬
‫عهدهم بالبيت إل أنه خفف عن الرأة الائض " (‪ )2‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وأما من خرج إليها لاجة وقصده الرجوع إل مكة ؛ لنا مل إقامته أيام الج ‪ ،‬فهذا فيه‬
‫نظر وشبهة ‪ ،‬والقرب أنه ل ينبغي له الروج إل بوداع عملً بعموم الديث‬
‫الذكور ‪ ،‬ويكفيه هذا الوداع عن وداع آخر إذا أراد الروج إليها مرة أخرى ؛ لكونه قد أتى‬
‫بالوداع الأمور به ‪ ،‬لكن إذا أراد الروج إل بلده فالحوط له أن يودع مرة أخرى للشك‬
‫ف إجزاء الوداع الول ‪.‬‬
‫أما من ترك الوداع ففيه تفصيل ‪:‬‬
‫فإن كان من النوع الول ‪ ،‬فالقرب أن عليه دما ؛ لكونه ترك نسكا واجبا ‪ ،‬وقد قال ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪" :‬من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دما " (‪ )3‬فهذا الثر هو عمدة من‬
‫أوجب الدم ف سائر واجبات الج ‪ ،‬وهو أثر صحيح ‪ ،‬وقد روي مرفوعا إل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ولكن الوقوف أصح ‪ ،‬والقرب أنه ف حكم الرفع ؛ لن مثل هذا الكم يبعد‬
‫أن يقوله ابن عباس من جهة رأيه ‪ ،‬وال سبحانه وتعال أعلم ‪.‬‬
‫وأما إن كان من النوع الثان ‪ :‬وهو الذي خرج إل جد أو الطائف أو نوها لاجة وليسا‬
‫بلده وإنا خرج إليهما لاجة عارضة ونيته الرجوع إل مكة ث الوداع إذا أراد الروج إل‬
‫بلده ‪ ،‬فهذا ل يظهر ل لزوم الدم له ‪ ،‬فإن فدى على سبيل الحتياط فل بأس‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪ ) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪) (3‬رواه مالك ف الوطأ ف (الج) باب التقصي برقم ‪ 905‬وف باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا برقم ‪957‬‬
‫س‪ :‬نن من سكان جدة قدمنا العام الاضي للحج ‪ ،‬وأكملنا جيع النسك ما عدا طواف‬
‫الوداع ‪ ،‬فقد أجلناه إل ناية شهر ذي الجة ‪ ،‬وبعد أن خف الزحام عدنا ‪ ،‬هل حجنا‬
‫(‪)1‬‬
‫صحيح ؟‬

‫ج‪ :‬إذا حج النسان وأخر طواف الوداع إل وقت آخر فحجه صحيح ‪ ،‬وعليه أن يطوف‬
‫للوداع عند خروجه من مكة ‪ ،‬فإذا كان ف خارج مكة كأهل جدة وأهل الطائف والدينة‬
‫وأشباههم فليس له النفي حت يودع البيت بطواف بسبعة أشواط حول الكعبة فقط ليس فيه‬
‫سعي ؛ لن الوداع ليس فيه سعي بل طواف فقط ‪.‬‬
‫فإن خرج ول يودع البيت فعليه دم عند جهور أهل العلم يذبح ف مكة ويوزع على الفقراء‬
‫والساكي ‪ ،‬وحجه صحيح كما تقدم ‪ ،‬هذا هو الذي عليه جهور أهل العلم ‪ ،‬فالاصل أن‬
‫طواف الوداع نسك واجب ف أصح أقوال أهل العلم ‪ ،‬وقد ثبت عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أنه قال ‪" :‬من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دما " (‪ )2‬وهذا نسك تركه النسان عمدا ‪،‬‬
‫فعليه أن يريق دما يذبه ف مكة للفقراء والساكي ‪ ،‬وكونه يرجع بعد ذلك ل يسقطه عنه ‪،‬‬
‫هذا هو الختار ‪ ،‬وهذا هو الرجح عندي ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫حكم من سافر ول يكمل طواف الوداع‬


‫س‪ :‬امرأة كبية ف السن عليها طواف وداع ‪ ،‬ولكنها طافت ثلثة أشواط ول تتم الباقي‬
‫(‪)3‬‬
‫نظرا لتعبها وشدة الزحام ف الج وقرب وقت سفرها بالطائرة ‪ .‬فماذا يب عليها ؟‬
‫جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬على كل مرم بالج أو العمرة ‪ ،‬أن يطوف الطواف الواجب ‪ ،‬ولو ممولً أو ف عربة ‪،‬‬
‫وليس له ترك الطواف ول شيء منه ‪ ،‬وهكذا السعي ‪ ،‬لقول ال سبحانه ‪" :‬فاتقوا ال ما‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد الثامن ف ‪5/12/1404‬هـ‬


‫‪ ) (2‬رواه مالك ف الوطأ ف (الج) باب التقصي برقم ‪ 905‬وف باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا برقم ‪957‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من ملة (الدعوة)‬
‫استطعتم" (‪ . )1‬ولا ثبت عن أم سلمة رضي ال عنها ‪ ،‬أنا اشتكت للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫عجزها عن الطواف ماشية لرضها فأمرها أن تطوف وهي راكبة ‪ ،‬وإذا سافر الرجل والرأة‬
‫ول يطف طواف الوداع بعد الج فعليه التوبة إل ال سبحانه مع الفدية ‪ ،‬وهي ذبيحة تذبح‬
‫ف مكة توزع على الفقراء ويزئ فيها ما يزئ ف الضحية ‪ ،‬وهو رأس من الغنم أو سبع‬
‫بدنة ‪ ،‬أو سبع بقرة ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫س‪ :‬حجت والدت عن والدها ‪ ،‬وعند طواف الوداع كان حالا ل يساعد على إتامه بسبب‬
‫شدة الزحام والرض ‪ ،‬فقال لا بعضهم ل تطوف وتكتفي بقراءة الفاتة لوالدها ‪ ،‬وفعلت‬
‫ذلك معتمدة على فتوى هذا الاهل ‪ ،‬فهل يزئ أن أطوف عنها الن طواف وداع أم ل ؟‬
‫(‪)2‬‬

‫ج‪ :‬هذه فتوى باطلة وغلط ‪ ،‬وطواف الوداع واجب ول تزئ عنه الفاتة بل هذا جهل‬
‫صرف ‪ ،‬وعليها دم عن ترك الوداع ؛ لنه واجب ‪ ،‬والواجب يفدى بدم إذا تركه الحرم ول‬
‫يتمكن من أدائه وسافر ‪ ،‬فإنه يفديه بدم يذبح بكة ويوزع بي الفقراء بدلً عن تركه طواف‬
‫الوداع ‪ ،‬ول يزئ طوافك عنها ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫وداع الائض والنفساء‬


‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬كيف يتم وداع الائض والنفساء ؟‬

‫‪) (1‬سورة التغابن ‪ ،‬الية ‪16‬‬


‫‪) (2‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد التاسع عام ‪1401‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف كتاب (الدعوة) الزء الول ص ‪137‬‬
‫ج‪ :‬ليس على الائض والنفساء وداع ؛ لا ثبت عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪" :‬أمر‬
‫الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل أنه خفف عن الرأة الائض " (‪ ، )1‬متفق عليه ‪،‬‬
‫والنفساء ف حكمها عند أهل العلم ‪.‬‬

‫التأخر اليسي عن السفر بعد طواف الوداع يعفى عنه‬


‫س‪ :‬حججت العام الاضي والمد ل ‪ ،‬وعندما أخذت طواف الوداع قبل الغرب بساعة ‪.‬‬
‫بعد صلة العشاء خرجت ‪ ،‬ولظرف غي مقصود تأخرت ‪ ،‬فهل يلزمن شيء ؟ (‪ )2‬أرجو‬
‫التوجيه جزاكم ال خيا ‪.‬‬
‫ج‪ :‬المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال ‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال للحجاج ‪" :‬ل ينفرن أحد منكم حت‬
‫يكون آخر عهده بالبيت " (‪ )3‬خرجه مسلم ف صحيحه ‪ ،‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫"أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل أنه خفف عن الرأة الائض " (‪ )4‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وقوله ‪" :‬أمر الناس" ‪ -‬يعن أمرهم النب صلى ال عليه وسلم فل يوز للحاج أن يرج من‬
‫مكة إل بعد طواف الوداع إذا أراد السفر إل بلده ‪ ،‬أو إل بلد أخرى ‪ ،‬وإذا ودع قبل‬
‫الغروب ث جلس بعد الغرب لاجة أو لسماع الدرس أو ليصلي العشاء فل حرج ف ذلك ‪،‬‬
‫فالدة يسية يعفى عنها ‪.‬‬
‫وقد طاف النب صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع طواف الوداع ف آخر الليل ‪ ،‬ث صلى‬
‫بالناس الفجر ث سافر بعد ذلك عليه الصلة والسلم ‪ .‬فالتخلف اليسي يعفى عنه ف الوداع ‪،‬‬
‫وإذا كنت سافرت بعد العشاء فل حرج ف ذلك ‪ ،‬أما إن كنت أقمت إقامة طويلة فينبغي‬

‫‪ ) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪) (2‬من برنامج (نور على الدرب ) الشريط الثان‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪ ) (4‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫لك أن تعيد طواف الوداع ‪ ،‬وإن كنت ل تعد طواف الوداع فل حرج عليك إن شاء ال ؛‬
‫لن الدة‬
‫وإن كان فيها بعض الطول إل أنا مغتفرة إن شاء ال من أجل الهل بواجب البادرة‬
‫والسارعة إل الروج بعد طواف الوداع ‪.‬‬

‫التأخر إل ما بعد ذي الجة ل يؤثر على طواف الوداع‬


‫س‪ :‬حججت هذا العام وسأتأخر ف العودة إل ما بعد ذي الجة هل هذه القامة الطويلة بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫الج ل تؤثر على طواف الوداع جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬هذه الدة ل تؤثر ؛ لن طواف الوداع إنا يشرع عند عزم الاج على الروج من مكة ؛‬
‫لقول النب صلى ال عليه وسلم –ياطب الجاج ف حجة الوداع ‪" : -‬ل ينفرن أحد منكم‬
‫حت يكون آخر عهده بالبيت " (‪ )2‬أخرجه مسلم ف صحيحه ‪ .‬ولقول ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪" :‬أمر الناس – يعن الاج ‪ -‬أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل أنه خفف عن الرأة‬
‫الائض " (‪ )3‬متفق عليه ‪ .‬ومن هذا الديث يعلم أن الائض ليس عليها وداع وهكذا النفساء‬
‫‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬
‫باب صفة الج والعمرة‬
‫(‪ )11‬صفة الزيارة‬
‫ما يفعله الزائر للمدينة النورة‬
‫س‪ :‬ما الذي ينبغي للحاج أن يفعله بالدينة ‪ ،‬وما الفرق بي زيارة قب الرسول صلى ال عليه‬
‫(‪)4‬‬
‫وسلم والطواف به ؟‬

‫‪) (1‬من ضمن أسئلة موجهة لسماحته بعد درس ألقاه ف السجد الرام ف ‪25/12/1418‬هـ‬
‫‪ ) (2‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫‪ ) (3‬رواه البخاري ف (الج) باب طواف الوداع برقم ‪ ، 1755‬ومسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض‬
‫برقم ‪1328‬‬
‫‪) (4‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) لسماحته ص ‪139‬‬
‫ج‪ :‬السنة لن زار الدينة أن يقصد السجد ويصلي فيه ركعتي أو أكثر ‪ ،‬ويكثر من الصلة‬
‫فيه ‪ ،‬ويكثر من ذكر ال وقراءة القرآن وحضور حلقات العلم ‪ .‬وإذا تيسر له أن يعتكف ما‬
‫شاء ال فهذا حسن ‪ ،‬ويسلم على النب صلى ال عليه وسلم وعلى صاحبيه ‪.‬‬
‫هذا ما يشرع لزائر الدينة ‪ ،‬وإذا أقام با أوقاتا يصلي بالسجد النبوي فذلك خي عظيم ؛ لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة فيما سواه إل‬
‫السجد الرام " (‪. )1‬‬
‫فالصلة ف مسجده صلى ال عليه وسلم مضاعفة ‪ .‬أما ما شاع بي الناس من أن الزائر يقيم‬
‫ثانية أيام حت يصلي أربعي صلة فهذا وإن كان قد روي ف بعض الحاديث ‪" :‬إن من‬
‫صلى فيه أربعي صلة كتب ال له براءة من النار ‪ ،‬وبراءة من النفاق " (‪ )2‬إل أنه حديث‬
‫ضعيف عند أهل التحقيق ل تقوم به الجة ؛ لنه قد انفرد به إنسان ل يعرف بالديث‬
‫والرواية ‪ ،‬ووثقه من ل يعتمد على توثيقه إذا انفرد ‪ .‬فالاصل أن الديث الذي فيه فضل‬
‫أربعي صلة ف السجد النبوي حديث ضعيف ل يعتمد عليه ‪.‬‬
‫والزيارة ليس لا حد مدود ‪ ،‬وإذا زارها ساعة أو ساعتي ‪ ،‬أو يوما أو يومي ‪ ،‬أو أكثر من‬
‫ذلك فل بأس ‪.‬‬
‫ويستحب للزائر أن يزور البقيع ويسلم على أهله ويدعو لم بالغفرة والرحة ‪ .‬ويستحب له‬
‫أن يزور الشهداء ويدعو لم بالغفرة والرحة ‪ .‬ويستحب له أن يتطهر ف بيته‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (المعة ) باب فضل الصلة ف مسجد مكة والدينة برقم ‪ ، 1190‬ومسلم ف (الج ) باب فضل الصلة ف‬
‫مسجدي مكة والدينة برقم ‪1394‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند الكثرين من الصحابة) مسند أنس بن مالك برقم ‪12173‬‬
‫ويسن الطهور ث يزور مسجد قباء ويصلي فيه ركعتي كما كان النب يزوره عليه الصلة‬
‫والسلم ‪ ،‬أما الطواف بقب النب فهذا ل يوز ‪ ،‬وإذا طاف بقصد التقرب إل النب فهذا شرك‬
‫بال عز وجل ‪ ،‬فالطواف عبادة حول الكعبة ل تصلح إل ل وحده ‪ ،‬ومن طاف بقب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أو قب غيه من الناس يتقرب إليهم بالطواف صار مشركا بال عز‬
‫وجل ‪ ،‬وإن ظن أنه طاعة ل ‪ ،‬وفعله من أجله يتقرب به إليه صار بدعة ‪.‬‬
‫وهكذا حكم الطواف عند قب غي النب صلى ال عليه وسلم مثل قب السي ‪ ،‬أو البدوي ف‬
‫مصر ‪ ،‬أو ابن عرب ف الشام ‪ ،‬أو قب الشيخ عبد القادر اليلن ‪ ،‬أو موسى الكاظم ف‬
‫العراق ‪ ،‬أو غي ذلك ‪.‬‬
‫وينبغي أن نفرق بي الزيارة للميت وبي عبادة ال وحده ‪ ،‬فالعبادة ل وحده ‪ ،‬واليت يزار‬
‫لتذكر الخرة أوالزهد ف الدنيا والدعاء والترحم عليه ‪ ،‬أما أنه يعبد من دون ال ‪ ،‬أو يدعى‬
‫من دون ال ‪ ،‬أو يستغاث به أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬فذلك ل يوز بل هو من الحرمات الشركية‬
‫‪ .‬ونسأل ال لنا ولميع السلمي العافية من ذلك وصلى ال وسلم على نبينا ممد وآله‬
‫وصحبه ‪.‬‬

