You are on page 1of 17

‫‪1‬‬

‫أخلقيات العمل الصحفي في‬


‫القانون الجزائري‬
‫إعداد الستاذ‪ :‬محمد الطيب سالت‬

‫كلية العلوم الجتماعية والنسانية والداب واللغات ‪ -‬جامعة الجلفة ‪ -‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫تعتبر أخلقية المهنة العلمية مجموعععة مععن القيععم المتعلقععة بالممارسععة اليوميععة‬
‫للصحفيين وهي تمثل جملة الحقوق والواجبات المرتبطة بمهنة الصحافة‪ ،‬وتحمععل‬
‫هععذه الحقععوق والواجبععات عععادة فععي صععفة ميثععاق يتفععق عليععه أغلععب الصععحفيين‬
‫فيعملون على احترامه وعدم الخروج عن مبادئه‪.‬‬
‫وفي هععذا المقععال سععنتطرق إلععى كيفيععة تنظيععم أخلقيععات المهنععة الصععحفية فععي‬
‫الجزائر‪ ،‬من خلل قوانين البلد والى ظروف تأسيس أول وأخر مجلس لخلقيات‬
‫المهنععة الصععحفية‪ .‬مععع الشععارة إلععى دور مواثيععق الشععرف الخلقيععة ومجععالس‬
‫الصحافة‪ ،‬وطبيعة التنظيمات المهنية في المجتمعععات العربيععة‪ ،‬مععع التطععرق إلععى‬
‫مواثيق الشرف الخلقية بها ‪.‬‬
‫مواثيق الشرف الخلقية ومجالس الصحافة ‪:‬‬
‫ظهرت مواثيق الشرف الخلقية فععي الصععحافة مععع بدايععة القععرن العشععرين‪ ،‬أمععا‬
‫مجالس الصحافة فقد انتشرت بشكل كبير في الستينات مععن القععرن الماضععي ‪.1‬‬
‫وهي عبارة عععن منظمععات تطوعيععة تسعععى إلععى تحسععين أداء الصععحافة ووسععائل‬
‫التصال الخرى ودراسة الشكاوي المتعلقععة بالممارسععة العلميععة ‪ ،‬وهععي تسععمح‬
‫للناس بعان ينتقعدوا أداء وسععائل العلم بعدون تهديععد رسععمي آو قعانوني لوسععائل‬
‫التصال ‪ ،‬وتستهدف مواثيق الشعرف الخلقيعة تحسعين الداء العلمعي والتحكعم‬
‫في وسائل العلم لصالح عامة الناس ‪.2‬‬
‫‪ .1‬أنشئ ول مجلس صحافة في العالم في السويد سنة ‪.1916‬‬
‫‪2. Dennis Everette E and Merill , John . Basic Issues In Mass Communication (NY Macmillan Publishing‬‬
‫‪Company , 1984) p161‬‬

‫ويذهب ايفرت دينيس ‪ Dennis‬إلى إن الدور الذي تقوم بععه مجععالس الصععحافة‬
‫غير ضروري ‪ ،‬بل ينطععوي علععى خطععورة ضععد المجتمععع ووسععائل العلم ‪ ،‬فهنععاك‬
‫العديد من الدول التي تمارس الرقابة على الصحف من خلل مجالس الصععحافة ‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫وذلععك مععن خلل تخويععل هععذه المجععالس بفععرض رخععص علععى إصععدار الصععحف ‪،‬‬
‫ومراقبة الممارسععات الصععحفية ‪ ،‬وعقععاب الصععحفيين الععذين يعارضععون سياسععات‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الحكومة مثل‬
‫ومن ناحية أخرى يرى جون ميريل ‪ Merill‬أن مجالس الصحافة تقععوم بوظيفععة‬
‫استشارية وتقدم المقترحات الععتي تععبر ععن الممارسعات الفقيعرة والممارسعات‬
‫القوية لوسائل العلم بدون الخوف من قوة القععانون والجععزاءات ‪ ،‬فهععي تحسععن‬
‫من أداء الصحافة لصالح خدمة المجتمع وتفرض القوانين العرفية الععتي ينبغععي أن‬
‫يلتزم بها الصحفيون من الناحية الخلقية ‪.‬‬
‫ويمكن أن تقوم مجالس الصحافة بمايلي ‪:‬‬
‫التأكد من صدق الخبار التي تغطيها وسائل العلم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العمل على التقليل من قضايا القععذف الموجهععة ضععد وسععائل العلم‬ ‫‪‬‬

‫وحل مشكلت الجمهور‬


‫تدعيم المصداقية في وسائل العلم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إتاحة ردود فعععل الجمهععور حيععال الرسععائل الععتي يتلقونهععا ونشععر مععا‬ ‫‪‬‬

‫يحسن الجمهور إدراكه وما يسئ إدراكه ‪.‬‬


‫إحاطة الناس علما بالدور الذي تقععوم بععه وسععائل العلم فععي خدمععة‬ ‫‪‬‬

‫المجتمع ‪.‬‬
‫تدعيم حرية الصحافة من خلل الحعرص علعى العدالععة وتحسعين أداء‬ ‫‪‬‬

‫وسائل العلم ‪.‬‬


‫حماية وسائل العلم من الرقابة الحكومية والحتكار ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1. Dennis Everette E and Merill, John. Basic Issues In Mass Communication (NY Macmillan Publishing‬‬
‫‪Company, 1984) p164.‬‬

‫التنظيمات المهنييية فييي المجتمعييات العربييية ‪ :‬بععالرغم مععن المحععاولت‬


‫الجادة التي بذلت من جانب الصحفيين العرب لنشععاء نقابععات آو اتحععادات مهنيععة‬
‫تضمهم في العقد الول من القرن العشرين فان هععذه المحععاولت ضععلت متعععثرة‬
‫ولم تصدر أي تشريعات منظمععة لمهنععة الصععحافة فععي أي قطععر عربععي ‪ ،‬إل فععي‬
‫العقدين الرابع والخامس من القرن العشرين ‪ ،‬وبععذلك تععأخرت الحركععة النقابيععة‬
‫الصحافية عن غيرها من المهن الخرى ‪ ،‬وذلك بسبب عدم حماس السععلطات آو‬
‫‪3‬‬

