You are on page 1of 25

‫‪http://www.habibomar.

com/‬‬
‫‪http://www.facebook.com/HabibOmarCom‬‬

‫مقاصد حلقات‬
‫التعليم‬
‫ووسائلها‬
‫الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ‬
‫حررها برعاية ونظر‪:‬‬

‫الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ جماعة من طلب دورة صيف ‪1416‬‬
‫هـ برباط المصطفى بالشحر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله المر بالعلم والعمل والتعليم‪ ،‬الهادي من يشاء إلى صراط مستقيم‪،‬‬
‫وصلى الله وسلم على حبيبه خير داع إليه‪ ،‬ودال عليه‪ ،‬بعثه معلمًا‪ ،‬ولمكارم‬
‫الخلق متممًا‪ ،‬وعلى آله وأهل بيته قرناء القرآن‪ ،‬وأصحابه الئمة الهداة‬
‫العيان‪ ،‬وتابعيهم بإحسان‪.‬‬

‫(أما بعد( فإن من أهم المهمات في دين الله تعليم الكتاب العزيز والسنة‬
‫الغراء وأحكام الشريعة المطهرة‪ ،‬ونشر القيم ومكارم الخلق بين المة وتلك‬
‫أمور تتحقق بعقد حلقات التعليم في المساجد والمنازل في مدن المسلمين‬
‫وقراهم وعلى ذلك يترتب حفظ الملة السلمية وتوضيح سبلها وترسيخ‬
‫قواعدها في قلوب المنتمين إليها وترتفع ظلمات الجهل والغفلت بنور العلم‬
‫والذكر والتذكير فلزم العتناء بإقامة تلك الحلقات على وجهها على كل مسلم‬
‫حريص على دين الله راغب في مرافقة حبيبه ومصطفاه وأهل دائرته من‬
‫النبيين وورثته الكرمين وحسن أولئك رفيقًا‪.‬‬

‫ولما كان الكثير من أهل ديننا القوم والشريعة المطهرة يرغبون في خدمة‬
‫دين الله وينتهضون لنشر الخير بين المسلمين ثم ل تتضح لهم وسائل الهدف‬
‫المقصود والمطلب المنشود ول يدرون كيف يبدأون وكيف يتصرفون‬
‫ويتعاملون اغتنمت فرصة اجتماع أعداد من كبار الطلب من نواحي حضرموت‬
‫واليمن وغيرها برباط المصطفى بالشحر‪ -‬الذي أسسه المام العارف بالله‬
‫الحبيب عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد ابن الشيخ أبي بكر بن سالم رحمه‬
‫الله ونفعنا وجمعنا به‪ -‬اغتنمت فرصة اجتماعهم بالجازة الصيفية لعام ‪1416‬‬
‫هـ ‪ 1995‬م وخصصت حصتين في السبوع لتعلم طرق التعليم وتبيين مقاصده‬
‫وتوضيح وسائله فلخصت المقاصد في أربعة وألقيت عليهم رؤوس الوسائل‬
‫وطلبت منهم أن يواصلوا التفكير والكتابة فيما يناسب كل مقصد من الوسائل‬
‫وكنت أجمع ما كتبوا للملحظة والتنبيه واقتطاف الخلصة فأحسن الكثير منهم‬
‫الكتابة وأبدوا ملحظات وتنبهوا إلى وسائل مهمة‪.‬‬

‫وهذه الخلصة جمعناها لتكون تذكرة وبيانا ً ومنهجا ً لحلقات التعليم لدى أصحابنا‬
‫وأحبابنا ومن رغب فيها ونسأل الله أن ينفع بها ويجعل جمعها خالصا ً لوجهه‬
‫الكريم وبالله التوفيق‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫ل تعجز أخي المؤمن ول تكسل عن السعي لعقد حلقات التعليم للطفال‬


‫والشباب والكبار في مدينتك أو قريتك فإن نبيك محمدا ً صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم قال لك‪" :‬من دل على هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه ل‬
‫ينقص ذلك من أجورهم شيئًا"‪.‬‬

‫وقال "بلغوا عني ولو آية" وقال‪" :‬إن الله وملئكته وأهل السموات وأهل‬
‫الرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم‬
‫الناس الخير" رواه الترمذي وقال حسن صحيح‪ .‬وقال‪" :‬فوالله لن يهدي الله‬
‫بك رجل ً واحدا ً خير لك من حمر النعم" رواه البخاري ومسلم عن علي رضي‬
‫الله عنه وكرم وجهه‪ .‬وإن ربك جل جلله يقول‪) :‬فلول نفر من كل فرقة منهم‬
‫طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون(‬
‫فأحسن نيتك وأخلص في قصدك فإنما العمال بالنيات )أل لله الدين الخالص(‬
‫واستعن بالله وتوكل على الله )ومن يتوكل على الله فهو حسبه( وتواضع‬
‫وتذلل وتأمل هذه المقاصد والوسائل وأحسن صلتك بصلحاء بلدك وأخيارها ول‬
‫يثبطنك مثبط ول يضعف عزمك ول همتك بانتقاد منتقد أو تخذيل مخذل أو‬
‫استخفاف مستخف أو استهزاء مستهزئ أو تشكيك مشكك فكثيرا ً ما يحصل‬
‫ويصدر ذلك حتى من بعض أهل الخير في بعض الحيان ابتلء وامتحانا ً واختبارا ً‬
‫ولكن ليس بعد حث الله ورسوله وصالحي المة حث ول بعد بيانهم بيان فألق‬
‫السمع وأنت شهيد‪.‬‬