‫صفة السلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬


‫س‪ :‬ما حكم السلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم للزائر للمسجد النبوي ؟ وهل هناك‬
‫(‪)1‬‬
‫صفة للسلم عليه صلى ال عليه وسلم أمام قبه واستدبار القبلة ؟‬

‫ج‪ :‬بسم ال ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬يسن لن زار الدينة أن يزور السجد النبوي ويصلي فيه ‪ ،‬وإذا‬
‫تيسر له أن يصلي ف الروضة كان أفضل ‪ ،‬ث يسلم على النب صلى ال عليه وسلم وعلى‬
‫صاحبيه رضي ال عنهما ‪ ،‬والسنة أن يستقبل الزائر النب صلى ال عليه وسلم وصاحبيه رضي‬
‫ال عنهما حي السلم ويقول ‪ :‬السلم عليك يا رسول ال ورحة ال عليك وبركاته ‪ .‬وإن‬
‫دعا له صلى ال عليه وسلم كأن يقول ‪ :‬جزاك ال عن أمتك خيا ‪ ،‬وضاعف لك‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1394‬ف ‪8/11/1413‬هـ‬


‫السنات ‪ ،‬وأحسن إليك كما أحسنت إل المة ‪ .‬فل حرج ف ذلك ‪ .‬وهكذا لو قال ‪:‬‬
‫أشهد أنك قد بلغت الرسالة ‪ ،‬وأديت المانة ‪ ،‬ونصحت المة ‪ ،‬وجاهدت ف ال حق الهاد‬
‫‪ .‬فل حرج ف ذلك ؛ لن هذا كله حق ‪ ،‬ث يسلم على صاحبيه رضي ال عنهما ‪ ،‬ويدعو‬
‫لما‬
‫بالدعوات الناسبة ‪.‬‬
‫أما إذا أراد الدعاء لنفسه ‪ ،‬فإنه يتحول لكان آخر ويستقبل القبلة ويدعو كما نص على ذلك‬
‫أهل العلم ‪.‬‬
‫ويستحب للمسلم زيارة السجد النبوي قصدا من بلده أو غيها ‪ ،‬كما شرع له زيارة‬
‫السجد الرام وزيارة السجد القصى إذا تيسر ذلك ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل‬
‫تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد ‪" :‬السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى "(‪. )1‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة فيما سواه إل‬
‫(‪)2‬‬
‫السجد الرام ‪ ،‬والصلة ف السجد الرام أفضل من صلة ف مسجدي هذا بائة صلة"‬
‫‪ .‬وبذلك يعلم أن الصلة ف السجد الرام أفضل من مائة ألف صلة فيما سواه ما عدا‬
‫السجد النبوي ‪.‬‬
‫وجاء عنه صلى ال عليه وسلم أن الصلة ف السجد القصى أفضل من خسمائة صلة فيما‬
‫سواه ‪ ،‬والعن غي السجد الرام والسجد النبوي ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬ما هي كيفية زيارة قب النب صلى ال عليه وسلم ؟‬

‫ج‪ :‬يزوره ويصلي ويسلم عليه ‪ ،‬والسنة أن يستقبل القب ويسلم عليه ث يسلم على صاحبيه‬
‫رضي ال عنهما ‪ ،‬وإذا راد الدعاء لنفسه فإنه يستقبل القبلة ف مكان آخر ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪ ، 1864‬ومسلم ف (الج) باب ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد برقم‬
‫‪1397‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (أول مسند الدنيي) حديث عبد ال بن الزبي بن العوام برقم ‪15685‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من المعية اليية بشقراء على كتاب بلوغ الرام‬
‫س‪ :‬إذا سافر النسان إل الدينة النورة فهل يلزمه السلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وصاحبيه رضي ال عنهما أم ل ؟ وإذا أراد السلم عليهم فما هي الطريقة الصحيحة لذلك ‪.‬‬
‫أقصد ‪ :‬هل لبد من البادرة بالسلم عليهم ‪ ،‬أو أنه ل بأس من تأخيه ‪ ،‬وهل لبد من‬
‫الدخول من خارج السجد ليكونوا عن يينه أو ل بأس بسلمه عليهم وهو خارج السجد‬
‫وهم بذلك سيكونون عن شاله ‪ ،‬وما هي الصيغة الشرعية للسلم ‪ ،‬وهل يتساوى ف ذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫الرجل والرأة ؟ أرشدونا جزاكم ال خيا‬

‫ج‪ :‬السنة لن زار الدينة النورة أن يبدأ بالسجد النبوي ‪ ،‬فيصلي فيه ركعتي والفضل أن‬
‫يكون فعلهن ف الروضة النبوية إذا تيسر ذلك لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ما بي بيت‬
‫ومنبي روضة من رياض النة" ‪ .‬ث يأت القب الشريف فيسلم على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وعلى صاحبيه ‪ :‬أب بكر وعمر رضي ال عنهما ‪ ،‬من قبل القبلة ‪ ،‬يستقبلهما استقبالً ‪،‬‬
‫وصفة السلم أن يقول ‪ :‬السلم عليك يا رسول ال ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وإن زاد فقال ‪:‬‬
‫صلى ال وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك ‪ ،‬وجزاك ال عن أمتك خيا ‪ ،‬اللهم آته‬
‫الوسيلة والفضيلة وابعثه القام الحمود الذي وعدته ‪ ،‬فل بأس ‪ .‬ث يتأخر عن يينه قليلً ‪،‬‬
‫فيسلم على الصديق فيقول ‪ :‬السلم عليك يا أبا بكر ورحة ال وبركاته رضي ال عنك ‪،‬‬
‫وجزاك عن أمة ممد خيا ‪ ،‬ث يتأخر قليلً عن يينه ث يسلم على عمر رضي ال عنه مثل‬
‫سلمه على الصديق رضي ال عنهما ‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الحاديث الصحيحة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬ل تشد الرحال إل‬
‫إل ثلثة مساجد ‪ :‬السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى " (‪. )2‬‬
‫وثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة فيما‬
‫سواه إل السجد الرام " (‪ )3‬متفق عليه ‪.‬‬
‫‪) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من (الجلة العربية)‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪ ، 1864‬ومسلم ف (الج) باب ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد برقم‬
‫‪1397‬‬
‫‪) (3‬رواه البخاري ف (المعة) باب فضل الصلة ف مسجد مكة والدينة برقم ‪ ، 1190‬ومسلم ف (الج) باب فضل الصلة ف‬
‫مسجدي مكة والدينة برقم ‪1394‬‬
‫وثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪" :‬زوروا القبور فإنا تذكركم الخرة" (‪ . )1‬وكان‬
‫عليه الصلة والسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا ‪" :‬السلم عليكم أهل الديار من‬
‫الؤمني والسلمي وإنا إن شاء ال بكم لحقون نسأل ال لنا ولكم العافية يرحم ال‬
‫الستقدمي منا والستأخرين " (‪. )2‬‬
‫وهذه الزيارة خاصة بالرجال أما النساء فل توز لن زيارة القبور ؛ لنه صلى ال عليه وسلم‬
‫لعن زائرات القبور ‪ ،‬ويدخل ف ذلك قبه صلى ال عليه وسلم وغيه ‪ ،‬لكن يشرع للرجال‬
‫والنساء جيعا الكثار من الصلة والسلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف كل مكان‬
‫لعموم قول ال سبحانه ‪" :‬إن ال وملئكته يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه‬
‫وسلموا تسليما" (‪ ، )3‬وقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من صلى علي واحدة صلى ال عليه‬
‫با عشرا " (‪ . )4‬والحاديث ف فضل الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كثية ‪.‬‬
‫ول حرج على النساء ف الصلة ف مسجده صلى ال عليه وسلم وغيه من الساجد ‪ ،‬لكن‬
‫بيوتن خي لن وأفضل لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل تنعوا إماء ال مساجد ال‬
‫وبيوتن خي لن" (‪ ، )5‬ولن ذلك أستر لن وأبعد عن الفتنة منهن وبن ‪ ،‬وال الوفق‪.‬‬

‫زيارة السجد النبوي سنة‬


‫س‪ :‬يعتقد بعض الجاج أنه إذا ل يتمكن الاج من زيارة السجد النبوي فإن حجه ينقص ‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫فهل هذا صحيح ؟‬

‫‪) (1‬رواه مسلم ف (النائز) باب استئذان النب صلى ال عليه وسلم ربه عز وجل ف زيارة قب أمه برقم ‪ ، 976‬وابن ماجة ف‬
‫(النائز) باب ما جاء ف زيارة القبور برقم ‪1569‬‬
‫‪) (2‬رواه مسلم ف (النائز) باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لهلها برقم ‪975‬‬
‫‪) (3‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪56‬‬
‫‪) (4‬رواه مسلم ف (الصلة) باب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم بعد التشهد برقم ‪408‬‬
‫‪) (5‬رواه البخاري ف (المعة) باب هل على من ل يشهد المعة غسل برقم ‪ ، 900‬ومسلم ف (الصلة) باب خروج النساء إل‬
‫الساجد برقم ‪442‬‬
‫‪) (6‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1246‬ف ‪28/11/1410‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (الرياض ) العدد ‪ 10868‬ف‬
‫‪29/11/1418‬هـ ‪ ،‬وف هذا الجموع الزء ‪ 6‬ص ‪321‬‬
‫ج‪ :‬الزيارة للمسجد النبوي سنة وليست واجبة ‪ ،‬وليس لا تعلق بالج ‪ ،‬بل السنة أن يزار‬
‫السجد النبوي ف جيع السنة ‪ ،‬ول يتص ذلك بوقت الج؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد ‪ ،‬السجد الرام ومسجدي هذا ‪ ،‬والسجد القصى "‬
‫(‪ )1‬متفق عليه ‪ ،‬ولقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة‬
‫فيما سواه إل السجد الرام " (‪ )2‬متفق عليه ‪ ،‬وإذا زار السجد النبوي شرع له أن يصلي ف‬
‫الروضة ركعتي ‪ ،‬ث يسلم على النب صلى ال عليه وسلم وعلى صاحبيه ‪ :‬أب بكر وعمر‬
‫رضي ال عنهما ‪ ،‬كما يشرع زيارة البقيع والشهداء للسلم على الدفوني هناك من الصحابة‬
‫وغيهم والدعاء لم والترحم عليهم كما كان النب صلى ال عليه وسلم يزورهم وكان يعلم‬
‫أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا ‪" :‬السلم عليكم أهل الديار من الؤمني والسلمي وإنا إن‬
‫شاء ال بكم لحقون ‪ ،‬نسأل ال لنا ولكم العافية" (‪. )3‬‬
‫وف رواية عنه صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول إذا زار البقيع ‪" :‬يرحم ال الستقدمي منا‬
‫والستأخرين اللهم اغفر لهل بقيع الغرقد " (‪ . )4‬ويشرع أيضا لن زار السجد النبوي أن‬
‫يزور مسجد قباء ويصلي فيه ركعتي ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم كان يزوره كل سبت‬
‫ويصلي فيه ركعتي ‪ ،‬وقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬من تطهر ف بيته فأحسن الطهور ث أتى‬
‫مسجد قباء فصلى فيه كان كعمرة " (‪. )5‬‬
‫هذه هي الواضع الت تزار ف الدينة النورة ‪ ،‬أما الساجد السبعة ومسجد القبلتي وغيها من‬
‫الواضع الت يذكر بعض الؤلفي ف الناسك زيارتا فل أصل لذلك ول دليل عليه ‪ .‬والشروع‬
‫للمؤمن دائما هو التباع دون البتداع ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪ ، 1864‬ومسلم ف (الج) باب ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد برقم‬
‫‪1397‬‬
‫‪ ) (2‬رواه البخاري ف (المعة) باب فضل الصلة ف مسجد مكة والدينة برقم ‪ ، 1190‬ومسلم ف (الج) باب فضل الصلة ف‬
‫مسجدي مكة والدينة برقم ‪1394‬‬
‫‪ ) (3‬رواه مسلم ف (النائز) باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لهلها برقم ‪975‬‬
‫‪) (4‬رواه مسلم ف (النائز) باب ما يقال عند دخول القبور برقم ‪974‬‬
‫‪) (5‬رواه ابن ماجة ف (إقامة الصلة والسنة فيها ) باب ما جاء ف الصلة ف مسجد قباء برقم ‪1412‬‬
‫زيارة قب الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫س‪ :‬أرجو الفادة عن صحة الحاديث التية ‪:‬‬
‫الول ‪" :‬من حج البيت ول يزرن فقد جفان "‬
‫الثان ‪" :‬من زارن بعد موت فكأنا زارن ف حيات "‬
‫الثالث ‪" :‬من زارن بالدينة متسبا كنت له شفيعا شهيدا يوم القيامة"‬
‫لنا وردت ف بعض الكتب وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيي ‪ :‬أحدها يؤيد‬
‫هذه الحاديث والثان ل يؤيدها (‪.)1‬‬