‫عدم اعترافها أصل بالتنظيمات النقابية ‪ ،‬ثم أخذ مبدأ العتراف للصحفيين بحقهععم‬
‫في تشكيل تنظيماتهم المهنية يأخذ طريقه في غالبية القطار العربية حععتى تمععت‬
‫‪.1‬‬ ‫التنظيمات المهنية في ‪ 16‬دولة عربية‬
‫وتتخذ هذا التنظيمعات المهنيعة تسعميات مختلفعة مثعل ‪ :‬نقابعة – اتحعاد – جمعيعة‬
‫‪..‬وتعني هذه التنظيمات أساسا بترتيب وتوفير الشراف علععى الضععمانات اللزمععة‬
‫لمتطلبععات الممارسععة العلميععة المهنيععة السععليمة ‪ ،‬سععواء مععا يخععص العتبععارات‬
‫القتصادية آو المهنية والخلقية ‪ ،‬وتشععكل الضععمانات المهنيععة لهععذه التنظيمععات ‪،‬‬
‫حق الصحفي في الطلع على الحقائق التي تعينععه فععي كتابععاته ‪ ،‬فل تحجععب عنععه‬
‫الحقائق مهما كانت قاسية ‪ ،‬وعدم جععواز ممارسععة ضععغوط عليععه لفشععاء أسععرار‬
‫المهنة ‪ ،‬وحريته في الحفاظ على سرية مصععادره ‪ ،‬وحقععه فععي نقععد تصععرفات أي‬
‫مسئول في حدود القانون والمصلحة العامة ‪ ،‬وعدم جواز محاكمته إل فععي ظععل‬
‫القانون العام وأمام القضاء العادي غير السععتثنائي ‪ ،‬وكععذلك تععأمين حريععة انتقععال‬
‫الصحفيين وإلغاء القيود المفروضة عليهم وعدم جواز إجبار الصحفي على القيععام‬
‫بعمل يغير من طبيعة عمله الصحفي ‪ ،‬ووجوب إحالته إلى الهيئة التأديبيععة لنقععابته‬
‫فععي حععال ارتكععاب مخالفععة تتصععل بالمهنععة ‪ ،‬والقععرار بحرمععة مقععار منظمععات‬
‫الصحفيين ودور الصحف ‪ ،‬وعدم جواز تفتيشها أل بإذن من النيابة العامة وبحضور‬
‫نقيب الصحفيين ‪ ،‬آو من يمثله ‪.‬‬
‫الدول هي ‪ :‬الجزائر – مصر – السودان – تونس – الردن – لبنان – سوريا – المغععرب – الكععويت‬ ‫‪-1‬‬
‫– اليمنيتين قبل الوحدة – فلسطين – ليبيا – العراق – الصومال و موريطانيا ‪.‬‬

‫ومن حععق الصععحفي أن يرفععض الوامععر المخالفععة الععتي تسععير عليهععا المؤسسععة‬
‫الصحفية التي ينتمي إليها آو ل يتفق معها ‪ ،‬ومن حقه أن يكععون فععي حععل مععن أي‬
‫ضغط يفرض عليه تبني لراء تخالف معتقداته ‪ ،‬آو ل يقبلها ضميره ‪.‬‬
‫وتتفاوت المكاسب التي تحققها التنظيمات الصحفية من قطعر عربعي إلعى أخعر ‪،‬‬
‫وتعكس هذه المكاسب في حد ذاتها تاريخ النضال الذي خاضه الصععحفيون لقععرار‬
‫حقوقهم المهنية والتمتع بها كواقع معاشي في تفاعلت النظم التصالية ‪ ،‬وانععتزاع‬
‫العتراف بها كفاعل مؤثر في تفاعلت بيئة النظم القطرية ‪ ،‬فالواضح فععي تاريععخ‬
‫الصحافة العربية أن هذه الحقوق ل تمنح ‪ ،‬وإنما يتم انتزاعها بعد كفاح مرير ‪.‬‬
‫مواثيق الشرف الخلقية العربية‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫رغم أن مواثيق الشرف العلمية احد التنظيمات الخاصة لعمل الصحافة والعلم‬
‫في المجتمعات الغربية منذ فترة طويلة ‪ ،‬فان هذه المواثيق ل توجد فععي الععوطن‬
‫العربي إل في القطار ذات الخبرات الكبيرة في مجال تنظيععم المهععن العلميععة ‪،‬‬
‫وقد شهد الوطن العربي خلل العقود الثلثععة الخيععرة تطععورات عديععدة فععي هععذا‬
‫المجال منها ‪:‬‬
‫دستور التحاد العام للصحفيين العرب‪:‬‬
‫اهتععم التحععاد العععام للصععحفيين العععرب منععذ نشععأته الولععى بتحديععد المسععؤولية‬
‫الجتماعية للصحفيين العرب حيال مجتمعاتهم القطرية ‪ ،‬وحيال المجتمععع العربععي‬
‫ككل ‪ ،‬وقد نص دستور التحاد العام للصحفيين العرب الععذي صععدر عععن الجتمععاع‬
‫التأسيسعي للتحعاد فعي ‪ 21‬فيفعري ‪ ، 1964‬علعى مسعؤولية الصعحفيين الععرب‬
‫المهنية والخلقية حيععال مجتمعهععم ‪ ،‬وتعععد هععذه المسععؤوليات ملزمععة للصععحفيين‬
‫العرب بحكم التزامهم بالقواعد المهنية لنقاباتهم المكونة للتحععاد ‪ ،‬وقععد أكععد هععذا‬
‫الدستور على أن الصحفي العربي أيا كانت طريقته في الكتابة والتعبير عععن رأيععه‬
‫يجب أن يتوخى المانععة والصععدق ‪ ،‬فععي بسععط الراء وتفسععيرها ‪ ،‬وان ل يسععتهين‬
‫بالتبعات التي يتحملها وهو يؤدي واجبه ‪ ،‬وان يراعي دائما المصععلحة العامععة لكععل‬
‫ما يقدم للرأي العام ‪ ،‬وان يتحقق دائما قبععل النشععر مععن صععحة المعلومععات الععتي‬
‫يحصعل عليهعا ‪ ،‬وان يكعون حريصعا علعى أن ل يشعوه آو بخفعي بأيعة طريقعة معن‬
‫الطرق عمدا الوقائع الصحيحة ‪ ،‬وان شرف مزاولة المهنة الصحفية يحتم عليه أل‬
‫يسعى مطلقا وراء منفعة شخصية ‪ ،‬فالفتراء آو التشهير المتعمد آو التهم الععتي ل‬
‫تستند إلى دليل آو انتحال أقوال ونسععبتها إلععى الغيععر آو إثععارة الغععرائز بالكتابععة آو‬
‫الرسوم آو بأية طريقة أخععرى آو إشععاعة النحلل والبتععذال والخععروج عععن الداب‬
‫والخلق العامة ‪ ،‬آو وصف جريمة بطريقة تغري بارتكابهععا ‪ ،‬كععل هععذا يتنععافى مععع‬
‫شرف المهنة وأصولها ‪.‬‬
‫ومن حععق الصععحفي العربععي ومععن واجبععه أيضععا الحتفععاظ بسععرية المصععادر الععتي‬
‫يستقي منها معلوماته ‪ ،‬ول يجوز الضععغط عليععه لفشععائها ‪ ،‬ول يجععوز لععه التعععرض‬
‫لحياة الفراد الخاصة آو المساس بسمعتهم إل إذا كان في النشر مصلحة عامععة ‪،‬‬
‫ويجب عليه أن ينشر بناء على طلب ذوي المصععلحة تصععحيحا لمععا ورد ذكععره فععي‬
‫‪5‬‬

