You are on page 1of 5

‫فلسطين‪ :‬قضية العرب أم مشكـــلة الفلسطينيين؟ )‪(1/2‬‬

‫د‪.‬عزمي بشارة‬

‫إنه لشف كبي ل أن أكون الوم بينكم ف هذا الصح الكاديم العريق بمناسبة الكرى الواحدة والستي للنكبة‪ ،‬وهو الصح ذات ه‬
‫= <‬ ‫<‬
‫الي شهدت أروقته منذ ستي عما الكمات الول لكتاب قسطنطي زريق »معن الكبة«‪ ،‬وكتابه الان »معن الكب ة م ددا« ف م ا‬
‫بعد‪.‬‬

‫<‬
‫صحيح أن آباءنا )أجدادكم أنتم الشباب( الين عشوا الكبة حينذاك‪ ،‬لم يتوقعوا يوما أن ني الكرى الواحدة والستي للنكبة لنهم‬
‫<‬ ‫=‬ ‫<‬
‫كنوا موقني حينها بأنها دولة مزعومة لن يكتب لا الياة طويل ف تاريخ النطقة العربية وضمن جغرافيتها‪ ،‬إل أن الص هاينة أيض ا‪،‬‬
‫=‬ ‫<‬ ‫<‬
‫مص ين ع إحي اء تل ك‬ ‫وف أسوأ كوابيسهم‪ ،‬لم يظنوا أبدا أنه بعد مرور واحد وستي عما ع الكبة‪ ،‬سيكون هناك شباب م ا زال وا‬
‫الكرى‪.‬‬

‫=‬ ‫ردا< حاسما < ع من =‬


‫سولت ل نفسه من الرؤساء العرب أن يهن ئ إسائيل‬
‫= =‬ ‫<‬
‫ويكتسب وجود هذا الشد هنا الوم معن خاصا‪ ،‬إذ إنه يمثل‬
‫من دون خجل بيوم »استقللا« الي هو يوم نكبة للفلسطينيي‪.‬‬

‫هذا الشد الكبي ف هذا الصح الوطن والكاديم الكبي هو دلل قاطع ع أن القضية ما زال ت حي ة‪ ،‬م ا ي دحض مزاع م الول ة‬
‫الص هيونية وبع ض الول العربي ة الرس مية ال ت فق دت ذاكرته ا ول م تع د تع رف الاري خ الي س بق عم ‪.1967‬‬

‫إن مرد وجودنا الوم سوية لحياء ذكرى الكبة‪ ،‬يثبت عمق الوة الت تفصل بي الظام العرب الرسم والرأي العام العرب‪.‬‬

‫تشويه الهويات‪ :‬فلسطين قضية العرب‬

‫—‬ ‫<‬
‫اكتسبت عملية إحياء ذكرى الكبة أهمية خاصة منذ إطلق ما يسم بعملية السلم العربية الت ل م يكت ب ل ا النطلق‪ ،‬ناهي ك‬
‫— =‬
‫بالستمرار لول مموعة فرضيات عمل‪ ،‬منها فصل القطري عن القوم‪ ،‬ويعد تهميش ذكرى الكبة عم ‪ 1948‬إح دى أه م ركئزه ا‪ .‬إذ‬
‫<‬
‫يتناول العجم السياس العرب الال كما بشأن ترير الول العربية لراضيها الحتلة عم ‪ ،1967‬ما يش ي إل وج ود صاعت عربي ة‬
‫=‬
‫إسائيلية سابقة أدت إل احتلل أراض بعض الول عم ‪ .67‬أي أن حالة الرب كنت سائدة ما بي عم ‪ 48‬و ‪ ،67‬حيث قاتل الع رب‬
‫ف الولن وسيناء من أجل ترير الراض الفلسطينية الحتلة عم ‪ ،48‬أو قاتلتهم إسائيل لنهم لم يعتفوا بها‪ ،‬ولنهم رفضوا ت وطي‬
‫ل‪.‬‬ ‫مية ع الق‬ ‫ع الرس‬ ‫ة المي‬ ‫ة‪ ،‬وسياس‬ ‫هم الفعلي‬ ‫ة بعض‬ ‫رب سياس‬ ‫ة ال‬ ‫طينيي‪ ،‬وكنت حال‬ ‫الفلس‬