‫ج‪ :‬أما الديث الول ‪ :‬فقد رواه ابن عدي والدارقطن من طريق عبد ال بن عمر عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بلفظ ‪" :‬من حج ول يزرن فقد جفان" وهو حديث ضعيف ‪ ،‬بل قيل‬
‫عنه ‪ :‬إنه موضوع أي مكذوب ؛ ذلك أن ف سنده ممد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه‬
‫وكلها ضعيف جدا ‪ .‬وقال لدارقطن ‪ :‬الطعن ف هذا الديث على ابن النعمان ل على‬
‫النعمان ‪ ،‬وروى هذا الديث البزار أيضا وف إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف ‪ ،‬ورواه‬
‫البيهقي عن عمر وقال ‪ :‬إسناده مهول ‪.‬‬
‫أما الديث الثان ‪ :‬فقد أخرجه الدارقطن عن رجل من آل حاطب عن حاطب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بذا اللفظ وف إسناده الرجل الجهول ‪ ،‬ورواه أبو يعلى ف مسنده وابن عدي ف‬
‫كامله وف إسناده حفص بن داود وهو ضعيف الديث ‪.‬‬

‫أما الديث الثالث ‪ :‬فقد رواه ابن أب الدنيا من حديث أنس بن مالك رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بذا اللفظ وف إسناده سليمان بن زيد الكعب وهو ضعيف الديث ‪،‬‬
‫ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عمر بن الطاب رضي ال عنه وف إسناده مهول ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) العدد ‪ 11‬ف عام ‪1405‬هـ ‪ ،‬وف (جريدة الندوة) العدد ‪ 8656‬ف‬
‫‪24/12/1407‬هـ‬
‫وقد بسط الكلم على هذه الحاديث وما جاء ف معناها العلمة الشيخ ممد بن عبد الادي‬
‫رحه ال ف كتابه ‪ :‬الصارم النكي ف الرد على السبكي وقبله شيخ السلم ابن تيمية رحه‬
‫ال ف رده على الخنائي ‪ .‬فأوصي براجعة الكتابي الذكورين للمزيد من العلم ‪.‬‬
‫هذا وقد وردت أحاديث صحيحة ف الث على زيارة القبور عامة للعبة والتعاظ والدعاء‬
‫للميت ‪ .‬أما الحاديث الواردة ف زيارة قب النب صلى ال عليه وسلم خاصة فكلها ضعيفة‬
‫كما تقدم بل قيل إنا موضوعة ‪ ،‬فمن رغب ف زيارة القبور أو زيارة قب الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم زيارة شرعية للعبة والتعاظ والدعاء للميت والصلة على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم والترضي عن صاحبيه من دون أن يشد الرحال لا وينشئ سفرا لذلك فزيارته مشروعة‬
‫ويرجى له فيها الجر ‪.‬‬
‫وأما من شد لا الرحال أو زارها يرجو بركتها والنتفاع با أو جعل لزيارتا مواعيد خاصة‬
‫فزيارته مبتدعة ‪ ،‬ل يصح فيها نص ول تعرف عن سلف هذه المة ‪ ،‬بل وردت النصوص‬
‫بالنهي عنها كحديث ‪" :‬ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد ‪ ،‬السجد الرام ‪ ،‬ومسجدي‬
‫هذا ‪ ،‬والسجد القصى " (‪ )1‬رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وحديث ‪" :‬ل تتخذوا قبي عيدا ‪،‬‬
‫ول بيوتكم قبورا ‪ ،‬وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغن أينما كنتم " (‪ )2‬رواه ممد بن عبد‬
‫الواحد القدسي رحه ال ف كتابه ‪" :‬الحاديث الختارة" وصلى ال على نبينا ممد وآله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س‪ :‬هل يوز للنساء زيارة قب النب صلى ال عليه وسلم ؟‬

‫ج‪ :‬ل يوز لن ذلك لعموم الحاديث الواردة ف ني النساء عن زيارة القبور ولعنهن على‬
‫ذلك ‪ ،‬واللف ف زيارة النساء لقب النب صلى ال عليه وسلم مشهور ‪ ،‬ولكن تركهن‬

‫‪ ) (1‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪ ، 1864‬ومسلم ف (الج) باب ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد برقم‬
‫‪1397‬‬
‫‪) (2‬رواه المام أحد ف (مسند الكثرين من الصحابة) باقي مسند أب هريرة برقم ‪8586‬‬
‫‪) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته من المعية اليية بشقراء على كتاب بلوغ الرام ‪.‬‬
‫لذلك أحوط وأوفق للسنة ؛ لن الرسول صلى ال عليه وسلم ل يستثن قبه ول قب غيه ‪،‬‬
‫بل ناهن نيا عاما ‪ ،‬ولعن من فعل ذلك منهن ‪ ،‬والواجب الخذ بالتعميم ما ل يوجد نص‬
‫يص قبه بذلك وليس هناك ما يص قبه ‪ .‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخ الكرم ع‪ .‬م ‪ .‬ع‪ .‬وفقه ال ‪ ،‬آمي‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬بعده ‪:‬‬
‫كتابكم الكري الؤرخ ف ‪3/3/1974‬م وصل وصلكم ال بداه وما تضمنه كان معلوما‬
‫(‪ ، )1‬ونبارك لكم ف الزواج جعله ال زواجا مباركا ‪ ،‬وقد ذكرت ف كتابكم أن ندعو لكم‬
‫عند قب الرسول عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫ونفيدكم أن الدعاء عند القبور غي مشروع سواء كان القب قب النب صلى ال عليه وسلم أو‬
‫غيه ‪ ،‬وليست ملً للجابة ‪ ،‬وإنا الشروع زيارتا والسلم على الوتى والدعاء لم ‪ ،‬وذكر‬
‫الخرة والوت ‪ ،‬أحببنا تنبيهك على هذا حت تكون على بصية ‪ ،‬وف إمكانك أن تراجع‬
‫أحاديث الزيارة ف آخر كتاب النائز من بلوغ الرام حت تعلم ذلك ‪ .‬وفقنا ال وإياكم‬
‫لتباع السنة والعمل با يرضي ال سبحانه ويقرب لدينه ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‬
‫‪.‬‬

‫حكم تتبع آثار النبياء ليصلى فيها أو ليبن عليها مساجد‬


‫س‪ :‬الماكن الت صلى با الرسول عليه الصلة والسلم هل من الفضل بناء مساجد عليها ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أم بقاؤها كما هي أو عمل حدائق عامة با ؟‬

‫ج‪ :‬ل يوز للمسلم تتبع آثار النبياء ليصلي فيها أو ليبن عليها مساجد؛ لن ذلك من وسائل‬
‫الشرك ‪ ،‬ولذا كان عمر رضي ال عنه ينهى الناس عن ذلك ويقول ‪" :‬إنا هلك من كان‬

‫‪) (1‬رسالة أجاب عليها ساحته ف ‪25/2/1394‬هـ عندما كان نائبا للجامعة السلمية بالدينة النورة‬
‫‪) (2‬نشر ف الجلد الثامن من هذا الجموع ص ‪ ، 323‬وف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1639‬ف ‪4/1/1419‬هـ‬
‫قبلكم بتتبعهم آثار أنبيائهم" ‪ ،‬وقطع رضي ال عنه الشجرة الت ف الديبية الت بويع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم تتها ؛ لا رأى بعض الناس يذهبون إليها ويصلون تتها ؛ حسما‬
‫لوسائل الشرك ‪ ،‬وتذيرا للمة من البدع ‪ ،‬وكان رضي ال عنه حكيما ف أعماله وسيته ‪،‬‬
‫حريصا على سد ذرائع الشرك وحسم أسبابه ‪ ،‬فجزاه ال عن أمة ممد خيا ‪ ،‬ولذا ل يب‬
‫الصحابة رضي ال عنهم على آثاره صلى ال عليه وسلم ف طريق مكة وتبوك وغيها‬
‫مساجد ؛ لعلمهم بأن ذلك يالف شريعته ‪ ،‬ويسبب الوقوع ف الشرك الكب ‪ ،‬ولنه من‬
‫البدع الت حذر الرسول منها عليه الصلة والسلم ‪ ،‬بقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من أحدث‬
‫ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " (‪ )1‬متفق عليه من حديث عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬وقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد " (‪ )2‬رواه مسلم ف صحيحه ‪،‬‬
‫وكان عليه الصلة والسلم يقول ف خطبة المعة ‪" :‬أما بعد ‪ ،‬فإن خي الديث كتاب ال ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وخي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وشر المور مدثاتا ‪ ،‬وكل بدعة ضللة "‬
‫خرجه مسلم ف صحيحه ‪ ،‬والحاديث ف هذا العن كثية ‪ .‬وال الستعان ول حول ول قوة‬
‫إل بال ‪.‬‬

‫من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الكرمة السيدة ‪ /‬ت‪ .‬أ ‪ .‬ر‪ .‬حفظها ال ‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فقد تلقيت رسالتك الؤرخة ف ‪16/12/1391‬هـ وعلمت ما تضمنته من السئلة وإليك‬
‫(‪)4‬‬
‫الجابة عنها ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬بالنسبة لجك مع عمك فل بأس به ؛ لن العم مرم شرعي ونرجو من ال أن يتقبل‬
‫منك ويثيبك ثواب الج البور ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الصلح) باب إذا اصطلحوا على صلح جور برقم ‪ ، 2697‬ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة‬
‫ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري معلقا ف النجش ‪ ،‬ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (المعة) باب تفيف الصلة والطبة برقم ‪867‬‬
‫‪) (4‬رسالة أجاب عليها ساحته ف ‪20/1/1392‬هـ عندما كان رئيسا للجامعة السلمية بالدينة النورة‬
‫وأما ميقات الجاج القادمي من أفريقيا ‪ ،‬فهو الحفة أو ما ياذيها من جهة الب والبحر‬
‫والو إل إذا قدموا من طريق الدينة فميقاتم ميقات أهل الدينة ‪ ،‬ومن أحرم من رابغ فقد‬
‫أحرم من الحفة ؛ لن الحفة قد ذهبت آثارها وصارت رابغ ف ملها أو قبلها بقليل ‪.‬‬
‫وأما من ناحية الساجد الوجودة بالدينة العروفة حاليا فكلها حادثة ما عدا مسجد النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ومسجد قباء وليس لذه الساجد غي السجدين الذكورين خصوصية من‬
‫صلة أو دعاء أو غيها بل هي كسائر الساجد من أدركته الصلة فيها صلى مع أهلها ‪ ،‬أما‬
‫قصدها للصلة فيها والدعاء والقراءة أو نو ذلك لعتقاده خصوصية فيها فليس لذلك أصل‬
‫بل هو من البدع الت يب إنكارها لقوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من عمل عملً ليس عليه‬
‫أمرنا فهو رد " (‪ ، )1‬أخرجه مسلم ف صحيحه من حديث عائشة رضي ال عنها ‪.‬‬
‫وتقيقا لرغبتك يسرنا أن نبعث إليك برفقه بعضا من الكتب الت توزعها الامعة حسب‬
‫البيان الرفق ‪ ،‬نسأل ال أن ينفع با ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫باب صفة الج والعمرة‬


‫(‪ )12‬صفة العمرة‬
‫أعمال مناسك العمرة‬

‫المد ل وحده ‪ ،‬وبعد‬


‫فهذه نبذة متصرة عن أعمال مناسك العمرة وإل القارئ بيان ذلك (‪: )2‬‬
‫‪-1‬إذا وصل من يريد العمرة إل اليقات استحب له أن يغتسل ويتنظف وهكذا تفعل‬
‫الرأة ولو كانت حائضا أو نفساء ‪ ،‬غي أنا ل تطوف بالبيت حت تطهر وتغتسل‪.‬‬
‫ويتطيب الرجل ف بدنه دون ملبس إحرامه ‪ .‬فإن ل يتيسر الغتسال ف اليقات فل حرج‬
‫ويستحب أن يغتسل إذا وصل مكة قبل الطواف إذا تيسر ذلك ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬رواه البخاري معلقا ف النجش ‪ ،‬ومسلم ف (القضية) باب نقض الحكام الباطلة ورد مدثات المور برقم ‪1718‬‬
‫‪) (2‬نبذة متصرة من أعمال مناسك العمرة صدرت من مكتب ساحته ف ‪13/2/1416‬هـ‬
‫‪-2‬يتجرد الرجل من جيع اللبس الخيطة ويلبس إزارا ورداءً ‪ .‬ويستحب أن يكونا‬
‫أبيضي نظيفي ‪ .‬أما الرأة فتحرم ف ملبسها العادية (‪ )3‬الت ليس فيها زينة ول شهرة‬
‫‪.‬‬

‫‪-3‬ث ينوي الدخول ف النسك بقلبه ويتلفظ بلسانه قائلً ‪" :‬لبيك عمرة" أو "اللهم لبيك‬
‫عمرة " وإن خاف الحرم أل يتمكن من أداء نسكه لكونه مريضا أو خائفا من عدو‬
‫ونوه شرع له أن يشترط عند إحرامه فيقول ‪" :‬فإن حبسن حابس فمحلي حيث‬
‫حبستن " لديث ضباعة بنت الزبي رضي ال عنها ‪ .‬ث يلب بتلبية النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وهي ‪" :‬لبيك اللهم لبيك ‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك‪ ،‬إن المد والنعمة لك‬
‫واللك‪ ،‬ل شريك لك" ويكثر من هذه التلبية ومن ذكر ال سبحانه ودعائه حت يصل‬
‫إل البيت "الكعبة" ‪.‬‬

‫‪-4‬فإذا وصل إل السجد الرام قدم رجله اليمن عند الدخول وقال ‪ :‬بسم ال والصلة‬
‫والسلم على رسول ال أعوذ بال العظيم وبوجهه الكري وسلطانه القدي من الشيطان‬
‫الرجيم اللهم افتح ل أبواب رحتك ‪.‬‬

‫‪-5‬فإذا وصل إل البيت قطع التلبية ث قصد الجر السود واستقبله ث يستلمه بيمينه‬
‫ويقبله إن تيسر ذلك ول يؤذي الناس بالزاحة ‪ .‬ويقول عند استلمه ‪" :‬بسم ال وال‬
‫أكب" فإن شق عليه التقبيل استلمه بيده أو بعصا أو نوها وقبل ما استلمه به فإن شق‬
‫استلمه أشار إليه وقال ‪ " :‬ال أكب" ول يقبل ما يشي به ‪ .‬ويشترط لصحة الطواف‬
‫أن يكون الطائف على طهارة من الدث الصغر والكب ؛ لن الطواف مثل الصلة‬
‫غي أنه رخص فيه ف الكلم ‪.‬‬

