Professional Documents
Culture Documents
كلية العلوم الجتماعية والنسانية والداب واللغات -جامعة الجلفة -نوفمبر 2010
تعتبر أخلقية المهنة العلمية مجموعععة مععن القيععم المتعلقععة بالممارسععة اليوميععة
للصحفيين وهي تمثل جملة الحقوق والواجبات المرتبطة بمهنة الصحافة ،وتحمععل
هععذه الحقععوق والواجبععات عععادة فععي صععفة ميثععاق يتفععق عليععه أغلععب الصععحفيين
فيعملون على احترامه وعدم الخروج عن مبادئه.
وفي هععذا المقععال سععنتطرق إلععى كيفيععة تنظيععم أخلقيععات المهنععة الصععحفية فععي
الجزائر ،من خلل قوانين البلد والى ظروف تأسيس أول وأخر مجلس لخلقيات
المهنععة الصععحفية .مععع الشععارة إلععى دور مواثيععق الشععرف الخلقيععة ومجععالس
الصحافة ،وطبيعة التنظيمات المهنية في المجتمعععات العربيععة ،مععع التطععرق إلععى
مواثيق الشرف الخلقية بها .
مواثيق الشرف الخلقية ومجالس الصحافة :
ظهرت مواثيق الشرف الخلقية فععي الصععحافة مععع بدايععة القععرن العشععرين ،أمععا
مجالس الصحافة فقد انتشرت بشكل كبير في الستينات مععن القععرن الماضععي .1
وهي عبارة عععن منظمععات تطوعيععة تسعععى إلععى تحسععين أداء الصععحافة ووسععائل
التصال الخرى ودراسة الشكاوي المتعلقععة بالممارسععة العلميععة ،وهععي تسععمح
للناس بعان ينتقعدوا أداء وسععائل العلم بعدون تهديععد رسععمي آو قعانوني لوسععائل
التصال ،وتستهدف مواثيق الشعرف الخلقيعة تحسعين الداء العلمعي والتحكعم
في وسائل العلم لصالح عامة الناس .2
.1أنشئ ول مجلس صحافة في العالم في السويد سنة .1916
2. Dennis Everette E and Merill , John . Basic Issues In Mass Communication (NY Macmillan Publishing
Company , 1984) p161
ويذهب ايفرت دينيس Dennisإلى إن الدور الذي تقوم بععه مجععالس الصععحافة
غير ضروري ،بل ينطععوي علععى خطععورة ضععد المجتمععع ووسععائل العلم ،فهنععاك
العديد من الدول التي تمارس الرقابة على الصحف من خلل مجالس الصععحافة ،
2
وذلععك مععن خلل تخويععل هععذه المجععالس بفععرض رخععص علععى إصععدار الصععحف ،
ومراقبة الممارسععات الصععحفية ،وعقععاب الصععحفيين الععذين يعارضععون سياسععات
. 1 الحكومة مثل
ومن ناحية أخرى يرى جون ميريل Merillأن مجالس الصحافة تقععوم بوظيفععة
استشارية وتقدم المقترحات الععتي تععبر ععن الممارسعات الفقيعرة والممارسعات
القوية لوسائل العلم بدون الخوف من قوة القععانون والجععزاءات ،فهععي تحسععن
من أداء الصحافة لصالح خدمة المجتمع وتفرض القوانين العرفية الععتي ينبغععي أن
يلتزم بها الصحفيون من الناحية الخلقية .
ويمكن أن تقوم مجالس الصحافة بمايلي :
التأكد من صدق الخبار التي تغطيها وسائل العلم .
العمل على التقليل من قضايا القععذف الموجهععة ضععد وسععائل العلم
إتاحة ردود فعععل الجمهععور حيععال الرسععائل الععتي يتلقونهععا ونشععر مععا
المجتمع .
تدعيم حرية الصحافة من خلل الحعرص علعى العدالععة وتحسعين أداء
1. Dennis Everette E and Merill, John. Basic Issues In Mass Communication (NY Macmillan Publishing
Company, 1984) p164.
