Professional Documents
Culture Documents
والفرق بين الدول المنتجة والدول المستهلكة ،هو الفرق نفسه الذي نجده بين التقدم والتخلف .وليس النتاج وحده هو الييذي
يجعل الدول المصنعة تزدهر ،وإنما هناك عوامل اجتماعية محضة ،ولو أن بعض المحللييين يييرون أنهييا سياسييية .ذلييك أن
بقاء السيادة لهذه الدول المنتجة ،يحتم عليها نهج سياسة قاسية ،لجعل الطرف الخر يبقى ضعيفا في ميدان النتاج ،فتحتكر
آنذاك السوق وتقطع الطريق على الدول الخرى .وأصييبح السييلح القتصيادي أقييوى وأبشيع مين السيلح الحربيي .حيييث
أصبح يستعمل من طرف الدول القوية للحصييول علييى كييل مييا تسييعى إليييه ميين بلييدان الشييرق وافريقييية وآسيييا .ونييرى أن
العانات ليست إل تمهيدا لفرض التبعية ،وليس الدعم المادي لبعض المشيياريع إل حييدا حيياجزا لتقييدم واسييتقلل الصييناعة
والتجارة في هذه البلدان .وهو وجه آخر للستعمار الجديد أو الستعمار الحضاري.
مقدمة عامة
يتميز المجتمع المسلم عن سائر المجتمعات بمصدر الشرع ،الذي يأتي من ال .وقد جاء السلم بكل المقومات التي
ل يصيبها الخلل ،لكونها من مصدر إلهي .ولهذا فإن السلم لم يترك وقيعة من وقائع الحياة العاميية ،ول حكمييا ميين
أحكام الناس ،إل بينه بالتفصيل والتدقيق .وقد أزاح العلماء في صدر السلم ،كل الشبهات عن الحكام التي تخييص
القضاء ،وتنظيم المجتمع ،وحفظه من الشيوائب ،وتحصيينه ضيد كيل فسيياد ،اجتمياعي ،أو أخلقييي ،أو صيحي ،أو
اقتصادي .وقد بينت السنة النبوية الشريفة ،كل المور التي من شأنها أن تكون موضوعا للخلف والفتن بين الناس،
لتجعلها واضحة ،ولم تترك مجال لمن يريد التشكيك في شرع ال ،أو يحاول النيل منه .ومن بين هذه التنظيمييات مييا
يخص الخالق ،وهو ما ل يجوز تركه ،ول يقوم الدين إل به ،كما أن منها ما يخص البشر ،وهييي المييور الييتي تقييام
فيها الحجة بالحكام الشرعية ،ويرجع فيها إلى القرآن والسنة ،أو يترك فيها الجتهاد للعلماء.
ول يمكن أن نجد حالة أو وقيعة واحدة تركها الشييرع اللهييي بييدون بيييان أو توضيييح .أمييا القييول بييأن هنيياك بعييض
الوقائع الجتماعية أو النوازل التي ظهرت في العصر الحديث ،والتي ل تجد مييا يقابلهييا فييي الشييريعة السييلمية أو
تتجاوزها ،فداك أمر مستبعد ومستحيل ،لن الخطأ ليس في الشريعة ،وإنما في تطبيق الشريعة ،وهذا التطبيق يجب
أن يكون من لدن من يتصفون بالعلم والفقه في آن واحد .ونضيف أنه من المستحيل أل يكون هناك في الشريعة ،مييا
يتناسب مع العصر ،لن الذي أنزل القرآن ،كان يعلم أن هذا العصر سيحل ،وقد أنزل الدين كامل.
وربما ل نجد مبررا لظهور الجمعيات الحقوقييية فييي المجتمييع السييلمي علييى الخصييوص ،لن ظيياهرة الجمعيييات
الحقوقية تولدت على إثر ظهور الجور والظلم في المجتمعات الغربية .ولذلك يعتبر ظهور الجمعيات الحقوقييية دليل
قاطعا على الفراغ الروحي ،والفتقار إلى ما ينصف المة من الخطأ البشري ،ودليل كذلك على أنها أصبحت غييير
محصنة ضد القهر والظلم والستعباد والجور ،ولذلك يتحتييم ظهييور أسييلوب جديييد ،يتناسييب مييع حضييارة العصيير،
بعدما تلشت المؤسسات الخرى كالحزاب ،والمنظميات ،والنقابيات .أميا ظهيور الجمعييات الحقوقيية فيي البليدان
السلمية فيعتبر تناقضا واضييحا مييع الشييريعة السييلمية الكاملية ،الييتي تضييمن حقييوق الفييرد والمجتميع ،وتقيييدها
بضوابط شرعية ،تابتة في الزمان والمكان.
وقد أصبحت قضية حماية المستهلك ،من القضايا الشائكة والمستعصية في العصر الحاضيير ،علييى كييل المؤسسييات
والجهزة المكلفة بالسهر على ضمان الحد الدنى لسلمة المواطن من الفات ،وليس هناك ميين يقييوم بهييذه المهميية
على الوجه المثل كما هو الشأن بالنسبة لكل دول العالم .ول يرتبط هذا العمييل النسيياني بالحضييارة والتقييدم .وإنمييا
يرتبط بماهية المة وهويتها .فالضمير البشري ل يراقب إل بييالتقوى ،إذ فييي غيابهييا تظهيير الفوضييى والظلييم رغييم
وجود الترسانة القانونية الضخمة.
الكتاب الول
- 1مقدمة
قد يغيب على المرء أن يتصور وجود نظام يعنى بحماية المستهلك في الشريعة السلمية في اليوقت الحاضير .وقيد
استولت النظمة الجديدة في ميدان المراقبة على عقول النيياس .بييل أكييثر ميين هييذا أن القييوانين الوضييعية ،أصييبحت
ممنهجة ومتداولة بين الناس ،في الوقت الذي تستبعد فيه الشريعة السيلمية .ويمكين القيول أن هنياك انفصيام كيبير
فيمييا يخييص البحييث فييي هييذه المسييألة ميين الناحييية الكاديمييية .فالمشييرفون علييى المراقبيية ميين النيياحيتين القانونييية
والعلمية يفتقرون إلى الشريعة السلمية ،وبما أن فاقد الشيييء ل يعطيييه ،فييإن الجهييل بالشييريعة يييؤدي إلييى تبنييي
القوانين الوضعية الغربية ،والتي أخيذت منهيا جيل اليدول العربيية ،وأصيبحت مرسيخة ليديهم إليى درجية القداسية.
ونلمس هده العقدة لما نتصفح كتب القانون لنجد أن كلمة فقيه تستعمل طول وعرضا ،وأن القواعد القانونية أصبحت
تفوق بكثير القواعد الفقهية بالمعنى الصحيح عند دارسي القييانون ،ونييرى أنييه آن الوان لتصييحيح هييذه الفييتراءات
والتضليلت قبل أن يصححها علماء الغرب.
ونحيل كل من يريد التعمق في النصوص ،إلى نظام الحسبة في الشريعة السلمية ،ليشييفي غليليه وليييتيقن أن الحييل
الخير لمراقبة وضبط المعاملت ،يوجد في نظام الحسبة .وأن هذه تحييول دون وقيوع كييل مييا مين شيأنه أن يحيدث
خلل ،أو يتسبب في أي ضرر للمجتمع والفرد على حد سواء.
- 2تعريف الحسبة
لقد أدخل فقهاء السلم الوائل الحسبة ضمن النهي عن المنكر والميير بييالمعروف .ويعرفهييا الميياوردي بأنهييا أميير
بالمعروف إذا ظهر تركه ،ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله .ونجد نفس التعريييف عنييد ابيين خلييدون حيييث يقييول أنهييا
وظيفة دينية ،من باب المر بالمعروف والنهي عن المنكر .ويركز ابن خلدون علييى أنهييا وظيفيية دينيية لنهييا تعمييل
بالشرع اللهي ،وتشترط الحكم بالشريعة.
ول شك أن الطار العام للنهي عن المنكر والمر بالمعروف ،هو القاعدة العامة لصلح المجتمع .ونقييف عنييد هييذا
الطار الذي جعله السلم ،من باب الصلح عن طريق المجتمع المدني ،وليييس عيين طرييق السييلطة .وقيد أصيبح
الن دور المجتمع المدني جليا في كل المور الخاصة بالحياة العامة ،ونرى أن الخطاب القرآنييي خطيياب عييام لكييل
المة ،ول يخص أولياء المور وحدهم ،وهو الشيء الذي يجعل منه أسمى نص يراعي حقوق النسييان ،والمجتمييع
المدني ،ويعطيه الحق الشرعي في إصلح أحواله بنفسه .يقول الجليل في محكم كتابه العظيم
وجاء كذلك في صحيح مسلم الحديث 70من كتاب اليمان قول رسول ال صلى ال عليه وسلم "من رأى منكييم منكييرا
فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف اليمان" .فالنهي عن المنكر الذي جاء في الية الكريمة
يدخل في باب منع وقوع الفعل ،وهي أسمى حالت حفظ المجتمع من الخطاء البشرية ،اليتي ترتبييت عنهيا شييوائب
في المجتمع ،و تغيير المنكر الذي جاء في الحديث يغير إصلح الخطأ لما يقع ،وهي الحالة الثانية لحفييظ المجتمييع،
من تماديه في المنكرات والنحرافات.
ونظام الحسبة وضع إلى جانب العلقات الخرى ،التي تجمع بين أفييراد المجتمييع ،كييالبيع والشييراء والقضيياء وكييل
الحكام الخرى .ونرى أن هذه المور ،التي تتجلى في الشرع ،تجعل من المستحيل فصل الدين عن الحكم .وقانون
الحسبة ،يعتبر وظيفة المجتمع كله ،وليس وظيفة المحتسب المكلييف ،أو الهيييآت المشيرفة والمكلفية بييذلك ،وهييذا مييا
يجعلنا نتناولها في إطار المجتمع المدني .وقد شرع ال الحسبة ،لنها تدخل في باب تغيير المنكر ،وهو فرض كفاية
على المة المسلمة .وقد فرق بعض العلماء ،بين الحسييبة العاميية الموكوليية إلييى كييل فييرد مسييلم ،والحسييبة الخاصيية
الموكولة إلى المحتسب ،الذي يعين من لدن الحاكم.
ويدخل في الحسبة كل المور المتعلقة بالحياة العامة للناس .فالمحتسب مصيلح اجتمياعي وأخلقيي ،ولييس شيرطي
كما هو الشأن بالنسبة لرجال المراقبة .ولكي يصلح المحتسب المجتمع ،يجب أن يكون صالحا عارفا بأحوال الناس،
والحياة العامة ،ومؤهل تأهيل أخلقيا ودينيا وعلميا واجتماعيا .ولذلك ل تتوفر شييروط المحتسييب إل فييي قليييل ميين
الناس ،لن المر يدعي اللمام بأحوال الناس وقضاياهم من مختلف المعيياملت .ويقتضييي عمييل المحتسييب تجربيية
وأخلقا واستقامة ،فوق المؤهلت المعرفية والعلمية المكتسبة.
ومن المور التي أشرنا إليها ،والتي تدخل في الحسبة ،يقول ابن تيمية" :يأمر المحتسب بالجمعة والجماعة وصييدق
الحديث وأداء المانة ،وينهى عن المنكر من الكذب ،والخيانة ،وما يدخل فييي ذلييك ،ميين تطفيييف المكيييال والميييزان
والغش في الصناعات والبياعات والديانات ونحو ذلك".
وقد حفظتنا الشريعة السلمية وحصنتنا بنظام الحسبة ،الذي يضمن للمستهلك كفرد في المجتمع ،كل حقوقه ،وليس
كفرد عادي فقط ،وإنما كذلك التاجر والمنتج والصانع والمنقل للسلع والجالب الخ .ولم تترك الشريعة مجال للشبهة،
فيما يخص الحكام المتعلقة بالمعاملت .بل تظهر المور واضحة ،لن الحكم جاء على أساس مبدئي ،وليييس علييى
أساس الحالت الخاصة ،أو الظرفية ،أو المسائل الطارئة ،كما هو الشييأن بالنسييبة للقييوانين الوضييعية .وهنيياك فييرق
شاسع بين الحالتين :ففي الحالة الولى يكون الحكم غير قابل للتغيييير ،قياسييا علييى المبييدأ ،بينمييا يكييون الحكييم قييابل
للتغيير في الحالة الثانية ،لنه وضع على قياس متغير.
لنعطي مثال حيا على ذلك :لقد حرم السلم الربا مبدئيا وليس ظرفيا أو نسبيا .وبما أن مبدأ الربييا حييرام ،فلييم تبقييى
شبهة في التطبيق أو التشريع .وبهذا المبدأ ل يمكن أن نناقش النسبة المئوية ،التي قد يرى البعض أنها مقبولة ،أو ما
شابه هذه التخمينات ،لن المبدأ حرام .وهذه القوة في الحكم ،تجعل المشرع ينظر إلى حل آخر وليس هناك حييل ،إل
أن يدخل الممول كطرف في الصفقة ،فيتحمل آنذاك الربح والخسارة .وهذا هو الحل النسب والعادل ،لن فييي هييذه
الحالة يتحمل صاحب رأس المال حقه في الربح ،كما يتحمله في الخسييارة ،بينمييا ل يتحمييل الخسييارة فييي المعامليية
بالربا .ويبقى رابحا ،سواء ربحت الصفقة أو فشلت ،وهييو عييدم التكييافؤ ،الييذي يييؤدي إلييى الفلس حتمييا عنييد جييل
المقترضين بالربا.
- 3أركان الحسبة
أ -المحتسب
حاول الماوردي توضيح بعض مهام المحتسب ،فقسم الوظائف إلى قسمين:
المر بالمعروف ،والنهي عن المنكر.
والحسبة مجال واسع ،يتعدى الرقابة والمراقبة ،كما يشمل مجالت ل يتطرق إليها القانون الوضعي .فالحسبة ترجع
إلى أصل الشياء ،لتجنيب ما قد يحدث ،وليس انتظار الحادث لتنفيذ الجزاء ،ولذلك فهي تستقصي وضع قانون ميين
ورائها أو من قبلها .ول نريد أن نعرض كثيرا في سرد بعييض المهيام ،اليتي تيدخل فييي اختصيياص الحسييبة ،والييتي
يجب أن توكل إلى الشريعة ،وأول ما تذهب إليه الحسبة التصدي لما يلي:
-1الغش في صناعة الملبس والقمشة ،وصناعة اللت والمعدات ،والواني المنزلية ،والدوية والمواد الغذائييية،
في السواق والمقاهي ،ومواد التصبين والنظافة والتطهير ،واللوازم الصناعية والورق والطبييع ،والخشييب والجلييد،
ومواد البناء.
- 2الغش في أداء كلفة بعض المصالح والخدمات.
3ي العقود المحرمة كعقود الربا والميسر .وقد أصبحت الرهانات في العصيير الحييالي جييد شييائعة ،وسييكوت العلميياء
عنها جعلهييا تأخييذ مأخييذ الجييواز ،ونييرى أن المعيياملت البنكييية القائميية علييى الربييا ،والرهانييات الغييير المشييروعة
كاليانصيب والقمار القائم بالمقاهي والملهي ،تكاد تصبح عادية في المجتمع السلمي.
4ي احتكار السلع وحجبها عن الناس المحتاجين إليها ،أو الرفع من سعرها.
5ي البدع المخالفة للشريعة ،وإقامة طقوس منافية للشرع.
-6محاربة الدعاية الخادعة في وسائل العلم ،لنها إغراء وتيدليس واتسيام بالشييبهة ،وهييي علييى أنيواع :البرامييج
الذاعية ،والصحافة القادحة في الدين ،والعقيدة ،والشخصيات الدينية ،كالرسل والخلفاء والئمة.
الفصل الثاني :الجوانب القانونية للمراقبة
-1مقدمة
لما نتكلم عن حماية المستهلك فييي المييدان الغييذائي ،نخييص الحالية الصييحية للغذيية وسييلمتها ،والجييودة والثميين.
وتتداخل هذه العوامل الظاهرة ،مع عوامل أخرى ،قد ل تعرف في أغلب الحيان ،لتعطي عمليية فيي غايية التعقييد.
ولضبط هذه العوامل ،التي أسلفنا ،يتحتم علينييا ضييرورة المعرفيية التاميية للعلييوم الساسييية ،والتطبيقييية فييي الميييدان
الغذائي ،كما تستلزم مراقبة هذه العوامل ،خبرة عالية وإلمام بالموضوع ،من جانبيه العلمي المحييض ،والتشييريعي،
والقانوني.
-أما الجانب الول ،فيعتمد البحث العلمي أساسا لمراقبة الغذية ،ويييوجب إحييداث مختييبرات متخصصيية ،وتكييوين
أشخاص على المستوى العالي ،مع كسب الخبرة في ميدان إنتاج وتصنيع وتسيويق واسيتيراد الميواد الغذائيية .وفيي
هذا الصدد ننبه ونشير إلى أن غياب هذا العنصر أو ضعفه ،يجعل المراقبة صعبة أو منعدمة ،من حيث يخلييو الجييو
للغش ،والتدليس ،والحتكار.
-وأما الجانب الثاني ،فيعتمد القانون والتشريع أساسا للحد ميين كييل مييا ميين شييأنه أن يضيير بالمسييتهلك ،وهييو الداة
الفاعلة للضرب على أيدي كل المخالفين للشييروط الضييرورية فييي الميييدان الغييذائي .ونييرى ميين خلل مييا سييبق أن
الكشف عن المخالفة في الميدان الغذائي ،يتم بواسطة البحث العلمي ،والذي بييدونه ل يمكيين للتشييريع الوصييول إلييى
منفذ المخالفة .وبين المختبر والتشريع ،يبقى دور الهيأة أو السلطة التي وكل لها أمر المراقبة الميدانية ،هو السيياس
والمهم.
إن موقف المستهلك يضل ضعيفا ،لقصور فهمه ،وعدم توعيته أمام مضاربات السوق ،وتلعب الصناع والمنتجين.
ولذلك حدث تطور هائل في هذا المضمار ،تمثل في تكوين جمعيات دولية وجهوية ،تعنى بشؤون المستهلك ،والييتي
ينخرط فيها نخبة من الجهزة والفراد ،الذين تهمهم قضية حماية المستهلك بجانبيها الفني والقانوني ،لمواجهة قوى
النتاج ،وللضغط على المنتجين في حالة عدم إرضاء المستهلك.
- 2الرقابة على الغذية
وتعتبر كذلك الرقابة ،الداة التي تستخدمها السلطة ،لضمان سلمة وصحة المواد الغذائية والخييدمات الييتي تعييرض
على المستهلك ،وزجر كل العمال التي من شأنها أن تضر بالمستهلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وتستلزم الرقابة إجراءات تنفيذية ،للتأكد من توافر كل العناصر والشروط الييتي نصييت عليهييا القييوانين الموضييوعة
لهذا الشأن ،والتي ترغم كل من له صلة بالمواد الغذائية اللتزام بالمحافظة على صحة وسييلمة المسييتهلك واحييترام
شعوره وهويته.
وتشمل الرقابة الغذائية ،كل المييواد المحلييية والمسييتوردة والمتداوليية فييي السييواق والمحلت وغيرهييا ،ميين أميياكن
عرض وتداول ونقل وخزن الغذية .ويهدف دور الرقابة إلى ضمان أمن المستهلك على طعامه وشرابه ،واطمئنانه
على جودتها وسلمتها ،وكذا وجودها بأثمان تتناسب مع دخل الفرد )عدم الحتكار(.
ب -الجهزة
تتعدد الجهزة لتنفيذ برنامج المراقبة عليى كييل المسيتويات ،وتشيمل كيل الجهيات والهيييآت الييتي لهيا صييلة بييالمواد
الستهلكية .وتختلف باختلف طبيعة المراقبة أو الرقابة .ونجيد الجميارك بالنسيبة للميواد المسيتوردة ،واليتي تقيوم
بالفحص المباشر وأخذ عينات للتحليل ،وهناك مصلحة حماية النباتات ،والمصلحة البيطرية ،وكذلك أجهييزة أخييرى
داخل التراب الوطني ،تشرف على المراقبة ،ومنها الحسبة ،ومصييالح الوليييات والعمييالت ،والمصييالح البيطرييية،
ومصالح مراقبة الجودة وزجرالغش ،والمكاتب الصحية ،ومصالح الوزن.
وتتم المراقبة على مستويات وبشكل صارم ،فهناك مراقبة المواصفات والقياسات وصحة وسييلمة المييواد الغذائييية،
ومراقبة التصريحات والوراق الرسمية ،التي يسمح بموجبها السييتراد أو الييبيع أو النقييل أو التوزيييع أو الخييزن أو
الصنع ،والثمان والفواتير والرقم الضريبي والملف التجيياري ودفييتر التحملت ،ومييا إلييى ذلييك ميين الشييروط الييتي
ينص عليها القانون المنظم لرواج واستيراد السلع ،ومع ذلييك نجييد عييدة مشيياكل كمييا لييو أن هييذه المراقبيية ليييس لهييا
وجود ،لن طبيعة القانون الزجرية أو الجزائية ،تكون متأخرة عن الوقيعة ،بمعنى أن القانون ل يظهر إل فييي حاليية
عدم احترامه ،وقد يتوهم الشخص أنه غير موجود ،وأهدافه الزجرية أو الجزائية قد ل تدخل في أخلقيات خييارقيه،
ول يرجع له إل بعد وقوع الوقيعة .أما الشريعة فتكون داخلة في أخلقيات الشخص ،وتراعى في كل حين ولحظيية،
وتمنع من وقوع الوقيعة لنها ذاتية ومحصنة للشخص ضد ارتكاب الخطأ .فالذي يراقب نفسه ل يمكيين أن يغييش أو
يتحايل أو يحتكر ،وهذا هو الحل النسب والخير لجعل المور تسير بسهولة وبصدق وأمانة.
ج -الوظائف
تعددت الوظائف حتى أصبحت ل تحصى ،لكنها ترمي كلها إلى الرقابة على الغذية بكل الساليب ،وحييتى ل يبقييى
أي شك لدى المستهلك ،ربما نعطي بعضا منها ،لنعرف بعض ما يمكن أن يفند المضاربات والنحرافات .ونعني أن
الترتيبات والنصوص القانونية والجهزة موجودة ،كباقي النصوص القانونية الخرى .وتهم هذه الترتيبات:
-الكشف على المواد الغذائية بكل الماكن التي توجد فيها :السواق ،المحلت والمطاعم والفنادق والمقاهي الخ.
-مراقبة مخازن حفظ الغذية.
-المصانع وكل وحدات النتاج.
-الباعة بالجملة وبالتقسيط.
-الباعة المتجولون.
-صلحية الشهادات الصحية.
-التفتيش الدوري والفجائي لمراقبة التدليس أو الغش أو عييدم تييوافر الشييروط الصييحية ،وأخييذ عينييات للتحليييل فييي
المختبر .ويتم ذلك وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وبطريقة عادلة ومجردة ،وإل كان هنيياك تجيياوز لييدى المراقييب
نفسه كيفما كانت مهمته.
- 3المراقبة أو التفتيش الصحي
وتهدف إلى الحصول على المعطيات المتعلقة بكل الخفاقات والعيوب ،وأخطاء الصناع ،وكل ما من شأنه أن يحيييد
عن الوضع السوي ،ليؤثر على إنتاج وتوزيع المواد الغذائية المأمونة للمستهلك.
ومما ل شك فيه ،أن التفتيش الدوري على سلسلة الغذاء بكاملها ،من إنتاج وتخزييين وتجهيييز وتوزيييع ،يمثييل الييدور
السمى للرقابة الفعالة للغذية.
- 4أساليب الرقابة
تكون الرقابة غالبا على ثلث مستويات ،أو يجب أن تكون على ثلث مستويات:
-المنتجات المستوردة
تؤخذ العينات من الجمارك للفحص والتحليل ،بما في ذلك الفحص الكيماوي والمايكروبييايولوجي والشييعاعي ،ميين
أجل التأكد من صلحيتها للستهلك البشري ،ومطابقتها للمواصفات العالمية أو المحلية الموضوعة من طرف البلد
المستورد ،وعلى ذكر هذه المواصفات فإن النقد الذي يوجه إلى الجهزة المكلفة بهذه المراقبة ،هو انعدام مواصفات
وطنييية .ويبقييى تبنييي المواصييفات والنصييوص الجنبييية نقطيية ضييعف للدارة المحلييية ،لعييدم القييدرة علييى تحييدي
المنتوجات الجنبية وإخضاعها للقوانين المحلية ،وعلى إثر هذه المعطيات فالتحفظ من جل المنتوجات الغذائييية بمييا
في ذلك المنكهات والحافظات والمحمضات وكل المضافات الغدائية ،والمشروبات والمياه المستوردة يصبح هاجسييا
طبيعيا عند المستهلك .ونؤكد على ضرورة هذا التحفظ ،لنه سيجنبنا كل الفات ،التي قد تنشييأ ميين جييراء اسييتهلك
بعض المواد الغذائية ،والتي قد تؤدي إلى زرع البلبلة ،وهذا ما وقع إثر التسممات بييالمواد اللحميية فيي سيينة ،1999
التي ذهب ضحيتها العديد من المغاربة.
-المنتجات المحلية
التفتيش المبدئي :تأخذ عينة من المييادة الغذائيية لدراسيية نظييام ضييبط الجييودة ،وتبيييان مييدى مطابقتهييا للمواصييفات
القياسية المتبعة في البلييد .ويتقييرر علييى ضييوء هييذا ،منييح الييترخيص للوحييدة المنتجيية إذا كييانت الشييروط الصييحية
والمواصفات والقياسات متوفرة و محترمة.
التفتيش الدوري :الكشف الفجائي لمراقبة الشروط الصحية ،ورفع كل ما من شأنه أن يخل بالمادة ،وكييل تييدليس أو
غش ربما يفلت للمراقبة عند الباعة.
التفتيش الذي يستهدف المنتوجات الحديثة :حيث يجب أن تخضع أي مادة غذائية جديدة ،للفحص في جميع أطوار
إنتاجها .وقد ينعدم هذا التحليل لعييدة أسييباب معقييدة ومتداخليية تتعلييق إمييا بالشييرع ،أو بطبيعيية المييادة ،أو بالقياسييات
والمواصييفات المتعلقيية بطبيعيية المييادة الغذائييية ،أو بظييروف صيينعها أو اسييتيرادها .ويييدخل فييي هييذا البيياب بعييض
التحاضير الغذائية الطبيعية ،وبعض المواد المنتوجة من مواد أولية حديثة ،كالمواد العبر الجينية أو المييواد المغيييرة
وراثيا ،أو كبعض المواد الغذائية الجرثومية أو المحتوية على مواد جرثومية .
وتعني دراسة سلسلة إنتاج المادة الغذائية ،وتحديد سبل انتشار الملوثات حسب تصميم خاص ،يوضع طبقييا للنميياذج
الوبائية والبيئية .وتخص هذه الوقاية التأكييد ميين عيدم الضييرار الييتي قييد تلحقهييا وحييدات النتيياج الغذائييية بالسييكان
المجاورين ،والناتجة عن النفايات السائلة والصلبة والغازات ،وعن دخان الشيياحنات وأصييوات المعييدات الصيناعية
والشاحنات ،كما تخص الضرار التي قد تنتج عن خلل في التصنيع ،كالتسممات والتلوث بالشعاع وتسرب المييواد
الخطرة كالجراثيم والحياء المغيرة وراثيا ،وكالمراض الزراعية التي تسببها المواد المستوردة والحيوانية وما إلى
ذلك .ونضرب بعض المثلة :فمجازر القنية التي ترمى بمياه ملوثيية بييالجراثيم ،والمطيياحن الييتي قييد تصييلها حبييوب
ملوثة بجراثيم خطيرة تلوث التربة ،ووحدات غسل وتنظيف المعاء التي قد تخلف طفيليات خطيرة بمعالجيية أمعيياء
مستوردة كأمعاء الخنزير.
ج -دور المختبر
ربما يتعذر على المستهلك العادي معرفة التزوير والتدليس أو الغش ،فهناك بعض العوامل التي تساعد على اختيييار
منتوج ما ،على أساس بعض الخصائص الظاهرة ،لكن لما يجد نفسه أمام مادة غذائية مصنعة ومعلبة ،أو تتسم بكييل
الخصائص النكهوية السائدة لتلك المادة ،دون ظهور أية شائبة من شأنها أن تجعييل المسييتهلك يتسييائل ،علييى القييل،
عن كنه المادة ،أو الدسائس التي تخفى عليييه ،فييإن المير يحتياج إلييى حماييية ميين طيرف المختصييين والخيبراء فييي
الميدان ،قبل رجال القانون ،ومما ل شك فيه أن كل القوانين الغذائية مبنية على نتائج البحث العلمييي ،وتحويلهييا ميين
طرف الخبراء إلى قوانين تسمى بالتقييس والمواصفات ،وفي هذا الصدد فإن الداة الفعاليية ،والييتي بييدونها ل يمكيين
معرفة الخلل هي المختبر.
ول يمكن إرسال العينات دون بيان ما يجب فحصييه فييي العينيية ،إذ يجييب أن تصييحب العينييات بورقيية المعلومييات،
وطلب الفحوصات اللزمة .ويتطلب هذا توفر الخبرة اللزمة لدى الشخاص الذين يقومون بييالتفتيش الييدوري ،أو
الفجائي ،وفي الجمارك ،وكذلك في حالة إصابة المستهلك بضيرر ناتيج عين الغذيية .ويتطليب هيذا التفيتيش خيبرة
عالية ،تفوق بكثير الجانب التقني أو الفني .بييل يجييب ويتحتييم علييى أجهييزة المراقبيية ،أن تكلييف خييبراء بيياحثين فييي
الميدان ،مميين مارسييوا البحييث حييول المييواد الغذائييية لمييدة سيينين بهييذه المهميية ليسيياعدوا التقنيييين والمهندسييين فييي
الصناعات الغذائية والبياطرة والطباء ،على التدقيق في المراقبة .فالتحاليل الروتينية ل تفضييي إلييى حقيقيية الميير،
وقد تكدس ملفات قضائية في المحاكم بسبب عدم تطابق التحاليل مييع المواصييفات والقياسييات المنصوصية .وهييذا ل
يمثل المشكل الحقيقي ،فربما كانت هناك أخطار أو أضرار أكثر من عيدم تطيابق المواصييفات والقياسيات ول ينتبييه
إليها.
تمثل التشريعات الغذائية السلح الذي به يحتمي المستهلك ،وبه تضييبط جييودة المييواد الغذائييية ،وكلمييا زاد التصيينيع
الغذائي في التنويع ،كلما زاد احتياج المستهلك إلى تشريعات وأنظمة ،تحميه من كل ما ميين شييأنه أن يمييس بصييحته
وسلمته ولو بعد حين.
وتساعد هذه القوانين ،كذلك على الرقابة الغذائية ،ونذكر من ضمن أدوار هذه القوانين والتشريعات ما يلي:
المحافظة على صحة المستهلك ،وصحة البيئة ،بتطبيق الشروط الصحية:
التحفظ من حدوث التسممات أو أي تلوث غذائي. -
منع غش الغذية بكل مستوياتها بما في دلك الشهار المفرط أو الكاذب. -
منع استخدام دعايات خاطئة لبعض الغذية قصد الكسب اللمشروع. -
منع تقليد أي غذاء ما لم يوضح ذلك على البطاقة. -
منع تقديم غذاء للبيع تحت اسم غذاء آخر. -
سحب الغذية التي تم تصنيعها تحت شروط صحية غير مضبوطة ،وإتلفها ،بعد إجراء الخبرة ،وبقرار
من المحكمة.
المساعدة على تحسين النتاج ورفع الجودة وحماية المنتوجات الوطنية.
وضع المواصفات القياسية بطرق معقولة لكل مادة غذائية.
العمل على حد الزالة أو الطمس أو التشويه ،لكيل بطاقية غذائيية أو علمية تجاريية ،أو إضيافة أي ميواد
أخرى لهذه البطاقة ،إما لخدع المستهلك ،أو لستغلل جهله بالمواد المستعملة.
منع إضافة مواد كيماوية قصد تحسين النكهة أو المذاق أو المنظيير ،لتفييادي خطيير الضييرار والصييابات
البطيئة كالسرطان ،أو بيانها على القل على مواد التعليب.
وتعتبر هذه المواد من أخطر ما عرفته البشرية على الطلق ،وتوجييد لييوائح بأسييماء و تعريفييات هييذه المييواد الييتي
يطلق عليها اسم المضافات الغذائية.
- 6صعوبة التقنين
قد تكلمنا عن الكيفية التي يتييم بهييا إصييدار القييرارات والنصييوص التشييريعية الخاصيية بييالمواد السييتهلكية عمومييا
والغذائية خاصة .ذلك أن النتائج العلمية التي تسفر عنها التحليلت والفحوصاتبالمختبر ،تترجم إلى نصوص قانونية
وتشريعات تتحول إلى مواد قضائية.