‫الواقع آو سبق نشره في تصريحات سابقة في صععحيفته ‪ ،‬ول يجععوز امتنععاعه عععن‬
‫النشر إل إذا تعارض ذلك مع الصالح العام ‪.‬‬
‫ولم يكتف الدستور المهني لترتيب قواعععد المسععؤولية الجتماعيععة تجععاه المجتمععع‬
‫وأفراد مؤسساته ‪ ،‬وإنما مد هذه المسؤولية نحو المهنة ذاتهععا ‪ ،‬إذ نععص علععى انععه‬
‫يقع على الصحفي العربي مسؤولية الدفاع عن شرف المهنة وعدم التسععتر علععى‬
‫الذين يسيئون بسلوكهم إلى شرف المهنة ‪ ،‬والععدفاع بالوسععائل الممكنععة جميعهععا‬
‫عن طريق الصحافة والصحفيين ‪ ،‬والنضال ضعد كعل اضععطهاد لحريعة الصعحافة ‪،‬‬
‫وضد كل إجراء غير شرعي يوجه ضد العععاملين فععي هععذه المهنععة ‪ ،‬و ل يجععوز لععه‬
‫تجريح زملئه آو الحيلولة دون حق مادي آو أدبي تقرر لحدهم بمقتضعى القواععد‬
‫العمليعة للمهنعة ‪ ،‬آو تكليفعه أمعورا خاصعة آو عامعة تقلعل معن شعانه ‪ ،‬آو تعرضعه‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لمخالفة هذا الميثاق‬

‫‪ .1‬د حسن عماد مكاوي " أخلقيات العمل العلمي "‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية القععاهرة ‪. 2006‬ص‬
‫‪.149‬‬

‫ميثاق الشرف العلمي العربي‪:‬‬


‫اقر مجلس الجامعة العربية بتاريخ ‪ 1978-09-14‬ميثاق الشرف العلمي العربي‬
‫‪ ،1‬وانطلقععا مععن قععرارات مععؤتمرات القمععة العربيععة والجهععزة المعنيععة بالجامعععة‬
‫العربية ‪ ،‬الععتي اسععتهدفت إيجععاد سياسععة إعلميععة عربيععة بنععاءة علععى المسععتويين‬
‫القومي والنساني ‪ ،‬والتزامععا بتوصععيات اللجنععة الدائمععة للعلم العربععي بضععرورة‬
‫وضع ميثاق شرف إعلمي عربي وقومي ‪.‬‬
‫وقد رتب هذا الميثاق التزامات على الحكومات العربية ‪ ،‬حيععال العمععل الصععحفي‬
‫وممارسيه ‪ ،‬لم يشهده الواقع العربي في أقطعار عديعدة معن قبعل وضعع الميثعاق‬
‫وبعده ‪ ،‬فقد حرص واضعوا هذا الميثاق على أن يتضمن ما ينبغي أن يكون وليععس‬
‫ما هو كائن ‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 12‬من هععذا الميثععاق أن تكفععل الحكومععات العربيععة حريععة الضععمير‬
‫المهني للعاملين في حق العلم العربي ‪ ،‬وتسهل لهععم أمععر القيععام بععواجبهم فععي‬
‫نطاق روح هذا الميثاق ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وعلى ضوء الهداف العربية الكبرى المتفق عليها نصت المادة ‪ 13‬على أن تكفل‬
‫الحكومات العربيععة حريععة تنقععل العلمييععن العععرب ‪ ،‬فععي مختلععف أرجععاء الععوطن‬
‫العربي ‪ ،‬كما تكفل لهم حرية العمل في التنظيم المهني ‪.‬‬
‫ونصععت المععادة ‪ 14‬علععى أن تسععهل الحكومععات حريععة انتقععال وتععداول الصععحف‬
‫العربيععة ‪ ،‬وسععريان الخبععار المذاعععة ‪ ،‬ول تلجععأ إلععى المصععادر آو الرقابععة إل عنععد‬
‫الضععرورة القصععوى ‪ .‬ونصععت المععادة ‪ 15‬علععى أن حععق المؤلععف يكفلععه القععانون‪،‬‬
‫ويتعين وضع التشريعات اللزمة لحماية هذا الحق في الدول العربية كافة‪.‬‬

‫‪ 1‬جاء هذا الميثاق تنفيذا لميثاق التضامن العربي الصادر عن مؤتمر القمة العربيععة بالععدار البيضععاء المغربيععة العععام‬
‫‪.1965‬‬

‫تنظيم المشرع الجزائري إلى أخلقيات المهنة الصحفية ‪:‬‬


‫يتميز التشريع العلمي في الجععزائر بحععداثته ‪ ،‬فععالجزائر أخععذت اسععتقللها العععام‬
‫‪ 1962‬وورثت فقرا مدقعا ‪ ،‬وبنى تحتية منعدمة ‪ ،‬ولم تكععن تملععك مععن الكفععاءات‬
‫الجامعية القدر الذي ينظم حياة المواطن وشععؤون الدولععة ‪ .‬وفععي قععوانين العلم‬
‫فلقد أبقت الدولة الجزائرية على النصوص التشريعية الفرنسية المنظمععة لقطععاع‬
‫العلم والتصال ‪ ،‬وهو قانون ‪ 1881‬الصادر في ‪29‬جويلية ‪1881‬إل فيما يتعارض‬
‫والسيادة الوطنية الجزائرية ‪.‬‬
‫وبعععد ‪ 19‬جععوان ‪ 1965‬عرفععت البلد فراغععا قانونيععا ظععل يمله مجلععس الثععورة‬
‫بالتعليمععات والوامععر ‪ ،‬وكععانت مرحلععة بنععاء المؤسسععات ‪ ) :‬المجلععس البلععدي‪،‬‬
‫المجلس الولئي‪ ،‬و فيما بعد الميثاق الوطني‪ ،‬المجلععس الشععبي الععوطني(‪ .‬فععي‬
‫هععذا الظععرف ظهععر قععانون الصععحافي الععذي أشععتمل سععبع فصععول هععي ‪ :‬تعريععف‬
‫الصععحافي المحععترف‪ ،‬واجبععاته‪ ،‬إجععراءات التوظيععف‪ ،‬الراتععب والمكافععأة‪ ،‬الترقيععة‬
‫والترخيص‪ ،‬أخلقيات المهنة‪ ،‬والبطاقة المهنية‪...‬‬
‫و يعتبر هذا القانون من وجهة نظر الصحافيين وكذلك الكاديميين ناقصا فععي عععدد‬
‫‪ ،‬فقد أولى الواجبات و العقوبات أهمية قصوى‪ ،‬بل وصفه كععثير معن‬ ‫جوانبه ‪1‬‬ ‫من‬
‫المختصين ‪ 2‬آنذاك بقانون عقوبات مكمل لمععا جععاء بععه قععانون العقوبععات الصععادر‬
‫سنة ‪.1966‬‬
‫‪7‬‬