‫أم ا الركية الاني ة فه اف تاض قض ية فلس طي مش كة الفلس طينيي‪ ،‬ومش كة كياني ة فلس طينية ف الهاي ة‪.‬‬

‫<‬
‫وحت ذلك الي‪ ،‬اعتبت إسائيل أي ترك عرب حت ع مستوى تديث الولة تهديدا لا‪ ،‬لن فلسطي ل م تك ن بمفه وم الع رب‬
‫<‬ ‫<‬
‫قضية الفلسطينيي وحدهم‪ ،‬بل كنت قضية العرب أجعي؛ فقضية فلسطي ارتبطت ف الواقع وف الذهان ارتباطا وثيقا برؤي ة ه ذه‬
‫المة لفسها ولستقبلها‪.‬‬

‫صحيح أن الفلسطينيي كنوا الضحية الباشة‪ ،‬إل أن المة العربية برمتها كنت ه الستهدفة بالجزئة واليمنة م ن الس تعمار‪ .‬أم ا‬
‫سع بعض الول العربية إل عقد صفقة منفردة ف سياق ما يعرف باتفاقيات سلم منفرد مع إسائيل‪ ،‬ع أساس مب دأ الرض مقاب ل‬
‫السلم‪ ،‬فقد انطلق من ضورة وضع حد للصاع من منطلق أمن النظمة ل مصالح شعوبها ودولا‪ ،‬وقد تطلب وضع حد لصاع الول‬
‫العربية مع إسائيل الفتاض أن قضية فلسطي ه قضية الفلسطينيي وحدهم؛ فالصهيونية ف الساس ه مشوع سياس للحرك ة‬
‫<‬
‫الصهيونية الت رأت نفسها حركة قومية حديثة متحالفة مع الستعمار وج اهزة للتح ول إل اس تعمار اس تيطان كت ذكرة دخ ول إل‬
‫=‬
‫الضارة الغربية وإل علم المم الغربية‪ .‬وقد تبن اها الستعمار البيطان لسباب ثقافي ة واس تاتيجية واقتص ادية‪ ،‬واس تهدف الم ة‬
‫العربية ف إطار فكرة تزئتها وتقسيمها‪.‬‬

‫لا‪ ،‬من أجل السي ف ركب عملية سلم‪ ،‬تمس الصابة بالنسيان الماع ضورة حتمي ة‪ ،‬به دف الخل ص م ن الاكرة الماعي ة‪.‬‬

‫=‬
‫صحيح أن الصهيونية سعت إل تكريس نفسها حركة قومية تبن أمة ع غرار قومية أوروبا الوس طى ف الق رن الاس ع عش به دف‬
‫<‬
‫ترير النسان الهودي من حالة النف من خلل بناء الولة ونف النف‪ ،‬ولمس الهود شعبا كبقية الشعوب‪ ،‬وصحيح أنه كن هنالك‬
‫جانب ثقاف دين متعلق بنظرة النغليكنية الرسمية لهتمها الاريية‪ ،‬إل أن تبن الستعمار للص هيونية‪) ،‬وتبن الخية ل وله دافه(‬
‫< =‬
‫يتس م بأبع اد أخ رى متلف ة تمام ا تتعل ق برؤيت ه الس تاتيجية للمنطق ة ل فلس طي وح دها‪.‬‬