-يتحكم القانون كذلك في تفاصيل التصنيع والمكونات والشروط الصحية )القياسات والمواصييفات( ،الييتي يجييب أن
يتم بموجبها إنتاج المادة .وعند الكشف أو الفحص ،فإن المختبر يقوم بالتحاليل ثم يعطي النتييائج للهيييأة أو المصييلحة
التي طلبت ذلك ،إذ يحرر محضر بموجب هذه النتائج في حالة وجود مخالفة للقانون الذي يحدد خصائص كل مييادة
غذائية من قياسات ومواصفات.
ربما تستغل ثغرات القانون من لدن الصناع الملمين بمواده )النصوص( ،أو بالشكل أو المصطلحات الييتي جيياء بهييا
النص ،ويستوجب هذا التحايل ،مراقبة وضبطا من قبل رجال القانون.
-ضعف أو انعدام وسائل المراقبة كيالمختبر ،أو عيدم تيوفر هيذا الخيير عليى المعيدات اللزمية ،أو عيدم وجيود
خبراء في الميدان.
-ضعف أو انعدام النصوص القانونية التي تتعلق بخصائص بعض المواد الحديثة التصنيع ،أو الغير معروفيية علييى
المستوى العلمي ،كالمواد التقليدية المحلية ،أو المواد المستوردة.
-ضعف أو عدم القدرة على التفتيش الدوري أو المفاجئ ،لبعض وحييدات الصييناعات الغذائييية ،أو وحييدات الخييزن
والتسويق .ول يجب أن تتم المراقبة الفجائية بطريقة عشوائية ،لتفادي استعمال النفوذ والنييل مين المنتيج .بيل يجييب
إخبار المنتج ،والحصول على أمر بالتفتيش من لدن الهيأة المسؤولة ،وأن ينفذ التفتيش من طيرف السييلطة أو الجهية
المكلفة رسميا ،وأن يرجح التخصص ،لن الشبهة في هذه المور ،قد تؤدي إلى ما ل يمكن تصوره ،خصوصا لمييا
يتعلق المر بالمواد القانونية.
يمكن أن تنتشر بعض الفتراضات الشخصية الغير الصحيحة ،في مجييال الغييذاء والتغذييية ،بسييبب قصييور التوعييية
الغذائية الصحية ،ويترتب عن هذه الفتراضات بعض العتقادات ،لتصبح سائدة ،وتؤدي إلى مشاكل صييحية تكلفنييا
أموال طائلة للعلج بسبب مفاهيم خاطئة.
وبتفاقم مشكل البيئة وظهور أمراض ناتجة عن المواد الغذائية ،وبظهور وحدات الصناعة الغذائية والتعليب ،وتحت
وطأة المضاربة والغش ،والجهل بمبادئ التصنيع والخزن ،أو حييتى السييتعمال ،تزيييد حاجيية المجتمييع إلييى برامييج
مكثفة للوعي الصحي والغذائي .ولتفادي مشاكل قد تضني ميزانية الدولة في حالة ظهور أوبئة ،أو حالت تسمم ،أو
فساد الغذية بتلوثها ،أو بإعدامها وما إلى ذلك ،يتعين على كل مواطن أن يساهم بما لديه من قدرة وخبرة ،لن هييذه
المور تهم كل أفراد المجتمع بدون استثناء.
وفي هذا الصدد ،فإن الوعي الصحي ،يبقى قيد برنامج وطني خاص لكل بلد ،ول يمكيين أن يوضييع ميين قبييل هيييآت
دولية ،وإنما من طرف الخبراء الذين يعيشون الواقع .ويبقى هييذا البرنامييج مسييؤولية الجميييع ميين المسييتهلك نفسييه،
ورجال الخبرة في ميدان الصحة والبيئة والتغذية والتجهيييز ،ورجييال السييلطة بييالدارات المركزييية والجهوييية ،بييل
يجب أن ترتبط العمال كلها من الصدار إلى التطبيق لنشر الوعي الغذائي في المجتمعات.
إن أكبر برنامج اقتصادي يمكن أن يساهم فيه كل من المستهلك والصانع والسلطة ،هو نشر الوعي الصحي الغييذائي
بجميع الطرق .ذلك أن تطبيق الشروط الصحية فييي المصيينع ،تحيد ميين فسيياد الغذييية ،وتطييبيق الشييروط الصيحية
واستعمال الموارد من طرف المستهلك ،يحد من ظهور أمراض ويجنب من وقوع خسائر في العلج وما إلى ذلييك،
ويتوج تطبيق الشروط الصحية المستوى الراقي للبلد وعدم حدوث مخالفات تنتهي بصاحبها إلى الضياع.
ويجب أن يؤخذ هذا التثقيف على عدة مستويات ،منها على سبيل المثال ل القصر:
-تثقيف المستهلك بدءا بالبرنامج المدرسي ،أي إدخال دروس حول الغذية والنظميية الصييحية ،والمبييادئ العلمييية
لتحضير الغذية ،كما يجب أن تأخذ العناية الكاملة لدى هيأة التدريس ،لتصبح مواد إجبارية ضمن المقرر.
-تثقيف المستهلك عبر البرامييج الذاعييية ،والعلم ،والمجلت ،والصييحف ،وحملت تثقيفييية فييي النييوادي ،ودور
الشباب ،والجمعيات الثقافية.
-التثقيف على المستوى الصحي العالي ،بتكوين تقنيين وخبراء متخصصين في شؤون التغذية والبيئة ،كييي يقومييوا
بدور الرشاد الغذائي ،والوعي الصحي المتعلق بالغذية ،التي من شأنها أن تسبب خطرا صحيا ،كيفما كييان نييوعه
من التسمم الخفيف إلى السرطان .كما يوكل إلى هذا المستوى وصفات غذائية ،ونصائح للمرضى والطفال والنساء
الحوامل والشخاص المسنين ،الذين تظهر عليهم أعراض بسبب الفراط في التغذية أو لسوء التغذية.
نسمع حاليا كثرة الكلم عن الجودة والمواصفات والتقييس وما إلى ذلك .ول تهمنا هذه المواضيييع فيي شييء ،إل أن
نحفظ أغذيتنا التي هي جزء من تراثنا وتقاليدنا المجيدة.
إن المواصفات التي يتكلييم عنهييا الصييناع والمسييتوردون والباعيية والمروجييون للسييلع ،ليسييت إل إشيياعات لضييرب
المنتوج الوطني وهو ما ينعكس على نمط العيش للمستهلك ،ويؤدي إلى ظهور أعراض سلبية .وقد سييقط المنتجييون
والمراقبون معا في هذا الفخ ،الذي وارته الدول الغربية بتراب العلم والبحث العلمي والتقييدم الحضيياري ،فكييان هييدا
الفخ منصوبا كذلك بطريقة حضارية .وذهب مع هييذه الشيياعات كييل البيياحثين علييى الخصييوص ،ولييم يستحضييروا
العامل السياسي الذي بدونه ل تتعامل الدول الغربية مع دول العييالم الثييالث .ونقييول الفييخ لنييه تخطيييط ل يشييعر بييه
الناس ،وهو يدخل في أدهانهم عبر المحاضييرات والزيييارات المتبادليية وبيييع المعييدات واللت للصييناع والمنتجييين
المغاربة ،اقتناعا منهم أنهم سيحسنون جودة منتوجاتهم.
إن خطاب المواصفات والجودة ل يخصنا ،بل ليس في صالحنا ،وهو خطاب الدول المصنعة التي تريييد أن تسييتولي
به على السوق وعلى المستهلك .فإذا نهجنا هذا النهج لن يكون لنا وزن ول وجود ،لن هذه الدول تفوقنا فييي المييواد
الصناعية .لكن يجب أن ننهج طريقا آخر في خطابنا ،وهو خطاب المواد الخاميية والتقاليييد الغذائييية الوطنييية ،لجعييل
الصانع الجنبي يستحيل عليه منافستها.
أما الرجوع إلى الصل ،فيبقى هو السلح الوحيد الذي بدونه لن ننجو من التنظيم القتصادي العالمي الجديد ،وننبييه
كما نحذر من استعمال أي خطة للقتصاد الوطني ،ل تراعي المعطيات الجتماعييية المغربييية المحضيية .والرجييوع
إلى الصل يعني:
أ -تشجيع استهلك المواد الغذائية المغربية العتيقة ،وعدم تغيير طبيعة أييية مييادة غذائيية مغربيية ،لجعيل المسييتهلك
يحتمي من المواد الجنبية بأصالته وتقاليده.
ب -استخدام العقيدة والشريعة ،كخاصية أساسية إلييى جييانب القياسييات والمواصييفات ،حييتى يسييتحيل علييى المنتييوج
الجنبي غزو أسواقنا ،فل نستهلك المنتوجات المحرمة ،أو المختلطة بحرام ،ول المشبوهة .مع وضع لئحة خاصة
للمنتوجات الغير الضرورية كالمنتوجات الترفيهية.
وليس لنا الختيار في هذه المور ،لن عصر العولمة ستكون فيه الهيمنة للدول المنتجة ،فيجب أن نسييعى بمييا لييدينا
من مقومات لنحصن المجتمع .فطبيعة التنظيم العالمي الجديد تجعل من المستحيل وضييع أييية خطيية فييي غييياب نقييط
القوة ،التي تعتمد على المستهلك وطبيعة الستهلك ونمط الستهلك .ومن حسن حظنا أن لنا حماية ربانية إسلمية
على مستويين:
قد يتسائل المرء عن علقة الصحافة بالغذية ،أو قد يظهر الموضييوع جديييدا علييى القييارئ .إن فييي ذلييك تهميية ميين
الحقيقة .وقد نطرح لول مرة هدا الموضوع ،الذي يتناول دور الصحافة في الميادين الغذائية ،كعامل أساسييي لنشيير
المعلومات وتوعية المستهلك .والغاية من هذا الموضوع هو إعطاء الصحافة المكانة المنوطة بها وتزويدها بييالمواد
الصحفية النافعة بدل المواضيع العقيمية اليتي ل تيأتي بميا ينفيع النياس .وإذا كيانت الصيحافة تعتيبر القيوة السياسيية
الرابعة إليى جيانب اليرأي العيام ،فإننيا ل نتجاوزهيا ول نقصييها ،بيل نييدعوها إلييى المشياركة فيي نقييل الخيبر إليى
المستهلك ،والدود عن كرامته وقيمييه .وفيي نفيس الييوقت نشيجعها عليى القيييام بواجبهييا .كميا علييى كيل المسييتهلكين
والباحثين والصناع والمراقبين أن يجعلوا من الصحافة طريقييا إلييى رفييع مسييتوى الحماييية والتييوجيه ،وحتهييم علييى
الحذر والدفاع عن مقومات المجتمع .فالصحافة أصبحت استهلكا يوميا للمواطن ،وأداة فاعلة بعييدما أتبتييت قييدرتها
على التصدي لكل ما يمس بالقيم الجتماعية في كل المجتمعييات ،ولييذلك نعطيهييا أهميتهييا فييي هييذا المضييمار ،وفييي
موضوع توعية المستهلك وإخباره على الخصوص.
وينبغي على الصحافة ،أن تجعل بكل مقوماتها ،من هذا الموضوع ،شأنا وطنيييا هامييا ،كمييا ل نخييص صييحافة دون
أخرى ،بل المكتوبة ،والمسموعة ،والمرئية ،والعلنات ،والمناشير ،والندوات ،والمنتييديات ،والملتقيييات ومييا إلييى
ذلك .وإذا التزمت وسائل العلم ببعض القيود التي تتمثل في التجريد والحياد والتي تجعل منهييا أداة فاعليية ،كمييا ل
ننسى أن نذكر أن التخصص واللمام عاملن أساسيان للوصول إلى نتيجة عالية ومرضية.
ربما تتعامل وسائل العلم مع الميدان الغذائي كباقي الميادين لتنقل الخبييار المتعلقيية بالتسييممات أو التجيياوزات أو
بعض الخروقات في القوانين من ليدن الفياعلين القتصياديين ،لكين هيذا الهتميام يجعيل الموضيوع الغيذائي كبياقي
الحداث التي تجر القارئ ولذلك ل نقرأ في الصحف أو نسمع في الذاعييات خييبر الموضييوع الغييذائي أو الميياء ،إل
لما يتعلق المر بالتسممات أو بعض العراض الناتجة عن المواد الغذائية ،وهذا الخبار تصنف مع الحوادث تمامييا
كحوادث السير أو الحوادث الجرامية .لكن ما نصبو إليه هو التعامل مع الموضوع الغذائي كشأن وطنييي لييه وزنييه
وتقله ،ول نظن أن هناك أضخم من هذا الموضوع ،ول نجد أييية وسيييلة إعلمييية تخصييص لييه جانبييا إعلميييا قييارا
وثابتا ،من حيث الزميان والمكيان ،ليعتياد علييه القيارئ كميا يعتياد عليى السيتهلكات الخيرى ،وإذا تطرقنيا لهيذا
الموضوع ،أي موضوع الصحافة الغذائية ،فلننا نشعر أن هناك خصاصا وليس تقصيرا في إخبار المستهلك بشييتى
الطرق ،بما يتهدده أو قد يتهدده في الميدان الغذائي ،ونوجه المهتميين بالموضييوع إلييى إنشيياء منييبر صيحفي خياص
بالمواد الغذائييية ،أو خلييق منتييدى غييدائي تكييون لييه الصييلحية المرجعييية والعتميياد والثقيية والموضييوعية ،ليجعييل
المستهلك يرتاح إليه ويعتمد عليه ول شك في أن هناك طاقة وطنية فاعلة في هييدا الميييدان وبإمكانهييا أن تسيياهم فييي
رفاهية المجتمع وخدمة الوطن.
وقد يكون موضوع الصحافة الغذائية ،أكبر بكثير من هذه المقدمة الصغيرة التي نخصصها له في هذا الكتيياب .لكيين
إثارته هي التي تهمنا ونرى أن هناك فراغ شاسع وخصاص كبير:
-على الصعيد العلمي بحيث ليس هناك دوريات أو مجلت علمية لنشر البحاث العلمية ،وهو أميير يعلمييه السيياتذة
الباحثون .وبحكم تجربتنا فإن مشكل النشر أصبح يضني البحت العلمي ببلدنييا ،رغييم أن هنيياك أجهييزة بإمكانهييا أن
تأخذ البادرة .كالمركز الوطني لتنسيق البحث العلمي والتقني.
-على الصعيد الخباري للعموم إذ ليس هناك صحافة تهتم بييالمواد الغذائييية الوطنييية أو العربييية ،إل البرامييج الييتي
تسير على المنحى أو المنهاج الوروبي ومنها البرامج التلفزيونية حول الطبخ .وطبعا فإن هذه البرامج تكون ممولة
من طرف المنتجين لبعض المواد التي تستخدم في هيذه الطبياق وبالتيالي فهيي براميج إشيهارية وتسيويقية وليسيت
برامج ثقافية فل يمكن أن ترقى إلى المستوى العلمي .وقد نستمع إلى بعض الندوات الداعية حييول موضييوع مييدقق
مع بعض الطباء أو البياطرة ،لكن بطريقة عفوية ومتأثرة بنمط البرامج الوروبييية .وربميا تكييون سيلبية كالبراميج
التي تداع في رمضان حول الصيام.
-على الصيعيد القيانوني لييس هنياك دورييات أو مجلت أو يومييات ،تعتنيي بيالمواد الصيحافية المتعلقية بالغذيية
والتغذية والقتصاد الغذائي.
الكتاب الثاني
المعاملت التجارية
الفصل الول :الغش
-1مقدمة
ظهر الغش في المعياملت التجاريية منيد زمين بعييد ،وقيد يشيمل كيل مييادين السيتهلك .ويتطيور هيدا التصيرف
والتفاعل ،كلما ازدادت رغبة بعض الناس في جمع المال ،وتحقيق الثراء بأي طريق .ويكون نتيجة عادييية لنعييدام
الضابط الشرعي ،الذي يحتييم علييى النسييان مراعيياة حقييوق الي وحقييوق البشيير .ونقييف اليييوم أمييام تعييذر القييوانين
الوضعية عن الحد من الغش في كل بلدان العالم ،وعن وجود حييل شييامل وكامييل للتلعييب بحييياة المسييتهلك .وليييس
هناك حل ولو كان المجتمع يملك السلطة الدارية ،وهو ما نلحظه فييي المجتمعييات الييتي توصييف بالمتقدميية كييدول
أمريكييا الشييمالية وأوروبييا ،إل أن نرجييع إلييى الضييوابط الشييرعية .فل نجييد حل آخيير ميين شييأنه أن يقضييي علييى
المضاربات التجارية والحتكار والغش والتدليس إل الشريعة ،وتحتوي هذه الخيرة علييى قيانون الحسيبة الصييارم،
والذي يعتبر الطريقة المثلى لجتناب كل أوجه الفساد ،التي سادت في كل المعاملت.
ولعل أسمى مراقبة هي أن يراقب النسان نفسه ،وهو ما يتوخاه السلم بالعقيدة وضييبط النفييس وعييدم التعييدي ،ول
يختلف اثنان في أن الغش أكبر تعدي على الناس ،إن ماديا بأكل أموالهم ،وإن معنويا بالضييرار الييتي تصيييبهم ميين
جراء هذا الغش .والعقيدة الصحيحة هي الكفيلة بضمان سلمة الناس من الغش والتزوير.
ويعرف علماء السلم الغش ،بكل ما من شأنه أن ل ينتمي لطبيعة السلعة ،أو التدليس الذي يرجع إلييى ذات المييبيع،
بإظهار حسن ،أو إخفاء قبيح ،أو تكثيره بما ليس فيه ،أو إشهاره بما ليس مين خصائصيه ويفيوق هيدا التعرييف كيل
التعريفات التي جاء بها علماء التغذية .ول يدخل الوزن في هذا التعريييف لن اليوزن والكييل والقييياس ييدخلون فيي
شرع آخر أكثر من الغش ونرى أن هذا هو التعريف الصائب للغش.
و حتى نكون على بينة من المر ،فإن في الغش أحاديث عديدة ،نأخذ منها حديثا يتطرق إلى الضمير البشري حيييث
يقول صلى ال عليه وسلم »المسلم أخو المسلم ل يحل لمسلللم بللاع مللن أخيلله بيعللا وفيلله عيللب إل بينلله للله« (سنن ابن ماجيية
الحديث 2237من كتاب التجارات) .ونص الحديث صريح في عدم قبول كييل تصييرف يخييرج عيين الصييلح ويييأتي
التحريم في الحديث بصيغة »ل يحل« ول يسعنا الرجوع إلى ما على المسلم لخيه المسلم ،لكن النييص يمنييع إخفيياء
العيب في المبيع وقد يشمل المواد الغذائية ،كما قد يشمل سلعا أخرى ويرتكز الحديث على أخوة المسلم للمسلم.
ونصنف كذلك التحايل على الدارة من باب الغش .ونجد هذا التحايل على الضرائب ،ولو أنه قانونيا يدخل في بيياب
الغش ،فل يوجد له أصل شرعي ،لن الزكاة لها أركان وشروط ،يجب أن تتوفر ،كالنصاب وطبيعيية المييال )عييين،
حبوب ،سلع ،ماشية الخ( والمدة ،ولمن تصرف ،وكيف ،ومن يشرف عليهييا ،وطريقيية حسييابها ومييا إلييى ذلييك ،أمييا
الضرائب فتقرر على أساس قانوني من تشريع بشري ،والتشريع البشري في جميع الميادين يكون موضع الصييواب
كما يكون موضع الخطأ والتجاوز والفراط ،وقد ل يعرف منه موضع الصواب أو الخطأ.
وأما الزكاة المفروضة الشرعية ،فعدم أدائها يدخل في باب ترك الفرض ،ويذهب بعض العلماء إلى حد الردة ،قياسا
على ما طبقه سيدنا أبو بكر الصديق على أهل العراق ،لما رفضييوا أداء الزكيياة ،فييدعى إلييى قتييالهم .ولييم يخييل أحييد
بفرض مباشرة بعد موت الرسول صلى ال عليه وسلم إل الزكاة ،وقد حرص الخلفاء الراشدون على هييذا الفييرض،
لنه حيوي بالنسبة للمة ،ومنه يقتات الضعيف والمحتاج وذو الحاجة وذو الدين وما إلى ذلك.
يقول صلى ال عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسييلم قييال » ميين حمييل
علينا السلح فليييس منييا وميين غشيينا فليللس منللا« (الحديث 146من كتياب اليميان) .وهيذا الحيديث يجعيل كيل التحيايلت
والمحاولت للتدليس أو للغش ،وكل الوسائل التي تجعل السلعة تحيد عن حقيقتها الطبيعية ،تحييت حكييم واحييد لينكيير
الغاش ويرمى به خارج الجماعة ،وهو أمر عسير ،لن الذي لم يبق من الرسول صلى ال عليه وسلم فقد ضل.
- 3تعريف الغش في القانون
ليس هناك تعريف واضح ومتفق عليه من الناحية القانونية لمفهوم الغش إل المحاولت العديدة لضبط التعريييف ميين
الناحية الصطلحية .وتتراكم عدة حالت على هذا المصطلح ليصبح متجاوزا .ونييرى أن هنيياك مسييتويات مختلفيية
في تعريف الغش ،منها محاولة الغش ،والغش.
وطبعا فإن التعريف يأخذ من الناحيية القانونييية عمقييا كييبيرا لن النصييوص تنطلييق ميين معنييى الغييش نفسيه .ورغييم
محاولة ضبط المعنى الصطلحي للغش وتقنينه من الناحية الوضعية ،فإن الثغرات التي قييد تحييدت فييي النصييوص
لقصورها أو لعدم تغطيتها للوقيعة ،فإن المر يؤدي إلى بعض الخروقات بالعتماد على النص.
فمثل إذا أخذنا قانون كمية المواد الدهنية بالحليب المبستر نجد أنها محددة في 35غرام في اللتر الواحد .فكييل نقييص
يعتبر غشا للحليب المبستر وهو ما يترتب عليه غرامة مالية .لكن إذا تمعنا في هذا القانون نجد أنه يحدد كمية المواد
الدهنية ول يحدد طبيعتها .من حيث إذا بدلنا المواد الدهنية الصييلية للحليييب بأييية مييادة دهنييية أخييرى بنفييس الكمييية
يكون المنتوج مطابقا للقانون ول تعد هذه العملية غشا.
ونعتبر أنه من الصعب ضبط كل الخروقات الحاصلة في المواد الغذائية .وهدا ما حدا بالدول الوروبية والمريكييية
إلى التشديد في الحكام في حالة ضبط مخالفة ،وخصوصا إذا كانت المخالفة تسبب ضررا للمستهلك .وهذا التشييديد
جعل الصناع ل يفكرون في الغش ،لنه أمر قد يؤدي إلى أقصى حكم ممكن وربما ينهي وجود المصنع.
الفصل الثاني :العلقات التجارية
وتحدد الشريعة السلمية العلقات التجارية ،واقتناء السلع والخدمات ،ميين الحكييام المتعلقيية بييالبيع والشييراء علييى
الخصوص .ونتناول المواد الستهلكية من المبيعات ،ونترك العقار والدور والدارة إلى إصدار آخر.
- 1الحتكار
ونقتصر على التعريف الصطلحي للحتكار ،بأنه حجب أو خزن السلع عيين النيياس أو عيين السييوق ،حييتى يرتفييع
ثمنها أو تغلى قيمتها الشرائية .وبما أن هذا المر ل يمكن أن يقوم به إل القوياء الراغبين في الكسييب علييى أقصييى
حد ،فهو يخرج عن العادي والمتداول بين الناس .والحتكار قد يكون على مستويين إما حبيس السيلعة ليوقت ينتظير
أن يغلى ثمنها ،أو جمع السلعة كلها ميين السييوق ميين طييرف شييخص أو جماعيية ،ليسييتبدوا بالسييوق ،فتكييون عنييدهم
وحدهم ،ليقهروا الناس في الثمان ،وهنا نقف وقفة تأمل في الشريعة السلمية ،التي ل يصيبها ضعف ول نقصييان
لنها من عند الخالق ،ولنها شرع ال الذي يعلم السر وأخفى وليست تخمينات بشرية .ولنقف عند التبادل الحيير فييي
السلم ،وترك السعار للسوق فل تحدد السعار ،ولو أن بعض العلماء ذهبوا إلى التسعير في كل ما يلزم من ميواد
ضرورية للعيش .وربما يقول قائل أن هذا تقصير في حق النظمة التجارية ،لكن هل يمكيين أن يقصيير ال ي سييبحانه
وتعالى في حق من حقوق البشر .إن الذين رأوا أن يسعروا هم الذين قصروا في فهم نظرة السلم للشياء .ولنييا أن
نرى المور بموضوعية ،لنفهم حقا كيف يمكن أن نجعل التسعير ل يصل إلى حد التدخل من لدن الوساط المعنييية.
إن السلم لم يسعر لنه حرم الحتكار ،ولما ننظر إلى واقع المر ،نرى أن تحريييم الحتكييار أقييوى ميين التسييعير،
وفرض أثمنة محدودة على بعض السلع .ففي هذه الحالة الخيرة ،تفقد السوق قيمتها ومعناها .ونجيد ميرة أخيرى أن
السلم يتناول المور من حيث اجتناب وقوعهييا وتفاديهييا ،وتحييري التقييرب إلييى الي باتبيياع شييريعته .أمييا القييانون
التجاري أو الزجري ،فيتناول المور بعد وجودها ووقوعها ليفرض الجزاء أو العقوبة.
وفي الحتكار سنة حيث نجد حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي رواه مسلم » ل يحتكر إل خاطئ « (صييحيح
مسلم الحديث 3013من كتاب المساقاة ).والتعبير بلفظ الخاطئ علييى المحتكيير ،ووصييفه بهييذا الوصييف أميير كييبير.
ونجد كذلك حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي رواه ابن ماجة » من احتكر الطعام أربعين ليلة ،فقييد بييرئ ميين الي
تعييالى وبييرئ اليي تعييالى منييه ،و أيمييا أهييل عرصيية أصييبح فيهييم امييرأ جييائع فقييد بييرئت منهييم ذميية اليي « ( مسييند أحمييد،
الحديث 4248من كتاب المكثرين من الصحابة ) .ونجد كذلك في سنن ابيين ماجيية ،أن رسييول الي صييلى الي عليييه
وسلم قال » الجالب مرزوق والمحتكر ملعون «( الحديث 2144من كتاب التجارات).
إن اعتراض السلع قبل ولوجها السوق يقع في كثير من السواق بالبادية ،ويتشدد الفقه المالكي في إنكار هييذا النييوع
من البيع .ويقول ابن تيمية " ومن المنكرات تلقي السلع قبل أن تجيء إلى السوق ،فإن النييبي صييلى الي عليييه وسييلم
نهى عن ذلك لما فيه من تغرير البائع وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال :نهى رسول ال صلى ال عليييه وسييلم أن
يتلقى الجلب لقوله صلى ال عليه وسلم» ل تلقوا الجلب فمن تلقاه فاشترى منه فإذا أتى سيييده السييوق فهييو بالخيييار « (صحيح
مسلم الحديث 2796من كتاب البيوع) .
واحتج العلماء على منعه باتفاق ،لحديث رسول ال صلى ال عليه وسلم » لتلقوا الركبان ول يبع بعضكم على بيييع بعييض
ول تناجشوا ول يبع حاضر لباد ول تصروا الغنم وميين ابتاعهييا فهييو بخييير النظرييين بعييد أن يحتلبهييا إن رضيييها أمسييكها وإن سييخطها
ردها وصاعا من ثمر«( صحيح البخاري ،الحديث 2006من كتاب البيوع).
والغرض من منع هذا البيع ،هو حماية المستهلك وأصحاب السوق من التجار ،وينص الحديث على أن يظل عرض
السلع في السوق حرا ،ليحدد الثمن من قبل العرض والطلب.
النجش في الصطلح هو الزيادة في ثمن السلعة ،ليس رغبة في الشيراء ،وإنميا للخيدع حيتى ل تبيياع ،وهييو حيرام
لعموم الحديث السابق .وهنا يظهر التدقيق في التصيدي لكيل ميا مين شيأنه أن يفسيد عليى النياس معياملتهم ،ويضير
بالطراف المتعاملة ،إما المشتري أو البائع ،وهو يدخل في باب الغش.
5ي الربا
والقصد من وراء تحريم الربا هو حماية المحتاج ،ومن ل قوة له في رؤوس الموال والسييلع والخيدمات ،و الحكمية
من تحريم الربا بالغة ،ويراد بها:
ويعتبر تحريم الربا من الحكام الشرعية ،التي يمتاز بها السلم ،والتي تبين كييذلك عظميية هييذا الييدين .وممييا يؤكييد
عالمية السلم ومسايرته لجميع العصور ،منع كل أوجييه السييتغلل والقهيير ،وليييس هنيياك قهيير يعييادل قهيير الفقيير
والديون .هذه حالت حرمها ال سبحانه وتعالى ،علما منه أن النسانية ستعيش زمن الربا ،تماما كما كان الحال لمييا
نزل الوحي .ول يزال الصراع على أشده مند أمد طويل ،بين المسيتبدين والكييادحين ،وتفرعييت كيل اليييديولوجيات
لتعبر كل واحدة عن وجهتها ،ولتحاول كل واحدة أن تجعل شرعا لنبد الستغلل والسييتبداد ،لكنهييا بقيييت تخمينييات
بشرية ،ولو تمكن النسان من فهم مقاصد الحكام الشرعية في السلم ،خصوصا المتعلقة منها بحياة البشر ،لعيياش
سعيدا هنيئا ،ولما كلفته الخطاء البشرية خسارة كبيرة.
ولنتذكر أن الربا نزل الوحي بشأن تحريمه ،لما كان الناس ل يجدون ما يأكلون ،وكانوا يقترضون المييد ميين الثميير
بأربعة أو بعشرة أمداد ،ومع ذلك فقد حرمها المسلمون بدون أدنى صعوبة لما نزلت الية الكريميية الييتي تضييع حييدا
قاطعا لهده المعاملة ،وليس من يجد ما يأكل ،كمن ل يجد أين يسكن .وهذا القهر الذي كان سائدا قبل مجيء السلم،
باعد بين الناس وضخم الفوارق الجتماعية .وبما أن الناس ابتعدوا عن الشرع اللهي وجهلوه إلييى حييد كييبير ،بييات
حريا بنا أن نجد القهر الذي كان في الجاهلية يخيم علينا في العصر الحاضر .وهذه القييروض الييتي أصييبحت تشييمل
كل متطلبات الحياة اليومية ،وأصبح الناس يقترضيون للدراسية وللتيأثيث وللسيفر ولليزواج ولبنياء المنيزل ولليدواء
ولشراء السيارة ،والتلفزة والثلجيية والطباخيية والغسييالة .بييل أصييبح ميين العسييير اقتنيياء هييذه المعييدات الييتي ليسييت
ضرورية ،وهي السبب في تكليف المرء ما ل يطيق .فهذا باب من أبواب الفتنة فتح ،ولن يسهل على من ينهييج هييذا
النهج الخاطئ الرجوع إلى الصل أو الشرع .ونلحظ الميوع الحاصل فييي هييذا المضييمار ،وصييعوبة التنكيير لمبييدأ
الربا من لدن الناس ،وأصبح موضوعا يناقش وكأنه نظرية اقتصادية أو فلسفية ،وليس شرعا .وقد ل يجدي الحييوار
حول موضوع ل تتكافئ أطرافه كيفما كانت طبيعته .فالذي يريد مناقشة موضوع يهم الشرع بالدرجة الولى ،يجب
أن يكون لديه بعض الدوات الفقهية ،إن لم نقل ملما بالدوات الفقهية ،وإل فييالحوار الجاهييل سييلح قاتييل وصيياحبه
متحجر وعنيد.
ونحن نطرح السؤال من جهة القوة ،فنقول هل الذي خلق البشر غير قادر على أن يجعل له شييرعا؟ فالربييا واضييح
بالصطلح الفقهي وليس بالتعريف الضللي .يقول الرسول صلى الي عليييه وسييلم » الييذهب بالييذهب وزنييا بييوزن مثل
بمثييل ،والفضيية بالفضيية وزنييا بييوزن مثل بمثييل ،فميين زاد أو اسييتزاد فهييو ربييا « (صييحيح مسييلم ،حييديث 2973ميين كتيياب
المساقاة) والمراد بالزيادة أو الستزادة النسبة أو الربح من التسليف ،أو بعبارة أدق ما يأتي به رأس المال من عملية
السلف .وعن النسبة المئوية ،فالسلم يحييرم المبيدأ ولييس الحالية أو الطريقيية .فمبيدأ الربييا محييرم لييس لن النسيبة
كبيرة .فهذا المنحى خطير ،لنة يترك المجال للمضللين ،من حيث قد يتصور أنه في حالة ما إذا تمكنا ميين تقليييص
النسبة تصبح الربا مقبولة.