‫بينما تغاضى عن الحقوق وحرية الصحافة‪ ،‬كما ظل محدودا في حركتععه ععبر ثلث‬
‫هيئات رسمية‪ ،‬هي ‪ :‬الحزب والحكومة والنقابععة ‪ ،‬ومععن خلل هععذا التنظيععم كععان‬
‫يتم التحكم في مدخلت ومخرجات المؤسسععات العلميععة‪ ،‬وكععانت هععذه الهيئات‬
‫الرسععمية مسععئولة بشععكل تععام ومباشععر علععى تعييععن كبعار المسععؤولين ومععديري‬
‫الجهزة العلمية المختلفة أنذاك ‪.‬‬
‫‪.1‬د احمد حمدي نظرات في قوانين العلم الجزائرية موقع عميد كلية العلم والتصال بجامعة الجزائر‬
‫‪http://www.ahmedhamdi.net/?p=156‬‬
‫مقابلة مع البروفيسور ابراهيمي ابراهيم مؤلف واستاذ جامعي في قانون العلم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وانتظر الجزائريون حتى إجراء أول انتخابات برلمانية العععام ‪ 1976‬ليجععد ممثليععن‬
‫لهععم فععي البرلمععان يسععنون لهععم القععوانين ويطرحععون انشععغالتهم‪ ،‬غيععر أن هععذا‬
‫البرلمان جسد سيطرة الحزب الواحد آنذاك وهو حزب جبهة التحرير الوطني في‬
‫كافة المجالت‪.‬‬
‫غير أن صدور وثيقة الميثاق الوطني في نفس العام ‪ ،‬والتفاتة الحزب إلى تنظيععم‬
‫قطععاع العلم والتصععال لحساسععيته ودوره السياسععي عجععل بصععدور أول قععانون‬
‫للعلم في الجزائر العام ‪.1982‬‬
‫تنظيييم أخلقيييات المهنيية الصييحفية فييي الجييزائر ميين خلل قييانون‬
‫العلم ‪: 1982‬‬
‫رسميا بتاريخ ‪ 6‬فيفري ‪ ، 1982‬بعد مرور عشرين سنة على‬ ‫‪1‬‬ ‫صدر هذا القانون‬
‫استقلل البلد ‪ ،‬وفي وقت أصبحت فيه الصحافة تعاني من جميع أنواع الضغوط ‪،‬‬
‫وجاء في ظل فراغ القانوني لتنظيم قطاع العلم والتصال ‪ ،‬ورغبة منها في سععد‬
‫هذا الفراغ قععدمت الحكومععة نععص مشععروع هععذا القععانون علععى مكتععب المجلععس‬
‫‪ ،‬وبعد مناقشات طويلة تم ضععبط المحتععوى‬ ‫الشعبي الوطني في صائفة ‪1981‬‬
‫النهائي لهذا المشروع الععذي صععادق عليععه نععواب الحععزب الواحععد بالغلبيععة ‪ ،‬وهععو‬
‫قانون مكون من ‪ 128‬مادة موزعة على مدخل يحتععوي المبععادئ العامععة وخمسععة‬
‫أبواب ‪.‬‬
‫تطرق هذا القانون إلى أخلقيات المهنة بطريقة سريعة وغامضة ‪ ،‬حيث لم يحععدد‬
‫السس و المعايير التي تبنى مبادئ أخلقيات المهنة الصحافية ‪ ،‬ونجععد أن معظععم‬
‫المواد الواردة فععي هععذا القععانون تغلععب عليهععا صعفة القاعععدة القانونيععة المععرة ‪،‬‬
‫وطابع الوجوب و المنع و العقاب في نحو أكثر نصف مععواده‪ .‬وبلغععت عععدد المععواد‬
‫‪8‬‬

‫التي نصت على الواجبات والممنوعات و العقوبات في حق الصحفي و المؤسسة‬


‫الصحيفة ‪ 68‬مادة من أصل ‪ 128‬مادة ‪ ،‬في المقابل هناك ‪ 17‬مادة فقععط نصععت‬
‫على حقوق الصحفي و المواطن في العلم ‪.‬‬
‫وقد اعتبر الصحافيون‪ ،‬قانون ‪ ،1982‬قانون عقوبات ول توجد فيعه سعوى مععادة واحعدة ‪ ،‬المعادة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ 45‬التي تشير إلى حرية الصحافي في الوصول إلى مصادر المعلومععات‪ ،‬رغععم أن هععذه المععادة لععم تعععن‬
‫الكععثير فععي أرض الواقععع‪..‬حسععب مععا ذكععره عميععد كليععة العلم ‪ :‬د احمععد حمععدي فععي مرجععع سععابق ‪.‬‬
‫‪http://www.ahmedhamdi.net/?p=156‬‬

‫أما المواد التي تخص بصفة مباشرة أخلقيعات و آداب المهنعة الصعحفية فعي هعذا‬
‫القانون فهي قليلة جدا ويمكن حصرها في خمسة مواد هي ‪، 49-48-45-42-35‬‬
‫سنتعرض لها بالتفصيل ‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 35‬ترى أن " الصحفي لبد عليه أن يكععون ملتزمععا بمبععادئ حععزب جبهععة‬
‫التحرير الوطني و يدافع عن الحتياجات الشععتراكية‪ " .‬ممععا يعنععي تقييععدا صععريحا‬
‫للصحفي إيديولوجيا بمبادئ الحزب الواحد ‪ ،‬والدفاع عن نظرياته ورموزه ‪.‬‬
‫أما المادة ‪ " 42‬فتلزم الصحفي بضرورة الحتراس من نشععر الخبععار الخععاطئة أو‬
‫استعمال المتيازات المرتبطة بمهنة الصحافة من أجععل المصععلحة الشخصععية ‪ ،‬أو‬
‫تمجيد خصال مؤسسة أو مادة تعود عليه بالفائدة ‪ .‬وهو ما يشكل تناقضا موجععودا‬
‫فععي نععص المععادة ‪ ،‬إذ أن الكععثير مععن الصععحفيين الععذين ل يمجععدون مؤسسععات‬
‫السلطة أو الذين يسمحون لنفسهم بانتقادها كثيرا ما يتعرضون للعقاب ‪.‬‬
‫وجاء في المادة ‪ 45‬على أن " للصحافي المحترف الحععق و الحريععة الكاملععة فععي‬
‫الوصول إلى مصادر الخبر في إطار الصلحيات المخولة له قانونيا " ونقرأ فيها ما‬
‫منحته هذه المادة للصحفي المحترف وربطه بصلحيات قانونية ‪ ،‬وهععو مععا يشععكل‬
‫وسيلة ضغط عليه أثناء تطبيق هذا القانون ‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪48‬على أن " سر المهنة الصععحافية معععترف بععه للصععحافيين الععذين‬
‫تسري عليهم أحكام هذا القانون " ‪ .‬وهو فععي صععالح الممارسععة العلميععة وحريععة‬
‫التعععبير ‪ ،‬لععول أن المععادة الععتي جععاءت بعععدها ‪ 49‬قلصععت ممععا منحتععه المععادة‬
‫‪48‬السالفة ‪ ،‬حيث أنقصت من حصانة الصحافة بشأن حماية سرية المصادر الععتي‬
‫يقتني منها المعلومات ‪ ،‬وذلك بتحديد مجالت ليس من حععق الصععحفي الحتفععاظ‬
‫بالسر المهني عند خوضه فيها وهي ‪:‬‬
‫• مجال السر العسكري على الشكل الذي يحدد التشريع المعمول به ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫• السر القتصادي و الستراتيجي ‪.‬‬