‫قال حجة السلم المام الغزالي رحمه الله تعالى في الحياء‪] :‬اعلم أن كل‬
‫قاعد في بيته أينما كان فليس خاليا ً في هذا الزمان عن منكر من حيث التقاعد‬
‫عن إرشاد الناس وتعليمهم وحملهم على المعروف فأكثر الناس جاهلون‬
‫بالشرع في شروط الصلة في البلد فكيف في القرى والبوادي‪ .‬وواجب أن‬
‫يكون في كل مسجد ومحلة من البلد فقيه يعّلم الناس دينهم وكذا في كل‬
‫قرية وواجب على كل فقيه فرغ من فرض عينه وتفرغ لفرض الكفاية أن يخرج‬
‫إلى من يجاور بلده من أهل السواد من العرب والكراد وغيرهم ويعّلمهم‬
‫دينهم وفرائض شرعهم‪ .‬إلى أن قال‪ :‬وكل عامي عرف شروط الصلة فعليه‬
‫ف غيره وإل فهو شريكه في الثم ومعلوم أن النسان ل يولد عالما ً‬ ‫أن ُيعّر َ‬
‫بالشرع وإنما يحب التبليغ على أهل العلم وكل من تعلم مسألة واحدة فهو من‬
‫أهل العلم بها[‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫وكثيرا ً ما يحصل التثبط والتكاسل أو التثبيط والتكسيل عن شؤون الدعوة إلى‬


‫الله بأوهام وتخيلت وتعذرات باطلت فاستمع وتأمل ما قال سيدنا المام‬
‫الحداد في كتابه الدعوة التامة قال رضي الله عنه ونفعنا به في الدارين‪] :‬وقد‬
‫تعرض لبعض أهل العلم أوهام فتمنعه وتصده عن الدعوة إلى الحق والنشر‬
‫للعلم منها أن يقول‪ :‬إني غير عامل بعلمي فكيف أعّلمه وأدعو إليه وقد ورد‬
‫من الوعيد في ذلك ما ل مزيد عليه‪ .‬فيقال له‪ :‬التعليم للعلم من جملة العمل‬
‫به والذي يعّلم ول يعمل بعلمه خير بكثير من الذي ل يعمل ول يعّلم وإذا لم‬
‫تقدر على الخير كله فل تعجز عن القيام ببعضه وعليك أن تعّلم وعليك أن‬
‫تجتهد وتعزم على العمل بما تعلم ول شك أن الوعيد الوارد في حق من يعّلم‬
‫الناس ول يعمل بما يعلم هو ألزم وأجدر بالذي ل يعمل ول يعّلم لن الول‬
‫فرض الله عليه فريضتين فقام بإحداهما وقصر عن الخرى والثاني ترك‬
‫الفريضتين جميعا ً فهو بالوعيد أولى وبالعقوبة أحرى‪ .‬ومنها أن يقول في‬
‫نفسه‪ :‬إن الدعاء إلى الله والرشاد لعباد الله تعالى مرتبة رفيعة ومنزلة‬
‫شريفة هي من شأن أئمة الهدى والدين ووظيفتهم وأنا لست كذلك ول من‬
‫أهله‪ ،‬فيحمله استصغاره لنفسه واحتقاره لها وتواضعه وانـخفاضه على‬
‫السكوت عن الدعاء إلى الله والقيام بوظيفة الرشاد ويتوهم أن ذلك من‬
‫التواضع المحمود ومعرفة النسان بقدر نفسه ووقوفه عند حده‪.‬‬

‫وهذا من التوهمات الفاسدة لن الحق ل يمنع عن الحق‪ ،‬والخير ل يصرف عن‬


‫مر في الدعاء إلى الهدى والدللة على الخير مع‬‫الخير‪ ،‬فعليه أن يجتهد ويش ّ‬
‫التواضع والخضوع والستشعار للخشية والخشوع والعتراف بالتقصير واحتقار‬
‫النفس وذلك هو الكمال والجمع لوصاف الرجال الذين ل تصدهم وساوس‬
‫الشيطان ول تصرفهم تخييلته وتلبيساته وترويجه للشر في معرض الخير‪ .‬إلى‬
‫أن قال‪ :‬وهذه التوهمات التي ذكرناها وما في معناها مما لم نذكره قد تقع‬
‫لبعض العلماء العاملين الموصوفين بتقوى الله وخشيته[‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫فجزاه الله خيرا ً من ناصح شفيق وبالله الستعانة والتوفيق وصلى الله على‬
‫سيد المعّلمين والداعين حبيب الله محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ‬


‫ولحلقات التعليم أربعة مقاصد‪:‬‬

‫الول‪ :‬غرس عظمة الدين في قلوب المتعّلمين‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬إيصال المعلومات إلى أذهانهم وتفقيههم في الدين‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬صبغهم بالخلق السلمية الكريمة‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬تعليق قلوبهم بالدعوة إلى الله وحمل هم الدين والرسالة المحمدية‪.‬‬
‫وسائل المقصد الول‬

‫ولتحقيق المقصد الول وهو غرس عظمة دين الله في القلوب وسائل منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يشاهدوا مظاهر الجلل والكبار في ألفاظ المدرس وأفعاله وأحواله‬


‫ويكون عند ذكر الله ممتلئ القلب بالتعظيم والمحبة ناطقا ً بألفاظ الثناء‬
‫والتقديس –سبحانه وتعالى – جل جلله – عز وجل‪ -‬جل وعل‪ -‬إلى غير ذلك ول‬
‫يذكر نبيه سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وآله وسلم ول أحدا ً من النبياء صلوات‬
‫الله وسلمه عليهم أجمعين إل بلفظ السيادة وشعور المحبة والصلة والسلم‬
‫عليه وآله وكذلك يذكر أئمة الدين وعلماء المة بالجلل والترضي عنهم‬
‫والترحم عليهم‪.‬‬

‫‪ -2‬كثرة ذكر الخرة وما فيها وجزاء العمال‪.‬‬

‫‪ -3‬ترديد قصص النبياء والصحابة والصالحين‪.‬‬

‫‪ -4‬تكرير الكلم عليهم أن الدين أعظم ما أوتوا وأجل ما تكرم الله به على‬
‫عباده وأن عليه تترتب سعادة البد والفوز بالدرجات والنجاة من النار وأن‬
‫الدنيا ل تساوي عند الله جناح بعوضة‪.‬‬

‫‪ -5‬حسن الصغاء والستماع عند التلوة وأن ل يمسوا المصحف إل على طهارة‬
‫بل ينبغي حرصهم على الطهارة لكل الدروس وفي مختلف الحوال‪.‬‬