إن السلم يحرم المبدأ )مبدأ الربا( ،ليجعلنا نرتقي إلى حل آخر ،ومعاملة أحسن وكأنه يصرفنا عن الهلك .لماذا ل
تدخل البنوك في رؤوس الموال؟ فهذا أمر ل يناسبها ،لن القييرض الربييوي يضييمن نسييبة للبنييك فييي حييالتي نجيياح
المشروع أو فشله ،أما الدخول في رأس المال فيحتمل النجاح كما يحتمل الفلس.
الكتاب الثالث
- 1مقدمة
لو درسنا بعمق بعض القوانين الصحية ،التي جاءت في القييرآن والسينة ،لوجيدناها أكييثر دقية ومعنييى ميين الشييروط
الصحية التي جاءت بها الكتب العلمية .ولو قارنييا النظييام الصييحي الغيذائي ،اليذي وضييعه المختصييون فييي الميييدان
الغذائي ،في العقد الخير ،والذي أطلقييوا عليييه اسييم نظييام الهاسيييب )HACCP) Hazard Analysis Control of
Critical Pointsوالقاضي بمراعاة الشروط الصحية المتعلقة بسلمة تصنيع أو إنتاج المواد الغذائيية ،مييع شييروط
النظافة والصحة في السييلم ،لوجييدنا أن هييذه الخيييرة أصييح وأنسييب ميين نظييام الهاسيييب .إن ميين مقومييات الييدين
السلمي ،سلمة الجسم وطهارته .وينفرد السلم بالغسل كفرض على المسلم .ويسمو بهييذه الخاصييية علييى جميييع
القواعد الصحية.
- 2الغسل
تدخل الطهارة في السيلم ضييمن العبيادة ،لتصييبح خاصييية مميييزة للمسيلم ومرتبطية بييالواجب ميين حيييث ل يمكيين
إسقاطها .ومما تؤكد عليه السنة النبوية الشريفة ،غسل اليدين قبل وبعد الكل مباشييرة .ويكييون المسييلم علييى طهييارة
دائمة لوجوب الوضوء ،حيث يظل المسلم يحرص على الطهارة .وهذه الحالة يحس بها المسلم طوال نهاره ،لنه ل
يمكن أن ينجس وهو يصلي .ومشروعية الوضوء تجعل المرء يتأدب مع ال سبحانه وتعييالى .والمسييلم يتعييود علييى
هذه الحركة البسيطة التي تجعله يكون دائما نقيا وطاهرا.
وهذا الوصف القرآني جاء لدوي العلم والمعرفيية ،فل يمكيين أن نغسييل الييوجه بييدون أن نغسييل اليييدين ،ولييذلك كييان
التعبير الرباني شامل ومجمل .فكان أول من اتبع الوصف اللهي في الوضوء هو رسول ال صلى الي عليييه وسييلم
ليفهم ما يقوله العليم الخبير .فكان من المسييتحيل أن يتوضييأ أحييد قبييل الرسييول صييلى الي عليييه وسييلم ،لن الييوحي
المتعلق بالوضوء جاء منطوقا بالنسبة لربعة أعضاء ،وهي غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرأس وغسل
الرجلين .ومفهوم الموافقة في الية هو غسل اليدين إلى الكعييبين ،لن غسييل الييوجه ل يمكيين أن يكييون بيدون غسييل
اليدين أول .والغسل ليس أي غسل ،فربما يختلف الناس في هذا الغسل ،ولذلك تييداخلت السيينة مييع الفييرض ،لييترتب
وتدقق الغسل .فالمضمضة والستنشاق والستنثار وتخليل اللحية ورد مسح الييرأس ومسييح الذنييين والتثليييث ،كلهييا
أمور تجعل الوضوء في حد ذاته عبادة لن المسلم يؤدي فيها فرضا .ولذلك لييم يكيين ميين الممكيين أن يتوضييأ النيياس
توقفا على ما جاء في الية ،دون أن يتدخل المعلم الول صلى ال عليه وسلم ليحدد طريقة الغسل ويوحدها.
إن طريقة الغسل في السلم موحدة ،فكل المسلمين يغسلون بنفس التسلسل ،وهو الشيييء الييذي ل يناقشييه أحييد ،ول
يسأل عنه ،وحتى ل يكون هناك اختلف في طريقيية الغسييل ،أو تقيياعس ،أو عجييز ،أو تكاسييل ،فييإن الي أنزلييه فييي
القرآن ،وهو دليل على أهميته القصوى ،ومقاصده الرامية إلى تطهير البشر نفسيا وجسديا.
ويذهب السلم إلى أكثر مين ذليك ،حييث يييبين خصييائص المياء اليذي يجييب عليى المسيلم أن يتوضييأ بيه ،ويصييفه
بأوصاف الماء الطهور ،بمعنى أن يكون الماء بغييير لييون ول رائحيية ول طعييم ول عكييارة ،وأن ل يكييون محتبسييا.
ونلحظ أن هذه الوصاف هي نفسها التي يعرف بها الخصائيون الميياء الشييروب .ويجييوز الوضييوء بميياء البحيير،
وهو كذلك ماء طهور ،ونعلم أن ماء البحر به تركيز مرتفع مين المليح ،حييث ل يسييمح بوجييود جراثييم .ول يجيوز
الوضوء بالماء الراكض أو المنحبس ،كما ل يجوز الستحمام في المياه الراكضة ،وقد تبين في هذا القرن أن هنيياك
بعض المراض الخطيرة ،التي تأتي من المياه المنحبسة ،وأشهرها مرض البلهارزيوز.
ونعلم كذلك أن قواعد التطهير ترتكز على خصائص الماء المستعمل للتطهير ،وعدد المرات التي يطهر بهييا الوسييخ
أو العفن .وتعتمد عملية التطهير ،كما هو معروف في ميدان صناعة المواد الغذائية ،على قانون رياضي يجمع بين
تركيز الوسخ المراد تنظيفه ونوعه )دسم ،سكر ،بروتينات الييخ( ،ونييوع المسيياحة الييتي يلتصييق بهييا ،وكمييية الميياء
المستعملة ووقت التنظيف .وتعطي معالجة هذه المعادلة الرياضية حل دقيقا ،يبين أن كلما زاد وقييت التنظيييف كلمييا
انخفض تركيز الوسخ ،ولكي ننظف إلى حد إزالة الوسخ كليا ،يجب أن ننظف لمدة ل متناهية .ويكون عدد المييرات
التي ينظيف فيهيا الشييء الميراد تنظيفيه ذا أهميية قصيوى بالنسيبة لزالية الوسياخ .وقيد تيبين بالدراسية أن غسيل
الصحون مرتين بالماء يكون أحسن من غسلها مرة واحدة ،وغسلها ثلث مرات أحسيين ميين غسييلها مرتييين وهكييذا.
وللقتصاد في الماء ،نكتفي ببضع مرات ،ولو يبقى بعض الثر عليى المعيدات أو الشيياء اليتي ييراد تنظيفهيا .أميا
الدراسة التي أجريت على غسل اليدين بالماء المقطر ،فقد بينت أن الغسل ثلث مرات يكييون كافيييا لخفييض جراثيييم
الجلد.
توجد باكتيريات الكريات العنقودية على جلد النسان ،وخاصة اليدين والفييم والنييف والذنييين ،وهييذه الميياكن هييي
التي تغسل أتناء الوضوء ،وتنص السنة على التثليث في الغسل ،وهو المبدأ العلمي القاضي بإزالة أكبر عييدد ممكيين
من الجراثيم .وهنا يتبين لنا حقا وبطريقة علمية جلية ،صدق الرسالة المحمدية ومعجزة السلم القائمة على الحجة.
وهناك أشياء مدققة في الوضوء نتبينها من خلل الوحي اللهي ،لنتعلم ولنرى أن السلم دين العلم.
ولنتفحص ماذا يقع أتناء الوضوء ،حيث نبدأ بغسل اليدين إلى الكعين ثلث مرات ،دون إدخال اليييد فييي إنيياء الميياء،
ويكون أخذ الماء باليمنى وغسل العضاء باليسرى .ونبدأ بالمضمضية ،حييث نزييل ميا فضيل مين الميواد الغذائيية
المتجمعة بين السنان ،والتي قد تسبب تحمضا يصيب السنان أو الفم كله ،وتكون المضمضة بفرك السيينان باليييد.
ثم الستنشاق ،وهو إدخال الماء بالنف ،ثم الستنثار وهو إخراج الماء باليد من النف .والفائدة فيي الستنشياق هيو
تطهير المسالك التنفسية العليا ،التي قد يتجمع بها الغبار وتتلوث .ويجب أن يصل الماء كذلك إليى الحنجيرة للحيديث
الذي رواه الترمدي أن رسول ال صلى ال عليه وسييلم قييال » اسييبغ الوضييوء وخلييل بييين الصييابع وبييالغ فييي الستنشيياق
إل أن تكون صائما « (الحديث رقم 718من كتاب الصوم) .ومعنى هذا أن الستنشاق يجييب أن يكييون مبالغييا فيييه ،أي
أن يستنشق الماء حتى يخرج من الحنجرة ،وهو الشيء الذي يحفييظ الحنجييرة ميين التلييوث الييدائم ،وإرهاقهييا بقشييرة
تتكون من جراء الوساخ ،وقد أشار بعض الباحثين أن هذه العملية قد تكون وقاية من سرطان الحنجرة .والسييتنتار
هو إخراج الوساخ التي تتجمع في الخياشيم ،من حيث تحول دون تكون نتونة فييي النييف ،أو الصييابة بالتهيياب أو
حساسية .ونعلم جيدا أن هناك من لهم حساسية لبعض الشياء ،التي قد تتفيياقم وتضيير الشييخص المصيياب ،وأكثرهييا
لقاحات النبات التي تتجمع وتلتصق بشعر النف ،وتظل تسبب عطسا ،وآلما في الرأس ،وما إلييى ذلييك ممييا يييؤدي
في بعض الحالت إلى ملزمة الفراش ،أو أخذ بعض المهدئات كحقنة الكورتيكويد.
بعد الستنشاق والستنتار نغسل الوجه ،وهناك اتساق في غسل العضاء بالتتابع ،وغسل الوجه يكون من الذقن إلى
شعر الرأس ،وتخليل شعر اللحية .وهنا نقف لنتساءل لماذا تخليل شعر اللحية وغسلها ،ول نغسل شعر الرأس أتنيياء
الوضوء ،بل نكتفي بالمسح ،فالجواب هو الذي توصل إليه علم الجراثيييم الحييديث .فاللحييية تكييون معرضيية لكييل مييا
يسيل عليها من سوائل أتناء الكل والشرب ،فتكون وسطا غذائيا لبعض الجراثيم ،ولييذا نصييت السيينة علييى تخليلهييا
وغسلها جيدا .بعد غسل الوجه نرجع إلى غسل اليدين إلى المرفقين ،ولماذا ل نغسل اليدين إلى المرفقين قبل الوجه؟
فل يجوز ذلك لن الية رتبت العضاء ،وغسل اليدين إلى المرفقين ،جاء بعد غسل الوجه .فلييو غسييلنا اليييدين إلييى
المرفقين قبل الوجه ،ربما يرجع عليهما الماء أثناء غسل الوجه ،ول يستفاد من التطهير.
أما مسح الرأس ،فيكون باليدين معا مبللتين بالماء ،لن اتساخ شعر الرأس يكون بالغبار الجاف ،أو قد تصيبه بعض
الملوثات الصلبة ،لكن كل هذه العفونات تبقى فوق الشعر ،ول تصل إلى جلد الرأس فالمسح قد يزيلها .وطبعا غسييل
الرجلين إلى الكعبين ،والذي يكمييل الطهييارة والنظافيية لكييل العضيياء البييارزة ،الييتي تجمييع الوسيياخ والغبييار .أمييا
الرجلين ففيهما سنة ،فإن كانتا بدون جوارب تغسلن ،وإن كانتا بالجوارب تمسحان فقط .ففي الحالة الولى تلتصييق
الجراثيم الجلدية ،كالكريات السبحية ،بالجلد لنه مكشوف ،أما في الحالة الثانية فيكون مغطى ،ويكفي المسح لزاليية
ما قد يلتصق بالجوارب.
ونذهب إلى حد بعيد مع سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،حيث نجد أن هناك تدقيقا علميا بشكل معجز ،وملفييت
للنظر ،في ميدان علم الجراثيم .فالسنة في المسح على الخف أن يكون من مادة سميكة كالجلد ،أو أي ثوب آخر غير
شفاف ،ثم يشترط أن ل يكون بها ثقب ،أو بقع نافذة ،ويشترط كييذلك أن يكييون ارتييدائهما علييى وضييوء .ويظهيير أن
الذين درسوا علم الجراثيم يعلمون حق المعرفة ،أن السماكة من جلد أو قميياش تحفييظ الجلييد ميين التلييوث بييالجراثيم،
وأن عدم وجود ثقب أو بقع نافذة قد تتسرب منها بعض الملوثييات ،والميير المعجييز هنييا ،هييو شييرط الرتييداء علييى
وضوء ،أي بعد الغسل ،حتى تبقى الرجل نقية طاهرة.
- 3الطرح العلمي
وقد بينت بعض الدراسات كذلك ،أن نمو الجراثيم الموجودة على الجلد يتبيع قانونيا رياضييا ميدققا ،مين حييث كلميا
ارتفع العدد الصلي كلما تقلص وقت إفراز السموم عند الكريات العنقودية أو نييوع .Staphylococcus aureusكمييا
يبين ذلك الجدول التالي:
ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
الوقت الكافي لنتاج السموم عدد الخليا الباكتيرية
ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
7ساعات 1
6ساعات 10
5ساعات 100
يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
ونرجع كذلك إلى تطابق النظافة ،مع أوقات الوضوء .فالمفروض أن يتوضأ المسلم لكل صلة ،مييع العلييم أنييه ليييس
ضروريا ،لن الوضوء إذا لم ينقض فل يلزم إعادته .ومع ذلييك فالسيينة ترغييب فييي تجديييد الوضييوء ،ولنييرى مييدى
أهمية هذا الترغيب في تجديد الوضوء من الناحية العلمية.
بين الصبح والظهر :تكون الحرارة منخفضة مما يييؤثر سييلبيا علييى نمييو وتكيياثر الباكتيريييا .وتمتييد هييذه المييدة إلييى
حوالي سبع ساعات .وهذه الفترة تكون غالبا فترة عمل ،إذ ل تجد الجراثيم استقرارا في النميو .كمييا قيد يلجييأ المييرء
إلى غسل يديه أتناء عمله .ونرى أن الوقت الفاصل بين الصبح والظهر ،يكييون أطييول وقييت يفصييل بييين صييلتين،
والغالب أن جل الناس يجددون الوضوء للظهر.
-بين الظهر والعصر :تتقلص المييدة الفاصييلة بييين الصييلتين ،ففييي هييذه الفييترة الزمنييية ،تكييون الحييرارة مرتفعيية،
خصوصا في المنياطق المتوسيطية .وحيييث أن هيذه الميدة تكيون غالبيا للراحية ،فييإن الجراثييم تجيد الفرصية للنمييو
والتكاثر ،لن طعام الغذاء قد يترك أثرا علييى اليييدي ،ممييا يشييكل وسييطا غييذائيا بالضييافة إلييى الحييرارة المناسييبة
والراحة ،من حيث ل تستعمل اليدي فتكون هذه الفترة فترة تحضين بالنسبة للجراثيييم ،فتنمييو بسييرعة ،فجيياء وقييت
الوضوء قصيرا بين الظهر والعصر.
-بين العصر والمغرب :تبدأ الحرارة في النخفاض ،ويبدأ المرء في العمل .وهو ما يجعل الحركة تنقييص ميين نمييو
وتكاثر الجراثيم ،ونجد أن المدة ل تكون طويلة نسبيا ،بالمقارنة مع المدة الفاصلة بين الظهر والعصيير ،ممييا ينقييص
من نمو وتكاثر الباكتيريا.
-بين المغرب والعشاء :فالفترة تكون قصيرة نظرا لنتهاء اليوم ،وقد يصلي المييرء بوضييوء المغييرب ،وهييو شيييء
جاري ،وفي هذه الفترة ل تكون الكريات السبحية تكاثرت بشكل محسوس ،نظرا لضيييق الييوقت ،ولييو أن العوامييل
البيئية والغذائية تلعب لصالح نموها بسرعة.
الفصل الثالث :الماء
-1مقدمة
لقد عرف النسان قدر هذه المادة من القدم ،خصوصا في المناطق الحارة والجافة ،وكان الناس يتجمعون حول نقييط
الماء من مجاري وبحيرات ووديان وعيون وأنهار .ول يمكن للنيياس أن يرابطييوا فييي الرض الجييذباء .وإنمييا نجييد
أغلب المدن الكبرى عبر العالم ،تكونت بسبب تجمع الناس حول مجاري المياه حتى نشأ هناك عمران.
ول يمكن أن نتصور حييياة بييدون ميياء ،وقييد يييدرك النسييان مييدى هييذه الهمييية حييين يفقييد هييذه المييادة .وقييد تييزداد
استعمالته بتزايد النشاطات اليومية والحتياجات الحيوية والقتصادية ،والماء هو المادة الوحيييدة الييتي ليسييت ملكييا
لحد ،ولم تكن في حوزة شخص أو بلد مند القدم ،وإنما كانت المجاري تعتبر لكل الناس ،والعيون والبييار تسييتعمل
بدون أداء ول ضريبة ،لن الماء يعتبر من خيرات البلد الطبيعييية ،وشيييئا فشيييئا بييدأ يقييل ويتلييوث حييتى أصييبح ل
يستعمل إلى بعد معالجته .ونعلم جميعا أن توزيع الماء في القديم ،بل فييي أوائل هييذا القييرن كييان يضييخ مباشييرة ميين
المجاري والعيون والبار ،لكونه خاليا من الخطار ،لكن مع تكاثر السكان والتقدم التكنولوجي في شتى الصييناعات
جعل الماء يتلوث ،حتى أصبح من غير الممكن توزيعه مباشرة على السكان دون معالجة ،والتي قييد تكييون صييناعة
ثقيلة في بعض الحيان ،وتكلف أموال طائلة ،وخبرة عالية ليكون الميياء صييالحا للشييرب .وقييد طغييى كييذلك مشييكل
تحلية المياه الشروبة على الساحة حتى أصبح موضوع الساعة ،وشأنا كبيرا من شؤون البلد.
ومن الجرائم التي جناها التقدم التكنولوجي على النسان ،الخلل بالبيئة بصفة عامة ،وتلوث المياه بصييفة خاصيية.
ولجعل المرء يشعر بمدى أهمية هذه المادة ،التي لزال في غفلة عنها ،نتساءل :هل نستطيع أن نعيش بدون غسييل،
وهل يمكن للنسان أن يعيش بدون تنظيف المنزل والواني والثياب وما إلى ذلك؟ وكل هذه الوساخ التي تذهب مع
الماء ترمى في المجاري أو في البحييار ،وميين تييم فكلمييا ازدادت اسييتعمالت الميياء ازداد التلييوث ،وظهييرت بعييض
الحوادث المضرة.
ول يمكن أن نشرب أي ماء فييي الييوقت الحاضيير ،إل لمييا يخضييع لمراقبيية الخصييائص والمواصييفات الييتي تضييمن
سلمته ،وتجعله غير مضر بصحة النسان .وهناك عدة أمراض وأوبئة قد تنقل عبر الميياء الملييوث ،كمييا أن هنيياك
العديد من الصابات التي تأتي عبر الماء الملوث ونشير إلى أن المشكل سيزداد حدة ،وسيكلف كييثيرا إذا لييم تعطيييه
الوساط المكلفة ما يستحقه من الهتمام.
تتمثل الشروط الطبيعية للماء في اللون والرائحة والنكهة والتعكر .وتتأثر هذه الصفات بوجييود عناصيير كيماوييية أو
عضوية ،كالطين ،والغازات الذائبة ،والفضلت ،والنفايييات العضييوية ،أو قييد توجييد عناصيير حيوييية ،كنمييو بعييض
الطحالب أو النباتييات أو الحيوانييات أو الجراثيييم ،ولييذا وجييب وضيع قييانون صيحي ،يشييرع المواصيفات الكيماوييية
والحيوية للماء الصالح للشرب.
ونعطي بعضا منها بصفة عامة دون التدقيق في الخصائص والمواصفات الحيوية للمياه الشروبة:
-يجب أن يكون الماء خاليا من المواد المعكرة ،وخاليا من الروائح ،والطعم الغير العييادي ،أو المقصييود وكييذا
اللون.
-يجب أن ل يتعدى العسر قيمة 50جزء في المليون ( )Soft water
يجب أن يكون الماء خاليا من جميع الجراثيم المرضية .ونذكر النواع المحتملة الوجود فييي الميياء والمضييرة -
بصحة النسان .ومنها النواع التالييية :جرثييوم حمييى التايفويييد )(S. typhosaوالشييبيهة بالتايفويييد وتسييببها النييواع
الخييرى .ثييم جرثييوم الكييوليرا السيييوية Vibrio commaوجرثييوم السييهال )Dysenterie) Shigella dysenteri
aوبعض الطفيليات .(Entamoeba) hystolyticaويحتمل وجود هذه النييواع فييي المييياه الملوثيية بييبراز النسييان أو
فضلت الحيوانات.
-يجب أن يكون المياء خالييا مين الرصياص أو بمسيتوى مسيموح بيه ،وكيذلك الملح الخيرى كالنيايترت
والمعادن الثقيلة.
-يجب أن يكون الماء خاليا من المواد المشعة ،والهرمونات والمبيدات.
وحسب المنظمة العالمية للصحة ،ومنظمة الغذية والزراعة ،فإن تجاوز قيمة 1مغ في اليوم يثير النتباه ،لن
قدر 2مغ في اليوم يؤدي إلى إصابة الشرايين والكليتين .وتتلوث المواد الغذائية عن طرق عديدة منها:
-الغبار المحمل بالرصاص الناتج عن المواد الصناعية.
-استعمال أدوات وأواني منزلية من الرصاص.
-بعض المواد الغذائية المحضرة في أواني من الرصاص ،أو معلبة في أواني من الرصاص.
-قنوات المياه الصالح للشرب .وهذا شيء جاري ،لن توزيع المياه داخل المنازل ،يتم بواسطة قنوات رصاصييية،
لتسهيل عملية الترصيص .وليس هناك ما يمنع الشييركات وأصييحاب الحييرف ميين الرصاصييين ،ميين اسييتعمال هييذه
القنوات داخل المنازل .وبما أننا بصدد توجيه المستهلك ،فإننا ننبه إلى ضرورة تفادي استعمال الرصياص ،فيي كيل
ما يتصل بالغذية والماء.
ب -السمدة الكيماوية
في سنة 1996حكمت المحكمة الفرنسية على شيركة La lyonnaise des eauxبتعييويض مييالي قيدره 1000فرنييك
فرنسي لمستهلكيها ،على توزيع ماء ل يستجيب لمواصفات الماء الصالح للشرب ،بسبب النترات التي كييانت تصييل
إلى مستوى عالي.
يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
الجراء التركيز مصادر النايترايت
-------------------------------------------------------------------------------
مقبول * 100-50مغ البروتينات الحيوانية والنباتية
ممنوع فوق 100مغ السمدة
يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
* ماعدا النساء الحوامل والصبيان دون السادسة)
لقد تبين أن استهلك النايترايت غير مضر للنسان بتاتا ،وبدون تحديد الجرعة ولكن تحويل هذه المادة إلى نايتريت
بسبب بعض الجراثيم ،هو الذي يضر بصحة المستهلك.
د -الخطار المحتملة
ونود أن نشير إلى ضرورة مراقبة المياه الشروبة ،فيما يخص بعض الملوثات الخطيرة ،التي تسبب إصابات مزمنة
أو انعكاسات صحية خطيرة ،والتي يحتمل أن تصيب الماء الشروب .وليسييت الهرمونييات وحييدها هييي الييتي تشييكل
خطرا بل هناك العديد من الملوثات الحيوية والكيماوية والفيزيائية والنووية ،التي يمكن أن تصيب الماء .فالتحاليييل
التي تقوم بها المختبرات الن ،ل تتطرق إل إلى التحاليل التقليدية ميين حيييث الملوثييات الجرثومييية والكيماوييية ،ول
تغطي هذه التحاليل كل الملوثات ،ول ترقى إلى درجة البحييث العلمييي حييول طييرق وتحاليييل جديييدة ،ميين شييأنها أن
تجعييل المختييبر والبحييث العلمييي علييى الخصييوص فييي مسييتوى مراقبيية أي طييارئ قييد يحييدث بالميياء .وكييون هييذه
المختبرات تابعة لمقاييس دولية ،وتعتمد على طرق ومعدات أجنبية ،فل يمكن أن تقوم بأشييياء خارجيية عيين الطييار
الذي رسمته لنفسها ،وهو اتباع ما تنص عليه هذه المنظمات ،وفي هيذه الحاليية فل يمكيين أن تكييون هنيياك اسييتقللية
وذاتية في تتبع المشاكل ،التي يمكن أن تحدث في أي لحظة.
الفصل الثاني :الحيوانات الليفة
- 2الكلب
تعتبر الكلب من الحيوانات الليفة التي قد تبلغ درجة عالية في ألفتها مع النسان ،وتحمييل هييذه الحيوانييات جراثيييم
وطفيليييات وفايروسييات متعييددة .والكلب ينهييى السييلم عيين القييتراب منهييا ،والكييل معهييا وإدخالهييا الييبيت ،أو
الفراش ،ويحذر من إعطائها الكل في الواني المنزلية التي يستعملها النسان لكله .وتظهر السنة النبوية الشييريفة
واضحة بالنسبة لهذه الحيوانات ،ول تجوز الصلة في ثوب مسه كلب بأنفه أو بلعابه ،ول يجوز الكل فييي الوانييي
التي أكلت فيها الكلب ،إل بعد غسلها سبع مرات كما جاء في صحيح مسلم (الحييديث 420ميين كتيياب الطهييارة) أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال » طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بالتراب «.
ونركز على الساس العلمي للحديث ،حيث نجد التركيز على عدة عوامل تدخل في التطهير:
العامل الول هو عدد مرات الغسل وهي سبعة ،وقد تكلمنا عن القييانون الرياضييي اليذي تتبعيه سيرعة التطهييير فييي
إزالة الجراثيم ،و قد بينا أن كلما ازداد عدد مرات الغسل كلما طهرنييا الوانييي بمييا فيييه الكفاييية ،وغسييل إنيياء سييبعة
مرات يعني تطهيره تطهيرا تاما ،وهو المر الذي يجب أن يتم بالنسبة للواني التي ولغت فيها الكلب.
أما العامل الثاني فهييو الييتراب .ويشييتمل الييتراب علييى عنصييرين أساسييين يلعبييان دورا أساسيييا فييي التطهييير وهمييا
الكاتيونات والطين .فالكاتيونات التي تعادل الصابون في التطهير وإذابة الوساخ خصوصا الييدهون ،والطييين الييذي
يمتاز بخاصييية أخييذ الملوثييات حيييث تلتصييق علييى الحبيبييات الصييغيرة ) (adsorptionوهييي كييذلك خاصييية تزيييل
المركبات من الواني .وبما أن اختراع الصابون والمطهرات الخرى في العصر الحاضيير ،جعلييت السييتغناء عيين
التراب بديهيا ،فإن الشارة إلى تأكيد السنة على التطهير هيو ميا يهيم فيي هيدا الحيديث ،فيالتراب والصيابون تكيون
الغاية منهم التطهير .والعنصر الثاني يتجلى في المضادات الحيوية.
والعامل الثالث يخص المضاضات الحيوية الموجودة في التراب .والمعروف أن التراب يحتييوي بيئيييا علييى جراثيييم
نافعة تنتج المضاضات الحيوية وتسمى الكتينوميسات.
وقد نجد أن بعض الناس ،يجعلون من الكلب صديقا حميما ،حيث تصل الحميمية درجة تقبيله ،وإعطائه الطعييام فييي
نفس الصحون التي يأكل فيها ،ونومه في الفراش ،وجلوسه على الريكة وما إلى دلك .ونلحظ أن بعض الناس فييي
المجتمعات الغير المسلمة يصاحبون الكلب وينييادونهم بأبنييائهم .وهييذا التصييرف الخيياطئ ينقضييه السييلم ،ويعيييد
المور إلى صوابها ،فإن كانت العلوم ل تبالي بهذه الشياء ،رغم ما توصلت إليييه ميين نتييائج فييي شييأن الكلب ومييا
تحدثه من مخاطر وأضرار للنسان ،فإن السيلم ينفيرد ويمتياز بتصيديه لهيذه التصيرفات والنحرافيات البشيرية،
ويقطع العاطفة في مثل هذه الشياء ،لن كل ما يضر ويزعج النسان فالسلم يمنعه.
ومن جملة تناقضات هذا العصر ،وهو عصر العلم ،هو أنه في الوقت الييذي كشييفت فيييه العلييوم الخطييار المرتبطيية
بالكلب ،ازداد القتراب منها ومعاشرتها بشدة ،وهذه الشياء تبين ضعف العلوم بجميع وسائلها على جعل النسييان
ينضبط ويعي كل مقومات الحياة ،ويمشي على سراط سوي .وفي هذا الصدد يظهيير إعجيياز القييرآن والسيينة النبوييية
الشريفة وانفرادهما ببيان الطريق الصحيح ،الذي يجب على النسان اتباعه ليعيش حياة طيبة مطمئنة.
ونرى من جهة أخرى ،أن السلم يوضح الحييالت الييتي يمكين التعامييل فيهييا ميع الكليب ،ويبقيييه فييي حيدود معينيية
خارجة عن المعاشرة ،والقتراب من هذا الحيوان أكتر مما يلزم ،وقد حدد السلم ذلك من خلل السنة ،حيييث نجييد
في صحيح البخاري (الحديث 5059من كتاب الذبائح) ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال » من اقتنى كلبا إل كلبا
ضاريا لصيد أو كلب ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قراطين « ويظهر كذلك في هذا الحديث استثناء نوعين ميين الكلب
والتي يمكن اقتنائها في حدود ،ومنها كلب الصيد و كلب الحراسيية ،وقييد نعلييم أن هييذا السييتثناء ل يعنييي معاشييرتها
وإدخالها إلى المنزل ونومها في الفراش وأكلها مع النسان ،بل النوع الول يسيتعمل للصييد ،وهيو خيارج المنيزل،
والنوع الثاني للحراسة ،وهو كذلك خارج المنزل .وكذلك نجد في البخاري الحديث 2986من كتيياب بييدء الخلييق أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال » ل تدخل الملئكة بيتا فيه كلللب ول صللورة تماثيللل « وعلى ضوء الحديثي ي نييرى أن
التشديد على إبعاد الكلب عن البيت ما أمكن ،لن الثلوث قد يصيب ما يستعمله النسان في حياته اليومييية خصوصييا
الكييل والشييرب ،وقييد تنتقييل جراثيمييه عييبر الشييعر واللعيياب أو قييد يلييوث الرض ثييم تسييقط عليهييا مييأكولت ومييا
إلى ذلك.
ويؤكد العلم أن الكلب حامل لكثر من ستة وثلثييين جرثومييا كلهييا مضييرة للنسييان .ويعتييبر داء الكلييب ميين أخطيير
المراض الفتاكة ،التي يمكن أن تنتقل إلى النسان.
-الكياس المائية
يحمل الكلب في أمعائه طفيليا يسييمى Echinococcus granulosus.ويرمييى بيييض هييذا الطفيلييي مييع بييراز الكلييب،
فيصيب العشاب ،وحيث ترعى الحيوانات على هذا العشب الملوث ،فإن البويضات تتحييول إليى أكيياس مائيية فيي
العضاء كالكبد والمعاء والرئة والقلب والمخ .وربميا ييأتي التليوث مين شيعر الكليب كيذلك .وتنقيل هيذه الكيياس
المائية إلى الحيوان عبر العشب الملوث ،كمييا ينقييل الطفيلييي إلييى النسييان عنييد تنيياوله الخضيير الملوثيية ،وقييد ينقييل
باللمس ،خصوصا الطفال الذين يحبون اللعب مع الكلب ،ول يبالون بغسل أيديهم جيدا قبل الكل.
ول ينمو الطفيلي المسبب للكيس المائي ،إل في أمعاء الكلب ،ليتسرب إلى النسييان عييبر الثلييوث .والمعلييوم أن هييذا
المرض ليس له دواء إل الجراحة ،وتبقى النتائج المتوخاة من علجه ضئيلة.