‫‪) (3‬ما عدا النقاب والبقع والقفازين فتخلعها وتغطي وجهها وكفيها عن الرجال غي الحارم بغيها من اللبس‬
‫‪-6‬يعل البيت عن يساره ويطوف به سبعة أشواط ‪ ،‬وإذا حاذى الركن اليمان استلمه‬
‫بيمينه إن تيسر ويقول ‪" :‬بسم ال وال أكب" ول يقبله ‪ .‬فإن شق عليه استلمه تركه‬
‫ومضى ف طوافه ول يشي إليه ول يكب ؛ لن ذلك ل ينقل عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ .‬أما الجر السود فكلما حاذاه استلمه وقبله كما ذكرنا سابقا وإل أشار إليه‬
‫وكب ‪ .‬ويستحب الرمل – وهو السراع ف الشي مع تقارب الطى – ف الثلثة‬
‫الشواط الول من طواف القدوم للرجل خاصة ‪ .‬كما يستحب للرجل أن يضطبع ف‬
‫طواف القدوم ف جيع الشواط ‪ ،‬والضطباع ‪ :‬أن يعل وسط ردائه تت منكبه‬
‫الين وطرفيه عل عاتقه اليسر ‪ .‬ويستحب الكثار من الذكر والدعاء با تيسر ف‬
‫جيع الشواط ‪ .‬وليس ف الطواف دعاء مصوص ول ذكر مصوص بل يدعو ويذكر‬
‫ال با تيسر من الذكار والدعية ويقول بي الركني ‪" :‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف‬
‫الخرة حسنة وقنا عذاب النار" ف كل شوط ؛ لن ذلك ثابت عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬ويتم الشوط السابع باستلم الجر السود وتقبيله إن تيسر أو الشارة‬
‫إليه مع التكبي حسب التفصيل الذكور آنفا ‪ .‬وبعد فراغه من هذا الطواف يرتدي‬
‫بردائه فيجعله على كتفيه وطرفيه على صدره ‪.‬‬

‫‪-7‬ث يصلي ركعتي خلف القام إن تيسر فإن ل يتمكن من ذلك صلها ف أي موضع‬
‫من السجد ‪ .‬يقرأ فيهما بعد الفاتة ‪" :‬قل يا أيها الكافرون " ف الركعة الول ‪،‬‬
‫و"قل هو ال أحد) ف الركعة الثانية ‪ ،‬هذا هو الفضل وإن قرأ بغيها فل بأس ‪ .‬ث‬
‫بعد أن يسلم من الركعتي يقصد الجر السود إن تيسر ذلك ‪.‬‬

‫‪-8‬ث يرج إل الصفا فيقاه أو يقف عنده والرقي أفضل إن تيسر ويقرأ قوله تعال ‪" :‬إن‬
‫الصفا والروة من شعائر ال " (‪ . )1‬ويستحب أن يستقبل القبلة ويمد ال ويكبه‬
‫ويقول ‪" :‬ل إله إل ال وال أكب ‪ .‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله‬

‫‪) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪158‬‬


‫المد وهو على كل شيء قدير ‪ .‬ل إله إل ال وحده أنز وعده ونصر عبده وهزم‬
‫الحزاب وحده " ث يدعو با تيسر رافعا يديه ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلث مرات‬
‫‪ .‬ث ينل فيمشي إل الروة حت يصل إل العلم الول فيسرع الرجل ف الشي إل أن‬
‫يصل إل العلم الثان ‪ .‬أما الرأة فل يشرع لا السراع ؛ لنا عورة ‪ ،‬ث يشي فيقى‬
‫الروة أو يقف عندها والرقي أفضل إن تيسر ويقول ويفعل على الروة كما قال وفعل‬
‫على الصفا ‪ .‬ث ينل فيمشي ف موضع مشيه ويسرع ف موضع السراع حت يصل‬
‫إل الصفا ‪ ،‬يفعل ذلك سبع مرات ذهابه شوط ورجوعه شوط ‪ .‬وإن سعى راكبا فل‬
‫حرج ولسيما عند الاجة ‪ .‬ويستحب أن يكثر ف سعيه من الذكر والدعاء با تيسر ‪.‬‬
‫وأن يكون متطهرا من الدث الكب والصغر ولو سعى على غي طهارة أجزأه ذلك‬
‫‪.‬‬

‫‪-9‬فإذا كمل السعي يلق الرجل رأسه أو يقصره واللق أفضل وإذا كان قدومه مكة‬
‫قريبا من وقت الج فالتقصي ف حقه أفضل ليحلق بقية رأسه ف الج ‪ .‬أما الرأة‬
‫فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنلة فأقل ‪ .‬فإذا فعل الحرم ما ذكر فقد تت عمرته ‪،‬‬
‫والمد ل ‪ .‬وحل له كل شيء حرم عليه بالحرام ‪.‬‬
‫وفقنا ال وسائر إخواننا السلمي للفقه ف دينه والثبات عليه وتقبل من الميع إنه سبحانه‬
‫جواد كري ‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم على عبده ورسوله نبينا ممد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إل يوم‬
‫الدين ‪.‬‬
‫أفضل زمان تؤدى فيه العمرة رمضان‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل ثبت فضل خاص للعمرة ف أشهر الج يتلف عن فضلها ف غي تلك الشهر؟‬

‫‪) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى إسلمية ) من جع الشيخ ممد السند ج ‪ 2‬ص ‪ ، 303‬وف جريدة (الندوة) العدد ‪ 12226‬ف‬
‫‪26/9/1419‬هـ‬
‫ج‪ :‬أفضل زمان تؤدى فيه العمرة شهر رمضان لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬عمرة ف‬
‫رمضان تعدل حجة " (‪ )1‬متفق على صحته ‪ ،‬وف رواية أخرى ف البخاري ‪" :‬تقضي حجة‬
‫معي " (‪ )2‬وف مسلم ‪" :‬تقضي حجة أو حجة معي " (‪ – )3‬هكذا بالشك‪ -‬يعن معه عليه‬
‫الصلة والسلم ‪ ،‬ث بعد ذلك العمرة ف ذي القعدة ‪ ،‬لن ُعمَرَهُ صلى ال عليه وسلم كلها‬
‫وقعت ف ذي القعدة ‪ ،‬وقد قال سبحانه ‪" :‬لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة "(‪. )4‬‬
‫وبال التوفيق‪.‬‬

‫تكرار العمرة ف رمضان‬


‫(‪)5‬‬
‫س‪ :‬هل يوز تكرار العمرة ف رمضان طلبا للجر الترتب على ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬ل حرج ف ذلك ‪ ،‬النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬العمرة إل العمرة كفارة لا‬
‫بينهما والج البور ليس له جزاء إل النة " (‪ )6‬متفق عليه ‪.‬‬
‫فإذا اعتمر ثلث أو أربع مرات فل حرج ف ذلك ‪ .‬فقد اعتمرت عائشة رضي ال عنها ف‬
‫عهد النب صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع عمرتي ف أقل من عشرين يوما ‪.‬‬

‫س‪ :‬دخلت إل مكة مرما ف رمضان وعملت العمرة وحجيت بول ال وفضله فهل علي‬
‫(‪)7‬‬
‫عمرة أخرى وما الكم ؟‬

‫‪) (1‬رواه المام أحد ف (مسند بن هاشم ) بداية مسند عبد ال بن عباس برقم ‪ ، 2804‬وابن ماجة ف (الناسك) باب العمرة ف‬
‫رمضان برقم ‪2994‬‬
‫‪) (2‬رواه البخاري ف (الج) باب حج النساء برقم ‪1863‬‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (الج) باب فضل العمة ف رمضان رقم ‪1256‬‬
‫‪) (4‬سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪21‬‬
‫‪) (5‬نشر ف ملة (اليمامة) العدد ‪ 1151‬ف ‪25/9/1411‬هـ‬
‫‪) (6‬رواه البخاري ف (الج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم ‪ ، 1773‬ومسلم ف (الج) باب ف فضل الج والعمرة ويوم عرفة‬
‫برقم ‪1349‬‬
‫‪) (7‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته بعد الدرس الذي ألقاه ف السجد الرام بتاريخ ‪25/12/1418‬هـ‬
‫ج‪ :‬ليس عليك عمرة أخرى ‪ ،‬فقد أديت العمرة والمد ل ف رمضان ف أشرف وقت‬
‫وحجك يكون مفردا ؛ لن العمرة إنا تب ف العمر مرة واحدة كالج ‪ ،‬وما زاد على ذلك‬
‫فهو تطوع ‪.‬‬

‫عمرة الرسول صلى ال عليه وسلم ف رجب‬


‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬هل صح عن النب صلى ال عليه وسلم أنه اعتمر عمرة ف شهر رجب ؟‬

‫ج‪ :‬الشهور عند أهل العلم أنه ل يعتمر ف شهر رجب ‪ ،‬وإنا عمره صلى ال عليه وسلم‬
‫كلها ف ذي القعدة ‪ ،‬وقد ثبت عن ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫"اعتمر ف رجب" وذكرت عائشة رضي ال عنها ‪" :‬أنه قد وَهِم ف ذلك" وأن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ل يعتمر ف رجب " ‪.‬‬
‫والقاعدة ف الصول أن الثبت مقدم على الناف ‪ ،‬فلعل عائشة ومن قال بقولا ل يفظوا ما‬
‫حفظ ابن عمر ‪ ،‬وال ول التوفيق ‪.‬‬

‫حكم التقصي ف العمرة‬

‫س‪ :‬ما الكم ف التقصي من الشعر بعد العمرة أهو على التعميم من جيع الشعر أم يكفي من‬
‫(‪)2‬‬
‫جزء منه فقط ؟‬

‫ج‪ :‬التقصي من جيع الشعر ف العمرة والج جيعا مثل ما يلقه كله يقصره كله ويأخذ من‬
‫أطراف الشعر حت يعم الرأس ول يكون معناه شعرة شعرة ‪ ،‬معناه يعمم ظاهر الرأس‬
‫ويكفي ‪ ،‬يعممه بالتقصي كما يعممه باللق هذا هو الشروع ‪ ،‬وهذا هو الواجب ‪.‬‬

‫‪) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1664‬ف ‪2/7/1419‬هـ‬


‫‪) (2‬من أسئلة حج عام ‪1407‬هـ ‪ ،‬شريط رقم ‪1‬‬
‫حكم من لبس الخيط بعد ستة أشواط جهلً منه‬
‫س‪ :‬رجل قدم من الرياض وأحرم من اليقات للعمرة ‪ ،‬وف السعي سعى ستة أشواط جه ً‬
‫ل‬
‫منه ‪ ،‬ث قصر شعر رأسه ولبس الخيط وسافر إل جدة ‪ ،‬ماذا يب عليه الن ؟ والذكور إذا‬
‫رجع إل مكة بنية العمرة من جديد بنية العمرة السابقة الت ل يكمل سعيها ‪ ،‬هل عليه‬
‫شيء ؟ (‪ )1‬وماذا يب عليه الن للعمرة الت ل يكمل سعيها ولبس الخيط ؟‬

‫ج‪ :‬على الذكور أن يرجع إل مكة ويكمل السعي ث يعيد التقصي ‪ ،‬وإن أعاد السعي كله‬
‫فهو أفضل وأحوط بعد خلع الخيط ولبس ملبس الحرام ول شيء عليه بسبب الهل ‪،‬‬
‫وهكذا الناسي ؛ لقول ال سبحانه ‪" :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" (‪ )2‬الية وقد صح‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ف تفسي هذه الية ‪" :‬إن ال سبحانه قال ‪" :‬قد‬
‫فعلت" (‪ . )3‬وال ول التوفيق ‪ .‬وصلى ال وسلم على نبينا ممد وآله ‪.‬‬

‫حكم من أحس بتعب قبل إكمال الطواف‬


‫س‪ :‬أنا امرأة مريضة ذهبت إل العمرة وعندما طفت‬
‫(‪)4‬‬
‫ثلثة أشواط أصبت بالدوخة ‪ ،‬ماذا يب علي أن أفعل ؟‬

‫ج‪ :‬عليك أن تستريي وتكملي الطواف ‪ ،‬فإن طال الفصل فأعيدي الطواف من أوله ‪ .‬أما‬
‫إذا زالت الدوخة بسهولة وسرعة فكملي الطواف ويكفي والمد ل ‪.‬‬

‫‪) (1‬سؤال مقدم من م ‪ .‬ع ‪ .‬س ‪ .‬أجاب عنه ساحته‬


‫‪) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪286‬‬
‫‪) (3‬رواه مسلم ف (اليان ) باب بيان أن ال سبحانه ل يكلف إل ما يطاق برقم ‪126‬‬
‫‪) (4‬من برنامج (نور على الدرب) الشريط رقم ‪15‬‬
‫حكم من نسي اللق أو التقصي ف العمرة‬
‫س‪ :‬ما حكم من نسي اللق أو التقصي ف العمرة فلبس الخيط ث ذكر أنه ل يقصر أو‬
‫(‪)1‬‬
‫يلق ؟‬

‫ج‪ :‬من نسي اللق أو التقصي ف العمرة فطاف وسعى ث لبس قبل أن يلق أو يقصر فإنه‬
‫ينع ثيابه إذا ذكر ويلق أو يقصر ث يعيد لبسهما ‪ ،‬فإن قصر أو حلق وثيابه عليه جهلً منه‬
‫أو نسيانا فل شيء عليه ‪ ،‬وأجزأه ذلك ‪ ،‬ول حاجة إل العادة للتقصي أو اللق ‪ ،‬لكن مت‬
‫تنبه فإن الواجب عليه أن يلع حت يلق أو يقصر وهو مرم ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫س‪ :‬امرأة اعتمرت ونسيت أن تقصر شعرها ث تذكرت بعد يومي فماذا تفعل ؟‬

‫ج‪ :‬إذا طاف العتمر وسعى ث نسي التقصي ‪ ،‬قصر مت ذكره ف بلده أو غيها ‪.‬‬

‫س‪ :‬أخذت عمرة أنا وزوجت ‪ ،‬وعند النتهاء من السعي حلقت رأسي ‪ ،‬أما زوجت فلم‬
‫تقصر من شعرها ناسية ‪ ،‬وغادرنا مكة ورجعنا إل بلدنا ‪ ،‬ث حدث الماع بين وبي‬
‫(‪)3‬‬
‫زوجت ‪ ،‬فما حكم عمرتنا جزاكم ال خيا ؟‬