‫‪ -6‬ملحظة هيئة الجلوس لتكون على وصف الدب‪.‬‬

‫‪ -7‬أن ل توضع الكتب على الرض مباشرة ول خلف الظهور‪.‬‬

‫‪ -8‬يلحظ كيفية حمله للكتاب وصفح ورقه‪.‬‬

‫‪ -9‬التزام السكوت عند الذان والشتغال بإجابته‪.‬‬

‫‪ -10‬انتقاد استعمال الشنط التي تحمل فيها الكتب خلف الظهر‪.‬‬

‫ودوا الهم عند فوات الخير والحزن عليه والفرح بتوفيق‬


‫‪ -11‬أن يشاهدوا ويع ّ‬
‫الله لفعله وقوة الندم على الهفوات‪.‬‬
‫ودوا الحرص على الجماعة في الصلوات الخمس‪.‬‬
‫‪ -12‬أن يع ّ‬

‫‪ -13‬ربطهم بحصة للتلوة وأذكار للصباح والمساء والحوال المختلفة‪.‬‬

‫‪ -14‬تعليمهم ربط جميع أحوالهم وعاداتهم بالدين وصالح النيات‪.‬‬

‫‪ -15‬الحتفال بحفظ الجزاء والسور الطوال وبختم الكتب ودعوة أولياء المور‬
‫وأعيان المنطقة للحضور‪.‬‬
‫وسائل المقصد الثاني‬

‫وهو ايصال المعلومات إلى الذهان وتفقيههم في الدين‪:‬‬

‫‪ -1‬على المدرس والمتكلم أن يلقي درسه وكلمته بصوت مرتفع بحيث يسهل‬
‫على كل الحاضرين سماعه‪.‬‬

‫‪ -2‬وأن يتأنى في اللقاء تماما ً بحيث يسهل استيعابه وفي الحديث‪ :‬أنه صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم كان يتكلم كلمة كلمة لو أراد السامع أن يعد كلماته لقدر‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬وليستعمل الشارة المناسبة لتقرير وتوضيح ما يقول دون مبالغة في‬


‫الكثار منها‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يردد النظر وقت إلقاء الدرس في وجوه الطلب ليتأكد من إنصاتهم‬
‫وانتباههم‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يكرر رؤوس المسائل ومهمات الدرس على أسماعهم ويلقي في‬
‫الخاتمة خلصة الدرس‪.‬‬

‫‪ -6‬ويفتح المجال للسئلة ويهتم بتوضيح جوابها‪.‬‬

‫‪ -7‬ويحثهم على كتابة الفوائد خصوصا ً ما يطرق سمع أحدهم لول مرة‬
‫ويجعلون لها دفترا ً خاصا ً ولفوائد كل فن موضع مخصوص‪.‬‬

‫‪ -8‬أن يسألهم في أول كل درس عن مهمات مسائل الدرس الذي قبله‪.‬‬

‫‪ -9‬وأن يلقي في كل أسبوع أسئلة عن حصيلة ما دار في دروس السبوع‪.‬‬

‫‪ -10‬وأن يحّرر في كل شهر أسئلة عن دروس الشهر‪.‬‬

‫‪ -11‬وأن يطالبهم بتقوية المحفوظات وإحسان النطق بها ويحّثهم على كثرة‬
‫تكريرها وترديدها وأن ل يكتفي أحدهم بمجرد حفظها ويرى أنه قد استوعبها‪.‬‬

‫وإن شئتم أن تحفظوا ما علمتم‬


‫فذلك في تكرير درس وترداد‬

‫‪ -12‬أن يدخل عند الملل المضحكات المناسبة ويورد القصص لشد أذهانهم‬
‫واستعادة نشاطها‪.‬‬

‫‪ -13‬أن يستعمل التطبيق فيما يتأتى تطبيقه كالوضوء والصلة وغيرها‪.‬‬

‫‪ -14‬أن يتجنب الطالة المملة ويحرص على إنهاء الدرس والنفوس راغبة فيه‪.‬‬

‫‪ -15‬أن يرتب مطالعات خاصة لضعيف الفهم ليتمكن من لحوق أقرانه والسير‬
‫معهم‪.‬‬

‫‪ -16‬ويجعل مطالعات ودروسا ً إضافية لقوياء الفهم ليستوعبوا أكثر ويسرعوا‬


‫في إكمال المقرر‪.‬‬

‫‪ -17‬أن يستعمل الثناء المعتدل على كل من يحسن الجابة وعلى من يحسن‬


‫السؤال وعلى أهل المواظبة وأهل التبكير في الحضور‪.‬‬

‫‪ -18‬وأن يستعمل المسابقات بين الطلب ويحضر الجوائز للممتازين في‬


‫الجابات تحفيزا ً وتشجيعًا‪.‬‬

‫‪ -19‬أن يلتزم بمنهج مدروس ومقرر يمشي على خطواته وإليك مقترح منهج‬
‫في مواد‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -2‬والحديث الشريف‪.‬‬

‫‪ -3‬وعقيدة السلم‪.‬‬

‫‪ -4‬والفقه‪.‬‬

‫‪ -5‬والصول‪.‬‬

‫‪ -6‬والسيرة النبوية‪.‬‬

‫‪ -7‬والداب‪.‬‬
‫‪ -8‬والنحو‪.‬‬

‫القرآن الكريم‪:‬‬

‫الحفظ والتلوة والتجويد والتفسير وعلوم القرآن‪.‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬الحفظ‪:‬‬

‫‪ -1‬طريقة الحفظ أن يكرر خمس آيات أو عشرا ً حتى يتم حفظها ثم يكررها بعد‬
‫الحفظ )‪ (25‬خمسا وعشرين مرة على القل حفظا‪.‬‬

‫‪ -2‬من لم يتقن التلوة يلزم أن يتلو ما يريد حفظه قبل أن يتحفظه حتى‬
‫يحسن أداءه على يد متمكن من معّلم أو طالب قوي القراءة‪.‬‬