وتستمر الدورة الحيوية بتناول الكلب لعضاء الحيوانات المصابة بالكياس المائية ،والتي لم يتييم إتلفهييا وحرقهييا
في المجازر .وقد ترمى هذه الكياس المائية بدون شعور ،لما يجييدها النسييان فييي ذبيحيية عيييد الضييحى ،وهييو مييا
يساعد على انتشار هذا الطفيلي الخطير.
ومن عادة الكلب أنه يلهث دائما ،خصوصا في المناطق الحييارة كالييدول الفريقييية والسيييوية وبعييض دول أمريكييا.
وهذه الخاصية توجد عند الدجاج والكلب ،لن هذه الحيوانات ليست لها غيدد عرقيية ،كميا هييو الشييأن عنيد النسييان
والحيوانات الخرى .وليجعل الكلب حرارة جسمه قارة وثابتة ينهيج اللهيياث بفتيح فميه كليه ،وإخيراج لسييانه ليبخير
الماء ،حيث تقع عملية التبريد .واللهاث عند الكلب ل يتوقف على جهد ،بل يلهث في حالة راحته وفي حالة جهده أو
تعبه .ونجد هذا
مبينا في قول ال عز وجل في سورة العراف.
وكون الكلب يلهث دائما ،وخصوصا عند اشتداد الحر ،فهو يلوث كل الشياء التي يمر بهييا بلعييابه .ويجييب أن ننتبييه
إلى هذا المر ،خصوصا بالنسبة للطفال الذين يلعبون مع الكلب ،أو ربما يصيب لعاب الكلب أغذيتهم ،خصوصييا
وأن بعض الطفال يتربى عندهم حب شديد للكلب.
وإذا كانت الشريعة السلمية أعطت اهتماما خاصا للكلييب ميين حيييث الخطيير الصييحي علييى النسييان ،فييإن علميياء
الصحة الغذائية في البلدان المتقدمة ،وضعوا قوانين صييارمة وقاسييية ،فيمييا يخييص اقييتراب الحيوانييات ميين معامييل
الصناعات الغذائية والمطاعم العمومية.
وكتوجيه عام ،فإن المرافق الغذائية يجب أل تدخلها حيوانييات كييالكلب والقطييط .ويجييب كييذلك علييى المسييتهلك أل
يقتني أغذييية ميين المراكييز أو المحلت التجارييية الييتي تيدخلها الكلب .وكييذلك أل يأكييل فييي المطيياعم الييتي تيدخلها
الكلب .ونلحظ دخول الكلب إلى السواق في العالم القروي ،وهو مييا يجعييل المييور تتعقييد إذا علمنييا أن البنيييات
الصحية بالعالم القروي جد متواضعة .فيجب على القل أن تحظى السواق بالعناية الصحية.
-2القطط
يختلف القط عن الكلب اختلفا بالغا في السلم .ويحظى القط بمكانة متميزة عن الكلب كذلك .ونرى أن القييط يمكيين
أن يدخل البيت أو أن ينام في الفراش وما إلى ذلك ،وهي أشياء ل تجييوز مييع الكلييب .ول يحمييل القييط نفييس الخطيير
الذي يحمله الكلب ،رغم أن بعض الخطر غير مستبعد بالنسبة للقط .فهناك بعض الجراثيم التي يحملها فييي أظييافره،
وعلى شعره ،والتي قد تصيب الطفال أتناء اللعب مع القطط .فكل خدش أو جرح بسيط من لدن القطط ،قييد يتسييبب
في إصابة الطفال ببعض العراض ،التي من شأنها أن تسبب تخمجا ،ينتج عنه ارتفاع في الحييرارة ،وربمييا يلزم
الطفللفراش على إثره .والمشهور في علم الجراثيم هو أن القط يحمل جرثوم Eikenellaبين أظافره وتصيب هييذه
الجراثيم الطفال أتناء اللعب مع القطط.
ويمكن للقط أن يصاب بداء الكلب ،وينقله إلى النسان ويمكن أن يكييون حييامل لطفيلييي مييرض الطوكسييوبلزموز،
الذي يتسبب في الجهاض عند النساء الحوامل ونعلم أن النساء تخضع أول ما تخضع إلى إليه عنييد الحمييل الكشييف
بالتحليل عن الصابة بمرض الطوكسوبلزموز لن الصابة تكون خطيرة وقد ل تصل إلى الجهاض وإنما تييؤدي
إلى تشوه الجنين .ويظهر هذا المرض عند النسان نتيجة تناوله الغذية الملوثة بكيسات الطفيلي الساقطة مع بييراز
القطط المصابة .وتحدث الصابة أعراضا مختلفة مثل الضطرابات العصبية ،وكذلك تسبب الجهاض والعقم عنييد
النساء .وقد تأتي العفونة من شعر القط .وهده الصابة أصبحت جد محتملة خصوصا مع اقتناء القطط داخل المنازل
الضيقة.
ونرى أن الرسول صلى ال عليه وسلم فرق بين القط والكلب وأكد من جهيية علييى غسييل الوانييي الييتي ولغييت فيهييا
الكلب سبع مرات والولى بالتراب .لكنه صلى ال عليه وسلم سمح باستعمال ما تبقى مين المياء اليذي يشيرب منيه
القط.
الكتاب الرابع
تنشأ التسممات والتعفنات الغذائية إثر استهلك مواد غذائية ملوثة بالنواع الممرضة أو بالسمينات ،وهييي مركبييات
كيماوية سامة ،تفرزها الباكتيريا والفطريات على الخصوص في المواد الغذائية أثنيياء بقائهييا تحييت حييرارة مرتفعيية
لمدة طويلة.
وتأتي التعفنات من الحيوانات المصابة بالمراض التي يمكن أن تصيب النسان وقد تكون في أغلب الحيان مميتة.
وقييد يصييعب التشييخيص لمييا يتعلييق الميير بييالمراض الييتي ل تعطييي أعراضييا مباشييرة علييى المصيياب كالسييل.
وتختلف هذه لعراض عن العراض التي تنتج عن التسممات الغذائية.
وتتمثل العراض في القيء والسهال ،والدوران ،وآلم في البطن ،والضعف .وقد يكون السهال مصحوبا بالحمى
في بعض الحالت الخطيرة كحمى التايفويد ،وتتميز تسممات الليستريا بآلم في البطن في الجهيية اليمنييى ميين حيييث
تشبه أعراض الزائدة .وتظهر هذه العراض على المصاب ساعات قليلة بعد تناوله المواد الغذائيية المحتوييية علييى
الجراثيم أو السمينات .وتأخذ هذه التسممات حالت خطيرة ومفزعة عند الطفال الصغار والشيييوخ .وقييد ل يفضييي
العلج إلى أي شيء إذا كانت الكمية المستهلكة كبيرة ،ووصل المصاب إلى المستشفى في وقت متأخر ،بعد ظهييور
العراض الولية .ولذلك نرى أن مشكل التسمم يزداد خطورة مع تهاون المصيياب ،وهييو الشيييء الييذي يييؤدي إلييى
موته.
وتتعدد التسممات الغذائية فييي النييوع والخطييورة ،ونييوع المييادة الغذائيية .ويجييب أن نشييير إلييى المييواد الغنييية علييى
الخصييوص كيياللحم والسييمك والييدجاج والييبيض والحليييب وكييل المييواد الحيوانييية والمنحييدرة ميين الحيييوان .وهييذه
التسممات تأتي من الباكتيريا ،وتتردد حسييب الشييروط الصييحية لمكنيية التصيينيع ،وصييحة المسييتخدمين فييي قطيياع
الصييناعات الغذائييية والجييودة الصييحية للمييواد الولييية .كمييا أن هنيياك تسييممات ل تظهيير أعراضييها وهييي أخطيير
التسممات لمييا تسييببه علييى المييدى البعيييد ،وهييو مييا نسييميه بييالموت البطيييء ،وهييي سييمينات ميين إنتيياج الفطريييات
((Mycotoxineوتكون عادة في المواد النباتية كالحبوب والفييواكه الجافيية أو المجففيية والزيتييون والمييواد المرتبطيية
بالدقيق والسكريات .وهذه السمينات هي التي تسييتحق الحييذر والحيطيية والمراقبيية ،وليسييت التسييممات الناتجيية عيين
الباكتيريا.
- 2المراض الناتجة عن الحيوانات المصابة
وعلى إثر انتقال السل من الحيوانات إلى النسان جاءت المراقبة البيطرية في المجازر ،وتقنين الذبح من حيث منييع
الذبح خارج المجازر ،ومنع بيع اللحوم الغير الخاضعة للمراقبة البيطرية ،وكذلك مراقبة الحليب وبسترته أو تعقيمه
قبل البيع ،وكان الهدف من البسترة القضاء على الجراثيم المضرة وميين جملتهيا جير ثييوم داء السيل اليذي ل يقيياوم
الحرارة .وقد ظهرت حالت سييللت جديييدة لهييذا النييوع Mycobacterium pseudotuberculosisفييي فرنسييا فييي
أوائل التسعينات والتي تنتقل إلى النسان عبر الحليييب ،وهييو أميير مييروع بالنسييبة للمسييتهلك لن القييانون الفرنسييي
يسمح ببيع الحليب الطازج الغير الخاضع للمبسترة لكن يكيون تحيت شييروط صيحية مراقبية مين طيرف المصييالح
البيطرية.
ويتعرض النسان إلى سللت متعددة لنفس النوع ،وهي السللت البقرية والغنمييية والماعزييية .وتعطييي الصييابة
بهذه السللت نفس العراض تقريبا ،إل أن السللة الماعزية تكون أشد ضراوة من السييللت الخييرى .وتييتراوح
مدة الحضانة من 10إلى 30يوما ،وقد تصل إلى عدة شهور.
وتعرف بالمرض المهني للجزارين والبيطريين ومربي البقار والماعز .ولتفادي تسرب هذا المرض الخطير علييى
صحة النسان ،فل بد من المعالجة للمواد الخامة أي الحليب بالحرارة ،والفضل كذلك هو مراقبة القطيع ومحاربيية
هذا المرض عند الحيوان قبل مجيئه إلى المصنع أو المجزرة .وكذلك اتباع بعد الجراءات للحد من هذا العراض.
تعتبر الحمى المالطية كذلك من المراض التي أوجبييت المراقبيية البيطريية لنهييا تصيييب النسييان ،وقييد كييانت هيده
الحيوانات تتلف كلما وجدت حالت من المراض الييتي تضيير بحييياة النسييان ومنهييا الحمييى المالطييية .وميين جمليية
الجرآت التي يجب اتخاذها:
-التخلص من الحيوانات المصابة.
-الوعي الصحي من قبل المستهلك وخاصة مربي الحيوانات والجزارين وعمال المجييازر ومعرفتهييم بطبيعيية هييذا
المرض وخطورته وطرق انتقاله.
-اتخاذ الحتياطات الصحية اللزمة ،من طرف مربي الحيوانات والبياطرة والجزارين.
ولم يبقى إل خطر الثليوث بيالعلف اليتي تحتييوي عليى نفاييات الحيوانييات أو قياذورات ،قييد تتسييبب فيي التعفيين
بالمرض ،ويجب أن تراقب القطعان وكذلك المواد العلفية بصرامة للحد من وقوع وإنتشار المرض ،وإذا دعونا إلى
مراقبة القطعان فأمر هين و سهل ،لكين مراقبية العلف لين تكيون سيهلة ،ليذا عليى المسيتهلك أن يتحيرى الجيودة
الصحية للحوم على مستوى المراقبة والعلف ،وأن يتحرى معرفة اللحوم المنحدرة من حيوانات الرعي ،واللحوم
المنحدرة من الحيوانات المعلوفة ،وكذلك العلف هل هو خلئط تقليدية لمواد طبيعييية محلييية مثييل الحبييوب والنخاليية
وما إلى ذلك ،أم هو خلئط صناعية لمواد مستوردة.
من خصائص الجمرة الخبيثة أنه متبوغ ،ومقاوم للحرارة من حيث يمكن أن يفلت للطهي بسهولة ،وممكن كييذلك أن
يفلت للتعقيم الحراري أثناء تصنيع المواد اللحمية ،إذا كانت اللحوم ملوثة .وبما أنه ينتمي لمجموعة الباكتيريا القابلة
لصيبغة اغيرام ( ) ،+Gramفيإنه ل يقياوم المضيادات الحيويية ،مثيل البنيسييلينات والمضيادات المقترنية بهيا .لكين
المضادات ل يمكن أن يعتمد عليها ،نظرا لحتمييال ظهييور بعييض السييللت المقاوميية للمضييادات ،أو نظييرا كييذلك
لحساسية بعض الشخاص للبنيسلين.
وفي حالة ظهور تعفنات بهذا الجراثيم ،فإن الفحص الييبيطري للجثييث فييي المجييازر جييد كييافي لمعرفيية وتشييخيص
المرض ،حيث تتلف الجثث لكن بالنسبة للصابة العادية الطبيعية ،أما وجود جرثييوم الجمييرة الخبيثيية خييارج نطيياق
تعفن الحيوانات في الطبيعة فالمر يختلف تماما ويصييبح بأهميية قصيوى ،مين حييث المراقبيية والتشيخيص .وككيل
الجراثيم الخبيثة التي تسبب المراض بيالتعفن المباشير ،مثيل جرثيوم السيل و جرثيوم الطياعون وجرثيوم الجميرة
الخبيثة ،فإن طرق البحث والتحاليل المخبرية تكون على أشد مستوى من الحذر ،من حيييث يشييترط أن تكييون هنيياك
بعض القواعد الصحية التي تساعد على رفع الخوف على القل عن التقنيين الدين يقومون بالفحص.
و -الرانب
من المعروف أن الرانب تتسييبب فييي نقييل مييرض التولريميييا بحملهييا لجيير ثييوم ،) (Francisella tularensisوقييد
يصاب الشخاص أتناء حملهم للحوم ،أو أثناء استهلكها ،كما قد تتلييوث اللحييوم ،والوانييي بهييذا الجيير ثييوم .ويييأتي
التعفن أو الصابة كذلك من الماء المعفن ،كماء الغسل الذي تخلفييه الميياكن الييتي تذبييح فيهييا الرانييب .وقييد يصيياب
النسان كذلك عبر لسعات الحشرات الناقلة للجرثوم كالذباب ،وينتقل هذا المرض إلى الحيوانات التي تتغييدي علييى
الرانب ،ثم ينتقل إلى النسان .وعلى أي حال فالرانب أو القنية على الخصوص ،أصبحت تربييى بكييثرة وبطريقيية
عصرية صناعية ،مما أدى إلى ظهور مساليخ تعاليج عيددا كيبيرا مين القنييية لتصيبح جياهزة للتصييدير أو التصيينيع
بكميات هائلة ،وهناك أشخاص يعملون في هذا الميدان ،كما أن هناك وحدات تنتج مياه ملوثة ،والتي يجب مراقبتهييا
بحزم وصرامة ،حتى ل نتوقع حدوث أي خطر من شأنه أن يتسبب فييي أضييرار للمسييتهلك .وكييون الخطيير ينتشيير
عبر الماء ،يعقد المشكل ،لن مياه الغسل المنحدرة من مساليخ القنية ،يجب أن تصنف مييع النفايييات الخطييرة ،كمييا
يجييب أن تراقييب مراقبيية شييديدة ،وأن ل يسييمح لي وحييدة أن تقييوم بسييلخ القنييية إل إذا تييوفرت علييى الشييروط
الصحية لذلك ،وعلى دكاكين السلخ التقليدية أل يرموا بالمياه الخرى قبييل معالجتهييا بييالحرارة علييى القييل أو بميياء
جافيل.
وتختلف العلمات الحادة ،التي قد تظهر على المصاب ،حسب العمر والقوة والبنية وحالة الجهد أو العياء أو التعب،
وهي القيء والسهال الحاد والتشنج في البطن ،والعلمة المميزة لهذا الميرض هييي الحمييى اليتي تنشييأ عيين ارتفيياع
الحرارة ،وقد يحس المصاب ببعض الدوران أو آلم في الرأس والعضلت .وحسب الحصائيات فييإن الييوقت الييذي
تقضيه الجراثيم في الجسم بعد تناول الطعام قبل التفاعل وظهور العراض ،يتراوح بين 6إليى 48سياعة ول ميانع
في أن تظهر بعد أكثر من 48ساعة .بعد هذه المرحليية وهييي مرحليية دخييول الجرثييوم للجسييم ،يييدخل المريييض فييي
مرحلة صعبة وحاسمة ،تتراوح بين أسبوع وأسبوعين يلييزم فيهييا المريييض الفييراش .ويقتحييم الجرثييوم الييدم ،حيييث
نلحظ إما موت المصاب ،أو قد ينجو من المرض ،لكن يضل حامل للجرثييوم فييي جهييازه الهضييمي وبالتييدقيق فييي
المرارة وهو ما يسمى بالحامل السليم.
ومن أخطر الخصائص لمرض حمى التايفويد ،هييو كييون الشييخاص الييذين أصيييبوا إذا لييم يموتييوا ،يبقييون حيياملين
للجرثوم ،ويشكلون مصدرا لهذا الجرثوم من حيث يلوثون جميع الماكن التي يمرون بها ،وهو المر العجيييب عنييد
جرثوم التايفويد ،فقسط يموت وقسط يضل حامل للجرثوم ،حيث يتخذ من النسان خزانا طبيعيا.
وحسب النواع التي تنتمي لصنف ،Salmonellaفإن هناك مرض حمى التايفويد ويشيكل أخطير الحيالت ،وهنياك
بعض الحالت الخرى التي قد تنتج عن سللت من نفس الفصيلة ،ومنها الصابات المعوية أو السهالت الحادة،
دون أي تشعب للمرض ،وتبقى حالت الموت جد نادرة ومرتبطة على الخصوص بالحالة الصييحية والقييوة البدنييية
للمريض ومناعته.
أما الغذية التي من شأنها أن تتسبب فييي الصييابة بحمييى التايفويييد ،فمتعييددة وكييثيرة ومختلفيية .ومنهييا علييى وجييه
الخصوص ،كل المواد الحيوانية ،أو الناتجة عن الحيييوان ،ميين لحييوم وأسييماك وبيييض وصيييد ،واللبييان ،والمييياه.
وتتميز هذه الغذية ،بكونها تتصييل مباشييرة مييع الطبيعيية والعنصيير البشييري ،الييذي يكييون الخييزان الرئيسييي لهييذه
الجراثيم .وتشمل هذه الغذية كل المأكولت التي تحضر باليد لحتمال أن يكون الشييخص الييذي يحضييرها حييامل
سليما للجرثوم ،ونذكر من بين هذه المأكولت كل الطباق التي تحضر في المقاهي والمطاعم العمومية أو الفنادق،
أو المطاعم الجماعية في الثانويات ،والحياء الجامعية والداخليات والتكنات العسكرية وما إلى ذلك.
وقد يتعقد الموضوع ،ليصبح في بعض الحيان متشعبا ،كيياختلط المييواد الغذائييية مثل ببعضييها ،ونجييد مثل
القشدة التي تدخل في العديد من الخبائز والحلويات والمثلجات ،وكل هذه النيواع مين الغذيية غنيية وتسيمح
بنمو وتكاثر الجراثيم إذا ميا أصيابتها أتنيياء التحضيير .وكيذلك الييبيض اليذي ييدخل فييي تحضييير العدييد ميين
المأكولت .وحتى لو لم تكن المواد الغذائية محتوية علييى ميواد حيوانييية ،فيإن التحضييير قيد يلوثهيا ،إذا كيان
الشخص الذي يحضرها مصابا .وهناك العديد من الحالت التي وجدت بسبب نساء كيين يعمليين فييي المطيياعم
العمومييية وهيين حيياملت لجرثييوم سييالمونيل .وقييد عييثر البيياحثون علييى جرثييوم حمييى التايفويييد فييي التييوت
الرضي ،وفسروا هذا الحادث بأن الثلوث أتى من السماد الذي خصبت به الرض لزراعة التوت الرضي،
بينما قد يكون ذلك أثناء الجني ،حيث يتم جمع الثمار باليدي من لدن أشخاص مصابين بالجرثوم.
ينتمي نوع Campylobacter jejuniوهو النوع الشائع ،إلى مجموعة العصويات ،وهي نفس المجموعة التي تضييم
جرثوم حمى التايفويد ،ويتطلب قدرا ضعيفا من الوكسايجين في الوسيط اليذي يييزرع فييه .ويتطلييب هيذا الجرثييوم
مستوى جد ضعيف من الوكسايجين لستنباته ،أما مستوى الوكساجين الموجود في الهواء فيعتبر مبطل لنموه .
ويصيب جرثوم Campylobacterالطفال على الخصوص ،البالغين سن العاشرة فما أكثر ،مع احتمال إصييابة كييل
العمار ،وهو أميير ممكيين .أمييا النزليية فتصيييب المعييي الييدقيق ،والغليييظ علييى حييد سييواء ،وتحييدث إسييهال يظهيير
بعد 3إلى 5أيام من تناول الطعام الملوث ،وقد ل يظهر إل بعد 11يوما .ومع السهال يظهر كذلك آلم في البطيين،
مع تشنج المعاء ،وحمى خفيفة ،وقد يظهر أثر الدم في البراز بعد 3أيام ،وهناك بعض العراض الثانوية ،التي قد
تظهر على المصاب مثل الدوران والصداع في الرأس وآلم في العضلت.
ومن خصائص الليستيريا أنه جرثوم بيئي ،بمعنى أنه يوجييد فييي الطبيعيية ،ويمكيين أن يصيييب النسييان عيين طريييق
الغذية .ومن الخصائص التي لها انعكاس خطير ،كونه ينمو تحت مستويات واسعة ميين الحييرارة ميين 1إلييى °45م
وهو ما يسبب انزعاجا للصناع ،لن التحفيظ تحت البرودة سوف ل ينفع مع هذا الجرثوم الذي ل يتأثر بالحرارة.
يعتبر كذلك نوع ) (Listeria monocytogenesالعنصر البيطري الممرض ،والمعروف عند الحيوانات ،ويبدو أن
هذا المرض ليس نادرا لكن غالبا ما يفلت للتشخيص لعدم معرفته من جهة ،وللخطأ المحتمل في المختبر ميين جهيية
أخرى ،حتى أنه في بعض الحالت الخفيفة قد يفلت تماما من التشخيص.
وقد يوجد جرثوم ليستيريا بالحليب ،والكرنب المسمد ببراز الحيوانات ،والجبان ،بمييا فيهييا الطرييية والمسييواة .أمييا
المرض ،فيصيب عليى الخصيوص الموالييد والشييوخ اليذين تتعيدى أعميارهم الخمسيين سينة ،والنسياء الحواميل،
والمصابين بالسكري والمراض القلبية.
ومن العراض التي تظهر على المصاب التهاب الغشاء السحائي ،وهو الغشاء الذي يحيط بالمخ والنخاع الشييوكي،
ويظهر هذا عند البييالغين ،أمييا عنييد الشييخاص المنهييوكين فقييد يحييدث تسييمم دمييوي كمضيياعفة للمييرض .أمييا عنييد
الشخاص العاديين ،والمتمتعين بصحة جيدة ،فيؤدي المرض إلى ظهور إصابة خفيفيية ،مييع احتمييال حمييى ويييؤدي
تسرب الجرثوم عند النساء الحوامل إلى إصابة الجنين وتوقف الحمل حيث يولد المولود مصابا بتسمم دموي ،أو قييد
يظهر عليه التهاب الغشاء السحائي في الفترة الولى بعد الولدة ،ولو أن الم تظهر سليمة ،وتصل الحالت المؤدية
للموت عند المواليد إلى .% 30
لم يكن هدا النوع ذا أهمية من قبل إل في السنوات الخيرة ،حيث أصبحت إصييابات اليرسييينيا تشييكل إصييابات جيد
مترددة ومحتملة تتسبب فيها الغذية الطازجة على الخصوص.
وبما أن الجراثيم تأتي من النسان ،فإن الشخاص المصابين هم الييدين يوزعييونه عييبر الغذييية الييتي يتصييلون بهييا
باللمس والحمل وتحضير الوجبات .وتستغرق الصابة مدة تتراوح بين 12سيياعة و 3أسييابيع ،لكيين المييدة المعهييودة
تتراوح بين 5و 6أيام ،وتظهر على المصاب أعراض تتمثل فييي السييهال الحيياد مييع وجييود أثيير الييدم فييي الييبراز،
وكذلك تشنج وآلم في البطن وعلى عكيس إصييابة حميى التايفويييد ،فييإن الحيرارة ل تعييرف أي ارتفياع بيل يصياب
المريض برعشة باردة ،وقد يحيس المصياب بيآلم فيي اليرأس ،وضيعف فيي العضيلت ميع القييء أحيانيا ،ومميا
يميز هذا المرض ،أنه يبقى لمدة تفوق أربع مرات المدة التي يقتضيها ظهوره.
والسائد أن جرثوم الكوليرا أو Vibrio choleraeقد يوجيد فييي المييواد الغذائييية الطازجيية ،ومنهييا علييى الخصييوص
الخضر والفواكه ،وهي المواد التي تتصل مباشرة بالبيئة والمياه ،وقد يتسبب الماء في حمل الجرثوم إلييى النسييان،
إما مباشرة عن طريق الشرب ،أو بطريقة غير مباشرة عن طريق غسل الفواكه والخضر الطازجة بالماء الملوث.
ينتمي جرثوم Viobrio choleraeإلى مجموعة الباكتيريا العصوية السالبة لصبغة اغرام ،وهييي نفييس العائليية الييتي
تضم عصيات حمى التايفويد .ويعتبر وباء الكوليرا من الحالت الستعجالية التي تهز الميييدان الطييبي بييالرغم ميين
أنه مشكل ل يهم المييدان الطيبي أكيثر ميا يهيم مييدان التجهييز ،وييثير هيذا الجرثيوم انتبياه كيل العياملين بالقطياع
الصحي ،من حيث الحذر والحيطة لظهور حالة ما.
ومن العراض التي تظهر على المصاب ،والتي تميز هذا الوباء ،السييهال الحيياد مييع بعييض الشييارات الخييرى،
والتي تظهر حسب ظروف معينة كتشنج المعاء والقيء وآلم فيي اليرأس ،ميع رعشية بياردة أو حميى بياردة .ول
يتعدى الوقت الذي تقتضيه هذه العراض ،مدة 12ساعة بعد تناول طعام أو ماء ملييوث بجرثييوم الكييوليرا .ويييؤدي
السهال إلى ضياع كمية هائلة من الماء ،وهو الشيء الذي يرهق الجسم بالجفاف ،وطبعا يؤدي إلى الموت.
وهناك نوع آخر لنفس الصنف ،والذي يسبب نفس العراض أي السهال ،لكين لييس بنفيس الحيدة .ول ييؤدي إليى
الموت ويسمى هذا النوع ) (Vibrio eltorويكنى على قرية آل ثور الموجودة على حدود الحجاز ،وقد كانت نقطيية
ممر إلى الحج .وكانت تمثل هذه النقطة محطة للمراقبة بالنسبة للحجاج الوافدين من بلييدان أخييرى ،وكييان ل يسييمح
بدخول الشخاص المصابين بالمراض المعدية ،مثل الطاعون وعلى إثيير وجييود أعييراض عنييد شييخص ميين دوي
النفوذ في بلده ،من حيث كان قائدا أو ضابطا في الجيش ،وتحييرج المراقبييون ميين عييدم السييماح لييه بالييدخول إلييى
الحجاز لداء فريضة الحج .وأخذت عينات للتأكد من المرض ،وتبين أخيرا أن العراض السهالية لم تكيين بسييبب
وباء الكوليرا ،وإنما كانت بسبب جرثوم من نفس الصنف وأطلق عليه اسم .Vibrio eltor
وهناك أنواع أخرى تسبب نفس السهالت ،وقد تكون حادة فييي معظييم الحيييان ،وتييأتي ميين نفييس المييواد الغذائييية
والماء مثل نوع Vibrio foetusالذي أصبح Campylobacter foetusوأنواع أخرى من نفس الصنف ،التي تسبب
نزلت مرتبطة بالمعدة والمعاء ،خصوصا اللتهابات المعوية والمعدية.
وينمو نييوع Clostridiumعلييى المييواد الغنييية كيياللحوم والسييماك والييدجاج ،وميين خاصييية هيذا النييوع أنييه مقيياوم
للحرارة ،من حيث ل تتأثر بوغاته بالحرارة العادية ،كما أن بعض البوغات قد تفلت لحرارة التعقيم التي تصييل إلييى
حدود °120م ،وهي الدرجة الحرارية التي تعقم بها المصبرات الحيوانييية كالسييماك والمصييبرات اللحمييية .وحيييث
تبقى بوغات قليلة في المادة الغذائية تنمو أتناء الخييزن وتفييرز سييمينات بكميييات مميتيية .ويسيياعد إخلء الهييواء ميين
العلب كما هو الشأن ،على نمو هذه الجراثيم لنها أنواع لهوائية.
ومما يشكل خطورة قصوى عند هذا الجرثوم هو كونه يتبوغ ،بمعنى أنه تحت الشروط الغييير الملئميية للنمييو ،فييإنه
يتحول إلى بوغة مقاومة لجميع المتبطات من حرارة ومبيدات وحموضة ،وهييو الشيييء الييذي يشييكل خطييرا كييبيرا،
وهلعا بالنسبة لصناعة المصبرات الغذائية .أما تصبير السمك ،فإن الصييناع قييد يلجييؤون إلييى إضييافة بعييض المييواد
الكابحة للنمو ،واستعمال حرارة عالية لمدة طويلة ،وهو الشيييء الييذي قييد يفقييد المييادة جودتهييا الغذائييية .أمييا المييواد
اللحمية ومنها السجق والنقانق والمصبرات الخرى ،فإن المشكل يبقى دون خطييورة إذا مييا تمييت مراعيياة الشييروط
الساسية ،التي من شأنها أن تحد من الخطر ،وهو أمر بسيط وسهل ،لكن يتطلب خبرة في الميدان.
ونظرا لعدم وجود خطورة بنفس الحدة بالنسبة للسماك ،فإن التسممات الناتجة عيين المييواد اللحمييية )سييجق( ،تبقييى
هي الكثر احتمال للحدوث .وإذا وقعت حالت تسممية بسبب اللحوم المصييبرة ،فإنهييا غالبييا مييا تييؤدي إلييي المييوت
ومنتشرة نظرا للكمية التي تم تصنيعها من نفس العينة ،والتي توزع في أماكن مختلفة من الوطن أو في دول أخييرى
عبر التصدير .ويبين وقوع هذا التسمم بسبب اللحوم مدى غياب التخصص في المييدان ،وهيو للسييف الشيديد لييس
من اختصاص الطب البشري ،أو الطب البيطري ،وإنميا هيو مين اختصياص مهندسيي الصيناعات الغذائيية .وليدينا
بعض المؤشرات التي نشخص بها المشكل ،وبإمكاننا تفادي مثل هذه الشياء البسيطة التي تؤدي إلييى كارثيية إذا مييا
تهور أصحابها.
ونحن في ميدان علم الجراثيم الغذائية ،يمكننا أن نعرف حقيقة المييادة الييتي سييببت التسييمم ،والشييروط الييتي تييم فيهييا
التصنيع .ومن العراض التي تظهر على المصاب يمكن أن نشك في نييوع ميين التسييمم ،لكيين يجييب فحييص الوحييدة
الصناعية من طرف المختصين لمعرفة الخطر ،وهو أمر في صالح الصناع ،لنيه يسياعد عليى استئصيال المشيكل
وعدم السقوط فيه ثانية.
للللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل
عصيات حمى Clostridium الكريات الباكتيرا
التيفويد perfringens العنقودية
ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
24ساعة 12ساعة 3ساعات مدة الحضانة
( 24 -6ساعة) ( 48 -12ساعة) ( 5 -1ساعات)
ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
+ + + القيء
+ + + السهال
خطير +++ +++ آلم في البطن +
+ - 39,5 - 38,5 ارتفاع الحرارة
+++ - - حالة تعب
محتمل دوران
بضعة أيام بضع ساعات وجيزة مدة العراض
للللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل
وهناك نوع آخر من الجراثيم المضرة وهو Clostridium perfringensيسبب كذلك إصابات إسهالية وآلم بطنييية،
وهييي إصييابات كييثيرة النتشييار ،حيييث تييأتي بعييد الصييابة بالتايفويييد وتسييممات الكريييات العنقودييية .ويوجييد
نييوع Clostridium perfringensبكييثرة علييى المييواد الغذائييية وفييي الييبيئة ،وهييو جرثييوم كمييا أسييلفنا الييذكر،
متبوغ ويقاوم الحرارة .ويوجد على المواد الغنية بالبروتينات كاللحوم واللبان والسمك والدجاج ،وتييبين أخيييرا أن
الطباق الجاهزة للكل والكلت السريعة ،تمثل الغذية الكثر احتمال لحمل هذا الجرثيوم خصوصيا إذا بقييت أو
تركت لوقت طويل تحت حرارة بيئية أو عادية.