‫ج‪ :‬العمرة صحيحة إن شاء ال ‪ ،‬وليس على زوجتك شيء ما دامت ناسية ‪ ،‬ولكن عليها أن‬
‫تقصر من شعرها مت نُبهت لذلك والمد ل ‪.‬‬

‫حكم أخذ حبوب منع نزول الدورة لن أرادت العمرة‬


‫‪) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة) لسماحته ص ‪ ، 24‬وف ملة (التوعية السلمية) العدد الثالث عام‬
‫‪1404‬هـ ص ‪79‬‬
‫‪) (2‬من برنامج (نور على الدرب)‬
‫‪) (3‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1635‬ف ‪28/11/1418‬هـ‬
‫س‪ :‬سائلة تقول ‪ :‬أنا امرأة تناولت حبوب منع نزول الدورة ف الكويت وأحسست بأل‬
‫شديد ث قطعت هذه البوب ث بعدها بأربعة أيام أل وهو يوم الثني الاضي نزلت علي‬
‫الدورة واستمرت الثلثاء والربعاء خرجنا من الكويت صباحا أل وهو ثالث يوم من‬
‫ل تناولت حبتي من نفس البوب‬ ‫الدورة ‪ ،‬وف منتصف الطريق ف الساعة الثامنة والنصف لي ً‬
‫مع العلم أن مفعولا يتبي بعد ‪ 24‬ساعة ووصلنا إل اليقات ف الساعة الثانية صباحا يوم‬
‫الميس أي مضى على تناول البوب خس ساعات ونصف ‪ ،‬ولكن عند وصول للميقات‬
‫منذ ذلك الوقت ل ينل علي دم وأحرمت وذهبت إل الرم وأنا على شك من أمري لنن‬
‫ل أدقق هل الدم وقف أم ل ؟ وقبل دخول الرم بدقائق ذهبت إل المام ول يكن نزل من‬
‫دم واعتمرت ولكن عندما ذهبت إل السكن نزل علي قليل من الدم هذا ‪ ،‬ول تطمئن نفسي‬
‫(‪)1‬‬
‫فهل عمرت صحيحة أم ل ؟ جزاكم ال خيا ‪.‬‬

‫ج‪ :‬من عبد العزيز بن عبد ال بن باز إل حضرة الخت ف ال ش‪ .‬س ‪ .‬وفقها ال لا فيه‬
‫رضاه آمي ‪ .‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته بعده ‪:‬‬
‫لقد فهمت من سؤالك الوضح ف الورقة الرفقة وأفيدك أن عمرتك بمد ال صحيحة ‪ ،‬إذا‬
‫كان الواقع هو ما ذكرت تقبل ال منا ومنك ومن كل مسلم ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال‬
‫وبركاته ‪.‬‬
‫مفت عام الملكة العربية السعودية‬

‫‪) (1‬سؤال موجه من الخت ش ‪ .‬س ‪ .‬من الكويت أجاب عنه ساحته ف ‪5/12/1417‬هـ‬
‫(‪)1‬‬
‫س‪ :‬ما حكم من أخذ من مقدمة رأسه باللق ف العمرة وماذا يب عليه ؟‬

‫ج‪ :‬الواجب التعميم وعليه التوبة من ما مضى ‪.‬‬

‫س‪ :‬إذا اعتمرت وقضيت العمرة ‪ ،‬هل يوز ل العمرة عن من أريد من أقارب علما أنه ليس‬
‫(‪)2‬‬
‫ف الج ‪ ،‬وما هو الكان الذي أحرم منه عند ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬ل أعلم مانعا شرعيا من عمرتك لن ترى من أقاربك بعد اعتمارك عن نفسك العمرة‬
‫الواجبة ‪ ،‬سواء كان ذلك ف وقت الج أو ف غيه ‪ .‬أما ميقات العمرة لن كان داخل الرم‬
‫فهو الل ‪ ،‬كالتنعيم والعرانة ونوها ؛ لن النب صلى ال عليه وسلم لا أمر عائشة‬
‫بالعتمار أمر عبد الرحن أخاها أن يعمرها من خارج الرم ‪.‬‬
‫هذا ونسأل ال لنا ولكم وللمسلمي التوفيق لا يرضيه وصلح النية والعمل ‪ .‬والسلم عليكم‬
‫ورحة ال وبركاته ‪.‬‬

‫حكم طواف الوداع ف العمرة‬


‫س‪ :‬هل طواف الوداع واجب ف العمرة ‪ ،‬وهل يوز شراء شيء من مكة بعد طواف الوداع‬
‫(‪)3‬‬
‫سواء كان حجا أو عمرة ؟‬
‫ج‪ :‬طواف الوداع ليس بواجب ف العمرة ‪ ،‬ولكن فعله أفضل ‪ ،‬فلو خرج ول يودع فل‬
‫حرج ‪ .‬أما ف الج فهو واجب ؛ لقول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل ينفرن أحد منكم‬
‫حت يكون آخر عهده بالبيت " (‪ )4‬وهذا كان خطابا للحجاج ‪ .‬وله أن يشتري ما يتاج إليه‬

‫‪) (1‬نشر ف جريدة (عكاظ) العدد ‪ 11551‬ف الثلثاء ‪10/12/1418‬هـ‬


‫‪) (2‬سؤال موجه من السائل س ‪ .‬ع ‪ .‬ح ‪ .‬أجاب عنه ساحته ف ‪20/9/1395‬هـ‬
‫‪) (3‬نشر ف جريدة (الندوة) العدد ‪ 6869‬ف ‪12/12/1411‬هـ ‪ ،‬وف جريدة (عكاظ) ف ‪7/12/1418‬هـ‬
‫‪) (4‬رواه مسلم ف (الج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الائض برقم ‪1327‬‬
‫بعد الوداع من جيع الاجات حت ولو اشترى شيئا للتجارة ما دامت الدة قصية ل تطل ‪،‬‬
‫أما إن طالت الدة فإنه يعيد الطواف ‪ ،‬فإن ل تطل عرفا فل إعادة عليه مطلقا ‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه ‪.‬‬

‫القسم الثالث والخي من الج‬


‫باب الفوات والحصار‬

‫الحصار يكون بالعدو وبغي العدو كالرض‬

‫س ‪ :‬إذا تاوز الاج اليقات ملبيا بج وعمرة ول يشترط ‪ ،‬وحصل له عارض ؛ كمرض‬
‫(‪)1‬‬
‫ونوه ينعه من إتام نسكه ‪ ،‬فماذا يلزمه أن يفعل ؟‬

‫ج ‪ :‬هذا يكون مصرا ‪ ،‬إذا كان ل يشترط ‪ ،‬ث حصل له حادث ينعه من التام ‪ ،‬إن أمكنه‬
‫الصب ؛ رجاء أن يزول الانع ث يكمل صب ‪ ،‬وإن ل يتمكن من ذلك فهو مصر ‪ -‬على‬
‫الصحيح ‪ -‬وال قال ف الحصر ‪( :‬فإن أحصرت فما استيسر من الدي) (‪. )2‬‬

‫والصواب ‪ ،‬أن الحصار يكون بالعدو ‪ ،‬ويكون بغي العدو ؛ كالرض ‪.‬‬

‫فيهدي ث يلق أو يقصر ‪ ،‬ويتحلل ‪ ،‬هذا هو حكم الحصر ‪ ،‬يذبح ذبيحة ف مله الذي‬
‫أحصر فيه ‪ -‬سواء كان ف الرم أو ف الل ‪ -‬ويعطيها للفقراء ف مله ‪ ،‬ولو كان خارج‬
‫الرم ‪ ،‬فإن ل يتيسر حوله أحد ‪ ،‬نقلت إل فقراء الرم ‪ ،‬أو إل من حوله من الفقراء ‪ ،‬أو‬

‫‪ ) (1‬نشر ف جريدة (الزيرة) يوم السبت ‪2/2/1416‬هـ ‪ ،‬وف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1543‬ف ‪13/1/1417‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 196‬‬
‫إل فقراء بعض القرى ‪ ،‬ث يلق أو يقصر ويتحلل ‪ ،‬فإن ل يستطع الدي صام عشرة أيام ‪ ،‬ث‬
‫حلق أو قصر وتلل ‪.‬‬

‫حكم من حبسه حابس عن الطواف والسعي‬


‫س ‪ :‬ما حكم من أحرم من اليقات للحج أو العمرة ‪ ،‬ث حبسه حابس عن الطواف‬
‫(‪)1‬‬
‫والسعي ؟‬

‫ج ‪ :‬الذي أحرم بالج أو العمرة ث حبسه حابس عن الطواف والسعي ‪ ،‬يبقى على إحرامه ‪،‬‬
‫إذا كان يرجو زوال هذا الابس قريبا ؛ كأن يكون الانع سيلً ‪ ،‬أو عدوا يكن التفاوض معه‬
‫ف الدخول وأداء الطواف والسعي ‪.‬‬

‫ول يعجل ف التحلل ‪ ،‬كما حدث للنب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وأصحابه (حيث مكنوا‬
‫مدة) يوم الديبية للمفاوضة مع أهل مكة ‪ ،‬لعلهم يسمحون لم بالدخول لداء العمرة بدون‬
‫قتال ‪ ،‬فلما ل يتيسر ذلك ‪ ،‬وصمموا على النع إل بالرب ‪ ،‬وت الصلح بينه وبينهم على أن‬
‫يرجع للمدينة ‪ ،‬ويعتمر ف العام القادم ‪ ،‬نر النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وأصحابه هديهم‬
‫‪ ،‬وحلقوا وتللوا ‪.‬‬
‫وهذا هو الشروع للمحصر ‪ ،‬يتمهل ‪ ،‬فإن تيسر فك الصار استمر على إحرامه ‪ ،‬وأدى‬
‫مناسكه ‪ ،‬وإن ل يتيسر ذلك وشق عليه القام ‪ ،‬تلل من هذه العمرة أو الج ‪ -‬إن كان‬
‫حاجا ‪. -‬‬
‫ول شيء عليه سوى التحلل بإهراق دم يزئ ف الضحية ‪ ،‬ث اللق أو التقصي كما فعله‬
‫النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم – وأصحابه يوم الديبية ‪ ،‬وبذلك يتحلل ‪ ،‬كما قال ‪ -‬جل‬
‫وعل‪( : -‬فإن أحصرت فما استيسر من الدي ول تلقوا رءوسكم حت يبلغ الدي مله)‬

‫‪ ) (1‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ف الج) ‪ ،‬العدد ‪ 11‬ف ‪11/12/1400‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 9‬ص ‪ 93‬عام ‪1404‬هـ ‪ ،‬وف‬
‫كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة) لسماحته ص ‪ 127‬طبعة ‪1408‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ ، )1‬فاللق يكون بعد الذبح ‪ ،‬ويقوم مقامه التقصي ‪ ،‬فينحر أولً ‪ ،‬ث يلق أو يقصر ‪ ،‬ث‬
‫يتحلل ويعود إل بلده ‪ ،‬فمن ل يد هديا صام عشرة أيام ‪ ،‬ث يلق أو يقصر ‪ ،‬ث يل ‪.‬‬

‫من اشترط عند إحرامه ل يلزمه الدي‬


‫(‪)2‬‬
‫س ‪ :‬إذا عزم السلم على الج ‪ ،‬وبعد الحرام تعذر حجه ‪ .‬ماذا يلزمه ؟‬

‫ج ‪ :‬إذا أحصر النسان عن الج بعدما أحرم برض أو غيه ‪ ،‬جاز له التحلل بعد أن ينحر‬
‫هديا ‪ ،‬ث يلق رأسه أو يقصره ؛ لقول ال ‪ -‬سبحانه وتعال ‪( : -‬وأتوا الج والعمرة ل فإن‬
‫أحصرت فما استيسر من الدي ول تلقوا رءوسكم حت يبلغ الدي مله) (‪ ، )3‬ولن النب ‪-‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ -‬لا أحصر عن دخول مكة يوم الديبية ‪ ،‬نر هديه وحلق رأسه ث حل‬
‫‪ ،‬وأمر أصحابه بذلك ‪ ،‬لكن إذا كان الحصر قد قال ف إحرامه ‪ :‬فإن حبسن حابس فمحلي‬
‫حيث حبستن ‪ ،‬حل ول يكن عليه شيء ‪ -‬ل هدي ول غيه ‪ -‬؛ لا ثبت ف الصحيحي عن‬
‫عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬أن ضباعة بنت الزبي بن عبد الطلب قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬إن‬
‫أريد الج وأنا شاكية ‪ ،‬فقال لا النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪" : -‬حجي واشترطي ‪ :‬أن‬
‫(‪)4‬‬
‫ملي حيث حبستن "‬

‫س ‪ :‬رجل سافر هو وزوجته بنية العمرة بالطائرة ‪ ،‬وعندما وصل إل جدة مرضت الرأة ف‬
‫الطار ‪ ،‬ول يلبثا أن عادا إل الرياض ف نفس اليوم ‪ ،‬ول يؤديا مناسكهما ‪ ،‬مع العلم أنما‬
‫اشترطا عند إعلنما نية العمرة ‪ .‬فهل عليهما إث ف ذلك ؟ ‪ -‬جزاكم ال خيا ‪ -‬وما‬
‫(‪)5‬‬
‫الطلوب منهما ؟‬

‫‪ ) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 196‬‬


‫‪ ) (2‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1540‬ف ‪22/12/1416‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) (3‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 196‬‬
‫‪ ) (4‬رواه البخاري ف (النكاح) ‪ ،‬باب (الكفاء ف الدين) برقم ‪ ، 5089‬ومسلم ف (الج) ‪ ،‬باب (جواز اشتراط الحرم التحلل‬
‫بعذر الرض ونوه) برقم ‪. 1207‬‬
‫‪ ) (5‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1561‬ف ‪21/5/1417‬هـ ‪.‬‬
‫ج ‪ :‬بسم ال ‪ ،‬والمد ل ‪.‬‬
‫إذا كانا قد اشترطا عند الحرام ‪ :‬إن أصابما حابس فمحلهما حيث حبسا ‪ ،‬أو ما هذا معناه‬
‫‪ ،‬فإنما يلن ول شيء عليهما ؛ بسبب الرض الذي يشق على الرأة معه أداء مناسك العمرة‬
‫؛ لا ثبت عن النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أنه قال لضباعة بنت الزبي ‪ -‬رضي ال عنها ‪-‬‬
‫لا قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ " :‬إن أريد الج وأنا شاكية ‪ ،‬قال ‪" :‬حجي واشترطي ‪ :‬أن ملي‬
‫حيث حبستن " (‪ . )1‬متفق على صحته ‪.‬‬