‫‪ -3‬ل يقبل منهم الحفظ إل مع إحسان التلوة ورفع الصوت وإيضاح الحروف‪.‬‬

‫‪ -4‬يبدأ مع الصغار بإتقان الفاتحة وقصار السور فيقرر عليهم كل يوم سورة‬
‫أو سورتين يرددونها حتى يتم حفظها تماما ً ويستمعها منهم اليوم الثاني وبعد‬
‫استماع الحفظ الجديد يستمعهم فيما قد حفظوا من قبل‪ ،‬وتقبل الزيادة من‬
‫قوي الحفظ بشرط صحة النطق وجودة الحفظ‪.‬‬

‫‪ -5‬والمتوسطون يقرر عليهم سورة من جزء عم كل يوم ومن استمع حفظه‬


‫الجديد فيستمع إليه في )‪ (5‬سور مما قد حفظه من قبل‪.‬‬

‫وبعد جزء عم يحفظون جزء تبارك كذلك ويتدارسون كل يوم جزءا ً فيما بينهم‪.‬‬
‫ثم يستحسن حفظ سورة الكهف ويس والدخان والواقعة‪.‬‬

‫‪ -6‬ومن رغب في حفظ جميع القرآن بعد ذلك فيبدأ من البقرة يقرر عليه كل‬
‫يوم مقرأ مع استماعه في نصف جزء مما سبق حفظه ومدارسة جزئين في‬
‫كل يوم‪.‬‬

‫ملحظة‪ :‬تقبل الزيادة في الحفظ ممن يرغب بشرط قوة الحفظ وصحة‬
‫النطق‪ ،‬ولتقوية الحفظ يحرص على قراءة ما يحفظه في الصلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التلوة‪:‬‬

‫‪ -1‬ل بد من تعليم قواعد التهجي لمن لم يتقنها‪.‬‬

‫‪ -2‬يتدارس المتمكنون من التلوة كل يوم جزءا ً على القل ويتابع الضعيف في‬
‫التقوية حتى يكمل المصحف الشريف‪.‬‬

‫‪ -3‬يلحظ أثناء التدارس كونهم مستمعين ناظرين إلى المتلو في المصحف‬


‫ويتركز الرد على من بيمين القارئ ثم من يليه ول يردون دفعة واحدة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التجويد‪:‬‬

‫‪ -1‬يأخذون قواعده ويقرؤون كتاب هداية المستفيد ثم المختار المفيد‪.‬‬

‫ودًا‪.‬‬
‫‪ -2‬يبتدأ تعويد الصغار بإلقائه إليهم مج ّ‬

‫‪ -3‬يلحظ تطبيق القواعد فل بد من تلوتهم أثناء درس التجويد شيئا ً من‬


‫القرآن للتأكد من التطبيق وتعويدهم عليه‪.‬‬

‫‪ -4‬ل بد من ملحظة التطبيق وقت استماع الحفظ ووقت المدارسة والتلوة‪.‬‬

‫‪ -5‬يختار المتقنون منهم للتلوة في الجتماعات والجلسات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التفسير‪:‬‬

‫لمن أتقن التلوة وحفظ جزء عم يبدأ بأخذ تفسير قصار السور من الجللين ثم‬
‫جزء عم ثم جزء تبارك ثم لمن استعد تفسير جميع القرآن للمام البغوي من‬
‫الفاتحة إلى سورة الناس‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬علوم القرآن‪:‬‬

‫‪ -1‬ينبغي العتناء بتدريس كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للمام النووي‪.‬‬

‫‪ -2‬ثم زبدة التقان في علوم القرآن للسيد محمد بن علوي المالكي‪.‬‬

‫‪ -3‬فيض الخبير في أصول التفسير‪.‬‬


‫الحديث النبوي الشريف‪:‬‬

‫ودون‬
‫‪ -1‬يختار للمبتدئين أحاديث مختصرة يحفظونها وتشرح لهم معانيها‪ ،‬ويع ّ‬
‫إلقاءها بصوت واضح وقد تم اختيار أحاديث من شفاء السقيم للحبيب محمد‬
‫الهدار نفعنا الله بها وبه‪.‬‬

‫ودون مع إلقائها البدء‬


‫‪ -2‬ثم يحفظون الربعين النووية وتشرح لهم ويع ّ‬
‫بالبسملة والحمدله والصلة على النبي وآله وصحبه وتناول شيء من شرحها‬
‫والختم بالدعاء والصلة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫م ذلك فليشرع في قراءة الذكار ورياض الصالحين للمام النووي‬‫‪ -3‬ومن أت ّ‬


‫وليعلق بذهنه مهمات مسائل الشرح ويحفظ ما تيسر له مما تدعو الحاجة إليه‬
‫من الحاديث‪.‬‬

‫‪ -4‬ثم تبدأ مرحلة الكبار بدراسة الصحيحين والموطأ وبقية المهات ول بد‬
‫لتحقيق دراستها من شيخ متمكن‪.‬‬

‫مصطلح الحديث‪:‬‬

‫من بعد حفظ الربعين النووية وشرحها‪.‬‬

‫يبدأ بمنظومة البيقونية شرحا ً وحفظا ً ثم القواعد الساسية للسيد محمد‬


‫المالكي ثم نزهة النظر شرح نخبة الفكر للمام ابن حجر والمنهل اللطيف‬
‫للسيد محمد المالكي وألفية المام السيوطي‪.‬‬

‫التوحيد وعقيدة السلم‪:‬‬

‫‪ -1‬يبدأ بعقيدة العوام حفظا ً وشرحًا‪.‬‬

‫‪ -2‬ثم دروس التوحيد للحبيب محمد بن سالم بن حفيظ نفعنا الله به‬
‫والمسلمين‪.‬‬

‫‪ -3‬ثم عقيدة السلم للمام الحداد‪.‬‬

‫‪ -4‬ودروس التوحيد للسيد محمد بن أحمد الشاطري نفع الله به‪.‬‬

‫‪ -5‬وعقيدة المام الغزالي‪.‬‬

‫‪ -6‬ثم الجوهرة‪.‬‬

‫‪ -7‬إلجام العوام عن علم الكلم للمام الغزالي‪.‬‬

‫‪ -8‬رسالة القدس وشرحها‪.‬‬

‫الفقه السلمي‪:‬‬

‫فروعه‪ :‬يبدأ بالرسالة الجامعة فسفينة النجاة فالمختصر اللطيف ففتح الله‬
‫فيما يجب على العبد لموله ومتن أبي شجاع فالمقدمة الحضرمية فالزبد مع‬
‫الياقوت النفيس والعمدة فبلوغ المرام فالمنهج فالمنهاج وليلحظ المدرس‬
‫التركيز على المسائل الواقعة وذكر الدلة ما استطاع والشارة إلى الخلف‬
‫وذلك فيما بعد المختصرات‪.‬‬