عند تسرب الجرثوم إلى النسان يلتصق بالخميلة المعوية للمعي الدقيق حيث تتبوغ الخليا ،ويصييحب هييذا التبييوغ
تكيييوين أو إفيييراز سيييمينات تسيييبب الصيييابة بتسيييمم هيييذا النيييوع .وتظهييير العيييراض عليييى المصييياب فيييي
ظرف 7إلى 24ساعة ،مع احتمال ظهورها بعد 8إلى 12ساعة في أغلييب الحيييان ،بعييد تنيياول الطعييام الملييوث
بهذا النوع ،ومن بين هذه العراض :السهال مع آلم في البطن واضطرابات هضمية ،وفي بعض الحيييان يظهيير
صداع في الرأس .وتكون هذه الصابة بحدة أقل من حدة التسمم بالكريات العنقودية من حيث ل تتضاعف بل تبقييى
خفيفة إلى أن تزول ،بعد مضي 12أو 24ساعة ،حسب تحمل الشخص المصاب.
ك -تسممات الهيسطامين
تتردد كثيرا تسممات الهيسطامين المعروفة لدى المستهلك ،خصوصييا بعييد اسييتهلك السييماك المصييبرة أو اللحييوم
المصبرة ،وتظهر تسممات الهيسطامين في بعض الحيان مباشرة بعد أخد مادة غذائييية ملوثيية ،وتتمثييل فييي ظهييور
حبوب أو بقع حمراء على الجلد .ويحك المصاب هييذه الحبييوب والبقييع الحمييراء ،الييتي تتحييول إلييى جيييوب مملييوءة
بسائل .وحسب حساسية الشخص والكمية المستهلكة ،فإن حدتها قد تكون شديدة كما قد يلجييأ صيياحبها إلييى الفييراش.
وتعالج بالمركبات المضادة للهيسطامين .ويتسبب نوع Proteusوهي باكتيريا من عائلة عصيات حمى التايفويد فييي
الصابة بتسممات الهيسطامين .وتكون مادة الهيسطامين غالبا في المواد الحيوانية على الخصوص ،ونخص السمك
والجبان واللحوم المصبرة وأشهرها السجق ،كما قد تأتي من بعض المواد النباتية.
يتخصص نوع Proteusبتحليل حمض أميني هو حمض الهيستيدين الموجيود فيي البروتينيات الحيوانيية كالسيمك
واللحم على الخصوص .وبتحلل هذا الحمض الميني يصبح مركبا أمينيا يسييمى الهيسييطامين ،بعييدما كييان حمييض
أميني يسمى الهيستيدين ،وقد أزيلت له وظيفة الحمض والمتمثلة في المجموعة .COOHويتسبب هذا المركييب فييي
الحساسية عند تسربه للجسم عبر المواد الغذائية.
وينتمي نوع Proteusإلييى المجموعيية السييابقة أي العصيييات السييالبة لصييبغة اغييرام ،وهييي المجموعيية الييتي تضييم
عصيات حمى التايفويد ،ويوجد بيئيا كما ذكرنييا علييى المييواد الغذائييية الغنييية بالبروتينييات الحيوانيية مثييل السييماك
واللحوم والجبان ،وكل المواد التي تحتوي على المواد اللحمية ،من أطباق جاهزة للكل ،ومن وجبات محفظة في
علب أو في أكياس بلستيكية .ونشير إلى أن مشكل الهيسطامين ل يرجع إلى الشروط الصحية التي يتم فيها تصنيع
المواد الغذائية ،أو التي يتم فيها تحضير الوجبات ،وإنما يرجع إلى المادة الخامة التي تستعمل في هذا التصنيع .ميين
حيث أن الهيسطامين تنتج في المواد الخامة أتناء النتظار تحت حرارة عادية ،وكلما تقادمت هذه المييواد الخاميية أو
كلما انتظرت كلما ازداد المشييكل حيدة ،لن التصيينيع ل يزيييل الخطيير ،بييل يمكيين أن يقضييي علييى الجرثييوم الحييي
الموجود في المادة الخامة كالسمك أو اللحم أثناء التعقيم ،لكن ل يقضي على الهيسطامين ،لن هذا المركب ل يتأثر
بالحرارة ،وهذا هو المر الذي يجب على الصناع أن ينتبهوا إليه.
ولهذا نشير إلى أن الحبوب يجب أن تغسل قبل الطحن ،وهو المر الذي يجب على المراقبة أن تكون صييارمة فيييه،
لن الخسارة التي تؤدي إليها المايكوطوكسينات كبيرة وجسيمة ،ول أحد يجهل ما يتطلبه علج السييرطان .ونظيييف
إلى أن هذا المرض ،ولو يعتبره الناس أكثر احتمال في الدول الغربية ،فإننا نقول العكس ،بل يمكيين أن يكييون أكييثر
احتمال في المغرب إذا ما لم نراعي الشروط الصحية للمواد الستهلكية .ويجييب أل ننتظيير وقييوع حيالت خطيييرة
للقيام بالحملة ،وإنما يجب أن تكون المراقبة دائمة وبنفس الوثيرة.
وهناك العديد من المسببات ،أو المواد المحتملة لحمل المايكوطوكسينات إلى النسيان .ومين جملية هيذه الميواد نجييد
الزيت ،والزيتون السود ،لن الزيتون قد يييترك لمييدة طويليية قبييل الطحيين ،فتنمييو الفطريييات عليييه داخييل الكييوام،
وتحرر السمينات فيمر قسم منها إلى الزيت ،ويبقى القسم الخر مع النفايات الصلبة ،أو في المياه المستعملة .وكذلك
الزيتون السود لما يعالج بالملح ،فيبقى لمدة طويلة حتى يجف ويتشرب الملح ،حيث يمكن للفطريات أن تنمييو عليييه
فتصيبه السمينات بمقاييس مرتفعة ،حسب الظروف التي يتييم فيهييا تمليحييه .ولتفييادي هييذه الفييات ،وضييعنا شيروطا
وأساليب حديثة وعملية ترتكز على الدراسة العلمية ،لكي نأتي بالحل ونجنب المستهلك كييل مييا ميين شييأنه أن يييؤديه
عبر تأطير المنتج ،واستئصال كل الفات التي قد تطرأ على النتاج .
ومن المواد التي تنمو عليها الفطريات بسرعة ،نجد الفواكه والخضر وتنمو على الفواكه الطرية والصييلبة أكييثر مييا
تنمو على الخضر ،نظرا لوجود المغذيات ميين السييكريات ،ونظييرا للحموضيية المناسييبة ،لن الفطريييات تعتييبر ميين
الجراثيم المحبة للحموضة .وقد ل تصل إلى مستوى يذكر في الفواكه الطرية ،بينما تشييكل خطييرا صييحيا بالغييا ،إذا
بقيت الفواكه لمدة طويلة كالعنب الذي يستعمل في تصنيع الخمور .فقبل أن يعصر العنب تكييون الفطريييات وصييلت
إلى حد كبير من النمو ،حيث تفرز السمينات التي تمر إلى العصير وتبقى في الخمور لنها مواد تذوب في العصييير
ول تتأثر بالتخمر.
-4التسممات الكيماوية
ل شك أن التسممات الكيماوية الناتجة عن المواد الغذائية ،أصبحت تطفو على السيياحة الطبييية والعلمييية .ويييزداد
المشكل تعقيدا وخطرا ،مع تضخم النتاج الزراعي والحيواني مين جهية ،وميع تقيدم الصيناعات الغذائيية مين جهية
أخرى .ونشير إلى أن المشكل ليس سهل لنحيط بكل جوانبه وإنما سنعمل على إلقاء نظييرة شييمولية لكيين تحسيسييية،
حتى يعي المستهلك بعض الخطار التي بإمكانه تجنبها .وتختلف المواد الكيماوية التي تستعمل في الميييدان الغييذائي
والزراعي والبيئي وتطهير الماء والتعليب والنقل والستعمالت اليومية كالواني وما إلى ذلك .وربما نوجز بعضييا
من هذه المركبات لخطورتها ولصعوبة تفاديها.
أ -المبيدات
تعتبر هذه المركبات الكيماوية من المركبات الخطيرة على صحة النسان ،وتتسييبب فييي أغلييب الصييابات المزمنيية
التي تذهب بحياة البشر كالسرطان والحساسية وبعض الصابات التي تؤدي إلى الموت دون ظهور أعراض طبية.
المبيدات الحشرية
رغم تسميتها بقاتلت الحشرات ،فهذه المركبات تقضي على الحشرات في جميع أطوارهييا بمييا فييي ذلييك المركبييات
التي تحول دون نمو اليرقات ،أو تفقس البيض ،أو التي تحول دون التقاء أو تناسل الحشرات .وتمتص المزروعييات
قدرا كبيرا من هده المركبات وتستعمل للفواكه والخضر وبعض المزروعات الخرى .وأصيبحت تسييتعمل بطريقية
جد مكثفة لمعالجة الطماطم ضد الذبابة البيضاء داخل الدور الزجاجية.
مبيدات العشاب
تستعمل هذه المركبات للقضاء على العشاب الضارة للمزروعات ،وتييرش فييي الحقييول علييى المزروعييات المييراد
معالجتها فتصيب العشاب الضارة حيت تقتلها ،وفي نفس الوقت تمتص المزروعات كمية هائلة أتناء الرش ،والتي
تمر إلى الحبوب أو الثمار بصفة هامة وتبقى هناك .ولذلك تكون كل المواد الغدائية المصنعة من مييواد أولييية ملوثيية
بالمبيدات ،حاملة لقدر كبير منها.
مبيدات الفطريات
وهي مركبات كيماوية تستعمل على الخصوص لمعالجة بعض الشجار ضد الفطريات التي تفسد المردودية .ومنها
كروم العنب والليمون ونخيل التمييور ومييا إلييى ذلييك ميين الشييجار المثمييرة .وتأخييذ الثمييار كميييات كييبيرة ميين هييذه
المركبات الخطيرة وقد تصل بمستوى مرتفع إلى المستهلك إذا لم يحترم المنتج قواعد الرش.
مبيدات الديدان
توضع غالبا هذه المركبات في التربة للقضاء على الديدان واليرقات ،التي تفسد المنتوجات أثناء النمييو كالبطيياطس،
أو التي تأكل الجدور وتقضي على المزروعات فييي غييالب الحيييان ،وأشييهرها الكاربامييات الييتي تسييتعمل لمعالجيية
أشجار الموز.
مبيدات الحلزونيات
وهييي مركبييات كيماوييية خطيييرة تسييتعمل خصيصييا للقضيياء علييى الحلزونيييات ،الييتي تتسييبب فييي إتلف بعييض
المزروعات .وربما ل تخطر هذه الشياء علييى دهيين المسييتهلك ،ولييذلك نسييوق هييذه المعلومييات للتعريييف بوسييائل
النتاج الحديثة ،وكذلك ليعمل كل شخص على مراعاة بعض الشروط الصحية في المنزل ،لتفادي بعض الحييوادث،
ولتجنب الصابات السامة المباشرة.
ب -المعادن الثقيلة
سبق أن تكلمنا عن الرصاص في الفقرة المخصصة للميياء ،ول نجهييل بعييض المعييادن الثقيليية الخييرى الييتي تلييوث
الغذية والتي تصيب النسان بالطريقيية الغييير مباشييرة بتنيياوله لهييذه الغذييية .ويضيياف إلييى الرصيياص الكييادميوم
والزئبييق وهمييا المعييدنان اللييذان يشييكلن أكييبر الخطييار علييى صييحة النسييان .ويصيييب الكييادميوم الكليييتين علييى
الخصوص ،ويأتي من الغذية والمشروبات الملوثة.
ويمتاز الزئبق بخاصية التسمم المزمن عند النسان ،من حيث ل تظهر العييراض ويكييون المييوت سيياكتا ،ويييتركز
الزئبق في الدهون عند النسان والحيوان .ويتجمع شيئا فشيئا إلى أن يصييل إلييى الحييد القاتييل فيسييقط الشييخص ميتييا
بدون أعراض .ونشير إلى أن الزئبق المعدني يتحول ،في قاع الميياه كالبحيار والمسيتنقعات والودييان ،إليى الزئبيق
العضوي ) (Mercury dimethylبواسطة الجراثيم اللهوائية ،وهذا الشكل العضوي هو الييذي يتجمييع فييي الييدهون
عند السمك والحيوانات البحرية الخرى ،وعند استهلك هذه المواد ينتقل الزئبق إلى دهون النسان.
ويضاف إلى هذه المعادن الليمنيوم كذلك والذي يشكل خطرا مزمنا ل يمكن التغاضي عنه .ونرى أن بعض الييدول
المصنعة تمنع الواني المصنوعة من اللومنيوم .ويجب تفيادي ميا أمكين كيل المعيدات المصينوعة مين اللومنييوم
والتي تتصل بالغذية أو الماء.
ونخص في هذا الصدد المواد البلستيكية بكل أنواعها ،وما يمكن أن تسببه للمستهلك من أخطار ناتجة عيين إفراطييه
في استعمال نوع البلستيك الغير الصالح للف الغذية ،إما لثمنيه الرخييص أو لعيدم شيعوره بالموضيوع .إن هنياك
مواد بلستيكية ل يجب أن تستعمل لتعليب المواد الغذائية ،ومع ذلك نجييدها تسييتعمل بييدون أدنييى تخييوف ،أو بييدون
أدنى شعور بالخطر .وطبعا فإن هذه الشياء تنعكس على الحياة العاميية للمجتمييع ،وحيييث تكييثر المييراض المزمنيية
كالسرطان والحساسية والربو ،يصبح المجتمع في محنة من الناحية الصحية .ولذلك يبيدو أن المسيؤولية تحتيم عليى
أصحاب التدبير العام أن يتخذوا البادرة الحسنة لحفظ الوطن من المراض والكوارث بالتصدي لكييل مييا ميين شييأنه
أن يمس بصحة المواطن ،علما منا أن الكل يعيش تحت هذه الخطار وعلما منا أن ليييس هنيياك ميين ل يحتمييل أن ل
يصاب بهذه الخطار.
- 1مقدمة
إن العلوم تسهل الطريق في التقنين الغذائي ،رغم أنها ل تصل إلى حد المنع أو الحجز للمواد الغذائية ،ومهما تصييل
الدراسات والبحاث العلمية ،فلن تتعدى أن توصي باجتناب أو عدم استعمال مادة ما .وتبقى كل القرارات الصييادرة
على إثيير النتييائج العلمييية ،ظرفييية ويطبعهييا الحييذر ،وبهييذه الطريقيية ،تبقييى الوسيياط المعنييية بالتشييريع بعيييدة عيين
المسؤولية ،رغم أن هناك حالت معروفة على المستوى العلمي بضررها ،وربما قد تكون مخربة .وحيثمييا توصييي
العلوم بتحريات أو تحفظات من حيت الضرار التي قد تحدثها بعض المواد الغذائية ،تصطدم بالنصوص القانونييية،
إما لعدم وجودها ،أو لوجود نصوص قديمة ل تستجيب للملبسات والمخالفييات الحديثية .لكيين القييرآن الكرييم ينفييرد
بنصوص قطعية ثابتة وواضحة ،من شأنها أن تساير كييل العصييور .وتتجلييى هيده النصييوص فييي الحكييام المتعلقيية
بتحريم بعض المواد الغذائية قطعا ،وبتحرييم الغييش والتيدليس ،وبتحرييم الحتكيار ،واغتصيياب الميوال والربياح
الغير المشروعة .ول يمكن للبشر أن يضع قانونا يصل إلى هذا المستوى.
وبما أن التحريم يقطع الطريق أمام التشريع البشري ،من حيث ل قانون مع وجود الشرع ،فقد أصبح المجتمع الغير
السلمي ،والذين لم يدرسوا الشريعة في حرج كبير ،وفي تخبط عظيم .ول غرابيية فييي ذلييك فلنرجييع إلييى المرجييع
الصحيح ،لنجد وصفا دقيقا لهدا الحرج ،الذي وضع فيه هؤلء ،حيث نجد في سورة المائدة (الية . ) 3
ونرى في العصر الحاضر أن الذين ل يدينون بدين السلم ،يئسوا أيما يأس من الدين السلمي ،ويزداد يأسهم لمييا
يروا أن المسلم ل يقهر رغم الظروف القاسية ،التي قييد يميير بهييا ،فالمهيياجرون ميين البلييدان السييلمية إلييى البلييدان
الغربية ل يتناولون لحم الخنزير ،ول يقتنون اللحم المييذبوح علييى الطريقيية الوروبييية ،لعلمهييم أنهييا غييير شييرعية،
وتوصلوا إلى ذبح ذبائحهم في المزارع رغم صرامة القوانين الخاصة بالذبح في هذه البلدان ،لكنها تحترم المستهلك
وتحترم حقوق النسان .فالحلل والحرام ل يتقيد بالزمان والمكييان ،ول يتقيييد بحاليية الشييخص ،بييل ل يتغييير طالمييا
الشخص مسلما عاقل غير مكره ول مضطر .ولما رأى الناس ،بما في ذلك الدارة ،فييي البلييدان الغربييية مييدى قييوة
وصبر المسلم ،وحرصه على تحري الحلل ومراعاته لحدود ال ،ازداد يأسهم من الدين السلمي ،وقد تجلييى هييذا
اليأس عبر الوساط العلمية ،ول يزال كذلك لكن في نفس الوقت ،ازداد العجاب بهذا الدين حتى إنه ليييدخل الن
كل البيوت .
أما العلة التي يحرم من أجلها الحرام ،فتنطلق من عموم الية لقوله سبحانه وتعالى في سورة العراف (الية )157
إن بعضا من النعام كان محرما في الجاهلية بزعم الكفار ،وكان هذا التحريم حسييب شييرع النسييان وهييواه ،وليييس
من عند ال .ونجد أن هذا الموضوع ،الذي يهتم بتحريم الحلل وإباحة الحرام،يتناوله القرآن ميين نيياحيته العضييوية،
وكذلك من ناحيته الروحية ،أو الجتماعية ،حيث يرفع ال سبحانه وتعالى التحريم عن النواع التي حرمها الشييارع
الجاهلي ،بزعمه وظنه ووهمه .ومن المعجزات الكبيرة للقرآن ،صحة علمه ،وبيان حجته ،مين حييث تظيل الحقيقية
القرآنية ثابتة ،والتي تظهر عبر العصور ،وعبر التقدم العلمي والكشوفات ،ولو يطول المييد .وكلمييا ظهييرت حقيقيية
علمية زادت حجة القرآن ،وتأكدت صحته ،مما يجعل المضللين في حرج .ونييرى الن أن هييذه الكتشييافات العلمييية
الحديثة أخذت تزيح الضباب عن الحقيقة القرآنية ،وبعدما استخدم المضللون والملحدون العلوم لضييرب الييدين ،فييإن
هذه العلوم نفسيها هيي اليتي تقيود الن اليدعوة إليى الي ،و هيذا المكير قيد رجيع لصيحابه ،والي يقيول فيي سيورة
النفال (الية )30
وقد نقضت هذه الية ،الشرع أو الظلم الجاهلي ،فأحل ال سبحانه وتعالى الحيوانات التي ل علة في تحريمها .وبييين
سبحانه وتعالى هذه السامي التي كييانوا يسييمون بهييا النعييام )البحيييرة والسييائبة والوصيييلة والحييام( الييتي حرموهييا
بزعمهم انطلقا من ظنهم ووهمهم .ونجد في كتب التفسير عدة أقوال في موضوع هذه التسميات ،ولم نجد ماذا كييان
كفار الجاهلية يعنون بها حقا ،إل بعض المعلومات القليلة والمترددة بشأن المعنييى الحقيقييي لهييذه التسييميات .وكيفمييا
كان الحال نأخذ بما جاءت به أغلب الكتب قول ونقل.
جاء في الجامع لحكام القرآن للقرطبي ،أن البحيرة على قول الزهري ،عن سييعيد ابيين المسيييب ،تكييون ميين البييل،
وهي النثى التي يمنع درها أي لبنها ليعطى للطواغيث أو اللهة ،فل يطعمهييا النيياس العيياديين .والسييائبة هييي الييتي
يسيبونها للهتهم ،فيتركونها تذهب حيييث تشيياء ،فل يعييترض طريقهييا أحييد ،وإل كييان موضييع العقيياب ميين اللهيية.
والوصيلة كانت الناقة تبكر بالنثى ،وتثني بالنثى ،فيسمونها الوصيلة ،لكونها وصلت بين إثتنين ميين جنييس واحييد،
فكانت تعطى للطواغيث .والحام هو الفحل من البل إذا ضرب عددا من الضراب ،فيحمى ظهره أي ل يركييب ،ول
يؤكل لحمه ،ول يمنع من الكل أو المرعى أو المورد حيثما يذهب .ونلحظ مدى الستخفاف من ليدن أصييحاب هيذا
الشرع ،بل يحس فيه المرء بتلعب وبسخافة ل حد لها .ولزالت بعض العادات التي تشبه هذا الشرع جارية وربما
تأخذ شكل أخطر من هذا بكثير.
أما المعنى عند أصحاب اللغة ،فيختلف عن هذه العراف الجاهلية ،ويقال البحيرة هي الناقة التي تبحر بشييق أذنهييا.
وكانت تشق أذن كل ناقة نتجت خمسة أبطن يكون آخرها ذكرا ،فكانوا يحرمونها ،فل تركييب ول يؤكييل لحمهييا ول
يشرب لبنها .والسائبة هي المخلة السبيل أو المسيييبة ،أي تطلييق هكييذا تأكييل حيثمييا أرادت ،وتمشييي حيثمييا أرادت.
وتسبى السائبة لنذر أو لقسم فيقول الرجل ،إذا خرجييت ميين أزمييتي فنيياقتي سيائبة ،أو إذا شييفي ابنييي فنيياقتي سييائبة.
والسائبة كالبحيرة في التحريم والتخلية كما ذكرنا .والوصيلة فقد ذكر بعض أهل اللغة أنهييا تكييون ميين الغنييم ،حيييث
يجعلون الذكر لللهة والنثى لهم فإذا ولدت ذكرا وأنثى ،فيقولون وصلت فل يييذبحوه .وهنيياك روايييات متعييددة فييي
شأن هذه التسميات ،ول نعلم عنها شيئا إل أن ذكرها في القرآن فيه تنكر من ال لهده الشييياء ،لنييه لييم يجعييل منهييا
شيء في الكتب السابقة وكل هذه التعريفات ،وكيفما كانت من اللغة ،أو من العرف ،فهييي أوهييام ميين ظلم الوثنييية،
والجهل الذي كان يخيم على النسان قبل مجيء السلم.
وحين تكون الوهام والهواء هي الحكم ،فل يمكن أن يكيون هنيياك أي ضيابط أو فاصيل ،ول أي ميييزان تقيياس بيه
الشياء ،أو ترجع إليه ،وهكذا نجد العديد من هذه الطقيوس ،اليتي تنطليق مين اليوهم البشيري ،وميا أكثرهيا ،واليتي
أعطيت شحنة جديدة عبر العلم ،لكن الغريب ،هييو أن هييذا الضييلل ل يييروج لييه إل فييي البلييدان السييلمية .وقييد
تصييدى القييرآن لعييدة أنميياط منهييا :الخبييائث واجتنيياب الطيياغوث ،والظهييار ،والربييى ،وعبييادة الوثييان والزلم،
والقرابين ،والخمر والميسر ،والزنى ،والوأد ،والرق ،والجاه ،وما إلى ذلك من أوجيه الحيياة العامية للبشير .وشيرع
كل مستلزمات الحياة البشرية من مصدر إلهي ل يحتمل الخطأ أو النقصان.
و تمادى كذلك الناس في الجاهلية بشرعهم الخاطئ الظالم ،إلى حد جعل النصيب ل لخذ أموال النيياس ظلميا ،و قيد
فضح السلم هذا الشرع لما جاء في سورة النعام (الية )137لقوله تعالى:
وما إلى ذلك من الكاذيب على ال وعلى البشر.
ب -الحلل
وجاء شرع الحلل والحرام من المأكولت والمشروبات مدققا في سورة المائدة ،ليؤكد أن الحلل هو مييا أحلييه ال ي
وأن الحرام هو ما حرمه ال .والشرع ل يخضع للدراسة والبحث ،ول يقبل التشكيك ،ول يقبل المناقشيية ،لنييه ليييس
فكرا ،وإنما وحيا من الذي يعلم السر وأخفى.
إن الستثناء الذي جاء في هذه الية )إل ما يتلى عليكم( يخص الذي فصله ال عز وجل فييي الييية الثالثيية ميين نفييس
السورة ،والتي سيأتي ذكرها.
»أحلت لكم بهيمة النعام « تعبير قرآني مدقق جدا ،وهذا المعنى يأتي بالفعيل المبنيي للمجهيول،
وهذا يعني أن النعام لم تكن حرام قبل مجيء السييلم فأحلهييا اليي ،وإنمييا كييانت حلل منييد أن خليق الي النسييان،
وليس مقتصرا على السلم .لكن مع اختلف التشريعات ،ومع تحريف الكتب ،وبعدما أخذ رجييال الييدين يتفضييلون
على الناس بشرع من عندهم ومن زعمهم ،جاء الحد الفاصل ،والنهاية لهذه الفتراءات علييى اليي ،وميين جملتهييا مييا
جاء في سورة المائدة بشأن السييائبة والبحييرة والوصيييلة والحييام ،وكيذلك مييا جياء فييي سيورة النعييام بشييأن جعييل
النصيب ل ،وتحريم بعض الشياء على النساء دون الذكور.
والتعبير بالمجهول يعني أن المر مقضي للناس ،وليس فيه أي تراجع أو أخذ ورد .ونجد المبني للمجهول في آيييات
عديدة :حرمت عليكم ،أحلت لكم ،غلبت الروم ،كتب عليكم ،أذن للذين آمنييوا ومييا إلييى ذلييك ».أحلت لكم
بهيمة النعام « وهذا التعبير بكلمة البهيمة ل يدرك لغويا ،وإنما يييدرك علميييا .فلييو قييال ال ي عييز وجييل
أحلت لكم النعام يكون المعنى اللغوي واحد ،لكن المعنييى العلمييي يختلييف تمامييا لن كلميية بهيميية تعنييي التصيينيف)
(Taxonomyفي علم الحياء ،ونعطي بعض المعلومات ،ليزداد رجال الفقه استنباطا.
يصنف العلماء النعام مع التييديات العاشييبة ،ذوات الصييبوعين .وهييذا التصيينيف يجمييع البييل مييع الغييزال ،والبقيير
والضأن والمعز وعدة حيوانات أخرى منهيا اللمية والزرافية .ومين بيين هيذه الحيوانيات ،النعيام الربعية :البقير،
والبل والضأن ،والمعز ،وهي ما يكسب ،والغزال والزرافة وبعض ذوات الصبوعين الخرى ،وهو ما ل يكسييب
ول يتحكم فيه النسان ،وهذا يسمى وحشا وليس بهيمة ،وهو كذلك حلل ولهييذا اسييتعمل العلييي القييدير كلميية بهيميية
لفرز النعام عن الوحش ،فنقول بهيمة النعام على النعام الربعة الييتي تكسييب و تملييك ،ووحييش الصيييد وهييو مييا
يكسب ول يتحكم فيه .ونضيف بالمناسبة أن ليس هناك تصنيف للنعييام كمجموعيية لهييا خصائصييها ومميزاتهييا فييي
الكتب العلمية المعروضة إلى حد الن ،ويبقى القرآن الكريييم هييو الكتيياب الوحيييد الييذي يجمييع هييذه الحيوانييات فييي
مجموعة تسمى النعام لن الكتب العلمية ل تصنف البل مع الغنم.
» إل ما يتلى عليكم « وهو ما سيتليه الجليل جل جلله في الية الثالثة بالتفصيل ،والمستثنى من هذه
النعام ،هي النواع التي سيبينها ال عز وجل بالعلة ،ويضيف إليهييا أشييياء أخييرى معنوييية كمييا سيينبين » .غير
محلي الصيد وأنتم حرم « وهنا ييأتي شيرع الي ليضيع حيدا يجيب أن يراعيى ،ل لعلية ،وإنميا
تطوعا وعبادة ل سبحانه وتعالى ،وقد جاء هذا الحد لما نهى سبحانه وتعالى آدم عن الكل من الشجرة ،وكييذلك لمييا
أمر سيدنا زكرياء أل يكلم الناس ثلثة أيام ،وهو نفس الحيد اليذي جعييل لسيييدنا لييوط أل يلتفييت ،ومييا إلييى ذلييك ميين
المور المعنوية التي تجعل المرء يذكر ال ،ويتغلب عن الشهوات والهوى .ل يحل صييد اليبر للمحيرم ،لنيه جعليه
ال حدا من حدوده سبحانه وتعالى ،وهو ل يسأل عما يفعل .وربميا تكيون الييية دالية عليى أشييياء علميية عاليية ،ليم
نتوصل إليها بعد لن الدراسات في هدا الميدان ل زال في مرحلتها البتدائييية بالضييافة إلييى أن ليييس هنيياك منهيياج
علمي للبحث في هده الشيياء ،للخصيياص الحاصييل فييي صيفوف العلمياء الفقهياء ،لن تيوجيه البحييث العلمييي فييي
المختبرات يجب أن يكون من لدن الساتذة الملمين بالفقه والعلم في آن واحد.
وكما حرم ال سبحانه وتعالى الحرام أحل الحلل ،فل ينبغي لحلل أحله ال أن يكون حراما ،ول ينبغي لحرام أحله
ال أن يكون حلل .وننطلق من عموم الية لقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة
ج -الحرام
وقد شرع ال سبحانه وتعالى تحريم المأكولت لعلة يعلمها ،وهو أعلم بنا من أنفسنا ،وقد فصييل التحريييم فييي سييورة
المائدة (الية )4حيث قال
-كما جاء التحريم بالنسبة لكل الحيوانات ذوات الناب والمخلب فييي الحييديث الصييحيح ،ونأخييذ النييص ميين صييحيح
مسلم الحديث 3575من كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم » نهييى عيين
كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير « ،والتحريم في الحديث جاء بصيغة النهي كذلك وهو لفظي.
المستوى الثللاني :ويخص الحيوانييات الييتي ليسييت حرامييا ،لكنهييا تصييبح حرامييا ،إذا مييا لييم تييذكى ،وهييي -
الحيوانات الميتة بدون تذكية ،وتعتبر ميتة ،وهي الميتة والمنخنقة والمتردية والموقودة والنطيحة ومييا أكييل
السبع.
أ -الميتة
قال جماعة من اللغويين الميت والميت بالتشديد والتسكين لغتان ،و يقال ميت بتسكين الييياء لميين فييارقته الييروح أي
مات فعل ،وميت بالتشديد لما لم يمت بعد ،لقوله تعالى في سورة الزمر (الية) » 29إنك ميييت وإنهييم ميتييون « فل زال
رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يمت لما نزلت هذه الية ،وليم يقيرأ العيرب المييت بيالتخفيف عليى مين ليم يميت.
والقراءة في الية الكريمة بالتخفيف يعنيالحيوان بعدما تفارقه الروح ،ويطلق اسم الميتة عند الصطلحيين على كل
حيوان مات بدون تذكية ،أي بدون ذبح وتكبير كما سنعرف ذلك فيما بعد .وهذه الحيوانات التي فصييلها ال ي سييبحانه
وتعالى في هذه الية تتشابه فيما بينها ،من حيث الخصائص الكيماوية والفايزيولوجييية .ولييم يقتصيير قييول ال ي علييى
ذكر الميتة ،بل بين كذلك كل الشبهات التي كان من شأنها أن تضل الناس ،وبييين كييل أوجييه الميتيية ،فييذكر المنخنقيية
والمتردية والنطيحة والموقودة ،وهي الوجه التي قد يقول قائل أنها ليست ميتة ،وشمولية الييدين ،وكميياله أنييه بينهييا
ووصفها بالتدقيق ،لنقيس عليها كل الحيوانات التي ل تفرغ من دمها بطريقة التذكية.
فالمنخنقة تموت بانحباس الدم داخلها ،وتكون بنفس الخطر ،أو أكثر من الميتة ،وكذلك المتردية ،وهي الييتي تسييقط
من مكان عال فتموت رغم أنفها ،وهي ميتة والنطيحة هي البهيمة التي تنطحها بهيمة أخرى فتقتلهييا ،ونقيييس عليهييا
كل حيوان مات بحادثة )الضرب بشيء كالتي اصطدمت بسيارة أو التي سقط عليها حائط وما إلى ذلك( .والموقييودة
هي التي اشتعلت فيها نار ،وهي حية فماتت ،ولو لم يبينها القرآن الكريم ،لقال قائل بأنها مشييوية ل ضييرر فيهييا ول
بأس من أكلها.