عدم اعترافها أصل بالتنظيمات النقابية ،ثم أخذ مبدأ العتراف للصحفيين بحقهععم
في تشكيل تنظيماتهم المهنية يأخذ طريقه في غالبية القطار العربية حععتى تمععت
.1 التنظيمات المهنية في 16دولة عربية
وتتخذ هذا التنظيمعات المهنيعة تسعميات مختلفعة مثعل :نقابعة – اتحعاد – جمعيعة
..وتعني هذه التنظيمات أساسا بترتيب وتوفير الشراف علععى الضععمانات اللزمععة
لمتطلبععات الممارسععة العلميععة المهنيععة السععليمة ،سععواء مععا يخععص العتبععارات
القتصادية آو المهنية والخلقية ،وتشععكل الضععمانات المهنيععة لهععذه التنظيمععات ،
حق الصحفي في الطلع على الحقائق التي تعينععه فععي كتابععاته ،فل تحجععب عنععه
الحقائق مهما كانت قاسية ،وعدم جععواز ممارسععة ضععغوط عليععه لفشععاء أسععرار
المهنة ،وحريته في الحفاظ على سرية مصععادره ،وحقععه فععي نقععد تصععرفات أي
مسئول في حدود القانون والمصلحة العامة ،وعدم جواز محاكمته إل فععي ظععل
القانون العام وأمام القضاء العادي غير السععتثنائي ،وكععذلك تععأمين حريععة انتقععال
الصحفيين وإلغاء القيود المفروضة عليهم وعدم جواز إجبار الصحفي على القيععام
بعمل يغير من طبيعة عمله الصحفي ،ووجوب إحالته إلى الهيئة التأديبيععة لنقععابته
فععي حععال ارتكععاب مخالفععة تتصععل بالمهنععة ،والقععرار بحرمععة مقععار منظمععات
الصحفيين ودور الصحف ،وعدم جواز تفتيشها أل بإذن من النيابة العامة وبحضور
نقيب الصحفيين ،آو من يمثله .
الدول هي :الجزائر – مصر – السودان – تونس – الردن – لبنان – سوريا – المغععرب – الكععويت -1
– اليمنيتين قبل الوحدة – فلسطين – ليبيا – العراق – الصومال و موريطانيا .
ومن حععق الصععحفي أن يرفععض الوامععر المخالفععة الععتي تسععير عليهععا المؤسسععة
الصحفية التي ينتمي إليها آو ل يتفق معها ،ومن حقه أن يكععون فععي حععل مععن أي
ضغط يفرض عليه تبني لراء تخالف معتقداته ،آو ل يقبلها ضميره .
وتتفاوت المكاسب التي تحققها التنظيمات الصحفية من قطعر عربعي إلعى أخعر ،
وتعكس هذه المكاسب في حد ذاتها تاريخ النضال الذي خاضه الصععحفيون لقععرار
حقوقهم المهنية والتمتع بها كواقع معاشي في تفاعلت النظم التصالية ،وانععتزاع
العتراف بها كفاعل مؤثر في تفاعلت بيئة النظم القطرية ،فالواضح فععي تاريععخ
الصحافة العربية أن هذه الحقوق ل تمنح ،وإنما يتم انتزاعها بعد كفاح مرير .
مواثيق الشرف الخلقية العربية:
4
رغم أن مواثيق الشرف العلمية احد التنظيمات الخاصة لعمل الصحافة والعلم
في المجتمعات الغربية منذ فترة طويلة ،فان هذه المواثيق ل توجد فععي الععوطن
العربي إل في القطار ذات الخبرات الكبيرة في مجال تنظيععم المهععن العلميععة ،
وقد شهد الوطن العربي خلل العقود الثلثععة الخيععرة تطععورات عديععدة فععي هععذا
المجال منها :
دستور التحاد العام للصحفيين العرب:
اهتععم التحععاد العععام للصععحفيين العععرب منععذ نشععأته الولععى بتحديععد المسععؤولية
الجتماعية للصحفيين العرب حيال مجتمعاتهم القطرية ،وحيال المجتمععع العربععي
ككل ،وقد نص دستور التحاد العام للصحفيين العرب الععذي صععدر عععن الجتمععاع
التأسيسعي للتحعاد فعي 21فيفعري ، 1964علعى مسعؤولية الصعحفيين الععرب