‫• عندما يمس العلم أطفال أو مراهقين‪.‬‬
‫• عندما يتعلق المر بأسرار التحقيق القضائي‪.‬‬
‫وعموما نلمس أن ما جاء به المشرع الجزائري في المععادة ‪ 49‬يقلععص مععن حريععة‬
‫الصحافة‪ ،‬ويجعل الصحفي مترددا في خوض أي مجععال مععن تلععك المجععالت الععتي‬
‫تسقط عنه حق الحتفاظ بالسر المهني ‪ ،‬وتجعله محجما عن التطرق إليها ‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 46‬فتلزم كل الدارات المركزية و القليمية بتقععديم العانععة المطلوبععة‬
‫لمهنععة الصععحافة‪ ،‬واسععتنادا لنععص هععذه المععادة فمععن واجععب الدارات العموميععة‬
‫مساعدة الصحفيين لداء مهمتهم في إعلم المواطن‪ ،‬لكععن الواقععع آنععذاك فععرض‬
‫العكس‪ .‬وفي المادة ‪ 71‬فلقد نصت على أن يتحمل مدير النشععر وصععاحب النععص‬
‫أو الخبر المسؤولية ‪ ،‬ومسؤولية المدير أن يتأكد من قابلية التعرف علععى صععاحب‬
‫النص قبل نشره ‪.‬‬
‫وورد في المادة ‪ 73‬أن مسئول المطبعة يتحمععل هععو الخععر المسععؤولية الجنائيععة‬
‫للحكام الواردة في قانون العقوبععات "‪.‬أمععا المععادتين ‪ 125-121‬فقععد كفلتععا حععق‬
‫الصحفي في النقد شرط أن يكون بناءا وموضوعيا‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 121‬أن‬
‫النقد البناء الذي يرمي إلى تحسين المصالح العمومية و سيرها ليس جريمععة مععن‬
‫جرائم القذف‪ .‬كما جععاء فععي المععادة ‪ 125‬أن النقععد الهععادف الموضععوعي الصععادر‬
‫بدافع الحرص على تحسععين وترقيععة الفععن الععذي يسععاهم فععي شععرح وفععي اعتبععار‬
‫الشخص صاحب العمل الفني ل يمكن أن يكون جريمة من جرائم القذف‪.‬‬
‫وكخلصة يمكن القول أن ما جاء به قانون العلم ‪ 1982‬هو تحديد بعض الحقعوق‬
‫واللتزام بكثير من الواجبات للعاملين في قطاع العلم والتصال‪ .‬ففي حيععن أنععه‬
‫أكد حق المواطن في العلم فقد جعلععه حقععا صعععب المنععال ‪ ،‬عععن طريععق العععدد‬
‫الكبير من المواد القانونيععة الععتي تحتععوي علععى ممنوعععات وضععوابط و توجيهععات ‪،‬‬
‫ساهمت في الحد من قدرة الصحفيين على القيععام بععدورهم الكامععل ‪ ،‬وصععار بعععد‬
‫أشهر من إصداره محل انتقاد أغلب رجال المهنة‪ ،‬والذين عععبروا فععي العديععد مععن‬
‫المناسبات عن رفضهم واستيائهم لما ود في اغلب نصوصه ‪ ،‬واحتجععوا عععن عععدم‬
‫الخذ بآرائهم واقتراحاتهم ‪ ،‬وعدم استشارتهم عند وضععع هععذا القععانون ‪ ،‬كععل هععذا‬
‫‪10‬‬

‫دفع بعض الباحثين في مجععال العلم إلععى اعتبععار أن هععذا القععانون جععاء لتكريععس‬
‫شرعية السلطة آنذاك وهيمنة الحزب الواحد ‪.‬‬
‫‪1990‬‬ ‫أخلقيات المهنة الصحفية من خلل قانون العلم الحييالي‬
‫بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ ، 1989‬والذي ألغيت بموجبه المادة ‪ 120‬الشععهيرة‬
‫بهيمنة الحزب الواحد على دواليب السلطة في البلد ‪ ،‬تم القرار بإنشاء الحزاب‬
‫السياسععية والجمعيععات المدنيععة ‪ ،‬دسععتور فتععح هععامش الحريععات وعجععل بحععراك‬
‫سياسي كبير ‪ ،‬ظهر قانون العلم ‪ 1990‬كواحد من بين أهم المكتسععبات الععتي‬
‫حققتهععا الجععزائر بعععد السععتقلل ‪ ،‬حيععث فتععح أبععواب الممارسععة الديمقراطيععة و‬
‫التعددية الفكرية وحرية الرأي والتعبير ‪.‬‬
‫وجاء منشور رقم ‪ 4‬بتاريخ ‪ 19/3/1990‬ليترك المر أمععام الصععحافيين العععاملين‬
‫في المؤسسات العلمية العمومية ‪ ،‬للختيار بين البقاء في القطععاع العمععومي أو‬
‫إنشعاء مؤسسععات صععحفية مسعتقلة علعى شعكل شععركات مسعاهمة‪ ،‬أو اللتحعاق‬
‫بصحف الجمعيات ذات الطابع السياسي اي الحزاب السياسية ‪ .‬وقد أعطيت في‬
‫هذا الطععار تسععهيلت ماليععة مختلفععة‪ ،‬حيععث منحععت مقععدما رواتععب ثلث سععنوات‬
‫للصحافيين الذين قرروا تعرك القطعاع الععام وإصعدار جعرائد خاصعة‪ ،‬كمعا قععدمت‬
‫مقرات وتسهيلت للحصول على قروض‪ .‬وهكذا ظهرت أول يومية مستقلة باللغة‬
‫الفرنسية في سبتمبر ‪ 1990‬تحت عنوان ‪ ، Le Soir d’Algérie‬أما أول يومية‬
‫مستقلة باللغة العربية فهي جريدة الخبر في نوفمبر ‪.1990‬‬
‫تجدر الشارة هنا أن اللجنة التي سهرت علععى وضععع قععانون العلم لسععنة ‪1990‬‬
‫كانت تتكون من نواب المجلس الشعبي الوطني في عهععد الحععزب الواحععد ‪ ،‬ولععم‬
‫يشارك أي حزب معارض ‪ 1‬في وضع هذا القانون‪.‬‬