تمر العضلت بعد الذبح ،بعدة تطورات كيماوية على الخصوص ،لتصبح لحمييا ،وهييذه التطييورات تقييع فييي بضييعة
مراحل .ومما ل شك فيه أن بيئة اللحم والعوامل الداخلية والخارجية ،تساعد على اقتحامه من لدن بعض النواع من
الجسام الحية الدقيقة أو المجهرية ) ،(microorganismsوالتي تنقسم إلى قسمين :النواع المفسدة للحم والتي تبخس
الجودة ،والنواع المضرة بصحة النسان ،والتي تسبب تسمما أو التهابا.
وهناك نوع آخر من الجسام الحية الدقيقة ،كالطفيليات وما أكثرهييا فييي اللحييم ،خصوصييا إذا كييان الحيييوان مصييابا
ببعض المراض ،التي من شأنها أن تصيييب النسييان .وتبقييى الفايروسييات ميين أصييعب الحييياء الدقيقيية ميين حيييث
الدراسة ،لنها كائنات حية ل تنمو في الوساط الغذائية والمستنبتات الصطناعية ،ولذلك ل يمكن عزلها ،وقد تييأتي
كذلك من اللحم ،خصوصا لحم الخنزير.
بعد ذبح الحيوان ،تتوقف الدورة الدموية ،ويتوقف تزويد الخليييا بالسييكريات والوكسييايجين .وحيييث يتوقييف إمييداد
الخليا بالوقود أو القتياتيات ،فإن النشاط الفايزيولوجي يتوقف ،بينما تبقى بعض التفاعلت ،جارية لييوقت قصييير،
لوجود كمية من السكر داخييل الخليييا .وميين جملية هيذه التفيياعلت إسيتقلب السييكر البياقي ،واسييتنفاذ كميية ثلثييي
فوسفاط الدنوزين ) (ATPداخل العضلت ،ويترتب على هييذا التفاعييل وقييوع عييدة ظييواهر كيماوييية ،تعمييل علييى
تحويل العضلت إلى لحم .ومن بين هذه الظواهر؛ السييتقلب اللهييوائي الييذي يبييدأ تحييت تييأثير النزيمييات ،لعييدم
وجييود الوكسييايجين ،بتحويييل السييكريات إلييى الحمييض اللبنييي ،الييذي يييتراكم داخييل العضييلت ويخفييض الرقييم
الهيدروجيني من pH 7إلى ،pH 5.4وتلعب هذه الحموضة دورا إيجابيا في الحيد ميين تلييوث اللحييم ،خلل البضييع
ساعات الولى التي تلي الذبح.
إن اللحوم بجميع أنواعها محملة بالجراثيم .وتتجلى مصادر هذه الجراثيم في النواع العادية الموجودة بيئيا على هذه
المواد .ونجد كذلك النواع المنحدرة من بعض المصادر الخارجية ،لتصييال اللحييوم بهييا أثنيياء الذبييح ،أو النقييل ،أو
الخزن ،أو أثناء البيع ،من هواء وأماكن الذبح ،والدوات ،والمعدات المستخدمة للذبح والتقطيع ،وأيييدي الشييخاص
العاملين في المجازر ،والباعة ،وبعض المشترين الذين يلمسون اللحم بأيديهم الخ.
ويلحظ عامة الناس ،أن اللحم يخم أو ينتن بسرعة ،إذا ترك لمدة طويلة تحت حرارة عادية ،ويشتد هييذا خصوصييا
في فصل الصيف ،إذ ترتفع الحرارة ويأتي ذلك نتيجية للجراثييم الموجيودة علييه بعيدد كيبير ،ولكيونه غنييا بيالمواد
القتياتية .وتسيياعد الحييرارة المرتفعيية علييى نمييو وتكيياثر الجراثييم فييي اللحيم ،وتظهيير روائح كريهيية بسييبب تحلييل
البروتيدات والدهنيات من جهة ،وبسبب النزيمات ،وبعض التفاعلت الكيماوية من جهة أخرى .وتدل هذه الروائح
وتغيير اللون وما إلى ذلك ،من علمات إتلف الجودة على ضياع الخصائص والمميزات الحيوية للحم.
يشكل اللحم وسطا غذائيا مناسييبا ،لنمييو الجراثييم البيئييية .ويشييهد الييتركيب الكيميياوي للحيم ،علييى غنييائه بالعناصيير
الضرورية لنمو الجراثيم ،علوة على البيئة المناسبة )تركيز أيون الهايدروجين حوالي ). 7
تنقسم الجراثيم الموجودة في اللحم ،إلى جراثيم التلوث الظاهري ،وجراثيييم التلييوث البيياطني ،وتضييم أنواعييا عديييدة
ومتنوعة على الطلق .وتنتمي النواع التي عزلت من اللحم إليى عييدة أجنياس منهياMoraxella Acinetobacter, :
Klebsiella, Pseudomonas, Lactobacillus, Yersinia, Micrococcus, Brochotrix, Serratia Proteus, Bacillus,
Achromobacter, Flavobacter, Alcaligenes, Vibrio, Aeromonas, Arthrobacter, Corynebacterium,
. ,Staphylococcus, Salmonella, Clostridiumبالضافة إلى بعض النواع من الخمييائر والفطريييات .ونجييد أن
من أخطر هذه النواع ،تلك التي تنمو تحيت حيرارة منخفضية ) 4درجييات( ،وتتخصيص هيذه الجراثيييم فييي تحليييل
الدهنيات والبروتينات على حد سواء ،فيظهر طعم الزنخ المنبتق عن تحليل الدهنيات ،كما يظهيير ليون داكين بسيبب
انطلق غاز الكبريتور ) ، (H2Sحيث يتفاعل مع الحديد الموجييود فييي الهيموكلييوبين ،ويعطييي ناتييج أسييود .وتنفييرد
أنواع بعض الجراثيم ومنها Pseudomonasفي إنتاج مركيب أخضير ،غالبيا ميا يظهير عليى سيطح اللحيم ،ويمثيل
شائبة من الشوائب التي تجعل المستهلك يرفض هذا النوع من اللحم عند الشراء.
أما الباكتيريا اللهوائية من نوع Clostridiumفتنمو بداخل اللحم ،حيث ينعدم وجود الهواء ،أو الوكسايجين ،وهييو
ما يسمى بالفساد الباطني للحم ،وتتكاثر هذه النواع لتصل إلى حد قد يصيييب اللحييم والمسييتهلك معييا .وتتسييبب هييذه
الباكتيريا في النتان الداخلي للحم ،حيث تبدأ نشاطها في غياب الوكسايجين ،وتفييرز غييازات نتنيية تجعييل الحيييوان
ينتفخ.
-طريقة تخريب المخ والضييرب علييى الييرأس :يفييوق تركيييز المركبييات الكيماوييية بحييوالي 2400ضييعف الييتركيز
الموجود في الذبح بالطريقة السلمية.
-طريقة الصعق الكهربائي :وقد تبين أن تركيز هذه المركبييات هييو 600مييرة ضييعف الييتركيز الموجييود فييي الذبييح
بالطريقة السلمية .ويسبب الصعق الكهربائي تشنج العضلت لتضعف حركة الحيوان ،مما يييؤدي إلييى نزيييف ،أو
رشاش دموي داخل العضلت ،وفي بعض الجهزة مما يؤدي إلى تعرضها إلى التلف بسرعة.
وللتذكية مزايا صحية ووقائية ل مجال لحصرها ،ونذكر منها بعض المثلة التي يسهل فهمها .فخروج الدم من جسم
الحيوان ،يساعد على انخفاض النشاط المائي باللحم) ، (Activity of waterحيث يكون جافا نسبيا ،وهو عامل ييدل
علييى الجييودة العالييية للحييم لن اللحييوم الغييير مييذكاة ،يتخللهييا سييائل أحميير فيييه أثيير الييدم يبخييس جييودة اللحييم ،ميين
حيث تشمئز النفس منه .ولما يكون اللحم جافا ،ل يصيبه تعفن بالسهولة التي يصيب بها اللحوم الخرى .وبخييروج
الدم تقل المواد الغذائية داخل الخليا ،حيث يعمل فقر الوسط على حفظ اللحم لمدة معينة ،ولذلك يبقى اللحم المييذكى
لمدة تحت الحرارة البيئية دون أن يصيبه إنتان .وتمثل إزالة الدم من جسم الحيوان عيين طريييق التذكييية ،قاعييدة ميين
القواعد الصحية التي تساعد على انخفاض حجم التلوث ،لن الكتلة الجرثومية تفرغ عييبر الييدم خصوصييا الجراثيييم
اللهوائية ،التي تتسبب في الفساد الداخلي للحم ،والذي يؤدي إلى النتفاخ .ولهذا السبب تنتفخ جثة الميتيية ول تنتفييخ
الجثث المذكاة.
ويلحظ أن الحيوان المذبوح على الطريقة السلمية الصحيحة -التذكية -ل ينتفخ ،بينما تنتفيخ جثية الحييوان المييت
بدون ذبح بسرعة .وهذا أمر معلوم عنييد عاميية النيياس ،ول يتطلييب علومييا توضيييحية .لكيين التفسييير الصييحيح لهييذا
الحدث ،يتطلب علوما ،لكي يأتي بما ل يرضى الجدال ،وكذلك ليستفيد منه الباحث والصانع على حد سواء.
حالما يذبح الحيوان كيفما كان نوعه ،يخرج الدم بقوة أول المر ،ثم يستمر في الخروج إلى الموت النهائي للحيوان.
ويلحظ كذلك أثنيياء الذبيح أن الحيييوان ل يحييرك رأسيه مباشيرة بعييد الذبيح ،وإنمييا يضيطرب ويأخيذ فيي الحركية،
وأعضاؤه هي التي تتحرك فقط ،وتستمر في الحركة إلى أن يخرج أكبر قدر من الدم
(الموت النهائي).
ويجب أن يترك الحيوان حرا يضطرب إلى أن يهدأ ،ويصبح جثة هامدة تماما ،لن هذه الحركات هييي الييتي تسيياعد
على خروج الدم من الجسم ،والذي يجب أن يخرج بأقصى حد .ويعزى هذا الحادث إلى أن الخليا الدماغييية ،حالمييا
تتوقف الدورة الدموية بسبب الذبح ،ينقطع عنها سكر العنب ) جليكوز( فتأخييذ فييي طلبييه حيييث تضييطرب التيييارات
العصبية ،لتصل إلى العضلت أخيرا فتحييدث هييذا التخبييط ،ولمييا تمييوت هييذه الخليييا تمامييا ،تنعييدم التموجييات فييي
العصاب المكلفة بتحريك العضلت فتهمد الجثة.
ونجد في السنة ،أن الطريقة التي تذكى بها الحيوانات ،يجب أن تكون بقوة وبسرعة ،ويتييم هييذا بشييفرة حييادة ،ميين
حيث إذا مرت على العنق مرة واحدة كفت الذبح ،وتساعد الحركة السريعة فييي الذبييح التييام ،علييى خييروج اليدم ميين
الجسم بأكبر قدر ممكن .وكل هذه الشياء العلمية يجدها القارئ في السنة النبوية الشريفة لمن أراد التطلع والتدقيق.
وبعدما يهدأ الحيوان ،يأخذ الجزار في السلخ مباشرة ،وهو كذلك أمر يساعد على الحد مين التليوث إذ ينيزع الجليد،
وتستخرج المعاء ،والكرش ،والكبد وكل الجزاء التي توجد داخل الجثة ،ويجب أن تبقى هذه تحت الحرارة العادية
إلى أن تدخل في الطييور الجيفييي ) (Rigor Mortisوإن بقيييت أكييثر فمستحسيين لن التسييوية ) (Maturationتكييون
أسرع عند حرارة بيئية .وتدخل الجثة إلى الييبرودة مباشيير بعيد غسييلها ،ول يبيياع اللحيم إل بعيد مضييي وقييت تحيت
البرودة .
ومع خروج الدم يصبح الوسط الداخلي جافا نسبيا ،وتقل المواد المغذية داخل الخليا أو قد تنعدم .ويترتب علييى إثيير
هذه التقلبات الفايزيوكيماوية تصلب الجثة ،ويطلق على هذا الحادث اسم الطييور الجيفييي ) .(Rigor mortisويرجييع
هذا التصلب إلى ارتباط وحدات الكتين بوحدات المييايوزين وهييو مركييب صييلب ممييا يسييبب تصييلب الجثيية ،وعنييد
استنفاد الطاقة المتجسمة في وحدات ثلثي فوسفاطالدنوزين ، ATPفإن تحرير هذا الرتباط يتعذر ،حيييث يتوقييف
النشاط الفايزيولوجي والنزيمي ،لتبقى البنيية الييتي تكييونت جاميدة ،وليذلك نلحيظ تصييلب العضيلت .وأتنياء هيذه
المرحلة يتم إستقلب وحييدات ثلثييي فوسييفاط الدنييوزين ) (ATPحيييث يييتراكم الحمييض اللبنييي داخييل العضييلت،
فينخفض الرقم الهايدروجيني إلى مستوى ،5.4وهذا ما يطبع حدوث الطور الجيفييي فييي أحسيين الظييروف Set of).
(Rigor Mortis
وفيما يخص الجراثيم فهناك أغلب النواع ،التي ترمى مع الدم ،كما ل يمكيين أن تصيييب النييواع الخارجييية اللحييم،
وبما أن التذكية تزيل الدم من جميع الشرايين داخل الجسم ،فإن المواد القتياتية مثل سكر العنب ،والذي يمثل المييادة
الساسية التي تعيش عليها الجراثيم تنخفض وهكذا تكون هذه الخيرة على أدنى مستوى في اللحم المذكى ،حيييث ل
تنمو الجراثيم بالسرعة الفائقة التي تنميو بهيا عليى اللحيوم الخيرى .ول يتعيرض لحيم اليذبائح الميذكاة إلييى الفسياد
بسرعة ،كما تمتد مدة صلحيته ،أكثر من لحوم الحيوانات الغير مذبوحة أو الغير مذكاة.
إن موت الحيوان قبل تذكيته يجعل الدم ل يخرج ،وقد يتجلط داخل الشرايين الدموية ،فيكون جيوبا حاوية للجراثيييم،
فتتكاثر بسرعة لكون الوسط غني ،فتحدث تفاعلت تسفر عن ظهور الروائح الكريهة نتيجة الغازات المنحييدرة ميين
تحلل البروتينات والدهنيات .وتحدث الغازات التي تنتجها الجراثيم بداخل الجيوب أو الخليا انتفاخا ،لكونهييا تحبييس
داخل الخليا ،وهو ما نلحظه عند الميتة ،ويستوي في هذا المر كل أنواع الميتة ،لن كييل هييذه الييذبائح لييم يخييرج
دمهيا بطريقية التذكيية .ونلحيظ أن هيذا ميا يقيع فيي جثية الحيوانيات ،اليتي تعاليج بعمليية تخرييب الميخ والصيعقة
الكهربائية ،وهما الطريقتان المعتمدتان في الذبح في الدول الغييير السييلمية .فهييذه النيواع مين الميتية تكييون غالبيا
خطيرة على المستهلك من الناحية الصحية ،لنها محملة بالنواع الجرثومية الممرضة ،والييتي قييد تتكيياثر ،ويصييبح
القضاء عليها صعب المنال ،ويستوي في ذلك كل الحيوانات التي يجوز أكلها من الطير والصيد والنعام.
وقد فصل العليم الخبير ،كل أنواع الدايات الناتجة عن استهلك اللحوم الضارة في سورة المائدة بالتدقيق .ول نجييد
هذا التفصيل في الكتب العلمية ،إل بعض المزاعم على ضوء البصيص العلمي ،الذي توصيل إلييه البيياحثون ،وهيذا
أمر طبيعي ،لن مبلغ النسان من العلم محدود ،كما قال عز وجل في سورة النجم (الية )29
ج -الدم
أما الدم فمن الناحية الكيماوية يكون جد غني بالعناصر المغذية ،ولذلك فهو صالح لنمو الجراثيم ،التي قد تكييون فيييه
أصل ،أو قد يصاب بها أثناء أخذه من الحيوان ،وهنياك العدييد مين النيواع الجرثوميية اليتي تفتيك بحيياة النسيان،
والتي قد تأتي من تناول الدم .ويعتبر الدم كذلك من الوساط التي تحفظ كل أنواع الجراثيم ،من باكتيريا وفايروسات
وطفيليات .كما يمكن أن يأتي بالنواع التي ل يمكن أن نجدها في المواد الغذائية العادية ،كالحليب واللحم والسمك.
ولذلك فإن المقياس عند علماء المسلمين ،يكون بموافقة السنن الكونية للسنن الشرعية ،فإذا حصل هناك اختلل ،فإن
السنن الكونية هي التي تحتمل هذا الخلل ،إما لجهل أو إما لعجز هذه العلوم على بيان البرهان والتوضيح .ويجب أن
ننطلق من السنن الشرعية لفحص السنن الكونية ،وليس العكس .ويتحتم علينا بحكم اليمان بال ورسييوله ،واليمييان
بالغيب كله ،أن تحريم الحرام يكون لعلة يعلمها ال سبحانه وتعالى ،ول ننتظر العلوم لتبرر لنا هذا التحريم.
ونعلم في ميدان علييوم التغذييية ،أن المييواد المينييية تتحييول بعييد مييوت الحيييوان إلييى مييواد سييامة قاتليية )Putrescin,
(..cadaverin etcوالدم هو الوسط الذي تلتقي فيه كل المواد الغذائية ،ومن بين هذه المواد ما هو نافع كالقتياتيات،
ومنها ما هو ضار كالسموم والسمينات التي تتكون عبر المفاعلت الكيماوية ،أو التي تفرزها الكائنات الحية الدقيقة
الموجودة داخل اللحم كالنواع المتطفلة ،ويساعد الدم في الحيوان الغير المذبوح على هذه التحولت .ولهذا نجد أن
تناول الدم كمادة غذائية ،ل يصح بتاتا ،ول يتفق مع القواعد العلمية فييي الميييدان الغييدائي وخصوصييا ميييدان صييحة
وسلمة الغذية.
د -لحم الخنزير Pork meat
أما لحم الخنزير ،فمن الناحية الصحية ،ل يمكن أن ينكر أحد ميين أصييحاب الميييدان مييدى خطييورته ،كمييا أن هنيياك
أشياء أخرى ل زالت العلوم بصددها ،ولو أننا ل نحتاج علوما فيما يخص هييذه المييادة .فييالتحريم يعتييبر شييرعا ،ول
يتطلب علوما ،ول توضيحا لتطبيقه ،لنه يتعلق بالعبادة وليس بالتربييية الصييحية ،والعبييادة ل يمكيين مخالفتهييا بينمييا
التربية الصحية يمكن مخالفتها .ولبد من الناحية العلمية ،أن توافق السنن الشرعية السنن الكونية ،فبمييا أن ال ي عييز
وجل حرمه ،فتحريمه رحمة للبشرية ،والعلة في تحريمه موجودة وواضحة .ولحم الخنزير يمثل خطرا على صييحة
النسان وسلوكه ،كما سنتطرق إلى ذلك بالتفصيل.
يعتبر الخنزير مين الحيوانيات ذوات المعيدة الواحيدة ) (Monogastricوهيو أيضيا قيارت التغذيية بمعنيى كليي فيي
التغذية (omnivore).وهذا النوع من الحيوانات ل يجتر ،وبالتيالي فطبيعية تغيذيته تكيون غالبيا متنوعية ،ومختلفية،
وغير معروفة .والخنزير على الخصوص ،يتغذى على كل مييا هييو عفيين ،ويأكييل كييل مييا يصييادفه فييي طريقييه ميين
القاذورات ،وما إلى ذلك ،من المواد المحملة بالجراثيم والسمينات .ويتغذى على ما هيو قيدر ووسيخ ونجيس ،وميع
ذلك فهو يحظى بإقبال بالغ رغم تلوثه وقذارته ،ورغم المراض التي يتسبب فيها .وبينت بعض البحيياث الخييرى،
أن أكل لحم الخنزير له تأثير بالغ على نفسية الشخص ،وقد أجريت بعض التجارب في هذا الصدد.
ولكون الخنزير حيوان قارت ،رمام التغذية ،فإن اللحم يتأثر مباشييرة بمييا يييأكله .ونعلييم جميعييا أن الخنزييير ،يتميييز
بأكل القاذورات والعفونيات ،وكيل ميا هيو وسيخ ،لتترشيح كيل السيموم الموجيودة فيي هيذه القياذورات ،وتمير إليى
اللحم والشحم .وقد سجلت عدة وفايات بفرنسا سنة ،1935كيان السيبب فيهيا تنياول لحيم الخنزيير المصياب بطفيليي
الخنزير ،أو الدودة الحلزونية (Trichinosis).إن يرقات هذا الطفيلييي الخطييير ،تسييتعمر عضيلت الخنزييير ،وعنيد
تناول لحم هذا الحيوان ،يصاب النسان بهذا المرض الخطير ،والذي تكون أعراضه كالتالي:
-التهابات المفاصيل
-أوجاع في العضلت و المفاصل
-الوفاة بين السبوع الرابع والسادس
ونضيف إلى أن هناك عدة تأثيرات سلبية على صحة النسان الجسدية والعقلية .فدهن أو شحم الخنزير يختلف تماما
عين دهيون الحيوانييات الخيرى ،ودهييون النباتيات ،ميين حيييث اليتركيب وتشييبع الحمضييات الدهنيية .وهييذا يجعيل
صلحيته للتغذية في شك كبير .وينصح الستاذ رام عالم الكيمياء الحيوية ،الدانماركي الحاصل علييى جييائزة نوبييل،
بعدم استهلك دهون الخنزير لنها تتسبب في ظهور حصى المرارة ،وانسداد قنواتها ،وتصييلب الشييرايين ،وبعييض
أمراض القلب الخرى.
وربما يقول قائل أن الجراثيم المضرة والطفيليات ،التي توجد في لحم الخنزير قد نجد لها حل بتعقيمهييا ،لكيين هنيياك
بعض المواد الكيماوية التي ل تتأثر بالحرارة ،وأخرى تدخل فيي اليتركيب الكيمياوي كيتركيب الشيحوم .وقيد بينيت
التجارب العلمية بأن للحم الخنزير تأثير بالغ على عقل النسان .وهناك بعض التجارب التي تجرى على الحيوانييات
لمتابعة سلوكها والخروج بالنتائج العلمية التي تتبت ذلك.
وينفرد الخنزييير بتغييذيته القارتيية أو الرماميية القييذرة ،وهييي طريقيية ل نجييدها عنيد أي حيييوان آخيير ،بمييا فييي ذلييك
الوحوش ،ومن ضمن الحيوانات الييتي يقتييات عليهييا النسييان ،نجييد أن النعييام حيوانييات عاشييبة وكييذلك المجييترات
الصغيرة كالرانب والقنية وما إلى ذلك ،والدجاج ،والسماك ،وكل هذه الحيوانات تختلف في تغذيتها عن الخنزير،
اليذي يجمييع بييين القيياذورات والزبييال وكييل النفايييات العفنيية ،والملوثيية واليييدايات ليجمييع فييي لحمييه بييين السييموم
الكيماوية ،والجراثيم المضرة.
فكل ما حرمه السلم فهو خبيث ،وكل ما أحله فهو طيب .ونضيف إلى هذه القاعدة العامة ما جاءت بييه العلييوم فييي
هذا الشأن ،ول يزال العلماء يطلعون على أحكام القرآن حتى يقروا بشرع ال.
هي -الجللة
إن العلوم الحديثة ،بينت أن هناك أشياء أخرى أكثر دقة وأكثر أهمية ،لييم تكيين معروفيية إل فييي النصييف الثيياني ميين
القييرن الخييير ،وقييد تطرقييت اليهييا السيينة النبوييية الشييريفة .ونجييد عنييد ابيين ماجيية الحييديث 3180ميين كتيياب
الذبائح » أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن لحوم الجللة وألبانها «.
وجاء كذلك في النسائي الحديث 4372من كتاب الضحايا » أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن المجثمة ولبن الجللة
والشرب من في السقاء «.
والجللة هي كل حيوان داجن ،أو من النعام ،التي تأكل العذرة )البراز( .وهذا الحيوان يعيش عييادة داخييل المنيزل،
ول يسرح في المراعي .وقيل هي الشاة التي ل ترعى في المرعى ،كأن تكون واحيدة فل يمكيين أن تسييرح ،أو كييأن
تكون غير قادرة على ذلك ،فتبقى في المنزل .وتأكل هذه الشاة ما يفضل من بقايا المأكولت ،وقييد تأكييل القيياذورات
التي تصادفها وأشياء نجسة .ومن أخطر هذه القاذورات براز القطييط والكلب والنسييان ،الييذي ربمييا تصييادفه هييذه
الحيوانات فتأكله .ونعلم في ميدان علم صحة الغذية أن المواد البرازية -على العموم -جييد خطيييرة إذا مييا أصييابت
المواد الغذائية من جهة ،ومن جهة أخرى فهي محملة ببعض المييواد السييامة ،الييتي تترشييح فييي المعيياء وتميير إلييى
البراز بل وتتركز فيه .كما تجمع الطفيليات والباكتيريا والفايروسات الخطيرة.
وتوجد مركبات خطيرة ،تنحدر من الستقلبات العضوية ،لتخلف إما سمينات ) (Toxinsأو مييواد كيماوييية ناتجيية
عن الهضم لها طبيعة تسممية ،وحيث تتغذى الحيوانات علييى هيذه القيياذورات ،فييإن المييواد الخطيييرة تصيييب اللحييم
واللبن على حد سواء ،وهنا نرى المعجزة في حديث رسول اله صلى ال عليه وسلم حيث يدقق شيئا علميا بيأوج ميا
وصلت إليه علوم الغذية ،وربما لم تصل بعد إلى حقيقة المر بالنسبة للخطر الحقيقي لهذه المادة الغذائية ،ذلييك أن
الحديث يذكر اللحم واللبن ،وهي المواد التي تأتي من الحيوانات المجترة أو النعام ،ولم يقتصر على اللحم فحسييب،
بل تطرق كذلك إلى اللبن ،لن الفراز والتمثيل يكون بنفس التفاعلت داخل الجسم وهو تمثيل البروتينات .وتييذهب
المواد السامة عند هذه الحيوانات إلى اللحم والحليييب ،وهييي المكونييات الغذائييية الييتي يحتاجهييا النسييان ،وقييد تييأتي
ببعض الضرار في غاية الخطورة .ومن أشهر الخطار مرور سمينات إلى الجنييين عنييد المييرأة الحامييل ،فيصيياب
المولود بالعمى .وهذه أشياء أخبر بها سيد البشرية واكتشفها الطب الحديث.
ويكون الحديث كذلك شامل ،فيما يخص نوع التغذية ،التي يتغذى عليها الحيوان ليكون ضارا .ولم تنتبه العلييوم إلييى
هذه الشياء إل مؤخرا ،حيث تم ربط جودة اللحوم والحليب بنوع التغذية التي يتغذى عليها الحيييوان .ويييدخل تحييت
هذا القانون كل الحيوانات التي تقتات على البقايا والقاذورات ،وبعض الفضلت الملوثة .وليس هناك أدنى شييك ،أن
الحيوانات التي تقتات على القاذورات ،تعطي لحما أو لبنا بجودة منخفضة ،وقد يكون ضييارا تمامييا كمييا هييو الشييأن
بالنسبة للجللة .لن التسمية التي جاءت في الحديث الشريف ،إنما تعني حالة غير أصلية في تغذية الحييوان ،ونعلييم
بيئيا أن الحيوانات ل تقرب القاذورات في المرعى .لكن هناك نوعا من الحيوان أصبح يتغذى بالطرق الحديثة علييى
القاذورات والفضلت ،وربما على مساحيق الحيوانات الميتة ،وهو ما حدث في بعض الدول الوروبية ،فتسبب في
ظهور داء جنون البقار وهو ليس حديثا ،لكن الشكل الذي ظهر به هو الذي أثار ثائرة العلماء.
ولو أن بعض العلماء يظنون أن بعض الشياء أصبحت مضبوطة من الناحية العلمية ،فنحن نقول أن الشيريعة تبقيى
بمستواها العالي الذي ل يعلى عليه أبدا ،ولو أن بعض الدارسين يبررون تقنيات تربية المواشي ،بالنتاج ،والكتفاء
الذاتي ،وما إلى ذلك ،فكل الحيوانات التي تتغذى على النفايات والقاذورات والنجائس من أصل حيييواني أو إنسيياني،
توضع موضع الجللة لعموم الحديث .ومييا يجييب الن علييى العلميياء فييي ميييدان التغذييية ،هييو تحييري حقيقيية المييواد
والمكونات العلفية ،والبحث عن مصدرها والتأكييد ميين سييلمتها .وإن كييان بهييا أثيير نجاسيية أو أثيير خنزييير أو ميتيية
كبعض المساحيق المستوردة ،أن يتخذوا موقفا شرعيا واضحا تجاه هذه الخطار.
والمعلوم أن الجللة تتسبب في نقل بعض الطفيليات الخطيرة إلى النسان ،ومنها الديييدان الحلزونييية والييترايكينيل،
زيادة على باكتيريا حمى التايفويد ،وباكتيريا الليستيريا ،ويلحظ أن هذه الحيوانات الييتي تتغييذى علييى العييذرة تنقييل
الطفيليات على الخصوص ،لن هذه الخيرة لها دورة الحياة في الجهاز الهضمي عند الحيوان أو النسييان ،وتكييون
هذه الطفيليات في طور الكياس أو التكيس في البراز ،وهو الطور الخطير الذي ل يمكن فيه القضاء على الطفيلي،
بل يجب أن يمر إلى الطور الموالي وهو طييور التكيياثر لمحاوليية القضيياء عليييه .ول تتييأثر هييذه الطفيليييات بالجهيياز
الهضمي عند الحيوانات المجترة ،كما قد تصيب اللحم بسهولة ويبقى نقلها إلى النسان أمر وارد.
فالمسيتهلك يتحتيم علييه فيي اليوقت الحاضير ،أن يسياهم فيي اليدفاع عين مقوميات المجتميع ،وأن يتعاميل ميع هيذه
المستجدات بكل تحفظ على الصعيد الفيردي ،وفييي إطيار الجمعيييات المدنيية ،ويجيب أن يخييرج مين اللمبيالة إليى
مشاركة فعالة ،ودور إيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه وأن يتصف بالوطنية والغيرة على هذه المقومات.
إنها إتمام نعمة حقا أن يبين لنا ال عز وجل كل ما يضر بصحتنا ،لكن النسان خلق ظلوما جهول.
والعوامل الحيائية التي تتسبب في ظهور داء جنون البقار ،ليست مخلوقات ،حية دقيقة ،وليست فايروسييات ،وهيو
ما حال دون دراستها بالتدقيق ،لنها ل تنمو على الوسط الغذائي العادي .ول تحتوي على الحماض النووية لتكييون
قابليية للتكيياثر أو النمييو ،وإنمييا هييي جييزيئات حييية تييدعى بالبرايونييات ) (Prionsاختصييارا للتسييمية الكامليية )
(Proteinaceous infection particlesأو الجييزيئات البروتينييية المعدييية .تتخييذ هييذه الجييزيئات النسييجة العصييبية
واللمفاوية خصوصا في الدماغ مكانا لنشاطها ،حيث تؤدي في النهاية إلى ظهور المرض ،الذي يختلف في ظواهره
عند النسان المصاب به بعد تناول لحم البقر المصاب بهذا اليداء .ولهييذا تييبين أن هيذا الميرض الجدييد يتقيارب فييي
ظواهره مع المراض التي تسبب العتلل الدماغي كما يبين ذلك الجدول التالي.
لقد جاء هذا المرض الجديد نتيجية لتنيياول لحييوم أبقييار مصييابة بهيذا المييرض ،والييتي أخيذت المييرض بيدورها مين
العلف المحتوية على مسحوق مصنوع من جثث الخرفان الميتة المصابة بمرض .Scarpyولقد كان هذا المييرض
المعدي للغنم معروفا مند زمن طويل ،لكنه تفاقم في إنكلترا في العقد الخير بشييكل غريييب ،حيييث أدى قييرار إبييادة
الحيوانات المصابة ،إلى ظهور صناعة إنتاج مسحوق بروتيني من جثييت هييذه الحيوانييات .وأصييبح هييذا المسييحوق
يستعمل في أعلف خاصة بالبقار.
ومن الرغم أن هذه التوضييحات تظهير مقنعية ،فيإن داء جنيون البقيار يبقيى لغيزا يجيب توضييحه أكيثر بالشيفافية
العلمية ،لن الشكل الذي ظهر به ،والحالت التي ظهر فيها يجعل أصحاب الميدان يشكون في هذا التفسير .ولييو أن
التغذية يرجح أن يكون لها سبب ،فإن هناك عوامل أخرى قد تساعد على ظهور هذا المرض.