‫=‬ ‫<‬ ‫=‬ ‫—‬


‫و»صودف« أن الشعب الفلسطين هو من كن موجودا ع الرض‪ ،‬ف »تعث« الشوع الصهيون بهذا الشوع الوطن الق ائم ع أرض ه‪.‬‬
‫<‬
‫وللك فإن اعتبار قضية فلسطي ه قضية الفلسطينيي وحدهم‪ ،‬يعن حكما تزوير الاريخ؛ ول عجب ف ذلك‪ ،‬إذ إن هناك صناعت‬
‫أكاديمية كملة تعتاش ع تزوير الاريخ‪ .‬ول بد أن يقوم تزوير الاريخ ف مثل ه ذه الال ة التعلق ة بمعنوي ات الم ة وفهمه ا لاتها‬
‫ولواصلها ع تشويه الفوس قبل تشويه عملية الأريخ‪ .‬فهو يتاج إل إنشاء عرب من نوع جدي د‪ ،‬تطغ علي ه القطري ة‪ ،‬وه ذا يعن‬
‫حت القبلية والطائفية وغيها ف الولة القطرية‪ ،‬فمن ل يعتب قضية فلسطي قضيته ل يكتف بذلك بل يبدأ وينته إل العريفات‬
‫الضيق‪ .‬حيث ل يعود جنوب لنان قضية ك اللبنانيي والعرب‪ ،‬ول ال ولن قض ية ك الس وريي والع رب‪ ،‬ب ل تض يق النتم اءات‬
‫=‬ ‫<‬
‫لتفو ق النتماء القبل والعائل والعشائري ع ما عداه من انتماءات‪ ...‬جنوب لنان متل ه ذه قض ية النب ويي‪ ...‬وإذا انتش‬ ‫تدرييا‬
‫<‬
‫هذا المط فقد يؤدي إل أن كون الولن متل ربما يفتض أن يعن ذلك الولنيي‪ ،‬كما تعن غزة الغزاويي والقدس القدسيي‪ .‬ل‬
‫ح دود ل ا ق د يص ل إل ه ال دهور الي يب دأ ب الخل ع ن قومي ة العرك ة ض د الحتلل والس تيطان‪.‬‬

‫<‬
‫قضية فلسطي ه إما قضية العرب‪ ،‬أو ليست قضية بل صاع حدود بي كيان فلسطين وآخر إسائيل‪ ،‬تماما مثلما ه مسألة علق ة‬
‫ف عملية صناعة السلم بي إسائيل والول العربية النفردة‪.‬‬

‫ليس هناك من قضية فلسطينية غي عربية‪ ،‬وليس هناك من قضية فلسطي منفصلة عن السألة العربية‪ .‬أما اعتبار قضية فلس طي‬
‫<‬ ‫<‬
‫مقتصة ع قضية الراض الحتلة عم ‪ 1967‬فيعن كما أس لفنا أول‪ :‬تنظي م عملي ة نس يان لكب ة عم ‪ ،48‬وثاني ا‪ :‬تهمي ش قض ية‬
‫<‬
‫اللجئي كقضية تفاوضية‪ ،‬وثالا ‪ :‬بداية العريف بالات خارج السياق العرب من خلل كتاب ة تاري خ منفص ل لك كي ان ع ح دة‬
‫خارج السياق العرب الشامل‪.‬‬

‫وليس صدفة أن يري بموازاة خيارات السلم النفرد إحياء لويات غي قائمة ول متخيلة كلوية الابلية والفينيقية والفرعوني ة‪ ،‬ث م‬
‫لنته منها إل الويات ما قبل القومية مثل الوية الطائفية‪ .‬فهذه ع القل حقيقية‪ ،‬أو ع القل قابلة للتخيل‪ ،‬وه الت تقوم عليه ا‬
‫<‬
‫الويات القطرية‪ .‬رابعا‪ ،‬الصار ع مثل شع ووحيد للشعب الفلسطين مس ؤول ع ن ش ؤون الفلس طينيي للتح =رر م ن عبء‬
‫القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫‪Û‬‬ ‫<‬
‫كنت هذه ضورة‪ ،‬ولكن العاط الرسم معها وتشجيعها لم يكن بريئا‪ ،‬ولم يكن لصلحة الفلسطينيي‪ ،‬فه ل م تس ع للع تاف‬
‫بق وق الش عب الفلس طين بق در م ا كن يهمه ا الح رر م ن عبء القض ية الفلس طينية وإلق ائه ع »أص حابه« ال دد‪.‬‬

‫لسألة العتاف بالمثل الشع والوحيد للشعب الفلسطين وجهان‪ :‬وجه تري ر الق رار ال وطن الفلس طين م ن الصاعت العربي ة‬
‫العربية أو الحاور العربية العربية كما تفاعلت ف الستينيات والسبعينيات وبعد حرب أكتوبر ‪ ،73‬ووجه آخر ه و الح رر م ن عبء‬
‫القضية الفلسطينية والمهيد لسلم منفرد‪.‬‬