المهنية والخلقية حيععال مجتمعهععم ،وتعععد هععذه المسععؤوليات ملزمععة للصععحفيين
العرب بحكم التزامهم بالقواعد المهنية لنقاباتهم المكونة للتحععاد ،وقععد أكععد هععذا
الدستور على أن الصحفي العربي أيا كانت طريقته في الكتابة والتعبير عععن رأيععه
يجب أن يتوخى المانععة والصععدق ،فععي بسععط الراء وتفسععيرها ،وان ل يسععتهين
بالتبعات التي يتحملها وهو يؤدي واجبه ،وان يراعي دائما المصععلحة العامععة لكععل
ما يقدم للرأي العام ،وان يتحقق دائما قبععل النشععر مععن صععحة المعلومععات الععتي
يحصعل عليهعا ،وان يكعون حريصعا علعى أن ل يشعوه آو بخفعي بأيعة طريقعة معن
الطرق عمدا الوقائع الصحيحة ،وان شرف مزاولة المهنة الصحفية يحتم عليه أل
يسعى مطلقا وراء منفعة شخصية ،فالفتراء آو التشهير المتعمد آو التهم الععتي ل
تستند إلى دليل آو انتحال أقوال ونسععبتها إلععى الغيععر آو إثععارة الغععرائز بالكتابععة آو
الرسوم آو بأية طريقة أخععرى آو إشععاعة النحلل والبتععذال والخععروج عععن الداب
والخلق العامة ،آو وصف جريمة بطريقة تغري بارتكابهععا ،كععل هععذا يتنععافى مععع
شرف المهنة وأصولها .
ومن حععق الصععحفي العربععي ومععن واجبععه أيضععا الحتفععاظ بسععرية المصععادر الععتي
يستقي منها معلوماته ،ول يجوز الضععغط عليععه لفشععائها ،ول يجععوز لععه التعععرض
لحياة الفراد الخاصة آو المساس بسمعتهم إل إذا كان في النشر مصلحة عامععة ،
ويجب عليه أن ينشر بناء على طلب ذوي المصععلحة تصععحيحا لمععا ورد ذكععره فععي
5
الواقع آو سبق نشره في تصريحات سابقة في صععحيفته ،ول يجععوز امتنععاعه عععن
النشر إل إذا تعارض ذلك مع الصالح العام .
ولم يكتف الدستور المهني لترتيب قواعععد المسععؤولية الجتماعيععة تجععاه المجتمععع
وأفراد مؤسساته ،وإنما مد هذه المسؤولية نحو المهنة ذاتهععا ،إذ نععص علععى انععه
يقع على الصحفي العربي مسؤولية الدفاع عن شرف المهنة وعدم التسععتر علععى
الذين يسيئون بسلوكهم إلى شرف المهنة ،والععدفاع بالوسععائل الممكنععة جميعهععا
عن طريق الصحافة والصحفيين ،والنضال ضعد كعل اضععطهاد لحريعة الصعحافة ،
وضد كل إجراء غير شرعي يوجه ضد العععاملين فععي هععذه المهنععة ،و ل يجععوز لععه
تجريح زملئه آو الحيلولة دون حق مادي آو أدبي تقرر لحدهم بمقتضعى القواععد
العمليعة للمهنعة ،آو تكليفعه أمعورا خاصعة آو عامعة تقلعل معن شعانه ،آو تعرضعه
. 1 لمخالفة هذا الميثاق
.1د حسن عماد مكاوي " أخلقيات العمل العلمي " ،دراسة مقارنة ،الدار المصرية اللبنانية القععاهرة . 2006ص
.149
وعلى ضوء الهداف العربية الكبرى المتفق عليها نصت المادة 13على أن تكفل
الحكومات العربيععة حريععة تنقععل العلمييععن العععرب ،فععي مختلععف أرجععاء الععوطن
العربي ،كما تكفل لهم حرية العمل في التنظيم المهني .
ونصععت المععادة 14علععى أن تسععهل الحكومععات حريععة انتقععال وتععداول الصععحف
العربيععة ،وسععريان الخبععار المذاعععة ،ول تلجععأ إلععى المصععادر آو الرقابععة إل عنععد
الضععرورة القصععوى .ونصععت المععادة 15علععى أن حععق المؤلععف يكفلععه القععانون،
ويتعين وضع التشريعات اللزمة لحماية هذا الحق في الدول العربية كافة.