‫س ‪ :‬هناك امرأة جاءت للحج مع أمها ‪ ،‬ولكن أمها مرضت ‪ ،‬فبقيت معها ف الغرفة يوم‬
‫عرفات ‪ ،‬فما وقفت يوم عرفة ‪ ،‬ل هي ول أمها ‪ ،‬ولكن ذهبت بعد الج فوقفت من الظهر‬
‫(‪)2‬‬
‫إل الغرب ‪ ،‬فما حكم حجها ؟ وماذا عليهما جيعا ؟‬

‫ج ‪ :‬عليهما أن يتحلل بأعمال العمرة ‪ ،‬وهي أن تطوف كل واحدة منهما ‪ ،‬وتسعى ‪،‬‬
‫وتقصر وتتحلل ‪ ،‬وعليهما القضاء من العام الت ‪ ،‬مع فدية ‪ :‬ذبيحة تُذبح ف مكة للفقراء‬
‫على كل‬
‫واحدة ‪ -‬إن استطاعتا ذلك ‪ -‬أما وقوفها بعد يوم عرفة من الظهر إل الغرب يوم العيد ‪،‬‬
‫فهذا بدعة ‪ ،‬ول عمل عليه ‪ ،‬ول يزئ ‪ ،‬ول يوز ‪.‬‬

‫الحصر ينحر الدي ف الكان الذي أحصر فيه‬


‫(‪)3‬‬
‫س ‪ :‬هل نر الدي ف غي الرم خاص بالحصر ؟‬
‫ج ‪ :‬الحصر ينحر الدي ف مله ‪ ،‬سواء كان ف الرم أو ف الل ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬رواه البخاري ف (النكاح) ‪ ،‬باب (الكفاء ف الدين) برقم ‪ ، 5089‬ومسلم ف (الج) ‪ ،‬باب (جواز اشتراط الحرم التحلل‬
‫بعذر الرض ونوه) برقم ‪. 1207‬‬
‫‪ ) (2‬من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته ف دروس ف السجد الرام عام ‪1418‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) (3‬من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته ف درس (بلوغ الرام) ‪.‬‬
‫صيام عشرة أيام لن عجز عن الذبح‬
‫س ‪ :‬ما حكم من أراد الج والعمرة ‪ ،‬وبعد وصوله إل مكة ضاعت نفقته ‪ ،‬ول يستطع أن‬
‫يفدي ‪ ،‬وغي نيته إل حج مفرد ‪ .‬هل يصح ذلك ؟ وإذا كانت الجة لغيه ‪ ،‬ومشترطا عليه‬
‫(‪)1‬‬
‫التمتع ‪ ،‬فماذا يفعل ؟‬

‫ج ‪ :‬ليس له ذلك ولو ضاعت نفقته ‪ ،‬فإذا عجز عن الدم ‪ ،‬يصوم عشرة أيام ‪ -‬والمد ل ‪-‬‬
‫ثلثة أيام ف الج ‪ ،‬وسبعة إذا رجع إل أهله ‪ ،‬ويبقى على تتعه ‪ .‬وعليه أن ينفذ الشرط ؛‬
‫بأن يرم بالعمرة ‪ ،‬ويطوف ‪ ،‬ويسعى ‪ ،‬ويقصر ويل ‪ ،‬ث يلب بالج ويفدي ‪ ،‬فإن عجز‬
‫صام عشرة أيام ؛ ثلثة ف الج قبل عرفة ‪ ،‬وسبعة إذا رجع إل أهله ؛ لن الفضل للحاج أن‬
‫يكون يوم عرفة مفطرا ؛ اقتداء بالنب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فإنه وقف با مفطرا ‪.‬‬

‫س ‪ :‬إنسان أحصر عن إتام أعمال الج أو العمرة بسبب مرض أو نوه ‪ ،‬ول يد هديا ذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫الوقت ‪ ،‬فماذا يب عليه ؟‬

‫ج ‪ :‬عليه صيام عشرة أيام قبل أن يلق رأسه أو يقصر ؛ لقول ال ‪ -‬سبحانه ‪( : -‬وأتوا‬
‫الج والعمرة ل فإن أحصرت فما استيسر من الدي ول تلقوا رءوسكم حت يبلغ الدي مله‬
‫" (‪ )3‬الية ‪ ،‬ولفعله ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬لا أحصر عن العمرة عام الديبية سنة ست من‬
‫الهجرة النبوية ‪ ،‬وال الوفق ‪.‬‬

‫حكم من بدأ العمرة ول يتمها‬

‫‪ ) (1‬نشر ف ملة (الدعوة) العدد ‪ 1542‬ف ‪6/1/1417‬هـ ‪.‬‬


‫‪ ) (2‬إجابة عن أسئلة صدرت عن مكتب ساحته ‪ ،‬عندما كان رئيسا للجامعة السلمية ‪.‬‬
‫‪ ) (3‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 196‬‬
‫س ‪ :‬قدر ال أن أذهب لداء العمرة ف شهر رمضان البارك الفائت ‪ ،‬ولا بدأت‬
‫الطواف ولشدة الزحام ل أكمله ‪ ،‬فخرجت من مكة وعدت إل مدينت ‪ ،‬وكان ذلك‬
‫ليلة سبع وعشرين ‪.‬‬
‫وأسأل ساحة شيخنا ‪ -‬حفظه ال ‪ -‬عما يترتب علي ‪ ،‬مع العلم أنن ‪ -‬والمد ل ‪ -‬أتتع‬
‫(‪)1‬‬
‫بصحة جيدة ؟ أفيدونا ‪ -‬أفادكم ال ‪. -‬‬

‫ج ‪ :‬قد أخطأت فيما فعلت ‪ -‬عفا ال عنا وعنك ‪ -‬وكان الواجب عليك أن تكمل العمرة‬
‫ف وقت آخر غي وقت الزحام ؛ لقول ال ‪ -‬سبحانه ‪( : -‬وأتوا الج والعمرة ل) (‪. )2‬‬
‫وقد أجع العلماء ‪ ،‬على أنه يب على من أحرم بج أو عمرة أن يكمل ذلك ‪ ،‬وأل يتحلل‬
‫منهما إل بعد الفراغ من أعمال العمرة ‪ ،‬ومن الأعمال الت تبيح له التحلل من أعمال الج ‪،‬‬
‫إل الحصر والشترط إذا تقق شرطه ‪.‬‬
‫فعليك التوبة ما فعلت ‪ ،‬وعليك مع ذلك أن تعيد ملبس الحرام ‪ ،‬وتتجنب مظورات‬
‫الحرام ‪ ،‬وتذهب إل مكة لكمال العمرة ؛ للطواف والسعي واللق أو التقصي ‪ ،‬وعليك‬
‫مع ذلك دم ‪ ،‬وهو ‪ :‬سبع بدنة ‪ ،‬أو سبع بقرة ‪ ،‬أو رأس من الغنم ؛ ثن معز أو جذع ضأن ‪،‬‬
‫إن كنت جامعت امرأتك ف الدة الذكورة ‪ ،‬وعليك أن تذهب إل اليقات الذي أحرمت منه‬
‫بالول وترم بعمرة جديدة ‪ ،‬وتؤدي مناسكها ؛ قضاء للعمرة الفاسدة بالماع ‪ ،‬مع التوبة‬
‫ما فعلت ‪ -‬كما تقدم ‪. -‬‬
‫وإن كنت تعلم الكم ‪ ،‬وأنه ل يوز لك هذا العمل ‪ ،‬فعليك إطعام ستة مساكي ؛ لكل‬
‫مسكي نصف صاع من قوت البلد من بر أو أرز أو غيها ‪ ،‬أو ذبح شاة ‪ ،‬أو صيام ثلثة‬
‫أيام عن لبس الخيط ‪ ،‬ومثل ذلك عن تغطية الرأس ‪ ،‬ومثل ذلك عن الطيب ‪ ،‬ومثل ذلك عن‬
‫قلم الظفار ‪ ،‬ومثل ذلك عن حلق الشعر ف الدة الذكورة ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬من كتاب (فتاوى إسلمية ) ‪ ،‬جع الشيخ ممد السند ‪ ،‬ج ‪. 2‬‬
‫‪ ) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 196‬‬
‫أما إن كنت جاهلً ‪ ،‬فليس عليك شيء من الفدية الذكورة ؛ لقول ال ‪ -‬سبحانه ‪( :-‬ربنا‬
‫ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) (‪ ، )1‬وقد صح عن رسول الله ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أن‬
‫ال أجاب هذه الدعوة ‪ ،‬ولدلة أخرى ف ذلك ‪ .‬وال الوفق ‪.‬‬

‫س ‪ :‬ف العام الاضي حجت والدت ومعها أبناؤها وبناتا بنسك التمتع ‪ ،‬وبعدما دخلوا ف‬
‫الطواف أصيبت بالة إغماء ‪ ،‬ول تتمكن من الطواف والسعي ‪ ،‬وحيث أنا مصابة برض‬
‫السكر والضغط أُدخلت الستشفى ‪ ،‬قال الطبيب لا ‪ :‬ما تستطيع إكمال الج ‪ .‬ونظرا لذه‬
‫(‪)2‬‬
‫الالة رجعوا جيعا إل مدينتهم ‪ ،‬فماذا يترتب عليهم ؟‬

‫ج ‪ :‬هذه عملها عمل الحصر ‪ ،‬هي نفسها تعتب كالحصر ‪ ،‬عليها أن تذبح هديا ؛ لنا‬
‫أحصرت ف مكة ‪ ،‬ودم الحصار يُذبح ف مكان الحصار ‪ ،‬سواء ف مكة أو ف غيها‬
‫للفقراء ‪ ،‬وعليها أن تقصر من شعرها ‪ ،‬ويتم حلها ‪.‬‬
‫وإذا كان حجها فريضة ‪ ،‬تج بعد حي ؛ لنا مصرة ‪ ،‬إل إذا صحت قبل الج ‪ ،‬وتيسر لا‬
‫الرجوع وتطوف وتسعى وتكمل حجها ‪ ،‬فل بأس ‪.‬‬
‫وظاهر الال أنم أصابم هذا المر ف طواف العمرة وهم متمتعون ‪ ،‬فعليها أن ترجع وتكمل‬
‫عمرتا إذا كانت تستطيع ‪ ،‬ويكفي ‪.‬‬
‫وإن كانت ل تستطيع ‪ ،‬فعليها دم الحصار ؛ ذبيحة تُذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬مع التقصي ‪،‬‬
‫وبذلك ت أمر الحصار ‪ ،‬ول شيء عليها ؛ لن الحصار يكون بالرض ‪ ،‬ويكون بالعدو ‪-‬‬
‫على الصحيح ‪ -‬أما إن تيسر لا أن ترجع فهي ل تزال ف الحرام ‪ ،‬ترجع وتطوف وتسعى‬
‫وتقصر لعمرتا ‪.‬‬
‫وعليها دم ‪ ،‬إن كان لا زوج وطأها ‪ ،‬يُذبح ف مكة للفقراء ‪ ،‬وعليها التيان بعمرة جديدة‬
‫من اليقات الذي أحرمت منه ف الول ؛ قضاء لعمرتا الت فسدت بالماع ‪ ،‬وإن كان ما‬

‫‪ ) (1‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 286‬‬


‫‪) (2‬من فتاوى ساحته ف حج عام ‪1415‬هـ ‪.‬‬
‫عندها زوج ‪ ،‬ما عليها شيء ‪ ،‬ترجع تطوف وتسعى وتقصر لعمرتا السابقة ‪ ،‬وتت عمرتا ‪،‬‬
‫ول شيء عليها‪.‬‬
‫أما إن كانت ل تستطيع ‪ ،‬فهي ف حكم الحصر ‪ ،‬تذبح شاة ف مكة للفقراء ؛ لن الحصار‬
‫وقع ف مكة ‪ ،‬وعليها أن تقصر أيضا من شعرها ‪ ،‬وبذا تللت من عمرتا ‪ ،‬وعليها عمرة‬
‫السلم فيما بعد ‪ -‬إذا قدرت ‪ -‬إذا ل تعتمر سابقا ‪ ،‬وعليها الج أيضا إن كانت ل تج ‪.‬‬
‫والذين معها ‪ ،‬إذا كانوا رجعوا ول يكملوا عليهم مثلها ؛ عليهم أن يرجعوا ويكملوا عمرتم‬
‫‪ ،‬وليسوا مصرين ‪ ،‬وإن لبسوا وتطيبوا هذا من الهل ‪ ،‬ل شيء عليهم ‪.‬‬
‫وإن كان فيهم امرأة قد وطأها زوجها ‪ ،‬فعليها شاة عن الوطء ‪ ،‬وتكمل عمرتا ‪ ،‬وتأت‬
‫بعمرة جديدة ‪ -‬أيضا ‪ -‬من اليقات الذي أحرمت منه ‪ ،‬بدل العمرة الت أفسدتا بالوطء ‪،‬‬
‫ول حرج ‪.‬‬
‫والذين معها من ذكور وإناث ‪ ،‬يرجعون ويكملون عمرتم هذه الت رجعوا منها ‪ ،‬وما لبسوا‬
‫أو تطيبوا ل شيء عليهم ؛ لجل الهل ‪ ،‬والذي منهم قد وطء زوجته ‪ ،‬أو الزوجة الت‬
‫وطئت ‪ ،‬قد أفسدت عمرتا ‪ ،‬وكذا عمرة الزوج عليه أن يكملها ‪ ،‬ويأت بعمرة جديدة من‬
‫اليقات الول الذي أحرم منه ‪ ،‬وعلى الذي وطء أو وطئت عليهما دم يُذبح ف مكة للفقراء‬
‫‪.‬‬