‫أصوله‪ :‬يبدأ بالورقات وشرحها ثم كتاب اللمع للشيخ أبي اسحاق الشيرازي ثم‬
‫المستصفى للمام الغزالي‪.‬‬

‫السيرة النبوية‪:‬‬

‫دروس السيرة النبوية للحبيب العلمة علوي بن طاهر الحداد وتهذيب سيرة ابن‬
‫هشام وفقه السيرة للدكتور البوطي والسيرة النبوية لبي الحسن الندوي‬
‫والسيرة الدحلنية للمام أحمد بن زيني دحلن‪.‬‬

‫الداب والسلوك‪:‬‬
‫يبدأ بالذخيرة المشرفة حفظا وتعويد عمل‪ ،‬فبداية الهداية للمام الغزالي‬
‫فرسالة المذاكرة فآداب سلوك المريد للمام الحداد فرسالة المعاونة له أيضا ً‬
‫فمنهاج العابدين للمام الغزالي فالحياء له‪.‬‬

‫النحو‪:‬‬

‫الجرومية والتحفة السنية فالمتممة فشرح القطر فاللفية‪.‬‬

‫وليلحظ أنه مما يتعين ويجب على المتوسطين من الطلب فمن فوقهم‬
‫إطلعهم على أدلة أهل السنة والجماعة خصوصا ً فيما يثار في العصر من‬
‫المسائل للطمئنان ثم البيان عند الحاجة فليعتنوا بالطلع على مثل‪:‬‬

‫‪ -1‬الوسيلة للوقاية من مضلت الفتن للسيد العلمة محمد بن سالم بن حفيظ‪.‬‬

‫‪ -2‬السنة والبدعة للسيد العلمة عبدالله بن محفوظ الحداد‪.‬‬

‫‪ -3‬مفاهيم يجب أن تصحح للسيد العلمة محمد بن علوي المالكي‪.‬‬

‫‪ -4‬صاروخ القرآن والسنة‪.‬‬

‫‪ -5‬تحقيق البدعة للعلمة المحدث علي بن محمد بن يحيى‪.‬‬

‫‪ -6‬وجوب التحول إلى حسن الظن بالمتوسل له‪ ،‬وأمثالها‪.‬‬

‫وليلحظوا ويتنبهوا أن الواجب هو التعريف والتبيين للقناع وتثبيت عقائد‬


‫الحق فرادى ومثنى وفي الجموعات عند الحاجة مع اجتناب الشتائم وذكر‬
‫أسماء الشخاص والجماعات والبتعاد عن ذلك أصل ً مع ملحظة الهدوء التام‬
‫في إيراد الكلم وإلقاء الحجة‪.‬‬
‫وسائل المقصد الثالث‬

‫وهو صبغهم بالخلق الكريمة‬

‫وذلك من أهم المقاصد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‪" :‬إنما بعثت‬
‫لتمم مكارم الخلق"‪.‬‬

‫فليأخذ بمثل هذه الوسائل‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يتلو عليهم بتكرار ما ورد في فضل الخلق الكريم وما يترتب عليه في‬
‫ن به تحصل البركة في العلم والتعليم‬
‫الدنيا والخرة وضرورة اكتسابه وأ ّ‬
‫والقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخرة‪.‬‬

‫‪ -2‬ثم يعتني بتفصيل كل خلق وما ورد في فضله وطريق اكتسابه‪.‬‬

‫‪ -3‬دوام البتسامة على وجه المعّلم والمقابلة بالبشاشة وطلقة الوجه مع‬
‫ظهور أثر الخشوع والخشية عندما يقتضيها من تلوة وذكر وأخبار الخرة‪.‬‬

‫‪ -4‬الثناء المعتدل على من يستحقه وعلى كل تحسن‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يحرص المدرس أن ل يقول ول يفعل إل ما يصلح أن ُيقتدى به فيه‬


‫فيكون قدوة لهم في ضبط النفس واستقامة القول والعمل‪.‬‬

‫‪ -6‬التزام توقير الكبير في المجلس وتقديمه‪ ،‬ورحمة الصغير والخذ بيده‬


‫وتفهيمه‪.‬‬

‫‪ -7‬أن ل يذكر في المجلس مسلما ً بسوء قط‪.‬‬

‫‪ -8‬تعويدهم الصفح والعفو عن هفوات بعضهم في حق بعض‪.‬‬

‫‪ -9‬تذكيرهم بفضل الخوة واللفة والمحبة في الله وحقوقها‪.‬‬

‫‪ -10‬بعث شعورهم أن خطأ الواحد منهم نقص لجميعهم وأن احسان أحدهم‬
‫فضل لجميعهم فل يبادر أحدهم إلى الشكوى بإخوانه ول يظهر عيب أحد منهم‬
‫بل يسعى لتفادي النقص والخطأ بالطرق الطيبة‪.‬‬

‫‪ -11‬وإذا اشتكى أحد منهم وبّلغ عن خطأ فلُيذكر بمقصود الشكوى ووجوب أن‬
‫يكون الدافع لها المحبة والشفقة‪.‬‬

‫‪ -12‬تقوية العلئق في الله بينهم بترتيب تزاور بينهم في وقت مناسب كل‬
‫أسبوع وأن يتفقد الواحد أصدقاءه فيكل مجلس وعيادة المريض والزيارة في‬
‫كل مناسبات التهنئة والمواساة من قدوم غائب أو حلول سكن جديد أو تجدد‬
‫مولود أو حدوث زواج أو وفاة أو نازلة‪.‬‬