1جاء هذا الميثاق تنفيذا لميثاق التضامن العربي الصادر عن مؤتمر القمة العربيععة بالععدار البيضععاء المغربيععة العععام
.1965
بينما تغاضى عن الحقوق وحرية الصحافة ،كما ظل محدودا في حركتععه ععبر ثلث
هيئات رسمية ،هي :الحزب والحكومة والنقابععة ،ومععن خلل هععذا التنظيععم كععان
يتم التحكم في مدخلت ومخرجات المؤسسععات العلميععة ،وكععانت هععذه الهيئات
الرسععمية مسععئولة بشععكل تععام ومباشععر علععى تعييععن كبعار المسععؤولين ومععديري
الجهزة العلمية المختلفة أنذاك .
.1د احمد حمدي نظرات في قوانين العلم الجزائرية موقع عميد كلية العلم والتصال بجامعة الجزائر
http://www.ahmedhamdi.net/?p=156
مقابلة مع البروفيسور ابراهيمي ابراهيم مؤلف واستاذ جامعي في قانون العلم . -2
وانتظر الجزائريون حتى إجراء أول انتخابات برلمانية العععام 1976ليجععد ممثليععن
لهععم فععي البرلمععان يسععنون لهععم القععوانين ويطرحععون انشععغالتهم ،غيععر أن هععذا
البرلمان جسد سيطرة الحزب الواحد آنذاك وهو حزب جبهة التحرير الوطني في
كافة المجالت.
غير أن صدور وثيقة الميثاق الوطني في نفس العام ،والتفاتة الحزب إلى تنظيععم
قطععاع العلم والتصععال لحساسععيته ودوره السياسععي عجععل بصععدور أول قععانون
للعلم في الجزائر العام .1982
تنظيييم أخلقيييات المهنيية الصييحفية فييي الجييزائر ميين خلل قييانون
العلم : 1982
رسميا بتاريخ 6فيفري ، 1982بعد مرور عشرين سنة على 1 صدر هذا القانون
استقلل البلد ،وفي وقت أصبحت فيه الصحافة تعاني من جميع أنواع الضغوط ،
وجاء في ظل فراغ القانوني لتنظيم قطاع العلم والتصال ،ورغبة منها في سععد
هذا الفراغ قععدمت الحكومععة نععص مشععروع هععذا القععانون علععى مكتععب المجلععس
،وبعد مناقشات طويلة تم ضععبط المحتععوى الشعبي الوطني في صائفة 1981
النهائي لهذا المشروع الععذي صععادق عليععه نععواب الحععزب الواحععد بالغلبيععة ،وهععو
قانون مكون من 128مادة موزعة على مدخل يحتععوي المبععادئ العامععة وخمسععة
أبواب .
تطرق هذا القانون إلى أخلقيات المهنة بطريقة سريعة وغامضة ،حيث لم يحععدد
السس و المعايير التي تبنى مبادئ أخلقيات المهنة الصحافية ،ونجععد أن معظععم
المواد الواردة فععي هععذا القععانون تغلععب عليهععا صعفة القاعععدة القانونيععة المععرة ،
وطابع الوجوب و المنع و العقاب في نحو أكثر نصف مععواده .وبلغععت عععدد المععواد
8
أما المواد التي تخص بصفة مباشرة أخلقيعات و آداب المهنعة الصعحفية فعي هعذا
القانون فهي قليلة جدا ويمكن حصرها في خمسة مواد هي ، 49-48-45-42-35
سنتعرض لها بالتفصيل .
فالمادة 35ترى أن " الصحفي لبد عليه أن يكععون ملتزمععا بمبععادئ حععزب جبهععة
التحرير الوطني و يدافع عن الحتياجات الشععتراكية " .ممععا يعنععي تقييععدا صععريحا
للصحفي إيديولوجيا بمبادئ الحزب الواحد ،والدفاع عن نظرياته ورموزه .
أما المادة " 42فتلزم الصحفي بضرورة الحتراس من نشععر الخبععار الخععاطئة أو
استعمال المتيازات المرتبطة بمهنة الصحافة من أجععل المصععلحة الشخصععية ،أو
تمجيد خصال مؤسسة أو مادة تعود عليه بالفائدة .وهو ما يشكل تناقضا موجععودا
فععي نععص المععادة ،إذ أن الكععثير مععن الصععحفيين الععذين ل يمجععدون مؤسسععات
السلطة أو الذين يسمحون لنفسهم بانتقادها كثيرا ما يتعرضون للعقاب .