‫<‬ ‫=‬
‫أثرت قضية فلسطي حت ع صناعة الويات ف الوطن العرب‪ ،‬ناهيك باليديولوجيا‪ .‬فه إذا قض ية ف ص لب م ا ي ري ف ك دول ة‬
‫عربية‪ ،‬للك ه قضية عربية باميتاز‪ .‬وعندما اكتشف الرئيس أنور السادات فجأة مبته للفلسطينيي ودعم بقوة المثل الفلس طين‬
‫<‬
‫الوحيد عم ‪ 74‬ف الرباط ف مواجهة الردن‪ ،‬لم يكن ذلك بدافع الرص ع استقللة القرار الفلسطين‪ ،‬بل استعدادا لعق د اتفاقي ة‬
‫<‬ ‫<‬
‫»كمب دايفيد« وتمهيدا ‪ ،‬ل لحرير القرار الفلسطين من الأثي العرب‪ ،‬بل لحرير قراره هو م ن القض ية الفلس طينية‪ ،‬داعي ا المث ل‬
‫الفلسطين لدبي شؤون شعبه‪ .‬وكنت سبقت ذلك تغيات بنيوي ة حقيقي ة ف القتص اد والسياس ة وخي ارات جدي دة ف م ا يتعل ق‬
‫بالحالفات الولة‪.‬‬

‫الفصل العنصري والهتمام الدولي بالقضية‬

‫—‬
‫ت بن ك الفرضيات السابقة كما أسلفنا ع أن ارتباط العرب بقضية فلس طي ب دأ عم ‪ 67‬بس بب احتلل أراض دول عربي ة‪ ،‬بع دما‬
‫كنت مقتصة ع الفلسطينيي منذ عم ‪ . 48‬إل أنه حت القراءة الت تبدأ عم ‪ 67‬لصل إل الفاوضات تثب ت أن قض ية ح ق الع ودة‬
‫ليست قضية تفاوضية‪ ،‬إذ إنها ل تصلح للتفاوض‪ ...‬ل ف مسار تفاوض عرب منفرد ول ف إطار تفاوض فلسطين منفرد‪ ،‬فإسائيل ل‬
‫تتاجع ف مسألة حق العودة ع طاولة مفاوضات‪.‬‬

‫<‬
‫وما يري الوم من مفاوضات ل يهدف إل إل عقد سلم منفرد عرب إسائيل‪ ،‬وسلم منفرد فلسطين إسائيل ب دل م ن إي اد ح ل‬
‫عدل للقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫وف الكرى الواحدة والستي للنكبة‪ ،‬ل بد من الشارة إل شيوع بعض الصطلحات ال ت ل م يك ن جي ل المس ينيات والس تينيات‬
‫‪â‬‬ ‫=‬
‫لتخيل مرد احتمال تداولا‪ ،‬كمثل الديث عن السارات و»الطرفي«‪ :‬الطرف الفلس طين والط رف السائيل الوج ودين ف عملي ة‬
‫‪â‬‬ ‫‪â‬‬ ‫‪â‬‬ ‫=‬
‫«‪.‬‬ ‫ن الطرفي‬ ‫فم‬ ‫« و»عن‬ ‫دلي لى الطرفي‬ ‫« و»معت‬ ‫»متطرفي لى الطرفي‬ ‫ود‬ ‫لم ووج‬ ‫س‬

‫—‬ ‫—‬ ‫<‬ ‫<‬ ‫‪â‬‬


‫وف السبوع الاض شهدنا كيف يواجه الابا بالعتب كونه يدين الطرفي ل طرف ا واح دا‪ ،‬وأن ي ذكر السى م ن الطرفي‪ .‬ويق ارن‬
‫<‬
‫جندي إسائيل واحد أسي بأحد عش ألف سجي فلسطين‪ ،‬علما بأن الندي السئيل لم يطف من منل‪ ،‬بل كن ف دبابة يقصف‬
‫ح مدنيي ف غزة‪ .‬ليس هناك من إمكنية لقارنة من هذا الوع لذه السياقات بالات إل ف إطار هيمنة فكرة الس ارات بي أط راف‪،‬‬
‫<‬
‫وكأن صاع هو بي أصحاب حقوق متنافسة أو متصارعة‪.‬‬