‫‪ -13‬النظر في الصدقاء واختيارهم وإبعاد كل طالب عن أصدقاء السوء‪.‬‬

‫‪ -14‬أن يكون للمعلم نظر في أوقات الطلب وكيف يقضونها وتوزيعها على‬
‫مطالعات وزيارات ومشاركات في مجالس الخير التي تعقد بالبلد وصلت‬
‫ومشاركات في ألعاب وسواها مع ملحظة النية والكيفية‪.‬‬

‫‪ -15‬أن يكون المدرس متصل ً بأولياء أمور الطلب ومبلغا ً لهم محسانهم وأخبار‬
‫من توالى غيابه أو تكرر منه وصف سيئ للتعاون على العلج‪.‬‬

‫‪ -16‬أن يقص عليهم بكثرة قصص ذوي الخلق العالية وخصوصا ً من كان من‬
‫أهل مناطقهم‪.‬‬

‫ودوا النفاق والبذل ولو بالشيء الرمزي اليسير بأن يذكر فضائل‬‫‪ -17‬أن ُيع ّ‬
‫التباذل في الله والجود والسخاء ويجعل لهم صندوق تبرع تطوعي يصرف‬
‫حاصله في مثل شراء كتب أو أدوات مكتبية أو غيرها أو مساعدة في رحلة لهم‬
‫أو تسلم لذي نائبة أو معروف في البلد بالحاجة‪.‬‬

‫‪ -18‬أن يبث بينهم روح اليثار وُيعّلموا أنه ل يحسن التسابق والمسارعة إل في‬
‫خدمة بعضهم البعض وما فيه مشقة على النفس وأنه يحسن التأخر فيما‬
‫تتشوف إليه النفس وتطمع فيه حتى تلزم به وتدعى إليه‪.‬‬

‫ودهم البدء بالسلم والمصافحة والقيام‬ ‫‪ -19‬أن يلحظ هيئات جلوسهم ويع ّ‬
‫للعلماء والباء والكابر وتقبيل أياديهم بالمحبة والتوقير بل مبالغة ول غلو‬
‫وخصوصا ً في الماكن والمجالس العامة‪.‬‬

‫‪ -20‬أن يتدرج في العتاب فيبدأ مع من صدر منه خطأ بزجره بالتلويح والشارة‬
‫ل التصريح فإن عاد فبالنصح في الخلوة فإن عاد فبالتصريح والعتاب أمام غيره‬
‫ثم بالضرب والستتابة فإن خاف على الطلب أن يتعلموا منه السوء وينتشر‬
‫بينهم الشر منه فليبادر بفصله وإبعاده عنهم بطريقة لطيفة‪.‬‬

‫‪ -21‬أن يعّلم الطلب وينبههم أن العلم يزكو ويتبارك بالعمل به وبإنفاقه‬


‫وإفادة إخوانهم وإرشادهم إلى مواطن الستفادة‪.‬‬

‫وبالله التوفيق‬
‫وسائل المقصد الرابع‬

‫وهو تعليق القلوب بالدعوة إلى الله وحمل الهم بدين الله )قل هذه سبيلي‬
‫أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن تبعني( وهو ركن في العمل بشريعة الله‬
‫عظيم‪ ،‬بتعطيله تنتشر الشرور ويكثر التجري على انتهاك الحرمات وتضييع‬
‫الواجبات وتنزل المصائب وتحل النوائب وبالقيام به ينتشر الخير وتحيا القلوب‬
‫فتدفع البليا وتكشف الكروب )وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها‬
‫مصلحون( فل بد من تعليق قلوب الطلب بهذه المهمة العظيمة وحرصهم على‬
‫نفع المسلمين وتبليغ دعوة الله وإنقاذ وتعليم وتوجيه من قدروا ما استطاعوا‬
‫إلى ذلك سبيل ً مستنفدين في ذلك الطاقة والفكر وإل فكم من متعلم أخذ‬
‫م له في نفع ول إنقاذ ول‬‫حظا ً من العلم والمعرفة ثم عاش بين الناس ل ه ّ‬
‫تعليم فلم يهد الله به أحدا ً لعدم حرصه هو على ذلك بل ربما غفل مع الغافلين‬
‫ولهى مع اللهين فكان ما علم حجة عليه ول حول ول قوة إل بالله العلي‬
‫العظيم‪.‬‬

‫وللتوجيه لهذه المهمة ثم للقيام بها وسائل منها‪:‬‬

‫‪ -1‬تكرير وترداد ما ورد في ذلك عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم‬
‫والسلف الصالح وينبغي العتناء بمقدمة كتاب الدعوة التامة لسيدنا المام‬
‫الحداد وتأملها لكل من يتمكن من القراءة في الكتب‪.‬‬

‫‪ -2‬التذكير بعظمته وأنه مهمة النبياء والمرسلين وأن مدار صلح المة عليه‪،‬‬
‫وأساس بلياها وتسلط أعدائها تركه‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة السيرة النبوية وما لقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في‬
‫التبليغ وما عاناه أصحابه وتابعوهم بإحسان في سبيل ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬أخذ تصور صحيح عن واقع المسلمين واضطرارهم إلى أن يعود ويقوم‬


‫ويقوي حس الدعوة على بصيرة بينهم وينتشر في القطار‪.‬‬

‫‪ -5‬تفهيم الطلب أن الدعوة ل تنحصر في وعظ وإلقاء كلمات وخطب بل كل‬


‫تلك من جملة وسائلها والدعوة إعمال الفكر في إنقاذ الناس من البعد والغفلة‬
‫إلى القرب والذكر بمختلف الوسائل وأنواع السباب والعمل بذلك مع الخلص‬
‫لله وقصد وجهه الكريم‪.‬‬
‫‪ -6‬ومن أقوى وسائلها التعرف وعقد الصلة والعلقة الطيبة وبذل المعروف‬
‫والحسان والرفق والتزاور وإهداء الكتب النافعة والشرطة الطيبة‪.‬‬