وجاء في المادة 45على أن " للصحافي المحترف الحععق و الحريععة الكاملععة فععي
الوصول إلى مصادر الخبر في إطار الصلحيات المخولة له قانونيا " ونقرأ فيها ما
منحته هذه المادة للصحفي المحترف وربطه بصلحيات قانونية ،وهععو مععا يشععكل
وسيلة ضغط عليه أثناء تطبيق هذا القانون .
وتنص المادة 48على أن " سر المهنة الصععحافية معععترف بععه للصععحافيين الععذين
تسري عليهم أحكام هذا القانون " .وهو فععي صععالح الممارسععة العلميععة وحريععة
التعععبير ،لععول أن المععادة الععتي جععاءت بعععدها 49قلصععت ممععا منحتععه المععادة
48السالفة ،حيث أنقصت من حصانة الصحافة بشأن حماية سرية المصادر الععتي
يقتني منها المعلومات ،وذلك بتحديد مجالت ليس من حععق الصععحفي الحتفععاظ
بالسر المهني عند خوضه فيها وهي :
• مجال السر العسكري على الشكل الذي يحدد التشريع المعمول به .
9
دفع بعض الباحثين في مجععال العلم إلععى اعتبععار أن هععذا القععانون جععاء لتكريععس
شرعية السلطة آنذاك وهيمنة الحزب الواحد .
1990 أخلقيات المهنة الصحفية من خلل قانون العلم الحييالي
بعد التعديل الدستوري لسنة ، 1989والذي ألغيت بموجبه المادة 120الشععهيرة
بهيمنة الحزب الواحد على دواليب السلطة في البلد ،تم القرار بإنشاء الحزاب
السياسععية والجمعيععات المدنيععة ،دسععتور فتععح هععامش الحريععات وعجععل بحععراك
سياسي كبير ،ظهر قانون العلم 1990كواحد من بين أهم المكتسععبات الععتي
حققتهععا الجععزائر بعععد السععتقلل ،حيععث فتععح أبععواب الممارسععة الديمقراطيععة و
التعددية الفكرية وحرية الرأي والتعبير .
وجاء منشور رقم 4بتاريخ 19/3/1990ليترك المر أمععام الصععحافيين العععاملين
في المؤسسات العلمية العمومية ،للختيار بين البقاء في القطععاع العمععومي أو
إنشعاء مؤسسععات صععحفية مسعتقلة علعى شعكل شععركات مسعاهمة ،أو اللتحعاق
بصحف الجمعيات ذات الطابع السياسي اي الحزاب السياسية .وقد أعطيت في
هذا الطععار تسععهيلت ماليععة مختلفععة ،حيععث منحععت مقععدما رواتععب ثلث سععنوات
للصحافيين الذين قرروا تعرك القطعاع الععام وإصعدار جعرائد خاصعة ،كمعا قععدمت
مقرات وتسهيلت للحصول على قروض .وهكذا ظهرت أول يومية مستقلة باللغة
الفرنسية في سبتمبر 1990تحت عنوان ، Le Soir d’Algérieأما أول يومية
مستقلة باللغة العربية فهي جريدة الخبر في نوفمبر .1990
تجدر الشارة هنا أن اللجنة التي سهرت علععى وضععع قععانون العلم لسععنة 1990
كانت تتكون من نواب المجلس الشعبي الوطني في عهععد الحععزب الواحععد ،ولععم
يشارك أي حزب معارض 1في وضع هذا القانون.
1ومن المعروف أنه تم في سنة 1989وحدها العتراف ب 18حزبا وفي سنة 1990تم اعتماد 30حزبا.
11
ونظرا لما يشوب هذا القانون معن لبععس وغمععوض فقعد تععم انتقععاده ورفضعه معن
غالبية الصععحافيين جملععة وتفصععيل .ومععع ذلععك فإننععا نععرى فععي هععذا القععانون عععدة
مكاسب وإيجابيات منها السماح بالملكية الخاصة للصحف والجرائد والمطبوعععات
وإنشاء المجلس العلى للعلم.