‫<‬ ‫=‬
‫إن العودة إل الوابت مهمة جدا ليس ف سياق سلفية أو أصولة ما‪ ،‬فلست من التعصبي لوابت بهذا العن‪ ،‬بل أعن ب ذلك القض ية‬
‫الفلسطينية نفسها‪ ،‬ما ه‪ ،‬لثبيت الديهيات ووضعها ف نصابها‪ .‬وهنا ل أتدث عن خطاب تقدم مقابل خطاب رجع‪ ،‬بل عن نضال‬
‫عدل وعن نضال من أجل تقيق العدالة للشعب الفلسطين‪ .‬أما تقيق العدالة للشعب الفلسطين والمة العربية فيعن العودة إل ما‬
‫جرى عم ‪ .48‬فقضية فلسطي ه قضية الكبة‪ ،‬ه قضية استعمار استيطان لفلسطي وقد اتذ هذا الستعمار الستيطان من ذ عم‬
‫<‬
‫‪ 67‬أش كل تماث ل نظ ام البارتهاي د )الفص ل( العنصي ف جن وب أفريقي ا‪ .‬ولكن ه ف ال الي نظ ام عنصي‪.‬‬

‫=‬
‫صحيح أن نظام الفصل العنصي الي أقامته الركة الصهيونية عم ‪ 48‬أدى إل تشيد الاس وإلغ ائهم وإبع ادهم ع ن وطنه م‪ ،‬وه و‬
‫<‬
‫فصل عنصي صهيون قام ع أساس تشيد السكن‪ .‬إل أن الستعمار الستيطان اتذ شك فصل عنصي أكث شبها بن وب أفريقي ا‬
‫ف حالة بقاء السكن ف الراض الحتلة عم ‪ ،67‬إذ إن هناك كتلة ديموغرافية بقيت ف فلسطي عم ‪ ،67‬ما أدى الرم ان الباش م ن‬
‫<‬
‫د‪.‬‬ ‫ا بع‬ ‫ل العنصي ف م‬ ‫دار والفص‬ ‫ول إل ال‬ ‫كري وص‬ ‫م العس‬ ‫ل الك‬ ‫وق ف ظ‬ ‫الق‬

‫—‬
‫ولكن مبدأ الفصل العنصي لم يعمل به منذ عم ‪ 67‬فحسب‪ ،‬بل منذ عم ‪ ،48‬حيث يع رف الفص ل العنصي ف إسائيل م ن خلل‬
‫شكي‪ :‬شك تهجي الاس للحفاظ ع نقاء الولة الهودية‪ ،‬فيما يهدف الشك الخر إل بناء جدار يفصل بي الاس‪ .‬وق د ب دأ ه ذا‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة حي‬ ‫ار الكب‬ ‫ن اعتب‬ ‫دم‬ ‫ةلب‬ ‫ذه الزاوي‬ ‫نه‬ ‫تم‬ ‫ن الصاع عم ‪ 48‬ل عم ‪ ،67‬وح‬ ‫وع م‬ ‫ال‬

‫<‬
‫أما المر الخر الهم ف إحياء ذكرى الكبة فهو سؤال كبي يواجهنا حالا ‪ ،‬أل وهو جدوى الصار ع قضية فلسطي بعد مرور واحد‬
‫وستي عما < ع الكبة‪ ،‬ف زمن الكوارث الطبيعية الاجة عن تغي الناخ والت قد =‬
‫تشد ‪ 900‬ألف نسمة ف غض ون أي ام‪ .‬ول يكم ن‬
‫السبب ف كوننا شعب ال الختار نص ع العدالة أكث من غينا ونرفض أن ننس أكث من غينا ونتمسك بوطننا أكث م ن غين ا‪،‬‬
‫لسنا شعب ال الختار بل ضحايا من يعتب نفسه شعب ال الختار‪ .‬وربما ن ن كم ا ق ال ن اج العل رح ه ال ش عب ال الحت ار‪.‬‬