‫‪ 1‬ومن المعروف أنه تم في سنة ‪ 1989‬وحدها العتراف ب ‪ 18‬حزبا وفي سنة ‪ 1990‬تم اعتماد ‪ 30‬حزبا‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫ونظرا لما يشوب هذا القانون معن لبععس وغمععوض فقعد تععم انتقععاده ورفضعه معن‬
‫غالبية الصععحافيين جملععة وتفصععيل‪ .‬ومععع ذلععك فإننععا نععرى فععي هععذا القععانون عععدة‬
‫مكاسب وإيجابيات منها السماح بالملكية الخاصة للصحف والجرائد والمطبوعععات‬
‫وإنشاء المجلس العلى للعلم‪.‬‬
‫ومن جهة أخععرى نلحععظ مقاربععة جديععدة لمفهععوم الصععحافي ومفهععوم الحععق فععي‬
‫العلم‪ ،‬وحق المواطن في إعلم كامل وموضوعي‪ ،‬لكن رغم هذا نلحععظ تشععبث‬
‫السلطة بمفهومهععا الخععاص للعلم والحععق فععي العلم – أي السععيطرة والتععدخل‬
‫بطرق عديدة ومختلفة في مخرجات المؤسسات العلمية واعتبارها امتدادا لها ‪.2‬‬
‫أورد هذا القانون فيما جاء به بعض الضوابط لتنظيععم أخلقيععات المهنععة الصععحفية‬
‫وآداب العمل العلمي ‪ ،‬تمحععورت فععي عععدة مععواد مععن هععذا القععانون ‪ ،‬فالمععادة‬
‫الثالثة نصت على أن " يمارس حق العلم بحريععة مععع احععترام كرامععة الشخصععية‬
‫النسانية ومقتضيات السياسة الخارجية و الععدفاع الععوطني "‪ ،‬أي أن حريععة الحععق‬
‫في العلم التي ينص عليها القانون مشروطة باحترام الضوابط التي لخصتها هذه‬
‫المادة ‪.‬‬
‫وفي المادة ‪ 26‬فتنص على انه " يجب أن ل تشمل النشرية الدورية والمتخصصة‬
‫الوطنية والجنبية كيفما كان نوعها ومقصدها على كل ما يخالف الخلق السععلمي‬
‫والقيم الوطنية وحقوق النسان أو يدعو إلى العنصرية والتعصب و الخيانععة سععواء‬
‫كان ذالك رسما أو صورة أو حكاية أو خععبرا أو بلغععا ‪ ،‬كمععا يجععب أل تشععمل هععذه‬
‫النشريات على أي إشهار أو إعلن معن شعأنه أن يشعجع العنعف والجنعوح "‪ .‬وهعو‬
‫معنى صريح بأنها تضع حدودا وضوابط للممارسة العلمية يجب علععى النشععريات‬
‫الدورية مهما كان نوعها اللتزام بها ‪.‬‬
‫وجععاء فععي نععص المعادة ‪ 33‬علعى أن" تكععون حقععوق الصععحافيين المحععترفين فعي‬
‫الجهزة العلمية العمومية المستقلة عن الراء والنتماءات النقابيععة أو السياسععية‬
‫…ويكون التأهيل المهني شرطا أساسععيا للتعييععن‪ ،‬الترقيععة والتحويععل شععريطة أن‬
‫يلتزم الصحفي المحترف بالخط العام للمؤسسة العلمية "‪.‬‬

‫‪1‬حل المجلس العلي للعلم بموجب مرسوم تشريعي ‪ 93/13‬الصادر في ‪1993-10- 26‬‬
‫‪.-2‬د احمد حمدي نظرات في قوانين العلم الجزائرية موقع عميد كلية العلم والتصال بجامعة الجزائر ‪.‬‬
‫‪http://www.ahmedhamdi.net/?p=15‬‬
‫‪12‬‬

‫وبذلك فقععد ربطععت هععذه المععادة حععق الصععحفي المحععترف العامععل فععي الجهععزة‬
‫العلمية العمومية بضرورة استقلليته عن الراء و النتماءات النقابية والحزبيععة و‬
‫اللتزام بالخط العام للمؤسسة العمومية ‪.‬‬
‫وجععاءت المععادة ‪ 35‬والععتي تنععادي علععى أن " للصععحافيين المحععترفين الحععق فععي‬
‫الوصول إلى مصادر الخبر لكن المادة ‪ 36‬جاءت لتحديد الميادين العتي يسعتثنيها‬
‫حق الوصول إلى مصادر الخبر حيث نصت على " حق الوصول إلى مصادر الخععبر‬
‫ل يجوز للصحافي أن ينشر أو يفضي بالمعلومات التي من طبيعتها ما يلي ‪:‬‬
‫المساس أو تهديد المن الوطني أو الوحدة الوطنية أو امن الدولة ‪.‬‬ ‫•‬

‫أن تكشف سرا من أسرار الدفاع الوطني أو سرا اقتصاديا أو استراتيجيا ‪.‬‬ ‫•‬
‫المساس بحقوق المواطن وحريته الدستورية ‪.‬‬ ‫•‬

‫المساس بسمعة التحقيق القضائي ‪.‬‬ ‫•‬

‫بالضافة إلى المواد السابقة نجد المادة ‪ 37‬تناولت مسععألة أخععرى ل تقععل أهميععة‬
‫وهي قضية السرية المهنية حيث نصت على أن " السر المهني هو حق الصحفيين‬
‫الخاضعين لحكام هذا القانون وواجب عليهم ‪ ،‬ول يمكن أن يتذرع السععر المهنععي‬
‫على السلطة القضائية المختصة في الحالت التالية ‪:‬‬
‫مجال سر الدفاع الوطني كما هو محدد في التشريع المعمول به ‪.‬‬ ‫•‬

‫العلم الذي يعني الطفال و المراهقين ‪.‬‬ ‫•‬

‫العلم الذي يمس امن الدولة مساسا واضحا ‪.‬‬ ‫•‬

‫العلم الذي يمتد إلى التحقيق و البحث القضائيين ‪.‬‬ ‫•‬

‫هذه المادة أعطت للصحفيين حق السر المهني لكنها في الوقت نفسه قيدت هذا‬
‫الحق بفرضها لمجالت ل يمكن أن تمس‪.‬‬
‫ركععز قععانون العلم ‪ 1990‬فععي مععادته ‪ 40‬صععراحة علععى أخلق و آداب المهنععة‬
‫العلمية ‪ ،‬والتي جاء فيها ما يلي ‪:‬‬
‫" يتعين على الصحافي المحععترف أن يحععترم بكععل صععرامة أخلق وآداب المهنععة‬
‫أثناء ممارسته لمهنته "‬
‫وجاءت على شعكل نقعاط حيععث تطلعب مععن الصعحفي المحععترف احعترام حقععوق‬
‫المععواطنين الدسععتورية ‪ ،‬والحريععات الفرديععة و أيضععا تصععحيح الخبععار الخععاطئة و‬
‫المتناع عن النتحال ‪ ،‬القذف ‪ ،‬الفتراء و الوشاية أو استغلل السععمعة المرتبطععة‬
‫‪13‬‬