ومن جهة أخععرى نلحععظ مقاربععة جديععدة لمفهععوم الصععحافي ومفهععوم الحععق فععي
العلم ،وحق المواطن في إعلم كامل وموضوعي ،لكن رغم هذا نلحععظ تشععبث
السلطة بمفهومهععا الخععاص للعلم والحععق فععي العلم – أي السععيطرة والتععدخل
بطرق عديدة ومختلفة في مخرجات المؤسسات العلمية واعتبارها امتدادا لها .2
أورد هذا القانون فيما جاء به بعض الضوابط لتنظيععم أخلقيععات المهنععة الصععحفية
وآداب العمل العلمي ،تمحععورت فععي عععدة مععواد مععن هععذا القععانون ،فالمععادة
الثالثة نصت على أن " يمارس حق العلم بحريععة مععع احععترام كرامععة الشخصععية
النسانية ومقتضيات السياسة الخارجية و الععدفاع الععوطني " ،أي أن حريععة الحععق
في العلم التي ينص عليها القانون مشروطة باحترام الضوابط التي لخصتها هذه
المادة .
وفي المادة 26فتنص على انه " يجب أن ل تشمل النشرية الدورية والمتخصصة
الوطنية والجنبية كيفما كان نوعها ومقصدها على كل ما يخالف الخلق السععلمي
والقيم الوطنية وحقوق النسان أو يدعو إلى العنصرية والتعصب و الخيانععة سععواء
كان ذالك رسما أو صورة أو حكاية أو خععبرا أو بلغععا ،كمععا يجععب أل تشععمل هععذه
النشريات على أي إشهار أو إعلن معن شعأنه أن يشعجع العنعف والجنعوح " .وهعو
معنى صريح بأنها تضع حدودا وضوابط للممارسة العلمية يجب علععى النشععريات
الدورية مهما كان نوعها اللتزام بها .
وجععاء فععي نععص المعادة 33علعى أن" تكععون حقععوق الصععحافيين المحععترفين فعي
الجهزة العلمية العمومية المستقلة عن الراء والنتماءات النقابيععة أو السياسععية
…ويكون التأهيل المهني شرطا أساسععيا للتعييععن ،الترقيععة والتحويععل شععريطة أن
يلتزم الصحفي المحترف بالخط العام للمؤسسة العلمية ".
1حل المجلس العلي للعلم بموجب مرسوم تشريعي 93/13الصادر في 1993-10- 26
.-2د احمد حمدي نظرات في قوانين العلم الجزائرية موقع عميد كلية العلم والتصال بجامعة الجزائر .
http://www.ahmedhamdi.net/?p=15
12
وبذلك فقععد ربطععت هععذه المععادة حععق الصععحفي المحععترف العامععل فععي الجهععزة
العلمية العمومية بضرورة استقلليته عن الراء و النتماءات النقابية والحزبيععة و
اللتزام بالخط العام للمؤسسة العمومية .
وجععاءت المععادة 35والععتي تنععادي علععى أن " للصععحافيين المحععترفين الحععق فععي
الوصول إلى مصادر الخبر لكن المادة 36جاءت لتحديد الميادين العتي يسعتثنيها
حق الوصول إلى مصادر الخبر حيث نصت على " حق الوصول إلى مصادر الخععبر
ل يجوز للصحافي أن ينشر أو يفضي بالمعلومات التي من طبيعتها ما يلي :
المساس أو تهديد المن الوطني أو الوحدة الوطنية أو امن الدولة . •
أن تكشف سرا من أسرار الدفاع الوطني أو سرا اقتصاديا أو استراتيجيا . •
المساس بحقوق المواطن وحريته الدستورية . •
بالضافة إلى المواد السابقة نجد المادة 37تناولت مسععألة أخععرى ل تقععل أهميععة
وهي قضية السرية المهنية حيث نصت على أن " السر المهني هو حق الصحفيين
الخاضعين لحكام هذا القانون وواجب عليهم ،ول يمكن أن يتذرع السععر المهنععي
على السلطة القضائية المختصة في الحالت التالية :
مجال سر الدفاع الوطني كما هو محدد في التشريع المعمول به . •
هذه المادة أعطت للصحفيين حق السر المهني لكنها في الوقت نفسه قيدت هذا
الحق بفرضها لمجالت ل يمكن أن تمس.