‫—‬
‫فالميي الي مورس بق الشعب الفلسطين يتضمن إهمال قضيته ل الهتمام بها‪ ،‬كما لم يعرف شعب آخر وقع تت استعمار حديث‪.‬‬
‫ليس هناك من حركة ترر وطن بعد الرب العالية الانية استمرت ‪ 61‬سنة‪ ،‬إذ إن جيع حركت الحرر ف العالم أنزت مهمات تررها‪.‬‬
‫<‬
‫ل يعود ذلك إل أنه لي س هن اك م ن اهتم ام زائد بقض ية فلس طي‪ ،‬ب ل لن ه لي س هن اك م ن اهتم ام أص ل بقض ية فلس طي‪.‬‬

‫— =‬
‫وف الزمن الي حل ت ك القضايا الوطنية ف العالم‪ ،‬ما زالت قضية فلسطي عرض ة لزي د م ن العقي د‪ .‬وم ا س بب الهتم ام الول‬
‫التنام الظاهر للعيان سوى لكون قضية فلسطي تقع عند توم السألة الهودية‪ .‬الهتم ام ه و بالس ألة الهودي ة‪ ،‬وبفلس طي يت م‬
‫الهتمام بالف‪ ،‬إنه اهتمام معكوس‪ .‬وف الواقع‪ ،‬ما الفلسطينيون س وى ملحظ ة ه امش ف العلق ات الركب ة الاريي ة بي الغ رب‬
‫<‬ ‫<‬ ‫<‬
‫والسألة الهودية‪ .‬إن الهتمام الغرب بالفلسطينيي مرتبط بالسألة الهودية‪ ،‬ولو كن الس تعمار بلجيكي ا أو فرنس يا أو هول ديا ل ا‬
‫ن‪.‬‬ ‫ذ زم‬ ‫ه من‬ ‫تد أرض‬ ‫طين واس‬ ‫عب الفلس‬ ‫تقل الش‬ ‫د ولس‬ ‫ام أح‬ ‫ية اهتم‬ ‫ارت القض‬ ‫أث‬

‫ن إل =‬
‫مرد كومبارس ف سياق سؤال تديدات الوية الغربية إزاء الس ألة‬ ‫ولقد =‬
‫حولت السألة الهودية وتعقيداتها ف الغرب‪ ،‬الفلسطي ‪ó‬‬
‫الهودية‪ ،‬الت ينبثق منها صاع الوية الوروبية الديثة الت كنت تساق أمام الخر الاخل وأمام الخر ال ارج‪ .‬والخ ر الاخل ف‬
‫ه ذه الال ة ه و اله ودي العت ب ه و الس يوي الشق حي يك ون ف أوروب ا‪ ،‬فيم ا الخ ر ال ارج ه و الس لم‪.‬‬

‫<‬
‫وقد ارتبطت قضية الخر الارج بالنسبة للغرب‪ ،‬لفتة طويلة بالشق‪ .‬ف اعتب الوروبي ون‪ ،‬وفق ا لظري اتهم العنصية الختلف ة‪،‬‬
‫<‬ ‫<‬
‫الهود امتدادا للشق ف الغرب‪ ،‬فكن ك صاع صاع ف داخل العلقة مع الخر‪ ،‬حول تديدات الات مع هذه العلقات أك انت م ن‬
‫الاحية الينية أم من ناحية الصاع‪.‬‬
‫ولم تكن أوروبا لتسمح لليهودي بالندماج‪ .‬وبما أن موضوع الدوة الوم هو قراءات ف الكبة والاريخ‪ ،‬أسمح لفس فقط بالش ارة‬
‫<‬
‫دون الغوص ف الوضوع‪ ،‬إل أن الغرب اعتب خروج الهودي من أوروبا شطا لقبول كأوروب‪ .‬ففقط بعد خروجه من أوروب ا وإقام ة‬
‫<‬ ‫<‬ ‫‪Û‬‬
‫دولة خارجها صار العامل معه كأنه أوروب من الضارة نفسها‪ .‬يصبح الهودي الضطهد ف أوروبا والرفوض أوروبيا مقب ول عن دما‬
‫<‬
‫يتخل ص ويل ص أوروب ا م ن ك ونه آخ ر داخلي ا ويمث ل أوروب ا ف ال ارج‪ .‬وخي تمثي ل ل ا ه و الس تعمار الس تيطان‪.‬‬