‫بالمهنة لغراض شخصية أو مادية ‪ ،‬كمعا طععالبته هعاته المعادة بعالتحلي بالصععدق و‬
‫الموضوعية في التعليق علعى الوقعائع ‪ ،‬الحععرص العدائم علعى تقعديم إعلم تعام و‬
‫موضوعي ‪ ،‬كما أكدت المادة على حق الصععحفي برفععض أي تعليمععة تحليليععة آتيععة‬
‫من مصدر آخر غير مسئولي التحديد ‪.‬‬
‫أما فيما يخص حق الرد و التصحيح فقد أعد المشرع الجععزائري نفععس الجععراءات‬
‫الواردة في قانون ‪ 1982‬مععع بعععض الضععافات الجديععدة الععواردة فععي المععادة ‪44‬‬
‫والتي تؤكد تصحيح الخبر بعد ‪ 48‬ساعة مععن تقععديم البلغ معن شععخص طععبيعي أو‬
‫معنوي نشر عنه وقائع غير صحيحة أو مزاعم مسععيئة مععن شععأنها أن تلحععق ضععرر‬
‫معنويا أو ماديا ‪.‬‬
‫كما خصص بابا آخر لهيئة جديدة فععي السععاحة العلميععة وهععي المجلععس العلععى‬
‫للعلم الذي اعتبره سلطة إدارية مستقلة تتمتع بعدة صلحيات من شأنها الرقي‬
‫بالمهنة ‪ ،‬كما انه يهتم بمسائل الخلقيات المهنة‪،‬فقد شكلت لجنتان الولى خاصة‬
‫بأخلقيات المهنة والثانيععة خاصععة بععالتنظيم المهنععي و اللتععان تهععدفان إلععى تنظيععم‬
‫الممارسة العلمية وتحديد الخلقيات و القواعد المهنية وكععذا المراقبععة والسععهر‬
‫على اللععتزام بهععا ‪.‬غيععر أن الظععروف المنيععة والسياسععية للبلد عجلععت بحععل هععذا‬
‫المجلس بموجب أمر تشريعي صادر سنة ‪.1993‬‬

‫تيأسيس أول مجلس لخلقيات المهنة العلمية بالجزائر ‪:‬‬


‫تقرر إنشاء مجلس أعلى لخلقيات المهنة الصحفية في الجزائر استنادا إلى نععص‬
‫ميثاق صادقت عليه نقابة الصععحفيين الجزائرييععن فععي افريععل مععن العععام ‪،2000‬‬
‫وكان دوره الساسي احترام المبادئ التي اتفععق عليهععا الصععحفيون فععي الوثيقععة ‪.‬‬
‫وتم التفاق على أن يتم تشكيل المجلس بعد شهر ‪ ،‬حيث تطوعت لجنة تحضيرية‬
‫سميت " لجنة العمل والتفكير" مكونة من ‪ 11‬صحفيا لدراسة صلحيات المجلس‬
‫‪ ،‬وشروط الترشح فيه وكذا بعث آليات الميثاق الععتي تمكععن العععاملين فععي قطععاع‬
‫العلم من ممارسة حرة وديمقراطيععة ‪ ،‬بعيععدة عععن الحسعابات السياسععية ونفععوذ‬
‫السعلطة والمعال ‪ ،‬وكعذا الوقعوف فعي وجعه كعل التهامعات والنزاععات المتعلقعة‬
‫بالعمععل العلمععي سععواء كععان ذلععك فععي الصععحافة المكتوبععة أو المسععموعة أو‬
‫البصرية ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫وبعد عدة اجتماعات عقدتها اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضععير لنتخععاب المجلععس‬
‫العلى لخلقيات وقواعد المهنة ‪ ،‬نظمت النقابة الوطنية للصحفيين ندوة بسععيدي‬
‫فرج يوم ‪ 11‬ماي ‪ ، 2000‬بحضور عدد كبير من الصحفيين القادمين من مختلععف‬
‫أنحاء الوطن وناقش المؤتمرون صلحيات المجلس بناء علععى مضععمون الميثععاق ‪،‬‬
‫حيث تم الشارة إلى وجوب صرامته وفعاليته وأن تكون له قوة التمثيل والقتراح‬
‫معترف بها من طرف الجميع ‪ ،‬والتأكيد على القصد من وراء إنشاء هذا المجلععس‬
‫وهو ضمان استقللية حقيقية للعلم ‪ ،‬والفصل فععي شععكاوي الجمهععور مععن قععراء‬
‫ومستمعين ومشاهدين ‪ ،‬كما تم التفاق على شروط شكلية في الترشح للمجلس‬
‫كشرط السن الذي حدد ب ‪ 35‬سنة كأدنى حد ‪ ،‬وتوفر ‪ 10‬سنوات كأقدمية علععى‬
‫القععل فععي مجععال الحععتراف الصععحفي ‪ ،‬والمسععاهمة فععي حريععة التعععبير وإقععرار‬
‫التعددية واللتزام باحترام مبادئ ميثاق أخلقيات المهنععة ‪ ،‬كمععا أثيععر جععدل ولسععع‬
‫لشروط الترشح منها عدم قبول الترشيح لصحفيين مناضلين في أحزاب سياسية‬
‫‪ ،‬حفاظا على حيادية المجلس في هذا الشأن‪.‬‬

‫ووصف المجلس باعتباره هيئة مسععتقلة تنظيميععا ويعمععل مععن أجععل غععرس القيععم‬
‫النبيلة للعمل الصععحافي‪ ،‬وصععون مهنععة العلم مععن السععتغلل والتلعععب بالمهنععة‬
‫ومقوماتها ‪.‬‬

‫ويعتبر كذلك اضافة للنضال مععن أجععل حريععة الصععحافة وحمايتهععا مععن المتطفليععن‬
‫والنتهععازيين‪ .‬ومععن أهععم المععواد الععتي جععاءت فععي ميثععاق الشععرف للصععحافيين‬
‫الجزائريين ما يلي‪:‬‬

‫ع احترام الحقيقة مهما كانت عواقبها على الصحافي لن الجمهععور لععه الحععق فععي‬
‫معرفتها‪.‬‬

‫ع الدفاع عن حرية الصحافة و الرأي و التعليق و النقد‪.‬‬

‫ع الفصل بين الخبر والتعليق‪.‬‬

‫ع الحفاظ على السرار المهنية وعدم الفصاح عن مصادر الخبار‬


‫‪15‬‬

‫ع يعاقب القانون جريمة القذف والهانة والتشهير والشععتم والتجريععح فععي جميععع‬
‫النظمة التشريعية في‬