ركععز قععانون العلم 1990فععي مععادته 40صععراحة علععى أخلق و آداب المهنععة
العلمية ،والتي جاء فيها ما يلي :
" يتعين على الصحافي المحععترف أن يحععترم بكععل صععرامة أخلق وآداب المهنععة
أثناء ممارسته لمهنته "
وجاءت على شعكل نقعاط حيععث تطلعب مععن الصعحفي المحععترف احعترام حقععوق
المععواطنين الدسععتورية ،والحريععات الفرديععة و أيضععا تصععحيح الخبععار الخععاطئة و
المتناع عن النتحال ،القذف ،الفتراء و الوشاية أو استغلل السععمعة المرتبطععة
13
بالمهنة لغراض شخصية أو مادية ،كمعا طععالبته هعاته المعادة بعالتحلي بالصععدق و
الموضوعية في التعليق علعى الوقعائع ،الحععرص العدائم علعى تقعديم إعلم تعام و
موضوعي ،كما أكدت المادة على حق الصععحفي برفععض أي تعليمععة تحليليععة آتيععة
من مصدر آخر غير مسئولي التحديد .
أما فيما يخص حق الرد و التصحيح فقد أعد المشرع الجععزائري نفععس الجععراءات
الواردة في قانون 1982مععع بعععض الضععافات الجديععدة الععواردة فععي المععادة 44
والتي تؤكد تصحيح الخبر بعد 48ساعة مععن تقععديم البلغ معن شععخص طععبيعي أو
معنوي نشر عنه وقائع غير صحيحة أو مزاعم مسععيئة مععن شععأنها أن تلحععق ضععرر
معنويا أو ماديا .
كما خصص بابا آخر لهيئة جديدة فععي السععاحة العلميععة وهععي المجلععس العلععى
للعلم الذي اعتبره سلطة إدارية مستقلة تتمتع بعدة صلحيات من شأنها الرقي
بالمهنة ،كما انه يهتم بمسائل الخلقيات المهنة،فقد شكلت لجنتان الولى خاصة
بأخلقيات المهنة والثانيععة خاصععة بععالتنظيم المهنععي و اللتععان تهععدفان إلععى تنظيععم
الممارسة العلمية وتحديد الخلقيات و القواعد المهنية وكععذا المراقبععة والسععهر
على اللععتزام بهععا .غيععر أن الظععروف المنيععة والسياسععية للبلد عجلععت بحععل هععذا
المجلس بموجب أمر تشريعي صادر سنة .1993
وبعد عدة اجتماعات عقدتها اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضععير لنتخععاب المجلععس
العلى لخلقيات وقواعد المهنة ،نظمت النقابة الوطنية للصحفيين ندوة بسععيدي
فرج يوم 11ماي ، 2000بحضور عدد كبير من الصحفيين القادمين من مختلععف
أنحاء الوطن وناقش المؤتمرون صلحيات المجلس بناء علععى مضععمون الميثععاق ،
حيث تم الشارة إلى وجوب صرامته وفعاليته وأن تكون له قوة التمثيل والقتراح
معترف بها من طرف الجميع ،والتأكيد على القصد من وراء إنشاء هذا المجلععس
وهو ضمان استقللية حقيقية للعلم ،والفصل فععي شععكاوي الجمهععور مععن قععراء
ومستمعين ومشاهدين ،كما تم التفاق على شروط شكلية في الترشح للمجلس
كشرط السن الذي حدد ب 35سنة كأدنى حد ،وتوفر 10سنوات كأقدمية علععى
القععل فععي مجععال الحععتراف الصععحفي ،والمسععاهمة فععي حريععة التعععبير وإقععرار
التعددية واللتزام باحترام مبادئ ميثاق أخلقيات المهنععة ،كمععا أثيععر جععدل ولسععع
لشروط الترشح منها عدم قبول الترشيح لصحفيين مناضلين في أحزاب سياسية
،حفاظا على حيادية المجلس في هذا الشأن.
ووصف المجلس باعتباره هيئة مسععتقلة تنظيميععا ويعمععل مععن أجععل غععرس القيععم
النبيلة للعمل الصععحافي ،وصععون مهنععة العلم مععن السععتغلل والتلعععب بالمهنععة
ومقوماتها .
ويعتبر كذلك اضافة للنضال مععن أجععل حريععة الصععحافة وحمايتهععا مععن المتطفليععن
والنتهععازيين .ومععن أهععم المععواد الععتي جععاءت فععي ميثععاق الشععرف للصععحافيين
الجزائريين ما يلي:
ع احترام الحقيقة مهما كانت عواقبها على الصحافي لن الجمهععور لععه الحععق فععي
معرفتها.