‫‪ -7‬التدريب على إلقاء الكلمات ويبدأ بإلقاء الحاديث أول ً ثم يتعود قبل إلقاء‬
‫الحديث البتداء بالحمد والثناء والصلة والسلم على سيدنا رسول الله وآله‬
‫وأصحابه وتابعيهم بإحسان ويختم بالدعاء والصلة والسلم على رسول الله‬
‫وآله وصحبه ثم يتعود تناول شيء من شرح الحديث عقبه ثم يضيف دكر ما‬
‫يناسب موضوع الحديث من اليات قبله والثار والشعار والقصص بعده‪.‬‬

‫‪ -8‬وليلحظ في كل ما تقدم في الوسيلة السابعة رفع الصوت والتأني والنظر‬


‫إلى وجوه الحاضرين بالرحمة والمحبة والتوقير‪.‬‬

‫ن السامعين خير منه وأنه متعرض بدعوتهم‬ ‫‪ -9‬أن يعتقد المعّلم والمتكلم أ ّ‬
‫لنفحات ربه ونيل دعواتهم ونظراتهم وبركتهم وشفاعة الشافعين منهم في‬
‫الخرة وذلك غيب وسر أخفاه الله في عباده‪ ،‬وهو ل يدري بخاتمة الكافر‬
‫والعاصي فكيف ظنه بالمؤمن والطائع والصالح‪ ،‬فليتعلم سوء الظن بنفسه‬
‫واتهامها وحسن الظن بالناس فبذلك تزكو الدعوة وتنمو وتثمر‪.‬‬

‫‪ -10‬ومن أقوى وسائل استمرار الدعوة المشرفة على وجهها الصحيح أن ل‬


‫يصدق ما يقال من الثناء عليه ول يركن إليه وأن يقمع النفس عن محبة‬
‫ن لها حقا ً على من‬
‫المنزلة في قلوب الخلق ونفوذ الكلمة فيهم وعن أن ترى أ ّ‬
‫استمعوا إليه أو انتفعوا به بأن ينقادوا له أو يكونوا تحت تصرفه ورهن إشارته‬
‫إلى غير ذلك فإن هذه المور تسرع إلى النفس بحكم طبيعتها فإذا رسخت‬
‫فيها اختلطت الدعوة بالدعوى والهدى بالهوى وتعرقل سير الدعوة على‬
‫وجهها فليحذر الداعي وليقطع مادة تلك الحاسيس والشعور من أول ورودها‬
‫على قلبه )ومن يؤمن بالله يهد قلبه( )ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط‬
‫مستقيم(‪.‬‬

‫‪ -11‬توزيع الكتب والشرطة الطيبة بين الرجال والنساء وفي المساجد‬


‫والربطة والسيارات ويحسن أن ل يركب سيارة إل ومعه من الشرطة‬
‫غب سائقي السيارات في‬ ‫المناسبة ما يستفيد منه السامعون أثناء السير وير ّ‬
‫اقتناء ذلك وإسماعه الركاب وأنهم بذلك يكونون من الدعاة إلى الخير‪.‬‬

‫‪ -12‬إبعاد العادات عن المحرمات والستعانة في المناسبات بمن يقيمها من‬


‫الفرق الخيرات البعيدة عن السواء والمنكرات‪.‬‬

‫‪ -13‬عند سفره وخروجه لي قرية أو مدينة ينبغي أن يستعد بما يناسب‬


‫للطريق والمنطقة من الكتب والشرطة‪.‬‬
‫‪ -14‬أن يلحظ الغيرة على الحق فل يعرض على العامة والمبتدئين ومحكمي‬
‫عقولهم إل ما يناسب عقولهم وإدراكهم‪.‬‬

‫‪ -15‬أن يكون على صلة حسنة بالمهتمين بالخير في منطقته‪.‬‬

‫‪ -16‬أن يجتمع مع من تأتى وتمكن من المهتمين للتشاور بينهم ويجب ويتأكد‬


‫إذا تشاوروا أن يرجعوا إلى رأي أكبرهم أو أعلمهم أو الكثرية منهم ويتخلى‬
‫مق هذا في نفسه وإل وجد الشيطان‬ ‫كل واحد عن رأي نفسه مقابل ذلك ويع ّ‬
‫مدخل ً قويا ً للتشتيت وضعضعة السير‪.‬‬

‫‪ -17‬أن يعّلق الطلب ومن حوله بدعوة الصدقاء والقارب والجيران وجلبهم‬
‫إلى الخير ومجالس الخير‪.‬‬

‫‪ -18‬اختيار اللباس النسب للدعوة عامة وحصوصا ً في الجمعة والمناسبات‬


‫ويجدر التركيز على ملحظة ألبسة النساء وحثهن على ما كان أقرب للحياء‬
‫والحشمة وزجرهن عما خالف ذلك وتكريه التشبة بالفجار إلى قلوبهن‪.‬‬

‫‪ -19‬عقد جلسات خاصة بالنساء لتعليمهن وتذكيرهن‪.‬‬

‫‪ -20‬غرس الشعور بأحوال المسلمين والتوجه في شأن إصلحهم وفلحهم‬


‫ونجاحهم وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائل الجسد‬
‫بالسهر والحمى‪.‬‬

‫‪ -21‬والرحلت لها أثر في نشر العلم وتقويم الخلق وتعليق القلوب بالدعوة‬
‫إلى الله تعالى ومن الرحلت ما يقصد به تذكير العامة ونفعهم ومنها ما يقصد‬
‫به تقوية الصلت بين الخوان في المناطق وتعاونهم وتفقدهم ومنها ما يقصد‬
‫به تنمية الخوة بين الخارجين وتقويم خلقهم وربط قلوبهم بالدعوة إلى الله‬
‫فليرتب لكل نوع من هذه النواع الثلثة رحلت تفي بالغرض وليلحظ اختيار‬
‫المكان والوقت وإعداد البرنامج المناسب وبالله التوفيق‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫توجيهات لمدرسي الحلقات‬

‫لتحقيق الغرض من التعلم والتعليم يجب العتناء بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬صدق الوجهة والجد في الخذ ثم في العطاء‪ ،‬والتجرد عن الغراض‬