‫دول العالم‪ ،‬كما أن حق النسان في المحافظة على خصوصيته وكرامته وشععرفه‬


‫وعرضه حق مضمون في جميع الععدول والمجتمععات‪ ،‬هعذا ل يعنعي أن الصعحافي‬
‫بإمكععانه أن يتعععدى ويتجععاوز أخلقيععات المهنععة وأن يخععرج عععن حععدود الممارسععة‬
‫العلميععة المسععئولة والنزيهععة‪ ،‬فالحريععة بععدون مسععؤولية تعنععي الفوضععى وتعنععي‬
‫المساس والعتداء على حرية الخرين وهذا معا ل يقبععل بعه أي صعحافي مسععؤول‬
‫وملتزم وكذلك ل يقبل به أي فرد في المجتمع ّ‬
‫غيور على كرامته و شرفه‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫يعتععبر ميلد أول مجلععس لخلقيععات المهنععة الصععحفية فععي الجععزائر * بععادرة جععد‬
‫ايجابية ‪ ،‬لكنها للسف لم تدم طويل ‪ ،‬بحيععث أن هععذا المجلععس اختفععى بعععد مععدة‬
‫قصيرة من تأسيسه‪ ،‬بدءا بوفاة رئيسه الشرفي بن زين ‪ ،‬واستقالة بعض أعضععائه‬
‫المنتخععبين كاحميععدة عياشععي مععدير نشععرية " الجزائرنيععوز" ‪ ،‬وانسععحاب واعتععذار‬
‫البعض من أعضائه المنتخبين ‪ ،‬ومطالبععة بععاقي أعضععائه بصععلحيات كععبيرة وعععدم‬
‫خضوعه للقانون المطبق على الجمعيات المدنية ‪ .‬كما اشععتكى أعضععاؤه البععاقون‬
‫من افتقار هاته الهيئة المنتخبة للصفة اللزامية لقراراتها ‪.‬‬
‫وبصورة عامة فان أخلقيات المهنة العلمية في الجزائر لم يتعرض لها المشرع‬
‫الجزائري بالتفصيل في أول قععانون للعلم الصععادر سععنة ‪ ، 1982‬ورغععم تفطععن‬
‫المشرع لدورها في تأسيس عمل إعلمععي ديمقراطععي ونزيععه فععي قععانون العلم‬
‫‪ ، 1990‬إل انه لم يععط لخلقيعات المهنعة الصعفة الملزمعة لقعرارات مجلسعها ‪،‬‬
‫وحتى الصلحيات التي كانت مخولة للمجلس العلى للعلم الصادر بذات القانون‬
‫انتفععت بحلععه بفععترة وجيععزة مععن إنشععائه أي فععي العععام ‪ 1993‬بمععوجب مرسععوم‬
‫تشريعي ‪ 13-93‬صادر في ‪.1993-10-26‬‬
‫‪16‬‬

‫‪ 11‬مععاي‬ ‫أعضاء أول مجلس لخلقيععات المهنععة الصععحفية فععي الجععزائر‬ ‫•‬

‫‪.2000‬‬
‫الوظيفة في المجلس وخارجه‬ ‫السم واللقب‬
‫رئيس شرفي – صحفي متقاعد ‪-‬‬ ‫عبد الحميد بن الزين‬
‫صحفي مغتال – عضو شرفي ‪-‬‬ ‫الطاهر جاووت‬
‫عضيييو – صيييحفي يوميييية الخيييبر‬ ‫لحسن بوربيع‬
‫مكتب وهران ‪-‬‬
‫عضو – ‪ FIJ‬مكتب الجزائر‪-‬‬ ‫لزهاري لبتر‬
‫عضو – صحفي بالذاعة القناة ‪-1‬‬ ‫محمد شلوش‬
‫عضييو – صييحفي بيومييية ‪Le Soir‬‬ ‫الزبير سويسي‬
‫‪d'Algérie‬‬
‫عضيييو ‪ -‬صيييحفي بيييالتلفزيون ‪،‬‬ ‫حسين راحم‬
‫محطة قسنطينة ‪-‬‬
‫عضييوة ‪ -‬وكاليية النبيياء الجزائرييية‬ ‫فاطمة الزهراء خليفي بلعزوق‬
‫‪-APS‬‬
‫عضو – صحفي بيومية ‪Le Matin‬‬ ‫ايدير بن يونس‬
‫عضو – صحفي بيومية الخبر ‪-‬‬ ‫احميدة العياشي‬
‫عضييو – صييحفي بيومييية النصيير‬ ‫عبد الحميد بوشوشة‬
‫بقسنطينة‬
‫عضو – صحفي مستقل العاصمة‬ ‫الزبير فروخي‬

‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬

‫أ‪ .‬د عبد الحميد أشرف‪ " ،‬التجاهات القانونية في تنظيععم حريععة الصععحافة "‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دراسة تحليلية تطبيقية‪ ،‬دار الكتاب الحديث القاهرة ‪.2010‬‬
‫‪17‬‬

‫د فهمي العدوي " إدارة العلم " دار أسامة عمان الردن ‪.2010‬‬ ‫‪.2‬‬
‫د حسن عماد مكاوي " أخلقيععات العمععل العلمععي "‪ ،‬دراسععة مقارنععة‪ ،‬الععدار‬ ‫‪.3‬‬
‫المصرية اللبنانية القاهرة ‪. 2006‬‬
‫د محمد حسيام اليدين "المسععؤولية الجتماعيععة للصععحافة " الععدار المصععرية‬ ‫‪.4‬‬
‫اللبنانية القاهرة ‪.2003‬‬
‫سعيد مقدم ‪ " ،‬أخلقيات الوظيفة العمومية في الجزائر" ‪ ،‬دار المة للطباعععة‬ ‫‪.5‬‬
‫والترجمة والنشر والتوزيع ‪ ،‬جوان ‪.1997‬‬
‫بن بوزة ‪ " ،‬السياسة العلمية الجزائرية المنطلقات النظرية والممارسععات )‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ " (1990-1979‬العدد ‪ 13‬جانفي ‪ ،‬جوان ‪.1996‬‬
‫عماد عبد الحميد النجييار ‪ " ،‬الوسععيط فععي تشععريعات الصععحافة " ‪ ،‬المكتبععة‬ ‫‪.7‬‬
‫النجلو مصرية القاهرة ‪.1985‬‬

‫المراجع باللغة الجنبية ‪:‬‬

‫‪1. Fink, Conrad C Media Ethics in The Newsroom and‬‬


‫‪Beyond , NY Mc Graw – Hill , Inc 1988 p12‬‬
‫‪2. Holsinger , Ralph L Media Law , NY Random House , 1987 p‬‬
‫‪292‬‬

‫مراجع بحثية أخرى‪:‬‬

‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطيععة الشعععبية ‪ :‬قععانون ‪01-82‬‬ ‫•‬


‫المتعلق بالعلم ‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطيععة الشعععبية ‪ :‬قععانون ‪07-90‬‬ ‫•‬
‫المتعلق بالعلم ‪.‬‬
‫مقابلت مباشرة ومسجلة مع بعععض أعضععاء مجلععس أخلقيععات المهنععة والععزملء‬ ‫•‬
‫الساتذة الجامعيين الباحثين ‪.‬‬

‫الكلمات الدالة ‪:‬‬

‫أخلق المهنة الصحفية – مدونات سلوك ‪ -‬تشريع إعلمي – قييانون إعلم –‬


‫الحق في العلم – الحق في التصال ‪.‬‬

‫‪Éthic- deontology - journalism- law‬‬


‫‪Éthique - Deontologie - Journalism – Droit de l’Information – Code de l’Information‬‬

You might also like