‫<‬ ‫وكنت هذه ه الصفقة الاريية بي الستعمار والصهيونية‪ :‬لى خروج الهود م ن أوروب ا ت— ‪Û‬‬
‫عتب إسائيل امت دادا للغ رب ف الشق‬
‫<‬
‫الكبي‪ .‬وكنت هذه الصفقة الاريية مرية للطرفي‪ ،‬أما الضحية فيها‪ ،‬فه المة العربية عب فلسطي‪ .‬وهكذا نشأت إسائيل امتدادا‬
‫تيطانيي‪.‬‬ ‫تعماريي واس‬ ‫بحوا اس‬ ‫أوروبيي أن يص‬ ‫ود ك‬ ‫ول اله‬ ‫ة‪ ،‬وكن شط قب‬ ‫ة العربي‬ ‫تعمار ف النطق‬ ‫للس‬

‫وف ما يتعلق بتحديد ما ه القومية‪ ،‬ل بد من التساؤل عن ماهيتها‪ :‬هل ه عرقية أم تقوم ع الواطنة‪ .‬والس ألة القومي ة ف أوروب ا‬
‫<‬ ‫<‬
‫الوسطى والشقية خاصة‪ ،‬مسألة صاع مع الخ ر ديني ا وإثني ا ه و اله ودي الاخل وق د ات ذ ش ك امت داد لصاع البوس تانتية‬
‫والكثولكية مع الهودية كأنه وحدة وصاع الضداد‪ .‬السألة الهودية ه مسألة أوروبية بامتياز‪ .‬ويستحيل قراءة الصهيونية من دون‬
‫خ‪.‬‬ ‫أثر تراجع ف الاري‬ ‫خ وب‬ ‫ر رجع للتاري‬ ‫راءة أث‬ ‫دد ب‬ ‫ن بص‬ ‫ة‪ ،‬إذ ن‬ ‫فقة اللواعي‬ ‫ذه الص‬ ‫ه‬

‫<‬
‫ونن نرى نهايتها الن‪ ،‬أن أوروبا والضارة الغربية عموما تتضامنان مع إسائيل ف إسقاط الع داء للس امية ع الع رب‪ ،‬م ن جه ة‪،‬‬
‫<‬
‫وإسائيل تتعاون مع أوروبا ف تليصها من السألة الهودية واعتبار نفسها المثل الوح د لاري خ اله ود علي ا‪ .‬للك م ا النش غال‬
‫العالم ف قضية فلسطي سوى انش غال بالات وبالوي ة وب الخر الاخل وال ارج ولي س بقض ية فلس طي ول ب الغب اللح ق‬
‫بالفلسطينيي‪.‬‬

‫هذا النشغال يتبلور ف أسوأ حالته‪ ،‬حيث الماه الوروب مع استيطان استعماري ف عدائه وارتكابه مازر بق السكن الصليي‪،‬‬
‫<‬ ‫وخاصة أنهم من الضارة الت تعتب ‪Û‬‬
‫آخر خارجيا‪ .‬فيما يستحق الوروب السائيل الديد الضامن القاف‪ ،‬بالض افة إل الض امن‬
‫‪â‬‬
‫القتصادي والعسكري‪ .‬وف أفضل الالت يؤدي الوجه القدي إل الضغط ع الطرفي من أجل العتاف بعضهما ب الخر والباشة‬
‫بعملية سلم وإطلق وساطة أوروبية‪ ...‬تريح الخية من مسؤولتها الزدوج ة ع ن الع داء للس امية وع ن القض ية الس تعمارية ف‬
‫الشق‪ ...‬ب دل أن تق ف ف مث ل ه ذه الال ة م ع الض حية‪ ،‬فإنه ا تق ف م ع عملي ة الس لم بي طرفي‪.‬‬

‫‪â‬‬ ‫=‪â‬‬ ‫وهكذا =‬


‫تو ل جيع تلك الحاولت القضية الفلسطينية إما إل ناتج جانب لعلقات غربية إسائيلية‪ ،‬أو إل حقي متساويي يتصارعن‬
‫ه‪.‬‬ ‫يط نزي‬ ‫ة ووس‬ ‫دال وواقعي‬ ‫لم واعت‬ ‫ةس‬ ‫وى عملي‬ ‫هما س‬ ‫ها ل ينقص‬ ‫ع الرض نفس‬

You might also like