ع يعاقب القانون جريمة القذف والهانة والتشهير والشععتم والتجريععح فععي جميععع
النظمة التشريعية في
خاتمة
يعتععبر ميلد أول مجلععس لخلقيععات المهنععة الصععحفية فععي الجععزائر * بععادرة جععد
ايجابية ،لكنها للسف لم تدم طويل ،بحيععث أن هععذا المجلععس اختفععى بعععد مععدة
قصيرة من تأسيسه ،بدءا بوفاة رئيسه الشرفي بن زين ،واستقالة بعض أعضععائه
المنتخععبين كاحميععدة عياشععي مععدير نشععرية " الجزائرنيععوز" ،وانسععحاب واعتععذار
البعض من أعضائه المنتخبين ،ومطالبععة بععاقي أعضععائه بصععلحيات كععبيرة وعععدم
خضوعه للقانون المطبق على الجمعيات المدنية .كما اشععتكى أعضععاؤه البععاقون
من افتقار هاته الهيئة المنتخبة للصفة اللزامية لقراراتها .
وبصورة عامة فان أخلقيات المهنة العلمية في الجزائر لم يتعرض لها المشرع
الجزائري بالتفصيل في أول قععانون للعلم الصععادر سععنة ، 1982ورغععم تفطععن
المشرع لدورها في تأسيس عمل إعلمععي ديمقراطععي ونزيععه فععي قععانون العلم
، 1990إل انه لم يععط لخلقيعات المهنعة الصعفة الملزمعة لقعرارات مجلسعها ،
وحتى الصلحيات التي كانت مخولة للمجلس العلى للعلم الصادر بذات القانون
انتفععت بحلععه بفععترة وجيععزة مععن إنشععائه أي فععي العععام 1993بمععوجب مرسععوم
تشريعي 13-93صادر في .1993-10-26
16
11مععاي أعضاء أول مجلس لخلقيععات المهنععة الصععحفية فععي الجععزائر •
.2000
الوظيفة في المجلس وخارجه السم واللقب
رئيس شرفي – صحفي متقاعد - عبد الحميد بن الزين
صحفي مغتال – عضو شرفي - الطاهر جاووت
عضيييو – صيييحفي يوميييية الخيييبر لحسن بوربيع
مكتب وهران -
عضو – FIJمكتب الجزائر- لزهاري لبتر
عضو – صحفي بالذاعة القناة -1 محمد شلوش
عضييو – صييحفي بيومييية Le Soir الزبير سويسي
d'Algérie
عضيييو -صيييحفي بيييالتلفزيون ، حسين راحم
محطة قسنطينة -
عضييوة -وكاليية النبيياء الجزائرييية فاطمة الزهراء خليفي بلعزوق
-APS
عضو – صحفي بيومية Le Matin ايدير بن يونس
عضو – صحفي بيومية الخبر - احميدة العياشي
عضييو – صييحفي بيومييية النصيير عبد الحميد بوشوشة
بقسنطينة
عضو – صحفي مستقل العاصمة الزبير فروخي
أ .د عبد الحميد أشرف " ،التجاهات القانونية في تنظيععم حريععة الصععحافة "، .1
دراسة تحليلية تطبيقية ،دار الكتاب الحديث القاهرة .2010
17
د فهمي العدوي " إدارة العلم " دار أسامة عمان الردن .2010 .2
د حسن عماد مكاوي " أخلقيععات العمععل العلمععي " ،دراسععة مقارنععة ،الععدار .3
المصرية اللبنانية القاهرة . 2006
د محمد حسيام اليدين "المسععؤولية الجتماعيععة للصععحافة " الععدار المصععرية .4
اللبنانية القاهرة .2003
سعيد مقدم " ،أخلقيات الوظيفة العمومية في الجزائر" ،دار المة للطباعععة .5
والترجمة والنشر والتوزيع ،جوان .1997
بن بوزة " ،السياسة العلمية الجزائرية المنطلقات النظرية والممارسععات ) .6
" (1990-1979العدد 13جانفي ،جوان .1996
عماد عبد الحميد النجييار " ،الوسععيط فععي تشععريعات الصععحافة " ،المكتبععة .7
النجلو مصرية القاهرة .1985