‫س ‪ :‬يقول هذا السائل ‪ :‬إنه ف عام ‪1400‬هـ أحرم للعمرة من الطائف ‪ ،‬وقال ‪ :‬لبيك‬
‫اللهم لبيك عمرة ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬وعندما وصل إل الرم ‪ ،‬منعه النود من دخول الرم‬
‫وأمروه بالرجوع ‪ ،‬وعندما رجع إل الطائف ‪ ،‬أخبه بعض أهل مكة أن ف الرم حرب ‪،‬‬
‫وإطلق نار ‪ ،‬فما كان منه إل أن نزع إحرامه ‪ ،‬ولبس ثوبه ‪ ،‬ورجع إل بلده ‪ ،‬فماذا عليه ف‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك ؟ وهل هدي الحصار يُذبح ف الرم ‪ ،‬أو ف أي مكان ؟‬

‫‪ ) (1‬من فتاوى ساحته ف حج ‪1407‬هـ ‪.‬‬


‫ج ‪ :‬هذا يسمى مصرا ؛ للحادث الذي استحل فيه الرم ‪ ،‬والواجب على السائل أن ل‬
‫يعجل ف التحلل حت ينحر هديا ‪ ،‬ث يلق أو يقصر قبل أن يلع ثيابه ‪ ،‬أو يتحلل ‪ ،‬هذا هو‬
‫الواجب عليه ‪.‬‬
‫فإن كان قصده ف قوله ‪" :‬لبيك عمرة ‪ -‬إن شاء ال ‪ " -‬يقصد با ‪ :‬إن حبسه ؛ يعن ‪ :‬إن‬
‫شئت يا رب إمضاءها ‪ -‬هذا قصده ‪ :‬الستثناء ‪ -‬فليس عليه شيء ‪ ،‬أما إن قال ‪" :‬إن شاء‬
‫ال" من غي قصد ‪ ،‬فهذا يلزمه أن يعيد ملبس الحرام ‪ ،‬وأن يذبح هديا ؛ ذبيحة ‪ ،‬ث يلق‬
‫أو يقصر ‪ ،‬ث يتحلل ؛ يلبس ملبسه العادية ‪ ،‬ولو بعد هذه الدة ؛ لنه مصر منوع من‬
‫الوصول للحرم ‪.‬‬
‫إل أن يكون تم حجه بعد ذلك ؛ جاء إل مكة ف السنة الثانية أو الثالثة بعد ذلك ‪ ،‬وتم ؛‬
‫أي أحرم وتم حجه أو عمرته ‪ ،‬فليس عليه شيء إذا كان جاء بعد الحصار هذا ‪ ،‬وأدى‬
‫عمرة فليس عليه شيء ‪ ،‬والدي إذا لزمه يُذبح ف مكانه الذي أحصر فيه ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س ‪ :‬وإذا كان مثل هذا الذي نسي الكم ‪ ،‬ول عرفه إل فيما بعد ؟‬
‫ج ‪ :‬يلبس ملبس الحرام ويذبح هديه ‪ ،‬ويلق أو يقصر ‪ ،‬ويل من حيث بلغه الكم ‪.‬‬

‫باب الدي والضحية‬


‫حكم التمتع الذي ضاعت نقوده‬
‫س‪ :‬لقد أحرمت الحرام الذي يلزم معه الدي ‪ ،‬ولكنها ضاعت نقودي وفقدت كل مال‬
‫الذي معي ‪ ،‬فما حكمي ف هذه الالة ؟ علما بأن زوجت ترافقن أيضا (‪. )2‬‬

‫‪ ) (1‬من فتاوى ساحته ف حج ‪1407‬هـ ‪.‬‬


‫‪ ) (2‬نشر ف ملة ( التوعية السلمية ) ف العدد ‪ 11‬عام ‪1400‬هـ ‪ ،‬وف العدد ‪ 6‬عام ‪1404‬هـ ‪ ،‬وف كتاب (فتاوى تتعلق‬
‫بأحكام الج والعمرة والزيارة ) لسماحته ‪.‬‬
‫ج ‪ :‬إذا أحرم النسان بالعمرة ف أيام الج متمتعا با إل الج ‪ ،‬أو بالج والعمرة جيعا‬
‫قارنا ‪ ،‬فإنه يلزمه دم ‪ ،‬وهو ‪ :‬رأس من الغنم ؛ ثن من العز أو جذع من الضأن ‪ ،‬أو سُبع‬
‫بدنة أو ‪ ،‬سبع بقرة ‪ ،‬يذبها ف أيام النحر بكة أو من ‪ ،‬فيعطيها الفقراء والساكي ‪ ،‬ويأكل‬
‫منها ويهدي ‪ .‬هذا هو الواجب عليه ‪.‬‬
‫فإذا عجز عن ذلك ؛ لذهاب نفقته ‪ ،‬أو لفقره وعسره وقلة النفقة ‪ ،‬فإنه يصوم ثلثة أيام ف‬
‫الج وسبعة إذا رجع إل أهله ‪ ،‬كما أمره ال بذلك ‪.‬‬
‫ويوز أن يصوم عن الثلثة اليوم الادي عشر والثان عشر والثالث عشر ‪ ،‬وذلك مستثن من‬
‫النهي عن صيامها لميع الناس ‪ ،‬إل من فقد الدي فإنه يصوم هذه اليام الثلثة ؛ لا روى‬
‫البخاري ف صحيحه عن عائشة وابن عمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬ل يرخص ف أيام‬
‫صمْنَ إل لن ل يد الدي " (‪ . )1‬وإن صامها قبل يوم عرفة فهو أفضل ‪ ،‬إذا‬ ‫التشريق أن ُي َ‬
‫كان فقد النفقة متقدما ‪ ،‬ويصوم السبعة عند أهله ‪.‬‬

‫حكم التمتع الذي صام ثلثة أيام ث وجد قيمة الدي‬


‫س ‪ :‬إنسان استحق عليه الدي ف الج ‪ ،‬ولكنه ل يستطع شراءه بسبب العسر ‪ ،‬فصام ثلثة‬
‫أيام ف الج ‪ -‬كما أمر ال ‪ -‬وبعد أن صامها أو صام بعضها ‪ ،‬وجد من يقرضه أو يسر ال‬
‫(‪)2‬‬
‫الدي ‪ ،‬فماذا يفعل ؟‬

‫ج ‪ :‬إذا تيسر له القيمة الت يشتري با الدي ‪ -‬ولو بعد أيام الج ‪ -‬فهو مي بي ذبها ‪،‬‬
‫ول حاجة إل صيام السبعة اليام عند أهله ‪ ،‬أو صيام السبعة اليام الباقية ؛ لنه قد شرع ف‬
‫الصيام وسقط عنه الدي ‪ ،‬لكن مت ذبح سقط عنه بقية اليام ‪.‬‬
‫مع العلم بأن الواجب ذبه ف اليام الربعة ‪ ،‬وهي ‪ :‬يوم العيد وأيام التشريق الثلثة ‪ -‬مع‬
‫القدرة ‪ -‬ويصي ذبه بعده قضاء ‪.‬‬

‫‪) (1‬رواه البخاري ف (الصوم) ‪ ،‬باب (صيام أيام التشريق) برقم ‪. 1998‬‬
‫‪ ) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته على ماضرة ف الج عام ‪1402‬هـ ف من ‪.‬‬
‫ليس على الاج الفرد هدي‬
‫(‪)1‬‬
‫س ‪ :‬هل يب على الاج الفرد هدي إذا كان حجه فرضا ؟‬
‫ج ‪ :‬ليس على الفرد هدي ‪ -‬سواء كان حجه فرضا أو نفلً ‪ -‬وإن أهدى فهو أفضل ‪.‬‬

‫حكم الدي الذي يهدى ول يستفاد منه‬


‫س ‪ :‬هذا الدي الذي يهدى ول يستفاد منه إل قليلً ‪ ،‬أليس من الفضل أن يصوم الاج‬
‫القادر على الدي ‪ ،‬وعند عودته يرج قيمة الدي لساكي وطنه ‪ ،‬ث يتم صيام باقي العشرة‬
‫(‪)2‬‬
‫أيام ‪ ،‬فما رأيكم ‪ -‬أثابكم ال ‪ -‬؟‬

‫ج ‪ :‬من العلوم أن الشرائع تتلقى عن ال وعن رسوله ‪ ،‬ل عن آراء الناس ‪ ،‬وال ‪ -‬سبحانه‬
‫وتعال ‪ -‬شرع لنا ف الج إذا كان الاج متمتعا أو قارنا أن يهدي ‪ ،‬فإذا عجز عن الدي‬
‫صام عشرة أيام ؛ ثلثة منها ف الج ‪ ،‬وسبعة إذا رجع إل أهله ‪.‬‬
‫وليس لنا أن نشرع شيئا من قبل أنفسنا ‪ ،‬بل الواجب أن يعدل ما يقع من الفساد ف الدي ‪،‬‬
‫بأن يذكر ولة المور لتصريف اللحوم وتوزيعها على الفقراء والساكي ‪ ،‬والعناية بأماكن‬
‫الذبح وتوسعتها للناس وتعدداها ف الرم ؛ حت يتمكن الجاج من الذبح ف أوقات متسعة ‪،‬‬
‫وف أماكن متسعة ‪ ،‬وعلى ولة المور أن ينقلوا اللحوم إل الستحقي لا ‪ ،‬أو يضعوها ف‬
‫أماكن مبدة حت توزع بعد على الفقراء ف مكة وغيها ‪.‬‬

‫أما أن يغي نظام الدي ؛ بأن يصوم وهو قادر ‪ ،‬أو يشتري هديا ف بلده للفقراء ‪ ،‬أو يوزع‬
‫قيمته ‪ ،‬فهذا تشريع جديد ل يوز للمسلم أن يفعله ؛ لن الشرع هو ال ‪ -‬سبحانه وتعال‬

‫‪ ) (1‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته على ماضرة ف الج عام ‪1402‬هـ ف من ‪.‬‬
‫‪ ) (2‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة ) لسماحته ص ‪ ، 84‬وف ملة (التوعية السلمية) العدد ‪ 6‬لعام‬
‫‪1404‬هـ ص ‪. 77‬‬
‫‪ -‬وليس لحد تشريع (أم لم شركاءُ شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال ولول كلمة‬
‫الفصل لقضي بينهم وإن الظالي لم عذاب اليم) (‪. )1‬‬

‫فالواجب على السلمي أن يضعوا لشرع ال وأن ينفذوه ‪ .‬وإذا وقع خلل من الناس ف‬
‫تنفيذه ‪ ،‬وجب الصلح والعناية بذلك ‪ ،‬مثلما وقع ف الدي ف ذبح بعض الدايا ‪ ،‬وعدم‬
‫وجود من يأكلها ‪ ،‬وهذا خلل وخطأ ‪ ،‬يب أن يعال من جهة ولة المور ‪ ،‬ومن جهة‬
‫الناس ‪.‬‬
‫فكل مسلم يعتن بديه ‪ ،‬حت يوزعه على الساكي أو يأكله أو يهديه إل بعض‬
‫إخوانه ‪ .‬وأما أن يدعه ف أماكن ل يستفاد منه ‪ ،‬فل يزئه ذلك ‪ .‬وهكذا ف الذبح ‪ ،‬يب‬
‫على صاحب الدي أن يعتن بذا القام ‪ ،‬وأن يرص كل الرص على توزيعه إذا أمكن ‪،‬‬
‫وعلى ولة المور أن يعينوا على ذلك ؛ بأن ينقلوا اللحوم إل الفقراء ف وقتها ‪ ،‬أوينقلوها‬
‫إل أماكن مبدة ؛ يستفاد منها بعد ذلك ‪ ،‬ول تفسد ‪ ،‬هذا هو الواجب على ولة المور ‪،‬‬
‫وهم ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬ساعون بذا الشيء ‪ ،‬ول يزال أهل العلم ينصحون بذلك ‪ ،‬ويذكرون‬
‫ولة المور هذا المر ‪ .‬ونسأل ال أن يعي الميع على ما فيه الصلحة العامة للمسلمي ف‬
‫هذا الباب وغيه ‪.‬‬

‫حكم من نسي أن يذبح هدي القران‬


‫س ‪ :‬إنسان نوى ف الج نسك القران ‪ ،‬ولكنه ل يذبح هديا جهلً منه ‪ ،‬وبعد مدة طويلة‬
‫(‪)2‬‬
‫ذكر أن عليه هديا ‪ ،‬فماذا يب عليه ؟‬

‫ج ‪ :‬عليه أن يذبح الدي مت علم ف مكة أو من ‪ ،‬ول بأس أن يأكل هو وأهله ورفقاؤه منه‪.‬‬

‫‪ ) (1‬سورة الشورى ‪ ،‬الية ‪. 21‬‬


‫‪ ) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته على ماضرة ف الج عام ‪1402‬هـ بن ‪.‬‬
‫صفة تذكية بائم النعام‬

‫(‪)1‬‬
‫س ‪ :‬ما هي التذكية الشرعية ‪ ،‬وطريقة ذبح البل ‪ -‬خاصة ‪ -‬؟‬

‫ج ‪ :‬التذكية الشرعية للبل والغنم والبقر ‪:‬‬


‫أن يقطع الذابح اللقوم والريء والودجي ؛ وها العرقان الحيطان بالعنق ‪ ،‬وهذا هو أكمل‬
‫الذبح وأحسنه ‪.‬‬
‫فاللقوم مرى النفس ‪ ،‬والريء مرى الطعام والشراب ‪ ،‬والودجان عرقان ييطان بالعنق ‪،‬‬
‫إذا قطعهما الذابح صار الدم أكثر خروجا ‪ ،‬فإذا قطعت هذه الربعة فالذبح حلل عند جيع‬
‫العلماء ‪.‬‬

‫الالة الثانية ‪ :‬أن يقطع اللقوم والريء وأحد الودجي ‪ ،‬وهذا أيضا حلل صحيح وطيب ‪،‬‬
‫وإن كان دون الول ‪.‬‬

‫والالة الثالثة ‪ :‬أن يقطع اللقوم والريء فقط دون الودجي ‪ ،‬وهو أيضا صحيح ‪ ،‬وقال به‬
‫جع من أهل العلم ‪ ،‬ودليلهم قوله ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪" : -‬ما أنر الدم ‪ ،‬وذكر اسم ال‬
‫عليه ‪ ،‬فكلوا ‪ ،‬ليس السن والظفر " (‪ ، )2‬وهذا هو الختار ف هذه السألة ‪.‬‬
‫والسنة نر البل قائمة على ثلث ‪ ،‬معقولة يدها اليسرى ‪ ،‬وذلك بطعنها ف اللبة الت بي‬
‫العنق والصدر ‪ .‬أما البقر والغنم ‪ ،‬فالسنة أن تذبح وهي على جنبها اليسر ‪.‬‬
‫كما أن السنة عند الذبح والنحر توجيه اليوان إل القبلة ‪ .‬وليس ذلك واجبا بل هو سنة‬
‫فقط ‪ ،‬فلو ذبح أو نر إل غي القبلة حلت الذبيحة ‪ ،‬وهكذا لو نر ما يذبح أو ذبح ما ينحر‬
‫حلت ‪ ،‬لكن ذلك خلف السنة ‪ .‬وبال التوفيق ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬إجابة صدرت من مكتب ساحته ‪.‬‬