‫والمقاصد الفانية الحقيرة بكل أنواعها وجميع معانيها‬

‫‪ -2‬الرتقاء إلى إفراد القصد للرب والصدق في الخلص لوجهه الكريم‪.‬‬


‫واحتواء الضمير على التعظيم والجلل للحق تعالى المتمثل في تعظيم‬
‫شرعه ودينه وعلوم دينه المتلقاة عن نبيه المصطفى محمد صلى الله‬
‫عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يتمثلوا شعورا بأنهم في مكان المانة البالغة النهاية في العظمة إذ‬
‫منابر التعليم هي منابر الرسول الكريم مبلغ الرسالة الخاتمة الشاملة‬
‫الكاملة من ختم الله به النبيين‪ ،‬وكل من يجلس على هذا المنبر يجب أن‬
‫يعرف عظمته ويستشعر من هيبته وجلله ما يعلم به أنه يسأل عن منبر‬
‫نبوة ورسالة ل حق له فيه من قريب أو من بعيد أن يغير شيئا من معالمه‬
‫ول أن يتقدم أو يتأخر إل بحسب من شرع وعلم صاحب المنبر نفسه صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يطلبوا مضاعفة الرحمة في قلوبهم للمة عامة ولمن يعلمونهم أو‬
‫يدرسونهم ويذكرونهم خاصة‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يعمقوا في قلوبهم التواضع لله واعتقاد الخير في المسلمين عامة‬


‫وخاصتهم خاصة‪.‬‬

‫‪ -6‬أن يحسنوا البلغ والداء والبيان وإيصال المعلومات مكسوة بروحانية‬


‫الشفقة والرحمة والخلص والعطف والحنان والهمة السامية والعزيمة‬
‫القوية‪.‬‬

‫‪ -7‬أن يقووا استعدادهم للستفادة من كل انتقاد‪ ،‬واستقبال ملحظة‬


‫الملحظ ونصيحة الناصح وتنبيه المنبه أيا كان‪.‬‬

‫‪ -8‬أن يعتنوا بتقوية اتصالهم بالسند عبر مشائخهم وسلسلت السند إلى‬
‫المنبع والمصدر وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫العلوم والثقافات التي يجب على المعلم أن يتسلح‬
‫بها‪:‬‬

‫‪ -1‬سعة الطلع في مادته التي يدرسها‪ ،‬واستيعابه لطراف مسائلها‬


‫وتمكنه منها‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاجة شديدة للمعلمين عامة ومعلمي الشريعة خاصة في الطلع على‬


‫سيرة خير المعلمين وإمامهم وقائدهم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه‬
‫وسلموالتضلع في التعرف عليها وتأمل معانيها وما احتوته من إشارات‬
‫ودللت‪.‬‬

‫‪ -3‬ثم علم السلوك الذي ل يستغني عنه معلم لي مادة ويتأكد على معلمي‬
‫علوم السريعة المطهرة‪ ،‬فيجب أن يتسلح به المعلم‪ ،‬وأن يأخذ نصيبا‬
‫وافرا من ذلك اللعم إدراكا ووجدانا وذوقا وتحققا‪.‬‬

‫‪ -4‬ثم تاريخ المسلمين والطوار التي مرت بها المة في نواحي حياتهم في‬
‫تطبيقهم لمر الشريعة وقيامهم بها‪ ،‬وما اتصل بذلك من نماذج عجيبة‬
‫و في المبدأ وإبداع في التطبيق‬
‫ومسالك شريفة وقدوات حسنة وسم ّ‬
‫والتنفيذ‪.‬‬
‫أسباب تأثير المدرس على الطلب‬

‫لتأثير المدرس على طلبته أسباب ظاهرة وأسباب باطنة‬

‫فأهم السباب الظاهرة‬

‫‪ .1‬التقان والحسان والستيعاب وحسن البيان والتفهيم‬

‫‪ .2‬أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلبه في نطبيق ما يعلمهم ويدعوهم إليه‬
‫ائتمارا للمأمور وانتهاءً عن المنهي عنه‪.‬‬

‫‪ .3‬متابعة النظر لهم أثناء التقرير ومتابعة مساءلتهم وتصحيح أجوبتهم‪.‬‬

‫ث المتأخر‬
‫‪ .4‬الثناء على المجيد المتقن بما ل يوقعه في الغرور‪ ،‬وح ّ‬
‫المتكاسل بما ل يوقعه في اليأس‪.‬‬

‫وأهم السباب الباطنة‪:‬‬

‫‪ -1‬إخلص القصد لوجه الله الكريم‪.‬‬

‫‪ -2‬امتلء القلب بالرحمة والشفقة على المتعلمين‪ ،‬ونية إنقاذهم من جميع‬


‫الشرور والفساد‪ ،‬وتقريبهم إلى رب العباد‪ ،‬وربطهم بالسوة الذي‬
‫ارتضاه لهم ربهم وهو حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫‪ -3‬تواضعه القلبي‪ ،‬وكثرة تضرعه بالسحار‪ ،‬وتفقده لحوال وصفات قلبه‪،‬‬


‫وكثرة تأمله لتلك الحوال والصفات‪.‬‬

‫‪ -4‬استناده إلى الله‪ ،‬وتفويضه إليه وشهوده الثر منه جل جلله وتعالى في‬
‫عله‪.‬‬

‫وبضد ما ذكرنا من هذه السباب الظاهرة والباطنة‪ ،‬وبفقدها يكون التأثير‬


‫ل‬
‫السلبي وجلب المضرة إلى المتعلمين والمتلقين بما يوقعهم فيه‪ ،‬إما من تعا ٍ‬
‫ل وحسد‪ ،‬وإما من فصل بين العلم والعمل‪ ،‬وغير ذلك من‬ ‫وتر ّ‬
‫فع‪ ،‬وإما تحام ٍ‬
‫المساوئ التي تحصل بسبب التعليم القائم على غير الساس القويم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫فهذه إشارات إلى مجامع ما ينبغي التنبه له من مقاصد ووسائل‪ ،‬والصادق مع‬
‫الله يفتح له باب الفهم وحسن الختيار ويلهمه رشده ويوسع له مداركه وما‬
‫توفيقي إل بالله عليه توكلت وإليه أنيب وصلى الله على سيدنا محمد وآله‬
‫وصحبه وسّلم‪.‬‬

You might also like