ول يوجد حاليا ،أي دليل على انتقال هذا المييرض إلييى النسييان ،عيين طريييق تنيياوله لحييوم الغنييم المصييابة بمييرض
، Scarpyوهذا يدل ويزكي تجنب الميتة في الطعمة سواء للحيوان أو النسان على حد سواء.
ولما ظهر داء جنون البقار ،لم نفاجأ لن التغيير الذي طرأ على السنن الكونية كفيل بأن يجعل المور تمشييي علييى
عكس ما أراده ال .وهذا ما يجعل النعمة تصبح نقمة ،لن النسان يتدخل في أشياء تعاكس المجرى الطبيعي للخلييق
نفسه .فالحيوانات العاشبة خلقها ال سبحانه وتعالى لتكون عاشبة ،فإذا غيرنا هذه السنة الكونية بطريقة البشر لنغذي
الحيوان على اللحم ،وليس اللحم الجيد أو الطبيعي ،وإنما اللحم الميت ،فهذا ل يؤدي إليى صيلح ،وإنميا إليى فسياد،
وهو ما وقع حقا ،وقد وقف العلماء على النتائج المرئية .وليس النسان وحده هو الذي جعل لييه الي سييبحانه وتعييالى
نظاما غذائيا مدققا ،وإنما الحيوان كذلك ،وليس أي حيوان بل النعام بالتدقيق لها تغذية ونظام مضبوط ،كما جاء في
سورة عبس (من الية 24إلى الية )32لقوله جل وعل
وما نخشاه هو انزلقنا مع التقنيات الغربية في تربية المواشي والدجاج والرانب والنعييام ومييا إلييى دلييك ،وأصييبحنا
ننهج نفس الساليب وتنتج بنفس الطرق المتبعة في البلدان الغربية ،واستيراد المواد الغذائية والنواع الحيوانييية ميين
هذه الدول ،كالبقار والكتاكيت ،وهذا الميير قييد يييؤدي بنييا إلييى نفييس الكييوارث ،وقييد يضيييع تجربتنييا وخبرتنييا فييي
الميدان.
وقييد عييرف اسييتخدام هييذه المييواد إقبييال كييبيرا ،علييى إثيير وصييول المريكيييين إلييى إنتيياج الكلوروفينوكسيييل
، Chlorophenoxylالذي استخدم في الحرب ضد الفيتنام من طرف القوات المريكية ،للقضاء علييى مييزارع الرز
والغابات الكثيفة .وقد تم العثور على بعض العينات من المركب ،والتي تحتوي على مادة سييامة للنسييان والحيييوان
تسمى الدايوكسين ،وكانت من أسباب منع استيراد بعد الدول للرز من الفيتنام.
ومن الناحية الكيماوية ،فالدايوكسين يمثل مجموعة من المتناظرات الكيماوية Isomersوالييتي تتكييون ميين حلقييتي
بنزين ،ترتبطان بذرتي أوكسايجين .وتكون تركيبتها الكيماوية هي Dioxin-2,3,7,8-tetrachlorodibenzo-pوالييتي
يرمز لها ب TCDDوهي مادة جد قارة ) (stableوتذوب في الدهون .وتتكون هذه الجييزيئة ،كناتييج عرضييي أثنيياء
تصنيع المواد العضوية ،التي تشتمل على الكلوروفينيلت ،وينتج كذلك أثناء حييرق القمامييات المحتوييية علييى مييواد
بلستيكية ،وقد تظهر الدايوكسين أثناء صناعة الورق ولحام المعادن.
وتنتقل الدايكوسين إلى الحيوان عبر التغذية على مواد محتوية على الدايوكسين ،فتتركز في الدهون أو الشحم لتميير
إلى النسان عند الستهلك ،حيث تظهر علمات التسمم .والمعروف عن الدايوكسييين أنهييا مييادة سييرطانية بامتييياز
زيادة على تأثيرها على المناعة.
وتختلف أعراض التسمم بالدايوكسين عند النسان والحيوان ،حسب النوع ،والسن ،والجنس ،والجرعيية ،وميين أهييم
هذه العراض:
-تأخر في النمو.
-اضطرابات جلدية.
-تساقط الشعر.
-زيادة تقرن الجلد.
-ضمور في غدة التيموس والطحال .
-نقص في عدد الكريات اللمفاوية.
-نقص معدل الخصاب.
-اضطرابات تناسلية.
-تضخم الكبد وإصابته بالسرطان.
-صعوبة في التنفس وترنح عند الحيوان.
ول توجد علجات طبية ناجحة بعد حدوث التسمم ،ويبقى اتخاذ الحتياطات الوقائييية لمنييع وصييول هييذه المركبييات
إلى النسان ،ووقوع التسمم ،الوسيلة الوحيدة التي تحفظ المستهلك من الخطر.
و إذا كانت البحاث العلمية قد بينت خطر بعض احيوانات أو الدواب مثل الكلب العقييور والفئران مثل ،فييإن بعييض
الحيوانات الخرى والطيور ل تزال غير معروفة من حيت الخطر المحتمل الييذي يمكيين أن تتسييبب فيييه .وفييي هييذا
الصدد تظهر السنة النبوية الشريفة بوجهها العجازي ،فتسمو على العلوم الكونية ،بشييأن بعييض الحيوانييات ،لتييبين
الخطر وتجنب النسان من بعض الكوارث على مستوى المراض الجرثومية .ونجد حديثا من الصحاح يبين خطيير
هذه الحيوانات ،ومنها بعييض الطيييور الييتي لزالييت العلييوم لييم تتناولهييا بعييد .ولنييرى الحييديث الصييحيح الييذي رواه
البخاري» :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خمس من الداوب لحرج على من قتلهن الغراب والحييدأة والفييأرة والعقييرب والكلييب
العقور « ( .صحيح البخاري ،الحديث 1697من كتاب الحج ).
وتعرف هذه الدواب عند الفقهاء بالفواسق الخمس ،وهي مصنفة تصنيفا قرآنيا خارقا من حيث الموضوعية العلميية.
وإذا كانت العلوم قد توصلت إلى معرفة الخطر الكييامن فيي الفيأرة والكلييب العقييور ،ميين نقيل للجراثييم والميراض
والوبئة ،فإن الخطار التي تسببها الطيور ،مثل الغيراب والحيدأة ل تيزال غامضية .ول نشيك فيي أن هنياك خطير
يتصل مباشرة مع هذه الطيور ،وما نريد أن نلفت النظر إليه هو الحذر وقتل هذه الدواب كلما استطاع المرء .ونعلييم
أن هده الحيوانات موجودة بالمغرب ،وقد يتهاون المستهلك في البادية ول يبالي بالخطر.
وقد بينت العلوم في أواخر القرن العشرين بعض الخطار التي تحملها الطيور اللحمة مثل الصييقر والنسيير والبيياز
والحدأة .ويتجلى الخطر الرئيسي عند هذه الطيور في كونها حاملة لنواع من الطفيليات الخطيرة ومنها الييترايكنيل.
ويؤكد عالم الطفيليات الدكتور نلسن أن اسيتهلك لحيوم هيذه الحيوانيات ييؤدي اليى الصيابة بهيده الطفيلييات ،كميا
يضيف الى أن هناك أنواع أخرى اكتشفت وأنواع لزالت لم تمتكشف بعد في لخوم هذه الطيور.
تكاد تتركز حماية المستهلك حول تقييدير صييلحية أو عييدم صييلحية المييادة الغذائييية المعروضيية للييبيع ،ميين حيييث
مواصفاتها الغذائية )القيمة( ،ومن حيث عدم شمولها على مسييببات الخطيير كيفمييا كييانت ،جرثومييية ،أو طفيلييية ،أو
فيروسية ،أو كيماوية ،أو إشعاعية ،أو غير ذلك .ولهييذا الغييرض ،ل بييد للمصييالح المختصيية ،أن تبييدأ المراقبيية ميين
الضيعة حيث يعيش الحيوان ،وتنتهي إلى صحن المستهلك.
إن التشريع السلمي يأخذ المور بوضوح وبالحل النهائي ،فالشريعة فيهييا الحلل الييذي أحلييه اليي ،والحييرام الييذي
حرمه ال ،وليس فيها حرف لبشر إل اجتهاد العلماء الصائب ،واستنباط الحكام من لييدن أصييحاب العلييم والمعرفيية
من العلماء .وتبدأ الشريعة بالشرط الساسي أن يكون المجتمع مسلما .وإذا كان كذلك ،فالشريعة تطبييق بسييهولة لن
الحكام لن تجد من يخالفها في المجتمع الذي يبني أساسه على الشرع.
هناك مواد عديدة منحدرة من الخنزير تدخل في تركيب بعض المواد الغذائييية ،إمييا لتنكيههييا كمييا يزعيم ،أولتحسييين
جودتها وما إلى ذلك .وهذه المواد تكون عادة معروفة خصوصا في البلدان الغربية ،لن أكل الخنزير مباح .أما فييي
البلدان السلمية ،ول نخص بلد دون آخر ،فغالبا ما تخفى لمر تجاري .ول يمكن أن يجهل أصحاب المراقبيية هييذه
المواد ،ومع ذلك فهم يغضون الطرف عنها ،أو ل يبالون بها.
الجيلتين Gelatin
الجيلتين هيو مركيب ليزج ييذوب تحيت حيرارة متوسيطة ،ويتماسيك ليصيبح صيلبا عنيد درجية حراريية عاديية )
20 -18درجة مئوية( .ويساعد على إعطاء المواد الغذائييية صييلبة وتماسييكا ،ليضييفي -كمييا يزعييم -علييى جودتهييا
تحسنا .وتستخرج مادة الجيلتين من غضاريف الخنازير ،وقد كانت تستخرج كذلك من غضاريف البقار لكيين مييع
ظهور داء جنون البقار ،لم يعد مسموحا بصناعة الجيلتين من البقار .وبما أنها مادة ل تصنع بالبلدان السييلمية،
فهي تستخرج من الحيوانات إما المحرمة كالخنازير أو الغير مذكاة كالبقار .وتبقى كل المييواد الغذائييية الييتي تييدخل
الجيلتين في تركيبها موضوعة موضع الشبهة أو التحريم .ول توجد صناعة الجيلتين إل في الدول المصنعة ،لن
هذه الصناعة تدخل ضمن الصناعات الستراتيجية ،وتتطلب معدات وأدوات ل تتوفر عليهييا الييدول النامييية .وربمييا
تسيياهل بعييض الفقهيياء فييي هييذه الشييياء ،لكيين علميياء الميييدان فييي الصييناعات الغذائييية والعلييوم البيطرييية ،يييرون
أن المصدر الحيد الذي تأتي منه مادة الجيلتين هو الخنزير وليس هناك أية شبهة في هذا المر ،ويجب على الفقهاء
أن يجتنبوا الخوض في مثل هذه الشياء ،لن فيها اختصاص علمي.
وقد تضاف الجيلتين إلى بعض المواد الغذائية ،لتحسين اللزوجيية والتماسييك كييالمربى والحلويييات ،وبعييض المييواد
الغذائية الخرى ،بما في دلك المواد اللبنية كاليوغورت والجبان .ونجد أن بعييض المنتوجييات الغذائييية الييتي تييدخل
الجيلتين في تركيبها ،قد ل تبين على الوصفة أو التركيبة كما قد تييبين ول ينتبييه إليهييا المسييتهلك .وربمييا نشييك فييي
منتوج ما باحتوائه على مادة الجيلتين ونضعه موضع الباحيية لن الصييل فييي ال\ييياء الباحيية ،لكيين لمييا تشييتري
النساء الجيلتين لتحضر بها الحلويات وهي تعلم أنها من الخنزير فهنا يصبح الميير غييير ذلييك .وقييد تأسييفنا لفتييوى
جواز استعمال الجيلتين في الدوية لنها تحولت وفقه الستحالة واضح وليس في شبهة والجيلتييين الييذي يسييتعمل
في الدوية لم يحول ولم يطرأ عليه أي تغيير ،قربما يصبغ أو يعجن لكنه جيلتين ولم يحول إلى مادة أخرى وبييذلك
يكون فقه الستحالة في غير موضعه ،ولما نتكلم عن الستحالة )ونحيل القارئ على فقه الستحالة عند شيخ السلم
ابن تيمية رحمه ال( فإننا نتكلم عن مادة تحولت من حالة إلى حالة كحرق عظام الخنزير لتصبح رمادا واستعمالها،
وكتحويل شحوم الخنزير إلى صابون مثل ،لكن الجيلتين التي تسييتعمل فييي الدوييية أو لتعليييب الدوييية لييم تتحييول
ومن قال أنها تحولت كذب على المة ،وبحث عن الحيل علييى حسيياب الشييرع ،ونعتيبر هيذا الميير جيرأة عليى الي
سبحانه وتعالى وليس هناك من هو أكثر منا اختصاصا في الموضوع ،وتخصص الصناعات الغذائية تخصص ميين
مستوى عالي جدا ،ول يمكيين أن يخييوض فيييه أي عييابث .ولييذلك فنحيين نعييارض فتييوى جيواز اسييتعمال الجيلتييين
للدوية بالرتكاز على فقه الستحالة ،فربما ارتكز الفقهاء على الضرورة ليكونوا على بينة كنييا نقبييل بالنقيياش لكيين
الرتكاز على الستحالة غير جائز وغير مقبول.
الليسيتين Lecithin
الليسيتين مادة دسمة توجد طبيعيا في المواد الدهنية الحيوانية )الشحوم( وتوجد في أصفر البيض علييى الخصييوص،
وتوجد كذلك في بعض النباتات كالصويا .واللسيييتين مركييب لييه خاصييية فيزيائييية وكيماوييية تجعييل السييتغناء عنييه
صعبا ،أو مستحيل في بعض الحالت .ويتكون الليسيتين من جزيئة دهنية مركبة تشمل الفوسييفاتيديل )دهنييي ثنييائي
يشمل جزيئة فوسفاط( مرتبطة بجزيئة الكولين ) (Phosphatidyl cholineوهو ما يجعل الليسيييتين يسييتحلب بعييض
المواد الدهنية .ويستعمل كذلك في الشكلطة والحلويات بجميع أنواعها والعلك والقشدة وما إلى ذلك .وقييد يسييتخرج
مركب الليسيتين من الخنازير بالطريقة الصناعية ،وهو ما يجعل الثمن مقبول من لدن الصناع والمنتجين ،وقد يأتي
من مصادر أخرى .ولو يكون الليسيتين من مصادر غير الخنزير ،فكل المواد المحتويية عليى هيذا المركيب توضيع
موضع الشبهة ،لن الصانع قد يستعمل ليسيتين الخنزير ،ويصرح بليسيتين من مصدر آخر .وكل هذه المواد يسييهل
مراقبتها لنها تستورد كليا ،ول توجد صناعة لهذه المواد بالبلدان الجنوبية ،لن المواد الخامة غييير موجييودة ،ولن
الصناعات ذات الهمية القتصادية ،أو ذات الهمية التنافسية ،ل تسمح الدول المصنعة بوجودها في البلييدان الييتي
تعتبرها سوقا لها.
المنفحة Rennet
المنفحة هي المادة المجبنيية أو المخييثرة للحليييب ) .(Curdlingوتسييتخرج ميين الخنزييير أو الحيوانييات الخييرى لكيين
المنفحة الخنزيرية تعتبر ذات نشاط وقوة مجبنة أقوى من المنفحات الخرى كما توجد بكييثرة وتعطييي حسييب زعييم
بعض الصناع أو الباحثين نكهة ومذاق أحسن من المنفحة الحيوانية الخرى أو الجرثومية .وتقتنى هذه المنفحيية ميين
الصيدليات وقد يبين المصدر أنها من الخنزير كما قد يخفى .وتوجد على الشكلين الصلب والسائل.
وتوجد المنفحة في السوق بوفرة وتكون جد متنوعة كذلك وبما أن صناعتها تكييون فييي البليدان الغربيية فييإن الشييبهة
موجودة ويجب أن يتبين أصحاب الجمارك والمراقبية مين صيحة مصيدر المنفحية المسيتوردة .وفيي حالية اسيتيراد
أجبان كاملة الصنع بالخارج فيجب أل تقبل الجبان التي تدخل المنفحة الخنزيريية فييي تصينيعها ،وبميا أن التحاليييل
يصعب عليها معرفة طبيعة المنفحة المستعملة في الجبان فالمر يبقى مشتبها.
هناك بعد المواد الدهنية أو الدسم ،والتي تستعمل للطبخ في المطاعم وفي المعامل .وتكون بأثمان منخفضة بالمقارنة
مع الدهون الخرى .وتستعمل كثيرا في شي البطاطس ومنها ) (Frites and shipsوتباع هده المنتوجات بكثرة في
السواق الوطنية وقد تصنع محليا كما قد تستورد .وتستعمل هذه المواد كذلك في الطبخ ببعض المطيياعم ،وقييد تبيياع
للستعمال المنزلي كشي البطاطس .وكل المييواد الدسييمة الييتي تسييتعمل فييي المييواد الغذائيية ميين ذبييائح غييير مييذكاة
ويستعمل الدسم ضد اللتصاق وتسهيل الطبخ كالبطاطس ويتم حاليا استيراد البطاطس جاهزة للشي ،وهي بطيياطس
مدهونة بالدسم الحيواني.
يطلق تعريف الفحم المنشط ،على الفحم الذي يستخرج من عظام الحيوانات .وقييد ترجيم هييذا المصييطلح حرفيييا إلييى
العربية ،ليفقد معناه ولتخفى حقيقته .وطريقة صناعته تتبع تقريبا نفس الطريقة التي يصنع بها الفحم الخشبي ،حيييث
تحرق العظام تماما كما تحرق الخشاب لصناعة الفحم الخشبي في غياب الهواء ،تم يسييحق هييذا الفحييم ويعلييب فييي
أكياس ويباع .وينتج الفحم المنشط بكثرة في البلدان المصنعة ،نظرا لوجود المواد الخامة ،ونظرا للتقييدم الصييناعي.
ولذلك لم نعد قادرين على مقاومة الغزو التجاري ،لن نمط العيش وكل الساليب المستعملة ،جعلييت ميين المسييتحيل
رفض هذه المواد .فالفحم الحيواني يستعمل في معالجة المياه الشروبة ،ويسييتعمل فييي معالجيية زيييوت المييائدة ،وقييد
يستعمل في معالجة السكر ،وبصفة عامة كل المواد التي تستوجب في صناعتها تصيفية أو تكريير .ويسيتعمل الفحيم
الحيواني لزالة المواد العالقة أو المواد الملونة من بعض السوائل.
وبما أن المنتجين والصناع في البلدان النامية ،يستعملون أساليب أجنبية ويتبعييون المرشييدين والمييؤطرين الجييانب،
فاستعمال هذه المواد ل يجد بديل ،ولن يجد هذا البديل ،بدون خطة استراتيجية في النتاج .ونوجه المسييتعملين لهييذه
المادة ،إلى النظر في البديل لنهج استقلل وذاتية النتاج من الناحية القتصييادية ،والتفكييير فييي السييتغناء عيين هييذه
المادة المستوردة ،واستبدالها بمادة محلية أو صناعتها ،لن الوقت قد حيان ،ونحيين علييى أبييواب العولميية والتنييافس.
وعلوة على أن المنتوج ينحدر من مواد محرمة شرعا ،فهناك دوافع اقتصادية واجتماعية تدعو إلى تجنبه ،وهنيياك
مواد كثيرة تؤدي نفس المهمة وتستعمل لنفس الغرض الذي يستعمل له الفحم الحيواني.
E100: Curcumine
E101: Riboflavine
E102: Tartrazine
E104: Jaune de quinoleine
E110: Jaune orangé (colorant synthetique
E122: Azorubine (carmoisine)
E123: Amarante (plante)
E127: Erythrosine
E131: Bleu patente V (colorant synthétique
E132: Iindigotine (plante)
E140: Chlorophylle et chlorophylines (plante)
E141: Complexes cuivriques des chlorophylles et des chlorophyllines
E142: Vert acide brillant BS
E150: Caramel normal
E151: Noir brillant BN
E153: Carbo medicinalis vegitalis
E161: Xanthophylles (plante)
E162: Rouge de betterave
E163: Anthocyanes
E170: Carbonate de calcium
E171: Bioxyde de titane
E172: Oxydes et hydroxydes de fer
E173: Aluminium
E174: Argent
E175: Or
E180: Pigment rubis BK
E200: Acide scorbique
E201: Sorbates de sodium
E202: Sorbate de potassium
E203: Sorbate de calcium
E210: Acide benzoique (végétal)
E211: Benzoate de sodium
E212: Benzoate de potassium
E213: Benzoate de calcium
E214: P.hydroxybenzoate d’éthyle
E215: Dérivé sodique de l’ester éthylique de l’acide p.hydroxybenzoique
E216: p.hydroxybenzoate de propyl
E217: Drivé de l’ester propylique de l’acide p.hydroxybenzoide
E220: Ahydride sulfureux
E221: Slfite de sodium
E222: Bisulfite de sodium
E223: Bisulfite de sodium
E224: Bisulfite de potassium
E226: Sulfite de calcium
E230: Diphényle (hydrocarbure)
E231: Orthophénylphénol
E232: Orthophénylphénate de sodium
E233: 2- (4thiazolyl) benzimidazole( thiabendazole)
E239: Hexaméthylène- tétramine
E240: Acide borique (métal)
E241: Tétraborate de sodium
E250: Nitrite de sodium (sel)
E251: Nitrate de soidum (sel)
E252: Nitrate de potassium (sel)
E260: Acide acétique (sel)
E261: Acétate de potassium
E262: Diacétate de sodium
E263: Acétate de calcium
E270: Acide lactique (lait)
E280: acide propionique
E281: Propionate de sodium
E282: Propionate de calcium
E290: Anhydride carbonique
E300: Acide L- ascorbique (vitamine C)
E301: L ascorbate de sodium
E302: L ascorbate de calcium
E303: Acide diacetyl 5-6 ascorbique
E304: Acide palmityl 6-L- ascorbique
E306: Extraits d’origine naturelle riches en tocophérols
E307: Alpha tocophérol de synthèse
E308: Gamma tocophérol de synthèse
E309: Delta tocophérol de synthèse
E311: Gallate d’octyle
E312: Gallate de dodécyle
E320: Butylhydroxyanisol (BHA)
E321: Butylhydrotoluène (BHT)
E322: Lécithine (jaune d’oeuf)
E325: Lactate de sodium
E326: Lactate de potassium
E327: Lactate de calcium
E330: Acide citrique (fruit)
E331: Citrates de sodium
E332: Citrates de potassium
E333: Citrates de calcium
E338: Acide orthophosphorique
E339: Orthophosphate de sodium
E340: Orthophosphate de potassium
E341: Orthophosphate de calcium
E400: Acide alginique (algues)
E401: Alginate de sodium (algues)
E402: Alginate de potassium (algues)
E403: Alginate d’ammonium (algues)
E404: Alginate de calcium (algues)
E405: Alginate de propylèneglycol (algues)
E406: Agar-agar (gélifiant végétal)
E407: Carraghénanes (algues marines)
E408: Furcelleran
E410: Farine de graines de caroube (fruits)
E411: Farine de graines de guar
E412: Gomme de guar
E413: Gomme adragante (matière végétale)
E414: Gomme arabique (substance végétale)
E420: Sorbitol (plante)
E421: Mannihol (frêne)
E440: Pectines (végétale)
E450:
E450i : diphosphate disodique
E450ii : diphosphate trisodique
E450iii :diphosphate tetrasodique
E450iv :diphosphate tetrapotassique
E460: Cellulose microcristaline et cellulose en poudre
E461: Méthylcellulose
E462: Ethylcellulose
E463: Hydroxy-propyl-cellulose
E465: Méthy-ethyl-cellulose
E466: Carboxy-méthyl-cellulose
E470: Sel de sodium, de potassium de calcium des acides gras alimentaires
E473: Sucroesters esters de saccharose et des acide gras alimentaires
E474: Sucroglycérides, mélange d’esters et de saccharose et de mono et diglycerides d’acides gras
alimentaires non polymérisés
E475: Ester polyglycériques des acides alimentaires non polymérisés
E480: Aacide stéaroyl 2 lactylique
E120: Cochenille (insecte acide carminique)
E124: Rouge cochenille A (insecte)
E160: Caroténoides (pigment végétal et animal)
E236: Acide formique (acides corps des fourmis)
E237: Formiate de sodium
E238: Formiate de calcium
E334: Acide tartrique (alcool vin; produit organique que l’on trouve à l’état naturel dans un nombre de
fruits (raisin, ananas mûres etc..)).
E335: Tartrate de sodium
E336: Bitartrate de potassium (crème de tartre; produit organique que l’on trouve à l’état naturel dans
le tartre: dépôt qui se forme dans le vin et qui se dépose contre les parois des récipients).
E337: Bitartarte de sodium et de potassium
E422: Glycérol
E471: Mono et diglycérides d’acides gras alimentaires
E472: Esters acétiques, lactique citrique, tartrique mono-acyl tartrique et diacetyltartrique des mono et
diglycérides gras alimentaires
E472 C: Ester citrique des mono et diglycérides d’acides gras alimentaires
E477: Mono ester du propylène-glycol des acides gras alimentaires seuls ou en mélange avec des
diesters.
لكن ل يييبين مصييدرها هييل هييو حيييواني أو نبيياتي أو،تكون هذه المضافات مبينة على العلب بالنسبة للمواد الغدائية
وفييي هييذه الحاليية يصييبح الصييانع مخالفييا للقييوانين المنظميية لمراقبيية، وقد ل تبين هذه المواد على العلييب.جرثومي
وإنما هييل يسييمح بهييا أو ل يسييمح، ول ينحصر المشكل في بيانها أو عدم بيانها على المواد الغذائية.المواد الغذائية
، هل التحاليل المخبرية قادرة على تشخيصييها والبحييث عنهييا فييي الغذييية، وفي حالة ما إذا لم تبين على العلب،بها
ول يمكن أن نتغاضى عن هذه المضييافات الييتي تشييكل حاليييا موضييوع جييدال بييين أصييحاب المراقبيية والصييناع أو
.المنتجين
الفصل الثاني :الشربة
وما يحرم كذلك من المشروبات ،يقتصر على الخمر الذي جاء تحريمه في سورة المائدة (اليتان (93، 92
ونسمع من حين لخر بعض الشاعات ،حييول ضييرورة تنيياول الخميير ،لنييه نييافع .وتييبرر هييذه الشيياعات ببعييض
الستنتاجات العلمية ،حول الدور الذي قد يلعبه الخمر في مساعدة أصحاب أمراض القلب والشييرايين ،ونحيين نقييول
أن هذه التضليلت لها هدف معين ،وأصحابها يبحثون عن كل ما من شأنه أن يخالف العقيييدة .ويكيياد يجمييع العلميياء
على ضرر الخمر ،وعلى العيواقب اليتي تيترتب علييه ،وقيد تكيونت جمعييات مدنيية لمكافحية التخيدير فيي البليدان
الغربية .والغريب في المر أن الذين كان عليهم أن يبينوا للناس ضرر الخمر ،من أصحاب علوم الحياء ،والتغذية،
والطب ،هم الذين يتغاضيون عين تناولهيا ،وهيم يعلميون ميدى تأثيرهيا عليى جسيم وعقيل النسيان ،وعليى سيلوكه
وشخصيته ومعنوياته في المجتمع.
ونود بقدر ما نستطيع ،أن نحت الناس على تحري الحقيقة ،قبل الخذ بما تتداوله الوساط العلمية مين حيبر عليى
ورق .نتحرى الحقيقية ،لنجنيب أنفسينا ويلت الخمير والتخيدير ،وويلت الشيوائب المجتمعيية ،اليتي مين شيأنها أن
تصيب العالم ،وقد ل يجد لها الحل .ونحن نسلم أن ال سبحانه وتعالي لما يقول أن الخمر رجس ،فل يمكن أن تكون
إل مضرة ومهلكة ،ول نحتاج إلى علوم في هذا الصدد .وبما أن السنن الكونية ل تخالف السنن الشرعية ،فإن العلوم
الحديثة أظهرت صدق الرسالة ،ونرى أن كل العلماء يتجهون إليى تحرييم الخمير ،وكيل المخيدرات لميا تسيببه مين
ضرر للجسم وللمجتمع.
وجاء في دراسة أجريت بالوليييات المتحييدة ) (Havard Universityعيين السييتاذ ، Elioriboliأن سييرطان الثييدي،
يظهر عند النساء بتناول 12غرام من الكحول في اليوم ،وهو ما يعادل كأسا من الخمر في اليوم .وقييد أجريييت هييذه
الدراسة على 90.000امرأة.
وقد لوحظ نفس التكاثر أثناء دراسة أجريت بإيطاليا ،حيث تبين أن تناول 25غرام في اليوم ميين الكحييول ،وهييو مييا
يعادل كأسين من الخمر ،يفضي إلى نفس النتيجة .وعلى إثر هذه النتائج العلمية ،نضيف أن تناول الخميير ،ل يكييون
بمعدل كأس في اليوم ،وإنما أكثر بكثير من ذلييك ،لن النسيياء علييى الخصييوص ،أصييبحن يعييانين ميين حييياة العزليية
والوحدة ،وتزيد تعاستهن كلما خرجن من بيوتهن ،وتعاطين لملذات الحياة .وقييد نعلييم أن تنيياول الخميير ،ولييو يكييون
بمستوى منخفض إلى درجة الكأس الواحد ،فالضرر يبقى موجود وبنفس الحييدة .وهنيياك ميين يريييد أن يضييفي علييى
تناول الخمر بعض التزيين ،فيقول يمكن تناول الخمر بقدر بسيط فيكون كغذاء وليس كمسييكر .ومييا هييذه إل طريقيية
علمية للتضليل لننا نتكلم عن الضرر الذي يسببه الحد المغذي ،أما ضرر الحد المسكر فل يحتياج إليى بييان .وهيذه
البحاث إنما تخص المجتمع الغير المسلم ،الذي ل شييرع لييه ،أمييا بالنسييبة للمجتمييع السييلمي ،فمنييد أن نزلييت آييية
التحريم ،لم يعد للخمر حديث ،بل يجب أن ل يوجد في المجتمع السلمي .لن صناعته محرمة وبيعه محييرم وأكييل
ثمنه محرم وحمله محرم.
أما بعض المزاعم التي روج لها بعيض المغرريين ،واليتي كيان مفادهيا أن الخمير يحتيوي عليى ميادة تسياعد عليى
التخلص من الكوليستيرول ،فليس لها أي أساس .والتوضيح هو أن مادة Resveratrolل تخص الخمر بصفة عاميية،
وإنما خمور العنب ،ول تتكون أثناء التخمر ليقتصر وجودها على الخمور الحمراء وإنما توجد في العنب ،وتسيياعده
على مقاومة الصابة بفطر Botrytis cineriaالذي يصيب العنب ،ويسبب تعفنه أثناء الخزن .وهذه المادة تعتبر ميين
المضادات للكسدة Antioxidantوقد تفوق الفايتمين Eفي النشاط ب 25إلى 50مرة .وتجعلها هذه الخاصية ،ميين
المركبات التي تسهل جريان الدم واستخراج الكوليستيرول من الجسم ،لتحد من خطر المراض القلبية والشرايين.
وقد جرب العلماء مادة Resveratrolعلى السرطان عند الفئران ،فأعطت نتائج قيمة .وهييذا مييا يفسيير قييول البيياري
سييييييييييييييييييييييييبحانه فييييييييييييييييييييييييي سييييييييييييييييييييييييورة البقييييييييييييييييييييييييرة (الييييييييييييييييييييييييية 217
وقد نشرت أبحاث عديدة في الثلث سنوات الخيرة ،حول المركبات الكيماوية التي تمنع من ظهور أمييراض القلييب
والشرايين .وتبين من خلل هذه البحاث أن من بين المركبات النشيطة بعييض البوليفينييولت الموجييودة فييي العنييب
والزيتون .وهذه البوليفينولت موجودة في العنب ،ول تأتي من التخمر ،وإنما هي مواد موجودة طبيعيا في العنييب،
وتمر إلى الخمر أثناء العتصار .وتوجد كذلك بوليفينولت في الشعير وهي مواد تبين نفعها علميا.
وهناك تبريرات أخرى ،تجعل البعض ،يسييلم بييأن صييناعة الخمييور ،تييدعم القتصيياد القييومي ،مسييتدلين علييى ذلييك
ببعض المعطيات الخاطئة ،كتشغيل اليد العاملة ،أو جلب العملة الصعبة ،أو التبادل التجاري ،وما إلى ذلك ،ونسوق
بعض المثلة من أخطار الخمر على صحة النسان ،للرد على أصحاب هذه التحليلت الواهية ،والنظييرة السييطحية
للشياء.