‫‪ ) (2‬رواه البخاري ف (الشركة) ‪ ،‬باب (من عدل عشرا من الغنم بزور ف القسم) برقم ‪ ، 2507‬ومسلم ف (الضاحي) ‪ ،‬باب‬
‫(جواز الذبح بكل ما أنر الدم إل السن) برقم ‪. 1968‬‬
‫(‪)1‬‬
‫س ‪ :‬هل هناك مكان مدد ف الرقبة ؟‬

‫ج ‪ :‬نعم ‪ ،‬فالرقبة كلها مل للذبح والنحر أعلها وأسفلها ‪ ،‬لكن ف البل السنة نرها ف‬
‫اللبة ‪ ،‬أما البقر والغنم ‪ ،‬فالسنة ذبها ف أعلى العنق ؛ حت يقطع بذلك اللقوم والريء‬
‫والودجي ‪ -‬كما تقدم ‪. -‬‬

‫حكم الذبح عن طريق البنك السلمي بواسطة شركة الراجحي‬

‫س ‪ :‬ما رأيكم ف الشركة الت تقوم بذبح الدي ‪ ،‬هل يوز توكيلها ف الدي ‪ ،‬حيث أننا ل‬
‫نرى الذبيحة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهل هي مكتملة الشروط أم ل ؟ حيث نأخذ الرقم فقط ‪ ،‬ول ندري عن بقية الشياء ؟‬

‫ج ‪ :‬ل بأس با ‪ -‬فيما نعلم ‪ -‬؛ أعن البنك السلمي بواسطة شركة الراجحي للصرافة ‪،‬‬
‫فإنا تقوم بالذبح والتقسيم بي الفقراء ‪ ،‬والدفع إليها مزئ ‪ -‬إن شاء ال ‪. -‬‬

‫(‪)3‬‬
‫س ‪ :‬ما هو الفضل ‪ :‬الذبح عند الشركة ‪ ،‬أو أن أذبح الدي بيدي ‪ ،‬وأقوم بتوزيعه ؟‬

‫ج ‪ :‬من أعطى قيمة الدي شركة الراجحي أو البنك السلمي فل بأس ؛ لنه ل مانع من‬
‫دفع ثن الضحية والدي إليهم ‪ ،‬فهم وكلء متهدون وموثوقون ‪ .‬ونرجو أن ينفع ال بم‬
‫ويعينهم ‪ ،‬ولكن من تول الذبح بيده ووزعه على الفقراء بنفسه ‪ ،‬فهو أفضل وأحوط ؛ لن‬
‫الرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ذبح الضحية بنفسه ‪ ،‬وهكذا الدي ‪ ،‬ووكل ف بقيته ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬إجابة صدرت من مكتب ساحته ‪.‬‬


‫‪ ) (2‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته على ماضرة ف الج عام ‪1402‬هـ ف من ‪.‬‬
‫‪ ) (3‬من ضمن السئلة الوجهة لسماحته على ماضرة ف الج عام ‪1402‬هـ ف من ‪.‬‬
‫حكم ذبح الدي قبل يوم العيد‬

‫س ‪ :‬أحرمنا ونن جاعة متمتعي ‪ ،‬فأدينا العمرة وتللنا ‪ ،‬وأشار بعضهم بذبح الدي‬
‫وتوزيعه ف مكة ‪ ،‬وفعلً ت الذبح ف مكة ‪ .‬ث علمنا بعد ذلك أن الذبح ل يكون إل بعد‬
‫رمي جرة العقبة ‪ .‬وكنت أعلم بذلك ‪ ،‬وأشرت عليهم بتأجيل الذبح إل يوم النحر أو بعده ‪،‬‬
‫ولكنهم أصروا على الذبح بعد وصولنا وأدائنا العمرة بيوم واحد ‪ ،‬فما حكم ذلك؟ وماذا‬
‫(‪)1‬‬
‫يلزمنا ف هذه الالة ؟‬

‫ج ‪ :‬من ذبح قبل يوم العيد دم التمتع فإنه ل يزئه ؛ لن الرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم‪-‬‬
‫وأصحابه ل يذبوا إل ف أيام النحر ‪ ،‬وقد قدموا وهم متمتعون ف اليوم الرابع من ذي الجة‬
‫‪ ،‬وبقيت الغنام والبل الت معهم موقوفة حت جاء يوم النحر ‪.‬‬
‫فلو كان ذبها جائزا قبل ذلك ‪ ،‬لبادر النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وأصحابه إليه ف اليام‬
‫الربعة الت أقاموها قبل خروجهم على عرفات ؛ لن الناس باجة إل اللحوم ف ذلك الوقت‬
‫‪ .‬فلما ل يذبح النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ول أصحابه حت جاء يوم‬
‫النحر ‪ ،‬دل ذلك على عدم الجزاء ‪ ،‬وأن الذي ذبح قبل يوم النحر قد خالف السنة ‪ ،‬وأتى‬
‫بشرع جديد فل يزئ ؛ كمن صلى أو صام قبل الوقت ‪ ،‬فل يصح صوم رمضان قبل‬
‫وقته ‪ ،‬ول الصلة قبل وقتها ونو ذلك ‪.‬‬
‫فالاصل أن هذه عبادة قبل الوقت ‪ ،‬فل تزئ ‪ ،‬فعليه أن يعيد هذا الذبح إن قدر ‪ ،‬وإن عجز‬
‫صام ثلثة أيام ف الج ‪ ،‬وسبعة إذا رجع على أهله ‪ ،‬فتكون عشرة أيام بدلً من الذبح ؛‬
‫لقول ال ‪ -‬سبحانه ‪( : -‬فمن تتع بالعمرة إل الج فما استيسر من الدي فمن ل يد فصيام‬
‫ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) (‪. )2‬‬

‫‪ ) (1‬نشر ف كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الج والعمرة والزيارة) لسماحته ص ‪ ، 83‬وف ملة (التوعية السلمية) العدد ‪ 11‬عام‬
‫‪1400‬هـ ‪ ،‬والعدد ‪ 6‬عام ‪1404‬هـ ص ‪ ، 77‬وف جريدة (البلد) العدد ‪ 14913‬وتاريخ ‪19/12/1417‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 196‬‬
‫أيام العيد كلها أيام ذبح وأفضلها يوم النحر‬
‫س ‪ :‬أريد أن أفدي ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬فهل يوز ل أن أؤخره إل يوم الادي عشر ‪ ،‬أو اليوم‬
‫الثان عشر ؟ وهل يُذبح الدي ف من ‪ ،‬أو ف أي جزء من مكة ؟ وما هي كيفية توزيعه ؟‬
‫(‪)1‬‬

‫ج ‪ :‬يوز ذبح الدي يوم النحر وف اليام الثلثة بعده ‪ ،‬لكن ذبه يوم النحر أفضل ‪ -‬إن‬
‫تيسر ذلك ‪ -‬ول حرج ف ذبه ف من أو ف مكة ‪.‬‬
‫والسنة ف توزيعه – أعن هدي التمتع أو القران – أن يأكل منه ‪ ،‬ويتصدق ‪ ،‬ويهدي إل من‬
‫شاء من أصحابه وإخوانه ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬السؤال من ب‪ .‬ب ‪ .‬ص ‪ ،‬وقد أجاب عنه ساحته ف ‪3/11/1413‬هـ ‪.‬‬


‫حكم ذبح هدي التمتع والقران ف عرفات‬
‫س ‪ :‬ذبح حاج هديه ف عرفات أيام التشريق ووزعها على من فيها ‪ ،‬فهل يوز ذلك ؟ وماذا‬
‫يب عليه إذا كان جاهلً الكم أو عامدا ؟ وإذا ذبح هديه ف عرفات ‪ ،‬ث وزع لمه داخل‬
‫الرم ‪ .‬هل يوز ذلك ؟ وما هو الكان الذي ل يوز ذبح الدي إل فيه ؟ ولكم الشكر (‪. )1‬‬
‫ج ‪ :‬هدي التمتع والقران ل يوز ذبه إل ف الرم ‪ ،‬فإذا ذبه ف غي الرم ؛ كعرفات وجدة‬
‫وغيها ‪ ،‬فإنه ل يزئه ‪ ،‬ولو وزع لمه ف الرم ‪ .‬وعليه هدي آخر يذبه ف الرم ‪ -‬سواء‬
‫كان جاهلً أو عالا ‪ -‬؛ لن النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬نر هديه ف الرم ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫"خذوا عن مناسككم " (‪ ، )2‬وهكذا أصحابه ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬إنا نروا هديهم ف الرم‬
‫؛ تأسيا به ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪. -‬‬

‫حكم شراء النسك من البل وذبه وتركه‬


‫س ‪ :‬هناك الكثي من الجاج يشتري النسك من البل ‪ ،‬ويذبها ويتركها ف مكانا‬
‫‪ ،‬بدون نزع جلدها ‪ ،‬فما رأي فضيلتكم ف ذلك ؟ وهل يزئ هذا النسك ‪-‬وفقكم‬
‫(‪)3‬‬
‫ال‪-‬؟‬

‫ج ‪ :‬أما اشتراء النسك من البل ‪ -‬إذا أريد بذا عرفات ‪ -‬فل بأس بالشراء منها أو من غيها‬
‫‪ ،‬لكن ل يذبه إل ف الرم ‪ ،‬فل يذبح ف عرفات ؛ لنا ليست من الرم ‪ ،‬فإذا ذبه ف‬
‫الرم واشتراه من عرفات ‪ ،‬أو من أي مكان من الل ‪ ،‬وذبه ف من أو ف بقية الرم ‪ ،‬عن‬
‫التمتع والقران وتطوعا ‪ ،‬قل بأس ‪ ،‬ويزئ نسكا ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬نشر ف كتاب (الدعوة) الزء الول ص ‪ ، 129‬وف جريدة (اليوم) العدد ‪ 8701‬بتاريخ ‪4/12/1417‬هـ ‪ ،‬وف جريدة‬
‫(البلد) العدد ‪ 14913‬بتاريخ ‪19/12/1417‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ) (2‬رواه بنحوه مسلم ف (الج) ‪ ،‬باب (استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكبا) برقم ‪. 1297‬‬
‫‪ ) (3‬نشر ف ملة (التوعية السلمية ) العدد ‪ 11‬ف ‪15/12/1400‬هـ ‪.‬‬
‫أما أن يذبه ف عرفات أو ف غيها من الل ؛ كالشرائع أو جدة أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬فهذا ل‬
‫يزئ ؛ لن الدايا لبد أن تذبح ف الرم ‪ ،‬والرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬قال ‪" :‬‬
‫نرت ها هنا ‪ ،‬ومن كلها منحر ‪ ،‬فانروا ف رحالكم " (‪ ، )1‬فالنساك تُذبح ف من وف بقية‬
‫الرم ‪ ،‬ول تذبح ف خارجه ‪.‬‬
‫فإذا ذبه ف الرم وتركه للفقراء ليأخذوه فل حرج ‪ ،‬ولكن ينبغي له أن يتحرى الفقراء ‪،‬‬
‫ويتهد ف إيصاله إليهم ؛ حت تبأ ذمته بيقي ‪ .‬أما إذا ذبه وتركه للفقراء يأخذونه ‪ ،‬فإنه‬
‫يزئ ‪ ،‬والفقي بإمكانه أن يسلخه وينتفع بلحمه وجلده ‪ ،‬ولكن من التمام والكمال أن يعن‬
‫بسلخه وتوزيعه بي الفقراء ‪ ،‬وإيصاله إليهم ولو ف بيوتم ‪ ،‬وقد جاء عن النب ‪ -‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ -‬أنه نر بدنات وتركها للفقراء ‪ ،‬ولكن هذا ممول على أنه تركه لفقراء‬
‫موجودين ‪ ،‬يأخذونه ويستفيدون منه ‪ ،‬أما أن يترك ف مل ليس فيه فقراء ‪ ،‬فهذا ف إجزائه‬
‫نظر ‪ ،‬ول يبعد أن يقال ‪ :‬إنه ل يزئ ؛ لنه ما وصل إل مستحقه ‪.‬‬

‫حكم الستوطن ف مكة وهو ليس من أهلها‬


‫س‪ :‬ما حكم الشرع الشريف ف رجل ساكن مكة الكرمة منذ سني ‪ ،‬ويج مع أهل مكة‬
‫يرم من مكة بالج ‪ ،‬وأهله ف حضرموت ‪ ،‬فهل حكمه حكم الاج الفاقي ف الدي‬
‫والصيام ؛ لن ال يقول ف كتابه العزيز ‪( :‬ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام ) ؟‬
‫(‪)2‬‬
‫أم حكمه حكم أهل مكة بذلك ؟‬
‫ج ‪ :‬إذا كان مستوطنا مكة ‪ ،‬فحكمه حكم أهل مكة ؛ ليس عليه هدي ول صيام ‪ ،‬أما إن‬
‫كان إنا أقام لاجة ونيته العود إل بلده ‪ ،‬فهذا حكمه حكم الفاقيي ‪.‬‬
‫فإذا اعتمر من الل بعد رمضان ث حج ف ذلك العام ‪ ،‬فإنه يكون متمتعا بالعمرة إل الج ‪،‬‬
‫وعليه هدي التمتع ‪ .‬فإن ل يد صام عشرة أيام ثلثة ف الج وسبعة بعد الفراغ من الج ‪،‬‬
‫أو بعد الرجوع إل أهله إن سافر إل أهله ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬رواه مسلم ف (الج) ‪ ،‬باب (ما جاء ف عرفة كلها موقف) برقم ‪. 1218‬‬
‫‪ ) (2‬إجابة صدرت من مكتب ساحته ‪ ،‬عندما كان رئيسا للجامعة السلمية برقم ‪ 956‬وتاريخ ‪2/6/1391‬هـ ‪.‬‬

You might also like