فإذا استخدمنا العمليات الرياضية ،أو الحساب الدقيق ،نجد أن الخمر هو سبب كل كارثة وهلك للفييرد والميية معييا.
فالرد على أن الخمر نافعة للجسم ،هو سببها المباشر فييي ظهييور بعييض أنييواع السييرطان ،ومنهييا علييى الخصييوص
سرطان الكبد .ويجمع العلماء على أن الكحول سام للجسم ولمن درس الكيمياء الفايزيولوجية يعلم هذا جيييدا .ويييدمر
الكحول خليا المخ كما يصيب العقل بعدم الستقرار والتركيز الطويل ،وهذا يتنافى تماما من الناحييية الغذائييية ،مييع
الذين يتناولون الكحول بعد عناء أو تركيز ،وهو أمر شائع في العالم الغربي ،حيث يتنيياول النيياس كأسييا ميين الخميير
بعد الدخول إلى المنزل عند الرجوع من العمل .وقد ل ترى العراض المتعلقة بالقدرة العقلية ،إل بعييد تقييدم السيين،
حيث يلحظ أن الشخاص الذين يتناولون الخمر يصبحون مشلولين فكريا.
وأثبتت الدراسييات العلميية ،أن تنيياول الخمير يسياعد عليى ظهيور الكييثير مين العييراض الخطييرة ،بييل ويسيرعها
خصوصا السرطان ،كما أن للخمر تأثير بالغ على القوة الجنسية تتجلى فييي فقييدان الرادة كمييا يييأتي النسييل ضييعيفا
ومتلشيا .وليست العراض العضوية هي الخطيرة ،بل هناك ما هو أخطر بكييثير ،لمييا نتطييرق إلييى الدمييان علييى
الخمر ،حيث يصبح الشخص خطرا على المجتمع ،لنه ميين شييأنه أن يسييرق أو يقتييل أو يخييون وطنييه أو يفعييل أي
شيء ،وهذا المرض ل تقدر خسارته ،لنه يتعلق بالمجتمع ،ول علج ليه ،وهنييا ل مجييال للحسياب الرياضييي ،لن
التقدير غير ممكن ،والخسييارة معنوييية ومادييية .أمييا مييا يتطلبييه علج السييرطان ،فل حييرج إن حييدثنا عيين المييوال
الطائلة ،التي تصرف على المصابين بدون جدوى ،ونعلم أن الدوية باهظة الثمن وفي هييذه الحاليية يمكيين للعمليييات
الرياضية أن تبين هل الخمر تدعم القتصاد الوطني أم تخربه.
ونسوق بعض المثلية حيول الضييرار اليتي يمكين أن تسييببها الخمييور .ففيي فرنسيا ،وهييو البلييد اليذي يتييوفر عليى
إحصائيات دقيقة في كل المجالت ،سجل عدد الوفيات في سنة 1995والذي وصل إلى 23513حالة بسبب الصابة
بالتهاب الكبد ،والتسممات ،والسرطان ،مقارنة مع 737حالة بأسباب مختلفة.
ولنعطي فكرة واضحة عن الدمار الذي تتسبب فيه الخمور .وبعيييدا عيين تكلفيية الدوييية وضييياع الخلق ،وضييعف
المة ،وذهاب قوتها الفكرية والعلمية ،لن ل قوة بدون العقل ،وبذهابه تذهب قوة المة .فهناك بعض الحالت ،التي
كثيرا ما تقع والتي تجعل المرء حقييا يقييف وقفيية تأمييل ،وهييذه المييور تتجلييى فييي حييوادث السييير .وتقييارير شييرطة
المرور ،تبين ذلك ونجد أن الضربة القاضية للمة هي اليتي تيأتي مين الحيوادث .وحيوادث السيير ييذهب ضيحيتها
العديد من الرواح التي ل تقدر بمال ،وهنا يعجييز الحسيياب الرياضييي عيين التقييدير ومعالجيية المسييألة لن المعادليية
ليست متجانسة .ونطرحها على الذين يقتنعييون بمييدخول صييناعات الخمييور هييل تعييادل الرواح مييا تيدخله صييناعة
الخمور .أما الضياع المادي فل مجال لتقديره ،لما تصطدم السيارة الفخميية المسييتوردة بأشييجار الطريييق أو بسيييارة
أخرى ،أو ربمييا بشيخص .فالمعادلية سيهلة المعالجية ،ويمكيين لصيحاب المييدان أن يجيدوا الحييل ،لن فيي طيرف
المعادلة الول سنجد ثمن الجعة أو النبيييذ الييذي ل يتعييدى بضييعة دراهييم ،وفييي طييرف المعادليية الثيياني سيينجد ثميين
السيارة الفخمة المستوردة ،والذي قد يتعدى الراتب الشهري لحوالي أربعين طبيبا .فالمعادلة غير متكافئة وإذا وجييد
الحل المادي نضيف إليه الرواح التي ذهبت مع السيارة .وبهذا الحساب الرياضي ،ل نظين أن تيدبير الشيأن العييام،
يكون صائبا بدون عقيدة .ول نظن أن تدبير الشأن العام يتم حاليا بطريقة عقلنية ومعقوليية وصييائبة ،والييدليل علييى
ذلك ميزان الداءات.
الكتاب السادس:
إن يدعون من دونه إل إناثا وإن يدعون إل شيطانا مريدا لعنه ال وقال
لتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولضلنهم ولمنينهم ولمرنهم فليبتكن آدان
النعام ولمرنهم فليغيرن خلق ال ومن يتخذ الشيطان وليا من دون ال فقد
خسر خسرانا مبينا
هو لفظ عام للتعريف بالتقنيات الييتي تطبييق وتلزم الجسييام الحييية ،ميين جراثيييم ومتعضيييات ،وحشييرات ،ونبييات،
وحيوانات ،وما إلى ذلك من الحياء ،لنتاج مواد غذائية ،أو مواد كيماوية ذات أهمية طبية أو فلحييية .ويييدخل فييي
هييذا التعريييف ،الجسييام الحييية المغيييرة أو المحييورة وراثيييا ،ميين حيوانييات ونباتييات وجراثيييم علييى حييد سييواء.
والبايوتكنولوجيا مصطلح يهم الصناعة والنتاج وتطبيق الساليب ،أكثر مييا يهييم المييادة نفسييها ،ولييدلك أصييبح هييذا
المصطلح واسع النطاق ،من حيث يهم كل استعمال أو إنتاج تدخل فيه الحياء أو النزيمات من المصدر الحيائي.
وقد اعتقد بعض الناس أن هذا المصطلح يخص علم الحياء الجزيئي . Molecular biology
-البياست )(BST
أو هرمون النمو ،ويعتبر هذا الهرمون أول منتوج بطريقة الهندسة الوراثية ،والذي اعترفت بييه الوليييات المتحييدة،
واستخدم في إنتاج الحليب عند البقر .بيد أن هدا الهرمون ل يسوق حاليا في أوروبا.
-الجينات Genes
وهي جزء يمثل صفة وراثية عند الكائنات الحية ،وقد تكون هذه الصفة وظيفة ،كتمثيل بعض الجزيئات الكيماوييية.
وهذا الجزء هو الذي ينقل عبر الهندسة الجينية ،لتغيير أو تكسيب أي صفة وراثية عند الكائن الحيي نباتيا أو حيوانيا
أو جرثوما .والجينات هي الوحدات الوراثية إذ ل يمكن نقل أقل من مورثة لن كل مورثة تقابلها صفة وراثية.
الهندسة الجينية ،ولو أن التعريف يصعب شيئا ما ،لتشعب الختصاصات والميادين ،فيمكن حصر التعريف في مبدأ
هذا العلم ،وهو إدخال صفة وراثية ما ،ثابتة أو متنقلة ،إلى كائن حي .وقد نعرفها بإعادة تركيييب الحييامض الحييياتي
أو النووي ،بأخذ جزء من حامض نووي لكائن حي ما ،وإضافتها للحامض النووي عند كائن آخيير ،لكسييابه صييفة
وراثية جديدة أو خاصية جديدة .والحياء المغيرة وراثيا هي التي طرأ على تركيب خلقها تغيير ،عبر إدخال صفات
وراثية جديدة .وما يعبر عنه بالحياء العبر جينية ،هييي الحييياء الييتي طييرأ علييى تركيييب صييفاتها الوراثييية ،تغيييير
اصطناعي أو مفتعل ،فتكون البنية الصلية للتركيب الوراثي ،أو النوع الصلي تغير تلقائيا .وقد تكييون العييودة إلييى
النوع الصلي مستحيلة ،نظرا لما يقع في التركيب الجزيئي للحامض النووي ،الذي كلما كان كييبيرا ليشييكل صييبغية
عند الكائنات الكبيرة ،كلما ازدادت عملية تغيير النوع تعقيدا.
الكائنات المغيرة وراثيا GMO Genetically modified organismsوهو كيل كيائن حيي مين نبيات أو حييوان أو
جرثوم ،وقعت في حامضه النووي تدخلت وعمليات ،قصد إكسابه خاصية أو خاصيات زائدة .وتقع هذه التدخلت
بواسطة التقنيات المختلفة ،التي تعتمد على خصائص النزيمات المختزلة للحماض النووييية ،والييتي تتنييوع بتنييوع
الجزاء والجهات التي يراد تقطيع الحامض منها .ومن هنا يظهر أن التدخل فييي الصييل الييوراثي للكائنييات الحييية،
يقضي بشكل جدري ونهائي على الكائنات الحية الصلية أو الم التي تم تغييرها بالتقنيات الجينية.
التنقيل الجيني
أخذت ظاهرة التنقيل الجيني أو ميا يسيمى ب Transgenyحييزا نافيذا فيي المييدان العلميي فيي أواخير القيرن اليذي
ودعناه .وقد سلبت عقول الباحثين واسترعت انتباههم ،من حيييث أن البحيياث العلمييية تنيياولت هييذا الموضييوع إلييى
درجة لم يعد الباحثون يهتمون إل بالمورثات .والتنقيل الجيني تتداوله المقالت العربييية بمصييطلح العييبرجيني ،ففييي
ذلك مغالطة لن الذي استعمل الترجمة المحضة ،لم يفكر في إيصال الخبر إلى القييارئ العربييي بطريقيية تتلءم مييع
الصل في الشياء ،وإنما جاء ذلك عفويا للخروج بنص عربي دون أن نقحم الحقيقة العلمية فييي النييص .ومصييطلح
"تنقيل جيني" هو المصطلح الصحيح الذي يعكس الحقيقة العلمية من حيث المبدأ ،لن هذه المخلوقات ميين نبييات أو
حيوان أو جراثيم ،تنقل إليها صفات وراثية خارجية أو أجنبية عنها .أما مصطلح "عبر جينية" فيعنييي تهجييير صييفة
أو صفات من جانب لخر ول يتناسب مع الحقيقة العلمية.
تكنولوجيا التيرميناتور Terminatorوهي التجارب التي تجرى على النباتات ،لتصبح الحبييوب عقيميية فل تنبييث إذا
زرعت مرة ثانية .وهذا هو الخراب بنفسه ،خصوصا إذا كان من لدن القوياء في الميدان النتيياجي .فهييذه التقنيييات
تعطي التفوق للبلدان المتقدمة علميا ،والتي تمسك بزمام الميور إليى درجيية أنهييا أصيبحت تيوجه النتياج وتفييرض
خطتها في التنمية ،وهي الن تقول بشتى الوسائل ل ترينا إل ما ترى ول تهدينا إل سبيل الرشاد ،وكل ما يؤسف له
أن هدا التخريب ،يمر عبر البحث العلمي ،وبإقناع الباحثين في الدول التي ل حول لها ول قوة .
-العامل الثاني :التسابق نحو البراءات المسجلة ،تماما كما يقع بالنسبة لصناعة السلحة ،مما أعطييى التفييوق للييدول
الغنية ،وزاد من حدة الزمة في البلدان النامية وبلدان العالم الثالث على الخصوص.
.1إدخال الحمض النووي المؤشيب ،إليى خلييا النبيات والحييوان ،ضيمن مزرعية نسييجية لدراسية أسيس التعيبير
الجيني ،لنتيياج مييواد مفيييدة كالبروتينييات لمقاوميية مييرض مييا ،أو للنمييو السييريع ،أو للتكيييف مييع الظييروف البيئييية
الصحية ،وما إلى دلك من الخصائص للزيادة في المردودية.
.2إدخال بنية وراثية لكائن حي ،لتنمية كائنات حية متطورة عن طريق التحوير الجيني transgenicولهييذا الغييرض
الخير مشاكل تقنية ،مثل صعوبة الدخال المبكر للحمض النيووي المؤشيب ،ضييمن تطيور الناقيل ،ويمكين إدخيال
النواقل المستخدمة لخليا النبات والحيوان مباشرة ،بواسطة التقنيات الجديدة ،أو باستخدام آلية حيوية ،حينمييا تكييون
النواقل على شكل فيروسات ،أو عوامل إصابة أخرى كالباكتيريا مثل .Agrobacteriaتكمن فعالية إيصال الحمض
النووي إلى الخليا المستهدفة ،في كونها عامل حاسم لتحدييد أي نجيياح لييية تجربية تنسيييل ،وبشييكل خيياص عنيدما
يكون هناك عدد كبير من الكائنات الحية المراد الضم فيها.
ومن النباتات التي أجري عليها التغييير الييوراثي ،نجيد فيول الصييوجا والقطين واليدرة والطمياطم والبطيياطس .ولييم
يعرف المستهلك ،ولو في البلدان التي قامت بهذه التغييرات ،ما هي الجينات التي تم إدخالهييا فييي النباتييات المغيييرة
وراثيا ،وهكذا يبقى المستهلك في غفلة ،إلى أن يصعب عليه التدخل للتصدي لهذه التقنيات الهدامة ،الييتي ميين شييأنها
أن تأتي على الخضر واليابس.
وقد تم تحوير هذه النباتات ،بدعوى تحسين المرد ودية ،ومقاومة المراض ،والفساد الدي قييد يتعييرض لييه المنتييوج
أثناء الخزن .لكن المر يختلف في حقيقته ،لن الشركات التي تعمل علييى هييذه التقنيييات تسييتبد تمييام السييتبداد بكييل
قرار ،وترفييض وضييع بيانييات علييى المنتوجييات المنحييدرة ميين النباتييات المحييورة .ول يهمهييا فييي الييوقت الحييالي،
الضرار التي قد تنتج عن هذه النباتات أكثر ما يهمها المدخول والموال ،التي ستكسبها فييي السييواق العالمييية .ول
نظن أن العلماء الذين عملوا في ميدان الهندسة الجينية أو البايوتيكنولوجية ،يتفقون مييع الشييركات الييتي تسييتغل هييذه
العلوم لهدف مادي محض .ومن جملة الهوال التي قد تتسبب فيها الهندسة الجينية:
ي القضاء على النباتات الصلية أو الطبيعية ،مع عدم التمكن من الرجوع إلى السللت الطبيعية.
ي انخفاض الجودة الغذائية للمخلوقات الجديدة ،ولو يزعم أصحابها أنها بجودة أحسن.
ي عدم التأكد من حمل جينات خطيرة من لدن النباتات المغيرة ومرورها أو تمريرها إلى النسان.
ي عدم التحكم في هذه النباتات وما قد تحدته بالبيئة ،وعدم الرجوع إلى الييوراء فييي حاليية ظهييور كارثية طبيعيية ميين
جراء هذه المخلوقات الجديدة.
ي تعميم تقنيات التحوير الوراثي ،والعبث بالنواع والسللت النباتية.
ي احتمال فقدان السيطرة على النباتات العبر جينية ،وخطر التناسل مع النباتييات العادييية .ول نعلييم مييا قييد يحييدث ،أو
يمكن أن يطرأ على العالم الحي بأكمله ،من جراء الجينات أو المورثات المنقولة إلى الكائنات المغيرة.
إن إنتاج الزراعات المغيرة وراثيا على مستوى شاسع ،يمكن أن يكون له انعكاسات علييى المحيييط الييبيئي المتنييوع،
وعلى توازن الطبيعة ،وعلى الحيوان والبيئة .ول نعلم إلى حد الن كيف ستتعامل الحشرات والحيوانييات الصييغيرة
والزواحف ،والجراثيم وما إلى ذلك ،مع هذه النباتات ،إذا علمنا أن الجردان مثل ،ل تقرب النباتات المغيييرة جينيييا،
ومعلوم أن الجردان تقدم بشراسة على النباتات الطبيعية .فهذا يعني أن النباتات الجديدة بها خطر ،وهو أمر منطقييي
لن هذه النباتات بمجرد تغيير التركيب الوراثي لم تعد طبيعية.
إن الجينات الناجميية عيين الزراعييات المغييرة وراثيييا ،يمكين أن تنتقييل إلييى الزراعيات التقليديية وإليى كيل النباتييات
المحيطة بها ،لتنتقل بعدها إلى كل أنحاء المعمور .وبالنسبة للجراثيم المغيرة وراثيا ،يمكن أن يقع اضطراب بالنسبة
للمضادات الحيوية ،كما يمكن أن تظهر أنواع خطيرة ،أو أن تكتسب بعض النواع قوة مرضية فوق العادة.
إن استعمال الهندسة الجينية أصيبح علمييا قائميا بيذاته ،وليديه كمييا لجميييع العلييوم إيجابيييات وسيلبيات .ول يمكيين أن
نتجاهل الدور الذي قد تلعبه هذه العلوم في الميدان الفلحي والبيطري والصحي والغذائي والصيييدلي ومجييال الييبيئة
وما إلى ذلك .وتتجه كل العمال والبحاث والمضياربات إليي هيذه المييادين وإليى النتياج وتحسيين الميرد وديية،
والتحكم ظاهرا في بعض الساليب المغرية والتي تحتل موضعا حساسا ،ل يقبل النقاش كإنتاج المضييادات الحيوييية
والهرمونات كالنسولين .
ويعد إدخال الحمض النووي المنسل للخليا النباتية ،تطبيقا روتينيا في العديد ميين المختييبرات المنتشييرة فييي العييالم.
ويمكن استخدام عدة طرق مثل الحقن الدقيق ،أو قاذفة إطلق الحمض النووي ،أو الطريقة الحيوية ،والتي يتييم فيهييا
دمج هذا الحمض مع الخليا البنات من خلل الناقل ،وتعد بلزميدات Tiمن أهم النواقييل الشييائعة ،لحتوائهييا علييى
جينات مسؤولة عن وظائف محددة ،ولمكانيتها التكامل مع الذخيرة الوراثية النباتية .وقيد حيددت الخريطية الجينييية
لهذه البلزميدات بشكل دقيق ومفصل.
وهناك عيدة تطبيقييات فييي شيتى الميييادين ،وميين بينهييا الميييدان الفلحييي والييبيطري علييى الخصييوص ،إذ أصييبحت
المزروعات العبرجينية ) (transgenic culturesسائدة في أمريكا وأوروبا ونظرا لمردوديتها المرتفعة ،فييإن هييذه
المنتوجات ،أصبحت تغزو السواق الوروبية ،بل أصبح القرار السياسي بأيدي المنتجييين ،وليييس بأييدي البياحثين.
وهذا ما يبين خطر الفلسفة العلمية ،والغاية من البحييث العلمييي بشييكل عييام .فلربمييا كييان البحييث بييدأ بتجييارب علييى
الفئران للمعرفة العلمية المحضة ،ثم تعممت النتائج على مخلوقات أخرى من بينها النبات ،وآل المآل إلييى اسييتعمال
تقنيات الهندسة الجينية لغرض النتاج ،وهو ما تصبو إليه العلوم .لكن هذه العلييوم تتحييول كسييابقاتها إلييى الحتكييار
والكسب ،ثم التفوق وتنتقل تلقائيا إلى غاية مادية محضة ،لتصبح أخيرا سلحا استراتيجيا في أيدي الدول القوية .
ولتوليد الحيوانات المتطورة عبر الجينات ،يفضل أن تسييتلم جميييع خليييا الكييائن الحييي المنقوليية ،وإن إدخييال هييذه
الجينات فييي الخليييا المولييدة germ cellsيتيييح لهييا المييرور إلييى ولدات جدييدة ناجحيية ،وإذا لييم يكيين بالمسييتطاع
الوصول إلى ذلك ،فإنه من الممكن تطوير بما يدعى بالجنين الفسيفسائي.
إن من جملة التطبيقات التي عرفتها الهندسة الوراثية ،تقنيات البقار والغنام العييبر جينييية ،حيييث ثييم انتقيياء بعييض
السللت ،عبر المعالجة الجينية والتخصيب أو التلقيح الصطناعي .لقد بدأت البحاث فييي هييذا الميييدان أول الميير
بتقنيات تجميد الخليا المنوية للثيران ،حيث يمكين خزنهيا لميدة تعيد بالسينوات .ووضيعت هيذه الخلييا فيي أنيابيب
بلستيكية ،حيث يمكن خزنها في قييوارير معدنييية تحييت بييرودة 73درجيية تحييت الصييفر .وعنييد الحاجيية ،فييإن هييذه
النابيب تلقح بها البقار بسهولة ،حيث تتم عملية التلقيح بدون ثور أو ما يسمى بالتلقيح الصناعي .ويمكين نقيل هيذه
الخليا من بلد لخر ،ويمكن كذلك التحكم في السللت ،حيث يمكن اختيار أحسن سللة لنتيياج الحليييب ،أو أحسيين
سللة لنتاج اللحم وما إلي ذلك.
وانتقلت البحاث إلى زراعة الجنة ،حيث تمكن العلماء من تخصيب الخليا خارج الرحم وزرعها بعد ذلييك .وأدت
هذه التقنية إلى إمكانية تخصيب الخليا إلى طور الجنين ،ثم تجميده وخزنه تحت نفس الشييروط الييتي بيناهييا سييابقا.
وتعطي هذه التقنيات مردودية عالية من حيث النتاج ،ومراقبة السللت ،وزرع أكثر من جنين عنييد الغنييام علييى
الخصوص .وأدت البحاث في هذا الميدان إلى أكثر من ذلك ،حيث تم إنتاج البقار والغنام والخنازير العبرجينية.
وبنفس المسار والفكرة عرف ميدان النبات هذه التقنيييات ،حيييث تييم إنتيياج مييا يسييمى بالنباتييات العييبر جينييية ،وهييي
سللت نباتية تمت معالجتها بالهندسة الوراثية ،لتصبح ذات خصائص جديييدة تكييون أحسيين فييي الغييالب ميين حيييث
المردودية ،لكن ليست بنفس الجودة الصلية .ويتم إدخال بعض الصفات الوراثية الجنبييية علييى السييللة الصييلية،
لتعطي سللة مختلفة من حيث الصفات.
وأصبحت تقنيات زراعة النسجة سائدة وجارية في العالم ،بل تكاد تندثر السييللت التقليدييية للمزروعييات العادييية،
كالطماطم ،وفول الصوجا ،وعدد من النباتييات ذات الهمييية الغذائييية والصييناعية .ونييرى أن كييل الشييياء الطبيعييية
أصبحت تتغير من حولنا ول نعي ما يقع ،خصوصا المسييتهلك العييادي ،وقييد يقبييل النيياس هييذا الشييياء تحييت تييأثير
العلم والترويج لها عبر وسائل العلم ،والبحاث العلمية ،والندوات وكذلك الفاعلون التقنيون ،الذين تأطروا فييي
هذا الدول ورجعوا مقتنعين بهذه التقنيات.
الكتاب السابع
إن العناية التي يجييب أن يحظييى بهييا المسييتهلك ،أو الميواطن بصيفة عاميية ،ل يمكين أن تأخيذ مكانهيا المنييوط بهيا،
خصوصا وأن التنويع في الميدان الستهلكي ،جعل المستهلك في محنة كبيرة من ناحية الثمنيية والجييودة ،ولييو أن
هذه المور تكون عادة مراقبة من طرف المصالح المختصة ،التي تنشئها الحكومة لضبط كل المخالفييات ،الييتي ميين
شأنها أن تقود البلد إلى بعض الكوارث ،والتي ل ينفع معها دواء ،ول استعجال طييبي ،ول أي حييل ،لمييا يتعييرض
الشخاص أو الحيوانات إلى تسمم أو وباء وما إلى ذلك من المخاطر.
وبما أن المستهلك أصبح عرضة للمضاربات التجارية والمغالطات ،من حيث نوعية المواد المسييتهلكة ،بييات واجبييا
على الختصاصيين ،والمراقبين ،والمفتشين ،والمواطنين أن يكونوا على وعي تام ،وعلى حذر ،ميين كييل المشيياكل
التي قد تسببها السلع المعروضة للبيع .وبشكل خاص أصبح من مهمة الجمعيات الغير الحكومية لحماييية المسييتهلك،
أن يبادروا إلى توعية المسييتهلك أو المييواطن ،بتييوجيهه التييوجيه الصييحيح والصييائب ،ليتجنييب بعييض الكييوارث أو
لتفادي الخسارة المالية من جهة والخسارة البشرية من جهة أخرى .وإن كانت الخسارة المالية تعوض فإن الخسييارة
البشييرية ل تعييوض .وتعتييبر هييذه الحماييية ميين مقومييات البلد القتصييادية والذاتييية ،و كييذلك وجهييا ميين أوجييه
الديموقراطية الراقية.
ليس من السهل تدوين جميع المواد الستهلكية ،لجعل المستهلك يعي كل ما يمكيين أن تسييببه بعييض الخروقييات فييي
صناعة وتحضير المواد الغذائية ،لكن ارتأينا أن نبادر أول بإلقاء نظرة شاملة على عرض السلع في السوق ،وكيفية
شرائها ،وما هي المعايير التي يمكن أن تستعمل لتفادي بعض الخطار .وسننهج هذا التوجيه في إطار التوعية على
صعيد المنتج وكذلك الصانع والمواطنين.
يجب على المستهلك أن يتحرى كل ما من شييأنه أن يسييبب لييه أي ضييرر معنييوي أو مييادي ،باقتنيياء سييلع معروفيية،
وتحمل كل البيانات التي تخص التصنيع ،والجودة ،والثمن ،وطبيعة المواد المستعملة ،والتعليب ،وطريقة التصبير،
والبلد وما إلى ذلك كما سنوجز في هذا الدليل.
كل المبيعات والسلع المعروضة في السواق أو على الرصفة ،يجب أن تعرف ولييو عيين طريقيية غييير مباشييرة ،ل
لضبط الشخاص الذين يبيعونها ،وإنما لضبط المشكل في حالة وقوع ضرر ،حيث يسييهل علييى المراقبيية استقصيياء
بعض المراض أو بعض الخطار ،التي من شأنها أن تهدد صحة المواطنين أو حالتهم المادية .ويجب النتبيياه إلييى
الوصاف التالية:
-اسم المادة باللغة العربية :كل المواد التي تخفى حقيقتها بعدم بيان اسمها كما هو معهود يجب أن تجنب.
-اسم الصانع للمواد المحلية.
-اسم المستورد للمواد المستوردة.
-نوع المادة و مصدرها نباتي ،حيواني ،جرثومي أو كيماوي.
-طريقة التصبير.
-التركيب العام للمواد الساسية.
-المواد الحافظة والمواد المنكهة والملونات بالتعريف الدولي.
-مدة الصلحية.
-التعليب هل هو محلي أو مستورد ومادة التعليب.
-الوزن أو السعة.
اسم المادة
يجب أن يكون بأحرف بارزة ،وبالتسمية الييتي يفهمهييا المسييتهلك ،أو إعطيياء معلومييات عيين طبيعيية المييادة ،لجعييل
المقتني يفهم ما يشتري .ول يجب إدخال أو إقحام هذه التسمية ،بأي وصييف ،ميين شييأنه ،أن يلعييب دور الشييهار أو
التمييز .ويجب أن يكتب على الصناديق ،وعلى الغلف الخييارجي )ورق مقييوى أو بلسييتيك( ،ويحفيير علييى العلييب
المعدنية والبلستيكية والزجاجية ،لتفييادي وضيع سيلع مين صيينع آخير ،أو مشيبوهة داخيل علييب اليورق ،أو داخييل
الصناديق ،من حيث ل يبالي بها المستهلك وفي بعض الحيان ليبالي المراقب أتناء الفحص السريع.
التركيب والتركيز:
يعتبر التركيب من المور المعقدة ،والتي تجعل كل من الصانع ومصالح المراقبة في حرج .ذلك أن تركيييب المييواد
الغذائية ،أو المواد الستهلكية الخرى ،يكون دائما معرضا لتغييرات أتناء الخزن أو العرض .كما أن هناك بعييض
المشاكل الخارجة عن نطاق التصنيع ،كالمفاعلت التي قد تحدت أتناء الخزن والعرض ،أو كالتحليلت التي قد تقع
من جراء العوامل الخارجية ،وما إلى ذلك .لكن هذا ل يمنع من وضع بيانات عامة حول الييتركيب ،وطبيعيية المييواد
التي يحتوي عليها المنتوج .ولكل منتوج خصائص في إعطاء هذه المعلومات على العلب ،أو الكياس أو الزجاجات
أو القطع وما إلى ذلك.
طريقة التصبير:
ينبغي وضع معلومات موجزة حول الطريقة التي تم بها تصبير المادة .في أغلب الحيان ،ل يستدعي الميير وضييع
هذه المعلومات ،لكن لما يتعلق الموضوع بالتحفيظ عن طريق التشعيع ،فهنا يجب وضييع بيانييات علييى المييواد الييتي
تمت معالجتها بالتشعيع .وكذلك المواد الحافظة التي تضاف إلى المواد الغذائية لتأمين التحفيظ لمدة طويلة .ومنها ما
هو مسموح به ،كما أن أغلبها ليس مسموحا بييه ،وربمييا ل تجييد المصييالح المكلفيية بالمراقبيية أي قييانون يخييص هييذه
المواد.
مدة الصلحية:
تبين مدة الصلحية على المواد القابلة للفساد ،والمواد الطرية .وقد يستغنى عنها بالنسبة للمواد التي ل تتحول بشكل
ملحوظ .ويجب وضع تاريخ النتاج ،ومدة الصلحية مع بيان ما يمكن فعله ،بعد انتهيياء المييدة المبينيية علييى المييادة.
لن هناك بعض المواد التي تنقضي مدة صلحيتها ،وهي لزالت صالحة كليا أو جزئيا .ولذا يجب أن ل تضيع هذه
السلع إذا كانت لزالت صالحة.
الوزن والسعة:
إن بيان السعة أو الوزن يعتبر من أقصى ما يتطلب الحماية والتوجيه .لن أي نقصان في الكمية يعنييي سييرقة وهييذا
ما يجب أن يتحرى المستهلك عموما .إن وضع كلمة "عند التعبئة" بعد الوزن ،على بعض المييواد ل يعنييي شيييئا إل
التهرب من القانون .ول يهمنا هل المادة تزيد أو تنقص وإنما يهمنييا الكمييية الييتي نشييتري حييال القتنيياء .فييإذا كييانت
المواد العلفية تنقص بسبب جفافها أتناء الخزن ،فلن نسبة الماء بالمنتوج غير مضبوطة .ولذلك يجييب علييى المنتييج
أن يراقب طريقة التصنيع ليجعل المنتوج يصل إلى المستهلك بالوزن الصحيح .وإذا كان الملييح ينقييص وزنييه أتنيياء
العرض فلن التعبئة تمت على مستوى مرتفع من الماء ،لرفع الوزن عند البيع بالجملة ،وهو أميير يجييب أن يراقييب
ويزجر .ونعلم أن الملح يمكن أن يباع بكمية من الماء مضبوطة .لكن المنتجين يبحثون دائما عن الكسب اللمشروع
بإضافة كمية من الماء لرفع الوزن ،ويلحظ مثل أن ملح الطعام تباع على شكل عجييين بييدل مسييحوق ،وهنييا يجييب
على المستهلك أن يكون حذرا ،وصارما في هذه الشياء ،فل يقتني الملح المشبوه في تعليبييه أو بجييودة متدنييية ،وأن
ل يشجع على السرقة والغش والتحايل.
أ -المتناع عن تناول المواد الغير حاملة لمدة الصلحية ،والمواد التي انقضت مدة صلحيتها.
يستحسن فحص العلب قبل اقتنائها من الباعة أو السواق الممتازة لتجنب ما يلي:
- 4تجنب بقدر ما يستطيع المستهلك كل المواد التي تدخل القشدة أو الحليب أو اليبيض فيي تركيبهيا ،واليتي تبياع
بالعرض حيث تبقى تحت الحرارة البيئية المرتفعة ،ويدخل فييي هييذا النييوع كييل الخبييائز الييتي تبيياع فييي الفييران أو
المحلبات.
العراض عن اقتناء كل المواد التي تدخل في تركيبتها المواد الكيماوية .ومنها المحمضييات ) (acidsماعييدا بعييض
المحمضات المسموح بها كحمض السيتريك ).(ctric acid